صفحه : 1

الجزء التاسع عشر

تتمة كتاب تاريخ نبيناص

تتمة أبواب أحواله ص من البعثة إلي نزول المدينة

باب 5-دخوله الشعب و ماجري بعده إلي الهجرة وعرض نفسه علي القبائل وبيعة الأنصار وموت أبي طالب وخديجة رضي‌ الله عنهما

1-عم ،[إعلام الوري ]ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]اجتَمَعَت قُرَيشٌ فِي دَارِ النّدوَةِ وَ كَتَبُوا صَحِيفَةً بَينَهُم أَن لَا يُؤَاكِلُوا بنَيِ‌ هَاشِمٍ وَ لَا يُكَلّمُوهُم وَ لَا يُبَايِعُوهُم وَ لَا يُزَوّجُوهُم وَ لَا يَتَزَوّجُوا إِلَيهِم وَ لَا يَحضُرُوا مَعَهُم حَتّي يَدفَعُوا إِلَيهِم مُحَمّداً فَيَقتُلُوهُ وَ أَنّهُم يَدٌ وَاحِدَةٌ عَلَي مُحَمّدٍ يَقتُلُونَهُ غِيلَةً أَو صَرَاحاً فَلَمّا بَلَغَ ذَلِكَ أَبَا طَالِبٍ جَمَعَ بنَيِ‌ هَاشِمٍ وَ دَخَلُوا الشّعبَ وَ كَانُوا أَربَعِينَ رَجُلًا فَحَلَفَ لَهُم أَبُو طَالِبٍ بِالكَعبَةِ وَ الحَرَمِ وَ الرّكنِ وَ المَقَامِ إِن شَاكَت مُحَمّداً شَوكَةٌ لَأَثِبَنّ عَلَيكُم يَا بنَيِ‌ هَاشِمٍ وَ حَصّنَ الشّعبَ وَ كَانَ يَحرُسُهُ بِاللّيلِ وَ النّهَارِ فَإِذَا جَاءَ اللّيلُ يَقُومُ بِالسّيفِ عَلَيهِ وَ رَسُولُ اللّهِص مُضطَجِعٌ ثُمّ يُقِيمُهُ وَ يُضجِعُهُ فِي مَوضِعٍ آخَرَ فَلَا يَزَالُ اللّيلُ كُلّهُ هَكَذَا وَ يُوَكّلُ وُلدَهُ وَ وُلدَ أَخِيهِ بِهِ يَحرُسُونَهُ بِالنّهَارِ فَأَصَابَهُمُ الجَهدُ وَ كَانَ مَن دَخَلَ مَكّةَ مِنَ العَرَبِ لَا يَجسُرُ أَن يَبِيعَ مِن بنَيِ‌ هَاشِمٍ شَيئاً وَ مَن بَاعَ مِنهُم شَيئاً انتَهَبُوا مَالَهُ وَ كَانَ أَبُو جَهلٍ وَ العَاصُ بنُ وَائِلٍ السهّميِ‌ّ وَ النّضرُ بنُ الحَارِثِ بنِ كَلدَةَ وَ عُقبَةُ بنُ أَبِي مُعَيطٍ يَخرُجُونَ إِلَي الطّرُقَاتِ التّيِ‌ تَدخُلُ مَكّةَ فَمَن رَأَوهُ مَعَهُ مِيرَةٌ نَهَوهُ أَن يَبِيعَ مِن بنَيِ‌ هَاشِمٍ شَيئاً وَ يَحذَرُونَ إِن بَاعَ شَيئاً مِنهُم أَن يَنهَبُوا مَالَهُ وَ كَانَت خَدِيجَةُ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهَا لَهَا مَالٌ كَثِيرٌ فَأَنفَقَتهُ عَلَي


صفحه : 2

رَسُولِ اللّهِص فِي الشّعبِ وَ لَم يَدخُل فِي حَلفِ الصّحِيفَةِ مُطعِمُ بنُ عدَيِ‌ّ بنِ نَوفَلِ بنِ عَبدِ المُطّلِبِ بنِ عَبدِ مَنَافٍ وَ قَالَ هَذَا ظُلمٌ وَ خَتَمُوا الصّحِيفَةَ بِأَربَعِينَ خَاتَماً خَتَمَهَا كُلّ رَجُلٍ مِن رُؤَسَاءِ قُرَيشٍ بِخَاتَمِهِ وَ عَلّقُوهَا فِي الكَعبَةِ وَ تَابَعَهُم عَلَي ذَلِكَ أَبُو لَهَبٍ وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَخرُجُ فِي كُلّ مَوسِمٍ فَيَدُورُ عَلَي قَبَائِلِ العَرَبِ فَيَقُولُ لَهُم تَمنَعُونَ لِي جاَنبِيِ‌ حَتّي أَتلُوَ عَلَيكُم كِتَابَ رَبّكُم وَ ثَوَابُكُمُ الجَنّةُ عَلَي اللّهِ وَ أَبُو لَهَبٍ فِي أَثَرِهِ فَيَقُولُ لَا تَقبَلُوا مِنهُ فَإِنّهُ ابنُ أخَيِ‌ وَ هُوَ كَذّابٌ سَاحِرٌ فَلَم يَزَل هَذَا حَالَهُم وَ بَقُوا فِي الشّعبِ أَربَعَ سِنِينَ لَا يَأمَنُونَ إِلّا مِن مَوسِمٍ إِلَي مَوسِمٍ وَ لَا يَشتَرُونَ وَ لَا يُبَايِعُونَ إِلّا فِي المَوسِمِ وَ كَانَ يَقُومُ بِمَكّةَ مَوسِمَانِ فِي كُلّ سَنَةٍ مَوسِمُ العُمرَةِ فِي رَجَبٍ وَ مَوسِمُ الحَجّ فِي ذيِ‌ الحِجّةِ فَكَانَ إِذَا اجتَمَعَتِ المَوَاسِمُ تَخرُجُ بَنُو هَاشِمٍ مِنَ الشّعبِ فَيَشتَرُونَ وَ يَبِيعُونَ ثُمّ لَا يَجسُرُ أَحَدٌ مِنهُم أَن يَخرُجَ إِلَي المَوسِمِ الثاّنيِ‌ وَ أَصَابَهُمُ الجَهدُ وَ جَاعُوا وَ بَعَثَت قُرَيشٌ إِلَي أَبِي طَالِبٍ ادفَع إِلَينَا مُحَمّداً حَتّي نَقتُلَهُ وَ نُمَلّكَكَ عَلَينَا فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ قَصِيدَتَهُ اللّامِيّةَ يَقُولُ فِيهَا


وَ لَمّا رَأَيتُ القَومَ لَا وُدّ فِيهِم   وَ قَد قَطَعُوا كُلّ العُرَي وَ الوَسَائِلِ

أَ لَم تَعلَمُوا أَنّ ابنَنَا لَا مُكَذّبٌ   لَدَينَا وَ لَا يعَنيِ‌ بِقَولِ الأَبَاطِلِ

