صفحه : 1

الجزء الحادي‌ والعشرون

تتمة كتاب تاريخ نبيناص

تتمة أبواب أحواله ص من البعثة إلي نزول المدينة

باب 22-غزوة خيبر وفدك وقدوم جعفر بن أبي طالب ع

الآيات الفتح سَيَقُولُ المُخَلّفُونَ إِذَا انطَلَقتُم إِلي مَغانِمَ لِتَأخُذُوها ذَرُونا نَتّبِعكُم يُرِيدُونَ أَن يُبَدّلُوا كَلامَ اللّهِ قُل لَن تَتّبِعُونا كَذلِكُم قالَ اللّهُ مِن قَبلُ فَسَيَقُولُونَ بَل تَحسُدُونَنا بَل كانُوا لا يَفقَهُونَ إِلّا قَلِيلًا و قال تعالي فَأَنزَلَ السّكِينَةَ عَلَيهِم وَ أَثابَهُم فَتحاً قَرِيباً وَ مَغانِمَ كَثِيرَةً يَأخُذُونَها وَ كانَ اللّهُ عَزِيزاً حَكِيماً وَعَدَكُمُ اللّهُ مَغانِمَ كَثِيرَةً تَأخُذُونَها فَعَجّلَ لَكُم هذِهِ وَ كَفّ أيَديِ‌َ النّاسِ عَنكُم وَ لِتَكُونَ آيَةً لِلمُؤمِنِينَ وَ يَهدِيَكُم صِراطاً مُستَقِيماً.تفسير أقول قدمر تفسير الآيات في باب نوادر الغزوات و باب غزوة الحديبية. و قال الطبرسي‌ رحمه الله لماقدم رسول الله ص المدينة من الحديبية مكث بهاعشرين ليلة ثم خرج منها غاديا إلي خيبر وَ ذَكَرَ ابنُ إِسحَاقَ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي مَروَانَ الأسَلمَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ قَالَخَرَجنَا مَعَ رَسُولِ اللّهِص إِلَي خَيبَرَ حَتّي إِذَا كُنّا قَرِيباً مِنهَا وَ أَشرَفنَا عَلَيهَا قَالَ رَسُولُ اللّهِص قِفُوا فَوَقَفَ النّاسُ فَقَالَ أللّهُمّ رَبّ السّمَاوَاتِ السّبعِ وَ مَا أَظلَلنَ وَ رَبّ الأَرَضِينَ السّبعِ وَ مَا أَقلَلنَ وَ رَبّ الشّيَاطِينِ وَ مَا أَضلَلنَ إِنّا نَسأَلُكَ خَيرَ هَذِهِ القَريَةِ وَ خَيرَ أَهلِهَا وَ خَيرَ مَا فِيهَا وَ نَعُوذُ بِكَ مِن شَرّ هَذِهِ القَريَةِ وَ شَرّ أَهلِهَا وَ شَرّ مَا فِيهَا قَدّمُوا[أَقدِمُوا]


صفحه : 2

بِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ

وَ عَن سَلَمَةَ بنِ الأَكوَعِ قَالَ خَرَجنَا مَعَ رَسُولِ اللّهِص إِلَي خَيبَرَ فَسِرنَا لَيلًا فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ القَومِ لِعَامِرِ بنِ الأَكوَعِ أَ لَا تُسمِعُنَا مِن هُنَيهَاتِكَ وَ كَانَ عَامِرٌ رَجُلًا شَاعِراً فَجَعَلَ يَقُولُ


لَا هُمّ لَو لَا أَنتَ مَا اهتَدَينَا   وَ لَا تَصَدّقنَا وَ لَا صَلّينَا

فَاغفِر فِدَاءٌ لَكَ مَا اقتَنَينَا   وَ ثَبّتِ الأَقدَامَ إِن لَاقَينَا

وَ أَنزِلَن سَكِينَةً عَلَينَا   إِنّا إِذَا صِيحَ بِنَا أَنَينَا

  وَ بِالصّيَاحِ عَوّلُوا عَلَينَا

فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن هَذَا السّائِقُ قَالُوا عَامِرٌ قَالَ يَرحَمُهُ اللّهُ قَالَ عُمَرُ وَ هُوَ عَلَي جَمَلٍ وَجَبَت يَا رَسُولَ اللّهِ لَو لَا أَمتَعتَنَا بِهِ وَ ذَلِكَ أَنّ رَسُولَ اللّهِص مَا استَغفَرَ لِرَجُلٍ قَطّ يَخُصّهُ إِلّا استُشهِدَ قَالُوا فَلَمّا جَدّ الحَربُ وَ تَصَافّ القَومُ خَرَجَ يهَوُديِ‌ّ وَ هُوَ يَقُولُ


قَد عَلِمَت خَيبَرُ أنَيّ‌ مَرحَبُ   شاَكيِ‌ السّلَاحِ بَطَلٌ مُجَرّبُ

  إِذَا الحُرُوبُ أَقبَلَت تَلَهّبُ

فَبَرَزَ إِلَيهِ عَامِرٌ وَ هُوَ يَقُولُ


قَد عَلِمَت خَيبَرُ أنَيّ‌ عَامِرٌ   شاَكيِ‌ السّلَاحِ بَطَلٌ مُغَامِرٌ

فَاختَلَفَا ضَربَتَينِ فَوَقَعَ سَيفُ اليهَوُديِ‌ّ فِي تُرسِ عَامِرٍ وَ كَانَ سَيفُ عَامِرٍ فِيهِ قِصَرٌ فَتَنَاوَلَ بِهِ سَاقَ اليهَوُديِ‌ّ لِيَضرِبَهُ فَرَجَعَ ذُبَابُ سَيفِهِ فَأَصَابَ عَينَ رُكبَةِ عَامِرٍ فَمَاتَ مِنهُ قَالَ سَلَمَةُ فَإِذَا نَفَرٌ مِن أَصحَابِ رَسُولِ اللّهِص يَقُولُونَ بَطَلَ عَمَلُ عَامِرٍ قَتَلَ نَفسَهُ قَالَ فَأَتَيتُ النّبِيّص وَ أَنَا أبَكيِ‌ فَقُلتُ قَالُوا إِنّ عَامِراً بَطَلَ


صفحه : 3

عَمَلُهُ فَقَالَ مَن قَالَ ذَلِكَ قُلتُ نَفَرٌ مِن أَصحَابِكَ فَقَالَ كَذَبَ أُولَئِكَ بَل أوُتيِ‌َ مِنَ الأَجرِ مَرّتَينِ قَالَ فَحَاصَرنَاهُم حَتّي إِذَا أَصَابَتنَا مَخمَصَةٌ شَدِيدَةٌ ثُمّ إِنّ اللّهَ فَتَحَهَا عَلَينَا وَ ذَلِكَ أَنّ النّبِيّص أَعطَي اللّوَاءَ عُمَرَ بنَ الخَطّابِ وَ نَهَضَ مَن نَهَضَ مَعَهُ مِنَ النّاسِ فَلَقُوا أَهلَ خَيبَرَ فَانكَشَفَ عُمَرُ وَ أَصحَابُهُ فَرَجَعُوا إِلَي رَسُولِ اللّهِص يُجَبّنُهُ أَصحَابُهُ وَ يُجَبّنُهُم وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِ أَخَذَتهُ الشّقِيقَةُ فَلَم يَخرُج إِلَي النّاسِ فَقَالَ حِينَ أَفَاقَ مِن وَجَعِهِ مَا فَعَلَ النّاسُ بِخَيبَرَ فَأُخبِرَ فَقَالَ لَأُعطِيَنّ الرّايَةَ غَداً رَجُلًا يُحِبّ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ يُحِبّهُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ كَرّاراً غَيرَ فَرّارٍ لَا يَرجِعُ حَتّي يَفتَحَ اللّهُ عَلَي يَدَيهِ

وَ رَوَي البخُاَريِ‌ّ وَ مُسلِمٌ عَن قُتَيبَةَ بنِ سَعِيدٍ عَن يَعقُوبَ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ الإسِكنَدرَاَنيِ‌ّ عَن أَبِي حَازِمٍ عَن سَعِيدِ بنِ سَهلٍ أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ يَومَ خَيبَرَ لَأُعطِيَنّ هَذِهِ الرّايَةَ غَداً رَجُلًا يَفتَحُ اللّهُ عَلَي يَدَيهِ يُحِبّ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ يُحِبّهُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ قَالَ فَبَاتَ النّاسُ يَدُوكُونَ بِجُملَتِهِم أَيّهُم يُعطَاهَا فَلَمّا أَصبَحَ النّاسُ غَدَوا عَلَي رَسُولِ اللّهِص كُلّهُم يَرجُونَ أَن يُعطَاهَا فَقَالَ أَينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ هُوَ يشَتكَيِ‌ عَينَيهِ قَالَ فَأَرسِلُوا إِلَيهِ فأَتُيِ‌َ بِهِ فَبَصَقَ رَسُولُ اللّهِص فِي عَينَيهِ وَ دَعَا لَهُ فَبَرَأَ كَأَن لَم يَكُن بِهِ وَجَعٌ فَأَعطَاهُ الرّايَةَ فَقَالَ عَلِيّ يَا رَسُولَ اللّهِ أُقَاتِلُهُم حَتّي يَكُونُوا مِثلَنَا قَالَ انفِذ عَلَي رِسلِكَ حَتّي تَنزِلَ بِسَاحَتِهِم ثُمّ ادعُهُم إِلَي الإِسلَامِ وَ أَخبِرهُم بِمَا يَجِبُ عَلَيهِم مِن حَقّ اللّهِ فَوَ اللّهِ لَأَن يهَديِ‌َ اللّهُ بِكَ رَجُلًا وَاحِداً خَيرٌ مِن أَن يَكُونَ لَكَ حُمرُ النّعَمِ.


صفحه : 4

قَالَ سَلَمَةُ فَبَرَزَ مَرحَبٌ وَ هُوَ يَقُولُ قَد عَلِمَت خَيبَرُ أنَيّ‌ مَرحَبٌ الأَبيَاتِ.فَبَرَزَ لَهُ عَلِيّ ع وَ هُوَ يَقُولُ


أَنَا ألّذِي سمَتّنيِ‌ أمُيّ‌ حَيدَرَةَ   كَلَيثِ غَابَاتٍ كَرِيهِ المَنظَرَةِ

  ُوفِيهِمُ بِالصّاعِ كَيلَ السّندَرَةِ

.فَضَرَبَ مَرحَباً فَفَلَقَ رَأسَهُ فَقَتَلَهُ وَ كَانَ الفَتحُ عَلَي يَدِهِ أَورَدَهُ مُسلِمٌ فِي الصّحِيحِ.

وَ رَوَي أَبُو عَبدِ اللّهِ الحَافِظُ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي رَافِعٍ مَولَي رَسُولِ اللّهِص قَالَ خَرَجنَا مَعَ عَلِيّ ع حِينَ بَعَثَهُ رَسُولُ اللّهِص فَلَمّا دَنَا مِنَ الحِصنِ خَرَجَ إِلَيهِ أَهلُهُ فَقَاتَلَهُم فَضَرَبَهُ رَجُلٌ مِنَ اليَهُودِ فَطَرَحَ تُرسَهُ مِن يَدِهِ فَتَنَاوَلَ عَلِيّ ع بَابَ الحِصنِ فَتَتَرّسَ بِهِ عَن نَفسِهِ فَلَم يَزَل فِي يَدِهِ وَ هُوَ يُقَاتِلُ حَتّي فَتَحَ اللّهُ عَلَيهِ ثُمّ أَلقَاهُ مِن يَدِهِ فَلَقَد رأَيَتنُيِ‌ فِي سَبعَةِ نَفَرٍ أَنَا مِنهُم نَجهَدُ عَلَي أَن نَقلِبَ ذَلِكَ البَابَ فَمَا استَطَعنَا أَن نَقلِبَهُ.

وبإسناده عن ليث بن أبي سليم عن أبي جعفر محمد بن علي ع قال حدثني‌ جابر بن عبد الله أن عليا ع حمل الباب يوم خيبر حتي صعد المسلمون عليه فاقتحموها ففتحوها و أنه حرك بعد ذلك فلم يحمله أربعون رجلا. قال وروي‌ من وجه آخر عن جابر ثم اجتمع عليه سبعون رجلا فكان جهدهم أن أعادوا الباب .

وَ بِإِسنَادِهِ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ أَبِي لَيلَي قَالَ كَانَ عَلِيّ ع يَلبَسُ فِي الحَرّ وَ الشّتَاءِ القَبَاءَ المَحشُوّ الثّخِينَ وَ مَا يبُاَليِ‌ الحَرّ فأَتَاَنيِ‌ أصَحاَبيِ‌ فَقَالُوا إِنّا رَأَينَا مِن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ شَيئاً فَهَل رَأَيتَ قُلتُ وَ مَا هُوَ قَالُوا رَأَينَاهُ يَخرُجُ عَلَينَا فِي الحَرّ الشّدِيدِ فِي القَبَاءِ المَحشُوّ الثّخِينِ وَ مَا يبُاَليِ‌ الحَرّ وَ يَخرُجُ عَلَينَا


صفحه : 5

فِي البَردِ الشّدِيدِ فِي الثّوبَينِ الخَفِيفَينِ وَ مَا يبُاَليِ‌ البَردَ فَهَل سَمِعتَ فِي ذَلِكَ شَيئاً فَقُلتُ لَا فَقَالُوا فَسَل لَنَا أَبَاكَ عَن ذَلِكَ فَإِنّهُ يَسمُرُ مَعَهُ فَسَأَلتُهُ فَقَالَ مَا سَمِعتُ فِي ذَلِكَ شَيئاً فَدَخَلَ عَلَي عَلِيّ ع فَسَمَرَ مَعَهُ فَسَأَلَهُ عَن ذَلِكَ فَقَالَ أَ وَ مَا شَهِدتَ مَعَنَا خَيبَرَ قُلتُ بَلَي قَالَ أَ وَ مَا رَأَيتَ رَسُولَ اللّهِص حِينَ دَعَا أَبَا بَكرٍ فَعَقَدَ لَهُ ثُمّ بَعَثَهُ إِلَي القَومِ فَانطَلَقَ فلَقَيِ‌َ القَومَ ثُمّ جَاءَ بِالنّاسِ وَ قَد هُزِمُوا فَقَالَ بَلَي قَالَ ثُمّ بَعَثَ إِلَي عُمَرَ فَعَقَدَ لَهُ ثُمّ بَعَثَهُ إِلَي القَومِ فَانطَلَقَ فلَقَيِ‌َ القَومَ فَقَاتَلَهُم ثُمّ رَجَعَ وَ قَد هُزِمَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لَأُعطِيَنّ الرّايَةَ اليَومَ رَجُلًا يُحِبّ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ يُحِبّهُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ يَفتَحُ اللّهُ عَلَي يَدَيهِ كَرّاراً غَيرَ فَرّارٍ فدَعَاَنيِ‌ فأَعَطاَنيِ‌ الرّايَةَ ثُمّ قَالَ أللّهُمّ اكفِهِ الحَرّ وَ البَردَ فَمَا وَجَدتُ بَعدَ ذَلِكَ حَرّاً وَ لَا بَرداً.

و هذاكله منقول من كتاب دلائل النبوة للإمام أبي بكر البيهقي‌.

ثُمّ لَم يَزَل رَسُولُ اللّهِص يَفتَحُ الحُصُونَ حِصناً فَحِصناً وَ يَحُوزُ الأَموَالَ حَتّي انتَهَوا إِلَي حِصنِ الوَطِيحِ وَ السّلَالِمِ وَ كَانَ آخِرَ حُصُونِ خَيبَرَ افتَتَحَ وَ حَاصَرَهُم رَسُولُ اللّهِ بِضعَ عَشَرَ لَيلَةً. قَالَ ابنُ إِسحَاقَ وَ لَمّا افتُتِحَ القَمُوصُ حِصنُ ابنُ أَبِي الحُقَيقِ أتُيِ‌َ رَسُولُ اللّهِص بِصَفِيّةَ بِنتِ حيَ‌ّ بنِ أَخطَبَ وَ بِأُخرَي مَعَهَا فَمَرّ بِهِمَا بِلَالٌ وَ هُوَ ألّذِي جَاءَ بِهِمَا عَلَي قَتلَي مِن قَتلَي اليَهُودِ فَلَمّا رَأَتهُمُ التّيِ‌ مَعَهَا صَفِيّةُ صَاحَت وَ صَكّت وَجهَهَا وَ حَثَتِ التّرَابَ عَلَي رَأسِهَا فَلَمّا رَآهَا رَسُولُ اللّهِص قَالَ أَعزِبُوا عنَيّ‌ هَذِهِ الشّيطَانَةَ وَ أَمَرَ بِصَفِيّةَ فَحِيزَت خَلفَهُ وَ أَلقَي عَلَيهَا رِدَاءَهُ فَعَرَفَ المُسلِمُونَ أَنّهُ قَدِ اصطَفَاهَا لِنَفسِهِ وَ قَالَص لِبِلَالٍ لَمّا رَأَي مِن تِلكَ اليَهُودِيّةِ مَا رَأَي أَ نُزِعَت مِنكَ الرّحمَةُ يَا بِلَالُ حَيثُ تَمُرّ بِامرَأَتَينِ عَلَي قَتلَي رِجَالِهِمَا. وَ كَانَت صَفِيّةُ قَد رَأَت فِي المَنَامِ وَ هيِ‌َ عَرُوسٌ بِكِنَانَةَ بنِ الرّبِيعِ بنِ أَبِي الحُقَيقِ


صفحه : 6

أَنّ قَمَراً وَقَعَ فِي حَجرِهَا فَعَرَضَت رُؤيَاهَا عَلَي زَوجِهَا فَقَالَ مَا هَذَا إِلّا أَنّكَ تَتَمَنّينَ مَلِكَ الحِجَازِ مُحَمّداً وَ لَطَمَ عَلَي وَجهِهَا لَطمَةً اخضَرّت عَينُهَا مِنهَا فَأَتَي بِهَا رَسُولَ اللّهِص وَ بِهَا أَثَرٌ مِنهَا فَسَأَلَهَا رَسُولُ اللّهِص مَا هُوَ فَأَخبَرَتهُ. وَ أَرسَلَ ابنُ أَبِي الحُقَيقِ إِلَي رَسُولِ اللّهِص انزِل لِأُكَلّمَكَ قَالَ نَعَم فَنَزَلَ وَ صَالَحَ رَسُولَ اللّهِص عَلَي حَقنِ دِمَاءِ مَن فِي حُصُونِهِم مِنَ المُقَاتِلَةِ وَ تَرَكَ الذّرّيّةَ لَهُم وَ يَخرُجُونَ مِن خَيبَرَ وَ أَرضِهَا بِذَرَارِيهِم وَ يُخَلّونَ بَينَ رَسُولِ اللّهِص وَ بَينَ مَا كَانَ لَهُم مِن مَالٍ وَ أَرضٍ وَ عَلَي الصّفرَاءِ وَ البَيضَاءِ وَ الكُرَاعِ وَ عَلَي الحَلقَةِ وَ عَلَي البَزّ إِلّا ثوب [ثَوباً] عَلَي ظَهرِ إِنسَانٍ وَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص وَ بَرِئَت مِنكُم ذِمّةُ اللّهِ وَ ذِمّةُ رَسُولِهِ إِن كتَمَتمُوُنيِ‌ شَيئاً فَصَالَحُوهُ عَلَي ذَلِكَ فَلَمّا سَمِعَ بِهِم أَهلُ فَدَكَ قَد صَنَعُوا مَا صَنَعُوا بَعَثُوا إِلَي رَسُولِ اللّهِص يَسأَلُونَهُ أَن يُسَيّرَهُم وَ يَحقُنَ دِمَاءَهُم وَ يُخَلّونَ بَينَهُ وَ بَينَ الأَموَالِ فَفَعَلَ وَ كَانَ مِمّن مَشَي بَينَ رَسُولِ اللّهِص وَ بَينَهُم فِي ذَلِكَ مُحَيّصَةُ بنُ مَسعُودٍ أَحَدُ بنَيِ‌ حَارِثَةَ فَلَمّا نَزَلَ أَهلُ خَيبَرَ عَلَي ذَلِكَ سَأَلُوا رَسُولَ اللّهِص أَن يُعَامِلَهُمُ الأَموَالَ عَلَي النّصفِ وَ قَالُوا نَحنُ أَعلَمُ بِهَا مِنكُم وَ أَعمَرُ لَهَا فَصَالَحَهُم رَسُولُ اللّهِ عَلَي النّصفِ عَلَي أَنّا إِذَا شِئنَا أَن نُخرِجَكُم أَخرَجنَاكُم وَ صَالَحَهُ أَهلُ فَدَكَ عَلَي مِثلِ ذَلِكَ فَكَانَت أَموَالُ خَيبَرَ فَيئاً بَينَ المُسلِمِينَ وَ كَانَت فَدَكُ خَالِصَةً لِرَسُولِ اللّهِص لِأَنّهُم لَم يُوجِفُوا عَلَيهَا بِخَيلٍ وَ لَا رِكَابٍ. وَ لَمّا اطمَأَنّ رَسُولُ اللّهِص أَهدَت لَهُ زَينَبُ بِنتُ الحَارِثِ بنِ سَلّامِ بنِ مِشكَمٍ وَ هيِ‌َ ابنَةُ أخَيِ‌ مَرحَبٍ شَاةً مَصلِيّةً وَ قَد سَأَلَت أَيّ عُضوٍ مِنَ الشّاةِ أَحَبّ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقِيلَ لَهَا الذّرَاعُ فَأَكثَرَت فِيهَا السّمّ وَ سَمّت سَائِرَ الشّاةِ ثُمّ جَاءَت بِهَا فَلَمّا وَضَعَتهَا بَينَ يَدَيهِ تَنَاوَلَ الذّرَاعَ فَأَخَذَهَا فَلَاكَ مِنهَا مَضغَةً وَ انتَهَشَ


صفحه : 7

مِنهَا وَ مَعَهُ بِشرُ بنُ البَرَاءِ بنِ مَعرُورٍ فَتَنَاوَلَ عَظماً فَانتَهَشَ مِنهُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص ارفَعُوا أَيدِيَكُم فَإِنّ كَتِفَ هَذِهِ الشّاةِ تخُبرِنُيِ‌ أَنّهَا مَسمُومَةٌ فَدَعَاهَا فَاعتَرَفَت فَقَالَ مَا حَمَلَكَ عَلَي ذَلِكَ فَقَالَ بَلَغتُ مِن قوَميِ‌ مَا لَم يَخفَ عَلَيكَ فَقُلتُ إِن كَانَ نَبِيّاً فَسَيُخبِرُ وَ إِن كَانَ مَلِكاً استَرَحتُ مِنهُ فَتَجَاوَزَ عَنهَا رَسُولُ اللّهِص وَ مَاتَ بِشرُ بنُ البَرَاءِ مِن أَكَلتِهِ التّيِ‌ أَكَلَ قَالَ وَ دَخَلَت أُمّ بِشرِ بنِ البَرَاءِ عَلَي رَسُولِ اللّهِص تَعُودُهُ فِي مَرَضِهِ ألّذِي توُفُيّ‌َ فِيهِ فَقَالَص يَا أُمّ بِشرٍ مَا زَالَت أَكلَةُ خَيبَرَ التّيِ‌ أَكَلتُ بِخَيبَرَ مَعَ ابنِكَ تعُاَودِنُيِ‌ فَهَذَا أَوَانُ قُطِعَت أبَهرَيِ‌ فَكَانَ المُسلِمُونَ يَرَونَ أَنّ رَسُولَ اللّهِص مَاتَ شَهِيداً مَعَ مَا أَكرَمَهُ اللّهُ بِهِ مِنَ النّبُوّةِ

.بيان قوله من هنيهاتك قال الجزري‌ أي من كلماتك أو من أراجيزك قوله وجبت أي الرحمة أوالشهادة في مجمع البحار أي وجبت له الجنة والمغفرة التي‌ ترحمت بها عليه وإنه يقتل شهيدا و قال النووي‌ في شرح الصحيح أي ثبتت له الشهادة وستقع قريبا و كان معلوما عندهم أنه كل من دعا له النبي ص هذاالدعاء في هذاالموطن استشهد. و في النهاية في حديث ابن الأكوع قالوا يا رسول الله لو لامتعتنا به أي هلا تركتنا ننتفع به انتهي و قال النووي‌ أي وددنا أنك أخرت الدعاء له فنتمتع بمصاحبته مدة و قال غيره أي ليتك أشركتنا في دعائه .

و قال الجزري‌ في النهاية في حديث خيبر لَأُعطِيَنّ الرّايَةَ غَداً رَجُلًا يُحِبّهُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ يُحِبّ اللّهَ وَ رَسُولَهُ يَفتَحُ اللّهُ عَلَي يَدَيهِ

فبات الناس يدوكون تلك


صفحه : 8

الليلة أي يخوضون ويموجون فيمن يدفعها إليه يقال وقع الناس في دوكة أي خوض واختلاط و قال النهس أخذ اللحم بأطراف الأسنان والنهش الأخذ بجميعها

أقول قال الطبرسي‌ قدس الله روحه في قوله تعالي إِنّا فَتَحنا لَكَ فَتحاً مُبِيناًقيل إن المراد بالفتح هنا فتح خيبر و روي‌ عن مجمع بن حارثة الأنصاري‌ و كان أحد القراء قال شهدنا الحديبية مع رسول الله ص فلما انصرفنا عنها إذا الناس يهزون الأباعر فقال بعض الناس لبعض مابال الناس قالوا أوحي‌ إلي رسول الله ص فخرجنا نوجف فوجدنا النبي ص واقفا علي راحلته عندكراع الغميم فلما اجتمع الناس عليه قرأإِنّا فَتَحنا لَكَ فَتحاً مُبِيناًالسورة فقال عمر أفتح هو يا رسول الله قال نعم فقال و ألذي نفسي‌ بيده إنه لفتح فقسمت خيبر علي أهل الحديبية لم يدخل فيهاأحد إلا من شهدها.بيان في النهاية إذا الناس يهزون الأباعر أي يحثونها ويدفعونها والوهز شدة الدفع والوطء انتهي و قديقرأ بتشديد الزاي‌ من الهز و هوإسراع السير وكراع الغميم كغراب موضع علي ثلاثة أميال من عسفان ذكره الفيروزآبادي‌

1- نَوَادِرُ الراّونَديِ‌ّ،بِإِسنَادِهِ عَن عَبدِ الوَاحِدِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ التمّيِميِ‌ّ عَن سَهلِ بنِ أَحمَدَ الديّباَجيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ مُحَمّدِ بنِ الأَشعَثِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَزِيزٍ عَن سَلَامَةَ بنِ عَقِيلٍ عَنِ ابنِ شِهَابٍ قَالَ قَدِمَ جَعفَرُ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع عَلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَامَ فَتَلَقّاهُ فَقَبّلَ بَينَ عَينَيهِ ثُمّ أَقبَلَ عَلَي النّاسِ فَقَالَ أَيّهَا النّاسُ مَا أدَريِ‌ بِأَيّهِمَا أَنَا أَسَرّ باِفتتِاَحيِ‌ خَيبَرَ أَم بِقُدُومِ ابنِ عمَيّ‌ جَعفَرٍ

2- وَ بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ أَهلَ خَيبَرَ يُرِيدُونَ أَن يَلقَوكُم فَلَا تَبدَءُوهُم بِالسّلَامِ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ فَإِن سَلّمُوا عَلَينَا فَمَا ذَا نَرُدّ عَلَيهِم


صفحه : 9

قَالَ تَقُولُونَ وَ عَلَيكُم

3- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ التّمّارِ عَن عَلِيّ بنِ مَاهَانَ عَن عَمّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عُمَرَ عَن ثَورِ بنِ يَزِيدَ عَن مَكحُولٍ قَالَ لَمّا كَانَ يَومُ خَيبَرَ خَرَجَ رَجُلٌ مِنَ اليَهُودِ يُقَالُ لَهُ مَرحَبٌ وَ كَانَ طَوِيلَ القَامَةِ عَظِيمَ الهَامَةِ وَ كَانَتِ اليَهُودُ تُقَدّمُهُ لِشَجَاعَتِهِ وَ يَسَارِهِ قَالَ فَخَرَجَ فِي ذَلِكَ اليَومِ إِلَي أَصحَابِ رَسُولِ اللّهِص فَمَا واقَفَهُ قِرنٌ إِلّا قَالَ أَنَا مَرحَبٌ ثُمّ حَمَلَ عَلَيهِ فَلَم يَثبُت لَهُ قَالَ وَ كَانَت لَهُ ظِئرٌ وَ كَانَت كَاهِنَةً تَعجَبُ بِشَبَابِهِ وَ عِظَمِ خَلقِهِ وَ كَانَت تَقُولُ لَهُ قَاتِل كُلّ مَن قَاتَلَكَ وَ غَالِب كُلّ مَن غَالَبَكَ إِلّا مَن تَسَمّي عَلَيكَ بِحَيدَرَةَ فَإِنّكَ إِن وَقَفتَ لَهُ هَلَكتَ قَالَ فَلَمّا كَثُرَ مُنَاوَشَتُهُ وَ جَزِعَ النّاسُ بِمُقَاوَمَتِهِ شَكَوا ذَلِكَ إِلَي النّبِيّص وَ سَأَلُوهُ أَن يُخرِجَ إِلَيهِ عَلِيّاً ع فَدَعَا النّبِيّص عَلِيّاً وَ قَالَ لَهُ يَا عَلِيّ اكفنِيِ‌ مَرحَباً فَخَرَجَ إِلَيهِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فَلَمّا بَصُرَ بِهِ مَرحَبٌ يُسرِعُ إِلَيهِ فَلَم يَرَهُ يَعبَأُ بِهِ فَأَنكَرَ ذَلِكَ وَ أَحجَمَ عَنهُ ثُمّ أَقدَمَ وَ هُوَ يَقُولُ


  َنَا ألّذِي سمَتّنيِ‌ أمُيّ‌ مَرحَباً

فَأَقبَلَ عَلِيّ ع وَ هُوَ يَقُولُ


  َنَا ألّذِي سمَتّنيِ‌ أمُيّ‌ حَيدَرَةً

فَلَمّا سَمِعَهَا مِنهُ مَرحَبٌ هَرَبَ وَ لَم يَقِف خَوفاً مِمّا حَذّرَتهُ مِنهُ ظِئرُهُ فَتَمَثّلَ لَهُ إِبلِيسُ فِي صُورَةِ حِبرٍ مِن أَحبَارِ اليَهُودِ فَقَالَ إِلَي أَينَ يَا مَرحَبُ فَقَالَ قَد تَسَمّي عَلَيّ هَذَا القِرنُ بِحَيدَرَةَ فَقَالَ لَهُ إِبلِيسُ فَمَا حَيدَرَةُ فَقَالَ إِنّ فُلَانَةَ ظئِريِ‌ كَانَت تحُذَرّنُيِ‌ مِن مُبَارَزَةِ رَجُلٍ اسمُهُ حَيدَرَةُ وَ تَقُولُ إِنّهُ قَاتِلُكَ فَقَالَ لَهُ إِبلِيسُ شَوهاً لَكَ لَو لَم يَكُن حَيدَرَةُ إِلّا هَذَا وَحدَهُ لَمَا كَانَ مِثلُكَ يَرجِعُ عَن مِثلِهِ تَأخُذُ بِقَولِ النّسَاءِ وَ هُنّ يُخطِئنَ أَكثَرَ مِمّا يُصِبنَ وَ حَيدَرَةُ فِي الدّنيَا كَثِيرٌ فَارجِع فَلَعَلّكَ تَقتُلُهُ فَإِن قَتَلتَهُ سُدتَ قَومَكَ وَ أَنَا فِي ظَهرِكَ أَستَصرِخُ اليَهُودَ لَكَ فَرَدّهُ فَوَ اللّهِ مَا كَانَ إِلّا كَفُوَاقِ نَاقَةٍ حَتّي ضَرَبَهُ عَلِيّ ضَربَةً سَقَطَ مِنهَا لِوَجهِهِ وَ انهَزَمَ اليَهُودُ يَقُولُونَ قُتِلَ مَرحَبٌ قُتِلَ مَرحَبٌ


صفحه : 10

قَالَ وَ فِي ذَلِكَ يَقُولُ الكُمَيتُ بنُ يَزِيدَ الأسَدَيِ‌ّ رَحِمَهُ اللّهُ فِي مَدحِهِ ع شِعراً


سَقَي جُرَعَ المَوتِ ابنُ عُثمَانَ بَعدَ مَا   تَعَاوَرَهَا مِنهُ وَلِيدٌ وَ مَرحَبٌ

وَ الوَلِيدُ هُوَ ابنُ عُتبَةَ خَالُ مُعَاوِيَةَ بنِ أَبِي سُفيَانَ وَ عُثمَانُ بنُ طَلحَةَ مِن قُرَيشٍ وَ مَرحَبٌ مِنَ اليَهُودِ

يج ،[الخرائج والجرائح ] عن مكحول مثله مع اختصار و لم يذكر البيتين

4- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] أَبُو عَمرٍو عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن أَحمَدَ بنِ يَحيَي عَن عَبدِ الرّحمَنِ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسحَاقَ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ أَبِي شِهَابٍ الزهّريِ‌ّ عَن عُروَةَ بنِ الزّبَيرِ وَ مِسوَرِ بنِ مَخرَمَةَ أَنّ نبَيِ‌ّ اللّهِص لَمّا افتَتَحَ خَيبَرَ وَ قَسّمَهَا عَلَي ثَمَانِيَةَ عَشَرَ سَهماً كَانَتِ الرّجَالُ أَلفاً وَ أَربَعَمِائَةِ رَجُلٍ وَ الخَيلُ مِائَتَا[ماِئتَيَ‌]فَرَسٍ وَ أَربَعُمِائَةِ سَهمٍ لِلخَيلِ كُلّ سَهمٍ مِنَ الثّمَانِيَةَ عَشَرَ سَهماً مِائَةُ سَهمٍ وَ لِكُلّ مِائَةِ سَهمٍ رَأسٌ فَكَانَ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ رَأساً وَ عَلِيّ رَأساً وَ الزّبَيرُ رَأساً وَ عَاصِمُ بنُ عدَيِ‌ّ رَأساً فَكَانَ سَهمُ النّبِيّص مَعَ عَاصِمِ بنِ عدَيِ‌ّ

5- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] مُحَمّدُ بنُ أَحمَدَ بنِ أَبِي الفَوَارِسِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ الصّائِغِ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسحَاقَ السّرّاجِ عَن قُتَيبَةَ بنِ سَعِيدٍ عَن حَاتِمٍ عَن بُكَيرِ بنِ يَسَارٍ عَن عَامِرِ بنِ سَعدٍ عَن أَبِيهِ قَالَسَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ لعِلَيِ‌ّ ثَلَاثٌ فَلَأَن يَكُونَ لِي وَاحِدَةٌ مِنهُنّ أَحَبّ إلِيَ‌ّ مِن حُمرِ النّعَمِ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ لعِلَيِ‌ّ وَ خَلّفَهُ فِي بَعضِ مَغَازِيهِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ تخُلَفّنُيِ‌ مَعَ النّسَاءِ وَ الصّبيَانِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أَ مَا تَرضَي أَن تَكُونَ منِيّ‌ بِمَنزِلَةِ هَارُونَ مِن مُوسَي إِلّا أَنّهُ لَا نبَيِ‌ّ بعَديِ‌ وَ سَمِعتُهُ يَقُولُ يَومَ خَيبَرَ لَأُعطِيَنّ الرّايَةَ رَجُلًا يُحِبّ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ يُحِبّهُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ قَالَ فَتَطَاوَلنَا لِهَذَا قَالَ ادعُوا لِي عَلِيّاً فَأَتَي عَلِيّ أَرمَدَ العَينِ فَبَصَقَ فِي عَينَيهِ وَ دَفَعَ إِلَيهِ الرّايَةَ فَفَتَحَ عَلَيهِ وَ لَمّا نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُنَدعُ أَبناءَنا وَ


صفحه : 11

أَبناءَكُمدَعَا رَسُولُ اللّهِص عَلِيّاً وَ فَاطِمَةَ وَ حَسَناً وَ حُسَيناً ع وَ قَالَ أللّهُمّ هَؤُلَاءِ أهَليِ‌

6- فس ،[تفسير القمي‌] يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا إِذا ضَرَبتُم فِي سَبِيلِ اللّهِ فَتَبَيّنُوا وَ لا تَقُولُوا لِمَن أَلقي إِلَيكُمُ السّلامَ لَستَ مُؤمِناً تَبتَغُونَ عَرَضَ الحَياةِ الدّنيافَإِنّهَا نَزَلَت لَمّا رَجَعَ رَسُولُ اللّهِص مِن غَزوَةِ خَيبَرَ وَ بَعَثَ أُسَامَةَ بنَ زَيدٍ فِي خَيلٍ إِلَي بَعضِ قُرَي اليَهُودِ فِي نَاحِيَةِ فَدَكٍ لِيَدعُوَهُم إِلَي الإِسلَامِ وَ كَانَ رَجُلٌ مِنَ اليَهُودِ يُقَالُ لَهُ مِردَاسُ بنُ نَهِيكٍ الفدَكَيِ‌ّ فِي بَعضِ القُرَي فَلَمّا أَحَسّ بِخَيلِ رَسُولِ اللّهِص جَمَعَ أَهلَهُ وَ مَالَهُ وَ صَارَ فِي نَاحِيَةِ الجَبَلِ فَأَقبَلَ يَقُولُ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ فَمَرّ بِهِ أُسَامَةُ بنُ زَيدٍ فَطَعَنَهُ وَ قَتَلَهُ فَلَمّا رَجَعَ إِلَي رَسُولِ اللّهِص أَخبَرَهُ بِذَلِكَ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص قَتَلتَ رَجُلًا شَهِدَ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أنَيّ‌ رَسُولُ اللّهِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّمَا قَالَهَا تَعَوّذاً مِنَ القَتلِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص فَلَا شَقَقتَ الغِطَاءَ عَن قَلبِهِ لَا مَا قَالَ بِلِسَانِهِ قَبِلتَ وَ لَا مَا كَانَ فِي نَفسِهِ عَلِمتَ فَحَلَفَ أُسَامَةُ بَعدَ ذَلِكَ أَنّهُ لَا يُقَاتِلُ أَحَداً شَهِدَ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ فَتَخَلّفَ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فِي حُرُوبِهِ وَ أَنزَلَ اللّهُ فِي ذَلِكَوَ لا تَقُولُوا لِمَن أَلقي إِلَيكُمُ السّلامَ لَستَ مُؤمِناً تَبتَغُونَ عَرَضَ الحَياةِ الدّنيا فَعِندَ اللّهِ مَغانِمُ كَثِيرَةٌ كَذلِكَ كُنتُم مِن قَبلُ فَمَنّ اللّهُ عَلَيكُم فَتَبَيّنُوا إِنّ اللّهَ كانَ بِما تَعمَلُونَ خَبِيراً

7-ج ،[الإحتجاج ] عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص بَعَثَ سَعدَ بنَ مُعَاذٍ بِرَايَةِ الأَنصَارِ إِلَي خَيبَرَ فَرَجَعَ مُنهَزِماً ثُمّ بَعَثَ عُمَرَ بنَ الخَطّابِ بِرَايَةِ المُهَاجِرِينَ فأَتُيِ‌َ بِسَعدٍ جَرِيحاً وَ جَاءَ عُمَرُ يُجَبّنُ أَصحَابَهُ وَ يُجَبّنُونَهُ فَقَالَ رَسُولُ


صفحه : 12

اللّهِص هَكَذَا تَفعَلُ المُهَاجِرُونَ وَ الأَنصَارُ حَتّي قَالَهَا ثَلَاثاً ثُمّ قَالَ لَأُعطِيَنّ الرّايَةَ رَجُلًا لَيسَ بِفَرّارٍ يُحِبّهُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ يُحِبّ اللّهَ وَ رَسُولَهُ الخَبَرَ

بيان لعله كان سعد بن عبادة فصحف إذ الفرار منه بعيد مع أنه مات يوم قريظة و لم يبق إلي تلك الغزوة

8- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]أخَبرَنَيِ‌ سُلَيمَانُ بنُ أَحمَدَ اللحّميِ‌ّ فِيمَا كَتَبَ إلِيَ‌ّ قَالَ حَدّثَنَا أَبُو مُحَمّدٍ عَبدُ اللّهِ بنُ رماخس [رُمَاحِسِ] بنِ مُحَمّدِ بنِ خَالِدِ بنِ حَبِيبِ بنِ قَيسِ بنِ عَمرِو بنِ عَبدِ بنِ غَزِيّةَ بنِ جُشَمَ بنِ بَكرِ بنِ هَوَازِنَ بِرَمَادَةِ القُلّيسِيّينَ رَمَادَةِ العُليَا وَ كَانَ فِيمَا ذُكِرَ ابنَ مِائَةٍ وَ عِشرِينَ سَنَةً قَالَ حَدّثَنَا زِيَادُ بنُ طَارِقٍ الجشُمَيِ‌ّ وَ كَانَ ابنَ تِسعِينَ سَنَةً قَالَ حَدّثَنَا جدَيّ‌ أَبُو جَروَلٍ زُهَيرٌ وَ كَانَ رَئِيسَ قَومِهِ قَالَ أَسَرَنَا رَسُولُ اللّهِص يَومَ فَتحِ خَيبَرَ فَبَينَا هُوَ يَمِيزُ الرّجَالَ مِنَ النّسَاءِ إِذ وَثَبتُ حَتّي جَلَستُ بَينَ يدَيَ‌ رَسُولِ اللّهِص فَأَسمَعتُهُ شِعراً أُذَكّرُهُ حِينَ شَبّ فِينَا وَ نَشَأَ فِي هَوَازِنَ وَ حِينَ أَرضَعُوهُ فَأَنشَأتُ أَقُولُ


امنُن عَلَينَا رَسُولَ اللّهِ فِي كَرَمٍ   فَإِنّكَ المَرءُ نَرجُوهُ وَ نَنتَظِرُ

امنُن عَلَي بَيضَةٍ قَد عَاقَهَا قَدَرٌ   مُفَرّقٍ شَملُهَا فِي دَهرِهَا عِبَرٌ

أَبَقَت لَنَا الحَربُ هُتّافاً عَلَي حَزَنٍ   عَلَي قُلُوبِهِمُ الغَمّاءُ وَ الغَمَرُ

إِن لَم تَدَارَكهُمُ نَعمَاءُ تَنشُرُهَا   يَا أَرجَحَ النّاسِ حِلماً حِينَ يُختَبَرُ

امنُن عَلَي نِسوَةٍ قَد كُنتَ تَرضَعُهَا   إِذ فُوكَ يَملَؤُهُ مِن مَحضِهَا الدّرَرُ

إِذ أَنتَ طِفلٌ صَغِيرٌ كُنتَ تَرضَعُهَا   وَ إِذ يَزِينُكَ مَا تأَتيِ‌ وَ مَا تَذَرُ

صفحه : 13


يَا خَيرَ مَن مَرِحَت كُمتُ الجِيَادِ بِهِ   عِندَ الهِيَاجِ إِذَا مَا استَوقَدَ الشّرَرُ

لَا تَترُكَنّا كَمَن شَالَت نَعَامَتُهُ   وَ استَبقِ مِنّا فَإِنّا مَعشَرٌ زُهَرُ

إِنّا لَنَشكُرُ لِلنّعمَاءِ وَ قَد كُفِرَت   وَ عِندَنَا بَعدَ هَذَا اليَومِ مُدّخَرٌ

فَأَلبِسِ العَفوَ مَن قَد كُنتَ تَرضَعُهُ   مِن أُمّهَاتِكَ إِنّ العَفوَ مُشتَهَرٌ

إِنّا نُؤَمّلُ عَفواً مِنكَ تُلبِسُهُ   هادي‌[BA]هذَيِ‌]البَرِيّةَ إن [BA]إِذ]تَعفُو وَ تَنتَصِرُ

فَاعفُ عَفَا اللّهُ عَمّا أَنتَ رَاهِبُهُ   يَومَ القِيَامَةِ إِذ يُهدَي لَكَ الظّفَرُ

فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أَمّا مَا كَانَ لِي وَ لبِنَيِ‌ عَبدِ المُطّلِبِ فَهُوَ لِلّهِ وَ لَكُم وَ قَالَتِ الأَنصَارُ مَا كَانَ لَنَا فَهُوَ لِلّهِ وَ لِرَسُولِهِ فَرَدّتِ الأَنصَارُ مَا كَانَ فِي أَيدِيهِمَا مِنَ الذرّاَريِ‌ّ وَ الأَموَالِ

بيان البيضة الأصل والعشيرة ومجتمع القوم وموضع سلطانهم ويقال شالت نعامتهم إذاماتوا وتفرقوا كأنهم لم يبق منهم إلابقية والنعامة الجماعة ذكره الجزري‌ ثم إن الظاهر أنه كان يوم فتح حنين فصحف كماسيظهر مما سيأتي‌ في تلك الغزاة

9- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِإِسنَادِ التمّيِميِ‌ّ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ دَفَعَ النّبِيّص الرّايَةَ يَومَ خَيبَرَ إلِيَ‌ّ فَمَا بَرِحتُ حَتّي فَتَحَ اللّهُ عَلَيّ

10- ع ،[علل الشرائع ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ مَعرُوفٍ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ الحَجّاجِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَا مَرّ باِلنبّيِ‌ّص يَومٌ كَانَ أَشَدّ عَلَيهِ مِن يَومِ خَيبَرَ وَ ذَلِكَ أَنّ العَرَبَ تَبَاغَت عَلَيهِ

بيان الأظهر أنه كان يوم حنين كما في بعض النسخ أو يوم الأحزاب فصحف


صفحه : 14

11-شا،[الإرشاد] ثم تلت الحديبية خيبر و كان الفتح فيهالأمير المؤمنين ع بلا ارتياب وظهر من فضله في هذه الغزاة ماأجمع علي نقله الرواة وتفرد فيها من المناقب ما لم يشركه فيهاأحد من الناس فَرَوَي يَحيَي بنُ مُحَمّدٍ الأزَديِ‌ّ عَن مَسعَدَةَ بنِ اليَسَعَ وَ عَبدِ اللّهِ بنِ عَبدِ الرّحِيمِ عَن عَبدِ المَلِكِ بنِ هِشَامٍ وَ مُحَمّدِ بنِ إِسحَاقَ وَ غَيرِهِم مِن أَصحَابِ الآثَارِ قَالُوا لَمّا دَنَا رَسُولُ اللّهِص مِن خَيبَرَ قَالَ لِلنّاسِ قِفُوا فَوَقَفَ النّاسُ فَرَفَعَ يَدَيهِ إِلَي السّمَاءِ وَ قَالَ أللّهُمّ رَبّ السّمَاوَاتِ السّبعِ وَ مَا أَظلَلنَ وَ رَبّ الأَرَضِينَ السّبعِ وَ مَا أَقلَلنَ وَ رَبّ الشّيَاطِينِ وَ مَا أَضلَلنَ أَسأَلُكَ خَيرَ هَذِهِ القَريَةِ وَ خَيرَ مَا فِيهَا وَ أَعُوذُ بِكَ مِن شَرّهَا وَ شَرّ مَا فِيهَا. ثُمّ نَزَلَ تَحتَ شَجَرَةٍ فِي المَكَانِ ثُمّ أَقَامَ وَ أَقَمنَا بَقِيّةَ يَومِنَا وَ مِن غَدِهِ فَلَمّا كَانَ نِصفُ النّهَارِ نَادَي منُاَديِ‌ رَسُولِ اللّهِص فَاجتَمَعنَا إِلَيهِ فَإِذَا عِندَهُ رَجُلٌ جَالِسٌ فَقَالَ إِنّ هَذَا جاَءنَيِ‌ وَ أَنَا نَائِمٌ فَسَلّ سيَفيِ‌ وَ قَالَ يَا مُحَمّدُ مَن يَمنَعُكَ منِيّ‌ اليَومَ قُلتُ اللّهُ يمَنعَنُيِ‌ مِنكَ فَشَامَ السّيفَ وَ هُوَ جَالِسٌ كَمَا تَرَونَ لَا حَرَاكَ بِهِ فَقُلنَا يَا رَسُولَ اللّهِ لَعَلّ فِي عَقلِهِ شَيئاً فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص نَعَم دَعُوهُ ثُمّ صَرَفَهُ وَ لَم يُعَاقِبهُ وَ حَاصَرَ رَسُولُ اللّهِ خَيبَرَ بِضعاً وَ عِشرِينَ لَيلَةً وَ كَانَتِ الرّايَةُ يَومَئِذٍ لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَلَحِقَهُ رَمَدٌ فَمَنَعَهُ مِنَ الحَربِ وَ كَانَ المُسلِمُونَ يُنَاوِشُونَ اليَهُودَ مِن بَينِ أيَديِ‌ حُصُونِهِم وَ جَنبَاتِهَا فَلَمّا كَانَ ذَاتَ يَومٍ فَتَحُوا البَابَ وَ قَد كَانُوا خَندَقُوا عَلَي أَنفُسِهِم خَندَقاً وَ خَرَجَ مَرحَبٌ بِرِجلِهِ يَتَعَرّضُ لِلحَربِ فَدَعَا رَسُولُ اللّهِص


صفحه : 15

أَبَا بَكرٍ فَقَالَ لَهُ خُذِ الرّايَةَ فَأَخَذَهَا فِي جَمعٍ مِنَ المُهَاجِرِينَ فَاجتَهَدَ فَلَم يُغنِ شَيئاً فَعَادَ يُؤَنّبُ القَومَ الّذِينَ اتّبَعُوهُ وَ يُؤَنّبُونَهُ فَلَمّا كَانَ مِنَ الغَدِ تَعَرّضَ لَهَا عُمَرُ فَسَارَ بِهَا غَيرَ بَعِيدٍ ثُمّ رَجَعَ يُجَبّنُ أَصحَابَهُ وَ يُجَبّنُونَهُ فَقَالَ النّبِيّص لَيسَت هَذِهِ الرّايَةُ لِمَن حَمَلَهَا جيِئوُنيِ‌ بعِلَيِ‌ّ بنِ أَبِي طَالِبٍ فَقِيلَ لَهُ إِنّهُ أَرمَدُ قَالَ أَرُونِيهِ ترُوُنيِ‌ رَجُلًا يُحِبّ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ يُحِبّهُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ يَأخُذُهَا بِحَقّهَا لَيسَ بِفَرّارٍ فَجَاءُوا بعِلَيِ‌ّ ع يَقُودُونَهُ إِلَيهِ فَقَالَ لَهُ النّبِيّص مَا تشَتكَيِ‌ يَا عَلِيّ قَالَ رَمَدٌ مَا أُبصِرُ مَعَهُ وَ صُدَاعٌ برِأَسيِ‌ فَقَالَ لَهُ اجلِس وَ ضَع رَأسَكَ عَلَي فخَذِيِ‌ فَفَعَلَ عَلِيّ ع ذَلِكَ فَدَعَا لَهُ النّبِيّص فَتَفَلَ فِي يَدِهِ فَمَسَحَ بِهَا عَلَي عَينَيهِ وَ رَأسِهِ فَانفَتَحَت عَينَاهُ وَ سَكَنَ مَا كَانَ يَجِدُهُ مِنَ الصّدَاعِ وَ قَالَ فِي دُعَائِهِ أللّهُمّ قِهِ الحَرّ وَ البَردَ وَ أَعطَاهُ الرّايَةَ وَ كَانَت رَايَةً بَيضَاءَ وَ قَالَ لَهُ خُذِ الرّايَةَ وَ امضِ بِهَا فَجَبرَئِيلُ مَعَكَ وَ النّصرُ أَمَامَكَ وَ الرّعبُ مَبثُوثٌ فِي صُدُورِ القَومِ وَ اعلَم يَا عَلِيّ أَنّهُم يَجِدُونَ فِي كِتَابِهِم أَنّ ألّذِي يُدَمّرُ عَلَيهِم اسمُهُ إِيلِيَا فَإِذَا لَقِيتَهُم فَقُل أَنَا عَلِيّ فَإِنّهُم يُخذَلُونَ إِن شَاءَ اللّهُ تَعَالَي قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فَمَضَيتُ بِهَا حَتّي أَتَيتُ الحُصُونَ فَخَرَجَ مَرحَبٌ وَ عَلَيهِ مِغفَرٌ وَ حَجَرٌ قَد ثَقَبَهُ مِثلَ البَيضَةِ عَلَي رَأسِهِ وَ هُوَ يَرتَجِزُ وَ يَقُولُ


قَد عَلِمَت خَيبَرُ أنَيّ‌ مَرحَبٌ   شَاكِ السّلَاحِ بَطَلٌ مُجَرّبٌ

.فَقُلتُ


أَنَا ألّذِي سمَتّنيِ‌ أمُيّ‌ حَيدَرَةً   كَلَيثِ غَابَاتٍ شَدِيدٍ قَسوَرَةٍ

  َكِيلُكُم بِالسّيفِ كَيلَ السّندَرَةِ

.


صفحه : 16

وَ اختَلَفنَا ضَربَتَينِ فَبَدَرتُهُ وَ ضَرَبتُهُ فَقَدَدتُ الحَجَرَ وَ المِغفَرَ وَ رَأسَهُ حَتّي وَقَعَ السّيفُ فِي أَضرَاسِهِ فَخَرّ صَرِيعاً.

وَ جَاءَ فِي الحَدِيثِ أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع لَمّا قَالَ أَنَا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ قَالَ حِبرٌ مِن أَحبَارِ القَومِ غُلِبتُم وَ مَا أُنزِلَ عَلَي مُوسَي فَدَخَلَ فِي قُلُوبِهِم مِنَ الرّعبِ مَا لَم يُمكِنهُم مَعَهُ الِاستِيطَانُ بِهِ وَ لَمّا قَتَلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مَرحَباً رَجَعَ مَن كَانَ مَعَهُ وَ أَغلَقُوا بَابَ الحِصنِ عَلَيهِم دُونَهُ فَصَارَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِلَيهِ فَعَالَجَهُ حَتّي فَتَحَهُ وَ أَكثَرُ النّاسِ مِن جَانِبِ الخَندَقِ لَم يَعبُرُوا مَعَهُ فَأَخَذَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع بَابَ الحِصنِ فَجَعَلَهُ عَلَي الخَندَقِ جِسراً لَهُم حَتّي عَبَرُوا فَظَفِرُوا بِالحِصنِ وَ نَالُوا الغَنَائِمَ فَلَمّا انصَرَفُوا مِنَ الحِصنِ أَخَذَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع بِيُمنَاهُ فَدَحَا بِهِ أَذرُعاً مِنَ الأَرضِ وَ كَانَ البَابُ يُغلِقُهُ عِشرُونَ رَجُلًا وَ لَمّا فَتَحَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع الحِصنَ وَ قَتَلَ مَرحَباً وَ أَغنَمَ اللّهُ المُسلِمِينَ أَموَالَهُمُ استَأذَنَ حَسّانُ بنُ ثَابِتٍ الأنَصاَريِ‌ّ رَسُولَ اللّهِص أَن يَقُولَ فِيهِ شِعراً فَقَالَ لَهُ قُل فَأَنشَأَ يَقُولُ.


وَ كَانَ عَلِيّ أَرمَدَ العَينِ يبَتغَيِ‌   دَوَاءً فَلَمّا لَم يُحِسّ مُدَاوِياً

شَفَاهُ رَسُولُ اللّهِ مِنهُ بِتَفلِهِ   فَبُورِكَ مَرقِيّاً وَ بُورِكَ رَاقِياً

وَ قَالَ سأَعُطيِ‌ الرّايَةَ اليَومَ صَارِماً   كَمِيّاً مُحِبّاً لِلرّسُولِ مُوَالِياً

يُحِبّ إلِهَيِ‌ وَ الإِلَهُ يُحِبّهُ   بِهِ يَفتَحُ اللّهُ الحُصُونَ الأَوَابِيَا

فَأَصفَي بِهَا دُونَ البَرِيّةِ كُلّهَا   عَلِيّاً وَ سَمّاهُ الوَزِيرَ المُوَاخِيَا

.

وَ قَد رَوَي أَصحَابُ الآثَارِ عَنِ الحَسَنِ بنِ صَالِحٍ عَنِ الأَعمَشِ عَن أَبِي إِسحَاقَ


صفحه : 17

عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ الجدَلَيِ‌ّ قَالَ سَمِعتُ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع يَقُولُ لَمّا عَالَجتُ بَابَ خَيبَرَ جَعَلتُهُ مِجَنّاً لِي فَقَاتَلتُهُم بِهِ فَلَمّا أَخزَاهُمُ اللّهُ وَضَعتُ البَابَ عَلَي حِصنِهِم طَرِيقاً ثُمّ رَمَيتُ بِهِ فِي خَندَقِهِم فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ لَقَد حَمَلتَ مِنهُ ثِقَلًا فَقَالَ مَا كَانَ إِلّا مِثلَ جنُتّيِ‌َ التّيِ‌ فِي يدَيِ‌ فِي غَيرِ ذَلِكَ المُقَامِ.

وذكر أصحاب السيرة أن المسلمين لماانصرفوا من خيبر راموا حمل الباب فلم يقله منهم إلاسبعون رجلا. و في حمل أمير المؤمنين ع الباب يقول الشاعر


إن امرأ حمل الرتاج بخيبر   يوم اليهود بقدرة لمؤيد

حمل الرتاج رتاج باب قموصها   والمسلمون و أهل خيبر حشد

فرمي به ولقد تكلف رده   سبعون شخصا كلهم متشدد

ردوه بعدتكلف ومشقة   ومقال بعضهم لبعض ارددوا

. و فيه أيضا قال شاعر من شعراء الشيعة يمدح أمير المؤمنين ع ويهجو أعداءه علي مارواه أبو محمد الحسن بن محمد بن جمهور قال قرأت علي أبي عثمان المازني‌


بعث النبي براية منصورة   عمر بن حنتمة الدلام الأدلما

فمضي بها حتي إذابرزوا له   دون القموص نبا وهاب وأحجما

فأتي النبي براية مردودة   أ لاتخوف عارها فتذمما

فبكي النبي له وأنبه بها   ودعا امرأ حسن البصيرة مقدما

فغدا بها في فيلق ودعا له   ألا يصد بها وألا يهزما

فزوي اليهود إلي القموص و قدكسا   كبش الكتيبة ذا غرار مخذما

صفحه : 18


وثني بناس بعدهم فقراهم   طلس الذئاب و كل نسر قشعما

ساط الإله بحب آل محمد   وبحب من والاهم مني‌ الدما

.بيان قال الجوهري‌ شمت السيف أغمدته وشمته سللته من الأضداد قوله يجبن أصحابه أي ينسبهم إلي الجبن و قال الجزري‌ في حديث علي ع


  كيلكم بالسيف كيل السندرة

أي أقتلكم قتلا واسعا ذريعا والسندرة مكيال واسع وقيل يحتمل أن يكون اتخذ من السندرة وهي‌ شجرة تعمل منها النبل والقسي‌ والسندرة أيضا العجلة.أَقُولُ فِي الدّيوَانِ المَنسُوبِ إِلَيهِ ع


أَنَا ألّذِي سمَتّنيِ‌ أمُيّ‌ حَيدَرَةَ   ضِرغَامُ آجَامٍ وَ لَيثٌ قَسوَرَةٌ

عَبلُ الذّرَاعَينِ شَدِيدُ القِصَرَةِ   كَلَيثِ غَابَاتٍ كَرِيهِ المَنظَرَةِ

أَكِيلُكُم بِالسّيفِ كَيلَ السّندَرَةِ   أَضرِبُكُم ضَرباً يُبِينُ الفِقَرَةَ

وَ أَترُكُ القِرنَ بِقَاعٍ جَزَرَةٍ   أَضرِبُ بِالسّيفِ رِقَابَ الكَفَرَةِ

ضَربَ غُلَامٍ مَاجِدٍ حَزَوّرَه   مَن تَرَكَ الحَقّ يَقُومُ صَغَرَةً

أَقتُلُ مِنهُم سَبعَةً أَو عَشَرَةً   فَكُلّهُم أَهلُ فُسُوقٍ فَجَرَةٍ

.العبل الضخم من كل شيء والقصرة بالتحريك أصل العنق وجزر السباع اللحم ألذي تأكله والحزور كجعفر وبتشديد الواو وفتح الزاء أيضا الغلام إذااشتد وقوي‌ وخدم وصغرة جمع صاغر بمعني الذليل والفيلق الجيش والغرار بالكسر حد الرمح والسهم والسيف والمخذم بالكسر السيف القاطع والقري الضيافة والطلس بالكسر الذئب الأمعط أي المتساقط الشعر والقشعم المسن من النسور والضخم والسوط الخلط

12-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]أَركَبَهُ رَسُولُ اللّهِص يَومَ خَيبَرَ وَ عَمّمَهُ بِيَدِهِ وَ أَلبَسَهُ ثِيَابَهُ وَ أَركَبَهُ بَغلَتَهُ ثُمّ قَالَ امضِ يَا عَلِيّ وَ جَبرَئِيلُ عَن يَمِينِكَ وَ مِيكَائِيلُ عَن يَسَارِكَ وَ


صفحه : 19

عِزرَائِيلُ أَمَامَكَ وَ إِسرَافِيلُ وَرَاءَكَ وَ نَصرُ اللّهِ فَوقَكَ وَ دعُاَئيِ‌ خَلفَكَ وَ خَبّرَ النّبِيّص رَميَهُ بَابَ خَيبَرَ أَربَعِينَ ذِرَاعاً فَقَالَص وَ ألّذِي نفَسيِ‌ بِيَدِهِ لَقَد أَعَانَهُ عَلَيهِ أَربَعُونَ مَلَكاً

13- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] فِي خَبَرِ الشّورَي بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي ذَرّ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فَهَل فِيكُم أَحَدٌ احتَمَلَ بَابَ خَيبَرَ يَومَ فَتَحتُ حِصنَهَا ثُمّ مَشَي بِهِ سَاعَةً ثُمّ أَلقَاهُ فَعَالَجَهُ بَعدَ ذَلِكَ أَربَعُونَ رَجُلًا فَلَم يُقِلّوهُ مِنَ الأَرضِ قَالُوا لَا

14- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ سُلَيمَانَ الأزَديِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الأزَديِ‌ّ عَن عَبدِ الوَهّابِ بنِ الهَمّامِ عَن جَعفَرِ بنِ سُلَيمَانَ عَن أَبِي هَارُونَ العبَديِ‌ّ عَن رَبِيعَةَ السعّديِ‌ّ عَن حُذَيفَةَ بنِ اليَمَانِ قَالَ لَمّا خَرَجَ جَعفَرُ بنُ أَبِي طَالِبٍ مِن أَرضِ الحَبَشَةِ إِلَي النّبِيّص قَدِمَ جَعفَرٌ رَحِمَهُ اللّهُ وَ النّبِيّص بِأَرضِ خَيبَرَ فَأَتَاهُ بِالفَرعِ مِنَ الغَالِيَةِ وَ القَطِيفَةِ فَقَالَ النّبِيّص لَأَدفَعَنّ هَذِهِ القَطِيفَةَ إِلَي رَجُلٍ يُحِبّ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ يُحِبّهُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ فَمَدّ أَصحَابُ النّبِيّص أَعنَاقَهُم إِلَيهَا فَقَالَ النّبِيّص أَينَ عَلِيّ فَوَثَبَ عَمّارُ بنُ يَاسِرٍ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ فَدَعَا عَلِيّاً ع فَلَمّا جَاءَ قَالَ لَهُ النّبِيّص يَا عَلِيّ خُذ هَذِهِ القَطِيفَةَ إِلَيكَ فَأَخَذَهَا عَلِيّ ع وَ أَمهَلَ حَتّي قَدِمَ المَدِينَةَ فَانطَلَقَ إِلَي البَقِيعِ وَ هُوَ سُوقُ المَدِينَةِ فَأَمَرَ صَائِغاً فَفَصّلَ القَطِيفَةَ سِلكاً سِلكاً فَبَاعَ الذّهَبَ وَ كَانَ أَلفَ مِثقَالٍ فَفَرّقَهُ عَلِيّ ع فِي فُقَرَاءِ المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ ثُمّ رَجَعَ إِلَي مَنزِلِهِ وَ لَم يَترُك مِنَ الذّهَبِ قَلِيلًا وَ لَا كَثِيراً فَلَقِيَهُ النّبِيّص مِن غَدٍ فِي نَفَرٍ مِن أَصحَابِهِ فِيهِم حُذَيفَةُ وَ عَمّارٌ فَقَالَ يَا عَلِيّ إِنّكَ أَخَذتَ بِالأَمسِ أَلفَ مِثقَالٍ فَاجعَل غدَاَئيِ‌ اليَومَ وَ أصَحاَبيِ‌ هَؤُلَاءِ عِندَكَ وَ لَم يَكُن عَلِيّ ع يَرجِعُ يَومَئِذٍ إِلَي شَيءٍ مِنَ العُرُوضِ ذَهَبٍ أَو فِضّةٍ فَقَالَ حَيَاءً مِنهُ وَ تَكَرّماً نَعَم يَا رَسُولَ اللّهِ وَ فِي الرّحبِ وَ السّعَةِ ادخُل يَا نبَيِ‌ّ اللّهِ أَنتَ


صفحه : 20

وَ مَن مَعَكَ قَالَ فَدَخَلَ النّبِيّص ثُمّ قَالَ لَنَا ادخُلُوا قَالَ حُذَيفَةُ وَ كُنّا خَمسَةَ نَفَرٍ أَنَا وَ عَمّارٌ وَ سَلمَانُ وَ أَبُو ذَرّ وَ المِقدَادُ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُم فَدَخَلنَا وَ دَخَلَ عَلِيّ عَلَي فَاطِمَةَ ع يبَتغَيِ‌ عِندَهَا شَيئاً مِن زَادٍ فَوَجَدَ فِي وَسَطِ البَيتِ جَفنَةً مِن ثَرِيدٍ تَفُورُ وَ عَلَيهَا عُرَاقٌ كَثِيرٌ وَ كَأَنّ رَائِحَتَهَا المِسكُ فَحَمَلَهَا عَلِيّ ع حَتّي وَضَعَهَا بَينَ يدَيَ‌ رَسُولِ اللّهِص وَ مَن حَضَرَ مَعَهُ فَأَكَلنَا مِنهَا حَتّي تَمَلّأنَا وَ لَا يَنقُصُ مِنهَا قَلِيلٌ وَ لَا كَثِيرٌ وَ قَامَ النّبِيّص حَتّي دَخَلَ عَلَي فَاطِمَةَ ع وَ قَالَ أَنّي لَكِ هَذَا الطّعَامُ يَا فَاطِمَةُ فَرَدّت عَلَيهِ وَ نَحنُ نَسمَعُ قَولَهُمَا فَقَالَتهُوَ مِن عِندِ اللّهِ إِنّ اللّهَ يَرزُقُ مَن يَشاءُ بِغَيرِ حِسابٍفَخَرَجَ النّبِيّص إِلَينَا مُستَعبِراً وَ هُوَ يَقُولُ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي لَم يمُتِنيِ‌ حَتّي رَأَيتُ لاِبنتَيِ‌ مَا رَأَي زَكَرِيّا لِمَريَمَ كَانَ إِذَادَخَلَ عَلَيها...المِحرابَ وَجَدَ عِندَها رِزقاًفَيَقُولُ لَهَايا مَريَمُ أَنّي لَكِ هذافَتَقُولُهُوَ مِن عِندِ اللّهِ إِنّ اللّهَ يَرزُقُ مَن يَشاءُ بِغَيرِ حِسابٍ

بيان في القاموس فرع كل شيءأعلاه و من القوم شريفهم والمال الطائل المعد

15-ل ،[الخصال ]بِإِسنَادِهِ عَن عَامِرِ بنِ وَاثِلَةَ قَالَ سَمِعتُ عَلِيّاً ع يَقُولُ يَومَ الشّورَي نَشَدتُكُم بِاللّهِ هَل فِيكُم أَحَدٌ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص حِينَ رَجَعَ عُمَرُ يُجَبّنُ أَصحَابَهُ وَ يُجَبّنُونَهُ قَد رَدّ رَايَةَ رَسُولِ اللّهِص مُنهَزِماً فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لَأُعطِيَنّ الرّايَةَ غَداً رَجُلًا لَيسَ بِفَرّارٍ يُحِبّهُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ يُحِبّ اللّهَ وَ رَسُولَهُ لَا يَرجِعُ حَتّي يَفتَحَ اللّهُ عَلَيهِ فَلَمّا أَصبَحَ قَالَ ادعُوا لِي عَلِيّاً فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ هُوَ رَمِدٌ مَا يَطرِفُ فَقَالَ جيِئوُنيِ‌ بِهِ فَلَمّا قُمتُ بَينَ يَدَيهِ تَفَلَ فِي عيَنيِ‌ وَ قَالَ أللّهُمّ أَذهِب عَنهُ الحَرّ وَ البَردَ فَأَذهَبَ اللّهُ عنَيّ‌َ الحَرّ وَ البَردَ إِلَي ساَعتَيِ‌ هَذِهِ فَأَخَذتُ الرّايَةَ وَ هَزَمَ اللّهُ المُشرِكِينَ وَ أظَفرَنَيِ‌ بِهِم غيَريِ‌ قَالُوا أللّهُمّ لَا قَالَ نَشَدتُكُم بِاللّهِ هَل فِيكُم أَحَدٌ حِينَ جَاءَ مَرحَبٌ وَ هُوَ يَقُولُ


أَنَا ألّذِي سمَتّنيِ‌ أمُيّ‌ مَرحَبٌ   شاَكيِ‌ السّلَاحِ بَطَلٌ مُجَرّبٌ

  َطعَنُ أَحيَاناً وَ حِيناً أَضرِبُ

صفحه : 21

فَخَرَجتُ إِلَيهِ فضَرَبَنَيِ‌ وَ ضَرَبتُهُ وَ عَلَي رَأسِهِ نَقِيرٌ مِن جَبَلٍ لَم يَكُن تَصلُحُ عَلَي رَأسِهِ بَيضَةٌ مِن عِظَمِ رَأسِهِ فَفَلَقتُ النّقِيرَ وَ وَصَلَ السّيفُ إِلَي رَأسِهِ فَقَتَلَهُ فَفِيكُم أَحَدٌ فَعَلَ هَذَا قَالُوا أللّهُمّ لَا

16-ج ،[الإحتجاج ] عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي حَدِيثِ الشّورَي قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع نَشَدتُكُم بِاللّهِ هَل فِيكُم أَحَدٌ مَسَحَ رَسُولُ اللّهِص عَينَيهِ وَ أَعطَاهُ الرّايَةَ يَومَ خَيبَرَ فَلَم يَجِد حَرّاً وَ لَا بَرداً غيَريِ‌ قَالُوا لَا قَالَ نَشَدتُكُم بِاللّهِ هَل فِيكُم أَحَدٌ قَتَلَ مَرحَباً اليهَوُديِ‌ّ مُبَارَزَةً فَارِسَ اليَهُودِ غيَريِ‌ قَالُوا لَا قَالَ نَشَدتُكُم بِاللّهِ هَل فِيكُم أَحَدٌ احتَمَلَ بَابَ خَيبَرَ حِينَ فَتَحَهَا فَمَشَي بِهِ مِائَةَ ذِرَاعٍ ثُمّ عَالَجَهُ بَعدَهُ أَربَعُونَ رَجُلًا فَلَم يُطِيقُوهُ غيَريِ‌ قَالُوا لَا

17-عم ،[إعلام الوري ] ثم كانت غزوة خيبر في ذي‌ الحجة من سنة ست وذكر الواقدي‌ أنها كانت أول سنة سبع من الهجرة وحاصرهم رسول الله ص بضعا وعشرين ليلة وبخيبر أربعة عشر ألف يهودي‌ في حصونهم فجعل رسول الله ع يفتحها حصنا حصنا و كان من أشد حصونهم وأكثرها رجالا القموص فأخذ أبوبكر راية المهاجرين فقاتل بها ثم رجع منهزما ثم أخذها عمر من الغد فرجع منهزما يجبن الناس ويجبنونه حتي ساء رسول الله ص ذلك فَقَالَ لَأُعطِيَنّ الرّايَةَ غَداً رَجُلًا كَرّاراً غَيرَ فَرّارٍ يُحِبّ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ يُحِبّهُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ لَا يَرجِعُ حَتّي يَفتَحَ اللّهُ عَلَي يَدَيهِ

فغدت قريش يقول بعضهم لبعض أما علي فقد كفيتموه فإنه أرمد لايبصر موضع قدمه

وَ قَالَ عَلِيّ ع لَمّا سَمِعَ مَقَالَةَ رَسُولِ اللّهِص أللّهُمّ لَا معُطيِ‌َ لِمَا مَنَعتَ وَ لَا مَانِعَ لِمَا أَعطَيتَ

فأصبح رسول الله ص واجتمع إليه الناس قال سعد جلست نصب عينيه ثم جثوت علي ركبتي‌ ثم قمت علي رجلي‌ قائما رجاء أن يدعوني‌ فقال ادعوا لي عليا فصاح الناس من كل جانب إنه أرمد رمدا لايبصر موضع قدمه فقال أرسلوا إليه وادعوه فأتي‌ به يقاد فوضع رأسه علي فخذه


صفحه : 22

ثم تفل في عينيه فقام وكأن عينيه جزعتان ثم أعطاه الراية ودعا له فخرج يهرول هرولة فو الله مابلغت أخراهم حتي دخل الحصن قال جابر فأعجلنا أن نلبس أسلحتنا وصاح سعد أربع يلحق بك الناس فأقبل حتي ركزها قريبا من الحصن فخرج إليه مرحب في عادته باليهود فبارزه فضرب رجله فقطعها وسقط وحمل علي ع والمسلمون عليهم فانهزموا.

قَالَ أَبَانٌ وَ حدَثّنَيِ‌ زُرَارَةُ قَالَ قَالَ البَاقِرُ ع انتَهَي إِلَي بَابِ الحِصنِ وَ قَد أُغلِقَ فِي وَجهِهِ فَاجتَذَبَهُ اجتِذَاباً وَ تَتَرّسَ بِهِ ثُمّ حَمَلَهُ عَلَي ظَهرِهِ وَ اقتَحَمَ الحِصنَ اقتِحَاماً وَ اقتَحَمَ المُسلِمُونَ وَ البَابُ عَلَي ظَهرِهِ قَالَ فَوَ اللّهِ مَا لقَيِ‌َ عَلِيّ مِنَ النّاسِ تَحتَ البَابِ أَشَدّ مِمّا لقَيِ‌َ مِنَ البَابِ ثُمّ رَمَي بِالبَابِ رَمياً وَ خَرَجَ البَشِيرُ إِلَي رَسُولِ اللّهِص أَنّ عَلِيّاً ع دَخَلَ الحِصنَ فَأَقبَلَ رَسُولُ اللّهِ فَخَرَجَ عَلِيّ ع يَتَلَقّاهُ فَقَالَص بلَغَنَيِ‌ نَبَؤُكَ المَشكُورُ وَ صَنِيعُكَ المَذكُورُ قَد رضَيِ‌َ اللّهُ عَنكَ فَرَضِيتُ أَنَا عَنكَ فَبَكَي عَلِيّ ع فَقَالَ لَهُ مَا يُبكِيكَ يَا عَلِيّ فَقَالَ فَرَحاً بِأَنّ اللّهَ وَ رَسُولَهُ عنَيّ‌ رَاضِيَانِ قَالَ وَ أَخَذَ عَلِيّ فِيمَن أَخَذَ صَفِيّةَ بِنتَ حيُيَ‌ّ فَدَعَا بِلَالًا فَدَفَعَهَا إِلَيهِ وَ قَالَ لَهُ لَا تَضَعهَا إِلّا فِي يدَيَ‌ رَسُولِ اللّهِص حَتّي يَرَي فِيهَا رَأيَهُ فَأَخرَجَهَا بِلَالٌ وَ مَرّ بِهَا إِلَي رَسُولِ اللّهِص عَلَي القَتلَي وَ قَد كَادَت تَذهَبُ رُوحُهَا فَقَالَص أَ نُزِعَت مِنكَ الرّحمَةُ يَا بِلَالُ ثُمّ اصطَفَاهَا لِنَفسِهِ ثُمّ أَعتَقَهَا وَ تَزَوّجَهَا.

قَالَ فَلَمّا فَرَغَ رَسُولُ اللّهِص مِن خَيبَرَ عَقَدَ لِوَاءً ثُمّ قَالَ مَن يَقُومُ إِلَيهِ فَيَأخُذُهُ بِحَقّهِ وَ هُوَ يُرِيدُ أَن يَبعَثَ بِهِ إِلَي حَوَائِطِ فَدَكَ فَقَامَ الزّبَيرُ إِلَيهِ فَقَالَ أَنَا فَقَالَ أَمِط عَنهُ ثُمّ قَامَ إِلَيهِ سَعدٌ فَقَالَ أَمِط عَنهُ ثُمّ قَالَ


صفحه : 23

يَا عَلِيّ قُم إِلَيهِ فَخُذهُ فَأَخَذَهُ فَبَعَثَ بِهِ إِلَي فَدَكَ فَصَالَحَهُم عَلَي أَن يَحقِنَ دِمَاءَهُم فَكَانَت حَوَائِطُ فَدَكَ لِرَسُولِ اللّهِ خَاصّاً خَالِصاً فَنَزَلَ جَبرَئِيلُ ع فَقَالَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَأمُرُكَ أَن تؤُتيِ‌َ ذَا القُربَي حَقّهُ قَالَ يَا جَبرَئِيلُ وَ مَن قرُباَي‌َ وَ مَا حَقّهَا قَالَ فَاطِمَةُ فَأَعطِهَا حَوَائِطَ فَدَكَ وَ مَا لِلّهِ وَ لِرَسُولِهِ فِيهَا فَدَعَا رَسُولُ اللّهِص فَاطِمَةَ وَ كَتَبَ لَهَا كِتَاباً جَاءَت بِهِ بَعدَ مَوتِ أَبِيهَا إِلَي أَبِي بَكرٍ وَ قَالَت هَذَا كِتَابُ رَسُولِ اللّهِص لِي وَ لاِبنيَ‌ّ.

قَالَ وَ لَمّا افتَتَحَ رَسُولُ اللّهِص خَيبَرَ أَتَاهُ البَشِيرُ بِقُدُومِ جَعفَرِ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَ أَصحَابِهِ مِنَ الحَبَشَةِ إِلَي المَدِينَةِ فَقَالَص مَا أدَريِ‌ بِأَيّهِمَا أَنَا أَسَرّ بِفَتحِ خَيبَرَ أَم بِقُدُومِ جَعفَرٍ.

وَ عَن سُفيَانَ الثوّريِ‌ّ عَن أَبِي الزّبَيرِ عَن جَابِرٍ قَالَ لَمّا قَدِمَ جَعفَرُ بنُ أَبِي طَالِبٍ مِن أَرضِ الحَبَشَةِ تَلَقّاهُ رَسُولُ اللّهِص فَلَمّا نَظَرَ جَعفَرٌ إِلَي رَسُولِ اللّهِص حَجّلَ يعَنيِ‌ مَشَي عَلَي رِجلٍ وَاحِدَةٍ إِعظَاماً لِرَسُولِ اللّهِص فَقَبّلَ رَسُولُ اللّهِ بَينَ عَينَيهِ

وَ رَوَي زُرَارَةُ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع أَنّ رَسُولَ اللّهِص لَمّا استَقبَلَ جَعفَراً التَزَمَهُ ثُمّ قَبّلَ بَينَ عَينَيهِ قَالَ وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص بَعَثَ قَبلَ أَن يَسِيرَ إِلَي خَيبَرَ عَمرَو بنَ أُمَيّةَ الضمّريِ‌ّ إِلَي النجّاَشيِ‌ّ عَظِيمِ الحَبَشَةِ وَ دَعَاهُ إِلَي الإِسلَامِ فَأَسلَمَ وَ كَانَ أَمَرَ عَمراً أَن يَتَقَدّمَ بِجَعفَرٍ وَ أَصحَابِهِ فَجَهّزَ النجّاَشيِ‌ّ جَعفَراً وَ أَصحَابَهُ بِجَهَازٍ حَسَنٍ وَ أَمَرَ لَهُم بِكِسوَةٍ وَ حَمَلَهُم فِي سَفِينَتَينِ

.بيان قال الجزري‌ الجزع بالفتح الخرز اليماني‌ ويقال ربع يربع


صفحه : 24

أي وقف وانتظر و قال في حديث خيبر إنه أخذ الراية فهزها ثم قال من يأخذها بحقها فجاء فلان فقال أنا فقال أمط ثم جاء آخر فقال أمط أي تنح واذهب و قال الحجل أن يرفع رجلا ويقفز علي الأخري من الفرح و قد يكون بالرجلين إلا أنه قفز وقيل الحجل مشي‌ المقيد

18-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن يَحيَي الحلَبَيِ‌ّ عَن هَارُونَ بنِ خَارِجَةَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لِجَعفَرٍ يَا جَعفَرُ أَ لَا أَمنَحُكَ أَ لَا أُعطِيكَ أَ لَا أَحبُوكَ فَقَالَ لَهُ جَعفَرٌ بَلَي يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ فَظَنّ النّاسُ أَنّهُ يُعطِيهِ ذَهَباً أَو فِضّةً فَتَشَوّفَ النّاسُ لِذَلِكَ فَقَالَ لَهُ إنِيّ‌ أُعطِيكَ شَيئاً إِن أَنتَ صَنَعتَهُ فِي كُلّ يَومٍ كَانَ خَيراً لَكَ مِنَ الدّنيَا وَ مَا فِيهَا ثُمّ عَلّمَهُص صَلَاةَ جَعفَرٍ عَلَي مَا سيَأَتيِ‌ إِن شَاءَ اللّهُ

بيان تشوف للشي‌ء أي طمح إليه بصره

19-ل ،[الخصال ]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]المُفَسّرُ بِإِسنَادِهِ إِلَي أَبِي مُحَمّدٍ العسَكرَيِ‌ّ عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص لَمّا جَاءَهُ جَعفَرُ بنُ أَبِي طَالِبٍ مِنَ الحَبَشَةِ قَامَ إِلَيهِ وَ استَقبَلَهُ اثنتَيَ‌ عَشرَةَ خُطوَةً وَ قَبّلَ مَا بَينَ عَينَيهِ وَ بَكَي وَ قَالَ لَا أدَريِ‌ بِأَيّهِمَا أَنَا أَشَدّ سُرُوراً بِقُدُومِكَ يَا جَعفَرُ أَم بِفَتحِ اللّهِ عَلَي أَخِيكَ خَيبَرَ وَ بَكَي فَرَحاً بِرُؤيَتِهِ

20-يب ،[تهذيب الأحكام ] الحُسَينُ بنُ سَعِيدٍ عَن صَفوَانَ عَن بِسطَامَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ لَهُ رَجُلٌ جُعِلتُ فِدَاكَ أَ يَلتَزِمُ الرّجُلُ أَخَاهُ فَقَالَ نَعَم إِنّ رَسُولَ اللّهِص يَومَ افتَتَحَ خَيبَرَ أَتَاهُ الخَبَرُ أَنّ جَعفَراً قَد قَدِمَ فَقَالَ وَ اللّهِ مَا أدَريِ‌ بِأَيّهِمَا أَنَا أَشَدّ سُرُوراً بِقُدُومِ جَعفَرٍ أَو بِفَتحِ خَيبَرَ قَالَ فَلَم يَلبَث أَن جَاءَ جَعفَرٌ قَالَ فَوَثَبَ رَسُولُ اللّهِص فَالتَزَمَهُ وَ قَبّلَ مَا بَينَ عَينَيهِ قَالَ فَقَالَ لَهُ الرّجُلُ الأَربَعُ رَكَعَاتٍ التّيِ‌ بلَغَنَيِ‌ أَنّ رَسُولَ اللّهِص أَمَرَ جَعفَراً أَن يُصَلّيَهَا فَقَالَ لَمّا قَدِمَ ع عَلَيهِ قَالَ لَهُ يَا جَعفَرُ أَ لَا أُعطِيكَ أَ لَا أَمنَحُكَ أَ لَا أَحبُوكَ قَالَ فَتَشَوّفَ النّاسُ وَ رَأَوا


صفحه : 25

أَنّهُ يُعطِيهِ ذَهَباً أَو فِضّةً قَالَ بَلَي يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ صَلّ أَربَعَ رَكَعَاتٍ مَتَي مَا صَلّيتَهُنّ غُفِرَ لَكَ مَا بَينَهُنّ إِنِ استَطَعتَ كُلّ يَومٍ وَ إِلّا فَكُلّ يَومَينِ أَو كُلّ جُمعَةٍ أَو كُلّ شَهرٍ أَو كُلّ سَنَةٍ فَإِنّهُ يُغفَرُ لَكَ مَا بَينَهُمَا الخَبَرَ

21-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] فَتحُ خَيبَرَ فِي المُحَرّمِ سَنَةَ سَبعٍ وَ لَمّا رَأَت أَهلُ خَيبَرَ عَمَلَ عَلِيّ ع قَالَ ابنُ أَبِي الحَقِيقِ للِنبّيِ‌ّص انزِل فَأُكَلّمَكَ قَالَ نَعَم فَنَزَلَ وَ صَالَحَ النّبِيّص عَلَي حِقنِ دِمَاءِ مَن فِي حُصُونِهِم وَ يَخرُجُونَ مِنهَا بِثَوبٍ وَاحِدٍ فَلَمّا سَمِعَ أَهلُ فَدَكٍ قِصّتَهُم بَعَثُوا مُحَيّصَةَ بنَ مَسعُودٍ إِلَي النّبِيّص يَسأَلُونَهُ أَن يَستُرَهُم بِأَثوَابٍ فَلَمّا نَزَلُوا سَأَلُوا النّبِيّص أَن يُعَامِلَهُمُ الأَموَالَ عَلَي النّصفِ فَصَالَحَهُم عَلَي ذَلِكَ وَ كَذَلِكَ فَعَلَ بِأَهلِ خَيبَرَ

22-ل ،[الخصال ] الحَسَنُ بنُ مُحَمّدِ بنِ يَحيَي العلَوَيِ‌ّ عَن جَدّهِ عَن دَاوُدَ بنِ القَاسِمِ عَنِ الحَسَنِ بنِ زَيدٍ قَالَ سَمِعتُ جَمَاعَةً مِن أَهلِ بيَتيِ‌ يَقُولُونَ إِنّ جَعفَرَ بنَ أَبِي طَالِبٍ لَمّا قَدِمَ مِن أَرضِ الحَبَشَةِ وَ كَانَ بِهَا مُهَاجِراً وَ ذَلِكَ يَومُ فَتحِ خَيبَرَ قَامَ النّبِيّص فَقَبّلَ بَينَ عَينَيهِ ثُمّ قَالَ مَا أدَريِ‌ بِأَيّهِمَا أَنَا أَسَرّ بِقُدُومِ جَعفَرٍ أَو بِفَتحِ خَيبَرَ

23-كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَن أَحمَدَ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن صَفوَانَ عَن أَبِي الفَضلِ قَالَ كُنتُ مُجَاوِراً بِمَكّةَ فَسَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع مِن أَينَ أُحرِمُ بِالحَجّ فَقَالَ مِن حَيثُ أَحرَمَ رَسُولُ اللّهِص مِنَ الجِعرَانَةِ أَتَاهُ فِي ذَلِكَ المَكَانِ فُتُوحٌ الطّائِفُ وَ فَتحُ خَيبَرَ وَ الفَتحُ

بيان لعل خيبر هنا تصحيف حنين كما في بعض النسخ ويمكن أن يقال كانت البشارة بفتح خيبر في الحديبية و هوقريب من الجعرانة


صفحه : 26

24- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]الصّائِغُ عَن مُحَمّدِ بنِ العَبّاسِ بنِ بَسّامٍ عَن مُحَمّدِ بنِ خَالِدِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن سُوَيدِ بنِ عَبدِ العَزِيزِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ لَهِيعَةَ عَنِ ابنِ قُنبُلٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَمرِو بنِ العَاصِ قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص دَفَعَ الرّايَةَ يَومَ خَيبَرَ إِلَي رَجُلٍ مِن أَصحَابِهِ فَرَجَعَ مُنهَزِماً فَدَفَعَهَا إِلَي آخَرَ فَرَجَعَ يُجَبّنُ أَصحَابَهُ وَ يُجَبّنُونَهُ قَد رَدّ الرّايَةَ مُنهَزِماً فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لَأُعطِيَنّ الرّايَةَ غَداً رَجُلًا يُحِبّ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ يُحِبّهُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ لَا يَرجِعُ حَتّي يَفتَحَ اللّهُ عَلَي يَدَيهِ فَلَمّا أَصبَحَ قَالَ ادعُوا لِي عَلِيّاً فَقِيلَ لَهُ يَا رَسُولَ اللّهِ هُوَ رَمِدٌ فَقَالَ ادعُوهُ فَلَمّا جَاءَ تَفَلَ رَسُولُ اللّهِص فِي عَينَيهِ وَ قَالَ أللّهُمّ ادفَع عَنهُ الحَرّ وَ البَردَ ثُمّ دَفَعَ الرّايَةَ إِلَيهِ وَ مَضَي فَمَا رَجَعَ إِلَي رَسُولِ اللّهِص إِلّا بِفَتحِ خَيبَرَ ثُمّ قَالَ إِنّهُ لَمّا دَنَا مِنَ القَمُوصِ أَقبَلَ أَعدَاءُ اللّهِ مِنَ اليَهُودِ يَرمُونَهُ بِالنّبلِ وَ الحِجَارَةِ فَحَمَلَ عَلَيهِم عَلِيّ ع حَتّي دَنَا مِنَ البَابِ فَثَنَي رِجلَهُ ثُمّ نَزَلَ مُغضَباً إِلَي أَصلِ عَتَبَةِ البَابِ فَاقتَلَعَهُ ثُمّ رَمَي بِهِ خَلفَ ظَهرِهِ أَربَعِينَ ذِرَاعاً قَالَ ابنُ عَمرٍو مَا عَجِبنَا مِن فَتحِ اللّهِ خَيبَرَ عَلَي يدَيَ‌ عَلِيّ ع وَ لَكِنّا عَجِبنَا مِن قَلعِهِ البَابَ وَ رَميِهِ خَلفَهُ أَربَعِينَ ذِرَاعاً وَ لَقَد تَكَلّفَ حَملَهُ أَربَعُونَ رَجُلًا فَمَا أَطَاقُوهُ فَأُخبِرَ النّبِيّص بِذَلِكَ فَقَالَ وَ ألّذِي نفَسيِ‌ بِيَدِهِ لَقَد أَعَانَهُ عَلَيهِ أَربَعُونَ مَلَكاً

25- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]الدّقّاقُ عَنِ الصوّفيِ‌ّ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ مُوسَي الحَبّالِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ الخَشّابِ عَن مُحَمّدِ بنِ مِحصَنٍ عَنِ ابنِ ظَبيَانَ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع قَالَ فِي رِسَالَتِهِ إِلَي سَهلِ بنِ حُنَيفٍ رَحِمَهُ اللّهُ وَ اللّهِ مَا قَلَعتُ بَابَ خَيبَرَ وَ رَمَيتُ بِهِ خَلفَ ظهَريِ‌ أَربَعِينَ ذِرَاعاً بِقُوّةٍ جَسَدِيّةٍ وَ لَا حَرَكَةٍ غِذَائِيّةٍ لكَنِيّ‌ أُيّدتُ بِقُوّةٍ مَلَكُوتِيّةٍ وَ نَفسٍ بِنُورِ رَبّهَا مُضِيئَةٍ وَ أَنَا مِن أَحمَدَ كَالضّوءِ مِنَ الضّوءِ وَ اللّهِ لَو تَظَاهَرَتِ العَرَبُ عَلَي قتِاَليِ‌ لَمَا وَلّيتُ وَ لَو أمَكنَتَنيِ‌ الفُرصَةُ مِن رِقَابِهَا لَمَا بَقّيتُ وَ مَن لَم يُبَالِ مَتَي حَتفُهُ عَلَيهِ سَاقِطٌ فَجَنَانُهُ فِي المُلِمّاتِ رَابِطٌ


صفحه : 27

26- ل ،[الخصال ] فِيمَا أَجَابَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع اليهَوُديِ‌ّ ألّذِي سَأَلَ عَن عَلَامَاتِ الأَوصِيَاءِ أَن قَالَ وَ أَمّا السّادِسَةُ يَا أَخَا اليَهُودِ فَإِنّا وَرَدنَا مَعَ رَسُولِ اللّهِص مَدِينَةَ أَصحَابِكَ خَيبَرَ عَلَي رِجَالٍ مِنَ اليَهُودِ وَ فُرسَانِهَا مِن قُرَيشٍ وَ غَيرِهَا فَتَلَقّونَا بِأَمثَالِ الجِبَالِ مِنَ الخَيلِ وَ الرّجَالِ وَ السّلَاحِ وَ هُم فِي أَمنَعِ دَارٍ وَ أَكثَرِ عَدَدٍ كُلّ ينُاَديِ‌ يَدعُو وَ يُبَادِرُ إِلَي القِتَالِ فَلَم يَبرُز إِلَيهِم مِن أصَحاَبيِ‌ أَحَدٌ إِلّا قَتَلُوهُ حَتّي إِذَا احمَرّتِ الحَدَقُ وَ دُعِيتُ إِلَي النّزَالِ وَ أَهَمّت كُلّ امر‌ِئٍ نَفسُهُ وَ التَفَتَ بَعضُ أصَحاَبيِ‌ إِلَي بَعضٍ وَ كُلّ يَقُولُ يَا أَبَا الحَسَنِ انهَض فأَنَهضَنَيِ‌ رَسُولُ اللّهِص إِلَي دَارِهِم فَلَم يَبرُز إلِيَ‌ّ مِنهُم أَحَدٌ إِلّا قَتَلتُهُ وَ لَا يَثبُتُ لِي فَارِسٌ إِلّا طَحَنتُهُ ثُمّ شَدَدتُ عَلَيهِم شِدّةَ اللّيثِ عَلَي فَرِيسَتِهِ حَتّي أَدخَلتُهُم جَوفَ مَدِينَتِهِم مُسَدّداً عَلَيهِم فَاقتَلَعتُ بَابَ حِصنِهِم بيِدَيِ‌ حَتّي دَخَلتُ عَلَيهِم مَدِينَتَهُم وحَديِ‌ أَقتُلُ مَن يَظهَرُ فِيهَا مِن رِجَالِهَا وَ أسَبيِ‌ مَن أَجِدُ مِن نِسَائِهَا حَتّي افتَتَحتُهَا وحَديِ‌ وَ لَم يَكُن لِي فِيهَا مُعَاوِنٌ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ

27- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] ابنُ الحمَاّميِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ سُلَيمَانَ بنِ الحَسَنِ عَن مُعَاذِ بنِ المُثَنّي عَن مُسَدّدٍ عَن أَبِي عَوَانَةَ عَن سُهَيلٍ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي هُرَيرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَأُعطِيَنّ الرّايَةَ غَداً رَجُلًا يُحِبّهُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ يُحِبّ اللّهَ وَ رَسُولَهُ لَا يَرجِعُ حَتّي يَفتَحَ اللّهُ عَلَيهِ قَالَ عُمَرُ مَا أَحبَبتُ الإِمَارَةَ قَبلَ يَومِئِذٍ فَدَعَا عَلِيّاً ع فَبَعَثَهُ فَقَالَ لَهُ اذهَب فَقَاتِل حَتّي يَفتَحَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَلَيكَ وَ لَا تَلتَفِت فَمَشَي سَاعَةً أَو قَالَ قَلِيلًا ثُمّ وَقَفَ وَ لَم يَلتَفِت فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ عَلَي مَا أُقَاتِلُ النّاسَ قَالَ قَاتِلهُم حَتّي يَشهَدُوا أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ فَقَد مَنَعُوا مِنكَ دِمَاءَهُم وَ أَموَالَهُم إِلّا بِحَقّهَا وَ حِسَابُهُم عَلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ

28- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] ابنُ الصّلتِ عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَنِ الحَسَنِ بنِ القَاسِمِ عَن اِبرَاهِيمَ


صفحه : 28

بنِ شَيبَانَ عَن سُلَيمَانَ بنِ بِلَالٍ عَن عَلِيّ بنِ مُوسَي بنِ الحَسَنِ عَن أَبِيهِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ ع أَنّ رَسُولَ اللّهِص دَفَعَ خَيبَرَ إِلَي أَهلِهَا بِالشّطرِ فَلَمّا كَانَ عِندَ الصّرَامِ بَعَثَ عَبدَ اللّهِ بنَ رَوَاحَةَ فَخَرَصَهَا عَلَيهِم ثُمّ قَالَ إِن شِئتُم أَخَذتُم بِخَرصِنَا وَ إِن شِئنَا أَخَذنَا وَ احتَسَبنَا لَكُم فَقَالُوا هَذَا الحَقّ بِهَذَا قَامَتِ السّمَاوَاتُ وَ الأَرضُ

29- يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ عَن عَلِيّ ع قَالَ لَمّا خَرَجنَا إِلَي خَيبَرَ فَإِذَا نَحنُ بِوَادٍ ملأ[مَلآنَ]مَاءً فَقَدّرنَاهُ أَربَعَ عَشرَةَ قَامَةً فَقَالَ النّاسُ يَا رَسُولَ اللّهِ العَدُوّ مِن وَرَائِنَا وَ الواَديِ‌ أَمَامَنَا كَمَاقالَ أَصحابُ مُوسي إِنّا لَمُدرَكُونَفَنَزَلَص فَقَالَ أللّهُمّ إِنّكَ جَعَلتَ لِكُلّ مُرسَلٍ عَلَامَةً فَأَرِنَا قُدرَتَكَ فَرَكِبَ وَ عَبَرَتِ الخَيلُ وَ الإِبِلُ لَا تَندَي حَوَافِرُهَا وَ أَخفَافُهَا فَفَتَحُوهُ ثُمّ أعُطيِ‌َ بَعدَهُ فِي أَصحَابِهِ حِينَ عُبُورِ عَمرِو بنِ مَعدِيكَرِبَ البَحرَ بِالمَدَائِنِ بحبشه [بِجَيشِهِ]

30-يج ،[الخرائج والجرائح ] مِن مُعجِزَاتِهِص أَنّهُ لَمّا سَارَ إِلَي خَيبَرَ أَخَذَ أَبُو بَكرٍ الرّايَةَ إِلَي بَابِ الحِصنِ فَحَارَبَهُم فَحَمَلَتِ اليَهُودُ فَرَجَعَ مُنهَزِماً يُجَبّنُ أَصحَابَهُ وَ يُجَبّنُونَهُ وَ لَمّا كَانَ مِنَ الغَدِ أَخَذَ عُمَرُ الرّايَةَ فَخَرَجَ بِهِم ثُمّ رَجَعَ يُجَبّنُ النّاسَ فَغَضِبَ رَسُولُ اللّهِص وَ قَالَ مَا بَالُ أَقوَامٍ يَرجِعُونَ مُنهَزِمِينَ يُجَبّنُونَ أَصحَابَهُم أَمَا لَأُعطِيَنّ الرّايَةَ غَداً رَجُلًا يُحِبّ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ يُحِبّهُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ كَرّاراً غَيرَ فَرّارٍ لَا يَرجِعُ حَتّي يَفتَحَ اللّهُ عَلَي يَدِهِ وَ كَانَ عَلِيّ ع أَرمَدَ العَينِ فَتَطَاوَلَ جَمِيعُ المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ فَقَالُوا أَمّا عَلِيّ فَإِنّهُ لَا يُبصِرُ شَيئاً لَا سَهلًا وَ لَا جَبَلًا


صفحه : 29

فَلَمّا كَانَ مِنَ الغَدِ خَرَجَ رَسُولُ اللّهِص مِنَ الخَيمَةِ وَ الرّايَةُ فِي يَدِهِ فَرَكَزَهَا وَ قَالَ أَينَ عَلِيّ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللّهِ هُوَ رَمِدٌ مَعصُوبُ العَينَينِ قَالَ هَاتُوهُ إلِيَ‌ّ فأَتُيِ‌َ بِهِ يُقَادُ فَفَتَحَ رَسُولُ اللّهِص عَينَيهِ ثُمّ تَفَلَ فِيهِمَا فَكَأَنّ عَلِيّاً لَم تَرمَد عَينَاهُ قَطّ ثُمّ قَالَ أللّهُمّ أَذهِب عَنهُ الحَرّ وَ البَردَ فَكَانَ عَلِيّ يَقُولُ مَا وَجَدتُ بَعدَ ذَلِكَ حَرّاً وَ لَا بَرداً فِي صَيفٍ وَ لَا شِتَاءٍ ثُمّ دَفَعَ إِلَيهِ الرّايَةَ وَ قَالَ لَهُ سِر فِي المُسلِمِينَ إِلَي بَابِ الحِصنِ وَ ادعُهُم إِلَي إِحدَي ثَلَاثِ خِصَالٍ إِمّا أَن يَدخُلُوا فِي الإِسلَامِ وَ لَهُم مَا لِلمُسلِمِينَ وَ عَلَيهِم مَا عَلَيهِم وَ أَموَالُهُم لَهُم وَ إِمّا أَن يُذعِنوا لِلجِزيَةِ وَ الصّلحِ وَ لَهُمُ الذّمّةُ وَ أَموَالُهُم لَهُم وَ إِمّا الحَربِ فَإِنِ اختَارُوا الحَربَ فَحَارِبهُم

فأخذها وسار بها والمسلمون خلفه حتي وافي باب الحصن فاستقبله حماة اليهود و في أولهم مرحب يهدر كمايهدر البعير فدعاهم إلي الإسلام فأبوا ثم دعاهم إلي الذمة فأبوا فحمل عليهم أمير المؤمنين ع فانهزموا بين يديه ودخلوا الحصن وردوا بابه و كان الباب حجرا منقورا في صخر والباب من الحجر في ذلك الصخر المنقور كأنه حجر رحي و في وسطه ثقب لطيف فرمي أمير المؤمنين ع بقوسه من يده اليسري وجعل يده اليسري في ذلك الثقب ألذي في وسط الحجر دون اليمني لأن السيف كان في يده اليمني ثم جذبه إليه فانهار الصخر المنقور وصار الباب في يده اليسري فحملت عليه اليهود فجعل ذلك ترسا له وحمل عليهم فضرب مرحبا فقتله وانهزم اليهود من بين يديه فرمي عند ذلك الحجر بيده اليسري إلي خلفه فمر الحجر ألذي هوالباب علي رءوس الناس من المسلمين إلي أن وقع في آخر العسكر قال المسلمون فذرعنا المسافة التي‌ مضي فيهاالباب فكانت أربعين ذراعا ثم اجتمعنا علي الباب لنرفعه من الأرض وكنا أربعين رجلا حتي تهيأ لنا أن نرفعه قليلا من الأرض


صفحه : 30

31- يج ،[الخرائج والجرائح ] روُيِ‌َ أَنّهُ لَمّا انصَرَفَ رَسُولُ اللّهِص مِن خَيبَرَ رَاجِعاً إِلَي المَدِينَةِ قَالَ جَابِرٌ وَ صِرنَا عَلَي وَادٍ عَظِيمٍ قَدِ امتَلَأَ بِالمَاءِ فَقَاسُوا عُمقَهُ بِرُمحٍ فَلَم يَبلُغ قَعرَهُ فَنَزَلَ رَسُولُ اللّهِص وَ قَالَ أللّهُمّ أَعطِنَا اليَومَ آيَةً مِن آيَاتِ أَنبِيَائِكَ وَ رُسُلِكَ ثُمّ ضَرَبَ المَاءَ بِقَضِيبِهِ وَ استَوَي عَلَي رَاحِلَتِهِ ثُمّ قَالَ سِيرُوا خلَفيِ‌ بِاسمِ اللّهِ فَمَضَت رَاحِلَتُهُ عَلَي وَجهِ المَاءِ فَاتّبَعَهُ النّاسُ عَلَي رَوَاحِلِهِم وَ دَوَابّهِم فَلَم تَتَرَطّب أَخفَافُهَا وَ لَا حَوَافِرُهَا

32-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّ النّبِيّص لَمّا صَارَ إِلَي خَيبَرَ كَانُوا قَد جَمَعُوا حُلَفَاءَهُم مِنَ العَرَبِ مِن غَطَفَانَ أَربَعَةَ آلَافِ فَارِسٍ فَلَمّا نَزَلَص بِخَيبَرَ سَمِعَت غَطَفَانُ صَائِحاً يَصِيحُ فِي تِلكَ اللّيلَةِ يَا مَعشَرَ غَطَفَانَ الحَقُوا حَيّكُم فَقَد خُولِفتُم إِلَيهِم وَ رَكِبُوا مِن لَيلَتِهِم وَ صَارُوا إِلَي حَيّهِم مِنَ الغَدِ فَوَجَدُوهُم سَالِمِينَ قَالُوا فَعَلِمنَا أَنّ ذَلِكَ مِن قِبَلِ اللّهِ لِيَظفَرَ مُحَمّدٌ بِيَهُودِ خَيبَرَ فَنَزَلَص تَحتَ شَجَرَةٍ فَلَمّا انتَصَفَ النّهَارُ نَادَي مُنَادِيهِ قَالُوا فَاجتَمَعنَا إِلَيهِ فَإِذَا عِندَهُ رَجُلٌ جَالِسٌ فَقَالَ عَلَيكُم هَذَا جاَءنَيِ‌ وَ أَنَا نَائِمٌ وَ سَلّ سيَفيِ‌ وَ قَالَ مَن يَمنَعُكَ منِيّ‌ قُلتُ اللّهُ يمَنعَنُيِ‌ مِنكَ فَصَارَ كَمَا تَرَونَ لَا حَرَاكَ بِهِ فَقَالَ دَعُوهُ وَ لَم يُعَاقِبهُ وَ لَمّا فَتَحَ عَلِيّ ع حِصنَ خَيبَرَ الأَعلَي بَقِيَت لَهُم قَلعَةٌ فِيهَا جَمِيعُ أَموَالِهِم وَ مَأكُولِهِم وَ لَم يَكُن عَلَيهَا حَربٌ بِوَجهٍ مِنَ الوُجُوهِ نَزَلَ رَسُولُ اللّهِ مُحَاصِراً لِمَن فِيهَا فَصَارَ إِلَيهِ يهَوُديِ‌ّ مِنهُم فَقَالَ يَا مُحَمّدُ تؤُمنِنُيُ‌ عَلَي نفَسيِ‌ وَ أهَليِ‌ وَ ماَليِ‌ وَ ولُديِ‌ حَتّي أَدُلّكَ عَلَي فَتحِ القَلعَةِ فَقَالَ لَهُ النّبِيّص أَنتَ آمِنٌ فَمَا دَلَالَتُكَ قَالَ تَأمُرُ أَن يُحفَرَ هَذَا المَوضِعُ فَإِنّهُم يَصِيرُونَ إِلَي مَاءِ أَهلِ القَلعَةِ فَيَخرُجُ وَ يَبقَونَ بِلَا مَاءٍ وَ يُسَلّمُونَ إِلَيكَ القَلعَةَ طَوعاً فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أَو يُحدِثَ اللّهُ غَيرَ هَذَا وَ قَد أَمَنّاكَ فَلَمّا


صفحه : 31

كَانَ مِنَ الغَدِ رَكِبَ رَسُولُ اللّهِ بَغلَتَهُ وَ قَالَ لِلمُسلِمِينَ اتبّعِوُنيِ‌ وَ سَارَ نَحوَ القَلعَةِ فَأَقبَلَتِ السّهَامُ وَ الحِجَارَةُ نَحوَهُ وَ هيِ‌َ تَمُرّ عَن يَمنَتِهِ وَ يَسرَتِهِ فَلَا تُصِيبُهُ وَ لَا أَحَداً مِنَ المُسلِمِينَ شَيءٌ مِنهَا حَتّي وَصَلَ رَسُولُ اللّهِص إِلَي بَابِ القَلعَةِ فَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَي حَائِطِهَا فَانخَفَضَ الحَائِطُ حَتّي صَارَ مِنَ الأَرضِ وَ قَالَ لِلنّاسِ ادخُلُوا القَلعَةَ مِن رَأسِ الحَائِطِ بِغَيرِ كُلفَةٍ

بيان فقد خولفتم إليهم أي أتي عدوكم حيكم مخالفين لكم في الطريق في القاموس هويخالف فلانة أي يأتيها إذاغاب زوجها

33- كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن حَمّادٍ عَنِ الحلَبَيِ‌ّ قَالَ أخَبرَنَيِ‌ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع أَنّ أَبَاهُ ع حَدّثَهُ أَنّ رَسُولَ اللّهِص أَعطَي خَيبَرَ بِالنّصفِ أَرضَهَا وَ نَخلَهَا فَلَمّا أَدرَكَتِ الثّمَرَةُ بَعَثَ عَبدَ اللّهِ بنَ رَوَاحَةَ فَقَوّمَ عَلَيهِم قِيمَةً فَقَالَ لَهُم إِمّا أَن تَأخُذُوهُ وَ تعُطوُنيِ‌ نِصفَ الثّمَرِ وَ إِمّا أَعطَيتُكُم نِصفَ الثّمَرِ وَ آخُذُهُ فَقَالُوا بِهَذَا قَامَتِ السّمَاوَاتُ وَ الأَرضُ

34- كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ وَ سَهلِ بنِ زِيَادٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ مَحبُوبٍ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي الصّبّاحِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِنّ النّبِيّص لَمّا افتَتَحَ خَيبَرَ تَرَكَهَا فِي أَيدِيهِم عَلَي النّصفِ فَلَمّا بَلَغَتِ الثّمَرَةُ بَعَثَ عَبدَ اللّهِ بنَ رَوَاحَةَ إِلَيهِم فَخَرَصَ عَلَيهِم فَجَاءُوا إِلَي النّبِيّص فَقَالُوا لَهُ إِنّهُ قَد زَادَ عَلَينَا فَأَرسَلَ إِلَي عَبدِ اللّهِ فَقَالَ مَا يَقُولُ هَؤُلَاءِ قَالَ قَد خَرَصتُ عَلَيهِم بشِيَ‌ءٍ فَإِن شَاءُوا يَأخُذُونَ بِمَا خَرَصتُ وَ إِن شَاءُوا أَخَذنَا فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ اليَهُودِ بِهَذَا قَامَتِ السّمَاوَاتُ وَ الأَرضُ

35-أقول قال الكازروني‌ في سنة سبع من الهجرة كانت غزوة خيبر في جمادي الأولي وخيبر علي ثمانية برد من المدينة و ذلك أن رسول الله ص لما


صفحه : 32

رجع من الحديبية أقام بالمدينة بقية ذي‌ الحجة وبعض المحرم ثم خرج في بقية المحرم لسنة سبع واستخلف علي المدينة سباع بن عرفطة الغفاري‌ وأخرج معه أم سلمة فلما نزل بساحتهم أصبحوا وغدوا إلي أعمالهم معهم المساحي‌ والمكاتل فلما نظروا إلي رسول الله ص قالوا محمد والخميس فولوا هاربين إلي حصونهم وجعل رسول الله ص يقول الله أكبر خزيت خيبر إنا جيش إذانزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين فقاتلوهم أشد القتال وفتحها حصنا حصنا وهي‌ حصون ذوات عدد وأخذ كنز آل أبي الحقيق و كان قدغيبوه في خربة فدله الله عليه فاستخرجه وقتل منهم ثلاثة وتسعين رجلا من يهود حتي ألجأهم إلي قصورهم وغلبهم علي الأرض والنخل فصالحهم علي أن يحقن دماءهم ولهم ماحملت ركابهم وللنبي‌ص الصفراء والبيضاء والسلاح ويخرجهم وشرطوا للنبي‌ص أن لايكتموه شيئا فإن فعلوا فلاذمة لهم و لاعهد فلما وجد المال ألذي غيبوه في مسك الجمال سبي نساءهم وغلب علي الأرض والنخل ودفعها إليهم علي الشطر. ثم ذكر حديث الراية ورجوع أبي بكر وعمر وانهزامهما وَ قَولَهُص

أَمَا وَ اللّهِ لَأُعطِيَنّ الرّايَةَ غَداً رَجُلًا يُحِبّ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ يُحِبّهُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ يَأخُذُهَا

إلي آخر مامر.


صفحه : 33

ثم قال قال ابن عباس لماأراد النبي ص أن يخرج من خيبر قال القوم الآن نعلم أسرية صفية أم امرأة فإن كانت امرأة فسيحجبها و إلافهي‌ سرية فلما خرج أمر بستر فستر دونها فعرف الناس أنها امرأة فلما أرادت أن تركب أدني رسول الله ص فخذه منها لتركب عليها فأبت ووضعت ركبتها علي فخذه ثم حملها فلما كان الليل نزل فدخل الفسطاط ودخلت معه وجاء أبوأيوب فبات عندالفسطاط معه السيف واضع رأسه علي الفسطاط فلما أصبح رسول الله ص سمع صوتا فقال من هذا فقال أنا أبوأيوب فقال ماشأنك قال يا رسول الله جارية شابة حديثة عهد بعرس و قدصنعت بزوجها ماصنعت فلم آمنها قلت إن تحركت كنت قريبا منك فقال رسول الله ص رحمك الله يا أباأيوب مرتين وكانت صفية عروسا بكنانة بن الربيع بن أبي الحقيق حين نزل رسول الله خيبر فرأت في المنام كأن الشمس نزلت حتي وقعت علي صدرها فقصت ذلك علي زوجها فقال و الله ماتمنيت إلا هذاالملك ألذي نزل بنا ففتحها رسول الله ص وضرب عنق زوجها فتزوجها. و في بعض الروايات أن صفية كانت قدرأت في المنام وهي‌ عروس بكنانة بن الربيع أن قمرا وقع في حجرها فعرضت رؤياها علي زوجها فقال ما هذا إلاأنك تمنين ملك الحجاز فلطم وجهها لطمة اخضرت عينها منها فأتي‌ رسول الله ص بها و بهاأثر منها فسألها ما هوفأخبرته هذاالخبر. وأتي‌ رسول الله ص بزوجها كنانة و كان عنده كنز بني‌ النضير فسأله فجحده أن يكون يعلم مكانه فأتي‌ رسول الله ص برجل من اليهود فقال لرسول الله ص إني‌ قدرأيت كنانة يطيف بهذه الخربة كل غداة فقال رسول الله أرأيت إن وجدناه عندك أنقتلك قال نعم فأمر رسول الله ص بالخربة فحفرت فأخرج منها بعض كنزهم ثم سأله مابقي‌ فأبي أن يؤديه فأمرص الزبير بن العوام قال عذبه حتي تستأصل ماعنده و كان الزبير يقدح بزند في


صفحه : 34

صدره حتي أشرف علي نفسه ثم دفعه رسول الله ص إلي محمد بن مسلمة فضرب عنقه بأخيه محمود بن مسلمة. وبإسناده عن أنس قال لماافتتح رسول الله ص خيبر قال الحجاج بن علاط يا رسول الله إن لي بمكة مالا و إن لي بهاأهلا أريد أن آتيهم فأنا في حل إن أنانلت منك و قلت شيئا فأذن له رسول الله ص أن يقول ماشاء فأتي امرأته حين قدم و قال اجمعي‌ لي ما كان عندك فإني‌ أريد أن أشتري‌ من غنائم محمد وأصحابه فإنهم قداستبيحوا و قدأصيبت أموالهم وفشا ذلك في مكة فانقمع المسلمون وأظهر المشركون فرحا وسرورا فبلغ الخبر العباس بن عبدالمطلب فعقر وجعل لايستطيع أن يقوم ثم أرسل الغلام إلي الحجاج ويلك ماذا جئت به و ماذا تقول فما وعد الله خير مما جئت به فقال الحجاج اقرأ علي أبي الفضل السلام وقل له فليخل لي بعض بيوته لآتيه فإن الخبر علي مايسره قال فجاء غلامه فلما بلغ الباب قال أبشر يا أباالفضل قال فوثب العباس فرحا حتي قبل بين عينيه فأخبره بما قال الحجاج فأعتقه قال ثم جاء الحجاج فأخبره أن رسول الله ص قدافتتح خيبر وغنم أموالهم وجرت سهام الله تعالي في أموالهم واصطفي رسول الله ص صفية واتخذها لنفسه وخيرها بين أن يعتقها وتكون زوجته أوتلحق بأهلها فاختارت أن يعتقها وتكون زوجته ولكن جئت لمال لي هاهنا أردت أن أجمعه فأذهب به فاستأذنت رسول الله ص فأذن لي أن أقول ماشئت فاخف علي ثلاثا ثم اذكر مابدا لك قال فجمعت امرأته ما كان عندها من حلي‌ ومتاع فدفعته إليه ثم انشمر به فلما كان بعدثلاث أتي العباس امرأة الحجاج فقال مافعل زوجك فأخبرته أنه ذهب يوم كذا وكذا وقالت لايحزنك الله يا أباالفضل لقد شق علينا ألذي بلغك قال أجل لايحزنني‌ الله تعالي و لم يكن بحمد الله إلا ماأحببنا فتح الله خيبر


صفحه : 35

علي رسول الله ص واصطفي رسول الله ص صفية لنفسه فإن كان لك حاجة في زوجك فالحقي‌ به قالت أظنك و الله صادقا قال فو الله إني‌ لصادق والأمر علي ماأخبرتك قال ثم ذهب حتي أتي مجلس قريش وهم يقولون إذامر بهم لايصيبك إلاخير يا أباالفضل قال لم يصبني‌ إلاخير بحمد الله لقد أخبرني‌ الحجاج أن خيبر فتح الله علي رسوله وجرت سهام الله فيها واصطفي رسول الله ص صفية لنفسه و قدسألني‌ أن أخفي‌ عنه ثلاثا وإنما جاء ليأخذ ماله و ما كان له من شيءهاهنا ثم يذهب قال فرد الله الكأبة التي‌ بالمسلمين علي المشركين وخرج من كان دخل بيته مكتئبا حتي أتوا العباس فأخبرهم الخبر فسر المسلمون ورد الله ما كان من كأبة أوغيظ أوحزن علي المشركين . قوله فانقمع أي انكسر وعقر أي دهش من كراهة الخبر ألذي سمعه وانشمر به أي خف به وأسرع به

36- مِنَ الدّيوَانِ المَنسُوبِ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع مِمّا أَنشَدَهُ فِي غَزَاةِ خَيبَرَ


سَتَشهَدُ لِي بِالكَرّ وَ الطّعنِ رَايَةٌ   حبَاَنيِ‌ بِهَا الطّهرُ النّبِيّ المُهَذّبُ

وَ تَعلَمُ أنَيّ‌ فِي الحُرُوبِ إِذَا التَظَت   بِنِيرَانِهَا اللّيثُ الهَمُوسُ المُجَرّبُ

وَ مثِليِ‌َ لَاقَي الهَولَ فِي مَفظِعَاتِهِ   وَ قَلّ لَهُ الجَيشُ الخَمِيسُ العَطَبطَبُ

وَ قَد عَلِمَ الأَحيَاءُ أنَيّ‌ زَعِيمُهَا   وَ أنَيّ‌ لَدَي الحَربِ العُذَيقُ المُرَجّبُ

بيان الالتظاء الاشتعال والالتهاب و قال الجوهري‌ الأسد الهموس الخفي‌ الوطء وقل المضبوط في النسخ بالقاف ولعل الفاء أنسب من قولهم فل الجيش إذاهزمهم والعطبطب لم أجده في اللغة و في الشرح المهلك والزعيم سيد القوم ورئيسهم والعذيق تصغير العذق بالفتح وهي‌ النخلة و هو


صفحه : 36

تصغير تعظيم والرجبة هو أن تعمد النخلة الكريمة ببناء من حجارة أوخشب إذاخيف عليها لطولها وكثرة حملها أن تقع و قد يكون ترجيبها بأن يجعل حولها شوك لئلا يرقي إليها و من الترجيب أن تعمد بخشبة ذات شعبتين وقيل أراد بالترجيب التعظيم كل ذلك ذكره في النهاية

وَ مِنهُ فِيهَا


أَنَا عَلِيّ وَ ابنُ عَبدِ المُطّلِبِ   مُهَذّبٌ ذُو سَطوَةٍ وَ ذُو غَضَبٍ

غُذّيتُ فِي الحَربِ وَ عِصيَانِ النّؤَبِ   مِن بَيتِ عِزّ لَيسَ فِيهِ مُنشَعَبُ

وَ فِي يمَيِنيِ‌ صَارِمٌ يَجلُو الكُرَبَ   مَن يلَقنَيِ‌ يَلقَي المَنَايَا وَ العَطَبَ

  ِذ كَفّ مثِليِ‌ بِالرّءُوسِ يَلتَعِبُ

بيان وعصيان النؤب أي عدم إطاعة نوائب الدهر لي وغلبتها علي والمنشعب مصدر ميمي‌ أواسم مكان والانشعاب التفرق وإذ للتعليل أوظرف ليلقي

وَ مِنهُ فِيهَا مُخَاطِباً لِيَاسِرٍ وَ غَيرِهِ


هَذَا لَكُم مِنَ الغُلَامِ الغَالِبِ   مِن ضَربِ صِدقٍ وَ قَضَاءِ الوَاجِبِ

وَ فَالِقِ الهَامَاتِ وَ المَنَاكِبِ   أحَميِ‌ بِهِ قَمَاقِمَ الكَتَائِبِ

بيان القمقام السيد والعدد الكثير والكتيبة الجيش

وَ مِنهُ فِيهَا مُخَاطِباً لِعَنتَرٍ وَ سَائِرِ عَسكَرِ خَيبَرَ


هَذَا لَكُم مَعَاشِرَ الأَحزَابِ   مِن فَالِقِ الهَامَاتِ وَ الرّقَابِ

فَاستَعجِلُوا لِلطّعنِ وَ الضّرَابِ   وَ استَبسِلُوا لِلمَوتِ وَ المَآبِ

صَيّرَكُم سيَفيِ‌ إِلَي العَذَابِ   بِعَونِ ربَيّ‌ الوَاحِدِ الوَهّابِ

بيان استبسل طرح نفسه في الحرب ويريد أن يقتل أويقتل لامحالة و


صفحه : 37

المآب المرجع في الآخرة

وَ مِنهُ فِيهِ مُخَاطِباً لِرَبِيعِ بنِ أَبِي الحَقِيقِ


أَنَا عَلِيّ وَ ابنُ عَبدِ المُطّلِب   أحَميِ‌ ذمِاَريِ‌ وَ أَذُبّ عَن حَسَبٍ

  وَ المَوتُ خَيرٌ لِلفَتَي مِنَ الهَرَبِ

وَ مِنهُ فِيهَا مُخَاطِباً لِجَمَاهِيرِ أَهلِ خَيبَرَ


أَنَا عَلِيّ وَ ابنُ عَبدِ المُطّلِبِ   مُهَذّبٌ ذُو سَطوَةٍ وَ ذُو حَسَبٍ

قِرنٌ إِذَا لَاقَيتُ قِرناً لَم أَهَب   مَن يلَقنَيِ‌ يَلقَي المَنَايَا وَ الكُرَبَ

وَ مِنهُ فِيهَا مُخَاطِباً لِمُرّةَ بنِ مَروَانَ


أَنَا عَلِيّ وَ ابنُ عَبدِ المُطّلِبِ   أَخُو النّبِيّ المُصطَفَي المُنتَجَبِ

رَسُولُ رَبّ العَالَمِينَ قَد غَلَبَ   بَيّنَهُ رَبّ السّمَاءِ فِي الكُتُبِ

وَ كُلّهُم يَعلَمُ لَا قَولَ كَذِبٍ   وَ لَا بِزُورٍ حِينَ يدء[BA]يدَويِ‌]بِالنّسَبِ

صاَفيِ‌ الأَدِيمِ وَ الجَبِينِ كَالذّهَبِ   اليَومَ أُرضِيهِ بِضَربٍ وَ غَضَبٍ

ضَربَ غُلَامٍ أَرِبٍ مِنَ العَرَبِ   لَيسَ بِخَوّارٍ يُرَي عِندَ النّكَبِ

  َاثبُت لِضَربٍ مِن حُسَامٍ كَاللّهَبِ

بيان حين يدء قال الشارح الداو والداي‌ الحكاية و لم أجده فيما عندنا من الكتب و في القاموس دأيت الشي‌ء كسعيت ختلته ويحتمل أن يكون بالباء الموحدة من الابتداء

وَ مِنهُ فِيهَا مُخَاطِباً لِمَرحَبٍ


نَحنُ بَنُو الحَربِ بِنَا سَعِيرُهَا   حَربَ عَوَانٍ حَرّهَا نَذِيرُهَا

  َحُثّ رَكضَ الخَيلِ فِي زَفِيرِهَا

وَ مِنهُ فِيهَا مُجِيباً لِيَاسِرٍ الخيَبرَيِ‌ّ


صفحه : 38


تَبّاً وَ تَعساً لَكَ يَا ابنِ الكَافِرِ   أَنَا عَلِيّ هَازِمُ العَسَاكِرِ

أَنَا ألّذِي أَضرِبُكُم وَ ناَصرِيِ‌   إِلَهُ حَقّ وَ لَهُ مهُاَجرَيِ‌

أَضرِبُكُم بِالسّيفِ فِي المَصَاغِرِ   أَجُودُ بِالطّعنِ وَ ضَربٍ طاهر[BA]ظَاهِرٍ]

مَعَ ابنِ عمَيّ‌ وَ السّرَاجِ الزّاهِرِ   حَتّي تَدِينُوا للِعلَيِ‌ّ القَاهِرِ

  َربَ غُلَامٍ صَارِمٍ مُمَاهِرِ

وَ أَيضاً فِي جَوَابِهِ


ينَصرُنُيِ‌ ربَيّ‌ خَيرُ نَاصِرٍ   آمَنتُ بِاللّهِ بِقَلبٍ شَاكِرٍ

أَضرِبُ بِالسّيفِ عَلَي المَغَافِرِ   مَعَ النّبِيّ المُصطَفَي المُهَاجِرِ

وَ مِنهُ فِيهَا مُجِيباً لأِبَيِ‌ البُلَيتِ عَنتَرٍ


أَنَا عَلِيّ البَطَلُ المُظَفّرُ   غَشَمشَمُ القَلبِ بِذَاكَ أُذكَرُ

وَ فِي يمَيِنيِ‌ لِلّقَاءِ أَخضَرُ   يَلمَعُ مِن حافته [BA]حَافَيهِ]بَرقٌ يَزهَرُ

لِلطّعنِ وَ الضّربِ الشّدِيدِ مُحضَرُ   مَعَ النّبِيّ الطّاهِرِ المُطَهّرِ

اختَارَهُ اللّهُ العلَيِ‌ّ الأَكبَرُ   اليَومَ يُرضِيهِ وَ يخُزيِ‌ عَنتَرٌ

بيان قال الجوهري‌ الغشمشم ألذي يركب رأسه لايثنيه شيءعما يريد ويهوي من شجاعته وإنما عبر عن السيف بالأخضر لأنه من الحديد و هوأسود والعرب يعبر عن السواد بالخضرة أولكثرة مائه كمايسمي البحر الأخضر

وَ مِنهُ فِيهَا قَالَ ارتَجَزَ دَاوُدُ بنُ قَابُوسَ فَقَالَ


يَا أَيّهَا الحَامِلُ بِالتّرَغّمِ   مَا ذَا تُرِيدُ مِن فَتًي غَشَمشَمِ

أَروَعَ مِفضَالٍ هَصُورٍ هَيصَمٍ   مَا ذَا تَرَي بِبَازِلِ مُعتَصَمٍ

وَ قَاتِلِ القِرنِ الجرَيِ‌ءِ المُقدِمِ   وَ اللّهِ لَا أُسلِمُ حَتّي تُحرَمِ

صفحه : 39

فَأَجَابَهُ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ


اثبُت لَحَاكَ اللّهُ إِن لَم تُسلِمِ   لِوَقعِ سَيفٍ عجَرفَيِ‌ّ خِضرَمٍ

تَحمِلُهُ منِيّ‌ بَنَانُ المِعصَمِ   أحَميِ‌ بِهِ كتَاَئبِيِ‌ وَ أحَتمَيِ‌

إنِيّ‌ وَ رَبّ الحَجَرِ المُكَرّمِ   قَد جُدتُ لِلّهِ بلِحَميِ‌ وَ دمَيِ‌

بيان الترغم التغضب والغشمشم الشجاع ألذي لايرده شيء والأروع ألذي يعجبك حسنه والهصور الأسد والهيصم الأسد والقوي‌ من الرجال وبزل البعير انشق نابه لحاك الله أي لعنك الله ويقال جمل فيه عجرفة أي قلة مبالاة لسرعته وفلان يتعجرف علي إذا كان يركبه بما يكره و لايهاب شيئا وعجارف الدهر حوادثه و قال الجوهري‌ الخضرم بالكسر الكثير العطية مشبه بالبحر الخضرم و هوالكثير الماء و كل شيءكثير واسع خضرم والمعصم موضع السوار من الساعد والحجر المكرم الحجر الأسود

وَ مِنهُ فِيهَا مُخَاطِباً لِليَهُودِ


هَذَا لَكُم مِنَ الغُلَامِ الهاَشمِيِ‌ّ   مِن ضَربِ صِدقٍ فِي ذُرَي الكَمَائِمِ

ضَربَ يقود[BA]نُفُوذٍ]شَعَرَ الجَمَاجِمِ   بِصَارِمٍ أَبيَضَ أَيّ صَارِمِ

أحَميِ‌ بِهِ كَتَائِبَ القَمَاقِمِ   عِندَ مَجَالِ الخَيلِ بِالأَقَادِمِ

بيان الكمة القلنسوة المدورة ويقال سيد قماقم بالضم لكثرة خيره وبالفتح جمع القمقام و هوالسيد

وَ مِنهُ عِندَ قَتلِ الخيَبرَيِ‌ّ


أَنَا عَلِيّ ولَدَتَنيِ‌ هَاشِمٌ   لَيثٌ حَرُوبٌ لِلرّجَالِ قَاصِمٌ

مُعصَوصَبٌ فِي نَقعِهَا مَقَادِمُ   مَن يلَقنَيِ‌ يَلقَاهُ مَوتٌ هَاجِمٌ

بيان قصمت الشي‌ء قصما كسرته واعصوصب القوم اجتمعوا والنقع الغبار والمقادم جمع مقدام كمفاتح ومفتاح


صفحه : 40

37- البرُسيِ‌ّ فِي مَشَارِقِ الأَنوَارِ قَالَ لَمّا جَاءَت صَفِيّةُ إِلَي رَسُولِ اللّهِص وَ كَانَت مِن أَحسَنِ النّاسِ وَجهاً فَرَأَي فِي وَجهِهَا شَجّةً فَقَالَ مَا هَذِهِ وَ أَنتِ ابنَةُ المُلُوكِ فَقَالَت إِنّ عَلِيّاً ع لَمّا قَدِمَ إِلَي الحِصنِ هَزّ البَابَ فَاهتَزّ الحِصنُ وَ سَقَطَ مَن كَانَ عَلَيهِ مِنَ النّظّارَةِ وَ ارتَجَفَ بيِ‌َ السّرِيرُ فَسَقَطتُ لوِجَهيِ‌ فشَجَنّيِ‌ جَانِبُ السّرِيرِ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللّهِص يَا صَفِيّةُ إِنّ عَلِيّاً عَظِيمٌ عِندَ اللّهِ وَ إِنّهُ لَمّا هَزّ البَابَ اهتَزّ الحِصنُ وَ اهتَزّتِ السّمَاوَاتُ السّبعُ وَ الأَرَضُونَ السّبعُ وَ اهتَزّ عَرشُ الرّحمَنِ غَضَباً لعِلَيِ‌ّ وَ فِي ذَلِكَ اليَومِ لَمّا سَأَلَهُ عُمَرُ فَقَالَ يَا أَبَا الحَسَنِ لَقَدِ اقتَلَعتَ مَنِيعاً وَ أَنتَ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ خَمِيصاً فَهَل قَلَعتَهَا بِقُوّةٍ بَشَرِيّةٍ فَقَالَ مَا قَلَعتُهَا بِقُوّةٍ بَشَرِيّةٍ وَ لَكِن قَلَعتُهَا بِقُوّةٍ إِلَهِيّةٍ وَ نَفسٍ بِلِقَاءِ رَبّهَا مُطمَئِنّةٍ رَضِيّةٍ وَ فِي ذَلِكَ اليَومِ لَمّا شَطَرَ مَرحَباً شَطرَينِ وَ أَلقَاهُ مُجَدّلًا جَاءَ جَبرَئِيلُ مِنَ السّمَاءِ مُتَعَجّباً فَقَالَ لَهُ النّبِيّص مِمّ تَعَجّبتَ فَقَالَ إِنّ المَلَائِكَةَ تنُاَديِ‌ فِي صَوَامِعَ جَوَامِعِ السّمَاوَاتِ لَا فَتَي إِلّا عَلِيّ لَا سَيفَ إِلّا ذُو الفَقَارِ وَ أَمّا إعِجاَبيِ‌ فإَنِيّ‌ لَمّا أُمِرتُ أَن أُدَمّرَ قَومَ لُوطٍ حَمَلتُ مَدَائِنَهُم وَ هيِ‌َ سَبعُ مَدَائِنَ مِنَ الأَرضِ السّابِعَةِ السّفلَي إِلَي الأَرضِ السّابِعَةِ العُليَا عَلَي رِيشَةٍ مِن جنَاَحيِ‌ وَ رَفَعتُهَا حَتّي سَمِعَ حَمَلَةُ العَرشِ صِيَاحَ دِيَكَتِهِم وَ بُكَاءَ أَطفَالِهِم وَ وَقَفتُ بِهَا إِلَي الصّبحِ أَنتَظِرُ الأَمرَ وَ لَم أُثقَل بِهَا وَ اليَومَ لَمّا ضَرَبَ عَلِيّ ضَربَتَهُ الهَاشِمِيّةَ وَ كَبّرَ أُمِرتُ أَن أَقبِضَ فَاضِلَ سَيفِهِ حَتّي لَا يَشُقّ الأَرضَ وَ تَصِلَ إِلَي الثّورِ الحَامِلِ لَهَا فَيَشطُرَهُ شَطرَينِ فَتَنقَلِبَ الأَرضُ بِأَهلِهَا فَكَانَ فَاضِلُ سَيفِهِ عَلَيّ أَثقَلَ مِن مَدَائِنِ لُوطٍ هَذَا وَ إِسرَافِيلُ وَ مِيكَائِيلُ قَد قَبَضَا عَضُدَهُ فِي الهَوَاءِ


صفحه : 41

أقول سيأتي‌ بعض مايتعلق بتلك الغزوة في باب أحوال جعفر بن أبي طالب ع و في أبواب فضائل أمير المؤمنين ع و في احتجاج الحسن ع علي معاوية واحتجاج سعد عليه

باب 32-ذكر الحوادث بعدغزوة خيبر إلي غزوة مؤتة

1-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]عم ،[إعلام الوري ] ثم بعث رسول الله ص بعدغزوة خيبر فيما رواه الزهري‌ عبد الله بن رواحة في ثلاثين راكبا فيهم عبد الله بن أنيس إلي البشير بن رازم اليهودي‌ لمابلغه أنه يجمع غطفان ليغزو بهم فأتوه فقالوا أرسلنا إليك رسول الله ص ليستعملك علي خيبر فلم يزالوا به حتي تبعهم في ثلاثين رجلا مع كل رجل منهم رديف من المسلمين فلما صاروا ستة أميال ندم البشير فأهوي بيده إلي سيف عبد الله بن أنيس ففطن له عبد الله فزجر بعيره ثم اقتحم يسوق بالقوم حتي إذااستمكن من البشير ضرب رجله فقطعه فاقتحم البشير و في يده مخرش من شوحط فضرب به وجه عبد الله فشجه مأمومة وانكفأ كل رجل من المسلمين علي رديفه فقتله غير رجل واحد من اليهود أعجزهم شدا و لم يصب من المسلمين أحد وقدموا علي رسول الله ص فبصق في شجة عبد الله بن أنيس فلم تؤذه حتي مات . وبعث غالب بن عبد الله الكلبي‌ إلي أرض بني‌ مرة فقتل وأسر. وبعث عيينة بن حصن البدري‌ إلي أرض بني‌ العنبر فقتل وأسر. ثم كانت عمرة القضاء سنة سبع اعتمر رسول الله ص والذين شهدوا معه الحديبية و لمابلغ قريشا ذلك خرجوا متبددين فدخل مكة وطاف بالبيت علي بعيره بيده محجن يستلم به الحجر و عبد الله بن رواحة أخذ بخطامه و هو يقول


صفحه : 42

خلوا بني‌ الكفار عن سبيله خلوا فكل الخير في رسوله إلي آخر مامر من الأبيات . وأقام بمكة ثلاثة أيام تزوج بهاميمونة بنت الحارث الهلالية ثم خرج فابتني بهابسرف ورجع إلي المدينة فأقام بها حتي دخلت سنة ثمان .بيان المخرش عصاء معوجة الرأس كالصولجان والشوحط ضرب من شجر الجبال يتخذ منه القسي‌ والمأمومة الشجة التي‌ بلغت أم الرأس

2-أقول قال الكازروني‌ في حوادث سنة سبع و فيهانام رسول الله ص عن صلاة الصبح حتي طلعت الشمس . بِالإِسنَادِ عَن أَبِي هُرَيرَةَ أَنّ رَسُولَ اللّهِص حِينَ قَفَلَ مِن غَزوَةِ خَيبَرَ سَارَ حَتّي إِذَا أَدرَكَهُ الكَرَي عَرّسَ وَ قَالَ لِبِلَالٍ اكلَأ لَنَا اللّيلَ فَصَلّي بِلَالٌ مَا قُدّرَ لَهُ وَ نَامَ رَسُولُ اللّهِص فَلَمّا تَقَارَبَ الفَجرُ استَنَدَ بِلَالٌ إِلَي رَاحِلَتِهِ مُوَاجِهَ الفَجرِ فَغَلَبَت بِلَالًا عَينُهُ وَ هُوَ مُستَنِدٌ إِلَي رَاحِلَتِهِ فَلَم يَستَيقِظ رَسُولُ اللّهِص وَ لَا بِلَالٌ وَ لَا أَحَدٌ مِنَ الصّحَابَةِ حَتّي ضَرَبَتهُمُ الشّمسُ وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص أَوّلَهُمُ استِيقَاظاً فَفَزِعَ رَسُولُ اللّهِص فَقَالَ أَي بِلَالُ فَقَالَ بِلَالٌ أَخَذَ بنِفَسيِ‌َ ألّذِي أَخَذَ بِنَفسِكَ بأِبَيِ‌ أَنتَ يَا رَسُولَ اللّهِص قَالَ اقتَادُوا فَاقتَادُوا رَوَاحِلَهُم شَيئاً ثُمّ تَوَضّأَ رَسُولُ اللّهِص وَ أَمَرَ بِلَالًا فَأَقَامَ الصّلَاةَ وَ صَلّي بِهِمُ الصّبحَ فَلَمّا قَضَي الصّلَاةَ قَالَ مَن نسَيِ‌َ صَلَاةً فَليُصَلّهَا إِذَا ذَكَرَهَا فَإِنّ اللّهَ قَالَأَقِمِ الصّلاةَ لذِكِريِ‌

.أقول قدمضي الكلام فيه في باب سهوه ص . ثم قال و فيهاطلعت الشمس بعد ماغربت لعلي‌ ع علي ما

أَورَدَهُ الطحّاَويِ‌ّ فِي مُشكِلِ الحَدِيثِ عَن أَسمَاءَ بِنتِ عُمَيسٍ مِن طَرِيقَينِ أَنّ النّبِيّص كَانَ يُوحَي


صفحه : 43

إِلَيهِ وَ رَأسُهُ فِي حَجرِ عَلِيّ ع فَلَم يُصَلّ العَصرَ حَتّي غَرَبَتِ الشّمسُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أَ صَلّيتَ يَا عَلِيّ قَالَ لَا فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ أللّهُمّ إِنّهُ كَانَ فِي طَاعَتِكَ وَ طَاعَةِ رَسُولِكَ فَاردُد عَلَيهِ الشّمسَ قَالَت أَسمَاءُ فَرَأَيتُهَا غَرَبَت ثُمّ رَأَيتُهَا طَلَعَت بَعدَ مَا غَرَبَت وَ وَقَعَت عَلَي الجَبَلِ وَ الأَرضِ وَ ذَلِكَ بِالصّهبَاءِ فِي خَيبَرَ

و هذاحديث ثابت رواته ثقات . وحكي الطحاوي‌ أن أحمد بن صالح كان يقول لاينبغي‌ لمن سبيله العلم التخلف عن حفظ حديث أسماء لأنه من علامات النبوة.قصة أم حبيبة كانت قدخرجت مهاجرة إلي أرض الحبشة مع زوجها عبيد الله بن جحش فتنصر وثبتت علي الإسلام روي‌ عن سعيد بن العاص قال قالت أم حبيبة رأيت في المنام كأن عبيد الله بن جحش زوجي‌ أسوأ صورة وأشوهها ففزعت فقلت تغيرت و الله حاله فإذا هو يقول حين أصبح ياأم حبيبة إني‌ نظرت في الدين فلم أر دينا خيرا من النصرانية وكنت قددنت بها ثم دخلت في دين محمد قدرجعت إلي النصرانية فقلت و الله ماخير لك وأخبرته بالرؤيا التي‌ رأيت له فلم يحفل بها وأكب علي الخمر حتي مات فأري في المنام كأن آتيا يقول ياأم المؤمنين ففزعت فأولتها أن رسول الله يتزوجني‌ قالت فما هو إلا أن انقضت عدتي‌ فما شعرت إلابرسول النجاشي‌ علي بابي‌ يستأذن فإذاجارية له يقال لها أبرهة كانت تقوم علي ثيابه ودهنه فدخلت علي فقالت إن الملك يقول لك إن رسول الله ص كتب إلي‌ أن أزوجكه فقلت بشرك الله بخير قالت يقول لك الملك وكلي‌ من يزوجك فأرسلت إلي خالد بن سعيد بن العاص فوكلته فأعطت أبرهة سوارين من فضة وخدمتين كانتا في رجليها وخواتيم فضة كانت في أصابع رجليها سرورا بما بشرتها فلما كان العشي‌


صفحه : 44

أمر النجاشي‌ جعفر بن أبي طالب و من هناك من المسلمين فحضروا فخطب النجاشي‌ فقال الحمد لله الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار أشهد أن لاإله إلا الله و أن محمدا عبده ورسوله و أنه ألذي بشر به عيسي ابن مريم أما بعد فإن رسول الله ص كتب إلي‌ أن أزوجه أم حبيبة بنت أبي سفيان فأجبت إلي مادعا إليه رسول الله ص و قدأصدقتها أربعمائة دينار. ثم سكب الدنانير بين يدي‌ القوم فتكلم خالد بن سعيد فقال الحمد لله أحمده وأستعينه وأستغفره وأشهد أن لاإله إلا الله و أن محمدا عبده ورسوله أرسله بِالهُدي وَ دِينِ الحَقّ لِيُظهِرَهُ عَلَي الدّينِ كُلّهِ وَ لَو كَرِهَ المُشرِكُونَ أما بعدفقد أجبت إلي مادعا إليه رسول الله ص وزوجته أم حبيبة بنت أبي سفيان فبارك الله لرسول الله ص . ودفع الدنانير إلي خالد بن سعيد فقبضها ثم أرادوا أن يقوموا فقال اجلسوا فإن سنة الأنبياء إذاتزوجوا أن يؤكل طعام علي التزويج فدعا بطعام فأكلوا ثم تفرقوا قالت أم حبيبة فلما أتي بالمال أرسلت إلي أبرهة التي‌ بشرتني‌ فقلت لها إني‌ كنت أعطيتك ماأعطيتك يومئذ و لامال بيدي‌ فهذه خمسون مثقالا فخذيها فاستعيني‌ بهافأخرجت حقا فيه كل ماكنت أعطيتها فردته علي وقالت عزم علي الملك أن لاأرزأك شيئا و أنا ألذي أقوم علي ثيابه ودهنه و قداتبعت دين محمد رسول الله وأسلمت لله و قدأمر الملك نساءه أن يبعثن إليك بكل ماعندهن من العطر قالت فلما كان الغد جاءتني‌ بعدد ورس وعنبر وزباد كثير فقدمت بكله علي النبي ص و كان يراه علي وعندي‌ و لاينكره ثم قالت أبرهة حاجتي‌ إليك أن تقرئي‌ علي رسول الله ص مني‌ السلام وتعليمه أني‌ قداتبعت دينه قالت وكانت هي‌ التي‌ جهزتني‌ وكانت كلما دخلت علي


صفحه : 45

تقول لاتنسي حاجتي‌ إليك فلما قدمت علي رسول الله ص أخبرته كيف كانت الخطبة و مافعلت بي‌ أبرهة فتبسم وأقرأته منها السلام فقال وعليها السلام ورحمة الله وبركاته و كان لأم حبيبة حين قدم بهاالمدينة بضع وثلاثون سنة و لمابلغ أباسفيان تزويج رسول الله ص أم حبيبة قال ذاك الفحل لايقرع أنفه وقيل إن هذه القصة في سنة ست . و فيهاقتل شيرويه أباه قال الواقدي‌ كان ذلك في ليلة الثلاثاء لعشر مضين من جمادي الآخرة سنة سبع لست ساعات مضين من الليل وروي‌ أنه لماقتل أباه قتل معه سبعة عشر أخا له ذوي‌ أدب وشجاعة فابتلي‌ بالأسقام فبقي‌ بعده ثمانية أشهر فمات . و فيهاوصلت هدية المقوقس وهي‌ مارية وسيرين أخت مارية ويعفور ودلدل كانت بيضاء فاتخذ لنفسه مارية ووهب سيرين لحسان بن وهب و كان معهم خصي‌ يقال له مايوشنج كان أخا مارية وبعث ذلك كله مع حاطب بن أبي بلتعة فعرض حاطب الإسلام علي مارية ورغبها فيه فأسلمت وأسلمت أختها وأقام الخصي‌ علي دينه حتي أسلم بالمدينة و كان رسول الله ص معجبا بأم ابراهيم وكانت بيضاء جميلة وضرب عليها الحجاب و كان يطؤها بملك اليمين فلما حملت ووضعت ابراهيم قبلتها سلمي مولاة رسول الله ص فجاء أبورافع زوج سلمي فبشر رسول الله ص بإبراهيم فوهب له عبدا و ذلك في ذي‌ الحجة سنة ثمان في رواية أخري .