وَ أَبيَضَ يُستَسقَي الغَمَامُ بِوَجهِهِ   ثِمَالُ اليَتَامَي عِصمَةٌ لِلأَرَامِلِ

يَطُوفُ بِهِ الهُلّاكُ مِن آلِ هَاشِمِ   فَهُم عِندَهُ فِي نِعمَةٍ وَ فَوَاضِلِ

كَذَبتُم وَ بَيتِ اللّهِ يُبزَي مُحَمّدٌص   وَ لَمّا نُطَاعِن دُونَهُ وَ نُقَاتِل

وَ نُسَلّمهُ حَتّي نَصرَعَ دُونَهُ   وَ نَذهَلُ عَن أَبنَائِنَا وَ الحَلَائِلِ

صفحه : 3


لعَمَريِ‌ لَقَد كُلّفتُ وَجداً بِأَحمَدَ   وَ أَحبَبتُهُ حُبّ الحَبِيبِ المُوَاصِلِ

وَ جُدتُ بنِفَسيِ‌ دُونَهُ وَ حَمَيتُهُ   وَ دَارَأتُ عَنهُ بِالذّرَي وَ الكَوَاهِلِ

فَلَا زَالَ فِي الدّنيَا جَمَالًا لِأَهلِهَا   وَ شَيئاً لِمَن عَادَي وَ زَينَ المَحَافِلِ

حَلِيماً رَشِيداً حَازِماً غَيرَ طَائِشٍ   يوُاَليِ‌ إِلَهَ الحَقّ لَيسَ بِمَاحِلٍ

فَأَيّدَهُ رَبّ العِبَادِ بِنَصرِهِ   وَ أَظهَرَ دِيناً حَقّهُ غَيرُ بَاطِلٍ

فَلَمّا سَمِعُوا هَذِهِ القَصِيدَةَ آيَسُوا مِنهُ وَ كَانَ أَبُو العَاصِ بنُ الرّبِيعِ وَ هُوَ خَتَنُ رَسُولِ اللّهِ يأَتيِ‌ بِالعِيرِ بِاللّيلِ عَلَيهَا البُرّ وَ التّمرُ إِلَي بَابِ الشّعبِ ثُمّ يَصِيحُ بِهَا فَتَدخُلُ الشّعبَ فَيَأكُلُهُ بَنُو هَاشِمٍ وَ قَد قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَقَد صَاهَرَنَا أَبُو العَاصِ فَأَحمَدنَا صِهرَهُ لَقَد كَانَ يَعمِدُ إِلَي العِيرِ وَ نَحنُ فِي الحِصَارِ فَيُرسِلُهَا فِي الشّعبِ لَيلًا وَ لَمّا أَتَي عَلَي رَسُولِ اللّهِ فِي الشّعبِ أَربَعُ سِنِينَ بَعَثَ اللّهُ عَلَي صَحِيفَتِهِمُ القَاطِعَةِ دَابّةَ الأَرضِ فَلَحِسَت جَمِيعَ مَا فِيهَا مِن قَطِيعَةٍ وَ ظُلمٍ وَ تَرَكَت بِاسمِكَ أللّهُمّ وَ نَزَلَ جَبرَئِيلُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص فَأَخبَرَهُ بِذَلِكَ فَأَخبَرَ رَسُولُ اللّهِ أَبَا طَالِبٍ فَقَامَ أَبُو طَالِبٍ وَ لَبِسَ ثِيَابَهُ ثُمّ مَشَي حَتّي دَخَلَ المَسجِدَ عَلَي قُرَيشٍ وَ هُم مُجتَمِعُونَ فِيهِ فَلَمّا أَبصَرُوهُ قَالُوا قَد ضَجِرَ أَبُو طَالِبٍ وَ جَاءَ الآنَ لِيُسَلّمَ ابنَ أَخِيهِ فَدَنَا مِنهُم وَ سَلّمَ عَلَيهِم فَقَامُوا إِلَيهِ وَ عَظّمُوهُ وَ قَالُوا قَد عَلِمنَا يَا أَبَا طَالِبٍ أَنّكَ أَرَدتَ مُوَاصَلَتَنَا وَ الرّجُوعَ إِلَي جَمَاعَتِنَا وَ أَن تُسَلّمَ ابنَ أَخِيكَ إِلَينَا قَالَ وَ اللّهِ مَا جِئتُ لِهَذَا وَ لَكِنِ ابنُ أخَيِ‌ أخَبرَنَيِ‌ وَ لَم يكَذبِنيِ‌ أَنّ اللّهَ تَعَالَي أَخبَرَهُ أَنّهُ بَعَثَ عَلَي صَحِيفَتِكُمُ القَاطِعَةِ دَابّةَ الأَرضِ فَلَحِسَت


صفحه : 4

جَمِيعَ مَا فِيهَا مِن قَطِيعَةِ رَحِمٍ وَ ظُلمٍ وَ جَورٍ وَ ترك [تَرَكَت]اسمَ اللّهِ فَابعَثُوا إلِيَ‌ّ صَحِيفَتَكُم فَإِن كَانَ حَقّاً فَاتّقُوا اللّهَ وَ ارجِعُوا عَمّا أَنتُم عَلَيهِ مِنَ الظّلمِ وَ الجَورِ وَ قَطِيعَةِ الرّحِمِ وَ إِن كَانَ بَاطِلًا دَفَعتُهُ إِلَيكُم فَإِن شِئتُم قَتَلتُمُوهُ وَ إِن شِئتُمُ استَحيَيتُمُوهُ فَبَعَثُوا إِلَي الصّحِيفَةِ وَ أَنزَلُوهَا مِنَ الكَعبَةِ وَ عَلَيهَا أَربَعُونَ خَاتَماً فَلَمّا أَتَوا بِهَا نَظَرَ كُلّ رَجُلٍ مِنهُم إِلَي خَاتَمِهِ ثُمّ فَكّوهَا فَإِذَا لَيسَ فِيهَا حَرفٌ وَاحِدٌ إِلّا بِاسمِكَ أللّهُمّ فَقَالَ لَهُم أَبُو طَالِبٍ يَا قَومِ اتّقُوا اللّهَ وَ كُفّوا عَمّا أَنتُم عَلَيهِ فَتَفَرّقَ القَومُ وَ لَم يَتَكَلّم أَحَدٌ وَ رَجَعَ أَبُو طَالِبٍ إِلَي الشّعبِ

2-عم ،[إعلام الوري ] وَ قَالَ فِي ذَلِكَ قَصِيدَتَهُ البَائِيّةَ التّيِ‌ أَوّلُهَا


أَلَا مَن لِهَمّ آخِرِ اللّيلِ مَنصِبٌ   وَ شَعبُ العَصَا مِن قَومِكَ المُتَشَعّبُ

وَ فِيهَا


وَ قَد كَانَ فِي أَمرِ الصّحِيفَةِ عِبرَةٌ   مَتَي مَا يُخبِرُ غَائِبُ القَومِ يُعجِبُ

مَحَا اللّهُ مِنهَا كُفرَهُم وَ عُقُوقَهُم   وَ مَا نَقَمُوا مِن نَاطِقِ الحَقّ مُعرِبٌ

وَ أَصبَحَ مَا قَالُوا مِنَ الأَمرِ بَاطِلًا   وَ مَن يَختَلِقُ مَا لَيسَ بِالحَقّ يَكذِبُ

وَ أَمسَي ابنُ عَبدِ اللّهِ فِينَا مُصَدّقاً   عَلَي سَخَطٍ مِن قَومِنَا غَيرَ مُعتِبٍ

وَ لَا تَحسَبُونَا مُسَلّمِينَ مُحَمّداً   لذِيِ‌ عِزّةٍ مِنّا وَ لَا مُتَعَزّبٍ

سَتَمنَعُهُ مِنّا يَدٌ هَاشِمِيّةٌ   مَركَبُهَا فِي النّاسِ خَيرُ مَركَبٍ

3-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ] وَ قَالَ عِندَ ذَلِكَ نَفَرٌ مِن بنَيِ‌ عَبدِ مَنَافٍ وَ بنَيِ‌ قصُيَ‌ّ وَ رِجَالٌ مِن قُرَيشٍ وَلَدَتهُم نِسَاءُ بنَيِ‌ هَاشِمٍ مِنهُم مُطعِمُ بنُ عدَيِ‌ّ بنِ عَامِرِ بنِ لوُيِ‌ّ وَ كَانَ شَيخاً كَبِيراً كَثِيرَ المَالِ لَهُ أَولَادٌ وَ أَبُو البخَترَيِ‌ّ بنُ هِشَامٍ وَ زُهَيرُ بنُ أُمَيّةَ المخَزوُميِ‌ّ فِي رِجَالٍ مِن أَشرَافِهِم نَحنُ بُرَآءُ مِمّا فِي هَذَا الصّحِيفَةِ فَقَالَ أَبُو جَهلٍ هَذَا أَمرٌ قضُيِ‌َ بِلَيلٍ وَ خَرَجَ النّبِيّ


صفحه : 5

ص وَ رَهطُهُ مِنَ الشّعبِ وَ خَالَطُوا النّاسَ وَ مَاتَ أَبُو طَالِبٍ بَعدَ ذَلِكَ بِشَهرَينِ وَ مَاتَت خَدِيجَةُ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهَا بَعدَ ذَلِكَ وَ وَرَدَ عَلَي رَسُولِ اللّهِص أَمرَانِ عَظِيمَانِ وَ جَزِعَ جَزَعاً شَدِيداً وَ دَخَلَ عَلَي أَبِي طَالِبٍ وَ هُوَ يَجُودُ بِنَفسِهِ وَ قَالَ يَا عَمّ رُبّيتُ صَغِيراً وَ نُصِرتُ كَبِيراً وَ كُفّلتُ يَتِيماً فَجَزَاكَ اللّهُ عنَيّ‌ خَيرَ الجَزَاءِ أعَطنِيِ‌ كَلِمَةً أَشفَعُ لَكَ بِهَا عِندَ ربَيّ‌ قَالَ ابنُ عَبّاسٍ فَلَمّا ثَقُلَ أَبُو طَالِبٍ رئُيِ‌َ يُحَرّكُ شَفَتَيهِ فَأَصغَي إِلَيهِ العَبّاسُ يَسمَعُ قَولَهُ فَرَفَعَ العَبّاسُ عَنهُ رَأسَهُ وَ قَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ اللّهِ قَد قَالَ الكَلِمَةَ التّيِ‌ سَأَلتَهُ إِيّاهَا

وَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص عَارَضَ جِنَازَةَ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ وَصَلتَ رَحِماً وَ جُزِيتَ خَيراً يَا عَمّ

4-عم ،[إعلام الوري ] وَ ذَكَرَ مُحَمّدُ بنُ إِسحَاقَ بنِ يَسَارٍ أَنّ خَدِيجَةَ بِنتَ خُوَيلِدٍ وَ أَبَا طَالِبٍ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُمَا مَاتَا فِي عَامٍ وَاحِدٍ وَ تَتَابَعَت عَلَي رَسُولِ اللّهِص المَصَائِبُ بِهَلَاكِ خَدِيجَةَ وَ أَبِي طَالِبٍ وَ كَانَت خَدِيجَةُ وَزِيرَةَ صِدقٍ عَلَي الإِسلَامِ وَ كَانَ يَسكُنُ إِلَيهَا

وَ ذَكَرَ أَبُو عَبدِ اللّهِ بنُ مَندَةَ فِي كِتَابِ المَعرِفَةِ أَنّ وَفَاةَ خَدِيجَةَ كَانَت بَعدَ وَفَاةِ أَبِي طَالِبٍ بِثَلَاثَةِ أَيّامٍ وَ زَعَمَ الواَقدِيِ‌ّ أَنّهُم خَرَجُوا مِنَ الشّعبِ قَبلَ الهِجرَةِ بِثَلَاثِ سِنِينَ وَ فِي هَذِهِ السّنَةِ تُوُفّيَت خَدِيجَةُ وَ أَبُو طَالِبٍ وَ بَينَهُمَا خَمسٌ وَ ثَلَاثُونَ لَيلَةً

5-عم ،[إعلام الوري ] فِي كِتَابِ دَلَائِلِ النّبُوّةِ عَنِ الزهّريِ‌ّ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِ يَعرِضُ نَفسَهُ