صفحه : 46

و فيهاكانت عمرة القضاء و ذلك أن رسول الله ص أمر أصحابه حين رأوا هلال ذي‌ القعدة أن يعتمروا قضاء لعمرتهم التي‌ صدهم المشركون عنها بالحديبية و أن لايتخلف أحد ممن شهد الحديبية فلم يتخلف منهم أحد إلا من استشهد منهم بخيبر و من مات وخرج مع رسول الله ص قوم من المسلمين عمارا وكانوا في عمرة القضية ألفين واستخلف علي المدينة أبارهم الغفاري‌ وساق رسول الله ص ستين بدنة وجعل علي هديه ناجية بن جندب الأسلمي‌ وحمل رسول الله ص السلاح والدروع والرماح وقاد مائة فرس وخرجت قريش من مكة إلي رءوس الجبال وأخلوا مكة فدخل رسول الله ص من الثنية بطلعة الحجون و عبد الله بن رواحة أخذ بزمام راحلته فلم يزل رسول الله ص يلبي‌ حتي استلم الركن بمحجنه وأمر النبي ص بلالا فأذن علي ظهر الكعبة وأقام بمكة ثلاثا فلما كان عندالظهر من اليوم الرابع أتاه سهيل بن عمرو وحويطب بن عبدالعزي فقالا قدانقضي أجلك فاخرج عنا فأمر أبارافع ينادي‌ بالرحيل و لايمسين بهاأحد من المسلمين وركب رسول الله ص حتي نزل بسرف وهي‌ علي عشرة أميال من مكة. و فيهاتزوج رسول الله ص ميمونة بنت الحارث زوجه إياها العباس و كان يلي‌ أمرها وهي‌ أخت أم ولده و كان هذاالتزويج بسرف حين نزل بهامرجعه من عمرة القضية وكانت آخر امرأة تزوجهاص وبني بهابسرف . ثم ذكر في حوادث السنة الثامنة فيهاأسلم عمرو بن العاص وخالد بن الوليد وعثمان بن طلحة قدموا المدينة في صفر. و فيهاتزوج رسول الله ص فاطمة بنت الضحاك الكلابية فلما دخلت


صفحه : 47

علي رسول الله ص ودنا منها قالت أعوذ بالله منك فقال رسول الله ص عذت بعظيم الحقي‌ بأهلك . و فيهااتخذ المنبر لرسول الله ص وقيل كان ذلك في سنة سبع والأول أصح وَ عَن جَابِرٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَخطُبُ عَلَي جِذعِ نَخلَةٍ فَقَالَتِ امرَأَةٌ مِنَ الأَنصَارِ كَانَ لَهَا غُلَامٌ نَجّارٌ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّ لِي غُلَاماً نَجّاراً أَ فَلَا آمُرُهُ يَتّخِذ لَكَ مِنبَراً تَخطُبُ عَلَيهِ قَالَ بَلَي قَالَ فَاتّخَذَ لَهُ مِنبَراً فَلَمّا كَانَ يَومُ الجُمُعَةِ خَطَبَ عَلَي المِنبَرِ قَالَ فَأَنّ الجِذعُ ألّذِي كَانَ يَقُومُ عَلَيهِ كَأَنِينِ الصبّيِ‌ّ فَقَالَ النّبِيّص إِنّ هَذَا بَكَي لِمَا فُقِدَ مِنَ الذّكرِ وَ اسمُ تِلكَ الأَنصَارِيّةِ عَائِشَةُ وَ اسمُ غُلَامِهَا النّجّارِ يَاقُومُ الروّميِ‌ّ

وَ فِي رِوَايَةٍ أَنّ رَجُلًا سَأَلَ ذَلِكَ فَأَجَابَهُ إِلَيهِ وَ فِيهَا أَنّهُ صُنِعَ لَهُ ثَلَاثُ دَرَجَاتٍ وَ فِيهَا أَنّهُ حَنّ الجِذعُ حَتّي تَصَدّعَ وَ انشَقّ فَنَزَلَ رَسُولُ اللّهِص يَمسَحُهُ بِيَدِهِ حَتّي سَكَنَ ثُمّ رَجَعَ إِلَي المِنبَرِ فَلَمّا هُدِمَ المَسجِدُ وَ غُيّرَ ذَلِكَ أَخَذَ ذَلِكَ الجِذعَ أُبَيّ بنُ كَعبٍ وَ كَانَ عِندَهُ فِي تِلكَ الدّارِ حَتّي بلَيِ‌َ وَ أَكَلَتهُ الأَرضَةُ وَ عَادَ رُفَاتاً

بيان في النهاية قاد البعير واقتاده جره خلفه و منه حديث الصلاة اقتادوا رواحلهم و قال الخدمة بالتحريك الخلخال و قال القدع الكف والمنع و منه حديث زواجه بخديجة قال ورقة بن نوفل محمديخطب خديجة هوالفحل لايقدع أنفه يقال قدعت الفحل و هو أن يكون غيركريم فإذاأراد ركوب الناقة الكريمة ضرب أنفه بالرمح أوغيره حتي يرتدع وينكف ويروي بالراء أي إنه كفو كريم لايرد

3- و قال ابن الأثير في حوادث السنة السابعة و فيهاقدم حاطب من عند


صفحه : 48

المقوقس بمارية وأختها وبغلته دلدل وحماره يعفور. و فيهاكانت سرية بشير بن سعد والد النعمان بن بشير الأنصاري‌ إلي بني‌ مرة في شعبان في ثلاثين رجلا أصيب أصحابه وارتث في القتلي ثم رجع إلي المدينة. و فيهاكانت سرية غالب بن عبد الله الليثي‌ إلي أرض بني‌ مرة فأصاب مرداس بن بهل حليفا لهم من جهينة قتله أسامة و رجل من الأنصار قال أسامة لماغشيناه قال أشهد أن لاإله إلا الله فلم ننزع عنه حتي قتلناه فلما قدمنا علي النبي ص أخبرناه الخبر فقال كيف نصنع بلا إله إلا الله . و فيهاكانت سرية غالب بن عبد الله أيضا في مائة وثلاثين راكبا إلي بني‌ عبد بن تغلبة فأغار عليهم واستاق الغنم إلي المدينة. و فيهاكانت سرية بشير بن سعد إلي نمر وصاب في شوال . و فيهاكانت عمرة القضاء وتزوج في سفره هذابميمونة بنت الحارث . و فيهاكانت غزوة ابن أبي العوجاء السلمي‌ إلي بني‌ سليم فلقوه وأصيب هو وأصحابه وقيل بل نجا وأصيب أصحابه . و قال في حوادث السنة الثامنة و فيهاتوفيت زينب بنت رسول الله ص . و فيهاكانت سرية غالب بن عبد الله الليثي‌ إلي بني‌ الملوح فلقيهم الحارث


صفحه : 49

بن البرصاء الليثي‌ فأخذوه أسيرا فقال إنما جئت لأسلم فقال له غالب إن كنت صادقا فلن يضرك رباط ليلة و إن كنت كاذبا استوثقنا منك ووكل به بعض أصحابه و قال له إن نازعك فخذ رأسه وأمره بالقيام إلي أن يعود ثم ساروا حتي أتوا بطن الكديد فنزلوا بعدالعصر وأرسل جندب الجهني‌ رئية لهم قال فقصدت تلا هناك يطلعني‌ علي الحاضر فانبطحت عليه فخرج منهم رجل فرآني‌ ومعه قوسه وسهمان فرماني‌ بأحدهما فوضعه في جنبي‌ قال فنزعته و لم أتحول ثم رماني‌ بالثاني‌ فوضعه في رأس منكبي‌ قال فنزعته فلم أتحول فقال أما و الله لقد خلطه سهماي‌ و لو كان رئية لتحرك قال فأمهلناهم حتي راحت مواشيهم واحتلبوا وشننا عليهم الغارة فقتلنا منهم واستقنا النعم ورجعنا سراعا و إذابصريخ القوم فجاءنا ما لاقبل لنا به حتي إذا لم يكن بيننا إلابطن الوادي‌ بعث الله بسيل لايقدر أحد أن يجوزه فلقد رأيتهم ينظرون إلينا لايقدر أحد أن يتقدم وقدمنا المدينة و كان شعار المسلمين أمت أمت و كان عدتهم بضعة عشر رجلا. و فيهابعث رسول الله ص العلاء بن الحضرمي‌ إلي البحرين و بهاالمنذر بن شاوي‌ وصالحه المنذر علي أن علي المجوس الجزية و لايؤكل ذبائحهم و لاينكح نساؤهم وقيل إن إرساله كان سنة ست من الهجرة مع الرسل الذين أرسلهم


صفحه : 50

رسول الله ص إلي الملوك . و فيهاكانت سرية عمرو بن كعب الغفاري‌ إلي ذات أطلاح في خمسة عشر رجلا فوجد بهاجمعا كثيرا فدعاهم إلي الإسلام فأبوا أن يجيبوا وقتلوا أصحاب عمرو ونجا حتي قدم إلي المدينة وذات أطلاح من ناحية الشام

باب 42-غزوة مؤتة و ماجري بعدها إلي غزوة ذات السلاسل

1- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَن مُحَمّدِ بنِ عِمرَانَ المرَزبُاَنيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ سُلَيمَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ حُمَيدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسحَاقَ عَن مُحَمّدِ بنِ فُلَيحٍ عَن مُوسَي بنِ عُقبَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ شِهَابٍ الزهّريِ‌ّ قَالَ لَمّا قَدِمَ جَعفَرُ بنُ أَبِي طَالِبٍ مِن بِلَادِ الحَبَشَةِ بَعَثَهُ رَسُولُ اللّهِص إِلَي مُؤتَةَ وَ استَعمَلَ عَلَي الجَيشِ مَعَهُ زَيدَ بنَ حَارِثَةَ وَ عَبدَ اللّهِ بنَ رَوَاحَةَ فَمَضَي النّاسُ مَعَهُم حَتّي كَانُوا بِنَحوِ البَلقَاءِ فَلَقِيَهُم جُمُوعُ هِرَقلٍ مِنَ الرّومِ وَ العَرَبِ فَانحَازَ المُسلِمُونَ إِلَي قَريَةٍ يُقَالُ لَهَا مُؤتَةُ فَالتَقَي النّاسُ عِندَهَا وَ اقتَتَلُوا قِتَالًا شَدِيداً وَ كَانَ اللّوَاءُ يَومَئِذٍ مَعَ زَيدِ بنِ حَارِثَةَ فَقَاتَلَ بِهِ حَتّي شَاطَ فِي رِمَاحِ القَومِ ثُمّ أَخَذَهُ جَعفَرٌ فَقَاتَلَ بِهِ قِتَالًا شَدِيداً ثُمّ اقتَحَمَ عَن فَرَسٍ لَهُ شَقرَاءَ فَعَقَرَهَا وَ قَاتَلَ حَتّي قُتِلَ قَالَ وَ كَانَ جَعفَرٌ أَوّلَ رَجُلٍ مِنَ المُسلِمِينَ عَقَرَ فَرَسَهُ فِي الإِسلَامِ ثُمّ أَخَذَ اللّوَاءَ عَبدُ اللّهِ بنُ رَوَاحَةَ فَقُتِلَ ثُمّ أَخَذَ اللّوَاءَ خَالِدُ بنُ الوَلِيدِ فَنَاوَشَ القَومَ


صفحه : 51

وَ رَاوَغَهُم حَتّي انحَازَ بِالمُسلِمِينَ مُنهَزِماً وَ نَجَا بِهِم مِنَ الرّومِ وَ أَنفَذَ رَجُلًا يُقَالُ لَهُ عَبدُ الرّحمَنِ بنُ سَمُرَةَ إِلَي النّبِيّص بِالخَبَرِ قَالَ عَبدُ الرّحمَنِ فَسِرتُ إِلَي النّبِيّص فَلَمّا وَصَلتُ إِلَي المَسجِدِ قَالَ لِي رَسُولُ اللّهِص عَلَي رِسلِكَ يَا عَبدَ الرّحمَنِ ثُمّ قَالَص أَخَذَ اللّوَاءَ زَيدٌ فَقَاتَلَ بِهِ فَقُتِلَ رَحِمَ اللّهُ زَيداً ثُمّ أَخَذَ اللّوَاءَ جَعفَرٌ وَ قَاتَلَ وَ قُتِلَ رَحِمَ اللّهُ جَعفَراً ثُمّ أَخَذَ اللّوَاءَ عَبدُ اللّهِ بنُ رَوَاحَةَ وَ قَاتَلَ فَقُتِلَ فَرَحِمَ اللّهُ عَبدَ اللّهِ قَالَ فَبَكَي أَصحَابُ رَسُولِ اللّهِص وَ هُم حَولَهُ فَقَالَ لَهُمُ النّبِيّص وَ مَا يُبكِيكُم فَقَالُوا وَ مَا لَنَا لَا نبَكيِ‌ وَ قَد ذَهَبَ خِيَارُنَا وَ أَشرَافُنَا وَ أَهلُ الفَضلِ مِنّا فَقَالَ لَهُمص لَا تَبكُوا فَإِنّمَا مَثَلُ أمُتّيِ‌ مَثَلُ حَدِيقَةٍ قَامَ عَلَيهَا صَاحِبُهَا فَأَصلَحَ رَوَاكِبَهَا وَ بَنَي مَسَاكِنَهَا وَ حَلَقَ سَعَفَهَا فَأَطعَمَت عَاماً فَوجاً ثُمّ عَاماً فَوجاً ثُمّ عَاماً فَوجاً فَلَعَلّ آخِرَهَا طَعماً أَن يَكُونَ أَجوَدَهَا قِنوَاناً وَ أَطوَلَهَا شِمرَاخاً وَ ألّذِي بعَثَنَيِ‌ بِالحَقّ نَبِيّاً لَيَجِدَنّ عِيسَي ابنُ مَريَمَ فِي أمُتّيِ‌ خَلَفاً مِن حَوَارِيّهِ

قال و قال كعب بن مالك يرثي‌ جعفر بن أبي طالب رضي‌ الله عنه والمستشهدين معه


هدت العيون ودمع عينك يهمل   سحا كما وكف الضباب المخضل

و كان ما بين الجوانح والحشا   مما تأوبني‌ شهاب مدخل

وجدا علي النفر الذين تتابعوا   يوما بمؤتة أسندوا لم ينقلوا

فتغير القمر المنير لفقدهم   والشمس قدكسفت وكادت تأفل

قوم بهم نصر الإله عباده   وعليهم نزل الكتاب المنزل

صفحه : 52


قوم علا بنيانهم من هاشم   فرع أشم وسودد ماينقل

ولهديهم رضي‌ الإله لخلقه   وبجدهم نصر النبي المرسل

بيض الوجوه تري بطون أكفهم   تندي إذااغبر الزمان الممحل

بيان شاط فلان هلك و في بعض النسخ بالسين المهملة والسوط الخلط وساطت نفسي‌ تقلصت والأول أصح قال في النهاية في حديث زيد بن حارثة يوم مؤتة إنه قاتل براية رسول الله ص حتي شاط في رماح القوم أي هلك . و قال في جامع الأصول أراد بالاقتحام هنا نزوله عن فرسه مسرعا. و في القاموس راغ الرجل والثعلب روغا وروغانا حاد ومال والمراوغة المصارعة و أن يطلب بعض القوم بعضا و قال انحاز عنه عدل والقوم تركوا مراكزهم والراكب والراكبة والراكوب والراكوبة والركابة فسيلة في أعلي النخل متدلية لاتبلغ الأرض قوله وحلق سعفها بالحاء المهملة أي أزال زوائدها أوبالمعجمة من خلق العود بتخفيف اللام وتشديده إذاسواه والسح الصب والسيلان من فوق والضباب ندي كالغيم أوسحاب رقيق و في رواية ابن أبي الحديد الرباب مكان الضباب و هوالسحاب الأبيض وأخضله بله وتأوبه أتاه ليلا وفرع كل شيءأعلاه و من القوم شريفهم والشمم ارتفاع في الجبل والأشم السيد ذو الأنفة والنفل العطاء وانتفل طلب و منه تبرأ وانتفي و في بعض النسخ بالغين من نغل الأديم كفرح إذافسد و في بعضها بالقاف

2-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّهُ لَمّا قُتِلَ زَيدُ بنُ حَارِثَةَ بِمُؤتَةَ قَالَص بِالمَدِينَةِ قُتِلَ


صفحه : 53

زَيدٌ وَ أَخَذَ الرّايَةَ جَعفَرٌ ثُمّ قَالَ قُتِلَ جَعفَرٌ وَ تَوَقّفَ وَقفَةً ثُمّ قَالَ وَ أَخَذَ الرّايَةَ عَبدُ اللّهِ بنُ رَوَاحَةَ وَ ذَلِكَ أَنّ عَبدَ اللّهِ لَم يُسَارِع فِي أَخذِ الرّايَةِ كَمُسَارَعَةِ جَعفَرٍ ثُمّ قَالَ وَ قُتِلَ عَبدُ اللّهِ ثُمّ قَامَ النّبِيّص إِلَي بَيتِ جَعفَرٍ إِلَي أَهلِهِ ثُمّ جَاءَتِ الأَخبَارُ بِأَنّهُم قَد قُتِلُوا عَلَي تِلكَ الهَيئَةِ

3-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّهُ لَمّا بَعَثَ النّبِيّص عَسكَراً إِلَي مُؤتَةَ وَلّي عَلَيهِم زَيدَ بنَ حَارِثَةَ وَ دَفَعَ الرّايَةَ إِلَيهِ وَ قَالَ إِن قُتِلَ زَيدٌ فاَلواَليِ‌ عَلَيكُم جَعفَرُ بنُ أَبِي طَالِبٍ وَ إِن قُتِلَ جَعفَرٌ فاَلواَليِ‌ عَلَيكُم عَبدُ اللّهِ بنُ رَوَاحَةَ الأنَصاَريِ‌ّ وَ سَكَتَ فَلَمّا سَارُوا وَ قَد حَضَرَ هَذَا التّرتِيبُ فِي الوَلَايَةِ مِن رَسُولِ اللّهِص قَالَ رَجُلٌ مِنَ اليَهُودِ إِن كَانَ مُحَمّدٌ نَبِيّاً كَمَا يَقُولُ سَيُقتَلُ هَؤُلَاءِ الثّلَاثَةُ فَقِيلَ لَهُ لِمَ قُلتَ هَذَا قَالَ لِأَنّ أَنبِيَاءَ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ كَانُوا إِذَا بَعَثَ نبَيِ‌ّ مِنهُم بَعثاً فِي الجِهَادِ فَقَالَ إِن قُتِلَ فُلَانٌ فاَلواَليِ‌ فُلَانٌ بَعدَهُ عَلَيكُم فَإِن سَمّي لِلوَلَايَةِ كَذَلِكَ اثنَينِ أَو مِائَةً أَو أَقَلّ أَو أَكثَرَ قُتِلَ جَمِيعُ مَن ذَكَرَ فِيهِمُ الوَلَايَاتِ قَالَ جَابِرٌ فَلَمّا كَانَ اليَومُ ألّذِي وَقَعَ فِيهِ حَربُهُم صَلّي النّبِيّص بِنَا الفَجرَ ثُمّ صَعِدَ المِنبَرَ فَقَالَ قَدِ التَقَي إِخوَانُكُم مِنَ المُشرِكِينَ لِلمُحَارَبَةِ فَأَقبَلَ يُحَدّثُنَا بِكَرّاتِ بَعضِهِم عَلَي بَعضٍ إِلَي أَن قَالَ قُتِلَ زَيدُ بنُ حَارِثَةَ وَ سَقَطَتِ الرّايَةُ ثُمّ قَالَ قَد أَخَذَهَا جَعفَرُ بنُ أَبِي طَالِبٍ وَ تَقَدّمَ لِلحَربِ بِهَا ثُمّ قَالَ قَد قُطِعَت يَدُهُ وَ قَد أَخَذَ الرّايَةَ بِيَدِهِ الأُخرَي ثُمّ قَالَ قُطِعَت يَدُهُ الأُخرَي وَ قَد أَخَذَ الرّايَةَ فِي صَدرِهِ ثُمّ قَالَ قُتِلَ جَعفَرُ بنُ أَبِي طَالِبٍ وَ سَقَطَتِ الرّايَةُ ثُمّ أَخَذَهَا عَبدُ اللّهِ بنُ رَوَاحَةَ وَ قَد قُتِلَ مِنَ


صفحه : 54

المُشرِكِينَ كَذَا وَ قُتِلَ مِنَ المُسلِمِينَ كَذَا فُلَانٌ وَ فُلَانٌ إِلَي أَن ذَكَرَ جَمِيعَ مَن قُتِلَ مِنَ المُسلِمِينَ بِأَسمَائِهِم ثُمّ قَالَ قُتِلَ عَبدُ اللّهِ بنُ رَوَاحَةَ وَ أَخَذَ الرّايَةَ خَالِدُ بنُ الوَلِيدِ فَانصَرَفَ المُسلِمُونَ ثُمّ نَزَلَ عَنِ المِنبَرِ وَ صَارَ إِلَي دَارِ جَعفَرٍ فَدَعَا عَبدَ اللّهِ بنَ جَعفَرٍ فَأَقعَدَهُ فِي حَجرِهِ وَ جَعَلَ يَمسَحُ عَلَي رَأسِهِ فَقَالَت وَالِدَتُهُ أَسمَاءُ بِنتُ عُمَيسٍ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّكَ لَتَمسَحُ عَلَي رَأسِهِ كَأَنّهُ يَتِيمٌ قَالَ قَدِ استُشهِدَ جَعفَرٌ فِي هَذَا اليَومِ وَ دَمَعَت عَينَا رَسُولِ اللّهِص وَ قَالَ قُطِعَت يَدَاهُ قَبلَ أَن استشهد[يُستَشهَدَ] وَ قَد أَبدَلَهُ اللّهُ مِن يَدَيهِ جَنَاحَينِ مِن زُمُرّدٍ أَخضَرَ فَهُوَ الآنَ يَطِيرُ بِهِمَا فِي الجَنّةِ مَعَ المَلَائِكَةِ كَيفَ يَشَاءُ

4-سن ،[المحاسن ]النوّفلَيِ‌ّ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ لَمّا كَانَ يَومُ مُؤتَةَ كَانَ جَعفَرٌ عَلَي فَرَسِهِ فَلَمّا التَقَوا نَزَلَ عَن فَرَسِهِ فَعَرقَبَهَا بِالسّيفِ وَ كَانَ أَوّلَ مَن عَرقَبَ فِي الإِسلَامِ

5-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ النوّفلَيِ‌ّ مِثلَهُ

6- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] الحُسَينُ بنُ اِبرَاهِيمَ القزَويِنيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ وَهبَانَ عَن أَحمَدَ بنِ اِبرَاهِيمَ بنِ أَحمَدَ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الزعّفرَاَنيِ‌ّ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَمّا مَاتَ جَعفَرُ بنُ أَبِي طَالِبٍ أَمَرَ رَسُولُ اللّهِص فَاطِمَةَ ع أَن تَتّخِذَ طَعَاماً لِأَسمَاءَ بِنتِ عُمَيسٍ وَ تَأتِيَهَا وَ نِسَاؤُهَا[نِسَاءَهَا]ثَلَاثَةَ أَيّامٍ فَجَرَت بِذَلِكَ السّنّةُ أَن يُصنَعَ لِأَهلِ المَيّتِ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ طَعَامٌ

سن ،[المحاسن ] أبي عن ابن أبي عميرمثله


صفحه : 55

كا،[الكافي‌] علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حفص بن البختري‌ وهشام بن سالم عن أبي عبد الله ع

مثله

7-سن ،[المحاسن ]بَعضُ أَصحَابِنَا عَنِ العَبّاسِ بنِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ قَالَ سَأَلتُ أَبِي ع عَنِ المَأتَمِ فَقَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص لَمّا انتَهَي إِلَيهِ قَتلُ جَعفَرِ بنِ أَبِي طَالِبٍ دَخَلَ عَلَي أَسمَاءَ بِنتِ عُمَيسٍ امرَأَةِ جَعفَرٍ فَقَالَ أَينَ بنَيِ‌ّ فَدَعَت بِهِم وَ هُم ثَلَاثَةٌ عَبدُ اللّهِ وَ عَونٌ وَ مُحَمّدٌ فَمَسَحَ رَسُولُ اللّهِص رُءُوسَهُم فَقَالَت إِنّكَ تَمسَحُ رُءُوسَهُم كَأَنّهُم أَيتَامٌ فَعَجِبَ رَسُولُ اللّهِص مِن عَقلِهَا فَقَالَ يَا أَسمَاءُ أَ لَم تعَلمَيِ‌ أَنّ جَعفَراً رِضوَانُ اللّهِ عَلَيهِ استُشهِدَ فَبَكَت فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللّهِص لَا تبَكيِ‌ فَإِنّ اللّهَ أخَبرَنَيِ‌ أَنّ لَهُ جَنَاحَينِ فِي الجَنّةِ مِن يَاقُوتٍ أَحمَرَ فَقَالَت يَا رَسُولَ اللّهِ لَو جَمَعتَ النّاسَ وَ أَخبَرتَهُم بِفَضلِ جَعفَرٍ لَا يُنسَي فَضلُهُ فَعَجِبَ رَسُولُ اللّهِص مِن عَقلِهَا ثُمّ قَالَ ابعَثُوا إِلَي أَهلِ جَعفَرٍ طَعَاماً فَجَرَتِ السّنّةُ

8-يه ،[ من لايحضره الفقيه ] قَالَ الصّادِقُ ع إِنّ النّبِيّص حِينَ جَاءَتهُ وَفَاةُ جَعفَرِ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَ زَيدِ بنِ حَارِثَةَ كَانَ إِذَا دَخَلَ بَيتَهُ كَثُرَ بُكَاؤُهُ عَلَيهِمَا جِدّاً وَ يَقُولُ كَانَا يحُدَثّاَنيِ‌ وَ يؤُنسِاَنيِ‌ فَذَهَبَا جَمِيعاً

9-عم ،[إعلام الوري ] وكانت غزوة مؤتة في جمادي من سنة ثمان بعث جيشا عظيما وأمر علي الجيش زيد بن حارثة ثم قال فإن أصيب زيد فجعفر فإن أصيب جعفرفعبد الله بن رواحة فإن أصيب فليرتض المسلمون واحدا فليجعلوه عليهم . وَ فِي رِوَايَةِ أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَنِ الصّادِقِ ع

أَنّهُ استَعمَلَ عَلَيهِم جَعفَراً فَإِن قُتِلَ فَزَيدٌ فَإِن قُتِلَ فَابنُ رَوَاحَةَ ثُمّ خَرَجُوا حَتّي نَزَلُوا مَعَانَ فَبَلَغَهُم أَنّ هِرَقلَ مَلِكَ


صفحه : 56

الرّومِ قَد نَزَلَ بِمَأرِبَ فِي مِائَةِ أَلفٍ مِنَ الرّومِ وَ مِائَةِ أَلفٍ مِنَ المُستَعرِبَةِ

. و في كتاب أبان بن عثمان بلغهم كثرة عدد الكفار من العرب والعجم من لخم وحذام وبلي‌ وقضاعة وانحاز المشركون إلي أرض يقال لها المشارف وإنما سميت السيوف المشرفية لأنها طبعت لسليمان بن داود بهافأقاموا بمعان يومين فقالوا نبعث إلي رسول الله ص فنخبره بكثرة عدونا حتي يري في ذلك رأيه فقال عبد الله بن رواحة ياهؤلاء إنا و الله مانقاتل الناس بكثرة وإنما نقاتلهم بهذا الدين ألذي أكرمنا الله به فقالوا صدقت فتهيئوا وهم ثلاثة آلاف حتي لقوا جموع الروم بقرية من قري البلقاء يقال لها شرف ثم انحاز المسلمون إلي مؤتة قرية فوق الأحساء.

وَ عَن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ قَالَ نَعَي النّبِيّص جَعفَراً وَ زَيدَ بنَ حَارِثَةَ وَ ابنَ رَوَاحَةَ نَعَاهُم قَبلَ أَن يجَيِ‌ءَ خَبَرُهُم وَ عَينَاهُ تَذرِفَانِ

قَالَ أَبَانٌ وَ حدَثّنَيِ‌ الفُضَيلُ بنُ يَسَارٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ أُصِيبَ يَومَئِذٍ جَعفَرٌ وَ بِهِ خَمسُونَ جِرَاحَةً خَمسٌ وَ عِشرُونَ مِنهَا فِي وَجهِهِ.

قَالَ عَبدُ اللّهِ بنُ جَعفَرٍ أَنَا أَحفَظُ حِينَ دَخَلَ رَسُولُ اللّهِص عَلَي أمُيّ‌ فَنَعَي لَهَا أَبِي فَأَنظُرُ إِلَيهِ وَ هُوَ يَمسَحُ عَلَي رأَسيِ‌ وَ رَأسِ أخَيِ‌ وَ عَينَاهُ تهراقان [تُهرِقَانِ]الدّمُوعَ حَتّي تَقطُرَ لِحيَتُهُ ثُمّ قَالَ أللّهُمّ إِنّ جَعفَراً قَد قَدِمَ إِلَيكَ إِلَي أَحسَنِ الثّوَابِ فَاخلُفهُ فِي ذُرّيّتِهِ بِأَحسَنِ مَا خَلَفتَ أَحَداً مِن عِبَادِكَ فِي ذُرّيّتِهِ ثُمّ قَالَ يَا أَسمَاءُ


صفحه : 57

أَ لَا أُبَشّرُكِ قَالَت بَلَي بأِبَيِ‌ وَ أمُيّ‌ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ إِنّ اللّهَ جَعَلَ لِجَعفَرٍ جَنَاحَينِ يَطِيرُ بِهِمَا فِي الجَنّةِ قَالَت فَأَعلِمِ النّاسَ ذَلِكَ فَقَامَ رَسُولُ اللّهِص وَ أَخَذَ بيِدَيِ‌ يَمسَحُ بِيَدِهِ رأَسيِ‌ حَتّي رقَيِ‌َ إِلَي المِنبَرِ وَ أجَلسَنَيِ‌ أَمَامَهُ عَلَي الدّرَجَةِ السّفلَي وَ الحُزنُ يُعرَفُ عَلَيهِ فَقَالَ إِنّ المَرءَ كَثِيرٌ[حُزنُهُ]بِأَخِيهِ وَ ابنِ عَمّهِ أَلَا إِنّ جَعفَراً قَدِ استُشهِدَ وَ جُعِلَ لَهُ جَنَاحَانِ يَطِيرُ بِهِمَا فِي الجَنّةِ ثُمّ نَزَلَص وَ دَخَلَ بَيتَهُ وَ أدَخلَنَيِ‌ مَعَهُ وَ أَمَرَ بِطَعَامٍ يُصنَعُ لأِجَليِ‌ وَ أَرسَلَ إِلَي أخَيِ‌ فَتَغَدّينَا عِندَهُ غَدَاءً طَيّباً مُبَارَكاً وَ أَقَمنَا ثَلَاثَةَ أَيّامٍ فِي بَيتِهِ نَدُورُ مَعَهُ كُلّمَا صَارَ فِي بَيتِ إِحدَي نِسَائِهِ ثُمّ رَجَعنَا إِلَي بَيتِنَا فَأَتَانَا رَسُولُ اللّهِص وَ أَنَا أُسَاوِمُ شَاةَ أَخٍ لِي فَقَالَ أللّهُمّ بَارِك لَهُ فِي صَفقَتِهِ قَالَ عَبدُ اللّهِ فَمَا بِعتُ شَيئاً وَ لَا اشتَرَيتُ شَيئاً إِلّا بُورِكَ لِي فِيهِ.

قَالَ الصّادِقُ ع قَالَ رَسُولُ اللّهِص لِفَاطِمَةَ اذهبَيِ‌ فاَبكيِ‌ عَلَي ابنِ عَمّكِ فَإِن لَم تدَعيِ‌ بِثُكلٍ فَمَا قُلتِ فَقَد صَدَقتِ

. وذكر محمد بن إسحاق عن عروة قال لماأقبل أصحاب مؤتة تلقاهم رسول الله ص والمسلمون معه فجعلوا يحثون عليهم التراب ويقولون يافرار فررتم في سبيل الله

فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لَيسُوا بِفَرّارٍ وَ لَكِنّهُمُ الكَرّارُ إِن شَاءَ اللّهُ.

بيان قال الفيروزآبادي‌ المعان موضع بطريق حاج الشام و قال مؤتة موضع بمشارف الشام قتل فيه جعفر بن أبي طالب و فيه كان تعمل السيوف . قوله ص إن المرء كثير لعل المراد بالكثرة هنا العزة كمايكني عن الذلة بالقلة أي عزة المرء وكثرة أعوانه إنما يكون بأخيه و ابن عمه قوله إن لم تدعي‌ بثكل أي لاتقولي‌ وا ثكلاه ثم كل ما قلت فيه من الفضائل فقد صدقت لكثرة فضائله وقيل المعني لاتقولي‌ إلاصدقا و لايخفي بعده


صفحه : 58

10-كا،[الكافي‌]حُمَيدُ بنُ زِيَادٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدٍ الكنِديِ‌ّ عَن أَحمَدَ الميِثمَيِ‌ّ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ بَينَا رَسُولُ اللّهِص فِي المَسجِدِ إِذ خُفِضَ لَهُ كُلّ رَفِيعٍ وَ رُفِعَ لَهُ كُلّ خَفِيضٍ حَتّي نَظَرَ إِلَي جَعفَرٍ يُقَاتِلُ الكُفّارَ قَالَ فَقُتِلَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص قُتِلَ جَعفَرٌ وَ أَخَذَهُ المَغصُ فِي بَطنِهِ

بيان المغص بالفتح ويحرك وجع في البطن والأظهر إرجاع الضمير في أخذه إلي النبي ص وإرجاعه إلي جعفربعيد.أقول سيأتي‌ بعض أخبار شهادته ع في باب فضائله

11- وَ روُيِ‌َ فِي جَامِعِ الأُصُولِ، عَنِ ابنِ عُمَرَ قَالَ أَمَرَ النّبِيّص فِي غَزوَةِ مُؤتَةَ زَيدَ بنَ حَارِثَةَ فَقَالَ إِن قُتِلَ زَيدٌ فَجَعفَرٌ فَإِن قُتِلَ جَعفَرٌ فَعَبدُ اللّهِ بنُ رَوَاحَةَ قَالَ ابنُ عُمَرَ فَكُنتُ مَعَهُم فِي تِلكَ الغَزوَةِ فَالتَمَسنَا جَعفَراً فَوَجَدنَاهُ فِي القَتلَي وَ وَجَدنَا فِيمَا أَقبَلَ مِن جَسَدِهِ بِضعاً وَ تِسعِينَ مِن طَعنَةٍ وَ رَميَةٍ

وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي أَنّهُ وَقَفَ عَلَي جَعفَرٍ يَومَئِذٍ وَ هُوَ قَتِيلٌ فَعَدَدتُ خَمسِينَ بَينَ طَعنَةٍ وَ ضَربَةٍ لَيسَ مِنهَا شَيءٌ فِي دُبُرِهِ

12- و قال عبدالحميد بن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة روي الواقدي‌ عن عمر بن الحكم قال بعث رسول الله ص الحارث بن عمير الأزدي‌ في سنة ثمان إلي ملك بصري بكتاب فلما نزل مؤتة عرض له شرحبيل بن عمرو الغساني‌ فقال أين تريد قال الشام قال لعلك من رسل محمد قال نعم فأمر به فأوثق رباطا ثم قدمه فضرب عنقه صبرا و لم يقتل لرسول الله ص رسول غيره وبلغ ذلك رسول الله ص فاشتد عليه وندب الناس وأخبرهم بقتل الحارث فأسرعوا وخرجوا فعسكروا بالجرف فلما صلي رسول الله ص الظهر جلس وجلس أصحابه حوله وجاء النعمان بن مهض اليهودي‌ فوقف مع الناس فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص


صفحه : 59

زَيدُ بنُ حَارِثَةَ أَمِيرُ النّاسِ فَإِن قُتِلَ زَيدٌ فَجَعفَرُ بنُ أَبِي طَالِبٍ فَإِن أُصِيبَ جَعفَرٌ فَعَبدُ اللّهِ بنُ رَوَاحَةَ فَإِن أُصِيبَ ابنُ رَوَاحَةَ فَليَرتَضِ المُسلِمُونَ بَينَهُم رَجُلًا فَليَجعَلُوهُ عَلَيهِم

فقال النعمان بن مهض يا أباالقاسم إن كنت نبيا فسيصاب من سميت قليلا كانوا أوكثيرا إن الأنبياء في بني‌ إسرائيل كانوا إذااستعملوا الرجل علي القوم ثم قالوا إن أصيب فلان فلو سمي مائة أصيبوا جميعا ثم جعل اليهودي‌ يقول لزيد بن حارثة اعهد فلاترجع إلي محمدأبدا إن كان نبيا قال زيد أشهد أنه نبي‌ صادق فلما أجمعوا المسير وعقد رسول الله ص لهم اللواء بيده دفعه إلي زيد بن حارثة و هولواء أبيض ومشي الناس إلي أمراء رسول الله ص يودعونهم ويدعون لهم وكانوا ثلاثة آلاف فلما ساروا في معسكرهم ناداهم المسلمون دفع الله عنكم وردكم صالحين غانمين . قلت اتفق المحدثون علي أن زيد بن حارثة هو كان الأمير الأول وأنكرت الشيعة وقالوا كان جعفر بن أبي طالب هوالأمير الأول فإن قتل فزيد بن حارثة فإن قتل فعبد الله ورووا في ذلك روايات .

وَ رَوَي الواَقدِيِ‌ّ بِإِسنَادِهِ عَن زَيدِ بنِ أَرقَمَ أَنّ رَسُولَ اللّهِص خَطَبَهُم فَأَوصَاهُم فَقَالَ أُوصِيكُم بِتَقوَي اللّهِ وَ بِمَن مَعَكُم مِنَ المُسلِمِينَ خَيراً اغزُوا بِسمِ اللّهِ وَ فِي سَبِيلِ اللّهِ قَاتِلُوا مَن كَفَرَ بِاللّهِ لَا تَغدِرُوا وَ لَا تَغُلّوا وَ لَا تَقتُلُوا وَلِيداً وَ إِذَا لَقِيتَ عَدُوّكَ مِنَ المُشرِكِينَ فَادعُهُم إِلَي إِحدَي ثَلَاثٍ فَأَيّتُهُنّ[ مَا]أَجَابُوكَ إِلَيهَا فَاقبَل مِنهُم وَ اكفُف عَنهُم ادعُهُم إِلَي الدّخُولِ فِي الإِسلَامِ فَإِن فَعَلُوهُ فَاقبَل وَ اكفُف ثُمّ ادعُهُم إِلَي التّحَوّلِ مِن دَارِهِم إِلَي دَارِ المُهَاجِرِينَ فَإِن فَعَلُوا فَأَخبِرهُم أَنّ لَهُم مَا لِلمُهَاجِرِينَ وَ عَلَيهِم مَا عَلَي المُهَاجِرِينَ وَ إِن دَخَلُوا فِي الإِسلَامِ وَ اختَارُوا دَارَهُم فَأَخبِرهُم أَنّهُم يَكُونُونَ كَأَعرَابِ المُسلِمِينَ يجَريِ‌ عَلَيهِم حُكمُ اللّهِ وَ لَا يَكُونُ لَهُم فِي الفيَ‌ءِ وَ لَا فِي الغَنِيمَةِ شَيءٌ إِلّا أَن


صفحه : 60

يُجَاهِدُوا مَعَ المُسلِمِينَ فَإِن أَبَوا فَادعُهُم إِلَي إِعطَاءِ الجِزيَةِ فَإِن فَعَلُوا فَاقبَل مِنهُم وَ اكفُف عَنهُم فَإِن أَبَوا فَاستَعِن بِاللّهِ وَ قَاتِلهُم وَ إِن أَنتَ حَاصَرتَ أَهلَ حِصنٍ أَو مَدِينَةٍ فَأَرَادُوا أَن تَستَنزِلَهُم عَلَي حُكمِ اللّهِ فَلَا تَستَنزِلهُم عَلَي حُكمِ اللّهِ وَ لَكِن أَنزِلهُم عَلَي حُكمِكَ فَإِنّكَ لَا تدَريِ‌ أَ تُصِيبُ حُكمَ اللّهِ فِيهِم أَم لَا وَ إِن حَاصَرتَ أَهلَ حِصنٍ أَو مَدِينَةٍ فَأَرَادُوا أَن تَجعَلَ لَهُم ذِمّةَ اللّهِ وَ ذِمّةَ رَسُولِهِ فَلَا تَجعَل لَهُم ذِمّةَ اللّهِ وَ ذِمّةَ رَسُولِهِ وَ لَكِنِ اجعَل لَهُم ذِمّتَكَ وَ ذِمّةَ أَبِيكَ وَ ذِمّةَ أَصحَابِكَ فَإِنّكُم أَن تَخفِرُوا ذِمَمَكُم وَ ذِمَمَ آبَائِكُم خَيرٌ لَكُم مِن أَن تَخفِرُوا ذِمّةَ اللّهِ وَ ذِمّةَ رَسُولِهِ.

قَالَ الواَقدِيِ‌ّ وَ رَوَي أَبُو صَفوَانَ عَن خَالِدِ بنِ بُرَيدٍ قَالَ خَرَجَ النّبِيّص مُشَيّعاً لِأَهلِ مُؤتَةَ حَتّي بَلَغَ ثَنِيّةَ الوَدَاعِ فَوَقَفَ وَ وَقَفُوا حَولَهُ فَقَالَ اغزُوا بِسمِ اللّهِ فَقَاتِلُوا عَدُوّ اللّهِ وَ عَدُوّكُم بِالشّامِ وَ سَتَجِدُونَ فِيهَا رِجَالًا فِي الصَوَامِعِ مُعتَزِلِينَ النّاسَ فَلَا تَعَرّضُوا لَهُم وَ سَتَجِدُونَ آخَرِينَ لِلشّيطَانِ فِي رُءُوسِهِم مَفَاحِصُ فَاقلَعُوهَا بِالسّيُوفِ لَا تَقتُلُنّ امرَأَةً وَ لَا صَغِيراً ضَرِعاً وَ لَا كَبِيراً فَانِياً وَ لَا تَقطَعُنّ نَخلًا وَ لَا شَجَراً وَ لَا تَهدِمُنّ بِنَاءً قَالَ فَلَمّا وَدّعَ عَبدُ اللّهِ بنُ رَوَاحَةَ رَسُولَ اللّهِص قَالَ لَهُ مرُنيِ‌ بشِيَ‌ءٍ أَحفَظهُ عَنكَ قَالَ إِنّكَ قَادِمٌ غَداً بَلَداً السّجُودُ بِهِ قَلِيلٌ فَأَكثِرِ السّجُودَ فَقَالَ عَبدُ اللّهِ زدِنيِ‌ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ اذكُرِ اللّهَ فَإِنّهُ عَونٌ لَكَ عَلَي مَا تَطلُبُ فَقَامَ مِن عِندِهِ حَتّي إِذَا مَضَي ذَاهِباً رَجَعَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّ اللّهَ وَترٌ يُحِبّ الوَترَ فَقَالَ يَا ابنَ رَوَاحَةَ مَا عَجَزتَ فَلَا تَعجَز إِن أَسَأتَ عَشراً أَن تُحسِنَ وَاحِدَةً فَقَالَ ابنُ رَوَاحَةَ لَا أَسأَلُكَ عَن شَيءٍ بَعدَهَا

.


صفحه : 61

قال الواقدي‌ ومضي المسلمون ونزلوا وادي‌ القري فأقاموا به أياما وساروا حتي نزلوا بمؤتة وبلغهم أن هرقل ملك الروم قدنزل ماء من مياه البلقاء في بكر وبهراء ولخم وجذام وغيرهم مائة ألف مقاتل وعليهم رجل من بلي‌ فأقام المسلمون ليلتين ينظرون في أمرهم وقالوا نكتب إلي رسول الله ص فنخبره الخبر فإما أن يردنا أويزيدنا رجالا فبينا الناس علي ذلك إذ جاءهم عبد الله بن رواحة فشجعهم و قال و الله ماكنا نقاتل الناس بكثرة عدد و لاكثرة سلاح و لاكثرة خيل إلابهذا الدين ألذي أكرمنا الله به انطلقوا فقاتلوا فقد و الله رأيتنا يوم بدر مامعنا إلافرسان إنما هي‌ إحدي الحسنيين إما الظهور عليهم فذاك ماوعدنا الله ورسوله و ليس لوعده خلف وإما الشهادة فنلحق بالإخوان نرافقهم في الجنان فشجع الناس علي قول ابن رواحة. قال وروي أبوهريرة قال شهدت مؤتة فلما رأينا المشركين رأينا ما لاقبل لنا به من العدد والسلاح والكراع والديباج والحرير والذهب فبرق بصري‌ فقال لي ثابت بن أقرم ما لك يابا هريرة كأنك تري جموعا كثيرة قلت نعم قال لم تشهدنا ببدر إنا لم ننصر بالكثرة. قال الواقدي‌ فالتقي القوم فأخذ اللواء زيد بن حارثة فقاتل حتي قتل طعنوه بالرماح ثم أخذه جعفرفنزل عن فرس له شقراء فعرقبها فقاتل حتي قتل قيل إنه ضربه رجل من الروم فقطعه نصفين فوقع أحد نصفيه في كرم هناك فوجد فيه ثلاثون أوبضع وثلاثون جرحا. قال و قدروي نافع عن ابن عمر أنه وجد في بدن جعفر بن أبي طالب اثنتان وسبعون ضربة وطعنة بالسيوف والرماح .


صفحه : 62

و قال البلاذري‌ قطعت يداه ولذلك

قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَقَد أَبدَلَهُ اللّهُ بِهِمَا جَنَاحَينِ يَطِيرُ بِهِمَا فِي الجَنّةِ

ولذلك سمي‌ الطيار. قال ثم أخذ الراية عبد الله بن رواحة فنكل يسيرا ثم حمل فقاتل حتي قتل فلما قتل انهزم المسلمون أسوأ هزيمة كانت في كل وجه ثم تراجعوا فأخذ اللواء ثابت بن أقرم وجعل يصيح ياللأنصار فثاب إليهم منهم قليل فقال لخالد بن الوليد خذ اللواء يا أباسليمان قال خالد لابل خذه أنت فلك سن و قدشهدت بدرا قال ثابت خذه أيها الرجل فو الله ماأخذته إلا لك فأخذه خالد وحمل به ساعة وجعل المشركون يحملون عليه حتي دهمه منهم بشر كثير فانحاز بالمسلمين وانكشفوا راجعين . قال الواقدي‌ و قدروي‌ أن خالدا ثبت بالناس فلم ينهزموا والصحيح أن خالدا انهزم بالناس . وروي محمد بن إسحاق قال لماأخذ جعفر بن أبي طالب الراية قاتل قتالا شديدا حتي إذاأثخنه القتال اقتحم عن فرس له شقراء فعقرها ثم قاتل القوم حتي قتل فكان جعفر ع أول رجل عقر في الإسلام . قال الواقدي‌ و قال عبيد الله بن عبد الله مالقي‌ جيش بعثوا مبعثا مالقي‌ أصحاب مؤتة من أهل المدينة لقوهم بالشر حتي أن الرجل لينصرف إلي بيته وأهله فيدق عليهم فيأبون أن يفتحوا له يقولون أ لاتقدمت مع أصحابك فقتلت وجلس الكبراء منهم في بيوتهم استحياء من الناس حتي أرسل النبي ص رجلا رجلا يقول لهم أنتم الكرار في سبيل الله فخرجوا.


صفحه : 63

وروي الواقدي‌ بإسناده عن أسماء بنت عميس قالت أصبحت في اليوم ألذي أصيب فيه جعفر وأصحابه فأتاني‌ رسول الله ص و قدمنأت أربعين منا من أدم وعجنت عجيني‌ وأخذت بني‌ فغسلت وجوههم ودهنتهم فدخل علي رسول الله ص فقال ياأسماء أين بنو جعفرفجئت بهم إليه فضمهم وشمهم ثم ذرفت عيناه فبكي فقلت يا رسول الله لعله بلغك عن جعفر شيء قال نعم إنه قتل اليوم فقمت أصيح واجتمعت إلي‌ النساء فجعل رسول الله ص يقول ياأسماء لاتقولي‌ هجرا و لاتضربي‌ صدرا ثم خرج حتي دخل علي ابنته فاطمة ع وهي‌ تقول وا عماه فقال علي مثل جعفرفلتبك الباكية ثم قال اصنعوا لآل جعفرطعاما فقد شغلوا عن أنفسهم اليوم . وروي أبوالفرج في كتاب مقاتل الطالبيين أن كنية جعفر بن أبي طالب أبوالمساكين و كان ثالث الإخوة من ولد أبي طالب أكبرهم طالب وبعده عقيل وبعده جعفر وبعده علي ع و كل واحد منهم أكبر من الآخر بعشر سنين وأمهم جميعا فاطمة بنت أسد وهي‌ أول هاشمية ولدت لهاشمي‌ وفضلها كثير وقربها من رسول الله ص وتعظيمه لها معلوم عند أهل الحديث قال أبوالفرج ولجعفر ع فضل

وَ قَد وَرَدَ فِيهِ حَدِيثٌ كَثِيرٌ مِن ذَلِكَ أَنّ رَسُولَ اللّهِص لَمّا فَتَحَ خَيبَرَ قَدِمَ جَعفَرُ بنُ أَبِي طَالِبٍ مِنَ الحَبَشَةِ فَالتَزَمَهُ رَسُولُ اللّهِص وَ جَعَلَ يُقَبّلُ بَينَ عَينَيهِ وَ يَقُولُ مَا أدَريِ‌ بِأَيّهِمَا أَنَا أَشَدّ فَرَحاً بِقُدُومِ جَعفَرٍ أَم بِفَتحِ خَيبَرَ

وَ عَن أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِ‌ّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص خَيرُ النّاسِ حَمزَةُ وَ جَعفَرٌ وَ عَلِيّ ع

قَالَ وَ قَد رَوَي جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص B


صفحه : 64

خُلِقَ النّاسُ مِن أَشجَارٍ شَتّي وَ خُلِقتُ أَنَا وَ جَعفَرٌ مِن شَجَرَةٍ وَاحِدَةٍ أَو قَالَ مِن طِينَةٍ وَاحِدَةٍ

وَ بِالإِسنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لِجَعفَرٍ أَشبَهتَ خلَقيِ‌ وَ خلُقُيِ‌

. و قال ابن عبدالبر في الاستيعاب كانت سن جعفر ع يوم قتل إحدي وأربعين سنة.

وَ قَد رَوَي سَعِيدُ بنُ المُسَيّبِ أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ مُثّلَ لِي جَعفَرٌ وَ زَيدٌ وَ عَبدُ اللّهِ فِي خَيمَةٍ مِن دُرّ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُم عَلَي سَرِيرٍ فَرَأَيتُ زَيداً وَ ابنَ رَوَاحَةَ فِي أَعنَاقِهِمَا صُدُودٌ وَ رَأَيتُ جَعفَراً مُستَقِيماً لَيسَ فِيهِ صُدُودٌ فَسَأَلتُ فَقِيلَ لِي إِنّهُمَا حِينَ غَشِيَهُمَا المَوتُ أَعرَضَا وَ صَدّا بِوَجهِهِمَا وَ أَمّا جَعفَرٌ فَلَم يَفعَل

وروي الشعبي‌ قال سمعت عبد الله بن جعفر يقول كنت إذاسألت عمي‌ عليا ع شيئا فمنعني‌ أقول له بحق جعفرفيعطيني‌.

وَ روُيِ‌َ أَنّ رَسُولَ اللّهِص لَمّا أَتَاهُ قَتلُ جَعفَرٍ وَ زَيدٍ بِمُؤتَةَ بَكَي وَ قَالَ أخَوَاَي‌َ وَ مؤُنسِاَي‌َ وَ محُدَثّاَي‌َ

13- وَ قَالَ الكاَزرَوُنيِ‌ّ بَعدَ إِيرَادِ غَزوَةِ مُؤتَةَ فِي حَوَادِثِ السّنَةِ الثّامِنَةِ وَ فِي هَذِهِ السّنَةِ كَانَت سَرِيّةُ الخَبطِ روُيِ‌َ عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ قَالَ بَعَثَنَا رَسُولُ اللّهِص فِي ثَلَاثِمِائَةِ رَاكِبٍ وَ أَمِيرُنَا أَبُو عُبَيدَةَ بنُ الجَرّاحِ فِي طَلَبِ عِيرِ قُرَيشٍ فَأَقَمنَا عَلَي السّاحِلِ حَتّي فنَيِ‌َ زَادُنَا وَ أَكَلنَا الخَبَطَ ثُمّ إِنّ البَحرَ أَلقَي إِلَينَا دَابّةً يُقَالُ لَهَا العَنبَرُ فَأَكَلنَا مِنهَا نِصفَ شَهرٍ حَتّي صَلَحَت أَجسَامُنَا وَ أَخَذَ أَبُو عُبَيدَةَ ضِلعاً مِن أَضلَاعِهَا فَنَصَبَهَا وَ نَظَرَ إِلَي أَطوَلِ بَعِيرٍ فِي الجَيشِ وَ أَطوَلِ رَجُلٍ فَحَمَلَهُ عَلَيهِ فَجَازَ تَحتَهُ وَ قَد كَانَ رَجُلٌ نَحَرَ ثَلَاثَ جَزَائِرَ ثُمّ ثَلَاثَ جَزَائِرَ ثُمّ نَهَاهُ عَنهُ أَبُو عُبَيدَةَ وَ كَانُوا يَرَونَهُ قَيسَ بنَ سَعدٍ

أَقُولُ وَ رَوَي فِي جَامِعِ الأُصُولِ بِأَسَانِيدَ عَن أُسَامَةَ بنِ زَيدٍ قَالَبَعَثَنَا


صفحه : 65

رَسُولُ اللّهِص إِلَي الحُرُقَاتِ فَصَبّحنَا القَومَ فَهَزَمنَاهُم وَ لَحِقتُ أَنَا وَ رَجُلٌ مِنَ الأَنصَارِ رَجُلًا مِنهُم فَلَمّا غَشِينَاهُ قَالَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ فَكَفّ الأنَصاَريِ‌ّ وَ طَعَنتُهُ برِمُحيِ‌ حَتّي قَتَلتُهُ فَلَمّا قَدِمنَا بَلَغَ النّبِيّص فَقَالَ يَا أُسَامَةُ أَ قَتَلتَهُ بَعدَ مَا قَالَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ قُلتُ إِنّمَا كَانَ مُتَعَوّذاً فَقَالَ أَ قَتَلتَهُ بَعدَ مَا قَالَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ فَمَا زَالَ يُكَرّرُهَا حَتّي تَمَنّيتُ أنَيّ‌ لَم أَكُن أَسلَمتُ قَبلَ ذَلِكَ اليَومِ

وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي قَالَ بَعَثَنَا رَسُولُ اللّهِص فِي سَرِيّةٍ فَصَبّحنَا الحُرُقَاتِ مِن جُهَينَةَ فَأَدرَكتُ رَجُلًا فَقَالَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ فَطَعَنتُهُ فَوَقَعَ فِي نفَسيِ‌ مِن ذَلِكَ فَذَكَرتُهُ للِنبّيِ‌ّص فَقَالَ أَ قَالَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ قَتَلتَهُ قُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّمَا قَالَهَا خَوفاً مِنَ السّلَاحِ قَالَ أَ فَلَا شَقَقتَ قَلبَهُ حَتّي تَعلَمَ أَ قَالَهَا أَم لَا فَمَا زَالَ يُكَرّرُهَا حَتّي تَمَنّيتُ أنَيّ‌ أَسلَمتُ يَومَئِذٍ

أقول أورد تلك القصة بعدغزوة مؤتة.بيان في النهاية الضارع النحيف الضاوي‌ الجسم يقال ضرع يضرع فهو ضارع وضرع بالتحريك و قال منأت الأديم إذاألقيته في الدباغ ويقال له مادام في الدباغ منيئة و منه حديث أسماء بنت عميس وهي‌ تمعس منيئة لها و في القاموس صد عنه صدودا أعرض و قال الخبط محركة ورق ينفض بالمخابط ويجفف ويطحن ويخلط بدقيق أوغيره ويوخف بالماء فيؤجره الإبل و كل ورق مخبوط والجزائر جمع الجزور و هوالبعير


صفحه : 66

باب 52-غزوة ذات السلاسل

الآيات وَ العادِياتِ ضَبحاً فَالمُورِياتِ قَدحاً فَالمُغِيراتِ صُبحاً فَأَثَرنَ بِهِ نَقعاً فَوَسَطنَ بِهِ جَمعاًتفسير قال الطبرسي‌ رحمه الله قيل بعث رسول الله ص سرية إلي حي‌ من كنانة فاستعمل عليهم المنذر بن عمرو الأنصاري‌ أحد النقباء فتأخر رجوعهم فقال المنافقون قتلوا جميعا فأخبر الله تعالي عنها بقوله وَ العادِياتِ ضَبحاً عن مقاتل وَ قِيلَ نَزَلَتِ السّورَةُ لَمّا بَعَثَ النّبِيّص عَلِيّاً إِلَي ذَاتِ السّلَاسِلِ فَأَوقَعَ بِهِم وَ ذَلِكَ بَعدَ أَن بَعَثَ إِلَيهِم مِرَاراً غَيرَهُ مِنَ الصّحَابَةِ فَرَجَعَ كُلّ مِنهُم إِلَي رَسُولِ اللّهِص وَ هُوَ المرَويِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ قَالَ وَ سُمّيَت هَذِهِ الغَزوَةُ ذَاتَ السّلَاسِلِ لِأَنّهُ أَسَرَ مِنهُم وَ قَتَلَ وَ سَبَي وَ شَدّ أُسَارَاهُم فِي الحِبَالِ مُكَتّفِينَ كَأَنّهُم فِي السّلَاسِلِ وَ لَمّا نَزَلَتِ السّورَةُ خَرَجَ رَسُولُ اللّهِص إِلَي النّاسِ فَصَلّي بِهِمُ الغَدَاةَ وَ قَرَأَ فِيهَاوَ العادِياتِ فَلَمّا فَرَغَ مِن صَلَاتِهِ قَالَ أَصحَابُهُ هَذِهِ السّورَةُ لَم نَعرِفهَا فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص نَعَم إِنّ عَلِيّاً قَد ظَفِرَ بِأَعدَاءِ اللّهِ وَ بشَرّنَيِ‌ بِذَلِكَ جَبرَئِيلُ ع فِي هَذِهِ اللّيلَةِ فَقَدِمَ عَلِيّ ع بَعدَ أَيّامٍ بِالأُسَارَي وَ الغَنَائِمِ

وَ العادِياتِ ضَبحاًقيل هي‌ الخيل في الغزو تعدو في سبيل الله عن ابن عباس وأكثر المفسرين قالوا أقسم بالخيل العادية لغزو الكفار وهي‌ تضبح ضبحا وضبحها صوت أجوافها إذاعدت ليس بصهيل و لاحمحمة ولكنه صوت نفس وقيل هي‌ الإبل حين ذهبت إلي غزوة بدر تمد أعناقها في السير فهي‌ تضبح أي تضبع وهي‌ أن يمد ضبعه في السير حتي لايجد مزيدا روي‌ ذلك عن علي ع و ابن مسعود وروي‌


صفحه : 67

أيضا أنها إبل الحاج تعدو من عرفة إلي المزدلفة و من المزدلفة إلي مني فَالمُورِياتِ قَدحاًهي‌ الخيل توري‌ النار بحوافرها إذاسارت في الحجارة و الأرض المخصبة و قال مقاتل يقدحن بحوافرهن النار في الحجارة قال ابن عباس يريد ضرب الخيل بحوافرها الجبل فأورت منه النار مثل الزناد إذاقدح و قال مجاهد يريد مكر الرجال في الحروب تقول العرب إذاأراد الرجل أن يمكر بصاحبه أما و الله لأورين لك بزند وار ولأقدحن لك وقيل هي‌ ألسنة الرجال توري‌ النار من عظيم مايتكلم به فَالمُغِيراتِ صُبحاًيريد الخيل تغير بفرسانها علي العدو وقت الصبح وإنما ذكر الصبح لأنهم كانوا يسيرون إلي العدو ليلا فيأتونهم صبحا وقيل يريد الإبل ترفع ركبانها يوم النحر من جمع إلي مني والسنة أن لاترفع بركبانها حتي تصبح والإغارة سرعة السيرفَأَثَرنَ بِهِ نَقعاًيقال ثار الغبار أوالدخان وأثرته أي هيجته والهاء في به عائد إلي معلوم يعني‌ بالمكان أوبالوادي‌فَوَسَطنَ بِهِ جَمعاً أي صرن بعدوهن أوبذلك المكان وسط جمع العدو وقيل يريد جمع مني

1- نَوَادِرُ الراّونَديِ‌ّ،بِإِسنَادِهِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص بَعَثَ مَعَ عَلِيّ ع ثَلَاثِينَ فَرَساً فِي غَزوَةِ ذَاتِ السّلَاسِلِ وَ قَالَ أَتلُو عَلَيكَ آيَةً فِي نَفَقَةِ الخَيلِالّذِينَ يُنفِقُونَ أَموالَهُم بِاللّيلِ وَ النّهارِ سِرّا وَ عَلانِيَةًهيِ‌َ النّفَقَةُ عَلَي الخَيلِ سِرّاً وَ عَلَانِيَةً

2- فس ،[تفسير القمي‌] وَ العادِياتِ ضَبحاً فَالمُورِياتِ قَدحاً فَالمُغِيراتِ صُبحاً حَدّثَنَا جَعفَرُ بنُ أَحمَدَ عَن عُبَيدِ بنِ مُوسَي عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع

فِي قَولِهِوَ العادِياتِ ضَبحاً قَالَ هَذِهِ السّورَةُ


صفحه : 68

نَزَلَت فِي أَهلِ واَديِ‌ يَابِسٍ قَالَ قُلتُ وَ مَا كَانَ حَالُهُم وَ قِصّتُهُم قَالَ إِنّ أَهلَ واَديِ‌ يَابِسٍ اجتَمَعُوا اثنيَ‌ عَشَرَ أَلفَ فَارِسٍ وَ تَعَاقَدُوا وَ تَعَاهَدُوا وَ تَوَاثَقُوا أَن لَا يَتَخَلّفَ رَجُلٌ عَن رَجُلٍ وَ لَا يَخذُلَ أَحَدٌ أَحَداً وَ لَا يَفِرّ رَجُلٌ عَن صَاحِبِهِ حَتّي يَمُوتُوا كُلّهُم عَلَي خُلُقٍ وَاحِدٍ وَ يَقتُلُوا مُحَمّداًص وَ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع فَنَزَلَ جَبرَئِيلُ ع عَلَي مُحَمّدٍص فَأَخبَرَهُ بِقِصّتِهِم وَ مَا تَعَاقَدُوا عَلَيهِ وَ تَوَافَقُوا وَ أَمَرَهُ أَن يَبعَثَ أَبَا بَكرٍ إِلَيهِم فِي أَربَعَةِ آلَافِ فَارِسٍ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ فَصَعِدَ رَسُولُ اللّهِص المِنبَرَ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ ثُمّ قَالَ يَا مَعشَرَ المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ إِنّ جَبرَئِيلَ أخَبرَنَيِ‌ أَنّ أَهلَ واَديِ‌ اليَابِسِ اثنيَ‌ عَشَرَ أَلفاً قَدِ استَعَدّوا وَ تَعَاهَدُوا وَ تَعَاقَدُوا أَن لَا يَغدِرَ رَجُلٌ بِصَاحِبِهِ وَ لَا يَفِرّ عَنهُ وَ لَا يَخذُلَهُ حَتّي يقَتلُوُنيِ‌ وَ أخَيِ‌ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ وَ أمَرَنَيِ‌ أَن أُسَيّرَ إِلَيهِم أَبَا بَكرٍ فِي أَربَعَةِ آلَافِ فَارِسٍ فَخُذُوا فِي أَمرِكُم وَ استَعِدّوا لِعَدُوّكُم وَ انهَضُوا إِلَيهِم عَلَي اسمِ اللّهِ وَ بَرَكَتِهِ يَومَ الِاثنَينِ إِن شَاءَ اللّهُ فَأَخَذَ المُسلِمُونَ عُدّتَهُم وَ تَهَيّئُوا وَ أَمَرَ رَسُولُ اللّهِص أَبَا بَكرٍ بِأَمرِهِ وَ كَانَ فِيمَا أَمَرَهُ بِهِ أَن إِذَا رَآهُم أَن يَعرِضَ عَلَيهِمُ الإِسلَامَ


صفحه : 69

فَإِن تَابَعُوا وَ إِلّا وَاقَعَهُم فَقَتَلَ مُقَاتِلِيهِم وَ سَبَي ذَرَارِيّهُم وَ استَبَاحَ أَموَالَهُم وَ خَرّبَ ضِيَاعَهُم وَ دِيَارَهُم فَمَضَي أَبُو بَكرٍ وَ مَن مَعَهُ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ فِي أَحسَنِ عُدّةٍ وَ أَحسَنِ هَيئَةٍ يَسِيرُ بِهِم سَيراً رَفِيقاً حَتّي انتَهَوا إِلَي أَهلِ واَديِ‌ اليَابِسِ فَلَمّا بَلَغَ القَومَ نُزُولُ القَومِ عَلَيهِم وَ نَزَلَ أَبُو بَكرٍ وَ أَصحَابُهُ قَرِيباً مِنهُم خَرَجَ إِلَيهِم مِن أَهلِ واَديِ‌ اليَابِسِ مِائَتَا رَجُلٍ مُدَجّجِينَ بِالسّلَاحِ فَلَمّا صَادَفُوهُم قَالُوا لَهُم مَن أَنتُم وَ مِن أَينَ أَقبَلتُم وَ أَينَ تُرِيدُونَ لِيَخرُج إِلَينَا صَاحِبُكُم حَتّي نُكَلّمَهُ فَخَرَجَ إِلَيهِم أَبُو بَكرٍ فِي نَفَرٍ مِن أَصحَابِهِ المُسلِمِينَ فَقَالَ لَهُم أَنَا أَبُو بَكرٍ صَاحِبُ رَسُولِ اللّهِص قَالُوا مَا أَقدَمَكَ عَلَينَا قَالَ أمَرَنَيِ‌ رَسُولُ اللّهِص أَن أَعرِضَ عَلَيكُمُ الإِسلَامَ وَ أَن تَدخُلُوا فِيمَا دَخَلَ فِيهِ المُسلِمُونَ وَ لَكُم مَا لَهُم وَ عَلَيكُم مَا عَلَيهِم وَ إِلّا فَالحَربُ بَينَنَا وَ بَينَكُم قَالُوا لَهُ أَمَا وَ اللّاتِ وَ العُزّي لَو لَا رَحِمٌ مَاسّةٌ وَ قَرَابَةٌ قَرِيبَةٌ لَقَتَلنَاكَ وَ جَمِيعَ أَصحَابِكَ قَتلَةً تَكُونُ حَدِيثاً لِمَن يَكُونُ بَعدَكُم فَارجِع أَنتَ وَ مَن مَعَكَ وَ ارتَجُوا العَافِيَةَ فَإِنّا إِنّمَا نُرِيدُ صَاحِبَكُم بِعَينِهِ وَ أَخَاهُ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ أَبُو بَكرٍ لِأَصحَابِهِ يَا قَومِ القَومُ أَكثَرُ مِنكُم أَضعَافاً وَ أَعَدّ مِنكُم وَ قَد نَأَت دَارُكُم عَن إِخوَانِكُم مِنَ المُسلِمِينَ فَارجِعُوا نُعلِم رَسُولَ اللّهِص بِحَالِ القَومِ فَقَالُوا لَهُ جَمِيعاً خَالَفتَ يَا أَبَا بَكرٍ رَسُولَ اللّهِ وَ مَا أَمَرَكَ بِهِ فَاتّقِ اللّهَ وَ


صفحه : 70

وَاقِعِ القَومَ وَ لَا تُخَالِف قَولَ رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ إنِيّ‌ أَعلَمُ مَا لَا تَعلَمُونَ الشّاهِدُ يَرَي مَا لَا يَرَي الغَائِبُ فَانصَرَفَ وَ انصَرَفَ النّاسُ أَجمَعُونَ فَأُخبِرَ النّبِيّص بِمَقَالَةِ القَومِ لَهُ وَ مَا رَدّ عَلَيهِم أَبُو بَكرٍ فَقَالَص يَا بَا بَكرٍ خَالَفتَ أمَريِ‌ وَ لَم تَفعَل مَا أَمَرتُكَ بِهِ وَ كُنتَ لِي وَ اللّهِ عَاصِياً فِيمَا أَمَرتُكَ فَقَامَ النّبِيّص وَ صَعِدَ المِنبَرَ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ ثُمّ قَالَ يَا مَعشَرَ المُسلِمِينَ إنِيّ‌ أَمَرتُ أَبَا بَكرٍ أَن يَسِيرَ إِلَي أَهلِ واَديِ‌ اليَابِسِ وَ أَن يَعرِضَ عَلَيهِمُ الإِسلَامَ وَ يَدعُوَهُم إِلَي اللّهِ فَإِن أَجَابُوا وَ إِلّا وَاقَعَهُم فَإِنّهُ سَارَ إِلَيهِم وَ خَرَجَ مِنهُم إِلَيهِ مِائَتَا رَجُلٍ فَإِذَا سَمِعَ كَلَامَهُم وَ مَا استَقبَلُوهُ بِهِ انتَفَخَ صَدرُهُ وَ دَخَلَهُ الرّعبُ مِنهُم وَ تَرَكَ قوَليِ‌ وَ لَم يُطِع أمَريِ‌ وَ إِنّ جَبرَئِيلَ ع أمَرَنَيِ‌ عَنِ اللّهِ أَن أَبعَثَ إِلَيهِم عُمَرَ مَكَانَهُ فِي أَصحَابِهِ فِي أَربَعَةِ آلَافِ فَارِسٍ فَسِر يَا عُمَرُ عَلَي اسمِ اللّهِ وَ لَا تَعمَل كَمَا عَمِلَ أَبُو بَكرٍ أَخُوكَ فَإِنّهُ قَد عَصَي اللّهَ وَ عصَاَنيِ‌ وَ أَمَرَهُ بِمَا أَمَرَ بِهِ أَبَا بَكرٍ فَخَرَجَ عُمَرُ وَ المُهَاجِرُونَ وَ الأَنصَارُ الّذِينَ كَانُوا مَعَ أَبِي بَكرٍ يَقتَصِدُ بِهِم فِي سَيرِهِم حَتّي شَارَفَ القَومَ وَ كَانَ قَرِيباً مِنهُم حَيثُ يَرَاهُم وَ يَرَونَهُ وَ خَرَجَ إِلَيهِم مِائَتَا رَجُلٍ فَقَالُوا لَهُ وَ لِأَصحَابِهِ مِثلَ مَقَالَتِهِم لأِبَيِ‌ بَكرٍ فَانصَرَفَ وَ انصَرَفَ النّاسُ مَعَهُ وَ كَادَ


صفحه : 71

أَن يَطِيرَ قَلبُهُ مِمّا رَأَي مِن عُدّةِ القَومِ وَ جَمعِهِم وَ رَجَعَ يَهرُبُ مِنهُم فَنَزَلَ جَبرَئِيلُ ع فَأَخبَرَ مُحَمّداً بِمَا صَنَعَ عُمَرُ وَ أَنّهُ قَدِ انصَرَفَ وَ انصَرَفَ المُسلِمُونَ مَعَهُ فَصَعِدَ النّبِيّص المِنبَرَ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ وَ أَخبَرَهُم بِمَا صَنَعَ عُمَرُ وَ مَا كَانَ مِنهُ وَ أَنّهُ قَدِ انصَرَفَ وَ انصَرَفَ المُسلِمُونَ مَعَهُ مُخَالِفاً لأِمَريِ‌ عَاصِياً لقِوَليِ‌ فَقَدِمَ عَلَيهِ فَأَخبَرَهُ بِمَقَالَةِ مَا أَخبَرَهُ بِهِ صَاحِبُهُ فَقَالَ لَهُ يَا عُمَرُ عَصَيتَ اللّهَ فِي عَرشِهِ وَ عصَيَتنَيِ‌ وَ خَالَفتَ قوَليِ‌ وَ عَمِلتَ بِرَأيِكَ لَأَقبَحَ[أَلَا قَبّحَ] اللّهُ رَأيَكَ وَ إِنّ جَبرَئِيلَ ع قَد أمَرَنَيِ‌ أَن أَبعَثَ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ فِي هَؤُلَاءِ المُسلِمِينَ فأَخَبرَنَيِ‌ أَنّ اللّهَ يَفتَحُ عَلَيهِ وَ عَلَي أَصحَابِهِ فَدَعَا عَلِيّاً وَ أَوصَاهُ بِمَا أَوصَي بِهِ أَبَا بَكرٍ وَ عُمَرَ وَ أَصحَابَهُ الأَربَعَةَ آلَافٍ وَ أَخبَرَهُ أَنّ اللّهَ سَيَفتَحُ عَلَيهِ وَ عَلَي أَصحَابِهِ فَخَرَجَ عَلِيّ وَ مَعَهُ المُهَاجِرُونَ وَ الأَنصَارُ فَسَارَ بِهِم سَيراً غَيرَ سَيرِ أَبِي بَكرٍ وَ عُمَرَ وَ ذَلِكَ أَنّهُ أَعنَفَ بِهِم فِي السّيرِ حَتّي خَافُوا أَن يَنقَطِعُوا مِنَ التّعَبِ وَ تَحفَي دَوَابّهُم فَقَالَ لَهُم لَا تَخَافُوا فَإِنّ رَسُولَ اللّهِص قَد أمَرَنَيِ‌ بِأَمرٍ وَ أخَبرَنَيِ‌ أَنّ اللّهَ سَيَفتَحُ عَلَيّ وَ عَلَيكُم فَأَبشِرُوا فَإِنّكُم عَلَي خَيرٍ وَ إِلَي خَيرٍ فَطَابَت نُفُوسُهُم وَ قُلُوبُهُم وَ سَارُوا عَلَي ذَلِكَ السّيرِ[ وَ]التّعَبِ حَتّي إِذَا كَانُوا قَرِيباً مِنهُم حَيثُ يَرَونَهُ وَ يَرَاهُم أَمَرَ أَصحَابَهُ أَن يَنزِلُوا وَ سَمِعَ أَهلُ واَديِ‌ اليَابِسِ بِمَقدَمِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَ أَصحَابِهِ


صفحه : 72

فَخَرَجُوا إِلَيهِ مِنهُم مِائَتَا رَجُلٍ شَاكِينَ بِالسّلَاحِ فَلَمّا رَآهُم عَلِيّ ع خَرَجَ إِلَيهِم فِي نَفَرٍ مِن أَصحَابِهِ فَقَالُوا لَهُم مَن أَنتُم وَ مِن أَينَ أَنتُم وَ مِن أَينَ أَقبَلتُم وَ أَينَ تُرِيدُونَ قَالَ أَنَا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ابنُ عَمّ رَسُولِ اللّهِص وَ أَخُوهُ وَ رَسُولُهُ إِلَيكُم أَدعُوكُم إِلَي شَهَادَةِ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ وَ لَكُم مَا لِلمُسلِمِينَ وَ عَلَيكُم مَا عَلَيهِم مِن خَيرٍ وَ شَرّ فَقَالُوا لَهُ إِيّاكَ أَرَدنَا وَ أَنتَ طَلَبتَنَا قَد سَمِعنَا مَقَالَتَكَ فَاستَعِدّ لِلحَربِ العَوَانِ وَ اعلَم أَنّا قَاتِلِيكَ وَ قاَتلِيِ‌ أَصحَابِكَ وَ المَوعُودُ فِيمَا بَينَنَا وَ بَينَكَ غَداً ضَحوَةً وَ قَد أَعذَرنَا فِيمَا بَينَنَا وَ بَينَكَ فَقَالَ لَهُم عَلِيّ ع وَيلَكُم تهُدَدّوُنيّ‌ بِكَثرَتِكُم وَ جَمعِكُم فَأَنَا أَستَعِينُ بِاللّهِ وَ مَلَائِكَتِهِ وَ المُسلِمِينَ عَلَيكُم وَ لَا حَولَ وَ لَا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ العلَيِ‌ّ العَظِيمِ فَانصَرَفُوا إِلَي مَرَاكِزِهِم وَ انصَرَفَ عَلِيّ ع إِلَي مَركَزِهِ فَلَمّا جَنّهُ اللّيلُ أَمَرَ أَصحَابَهُ أَن يُحسِنُوا إِلَي دَوَابّهِم وَ يُقضِمُوا وَ يُسرِجُوا فَلَمّا انشَقّ عَمُودُ الصّبحِ صَلّي بِالنّاسِ بِغَلَسٍ ثُمّ غَارَ عَلَيهِم بِأَصحَابِهِ فَلَم يَعلَمُوا حَتّي وَطِئَتهُمُ الخَيلُ فَمَا أَدرَكَ آخِرُ أَصحَابِهِ حَتّي قَتَلَ مُقَاتِلِيهِم وَ سَبَي ذَرَارِيّهُم وَ استَبَاحَ أَموَالَهُم وَ خَرّبَ دِيَارَهُم وَ أَقبَلَ بِالأُسَارَي وَ الأَموَالِ مَعَهُ وَ نَزَلَ جَبرَئِيلُ فَأَخبَرَ رَسُولَ اللّهِص بِمَا فَتَحَ اللّهُ عَلَي عَلِيّ ع وَ جَمَاعَةِ المُسلِمِينَ فَصَعِدَ المِنبَرَ فَحَمِدَ اللّهَ


صفحه : 73

وَ أَثنَي عَلَيهِ وَ أَخبَرَ النّاسَ بِمَا فَتَحَ اللّهُ عَلَي المُسلِمِينَ وَ أَعلَمَهُم أَنّهُ لَم يُصَب مِنهُم إِلّا رَجُلَانِ وَ نَزَلَ فَخَرَجَ يَستَقبِلُ عَلِيّاً فِي جَمِيعِ أَهلِ المَدِينَةِ مِنَ المُسلِمِينَ حَتّي لَقِيَهُ عَلَي أَميَالٍ مِنَ المَدِينَةِ فَلَمّا رَآهُ عَلِيّ مُقبِلًا نَزَلَ عَن دَابّتِهِ وَ نَزَلَ النّبِيّص حَتّي التَزَمَهُ وَ قَبّلَ مَا بَينَ عَينَيهِ فَنَزَلَ جَمَاعَةُ المُسلِمِينَ إِلَي عَلِيّ ع حَيثُ نَزَلَ رَسُولُ اللّهِ وَ أَقبَلَ بِالغَنِيمَةِ وَ الأُسَارَي وَ مَا رَزَقَهُمُ اللّهُ مِن أَهلِ واَديِ‌ اليَابِسِ ثُمّ قَالَ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ ع مَا غَنِمَ المُسلِمُونَ مِثلَهَا قَطّ إِلّا أَن تَكُونَ خيبرا[ مِن خَيبَرَ]فَإِنّهَا مِثلُ خَيبَرَ فَأَنزَلَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي فِي ذَلِكَ اليَومِوَ العادِياتِ ضَبحاًيعَنيِ‌ بِالعَادِيَاتِ الخَيلَ تَعدُو بِالرّجَالِ وَ الضّبحُ ضَبحُهَا فِي أَعِنّتِهَا وَ لُجُمِهَافَالمُورِياتِ قَدحاً فَالمُغِيراتِ صُبحاًفَقَد أَخبَرَكَ أَنّهَا غَارَت عَلَيهِم صُبحاً قُلتُ قَولُهُفَأَثَرنَ بِهِ نَقعاً قَالَ يعَنيِ‌ الخَيلَ يَأثَرنَ باِلواَديِ‌ نَقعاًفَوَسَطنَ بِهِ جَمعاً قُلتُ قَولُهُإِنّ الإِنسانَ لِرَبّهِ لَكَنُودٌ قَالَ لَكَفُورٌوَ إِنّهُ عَلي ذلِكَ لَشَهِيدٌ قَالَ يَعنِيهِمَا جَمِيعاً قَد شَهِدَا جَمِيعاً واَديِ‌َ اليَابِسِ وَ كَانَا لِحُبّ الحَيَاةِ حَرِيصَينِ قُلتُ قَولُهُأَ فَلا يَعلَمُ إِذا بُعثِرَ ما فِي القُبُورِ وَ حُصّلَ ما فِي الصّدُورِ إِنّ رَبّهُم بِهِم يَومَئِذٍ لَخَبِيرٌ قَالَ نَزَلَتِ الآيَتَانِ فِيهِمَا خَاصّةً كَانَا يُضمِرَانِ ضَمِيرَ السّوءِ وَ يَعمَلَانِ بِهِ فَأَخبَرَ اللّهُ خَبَرَهُمَا وَ فِعَالَهُمَا فَهَذِهِ قِصّةُ أَهلِ واَديِ‌ اليَابِسِ وَ تَفسِيرُ العَادِيَاتِ


صفحه : 74

ثُمّ قَالَ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ فِي قَولِهِوَ العادِياتِ ضَبحاً أَي عَدواً عَلَيهِم فِي الضّبحِ ضُبَاحُ الكِلَابِ صَوتُهَافَالمُورِياتِ قَدحاًكَانَت بِلَادُهُم فِيهَا حِجَارَةٌ فَإِذَا وَطِئَهَا سَنَابِكُ الخَيلِ كَانَ يَنقَدِحُ مِنهَا النّارُفَالمُغِيراتِ صُبحاً أَي صَبّحَهُم بِالغَارَةِفَأَثَرنَ بِهِ نَقعاً قَالَ ثَارَتِ الغُبرَةُ مِن رَكضِ الخَيلِفَوَسَطنَ بِهِ جَمعاً قَالَ تَوَسّطَ المُشرِكِينَ بِجَمعِهِمإِنّ الإِنسانَ لِرَبّهِ لَكَنُودٌ أَي كَفُورٌ وَ هُمُ الّذِينَ أَمَرُوا وَ أَشَارُوا عَلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أَن يَدَعَ الطّرِيقَ مِمّا حَسَدُوهُ وَ كَانَ عَلِيّ ع أَخَذَ بِهِم عَلَي غَيرِ الطّرِيقِ ألّذِي أَخَذَ فِيهِ أَبُو بَكرٍ وَ عُمَرُ فَعَلِمُوا أَنّهُ يَظفَرُ بِالقَومِ فَقَالَ عَمرُو بنُ العَاصِ لأِبَيِ‌ بَكرٍ إِنّ عَلِيّاً غُلَامٌ حَدَثٌ لَا عِلمَ لَهُ بِالطّرِيقِ وَ هَذَا طَرِيقٌ مُسبِعٌ لَا نَأمَنُ فِيهِ مِنَ السّبَاعِ فَمَشَوا إِلَيهِ فَقَالُوا يَا أَبَا الحَسَنِ هَذَا الطّرِيقُ ألّذِي أَخَذتَ فِيهِ طَرِيقٌ مُسبِعٌ فَلَو رَجَعتَ إِلَي الطّرِيقِ فَقَالَ لَهُم أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع الزَمُوا رِحَالَكُم وَ كُفّوا عَمّا لَا يَعنِيكُم وَ اسمَعُوا وَ أَطِيعُوا فإَنِيّ‌ أَعلَمُ بِمَا أَصنَعُ فَسَكَتُواوَ إِنّهُ عَلي ذلِكَ لَشَهِيدٌ أَي عَلَي العَدَاوَةِوَ إِنّهُ لِحُبّ الخَيرِ لَشَدِيدٌيعَنيِ‌ حُبّ الحَيَاةِ حَيثُ خَافُوا السّبَاعَ عَلَي أَنفُسِهِم فَقَالَ اللّهُأَ فَلا يَعلَمُ إِذا بُعثِرَ ما فِي القُبُورِ وَ حُصّلَ ما فِي الصّدُورِ أَي يُجمَعُ وَ يُظهَرُإِنّ رَبّهُم بِهِم يَومَئِذٍ لَخَبِيرٌ

فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] عَبدُ اللّهِ بنُ بَحرِ بنِ طَيفُورٍ بِإِسنَادِهِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع مِثلَهُ إِلَي قَولِهِ ثُمّ قَالَ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ

بيان رجل مدجج ومدجج أي شاك في السلاح وحفي‌ من كثرة المشي‌


صفحه : 75

أي رقت قدمه أوحافره والعوان من الحروب التي‌ قوتل فيهامرة كأنهم جعلوا الأولي بكرا وأقضم القوم امتاروا شيئا في القحط و في بعض لغة الفرس القضم خوردن اسب جو را. قوله ع يعنيهما أي مصداق الإنسان في هذه الآية أبوبكر وعمر. قال البيضاوي‌لَكَنُودٌلكفور من كند النعمة كنودا أولعاص بلغة كندة أولبخيل بلغة بني‌ مالك و هوجواب القسم وَ إِنّهُ عَلي ذلِكَ و إن الإنسان علي كنوده لَشَهِيدٌيشهد علي نفسه لظهور أثره عليه أو إن الله علي كنوده لشهيد فيكون وعيداوَ إِنّهُ لِحُبّ الخَيرِالمال لَشَدِيدٌلبخيل أولقوي‌ مبالغ فيه قوله بُعثِرَ أي بعث وحُصّلَجمع محصلا في الصحف أوميز

3- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] قَالَ شَيخُ الطّائِفَةِ قرُ‌ِئَ عَلَي أَبِي القَاسِمِ بنِ شِبلٍ وَ أَنَا أَسمَعُ حَدّثَنَا ظَفَرُ بنُ حُمدُونِ بنِ أَحمَدَ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ إِسحَاقَ الأحَمرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ ثَابِتٍ وَ أَبِي المَغرَاءِ العجِليِ‌ّ قَالَا حَدّثَنَا الحلَبَيِ‌ّ قَالَسَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ العادِياتِ ضَبحاً قَالَ وَجّهَ رَسُولُ اللّهِص عُمَرَ بنَ الخَطّابِ فِي سَرِيّةٍ فَرَجَعَ مُنهَزِماً يُجَبّنُ أَصحَابَهُ وَ يُجَبّنُونَهُ[يُجَبّنُهُ]أَصحَابُهُ فَلَمّا انتَهَي إِلَي النّبِيّص قَالَ لعِلَيِ‌ّ أَنتَ صَاحِبُ القَومِ فَتَهَيّأ أَنتَ وَ مَن تُرِيدُ مِن فُرسَانِ المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ وَ سِرِ اللّيلَ وَ لَا يُفَارِقكَ العَينُ قَالَ فَانتَهَي عَلِيّ إِلَي مَا


صفحه : 76

أَمَرَهُ بِهِ رَسُولُ اللّهِص فَسَارَ إِلَيهِم فَلَمّا كَانَ عِندَ وَجهِ الصّبحِ أَغَارَ عَلَيهِم فَأَنزَلَ اللّهُ عَلَي نَبِيّهِص وَ العادِياتِ ضَبحاً إِلَي آخِرِهَا

بيان لايفارقك العين أي ليكن معك جواسيس ينظرون لئلا يكمن لك العدو أوكناية عن ترك النوم أو عن ترك الحذر والنظر إلي مظان الريبة أوالمعني لايفارقك عسكرك وكن معهم قال الجوهري‌ جاء فلان في عين أي في جماعة

4-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّ النّبِيّص لَمّا بَعَثَ سَرِيّةَ ذَاتِ السّلَاسِلِ وَ عَقَدَ الرّايَةَ وَ سَارَ بِهَا أَبُو بَكرٍ حَتّي إِذَا صَارَ بِهَا بِقُربِ المُشرِكِينَ اتّصَلَ خَبَرُهُم فَتَحَرّزُوا وَ لَم يَصِلِ المُسلِمُونَ إِلَيهِم فَأَخَذَ الرّايَةَ عُمَرُ وَ خَرَجَ مَعَ السّرِيّةِ فَاتّصَلَ بِهِم خَبَرُهُم فَتَحَرّزُوا وَ لَم يَصِلِ المُسلِمُونَ إِلَيهِم فَأَخَذَ الرّايَةَ عَمرُو بنُ العَاصِ فَخَرَجَ فِي السّرِيّةِ فَانهَزَمُوا فَأَخَذَ الرّايَةَ لعِلَيِ‌ّ وَ ضَمّ إِلَيهِ أَبَا بَكرٍ وَ عُمَرَ وَ عَمرَو بنَ العَاصِ وَ مَن كَانَ مَعَهُ فِي تِلكَ السّرِيّةِ وَ كَانَ المُشرِكُونَ قَد أَقَامُوا رُقَبَاءَ عَلَي جِبَالِهِم يَنظُرُونَ إِلَي كُلّ عَسكَرٍ يَخرُجُ إِلَيهِم مِنَ المَدِينَةِ عَلَي الجَادّةِ فَيَأخُذُونَ حِذرَهُم وَ استِعدَادَهُم فَلَمّا خَرَجَ عَلِيّ ع تَرَكَ الجَادّةَ وَ أَخَذَ بِالسّرِيّةِ فِي الأَودِيَةِ بَينَ الجِبَالِ فَلَمّا رَأَي عَمرُو بنُ العَاصِ وَ قَد فَعَلَ عَلِيّ ذَلِكَ عَلِمَ أَنّهُ سَيَظفَرُ بِهِم فَحَسَدَهُ فَقَالَ لأِبَيِ‌ بَكرٍ وَ عُمَرَ وَ وُجُوهِ السّرِيّةِ إِنّ عَلِيّاً رَجُلٌ غِرّ لَا خِبرَةَ لَهُ بِهَذِهِ المَسَالِكِ وَ نَحنُ أَعرَفُ بِهَا مِنهُ وَ هَذَا الطّرِيقُ ألّذِي تَوَجّهَ فِيهِ كَثِيرُ السّبَاعِ وَ سَيَلقَي النّاسُ مِن مَعَرّتِهَا أَشَدّ مَا يُحَاذِرُونَهُ مِنَ العَدُوّ فَسَأَلُوهُ أَن يَرجِعَ عَنهُ إِلَي الجَادّةِ فَعَرّفُوا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع ذَلِكَ قَالَ مَن كَانَ طَائِعاً لِلّهِ وَ لِرَسُولِهِ مِنكُم فلَيتَبّعِنيِ‌ وَ مَن أَرَادَ الخِلَافَ عَلَي اللّهِ وَ رَسُولِهِ فَليَنصَرِف عنَيّ‌ فَسَكَتُوا وَ سَارُوا مَعَهُ فَكَانَ يَسِيرُ بِهِم


صفحه : 77

بَينَ الجِبَالِ فِي اللّيلِ وَ يَكمُنُ فِي الأَودِيَةِ بِالنّهَارِ وَ صَارَتِ السّبَاعُ التّيِ‌ فِيهَا كَالسّنَانِيرِ إِلَي أَن كَبَسَ المُشرِكِينَ وَ هُم غَارّونَ آمِنُونَ وَقتَ الصّبحِ فَظَفِرَ بِالرّجَالِ وَ الذرّاَريِ‌ّ وَ الأَموَالِ فَحَازَ ذَلِكَ كُلّهُ وَ شَدّ الرّجَالَ فِي الحِبَالِ كَالسّلَاسِلِ فَلِذَلِكَ سُمّيَت غَزَاةَ ذَاتِ السّلَاسِلِ فَلَمّا كَانَتِ الصّبِيحَةُ التّيِ‌ أَغَارَ فِيهَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع عَلَي العَدُوّ وَ مِنَ المَدِينَةِ إِلَي هُنَاكَ خَمسُ مَرَاحِلَ خَرَجَ النّبِيّص فَصَلّي بِالنّاسِ الفَجرَ وَ قَرَأَوَ العادِياتِ فِي الرّكعَةِ الأُولَي وَ قَالَ هَذِهِ سُورَةٌ أَنزَلَهَا اللّهُ عَلَيّ فِي هَذَا الوَقتِ يخُبرِنُيِ‌ فِيهَا بِإِغَارَةِ عَلِيّ عَلَي العَدُوّ وَ جَعَلَ حَسَدَهُ لعِلَيِ‌ّ حَسَداً لَهُ فَقَالَإِنّ الإِنسانَ لِرَبّهِ لَكَنُودٌ وَ الكَنُودُ الحَسُودُ وَ هُوَ عَمرُو بنُ العَاصِ هَاهُنَا إِذ هُوَ كَانَ يُحِبّ الخَيرَ وَ هُوَ الحَيَاةُ حِينَ أَظهَرَ الخَوفَ مِنَ السّبَاعِ ثُمّ هَدّدَهُ اللّهُ

5-شا،[الإرشاد] ثم كان غزاة السلسلة و ذلك أن أعرابيا جاء عند النبي ص فجثا بين يديه و قال له جئتك لأنصح لك قال و مانصيحتك قال قوم من العرب قداجتمعوا بوادي‌ الرمل وعملوا علي أن يبيتوك بالمدينة ووصفهم له فأمر النبي ص أن ينادي‌ بالصلاة جامعة فاجتمع المسلمون وصعد المنبر فحمد الله وأثني عليه ثم قال أيها الناس إن هذاعدو الله وعدوكم قدعمل علي أن يبيتكم فمن له فقام جماعة من أهل الصفة فقالوا نحن نخرج إليهم فول علينا من شئت فأقرع بينهم فخرجت القرعة علي ثمانين رجلا منهم و من غيرهم فاستدعي أبابكر فقال له خذ اللواء وامض إلي بني‌ سليم فإنهم قريب من الحرة فمضي


صفحه : 78

ومعه القوم حتي قارب أرضهم وكانت كثيرة الحجارة والشجر وهم ببطن الوادي‌ والمنحدر إليه صعب فلما صار أبوبكر إلي الوادي‌ وأراد الانحدار خرجوا إليه فهزموه وقتلوا من المسلمين جمعا كثيرا فانهزم أبوبكر من القوم فلما ورد علي النبي ص عقد لعمر بن الخطاب وبعثه إليهم فكمنوا له تحت الحجارة والشجر فلما ذهب ليهبط خرجوا إليه فهزموه فساء رسول الله ص ذلك فقال له عمرو بن العاص ابعثني‌ يا رسول الله إليهم فإن الحرب خدعة فلعلي‌ أخدعهم فأنفذه مع جماعة ووصاه فلما صار إلي الوادي‌ خرجوا إليه فهزموه وقتلوا من أصحابه جماعة ومكث رسول الله ص أياما يدعو عليهم ثم دعا أمير المؤمنين ع فعقد له ثم قال أرسلته كرارا غيرفرار ثم رفع يديه إلي السماء و قال أللهم إن كنت تعلم أني‌ رسولك فاحفظني‌ فيه وافعل به وافعل فدعا له ماشاء الله وخرج علي بن أبي طالب ع وخرج رسول الله ص لتشييعه وبلغ معه إلي مسجد الأحزاب و علي علي فرس أشقر مهلوب عليه بردان يمانيان و في يده قناة خطية فشيعه رسول الله ص ودعا له وأنفذ معه فيمن أنفذ أبابكر وعمر وعمرو بن العاص فسار بهم ع نحو العراق متنكبا للطريق حتي ظنوا أنه يريد بهم غير ذلك الوجه ثم انحدر بهم علي محجة غامضة فسار بهم حتي استقبل الوادي‌ من فمه و كان يسير الليل ويكمن النهار فلما قرب من الوادي‌ أمر أصحابه أن يعكموا الخيل ووقفهم مكانا و قال لاتبرحوا وانتبذ أمامهم فأقام ناحية منهم فلما رأي عمرو بن العاص ماصنع لم يشك أن الفتح يكون له فقال لأبي‌ بكر أناأعلم بهذه البلاد من علي و فيها ما هوأشد علينا من بني‌ سليم وهي‌ الضباع والذئاب فإن خرجت علينا خفت أن تقطعنا فكلمه يخل عنا نعلو الوادي‌ قال فانطلق أبوبكر فكلمه فأطال فلم يجبه أمير المؤمنين ع


صفحه : 79

حرفا واحدا فرجع إليهم فقال لا و الله ماأجابني‌ حرفا واحدا فقال عمرو بن العاص لعمر بن الخطاب أنت أقوي عليه فانطلق عمر فخاطبه فصنع به مثل ماصنع بأبي‌ بكر فرجع إليهم فأخبرهم أنه لم يجبه فقال عمرو بن العاص إنه لاينبغي‌ لنا أن نضيع أنفسنا انطلقوا بنا نعلو الوادي‌ فقال له المسلمون و الله مانفعل أمرنا رسول الله أن نسمع لعلي‌ ونطيع فنترك أمره ونطيع لك ونسمع فلم يزالوا كذلك حتي أحس أمير المؤمنين ع بالفجر فكبس القوم وهم غارون فأمكنه الله تعالي منهم فنزلت علي النبي ص وَ العادِياتِ ضَبحاً إلي آخرهافَبَشّرَ النّبِيّص أَصحَابَهُ بِالفَتحِ وَ أَمَرَهُم أَن يَستَقبِلُوا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع فَاستَقبَلُوهُ وَ النّبِيّص يَقدُمُهُم فَقَامُوا لَهُ صَفّينِ فَلَمّا بَصُرَ باِلنبّيِ‌ّص تَرَجّلَ عَن فَرَسِهِ فَقَالَ لَهُ النّبِيّص اركَب فَإِنّ اللّهَ وَ رَسُولَهُ عَنكَ رَاضِيَانِ فَبَكَي أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فَرَحاً فَقَالَ لَهُ النّبِيّص يَا عَلِيّ لَو لَا أنَنّيِ‌ أُشفِقُ أَن تَقُولَ فِيكَ طَوَائِفُ مِن أمُتّيِ‌ مَا قَالَتِ النّصَارَي فِي المَسِيحِ عِيسَي ابنِ مَريَمَ لَقُلتُ فِيكَ اليَومَ مَقَالًا لَا تَمُرّ بِمَلَإٍ مِنَ النّاسِ إِلّا أَخَذُوا التّرَابَ مِن تَحتِ قَدَمَيكَ

. و كان الفتح في هذه الغزاة لأمير المؤمنين ع خاصة بعد أن كان لغيره فيها من الإفساد ما كان واختص ع من مديح النبي ص فيهابفضائل لم يحصل منها شيءلغيره وبان له من المنقبة فيها ما لم يشركه فيه سواه .بيان المهلبة ماغلظ من شعر الذنب وهلبت الفرس نتفت هلبه فهو مهلوب ذكره الجوهري‌ و قال الخط موضع باليمامة تنسب إليه الرماح الخطية لأنها تحمل من بلاد الهند فتقوم به ويقال عكمت المتاع أي شددته والمراد هنا شد أفواه الدواب لترك صهيلها قوله فكبس القوم أي هجم عليهم


صفحه : 80

6-أقول ذكر المفيد رحمه الله هذه الغزوة علي هذاالوجه بعدغزوة تبوك وذكرها علي وجه آخر علي ما في بعض النسخ القديمة بعدغزوة بني‌ قريظة وقبل غزوة بني‌ المصطلق قال و قد كان من أمير المؤمنين ع في غزوة وادي‌ الرمل ويقال إنها كانت تسمي بغزوة السلسلة ماحفظه العلماء ودونه الفقهاء ونقله أصحاب الآثار ورواه نقلة الأخبار مما ينضاف إلي مناقبه ع في الغزوات ويماثل فضائله في الجهاد و ماتوحد به في معناه من كافة العباد و ذلك أن أصحاب السير ذكروا أن النبي ص كان ذات يوم جالسا إذ جاء أعرابي‌ فجثا بين يديه ثم قال إني‌ جئت لأنصحك قال و مانصيحتك قال قوم من العرب قدعملوا علي أن يبيتوك بالمدينة ووصفهم له قال فأمر أمير المؤمنين ع أن ينادي‌ بالصلاة جامعة فاجتمع المسلمون فصعد المنبر فحمد الله وأثني عليه ثم قال أيها الناس إن هذاعدو الله وعدوكم قدأقبل عليكم يزعم أنه يبيتكم بالمدينة فمن للوادي‌ فقام رجل من المهاجرين فقال أنا له يا رسول الله فناوله اللواء وضم إليه سبعمائة رجل و قال له امض علي اسم الله فمضي فوافي القوم ضحوة فقالوا له من الرجل قالوا رسول لرسول الله ص إما أن تقولوا لاإله إلا الله وحده لاشريك له و أن محمدا عبده ورسوله أولأضربنكم بالسيف قالوا له ارجع إلي صاحبك فإنا في جمع لاتقوم له فرجع الرجل فأخبر رسول الله ص بذلك فقال النبي ص من للوادي‌ فقام رجل من المهاجرين فقال أنا له يا رسول الله قال فدفع إليه الراية ومضي ثم عاد بمثل ماعاد به صاحبه الأول فقال رسول الله ص أين علي بن أبي طالب فقام أمير المؤمنين ع فقال أناذا يا رسول الله قال


صفحه : 81

امض إلي الوادي‌ قال نعم وكانت له عصابة لايتعصب بها حتي يبعثه النبي ص في وجه شديد فمضي إلي منزل فاطمة ع فالتمس العصابة منها فقالت أين تريد وأين بعثك أبي قال إلي وادي‌ الرمل فبكت إشفاقا عليه فدخل النبي ص وهي‌ علي تلك الحال فقال لها ما لك تبكين أتخافين أن يقتل بعلك كلا إن شاء الله فقال له علي ع لاتنفس علي بالجنة يا رسول الله ثم خرج ومعه لواء النبي ص فمضي حتي وافي القوم بسحر فأقام حتي أصبح ثم صلي بأصحابه الغداة وصفهم صفوفا واتكأ علي سيفه مقبلا علي العدو فقال لهم ياهؤلاء أنا رسول رسول الله إليكم أن تقولوا لاإله إلا الله و أن محمدا عبده ورسوله و إلاأضربنكم بالسيف قالوا ارجع كمارجع صاحباك قال أناأرجع لا و الله حتي تسلموا أوأضربكم بسيفي‌ هذا أنا علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب فاضطرب القوم لماعرفوه ثم اجترءوا علي مواقعته فواقعهم ع فقتل منهم ستة أوسبعة وانهزم المشركون وظفر المسلمون وحازوا الغنائم وتوجه إلي النبي ص .فرَوُيِ‌َ عَن أُمّ سَلَمَةَ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهَا قَالَت كَانَ نبَيِ‌ّ اللّهِص قَائِلًا فِي بيَتيِ‌ إِذَا انتَبَهَ فَزِعاً مِن مَنَامِهِ فَقُلتُ لَهُ اللّهُ جَارُكَ قَالَ صَدَقتِ اللّهُ جاَريِ‌ لَكِن هَذَا جَبرَئِيلُ ع يخُبرِنُيِ‌ أَنّ عَلِيّاً ع قَادِمٌ ثُمّ خَرَجَ إِلَي النّاسِ فَأَمَرَهُم أَن يَستَقبِلُوا عَلِيّاً ع فَقَامَ المُسلِمُونَ لَهُ صَفّينِ مَعَ رَسُولِ اللّهِص فَلَمّا بَصُرَ باِلنبّيِ‌ّص تَرَجّلَ عَن فَرَسِهِ وَ أَهوَي إِلَي قَدَمَيهِ يُقَبّلُهُمَا فَقَالَ لَهُص اركَب فَإِنّ اللّهَ تَعَالَي وَ رَسُولَهُ عَنكَ رَاضِيَانِ فَبَكَي أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فَرَحاً وَ انصَرَفَ إِلَي مَنزِلِهِ وَ تَسَلّمَ المُسلِمُونَ الغَنَائِمَ فَقَالَ النّبِيّص لِبَعضِ مَن كَانَ مَعَهُ فِي الجَيشِ كَيفَ رَأَيتُم أَمِيرَكُم قَالُوا لَم نُنكِر مِنهُ شَيئاً إِلّا أَنّهُ لَم يَؤُمّ بِنَا فِي صَلَاةٍ إِلّا قَرَأَ


صفحه : 82

فِيهَا بِقُل هُوَ اللّهُ فَقَالَ النّبِيّص أَسأَلُهُ عَن ذَلِكَ فَلَمّا جَاءَهُ قَالَ لَهُ لِمَ لَم تَقرَأ بِهِم فِي فَرَائِضِكَ إِلّا بِسُورَةِ الإِخلَاصِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ أَحبَبتُهَا قَالَ لَهُ النّبِيّص فَإِنّ اللّهَ قَد أَحَبّكَ كَمَا أَحبَبتَهَا ثُمّ قَالَ لَهُ يَا عَلِيّ لَو لَا أنَيّ‌ أُشفِقُ أَن تَقُولَ فِيكَ طَوَائِفُ مَا قَالَتِ النّصَارَي فِي عِيسَي ابنِ مَريَمَ لَقُلتُ فِيكَ اليَومَ مَقَالًا لَا تَمُرّ بِمَلَإٍ مِنهُم إِلّا أَخَذُوا التّرَابَ مِن تَحتِ قَدَمَيكَ

. و قدذكر كثير من أصحاب السير أن في هذه الغزاة نزل علي النبي ص وَ العادِياتِ ضَبحاً إلي آخرها فتضمنت ذكر الحال فيما فعله أمير المؤمنين ع فيها.أقول ذكر في إعلام الوري تلك القصة علي هذاالوجه مع اختصار

7-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ]فُرَاتُ بنُ اِبرَاهِيمَ مُعَنعَناً عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَدَعَا النّبِيّص أَبَا بَكرٍ إِلَي غَزوَةِ ذَاتِ السّلَاسِلِ فَأَعطَاهُ الرّايَةَ فَرَدّهَا ثُمّ دَعَا عُمَرَ فَأَعطَاهُ الرّايَةَ فَرَدّهَا ثُمّ دَعَا خَالِدَ بنَ الوَلِيدِ فَأَعطَاهُ الرّايَةَ فَرَجَعَ فَدَعَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع فَأَمكَنَهُ مِنَ الرّايَةِ فَسَيّرَهُم مَعَهُ وَ أَمَرَهُم أَن يَسمَعُوا لَهُ وَ يُطِيعُوهُ قَالَ فَانطَلَقَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع بِالعَسكَرِ وَ هُم مَعَهُ حَتّي انتَهَي إِلَي القَومِ فَلَم يَكُن بَينَهُ وَ بَينَهُم إِلّا جَبَلٌ قَالَ فَأَمَرَهُم أَن يَنزِلُوا فِي أَسفَلِ الجَبَلِ فَقَالَ لَهُمُ اركَبُوا دَوَابّكُم فَقَالَ خَالِدُ بنُ الوَلِيدِ يَا أَبَا بَكرٍ وَ أَنتَ يَا عُمَرُ مَا تَرَونَ إِلَي هَذَا الغُلَامِ أَينَ أَنزَلَنَا فِي وَادٍ كَثِيرِ الحَيّاتِ كَثِيرِ الهَامّ كَثِيرِ السّبَاعِ نَحنُ مِنهُ عَلَي إِحدَي ثَلَاثِ خِصَالٍ إِمّا سَبُعٌ يَأكُلُنَا وَ يَأكُلُ دَوَابّنَا وَ إِمّا حَيّاتٌ تَعقِرُنَا وَ تَعقِرُ دَوَابّنَا وَ إِمّا يَعلَمُ بِنَا عَدُوّنَا فَيَقتُلُنَا قُومُوا بِنَا إِلَيهِ قَالَ فَجَاءُوا إِلَي عَلِيّ ع وَ قَالُوا يَا عَلِيّ أَنزَلتَنَا فِي وَادٍ كَثِيرِ السّبَاعِ كَثِيرِ الهَامّ


صفحه : 83

كَثِيرِ الحَيّاتِ نَحنُ مِنهُ عَلَي إِحدَي ثَلَاثِ خِصَالٍ إِمّا سَبُعٍ يَأكُلُنَا وَ يَأكُلُ دَوَابّنَا أَو حَيّاتٍ تَعقِرُنَا وَ تَعقِرُ دَوَابّنَا أَو يَعلَمُ بِنَا عَدُوّنَا فَيُبَيّتُنَا فَيَقتُلُنَا قَالَ فَقَالَ لَهُم عَلِيّ ع أَ لَيسَ قَد أَمَرَكُم رَسُولُ اللّهِص أَن تَسمَعُوا لِي وَ تُطِيعُوا قَالُوا بَلَي قَالَ فَانزِلُوا فَرَجَعُوا قَالَ فَأَبَوا أَن يَنقَادُوا وَ استَفَزّهُم خَالِدٌ ثَانِيَةً فَقَالُوا لَهُ ذَلِكَ الكَلَامَ فَقَالَ لَهُم أَ لَيسَ قَد أَمَرَكُم رَسُولُ اللّهِص أَن تَسمَعُوا لِي وَ تُطِيعُوا قَالُوا بَلَي قَالَ فَانزِلُوا بَارَكَ اللّهُ فِيكُم لَيسَ عَلَيكُم بَأسٌ قَالَ فَنَزَلُوا وَ هُم مَرعُوبُونَ قَالَ وَ مَا زَالَ عَلِيّ لَيلَتَهُ قَائِماً يصُلَيّ‌ حَتّي إِذَا كَانَ فِي السّحَرِ قَالَ لَهُمُ اركَبُوا بَارَكَ اللّهُ فِيكُم قَالَ فَرَكِبُوا وَ طَلَعَ الجَبَلُ حَتّي إِذَا انحَدَرَ عَلَي القَومِ فَأَشرَفَ عَلَيهِم قَالَ لَهُمُ انزِعُوا عَكمَةَ دَوَابّكُم قَالَ فَشَمّتِ الخَيلُ رِيحَ الإِنَاثِ فَصَهَلَت فَسَمِعَ القَومُ صَهِيلَ خَيلِهِم فَوَلّوا هَارِبِينَ قَالَ فَقَتَلَ مُقَاتِلِيهِم وَ سَبَي ذَرَارِيّهُم قَالَ فَهَبَطَ جَبرَئِيلُ ع عَلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ يَا مُحَمّدُوَ العادِياتِ ضَبحاً فَالمُورِياتِ قَدحاً فَالمُغِيراتِ صُبحاً فَأَثَرنَ بِهِ نَقعاً فَوَسَطنَ بِهِ جَمعاً قَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص يُخَالِطُ القَومَ وَ رَبّ الكَعبَةِ قَالَ وَ جَاءَتِ البِشَارَةُ

8-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] الحُسَينُ بنُ سَعِيدٍ وَ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ الفزَاَريِ‌ّ مُعَنعَناً عَن أَبِي ذَرّ الغفِاَريِ‌ّ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ وَ غَيرِهِ أَنّ النّبِيّص قَد أَقرَعَ بَينَ أَهلِ الصّفّةِ فَبَعَثَ مِنهُم ثَمَانِينَ رَجُلًا وَ مِن غَيرِهِم إِلَي بنَيِ‌ سُلَيمٍ وَ وَلّي عَلَيهِم وَ انهَزَمُوا مَرّةً بَعدَ مَرّةٍ فَلَبِثَ بِذَلِكَ أَيّاماً يَدعُو عَلَيهِم قَالَ ثُمّ دَعَا بِلَالًا فَقَالَ لَهُ ايتنِيِ‌ ببِرُديِ‌َ النجّراَنيِ‌ّ وَ


صفحه : 84

قنَاَتيِ‌َ الخَطّيّةِ فَأَتَاهُ بِهِمَا فَدَعَا عَلِيّاً وَ بَعَثَهُ فِي جَيشٍ إِلَيهِم وَ قَالَ لَقَد وَجّهتُهُ كَرّاراً غَيرَ فَرّارٍ قَالَ فَسَرّحَ عَلِيّاً قَالَ وَ خَرَجَ مَعَهُ النّبِيّص يُشَيّعُهُ فكَأَنَيّ‌ أَنظُرُ إِلَيهِم عِندَ مَسجِدِ الأَحزَابِ وَ عَلِيّ عَلَي فَرَسٍ أَشقَرَ وَ هُوَ يُوصِيهِ ثُمّ وَدّعَهُ النّبِيّص وَ انصَرَفَ قَالَ وَ سَارَ عَلِيّ فِيمَن مَعَهُ مُتَوَجّهاً نَحوَ العِرَاقِ وَ ظَنّوا أَنّهُ يُرِيدُ بِهِم غَيرَ ذَلِكَ الوَجهِ حَتّي أَتَي فَمَ الواَديِ‌ ثُمّ جَعَلَ يَسِيرُ اللّيلَ وَ يَكمُنُ النّهَارَ فَلَمّا دَنَا مِنَ القَومِ أَمَرَ أَصحَابَهُ فَعَكَمُوا الخَيلَ وَ أَوقَفَهُم وَ قَالَ لَا تَبرَحُوا وَ انتَبَذَ أَمَامَهُم فَرَامَ بَعضُ أَصحَابِهِ الخِلَافَ وَ أَبَي بَعضٌ حَتّي إِذَا طَلَعَ الفَجرُ أَغَارَ عَلَيهِم عَلِيّ فَمَنَحَهُ اللّهُ أَكتَافَهُم وَ أَظهَرَهُ عَلَيهِم فَأَنزَلَ اللّهُ عَلَي نَبِيّهِ مُحَمّدٍص الآيَةَوَ العادِياتِ ضَبحاًفَخَرَجَ النّبِيّص لِصَلَاةِ الفَجرِ وَ هُوَ يَقُولُ صَبّحَ[ضَبَحَ] وَ اللّهِ جَمعَ القَومِ ثُمّ صَلّي بِالمُسلِمِينَ فَقَرَأَوَ العادِياتِ ضَبحاً قَالَ فَقَتَلَ مِنهُم مِائَةً وَ عِشرِينَ رَجُلًا وَ كَانَ رَئِيسُ القَومِ الحَارِثَ بنَ بِشرٍ وَ سَبَي مِنهُ مِائَةً وَ عِشرِينَ نَاهِداً

بيان الناهد الجارية أول مايرتفع ثديها

9-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] عَلِيّ بنُ مُحَمّدِ بنِ عُمَرَ الزهّريِ‌ّ مُعَنعَناً عَن سَلمَانَ الفاَرسِيِ‌ّ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ قَالَبَينَمَا أَجمَعُ مَا كُنّا حَولَ النّبِيّص مَا خَلَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع إِذ أَقبَلَ أعَراَبيِ‌ّ بدَوَيِ‌ّ فَتَخَطّي صُفُوفَ المُهَاجِرِينَ وَ


صفحه : 85

الأَنصَارِ حَتّي جَثَا بَينَ يدَيَ‌ رَسُولِ اللّهِص وَ هُوَ يَقُولُ السّلَامُ عَلَيكَ يَا رَسُولَ اللّهِ فِدَاكَ أَبِي وَ أمُيّ‌ يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ النّبِيّص عَلَيكَ السّلَامُ مَن أَنتَ يَا أعَراَبيِ‌ّ قَالَ رَجُلٌ مِن بنَيِ‌ لُجَيمٍ يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ النّبِيّص مَا وَرَاكَ بِمَا جَاءَ لُجَيمٌ قَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ خَلّفتُ خَثعَمَ وَ قَد تَهَيّئُوا وَ عَبّئُوا كَتَائِبَهُم وَ خَلّفتُ الرّايَاتِ تَخفِقُ فَوقَ رُءُوسِهِم يَقدُمُهُمُ الحَارِثُ بنُ مَكِيدَةَ الخثَعمَيِ‌ّ فِي خَمسِمِائَةٍ مِن رِجَالِ خَثعَمَ يَتَأَلّونَ بِاللّاتِ وَ العُزّي أَن لَا يَرجِعُوا حَتّي يَرِدُوا المَدِينَةَ فَيَقتُلُوكَ وَ مَن مَعَكَ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ فَدَمَعَت عَينَا النّبِيّص حَتّي أَبكَي جَمِيعَ أَصحَابِهِ ثُمّ قَالَ يَا مَعشَرَ النّاسِ سَمِعتُم مَقَالَةَ الأعَراَبيِ‌ّ قَالُوا كُلّ قَد سَمِعنَا يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ فَمَن مِنكُم يَخرُجُ إِلَي هَؤُلَاءِ القَومِ قَبلَ أَن يَطَئُونَا فِي دِيَارِنَا وَ حَرِيمِنَا لَعَلّ اللّهَ يَفتَحُ عَلَي يَدَيهِ وَ أَضمَنُ لَهُ عَلَي اللّهِ الجَنّةَ قَالَ فَوَ اللّهِ مَا قَالَ أَحَدٌ أَنَا يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ فَقَامَ النّبِيّص عَلَي قَدَمَيهِ وَ هُوَ يَقُولُ مَعَاشِرَ أصَحاَبيِ‌ هَل سَمِعتُم مَقَالَةَ الأعَراَبيِ‌ّ قَالُوا كُلّ قَد سَمِعنَا يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ فَمَن مِنكُم يَخرُجُ إِلَيهِم قَبلَ أَن يَطَئُونَا فِي دِيَارِنَا وَ حَرِيمِنَا لَعَلّ اللّهَ أَن يَفتَحَ عَلَي يَدَيهِ وَ أَضمَنُ لَهُ عَلَي اللّهِ اثنيَ‌ عَشَرَ قَصراً فِي الجَنّةِ قَالَ فَوَ اللّهِ مَا قَالَ أَحَدٌ أَنَا يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ فَبَينَمَا النّبِيّص وَاقِفٌ إِذ أَقبَلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع فَلَمّا نَظَرَ إِلَي النّبِيّص وَاقِفاً وَ دُمُوعُهُ تَنحَدِرُ كَأَنّهَا جُمَانٌ انقَطَعَ سِلكُهُ عَلَي خَدّيهِ لَم يَتَمَالَك أَن رَمَي بِنَفسِهِ عَن بَعِيرِهِ إِلَي الأَرضِ ثُمّ أَقبَلَ يَسعَي نَحوَ النّبِيّص يَمسَحُ بِرِدَائِهِ الدّمُوعَ عَن وَجهِ رَسُولِ اللّهِص وَ هُوَ يَقُولُ مَا ألّذِي أَبكَاكَ لَا أَبكَي اللّهُ عَينَيكَ يَا حَبِيبَ اللّهِ هَل نَزَلَ فِي أُمّتِكَ شَيءٌ مِنَ السّمَاءِ قَالَ يَا عَلِيّ مَا نَزَلَ فِيهِم إِلّا خَيرٌ وَ لَكِن هَذَا الأعَراَبيِ‌ّ حدَثّنَيِ‌ عَن رِجَالِ خَثعَمَ بِأَنّهُم قَد عَبّئُوا كَتَائِبَهُم وَ خَفَقَتِ الرّايَاتُ فَوقَ رُءُوسِهِم يُكَذّبُونَ


صفحه : 86

قوَليِ‌ وَ يَزعُمُونَ أَنّهُم لَا يَعرِفُونَ ربَيّ‌ يَقدُمُهُمُ الحَارِثُ بنُ مَكِيدَةَ الخثَعمَيِ‌ّ فِي خَمسِمِائَةٍ مِن رِجَالِ خَثعَمَ يَتَأَلّونَ بِاللّاتِ وَ العُزّي لَا يَرجِعُونَ حَتّي يَرِدُوا المَدِينَةَ فيَقَتلُوُنيِ‌ وَ مَن معَيِ‌ وَ إنِيّ‌ قُلتُ لأِصَحاَبيِ‌ مَن مِنكُم يَخرُجُ إِلَي هَؤُلَاءِ القَومِ مِن قَبلِ أَن يَطَئُونَا فِي دِيَارِنَا وَ حَرِيمِنَا لَعَلّ اللّهَ أَن يَفتَحَ عَلَي يَدَيهِ وَ أَضمَنُ لَهُ عَلَي اللّهِ اثنيَ‌ عَشَرَ قَصراً فِي الجَنّةِ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع فِدَاكَ أَبِي وَ أمُيّ‌ يَا رَسُولَ اللّهِ صِف لِي هَذِهِ القُصُورَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا عَلِيّ بِنَاءُ هَذِهِ القُصُورِ لَبِنَةٌ مِن ذَهَبٍ وَ لَبِنَةٌ مِن فِضّةٍ مِلَاطُهَا المِسكُ الأَذفَرُ وَ العَنبَرُ حَصبَاؤُهَا الدّرّ وَ اليَاقُوتُ تُرَابُهَا الزّعفَرَانُ كُثُبُهَا الكَافُورُ فِي صَحنِ كُلّ قَصرٍ مِن هَذِهِ القُصُورِ أَربَعَةُ أَنهَارٍ نَهَرٌ مِن عَسَلٍ وَ نَهَرٌ مِن خَمرٍ وَ نَهَرٌ مِن لَبَنٍ وَ نَهَرٌ مِن مَاءٍ مَحفُوفٍ بِالأَشجَارِ وَ المَرجَانِ عَلَي حاَفتَيَ‌ كُلّ نَهَرٍ مِن هَذِهِ الأَنهَارِ خَيمَةٌ مِن دُرّةٍ بَيضَاءَ لَا قَطعَ فِيهَا وَ لَا فَصلَ قَالَ لَهَا كوُنيِ‌ فَكَانَت يُرَي بَاطِنُهَا مِن ظَاهِرِهَا وَ ظَاهِرُهَا مِن بَاطِنِهَا فِي كُلّ خَيمَةٍ سَرِيرٌ مُفَصّصٌ بِاليَاقُوتِ الأَحمَرِ قَوَائِمُهَا مِنَ الزّبَرجَدِ الأَخضَرِ عَلَي كُلّ سَرِيرٍ حَورَاءُ مِنَ الحُورِ العِينِ عَلَي كُلّ حَورَاءَ سَبعُونَ حُلّةً خَضرَاءَ وَ سَبعُونَ حُلّةً صَفرَاءَ وَ يُرَي مُخّ سَاقِهَا خَلفَ عَظمِهَا وَ جِلدِهَا وَ حُلِيّهَا وَ حُلَلِهَا كَمَا تُرَي الخَمرَةُ الصّافِيَةُ فِي الزّجَاجَةِ البَيضَاءِ مُكَلّلَةً بِالجَوَاهِرِ لِكُلّ حَورَاءَ سَبعُونَ ذُؤَابَةً كُلّ ذُؤَابَةٍ بِيَدِ وَصِيفٍ وَ بِيَدِ كُلّ وَصِيفٍ مِجمَرٌ يُبَخّرُ تِلكَ الذّؤَابَةَ يَفُوحُ مِن ذَلِكَ المِجمَرِ بُخَارٌ لَا يَفُوحُ بِنَارٍ وَ لَكِن بِقُدرَةِ الجَبّارِ قَالَ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع فِدَاكَ أمُيّ‌ وَ أَبِي يَا رَسُولَ اللّهِ أَنَا لَهُم فَقَالَ النّبِيّص يَا عَلِيّ هَذَا لَكَ وَ أَنتَ لَهُ انجُد إِلَي القَومِ فَجَهّزَهُ رَسُولُ اللّهِص فِي


صفحه : 87

خَمسِينَ وَ مِائَةِ رَجُلٍ مِنَ الأَنصَارِ وَ المُهَاجِرِينَ فَقَامَ ابنُ عَبّاسٍ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ وَ قَالَ فِدَاكَ أَبِي وَ أمُيّ‌ يَا رَسُولَ اللّهِ تُجَهّزُ ابنَ عمَيّ‌ فِي خَمسِينَ وَ مِائَةِ رَجُلٍ مِنَ العَرَبِ إِلَي خَمسِمِائَةِ رَجُلٍ وَ فِيهِمُ الحَارِثُ بنُ مَكِيدَةَ يُعَدّ بِخَمسِمِائَةِ فَارِسٍ فَقَالَ النّبِيّص أَمِط عنَيّ‌ يَا ابنَ عَبّاسٍ فَوَ ألّذِي بعَثَنَيِ‌ بِالحَقّ لَو كَانُوا عَلَي عَدَدِ الثّرَي وَ عَلِيّ وَحدَهُ لَأَعطَي اللّهُ عَلَيهِمُ النّصرَ حَتّي يَأتِيَنَا بِسَبيِهِم أَجمَعِينَ فَجَهّزَهُ النّبِيّص وَ هُوَ يَقُولُ اذهَب يَا حبَيِبيِ‌ حِفظُ اللّهِ مِن تَحتِكَ وَ مِن فَوقِكَ وَ عَن يَمِينِكَ وَ عَن شِمَالِكَ اللّهُ خلَيِفتَيِ‌ عَلَيكَ فَسَارَ عَلِيّ ع بِمَن مَعَهُ حَتّي نَزَلُوا بِوَادٍ خَلفَ المَدِينَةِ بِثَلَاثَةِ أَميَالٍ يُقَالُ لَهُ واَديِ‌ ذيِ‌ خُشُبٍ قَالَ فَوَرَدُوا الواَديِ‌َ لَيلًا فَضَلّوا الطّرِيقَ قَالَ فَرَفَعَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع رَأسَهُ إِلَي السّمَاءِ وَ هُوَ يَقُولُ يَا هاَديِ‌َ كُلّ ضَالّ وَ يَا مُفَرّجَ كُلّ مَغمُومٍ لَا تُقَوّ عَلَينَا ظَالِماً وَ لَا تُظفِر بِنَا عَدُوّنَا وَ اعهدنا[اهدِنَا] إِلَي سَبِيلِ الرّشَادِ قَالَ فَإِذَا الخَيلُ يُقدَحُ بِحَوَافِرِهَا مِنَ الحِجَارَةِ النّارُ حَتّي عَرَفُوا الطّرِيقَ فَسَلَكُوهُ فَأَنزَلَ اللّهُ عَلَي نَبِيّهِ مُحَمّدٍوَ العادِياتِ ضَبحاًيعَنيِ‌ الخَيلَفَالمُورِياتِ قَدحاً قَالَ قَدَحَتِ الخَيلُ بِحَوَافِرِهَا مِنَ الحِجَارَةِ النّارَفَالمُغِيراتِ صُبحاً قَالَ صَبّحَهُم عَلِيّ مَعَ طُلُوعِ الفَجرِ وَ كَانَ لَا يَسبِقُهُ أَحَدٌ إِلَي الأَذَانِ فَلَمّا سَمِعَ المُشرِكُونَ الأَذَانَ قَالَ بَعضُهُم لِبَعضٍ ينَبغَيِ‌ أَن يَكُونَ راَعيِ‌ فِي رُءُوسِ هَذِهِ الجِبَالِ يَذكُرُ اللّهَ فَلَمّا أَن قَالَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِص قَالَ بَعضُهُم لِبَعضٍ ينَبغَيِ‌ أَن يَكُونَ الراّعيِ‌ مِن أَصحَابِ السّاحِرِ الكَذّابِ وَ كَانَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع لَا يُقَاتِلُ حَتّي تَطلُعَ الشّمسُ وَ تَنزِلَ مَلَائِكَةُ النّهَارِ قَالَ فَلَمّا أَن دَخَلَ النّهَارُ التَفَتَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ ع إِلَي صَاحِبِ رَايَةِ النّبِيّص فَقَالَ لَهُ ارفَعهَا فَلَمّا أَن رَفَعَهَا وَ رَآهَا المُشرِكُونَ عَرَفُوهَا وَ قَالَ


صفحه : 88

بَعضُهُم لِبَعضٍ هَذَا عَدُوّكُمُ ألّذِي جِئتُم تَطلُبُونَهُ هَذَا مُحَمّدٌ وَ أَصحَابُهُ قَالَ فَخَرَجَ غُلَامٌ مِنَ المُشرِكِينَ مِن أَشَدّهِم بَأساً وَ أَكفَرِهِم كُفراً فَنَادَي أَصحَابَ النّبِيّ يَا أَصحَابَ السّاحِرِ الكَذّابِ أَيّكُم مُحَمّدٌ فَليَبرُز إلِيَ‌ّ فَخَرَجَ إِلَيهِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع وَ هُوَ يَقُولُ ثَكَلَتكَ أُمّكَ أَنتَ السّاحِرُ الكَذّابُ مُحَمّدٌ جَاءَ بِالحَقّ مِن عِندِ الحَقّ قَالَ لَهُ مَن أَنتَ قَالَ أَنَا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ أَخُو رَسُولِ اللّهِ وَ ابنُ عَمّهِ وَ زَوجُ ابنَتِهِ قَالَ لَكَ هَذِهِ المَنزِلَةُ مِن مُحَمّدٍ قَالَ لَهُ عَلِيّ نَعَم قَالَ فَأَنتَ وَ مُحَمّدٌ شَرَعٌ وَاحِدٌ مَا كُنتُ أبُاَليِ‌ لَقِيتُكَ أَو لَقِيتُ مُحَمّداً ثُمّ شَدّ عَلَي عَلِيّ وَ هُوَ يَقُولُ


لَاقَيتَ[BA]لَيثاً] يَا عَلِيّ ضَيغَماً   قرم كريم [BA]قَرماً كَرِيماً] فِي الوَغَي[BA]مُشَرّماً]

لَيثٌ شَدِيدٌ مِن رِجَالِ خَثعَمَا   يَنصُرُ دِيناً مُعلَماً وَ مُحكَماً

فَأَجَابَهُ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع وَ هُوَ يَقُولُ


لَاقَيتَ قِرناً حَدَثاً وَ ضَيغَماً   لَيثاً شَدِيداً فِي الوَغَي غَشَمشَماً

أَنَا عَلِيّ سَأُبِيرُ[BA]سَأُبِيدُ]خَثعَمَا   بِكُلّ خطَيّ‌ّ يرُيِ‌ النّقعَ دَماً

  وَ كُلّ صَارِمٍ يُثبِتُ الضّربَ فَيَنعَمَا[BA] وَ كُلّ صَارِمٍ ضَرُوبٍ قِمَماً]

ثُمّ حَمَلَ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُمَا عَلَي صَاحِبِهِ فَاختَلَفَ بَينَهُمَا ضَربَتَانِ فَضَرَبَهُ عَلِيّ ع ضَربَةً فَقَتَلَهُ وَ عَجّلَ اللّهُ بِرُوحِهِ إِلَي النّارِ ثُمّ نَادَي أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع هَل مِن مُبَارِزٍ فَبَرَزَ أَخٌ لِلمَقتُولِ وَ حَمَلَ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُمَا عَلَي صَاحِبِهِ فَضَرَبَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع ضَربَةً فَقَتَلَهُ وَ عَجّلَ اللّهُ بِرُوحِهِ إِلَي النّارِ ثُمّ نَادَي عَلِيّ ع هَل مِن مُبَارِزٍ فَبَرَزَ لَهُ الحَارِثُ بنُ مَكِيدَةَ وَ كَانَ صَاحِبَ الجَمعِ وَ هُوَ يُعَدّ بِخَمسِمِائَةِ فَارِسٍ وَ هُوَ


صفحه : 89

ألّذِي أَنزَلَ اللّهُ فِيهِإِنّ الإِنسانَ لِرَبّهِ لَكَنُودٌ قَالَ كَفَورٌوَ إِنّهُ عَلي ذلِكَ لَشَهِيدٌ قَالَ شَهِيدٌ عَلَيهِ بِالكُفرِوَ إِنّهُ لِحُبّ الخَيرِ لَشَدِيدٌ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع يعَنيِ‌ بِاتّبَاعِهِ مُحَمّداً فَلَمّا بَرَزَ الحَارِثُ حَمَلَ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُمَا عَلَي صَاحِبِهِ فَضَرَبَهُ عَلِيّ ضَربَةً فَقَتَلَهُ وَ عَجّلَ اللّهُ بِرُوحِهِ إِلَي النّارِ ثُمّ نَادَي عَلِيّ ع هَل مِن مُبَارِزٍ فَبَرَزَ إِلَيهِ ابنُ عَمّهِ يُقَالُ لَهُ عَمرُو بنُ الفَتّاكِ وَ هُوَ يَقُولُ


أَنَا عَمرٌو وَ أَبِي الفَتّاكُ   وَ[BA]بيدي‌]نَصلُ سَيفٍ[BA]بيِدَيِ‌]هَتّاكٌ

  َقطَعُ بِهِ الرّءُوسَ لِمَن أَرَي كَذَاكَ[BA]يَقطَعُ رَأساً لَم يَزَل كَذَاكَ]

فَأَجَابَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ هُوَ يَقُولُ


هاكها[BA]فَهَاكَهَا]مُترَعَةً دِهَاقَا   كَأسٌ دِهَاقٌ مُزِجَت زُعَاقَا

أَبِي امرُؤٌ إِذَا مَا لَاقَا[BA]إنِيّ‌ أَنَا المَرءُ ألّذِي إِن لَاقَا]   أَقُدّ الهام [BA]هَاماً] وَ أَجُدّ سَاقَا

ثُمّ حَمَلَ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُمَا عَلَي صَاحِبِهِ فَضَرَبَهُ عَلِيّ ع ضَربَةً فَقَتَلَهُ وَ عَجّلَ اللّهُ بِرُوحِهِ إِلَي النّارِ ثُمّ نَادَي عَلِيّ ع هَل مِن مُبَارِزٍ فَلَم يَبرُز إِلَيهِ أَحَدٌ فَشَدّ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع عَلَيهِم حَتّي تَوَسّطَ جَمعَهُم فَذَلِكَ قَولُ اللّهِفَوَسَطنَ بِهِ جَمعاً


صفحه : 90

فَقَتَلَ عَلِيّ ع مُقَاتِلِيهِم وَ سَبَي ذَرَارِيّهُم وَ أَخَذَ أَموَالَهُم وَ أَقبَلَ بِسَبيِهِم إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَبَلَغَ ذَلِكَ النّبِيّص فَخَرَجَ وَ جَمِيعَ أَصحَابِهِ حَتّي استَقبَلَ علي [عَلِيّاً] ع عَلَي ثَلَاثَةِ أَميَالٍ مِنَ المَدِينَةِ وَ أَقبَلَ النّبِيّص يَمسَحُ الغُبَارَ عَن وَجهِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع بِرِدَائِهِ وَ يُقَبّلُ بَينَ عَينَيهِ وَ يبَكيِ‌ وَ هُوَ يَقُولُ الحَمدُ لِلّهِ يَا عَلِيّ ألّذِي شَدّ بِكَ أزَريِ‌ وَ قَوّي بِكَ ظهَريِ‌ يَا عَلِيّ إنِنّيِ‌ سَأَلتُ اللّهَ فِيكَ كَمَا سَأَلَ أخَيِ‌ مُوسَي بنُ عِمرَانَ صَلَوَاتُ اللّهِ وَ سَلَامُهُ عَلَيهِ أَن يُشرِكَ هَارُونَ فِي أَمرِهِ وَ قَد سَأَلتُ ربَيّ‌ أَن يَشُدّ بِكَ أزَريِ‌ ثُمّ التَفَتَ إِلَي أَصحَابِهِ وَ هُوَ يَقُولُ مَعَاشِرَ أصَحاَبيِ‌ لَا تلَوُموُنيِ‌ فِي حُبّ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَإِنّمَا حبُيّ‌ عَلِيّاً مِن أَمرِ اللّهِ وَ اللّهُ أمَرَنَيِ‌ أَن أُحِبّ عَلِيّاً وَ أُدنِيهِ يَا عَلِيّ مَن أَحَبّكَ فَقَد أحَبَنّيِ‌ وَ مَن أحَبَنّيِ‌ فَقَد أَحَبّ اللّهَ وَ مَن أَحَبّ اللّهَ أَحَبّهُ اللّهُ وَ حَقِيقٌ عَلَي اللّهِ أَن يُسكِنَ مُحِبّيهِ الجَنّةَ يَا عَلِيّ مَن أَبغَضَكَ فَقَد أبَغضَنَيِ‌ وَ مَن أبَغضَنَيِ‌ فَقَد أَبغَضَ اللّهَ وَ مَن أَبغَضَ اللّهَ أَبغَضَهُ وَ لَعَنَهُ وَ حَقِيقٌ عَلَي اللّهِ أَن يَقِفَهُ يَومَ القِيَامَةِ مَوقِفَ البَغضَاءِ وَ لَا يَقبَلَ مِنهُ صَرفاً وَ لَا عَدلًا

بيان خفقت الراية تخفق بالضم والكسر اضطربت وآلي وتألي أي حلف والجمان بالضم جمع الجمانة وهي‌ حبة تعمل من الفضة كالدرة والملاط بالكسر الطين ألذي يجعل بين سافتي‌ البناء و قال الفيروزآبادي‌ أنجد عرق وأعان وارتفع والدعوة أجابها والنجدة القتال والشجاعة والشدة والضيغم الأسد والقرم بالفتح الفحل والسيد والغشمشم من يركب رأسه فلايثنيه عن مراده شيء.أقول إنما أوردت تلك الغزوة في هذاالموضع تبعا للمؤرخين و قدمر أن المفيد رحمه الله ذكرها في موضعين غير هذا و الله أعلم


صفحه : 91

باب 62-فتح مكة

الآيات الأسري وَ قُل رَبّ أدَخلِنيِ‌ مُدخَلَ صِدقٍ وَ أخَرجِنيِ‌ مُخرَجَ صِدقٍ وَ اجعَل لِي مِن لَدُنكَ سُلطاناً نَصِيراً وَ قُل جاءَ الحَقّ وَ زَهَقَ الباطِلُ إِنّ الباطِلَ كانَ زَهُوقاًالقصص إِنّ ألّذِي فَرَضَ عَلَيكَ القُرآنَ لَرادّكَ إِلي مَعادٍالتنزيل وَ يَقُولُونَ مَتي هذَا الفَتحُ إِن كُنتُم صادِقِينَ قُل يَومَ الفَتحِ لا يَنفَعُ الّذِينَ كَفَرُوا إِيمانُهُم وَ لا هُم يُنظَرُونَ فَأَعرِض عَنهُم وَ انتَظِر إِنّهُم مُنتَظِرُونَالفتح إِنّا فَتَحنا لَكَ فَتحاً مُبِيناً لِيَغفِرَ لَكَ اللّهُ ما تَقَدّمَ مِن ذَنبِكَ وَ ما تَأَخّرَ وَ يُتِمّ نِعمَتَهُ عَلَيكَ وَ يَهدِيَكَ صِراطاً مُستَقِيماً وَ يَنصُرَكَ اللّهُ نَصراً عَزِيزاً هُوَ ألّذِي أَنزَلَ السّكِينَةَ فِي قُلُوبِ المُؤمِنِينَ لِيَزدادُوا إِيماناً مَعَ إِيمانِهِم وَ لِلّهِ جُنُودُ السّماواتِ وَ الأَرضِ وَ كانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماًالممتحنةيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لا تَتّخِذُوا عدَوُيّ‌ وَ عَدُوّكُم أَولِياءَ تُلقُونَ إِلَيهِم بِالمَوَدّةِ وَ قَد كَفَرُوا بِما جاءَكُم مِنَ الحَقّ يُخرِجُونَ الرّسُولَ وَ إِيّاكُم أَن تُؤمِنُوا بِاللّهِ رَبّكُم إِن كُنتُم خَرَجتُم جِهاداً فِي سبَيِليِ‌ وَ ابتِغاءَ مرَضاتيِ‌ تُسِرّونَ إِلَيهِم بِالمَوَدّةِ وَ أَنَا أَعلَمُ بِما أَخفَيتُم وَ ما أَعلَنتُم وَ مَن يَفعَلهُ مِنكُم فَقَد ضَلّ سَواءَ السّبِيلِ إِن يَثقَفُوكُم يَكُونُوا لَكُم أَعداءً وَ يَبسُطُوا إِلَيكُم أَيدِيَهُم وَ أَلسِنَتَهُم بِالسّوءِ وَ وَدّوا لَو تَكفُرُونَ لَن تَنفَعَكُم أَرحامُكُم وَ لا أَولادُكُم يَومَ القِيامَةِ يَفصِلُ بَينَكُم وَ اللّهُ بِما تَعمَلُونَ بَصِيرٌ قَد كانَت لَكُم أُسوَةٌ حَسَنَةٌ فِي اِبراهِيمَ وَ الّذِينَ مَعَهُ إِذ قالُوا لِقَومِهِم إِنّا بُرَآؤُا مِنكُم وَ مِمّا تَعبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ كَفَرنا بِكُم وَ بَدا بَينَنا وَ بَينَكُمُ العَداوَةُ وَ البَغضاءُ أَبَداً حَتّي تُؤمِنُوا بِاللّهِ وَحدَهُ إِلّا قَولَ اِبراهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَستَغفِرَنّ لَكَ وَ ما أَملِكُ لَكَ مِنَ اللّهِ مِن شَيءٍ رَبّنا عَلَيكَ تَوَكّلنا وَ إِلَيكَ أَنَبنا وَ إِلَيكَ المَصِيرُ رَبّنا لا تَجعَلنا فِتنَةً لِلّذِينَ كَفَرُوا وَ اغفِر


صفحه : 92

لَنا رَبّنا إِنّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ لَقَد كانَ لَكُم فِيهِم أُسوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَن كانَ يَرجُوا اللّهَ وَ اليَومَ الآخِرَ وَ مَن يَتَوَلّ فَإِنّ اللّهَ هُوَ الغنَيِ‌ّ الحَمِيدُ عَسَي اللّهُ أَن يَجعَلَ بَينَكُم وَ بَينَ الّذِينَ عادَيتُم مِنهُم مَوَدّةً وَ اللّهُ قَدِيرٌ وَ اللّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ لا يَنهاكُمُ اللّهُ عَنِ الّذِينَ لَم يُقاتِلُوكُم فِي الدّينِ وَ لَم يُخرِجُوكُم مِن دِيارِكُم أَن تَبَرّوهُم وَ تُقسِطُوا إِلَيهِم إِنّ اللّهَ يُحِبّ المُقسِطِينَ إِنّما يَنهاكُمُ اللّهُ عَنِ الّذِينَ قاتَلُوكُم فِي الدّينِ وَ أَخرَجُوكُم مِن دِيارِكُم وَ ظاهَرُوا عَلي إِخراجِكُم أَن تَوَلّوهُم وَ مَن يَتَوَلّهُم فَأُولئِكَ هُمُ الظّالِمُونَ إلي قوله تعالي يا أَيّهَا النّبِيّ إِذا جاءَكَ المُؤمِناتُ يُبايِعنَكَ عَلي أَن لا يُشرِكنَ بِاللّهِ شَيئاً وَ لا يَسرِقنَ وَ لا يَزنِينَ وَ لا يَقتُلنَ أَولادَهُنّ وَ لا يَأتِينَ بِبُهتانٍ يَفتَرِينَهُ بَينَ أَيدِيهِنّ وَ أَرجُلِهِنّ وَ لا يَعصِينَكَ فِي مَعرُوفٍ فَبايِعهُنّ وَ استَغفِر لَهُنّ اللّهَ إِنّ اللّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌالنصرإِذا جاءَ نَصرُ اللّهِ وَ الفَتحُ وَ رَأَيتَ النّاسَ يَدخُلُونَ فِي دِينِ اللّهِ أَفواجاً فَسَبّح بِحَمدِ رَبّكَ وَ استَغفِرهُ إِنّهُ كانَ تَوّاباًتفسير قال الطبرسي‌ رحمه الله في قوله تعالي رَبّ أدَخلِنيِ‌ مُدخَلَ صِدقٍقيل معناه أدخلني‌ المدينة وأخرجني‌ منها إلي مكة للفتح عَنِ ابنِ عَبّاسٍ وَ غَيرِهِ قَالَ وَ روُيِ‌َ عَنِ ابنِ مَسعُودٍ قَالَ دَخَلَ النّبِيّص مَكّةَ وَ حَولَ البَيتِ ثَلَاثُمِائَةٍ وَ سِتّونَ صَنَماً فَجَعَلَ يَطعَنُهَا وَ يَقُولُجاءَ الحَقّ وَ زَهَقَ الباطِلُ إِنّ الباطِلَ كانَ زَهُوقاً

أورده البخاري‌ في الصحيح و قال الكلبي‌ فجعل ينكب لوجهه إذا قال ذلك و أهل مكة يقولون مارأينا رجلا أسحر من محمد. قوله تعالي لَرادّكَ إِلي مَعادٍروي‌ عن ابن عباس وغيره أنه وعد بفتح مكة وعوده ص إليها. قوله تعالي قُل يَومَ الفَتحِ قال البيضاوي‌ هو يوم القيامة فإنه يوم نصر المسلمين علي الكفرة والفصل بينهم وقيل يوم بدر أو يوم فتح مكة والمراد بالذين كفروا المقتولون منهم فيه فإنه لاينفعهم إيمانهم حال القتل و لا


صفحه : 93

يمهلون وانطباقه جوابا عن سؤالهم من حيث المعني باعتبار ماعرف من غرضهم فإنهم لماأرادوا به الاستعجال تكذيبا واستهزاء أجيبوا بما يمنع الاستعجال فَأَعرِض عَنهُم و لاتبال بتكذيبهم وقيل هومنسوخ بآية السيف وَ انتَظِرالنصرة عليهم إِنّهُم مُنتَظِرُونَالغلبة عليك . قوله تعالي إِنّا فَتَحنا قال الطبرسي‌ رضي‌ الله عنه أي قضينا عليك قضاء ظاهرا أويسرنا لك يسرا بينا أوأعلمناك علما ظاهرا فيما أنزلنا عليك من القرآن وأخبرناك به من الدين أوأرشدناك إلي الإسلام وفتحنا لك أمر الدين ثم اختلف في هذاالفتح علي وجوه أحدها أن المراد به فتح مكة وعده الله ذلك عام الحديبية عندانصرافه منها وتقديره قضينا لك بالنصر علي أهلها و عن جابر قال ماكنا نعلم فتح مكة إلا يوم الحديبية. وثانيها أنه صلح الحديبية وثالثها أنه فتح خيبر ورابعها أن الفتح الظفر علي الأعداء كلهم بالحجج والمعجزات الظاهرة وإعلاء كلمة الإسلام . و قال في قوله تعالي لا تَتّخِذُوا عدَوُيّ‌ وَ عَدُوّكُم أَولِياءَنزلت في حاطب بن أبي بلتعة و ذلك أن سارة مولاة أبي عمرو بن صيفي‌ بن هشام أتت رسول الله ص من مكة إلي المدينة بعدبدر بسنتين فقال لها رسول الله ص أمسلمة جئت قالت لا قال أمهاجرة جئت قالت لا قال فما جاء بك قالت كنتم الأصل والعشيرة والموالي‌ و قدذهبت موالي‌ واحتجت حاجة شديدة فقدمت عليكم لتعطوني‌ وتكسوني‌ وتحملوني‌ قال فأين أنت من شبان مكة وكانت مغنية نائحة قالت ماطلب مني‌ بعدوقعة بدر فحث رسول الله ص عليها بني‌ عبدالمطلب فكسوها وحملوها وأعطوها نفقة و كان رسول الله ص يتجهز لفتح مكة


صفحه : 94

فأتاها حاطب بن أبي بلتعة فكتب معها كتابا إلي أهل مكة وأعطاها عشرة دنانير عن ابن عباس وعشرة دراهم عن مقاتل وكساها بردا علي أن توصل الكتاب إلي أهل مكة وكتب في الكتاب من حاطب بن أبي بلتعة إلي أهل مكة أن رسول الله يريدكم فخذوا حذركم .فخرجت سارة ونزل جبرئيل ع فأخبر النبي ص بما فعل فبعث رسول الله ص عليا وعمارا وعمر والزبير وطلحة والمقداد بن الأسود و أبامرثد وكانوا كلهم فرسانا و قال لهم انطلقوا حتي تأتوا روضة خاخ فإن بهاظعينة معها كتاب من حاطب إلي المشركين فخذوه منها فخرجوا حتي أدركوها في ذلك المكان ألذي ذكره رسول الله ص فقالوا لها أين الكتاب فحلفت بالله مامعها من كتاب فنحوها وفتشوا متاعها فلم يجدوا معها كتابا فهموا بالرجوع فقال علي ع و الله ماكذبنا و لاكذبنا وسل سيفه و قال أخرجي‌ الكتاب و إلا و الله لأضربن عنقك فلما رأت الجد أخرجته من ذؤابتها قدخبأتها في شعرها فرجعوا بالكتاب إلي رسول الله ص فأرسل إلي حاطب فأتاه فقال له هل تعرف الكتاب قال نعم قال فما حملك علي ماصنعت فقال يا رسول الله و الله ماكفرت منذ أسلمت و لاغششتك منذ صحبتك و لاأجبتهم منذ فارقتهم ولكن لم يكن أحد من المهاجرين إلا و له بمكة من يمنع عشيرته وكنت عزيزا فيهم أي غريبا و كان أهلي‌ بين ظهرانيهم فخشيت علي أهلي‌ فأردت أن أتخذ عندهم يدا و قدعلمت أن الله ينزل بهم بأسه و أن كتابي‌ لايغني‌ عنهم شيئا فصدقه رسول الله ص وعذره فقام عمر بن الخطاب و قال دعني‌ يا رسول الله أضرب عنق هذاالمنافق فقال رسول الله و مايدريك ياعمر لعل الله اطلع علي أهل


صفحه : 95

بدر فغفر لهم فقال لهم اعملوا ماشئتم فقد غفرت لكم .

وَ رَوَي البخُاَريِ‌ّ وَ مُسلِمٌ فِي صَحِيحِهِمَا عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَبِي رَافِعٍ قَالَ سَمِعتُ عَلِيّاً ع يَقُولُ بَعَثَنَا رَسُولُ اللّهِص أَنَا وَ المِقدَادَ وَ الزّبَيرَ وَ قَالَ انطَلِقُوا حَتّي تَأتُوا رَوضَةَ خَاخٍ فَإِنّ بِهَا ظَعِينَةً مَعَهَا كِتَابٌ

وذكر نحوه .تُلقُونَ إِلَيهِم بِالمَوَدّةِ قال البيضاوي‌ أي تقضون إليهم المودة بالمكاتبة والباء مزيدة أوإخبار رسول الله ص بسبب المودةوَ قَد كَفَرُوا بِما جاءَكُم مِنَ الحَقّحال من فاعل أحد الفعلين يُخرِجُونَ الرّسُولَ وَ إِيّاكُم أي من مكة و هوحال من كفروا أواستئناف لبيانه أَن تُؤمِنُوا بِاللّهِ رَبّكُملأن تؤمنوا به إِن كُنتُم خَرَجتُم عن أوطانكم جِهاداً فِي سبَيِليِ‌ وَ ابتِغاءَ مرَضاتيِ‌علة للخروج وعمدة للتعليق وجواب الشرط محذوف دل عليه لاتتخذواتُسِرّونَ إِلَيهِم بِالمَوَدّةِبدل من تلقون أواستئناف معناه أي طائل لكم في إسرار المودة أوالإخبار بسبب المودةوَ أَنَا أَعلَمُ بِما أَخفَيتُم وَ ما أَعلَنتُم أي منكم وقيل أعلم مضارع والباء مزيدة و ماموصولة أومصدريةوَ مَن يَفعَلهُ مِنكُم أي يفعل الاتخاذفَقَد ضَلّ سَواءَ السّبِيلِأخطأه إِن يَثقَفُوكُميظفروا بكم يَكُونُوا لَكُم أَعداءً لاينفعكم إلقاء المودة إليهم وَ يَبسُطُوا إِلَيكُم أَيدِيَهُم وَ أَلسِنَتَهُم بِالسّوءِبما يسوؤكم كالقتل والشتم وَ وَدّوا لَو تَكفُرُونَ وتمنوا ارتدادكم ومجيؤه وحده بلفظ الماضي‌ للإشعار بأنهم ودوا ذلك قبل كل شيء و أن ودادتهم حاصلة و إن لم يثقفوكم لَن تَنفَعَكُم أَرحامُكُمقراباتكم وَ لا أَولادُكُمالذين توالون المشركين لأجلهم يَومَ القِيامَةِ يَفصِلُ بَينَكُميفرق بينكم بما عراكم من الهول فيفر بعضكم من بعض وَ اللّهُ بِما تَعمَلُونَ بَصِيرٌفيجازيكم عليه قَد كانَت لَكُم أُسوَةٌ حَسَنَةٌقدوة اسم لمايؤتسي به فِي اِبراهِيمَ وَ الّذِينَ مَعَهُصفة ثانية


صفحه : 96

أوخبر كان ولكم لغو أوحال من المستكن في حسنة أوصلة لها لالأسوة لأنها وصفت إِذ قالُوا لِقَومِهِمظرف لخبر كان إِنّا بُرَآؤُا مِنكُمجمع بري‌ء كظريف وظرفاءوَ مِمّا تَعبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ كَفَرنا بِكُم أي بدينكم أوبمعبودكم أوبكم و به فلانعتد بشأنكم وآلهتكم وَ بَدا بَينَنا إلي قوله وَحدَهُفتنقلب العداوة والبغضاء ألفة ومحبةإِلّا قَولَ اِبراهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَستَغفِرَنّ لَكَاستثناء من قوله أُسوَةٌ حَسَنَةٌ.رَبّنا عَلَيكَ تَوَكّلنامتصل بما قبل الاستثناء أوأمر من الله للمؤمنين بأن يقولوه فِتنَةً لِلّذِينَ كَفَرُوابأن تسلطهم علينا فيفتنونا بعذاب لانتحمله لَقَد كانَ لَكُمتكرير لمزيد الحث علي التأسي‌ بإبراهيم ولذلك صدر بالقسم وأبدل قوله لِمَن كانَ يَرجُوا اللّهَ من لَكُمفإنه يدل علي أنه لاينبغي‌ لمؤمن أن يترك التأسي‌ بهم و أن تركه مؤذن بسوء العقيدة ولذلك عقبه بقوله وَ مَن يَتَوَلّ فَإِنّ اللّهَ هُوَ الغنَيِ‌ّ الحَمِيدُفإنه جدير بأن يوعد به الكفرة. قوله تعالي وَ بَينَ الّذِينَ عادَيتُم مِنهُم قال الطبرسي‌ أي من كفار مكةمَوَدّةًبالإسلام قال مقاتل لماأمر الله سبحانه المؤمنين بعداوة الكفار عادوا أقرباءهم فنزلت والمعني أن موالاة الكفار لاتنفع و الله سبحانه قادر علي أن يوفقهم للإيمان ويحصل المودة بينكم وبينهم و قدفعل ذلك حين أسلموا عام الفتح وَ اللّهُ قَدِيرٌ علي نقل القلوب من العداوة إلي المودةوَ اللّهُ غَفُورٌلذنوب عباده رَحِيمٌبهم إذاتابوا وأسلموالا يَنهاكُمُ اللّهُ عَنِ الّذِينَ لَم يُقاتِلُوكُم أي ليس ينهاكم عن مخالطة أهل العهد الذين عاهدوكم علي ترك القتال وبرهم ومعاملتهم بالعدل و هو قوله أَن تَبَرّوهُم وَ تُقسِطُوا إِلَيهِم أي وتعدلوا فيما بينكم وبينهم من الوفاء بالعهد وقيل إن المسلمين استأمروا النبي ص في أن يبروا أقرباءهم


صفحه : 97

من المشركين و ذلك قبل أن يؤمروا بقتال جميع المشركين فنزلت هذه الآية وهي‌ منسوخة بقوله فَاقتُلُوا المُشرِكِينَ حَيثُ وَجَدتُمُوهُم عن ابن عباس وغيره وقيل إنه عني بالذين لم يقاتلوكم من آمن من أهل مكة و لم يهاجرإِنّ اللّهَ يُحِبّ المُقسِطِينَ أي العادلين وقيل الذين يجعلون لقراباتهم قسطا مما في بيوتهم من المطعومات إِنّما يَنهاكُمُ اللّهُ عَنِ الّذِينَ قاتَلُوكُم فِي الدّينِ من أهل مكة وغيرهم وَ أَخرَجُوكُم مِن دِيارِكُم أي منازلكم وأملاككم وَ ظاهَرُوا عَلي إِخراجِكُم أي العوام والأتباع الذين عاونوا رؤساءهم علي الباطل أَن تَوَلّوهُم أي ينهاكم عن أن تولوهم وتوادوهم وتحبوهم والمعني أن مكاتبتكم بإظهار سر المؤمنين موالاة لهم . و قال رحمه الله في قوله تعالي يا أَيّهَا النّبِيّ إِذا جاءَكَ المُؤمِناتُ يُبايِعنَكَ ثم ذكر سبحانه بيعة النساء و كان ذلك يوم فتح مكة لمافرغ النبي ص من بيعة الرجال و هو علي الصفا جاءته النساء يبايعنه فنزلت الآية في مبايعتهن أن يأخذ عليهن هذه الشروط وهي‌عَلي أَن لا يُشرِكنَ بِاللّهِ شَيئاً من الأصنام والأوثان وَ لا يَسرِقنَ لا من أزواجهن و لا من غيرهم وَ لا يَزنِينَ وَ لا يَقتُلنَ أَولادَهُنّ لابالوأد و لابالإسقاطوَ لا يَأتِينَ بِبُهتانٍ يَفتَرِينَهُ أي بكذب يكذبنه في مولود يوجدبَينَ أَيدِيهِنّ وَ أَرجُلِهِنّ أي لايلحقن بأزواجهن غيرأولادهم عن ابن عباس و قال الفراء كانت المرأة تلتقط المولود فتقول لزوجها هذاولدي‌ منك فذلك البهتان المفتري بين أيديهن وأرجلهن و ذلك أن الولد إذاوضعته الأم سقط بين يديها ورجليها و ليس المعني نهيهن من أن يأتين بولد من الزنا فينسبنه إلي الأزواج لأن الشرط بنهي‌ الزنا قدتقدم وقيل البهتان ألذي نهين عنه قذف المحصنات والكذب علي الناس وإضافة الأولاد إلي الأزواج علي البطلان في


صفحه : 98

الحاضر والمستقبل من الزمان لا يَعصِينَكَ فِي مَعرُوفٍ و هوجميع مايأمرهن به لأنه ص لايأمر إلابالمعروف وقيل عني بالمعروف النهي‌ عن النوح وتمزيق الثياب وجز الشعر وشق الجيب وخمش الوجه والدعاء بالويل فَبايِعهُنّ علي ذلك وَ استَغفِر لَهُنّ اللّهَ من ذنوبهن إِنّ اللّهَ غَفُورٌ أي صفوح عنهن رَحِيمٌمنعم عليهن وَ روُيِ‌َ أَنّ النّبِيّص بَايَعَهُنّ وَ كَانَ عَلَي الصّفَا وَ كَانَ عُمَرُ أَسفَلَ مِنهُ وَ هِندٌ بِنتُ عُتبَةَ مُتَنَقّبَةً مُتَنَكّرَةً مَعَ النّسَاءِ خَوفاً أَن يَعرِفَهَا رَسُولُ اللّهِص فَقَالَ أُبَايِعُكُنّ عَلَي أَن لَا تُشرِكنَ بِاللّهِ شَيئاً فَقَالَت هِندٌ إِنّكَ لَتَأخُذُ عَلَينَا أَمراً مَا رَأَينَاكَ أَخَذتَهُ عَلَي الرّجَالِ وَ ذَلِكَ أَنّهُ بَايَعَ الرّجَالَ يَومَئِذٍ عَلَي الإِسلَامِ وَ الجِهَادِ فَقَط فَقَالَ النّبِيّص وَ لَا تَسرِقنَ فَقَالَت هِندٌ إِنّ أَبَا سُفيَانَ رَجُلٌ مُمسِكٌ وَ إنِيّ‌ أَصَبتُ مِن مَالِهِ هَنَاتٍ فَلَا أدَريِ‌ أَ يَحِلّ لِي أَم لَا فَقَالَ أَبُو سُفيَانَ مَا أَصَبتِ مِن شَيءٍ فِيمَا مَضَي وَ فِيمَا غَبَرَ فَهُوَ لَكِ حَلَالٌ فَضَحِكَ رَسُولُ اللّهِص وَ عَرَفَهَا فَقَالَ لَهَا وَ إِنّكِ لَهِندٌ بِنتُ عُتبَةَ قَالَت نَعَم فَاعفُ عَمّا سَلَفَ يَا نبَيِ‌ّ اللّهِ عَفَا اللّهُ عَنكَ فَقَالَ وَ لَا تَزنِينَ فَقَالَت هِندٌ أَ وَ تزَنيِ‌ الحُرّةُ فَتَبَسّمَ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ لِمَا جَرَي بَينَهُ وَ بَينَهَا فِي الجَاهِلِيّةِ فَقَالَص وَ لَا تَقتُلنَ أَولَادَكُنّ فَقَالَت هِندٌ رَبّينَاهُم صِغَاراً وَ قَتَلتُمُوهُم كِبَاراً فَأَنتُم وَ هُم أَعلَمُ وَ كَانَ ابنُهَا حَنظَلَةُ بنُ أَبِي سُفيَانَ قَتَلَهُ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع يَومَ بَدرٍ فَضَحِكَ عُمَرُ حَتّي استَلقَي وَ تَبَسّمَ النّبِيّص وَ لَمّا قَالَ وَ لَا تَأتِينَ بِبُهتَانٍ قَالَت هِندٌ وَ اللّهِ إِنّ البُهتَانَ قَبِيحٌ وَ مَا تَأمُرُنَا إِلّا بِالرّشدِ وَ مَكَارِمِ الأَخلَاقِ وَ لَمّا قَالَوَ لا يَعصِينَكَ فِي مَعرُوفٍقَالَت هِندٌ مَا جَلَسنَا مَجلِسَنَا هَذَا وَ فِي أَنفُسِنَا أَن نَعصِيَكَ فِي شَيءٍ

وَ رَوَي الزهّريِ‌ّ عَن عَرَفَةَ عَن عَائِشَةَ قَالَت كَانَ النّبِيّص يُبَايِعُ النّسَاءَ بِالكَلَامِ بِهَذِهِ الآيَةِأَن لا يُشرِكنَ بِاللّهِ شَيئاً وَ مَا مَسّت يَدُ رَسُولِ اللّهِص يَدَ امرَأَةٍ قَطّ إِلّا امرَأَةً يَملِكُهَا رَوَاهُ البخُاَريِ‌ّ فِي الصّحِيحِ


صفحه : 99

وَ روُيِ‌َ أَنّهُص كَانَ إِذ بَايَعَ النّسَاءَ دَعَا بِقَدَحٍ مِن مَاءٍ فَغَمَسَ يَدَهُ فِيهِ ثُمّ غَمَسَ[غَمَسنَ]أَيدِيَهُنّ فِيهِ

وقيل إنه كان يبايعهن من وراء الثوب عن الشعبي‌ والوجه في بيعة النساء مع أنهن لسن من أهل النصرة بالمحاربة هوأخذ العهد عليهن بما يصلح من شأنهن في الدين والأنفس والأزواج و كان ذلك في صدر الإسلام ولئلا ينفتق بهم فتق لماضيع من الأحكام فبايعهن النبي ص حسما لذلك . و قال رضي‌ الله عنه في قوله سبحانه إِذا جاءَ نَصرُ اللّهِ علي من عاداك وهم قريش وَ الفَتحُيعني‌ فتح مكة و هذه بشارة من الله سبحانه لنبيه بالفتح والنصر قبل وقوع الأمروَ رَأَيتَ النّاسَ يَدخُلُونَ فِي دِينِ اللّهِ أَفواجاً أي جماعة بعدجماعة وزمرة بعدزمرة والمراد بالدين الإسلام والتزام أحكامه واعتقاد صحته وتوطين النفس علي العمل به قال الحسن لمافتح رسول الله ص مكة قالت العرب أما إذاظفر محمدبأهل الحرم و قدأجارهم الله من أصحاب الفيل فليس لكم به يد فكانوايَدخُلُونَ فِي دِينِ اللّهِ أَفواجاً أي جماعات كثيرة بعد أن كانوا يدخلون فيه واحدا واحدا واثنين واثنين فصارت القبيلة تدخل بأسرها في الإسلام وقيل في دين الله أي في طاعة الله وطاعتك فَسَبّح بِحَمدِ رَبّكَ وَ استَغفِرهُ هذاأمر من الله سبحانه بأن ينزهه عما لايليق به من صفات النقص و أن يستغفره ووجه وجوب ذلك بالنصر والفتح أن النعمة تقتضي‌ القيام بحقها و هوشكر المنعم وتعظيمه والايتمار بأوامره والانتهاء عن معاصيه فكأنه قال قدحدث أمر يقتضي‌ الشكر والاستغفار و إن لم يكن ثم ذنب فإن الاستغفار قد يكون عندذكر المعصية بما ينافي‌ الإصرار و قد يكون علي وجه التسبيح والانقطاع إلي الله سبحانه إِنّهُ كانَ تَوّاباًيقبل توبة من بقي‌ كمايقبل توبة من مضي قال مقاتل لمانزلت هذه السورة قرأها علي أصحابه


صفحه : 100

ففرحوا واستبشروا وسمعها العباس فبكي فقال ص مايبكيك ياعم فقال أظن أنه قدنعيت إليك نفسك يا رسول الله فقال إنه لكما تقول فعاش بعدها سنتين و مارئي‌ فيهما ضاحكا مستبشرا قال و هذه السورة تسمي سورة التوديع

وَ قَالَ ابنُ عَبّاسٍ لَمّا نَزَلَتإِذا جاءَ نَصرُ اللّهِ قَالَص نُعِيَت إلِيَ‌ّ نفَسيِ‌ بِأَنّهَا مَقبُوضَةٌ فِي هَذِهِ السّنَةِ

واختلف في أنهم من أي وجه علموا ذلك و ليس في ظاهره نعي‌ فقيل لأن التقدير فسبح بحمد ربك فإنك حينئذ لاحق بالله وذائق الموت كماذاق من قبلك من الرسل و عندالكمال يرقب الزوال كماقيل


إذاتم أمر دنا نقصه   توقع زوالا إذاقيل تم

. وقيل لأنه سبحانه أمره بتجديد التوحيد واستدراك الفائت بالاستغفار و ذلك مما يلزم عندالانتقال من هذه الدار إلي دار الأبرار وَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مَسعُودٍ قَالَ لَمّا نَزَلَتِ السّورَةُ كَانَ النّبِيّص يَقُولُ كَثِيراً سُبحَانَكَ أللّهُمّ وَ بِحَمدِكَ أللّهُمّ اغفِر لِيإِنّكَ أَنتَ التّوّابُ الرّحِيمُ

وَ عَن أُمّ سَلَمَةَ قَالَت كَانَ رَسُولُ اللّهِص بِآخِرِهِ لَا يَقُومُ وَ لَا يَقعُدُ وَ لَا يجَيِ‌ءُ وَ لَا يَذهَبُ إِلّا قَالَ سُبحَانَ اللّهِ وَ بِحَمدِهِ أَستَغفِرُ اللّهَ وَ أَتُوبُ إِلَيهِ فَسَأَلنَاهُ عَن ذَلِكَ فَقَالَ إنِيّ‌ أُمِرتُ بِهَا ثُمّ قَرَأَإِذا جاءَ نَصرُ اللّهِ وَ الفَتحُ

وَ فِي رِوَايَةِ عَائِشَةَ أَنّهُ كَانَ يَقُولُ سُبحَانَكَ أللّهُمّ وَ بِحَمدِكَ أَستَغفِرُكَ وَ أَتُوبُ إِلَيكَ

. ثم قال رحمه الله لماصالح رسول الله ص قريشا عام الحديبية كان في أشراطهم أنه من أحب أن يدخل في عهد رسول الله ص دخل فيه فدخلت خزاعة في عهد رسول الله ص ودخلت بنو بكر في عهد قريش و كان بين القبيلتين شر قديم ثم وقعت فيما بعد بين بني‌ بكر وخزاعة مقاتلة ورفدت قريش بني‌ بكر بالسلاح وقاتل معهم من قريش من قاتل بالليل مستخفيا و كان ممن أعان


صفحه : 101

بني‌ بكر علي خزاعة بنفسه عكرمة بن أبي جهل وسهيل بن عمرو فركب عمرو بن سالم الخزاعي‌ حتي قدم علي رسول الله ص المدينة و كان ذلك مما هاج فتح مكة فوقف عليه و هو في المسجد بين ظهراني‌ القوم فقال


لاهم إني‌ ناشد محمدا   حلف أبينا و أبيه الأتلدا

إن قريشا أخلفوك الموعدا   ونقضوا ميثاقك المؤكدا

  وقتلونا ركعا وسجدا

فقال رسول الله ص حسبك ياعمرو ثم قام فدخل دار ميمونة و قال اسكبي‌ لي ماء فجعل يغتسل و هو يقول لانصرت إن لم أنصر بني‌ كعب وهم رهط عمرو بن سالم ثم خرج بديل بن الورقاء الخزاعي‌ في نفر من خزاعة حتي قدموا علي رسول الله ص فأخبروه بما أصيب منهم ومظاهرة قريش بني‌ بكر عليهم ثم انصرفوا راجعين إلي مكة و قد كان ص قال للناس كأنكم بأبي‌ سفيان قدجاء ليشدد العقد ويزيد في المدة وسيلقي بديل بن ورقاء فلقوا أباسفيان بعسفان و قدبعثته قريش إلي النبي ص ليشدد العقد فلما لقي‌ أبوسفيان بديلا قال من أين أقبلت يابديل قال سرت في هذاالساحل و في بطن هذاالوادي‌ قال ماأتيت محمدا قال لا فلما راح بديل إلي مكة قال أبوسفيان لئن كان جاء من المدينة لقد علف بهاالنوي فعمد إلي مبرك ناقته فأخذ من بعرها ففت فرأي فيه النوي فقال أحلف بالله لقد جاء بديل محمدا ثم خرج أبوسفيان حتي قدم علي رسول الله ص فقال يا محمداحقن دم قومك وأجر بين قريش وزدنا في المدة فقال أغدرتم يا أباسفيان قال لا قال فنحن علي ماكنا عليه فخرج فلقي‌ أبابكر فقال يا أبابكر أجر بين قريش قال ويحك وأحد يجير علي رسول الله ص ثم لقي‌ عمر بن الخطاب فقال له مثل ذلك ثم خرج فدخل علي أم حبيبة فذهب ليجلس علي الفراش فأهوت إلي الفراش فطوته فقال يابنية أرغبة بهذا الفراش عني‌ فقالت نعم هذافراش رسول الله ص ما


صفحه : 102

كنت لتجلس عليه و أنت رجس مشرك ثم خرج فدخل علي فاطمة فقال يابنت سيد العرب تجيرين بين قريش وتزيدين في المدة فتكونين أكرم سيدة في الناس فقالت جواري‌ جوار رسول الله ص فقال أتأمرين ابنيك أن يجيرا بين الناس قالت و الله مابلغ ابناي‌ أن يجيرا بين الناس و مايجير علي رسول الله ص أحد فقال يا أبا الحسن إني‌ أري الأمور قداشتدت علي فانصحني‌ فقالت أنت شيخ قريش فقم علي باب المسجد وأجر بين قريش ثم الحق بأرضك قال وتري ذلك مغنيا عني‌ شيئا قال لا و الله ماأظن ذلك ولكن لاأجد لك غير ذلك فقام أبوسفيان في المسجد فقال ياأيها الناس إني‌ قدأجرت بين قريش ثم ركب بعيره فانطلق فلما أن قدم علي قريش قالوا ماوراك فأخبرهم بالقصة فقالوا و الله إن زاد ابن أبي طالب علي أن لعب بك فما يغني‌ عنا ما قلت قال لا و الله ماوجدت غير ذلك قال فأمر رسول الله بالجهاز لحرب مكة وأمر الناس بالتهيؤ و قال أللهم خذ العيون والأخبار عن قريش حتي نبغتها في بلادها وكتب حاطب بن أبي بلتعة إلي قريش فأتي رسول الله ص الخبر من السماء فبعث عليا ع والزبير حتي أخذا كتابه من المرأة و قدمضت هذه القصة في سورة الممتحنة. ثم استخلف رسول الله ص أبادهم الغفاري‌ وخرج عامدا إلي مكة لعشر مضين من شهر رمضان سنة ثمان في عشرة آلاف من المسلمين ونحو من أربعمائة فارس و لم يتخلف من المهاجرين والأنصار عنه أحد و قد كان أبوسفيان بن الحارث بن عبدالمطلب و عبد الله بن أمية بن المغيرة قدلقيا رسول الله ص بنيق العقاب فيما بين مكة والمدينة فالتمسا الدخول عليه فلم يأذن لهما فكلمته أم سلمة فيهما فقالت يا رسول الله ابن عمك و ابن عمتك وصهرك قال لاحاجة لي فيهما أما ابن عمي‌ فهو ألذي هتك عرضي‌ و أما ابن عمتي‌ وصهري‌ فهو ألذي قال لي بمكة ما قال قال فلما خرج الخبر إليهما بذلك و مع أبي سفيان


صفحه : 103

بني‌ له فقال و الله ليأذنن لي أولآخذن بيد بني‌ هذا ثم لنذهبن في الأرض حتي نموت عطشا وجوعا فلما بلغ ذلك رسول الله ص رق لهما فأذن لهما فدخلا عليه فأسلما فلما نزل رسول الله ص مر الظهران و قدغمت الأخبار عن قريش فلايأتيهم عن رسول الله ص خبر خرج في تلك الليلة أبوسفيان بن حرب وحكيم بن حزام وبديل بن ورقاء يتجسسون الأخبار و قد قال العباس للبيد ياسوء صباح قريش و الله لئن بغتها رسول الله ص في بلادها فدخل مكة عنوة إنه لهلاك قريش إلي آخر الدهر فخرج العباس علي بغلة رسول الله ص و قال أخرج إلي الأراك لعلي‌ أري حطابا أوصاحب لبن أوداخلا يدخل مكة فيخبرهم بمكان رسول الله ص فيأتونه ويستأمنونه قال العباس فو الله إني‌ لأطوف في الأراك ألتمس ماخرجت له إذ سمعت صوت أبي سفيان وحكيم بن حزام وبديل بن ورقاء وسمعت أباسفيان يقول و الله مارأيت كاليوم قط نيرانا فقال بديل هذه نيران خزاعة فقال أبوسفيان خزاعة ألأم من ذلك قال فعرفت صوته فقلت يا أباحنظلة يعني‌ أباسفيان فقال أبوالفضل فقلت نعم قال لبيك فداك أبي وأمي‌ ماوراك فقلت هذا رسول الله ص وراك قدجاء بما لاقبل لكم به بعشرة آلاف من المسلمين قال فما تأمرني‌ قلت تركب عجز هذه البغلة فأستأمن لك رسول الله ص فو الله لئن ظفر بك ليضربن عنقك فردفني‌ فخرجت أركض به بغلة رسول الله فكلما مررت بنار من نيران المسلمين قالوا هذاعم رسول الله ص علي بغلة رسول الله ع حتي مررت بنار عمر بن الخطاب فقال يعني‌ عمر يا أباسفيان الحمد لله ألذي أمكن منك بغير عهد و لاعقد ثم اشتد نحو رسول الله ص وركضت البغلة حتي اقتحمت باب القبة وسبقت عمر بما يسبق به الدابة البطيئة الرجل البطي‌ء فدخل عمر فقال يا رسول الله ص هذا أبوسفيان عدو الله قدأمكن الله منه بغير عهد و لاعقد فدعني‌ أضرب عنقه فقلت يا رسول الله


صفحه : 104

إني‌ قدأجرته ثم جلست إلي رسول الله وأخذت برأسه و قلت و الله لايناجيه اليوم أحد دوني‌ فلما أكثر فيه عمر قلت مهلا ياعمر فو الله ماتصنع هذابالرجل إلا أنه رجل من بني‌ عبدمناف و لو كان من عدي‌ بن كعب ما قلت هذا قال مهلا ياعباس فو الله لإسلامك يوم أسلمت كان أحب إلي‌ من إسلام الخطاب لوأسلم فقال ص اذهب فقد آمناه حتي تغدو به علي بالغداة. قال فلما أصبح غدوت به علي رسول الله ص فلما رآه قال ويحك يا أباسفيان أ لم يأن لك أن تعلم أن لاإله إلا الله فقال بأبي‌ أنت وأمي‌ ماأوصلك وأكرمك وأرحمك وأحلمك و الله لقد ظننت أن لو كان معه إله لأغني يوم بدر و يوم أحد فقال ويحك يابا سفيان أ لم يأن لك أن تعلم أني‌ رسول الله فقال بأبي‌ أنت وأمي‌ أما هذه فإن في النفس منها شيئا قال العباس فقلت له ويحك اشهد بشهادة الحق قبل أن يضرب عنقك فتشهد فقال ص للعباس انصرف ياعباس فاحبسه عندمضيق الوادي‌ حتي تمر عليه جنود الله قال فحبسته عندخطم الجبل بمضيق الوادي‌ ومر عليه القبائل قبيلة قبيلة و هو يقول من هؤلاء و من هؤلاء وأقول أسلم وجهينة وفلان حتي مر رسول الله ص في الكتيبة الخضراء من المهاجرين والأنصار في الحديد لايري منهم إلاالحدق فقال من هؤلاء يا أباالفضل قلت هذا رسول الله ص في المهاجرين والأنصار فقال يا أباالفضل لقد أصبح ملك ابن أخيك عظيما فقلت ويحك إنها النبوة فقال نعم إذا وجاء حكيم بن حزام وبديل بن ورقاء رسول الله ص فأسلما وبايعاه فلما بايعاه بعثهما رسول الله ص بين يديه إلي قريش يدعوانهم إلي الإسلام و قال من دخل دار أبي سفيان و هوبأعلي مكة فهو آمن و من دخل دار حكيم و هوبأسفل مكة فهو آمن و من أغلق بابه وكف يده فهو آمن .


صفحه : 105

و لماخرج أبوسفيان وحكيم من عند رسول الله ص عامدين إلي مكة بعث في أثرهما الزبير بن العوام وأمره أن يغرز رايته بأعلي مكة بالحجون و قال لاتبرح حتي آتيك ثم دخل رسول الله ص مكة وضرب خيمته هناك وبعث سعد بن عبادة في كتيبة الأنصار في مقدمته وبعث خالد بن الوليد فيمن كان أسلم من قضاعة وبني‌ سليم وأمره أن يدخل من أسفل مكة و أن يغرز رايته دون البيوت وأمرهم رسول الله ص جميعا أن يكفوا أيديهم و لايقاتلوا إلا من قاتلهم وأمرهم بقتل أربعة نفر عبد الله بن سعد بن أبي سرح والحويرث بن نفيل و ابن خطل ومقيس بن صبابة وأمرهم بقتل قينتين كانتا تغنيان بهجاء رسول الله ص و قال اقتلوهم و إن وجدتموهم متعلقين بأستار الكعبة فقتل علي ع الحويرث بن نفيل وإحدي القينتين وأفلتت الأخري وقتل مقيس بن صبابة في السوق وأدرك ابن خطل و هومتعلق بأستار الكعبة فاستبق إليه سعيد بن حريث وعمار بن ياسر فسبق سعيد عمارا فقتله قال وسعي أبوسفيان إلي رسول الله ص وأخذ غرزه فقبله و قال بأبي‌ أنت وأمي‌ أ ماتسمع ما يقول سعد إنه يقول


اليوم يوم الملحمة   اليوم تسبي الحرمة

. فقال ص لعلي‌ ع أدركه فخذ الراية منه وكن أنت ألذي يدخل بها وأدخلها إدخالا رفيقا فأخذها علي ع وأدخلها كماأمر و لمادخل رسول الله ص مكة دخل صناديد قريش الكعبة وهم يظنون أن السيف لايرفع عنهم فَأَتَي رَسُولَ اللّهِص وَ وَقَفَ قَائِماً عَلَي بَابِ الكَعبَةِ فَقَالَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ أَنجَزَ وَعدَهُ وَ نَصَرَ عَبدَهُ وَ هَزَمَ الأَحزَابَ وَحدَهُ أَلَا إِنّ كُلّ مَالٍ وَ مَأثُرَةٍ


صفحه : 106

وَ دَمٍ يُدّعَي تَحتَ قدَمَيَ‌ّ هَاتَينِ إِلّا سَدَانَةَ الكَعبَةِ وَ سِقَايَةَ الحَاجّ فَإِنّهُمَا مَردُودَتَانِ إِلَي أَهلِيهِمَا أَلَا إِنّ مَكّةَ مُحَرّمَةٌ بِتَحرِيمِ اللّهِ لَم تَحِلّ لِأَحَدٍ كَانَ قبَليِ‌ وَ لَم تَحِلّ لِي إِلّا سَاعَةً مِن نَهَارٍ وَ هيِ‌َ مُحَرّمَةٌ إِلَي أَن تَقُومَ السّاعَةُ لَا يُختَلَي خَلَاهَا وَ لَا يُقطَعُ شَجَرُهَا وَ لَا يُنَفّرُ صَيدُهَا وَ لَا تَحِلّ لُقَطَتُهَا إِلّا لِمُنشِدٍ ثُمّ قَالَ أَلَا لَبِئسَ جِيرَانُ النّبِيّ كُنتُم لَقَد كَذّبتُم وَ طَرَدتُم وَ أَخرَجتُم وَ آذَيتُم ثُمّ مَا رَضِيتُم حَتّي جئِتمُوُنيِ‌ فِي بلِاَديِ‌ تقُاَتلِوُنيِ‌ اذهَبُوا فَأَنتُمُ الطّلَقَاءُ

فيخرج القوم فكأنما أنشروا من القبور ودخلوا في الإسلام و قد كان الله سبحانه أمكنه من رقابهم عنوة وكانوا له فيئا فلذلك سمي‌ أهل مكة الطلقاء وجاء ابن الزبعري‌ إلي رسول الله ص وأسلم و قال


يا رسول المليك إن لساني‌   راتق مافتقت إذ أنابور

إذ أباري‌ الشيطان في سنن الغي‌   و من مال ميله مبثور

آمن اللحم والعظام لربي‌   ثم نفسي‌ الشهيد أنت النذير.

وَ عَنِ ابنِ مَسعُودٍ قَالَ دَخَلَ النّبِيّص يَومَ الفَتحِ وَ حَولَ البَيتِ ثَلَاثُمِائَةٍ وَ سِتّونَ صَنَماً فَجَعَلَ يَطعَنُهَا بِعُودٍ فِي يَدِهِ وَ يَقُولُجاءَ الحَقّ وَ ما يبُد‌ِئُ الباطِلُ وَ ما يُعِيدُجاءَ الحَقّ وَ زَهَقَ الباطِلُ إِنّ الباطِلَ كانَ زَهُوقاً

وَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ لَمّا قَدِمَ النّبِيّص مَكّةَ أَبَي أَن يَدخُلَ البَيتَ وَ فِيهِ الآلِهَةُ فَأَمَرَ بِهَا فَأُخرِجَت فَأُخرِجَ صُورَةُ اِبرَاهِيمَ وَ إِسمَاعِيلَ وَ فِي أَيدِيهِمَا الأَزلَامُ فَقَالَص قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَمَا وَ اللّهِ لَقَد عَلِمُوا أَنّهُمَا لَم يَستَقسِمَا بِهَا قَطّ

.انتهي


صفحه : 107

كلام الطبرسي‌ رحمه الله . و قال عبدالحميد بن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة لماحبس العباس أباسفيان عندالجبل مرت به القبائل علي راياتها فكان أول من مر به خالد بن الوليد في بني‌ سليم وهم ألف لهم لواءان يحمل أحدهما العباس بن مرداس وآخر حفاف بن ندية وراية يحملها المقداد فقال أبوسفيان يا أباالفضل من هؤلاء قال بنو سليم وعليهم خالد بن الوليد قال الغلام قال نعم فلما حاذي خالد العباس و أباسفيان كبر ثلاثا وكبروا ثم مضوا ومر علي أثره الزبير بن العوام في خمسمائة منهم جماعة من المهاجرين وقوم من أفناء العرب ومعه راية سوداء فلما حاذاهما كبر ثلاثا وكبر أصحابه فقال من هذا قال هذاالزبير قال ابن أختك قال نعم ثم مرت بنو غفار في ثلاثمائة يحمل رايتهم أبوذر فلما حاذوهما كبروا ثلاثا قال يا أباالفضل من هؤلاء قال بنو غفار قال ما لي ولبني‌ غفار ثم مرت أسلم في أربعمائة يحمل لوائها بريدة بن الحصيب ولواء آخر مع ناجية بن الأعجم فلما حاذوه كبروا ثلاثا فسأل عنهم فقال هؤلاء أسلم فقال ما لي ولأسلم ما كان بيننا وبينهم ترة قط ثم مرت بنو كعب بن عمرو بن خزاعة في خمسمائة يحمل رايتهم بشر بن سفيان فقال من هؤلاء قال كعب بن عمرو قال نعم هؤلاء حلفاء محمد فلما حاذوه كبروا ثلاثا ثم مرت مزينة في ألف فيهاثلاثة ألوية مع النعمان بن مقرن وبلال بن الحارث و عبد الله بن عمرو فلما حاذوهما كبروا قال من هؤلاء قال مزينة قال ما لي ولمزينة قدجاءت تقعقع من شواهقها ثم مرت جهينة في ثمانمائة فيها


صفحه : 108

أربعة ألوية مع معبد بن خالد وسويد بن صخر ورافع بن مكتب و عبد الله بن بدر فلما حاذوه كبروا ثلاثا فسأل عنهم فقيل جهينة ثم مرت بنو كنانة بنو ليث وضمرة وسعد وبكر في مائتين يحمل لواءهم أبوواقد الليثي‌ فلما حاذوه كبروا ثلاثا فقال من هؤلاء قال بنو بكر قال نعم هل أهل سوء هؤلاء الذين غزانا محمدلأجلهم أما و الله ماشوورت فيهم و لاعلمته ولقد كنت له كارها حيث بلغني‌ ولكنه أمر حتم قال العباس لقد خار الله لك في غزو محمدإياكم دخلتم في الإسلام كافة ثم مرت أشجع وهم ثلاثمائة يحمل لواءهم معقل بن سنان ولواء آخر مع نعيم بن مسعود فكبروا قال من هؤلاء قال أشجع فقال هؤلاء كانوا أشد العرب علي محمد قال العباس نعم ولكن الله أدخل الإسلام قلوبهم و ذلك من فضل الله فسكت فقال أ مامر محمد بعد قال لا و لورأيت الكتيبة التي‌ هو فيهالرأيت الحديد والخيل والرجال و ما ليس لأحد به طاقة فلما طلعت كتيبة رسول الله ص الخضراء طلع سواد شديد وغبرة من سنابك الخيل وجعل الناس يمرون كل ذلك يقول أ مامر محمدفيقول العباس لا حتي مر رسول الله ص يسير علي ناقته القصواء بين أبي بكر وأسيد بن حضير و هويحدثهما فقال له العباس هذا رسول الله ص في كتيبته الخضراء فانظر قال و كان في تلك الكتيبة وجوه المهاجرين والأنصار و فيهاالألوية والرايات وكلهم منغمسون في الحديد لايري منهم إلاالحدق و كان في الكتيبة


صفحه : 109

ألفا درع وراية رسول الله ص مع سعد بن عبادة و هوأمام الكتيبة فلما حاذاهما سعد نادي يا أباسفيان


اليوم يوم الملحمة   اليوم تستحل الحرمة

اليوم أذل الله قريشا فلما حاذاهما رسول الله ص ناداه أبوسفيان يا رسول الله أمرت بقتل قومك إن سعدا قال كذا وإني‌ أنشد الله في قومك فأنت أبر الناس وأرحم الناس وأوصل الناس فقال عثمان و عبدالرحمن بن عوف يا رسول الله إنا لانأمن سعدا أن يكون منه في قريش صولة فوقف النبي ص وناداه يا أباسفيان بل اليوم يوم الرحمة اليوم أعز الله قريشا وأرسل إلي سعد فعزله عن اللواء.بيان الرفد بالكسر العطاء والإرفاد الإعانة والحلف بالكسر العهد بين القوم والحليف والأتلد الأقدم و في بعض الكتب بعد قوله ميثاقك المؤكدا


وزعموا أن لست تدعو أحدا   فانصر هداك الله نصرا أيدا

وادع عباد الله يأنوا مددا   فيهم رسول الله قدتجردا

أبيض كالبدر ينمي‌ أبدا   إن سيم خسفا وجهه تربدا

. قوله أيدا أي قويا ينمي‌ يرتفع ويزداد وسامه خسفا أورد عليه ذلا تربد تغير و في القاموس نيق العقاب بالكسر موضع بين الحرمين و في النهاية في حديث الفتح قال للعباس احبس أباسفيان عندحطم الجبل هكذا جاءت في كتاب أبي موسي و قال حطم الجبل الموضع ألذي حطم منه أي ثلم فبقي‌ منقطعا قال ويحتمل أن يريد عندمضيق الجبل حيث يزحم بعضهم بعضا


صفحه : 110

ورواه أبونصر الحميدي‌ في كتابه بالخاء المعجمة وفسرها في غريبه فقال الخطم والخطمة رعن الجبل و هوالأنف النادر منه و ألذي جاء في كتاب البخاري‌ و هو ألذي أخرج الحديث فيما قرأناه ورأيناه من نسخ كتابه عندحطم الخيل هكذا مضبوطا فإن صحت الرواية به و لم يكن تحريفا من الكتبة فيكون معناه و الله أعلم أنه يحبسه في الموضع المتضايق ألذي يتحطم فيه الخيل أي يدوس بعضها بعضا ويزحم بعضها بعضا فيراها جميعها وتكثر في عينه بمرورها في ذلك الموضع الضيق وكذلك أراد بحبسه عندخطم الجبل علي ماشرحه الحميدي‌ فإن الأنف النادر من الجبل يضيق الموضع ألذي يخرج فيه . و قال مر رسول الله ص في كتيبته الخضراء كتيبة خضراء إذاغلب عليها لبس الحديد شبه سواده بالخضرة والعرب تطلق الخضرة علي السواد و قال مآثر العرب مكارمها ومفاخرها التي‌ تؤثر عنها أي تروي وتذكر تحت قدمي‌ هاتين أراد خفاءها وإعدامها وإذلال أمر الجاهلية ونقض سنتها و قال الخلي مقصورا النبات الرقيق مادام رطبا واختلاؤه قطعه انتهي . والبور بالضم الهالك يستوي‌ فيه الواحد والكثير والمذكر والمؤنث والمباراة المجاراة والمسابقة والثبور الهلاك والويل والإهلاك

1- أَقُولُ رَوَي السّيّدُ فِي سَعدِ السّعُودِ مِن تَفسِيرِ الكلَبيِ‌ّ أَنّ رَسُولَ اللّهِص لَمّا فَتَحَ مَكّةَ وَجَدَ فِي الحِجرِ أَصنَاماً مَصفُوفَةً حَولَهُ ثَلَاثُمِائَةٍ وَ سِتّينَ صَنَماً صَنَمُ كُلّ قَومٍ بِحِيَالِهِم وَ مَعَهُ مِخصَرَةٌ بِيَدِهِ فَجَعَلَ يأَتيِ‌ الصّنَمَ فَيَطعَنُ فِي عَينِهِ أَو فِي بَطنِهِ ثُمّ يَقُولُجاءَ الحَقّ يَقُولُ ظَهَرَ الإِسلَامُوَ زَهَقَ الباطِلُ يَقُولُ وَ هَلَكَ الشّركُ وَ أَهلُهُ وَ الشّيطَانُ وَ أَهلُهُإِنّ الباطِلَ كانَ زَهُوقاً يَقُولُ هَالِكاً فَجَعَلَ الصّنَمُ يَنكَبّ لِوَجهِهِ إِذَا قَالَ رَسُولُ اللّهِص ذَلِكَ فَجَعَلَ أَهلُ مَكّةَ يَتَعَجّبُونَ وَ يَقُولُونَ فِيمَا بَينَهُم مَا رَأَينَا رَجُلًا أَسحَرَ مِن مُحَمّدٍ


صفحه : 111

2- كِتَابُ صِفَاتِ الشّيعَةِ،لِلصّدُوقِ رَحِمَهُ اللّهُ عَنِ الحمِيرَيِ‌ّ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ ابنِ رِئَابٍ عَن أَبِي عُبَيدَةَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ لَمّا فَتَحَ رَسُولُ اللّهِص مَكّةَ قَامَ عَلَي الصّفَا فَقَالَ يَا بنَيِ‌ هَاشِمٍ يَا بنَيِ‌ عَبدِ المُطّلِبِ إنِيّ‌ رَسُولُ اللّهِ إِلَيكُم وَ إنِيّ‌ شَفِيقٌ عَلَيكُم لَا تَقُولُوا إِنّ مُحَمّداً مِنّا فَوَ اللّهِ مَا أوَليِاَئيِ‌ مِنكُم وَ لَا مِن غَيرِكُم إِلّا المُتّقُونَ فَلَا أَعرِفُكُم تأَتوُنيِ‌ يَومَ القِيَامَةِ تَحمِلُونَ الدّنيَا عَلَي رِقَابِكُم وَ يأَتيِ‌ النّاسُ يَحمِلُونَ الآخِرَةَ أَلَا وَ إنِيّ‌ قَد أَعذَرتُ فِيمَا بيَنيِ‌ وَ بَينَكُم وَ فِيمَا بَينَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ بَينَكُم وَ إِنّلِي عمَلَيِ‌ وَ لَكُم عَمَلُكُم

3- د،[العدد القوية] فِي يَومِ العِشرِينَ مِن رَمَضَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ مِنَ الهِجرَةِ كَانَ فَتحُ مَكّةَ

4- ب ،[قرب الإسناد] أَبُو البخَترَيِ‌ّ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ دَخَلَ رَسُولُ اللّهِص البَيتَ يَومَ الفَتحِ فَرَأَي فِيهِ صُورَتَينِ فَدَعَا بِثَوبٍ فَبَلّهُ فِي مَاءٍ ثُمّ مَحَاهُمَا قَالَ ثُمّ أَمَرَ رَسُولُ اللّهِص بِقَتلِ عَبدِ اللّهِ بنِ أَبِي سَرحٍ وَ إِن وُجِدَ فِي جَوفِ البَيتِ وَ بِقَتلِ عَبدِ اللّهِ بنِ خَطَلٍ وَ قَتلِ مِقيَسِ بنِ صُبَابَةَ وَ بِقَتلِ قرسا[فَرتَنَا] وَ أُمّ سَارَةَ قَالَ وَ كَانَتَا قَينَتَينِ تَزنِيَانِ وَ تُغَنّيَانِ بِهِجَاءِ النّبِيّص وَ تُحَضّضَانِ يَومَ أُحُدٍ عَلَي رَسُولِ اللّهِص


صفحه : 112

5- فس ،[تفسير القمي‌] يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لا تَتّخِذُوا عدَوُيّ‌ وَ عَدُوّكُم أَولِياءَ تُلقُونَ إِلَيهِم بِالمَوَدّةِنَزَلَت فِي حَاطِبِ بنِ أَبِي بَلتَعَةَ وَ لَفظُ الآيَةِ عَامّ وَ مَعنَاهُ خَاصّ وَ كَانَ سَبَبُ ذَلِكَ أَنّ حَاطِبَ بنَ أَبِي بَلتَعَةَ كَانَ قَد أَسلَمَ وَ هَاجَرَ إِلَي المَدِينَةِ وَ كَانَ عِيَالُهُ بِمَكّةَ وَ كَانَت قُرَيشٌ يَخَافُ[تَخَافُ] أَن يَغزُوَهُم رَسُولُ اللّهِص فَصَارُوا إِلَي عِيَالِ حَاطِبٍ وَ سَأَلُوهُم أَن يَكتُبُوا إِلَي حَاطِبٍ يَسأَلُوهُ عَن خَبَرِ مُحَمّدٍص هَل يُرِيدُ أَن يَغزُوَ مَكّةَ فَكَتَبُوا إِلَي حَاطِبٍ يَسأَلُونَهُ عَن ذَلِكَ فَكَتَبَ إِلَيهِم حَاطِبٌ أَنّ رَسُولَ اللّهِص يُرِيدُ ذَلِكَ وَ دَفَعَ الكِتَابَ إِلَي امرَأَةٍ تُسَمّي صَفِيّةَ فَوَضَعَتهُ فِي قُرُونِهَا وَ مَرّت فَنَزَلَ جَبرَئِيلُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص فَأَخبَرَهُ بِذَلِكَ فَبَعَثَ رَسُولُ اللّهِص أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع وَ الزّبَيرَ بنَ العَوّامِ فِي طَلَبِهَا فَلَحِقَاهَا فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع أَينَ الكِتَابُ فَقَالَت مَا معَيِ‌ شَيءٌ فَفَتّشَاهَا فَلَم يَجِدَا مَعَهَا شَيئاً فَقَالَ الزّبَيرُ مَا نَرَي مَعَهَا شَيئاً فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ اللّهِ مَا كَذَبَنَا رَسُولُ اللّهِص وَ لَا كَذَبَ رَسُولُ اللّهِص عَلَي جَبرَئِيلَ ع وَ لَا كَذَبَ جَبرَئِيلُ ع عَلَي اللّهِ جَلّ ثَنَاؤُهُ وَ اللّهِ لَتُظهِرَنّ الكِتَابَ أَو لَأُورِدَنّ رَأسَكِ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَت تَنَحّيَا حَتّي أُخرِجَهُ فَأَخرَجَتِ الكِتَابَ مِن قُرُونِهَا فَأَخَذَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ جَاءَ بِهِ إِلَي رَسُولِ اللّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ يَا حَاطِبُ مَا هَذَا فَقَالَ حَاطِبٌ وَ اللّهِ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا نَافَقتُ وَ لَا غَيّرتُ وَ لَا بَدّلتُ وَ إنِيّ‌ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّكَ رَسُولُ اللّهِ حَقّاً وَ لَكِن أهَليِ‌ وَ عيِاَليِ‌ كَتَبُوا إلِيَ‌ّ بِحُسنِ صَنِيعِ قُرَيشٍ إِلَيهِم فَأَحبَبتُ أَن أجُاَزيِ‌َ قُرَيشاً بِحُسنِ مُعَاشَرَتِهِم فَأَنزَلَ اللّهُ جَلّ ثَنَاؤُهُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لا تَتّخِذُوا عدَوُيّ‌ وَ عَدُوّكُم أَولِياءَ تُلقُونَ إِلَيهِم بِالمَوَدّةِ إِلَي قَولِهِلَن تَنفَعَكُم أَرحامُكُم وَ لا أَولادُكُم يَومَ القِيامَةِ يَفصِلُ بَينَكُم وَ اللّهُ بِما تَعمَلُونَ بَصِيرٌ


صفحه : 113

أقول قدأوردنا نحوه بأسانيد في كتاب أحوال أمير المؤمنين ع في باب تنمره في ذات الله .روي في كشف الغمة عن الواحدي‌ أنه ذكر في أسباب نزول القرآن نحوا من ذلك . وروي في الخرائج نحوه بأدني تغيير فتركناها حذرا من زيادة التكرار

6- فس ،[تفسير القمي‌] يا أَيّهَا النّبِيّ إِذا جاءَكَ المُؤمِناتُ يُبايِعنَكَ إِلَي قَولِهِ تَعَالَيإِنّ اللّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌفَإِنّهَا نَزَلَت فِي يَومِ فَتحِ مَكّةَ وَ ذَلِكَ أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَعَدَ فِي المَسجِدِ يُبَايِعُ الرّجَالَ إِلَي صَلَاةِ الظّهرِ وَ العَصرِ ثُمّ قَعَدَ لِبَيعَةِ النّسَاءِ وَ أَخَذَ قَدَحاً مِن مَاءٍ فَأَدخَلَ يَدَهُ فِيهِ ثُمّ قَالَ لِلنّسَاءِ مَن أَرَادَ أَن تُبَايِعَ فَلتُدخِل يَدَهَا فِي القَدَحِ فإَنِيّ‌ لَا أُصَافِحُ النّسَاءَ ثُمّ قَرَأَ عَلَيهِنّ مَا أَنزَلَ اللّهُ مِن شُرُوطِ البَيعَةِ عَلَيهِنّ فَقَالَعَلي أَن لا يُشرِكنَ بِاللّهِ شَيئاً وَ لا يَسرِقنَ وَ لا يَزنِينَ وَ لا يَقتُلنَ أَولادَهُنّ وَ لا يَأتِينَ بِبُهتانٍ يَفتَرِينَهُ بَينَ أَيدِيهِنّ وَ أَرجُلِهِنّ وَ لا يَعصِينَكَ فِي مَعرُوفٍ فَبايِعهُنّفَقَامَت أُمّ حَكِيمٍ بِنتُ الحَارِثِ بنِ عَبدِ المُطّلِبِ فَقَالَت يَا رَسُولَ اللّهِ مَا هَذَا المَعرُوفُ ألّذِي أَمَرَنَا اللّهُ أَن لَا نَعصِيَكَ فِيهِ فَقَالَ أَلّا تَخمِشنَ وَجهاً وَ لَا تَلطِمنَ خَدّاً وَ لَا تَنتِفنَ شَعراً وَ لَا تَمزِقنَ جَيباً وَ لَا تُسَوّدنَ ثَوباً وَ لَا تَدعُونَ بِالوَيلِ وَ الثّبُورِ وَ لَا تُقِمنَ عِندَ قَبرٍ فَبَايَعَهُنّص عَلَي هَذِهِ الشّرُوطِ


صفحه : 114

7- فس ،[تفسير القمي‌] وَ قُل رَبّ أدَخلِنيِ‌ مُدخَلَ صِدقٍ وَ أخَرجِنيِ‌ مُخرَجَ صِدقٍ وَ اجعَل لِي مِن لَدُنكَ سُلطاناً نَصِيراًفَإِنّهَا نَزَلَت يَومَ فَتحِ مَكّةَ لَمّا أَرَادَ رَسُولُ اللّهِص دُخُولَهَا أَنزَلَ اللّهُوَ قُل يَا مُحَمّدُرَبّ أدَخلِنيِ‌ مُدخَلَ صِدقٍ وَ أخَرجِنيِ‌ مُخرَجَ صِدقٍ وَ اجعَل لِي مِن لَدُنكَ سُلطاناً نَصِيراً أَي مُعِيناًوَ قُل جاءَ الحَقّ وَ زَهَقَ الباطِلُ إِنّ الباطِلَ كانَ زَهُوقاًفَارتَجّت مَكّةُ مِن قَولِ أَصحَابِ رَسُولِ اللّهِص جاءَ الحَقّ وَ زَهَقَ الباطِلُ إِنّ الباطِلَ كانَ زَهُوقاً

8-فس ،[تفسير القمي‌]وَ قالُوا لَن نُؤمِنَ لَكَ حَتّي تَفجُرَ لَنا مِنَ الأَرضِ يَنبُوعاًفَإِنّهَا نَزَلَت فِي عَبدِ اللّهِ بنِ أَبِي أُمَيّةَ أَخِ أُمّ سَلَمَةَ رَحمَةُ اللّهِ عَلَيهَا وَ ذَلِكَ أَنّهُ قَالَ هَذَا لِرَسُولِ اللّهِص بِمَكّةَ قَبلَ الهِجرَةِ فَلَمّا خَرَجَ رَسُولُ اللّهِص إِلَي فَتحِ مَكّةَ استَقبَلَ عَبدُ اللّهِ بنُ أَبِي أُمَيّةَ فَسَلّمَ عَلَي رَسُولِ اللّهِص فَلَم يَرُدّ عَلَيهِ السّلَامَ فَأَعرَضَ عَنهُ وَ لَم يُجِبهُ بشِيَ‌ءٍ وَ كَانَت أُختُهُ أُمّ سَلَمَةَ مَعَ رَسُولِ اللّهِص فَدَخَلَ إِلَيهَا فَقَالَ يَا أخُتيِ‌ إِنّ رَسُولَ اللّهِص قَد قَبِلَ إِسلَامَ النّاسِ كُلّهِم وَ رَدّ إسِلاَميِ‌ فَلَيسَ يقَبلَنُيِ‌ كَمَا قَبِلَ غيَريِ‌ فَلَمّا دَخَلَ رَسُولُ اللّهِص عَلَي أُمّ سَلَمَةَ قَالَت بأِبَيِ‌ أَنتَ وَ أمُيّ‌ يَا رَسُولَ اللّهِ سَعِدَ بِكَ جَمِيعُ النّاسِ إِلّا أخَيِ‌ مِن بَينِ قُرَيشٍ وَ العَرَبِ رَدَدتَ إِسلَامَهُ وَ قَبِلتَ إِسلَامَ النّاسِ كُلّهِم فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا أُمّ سَلَمَةَ إِنّ أَخَاكِ كذَبّنَيِ‌ تَكذِيباً لَم يكُذَبّنيِ‌ أَحَدٌ مِنَ النّاسِ هُوَ ألّذِي قَالَ لِيلَن نُؤمِنَ لَكَ حَتّي تَفجُرَ لَنا مِنَ الأَرضِ يَنبُوعاً إِلَي قَولِهِكِتاباً نَقرَؤُهُقَالَت أُمّ سَلَمَةَ بأِبَيِ‌ أَنتَ وَ أمُيّ‌ يَا رَسُولَ اللّهِ أَ لَم تَقُل إِنّ الإِسلَامَ يَجُبّ مَا كَانَ قَبلَهُ قَالَ نَعَم


صفحه : 115

فَقَبِلَ رَسُولُ اللّهِص إِسلَامَهُ

بيان قال الجزري‌ فيه الإسلام يجب ماقبله والتوبة تجب ماقبلها أي يقطعان ويمحوان ما كان قبلهما من الكفر والمعاصي‌ والذنوب

9- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] أَبُو الفَتحِ هِلَالُ بنُ مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ عَلِيّ الدعّبلِيِ‌ّ عَن أَبِي عَلِيّ بنِ عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَلِيّ بنِ رَزِينٍ عَن أَبِيهِ رَزِينِ بنِ عُثمَانَ عَن أَبِيهِ عُثمَانَ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ عَن أَبِيهِ عَبدِ الرّحمَنِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ عَبدِ اللّهِ بنِ بُدَيلِ بنِ وَرقَاءَ قَالَ سَمِعتُ أَبِي بُدَيلَ بنَ وَرقَاءَ الخزُاَعيِ‌ّ يَقُولُ لَمّا كَانَ يَومُ الفَتحِ وقَفّنَيِ‌ العَبّاسُ بَينَ يدَيَ‌ رَسُولِ اللّهِص قَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ هَذَا يَومٌ قَد شَرّفتَ فِيهِ قَوماً فَمَا بَالُ خَالِكَ بُدَيلِ بنِ وَرقَاءَ وَ هُوَ قَعِيدُ حَيّهِ قَالَ النّبِيّص احسِر عَن حَاجِبَيكَ يَا بُدَيلُ فَحَسَرتُ عَنهُمَا وَ حَدَرتُ لثِاَميِ‌ فَرَأَي سَوَاداً بعِاَرضِيِ‌ فَقَالَ كَم سِنُوكَ يَا بُدَيلُ فَقُلتُ سَبعٌ وَ تِسعُونَ يَا رَسُولَ اللّهِ فَتَبَسّمَ النّبِيّص وَ قَالَ زَادَكَ اللّهُ جَمَالًا وَ سَوَاداً وَ أَمتَعَكَ وَ وُلدَكَ لَكِن رَسُولُ اللّهِص قَد نَيّفَ عَلَي السّتّينَ وَ قَد أَسرَعَ الشّيبُ فِيهِ اركَب جَمَلَكَ هَذَا الأَورَقَ وَ نَادِ فِي النّاسِ إِنّهَا أَيّامُ أَكلٍ وَ شَربٍ وَ كُنتُ جَهِيراً فرَأَيَتنُيِ‌ بَينَ خِيَامِهِم وَ أَنَا أَقُولُ أَنَا رَسُولُ رَسُولِ اللّهِص يَقُولُ لَكُم إِنّهَا أَيّامُ أَكلٍ وَ شَربٍ وَ هيِ‌َ لُغَةُ خُزَاعَةَ يعَنيِ‌ الِاجتِمَاعَ وَ مِن هَاهُنَا قَرَأَ أَبُو عَمرٍو فَشَارِبُونَ شَربَ الهِيمِ

بيان و هوقعيد حيه أي قاعد في قبيلته يجالسهم و لاينهض لأمر قال الجوهري‌ القعيد المقاعد والجراد ألذي لم يستو جناحه بعد و قال قال الأصمعي‌ الأورق من الإبل ألذي في لونه بياض إلي سواد. قوله يعني‌ الاجتماع لم أعرف لهذا الكلام معني ولعله سقط قوله وبعال كما في سائر الروايات والاجتماع تفسير له لكن قوله و من هاهنا قرأ يدل


صفحه : 116

علي أنه تفسير للشرب و لم أر الشرب بهذا المعني و أماالقراءة فلم أعثر إلا علي قراءةشُربَبالضم مصدرا وبالفتح جمع شارب ثم المشهور أن هذاالنداء كان في حجة الوداع لاعام الفتح قال الجزري‌ في حديث التشريق إنها أيام أكل وشرب وبعال البعال النكاح وملاعبة الرجل أهله والمباعلة المباشرة

10- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] ابنُ الصّلتِ عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن عَبدِ المَلِكِ الطّحّانِ عَن هَارُونَ بنِ عِيسَي عَن عَبدِ اللّهِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع أَنّ رَسُولَ اللّهِص سَافَرَ إِلَي بَدرٍ فِي شَهرِ رَمَضَانَ وَ افتَتَحَ مَكّةَ فِي شَهرِ رَمَضَانَ

11- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] ابنُ الصّلتِ عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَنِ الحَسَنِ بنِ القَاسِمِ عَن ثَبِيرِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن سُلَيمَانَ بنِ بِلَالٍ عَنِ الرّضَا ع قَالَ دَخَلَ رَسُولُ اللّهِص يَومَ فَتحِ مَكّةَ وَ الأَصنَامُ حَولَ الكَعبَةِ وَ كَانَت ثَلَاثَمِائَةٍ وَ سِتّينَ صَنَماً فَجَعَلَ يَطعَنُهَا بِمِخصَرَةٍ فِي يَدِهِ وَ يَقُولُجاءَ الحَقّ وَ زَهَقَ الباطِلُ إِنّ الباطِلَ كانَ زَهُوقاًجاءَ الحَقّ وَ ما يبُد‌ِئُ الباطِلُ وَ ما يُعِيدُفَجَعَلَت تَكُبّ لِوَجهِهَا

12-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]تَفسِيرُ الثعّلبَيِ‌ّ وَ القشُيَريِ‌ّ وَ الواَحدِيِ‌ّ وَ القزَويِنيِ‌ّ وَ معَاَنيِ‌ الزّجّاجِ وَ مُسنَدُ الموَصلِيِ‌ّ وَ أَسبَابُ نُزُولِ القُرآنِ عَنِ الواَحدِيِ‌ّ أَنّهُ لَمّا دَخَلَ النّبِيّص مَكّةَ يَومَ الفَتحِ غَلَقَ عُثمَانُ بنُ أَبِي طَلحَةَ العبَديِ‌ّ بَابَ البَيتِ وَ صَعِدَ السّطحَ فَطَلَبَ النّبِيّص المِفتَاحَ مِنهُ فَقَالَ لَو عَلِمتُ أَنّهُ رَسُولُ اللّهِ لَم أَمنَعهُ فَصَعِدَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع السّطحَ وَ لَوَي يَدَهُ وَ أَخَذَ المِفتَاحَ مِنهُ وَ فَتَحَ البَابَ فَدَخَلَ النّبِيّص البَيتَ فَصَلّي فِيهِ رَكعَتَينِ فَلَمّا خَرَجَ سَأَلَهُ العَبّاسُ أَن يُعطِيَهُ المِفتَاحَ


صفحه : 117

فَنَزَلَإِنّ اللّهَ يَأمُرُكُم أَن تُؤَدّوا الأَماناتِ إِلي أَهلِهافَأَمَرَ النّبِيّص أَن يَرُدّ المِفتَاحَ إِلَي عُثمَانَ وَ يَعتَذِرَ إِلَيهِ فَقَالَ لَهُ عُثمَانُ يَا عَلِيّ أَكرَهتَ وَ أديت [آذَيتَ] ثُمّ جِئتَ بِرِفقٍ قَالَ لَقَد أَنزَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِي شَأنِكَ وَ قَرَأَ عَلَيهِ الآيَةَ فَأَسلَمَ عُثمَانُ فَأَقَرّهُ النّبِيّص فِي يَدِهِ

13- ل ،[الخصال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ الأصَفهَاَنيِ‌ّ عَنِ المنِقرَيِ‌ّ عَن حَفصٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع عَن أَبِيهِ قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص يَومَ فَتحِ مَكّةَ لَم يَسبِ لِأَهلِهَا ذُرّيّةً وَ قَالَ مَن أَغلَقَ بَابَهُ وَ أَلقَي سِلَاحَهُ أَو دَخَلَ دَارَ أَبِي سُفيَانَ فَهُوَ آمِنٌ الخَبَرَ

14- ف ،[تحف العقول ] عَن أَبِي جَعفَرٍ الثاّنيِ‌ ع قَالَ كَانَت مُبَايَعَةُ رَسُولِ اللّهِص النّسَاءَ أَن يَغمِسَ يَدَهُ فِي إِنَاءٍ فِيهِ مَاءٌ ثُمّ يُخرِجَهَا فَتَغمِسَ النّسَاءُ أَيدِيَهُنّ فِي ذَلِكَ الإِنَاءِ بِالإِقرَارِ وَ الإِيمَانِ بِاللّهِ وَ التّصدِيقِ بِرَسُولِهِ عَلَي مَا أَخَذَ عَلَيهِنّ

15- شا،[الإرشاد]يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ كَانَ فِي المَسجِدِ ثَلَاثُمِائَةٍ وَ سِتّونَ صَنَماً وَ قَالَ بَعضُهَا فِيمَا يَزعُمُونَ مَشدُودٌ بِبَعضِهَا بِالرّصَاصِ فَأَخَذَ رَسُولُ اللّهِص كَفّاً مِن حَصًي فَرَمَاهَا فِي عَامِ الفَتحِ ثُمّ قَالَجاءَ الحَقّ وَ زَهَقَ الباطِلُ إِنّ الباطِلَ كانَ زَهُوقاًفَمَا بقَيِ‌َ فِيهَا صَنَمٌ إِلّا خَرّ لِوَجهِهِ فَأَمَرَ بِهَا فَأُخرِجَت مِنَ المَسجِدِ فَطُرِحَت فَكُسِرَت


صفحه : 118

16- يج ،[الخرائج والجرائح ] فَلَمّا دَخَلَ وَقتُ صَلَاةِ الظّهرِ أَمَرَ رَسُولُ اللّهِص بِلَالًا فَصَعِدَ عَلَي الكَعبَةِ فَقَالَ عِكرِمَةُ أَكرَهُ أَن أَسمَعَ صَوتَ أَبِي رَبَاحٍ يَنهَقُ عَلَي الكَعبَةِ وَ حَمِدَ خَالِدُ بنُ أَسِيدٍ أَنّ أَبَا عَتّابٍ توُفُيّ‌َ وَ لَم يَرَ ذَلِكَ وَ قَالَ أَبُو سُفيَانَ لَا أَقُولُ شَيئاً لَو نَطَقتُ لَظَنَنتُ أَنّ هَذِهِ الجُدُرَ سَتُخبِرُ بِهِ مُحَمّداً فَبَعَثَ إِلَيهِمُ النّبِيّص فأَتُيِ‌َ بِهِم فَقَالَ عَتّابٌ نَستَغفِرُ اللّهَ وَ نَتُوبُ إِلَيهِ قَد وَ اللّهِ يَا رَسُولَ اللّهِ قُلنَا فَأَسلَمَ وَ حَسُنَ إِسلَامُهُ فَوَلّاهُ رَسُولُ اللّهِص مَكّةَ

17-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّ النّبِيّص خَرَجَ قَاصِداً مَكّةَ فِي عَشَرَةِ آلَافٍ مِنَ المُسلِمِينَ فَلَم يَشعُر أَهلُ مَكّةَ حَتّي نَزَلَ تَحتَ العَقَبَةِ وَ كَانَ أَبُو سُفيَانَ وَ عِكرِمَةُ بنُ أَبِي جَهلٍ خَرَجَا إِلَي العَقَبَةِ يَتَجَسّسَانِ خَبَراً وَ نَظَرَا إِلَي النّيرَانِ فَاستَعظَمَا فَلَمّا يَعلَمَا لِمَنِ النّيرَانُ وَ كَانَ العَبّاسُ قَد خَرَجَ مِن مَكّةَ مُستَقبِلًا إِلَي المَدِينَةِ فَرَدّهُ رَسُولُ اللّهِص مَعَهُ وَ الصّحِيحُ أَنّهُ مُنذُ يَومِ بَدرٍ كَانَ بِالمَدِينَةِ فَلَمّا نَزَلَ تَحتَ العَقَبَةِ رَكِبَ العَبّاسُ بَغلَةَ رَسُولِ اللّهِص وَ صَارَ إِلَي العَقَبَةِ طَمَعاً أَن يَجِدَ مِن أَهلِ مَكّةَ مَن يُنذِرُهُم إِذ سَمِعَ كَلَامَ أَبِي سُفيَانَ يَقُولُ لِعِكرِمَةَ مَا هَذِهِ النّيرَانُ فَقَالَ العَبّاسُ يَا أَبَا سُفيَانَ نَعَم هَذَا رَسُولُ اللّهِ قَالَ أَبُو سُفيَانَ مَا تَرَي أَن أَصنَعَ قَالَ تَركَبُ خلَفيِ‌ فَأَصِيرُ بِكَ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَآخُذُ لَكَ الأَمَانَ قَالَ وَ تَرَاهُ يؤُمنِنُيِ‌ قَالَ نَعَم فَإِنّهُ إِذَا سَأَلتُهُ شَيئاً لَم يرَدُنّيِ‌ فَرَكِبَ أَبُو سُفيَانَ خَلفَهُ فَانصَرَفَ عِكرِمَةُ إِلَي مَكّةَ فَصَارَ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ العَبّاسُ هَذَا أَبُو سُفيَانَ صَارَ معَيِ‌ إِلَيكَ فَتُؤمِنُهُ بسِبَبَيِ‌ فَقَالَص أَسلِم تَسلَم يَا أَبَا سُفيَانَ فَقَالَ يَا أَبَا القَاسِمِ مَا أَكرَمَكَ وَ أَحلَمَكَ قَالَ أَسلِم تَسلَم قَالَ مَا أَكرَمَكَ وَ أَحلَمَكَ قَالَ أَسلِم تَسلَم فَوَكَزَهُ العَبّاسُ وَ قَالَ وَيلَكَ إِن قَالَهَا الرّابِعَةَ وَ لَم تُسلِم قَتَلَكَ فَقَالَص خُذهُ يَا عَمّ إِلَي خَيمَتِكَ وَ كَانَت قَرِيبَةً فَلَمّا جَلَسَ فِي الخَيمَةِ نَدِمَ عَلَي مَجِيئِهِ مَعَ العَبّاسِ وَ قَالَ فِي نَفسِهِ مَن فَعَلَ بِنَفسِهِ مِثلَ مَا فَعَلتُ أَنَا جِئتُ فَأَعطَيتُ بيِدَيِ‌ وَ لَو كُنتُ انصَرَفتُ


صفحه : 119

إِلَي مَكّةَ فَجَمَعتُ الأَحَابِيشَ وَ غَيرَهُم فلَعَلَيّ‌ كُنتُ أَهزِمُهُ فَنَادَاهُ رَسُولُ اللّهِ مِن خَيمَتِهِ فَقَالَ إِذاً كَانَ اللّهُ يُخزِيكَ فَجَاءَهُ العَبّاسُ فَقَالَ يُرِيدُ أَبُو سُفيَانَ أَن يَجِيئَكَ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ هَاتِهِ فَلَمّا دَخَلَ قَالَ أَ لَم يَأنِ أَن تُسلِمَ فَقَالَ لَهُ العَبّاسُ قُل وَ إِلّا فَيَقتُلُكَ قَالَ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّكَ رَسُولُ اللّهِ فَضَحِكَص فَقَالَ رُدّهُ إِلَي عِندِكَ فَقَالَ العَبّاسُ إِنّ أَبَا سُفيَانَ يُحِبّ الشّرَفَ فَشَرّفهُ فَقَالَ مَن دَخَلَ دَارَهُ فَهُوَ آمِنٌ وَ مَن أَلقَي سِلَاحَهُ فَهُوَ آمِنٌ فَلَمّا صَلّي بِالنّاسِ الغَدَاةَ فَقَالَ لِلعَبّاسِ خُذهُ إِلَي رَأسِ العَقَبَةِ فَأَقعِدهُ هُنَاكَ لِيَرَاهُ النّاسُ جُنُودُ اللّهِ وَ يَرَاهَا فَقَالَ أَبُو سُفيَانٍ مَا أَعظَمَ مُلكَ ابنِ أَخِيكَ قَالَ العَبّاسُ يَا أَبَا سُفيَانَ هيِ‌َ نُبُوّةٌ قَالَ نَعَم ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص تَقَدّم إِلَي مَكّةَ فَأَعلِمهُم بِالأَمَانِ فَلَمّا دَخَلَهَا قَالَت هِندٌ اقتُلُوا هَذَا الشّيخَ الضّالّ فَدَخَلَ النّبِيّص مَكّةَ وَ كَانَ وَقتُ الظّهرِ فَأَمَرَ بِلَالًا فَصَعِدَ عَلَي ظَهرِ الكَعبَةِ فَأَذّنَ فَمَا بقَيِ‌َ صَنَمٌ بِمَكّةَ إِلّا سَقَطَ عَلَي وَجهِهِ فَلَمّا سَمِعَ وُجُوهُ قُرَيشٍ الأَذَانَ قَالَ بَعضُهُم فِي نَفسِهِ الدّخُولُ فِي بَطنِ الأَرضِ خَيرٌ مِن سَمَاعِ هَذَا وَ قَالَ آخَرُ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي لَم يَعِش واَلدِيِ‌ إِلَي هَذَا اليَومِ فَقَالَ النّبِيّص يَا فُلَانُ قَد قُلتَ فِي نَفسِكَ كَذَا وَ يَا فُلَانُ قُلتَ فِي نَفسِكَ كَذَا فَقَالَ أَبُو سُفيَانَ أَنتَ تَعلَمُ أنَيّ‌ لَم أَقُل شَيئاً قَالَ أللّهُمّ اهدِ قوَميِ‌ فَإِنّهُم لَا يَعلَمُونَ

18-شا،[الإرشاد] مِن مَنَاقِبِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أَنّ النّبِيّص لَمّا أَرَادَ فَتحَ مَكّةَ سَأَلَ اللّهَ جَلّ اسمُهُ أَن يعُميِ‌َ أَخبَارَهُ عَلَي قُرَيشٍ لِيَدخُلَهَا بَغتَةً وَ كَانَص قَد بَنَي الأَمرَ فِي مَسِيرِهِ إِلَيهَا عَلَي الِاستِسرَارِ بِذَلِكَ فَكَتَبَ حَاطِبُ بنُ أَبِي بَلتَعَةَ إِلَي أَهلِ مَكّةَ يُخبِرُهُم بِعَزِيمَةِ رَسُولِ اللّهِص عَلَي فَتحِهَا وَ أَعطَي الكِتَابَ امرَأَةً سَودَاءَ كَانَت وَرَدَتِ المَدِينَةَ تَستَمِيحُ النّاسَ وَ تَستَبِرّهُم وَ جَعَلَ لَهَا جُعلًا أَن تُوصِلَهُ إِلَي قَومٍ سَمّاهُم لَهَا


صفحه : 120

مِن أَهلِ مَكّةَ وَ أَمَرَهَا أَن تَأخُذَ عَلَي غَيرِ الطّرِيقِ فَنَزَلَ الوحَي‌ُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص بِذَلِكَ فَاستَدعَي أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع وَ قَالَ لَهُ إِنّ بَعضَ أصَحاَبيِ‌ قَد كَتَبَ إِلَي أَهلِ مَكّةَ يُخبِرُهُم بِخَبَرِنَا وَ قَد كُنتُ سَأَلتُ اللّهَ أَن يعُميِ‌َ أَخبَارَنَا عَلَيهِم وَ الكِتَابُ مَعَ امرَأَةٍ سَودَاءَ قَد أَخَذَت عَلَي غَيرِ الطّرِيقِ فَخُذ سَيفَكَ وَ الحَقهَا وَ انتَزِعِ الكِتَابَ مِنهَا وَ خَلّهَا وَ صِر بِهِ إلِيَ‌ّ ثُمّ استَدعَي الزّبَيرَ بنَ العَوّامِ وَ قَالَ لَهُ امضِ مَعَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ فِي هَذَا الوَجهِ فَمَضَيَا وَ أَخَذَا عَلَي غَيرِ الطّرِيقِ فَأَدرَكَا المَرأَةَ فَسَبَقَ إِلَيهَا الزّبَيرُ فَسَأَلَهَا عَنِ الكِتَابِ ألّذِي مَعَهَا فَأَنكَرَت وَ حَلَفَت أَنّهُ لَا شَيءَ مَعَهَا وَ بَكَت فَقَالَ الزّبَيرُ مَا أَرَي يَا أَبَا الحَسَنِ مَعَهَا كِتَاباً فَارجِع بِنَا إِلَي رَسُولِ اللّهِص نُخبِرهُ بِبَرَاءَةِ سَاحَتِهَا فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يخُبرِنُيِ‌ رَسُولُ اللّهِص أَنّ مَعَهَا كِتَاباً وَ يأَمرُنُيِ‌ بِأَخذِهِ مِنهَا وَ تَقُولُ أَنتَ إِنّهُ لَا كِتَابَ مَعَهَا ثُمّ اختَرَطَ السّيفَ وَ تَقَدّمَ إِلَيهَا فَقَالَ أَمَا وَ اللّهِ لَئِن لَم تخُرجِيِ‌ الكِتَابَ لَأَكشِفَنّكِ ثُمّ لَأَضرِبَنّ عُنُقَكِ فَقَالَت إِذَا كَانَ لَا بُدّ مِن ذَلِكَ فَأَعرِض يَا ابنَ أَبِي طَالِبٍ بِوَجهِكَ عنَيّ‌ فَأَعرَضَ بِوَجهِهِ عَنهَا فَكَشَفَت قِنَاعَهَا وَ أَخرَجَتِ الكِتَابَ مِن عَقِيصَتِهَا فَأَخَذَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ صَارَ بِهِ إِلَي النّبِيّص فَأَمَرَ أَن يُنَادَي الصّلَاةَ جَامِعَةً فنَوُديِ‌َ فِي النّاسِ فَاجتَمَعُوا إِلَي المَسجِدِ حَتّي امتَلَأَ بِهِم ثُمّ صَعِدَ النّبِيّص إِلَي المِنبَرِ وَ أَخَذَ الكِتَابَ بِيَدِهِ وَ قَالَ أَيّهَا النّاسُ إنِيّ‌ كُنتُ سَأَلتُ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَن يخُفيِ‌َ أَخبَارَنَا عَن قُرَيشٍ وَ إِنّ رَجُلًا مِنكُم كَتَبَ إِلَي أَهلِ مَكّةَ يُخبِرُهُم بِخَبَرِنَا فَليَقُم صَاحِبُ الكِتَابِ وَ إِلّا فَضَحَهُ الوحَي‌ُ فَلَم يَقُم أَحَدٌ فَأَعَادَ رَسُولُ اللّهِص مَقَالَتَهُ ثَانِيَةً وَ قَالَ لِيَقُم صَاحِبُ الكِتَابِ وَ إِلّا فَضَحَهُ الوحَي‌ُ فَقَامَ حَاطِبُ بنُ أَبِي بَلتَعَةَ وَ هُوَ يَرعُدُ كَالسّعَفَةِ فِي


صفحه : 121

يَومِ الرّيحِ العَاصِفِ فَقَالَ أَنَا يَا رَسُولَ اللّهِ صَاحِبُ الكِتَابِ وَ مَا أَحدَثتُ نِفَاقاً بَعدَ إسِلاَميِ‌ وَ لَا شَكّاً بَعدَ يقَيِنيِ‌ فَقَالَ لَهُ النّبِيّص فَمَا ألّذِي حَمَلَكَ عَلَي أَن كَتَبتَ هَذَا الكِتَابَ قَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّ لِي أَهلًا بِمَكّةَ وَ لَيسَ لِي بِهَا عَشِيرَةٌ فَأَشفَقتُ أَن تَكُونَ دَائِرَةٌ لَهُم عَلَينَا فَيَكُونُ كتِاَبيِ‌ هَذَا كَفّاً لَهُم عَن أهَليِ‌ وَ يَداً لِي عِندَهُم وَ لَم أَفعَل ذَلِكَ لِلشّكّ فِي الدّينِ فَقَامَ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ وَ قَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ مرُنيِ‌ بِقَتلِهِ فَإِنّهُ مُنَافِقٌ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّهُ مِن أَهلِ بَدرٍ وَ لَعَلّ اللّهَ تَعَالَي اطّلَعَ عَلَيهِم فَغَفَرَ لَهُم أَخرِجُوهُ مِنَ المَسجِدِ قَالَ فَجَعَلَ النّاسُ يَدفَعُونَ فِي ظَهرِهِ حَتّي أَخرَجُوهُ وَ هُوَ يَلتَفِتُ إِلَي النّبِيّص لِيَرِقّ عَلَيهِ فَأَمَرَ رَسُولُ اللّهِص بِرَدّهِ وَ قَالَ لَهُ قَد عَفَوتُ عَنكَ وَ عَن جُرمِكَ فَاستَغفِر رَبّكَ وَ لَا تَعُد بِمِثلِ مَا جَنَيتَ

19- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن دَاوُدَ بنِ سِرحَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ الفَتحُ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَ بَرَاءَةُ فِي سَنَةِ تِسعٍ وَ حَجّةُ الوَدَاعِ فِي سَنَةِ عَشرٍ

20-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَولُهُ عَزّ وَ جَلّوَ مَن أَظلَمُ مِمّن مَنَعَ مَساجِدَ اللّهِ أَن يُذكَرَ فِيهَا اسمُهُ وَ سَعي فِي خَرابِها أُولئِكَ ما كانَ لَهُم أَن يَدخُلُوها إِلّا خائِفِينَ لَهُم فِي الدّنيا خزِي‌ٌ وَ لَهُم فِي الآخِرَةِ عَذابٌ عَظِيمٌ قَالَ الإِمَامُ قَالَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ ع لَمّا بَعَثَ اللّهُ مُحَمّداًص بِمَكّةَ وَ أَظهَرَ بِهَا دَعوَتَهُ وَ نَشَرَ بِهَا كَلِمَتَهُ وَ عَابَ أَعيَانَهُم فِي عِبَادَتِهِمُ الأَصنَامَ وَ أَخَذُوهُ وَ أَسَاءُوا مُعَاشَرَتَهُ وَ سَعَوا فِي خَرَابِ المَسَاجِدِ المَبنِيّةِ كَانَت لِلقَومِ مِن خِيَارِ أَصحَابِ مُحَمّدٍ وَ شِيعَةِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع كَانَ بِفِنَاءِ


صفحه : 122

الكَعبَةِ مَسَاجِدُ يُحيُونَ فِيهَا مَا أَمَاتَهُ المُبطِلُونَ فَسَعَي هَؤُلَاءِ المُشرِكُونَ فِي خَرَابِهَا وَ أَذَي مُحَمّدٍ وَ أَصحَابِهِ وَ إِلجَائِهِ إِلَي الخُرُوجِ مِن مَكّةَ نَحوَ المَدِينَةِ التَفَتَ خَلفَهُ إِلَيهَا وَ قَالَ اللّهُ يَعلَمُ أنَنّيِ‌ أُحِبّكِ وَ لَو لَا أَنّ أَهلَكِ أخَرجَوُنيِ‌ عَنكِ لَمَا آثَرتُ عَلَيكِ بَلَداً وَ لَا ابتَغَيتُ عَلَيكِ بَدَلًا وَ إنِيّ‌ لَمُغتَمّ عَلَي مُفَارَقَتِكِ فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ يَا مُحَمّدُ العلَيِ‌ّ الأَعلَي يَقرَأُ عَلَيكَ السّلَامَ وَ يَقُولُ سَنَرُدّكَ إِلَي هَذَا البَلَدِ ظَافِراً غَانِماً سَالِماً قَادِراً قَاهِراً وَ ذَلِكَ قَولُهُ تَعَالَيإِنّ ألّذِي فَرَضَ عَلَيكَ القُرآنَ لَرادّكَ إِلي مَعادٍيعَنيِ‌ إِلَي مَكّةَ غَانِماً ظَافِراً فَأَخبَرَ بِذَلِكَ رَسُولُ اللّهِص أَصحَابَهُ فَاتّصَلَ بِأَهلِ مَكّةَ فَسَخِرُوا مِنهُ فَقَالَ اللّهُ تَعَالَي لِرَسُولِهِ سَوفَ يُظفِرُكَ اللّهُ بِمَكّةَ وَ يجَريِ‌ عَلَيهِم حكُميِ‌ وَ سَوفَ أَمنَعُ عَن دُخُولِهَا المُشرِكِينَ حَتّي لَا يَدخُلُهَا أَحَدٌ مِنهُم إِلّا خَائِفاً أَو دَخَلَهَا مُستَخفِياً مِن أَنّهُ إِن عُثِرَ عَلَيهِ قُتِلَ فَلَمّا حُتِمَ قَضَاءُ اللّهِ بِفَتحِ مَكّةَ وَ استَوسَقَت لَهُ أَمّرَ عَلَيهِم عَتّابَ بنَ أَسِيدٍ فَلَمّا اتّصَلَ بِهِم خَبَرُهُ قَالُوا إِنّ مُحَمّداً لَا يَزَالُ يَستَخِفّ بِنَا حَتّي وَلّي عَلَينَا غُلَاماً حَدَثَ السّنّ ابنَ ثمَاَنيِ‌َ عَشرَةَ سَنَةً وَ نَحنُ مَشَايِخُ ذوي‌[ذَوُو]الأَسنَانِ وَ جِيرَانُ حَرَمِ اللّهِ الأَمنِ وَ خَيرِ بُقعَةٍ عَلَي وَجهِ الأَرضِ وَ كَتَبَ رَسُولُ اللّهِص لِعَتّابِ بنِ أَسِيدٍ عَهداً عَلَي مَكّةَ وَ كَتَبَ فِي أَوّلِهِ مِن مُحَمّدٍ رَسُولِ اللّهِص إِلَي جِيرَانِ بَيتِ اللّهِ الحَرَامِ وَ سُكّانِ حَرَمِ اللّهِ أَمّا بَعدُ فَمَن كَانَ مِنكُم بِاللّهِ مُؤمِناً وَ بِمُحَمّدٍ رَسُولِهِ فِي أَقوَالِهِ مُصَدّقاً وَ فِي أَفعَالِهِ مُصَوّباً وَ لعِلَيِ‌ّ أخَيِ‌ مُحَمّدٍ رَسُولِهِ وَ نَبِيّهِ وَ صَفِيّهِ وَ وَصِيّهِ وَ خَيرِ خَلقِ اللّهِ بَعدَهُ مُوَالِياً فَهُوَ مِنّا وَ


صفحه : 123

إِلَينَا وَ مَن كَانَ لِذَلِكَ أَو لشِيَ‌ءٍ مِنهُ مُخَالِفاًفَسُحقاً وَ بُعداًلِأَصحابِ السّعِيرِ لَا يَقبَلُ اللّهُ شَيئاً مِن أَعمَالِهِ وَ إِن عَظُمَ وَ كَبُرَ يُصلِيهِ نَارَ جَهَنّمَ خَالِداً مُخَلّداً أَبَداً وَ قَد قَلّدَ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ عَتّابَ بنَ أَسِيدٍ أَحكَامَكُم وَ مَصَالِحَكُم وَ قَد فَوّضَ إِلَيهِ تَنبِيهَ غَافِلِكُم وَ تَعلِيمَ جَاهِلِكُم وَ تَقوِيمَ أَوَدِ مُضطَرِبِكُم وَ تَأدِيبَ مَن زَالَ عَن أَدَبِ اللّهِ مِنكُم لِمَا عَلِمَ مِن فَضلِهِ عَلَيكُم مِن مُوَالَاةِ مُحَمّدٍ رَسُولِ اللّهِص وَ مِن رُجحَانِهِ فِي التّعَصّبِ لعِلَيِ‌ّ ولَيِ‌ّ اللّهِ فَهُوَ لَنَا خَادِمٌ وَ فِي اللّهِ أَخٌ وَ لِأَولِيَائِنَا مُوَالٍ وَ لِأَعدَائِنَا مُعَادٍ وَ هُوَ لَكُم سَمَاءٌ ظَلِيلَةٌ وَ أَرضٌ زَكِيّةٌ وَ شَمسٌ مُضِيئَةٌ قَد فَضّلَهُ اللّهُ عَلَي كَافّتِكُم بِفَضلِ مُوَالَاتِهِ وَ مَحَبّتِهِ لِمُحَمّدٍ وَ عَلِيّ وَ الطّيّبِينَ مِن آلِهِمَا وَ حَكّمَهُ عَلَيكُم يَعمَلُ بِمَا يُرِيدُ اللّهُ فَلَن يُخلِيَهُ مِن تَوفِيقِهِ كَمَا أَكمَلَ مِن مُوَالَاةِ مُحَمّدٍ وَ عَلِيّ ع شَرَفَهُ وَ حَظّهُ لَا يُؤَامِرُ رَسُولَ اللّهِ وَ لَا يُطَالِعُهُ بَل هُوَ السّدِيدُ الأَمِينُ فَليَطمَعِ المُطِيعُ مِنكُم بِحُسنِ مُعَامَلَتِهِ شَرِيفَ الجَزَاءِ وَ عَظِيمَ الحَبَاءِ وَ ليَتَوَقّي المُخَالِفُ لَهُ شَدِيدَ العَذَابِ وَ غَضَبَ المَلِكِ العَزِيزِ الغَلّابِ وَ لَا يَحتَجّ مُحتَجّ مِنكُم فِي مُخَالَفَتِهِ بِصِغَرِ سِنّهِ فَلَيسَ الأَكبَرُ هُوَ الأَفضَلَ بَلِ الأَفضَلُ هُوَ الأَكبَرُ وَ هُوَ الأَكبَرُ فِي مُوَالَاتِنَا وَ مُوَالَاةِ أَولِيَائِنَا وَ مُعَادَاةِ أَعدَائِنَا فَلِذَلِكَ جَعَلنَاهُ الأَمِيرَ عَلَيكُم وَ الرّئِيسَ عَلَيكُم فَمَن أَطَاعَهُ فَمَرحباً بِهِ وَ مَن خَالَفَهُ فَلَا يُبَعّدِ اللّهُ غَيرَهُ قَالَ فَلَمّا وَصَلَ إِلَيهِم عَتّابٌ وَ قَرَأَ عَهدَهُ وَ وَقَفَ فِيهِم مَوقِفاً ظَاهِراً نَادَي فِي جَمَاعَتِهِم حَتّي حَضَرُوهُ وَ قَالَ لَهُم مَعَاشِرَ أَهلِ مَكّةَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص رمَاَنيِ‌ بِكُم


صفحه : 124

شِهَاباً مُحرِقاً لِمُنَافِقِكُم وَ رَحمَةً وَ بَرَكَةً عَلَي مُؤمِنِكُم وَ إنِيّ‌ أَعلَمُ النّاسِ بِكُم وَ بِمُنَافِقِكُم وَ سَوفَ آمُرُكُم بِالصّلَاةِ فَيُقَامُ بِهَا ثُمّ أَتَخَلّفُ أرُاَعيِ‌ النّاسَ فَمَن وَجَدتُهُ قَد لَزِمَ الجَمَاعَةَ التَزَمتُ لَهُ حَقّ المُؤمِنِ عَلَي المُؤمِنِ وَ مَن وَجَدتُهُ قَد بَعُدَ عَنهَا فَتّشتُهُ فَإِن وَجَدتُ لَهُ عُذراً عَذَرتُهُ وَ إِن لَم أَجِد لَهُ عُذراً ضَرَبتُ عُنُقَهُ حُكماً مِنَ اللّهِ مَقضِيّاً عَلَي كَافّتِكُم لِأُطَهّرَ حَرَمَ اللّهِ مِنَ المُنَافِقِينَ أَمّا بَعدُ فَإِنّ الصّدقَ أَمَانَةٌ وَ الفُجُورَ خِيَانَةٌ وَ لَن تَشِيعَ الفَاحِشَةُ فِي قَومٍ إِلّا ضَرَبَهُمُ اللّهُ بِالذّلّ قَوِيّكُم عنِديِ‌ ضَعِيفٌ حَتّي آخُذَ الحَقّ مِنهُ وَ ضَعِيفُكُم عنِديِ‌ قوَيِ‌ّ حَتّي آخُذَ الحَقّ لَهُ اتّقُوا اللّهَ وَ شَرّفُوا بِطَاعَةِ اللّهِ أَنفُسَكُم وَ لَا تُذِلّوهَا بِمُخَالَفَةِ رَبّكُم فَفَعَلَ وَ اللّهِ كَمَا قَالَ وَ عَدَلَ وَ أَنصَفَ وَ أَنفَذَ الأَحكَامَ مُهتَدِياً بِهُدَي اللّهِ غَيرَ مُحتَاجٍ إِلَي مُؤَامَرَةٍ وَ لَا مُرَاجَعَةٍ

21- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَنِ ابنِ أَبِي يَعفُورٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَن قَولِ اللّهِوَ لَو لا أَن ثَبّتناكَ لَقَد كِدتَ تَركَنُ إِلَيهِم شَيئاً قَلِيلًا قَالَ لَمّا كَانَ يَومُ الفَتحِ أَخرَجَ رَسُولُ اللّهِص أَصنَاماً مِنَ المَسجِدِ وَ كَانَ مِنهَا صَنَمٌ عَلَي المَروَةِ وَ طَلَبَت إِلَيهِ قُرَيشٌ أَن يَترُكَهُ وَ كَانَ استَحيَا فَهَمّ بِتَركِهِ ثُمّ أَمَرَ بِكَسرِهِ فَنَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ

22-عم ،[إعلام الوري ]كانت غزوة الفتح في شهر رمضان من سنة ثمان و ذلك أن رسول الله ص لماصالح قريشا عام الحديبية دخلت خزاعة في حلف النبي ص وعهده ودخلت كنانة في حلف قريش فلما مضت سنتان من القضية قعد رجل من كنانة


صفحه : 125

يروي‌ هجاء رسول الله فقال له رجل من خزاعة لاتذكر هذا قال و ما أنت وذاك فقال لئن أعدت لأكسرن فاك فأعادها فرفع الخزاعي‌ يده فضرب بهافاه فاستنصر الكناني‌ قومه والخزاعي‌ قومه وكانت كنانة أكثر فضربوهم حتي أدخلوهم الحرم وقتلوا منهم وأعانهم قريش بالكراع والسلاح فركب عمرو بن سالم إلي رسول الله فخبره الخبر و قال أبيات شعر منها


لاهم إني‌ ناشد محمدا   حلف أبينا و أبيه الأتلدا

إن قريشا أخلفوك الموعدا   ونقضوا ميثاقك المؤكدا

  وقتلونا ركعا وسجدا

. فقال رسول الله ص حسبك ياعمرو ثم قام فدخل دار ميمونة و قال اسكبوا لي ماء فجعل يغتسل و يقول لانصرت إن لم أنصر بني‌ كعب ثم أجمع رسول الله ص علي المسير إلي مكة و قال أللهم خذ العيون عن قريش حتي نأتيها في بلادها فكتب حاطب بن أبي بلتعة مع سارة مولاة أبي لهب إلي قريش أن رسول الله خارج إليكم يوم كذا وكذا فخرجت وتركت الطريق ثم أخذت ذات اليسار في الحرة فنزل جبرئيل ع فأخبره فدعا عليا ع والزبير فقال لهما أدركاها وخذا منها الكتاب فخرج علي والزبير لايلقيان أحدا حتي وردا ذا الحليفة و كان النبي ص وضع حرسا علي المدينة و كان علي الحرس حارثة بن النعمان فأتيا الحرس فسألاهم فقالوا مامر بنا أحد ثم استقبلا حطابا فسألاه فقال رأيت امرأة سوداء انحدرت من الحرة فأدركاها فأخذ علي منها الكتاب وردها إلي رسول الله ص قال فدعا حاطبا فقال له انظر ماصنعت قال أما و الله إني‌ لمؤمن بالله ورسوله ماشككت ولكني‌ رجل ليس لي بمكة عشيرة و لي بها أهل فأردت أن أتخذ عندهم يدا ليحفظوني‌ فيهم فقال عمر بن الخطاب دعني‌ يا رسول الله أضرب عنقه فو الله لقد نافق فقال ص إنه من أهل بدر ولعل الله اطلع عليهم


صفحه : 126

فغفر لهم أخرجوه من المسجد فجعل الناس يدفعون في ظهره و هويلتفت إلي رسول الله ص ليرق عليه فأمرص برده و قال قدعفوت عن جرمك فاستغفر ربك و لاتعدل لمثل ماجنيت فأنزل الله سبحانه يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لا تَتّخِذُوا عدَوُيّ‌ وَ عَدُوّكُم أَولِياءَ إلي صدر السورة. قَالَ أَبَانٌ وَ حدَثّنَيِ‌ عِيسَي بنُ عَبدِ اللّهِ القمُيّ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَمّا انتَهَي الخَبَرُ إِلَي أَبِي سُفيَانَ وَ هُوَ بِالشّامِ بِمَا صَنَعَت قُرَيشٌ بِخُزَاعَةَ أَقبَلَ حَتّي دَخَلَ عَلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ يَا مُحَمّدُ احقِن دَمَ قَومِكَ وَ أَجِر بَينَ قُرَيشٍ وَ زِدنَا فِي المُدّةِ قَالَ أَ غَدَرتُم يَا بَا سُفيَانَ قَالَ لَا قَالَ فَنَحنُ عَلَي مَا كُنّا عَلَيهِ فَخَرَجَ فلَقَيِ‌َ أَبَا بَكرٍ فَقَالَ يَا أَبَا بَكرٍ أَجِر بَينَ قُرَيشٍ قَالَ وَيحَكَ وَ أَحَدٌ يُجِيرُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص ثُمّ لقَيِ‌َ عُمَرَ فَقَالَ لَهُ مِثلَ ذَلِكَ ثُمّ خَرَجَ فَدَخَلَ عَلَي أُمّ حَبِيبَةَ فَذَهَبَ لِيَجلِسَ عَلَي الفِرَاشِ فَأَهوَت إِلَي الفِرَاشِ فَطَوَتهُ فَقَالَ يَا بُنَيّةُ أَ رَغبَةً بِهَذَا الفِرَاشِ عنَيّ‌ قَالَت نَعَم هَذَا فِرَاشُ رَسُولِ اللّهِص مَا كُنتَ لِتَجلِسَ عَلَيهِ وَ أَنتَ رِجسٌ مُشرِكٌ ثُمّ خَرَجَ فَدَخَلَ عَلَي فَاطِمَةَ ع فَقَالَ يَا بِنتَ سَيّدِ العَرَبِ تُجِيرِينَ بَينَ قُرَيشٍ وَ تَزِيدِينَ فِي المُدّةِ فَتَكُونِينَ أَكرَمَ سَيّدَةٍ فِي النّاسِ قَالَت جوِاَريِ‌ فِي جِوَارِ رَسُولِ اللّهِ قَالَ فَتَأمُرِينَ ابنَيكِ أَن يُجِيرَا بَينَ النّاسِ قَالَت وَ اللّهِ مَا يدَريِ‌ ابناَي‌َ مَا يُجِيرَانِ مِن قُرَيشٍ فَخَرَجَ فلَقَيِ‌َ عَلِيّاً ع فَقَالَ أَنتَ أَمَسّ القَومِ بيِ‌ رَحِماً وَ قَدِ اعتَسَرَت عَلَيّ الأُمُورُ فَاجعَل لِي مِنهَا وَجهاً قَالَ أَنتَ شَيخُ قُرَيشٍ تَقُومُ عَلَي بَابِ المَسجِدِ فَتُجِيرُ بَينَ قُرَيشٍ ثُمّ تَقعُدُ عَلَي رَاحِلَتِكَ وَ تَلحَقُ بِقَومِكَ قَالَ وَ هَل تَرَي ذَلِكَ ناَفعِيِ‌ قَالَ لَا أدَريِ‌ فَقَالَ يَا أَيّهَا النّاسُ إنِيّ‌ قَد أَجَرتُ بَينَ قُرَيشٍ ثُمّ رَكِبَ بَعِيرَهُ وَ انطَلَقَ فَقَدِمَ عَلَي قُرَيشٍ فَقَالُوا مَا وَرَاكَ قَالَ جِئتُ


صفحه : 127

مُحَمّداً فَكَلّمتُهُ فَوَ اللّهِ مَا رَدّ عَلَيّ شَيئاً ثُمّ جِئتُ ابنَ أَبِي قُحَافَةَ فَلَم أَجِد عِندَهُ خَيراً ثُمّ جِئتُ إِلَي ابنِ الخَطّابِ فَكَانَ كَذَلِكَ ثُمّ دَخَلتُ عَلَي فَاطِمَةَ فَلَم تجُبِنيِ‌ ثُمّ لَقِيتُ عَلِيّاً فأَمَرَنَيِ‌ أَن أُجِيرَ بَينَ النّاسِ فَفَعَلتُ قَالُوا هَل أَجَازَ ذَلِكَ مُحَمّدٌ قَالَ لَا قَالُوا وَيحَكَ لَعِبَ بِكَ الرّجُلُ أَ وَ أَنتَ تُجِيرُ بَينَ قُرَيشٍ. قَالَ وَ خَرَجَ رَسُولُ اللّهِص يَومَ الجُمُعَةِ حِينَ صَلّي العَصرَ لِلَيلَتَينِ مَضَتَا مِن شَهرِ رَمَضَانَ فَاستَخلَفَ عَلَي المَدِينَةِ أَبَا لُبَابَةَ بنَ عَبدِ المُنذِرِ وَ دَعَا رَئِيسَ كُلّ قَومٍ فَأَمَرَهُ أَن يأَتيِ‌َ قَومَهُ فَيَستَنفِرَهُم

قَالَ البَاقِرُ ع خَرَجَ رَسُولُ اللّهِص فِي غَزوَةِ الفَتحِ فَصَامَ وَ صَامَ النّاسُ حَتّي نَزَلَ كُرَاعَ الغَمِيمِ فَأَمَرَ بِالإِفطَارِ فَأَفطَرَ وَ أَفطَرَ النّاسُ وَ صَامَ قَومٌ فَسُمّوا العُصَاةَ لِأَنّهُم صَامُوا ثُمّ سَارَ ع حَتّي نَزَلَ مَرّ الظّهرَانِ وَ مَعَهُ نَحوٌ مِن عَشَرَةِ آلَافِ رَجُلٍ وَ نَحوٌ مِن أَربَعِمِائَةِ فَارِسٍ وَ قَد عَمِيَتِ الأَخبَارُ عَن قُرَيشٍ فَخَرَجَ فِي تِلكَ اللّيلَةِ أَبُو سُفيَانَ وَ حَكِيمُ بنُ حِزَامٍ وَ بُدَيلُ بنُ وَرقَاءَ هَل يَسمَعُونَ خَبَراً وَ قَد كَانَ العَبّاسُ بنُ عَبدِ المُطّلِبِ خَرَجَ يَتَلَقّي رَسُولَ اللّهِص وَ مَعَهُ أَبُو سُفيَانَ بنُ الحَارِثِ وَ عَبدُ اللّهِ بنُ أَبِي أُمَيّةَ وَ قَد تَلَقّاهُ بِثَنِيّةِ العِقَابِ. وَ رَسُولُ اللّهِص فِي قُبّتِهِ وَ عَلَي حَرَسِهِ يَومَئِذٍ زِيَادُ بنُ أَسِيدٍ فَاستَقبَلَهُم زِيَادٌ فَقَالَ أَمّا أَنتَ يَا أَبَا الفَضلِ فَامضِ إِلَي القِبلَةِ وَ أَمّا أَنتُمَا فَارجِعَا فَمَضَي العَبّاسُ حَتّي دَخَلَ عَلَي رَسُولِ اللّهِص فَسَلّمَ عَلَيهِ وَ قَالَ بأِبَيِ‌ أَنتَ وَ أمُيّ‌ هَذَا ابنُ عَمّكَ قَد جَاءَ تَائِباً وَ ابنُ عَمّتِكَ قَالَ لَا حَاجَةَ لِي فِيهِمَا إِنّ ابنَ عمَيّ‌ انتَهَكَ عرِضيِ‌ وَ أَمّا ابنُ عمَتّيِ‌ فَهُوَ ألّذِي يَقُولُ بِمَكّةَلَن نُؤمِنَ لَكَ حَتّي تَفجُرَ لَنا مِنَ الأَرضِ يَنبُوعاً فَلَمّا خَرَجَ العَبّاسُ كَلّمَتهُ أُمّ سَلَمَةَ وَ قَالَت بأِبَيِ‌ أَنتَ وَ أمُيّ‌ ابنُ عَمّكَ قَد جَاءَ تَائِباً لَا يَكُونُ أَشقَي النّاسِ بِكَ وَ أخَيِ‌ ابنُ عَمّتِكَ وَ صِهرُكَ فَلَا يَكُونَنّ شَقِيّاً بِكَ وَ نَادَي أَبُو سُفيَانَ بنُ الحَارِثِ النّبِيّص كُن لَنَا كَمَا


صفحه : 128

قَالَ العَبدُ الصّالِحُلا تَثرِيبَ عَلَيكُمُفَدَعَاهُ وَ قَبِلَ مِنهُ وَ دَعَا عَبدَ اللّهِ بنَ أَبِي أُمَيّةَ فَقَبِلَ مِنهُ. وَ قَالَ العَبّاسُ هُوَ وَ اللّهِ هَلَاكُ قُرَيشٍ إِلَي آخِرِ الدّهرِ إِن دَخَلَهَا رَسُولُ اللّهِص عَنوَةً قَالَ فَرَكِبتُ بَغلَةَ رَسُولِ اللّهِص البَيضَاءَ وَ خَرَجتُ أَطلُبُ الحَطّابَةَ أَو صَاحِبَ لَبَنٍ لعَلَيّ‌ آمُرُهُ أَن يأَتيِ‌َ قُرَيشاً فَيَركَبُونَ إِلَي رَسُولِ اللّهِص يَستَأمِنُونَ إِلَيهِ إِذ لَقِيتُ أَبَا سُفيَانَ وَ بُدَيلَ بنَ وَرقَاءَ وَ حَكِيمَ بنَ حِزَامٍ وَ أَبُو سُفيَانَ يَقُولُ لِبُدَيلٍ مَا هَذِهِ النّيرَانُ قَالَ هَذِهِ خُزَاعَةُ قَالَ خُزَاعَةُ أَقَلّ وَ أَقَلّ مِن أَن تَكُونَ هَذِهِ نِيرَانُهُم وَ لَكِن لَعَلّ هَذِهِ تَمِيمٌ أَو رَبِيعَةُ قَالَ العَبّاسُ فَعَرَفتُ صَوتَ أَبِي سُفيَانَ فَقُلتُ أَبَا حَنظَلَةَ قَالَ لَبّيكَ فَمَن أَنتَ قُلتُ أَنَا العَبّاسُ قَالَ فَمَا هَذِهِ النّيرَانُ فِدَاكَ أَبِي وَ أمُيّ‌ قُلتُ هَذَا رَسُولُ اللّهِ فِي عَشَرَةِ آلَافٍ مِنَ المُسلِمِينَ قَالَ فَمَا الحِيلَةُ قَالَ تَركَبُ فِي عَجُزِ هَذِهِ البَغلَةِ فَأَستَأمِنُ لَكَ رَسُولَ اللّهِص قَالَ فَأَردَفتُهُ خلَفيِ‌ ثُمّ جِئتُ بِهِ فَكُلّمَا انتَهَيتُ إِلَي نَارٍ قَامُوا إلِيَ‌ّ فَإِذَا رأَوَنيِ‌ قَالُوا هَذَا عَمّ رَسُولِ اللّهِص خَلّوا سَبِيلَهُ حَتّي انتَهَيتُ إِلَي بَابِ عُمَرَ فَعَرَفَ أَبَا سُفيَانَ فَقَالَ عَدُوّ اللّهِ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي أَمكَنَ مِنكَ فَرَكَضتُ البَغلَةَ حَتّي اجتَمَعنَا عَلَي بَابِ القُبّةِ وَ دَخَلَ عَلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ هَذَا أَبُو سُفيَانَ قَد أَمكَنَكَ اللّهُ مِنهُ بِغَيرِ عَهدٍ وَ لَا عَقدٍ فدَعَنيِ‌ أَضرِب عُنُقَهُ قَالَ العَبّاسُ فَجَلَستُ عِندَ رَأسِ رَسُولِ اللّهِص فَقُلتُ بأِبَيِ‌ أَنتَ وَ أمُيّ‌ أَبُو سُفيَانَ وَ قَد أَجَرتُهُ قَالَ أَدخِلهُ فَدَخَلَ فَقَامَ بَينَ يَدَيهِ فَقَالَ وَيحَكَ يَا بَا سُفيَانَ أَ مَا آنَ لَكَ أَن تَشهَدَ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أنَيّ‌ رَسُولُ اللّهِ قَالَ بأِبَيِ‌ أَنتَ وَ أمُيّ‌ مَا أَكرَمَكَ وَ أَوصَلَكَ وَ أَحلَمَكَ أَمّا اللّهُ لَو كَانَ مَعَهُ إِلَهٌ لَأَغنَي يَومَ بَدرٍ وَ يَومَ أُحُدٍ وَ أَمّا أَنّكَ رَسُولُ اللّهِ فَوَ اللّهِ إِنّ فِي نفَسيِ‌ مِنهَا لَشَيئاً قَالَ العَبّاسُ يَضرِبُ وَ اللّهِ عُنُقَكَ السّاعَةَ أَو تَشهَدَ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّهُ رَسُولُ اللّهِ قَالَ


صفحه : 129

فإَنِيّ‌ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّكَ رَسُولُ اللّهِ تَلَجلَجَ بِهَا فُوهُ فَقَالَ أَبُو سُفيَانَ لِلعَبّاسِ فَمَا نَصنَعُ بِاللّاتِ وَ العُزّي فَقَالَ لَهُ عُمَرُ اسلَح عَلَيهِمَا قَالَ أَبُو سُفيَانَ أُفّ لَكَ مَا أَفحَشَكَ مَا يُدخِلُكَ يَا عُمَرُ فِي كلَاَميِ‌ وَ كَلَامِ ابنِ عمَيّ‌ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِ عِندَ مَن تَكُونُ اللّيلَةَ قَالَ عِندَ أَبِي الفَضلِ قَالَ فَاذهَب بِهِ يَا أَبَا الفَضلِ فَأَبِتهُ عِندَكَ اللّيلَةَ وَ اغدُ بِهِ عَلَيّ فَلَمّا أَصبَحَ سَمِعَ بِلَالًا يُؤَذّنُ قَالَ مَا هَذَا المنُاَديِ‌ يَا أَبَا الفَضلِ قَالَ هَذَا مُؤَذّنُ رَسُولِ اللّهِ قُم فَتَوَضّ وَ صَلّ قَالَ كَيفَ أَتَوَضّأُ فَعَلّمَهُ قَالَ وَ نَظَرَ أَبُو سُفيَانَ إِلَي النّبِيّص وَ هُوَ يَتَوَضّأُ وَ أيَديِ‌ المُسلِمِينَ تَحتَ شَعرِهِ فَلَيسَ قَطرَةٌ يُصِيبُ رَجُلًا مِنهُم إِلّا مَسَحَ بِهَا وَجهَهُ فَقَالَ بِاللّهِ إِن رَأَيتُ كَاليَومِ قَطّ كِسرَي وَ لَا قَيصَرَ فَلَمّا صَلّي غَدَا بِهِ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ إنِيّ‌ أُحِبّ أَن تَأذَنَ لِي إِلَي قَومِكَ فَأُنذِرَهُم وَ أَدعُوَهُم إِلَي اللّهِ وَ رَسُولِهِ فَأَذِنَ لَهُ فَقَالَ لِلعَبّاسِ كَيفَ أَقُولُ لَهُم بَيّن لِي مِن ذَلِكَ أَمراً يَطمَئِنّون إِلَيهِ فَقَالَص تَقُولُ لَهُم مَن قَالَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ شَهِدَ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ وَ كَفّ يَدَهُ فَهُوَ آمِنٌ وَ مَن جَلَسَ عِندَ الكَعبَةِ وَ وَضَعَ سِلَاحَهُ فَهُوَ آمِنٌ فَقَالَ العَبّاسُ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّ أَبَا سُفيَانَ رَجُلٌ يُحِبّ الفَخرَ فَلَو خَصَصتَهُ بِمَعرُوفٍ فَقَالَص مَن دَخَلَ دَارَ أَبِي سُفيَانَ فَهُوَ آمِنٌ قَالَ أَبُو سُفيَانَ داَريِ‌ قَالَ دَارُكَ ثُمّ قَالَ وَ مَن أَغلَقَ بَابَهُ فَهُوَ آمِنٌ. وَ لَمّا مَضَي أَبُو سُفيَانَ قَالَ العَبّاسُ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّ أَبَا سُفيَانَ رَجُلٌ مِن شَأنِهِ الغَدرُ وَ قَد رَأَي مِنَ المُسلِمِينَ تَفَرّقاً قَالَ فَأَدرِكهُ وَ احبِسهُ فِي مَضَايِقِ الواَديِ‌ حَتّي يَمُرّ بِهِ جُنُودُ اللّهِ قَالَ فَلَحِقَهُ العَبّاسُ فَقَالَ أَبَا حَنظَلَةَ قَالَ أَ غَدراً يَا بنَيِ‌ هَاشِمٍ قَالَ سَتَعلَمُ أَنّ الغَدرَ لَيسَ مِن شَأنِنَا وَ لَكِن أَصبِح حَتّي تَنظُرَ إِلَي جُنُودِ


صفحه : 130

اللّهِ قَالَ العَبّاسُ فَمَرّ خَالِدُ بنُ الوَلِيدِ فَقَالَ أَبُو سُفيَانَ هَذَا رَسُولُ اللّهِ قَالَ لَا وَ لَكِن هَذَا خَالِدُ بنُ الوَلِيدِ فِي المُقَدّمَةِ ثُمّ مَرّ الزّبَيرُ فِي جُهَينَةَ وَ أَشجَعَ فَقَالَ أَبُو سُفيَانَ يَا عَبّاسُ هَذَا مُحَمّدٌ قَالَ لَا هَذَا الزّبَيرُ فَجَعَلَتِ الجُنُودُ تَمُرّ بِهِ حَتّي مَرّ رَسُولُ اللّهِص فِي الأَنصَارِ ثُمّ انتَهَي إِلَيهِ سَعدُ بنُ عُبَادَةَ بِيَدِهِ رَايَةُ رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ يَا بَا حَنظَلَةَ


اليَومُ يَومُ المَلحَمَةِ   اليَومُ تُسبَي الحُرَمَةُ.

يَا مَعشَرَ الأَوسِ وَ الخَزرَجِ ثَارُكُم يَومَ الجَبَلِ فَلَمّا سَمِعَهَا مِن سَعدٍ خَلّي العَبّاسَ وَ سَعَي إِلَي رَسُولِ اللّهِص وَ زَاحَمَ حَتّي مَرّ تَحتَ الرّمَاحِ فَأَخَذَ غَرزَهُ فَقَبّلَهَا ثُمّ قَالَ بأِبَيِ‌ أَنتَ وَ أمُيّ‌ أَ مَا تَسمَعُ مَا يَقُولُ سَعدٌ وَ ذَكَرَ ذَلِكَ القَولَ فَقَالَص لَيسَ مِمّا قَالَ سَعدٌ شَيءٌ. ثُمّ قَالَ لعِلَيِ‌ّ ع أَدرِك سَعداً فَخُذِ الرّايَةَ مِنهُ وَ أَدخِلهَا إِدخَالًا رَفِيقاً فَأَخَذَهَا عَلِيّ وَ أَدخَلَهَا كَمَا أَمَرَ. قَالَ وَ أَسلَمَ يَومَئِذٍ حَكِيمُ بنُ حِزَامٍ وَ بُدَيلُ بنُ وَرقَاءَ وَ جُبَيرُ بنُ مُطعِمٍ وَ أَقبَلَ أَبُو سُفيَانَ يَركُضُ حَتّي دَخَلَ مَكّةَ وَ قَد سَطَحَ الغُبَارُ مِن فَوقِ الجِبَالِ وَ قُرَيشٌ لَا تَعلَمُ وَ أَقبَلَ أَبُو سُفيَانَ مِن أَسفَلِ الواَديِ‌ يَركُضُ فَاستَقبَلَهُ قُرَيشٌ وَ قَالُوا مَا وَرَاكَ وَ مَا هَذَا الغُبَارُ قَالَ مُحَمّدٌ فِي خَلقٍ ثُمّ صَاحَ يَا آلَ غَالِبٍ البُيُوتَ البُيُوتَ مَن دَخَلَ داَريِ‌ فَهُوَ آمِنٌ فَعَرَفَت هِندٌ فَأَخَذَت تَطرُدُهُم ثُمّ قَالَت اقتُلُوا الشّيخَ الخَبِيثَ لَعَنَهُ اللّهُ مِن وَافِدِ قَومٍ وَ طَلِيعَةِ قَومٍ قَالَ وَيلَكِ إنِيّ‌ رَأَيتُ ذَاتَ القُرُونِ وَ رَأَيتُ فَارِسَ أَبنَاءِ الكِرَامِ وَ رَأَيتُ مُلُوكَ كِندَةَ وَ فِتيَانَ حِميَرٍ يُسَلّمنَ آخِرَ النّهَارِ وَيلَكِ


صفحه : 131

اسكتُيِ‌ فَقَد وَ اللّهِ جَاءَ الحَقّ وَ دَنَتِ البَلِيّةُ. قَالَ وَ كَانَ قَد عَهِدَ رَسُولُ اللّهِص إِلَي المُسلِمِينَ أَن لَا يَقتُلُوا بِمَكّةَ إِلّا مَن قَاتَلَهُم سِوَي نَفَرٍ كَانُوا يُؤذُونَ النّبِيّص مِنهُم مِقيَسُ بنُ صُبَابَةَ وَ عَبدُ اللّهِ بنُ سَعدِ بنِ أَبِي سَرحٍ وَ عَبدُ اللّهِ بنُ خَطَلٍ وَ قينتين [قَينَتَانِ]كَانَتَا تُغَنّيَانِ بِهِجَاءِ رَسُولِ اللّهِص وَ قَالَ اقتُلُوهُم وَ إِن وَجَدتُمُوهُم مُتَعَلّقِينَ بِأَستَارِ الكَعبَةِ فَأُدرِكَ ابنُ خَطَلٍ وَ هُوَ مُتَعَلّقٌ بِأَستَارِ الكَعبَةِ فَاستَبَقَ إِلَيهِ سَعِيدُ بنُ حُرَيثٍ وَ عَمّارُ بنُ يَاسِرٍ فَسَبَقَ سَعِيدٌ عَمّاراً فَقَتَلَهُ وَ قُتِلَ مِقيَسُ بنُ صُبَابَةَ فِي السّوقِ وَ قَتَلَ عَلِيّ ع إِحدَي القَينَتَينِ وَ أَفلَتَتِ الأُخرَي وَ قَتَلَ ع أَيضاً الحُوَيرِثَ بنَ نُفَيلِ بنِ كَعبٍ وَ بَلَغَهُ أَنّ أُمّ هَانِئٍ بِنتَ أَبِي طَالِبٍ قَد آوَت نَاساً مِن بنَيِ‌ مَخزُومٍ مِنهُمُ الحَارِثُ بنُ هِشَامٍ وَ قَيسُ بنُ السّائِبِ فَقَصَدَ نَحوَ دَارِهَا مُقَنّعاً بِالحَدِيدِ فَنَادَي أَخرِجُوا مَن آوَيتُم فَجَعَلُوا يَذرِقُونَ كَمَا يَذرِقُ الحُبَارَي خَوفاً مِنهُ فَخَرَجَت إِلَيهِ أُمّ هَانِئٍ وَ هيِ‌َ لَا تَعرِفُهُ فَقَالَت يَا عَبدَ اللّهِ أَنَا أُمّ هَانِئٍ بِنتُ عَمّ رَسُولِ اللّهِ وَ أُختُ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ انصَرِف عَن داَريِ‌ فَقَالَ عَلِيّ أَخرِجُوهُم فَقَالَت وَ اللّهِ لَأَشكُوَنّكَ إِلَي رَسُولِ اللّهِ فَنَزَعَ المِغفَرَ عَن رَأسِهِ فَعَرَفَتهُ فَجَاءَت تَشتَدّ حَتّي التَزَمَتهُ فَقَالَت فَدَيتُكَ حَلَفتُ لَأَشكُوَنّكَ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ لَهَا فاَذهبَيِ‌ فبَرَيّ‌ قَسَمَكِ فَإِنّهُ بِأَعلَي الواَديِ‌ قَالَت أُمّ هَانِئٍ فَجِئتُ إِلَي النّبِيّص وَ هُوَ فِي قُبّةٍ يَغتَسِلُ وَ فَاطِمَةُ ع يَستُرُهُ[تَستُرُهُ] فَلَمّا سَمِعَ رَسُولُ اللّهِص كلَاَميِ‌ قَالَ مَرحَباً بِكِ يَا أُمّ هَانِئٍ قُلتُ بأِبَيِ‌ وَ أمُيّ‌ مَا لَقِيتُ مِن عَلِيّ اليَومَ فَقَالَص قَد أَجَرتُ مَن أَجَرتِ فَقَالَت فَاطِمَةُ إِنّمَا جِئتِ يَا أُمّ هَانِئٍ تَشكِينَ عَلِيّاً فِي أَنّهُ أَخَافَ أَعدَاءَ اللّهِ وَ أَعدَاءَ رَسُولِهِ


صفحه : 132

فَقُلتُ احتمَلِيِنيِ‌ فَدَيتُكِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص قَد شَكَرَ اللّهُ تَعَالَي سَعيَهُ وَ أَجَرتُ مَن أَجَارَت أُمّ هَانِئٍ لِمَكَانِهَا مِن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ.

قَالَ أَبَانٌ وَ حدَثّنَيِ‌ بَشِيرٌ النّبّالُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَمّا كَانَ فَتحُ مَكّةَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص عِندَ مَنِ المِفتَاحُ قَالُوا عِندَ أُمّ شَيبَةَ فَدَعَا شَيبَةَ فَقَالَ اذهَب إِلَي أُمّكَ فَقُل لَهَا تُرسِل بِالمِفتَاحِ فَقَالَت قُل لَهُ قَتَلتَ مُقَاتِلَنَا وَ تُرِيدُ أَن تَأخُذَ مِنّا مَكرُمَتَنَا فَقَالَ لَتُرسِلِنّ بِهِ أَو لَأَقتُلَنّكِ فَوَضَعَتهُ فِي يَدِ الغُلَامِ فَأَخَذَهُ وَ دَعَا عُمَرَ فَقَالَ لَهُ هَذَا تَأوِيلُ رؤُياَي‌َ مِن قَبلُ. ثُمّ قَامَص فَفَتَحَهُ وَ سَتَرَهُ فَمِن يَومِئِذٍ يُستَرُ ثُمّ دَعَا الغُلَامَ فَبَسَطَ رِدَاءَهُ فَجَعَلَ فِيهِ المِفتَاحَ وَ قَالَ رُدّهُ إِلَي أُمّكَ قَالَ وَ دَخَلَ صَنَادِيدُ قُرَيشٍ الكَعبَةَ وَ هُم يَظُنّونَ أَنّ السّيفَ لَا يُرفَعُ عَنهُم فَأَتَي رَسُولُ اللّهِص البَيتَ وَ أَخَذَ بعِضِاَدتَيَ‌ِ البَابِ ثُمّ قَالَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ أَنجَزَ وَعدَهُ وَ نَصَرَ عَبدَهُ وَ غَلَبَ الأَحزَابَ وَحدَهُ ثُمّ قَالَ مَا تَظُنّونَ وَ مَا أَنتُم قَائِلُونَ فَقَالَ سُهَيلُ بنُ عَمرٍو نَقُولُ خَيراً وَ نَظُنّ خَيراً أَخٌ كَرِيمٌ وَ ابنُ عَمّ قَالَ فإَنِيّ‌ أَقُولُ لَكُم كَمَا قَالَ أخَيِ‌ يُوسُفُلا تَثرِيبَ عَلَيكُمُ اليَومَ يَغفِرُ اللّهُ لَكُم وَ هُوَ أَرحَمُ الرّاحِمِينَأَلَا إِنّ كُلّ دَمٍ وَ مَالٍ وَ مَأثُرَةٍ كَانَ فِي الجَاهِلِيّةِ فَإِنّهُ مَوضُوعٌ تَحتَ قدَمَيَ‌ّ إِلّا سِدَانَةَ الكَعبَةِ وَ سِقَايَةَ الحَاجّ فَإِنّهُمَا مَردُودَتَانِ إِلَي أَهلِيهِمَا أَلَا إِنّ مَكّةَ مُحَرّمَةٌ بِتَحرِيمِ اللّهِ لَم تَحِلّ لِأَحَدٍ كَانَ قبَليِ‌ وَ لَم تَحِلّ لِي إِلّا سَاعَةً مِن نَهَارٍ فهَيِ‌َ مُحَرّمَةٌ إِلَي أَن تَقُومَ السّاعَةُ لَا يُختَلَي خَلَاهَا وَ لَا يُقطَعُ شَجَرُهَا وَ لَا يُنَفّرُ صَيدُهَا وَ لَا تَحِلّ لُقَطَتُهَا إِلّا لِمُنشِدٍ ثُمّ قَالَ أَلَا لَبِئسَ جِيرَانُ النّبِيّ كُنتُم لَقَد كَذّبتُم وَ طَرَدتُم وَ أَخرَجتُم وَ فَلَلتُم ثُمّ مَا رَضِيتُم حَتّي جئِتمُوُنيِ‌ فِي بلِاَديِ‌ تقُاَتلِوُنيِ‌ فَاذهَبُوا فَأَنتُمُ الطّلَقَاءُ فَخَرَجَ القَومُ كَأَنّمَا أُنشِرُوا مِنَ القُبُورِ وَ دَخَلُوا فِي الإِسلَامِ. قَالَ وَ دَخَلَ رَسُولُ اللّهِص مَكّةَ بِغَيرِ إِحرَامٍ وَ عَلَيهِمُ السّلَاحُ وَ دَخَلَ


صفحه : 133

البَيتَ لَم يَدخُلهُ فِي حَجّ وَ لَا عُمرَةٍ وَ دَخَلَ وَقتَ الظّهرِ فَأَمَرَ بِلَالًا فَصَعِدَ عَلَي الكَعبَةِ وَ أَذّنَ فَقَالَ عِكرِمَةُ وَ اللّهِ إِن كُنتُ لَأَكرَهُ أَن أَسمَعَ صَوتَ ابنِ رِيَاحٍ يَنهَقُ عَلَي الكَعبَةِ وَ قَالَ خَالِدُ بنُ أَسِيدٍ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي أَكرَمَ أَبَا عَتّابٍ مِن هَذَا اليَومِ أَن يَرَي ابنَ رِيَاحٍ قَائِماً عَلَي الكَعبَةِ قَالَ سُهَيلٌ هيِ‌َ كَعبَةُ اللّهِ وَ هُوَ يَرَي وَ لَو شَاءَ لَغَيّرَ قَالَ وَ كَانَ أَقصَدَهُم وَ قَالَ أَبُو سُفيَانَ أَمّا أَنَا فَلَا أَقُولُ شَيئاً وَ اللّهِ لَو نَطَقتُ لَظَنَنتُ أَنّ هَذِهِ الجُدُرَ تُخبِرُ بِهِ مُحَمّداً وَ بَعَثَص إِلَيهِم فَأَخبَرَهُم بِمَا قَالُوا فَقَالَ عَتّابٌ قَد وَ اللّهِ قُلنَا يَا رَسُولَ اللّهِ ذَلِكَ فَنَستَغفِرُ اللّهَ وَ نَتُوبُ إِلَيهِ فَأَسلَمَ وَ حَسُنَ إِسلَامُهُ وَ وَلّاهُ رَسُولُ اللّهِص مَكّةَ قَالَ وَ كَانَ فَتحُ مَكّةَ لِثَلَاثَ عَشرَةَ خَلَت مِن شَهرِ رَمَضَانَ وَ استُشهِدَ مِنَ المُسلِمِينَ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ دَخَلُوا فِي أَسفَلِ مَكّةَ وَ أَخطَئُوا الطّرِيقَ فَقُتِلُوا.

أقول ذكر المفيد رحمه الله في الإرشاد أكثر تلك القصص بأدني تغيير تركناها حذرا من التكرار.بيان إلي صدر السورة أي إلي آخر الآيات من أول السورة والصدر أيضا الطائفة من الشي‌ء ولكن أصبح أي أصبر حتي يتنور الصبح والإصباح الدخول في الصباح ويطلق علي الإسفار قال الراغب الصباح أول النهار و هووقت مااحمر الأفق بحاجب الشمس قوله ثاركم يوم الجبل أي اطلبوا دماءكم التي‌ أريقت يوم أحد والغرز بالفتح ركاب من جلد والذرق بالذال والزاي‌ بمعني والحباري معروف بالحمق والجبن و في المصباح احتملت ما كان منه بمعني العفو والإغضاء والفل الكسر والضرب وفل الجيش هزمه فقال عتاب أي معتذرا عن أخيه ويحتمل أن يكون هوأيضا قال شيئا


صفحه : 134

23- كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ البزَنَطيِ‌ّ عَن أَبَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَمّا فَتَحَ رَسُولُ اللّهِص مَكّةَ بَايَعَ الرّجَالَ ثُمّ جَاءَهُ النّسَاءُ يُبَايِعنَهُ فَأَنزَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّيا أَيّهَا النّبِيّ إِذا جاءَكَ المُؤمِناتُ يُبايِعنَكَ عَلي أَن لا يُشرِكنَ بِاللّهِ شَيئاً وَ لا يَسرِقنَ وَ لا يَزنِينَ وَ لا يَقتُلنَ أَولادَهُنّ وَ لا يَأتِينَ بِبُهتانٍ يَفتَرِينَهُ بَينَ أَيدِيهِنّ وَ أَرجُلِهِنّ وَ لا يَعصِينَكَ فِي مَعرُوفٍ فَبايِعهُنّ وَ استَغفِر لَهُنّ اللّهَ إِنّ اللّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌفَقَالَت هِندٌ أَمّا الوُلدَ فَقَد رَبّينَا صِغَاراً وَ قَتَلتَهُم كِبَاراً وَ قَالَت أُمّ حَكِيمٍ بِنتُ الحَارِثِ بنِ هِشَامٍ وَ كَانَت عِندَ عِكرِمَةَ بنِ أَبِي جَهلٍ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا ذَلِكَ المَعرُوفُ ألّذِي أَمَرَنَا اللّهُ أَن لَا نَعصِيَكَ فِيهِ فَقَالَ لَا تَلطِمنَ خَدّاً وَ لَا تَخمِشنَ وَجهاً وَ لَا تَنتِفنَ شَعراً وَ لَا تَشقُقنَ جَيباً وَ لَا تُسَوّدنَ ثَوباً وَ لَا تدعين [تَدعُونَ]بِوَيلٍ فَبَايَعَهُنّ رَسُولُ اللّهِص عَلَي هَذَا فَقَالَت يَا رَسُولَ اللّهِ كَيفَ نُبَايِعُكَ قَالَ إنِنّيِ‌ لَا أُصَافِحُ النّسَاءَ فَدَعَا بِقَدَحٍ مِن مَاءٍ فَأَدخَلَ يَدَهُ ثُمّ أَخرَجَهَا فَقَالَ أَدخِلنَ أَيدِيَكُنّ فِي هَذَا المَاءِ فهَيِ‌َ البَيعَةُ

كا،[الكافي‌] علي عن أبيه عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله ع مثله

24- كا،[الكافي‌] أَبُو عَلِيّ الأشَعرَيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ إِسحَاقَ عَن سَعدَانَ بنِ مُسلِمٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع أَ تدَريِ‌ كَيفَ بَايَعَ رَسُولُ اللّهِص النّسَاءَ قُلتُ اللّهُ أَعلَمُ وَ ابنُ رَسُولِهِ أَعلَمُ قَالَ جَمَعَهُنّ حَولَهُ ثُمّ دَعَا بِتَورِ بِرَامٍ فَصَبّ فِيهِ نَضُوحاً ثُمّ غَمَسَ يَدَهُ فِيهِ ثُمّ قَالَ اسمَعنَ يَا هَؤُلَاءِ أُبَايِعُكُنّ عَلَي أَن لَا تُشرِكنَ بِاللّهِ شَيئاً وَ لَا تَسرِقنَ وَ لَا تَزنِينَ وَ لَا تَقتُلنَ أَولَادَكُنّ وَ لَا تَأتِينَ بِبُهتَانٍ تَفتَرِينَهُ بَينَ أَيدِيكُنّ وَ أَرجُلِكُنّ وَ لَا تَعصِينَ بُعُولَتَكُنّ فِي مَعرُوفٍ أَقرَرتُنّ قُلنَ نَعَم فَأَخرَجَ يَدَهُ مِنَ التّورِ ثُمّ قَالَ لَهُنّ اغمِسنَ أَيدِيَكُنّ فَفَعَلنَ فَكَانَت يَدُ رَسُولِ اللّهِص الطّاهِرَةُ أَطيَبَ مِن أَن يَمَسّ بِهَا كَفّ أُنثَي لَيسَت لَهُ بِمَحرَمٍ

بيان التور إناء من صُفر أوحجارة كالإِجّانة ذكره الجزري‌ّ و قال


صفحه : 135

البُرمة القِدر مطلقا وجمعها بِرَام وهي‌ في الأصل المتخذة من الحجر المعروف بالحجاز واليمن و قال النضوح بالفتح ضرب من الطيب

25- كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن يُونُسَ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ وَهبٍ قَالَ لَمّا كَانَ يَومُ فَتحِ مَكّةَ ضُرِبَت عَلَي رَسُولِ اللّهِص خَيمَةٌ سَودَاءُ مِن شَعرٍ بِالأَبطَحِ ثُمّ أَفَاضَ عَلَيهِ المَاءَ مِن جَفنَةٍ يُرَي فِيهَا أَثَرُ العَجِينِ ثُمّ تَحَرّي القِبلَةَ ضُحًي فَرَكَعَ ثمَاَنيِ‌َ رَكَعَاتٍ لَم يَركَعهَا رَسُولُ اللّهِص قَبلَ ذَلِكَ وَ لَا بَعدُ

26- كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن حَمّادٍ عَن حَرِيزٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَمّا قَدِمَ رَسُولُ اللّهِص مَكّةَ يَومَ افتَتَحَهَا فَتَحَ بَابَ الكَعبَةِ فَأَمَرَ بِصُوَرٍ فِي الكَعبَةِ فَطُمِسَت ثُمّ أَخَذَ بعِضِاَدتَيَ‌ِ البَابِ فَقَالَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ صَدَقَ وَعدَهُ وَ نَصَرَ عَبدَهُ وَ هَزَمَ الأَحزَابَ وَحدَهُ مَا ذَا تَقُولُونَ وَ مَا ذَا تَظُنّونَ قَالُوا نَظُنّ خَيراً وَ نَقُولُ خَيراً أَخٌ كَرِيمٌ وَ ابنُ أَخٍ كَرِيمٍ وَ قَد قَدَرتَ قَالَ فإَنِيّ‌ أَقُولُ كَمَا قَالَ أخَيِ‌ يُوسُفُلا تَثرِيبَ عَلَيكُمُ اليَومَ يَغفِرُ اللّهُ لَكُم وَ هُوَ أَرحَمُ الرّاحِمِينَأَلَا إِنّ اللّهَ قَد حَرّمَ مَكّةَ يَومَ خَلَقَ السّمَاوَاتِ وَ الأَرضَ فهَيِ‌َ حَرَامٌ بِحَرَامِ اللّهِ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ لَا يُنَفّرُ صَيدُهَا وَ لَا يُعضَدُ شَجَرُهَا وَ لَا يُختَلَي خَلَاهَا وَ لَا تَحِلّ لُقَطَتُهَا إِلّا لِمُنشِدٍ فَقَالَ العَبّاسُ يَا رَسُولَ اللّهِ إِلّا الإِذخِرَ فَإِنّهُ لِلقَبرِ وَ البُيُوتِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص إِلّا الإِذخِرَ

بيان الطموس الدروس والانمحاء وعضادتا الباب هما خشبتاه من جانبيه والتثريب التعيير والعضد القطع والخلي مقصورا النبات الرقيق مادام رطبا واختلاؤه قطعه وإنشاد الضالة تعريفها

27-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ وَ مُحَمّدُ بنُ إِسمَاعِيلَ عَنِ الفَضلِ بنِ شَاذَانَ جَمِيعاً عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَومَ فَتحِ مَكّةَ إِنّ


صفحه : 136

اللّهَ حَرّمَ مَكّةَ يَومَ خَلَقَ السّمَاوَاتِ وَ الأَرضَ وَ هيِ‌َ حَرَامٌ إِلَي أَن تَقُومَ السّاعَةُ لَا تَحِلّ لِأَحَدٍ قبَليِ‌ وَ لَا تَحِلّ لِأَحَدٍ بعَديِ‌ وَ لَم تَحِلّ لِي إِلّا سَاعَةً مِن نَهَارٍ

28- كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ وَ القاَساَنيِ‌ّ جَمِيعاً عَنِ الأصَفهَاَنيِ‌ّ عَنِ المنِقرَيِ‌ّ عَن فُضَيلِ بنِ عِيَاضٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ ع قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص يَومَ فَتحِ مَكّةَ لَم يَسبِ لَهُم ذُرّيّةً وَ قَالَ مَن أَغلَقَ بَابَهُ فَهُوَ آمِنٌ وَ مَن أَلقَي سِلَاحَهُ فَهُوَ آمِنٌ

29-يب ،[تهذيب الأحكام ]الطاّطرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ لَا تُصَلّ المَكتُوبَةَ فِي جَوفِ الكَعبَةِ فَإِنّ رَسُولَ اللّهِص لَم يَدخُلهَا فِي حَجّ وَ لَا عُمرَةٍ وَ لَكِن دَخَلَهَا فِي فَتحِ مَكّةَ فَصَلّي فِيهَا رَكعَتَينِ بَينَ العَمُودَينِ وَ مَعَهُ أُسَامَةُ

30-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] أَبُو القَاسِمِ العلَوَيِ‌ّ مُعَنعَناً عَنِ ابنِ عَبّاسٍ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ فِي قَولِهِ تَعَالَييا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لا تَتّخِذُوا عدَوُيّ‌ وَ عَدُوّكُم أَولِياءَ تُلقُونَ إِلَيهِم بِالمَوَدّةِ قَالَ قَدِمَت سَارَةُ مَولَاةُ بنَيِ‌ هَاشِمٍ إِلَي المَدِينَةِ فَأَتَت رَسُولَ اللّهِص وَ مَن مَعَهُ مِن بنَيِ‌ عَبدِ المُطّلِبِ فَقَالَت إنِيّ‌ مَولَاتُكُم وَ قَد أصَاَبنَيِ‌ جَهدٌ وَ أَتَيتُكُم أَتَعَرّضُ لِمَعرُوفِكُم فَكُسِيَت وَ حُمِلَت وَ جُهّزَت وَ عَمَدَت حَاطِبَ بنَ أَبِي بَلتَعَةَ أَخَا بنَيِ‌ أَسَدِ بنِ عَبدِ العُزّي فَكَتَبَ مَعَهَا كِتَاباً لِأَهلِ مَكّةَ بِأَنّ رَسُولَ اللّهِص قَد أَمَرَ النّاسَ أَن يُجَهّزُوا وَ عَرَفَ حَاطِبٌ أَنّ رَسُولَ اللّهِص يُرِيدُ أَهلَ مَكّةَ فَكَتَبَ إِلَيهِم يُحَذّرُهُم وَ جَعَلَ لِسَارَةَ جُعلًا عَلَي أَن تَكتُمَ عَلَيهِ وَ تُبَلّغَ رِسَالَتَهُ فَفَعَلَت فَنَزَلَ جَبرَئِيلُ ع عَلَي نبَيِ‌ّ اللّهِص فَأَخبَرَهُ فَبَعَثَ رَسُولُ اللّهِص رَجُلَينِ مِن أَصحَابِهِ


صفحه : 137

فِي أَثَرِهَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع وَ زُبَيرَ بنَ العَوّامِ وَ أَخبَرَهُمَا خَبَرَ الصّحِيفَةِ فَقَالَ إِن أَعطَتكُمُ الصّحِيفَةَ فَخَلّوا سَبِيلَهَا وَ إِلّا فَاضرِبُوا عُنُقَهَا فَلَحِقَا سَارَةَ فَقَالَا أَينَ الصّحِيفَةُ التّيِ‌ كُتِبَت مَعَكِ يَا عَدُوّةَ اللّهِ فَحَلَفَت بِاللّهِ مَا معَيِ‌ كِتَابٌ فَفَتّشَاهَا فَلَم يَجِدَا مَعَهَا شَيئاً فَهَمّا بِتَركِهَا ثُمّ قَالَ أَحَدُهُمَا وَ اللّهِ مَا كَذَبنَا وَ لَا كُذِبنَا فَسَلّ سَيفَهُ فَقَالَ أَحلِفُ بِاللّهِ لَا أَغمِدُهُ حَتّي تُخرِجِينَ الكِتَابَ أَو يَقَعَ فِي رَأسِكِ فَزَعَمُوا أَنّهُ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ قَالَت فَلِلّهِ عَلَيكُمَا المِيثَاقُ إِن أُعطِكُمَا الكِتَابَ لَا تقَتلُاَنيِ‌ وَ لَا تصَلبِاَنيِ‌ وَ لَا ترَدُاّنيِ‌ إِلَي المَدِينَةِ قَالَا نَعَم فَأَخرَجَتهُ مِن شَعرِهَا فَخَلّيَا سَبِيلَهَا ثُمّ رَجَعَا إِلَي النّبِيّص فَأَعطَيَاهُ الصّحِيفَةَ فَإِذَا فِيهَا مِن حَاطِبِ بنِ أَبِي بَلتَعَةَ إِلَي أَهلِ مَكّةَ إِنّ مُحَمّداً قَد نَفَرَ فإَنِيّ‌ لَا أدَريِ‌ إِيّاكُم أَرَادَ أَو غَيرَكُم فَعَلَيكُم بِالحَذَرِ فَأَرسَلَ رَسُولُ اللّهِص إِلَيهِ فَأَتَاهُ فَقَالَ تَعرِفُ هَذَا الكِتَابَ يَا حَاطِبُ قَالَ نَعَم قَالَ فَمَا حَمَلَكَ عَلَيهِ فَقَالَ أَمَا وَ ألّذِي أَنزَلَ عَلَيكَ الكِتَابَ مَا كَفَرتُ مُنذُ آمَنتُ وَ لَا أَجَبتُهُم مُنذُ فَارَقتُهُم وَ لَكِن لَم يَكُن أَحَدٌ مِن أَصحَابِكَ إِلّا وَ لَهُم بِمَكّةَ عَشِيرَةٌ غيَريِ‌ فَأَحبَبتُ أَن أَتّخِذَ عِندَهُم يَداً وَ قَد عَلِمتُ أَنّ اللّهَ مُنزِلٌ بِهِم بَأسَهُ وَ نَقِمَتَهُ وَ أَنّ كتِاَبيِ‌ لَا يغُنيِ‌ عَنهُم شَيئاً فَصَدّقَهُ رَسُولُ اللّهِص وَ عَذّرَهُ فَأَنزَلَ اللّهُيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لا تَتّخِذُوا عدَوُيّ‌ وَ عَدُوّكُم أَولِياءَ تُلقُونَ إِلَيهِم بِالمَوَدّةِ

31-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن حَنَانٍ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ صَعِدَ رَسُولُ اللّهِص المِنبَرَ يَومَ فَتحِ مَكّةَ فَقَالَ أَيّهَا النّاسُ إِنّ اللّهَ قَد أَذهَبَ عَنكُم نَخوَةَ الجَاهِلِيّةِ وَ تَفَاخُرَهَا بِآبَائِهَا أَلَا إِنّكُم مِن آدَمَ وَ آدَمُ مِن طِينٍ أَلَا إِنّ خَيرَ عِبَادِ اللّهِ عَبدٌ اتّقَاهُ إِنّ العَرَبِيّةَ لَيسَت بِأَبٍ وَالِدٍ وَ لَكِنّهَا لِسَانٌ نَاطِقٌ فَمَن قَصَرَ بِهِ عَمَلُهُ لَم يُبلِغ[يُبلِغهُ]حَسَبُهُ أَلَا إِنّ كُلّ دَمٍ كَانَ فِي الجَاهِلِيّةِ أَو إِحنَةٍ وَ الإِحنَةُ الشّحنَاءُ فهَيِ‌َ تَحتَ قدَمَيِ‌ هَذِهِ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ


صفحه : 138

32-ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] ابنُ مَحبُوبٍ عَنِ ابنِ رِئَابٍ عَن أَبِي عُبَيدَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ لَمّا كَانَ يَومُ فَتحِ مَكّةَ قَامَ رَسُولُ اللّهِص فِي النّاسِ خَطِيباً فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ ثُمّ قَالَ أَيّهَا النّاسُ لِيُبَلّغِ الشّاهِدُ الغَائِبَ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي قَد أَذهَبَ عَنكُم بِالإِسلَامِ نَخوَةَ الجَاهِلِيّةِ وَ التّفَاخُرَ بِآبَائِهَا وَ عَشَائِرِهَا أَيّهَا النّاسُ إِنّكُم مِن آدَمَ وَ آدَمُ مِن طِينٍ أَلَا وَ إِنّ خَيرَكُم عِندَ اللّهِ وَ أَكرَمَكُم عَلَيهِ اليَومَ أَتقَاكُم وَ أَطوَعُكُم لَهُ أَلَا وَ إِنّ العَرَبِيّةَ لَيسَت بِأَبٍ وَالِدٍ وَ لَكِنّهَا لِسَانٌ نَاطِقٌ فَمَن طُعِنَ بَينَكُم وَ عَلِمَ أَنّهُ يَبلُغُهُ رِضوَانُ اللّهِ حَسبُهُ أَلَا وَ إِنّ كُلّ دَمٍ أَو مَظلِمَةٍ أَو إِحنَةٍ كَانَت فِي الجَاهِلِيّةِ فهَيِ‌َ مَطلٌ تَحتَ قدَمَيِ‌ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ

33-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ الحَسَنِ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَنِ الحَكَمِ بنِ مِسكِينٍ عَن رَجُلٍ مِن قُرَيشٍ مِن أَهلِ مَكّةَ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ خَطَبَ رَسُولُ اللّهِ فِي مَسجِدِ الخَيفِ نَضّرَ اللّهُ عَبداً سَمِعَ مقَاَلتَيِ‌ فَوَعَاهَا وَ بَلّغَهَا مَن لَم يَبلُغهُ يَا أَيّهَا النّاسُ لِيُبَلّغِ الشّاهِدُ الغَائِبَ فَرُبّ حَامِلِ فِقهٍ لَيسَ بِفَقِيهٍ وَ رُبّ حَامِلِ فِقهٍ إِلَي مَن هُوَ أَفقَهُ مِنهُ ثَلَاثٌ لَا يُغِلّ[يَغِلّ]عَلَيهِنّ قَلبُ امر‌ِئٍ مُسلِمٍ إِخلَاصُ العَمَلِ لِلّهِ وَ النّصِيحَةُ لِأَئِمّةِ المُسلِمِينَ وَ اللّزُومُ لِجَمَاعَتِهِم فَإِنّ دَعوَتَهُم مُحِيطَةٌ مِن وَرَائِهِم المُؤمِنُونَ إِخوَةٌ تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُم وَ هُم يَدٌ عَلَي مَن سِوَاهُم يَسعَي بِذِمّتِهِم أَدنَاهُم


صفحه : 139

34-كا،[الكافي‌] الحُسَينُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ المُعَلّي عَنِ الوَشّاءِ عَن أَبَانٍ عَنِ الثمّاَليِ‌ّ قَالَ قُلتُ لعِلَيِ‌ّ بنِ الحُسَينِ ع إِنّ عَلِيّاً ع سَارَ فِي أَهلِ القِبلَةِ بِخِلَافِ سِيرَةِ رَسُولِ اللّهِص فِي أَهلِ الشّركِ قَالَ فَغَضِبَ ثُمّ جَلَسَ ثُمّ قَالَ سَارَ وَ اللّهِ فِيهِم بِسِيرَةِ رَسُولِ اللّهِص يَومَ الفَتحِ إِنّ عَلِيّاً ع كَتَبَ إِلَي مَالِكٍ وَ هُوَ عَلَي مُقَدّمَتِهِ يَومَ البَصرَةِ بِأَن لَا يَطعُنَ فِي غَيرِ مُقبِلٍ وَ لَا يَقتُلَ مُدبِراً وَ لَا يُجَهّزَ عَلَي جَرِيحٍ وَ مَن أَغلَقَ بَابَهُ فَهُوَ آمِنٌ

باب 72-ذكر الحوادث بعدالفتح إلي غزوة حنين

1-شا،[الإرشاد] ثم اتصل بفتح مكة إنفاذ رسول الله ص خالد بن الوليد إلي بني‌ جذيمة بن عامر وكانوا بالغميصاء يدعوهم إلي الله عز و جل وإنما أنفذه إليهم للترة التي‌ كانت بينه وبينهم و ذلك أنهم كانوا أصابوا في الجاهلية نسوة من بني‌ المغيرة وقتلوا الفاكه بن المغيرة عم خالد بن الوليد وقتلوا عوفا أبا عبدالرحمن بن عوف وأنفذه رسول الله ص لذلك وأنفذ معه عبدالرحمن بن عوف للترة أيضا التي‌ كانت بينه وبينهم و لو لا ذلك لمارأي رسول الله ص خالدا أهلا للإمارة علي المسلمين فكان من أمره ما كان وخالف فيه عهد الله وعهد رسوله وعمل فيه علي سنة الجاهلية فبر‌ئ رسول الله ص من صنعه وتلافي فارطه بأمير المؤمنين ع .بيان في القاموس الغميصاء موضع أوقع فيه خالد بن الوليد ببني‌ جذيمة


صفحه : 140

2-عم ،[إعلام الوري ] بَعدَ فَتحِ مَكّةَ بَعَثَ رَسُولُ اللّهِص السّرَايَا فِيمَا حَولَ مَكّةَ يَدعُونَ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ لَم يَأمُرهُم بِقِتَالٍ فَبَعَثَ غَالِبَ بنَ عَبدِ اللّهِ إِلَي بنَيِ‌ مُدلِجٍ فَقَالُوا لَسنَا عَلَيكَ وَ لَسنَا مَعَكَ فَقَالَ النّاسُ اغزُهُم يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ إِنّ لَهُم سَيّداً أَدِيباً أَرِيباً وَ رُبّ غَازٍ مِن بنَيِ‌ مُدلِجٍ شَهِيدٌ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَ بَعَثَ عَمرَو بنَ أُمَيّةَ الضمّريِ‌ّ إِلَي بنَيِ‌ الدّيلِ فَدَعَاهُم إِلَي اللّهِ وَ رَسُولِهِ فَأَبَوا أَشَدّ الإِبَاءِ فَقَالَ النّاسُ اغزُهُم يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ أَتَاكُمُ الآنَ سَيّدُهُم قَد أَسلَمَ فَيَقُولُ لَهُم أَسلِمُوا فَيَقُولُونَ نَعَم وَ بَعَثَ عَبدَ اللّهِ بنَ سُهَيلِ بنِ عَمرٍو إِلَي بنَيِ‌ مُحَارِبِ بنِ فِهرٍ فَأَسلَمُوا وَ جَاءَ مَعَهُ نَفَرٌ مِنهُم إِلَي رَسُولِ اللّهِص وَ بَعَثَ خَالِدَ بنَ الوَلِيدِ إِلَي بنَيِ‌ جُذَيمَةَ بنِ عَامِرٍ وَ قَد كَانُوا أَصَابُوا فِي الجَاهِلِيّةِ مِن بنَيِ‌ المُغِيرَةِ نِسوَةً وَ قَتَلُوا عَمّ خَالِدٍ فَاستَقبَلُوهُ وَ عَلَيهِمُ السّلَاحُ وَ قَالُوا يَا خَالِدُ إِنّا لَم نَأخُذِ السّلَاحَ عَلَي اللّهِ وَ عَلَي رَسُولِهِ وَ نَحنُ مُسلِمُونَ فَانظُر فَإِن كَانَ بَعَثَكَ رَسُولُ اللّهِص سَاعِياً فَهَذِهِ إِبِلُنَا وَ غَنَمُنَا فَاغدُ عَلَيهَا فَقَالَ ضَعُوا السّلَاحَ قَالُوا إِنّا نَخَافُ مِنكَ أَن تَأخُذَنَا بِإِحنَةِ الجَاهِلِيّةِ وَ قَد أَمَاتَهَا اللّهُ وَ رَسُولُهُ فَانصَرَفَ عَنهُم بِمَن مَعَهُ فَنَزَلُوا قَرِيباً ثُمّ شَنّ عَلَيهِمُ الخَيلَ فَقَتَلَ وَ أَسَرَ مِنهُم رِجَالًا ثُمّ قَالَ لِيَقتُل كُلّ رَجُلٍ مِنكُم أَسِيرَهُ فَقَتَلُوا الأَسرَي وَ جَاءَ رَسُولُهُم إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَأَخبَرَهُ بِمَا فَعَلَ خَالِدٌ بِهِم فَرَفَعَ ع يَدَهُ إِلَي السّمَاءِ وَ قَالَ أللّهُمّ إنِيّ‌ أَبرَأُ إِلَيكَ مِمّا فَعَلَ خَالِدٌ وَ بَكَي ثُمّ دَعَا عَلِيّاً ع فَقَالَ اخرُج إِلَيهِم وَ انظُر فِي أَمرِهِم وَ أَعطَاهُ سَفَطاً مِن ذَهَبٍ فَفَعَلَ مَا أَمَرَهُ وَ أَرضَاهُم

3-أقول قال ابن الأثير في الكامل ، و في هذه السنة يعني‌ سنة ثمان بعدالفتح كانت غزاة خالد بن الوليد بني‌ جذيمة و كان رسول الله ص قدبعث السرايا بعدالفتح فيما حول مكة يدعون الناس إلي الله و لم يأمرهم بقتال و كان ممن بعث خالد بن الوليد بعثه داعيا و لم يبعثه مقاتلا فنزل علي الغميصاء ماء من مياه بني‌ جذيمة بن عامر وكانت جذيمة أصابت في الجاهلية عوف بن عبدعوف أبا عبدالرحمن والفاكه بن المغيرة عم خالد وأخذوا مامعهما فلما نزل خالد ذلك الماء أخذ


صفحه : 141

بنو جذيمة السلاح فقال خالد اخلعوا السلاح فإن الناس قدأسلموا فوضعوا فأمر بهم خالد عند ذلك فكتفوا ثم عرضهم علي السيف فقتل من قتل منهم فلما انتهي الخبر إلي النبي ص رفع يديه ثم قال أللهم إني‌ أبرأ إليك مما صنع خالد ثم أرسل عليا ع ومعه مال وأمره أن ينظر في أمرهم فودي لهم النساء والأموال حتي إنه ليدي‌ ميلغة الكلب ففضل معه من المال فضلة فقال لهم علي ع هل بقي‌ لكم مال أودم لم يؤد قالوا لا قال إني‌ أعطيكم هذه البقية احتياطا لرسول الله ص ففعل ثم رجع إلي رسول الله ص فأخبره فقال أصبت وأحسنت

4-ل ،[الخصال ]بِإِسنَادِهِ عَن عَامِرِ بنِ وَاثِلَةَ قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يَومَ الشّورَي نَشَدتُكُم بِاللّهِ هَل عَلِمتُم أَنّ رَسُولَ اللّهِ ع بَعَثَ خَالِدَ بنَ الوَلِيدِ إِلَي بنَيِ‌ خُزَيمَةَ فَفَعَلَ مَا فَعَلَ فَصَعِدَ رَسُولُ اللّهِص المِنبَرَ فَقَالَ أللّهُمّ إنِيّ‌ أَبرَأُ إِلَيكَ مِمّا صَنَعَ خَالِدُ بنُ الوَلِيدِ ثَلَاثَ مَرّاتٍ ثُمّ قَالَ اذهَب يَا عَلِيّ فَذَهَبتُ فَوَدَيتُهُم ثُمّ نَاشَدتُهُم بِاللّهِ هَل بقَيِ‌َ شَيءٌ فَقَالُوا إِذ نَشَدتَنَا بِاللّهِ فَمِيلَغَةُ كِلَابِنَا وَ عِقَالُ بَعِيرِنَا فَأَعطَيتُهُم لَهُمَا وَ بقَيِ‌َ معَيِ‌ ذَهَبٌ كَثِيرٌ فَأَعطَيتُهُم إِيّاهُ وَ قُلتُ هَذَا لِذِمّةِ رَسُولِ اللّهِص وَ لِمَا تَعلَمُونَ وَ لِمَا لَا تَعلَمُونَ وَ لِرَوعَاتِ النّسَاءِ وَ الصّبيَانِ ثُمّ جِئتُ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَأَخبَرتُهُ فَقَالَ وَ اللّهِ لَا يسَرُنّيِ‌ يَا عَلِيّ أَنّ لِي بِمَا صَنَعتَ حُمرُ النّعَمِ قَالُوا أللّهُمّ نَعَم


صفحه : 142

5- ل ،[الخصال ] لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ مَعرُوفٍ عَنِ ابنِ مَهزِيَارَ عَن فَضَالَةَ عَن أَبَانٍ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ البَاقِرِ ع قَالَ بَعَثَ رَسُولُ اللّهِص خَالِدَ بنَ الوَلِيدِ إِلَي حيَ‌ّ يُقَالُ لَهُم بَنُو المُصطَلِقِ مِن بنَيِ‌ جُذَيمَةَ وَ كَانَ بَينَهُم وَ بَينَهُ وَ بَينَ بنَيِ‌ مَخزُومٍ إِحنَةٌ فِي الجَاهِلِيّةِ فَلَمّا وَرَدَ عَلَيهِم كَانُوا قَد أَطَاعُوا رَسُولَ اللّهِص وَ أَخَذُوا مِنهُ كِتَاباً فَلَمّا وَرَدَ عَلَيهِم خَالِدٌ أَمَرَ مُنَادِياً فَنَادَي بِالصّلَاةِ فَصَلّي وَ صَلّوا فَلَمّا كَانَ صَلَاةُ الفَجرِ أَمَرَ مُنَادِيَهُ فَنَادَي فَصَلّي وَ صَلّوا ثُمّ أَمَرَ الخَيلَ فَشَنّوا فِيهِمُ الغَارَةَ فَقَتَلَ وَ أَصَابَ فَطَلَبُوا كِتَابَهُم فَوَجَدُوهُ فَأَتَوا بِهِ النّبِيّص وَ حَدّثُوهُ بِمَا صَنَعَ خَالِدُ بنُ الوَلِيدِ فَاستَقبَلَص القِبلَةَ ثُمّ قَالَ أللّهُمّ إنِيّ‌ أَبرَأُ إِلَيكَ مِمّا صَنَعَ خَالِدُ بنُ الوَلِيدِ قَالَ ثُمّ قُدّمَ عَلَي رَسُولِ اللّهِص تِبرٌ وَ مَتَاعٌ فَقَالَ لعِلَيِ‌ّ ع يَا عَلِيّ ائتِ بنَيِ‌ جُذَيمَةَ مِن بنَيِ‌ المُصطَلِقِ فَأَرضِهِم مِمّا صَنَعَ خَالِدٌ ثُمّ رَفَعَ ع قَدَمَيهِ فَقَالَ يَا عَلِيّ اجعَل قَضَاءَ أَهلِ الجَاهِلِيّةِ تَحتَ قَدَمَيكَ فَأَتَاهُم عَلِيّ ع فَلَمّا انتَهَي إِلَيهِم حَكَمَ فِيهِم بِحُكمِ اللّهِ فَلَمّا رَجَعَ إِلَي النّبِيّص قَالَ يَا عَلِيّ أخَبرِنيِ‌ بِمَا صَنَعتَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ عَمَدتُ فَأَعطَيتُ لِكُلّ دَمٍ دِيَةً وَ لِكُلّ جَنِينٍ غُرّةً وَ لِكُلّ مَالٍ مَالًا وَ فَضَلَت معَيِ‌ فَضلَةٌ فَأَعطَيتُهُم لِمِيلَغَةِ كِلَابِهِم وَ حَبَلَةِ رُعَاتِهِم وَ فَضَلَت معَيِ‌ فَضلَةٌ فَأَعطَيتُهُم لِرَوعَةِ نِسَائِهِم وَ فَزَعِ صِبيَانِهِم وَ فَضَلَت معَيِ‌ فَضلَةٌ فَأَعطَيتُهُم لِمَا يَعلَمُونَ وَ لِمَا لَا يَعلَمُونَ وَ فَضَلَت معَيِ‌ فَضلَةٌ فَأَعطَيتُهُم لِيَرضَوا عَنكَ يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَص يَا عَلِيّ أَعطَيتَهُم لِيَرضَوا عنَيّ‌ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنكَ يَا عَلِيّ إِنّمَا أَنتَ منِيّ‌ بِمَنزِلَةِ هَارُونَ مِن مُوسَي إِلّا أَنّهُ لَا نبَيِ‌ّ بعَديِ‌

بيان قال الجزري‌ في حديث علي ع إن رسول الله ص بعثه ليدي‌ قوما قتلهم خالد بن الوليد فأعطاهم ميلغة الكلب هي‌ الإناء ألذي يلغ فيه الكلب يعني‌ أعطاهم قيمة كل ماذهب لهم حتي قيمة الميلغة انتهي والحبلة هنا الرسن أوبالتحريك أي الجنين الساقط من دوابهم ومواشيهم والأول أظهر


صفحه : 143

6- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَنِ القَاسِمِ بنِ زَكَرِيّا عَن مُحَمّدِ بنِ تَسنِيمٍ الحضَرمَيِ‌ّ عَن عَمرِو بنِ مَعمَرٍ عَن عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ مُوسَي ع عَن أَبِيهِ جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ ع عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ قَالَ بَعَثَ النّبِيّص خَالِدَ بنَ الوَلِيدِ عَلَي صَدَقَاتِ بنَيِ‌ المُصطَلِقِ حيَ‌ّ مِن خُزَاعَةَ وَ كَانَ بَينَهُ وَ بَينَهُم فِي الجَاهِلِيّةِ ذَحلٌ فَأَوقَعَ بِهِم خَالِدٌ فَقَتَلَ مِنهُم وَ استَاقَ أَموَالَهُم فَبَلَغَ النّبِيّص مَا فَعَلَ فَقَالَ أللّهُمّ أَبرَأُ إِلَيكَ مِمّا صَنَعَ خَالِدٌ وَ بَعَثَ إِلَيهِم عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع بِمَالٍ وَ أَمَرَهُ أَن يؤُدَيّ‌َ إِلَيهِم دِيَاتِ رِجَالِهِم وَ مَا ذَهَبَ لَهُم مِن أَموَالِهِم وَ بَقِيَت مَعَهُ مِنَ المَالِ زَعبَةٌ فَقَالَ لَهُم هَل تَفقِدُونَ شَيئاً مِن مَتَاعِكُم فَقَالُوا مَا نَفقِدُ شَيئاً إِلّا مِيلَغَةَ كِلَابِنَا فَدَفَعَ إِلَيهِم مَا بقَيِ‌َ مِنَ المَالِ فَقَالَ هَذَا لِمِيلَغَةِ كِلَابِكُم وَ مَا أُنسِيتُم مِن مَتَاعِكُم وَ أَقبَلَ إِلَي النّبِيّص فَقَالَ مَا صَنَعتَ فَأَخبَرَهُ بِخَبَرِهِ حَتّي أَتَي عَلَي حَدِيثِهِ فَقَالَ النّبِيّص أرَضيَتنَيِ‌ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنكَ يَا عَلِيّ أَنتَ هاَديِ‌ أمُتّيِ‌ أَلَا إِنّ السّعِيدَ كُلّ السّعِيدِ مَن أَحَبّكَ وَ أَخَذَ بِطَرِيقَتِكَ أَلَا إِنّ الشقّيِ‌ّ كُلّ الشقّيِ‌ّ مَن خَالَفَكَ وَ رَغِبَ عَن طَرِيقِكَ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ

بيان الذحل العداوة وطلب المكافاة بالجناية والزعبة بفتح الزاي‌ المعجمة وضمها القطعة من المال .

7-أقول قَالَ الكاَزرِوُنيِ‌ّ كَانَ فَتحُ مَكّةَ يَومَ الجُمُعَةِ لِعَشرٍ بَقِينَ مِن شَهرِ رَمَضَانَ فَأَقَامَ بِهَا خَمسَ عَشرَةَ لَيلَةً يصُلَيّ‌ رَكعَتَينِ ثُمّ خَرَجَ إِلَي حُنَينٍ وَ قَالَ فِي حَوَادِثِ السّنَةِ الثّامِنَةِ وَ فِي هَذِهِ السّنَةِ أَسلَمَ عِكرِمَةُ بنُ أَبِي جَهلٍ روُيِ‌َ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الزّبَيرِ قَالَ لَمّا كَانَ يَومُ فَتحِ مَكّةَ هَرَبَ عِكرِمَةُ بنُ أَبِي جَهلٍ إِلَي اليَمَنِ وَ خَافَ أَن يَقتُلَهُ رَسُولُ اللّهِص وَ كَانَتِ امرَأَتُهُ أُمّ حَكِيمٍ بِنتُ الحَارِثِ بنِ هِشَامٍ امرَأَةً


صفحه : 144

لَهَا عَقلٌ وَ كَانَت قَدِ اتّبَعَت رَسُولَ اللّهِص فَجَاءَت إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَت إِنّ ابنَ عمَيّ‌ عِكرِمَةَ قَد هَرَبَ مِنكَ إِلَي اليَمَنِ وَ خَافَ أَن تَقتُلَهُ فَآمِنهُ قَالَ قَد آمَنتُهُ بِأَمَانِ اللّهِ فَمَن لَقِيَهُ فَلَا يَتَعَرّض لَهُ فَخَرَجَت فِي طَلَبِهِ فَأَدرَكَتهُ فِي سَاحِلٍ مِن سَوَاحِلِ تِهَامَةَ وَ قَد رَكِبَ البَحرَ فَجَعَلَت تُلَوّحُ إِلَيهِ وَ تَقُولُ يَا ابنَ عَمّ جِئتُكَ مِن عِندِ أَوصَلِ النّاسِ وَ أَبَرّ النّاسِ وَ خَيرِ النّاسِ لَا تَهلِك نَفسَكَ وَ قَدِ استَأمَنتُ لَكَ فَآمَنَكَ فَقَالَ أَنتَ فَعَلتَ ذَلِكَ قلت [قَالَت]نَعَم أَنَا كَلّمتُهُ فَآمَنَكَ فَرَجَعَ مَعَهَا فَلَمّا دَنَا مِن مَكّةَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لِأَصحَابِهِ يَأتِيكُم عِكرِمَةُ مُهَاجِراً فَلَا تَسُبّوا أَبَاهُ فَإِنّ سَبّ المَيّتِ يؤُذيِ‌ الحيَ‌ّ وَ لَا يَبلُغُ قَالَ فَقَدِمَ عِكرِمَةُ فَانتَهَي إِلَي بَابِ رَسُولِ اللّهِص وَ زَوجَتُهُ مَعَهُ مُتَنَقّبَةً قَالَت فَاستَأذَنتُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص فَدَخَلتُ فَأَخبَرتُ رَسُولَ اللّهِ بِقُدُومِ عِكرِمَةَ فَاستَبشَرَ وَ قَالَ أَدخِلِيهِ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ إِنّ هَذِهِ أخَبرَتَنيِ‌ أَنّكَ آمنَتنَيِ‌ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص صَدَقَت فَأَنتَ آمِنٌ قَالَ عِكرِمَةُ فَقُلتُ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَنّكَ عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ وَ قُلتُ أَنتَ أَبَرّ النّاسِ وَ أَوفَي النّاسِ أَقُولُ ذَلِكَ وَ إنِيّ‌ لَمُطَأطِئُ الرّأسِ استِحيَاءً مِنهُ ثُمّ قُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ استَغفِر لِي كُلّ عَدَاوَةٍ عَادَيتُكَهَا أَو مَركَبٍ أَوضَعتُ فِيهِ أُرِيدُ بِهِ إِظهَارَ الشّركِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أللّهُمّ اغفِر لِعِكرِمَةَ كُلّ عَدَاوَةٍ عَادَانِيهَا أَو مَنطِقٍ تَكَلّمَ بِهِ أَو مَركَبٍ أَوضَعَ فِيهِ يُرِيدُ أَن يَصُدّ عَن سَبِيلِكَ فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِص مرُنيِ‌ بِخَيرِ مَا تَعلَمُ فَأَعمَلَهُ قَالَ قُل أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ وَ جَاهِد فِي سَبِيلِ اللّهِ ثُمّ قَالَ عِكرِمَةُ أَمَا وَ اللّهِ لَا أَدَعُ نَفَقَةً كُنتُ أُنفِقُهَا فِي صَدّ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِلّا أَنفَقتُ ضِعفَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ وَ لَا قِتَالًا كُنتُ أُقَاتِلُ فِي صَدّ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِلّا أَبلَيتُ ضِعفَهُ فِي سَبِيلِ اللّهِ ثُمّ اجتَهَدَ فِي القِتَالِ حَتّي قُتِلَ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكرٍ

.