صفحه : 6

عَلَي قَبَائِلِ العَرَبِ فِي كُلّ مَوسِمٍ وَ يُكَلّمُ كُلّ شَرِيفِ قَومٍ لَا يَسأَلُهُم مَعَ ذَلِكَ إِلّا أَن يُؤوُوهُ وَ يَمنَعُوهُ وَ يَقُولُ لَا أُكرِهُ أَحَداً مِنكُم عَلَي شَيءٍ مَن رضَيِ‌َ مِنكُم باِلذّيِ‌ أَدعُوهُ إِلَيهِ فَذَاكَ وَ مَن كَرِهَ لَم أُكرِههُ إِنّمَا أُرِيدُ أَن تحُرَزّوُنيِ‌ مِمّا يُرَادُ بيِ‌ مِنَ القَتلِ حَتّي أُبَلّغَ رِسَالَاتِ ربَيّ‌ وَ حَتّي يقَضيِ‌َ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لِي وَ لِمَن صحَبِنَيِ‌ بِمَا شَاءَ اللّهُ فَلَم يَقبَلهُ أَحَدٌ مِنهُم وَ لَم يَأتِ أَحَداً مِن تِلكَ القَبَائِلِ إِلّا قَالَ قَومُ الرّجُلِ أَعلَمُ بِهِ أَ تَرَونَ أَنّ رَجُلًا يُصلِحُنَا وَ قَد أَفسَدَ قَومَهُ وَ لَفَظُوهُ فَلَمّا توُفُيّ‌َ أَبُو طَالِبٍ اشتَدّ البَلَاءُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص أَشَدّ مَا كَانَ فَعَمَدَ لِثَقِيفٍ بِالطّائِفِ رَجَاءَ أَن يُؤوُوهُ فَوَجَدَ ثَلَاثَةَ نَفَرٍ مِنهُم هُم سَادَاتُ ثَقِيفٍ يَومَئذٍ وَ هُم إِخوَةُ عَبدِ يَالِيلِ بنِ عَمرٍو وَ حَبِيبُ بنُ عَمرٍو وَ مَسعُودُ بنُ عَمرٍو فَعَرَضَ عَلَيهِم نَفسَهُ وَ شَكَا إِلَيهِمُ البَلَاءَ وَ مَا انتَهَكَ مِنهُ قَومُهُ فَقَالَ أَحَدُهُم أَنَا أَسرِقُ أَستَارَ الكَعبَةِ إِن كَانَ اللّهُ بَعَثَكَ بشِيَ‌ءٍ قَطّ وَ قَالَ الآخَرُ أَ عَجزٌ عَلَي اللّهِ أَن يُرسِلَ غَيرَكَ وَ قَالَ الآخَرُ وَ اللّهِ لَا أُكَلّمُكَ بَعدَ مَجلِسِكَ هَذَا أَبَداً وَ اللّهِ لَئِن كُنتَ رَسُولَ اللّهِ لَأَنتَ أَعظَمُ شَرَفاً مِن أَن أُكَلّمَكَ وَ لَئِن كُنتَ تَكذِبُ عَلَي اللّهِ لَأَنتَ شَرّ مِن أَن أُكَلّمَكَ وَ تَهَزّءُوا بِهِ وَ أَفشَوا فِي قَومِهِمُ ألّذِي رَاجَعُوهُ بِهِ فَقَعَدُوا لَهُ صَفّينِ عَلَي طَرِيقِهِ فَلَمّا مَرّ رَسُولُ اللّهِص بَينَ صَفّيهِم كَانَ لَا يَرفَعُ رِجلَيهِ وَ لَا يَضَعُهُمَا إِلّا رَضَخُوهُمَا بِالحِجَارَةِ وَ قَد كَانُوا أَعَدّوهَا حَتّي أَدمَوا رِجلَيهِ فَخَلَصَ مِنهُم وَ رِجلَاهُ تَسِيلَانِ الدّمَاءَ فَعَمَدَ إِلَي حَائِطٍ مِن حَوَائِطِهِم وَ استَظَلّ فِي ظِلّ حَبَلَةٍ وَ هُوَ مَكرُوبٌ مُوجَعٌ فَإِذَا فِي الحَائِطِ عُتبَةُ بنُ رَبِيعَةَ وَ شَيبَةُ بنُ رَبِيعَةَ فَلَمّا رَآهُمَا كَرِهَ مَكَانَهُمَا لِمَا يَعلَمُ مِن عَدَاوَتِهِمَا لِلّهِ وَ لِرَسُولِهِ وَ لَمّا رَأَيَاهُ أَرسَلَا إِلَيهِ غُلَاماً لَهُمَا يُدعَي عَدّاسٌ وَ هُوَ نصَراَنيِ‌ّ مِن أَهلِ نَينَوَي مَعَهُ عِنَبٌ فَلَمّا جَاءَهُ عَدّاسٌ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص مِن أَيّ أَرضٍ أَنتَ قَالَ أَنَا مِن أَهلِ نَينَوَي فَقَالَص مِن مَدِينَةِ الرّجُلِ الصّالِحِ يُونُسَ بنِ مَتّي فَقَالَ لَهُ عَدّاسٌ وَ مَا يُدرِيكَ مَن يُونُسُ بنُ مَتّي فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص وَ كَانَ لَا يُحَقّرُ أَحَداً أَن يُبَلّغَهُ رِسَالَةَ رَبّهِ أَنَا رَسُولُ اللّهِ وَ اللّهُ تَعَالَي أخَبرَنَيِ‌ خَبَرَ يُونُسَ بنِ مَتّي فَلَمّا أَخبَرَهُ بِمَا أَوحَي اللّهُ إِلَيهِ


صفحه : 7

مِن شَأنِ يُونُسَ بنِ مَتّي خَرّ عَدّاسٌ سَاجِداً لِلّهِ وَ جَعَلَ يُقَبّلُ قَدَمَيهِ وَ هُمَا تَسِيلَانِ الدّمَاءَ فَلَمّا بَصُرَ عُتبَةُ وَ شَيبَةُ مَا يَصنَعُ غُلَامُهُمَا سَكَتَا فَلَمّا أَتَاهُمَا قَالَا لَهُ مَا شَأنُكَ سَجَدتَ لِمُحَمّدٍ وَ قَبّلتَ قَدَمَيهِ وَ لَم نَرَكَ فَعَلتَهُ بِأَحَدٍ مِنّا قَالَ هَذَا رَجُلٌ صَالِحٌ أخَبرَنَيِ‌ بشِيَ‌ءٍ عَرَفتُهُ مِن شَأنِ رَسُولٍ بَعَثَهُ اللّهُ إِلَينَا يُدعَي يُونُسُ بنُ مَتّي فَضَحِكَا وَ قَالَا لَا يَفتِنَنّكَ عَن نَصرَانِيّتِكَ فَإِنّهُ رَجُلٌ خَدّاعٌ فَرَجَعَ رَسُولُ اللّهِص إِلَي مَكّةَ. قَالَ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ بنِ هَاشِمٍ وَ لَمّا رَجَعَ رَسُولُ اللّهِص مِنَ الطّائِفِ وَ أَشرَفَ عَلَي مَكّةَ وَ هُوَ مُعتَمِرٌ كَرِهَ أَن يَدخُلَ مَكّةَ وَ لَيسَ لَهُ فِيهَا مُجِيرٌ فَنَظَرَ إِلَي رَجُلٍ مِن قُرَيشٍ قَد كَانَ أَسلَمَ سِرّاً فَقَالَ لَهُ ائتِ الأَخنَسَ بنَ شَرِيقٍ فَقُل لَهُ إِنّ مُحَمّداً يَسأَلُكَ أَن تُجِيرَهُ حَتّي يَطُوفَ وَ يَسعَي فَإِنّهُ مُعتَمِرٌ فَأَتَاهُ وَ أَدّي إِلَيهِ مَا قَالَ رَسُولُ اللّهِ فَقَالَ الأَخنَسُ إنِيّ‌ لَستُ مِن قُرَيشٍ وَ إِنّمَا أَنَا حَلِيفٌ فِيهِم وَ الحَلِيفُ لَا يُجِيرُ عَلَي الصّمِيمِ وَ أَخَافُ أَن يَخفِرُوا جوَاَريِ‌ فَيَكُونَ ذَلِكَ مَسَبّةً فَرَجَعَ إِلَي رَسُولِ اللّهِ فَأَخبَرَهُ وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِ فِي شِعبِ حِرَاءَ مُختَفِياً مَعَ زَيدٍ فَقَالَ لَهُ ائتِ سُهَيلَ بنَ عَمرٍو فَاسأَلهُ أَن يجُيِرنَيِ‌ حَتّي أَطُوفَ بِالبَيتِ وَ أَسعَي فَأَتَاهُ وَ أَدّي إِلَيهِ قَولَهُ فَقَالَ لَهُ لَا أَفعَلُ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِ اذهَب إِلَي مُطعِمِ بنِ عدَيِ‌ّ فَاسأَلهُ أَن يجُيِرنَيِ‌ حَتّي أَطُوفَ وَ أَسعَي فَجَاءَ إِلَيهِ وَ أَخبَرَهُ فَقَالَ أَينَ مُحَمّدٌ فَكَرِهَ أَن يُخبِرَهُ بِمَوضِعِهِ فَقَالَ هُوَ قَرِيبٌ فَقَالَ ائتِهِ فَقُل لَهُ إنِيّ‌ قَد أَجَرتُكَ فَتَعَالَ وَ طُف وَ اسعَ مَا شِئتَ فَأَقبَلَ رَسُولُ اللّهِص وَ قَالَ مُطعِمٌ لِوُلدِهِ وَ أَختَانِهِ وَ أَخِيهِ طُعَيمَةَ بنِ عدَيِ‌ّ خُذُوا سِلَاحَكُم فإَنِيّ‌ قَد أَجَرتُ مُحَمّداً وَ كُونُوا حَولَ الكَعبَةِ حَتّي يَطُوفَ وَ يَسعَي وَ كَانُوا عَشَرَةً فَأَخَذُوا السّلَاحَ وَ أَقبَلَ رَسُولُ اللّهِ حَتّي دَخَلَ المَسجِدَ وَ رَآهُ أَبُو جَهلٍ فَقَالَ يَا مَعشَرَ قُرَيشٍ هَذَا مُحَمّدٌ وَحدَهُ وَ قَد مَاتَ نَاصِرُهُ فَشَأنُكُم بِهِ فَقَالَ لَهُ طُعَيمَةُ بنُ عدَيِ‌ّ