صفحه : 145

و عن أبي مليكة قال لما كان يوم الفتح ركب عكرمة البحر هاربا فخب بهم البحر فجعل من في السفينة يدعون الله عز و جل ويوحدونه فقال ما هذاقالوا هذامكان لاينفع فيه إلا الله عز و جل قال فهذا إله محمد ألذي يدعونا إليه فارجعوا بنا فرجع فأسلم وكانت امرأته أسلمت قبله فكانا علي نكاحهما. و فيهابعث رسول الله ص خالد بن الوليد إلي العزي لخمس بقين من رمضان ليهدمها فخرج حتي انتهي إليها في ثلاثين فهدمها ثم رجع إلي رسول الله ص فأخبره فقال هل رأيت شيئا قال لا قال فإنك لم تهدمها فرجع متغيظا فجرد سيفه فخرجت إليه امرأة عريانة سوداء ثائرة الرأس فجعل السادن يصيح بهافضربها خالد فقطعها باثنين ورجع فأخبره النبي ص فقال تلك العزي و قديئست أن تعبد ببلادكم أبدا وكانت بنخلة وكانت لقريش وجميع بني‌ كنانة وكانت أعظم أصنامهم وسدنتها بنو شيبان و قداختلف في العزي فقيل إنها شجرة كانت لغطفان يعبدونها وقيل إنها صنم . و فيهابعث رسول الله ص عمرو بن العاص إلي سواع و هوصنم هذيل ليهدمه قال عمرو فانتهيت إليه وعنده السادن فقال ماتريد قلت أمرني‌ رسول الله ص أن أهدمه قال لاتقدر قلت لم قال تمنع قلت ويحك هل يسمع أويبصر فكسرته وأمرت أصحابي‌ فهدموا بيت خزانته فقلت للسادن كيف رأيت قال أسلمت لله . و فيهابعث سعد بن زيد إلي مناة بالمشلل ليهدمها وكانت للأوس والخزرج وسنان فخرج في عشرين و ذلك حين فتح مكة فقال السادن ماتريد قال


صفحه : 146

هدمها قال أنت وذاك فأقبل يمشي‌ إليها وخرجت امرأة عريانة سوداء ثائرة الرأس تدعو بالويل وتضرب صدرها فضربها سعد فقتلها وهدموا الصنم

باب 82-غزوة حنين والطائف وأوطاس وسائر الحوادث إلي غزوة تبوك

الآيات التوبةلَقَد نَصَرَكُمُ اللّهُ فِي مَواطِنَ كَثِيرَةٍ وَ يَومَ حُنَينٍ إِذ أَعجَبَتكُم كَثرَتُكُم فَلَم تُغنِ عَنكُم شَيئاً وَ ضاقَت عَلَيكُمُ الأَرضُ بِما رَحُبَت ثُمّ وَلّيتُم مُدبِرِينَ ثُمّ أَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلي رَسُولِهِ وَ عَلَي المُؤمِنِينَ وَ أَنزَلَ جُنُوداً لَم تَرَوها وَ عَذّبَ الّذِينَ كَفَرُوا وَ ذلِكَ جَزاءُ الكافِرِينَ ثُمّ يَتُوبُ اللّهُ مِن بَعدِ ذلِكَ عَلي مَن يَشاءُ وَ اللّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ و قال تعالي وَ مِنهُم مَن يَلمِزُكَ فِي الصّدَقاتِ فَإِن أُعطُوا مِنها رَضُوا وَ إِن لَم يُعطَوا مِنها إِذا هُم يَسخَطُونَتفسير قوله فِي مَواطِنَ كَثِيرَةٍ قَالَ الطبّرسِيِ‌ّ رَحِمَهُ اللّهُ وَرَدَ عَنِ الصّادِقِينَ ع أَنّهُم قَالُوا إِنّهَا كَانَتِ المَوَاطِنُ ثَمَانِينَ

وَ يَومَ حُنَينٍ أي في يوم حنين إِذ

أَعجَبَتكُم كَثرَتُكُم أي سرتكم وصرتم معجبين بكثرتكم و كان سبب انهزام المسلمين يوم حنين أن بعضهم قال حين رأي كثرة المسلمين لن نغلب اليوم من قلة فانهزموا بعدساعة وكانوا اثني‌ عشر ألفا وقيل عشرة آلاف وقيل ثمانية آلاف والأول أصح فَلَم تُغنِ عَنكُم شَيئاً أي فلم تدفع عنكم كثرتكم سوءاوَ ضاقَت عَلَيكُمُ الأَرضُ بِما رَحُبَت أي برحبها والباء بمعني مع والمعني لم تجدوا من الأرض موضعا للفرار إليه ثُمّ وَلّيتُم مُدبِرِينَ أي وليتم عن عدوكم منهزمين ثُمّ أَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ أي رحمته التي‌ تسكن إليها النفس ويزول معها الخوف عَلي رَسُولِهِ وَ عَلَي المُؤمِنِينَحين رجعوا إليهم وقاتلوهم وقيل علي المؤمنين الذين ثبتوا مع رسول الله ص علي والعباس في نفر من بني‌ هاشم عن الضحاك

وَ رَوَي الحَسَنُ بنُ عَلِيّ بنِ فَضّالٍ عَن أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع أَنّهُ قَالَ السّكِينَةُ رِيحٌ مِنَ الجَنّةِ تَخرُجُ طَيّبَةً لَهَا صُورَةٌ كَصُورَةِ وَجهِ الإِنسَانِ فَتَكُونُ مَعَ الأَنبِيَاءِ

أورده العياشي‌ مسنداوَ أَنزَلَ جُنُوداً لَم تَرَوهاأراد به جنودا من الملائكة وقيل إن الملائكة نزلوا يوم حنين لتقوية قلوب المؤمنين وتشجيعهم و لم يباشروا القتال يومئذ و لم يقاتلوا إلا يوم بدر خاصةوَ عَذّبَ الّذِينَ كَفَرُوابالقتل والأسر وسلب الأموال والأولادوَ ذلِكَ جَزاءُ الكافِرِينَ أي ذلك العذاب جزاؤهم علي كفرهم ثُمّ يَتُوبُ اللّهُ مِن بَعدِ ذلِكَ عَلي مَن يَشاءُ أي يقبل توبة من تاب عن الشرك ورجع إلي طاعة الله والإسلام وندم علي مافعل من القبيح أوتوبة من انهزم من بعدهزيمته . و في قوله تعالي وَ مِنهُم مَن يَلمِزُكَ قال نزلت في قسمة غنائم حنين وذكر رواية أبي سعيد الخدري‌ كماسيأتي‌ بروايته في إعلام الوري وسيأتي‌ تفسير الآية في باب جمل ماجري بينه و بين أصحابه ص

1-فس ،[تفسير القمي‌]وَ يَومَ حُنَينٍ إِذ أَعجَبَتكُم كَثرَتُكُم فَلَم تُغنِ عَنكُم شَيئاً وَ ضاقَت


صفحه : 148

عَلَيكُمُ الأَرضُ بِما رَحُبَت ثُمّ وَلّيتُم مُدبِرِينَفَإِنّهُ كَانَ سَبَبُ غَزَاةِ حُنَينٍ أَنّهُ لَمّا خَرَجَ رَسُولُ اللّهِص إِلَي فَتحِ مَكّةَ أَظهَرَ أَنّهُ يُرِيدُ هَوَازِنَ وَ بَلَغَ الخَبَرُ الهَوَازِنَ فَتَهَيّئُوا وَ جَمَعُوا الجُمُوعَ وَ السّلَاحَ وَ اجتَمَعَ رُؤَسَاءُ هَوَازِنَ إِلَي مَالِكِ بنِ عَوفٍ النضّريِ‌ّ فَرَأّسُوهُ عَلَيهِم وَ خَرَجُوا وَ سَاقُوا مَعَهُم أَموَالَهُم وَ نِسَاءَهُم وَ ذَرَارِيّهُم وَ مَرّوا حَتّي نَزَلُوا بَأَوطَاسٍ وَ كَانَ دُرَيدُ بنُ الصّمّةِ الجشُمَيِ‌ّ فِي القَومِ وَ كَانَ رَئِيسَ جُشَمَ وَ كَانَ شَيخاً كَبِيراً قَد ذَهَبَ بَصَرُهُ فَلَمَسَ الأَرضَ بِيَدِهِ فَقَالَ فِي أَيّ وَادٍ أَنتُم قَالُوا بوِاَديِ‌ أَوطَاسٍ قَالَ نِعمَ مَجَالُ خَيلٍ لَا حَزنٌ ضِرسٌ[ضَرِسٌ] وَ لَا سَهلٌ دَهسٌ[دَهِسٌ] مَا لِي أَسمَعُ رُغَاءَ البَعِيرِ وَ نَهِيقَ الحِمَارِ وَ خُوَارَ البَقَرِ وَ ثُغَاءَ الشّاةِ وَ بُكَاءَ الصبّيِ‌ّ فَقَالُوا إِنّ مَالِكَ بنَ عَوفٍ سَاقَ مَعَ النّاسِ أَموَالَهُم وَ نِسَاءَهُم وَ ذَرَارِيّهُم لِيُقَاتِلَ كُلّ امر‌ِئٍ عَن نَفسِهِ وَ مَالِهِ وَ أَهلِهِ فَقَالَ دُرَيدٌ راَعيِ‌ ضَأنٍ وَ رَبّ الكَعبَةِ مَا لَهُ وَ لِلحَربِ ثُمّ قَالَ ادعُوا لِي مَالِكاً فَلَمّا جَاءَ قَالَ لَهُ يَا مَالِكُ مَا فَعَلتَ قَالَ سُقتُ مَعَ النّاسِ أَموَالَهُم وَ نِسَاءَهُم وَ أَبنَاءَهُم لِيَجعَلَ كُلّ رَجُلٍ أَهلَهُ وَ مَالَهُ وَرَاءَ ظَهرِهِ فَيَكُونَ أَشَدّ لِحَربِهِ فَقَالَ يَا مَالِكُ إِنّكَ أَصبَحتَ رَئِيسَ قَومٍ وَ إِنّكَ تُقَاتِلُ رَجُلًا كَرِيماً وَ هَذَا اليَومُ لِمَا بَعدَهُ وَ لَم تَصنَع فِي تَقدِمَةِ بَيضَةِ هَوَازِنَ إِلَي نُحُورِ الخَيلِ شَيئاً وَيحَكَ وَ هَل يلَويِ‌ المُنهَزِمُ عَلَي شَيءٍ اردُد بَيضَةَ هَوَازِنَ إِلَي عُليَا بِلَادِهِم وَ مُمتَنَعِ مَحَالّهِم وَ القَ الرّجَالَ عَلَي مُتُونِ الخَيلِ فَإِنّهُ لَا يَنفَعُكَ إِلّا رَجُلٌ بِسَيفِهِ وَ فَرَسِهِ فَإِن كَانَ لَكَ لَحِقَ بِكَ مِن وَرَائِكَ وَ إِن كَانَت عَلَيكَ لَا تَكُونُ قَد فُضِحتَ فِي أَهلِكَ وَ عِيَالِكَ فَقَالَ لَهُ مَالِكٌ إِنّكَ قَد كَبِرتَ وَ كَبِرَ


صفحه : 149

عِلمُكَ فَلَم يَقبَل مِن دُرَيدٍ فَقَالَ دُرَيدٌ مَا فَعَلَت كَعبٌ وَ كِلَابٌ قَالُوا لَم يَحضُر مِنهُم أَحَدٌ قَالَ غَابَ الجِدّ وَ الحَزمُ لَو كَانَ يَومُ عَلَاءٍ وَ سَعَادَةٍ مَا كَانَت تَغِيبُ كَعبٌ وَ لَا كِلَابٌ فَمَن حَضَرَهَا مِن هَوَازِنَ قَالَ عَمرُو بنُ عَامِرٍ وَ عَوفُ بنُ عَامِرٍ قَالَ ذينك [ذَانِكَ]الجَذَعَانِ لَا يَنفَعَانِ وَ لَا يَضُرّانِ ثُمّ تَنَفّسَ دُرَيدٌ وَ قَالَ حَربٌ عَوَانٌ


[BA] يَا]ليَتنَيِ‌ فِيهَا جَذَعٌ   أَخُبّ فِيهَا وَ أَضَعُ

أَقُودُ واطفاء[BA]وَطفَاءَ]الزّمَعِ   كَأَنّهَا شَاةٌ صَدَعَ

وَ بَلَغَ رَسُولَ اللّهِص اجتِمَاعُ هَوَازِنَ بِأَوطَاسٍ فَجَمَعَ القَبَائِلَ وَ رَغّبَهُم فِي الجِهَادِ وَ وَعَدَهُمُ النّصرَ وَ أَنّ اللّهَ قَد وَعَدَهُ أَن يَغنِمَهُ أَموَالَهُم وَ نِسَاءَهُم وَ ذَرَارِيّهُم فَرَغِبَ النّاسُ وَ خَرَجُوا عَلَي رَايَاتِهِم وَ عَقَدَ اللّوَاءَ الأَكبَرَ وَ دَفَعَهُ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ كُلّ مَن دَخَلَ مَكّةَ بِرَايَةٍ أَمَرَهُ أَن يَحمِلَهَا وَ خَرَجَ فِي اثنيَ‌ عَشَرَ أَلفَ رَجُلٍ عَشَرَةِ آلَافٍ مِمّن كَانُوا مَعَهُ

وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ وَ كَانَ مَعَهُ مِن بنَيِ‌ سُلَيمٍ أَلفُ رَجُلٍ رَئِيسُهُم عَبّاسُ بنُ مِردَاسٍ السلّمَيِ‌ّ وَ مِن مُزَينَةَ أَلفُ رَجُلٍ قَالَ فَمَضَوا حَتّي كَانَ مِنَ القَومِ عَلَي مَسِيرَةِ بَعضِ لَيلَةٍ قَالَ وَ قَالَ مَالِكُ بنُ عَوفٍ لِقَومِهِ لِيُصَيّر كُلّ رَجُلٍ مِنكُم أَهلَهُ وَ مَالَهُ خَلفَ ظَهرِهِ وَ اكسِرُوا جُفُونَ سُيُوفِكُم وَ اكمُنُوا فِي شِعَابِ هَذَا الواَديِ‌ وَ فِي الشّجَرِ فَإِذَا كَانَ فِي غَبَشِ الصّبحِ فَاحمِلُوا حَملَةَ رَجُلٍ وَاحِدٍ وَ هُدّوا القَومَ فَإِنّ مُحَمّداً لَم يَلقَ أَحَداً يُحسِنُ الحَربَ قَالَ فَلَمّا صَلّي


صفحه : 150

رَسُولُ اللّهِص الغَدَاةَ انحَدَرَ فِي واَديِ‌ حُنَينٍ وَ هُوَ وَادٍ لَهُ انحِدَارٌ بَعِيدٌ وَ كَانَت بَنُو سُلَيمٍ عَلَي مُقَدّمَتِهِ فَخَرَجَ عَلَيهِم كَتَائِبُ هَوَازِنَ مِن كُلّ نَاحِيَةٍ فَانهَزَمَت بَنُو سُلَيمٍ وَ انهَزَمَ مَن وَرَاءَهُم وَ لَم يَبقَ أَحَدٌ إِلّا انهَزَمَ وَ بقَيِ‌َ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يُقَاتِلُهُم فِي نَفَرٍ قَلِيلٍ وَ مَرّ المُنهَزِمُونَ بِرَسُولِ اللّهِص لَا يَلوُونَ عَلَي شَيءٍ وَ كَانَ العَبّاسُ آخِذاً بِلِجَامِ بَغلَةِ رَسُولِ اللّهِص عَن يَمِينِهِ وَ أَبُو سُفيَانَ بنُ الحَارِثِ بنِ عَبدِ المُطّلِبِ عَن يَسَارِهِ فَأَقبَلَ رَسُولُ اللّهِص ينُاَديِ‌ يَا مَعشَرَ الأَنصَارِ أَينَ إلِيَ‌ّ أَنَا رَسُولُ اللّهِ فَلَم يَلوِ أَحَدٌ عَلَيهِ وَ كَانَت نَسِيبَةُ بِنتُ كَعبٍ المَازِنِيّةُ تَحثُو فِي وُجُوهِ المُنهَزِمِينَ التّرَابَ وَ تَقُولُ أَينَ تَفِرّونَ عَنِ اللّهِ وَ عَن رَسُولِهِ وَ مَرّ بِهَا عُمَرُ فَقَالَت لَهُ وَيلَكَ مَا هَذَا ألّذِي صَنَعتَ فَقَالَ لَهَا هَذَا أَمرُ اللّهِ فَلَمّا رَأَي رَسُولُ اللّهِص الهَزِيمَةَ رَكَضَ نَحوَ عَلِيّ بَغلَتَهُ فَرَآهُ قَد شَهَرَ سَيفَهُ فَقَالَ يَا عَبّاسُ اصعَد هَذَا الظّرِبَ وَ نَادِ يَا أَصحَابَ البَقَرَةِ وَ يَا أَصحَابَ الشّجَرَةِ إِلَي أَينَ تَفِرّونَ هَذَا رَسُولُ اللّهِ ثُمّ رَفَعَ رَسُولُ اللّهِص يَدَهُ فَقَالَ أللّهُمّ لَكَ الحَمدُ وَ إِلَيكَ المُشتَكَي وَ أَنتَ المُستَعَانُ فَنَزَلَ جَبرَئِيلُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ دَعَوتَ بِمَا دَعَا بِهِ مُوسَي حَيثُ فَلَقَ لَهُ البَحرَ وَ نَجّاهُ مِن فِرعَونَ ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لأِبَيِ‌ سُفيَانَ بنِ الحَارِثِ ناَولِنيِ‌ كَفّاً مِن حَصًي فَنَاوَلَهُ فَرَمَاهُ فِي وُجُوهِ المُشرِكِينَ ثُمّ قَالَ شَاهَتِ الوُجُوهُ ثُمّ رَفَعَ رَأسَهُ إِلَي السّمَاءِ وَ قَالَ أللّهُمّ إِن تُهلِك هَذِهِ العِصَابَةَ لَم تُعبَد


صفحه : 151

وَ إِن شِئتَ أَن لَا تُعبَدَ لَا تُعبَدُ فَلَمّا سَمِعَتِ الأَنصَارُ نِدَاءَ العَبّاسِ عَطَفُوا وَ كَسَرُوا جُفُونَ سُيُوفِهِم وَ هُم يَقُولُونَ لَبّيكَ وَ مَرّوا بِرَسُولِ اللّهِص وَ استَحيَوا أَن يَرجِعُوا إِلَيهِ وَ لَحِقُوا بِالرّايَةِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ لِلعَبّاسِ مَن هَؤُلَاءِ يَا أَبَا الفَضلِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ هَؤُلَاءِ الأَنصَارُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص الآنَ حمَيِ‌َ الوَطِيسُ وَ نَزَلَ النّصرُ مِنَ السّمَاءِ وَ انهَزَمَت هَوَازِنُ وَ كَانُوا يَسمَعُونَ قَعقَعَةَ السّلَاحِ فِي الجَوّ وَ انهَزَمُوا فِي كُلّ وَجهٍ وَ غَنّمَ اللّهُ رَسُولَهُ أَموَالَهُم وَ نِسَاءَهُم وَ ذَرَارِيّهُم وَ هُوَ قَولُ اللّهِ تَعَالَيلَقَد نَصَرَكُمُ اللّهُ فِي مَواطِنَ كَثِيرَةٍ وَ يَومَ حُنَينٍ

وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِثُمّ أَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلي رَسُولِهِ وَ عَلَي المُؤمِنِينَ وَ أَنزَلَ جُنُوداً لَم تَرَوها وَ عَذّبَ الّذِينَ كَفَرُوا وَ هُوَ القَتلُوَ ذلِكَ جَزاءُ الكافِرِينَ قَالَ وَ قَالَ رَجُلٌ مِن بنَيِ‌ نَضرِ بنِ مُعَاوِيَةَ يُقَالُ لَهُ شَجَرَةُ بنُ رَبِيعَةَ لِلمُؤمِنِينَ وَ هُوَ أَسِيرٌ فِي أَيدِيهِم أَينَ الخَيلُ البُلقُ وَ الرّجَالُ عَلَيهِمُ الثّيَابُ البِيضُ فَإِنّمَا كَانَ قَتلُنَا بِأَيدِيهِم وَ مَا كُنّا نَرَاكُم فِيهِم إِلّا كَهَيئَةِ الشّامَةِ قَالُوا تِلكَ المَلَائِكَةُ

بيان أوطاس موضع علي ثلاث مراحل من مكة والحزن ماغلظ من الأرض والضرس بالكسر الأكمة الخشنة والدهس بالفتح المكان السهل اللين والرغاء بالضم صوت البعير والثغاء بالفتح صوت الشاة والمعز و ماشاكلهما وبيضة القوم مجتمعهم وموضع سلطانهم ويقال لايلوي‌ أحد علي أحد أي لايلتفت و لايعطف عليه و قوله وكبر علمك أي ضعف علمك وأصابه ضعف الكبر و في بعض النسخ وساخ علمك أي غار و في مجمع البيان وذهب علمك و قال الجزري‌ فيه ليتني‌ فيهاجذعا أي ليتني‌ كنت شابا عند


صفحه : 152

ظهور النبوة حتي أبالغ في نصرتها و قال الجوهري‌ الخبب ضرب من العدو تقول خب الفرس يخب خبا وخبيبا إذاراوح بين يديه ورجليه وأخبه صاحبه و قال وضع البعير وغيره أسرع في سيره و قال دريد


ياليتني‌ فيهاجذع   أخب فيها وأضع

. و قال الفيروزآبادي‌ الزمع محركة شبه الرعدة تأخذ الإنسان والدهش والخوف و قال الصدع محركة من الأوعال والظباء والحمر والإبل الفتي الشاب القوي‌ وتسكن الدال والغبش محركة بقية الليل أوظلمة آخره والكتائب جمع كتيبة وهي‌ الجيش والظرب ككتف الجبل المنبسط أوالصغير

2- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُوسَي بنِ خَلَفٍ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ فَضلٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُوسَي العبَسيِ‌ّ عَن طَلحَةَ بنِ خَيرٍ المكَيّ‌ّ عَنِ المُطّلِبِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن مُصعَبِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ بنِ عَوفٍ عَن أَبِيهِ قَالَ لَمّا افتَتَحَ النّبِيّص مَكّةَ انصَرَفَ إِلَي الطّائِفِ يعَنيِ‌ إِلَي حُنَينٍ فَحَاصَرَهُم ثَمّ إِلَي عَشَرَةٍ أَو سَبعَ عَشَرَةَ فَلَم يَفتَحهَا ثُمّ أَوغَلَ رَوحَةً أَو غَدوَةً ثُمّ نَزَلَ ثُمّ هَجَرَ فَقَالَ أَيّهَا النّاسُ إنِيّ‌ لَكُم فَرَطٌ وَ إِنّ مَوعِدَكُمُ الحَوضُ وَ أُوصِيكُم بعِتِرتَيِ‌ خَيراً ثُمّ قَالَ وَ ألّذِي نفَسيِ‌ بِيَدِهِ لَتُقِيمُنّ الصّلَاةَ وَ لَتُؤتُنّ الزّكَاةَ أَو لَأَبعَثَنّ إِلَيكُم رَجُلًا منِيّ‌ أَو كنَفَسيِ‌ فَلَيَضرِبَنّ أَعنَاقَ مُقَاتِلِيكُم وَ لَيَسبِيَنّ ذَرَارِيّكُم فَرَأَي أُنَاسٌ أَنّهُ يعَنيِ‌ أَبَا بَكرٍ أَو عُمَرَ فَأَخَذَ بِيَدِ عَلِيّ ع فَقَالَ هُوَ هَذَا قَالَ المُطّلِبُ بنُ عَبدِ اللّهِ فَقُلتُ لِمُصعَبِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ فَمَا حَمَلَ أَبَاكَ عَلَي مَا صَنَعَ قَالَ أَنَا وَ اللّهِ أَعجَبُ مِن ذَلِكَ

وأخبرنا جماعة عن أبي المفضل عن محمد بن إسحاق بن فروخ عن محمد بن


صفحه : 153

عثمان بن كرامة في مسند عبيد الله بن موسي قال وحدثني‌ محمد بن أحمد بن عبد الله بن صفوة الضرير وكتبه من أصل كتابه عن يوسف بن سعيد بن مسلم المصيصي‌ عن عبيد الله بن موسي عن علي بن خير عن المطلب بن عبد الله عن مصعب عن أبيه وذكر نحوه

3- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ حَفصٍ العسَكرَيِ‌ّ عَن عُبَيدِ بنِ الهَيثَمِ عَن عَبّادِ بنِ صُهَيبٍ الكلَبيِ‌ّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ ع عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ الأنَصاَريِ‌ّ قَالَ لَمّا أَوقَعَ وَ رُبّمَا قَالَ فَزِعَ رَسُولُ اللّهِص مِن هَوَازِنَ سَارَ حَتّي نَزَلَ الطّائِفَ فَحَصَرَ أَهلَ وَجّ أَيّاماً فَسَأَلَهُ القَومُ أَن يَبرَحَ عَنهُم لِيَقدَمَ عَلَيهِ وَفدُهُم فَيَشتَرِطَ لَهُ وَ يَشتَرِطُونَ لِأَنفُسِهِم فَسَارَص حَتّي نَزَلَ مَكّةَ فَقَدِمَ عَلَيهِ نَفَرٌ مِنهُم بِإِسلَامِ قَومِهِم وَ لَم يَبخَعِ القَومُ لَهُ بِالصّلَاةِ وَ لَا الزّكَاةِ فَقَالَص إِنّهُ لَا خَيرَ فِي دِينٍ لَا رُكُوعَ فِيهِ وَ لَا سُجُودَ أَمَا وَ ألّذِي نفَسيِ‌ بِيَدِهِ لَيُقِيمُنّ الصّلَاةَ وَ لَيُؤتُنّ الزّكَاةَ أَو لَأَبعَثَنّ إِلَيهِم رَجُلًا هُوَ منِيّ‌ كنَفَسيِ‌ فَلَيَضرِبُ أَعنَاقَ مُقَاتِلِيهِم وَ لَيَسبِيَنّ ذَرَارِيّهُم هُوَ هَذَا وَ أَخَذَ بِيَدِ عَلِيّ ع فَأَشَالَهَا فَلَمّا صَارَ القَومُ إِلَي قَومِهِم بِالطّائِفِ أَخبَرُوهُم بِمَا سَمِعُوا مِن رَسُولِ اللّهِص فَأَقَرّوا لَهُ بِالصّلَاةِ وَ أَقَرّوا لَهُ بِمَا شَرَطَ عَلَيهِم فَقَالَص مَا استَعصَي عَلَيّ أَهلُ مَملَكَةٍ وَ لَا أُمّةٌ إِلّا رَمَيتُهُم بِسَهمِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ قَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ وَ مَا سَهمُ اللّهِ قَالَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ مَا بَعَثتُهُ فِي سَرِيّةٍ إِلّا رَأَيتُ جَبرَئِيلَ عَن يَمِينِهِ وَ مِيكَائِيلَ عَن يَسَارِهِ وَ مَلَكاً أَمَامَهُ وَ سَحَابَةً تُظِلّهُ حَتّي يعُطيِ‌َ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ حبَيِبيِ‌ النّصرَ وَ الظّفَرَ

بيان قال الجوهري‌ بخع بالحق بخوعا أقر به وخضع له


صفحه : 154

4- يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّ شَيبَةَ بنَ عُثمَانَ بنِ أَبِي طَلحَةَ قَالَ مَا كَانَ أَحَدٌ أَبغَضَ إلِيَ‌ّ مِن مُحَمّدٍ وَ كَيفَ لَا يَكُونُ وَ قَد قَتَلَ مِنّا ثَمَانِيَةً كُلّ مِنهُم يَحمِلُ اللّوَاءَ فَلَمّا فَتَحَ مَكّةَ آيَستُ مِمّا كُنتُ أَتَمَنّاهُ مِن قَتلِهِ وَ قُلتُ فِي نفَسيِ‌ قَد دَخَلَتِ العَرَبُ فِي دِينِهِ فَمَتَي أُدرِكُ ثاَريِ‌ مِنهُ فَلَمّا اجتَمَعَت هَوَازِنُ بِحُنَينٍ قَصَدتُهُم لِآخُذَ مِنهُ غِرّةً فَأَقتُلَهُ وَ دَبّرتُ فِي نفَسيِ‌ كَيفَ أَصنَعُ فَلَمّا انهَزَمَ النّاسُ وَ بقَيِ‌َ مُحَمّدٌ وَحدَهُ وَ النّفَرُ الّذِينَ مَعَهُ جِئتُ مِن وَرَائِهِ وَ رَفَعتُ السّيفَ حَتّي إِذَا كِدتُ أَحُطّهُ غشَيِ‌َ فؤُاَديِ‌ فَلَم أُطِق ذَلِكَ فَعَلِمتُ أَنّهُ مَمنُوعٌ

وَ روُيِ‌َ أَنّهُ قَالَ رُفِعَ إلِيَ‌ّ شُوَاظٌ مِن نَارٍ حَتّي كَادَ أَن يمُحيِنَيِ‌ ثُمّ التَفَتَ إلِيَ‌ّ مُحَمّدٌ فَقَالَ لِي ادنُ يَا شَيبَةُ فَقَاتِل وَ وَضَعَ يَدَهُ فِي صدَريِ‌ فَصَارَ أَحَبّ النّاسِ إلِيَ‌ّ وَ تَقَدّمتُ وَ قَاتَلتُ بَينَ يَدَيهِ فَلَو عَرَضَ لِي أَبِي لَقَتَلتُهُ فِي نُصرَةِ رَسُولِ اللّهِ فَلَمّا انقَضَي القِتَالُ دَخَلنَا عَلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ لِي ألّذِي أَرَادَ اللّهُ بِكَ خَيرٌ مِمّا أَرَدتَهُ لِنَفسِكَ وَ حدَثّنَيِ‌ بِجَمِيعِ مَا رَوَيتُهُ فِي نفَسيِ‌ فَقُلتُ مَا اطّلَعَ عَلَي هَذَا إِلّا اللّهُ وَ أَسلَمتُ

بيان قوله أن يمحيني‌ أي يبطلني‌ ويذهب بأثري‌ يقال محاه يمحوه محوا ويمحيه محيا ويمحاه و في بعض النسخ يحمسني‌ بالحاء المهملة أي يقليني‌ ويحرقني‌ و هوأظهر و في بعضها يمحشني‌ كماسيأتي‌

5-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّهُ لَمّا حَاصَرَ النّبِيّص أَهلَ الطّائِفِ قَالَ عُتبَةُ بنُ الحُصَينِ ائذَن لِي حَتّي آتيِ‌َ حِصنَ الطّائِفِ فَأُكَلّمَهُم فَأَذِنَ رَسُولُ اللّهِص فَجَاءَهُم فَقَالَ أَدنُو مِنكُم وَ أَنَا آمِنٌ قَالُوا نَعَم وَ عَرَفَهُ أَبُو مِحجَنٍ فَقَالَ ادنُ فَدَخَلَ


صفحه : 155

عَلَيهِم فَقَالَ فِدَاكُم أَبِي وَ أمُيّ‌ لَقَد سرَنّيِ‌ مَا رَأَيتُ مِنكُم وَ مَا فِي العَرَبِ أَحَدٌ غَيرُكُم وَ اللّهِ مَا فِي مُحَمّدٍ مِثلُكُم وَ لَقَد قَلّ المَقَامُ وَ طَعَامُكُم كَثِيرٌ وَ مَاؤُكُم وَافِرٌ لَا تَخَافُونَ قَطعَهُ فَلَمّا خَرَجَ قَالَ ثَقِيفٌ لأِبَيِ‌ مِحجَنٍ فَإِنّا قَد كَرِهنَا دُخُولَهُ وَ خَشِينَا أَن يُخبِرَ مُحَمّداً بِخَلَلٍ إِن رَآهُ فِينَا أَو فِي حِصنِنَا فَقَالَ أَبُو مِحجَنٍ أَنَا كُنتُ أَعرَفَ بِهِ لَيسَ أَحَدٌ مِنّا أَشَدّ عَلَي مُحَمّدٍ مِنهُ وَ إِن كَانَ مَعَهُ فَلَمّا رَجَعَ إِلَي رَسُولِ اللّهِص قَالَ قُلتُ لَهُمُ ادخُلُوا فِي الإِسلَامِ فَوَ اللّهِ لَا يَبرَحُ مُحَمّدٌ مِن عُقرِ دَارِكُم حَتّي تَنزِلُوا فَخُذُوا لِأَنفُسِكُم أَمَاناً فَخَذَلتُهُم مَا استَطَعتُ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص لَقَد كَذَبتَ لَقَد قُلتَ لَهُم كَذَا وَ كَذَا وَ عَاتَبَهُ جَمَاعَةٌ مِنَ الصّحَابَةِ قَالَ أَستَغفِرُ اللّهَ وَ أَتُوبُ إِلَيهِ وَ لَا أَعُودُ أَبَداً

بيان عقر الدار بالضم وسطها وأصلها و قديفتح .

6-شا،[الإرشاد] ثم كانت غزاة حنين حين استظهر رسول الله فيهابكثرة الجمع فخرج ص متوجها إلي القوم في عشرة آلاف من المسلمين فظن أكثرهم أنهم لم يغلبوا لماشاهدوه من جمعهم وكثرة عدتهم وسلاحهم وأعجب أبابكر الكثرة يومئذ فقال لن نغلب اليوم من قلة و كان الأمر في ذلك بخلاف ماظنوا وعانهم أبوبكر بعجبه بهم فلما التقوا مع المشركين لم يلبثوا حتي انهزموا بأجمعهم و لم يبق منهم مع النبي ص إلاعشرة أنفس تسعة من بني‌ هاشم خاصة وعاشرهم أيمن ابن أم أيمن فقتل أيمن رحمة الله عليه وثبتت التسعة الهاشميون حتي ثاب إلي رسول الله ص من كان انهزم فرجعوا أولا فأولا حتي تلاحقوا وكانت لهم الكرة علي المشركين و في ذلك أنزل الله تعالي و في إعجاب أبي بكر بالكثرةوَ يَومَ حُنَينٍ إِذ أَعجَبَتكُم كَثرَتُكُم فَلَم تُغنِ عَنكُم شَيئاً وَ ضاقَت عَلَيكُمُ الأَرضُ بِما رَحُبَت ثُمّ وَلّيتُم مُدبِرِينَ ثُمّ أَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلي


صفحه : 156

رَسُولِهِ وَ عَلَي المُؤمِنِينَيعني‌ أمير المؤمنين عليا ع و من ثبت معه من بني‌ هاشم وهم يومئذ ثمانية أمير المؤمنين ع تاسعهم العباس بن عبدالمطلب عن يمين رسول الله ص والفضل بن العباس عن يساره و أبوسفيان بن الحارث ممسك بسرجه عندنفر بغلته و أمير المؤمنين ع بين يديه يضرب بالسيف ونوفل بن الحارث وربيعة بن الحارث و عبد الله بن الزبير بن عبدالمطلب وعتبة ومعتب ابنا أبي لهب حوله و قدولت الكافة مدبرين سوي من ذكرناه و في ذلك يقول مالك بن عبادة الغافقي‌


لم يواس النبي غيربني‌ هاشم   عندالسيوف يوم حنين

هرب الناس غيرتسعة رهط   فهم يهتفون بالناس أين

ثم قاموا مع النبي علي الموت   فآتوا زينا لنا غيرشين

وسوي أيمن الأمين من القوم   شهيدا فاعتاض قرة عين .

و قال العباس بن عبدالمطلب في هذاالمقام


نصرنا رسول الله في الحرب تسعة   و قدفر من قدفر عنه فأقشعوا

وقولي‌ إذا ماالفضل شد بسيفه   علي القوم أخري يابني‌ ليرجعوا

وعاشرنا لاقي الحمام بنفسه   لماناله في الله لم يتوجع

.يعني‌ به أيمن ابن أم أيمن رحمه الله و لمارأي رسول الله ص هزيمة القوم عنه قال للعباس و كان رجلا جهوريا صيتا ناد بالقوم وذكرهم العهد فنادي العباس بأعلي صوته يا أهل بيعة الشجرة ياأصحاب سورة البقرة إلي أين تفرون اذكروا العهد ألذي عاهدتم عليه رسول الله ص والقوم علي وجوههم قدولوا مدبرين وكانت ليلة ظلماء و رسول الله ص في الوادي‌ والمشركون قدخرجوا عليه من شعاب الوادي‌ وجنباته ومضايقه مصلتين سيوفهم وعمدهم وقسيهم


صفحه : 157

قال فنظر رسول الله ص إلي الناس ببعض وجهه في الظلماء فأضاء كأنه القمر ليلة البدر ثم نادي المسلمين أين ماعاهدتم الله عليه فأسمع أولهم وآخرهم فلم يسمعها رجل إلارمي بنفسه إلي الأرض فانحدروا إلي حيث كانوا من الوادي‌ حتي لحقوا بالعدو فقاتلوه . قال وأقبل رجل من هوازن علي جمل أحمر بيده راية سوداء في رأس رمح طويل أمام القوم إذاأدرك ظفرا من المسلمين أكب عليهم و إذافاته الناس رفعه لمن وراءه من المشركين فاتبعوه و هويرتجز و يقول


أنا أبوجرول لابراح   حتي نبيح القوم أونباح .

فصمد له أمير المؤمنين ع فضرب عجز بعيره فصرعه ثم ضربه فقطره ثم قال


قدعلم القوم لدي الصباح   أني‌ في الهيجاء ذو نصاح

.فكانت هزيمة المشركين بقتل أبي جرول لعنه الله ثم التأم الناس وصفوا للعدو فَقَالَ رَسُولُ اللّهُص أللّهُمّ إِنّكَ أَذَقتَ أَوّلَ قُرَيشٍ نَكَالًا فَأَذِق آخِرَهَا نَوَالًا وَ تَجَالَدَ المُسلِمُونَ وَ المُشرِكُونَ فَلَمّا رَآهُمُ النّبِيّص قَامَ فِي ركِاَبيَ‌ سَرجِهِ حَتّي أَشرَفَ عَلَي جَمَاعَتِهِم ثُمّ قَالَ الآنَ حمَيِ‌َ الوَطِيسُ.


أَنَا النّبِيّ لَا كَذِبَ   أَنَا ابنُ عَبدِ المُطّلِبِ.

فَمَا كَانَ بِأَسرَعَ مِن أَن وَلّي القَومُ أَدبَارَهُم وَ جيِ‌ءَ بِالأَسرَي إِلَي رَسُولِ اللّهِص مُكَتّفِينَ

و لماقتل أمير المؤمنين ع أباجرول وخذل القوم بقتله


صفحه : 158

وضع القوم سيوفهم فيهم و أمير المؤمنين ع يقدمهم حتي قتل بنفسه أربعين رجلا من القوم ثم كانت الهزيمة والأسر حينئذ و كان أبوسفيان صخر بن حرب بن أمية في هذه الغزاة فانهزم في جملة من انهزم من المسلمين وروي‌ عن معاوية بن أبي سفيان أنه قال لقيت أبي منهزما مع بني‌ أمية من أهل مكة فصحت به يا ابن حرب و الله ماصبرت من ابن عمك و لاقاتلت عن دينك و لاكففت هؤلاء الأعراب عن حريمك فقال من أنت قلت معاوية قال ابن هند قلت نعم قال بأبي‌ وأمي‌ ثم وقف واجتمع معه الناس من أهل مكة وانضمت إليهم ثم حملنا علي القوم فضعضعناهم و مازال المسلمون يقتلون المشركين ويأسرون منهم حتي ارتفع النهار فأمر رسول الله ص بالكف ونادي أن لايقتل أسير من القوم وكانت هذيل بعث رسولا يقال له ابن الأكوع أيام الفتح عينا علي النبي ص حتي علم علمه فجاء إلي هذيل بخبره وأسر يوم حنين فمر به عمر بن الخطاب فلما رآه أقبل علي رجل من الأنصار و قال هذاعدو الله ألذي كان علينا عينا ها هوأسير فاقتله فضرب الأنصاري‌ عنقه وبلغ ذلك النبي ص فكره ذلك و قال أ لم آمركم أن لاتقتلوا أسيرا وقتل بعده جميل بن معمر بن زهير و هوأسير فبعث رسول الله ص إلي الأنصار و هومغضب فقال ماحملكم علي قتله و قدجاءكم الرسول أن لاتقتلوا أسيرا فقالوا إنما قتلناه بقول عمر فأعرض رسول الله ص حتي كلمه عمير بن وهب في الصفح عن ذلك وقسم رسول الله ص غنائم حنين في قريش خاصة وأجزل القسم للمؤلفة قلوبهم كأبي‌ سفيان صخر بن حرب وعكرمة


صفحه : 159

بن أبي جهل وصفوان بن أمية والحارث بن هشام وسهيل بن عمرو وزهير بن أبي أمية و عبد الله بن أبي أمية ومعاوية بن أبي سفيان وهشام بن المغيرة والأقرع بن حابس وعيينة بن حصن في أمثالهم وقيل إنه جعل للأنصار شيئا يسيرا وأعطي الجمهور لمن سميناه فغضب قوم من الأنصار لذلك وبلغ رسول الله ص عنهم مقال أسخطه فنادي فيهم فاجتمعوا و قال لهم اجلسوا و لايقعد معكم أحد من غيركم

فَلَمّا قَعَدُوا جَاءَ النّبِيّص يَتبَعُهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَا حَتّي جَلَسَ وَسطَهُم وَ قَالَ لَهُمإنِيّ‌ سَائِلُكُم عَن أَمرٍ فأَجَيِبوُنيِ‌ عَنهُ فَقَالُوا قُل يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ أَ لَستُم كُنتُم ضَالّينَ فَهَدَاكُمُ اللّهُ بيِ‌ فَقَالُوا بَلَي فَلِلّهِ المِنّةُ وَ لِرَسُولِهِ قَالَ أَ لَم تَكُونُوا عَلَي شَفَا حُفرَةٍ مِنَ النّارِ فَأَنقَذَكُمُ اللّهُ بيِ‌ قَالُوا بَلَي فَلِلّهِ المِنّةُ وَ لِرَسُولِهِ قَالَ أَ لَم تَكُونُوا قَلِيلًا فَكَثّرَكُمُ اللّهُ بيِ‌ قَالُوا بَلَي فَلِلّهِ المِنّةُ وَ لِرَسُولِهِ قَالَ أَ لَم تَكُونُوا أَعدَاءً فَأَلّفَ اللّهُ بَينَ قُلُوبِكُم بيِ‌ قَالُوا بَلَي فَلِلّهِ المِنّةُ وَ لِرَسُولِهِ ثُمّ سَكَتَ النّبِيّص هُنَيئَةً ثُمّ قَالَ أَ لَا تجُيِبوُنيِ‌ بِمَا عِندَكُم قَالُوا بِمَ نُجِيبُكَ فِدَاؤُكَ آبَاؤُنَا وَ أُمّهَاتُنَا قَد أَجَبنَاكَ بِأَنّ لَكَ الفَضلَ وَ المَنّ وَ الطّولَ عَلَينَا قَالَ أَمَا لَو شِئتُم لَقُلتُم وَ أَنتَ قَد كُنتَ جِئتَنَا طَرِيداً فَآوَينَاكَ وَ جِئتَنَا خَائِفاً فَآمَنّاكَ وَ جِئتَنَا مُكَذّباً فَصَدّقنَاكَ فَارتَفَعَت أَصوَاتُهُم بِالبُكَاءِ وَ قَامَ شُيُوخُهُم وَ سَادَاتُهُم إِلَيهِ فَقَبّلُوا يَدَيهِ وَ رِجلَيهِ ثُمّ قَالُوا رَضِينَا بِاللّهِ وَ عَنهُ وَ بِرَسُولِهِ وَ عَنهُ وَ هَذِهِ أَموَالُنَا بَينَ يَدَيكَ فَإِن شِئتَ فَاقسِمهَا عَلَي قَومِكَ وَ إِنّمَا قَالَ مَن قَالَ مِنّا عَلَي غَيرِ وَغرِ صَدرٍ وَ غِلّ فِي قَلبٍ وَ لَكِنّهُم ظَنّوا سَخَطاً عَلَيهِم وَ تَقصِيراً لَهُم وَ قَدِ استَغفَرُوا اللّهَ مِن ذُنُوبِهِم فَاستَغفِر لَهُم يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ النّبِيّص أللّهُمّ اغفِر لِلأَنصَارِ وَ لِأَبنَاءِ الأَنصَارِ وَ


صفحه : 160

لِأَبنَاءِ أَبنَاءِ الأَنصَارِ يَا مَعشَرَ الأَنصَارِ أَ مَا تَرضَونَ أَن يَرجِعَ غَيرُكُم بِالشّاءِ وَ النّعَمِ وَ تَرجِعُونَ أَنتُم وَ فِي سَهمِكُم رَسُولُ اللّهِ قَالُوا بَلَي رَضِينَا قَالَ النّبِيّص حِينَئِذٍ الأَنصَارُ كرَشِيِ‌ وَ عيَبتَيِ‌ لَو سَلَكَ النّاسُ وَادِياً وَ سَلَكَتِ الأَنصَارُ شِعباً لَسَلَكتُ شِعبَ الأَنصَارِ أللّهُمّ اغفِر لِلأَنصَارِ. وَ قَد كَانَ رَسُولُ اللّهِص أَعطَي العَبّاسَ بنَ مِردَاسٍ أَربَعاً مِنَ الإِبِلِ فَسَخِطَهَا وَ أَنشَأَ يَقُولُ


أَ تَجعَلُ نهَبيِ‌ وَ نَهبَ العَبِيدِ   بَينَ عُيَينَةَ وَ الأَقرَعِ

فَمَا كَانَ حِصنٌ وَ لَا حَابِسٌ   يَفُوقَانِ شيَخيِ‌ فِي المَجمَعِ

وَ مَا كُنتُ دُونَ امر‌ِئٍ مِنهُمَا   وَ مَن تَضَعُ اليَومَ لَم يُرفَعِ.

فَبَلَغَ النّبِيّص قَولُهُ فَاستَحضَرَهُ وَ قَالَ لَهُ أَنتَ القَائِلُ أَ تَجعَلُ نهَبيِ‌ وَ نَهبَ العَبِيدِ بَينَ الأَقرَعِ وَ عُيَنيَةَ فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكرٍ بأِبَيِ‌ أَنتَ وَ أمُيّ‌ لَستَ بِشَاعِرٍ فَقَالَ وَ كَيفَ قَالَ قَالَ بَينَ عُيَنيَةَ وَ الأَقرَعِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قُم يَا عَلِيّ وَ اقطَع لِسَانَهُ قَالَ فَقَالَ العَبّاسُ بنُ مِردَاسٍ وَ اللّهِ لَهَذِهِ الكَلِمَةُ كَانَت أَشَدّ عَلَيّ مِن يَومِ خَثعَمٍ حِينَ أَتَونَا فِي دِيَارِنَا فَأَخَذَ بيِدَيَ‌ّ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع فَانطَلَقَ بيِ‌ وَ لَو أدَريِ‌ أَنّ أَحَداً يخُلَصّنُيِ‌ مِنهُ لَدَعَوتُهُ فَقُلتُ يَا عَلِيّ إِنّكَ لَقَاطِعُ لسِاَنيِ‌ قَالَ إنِيّ‌ لَمُمضٍ فِيكَ مَا أُمِرتُ قَالَ ثُمّ مَضَي بيِ‌ فَقُلتُ يَا عَلِيّ إِنّكَ لِقَاطِعُ لسِاَنيِ‌ قَالَ إنِيّ‌ لَمُمضٍ فِيكَ مَا أُمِرتُ قَالَ فَمَا زَالَ بيِ‌ حَتّي أدَخلَنَيِ‌ الحَظَائِرَ فَقَالَ لِي اعقِل مَا بَينَ أَربَعٍ إِلَي مِائَةٍ قَالَ فَقُلتُ بأِبَيِ‌ أَنتَ وَ أمُيّ‌ مَا أَكرَمَكُم وَ أَحلَمَكُم وَ أَعلَمَكُم قَالَ فَقَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص أَعطَاكَ أَربَعاً وَ جَعَلَكَ مَعَ المُهَاجِرِينَ فَإِن شِئتَ فَخُذهَا وَ إِن شِئتَ فَخُذِ المِائَةَ وَ


صفحه : 161

كُن مَعَ أَهلِ المِائَةِ قَالَ قُلتُ أَشِر عَلَيّ قَالَ فإَنِيّ‌ آمُرُكَ أَن تَأخُذَ مَا أَعطَاكَ رَسُولُ اللّهِص وَ تَرضَي قُلتُ فإَنِيّ‌ أَفعَلُ وَ لَمّا قَسَمَ رَسُولُ اللّهِص غَنَائِمَ حُنَينٍ أَقبَلَ رَجُلٌ طَوِيلٌ آدَمُ أَحنَي بَينَ عَينَيهِ أَثَرُ السّجُودِ فَسَلّمَ وَ لَم يَخُصّ النّبِيّص ثُمّ قَالَ قَد رَأَيتُكَ وَ مَا صَنَعتَ فِي هَذِهِ الغَنَائِمِ قَالَ وَ كَيفَ رَأَيتَ قَالَ لَم أَرَكَ عَدَلتَ فَغَضِبَ رَسُولُ اللّهِص وَ قَالَ وَيلَكَ إِذَا لَم يَكُنِ العَدلُ عنِديِ‌ فَعِندَ مَن يَكُونُ فَقَالَ المُسلِمُونَ أَ لَا نَقتُلُهُ قَالَ دَعُوهُ فَإِنّهُ سَيَكُونُ لَهُ أَتبَاعٌ يَمرُقُونَ مِنَ الدّينِ كَمَا يَمرُقُ السّهمُ مِنَ الرّميَةِ يَقتُلُهُم اللّهُ عَلَي يَدِ أَحَبّ الخَلقِ إِلَيهِ مِن بعَديِ‌ فَقَتَلَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع فِيمَن قَتَلَ يَومَ النّهرَوَانِ مِنَ الخَوَارِجِ.

بيان عانه يعينه عينا أصابه بالعين وأقشع الريح السحاب كشفته فأقشع وانقشع وقولي‌ مبتدأ وأخري خبره أي أحمل حملة أخري والجملة حالية أوالتقدير كان قولي‌ والحمام ككتاب الموت أوقدره و في النهاية جهوري‌ أي شديد عال والواو زائدة قوله ياأصحاب سورة البقرة كأنه وبخهم بذلك لقوله تعالي فيهافَلَمّا كُتِبَ عَلَيهِمُ القِتالُ تَوَلّوا إِلّا قَلِيلًا مِنهُم أولاختتامها بقوله فَانصُرنا عَلَي القَومِ الكافِرِينَ أولاشتمالها علي آيات الجهاد كقوله تعالي وَ اقتُلُوهُم حَيثُ ثَقِفتُمُوهُم و قوله وَ قاتِلُوهُم حَتّي لا تَكُونَ فِتنَةٌ كماورد في أخبار العامة هذامقام ألذي أنزل عليه سورة البقرة وقالوا حضها لأن معظم أحكام المناسك فيهاسيما مايتعلق بوقت الرمي‌ انتهي أولأن أكثر آيات النفاق وذم المنافقين فيها أولأنها أول سورة ذكر فيهاقصة مخالفة بني‌ إسرائيل موسي بعبادة العجل وترك دخول باب حطة والجهاد مع


صفحه : 162

العمالقة أوأراد جماعة حفظوا سورة البقرة تعريضا بأنه لايناسب حالهم تلك فعلهم ذلك هذه الوجوه خطر بالبال في ذلك و في أكثر روايات المخالفين ياأصحاب السمرة فقط وهي‌ الشجرة التي‌ بايعوا تحتها بيعة الرضوان ويقال طعنه فقطره تقطيرا أي ألقاه علي أحد قطريه وهما جانباه فتقطر أي سقط. و قال الجزري‌ في حديث حنين الآن حمي‌ الوطيس الوطيس التنور و هوكناية عن شدة الأمر واضطرام الحرب ويقال إن هذه الكلمة أول من قالها النبي ص لمااشتد البأس يومئذ و لم تسمع قبله وهي‌ من أحسن الاستعارات و قال في موضع آخر الوطيس شبه التنور وقيل هوالضراب في الحرب وقيل هوالوطء ألذي يطس الناس أي يدقهم و قال الأصمعي‌ هوحجارة مدورة إذاحميت لم يقدر أحد أن يطأها عبر به عن اشتباك الحرب وقيامها علي ساق و قال فيه الأنصار كرشي‌ وعيبتي‌ أراد أنهم بطانته وموضع سره وأمانته والذين يعتمد عليهم في أموره واستعار الكرش والعيبة لذلك لأن المجتر يجمع علفه في كرشه و الرجل يضع ثيابه في عيبته وقيل أراد بالكرش الجماعة أي جماعتي‌ وصحابتي‌ يقال عليه كرش من الناس أي جماعة. و قال الفيروزآبادي‌ الكرش بالكسر وككتف لكل مجتر بمنزلة المعدة للإنسان قوله ص بين الأقرع وعيينة لعله ص إنما تعمد ذلك لئلا يجري‌ علي لسانه الشعر فلم يفهم أبوبكر والآدم من الناس الأسمر.أقول زاد الطبرسي‌ رحمه الله بعد قوله ص لسلكت شعب الأنصار و لو لاالهجرة لكنت امرأ من الأنصار وساق القصة نحوه في التفسير.

7-شا،[الإرشاد] لمافض الله تعالي جمع المشركين بحنين تفرقوا فرقتين فأخذت الأعراب و من تبعهم إلي أوطاس وأخذت ثقيف و من تبعها إلي الطائف فبعث


صفحه : 163

النبي ص أباعامر الأشعري‌ إلي أوطاس في جماعة منهم أبو موسي الأشعري‌ وبعث أباسفيان صخرا إلي الطائف فأما أبوعامر فإنه تقدم بالراية وقاتل حتي قتل دونها فقال المسلمون لأبي‌ موسي أنت ابن عم الأمير و قدقتل فخذ الراية حتي نقاتل دونها فأخذها أبو موسي فقاتل المسلمون حتي فتح الله عليهم و أما أبوسفيان فإنه لقيته ثقيف فضربوه علي وجهه فانهزم ورجع إلي النبي ص فقال بعثتني‌ مع قوم لايرفع بهم الدلاء من هذيل والأعراب فما أغنوا عني‌ شيئا فسكت النبي ص عنه ثم سار بنفسه إلي الطائف فحاصرهم أياما وأنفذ أمير المؤمنين ع في خيل وأمره أن يطأ ماوجده ويكسر كل صنم وجده فخرج حتي لقيته خيل خثعم في جمع كثير فبرز لهم رجل من القوم يقال له شهاب في غبش الصبح فقال هل من مبارز فقال أمير المؤمنين ع من له فلم يقم إليه أحد فقام إليه أمير المؤمنين ع فوثب أبوالعاص بن الربيع زوج بنت النبي ص فقال تكفاه أيها الأمير فقال لا ولكن إن قتلت فأنت علي الناس فَبَرَزَ إِلَيهِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ وَ سَلَامُهُ عَلَيهِ وَ هُوَ يَقُولُ


إِنّ عَلَي كُلّ رَئِيسٍ حَقّا   أَن يرَويِ‌َ الصّعدَةَ أَو يُدَقّا.

ثم ضربه وقتله ومضي في تلك الخيل حتي كسر الأصنام وعاد إلي رسول الله ص و هومحاصر أهل الطائف فلما رآه النبي ص كبر للفتح وأخذ بيده فخلا به وناجاه طويلا

فَرَوَي عَبدُ الرّحمَنِ بنُ سَيَابَةَ وَ الأَجلَحُ جَمِيعاً عَن أَبِي الزّبَيرِ عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ الأنَصاَريِ‌ّ أَنّ رَسُولَ اللّهِص لَمّا خَلَا بعِلَيِ‌ّ


صفحه : 164

ع يَومَ الطّائِفِ أَتَاهُ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ فَقَالَ أَ تُنَاجِيهِ دُونَنَا وَ تَخلُو بِهِ دُونَنَا فَقَالَ يَا عُمَرُ مَا أَنَا انتَجَيتُهُ بَلِ اللّهُ انتَجَاهُ قَالَ فَأَعرَضَ عُمَرُ وَ هُوَ يَقُولُ هَذَا كَمَا قُلتَ لَنَا قَبلَ الحُدَيبِيَةِ لَتَدخُلُنّ المَسجِدَ الحَرَامَ إِن شَاءَ اللّهُ آمِنِينَ فَلَم نَدخُلهُ وَ صَدَدنَا عَنهُ فَنَادَاهُ النّبِيّص لَم أَقُل لَكُم إِنّكُم تَدخُلُونَهُ فِي ذَلِكَ العَامِ

ثم خرج من حصن الطائف نافع بن غيلان بن معتب في خيل من ثقيف فلقيه أمير المؤمنين ع ببطن وج فقتله وانهزم المشركون ولحق القوم الرعب فنزل منهم جماعة إلي النبي ص فأسلموا و كان حصار النبي ص للطائف بضعة عشر يوما.توضيح قال الجزري‌ في حديث الأحنف


إن علي كل رئيس حقا   أن يخضب الصعدة أوتندقا.

الصعدة القناة التي‌ تنبت مستقيمة ووج بالتشديد اسم بلد بالطائف

8- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن سَمَاعَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ أَو أَبِي الحَسَنِ ع قَالَ ذَكَرَ أَحَدُهُمَا أَنّ رَجُلًا دَخَلَ عَلَي رَسُولِ اللّهِص يَومَ غَنِيمَةِ حُنَينٍ وَ كَانَ يعُطيِ‌ المُؤَلّفَةَ قُلُوبُهُم يعُطيِ‌ الرّجُلَ مِنهُم مِائَةَ رَاحِلَةٍ وَ نَحوَ ذَلِكَ وَ قَسَمَ رَسُولُ اللّهِص حَيثُ أُمِرَ فَأَتَاهُ ذَلِكَ الرّجُلُ قَد أَزَاغَ اللّهُ قَلبَهُ وَ رَانَ عَلَيهِ فَقَالَ لَهُ مَا عَدَلتَ حِينَ قَسَمتَ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص وَيلَكَ مَا تَقُولُ أَ لَا تَرَي قَسَمتُ الشّاةَ حَتّي لَم يَبقَ معَيِ‌ شَاةٌ أَ وَ لَم أَقسِمِ البَقَرَ حَتّي لَم يَبقَ معَيِ‌ بَقَرَةٌ وَاحِدَةٌ أَ وَ لَم أَقسِمِ الإِبِلَ حَتّي لَم يَبقَ معَيِ‌ بَعِيرٌ وَاحِدٌ فَقَالَ بَعضُ أَصحَابِهِ لَهُ اترُكنَا يَا رَسُولَ اللّهِ حَتّي نَضرِبَ عُنُقَ هَذَا الخَبِيثِ فَقَالَ لَا هَذَا يَخرُجُ فِي قَومٍ يَقرَءُونَ القُرآنَ لَا يَجُوزُ تَرَاقِيَهُم بَلَي قَاتِلُهُم غيَريِ‌

9-عم ،[إعلام الوري ] كان سبب غزوة حنين أن هوازن جمعت له جمعا كثيرا فذكر لرسول الله ص أن صفوان بن أمية عنده مائة درع فسأله ذلك فقال أغصبا يا محمد


صفحه : 165

قال لا ولكن عارية مضمونة قال لابأس بهذا فأعطاه فخرج رسول الله ص في ألفين من مكة وعشرة آلاف كانوا معه فقال أحد أصحابه لن نغلب اليوم من قلة فشق ذلك علي رسول الله ص فأنزل الله سبحانه وَ يَومَ حُنَينٍ إِذ أَعجَبَتكُم كَثرَتُكُمالآية. وأقبل مالك بن عوف النصري‌ فيمن معه من قبائل قيس وثقيف فبعث رسول الله عبد الله بن أبي حدرد عينا فسمع ابن عوف يقول يامعشر هوازن إنكم أحد العرب وأعده و إن هذا الرجل لم يلق قوما يصدقونه القتال فإذالقيتموه فاكسروا جفون سيوفكم واحملوا عليه حملة رجل واحد فأتي ابن أبي حدرد رسول الله ص فأخبره فقال عمر أ لاتسمع يا رسول الله ما يقول ابن أبي حدرد فقال قدكنت ضالا فهداك الله ياعمر و ابن أبي حدرد صادق . قَالَ الصّادِقُ ع وَ كَانَ مَعَ هَوَازِنَ دُرَيدُ بنُ صحة[الصّمّةِ]خَرَجُوا بِهِ شَيخاً كَبِيراً يَتَيَمّنُونَ بِرَأيِهِ فَلَمّا نَزَلُوا بِأَوطَاسٍ قَالَ نِعمَ مَجَالُ الخَيلِ لَا حَزنٌ ضِرسٌ وَ لَا سَهلٌ دهسن [دَهسٌ] مَا لِي أَسمَعُ رُغَاءَ البَعِيرِ وَ نُهَاقَ الحَمِيرِ وَ بُكَاءَ الصّغِيرِ قَالُوا سَاقَ مَالِكُ بنُ عَوفٍ مَعَ النّاسِ أَموَالَهُم وَ نِسَاءَهُم وَ ذَرَارِيّهُم قَالَ فَأَينَ مَالِكٌ فدَعُيِ‌َ مَالِكٌ لَهُ فَأَتَاهُ فَقَالَ يَا مَالِكُ أَصبَحتَ رَئِيسَ قَومِكَ وَ إِنّ هَذَا يَومٌ كَائِنٌ لَهُ مَا بَعدَهُ مِنَ الأَيّامِ مَا لِي أَسمَعُ رُغَاءَ البَعِيرِ وَ نُهَاقَ الحَمِيرِ وَ بُكَاءَ الصّغِيرِ وَ ثُغَاءَ الشّاءِ قَالَ أَرَدتُ أَن أَجعَلَ خَلفَ


صفحه : 166

كُلّ رَجُلٍ أَهلَهُ وَ مَالَهُ لِيُقَاتِلَ عَنهُم قَالَ وَيحَكَ لَم تَصنَع شَيئاً قَدّمتَ بَيضَةَ هَوَازِنَ فِي نُحُورِ الخَيلِ وَ هَل يَرُدّ وَجهَ المُنهَزِمِ شَيءٌ إِنّهَا إِن كَانَت لَكَ لَم يَنفَعكَ إِلّا رَجُلٌ بِسَيفِهِ وَ رُمحِهِ وَ إِن كَانَت عَلَيكَ فُضِحتَ فِي أَهلِكَ وَ مَالِكَ قَالَ إِنّكَ قَد كَبِرتَ وَ كَبِرَ عَقلُكَ فَقَالَ دُرَيدٌ إِن كُنتُ قَد كَبِرتُ فَتُورِثُ غَداً قَومَكَ ذُلّا بِتَقصِيرِ رَأيِكَ وَ عَقلِكَ هَذَا يَومٌ لَم أَشهَدهُ وَ لَم أَغِب عَنهُ ثُمّ قَالَ حَربٌ عَوَانٌ


يَا ليَتنَيِ‌ فِيهَا جَذَعٌ   أَخِبّ فِيهَا وَ أَضَعُ.

قال جابر فسرنا حتي إذااستقبلنا وادي‌ حنين كان القوم قدكمنوا في شعاب الوادي‌ ومضايقه فما راعنا إلاكتائب الرجال بأيديها السيوف والعمد والقني فشدوا علينا شدة رجل واحد فانهزم الناس راجعين لايلوي‌ أحد علي أحد وأخذ رسول الله ص ذات اليمين وأحدق ببغلته تسعة من بني‌ عبدالمطلب وأقبل مالك بن عوف يقول أروني‌ محمدا فأروه فحمل علي رسول الله ص و كان رجلا أهوج فلقيه رجل من المسلمين فالتقيا فقتله مالك وقيل إنه أيمن ابن أم أيمن ثم أقدم فرسه فأبي أن يقدم نحو رسول الله ص وصاح كلدة بن الحنبل و هوأخو صفوان بن أمية لأمه وصفوان يومئذ مشرك ألا بطل السحر اليوم فقال صفوان اسكت فض الله فاك فو الله لأن يربني‌ رجل من قريش أحب إلي‌ من أن يربني‌ رجل من هوازن . قال محمد بن إسحاق و قال شيبة بن عثمان بن أبي طلحة أخو بني‌ عبدالدار اليوم أدرك ثاري‌ و كان أبوه قتل يوم أحد اليوم أقتل محمدا قال فأدرت برسول الله لأقتله فأقبل شيء حتي تغشي فؤادي‌ فلم أطق ذلك فعرفت أنه ممنوع . وروي عكرمة عن شيبة قال لمارأيت رسول الله ص يوم حنين قدعري‌ ذكرت أبي وعمي‌ وقتل علي وحمزة إياهما فقلت أدرك ثاري‌ اليوم من محمدفذهبت لأجيئه عن يمينه فإذا أنابالعباس بن عبدالمطلب قائما عليه درع بيضاء


صفحه : 167

كأنها فضة يكشف عنها العجاج فقلت عمه ولن يخذله ثم جئته عن يساره فإذا أنابأبي‌ سفيان بن الحارث بن عبدالمطلب فقلت ابن عمه ولن يخذله ثم جئته من خلفه فلم يبق إلا أن أسوره سورة بالسيف إذ رفع لي شواظ من نار بيني‌ وبينه كأنه برق فخفت أن يمحشني‌ فوضعت يدي‌ علي بصري‌ ومشيت القهقري

وَ التَفَتَ رَسُولُ اللّهِص وَ قَالَ يَا شَيبُ يَا شَيبُ ادنُ منِيّ‌ أللّهُمّ أَذهِب عَنهُ الشّيطَانَ قَالَ فَرَفَعتُ إِلَيهِ بصَرَيِ‌ وَ لَهُوَ أَحَبّ إلِيَ‌ّ مِن سمَعيِ‌ وَ بصَرَيِ‌ وَ قَالَ يَا شَيبُ قَاتِلِ الكُفّارَ. وَ عَن مُوسَي بنِ عُقبَةَ قَالَ قَامَ رَسُولُ اللّهِص فِي الرّكَابَينِ وَ هُوَ عَلَي البَغلَةِ فَرَفَعَ يَدَيهِ إِلَي اللّهِ يَدعُو وَ يَقُولُ أللّهُمّ إنِيّ‌ أُنشِدُكَ مَا وعَدَتنَيِ‌ أللّهُمّ لَا ينَبغَيِ‌ لَهُم أَن يَظهَرُوا عَلَينَا وَ نَادَي أَصحَابَهُ وَ ذَمَرَهُم يَا أَصحَابَ البَيعَةِ يَومَ الحُدَيبِيَةِ اللّهَ اللّهَ الكَرّةَ عَلَي نَبِيّكُم وَ قِيلَ إِنّهُ قَالَ يَا أَنصَارَ اللّهِ وَ أَنصَارَ رَسُولِهِ يَا بنَيِ‌ الخَزرَجِ وَ أَمَرَ العَبّاسَ بنَ عَبدِ المُطّلِبِ فَنَادَي فِي القَومِ بِذَلِكَ فَأَقبَلَ إِلَيهِ أَصحَابُهُ سِرَاعاً يَبتَدِرُونَ. وَ روُيِ‌َ أَنّهُص قَالَ الآنَ حمَيِ‌َ الوَطِيسُ


أَنَا النّبِيّ لَا كَذِبٌ   أَنَا ابنُ عَبدِ المُطّلِبِ

قال سلمة بن الأكوع ونزل رسول الله ص عن البغلة ثم قبض قبضة من تراب ثم استقبل به وجوههم و قال شاهت الوجوه فما خلق الله منهم إنسانا إلاملأ عينه ترابا بتلك القبضة فولوا مدبرين واتبعهم المسلمون فقتلوهم وغنمهم الله نساءهم وذراريهم وشاءهم وأموالهم وفر مالك بن عوف حتي دخل حصن الطائف في ناس من أشراف قومه وأسلم عند ذلك كثير من أهل مكة حين رأوا نصر الله وإعزاز دينه .


صفحه : 168

قَالَ أَبَانٌ وَ حدَثّنَيِ‌ مُحَمّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ زِيَادٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَبَي رَسُولُ اللّهِص يَومَ حُنَينٍ أَربَعَةَ آلَافِ رَأسٍ وَ اثنيَ‌ عَشَرَ أَلفَ نَاقَةٍ سِوَي مَا لَا يُعلَمُ مِنَ الغَنَائِمِ وَ خَلّفَ رَسُولُ اللّهِص الأَنفَالَ وَ الأَموَالَ وَ السّبَايَا بِالجِعرَانَةِ وَ افتَرَقَ المُشرِكُونَ فِرقَتَينِ فَأَخَذَتِ الأَعرَابُ وَ مَن تَبِعَهُم[ إِلَي]أَوطَاسٍ وَ أَخَذَت ثَقِيفٌ وَ مَن تَبِعَهُمُ الطّائِفَ وَ بَعَثَ رَسُولُ اللّهِص أَبَا عَامِرٍ الأشَعرَيِ‌ّ إِلَي أَوطَاسٍ فَقَاتَلَ حَتّي قُتِلَ فَأَخَذَ الرّايَةَ أَبُو مُوسَي الأشَعرَيِ‌ّ وَ هُوَ ابنُ عَمّهِ فَقَاتَلَ بِهَا حَتّي فَتَحَ عَلَيهِ.

ثم كانت غزوة الطائف سار رسول الله ص إلي الطائف في شوال سنة ثمان فحاصرهم بضعة عشر يوما وخرج نافع بن غيلان بن معتب في خيل من ثقيف فلقيه علي ص في خيله فالتقوا ببطن وج فقتله علي ع وانهزم المشركون ونزل من حصن الطائف إلي رسول الله ص جماعة من أرقائهم منهم أبوبكرة و كان عبدا للحارث بن كلدة والمنبعث و كان اسمه المضطجع فسماه رسول الله ص المنبعث ووردان و كان عبدا لعبد الله بن ربيعة فأسلموا فلما قدم وفد الطائف علي رسول الله فأسلموا قالوا يا رسول الله رد علينا رقيقنا الذين أتوك فقال لاأولئك عتقاء الله . وذكر الواقدي‌ عن شيوخه قال شاور رسول الله ص أصحابه في حصن الطائف فقال له سلمان الفارسي‌ يا رسول الله أري أن تنصب المنجنيق علي حصنهم فأمر رسول الله ص فعمل منجنيق ويقال قدم بالمنجنيق يزيد بن زمعة ودبابتين


صفحه : 169

ويقال خالد بن سعيد فأرسل عليهم ثقيف سكك الحديد محماة بالنار فأحرقت الدبابة فأمر رسول الله بقطع أعنابهم وتحريقها فنادي سفيان بن عبد الله الثقفي‌ لم تقطع أموالنا إما أن تأخذها إن ظهرت علينا وإما أن تدعها لله والرحم فقال رسول الله ص فإني‌ أدعها لله والرحم فتركها. وأنفذ رسول الله ص عليا في خيل عندمحاصرته أهل الطائف وأمر أن يكسر كل صنم وجده فخرج فلقيته جمع كثير من خثعم فبرز له رجل من القوم و قال هل من مبارز فلم يقم أحد فقام إليه علي ع فوثب أبوالعاص بن الربيع زوج بنت النبي ص فقال تكفاه أيها الأمير فقال لا ولكن إن قتلت فأنت علي الناس

فَبَرَزَ إِلَيهِ عَلِيّ ع وَ هُوَ يَقُولُ


إِنّ عَلَي كُلّ رَئِيسٍ حَقّا   أَن ترَويِ‌َ الصّعدَةَ أَو تَندَقّا.

ثم ضربه فقتله ومضي حتي كسر الأصنام وانصرف إلي رسول الله ص و هو بعدمحاصر لأهل الطائف ينتظره فلما رآه كبر وأخذ بيده وخلا به .

فَرَوَي جَابِرُ بنُ عَبدِ اللّهِ قَالَ لَمّا خَلَا رَسُولُ اللّهِص بعِلَيِ‌ّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع يَومَ الطّائِفِ أَتَاهُ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ فَقَالَ أَ تُنَاجِيهِ دُونَنَا وَ تَخلُو بِهِ دُونَنَا فَقَالَ يَا عُمَرُ مَا أَنَا انتَجَيتُهُ بَلِ اللّهُ انتَجَاهُ قَالَ فَأَعرَضَ وَ هُوَ يَقُولُ هَذَا كَمَا قُلتَ لَنَا يَومَ الحُدَيبِيَةِلَتَدخُلُنّ المَسجِدَ الحَرامَ إِن شاءَ اللّهُ آمِنِينَ مُحَلّقِينَفَلَم نَدخُلهُ وَ صُدِدنَا عَنهُ فَنَادَاهُص لَم أَقُل لَكُم إِنّكُم تَدخُلُونَهُ ذَلِكَ العَامَ.

قال فلما قدم علي فكأنما كان رسول الله ص علي وجل فارتحل فنادي سعيد بن عبيد ألا إن الحي‌ مقيم فقال لاأقمت و لاظعنت فسقط فانكسر فخذه و عن محمد بن إسحاق قال حاصر رسول الله ص أهل الطائف ثلاثين ليلة أوقريبا من ذلك ثم انصرف عنهم و لم يؤذن فيهم فجاءه وفده في شهر رمضان فأسلموا. ثم رجع رسول الله إلي الجعرانة بمن معه من الناس وقسم بها ماأصاب من


صفحه : 170

الغنائم يوم حنين في المؤلفة قلوبهم من قريش و من سائر العرب و لم يكن في الأنصار منها شيءقليل و لاكثير قيل إنه جعل للأنصار شيئا يسيرا وأعطي الجمهور للمتألفين قال محمد بن إسحاق وأعطي أباسفيان بن حرب مائة بعير ومعاوية ابنه مائة بعير وحكيم بن حزام من بني‌ أسد بن عبدالعزي مائة بعير وأعطي النضر بن الحارث بن كلدة مائة بعير وأعطي العلاء بن حارثة الثقفي‌ حليف بني‌ وهدة مائة بعير وأعطي الحارث بن هشام من بني‌ مخزوم مائة وجبير بن مطعم من بني‌ نوفل بن عبدمناف مائة ومالك بن عوف النصري‌ مائة فهؤلاء أصحاب المائة وقيل إنه أعطي علقمة بن علاثة مائة والأقرع بن حابس مائة وعيينة بن حصن مائة وأعطي العباس بن مرداس أربعا فتسخطها وأنشأ يقول


أتجعل نهبي‌ ونهب العبيد   بين عيينة والأقرع

صفحه : 171


فما كان حصن و لاحابس   يفوقان مرداس في مجمع

و ماكنت دون امر‌ئ منهما   و من تضع اليوم لايرفع

و قدكنت في الحرب ذا تدرأ   فلم أعط شيئا و لم أمنع

. فقال له رسول الله ص أنت القائل أتجعل نهبي‌ ونهب العبيد بين الأقرع وعيينة فقال أبوبكر بأبي‌ أنت وأمي‌ لست بشاعر قال كيف قال فأنشده أبوبكر فقال رسول الله ص يا علي قم إليه فاقطع لسانه قال عباس فو الله لهذه الكلمة كانت أشد علي من يوم خثعم فأخذ علي بيدي‌ فانطلق بي‌ و قلت يا علي إنك لقاطع لساني‌ قال إني‌ ممض فيك ماأمرت حتي أدخلني‌ الحظائر فقال اعقل ما بين أربعة إلي مائة قال قلت بأبي‌ أنتم وأمي‌ ماأكرمكم وأحلمكم وأجملكم وأعلمكم فقال لي إن رسول الله ص أعطاك أربعا وجعلك مع المهاجرين فإن شئت فخذها و إن شئت فخذ المائة وكن مع أهل المائة فقال فقلت لعلي‌ ع أشر أنت علي قال فإني‌ آمرك أن تأخذ ماأعطاك وترضي قال فإني‌ أفعل . قال وغضب قوم من الأنصار لذلك وظهر منهم كلام قبيح حتي قال قائلهم لقي‌ الرجل أهله وبني‌ عمه ونحن أصحاب كل كريهة. فلما رأي رسول الله ص مادخل علي الأنصار من ذلك أمرهم أن يقعدوا و لايقعد معهم غيرهم ثم أتاهم شبه المغضب يتبعه علي ع حتي جلس وسطهم فقال أ لم آتكم وأنتم علي شفا حفرة من النار فأنقذكم الله منها بي‌


صفحه : 172

قالوا بلي ولله ولرسوله المن والطول والفضل علينا قال أ لم آتكم وأنتم أعداء فألف الله بين قلوبكم بي‌ قالوا أجل ثم قال أ لم آتكم وأنتم قليل فكثركم الله بي‌ و قال ماشاء الله أن يقول ثم سكت ثم قال أ لاتجيبوني‌ قالوا بم نجيبك يا رسول الله فداك أبونا وأمنا لك المن والفضل والطول قال بل لوشئتم قلتم جئتنا طريدا مكذبا فآويناك وصدقناك وجئتنا خائفا فآمناك فارتفعت أصواتهم وقام إليه شيوخهم فقبلوا يديه ورجليه وركبتيه ثم قالوا رضينا عن الله و عن رسوله و هذه أموالنا أيضا بين يديك فاقسمها بين قومك إن شئت فقال يامعشر الأنصار أوجدتم في أنفسكم إذ قسمت مالا أتألف به قوما ووكلتم إلي إيمانكم أ ماترضون أن يرجع غيركم بالشاء والنعم ورجعتم أنتم و رسول الله في سهمكم ثم قال ص الأنصار كرشي‌ وعيبتي‌ لوسلك الناس واديا وسلك الأنصار شعبا لسلكت شعب الأنصار أللهم اغفر للأنصار ولأبناء الأنصار ولأبناء أبناء الأنصار قال و قد كان فيما سبي‌ أخته بنت حليمة فلما قامت علي رأسه قالت يا محمدأختك سبي‌ بنت حليمة قال فنزع رسول الله ص برده فبسطه لها فأجلسها عليه ثم أكب عليها يسائلها وهي‌ التي‌ كانت تحضنه إذاكانت أمها ترضعه . وأدرك وفد هوازن رسول الله ص بالجعرانة و قدأسلموا فقالوا يا رسول الله لنا أصل وعشيرة و قدأصابنا من البلاء ما لم يخف عليك فامنن علينا من الله عليك وقام خطيبهم زهير بن صرد فقال يا رسول الله إنا لوملحنا الحارث بن أبي شمر أوالنعمان بن المنذر ثم ولي‌ منا مثل ألذي وليت لعاد علينا بفضله وعطفه و أنت خير المكفولين وإنما في الحظائر خالاتك وبنات خالاتك وحواضنك وبنات حواضنك اللاتي‌ أرضعنك ولسنا نسألك مالا إنما نسألكهن و قد كان


صفحه : 173

رسول الله قسم منهن ماشاء الله فلما كلمته أخته قال أمانصيبي‌ ونصيب بني‌ عبدالمطلب فهو لك و أما ما كان للمسلمين فاستشفعي‌ بي‌ عليهم فلما صلوا الظهر قامت فتكلمت وتكلموا فوهب لها الناس أجمعون إلاالأقرع بن حابس وعيينة بن حصن فإنهما أبيا أن يهبا وقالوا يا رسول الله إن هؤلاء قوم قدأصابوا من نسائنا فنحن نصيب من نسائهم مثل ماأصابوا فأقرع رسول الله ص بينهم ثم قال أللهم توه سهميهما فأصاب أحدهما خادما لبني‌ عقيل وأصاب الآخر خادما لبني‌ نمير فلما رأيا ذلك وهبا مامنعا قال و لو لا أن النساء وقعن في القسمة لوهبهن لها كماوهب ما لم يقع في القسمة ولكنهن وقعن في أنصباء الناس فلم يأخذ منهم إلابطيبة النفس . وَ روُيِ‌َ أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ مَن أَمسَكَ مِنكُم بِحَقّهِ فَلَهُ بِكُلّ إِنسَانٍ سِتّ فَرَائِضَ مِن أَوّلِ فيَ‌ءٍ يُصِيبُهُ

فردوا إلي الناس نساءهم وأبناءهم قال وكلمته أخته في مالك بن عوف فقال إن جاءني‌ فهو آمن فأتاه فرد عليه ماله وأعطاه مائة من الإبل .

وَ رَوَي الزهّريِ‌ّ عَن أَبِي سَلَمَةَ عَن أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِ‌ّ قَالَبَينَا نَحنُ عِندَ رَسُولِ اللّهِ وَ هُوَ يَقسِمُ إِذ أَتَاهُ ذُو الخُوَيصِرَةِ رَجُلٌ مِن بنَيِ‌ تَمِيمٍ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ اعدِل فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص وَيلَكَ مَن يَعدِلُ إِن أَنَا لَم أَعدِل وَ قَد خِبتُ أَو خَسِرتُ إِن أَنَا لَم أَعدِل فَقَالَ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ يَا رَسُولَ اللّهِ ائذَن لِي فِيهِ أَضرِب عُنُقَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص دَعهُ فَإِنّ لَهُ أَصحَاباً يُحَقّرُ أَحَدُكُم صَلَاتَهُ مَعَ صَلَاتِهِ وَ صِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِ يَقرَءُونَ القُرآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُم يَمرُقُونَ مِنَ الإِسلَامِ كَمَا يَمرُقُ السّهمُ مِنَ الرّمِيّةِ يَنظُرُ إِلَي نَصلِهِ فَلَا يُوجَدُ فِيهِ شَيءٌ ثُمّ يَنظُرُ إِلَي رِصَافِهِ فَلَا يُوجَدُ فِيهِ شَيءٌ ثُمّ يَنظُرُ إِلَي نَضِيّهِ وَ هُوَ قِدحُهُ فَلَا يُوجَدُ فِيهِ شَيءٌ ثُمّ يَنظُرُ فِي قُذَذِهِ فَلَا


صفحه : 174

يُوجَدُ فِيهِ شَيءٌ قَد سَبَقَ الفَرثَ وَ الدّمَ آيَتُهُم رَجُلٌ أَسوَدُ إِحدَي عَضُدَيهِ مِثلُ ثدَي‌ِ المَرأَةِ أَو مِثلُ البَضعَةِ تَدَردَرُ يَخرُجُونَ عَلَي خَيرِ فِرقَةٍ مِنَ النّاسِ. قَالَ أَبُو سَعِيدٍ فَأَشهَدُ أنَيّ‌ سَمِعتُ هَذَا مِن رَسُولِ اللّهِص وَ أَشهَدُ أَنّ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع قَاتَلَهُم وَ أَنَا مَعَهُ وَ أَمَرَ بِذَلِكَ الرّجُلَ فَالتُمِسَ فَوُجِدَ فأَتُيِ‌َ بِهِ حَتّي نَظَرتُ إِلَيهِ عَلَي نَعتِ رَسُولِ اللّهِ ألّذِي نَعَتَ رَوَاهُ البخُاَريِ‌ّ فِي الصّحِيحِ.قَالُوا ثُمّ رَكِبَ رَسُولُ اللّهِص وَ اتّبَعَهُ النّاسُ يَقُولُونَ يَا رَسُولَ اللّهِ اقسِم عَلَينَا فَيئَنَا حَتّي أَلجَئُوهُ إِلَي شَجَرَةٍ فَانتَزَعَ عَنهُ رِدَاؤُهُ فَقَالَ أَيّهَا النّاسِ رُدّوا عَلَيّ ردِاَئيِ‌ فَوَ ألّذِي نفَسيِ‌ بِيَدِهِ لَو كَانَ عنِديِ‌ عَدَدُ شَجَرَتِهَا نَعَماً لَقَسَمتُهُ عَلَيكُم ثُمّ مَا ألَفيَتمُوُنيِ‌ بَخِيلًا وَ لَا جَبَاناً ثُمّ قَامَ إِلَي جَنبِ بَعِيرٍ وَ أَخَذَ مِن سَنَامِهِ وَ بَرّهِ فَجَعَلَهَا بَينَ إِصبَعَيهِ فَقَالَ يَا أَيّهَا النّاسُ وَ اللّهِ مَا لِي مِن فَيئِكُم هَذِهِ الوَبرِةِ إِلّا الخُمُسُ وَ الخُمُسُ مَردُودٌ عَلَيكُم فَأَدّوا الخِيَاطَ وَ المَخِيطَ فَإِنّ الغُلُولَ عَارٌ وَ نَارٌ وَ شَنَارٌ عَلَي أَهلِهِ يَومَ القِيَامَةِ فَجَاءَهُ رَجُلٌ مِنَ الأَنصَارِ بِكُبّةٍ مِن خُيُوطِ شَعرٍ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ أَخَذتُ هَذَا لِأَخِيطَ بِهَا بُرذُعَةَ بَعِيرٍ لِي فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أَمّا حقَيّ‌ مِنهَا فَلَكَ فَقَالَ الرّجُلُ أَمّا إِذَا بَلَغَ الأَمرُ هَذَا فَلَا حَاجَةَ لِي بِهَا وَ رَمَي بِهَا مِن يَدِهِ.

ثم خرج رسول الله ص من الجعرانة في ذي‌ القعدة إلي مكة فقضي بهاعمرته ثم صدر إلي المدينة وخليفته علي أهل مكة معاذ بن جبل و قال محمد بن إسحاق استخلف عتاب بن أسيد وخلف معه معاذا يفقه الناس في الدين ويعلمهم وحج بالناس في تلك السنة وهي‌ سنة ثمان عتاب بن أسيد وأقام ص بالمدينة ما بين ذي‌ الحجة إلي رجب .


صفحه : 175

بيان قال الجوهري‌ يقال صدقوهم القتال ويقال للرجل الشجاع والفرس الجواد إنه لذو مصدق بالفتح أي صادق الحملة وصادق الجري‌ كأنه ذو صدق فيما يعدك من ذلك . و في القاموس أبوحدرد الأسلمي‌ صحابي‌ و لم يجئ فعلع بتكرير العين غيره والحدرد القصير كذا في التسهيل قوله ص قدكنت ضالا لعله كان يكذبه لكونه جديد الإسلام فقال ص أنت أيضا كنت كذلك والنهيق بالفتح والنهاق بالضم صوت الحمار لم أشهده و لم أغب عنه أي أناحاضر بنفسي‌ لكن لما لم يمكنني‌ القتال فيه و لاتعملون برأيي‌ فكأني‌ غائب أوإني‌ و إن لم أر مثل هذاالقوم لكن أعلم عاقبة الأمر فيه والعوان من الحرب التي‌ قوتل فيهامرة وكأنه ليس من المصرع . و في الدر النظيم أخب فيهاتارة ثم أقع . و في النهاية فلم يرعني‌ إلا رجل أخذ بمنكبي‌ أي لم أشعر و إن لم يكن من لفظه كأنه فاجأه بغتة من غيرموعد و لامعرفة فراعه ذلك وأفزعه . و قال الجوهري‌ رجل أهوج أي طويل و به تسرع وحمق و قال ربيت القوم سستهم أي كنت فوقهم و منه قول صفوان لأن يربني‌ رجل من قريش أحب إلي‌ من أن يربني‌ رجل من هوازن . قوله فأدرت أي رأيي‌ أونظري‌ أو هوبمعني درت . قدعري‌ أي بقي‌ بلا أعوان إلا أن أسوره هكذا فيما عندنا من النسخ بالسين يقال سار الرجل إليه سورا أي وثب وسرت الحائط أي تسلقته ولعل الأصوب أنه بالصاد من صار الشي‌ء أي قطعه وفصله والشواظ بالضم والكسر لهب لادخان فيه أودخان النار وحرها ذكره الفيروزآبادي‌ و قال الماحش المحرق كالممحش وامتحش احترق و قال الذمر الملامة. و قال الجوهري‌ الذمر الشجاع وذمرته أذمره ذمرا حثثته وفلان حامي‌ الذمار أي إذاذمر وغضب حمي‌.


صفحه : 176

الله أي أذكركم الله في الكرة والرجعة إليه أوأسألكم الكرة. و قال الفيروزآبادي‌ الدبابة مشددة آلة تتخذ للحروب فتدفع في أصل الحصن فينقبون وهم في جوفها قوله علي وجل كناية عن سرعة ارتحاله ص بعدمجيئه ألا إن الحي‌ مقيم أي من كان حيا ينبغي‌ أن لايزول حتي يفتح أوالمراد بالحي‌ القبيلة إظهارا لعدم براحه . و قوله ص لاأقمت و لاظعنت دعاء عليه بعدم قدرته علي الإقامة كمايريد و لاالظعن بنفسه فصار كذلك و قال الجوهري‌ الملح الرضاع والملح بالفتح مصدر قولك ملحنا لفلان ملحا أرضعناه قوله ص توه سهميهما أي أهلك وضيع من التوي و هوالهلاك والهاء للسكت أو من التوه و هوالهلاك والذهاب . و قال الجزري‌ في حديث الخوارج يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية أي يجوزونه ويخرقونه ويبعدونه كمايمرق السهم الشي‌ء المرمي‌ به ويخرج منه و قال الرصاف هوعقب يلوي علي مدخل النصل فيه و قال في حديث الخوارج فينظر في نضيه النضي‌ نصل السهم وقيل هوالسهم قبل أن ينحت إذا كان قدحا و هوأولي لأنه جاء في الحديث ذكر النصل بعدالنضي‌ و هو من السهم ما بين الريش والنصل والقذذ ريش السهم واحدتها قذة انتهي .أقول شبه ص خروجهم من الدين وعدم انتفاعهم بشي‌ء منه بسهم رمي‌ به حيوان فخرج منه بحيث لم يبق في شيء من أجزاء السهم أثر من أجزاء الحيوان و قال الجزري‌ تدردر أي ترجرج تجي‌ء وتذهب والأصل تتدردر فحذف إحدي التاءين تخفيفا و قال الجزري‌ الجعرانة موضع قريب من مكة و هو في الحل وميقات الإحرام وهي‌ بتسكين العين والتخفيف و قدتكسر وتشدد الراء

10- كا،[الكافي‌]حُمَيدُ بنُ زِيَادٍ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ أَحمَدَ الدّهقَانِ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ الطاّطرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ زِيَادٍ بَيّاعِ الساّبرِيِ‌ّ عَن أَبَانٍ عَن عَجلَانَ بنِ صَالِحٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ قَتَلَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ بِيَدِهِ يَومَ حُنَينٍ أَربَعِينَ


صفحه : 177

11- كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ ابنِ أُذَينَةَ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّالمُؤَلّفَةِ قُلُوبُهُم قَالَ هُم قَومٌ وَحّدُوا اللّهَ عَزّ وَ جَلّ وَ خَلَعُوا عِبَادَةَ مَن يُعبَدُ مِن دُونِ اللّهِ وَ شَهِدُوا أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِص وَ هُم فِي ذَلِكَ شُكّاكٌ فِي بَعضِ مَا جَاءَ بِهِ مُحَمّدٌص فَأَمَرَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ نَبِيّهُص أَن يَتَأَلّفَهُم بِالمَالِ وَ العَطَاءِ لكِيَ‌ يَحسُنَ إِسلَامُهُم وَ يَثبُتُوا عَلَي دِينِهِمُ ألّذِي دَخَلُوا فِيهِ وَ أَقَرّوا بِهِ وَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص يَومَ حُنَينٍ تَأَلّفَ رُؤَسَاءَ العَرَبِ[ وَ] مِن قُرَيشٍ وَ سَائِرِ مُضَرَ مِنهُم أَبُو سُفيَانَ بنُ حَربٍ وَ عُيَينَةُ بنُ حُصَينٍ الفزَاَريِ‌ّ وَ أَشبَاهُهُم مِنَ النّاسِ فَغَضِبَتِ الأَنصَارُ وَ اجتَمَعَت إِلَي سَعدِ بنِ عُبَادَةَ فَانطَلَقَ بِهِم إِلَي رَسُولِ اللّهِص بِالجِعرَانَةِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ أَ تَأذَنُ لِي فِي الكَلَامِ فَقَالَ نَعَم فَقَالَ إِن كَانَ هَذَا الأَمرُ مِن هَذِهِ الأَموَالِ التّيِ‌ قَسَمتَ بَينَ قَومِكَ شَيئاً أَنزَلَ اللّهُ رَضِينَا وَ إِن كَانَ غَيرَ ذَلِكَ لَم نَرضَ

قَالَ زُرَارَةُ وَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا مَعشَرَ الأَنصَارِ أَ كُلّكُم عَلَي قَولِ سَيّدِكُم فَقَالُوا سَيّدُنَا اللّهُ وَ رَسُولُهُ ثُمّ قَالُوا فِي الثّالِثَةِ نَحنُ عَلَي مِثلِ قَولِهِ وَ رَأيِهِ قَالَ زُرَارَةُ فَسَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ فَحَطّ اللّهُ نُورَهُم وَ فَرَضَ اللّهُ لِلمُؤَلّفَةِ قُلُوبُهُم سَهماً فِي القُرآنِ


صفحه : 178

12- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن زُرَارَةَ مِثلَهُ ثُمّ قَالَ قَالَ زُرَارَةُ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع فَلَمّا كَانَ فِي قَابِلٍ جَاءُوا بِضِعفِ ألّذِي أَخَذُوا وَ أَسلَمَ نَاسٌ كَثِيرٌ قَالَ فَقَامَ رَسُولُ اللّهِص خَطِيباً فَقَالَ هَذَا خَيرٌ أَمِ ألّذِي قُلتُم قَد جَاءُوا مِنَ الإِبِلِ بِكَذَا وَ كَذَا ضِعفَ مَا أَعطَيتُهُم وَ قَد أَسلَمَ لِلّهِ عَالَمٌ وَ نَاسٌ كَثِيرٌ وَ ألّذِي نَفسُ مُحَمّدٍ بِيَدِهِ لَوَدِدتُ أَنّ عنِديِ‌ مَا أعُطيِ‌ كُلّ إِنسَانٍ دِيَتَهُ عَلَي أَن يُسلِمَ لِلّهِ رَبّ العَالَمِينَ

ثم روي العياشي‌ بسند آخر عن زرارة عنه ع مثله

13- ثُمّ قَالَ الحَسَنُ بنُ مُوسَي وَ مِن غَيرِ هَذَا الوَجهِ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ رَجُلٌ مِنهُم حِينَ قَسَمَ النّبِيّص غَنَائِمَ حُنَينٍ مَا هَذِهِ القِسمَةُ مَا يُرِيدُ اللّهُ بِهَا فَقَالَ لَهُ بَعضُهُم يَا عَدُوّ اللّهِ تَقُولُ هَذَا لِرَسُولِ اللّهِص ثُمّ جَاءَ إِلَي النّبِيّص فَأَخبَرَهُ بِمَقَالَتِهِ فَقَالَص قَد أوُذيِ‌َ أخَيِ‌ مُوسَي بِأَكثَرَ مِن هَذَا فَصَبَرَ قَالَ وَ كَانَ يعُطيِ‌ لِكُلّ رَجُلٍ مِنَ المُؤَلّفَةِ قُلُوبُهُم مِائَةَ رَاحِلَةٍ

14- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]جماعة عن أبي المفضل عن أحمد بن عبيد الله بن عمار الثقفي‌ عن علي بن محمد بن سليمان النوفلي‌ سنة خمس وأربعين ومائتين عن أبيه عن يزيد بن عبدالملك النوفلي‌ عن أبيه عن المغيرة بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبدالمطلب عن أبيه عن جده نوفل أنه كان يحدث عن يوم حنين قال فر الناس جميعا وأعروا رسول الله ص فلم يبق معه إلاسبعة نفر من بني‌ عبدالمطلب العباس وابنه الفضل و علي وأخوه عقيل و أبوسفيان وربيعة ونوفل بنو الحارث بن عبدالمطلب و رسول الله ص مصلت سيفه في المجتلد و هو علي


صفحه : 179

بغلته الدلدل و هو يقول


أنا النبي لاكذب   أنا ابن عبدالمطلب

قال الحارث بن نوفل فحدثني‌ الفضل بن العباس قال التفت العباس يومئذ و قدأقشع الناس عن بكرة أبيهم فلم ير عليا فيمن ثبت فقال شوهة بوهة أ في مثل هذه الحال يرغب ابن أبي طالب بنفسه عن رسول الله ص و هوصاحب ما هوصاحبه يعني‌ المواطن المشهورة له فقلت نقص قولك لابن أخيك ياأبة قال ماذاك يافضل قلت أ ماتراه في الرعيل الأول أ ماتراه في الرهج قال أشعره لي يابني‌ قلت ذو كذا ذو البردة قال فما تلك البرقة قلت سيفه يزيل به بين الأقران فقال بر بن بر فداه عم وخال قال فضرب علي يومئذ أربعين مبارزا كلهم يقده حتي أنفه وذكره قال وكانت ضرباته مبتكرة.بيان قال الفيروزآبادي‌ أعروا صاحبهم تركوه و قال قشع القوم كمنع فرقهم فأقشعوا و هونادر قوله عن بكرة أبيهم أي عن آخرهم و قدمر و قال الفيروزآبادي‌ شاه وجهه شوها وشوهة قبح و قال البوهة بالضم الصقر سقط ريشه و الرجل الطائش والأحمق والبوه بالفتح اللعن والرعيل جماعة الخيل والرهج ويحرك الغبار وزيله فرقه و قال في النهاية في الحديث كانت ضربات علي مبتكرات لاعوانا أي إن ضربته كانت بكرا يقتل بواحدة منها لايحتاج أن يعيد الضربة ثانيا يقال ضربة بكر إذاكانت قاطعة لاتثني

15- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن مُحَمّدِ بنِ مُعَاذِ بنِ سَعِيدٍ الحضَرمَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ زَكَرِيّا بنِ سَارِيَةَ المكَيّ‌ّ القرُشَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن كَثِيرِ بنِ طَارِقٍ عَن مَعرُوفِ بنِ خَرّبُوذَ عَن أَبِي الطّفَيلِ عَن أَبِي ذَرّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص وَ قَد


صفحه : 180

قَدِمَ عَلَيهِ وَفدُ أَهلِ الطّائِفِ يَا أَهلَ الطّائِفِ وَ اللّهِ لَتُقِيمُنّ الصّلَاةَ وَ لَتُؤتُنّ الزّكَاةَ أَو لَأَبعَثَنّ عَلَيكُم رَجُلًا كنَفَسيِ‌ يُحِبّ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ يُحِبّهُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ يَقصَعُكُم بِالسّيفِ فَتَطَاوَلَ لَهَا أَصحَابُ رَسُولِ اللّهِص فَأَخَذَ بِيَدِ عَلِيّ فَأَشَالَهَا ثُمّ قَالَ هُوَ هَذَا فَقَالَ أَبُو بَكرٍ وَ عُمَرُ مَا رَأَينَا كَاليَومِ فِي الفَضلِ قَطّ

بيان القصع شدة المضغ وقصع الغلام كمنع ضرب ببسط كفه علي رأسه

16- ع ،[علل الشرائع ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ مَعرُوفٍ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ الحَجّاجِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَا مَرّ باِلنبّيِ‌ّص يَومٌ كَانَ أَشَدّ عَلَيهِ مِن يَومِ حُنَينٍ وَ ذَلِكَ أَنّ العَرَبَ تَبَاغَت عَلَيهِ

17- ل ،[الخصال ]بِالإِسنَادِ عَن عَامِرِ بنِ وَاثِلَةَ قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يَومَ الشّورَي نَشَدتُكُم بِاللّهِ هَل فِيكُم أَحَدٌ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص لَيَنتَهِيَنّ بَنُو وَلِيعَةَ أَو لَأَبعَثَنّ إِلَيهِم رَجُلًا كنَفَسيِ‌ طَاعَتُهُ كطَاَعتَيِ‌ وَ مَعصِيَتُهُ كمَعَصيِتَيِ‌ يَغشَاهُم بِالسّيفِ غيَريِ‌ قَالُوا أللّهُمّ لَا

18- ج ،[الإحتجاج ] عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع قَالَ يَومَ الشّورَي نَشَدتُكُم بِاللّهِ هَل فِيكُم أَحَدٌ نَاجَاهُ رَسُولُ اللّهِص يَومَ الطّائِفِ فَقَالَ أَبُو بَكرٍ وَ عُمَرُ نَاجَيتَ عَلِيّاً دُونَنَا فَقَالَ لَهُمَا النّبِيّص مَا أَنَا نَاجَيتُهُ بَلِ اللّهُ أمَرَنَيِ‌ بِذَلِكَ غيَريِ‌ قَالُوا لَا قَالَ نَشَدتُكُم بِاللّهِ هَل فِيكُم أَحَدٌ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص لَأَبعَثَنّ إِلَيكُم رَجُلًا امتَحَنَ اللّهُ قَلبَهُ لِلإِيمَانِ[غيَريِ‌]قَالُوا لَا


صفحه : 181

19-أقول قال الطبرسي‌ رحمه الله في مجمع البيان ،ذكر أهل التفسير وأصحاب السير أن رسول الله ص لماافتتح مكة خرج منها متوجها إلي حنين لقتال هوازن وثقيف في آخر شهر رمضان أو في شوال سنة ثمان من الهجرة وذكر القصة نحوا مما مر إلي أن ذكر هزيمة المسلمين ونداء العباس ثم قال فلما سمع المسلمون صوت العباس تراجعوا وقالوا لبيك لبيك وتبادر الأنصار خاصة ونزل النصر من عند الله وانهزمت هوازن هزيمة قبيحة فمروا في كل وجه و لم يزل المسلمون في آثارهم ومر مالك بن عوف فدخل حصن الطائف وقتل منهم زهاء مائة رجل وأغنم الله المسلمين أموالهم ونساءهم وأمر رسول الله ص بالذراري‌ والأموال أن تحدر إلي الجعرانة وولي علي الغنائم بديل بن ورقاء الخزاعي‌ ومضي ع في أثر القوم فوافي الطائف في طلب مالك بن عوف وحاصر أهل الطائف بقية الشهر فلما دخل ذو القعدة انصرف إلي الجعرانة وقسم بهاغنائم حنين وأوطاس قال سعيد بن المسيب حدثني‌ رجل كان في المشركين يوم حنين قال لماالتقينا نحن وأصحاب رسول الله ص لم يقفوا لنا حلب شاة فلما كشفناهم جعلنا نسوقهم حتي انتهينا إلي صاحب البغلة الشهباء يعني‌ رسول الله ص فتلقانا رجال بيض الوجوه فقالوا لنا شاهت الوجوه ارجعوا فرجعنا وركبوا أكتافنا فكانوا إياها يعني‌ الملائكة قال الزهري‌ وبلغني‌ أن شيبة بن عثمان قال استدبرت رسول الله ص يوم حنين و أناأريد أن أقتله بطلحة بن عثمان وعثمان بن طلحة وكانا قدقتلا يوم أحد فأطلع الله رسوله علي ما في نفسي‌ فالتفت إلي‌ وضرب في صدري‌ و قال أعيذك بالله ياشيبة فأرعدت فرائصي‌ فنظرت إليه و هوأحب إلي‌ من سمعي‌ وبصري‌ فقلت أشهد أنك رسول الله و أن الله أطلعك علي ما في نفسي‌


صفحه : 182

وقسم رسول الله ص الغنائم بالجعرانة و كان معه من سبي‌ هوازن ستة آلاف من الذراري‌ والنساء و من الإبل والشاء ما لايدري عدته قَالَ أَنَسُ بنُ مَالِكٍ

كَانَ رَسُولُ اللّهِص أَمَرَ مُنَادِياً فَنَادَي يَومَ أَوطَاسٍ أَلَا لَا تُوطَأُ الحَبَالَي حَتّي يَضَعنَ وَ لَا الحَيَالَي حَتّي يُستَبرَأنَ بِحَيضَةٍ ثُمّ أَقبَلَت وُفُودُ هَوَازِنَ وَ قَدِمَت عَلَي رَسُولِ اللّهِص بِالجِعرَانَةِ مُسلِمِينَ وَ قَامَ خَطِيبُهُم فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّ مَا فِي الحَظَائِرِ مِنَ السّبَايَا خَالَاتُكَ وَ حَوَاضِنُكَ اللاّتيِ‌ كُنّ يَكفُلنَكَ فَلَو أَنّا مَلَحنَا ابنَ أَبِي شِمرٍ أَوِ النّعمَانَ بنَ المُنذِرِ ثُمّ أَصَابَنَا مِنهُمَا مِثلُ ألّذِي أَصَابَنَا مِنكَ رَجَونَا عَائِدَتَهُمَا وَ عَطفَهُمَا وَ أَنتَ خَيرُ المَكفُولِينَ ثُمّ أَنشَدَ أَبيَاتاً فَقَالَص أَيّ الأَمرَينِ أَحَبّ إِلَيكُم السبّي‌ُ أَمِ الأَموَالُ قَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ خَيّرتَنَا بَينَ الحَسَبِ وَ بَينَ الأَموَالِ وَ الحَسَبُ أَحَبّ إِلَينَا وَ لَا نَتَكَلّمُ فِي شَاةٍ وَ لَا بَعِيرٍ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ أَمّا ألّذِي لبِنَيِ‌ هَاشِمٍ فَهُوَ لَكُم وَ سَوفَ أُكَلّمُ لَكُمُ المُسلِمِينَ وَ أَشفَعُ لَكُم فَكَلّمُوهُم وَ أَظهِرُوا إِسلَامَكُم فَلَمّا صَلّي رَسُولُ اللّهِص الهَاجِرَةَ قَامُوا فَتَكَلّمُوا فَقَالَ النّبِيّص قَد رَدَدتُ ألّذِي لبِنَيِ‌ هَاشِمٍ وَ ألّذِي بيِدَيِ‌ عَلَيهِم فَمَن أَحَبّ مِنكُم أَن يعُطيِ‌َ غَيرَ مُكرَهٍ فَليَفعَل وَ مَن كَرِهَ أَن يعُطيِ‌َ فَليَأخُذِ الفِدَاءَ وَ عَلَيّ فِدَاؤُهُم فَأَعطَي النّاسُ مَا كَانَ بِأَيدِيهِم إِلّا قَلِيلًا مِنَ النّاسِ سَأَلُوا الفِدَاءَ.


صفحه : 183

بيان قال الجوهري‌ قولهم هم زهاء مائة قدر مائة

20- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] عَنِ الصّادِقِ ع سَبَي رَسُولُ اللّهِص يَومَ حُنَينٍ أَربَعَةَ آلَافِ رَأسٍ وَ اثنيَ‌ عَشَرَ أَلفَ نَاقَةٍ سِوَي مَا لَا يُعلَمُ مِنَ الغَنَائِمِ وَ قَالَ الزهّريِ‌ّ سِتّةَ آلَافٍ مِنَ الذرّاَريِ‌ّ وَ النّسَاءِ وَ مِنَ البَهَائِمِ مَا لَا يُحصَي وَ لَا يُدرَي

21-أقول قَالَ الكاَزرِوُنيِ‌ّ فِي المُنتَقَي بَعدَ تِلكَ الغَزَوَاتِ وَ فِي تِلكَ السّنَةِ يعَنيِ‌ الثّامِنَةَ تَزَوّجَ رَسُولُ اللّهِ مَلِيكَةَ الكِندِيّةِ وَ كَانَ قَتَلَ أَبَاهَا يَومَ الفَتحِ فَقَالَت لَهَا بَعضُ أَزوَاجِ النّبِيّص أَ لَا تَستَحِينَ تَزَوّجِينَ رَجُلًا قَتَلَ أَبَاكِ فَاستَعَاذَت مِنهَا فَفَارَقَهَا وَ فِيهَا وُلِدَ اِبرَاهِيمُ بنُ رَسُولِ اللّهِص مِن مَارِيَةَ فِي ذيِ‌ الحِجّةِ وَ كَانَت قَابِلَتُهَا مَولَاةَ رَسُولِ اللّهِص فَخَرَجَت إِلَي زَوجِهَا أَبِي رَافِعٍ فَأَخبَرَتهُ بِأَنّهَا قَد وَلَدَت غُلَاماً فَجَاءَ أَبُو رَافِعٍ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَبَشّرَهُ بِأَنّهَا قَد وَلَدَت غُلَاماً فَوَهَبَ لَهُ عَبداً وَ سَمّاهُ اِبرَاهِيمَ وَ عَقّ عَنهُ يَومَ سَابِعِهِ وَ حَلَقَ رَأسَهُ فَتَصَدّقَ بِزِنَةِ شَعرِهِ فِضّةً عَلَي المَسَاكِينِ وَ أَمَرَهُ بِشَعرِهِ فَدُفِنَت فِي الأَرضِ وَ تَنَافَسَت فِيهِ نِسَاءُ الأَنصَارِ أَيّهُنّ تُرضِعُهُ فَدَفَعَهُ رَسُولُ اللّهِص إِلَي أُمّ بُردَةَ بِنتِ المُنذِرِ بنِ زَيدٍ وَ زَوجُهَا البَرَاءُ بنُ أَوسٍ وَ كَانَص يأَتيِ‌ أُمّ بُردَةَ فَيَقِيلَ عِندَهَا وَ يُؤتَي بِإِبرَاهِيمَ وَ غَارَت نِسَاءُ رَسُولِ اللّهِص وَ اشتَدّ عَلَيهِنّ حِينَ رُزِقَ مِنهَا الوَلَدَ

وَ روُيِ‌َ عَن أَنَسٍ قَالَ لَمّا وَلَدَت اِبرَاهِيمَ جَاءَ جَبرَئِيلُ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ السّلَامُ عَلَيكَ يَا أَبَا اِبرَاهِيمَ

وَ روُيِ‌َ عَنهُ أَيضاً قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص وُلِدَ اللّيلَةَ لِي غُلَامٌ فَسَمّيتُهُ بِاسمِ أَبِي اِبرَاهِيمَ قَالَ ثُمّ دَفَعَهُ إِلَي أُمّ سَيفٍ امرَأَةِ قَينٍ بِالمَدِينَةِ يُقَالُ لَهُ أَبُو يُوسُفَ

و فيهاماتت زينب بنت رسول الله ص وكانت أكبر بناته وأول من تزوجت


صفحه : 184

منهن تزوجها ابن خالتها أبوالعاص بن الربيع قبل النبوة فولد له عليا وأمامة أما علي فمات في ولاية عمر و أماأمامة فماتت سنة خمسين .

22- و قال ابن الأثير في الكامل ، و فيهابعث رسول الله ص عمرو بن العاص إلي جيفر وعمرو ابني‌ الجلندي فأخذ الصدقة من أغنامهم وردها علي فقرائهم و فيهابعث رسول الله ص كعب بن عمير إلي ذات اطلاع من الشام فأصيب هو وأصحابه و فيهابعث أيضا عيينة بن حصن الفزاري‌ إلي بني‌ العنبر من تميم فأغار عليهم وسبي منهم نساء.

23-وجدت بخط الشيخ محمد بن علي الجبعي‌ رحمه الله نقلا من خط الشيخ الشهيد قدس الله روحه من طرق العامة مرفوعا إلي أبي عمرو زياد بن طارق عن أبي جرول زهير الجشمي‌ قال لماأسرنا رسول الله ص يوم هوازن وذهب يفرق السبي‌ والنساء أتيته فأنشدته


امنن علينا رسول الله في كرم   فإنك المرء نرجوه وننتظر

امنن علي بيضة قدعاقها قدر   مشتت شملها في دهرها غير

أبقت لنا الدهر هتافا علي حزن   علي قلوبهم الغماء والغمر

إن لم تداركهم نعماء تنشرها   ياأرجح الناس حلما حين تختبر

امنن علي نسوة قدكنت ترضعها   إذ فوك يملؤه من مخضها الدرر

صفحه : 185


إذ أنت طفل صغير كنت ترضعها   وإذ يريبك ماتأتي‌ و ماتذر

لاتجعلنا كمن شالت نعامته   واستبق منا فإنا معشر زهر

إنا لنشكر للنعماء إذ كفرت   وعندها بعد هذااليوم مدخر

فألبس العفو من قدكنت ترضعه   من أمهاتك إن العفو منتشر

ياخير من مرحت كمت الجياد به   عندالهياج إذا مااستوقد الشرر

إنا نؤمل عفوا منك تلبسه   هذي‌ البرية إذ تعفو وتنتصر

فاعف عفا الله عما أنت راهبه   يوم القيامة إذ يهدي لك الظفر

قَالَ فَلَمّا سَمِعَ هَذَا الشّعرَ قَالَص مَا كَانَ لِي وَ لبِنَيِ‌ عَبدِ المُطّلِبِ فَهُوَ لَهُم وَ قَالَ قُرَيشٌ مَا كَانَ لَنَا فَهُوَ لِلّهِ وَ لِرَسُولِهِ وَ قَالَتِ الأَنصَارُ مَا كَانَ لَنَا فَهُوَ لِلّهِ وَ لِرَسُولِهِ

قال ابن عساكر هذاغريب تفرد به زياد بن طارق عن زهير و هومعدود في السباعيات

باب 92-غزوة تبوك وقصة العقبة

الآيات التوبةقاتِلُوا الّذِينَ لا يُؤمِنُونَ بِاللّهِ وَ لا بِاليَومِ الآخِرِ وَ لا يُحَرّمُونَ ما حَرّمَ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ لا يَدِينُونَ دِينَ الحَقّ مِنَ الّذِينَ أُوتُوا الكِتابَ حَتّي يُعطُوا الجِزيَةَ عَن يَدٍ وَ هُم صاغِرُونَ


صفحه : 186

و قال سبحانه يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا ما لَكُم إِذا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللّهِ اثّاقَلتُم إِلَي الأَرضِ أَ رَضِيتُم بِالحَياةِ الدّنيا مِنَ الآخِرَةِ فَما مَتاعُ الحَياةِ الدّنيا فِي الآخِرَةِ إِلّا قَلِيلٌ إِلّا تَنفِرُوا يُعَذّبكُم عَذاباً أَلِيماً وَ يَستَبدِل قَوماً غَيرَكُم وَ لا تَضُرّوهُ شَيئاً وَ اللّهُ عَلي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ إِلّا تَنصُرُوهُ فَقَد نَصَرَهُ اللّهُ إِذ أَخرَجَهُ الّذِينَ كَفَرُوا إلي قوله انفِرُوا خِفافاً وَ ثِقالًا وَ جاهِدُوا بِأَموالِكُم وَ أَنفُسِكُم فِي سَبِيلِ اللّهِ ذلِكُم خَيرٌ لَكُم إِن كُنتُم تَعلَمُونَ لَو كانَ عَرَضاً قَرِيباً وَ سَفَراً قاصِداً لَاتّبَعُوكَ وَ لكِن بَعُدَت عَلَيهِمُ الشّقّةُ وَ سَيَحلِفُونَ بِاللّهِ لَوِ استَطَعنا لَخَرَجنا مَعَكُم يُهلِكُونَ أَنفُسَهُم وَ اللّهُ يَعلَمُ إِنّهُم لَكاذِبُونَ عَفَا اللّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُم حَتّي يَتَبَيّنَ لَكَ الّذِينَ صَدَقُوا وَ تَعلَمَ الكاذِبِينَ لا يَستَأذِنُكَ الّذِينَ يُؤمِنُونَ بِاللّهِ وَ اليَومِ الآخِرِ أَن يُجاهِدُوا بِأَموالِهِم وَ أَنفُسِهِم وَ اللّهُ عَلِيمٌ بِالمُتّقِينَ إِنّما يَستَأذِنُكَ الّذِينَ لا يُؤمِنُونَ بِاللّهِ وَ اليَومِ الآخِرِ وَ ارتابَت قُلُوبُهُم فَهُم فِي رَيبِهِم يَتَرَدّدُونَ وَ لَو أَرادُوا الخُرُوجَ لَأَعَدّوا لَهُ عُدّةً وَ لكِن كَرِهَ اللّهُ انبِعاثَهُم فَثَبّطَهُم وَ قِيلَ اقعُدُوا مَعَ القاعِدِينَ لَو خَرَجُوا فِيكُم ما زادُوكُم إِلّا خَبالًا وَ لَأَوضَعُوا خِلالَكُم يَبغُونَكُمُ الفِتنَةَ وَ فِيكُم سَمّاعُونَ لَهُم وَ اللّهُ عَلِيمٌ بِالظّالِمِينَ لَقَدِ ابتَغَوُا الفِتنَةَ مِن قَبلُ وَ قَلّبُوا لَكَ الأُمُورَ حَتّي جاءَ الحَقّ وَ ظَهَرَ أَمرُ اللّهِ وَ هُم كارِهُونَ وَ مِنهُم مَن يَقُولُ ائذَن لِي وَ لا تفَتنِيّ‌ أَلا فِي الفِتنَةِ سَقَطُوا وَ إِنّ جَهَنّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالكافِرِينَ إِن تُصِبكَ حَسَنَةٌ تَسُؤهُم وَ إِن تُصِبكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَد أَخَذنا أَمرَنا مِن قَبلُ وَ يَتَوَلّوا وَ هُم فَرِحُونَ قُل لَن يُصِيبَنا إِلّا ما كَتَبَ اللّهُ لَنا هُوَ مَولانا وَ عَلَي اللّهِ فَليَتَوَكّلِ المُؤمِنُونَ قُل هَل تَرَبّصُونَ بِنا إِلّا إِحدَي الحُسنَيَينِ وَ نَحنُ نَتَرَبّصُ بِكُم أَن يُصِيبَكُمُ اللّهُ بِعَذابٍ مِن عِندِهِ أَو بِأَيدِينا فَتَرَبّصُوا إِنّا مَعَكُم مُتَرَبّصُونَ قُل أَنفِقُوا طَوعاً أَو كَرهاً لَن يُتَقَبّلَ مِنكُم إِنّكُم كُنتُم قَوماً فاسِقِينَ وَ ما مَنَعَهُم أَن تُقبَلَ مِنهُم نَفَقاتُهُم إِلّا أَنّهُم كَفَرُوا بِاللّهِ وَ بِرَسُولِهِ وَ لا يَأتُونَ الصّلاةَ إِلّا وَ هُم كُسالي وَ لا يُنفِقُونَ إِلّا وَ هُم كارِهُونَ فَلا تُعجِبكَ أَموالُهُم وَ لا أَولادُهُم إِنّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُعَذّبَهُم بِها فِي الحَياةِ الدّنيا وَ تَزهَقَ أَنفُسُهُم وَ هُم كافِرُونَ وَ يَحلِفُونَ بِاللّهِ إِنّهُم لَمِنكُم وَ ما هُم


صفحه : 187

مِنكُم وَ لكِنّهُم قَومٌ يَفرَقُونَ لَو يَجِدُونَ مَلجَأً أَو مَغاراتٍ أَو مُدّخَلًا لَوَلّوا إِلَيهِ وَ هُم يَجمَحُونَ

إلي قوله سبحانه وَ مِنهُمُ الّذِينَ يُؤذُونَ النّبِيّ وَ يَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُل أُذُنُ خَيرٍ لَكُم يُؤمِنُ بِاللّهِ وَ يُؤمِنُ لِلمُؤمِنِينَ إلي قوله يَحلِفُونَ بِاللّهِ لَكُم لِيُرضُوكُم وَ اللّهُ وَ رَسُولُهُ أَحَقّ أَن يُرضُوهُ إِن كانُوا مُؤمِنِينَ إلي قوله يَحذَرُ المُنافِقُونَ أَن تُنَزّلَ عَلَيهِم سُورَةٌ تُنَبّئُهُم بِما فِي قُلُوبِهِم قُلِ استَهزِؤُا إِنّ اللّهَ مُخرِجٌ ما تَحذَرُونَ وَ لَئِن سَأَلتَهُم لَيَقُولُنّ إِنّما كُنّا نَخُوضُ وَ نَلعَبُ قُل أَ بِاللّهِ وَ آياتِهِ وَ رَسُولِهِ كُنتُم تَستَهزِؤُنَ لا تَعتَذِرُوا قَد كَفَرتُم بَعدَ إِيمانِكُم إِن نَعفُ عَن طائِفَةٍ مِنكُم نُعَذّب طائِفَةً بِأَنّهُم كانُوا مُجرِمِينَ إلي قوله يَحلِفُونَ بِاللّهِ ما قالُوا وَ لَقَد قالُوا كَلِمَةَ الكُفرِ وَ كَفَرُوا بَعدَ إِسلامِهِم وَ هَمّوا بِما لَم يَنالُوا وَ ما نَقَمُوا إِلّا أَن أَغناهُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ مِن فَضلِهِ فَإِن يَتُوبُوا يَكُ خَيراً لَهُم وَ إِن يَتَوَلّوا يُعَذّبهُمُ اللّهُ عَذاباً أَلِيماً فِي الدّنيا وَ الآخِرَةِ وَ ما لَهُم فِي الأَرضِ مِن ولَيِ‌ّ وَ لا نَصِيرٍ و قال تعالي فَرِحَ المُخَلّفُونَ بِمَقعَدِهِم خِلافَ رَسُولِ اللّهِ وَ كَرِهُوا أَن يُجاهِدُوا بِأَموالِهِم وَ أَنفُسِهِم فِي سَبِيلِ اللّهِ وَ قالُوا لا تَنفِرُوا فِي الحَرّ قُل نارُ جَهَنّمَ أَشَدّ حَرّا لَو كانُوا يَفقَهُونَ فَليَضحَكُوا قَلِيلًا وَ ليَبكُوا كَثِيراً جَزاءً بِما كانُوا يَكسِبُونَ فَإِن رَجَعَكَ اللّهُ إِلي طائِفَةٍ مِنهُم فَاستَأذَنُوكَ لِلخُرُوجِ فَقُل لَن تَخرُجُوا معَيِ‌َ أَبَداً وَ لَن تُقاتِلُوا معَيِ‌َ عَدُوّا إِنّكُم رَضِيتُم بِالقُعُودِ أَوّلَ مَرّةٍ فَاقعُدُوا مَعَ الخالِفِينَ وَ لا تُصَلّ عَلي أَحَدٍ مِنهُم ماتَ أَبَداً وَ لا تَقُم عَلي قَبرِهِ إِنّهُم كَفَرُوا بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ وَ ماتُوا وَ هُم فاسِقُونَ وَ لا تُعجِبكَ أَموالُهُم وَ أَولادُهُم إِنّما يُرِيدُ اللّهُ أَن يُعَذّبَهُم بِها فِي الدّنيا وَ تَزهَقَ أَنفُسُهُم وَ هُم كافِرُونَ وَ إِذا أُنزِلَت سُورَةٌ أَن آمِنُوا بِاللّهِ وَ جاهِدُوا مَعَ رَسُولِهِ استَأذَنَكَ أُولُوا الطّولِ مِنهُم وَ قالُوا ذَرنا نَكُن مَعَ القاعِدِينَ رَضُوا بِأَن يَكُونُوا مَعَ الخَوالِفِ وَ طُبِعَ عَلي قُلُوبِهِم فَهُم لا يَفقَهُونَ لكِنِ الرّسُولُ وَ الّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جاهَدُوا بِأَموالِهِم


صفحه : 188

وَ أَنفُسِهِم وَ أُولئِكَ لَهُمُ الخَيراتُ وَ أُولئِكَ هُمُ المُفلِحُونَ أَعَدّ اللّهُ لَهُم جَنّاتٍ تجَريِ‌ مِن تَحتِهَا الأَنهارُ خالِدِينَ فِيها ذلِكَ الفَوزُ العَظِيمُ وَ جاءَ المُعَذّرُونَ مِنَ الأَعرابِ لِيُؤذَنَ لَهُم وَ قَعَدَ الّذِينَ كَذَبُوا اللّهَ وَ رَسُولَهُ سَيُصِيبُ الّذِينَ كَفَرُوا مِنهُم عَذابٌ أَلِيمٌ لَيسَ عَلَي الضّعَفاءِ وَ لا عَلَي المَرضي وَ لا عَلَي الّذِينَ لا يَجِدُونَ ما يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذا نَصَحُوا لِلّهِ وَ رَسُولِهِ ما عَلَي المُحسِنِينَ مِن سَبِيلٍ وَ اللّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ وَ لا عَلَي الّذِينَ إِذا ما أَتَوكَ لِتَحمِلَهُم قُلتَ لا أَجِدُ ما أَحمِلُكُم عَلَيهِ تَوَلّوا وَ أَعيُنُهُم تَفِيضُ مِنَ الدّمعِ حَزَناً أَلّا يَجِدُوا ما يُنفِقُونَ إِنّمَا السّبِيلُ عَلَي الّذِينَ يَستَأذِنُونَكَ وَ هُم أَغنِياءُ رَضُوا بِأَن يَكُونُوا مَعَ الخَوالِفِ وَ طَبَعَ اللّهُ عَلي قُلُوبِهِم فَهُم لا يَعلَمُونَ يَعتَذِرُونَ إِلَيكُم إِذا رَجَعتُم إِلَيهِم قُل لا تَعتَذِرُوا لَن نُؤمِنَ لَكُم قَد نَبّأَنَا اللّهُ مِن أَخبارِكُم وَ سَيَرَي اللّهُ عَمَلَكُم وَ رَسُولُهُ ثُمّ تُرَدّونَ إِلي عالِمِ الغَيبِ وَ الشّهادَةِ فَيُنَبّئُكُم بِما كُنتُم تَعمَلُونَ سَيَحلِفُونَ بِاللّهِ لَكُم إِذَا انقَلَبتُم إِلَيهِم لِتُعرِضُوا عَنهُم فَأَعرِضُوا عَنهُم إِنّهُم رِجسٌ وَ مَأواهُم جَهَنّمُ جَزاءً بِما كانُوا يَكسِبُونَ يَحلِفُونَ لَكُم لِتَرضَوا عَنهُم فَإِن تَرضَوا عَنهُم فَإِنّ اللّهَ لا يَرضي عَنِ القَومِ الفاسِقِينَ إلي قوله سبحانه وَ آخَرُونَ اعتَرَفُوا بِذُنُوبِهِم خَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً وَ آخَرَ سَيّئاً عَسَي اللّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيهِم إِنّ اللّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ إلي قوله وَ آخَرُونَ مُرجَونَ لِأَمرِ اللّهِ إِمّا يُعَذّبُهُم وَ إِمّا يَتُوبُ عَلَيهِم وَ اللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ إلي قوله سبحانه لَقَد تابَ اللّهُ عَلَي النّبِيّ وَ المُهاجِرِينَ وَ الأَنصارِ الّذِينَ اتّبَعُوهُ فِي ساعَةِ العُسرَةِ مِن بَعدِ ما كادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنهُم ثُمّ تابَ عَلَيهِم إِنّهُ بِهِم رَؤُفٌ رَحِيمٌ وَ عَلَي الثّلاثَةِ الّذِينَ خُلّفُوا حَتّي إِذا ضاقَت عَلَيهِمُ الأَرضُ بِما رَحُبَت وَ ضاقَت عَلَيهِم أَنفُسُهُم وَ ظَنّوا أَن لا مَلجَأَ مِنَ اللّهِ إِلّا إِلَيهِ ثُمّ تابَ عَلَيهِم لِيَتُوبُوا إِنّ اللّهَ هُوَ التّوّابُ الرّحِيمُ


صفحه : 189

إلي قوله ما كانَ لِأَهلِ المَدِينَةِ وَ مَن حَولَهُم مِنَ الأَعرابِ أَن يَتَخَلّفُوا عَن رَسُولِ اللّهِ وَ لا يَرغَبُوا بِأَنفُسِهِم عَن نَفسِهِ ذلِكَ بِأَنّهُم لا يُصِيبُهُم ظَمَأٌ وَ لا نَصَبٌ وَ لا مَخمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَ لا يَطَؤُنَ مَوطِئاً يَغِيظُ الكُفّارَ وَ لا يَنالُونَ مِن عَدُوّ نَيلًا إِلّا كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صالِحٌ إِنّ اللّهَ لا يُضِيعُ أَجرَ المُحسِنِينَ وَ لا يُنفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَ لا كَبِيرَةً وَ لا يَقطَعُونَ وادِياً إِلّا كُتِبَ لَهُم لِيَجزِيَهُمُ اللّهُ أَحسَنَ ما كانُوا يَعمَلُونَتفسير قال الطبرسي‌ رحمه الله في قوله تعالي قاتِلُوا الّذِينَ لا يُؤمِنُونَ بِاللّهِ وَ لا بِاليَومِ الآخِرِقيل نزلت هذه الآية حين أمر رسول الله ص بحرب الروم فغزا بعدنزولها غزوة تبوك عن مجاهد وقيل هي‌ علي العموم وَ لا يُحَرّمُونَ ما حَرّمَ اللّهُ وَ رَسُولُهُ أي موسي وعيسي من كتمان بعث محمدص أو ماحرمه محمدص وَ لا يَدِينُونَ دِينَ الحَقّ أي دين الله أو لايعترفون بالإسلام ألذي هوالدين الحق مِنَ الّذِينَ أُوتُوا الكِتابَوصف الذين ذكرهم بأنهم من أهل الكتاب حَتّي يُعطُوا الجِزيَةَ عَن يَدٍ أي نقدا من يده إلي يد من يدفعه إليه من غيرنائب أو عن قدرة لكم عليهم وقهر لهم أويد لكم عليهم ونعمة تسدونها إليهم بقبول الجزية منهم وَ هُم صاغِرُونَ أي ذليلون مقهورون . و قال في قوله تعالي انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللّهِ أي اخرجوا إلي مجاهدة المشركين قال المفسرون لمارجع رسول الله ص من الطائف أمر بالجهاد لغزوة الروم و ذلك في زمان إدراك الثمرات فأحبوا المقام في المسكن والمال وشق عليهم الخروج إلي القتال و كان ص قل ماخرج في غزوة إلاكني عنها ووري بغيرها إلاغزوة تبوك لبعد شقتها وكثرة العدو ليتأهب الناس فأخبرهم بالذي‌ يريد


صفحه : 190

فلما علم الله سبحانه تثاقل الناس أنزل الآية وعاتبهم علي التثاقل أَ رَضِيتُماستفهام إنكار أي آثرتم الحياة الدنيا الفانية علي الحياة في الآخرة الباقيةفَما مَتاعُ أي فما فوائد الدنيا ومقاصدها في فوائد الآخرة ومقاصدهاإِلّا قَلِيلٌلانقطاع هذه ودوام تلك يُعَذّبكُم أي في الآخرة أو في الدنياوَ يَستَبدِلبكم قَوماً غَيرَكُم لايتخلفون عن الجهاد قيل هم أبناء فارس وقيل أهل اليمن وقيل هم الذين أسلموا بعدنزول هذه الآيةوَ لا تَضُرّوهُ أي و لاتضروا الله بهذا القعودشَيئاًلأنه غني‌ أو لاتضروا الرسول لأن الله عاصمه وناصره بالملائكة أوبقوم آخرين انفِرُوا أي اخرجوا إلي الغزوخِفافاً وَ ثِقالًا أي شبانا وشيوخا وقيل نشاطا و غيرنشاط أومشاغيل و غيرمشاغيل أوأغنياء وفقراء وقيل أراد بالخفاف أهل العسرة من المال وقلة العيال وبالثقال أهل الميسرة في المال وكثرة العيال وقيل ركبانا ومشاة وقيل ذا ضيعة و غيرذي‌ ضيعة وقيل عزابا ومتأهلين والوجه أن يحمل علي الجميع وَ جاهِدُوا بِأَموالِكُم وَ أَنفُسِكُم فِي سَبِيلِ اللّهِ و هذايدل علي أن الجهاد بالنفس والمال واجب علي من استطاع بهما و من لم يستطع علي الوجهين فعليه أن يجاهد بما استطاع ذلِكُم خَيرٌ لَكُم من التثاقل إِن كُنتُم تَعلَمُونَ أن الله صادق في وعده ووعيده قال السدي‌ لمانزلت هذه الآية اشتد شأنها علي الناس فنسخها الله بقوله لَيسَ عَلَي الضّعَفاءِالآية.لَو كانَ عَرَضاً قَرِيباً أي لو كان مادعوتهم إليه غنيمة حاضرةوَ سَفَراً قاصِداً أي قريبا هينا وقيل أي ذا قصد وقيل سهلا متوسطا غيرشاق لَاتّبَعُوكَطمعا في المال وَ لكِن بَعُدَت عَلَيهِمُ الشّقّةُ أي المسافة يعني‌ غزوة تبوك أمروا فيهابالخروج إلي الشام وَ سَيَحلِفُونَ بِاللّهِ فيه دلالة علي صحة نبوته ص إذ


صفحه : 191

أخبر بحلفهم قبل وقوعه يُهلِكُونَ أَنفُسَهُمبما أسروه من الشرك وقيل باليمين الكاذبة والعذر الباطل وَ اللّهُ يَعلَمُ إِنّهُم لَكاذِبُونَ في هذاالاعتذار والحلف عَفَا اللّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُم في التخلف عنك حَتّي يَتَبَيّنَ لَكَ الّذِينَ صَدَقُوا وَ تَعلَمَ الكاذِبِينَ أي حتي تعرف من له العذر منهم في التخلف و من لاعذر له فيكون إذنك لمن أذنت له علي علم قال ابن عباس و ذلك أن رسول الله ص لم يكن يعرف المنافقين يومئذ وقيل إنه إنما خيرهم بين الظعن والإقامة متوعدا لهم و لم يأذن لهم فاغتنم القوم ذلك و في هذاإخبار من الله سبحانه أنه كان الأولي أن يلزمهم الخروج معه حتي إذا لم يخرجوا ظهر نفاقهم لأنه متي أذن لهم ثم تأخروا لم يعلم أن للنفاق كان تأخرهم أم لغيره و كان الذين استأذنوه منافقين ومنهم الجد بن قيس ومعتب بن قشير وهما من الأنصار.أقول قدمر الكلام في هذه الآية في باب عصمته ص . و قال في قوله تعالي لا يَستَأذِنُكَ أي في القعود وقيل في الخروج لأنه مستغن عنه بدعائك بل يتأهب له أَن يُجاهِدُوا أي في أن يجاهدواوَ ارتابَت قُلُوبُهُم أي اضطربت وشكت فَهُم فِي رَيبِهِم يَتَرَدّدُونَ أي في شكهم يذهبون ويرجعون ويتحيرون وأراد به المنافقين أي يتوقعون الإذن لشكهم في دين الله وفيما وعد المجاهدون و لوكانوا مخلصين لوثقوا بالنصر وبثواب الله فبادروا إلي الجهاد و لم يستأذنوك فيه وَ لَو أَرادُوا الخُرُوجَ في الجهاد كالمؤمنين لَأَعَدّوا لَهُ عُدّةً أي أهبة الحرب من الكراع والسلاح وَ لكِن كَرِهَ اللّهُ انبِعاثَهُم أي خروجهم إلي الغزو لعلمه أنهم لوخرجوا لكانوا يمشون بالنميمة بين المسلمين وكانوا عيونا للمشركين و كان الضرر في خروجهم أكثر من الفائدةفَثَبّطَهُم عن


صفحه : 192

الخروج ألذي عزموا عليه لا عن الخروج ألذي أمرهم به لأن الأول كفر والثاني‌ طاعةوَ قِيلَ اقعُدُوا مَعَ القاعِدِينَ أي مع النساء والصبيان والقائلون أصحابهم الذين نهوهم عن الخروج مع النبي ص للجهاد أو النبي ص علي وجه التهديد والوعيد لا علي وجه الإذن ويجوز أن يكون علي وجه الإذن لهم في القعود ألذي عاتبه الله عليه إذ كان الأولي أن لايأذن لهم ليظهر للناس نفاقهم ثم بين سبحانه وجه الحكمة في كراهية انبعاثهم وتثبيطهم عن الخروج فقال لَو خَرَجُوا فِيكُم ما زادُوكُم إِلّا خَبالًا أي شرا وفسادا وقيل غدرا ومكرا وقيل عجزا وجبنا أي أنهم كانوا يجبنونكم عن لقاء العدو بتهويل الأمر عليكم وَ لَأَوضَعُوا خِلالَكُم أي لأسرعوا في الدخول بينكم بالتضريب والإفساد والنميمة يريد ولسعوا فيما بينكم بالتفريق بين المسلمين وقيل أي لأوضعوا إبلهم خلالكم يتخلل الراكب الرجلين حتي يدخل بينهما فيقول ما لاينبغي‌يَبغُونَكُمُ الفِتنَةَبعدو الإبل وسطكم ومعني يبغونكم يبغون لكم أوفيكم أي يطلبون لكم المحنة باختلاف الكلمة والفرقة وقيل أي يبغونكم أن تكونوا مشركين والفتنة الشرك وقيل أي يخوفونكم بالعدو ويخبرونكم أنكم منهزمون و أن عدوكم سيظهر عليكم وَ فِيكُم سَمّاعُونَ لَهُم أي وفيكم عيون للمنافقين ينقلون إليهم مايسمعون منكم وقيل معناه وفيكم قابلون منهم عندسماع قولهم يريد ضعفة المسلمين وَ اللّهُ عَلِيمٌ بِالظّالِمِينَ أي بهؤلاء المنافقين الذين ظلموا أنفسهم لماأضمروا عليه من الفساد منهم عبد الله بن أبي وجد بن قيس وأوس بن قبطي‌ ثم أقسم الله سبحانه فقال لَقَدِ ابتَغَوُا الفِتنَةَ مِن قَبلُالفتنة اسم يقع علي كل سوء وشر والمعني لقد طلب هؤلاء المنافقون اختلاف كلمتكم وتشتيت أهوائكم وافتراق آرائكم من قبل غزوة تبوك أي في يوم أحد حين انصرف عبد الله بن أبي بأصحابه وخذل النبي ص فصرف الله سبحانه عن المسلمين فتنتهم وقيل أراد


صفحه : 193

بالفتنة صرف الناس عن الإيمان وإلقاء الشبهة إلي ضعفاء المسلمين وقيل أراد بالفتنة الفتك بالنبي‌ص في غزوة تبوك ليلة العقبة وكانوا اثني‌ عشر رجلا من المنافقين وقفوا علي الثنية ليفتكوا بالنبي‌ص عن ابن جبير و ابن جريح وَ قَلّبُوا لَكَ الأُمُورَ أي احتالوا في توهين أمرك وإيقاع الاختلاف بين المؤمنين و في قتلك بكل ماأمكنهم فيه فلم يقدروا عليه وقيل إنهم كانوا يريدون في كيده وجها من التدبير فإذا لم يتم ذلك فيه تركوه وطلبوا المكيدة في غيره فهذا تقليب الأمورحَتّي جاءَ الحَقّ أي النصر والظفروَ ظَهَرَ أَمرُ اللّهِ أي دينه و هوالإسلام وظفر المسلمين وَ هُم كارِهُونَ أي في حال كراهتهم لذلك وَ مِنهُم مَن يَقُولُ ائذَن لِيقيل إن رسول الله ص لمااستنفر الناس إلي تبوك قال انفروا لعلكم تغنمون بنات الأصفر فقام جد بن قيس أخو بني‌ سلمة من بني‌ الخزرج فقال يا رسول الله ائذن لي و لاتفتني‌ ببنات الأصفر فإني‌ أخاف أن أفتن بهن فقال قدأذنت لك فنزلت عَنِ ابنِ عَبّاسٍ وَ مُجَاهِدٍ فَلَمّا نَزَلَت قَالَ رَسُولُ اللّهِص لبِنَيِ‌ سَلَمَةَ مَن سَيّدُكُم قَالُوا جَدّ بنُ قَيسٍ غَيرَ أَنّهُ بَخِيلٌ جَبَانٌ فَقَالَص وَ أَيّ دَاءٍ أَدوَي مِنَ البُخلِ بَل سَيّدُكُمُ الفَتَي الأَبيَضُ الجَعدُ بِشرُ بنُ بَرَاءِ بنِ مَعرُورٍ

وَ لا تفَتنِيّ‌ أي ببنات الأصفر قال الفراء سميت الروم أصفر لأن حبشيا غلب علي ناحية الروم فكان له بنات قدأخذن من بياض الروم وسواد الحبشية فكن صفرا لعسا وقيل معناه لاتؤثمني‌ بمخالفة أمرك في الخروج


صفحه : 194

و ذلك غيرمتيسر لي أَلا فِي الفِتنَةِ سَقَطُوا أي في العصيان والكفر وقعوا بمخالفتهم أمرك وقيل معناه لاتعذبني‌ بتكليف الخروج في شدة الحر ألا قدسقطوا في حر أعظم من ذلك و هوحر جهنم وَ إِنّ جَهَنّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالكافِرِينَ أي ستحيط بهم فلامخلص لهم منهاإِن تُصِبكَ حَسَنَةٌ أي نعمة من الله وفتح وغنيمةتَسُؤهُميحزن المنافقون بهاوَ إِن تُصِبكَ مُصِيبَةٌ أي شدة ونكبةيَقُولُوا قَد أَخَذنا أَمرَنا مِن قَبلُ أي أخذنا حذرنا واحترزنا بالقعود من قبل هذه المصيبةوَ يَتَوَلّوا وَ هُم فَرِحُونَبما أصاب المؤمنين قُل لَن يُصِيبَنا إِلّا ما كَتَبَ اللّهُ لَنا أي كل مايصيبنا من خير أوشر فهو مما كتبه الله لنا في اللوح المحفوظ من أمرنا و ليس علي ماتظنون من إهمالنا وقيل لن يصيبنا في عاقبة أمرنا إلا ماكتبه الله لنا في القرآن من النصر ألذي وعدنا وإنا نظفر بالأعداء فتكون النصرة حسني لنا أونقتل فتكون الشهادة حسني لنا أيضا فقد كتب الله لنا مايصيبنا وعملنا مالنا فيه الحظهُوَ مَولانا أي مالكنا ونحن عبيده أوولينا وناصرناوَ عَلَي اللّهِ فَليَتَوَكّلِ المُؤمِنُونَأمر من الله تعالي بالتوكل قُل هَل تَرَبّصُونَ بِنا أي هل تنتظرون لناإِلّا إِحدَي الحُسنَيَينِ أي إحدي الخصلتين الحميدتين إما الغلبة والغنيمة في العاجل وإما الشهادة والثواب الدائم في الآجل وَ نَحنُ نَتَرَبّصُ بِكُم أي نتوقع لكم أَن يُصِيبَكُمُ اللّهُ بِعَذابٍ مِن عِندِهِ أَو بِأَيدِينا أي يوقع الله بكم عذابا من عنده يهلككم به أوبأن ينصرنا عليكم فيقتلكم بأيدينافَتَرَبّصُواأمر للتهديدإِنّا مَعَكُم مُتَرَبّصُونَ أي منتظرون إما الشهادة والجنة وإما الغنيمة والأجر لنا وإما البقاء في الذل والخزي‌ وإما الموت والقتل مع المصير إلي النار لكم .قُل أَنفِقُوا طَوعاً أَو كَرهاً أي طائعين أومكرهين لَن يُتَقَبّلَ مِنكُم إِنّكُم

كُنتُم قَوماً فاسِقِينَ

أي إنما لم يتقبل منكم لأنكم كنتم متمردين عن طاعة الله وَ ما مَنَعَهُم أي مايمنع هؤلاء المنافقين أن يثابوا علي نفقاتهم إلاكفرهم بالله وبرسوله و ذلك مما يحبط الأعمال وَ لا يَأتُونَ الصّلاةَ إِلّا وَ هُم كُسالي أي متثاقلين وَ لا يُنفِقُونَ إِلّا وَ هُم كارِهُونَلذلك لأنهم إنما يصلون وينفقون للرياء والتستر بالإسلام لالابتغاء مرضاة الله فَلا تُعجِبكَ أَموالُهُم وَ لا أَولادُهُمالخطاب للنبي‌ص والمراد جميع المؤمنين وقيل لاتعجبك أيها السامع أي لاتأخذ بقلبك ماتراه من كثرة أموال هؤلاء المنافقين وأولادهم و لاتنظر إليهم بعين الإعجاب إِنّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُعَذّبَهُم بِها فِي الحَياةِ الدّنيا فيه وجوه أحدها أن فيه تقديما وتأخيرا أي لاتسرك أموالهم وأولادهم في الحياة الدنيا إنما يريد الله ليعذبهم بها في الآخرة عن ابن عباس وقتادة. وثانيها إنما يريد الله أن يعذبهم بها في الدنيا بالتشديد عليهم في التكليف وأمرهم بالإنفاق في الزكاة والغزو فيؤدونها علي كره منهم ومشقة إذ لايرجون به ثوابا في الآخرة فيكون ذلك عذابا لهم . وثالثها أن معناه إنما يريد الله ليعذبهم بها في الدنيا أي بسبي‌ الأولاد وغنيمة الأموال عندتمكن المؤمنين من أخذها وغنمها فيتحسرون عليها و يكون ذلك جزاء علي كفرهم . ورابعها أن المراد يعذبهم بجمعها وحفظها وحبها والبخل بها والحزن عليها و كل هذاعذاب وكذلك خروجهم عنها بالموت لأنهم يفارقونها و لايدرون إلي ماذا يصيرون . وخامسها إنما يريد الله ليعذبهم بحفظها والمصائب فيها مع حرمان المنفعة بها واللام في قوله لِيُعَذّبَهُميحتمل أن يكون لام العاقبة والتقدير إنما


صفحه : 196

يريد الله أن يملي‌ لهم فيهاليعذبهم وَ تَزهَقَ أَنفُسُهُم أي تهلك وَ هُم كافِرُونَ في موضع الحال وَ يَحلِفُونَ بِاللّهِ إِنّهُم لَمِنكُم أي يقسم هؤلاء المنافقون أنهم من جملتكم أي مؤمنون أمثالكم وَ ما هُم مِنكُم أي ليسوا مؤمنين بالله وَ لكِنّهُم قَومٌ يَفرَقُونَ أي يخافون القتل والأسر إن لم يظهروا الإيمان لَو يَجِدُونَ مَلجَأً أي حرزا أوحصناأَو مَغاراتٍ أي غيرانا في الجبال أوسراديب أَو مُدّخَلًا أي موضع دخول يأوون إليه وقيل نفقا كنفق اليربوع وقيل أسرابا في الأرض عن ابن عباس و أبي جعفر ع وقيل وجها يدخلونه علي خلاف رسول الله ص لَوَلّوا إِلَيهِ أي لعدلوا إليه وقيل لأعرضوا عنكم إليه وَ هُم يَجمَحُونَ أي يسرعون في الذهاب إليه وَ مِنهُمُ الّذِينَقيل إنها نزلت في رهط من المنافقين تخلفوا عن غزوة تبوك فلما رجع رسول الله أتوا المؤمنين يعتذرون إليهم من تخلفهم ويعتلون ويحلفون فنزلت .أقول سيأتي‌ تفسير الآيات في باب جمل ماجري بينه و بين أصحابه ص . و قال رحمه الله في قوله تعالي يَحذَرُ المُنافِقُونَقيل نزلت في اثني‌ عشر رجلا وقفوا علي العقبة ليفتكوا برسول الله ص عندرجوعه من تبوك فأخبر جبرئيل ع رسول الله بذلك وأمره أن يرسل إليهم ويضرب وجوه رواحلهم وعمار كان يقود دابة رسول الله ص وحذيفة يسوقها فقال لحذيفة اضرب وجوه رواحلهم فضربها حتي نحاهم فَلَمّا نَزَلَ قَالَ لِحُذَيفَةَ مَن عَرَفتَ مِنَ القَومِ فَقَالَ لَم أَعرِف مِنهُم أَحَداً فَقَالَ رَسُولُ اللّهُص إِنّهُ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ حَتّي عَدّهُم كُلّهُم فَقَالَ حُذَيفَةُ أَ لَا تَبعَثُ إِلَيهِم فَتَقتُلَهُم فَقَالَ أَكرَهُ أَن تَقُولَ العَرَبُ لَمّا ظَفِرَ بِأَصحَابِهِ أَقبَلَ يَقتُلُهُم

وَ روُيِ‌َ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع مِثلَهُ إِلّا أَنّهُ قَالَ ائتَمَرُوا بَينَهُم لِيَقتُلُوهُ وَ قَالَ بَعضُهُم لِبَعضٍ إِن فَطَنَ نَقُولُإِنّما كُنّا نَخُوضُ وَ نَلعَبُ وَ إِن لَم يَفطُن نَقتُلُهُ

وقيل إن جماعة من المنافقين قالوا في غزوة تبوك


صفحه : 197

ظن هذا الرجل أن يفتح قصور الشام وحصونها هيهات هيهات فأطلع الله نبيه ص علي ذلك فقال احبسوا علي الركب فدعاهم فقال لهم قلتم كذا وكذا فقالوا يانبي‌ الله إنما كنا نخوض ونلعب وحلفوا علي ذلك فنزلت الآيةوَ لَئِن سَأَلتَهُم لَيَقُولُنّ إِنّما كُنّا نَخُوضُ وَ نَلعَبُ عن الحسن وقتادة وقيل كان ذلك عندمنصرفه من تبوك إلي المدينة فكان بين يديه أربعة نفر أوثلاثة نفر يستهزءون ويضحكون واحدهم يضحك و لايتكلم فنزل جبرئيل وأخبر رسول الله ص بذلك فدعا عمار بن ياسر و قال إن هؤلاء يستهزءون بي‌ وبالقرآن أخبرني‌ جبرئيل بذلك ولئن سألتهم ليقولن كنا نتحدث بحديث الركب فأتبعهم عمار و قال لهم لم تضحكون قالوا نتحدث بحديث الركب فقال عمار صدق الله وصدق رسوله احترقتم أحرقكم الله فأقبلوا إلي النبي ص يعتذرون فأنزل الله الآيات عن الكلبي‌ و علي بن ابراهيم و أبي حمزة وقيل إن رجلا قال في غزوة تبوك مارأيت أكذب لسانا و لاأجبن عنداللقاء من هؤلاء يعني‌ رسول الله وأصحابه فقال له عوف بن مالك كذبت ولكنك منافق وأراد أن يخبر رسول الله ص بذلك فجاءه و قدسبقه الوحي‌ فجاء الرجل معتذرا و قال إنما كنا نخوض ونلعب ففيه نزلت الآية عن ابن عمر وزيد بن أسلم و محمد بن كعب وقيل إن رجلا من المنافقين قال يحدثنا محمد أن ناقة فلان بوادي‌ كذا وكذا أ و مايدريه ماأمر الغيث فنزلت الآية عن مجاهد وقيل نزلت في عبد الله بن أبي ورهطه عن الضحاك أَن تُنَزّلَ عَلَيهِم سُورَةٌ تُنَبّئُهُم بِما فِي قُلُوبِهِم فيه قولان أحدهما أنه إخبار بأنهم يخافون أن يفشوا سرائرهم وقيل إن ذلك الحذر أظهروه علي وجه الاستهزاء.


صفحه : 198

والثاني‌ أن لفظه الخبر ومعناه الأمرقُلِ استَهزِؤُاأمر علي الوعيدإِنّ اللّهَ مُخرِجٌ ما تَحذَرُونَ أي مبين لنبيه ص باطن حالكم ونفاقكم وَ لَئِن سَأَلتَهُم عن طعنهم في الدين واستهزائهم بالنبي‌ص وبالمسلمين لَيَقُولُنّ إِنّما كُنّا نَخُوضُ وَ نَلعَبُاللام للتأكيد والقسم أي لقالوا كنا نخوض خوض الركب في الطريق لا علي طريق الجدقُل أَ بِاللّهِ وَ آياتِهِ أي حججه وبيناته وكتابه وَ رَسُولِهِ كُنتُم تَستَهزِؤُنَ ثم أمر الله نبيه أن يقول لهم لا تَعتَذِرُوابالمعاذير الكاذبةقَد كَفَرتُم بَعدَ إِيمانِكُم أي بعدإظهاركم الإيمان إِن نَعفُ عَن طائِفَةٍ مِنكُم إذاتابوانُعَذّب طائِفَةً لم يتوبوابِأَنّهُم كانُوا مُجرِمِينَ أي كافرين مصرين علي النفاق . قوله تعالي يَحلِفُونَ بِاللّهِ ما قالُواأقول قدمر في باب إعجاز القرآن أنها نزلت في غزوة تبوك وقصصها قال يعني‌ أنهم حلفوا كاذبين ماقالوا ماحكي‌ عنهم ثم حقق عليهم وأقسم بأنهم قالوا ذلك وَ كَفَرُوا بَعدَ إِسلامِهِميعني‌ ظهر كفرهم بعد أن كان باطناوَ هَمّوا بِما لَم يَنالُوا فيه أقوال أحدها أنهم هموا بقتل النبي ص ليلة العقبة والتنفير بناقته . وثانيها أنهم هموا بإخراج الرسول ص من المدينة فلم يبلغوا ذلك . وثالثها أنهم هموا بالفساد والتضريب بين أصحابه ونقم منه شيئا أي أنكر وعاب فَرِحَ المُخَلّفُونَ أي المنافقون الذين خلفهم النبي ص و لم يخرجهم معه إلي تبوك لمااستأذنوه في التأخربِمَقعَدِهِم أي بقعودهم عن الجهادخِلافَ رَسُولِ اللّهِ أي بعده وقيل بمخالفتهم له وَ قالُوا أي للمسلمين أوبعضهم لبعض لا تَنفِرُوا أي لاتخرجوا إلي الغزوفِي الحَرّ قُل نارُ جَهَنّمَالتي‌ وجبت لهم بالتخلف عن أمر الله أَشَدّ حَرّا من هذاالحرلَو كانُوا يَفقَهُونَ أوأمر الله ووعده ووعيده فَليَضحَكُوا قَلِيلًا وَ ليَبكُوا كَثِيراً هذاتهديد لهم في


صفحه : 199

صورة الأمر أي فليضحك هؤلاء المنافقون في الدنيا قليلا لأن ذلك يفني و إن دام إلي الموت ولأن الضحك في الدنيا قليل لكثرة أحزانها وهمومها وليبكوا كثيرا في الآخرة لأن ذلك يوم مقداره خمسون ألف سنةفَإِن رَجَعَكَ اللّهُ أي ردك الله عن غزوتك هذه وسفرك هذاإِلي طائِفَةٍ مِنهُم أي من المنافقين الذين تخلفوا عنك و عن الخروج معك فَاستَأذَنُوكَ لِلخُرُوجِمعك إلي غزوة أخري فَقُللهم لَن تَخرُجُوا معَيِ‌َ أَبَداً إلي غزوةوَ لَن تُقاتِلُوا معَيِ‌َ عَدُوّا ثم بين تعالي سبب ذلك فقال إِنّكُم رَضِيتُم بِالقُعُودِ أَوّلَ مَرّةٍ أي عن غزوة تبوك فَاقعُدُوا مَعَ الخالِفِينَ في كل غزوة. واختلف في المراد بالخالفين فقيل معناه مع النساء والصبيان وقيل مع الرجال الذين تخلفوا من غيرعذر وقيل مع المخالفين قال الفراء يقال فلان عبدخالف وصاحب خالف إذا كان مخالفا وقيل مع الخساس والأدنياء يقال فلان خالفة أهله إذا كان أدونهم وقيل مع أهل الفساد من قولهم خلف الرجل علي أهله خلوفا فسد وقيل مع المرضي والزمني و كل من تأخر لنقص وَ لا تُصَلّ عَلي أَحَدٍ مِنهُم أي من المنافقين ماتَ أَبَداً أي بعدموته وَ لا تَقُم عَلي قَبرِهِللدعاء فإنه ص كان إذاصلي علي ميت يقف علي قبره ساعة ويدعو له فما صلي بعد ذلك علي منافق حتي قبض . وَ روُيِ‌َ أَنّهُص صَلّي عَلَي عَبدِ اللّهِ بنِ أُبَيّ وَ أَلبَسَهُ قَمِيصَهُ قَبلَ أَن يُنهَي عَنِ الصّلَاةِ عَلَي المُنَافِقِينَ وَ قِيلَ أَرَادَص أَن يصُلَيّ‌َ عَلَيهِ فَأَخَذَ جَبرَئِيلُ بِثَوبِهِ وَ تَلَا عَلَيهِلا تُصَلّ عَلي أَحَدٍ مِنهُم ماتَ أَبَداً

وَ روُيِ‌َ أَنّهُ قِيلَ لِرَسُولِ اللّهِص لِمَ وَجّهتَ بِقَمِيصِكَ إِلَيهِ يُكَفّنُ فِيهِ وَ هُوَ كَافِرٌ فَقَالَ إِنّ قمَيِصيِ‌ لَن يغُنيِ‌َ عَنهُ مِنَ اللّهِ شَيئاً وَ إنِيّ‌ أُؤَمّلُ مِنَ اللّهِ أَن يَدخُلَ بِهَذَا السّبَبِ فِي الإِسلَامِ خَلقٌ كَثِيرٌ

فيروي أنه أسلم ألف من الخزرج لمارأوه يطلب الاستشفاع بثوب رسول الله ص ذكره الزجاج


صفحه : 200

و قال الأكثر في الرواية إنه لم يصل عليه وَ لا تُعجِبكَإنما كرر للتذكير في موطنين مع بعدأحدهما من الآخر ويجوز أن تكون الآيتان في فريقين من المنافقين استَأذَنَكَ أي في القعودأُولُوا الطّولِ أي أولو المال والقدرةمِنهُم أي من المنافقين مَعَ القاعِدِينَ أي المتخلفين عن الجهاد من النساء والصبيان مَعَ الخَوالِفِ أي النساء والصبيان والمرضي والمقعدين وَ جاءَ المُعَذّرُونَ مِنَ الأَعرابِ أي المقصرون الذين يعتذرون و ليس لهم عذر وقيل هم المعتذرون الذين لهم عذر وهم نفر من بني‌ غفار عن ابن عباس لِيُؤذَنَ لَهُم في التخلف وَ قَعَدَ الّذِينَ كَذَبُوا اللّهَ وَ رَسُولَهُ أي وقعدت طائفة من المنافقين من غيراعتذارلَيسَ عَلَي الضّعَفاءِقيل نزلت في عبد الله بن زائدة و هو ابن أم مكتوم و كان ضرير البصر جاء إلي رسول الله ص فقال يانبي‌ الله إني‌ شيخ ضرير ضعيف الحال نحيف الجسم و ليس لي قائد فهل لي رخصة في التخلف عن الجهاد فسكت النبي ص فأنزل الله الآية وقيل نزلت في عائذ بن عمرو وأصحابه والضعفاء هم الذين قوتهم ناقصة بالزمانة والعجز عن ابن عباس وقيل هم الذين لايقدرون علي الخروج وَ لا عَلَي المَرضي وهم أصحاب العلل المانعة من الخروج وَ لا عَلَي الّذِينَ لا يَجِدُونَ ما يُنفِقُونَ أي من ليست معه نفقة الخروج وآلة السفرحَرَجٌ أي ضيق وجناح في التخلف وترك الخروج إِذا نَصَحُوا لِلّهِ وَ رَسُولِهِبأن يخلصوا العمل من الغش ما عَلَي المُحسِنِينَ مِن سَبِيلٍ أي ليس علي من يفعل الحسن الجميل في التخلف عن الجهاد أومطلقا طريق للتقريع في الدنيا والعذاب في الآخرةوَ لا عَلَي الّذِينَ إِذا ما أَتَوكَ لِتَحمِلَهُم أي يسألونك مركبا يركبونه فيخرجون معك قُلتَ لا أَجِدُ ما أَحمِلُكُم عَلَيهِ أي مركبا و لا ماأسوي‌ به أمركم حَزَناً أَلّا يَجِدُوا أي لحزنهم علي أن لايجدوايَعتَذِرُونَ إِلَيكُم من تأخرهم عنكم بالأباطيل والكذب إِذا رَجَعتُم إِلَيهِم من غزوة تبوك لَن نُؤمِنَ لَكُم أي لانصدقكم علي ماتقولون قَد نَبّأَنَا اللّهُ مِن أَخبارِكُم ماعلمنا به كذبكم وقيل أراد به قوله لَو خَرَجُوا فِيكُم ما زادُوكُم

إِلّا خَبالًا

الآيةوَ سَيَرَي اللّهُ عَمَلَكُم وَ رَسُولُهُ أي سيعلم الله فيما بعد ورسوله عملكم هل تتوبون من نفاقكم أم تتمون عليه وقيل سيعلم الله أعمالكم وعزائمكم في المستقبل ويظهر ذلك لرسوله فيعلمه الرسول بإعلامه إياه ثُمّ تُرَدّونَ بعدالموت إِلي عالِمِ الغَيبِ وَ الشّهادَةِ أي ألذي يعلم ماغاب و ماحضر و لايخفي عليه السر والعلانيةفَيُنَبّئُكُم بِما كُنتُم تَعمَلُونَ أي فيخبركم بأعمالكم كلها حسنها وقبيحها فيجازيكم عليها أجمع سَيَحلِفُونَ بِاللّهِ لَكُم أي سيقسم هؤلاء المنافقون المتخلفون فيما يعتذرون به إليكم إِذَا انقَلَبتُم إِلَيهِمأنهم إنما تخلفوا بعذرلِتُعرِضُوا عَنهُم أي لتصفحوا عن جرمهم و لاتوبخوهم فَأَعرِضُوا عَنهُمإعراض رد وإنكار وتكذيب إِنّهُم رِجسٌ أي نجس ومعناه أنهم كالشي‌ء المنتن ألذي يجب الاجتناب عنه .وَ آخَرُونَ اعتَرَفُوا بِذُنُوبِهِم قال أبوحمزة الثمالي‌ بلغنا أنهم ثلاثة نفر من الأنصار أبولبابة بن عبدالمنذر وثعلبة بن وديعة وأوس بن حذام تخلفوا عن رسول الله عندمخرجه إلي تبوك فلما بلغهم ماأنزل فيمن تخلف عن نبيه ص أيقنوا بالهلاك فأوثقوا أنفسهم بسواري‌ المسجد فلم يزالوا كذلك حتي قدم رسول الله ص فسأل عنهم فذكر له أنهم أقسموا لايحلون أنفسهم حتي يكون رسول الله ص محلهم فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص وَ أَنَا أُقسِمُ لَا أَكُونُ أَوّلَ مَن حَلّهُم إِلّا أَن أُؤمَرَ فِيهِم بِأَمرٍ فَلَمّا نَزَلَعَسَي اللّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيهِمعَمَدَ رَسُولُ اللّهِص إِلَيهِم فَحَلّهُم فَانطَلَقُوا فَجَاءُوا بِأَموَالِهِم إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالُوا هَذِهِ أَموَالُنَا التّيِ‌ خَلّفَتنَا عَنكَ فَخُذهَا وَ تَصَدّق بِهَا عَنّا فَقَالَص مَا أُمِرتُ فِيهَا بِأَمرٍ

فنزل خُذ مِن أَموالِهِم صَدَقَةًالآيات وقيل إنهم كانوا عشرة رهط منهم أبولبابة عن ابن عباس


صفحه : 202

وقيل كانوا ثمانية منهم أبولبابة وهلال وكردم و أبوقيس عن ابن جبير وزيد بن أسلم وقيل كانوا سبعة وقيل خمسة و

روُيِ‌َ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع أَنّهَا نَزَلَت فِي أَبِي لُبَابَةَ

و لم يذكر معه غيره وسبب نزولها فيه ماجري منه في بني‌ قريظة حين قال إن نزلتم علي حكمه فهو الذبح و به قال مجاهد وقيل نزلت فيه خاصة حين تأخر عن النبي ص في غزوة تبوك فربط نفسه بسارية علي ماتقدم ذكره عن الزهري‌ قال ثم قال أبولبابة يا رسول الله إن من توبتي‌ أن أهجر دار قومي‌ التي‌ أصبت فيهاالذنب و أن أنخلع من مالي‌ كله

قَالَ يُجزِيكَ يَا أَبَا لُبَابَةَ الثّلُثُ

و في جميع الأقوال أخذ رسول الله ص ثلث أموالهم وترك الثلثين لأن الله تعالي قال خُذ مِن أَموالِهِم و لم يقل خذ أموالهم وَ آخَرُونَ مُرجَونَ لِأَمرِ اللّهِ أي مؤخرون موقوفون لمايرد من أمر الله فيهم قال مجاهد وقتادة نزلت الآية في هلال بن أمية الواقفي‌ ومرارة بن الربيع وكعب بن مالك وهم من الأوس والخزرج و كان كعب رجل صدق غيرمطعون عليه وإنما تخلف توانيا عن الاستعداد حتي فاته المسير وانصرف رسول الله ص فقال و الله ما لي من عذر و لم يعتذر إليه بالكذب فقال ص صدقت قم حتي يقضي‌ الله فيك أمره وجاء الآخران فقالا مثل ذلك وصدقا فنهي رسول الله ص عن مكالمتهم وأمر نساءهم باعتزالهم حتي ضاقَت عَلَيهِمُ الأَرضُ بِما رَحُبَتفأقاموا علي ذلك خمسين ليلة وبني كعب خيمة علي سلع يكون فيهاوحده و قال في ذلك


أبعد دور بني‌ القين الكرام و ما   شادوا علي بنيت البيت من سعف

. ثم نزلت التوبة عليهم بعدالخمسين في الليل وهي‌ قوله وَ عَلَي الثّلاثَةِ الّذِينَ خُلّفُواالآية فأصبح المسلمون يبتدرونهم ويبشرونهم قال كعب فجئت إلي رسول الله ص في المسجد و كان ص إذاسر يستبشر كأن وجهه فلقة قمر فقال لي ووجهه يبرق من السرور أبشر بخير يوم طلع عليك شرفه مذ ولدتك أمك


صفحه : 203

قال كعب فقلت له أ من عند الله أم من عندك يا رسول الله فقال من عند الله وتصدق كعب بثلث ماله شكرا لله علي توبته .لَقَد تابَ اللّهُنزلت في غزاة تبوك و مالحق المسلمين فيها من العسرة حتي هم قوم بالرجوع ثم تداركهم لطف الله سبحانه قال الحسن كان العشرة من المسلمين يخرجون علي بعير يعتقبونه بينهم يركب الرجل ساعة ثم ينزل فيركب صاحبه كذلك و كان زادهم الشعير المسوس والتمر المدود والإهالة السنخة و كان النفر منهم يخرجون مامعهم من التمرات بينهم فإذابلغ الجوع من أحدهم أخذ التمر فلاكها حتي يجد طعمها ثم يعطيها صاحبه فيمصها ثم يشرب عليها جرعة من ماء كذلك حتي يأتي‌ علي آخرهم فلايبقي من التمرة إلاالنواة.قالوا و كان أبوخيثمة عبد الله بن خيثمة تخلف إلي أن مضي من مسير رسول الله ص عشرة أيام ثم دخل يوما علي امرأتين له في يوم حار في عريشين لهما قدرشتاهما وبردتا الماء وهيأتا له الطعام فقام علي العريشين و قال سبحان الله رسول الله قدغفر الله له ماتقدم من ذنبه و ماتأخر في الضح والريح والحر والقر يحمل سلاحه علي عاتقه و أبوخيثمة في ظلال باردة وطعام مهيإ وامرأتين حسناوين ما هذابالنصف ثم قال و الله لاأكلم واحدة منكما كلمة و لاأدخل عريشا حتي ألحق بالنبي‌ص فأناخ ناضحه واشتد عليه وتزود وارتحل وامرأتاه تكلمانه و لايكلمهما ثم سار حتي إذادنا من تبوك


صفحه : 204

قال الناس هذاراكب علي الطريق فقال النبي ص كن أباخيثمة أولي لك فلما دنا قال الناس هذا أبوخيثمة يا رسول الله ص فأناخ راحلته وسلم علي رسول الله ص فقال أولي لك فحدثه الحديث فقال له خيرا ودعا له و هو ألذي زاغ قلبه للمقام ثم ثبته الله عَلَي النّبِيّ وَ المُهاجِرِينَ وَ الأَنصارِإنما ذكر اسم النبي ص مفتاحا للكلام وتحسينا له ولأنه سبب توبتهم و إلافلم يكن منه مايوجب التوبة وَ قَد روُيِ‌َ عَنِ الرّضَا ع أَنّهُ قَرَأَ لَقَد تَابَ اللّهُ باِلنبّيِ‌ّ عَلَي المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ

الّذِينَ اتّبَعُوهُ في الخروج معه إلي تبوك فِي ساعَةِ العُسرَةِ وهي‌ صعوبة الأمر قال جابر يعني‌ عسرة الزاد وعسرة الظهر وعسرة الماء والمراد وقت العسرة لأن الساعة تقع علي كل زمان مِن بَعدِ ما كادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنهُم عن الجهاد فهموا بالانصراف فعصمهم الله ثُمّ تابَ عَلَيهِم بعد ذلك الزيغ وَ عَلَي الثّلاثَةِ الّذِينَ خُلّفُوا أي عن قبول التوبة بعدقبول توبة من قبل توبتهم من المنافقين كما قال وَ آخَرُونَ مُرجَونَ لِأَمرِ اللّهِ أوخلفوا عن غزاة تبوك لماتخلفوا و أماقراءة أهل البيت ع خالفوا فإنهم قالوا لوكانوا خلفوا لماتوجه عليهم العتب ولكنهم خالفوا و هذه الآية نزلت في شأن كعب بن مالك ومرارة بن الربيع وهلال بن أمية و ذلك أنهم تخلفوا عن رسول الله ص و لم يخرجوا معه لا عن نفاق ولكن عن توان ثم ندموا فلما قدم النبي ص المدينة جاءوا إليه واعتذروا فلم يكلمهم


صفحه : 205

النبي ص وتقدم إلي المسلمين بأن لايكلمهم أحد منهم فهجرهم الناس حتي الصبيان وجاءت نساؤهم إلي رسول الله ص فقلن يا رسول الله نعتزلهم فقال لا ولكن لايقربوكن فضاقت عليهم المدينة فخرجوا إلي رءوس الجبال و كان أهاليهم يجيئون لهم بالطعام و لايكلمونهم فقال بعضهم لبعض قدهجرنا الناس و لايكلمنا أحد فهلا نتهاجر نحن أيضا فتفرقوا و لم يجتمع منهم اثنان وبقوا علي ذلك خمسين يوما يتضرعون إلي الله ويتوبون إليه فقبل الله توبتهم وأنزل فيهم هذه الآيةحَتّي إِذا ضاقَت عَلَيهِمُ الأَرضُ بِما رَحُبَت أي برحبها و هذه صفة من بلغ غاية الندم حتي كأنه لايجد لنفسه مذهبا لأنه كان نزلت توبة الناس و لم تنزل توبتهم لتشديد المحنة عليهم واستصلاحهم واستصلاح غيرهم لئلا يعودوا إلي مثله وَ ضاقَت عَلَيهِم أَنفُسُهُمعبارة عن المبالغة في الغم حتي كأنهم لم يجدوا لأنفسهم موضعا يخفونها فيه . وقيل معني ضيق أنفسهم ضيق صدورهم بالهم ألذي حصل لهم فيهاوَ ظَنّوا أَن لا مَلجَأَ مِنَ اللّهِ إِلّا إِلَيهِ أي أيقنوا وعلموا أن لامعتصم من الله إلا به ثُمّ تابَ عَلَيهِم لِيَتُوبُوا أي سهل الله عليهم التوبة حتي تابوا وقيل ليعودوا إلي حالتهم الأولي قبل المعصية وقيل أنزل توبة الثلاثة ليتوب المؤمنون من ذنوبهم ما كانَ لِأَهلِ المَدِينَةِظاهره خبر ومعناه نهي‌ أي ما كان يجوزوَ مَن حَولَهُم مِنَ الأَعرابِقيل إنهم مزينة وجهينة وأشجع وغفار وأسلم أَن يَتَخَلّفُوا عَن رَسُولِ اللّهِ أي في غزوة تبوك وَ لا يَرغَبُوا بِأَنفُسِهِم عَن نَفسِهِ أي يطلبوا نفع نفوسهم بتوقيتها دون نفسه وقيل و لايرضوا لأنفسهم بالحفظ والدعة و رسول الله في الحر والمشقة يقال رغبت بنفسي‌ عن هذاالأمر أي ترفعت عنه بل عليهم أن يجعلوا أنفسهم وقاية للنبي‌ص ذلِكَ أي ذلك النهي‌ والزجر عن التخلف بِأَنّهُم لا يُصِيبُهُم ظَمَأٌ أي عطش وَ لا نَصَبٌ و لاتعب في أبدانهم وَ لا مَخمَصَةٌ وهي‌ شدة الجوع فِي سَبِيلِ اللّهِ أي في طاعته وَ لا يَطَؤُنَ مَوطِئاً يَغِيظُ الكُفّارَ أي لايضعون أقدامهم موضعا يغيظ


صفحه : 206

الكفار وطؤهم إياه أي دار الحرب وَ لا يَنالُونَ مِن عَدُوّ نَيلًا أي و لايصيبون من المشركين أمرا من قتل أوجراحة أومال أوأمر يغمهم ويغيظهم إِلّا كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صالِحٌ وطاعة رفيعةإِنّ اللّهَ لا يُضِيعُ أَجرَ المُحسِنِينَ أي الذين يفعلون الأفعال الحسنةوَ لا يُنفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَ لا كَبِيرَةً في الجهاد و لا في غيره من سبل الخير والمعروف وَ لا يَقطَعُونَ وادِياً إِلّا كُتِبَ لَهُمثواب ذلك لِيَجزِيَهُمُ اللّهُ أَحسَنَ ما كانُوا يَعمَلُونَ أي يكتب طاعاتهم ليجزيهم عليها بقدر استحقاقهم ويزيدهم من فضله حتي يصير الثواب أكثر وأحسن من عملهم وقيل إن الأحسن من صفة فعلهم لأن الأعمال علي وجوه واجب ومندوب ومباح وإنما يجازي علي الواجب والمندوب دون المباح فيقع الجزاء علي أحسن الأعمال .بيان قال في القاموس اللعس بالتحريك سواد مستحسن في الشفة لعس كفرح والنعت العس ولعساء من لعس والسرب الحفير تحت الأرض والقين الحداد وبنو القين حي‌ من أسد وشاد الحائط يشيده طلاه بالشيد و هو ماطلي‌ به حائط من جص ونحوه و قوله علي متعلق بقوله بنيت أوحال عن الدور و في بعض النسخ شاروا بالراء من قولهم شرت الدابة شورا عرضتها علي البيع فالظرف متعلق بقوله شاروا والشورة والشارة الحسن والهيئة واللباس والزينة والشوار متاع البيت والدال أنسب . و في النهاية كل شيء من الأدهان مما يؤتدم به إهالة وقيل هو ماأذيب من الألية والشحم وقيل الدسم الجامد والسنخة المتغيرة الريح و قال في حديث أبي خيثمة يكون رسول الله في الضح والريح و أنا في الظل أي يكون بارزا لحر الشمس وهبوب الرياح والضح ضوء الشمس إذااستمكن من الأرض هكذا هوأصل الحديث ومعناه وذكره الهروي‌ فقال أراد كثرة الخيل والجيش يقال جاء فلان بالضح والريح أي بما طلعت عليه الشمس وهبت عليه الريح يعنون المال الكثير والأول أشبه بهذا الحديث .


صفحه : 207

و قال في قوله كن أباخيثمة أي صر يقال للرجل يري من بعدكن فلانا أي أنت فلان أو هوفلان و قال أولي لك أي قرب منك ماتكره وهي‌ كلمة تلهف يقولها الرجل إذاأفلت من عظيمة وقيل هي‌ كلمة تهدد ووعيد قال الأصمعي‌ معناه قاربه مايهلكه

1-شا،[الإرشاد] ثم كانت غزاة تبوك فأوحي الله عزاسمه إلي نبيه ص أن يسير إليها بنفسه ويستنفر الناس للخروج معه وأعلمه أنه لايحتاج فيها إلي حرب و لايمني بقتال عدو و أن الأمور تنقاد له بغير سيف وتعيده بامتحان أصحابه بالخروج معه واختبارهم ليتميزوا بذلك وتظهر به سرائرهم فاستنفرهم النبي ص إلي بلاد الروم و قدأينعت ثمارهم واشتد القيظ عليهم فأبطأ أكثرهم عن طاعته رغبة في العاجل وحرصا علي المعيشة وإصلاحها وخوفا من شدة القيظ و بعدالمسافة ولقاء العدو ثم نهض بعضهم علي استثقال للنهوض وتخلف آخرون و لماأراد النبي ص الخروج استخلف أمير المؤمنين في أهله وولده وأزواجه ومهاجره و قال يا علي إن المدينة لاتصلح إلابي‌ أوبك و ذلك أنه ص علم خبث نيات الأعراب وكثير من أهل مكة و من حولها ممن غزاهم وسفك دماءهم فأشفق أن يطلبوا المدينة عندنأيه عنها وحصوله ببلاد الروم أونحوها فمتي لم يكن فيها من يقوم مقامه لم يؤمن من معرتهم وإيقاع الفساد في دار هجرته والتخطي‌ إلي مايشين أهله ومخلفيه وعلم ص أنه لايقوم مقامه في إرهاب العدو وحراسة دار الهجرة وحياطة من فيها إلا أمير المؤمنين ع فاستخلفه استخلافا ظاهرا و


صفحه : 208

نص عليه بالإمامة من بعده نصا جليا و ذلك فيما تظاهرت به الرواية أن أهل النفاق لماعلموا باستخلاف رسول الله ص عليا علي المدينة حسدوه لذلك وعظم عليهم مقامه فيها بعدخروجه وعلموا أنها تتحرس به و لا يكون فيهاللعدو مطمع فساءهم ذلك وكانوا يؤثرون خروجه معه لمايرجونه من وقوع الفساد والاختلاط عندنأي‌ رسول الله ص عن المدينة وخلوها من مرهوب مخوف يحرسها وغبطوه ع علي الرفاهية والدعة بمقامه في أهله وتكلف من خرج منهم المشاق بالسفر والخطر فأرجفوا به ع وقالوا لم يستخلفه رسول الله ص إكراما له وإجلالا ومودة وإنما خلفه استثقالا له فبهتوا بهذا الإرجاف كبهت قريش للنبي‌ص بالجنة تارة وبالشعر أخري وبالسحر مرة وبالكهانة أخري وهم يعلمون ضد ذلك ونقيضه كماعلم المنافقون ضد ماأرجفوا به علي أمير المؤمنين ع وخلافه و أن النبي ص كان أخص الناس بأمير المؤمنين ع و كان هوأحب الناس إليه وأسعدهم عنده وأفضلهم لديه فَلَمّا بَلَغَ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع إِرجَافُ المُنَافِقِينَ بِهِ أَرَادَ تَكذِيبَهُم وَ إِظهَارَ فَضِيحَتِهِم فَلَحِقَ باِلنبّيِ‌ّص فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّ المُنَافِقِينَ يَزعُمُونَ أَنّكَ خلَفّتنَيِ‌ استِثقَالًا وَ مَقتاً فَقَالَ لَهُ النّبِيّص ارجِع يَا أخَيِ‌ إِلَي مَكَانِكَ فَإِنّ المَدِينَةَ لَا تَصلُحُ إِلّا بيِ‌ أَو بِكَ فَأَنتَ خلَيِفتَيِ‌ فِي أَهلِ بيَتيِ‌ وَ دَارِ هجِرتَيِ‌ وَ قوَميِ‌ أَ مَا تَرضَي أَن تَكُونَ منِيّ‌ بِمَنزِلَةِ هَارُونَ مِن مُوسَي إِلّا أَنّهُ لَا نبَيِ‌ّ بعَديِ‌

فتضمن هذاالقول من رسول الله ص نصه عليه بالإمامة وإبانته من الكافة بالخلافة ودل به علي فضل لم يشركه فيه أحد سواه وأوجب له به جميع منازل هارون من موسي إلا ماخصه العرف من


صفحه : 209

الأخوة واستثناه هو من النبوة أ لاتري أنه ص جعل له كافة منازل هارون من موسي إلاالمستثني منها لفظا وعقلا و قدعلم من تأمل معاني‌ القرآن وتصفح الروايات والأخبار أن هارون كان أخا موسي ع لأبيه وأمه وشريكه في أمره ووزيره علي نبوته وتبليغه رسالات ربه و إن الله سبحانه شد به أزره و أنه كان خليفته علي قومه و كان له من الإمامة عليهم وفرض الطاعة كإمامته وفرض طاعته و أنه كان أحب قومه إليه وأفضلهم لديه قال الله عز و جل حاكيا عن موسي ع رَبّ اشرَح لِي صدَريِ‌ وَ يَسّر لِي أمَريِ‌ وَ احلُل عُقدَةً مِن لسِانيِ‌ يَفقَهُوا قوَليِ‌ وَ اجعَل لِي وَزِيراً مِن أهَليِ‌ هارُونَ أخَيِ‌ اشدُد بِهِ أزَريِ‌ وَ أَشرِكهُ فِي أمَريِ‌الآية فأجاب الله تعالي مسألته وأعطاه أمنيته حيث يقول قَد أُوتِيتَ سُؤلَكَ يا مُوسي و قال تعالي حاكيا عن موسي وَ قالَ مُوسي لِأَخِيهِ هارُونَ اخلفُنيِ‌ فِي قوَميِ‌ وَ أَصلِح وَ لا تَتّبِع سَبِيلَ المُفسِدِينَ فلما جعل رسول الله ص عليا ع منه بمنزلة هارون من موسي أوجب له بذلك جميع ماعددناه إلا ماخصه العرف من الأخوة واستثناه من النبوة لفظا و هذه فضيلة لم يشرك فيهاأحد من المخلوقين أمير المؤمنين و لاساواه في معناها و لاقاربه فيها علي حال و لوعلم الله عز و جل أن لنبيه ص في هذه الغزاة حاجة إلي الحرب والأنصار لماأذن له في تخليف أمير المؤمنين ع عنه


صفحه : 210

حسب ماقدمناه بل علم أن المصلحة في استخلافه و أن إقامته في دار هجرته مقامه أفضل الأعمال فدبر الخلق والدين بما قضاه في ذلك وأمضاه علي مابيناه وشرحنا.أقول سيأتي‌ تمام القول في هذاالخبر وكونه نصا علي إمامته ع في أبواب النصوص عليه صلوات الله عليه

2- فس ،[تفسير القمي‌] انفِرُوا خِفافاً وَ ثِقالًا قَالَ شَبَاباً وَ شُيُوخاً يعَنيِ‌ إِلَي غَزوَةِ تَبُوكَ وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ فِي قَولِهِلَو كانَ عَرَضاً قَرِيباً يَقُولُ غَنِيمَةً قَرِيبَةًلَاتّبَعُوكَ قَولُهُوَ لكِن بَعُدَت عَلَيهِمُ الشّقّةُيعَنيِ‌ إِلَي تَبُوكَ وَ ذَلِكَ أَنّ رَسُولَ اللّهِ لَم يُسَافِر سَفَراً أَبعَدَ مِنهُ وَ لَا أَشَدّ مِنهُ وَ كَانَ سَبَبُ ذَلِكَ أَنّ الصّيّافَةَ كَانُوا يَقدَمُونَ المَدِينَةَ مِنَ الشّامِ مَعَهُمُ الدّرنُوكُ وَ الطّعَامُ وَ هُمُ الأَنبَاطُ فَأَشَاعُوا بِالمَدِينَةِ أَنّ الرّومَ قَدِ اجتَمَعُوا يُرِيدُونَ غَزوَ رَسُولِ اللّهِص فِي عَسكَرٍ عَظِيمٍ وَ أَنّ هِرَقلَ قَد سَارَ فِي جُنُودِهِ وَ جَلَبَ مَعَهُم غَسّانَ وَ جُذَامَ وَ فِهراً وَ عَامِلَةَ وَ قَد قَدِمَ عَسَاكِرُهُ البَلقَاءَ وَ نَزَلَ هُوَ حِمصَ فَأَمَرَ رَسُولُ اللّهِ أَصحَابَهُ التّهَيّؤَ إِلَي تَبُوكَ وَ هيِ‌َ مِن بِلَادِ البَلقَاءِ وَ بَعَثَ إِلَي القَبَائِلِ حَولَهُ وَ إِلَي مَكّةَ وَ إِلَي مَن أَسلَمَ مِن خُزَاعَةَ وَ مُزَينَةَ وَ جُهَينَةَ فَحَثّهُم عَلَي الجِهَادِ وَ أَمَرَ رَسُولُ اللّهِص بِعَسكَرِهِ فَضَرَبَ فِي ثَنِيّةِ الوَدَاعِ وَ أَمَرَ أَهلَ الجِدَةِ أَن يُعِينُوا مَن لَا قُوّةَ بِهِ وَ مَن كَانَ عِندَهُ شَيءٌ أَخرَجُوا[أَخرَجَهُ] وَ حَمَلُوا وَ قَوّوا وَ حَثّوا عَلَي ذَلِكَ

وَ خَطَبَ رَسُولُ اللّهِص فَقَالَ بَعدَ أَن حَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي


صفحه : 211

عَلَيهِ أَيّهَا النّاسُ إِنّ أَصدَقَ الحَدِيثِ كِتَابُ اللّهِ وَ أَولَي القَولِ كَلِمَةُ التّقوَي وَ خَيرَ المِلَلِ مِلّةُ اِبرَاهِيمَ وَ خَيرَ السّنّةِ سُنَنُ مُحَمّدٍ وَ أَشرَفَ الحَدِيثِ ذِكرُ اللّهِ وَ أَحسَنَ القَصَصِ هَذَا القُرآنُ وَ خَيرَ الأُمُورِ عَزَائِمُهَا وَ شَرّ الأُمُورِ مُحدَثَاتُهَا وَ أَحسَنَ الهُدَي هُدَي الأَنبِيَاءِ وَ أَشرَفَ القَتلِ قَتلُ الشّهَدَاءِ وَ أَعمَي العَمَي الضّلَالَةُ بَعدَ الهُدَي وَ خَيرَ الأَعمَالِ مَا نَفَعَ وَ خَيرَ الهُدَي مَا اتّبِعَ وَ شَرّ العَمَي عَمَي القَلبِ وَ اليَدَ العُليَا خَيرٌ مِنَ اليَدِ السّفلَي وَ مَا قَلّ وَ كَفَي خَيرٌ مِمّا كَثُرَ وَ أَلهَي وَ شَرّ المَعذِرَةِ حِينَ يَحضُرُ المَوتُ وَ شَرّ النّدَامَةِ يَومَ القِيَامَةِ وَ مِنَ النّاسِ مَن لَا يأَتيِ‌ الجُمُعَةَ إِلّا نَزراً وَ مِنهُم مَن لَا يَذكُرُ اللّهَ إِلّا هَجراً وَ مِن أَعظَمِ الخَطَايَا اللّسَانَ الكَذِبَ وَ خَيرَ الغِنَي غِنَي النّفسِ وَ خَيرَ الزّادِ التّقوَي وَ رَأسَ الحِكمَةِ مَخَافَةُ اللّهِ وَ خَيرَ مَا ألُقيِ‌َ فِي القَلبِ اليَقِينُ وَ الِارتِيَابَ مِنَ الكُفرِ وَ التّبَاعُدَ مِن عَمَلِ الجَاهِلِيّةِ وَ الغُلُولَ مِن جَمرِ جَهَنّمَ وَ السّكرَ جَمرُ النّارِ وَ الشّعرَ مِن إِبلِيسَ وَ الخَمرَ جِمَاعُ الإِثمِ وَ النّسَاءَ حَبَائِلُ إِبلِيسَ وَ الشّبَابَ شُعبَةٌ مِنَ الجُنُونِ وَ شَرّ المَكَاسِبِ كَسبُ الرّبَا وَ شَرّ المَآكِلِ أَكلُ مَالِ اليَتِيمِ وَ السّعِيدَ مَن وُعِظَ بِغَيرِهِ وَ الشقّيِ‌ّ


صفحه : 212

مَن شقَيِ‌َ فِي بَطنِ أُمّهِ وَ إِنّمَا يَصِيرُ أَحَدُكُم إِلَي مَوضِعِ أَربَعَةِ أَذرُعٍ وَ الأَمرَ إِلَي آخِرِهِ وَ مِلَاكَ العَمَلِ خَوَاتِيمُهُ وَ أَربَي الرّبَا الكَذِبُ وَ كُلّ مَا هُوَ آتٍ قَرِيبٌ وَ شَنَآنَ المُؤمِنِ فِسقٌ وَ قِتَالَ المُؤمِنِ كُفرٌ وَ أَكلَ لَحمِهِ مِن مَعصِيَةِ اللّهِ وَ حُرمَةَ مَالِهِ كَحُرمَةِ دَمِهِ وَ مَن تَوَكّلَ عَلَي اللّهِ كَفَاهُ وَ مَن صَبَرَ ظَفِرَ وَ مَن يَعفُ يَعفُ اللّهُ عَنهُ وَ مَن كَظَمَ الغَيظَ يَأجُرهُ اللّهُ وَ مَن يَصبِر عَلَي الرّزِيّةِ يُعَوّضهُ اللّهُ وَ مَن يَتّبِعِ السّمعَةَ يُسَمّعِ اللّهُ بِهِ وَ مَن يَصُم يُضَاعِفِ اللّهُ لَهُ وَ مَن يَعصِ اللّهَ يُعَذّبهُ أللّهُمّ اغفِر لِي وَ لأِمُتّيِ‌ أللّهُمّ اغفِر لِي وَ لأِمُتّيِ‌ أَستَغفِرُ اللّهَ لِي وَ لَكُم

قَالَفَرَغِبَ النّاسُ فِي الجِهَادِ لَمّا سَمِعُوا هَذَا مِن رَسُولِ اللّهِص وَ قَدِمَتِ القَبَائِلُ مِنَ العَرَبِ مِمّنِ استَنفَرَهُم وَ قَعَدَ عَنهُ قَومٌ مِنَ المُنَافِقِينَ وَ غَيرِهِم وَ لقَيِ‌َ رَسُولُ اللّهِ الجَدّ بنَ قَيسٍ فَقَالَ لَهُ يَا بَا وَهبٍ أَ لَا تَنفِرُ مَعَنَا فِي هَذِهِ القُرَي لَعَلّكَ أَن تَحتَفِدَ بَنَاتِ الأَصفَرِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ اللّهِ إِنّ قوَميِ‌ لَيَعلَمُونَ أَنّهُ لَيسَ فِيهِم أَحَدٌ أَشَدّ عَجَباً بِالنّسَاءِ منِيّ‌ وَ أَخَافُ إِن خَرَجتُ مَعَكَ أَن لَا أَصبِرَ إِذَا رَأَيتُ


صفحه : 213

بَنَاتِ الأَصفَرِ فَلَا تفَتنِيّ‌ وَ ائذَن لِي أَن أُقِيمَ وَ قَالَ لِجَمَاعَةٍ مِن قَومِهِ لَا تَخرُجُوا فِي الحَرّ فَقَالَ ابنُهُ تَرُدّ عَلَي رَسُولِ اللّهِص وَ تَقُولُ لَهُ مَا تَقُولُ ثُمّ تَقُولُ لِقَومِكَ لَا تَنفِرُوا فِي الحَرّ وَ اللّهِ لَيُنزِلَنّ اللّهُ فِي هَذَا قُرآناً يَقرَؤُهُ النّاسُ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ فَأَنزَلَ اللّهُ عَلَي رَسُولِهِ فِي ذَلِكَوَ مِنهُم مَن يَقُولُ ائذَن لِي وَ لا تفَتنِيّ‌ أَلا فِي الفِتنَةِ سَقَطُوا وَ إِنّ جَهَنّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالكافِرِينَ ثُمّ قَالَ الجَدّ بنُ قَيسٍ أَ يَطمَعُ مُحَمّدٌ أَنّ حَربَ الرّومِ مِثلُ حَربِ غَيرِهِم لَا يَرجِعُ مِن هَؤُلَاءِ أَحَدٌ أَبَداً

وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِإِن تُصِبكَ حَسَنَةٌ تَسُؤهُم وَ إِن تُصِبكَ مُصِيبَةٌ أَمّا الحَسَنَةُ فَالغَنِيمَةُ وَ العَافِيَةُ وَ أَمّا المُصِيبَةُ فَالبَلَاءُ وَ الشّدّةُيَقُولُوا قَد أَخَذنا أَمرَنا مِن قَبلُ وَ يَتَوَلّوا وَ هُم فَرِحُونَ إِلَي قَولِهِوَ عَلَي اللّهِ فَليَتَوَكّلِ المُؤمِنُونَ وَ قَولِهِقُل هَل تَرَبّصُونَ بِنا إِلّا إِحدَي الحُسنَيَينِ يَقُولُ الغَنِيمَةَ وَ الجَنّةَ إِلَي قَولِهِإِنّا مَعَكُم مُتَرَبّصُونَ

وَ نَزَلَ أَيضاً فِي الجَدّ بنِ قَيسٍ فِي رِوَايَةِ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ لَمّا قَالَ لِقَومِهِ لَا تَخرُجُوا فِي الحَرّفَرِحَ المُخَلّفُونَ بِمَقعَدِهِم خِلافَ رَسُولِ اللّهِ إِلَي قَولِهِوَ ماتُوا وَ هُم فاسِقُونَفَفَضَحَ اللّهُ الجَدّ بنَ قَيسٍ وَ أَصحَابَهُ فَلَمّا اجتَمَعَ لِرَسُولِ اللّهِص الخُيُولُ رَحَلَ مِن ثَنِيّةِ الوَدَاعِ وَ خَلّفَ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع عَلَي المَدِينَةِ فَأَرجَفَ المُنَافِقُونَ بعِلَيِ‌ّ ع فَقَالُوا مَا خَلّفَهُ إِلّا تَشَؤّماً بِهِ فَبَلَغَ ذَلِكَ عَلِيّاً ع فَأَخَذَ سَيفَهُ وَ سِلَاحَهُ وَ لَحِقَ بِرَسُولِ اللّهِص بِالجُرُفِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص يَا عَلِيّ أَ لَم أُخَلّفكَ عَلَي المَدِينَةِ قَالَ نَعَم وَ لَكِنِ المُنَافِقُونَ زَعَمُوا أَنّكَ خلَفّتنَيِ‌ تَشَؤّماً بيِ‌ فَقَالَ كَذَبَ المُنَافِقُونَ يَا عَلِيّ أَ مَا تَرضَي أَن تَكُونَ أخَيِ‌ وَ أَنَا أَخُوكَ بِمَنزِلَةِ هَارُونَ مِن مُوسَي


صفحه : 214

إِلّا أَنّهُ لَا نبَيِ‌ّ بعَديِ‌ وَ أَنتَ خلَيِفتَيِ‌ فِي أمُتّيِ‌ وَ أَنتَ وزَيِريِ‌ وَ أخَيِ‌ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ فَرَجَعَ عَلِيّ ع إِلَي المَدِينَةِ وَ جَاءَ البَكّاءُونَ إِلَي رَسُولِ اللّهِ وَ هُم سَبعَةٌ مِن بنَيِ‌ عَمرِو بنِ عَوفٍ سَالِمُ بنُ عُمَيرٍ فَقَد شَهِدَ بَدراً لَا اختِلَافَ فِيهِ وَ مِن بنَيِ‌ وَاقِفٍ هرَمَيِ‌ّ بنُ عُمَيرٍ وَ مِن بنَيِ‌ حَارِثَةَ عُلَيّةُ بنُ زَيدٍ وَ هُوَ ألّذِي تَصَدّقَ بِعِرضِهِ وَ ذَلِكَ أَنّ رَسُولَ اللّهِص أَمَرَ بِصَدَقَةٍ فَجَعَلَ النّاسُ يَأتُونَ بِهَا فَجَاءَ عَلَيهِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ اللّهِ مَا عنِديِ‌ مَا أَتَصَدّقُ بِهِ وَ قَد جَعَلتُ عرِضيِ‌ حِلّا فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص قَد قَبِلَ اللّهُ صَدَقَتَكَ وَ مِن بنَيِ‌ مَازِنِ بنِ النّجّارِ أَبُو لَيلَي عَبدُ الرّحمَنِ بنُ كَعبٍ وَ مِن بنَيِ‌ سَلَمَةَ عُمَرُ بنُ غَنَمَةَ وَ مِن بنَيِ‌ زُرَيقٍ سَلَمَةُ بنُ صَخرٍ وَ مِن بنَيِ‌ الغر[العِربَاضِ]نَاصِرُ بنُ سَارِيَةَ السلّمَيِ‌ّ هَؤُلَاءِ جَاءُوا إِلَي رَسُولِ اللّهِص يَبكُونَ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ لَيسَ بِنَا قُوّةٌ أَن نَخرُجَ مَعَكَ فَأَنزَلَ اللّهُ فِيهِملَيسَ عَلَي الضّعَفاءِ وَ لا عَلَي المَرضي وَ لا عَلَي الّذِينَ لا يَجِدُونَ ما يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذا نَصَحُوا لِلّهِ وَ رَسُولِهِ ما عَلَي المُحسِنِينَ مِن سَبِيلٍ وَ اللّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ إِلَي قَولِهِأَلّا يَجِدُوا ما يُنفِقُونَ قَالَ وَ إِنّمَا سَأَلُوا هَؤُلَاءِ البَكّاءُونَ نَعلًا يَلبَسُونَهَا ثُمّ قَالَإِنّمَا السّبِيلُ عَلَي الّذِينَ يَستَأذِنُونَكَ وَ هُم أَغنِياءُ رَضُوا بِأَن يَكُونُوا مَعَ الخَوالِفِ وَ المُستَأذِنُونَ ثَمَانُونَ رَجُلًا مِن قَبَائِلَ شَتّي وَ الخَوَالِفُ النّسَاءُ

وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِعَفَا اللّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُم حَتّي يَتَبَيّنَ لَكَ الّذِينَ صَدَقُوا وَ تَعلَمَ الكاذِبِينَ يَقُولُ تَعرِفُ أَهلَ العُذرِ وَ الّذِينَ جَلَسُوا بِغَيرِ عُذرٍ

قَولُهُلا يَستَأذِنُكَ الّذِينَ يُؤمِنُونَ بِاللّهِ وَ اليَومِ الآخِرِ أَن يُجاهِدُوا بِأَموالِهِم وَ أَنفُسِهِم وَ اللّهُ عَلِيمٌ بِالمُتّقِينَ إِلَي قَولِهِلَو خَرَجُوا فِيكُم


صفحه : 215

ما زادُوكُم إِلّا خَبالًا أَي وَبَالًاوَ لَأَوضَعُوا خِلالَكُم أَي يَهرُبُوا عَنكُم وَ تَخَلّفَ عَن رَسُولِ اللّهِ قَومٌ أَهلُ نِيّاتٍ وَ بَصَائِرَ لَم يَكُن يَلحَقُهُم شَكّ وَ لَا ارتِيَابٌ وَ لَكِنّهُم قَالُوا نَلحَقُ بِرَسُولِ اللّهِ مِنهُم أَبُو خَيثَمَةَ وَ كَانَ لَهُ زَوجَتَانِ وَ عَرِيشَتَانِ فَكَانَتَا[فَكَانَت]زَوجَتَاهُ قَد رَشّتَا عَرِيشَتَيهِ وَ بَرّدَتَا لَهُ المَاءَ وَ هَيّأَتَا لَهُ طَعَاماً فَأَشرَفَ عَلَي عَرِيشَتَيهِ فَلَمّا نَظَرَ إِلَيهِمَا قَالَ لَا وَ اللّهِ مَا هَذَا بِإِنصَافٍ رَسُولُ اللّهِص قَد غَفَرَ اللّهُ لَهُ مَا تَقَدّمَ مِن ذَنبِهِ وَ مَا تَأَخّرَ قَد خَرَجَ فِي الضّحّ وَ الرّيحِ وَ قَد حَمَلَ السّلَاحَ يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَ أَبُو خَيثَمَةَ قوَيِ‌ّ قَاعِدٌ فِي عَرِيشَتِهِ وَ امرَأَتَينِ حَسنَاوَينِ لَا وَ اللّهِ مَا هَذَا بِإِنصَافٍ ثُمّ أَخَذَ نَاقَتَهُ فَشَدّ عَلَيهَا رَحلَهُ فَلَحِقَ بِرَسُولِ اللّهِص فَنَظَرَ النّاسُ إِلَي رَاكِبٍ عَلَي الطّرِيقِ فَأَخبَرُوا رَسُولَ اللّهِ بِذَلِكَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص كُن أَبَا خَيثَمَةَ أَقبَلَ فَأَخبَرَ النّبِيّص بِمَا كَانَ فَجَزَاهُ خَيراً وَ دَعَا لَهُ وَ كَانَ أَبُو ذَرّ رَحِمَهُ اللّهُ تَخَلّفَ عَن رَسُولِ اللّهِص ثَلَاثَةَ أَيّامٍ وَ ذَلِكَ أَنّ جَمَلَهُ كَانَ أَعجَفَ فَلَحِقَ بَعدَ ثَلَاثَةِ أَيّامٍ وَ وَقَفَ عَلَيهِ جَمَلُهُ فِي بَعضِ الطّرِيقِ فَتَرَكَهُ وَ حَمَلَ ثِيَابَهُ عَلَي ظَهرِهِ فَلَمّا ارتَفَعَ النّهَارُ نَظَرَ المُسلِمُونَ إِلَي شَخصٍ مُقبِلٍ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ كُن أَبَا ذَرّ فَقَالُوا هُوَ أَبُو ذَرّ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أَدرِكُوهُ بِالمَاءِ فَإِنّهُ عَطشَانُ فَأَدرَكُوهُ بِالمَاءِ وَ وَافَي أَبُو ذَرّ رَسُولَ اللّهِص وَ مَعَهُ إِدَاوَةٌ فِيهَا مَاءٌ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا بَا ذَرّ مَعَكَ مَاءٌ وَ عَطِشتَ فَقَالَ نَعَم يَا رَسُولَ اللّهِ بأِبَيِ‌ أَنتَ


صفحه : 216

وَ أمُيّ‌ انتَهَيتُ إِلَي صَخرَةٍ عَلَيهَا مَاءُ السّمَاءِ فَذُقتُهُ فَإِذَا هُوَ عَذبٌ بَارِدٌ فَقُلتُ لَا أَشرَبُهُ حَتّي يَشرَبَهُ حبَيِبيِ‌ رَسُولُ اللّهِص فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا بَا ذَرّ رَحِمَكَ اللّهُ تَعِيشُ وَحدَكَ وَ تَمُوتُ وَحدَكَ وَ تُبعَثُ وَحدَكَ وَ تَدخُلُ الجَنّةَ وَحدَكَ يَسعَدُ بِكَ قَومٌ مِن أَهلِ العِرَاقِ يَتَوَلّونَ غُسلَكَ وَ تَجهِيزَكَ وَ الصّلَاةَ عَلَيكَ وَ دَفنَكَ

بيان أقول سيأتي‌ تمام الكلام في أحوال أبي ذر رضي‌ الله عنه و قال الجوهري‌ عاملت الرجل مصايفة أي أيام الصيف وصائفة القوم ميرتهم في الصيف والصائفة غزوة الروم لأنهم يغزون صيفا لمكان البرد والثلج و قال الدرنوك ضرب من البسط ذو خمل وتشبه به فروة البعير و قال النبط والنبيط قوم ينزلون البطائح بين العراقين والجمع أنباط وتبوك أرض بين الشام والمدينة وبلقاء بلد بالشام . قوله ص وأولو القربي لعل هذه الفقرة زيدت هنا من النساخ و علي تقديرها فيه تقدير مضاف أي قول أولي‌ القربي أومودتهم . و قال في النهاية فيه خير الأمور عوازمها أي فرائضها التي‌ عزم الله تعالي عليك بفعلها والمعني ذوات عزمها التي‌ فيهاعزم وقيل هي‌ ماوكدت رأيك وعزمك عليه ووفيت بعهد الله فيه والعزم الجد والصبر و قال فيه إياكم ومحدثات الأمور جمع محدثة بالفتح وهي‌ ما لم يكن معروفا في كتاب و لاسنة و لاإجماع و قال اليد العليا المعطية وقيل المتعففة والسفلي السائلة وقيل المانعة. و قال الفيروزآبادي‌ النزر القليل والإلحاح في السؤال والاحتثاث والاستعجال و ماجئت إلانزرا أي بطيئا وفلان لايعطي‌ حتي ينزر أي حتي يلح عليه ويهان و قال في النهاية في الحديث و من الناس من لايذكر الله إلا


صفحه : 217

مهاجرا يريد هجران القلب وترك الإخلاص في الذكر فكأن قلبه مهاجر للسانه غيرمواصل له و منه الحديث و لايسمعون القرآن إلاهجرا يريد الترك والإعراض عنه . قوله ص والتباعد أي من الحق أو المؤمنين والجمرة النار المتقدة والجمع جمر والسكر محركة الخمر و كل مايسكر. و في النهاية الخمر جماع الإثم أي مجمعه ومظنته قوله ص والأمر إلي آخره أي الأمر إنما ينفع إذاانتهي إلي آخره أوالأمر ينسب في الخير والشر والسعادة والشقاوة إلي آخره و علي التقديرين الفقرة الثانية كالتفسير لها و في النهاية الملاك بالكسر والفتح قوام الشي‌ء ونظامه و مايعتمد عليه .

قَولُهُص أَربَي الرّبَا الكَذِبُ

الربا الزيادة والنمو أي لايزيد و لاينمو عقاب معصية كماينمو عقاب الكذب أوالمراد أن عقابه أكثر من الربا فالمناسبة من جهة أن الربا زيادة في المال بغير حق والكذب زيادة في القول بغير حق و في روايات العامة شر الروايا روايا الكذب قوله وأكل لحمه أي بالغيبة. قوله ص و من يتبع السمعة أي يعمل العمل ليسمعه الناس أويذكر عمله للناس ويحب ذلك يسمع الله به علي بناء التفعيل أي يشهره الله تعالي بمساوي‌ عمله وسوء سريرته قوله تحتفد أي تجعلهن حفدة لك أي أعوانا وخدما و في بعض النسخ تستحفد ولعله أصوب . و قال في القاموس بنو الأصفر ملوك الروم أولاد الأصفر بن روم بن عيصو بن إسحاق بن ابراهيم أولأن جنسا من الحبش غلب عليهم فوطئ نساءهم فولد لهم أولاد صفر و قال الجوهري‌ الضح الشمس .


صفحه : 218

أقول قال الطبرسي‌ رحمه الله البكاءون كانوا سبعة نفر منهم عبدالرحمن بن كعب وعلية بن زيد وعمرو بن غنيمة وهؤلاء من بني‌ النجار وسالم بن عمير وهرم بن عبد الله و عبد الله بن عمرو من بني‌ عمرو بن عوف و عبد الله بن معقل من بني‌ مزينة جاءوا إلي رسول الله ص فقالوا يا رسول الله احملنا فإنه ليس لنا مانخرج عليه فقال لاأجد ماأحملكم عليه عن أبي حمزة الثمالي‌ وقيل نزلت في سبعة نفر من قبائل شتي أتوا النبي ص فقالوا احملنا علي الخفاف والبغال وقيل كانوا جماعة من مزينة وقيل كانوا سبعة من فقراء الأنصار فلما بكوا حمل عثمان منهم رجلين والعباس بن عبدالمطلب رجلين وياسر بن كعب النضيري‌ ثلاثة عن الواقدي‌ قال و كان الناس بتبوك مع رسول الله ص ثلاثين ألفا منهم عشرة آلاف فارس .

3-فس ،[تفسير القمي‌] كَانَ مَعَ رَسُولِ اللّهِص بِتَبُوكَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ المُضَرّبُ مِن كَثرَةِ ضَرَبَاتِهِ التّيِ‌ أَصَابَتهُ بِبَدرٍ وَ أُحُدٍ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص عُدّ لِي أَهلَ العَسكَرِ فَعَدّدَهُم فَقَالَ هُم خَمسَةٌ وَ عِشرُونَ أَلفَ رَجُلٍ سِوَي العَبِيدِ وَ التّبَاعِ فَقَالَ عُدّ المُؤمِنِينَ فَعَدّدَهُم فَقَالَ هُم خَمسَةٌ وَ عِشرُونَ رَجُلًا وَ قَد كَانَ تَخَلّفَ عَن رَسُولِ اللّهِص قَومٌ مِنَ المُنَافِقِينَ وَ قَومٌ مِنَ المُؤمِنِينَ مُستَبصِرِينَ لَم يُعثَر عَلَيهِم فِي نِفَاقٍ


صفحه : 219

مِنهُم كَعبُ بنُ مَالِكٍ الشّاعِرُ وَ مَرَارَةُ بنُ الرّبِيعِ وَ هِلَالُ بنُ أُمَيّةَ الراّفقِيِ‌ّ فَلَمّا تَابَ اللّهُ عَلَيهِم قَالَ كَعبٌ مَا كُنتُ قَطّ أَقوَي منِيّ‌ فِي ذَلِكَ الوَقتِ ألّذِي خَرَجَ رَسُولُ اللّهِص إِلَي تَبُوكَ وَ مَا اجتَمَعَت لِي رَاحِلَتَانِ قَطّ إِلّا فِي ذَلِكَ اليَومِ فَكُنتُ أَقُولُ أَخرُجُ غَداً أَخرُجُ بَعدَ غَدٍ فإَنِيّ‌ مقُوَيّ‌ وَ تَوَانَيتُ وَ بَقِيتُ بَعدَ خُرُوجِ النّبِيّص أَيّاماً أَدخُلُ السّوقَ وَ لَا أقَضيِ‌ حَاجَةً فَلَقِيتُ هِلَالَ بنَ أُمَيّةَ وَ مَرَارَةَ بنَ الرّبِيعِ وَ قَد كَانَا تَخَلّفَا أَيضاً فَتَوَافَقنَا أَن نُبَكّرَ إِلَي السّوقِ فَلَم تُقضَ لَنَا حَاجَةٌ فَمَا زِلنَا نَقُولُ نَخرُجُ غَداً وَ بَعدَ غَدٍ حَتّي بَلَغَنَا إِقبَالُ رَسُولِ اللّهِص فَنَدِمنَا فَلَمّا وَافَي رَسُولُ اللّهِص استَقبَلنَاهُ نُهَنّيهِ بِالسّلَامَةِ فَسَلّمنَا عَلَيهِ فَلَم يَرُدّ عَلَينَا السّلَامَ وَ أَعرَضَ عَنّا وَ سَلّمنَا عَلَي إِخوَانِنَا فَلَم يَرُدّوا عَلَينَا السّلَامَ فَبَلَغَ ذَلِكَ أَهلُونَا فَقَطَعُوا كَلَامَنَا وَ كُنّا نَحضُرُ المَسجِدَ فَلَا يُسَلّمُ عَلَينَا أَحَدٌ وَ لَا يُكَلّمُنَا فَجِئنَ نِسَاؤُنَا إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقُلنَ قَد بَلَغَنَا سَخَطُكَ عَلَي أَزوَاجِنَا أَ فَنَعتَزِلُهُم فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا تَعتَزِلنَهُم وَ لَكِن لَا يَقرَبُونَكُنّ فَلَمّا رَأَي كَعبُ بنُ مَالِكٍ وَ صَاحِبَاهُ مَا قَد حَلّ بِهِم قَالَ مَا يُقعِدُنَا بِالمَدِينَةِ وَ لَا يُكَلّمُنَا رَسُولُ اللّهِص وَ لَا إِخوَانُنَا وَ لَا أَهلُونَا فَهَلُمّوا نَخرُج إِلَي هَذَا الجَبَلِ فَلَا نَزَالُ فِيهِ حَتّي يَتُوبَ اللّهُ عَلَينَا أَو نَمُوتَ فَخَرَجُوا إِلَي ذِنَابِ جَبَلٍ بِالمَدِينَةِ فَكَانُوا يَصُومُونَ وَ كَانَ أَهلُوهُم يَأتُونَهُم بِالطّعَامِ فَيَضَعُونَهُ نَاحِيَةً ثُمّ يُوَلّونَ عَنهُم فَلَا يُكَلّمُونَهُم فَبَقُوا عَلَي هَذَا أَيّاماً كَثِيرَةً يَبكُونَ اللّيلَ وَ النّهَارَ وَ يَدعُونَ اللّهَ أَن يَغفِرَ لَهُم فَلَمّا


صفحه : 220

طَالَ عَلَيهِمُ الأَمرُ قَالَ لَهُم كَعبٌ يَا قَومُ قَد سَخِطَ اللّهُ عَلَينَا وَ رَسُولُهُ قَد سَخِطَ عَلَينَا وَ إِخوَانُنَا سَخِطُوا عَلَينَا وَ أَهلُونَا سَخِطُوا عَلَينَا فَلَا يُكَلّمُنَا أَحَدٌ فَلِمَ لَا يَسخَطُ بَعضُنَا عَلَي بَعضٍ فَتَفَرّقُوا فِي اللّيلِ وَ حَلَفُوا أَن لَا يُكَلّمَ أَحَدٌ مِنهُم صَاحِبَهُ حَتّي يَمُوتَ أَو يَتُوبَ اللّهُ عَلَيهِ فَبَقُوا عَلَي هَذِهِ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُم فِي نَاحِيَةٍ مِنَ الجَبَلِ لَا يَرَي أَحَدٌ مِنهُم صَاحِبَهُ وَ لَا يُكَلّمُهُ فَلَمّا كَانَ فِي اللّيلَةِ الثّالِثَةِ وَ رَسُولُ اللّهِص فِي بَيتِ أُمّ سَلَمَةَ نَزَلَت تَوبَتُهُم عَلَي رَسُولِ اللّهِ قَولُهُ لَقَد تَابَ اللّهُ باِلنبّيِ‌ّ عَلَي المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ الّذِينَ اتّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ العُسرَةِ قَالَ الصّادِقُ ع هَكَذَا نَزَلَت وَ هُوَ أَبُو ذَرّ وَ أَبُو خَيثَمَةَ وَ عَمرُو بنُ وَهبٍ الّذِينَ تَخَلّفُوا ثُمّ لَحِقُوا بِرَسُولِ اللّهِص ثُمّ قَالَ فِي هَؤُلَاءِ الثّلَاثَةِوَ عَلَي الثّلاثَةِ الّذِينَ خُلّفُوا فَقَالَ العَالِمُ إِنّمَا نَزَلَ وَ عَلَي الثّلَاثَةِ الّذِينَ خَالَفُوا وَ لَو خُلّفُوا لَم يَكُن عَلَيهِم عَتبٌحَتّي إِذا ضاقَت عَلَيهِمُ الأَرضُ بِما رَحُبَتحَيثُ لَم يُكَلّمهُم رَسُولُ اللّهِص وَ لَا إِخوَانُهُم وَ لَا أَهلُوهُم فَضَاقَتِ المَدِينَةُ عَلَيهِم حَتّي خَرَجُوا مِنهَاوَ ضاقَت عَلَيهِم أَنفُسُهُمحَيثُ حَلَفُوا أَن لَا يُكَلّمَ بَعضُهُم بَعضاً فَتَفَرّقُوا وَ تَابَ اللّهُ عَلَيهِم لِمَا عَرَفَ مِن صِدقِ نِيّاتِهِم

4-فس ،[تفسير القمي‌] قَولُهُ فِي المُنَافِقِينَقُللَهُم يَا مُحَمّدُأَنفِقُوا طَوعاً أَو كَرهاً


صفحه : 221

إِلَي قَولِهِوَ هُم كافِرُونَ وَ كَانُوا يَحلِفُونَ لِرَسُولِ اللّهِص أَنّهُم مُؤمِنُونَ فَأَنزَلَ اللّهُوَ يَحلِفُونَ بِاللّهِ إِنّهُم لَمِنكُم وَ ما هُم مِنكُم وَ لكِنّهُم قَومٌ يَفرَقُونَ لَو يَجِدُونَ مَلجَأً أَو مَغاراتٍيعَنيِ‌ غَارَاتٍ فِي الجِبَالِأَو مُدّخَلًا قَالَ مَوضِعاً يَلتَجِئُونَ إِلَيهِلَوَلّوا إِلَيهِ وَ هُم يَجمَحُونَ أَي يُعرِضُونَ عَنكُم قَولُهُيَحلِفُونَ بِاللّهِ لَكُم لِيُرضُوكُمفَإِنّهَا نَزَلَت فِي المُنَافِقِينَ الّذِينَ كَانُوا يَحلِفُونَ لِلمُؤمِنِينَ أَنّهُم مِنهُم لكِيَ‌ يَرضَي عَنهُمُ المُؤمِنُونَ فَقَالَ اللّهُوَ اللّهُ وَ رَسُولُهُ أَحَقّ أَن يُرضُوهُ إِن كانُوا مُؤمِنِينَ وَ قَولُهُيَحذَرُ المُنافِقُونَ أَن تُنَزّلَ عَلَيهِم سُورَةٌ تُنَبّئُهُم بِما فِي قُلُوبِهِم قُلِ استَهزِؤُا إِنّ اللّهَ مُخرِجٌ ما تَحذَرُونَ قَالَ كَانَ قَومٌ مِنَ المُنَافِقِينَ لَمّا خَرَجَ رَسُولُ اللّهِص إِلَي تَبُوكَ كَانُوا يَتَحَدّثُونَ فِيمَا بَينَهُم وَ يَقُولُونَ أَ يَرَي مُحَمّدٌ أَنّ حَربَ الرّومِ مِثلُ حَربِ غَيرِهِم لَا يَرجِعُ مِنهُم أَحَدٌ أَبَداً فَقَالَ بَعضُهُم مَا أَخلَقَهُ أَن يُخبِرَ اللّهُ مُحَمّداً بِمَا كُنّا فِيهِ وَ بِمَا فِي قُلُوبِنَا وَ يُنَزّلَ عَلَيهِ بِهَذَا قُرآناً يَقرَؤُهُ النّاسُ وَ قَالُوا هَذَا عَلَي حَدّ الِاستِهزَاءِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لِعَمّارِ بنِ يَاسِرٍ الحَقِ القَومَ فَإِنّهُم قَدِ احتَرَقُوا فَلَحِقَهُم عَمّارٌ فَقَالَ مَا قُلتُم قَالُوا مَا قُلنَا شَيئاً إِنّمَا كُنّا نَقُولُ شَيئاً عَلَي حَدّ اللّعبِ وَ المِزَاحِ فَأَنزَلَ اللّهُوَ لَئِن سَأَلتَهُم لَيَقُولُنّ إِنّما كُنّا نَخُوضُ وَ نَلعَبُ قُل أَ بِاللّهِ وَ آياتِهِ وَ رَسُولِهِ كُنتُم تَستَهزِؤُنَ لا تَعتَذِرُوا قَد كَفَرتُم بَعدَ إِيمانِكُم إِن نَعفُ عَن طائِفَةٍ مِنكُم نُعَذّب طائِفَةً بِأَنّهُم كانُوا مُجرِمِينَ

وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِلا تَعتَذِرُوا قَد كَفَرتُم بَعدَ إِيمانِكُم قَالَ هَؤُلَاءِ قَومٌ كَانُوا مُؤمِنِينَ صَادِقِينَ ارتَابُوا وَ شَكّوا وَ نَافَقُوا بَعدَ إِيمَانِهِم وَ كَانُوا أَربَعَةَ نَفَرٍ وَ قَولُهُإِن نَعفُ عَن طائِفَةٍ مِنكُم كَانَ أَحَدُ الأَربَعَةِ


صفحه : 222

مُختَبِرُ بنُ الحُمَيّرِ فَاعتَرَفَ وَ تَابَ وَ قَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ أهَلكَنَيِ‌ اسميِ‌ فَسَمّاهُ رَسُولُ اللّهِ عَبدَ اللّهِ بنَ عَبدِ الرّحمَنِ فَقَالَ يَا رَبّ اجعلَنيِ‌ شَهِيداً حَيثُ لَا يَعلَمُ أَحَدٌ أَينَ أَنَا فَقُتِلَ يَومَ اليَمَامَةِ وَ لَم يَعلَم أَحَدٌ أَينَ قُتِلَ فَهُوَ ألّذِي عَفَا اللّهُ عَنهُ قَالَ وَ لَمّا قَدِمَ النّبِيّص مِن تَبُوكَ كَانَ أَصحَابُهُ المُؤمِنُونَ يَتَعَرّضُونَ لِلمُنَافِقِينَ وَ يُؤذُونَهُم فَكَانُوا يَحلِفُونَ لَهُم أَنّهُم عَلَي الحَقّ وَ لَيسُوا بِمُنَافِقِينَ لكِيَ‌ يُعرِضُوا عَنهُم وَ يَرضَوا عَنهُم فَأَنزَلَ اللّهُ سُبحَانَهُسَيَحلِفُونَ بِاللّهِ لَكُم إِذَا انقَلَبتُم إِلَيهِمالآيَةَ قَولُهُذلِكَ بِأَنّهُم لا يُصِيبُهُم ظَمَأٌ أَي عَطَشٌوَ لا نَصَبٌ أَي عَنَاءٌوَ لا مَخمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَي جُوعٌوَ لا يَطَؤُنَ مَوطِئاً يَغِيظُ الكُفّارَيعَنيِ‌ يَدخُلُونَ بِلَادَ الكُفّارِوَ لا يَنالُونَ مِن عَدُوّ نَيلًايعَنيِ‌ قَتلًا وَ أَسراً

أقول سيأتي‌ أن رسول الله ص لعن أباسفيان في سبعة مواطن أحدها يوم حملوا علي رسول الله ص في العقبة وهم اثنا عشر رجلا من بني‌ أمية وخمسة من سائر الناس فلعن رسول الله ص من علي العقبة غير النبي ص وناقته وسائقه وقائده

5-ل ،[الخصال ]العجِليِ‌ّ عَنِ ابنِ زَكَرِيّا القَطّانِ عَنِ ابنِ حَبِيبٍ عَنِ ابنِ بُهلُولٍ عَن أَبِيهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الفَضلِ الهاَشمِيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن زِيَادِ بنِ المُنذِرِ قَالَ حدَثّنَيِ‌ جَمَاعَةٌ مِنَ المَشِيخَةِ عَن حُذَيفَةَ بنِ اليَمَانِ أَنّهُ قَالَالّذِينَ نَفَرُوا بِرَسُولِ اللّهِ


صفحه : 223

نَاقَتَهُ فِي مُنصَرَفِهِ مِن تَبُوكَ أَربَعَةَ عَشَرَ أَبُو الشّرُورِ وَ أَبُو الدوّاَهيِ‌ وَ أَبُو المَعَازِفِ وَ أَبُوهُ وَ طَلحَةُ وَ سَعدُ بنُ أَبِي وَقّاصٍ وَ أَبُو عُبَيدَةَ وَ أَبُو الأَعوَرِ وَ المُغِيرَةُ وَ سَالِمٌ مَولَي أَبِي حُذَيفَةَ وَ خَالِدُ بنُ الوَلِيدِ وَ عَمرُو بنُ العَاصِ وَ أَبُو مُوسَي الأشَعرَيِ‌ّ وَ عَبدُ الرّحمَنِ بنُ عَوفٍ وَ هُمُ الّذِينَ أَنزَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِيهِموَ هَمّوا بِما لَم يَنالُوا

بيان أبوالشرور و أبوالدواهي‌ و أبوالمعازف أبوبكر وعمر وعثمان فيكون المراد بالأب الوالد المجازي‌ أولأنه كان ولد زنا أوالمراد بأبي‌ المعازف معاوية وأبوه أبوسفيان ولعله أظهر ويؤيده الخبر السابق

6-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ]ج ،[الإحتجاج ]بِالإِسنَادِ إِلَي أَبِي مُحَمّدٍ العسَكرَيِ‌ّ ع قَالَلَقَد رَامَتِ الفَجَرَةُ الكَفَرَةُ لَيلَةَ العَقَبَةِ قَتلَ رَسُولِ اللّهِص عَلَي العَقَبَةِ وَ رَامَ مَن بقَيِ‌َ مِن مَرَدَةِ المُنَافِقِينَ بِالمَدِينَةِ قَتلَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَمَا قَدَرُوا عَلَي مُغَالَبَةِ رَبّهِم حَمَلَهُم عَلَي ذَلِكَ حَسَدُهُم لِرَسُولِ اللّهِص فِي عَلِيّ ع لِمَا فَخّمَ مِن أَمرِهِ وَ عَظّمَ مِن شَأنِهِ مِن ذَلِكَ أَنّهُ لَمّا خَرَجَ مِنَ المَدِينَةِ وَ قَد كَانَ خَلّفَهُ عَلَيهَا وَ قَالَ لَهُ إِنّ جَبرَئِيلَ أتَاَنيِ‌ وَ قَالَ لِي يَا مُحَمّدُ إِنّ العلَيِ‌ّ الأَعلَي يُقرِؤُكَ السّلَامَ وَ يَقُولُ لَكَ يَا مُحَمّدُ إِمّا أَنتَ تَخرُجُ وَ يُقِيمُ عَلِيّ أَو تُقِيمُ أَنتَ وَ يَخرُجُ عَلِيّ لَا بُدّ مِن ذَلِكَ فَإِنّ عَلِيّاً قَد نَدَبتُهُ لِإِحدَي اثنَتَينِ لَا يَعلَمُ أَحَدٌ كُنهَ جَلَالِ مَن أطَاَعنَيِ‌ فِيهِمَا وَ عَظِيمَ ثَوَابِهِ غيَريِ‌ فَلَمّا خَلّفَهُ أَكثَرَ المُنَافِقُونَ الأَقوَالَ فِيهِ قَالُوا مَلّهُ وَ سَئِمَهُ وَ كَرِهَ صُحبَتَهُ فَتَبِعَهُ عَلِيّ ع حَتّي لَحِقَهُ وَ قَد وَجَدَ بِمَا قَالُوا فِيهِ


صفحه : 224

فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص مَا أَشخَصَكَ عَن مَركَزِكَ قَالَ بلَغَنَيِ‌ عَنِ النّاسِ كَذَا وَ كَذَا فَقَالَ لَهُ أَ مَا تَرضَي أَن تَكُونَ منِيّ‌ بِمَنزِلَةِ هَارُونَ مِن مُوسَي إِلّا أَنّهُ لَا نبَيِ‌ّ بعَديِ‌ فَانصَرَفَ عَلِيّ إِلَي مَوضِعِهِ فَدَبّرُوا عَلَيهِ أَن يَقتُلُوهُ وَ تَقَدّمُوا فِي أَن يَحفِرُوا لَهُ فِي طَرِيقِهِ حَفِيرَةً طَوِيلَةً بِقَدرِ خَمسِينَ ذِرَاعاً ثُمّ غَطّوهَا بِحُصُرٍ دِقَاقٍ وَ نَثَرُوا فَوقَهَا يَسِيراً مِنَ التّرَابِ بِقَدرِ مَا غَطّوا وُجُوهَ الحُصُرِ وَ كَانَ ذَلِكَ عَلَي طَرِيقِ عَلِيّ ألّذِي لَا بُدّ لَهُ مِن سُلُوكِهِ لِيَقَعَ هُوَ وَ دَابّتُهُ فِي الحَفِيرَةِ التّيِ‌ قَد عَمّقُوهَا وَ كَانَ مَا حوَاَليَ‌ِ المَحفُورِ أَرضاً ذَاتَ حِجَارَةٍ دَبّرُوا عَلَي أَنّهُ إِذَا وَقَعَ مَعَ دَابّتِهِ فِي ذَلِكَ المَكَانِ كَبَسُوهُ بِالأَحجَارِ حَتّي يَقتُلُوهُ فَلَمّا بَلَغَ عَلِيّ ع قُربَ المَكَانِ لَوَي فَرَسُهُ عُنُقَهُ وَ أَطَالَهُ اللّهُ فَبَلَغَت جَحفَلَتُهُ أُذُنَهُ وَ قَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَد حُفِرَ هَاهُنَا وَ دُبّرَ عَلَيكَ الحَتفُ وَ أَنتَ أَعلَمُ لَا تَمُرّ فِيهِ فَقَالَ لَهُ عَلِيّ ع جَزَاكَ اللّهُ مِن نَاصِحٍ خَيراً كَمَا تُدَبّرُ تدَبيِريِ‌ فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ لَا يُخلِيكَ مِن صُنعِهِ الجَمِيلِ وَ سَارَ حَتّي شَارَفَ المَكَانَ فَتَوَقّفَ الفَرَسُ خَوفاً


صفحه : 225

مِنَ المُرُورِ عَلَي المَكَانِ فَقَالَ عَلِيّ ع سِر بِإِذنِ اللّهِ سَالِماً سَوِيّاً عَجِيباً شَأنُكَ بَدِيعاً أَمرُكَ فَتَبَادَرَتِ الدّابّةُ فَإِذَا رَبّكَ عَزّ وَ جَلّ قَد مَتّنَ الأَرضَ وَ صَلّبَهَا وَ لَأَمَ حُفَرَهَا وَ جَعَلَهَا كَسَائِرِ الأَرضِ فَلَمّا جَاوَزَهَا عَلِيّ ع لَوَي الفَرَسُ عُنُقَهُ وَ وَضَعَ جَحفَلَتَهُ عَلَي أُذُنِهِ ثُمّ قَالَ مَا أَكرَمَكَ عَلَي رَبّ العَالَمِينَ أَجَازَكَ عَلَي هَذَا المَكَانِ الخاَويِ‌ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع جَازَاكَ اللّهُ بِهَذِهِ السّلَامَةِ عَن تِلكَ النّصِيحَةِ التّيِ‌ نصَحَتنَيِ‌ ثُمّ قَلّبَ وَجهَ الدّابّةِ إِلَي مَا يلَيِ‌ كَفَلَهَا وَ القَومُ مَعَهُ بَعضُهُم كَانَ أَمَامَهُ وَ بَعضُهُم خَلفَهُ وَ قَالَ اكشِفُوا عَن هَذَا المَكَانِ فَكَشَفُوا عَنهُ فَإِذَا هُوَ خَاوٍ وَ لَا يَسِيرُ عَلَيهِ أَحَدٌ إِلّا وَقَعَ فِي الحُفرَةِ فَأَظهَرَ القَومُ الفَزَعَ وَ التّعَجّبَ مِمّا رَأَوا فَقَالَ عَلِيّ ع لِلقَومِ أَ تَدرُونَ مَن عَمِلَ هَذَا قَالُوا لَا ندَريِ‌ قَالَ عَلِيّ ع لَكِن فرَسَيِ‌ هَذَا يدَريِ‌ يَا أَيّهَا الفَرَسُ كَيفَ هَذَا وَ مَن دَبّرَ هَذَا فَقَالَ الفَرَسُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إِذَا كَانَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ يُبرِمُ مَا يَرُومُ جُهّالُ الخَلقِ نَقضَهُ أَو كَانَ يَنقُضُ مَا يَرُومُ جُهّالُ الخَلقِ إِبرَامَهُ فَاللّهُ هُوَ الغَالِبُ وَ الخَلقُ هُمُ المَغلُوبُونَ فَعَلَ هَذَا يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ إِلَي أَن ذَكَرَ العَشَرَةَ بِمُوَاطَاةٍ عَن أَربَعَةٍ وَ عِشرِينَ هُم مَعَ رَسُولِ اللّهِص فِي طَرِيقِهِ ثُمّ دَبّرُوا هُم عَلَي أَن يَقتُلُوا رَسُولَ اللّهِص عَلَي العَقَبَةِ وَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مِن وَرَاءِ حِيَاطَةِ رَسُولِ اللّهِص وَ ولَيِ‌ّ اللّهِ لَا يَغلِبُهُ الكَافِرُونَ فَأَشَارَ بَعضُ أَصحَابِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع عَلَيهِ بِأَن يُكَاتِبَ رَسُولَ


صفحه : 226

اللّهِص فِي ذَلِكَ وَ يَبعَثَ رَسُولًا مُسرِعاً فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِنّ رَسُولَ اللّهِ إِلَي مُحَمّدٍ أَسرَعُ وَ كِتَابَهُ إِلَيهِ أَسبَقُ فَلَا يُهِمّنّكُم فَلَمّا قَرُبَ رَسُولُ اللّهِص مِنَ العَقَبَةِ التّيِ‌ بِإِزَائِهَا فَضَائِحُ المُنَافِقِينَ وَ الكَافِرِينَ نَزَلَ دُونَ العَقَبَةِ ثُمّ جَمَعَهُم فَقَالَ لَهُم هَذَا جَبرَئِيلُ الرّوحُ الأَمِينُ يخُبرِنُيِ‌ أَنّ عَلِيّاً دُبّرَ عَلَيهِ كَذَا وَ كَذَا فَدَفَعَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَنهُ مِن أَلطَافِهِ وَ عَجَائِبِ مُعجِزَاتِهِ بِكَذَا وَ كَذَا أَنّهُ صَلّبَ الأَرضَ تَحتَ حَافِرِ دَابّتِهِ وَ أَرجُلِ أَصحَابِهِ ثُمّ انقَلَبَ عَلَي ذَلِكَ المَوضِعِ عَلِيّ ع وَ كَشَفَ عَنهُ فَرُئِيَتِ الحَفِيرَةُ ثُمّ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ لَاءَمَهَا كَمَا كَانَت لِكَرَامَتِهِ عَلَيهِ وَ إِنّهُ قِيلَ لَهُ كَاتِب بِهَذَا وَ أَرسِل إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ إِلَي رَسُولِ اللّهِ أَسرَعُ وَ كِتَابُهُ إِلَيهِ أَسبَقُ وَ لَم يُخبِرهُم رَسُولُ اللّهِص بِمَا قَالَ عَلِيّ ع عَلَي بَابِ المَدِينَةِ أَنّ مَعَ رَسُولِ اللّهِص مُنَافِقِينَ سَيَكِيدُونَهُ وَ يَدفَعُ اللّهُ تَعَالَي عَنهُ فَلَمّا سَمِعَ الأَربَعَةُ وَ العِشرُونَ أَصحَابُ العَقَبَةِ مَا قَالَهُص فِي أَمرِ عَلِيّ ع قَالَ بَعضُهُم لِبَعضٍ مَا أَمهَرَ مُحَمّداً بِالمَخرَقَةِ إِنّ فَيجاً مُسرِعاً أَتَاهُ أَو طَيراً مِنَ المَدِينَةِ مِن بَعضِ أَهلِهِ وَقَعَ عَلَيهِ أَنّ عَلِيّاً قُتِلَ بِحِيلَةِ كَذَا فَهُوَ ألّذِي وَاطَأَنَا عَلَيهِ أَصحَابُنَا فَهُوَ الآنَ لَمّا بَلَغَهُ كَتَمَ الخَبَرَ وَ قَلَبَهُ إِلَي ضِدّهِ يُرِيدُ أَن يُسَكّنَ مَن مَعَهُ لِئَلّا يَمُدّوا أَيدِيَهُم عَلَيهِ وَ هَيهَاتَ وَ اللّهِ مَا لَبّثَ عَلِيّاً بِالمَدِينَةِ إِلّا حِينُهُ وَ لَا أَخرَجَ مُحَمّداً إِلَي هَاهُنَا إِلّا حِينُهُ وَ قَد هَلَكَ عَلِيّ ع وَ هُوَ هَاهُنَا هَالِكٌ لَا مَحَالَةَ وَ لَكِن تَعَالَوا حَتّي نَذهَبَ إِلَيهِ وَ نُظهِرَ لَهُ السّرُورَ بِأَمرِ عَلِيّ لِيَكُونَ أَسكَنَ لِقَلبِهِ إِلَينَا إِلَي


صفحه : 227

أَن نمُضيِ‌َ فِيهِ تَدبِيرَنَا فَحَضَرُوهُ وَ هَنّئُوهُ عَلَي سَلَامَةِ عَلِيّ مِنَ الوَرطَةِ التّيِ‌ رَامَهَا أَعدَاؤُهُ ثُمّ قَالُوا لَهُ أَخبِرنَا عَن عَلِيّ أَ هُوَ أَفضَلُ أَم مَلَائِكَةُ اللّهِ المُقَرّبُونَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص وَ هَل شُرّفَتِ المَلَائِكَةُ إِلّا بِحُبّهَا لِمُحَمّدٍ وَ عَلِيّ وَ قَبُولِهَا لِوَلَايَتِهِمَا إِنّهُ لَا أَحَدَ مِن محُبِيّ‌ عَلِيّ ع نُظّفَ قَلبُهُ مِن قَذَرِ الغِشّ وَ الدّغَلِ وَ الغِلّ وَ نَجَاسَةِ الذّنُوبِ إِلّا كَانَ أَطهَرَ وَ أَفضَلَ مِنَ المَلَائِكَةِ وَ هَل أَمرُ اللّهِ المَلَائِكَةَ بِالسّجُودِ لآِدَمَ إِلّا لِمَا كَانُوا قَد وَضَعُوهُ فِي نُفُوسِهِم أَنّهُ لَا يَصِيرُ فِي الدّنيَا خَلقٌ بَعدَهُم إِذَا رَفَعُوهُم عَنهَا إِلّا وَ هُم يَعنُونَ أَنفُسَهُم أَفضَلَ مِنهُم فِي الدّينِ فَضلًا وَ أَعلَمَ بِاللّهِ وَ بِدِينِهِ عِلماً فَأَرَادَ اللّهُ أَن يُعَرّفَهُم أَنّهُم قَد أَخطَئُوا فِي ظُنُونِهِم وَ اعتِقَادَاتِهِم فَخَلَقَ آدَمَ وَ عَلّمَهُ الأَسمَاءَ كُلّهَا ثُمّ عَرَضَهَا عَلَيهِم فَعَجَزُوا عَن مَعرِفَتِهَا فَأَمَرَ آدَمَ أَن يُنبِئَهُم بِهَا وَ عَرّفَهُم فَضلَهُ فِي العِلمِ عَلَيهِم ثُمّ أَخرَجَ مِن صُلبِ آدَمَ ذُرّيّةً مِنهُمُ الأَنبِيَاءُ وَ الرّسُلُ وَ الخِيَارُ مِن عِبَادِ اللّهِ أَفضَلُهُم مُحَمّدٌ ثُمّ آلُ مُحَمّدٍص وَ مِنَ الخِيَارِ الفَاضِلِينَ مِنهُم أَصحَابُ مُحَمّدٍ وَ خِيَارُ أُمّةِ مُحَمّدٍ وَ عَرّفَ المَلَائِكَةَ بِذَلِكَ أَنّهُم أَفضَلُ مِنَ المَلَائِكَةِ إِذَا احتَمَلُوا مَا حَمَلُوهُ مِنَ الأَثقَالِ وَ قَاسُوا مَا هُم فِيهِ بِعَرَضٍ مِن أَعوَانِ الشّيَاطِينِ وَ مُجَاهَدَةِ النّفُوسِ وَ احتِمَالِ أَذَي ثِقلِ العِيَالِ وَ الِاجتِهَادِ فِي طَلَبِ الحَلَالِ وَ مُعَانَاةِ مُخَاطَرَةِ الخَوفِ مِنَ الأَعدَاءِ مِن لُصُوصٍ مُخَوّفِينَ وَ مِن سَلَاطِينَ جَوَرَةٍ قَاهِرِينَ وَ صُعُوبَةٍ فِي المَسَالِكِ فِي المَضَايِقِ وَ المَخَاوِفِ وَ الأَجزَاعِ وَ الجِبَالِ وَ التّلَالِ


صفحه : 228

لِتَحصِيلِ أَقوَاتِ الأَنفُسِ وَ العِيَالِ مِنَ الطّيّبِ الحَلَالِ عَرّفَهُمُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَنّ خِيَارَ المُؤمِنِينَ سَيَحتَمِلُونَ هَذِهِ البَلَايَا وَ يَتَخَلّصُونَ مِنهَا وَ يُحَارِبُونَ الشّيَاطِينَ وَ يَهزِمُونَهُم وَ يُجَاهِدُونَ أَنفُسَهُم بِدَفعِهَا عَن شَهَوَاتِهَا وَ يَغلِبُونَهَا مَعَ مَا رُكّبَ فِيهِم مِن شَهوَةِ الفُحُولَةِ وَ حُبّ اللّبَاسِ وَ الطّعَامِ وَ العِزّ وَ الرّئَاسَةِ وَ الفَخرِ وَ الخُيَلَاءِ وَ مُقَاسَاةِ العَنَاءِ وَ البَلَاءِ مِن إِبلِيسَ لَعَنَهُ اللّهُ وَ عَفَارِيتِهِ وَ خَوَاطِرِهِم وَ إِغوَائِهِم وَ استِهوَائِهِم وَ دَفعِ مَا يُكَابِدُونَهُ مِن أَلَمِ الصّبرِ عَلَي سِمَاعِ الطّعنِ مِن أَعدَاءِ اللّهِ وَ سِمَاعِ الملَاَهيِ‌ وَ الشّتمِ لِأَولِيَاءِ اللّهِ وَ مَعَ مَا يُقَاسُونَهُ فِي أَسفَارِهِم لِطَلَبِ أَقوَاتِهِم وَ الهَرَبِ مِن أَعدَاءِ دِينِهِم وَ الطّلَبِ لِمَا يَأمُلُونَ مُعَامَلَتَهُ مِن مُخَالِفِيهِم فِي دِينِهِم قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ يَا ملَاَئكِتَيِ‌ وَ أَنتُم مِن جَمِيعِ ذَلِكَ بِمَعزِلٍ لَا شَهَوَاتُ الفُحُولَةِ تُزعِجُكُم وَ لَا شَهوَةُ الطّعَامِ تَحفِزُكُم وَ لَا خَوفٌ مِن أَعدَاءِ دِينِكُم وَ دُنيَاكُم يَنخُبُ فِي قُلُوبِكُم وَ لَا لِإِبلِيسَ فِي مَلَكُوتِ سمَاَواَتيِ‌ وَ أرَضيِ‌ شُغُلٌ عَلَي إِغوَاءِ ملَاَئكِتَيِ‌َ الّذِينَ قَد عَصَمتُهُم مِنهُم يَا ملَاَئكِتَيِ‌ فَمَن أطَاَعنَيِ‌ مِنهُم وَ سَلِمَ دِينُهُ مِن هَذِهِ الآفَاتِ وَ النّكَبَاتِ فَقَدِ احتَمَلَ فِي جَنبِ محَبَتّيِ‌ مَا لَم تَحتَمِلُوا وَ اكتَسَبَ مِنَ القُرُبَاتِ إِلَي مَا لَم تَكتَسِبُوا فَلَمّا عَرّفَ اللّهُ مَلَائِكَتَهُ فَضلَ خِيَارِ أُمّةِ مُحَمّدٍص وَ شِيعَةِ عَلِيّ وَ خُلَفَائِهِ ع وَ احتِمَالَهُم فِي جَنبِ مَحَبّةِ رَبّهِم مَا لَا تَحتَمِلُهُ المَلَائِكَةُ أَبَانَ بنَيِ‌ آدَمَ الخِيَارَ المُتّقِينَ بِالفَضلِ عَلَيهِم ثُمّ قَالَ فَلِذَلِكَ فَاسجُدُوا لآِدَمَ لِمَا كَانَ مُشتَمِلًا عَلَي أَنوَارِ هَذِهِ الخَلَائِقِ الأَفضَلِينَ وَ لَم يَكُن سُجُودُهُم لآِدَمَ إِنّمَا كَانَ آدَمُ قِبلَةً لَهُم


صفحه : 229

يَسجُدُونَ نَحوَهُ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ كَانَ بِذَلِكَ مُعَظّماً لَهُ مُبَجّلًا وَ لَا ينَبغَيِ‌ لِأَحَدٍ أَن يَسجُدَ لِأَحَدٍ مِن دُونِ اللّهِ يَخضَعُ لَهُ خُضُوعَهُ لِلّهِ وَ يُعَظّمُ بِهِ السّجُودَ كَتَعظِيمِهِ لِلّهِ وَ لَو أَمَرتُ أَحَداً أَن يَسجُدَ هَكَذَا لِغَيرِ اللّهِ لَأَمَرتُ ضُعَفَاءَ شِيعَتِنَا وَ سَائِرَ المُكَلّفِينَ أَن يَسجُدُوا لِمَن تَوَسّطَ فِي عُلُومِ عَلِيّ وصَيِ‌ّ رَسُولِ اللّهِص وَ مَحَضَ وِدَادَ خَيرِ خَلقِ اللّهِ عَلِيّ بَعدَ مُحَمّدٍ رَسُولِ اللّهِص وَ احتَمَلَ المَكَارِهَ وَ البَلَايَا فِي التّصرِيحِ بِإِظهَارِ حُقُوقِ اللّهِ وَ لَم يُنكِر عَلَيّ حَقّاً أَرقُبُهُ عَلَيهِ قَد كَانَ جَهِلَهُ أَو أَغفَلَهُ ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص عَصَي اللّهَ إِبلِيسُ فَهَلَكَ لِمَا كَانَت مَعصِيَتُهُ بِالكِبرِ عَلَي آدَمَ وَ عَصَي اللّهَ آدَمُ بِأَكلِ الشّجَرَةِ فَسَلِمَ وَ لَم يَهلِك لِمَا لَم يُقَارِن بِمَعصِيَتِهِ التّكَبّرَ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ الطّيّبِينَ وَ ذَلِكَ أَنّ اللّهَ تَعَالَي قَالَ لَهُ يَا آدَمُ عصَاَنيِ‌ فِيكَ إِبلِيسُ وَ تَكَبّرَ عَلَيكَ فَهَلَكَ وَ لَو تَوَاضَعَ لَكَ بأِمَريِ‌ وَ عَظّمَ عِزّ جلَاَليِ‌ لَأَفلَحَ كُلّ الفَلَاحِ كَمَا أَفلَحتَ وَ أَنتَ عصَيَتنَيِ‌ بِأَكلِ الشّجَرَةِ وَ بِالتّوَاضُعِ لِمُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ تُفلِحُ كُلّ الفَلَاحِ وَ تَزُولُ عَنكَ وَصمَةُ الزّلّةِ فاَدعنُيِ‌ بِمُحَمّدٍ وَ آلِهِ الطّيّبِينَ ع لِذَلِكَ فَدَعَا بِهِم فَأَفلَحَ كُلّ الفَلَاحِ لِمَا تَمَسّكَ بِعُروَتِنَا أَهلَ البَيتِ ثُمّ إِنّ رَسُولَ اللّهِص أَمَرَ بِالرّحِيلِ فِي أَوّلِ نِصفِ اللّيلِ الأَخِيرِ وَ أَمَرَ مُنَادِيَهُ فَنَادَي أَلَا لَا يَسبِقَنّ رَسُولَ اللّهِص أَحَدٌ إِلَي العَقَبَةِ وَ لَا يَطَؤُهَا حَتّي يُجَاوِزَهَا رَسُولُ اللّهِص ثُمّ أَمَرَ حُذَيفَةَ أَن يَقعُدَ فِي أَصلِ العَقَبَةِ فَيَنظُرَ مَن يَمُرّ بِهِ وَ يُخبِرَ رَسُولَ اللّهِص وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص أَمَرَهُ أَن يَتَشَبّهَ بِحَجَرٍ فَقَالَ حُذَيفَةُ يَا رَسُولَ اللّهِص إنِيّ‌ أَتَبَيّنُ الشّرّ فِي وُجُوهِ رُؤَسَاءِ عَسكَرِكَ وَ إنِيّ‌ أَخَافُ إِن قَعَدتُ فِي أَصلِ الجَبَلِ وَ جَاءَ مِنهُم مَن أَخَافُ أَن يَتَقَدّمَكَ إِلَي هُنَاكَ لِلتّدبِيرِ عَلَيكَ يُحِسّ بيِ‌ فَيَكشِفُ عنَيّ‌ فيَعَرفِنُيِ‌ وَ موَضعِيِ‌


صفحه : 230

مِن نَصِيحَتِكَ فيَتَهّمِنُيِ‌ وَ يخَاَفنُيِ‌ فيَقَتلُنُيِ‌ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّكَ إِذَا بَلَغتَ أَصلَ العَقَبَةِ فَاقصِد أَكبَرَ صَخرَةٍ هُنَاكَ إِلَي جَانِبِ أَصلِ العَقَبَةِ وَ قُل لَهَا إِنّ رَسُولَ اللّهِص يَأمُرُكِ أَن تنَفرَجِيِ‌ لِي حَتّي أَدخُلَ جَوفَكِ ثُمّ يَأمُرُكِ أَن يَنثَقِبَ فِيكِ ثُقبَةً أَبصُرُ مِنهَا المَارّينَ وَ يَدخُلُ عَلَيّ مِنهَا الرّوحُ لِئَلّا أَكُونَ مِنَ الهَالِكِينَ فَإِنّهَا تَصِيرُ إِلَي مَا تَقُولُ لَهَا بِإِذنِ اللّهِ رَبّ العَالَمِينَ فَأَدّي حُذَيفَةُ الرّسَالَةَ وَ دَخَلَ جَوفَ الصّخرَةِ وَ جَاءَ الأَربَعَةُ وَ العِشرُونَ عَلَي جِمَالِهِم وَ بَينَ أَيدِيهِم رَجّالَتُهُم يَقُولُ بَعضُهُم لِبَعضٍ مَن رَأَيتُمُوهُ هَاهُنَا كَائِناً مَن كَانَ فَاقتُلُوهُ لِئَلّا يُخبِرُوا مُحَمّداً أَنّهُم قَد رَأَونَا هُنَا فَيَنكُصَ مُحَمّدٌ وَ لَا يَصعَدَ هَذِهِ العَقَبَةَ إِلّا نَهَاراً فَيَبطُلَ تَدبِيرُنَا عَلَيهِ فَسَمِعَهَا حُذَيفَةُ وَ استَقصَوا فَلَم يَجِدُوا أَحَداً وَ كَانَ اللّهُ قَد سَتَرَ حُذَيفَةَ بَالحَجَرِ عَنهُم فَتَفَرّقُوا فَبَعضُهُم صَعِدَ عَلَي الجَبَلِ وَ عَدَلَ عَنِ الطّرِيقِ المَسلُوكِ وَ بَعضُهُم وَقَفَ عَلَي سَفحِ الجَبَلِ عَن يَمِينٍ وَ شِمَالٍ وَ هُم يَقُولُونَ أَ لَا تَرَونَ حَينَ مُحَمّدٍ كَيفَ أَغرَاهُ بِأَن يَمنَعَ النّاسَ مِن صُعُودِ العَقَبَةِ حَتّي يَقطَعَهَا هُوَ لِنَخلُوَ بِهِ هَاهُنَا فيَمَضيِ‌َ فِيهِ تَدبِيرُنَا وَ أَصحَابُهُ عَنهُ بِمَعزِلٍ وَ كُلّ ذَلِكَ يُوصِلُهُ اللّهُ مِن قَرِيبٍ أَو بَعِيدٍ إِلَي أُذُنِ حُذَيفَةَ وَ يَعِيهِ حُذَيفَةُ فَلَمّا تَمَكّنَ القَومُ عَلَي الجَبَلِ حَيثُ أَرَادُوا كَلّمَتِ الصّخرَةُ حُذَيفَةَ وَ قَالَتِ انطَلِقِ الآنَ إِلَي رَسُولِ اللّهِ فَأَخبِرهُ بِمَا رَأَيتَ وَ مَا سَمِعتَ قَالَ حُذَيفَةُ كَيفَ أَخرُجُ عَنكِ وَ إِن رآَنيِ‌ القَومُ قتَلَوُنيِ‌ مَخَافَةً عَلَي أَنفُسِهِم مِن نمَيِمتَيِ‌ عَلَيهِم قَالَتِ الصّخرَةُ إِنّ ألّذِي مَكّنَكَ فِي جوَفيِ‌ وَ أَوصَلَ إِلَيكَ الرّوحَ مِنَ الثّقبَةِ التّيِ‌ أَحدَثَهَا فِيّ هُوَ ألّذِي


صفحه : 231

يُوصِلُكَ إِلَي نبَيِ‌ّ اللّهِ وَ يُنقِذُكَ مِن أَعدَاءِ اللّهِ فَنَهَضَ حُذَيفَةُ لِيَخرُجَ وَ انفَرَجَتِ الصّخرَةُ فَحَوّلَهُ اللّهُ طَائِراً فَطَارَ فِي الهَوَاءِ مُحَلّقاً حَتّي انقَضّ بَينَ يدَيَ‌ رَسُولِ اللّهِص ثُمّ أُعِيدَ إِلَي صُورَتِهِ فَأَخبَرَ رَسُولَ اللّهِص بِمَا رَأَي وَ سَمِعَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أَ وَ عَرَفتَهُم بِوُجُوهِهِم قَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ كَانُوا مُتَلَثّمِينَ وَ كُنتُ أَعرِفُ أَكثَرَهُم بِجِمَالِهِم فَلَمّا فَتّشُوا المَوضِعَ فَلَم يَجِدُوا أَحَداً أَحدَرُوا اللّثَامَ فَرَأَيتُ وُجُوهَهُم فَعَرَفتُهُم بِأَعيَانِهِم وَ أَسمَائِهِم فُلَانٍ وَ فُلَانٍ حَتّي عَدّ أَربَعَةً وَ عِشرِينَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا حُذَيفَةُ إِذَا كَانَ اللّهُ يُثَبّتُ مُحَمّداً لَم يَقدِر هَؤُلَاءِ وَ لَا الخَلقُ أَجمَعُونَ أَن يُزِيلُوهُ إِنّ اللّهَ تَعَالَي بَالِغٌ فِي مُحَمّدٍ أَمرَهُوَ لَو كَرِهَ الكافِرُونَ ثُمّ قَالَ يَا حُذَيفَةُ فَانهَض بِنَا أَنتَ وَ سَلمَانُ وَ عَمّارٌ وَ تَوَكّلُوا عَلَي اللّهِ فَإِذَا جُزنَا الثّنِيّةَ الصّعبَةَ فَأذَنُوا لِلنّاسِ أَن يَتّبِعُونَا فَصَعِدَ رَسُولُ اللّهِص وَ هُوَ عَلَي نَاقَتِهِ وَ حُذَيفَةُ وَ سَلمَانُ أَحَدُهُمَا آخِذٌ بِخِطَامِ نَاقَتِهِ يَقُودُهَا وَ الآخَرُ خَلفَهَا يَسُوقُهَا وَ عَمّارٌ إِلَي جَانِبِهَا وَ القَومُ عَلَي جِمَالِهِم وَ رَجّالَتُهُم مُنبَثّونَ حوَاَليَ‌ِ الثّنِيّةِ عَلَي تِلكَ العَقَبَاتِ وَ قَد جَعَلَ الّذِينَ فَوقَ الطّرِيقِ حِجَارَةً فِي دِبَابٍ فَدَحرَجُوهَا مِن فَوقٍ لِيُنَفّرُوا النّاقَةَ بِرَسُولِ اللّهِص لِتَقَعَ فِي المَهوَي ألّذِي يَهُولُ النّاظِرَ النّظَرُ إِلَيهِ مِن بُعدِهِ فَلَمّا قَرُبَتِ الدّبَابُ مِن نَاقَةِ رَسُولِ اللّهِص أَذِنَ اللّهُ تَعَالَي لَهَا فَارتَفَعَت ارتِفَاعاً عَظِيماً فَجَاوَزَت نَاقَةَ رَسُولِ اللّهِص ثُمّ سَقَطَت فِي جَانِبِ المَهوَي وَ لَم يَبقَ مِنهَا شَيءٌ إِلّا صَارَ كَذَلِكَ وَ نَاقَةُ رَسُولِ اللّهِص كَأَنّهَا لَا تُحِسّ بشِيَ‌ءٍ مِن تِلكَ القَعقَعَاتِ التّيِ‌ كَانَت لِلدّبَابِ ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لِعَمّارٍ اصعَدِ الجَبَلَ فَاضرِب بِعَصَاكَ هَذِهِ وُجُوهَ رَوَاحِلِهِم فَارمِ بِهَا فَفَعَلَ ذَلِكَ عَمّارٌ فَنَفَرَت بِهِم وَ سَقَطَ بَعضُهُم فَانكَسَرَ عَضُدُهُ


صفحه : 232

وَ مِنهُم مَنِ انكَسَرَت رِجلُهُ وَ مِنهُم مَنِ انكَسَرَ جَنبُهُ وَ اشتَدّت لِذَلِكَ أَوجَاعُهُم فَلَمّا جَبَرَت وَ اندَمَلَت بَقِيَت عَلَيهِم آثَارُ الكَسرِ إِلَي أَن مَاتُوا وَ لِذَلِكَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص فِي حُذَيفَةَ وَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع إِنّهُمَا أَعلَمُ النّاسِ بِالمُنَافِقِينَ لِقُعُودِهِ فِي أَصلِ الجَبَلِ وَ مُشَاهَدَتِهِ مَن مَرّ سَابِقاً لِرَسُولِ اللّهِص وَ كَفَي اللّهُ رَسُولَهُ أَمرَ مَن قَصَدَ لَهُ وَ عَادَ رَسُولُ اللّهِص إِلَي المَدِينَةِ فَكَسَي اللّهُ الذّلّ وَ العَارَ مَن كَانَ قَعَدَ عَنهُ وَ أَلبَسَ الخزِي‌َ مَن كَانَ دَبّرَ عَلَي عَلِيّ ع مَا دَفَعَ اللّهُ عَنهُ

بيان كبست البئر طممتها والجحفلة للحافر كالشفة للإنسان والمخرقة الكذب والحين بالفتح الهلاك وحفزه دفعه من خلفه والنخب النزع و في بعض النسخ بالحاء المهملة و هوالسير السريع

7- يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّ النّاسَ فِي غَزَاةِ تَبُوكَ لَمّا سَارُوا يَومَهُمُ نَالَهُم عَطَشٌ كَادَت تَنقَطِعُ أَعنَاقُ الرّجّالِ وَ الخَيلِ وَ الرّكّابِ عَطَشاً فَدَعَا بِرَكوَةٍ فَصَبّ فِيهَا مَاءً قَلِيلًا مِن إِدَاوَةٍ كَانَت مَعَهُ وَ وَضَعَ أَصَابِعَهُ عَلَيهَا فَنَبَعَ المَاءُ مِن تَحتِ أَصَابِعِهِ فَاستَقَوا وَ ارتَوَوا وَ العَسكَرُ ثَلَاثُونَ أَلفَ رَجُلٍ سِوَي الخَيلِ وَ الإِبِلِ

8- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] أَبُو عَمرٍو عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن أَحمَدَ بنِ يَحيَي عَن عَبدِ الرّحمَنِ عَن أَبِيهِ عَنِ الأَعمَشِ عَن عَطِيّةَ عَن أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِ‌ّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لعِلَيِ‌ّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فِي غَزوَةِ تَبُوكَ اخلفُنيِ‌ فِي أهَليِ‌ فَقَالَ عَلِيّ ع يَا رَسُولَ اللّهِ إنِيّ‌ أَكرَهُ أَن تَقُولُ العَرَبُ خَذَلَ ابنَ عَمّهِ وَ تَخَلّفَ عَنهُ فَقَالَ أَ مَا تَرضَي أَن تَكُونَ منِيّ‌ بِمَنزِلَةِ هَارُونَ مِن مُوسَي قَالَ بَلَي قَالَ فاَخلفُنيِ‌

9- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] ابنُ الصّلتِ عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن جَعفَرِ


صفحه : 233

بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَلِيّ عَن عَلِيّ بنِ مُوسَي عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ خَلّفَ رَسُولُ اللّهِص عَلِيّاً فِي غَزوَةِ تَبُوكَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ تخُلَفّنُيِ‌ بَعدَكَ قَالَ أَ لَا تَرضَي أَن تَكُونَ منِيّ‌ بِمَنزِلَةِ هَارُونَ مِن مُوسَي إِلّا أَنّهُ لَا نبَيِ‌ّ بعَديِ‌

10- ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]الصّدُوقُ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مَهزِيَارَ عَن أَخِيهِ عَلِيّ عَنِ النّضرِ عَن مُوسَي بنِ بَكرٍ قَالَ قَالَ بَعضُ أَصحَابِنَا لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع عَلِمَ رَسُولُ اللّهِص أَسمَاءَ المُنَافِقِينَ فَقَالَ لَا وَ لَكِنّ رَسُولَ اللّهِص لَمّا كَانَ فِي غَزوَةِ تَبُوكَ كَانَ يَسِيرُ عَلَي نَاقَتِهِ وَ النّاسُ أَمَامَهُ فَلَمّا انتَهَي إِلَي العَقَبَةِ وَ قَد جَلَسَ عَلَيهَا أَربَعَةَ عَشَرَ رَجُلًا سِتّةٌ مِن قُرَيشٍ وَ ثَمَانِيَةٌ مِن أَفنَاءِ النّاسِ أَو عَلَي عَكسِ هَذَا فَأَتَاهُ جَبرَئِيلُ ع فَقَالَ إِنّ فُلَاناً وَ فُلَاناً وَ فُلَاناً فَقَد قَعَدُوا لَكَ عَلَي العَقَبَةِ لِيُنَفّرُوا نَاقَتَكَ فَنَادَاهُم رَسُولُ اللّهِص يَا فُلَانُ وَ يَا فُلَانُ وَ يَا فُلَانُ أَنتُمُ القُعُودُ لِتُنَفّرُوا ناَقتَيِ‌ وَ كَانَ حُذَيفَةُ خَلفَهُ فَلَحِقَ بِهِم فَقَالَ يَا حُذَيفَةُ سَمِعتَ قَالَ نَعَم قَالَ اكتُم

11-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَا زَالَ القُرآنُ يَنزِلُ بِكَلَامِ المُنَافِقِينَ حَتّي تَرَكُوا الكَلَامَ وَ اقتَصَرُوا بِالحَوَاجِبِ يَغمِزُونَ فَقَالَ بَعضُهُم تَأمَنُونَ أَن تُسَمّوا فِي القُرآنِ فَتَفتَضِحُوا أَنتُم وَ عَقِبُكُم هَذِهِ عَقَبَةٌ بَينَ أَيدِينَا لَو رَمَينَا بِهِ مِنهَا يَنقَطِعُ فَقَعَدُوا عَلَي العَقَبَةِ وَ يُقَالُ لَهَا عَقَبَةُ ذيِ‌ فَتقٍ وَ قَالَ حُذَيفَةُ كَانَ رَسُولُ اللّهِ إِذَا أَرَادَ النّومَ عَلَي نَاقَتِهِ اقتَصَدَت فِي السّيرِ فَقَالَ حُذَيفَةُ قُلتُ لَيلَةً


صفحه : 234

مِنَ الليّاَليِ‌ لَا وَ اللّهِ لَا أُفَارِقُ رَسُولَ اللّهِص قَالَ فَجَعَلتُ أَحبِسُ ناَقتَيِ‌ عَلَيهِ فَنَزَلَ جَبرَئِيلُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ هَذَا فُلَانٌ وَ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ حَتّي عَدّهُم قَد قَعَدُوا يَنفِرُونَ بِكَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ يَا فُلَانُ يَا فُلَانُ يَا فُلَانُ يَا أَعدَاءَ اللّهِ حَتّي سَمّاهُم بِأَسمَائِهِم كُلّهِم ثُمّ نَظَرَ فَإِذَا حُذَيفَةُ فَقَالَ عَرَفتَهُم قُلتُ نَعَم بِرَوَاحِلِهِم وَ هُم مُتَلَثّمُونَ فَقَالَ لَا تُخبِر بِهِم أَحَداً فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ أَ فَلَا تَقتُلُهُم قَالَ إنِيّ‌ أَكرَهُ أَن يَقُولَ النّاسُ قَاتَلَ بِهِم حَتّي ظَفِرَ فَقَتَلَهُم فَكَانُوا مِن قُرَيشٍ

12- يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّهُص لَمّا تَوَجّهَ إِلَي تَبُوكَ ضَلّت نَاقَتُهُ القُصوَي وَ عِندَهُ عُمَارَةُ بنُ حَزمٍ قَالَ كاَلمسُتهَز‌ِئِ يُخبِرُنَا مُحَمّدٌ بِخَبَرِ السّمَاءِ وَ لَا يدَريِ‌ أَينَ نَاقَتُهُ فَقَالَ ع إنِيّ‌ لَا أَعلَمُ إِلّا مَا علَمّنَيِ‌َ اللّهُ وَ قَد أخَبرَنَيِ‌ الآنَ أَنّهَا بِشِعبِ كَذَا وَ كَذَا وَ زِمَامُهَا مُلتَفّ بِشَجَرَةٍ فَكَانَ كَمَا قَالَ

13- يج ،[الخرائج والجرائح ] مِن مُعجِزَاتِهِ أَنّهُ لَمّا غَزَا بِتَبُوكَ كَانَ مَعَهُ مِنَ المُسلِمِينَ خَمسَةٌ وَ عِشرُونَ أَلفاً سِوَي خَدَمِهِم فَمَرّص فِي مَسِيرِهِ بِجَبَلٍ يَرشَحُ المَاءُ مِن أَعلَاهُ إِلَي أَسفَلِهِ مِن غَيرِ سَيَلَانٍ فَقَالُوا مَا أَعجَبَ رَشحَ هَذَا الجَبَلِ فَقَالَ إِنّهُ يبَكيِ‌ قَالُوا وَ الجَبَلُ يبَكيِ‌ قَالَ أَ تُحِبّونَ أَن تَعلَمُوا ذَلِكَ قَالُوا نَعَم قَالَ أَيّهَا الجَبَلُ مِمّ بُكَاؤُكَ فَأَجَابَهُ الجَبَلُ وَ قَد سَمِعَهُ الجَمَاعَةُ بِلِسَانٍ فَصِيحٍ يَا رَسُولَ اللّهِص مَرّ بيِ‌ عِيسَي ابنُ مَريَمَ وَ هُوَ يَتلُو نَارٌوَقُودُهَا النّاسُ وَ الحِجارَةُفَأَنَا أبَكيِ‌ مُنذُ ذَلِكَ اليَومِ خَوفاً مِن أَن أَكُونَ مِن تِلكَ الحِجَارَةِ فَقَالَ اسكُن مَكَانَكَ فَلَستَ مِنهَا إِنّمَا تِلكَ الحِجَارَةُ الكِبرِيتُ فَجَفّ ذَلِكَ الرّشحُ مِنَ الجَبَلِ فِي الوَقتِ حَتّي لَم يُرَ شَيءٌ مِن ذَلِكَ الرّشحِ وَ مِن تِلكَ الرّطُوبَةِ التّيِ‌ كَانَت


صفحه : 235

14- يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّهُ صَارَ بِتَبُوكَ فَاختَلَفَ الرّسُلُ بَينَ رَسُولِ اللّهِص وَ مَلِكِ الرّومِ فَطَالَت فِي ذَلِكَ الأَيّامُ حَتّي نَفِدَ الزّادُ فَشَكَوا إِلَيهِ نَفَادَهُ فَقَالَ مَن كَانَ مَعَهُ شَيءٌ مِنَ الدّقِيقِ أَوِ التّمرِ أَوِ السّوِيقِ فلَيأَتنِيِ‌ فَجَاءَ أَحَدٌ بِدَقِيقٍ وَ الآخَرُ بِكَفّ تَمرٍ وَ الآخَرُ بِكَفّ سَوِيقٍ فَبَسَطَ رِدَاءَهُ وَ جَعَلَ ذَلِكَ عَلَيهِ وَ وَضَعَ يَدَهُ عَلَي كُلّ وَاحِدٍ مِنهَا ثُمّ قَالَ نَادُوا فِي النّاسِ مَن أَرَادَ الزّادَ فَليَأتِ فَأَقبَلَ النّاسُ يَأخُذُونَ الدّقِيقَ وَ التّمرَ وَ السّوِيقَ حَتّي مَلَئُوا جَمِيعَ مَا كَانَ مَعَهُم مِنَ الأَوعِيَةِ وَ ذَلِكَ الدّقِيقُ وَ التّمرُ وَ السّوِيقُ عَلَي حَالِهِ مَا نَقَصَ مِن وَاحِدٍ مِنهَا شَيءٌ وَ لَا زَادَ عَمّا كَانَ ثُمّ سَارَ إِلَي المَدِينَةِ فَنَزَلَ يَوماً عَلَي وَادٍ كَانَ يُعرَفُ فِيهِ المَاءُ فِيمَا تَقَدّمَ فَوَجَدُوهُ يَابِساً لَا مَاءَ فِيهِ فَقَالُوا لَيسَ فِي الواَديِ‌ مَاءٌ يَا رَسُولَ اللّهِص فَأَخَذَ سَهماً مِن كِنَانَتِهِ فَقَالَ لِرَجُلٍ خُذهُ فَانصِبهُ فِي أَعلَي الواَديِ‌ فَنَصَبَ فَتَفَجّرَت مِن حَولِ السّهمِ اثنَتَا عَشرَةَ عَيناً تجَريِ‌ فِي الواَديِ‌ مِن أَعلَاهُ إِلَي أَسفَلِهِ وَ ارتَوَوا وَ مَلَئُوا القِرَبَ

15- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ كَثِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِإِنّمَا استَزَلّهُمُ الشّيطانُ بِبَعضِ ما كَسَبُوا قَالَ هُم أَصحَابُ العَقَبَةِ

16- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن زُرَارَةَ وَ حُمرَانَ وَ مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ وَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِلَو كانَ عَرَضاً قَرِيباً وَ سَفَراً قاصِداً لَاتّبَعُوكَالآيَةَ إِنّهُم يَستَطِيعُونَ وَ قَد كَانَ فِي عِلمِ اللّهِ أَنّهُ لَو كَانَ عَرَضاً قَرِيباً وَ سَفَراً قَاصِداً لَفَعَلُوا

بيان كأن المعني أن الغرض بيان أنهم كانوا مستطيعين للفعل و لم يفعلوا إذ كان في علم الله أنه لو كان موافقا لأغراضهم لفعلوا

17-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَنِ المُغِيرَةِ قَالَسَمِعتُهُ يَقُولُ فِي قَولِ اللّهِوَ لَو أَرادُوا الخُرُوجَ


صفحه : 236

لَأَعَدّوا لَهُ عُدّةً قَالَ يعَنيِ‌ بِالعُدّةِ النّيّةَ يَقُولُ لَو كَانَ لَهُم نِيّةٌ لَخَرَجُوا

بيان لايبعد أن يكون النيّة تصحيف التهيئة

18- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن جَابِرٍ الجعُفيِ‌ّ قَالَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُوَ لَئِن سَأَلتَهُم لَيَقُولُنّ إِنّما كُنّا نَخُوضُ وَ نَلعَبُ إِلَي قَولِهِنُعَذّب طائِفَةً قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ جَعفَرٍ ع تَفسِيرُ هَذِهِ الآيَةِ قَالَ تَفسِيرُهَا وَ اللّهِ مَا نَزَلَت آيَةٌ قَطّ إِلّا وَ لَهَا تَفسِيرٌ ثُمّ قَالَ نَعَم نَزَلَت فِي عَدَدِ بنَيِ‌ أُمَيّةَ وَ العَشَرَةِ مَعَهُم إِنّهُم اجتَمَعُوا اثنَا عَشَرَ فَكَمَنُوا لِرَسُولِ اللّهِص فِي العَقَبَةِ وَ ائتَمَرُوا بَينَهُم لِيَقتُلُوهُ فَقَالَ بَعضُهُم لِبَعضٍ إِن فَطَنَ نَقُولُ إِنّمَا كُنّا نَخُوضُ وَ نَلعَبُ وَ إِن لَم يَفطُن لَنَقتُلَنّهُ فَأَنزَلَ اللّهُ هَذِهِ الآيَةَوَ لَئِن سَأَلتَهُم لَيَقُولُنّ إِنّما كُنّا نَخُوضُ وَ نَلعَبُ فَقَالَ اللّهُ لِنَبِيّهِص قُل أَ بِاللّهِ وَ آياتِهِ وَ رَسُولِهِيعَنيِ‌ مُحَمّداًص كُنتُم تَستَهزِؤُنَ لا تَعتَذِرُوا قَد كَفَرتُم بَعدَ إِيمانِكُم إِن نَعفُ عَن طائِفَةٍ مِنكُميعَنيِ‌ عَلِيّاً إِن يَعفُ عَنهُمَا فِي أَن يَلعَنَهُمَا عَلَي المَنَابِرِ وَ يَلعَنَ غَيرَهُمَا فَذَلِكَ قَولُهُ تَعَالَيإِن نَعفُ عَن طائِفَةٍ مِنكُم نُعَذّب طائِفَةً

بيان لعل المعني أن العفو والعذاب اللذين نسبهما إلي نفسه إنما هوعفو علي ع وانتقامه إذ كانا بأمره تعالي و قدعفا أمير المؤمنين ع عن اثنين منهم يعني‌ أبابكر وعمر فلم يجاهر بلعنهما والبراءة منهما وجاهر بسبّ العشرة الباقية وحاربهم وتبرأ منهم

19- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيرَضُوا بِأَن يَكُونُوا مَعَ الخَوالِفِ قَالَ مَعَ النّسَاءِ

20-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن عُبَيدِ اللّهِ الحلَبَيِ‌ّ قَالَسَأَلتُهُ عَن قَولِهِرَضُوا بِأَن يَكُونُوا مَعَ الخَوالِفِ فَقَالَ النّسَاءُ إِنّهُم قَالُواإِنّ بُيُوتَنا عَورَةٌ وَ كَانَت بُيُوتُهُم فِي أَطرَافِ


صفحه : 237

البُيُوتِ حَيثُ يَتَقَرّرُ[يَتَفَرّدُ] النّاسُ فَأَكذَبَهُمُ اللّهُ قَالَوَ ما هيِ‌َ بِعَورَةٍ إِن يُرِيدُونَ إِلّا فِراراً وَ هيِ‌َ رَفِيعَةُ السّمكِ حَصِينَةٌ

بيان لعلهم في تلك الغزوة أيضا قالوا إن بيوتنا عورة و إن لم يذكر الله تعالي فيها مع أنه ع إنما فسر الآيتين و لايلزم أن تكونا في غزوة واحدة ويحتمل أن يكون الاختصار المخل من الراوي‌

21- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَن قَولِ اللّهِوَ عَلَي الثّلاثَةِ الّذِينَ خُلّفُوا قَالَ كَعبٌ وَ مُرَارَةُ بنُ الرّبِيعِ وَ هِلَالُ بنُ أُمَيّةَ

22- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن فَيضِ بنِ المُختَارِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع كَيفَ تَقرَأُ هَذِهِ الآيَةَ فِي التّوبَةِوَ عَلَي الثّلاثَةِ الّذِينَ خُلّفُوا قَالَ قُلتُخُلّفُوا قَالَ لَو خُلّفُوا لَكَانُوا فِي حَالِ طَاعَةٍ

وَ زَادَ الحُسَينُ بنُ المُختَارِ عَنهُ لَو كَانُوا خُلّفُوا مَا كَانَ عَلَيهِم مِن سَبِيلٍ وَ لَكِنّهُم خَالَفُوا عُثمَانُ وَ صَاحِبَاهُ أَمَا وَ اللّهِ مَا سَمِعُوا صَوتَ حَافِرٍ وَ لَا قَعقَعَةَ سِلَاحٍ إِلّا قَالُوا أُتِينَا فَسَلّطَ اللّهُ عَلَيهِمُ الخَوفَ حَتّي أَصبَحُوا

قَالَ صَفوَانُ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ أَبُو لُبَابَةَ أَحَدَهُم يعَنيِ‌ فِيوَ عَلَي الثّلاثَةِ الّذِينَ خُلّفُوا

23- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن سَلّامٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِثُمّ تابَ عَلَيهِم لِيَتُوبُوا قَالَ أَقَالَهُم فَوَ اللّهِ مَا تَابُوا

بيان علي هذا يكون المراد بقوله تعالي تابَ عَلَيهِمدعاهم إلي التوبة

24-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع لَقَد كَانَ مِنَ المُنَافِقِينَ وَ الضّعَفَاءِ مِن


صفحه : 238

أَشبَاهِ المُنَافِقِينَ مَعَ رَسُولِ اللّهِص أَيضاً قَصدٌ[قَصَدُوا] إِلَي تَخرِيبِ المَسَاجِدِ بِالمَدِينَةِ وَ إِلَي تَخرِيبِ مَسَاجِدِ الدّنيَا كُلّهَا بِمَا هَمّوا بِهِ مِن قَتلِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع بِالمَدِينَةِ وَ مِن قَتلِ رَسُولِ اللّهِص فِي طَرِيقِهِم إِلَي العَقَبَةِ وَ لَقَد زَادَ اللّهُ فِي ذَلِكَ السّيرِ إِلَي تَبُوكَ فِي بَصَائِرِ المُستَبصِرِينَ وَ فِي قَطعِ مَعَاذِيرِ مُتَمَرّدِيهِم زِيَادَاتٍ تَلِيقُ بِجَلَالِ اللّهِ وَ طَولِهِ عَلَي عِبَادِهِ مِنهَا لَمّا كَانُوا مَعَ رَسُولِ اللّهِص فِي مَسِيرِهِ إِلَي تَبُوكَ قَالُوالَن نَصبِرَ عَلي طَعامٍ واحِدٍ كَمَا قَالَت بَنُو إِسرَائِيلَ لِمُوسَي ع وَ كَانَت آيَةُ رَسُولِ اللّهِص الظّاهِرَةُ لَهُم فِي ذَلِكَ أَعظَمَ مِنَ الآيَةِ الظّاهِرَةِ لِقَومِ مُوسَي وَ ذَلِكَ أَنّ رَسُولَ اللّهِص لَمّا أُمِرَ بِالمَسِيرِ إِلَي تَبُوكَ أُمِرَ بِأَن يُخَلّفَ عَلِيّاً بِالمَدِينَةِ فَقَالَ عَلِيّ ع يَا رَسُولَ اللّهِ مَا كُنتُ أُحِبّ أَن أَتَخَلّفَ عَنكَ فِي شَيءٍ مِن أُمُورِكَ وَ أَن أَغِيبَ عَن مُشَاهَدَتِكَ وَ النّظَرِ إِلَي هَديِكَ وَ سَمتِكَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا عَلِيّ أَ مَا تَرضَي أَن تَكُونَ منِيّ‌ بِمَنزِلَةِ هَارُونَ مِن مُوسَي إِلّا أَنّهُ لَا نبَيِ‌ّ بعَديِ‌ وَ أَنّ لَكَ فِي مُقَامِكَ مِنَ الأَجرِ مِثلَ ألّذِي يَكُونُ لَكَ لَو خَرَجتَ مَعَ رَسُولِ اللّهِص وَ لَكَ مِثلَ أُجُورِ كُلّ مَن خَرَجَ مَعَ رَسُولِ اللّهِص مُوفِياً طَائِعاً وَ أَنّ لَكَ عَلَي اللّهِ يَا عَلِيّ لِمَحَبّتِكَ أَن تُشَاهِدَ مِن مُحَمّدٍ سَمتَهُ فِي سَائِرِ أَحوَالِهِ إِنّ اللّهَ يَأمُرُ جَبرَئِيلَ فِي جَمِيعِ مَسِيرِنَا هَذَا أَن يَرفَعَ الأَرضَ التّيِ‌ نَسِيرُ عَلَيهَا وَ الأَرضَ التّيِ‌ تَكُونُ أَنتَ عَلَيهَا وَ يقُوَيّ‌َ بَصَرَكَ حَتّي تُشَاهِدَ مُحَمّداً وَ أَصحَابَهُ فِي سَائِرِ أَحوَالِكَ وَ أَحوَالِهِ فَلَا يَفُوتُكَ الأُنسُ مِن رُؤيَتِهِ وَ رُؤيَةِ أَصحَابِهِ وَ يُغنِيكَ ذَلِكَ عَنِ المُكَاتَبَةِ وَ المُرَاسَلَةِ فَقَامَ إِلَيهِ رَجُلٌ مِن مَجلِسِ زَينِ العَابِدِينَ ع لَمّا ذَكَرَ هَذَا وَ قَالَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ كَيفَ يَكُونُ هَذَا لعِلَيِ‌ّ إِنّمَا يَكُونُ هَذَا لِلأَنبِيَاءِ دُونَ غَيرِهِم


صفحه : 239

فَقَالَ زَينُ العَابِدِينَ ع هَذَا هُوَ مُعجِزَةٌ لِمُحَمّدٍ رَسُولِ اللّهِص لَا لِغَيرِهِ لِأَنّ اللّهَ لَمّا رَفَعَهُ بِدُعَاءِ مُحَمّدٍ زَادَ فِي نُورِهِ وَ ضِيَائِهِ بِدُعَاءِ مُحَمّدٍ حَتّي شَاهَدَ مَا شَاهَدَ وَ أَدرَكَ مَا أَدرَكَ ثُمّ قَالَ البَاقِرُ ع يَا عِبَادَ اللّهِ مَا أَكثَرَ ظُلمَ كَثِيرٍ مِن هَذِهِ الأُمّةِ لعِلَيِ‌ّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ أَقَلّ إِنصَافَهُم لَهُ يَمنَعُونَ هَذَا مَا يُعطُونَهُ سَائِرَ الصّحَابَةِ وَ عَلِيّ ع أَفضَلُهُم فَكَيفَ يُمنَعُ[يَمنَعُونَ]مَنزِلَةً يُعطُونَهَا غَيرَهُ قِيلَ وَ كَيفَ ذَلِكَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِص قَالَ إِنّكُم تَتَوَلّونَ محُبِيّ‌ أَبِي بَكرِ بنِ أَبِي قُحَافَةَ وَ تَتَبَرّءُونَ مِن أَعدَائِهِ كَائِناً مَن كَانَ وَ تَتَوَلّونَ محُبِيّ‌ عُمَرَ بنِ الخَطّابِ وَ تَتَبَرّءُونَ مِن أَعدَائِهِ كَائِناً مَن كَانَ وَ تَتَوَلّونَ محُبِيّ‌ عُثمَانَ بنِ عَفّانَ وَ تَتَبَرّءُونَ مِن أَعدَائِهِ كَائِناً مَن كَانَ حَتّي إِذَا صَارَ إِلَي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالُوا نَتَوَلّي مُحِبّيهِ وَ لَن نَتَبَرّأَ مِن أَعدَائِهِ بَل نُحِبّهُم وَ كَيفَ يَجُوزُ هَذَا لَهُم وَ رَسُولُ اللّهِ يَقُولُ أللّهُمّ وَالِ مَن وَالَاهُ وَ عَادِ مَن عَادَاهُ وَ انصُر مَن نَصَرَهُ وَ اخذُل مَن خَذَلَهُ فَتَرَونَهُم لَا يُعَادُونَ مَن عَادَاهُ وَ لَا يَخذُلُونَ مَن خَذَلَهُ لَيسَ هَذَا بِإِنصَافٍ ثُمّ أُخرَي إِنّهُم إِذَا ذُكِرَ لَهُم مَا اختَصّ اللّهُ بِهِ عَلِيّاً ع بِدُعَاءِ رَسُولِ اللّهِص وَ كَرَامَتِهِ عَلَي رَبّهِ عَزّ وَ جَلّ جَحَدُوهُ وَ هُم يَقبَلُونَ مَا يُذكَرُ لَهُم فِي غَيرِهِ مِنَ الصّحَابَةِ فَمَا ألّذِي مَنَعَ عَلِيّاً ع مَا جَعَلُوهُ لِأَصحَابِ رَسُولِ اللّهِص هَذَا


صفحه : 240

عُمَرُ بنُ الخَطّابِ إِذَا قِيلَ لَهُم إِنّهُ كَانَ عَلَي المِنبَرِ بِالمَدِينَةِ يَخطُبُ إِذ نَادَي فِي خِلَالِ خُطبَتِهِ يَا سَارِيَةَ الجَبَلِ وَ عَجِبَتِ الصّحَابَةُ وَ قَالُوا مَا هَذَا الكَلَامُ ألّذِي فِي هَذِهِ الخُطبَةِ فَلَمّا قَضَي الخُطبَةَ وَ الصّلَاةَ قَالُوا مَا قَولُكَ فِي خُطبَتِكَ يَا سَارِيَةَ الجَبَلِ فَقَالَ اعلَمُوا أنَنّيِ‌ كُنتُ أَخطُبُ رَمَيتُ ببِصَرَيِ‌ نَحوَ النّاحِيَةِ التّيِ‌ خَرَجَ فِيهَا إِخوَانُكُم إِلَي غَزوِ الكَافِرِينَ بِنَهَاوَندَ وَ عَلَيهِم سَعدُ بنُ أَبِي وَقّاصٍ فَفَتَحَ اللّهُ لِيَ الأَستَارَ وَ الحُجُبَ وَ قَوّي بصَرَيِ‌ حَتّي رَأَيتُهُم وَ قَدِ اصطَفّوا بَينَ يدَيَ‌ جَبَلٍ هُنَاكَ وَ قَد جَاءَ بَعضُ الكُفّارِ لِيَدُورَ خَلفَ سَارِيَةٍ فَيَهجُمُوا عَلَيهِ وَ عَلَي سَائِرِ مَن مَعَهُ مِنَ المُسلِمِينَ فَيُحِيطُوا بِهِم فَيَقتُلُونَهُم فَقُلتُ يَا سَارِيَةَ الجَبَلِ لِيَتَنَحّي عَنهُم فَيَمنَعَهُم ذَلِكَ مِن أَن يُحِيطُوا بِهِم ثُمّ يُقَاتِلُوا وَ مَنَحَ اللّهُ إِخوَانَكُمُ المُؤمِنِينَ أَكتَافَ الكَافِرِينَ وَ فَتَحَ اللّهُ عَلَيهِم بِلَادَهُم فَاحفَظُوا هَذَا الوَقتَ فَسَيَرِدُ عَلَيكُمُ الخَبَرُ بِذَلِكَ وَ كَانَ بَينَ المَدِينَةِ وَ نَهَاوَندَ مَسِيرَةُ أَكثَرِ مِن خَمسِينَ يَوماً قَالَ البَاقِرُ ع فَإِذَا كَانَ مِثلُ هَذَا لِعُمَرَ فَكَيفَ لَا يَكُونُ مِثلُ هَذَا الآخَرِ لعِلَيِ‌ّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ لَكِنّهُم قَومٌ لَا يُنصِفُونَ بَل يُكَابِرُونَ ثُمّ عَادَ البَاقِرُ ع إِلَي حَدِيثِهِ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع قَالَ وَ كَانَ تَعَالَي يَرفَعُ البِقَاعَ التّيِ‌ كَانَ عَلَيهَا مُحَمّدٌص وَ يَسِيرُ فِيهَا لعِلَيِ‌ّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع حَتّي يُشَاهِدَهُم عَلَي أَحوَالِهِم قَالَ عَلِيّ ع وَ إِنّ رَسُولَ اللّهِ كَانَ كُلّمَا أَرَادَ غَزوَةً


صفحه : 241

وَرّي بِغَيرِهَا إِلّا غَزَاةَ تَبُوكَ فَإِنّهُ عَرّفَهُم أَنّهُ يُرِيدُهَا وَ أَمَرَهُم أَن يَتَزَوّدُوا لَهَا فَتَزَوّدُوا لَهَا دَقِيقاً كَثِيراً يَختَبِزُونَهُ فِي طَرِيقِهِم وَ لَحماً مَالِحاً وَ عَسَلًا وَ تَمراً وَ كَانَ زَادُهُم كَثِيراً لِأَنّ رَسُولَ اللّهِ كَانَ حَثّهُم عَلَي التّزَوّدِ لِبُعدِ الشّقّةِ وَ صُعُوبَةِ المَفَاوِزِ وَ قِلّةِ مَا بِهَا مِنَ الخَيرَاتِ فَسَارُوا أَيّاماً وَ عَتَقَ طَعَامُهُم وَ ضَاقَت مِن بَقَايَاهُ صُدُورُهُم فَأَحَبّوا طَعَاماً طَرِيّاً فَقَالَ قَومٌ مِنهُم يَا رَسُولَ اللّهِ قَد بَشِمنَا هَذَا ألّذِي مَعَنَا مِنَ الطّعَامِ فَقَد عَتَقَ وَ صَارَ يَابِساً وَ كَادَ يُرِيحُ وَ لَا صَبرَ لَنَا عَلَيهِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص مَا مَعَكُم قَالُوا خُبزٌ وَ لَحمٌ قَدِيدٌ مَالِحٌ وَ عَسَلٌ وَ تَمرٌ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص فَأَنتُمُ الآنَ كَقَومِ مُوسَي لَمّا قَالُوالَن نَصبِرَ عَلي طَعامٍ واحِدٍفَمَا ألّذِي تُرِيدُونَ قَالُوا نُرِيدُ لَحماً طَرِيّاً قَدِيداً وَ لَحماً مَشوِيّاً مِن لَحمِ الطّيُورِ وَ مِنَ الحَلوَاءِ المَعمُولِ قَالَ رَسُولُ اللّهِص وَ لَكِنّكُم تُخَالِفُونَ فِي هَذِهِ الوَاحِدَةِ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ لِأَنّهُم أَرَادُوا البَقلَ وَ القِثّاءَ وَ الفُومَ وَ العَدَسَ وَ البَصَلَ فَاستَبدَلُواألّذِي هُوَ أَدني باِلذّيِ‌ هُوَ خَيرٌ وَ أَنتُم تَستَبدِلُونَ ألّذِي هُوَ أَفضَلُ باِلذّيِ‌ هُوَ دُونَهُ وَ سَوفَ أَسأَلُهُ لَكُم ربَيّ‌ قَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ فَإِنّ فِينَا مَن يَطلُبُ مِثلَ مَا طَلَبُوامِن بَقلِها وَ قِثّائِها وَ فُومِها وَ عَدَسِها وَ بَصَلِها فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص سَوفَ يُعطِيكُمُ اللّهُ ذَلِكَ بِدُعَاءِ رَسُولِ اللّهِص يَا عِبَادَ اللّهِ إِنّ قَومَ عِيسَي لَمّا سَأَلُوا عِيسَي أَن يُنَزّلَ عَلَيهِم مَائِدَةً مِنَ السّمَاءِ قَالَ اللّهُإنِيّ‌ مُنَزّلُها عَلَيكُم فَمَن يَكفُر بَعدُ مِنكُم فإَنِيّ‌ أُعَذّبُهُ عَذاباً لا أُعَذّبُهُ أَحَداً مِنَ العالَمِينَفَأَنزَلَهَا عَلَيهِم فَمَن


صفحه : 242

كَفَرَ بَعدُ مِنهُم مَسَخَهُ اللّهُ إِمّا خِنزِيراً وَ إِمّا قِرداً وَ إِمّا دُبّاً وَ إِمّا هِرّاً وَ إِمّا عَلَي صُورَةِ بَعضِ الطّيُورِ وَ الدّوَابّ التّيِ‌ فِي البَرّ وَ البَحرِ حَتّي مُسِخُوا عَلَي أَربَعِمِائَةِ نَوعٍ مِنَ المَسخِ وَ إِنّ مُحَمّداً رَسُولَ اللّهِص لَا يَستَنزِلُ لَكُم مَا سَأَلتُمُوهُ مِنَ السّمَاءِ حَتّي يَحِلّ بِكَافِرِكُم مَا حَلّ بِكُفّارِ قَومِ عِيسَي ع وَ إِنّ مُحَمّداً أَرأَفُ بِكُم مِن أَن يُعَرّضَكُم لِذَلِكَ ثُمّ نَظَرَ رَسُولُ اللّهِص إِلَي طَائِرٍ فِي الهَوَاءِ فَقَالَ لِبَعضِ أَصحَابِهِ قُل لِهَذَا الطّائِرِ إِنّ رَسُولَ اللّهِ يَأمُرُكَ أَن تَقَعَ عَلَي الأَرضِ فَقَالَهَا فَوَقَعَ ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا أَيّهَا الطّائِرُ إِنّ اللّهَ يَأمُرُكَ أَن تَكبُرَ فَازدَادَ عِظَماً حَتّي صَارَ كَالتّلّ العَظِيمِ ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لِأَصحَابِهِ أَحِيطُوا بِهِ فَأَحَاطُوا بِهِ وَ كَانَ عِظَمُ ذَلِكَ الطّيرِ أَنّ أَصحَابَ رَسُولِ اللّهِ وَ هُم فَوقَ عَشَرَةِ آلَافٍ اصطَفّوا حَولَهُ فَاستَدَارَ صَفّهُم ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا أَيّهَا الطّائِرُ إِنّ اللّهَ يَأمُرُكَ أَن تُفَارِقَكَ أَجنِحَتُكَ وَ زَغَبُكَ وَ رِيشُكَ فَفَارَقَهُ ذَلِكَ أَجمَعُ وَ بقَيِ‌َ الطّائِرُ لَحماً عَلَي عَظمٍ وَ جِلدُهُ فَوقَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ اللّهَ يَأمُرُكَ أَن تُفَارِقَ عِظَامُ بَدَنِكَ وَ رِجلَيكَ وَ مِنقَارُكَ فَفَارَقَهُ ذَلِكَ أَجمَعُ وَ صَارَ حَولَ الطّائِرِ وَ القَومُ حَولَ ذَلِكَ أَجمَعَ ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ اللّهَ تَعَالَي يَأمُرُ هَذِهِ العِظَامَ أَن تَعُودَ قثّا[قِثّاءً]فَعَادَت كَمَا قَالَ ثُمّ قَالَ إِنّ اللّهَ يَأمُرُ هَذِهِ الأَجنِحَةَ وَ الزّغَبَ وَ الرّيشَ أَن يَعُودَ بَقلًا وَ بَصَلًا وَ فُوماً وَ أَنوَاعَ البُقُولِ فَعَادَت كَمَا قَالَ ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص


صفحه : 243

يَا عِبَادَ اللّهِ ضَعُوا الآنَ أَيدِيَكُم عَلَيهَا فَمَزّقُوا مِنهَا بِأَيدِيكُم وَ قَطّعُوا مِنهَا بِسَكَاكِينِكُم فَكُلُوهُ فَفَعَلُوا فَقَالَ بَعضُ المُنَافِقِينَ وَ هُوَ يَأكُلُ إِنّ مُحَمّداً يَزعُمُ أَنّ فِي الجَنّةِ طُيُوراً يَأكُلُ مِنهُ الجنِاَنيِ‌ّ مِن جَانِبٍ لَهُ قَدِيداً وَ مِن جَانِبٍ مَشوِيّاً فَهَلّا أَرَانَا نَظِيرَ ذَلِكَ فِي الدّنيَا فَأَوصَلَ اللّهُ تَعَالَي عِلمَ ذَلِكَ إِلَي قَلبِ مُحَمّدٍص فَقَالَ عِبَادَ اللّهِ لِيَأخُذ كُلّ وَاحِدٍ مِنكُم لُقمَتَهُ وَ ليَقُلبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ وَ صَلّي اللّهُ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ الطّيّبِينَ وَ ليَضَع لُقمَتَهُ فِي فِيهِ فَإِنّهُ يَجِدُ طَعمَ مَا شَاءَ قَدِيداً وَ إِن شَاءَ مَشوِيّاً وَ إِن شَاءَ مَرَقاً طَبِيخاً وَ إِن شَاءَ سَائِرَ مَا شَاءَ مِن أَلوَانِ الطّبِيخِ أَو مَا شَاءَ مِن أَلوَانِ الحَلوَاءِ فَفَعَلُوا فَوَجَدُوا الأَمرَ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللّهِص حَتّي شَبِعُوا فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِص شَبِعنَا وَ نَحتَاجُ إِلَي مَاءٍ نَشرَبُهُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أَ وَ لَا تُرِيدُونَ اللّبَنَ أَ وَ لَا تُرِيدُونَ سَائِرَ الأَشرِبَةِ قَالُوا بَلَي يَا رَسُولَ اللّهِ فِينَا مَن يُرِيدُ ذَلِكَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لِيَأخُذ كُلّ وَاحِدٍ مِنكُم لُقمَةً مِنهَا فَيَضَعُ فِي فِيهِ وَ ليَقُلبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ وَ صَلّي اللّهُ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ الطّيّبِينَ فَإِنّهُ يَستَحِيلُ فِي فِيهِ مَا يُرِيدُ إِن أَرَادَ لَبَناً وَ إِن أَرَادَ شَرَاباً آخَرَ مِنَ الأَشرِبَةِ فَفَعَلُوا فَوَجَدُوا الأَمرَ عَلَي مَا قَالَ رَسُولُ اللّهِص ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ اللّهَ تَعَالَي يَأمُرُكَ أَيّهَا الطّائِرُ أَن تَعُودَ كَمَا كُنتَ وَ يَأمُرُ هَذِهِ الأَجنِحَةَ وَ المَنَاقِيرَ وَ الرّيشَ وَ الزّغَبَ التّيِ‌ قَدِ استَحَالَت إِلَي البَقلِ وَ القِثّاءِ وَ البَصَلِ وَ الفُومِ أَن تَعُودَ جَنَاحاً وَ رِيشاً وَ عَظماً كَمَا كَانَت عَلَي قَدرِ قِلّتِهَا[قَالَبِهَا]فَانقَلَبَت وَ عَادَت أَجنِحَةً وَ رِيشاً وَ زَغَباً وَ عَظماً ثُمّ تَرَكّبَت عَلَي قَدرِ الطّائِرِ كَمَا كَانَت ثُمّ قَالَ


صفحه : 244

رَسُولُ اللّهِص أَيّهَا الطّائِرُ إِنّ اللّهَ يَأمُرُ الرّوحَ التّيِ‌ كَانَت فِيكَ فَخَرَجَت أَن تَعُودَ إِلَيكَ فَعَادَت رُوحُهُ فِي جَسَدِهِ ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَيّهَا الطّائِرُ إِنّ اللّهَ يَأمُرُكَ أَن تَقُومَ وَ تَطِيرَ كَمَا كُنتَ تَطِيرُ فَقَامَ وَ طَارَ فِي الهَوَاءِ وَ هُم يَنظُرُونَ إِلَيهِ ثُمّ نَظَرُوا إِلَي مَا بَينَ أَيدِيهِم فَإِذَا لَم يَبقَ هُنَاكَ مِن ذَلِكَ البَقلِ وَ القِثّاءِ وَ البَصَلِ وَ الفُومِ شَيءٌ

ج ،[الإحتجاج ]بِالإِسنَادِ إِلَي أَبِي مُحَمّدٍ العسَكرَيِ‌ّ ع أَنّهُ قَالَ كَانَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع قَالَ يَوماً فِي مَجلِسِهِ إِنّ رَسُولَ اللّهِص لَمّا أُمِرَ بِالمَسِيرِ إِلَي تَبُوكَ أُمِرَ بِأَن يُخَلّفَ عَلِيّاً ع بِالمَدِينَةِ أَقُولُ وَ سَاقَ الحَدِيثَ مِثلَ مَا مَرّ إِلَي قَولِهِ وَ لَكِنّهُم قَومٌ لَا يُنصِفُونَ بَل يُكَابِرُونَ

25-عم ،[إعلام الوري ]تهيأ رسول الله ص في رجب لغزو الروم وكتب إلي قبائل العرب ممن قددخل في الإسلام وبعث إليهم الرسل يرغبهم في الجهاد والغزو وكتب إلي تميم وغطفان وطيئ وبعث إلي عتّاب بن أسيد عامله علي مكة يستنفرهم لغزو الروم فلما تهيأ للخروج قام خطيبا فحمد الله تعالي وأثني عليه ورغب في المواساة وتقوية الضعيف والإنفاق فكان أول من أنفق فيهاعثمان بن عفان جاء بأواقي‌ من فضة فصبها في حجر رسول الله ص فجهز ناسا من أهل الضعف و هو ألذي يقال إنه جهز جيش العسرة وقدم العباس علي رسول الله ص فأنفق نفقة حسنة وجهز وسارع فيهاالأنصار وأنفق عبدالرحمن والزبير وطلحة وأنفق ناس من المنافقين رياء وسمعة فنزل القرآن بذلك وضرب رسول


صفحه : 245

الله ص عسكره فوق ثنية الوداع بمن تبعه من المهاجرين وقبائل العرب وبني‌ كنانة و أهل تهامة ومزينة وجهينة وطيئ وتميم واستعمل علي المدينة عليا و قال إنه لابد للمدينة مني‌ أومنك واستعمل الزبير علي راية المهاجرين وطلحة بن عبيد الله علي الميمنة و عبدالرحمن بن عوف علي الميسرة وسار رسول الله ص حتي نزل الجرف فرجع عبد الله بن أبي بغير إذن فقال ع حسبي‌ الله هو ألذي أيدني‌بِنَصرِهِ وَ بِالمُؤمِنِينَ وَ أَلّفَ بَينَ قُلُوبِهِمالآية فلما انتهي إلي الجرف لحقه علي ع وأخذ بغرز رحله و قال يا رسول الله زعمت قريش أنك إنما خلفتني‌ استثقالا لي فقال ع طال ماآذت الأمم أنبياءها أ ماترضي أن تكون مني‌ بمنزلة هارون من موسي فقال قدرضيت قدرضيت ثم رجع إلي المدينة وقدم رسول الله ص تبوك في شعبان يوم الثلاثاء وأقام بقية شعبان وأياما من شهر رمضان وأتاه و هوبتبوك نحبة بن روبة صاحب أيلة فأعطاه الجزية وكتب رسول الله ص له كتابا والكتاب عندهم وكتب أيضا


صفحه : 246

لأهل حرباء وأذرح كتابا وبعث رسول الله ص و هوبتبوك أباعبيدة بن الجراح إلي جمع من جذام مع زنباع بن روح الجذامي‌ فأصاب منهم طرفا وأصاب منهم سبايا وبعث سعد بن عبادة إلي ناس من بني‌ سليم وجموع من بلي‌ فلما قارب القوم هربوا وبعث خالدا إلي الأكيدر صاحب دومة الجندل و قال له لعل الله يكفيكه بصيد البقر فتأخذه فبينا خالد وأصحابه في ليلة إضحيان إذ أقبلت البقر تنتطح فجعلت تنتطح باب حصن أكيدر و هو مع امرأتين له يشرب الخمر فقام فركب هو وحسان أخوه وناس من أهله فطلبوها و قدكمن له خالد وأصحابه فتلقاه أكيدر و هويتصيد البقر فأخذوه وقتلوا حسانا أخاه و عليه قباء مخوص بالذهب وأفلت أصحابه فدخلوا الحصن وأغلقوا الباب دونهم فأقبل خالد بأكيدر وسار معه أصحابه فسألهم أن يفتحوا له فأبوا فقال أرسلني‌ فإني‌ أفتح الباب فأخذ عليه موثقا وأرسله فدخل وفتح الباب حتي دخل خالد وأصحابه وأعطاه ثمانمائة رأس وألفي‌ بعير وأربعمائة درع وأربعمائة رمح


صفحه : 247

وخمسمائة سيف فقبل ذلك منه وأقبل به إلي رسول الله ص فحقن دمه وصالحه علي الجزية. و في كتاب دلائل النبوة للشيخ أبي بكر أحمدالبيهقي‌ أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وذكر الإسناد مرفوعا إلي أبي الأسود عن عروة قال لمارجع رسول الله ص قافلا من تبوك إلي المدينة حتي إذا كان ببعض الطريق مكر به ناس من أصحابه فتأمروا أن يطرحوه من عقبة في الطريق أرادوا أن يسلكوها معه فأخبر رسول الله ص خبرهم فقال من شاء منكم أن يأخذ بطن الوادي‌ فإنه أوسع لكم فأخذ النبي ص العقبة وأخذ الناس بطن الوادي‌ إلاالنفر الذين أرادوا المكر به استعدوا وتلثموا وأمر رسول الله ص حذيفة بن اليمان وعمار بن ياسر فمشيا معه مشيا وأمر عمارا أن يأخذ بزمام الناقة وأمر حذيفة بسوقها فبينا هم يسيرون إذ سمعوا وكزة القوم من ورائهم قدغشوه فغضب رسول الله ص وأمر حذيفة أن يراهم فرجع ومعه محجن فاستقبل وجوه رواحلهم وضربها ضربا بالمحجن وأبصر القوم وهم متلثمون فرعبهم الله حين أبصروا حذيفة وظنوا أن مكرهم قدظهر عليه فأسرعوا حتي خالطوا الناس وأقبل حذيفة حتي أدرك رسول الله ص فلما أدركه قال اضرب الراحلة ياحذيفة وامش أنت ياعمار فأسرعوا فخرجوا من العقبة ينتظرون الناس فقال النبي ص ياحذيفة هل عرفت من هؤلاء الرهط أوالركب أحدا فقال حذيفة عرفت راحلة فلان وفلان و كان ظلمة الليل غشيتهم وهم متلثمون فقال ص هل علمتم ماشأن الركب و ماأرادوا قالوا لا يا رسول الله قال فإنهم مكروا ليسيروا معي‌ حتي إذاأظلمت بي‌ العقبة طرحوني‌ منها قالوا أ فلاتأمر بهم يا رسول الله إذاجاءوك الناس فتضرب أعناقهم قال أكره أن يتحدث الناس ويقولون إن محمدا قدوضع يده في أصحابه فسماهم لهما ثم قال اكتماهم


صفحه : 248

و في كتاب أبان بن عثمان قال الأعمش وكانوا اثني‌ عشر سبعة من قريش قال وقدم رسول الله ص المدينة وَ كَانَ إِذَا قَدِمَ مِن سَفَرٍ استَقبَلَ بِالحَسَنِ وَ الحُسَينِ ع فَأَخَذَهُمَا إِلَيهِ وَ حَفّ المُسلِمُونَ بِهِ حَتّي يَدخُلَ عَلَي فَاطِمَةَ ع وَ يَقعُدُونَ بِالبَابِ وَ إِذَا خَرَجَ مَشَوا مَعَهُ وَ إِذَا دَخَلَ مَنزِلَهُ تَفَرّقُوا عَنهُ.

وَ عَن أَبِي حُمَيدٍ الساّعدِيِ‌ّ قَالَ أَقبَلنَا مَعَ رَسُولِ اللّهِص مِن غَزوَةِ تَبُوكَ حَتّي إِذَا أَشرَفنَا عَلَي المَدِينَةِ قَالَ هَذِهِ طَابَةُ وَ هَذَا أُحُدٌ جَبَلٌ يُحِبّنَا وَ نُحِبّهُ.

وَ عَن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ أَنّ رَسُولَ اللّهِص لَمّا دَنَا مِنَ المَدِينَةِ قَالَ إِنّ بِالمَدِينَةِ لَأَقوَاماً مَا سِرتُم مِن مَسِيرٍ وَ لَا قَطَعتُم مِن وَادٍ إِلّا كَانُوا مَعَكُم فِيهِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ وَ هُم بِالمَدِينَةِ قَالَ نَعَم وَ هُم بِالمَدِينَةِ حَبَسَهُمُ العُذرُ

و كان تبوك آخر غزوات رسول الله ص ومات عبد الله بن أبي بعدرجوع رسول الله ص من غزوة تبوك .بيان في النهاية جربي وأذرح هما قريتان بالشام بينهما مسيرة ثلاث ليال وكتب لهما النبي ص أمانا انتهي وزنباع كقنطار والطرف جمع الطرفة نفائس الأموال وغرائبها وليلة إضحيانة بالكسر مضيئة لاغيم فيها و قال الجزري‌ فيه عليه ديباج مخوص بالذهب أي منسوج به كخوص النخل و هوورقه والوكز العدو و في بعض النسخ بالراء المهملة بمعناه و في بعضها بالراء أولا ثم الزاي‌ و هوبالكسر الصوت الخفي‌ والحس ولعله أنسب و في النهاية غشوه أي ازدحموا عليه وكثروا والمحجن كمنبر العصا المعوجة وطيبة وطابة من أسماء المدينة و في النهاية في حديث جبل أحد هوجبل يحبنا ونحبه هذامحمول علي المجاز أراد أنه جبل يحبنا أهله ونحب أهله وهم الأنصار ويجوز أن يكون من باب المجاز الصريح أي إننا نحب الجبل بعينه لأنه في أرض من نحب انتهي و قال الطيبي‌ والأولي أنه علي ظاهره


صفحه : 249

و لاينكر حب الجمادات للأنبياء والأولياء كماحنت الأسطوانة علي مفارقته و كان يسلم الحجر عليه وقيل أراد به أرض المدينة وخص الجبل لأنه أول مايبدو منها ولعله حبب إليه بدعائه أللهم حبب إلينا المدينة انتهي وأقول سيأتي‌ تحقيق منا في ذلك في المجلد السابع إن شاء الله

26- كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَن سَهلٍ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَن عَبدِ الحَمِيدِ عَمّن ذَكَرَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَمّا نَفّرُوا بِرَسُولِ اللّهِص نَاقَتَهُ قَالَت لَهُ النّاقَةُ وَ اللّهِ لَا أَزَلتُ خُفّاً عَن خُفّ وَ لَو قُطّعتُ إِرباً إِرباً

27- أَقُولُ قَالَ فِي المُنتَقَي كَانَ النّبِيّص فِي غَزوَةِ تَبُوكَ قَد ظَهَرَ مِنهُ مُعجِزَاتٌ شَتّي فَمِنهَا أَنّهُ لَمّا وَصَلَ إِلَي واَديِ‌ القُرَي وَ قَد أَمسَي بِالحِجرِ قَالَ إِنّهَا سَتَهُبّ اللّيلَةَ رِيحٌ شَدِيدَةٌ فَلَا يَقُومَنّ مِنكُم أَحَدٌ إِلّا مَعَ صَاحِبِهِ وَ مَن كَانَ لَهُ بَعِيرٌ فَليُوثِقهُ بِعِقَالِهِ فَهَاجَت رِيحٌ شَدِيدَةٌ أَفزَعَتِ النّاسَ فَلَم يَقُم أَحَدٌ إِلّا مَعَ صَاحِبِهِ إِلّا رَجُلَينِ مِن بنَيِ‌ سَاعِدَةَ خَرَجَ أَحَدُهُمَا لِحَاجَتِهِ وَ آخَرُ لِطَلَبِ بَعِيرٍ لَهُ فَأَمّا الخَارِجُ لِحَاجَتِهِ فَقَد خُنِقَ فِي مَذهَبِهِ وَ أَمّا ألّذِي خَرَجَ فِي طَلَبِ البَعِيرِ فَاحتَمَلَتهُ الرّيحُ فَطَرَحَتهُ فِي جبَلَيَ‌[جَبَلِ]طَيّئٍ ثُمّ دَعَاص للِذّيِ‌ أُصِيبَ فِي مَذهَبِهِ فَعَادَ إِلَيهِ وَ أَمّا ألّذِي وَقَعَ بجِبَلَيَ‌[بِجَبَلِ]طَيّئٍ فَإِنّ طَيّئاً أَهدَتهُ للِنبّيِ‌ّص حِينَ قَدِمَ المَدِينَةَ.

وَ مِنهَا أَنّهُ لَمّا ارتَحَلَ عَنِ الحِجرِ أَصبَحَ وَ لَا مَاءَ مَعَهُ وَ لَا مَعَ أَصحَابِهِ وَ نَزَلُوا عَلَي غَيرِ مَاءٍ فَشَكَوا إِلَيهِ العَطَشَ فَاستَقبَلَ القِبلَةَ وَ دَعَا وَ لَم تَكُن فِي السّمَاءِ سَحَابَةٌ فَمَا زَالَ يَدعُو حَتّي اجتَمَعَتِ السّحَائِبُ مِن كُلّ نَاحِيَةٍ فَمَا بَرِحَ مِن مَقَامِهِ حَتّي سَحّت بِالرّوَاءِ فَانكَشَفَتِ السّحَابَةُ مِن سَاعَتِهَا فسَقُيِ‌َ النّاسُ وَ ارتَوَوا وَ


صفحه : 250

مَلَئُوا الأَسقِيَةَ قَالَ بَعضُ الصّحَابَةِ قُلتُ لِرَجُلٍ مِنَ المُنَافِقِينَ وَيلَكَ أَ بَعدَ هَذَا شَيءٌ فَقَالَ سَحَابَةٌ مَارّةٌ ثُمّ ارتَحَلَ النّبِيّص مُتَوَجّهاً إِلَي تَبُوكَ فَأَصبَحَ فِي مَنزِلٍ فَضَلّت نَاقَةُ النّبِيّص فَقَالَ مُنَافِقٌ يَزعُمُ مُحَمّدٌ أَنّهُ نبَيِ‌ّ وَ يُخبِرُكُم بِخَبَرِ السّمَاءِ وَ لَا يدَريِ‌ أَينَ نَاقَتُهُ فَخَرَجَص فَقَالَ يَزعُمُ مُنَافِقٌ أَنّ مُحَمّداًص يَقُولُ إِنّهُ نبَيِ‌ّ وَ يُخبِرُكُم بِخَبَرِ السّمَاءِ وَ لَا يدَريِ‌ أَينَ نَاقَتُهُ وَ إنِيّ‌ وَ اللّهِ لَا أَعلَمُ إِلّا مَا علَمّنَيِ‌َ اللّهُ وَ لَقَد أعَلمَنَيِ‌َ الآنَ وَ دلَنّيِ‌ عَلَيهَا وَ أَنّهَا فِي الواَديِ‌ فِي شِعبِ كَذَا وَ أَشَارَ إِلَي الشّعبِ حَبَسَتهَا شَجَرَةٌ بِزِمَامِهَا فَذَهَبُوا وَ جَاءُوا بِهَا.

وَ مِنهَا أَنّهُص قَالَ إِنّكُم سَتَأتُونَ غَداً إِن شَاءَ اللّهُ عَينَ تَبُوكَ وَ إِنّكُم لَن تَأتُوهَا إِلّا حِينَ يَضحَي النّهَارُ فَمَن جَاءَهَا فَلَا يَمَسّ مِن مَائِهَا شَيئاً حَتّي آتيِ‌َ قَالَ مُعَاذٌ فَجِئنَاهَا وَ قَد سَبَقَ إِلَيهَا رَجُلَانِ وَ العَينُ مِثلُ الشّرَاكِ يَبِضّ بشِيَ‌ءٍ يَسِيرٍ مِنَ المَاءِ فَسَأَلَهُمَا هَل مَسَستُمَا مِن مَائِهَا شَيئاً فَقَالَا نَعَم فَقَالَ لَهُمَا مَا شَاءَ أَن يَقُولَ ثُمّ أَمَرَ فَغَرَفُوا مِنَ العَينِ قَلِيلًا قَلِيلًا حَتّي اجتَمَعَ شَيءٌ ثُمّ غَسَلَ النّبِيّص فِيهِ وَجهَهُ وَ يَدَيهِ ثُمّ أَعَادَهُ فِيهَا فَجَاءَتِ العَينُ بِمَاءٍ كَثِيرٍ فَاستَقَي النّاسُ وَ كَفَاهُم.

وَ مِنهَا أَنّ ذَا البِجَادَينِ لَمّا أَسلَمَ وَ لَبِثَ زَمَاناً وَ تَعَلّمَ القُرآنَ خَرَجَ مَعَهُص إِلَي تَبُوكَ فَلَمّا حَصَلَ بِتَبُوكَ قَالَ يَا رَسُولَ اللّهِص ادعُ اللّهَ لِي بِالشّهَادَةِ فَقَالَ ائتنِيِ‌ بِلِحَاءِ سَمُرَةٍ فَأَتَاهُ بِهِ فَرَبَطَهُ رَسُولُ اللّهِص عَلَي عَضُدِهِ وَ قَالَ أللّهُمّ حَرّم دَمَهُ عَلَي الكُفّارِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا هَذَا أَرَدتُ فَقَالَ النّبِيّص إِنّكَ إِذ خَرَجَت غَازِياً فِي سَبِيلِ اللّهِ فَأَخَذَتكَ الحُمّي وَ قَتَلَتكَ فَأَنتَ شَهِيدٌ فَلَمّا أَقَامُوا بِتَبُوكَ أَيّاماً أَخَذَتهُ الحُمّي فتَوُفُيّ‌َ.