صفحه : 8

يَا عَمّ لَا تَتَكَلّم فَإِنّ أَبَا وَهبٍ قَد أَجَارَ مُحَمّداً فَوَقَفَ أَبُو جَهلٍ عَلَي مُطعِمِ بنِ عدَيِ‌ّ فَقَالَ أَبَا وَهبٍ أَ مُجِيرٌ أَم صَابِئٌ قَالَ بَل مُجِيرٌ قَالَ إِذاً لَا نَخفِرُ جِوَارَكَ فَلَمّا فَرَغَ رَسُولُ اللّهِص مِن طَوَافِهِ وَ سَعيِهِ جَاءَ إِلَي مُطعِمٍ فَقَالَ أَبَا وَهبٍ قَد أَجَرتَ وَ أَحسَنتَ فَرُدّ عَلَيّ جوِاَريِ‌ قَالَ وَ مَا عَلَيكَ أَن تُقِيمَ فِي جوِاَريِ‌ قَالَ أَكرَهُ أَن أُقِيمَ فِي جِوَارِ مُشرِكٍ أَكثَرَ مِن يَومٍ قَالَ مُطعِمٌ يَا مَعشَرَ قُرَيشٍ إِنّ مُحَمّداً قَد خَرَجَ مِن جوِاَريِ‌. قَالَ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ قَدِمَ أَسعَدُ بنُ زُرَارَةَ وَ ذَكوَانُ بنُ عَبدِ قَيسٍ فِي مَوسِمٍ مِن مَوَاسِمِ العَرَبِ وَ هُمَا مِنَ الخَزرَجِ وَ كَانَ بَينَ الأَوسِ وَ الخَزرَجِ حَربٌ قَد بَقُوا فِيهَا دَهراً طَوِيلًا وَ كَانُوا لَا يَضَعُونَ السّلَاحَ لَا بِاللّيلِ وَ لَا بِالنّهَارِ وَ كَانَ آخِرُ حَربٍ بَينَهُم يَومَ بِعَاثٍ وَ كَانَت لِلأَوسِ عَلَي الخَزرَجِ فَخَرَجَ أَسعَدُ بنُ زُرَارَةَ وَ ذَكوَانُ إِلَي مَكّةَ فِي عُمرَةِ رَجَبٍ يَسأَلُونَ الحَلفَ عَلَي الأَوسِ وَ كَانَ أَسعَدُ بنُ زُرَارَةَ صَدِيقاً لِعُتبَةَ بنِ رَبِيعَةَ فَنَزَلَ عَلَيهِ فَقَالَ لَهُ إِنّهُ كَانَ بَينَنَا وَ بَينَ قَومِنَا حَربٌ وَ قَد جِئنَاكَ نَطلُبُ الحَلفَ عَلَيهِم فَقَالَ لَهُ عُتبَةُ بَعُدَت دَارُنَا مِن دَارِكُم وَ لَنَا شُغُلٌ لَا نَتَفَرّغُ لشِيَ‌ءٍ قَالَ وَ مَا شُغُلُكُم وَ أَنتُم فِي حَرَمِكُم وَ أَمنِكُم قَالَ لَهُ عُتبَةُ خَرَجَ فِينَا رَجُلٌ يدَعّيِ‌ أَنّهُ رَسُولُ اللّهِ سَفّهَ أَحلَامَنَا وَ سَبّ آلِهَتَنَا وَ أَفسَدَ شُبّانَنَا وَ فَرّقَ جَمَاعَتَنَا فَقَالَ لَهُ أَسعَدُ مَن هُوَ مِنكُم قَالَ ابنُ عَبدِ اللّهِ بنِ عَبدِ المُطّلِبِ مِن أَوسَطِنَا شَرَفاً وَ أَعظَمِنَا بَيتاً وَ كَانَ أَسعَدُ وَ ذَكوَانُ وَ جَمِيعُ الأَوسِ وَ الخَزرَجِ يَسمَعُونَ مِنَ اليَهُودِ الّذِينَ كَانُوا بَينَهُمُ النّضِيرِ وَ قُرَيظَةَ وَ قَينُقَاعٍ أَنّ هَذَا أَوَانُ نبَيِ‌ّ يَخرُجُ بِمَكّةَ يَكُونُ مُهَاجَرُهُ بِالمَدِينَةِ لَنَقتُلَنّكُم بِهِ يَا مَعشَرَ العَرَبِ فَلَمّا سَمِعَ ذَلِكَ أَسعَدُ وَقَعَ فِي قَلبِهِ مَا كَانَ سَمِعَ مِنَ اليَهُودِ قَالَ فَأَينَ هُوَ قَالَ جَالِسٌ فِي الحِجرِ وَ إِنّهُم لَا يَخرُجُونَ مِن شِعبِهِم إِلّا فِي المَوسِمِ فَلَا تَسمَع مِنهُ وَ لَا تُكَلّمهُ فَإِنّهُ سَاحِرٌ يَسحَرُكَ بِكَلَامِهِ وَ كَانَ هَذَا فِي وَقتِ مُحَاصَرَةِ بنَيِ‌ هَاشِمٍ فِي الشّعبِ فَقَالَ لَهُ أَسعَدُ فَكَيفَ أَصنَعُ وَ أَنَا مُعتَمِرٌ لَا بُدّ لِي أَن أَطُوفَ بِالبَيتِ قَالَ ضَع فِي أُذُنَيكَ القُطنَ فَدَخَلَ أَسعَدُ المَسجِدَ وَ قَد حَشَا أُذُنَيهِ بِالقُطنِ فَطَافَ بِالبَيتِ وَ رَسُولُ اللّهِ


صفحه : 9

جَالِسٌ فِي الحِجرِ مَعَ قَومٍ مِن بنَيِ‌ هَاشِمٍ فَنَظَرَ إِلَيهِ نَظرَةً فَجَازَهُ فَلَمّا كَانَ فِي الشّوطِ الثاّنيِ‌ قَالَ فِي نَفسِهِ مَا أَجِدُ أَجهَلَ منِيّ‌ أَ يَكُونُ مِثلُ هَذَا الحَدِيثِ بِمَكّةَ فَلَا أَتَعَرّفُهُ حَتّي أَرجِعَ إِلَي قوَميِ‌ فَأُخبِرَهُم ثُمّ أَخَذَ القُطنَ مِن أُذُنَيهِ وَ رَمَي بِهِ وَ قَالَ لِرَسُولِ اللّهِ أَنعِم صَبَاحاً فَرَفَعَ رَسُولُ اللّهِص رَأسَهُ إِلَيهِ وَ قَالَ قَد أَبدَلَنَا اللّهُ بِهِ مَا هُوَ أَحسَنُ مِن هَذَا تَحِيّةُ أَهلِ الجَنّةِ السّلَامُ عَلَيكُم فَقَالَ لَهُ أَسعَدُ إِنّ عَهدَكَ بِهَذَا لَقَرِيبٌ إِلَي مَا تَدعُو يَا مُحَمّدُ قَالَ إِلَي شَهَادَةِ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أنَيّ‌ رَسُولُ اللّهِ وَ أَدعُوكُم إِلَيأَلّا تُشرِكُوا بِهِ شَيئاً وَ بِالوالِدَينِ إِحساناً وَ لا تَقتُلُوا أَولادَكُم مِن إِملاقٍ نَحنُ نَرزُقُكُم وَ إِيّاهُم وَ لا تَقرَبُوا الفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنها وَ ما بَطَنَ وَ لا تَقتُلُوا النّفسَ التّيِ‌ حَرّمَ اللّهُ إِلّا بِالحَقّ ذلِكُم وَصّاكُم بِهِ لَعَلّكُم تَعقِلُونَ وَ لا تَقرَبُوا مالَ اليَتِيمِ إِلّا باِلتّيِ‌ هيِ‌َ أَحسَنُ حَتّي يَبلُغَ أَشُدّهُ وَ أَوفُوا الكَيلَ وَ المِيزانَ بِالقِسطِ لا نُكَلّفُ نَفساً إِلّا وُسعَها وَ إِذا قُلتُم فَاعدِلُوا وَ لَو كانَ ذا قُربي وَ بِعَهدِ اللّهِ أَوفُوا ذلِكُم وَصّاكُم بِهِ لَعَلّكُم تَذَكّرُونَ. فَلَمّا سَمِعَ أَسعَدُ هَذَا قَالَ لَهُ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّكَ رَسُولُ اللّهِ يَا رَسُولَ اللّهِ بأِبَيِ‌ أَنتَ وَ أمُيّ‌ أَنَا مِن أَهلِ يَثرِبَ مِنَ الخَزرَجِ وَ بَينَنَا وَ بَينَ إِخوَتِنَا مِنَ الأَوسِ حِبَالٌ مَقطُوعَةٌ فَإِن وَصَلَهَا اللّهُ بِكَ وَ لَا أَجِدُ أَعَزّ مِنكَ وَ معَيِ‌ رَجُلٌ مِن قوَميِ‌ فَإِن دَخَلَ فِي هَذَا الأَمرِ رَجَوتُ أَن يُتَمّمَ اللّهُ لَنَا أَمرَنَا فِيكَ وَ اللّهِ يَا رَسُولَ اللّهِ لَقَد كُنّا نَسمَعُ مِنَ اليَهُودِ خَبَرَكَ وَ يُبَشّرُونَنَا بِمَخرَجِكَ وَ يُخبِرُونَنَا بِصِفَتِكَ وَ أَرجُو أَن يَكُونَ دَارُنَا دَارَ هِجرَتِكَ عِندَنَا فَقَد أَعلَمَنَا اليَهُودُ ذَلِكَ فَالحَمدُ لِلّهِ ألّذِي ساَقنَيِ‌ إِلَيكَ وَ اللّهِ مَا جِئتُ إِلّا لِنَطلُبَ الحَلفَ عَلَي قَومِنَا وَ قَد آتَانَا اللّهُ بِأَفضَلَ مِمّا أَتَيتُ لَهُ ثُمّ أَقبَلَ ذَكوَانُ فَقَالَ لَهُ أَسعَدُ هَذَا رَسُولُ اللّهِ ألّذِي كَانَتِ اليَهُودُ تُبَشّرُنَا بِهِ وَ تُخبِرُنَا