وَ مِنهَا أَنّهُص فِي تَبُوكَ دَعَا مِرَاراً كَثِيرَةً بِالطّعَامِ فَجَاءَهُ بِلَالٌ بِبَقِيّةٍ مِنَ


صفحه : 251

الطّعَامِ قَلِيلَةٍ وَ كَانَت عِندَهُ جَمَاعَةٌ كَثِيرَةٌ فَمَسّ بِيَدِهِ الطّعَامَ وَ كَانَ تَمراً وَ غَيرَهُ فَأَكَلُوا مِنهُ جَمِيعاً حَتّي شَبِعُوا وَ بقَيِ‌َ مِنَ الطّعَامِ أَكثَرَ مِمّا كَانَ أَوّلًا

و قدظهر علي يده من المعجزات في هذه السفرة أكثر من ذلك لكنا ذكرنا منها لمعا و لمانزل النبي ص تبوك أقام بهاشهرين و كان ماأخبر به النبي ص من بعث هرقل أصحابه ودنوه إلي أدني الشام وعزمه علي قتال النبي ص والمسلمين باطلا وبعث هرقل رجلا من غسان إلي النبي ص ينظر إلي صفته وعلاماته و إلي حمرة في عينيه و إلي خاتم النبوة وسأل فإذا هو لايقبل الصدقة فوعي أشياء من صفات النبي ص ثم انصرف إلي هرقل فذكرها له فدعا هرقل قومه إلي التصديق به فأبوا عليه حتي خافهم علي ملكه وأسلم هوسرا منهم وامتنع من قتال النبي ص فلم يؤذن النبي ص لقتاله فرجع قالوا وهاجت ريح شديدة بتبوك فقال رسول الله ص هذالموت منافق عظيم النفاق فقدموا المدينة فوجدوا منافقا قدمات ذلك اليوم ثم ذكر قصة العقبة وقصة أكيدر.توضيح الحجر بالكسر ديار ثمود خنق أي خنقته الجن في خلائه حتي غشي‌ عليه أومات و علي التقديرين أفاق أوحيي‌ بدعائه ص حتي سحت بتشديده الحاء أي صبت والسح الصب أوالسيلان من فوق والرواء بالفتح والمد الماء الكثير وقيل العذب ألذي للواردين فيه ري‌ ويقال بض الماء إذاقطر وسال

28- مِنَ الدّيوَانِ المَنسُوبِ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع


أَلَا بَاعَدَ اللّهُ أَهلَ النّفَاقِ   وَ أَهلَ الأَرَاجِيفِ وَ البَاطِلِ

يَقُولُونَ لِي قَد قَلَاكَ الرّسُولُ   فَخَلّاكَ فِي الخَالِفِ الخَاذِلِ

وَ مَا ذَاكَ إِلّا لِأَنّ النّبِيّ   جَفَاكَ وَ مَا كَانَ بِالفَاعِلِ

فَسِرتُ وَ سيَفيِ‌ عَلَي عاَتقِيِ‌   إِلَي الرّاحِمِ الحَاكِمِ الفَاضِلِ

صفحه : 252


فَلَمّا رآَنيِ‌ هَفَا قَلبُهُ   وَ قَالَ مَقَالَ الأَخِ السّائِلِ

أَ مِمّ ابنَ عمَيّ‌ فَأَنبَأتُهُ   بِإِرجَافِ ذيِ‌ الحَسَدِ الدّاغِلِ

فَقَالَ أخَيِ‌ أَنتَ مِن دُونِهِم   كَهَارُونَ مُوسَي وَ لَم يَأتَلِ

بيان الخالف المتأخر لنقصان أوقصور و قال الأصمعي‌ إذاتخلف الظبي‌ عن القطيع قيل خذل وهفا الطائر أي خفق وطار ويقال ائتلي في الأمر إذاقصر

باب 03-قصة أبي عامر الراهب ومسجد الضرار و فيه مايتعلق بغزوة تبوك

الآيات التوبةوَ الّذِينَ اتّخَذُوا مَسجِداً ضِراراً وَ كُفراً وَ تَفرِيقاً بَينَ المُؤمِنِينَ وَ إِرصاداً لِمَن حارَبَ اللّهَ وَ رَسُولَهُ مِن قَبلُ وَ لَيَحلِفُنّ إِن أَرَدنا إِلّا الحُسني وَ اللّهُ يَشهَدُ إِنّهُم لَكاذِبُونَ لا تَقُم فِيهِ أَبَداً لَمَسجِدٌ أُسّسَ عَلَي التّقوي مِن أَوّلِ يَومٍ أَحَقّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجالٌ يُحِبّونَ أَن يَتَطَهّرُوا وَ اللّهُ يُحِبّ المُطّهّرِينَ أَ فَمَن أَسّسَ بُنيانَهُ عَلي تَقوي مِنَ اللّهِ وَ رِضوانٍ خَيرٌ أَم مَن أَسّسَ بُنيانَهُ عَلي شَفا جُرُفٍ هارٍ فَانهارَ بِهِ فِي نارِ جَهَنّمَ وَ اللّهُ لا يهَديِ‌ القَومَ الظّالِمِينَ لا يَزالُ بُنيانُهُمُ ألّذِي بَنَوا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِم إِلّا أَن تَقَطّعَ قُلُوبُهُم وَ اللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌتفسير قال الطبرسي‌ قدس الله روحه في قوله تعالي وَ الّذِينَ اتّخَذُوا مَسجِداً قال المفسرون إن بني‌ عمرو بن عوف اتخذوا مسجد قباء وبعثوا إلي رسول الله ص أن يأتيهم فأتاهم فصلي فيه فحسدهم جماعة من المنافقين من بني‌ غنم بن عوف فقالوا نبني‌ مسجدا نصلي‌ فيه و لانحضر جماعة محمدص وكانوا


صفحه : 253

اثني‌ عشر رجلا وقيل خمسة عشر رجلا منهم ثعلبة بن حاطب ومعتب بن قشير ونبتل بن الحارث فبنوا مسجدا إلي جنب مسجد قباء فلما فرغوا منه أتوا رسول الله ص و هويتجهز إلي تبوك فقالوا يا رسول الله ص إنا قدبنينا مسجدا لذي‌ العلة والحاجة والليلة المطيرة والليلة الشاتية وإنا نحب أن تأتينا فتصلي‌ لنا فيه وتدعو بالبركة فقال ص إني‌ علي جناح السفر و لوقدمنا أتيناكم إن شاء الله فصلينا لكم فلما انصرف رسول الله من تبوك نزلت عليه الآية في شأن المسجدضِراراً أي مضارة بأهل مسجد قباء أومسجد الرسول ص ليقل الجمع فيه وَ كُفراً أي ولإقامة الكفر فيه أو كان اتخاذهم ذلك كفرا أوليكفروا فيه بالطعن علي رسول الله ص والإسلام وَ تَفرِيقاً بَينَ المُؤمِنِينَ أي لاختلاف الكلمة وإبطال الألفة وتفريق الناس عن رسول الله ص وَ إِرصاداً لِمَن حارَبَ اللّهَ وَ رَسُولَهُ مِن قَبلُ و هو أبوعامر الراهب و كان من قصته أنه كان قدترهب في الجاهلية ولبس المسوح فلما قدم النبي ص المدينة حزب عليه الأحزاب ثم هرب بعدفتح مكة إلي الطائف فلما أسلم أهل الطائف لحق بالشام وخرج إلي الروم وتنصر و هو أبوحنظلة غسيل الملائكة ألذي قتل مع النبي ص يوم أحد و كان جنبا فغسلته الملائكة وسمي رسول الله أباعامر الفاسق و كان قدأرسل إلي المنافقين أن استعدوا وابنوا مسجدا فإني‌ أذهب إلي قيصر وآتي‌ من عنده بجنود وأخرج محمدا من المدينة فكان هؤلاء المنافقون يتوقعون أن يجيئهم أبوعامر فمات قبل أن يبلغ ملك الروم وَ لَيَحلِفُنّ إِن أَرَدنا إِلّا الحُسني أي يحلفون كاذبين ماأردنا ببناء هذاالمسجد إلا


صفحه : 254

الفعلة الحسني من التوسعة علي أهل الضعف والعلة من المسلمين فاطلع الله نبيه علي خبث سريرتهم فقال وَ اللّهُ يَشهَدُ إِنّهُم لَكاذِبُونَفَوَجّهَ رَسُولُ اللّهِص عِندَ قُدُومِهِ مِن تَبُوكَ عَاصِمَ بنَ عَوفٍ العجَلاَنيِ‌ّ وَ مَالِكَ بنَ الدّخشُمِ وَ كَانَ مَالِكٌ مِن بنَيِ‌ عَمرِو بنِ عَوفٍ فَقَالَ لَهُمَا انطَلِقَا إِلَي هَذَا المَسجِدِ الظّالِمِ أَهلُهُ فَاهدِمَاهُ وَ حَرّقَاهُ

وَ روُيِ‌َ أَنّهُ بَعَثَ عَمّارَ بنَ يَاسِرٍ وَ وَحشِيّاً فَحَرّقَاهُ وَ أَمَرَ بِأَن يُتّخَذَ كُنَاسَةً تُلقَي فِيهِ الجِيَفُ

ثم نهي الله نبيه أن يقوم في هذاالمسجد فقال لا تَقُم فِيهِ أَبَداً أي لاتصل ثم أقسم فقال لَمَسجِدٌ أي و الله لمسجدأُسّسَ عَلَي التّقوي أي بني‌ أصله علي تقوي الله وطاعته مِن أَوّلِ يَومٍ أي منذ أول يوم وضع أساسه أَحَقّ أَن تَقُومَ فِيهِ أي أولي بأن تصلي‌ فيه واختلف في هذاالمسجد فقيل هومسجد قباء وقيل مسجد رسول الله ص وقيل كل مسجد بني‌ للإسلام وأريد به وجه الله تعالي فِيهِ أي في هذاالمسجدرِجالٌ يُحِبّونَ أَن يَتَطَهّرُوا أي يصلوا لله متطهرين بأبلغ الطهارة وقيل يحبون أن يتطهروا من الذنوب وقيل يحبون أن يتطهروا بالماء عن الغائط والبول و هوالمروي‌ عن السيدين الباقر والصادق ع

وَ روُيِ‌َ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ لِأَهلِ قُبَاءَ مَا ذَا تَفعَلُونَ فِي طُهرِكُم فَإِنّ اللّهَ تَعَالَي قَد أَحسَنَ عَلَيكُمُ الثّنَاءَ قَالُوا نَغسِلُ أَثَرَ الغَائِطِ فَقَالَ أَنزَلَ اللّهُ فِيكُموَ اللّهُ يُحِبّ المُطّهّرِينَ

أي المتطهرين أَ فَمَن أَسّسَ بُنيانَهُ إلي قوله شَفا جُرُفٍ هارٍالشفا حرف الشي‌ء وشفيره وجرف الوادي‌ جانبه ألذي ينحفر بالماء أصله وهار الجرف يهور هورا فهو هائر وتهور وانهار وهار أصله هائر و هو من المقلوب كمايقال شاكي‌ السلاح أي شائك وتهور البناء تساقط فالله تعالي شبه بنيانهم علي نار جهنم بالبناء علي جانب نهر هذه صفته فَانهارَ بِهِ فِي نارِ جَهَنّمَ أي يوقعه ذلك البناء في نار جهنم وروي‌ عن جابر بن عبد الله أنه قال رأيت المسجد ألذي بني‌ ضرارا يخرج منه الدخان لا يَزالُ بُنيانُهُمُ ألّذِي بَنَوا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِم أي شكا في قلوبهم فيما كان من إظهار إسلامهم وثباتا علي


صفحه : 255

النفاق وقيل حزازة في قلوبهم وقيل حسرة يترددون فيهاإِلّا أَن تَقَطّعَ قُلُوبُهُم أي إلا أن يموتوا وقيل إلا أن يتوبوا توبة تنقطع بهاقلوبهم ندما وأسفا علي تفريطهم وَ اللّهُ عَلِيمٌبنيتهم في بناء المسجدحَكِيمٌ في أمره بنقضه

1- فس ،[تفسير القمي‌] قَولُهُالّذِينَ اتّخَذُوا مَسجِداً ضِراراً وَ كُفراًفَإِنّهُ كَانَ سَبَبُ نُزُولِهَا أَنّهُ جَاءَ قَومٌ مِنَ المُنَافِقِينَ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ أَ تَأذَنُ لَنَا فنَبَنيِ‌َ مَسجِداً فِي بنَيِ‌ سَالِمٍ لِلعَلِيلِ وَ اللّيلَةِ المَطِيرَةِ وَ الشّيخِ الفاَنيِ‌ فَأَذِنَ لَهُم رَسُولُ اللّهِص وَ هُوَ عَلَي الخُرُوجِ إِلَي تَبُوكَ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ لَو أَتَيتَنَا فَصَلّيتَ فِيهِ قَالَ أَنَا عَلَي جَنَاحِ الطّيرِ فَإِذَا وَافَيتُ إِن شَاءَ اللّهُ أَتَيتُهُ فَصَلّيتُ فِيهِ فَلَمّا أَقبَلَ رَسُولُ اللّهِص مِن تَبُوكَ نَزَلَت عَلَيهِ هَذِهِ الآيَةُ فِي شَأنِ المَسجِدِ وَ أَبِي عَامِرٍ الرّاهِبِ وَ قَد كَانُوا حَلَفُوا لِرَسُولِ اللّهِص أَنّهُم يَبنُونَ ذَلِكَ لِلصّلَاحِ وَ الحُسنَي فَأَنزَلَ اللّهُ عَلَي رَسُولِهِوَ الّذِينَ اتّخَذُوا مَسجِداً إِلَي قَولِهِ تَعَالَيوَ إِرصاداً لِمَن حارَبَ اللّهَ وَ رَسُولَهُ مِن قَبلُيعَنيِ‌ أَبَا عَامِرٍ الرّاهِبَ كَانَ يَأتِيهِم فَيَذكُرُ رَسُولَ اللّهِ وَ أَصحَابَهُ قَولُهُلَمَسجِدٌ أُسّسَ عَلَي التّقوييعَنيِ‌ مَسجِدَ قُبَاءَ قَولُهُفِيهِ رِجالٌ يُحِبّونَ أَن يَتَطَهّرُوا قَالَ كَانُوا يَتَطَهّرُونَ بِالمَاءِ

وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَمَسجِدُ الضّرَارِ ألّذِي أُسّسَعَلي شَفا جُرُفٍ هارٍ فَانهارَ بِهِ فِي نارِ جَهَنّمَ قَولُهُإِلّا أَن تَقَطّعَ قُلُوبُهُم إِلّا فِي مَوضِعِ حَتّي فَبَعَثَ رَسُولُ اللّهِص مَالِكَ بنَ دُخشُمٍ الخزُاَعيِ‌ّ وَ عَامِرَ بنَ عدَيِ‌ّ أَخَا بنَيِ‌ عَمرِو بنِ عَوفٍ عَلَي أَن يَهدِمُوهُ وَ يُحرِقُوهُ فَجَاءَ مَالِكٌ فَقَالَ لِعَامِرٍ انتظَرِنيِ‌ حَتّي أُخرِجَ نَاراً مِن منَزلِيِ‌ فَدَخَلَ وَ جَاءَ بِنَارٍ وَ أَشعَلَ فِي سَعَفِ النّخلِ ثُمّ أَشعَلَهُ فِي المَسجِدِ فَتَفَرّقُوا


صفحه : 256

وَ قَعَدَ زَيدُ بنُ حَارِثَةَ حَتّي احتَرَقَتِ البَنِيّةُ ثُمّ أَمَرَ بِهَدمِ حَائِطِهِ

2- كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ وَ مُحَمّدُ بنُ إِسمَاعِيلَ عَنِ الفَضلِ بنِ شَاذَانَ عَن صَفوَانَ بنِ يَحيَي وَ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ جَمِيعاً عَن مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع لَا تَدَع إِتيَانَ المَشَاهِدِ كُلّهَا مَسجِدِ قُبَاءَ فَإِنّهُ المَسجِدُ ألّذِيأُسّسَ عَلَي التّقوي مِن أَوّلِ يَومٍ

3- كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ هِلَالٍ عَن عُقبَةَ بنِ خَالِدٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ ابدَأ بِقُبَا فَصَلّ فِيهِ وَ أَكثِر فَإِنّهُ أَوّلُ مَسجِدٍ صَلّي فِيهِ رَسُولُ اللّهِص فِي هَذِهِ العَرصَةِ

4- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَنِ الحلَبَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَنِ المَسجِدِ ألّذِيأُسّسَ عَلَي التّقوي مِن أَوّلِ يَومٍ فَقَالَ مَسجِدُ قُبَاءَ

5- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن زُرَارَةَ وَ حُمرَانَ وَ مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ وَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع عَن قَولِهِلَمَسجِدٌ أُسّسَ عَلَي التّقوي مِن أَوّلِ يَومٍ قَالَ مَسجِدُ قُبَاءَ وَ أَمّا قَولُهُأَحَقّ أَن تَقُومَ فِيهِيعَنيِ‌ مِن مَسجِدِ النّفَاقِ وَ كَانَ عَلَي طَرِيقِهِ إِذَا أَتَي مَسجِدَ قُبَاءَ فَكَانَ يَنضَحُ بِالمَاءِ وَ السّدرِ وَ يَرفَعُ ثِيَابَهُ عَن سَاقَيهِ وَ يمَشيِ‌ عَلَي حَجَرٍ فِي نَاحِيَةِ الطّرِيقِ وَ يُسرِعُ المشَي‌َ وَ يَكرَهُ أَن يُصِيبَ ثِيَابَهُ مِنهُ شَيءٌ فَسَأَلتُهُ هَل كَانَ النّبِيّص يصُلَيّ‌ فِي مَسجِدِ قُبَاءَ قَالَ نَعَم كَانَ مَنزِلُهُ عَلَي سَعدِ بنِ خَيثَمَةَ الأنَصاَريِ‌ّ

6- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَنِ الحلَبَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَن قَولِ اللّهِفِيهِ رِجالٌ يُحِبّونَ أَن يَتَطَهّرُوا قَالَ الّذِينَ يُحِبّونَ أَن يَتَطَهّرُوا نُظفَ الوُضُوءِ وَ هُوَ الِاستِنجَاءُ بِالمَاءِ وَ قَالَ نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ فِي أَهلِ قُبَاءَ


صفحه : 257

وَ فِي رِوَايَةِ ابنِ سِنَانٍ عَنهُ ع قَالَ قُلتُ مَا ذَلِكَ الطّهرُ قَالَ نُظفُ الوُضُوءِ إِذَا خَرَجَ أَحَدُهُم مِنَ الغَائِطِ فَمَدَحَهُمُ اللّهُ بِتَطَهّرِهِم

بيان نظف الوضوء كان المراد بالوضوء الاستنجاء أي النظافة الحاصلة بالاستنجاء أوالمراد بالنظف المبالغة في إزالة الغائط من قولهم استنظف الشي‌ء إذاأخذه كله ويحتمل الوضوء المصطلح أي التنظف قبل الوضوء ولأجله

7-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] لَمّا مَاتَ سَعدُ بنُ مُعَاذٍ بَعدَ أَن شَفَي مِن بنَيِ‌ قُرَيظَةَ بِأَن قُتِلُوا أَجمَعِينَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَرحَمُكَ اللّهُ يَا سَعدُ فَلَقَد كُنتَ شَجاً فِي حُلُوقِ الكَافِرِينَ لَو بَقِيتَ لَكَفَفتَ العِجلَ ألّذِي يُرَادُ نَصبُهُ فِي بَيضَةِ الإِسلَامِ كَعِجلِ قَومِ مُوسَي قَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِص أَ وَ عِجلٌ يُرَادُ أَن يُتّخَذَ فِي مَدِينَتِكَ هَذِهِ قَالَ بَلَي وَ اللّهِ يُرَادُ وَ لَو كَانَ لَهُم سَعدٌ حَيّاً مَا استَمَرّ تَدبِيرُهُم وَ يَستَمِرّونَ بِبَعضِ تَدبِيرِهِم ثُمّ اللّهُ يُبطِلُهُ قَالُوا أَ تُخبِرُنَا كَيفَ يَكُونُ ذَلِكَ قَالَ دَعُوا ذَلِكَ لِمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُدَبّرَهُ. قَالَ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ ع وَ لَقَدِ اتّخَذَ المُنَافِقُونَ مِن أُمّةِ مُحَمّدٍص بَعدَ مَوتِ سَعدِ بنِ مُعَاذٍ وَ بَعدَ انطِلَاقِ مُحَمّدٍص إِلَي تَبُوكَ أَبَا عَامِرٍ الرّاهِبَ أَمِيراً وَ رَئِيساً وَ بَايَعُوا لَهُ وَ تَوَاطَئُوا عَلَي إِنهَابِ المَدِينَةِ وَ سبَي‌ِ ذرَاَريِ‌ّ رَسُولِ اللّهِص وَ سَائِرِ أَهلِهِ وَ صَحَابَتِهِ وَ دَبّرُوا التّبيِيتَ عَلَي مُحَمّدٍ لِيَقتُلُوهُ فِي طَرِيقِهِ إِلَي تَبُوكَ فَأَحسَنَ اللّهُ الدّفَاعَ عَن مُحَمّدٍص وَ فَضَحَ المُنَافِقِينَ وَ أَخزَاهُم وَ ذَلِكَ أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ لَتَسلُكُنّ سُبُلَ مَن كَانَ قَبلَكُم حَذوَ النّعلِ بِالنّعلِ وَ القُذّةِ بِالقُذّةِ حَتّي لَو أَنّ أَحَدَهُم دَخَلَ جُحرَ ضَبّ لَدَخَلتُمُوهُ قَالُوا يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ مَن كَانَ هَذَا العِجلُ وَ مَا ذَا كَانَ هَذَا التّدبِيرُ فَقَالَ ع اعلَمُوا أَنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ يَأتِيهِ الأَخبَارُ عَن صَاحِبِ دَومَةِ الجَندَلِ وَ كَانَ مَلِكُ تِلكَ النوّاَحيِ‌ لَهُ مَملَكَةٌ عَظِيمَةٌ مِمّا يلَيِ‌ الشّامَ وَ كَانَ يُهَدّدُ رَسُولَ اللّهِص


صفحه : 258

بِأَنّهُ يَقصِدُهُ وَ يَقتُلُ أَصحَابَهُ وَ يُبِيدُ خَضرَاءَهُم وَ كَانَ أَصحَابُ رَسُولِ اللّهِ خَائِفِينَ وَجِلِينَ مِن قِبَلِهِ حَتّي كَانُوا يَتَنَاوَبُونَ عَلَي رَسُولِ اللّهِص كُلّ يَومٍ عِشرُونَ مِنهُم وَ كُلّمَا صَاحَ صَائِحٌ ظَنّوا أَنّهُ قَد طَلَعَ أَوَائِلُ رِجَالِهِ وَ أَصحَابِهِ وَ أَكثَرَ المُنَافِقُونَ الأَرَاجِيفَ وَ الأَكَاذِيبَ وَ جَعَلُوا يَتَخَلّلُونَ أَصحَابَ مُحَمّدٍص وَ يَقُولُونَ إِنّ أُكَيدِرَ قَد أَعَدّ مِنَ الرّجَالِ كَذَا وَ مِنَ الكُرَاعِ كَذَا وَ مِنَ المَالِ كَذَا وَ قَد نَادَي فِيمَا يَلِيهِ مِن وِلَايَتِهِ أَلَا قَد أَبَحتُكُمُ النّهبَ وَ الغَارَةَ فِي المَدِينَةِ ثُمّ يُوَسوِسُونَ إِلَي ضُعَفَاءِ المُسلِمِينَ يَقُولُونَ لَهُم فَأَينَ يَقَعُ أَصحَابُ مُحَمّدٍ مِن أَصحَابِ أُكَيدِرَ يُوشِكُ أَن يَقصِدَ المَدِينَةَ فَيَقتُلَ رِجَالَهَا وَ يسَبيِ‌َ ذَرَارِيّهَا وَ نِسَاءَهَا حَتّي آذَي ذَلِكَ قُلُوبَ المُؤمِنِينَ فَشَكَوا إِلَي رَسُولِ اللّهِص مَا هُم عَلَيهِ مِنَ الخِدعِ ثُمّ إِنّ المُنَافِقِينَ اتّفَقُوا وَ بَايَعُوا أَبَا عَامِرٍ الرّاهِبَ ألّذِي سَمّاهُ رَسُولُ اللّهِص الفَاسِقَ وَ جَعَلُوهُ أَمِيراً عَلَيهِم وَ بَخَعُوا لَهُ بِالطّاعَةِ فَقَالَ لَهُم الرأّي‌ُ أَن أَغِيبَ عَنِ المَدِينَةِ لِئَلّا أُتّهَمَ بِتَدبِيرِكُم وَ كَاتَبُوا أُكَيدِرَ فِي دَومَةِ الجَندَلِ لِيَقصِدَ المَدِينَةَ لِيَكُونُوا هُم عَلَيهِ وَ هُوَ يَقصِدُهُم فَيَصطَلِمُوهُ فَأَوحَي اللّهُ إِلَي مُحَمّدٍص وَ عَرّفَهُ مَا اجتَمَعُوا عَلَيهِ مِن أَمرِهِم وَ أَمَرَهُ بِالمَسِيرِ إِلَي تَبُوكَ وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا أَرَادَ غَزواً وَرّي بِغَيرِهِ إِلّا غَزَاةَ تَبُوكَ فَإِنّهُ أَظهَرَ مَا كَانَ يُرِيدُهُ وَ أَمَرَهُم أَن يَتَزَوّدُوا لَهَا وَ هيِ‌َ الغَزَاةُ التّيِ‌ افتَضَحَ فِيهِ المُنَافِقُونَ وَ ذَمّهُمُ اللّهُ تَعَالَي فِي تَثبِيطِهِم عَنهَا وَ أَظهَرَ رَسُولُ اللّهِص مَا أوُحيِ‌َ إِلَيهِ أَن سَيُظفِرَهُ بِأُكَيدِرَ حَتّي يَأخُذَهُ وَ يُصَالِحَهُ عَلَي أَلفِ أُوقِيّةٍ مِن ذَهَبٍ فِي صَفَرٍ وَ أَلفِ أُوقِيّةٍ مِن ذَهَبٍ فِي رَجَبٍ وَ ماِئتَيَ‌ حُلّةٍ فِي صَفَرٍ وَ ماِئتَيَ‌ حُلّةٍ فِي رَجَبٍ وَ يَنصَرِفَ سَالِماً إِلَي ثَمَانِينَ يَوماً فَقَالَ لَهُم


صفحه : 259

رَسُولُ اللّهِص إِنّ مُوسَي وَعَدَ قَومَهُ أَربَعِينَ لَيلَةً وَ إنِيّ‌ أَعِدُكُم ثَمَانِينَ لَيلَةً ثُمّ أَرجِعُ سَالِماً غَانِماً ظَافِراً بِلَا حَربٍ يَكُونُ وَ لَا أَحَدٌ يُستَأسَرُ مِنَ المُؤمِنِينَ فَقَالَ المُنَافِقُونَ لَا وَ اللّهِ وَ لَكِنّهَا آخِرُ كَسرَاتِهِ التّيِ‌ لَا يَنجَبِرُ بَعدَهَا إِنّ أَصحَابَهُ لَيَمُوتُ بَعضُهُم فِي هَذَا الحَرّ وَ رِيَاحِ البوَاَديِ‌ وَ مِيَاهِ المَوَاضِعِ المُؤذِيَةِ الفَاسِدَةِ وَ مَن سَلِمَ مِن ذَلِكَ فَبَينَ أَسِيرٍ فِي يَدِ أُكَيدِرَ وَ قَتِيلٍ وَ جَرِيحٍ وَ استَأذَنَهُ المُنَافِقُونَ بِعِلَلٍ ذَكَرُوهَا بَعضُهُم يَعتَلّ بِالحَرّ وَ بَعضُهُم بِمَرَضٍ يَجِدُهُ وَ بَعضُهُم بِمَرَضِ عِيَالِهِ وَ كَانَ يَأذَنُ لَهُم فَلَمّا صَحّ عَزمُ رَسُولِ اللّهِص عَلَي الرّحلَةِ إِلَي تَبُوكَ عَمَدَ هَؤُلَاءِ المُنَافِقُونَ فَبَنَوا مَسجِداً خَارِجَ المَدِينَةِ وَ هُوَ مَسجِدُ الضّرَارِ يُرِيدُونَ الِاجتِمَاعَ فِيهِ وَ يُوهِمُونَ أَنّهُ لِلصّلَاةِ وَ إِنّمَا كَانَ لِيَجتَمِعُوا فِيهِ لِعِلّةِ الصّلَاةِ فَيَتِمّ لَهُم بِهِ مَا يُرِيدُونَ ثُمّ جَاءَ جَمَاعَةٌ مِنهُم إِلَي رَسُولِ اللّهِص وَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّ بُيُوتَنَا قَاصِيَةٌ عَن مَسجِدِكَ وَ إِنّا نَكرَهُ الصّلَاةَ فِي غَيرِ جَمَاعَةٍ وَ يَصعُبُ عَلَينَا الحُضُورُ وَ قَد بَنَينَا مَسجِداً فَإِن رَأَيتَ أَن تَقصِدَهُ وَ تصُلَيّ‌َ فِيهِ لِنَتَيَمّنَ وَ نَتَبَرّكَ بِالصّلَاةِ فِي مَوضِعِ مُصَلّاكَ فَلَم يُعَرّفهُم رَسُولُ اللّهِص مَا عَرّفَهُ اللّهُ مِن أَمرِهِم وَ نِفَاقِهِم وَ قَالَ ائتوُنيِ‌ بحِمِاَريِ‌ فأَتُيِ‌َ بِاليَعفُورِ فَرَكِبَهُ يُرِيدُ نَحوَ مَسجِدِهِم فَكُلّمَا بَعَثَهُ هُوَ وَ أَصحَابُهُ لَم يَنبَعِث وَ لَم يَمشِ فَإِذَا صُرِفَ رَأسُهُ إِلَي غَيرِهِ سَارَ أَحسَنَ سَيرٍ وَ أَطيَبَهُ قَالُوا لَعَلّ هَذَا الحِمَارَ قَد رَأَي فِي هَذَا الطّرِيقِ شَيئاً كَرِهَهُ فَلِذَلِكَ لَا يَنبَعِثُ نَحوَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص ايتوُنيِ‌


صفحه : 260

بِفَرَسٍ فَرَكِبَهُ فَكُلّمَا بَعَثَهُ نَحوَ مَسجِدِهِم لَم يَنبَعِث وَ كُلّمَا حَرّكُوهُ نَحوَهُ لَم يَتَحَرّك حَتّي إِذَا وَلّوا رَأسَهُ إِلَي غَيرِهِ سَارَ أَحسَنَ سَيرٍ فَقَالُوا لَعَلّ هَذَا الفَرَسَ قَد كَرِهَ شَيئاً فِي هَذَا الطّرِيقِ فَقَالَ تَعَالَوا نَمشِ إِلَيهِ فَلَمّا تَعَاطَي هُوَ وَ أَصحَابُهُ المشَي‌َ نَحوَ المَسجِدِ جَفّوا فِي مَوَاضِعِهِم وَ لَم يَقدِرُوا عَلَي الحَرَكَةِ وَ إِذَا هَمّوا بِغَيرِهِ مِنَ المَوَاضِعِ خَفّت حَرَكَاتُهُم وَ حَنّت أَبدَانُهُم وَ نَشِطَت قُلُوبُهُم فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ هَذَا أَمرٌ قَد كَرِهَهُ اللّهُ فَلَيسَ يُرِيدُهُ الآنَ وَ أَنَا عَلَي جَنَاحِ سَفَرٍ فَأَمهِلُوا حَتّي أَرجِعَ إِن شَاءَ اللّهُ تَعَالَي ثُمّ أَنظُرَ فِي هَذَا نَظَراً يَرضَاهُ اللّهُ تَعَالَي وَ جَدّ فِي العَزمِ عَلَي الخُرُوجِ إِلَي تَبُوكَ وَ عَزَمَ المُنَافِقُونَ عَلَي اصطِلَامِ مُخَلّفِيهِم إِذَا خَرَجُوا فَأَوحَي اللّهُ تَعَالَي إِلَيهِ يَا مُحَمّدُ إِنّ العلَيِ‌ّ الأَعلَي يَقرَأُ عَلَيكَ السّلَامَ وَ يَقُولُ لَكَ إِمّا أَن تَخرُجَ أَنتَ وَ يُقِيمَ عَلِيّ وَ إِمّا أَن يَخرُجَ عَلِيّ وَ تُقِيمَ أَنتَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص ذَاكَ لعِلَيِ‌ّ فَقَالَ عَلِيّ السّمعَ وَ الطّاعَةَ لِأَمرِ اللّهِ وَ أَمرِ رَسُولِهِ وَ إِن كُنتُ أُحِبّ أَن لَا أَتَخَلّفَ عَن رَسُولِ اللّهِص فِي حَالٍ مِنَ الأَحوَالِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أَ مَا تَرضَي أَن تَكُونَ منِيّ‌ بِمَنزِلَةِ هَارُونَ مِن مُوسَي إِلّا أَنّهُ لَا نبَيِ‌ّ بعَديِ‌ فَقَالَ رَضِيتُ يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص يَا أَبَا الحَسَنِ إِنّ لَكَ أَجرَ خُرُوجِكَ معَيِ‌ فِي مُقَامِكَ بِالمَدِينَةِ وَ إِنّ اللّهَ قَد جَعَلَكَ أُمّةً وَحدَكَ كَمَا جَعَلَ اِبرَاهِيمَ أُمّةً تَمنَعُ جَمَاعَةَ المُنَافِقِينَ وَ الكُفّارِ هَيبَتُكَ عَنِ الحَرَكَةِ عَلَي المُسلِمِينَ فَلَمّا خَرَجَ رَسُولُ اللّهِص وَ شَيّعَهُ عَلِيّ ع خَاضَ المُنَافِقُونَ وَ قَالُوا إِنّمَا خَلّفَهُ مُحَمّدٌ بِالمَدِينَةِ لِبُغضِهِ لَهُ وَ مَلَالَةٍ مِنهُ وَ مَا أَرَادَ بِذَلِكَ إِلّا أَن يُبَيّتَهُ المُنَافِقُونَ فَيَقتُلُوهُ وَ يُحَارِبُوهُ فَيُهلِكُوهُ فَاتّصَلَ


صفحه : 261

ذَلِكَ بِرَسُولِ اللّهِص فَقَالَ عَلِيّ ع تَسمَعُ مَا يَقُولُونَ يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أَ مَا يَكفِيكَ أَنّكَ جِلدَةُ مَا بَينَ عيَنيِ‌ وَ نُورُ بصَرَيِ‌ وَ كَالرّوحِ فِي بدَنَيِ‌. ثُمّ سَارَ رَسُولُ اللّهِص بِأَصحَابِهِ وَ أَقَامَ عَلِيّ ع بِالمَدِينَةِ وَ كَانَ كُلّمَا دَبّرَ المُنَافِقُونَ أَن يَقَعُوا بِالمُسلِمِينَ فَزِعُوا مِن عَلِيّ ع وَ خَافُوا أَن يَقُومَ مَعَهُ عَلَيهِم مَن يَدفَعُهُم عَن ذَلِكَ وَ جَعَلُوا يَقُولُونَ فِيمَا بَينَهُم هيِ‌َ كَرّةُ مُحَمّدٍ التّيِ‌ لَا يَئُوبُ مِنهَا فَلَمّا صَارَ بَينَ رَسُولِ اللّهِص وَ بَينَ أُكَيدِرَ مَرحَلَةٌ قَالَ تِلكَ العَشِيّةُ يَا زُبَيرَ بنَ العَوّامِ يَا سِمَاكَ بنَ خَرَشَةَ امضِيَا فِي عِشرِينَ مِنَ المُسلِمِينَ إِلَي بَابِ قَصرِ أُكَيدِرَ فَخُذَاهُ وَ ائتيِاَنيِ‌ بِهِ قَالَ الزّبَيرُ وَ كَيفَ يَا رَسُولَ اللّهِص نَأتِيكَ بِهِ وَ مَعَهُ مِنَ الجَيشِ ألّذِي قَد عَلِمتَ وَ مَعَهُ فِي قَصرِهِ سِوَي حَشَمِهِ أَلفٌ مَا دُونَ عَبدٍ وَ أَمَةٍ وَ خَادِمٍ قَالَ رَسُولُ اللّهِص تَحتَالَانِ عَلَيهِ وَ تَأخُذَانِهِ قَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ كَيفَ هَذِهِ لَيلَةٌ قَمرَاءُ وَ طَرِيقُنَا أَرضٌ مَلسَاءُ وَ نَحنُ فِي الصّحرَاءِ لَا نَخفَي فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أَ تُحِبّانِ أَن يَستُرَكُمَا اللّهُ عَن عُيُونِهِم وَ لَا يَجعَلَ لَكُمَا ظِلّا إِذَا سِرتُمَا وَ يَجعَلَ لَكُمَا نُوراً كَنُورِ القَمَرِ لَا تَتَبَيّنَانِ مِنهُ قَالَا بَلَي قَالَ عَلَيكُمَا بِالصّلَاةِ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ الطّيّبِينَ مُعتَقِدَينِ أَنّ أَفضَلَ آلِهِ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ وَ تَعتَقِدُ يَا زُبَيرُ أَنتَ خَاصّةً أَن لَا يَكُونَ عَلِيّ ع فِي قَومٍ إِلّا كَانَ هُوَ أَحَقّ بِالوَلَايَةِ عَلَيهِم لَيسَ لِأَحَدٍ أَن يَتَقَدّمَهُ فَإِذَا أَنتُمَا فَعَلتُمَا ذَلِكَ وَ بَلَغتُمَا الظّلّ ألّذِي بَينَ يدَيَ‌ قَصرِهِ مِن حَائِطِ قَصرِهِ فَإِنّ اللّهَ سَيَبعَثُ الغِزلَانَ وَ الأَوعَالَ إِلَي بَابِهِ فَتَحُكّ قُرُونَهَا بِهِ فَيَقُولُ مَن لِمُحَمّدٍ فِي مِثلِ هَذَا


صفحه : 262

فَيَركَبُ فَرَسَهُ لِيَنزِلَ فَيَصطَادَ فيقول [فَتَقُولُ] لَهُ امرَأَتُهُ إِيّاكَ وَ الخُرُوجَ فَإِنّ مُحَمّداً قَد أَنَاخَ بِفِنَائِكَ وَ لَستُ آمَنُ أَن يَحتَالَ عَلَيكَ وَ دَسّ مَن يَغزُونَكَ فَيَقُولُ لَهَا إِلَيكِ عنَيّ‌ فَلَو كَانَ أَحَدٌ يَفصِلُ عَنهُ فِي هَذِهِ اللّيلَةِ لَتَلَقّاهُ فِي هَذَا القَمَرِ عُيُونُ أَصحَابِنَا فِي الطّرِيقِ وَ هَذِهِ الدّنيَا بَيضَاءُ لَا أَحَدَ فِيهَا فَلَو كَانَ فِي ظِلّ قَصرِنَا هَذَا إنِسيِ‌ّ لَنَفَرَت مِنهُ الوَحشُ فَيَنزِلُ لِيَصطَادَ الغِزلَانَ وَ الأَوعَالَ فَتَهرُبُ مِن بَينِ يَدَيهِ وَ يَتبَعُهَا فَتُحِيطَانِ بِهِ وَ تَأخُذَانِهِ وَ كَانَ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللّهِص فَأَخَذُوهُ فَقَالَ لِي إِلَيكُم حَاجَةٌ قَالُوا مَا هيِ‌َ فَإِنّا نَقضِيهَا إِلّا أَن تَسأَلَنَا أَن نُخَلّيَكَ قَالَ تَنزِعُونَ عنَيّ‌ ثوَبيِ‌ هَذَا وَ سيَفيِ‌ وَ منِطقَتَيِ‌ وَ تَحمِلُونَهَا إِلَيهِ وَ تحَملِوُنيِ‌ فِي قمَيِصيِ‌ لِئَلّا يرَاَنيِ‌ فِي هَذَا الزيّ‌ّ بَل يرَاَنيِ‌ فِي زيِ‌ّ تَوَاضُعٍ فَلَعَلّهُ أَن يرَحمَنَيِ‌ فَفَعَلُوا ذَلِكَ فَجَعَلَ المُسلِمُونَ وَ الأَعرَابُ يَلبَسُونَ ذَلِكَ الثّوبَ وَ يَقُولُونَ هَذَا مِن حُلَلِ الجَنّةِ وَ هَذَا مِن حلُيِ‌ّ الجَنّةِ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ لَا وَ لَكِنّهُ ثَوبُ أُكَيدِرَ وَ سَيفُهُ وَ مِنطَقَتُهُ وَ لَمِندِيلُ ابنِ عمَتّيِ‌ الزّبَيرِ وَ سِمَاكٍ فِي الجَنّةِ أَفضَلُ مِن هَذَا إِنِ استَقَامَا عَلَي مَا أَمضَيَا مِن عهَديِ‌ إِلَي أَن يلَقيَاَنيِ‌ عِندَ حوَضيِ‌ فِي المَحشَرِ قَالُوا وَ ذَلِكَ أَفضَلُ مِن هَذَا قَالَ بَل خَيطٌ مِن مِندِيلٍ بِأَيدِيهِمَا فِي الجَنّةِ أَفضَلُ مِن ملِ ءِ الأَرضِ إِلَي السّمَاءِ مِثلَ هَذَا الذّهَبِ فَلَمّا أتُيِ‌َ بِهِ رَسُولَ اللّهِص قَالَ يَا مُحَمّدُ أقَلِنيِ‌ وَ خلَنّيِ‌ عَلَي أَن أَدفَعَ عَنكَ مَن ورَاَئيِ‌ مِن أَعدَائِكَ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِ فَإِن لَم تَفِ بِهِ قَالَ يَا مُحَمّدُ إِن لَم أَفِ لَكَ فَإِن


صفحه : 263

كُنتَ رَسُولَ اللّهِ فَسَيُظفِرُكَ بيِ‌ مَن مَنَعَ ظِلَالَ أَصحَابِكَ أَن يَقَعَ عَلَي الأَرضِ حَتّي أخَذَوُنيِ‌ وَ مَن سَاقَ الغِزلَانَ إِلَي باَبيِ‌ حَتّي استخَرجَتَنيِ‌ مِن قصَريِ‌ وَ أوَقعَتَنيِ‌ فِي أيَديِ‌ أَصحَابِكَ وَ إِن كُنتَ غَيرَ نبَيِ‌ّ فَإِنّ دَولَتَكَ التّيِ‌ أوَقعَتَنيِ‌ فِي يَدِكَ بِهَذِهِ الخَصلَةِ العَجِيبَةِ وَ السّبَبِ اللّطِيفِ ستَوُقعِنُيِ‌ فِي يَدِكَ بِمِثلِهَا قَالَ فَصَالَحَهُ رَسُولُ اللّهِص عَلَي أَلفِ أُوقِيّةٍ مِن ذَهَبٍ فِي رَجَبٍ وَ ماِئتَيَ‌ حُلّةٍ وَ أَلفِ أُوقِيّةٍ فِي صَفَرٍ وَ ماِئتَيَ‌ حُلّةٍ وَ عَلَي أَنّهُم يُضِيفُونَ مَن مَرّ بِهِم مِنَ العَسَاكِرِ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ وَ يُزَوّدُونَهُم إِلَي المَرحَلَةِ التّيِ‌ تَلِيهَا عَلَي أَنّهُم إِن نَقَضُوا شَيئاً مِن ذَلِكَ فَقَد بَرِئَت مِنهُم ذِمّةُ اللّهِ وَ ذِمّةُ مُحَمّدٍ رَسُولِ اللّهِص ثُمّ كَرّ رَسُولُ اللّهِ رَاجِعاً إِلَي المَدِينَةِ إِلَي إِبطَالِ كَيدِ المُنَافِقِينَ فِي نَصبِ ذَلِكَ العِجلِ ألّذِي هُوَ أَبُو عَامِرٍ ألّذِي سَمّاهُ النّبِيّص الفَاسِقَ وَ عَادَ رَسُولُ اللّهِص غَانِماً ظَافِراً وَ أَبطَلَ اللّهُ كَيدَ المُنَافِقِينَ وَ أَمَرَ رَسُولُ اللّهِص بِإِحرَاقِ مَسجِدِ الضّرَارِ وَ أَنزَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ الّذِينَ اتّخَذُوا مَسجِداً ضِراراً وَ كُفراً وَ تَفرِيقاًالآيَاتِ. وَ قَالَ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ ع فَهَذَا العِجلُ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللّهِص دَمّرَ اللّهُ عَلَيهِ وَ أَصَابَهُ بِقُولَنجٍ وَ فَالِجٍ وَ جُذَامٍ وَ لَقوَةٍ وَ بقَيِ‌َ أَربَعِينَ صَبَاحاً فِي أَشَدّ عَذَابٍ صَارَ إِلَي عَذَابِ اللّهِ.

بيان قال الجوهري‌ قولهم أباد الله خضراءهم أي سوادهم ومعظمهم قوله وحنت أبدانهم لعله من الحنين بمعني الشوق و في بعض النسخ خبت بالخاء المعجمة والباء الموحدة ولعله من الخبب و هوضرب من العدو والأوعال جمع الوعل بالفتح وككتف و هوتيس الجبل


صفحه : 264

باب 13-نزول سورة براءة وبعث النبي ص عليا ع بهاليقرأها علي الناس في الموسم بمكة

الآيات التوبةبَراءَةٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَي الّذِينَ عاهَدتُم مِنَ المُشرِكِينَ فَسِيحُوا فِي الأَرضِ أَربَعَةَ أَشهُرٍ وَ اعلَمُوا أَنّكُم غَيرُ معُجزِيِ‌ اللّهِ وَ أَنّ اللّهَ مخُزيِ‌ الكافِرِينَ وَ أَذانٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَي النّاسِ يَومَ الحَجّ الأَكبَرِ أَنّ اللّهَ برَيِ‌ءٌ مِنَ المُشرِكِينَ وَ رَسُولُهُ فَإِن تُبتُم فَهُوَ خَيرٌ لَكُم وَ إِن تَوَلّيتُم فَاعلَمُوا أَنّكُم غَيرُ معُجزِيِ‌ اللّهِ وَ بَشّرِ الّذِينَ كَفَرُوا بِعَذابٍ أَلِيمٍ إِلّا الّذِينَ عاهَدتُم مِنَ المُشرِكِينَ ثُمّ لَم يَنقُصُوكُم شَيئاً وَ لَم يُظاهِرُوا عَلَيكُم أَحَداً فَأَتِمّوا إِلَيهِم عَهدَهُم إِلي مُدّتِهِم إِنّ اللّهَ يُحِبّ المُتّقِينَ فَإِذَا انسَلَخَ الأَشهُرُ الحُرُمُ فَاقتُلُوا المُشرِكِينَ حَيثُ وَجَدتُمُوهُم وَ خُذُوهُم وَ احصُرُوهُم وَ اقعُدُوا لَهُم كُلّ مَرصَدٍ فَإِن تابُوا وَ أَقامُوا الصّلاةَ وَ آتَوُا الزّكاةَ فَخَلّوا سَبِيلَهُم إِنّ اللّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ وَ إِن أَحَدٌ مِنَ المُشرِكِينَ استَجارَكَ فَأَجِرهُ حَتّي يَسمَعَ كَلامَ اللّهِ ثُمّ أَبلِغهُ مَأمَنَهُ ذلِكَ بِأَنّهُم قَومٌ لا يَعلَمُونَ كَيفَ يَكُونُ لِلمُشرِكِينَ عَهدٌ عِندَ اللّهِ وَ عِندَ رَسُولِهِ إِلّا الّذِينَ عاهَدتُم عِندَ المَسجِدِ الحَرامِ فَمَا استَقامُوا لَكُم فَاستَقِيمُوا لَهُم إِنّ اللّهَ يُحِبّ المُتّقِينَ كَيفَ وَ إِن يَظهَرُوا عَلَيكُم لا يَرقُبُوا فِيكُم إِلّا وَ لا ذِمّةً يُرضُونَكُم بِأَفواهِهِم وَ تَأبي قُلُوبُهُم وَ أَكثَرُهُم فاسِقُونَ اشتَرَوا بِآياتِ اللّهِ ثَمَناً قَلِيلًا فَصَدّوا عَن سَبِيلِهِ إِنّهُم ساءَ ما كانُوا يَعمَلُونَ لا يَرقُبُونَ فِي مُؤمِنٍ إِلّا وَ لا ذِمّةً وَ أُولئِكَ هُمُ المُعتَدُونَ فَإِن تابُوا وَ أَقامُوا الصّلاةَ وَ آتَوُا الزّكاةَ فَإِخوانُكُم فِي الدّينِ وَ نُفَصّلُ الآياتِ لِقَومٍ يَعلَمُونَ وَ إِن نَكَثُوا أَيمانَهُم مِن بَعدِ عَهدِهِم وَ طَعَنُوا فِي دِينِكُم فَقاتِلُوا أَئِمّةَ الكُفرِ إِنّهُم لا أَيمانَ لَهُم لَعَلّهُم يَنتَهُونَ أَ لا تُقاتِلُونَ قَوماً نَكَثُوا أَيمانَهُم وَ هَمّوا بِإِخراجِ الرّسُولِ وَ هُم بَدَؤُكُم أَوّلَ مَرّةٍ أَ تَخشَونَهُم فَاللّهُ أَحَقّ أَن تَخشَوهُ إِن كُنتُم مُؤمِنِينَ قاتِلُوهُم يُعَذّبهُمُ اللّهُ بِأَيدِيكُم


صفحه : 265

وَ يُخزِهِم وَ يَنصُركُم عَلَيهِم وَ يَشفِ صُدُورَ قَومٍ مُؤمِنِينَ وَ يُذهِب غَيظَ قُلُوبِهِم وَ يَتُوبُ اللّهُ عَلي مَن يَشاءُ وَ اللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ و قال تعالي إِنّمَا المُشرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقرَبُوا المَسجِدَ الحَرامَ بَعدَ عامِهِم هذا وَ إِن خِفتُم عَيلَةً فَسَوفَ يُغنِيكُمُ اللّهُ مِن فَضلِهِ إِن شاءَ إِنّ اللّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌتفسير قال الطبرسي‌ رحمه الله بَراءَةٌ أي هذه براءةمِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ أي انقطاع العصمة ورفع الأمان وخروج عن العهودإِلَي الّذِينَ عاهَدتُم مِنَ المُشرِكِينَالخطاب للنبي‌ص وللمسلمين والمعني تبرؤا ممن كان بينكم وبينهم عهد من المشركين فإن الله ورسوله بريئان منهم و إذاقيل كيف يجوز أن ينقض النبي ص العهد فالقول فيه أنه يجوز أن ينقض ذلك علي أحد ثلاثة أوجه إما أن يكون العهد مشروطا بأن يبقي إلي أن يرفعه الله بوحي‌ وإما أن يكون قدظهر من المشركين خيانة ونقض فأمر الله سبحانه بأن ينبذ إليهم عهدهم وإما أن يكون مؤجلا إلي مدة فتنقضي‌ المدة وينتقض العهد و قدوردت الرواية بأن النبي ص شرط عليهم ماذكرناه وروي‌ أيضا أن المشركين كانوا قدنقضوا العهد أوهموا بذلك فأمر الله سبحانه أن ينقض عهودهم ثم خاطب الله سبحانه المشركين فقال فَسِيحُوا فِي الأَرضِ أي سيروا في الأرض علي وجه المهل وتصرفوا في حوائجكم آمنين من السيف أَربَعَةَ أَشهُرٍ فإذاانقضت هذه المدة و لم تسلموا انقطعت العصمة عن دمائكم وأموالكم وَ اعلَمُوا أَنّكُم غَيرُ معُجزِيِ‌ اللّهِ أي غيرفائتين عن الله كمايفوت مايعجز عنه لأنكم حيث كنتم في سلطان الله وملكه وَ أَنّ اللّهَ مخُزيِ‌ الكافِرِينَ أي مذلهم ومهينهم واختلف في هذه الأشهر الأربعة فقيل كان ابتداؤها يوم النحر إلي العاشر من شهر ربيع الآخر و هوالمروي‌ عن أبي عبد الله ع وقيل إنما ابتداء الأشهر الأربعة من أول الشوال إلي آخر المحرم وقيل كان ابتداء الأشهر الأربعة يوم


صفحه : 266

النحر لعشر من ذي‌ القعدة إلي عشر من شهر ربيع الأول لأن الحج في تلك السنة كان في ذلك الوقت ثم صار في السنة الثانية في ذي‌ الحجة و فيهاحجة الوداع و كان سبب ذلك النسي‌ء واعلم أنه أجمع المفسرون ونقلة الأخبار أنه لمانزلت براءة دفعها رسول الله ص إلي أبي بكر ثم أخذها منه ودفعها إلي علي بن أبي طالب ع واختلفوا في تفصيل ذلك فَقِيلَ إِنّهُ بَعَثَهُ وَ أَمَرَهُ أَن يَقرَأَ عَشرَ آيَاتٍ مِن أَوّلِ هَذِهِ السّورَةِ وَ أَن يَنبِذَ إِلَي كُلّ ذيِ‌ عَهدٍ عَهدَهُ ثُمّ بَعَثَ عَلِيّاً ع خَلفَهُ لِيَأخُذَهَا وَ يَقرَأَهَا عَلَي النّاسِ فَخَرَجَ عَلَي نَاقَةِ رَسُولِ اللّهِص العَضبَاءِ حَتّي أَدرَكَ أَبَا بَكرٍ بذِيِ‌ الحُلَيفَةِ فَأَخَذَهَا مِنهُ وَ قِيلَ إِنّ أَبَا بَكرٍ رَجَعَ فَقَالَ هَل نَزَلَ فِيّ شَيءٌ فَقَالَص لَا إِلّا خَيراً وَ لَكِن لَا يؤُدَيّ‌ عنَيّ‌ إِلّا أَنَا أَو رَجُلٌ منِيّ‌

وقيل إنه قرأ علي ع براءة علي الناس و كان أبوبكر أميرا علي الموسم وقيل إنه أخذها من أبي بكر قبل الخروج ودفعها إلي علي و

قَالَ لَا يُبَلّغ عنَيّ‌ إِلّا أَنَا أَو رَجُلٌ منِيّ‌

وَ رَوَي أَصحَابُنَا أَنّ النّبِيّص وَلّاهُ أَيضاً المَوسِمَ وَ أَنّهُ حِينَ أَخَذَ البَرَاءَةَ مِن أَبِي بَكرٍ رَجَعَ أَبُو بَكرٍ

وَ رَوَي الحَاكِمُ أَبُو القَاسِمِ الحسَكاَنيِ‌ّ بِإِسنَادِهِ عَن سِمَاكِ بنِ حَربٍ عَن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ أَنّ رَسُولَ اللّهِص بَعَثَ بَرَاءَةَ مَعَ أَبِي بَكرٍ إِلَي أَهلِ مَكّةَ فَلَمّا بَلَغَ ذَا الحُلَيفَةِ بَعَثَ إِلَيهِ فَرَدّهُ وَ قَالَ لَا يَذهَبُ بِهَا إِلّا رَجُلٌ مِن أَهلِ بيَتيِ‌ فَبَعَثَ عَلِيّاً

وَ رَوَي الشعّبيِ‌ّ عَن مُحرِزٍ عَن أَبِيهِ أَبِي هُرَيرَةَ قَالَكُنتُ أنُاَديِ‌ مَعَ عَلِيّ حِينَ أَذّنَ المُشرِكِينَ وَ كَانَ إِذَا صَحِلَ صَوتُهُ فِيمَا ينُاَديِ‌ دَعَوتُ مَكَانَهُ قَالَ فَقُلتُ يَا أَبَه أَيّ شَيءٍ كُنتُم


صفحه : 267

تَقُولُونَ قَالَ كُنّا نَقُولُ لَا يَحُجّ بَعدَ عَامِنَا هَذَا مُشرِكٌ وَ لَا يَطُوفَنّ بِالبَيتِ عُريَانٌ وَ لَا يَدخُلِ البَيتَ إِلّا مُؤمِنٌ وَ مَن كَانَ بَينَهُ وَ بَينَ رَسُولِ اللّهِ مُدّةٌ فَإِنّ أَجَلَهُ إِلَي أَربَعَةِ أَشهُرٍ فَإِذَا انقَضَت أَربَعَةُ أَشهُرٍ فَأَنّ اللّهَ برَيِ‌ءٌ مِنَ المُشرِكِينَ وَ رَسُولُهُ

وَ رَوَي عَاصِمُ بنُ حُمَيدٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ خَطَبَ عَلِيّ ع النّاسَ وَ اختَرَطَ سَيفَهُ فَقَالَ لَا يَطُوفَنّ بِالبَيتِ عُريَانٌ وَ لَا يَحُجّنّ البَيتَ مُشرِكٌ وَ مَن كَانَت لَهُ مُدّةٌ فَهُوَ إِلَي مُدّتِهِ وَ مَن لَم تَكُن لَهُ مُدّةٌ فَمُدّتُهُ أَربَعَةُ أَشهُرٍ

و كان خطب يوم النحر وكانت عشرون من ذي‌ الحجة ومحرم وصفر وشهر ربيع الأول وعشر من شهر ربيع الآخر و قال يوم النحر يوم الحج الأكبر

وَ ذَكَرَ أَبُو عَبدِ اللّهِ الحَافِظُ بِإِسنَادِهِ عَن زَيدِ بنِ بَقِيعٍ قَالَ سَأَلنَا عَلِيّاً بأِيَ‌ّ شَيءٍ بُعِثتَ فِي ذيِ‌ الحِجّةِ قَالَ بُعِثتُ بِأَربَعَةٍ لَا تَدخُلُ الكَعبَةَ إِلّا نَفسٌ مُؤمِنَةٌ وَ لَا يَطُوفُ بِالبَيتِ عُريَانٌ وَ لَا يَجتَمِعُ مُؤمِنٌ وَ كَافِرٌ فِي المَسجِدِ الحَرَامِ بَعدَ عَامِهِ هَذَا وَ مَن كَانَ بَينَهُ وَ بَينَ رَسُولِ اللّهِ عَهدٌ فَعَهدُهُ إِلَي مُدّتِهِ وَ مَن لَم يَكُن لَهُ عَهدٌ فَأَجَلُهُ أَربَعَةُ أَشهُرٍ

وَ روُيِ‌َ أَنّهُ ع قَامَ عِندَ جَمرَةِ العَقَبَةِ وَ قَالَ يَا أَيّهَا النّاسُ إنِيّ‌ رَسُولُ رَسُولِ اللّهِ إِلَيكُم بِأَن لَا يَدخُلَ البَيتَ كَافِرٌ وَ لَا يَحُجّ البَيتَ مُشرِكٌ وَ لَا يَطُوفَ بِالبَيتِ عُريَانٌ وَ مَن كَانَ لَهُ عَهدٌ عِندَ رَسُولِ اللّهِص فَلَهُ عَهدُهُ إِلَي أَربَعَةِ أَشهُرٍ وَ مَن لَا عَهدَ لَهُ فَلَهُ مُدّةُ بَقِيّةِ الأَشهُرِ الحُرُمِ وَ قَرَأَ عَلَيهِم سُورَةَ بَرَاءَةَ

. وقيل قرأ عليهم ثلاث عشرة آية من أول براءة وروي‌ أنه ع لمانادي فيهم إن الله بري‌ء من كل مشرك قال المشركون نحن نتبرأ من عهدك


صفحه : 268

وعهد ابن عمك ثم لماكانت السنة المقبلة وهي‌ سنة عشر حج النبي ص حجة الوداع وقفل إلي المدينة ومكث بقية ذي‌ الحجة والمحرم وصفر وليالي‌ من ربيع الأول حتي لحق بالله عز و جل وَ أَذانٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَي النّاسِ أي وإعلام و فيه معني الأمر أي آذنوا الناس يعني‌ أهل العهد وقيل أراد بالناس المؤمن والمشرك لأن الكل داخلون في هذاالإعلام يَومَ الحَجّ الأَكبَرِ فيه ثلاثة أقوال أحدها أنه يوم عرفة روي‌ عن أمير المؤمنين ع قال عطا الحج الأكبر ألذي فيه الوقوف والحج الأصغر ألذي ليس فيه وقوف و هوالعمرة وثانيها أنه يوم النحر عن علي ع و ابن عباس و هوالمروي‌ عن أبي عبد الله ع قال الحسن وسمي‌ الحج الأكبر لأنه حج فيه المسلمون والمشركون و لم يحج بعدها مشرك وثالثها أنه جميع أيام الحج كمايقال يوم الجمل و يوم صفين يراد به الحين والزمان أَنّ اللّهَ برَيِ‌ءٌ مِنَ المُشرِكِينَ أي من عهدهم وَ رَسُولِهِمعناه ورسوله أيضا بري‌ء منهم وقيل إن البراءة الأولي لنقض العهد والثانية لقطع الموالاة والإحسان فليس بتكرارفَإِن تُبتُم عن الشرك فَهُوَ خَيرٌ لَكُملأنكم تنجون به من خزي‌ الدنيا وعذاب الآخرةوَ إِن تَوَلّيتُم عن الإيمان فَاعلَمُوا أَنّكُم غَيرُ معُجزِيِ‌ اللّهِ عن تعذيبكم في الدنياوَ بَشّرِ الّذِينَ كَفَرُوا بِعَذابٍ أَلِيمٍ في الآخرةإِلّا الّذِينَ عاهَدتُم مِنَ المُشرِكِينَ قال الفراء استثني الله تعالي من براءته وبراءة رسوله من المشركين قوما من بني‌ كنانة وبني‌ ضمرة كان قدبقي‌ من أجلهم تسعة أشهر أمر بإتمامها لهم لأنهم لم يظاهروا علي المؤمنين و لم ينقضوا عهد رسول الله ص و قال ابن عباس عني به كل من كان بينه و بين رسول الله ص عهد قبل براءة وينبغي‌ أن يكون أراد بذلك من كان بينه وبينه عهد وهدنة و لم يتعرض له بعداوة و لاظاهر عليه عدوا لأن النبي ص صالح أهل هجر و أهل البحرين وأيلة ودومة الجندل و له عهود بالصلح و


صفحه : 269

الجزية و لم ينبذ إليهم بنقض عهد و لاحاربهم بعد وكانوا أهل ذمة إلي أن مضي لسبيله ص ووفي لهم بذلك من بعده ثُمّ لَم يَنقُصُوكُم شَيئاً من شروط العهد وقيل لم يضروكم شيئاوَ لَم يُظاهِرُوا أي لم يعاونواعَلَيكُم أَحَداً من أعدائكم فَأَتِمّوا إِلَيهِم عَهدَهُم إِلي مُدّتِهِم أي إلي انقضاء مدة المعاهدةإِنّ اللّهَ يُحِبّ المُتّقِينَلنقض العهودفَإِذَا انسَلَخَ الأَشهُرُ الحُرُمُ وهي‌ ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب وقيل الأشهر الأربعة التي‌ جعل الله للمشركين أن يسيحوا في الأرض علي مامرفَاقتُلُوا المُشرِكِينَ حَيثُ وَجَدتُمُوهُم هذاناسخ لكل آية وردت في الصلح والإعراض عنهم وَ خُذُوهُم وَ احصُرُوهُم أي احبسوهم واسترقوهم أوفادوهم بمال وقيل وامنعوهم دخول مكة والتصرف في بلاد الإسلام وَ اقعُدُوا لَهُم كُلّ مَرصَدٍ أي بكل طريق وبكل مكان تظنون أنهم يمرون فيه فَإِن تابُوا من الشرك وَ أَقامُوا الصّلاةَ وَ آتَوُا الزّكاةَ أي قبلوا الإتيان بهمافَخَلّوا سَبِيلَهُم إلي بلاد الإسلام أو إلي البيت وَ إِن أَحَدٌ مِنَ المُشرِكِينَ استَجارَكَ أي طلب منك الأمان من القتل ليسمع دعوتك واحتجاجك عليه بالقرآن فَأَجِرهُ حَتّي يَسمَعَ كَلامَ اللّهِ وإنما خص كلام الله لأن معظم الأدلة فيه ثُمّ أَبلِغهُ مَأمَنَهُمعناه فإن دخل في الإسلام نال خير الدارين و إن لم يدخل في الإسلام فلاتقتله فتكون قدغدرت به ولكن أوصله إلي ديار قومه التي‌ يأمن فيها علي نفسه وماله ذلِكَ بِأَنّهُم قَومٌ لا يَعلَمُونَ أي ذلك الأمان لهم بأنهم قوم لايعلمون الإيمان والدلائل فآمنهم حتي يسمعوا ويتدبرواكَيفَ يَكُونُ لِلمُشرِكِينَ عَهدٌ عِندَ اللّهِ وَ عِندَ رَسُولِهِ أي عهد صحيح مع إضمارهم الغدر والنكث علي التعجب أو علي الجحد وقيل كيف يأمر الله ورسوله بالكف عن دماء المشركين ثم استثني سبحانه فقال إِلّا الّذِينَ عاهَدتُم عِندَ المَسجِدِ الحَرامِ فإن لهم عهدا عند الله لأنهم لم يضمروا الغدر بك والخيانة لك واختلف في هؤلاء من هم فقيل هم قريش عن ابن عباس وقيل هم أهل مكة الذين عاهدهم رسول الله ص يوم الحديبية فلم يستقيموا ونقضوا العهد بأن أعانوا بني‌ بكر علي خزاعة فضرب لهم رسول الله ص


صفحه : 270

بعدالفتح أربعة أشهر يختارون أمرهم إما أن يسلموا وإما أن يلحقوا بأي‌ بلاد شاءوا فأسلموا قبل الأربعة أشهر وقيل هم من قبائل بكر بنو خزيمة وبنو مدلج وبنو ضمرة وبنو الدئل وهم الذين كانوا قددخلوا في عهد قريش يوم الحديبية إلي المدة التي‌ كانت بين رسول الله ص و بين قريش فلم يكن نقضها إلاقريش وبنو الدئل من بكر فأمر بإتمام العهد لمن لم يكن له نقض إلي مدته و هذاأقرب إلي الصواب فَمَا استَقامُوا لَكُم علي العهدفَاستَقِيمُوا لَهُمكذلك إِنّ اللّهَ يُحِبّ المُتّقِينَللنكث والغدركَيفَ وَ إِن يَظهَرُوا عَلَيكُم أي كيف يكون لهم عهد أوكيف لاتقتلونهم وهم بحال إن يظفروا بكم لا يَرقُبُوا أي لايحفظوا و لايراعوافِيكُم إِلّا وَ لا ذِمّةً أي قرابة و لاعهدا والآل القرابة أوالحلف وقيل الآل اسم الله يُرضُونَكُم بِأَفواهِهِم وَ تَأبي قُلُوبُهُم أي يتكلمون بكلام الموالين لكم لترضوا عنهم وتأبي قلوبهم إلاالعداوة والغدروَ أَكثَرُهُم فاسِقُونَ أي متمردون في الشرك وقيل أراد كلهم وقيل المعني أكثرهم خارجون عن طريق الوفاء بالعهد وأراد بذلك رؤساءهم اشتَرَوا بِآياتِ اللّهِ ثَمَناً قَلِيلًا فَصَدّوا عَن سَبِيلِهِ أي أعرضوا عن دين الله وصدوا الناس عنه بشي‌ء يسير نالوه من الدنيا ورد في قوم من العرب جمعهم أبوسفيان علي طعامه ليستميلهم إلي عداوة النبي ص وقيل ورد في اليهود الذين كانوا يأخذون الرشاء من العوام علي الحكم بالباطل إِنّهُم ساءَ ما كانُوا يَعمَلُونَ أي بئس العمل عملهم لا يَرقُبُونَ إلي قوله هُمُ المُعتَدُونَ أي المجاوزون الحد في الكفر والطغيان وكرر للتأكيد أوالأولي في طائفة والثانية في أخري فَإِن تابُوا إلي قوله فَإِخوانُكُم فِي الدّينِ أي فعاملوهم معاملة إخوانكم من المؤمنين وَ نُفَصّلُ الآياتِ أي نبينهالِقَومٍ يَعلَمُونَ ذلك ويبينونه وَ إِن نَكَثُوا أي نقضواأَيمانَهُم أي عهودهم و ماحلفوا عليه مِن بَعدِ


صفحه : 271

عَهدِهِم

أي من بعد أن عقدوه وَ طَعَنُوا فِي دِينِكُم أي عابوه وقدحوا فيه فَقاتِلُوا أَئِمّةَ الكُفرِ أي رؤساء الكفر والضلالة وخصهم لأنهم يضلون أتباعهم قال الحسن أراد به جماعة الكفار و كل كافر إمام لنفسه في الكفر ولغيره في الدعاء إليه و قال ابن عباس وقتادة أراد به رؤساء قريش مثل الحارث بن هشام و أبي سفيان بن حرب وعكرمة بن أبي جهل وسائر رؤساء قريش الذين نقضوا العهد و كان حذيفة يقول لم يأت أهل هذه الآية بعد و قال مجاهد هم أهل فارس والروم وَ قَرَأَ عَلِيّ ع هَذِهِ الآيَةَ يَومَ البَصرَةِ ثُمّ قَالَ أَمَا وَ اللّهِ لَقَد عَهِدَ إلِيَ‌ّ رَسُولُ اللّهِص وَ قَالَ يَا عَلِيّ لَتُقَاتِلَنّ الفِئَةَ النّاكِثَةَ وَ الفِئَةَ البَاغِيَةَ وَ الفِئَةَ المَارِقَةَ

إِنّهُم لا أَيمانَ لَهُمقرأ ابن عامر لاإيمان لهم بكسر الهمزة ورواه ابن عقدة بإسناده عن عزيز بن الوضاح الجعفي‌ عن جعفر بن محمد ع والباقون بفتحها فمن قرأ بالفتح فمعناه أنهم لايحفظون العهد واليمين و من قرأ بالكسر فمعناه لاتؤمنوهم بعدنكثهم العهد أوأنهم إذاآمنوا إنسانا لايفون به أوأنهم كفروا فلاإيمان لهم لَعَلّهُم يَنتَهُونَ أي قاتلوهم لينتهوا عن الكفرأَ لا تُقاتِلُونَ قَوماً نَكَثُوا أَيمانَهُم وَ هَمّوا بِإِخراجِ الرّسُولِالألف للاستفهام والمراد به التحضيض والإيجاب ومعناه هلا تقاتلونهم و قدنقضوا عهودهم التي‌ عقدوها واختلف فيهم فقيل هم اليهود الذين نقضوا العهد وخرجوا مع الأحزاب وهموا بإخراج الرسول ص من المدينة كماأخرجه المشركون من مكة وقيل هم مشركو قريش و أهل مكةوَ هُم بَدَؤُكُم أَوّلَ مَرّةٍبنقض العهد أوبالقتال يوم بدر أوبقتال حلفاء النبي ص من خزاعةأَ تَخشَونَهُم أن ينالكم من قتالهم مكروه فَاللّهُ أَحَقّ أَن تَخشَوهُ أي تخافوا عقابه في ترك أمره بقاتلهم إِن كُنتُم مُؤمِنِينَبعقابه وثوابه قاتِلُوهُم يُعَذّبهُمُ اللّهُ بِأَيدِيكُمقتلا وأسراوَ يُخزِهِم أي ويذلهم وَ يَشفِ صُدُورَ قَومٍ مُؤمِنِينَيعني‌ بني‌ خزاعة الذين بيت عليهم بنو بكر ويُذهِب غَيظَ قُلُوبِهِملكثرة مانالهم من الأذي من جهتهم


صفحه : 272

وَ يَتُوبُ اللّهُ عَلي مَن يَشاءُ أي ويقبل توبة من تاب فَلا يَقرَبُوا المَسجِدَ الحَرامَ بَعدَ عامِهِم هذا أي فامنعوهم عن المسجد الحرام وقيل المراد منعهم من دخول الحرم فإن الحرم كله مسجد وقبلة والعام ألذي أشار إليه سنة تسع ألذي نادي فيه علي ع بالبراءة و قال لايحجن بعدالعام مشرك وَ إِن خِفتُم عَيلَةً أي فقرا وحاجة وكانوا خافوا انقطاع المتاجر بمنع المشركين عن دخول الحرم فَسَوفَ يُغنِيكُمُ اللّهُ مِن فَضلِهِ إن شاء من جهة أخري بأن يرغب الناس من أهل الآفاق في حمل الميرة إليكم قال مقاتل أسلم أهل جدة وصنعا وحرش من اليمن وحملوا الطعام إلي مكة علي ظهور الإبل والدواب وكفاهم الله سبحانه ماكانوا يتخوفون وقيل يغنيكم بالجزية المأخوذة من أهل الكتاب وقيل بالمطر والنبات وقيل بإباحة الغنائم

1-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن يَومِ الحَجّ الأَكبَرِ فَقَالَ هُوَ يَومُ النّحرِ وَ الحَجّ الأَصغَرُ العُمرَةُ

2-كا،[الكافي‌] أَبُو عَلِيّ الأشَعرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الجَبّارِ عَن صَفوَانَ عَن ذَرِيحٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ الحَجّ الأَكبَرُ يَومُ النّحرِ

3-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ وَ عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ القاَساَنيِ‌ّ جَمِيعاً عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمّدٍ عَن سُلَيمَانَ بنِ دَاوُدَ عَن فُضَيلِ بنِ عِيَاضٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَنِ الحَجّ الأَكبَرِ فَإِنّ ابنَ عَبّاسٍ كَانَ يَقُولُ يَومُ عَرَفَةَ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع الحَجّ الأَكبَرُ يَومُ النّحرِ وَ يَحتَجّ بِقَولِهِ تَعَالَيفَسِيحُوا فِي الأَرضِ أَربَعَةَ أَشهُرٍ وَ هُوَ عِشرُونَ مِن ذيِ‌ الحِجّةِ وَ المُحَرّمُ وَ صَفَرٌ وَ شَهرُ رَبِيعٍ الأَوّلِ وَ عَشرٌ مِن رَبِيعٍ الآخِرِ وَ لَو كَانَ الحَجّ الأَكبَرُ يَومَ عَرَفَةَ لَكَانَ أَربَعَةَ أَشهُرٍ وَ يَوماً


صفحه : 273

بيان قوله ع الحج الأكبر أي يوم الحج الأكبر يوم النحر ومبني الاحتجاج علي ما كان مسلما عندهم من أن أشهر السياحة تنتهي‌ في العاشر من ربيع الآخر

4-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن دَاوُدَ بنِ سِرحَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ الفَتحُ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَ بَرَاءَةُ فِي سَنَةِ تِسعٍ وَ حَجّةُ الوَدَاعِ فِي سَنَةِ عَشرٍ

5-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن حَرِيزٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص بَعَثَ أَبَا بَكرٍ مَعَ بَرَاءَةَ إِلَي المَوسِمِ لِيَقرَأَهَا عَلَي النّاسِ فَنَزَلَ جَبرَئِيلُ فَقَالَ لَا يُبَلّغ عَنكَ إِلّا عَلِيّ فَدَعَا رَسُولُ اللّهِص عَلِيّاً فَأَمَرَهُ أَن يَركَبَ نَاقَتَهُ العَضبَاءَ وَ أَمَرَهُ أَن يَلحَقَ أَبَا بَكرٍ فَيَأخُذَ مِنهُ بَرَاءَةَ وَ يَقرَأَهُ عَلَي النّاسِ بِمَكّةَ فَقَالَ أَبُو بَكرٍ أَ سَخطَةٌ فَقَالَ لَا إِلّا أَنّهُ أَنزَلَ عَلَيهِ أَنّهُ لَا يُبَلّغ إِلّا رَجُلٌ مِنكَ فَلَمّا قَدِمَ عَلِيّ ع مَكّةَ وَ كَانَ يَومُ النّحرِ بَعدَ الظّهرِ وَ هُوَ يَومُ الحَجّ الأَكبَرِ قَامَ ثُمّ قَالَ إنِيّ‌ رَسُولُ رَسُولِ اللّهِ إِلَيكُم فَقَرَأَ عَلَيهِمبَراءَةٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَي الّذِينَ عاهَدتُم مِنَ المُشرِكِينَ فَسِيحُوا فِي الأَرضِ أَربَعَةَ أَشهُرٍعِشرِينَ مِن ذيِ‌ الحِجّةِ وَ المُحَرّمِ وَ صَفَرٍ وَ شَهرِ رَبِيعٍ الأَوّلِ وَ عَشرٍ مِن شَهرِ رَبِيعٍ الآخِرِ وَ قَالَ لَا يَطُوفُ بِالبَيتِ عُريَانٌ وَ لَا عُريَانَةٌ وَ لَا مُشرِكٌ أَلَا وَ مَن كَانَ لَهُ عَهدٌ عِندَ رَسُولِ اللّهِ فَمُدّتُهُ إِلَي هَذِهِ الأَربَعَةِ الأَشهُرِ

وَ فِي خَبَرِ مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ فَقَالَ يَا عَلِيّ هَل نَزَلَ فِيّ شَيءٌ مُنذُ فَارَقتُ رَسُولَ اللّهِص قَالَ لَا وَ لَكِن أَبَي اللّهُ أَن يُبَلّغَ عَن مُحَمّدٍ إِلّا رَجُلٌ مِنهُ فَوَافَي المَوسِمَ فَبَلّغَ عَنِ اللّهِ وَ عَن رَسُولِهِ بِعَرَفَةَ وَ المُزدَلِفَةِ وَ يَومَ النّحرِ عِندَ الجِمَارِ وَ فِي أَيّامِ التّشرِيقِ كُلّهَا ينُاَديِ‌بَراءَةٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَي الّذِينَ عاهَدتُم مِنَ المُشرِكِينَ فَسِيحُوا فِي الأَرضِ أَربَعَةَ أَشهُرٍ وَ لَا يَطُوفَنّ بِالبَيتِ عُريَانٌ


صفحه : 274

6-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن زُرَارَةَ وَ حُمرَانَ وَ مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ وَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع عَن قَولِهِفَسِيحُوا فِي الأَرضِ أَربَعَةَ أَشهُرٍ قَالَ عِشرِينَ مِن ذيِ‌ الحِجّةِ وَ المُحَرّمِ وَ صَفَرٍ وَ شَهرِ رَبِيعٍ الأَوّلِ وَ عَشرٍ مِن شَهرِ رَبِيعٍ الآخِرِ

7-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن حَكِيمِ بنِ جُبَيرٍ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع قَالَ وَ اللّهِ إِنّ لعِلَيِ‌ّ لَإِسماً فِي القُرآنِ مَا يَعرِفُهُ النّاسُ قَالَ قُلتُ وَ أَيّ شَيءٍ هُوَ جُعِلتُ فِدَاكَ فَقَالَ لِيوَ أَذانٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَي النّاسِ يَومَ الحَجّ الأَكبَرِ قَالَ فَبَعَثَ رَسُولُ اللّهِص أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ كَانَ عَلِيّ ع هُوَ وَ اللّهِ المُؤَذّنَ فَأَذّنَ بِأَذَانِ اللّهِ وَ رَسُولِهِ يَومَ الحَجّ الأَكبَرِ فِي المَوَاقِفَ كُلّهَا فَكَانَ مَا نَادَي بِهِ أَلَا لَا يَطُوفُ بَعدَ هَذَا العَامِ عُريَانٌ وَ لَا يَقرَبُ المَسجِدَ الحَرَامَ بَعدَ هَذَا العَامِ مُشرِكٌ

8-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِ اللّهِفَإِذَا انسَلَخَ الأَشهُرُ الحُرُمُ فَاقتُلُوا المُشرِكِينَ حَيثُ وَجَدتُمُوهُم قَالَ هيِ‌َ يَومُ النّحرِ إِلَي عَشرٍ مَضَينَ مِن شَهرِ رَبِيعٍ الآخِرِ

9-عم ،[إعلام الوري ]نَزَلَت سُورَةُبَراءَةٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ فِي سَنَةِ تِسعٍ فَدَفَعَهَا إِلَي أَبِي بَكرٍ فَسَارَ بِهَا فَنَزَلَ جَبرَئِيلُ ع فَقَالَ إِنّهُ لَا يؤُدَيّ‌ عَنكَ إِلّا أَنتَ أَو عَلِيّ فَبَعَثَ عَلِيّاً ع عَلَي نَاقَتِهِ العَضبَاءِ فَلَحِقَهُ فَأَخَذَ مِنهُ الكِتَابَ فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكرٍ أَ نَزَلَ فِيّ شَيءٌ قَالَ لَا وَ لَكِن لَا يؤُدَيّ‌ عَن رَسُولِ اللّهِص إِلّا هُوَ أَو أَنَا فَسَارَ بِهَا عَلِيّ ع حَتّي أَذّنَ بِمَكّةَ يَومَ النّحرِ وَ أَيّامَ التّشرِيقِ وَ كَانَ فِي عَهدِهِ أَن يُنبَذَ إِلَي المُشرِكِينَ عَهدُهُم وَ أَن لَا يَطُوفَ بِالبَيتِ عُريَانٌ وَ لَا يَدخُلَ المَسجِدَ مُشرِكٌ وَ مَن كَانَ لَهُ عَهدٌ فَإِلَي مُدّتِهِ وَ مَن لَم يَكُن لَهُ عَهدٌ فَلَهُ أَربَعَةُ أَشهُرٍ فَإِن أَخَذنَاهُ بَعدَ أَربَعَةِ أَشهُرٍ قَتَلنَاهُ وَ ذَلِكَ قَولُهُ تَعَالَيفَإِذَا انسَلَخَ الأَشهُرُ الحُرُمُ إِلَي قَولِهِ


صفحه : 275

كُلّ مَرصَدٍ وَ لَمّا دَخَلَ مَكّةَ اختَرَطَ سَيفَهُ وَ قَالَ وَ اللّهِ لَا يَطُوفُ بِالبَيتِ عُريَانٌ إِلّا ضَرَبتُهُ بِالسّيفِ حَتّي أَلبَسَهُمُ الثّيَابَ فَطَافُوا وَ عَلَيهِمُ الثّيَابُ

10-شا،[الإرشاد] من فضائله ع ماجاء في قصة براءة وَ قَد دَفَعَهَا النّبِيّص إِلَي أَبِي بَكرٍ لِيَنبِذَ بِهَا عَهدَ المُشرِكِينَ فَلَمّا سَارَ غَيرَ بَعِيدٍ نَزَلَ جَبرَئِيلُ ع عَلَي النّبِيّص فَقَالَ إِنّ اللّهَ يُقرِئُكَ السّلَامَ وَ يَقُولُ لَكَ لَا يؤُدَيّ‌ عَنكَ إِلّا أَنتَ أَو رَجُلٌ مِنكَ فَاستَدعَا رَسُولُ اللّهِص عَلِيّاً ع وَ قَالَ لَهُ اركَب ناَقتَيِ‌َ العَضبَاءَ وَ الحَق أَبَا بَكرٍ فَخُذ بَرَاءَةَ مِن يَدِهِ وَ امضِ بِهَا إِلَي مَكّةَ وَ انبِذ بِهَا عَهدَ المُشرِكِينَ إِلَيهِم وَ خَيّر أَبَا بَكرٍ بَينَ أَن يَسِيرَ مَعَ رِكَابِكَ أَو يَرجِعَ إلِيَ‌ّ فَرَكِبَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع نَاقَةَ رَسُولِ اللّهِص العَضبَاءَ وَ سَارَ حَتّي لَحِقَ بأِبَيِ‌ بَكرٍ فَلَمّا رَآهُ فَزِعَ مِن لُحُوقِهِ بِهِ وَ استَقبَلَهُ وَ قَالَ فِيمَ جِئتَ يَا أَبَا الحَسَنِ أَ سَائِرٌ أَنتَ معَيِ‌ أَم لِغَيرِ ذَلِكَ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِنّ رَسُولَ اللّهِص أمَرَنَيِ‌ أَن أَلحَقَكَ فَأَقبِضَ مِنكَ الآيَاتِ مِن بَرَاءَةَ[ وَ]أَنبِذَ بِهَا عَهدَ المُشرِكِينَ إِلَيهِم وَ أمَرَنَيِ‌ أَن أُخَيّرَكَ بَينَ أَن تَسِيرَ معَيِ‌ أَو تَرجِعَ إِلَيهِ فَقَالَ بَل أَرجِعُ إِلَيهِ وَ عَادَ إِلَي النّبِيّص فَلَمّا دَخَلَ عَلَيهِ قَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّكَ أهَلَتنَيِ‌ لِأَمرٍ طَالَتِ الأَعنَاقُ إلِيَ‌ّ فِيهِ فَلَمّا تَوَجّهتُ لَهُ ردَدَتنَيِ‌ عَنهُ مَا لِي أَ نَزَلَ فِيّ قُرآنٌ فَقَالَ لَهُ النّبِيّص لَا وَ لَكِنّ الأَمِينَ جَبرَئِيلَ ع هَبَطَ إلِيَ‌ّ عَنِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ بِأَنّهُ لَا يؤُدَيّ‌ عَنكَ إِلّا أَنتَ أَو رَجُلٌ مِنكَ وَ عَلِيّ منِيّ‌ وَ لَا يؤُدَيّ‌ عنَيّ‌ إِلّا عَلِيّ

في حديث مشهور و كان نبذ العهد مختصا بمن عقده أوبمن يقوم مقامه في فرض الطاعة وجلالة القدر وعلو الرتبة وشرف المقام و من لايرتاب بفعاله و لايعترض عليه في مقاله و من هوكنفس العاقد وأمره أمره فإذاحكم بحكم مضي واستقر وأمن الاعتراض


صفحه : 276

فيه و كان بنبذ العهد قوة الإسلام وكمال الدين وصلاح أمر المسلمين وتمام فتح مكة واتساق أحوال الصلاح وأحب الله أن يجعل ذلك في يد من ينوه باسمه ويعلي‌ ذكره وينبه علي فضله ويدل علي علو قدره ويبينه به عمن سواه و كان ذلك أمير المؤمنين ع و لم يكن لأحد من القوم فضل يقارب الفضل ألذي وصفناه و لايشركه فيه أحد منهم علي مابيناه .أقول سيأتي‌ أكثر الأخبار المتعلقة بتلك القصة وبسط القول في الاستدلال بها علي إمامته وفضله في أبواب الآيات النازلة في شأنه في باب مفرد فمن أراد الاطلاع عليها فليرجع إليه

11-كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَن سَهلٍ عَنِ ابنِ شَمّونٍ عَنِ الأَصَمّ عَن مِسمَعٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَمّا بَعَثَ رَسُولُ اللّهِص بِبَرَاءَةَ مَعَ عَلِيّ ع بَعَثَ مَعَهُ أُنَاساً وَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَنِ استَأسَرَ مِن غَيرِ جِرَاحَةٍ مُثقِلَةٍ فَلَيسَ مِنّا

باب 23-المباهلة و ماظهر فيها من الدلائل والمعجزات

الآيات آل عمران إِنّ مَثَلَ عِيسي عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرابٍ ثُمّ قالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ الحَقّ مِن رَبّكَ فَلا تَكُن مِنَ المُمتَرِينَ فَمَن حَاجّكَ فِيهِ مِن بَعدِ ما جاءَكَ مِنَ العِلمِ فَقُل تَعالَوا نَدعُ أَبناءَنا وَ أَبناءَكُم وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُم وَ أَنفُسَنا وَ أَنفُسَكُم ثُمّ نَبتَهِل فَنَجعَل لَعنَتَ اللّهِ عَلَي الكاذِبِينَ


صفحه : 277

تفسير قال الطبرسي‌ رحمه الله في نزول الآيات قيل نزلت في وفد نجران السيد والعاقب و من معهما قالوا لرسول الله ص هل رأيت ولدا من غيرذكر فنزلت إِنّ مَثَلَ عِيسيالآيات فقرأها عليهم عن ابن عباس وقتادة و الحسن فلما دعاهم رسول الله ص إلي المباهلة استنظروه إلي صبيحة غد من يومهم ذلك فلما رجعوا إلي رحالهم قال لهم الأسقف انظروا محمدا في غد فإن غدا بولده وأهله فاحذروا مباهلته و إن غدا بأصحابه فباهلوه فإنه علي غير شيء فلما كان من الغد جاء النبي ص آخذا بيد علي بن أبي طالب ع و الحسن و الحسين ع بين يديه يمشيان وفاطمة ع تمشي‌ خلفه وخرج النصاري يقدمهم أسقفهم فلما رأي النبي قدأقبل بمن معه سأل عنهم فقيل له هذا ابن عمه وزوج ابنته وأحب الخلق إليه وهذان ابنا بنته من علي و هذه الجارية بنته فاطمة أعز الناس عليه وأقربهم إليه وتقدم رسول الله فجثا علي ركبتيه فقال أبوحارثة الأسقف جثا و الله كماجثا الأنبياء للمباهلة فرجع و لم يقدم علي المباهلة فقال له السيد ادن ياحارثة للمباهلة قال لاإني‌ لأري رجلا جريئا علي المباهلة و أناأخاف أن يكون صادقا ولئن كان صادقا لم يحل علينا الحول و الله و في الدنيا نصراني‌ يطعم الماء فقال الأسقف يا أباالقاسم إنا لانباهلك ولكن نصالحك فصالحنا علي ماننهض به فصالحهم رسول الله علي ألفي‌ حلة من حلل الأواقي‌ قيمة كل حلة أربعون درهما فما زاد أونقص فعلي حساب ذلك و علي عارية ثلاثين درعا وثلاثين رمحا وثلاثين فرسا إن كان باليمن كيد و رسول الله ص ضامن حتي يؤديها وكتب لهم بذلك كتابا وروي‌ أن الأسقف قال لهم إني‌ لأري وجوها لوسألوا الله أن يزيل جبلا من مكانه لأزاله فلاتبتهلوا فتهلكوا و لايبقي علي وجه الأرض نصراني‌ إلي يوم القيامة و قال النبي ص و ألذي نفسي‌ بيده لولاعنوني‌ لمسخوا قردة وخنازير ولاضطرم الوادي‌ عليهم نارا و لماحال الحول علي


صفحه : 278

النصاري حتي هلكوا كلهم قالوا فلما رجع وفد نجران لم يلبث السيد والعاقب إلايسيرا حتي رجعا إلي النبي ص وأهدي العاقب له حلة وعصا وقدحا ونعلين وأسلما.فرد الله سبحانه علي النصاري قولهم في المسيح إنه ابن الله فقال إِنّ مَثَلَ عِيسي عِندَ اللّهِ أي في خلق الله إياه من غيرأب كَمَثَلِ آدَمَ في خلق الله إياه من غيرأب و لاأم فليس هوبأبدع و لاأعجب من ذلك فكيف أنكروا ذا وأقروا بذلك خَلَقَهُ مِن تُرابٍ أي خلق عيسي من الريح و لم يخلق قبله أحدا من الريح كماخلق آدم من التراب و لم يخلق أحدا قبله من التراب ثُمّ قالَ لَهُ أي لآدم كماقيل لعيسي كُن فَيَكُونُ أي فكان في الحال كماأرادالحَقّ أي هذا هوالحق مِن رَبّكَأضافه إلي نفسه تأكيدا وتعليلافَلا تَكُنأيها السامع مِنَ المُمتَرِينَالشاكين فَمَن حَاجّكَ أي جادلك وخاصمك فِيهِ أي في عيسي مِن بَعدِ ما جاءَكَ مِنَ العِلمِ أي من البرهان الواضح علي أنه عبدي‌ ورسولي‌ وقيل معناه فمن حاجك في الحق فَقُل يا محمدلهؤلاء النصاري تَعالَوا أي هلموا إلي حجة أخري فاصلة بين الصادق والكاذب نَدعُ أَبناءَنا وَ أَبناءَكُمأجمع المفسرون علي أن المراد بأبنائنا الحسن و الحسين ع قال أبوبكر الرازي‌ هذايدل علي أن الحسن و الحسين ابنا رسول الله ص و أن ولد الابنة ابن علي الحقيقة و قال ابن أبي علان و هوأحد أئمة المعتزلة هذايدل علي أنهما ع كانا مكلفين في تلك الحال لأن المباهلة لايجوز إلا مع البالغين و قال إن صغر السن ونقصانها عن حد بلوغ الحلم لاينافي‌ كمال العقل وإنما جعل بلوغ الحلم حدا لتعلق الأحكام الشرعية و كان سنهما ع في تلك الحال سنا لايمتنع معها أن يكونا كاملي‌ العقل علي أن عندنا يجوز أن يخرق الله العادات للأئمة


صفحه : 279

ويخصهم بما لايشركهم فيه غيرهم فلو صح أن كمال العقل غيرمعتاد في تلك السن لجاز ذلك فيهم إبانة لهم عمن سواهم ودلالة علي مكانهم من الله واختصاصهم به ومما يؤيده من الأخبار قَولُ النّبِيّص ابناَي‌َ هَذَانِ إِمَامَانِ قَامَا أَو قَعَدَا.

وَ نِساءَنااتفقوا علي أن المراد به فاطمة ع لأنه لم يحضر المباهلة غيرها من النساء و هذايدل علي تفضيل الزهراء ع علي جميع النساء ويعضده ماجاء في الخبر

أَنّ النّبِيّص قَالَ فَاطِمَةُ بَضعَةٌ منِيّ‌ يرُيِبنُيِ‌ مَا رَابَهَا

وَ قَالَ إِنّ اللّهَ يَغضَبُ لِغَضَبِ فَاطِمَةَ وَ يَرضَي لِرِضَاهَا.

وَ قَد صَحّ عَن حُذَيفَةَ أَنّهُ قَالَ سَمِعتُ النّبِيّص يَقُولُ أتَاَنيِ‌ مَلَكٌ فبَشَرّنَيِ‌ أَنّ فَاطِمَةَ سَيّدَةُ نِسَاءِ أَهلِ الجَنّةِ وَ نِسَاءِ أمُتّيِ‌

وَ عَنِ الشعّبيِ‌ّ عَن مَسرُوقٍ عَن عَائِشَةَ قَالَت أَسَرّ النّبِيّص إِلَي فَاطِمَةَ شَيئاً فَضَحِكَت فَسَأَلتُهَا قَالَت قَالَ لِي أَ لَا تَرضَينَ أَن تكَوُنيِ‌ سَيّدَةَ نِسَاءِ هَذِهِ الأُمّةِ أَو نِسَاءِ المُؤمِنِينَ فَضَحِكتُ لِذَلِكِ

وَ نِساءَكُم أي من شئتم من نسائكم وَ أَنفُسَنايعني‌ عليا ع خاصة و لايجوز أن يكون المعني‌ به النبي ص لأنه هوالداعي‌ و لايجوز أن يدعو الإنسان نفسه وإنما يصح أن يدعو غيره و إذا كان قوله وَ أَنفُسَنا لابد أن يكون إشارة إلي غيرالرسول وجب أن يكون إشارة إلي علي ع لأنه لاأحد يدعي‌ دخول غير أمير المؤمنين وزوجته وولديه ع في المباهلة و هذايدل علي غاية الفضل وعلو الدرجة والبلوغ منه إلي حيث لايبلغه أحد إذ جعله الله سبحانه نفس الرسول و هذا ما لايدانيه فيه أحد و لايقاربه ومما يعضده في الروايات

مَا صَحّ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ سُئِلَ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ فعَلَيِ‌ّ فَقَالَ إِنّمَا سأَلَتنَيِ‌ عَنِ النّاسِ وَ لَم تسَألَنيِ‌ عَن نفَسيِ‌.

وَ قَولُهُص لِبُرَيدَةَ لَا تُبغِض عَلِيّاً فَإِنّهُ منِيّ‌ وَ أَنَا مِنهُ وَ إِنّ النّاسَ


صفحه : 280

خُلِقُوا مِن شَجَرٍ شَتّي وَ خُلِقتُ أَنَا وَ عَلِيّ مِن شَجَرَةٍ وَاحِدَةٍ

وَ قَولُهُص بِأُحُدٍ وَ قَد ظَهَرَ مِن نِكَايَتِهِ فِي المُشرِكِينَ وَ وِقَايَتِهِ إِيّاهُ بِنَفسِهِ حَتّي قَالَ جَبرَئِيلُ يَا مُحَمّدُ إِنّ هَذِهِ لهَيِ‌َ المُوَاسَاةُ فَقَالَ يَا جَبرَئِيلُ إِنّهُ لمَنِيّ‌ وَ أَنَا مِنهُ فَقَالَ جَبرَئِيلُ وَ أَنَا مِنكُمَا

وَ أَنفُسَكُميعني‌ من شئتم من رجالكم ثُمّ نَبتَهِل أي نتضرع في الدعاء عن ابن عباس وقيل نلتعن فنقول لعن الله الكاذب فَنَجعَل لَعنَتَ اللّهِ عَلَي الكاذِبِينَمنا و في هذه الآية دلالة علي أنهم علموا أن الحق مع النبي ص لأنهم امتنعوا من المباهلة وأقروا بالذل والخزي‌ وانقادوا لقبول الجزية فلو لم يعلموا ذلك لباهلوه و كان يظهر مازعموا من بطلان قوله في الحال و لو لم يكن النبي ص متيقنا بنزول العقوبة بعدوه دونه لوباهلوه لماأدخل أولاده وخواص أهله في ذلك مع شدة إشفاقه عليهم انتهي كلامه رفع الله مقامه . ولنذكر هنا بعض ماذكره المخالفون في تفسير تلك الآية ليكون أجلي للعمي وأبعد عن الارتياب قال الزمخشري‌ في الكشاف فَمَن حَاجّكَ من النصاري فِيهِ في عيسي مِن بَعدِ ما جاءَكَ مِنَ العِلمِ أي من البينات الموجبة للعلم تَعالَواهلموا والمراد المجي‌ء بالرأي‌ والعزم كماتقول تعال نفكر في هذه المسألةنَدعُ أَبناءَنا وَ أَبناءَكُم أي يدع كل مني‌ ومنكم أبناءه ونساءه ونفسه إلي المباهلةثُمّ نَبتَهِل ثم نتباهل بأن نقول بهله الله علي الكاذب منا ومنكم والبهلة بالفتح والضم اللعنة وبهله الله لعنه وأبعده من رحمته من قولك أبهله إذاأهمله وناقة باهل لاصرار عليها وأصل الابتهال هذا ثم استعمل في كل دعاء يجتهد فيه و إن لم يكن التعانا.

وَ روُيِ‌َ أَنّهُ لَمّا دَعَاهُم إِلَي المُبَاهَلَةِ قَالُوا حَتّي نَرجِعَ وَ نَنظُرَ فَلَمّا تَخَالَوا قَالُوا لِلعَاقِبِ وَ كَانَ ذَا رَأيِهِم يَا عَبدَ المَسِيحِ مَا تَرَي فَقَالَ وَ اللّهِ لَقَد عَرَفتُم يَا مَعشَرَ


صفحه : 281

النّصَارَي أَنّ مُحَمّداً نبَيِ‌ّ مُرسَلٌ وَ لَقَد جَاءَكُم بِالفَصلِ مِن أَمرِ صَاحِبِكُم وَ اللّهِ مَا بَاهَلَ قَومٌ نَبِيّاً قَطّ فَعَاشَ كَبِيرُهُم وَ لَا ثَبَتَ صَغِيرُهُم وَ لَئِن فَعَلتُم لَتَهلِكُنّ فَإِن أَبَيتُم إِلّا إِلفَ دِينِكُم وَ الإِقَامَةَ عَلَي مَا أَنتُم عَلَيهِ فَوَادِعُوا الرّجُلَ وَ انصَرِفُوا إِلَي بِلَادِكُم فَأَتَوا رَسُولَ اللّهِص وَ قَد غَدَا مُحتَضِناً الحُسَينَ آخِذاً بِيَدِ الحَسَنِ وَ فَاطِمَةُ تمَشيِ‌ خَلفَهُ وَ عَلِيّ خَلفَهَا وَ هُوَ يَقُولُ إِذَا أَنَا دَعَوتُ فَأَمّنُوا فَقَالَ أُسقُفّ نَجرَانَ يَا مَعشَرَ النّصَارَي إنِيّ‌ لَأَرَي وُجُوهاً لَو شَاءَ اللّهُ أَن يُزِيلَ جَبَلًا مِن مَكَانِهِ لَأَزَالَهُ بِهَا فَلَا تُبَاهِلُوا فَتَهلِكُوا وَ لَا يَبقَ عَلَي وَجهِ الأَرضِ نصَراَنيِ‌ّ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ فَقَالُوا يَا أَبَا القَاسِمِ رَأَينَا أَن لَا نُبَاهِلَكَ وَ أَن نُقِرّكَ عَلَي دِينِكَ وَ نَثبُتَ عَلَي دِينِنَا فَقَالَ فَإِن أَبَيتُمُ المُبَاهَلَةَ فَأَسلِمُوا يَكُن لَكُم مَا لِلمُسلِمِينَ وَ عَلَيكُم مَا عَلَيهِم فَأَبَوا قَالَ فإَنِيّ‌ أُنَاجِزُكُم فَقَالُوا مَا لَنَا بِحَربِ العَرَبِ طَاقَةٌ وَ لَكِن نُصَالِحُكَ عَلَي أَن لَا تَغزُوَنَا وَ لَا تُخِيفَنَا وَ لَا تَرُدّنَا عَن دِينِنَا عَلَي أَن نؤُدَيّ‌َ إِلَيكَ كُلّ عَامٍ ألَفيَ‌ حُلّةٍ أَلفٌ فِي صَفَرٍ وَ أَلفٌ فِي رَجَبٍ وَ ثَلَاثِينَ دِرعاً عَادِيَةً مِن حَدِيدٍ فَصَالَحَهُم عَلَي ذَلِكَ وَ قَالَ وَ ألّذِي نفَسيِ‌ بِيَدِهِ إِنّ الهَلَاكَ قَد تَدَلّي عَلَي أَهلِ نَجرَانَ وَ لَو لَاعَنُوا لَمُسِخُوا قِرَدَةً وَ خَنَازِيرَ وَ لَاضطَرَمَ عَلَيهِمُ الواَديِ‌ نَاراً وَ لَاستَأصَلَ اللّهُ نَجرَانَ وَ أَهلَهُ حَتّي الطّيرِ عَلَي رُءُوسِ الشّجَرِ وَ لَمَا حَالَ الحَولُ عَلَي النّصَارَي كُلّهِم حَتّي يَهلِكُوا

وَ عَن عَائِشَةَ أَنّ رَسُولَ اللّهِص خَرَجَ وَ عَلَيهِ مِرطٌ مُرَحّلٌ مِن شَعرٍ أَسوَدَ فَجَاءَ الحَسَنُ فَأَدخَلَهُ ثُمّ جَاءَ الحُسَينُ فَأَدخَلَهُ ثُمّ فَاطِمَةُ ثُمّ عَلِيّ ثُمّ قَالَإِنّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرّجسَ أَهلَ البَيتِ وَ يُطَهّرَكُم تَطهِيراً

. فإن قلت ما كان دعاؤه إلي المباهلة إلاليتبين الكاذب منه و من خصمه و


صفحه : 282

ذلك أمر يختص به وبمن يكاذبه فما معني ضم الأبناء والنساء قلت ذلك آكد في الدلالة علي ثقته بحاله واستيقانه بصدقه حيث استجرأ علي تعريض أعزته وأفلاذ كبده وأحب الناس إليه لذلك و لم يقتصر علي تعريض نفسه له و علي ثقته بكذب خصمه حتي يهلك خصمه مع أحبته وأعزته هلاك الاستيصال إن تمت المباهلة وخص الأبناء والنساء لأنهم أعز الأهل وألصقهم بالقلوب وربما فداهم الرجل بنفسه وحارب دونهم حتي يقتل و من ثم كانوا يسوقون مع أنفسهم الظعائن في الحروب لتمنعهم من الهرب ويسمون الذادة عنها بأرواحهم حماة الحقائق وقدمهم في الذكر علي الأنفس لينبه علي لطف مكانهم وقرب منزلتهم وليؤذن بأنهم مقدمون علي الأنفس مفدون بها و فيه دليل لا شيءأقوي منه علي فضل أصحاب الكساء ع و فيه برهان واضح علي صحة نبوة النبي ص لأنه لم يرو أحد من موافق و لامخالف أنهم أجابوا إلي ذلك انتهي . وروي إمامهم الرازي‌ في تفسيره الروايتين في المباهلة والكساء مثل مارواه الزمخشري‌ إلي قوله وَ يُطَهّرَكُم تَطهِيراً ثم قال واعلم أن هذه الرواية كأنها متفق علي صحتها بين أهل التفسير والحديث ثم قال هذه الآية دلت علي أن الحسن و الحسين ع كانا ابني‌ رسول الله ص ثم قال كان في الري‌ رجل يقال له محمود بن الحسن الخصيمي‌ و كان متكلم الاثني‌ عشرية و كان يزعم أن عليا ع أفضل من جميع الأنبياء سوي محمدص قال و ألذي يدل عليه قوله تعالي وَ أَنفُسَنا وَ أَنفُسَكُم و ليس المراد بقوله وَ أَنفُسَنانفس محمدص لأن الإنسان لايدعو نفسه بل المراد به غيره وأجمعوا علي أن ذلك الغير كان علي بن أبي طالب ع فدلت الآية علي أن نفس علي هي‌ نفس محمد و لايمكن أن يكون المراد أن هذه النفس هي‌ عين تلك النفس فالمراد أن هذه النفس مثل تلك النفس و ذلك


صفحه : 283

يقتضي‌ الاستواء في جميع الوجوه ترك العمل بهذا العموم في حق النبوة و في حق الفضل لقيام الدلائل علي أن محمداص كان نبيا و ما كان علي كذلك ولانعقاد الإجماع علي أن محمداص كان أفضل من علي فيبقي فيما سواه معمولا به ثم الإجماع دل علي أن محمداص كان أفضل من سائر الأنبياء فهذا وجه الاستدلال بظاهر هذه الآية ثم قال وتأكد الاستدلال بهذه الآية بالحديث المقبول عندالموافق والمخالف و هو

قَولُهُ ع مَن أَرَادَ أَن يَرَي آدَمَ فِي عِلمِهِ وَ نُوحاً فِي طَاعَتِهِ وَ اِبرَاهِيمَ فِي خَلّتِهِ وَ مُوسَي فِي قُربَتِهِ وَ عِيسَي فِي صَفوَتِهِ فَليَنظُر إِلَي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع

فالحديث دل علي أنه اجتمع فيه ما كان متفرقا فيهم و ذلك يدل علي أن عليا أفضل من جميع الأنبياء سوي محمدص و أماسائر الشيعة فقد كانوا قديما وحديثا يستدلون بهذه الآية علي أن علياص أفضل من سائر الصحابة و ذلك لأن الآية لمادلت علي أن نفس علي مثل نفس محمدص إلافيما خصه الدليل و كان نفس محمدص أفضل من الصحابة فوجب أن يكون نفس علي أفضل من سائر صحابته والجواب كما أنه انعقد الإجماع بين المسلمين علي أن محمداص أفضل من علي ع فكذلك انعقد الإجماع بينهم قبل ظهور هذاالإنسان علي أن النبي أفضل ممن ليس بنبي‌ وأجمعوا علي أن عليا ما كان نبيا فلزم القطع بأن ظاهر الآية مخصوص في حق محمدص فكذلك مخصوص في حق سائر الأنبياء ع انتهي .


صفحه : 284

أقول انعقاد الإجماع علي كون النبي أفضل ممن ليس بنبي‌ مطلقا ممنوع كيف وأكثر علماء الإمامية بل كلهم قائلون بأن أئمتنا ع أفضل من سائر الأنبياء سوي نبيناص و لوسلم فلانسلم حجية مثل هذاالإجماع ألذي لم يتحقق دخول المعصوم فيه كيف وأخبار أئمتنا ع مستفيضة بخلافه ولنعم مافعل حيث أعرض عن الجواب في حق الصحابة إذ لم يجد عنه محيصا. ثم قال هذه الآية دلت علي صحة نبوة النبي ص من وجهين أحدهما أنه ص خوفهم بنزول العذاب و لو لم يكن واثقا بذلك لكان ذلك منه سعيا في إظهار كذب نفسه لأن بتقدير أن رغبوا في مباهلته ثم لاينزل العذاب فحينئذ كان يظهر كذبه فلما أصر علي ذلك علمنا أنه إنما أصر عليه لكونه واثقا بنزول العذاب عليهم . والثاني‌ أن القوم لماتركوا مباهلته فلو لاأنهم عرفوا من التوراة والإنجيل مايدل علي نبوته لماأحجموا عن مباهلته . فإن قيل لعلهم كانوا شاكين فتركوا مباهلته خوفا من أن يكون صادقا فينزل بهم ماذكر من العذاب قلنا هذامدفوع من وجهين الأول أن القوم كانوا يبذلون النفوس والأموال في المنازعة مع رسول الله ص فلو كانوا شاكين لمافعلوا ذلك .الثاني‌ فقد نقل عن تلك النصاري أنهم قالوا و الله هو النبي المبشر به في التوراة والإنجيل وإنه لوباهلتموه لحصل الاستيصال و كان ذلك تصريحا منهم بأن الامتناع عن المباهلة كان لأجل علمهم بأنه نبي‌ مرسل من عند الله تعالي انتهي كلامه .


صفحه : 285

و أماالنيشابوري‌ فقد ذكر في تفسيره الروايتين مثل مامر ثم قال بعد قوله وَ يُطَهّرَكُم تَطهِيراً و هذه الرواية كالمتفق علي صحتها ثم ساق الكلام نحوا مما ساقه الرازي‌ في الاستدلال والجواب ثم قال و أمافضل أصحاب الكساء فلاشك في دلالة الآية علي ذلك ولهذا ضمهم إلي نفسه بل قدمهم في الذكر و فيهاأيضا دلالة علي صحة نبوته ص فإنه لو لم يكن واثقا بصدقه لم يتجرأ علي تعريض أعزته وخويصته وأفلاذ كبده في معرض الابتهال ومظنة الاستيصال . و قال البيضاوي‌ بعدتفسير الآية وإيراد خبر المباهلة و هودليل علي نبوته وفضل من أتي بهم من أهل بيته .أقول سيأتي‌ تمام القول في الاستدلال بالآية والأخبار علي إمامة أمير المؤمنين ع وسائر الأخبار المروية في هذاالباب في أبواب الآيات النازلة في شأنه ع .

وَ قَالَ السيّوُطيِ‌ّ فِي الدّرّ المَنثُورِ أَخرَجَ البيَهقَيِ‌ّ فِي الدّلَائِلِ مِن طَرِيقِ سَلَمَةَ بنِ عَبدِ يَشُوعَ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ أَنّ رَسُولَ اللّهِص كَتَبَ إِلَي أَهلِ نَجرَانَ قَبلَ أَن يَنزِلَ عَلَيهِ طس سُلَيمَانَ بِسمِ إِلَهِ اِبرَاهِيمَ وَ إِسحَاقَ وَ يَعقُوبَ مِن مُحَمّدٍ رَسُولِ اللّهِ إِلَي أُسقُفّ نَجرَانَ وَ أَهلِ نَجرَانَ إِن أَسلَمتُم فإَنِيّ‌ أَحمَدُ إِلَيكُمُ اللّهَ إِلَهَ اِبرَاهِيمَ وَ إِسحَاقَ وَ يَعقُوبَ أَمّا بَعدُ فإَنِيّ‌ أَدعُوكُم إِلَي عِبَادَةِ اللّهِ مِن عِبَادَةِ العِبَادِ وَ أَدعُوكُم إِلَي وَلَايَةِ اللّهِ مِن وَلَايَةِ العِبَادِ فَإِن أَبَيتُم فَالجِزيَةُ فَإِن أَبَيتُم فَقَد آذَنتُكُم بِحَربٍ وَ السّلَامُ

فلما قرأ الأسقف الكتاب قطع به وذعر ذعرا شديدا فبعث إلي رجل من أهل نجران يقال له شرحبيل بن وداعة فدفع إليه كتاب رسول الله ص فقرأه فقال له الأسقف مارأيك فقال شرحبيل قدعلمت ماوعد الله ابراهيم في ذرية إسماعيل من النبوة فما يؤمن أن يكون هذا الرجل ليس لي في النبوة رأي‌ لو كان أمر من أمور الدنيا أشرت عليك فيه وجهدت لك فبعث الأسقف إلي واحد بعدواحد من أهل نجران فكلهم قال مثل قول شرحبيل فاجتمع رأيهم علي أن


صفحه : 286

يبعثوا شرحبيل و عبد الله بن شرحبيل وجبار بن فيض فيأتونهم بخبر رسول الله ص فانطلق الوفد حتي أتوا رسول الله فساءلهم وساءلوه فلم يزل به وبهم المسألة حتي قالوا له ماتقول في عيسي ابن مريم فقال رسول الله ص ماعندي‌ فيه شيءيومي‌ هذافأقيموا حتي أخبركم بما يقال لي في عيسي صبح الغد فأنزل الله هذه الآيةإِنّ مَثَلَ عِيسي عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ إلي قوله فَنَجعَل لَعنَتَ اللّهِ عَلَي الكاذِبِينَفأبوا أن يقروا بذلك فلما أصبح رسول الله ص الغد بعد ماأخبرهم الخبر أقبل مشتملا علي الحسن و الحسين في خميلة له وفاطمة تمشي‌ عندظهره وخلفها علي للملاعنة و له يومئذ عدة نسوة فقال شرحبيل لصاحبيه إني‌ أري امرأ مقبلا إن كان الرجل نبيا مرسلا فلعناه لايبقي علي وجه الأرض منا شعر و لاظفر إلاهلك فقالا له مارأيك فقال رأيي‌ أن أحكمه فإني‌ أري رجلا لايحكم شططا أبدا فقالا له أنت وذاك فتلقي شرحبيل رسول الله فقال إني‌ قدرأيت خيرا من ملاعنتك قال و ما هو قال حكمك اليوم إلي الليل وليلتك إلي الصباح فمهما حكمت فينا جائز فرجع رسول الله ص و لم يلاعنهم وصالحهم علي الجزية. و قال السيد ابن طاوس رحمه الله في كتاب إقبال الأعمال روينا بالأسانيد الصحيحة والروايات الصريحة إلي أبي المفضل محمد بن عبدالمطلب الشيباني‌ رحمه الله من كتاب المباهلة و من أصل كتاب الحسن بن إسماعيل بن أَشناس من كتاب عمل ذي‌ الحجة فيما رويناه بالطرق الواضحة عن ذوي‌ الهمم الصالحة لاحاجة إلي ذكر أسمائهم لأن المقصود ذكر كلامهم قالوا لمافتح النبي ص مكة وانقادت له العرب وأرسل رسله ودعاته إلي الأمم وكاتب الملكين كسري وقيصر يدعوهما إلي الإسلام و إلاأقرا بالجزية والصغار و إلاأذنا بالحرب العوان أكبر شأنه نصاري نجران وخلطاؤهم من بني‌ عبدالمدان وجميع بني‌ الحارث بن كعب و من


صفحه : 287

ضوي إليهم ونزل بهم من دهماء الناس علي اختلافهم هناك في دين النصرانية من الأروسية والسالوسية وأصحاب دين الملك والمارونية والعباد والنسطورية وأملأت قلوبهم علي تفاوت منازلهم رهبة منه ورعبا فإنهم كذلك من شأنهم إذ وردت عليهم رسل رسول الله ص بكتابه وهم عتبة بن غزوان و عبد الله بن أمية والهدير بن عبد الله أخو تيم بن مرة وصهيب بن سنان أخو النمر بن قاسط يدعوهم إلي الإسلام فإن أجابوا فإخوان و إن أبوا واستكبروا فإلي حظة المخزية إلي أداء الجزية عن يد فإن رغبوا عما دعاهم إليه من أحد المنزلين وعندوا فقد آذنهم علي سواء و كان في كتابه ص قُل يا أَهلَ الكِتابِ تَعالَوا إِلي كَلِمَةٍ سَواءٍ بَينَنا وَ بَينَكُم أَلّا نَعبُدَ إِلّا اللّهَ وَ لا نُشرِكَ بِهِ شَيئاً وَ لا يَتّخِذَ بَعضُنا بَعضاً أَرباباً مِن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلّوا فَقُولُوا اشهَدُوا بِأَنّا مُسلِمُونَقالوا و كان رسول الله ص لايقاتل قوما حتي يدعوهم فازداد القوم لورود رسل نبي‌ الله ص وكتابه نفورا وامتزاجا ففزعوا لذلك إلي بِيعَتِهِمُ العظمي وأمروا ففرش أرضها وألبس جدرها بالحرير والديباج ورفعوا الصليب الأعظم و كان من ذهب مرصع أنفذه إليهم قيصر الأكبر وحضر ذلك بنو الحارث بن كعب وكانوا ليوث الحرب وفرسان الناس قدعرفت العرب ذلك لهم في قديم أيامهم في الجاهلية فاجتمع


صفحه : 288

القوم جميعا للمشورة والنظر في أمورهم وأسرعت إليهم القبائل من مذحج وعك وحمير وأنمار و من دنا منهم نسبا ودارا من قبائل سبإ وكلهم قدورم أنفه أنفة وغضبا لقومهم ونكص من تكلم منهم بالإسلام ارتدادا فخاضوا وأفاضوا في ذكر المسير بنفسهم وجمعهم إلي رسول الله ص والنزول به بيثرب لمناجزته فلما رأي أبوحارثة حصين بن علقمة أسقفهم الأول وصاحب مدارسهم وعلامهم و كان رجلا من بني‌ بكر بن وائل ماأزمع القوم عليه من إطلاق الحرب دعا بعصابة فرفع بهاحاجبيه عن عينيه و قدبلغ يومئذ عشرين ومائة سنة ثم قام فيهم خطيبا معتمدا علي عصا وكانت فيه بقية و له رأي‌ وروية و كان موحدا يؤمن بالمسيح وبالنبي‌ ع ويكتم ذلك من كفرة قومه وأصحابه فقال مهلا بني‌ عبدالمدان مهلا استديموا العافية والسعادة فإنهما مطويان في الهوادة دبوا إلي قوم في هذاالأمر دبيب الذر وإياكم والسورة العجلي فإن البديهة بها لاتنجب إنكم و الله علي فعل ما لم تفعلوا أقدر منكم علي رد مافعلتم ألا إن النجاة مقرونة بالأناة ألا رب إحجام أفضل من إقدام وكأين من قول أبلغ من صول ثم أمسك فأقبل عليه كرز بن سبرة الحارثي‌ و كان يومئذ زعيم بني‌ الحارث بن كعب و في بيت شرفهم والمعصب فيهم و أميرحروبهم فقال لقد انتفخ سحرك واستطير قلبك أباحارثة فظلت كالمسبوع اليراعة المهلوع تضرب لنا الأمثال وتخوفنا النزال لقد علمت وحق المنان بفضيلة الحفاظ بالنوء بالعب ء و هوعظيم ونلقح الحرب وهي‌ عقيم نثقف أود الملك الجبار ولنحن أركان الرائس وذي‌ المنار اللذين شددنا ملكهما


صفحه : 289

فأي‌ أيامنا تنكر أم لأيها ويك تلمز فما أتي علي آخر كلامه حتي انتظم نصل نبلة كانت في يده بكفه غيظا وغضبا و هو لايشعر فلما أمسك كرز بن سبرة أقبل عليه العاقب واسمه عبدالمسيح بن شرجيل و هويومئذ عميد القوم و أميررأيهم وصاحب مشورتهم ألذي لايصدرون جميعا إلا عن قوله فقال له أفلح وجهك وأنس ربعك و عزجارك وامتنع ذمارك ذكرت وحق مغبرة الجباه حسبا صميما وعيصا كريما وعزا قديما ولكن أباسبرة لكل مقام مقال ولكل عصر رجال والمرء بيومه أشبه منه بأمسه وهي‌ الأيام تهلك جيلا وتديل قبيلا والعافية أفضل جلباب وللآفات أسباب فمن أوكد أسبابها التعرض لأبوابها ثم صمت العاقب مطرقا فأقبل عليه السيد واسمه أهتم بن النعمان و هويومئذ أسقف نجران و كان نظير العاقب في علو المنزلة و هو رجل من عامله وعداده في لخم فقال له سعد جدك وسما جدك أباوائلة إن لكل لامعة ضياء و علي كل صواب نورا ولكن لايدركه وحق واهب العقل إلا من كان بصيرا أنك أفضيت وهذان فيما تصرف بكما الكلمة إلي سبيلي‌ حزن وسهل ولكل علي تفاوتكم حظ من الرأي‌ الربيق والأمر الوثيق إذاأصيب به مواضعه ثم إن أخا قريش قدنجدكم لخطب عظيم وأمر جسيم فما عندكم فيه قولوا وأنجزوا أبخوع وإقرار أم نزوع قال عتبة والهدير والنفر من أهل نجران فعاد كرز بن سبرة لكلامه و كان كميا أبيا فقال أنحن نفارق دينا رسخت عليه عروقنا ومضي عليه آباؤنا وعرف ملوك الناس ثم العرب ذلك أنتهالك إلي ذلك أم نقر بالجزية وهي‌ الخزية حقا لا و الله حتي نجرد البواتر من أغمادها و


صفحه : 290

تذهل الحلائل عن أولادها أونشرق نحن و محمدبدمائنا ثم يديل الله عز و جل بنصره من يشاء قال له السيد اربع علي نفسك وعلينا أباسبرة فإن سل السيف يسل السيوف و إن محمدا قدبخعت له العرب وأعطته طاعتها وملك رجالها وأعنتها وجرت أحكامه في أهل الوبر منهم والمدر ورمقه الملكان العظيمان كسري وقيصر فلاأراكم والروح لونهد لكم إلا و قدتصدع عنكم من حف معكم من هذه القبائل فصرتم جفاء كأمس الذاهب أوكلحم علي وضم و كان فيهم رجل يقال له جهير بن سراقة البارقي‌ من زنادقة نصاري العرب و كان له منزلة من ملوك النصرانية و كان مثواه بنجران فقال له أباسعاد قل في أمرنا وأنجدنا برأيك فهذا مجلس له مابعده فقال فإني‌ أري لكم أن تقاربوا محمدا وتطيعوه في بعض ملتمسه عندكم ولينطلق وفودكم إلي ملوك أهل ملتكم إلي الملك الأكبر بالروم قيصر و إلي ملوك هذه الجلدة السوداء الخمسة يعني‌ ملوك السودان ملك النوبة وملك الحبشة وملك علوة وملك الرعاوة وملك الراحات ومريس والقبط و كل هؤلاء كانوا نصاري قال وكذلك من ضوي إلي الشام وحل بها من ملوك غسان ولخم وجذام وقضاعة وغيرهم من ذوي‌ يمنكم فهم لكم عشيرة وموالي‌ وأعوان و في الدين إخوان يعني‌ أنهم نصاري وكذلك نصاري الحيرة من العباد وغيرهم فقد صبت إلي دينهم قبائل تغلب بنت وائل وغيرهم من ربيعة بن نزار لتسر وفودكم ثم لتخرق إليهم البلاد أغذاذا فيستصرخونهم لدينكم فستنجدكم الروم وتسير إليكم الأساودة مسير أصحاب الفيل وتقبل


صفحه : 291

إليكم نصاري العرب من ربيعة اليمن فإذاوصلت الأمداد واردة سرتم أنتم في قبائلكم وسائر من ظافركم وبذل نصره وموازرته لكم حتي تضاهئون من أنجذكم وأصرخكم من الأجناس والقبائل الواردة عليكم فأموا محمدا حتي تنيخوا به جميعا فسيعتق إليكم وافدا لكم من صبا إليه مغلوبا مقهورا وينعق به من كان منهم في مدرته مكثورا فيوشك أن تصطلموا حوزته وتطفئوا جمرته و يكون لكم بذلك الوجه والمكان في الناس فلاتتمالك العرب حينئذ حتي تتهافت دخولا في دينكم ثم لتعظمن بيعتكم هذه ولتشرفن حتي تصير كالكعبة المحجوجة بتهامة هذاالرأي‌ فانتهزوه فلارأي‌ لكم بعده فأعجب القوم كلام جهير بن سراقة ووقع منهم كل موقع فكاد أن يتفرقوا علي العمل به و كان فيهم رجل من ربيعة بن نزار من بني‌ قيس بن ثعلبة يدعي حارثة بن أثال علي دين المسيح ع فقام حارثة علي قدميه وأقبل علي جهير و قال متمثلا


متي ماتقد بالباطل الحق يأبه   و إن قدت بالحق الرواسي‌ تنقد

إذا ماأتيت الأمر من غيربابه   ضللت و إن تقصد إلي الباب تهتدي‌

. ثم استقبل السيد والعاقب والقسيسين والرهبان وكافة نصاري نجران بوجهه لم يخلط معهم غيرهم فقال سمعا سمعا ياأبناء الحكمة وبقايا حملة الحجة إن السعيد و الله من نفعته الموعظة و لم يعش عن التذكرة ألا وإني‌ أنذركم وأذكركم قول مسيح الله عز و جل ثم شرح وصيته ونصه علي وصيه شمعون بن يوحنا و مايحدث علي أمته من الافتراق ثم ذكر عيسي ع و قال إن الله جل جلاله أوحي إليه فخذ يا ابن أمتي‌ كتابي‌ بقوة ثم فسره لأهل سوريا بلسانهم وأخبرهم أني‌ أنا الله لاإله إلا أناالحي‌ القيوم البديع الدائم ألذي لاأحول


صفحه : 292

و لاأزول إني‌ بعثت رسلي‌ ونزلت كتبي‌ رحمة ونورا وعصمة لخلقي‌ ثم إني‌ باعث بذلك نجيب رسالتي‌ أحمدصفوتي‌ وخيرتي‌ من بريتي‌ البارقليطا عبدي‌ أرسله في خلو من الزمان أبتعثه بمولده فاران من مقام ابراهيم ع أنزل عليه توراة حديثة أفتح بهاأعينا عمياء وآذانا صماء وقلوبا غلفا طوبي لمن شهد أيامه وسمع كلامه فآمن به واتبع النور ألذي جاء به فإذاذكرت ياعيسي ذلك النبي فصل عليه فإني‌ وملائكتي‌ نصلي‌ عليه قالوا فما أتي حارثة بن أثال علي قوله هذا حتي أظلم بالسيد والعاقب مكانهما وكرها ماقام به في الناس معربا ومخبرا عن المسيح ع بما أخبر وقدم من ذكر النبي محمدص لأنهما كانا قدأصابا بموضعهما من دينهما شرفا بنجران ووجها عندملوك النصرانية جميعا وكذلك عندسوقتهم وعربهم في البلاد فأشفقا أن يكون ذلك سببا لانصراف قومهما عن طاعتهما لدينهما وفسخا لمنزلتهما في الناس .فأقبل العاقب علي حارثة فقال أمسك عليك ياحار فإن راد هذاالكلام عليك أكثر من قابله ورب قول يكون بلية علي قائله وللقلوب نفرات عندالإصداع بمضنون الحكمة فاتق نفورها فلكل نبإ أهل ولكل خطب محل وإنما الذرك ماأخذ لك بمواضي‌ النجاة وألبسك جنة السلامة فلاتعدلن بهما حظا فإني‌ لم آلك لا أبا لك نصحا ثم أرم يعني‌ أمسك فأوجب السيد أن يشرك العاقب في كلامه فأقبل علي حارثة فقال إني‌ لم أزل أتعرف لك فضلا تميل إليه


صفحه : 293

الألباب فإياك أن تقتعد مطية اللجاج و أن توجف إلي آل السراب فمن عذر بذلك فلست فيه أيها المرء بمعذور و قدأغفلك أبوواثلة و هوولي‌ أمرنا وسيد حضرنا عتابا فأوله إعتابا ثم تعلم أن ناجم قريش يعني‌ رسول الله ص يكون رزه قليلا ثم ينقطع و يكون بعد ذلك قرن يبعث في آخره النبي المبعوث بالحكمة والبيان والسيف والسلطان يملك ملكا مؤجلا تطبق فيه أمته المشارق والمغارب و من ذريته الأمير الظاهر يظهر علي جميع الملكات والأديان ويبلغ ملكه ماطلع عليه الليل والنهار و ذلك ياحار أمل من ورائه أمد و من دونه أجل فتمسك من دينك بما تعلم وتمنع لله أبوك من أنس متصرم بالزمان أولعارض من الحدثان فإنما نحن ليومنا ولغد أهله .فأجابه حارثة بن أثال فقال إيه عليك أباقرة فإنه لاحظ في يومه لمن لادرك له في غده واتق الله تجد الله جل و تعالي بحيث لامفزع إلا إليه وعرضت مشيدا بذكر أبي واثلة فهو العزيز المطاع الرحب الباع وإليكما معا ملقي الرجال فلو أضربت التذكرة عن أحد لتبريز فضل لكنتماه لكنها أبكار الكلم تهدي لأربابها ونصيحة كنتما أحق من أصفي بهاإنكما مليكا ثمرات قلوبنا ووليا طاعتنا في ديننا فالكيس الكيس ياأيها المعظمان عليكما به أرمقا مابدهكما نواحيه واهجرا سنة التسويف فيما أنتما بعرضه آثرا الله فيما آتاكما يؤثركما بالمزيد من فضله و لاتخلدا فيما أظلكما إلي الونية فإنه من أطال عنان الأمن أهلكته العزة و من اقتعد مطية الحذر كان بسبيل أمن من المتالف


صفحه : 294

و من استنصح عقله كانت العبرة له لا به و من نصح لله عز و جل آنسه الله جل و تعالي بعز الحياة وسعادة المنقلب . ثم أقبل علي العاقب معاتبا فقال وزعمت أباواثلة أن راد ما قلت أكثر من قابله و أنت لعمرو الله حري‌ أن لايؤثر هذاعنك فقد علمت وعلمنا أمة الإنجيل معا بسيرة ماقام به المسيح ع في حواريه و من آمن له من قومه و هذه منك فهة لايرحضها إلاالتوبة والإقرار بما سبق به الإنكار فلما أتي علي هذاالكلام صرف إلي السيد وجهه فقال لاسيف إلاذو نبوة و لاعليم إلاذو هفوة فمن نزع عن وهله وأقلع فهو السعيد الرشيد وإنما الآفة في الإصرار وعرضت بذكر نبيين يخلقان زعمت بعد ابن البتول فأين يذهب بك عما خلد في الصحف من ذكري ذلك أ لم تعلم ماانتبأ به المسيح ع في بني‌ إسرائيل و قوله لهم كيف بكم إذاذهب بي‌ إلي أبي وأبيكم وخلف بعدأعصار تخلو من بعدي‌ وبعدكم صادق وكاذب قالوا و من هما يامسيح الله قال نبي‌ من ذرية إسماعيل ع صادق ومتنبئ من بني‌ إسرائيل كاذب فالصادق منبعث منهما برحمة وملحمة يكون له الملك والسلطان مادامت الدنيا و أماالكاذب فله نبز يذكر به المسيح الدجال يملك فواقا ثم يقتله الله بيدي‌ إذارجع بي‌. قال حارثة وأحذركم ياقوم أن يكون من قبلكم من اليهود أسوة لكم إنهم أنذروا بمسيحين مسيح رحمة وهدي ومسيح ضلالة وجعل لهم علي كل واحد منهما آية وأمارة فجحدوا مسيح الهدي وكذبوا به وآمنوا بمسيح الضلالة الدجال وأقبلوا علي انتظاره وأضربوا في الفتنة وركبوا نتجها و من


صفحه : 295

قبل مانبذوا كتاب الله وراء ظهورهم وقتلوا أنبياءه والقوامين بالقسط من عباده فحجب الله عز و جل عنهم البصيرة بعدالتبصرة بما كسبت أيديهم ونزع ملكتهم منهم ببغيهم وألزمهم الذلة والصغار وجعل منقلبهم إلي النار. قال العاقب فما أشعرك ياحار أن يكون هذا النبي المذكور في الكتب هوقاطن يثرب ولعله ابن عمك صاحب اليمامة فإنه يذكر من النبوة مايذكر منها أخو قريش وكلاهما من ذرية إسماعيل ولجميعهما أتباع وأصحاب يشهدون بنبوته ويقرون له برسالته فهل تجد بينهما في ذلك من فاصلة فتذكرها. قال حارثة أجل و الله أجدها و الله أكبر وأبعد مما بين السحاب والتراب وهي‌ الأسباب التي‌ بها وبمثلها تثبت حجة الله في قلوب المعتبرين من عباده لرسله وأنبيائه و أماصاحب اليمامة فليكفك فيه ماأخبركم به سفهاؤكم وعيركم والمنتجعة منكم أرضه و من قدم من أهل اليمامة عليكم أ لم تخبركم جميعا عن رواد مسيلمة وسماعيه و من أوفده صاحبهم إلي أحمدبيثرب فعادوا إليه جميعا بما تعرفوا هناك في بني‌ قيلة وتبينوا به قالوا قدم علينا أحمديثرب وبئارنا ثماد ومياهنا ملحة وكنا من قبله لانستطيب و لانستعذب فبصق في بعضها ومج في بعض فعادت عذابا محلولية وجاش منهما ما كان ماؤها ثمادا فحار بحرا قالوا وتفل محمد في عيون رجال ذوي‌ رمد و علي كلوم رجال ذوي‌ جراح فبرأت لوقته عيونهم فما اشتكوها واندملت جراحهم فما ألموها في كثير مما أدوا ونبئوا عن محمدص من دلالة وآية وأرادوا صاحبهم مسيلمة علي بعض ذلك فأنعم لهم كارها وأقبل بهم إلي بعض بئارهم فمج فيها وكانت الركي‌ معذوذبة فحارت


صفحه : 296

ملحا لايستطاع وبصق في بئر كان ماؤها وشلا فعادت فلم تبض بقطرة من ماء وتفل في عين رجل كان بهارمد فعميت و علي جراح أوقالوا جراح آخر فاكتسي جلده برصا فقالوا لمسيلمة فيما أبصروا في ذلك منه واستبرءوه فقال ويحكم بئس الأمة أنتم لنبيكم والعشيرة لابن عمكم إنكم تحيفتموني‌ ياهؤلاء من قبل أن يوحي إلي‌ في شيءمما سألتم والآن فقد أذن لي في أجسادكم وأشعار دون بئاركم ومياهكم هذالمن كان منكم بي‌ مؤمنا و أما من كان مرتابا فإنه لايزيده تفلتي‌ عليه إلابلاء فمن شاء الآن منكم فليأت لأتفل في عينه و علي جلده قالوا مافينا وأبيك أحد يشاء ذلك إنا نخاف أن يشمت بك أهل يثرب وأضربوا عنه حمية لنسبه فيهم وتذمما لمكانه منهم .فضحك السيد والعاقب حتي فحصا الأرض بأرجلهما وقالا ماالنور والظلام والحق والباطل بأشد تباينا وتفاوتا مما بين هذين الرجلين صدقا وكذبا.قالوا و كان العاقب أحب مع ماتبين من ذلك أن يشيد مافرط من تقريظه مسيلمة ويؤثل منزلته ليجعله لرسول الله ص كفؤا استظهارا بذلك في بقاء عزه و ماطار له من السمو في أهل ملته فقال ولئن فجر أخو بني‌ حنيفة في زعمه أن الله عز و جل أرسله و قال من ذلك ما ليس له بحق فلقد بر في أن نقل قومه من عبادة الأوثان إلي الإيمان بالرحمن . قال حارثة أنشدك بالله ألذي دحاها وأشرق باسمه قمراها هل تجد فيما أنزل الله عز و جل في الكتب السالفة يقول الله عز و جل أنا الله لاإله إلا أناديان


صفحه : 297

يوم الدين أنزلت كتبي‌ وأرسلت رسلي‌ لأستنقذ بهم عبادي‌ من حبائل الشيطان وجعلتهم في بريتي‌ وأرضي‌ كالنجوم الدراري‌ في سمائي‌ يهدون بوحيي‌ وأمري‌ من أطاعهم أطاعني‌ و من عصاهم فقد عصاني‌ وإني‌ لعنت وملائكتي‌ في سمائي‌ وأرضي‌ واللاعنون من خلقي‌ من جحد ربوبيتي‌ أوعدل بي‌ شيئا من بريتي‌ أوكذب بأحد من أنبيائي‌ ورسلي‌ أو قال أوحي‌ إلي‌ و لم أوح إليه شيئا أوغمص سلطاني‌ أوتقمصه متبرئا أوأكمه عبادي‌ وأضلهم عني‌ ألا وإنما يعبدني‌ من عرف ماأريد من عبادتي‌ وطاعتي‌ من خلقي‌ فمن لم يقصد إلي‌ من السبيل التي‌ نهجتها برسلي‌ لم يزدد في عبادته مني‌ إلابعدا. قال العاقب رويدك فأشهد لقد نبأت حقا. قال حارثة فما دون الحق من مقنع و لابعده لامر‌ئ مفزع ولذلك قلت ألذي قلت .فاعترضه السيد و كان ذا محال وجدال شديد فقال ماأحري و ماأري أخا قريش مرسلا إلا إلي قومه بني‌ إسماعيل دينه كذا و هو مع ذلك يزعم أن الله عز و جل أرسله إلي الناس جميعا. قال حارثة أفتعلم أنت يابا قرة أن محمدا مرسل من ربه إلي قومه خاصة قال أجل قال أتشهد له بذلك قال ويحك وهل يستطاع دفع الشواهد نعم أشهد غيرمرتاب بذلك وبذلك شهدت له الصحف الدارسة والأنباء الخالية فأطرق حارثة ضاحكا ينكت الأرض بسبابته . قال السيد مايضحكك يا ابن أثال قال عجبت فضحكت قال


صفحه : 298

أ وعجب ماتسمع قال نعم العجب أجمع أ ليس بالإله بعجيب من رجل أوتي‌ أثرة من علم وحكمة يزعم أن الله عز و جل اصطفي لنبوته واختص برسالته وأيد بروحه وحكمته رجلا خراصا يكذب عليه و يقول أوحي‌ إلي‌ و لم يوح إليه فيخلط كالكاهن كذبا بصدق وباطلا بحق فارتدع السيد وعلم أنه قدوهل فأمسك محجوجا.قالوا و كان حارثة بنجران جنيبا يعني‌ غريبا فأقبل العاقب عليه و قدقطعه مافرط إلي السيد من قوله فقال له عليك أخا بني‌ قيس بن ثعلبة واحبس عليك ذلق لسانك و ما لم تزل تستحم لنا من مثابة سفهك فرب كلمة يرفع صاحبها بهارأسا قدألقته في قعر مظلمة ورب كلمة لامت ورابت قلوبا نغلة فدع عنك مايسبق إلي القلوب إنكاره و إن كان عندك مايتان اعتذاره ثم اعلم أن لكل شيءصورة وصورة الإنسان العقل وصورة العقل الأدب والأدب أدبان طباعي‌ ومرتاضي‌ فأفضلهما أدب الله جل جلاله و من أدب الله سبحانه وحكمته أن يري لسلطانه حق ليس لشي‌ء من خلقه لأنه الحبل بين الله و بين عباده والسلطان اثنان سلطان ملكة وقهر وسلطان حكمة وشرع فأعلاهما فوقا سلطان الحكمة و قدتري يا هذا أن الله عز و جل قدصنع لنا حتي جعلنا حكاما وقواما علي ملوك ملتنا و من بعدهم من حشوتهم وأطرافهم فاعرف لذي‌ الحق حقه أيها المرء وخلاك ذم ثم قال وذكرت أخا قريش و ماجاء به من الآيات والنذر فأطلت وأعرضت ولقد بررت فنحن بمحمد عالمون و به جدا موقنون شهدت لقد انتظمت له الآيات والبينات سالفها وآنفها إلاآية هي‌ أشفاها و


صفحه : 299

أشرفها وإنما مثلها فيما جاء به كمثل الرأس للجسد فما حال جسد لارأس له فأمهل رويدا نتجسس الأخبار ونعتبر الآثار ونستشف ماألفينا مما أفضي إلينا فإن آنسنا الآية الجامعة الخاتمة لديه فنحن إليه أسرع و له أطوع و إلافاعلم ماتذكر به النبوة والسفارة عن الرب ألذي لاتفاوت في أمره و لاتغاير في حكمه . قال له حارثة قدناديت فأسمعت وقرعت فصدعت وسمعت وأطعت فما هذه الآية التي‌ أوحش بعدالآنسة فقدها وأعقب الشك بعدالبينة عدمها. قال له العاقب قدأثلجك أبوقرة بهافذهبت عنها في غيرمذهب وحاورتنا فأطلت في غير ماطائل حوارنا. قال حارثة وأني ذلك فجلها الآن لي فداك أبي وأمي‌. قال العاقب أفلح من سلم للحق وصدع به و لم يرغب عنه و قدأحاط به علما فقد علمنا وعلمت من أنباء الكتب المستودعة علم القرون و ما كان و ما يكون فإنها استهلت بلسان كل أمة منهم معربة مبشرة ومنذرة بأحمد النبي العاقب ألذي تطبق أمته المشارق والمغارب يملك وشيعته من بعده ملكا مؤجلا يستأثر مقتبلهم ملكا علي الأحم منهم بذلك النبي تباعة وبيتا ويوسع من بعدهم أمتهم عدوانا وهضما فيملكون بذلك سبتا طويلا حتي لايبقي بجزيرة العرب بيت إلا و هوراغب إليهم أوراهب لهم ثم يدال بعدلأي‌ منهم ويشعث سلطانهم حدا حدا وبيتا فبيتا حتي تجي‌ء أمثال النغف من الأقوام فيهم ثم يملك أمرهم


صفحه : 300

عليهم عبداؤهم وقنهم يملكون جيلا فجيلا يسيرون في الناس بالقعسرية خيطا خيطا و يكون سلطانهم سلطانا عضوضا ضروسا فتنتقص الأرض حينئذ من أطرافها ويشتد البلاء وتشتمل الآفات حتي يكون الموت أعز من الحياة الحمر أوأحب حينئذ إلي أحدهم من الحياة إلي المعافاة السليم و ما ذلك إلا لمايدهون به من الضر والضراء والفتنة العشواء وقوام الدين يومئذ وزعماؤه يومئذ أناس ليسوا من أهله فيمج الدين بهم وتعفو آياته ويدبر توليا وامحاقا فلايبقي منه إلااسمه حتي ينعاه ناعيه والمؤمن يومئذ غريب والديانون قليل ماهم حتي يستأيس الناس من روح الله وفرجه إلاأقلهم وتظن أقوام أن لن ينصر الله رسله ويحق وعده فإذابهم الشصائب والنقم وأخذ من جميعهم بالكظم تلافي الله دينه وراش عباده من بعد ماقنطوا برجل من ذرية نبيهم أحمد ونجله يأتي‌ الله عز و جل به من حيث لايشعرون تصلي‌ عليه السماوات وسكانها وتفرج به الأرض و ماعليها من سوام وطائر وأنام وتخرج له أمكم يعني‌ الأرض بركتها وزينتها وتلقي‌ إليه كنوزها وأفلاذ كبدها حتي تعود كهيئتها علي عهد آدم وترفع عنهم المسكنة والعاهات في عهده والنقمات التي‌ كانت تضرب بهاالأمم من قبل وتلقي في البلاد الأمنة وتنزع حمة كل ذات حمة ومخلب كل ذي‌ مخلب وناب كل ذي‌ ناب حتي أن الجويرية اللكاع لتلعب بالأفعوان فلايضرها شيئا و حتي يكون الأسد في الباقر كأنه راعيها والذئب في البهم كأنه ربها ويظهر الله عبده علي الدين كله فيملك مقاليد الأقاليم إلي بيضاء الصين حتي لا يكون علي عهده في الأرض أجمعها إلادين الله الحق ألذي ارتضاه لعباده وبعث به آدم بديع فطرته و أحمدخاتم رسالته و من بينهما من أنبيائه ورسله


صفحه : 301

فلما أتي العاقب علي اقتصاصه هذاأقبل عليه حارثة مجيبا فقال أشهد بالله البديع ياأيها النبيه الخطير والعليم الأثير لقد ابتسم الحق بقيلك وأشرق الجناب بعدل منطقك وتنزلت كتب الله التي‌ جعلها نورا في بلاده وشاهدة علي عباده بما اقتصصت من مسطورها حقا فلم يخالف طرس منها طرسا و لارسم من آياتها رسما فما بعد هذا قال العاقب فإنك زعمته أخا قريش فكنت بما تأثر من هذاحق غالط قال وبم أ لم تعترف له لنبوته ورسالته الشواهد قال العاقب بلي لعمرو الله ولكنهما نبيان رسولان يعتقبان بين مسيح الله عز و جل و بين الساعة اشتق اسم أحدهما من صاحبه محمد و أحمدبشر بأولهما موسي ع وبثانيهما عيسي ع فأخو قريش هذامرسل إلي قومه ويقفوه من بعده ذو الملك الشديد والأكل الطويل يبعثه الله عز و جل خاتما للدين وحجة علي الخلائق أجمعين ثم يأتي‌ من بعده فترة تتزايل فيهاالقواعد من مراسيها فيعيدها الله عز و جل علي الدين كله فيملك هو والملوك الصالحون من عقبه جميع ماطلع عليه الليل والنهار من أرض وجبل وبر وبحر يرثون أرض الله عز و جل ملكا كماورثها وملكا الأبوان آدم ونوح ع يلقون وهم الملوك الأكابر في مثل هيئة المساكين بذاذة واستكانة فأولئك الأكرمون الأماثل لايصلح عباد الله وبلاده إلابهم عليهم ينزل عيسي بن البشر ع علي آخرهم بعدمكث طويل وملك شديد لاخير في العيش بعدهم وتردفهم رجراحة طغام


صفحه : 302

في مثل أحلام العصافير عليهم تقوم الساعة وإنما تقوم علي شرار الناس وأخابثهم فذلك الوعد ألذي صلي به الله عز و جل علي أحمد كماصلي به علي خليله ابراهيم في كثير مما لأحمد صلي الله عليه من البراهين والتأييد ألذي خبرت به كتب الله الأولي . قال حارثة فمن الأثر المستقر عندك أباواثلة في هذين الاسمين أنهما لشخصين لنبيين مرسلين في عصرين مختلفين قال العاقب أجل قال فهل يتخالجك في ذلك ريب أويعرض لك فيه ظن قال العاقب كلا والمعبود أن هذالأجلي من بوح وأشار له إلي جرم الشمس المستدير فأكب حارثة مطرقا وجعل ينكت في الأرض عجبا ثم قال إنما الآفة أيها الزعيم المطاع أن يكون المال عند من يخزنه لا من ينفقه والسلاح عند من يتزين به لا من يقاتل به والرأي‌ عند من يملكه لا من ينصره . قال العاقب لقد أسمعت ياحويرث فأقذعت وطفقت فأقدمت فمه قال أقسم بالذي‌ قامت السماوات و الأرض بإذنه وغلب الجبابرة بأمره أنهما اسمان مشتقان لنفس واحدة ولنبي‌ واحد و رسول واحد أنذر به موسي بن عمران وبشر به عيسي ابن مريم و من قبلهما أشار به في صحف ابراهيم ع .فتضاحك السيد يري قومه و من حضرهم أن ضحكه هزء من حارثة وتعجبا وانتشط العاقب ذلك فأقبل علي حارثة مؤنبا فقال لايغررك باطل أبي قرة فإنه و إن ضحك لك فإنما يضحك منك قال حارثة لئن فعلها لأنها لإحدي الدهارس أوسوءة أفلم تتعرفا راجع الله بكما من موروث الحكمة لاينبغي‌


صفحه : 303

للحكيم أن يكون عباسا في غيرأرب و لاضحاكا من غيرعجب أ و لم يبلغكما عن سيدكما المسيح قال فضحك العالم في غيرحينه غفلة من قلبه أوسكرة ألهته عما في غده قال السيد ياحارثة إنه لايعيش و الله أحد بعقله حتي يعيش بظنه و إذا أنا لم أعلم إلا مارويت فلاعلمت أ و لم يبلغك أنت عن سيدنا المسيح علينا سلامه أن لله عبادا ضحكوا جهرا من سعة رحمة ربهم وبكوا سرا من خيفة ربهم قال إذا كان هذافنعم قال فما هنا فلتكن مراجم ظنونك بعباد ربك وعد بنا إلي مانحن بسبيله فقد طال التنازع والخصام بيننا ياحارثة قالوا و كان مجلسا ثالثا في يوم ثالث من اجتماعهم للنظر في أمرهم . فقال السيد ياحارثة أ لم ينبئك أبوواثلة بأفصح لفظ اخترق أذنا وعاد لك بمثله مخبرا فألفاك مع عزماتك بموارده حجرا وها أناذا أؤكد عليك التذكرة بذلك من معدن ثالث فأنشدك الله و ماأنزل إلي كلمة من كلماته هل تجد في الزاجرة المنقولة من لسان أهل سوريا إلي لسان العرب يعني‌ صحيفة شمعون بن حمون الصفا التي‌ توارثها عنه أهل نجران قال السيد أ لم يقل بعدنبذ طويل من كلام فإذاطبقت وقطعت الأرحام وعفت الأعلام بعث الله عبده الفارقليطا بالرحمة والمعدلة قالوا و ماالفارقليطا يامسيح الله قال أحمد النبي الخاتم الوارث ذلك ألذي يصلي عليه حيا ويصلي عليه بعد مايقبضه إليه بابنه الطاهر الخابر ينشره الله في آخر الزمان بعد ماانفصمت عري الدين وخبت مصابيح الناموس وأفلت نجومه فلايلبث ذلك العبد الصالح إلا


صفحه : 304

أمما حتي يعود الدين به كمابدأ ويقر الله عز و جل سلطانه في عبده ثم في الصالحين من عقبه وينشر منه حتي يبلغ ملكه منقطع التراب قال حارثة قدأشدتما بهذه المأثرة لأحمدص وكررتما بهاالقول وهي‌ حق لاوحشة مع الحق و لاأنس في غيره فمه قال السيد فإن من الحق أن لاحظ في هذه الأكرومة لأبتر قال حارثة إنه لكذلك و ليس بمحمدص قال السيد إنك ماعملت إلالدا أ لم يخبرنا سفرنا وأصحابنا فيما تجسسنا من خبره أن ولديه الذكرين القرشية والقبطية بادا يعني‌ هلكا وغودر محمدكقرن الأعضب مؤف علي ضريحة فلو كان له بقية لكان لك بذلك مقالا إذاوليت أبناؤه ألذي تذكر قال حارثة العبر لعمرو الله كثيرة والاعتبار بهاقليل والدليل مؤف علي سنن السبيل إن لم يعش عنه ناظر و كما أن الأبصار الرمدة لاتستطيع النظر في قرص الشمس لسقمها فكذلك البصائر القصيرة لاتتعلق بنور الحكمة لعجزها ألا و من كان كذلك فلستماه وأشار إلي السيد والعاقب أنكما ويمين الله لمحجوجان بما آتاكم الله عز و جل من ميراث الحكمة واستودعكما من بقايا الحجة ثم بما أوجب لكما من الشرف والمنزلة في الناس فقد جعل الله عز و جل من آتاه سلطانا ملوكا للناس وأربابا وجعلكما حكما وقواما علي ملوك ملتنا وذادة لهم يفزعون إليكما في دينهم و لاتفزعان إليهم وتأمرانهم فيأتمرون لكما وحق لكل ملك أوموطئ الأكناف أن يتواضع لله عز و جل إذ رفعه


صفحه : 305

و أن ينصح لله عز و جل في عباده و لايدهن في أمره وذكرتما محمدا بما حكمت له به الشهادات الصادقة وبينته فيه الأسفار المستحفظة ورأيتماه مع ذلك مرسلا إلي قومه لا إلي الناس جميعا و أن ليس بالخاتم الحاشر و لاالوارث العاقب لأنكما زعمتماه أبتر أ ليس كذلك قالا نعم قال أرأيتكما لو كان له بقية وعقب هل كنتما ممتريين لماتجدان وبما تكذبان من الوراثة والظهور علي النواميس أنه النبي الخاتم والمرسل إلي كافة البشر قالا لا قال أفليس هذاالقيل لهذه الحال مع طول اللوائم والخصائم عندكما مستقر قالا أجل قال الله أكبر قالا كبرت تكبيرا فما دعاك إلي ذلك قال حارثة الحق أبلج والباطل لجلج ولنقل ماء البحر ولشق الصخر أهون من إماتة ماأحياه الله عز و جل وإحياء ماأماته الآن فاعلما أن محمدا غيرأبتر و أنه الخاتم الوارث والعاقب الحاشر حقا فلانبي‌ بعده و علي أمته تقوم الساعة ويرث الله الأرض و من عليها و أن من ذريته الأمير الصالح ألذي بينتما ونبأتما أنه يملك مشارق الأرض ومغاربها ويظهره عز و جل بالخفية الإبراهيمية علي النواميس كلها قالا أولي لك ياحارثة لقد أغفلناك وتأبي إلامراوغة كالثعالبة فما تسأم المنازعة و لاتمل من المراجعة ولقد زعمت مع ذلك عظيما فما برهانك به قال أما وجدكما لأنبئكما ببرهان يجير من الشبهة ويشفي‌ به جوي الصدور ثم أقبل علي أبي حارثة حصين بن علقمة شيخهم وأسقفهم الأول فقال إن رأيت أيها الأب الأثير أن تؤنس قلوبنا وتثلج صدورنا بإحضار الجامعة والزاجرة قالوا


صفحه : 306

و كان هذاالمجلس الرابع من اليوم الرابع و ذلك لماحلقت الشمس وركدت و في زمن قيظ شديد فأقبلا علي حارثة فقالا أرج هذا إلي غد فقد بلغت القلوب منا الصدور فتفرقوا علي إحضار الزاجرة والجامعة من غد للنظر فيهما والعمل بما يتراءان منهما فلما كان من الغد صار أهل نجران إلي بِيعَتِهِم لاعتبار ماأجمع صاحباهم مع حارثة علي اقتباسه وتبينه من الجامعة و لمارأي السيد والعاقب اجتماع الناس لذلك قطع بهما لعلمهما بصواب قول حارثة واعترضاه ليصدانه عن تصفح الصحف علي أعين الناس وكانا من شياطين الإنس فقال السيد إنك قدأكثرت وأمللت فض الحديث لنا مع فضه ودعنا من تبيانه فقال حارثة وهل هذا إلامنك وصاحبك فمن الآن فقولا ماشئتما فقال العاقب ما من مقال إلا ماقلنا وسنعود فنخبر بعد ذلك لك تخبيرا غيركاتمين لله عز و جل من حجة و لاجاحدين له آية و لامفترين مع ذلك علي الله عز و جل لعبد أنه مرسل منه و ليس برسوله فنحن نعترف يا هذابمحمدص أنه رسول من الله عز و جل إلي قومه من بني‌ إسماعيل ع في غير أن يجب له بذلك علي غيرهم من عرب الناس و لاأعاجمهم تباعة و لاطاعة بخروج له عن ملة و لادخول معه في ملة إلاالإقرار له بالنبوة والرسالة إلي أعيان قومه ودينه . قال حارثة وبم شهدتما له بالنبوة والأمر قالا حيث جاءتنا فيه البينة من تباشير الأناجيل والكتب الخالية فقال منذ وجب هذالمحمدص عليكما في طويل الكلام وقصيره وبدئه وعوده فمن أين زعمتما أنه ليس بالوارث الحاشر و لاالمرسل إلي كافة البشر قالا لقد علمت وعلمنا فما نمتري‌ بأن حجة الله


صفحه : 307

عز و جل لن ينتهي‌ أمرها وإنها كلمة الله جارية في الأعقاب مااعتقب الليل والنهار و مابقي‌ من الناس شخصان و قدظننا من قبل أن محمداص ربها و أنه القائد بزمامها فلما أعقمه الله عز و جل بمهلك الذكورة من ولده علمنا أنه ليس به لأن محمدا أبتر وحجة الله عز و جل الباقية ونبيه الخاتم بشهادة كتب الله عز و جل المنزلة ليس بأبتر فإذا هونبي‌ يأتي‌ ويخلد بعد محمدص اشتق اسمه من اسم محمد و هو أحمد ألذي نبأ المسيح ع باسمه وبنبوته ورسالاته الخاتمة وبملكة ابنه القاهرة الجامعة للناس جميعا علي ناموس الله عز و جل الأعظم ليس بظهرة دينه ولكنه من ذريته وعقبه يملك قري الأرض و مابينهما من لوب وسهل وصخر وبحر ملكا مورثا موطأ و هذانبأ أحاطت سفرة الأناجيل به علما و قدأوسعناك بهذا القيل سمعا وعدنا لك به آنفة بعدسالفة فما إربك إلي تكراره . قال حارثة قدأعلم أنا وإياكما في رجع من القول منذ ثلاث و ماذاك إلاليذكر ناس ويرجع فارط ويطمئن لنا الكلم وذكرتما نبيين يبعثان يعتقبان بين مسيح الله عز و جل والساعة قلتما وكلاهما من بني‌ إسماعيل أولهما محمدبيثرب وثانيهما أحمدالعاقب و أما محمدص أخو قريش هذاالقاطن بيثرب فإنا به حق مؤمن أجل و هو والمعبود أحمد ألذي نبأت به كتب الله عز و جل ودلت عليه آياته و هوحجة الله عز و جل ورسوله ص الخاتم الوارث حقا و لانبوة و لا رسول لله عز و جل و لاحجة بين ابن البتول والساعة غيره بلي و من كان منه من ابنته البهلولة الصديقة فأنتما ببلاغ الله إليكما من


صفحه : 308

نبوة محمدص في أمر مستقر و لو لاانقطاع نسله لماارتبتما فيما زعمتما به أنه السابق العاقب قالا أجل إن ذلك لمن أكبر أماراته عندنا قال فأنتما و الله فيما تزعمان من نبي‌ ثان من بعده في أمر ملتبس والجامعة في ذلك يحكم بيننا فتنادي الناس من كل ناحية وقالوا الجامعة يابا حارثة الجامعة و ذلك لمامسهم في طول تحاور الثلاثة من السامة والملل وظن القوم مع ذلك أن الفلج لصاحبهما بما كانا يدعيان في تلك المجالس من ذلك فأقبل أبوحارثة إلي علج واقف منه أمما فقال امض ياغلام فأت بهافجاء بالجامعة يحملها علي رأسه و هو لايكاد يتماسك بهالثقلها. قال فحدثني‌ رجل صدق من النجرانية ممن كان يلزم السيد والعاقب ويخف لهما في بعض أمورهما ويطلع علي كثير من شأنهما قال لماحضرت الجامعة بلغ ذلك من السيد والعاقب كل مبلغ لعلمهما بما يهجمان عليه في تصفحها من دلائل رسول الله ص وصفته وذكر أهل بيته وأزواجه وذريته و مايحدث في أمته وأصحابه من بوائق الأمور من بعده إلي فناء الدنيا وانقطاعها فأقبل أحدهما علي صاحبه فقال هذا يوم مابورك لنا في طلوع شمسه لقد شهدته أجسامنا وغابت عنه آراؤنا بحضور طغامنا وسفلتنا ولقلما شهد سفهاء قوم مجمعة إلاكانت لهم الغلبة قال الآخر فهم شر غالب لمن غلب إن أحدهم ليفتق بأدني كلمة ويفسد في بعض ساعته ما لايستطيع الآسي‌ الحليم له رتقا و لاالخولي‌ النفيس إصلاحا له في حول مجرم ذلك لأن السفيه هادم والحليم بان وشتان بين البناء والهدم قال فانتهز حارثة الفرصة فأرسل في خفية و


صفحه : 309

سر إلي النفر من أصحاب رسول الله ص فاستحضرهم استظهارا بمشهدهم فحضروا فلم يستطمع الرجلان فض ذلك المجلس و لاإرجاءه و ذلك لماتبينا من تطلع عامتهما من نصاري نجران إلي معرفة ماتضمنت الجامعة من صفة رسول الله ص وانبعاثهم له مع حضور رسل رسول الله لذلك وتأليب حارثة عليهما فيه وصغو أبي حارثة شيخهم إليه قال قال لي ذلك الرجل النجراني‌ فكان الرأي‌ عندهما أن ينقاد المائد همهما من هذاالخطب و لايظهران شماسا منه و لانفورا حذار أن يطرقا الظنة فيه إليهما و أن يكونا أيضا أول معتبر للجامعة ومستحث لها لئلا يفتات في شيء من ذلك المقام والمنزلة عليهما ثم يستبينان الصواب في الحال ويستنجدانه ليأخذان بموجبه فتقدما لماتقدم في أنفسهما من ذلك إلي الجامعة وهي‌ بين يدي‌ أبي حارثة وحاذاهما حارثة بن أثال وتطاولت إليهما فيه الأعناق وحفت رسل رسول الله ص بهم فأمر أبوحارثة بالجامعة ففتح طرفها واستخرج منها صحيفة آدم الكبري المستودعة علم ملكوت الله عز و جل جلاله و ماذرأ و مابرأ في أرضه وسمائه و ماوصلهما جل جلاله به من ذكر عالميه وهي‌ الصحيفة التي‌ ورثها شيث من أبيه آدم ع عما دعا من الذكر المحفوظ فقرأ القوم السيد والعاقب وحارثة في الصحيفة تطلبا لماتنازعوا فيه من نعت رسول الله ص وصفته و من حضرهم يومئذ من الناس إليهم


صفحه : 310

مضجون مرتقبون لمايستدرك من ذكري ذلك فألفوا في المسباح الثاني‌ من فواصلها بِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ أَنَا اللّهُ لَا إِلَهَ إِلّا أَنَا الحيَ‌ّ القَيّومُ مُعَقّبُ الدّهُورِ وَ فَاصِلُ الأُمُورِ سَبَقتُ بمِشَيَتّيِ‌ الأَسبَابَ وَ ذَلّلتُ بقِدُرتَيِ‌ الصّعَابَ فَأَنَا العَزِيزُ الحَكِيمُ الرّحمَنُ الرّحِيمُ أَرحَمُ وَ أَتَرَحّمُ سَبَقَت رحَمتَيِ‌ غضَبَيِ‌ وَ عفَويِ‌ عقُوُبتَيِ‌ خَلَقتُ عبِاَديِ‌ لعِبِاَدتَيِ‌ وَ أَلزَمتُهُم حجُتّيِ‌ أَلَا إنِيّ‌ بَاعِثٌ فِيهِم رسُلُيِ‌ وَ مُنزِلٌ عَلَيهِم كتُبُيِ‌ أُبرِمُ ذَلِكَ مِن لَدُن أَوّلِ مَذكُورٍ مِن بَشَرٍ إِلَي أَحمَدَ نبَيِيّ‌ وَ خَاتَمِ رسُلُيِ‌ ذَاكَ ألّذِي أَجعَلُ عَلَيهِ صلَوَاَتيِ‌ وَ أَسلُكُ فِي قَلبِهِ برَكَاَتيِ‌ وَ بِهِ أُكَمّلُ أنَبيِاَئيِ‌ وَ نذُرُيِ‌ قَالَ آدَمُ ع إلِهَيِ‌ مَن هَؤُلَاءِ الرّسُلُ وَ مَن أَحمَدُ هَذَا ألّذِي رَفَعتَ وَ شَرّفتَ قَالَ كُلّ مِن ذُرّيّتِكَ وَ أَحمَدُ عَاقِبُهُم وَ وَارِثُهُم قَالَ رَبّ بِمَا أَنتَ بَاعِثُهُم وَ مُرسِلُهُم قَالَ بتِوَحيِديِ‌ ثُمّ أقُفَيّ‌ ذَلِكَ بِثَلَاثِمِائَةٍ وَ ثَلَاثِينَ شَرِيعَةً أُنَظّمُهَا وَ أُكَمّلُهَا لِأَحمَدَ جَمِيعاً فَأَذِنتُ لِمَن جاَءنَيِ‌ بِشَرِيعَةٍ مِنهَا مَعَ الإِيمَانِ بيِ‌ وَ برِسُلُيِ‌ أَن أُدخِلَهُ الجَنّةَ.