صفحه : 10

بِصِفَتِهِ فَهَلُمّ فَأَسلِم فَأَسلَمَ ذَكوَانُ ثُمّ قَالَا يَا رَسُولَ اللّهِ ابعَث مَعَنَا رَجُلًا يُعَلّمُنَا القُرآنَ وَ يَدعُو النّاسَ إِلَي أَمرِكَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ لِمُصعَبِ بنِ عُمَيرٍ وَ كَانَ فَتًي حَدَثاً مُترَفاً بَينَ أَبَوَيهِ يُكرِمَانِهِ وَ يُفَضّلَانِهِ عَلَي أَولَادِهِم وَ لَم يَخرُج مِن مَكّةَ فَلَمّا أَسلَمَ جَفَاهُ أَبَوَاهُ وَ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللّهِ فِي الشّعبِ حَتّي تَغَيّرَ وَ أَصَابَهُ الجَهدُ وَ أَمَرَهُ رَسُولُ اللّهِ بِالخُرُوجِ مَعَ أَسعَدَ وَ قَد كَانَ تَعَلّمَ مِنَ القُرآنِ كَثِيراً فَخَرَجَا إِلَي المَدِينَةِ وَ مَعَهُمَا مُصعَبُ بنُ عُمَيرٍ فَقَدِمُوا عَلَي قَومِهِم وَ أَخبَرُوهُم بِأَمرِ رَسُولِ اللّهِ وَ خَبَرِهِ فَأَجَابَ مِن كُلّ بَطنٍ الرّجُلُ وَ الرّجُلَانِ وَ كَانَ مُصعَبٌ نَازِلًا عَلَي أَسعَدَ بنِ زُرَارَةَ وَ كَانَ يَخرُجُ فِي كُلّ يَومٍ فَيَطُوفُ عَلَي مَجَالِسِ الخَزرَجِ يَدعُوهُم إِلَي الإِسلَامِ فَيُجِيبُهُ الأَحدَاثُ وَ كَانَ عَبدُ اللّهِ بنُ أُبَيّ شَرِيفاً فِي الخَزرَجِ وَ قَد كَانَ الأَوسُ وَ الخَزرَجُ اجتَمَعَت عَلَي أَن يُمَلّكُوهُ عَلَيهِم لِشَرَفِهِ وَ سَخَائِهِ وَ قَد كَانُوا اتّخَذُوا لَهُ إِكلِيلًا احتَاجُوا فِي تَمَامِهِ إِلَي وَاسِطَةٍ كَانُوا يَطلُبُونَهَا وَ ذَلِكَ أَنّهُ لَم يَدخُل مَعَ قَومِهِ الخَزرَجِ فِي حَربِ بُعَاثٍ وَ لَم يُعِن عَلَي الأَوسِ وَ قَالَ هَذَا ظُلمٌ مِنكُم لِلأَوسِ وَ لَا أُعِينُ عَلَي الظّلمِ فَرَضِيَت بِهِ الأَوسُ وَ الخَزرَجُ فَلَمّا قَدِمَ أَسعَدُ كَرِهَ عَبدُ اللّهِ مَا جَاءَ بِهِ أَسعَدُ وَ ذَكوَانُ وَ فَتَرَ أَمرُهُ فَقَالَ أَسعَدُ لِمُصعَبٍ إِنّ خاَليِ‌ سَعدَ بنَ مُعَاذٍ مِن رُؤَسَاءِ الأَوسِ وَ هُوَ رَجُلٌ عَاقِلٌ شَرِيفٌ مُطَاعٌ فِي بنَيِ‌ عَمرِو بنِ عَوفٍ فَإِن دَخَلَ فِي هَذَا الأَمرِ تَمّ لَنَا أَمرُنَا فَهَلُمّ نأَتيِ‌ مَحَلّتَهُم فَجَاءَ مُصعَبٌ مَعَ أَسعَدَ إِلَي مَحَلّةِ سَعدِ بنِ مُعَاذٍ فَقَعَدَ عَلَي بِئرٍ مِن آبَارِهِم وَ اجتَمَعَ إِلَيهِ قَومٌ مِن أَحدَاثِهِم وَ هُوَ يَقرَأُ عَلَيهِمُ القُرآنَ فَبَلَغَ ذَلِكَ سَعدَ بنَ مُعَاذٍ فَقَالَ لِأُسَيدِ بنِ حُضَيرٍ وَ كَانَ مِن أَشرَافِهِم بلَغَنَيِ‌ أَنّ أَبَا أُمَامَةَ أَسعَدَ بنَ زُرَارَةَ قَد جَاءَ إِلَي مَحَلّتِنَا مَعَ هَذَا القرُشَيِ‌ّ يُفسِدُ شُبّانَنَا فَأتِهِ وَ انهَهُ عَن ذَلِكَ فَجَاءَ أُسَيدُ بنُ حُضَيرٍ فَنَظَرَ إِلَيهِ أَسعَدُ فَقَالَ لِمُصعَبٍ إِنّ هَذَا رَجُلٌ شَرِيفٌ فَإِن دَخَلَ فِي هَذَا الأَمرِ رَجَوتُ أَن يَتِمّ أَمرُنَا فَاصدُقِ اللّهَ فِيهِ فَلَمّا قَرُبَ أُسَيدٌ مِنهُم قَالَ


صفحه : 11

يَا أَبَا أُمَامَةَ يَقُولُ لَكَ خَالُكَ لَا تَأتِنَا فِي نَادِينَا وَ لَا تُفسِد شُبّانَنَا وَ احذَرِ الأَوسَ عَلَي نَفسِكَ فَقَالَ مُصعَبٌ أَ وَ تَجلِسُ فَنَعرِضَ عَلَيكَ أَمراً فَإِن أَحبَبتَهُ دَخَلتَ فِيهِ وَ إِن كَرِهتَهُ نَحّينَا عَنكَ مَا تَكرَهُ فَجَلَسَ فَقَرَأَ عَلَيهِ سُورَةً مِنَ القُرآنِ فَقَالَ كَيفَ تَصنَعُونَ إِذَا دَخَلتُم فِي هَذَا الأَمرِ قَالَ نَغتَسِلُ وَ نَلبَسُ ثَوبَينِ طَاهِرَينِ وَ نَشهَدُ الشّهَادَتَينِ وَ نصُلَيّ‌ رَكعَتَينِ فَرَمَي بِنَفسِهِ مَعَ ثِيَابِهِ فِي البِئرِ ثُمّ خَرَجَ وَ عَصَرَ ثَوبَهُ ثُمّ قَالَ اعرِض عَلَيّ فَعَرَضَ عَلَيهِ شَهَادَةَ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ فَقَالَهَا ثُمّ صَلّي رَكعَتَينِ ثُمّ قَالَ لِأَسعَدَ يَا أَبَا أُمَامَةَ أَنَا أَبعَثُ إِلَيكَ الآنَ خَالَكَ وَ أَحتَالُ عَلَيهِ فِي أَن يَجِيئَكَ فَرَجَعَ أُسَيدٌ إِلَي سَعدِ بنِ مُعَاذٍ فَلَمّا نَظَرَ إِلَيهِ سَعدٌ قَالَ أُقسِمُ أَنّ أُسَيداً قَد رَجَعَ إِلَينَا بِغَيرِ الوَجهِ ألّذِي ذَهَبَ مِن عِندِنَا وَ أَتَاهُم سَعدُ بنُ مُعَاذٍ فَقَرَأَ عَلَيهِ مُصعَبٌحم تَنزِيلٌ مِنَ الرّحمنِ الرّحِيمِ فَلَمّا سَمِعَهَا قَالَ مُصعَبٌ وَ اللّهِ لَقَد رَأَينَا الإِسلَامَ فِي وَجهِهِ قَبلَ أَن يَتَكَلّمَ فَبَعَثَ إِلَي مَنزِلِهِ وَ أتُيِ‌َ بِثَوبَينِ طَاهِرَينِ وَ اغتَسَلَ وَ شَهِدَ الشّهَادَتَينِ وَ صَلّي رَكعَتَينِ ثُمّ قَامَ وَ أَخَذَ بِيَدِ مُصعَبٍ وَ حَوّلَهُ إِلَيهِ وَ قَالَ أَظهِر أَمرَكَ وَ لَا تَهَابّنّ أَحَداً ثُمّ جَاءَ فَوَقَفَ فِي بنَيِ‌ عَمرِو بنِ عَوفٍ وَ صَاحَ يَا بنَيِ‌ عَمرِو بنِ عَوفٍ لَا يَبقَيَنّ رَجُلٌ وَ لَا امرَأَةٌ وَ لَا بِكرٌ وَ لَا ذَاتُ بَعلٍ وَ لَا شَيخٌ وَ لَا صبَيِ‌ّ إِلّا أَن خَرَجَ فَلَيسَ هَذَا يَومُ سَترٍ وَ لَا حِجَابٍ فَلَمّا اجتَمَعُوا قَالَ كَيفَ حاَليِ‌ عِندَكُم قَالُوا أَنتَ سَيّدُنَا وَ المُطَاعُ فِينَا وَ لَا نَرُدّ لَكَ أَمراً فَمُرنَا بِمَا شِئتَ فَقَالَ كَلَامُ رِجَالِكُم وَ نِسَائِكُم وَ صِبيَانِكُم عَلَيّ حَرَامٌ حَتّي تَشهَدُوا أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ فَالحَمدُ لِلّهِ ألّذِي أَكرَمَنَا بِذَلِكَ وَ هُوَ ألّذِي كَانَتِ اليَهُودُ تُخبِرُنَا بِهِ فَمَا بقَيِ‌َ دَارٌ مِن دُورِ بنَيِ‌ عَمرِو بنِ عَوفٍ فِي ذَلِكَ اليَومِ إِلّا وَ فِيهَا مُسلِمٌ أَو مُسلِمَةٌ وَ حَوّلَ مُصعَبَ بنَ عُمَيرٍ إِلَيهِ وَ قَالَ لَهُ أَظهِر أَمرَكَ وَ ادعُ النّاسَ عَلَانِيَةً وَ شَاعَ الإِسلَامُ بِالمَدِينَةِ وَ كَثُرَ وَ دَخَلَ فِيهِ مِنَ البَطنَينِ جَمِيعاً أَشرَافُهُم وَ