ثم ذكر ماجملته أن الله تعالي عرض علي آدم ع معرفة الأنبياء ع وذريتهم ونظر إليهم آدم ع ثم قال ما هذالفظه ثم نظر آدم ع إلي نور قدلمع فسد الجو المنخرق فأخذ بالمطالع من المشارق ثم سري كذلك حتي طبق المغارب ثم سما حتي بلغ ملكوت السماء فنظر فإذا هونور محمد رسول الله ص و إذاالأكناف به قدتضوعت طيبا و إذاأنوار أربعة قداكتنفته عن يمينه


صفحه : 311

وشماله و من خلفه وأمامه أشبه شيء به أرجا ونورا ويتلوها أنوار من بعدها تستمد منها و إذاهي‌ شبيهة بها في ضيائها وعظمها ونشرها ثم دنت منها فتكللت عليها وحفت بها ونظر فإذاأنوار من بعد ذلك في مثل عدد الكواكب ودون منازل الأوائل جدا جدا وبعض هذه أضوأ من بعض وهم في ذلك متفاوتون جدا ثم طلع عليه سواد كالليل وكالسيل ينسلون من كل وجهة وأوب فأقبلوا كذلك حتي ملئوا القاع والأكم فإذاهم أقبح شيءصورا وهيئة وأنتنه ريحا فبهر آدم صلي الله عليه مارأي من ذلك و

قَالَ يَا عَالِمَ الغُيُوبِ وَ غَافِرَ الذّنُوبِ وَ يَا ذَا القُدرَةِ القَاهِرَةِ وَ المَشِيّةِ الغَالِبَةِ مَن هَذَا الخَلقُ السّعِيدُ ألّذِي كَرّمتَ وَ رَفَعتَ عَلَي العَالَمِينَ وَ مَن هَذِهِ الأَنوَارُ المُكتَنِفَةُ لَهُ فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَيهِ يَا آدَمُ هَذَا وَ هَؤُلَاءِ وَسِيلَتُكَ وَ وَسِيلَةُ مَن أَسعَدتُ مِن خلَقيِ‌ هَؤُلَاءِ السّابِقُونَ المُقَرّبُونَ وَ الشّافِعُونَ المُشَفّعُونَ وَ هَذَا أَحمَدُ سَيّدُهُم وَ سَيّدُ برَيِتّيِ‌ اختَرتُهُ بعِلِميِ‌ وَ اشتَقَقتُ اسمَهُ مِنِ اسميِ‌ فَأَنَا المَحمُودُ وَ هُوَ مُحَمّدٌ وَ هَذَا صِنوُهُ وَ وَصِيّهُ آزَرتُهُ بِهِ وَ جَعَلتُ برَكَاَتيِ‌ وَ تطَهيِريِ‌ فِي عَقِبِهِ وَ هَذِهِ سَيّدَةُ إمِاَئيِ‌ وَ البَقِيّةُ فِي علِميِ‌ مِن أَحمَدَ نبَيِيّ‌ وَ هَذَانِ السّبطَانِ وَ الخَلَفَانِ لَهُم وَ هَذِهِ الأَعيَانُ الضّارِعُ نُورُهَا أَنوَارُهُم بَقِيّةٌ مِنهُم أَلَا إِنّ كُلّاّ اصطَفَيتُ وَ طَهّرتُ وَ عَلَي كُلّ بَارَكتُ وَ تَرَحّمتُ فَكُلّا بعِلِميِ‌ جَعَلتُ قُدوَةَ عبِاَديِ‌ وَ نُورَ بلِاَديِ‌ وَ نَظَرَ فَإِذَا شَبَحٌ فِي آخِرِهِم يَزهَرُ فِي ذَلِكَ الصّفِيحِ كَمَا يَزهَرُ كَوكَبُ الصّبحِ لِأَهلِ الدّنيَا فَقَالَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي وَ بعِبَديِ‌ هَذَا السّعِيدِ أَفُكّ عَن عبِاَديِ‌َ الأَغلَالَ وَ أَضَعُ عَنهُمُ الآصَارَ وَ أَملَأُ أرَضيِ‌


صفحه : 312

بِهِ حَنَاناً وَ رَأفَةً وَ عَدلًا كَمَا مُلِئَت مِن قَبلِهِ قَسوَةً وَ قَشعَرِيّةً وَ جَوراً قَالَ آدَمُ رَبّ إِنّ الكَرِيمَ مَن كَرّمتَ وَ إِنّ الشّرِيفَ مَن شَرّفتَ وَ حَقّ يَا إلِهَيِ‌ لِمَن رَفَعتَ وَ أَعلَيتَ أَن يَكُونَ كَذَلِكَ فَيَا ذَا النّعَمِ التّيِ‌ لَا تَنقَطِعُ وَ الإِحسَانِ ألّذِي لَا يُجَازَي وَ لَا يَنفَدُ بِمَ بَلَغَ عِبَادُكَ هَؤُلَاءِ العَالُونَ هَذِهِ المَنزِلَةَ مِن شَرَفِ عَطَائِكَ وَ عَظِيمِ فَضلِكَ وَ حِبَائِكَ كَذَلِكَ مَن كَرّمتَ مِن عِبَادِكَ المُرسَلِينَ قَالَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي إنِيّ‌ أَنَا اللّهُ لَا إِلَهَ إِلّا أَنَا الرّحمَنُ الرّحِيمُ العَزِيزُ الحَكِيمُ عَالِمُ الغُيُوبِ وَ مُضمَرَاتِ القُلُوبِ أَعلَمُ مَا لَم يَكُن مِمّا يَكُونُ كَيفَ يَكُونُ وَ مَا لَا يَكُونُ كَيفَ لَو كَانَ يَكُونُ وَ إنِيّ‌ اطّلَعتُ يَا عبَديِ‌ فِي علِميِ‌ عَلَي قُلُوبِ عبِاَديِ‌ فَلَم أَرَ فِيهِم أَطوَعَ لِي وَ لَا أَنصَحَ لخِلَقيِ‌ مِن أنَبيِاَئيِ‌ وَ رسُلُيِ‌ فَجَعَلتُ لِذَلِكَ فِيهِم روُحيِ‌ وَ كلَمِتَيِ‌ وَ أَلزَمتُهُم عبِ ءَ حجُتّيِ‌ وَ اصطَفَيتُهُم عَلَي البَرَايَا برِسِاَلتَيِ‌ وَ وحَييِ‌ ثُمّ أَلقَيتُ بِمَكَانَاتِهِم تِلكَ فِي مَنَازِلِهِم حَوَامّهُم وَ أَوصِيَاءَهُم مِن بَعدُ فَأَلحَقتُهُم بأِنَبيِاَئيِ‌ وَ رسُلُيِ‌ وَ جَعَلتُهُم مِن بَعدِهِم وَدَائِعَ حجُتّيِ‌ وَ الأُسَاةَ فِي برَيِتّيِ‌ لِأَجبُرَ بِهِم كَسرَ عبِاَديِ‌ وَ أُقِيمَ بِهِم أَوَدَهُم ذَلِكَ أنَيّ‌ بِهِم وَ بِقُلُوبِهِم لَطِيفٌ خَبِيرٌ ثُمّ اطّلَعتُ فِي قُلُوبِ المُصطَفَينَ مِن رسُلُيِ‌ فَلَم أَجِد فِيهِم أَطوَعَ لِي وَ لَا أَنصَحَ لخِلَقيِ‌ مِن مُحَمّدٍ خيِرَتَيِ‌ وَ خاَلصِتَيِ‌ فَاختَرتُهُ عَلَي عِلمٍ وَ رَفَعتُ ذِكرَهُ إِلَي ذكِريِ‌ ثُمّ وَجَدتُ


صفحه : 313

قُلُوبَ حَامّتِهِ اللاّتيِ‌ مِن بَعدِهِ عَلَي صِبغَةِ قَلبِهِ فَأَلحَقتُهُم بِهِ وَ جَعَلتُهُم وَرَثَةَ كتِاَبيِ‌ وَ وحَييِ‌ وَ أَوكَارَ حكِمتَيِ‌ وَ نوُريِ‌ وَ آلَيتُ بيِ‌ أَن لَا أُعَذّبَ بنِاَريِ‌ مَن لقَيِنَيِ‌ مُعتَصِماً بتِوَحيِديِ‌ وَ حَبلِ مَوَدّتِهِم أَبَداً.

ثم أمرهم أبوحارثة أن يصيروا إلي صحيفة شيث الكبري التي‌ انتهي ميراثها إلي إدريس النبي صلي الله عليه قال و كان كتابتها بالقلم السرياني‌ القديم و هو ألذي كتب به من بعدنوح ع من ملوك الهياطلة وهم النماردة قال فاقتص القوم الصحيفة وأفضوا منها إلي هذاالرسم قالوا اجتمع إلي إدريس ع قومه وصحابته و هويومئذ في بيت عبادته من أرض كوفان فخبرهم فيما اقتص عليهم قال إن بني‌ أبيكم آدم ع لصلبه وبني‌ بنيه وذريته اختصموا فيما بينهم وقالوا أي الخلق عندكم أكرم علي الله عز و جل وأرفع لديه مكانة وأقرب منه منزلة فقال بعضهم أبوكم آدم ع خلقه الله عز و جل بيده وأسجد له ملائكته وجعله الخليفة في أرضه وسخر له جميع خلقه و قال آخرون بل الملائكة الذين لم يعصوا الله عز و جل و قال بعضهم لابل حملة العرش الثمانية العظماء من الملائكة المقربين و قال بعضهم لابل رؤساء الملائكة الثلاثة جبرئيل وميكائيل وإسرافيل ع و قال بعضهم لابل أمين الله جبرئيل ع فانطلقوا إلي آدم صلي الله عليه فذكروا ألذي قالوا واختلفوا فيه

فَقَالَ يَا بنَيِ‌ّ أَنَا أُخبِرُكُم بِأَكرَمِ الخَلَائِقِ جَمِيعاً عَلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ إِنّهُ وَ اللّهِ لَمّا أَن نَفَخَ فِيّ


صفحه : 314

الرّوحَ حَتّي استَوَيتُ جَالِساً فَبَرَقَ لِيَ العَرشُ العَظِيمُ فَنَظَرتُ فِيهِ فَإِذَا فِيهِ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ فُلَانٌ أَمِينُ اللّهِ فُلَانٌ أَمِينُ اللّهِ فُلَانٌ خِيَرَةُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَذَكَرَ عِدّةَ أَسمَاءٍ مَقرُونَةٍ بِمُحَمّدٍ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ عَلَيهِم قَالَ آدَمُ ع ثُمّ لَم أَرَ فِي السّمَاءِ مَوضِعَ أَدِيمٍ أَو قَالَ صَفِيحٍ مِنهَا إِلّا وَ فِيهِ مَكتُوبٌ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ مَا مِن مَوضِعٍ فِيهِ مَكتُوبٌ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ إِلّا وَ فِيهِ مَكتُوبٌ خَلقاً لَا خَطّاً مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ وَ مَا مِن مَوضِعٍ فِيهِ مَكتُوبٌ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ إِلّا وَ فِيهِ مَكتُوبٌ فُلَانٌ خِيَرَةُ اللّهِ فُلَانٌ صَفوَةُ اللّهِ فُلَانٌ أَمِينُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَذَكَرَ عِدّةَ أَسمَاءٍ يَنتَظِمُ الحِسَابُ المَعدُودُ قَالَ آدَمُ ع فَمُحَمّدٌص يَا بنُيَ‌ّ وَ مَن خُطّ مِن تِلكَ الأَسمَاءِ مَعَهُ أَكرَمُ الخَلَائِقِ عَلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ جَمِيعاً.

ثم ذكر أن أباحارثة سأل السيد والعاقب أن يقفا علي صلوات ابراهيم ع ألذي جاء بهاالأملاك من عند الله عز و جل فقنعوا بما وقفوا عليه في الجامعة قال أبوحارثة لابل شارفوها بأجمعها واسبروها فإنه أصرم للغدور وأرفع لحكة الصدور وأجدر أن لاترتابوا في الأمر من بعدفلم يجدا من المصير إلي قوله من بد فعمد القوم إلي تابوت ابراهيم ع قال و كان الله عز و جل بفضله علي من يشاء من خلقه قداصطفي ابراهيم ع بخلته وشرفه بصلواته وبركاته وجعله قبلة وإماما لمن يأتي‌ من بعده وجعل النبوة والإمامة والكتاب في ذريته يتلقاها آخر عن أول وورثه تابوت آدم ع المتضمن للحكمة والعلم ألذي فضله الله عز و جل به علي الملائكة طرا فنظر ابراهيم


صفحه : 315

ع في ذلك التابوت فأبصر فيه بيوتا بعدد ذوي‌ العزم من الأنبياء المرسلين وأوصيائهم من بعدهم ونظر فإذابيت محمدص آخر الأنبياء عن يمينه علي بن أبي طالب ع آخذ بحجزته فإذاشكل عظيم يتلألأ نورا فيه هذاصنوه ووصيه المؤيد بالنصر

فَقَالَ اِبرَاهِيمُ ع إلِهَيِ‌ وَ سيَدّيِ‌ مَن هَذَا الخَلقُ الشّرِيفُ فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ هَذَا عبَديِ‌ وَ صفَوتَيِ‌ الفَاتِحُ الخَاتِمُ وَ هَذَا وَصِيّهُ الوَارِثُ قَالَ رَبّ مَا الفَاتِحُ الخَاتِمُ قَالَ هَذَا مُحَمّدٌ خيِرَتَيِ‌ وَ بِكرُ فطِرتَيِ‌ وَ حجُتّيِ‌َ الكُبرَي فِي برَيِتّيِ‌ نَبّأتُهُ وَ اجتَبَيتُهُ إِذ[ إِذَا]آدَمُ بَينَ الطّينِ وَ الجَسَدِ ثُمّ إنِيّ‌ بَاعِثُهُ عِندَ انقِطَاعِ الزّمَانِ لِتَكمِلَةِ ديِنيِ‌ وَ خَاتِمٌ بِهِ رسِاَلاَتيِ‌ وَ نذُرُيِ‌ وَ هَذَا عَلِيّ أَخُوهُ وَ صِدّيقُهُ الأَكبَرُ آخَيتُ بَينَهُمَا وَ اختَرتُهُمَا وَ صَلّيتُ وَ بَارَكتُ عَلَيهِمَا وَ طَهّرتُهُمَا وَ أَخلَصتُهُمَا وَ الأَبرَارَ مِنهُمَا وَ ذُرّيّتَهُمَا قَبلَ أَن أَخلُقَ سمَاَئيِ‌ وَ أرَضيِ‌ وَ مَا فِيهِمَا وَ بَينَهُمَا مِن خلَقيِ‌ ذَلِكَ لعِلِميِ‌ بِهِم وَ بِقُلُوبِهِم إنِيّ‌ بعِبِاَديِ‌ عَلِيمٌ خَبِيرٌ قَالَ وَ نَظَرَ اِبرَاهِيمُ ع فَإِذَا اثنَا عَشَرَ عَظِيماً تَكَادُ تَلَألَأُ أَشكَالُهُم بِحُسنِهَا نُوراً فَسَأَلَ رَبّهُ جَلّ وَ تَعَالَي فَقَالَ رَبّ نبَئّنيِ‌ بِأَسمَاءِ هَذِهِ الصّوَرِ المَقرُونَةِ بصِوُرتَيَ‌ مُحَمّدٍ وَ وَصِيّهِ وَ ذَلِكَ لِمَا رَأَي مِن رَفِيعِ دَرَجَاتِهِم وَ التِحَاقِهِم بشِكَليَ‌ مُحَمّدٍ وَ وَصِيّهِ ع فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَيهِ هَذِهِ أمَتَيِ‌ وَ البَقِيّةُ مِن نبَيِيّ‌ فَاطِمَةُ الصّدّيقَةُ الزّاهِرَةُ[الزّهرَاءُ] وَ جَعَلتُهَا مَعَ خَلِيلِهَا عُصبَةً لِذُرّيّةِ نبَيِيّ‌ هَؤُلَاءِ وَ هَذَانِ الحَسَنَانِ وَ هَذَا فُلَانٌ وَ هَذَا فُلَانٌ وَ هَذَا كلَمِتَيِ‌َ التّيِ‌ أَنشُرُ بِهِ رحَمتَيِ‌ فِي بلِاَديِ‌ وَ بِهِ أَنتَاشُ ديِنيِ‌ وَ عبِاَديِ‌ ذَلِكَ بَعدَ إِيَاسٍ مِنهُم وَ قُنُوطٍ مِنهُم مِن غيِاَثيِ‌ فَإِذَا ذَكَرتَ مُحَمّداً نبَيِيّ‌ بِصَلَوَاتِكَ فَصَلّ عَلَيهِم مَعَهُ يَا اِبرَاهِيمُ قَالَ فَعِندَهَا صَلّي


صفحه : 316

عَلَيهِم اِبرَاهِيمُ ع فَقَالَ رَبّ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ كَمَا اجتَبَيتَهُم وَ أَخلَصتَهُم إِخلَاصاً فَأَوحَي عَزّ وَ جَلّ لِيَهنِئكَ كرَاَمتَيِ‌ وَ فضَليِ‌ عَلَيكَ فإَنِيّ‌ صَائِرٌ بِسُلَالَةِ مُحَمّدٍ وَ مَنِ اصطَفَيتُ مَعَهُ مِنهُم إِلَي قَنَاةِ صُلبِكَ وَ مُخرِجُهُم مِنكَ ثُمّ مِن بِكرِكَ إِسمَاعِيلَ ع فَأَبشِر يَا اِبرَاهِيمُ فإَنِيّ‌ وَاصِلٌ صَلَوَاتِكَ بِصَلَوَاتِهِم وَ مُتّبِعٌ ذَلِكَ برَكَاَتيِ‌ وَ ترَحَمّيِ‌ عَلَيكَ وَ عَلَيهِم وَ جَاعِلٌ حنَاَنيِ‌ وَ حجُتّيِ‌ إِلَي الأَمَدِ المَعدُودِ وَ اليَومِ المَوعُودِ ألّذِي أَرِثُ فِيهِ سمَاَئيِ‌ وَ أرَضيِ‌ وَ أَبعَثُ لَهُ خلَقيِ‌ بِفَصلِ قضَاَئيِ‌ وَ إِفَاضَةِ رحَمتَيِ‌ وَ عدَليِ‌.

قال فلما سمع أصحاب رسول الله ص ماأفضي إليه القوم من تلاوة ماتضمنت الجامعة والصحف الدارسة من نعت رسول الله ص وصفة أهل بيته المذكورين معه بما هم به منه وبما شاهدوا من مكانتهم عنده ازداد القوم بذلك يقينا وإيمانا واستطيروا له فرحا. قال ثم صار القوم إلي مانزل علي موسي ع فألفوا في السفر الثاني‌ من التوراة إني‌ باعث في الأميين من ولد إسماعيل رسولا أنزل عليه كتابي‌ وأبعثه بالشريعة القيمة إلي جميع خلقي‌ أوتيه حكمتي‌ وأؤيده بملائكتي‌ وجنودي‌ تكون ذريته من ابنة له مباركة باركتها ثم من شبلين لها كإسماعيل وإسحاق أصلين لشعبين عظيمين أكثرهم جدا جدا يكون منهم اثنا عشر قيما أكمل بمحمدص وبما أرسله به من بلاغ وحكمة ديني‌ وأختم به أنبيائي‌ ورسلي‌ فعلي محمد وأمته تقوم الساعة. فقال حارثة الآن اسفر الصبح لذي‌ عينين ووضح الحق لمن رضي‌ به دينا فهل في أنفسكما من مرض تستشفيان به فلم يرجعا إليه قولا.


صفحه : 317

فقال أبوحارثة اعتبروا الأمارة الخاتمة من قول سيدكم المسيح ع فصار القوم إلي الكتب والأناجيل التي‌ جاء بهاعيسي صلي الله عليه

فَأَلفَوا فِي المِفتَاحِ الرّابِعِ مِنَ الوحَي‌ِ إِلَي المَسِيحِ ع يَا عِيسَي يَا ابنَ الطّاهِرِ البَتُولِ اسمَع قوَليِ‌ وَ جِدّ فِي أمَريِ‌ إنِيّ‌ خَلَقتُكَ مِن غَيرِ فَحلٍ وَ جَعَلتُكَ آيَةً لِلعَالَمِينَ فإَيِاّي‌َ فَاعبُد وَ عَلَيّ فَتَوَكّل وَ خُذِ الكِتَابَ بِقُوّةٍ ثُمّ فَسّرهُ لِأَهلِ سُورِيَا وَ أَخبِرهُم أنَيّ‌ أَنَا اللّهُ لَا إِلَهَ إِلّا أَنَا الحيَ‌ّ القَيّومُ ألّذِي لَا أَحُولُ وَ لَا أَزُولُ فَآمِنُوا بيِ‌ وَ برِسَوُليِ‌ النّبِيّ الأمُيّ‌ّ ألّذِي يَكُونُ فِي آخِرِ الزّمَانِ نبَيِ‌ّ الرّحمَةِ وَ المَلحَمَةِ الأَوّلِ وَ الآخِرِ قَالَ أَوّلُ النّبِيّينَ خُلقاً وَ آخِرُهُم مَبعَثاً ذَلِكَ العَاقِبُ الحَاشِرُ فَبَشّر بِهِ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ قَالَ عِيسَي ع يَا مَالِكَ الدّهُورِ وَ عَلّامَ الغُيُوبِ مَن هَذَا العَبدُ الصّالِحُ ألّذِي قَد أَحَبّهُ قلَبيِ‌ وَ لَم تَرَهُ عيَنيِ‌ قَالَ ذَاكَ خاَلصِتَيِ‌ وَ رسَوُليِ‌ المُجَاهِدُ بِيَدِهِ فِي سبَيِليِ‌ يُوَافِقُ قَولُهُ فِعلَهُ وَ سَرِيرَتُهُ عَلَانِيَتَهُ أُنزِلُ عَلَيهِ تَورَاةً حَدِيثَةً أَفتَحُ بِهَا أَعيُناً عُمياً وَ آذَاناً صُمّاً وَ قُلُوباً غُلفاً فِيهَا يَنَابِيعُ العِلمِ وَ فَهمُ الحِكمَةِ وَ رَبِيعُ القُلُوبِ وَ طُوبَاهُ وَ طُوبَي أُمّتِهِ قَالَ رَبّ مَا اسمُهُ وَ عَلَامَتُهُ وَ مَا أَكَلَ أُمّتُهُ يَقُولُ مَلَكَ أُمّتَهُ وَ هَل لَهُ مِن بَقِيّةٍ يعَنيِ‌ ذُرّيّةً قَالَ سَأُنَبّئُكَ بِمَا سَأَلتَ اسمُهُ أَحمَدُ مُنتَخَبٌ مِن ذُرّيّةِ اِبرَاهِيمَ وَ مُصطَفًي مِن سُلَالَةِ إِسمَاعِيلَ ذُو الوَجهِ الأَقمَرِ وَ الجَبِينِ الأَزهَرِ رَاكِبُ الجَمَلِ تَنَامُ عَينَاهُ وَ لَا يَنَامُ قَلبُهُ يَبعَثُهُ اللّهُ فِي أُمّةٍ أُمّيّةٍ مَا بقَيِ‌َ اللّيلُ وَ النّهَارُ مَولِدُهُ فِي بَلَدِ أَبِيهِ إِسمَاعِيلَ يعَنيِ‌ مَكّةَ كَثِيرُ الأَزوَاجِ قَلِيلُ الأَولَادِ نَسلُهُ مِن مُبَارَكَةٍ صِدّيقَةٍ يَكُونُ لَهُ مِنهَا ابنَةٌ لَهَا فَرخَانِ سَيّدَانِ يُستَشهَدَانِ أَجعَلُ نَسلَ أَحمَدَ مِنهُمَا فَطُوبَاهُمَا وَ لِمَن أَحَبّهُمَا وَ شَهِدَ أَيّامَهُمَا فَنَصَرَهُمَا قَالَ عِيسَي ع إلِهَيِ‌ وَ مَا طُوبَي قَالَ شَجَرَةٌ فِي الجَنّةِ سَاقُهَا وَ أَغصَانُهَا مِن ذَهَبٍ وَرَقُهَا حُلَلٌ وَ حَملُهَا


صفحه : 318

كثَدَي‌ِ الأَبكَارِ أَحلَي مِنَ العَسَلِ وَ أَليَنُ مِنَ الزّبدِ وَ مَاؤُهَا مِن تَسنِيمٍ لَو أَنّ غُرَاباً طَارَ وَ هُوَ فَرخٌ لَأَدرَكَهُ الهَرَمُ مِن قَبلِ أَن يَقطَعَهَا وَ لَيسَ مَنزِلٌ مِن مَنَازِلِ أَهلِ الجَنّةِ إِلّا وَ ظِلَالُهُ فَنَنٌ مِن تِلكَ الشّجَرَةِ.

قال فلما أتي القوم علي دراسة ماأوحي الله عز و جل إلي المسيح ع من نعت محمد رسول الله ص وصفته وملك أمته وذكر ذريته و أهل بيته أمسك الرجلان مخصومين وانقطع التحاور بينهم في ذلك قال فلما فلج حارثة علي السيد والعاقب بالجامعة و ماتبينوه في الصحف القديمة و لم يتم لهما ماقدروا من تحريفها و لم يمكنهما أن يلبسا علي الناس في تأويلهما أمسكا عن المنازعة من هذاالوجه وعلما أنهما قدأخطئا سبيل الصواب بذلك فصارا إلي بِيعَتِهِم آسفين لينظرا ويرتئيا وفزع إليهما نصاري نجران فسألوهما عن رأيهما و مايعملان في دينهما فقالا مامعناه تمسكوا بدينكم حتي يكشف دين محمد وسنسير إلي بني‌ قريش إلي يثرب وننظر ماجاء به و إلي مايدعو إليه قال فلما تجهز السيد والعاقب للمسير إلي رسول الله ص بالمدينة انتدب معهما أربعة عشر راكبا من نصاري نجران هم من أكابرهم فضلا وعلما في أنفسهم وسبعون رجلا من أشراف بني‌ الحارث بن كعب وسادتهم قال و كان قيس بن الحصين ذو الغصة ويزيد بن عبدالمدان ببلاد حضرموت فقدما نجران علي تفيئة مسير قومهم فشخصا معهم فاعترز القوم في ظهور مطاياهم وجنبوا خيلهم وأقبلوا لوجوههم حتي وردوا المدينة.


صفحه : 319

قال و لمااستراث رسول الله ص خبر أصحابه أنفذ إليهم خالد بن الوليد في خيل سرحها معه لمشارفة أمرهم فألفوهم وهم عامدون إلي رسول الله ص . قال و لمادنوا من المدينة أحب السيد والعاقب أن يباهيا المسلمين و أهل المدينة بأصحابهما وبمن حف من بني‌ الحارث معهما فاعترضاهم فقالا لوكففتم صدور ركابكم ومسستم الأرض فألقيتم عنكم تفثكم وثياب سفركم وشننتم عليكم من باقي‌ مياهكم كان ذلك أمثل فانحدر القوم عن الركاب فأماطوا من شعثهم وألقوا عنهم ثياب بذلتهم ولبسوا ثياب صونهم من الأتحميات والحرير والحبر وذروا المسك في لممهم ومفارقهم ثم ركبوا الخيل واعترضوا بالرماح علي مناسج خيلهم وأقبلوا يسيرون رزدقا واحدا وكانوا من أجمل العرب صورا وأنمهم أجساما وخلقا فلما تشوفهم الناس أقبلوا نحوهم فقالوا مارأينا وفدا أجمل من هؤلاء فأقبل القوم حتي دخلوا علي رسول الله ص في مسجده وحانت صلاتهم فقاموا يصلون إلي المشرق فأراد الناس أن ينهوهم عن ذلك فكفهم رسول الله ص ثم أمهلهم وأمهلوه ثلاثا فلم يدعهم و لم يسألوه لينظروا إلي هديه ويعتبروا مايشاهدون منه مما يجدون من صفته فلما كان بعدثالثة دعاهم ص إلي الإسلام فقالوا يا أباالقاسم ماأخبرتنا كتب الله عز و جل بشي‌ء من صفة النبي المبعوث من بعدالروح عيسي ع إلا و قدتعرفناه فيك إلاخلة هي‌ أعظم الخلال آية ومنزلة وأجلاها أمارة ودلالة قال و ماهي‌ قالوا إنا نجد في الإنجيل من صفة النبي الغابر من بعدالمسيح أنه يصدق به ويؤمن به و أنت تسبه وتكذب به وتزعم أنه عبد قال فلم تكن خصومتهم و لامنازعتهم للنبي‌ص إلا في عيسي ع

فَقَالَ النّبِيّص لَا بَل أُصَدّقُهُ وَ أُصَدّقُ بِهِ وَ أُؤمِنُ بِهِ وَ أَشهَدُ أَنّهُ


صفحه : 320

النّبِيّ المُرسَلُ مِن رَبّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ أَقُولُ إِنّهُ عَبدٌ لَا يَملِكُ لِنَفسِهِ نَفعاً وَ لَا ضَرّاً وَ لَا مَوتاً وَ لَا حَيَاةً وَ لَا نُشُوراً قَالُوا وَ هَل تَستَطِيعُ العَبِيدُ أَن تَفعَلَ مَا كَانَ يَفعَلُ وَ هَل جَاءَتِ الأَنبِيَاءُ بِمَا جَاءَ بِهِ مِنَ القُدرَةِ القَاهِرَةِ أَ لَم يَكُن يحُييِ‌ المَوتَي وَ يبُر‌ِئُ الأَكمَهَ وَ الأَبرَصَ وَ يُنَبّئُهُم بِمَا يُكِنّونَ فِي صُدُورِهِم وَ مَا يَدّخِرُونَ فِي بُيُوتِهِم فَهَل يَستَطِيعُ هَذَا إِلّا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَوِ ابنُ اللّهِ وَ قَالُوا فِي الغُلُوّ فِيهِ وَ أَكثَرُوا تَعَالَي اللّهُ عَن ذَلِكَ عُلُوّاً كَبِيراً فَقَالَص قَد كَانَ عِيسَي أخَيِ‌ كَمَا قُلتُم يحُييِ‌ المَوتَي وَ يبُر‌ِئُ الأَكمَهَ وَ الأَبرَصَ وَ يُخبِرُ قَومَهُ بِمَا فِي نُفُوسِهِم وَ بِمَا يَدّخِرُونَ فِي بُيُوتِهِم وَ كُلّ ذَلِكَ بِإِذنِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ هُوَ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ عَبدٌ وَ ذَلِكَ عَلَيهِ غَيرُ عَارٍ وَ هُوَ مِنهُ غَيرُ مُستَنكِفٍ فَقَد كَانَ لَحماً وَ دَماً وَ شَعراً وَ عَظماً وَ عَصَباً وَ أَمشَاجاً يَأكُلُ الطّعَامَ وَ يَظمَأُ وَ يَنصَبُ وَ اللّهِ بِأَربِهِ وَ رَبّهُ الأَحَدُ الحَقّ ألّذِيلَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ وَ لَيسَ لَهُ نِدّ قَالُوا فَأَرِنَا مِثلَهُ جَاءَ مِن غَيرِ فَحلٍ وَ لَا أَبٍ قَالَ هَذَا آدَمُ ع أَعجَبُ مِنهُ خَلقاً جَاءَ مِن غَيرِ أَبٍ وَ لَا أُمّ وَ لَيسَ شَيءٌ مِنَ الخَلقِ بِأَهوَنَ عَلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فِي قُدرَتِهِ مِن شَيءٍ وَ لَا أَصعَبَإِنّما أَمرُهُ إِذا أَرادَ شَيئاً أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ

وتلا عليهم إِنّ مَثَلَ عِيسي عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرابٍ ثُمّ قالَ لَهُ كُن فَيَكُونُقالا فما نزداد منك في أمر صاحبنا إلاتباينا و هذاالأمر ألذي لانقره لك فهلم فلنلاعنك أينا أولي بالحق فَنَجعَل لَعنَتَ اللّهِ عَلَي الكاذِبِينَفإنها مثلة وآية معجلة فأنزل الله عز و جل آية المباهلة علي رسول الله ص فَمَن حَاجّكَ فِيهِ مِن بَعدِ ما جاءَكَ مِنَ العِلمِ فَقُل تَعالَوا نَدعُ أَبناءَنا وَ أَبناءَكُم وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُم وَ أَنفُسَنا وَ أَنفُسَكُم ثُمّ نَبتَهِل فَنَجعَل لَعنَتَ اللّهِ عَلَي الكاذِبِينَفتلا عليهم رسول الله ص مانزل عليه في ذلك من القرآن فقال إن الله قدأمرني‌ أن أصير


صفحه : 321

إلي ملتمسكم وأمرني‌ بمباهلتكم إن أقمتم وأصررتم علي قولكم قالا و ذلك آية مابيننا وبينك إذا كان غدا باهلناك ثم قاما وأصحابهما من النصاري معهما فلما أبعدا و قدكانوا نزلوا بالحرة أقبل بعضهم علي بعض فقالوا قدجاءكم هذابالفصل من أمره وأمركم فانظروا أولا بمن يباهلكم أبكافة أتباعه أم بأهل الكتابة من أصحابه أوبذوي‌ التخشع والتمسكن والصفوة دينا وهم القليل منهم عددا فإن جاءكم بالكثرة وذوي‌ الشدة منهم فإنما جاءكم مباهيا كمايصنع الملوك فالفلج إذالكم دونه و إن أتاكم بنفر قليل ذوي‌ تخشع فهؤلاء سجية الأنبياء وصفوتهم وموضع بهلتهم فإياكم والإقدام إذا علي مباهلتهم فهذه لكم أمارة وانظروا حينئذ ماتصنعون بينكم وبينه فقد أعذر من أنذر فأمرص بشجرتين فقصدتا وكسح مابينهما وأمهل حتي إذا كان من الغد أمر بكساء أسود رقيق فنشر علي الشجرتين فلما أبصر السيد والعاقب ذلك خرجا بولديهما صبغة المحسن و عبدالمنعم وسارة ومريم وخرج معهما نصاري نجران وركب فرسان بني‌ الحارث بن كعب في أحسن هيئة وأقبل الناس من أهل المدينة من المهاجرين والأنصار وغيرهم من الناس في قبائلهم وشعارهم من راياتهم وألويتهم وأحسن شارتهم وهيئتهم لينظروا ما يكون من الأمر ولبث رسول الله ص في حجرته حتي متع النهار ثم خرج آخذا بيد علي و الحسن و الحسين أمامه وفاطمة ع من خلفهم فأقبل بهم حتي أتي الشجرتين فوقف بينهما من تحت الكساء علي مثل الهيئة التي‌ خرج بها من حجرته فأرسل إليهما يدعوهما إلي مادعواه إليه من المباهلة فأقبلا إليه فقالا بمن تباهلنا يا أباالقاسم قال بخير أهل الأرض وأكرمهم علي الله عز و جل بهؤلاء وأشار لهما إلي علي وفاطمة و الحسن و الحسين صلوات الله عليهم قالا فما نراك جئت لمباهلتنا بالكبر و لا من


صفحه : 322

الكثر و لا أهل الشارة ممن نري ممن آمن بك واتبعك و مانري هاهنا معك إلا هذاالشاب والمرأة والصبيين أفبهؤلاء تباهلنا قال نعم أ و لم أخبركم بذلك آنفا نعم بهؤلاء أمرت و ألذي بعثني‌ بالحق أن أباهلكم فاصفارت حينئذ ألوانهما وكرا وعادا إلي أصحابهما وموقفهما فلما رأي أصحابهما مابهما و مادخلهما قالوا ماخطبكما فتماسكا وقالا ما كان ثم من خطب فنخبركم وأقبل عليهم شاب كان من خيارهم قدأوتي‌ فيهم علما فقال ويحكم لاتفعلوا واذكروا ماعثرتم عليه في الجامعة من صفته فو الله إنكم لتعلمون حق العلم أنه لصادق وإنما عهدكم بإخوانكم حديث قدمسخوا قردة وخنازير فعلموا أنه قدنصح لهم فأمسكوا قال و كان للمنذر بن علقمة أخي‌ أسقفهم أبي حارثة حظ من العلم فيهم يعرفونه له و كان نازحا عن نجران في وقت تنازعهم فقدم و قداجتمع القوم علي الرحلة إلي رسول الله ص فشخص معهم فلما رأي المنذر انتشار أمر القوم يومئذ وترددهم في رأيهم أخذ بيد السيد والعاقب وأقبل علي أصحابه فقال اخلوني‌ وهذين فأعتزل بهما ثم أقبل عليهما فقال إن الرائد لايكذب أهله و أنالكما حق نصيح وعليكما جد شفيق فإن نظرتما لأنفسكما نجيتما و إن تركتما ذلك هلكتما وأهلكتما قالا أنت الناصح جيبا المأمون عيبا فهات قال أتعلمان أنه ماباهل قوم نبيا قط إلا كان مهلكهم كلمح البصر و قدعلمتما و كل ذي‌ إرب من ورثة الكتب معكما أن محمدا أباالقاسم هذا هوالرسول ألذي بشرت به الأنبياء ع وأفصحت بنعته و أهل بيته الأمناء


صفحه : 323

وأخري أنذركما بها فلاتعشوا عنها قالا و ماهي‌ يا أباالمثني قال انظرا إلي النجم قداستطلع علي الأرض و إلي خشوع الشجر وتساقط الطير بإزائكما لوجوهها قدنشرت علي الأرض أجنحتها وقاءت ما في حواصلها و ماعليها لله عز و جل من تبعة ليس ذلك إلا لما قدأظل من العذاب وانظرا إلي اقشعرار الجبال و إلي الدخان المنتشر وقزع السحاب هذا ونحن في حمارة القيظ وإبان الهجير وانظرا إلي محمدص رافعا يده والأربعة من أهله معه إنما ينتظر ماتجيبان به ثم اعلموا أنه إن نطق فوه بكلمة من بهلة لم نتدارك هلاكا و لم نرجع إلي أهل و لامال فنظرا فأبصرا أمرا عظيما فأيقنا أنه الحق من الله عز و جل فزلزلت أقدامهما وكادت أن تطيش عقولهما واستشعرا أن العذاب واقع بهما فلما أبصر المنذر بن علقمة ما قدلقيا من الخيفة والرهبة قال لهما إنكما إن أسلمتما له سلمتما في عاجلة وآجلة و إن آثرتما دينكما وغضارة أيكتكما وشححتما بمنزلتكما من الشرف في قومكما فلست أحجر عليكما الضن بما نلتما من ذلك ولكنكما بدهتما محمداص يتطلب المباهلة له وجعلتماها حجازا وآية بينكما وبينه وشخصتما من نجران و ذلك من بالكما فأسرع محمدص إلي مابغيتما منه والأنبياء إذاأظهرت بأمر لم ترجع إلابقضائه وفعله فإذ نكلتما عن ذلك وأذهلتكما مخافة ماتريان فالحظ في النكول


صفحه : 324

لكما فالوحا ياإخوتي‌ الوحا صالحا محمداص وارضياه و لاترجئا ذلك فإنكما و أنامعكما بمنزلة قوم يونس لماغشيهم العذاب قالا فكن يا أباالمثني أنت ألذي تلقي محمداص بكفالة مايبتغيه لدينا والتمس لنا إليه ابن عمه هذاليكون هو ألذي يبرم الأمر بيننا وبينه فإنه ذو الوجه والزعيم عنده و لاتبطئن لنطمأن بما ترجع إلينا به وانطلق المنذر إلي رسول الله ص فقال السلام عليك يا رسول الله أشهد أن لاإله إلا الله ألذي ابتعثك وأنك وعيسي عبدان لله عز و جل مرسلان فأسلم وبلغه ماجاء له فأرسل رسول الله ص عليا لمصالحة القوم فَقَالَ عَلِيّ ع بأِبَيِ‌ أَنتَ عَلَي مَا أُصَالِحُهُم فَقَالَ لَهُ رَأيَكَ يَا أَبَا الحَسَنِ فِيمَا تُبرِمُ مَعَهُم رأَييِ‌ فَصَارَ إِلَيهِم فَصَالَحَاهُ عَلَي أَلفِ حُلّةٍ وَ أَلفِ دِينَارٍ خَرَجَا فِي كُلّ عَامٍ يُؤَدّيَانِ شَطرَ ذَلِكَ فِي المُحَرّمِ وَ شَطراً فِي رَجَبٍ فَصَارَ عَلِيّ ع بِهِمَا إِلَي رَسُولِ اللّهِص ذَلِيلَينِ صَاغِرَينِ وَ أَخبَرَهُ بِمَا صَالَحَهُمَا عَلَيهِ وَ أَقَرّا لَهُ بِالخَرجِ وَ الصّغَارِ فَقَالَ لَهُمَا رَسُولُ اللّهِص قَد قَبِلتُ ذَلِكَ مِنكُم أَمَا إِنّكُم لَو باَهلَتمُوُنيِ‌ بِمَن تَحتَ الكِسَاءِ لَأَضرَمَ اللّهُ عَلَيكُمُ الواَديِ‌َ نَاراً تَأَجّجُ ثُمّ لَسَاقَهَا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِي أَسرَعِ مِن طَرفِ العَينِ إِلَي مَن وَرَاءَكُم فَحَرَقَهُم تَأَجّجاً فَلَمّا رَجَعَ النّبِيّص بِأَهلِ بَيتِهِ وَ صَارَ إِلَي مَسجِدِهِ هَبَطَ عَلَيهِ جَبرَئِيلُ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يُقرِئُكَ السّلَامَ وَ يَقُولُ لَكَ إِنّ عبَديِ‌ مُوسَي ع بَاهَلَ عَدُوّهَ قَارُونَ بِأَخِيهِ هَارُونَ وَ بَنِيهِ فَخَسَفتُ بِقَارُونَ وَ أَهلِهِ وَ مَالِهِ وَ بِمَن آزَرَهُ مِن قَومِهِ وَ بعِزِتّيِ‌ أُقسِمُ وَ بجِلَاَليِ‌ يَا أَحمَدُ لَو بَاهَلتَ بِكَ وَ بِمَن تَحتَ الكِسَاءِ مِن أَهلِكَ أَهلَ الأَرضِ وَ الخَلَائِقَ جَمِيعاً لَتَقَطّعَتِ السّمَاءُ كِسَفاً وَ الجِبَالُ زُبُراً وَ لَسَاخَتِ الأَرضُ فَلَم تَستَقِرّ أَبَداً إِلّا أَن أَشَاءَ ذَلِكَ فَسَجَدَ النّبِيّص وَ وَضَعَ عَلَي الأَرضِ وَجهَهُ ثُمّ رَفَعَ يَدَيهِ حَتّي تَبَيّنَ لِلنّاسِ عُفرَةُ إِبطَيهِ فَقَالَ شُكراً لِلمُنعِمِ شُكراً لِلمُنعِمِ قَالَهَا ثَلَاثاً فَسُئِلَ نبَيِ‌ّ اللّهِص


صفحه : 325

عَن سَجدَتِهِ وَ عَمّا رَأَي مِن تَبَاشِيرِ السّرُورِ فِي وَجهِهِ فَقَالَ شُكراً لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ لِمَا أبَلاَنيِ‌ مِنَ الكَرَامَةِ فِي أَهلِ بيَتيِ‌ ثُمّ حَدّثَهُم بِمَا جَاءَ بِهِ جَبرَئِيلُ ع .

بيان و إلاأذنا كعلما بمعناه قال تعالي فَأذَنُوا بِحَربٍ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ ويقال ضويت إليه أضوي‌ ضويا إذاآويت إليه وانضممت ذكره الجوهري‌ و قال دهماء الناس جماعتهم و قال الخطة بالضم الأمر والقصة و قال حفزه يحفزه دفعه من خلفه وبالرمح طعنه و عن الأمر أعجله وأزعجه و قال يقال أزمعت علي أمر إذاثبت عليه عزمه وكانت فيه بقية أي من القوة أوشفقة وإبقاء علي قومه في القاموس أبقيت مابيننا لم أبالغ في إفساده والاسم البقية وأُولُوا بَقِيّةٍ يَنهَونَ أي إبقاء أوفهم والهوادة الصلح قوله دبوا إلي قوم لعله بتشديد الباء ورفع قوم من قبيل أكلوني‌ البراغيث أوبالتخفيف وجر قوم أي دب قوم إلي قوم في هذاالأمر كدبيب النمل من غيرروية وتأمل و في بعض النسخ القديمة أي قوم حرف نداء فدبوا أمر والمراد به التأني‌ والتثبت وترك الاستعجال و هوأظهر والسورة الشدة والحدة والسطوة والاعتداء قوله فإن البديهة بها أي المفاجاة بالسورة من غيرتأمل لاينجب و لايحسن والأناة كقناة الترفق والحلم والإحجام الكف والصول الاستطالة والحملة والمعصب كمحدث السيد المطاع لأنه يعصب بالتاج أوتعصب به أمور الناس أي تردد إليه والسحر بالفتح والضم والتحريك الرية ويقال للجبان انتفخ سحره و في القاموس استطار الفجر انتشر والحائط انصدع واستطير طير وفلان ذعر والمسبوع ألذي افترسه السبع أوافترس ولده واليراعة الأحمق والجبان والنعامة والهلع أفحش الجزع قوله بالنوء بالعب ء أي حمل الأثقال العظيمة يقال ناء بالحمل إذانهض


صفحه : 326

به مثقلا والعب ء بالكسر الحمل قوله وتلقيح الحرب أي جعل الحرب ذات حمل أي فائدة و هوعقيم أي معطلة غيرقائمة و غيرمفيدة و في بعض النسخ نلقح بصيغة المتكلم وتثقيف الرماح تسويتها والأود بالتحريك الاعوجاج . و قوله ويك بمعني ويلك واللمز العيب والربع بالفتح الدار والمحلة والمنزل والذمار بالكسر مايلزمك حفظه وحمايته و في القاموس العيص بالكسر الشجر الكثير الملتف والأصل و مااجتمع وتداني من العضاة و في بعض النسخ عصبا و هوبالتحريك خيار القوم . قوله والمرء بيومه أي ينبغي‌ للإنسان أن ينظر إلي أحوال زمانه فيعمل مايناسبه و لايقيس علي الأزمنة السالفة والجيل بالكسر الصنف من الناس والجلباب الملحفة. قوله من الرأي‌ الربيق أي الرأي‌ ألذي عزم عليه كأنه مشدود في ربقة أويلزم العمل به كأنه يجعل عنق الإنسان في ربقة وهي‌ العروة التي‌ يشد بهاالبهيمة يقال ربقه يربقه بالضم والكسر إذاجعل رأسه في الربقة والربيقة كسفينة البهيمة المربوقة و في بعض النسخ القديمة بالتاء من الرتق ضد الفتق و هوأصوب . و قال الفيروزآبادي‌ النجد الغلبة وأنجد ارتفع والدعوة أجابها والنجدة القتال والشجاعة والشدة والهول ونجد الأمر وضح واستبان والتنجيد العدو والتزيين واستنجد استعان وقوي‌ بعدضعف و في بعض النسخ بالذال المعجمة يقال نجذه أي ألح عليه ونجز كفرح ونصر انقضي وفني‌ والوعد حضر والكلام انقطع وأنجز حاجته قضاها والوعد وفي به وبخع بالحق بخوعا أقر به وخضع له ونزع عن الأمر انتهي عنه والكمي‌ الشجاع . قوله أنتهالك أي نسرع إلي هذاالدين فندخل فيه من غيرروية من قولهم تهالك الفراش إذاتساقط والبواتر السيوف القاطعة. قوله أونشرق علي المجرد أي نظهر أو علي التفعيل من قولهم شرق


صفحه : 327

إذاأخذ في ناحية المشرق ولعله تصحيف . وقولهم اربع علي نفسك بفتح الباء أي ارفق بنفسك وكف ورمقته أرمقه نظرت إليه قوله والروح أقسم بروح القدس ونهد إلي العدو كمنع أي نهض والجفاء بالضم ماقذفه السيل والوضم بالتحريك كل شيءيجعل عليه اللحم من خشب أوبارية يوقي به من الأرض والخرق قطع المفاوز والإغذاذ الإسراع في السير وأعنق أسرع في السير و في نسخة قديمة بالتاء المثناة الفوقانية من عتق الفرس كضرب أي سبق فنجا ونعق الراعي‌ بغنمه يعنق بالكسر أي صاح بها وزجرها والمدرة البلدة والمكثور المغلوب بالكثرة والحوزة الناحية وانتهزه اغتنمه . و قال الجوهري‌ عشوت إلي النار أعشو إليها عشوا إذااستدللت عليها ببصر ضعيف و إذاصدرت عنه إلي غيره قلت عشوت عنه و منه قوله تعالي وَ مَن يَعشُ عَن ذِكرِ الرّحمنِ والخلق بالتحريك البالي‌ وهنا كناية عن فساد الزمان وامتداد الفترة و في القديمة في خلو بالواو المشددة أي عندخلو الزمان من الحجج وآثار الهداية وفاران اسم جبل بمكة كمامر والسوقة خلاف الملك والصدع الشق وصدع بالأمر تكلم به جهارا والدرك بالتحريك اللحاق والوصول إلي الشي‌ء وأرم القوم أي سكتوا والقعدة بالضم من الإبل ألذي يركبه الراعي‌ في كل وجه واقتعده اتخذه قعدة والآل ألذي تراه أول النهار وآخره كأنه يرفع الشخوص و ليس بالسراب وأغفلت الشي‌ء إذاتركته علي ذكر منك وأغفله أي غفل عنه عتابا تميز عن نسبة أغفل أوحضر والحاصل حضرنا وعاتبنا فأوله إعتابا أي أعطه مايصير سببا لرضاه يقال أعتبه أي أعطاه العتبي و هوالرضا ونجم الشي‌ء ظهر وطلع .


صفحه : 328

قوله يكون رزه قليلا في بعض النسخ بتقديم المهملة و هوبالكسر الصوت و في بعضها بتأخيرها و هوبالفتح العض و في النسخة القديمة بتقديم المهملة وضمها مهموزا بمعني المصيبة و هوأصوب وإيه بكسر الهمزة والهاء منونا و غيرمنون استزادة في الكلام فإذاأسكته وكففته قلت إيها عنا و إذاأردت التبعيد قلت أيها بفتح الهمزة بمعني هيهات ذكره الجوهري‌. و قال برز الرجل فاق علي أصحابه والحاصل أنه لو كان تفوق رجل وفضله مانعا من التذكير لكنتما مصداق ذلك لكن ليس كذلك قوله أصغي بها أي إليها و في القديمة بالفاء من قولهم أصفي فلانا بكذا أي آثره ويقال رمقه أي لحظه لحظا خفيفا وبدهه أمر فجأه والنواحي‌ الجوانب و في بعض النسخ بواجبة أي بما يجب ويلزم من الرمق سنة التسويف أي الغفلة الداعية إلي تأخير النظر أو هوبالضم والتشديد أي طريقته وأخلدت إلي فلان أي ركنت إليه ويقال ونيت في الأمر ونية أي ضعفت قوله أن لايؤثر أي يروي ويذكر عنك والفهة بالفتح وتشديد الهاء السقطة والجهلة والرحض بالحاء المهملة والضاد المعجمة غسل الثوب والجسد ويقال نبا السيف إذا لم يعمل في الضريبة والهفوة الزلة ويقال وهل كفرح ضعف وفزع و عنه غلط فيه ونسيه وتوهله عرضه لأن يغلط وخلد خلودا دام وبالمكان أقام والملحمة القتال والنبز بالفتح مصدر نبزه ينبزه أي لقبه وبالتحريك اللقب والفواق بالضم والفتح ما بين الحلبتين من الوقت و هوكناية عن قلة زمان ملكه . قوله وأضربوا في الفتنة لعله من قولهم أضرب الرجل الفحل الناقة فضربها و فيه استعارة بليغة وقطن بالمكان أقام به والنجعة طلب الكلاء في موضعه تقول منه انتجعت وانتجعت فلانا إذاأتيته تطلب معروفه والرواد جمع الرائد و هو ألذي يبعث لاستعلام الأمر و في الأصل هو ألذي يتقدم القوم يبصر لهم الكلاء ومساقط الغيث و منه قولهم الرائد لايكذب أهله ووفد فلان علي


صفحه : 329

الأمير ورد رسولا وأوفدته أرسلته والمراد بصاحبهم مسيلمة وبنو قيلة الأنصار والثمد بالفتح والتحريك وككتاب الماء القليل ألذي لامادة له وماء ملح بالكسر أي ليس بعذب واستعذب القوم ماءهم إذااستقوه عذبا ومج الماء من فيه رمي به واحلولي أي صار حلوا وجاش الوادي‌ كثر ماؤه وزخر وامتد وحار أي رجع وتحير الماء اجتمع ودار والجراح جمع الجراحة بكسرهما والكلم الجراحة و قال الجوهري‌ الألم الوجع و قدألم يألم ألما وقولهم ألمت بطنك كقولهم رشدت أمرك أي ألم بطنك وأنعم له أي قال له نعم والركي‌ جمع الركية وهي‌ البئر والوشل بالتحريك الماء القليل وبض الماء يبض بالكسر أي سال قليلا قليلا وتحيفته تنقصته من حيفه أي من نواحيه قوله وأبيك الواو للقسم والتذمم الاستنكاف وفرط إليه مني‌ قول أي سبق والتقريظ المدح بباطل أوحق والتأثيل التأصيل قوله دحاها أي الأرض والقمران الشمس والقمر والكوكب الدري‌ الثاقب المضي‌ء. و قال الفيروزآبادي‌ غمصه كضرب وسمع وفرح احتقره كاغتمصه وعابه وتهاون بحقه والنعمة لم يشكرها والتقمص لبس القميص أي ادعي سلطان الله وخلافته متبرئا من صاحبه أو من شرائطه أوبغير همز من قولهم تبريت له أي تعرضت لمعروفه والأظهر أنه كان مبتزا بالزاء أي غاصبا من قولهم ابتز الشي‌ء أي سلبه والكمه العمي قوله رويدك أي أمهل والمقنع بالفتح مايقنع به والمحال ككتاب الكيد والمكر والقدرة والجدال والمعاداة قوله الدارسة أي القديمة من درست الآثار عفت ودرس الثوب خلق والخالية الماضية والنكت أن تضرب في الأرض بقضيب فيؤثر فيها. قوله أثرة من علم بالتحريك أي بقية والخراص الكذاب والمحجوج المغلوب بالحجة ويقال جنب أي نزل غريبا. قوله ما لم تزل تستخم في بعض النسخ بالخاء المعجمة من قولهم خم


صفحه : 330

البئر والبيت أي كنسها والناقة حلبها و في بعضها بالمهملة يقال استحم أي اغتسل أوعرق وحم حمة قصده والتنور سجره والماء سخنه و في بعضها بالجيم ولعله من قولهم استجم الفرس إذااستراح و قال الجوهري‌ يقال إني‌ لأستجم قلبي‌ بشي‌ء من اللهو لأقوي به علي الحق أي لم تزل تستريح وتتقوي لنا في بيتك وتهيئ لنا الحشو من الكلام لتجادلنا به والمثابة المرجع والمنزل وموضع حبالة الصائد ويقال لامت بين القوم أي أصلحت وجمعت ورابت الإناء شعبته وأصلحته و منه قولهم أللهم ارأب بينهم أي أصلح ونغل قلبه علي أي ضغن ويقال نغلت نياتهم أي فسدت مايتسان بتشديد النون من السنن و هوالطريقة أي لم يتطرق ويقال من حشوة بني‌ فلان بالكسر أي من رذالهم والأطراف جمع طرف بالكسر و هوالكريم الطرفين وخلاك ذم أي أعذرت وسقط عنك الذم ويقال استشفه أي نظر ماوراءه و قدأثلجك كذا في النسخ القديمة من قولهم ثلجت نفسي‌ أي اطمأنت والإثلاج الإفلاج والمجاوبة المحاورة وتجلية الشي‌ء كشفه وإيضاحه قوله يستأثر مقتبلهم الاستيثار الاستبداد واقتبل أمره استأنفه واقتبل الخطبة ارتجلها أوالمراد بالمقتبل من يقبل الدين بكراهة اضطرارا والأحم الأقرب وتباعة وبيتا تميزان أي علي من كان أقرب منهم من جهة المتابعة والبيت أي النسب و هذاإشارة إلي غصب الخلافة أي يستبد بأمر الخلافة من لم يسبق له نص و لافضيلة علي من هوأقرب من ذلك النبي نسبا وفضلا من كل أحد والسبت الدهر والنغف بالتحريك الدود ألذي يكون في أنوف الإبل والغنم و في حديث يأجوج ومأجوج فيرسل عليهم النغف والعبداء بالقصر والمد جمع العبد كالعبدان والعبدان بالضم والكسر والقن بالكسر عبدملك هو وأبواه للواحد والجمع والقعسرة الصلابة والشدة. قوله خيطا بالياء المثناة و هوالسلك والجماعة من النعام والجراد أوبالموحدة من قولهم خبط خبط عشواء ويقال أتوا خبطة أي جماعة جماعة.


صفحه : 331

و قال الجزري‌ فيه ثم يكون ملك عضوض أي يصيب الرعية فيه عسف وظلم كأنهم يعضون فيه عضا. و قال الفيروزآبادي‌ الضرس كالضرب العض الشديد بالأضراس واشتداد الزمان و قال الجمر من حر الغيظ أشده و من الرجل شره و قوله إلي المعافا كأنه بدل من قوله إلي أحدهم قوله لمايدهون علي بناء المجهول أي يصابون بالدواهي‌ والأمور العظيمة والعشواء الناقة التي‌ لاتبصر أمامها فهي‌ تخبط بيديها كل شيء وركب فلان العشواء إذاخبط أمره علي غيربصيرة والشصائب الشدائد ويقال أخذت بكظمه بالتحريك أي بمخرج نفسه ورشت فلانا أصلحت حاله . و قال الجزري‌ في أشراط الساعة وتقي‌ء الأرض أفلاذ كبدها أي تخرج كنوزها المدفون فيها و هواستعارة والأفلاذ جمع فلذ والفلذ جمع فلذة وهي‌ القطعة المقطوعة طولا. والحمة بضم الحاء وتخفيف الميم و قديشدد السم و رجل لكع أي لئيم ويقال هوذليل النفس وامرأة لكاع مثال قطام والأفعوان بضم الهمزة والعين ذكر الأفاعي‌ والباقر جماعة البقر مع رعاتها والبهم بالفتح جمع بهمة وهي‌ أولاد الضأن وبالضم جمع البهيمة والبيضاء كورة بالمغرب ويقال فلان أثيري‌ أي من خلصائي‌ والجناب الفناء والرحل والناحية والطرس بالكسر الصحيفة. قوله فمما بعد هذا أي فمن أي شيء ولأي‌ سبب تتأمل في الإيمان بعد هذاالبيان . والبذاذة هيئة أهل الفقر والأمثل الأفضل والرجرجة الاضطراب والجماعة الكثيرة في الحرب و من لاعقل له والطغام كسحاب رذال الناس وبوح بالباء الموحدة المضمومة ويوح بالياء المثناة التحتانية المضمومة كلاهما اسم للشمس والزعيم سيد القوم ورئيسهم والمتكلم عنهم وقذعه كمنعه وأقذعه رماه


صفحه : 332

بالفحش وسوء القول وطفق في الفعل شرع وطفق الموضع لزمه والدهارس جمع الدهرس كجعفر و هوالداهية والخفة والنشاط. قوله حتي يعيش بظنه لعل المعني أن الذين يعيشون بعقولهم ويستبدون بهايتبعون الظنون الفاسدة أوالمعني أن العاقل لا يكون عاقلا إلا أن يجد أشياء بظنه وفهمه و لايتوقف فهمه علي الرواية والأثر ولعله كان في الموضعين يغتر من الاغترار قوله إلا مارويت لعله علي الخطاب أي إن كنت لاأعلم إلاروايتك التي‌ رويت فلست من أهل العلم قوله إذا كان هذافنعم أي إذاكانت تلك الرواية مروية فضحكك حسن أو إذا كان ضحكك علي هذاالوجه فله وجه قوله فما هنا أي فما قلت في هذاالمقام من الظنون التي‌ رجمت بهاعباد ربك و في بعض النسخ فكف مراجم و هوأظهر فقوله فما هنا أي أي شيء كان هاهنا غير هذاالوجه علي الوجه الثاني‌ و علي الوجه الأول لما كان كلامه مشعرا بعدم صحة الخبر قال فما هنا أي انتسب إلي الكذب و في النسخة القديمة فهاهنا فلتكن وكأنه أصوب والفصم الكسر وخبت النار سكنت وطفئت وأفل كضرب ونصر وعلم غاب والأمم بالتحريك القرب واليسير والبين من الأمر ولده خصمه والألد الخصم ألذي لايزيغ إلي الحق ولددت لدا صرت ألد والمغادرة الترك والأعضب المكسور القرن والأعضب من الرجال من لاناصر له قوله موف علي ضريحه أي مشرف علي الموت من أوفي علي الشي‌ء أشرف عليه فلايترقب له بعد ذلك ولد وذدت الإبل سقتها وطردتها و رجل ذائد وذواد أي حامي‌ الحقيقة دفاع . قوله أوموطأ الأكناف الأكناف الجوانب و هوإما كناية عن حسن الخلق من قولهم فراش وطي‌ء أي لايؤذي‌ جنب النائم أو عن الكرم والعز وكثرة ورود الأضياف وغيرهم عليهم .


صفحه : 333

و قال الجوهري‌ البلوج الإشراف وبلج الحق إذااتضح يقال الحق أبلج والباطل لجلج و قال التلجلج التردد في الكلام والباطل لجلج أي يردد من غير أن ينفذ وقولهم أولي لك تهدد ووعيد قوله أغفلناك أي تركناك و في بعض النسخ أعقلناك من أعقله أي وجده عاقلا و في بعضها أعضلناك يقال أعضلني‌ فلان أي أعياني‌ أمره وعضلت عليه تعضيلا إذاضيقت عليه في أمره وراغ الرجل والثعلب مال وحاد عن الشي‌ء والمراوغة المصارعة والجوي داء الجوف إذاتطاول ويقال ثلجت نفسي‌ كنصرت اطمأنت وتحليق الشمس ارتفاعها ويقال أرجأت الأمر وأرجيته أي أخرته وقطع بفلان إذاعجز عن سفره من نفقة ذهبت أوقامت عليه راحلته أوأتاه أمر لايقدر أن يتحرك قوله فض الحديث بالفاء والضاد المعجمة والفض الكسر أوبالقاف والصاد المهملة من قص الجناح أوالقطع أو من القصة أوبالقاف والضاد المعجمة من قض اللؤلؤة ثقبها والشي‌ء دقه والوتد قطعه وجاءوا قضهم وقضيضهم أي جميعهم . قوله فنخبر بالخاء المعجمة بمعني الإخبار أوالاختبار أوبالمهملة من تحبير الكلام تحسينه والتباشير البشري وتباشير الصبح أوائله . قوله ليس بظهرة دينه أي ليس هذا الرجل من أعوان دينه وأمته بل من ذريته واللوب بالضم جمع اللوبة واللابة وهي‌ الحرة قوله موطأ أي متهيأ له والإرب بالكسر الحاجة والفارط المقصر والمضيع . قوله البهلولة البهلول بالضم السيد الجامع لكل خير و في بعض النسخ البتولة و هوأظهر والآسي‌ كالقاضي‌ الطبيب والخائل الحافظ للشي‌ء يقال هوخولي‌ مال أي حسن القيام به . و في القاموس حول مجرم كمعظم تام . والتأليب التحريض والصغو بالفتح والكسر الميل وتقول أصغيت إلي فلان إذاملت بسمعك نحوه وشمس الفرس شموسا وشماسا منع ظهره .


صفحه : 334

قوله لئلا يفتات في القاموس لايفتات عليه لايعمل دون أمره . واستنجدني‌ فأنجدته أي استعان بي‌ فأعنته . و قال أبوعبيد أضج القوم إضجاجا إذاجلبوا وصاحوا فإذاجزعوا من شيء وغلبوا قيل ضجوا. واستدرك الشي‌ء بالشي‌ء حاول إدراكه به وضاع المسك وتضوع أي تحرك فانتشرت رائحته وأرج الطيب يأرج أرجا بالتحريك فاح وتضوع والتكلل الإحاطة ونسل كنصر وضرب أسرع والأوب الناحية والقاع المستوي‌ من الأرض والأكم بالتحريك التلال وبهره غلبه وناف الشي‌ء أي طال وارتفع وأناف علي الشي‌ء أي أشرف والصفيح السماء ووجه كل شيءعريض والإصر الذنب والثقل . و قال الفيروزآبادي‌ اقشعر جلده أخذته قشعريرة أي رعدة والسنة أمحلت وكعلابط الخشن المس . و قال الهياطلة جنس من الترك والهند كانت لهم شوكة. وشارفه و عليه اطلع من فوقه والسبر امتحان غور الشي‌ء والصرم القطع قوله لحكة الصدور أي لخلجان الشبه فيها و في بعض النسخ لحسكة الصدور وهي‌ نبات تعلق ثمرته بالصوف والحقد والعداوة قوله طرا بالضم أي جميعا والعصبة قوم الرجل الذين يتعصبون له بما هم به منه أي الذين ذكروا بنعت هم متلبسون به من قرابة الرسول ونسبه وقناة الظهر التي‌ تنتظم الفقار والبكر بالكسر أول كل شيء وأول ولد الأبوين والانتياش التناول والإخراج والفنن الغصن والأسف أشد الحزن و قدأسف علي مافاته تلهف وأسف عليه غضب وارتأي افتعال من الرأي‌ وندبه الأمر فانتدب له أي دعاه فأجابه وتفيئة الشي‌ء حينه وإبانه ويقال غرز رجله في الغرز و هوركاب من جلد وضعها فيه كاغترز واغترز السير دنا وراث علي خبرك أبطأ والاستراثة الاستبطاء والتفث الشعث والكثافات وشن الماء صبه وفرقه


صفحه : 335

وأماط أبعد والبذلة بالكسر ما لايصان من الثياب والأتحمية نوع من البرد وذر الملح والطيب نثره وفرقه واللمم كعنب جمع اللمة بالكسر وهي‌ الشعر يجاوز شحمة الأذن ومنسج الفرس أسفل من حاركه والرزدق الصف من الناس وتشوقت إلي الشي‌ء أي تطلعت والغابر الماضي‌ والباقي‌ وكننت الشي‌ء سترته وأكننته في نفسي‌ أسررته والأمشاج الأخلاط قوله وينصب و الله بأربه أي يتعب بسبب حاجته ويمكن أن يكون كناية عن الذهاب إلي الخلاء.فهؤلاء سجية الأنبياء أي المباهلة بهم طريقتهم والأظهر شجنة بالشين المعجمة والنون كما في بعض النسخ قال في النهاية الرحم شجنة من الرحمن أي قرابة مشتبكة كاشتباك العروق شبهه بذلك مجازا واتساعا وأصل الشجنة بالكسر والضم شعبة من غصن من غصون الشجرة انتهي . وسيأتي‌ وشيج و له أيضا وجه و في نسخة قديمة وشجة. والشارة اللباس والهيئة ومتع النهار كمنع ارتفع والنازح البعيد و رجل ناصح الجيب أي أمين والقزع بالتحريك قطع من السحاب رقيقة وحمارة القيظ بفتح الحاء وتشديد الراء شدته والهجير والهاجرة نصف النهار عنداشتداد الحر وإبان الشي‌ء بالكسر والتشديد وقته والغضارة طيب العيش و في القاموس الأيك الشجر الكثير والواحدة أيكة والشح البخل مع حرص تقول شححت بالكسر والفتح وحجر عليه منعه والضن بالكسر البخل وبدهه بأمر استقبله به وبادهه فاجأه . من بالكما في القاموس البال الحال والخاطر والقلب و في بعض النسخ من تأليكما والتألي‌ التقصير والحلف و في الحديث من يتألي علي الله بكذبه أي من حكم عليه وحلف والوحا السرعة يقال الوحا الوحا


صفحه : 336

البدار البدار والكسف بكسر الكاف وفتح السين القطع وكذا الزبر بضم الزاء وفتح الباء وساخت قوائمه في الأرض دخلت وغابت والعفرة بالضم البياض ليس بالشديد.

1-عم ،[إعلام الوري ]قدم علي رسول الله ص وفد نجران فيهم بضعة عشر رجلا من أشرافهم وثلاثة نفر يتولون أمورهم العاقب و هوأميرهم وصاحب مشورتهم ألذي لايصدرون إلا عن رأيه وأمره واسمه عبدالمسيح والسيد و هوثمالهم وصاحب رحلهم واسمه الأيهم و أبوحارثة بن علقمة الأسقف و هوحبرهم وإمامهم وصاحب مدارسهم و له فيهم شرف ومنزلة وكانت ملوك الروم قدبنوا له الكنائس وبسطوا عليه الكرامات لمايبلغهم من علمه واجتهاده في دينهم فلما وجهوا إلي رسول الله جلس أبوحارثة علي بغلة و إلي جنبه أخ له يقال له كرز أوبشر بن علقمة يسايره إذ عثرت بغلة أبي حارثة فقال كرز تعس الأبعد يعني‌ رسول الله ص و قال له أبوحارثة بل أنت تعست قال له و لم ياأخي‌ فقال و الله إنه للنبي‌ ألذي كنا ننتظر فقال كرز فما يمنعك أن تتبعه فقال ماصنع بنا هؤلاء القوم شرفونا ومولونا وأكرمونا و قدأبوا إلاخلافه و لوفعلت نزعوا منا كل ماتري فأضمر عليها منه أخوه كرز حتي أسلم ثم مر يضرب راحلته و يقول


إليك تغدو قلقا وضينها   معترضا في بطنها جنينها

  خالفا دين النصاري دينها

. فلما قدم علي النبي ص أسلم قال فقدموا علي رسول الله وقت العصر و في لباسهم الديباج وثياب الحيرة علي هيئة لم يقدم بهاأحد من العرب فقال أبوبكر بأبي‌ أنت وأمي‌ يا رسول الله لولبست حلتك التي‌ أهداها لك قيصر


صفحه : 337

فرأوك فيها قال ثم أتوا رسول الله ص فسلموا عليه فلم يرد ع و لم يكلمهم فانطلقوا يبتغون عثمان بن عفان و عبدالرحمن بن عوف وكانا معرفة لهم فوجدوهما في مجلس من المهاجرين فقالوا إن نبيكم كتب إلينا بكتاب فأقبلنا مجيبين له فأتيناه فسلمنا عليه فلم يرد سلامنا و لم يكلمنا فما الرأي‌ فقالا لعلي‌ بن أبي طالب ماتري يا أبا الحسن في هؤلاء القوم قال أري أن يضعوا حللهم هذه وخواتيمهم ثم يعودون إليه ففعلوا ذلك فسلموا فرد سلامهم ثم قال وَ ألّذِي بعَثَنَيِ‌ بِالحَقّ لَقَد أتَوَنيِ‌ المَرّةَ الأُولَي وَ إِنّ إِبلِيسَ لَمَعَهُم ثُمّ سَاءَلُوهُ وَ دَارَسُوهُ يَومَهُم وَ قَالَ الأُسقُفّ مَا تَقُولُ فِي السّيّدِ المَسِيحِ يَا مُحَمّدُ قَالَ هُوَ عَبدُ اللّهِ وَ رَسُولُهُ قَالَ بَل هُوَ كَذَا وَ كَذَا فَقَالَ ع بَل هُوَ كَذَا وَ كَذَا

فترادا فنزل علي رسول الله من صدر سورة آل عمران نحو من سبعين آية يتبع بعضها بعضا وفيما أنزل الله إِنّ مَثَلَ عِيسي عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرابٍ إلي قوله عَلَي الكاذِبِينَفقالوا للنبي‌ص نباهلك غدا و قال أبوحارثة لأصحابه انظروا فإن كان محمدغدا بولده و أهل بيته فاحذروا مباهلته و إن غدا بأصحابه وأتباعه فباهلوه .


صفحه : 338

قَالَ أَبَانٌ حدَثّنَيِ‌ الحُسَينُ بنُ دِينَارٍ عَنِ الحَسَنِ البصَريِ‌ّ قَالَ غَدَا رَسُولُ اللّهِ آخِذاً بِيَدِ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ تَتبَعُهُ فَاطِمَةُ وَ بَينَ يَدَيهِ عَلِيّ وَ غَدَا العَاقِبُ وَ السّيّدُ بِابنَينِ عَلَي أَحَدِهِمَا دُرّتَانِ كَأَنّهُمَا بَيضَتَا حَمَامٍ فَحَفّوا بأِبَيِ‌ حَارِثَةَ فَقَالَ أَبُو حَارِثَةَ مَن هَؤُلَاءِ مَعَهُ قَالُوا هَذَا ابنُ عَمّهِ زَوجُ ابنَتِهِ وَ هَذَانِ ابنَا ابنَتِهِ وَ هَذِهِ بِنتُهُ أَعَزّ النّاسِ عَلَيهِ وَ أَقرَبُهُم إِلَي قَلبِهِ وَ تَقَدّمَ رَسُولُ اللّهِص فَجَثَا عَلَي رُكبَتَيهِ فَقَالَ أَبُو حَارِثَةَ جَثَا وَ اللّهِ كَمَا جَثَا الأَنبِيَاءُ لِلمُبَاهَلَةِ فَكَعّ وَ لَم يُقدِم عَلَي المُبَاهَلَةِ فَقَالَ لَهُ السّيّدُ ادنُ يَا بَا حَارِثَةَ لِلمُبَاهَلَةِ فَقَالَ لَا إنِيّ‌ لَأَرَي رَجُلًا جَرِيئاً عَلَي المُبَاهَلَةِ وَ أَنَا أَخَافُ أَن يَكُونَ صَادِقاً فَلَا يَحُولُ وَ اللّهِ عَلَينَا الحَولُ وَ فِي الدّنيَا نصَراَنيِ‌ّ يَطعَمُ المَاءَ قَالَ وَ كَانَ نَزَلَ العَذَابُ مِنَ السّمَاءِ لَو بَاهَلُوهُ فَقَالُوا يَا أَبَا القَاسِمِ إِنّا لَا نُبَاهِلُكَ وَ لَكِن نُصَالِحُكَ فَصَالَحَهُم رَسُولُ اللّهِ عَلَي ألَفيَ‌ حُلّةٍ مِن حُلَلِ الأوَاَقيِ‌ّ قِيمَةُ كُلّ حُلّةٍ أَربَعُونَ دِرهَماً جِيَاداً وَ كَتَبَ لَهُم بِذَلِكَ كِتَاباً وَ قَالَ لأِبَيِ‌ حَارِثَةَ الأُسقُفّ لكَأَنَنّيِ‌ بِكَ قَد ذَهَبتَ إِلَي رَحلِكَ وَ أَنتَ وَسنَانُ فَجَعَلتَ مُقَدّمَهُ مُؤَخّرَهُ فَلَمّا رَجَعَ قَامَ يُرَحّلُ رَاحِلَتَهُ فَجَعَلَ رَحلَهُ مَقلُوباً فَقَالَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِص .


صفحه : 339

بيان يقال فلان ثمال قومه بالكسر أي غياث لهم يقوم بأمرهم التعس الهلاك والعثار والسقوط والشر والبعد والانحطاط والفعل كمنع وسمع فإذاخاطبت قلت تعست كمنع و إذاحكيت قلت تعس كسمع والأبعد الخائن والمتباعد عن الخير و قال الجزري‌

فِي حَدِيثِ عَلِيّ ع إِنّكَ لَقَلِقُ الوَضِينِ

القلق الانزعاج والوضين بطان منسوج بعضه علي بعض يشد به الرحل علي البعير كالحزام للسرج أراد أنه سريع الحركة يصفه بالخفة وقلة الثبات كالحزام إذا كان رخوا و منه حديث ابن عمر


إليك تعدو قلقا وضينها   مخالفا دين النصاري دينها

.أراد أنها هزلت ودقت للسير عليها و قال يقال كع الرجل عن الأمر إذاجبن عنه وأحجم

2- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] أَبُو عَمرٍو عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ الحُسَينِ عَن أَبِيهِ عَن هَاشِمِ بنِ المُنذِرِ عَنِ الحَارِثِ بنِ الحُصَينِ عَن أَبِي صَادِقٍ عَن رَبِيعَةَ بنِ نَاجِدٍ عَن عَلِيّ ع قَالَ خَرَجَ رَسُولُ اللّهِص حِينَ خَرَجَ لِمُبَاهَلَةِ النّصَارَي بيِ‌ وَ بِفَاطِمَةَ وَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ رِضوَانُ اللّهِ عَلَيهِم

3- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] أَبُو عَمرٍو وَ ابنُ الصّلتِ مَعاً عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن أَحمَدَ بنِ يَحيَي عَن يَعقُوبَ بنِ يُوسُفَ الضبّيّ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ عَن هِلَالِ بنِ أَيّوبَ عَن عَبدِ الكَرِيمِ عَن أَبِي أُمَيّةَ عَن مُجَاهِدٍ قَالَ قُلتُ لِابنِ عَبّاسٍ مَنِ الّذِينَ أَرَادَ رَسُولُ اللّهِص أَن يُبَاهِلَ بِهِم قَالَ عَلِيّ وَ فَاطِمَةُ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ وَ الأَنفُسُ النّبِيّص وَ عَلِيّ ع

4- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] مُحَمّدُ بنُ أَحمَدَ بنِ أَبِي الفَوَارِسِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ الصّائِغِ عَن مُحَمّدِ بنِ


صفحه : 340

إِسحَاقَ السّرّاجِ عَن قُتَيبَةَ بنِ سَعِيدٍ عَن حَاتِمٍ عَن بُكَيرِ بنِ يَسَارٍ عَن عَامِرِ بنِ سَعدٍ عَن أَبِيهِ قَالَ لَمّا نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُنَدعُ أَبناءَنا وَ أَبناءَكُمدَعَا رَسُولُ اللّهِص عَلِيّاً وَ فَاطِمَةَ وَ حَسَناً وَ حُسَيناً ع وَ قَالَ أللّهُمّ هَؤُلَاءِ أَهلُ بيَتيِ‌ الخَبَرَ

أقول قدمر فيما احتج به الرضا ع في مجلس المأمون في فضل العترة الاحتجاج بالمباهلة

5-فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَنِ النّضرِ عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّ نَصَارَي نَجرَانَ لَمّا وَفَدُوا عَلَي رَسُولِ اللّهِ وَ كَانَ سَيّدُهُم الأَهتَمَ وَ العَاقِبَ وَ السّيّدَ وَ حَضَرَت صَلَوَاتُهُم فَأَقبَلُوا يَضرِبُونَ بِالنّاقُوسِ وَ صَلّوا فَقَالَ أَصحَابُ رَسُولِ اللّهِ يَا رَسُولَ اللّهِ هَذَا فِي مَسجِدِكَ فَقَالَ دَعُوهُم فَلَمّا فَرَغُوا دَنَوا مِن رَسُولِ اللّهِ فَقَالُوا إِلَي مَا تَدعُو فَقَالَ إِلَي شَهَادَةِ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أنَيّ‌ رَسُولُ اللّهِص وَ أَنّ عِيسَي عَبدٌ مَخلُوقٌ يَأكُلُ وَ يَشرَبُ وَ يُحدِثُ قَالُوا فَمَن أَبُوهُ فَنَزَلَ الوحَي‌ُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ قُل لَهُم مَا يَقُولُونَ فِي آدَمَ أَ كَانَ عَبداً مَخلُوقاً يَأكُلُ وَ يَشرَبُ وَ يُحدِثُ وَ يَنكِحُ فَسَأَلَهُمُ النّبِيّص فَقَالُوا نَعَم فَقَالَ فَمَن أَبُوهُ فَبَقُوا سَاكِتِينَ فَأَنزَلَ اللّهُإِنّ مَثَلَ عِيسي عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَالآيَةَ إِلَي قَولِهِفَنَجعَل لَعنَتَ اللّهِ عَلَي الكاذِبِينَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص فبَاَهلِوُنيِ‌ إِن كُنتُ صَادِقاً أُنزِلَتِ اللّعنَةُ عَلَيكُم وَ إِن كُنتُ كَاذِباً أُنزِلَت عَلَيّ فَقَالُوا أَنصَفتَ فَتَوَاعَدُوا


صفحه : 341

لِلمُبَاهَلَةِ فَلَمّا رَجَعُوا إِلَي مَنَازِلِهِم قَالَ رُؤَسَاؤُهُم السّيّدُ وَ العَاقِبُ وَ الأَهتَمُ إِن بَاهَلَنَا بِقَومِهِ بَاهَلنَاهُ فَإِنّهُ لَيسَ بنِبَيِ‌ّ وَ إِن بَاهَلَنَا بِأَهلِ بَيتِهِ خَاصّةً فَلَا نُبَاهِلُهُ فَإِنّهُ لَا يُقدِمُ عَلَي أَهلِ بَيتِهِ إِلّا وَ هُوَ صَادِقٌ فَلَمّا أَصبَحُوا جَاءُوا إِلَي رَسُولِ اللّهِص وَ مَعَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ فَاطِمَةُ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ع فَقَالَ النّصَارَي مَن هَؤُلَاءِ فَقِيلَ لَهُم هَذَا ابنُ عَمّهِ وَ وَصِيّهُ وَ خَتَنُهُ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ وَ هَذِهِ ابنَتُهُ فَاطِمَةُ وَ هَذَانِ ابنَاهُ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ فَفَرِقُوا وَ قَالُوا لِرَسُولِ اللّهِص نُعطِيكَ الرّضَا فَأَعفِنَا عَنِ المُبَاهَلَةِ فَصَالَحَهُم رَسُولُ اللّهِص عَلَي الجِزيَةِ وَ انصَرَفُوا

6-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّهُ لَمّا قَدِمَ وَفدُ نَجرَانَ دَعَا النّبِيّص العَاقِبَ وَ الطّيّبَ رَئِيسَيهِم إِلَي الإِسلَامِ فَقَالَا أَسلَمنَا قَبلَكَ فَقَالَ كَذَبتُمَا يَمنَعُكُمَا مِن ذَلِكَ حُبّ الصّلِيبِ وَ شُربِ الخَمرِ فَدَعَاهُمَا إِلَي المُلَاعَنَةِ فَوَاعَدَاهُ عَلَي أَن يُغَادِيَاهُ فَغَدَا رَسُولُ اللّهِص وَ لَقَد أَخَذَ بِيَدِ عَلِيّ وَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ وَ فَاطِمَةَ فَقَالَا أَتَي بِخَوَاصّهِ وَاثِقاً بِدِيَانَتِهِم فَأَبَوُا المُلَاعَنَةَ فَقَالَص لَو فَعَلَا لَأَمطَرَ الواَديِ‌ عَلَيهِم نَاراً

7-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن حَرِيزٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع سُئِلَ عَن فَضَائِلِهِ فَذَكَرَ بَعضَهَا ثُمّ قَالُوا لَهُ زِدنَا فَقَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص أَتَاهُ حِبرَانِ مِن أَحبَارِ النّصَارَي مِن أَهلِ نَجرَانَ فَتَكَلّمَا فِي أَمرِ عِيسَي فَأَنزَلَ اللّهُ هَذِهِ الآيَةَإِنّ مَثَلَ عِيسي عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ إِلَي آخِرِ الآيَةِ فَدَخَلَ رَسُولُ اللّهِص فَأَخَذَ بِيَدِ عَلِيّ وَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ وَ فَاطِمَةَ ثُمّ خَرَجَ وَ رَفَعَ كَفّهُ إِلَي السّمَاءِ وَ فَرّجَ بَينَ أَصَابِعِهِ وَ دَعَاهُم إِلَي المُبَاهَلَةِ


صفحه : 342

قَالَ وَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع وَ كَذَلِكَ المُبَاهَلَةُ يَشبِكُ يَدَهُ فِي يَدِهِ يَرفَعُهُمَا إِلَي السّمَاءِ فَلَمّا رَآهُ الحِبرَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ وَ اللّهِ لَئِن كَانَ نَبِيّاً لَنَهلِكَنّ وَ إِن كَانَ غَيرَ نبَيِ‌ّ كَفَانَا قَومُهُ فَكَفّا وَ انصَرَفَا

8-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن مُحَمّدِ بنِ سَعِيدٍ الأرُدنُيِ‌ّ عَن مُوسَي بنِ مُحَمّدِ بنِ الرّضَا عَن أَخِيهِ أَبِي الحَسَنِ ع أَنّهُ قَالَ فِي هَذِهِ الآيَةِفَقُل تَعالَوا نَدعُ أَبناءَنا وَ أَبناءَكُم وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُم وَ أَنفُسَنا وَ أَنفُسَكُم ثُمّ نَبتَهِل فَنَجعَل لَعنَتَ اللّهِ عَلَي الكاذِبِينَ وَ لَو قَالَ تَعَالَوا نَبتَهِل فَنَجعَل لَعنَةَ اللّهِ عَلَيكُم لَم يَكُونُوا يُجِيبُونَ لِلمُبَاهَلَةِ وَ قَد عَلِمَ أَنّ نَبِيّهُ مُؤَدّ عَنهُ رِسَالَاتِهِ وَ مَا هُوَ مِنَ الكَاذِبِينَ

9-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَنِ المُنذِرِ قَالَ حَدّثَنَا عَلِيّ ع قَالَ لَمّا نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُتَعالَوا نَدعُ أَبناءَنا وَ أَبناءَكُمالآيَةَ قَالَ أَخَذَ بِيَدِ عَلِيّ وَ فَاطِمَةَ وَ ابنَيهِمَا ع فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ اليَهُودِ لَا تَفعَلُوا فَتُصِيبَكُم عَنَتٌ فَلَم يَدعُوهُ

10-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن عَامِرِ بنِ سَعدٍ قَالَ قَالَ مُعَاوِيَةُ لأِبَيِ‌ مَا يَمنَعُكَ أَن تَسُبّ أَبَا تُرَابٍ قَالَ لِثَلَاثٍ رَوَيتُهُنّ عَنِ النّبِيّص لَمّا نَزَلَت آيَةُ المُبَاهَلَةِتَعالَوا نَدعُ أَبناءَنا وَ أَبناءَكُمالآيَةَ أَخَذَ رَسُولُ اللّهِ بِيَدِ عَلِيّ وَ فَاطِمَةَ وَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ ع قَالَ هَؤُلَاءِ أهَليِ‌

11-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]تَفسِيرُ ابنِ عَبّاسٍ وَ قَتَادَةَ وَ مُجَاهِدٍ وَ ابنِ جُبَيرٍ وَ الكلَبيِ‌ّ وَ الحَسَنِ وَ أَبِي صَالِحٍ وَ القزَويِنيِ‌ّ وَ المغَربِيِ‌ّ وَ الواَلبِيِ‌ّ وَ فِي صَحِيحِ مُسلِمٍ وَ شَرَفِ الخرَكوُشيِ‌ّ


صفحه : 343

وَ اعتِقَادِ الأشُنهُيِ‌ّ فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمكَانَت فَاطِمَةُ ع فَقَط وَ هُوَ المرَويِ‌ّ عَنِ الصّادِقِ وَ سَائِرِ أَهلِ البَيتِ ع

12-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]حَدِيثُ المُبَاهَلَةِ رَوَاهُ الترّمذِيِ‌ّ فِي جَامِعِهِ وَ قَالَ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ وَ ذَكَرَ مُسلِمٌ أَنّ مُعَاوِيَةَ أَمَرَ سَعدَ بنَ أَبِي وَقّاصٍ أَن يَسُبّ أَبَا تُرَابٍ فَذَكَرَ قَولَ النّبِيّص أَ مَا تَرضَي أَن تَكُونَ منِيّ‌ بِمَنزِلَةِ هَارُونَ مِن مُوسَي الخَبَرَ وَ قَولَهُ لَأُعطِيَنّ الرّايَةَ غَداً رَجُلًا الخَبَرَ وَ قَولَهُ تَعَالَينَدعُ أَبناءَنا وَ أَبناءَكُمالقِصّةَ

وَ قَد رَوَاهُ أَبُو الفَتحِ مُحَمّدُ بنُ أَحمَدَ بنِ أَبِي الفَوَارِسِ بِإِسنَادِهِ عَن سَعدِ بنِ أَبِي وَقّاصٍ قَالَ لعِلَيِ‌ّ ثَلَاثٌ فَلَأَن تَكُونَ لِي وَاحِدَةٌ مِنهُنّ أَحَبّ إلِيَ‌ّ مِن حُمرِ النّعَمِ ثُمّ رَوَي الخَبَرَ بِعَينِهِ

وَ فِي أُخرَي لِمُسلِمٍ قَالَ سَعدُ بنُ أَبِي وَقّاصٍ لَمّا نَزَلَت قَولُهُ تَعَالَيفَقُل تَعالَوا نَدعُ أَبناءَنا وَ أَبناءَكُمدَعَا رَسُولُ اللّهِص عَلِيّاً وَ فَاطِمَةَ وَ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ ع وَ قَالَ أللّهُمّ هَؤُلَاءِ أهَليِ‌

أَبُو نُعَيمٍ الأصَفهَاَنيِ‌ّ فِيمَا نَزَلَ مِنَ القُرآنِ فِي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أَنّهُ قَالَ الشعّبيِ‌ّ قَالَ جَابِرٌ أَنفُسَنا وَ أَنفُسَكُم رَسُولُ اللّهِ وَ عَلِيّ وَأَبناءَنا الحَسَنُ وَ الحُسَينُ وَنِساءَنافَاطِمَةُ

وَ رَوَي الواَحدِيِ‌ّ فِي أَسبَابِ نُزُولِ القُرآنِ بِإِسنَادِهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَحمَدَ بنِ حَنبَلٍ عَن أَبِيهِ وَ رَوَي ابنُ البَيّعِ فِي مَعرِفَةِ عُلُومِ الحَدِيثِ عَنِ الكلَبيِ‌ّ عَن أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ وَ رَوَي مُسلِمٌ فِي الصّحِيحِ وَ الترّمذِيِ‌ّ فِي الجَامِعِ وَ أَحمَدُ بنُ حَنبَلٍ فِي المُسنَدِ وَ فِي الفَضَائِلِ أَيضاً وَ ابنُ بُطّةَ فِي الإِبَانَةِ وَ ابنُ مَاجَةَ القزَويِنيِ‌ّ فِي السّنَنِ وَ الأشُنهُيِ‌ّ فِي اعتِقَادِ أَهلِ السّنّةِ وَ الخرَكوُشيِ‌ّ فِي شَرَفِ النّبِيّ وَ قَد رَوَاهُ مُحَمّدُ بنُ إِسحَاقَ وَ قُتَيبَةُ بنُ سَعِيدٍ وَ الحَسَنُ البصَريِ‌ّ وَ مَحمُودٌ الزمّخَشرَيِ‌ّ وَ ابنُ جَرِيرٍ الطبّرَيِ‌ّ وَ القاَضيِ‌ أَبُو يُوسُفَ وَ القاَضيِ‌ المُعتَمَدُ أَبُو العَبّاسِ وَ روُيِ‌َ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ وَ سَعِيدِ


صفحه : 344

بنِ جُبَيرٍ وَ مُجَاهِدٍ وَ قَتَادَةَ وَ الحَسَنِ وَ أَبِي صَالِحٍ وَ الشعّبيِ‌ّ وَ الكلَبيِ‌ّ وَ مُحَمّدِ بنِ جَعفَرِ بنِ زُبَيرٍ وَ أَسنَدَ أَبُو الفَرَجِ الأصَفهَاَنيِ‌ّ فِي الأغَاَنيِ‌ عَن شَهرِ بنِ حَوشَبٍ وَ عَن عُمَرَ بنِ عَلِيّ وَ عَنِ الكلَبيِ‌ّ وَ عَن أَبِي صَالِحٍ وَ ابنِ عَبّاسٍ وَ عَنِ الشعّبيِ‌ّ وَ عَنِ الثمّاَليِ‌ّ وَ عَن شَرِيكٍ وَ عَن جَابِرٍ وَ عَن أَبِي رَافِعٍ وَ عَنِ الصّادِقِ وَ عَنِ البَاقِرِ وَ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ قَدِ اجتَمَعَتِ الإِمَامِيّةُ وَ الزّيدِيّةُ مَعَ اختِلَافِ رِوَايَاتِهِم عَلَي ذَلِكَ وَ مَجمَعِ الحَدِيثِ مِنَ الطّرُقِ جَمِيعاً أَنّ وَفدَ نَجرَانَ كَانُوا أَربَعِينَ رَجُلًا وَ فِيهِمُ السّيّدُ وَ العَاقِبُ وَ قَيسٌ وَ الحَارِثُ وَ عَبدُ المَسِيحِ بنُ يُونَانَ أُسقُفّ نَجرَانَ فَقَالَ الأُسقُفّ يَا أَبَا القَاسِمِ مُوسَي مَن أَبُوهُ قَالَ عِمرَانُ قَالَ فَيُوسُفُ مَن أَبُوهُ قَالَ يَعقُوبُ قَالَ فَأَنتَ مَن أَبُوكَ قَالَ أَبِي عَبدُ اللّهِ بنُ عَبدِ المُطّلِبِ قَالَ فَعِيسَي مَن أَبُوهُ فَأَعرَضَ النّبِيّص عَنهُم فَنَزَلَإِنّ مَثَلَ عِيسي عِندَ اللّهِالآيَةَ فَتَلَاهَا رَسُولُ اللّهِ فغَشَيِ‌َ عَلَيهِ فَلَمّا أَفَاقَ قَالَ أَ تَزعُمُ أَنّ اللّهَ أَوحَي إِلَيكَ أَنّ عِيسَي خُلِقَ مِن تُرَابٍ مَا نَجِدُ هَذَا فِيمَا أوُحيِ‌َ إِلَيكَ وَ لَا نَجِدُهُ فِيمَا أوُحيِ‌َ إِلَينَا وَ لَا يَجِدُهُ هَؤُلَاءِ اليَهُودُ فِيمَا أوُحيِ‌َ إِلَيهِم فَنَزَلَفَمَن حَاجّكَ فِيهِ مِن بَعدِ ما جاءَكَ مِنَ العِلمِالآيَةَ قَالُوا أَنصَفتَنَا يَا أَبَا القَاسِمِ فَمَتَي نُبَاهِلُكَ فَقَالَ بِالغَدَاةِ إِن شَاءَ اللّهُ وَ انصَرَفَ النّصَارَي فَقَالَ السّيّدُ لأِبَيِ‌ الحَارِثِ مَا تَصنَعُونَ بِمُبَاهَلَتِهِ إِن كَانَ كَاذِباً مَا نَصنَعُ بِمُبَاهَلَتِهِ شَيئاً وَ إِن كَانَ صَادِقاً لَنَهلِكَنّ فَقَالَ الأُسقُفّ إِن غَدَا فَجَاءَ بِوُلدِهِ وَ أَهلِ بَيتِهِ فَاحذَرُوا مُبَاهَلَتَهُ وَ إِن غَدَا بِأَصحَابِهِ فَلَيسَ بشِيَ‌ءٍ فَغَدَا رَسُولُ اللّهِص مُحتَضِناً الحُسَينَ آخِذاً بِيَدِ الحَسَنِ وَ فَاطِمَةُ تمَشيِ‌ خَلفَهُ وَ عَلِيّ خَلفَهَا وَ فِي رِوَايَةٍ آخِذاً بِيَدِ عَلِيّ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ بَينَ يَدَيهِ وَ فَاطِمَةُ تَتبَعُهُ ثُمّ جَثَا بِرُكبَتَيهِ وَ جَعَلَ عَلِيّاً ع أَمَامَهُ بَينَ يَدَيهِ وَ فَاطِمَةَ بَينَ كَتِفَيهِ وَ الحَسَنَ عَن يَمِينِهِ وَ الحُسَينَ عَن يَسَارِهِ وَ هُوَ يَقُولُ لَهُم إِذَا دَعَوتُ فَأَمّنُوا فَقَالَ الأُسقُفّ جَثَا وَ اللّهِ مُحَمّدٌ كَمَا يَجثُو الأَنبِيَاءُ لِلمُبَاهَلَةِ وَ


صفحه : 345

خَافُوا فَقَالُوا يَا أَبَا القَاسِمِ أَقِلنَا أَقَالَ اللّهُ عَثرَتَكَ فَقَالَ نَعَم قَد أَقَلتُكُم فَصَالَحُوهُ عَلَي ألَفيَ‌ حُلّةٍ وَ ثَلَاثِينَ دِرعاً وَ ثَلَاثِينَ فَرَساً وَ ثَلَاثِينَ جَمَلًا وَ لَم يَلبَثِ السّيّدُ وَ العَاقِبُ إِلّا يَسِيراً حَتّي رَجَعَا إِلَي النّبِيّص وَ أَسلَمَا وَ أَهدَي العَاقِبُ لَهُ حُلّةً وَ عَصاً وَ قَدَحاً وَ نَعلَينِ

وَ روُيِ‌َ أَنّهُ قَالَ النّبِيّص وَ ألّذِي نفَسيِ‌ بِيَدِهِ إِنّ العَذَابَ قَد تَدَلّي عَلَي أَهلِ نَجرَانَ وَ لَو لَاعَنُوا لَمُسِخُوا قِرَدَةً وَ خَنَازِيرَ وَ لَأَضرَمَ عَلَيهِمُ الواَديِ‌ نَاراً وَ لَاستَأصَلَ اللّهُ نَجرَانَ وَ أَهلَهُ حَتّي الطّيرِ عَلَي رُءُوسِ الشّجَرِ وَ لَمَا حَالَ الحَولُ عَلَي النّصَارَي كُلّهِم حَتّي يَهلِكُوا

وَ فِي رِوَايَةٍ لَو باَهلَتمُوُنيِ‌ بِمَن تَحتَ الكِسَاءِ لَأَضرَمَ اللّهُ عَلَيكُم نَاراً تَتَأَجّجُ ثُمّ سَاقَهَا إِلَي مَن وَرَاءَكُم فِي أَسرَعَ مِن طَرفَةِ العَينِ فَأَحرَقَتهُم تَأَجّجاً

وَ فِي رِوَايَةٍ لَو لاَعنَوُنيِ‌ لَقَلَعتُ دَارَ كُلّ نصَراَنيِ‌ّ فِي الدّنيَا

وَ فِي رِوَايَةٍ أَمَا وَ ألّذِي نفَسيِ‌ بِيَدِهِ لَو لاَعنَوُنيِ‌ مَا حَالَ الحَولُ وَ بِحَضرَتِهِم مِنهُم بَشَرٌ وَ كَانَتِ المُبَاهَلَةُ يَومَ الرّابِعِ وَ العِشرِينَ مِن ذيِ‌ الحِجّةِ وَ روُيِ‌َ يَومَ الخَامِسِ وَ العِشرِينَ وَ الأَوّلُ أَظهَرُ

13-ضه ،[روضة الواعظين ] قَالَ ابنُ عَبّاسٍ فِي قَولِهِ تَعَالَيفَقُل تَعالَوا نَدعُ أَبناءَنا وَ أَبناءَكُم قَالَ وَفَدَ وَفدُ نَجرَانَ عَلَي نبَيِ‌ّ اللّهِ وَ فِيهِمُ السّيّدُ وَ العَاقِبُ وَ أَبُو الحَارِثِ وَ هُوَ عَبدُ المَسِيحِ بنُ يَومَانَ أُسقُفّ نَجرَانَ سَادَةُ أَهلِ نَجرَانَ فَقَالُوا لِمَ تَذكُرُ صَاحِبَنَا قَالَ وَ مَن صَاحِبُكُم قَالُوا عِيسَي ابنُ مَريَمَ تَزعُمُ أَنّهُ عَبدُ اللّهِ قَالَ أَجَل هُوَ عَبدُ اللّهِ قَالُوا فَأَرِنَا فِيمَن خَلَقَ اللّهُ عَبداً مِثلَهُ فَأَعرَضَ النّبِيّص عَنهُم فَنَزَلَ جَبرَئِيلُ ع بِقَولِهِ تَعَالَيإِنّ مَثَلَ عِيسي عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرابٍ ثُمّ قالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ إِلَي قَولِهِفَنَجعَل لَعنَتَ اللّهِ عَلَي الكاذِبِينَ


صفحه : 346

فَقَالَ لَهُمتَعالَوا نَدعُ أَبناءَنا وَ أَبناءَكُم وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُم وَ أَنفُسَنا وَ أَنفُسَكُم ثُمّ نَبتَهِل فَنَجعَل لَعنَتَ اللّهِ عَلَي الكاذِبِينَقَالُوا نَعَم نُلَاعِنُكَ فَخَرَجَ رَسُولُ اللّهِص فَأَخَذَ بِيَدِ عَلِيّ وَ مَعَهُ فَاطِمَةُ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص هَؤُلَاءِ أَبنَاؤُنَا وَ نِسَاؤُنَا وَ أَنفُسُنَا فَهَمّوا أَن يُلَاعِنُوهُ ثُمّ إِنّ السّيّدَ قَالَ لأِبَيِ‌ الحَارِثِ وَ العَاقِبِ مَا تَصنَعُونَ بِمُلَاعَنَةِ هَذَا إِن كَانَ كَاذِباً مَا تَصنَعُ بِمُلَاعَنَتِهِ شَيئاً وَ إِن كَانَ صَادِقاً لَنَهلِكَنّ فَصَالَحُوهُ عَلَي الجِزيَةِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أَمَا وَ ألّذِي نفَسيِ‌ بِيَدِهِ لَو لاَعنَوُنيِ‌ مَا حَالَ الحَولُ وَ بِحَضرَتِهِم بَشَرٌ قَالَ الصّادِقُ ع إِنّ الأُسقُفّ قَالَ لَهُم إِن غَدَا فَجَاءَ بِوُلدِهِ وَ أَهلِ بَيتِهِ فَاحذَرُوا مُبَاهَلَتَهُ وَ إِن غَدَا بِأَصحَابِهِ فَلَيسَ بشِيَ‌ءٍ فَغَدَا رَسُولُ اللّهِص آخِذاً بِيَدِ عَلِيّ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ بَينَ يَدَيهِ وَ فَاطِمَةُ تَتبَعُهُ وَ تَقَدّمَ رَسُولُ اللّهِص فَجَثَا لِرُكبَتَيهِ فَقَالَ الأُسقُفّ جَثَا وَ اللّهِ مُحَمّدٌ كَمَا يَجثُو الأَنبِيَاءُ لِلمُبَاهَلَةِ وَ كَاعَ عَنِ التّقَدّمِ وَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَو لاَعنَوُنيِ‌ يعَنيِ‌ النّصَارَي لَقَطَعتُ دَابِرَ كُلّ نصَراَنيِ‌ّ فِي الدّنيَا

14-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] الحُسَينُ بنُ سَعِيدٍ مُعَنعَناً عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيأَبناءَنا وَ أَبناءَكُم الحَسَنُ وَ الحُسَينُوَ أَنفُسَنا وَ أَنفُسَكُم رَسُولُ اللّهِص وَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمفَاطِمَةُ الزّهرَاءِ ع

15-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] جَعفَرُ بنُ مُحَمّدِ بنِ سَعِيدٍ الأحَمسَيِ‌ّ مُعَنعَناً عَن أَبِي رَافِعٍ قَالَ قَالَمَرّ صُهَيبٌ مَعَ أَهلِ نَجرَانَ فَذُكِرَ لِرَسُولِ اللّهِص مَا خَاصَمُوهُ بِهِ مِن أَمرِ عِيسَي ابنِ مَريَمَ عَلَيهِ الصّلَاةُ وَ السّلَامُ وَ أَنّهُم دَعَوهُ وَلَدَ اللّهِ فَدَعَاهُم رَسُولُ اللّهِص فَخَاصَمَهُم وَ خَاصَمُوهُ فَقَالَتَعالَوا نَدعُ أَبناءَنا وَ أَبناءَكُم وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُم وَ أَنفُسَنا وَ أَنفُسَكُم إِلَي آخِرِ الآيَةِ فَدَعَا رَسُولُ اللّهِص عَلِيّاً فَأَخَذَ بِيَدِهِ فَتَوَكّأَ عَلَيهِ وَ مَعَهُ ابنَاهُ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ع وَ فَاطِمَةُ ع خَلفَهُم فَلَمّا رَأَي النّصَارَي


صفحه : 347

أَشَارَ عَلَيهِم رَجُلٌ مِنهُم فَقَالَ مَا أَرَي لَكُم تُلَاعِنُوهُ فَإِن كَانَ نَبِيّاً هَلَكتُم وَ لَكِن صَالِحُوهُ قَالَ فَصَالَحُوهُ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَو لاَعنَوُنيِ‌ مَا وُجِدَ لَهُم أَهلٌ وَ لَا وُلدٌ وَ لَا مَالٌ

16-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] الحُسَينُ بنُ سَعِيدٍ وَ أَحمَدُ بنُ الحَسَنِ مُعَنعَناً عَنِ الشعّبيِ‌ّ قَالَ جَاءَ العَاقِبُ وَ السّيّدُ النّجرَانِيّانِ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَدَعَاهُم إِلَي الإِسلَامِ فَقَالَا إِنّنَا مُسلِمَانِ فَقَالَ إِنّهُ يَمنَعُكُمَا مِنَ الإِسلَامِ ثَلَاثٌ أَكلُ الخِنزِيرِ وَ تَعلِيقُ الصّلِيبِ وَ قَولُكُم فِي عِيسَي ابنِ مَريَمَ فَقَالَا وَ مِن أَينَ عِيسَي فَسَكَتَ فَنَزَلَ القُرآنُإِنّ مَثَلَ عِيسي عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرابٍ إِلَي آخِرِ القِصّةِ فَنَبتَهِلفَنَجعَل لَعنَتَ اللّهِ عَلَي الكاذِبِينَفَقَالَا فَنُبَاهِلُكَ فَتَوَاعَدُوا لِغَدٍ فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ لَا تُلَاعِنهُ فَوَ اللّهِ لَئِن كَانَ نَبِيّاً لَا تَرجِعُ إِلَي أَهلِكَ وَ لَكَ عَلَي وَجهِ الأَرضِ أَهلٌ وَ لَا مَالٌ فَلَمّا أَصبَحَ النّبِيّص أَخَذَ بِيَدِ عَلِيّ وَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ وَ قَدّمَهُم وَ جَعَلَ فَاطِمَةَ وَرَاءَهُم ثُمّ قَالَ لَهُمَا تَعَالَيَا فَهَذَا أَبنَاؤُنَا الحَسَنُ وَ الحُسَينُ وَ هَذَا نِسَاؤُنَا فَاطِمَةُ وَ أَنفُسُنَا عَلِيّ فَقَالَا لَا نُلَاعِنُكَ

17-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] أَحمَدُ بنُ جَعفَرٍ مُعَنعَناً عَن عَلِيّ ع قَالَ لَمّا قَدِمَ وَفدُ نَجرَانَ عَلَي النّبِيّص قَدِمَ فِيهِم ثَلَاثَةٌ مِنَ النّصَارَي مِن كِبَارِهِم العَاقِبُ وَ مُحَسّنٌ[قَيسٌ] وَ الأُسقُفّ فَجَاءُوا إِلَي اليَهُودِ وَ هُم فِي بَيتِ المَدَارِسِ فَصَاحُوا بِهِم يَا إِخوَةَ القِرَدَةِ وَ الخَنَازِيرِ هَذَا الرّجُلُ بَينَ ظَهرَانَيكُم قَد غَلَبَكُم انزِلُوا إِلَينَا فَنَزَلَ إِلَيهِم مَنصُورٌ اليهَوُديِ‌ّ وَ كَعبُ بنُ الأَشرَفِ اليهَوُديِ‌ّ فَقَالُوا لَهُم احضُرُوا غَداً نَمتَحِنهُ قَالَ وَ كَانَ النّبِيّص إِذَا صَلّي الصّبحَ قَالَ هَاهُنَا مِنَ المُمتَحِنَةِ أَحَدٌ فَإِن وَجَدَ أَحَداً أَجَابَهُ وَ إِن لَم يَجِد


صفحه : 348

أَحَداً قَرَأَ عَلَي أَصحَابِهِ مَا نَزَلَ عَلَيهِ فِي تِلكَ اللّيلَةِ فَلَمّا صَلّي الصّبحَ جَلَسُوا بَينَ يَدَيهِ فَقَالَ لَهُ الأُسقُفّ يَا أَبَا القَاسِمِ فَذَاكَ مُوسَي مَن أَبُوهُ قَالَ عِمرَانُ قَالَ فَيُوسُفُ مَن أَبُوهُ قَالَ يَعقُوبُ قَالَ فَأَنتَ فِدَاكَ أَبِي وَ أمُيّ‌ مَن أَبُوكَ قَالَ عَبدُ اللّهِ بنُ عَبدِ المُطّلِبِ قَالَ فَعِيسَي مَن أَبُوهُ قَالَ فَسَكَتَ النّبِيّص وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص وَ مَا احتَاجَ إِلَي شَيءٍ مِنَ المَنطِقِ فَيَنقَضّ عَلَيهِ جَبرَئِيلُ ع مِنَ السّمَاءِ السّابِعَةِ فَيَصِلُ لَهُ مَنطِقُهُ فِي أَسرَعَ مِن طَرفَةِ العَينِ فَذَاكَ قَولُ اللّهِ تَعَالَيوَ ما أَمرُنا إِلّا واحِدَةٌ كَلَمحٍ بِالبَصَرِ قَالَ فَجَاءَ جَبرَئِيلُ ع فَقَالَ هُوَ رُوحُ اللّهِ وَ كَلِمَتُهُ فَقَالَ لَهُ الأُسقُفّ يَكُونُ رُوحٌ بِلَا جَسَدٍ قَالَ فَسَكَتَ النّبِيّص قَالَ فأَوُحيِ‌َ إِلَيهِإِنّ مَثَلَ عِيسي عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرابٍ ثُمّ قالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ قَالَ فَنَزَا الأُسقُفّ نَزوَةً إِعظَاماً لِعِيسَي أَن يُقَالَ لَهُ مِن تُرَابٍ ثُمّ قَالَ مَا نَجِدُ هَذَا يَا مُحَمّدُ فِي التّورَاةِ وَ لَا فِي الإِنجِيلِ وَ لَا فِي الزّبُورِ وَ لَا تَجِدُ هَذَا عِندَكَ قَالَ فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِفَقُل تَعالَوا نَدعُ أَبناءَنا وَ أَبناءَكُم وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُم وَ أَنفُسَنا وَ أَنفُسَكُمفَقَالُوا أَنصَفتَنَا يَا أَبَا القَاسِمِ فَمَتَي مَوعِدُكَ قَالَ بِالغَدَاةِ إِن شَاءَ اللّهُ قَالَ فَانصَرَفَ وَ هُم يَقُولُونَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مَا نبُاَليِ‌ أَيّهُمَا أَهلَكَ اللّهُ النّصرَانِيّةَ وَ الحَنِيفِيّةَ إِذَا هَلَكُوا غَداً قَالَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع فَلَمّا صَلّي النّبِيّص الصّبحَ أَخَذَ بيِدَيِ‌ فجَعَلَنَيِ‌ بَينَ يَدَيهِ وَ أَخَذَ فَاطِمَةَ ع فَجَعَلَهَا خَلفَ ظَهرِهِ وَ أَخَذَ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ عَن يَمِينِهِ وَ عَن شِمَالِهِ ثُمّ بَرَكَ لَهُم بَارِكاً فَلَمّا رَأَوهُ قَد فَعَلَ ذَلِكَ نَدِمُوا وَ تَآمَرُوا فِيمَا بَينَهُم وَ قَالُوا وَ اللّهِ إِنّهُ لنَبَيِ‌ّ وَ لَئِن بَاهَلَنَا لَيَستَجِيبَنّ اللّهُ لَهُ عَلَينَا فَيُهلِكَنَا وَ لَا يُنجِينَا شَيءٌ مِنهُ إِلّا أَن نَستَقِيلَهُ قَالَ فَأَقبَلُوا حَتّي جَلَسُوا بَينَ


صفحه : 349

يَدَيهِ ثُمّ قَالُوا يَا أَبَا القَاسِمِ أَقِلنَا قَالَ نَعَم قَد أَقَلتُكُم أَمَا وَ ألّذِي بعَثَنَيِ‌ بِالحَقّ لَو بَاهَلتُكُم مَا تَرَكَ اللّهُ عَلَي ظَهرِ الأَرضِ نَصرَانِيّةً إِلّا أَهلَكَهُ

18-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] أَحمَدُ بنُ الحَسَنِ بنِ إِسمَاعِيلَ بنِ صَبِيحٍ مُعَنعَناً عَن شَهرِ بنِ حَوشَبٍ قَالَ قَدِمَ عَلَي رَسُولِ اللّهِص عَبدُ المَسِيحِ بنُ أَبقَي وَ مَعَهُ العَاقِبُ وَ قَيسٌ أَخُوهُ وَ مَعَهُ حَارِثُ بنُ عَبدِ المَسِيحِ وَ هُوَ غُلَامٌ وَ مَعَهُ أَربَعُونَ حِبراً فَقَالَ يَا مُحَمّدُ كَيفَ تَقُولُ فِي المَسِيحِ فَوَ اللّهِ إِنّا لَنُنكِرُ مَا تَقُولُ قَالَ فَأَوحَي اللّهُ تَعَالَي إِلَيهِإِنّ مَثَلَ عِيسي عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرابٍ ثُمّ قالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ فَقَالَ إِجلَالًا لَهُ مِمّا يَقُولُ بَل هُوَ وَ اللّهِ فَأَنزَلَ اللّهُفَمَن حَاجّكَ فِيهِ مِن بَعدِ ما جاءَكَ مِنَ العِلمِ فَقُل تَعالَوا نَدعُ إِلَي آخِرِ الآيَةِ فَلَمّا سَمِعَ ذِكرَ الأَبنَاءِ غَضِبَ غَضَباً شَدِيداً وَ دَعَا الحَسَنَ وَ الحُسَينَ وَ عَلِيّاً وَ فَاطِمَةَ ع فَأَقَامَ الحَسَنَ عَن يَمِينِهِ وَ الحُسَينَ عَن يَسَارِهِ وَ عَلِيّ إِلَي صَدرِهِ وَ فَاطِمَةُ إِلَي وَرَائِهِ فَقَالَ هَؤُلَاءِ أَبنَاؤُنَا وَ نِسَاؤُنَا وَ أَنفُسُنَا فَأتِيَا لَهُم بِأَكفَاءٍ قَالَ فَوَثَبَ العَاقِبُ فَقَالَ أُذَكّرُكَ اللّهَ أَن تُلَاعِنَ هَذَا الرّجُلَ فَوَ اللّهِ إِن كَانَ كَاذِباً مَا لَكَ فِي مُلَاعَنَتِهِ خَيرٌ وَ إِن كَانَ صَادِقاً لَا يَحُولُ الحَولُ وَ مِنكُم نَافِخُ ضَرَمَةٍ قَالَ فَصَالَحُوهُ كُلّ الصّلحِ

بيان قال الجزري‌ في حديث علي ود معاوية أنه مابقي‌ من بني‌ هاشم نافخ ضرمة أي أحد لأن النار ينفخها الصغير والكبير والذكر والأنثي

19-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] أَحمَدُ بنُ يَحيَي مُعَنعَناً عَنِ الشعّبيِ‌ّ قَالَ لَمّا نَزَلَتِ الآيَةُفَقُل تَعالَوا نَدعُ أَبناءَنا وَ أَبناءَكُم وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُم وَ أَنفُسَنا وَ أَنفُسَكُمأَخَذَ رَسُولُ اللّهِص بِيَدِ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ وَ تَبِعَتهُم فَاطِمَةُ قَالَ فَقَالَ هَذِهِ أَبنَاؤُنَا


صفحه : 350

وَ هَذِهِ نِسَاؤُنَا وَ هَذِهِ أَنفُسُنَا ع فَقَالَ رَجُلٌ لِشَرِيكٍ يَا أَبَا عَبدِ اللّهِإِنّ الّذِينَ يَكتُمُونَ ما أَنزَلنا مِنَ البَيّناتِ وَ الهُدي إِلَي آخِرِ الآيَةِ قَالَ يَلعَنُهُم كُلّ شَيءٍ حَتّي الخَنَافِسِ فِي جُحرِهَا ثُمّ غَضِبَ شَرِيكٌ وَ استَشَاطَ فَقَالَ يَا مُعَافَا فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ ابنُ المُقعَدِ يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ إِنّهُ لَم يُعِنكَ فَقَالَ أَنتَ لَهُ أَنفَعُ إِنّمَا أرَاَدنَيِ‌ تَرَكتَ ذِكرَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع

20-أَقُولُ قَالَ السّيّدُ بنُ طَاوُسٍ رَحِمَهُ اللّهُ فِي كِتَابِ سَعدِ السّعُودِ رَأَيتُ فِي كِتَابِ تَفسِيرِ مَا نَزَلَ مِنَ القُرآنِ فِي النّبِيّص وَ أَهلِ بَيتِهِ تَألِيفِ مُحَمّدِ بنِ العَبّاسِ بنِ مَروَانَ أَنّهُ رَوَي خَبَرَ المُبَاهَلَةِ مِن أَحَدٍ وَ خَمسِينَ طَرِيقاً عَمّن سَمّاهُ مِنَ الصّحَابَةِ وَ غَيرِهِم رَوَاهُ عَن أَبِي الطّفَيلِ عَامِرِ بنِ وَاثِلَةَ وَ عَن جَرِيرِ بنِ عَبدِ اللّهِ السجّسِتاَنيِ‌ّ وَ عَن أَبِي قَيسٍ المدَنَيِ‌ّ وَ عَن أَبِي أُوَيسٍ المدَنَيِ‌ّ وَ عَنِ الحَسَنِ بنِ مَولَانَا عَلِيّ ع وَ عَن عُثمَانَ بنِ عَفّانَ وَ عَن سَعدِ بنِ أَبِي وَقّاصٍ وَ عَن بَكرِ بنِ سَمّالٍ وَ عَن طَلحَةَ بنِ عَبدِ اللّهِ وَ عَنِ الزّبَيرِ بنِ العَوّامِ وَ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ عَوفٍ وَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ العَبّاسِ وَ عَن أَبِي رَافِعٍ مَولَي رَسُولِ اللّهِص وَ عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ وَ عَنِ البَرَاءِ بنِ عَازِبٍ وَ عَن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ وَ عَنِ المُنكَدِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ وَ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع وَ عَن أَبِي جَعفَرٍ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع وَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ جَعفَرٍ الصّادِقِ ع وَ عَنِ الحَسَنِ البصَريِ‌ّ وَ عَن قَتَادَةَ وَ عَن عِلبَاءَ بنِ أَحمَرَ وَ عَن عَامِرِ بنِ شَرَاحِيلٍ الشعّبيِ‌ّ وَ عَن يَحيَي بنِ يَعمُرَ وَ عَن مُجَاهِدٍ وَ عَن شَهرِ بنِ حَوشَبٍ وَ نَحنُ نَذكُرُ حَدِيثاً وَاحِداً فَإِنّهُ أَجمَعُ وَ هُوَ مِن أَوّلِ الوِجهَةِ الأَوّلَةِ مِنَ القَائِمَةِ السّادِسَةِ مِنَ الجُزءِ الثاّنيِ‌ بلفظه [بِلَفظَةِ]المُنكَدِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ حَدّثَنَا أَبُو عَبدِ اللّهِ الحُسَينُ بنُ مُحَمّدِ بنِ سَعِيدٍ البَزّازُ قَالَ حَدّثَنَا مُحَمّدُ بنُ الفَيضِ


صفحه : 351

بنِ فَيّاضٍ أَبُو الحَسَنِ بِدِمَشقَ قَالَ حدَثّنَيِ‌ عَبدُ الرّزّاقِ بنُ هَمّامٍ الصنّعاَنيِ‌ّ قَالَ حَدّثَنَا عُمَرُ بنُ رَاشِدٍ قَالَ حَدّثَنَا مُحَمّدُ بنُ المُنكَدِرِ عَن أَبِيهِ قَالَ لَمّا قَدِمَ السّيّدُ وَ العَاقِبُ أُسقُفّا نَجرَانَ فِي سَبعِينَ رَاكِباً وَفَدَا عَلَي النّبِيّص كُنتُ مَعَهُم وَ كُرزٌ يَسِيرُ وَ كُرزٌ صَاحِبُ نَفَقَاتِهِم فَعَثَرَت بَغلَتُهُ فَقَالَ تَعِسَ مَن نَأتِيهِ يُرِيدُ بِذَلِكَ النّبِيّص فَقَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَ هُوَ العَاقِبُ بَل تَعِستَ وَ انتَكَستَ فَقَالَ وَ لِمَ ذَاكَ فَقَالَ لِأَنّكَ أَتعَستَ النّبِيّ الأمُيّ‌ّ أَحمَدَ قَالَ وَ مَا عِلمُكَ بِذَلِكَ قَالَ أَ مَا تَقرَأُ المِصبَاحَ الرّابِعَ مِنَ الوحَي‌ِ إِلَي المَسِيحِ أَن قُل لبِنَيِ‌ إِسرَائِيلَ مَا أَجهَلَكُم تَطَيّبُونَ بِالطّيبِ لِتَطَيّبُوا بِهِ فِي الدّنيَا عِندَ أَهلِهَا وَ أَهلِكُم وَ أَجوَافُكُم عنِديِ‌ جِيَفٌ[كَجِيفَةِ]المِيتَةِ يَا بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ آمِنُوا برِسَوُليِ‌ النّبِيّ الأمُيّ‌ّ ألّذِي يَكُونُ فِي آخِرِ الزّمَانِ صَاحِبِ الوَجهِ الأَقمَرِ وَ الجَمَلِ الأَحمَرِ المُشرَبِ بِالنّورِ ذيِ‌ الجَنَابِ الحَسَنِ وَ الثّيَابِ الخَشِنِ سَيّدِ المَاضِينَ عنِديِ‌ وَ أَكرَمِ البَاقِينَ عَلَيّ المُستَنّ بسِنُتّيِ‌ وَ الصّابِرِ فِي ذَاتِ نفَسيِ‌ وَ المُجَاهِدِ بِيَدِهِ المُشرِكِينَ مِن أجَليِ‌ فَبَشّر بِهِ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ وَ مُر بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ أَن يُعَزّرُوهُ وَ يَنصُرُوهُ قَالَ عِيسَي قُدّوسٌ مَن هَذَا العَبدُ الصّالِحُ ألّذِي قَد أَحَبّهُ قلَبيِ‌ وَ لَم تَرَهُ عيَنيِ‌ قَالَ هُوَ مِنكَ وَ أَنتَ مِنهُ وَ هُوَ صِهرُكَ عَلَي أُمّكَ قَلِيلُ الأَولَادِ كَثِيرُ الأَزوَاجِ يَسكُنُ مَكّةَ مِن مَوضِعِ أَسَاسِ


صفحه : 352

وَطءِ اِبرَاهِيمَ ع نَسلُهُ مِن مُبَارَكَةٍ وَ هيِ‌َ ضَرّةُ أُمّكَ فِي الجَنّةِ لَهُ شَأنٌ مِنَ الشّأنِ تَنَامُ عَينَاهُ وَ لَا يَنَامُ قَلبُهُ يَأكُلُ الهَدِيّةَ وَ لَا يَأكُلُ الصّدَقَةَ لَهُ حَوضٌ مِن شَفِيرِ زَمزَمَ إِلَي مَغرِبِ الشّمسِ حَيثُ يُعرَفُ فِيهِ شَرَابَانِ مِنَ الرّحِيقِ وَ التّسنِيمِ فِيهِ أَكَاوِيبُ عَدَدَ نُجُومِ السّمَاءِ مَن شَرِبَ مِنهُ شَربَةً لَا يَظمَأُ بَعدَهُ أَبَداً وَ ذَلِكَ بتِفَضيِليِ‌ إِيّاهُ عَلَي سَائِرِ المُرسَلِينَ يُوَافِقُ قَولُهُ فِعلَهُ وَ سَرِيرَتُهُ عَلَانِيَتَهُ فَطُوبَاهُ وَ طُوبَي أُمّتِهِ الّذِينَ عَلَي مِلّتِهِ يَحيَونَ وَ عَلَي سُنّتِهِ يَمُوتُونَ وَ مَعَ أَهلِ بَيتِهِ يَمِيلُونَ آمِنِينَ مُؤمِنِينَ مُطمَئِنّينَ مُبَارَكِينَ يَكُونُ فِي زَمَنِ قَحطٍ وَ جَدبٍ فيَدَعوُنيِ‌ فيَرُخيِ‌ السّمَاءُ عَزَالِيَهَا حَتّي يُرَي أَثَرُ بَرَكَاتِهَا فِي أَكنَافِهَا وَ أُبَارِكُ فِيمَا يَصنَعُ يَدُهُ فِيهِ قَالَ إلِهَيِ‌ سَمّهِ قَالَ نَعَم هُوَ أَحمَدُ وَ هُوَ مُحَمّدٌ رسَوُليِ‌ إِلَي الخَلقِ كَافّةً أَقرَبُهُم منِيّ‌ مَنزِلَةً وَ أَخَصّهُم منِيّ‌ شَفَاعَةً لَا يَأمُرُ إِلّا بِمَا أُحِبّ وَ لَا يَنهَي إِلّا عَمّا أَكرَهُ قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ فَأَنّي تَقدِمُ بِنَا عَلَي مَن هَذِهِ صِفَتُهُ قَالَ نَشهَدُ أَقوَالَهُ وَ نَنظُرُ آيَاتِهِ فَإِن يَكُن هُوَ هُوَ سَاعَدنَاهُ بِالمُسَالَمَةِ وَ نَكُفّهُ بِأَموَالِنَا عَن أَهلِ دِينِنَا مِن حَيثُ لَا يَشعُرُ بِنَا وَ إِن يَكُن كَذّاباً كَفَينَاهُ بِكَذِبِهِ عَلَي اللّهِ قَالَ


صفحه : 353

لَهُ صَاحِبُهُ وَ لِمَ إِذَا رَأَيتَ العَلَامَةَ لَا تَتّبِعُهُ قَالَ أَ مَا رَأَيتَ مَا فَعَلَ بِنَا هَؤُلَاءِ القَومُ كَرّمُونَا وَ مَوّلُونَا وَ نَصَبُوا لَنَا كَنَائِسَنَا وَ أَعلَوا فِيهَا ذِكرَنَا فَكَيفَ تَطِيبُ النّفسُ بِدِينٍ يسَتوَيِ‌ فِيهِ الشّرِيفُ وَ الوَضِيعُ فَلَمّا قَدِمُوا المَدِينَةَ قَالَ مَن يَرَاهُم مِن أَصحَابِ رَسُولِ اللّهِص مَا رَأَينَا وَفداً مِن وُفُودِ العَرَبِ كَانُوا أَجمَلَ مِن هَؤُلَاءِ لَهُم شُعُورٌ وَ عَلَيهِم ثِيَابُ الحَبِرِ وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص مُتَنَاءٍ عَنِ المَسجِدِ فَحَضَرَت صَلَاتُهُم فَقَامُوا يُصَلّونَ فِي مَسجِدِ رَسُولِ اللّهِص تِلقَاءَ المَشرِقِ فَهَمّ رِجَالٌ مِن أَصحَابِ رَسُولِ اللّهِص بِمَنعِهِم فَأَقبَلَ رَسُولُ اللّهِص فَقَالَ دَعُوهُم فَلَمّا قَضَوا صَلَاتَهُم جَلَسُوا إِلَيهِ وَ نَاظَرُوهُ فَقَالُوا يَا أَبَا القَاسِمِ حَاجّنَا فِي عِيسَي فَقَالَ عَبدُ اللّهِ وَ رَسُولُهُ وَ كَلِمَتُهُ أَلقَاهَا إِلَي مَريَمَ وَ رُوحٌ مِنهُ فَقَالَ أَحَدُهُم بَل هُوَ وَلَدُهُ وَ ثاَنيِ‌ اثنَينِ وَ قَالَ آخَرُ بَل ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ أَبٍ وَ ابنٍ وَ رُوحِ قُدسٍ وَ قَد سَمِعنَا فِي قُرآنٍ نَزَلَ عَلَيكَ يَقُولُ فَعَلنَا وَ جَعَلنَا وَ خَلَقنَا وَ لَو كَانَ وَاحِداً لَقَالَ خَلَقتُ وَ جَعَلتُ وَ فَعَلتُ فَتَغَشّي النّبِيّص الوحَي‌ُ وَ نَزَلَ عَلَي صَدرِهِ سُورَةُ آلِ عِمرَانَ إِلَي قَولِهِ رَأسِ السّتّينَ مِنهَافَمَن حَاجّكَ فِيهِ مِن بَعدِ ما جاءَكَ مِنَ العِلمِ فَقُل تَعالَوا نَدعُ أَبناءَنا وَ أَبناءَكُم وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُم وَ أَنفُسَنا وَ أَنفُسَكُم ثُمّ نَبتَهِل فَنَجعَل لَعنَتَ اللّهِ عَلَي الكاذِبِينَالآيَةَ فَقَصّ عَلَيهِم رَسُولُ اللّهِص القِصّةَ وَ تَلَا عَلَيهِمُ القُرآنَ فَقَالَ بَعضُهُم لِبَعضٍ قَد وَ اللّهِ أَتَاكُم بِالفَصلِ مِن خَبَرِ صَاحِبِكُم وَ قَالَ لَهُم رَسُولُ اللّهِص إِنّ اللّهَ قَد أمَرَنَيِ‌ بِمُبَاهَلَتِكُم فَقَالُوا إِذَا كَانَ غَداً بَاهَلنَاكَ فَقَالَ القَومُ بَعضُهُم لِبَعضٍ حَتّي نَنظُرَ بِمَن يُبَاهِلُنَا غَداً بِكَثرَةِ أَتبَاعِهِ


صفحه : 354

مِن أَوبَاشِ النّاسِ أَم بِأَهلِهِ مِن أَهلِ الصّفوَةِ وَ الطّهَارَةِ فَإِنّهُم وَشِيجُ الأَنبِيَاءِ وَ مَوضِعُ بَهلِهِم فَلَمّا كَانَ مِن غَدٍ غَدَا رَسُولُ اللّهِص بِيَمِينِهِ عَلِيّ وَ بِيَسَارِهِ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ وَ مِن وَرَائِهِم فَاطِمَةُ ع عَلَيهِمُ الحُلَلُ النّجرَانِيّةُ وَ عَلَي كَتِفِ رَسُولِ اللّهِص كِسَاءٌ قطَوَاَنيِ‌ّ رَقِيقٌ خَشِنٌ لَيسَ بِكَثِيفٍ وَ لَا لَيّنٍ فَأَمَرَ بِشَجَرَتَينِ فَكَسَحَ مَا بَينَهُمَا وَ نَشَرَ الكِسَاءَ عَلَيهِمَا وَ أَدخَلَهُم تَحتَ الكِسَاءِ وَ أَدخَلَ مَنكِبَهُ الأَيسَرَ مَعَهُم تَحتَ الكِسَاءِ مُعتَمِداً عَلَي قَوسِهِ النّبعِ وَ رَفَعَ يَدَهُ اليُمنَي إِلَي السّمَاءِ لِلمُبَاهَلَةِ وَ أَشرَفَ النّاسُ يَنظُرُونَ وَ اصفَرّ لَونُ السّيّدِ وَ العَاقِبِ وَ زُلزِلَا حَتّي كَادَ أَن يَطِيشَ عُقُولُهُمَا فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ أَ نُبَاهِلُهُ قَالَ أَ وَ مَا عَلِمتَ أَنّهُ مَا بَاهَلَ قَومٌ قَطّ نَبِيّاً فَنَشَأَ صَغِيرُهُم وَ بقَيِ‌َ كَبِيرُهُم وَ لَكِن أَرِهِ أَنّكَ غَيرُ مُكتَرِثٍ وَ أَعطِهِ مِنَ المَالِ وَ السّلَاحِ مَا أَرَادَ فَإِنّ الرّجُلَ مُحَارِبٌ وَ قُل لَهُ أَ بِهَؤُلَاءِ تُبَاهِلُنَا لِئَلّا يَرَي أَنّهُ قَد تَقَدّمَت مَعرِفَتُنَا بِفَضلِهِ وَ فَضلِ أَهلِ بَيتِهِ فَلَمّا رَفَعَ النّبِيّص يَدَهُ إِلَي السّمَاءِ لِلمُبَاهَلَةِ قَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ أَيّ رَهبَانِيّةٍ دَارِكِ الرّجُلَ فَإِنّهُ إِن فَاهَ بِبُهلَةٍ لَم نَرجِع إِلَي أَهلٍ وَ لَا مَالٍ فَقَالَا يَا أَبَا القَاسِمِ أَ بِهَؤُلَاءِ تُبَاهِلُنَا قَالَ نَعَم هَؤُلَاءِ أَوجَهُ مَن عَلَي وَجهِ الأَرضِ بعَديِ‌ إِلَي اللّهِ وِجهَةً وَ أَقرَبُهُم إِلَيهِ وَسِيلَةً قَالَ فَبَصبَصَا يعَنيِ‌ ارتَعَدَا وَ كَرّا وَ قَالَا لَهُ يَا أَبَا القَاسِمِ نُعطِيكَ أَلفَ سَيفٍ وَ أَلفَ دِرعٍ وَ أَلفَ حَجَفَةٍ وَ أَلفَ دِينَارٍ كُلّ عَامٍ عَلَي أَنّ الدّرعَ وَ السّيفَ وَ الحَجَفَ عِندَكَ إِعَارَةٌ حَتّي نأَتيِ‌َ مَن وَرَاءَنَا مِن قَومِنَا فَنُعلِمَهُم باِلذّيِ‌ رَأَينَا وَ شَاهَدنَا فَيَكُونَ الأَمرُ عَلَي


صفحه : 355

مَلَاءٍ مِنهُم فَإِمّا الإِسلَامُ وَ إِمّا الجِزيَةُ وَ إِمّا المُقَاطَعَةُ فِي كُلّ عَامٍ فَقَالَ النّبِيّص قَد قَبِلتُ مِنكُمَا أَمَا وَ ألّذِي بعَثَنَيِ‌ بِالكَرَامَةِ لَو باَهلَتمُوُنيِ‌ بِمَن تَحتَ الكِسَاءِ لَأَضرَمَ اللّهُ عَلَيكُمُ الواَديِ‌َ نَاراً تَأَجّجُ ثُمّ سَاقَهَا إِلَي مَن وَرَاءَكُم فِي أَسرَعَ مِن طَرفِ العَينِ فَحَرَقَتهُم تَأَجّجاً فَهَبَطَ عَلَيهِ جَبرَئِيلُ الرّوحُ الأَمِينُ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ إِنّ اللّهَ يُقرِئُكَ السّلَامَ وَ يَقُولُ لَكَ وَ عزِتّيِ‌ وَ جلَاَليِ‌ لَو بَاهَلتَ بِمَن تَحتَ الكِسَاءِ أَهلَ السّمَاءِ وَ أَهلَ الأَرضِ لَتَسَاقَطَت عَلَيهِمُ السّمَاءُ كِسَفاً مُتَهَافِتَةً وَ لَتَقَطّعَتِ الأَرَضُونَ زُبُراً سَائِحَةً فَلَم يَستَقِرّ عَلَيهَا بَعدَ ذَلِكَ فَرَفَعَ النّبِيّص يَدَيهِ حَتّي رئُيِ‌َ بَيَاضُ إِبطَيهِ ثُمّ قَالَ عَلَي مَن ظَلَمَكُم حَقّكُم وَ بخَسَنَيِ‌َ الأَجرَ ألّذِي افتَرَضَهُ اللّهُ عَلَيهِم فِيكُم بُهلَةُ اللّهِ تَتَابَعُ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ

ختص ،[الإختصاص ] أَبُو بَكرٍ مُحَمّدُ بنُ اِبرَاهِيمَ العَلّافُ الهمَداَنيِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدِ بنِ جَعفَرِ بنِ مُوسَي بنِ شَاذَانَ البَزّازِ عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدِ بنِ سَعِيدٍ البَزّازِ وَ جَعفَرٍ الدّقّاقِ عَن مُحَمّدِ بنِ الفَيضِ بنِ فَيّاضٍ الدمّشَقيِ‌ّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عَبدِ اللّهِ ابنِ أخَيِ‌ عَبدِ الرّزّاقِ عَن عَبدِ الرّزّاقِ بنِ هَمّامٍ الصنّعاَنيِ‌ّ عَن مُعَمّرِ بنِ رَاشِدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ المُنكَدِرِ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ مِثلَهُ.

بيان قال في النهاية الوشيج هو ماالتف من الشجر والوشيجة عرق الشجرة وليف يفتل ثم يشد به مايحمل والوشيج جمع وشيجة وشجت العروق والأغصان اشتبكت . و في القاموس الوشيج اشتباك القرابة والواشجة الرحم المشتبكة و قال


صفحه : 356

النمرة كفرحة الحبرة وشملة فيهاخطوط بيض وسود و قال قطوان محركة موضع بالكوفة منه الأكسية. و في بعض النسخ قرطق بالقافين و في بعضها قرطف بالفاء أخيرا في القاموس القرطق كجندب لبس معروف معرب كرته و قال القرطف كجعفر القطيفة و قال النبع شجر القسي‌ والسهام و قال البصيص الرعدة وبصبص الكلب حرك ذنبه

باب 33-غزوة عمرو بن معديكرب

1-شا،[الإرشاد] لماعاد رسول الله ص من تبوك إلي المدينة قدم إليه عمرو بن معديكرب فَقَالَ لَهُ النّبِيّص أَسلِم يَا عَمرُو يُؤمِنكَ اللّهُ مِنَ الفَزَعِ الأَكبَرِ قَالَ يَا مُحَمّدُ وَ مَا الفَزَعُ الأَكبَرُ فإَنِيّ‌ لَا أَفزَعُ فَقَالَ يَا عَمرُو إِنّهُ لَيسَ كَمَا تَظُنّ وَ تَحسَبُ إِنّ النّاسَ يُصَاحُ بِهِم صَيحَةً وَاحِدَةً فَلَا يَبقَي مَيّتٌ إِلّا نُشِرَ وَ لَا حيَ‌ّ إِلّا مَاتَ إِلّا مَا شَاءَ اللّهُ ثُمّ يُصَاحُ بِهِم صَيحَةً أُخرَي فَيُنشَرُ مَن مَاتَ وَ يَصُفّونَ جَمِيعاً وَ تَنشَقّ السّمَاءُ وَ تَهُدّ الأَرضُ وَ تَخِرّ الجِبَالُ هَدّاً وَ ترَميِ‌ النّارُ بِمِثلِ الجِبَالِ شَرَراً فَلَا يَبقَي ذُو رُوحٍ إِلّا انخَلَعَ قَلبُهُ وَ ذَكَرَ ذَنبَهُ وَ شُغِلَ بِنَفسِهِ إِلّا مَن شَاءَ اللّهُ فَأَينَ أَنتَ يَا عَمرُو مِن هَذَا قَالَ أَلَا إنِيّ‌ أَسمَعُ أَمراً عَظِيماً فَآمَنَ بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ وَ آمَنَ مَعَهُ مِن قَومِهِ نَاسٌ وَ رَجَعُوا إِلَي قَومِهِم ثُمّ إِنّ عَمرَو بنَ مَعدِيكَرِبَ نَظَرَ إِلَي أُبَيّ بنِ عَثعَثٍ الخثَعمَيِ‌ّ فَأَخَذَ بِرَقَبَتِهِ ثُمّ جَاءَ بِهِ إِلَي النّبِيّص فَقَالَ


صفحه : 357

أعَدنِيِ‌ عَلَي هَذَا الفَاجِرِ ألّذِي قَتَلَ واَلدِيِ‌ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أَهدَرَ الإِسلَامُ مَا كَانَ فِي الجَاهِلِيّةِ

فانصرف عمرو مرتدا فأغار علي قوم من بني‌ الحارث بن كعب ومضي إلي قومه فاستدعي رسول الله ص علي بن أبي طالب ع وأمره علي المهاجرين وأنفذه إلي بني‌ زبيد وأرسل خالد بن الوليد في الأعراب وأمره أن يعمد لجعفي‌ فإذاالتقيا فأمير الناس أمير المؤمنين ع فسار أمير المؤمنين ع واستعمل علي مقدمته خالد بن سعيد بن العاص واستعمل خالد علي مقدمته أبا موسي الأشعري‌ فأما جعفي‌ فإنها لماسمعت بالجيش افترقت فرقتين فذهبت فرقة إلي اليمن وانضمت الفرقة الأخري إلي بني‌ زبيد فبلغ ذلك أمير المؤمنين ع فكتب إلي خالد بن الوليد أن قف حيث أدركك رسولي‌ فلم يقف فكتب إلي خالد بن سعيد بن العاص تعرض له حتي تحبسه فاعترض له خالد حتي حبسه وأدركه أمير المؤمنين ع فعنفه علي خلافه ثم سار حتي لقي‌ بني‌ زبيد بواد يقال له كثير فلما رآه بنو زبيد قالوا لعمرو كيف أنت يابا ثور إذالقيك هذاالغلام القرشي‌ فأخذ منك الأتاوة قال سيعلم إن لقيني‌ قال وخرج عمرو فقال من يبارز فنهض إليه أمير المؤمنين ع وقام إليه خالد بن سعيد و قال له دعني‌ يا أبا الحسن بأبي‌ أنت وأمي‌ أبارزه

فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِن كُنتَ تَرَي أَنّ لِي عَلَيكَ طَاعَةً فَقِف مَكَانَكَ

فوقف ثم برز إليه أمير المؤمنين ع فصاح به صيحة فانهزم عمرو وقتل أخاه و ابن أخيه وأخذت امرأته ركانة بنت سلامة وسبي منهم نسوان وانصرف أمير المؤمنين ع وخلف علي بني‌ زبيد خالد بن سعيد ليقبض صدقاتهم ويؤمن من عاد إليه من هرابهم مسلما فرجع عمرو بن معديكرب واستأذن علي


صفحه : 358

خالد بن سعيد فأذن له فعاد إلي الإسلام فكلمه في امرأته وولده فوهبهم له و قد كان عمرو لماوقف بباب خالد بن سعيد وجد جزورا قدنحرت فجمع قوائهما ثم ضربها بسيفه فقطعها جميعا و كان يسمي سيفه الصمصامة فلما وهب خالد بن سعيد لعمرو امرأته وولده وهب له عمرو الصمصامة و كان أمير المؤمنين ع قداصطفي من السبي‌ جارية فبعث خالد بن الوليد بريدة الأسلمي‌ إلي النبي ص و قال له تقدم الجيش إليه فأعلمه بما فعل علي من اصطفائه الجارية من الخمس لنفسه وقع فيه فسار بريدة حتي انتهي إلي باب رسول الله ص فلقيه عمر بن الخطاب فسأله عن حال غزوتهم و عن ألذي أقدمه فأخبره أنه إنما جاء ليقع في علي ع وذكر له اصطفاءه الجارية من الخمس لنفسه فقال له عمر امض لماجئت له فإنه سيغضب لابنته مما صنع علي ع فدخل بريدة علي النبي ص ومعه كتاب من خالد بما أرسل به بريدة فجعل يقرؤه ووجه رسول الله ص يتغير فقال بريدة يا رسول الله إنك إن رخصت للناس في مثل هذاذهبت فيئهم

فَقَالَ النّبِيّص وَيحَكَ يَا بُرَيدَةُ أَحدَثتَ نِفَاقاً إِنّ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع يَحِلّ لَهُ مِنَ الفيَ‌ءِ مَا يَحِلّ لِي إِنّ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ خَيرُ النّاسِ لَكَ وَ لِقَومِكَ وَ خَيرُ مَن أُخَلّفُ بعَديِ‌ لِكَافّةِ أمُتّيِ‌ يَا بُرَيدَةُ احذَر أَن تُبغِضَ عَلِيّاً فَيُبغِضَكَ اللّهُ

قال بريدة فتمنيت أن الأرض انشقت لي فسخت فيها و قلت أعوذ بالله من سخط الله وسخط رسول الله يا رسول الله استغفر لي فلن أبغضن عليا أبدا و لاأقول فيه إلاخيرا فاستغفر له النبي ص

عم ،[إعلام الوري ]مثله مع اختصار.

بيان الأتاوة بالفتح الخراج

2- في الديوان المنسوب إلي أمير المؤمنين ع وشرحه أن عمرو بن معديكرب


صفحه : 359

خاطب عليا


الآن حين تقلصت منك الكلي   إذ حر نارك في الوقيعة يسطع

والخيل لاحقة الأياطل شزب   قب البطون ثنيها والأقرع

يحملن فرسانا كراما في الوغي   لاينكلون إذاالرجال تكعكع

إني‌ امرؤ أحمي‌ حماي‌ بعزة   و إذاتكون شديدة لاأجزع

و أناالمظفر في المواطن كلها   و أناشهاب في الحوادث يلمع

من يلقني‌ يلقي المنية والردي   وحياض موت ليس عنه مذيع

فاحذر مصاولتي‌ وجانب موقفي‌   إني‌ لدي الهيجا أضر وأنفع

فَأَجَابَهُ ع


يَا عَمرُو قَد حمَيِ‌َ الوَطِيسُ وَ أُضرِمَت   نَارٌ عَلَيكَ وَ هَاجَ أَمرٌ مُفظَعٌ

وَ تَسَاقَتِ الأَبطَالُ كَأسَ مَنِيّةٍ   فِيهَا ذَرَارِيحُ وَ سَمّ مُنقَعٌ

فَإِلَيكَ عنَيّ‌ لَا يَنَالُكَ مخَلبَيِ‌   فَتَكُونَ كَالأَمسِ ألّذِي لَا يَرجِعُ

إنِيّ‌ امرُؤٌ أحَميِ‌ حمِاَي‌َ بِعِزّةٍ   وَ اللّهُ يَخفِضُ مَن يَشَاءُ وَ يَرفَعُ

إنِيّ‌ إِلَي قَصدِ الهُدَي وَ سَبِيلِهِ   وَ إِلَي شَرَائِعِ دِينِهِ أَتَسَرّعُ

وَ رَضِيتُ بِالقُرآنِ وَحياً مُنزَلًا   وَ بِرَبّنَا رَبّاً يَضُرّ وَ يَنفَعُ

فِينَا رَسُولُ اللّهِ أُيّدَ بِالهُدَي   فَلِوَاؤُهُ حَتّي القِيَامَةِ يَلمَعُ

توضيح تقلص انضم وانزوي والوقيعة القتال ولحق لحوقا ضمر والأيطل الخاصرة والشزب الضوامر والأقب الضامر البطن والثني‌ مادخل في الثالثة في غيرالإبل و فيها في السادسة والأقرع التام والتكعكع الجبن والاحتباس وأذاع الناس ما في الحوض شربوه والوطيس التنور والتساقي‌ أن يسقي‌ كل منهما صاحبه والذراح والذروح بالضم دويبة حمراء منقوطة بسواد تطير وهي‌ من السموم والجمع ذراريح


صفحه : 360

باب 43-بعث أمير المؤمنين ع إلي اليمن

1- عم ،[إعلام الوري ] بَعَثَ رَسُولُ اللّهِص عَلِيّاً ع إِلَي اليَمَنِ لِيَدعُوَهُم إِلَي الإِسلَامِ وَ قِيلَ لِيُخَمّسَ رِكَازَهُم وَ يُعَلّمَهُمُ الأَحكَامَ وَ يُبَيّنَ لَهُمُ الحَلَالَ وَ الحَرَامَ وَ إِلَي أَهلِ نَجرَانَ لِيَجمَعَ صَدَقَاتِهِم وَ يُقَدّمَ عَلَيهِ بِجِزيَتِهِم

وَ رَوَي الحَاكِمُ أَبُو عَبدِ اللّهِ الحَافِظُ بِإِسنَادِهِ رَفَعَهُ إِلَي عَمرِو بنِ شَاسٍ الأسَلمَيِ‌ّ قَالَ كُنتُ مَعَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فِي جُملَةٍ[خَيلِهِ]فجَفَاَنيِ‌ عَلِيّ ع بَعضَ الجَفَاءِ فَوَجَدتُ عَلَيهِ فِي نفَسيِ‌ فَلَمّا قَدِمتُ المَدِينَةَ اشتَكَيتُهُ عِندَ مَن لَقِيتُهُ فَأَقبَلتُ يَوماً وَ رَسُولُ اللّهِص جَالِسٌ فِي المَسجِدِ فَنَظَرَ إلِيَ‌ّ حَتّي جَلَستُ إِلَيهِ فَقَالَ يَا عَمرَو بنَ شَاسٍ لَقَد آذيَتنَيِ‌ فَقُلتُإِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَأَعُوذُ بِاللّهِ وَ الإِسلَامِ أَن أوُذيِ‌َ رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ مَن آذَي عَلِيّاً فَقَد آذاَنيِ‌ وَ قَد كَانَ بَعَثَ قَبلَهُ رَسُولُ اللّهِص خَالِدَ بنَ الوَلِيدِ إِلَي أَهلِ اليَمَنِ يَدعُوهُم إِلَي الإِسلَامِ فَلَم يُجِيبُوهُ قَالَ البَرَاءُ فَكُنتُ مَعَ عَلِيّ ع فَلَمّا دَنَونَا مِنَ القَومِ خَرَجُوا إِلَينَا فَصَلّي بِنَا عَلِيّ ع ثُمّ صَفّنَا صَفّاً وَاحِداً ثُمّ تَقَدّمَ بَينَ أَيدِينَا فَقَرَأَ عَلَيهِم كِتَابَ رَسُولِ اللّهِص فَأَسلَمَت هَمدَانُ كُلّهَا فَكَتَبَ عَلِيّ ع إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَلَمّا قَرَأَ الكِتَابَ خَرّ سَاجِداً ثُمّ رَفَعَ رَأسَهُ فَقَالَ ع السّلَامُ عَلَي هَمدَانَ السّلَامُ عَلَي هَمدَانَ

أخرجه البخاري‌ في الصحيح

وَ رَوَي الأَعمَشُ عَن عَمرِو بنِ مُرّةَ عَن أَبِي البخَترَيِ‌ّ عَن عَلِيّ ع قَالَبعَثَنَيِ‌ رَسُولُ اللّهِص إِلَي اليَمَنِ قُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ تبَعثَنُيِ‌ وَ أَنَا شَابّ أقَضيِ‌ بَينَهُم وَ لَا أدَريِ‌ مَا القَضَاءُ قَالَ فَضَرَبَ بِيَدِهِ فِي صدَريِ‌ وَ قَالَ أللّهُمّ اهدِ قَلبَهُ وَ ثَبّت


صفحه : 361

لِسَانَهُ فَوَ ألّذِي نفَسيِ‌ بِيَدِهِ مَا شَكَكتُ فِي قَضَاءٍ بَينَ اثنَينِ

2- كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَن سَهلٍ وَ أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ جَمِيعاً عَن بَكرِ بنِ صَالِحٍ عَن سُلَيمَانَ الجعَفرَيِ‌ّ عَن أَبِي الحَسَنِ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ أَهدَي أَمِيرُ المُؤمِنِينَ إِلَي رَسُولِ اللّهِص أَربَعَةَ أَفرَاسٍ مِنَ اليَمَنِ فَقَالَ سَمّهَا لِي فَقَالَ هيِ‌َ أَلوَانٌ مُختَلِفَةٌ فَقَالَ فَفِيهَا وَضَحٌ قَالَ نَعَم فِيهَا أَشقَرُ بِهِ وَضَحٌ قَالَ فَأَمسِكهُ عَلَيّ قَالَ وَ فِيهَا كُمَيتَانِ أَوضَحَانِ فَقَالَ أَعطِهِمَا ابنَيكَ قَالَ وَ الرّابِعُ أَدهَمُ بَهِيمٌ قَالَ بِعهُ وَ استَخلِف بِهِ نَفَقَةً لِعِيَالِكَ إِنّمَا يُمنُ الخَيلِ فِي ذَوَاتِ الأَوضَاحِ

3- كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع بعَثَنَيِ‌ رَسُولُ اللّهِص إِلَي اليَمَنِ وَ قَالَ لِي يَا عَلِيّ لَا تُقَاتِلَنّ أَحَداً حَتّي تَدعُوَهُ وَ ايمُ اللّهِ لَأَن يهَديِ‌َ اللّهُ عَلَي يَدَيكَ رَجُلًا خَيرٌ لَكَ مِمّا طَلَعَت عَلَيهِ الشّمسُ وَ غَرَبَت وَ لَكَ وَلَاؤُهُ يَا عَلِيّ

بيان قوله ص و لك ولاؤه أي لك ميراثه إن لم يكن له وارث وعليك خطاؤه

4- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن عَبدِ الرّزّاقِ بنِ سُلَيمَانَ عَنِ الفَضلِ بنِ الفَضلِ الأشَعرَيِ‌ّ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع أَنّ رَسُولَ اللّهِص بَعَثَ عَلِيّاً ع إِلَي اليَمَنِ فَقَالَ لَهُ وَ هُوَ يُوصِيهِ يَا عَلِيّ أُوصِيكَ بِالدّعَاءِ فَإِنّ مَعَهُ الإِجَابَةَ وَ بِالشّكرِ فَإِنّ مَعَهُ المَزِيدَ وَ إِيّاكَ عَن أَن تَخفِرَ عَهداً وَ تُعِينَ عَلَيهِ وَ أَنهَاكَ عَنِ المَكرِ فَإِنّهُلا يَحِيقُ المَكرُ السّيّئُ إِلّا بِأَهلِهِ وَ أَنهَاكَ عَنِ البغَي‌ِ فَإِنّهُ مَنبغُيِ‌َ عَلَيهِ لَيَنصُرَنّهُ اللّهُ


صفحه : 362

5- ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]الصّدُوقُ عَنِ ابنِ مُوسَي عَنِ الأسَدَيِ‌ّ عَنِ النخّعَيِ‌ّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ الحَكَمِ عَن عَمرِو بنِ جُبَيرٍ عَن أَبِيهِ عَنِ البَاقِرِ ع قَالَ بَعَثَ النّبِيّص عَلِيّاً إِلَي اليَمَنِ فَانفَلَتَ فَرَسٌ لِرَجُلٍ مِن أَهلِ اليَمَنِ فَنَفَحَ رَجُلًا فَقَتَلَهُ فَأَخَذَهُ أَولِيَاؤُهُ وَ رَفَعُوا إِلَي عَلِيّ ع فَأَقَامَ صَاحِبُ الفَرَسِ البَيّنَةَ أَنّ الفَرَسَ انفَلَتَ مِن دَارِهِ فَنَفَحَ الرّجُلُ بِرِجلِهِ فَأَبطَلَ عَلِيّ ع دَمَ الرّجُلِ فَجَاءَ أَولِيَاءُ المَقتُولِ مِنَ اليَمَنِ إِلَي النّبِيّص يَشكُونَ عَلِيّاً فِيمَا حَكَمَ عَلَيهِم فَقَالُوا إِنّ عَلِيّاً ظَلَمَنَا وَ أَبطَلَ دَمَ صَاحِبِنَا فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ عَلِيّاً لَيسَ بِظَلّامٍ وَ لَم يُخلَق عَلِيّ لِلظّلمِ وَ إِنّ الوَلَايَةَ مِن بعَديِ‌ لعِلَيِ‌ّ وَ الحُكمَ حُكمُهُ وَ القَولَ قَولُهُ لَا يَرُدّ حُكمَهُ وَ قَولَهُ وَ وَلَايَتَهُ إِلّا كَافِرٌ وَ لَا يَرضَي بِحُكمِهِ وَ وَلَايَتِهِ إِلّا مُؤمِنٌ فَلَمّا سَمِعَ النّاسُ قَولَ رَسُولِ اللّهِص قَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ رَضِينَا بِقَولِ عَلِيّ وَ حُكمِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص هُوَ تَوبَتُكُم مِمّا قُلتُم

6- ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُوسَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ المَعرُوفِ بِغَزَالٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عُمَرَ الجرُجاَنيِ‌ّ يَرفَعُهُ إِلَي عَبدِ الرّحمَنِ بنِ أَحمَدَ السلّماَنيِ‌ّ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ دعَاَنيِ‌ رَسُولُ اللّهِص فوَجَهّنَيِ‌ إِلَي اليَمَنِ لِأُصلِحَ بَينَهُم فَقُلتُ لَهُ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّهُم قَومٌ كَثِيرٌ وَ أَنَا شَابّ حَدَثٌ فَقَالَ لِي يَا عَلِيّ إِذَا صِرتَ بِأَعلَي عَقَبَةِ فِيقَ فَنَادِ بِأَعلَي صَوتِكَ يَا شَجَرُ يَا مَدَرُ يَا ثَرَي مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِص يُقرِئُكُمُ السّلَامَ قَالَ فَذَهَبتُ فَلَمّا صِرتُ بِأَعلَي عَقَبَةِ فِيقَ أَشرَفتُ عَلَي اليَمَنِ فَإِذَا هُم بِأَسرِهِم مُقبِلُونَ نحَويِ‌ مُشرِعُونَ أَسِنّتَهُم مُتَنَكّبُونَ قِسِيّهُم شَاهِرُونَ سِلَاحَهُم فَنَادَيتُ بِأَعلَي صوَتيِ‌ يَا شَجَرُ يَا مَدَرُ يَا ثَرَي مُحَمّدٌص يُقرِئُكُمُ السّلَامَ قَالَ فَلَم يَبقَ شَجَرَةٌ وَ لَا مَدَرَةٌ وَ لَا ثَرًي إِلّا ارتَجّت بِصَوتٍ وَاحِدٍ وَ عَلَي مُحَمّدٍ رَسُولِ اللّهِ وَ عَلَيكَ السّلَامُ فَاضطَرَبَت قَوَائِمُ القَومِ وَ ارتَعَدَت رُكَبُهُم وَ وَقَعَ السّلَاحُ مِن أَيدِيهِم وَ أَقبَلُوا مُسرِعِينَ فَأَصلَحتُ بَينَهُم وَ انصَرَفتُ


صفحه : 363

بيان قال الفيروزآبادي‌ أفيق كأمير قرية بين حوران والغور و منه عقبة أفيق و لاتقل فيق وأشرعت الرمح قبله سددت وتنكب القوس ألقاها علي منكبه .أقول سيأتي‌ بأسانيد في أبواب معجزات أمير المؤمنين

7- شا،[الإرشاد] مِن فَضَائِلِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ مَا أَجمَعَ عَلَيهِ أَهلُ السّيرَةِ أَنّ النّبِيّص بَعَثَ خَالِدَ بنَ الوَلِيدِ إِلَي أَهلِ اليَمَنِ يَدعُوهُم إِلَي الإِسلَامِ وَ أَنفَذَ مَعَهُ جَمَاعَةٌ مِنَ المُسلِمِينَ فِيهِمُ البَرَاءُ بنُ عَازِبٍ رَحِمَهُ اللّهُ وَ أَقَامَ خَالِدٌ عَلَي القَومِ سِتّةَ أَشهُرٍ يَدعُوهُم فَلَم يُجِبهُ أَحَدٌ مِنهُم فَسَاءَ ذَلِكَ رَسُولَ اللّهِص فَدَعَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع وَ أَمَرَهُ أَن يُقفِلَ خَالِداً وَ مَن مَعَهُ وَ قَالَ لَهُ إِن أَرَادَ أَحَدٌ مِمّن مَعَ خَالِدٍ أَن يُعَقّبَ مَعَكَ فَاترُكهُ قَالَ البَرَاءُ فَكُنتُ مِمّن عَقّبَ مَعَهُ فَلَمّا انتَهَينَا إِلَي أَوَائِلِ أَهلِ اليَمَنِ وَ بَلَغَ القَومَ الخَبَرُ فَجَمَعُوا لَهُ فَصَلّي بِنَا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع الفَجرَ ثُمّ تَقَدّمَ بَينَ أَيدِينَا فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ ثُمّ قَرَأَ عَلَي القَومِ كِتَابَ رَسُولِ اللّهِص فَأَسلَمَت هَمدَانُ كُلّهَا فِي يَومٍ وَاحِدٍ وَ كَتَبَ بِذَلِكَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَلَمّا قَرَأَ كِتَابَهُ استَبشَرَ وَ ابتَهَجَ وَ خَرّ سَاجِداً شُكراً لِلّهِ تَعَالَي ثُمّ رَفَعَ رَأسَهُ وَ جَلَسَ وَ قَالَ السّلَامُ عَلَي هَمدَانَ ثُمّ تَتَابَعَ بَعدَ إِسلَامِ هَمدَانَ أَهلُ اليَمَنِ عَلَي الإِسلَامِ

د،[العدد القوية] عن البراء بن عازب مثله .بيان القفول الرجوع وأقفله رده وأرجعه .أقول وذكر ابن الأثير في الكامل هذه القصة في وقائع السنة العاشرة نحوا مما ذكره المفيد رحمه الله


صفحه : 364

باب 53-قدوم الوفود علي رسول الله ص وسائر ماجري إلي حجة الوداع

1-عم ،[إعلام الوري ] قال بعدذكر نزول براءة ثم قدم علي رسول الله ص عروة بن مسعود الثقفي‌ مسلما واستأذن رسول الله ص في الرجوع إلي قومه فقال إني‌ أخاف أن يقتلوك فقال إن وجدوني‌ نائما ماأيقظوني‌ فأذن له رسول الله ص فرجع إلي الطائف ودعاهم إلي الإسلام ونصح لهم فعصوه وأسمعوه الأذي حتي إذاطلع الفجر قام في غرفة من داره فأذن وتشهد فرماه رجل بسهم فقتله وأقبل بعدقتله من وفد ثقيف بضعة عشر رجلا هم أشراف ثقيف فأسلموا فأكرمهم رسول الله ص وحباهم وأمر عليهم عثمان بن أبي العاص بن بشر و قد كان تعلم سورا من القرآن و قدورد في الخبر عنه أنه قال قلت يا رسول الله إن الشيطان قدحال بين صلاتي‌ وقراءتي‌

قال ذَاكَ شَيطَانٌ يُقَالُ لَهُ خَنزَبٌ فَإِذَا خَشِيتَ فَتَعَوّذ بِاللّهِ مِنهُ وَ اتفُل عَن يَسَارِكَ ثَلَاثاً

قال ففعلت فأذهب الله عني‌ رواه مسلم في الصحيح . فلما أسلمت ثقيف ضربت إلي رسول الله ص وفود العرب فدخلوا في دين الله أفواجا كما قال الله سبحانه فقدم عليه ص عطارد بن حاجب بن زرارة في أشراف من بني‌ تميم منهم الأقرع بن حابس والزبرقان بن بدر وقيس بن عاصم وعيينة بن حصن الفزاري‌ وعمرو بن الأهتم و كان الأقرع وعيينة شهدا مع رسول الله ص فتح مكة وحنينا والطائف فلما قدم وفد تميم دخلا معهم فأجارهم رسول الله وأحسن جوارهم وممن قدم عليه وفد بني‌ عامر فيهم عامر


صفحه : 365

بن الطفيل وأربد بن قيس أخو لبيد بن ربيعة لأمه و كان عامر قد قال لأربد إني‌ شاغل عنك وجهه فإذافعلته فأعله بالسيف فلما قدموا عليه قال عامر يا محمدخالني‌ فقال لا حتي تؤمن بالله وحده قالها مرتين فلما أبي عليه رسول الله قال و الله لأملأنها عليك خيلا حمرا ورجالا فلما ولي

قال رسول الله ص أللّهُمّ اكفنِيِ‌ عَامِرَ بنَ الطّفَيلِ

فلما خرجوا قال عامر لأربد أين ماكنت أمرتك به قال و الله ماهممت بالذي‌ أمرتني‌ به إلادخلت بيني‌ و بين الرجل أفأضربك بالسيف وبعث الله علي عامر بن الطفيل في طريقه ذلك الطاعون في عنقه فقتله في بيت امرأة من سلول وخرج أصحابه حين واروه إلي بلادهم وأرسل الله علي أربد و علي جمله صاعقة فأحرقتهما. و في كتاب أبان بن عثمان أنهما قدما علي رسول الله ص بعدغزوة بني‌ النضير قال وجعل يقول عامر عندموته أغدة كغدة البكر وموت في بيت سلولية قال

وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِ ع قَالَ فِي عَامِرٍ وَ أَربَدَ أللّهُمّ أبَدلِنيِ‌ بِهِمَا فاَرسِيَ‌ِ العَرَبِ

فقدم عليه زيد بن مهلهل الطائي‌ و هوزيد الخيل وعمرو بن معديكرب . وممن قدم علي رسول الله وفد طيئ فيهم زيد الخيل وعدي‌ بن حاتم فعرض عليهم الإسلام فأسلموا وحسن إسلامهم وسماه رسول الله ص زيد الخير وقطع له أرضين معه وكتب له كتابا فلما خرج زيد من عند رسول الله ص راجعا إلي قومه

قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِن يَنجُ زَيدٌ مِن حُمّي المَدِينَةِ أَو مِن أُمّ مِلدَمٍ


صفحه : 366

فلما انتهي من بلد نجد إلي ماء يقال له قردة أصابته الحمي فمات بها وعمدت امرأته إلي ما كان معه من الكتب فأحرقتها. وذكر محمد بن إسحاق أن عدي‌ بن حاتم فر و أن خيل رسول الله ص قدأخذوا أخته فقدموا بها علي رسول الله ص و أنه من عليها وكساها وأعطاها نفقة فخرجت مع ركب حتي قدمت الشام وأشارت علي أخيها بالقدوم فقدم وأسلم وأكرمه رسول الله وأجلسه علي وسادة رمي بها إليه بيده .بيان في النهاية في حديث الصلاة ذلك شيطان يقال له خنزب قال أبوعمر و هولقب له والخنزب قطعة لحم منتنة ويروي بالكسر والضم قوله خالني‌ أمر من المخالة وهي‌ المحبة الخالصة وأم ملدم كنية الحمي ولعل الترديد من الراوي‌ أوالمراد نوع منها.

2-أقول قال في المنتقي في سياق حوادث السنة التاسعة و فيهاقدم علي رسول الله ص كتاب ملوك حمير مقدمه من تبوك ورسولهم إليه بإسلامهم الحارث بن عبدكلال ونعيم بن كلال وغيرهما. و فيهارجم رسول الله ص الغامدية

عَن بَشِيرِ بنِ المُهَاجِرِ عَن أَبِيهِ قَالَكُنتُ جَالِساً عِندَ النّبِيّص فَجَاءَتهُ امرَأَةٌ مِن غَامِدٍ فَقَالَت يَا نبَيِ‌ّ اللّهِ إنِيّ‌ قَد زَنَيتُ وَ أُرِيدُ أَن تطُهَرّنَيِ‌ فَقَالَ لَهَا النّبِيّص ارجعِيِ‌ فَلَمّا كَانَ مِنَ الغَدِ أَتَتهُ فَاعتَرَفَت عِندَهُ بِالزّنَا فَقَالَت يَا رَسُولَ اللّهِ إنِيّ‌ قَد زَنَيتُ وَ أُرِيدُ


صفحه : 367

أَن تطُهَرّنَيِ‌ فَقَالَ لَهَا فاَرجعِيِ‌ فَلَمّا أَن كَانَ مِنَ الغَدِ أَتَتهُ فَاعتَرَفَت عِندَهُ بِالزّنَا فَقَالَت يَا نبَيِ‌ّ اللّهِ طهَرّنيِ‌ فَلَعَلّكَ تُرِيدُ أَن ترَدُنّيِ‌ كَمَا رَدَدتَ مَاعِزَ بنَ مَالِكٍ فَوَ اللّهِ إنِيّ‌ لَحُبلَي فَقَالَ لَهَا النّبِيّص ارجعِيِ‌ حَتّي تَلِدِينَ فَلَمّا وَلَدَت جَاءَت باِلصبّيِ‌ّ تَحمِلُهُ قَالَت يَا نبَيِ‌ّ اللّهِ هَذَا قَد وَلَدتُ قَالَ فاَذهبَيِ‌ فَأَرضِعِيهِ حَتّي تَفطِمِيهِ فَلَمّا فَطَمَتهُ جَاءَت باِلصبّيِ‌ّ فِي يَدِهِ كِسرَةُ خُبزٍ قَالَت يَا نبَيِ‌ّ اللّهِ هَذَا فَطَمتُهُ فَأَمَرَ النّبِيّص باِلصبّيِ‌ّ فَدُفِعَ إِلَي رَجُلٍ مِنَ المُسلِمِينَ وَ أَمَرَ بِهَا فَحُفِرَ لَهَا حُفرَةٌ فَجُعِلَت فِيهَا إِلَي صَدرِهَا ثُمّ أَمَرَ النّاسَ أَن يَرجُمُوهَا فَأَقبَلَ خَالِدُ بنُ الوَلِيدِ بِحَجَرٍ فَرَمَي رَأسَهَا فَنَضَحَ الدّمُ عَلَي وَجنَةِ خَالِدٍ فَسَبّهَا فَسَمِعَ النّبِيّص سَبّهُ إِيّاهَا فَقَالَ مَهلًا يَا خَالِدُ لَا تَسُبّهَا فَوَ ألّذِي نفَسيِ‌ بِيَدِهِ لَقَد تَابَت تَوبَةً لَو تَابَهَا صَاحِبُ مَكسٍ لَغُفِرَ لَهُ فَأَمَرَ بِهَا فَصَلّي عَلَيهَا فَدُفِنَت

. و فيهالاعن رسول الله ص بين عويمر بن الحارث العجلاني‌ و بين امرأته بعدالعصر في مسجده ص و كان قدقذفها بشريك بن سحماء

عَلَي مَا روُيِ‌َ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ أَنّهُ قَالَ لَمّا نَزَلَتوَ الّذِينَ يَرمُونَ المُحصَناتِالآيَةَ قَرَأَهَا النّبِيّص يَومَ الجُمُعَةِ عَلَي المِنبَرِ فَقَامَ عَاصِمُ بنُ عدَيِ‌ّ الأنَصاَريِ‌ّ وَ قَالَ جعَلَنَيِ‌َ اللّهُ فِدَاكَ إِن رَأَي رَجُلٌ مِنّا مَعَ امرَأَتِهِ رَجُلًا فَأَخبَرَ بِمَا رَأَي جُلِدَ ثَمَانِينَ وَ سَمّاهُ المُسلِمُونَ فَاسِقاً لَا تُقبَلُ شَهَادَتُهُ أَبَداً فَكَيفَ لَنَا بِالشّهَدَاءِ وَ نَحنُ إِذَا التَمَسنَا الشّهَدَاءَ كَانَ الرّجُلُ قَد فَرَغَ مِن حَاجَتِهِ وَ مَرّ وَ كَانَ لِعَاصِمٍ هَذَا ابنُ عَمّ يُقَالُ لَهُ عُوَيمِرٌ وَ لَهُ امرَأَةٌ يُقَالُ لَهَا خَولَةُ بِنتُ قَيسِ بنِ مِحصَنٍ فَأَتَي عُوَيمِرٌ عَاصِماً وَ قَالَ قَد رَأَيتُ شَرِيكَ بنَ السّحمَاءِ عَلَي بَطنِ امرأَتَيِ‌ خَولَةَ فَاستَرجَعَ عَاصِمٌ وَ أَتَي رَسُولَ اللّهِص فِي الجُمُعَةِ الأُخرَي فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِص مَا أَسرَعَ مَا ابتُلِيتُ بِالسّؤَالِ ألّذِي سَأَلتُ فِي الجُمُعَةِ المَاضِيَةِ فِي أَهلِ بيَتيِ‌ وَ كَانَ عُوَيمِرٌ وَ خَولَةُ وَ الشّرِيكُ كُلّهُم بَنُو عَمّ لِعَاصِمٍ فَدَعَا رَسُولُ اللّهِص بِهِم جَمِيعاً وَ قَالَ لِعُوَيمِرٍ اتّقِ اللّهَ فِي زَوجَتِكَ وَ ابنَةِ عَمّكَ فَلَا تَقذِفهَا بِالبُهتَانِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ أُقسِمُ بِاللّهِ أنَيّ‌ رَأَيتُ شَرِيكاً عَلَي بَطنِهَا


صفحه : 368

وَ أنَيّ‌ مَا قَرَبتُهَا مُنذُ أَربَعَةِ أَشهُرٍ وَ أَنّهَا حُبلَي مِن غيَريِ‌ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لِلمَرأَةِ اتقّيِ‌ اللّهَ وَ لَا تخُبرِيِنيِ‌ إِلّا بِمَا صَنَعتِ فَقَالَت يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّ عُوَيمِراً رَجُلٌ غَيُورٌ وَ إِنّهُ رآَنيِ‌ وَ شَرِيكاً نُطِيلُ السّمَرَ وَ نَتَحَدّثُ فَحَمَلَتهُ الغِيرَةُ عَلَي مَا قَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لِشَرِيكٍ مَا تَقُولُ فَقَالَ مَا تَقُولُهُ المَرأَةُ فَأَنزَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ الّذِينَ يَرمُونَ أَزواجَهُمالآيَةَ فَأَمَرَ رَسُولُ اللّهِص حَتّي نوُديِ‌َ الصّلَاةَ جَامِعَةً فَصَلّي العَصرَ ثُمّ قَالَ لِعُوَيمِرٍ قُم فَقَامَ فَقَالَ أَشهَدُ أَنّ خَولَةَ زَانِيَةٌ وَ أنَيّ‌ لَمِنَ الصّادِقِينَ ثُمّ قَالَ فِي الثّانِيَةِ أَشهَدُ بِاللّهِ أنَيّ‌ رَأَيتُ شَرِيكاً عَلَي بَطنِهَا وَ أنَيّ‌ لَمِنَ الصّادِقِينَ ثُمّ قَالَ فِي الثّالِثَةِ أَشهَدُ أَنّهَا حُبلَي مِن غيَريِ‌ وَ أنَيّ‌ لَمِنَ الصّادِقِينَ ثُمّ قَالَ فِي الرّابِعَةِ أَشهَدُ بِاللّهِ أنَيّ‌ مَا قَرَبتُهَا مُنذُ أَربَعَةِ أَشهُرٍ وَ أنَيّ‌ لَمِنَ الصّادِقِينَ ثُمّ قَالَ فِي الخَامِسَةِ لَعنَةُ اللّهِ عَلَي عُوَيمِرٍ يعَنيِ‌ نَفسَهُ إِن كَانَ مِنَ الكَاذِبِينَ فِيمَا قَالَ ثُمّ أَمَرَهُ بِالقُعُودِ وَ قَالَ لِخَولَةَ قوُميِ‌ فَقَامَت فَقَالَت أَشهَدُ بِاللّهِ مَا أَنَا بِزَانِيَةٍ وَ أَنّ عُوَيمِراً لَمِنَ الكَاذِبِينَ ثُمّ قَالَت فِي الثّانِيَةِ أَشهَدُ بِاللّهِ أَنّهُ مَا رَأَي شَرِيكاً عَلَي بطَنيِ‌ وَ أَنّهُ لَمِنَ الكَاذِبِينَ ثُمّ قَالَت فِي الثّالِثَةِ أَشهَدُ بِاللّهِ أَنّهُ مَا رآَنيِ‌ قَطّ عَلَي فَاحِشَةٍ وَ أَنّهُ لَمِنَ الكَاذِبِينَ ثُمّ قَالَت فِي الرّابِعَةِ أَشهَدُ بِاللّهِ أنَيّ‌ حُبلَي مِنهُ وَ أَنّهُ لَمِنَ الكَاذِبِينَ ثُمّ قَالَت فِي الخَامِسَةِ إِنّ غَضَبَ اللّهِ عَلَي خَولَةَ يعَنيِ‌ نَفسَهَا إِن كَانَ مِنَ الصّادِقِينَ فَفَرّقَ رَسُولُ اللّهِص بَينَهُمَا وَ قَالَ لَو لَا هَذِهِ الأَيمَانُ لَكَانَ فِي أَمرِهَا رأَي‌ٌ وَ قَالَ تَحَيّنُوا بِهَا الوِلَادَةَ فَإِن جَاءَت بِأَصهَبَ أُثَيبِجَ يَضرِبُ إِلَي السّوَادِ فَهُوَ لِشَرِيكٍ وَ إِن جَاءَت بِأَورَقَ جَعداً جُمَالِيّاً خَدَلّجَ السّاقَينِ فَهُوَ لِغَيرِ ألّذِي رُمِيَت[ بِهِ]

قال ابن عباس فجاءت بأشبه خلق بشريك . و في هذه السنة توفي‌ النجاشي‌ واسمه أصحمة و هو ألذي هاجر إليه المسلمون وأسلم وتوفي‌ في رجب هذه السنة فنعاه رسول الله ص إلي المسلمين وخرج إلي المصلي وصف أصحابه خلفه وصلي عليه .


صفحه : 369

وروي‌ عن عائشة قالت لمامات النجاشي‌ كنا نتحدث أنه لايزال يري علي قبره نور. و فيهاماتت أم كلثوم بنت رسول الله ص كانت تزوجها عتبة بن أبي لهب قبل النبوة فلما نزلت تَبّت يَدا أَبِي لَهَبٍ قال له أبوه رأسي‌ من رأسك حرام إن لم تطلق ابنته ففارقها و لم يكن دخل بهافلم تزل بمكة مع رسول الله ص ثم هاجرت فلما توفيت رقية خلف عليها عثمان في ربيع الأول سنة ثلاث من الهجرة وأدخلت عليه في جمادي الآخرة فماتت عنده في شعبان من هذه السنة فغسلتها أسماء بنت عميس وصفية بنت عبدالمطلب وأم عطية ونزل في حفرتها أبوطلحة. و فيهامات عبد الله بن عبدبهم بن عفيف ذو البجادين . و فيهامات عبد الله بن سلول المنافق . ثم ذكر في وقائع السنة العاشرة فيهابعث خالد بن الوليد إلي بني‌ الحارث بن كعب و ذلك أن رسول الله ص بعث في ربيعها الآخر من سنة عشر خالدا إلي بني‌ الحارث بنجران وأمره أن يدعوهم إلي الإسلام قبل أن يقاتلهم ثلاثا فإن استجابوا فاقبل منهم وأقم فيهم وعلمهم كتاب الله وسنة نبيه ومعالم الإسلام و إن لم يفعلوا فقاتلهم فخرج خالد حتي قدم عليهم فبعث الركبان يضربون في كل ناحية يدعون الناس إلي الإسلام ويقولون ياأيها الناس أسلموا تسلموا فأسلم الناس ودخلوا فيما دعاهم إليه فأقام خالد فيهم يعلمهم الإسلام و كتاب الله


صفحه : 370

وسنة نبيه ثم كتب إلي رسول الله ص بِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِلمحمد رسول الله ص من خالد بن الوليد السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته فإني‌ أحمدإليك الله ألذي لاإله إلا هو أما بعد يا رسول الله صلي الله عليك فإنك بعثتني‌ إلي بني‌ الحارث بن كعب وأمرتني‌ إذاأتيتهم أن لاأقاتلهم ثلاثة أيام و أن أدعوهم إلي الإسلام ثلاثة أيام فإن أسلموا قبلت منهم وإني‌ قدمت عليهم ودعوتهم إلي الإسلام فأسلموا و أنامقيم أعلمهم معالم الإسلام .

فَكَتَبَ رَسُولُ اللّهِ مِن مُحَمّدٍ رَسُولِ اللّهِ إِلَي خَالِدِ بنِ الوَلِيدِ سَلَامٌ عَلَيكَ فإَنِيّ‌ أَحمَدُ إِلَيكَ اللّهَ ألّذِي لَا إِلَهَ إِلّا هُوَ أَمّا بَعدُ فَإِنّ كِتَابَكَ جاَءنَيِ‌ مَعَ رَسُولِكَ يخُبرِنُيِ‌ أَنّ بنَيِ‌ الحَارِثِ قَد أَسلَمُوا قَبلَ أَن يُقَاتَلُوا فَبَشّرهُم وَ أَنذِرهُم وَ أَقبِل مَعَهُم وَ ليُقبِل مَعَكَ وَفدُهُم وَ السّلَامُ عَلَيكَ وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ

.فأقبل خالد بن الوليد إلي رسول الله ص وأقبل معه وفد بني‌ الحارث فيهم قيس بن الحصين فسلموا عليه وقالوا نشهد أنك رسول الله و أن لاإله إلا الله

فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص وَ أَنَا أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أنَيّ‌ رَسُولُ اللّهِ

وأمر عليهم قيسا فلم يمكثوا في قومهم إلاأربعة أشهر حتي توفي‌ رسول الله ص وبعث إلي بني‌ الحارث بعد أن ولي وفدهم عمرو بن حزم الأنصاري‌ ليفقههم ويعلمهم السنة والإسلام ويأخذ منهم صدقاتهم . و فيهاقدم وفد سلامان في شوالها وهم سبعة نفر رأسهم حبيب السلاماني‌. و فيهاقدم وفد محارب في حجة الوداع وهم عشرة نفر فيهم سواء بن الحارث وابنه خزيمة و لم يكن أحد أفظ و لاأغلظ علي رسول الله ص منهم و كان في الوفد رجل منهم فعرفه رسول الله ص فقال الحمد لله ألذي أبقاني‌ حتي صدقت بك

فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ هَذِهِ القُلُوبَ بِيَدِ اللّهِ

ومسح وجه خزيمة فصارت له غرة بيضاء وأجازهم كمايجيز الوفد وانصرفوا.


صفحه : 371

و فيهاقدم وفد الأزد رأسهم صرد بن عبد الله الأزدي‌ في بضعة عشر. و فيهاقدم وفد غسان ووفد عامر كلاهما في شهر رمضان . و فيهاقدم وفد زبيد علي رسول الله ص فيهم عمرو بن معديكرب فأسلم فلما توفي‌ رسول الله ص ارتد عمرو ثم عاد إلي الإسلام . و فيهاقدم وفد عبدالقيس والأشعث بن قيس في وفد كندة ووفد بني‌ حنيفة معهم مسيلمة الكذاب ثم ارتد بعد أن رجع إلي وطنه . و فيهاقدم وفد بجيلة قدم جرير بن عبد الله البجلي‌ ومعه من قومه مائة وخمسون رجلا

فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص يَطلُعُ عَلَيكُم مِن هَذَا الفَجّ مَن خَيرُ ذيِ‌ يُمنٍ عَلَي وَجهِهِ مَسحَةُ مَلَكٍ

فطلع جرير علي راحلته ومعه قومه فأسلموا وبايعوا قال جرير وبسط رسول الله يده فبايعني‌ و

قَالَ عَلَي أَن تَشهَدَ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أنَيّ‌ رَسُولُ اللّهِ وَ تُقِيمَ الصّلَاةَ وَ تؤُتيِ‌َ الزّكَاةَ وَ تَصُومَ شَهرَ رَمَضَانَ وَ تَنصَحَ لِلمُسلِمِينَ وَ تُطِيعَ الواَليِ‌َ وَ إِن كَانَ عَبداً حَبَشِيّاً

فقلت نعم فبايعته و كان رسول الله ص يسأله عما وراءه فقال يا رسول الله قدأظهر الله الإسلام والأذان وهدمت القبائل أصنامهم التي‌ تعبد قال فما فعل ذو الخلصة قال هو علي حاله فبعثه رسول الله ص إلي هدم ذي‌ الخلصة وعقد له لواء فقال إني‌ لاأثبت علي الخيل فمسح رسول الله ص صدره و

قَالَ أللّهُمّ اجعَلهُ هَادِياً مَهدِيّاً

فخرج في قومه وهم زهاء مائتين فما أطال الغيبة حتي رجع فقال رسول الله ص أهدمته قال نعم و ألذي بعثك بالحق وأحرقته بالنار فتركته كمايسوء أهله فبرك رسول الله ص علي خيل أخمس ورجالها.


صفحه : 372

و فيهاقدم السيد والعاقب من نجران فكتب لهم رسول الله ص كتاب صلح . و فيهاقدم وفد عبس ووفد خولان وهم عشرة و كان رسول الله ص إذاقدم الوفد لبس أحسن ثيابه وأمر أصحابه بذلك . و فيهاقدم وفد عامر بن صعصعة وفيهم عامر بن الطفيل وأربد بن ربيعة وكانا قدأقبلا يريدان رسول الله ص فقيل يا رسول الله هذاعامر بن الطفيل قدأقبل نحوك

فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص دَعهُ فَإِن يُرِدِ اللّهُ بِهِ خَيراً يَهدِهِ فَأَقبَلَ حَتّي قَامَ عَلَيهِ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ مَا لِي إِن أَسلَمتُ قَالَ لَكَ مَا لِلمُسلِمِينَ وَ عَلَيكَ مَا عَلَيهِم قَالَ تَجعَلُ لِيَ الأَمرُ بَعدَكَ قَالَ لَيسَ ذَلِكَ إلِيَ‌ّ إِنّمَا ذَلِكَ إِلَي اللّهِ يَجعَلُهُ حَيثُ شَاءَ قَالَ فتَجَعلَنُيِ‌ عَلَي الوَبَرِ وَ أَنتَ عَلَي المَدَرِ قَالَ لَا قَالَ فَمَا ذَا تَجعَلُ لِي قَالَ أَجعَلُ لَكَ أَعِنّةَ الخَيلِ تَغزُو عَلَيهَا

قال أ و ليس ذلك إلي‌ اليوم و كان عامر قد قال لأربد إذارأيتني‌ أكلمه فدر من خلفه فاضربه بالسيف فدار أربد ليضربه فاخترط من سيفه شبرا ثم حبسه الله فيبست يده علي سيفه و لم يقدر علي سله فعصم الله نبيه فرأي أربد و مايصنع بسيفه قال اكفنيهما بما شئت فأرسل الله تعالي علي أربد صاعقة فأحرقته وولي عامر هاربا و قال يا محمددعوت ربك فقتل أربد و الله لأملأنها عليك خيلا جردا وفتيانا مردا

فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص يَمنَعُكَ اللّهُ مِن ذَلِكَ وَ أَبنَاءُ قَيلَةَ

يعني‌ الأوس والخزرج فنزل عامر بيت امرأة سلولية فلما أصبح ضم عليه سلاحه وخرج و هو يقول و الله لئن أصحر إلي محمد وصاحبه يعني‌ ملك الموت لأنفذهما برمحي‌ فأرسل الله تعالي ملكا فأثراه في التراب وخرجت عليه غدة كغدة البعير عظيمة فعاد إلي بيت السلولية و هو يقول أغدة كغدة البعير وموت في بيت سلولية. ثم ركب فرسه فمات علي ظهر الفرس فأنزل الله تعالي وَ يُرسِلُ الصّواعِقَ

فَيُصِيبُ بِها مَن يَشاءُ و فيهاخرج بديل بن أبي مارية مولي العاص بن وائل في تجارة إلي الشام وصحبه نميم الداري‌ وعدي‌ بن بداء وهما علي النصرانية فمرض ابن أبي مارية و قدكتب وصية وجعلها في ماله فقدموا بالمال والوصية ففقدوا جاما أخذه تميم وعدي‌ وأحلفهما رسول الله ص بعدالعصر ثم ظهر عليه فحلف عبد الله بن عمرو بن العاص والمطلب بن أبي وداعة واستحقا.

3- و قال في الكامل و في السنة العاشرة بعث رسول الله ص أمراءه علي الصدقات فبعث المهاجر بن أبي أمية بن المغيرة إلي صنعاء فخرج عليه العبسي‌ و هو بها وبعث زياد بن أسد الأنصاري‌ إلي حضرموت علي صدقاتها وبعث عدي‌ بن حاتم الطائي‌ علي صدقة طيئ وأسد وبعث مالك بن نويرة علي صدقات حنظلة وجعل الزبرقان بدر وقيس بن عاصم علي صدقات زيد بن مناة بن تميم وبعث العلاء بن الحضرمي‌ إلي البحرين وبعث علي بن أبي طالب ع إلي نجران ليجمع صدقاتهم وجزيتهم ففعل وعاد فلقي‌ رسول الله ص في حجة الوداع واستخلف علي الجيش الذين معه رجلا من أصحابه وسبقهم إلي النبي ص فلقيه بمكة فعمد الرجل إلي الجيش فكساهم كل رجل حلة من البرد ألذي مع علي ع فلما دنا الجيش خرج علي ع ليتلقاهم فرأي عليهم الحلل فنزعها عنهم فشكاه الجيش إلي رسول الله ص

فَقَامَ رَسُولُ اللّهِص خَطِيباً


صفحه : 374

فَقَالَ أَيّهَا النّاسُ لَا تَشكُوا عَلِيّاً فَإِنّهُ وَ اللّهِ لَأَخشَنُ فِي ذَاتِ اللّهِ أَو فِي سَبِيلِ اللّهِ

.بيان قوله صاحب مكس أي عشار و قال الجزري‌ في حديث الأذان كانوا يتحينون وقت الصلاة أي يطلبون حينها والحين الوقت و قال الأصهب ألذي يعلو لونه صهبة وهي‌ كالشقرة و قال في حديث اللعان إن جاءت به أثيبج فهو لهلال تصغير الأثبج و هوالناتئ الثبج أي ما بين الكتفين والكاهل و رجل أثبج أيضا عظيم الجوف و قال الأورق الأسمر والجعد شديد الخلق أومجتمعة الخلق أوجعد الشعر ضد السبوطة و قال الجمالي‌ بالتشديد الضخم الأعضاء التام الأوصال يقال ناقة جمالية شبيهة بالجمل عظما وبدانة و قال خدلج الساقين عظيمهما و قال البجاد الكساء و منه تسمية رسول الله ص عبد الله بن عبدبهم ذا البجادين لأنه حين أراد المصير إلي النبي ص قطعت أمه بجادا قطعتين فارتدي بإحداهما وائتزر بالأخري و قال يقال علي وجهه مسحة ملك ومسحة جمال أي أثر ظاهر منه و لايقال ذلك إلا في المدح و قال في صفة المهدي‌ قرشي‌ يمان ليس من ذي‌ و لاذو أي ليس فيه نسب أذواء اليمن وهم ملوك حمير منهم ذو يزن وذو رعين و منه حديث جرير يطلع عليكم رجل من ذي‌ يمن علي وجهه مسحة من ذي‌ ملك كذا أورده عمر الزاهد و قال ذي‌ هاهنا صلة أي زائدة و قال ذو الخلصة هوبيت كان فيه صنم لدوس وخثعم وبجيلة وغيرهم وقيل ذو الخلصة الكعبة اليمانية التي‌ كانت باليمن فأنفذ إليها رسول الله ص جرير بن عبد الله البجلي‌ فخربها وقيل ذو الخلصة اسم الصنم و فيه نظر لأن ذو لايضاف إلا إلي أسماء الأجناس و في القاموس فرس أجرد قصير الشعر رقيقة والأجرد السباق . و في النهاية أخيشن في ذات الله هوتصغير الأخشن للخشن .


صفحه : 375

4-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]بعث ص رسله إلي الآفاق في سنة عشر و بين فتح مكة ووفاته كانت الوفود منهم بنو سليم وفيهم العباس بن مرداس وبنو تيم وفيهم عطارد بن زرارة وبنو عامر وفيهم عامر بن الطفيل وأربد بن قيس وبنو سعد بن بكر وفيهم ضمام بن ثعلبة و عبدالقيس والجارود بن عمرو وبنو حنيفة وفيهم مسيلمة الكذاب وطيئ وفيهم زيد الخيل وعدي‌ بن حاتم وزبيد وفيهم عمرو بن معديكرب وكندة وفيهم الأشعث بن قيس ونجران وفيهم السيد والعاقب و أبوالحارث والأزد وبعث حمير إلي رسول الله ص بإسلامهم وبعث فروة الجذامي‌ رسولا باسمه وبنو الحارث بن كعب وفيهم قيس بن الحصين ويزيد بن عبدالمدان وثقيف وسيدهم عبدنائل بنو أسد وأسلم .

5-كَنزُ الكرَاَجكُيِ‌ّ،روُيِ‌َ أَنّ النّبِيّص كَانَ يَوماً جَالِساً فِي نَفَرٍ مِن أَصحَابِهِ وَ قَد صَلّي الغَدَاةَ إِذ أَقبَلَ أعَراَبيِ‌ّ عَلَي نَاقَةٍ لَهُ حَتّي وَقَفَ بِبَابِ المَسجِدِ فَأَنَاخَهَا ثُمّ عَقَلَهَا وَ دَخَلَ المَسجِدَ يَتَخَطّي النّاسَ وَ النّاسُ يُوَسّعُونَ لَهُ وَ إِذَا هُوَ رَجُلٌ مَدِيدُ القَامَةِ عَظِيمُ الهَامَةِ مُعتَجِرٌ بِعِمَامَةٍ فَلَمّا مَثُلَ بَينَ يدَيَ‌ رَسُولِ اللّهِص أَسفَرَ عَن لِثَامِهِ ثُمّ هَمّ أَن يَتَكَلّمَ فَارتَجّ ثُمّ هَمّ أَن يَتَكَلّمَ فَارتَجّ حَتّي اعتَرَضَهُ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرّاتٍ فَلَمّا رَآهُ النّبِيّص وَ قَد رَكِبَهُ الزّمَعُ لَهَي عَنهُ بِالحَدِيثِ لِيَذهَبَ عَنهُ بَعضُ ألّذِي أَصَابَهُ وَ قَد كَسَا اللّهُ نَبِيّهُ جَلَالَةً وَ هَيبَةً فَلَمّا أَنِسَ وَ فَرّخَ رَوعُهُ قَالَ لَهُ النّبِيّص قُل لِلّهِ أَنتَ مَا أَنتَ قَائِلٌ فَأَنشَدَ أَبيَاتاً اعتِذَاراً عَمّا أَصَابَهُ فَاستَوَي رَسُولُ اللّهِص وَ كَانَ مُتّكِئاً فَقَالَ أَنتَ أُهَيبُ بنُ سَمَاعٍ وَ لَم يَرَهُ قَطّ قَبلَ وَقتِهِ ذَلِكَ فَقَالَ أَنَا أُهَيبُ بنُ سَمَاعٍ الآبيِ‌ّ الدّفّاعُ القوَيِ‌ّ المَنّاعُ قَالَ أَنتَ ألّذِي ذَهَبَ جُلّ قَومِكَ بِالغَارَاتِ وَ لَم يَنفُضُوا رُءُوسَهُم مِنَ الهَفَوَاتِ إِلّا مُنذُ أَشهُرٍ وَ سَنَوَاتٍ قَالَ أَنَا ذَاكَ قَالَ أَ تَذكُرُ الأَزمَةَ التّيِ‌ أَصَابَت قَومَكَ


صفحه : 376

احرَنجَمَ لَهَا الذّيخُ وَ أَخلَفَ نَوءُ المِرّيخِ وَ امتَنَعَتِ السّمَاءُ وَ انقَطَعَتِ الأَنوَاءُ وَ احتَرَقَتِ العَنَمَةُ وَ خَفّتِ البُرمَةُ حَتّي أَنّ الضّيفَ لَيَنزِلُ بِقَومِكَ وَ مَا فِي الغَنَمِ عَرَقٌ وَ لَا غَزَرٌ فَتَرصُدُونَ الضّبّ المَكنُونَ فَتَقتَنِصُونَهُ وَ كَأَنّكَ قُلتَ فِي طَرِيقِكَ إلِيَ‌ّ لتِسَألَنَيِ‌ عَن حِلّ ذَلِكَ وَ عَن حَرَجِهِ أَلَا وَ لَا حَرَجَ عَلَي مُضطَرّ وَ مِن كَرَمِ الأَخلَاقِ بِرّ الضّيفِ قَالَ فَقَالَ لَا وَ اللّهِ لَا أَطلُبُ أَثَراً بَعدَ عَينٍ لَكَأَنّكَ كُنتَ معَيِ‌ فِي طرَيِقيِ‌ وَ شرَيِكيِ‌ فِي أمَريِ‌ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّكَ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ ثُمّ قَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ زدِنيِ‌ شَرحاً وَ بَيَاناً أَزدَد بِكَ إِيمَاناً فَقَالَ لَهُ النّبِيّص أَ تَذكُرُ إِذ أَتَيتَ صَنَمَكَ فِي الظّهِيرَةِ فَعَتَرتَ لَهُ العَتِيرَةَ

فقال نعم بأبي‌ أنت وأمي‌ يا رسول الله إن الحارث بن أبي ضرار المصطلقي‌ جمع لك جموعا ليدهمك بالمدينة واستعان بي‌ علي حربك و كان لي صنم يقال له واقب فرقبت خلوته وقممت ساحته ثم نفضت التراب عن رأسه ثم عترت له عتيرة فإني‌ لأستخبره في أمري‌ وأستشيره في حربك إذ سمعت له صوتا قف له شعري‌ واشتد منه ذعري‌ فوليت عنه و هو يقول


أهيب ما لك تجزع   لاتنأ عني‌ وارجع

واسمع مقالا ينفع   جاءك ما لايدفع

نبي‌ صدق أروع   فاقصد إليه واسرع

  أمن وبال المصرع

قال أهيب فأتيت أهلي‌ و لم أطلع أحدا علي أمري‌ فلما كان من الغد أتيته في الظهيرة فرقبت خلوته وقممت ساحته وعترت له عتيرة ثم جسدته بدمها فبينا أناكذلك إذ سمعت منه صوتا هائلا فوليت عنه هاربا و هو يقول كلاما في معني كلامه الأول قال فلما كان من غد ركبت ناقتي‌ ولبست لامتي‌ و


صفحه : 377

تكبدت الطريق حتي أتيتك فأنر لي سراجك وأوضح لي منهاجك قال

فَقَالَ النّبِيّص قُل لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ إنِيّ‌ مُحَمّدٌ عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ فَقَالَهَا غَيرَ مُستَنكِفٍ وَ أَسلَمَ وَ حَسُنَ إِسلَامُهُ وَ وَقَرَ حُبّ الإِسلَامِ فِي قَلبِهِ فَقَالَ النّبِيّص لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع خُذ بِيَدِهِ فَعَلّمهُ القُرآنَ فَأَقَامَ عِندَ النّبِيّص فَلَمّا حَذِقَ شَيئاً مِنَ القُرآنِ قَالَ يَا نبَيِ‌ّ اللّهِ إِنّ الحَارِثَ بنَ أَبِي ضِرَارٍ قَد جَمَعَ لَكَ جُمُوعاً لِيَدهَمَكَ بِالمَدِينَةِ فَلَو وَجّهتَ معَيِ‌ قَوماً بِسَرِيّةٍ تَشُنّ عَلَيهِمُ الغَارَةَ فَوَجّهَ النّبِيّص مَعَهُ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ جَمَاعَةً مِنَ المُؤمِنِينَ فَظَفِرُوا بِهِم وَ استَاقُوا إِبِلَهُم وَ مَاشِيَتَهُم

توضيح يقال ارتج علي القاري‌ علي ما لم يسم فاعله إذا لم يقدر علي القراءة والزمع بالتحريك الدهش وفرخ الروع تفريخا ذهب كأفرخ والأزمة الشدة والضيق واحرنجم أراد الأمر ثم رجع عنه والقوم أوالإبل اجتمع بعضها وازدحموا والذيخ بالكسر الذئب والجري‌ء والفرس الحصان وذكر الضباع الكثير الشعر والنوء سقوط نجم من المنازل في المغرب مع الفجر وطلوع رقيبه من المشرق يقابله من ساعته في كل ليلة إلي ثلاثة عشر يوما وهكذا كل نجم منها إلي انقضاء السنة ماخلا الجبهة فإن لها أربعة عشر يوما وكانت العرب تضيف الأمطار والرياح والحر والبرد إلي الساقط كذا ذكر الجوهري‌ و قال العنم شجر لين الأعضاء يشبه به بنان الجواري‌ و قال البرم ثمر العضاة الواحدة برمة و في بعض النسخ بالزاء يقال بزم عليه أي عض بمقدم أسنانه والبزمة في الأكل هو أن يأكل في اليوم والليل مرة والعرق اللبن ولعل المراد هنا اللبن القليل وبالغزر الكثير قال في القاموس الغزير الكثير من كل شيء والغزيرة الكثيرة الدر واقتنصه اصطاده قوله لاأطلب أثرا بعدعين الأثر الخبر أي لاأنتظر سماع خبر بحقيتك بعد ماعاينت من معجزاتك


صفحه : 378

والعتيرة الذبيحة كانت تذبح للأصنام فيصب دمها علي رأسها وقف شعره قام فزعا والأروع من الرجال ألذي يعجبك حسنه وجسد الدم به كفرح لصق وثوب مجسد مجسد مصبوغ بالزعفران واللأمة الدرع أوجميع أدوات الحرب والكبد الشدة و قال الجوهري‌ حذق الصبي‌ القرآن والعمل يحذق حذقا وحذقا إذامهر وحذق بالكسر حذقا لغة فيه

باب 63-حجة الوداع و ماجري فيها إلي الرجوع إلي المدينة وعدد حجه وعمرته ص وسائر الوقائع إلي وفاته ص

الآيات الحج وَ أَذّن فِي النّاسِ بِالحَجّ يَأتُوكَ رِجالًا وَ عَلي كُلّ ضامِرٍ يَأتِينَ مِن كُلّ فَجّ عَمِيقٍ لِيَشهَدُوا مَنافِعَ لَهُم وَ يَذكُرُوا اسمَ اللّهِ فِي أَيّامٍ مَعلُوماتٍ عَلي ما رَزَقَهُم مِن بَهِيمَةِ الأَنعامِ فَكُلُوا مِنها وَ أَطعِمُوا البائِسَ الفَقِيرَ ثُمّ ليَقضُوا تَفَثَهُم وَ ليُوفُوا نُذُورَهُم وَ ليَطّوّفُوا بِالبَيتِ العَتِيقِ

تفسير قال الطبرسي‌ رحمه الله

اختلف في المخاطب به علي قولين أحدهما أنه ابراهيم ع والثاني‌ أن المخاطب به نبيناص وَ أَذّن يا محمدفِي النّاسِ بِالحَجّفأذن ص في حجة الوداع أي أعلمهم بوجوب الحج رِجالًا أي مشاة علي أرجلهم وَ عَلي كُلّ ضامِرٍ أي ركبانا قال ابن عباس يريد الإبل و لايدخل بعير و لاغيره الحرم إلا و قدهزل وسيأتي‌ تفسير الآية في كتاب الحج إن شاء الله تعالي

1-كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَن أَحمَدَ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن فَضَالَةَ عَن عُمَرَ بنِ


صفحه : 379

أَبَانٍ الكلَبيِ‌ّ قَالَ ذَكَرتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع المُستَحَاضَةَ فَذَكَرَ أَسمَاءَ بِنتَ عُمَيسٍ فَقَالَ إِنّ أَسمَاءَ وَلَدَت مُحَمّدَ بنَ أَبِي بَكرٍ بِالبَيدَاءِ وَ كَانَ فِي وِلَادَتِهَا البَرَكَةُ لِلنّسَاءِ لِمَن وَلَدَت مِنهُنّ أَو طَمِثَت فَأَمَرَهَا رَسُولُ اللّهِص فَاستَثفَرَت وَ تَنَطّقَت بِمِنطَقَةٍ وَ أَحرَمَت

2- كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن حَمّادٍ عَن حَرِيزٍ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع أَنّ أَسمَاءَ بِنتَ عُمَيسٍ نَفِسَت بِمُحَمّدِ بنِ أَبِي بَكرٍ فَأَمَرَهَا رَسُولُ اللّهِص حِينَ أَرَادَتِ الإِحرَامَ مِن ذيِ‌ الحُلَيفَةِ أَن تحَتشَيِ‌َ بِالكُرسُفِ وَ الخِرَقِ وَ تُهِلّ بِالحَجّ فَلَمّا قَدِمُوا مَكّةَ وَ قَد نَسَكُوا المَنَاسِكَ وَ قَد أَتَي لَهَا ثَمَانِيَةَ عَشَرَ يَوماً فَأَمَرَهَا رَسُولُ اللّهِص أَن تَطُوفَ بِالبَيتِ وَ تصُلَيّ‌َ وَ لَم يَنقَطِع عَنهَا الدّمُ فَفَعَلَت ذَلِكَ

3- كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَطَعَ رَسُولُ اللّهِص التّلبِيَةَ حِينَ زَاغَتِ الشّمسُ يَومَ عَرَفَةَ

4-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ وَ مُحَمّدُ بنُ إِسمَاعِيلَ عَنِ الفَضلِ عَن صَفوَانَ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّ المُشرِكِينَ كَانُوا يُفِيضُونَ مِن قَبلِ أَن تَغِيبَ الشّمسُ فَخَالَفَهُم رَسُولُ اللّهِص فَأَفَاضَ بَعدَ غُرُوبِ الشّمسِ وَ قَالَ أَيّهَا النّاسُ إِنّ الحَجّ لَيسَ بِوَجِيفِ الخَيلِ وَ لَا إِيضَاعِ الإِبِلِ وَ لَكِنِ اتّقُوا اللّهَ وَ سِيرُوا سَيراً جَمِيلًا وَ لَا تُوَطّئُوا ضَعِيفاً وَ لَا تُوَطّئُوا مُسلِماً وَ كَانَص يَكُفّ نَاقَتَهُ


صفحه : 380

حَتّي يُصِيبَ رَأسُهَا مُقَدّمَ الرّحلِ وَ يَقُولُ أَيّهَا النّاسُ عَلَيكُم بِالدّعَةِ وَ الخَبَرُ مُختَصَرٌ

5- كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَن سَهلٍ عَنِ البزَنَطيِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ الثاّنيِ‌ ع قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِ لَمّا كَانَ يَومُ النّحرِ أَتَاهُ طَوَائِفُ مِنَ المُسلِمِينَ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ ذَبَحنَا مِن قَبلِ أَن نرَميِ‌َ وَ حَلَقنَا مِن قَبلِ أَن نَذبَحَ وَ لَم يَبقَ شَيءٌ مِمّا ينَبغَيِ‌ لَهُم أَن يُقَدّمُوهُ إِلّا أَخّرُوهُ وَ لَا شَيءٌ مِمّا ينَبغَيِ‌ لَهُم أَن يُؤَخّرُوهُ إِلّا قَدّمُوهُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا حَرَجَ لَا حَرَجَ

6- كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ هَمّامٍ قَالَ قَالَ أَبُو الحَسَنِ ع دَخَلَ النّبِيّص الكَعبَةَ فَصَلّي فِي زَوَايَاهَا الأَربَعِ صَلّي فِي كُلّ زَاوِيَةٍ رَكعَتَينِ

7- كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَم يَدخُلِ الكَعبَةَ رَسُولُ اللّهِص إِلّا يَومَ فَتحِ مَكّةَ

8-ل ،[الخصال ] الحَسَنُ بنُ عَبدِ اللّهِ بنِ سَعِيدٍ العسَكرَيِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الكَرِيمِ عَنِ ابنِ عَوفٍ عَن مكَيّ‌ّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن مُوسَي بنِ عُبَيدَةَ عَن صَدَقَةَ بنِ يَسَارٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عُمَرَ قَالَنَزَلَت هَذِهِ السّورَةُإِذا جاءَ نَصرُ اللّهِ وَ الفَتحُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص فِي أَوسَطِ أَيّامِ التّشرِيقِ فَعَرَفَ أَنّهُ الوَدَاعُ فَرَكِبَ رَاحِلَتَهُ العَضبَاءَ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ ثُمّ قَالَ يَا أَيّهَا النّاسُ كُلّ دَمٍ كَانَ فِي الجَاهِلِيّةِ فَهُوَ هَدَرٌ وَ أَوّلُ دَمٍ هُدِرَ دَمُ الحَارِثِ بنِ رَبِيعَةَ بنِ الحَارِثِ كَانَ مُستَرضِعاً فِي هُذَيلٍ فَقَتَلَهُ


صفحه : 381

بَنُو اللّيثِ أَو قَالَ كَانَ مُستَرضِعاً فِي بنَيِ‌ لَيثٍ فَقَتَلَهُ هُذَيلٌ وَ كُلّ رِباً كَانَ فِي الجَاهِلِيّةِ فَمَوضُوعٌ وَ أَوّلُ رِباً وُضِعَ رِبَا العَبّاسِ بنِ عَبدِ المُطّلِبِ أَيّهَا النّاسُ إِنّ الزّمَانَ قَدِ استَدَارَ فَهُوَ اليَومَ كَهَيئَةِ يَومَ خَلَقَ اللّهُ السّمَاوَاتِ وَ الأَرَضِينَ وَإِنّ عِدّةَ الشّهُورِ عِندَ اللّهِ اثنا عَشَرَ شَهراً فِي كِتابِ اللّهِ يَومَ خَلَقَ السّماواتِ وَ الأَرضَ مِنها أَربَعَةٌ حُرُمٌرَجَبُ مُضَرٍ ألّذِي بَينَ جُمَادَي وَ شَعبَانَ وَ ذُو القَعدَةِ وَ ذُو الحِجّةِ وَ المُحرّمُفَلا تَظلِمُوا فِيهِنّ أَنفُسَكُم فَإِنّ النسّيِ‌ءَزِيادَةٌ فِي الكُفرِ يُضَلّ بِهِ الّذِينَ كَفَرُوا يُحِلّونَهُ عاماً وَ يُحَرّمُونَهُ عاماً لِيُواطِؤُا عِدّةَ ما حَرّمَ اللّهُ وَ كَانُوا يُحَرّمُونَ المُحَرّمَ عَاماً وَ يَستَحِلّونَ صَفَرَ وَ يُحَرّمُونَ صَفَرَ عَاماً وَ يَستَحِلّونَ المُحَرّمَ أَيّهَا النّاسُ إِنّ الشّيطَانَ قَد يَئِسَ أَن يُعبَدَ فِي بِلَادِكُم آخِرَ الأَبَدِ وَ رضَيِ‌َ مِنكُم بِمُحَقّرَاتِ الأَعمَالِ أَيّهَا النّاسُ مَن كَانَت عِندَهُ وَدِيعَةً فَليُؤَدّهَا إِلَي مَنِ ائتَمَنَهُ عَلَيهَا أَيّهَا النّاسُ إِنّ النّسَاءَ عِندَكُم عَوَانٍ لَا يَملِكنَ لِأَنفُسِهِنّ ضَرّاً وَ لَا نَفعاً أَخَذتُمُوهُنّ بِأَمَانَةِ اللّهِ وَ استَحلَلتُم فُرُوجَهُنّ بِكَلِمَاتِ اللّهِ فَلَكُم عَلَيهِنّ حَقّ وَ لَهُنّ عَلَيكُم حَقّ وَ مِن حَقّكُم عَلَيهِنّ أَن لَا يُوَاطِئُوا فُرُشَكُم وَ لَا يَعصِينَكُم فِي مَعرُوفٍ فَإِذَا فَعَلنَ ذَلِكَ فَلَهُنّرِزقُهُنّ وَ كِسوَتُهُنّ بِالمَعرُوفِ وَ لَا تَضرِبُوهُنّ أَيّهَا النّاسُ إنِيّ‌ قَد تَرَكتُ فِيكُم مَا إِن أَخَذتُم بِهِ لَن تَضِلّوا كِتَابَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَاعتَصِمُوا بِهِ يَا أَيّهَا النّاسُ أَيّ يَومٍ هَذَا قَالُوا يَومٌ حَرَامٌ ثُمّ قَالَ يَا أَيّهَا النّاسُ فأَيَ‌ّ شَهرٍ هَذَا قَالُوا شَهرٌ حَرَامٌ ثُمّ قَالَ أَيّهَا النّاسُ أَيّ بَلَدٍ هَذَا قَالُوا بَلَدٌ حَرَامٌ قَالَ فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ حَرّمَ عَلَيكُم دِمَاءَكُم وَ أَموَالَكُم وَ أَعرَاضَكُم كَحُرمَةِ يَومِكُم هَذَا فِي شَهرِكُم هَذَا فِي بَلَدِكُم هَذَا إِلَي يَومِ تَلقَونَهُ أَلَا فَليُبَلّغ شَاهِدُكُم غَائِبَكُم لَا نبَيِ‌ّ بعَديِ‌ وَ لَا أُمّةَ بَعدَكُم ثُمّ رَفَعَ يَدَيهِ حَتّي إِنّهُ لَيُرَي بَيَاضُ إِبطَيهِ ثُمّ قَالَ


صفحه : 382

أللّهُمّ اشهَد أنَيّ‌ قَد بَلّغتُ

بيان قال الجزري‌ فيه إن الزمان قداستدار كهيئة يوم خلق الله السماوات و الأرض يقال دار يدور واستدار يستدير بمعني إذاطاف حول الشي‌ء و إذاعاد إلي الموضع ألذي ابتدأ منه ومعني الحديث أن العرب كانوا يؤخرون المحرم إلي صفر و هوالنسي‌ء ليقاتلوا فيه فينتقل المحرم من شهر إلي شهر حتي يجعلوه في جميع شهور السنة فلما كانت تلك السنة كان قدعاد إلي زمنه المخصوص به قبل النقل ودارت السنة كهيئتها الأولي و قال أضاف رجبا إلي مضر لأنهم كانوا يعظمونه خلاف غيرهم فكأنهم اختصوا به و قوله بين جمادي وشعبان تأكيد للبيان والإيضاح لأنهم كانوا ينسئونه ويؤخرونه من شهر إلي شهر فيتحول عن موضعه المختص به فبين لهم أنه الشهر ألذي بين جمادي وشعبان لا ماكانوا يسمونه علي حساب النسي‌ء و قال العاني‌ الأسير و كل من ذل واستكان وخضع فهو عان والمرأة عانية وجمعها عوان وَ مِنهُ الحَدِيثُ اتّقُوا اللّهَ فِي النّسَاءِ فَإِنّهُنّ عَوَانٍ عِندَكُم

أي أسراء أوكالأسراء. قوله ص بأمانة الله أي بأن جعلكم أمينا عليهن وأمركم بحفظهن فهن ودائع الله عندكم . و قال الطيبي‌ في شرح المشكاة أي بعهده و هو ماعهد إليهم من الرفق والشفقة و قال في قوله بكلمات الله هو قوله فَانكِحُوا ما طابَ لَكُم وقيل بالإيجاب والقبول وقيل بكلمة التوحيد إذ لاتحل المسلمة لكافر.أقول سيأتي‌ معني آخر في الخبر في كتاب النكاح وسيأتي‌ تلك الخطبة بأسانيد في باب خطب النبي ص و باب المناهي‌ إن شاء الله تعالي

9- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]حَمّوَيهِ بنُ عَلِيّ عَن مُحَمّدِ بنِ مُحَمّدِ بنِ بَكرٍ عَنِ الفَضلِ بنِ حُبَابٍ عَن مكَيّ‌ّ بنِ مَروَكٍ الأهَواَزيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ بَحرٍ عَن حَاتِمِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن جَعفَرِ بنِ


صفحه : 383

مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ دَخَلنَا عَلَي جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ فَلَمّا انتَهَينَا إِلَيهِ سَأَلَ عَنِ القَومِ حَتّي انتَهَي إلِيَ‌ّ فَقُلتُ أَنَا مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ فَأَهوَي بِيَدِهِ إِلَي رأَسيِ‌ فَنَزَعَ زرِيّ‌َ الأَعلَي وَ زرِيّ‌َ الأَسفَلَ ثُمّ وَضَعَ كَفّهُ بَينَ ثدَييِ‌ وَ قَالَ مَرحَباً بِكَ وَ أَهلًا يَا ابنَ أخَيِ‌ سَل مَا شِئتَ فَسَأَلتُهُ وَ هُوَ أَعمَي فَجَاءَ وَقتُ الصّلَاةِ فَقَامَ فِي نِسَاجَةٍ فَالتَحَفَ بِهَا فَلَمّا وَضَعَهَا عَلَي مَنكِبِهِ رَجَعَ طَرَفَاهَا إِلَيهِ مِن صِغَرِهَا وَ رِدَاؤُهُ إِلَي جَنبِهِ عَلَي المِشجَبِ فَصَلّي بِنَا فَقُلتُ أخَبرِنيِ‌ عَن حَجّةِ رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ بِيَدِهِ فَعَقَدَ تِسعاً وَ قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص مَكَثَ تِسعَ سِنِينَ لَم يَحُجّ ثُمّ أَذّنَ فِي النّاسِ فِي العَاشِرَةِ أَنّ رَسُولَ اللّهِص حَاجّ فَقَدِمَ المَدِينَةَ بَشَرٌ كَثِيرٌ كُلّهُم يَلتَمِسُ أَن يَأتَمّ بِرَسُولِ اللّهِص وَ يَعمَلَ مَا عَمِلَهُ فَخَرَجَ وَ خَرَجنَا مَعَهُ حَتّي أَتَينَا ذَا الحُلَيفَةِ فَذَكَرَ الحَدِيثَ وَ قَدِمَ عَلِيّ مِنَ اليَمَنِ بِبُدنِ النّبِيّص فَوَجَدَ فَاطِمَةَ فِيمَن أَحَلّ وَ لَبِسَت ثِيَاباً صَبِيغاً وَ اكتَحَلَت فَأَنكَرَ عَلِيّ ذَلِكَ عَلَيهَا فَقَالَت أَبِيص أمَرَنَيِ‌ بِهَذَا وَ كَانَ عَلِيّ ع يَقُولُ بِالعِرَاقِ فَذَهَبتُ إِلَي رَسُولِ اللّهِص مُحَرّشاً عَلَي فَاطِمَةَ باِلذّيِ‌ صَنَعَت مُستَفتِياً رَسُولَ اللّهِص باِلذّيِ‌ ذَكَرَت عَنهُ فَأَنكَرتُ ذَلِكَ قَالَ صَدَقَت صَدَقَت

بيان قال الجزري‌ النساجة ضرب من الملاحف منسوجة كأنها سميت بالمصدر و قال المشجب بكسر الميم عيدان تضم رءوسها وتفرج بين قوائمها وتوضع عليها الثياب و قال في حديث علي ع في الحج فذهبت إلي رسول الله ص محرشا علي فاطمة أراد بالتحريش هاهنا ذكر مايوجب عتابه لها وأصله الإغراء والتهييج .

10-عم ،[إعلام الوري ]شا،[الإرشاد] لماأراد رسول الله ص التوجه إلي الحج وأداء فرض الله


صفحه : 384

تعالي فيه أذن في الناس به وبلغت دعوته إلي أقاصي‌ بلاد الإسلام فتجهز الناس للخروج معه وحضر المدينة من ضواحيها و من حولها ويقرب منها خلق كثير وتهيئوا للخروج معه فخرج ص بهم لخمس بقين من ذي‌ العقدة وكاتب أمير المؤمنين ع بالتوجه إلي الحج من اليمن و لم يذكر له نوع الحج ألذي قدعزم عليه وخرج ص قارنا للحج بسياق الهدي‌ وأحرم ع من ذي‌ الحليفة وأحرم الناس معه ولبي من عندالميل ألذي بالبيداء فاتصل ما بين الحرمين بالتلبية حتي انتهي إلي كراع الغميم و كان الناس معه ركبانا ومشاة فشق علي المشاة المسير وأجهدهم السير والتعب فشكوا ذلك إلي النبي ص واستحملوه فأعلمهم أنه لايجد لهم ظهرا وأمرهم أن يشدوا علي أوساطهم ويخلطوا الرمل بالنسل ففعلوا ذلك واستراحوا إليه وخرج أمير المؤمنين ع بمن معه من العسكر ألذي كان صحبه إلي اليمن ومعه الحلل ألذي كان أخذها من أهل نجران فلما قارب رسول الله ص إلي مكة من طريق المدينة قاربها أمير المؤمنين ع من طريق اليمن وتقدم الجيش للقاء النبي ص وخلف عليهم رجلا منهم فأدرك النبي ص و قدأشرف علي مكة فسلم عليه وخبره بما صنع وبقبض ماقبض و أنه سارع للقائه أمام الجيش فسر رسول الله ص لذلك وابتهج بلقائه و قَالَ لَهُبِمَ أَهلَلتَ يَا عَلِيّ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّهُ لَم تَكتُب لِي بِإِهلَالِكَ وَ لَا عَرَفتُهُ فَعَقَدتُ نيِتّيِ‌ بِنِيّتِكَ فَقُلتُ أللّهُمّ إِهلَالًا كَإِهلَالِ نَبِيّكَ وَ سُقتُ معَيِ‌ مِنَ البُدنِ


صفحه : 385

أَربَعاً وَ ثَلَاثِينَ بَدَنَةً فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص اللّهُ أَكبَرُ قَد سُقتُ أَنَا سِتّاً وَ سِتّينَ وَ أَنتَ شرَيِكيِ‌ فِي حجَيّ‌ وَ منَاَسكِيِ‌ وَ هدَييِ‌ فَأَقِم عَلَي إِحرَامِكَ وَ عُد إِلَي جَيشِكَ فَعَجّل بِهِم إلِيَ‌ّ حَتّي نَجتَمِعَ بِمَكّةَ إِن شَاءَ اللّهُ

فودعه أمير المؤمنين ع وعاد إلي جيشه فلقيهم عن قرب فوجدهم قدلبسوا الحلل التي‌ كانت معهم فأنكر ذلك عليهم و قال للذي‌ كان استخلفه عليهم ويلك مادعاك إلي أن تعطيهم الحلل من قبل أن ندفعها إلي رسول الله ص و لم أكن أذنت لك في ذلك فقال سألوني‌ أن يتجملوا بها ويحرموا فيها ثم يردوها علي فانتزعها أمير المؤمنين ع من القوم وشدها في الأعدال فاضطغنوا ذلك عليه فلما دخلوا مكة كثرت شكاياهم من أمير المؤمنين ع

فَأَمَرَ رَسُولُ اللّهِص مُنَادِياً فَنَادَي فِي النّاسِ ارفَعُوا أَلسِنَتَكُم عَن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ فَإِنّهُ خَشِنٌ فِي ذَاتِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ غَيرُ مُدَاهِنٍ فِي دِينِهِ

فكف القوم عن ذكره وعلموا مكانه من النبي ص وسخطه علي من رام الغميزة فيه وأقام أمير المؤمنين ع علي إحرامه تأسيا برسول الله ص و كان قدخرج مع النبي ص كثير من المسلمين بغير سياق هدي‌ فأنزل الله تعالي وَ أَتِمّوا الحَجّ وَ العُمرَةَ لِلّهِ

وَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص دَخَلَتِ العُمرَةُ فِي الحَجّ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ وَ شَبّكَ إِحدَي أَصَابِعِ يَدَيهِ عَلَي الأُخرَي ثُمّ قَالَ ع لَوِ استَقبَلتُ مِن أمَريِ‌ مَا استَدبَرتُهُ مَا سُقتُ الهدَي‌َ ثُمّ أَمَرَ مُنَادِيَهُ أَن ينُاَديِ‌َ مَن لَم يَسُق مِنكُم هَدياً فَليُحِلّ وَ ليَجعَلهَا عُمرَةً وَ مَن سَاقَ مِنكُم هَدياً فَليُقِم عَلَي إِحرَامِهِ

فأطاع في ذلك بعض الناس وخالف بعض وجرت خطوب بينهم فيه و قال منهم قائلون إن رسول الله ص أشعث أغبر نلبس الثياب


صفحه : 386

ونقرب النساء وندهن و قال بعضهم أ ماتستحيون تخرجون رءوسكم تقطر من الغسل و رسول الله ص علي إحرامه فأنكر رسول الله ص علي من خالف في ذلك و

قَالَ لَو لَا أنَيّ‌ سُقتُ الهدَي‌َ لَأَحلَلتُ وَ جَعَلتُهَا عُمرَةً فَمَن لَم يَسُق هَدياً فَليُحِلّ فَرَجَعَ قَومٌ وَ أَقَامَ آخَرُونَ عَلَي الخِلَافِ وَ كَانَ فِيمَن أَقَامَ عَلَي الخِلَافِ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ فَاستَدعَاهُ رَسُولُ اللّهِص وَ قَالَ مَا لِي أَرَاكَ يَا عُمَرُ مُحرِماً أَ سُقتَ هَدياً قَالَ لَم أَسُق قَالَ فَلِمَ لَا تُحِلّ وَ قَد أَمَرتُ مَن لَم يَسُق بِالإِحلَالِ فَقَالَ وَ اللّهِ يَا رَسُولَ اللّهِ لَا أَحلَلتُ وَ أَنتَ مُحرِمٌ فَقَاَلَ لَهُ النّبِيّص إِنّكَ لَن تُؤمِنَ بِهَا حَتّي تَمُوتَ فَلِذَلِكَ أَقَامَ عَلَي إِنكَارِ مُتعَةِ الحَجّ حَتّي رقَيِ‌َ المِنبَرَ فِي إِمَارَتِهِ فَنَهَي عَنهُ نَهياً مُجَدّداً وَ تَوَعّدَ عَلَيهَا بِالعِقَابِ.

و لماقضي رسول الله ص نسكه أشرك عليا ع في هديه وقفل إلي المدينة و هومعه والمسلمون حتي انتهي إلي الموضع المعروف بغدير خم و ليس بموضع إذ ذاك يصلح للمنزل لعدم الماء فيه والمرعي فنزل ع في الموضع ونزل المسلمون معه و كان سبب نزوله في هذاالمكان نزول القرآن عليه بنصبه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع خليفة في الأمة من بعده و قد كان تقدم الوحي‌ إليه في ذلك من غيرتوقيت له فأخره لحضور وقت يأمن فيه الاختلاف منهم عليه وعلم الله عز و جل أنه إن تجاوز غدير خم انفصل عنه كثير من الناس إلي بلدانهم وأماكنهم وبواديهم فأراد الله أن يجمعهم لسماع النص علي أمير المؤمنين ع وتأكيد الحجة عليهم فيه فأنزل الله تعالي يا أَيّهَا الرّسُولُ بَلّغ ما أُنزِلَ

إِلَيكَ مِن رَبّكَيعني‌ في استخلاف علي ع والنص بالإمامة عليه وَ إِن لَم تَفعَل فَما بَلّغتَ رِسالَتَهُ وَ اللّهُ يَعصِمُكَ مِنَ النّاسِفأكد الفرض عليه بذلك وخوفه من تأخير الأمر فيه وضمن له العصمة ومنع الناس منه فنزل رسول الله ص المكان ألذي ذكرناه لماوصفناه من الأمر له بذلك وشرحناه ونزل المسلمون حوله و كان يوما قائظا شديد الحر فأمر ع بدوحات فقم ماتحتها وأمر بجمع الرحال في ذلك المكان ووضع بعضها فوق بعض ثم أمر مناديه فنادي في الناس الصلاة جامعة فاجتمعوا من رحالهم إليه و إن أكثرهم ليلف رداءه علي قدميه من شدة الرمضاء فلما اجتمعوا صعد علي تلك الرحال حتي صار في ذروتها ودعا أمير المؤمنين ع فرقي‌ معه حتي قام عن يمينه

ثُمّ خَطَبَ النّاسَ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ وَ وَعَظَ فَأَبلَغَ فِي المَوعِظَةِ وَ نَعَي إِلَي الأُمّةِ نَفسَهُ وَ قَالَ قَد دُعِيتُ وَ يُوشِكُ أَن أُجِيبَ وَ قَد حَانَ منِيّ‌ خُفُوقٌ مِن بَينِ أَظهُرِكُم وَ إنِيّ‌ مُخَلّفٌ فِيكُم مَا إِن تَمَسّكتُم بِهِ لَن تَضِلّوا مِن بعَديِ‌ كِتَابَ اللّهِ وَ عتِرتَيِ‌ أَهلَ بيَتيِ‌ فَإِنّهُمَا لَن يَفتَرِقَا حَتّي يَرِدَا عَلَيّ الحَوضَ ثُمّ نَادَي بِأَعلَي صَوتِهِ أَ لَستُ أَولَي بِكُم مِنكُم بِأَنفُسِكُم قَالُوا أللّهُمّ بَلَي فَقَالَ لَهُم عَلَي النّسَقِ مِن غَيرِ فَصلٍ وَ قَد أَخَذَ بضِبَعيَ‌ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَرَفَعَهُمَا حَتّي بَانَ بَيَاضُ إِبطَيهِمَا فَمَن كُنتُ مَولَاهُ فَهَذَا عَلِيّ مَولَاهُ أللّهُمّ وَالِ مَن وَالَاهُ وَ عَادِ مَن عَادَاهُ وَ انصُر مَن نَصَرَهُ وَ اخذُل مَن خَذَلَهُ

ثم نزل ص و كان وقت الظهيرة فصلي ركعتين ثم زالت الشمس فأذن مؤذنه لصلاة الظهر فصلي بهم الظهر وجلس ع في خيمته وأمر عليا ع أن يجلس في خيمة له بإزائه ثم أمر المسلمين أن يدخلوا عليه فوجا فوجا فيهنئوه


صفحه : 388

بالمقام ويسلموا عليه بإمرة المؤمنين ففعل الناس ذلك كلهم ثم أمر أزواجه وسائر نساء المؤمنين معه أن يدخلن عليه ويسلمن عليه بإمرة المؤمنين ففعلن و كان فيمن أطنب في تهنئته بالمقام عمر بن الخطاب وأظهر له من المسرة به و قال فيما قال بخ بخ لك يا علي أصبحت مولاي‌ ومولي كل مؤمن ومؤمنة وجاء حسان بن ثابت إلي رسول الله ص فقال يا رسول الله أتأذن لي أن أقول في هذاالمقام مايرضاه الله فقال له قل ياحسان علي اسم الله فوقف علي نشز من الأرض وتطاول المسلمون لسماع كلامه فأنشأ يقول


يناديهم يوم الغدير نبيهم   بخم وأسمع بالرسول مناديا

و قال فمن مولاكم ووليكم   فقالوا و لم يبدوا هناك التعاديا

إلهك مولانا و أنت ولينا   ولن تجدن منا لك اليوم عاصيا

فقال له قم يا علي فإنني‌   رضيتك من بعدي‌ إماما وهاديا

فمن كنت مولاه فهذا وليه   فكونوا له أتباع صدق مواليا

هناك دعا أللهم وال وليه   وكن للذي‌ عادي عليا معاديا

فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص لَا تَزَالُ يَا حَسّانُ مُؤَيّداً بِرُوحِ القُدُسِ مَا نَصَرتَنَا بِلِسَانِكَ

وإنما اشترط رسول الله ص في الدعاء له لعلمه ع بعاقبة أمره في الخلاف و لوعلم سلامته في مستقبل الأحوال لدعا له علي الإطلاق ومثل ذلك مااشترط الله تعالي في مدح أزواج النبي ص و لم يمدحهن بغير اشتراط لعلمه أن منهن من تتغير بعدالحال عن الصلاح ألذي تستحق عليه المدح والإكرام فقال يا نِساءَ النّبِيّ لَستُنّ كَأَحَدٍ مِنَ النّساءِ إِنِ اتّقَيتُنّ و لم يجعلهن في ذلك حسب ماجعل أهل بيت النبي ص في محل الإكرام والمدحة حيث بذلوا قوتهم لليتيم والمسكين والأسير فأنزل الله سبحانه في علي وفاطمة و الحسن و


صفحه : 389

الحسين ع و قدآثروا علي أنفسهم مع الخصاصة التي‌ كانت بهم فقال تعالي وَ يُطعِمُونَ الطّعامَ عَلي حُبّهِ مِسكِيناً وَ يَتِيماً وَ أَسِيراً إِنّما نُطعِمُكُم لِوَجهِ اللّهِ لا نُرِيدُ مِنكُم جَزاءً وَ لا شُكُوراً إِنّا نَخافُ مِن رَبّنا يَوماً عَبُوساً قَمطَرِيراً فَوَقاهُمُ اللّهُ شَرّ ذلِكَ اليَومِ وَ لَقّاهُم نَضرَةً وَ سُرُوراً وَ جَزاهُم بِما صَبَرُوا جَنّةً وَ حَرِيراًفقطع لهم بالجزاء و لم يشترط لهم كمااشترط لغيرهم لعلمه باختلاف الأحوال علي مابيناه .بيان ضاحية كل شيءناحيته البارزة و قال الجزري‌ رمل يرمل رملا أسرع في السير وهز منكبه و قال النسل والنسلان الإسراع في المشي‌ وخفق النجم خفوقا غاب والضبع العضد والنشز بالفتح المرتفع من الأرض قوله وأسمع صيغة تعجب كقوله تعالي أَسمِع بِهِم وَ أَبصِر.

11-سر،[السرائر] قال ابن محبوب في كتابه خرج رسول الله ص من المدينة لأربع بقين من ذي‌ القعدة ودخل لأربع مضين من ذي‌ الحجة ودخل من أعلي مكة من عقبة المدنيين وخرج من أسفلها.

12-عم ،[إعلام الوري ]خرج رسول الله ص من المدينة متوجها إلي الحج في السنة العاشرة لخمس بقين من ذي‌ القعدة وأذن في الناس بالحج فتجهز الناس للخروج معه وحضر المدينة من ضواحيها و من جوانبها خلق كثير فلما انتهي إلي ذي‌ الحليفة ولدت هناك أسماء بنت عميس محمد بن أبي بكر فأقام تلك الليلة من أجلها وأحرم من ذي‌ الحليفة وأحرم الناس معه و كان قارنا للحج بسياق الهدي‌ ساق معه ستا وستين بدنة وحج علي ع من اليمن وساق معه أربعا وثلاثين بدنة وَ قَد روُيِ‌َ أَيضاً عَنِ الصّادِقِ ع أَنّ رَسُولَ اللّهِص سَاقَ فِي حَجّهِ مِائَةَ بَدَنَةٍ فَنَحَرَ نَيّفاً وَ سِتّينَ ثُمّ أَعطَي عَلِيّاً فَنَحَرَ نَيّفاً وَ ثَلَاثِينَ


صفحه : 390

أقول وساق الخبر بتمامه من قصة الجيش والأمر بالعدول إلي العمرة وإنكار عمر ذلك وقصة الغدير مثل ماساقه المفيد رحمه الله إلي أن قال و لم يبرح رسول الله ص من المكان حتي نزل اليَومَ أَكمَلتُ لَكُم دِينَكُم وَ أَتمَمتُ عَلَيكُم نعِمتَيِ‌ وَ رَضِيتُ لَكُمُ الإِسلامَ دِيناً فقال الحمد لله علي كمال الدين وتمام النعمة ورضا الرب برسالتي‌ والولاية لعلي‌ من بعدي‌

13-كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ وَ مُحَمّدُ بنُ إِسمَاعِيلَ عَنِ الفَضلِ بنِ شَاذَانَ جَمِيعاً عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص أَقَامَ بِالمَدِينَةِ عَشرَ سِنِينَ لَم يَحُجّ ثُمّ أَنزَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَلَيهِوَ أَذّن فِي النّاسِ بِالحَجّ يَأتُوكَ رِجالًا وَ عَلي كُلّ ضامِرٍ يَأتِينَ مِن كُلّ فَجّ عَمِيقٍفَأَمَرَ المُؤَذّنِينَ أَن يُؤَذّنُوا بِأَعلَي أَصوَاتِهِم بِأَنّ رَسُولَ اللّهِ يَحُجّ فِي عَامِهِ هَذَا فَعَلِمَ بِهِ مَن حَضَرَ المَدِينَةَ وَ أَهلُ العوَاَليِ‌ وَ الأَعرَابُ وَ اجتَمَعُوا لِحَجّ رَسُولِ اللّهِص وَ إِنّمَا كَانُوا تَابِعِينَ يَنظُرُونَ مَا يُؤمَرُونَ بِهِ وَ يَتّبِعُونَهُ أَو يَصنَعُ شَيئاً فَيَصنَعُونَهُ فَخَرَجَ رَسُولُ اللّهِص فِي أَربَعٍ بَقِينَ مِن ذيِ‌ القَعدَةِ فَلَمّا انتَهَي إِلَي ذيِ‌ الحُلَيفَةِ زَالَتِ الشّمسُ فَاغتَسَلَ ثُمّ خَرَجَ حَتّي أَتَي المَسجِدَ ألّذِي عِندَ الشّجَرَةِ فَصَلّي فِيهِ الظّهرَ ثُمّ عَزَمَ بِالحَجّ مُفرِداً وَ خَرَجَ حَتّي انتَهَي إِلَي البَيدَاءِ عِندَ المِيلِ الأَوّلِ فَصُفّ لَهُ سِمَاطَانِ فَلَبّي بِالحَجّ مُفرِداً وَ سَاقَ الهدَي‌َ سِتّاً وَ سِتّينَ أَو أَربَعاً وَ سِتّينَ حَتّي انتَهَي إِلَي مَكّةَ فِي سَلخِ أَربَعٍ مِن ذيِ‌ الحِجّةِ فَطَافَ بِالبَيتِ سَبعَةَ أَشوَاطٍ ثُمّ صَلّي رَكعَتَينِ خَلفَ مَقَامِ اِبرَاهِيمَ ع ثُمّ عَادَ إِلَي الحَجَرِ فَاستَلَمَهُ وَ قَد كَانَ استَلَمَهُ فِي أَوّلِ طَوَافِهِ ثُمّ قَالَإِنّ الصّفا وَ المَروَةَ مِن شَعائِرِ اللّهِفَأَبدَأُ بِمَا بَدَأَ اللّهُ


صفحه : 391

عَزّ وَ جَلّ بِهِ وَ إِنّ المُسلِمِينَ كَانُوا يَظُنّونَ أَنّ السعّي‌َ بَينَ الصّفَا وَ المَروَةِ شَيءٌ صَنَعَهُ المُشرِكُونَ فَأَنزَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّإِنّ الصّفا وَ المَروَةَ مِن شَعائِرِ اللّهِ فَمَن حَجّ البَيتَ أَوِ اعتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَيهِ أَن يَطّوّفَ بِهِما ثُمّ أَتَي الصّفَا فَصَعِدَ عَلَيهِ وَ استَقبَلَ الرّكنَ اليمَاَنيِ‌ّ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ وَ دَعَا مِقدَارَ مَا يُقرَأُ سُورَةُ البَقَرَةِ مُتَرَسّلًا ثُمّ انحَدَرَ إِلَي المَروَةِ فَوَقَفَ عَلَيهِمَا كَمَا وَقَفَ عَلَي الصّفَا ثُمّ انحَدَرَ وَ عَادَ إِلَي الصّفَا فَوَقَفَ عَلَيهَا ثُمّ انحَدَرَ إِلَي المَروَةِ حَتّي فَرَغَ مِن سَعيِهِ فَلَمّا فَرَغَ مِن سَعيِهِ وَ هُوَ عَلَي المَروَةِ أَقبَلَ عَلَي النّاسِ بِوَجهِهِ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ ثُمّ قَالَ إِنّ هَذَا جَبرَئِيلُ وَ أَومَأَ بِيَدِهِ إِلَي خَلفِهِ يأَمرُنُيِ‌ أَن آمُرَ مَن لَم يَسُق هَدياً أَن يُحِلّ وَ لَوِ استَقبَلتُ مِن أمَريِ‌ مَا استَدبَرتُ لَصَنَعتُ مِثلَ مَا أَمَرتُكُم وَ لكَنِيّ‌ سُقتُ الهدَي‌َ وَ لَا ينَبغَيِ‌ لِسَائِقِ الهدَي‌ِ أَن يُحِلّ حَتّي يَبلُغَ الهدَي‌ُ مَحِلّهُ قَالَ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ القَومِ لَنَخرُجَنّ حُجّاجاً وَ رُءُوسُنَا وَ شُعُورُنَا تَقطُرُ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِ أَمَا إِنّكَ لَن تُؤمِنَ بِهَذَا أَبَداً فَقَالَ لَهُ سُرَاقَةُ بنُ مَالِكِ بنِ جُعشُمٍ الكنِاَنيِ‌ّ يَا رَسُولَ اللّهِ عُلّمنَا دِينَنَا كَأَنّا خُلِقنَا اليَومَ فَهَذَا ألّذِي أَمَرتَنَا بِهِ أَ لِعَامِنَا هَذَا أَم لِمَا يَستَقبِلُ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص بَل هُوَ لِلأَبَدِ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ ثُمّ شَبّكَ أَصَابِعَهُ وَ قَالَ دَخَلَتِ العُمرَةُ فِي الحَجّ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ قَالَ وَ قَدِمَ عَلِيّ ع مِنَ اليَمَنِ عَلَي رَسُولِ اللّهِص وَ هُوَ بِمَكّةَ فَدَخَلَ عَلَي فَاطِمَةَ ع وَ هيِ‌َ قَد أَحَلّت فَوَجَدَ رِيحاً طَيّباً وَ وَجَدَ عَلَيهَا ثِيَاباً مَصبُوغَةً فَقَالَ مَا هَذَا يَا فَاطِمَةُ فَقَالَت أَمَرَنَا بِهَذَا رَسُولُ اللّهِص فَخَرَجَ عَلِيّ ع إِلَي رَسُولِ اللّهِص مُستَفتِياً فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ إنِيّ‌ رَأَيتُ فَاطِمَةَ قَد أَحَلّت وَ عَلَيهَا ثِيَابٌ مَصبُوغَةٌ


صفحه : 392

فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أَنَا أَمَرتُ النّاسَ بِذَلِكَ فَأَنتَ يَا عَلِيّ بِمَا أَهلَلتَ قَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ إِهلَالٌ كَإِهلَالِ النّبِيّص فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص قِرّ عَلَي إِحرَامِكَ مثِليِ‌ وَ أَنتَ شرَيِكيِ‌ فِي هدَييِ‌ قَالَ وَ نَزَلَ رَسُولُ اللّهِص بِمَكّةَ بِالبَطحَاءِ هُوَ وَ أَصحَابُهُ وَ لَم يَنزِلِ الدّورَ فَلَمّا كَانَ يَومُ التّروِيَةِ عِندَ زَوَالِ الشّمسِ أَمَرَ النّاسَ أَن يَغتَسِلُوا وَ يُهِلّوا بِالحَجّ وَ هُوَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ ألّذِي أَنزَلَهُ عَلَي نَبِيّهِص فَاتّبِعُوا مِلّةَ أَبِيكُم اِبرَاهِيمَ فَخَرَجَ النّبِيّص وَ أَصحَابُهُ مُهِلّينَ بِالحَجّ حَتّي أَتَوا مِنًي فَصَلّي الظّهرَ وَ العَصرَ وَ المَغرِبَ وَ العِشَاءَ الآخِرَةَ وَ الفَجرَ ثُمّ غَدَا وَ النّاسُ مَعَهُ وَ كَانَت قُرَيشٌ تُفِيضُ مِنَ المُزدَلِفَةِ وَ هيِ‌َ جَمعٌ وَ يَمنَعُونَ النّاسَ أَن يُفِيضُوا مِنهَا فَأَقبَلَ رَسُولُ اللّهِص وَ قُرَيشٌ تَرجُو أَن تَكُونَ إِفَاضَتُهُ مِن حَيثُ كَانُوا يُفِيضُونَ فَأَنزَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَلَيهِثُمّ أَفِيضُوا مِن حَيثُ أَفاضَ النّاسُ وَ استَغفِرُوا اللّهَيعَنيِ‌ اِبرَاهِيمَ وَ إِسمَاعِيلَ وَ إِسحَاقَ فِي إِفَاضَتِهِم مِنهَا وَ مَن كَانَ بَعدَهُم فَلَمّا رَأَت قُرَيشٌ أَنّ قُبّةَ رَسُولِ اللّهِص قَد مَضَت كَأَنّهُ دَخَلَ فِي أَنفُسِهِم شَيءٌ للِذّيِ‌ كَانُوا يَرجُونَ مِنَ الإِفَاضَةِ مِن مَكَانِهِم حَتّي انتَهَي إِلَي نَمِرَةَ وَ هيِ‌َ بَطنُ عُرَنَةَ بِحِيَالِ الأَرَاكِ فَضُرِبَت قُبّتُهُ وَ ضَرَبَ النّاسُ أَخبِيَتَهُم عِندَهَا فَلَمّا زَالَتِ الشّمسُ خَرَجَ رَسُولُ اللّهِص وَ مَعَهُ قُرَيشٌ وَ قَدِ اغتَسَلَ وَ قَطَعَ التّلبِيَةَ حَتّي وَقَفَ بِالمَسجِدِ فَوَعَظَ النّاسَ وَ أَمَرَهُم وَ نَهَاهُم ثُمّ صَلّي الظّهرَ وَ العَصرَ بِأَذَانٍ وَ إِقَامَتَينِ ثُمّ مَضَي إِلَي المَوقِفِ فَوَقَفَ بِهِ فَجَعَلَ النّاسُ يَبتَدِرُونَ أَخفَافَ نَاقَتِهِ يَقِفُونَ إِلَي جَانِبِهَا فَنَحّاهَا فَفَعَلُوا مِثلَ ذَلِكَ فَقَالَ أَيّهَا النّاسُ لَيسَ مَوضِعُ أَخفَافِ ناَقتَيِ‌ بِالمَوقِفِ وَ لَكِن هَذَا كُلّهُ وَ أَومَأَ بِيَدِهِ إِلَي المَوقِفِ فَتَفَرّقَ النّاسُ وَ فَعَلَ مِثلَ ذَلِكَ بِالمُزدَلِفَةِ


صفحه : 393

فَوَقَفَ النّاسُ حَتّي وَقَعَ القُرصُ قُرصُ الشّمسِ ثُمّ أَفَاضَ وَ أَمَرَ النّاسَ بِالدّعَةِ حَتّي انتَهَي إِلَي المُزدَلِفَةِ وَ هُوَ المَشعَرُ الحَرَامُ فَصَلّي المَغرِبَ وَ العِشَاءَ الآخِرَةَ بِأَذَانٍ وَاحِدٍ وَ إِقَامَتَينِ ثُمّ أَقَامَ حَتّي صَلّي فِيهَا الفَجرَ وَ عَجّلَ ضُعَفَاءَ بنَيِ‌ هَاشِمٍ بِلَيلٍ وَ أَمَرَهُم أَن لَا يَرمُوا الجَمرَةَ جَمرَةَ العَقَبَةِ حَتّي تَطلُعَ الشّمسُ فَلَمّا أَضَاءَ لَهُ النّهَارُ أَفَاضَ حَتّي انتَهَي إِلَي مِنًي فَرَمَي جَمرَةَ العَقَبَةِ وَ كَانَ الهدَي‌ُ ألّذِي جَاءَ بِهِ رَسُولُ اللّهِص أَربَعَةً وَ سِتّينَ أَو سِتّةً وَ سِتّينَ وَ جَاءَ عَلِيّ ع بِأَربَعَةٍ وَ ثَلَاثِينَ أَو سِتّةٍ وَ ثَلَاثِينَ فَنَحَرَ رَسُولُ اللّهِص سِتّةً وَ سِتّينَ وَ نَحَرَ عَلِيّ ع أَربَعاً وَ ثَلَاثِينَ بَدَنَةً وَ أَمَرَ رَسُولُ اللّهِص أَن يُؤخَذَ مِن كُلّ بَدَنَةٍ مِنهَا جَذوَةٌ مِن لَحمٍ ثُمّ تُطرَحَ فِي بُرمَةٍ ثُمّ تُطبَخَ فَأَكَلَ رَسُولُ اللّهِص وَ عَلِيّ وَ حَسَيَا مِن مَرَقِهَا وَ لَم يُعطِيَا الجَزّارِينَ جُلُودَهَا وَ لَا جِلَالَهَا وَ لَا قَلَائِدَهَا وَ تَصَدّقَ بِهِ وَ حَلَقَ وَ زَارَ البَيتَ وَ رَجَعَ إِلَي مِنًي وَ أَقَامَ بِهَا حَتّي كَانَ اليَومُ الثّالِثُ مِن آخِرِ أَيّامِ التّشرِيقِ ثُمّ رَمَي الجِمَارَ وَ نَفَرَ حَتّي انتَهَي إِلَي الأَبطَحِ فَقَالَت لَهُ عَائِشَةُ أَ تَرجِعُ نِسَاؤُكَ بِحَجّةٍ وَ عُمرَةٍ مَعاً وَ أَرجِعُ بِحَجّةٍ فَأَقَامَ بِالأَبطَحِ وَ بَعَثَص مَعَهَا عَبدَ الرّحمَنِ بنَ أَبِي بَكرٍ إِلَي التّنعِيمِ فَأَهَلّت بِعُمرَةٍ ثُمّ جَاءَت وَ طَافَت بِالبَيتِ وَ صَلّت رَكعَتَينِ عِندَ مَقَامِ اِبرَاهِيمَ وَ سَعَت بَينَ الصّفَا وَ المَروَةِ ثُمّ أَتَتِ النّبِيّص فَارتَحَلَ مِن يَومِهِ وَ لَم يَدخُلِ المَسجِدَ الحَرَامِ وَ لَم يَطُف بِالبَيتِ وَ دَخَلَ مِن أَعلَي مَكّةَ مِن عَقَبَةِ المَدَنِيّينَ وَ خَرَجَ مِن أَسفَلَ مَكّةَ مِن ذوَيِ‌ طُوًي

بيان العوالي‌ أماكن بأعالي‌ أراضي‌ المدينة وأدناها من المدينة علي أربعة أميال وأبعدها من جهة نجد ثمانية قوله منفردا أي عن العمرة وسماط القوم بالكسر صفهم قوله أوأربعا الترديد باعتبار اختلاف الروايات كماأومأ إليه في السند قوله فاتبعوا ملة أبيكم أقول ليس في القرآن هكذا


صفحه : 394

بل في آل عمران فَاتّبِعُوا مِلّةَ اِبراهِيمَ حَنِيفاً وَ ما كانَ مِنَ المُشرِكِينَ إِنّ أَوّلَ بَيتٍ وُضِعَ لِلنّاسِ إلي آخر آيات الحج و في سورة الحج وَ ما جَعَلَ عَلَيكُم فِي الدّينِ مِن حَرَجٍ مِلّةَ أَبِيكُم اِبراهِيمَالآية فيمكن أن يكون في مصحفهم ع الآية الأولي هكذا أوتكون زيادة أبيكم من النساخ أو يكون نقلا بالمعني جمعا بين الآيتين و في بعض النسخ فاتبعوه فيكون إشارة إلي قوله تعالي وَ أَنّ هذا صرِاطيِ‌ مُستَقِيماً فَاتّبِعُوهُ أو إلي قوله وَ هذا كِتابٌ أَنزَلناهُ مُبارَكٌ فَاتّبِعُوهُ و مابعده إلي آية الحج أو هوبصيغة الماضي‌ عطفا علي أنزله من كلامه ص وسلخ الشهر مضي كانسلخ قوله ص بالدعة أي بالسكون والتأني‌ وترك الإيجاف والجذوة مثلثة القطعة والبرمة بالضم قدر من الحجارة وحسا المرق شربه شيئا بعد شيء

14- كا،[الكافي‌] الحُسَينُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ المُعَلّي عَنِ الوَشّاءِ عَن أَبَانٍ عَن سَعِيدٍ الأَعرَجِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِنّ رَسُولَ اللّهِص عَجّلَ النّسَاءَ لَيلًا مِنَ المُزدَلِفَةِ إِلَي مِنًي وَ أَمَرَ مَن كَانَ مِنهُنّ عَلَيهَا هدَي‌ٌ أَن ترَميِ‌َ وَ لَا تَبرَحَ حَتّي تَذبَحَ وَ مَن لَم يَكُن عَلَيهَا مِنهُنّ هدَي‌ٌ أَن تمَضيِ‌َ إِلَي مَكّةَ حَتّي تَزُورَ

15- كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ النّعمَانِ عَن سَعِيدٍ الأَعرَجِ عَنهُ ع قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص أَرسَلَ مَعَهُنّ أُسَامَةَ بنَ زَيدٍ

16-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ وَ مُحَمّدُ بنُ إِسمَاعِيلَ عَنِ الفَضلِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ وَ صَفوَانُ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَأَمَرَ رَسُولُ اللّهِص حِينَ


صفحه : 395

نَحَرَ أَن يُؤخَذَ مِن كُلّ بَدَنَةٍ جَذوَةٌ مِن لَحمِهَا ثُمّ تُطرَحَ فِي بُرمَةٍ ثُمّ تُطبَخَ وَ أَكَلَ رَسُولُ اللّهِص وَ عَلِيّ مِنهَا وَ حَسَيَا مِن مَرَقِهَا

17- كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ هَمّامٍ عَن أَبِي الحَسَنِ ع قَالَ أَخَذَ رَسُولُ اللّهِص حِينَ غَدَا مِن مِنًي فِي طَرِيقِ ضَبّ وَ رَجَعَ مَا بَينَ المَأزِمَينِ وَ كَانَ إِذَا سَلَكَ طَرِيقاً لَم يَرجِع فِيهِ

18-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ وَ مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ جَمِيعاً عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن حَمّادٍ عَنِ الحلَبَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص حِينَ حَجّ حَجّةَ الإِسلَامِ خَرَجَ فِي أَربَعٍ بَقِينَ مِن ذيِ‌ القَعدَةِ حَتّي أَتَي الشّجَرَةَ فَصَلّي بِهَا ثُمّ قَادَ رَاحِلَتَهُ حَتّي أَتَي البَيدَاءَ فَأَحرَمَ مِنهَا وَ أَهَلّ بِالحَجّ وَ سَاقَ مِائَةَ بَدَنَةٍ وَ أَحرَمَ النّاسُ كُلّهُم بِالحَجّ لَا يَنوُونَ عُمرَةً وَ لَا يَدرُونَ مَا المُتعَةُ حَتّي إِذَا قَدِمَ رَسُولُ اللّهِص مَكّةَ طَافَ بِالبَيتِ وَ طَافَ النّاسُ مَعَهُ ثُمّ صَلّي رَكعَتَينِ عِندَ المَقَامِ وَ استَلَمَ الحَجَرَ ثُمّ قَالَ ابدَءُوا بِمَا بَدَأَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِهِ فَأَتَي الصّفَا فَبَدَأَ بِهَا ثُمّ طَافَ بَينَ الصّفَا وَ المَروَةِ سَبعاً فَلَمّا قَضَي طَوَافَهُ عِندَ المَروَةِ قَامَ خَطِيباً فَأَمَرَهُم أَن يُحِلّوا وَ يَجعَلُوهَا عُمرَةً وَ هُوَ شَيءٌ أَمَرَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِهِ فَأَحَلّ النّاسُ وَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَو كُنتُ استَقبَلتُ مِن أمَريِ‌ مَا استَدبَرتُ لَفَعَلتُ كَمَا أَمَرتُكُم وَ لَم يَكُن يَستَطِيعُ أَن يُحِلّ مِن أَجلِ الهدَي‌ِ ألّذِي كَانَ مَعَهُ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُوَ لا تَحلِقُوا رُؤُسَكُم حَتّي يَبلُغَ الهدَي‌ُ مَحِلّهُ فَقَالَ سُرَاقَةُ بنُ مَالِكِ بنِ جُعشُمٍ الكنِاَنيِ‌ّ يَا رَسُولَ اللّهِ عَلّمنَا كَأَنّا خُلِقنَا اليَومَ أَ رَأَيتَ هَذَا ألّذِي أَمَرتَنَا بِهِ لِعَامِنَا هَذَا أَو لِكُلّ عَامٍ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا بَل لِلأَبَدِ الأَبَدِ وَ إِنّ رَجُلًا قَامَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ نَخرُجُ حُجّاجاً وَ رُءُوسُنَا تَقطُرُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص


صفحه : 396

إِنّكَ لَن تُؤمِنَ بِهَذَا أَبَداً قَالَ وَ أَقبَلَ عَلِيّ ع مِنَ اليَمَنِ حَتّي وَافَي الحَجّ فَوَجَدَ فَاطِمَةَ ع قَد أَحَلّت وَ وَجَدَ رِيحَ الطّيبِ فَانطَلَقَ إِلَي رَسُولِ اللّهِص مُستَفتِياً فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا عَلِيّ بأِيَ‌ّ شَيءٍ أَهلَلتَ فَقَالَ أَهلَلتُ بِمَا أَهَلّ بِهِ النّبِيّص فَقَالَ لَا تَحِلّ أَنتَ فَأَشرَكَهُ فِي الهدَي‌ِ وَ جَعَلَ لَهُ سَبعاً وَ ثَلَاثِينَ وَ نَحَرَ رَسُولُ اللّهِص ثَلَاثاً وَ سِتّينَ وَ نَحَرَهَا بِيَدِهِ ثُمّ أَخَذَ مِن كُلّ بَدَنَةٍ بَضعَةً فَجَعَلَهَا فِي قِدرٍ وَاحِدَةٍ ثُمّ أَمَرَ بِهِ فَطُبِخَ فَأَكَلَ مِنهُ وَ حَسَا مِنَ المَرَقِ وَ قَالَ قَد أَكَلنَا مِنهَا الآنَ جَمِيعاً وَ المُتعَةُ خَيرٌ مِنَ القَارِنِ السّائِقِ وَ خَيرٌ مِنَ الحَاجّ المُفرِدِ قَالَ وَ سَأَلتُهُ لَيلًا أَحرَمَ رَسُولُ اللّهِص أَم نَهَاراً فَقَالَ نَهَاراً قُلتُ أَيّ سَاعَةٍ قَالَ صَلَاةَ الظّهرِ

19-كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ النّضرِ بنِ سُوَيدٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع ذَكَرَ رَسُولُ اللّهِص الحَجّ فَكَتَبَ إِلَي مَن بَلَغَهُ كِتَابَهُ مِمّن دَخَلَ فِي الإِسلَامِ أَنّ رَسُولَ اللّهِص يُرِيدُ الحَجّ يُؤذِنُهُم بِذَلِكَ لِيَحُجّ مَن أَطَاقَ الحَجّ فَأَقبَلَ النّاسُ فَلَمّا نَزَلَ الشّجَرَةَ أَمَرَ النّاسَ بِنَتفِ الإِبطِ وَ حَلقِ العَانَةِ وَ الغُسلِ وَ التّجَرّدِ فِي إِزَارٍ وَ رِدَاءٍ أَو إِزَارٍ وَ عِمَامَةٍ وَ يَضَعُهَا عَلَي عَاتِقِهِ لِمَن لَم يَكُن لَهُ رِدَاءٌ وَ ذَكَرَ أَنّهُ حَيثُ لَبّي قَالَ لَبّيكَ أللّهُمّ لَبّيكَ لَبّيكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبّيكَ إِنّ الحَمدَ وَ النّعمَةَ لَكَ وَ المُلكَ لَا شَرِيكَ لَكَ وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يُكثِرُ مِن ذيِ‌ المَعَارِجِ وَ كَانَ يلُبَيّ‌ كُلّمَا لقَيِ‌َ رَاكِباً أَو عَلَا أَكَمَةً أَو هَبَطَ وَادِياً وَ مِن آخِرِ اللّيلِ وَ فِي أَدبَارِ الصّلَوَاتِ فَلَمّا دَخَلَ مَكّةَ دَخَلَ مِن أَعلَاهَا مِنَ العَقَبَةِ وَ خَرَجَ حِينَ خَرَجَ مِن ذيِ‌ طُوًي فَلَمّا انتَهَي إِلَي بَابِ المَسجِدِ استَقبَلَ الكَعبَةَ وَ ذَكَرَ ابنُ سِنَانٍ أَنّهُ بَابُ بنَيِ‌ شَيبَةَ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ وَ صَلّي عَلَي أَبِيهِ اِبرَاهِيمَ ثُمّ أَتَي الحَجَرَ فَاستَلَمَهُ فَلَمّا


صفحه : 397

طَافَ بِالبَيتِ صَلّي رَكعَتَينِ خَلفَ مَقَامِ اِبرَاهِيمَ ع وَ دَخَلَ زَمزَمَ فَشَرِبَ مِنهَا ثُمّ قَالَ أللّهُمّ إنِيّ‌ أَسأَلُكَ عِلماً نَافِعاً وَ رِزقاً وَاسِعاً وَ شِفَاءً مِن كُلّ دَاءٍ وَ سُقمٍ فَجَعَلَ يَقُولُ ذَلِكَ وَ هُوَ مُستَقبِلُ الكَعبَةِ ثُمّ قَالَ لِأَصحَابِهِ لِيَكُن آخِرُ عَهدِكُم بِالكَعبَةِ استِلَامَ الحَجَرِ فَاستَلَمَهُ ثُمّ خَرَجَ إِلَي الصّفَا ثُمّ قَالَ أَبدَأُ بِمَا بَدَأَ اللّهُ بِهِ ثُمّ صَعِدَ عَلَي الصّفَا فَقَامَ عَلَيهِ مِقدَارَ مَا يَقرَأُ الإِنسَانُ سُورَةَ البَقَرَةِ

20- كا،[الكافي‌] الحُسَينُ بنُ مُحَمّدٍ عَن مُعَلّي بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الوَشّاءِ عَن حَمّادِ بنِ عُثمَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ نَحَرَ رَسُولُ اللّهِص بِيَدِهِ ثَلَاثاً وَ سِتّينَ وَ نَحَرَ عَلِيّ ع مَا غَبَرَ قُلتُ سَبعاً وَ ثَلَاثِينَ قَالَ نَعَم

بيان لعل الاختلاف الواقع في عدد هديهما صلوات الله عليهما من الرواة أوورد بعضها تقية أوموافقة لروايات العامة إلزاما عليهم و أماالاختلاف في سياق أمير المؤمنين ع وعدمه فيحتمل ذلك ويحتمل أن يكون المراد بالسياق من مكة إلي المواقف وبعدمه عدم السياق من اليمن أو أنه ع جاء بهامعه ولكن لم يشعرها عندالإحرام لعدم علمه ع بنوع الحج فلذا أشركه ص في هديه وكذا الاختلاف في عدد ماساقه النبي ص من المائة وبضع وستين فيمكن أن يكون المراد بالمائة جميع ماساقه وبالستين ماساقه لنفسه لأنه ص كان يعلم أن أمير المؤمنين ع يهل كإهلاله فساق البقية لأجله

21- ل ،[الخصال ] ابنُ بُندَارٍ عَن أَبِي العَبّاسِ الحمَاّديِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ الشاّفعِيِ‌ّ عَن عَمّهِ عَن دَاوُدَ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ عَن عَمرٍو عَن عِكرِمَةَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ أَنّ النّبِيّص اعتَمَرَ أَربَعَ عُمَرٍ عُمرَةَ الحُدَيبِيَةِ وَ عُمرَةَ القَضَاءِ مِن قَابِلٍ وَ الثّالِثَةَ مِنَ الجِعرَانَةِ وَ الرّابِعَةَ مَعَ حَجّتِهِ


صفحه : 398

22- ع ،[علل الشرائع ]السنّاَنيِ‌ّ وَ الدّقّاقُ وَ المُكَتّبُ وَ الوَرّاقُ وَ القَطّانُ جَمِيعاً عَنِ ابنِ زَكَرِيّا القَطّانِ عَنِ ابنِ حَبِيبٍ عَنِ ابنِ بُهلُولٍ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي الحَسَنِ العبَديِ‌ّ عَن سُلَيمَانَ بنِ مِهرَانَ قَالَ قُلتُ لِجَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع كَم حَجّ رَسُولُ اللّهِص فَقَالَ عِشرِينَ حَجّةً مُستَسِرّاً فِي كُلّ حَجّةٍ يَمُرّ بِالمَأزِمَينِ فَيَنزِلُ فَيَبُولُ فَقُلتُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ وَ لِمَ كَانَ يَنزِلُ هُنَاكَ فَيَبُولُ قَالَ لِأَنّهُ أَوّلُ مَوضِعٍ عُبِدَ فِيهِ الأَصنَامُ وَ مِنهُ أُخِذَ الحَجَرُ ألّذِي نُحِتَ مِنهُ هُبَلُ ألّذِي رَمَي بِهِ عَلِيّ ع مِن ظَهرِ الكَعبَةِ لَمّا عَلَا ظَهرَ رَسُولِ اللّهِص فَأَمَرَ بِدَفنِهِ عِندَ بَابِ بنَيِ‌ شَيبَةَ فَصَارَ الدّخُولُ إِلَي المَسجِدِ مِن بَابِ بنَيِ‌ شَيبَةَ سُنّةً لِأَجلِ ذَلِكَ الخَبَرَ

بيان لعل الاستسرار بالحج من قومه مع أنهم كانوا لاينكرون الحج للنسي‌ء لأنهم كانوا يحجون في غيرأوانه أولمخالفة أفعاله لأفعالهم للبدع التي‌ أبدعوها في حجهم والأول أظهر

23- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] البخُاَريِ‌ّ حَجّ النّبِيّص قَبلَ النّبُوّةِ وَ بَعدَهَا لَا يُعرَفُ عَدَدُهَا وَ لَم يَحُجّ بَعدَ الهِجرَةِ إِلّا حَجّةَ الوَدَاعِ

وَ عَن جَابِرٍ الأنَصاَريِ‌ّ أَنّهُ حَجّ ثَلَاثَ حِجَجٍ حَجّتَينِ قَبلَ الهِجرَةِ وَ حَجّةَ الوَدَاعِ

العَلَاءُ بنُ رَزِينٍ وَ عُمَرُ بنُ يَزِيدَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ حَجّ رَسُولُ اللّهِص عِشرِينَ حَجّةً

الطبّرَيِ‌ّ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ اعتَمَرَ النّبِيّص أَربَعَ عُمَرٍ الحُدَيبِيَةَ وَ القَضَاءَ وَ الجِعرَانَةَ وَ التّيِ‌ مَعَ حَجّتِهِ

مُعَاوِيَةُ بنُ عَمّارٍ عَنِ الصّادِقِ ع اعتَمَرَ رَسُولُ اللّهِص ثَلَاثَ عُمَرٍ مُتَفَرّقَاتٍ ثُمّ ذَكَرَ الحُدَيبِيَةَ وَ القَضَاءَ وَ الجِعرَانَةَ وَ أَقَامَ بِالمَدِينَةِ عَشرَ سِنِينَ ثُمّ حَجّ حَجّةَ الوَدَاعِ وَ نَصَبَ عَلِيّاً إِمَاماً يَومَ غَدِيرِ خُمّ


صفحه : 399

24- سر،[السرائر] مِن جَامِعِ البزَنَطيِ‌ّ عَن زُرَارَةَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ وَ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولَانِ حَجّ رَسُولُ اللّهِص عِشرِينَ حَجّةً مُستَسِرّاً مِنهَا عَشرَةُ حِجَجٍ أَو قَالَ سَبعَةٌ الوَهَمُ مِنَ الراّويِ‌ قَبلَ النّبُوّةِ وَ قَد كَانَ صَلّي قَبلَ ذَلِكَ وَ هُوَ ابنُ أَربَعِ سِنِينَ وَ هُوَ مَعَ أَبِي طَالِبٍ فِي أَرضِ بُصرَي وَ هُوَ مَوضِعٌ كَانَت قُرَيشٌ تَتّجِرُ إِلَيهِ مِن مَكّةَ

25- كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن غِيَاثِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن جَعفَرٍ ع قَالَ لَم يَحُجّ النّبِيّص بَعدَ قُدُومِهِ المَدِينَةَ إِلّا وَاحِدَةً وَ قَد حَجّ بِمَكّةَ مَعَ قَومِهِ حَجّاتٍ

26- كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ عَن عِيسَي الفَرّاءِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَبِي يَعفُورٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ حَجّ رَسُولُ اللّهِص عَشرَ حَجّاتٍ مُستَسِرّاً فِي كُلّهَا يَمُرّ بِالمَأزِمَينِ فَيَنزِلُ وَ يَبُولُ

بيان الظاهر أنه كان عشرين فوقع التصحيف من النساخ أوالرواة كماروي هذاالخبر بعينه ابن فضال عن هذاالراوي‌ بعينه و فيه عشرين علي أنه يمكن أن يكون العشرون الحج والعمرة معا تغليبا أو يكون المراد بالعشر ما كان بكلها مستسرا بسبب النسي‌ء وبالعشرين أعم منها ومما كان ببعض أعمالها مستسرا بسبب البدع

27- كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ عَن يُونُسَ بنِ يَعقُوبَ عَن عُمَرَ بنِ يَزِيدَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ حَجّ رَسُولُ اللّهِص عِشرِينَ حَجّةً

28-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ وَ مُحَمّدُ بنُ إِسمَاعِيلَ عَنِ الفَضلِ بنِ شَاذَانَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ ألّذِي كَانَ عَلَي بُدنِ


صفحه : 400

رَسُولِ اللّهِص نَاجِيَةُ بنُ جُندَبٍ الخزُاَعيِ‌ّ الأسَلمَيِ‌ّ وَ ألّذِي حَلَقَ رَأسَ النّبِيّص فِي حَجّتِهِ مَعمَرُ بنُ عَبدِ اللّهِ بنِ حَرَابَةَ بنِ نَصرِ بنِ غَوثِ بنِ عَوِيجِ بنِ عدَيِ‌ّ بنِ كَعبٍ قَالَ وَ لَمّا كَانَ فِي حَجّةِ رَسُولِ اللّهِ وَ هُوَ يَحلِقُهُ قَالَت قُرَيشٌ أَي مَعمَرُ أُذُنُ رَسُولِ اللّهِص فِي يَدِكَ وَ فِي يَدِكَ المُوسَي فَقَالَ مَعمَرٌ وَ اللّهِ إنِيّ‌ لَأَعُدّهُ مِنَ اللّهِ فَضلًا عَظِيماً عَلَيّ قَالَ وَ كَانَ مَعمَرٌ هُوَ ألّذِي يَرحَلُ لِرَسُولِ اللّهِص فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا مَعمَرُ إِنّ الرّحلَ اللّيلَةَ لَمُستَرخًي فَقَالَ مَعمَرٌ بأِبَيِ‌ أَنتَ وَ أمُيّ‌ لَقَد شَدَدتُهُ كَمَا كُنتُ أَشُدّهُ وَ لَكِن بَعضُ مَن حسَدَنَيِ‌ مكَاَنيِ‌ مِنكَ يَا رَسُولَ اللّهِص أَرَادَ أَن تَستَبدِلَ بيِ‌ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ مَا كُنتُ لِأَفعَلَ

بيان موسي كفعلي ماحلق به ورحل البعير أصغر من القتب ورحلت البعير أرحله رحلا شددت علي ظهره الرحل

29- كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ وَ مُحَمّدُ بنُ إِسمَاعِيلَ عَنِ الفَضلِ بنِ شَاذَانَ جَمِيعاً عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ اعتَمَرَ رَسُولُ اللّهِص ثَلَاثَ عُمَرٍ مُتَفَرّقَاتٍ عُمرَةً فِي ذيِ‌ القَعدَةِ أَهَلّ مِن عُسفَانَ وَ هيِ‌َ عُمرَةُ الحُدَيبِيَةِ وَ عُمرَةً أَهَلّ مِنَ الجُحفَةِ وَ هيِ‌َ عُمرَةُ القَضَاءِ وَ عُمرَةً أَهَلّ مِنَ الجِعرَانَةِ بَعدَ مَا رَجَعَ مِنَ الطّائِفِ مِن غَزوَةِ حُنَينٍ

بيان المراد هنا العمر التي‌ لم يكن مع الحج لكن ظاهر أكثر أخبارنا أنه ص لم يعتمر في حجة الوداع وخبر الأربع عامي‌ ورووه أيضا عن عائشة ورووا موافقا لهذا الخبر أيضا بأسانيد

30-كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَن سَهلٍ عَنِ ابنِ أَبِي نَجرَانَ عَنِ العَلَاءِ بنِ رَزِينٍ عَن


صفحه : 401

عُمَرَ بنِ يَزِيدَ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع أَ حَجّ رَسُولُ اللّهِص غَيرَ حَجّةِ الوَدَاعِ قَالَ نَعَم عِشرِينَ حَجّةً

31- كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن عِيسَي الفَرّاءِ عَنِ ابنِ أَبِي يَعفُورٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ حَجّ رَسُولُ اللّهِص عِشرِينَ حَجّةً مُستَسِرّةً كُلّهَا يَمُرّ بِالمَأزِمَينِ فَيَنزِلُ فَيَبُولُ

32- كا،[الكافي‌]حُمَيدُ بنُ زِيَادٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدِ بنِ سَمَاعَةَ عَن جَعفَرِ بنِ سَمَاعَةَ وَ مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ جَمِيعاً عَن أَبَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ اعتَمَرَ رَسُولُ اللّهِص عُمرَةَ الحُدَيبِيَةِ وَ قَضَي الحُدَيبِيَةَ مِن قَابِلٍ وَ مِنَ الجِعرَانَةِ حِينَ أَقبَلَ مِنَ الطّائِفِ ثَلَاثَ عُمَرٍ كُلّهُنّ فِي ذيِ‌ القَعدَةِ

33- كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَن سَمَاعَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ ذُكِرَ أَنّ رَسُولَ اللّهِص اعتَمَرَ فِي ذيِ‌ القَعدَةِ ثَلَاثَ عُمَرٍ كُلّ ذَلِكَ يُوَافِقُ عُمرَتُهُ ذَا القَعدَةِ

34- يب ،[تهذيب الأحكام ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن يُونُسَ بنِ يَعقُوبَ عَن أَسلَمَ المكَيّ‌ّ عَن عَامِرِ بنِ وَاثِلَةَ أَنّهُ قِيلَ لَهُ كَم حَجّ رَسُولُ اللّهِص قَالَ عَشراً أَ مَا سَمِعتُم بِحَجّةِ الوَدَاعِ فَهَل يَكُونُ وَدَاعٌ إِلّا وَ قَد حَجّ قَبلَهُ

35- كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَن أَحمَدَ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَن بَعضِهِم ع قَالَ أَحرَمَ رَسُولُ اللّهِص فِي ثوَبيَ‌ كُرسُفٍ

36- كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن مُعَاوِيَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ ثَوبَا رَسُولِ اللّهِص ألّذِي أَحرَمَ فِيهِمَا يَمَانِيّينِ عبِريِ‌ّ وَ أَظفَارٌ وَ فِيهِمَا كُفّنَ


صفحه : 402

37- كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن حَمّادٍ عَن حَرِيزٍ عَمّن أَخبَرَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَرّ رَسُولُ اللّهِص عَلَي كَعبِ بنِ عُجرَةَ وَ القَملُ تَتَنَاثَرُ مِن رَأسِهِ وَ هُوَ مُحرِمٌ فَقَالَ لَهُ أَ يُؤذِيكَ هَوَامّكَ فَقَالَ نَعَم فَأُنزِلَت هَذِهِ الآيَةُفَمَن كانَ مِنكُم مَرِيضاً أَو بِهِ أَذيً مِن رَأسِهِ فَفِديَةٌ مِن صِيامٍ أَو صَدَقَةٍ أَو نُسُكٍفَأَمَرَهُ رَسُولُ اللّهِص أَن يَحلِقَ رَأسَهُ وَ جَعَلَ الصّيَامَ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ وَ الصّدَقَةَ عَلَي سِتّةِ مَسَاكِينَ لِكُلّ مِسكِينٍ مُدّينِ وَ النّسُكَ شَاةً

38- كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَنِ الكاَهلِيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ طَافَ رَسُولُ اللّهِص عَلَي نَاقَتِهِ العَضبَاءِ وَ جَعَلَ يَستَلِمُ الأَركَانَ بِمِحجَنِهِ وَ يُقَبّلُ المِحجَنَ

بيان المحجن كمنبر عصا معوجة الرأس

39- كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ وَ مُحَمّدُ بنُ إِسمَاعِيلَ عَنِ الفَضلِ بنِ شَاذَانَ عَن صَفوَانَ وَ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّ رَسُولَ اللّهِص حِينَ فَرَغَ مِن طَوَافِهِ وَ رَكعَتَيهِ قَالَ أَبدَأُ بِمَا بَدَأَ اللّهُ بِهِ مِن إِتيَانِ الصّفَا إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُإِنّ الصّفا وَ المَروَةَ مِن شَعائِرِ اللّهِ وَ قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ يَقِفُ عَلَي الصّفَا بِقَدرِ مَا يُقرَأُ سُورَةُ البَقَرَةِ مُتَرَسّلًا

أقول سيأتي‌ سائر الأخبار في كتاب الحج و باب نص الغدير إن شاء الله تعالي

40- وَ رَوَي فِي المُنتَقَي بِإِسنَادِهِ إِلَي جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ الصّادِقِ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي جَعفَرٍ البَاقِرِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَا قَالَدَخَلتُ عَلَي جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ الأنَصاَريِ‌ّ فَسَأَلَ عَنِ


صفحه : 403

القَومِ حَتّي انتَهَي إلِيَ‌ّ فَقُلتُ أَنَا مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ فَأَهوَي بِيَدِهِ إِلَي رأَسيِ‌ فَنَزَعَ زرِيّ‌َ الأَعلَي ثُمّ نَزَعَ زرِيّ‌َ الأَسفَلَ ثُمّ وَضَعَ كَفّهُ بَينَ ثدَييَ‌ّ وَ أَنَا يَومَئِذٍ غُلَامٌ شَابّ فَقَالَ مَرحَباً بِكَ يَا ابنَ أخَيِ‌ سَل عَمّا شِئتَ فَسَأَلتُهُ وَ هُوَ أَعمَي وَ حَضَرَ وَقتُ الصّلَاةِ فَقَامَ فِي النّسَاجَةِ مُلتَحِفاً بِهَا كُلّمَا وَضَعَهَا عَلَي مَنكِبِهِ رَجَعَ طَرَفُهَا إِلَيهِ مِن صِغَرِهَا وَ رِدَاؤُهُ عَلَي المِشجَبِ فَصَلّي بِنَا فَقُلتُ أخَبرِنيِ‌ عَن حَجّةِ رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ بِيَدِهِ فَعَقَدَ تِسعاً فَقَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص مَكَثَ تِسعَ سِنِينَ لَم يَحُجّ ثُمّ أَذّنَ فِي النّاسِ فِي العَاشِرَةِ أَنّ رَسُولَ اللّهِص حَاجّ فَقَدِمَ المَدِينَةَ بَشَرٌ كَثِيرٌ كُلّهُم يَلتَمِسُ أَن يَأتَمّ بِرَسُولِ اللّهِص وَ يَعمَلَ مِثلَ عَمَلِهِ فَخَرَجنَا مَعَهُ حَتّي إِذَا أَتَينَا ذَا الحُلَيفَةِ فَوَلَدَت أَسمَاءُ بِنتُ عُمَيسٍ مُحَمّدَ بنَ أَبِي بَكرٍ فَأَرسَلَت إِلَي رَسُولِ اللّهِص كَيفَ أَصنَعُ قَالَ اغتسَلِيِ‌ وَ استثَفرِيِ‌ بِثَوبٍ وَ أحَرمِيِ‌ فَصَلّي رَسُولُ اللّهِص رَكعَتَينِ فِي المَسجِدِ ثُمّ رَكِبَ القَصوَاءَ حَتّي استَوَت نَاقَتُهُ عَلَي البَيدَاءِ نَظَرتُ إِلَي مَدّ بصَرَيِ‌ بَينَ يَدَيهِ مِن رَاكِبٍ وَ مَاشٍ وَ عَن يَمِينِهِ مِثلُ ذَلِكَ وَ عَن يَسَارِهِ مِثلُ ذَلِكَ وَ مِن خَلفِهِ مِثلُ ذَلِكَ وَ رَسُولُ اللّهِص بَينَ أَظهُرِنَا وَ عَلَيهِ يَنزِلُ القُرآنُ وَ هُوَ يَعرِفُ تَأوِيلَهُ وَ مَا عَمِلَ بِهِ مِن شَيءٍ عَمِلنَا بِهِ فَأَهَلّ بِالتّوحِيدِ لَبّيكَ أللّهُمّ لَبّيكَ لَبّيكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبّيكَ إِنّ الحَمدَ وَ النّعمَةَ لَكَ وَ المُلكَ لَا شَرِيكَ لَكَ وَ أَهَلّ النّاسُ بِهَذَا ألّذِي يُهِلّونَ فَلَم يَرُدّ رَسُولُ اللّهِص شَيئاً مِنهُ وَ لَزِمَ رَسُولُ اللّهِص تَلبِيَتَهُ قَالَ جَابِرٌ لَسنَا ننَويِ‌ إِلّا الحَجّ لَسنَا نَعرِفُ العُمرَةَ حَتّي إِذَا أَتَينَا البَيتَ مَعَهُ استَلَمَ الرّكنَ فَرَمَلَ ثَلَاثاً وَ مَشَي أَربَعاً ثُمّ نَفَذَ إِلَي مَقَامِ اِبرَاهِيمَ فَقَرَأَوَ اتّخِذُوا مِن مَقامِ اِبراهِيمَ مُصَلّيفَصَلّي فَجَعَلَ المَقَامَ بَينَهُ وَ بَينَ البَيتِ


صفحه : 404

فَكَانَ أَبِي يَقُولُ وَ لَا أَعلَمُهُ ذَكَرَهُ إِلّا عَنِ النّبِيّص كَانَ يَقرَأُ فِي الرّكعَتَينِ قُل يَا أَيّهَا الكَافِرُونَ وَ قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ ثُمّ رَجَعَ إِلَي الرّكنِ فَاستَلَمَهُ ثُمّ خَرَجَ مِنَ البَابِ إِلَي الصّفَا فَلَمّا دَنَا مِنَ الصّفَا قَرَأَإِنّ الصّفا وَ المَروَةَ مِن شَعائِرِ اللّهِأَبدَأُ بِمَا بَدَأَ اللّهُ بِهِ فَبَدَأَ بِالصّفَا فَرَقَي عَلَيهِ حَتّي رَأَي البَيتَ فَاستَقبَلَ القِبلَةَ فَوَحّدَ اللّهَ وَ كَبّرَهُ وَ قَالَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُلَهُ المُلكُ وَ لَهُ الحَمدُ وَ هُوَ عَلي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ أَنجَزَ وَعدَهُ وَ نَصَرَ عَبدَهُ وَ هَزَمَ الأَحزَابَ وَحدَهُ ثُمّ دَعَا بَينَ ذَلِكَ قَالَ مِثلَ هَذَا ثَلَاثَ مَرّاتٍ ثُمّ نَزَلَ إِلَي المَروَةِ حَتّي انصَبّت قَدَمَاهُ فِي بَطنِ الواَديِ‌ حَتّي إِذَا صَعِدَتَا مَشَي حَتّي أَتَي المَروَةَ فَفَعَلَ عَلَي المَروَةِ كَمَا فَعَلَ عَلَي الصّفَا حَتّي إِذَا كَانَ آخِرُ طَوَافِهِ عَلَي المَروَةِ قَالَ لَو أنَيّ‌ استَقبَلتُ مِن أمَريِ‌ مَا استَدبَرتُ لَم أَسُقِ الهدَي‌َ وَ جَعَلتُهَا عُمرَةً فَمَن كَانَ مِنكُم لَيسَ مَعَهُ هدَي‌ٌ فَليُحِلّ وَ ليَجعَلهَا عُمرَةً فَقَامَ سُرَاقَةُ بنُ جُعشُمٍ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِص أَ لِعَامِنَا هَذَا أَم لِلأَبَدِ فَشَبّكَ رَسُولُ اللّهِص أَصَابِعَهُ وَاحِدَةً فِي الأُخرَي وَ قَالَ دَخَلَتِ العُمرَةُ فِي الحَجّ مَرّتَينِ لَا بَل لِأَبَدِ أَبَدٍ وَ قَدِمَ عَلِيّ مِنَ اليَمَنِ بِبُدنٍ النّبِيّص فَوَجَدَ فَاطِمَةَ مِمّن أَحَلّ وَ لَبِسَت ثِيَاباً صَبِيغاً وَ اكتَحَلَت فَأَنكَرَ ذَلِكَ عَلَيهَا فَقَالَت أَبِي أمَرَنَيِ‌ بِهَذَا قَالَ فَكَانَ عَلِيّ يَقُولُ بِالعِرَاقِ فَذَهَبتُ إِلَي رَسُولِ اللّهِص مُحَرّشاً عَلَي فَاطِمَةَ للِذّيِ‌ صَنَعَت وَ مُستَفتِياً لِرَسُولِ اللّهِص فِيمَا ذَكَرَت عَنهُ فَأَخبَرتُهُ أنَيّ‌ أَنكَرتُ ذَلِكَ عَلَيهَا فَقَالَ صَدَقَت صَدَقَت مَا ذَا قُلتَ حِينَ فَرَضتَ الحَجّ قَالَ قُلتُ أللّهُمّ إنِيّ‌ أُهِلّ بِمَا أَهَلّ بِهِ رَسُولُكَ قَالَ فَإِنّ معَيِ‌َ الهدَي‌َ فَلَا تُحِلّ قَالَ فَكَانَ جَمَاعَةُ الهدَي‌ِ ألّذِي قَدِمَ[ بِهِ] عَلِيّ مِنَ اليَمَنِ وَ ألّذِي أَتَي بِهِ النّبِيّص مِائَةً قَالَ فَحَلّ النّاسُ كُلّهُم وَ قَصّرُوا إِلّا النّبِيّص وَ مَن كَانَ مَعَهُ هدَي‌ٌ فَلَمّا كَانَ يَومُ التّروِيَةِ تَوَجّهُوا إِلَي مِنًي فَأَهَلّوا بِالحَجّ


صفحه : 405

وَ رَكِبَ النّبِيّص فَصَلّي بِهَا الظّهرَ وَ العَصرَ وَ المَغرِبَ وَ العِشَاءَ وَ الفَجرَ ثُمّ مَكَثَ قَلِيلًا حَتّي طَلَعَتِ الشّمسُ وَ أَمَرَ بِقُبّةٍ مِن شَعرٍ تُضرَبُ لَهُ بِنَمِرَةَ فَسَارَ رَسُولُ اللّهِص وَ لَا تَشُكّ قُرَيشٌ إِلّا أَنّهُ وَاقِفٌ عِندَ المَشعَرِ الحَرَامِ كَمَا كَانَت قُرَيشٌ تَصنَعُ فِي الجَاهِلِيّةِ فَأَجَازَ رَسُولُ اللّهِص حَتّي أَتَي عَرَفَةَ فَوَجَدَ القُبّةَ قَد ضُرِبَت بِنَمِرَةَ فَنَزَلَ بِهَا حَتّي إِذَا زَاغَتِ الشّمسُ أَمَرَ بِالقَصوَاءِ فَرَحَلَت لَهُ فَأَتَي بَطنَ الواَديِ‌ فَخَطَبَ النّاسَ وَ قَالَ إِنّ دِمَاءَكُم وَ أَموَالَكُم حَرَامٌ عَلَيكُم كَحُرمَةِ يَومِكُم هَذَا فِي شَهرِكُم هَذَا فِي بَلَدِكُم هَذَا أَلَا كُلّ شَيءٍ مِن أَمرِ الجَاهِلِيّةِ تَحتَ قدَمَيَ‌ّ مَوضُوعٌ وَ دِمَاءُ الجَاهِلِيّةِ مَوضُوعَةٌ وَ إِنّ أَوّلَ دَمٍ أَضَعُ فِي دِمَائِنَا دَمُ ابنِ رَبِيعَةَ بنِ الحَارِثِ كَانَ مُستَرضِعاً فِي بنَيِ‌ سَعدٍ فَقَتَلَهُ هُذَيلٌ وَ رِبَا الجَاهِلِيّةِ مَوضُوعَةٌ وَ أَوّلُ رِباً أَضَعُ رِبَانَا رِبَا عَبّاسِ بنِ عَبدِ المُطّلِبِ فَإِنّهُ مَوضُوعٌ كُلّهُ فَاتّقُوا اللّهَ فِي النّسَاءِ فَإِنّكُم أَخَذتُمُوهُنّ بِأَمَانِ اللّهِ وَ استَحلَلتُم فُرُوجَهُنّ بِكَلِمَاتِ اللّهِ وَ لَكُم عَلَيهِنّ أَن لَا يُوطِئنَ فُرُشَكُم أَحَداً تَكرَهُونَهُ فَإِن فَعَلنَ ذَلِكَ فَاضرِبُوهُنّ ضَرباً غَيرَ مُبَرّحٍ وَ لَهُنّ عَلَيكُمرِزقُهُنّ وَ كِسوَتُهُنّ بِالمَعرُوفِ وَ قَد تَرَكتُ فِيكُم مَا لَن تَضِلّوا بَعدَهُ إِنِ اعتَصَمتُم بِهِ كِتَابَ اللّهِ وَ أَنتُم تَسأَلُونَ عنَيّ‌ فَمَا أَنتُم قَائِلُونَ قَالُوا نَشهَدُ أَنّكَ قَد بَلّغتَ وَ أَدّيتَ وَ نَصَحتَ فَقَالَ بِإِصبَعِهِ السّبّابَةِ يَرفَعُهَا إِلَي السّمَاءِ وَ يَنكُتُهَا إِلَي النّاسِ أللّهُمّ اشهَد أللّهُمّ اشهَد ثَلَاثَ مَرّاتٍ ثُمّ أَذّنَ ثُمّ أَقَامَ فَصَلّي الظّهرَ ثُمّ أَقَامَ فَصَلّي العَصرَ وَ لَم يُصَلّ بَينَهُمَا شَيئاً ثُمّ رَكِبَ رَسُولُ اللّهِص حَتّي أَتَي المَوقِفَ فَجَعَلَ بَطنَ نَاقَتِهِ القَصوَاءَ إِلَي الصّخَرَاتِ وَ جَعَلَ حَبلَ المُشَاةِ بَينَ يَدَيهِ وَ استَقبَلَ القِبلَةَ فَلَم يَزَل وَاقِفاً حَتّي غَرَبَتِ الشّمسُ وَ أَردَفَ أُسَامَةَ خَلفَهُ وَ دَفَعَ رَسُولُ اللّهِص وَ قَد شَنَقَ لِلقَصوَاءِ الزّمَامَ حَتّي أَنّ رَأسَهَا لَيُصِيبُ مَورِكَ رَحلِهِ وَ يَقُولُ بِيَدِهِ اليُمنَي أَيّهَا النّاسُ السّكِينَةَ السّكِينَةَ كُلّمَا أَتَي حَبلًا مِنَ الحِبَالِ أَرخَي لَهَا قَلِيلًا حَتّي أَتَي المُزدَلِفَةَ فَصَلّي


صفحه : 406

بِهَا المَغرِبَ وَ العِشَاءَ بِأَذَانٍ وَاحِدٍ وَ إِقَامَتَينِ وَ لَم يُسَبّح بَينَهُمَا شَيئاً ثُمّ اضطَجَعَ رَسُولُ اللّهِص حَتّي طَلَعَ الفَجرُ فَصَلّي الفَجرَ حِينَ تَبَيّنَ لَهُ الصّبحُ بِأَذَانٍ وَ إِقَامَةٍ ثُمّ رَكِبَ القَصوَاءَ حَتّي أَتَي المَشعَرَ الحَرَامَ فَاستَقبَلَ القِبلَةَ فَدَعَاهُ وَ كَبّرَهُ وَ هَلّلَهُ وَ وَحّدَهُ فَلَم يَزَل وَاقِفاً حَتّي أَسفَرَ جِدّاً فَدَفَعَ قَبلَ أَن تَطلُعَ الشّمسُ وَ أَردَفَ الفَضلَ بنَ العَبّاسِ وَ كَانَ رَجُلًا حَسَنَ الشّعرِ أَبيَضَ وَسِيماً فَلَمّا دَفَعَ رَسُولُ اللّهِص مَرّت ظَعنٌ يَجرِينَ فَطَفِقَ الفَضلُ يَنظُرُ إِلَيهِنّ فَوَضَعَ رَسُولُ اللّهِص يَدَهُ عَلَي وَجهِ الفَضلِ فَحَوّلَ الفَضلُ وَجهَهُ إِلَي الشّقّ الآخَرِ يَنظُرُ فَحَوّلَ رَسُولُ اللّهِص يَدَهُ مِنَ الشّقّ الآخَرِ عَلَي وَجهِ الفَضلِ فَصَرَفَ وَجهَهُ مِنَ الشّقّ الآخَرِ يَنظُرُ حَتّي أَتَي بَطنَ مُحَسّرٍ فَحَرّكَ قَلِيلًا ثُمّ سَلَكَ الطّرِيقَ الوُسطَي التّيِ‌ تَخرُجُ عَلَي الجَمرَةِ التّيِ‌ عِندَ الشّجَرَةِ فَرَمَاهَا بِسَبعِ حَصَيَاتٍ يُكَبّرُ مَعَ كُلّ حَصَاةٍ مِنهَا حَصَي الخَذفِ رَمَي مِن بَطنِ الواَديِ‌ ثُمّ انصَرَفَ إِلَي المَنحَرِ فَنَحَرَ ثَلَاثاً وَ سِتّينَ بَدَنَةً بِيَدِهِ ثُمّ أَعطَي عَلِيّاً فَنَحَرَ مَا غَبَرَ وَ أَشرَكَهُ فِي هَديِهِ ثُمّ أَمَرَ مِن كُلّ بَدَنَةٍ بِبَضعَةٍ فَجُعِلَت فِي قِدرٍ فَطُبِخَت فَأَكَلَا عَن لَحمِهَا وَ شَرِبَا مِن مَرَقِهَا ثُمّ رَكِبَ رَسُولُ اللّهِص فَأَفَاضَ إِلَي البَيتِ وَ صَلّي بِمَكّةَ الظّهرَ فَأَتَي عَلَي بنَيِ‌ عَبدِ المُطّلِبِ يَسقُونَ عَلَي زَمزَمَ فَقَالَ انزِعُوا بنَيِ‌ عَبدِ المُطّلِبِ فَلَو لَا أَن يَغلِبَكُمُ النّاسُ عَلَي سِقَايَتِكُم لَنَزَعتُ مَعَكُم فَنَاوَلُوهُ دَلواً فَشَرِبَ مِنهُ

بيان قال الكازروني‌ النساجة الطيلسان و في بعض الروايات الساجة قوله واستثفري‌ مأخوذ من ثفر الدابة و هو ألذي يشد تحت ذنبها قوله


صفحه : 407

انصبت أي انحدرت أي حتي إذابلغ إلي موضع مستو يستوي‌ قدماه علي الأرض بعد ماانحدر من العلو إلي الحدور قوله دم ابن ربيعة قيل هو ابن الحارث بن عبدالمطلب أخو أبي سفيان بن الحارث ابن عم النبي ص كان مسترضعا في بني‌ سعد كما كان رسول الله ص مسترضعا فيهم و هوحارثة بن ربيعة وقيل أياس بن ربيعة وإنما بدأ بإبطال الدم والربا من أهله وقرابته ليعلم أن ليس في الدين محاباة والنكت الضرب علي الوجه بشي‌ء يؤثر فيها وكأنه يريد به هاهنا الإشارة و قال الجزري‌ حبل المشاة أي طريقهم ألذي يسلكونه في الرمل وقيل أراد صفهم ومجتمعهم في مشيهم تشبيها بحبل الرمل قوله شنق أي جذب زمامها إليه والمورك ثوب أو شيءيجعل بين يدي‌ الرحل يوضع عليه الرحل والحبل بالحاء المهملة والباء الموحدة المستطيل من الرمل والضخم منه والظعن النساء واحدتها ظعينة.

41- و قال الكازروني‌ في حجة الوداع جي‌ء بصبي‌ إلي رسول الله ص يوم ولد فقال من أنا فقال رسول الله فقال صدقت بارك الله فيك ثم إن الغلام لم يتكلم بعدها حتي شب و كان يسمي مبارك اليمامة. ثم قال في حوادث السنة العاشرة و فيهامات باذان والي‌ اليمن ففرق رسول الله ص عملها بين شهر بن باذان وعامر بن شهر الهمداني‌ و أبي موسي الأشعري‌ وخالد بن سعيد بن العاص ويعلي بن أمية وعمرو بن حزم وزياد بن لبيد البياضي‌ علي حضرموت وعكاشة بن ثور علي السكاسك والسكون وبعث معاذ بن جبل لأهل البلدين اليمن وحضرموت و

قَالَ لَهُ يَا مُعَاذُ إِنّكَ تَقدَمُ عَلَي قَومٍ أَهلِ كِتَابٍ وَ إِنّهُم سَائِلُوكَ عَن مَفَاتِيحِ الجَنّةِ فَأَخبِرهُم أَنّ مَفَاتِيحَ الجَنّةِ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّهَا تَخرِقُ كُلّ شَيءٍ حَتّي تنَتهَيِ‌َ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ لَا تُحجَبُ دُونَهُ مَن جَاءَ بِهَا يَومَ القِيَامَةِ مُخلِصاً رَجَحَت بِكُلّ ذَنبٍ فَقُلتُ أَ رَأَيتَ مَا سُئِلتُ عَنهُ وَ اختُصِمَ


صفحه : 408

إلِيَ‌ّ فِيهِ مِمّا لَيسَ فِي كِتَابِ اللّهِ وَ لَم أَسمَع مِنكَ سُنّةً فَقَالَ تَوَاضَع لِلّهِ يَرفَعكَ اللّهُ وَ لَا تَقضِيَنّ إِلّا بِعِلمٍ فَإِن أَشكَلَ عَلَيكَ أَمرٌ فَسَل وَ لَا تسَتحَي‌ِ وَ استَشِر ثُمّ اجتَهِد فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ إِن يَعلَم مِنكَ الصّدقَ يُوَفّقكَ فَإِنِ التَبَسَ عَلَيكَ فَقِف حَتّي تَثَبّتَهُ أَو تَكتُبَ إلِيَ‌ّ فِيهِ وَ احذَرِ الهَوَي فَإِنّهُ قَائِدُ الأَشقِيَاءِ إِلَي النّارِ وَ عَلَيكَ بِالرّفقِ.

أقول هذاالخبر حجتهم في الاجتهاد و أنت تري عدم صراحته فيه فإنه يحتمل أن يكون المراد السعي‌ في تحصيل مدرك الحكم مع أن الخبر ضعيف تفردوا بروايته . ثم قال و فيهابعث رسول الله ص جرير بن عبد الله البجلي‌ إلي ذي‌ الكلاع بن ناكور بن حبيب بن مالك بن حسان بن تبع فأسلم وأسلمت امرأته ضريبة بنت أبرهة بن الصباح وروي الرياشي‌ عن الأصمعي‌ قال كاتب رسول الله ص ذا الكلاع من ملوك الطائف علي جرير بن عبد الله يدعوه إلي الإسلام و كان قداستقل أمره حتي ادعي الربوبية فأطيع ومات النبي ص فوفد علي عمر ومعه ثمانية عشر آلاف عبدفأسلم علي يده وأعتق من عبيده أربعة آلاف . و فيهاأسلم فروة الجذامي‌ روي‌ عن راشد بن عمرو الجذامي‌ قال كان فروة بن عمرو الجذامي‌ عاملا للروم فأسلم وكتب إلي رسول الله ص بإسلامه وبعث به مع رجل من قومه يقال له مسعود بن سعد وبعث له بغلة بيضاء مع فرس وحمار وأثواب وقباء سندس مخوص بالذهب و

كَتَبَ إِلَيهِ رَسُولُ اللّهِص مِن مُحَمّدٍ رَسُولِ اللّهِص إِلَي فَروَةَ بنِ عَمرٍو أَمّا بَعدُ فَقَد قَدِمَ عَلَينَا رَسُولُكَ وَ بَلّغَ مَا أَرسَلتَ بِهِ وَ خَبّرَ عَمّا قَبلَكُم وَ أَتَانَا بِإِسلَامِكَ وَ أَنّ اللّهَ هَدَاكَ بِهُدَاهُ.


صفحه : 409

وأمر بلالا فأعطي رسوله اثنتي‌ عشرة أوقية ونشا وبلغ ملك الروم إسلام فروة فدعاه فقال له ارجع عن دينك نملكك قال لاأفارق دين محمدفإنك تعلم أن عيسي قدبشر به ولكنك تضن بملكك فحبسه ثم أخرجه فقتله وصلبه . و فيهاتوفي‌ ابراهيم بن رسول الله ص ولد في ذي‌ الحجة من سنة ثمان وتوفي‌ في ربيع الأول من هذه السنة ودفن بالبقيع وانكسفت الشمس يوم موته

فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ الشّمسَ وَ القَمَرَ آيَتَانِ مِن آيَاتِ اللّهِ لَا يَنكَسِفَانِ لِمَوتِ أَحَدٍ فَإِذَا رَأَيتُمُوهَا فَعَلَيكُم بِالدّعَاءِ حَتّي تُكشَفَ.

و قال في وقائع السنة الحادية عشر في هذه السنة قدم علي رسول الله ص وفد النخع من اليمن للنصف من المحرم وهم مائتا رجل مقرين بالإسلام و قدكانوا بايعوا معاذ بن جبل باليمن وهم آخر من قدم علي رسول الله ص من الوفد. و في هذه السنة استغفر رسول الله ص لأهل البقيع روي‌ عن أبي مويهبة مولي رسول الله ص قال أهبني‌ رسول الله ص في المحرم مرجعه من حجه و لم أدر مامضي من الليل أو مابقي‌ فقال انطلق فإني‌ أمرت أن أستغفر لأهل هذاالبقيع فخرجت معه فاستغفر لهم طويلا ثم

قال لِيَهنِكُم مَا أَصبَحتُم فِيهِ أَقبَلَتِ الفِتَنُ كَقِطَعِ اللّيلِ المُظلِمِ يَتبَعُ آخِرُهَا أَوّلَهَا الآخِرَةُ شَرّ مِنَ الأُولَي يَا بَا مُوَيهِبَةَ أُعطِيتُ خَزَائِنَ الدّنيَا وَ الخُلدَ فِيهَا ثُمّ الجَنّةَ فَخُيّرتُ بَينَ ذَلِكَ وَ الجَنّةِ وَ بَينَ لِقَاءِ ربَيّ‌ وَ الجَنّةِ فَقُلتُ بأِبَيِ‌ أَنتَ وَ أمُيّ‌ خُذ خَزَائِنَ الدّنيَا وَ الخُلدَ فِيهَا ثُمّ الجَنّةَ


صفحه : 410

فَقَالَ لَا وَ اللّهِ يَا بَا مُوَيهِبَةَ لَقَدِ اختَرتُ لِقَاءَ ربَيّ‌ وَ الجَنّةَ

واشتكي بعد ذلك بأيام . و في رواية عنه أيضا فما لبث بعد ذلك الاستغفار إلاسبعا أوثمانيا حتي قبض . و في هذه السنة كانت سرية أسامة بن زيد و ذلك أن رسول الله ص أمر الناس بالتهيؤ لغزو الروم لأربع ليال بقين من صفر سنة إحدي عشرة فلما كان من الغد دعا أسامة بن زيد

فَقَالَ سِر إِلَي مَوضِعِ مَقتَلِ أَبِيكَ وَ أَوطِئهُمُ الخَيلَ فَقَد وَلّيتُكَ هَذَا الجَيشَ فَأَغِر صَبَاحاً عَلَي أَهلِ أُبنَي وَ حَرّق عَلَيهِم فَإِن أَظفَرَكَ اللّهُ بِهِم فَأَقلِلِ اللّبثَ فِيهِم خُذ مَعَكَ الأَدَاءَ وَ العُيُونَ وَ الطّلَائِعَ أَمَامَكَ فَلَمّا كَانَ يَومُ الأَربِعَاءِ بَدَأَ رَسُولُ اللّهِص فَحُمّ وَ صُدِعَ فَلَمّا أَصبَحَ يَومَ الخَمِيسِ عَقَدَ لِأُسَامَةَ لِوَاءً بِيَدِهِ ثُمّ قَالَ اغزُ بِسمِ اللّهِ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَقَاتِل مَن كَفَرَ بِاللّهِ

فخرج وعسكر بالجرف فلم يبق أحد من وجوه المهاجرين والأنصار إلاانتدب في تلك الغزاة فيهم أبوبكر وعمر وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد و أبوعبيدة وقتادة بن النعمان فتكلم قوم وقالوا يستعمل هذاالغلام علي المهاجرين الأولين فغضب رسول الله ص غضبا شديدا فخرج و قدعصب علي رأسه عصابة و عليه قطيفة فصعد المنبر فحمد الله وأثني عليه ثم

قَالَ أَمّا بَعدُ أَيّهَا النّاسُ فَمَا مَقَالَةٌ بلَغَنَيِ‌ عَن بَعضِكُم فِي تَأمِيرِ أُسَامَةَ وَ لَئِن طَعَنتُم فِي تأَميِريِ‌ أُسَامَةَ فَقَد طَعَنتُم فِي تأَميِريِ‌ أَبَاهُ قَبلَهُ وَ ايمُ اللّهِ إِن كَانَ لِلإِمَارَةِ خَلِيقاً وَ إِنّ ابنَهُ مِن بَعدِهِ لَخَلِيقٌ لِلإِمَارَةِ وَ إِن كَانَ لَمِن أَحَبّ النّاسِ إلِيَ‌ّ فَاستَوصُوا بِهِ خَيراً فَإِنّهُ مِن خِيَارِكُم

ثم نزل فدخل بيته و ذلك يوم السبت لعشر خلون من ربيع الأول وجاء المسلمون الذين يخرجون مع أسامة يودعون رسول الله ص ويمضون علي العسكر.


صفحه : 411

ثم ذكر تخلف القوم علي ماسيأتي‌ بيانه . قال فلما بويع لأبي‌ بكر أمر بريدة باللواء إلي أسامة ليمضي‌ لوجهه فمضي بريدة إلي معسكرهم الأول فلما كان هلال ربيع الآخر سنة إحدي عشرة خرج أسامة فسار إلي أهل أبني عشرين ليلة فشن عليهم الغارة فقتل من أشرف له وسبي من قدر عليه وقتل قاتل أبيه ورجع إلي المدينة فخرج أبوبكر في المهاجرين و أهل المدينة يتلقونهم سرورا لسلامتهم و في مدة مرضه ص جاء الخبر بظهور مسيلمة والعنسي‌ وكانا يستغويان أهل بلادهما إلا أنه لم يظهر أمرهما إلا في حال مرض رسول الله ص و كان ص قدلحقه مرض بعيد عوده من الحج ثم عوفي‌ ثم عاد فمرض مرض الموت قال أبومويهبة لمارجع رسول الله ص من حجه طارت الأخبار بأنه قداشتكي فوثب الأسود باليمن ومسيلمة باليمامة فأما الأسود العنسي‌ فاسمه عهيلة بن كعب و كان كاهنا يشعبذ ويريهم الأعاجيب ويسبي‌ منطقه قلب من يسمعه و كان أول خروجه بعدحجة رسول الله ص فسار إلي صنعاء فأخذها فكتب فروة بن مسيك إلي رسول الله ص بخبره و كان عامل رسول الله ص علي مراد وخرج معاذ بن جبل هاربا حتي مر بأبي‌ موسي الأشعري‌ و هوبمارت فاقتحما حضرموت ورجع عمرو بن خالد إلي المدينة وقتل شهر بن باذام وتزوج امرأته وكانت ابنة عم فيروز فأرسل رسول الله ص إلي نفر من الأبناء رسولا وكتب إليهم أن يحاولوا الأسود إما غيلة وإما مصادمة وأمرهم أن يستنجدوا رجالا سماهم لهم ممن حولهم من حمير وهمدان وأرسل إلي أولئك النفر أن ينجدوهم فدخلوا علي زوجته فقالوا هذا قدقتل أباك وزوجك فما عندك قالت هوأبغض خلق الله إلي‌ و هومجرد والحرس محيطون بقصره إلا هذاالبيت فانقبوا عليه فنقبوا ودخل فيروز الديلمي‌ فخالطه فأخذ برأسه فقتله فخار خوار ثور فابتدر الحرس الباب فقالوا ما هذافقالت النبي


صفحه : 412

يوحي إليه ثم خمد و قد كان يجي‌ء إليه شيطان فيوسوس له فيغط ويعمل بما قاله فلما طلع الفجر نادوا بشعارهم ألذي بينهم ثم بالأذان وقالوا فيه أشهد أن محمدا رسول الله و أن عهيلة كذاب وشنوها غارة وتراجع أصحاب رسول الله ص إلي أعمالهم وكتبوا إلي رسول الله ص بالخبر فسبق خبر السماء إليه فخرج رسول الله ص قبل موته بيوم أوبليلة فأخبر الناس بذلك

فَقَالَ قُتِلَ الأَسوَدُ البَارِحَةَ قَتَلَهُ رَجُلٌ مُبَارَكٌ مِن أَهلِ بَيتٍ مُبَارَكِينَ

قيل و من هو قال فيروز فاز فيروز ووصل الكتاب و رسول الله ص قدمات إلي أبي بكر و كان من أول خروجه إلي أن قتل نحو أربعة أشهر وفيروز قيل إنه ابن أخت النجاشي‌ وقيل هو من أبناء فارس . و أمامسيلمة بن حبيب الكذاب فكان يقال له رحمان اليمامة لأنه كان يقول ألذي يأتيني‌ اسمه رحمان وقدم علي رسول الله ص فيمن أسلم ثم ارتد لمارجع إلي بلده وكتب إلي رسول الله من مسيلمة رسول الله إلي محمد رسول الله أما بعد فإن الأرض لنا نصف ولقريش نصف ولكن قريش قوم يعتدون وبعث الكتاب مع رجلين فقال لهما رسول الله ص أتشهدان أني‌ رسول الله قالا نعم قال أتشهدان أن مسيلمة رسول الله قالا نعم إنه قدأشرك معك فقال لو لا أن الرسول لايقتل لضربت أعناقكما

ثُمّ كَتَبَ إِلَيهِ مِن مُحَمّدٍ رَسُولِ اللّهِ إِلَي مُسَيلَمَةَ الكَذّابِ أَمّا بَعدُ فَإِنّ الأَرضَ لِلّهِ يُورِثُها مَن يَشاءُ مِن عِبادِهِ وَ العاقِبَةُ لِلمُتّقِينَ وَ قَد أَهلَكتَ أَهلَ حِجرٍ أَبَادَكَ اللّهُ وَ مَن صَوّبَ مَعَكَ.

وادعي مسيلمة أنه قداشترك مع محمدص في النبوة فأتته امرأة فقالت ادع الله لنخلنا ولمائنا فإن محمدا دعا لقومه فجاشت آبارهم قال وكيف صنع


صفحه : 413

قالت دعا بسجل فدعا لهم فيه ثم تمضمض ومجه فيه فأفرغوه في تلك الآبار ففعل هوكذلك فغارت تلك المياه و قال رجل برك علي ولدي‌ فإن محمدا يبرك علي أولاد أصحابه فلم يؤت بصبي‌ مسح رأسه إلاقرع وتوضأ مسيلمة في حائط فصب وضوءه فيه فلم ينبت ووضع في الآخر عنهم الصلاة وأحل لهم الخمر والزنا ونحو ذلك فاتفقت معه بنو حنيفة إلاالقليل وغلب علي حجر اليمامة وأخرج ثمامة بن أثال وكتب ثمامة إلي رسول الله ص بخبره و كان عامل رسول الله ص علي اليمامة فلما مات رسول الله ص أرسل أبوبكر خالد بن الوليد إلي مسيلمة فلما بلغ اليمامة تقاتلوا و كان عدد بني‌ حنيفة يومئذ أربعين ألف مقاتل فقتل من المسلمين ألف ومائتان و من المشركين نحو عشرين ألفا وكانت بنو حنيفة حين رأت خذلانها تقول لمسيلمة أين ماكنت تعدنا فيقول قاتلوا عن أحسابكم وقتل الله عز و جل مسيلمة اشترك في قتله وحشي‌ و أبودجانة فكان وحشي‌ يقول قتلت خير الناس وشر الناس حمزة ومسيلمة.بيان في القاموس السكاسك حي‌ باليمن و قال الجوهري‌ السكون بالفتح حي‌ من اليمن و في النهاية في حديث أسامة أغر علي أبني صباحا هي‌ بضم الهمزة والقصر اسم موضع من فلسطين بين عسقلان والرملة ويقال لها يبني بالياء والعنس بالعين المهملة والنون أبوقبيلة من اليمن وبالباء الموحدة أيضا أبوقبيلة وكذا في أكثر النسخ لكن ابن الأثير ضبطه بالنون وباذام في أكثر النسخ بالميم معرب بادام وصححه الفيروزآبادي‌ بالنون و قال الأبناء قوم من العجم سكنوا اليمن و قال الجوهري‌ صوبت الفرس إذاأرسلته في الجري‌ وصوبه أي قال له أصبت واستصوب فعله