صفحه : 12

ذَلِكَ لِمَا كَانَ عِندَهُم مِن أَخبَارِ اليَهُودِ وَ بَلَغَ رَسُولَ اللّهِص أَنّ الأَوسَ وَ الخَزرَجَ قَد دَخَلُوا فِي الإِسلَامِ وَ كَتَبَ إِلَيهِ مُصعَبٌ بِذَلِكَ وَ كَانَ كُلّ مَن دَخَلَ فِي الإِسلَامِ مِن قُرَيشٍ ضَرَبَهُ قَومُهُ وَ عَذّبُوهُ فَكَانَ رَسُولُ اللّهِص يَأمُرُهُم أَن يَخرُجُوا إِلَي المَدِينَةِ فَكَانُوا يَتَسَلّلُونَ رَجُلًا فَرَجُلًا فَيَصِيرُونَ إِلَي المَدِينَةِ فَيُنزِلُهُمُ الأَوسُ وَ الخَزرَجُ عَلَيهِم وَ يُوَاسُونَهُم. قَالَ فَلَمّا قَدِمَتِ الأَوسُ وَ الخَزرَجُ مَكّةَ جَاءَهُم رَسُولُ اللّهِص فَقَالَ لَهُم تَمنَعُونَ لِي جاَنبِيِ‌ حَتّي أَتلُوَ عَلَيكُم كِتَابَ رَبّكُم وَ ثَوَابُكُم عَلَي اللّهِ الجَنّةُ قَالُوا نَعَم يَا رَسُولَ اللّهِ فَخُذ لِنَفسِكَ وَ لِرَبّكَ مَا شِئتَ فَقَالَ مَوعِدُكُمُ العَقَبَةُ فِي اللّيلَةِ الوُسطَي مِن ليَاَليِ‌ التّشرِيقِ فَلَمّا حَجّوا رَجَعُوا إِلَي مِنًي وَ كَانَ فِيهِم مِمّن قَد أَسلَمَ بَشَرٌ كَثِيرٌ وَ كَانَ أَكثَرُهُم مُشرِكِينَ عَلَي دِينِهِم وَ عَبدُ اللّهِ بنُ أُبَيّ فِيهِم فَقَالَ لَهُم رَسُولُ اللّهِ فِي اليَومِ الثاّنيِ‌ مِن أَيّامِ التّشرِيقِ فَاحضُرُوا دَارَ عَبدِ المُطّلِبِ عَلَي العَقَبَةِ وَ لَا تُنَبّهُوا نَائِماً وَ ليَتَسَلّل وَاحِدٌ فَوَاحِدٌ وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص نَازِلًا فِي دَارِ عَبدِ المُطّلِبِ وَ حَمزَةَ وَ عَلِيّ وَ العَبّاسُ مَعَهُ فَجَاءَهُ سَبعُونَ رَجُلًا مِنَ الأَوسِ وَ الخَزرَجِ فَدَخَلُوا الدّارَ فَلَمّا اجتَمَعُوا قَالَ لَهُم رَسُولُ اللّهِص تَمنَعُونَ لِي جاَنبِيِ‌ حَتّي أَتلُوَ عَلَيكُم كِتَابَ ربَيّ‌ وَ ثَوَابُكُم عَلَي اللّهِ الجَنّةُ فَقَالَ أَسعَدُ بنُ زُرَارَةَ وَ البَرَاءُ بنُ مَعرُورٍ وَ عَبدُ اللّهِ بنُ حِزَامٍ نَعَم يَا رَسُولَ اللّهِ فَاشتَرِط لِنَفسِكَ وَ لِرَبّكَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ تمَنعَوُننَيِ‌ مِمّا تَمنَعُونَ أَنفُسَكُم وَ تَمنَعُونَ أهَليِ‌ مِمّا تَمنَعُونَ أَهلِيكُم وَ أَولَادَكُم قَالُوا فَمَا لَنَا عَلَي ذَلِكَ قَالَ الجَنّةُ تَملِكُونَ بِهَا العَرَبَ فِي الدّنيَا وَ تَدِينُ لَكُمُ العَجَمُ وَ تَكُونُونَ مُلُوكاً فَقَالُوا قَد رَضِينَا فَقَامَ العَبّاسُ بنُ نَضلَةَ وَ كَانَ مِنَ الأَوسِ فَقَالَ يَا مَعشَرَ الأَوسِ وَ الخَزرَجِ تَعلَمُونَ عَلَي مَا تُقدِمُونَ عَلَيهِ إِنّمَا تُقدِمُونَ عَلَي حَربِ الأَحمَرِ وَ الأَبيَضِ وَ عَلَي حَربِ مُلُوكِ الدّنيَا فَإِن عَلِمتُم أَنّهُ إِذَا أَصَابَتكُمُ المُصِيبَةُ فِي أَنفُسِكُم خَذَلتُمُوهُ وَ تَرَكتُمُوهُ فَلَا تُغِرّوهُ فَإِنّ رَسُولَ اللّهِ وَ إِن كَانَ قَومُهُ


صفحه : 13

خَالَفُوهُ فَهُوَ فِي عَزّ وَ مَنَعَةٍ فَقَالَ لَهُ عَبدُ اللّهِ بنُ حِزَامٍ وَ أَسعَدُ بنُ زُرَارَةَ وَ أَبُو الهَيثَمِ بنُ التّيّهَانِ مَا لَكَ وَ لِلكَلَامِ يَا رَسُولَ اللّهِ بَل دَمُنَا بِدَمِكَ وَ أَنفُسُنَا بِنَفسِكَ فَاشتَرِط لِرَبّكَ وَ لِنَفسِكَ مَا شِئتَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أَخرِجُوا إلِيَ‌ّ مِنكُمُ اثنيَ‌ عَشَرَ نَقِيباً يَكفُلُونَ عَلَيكُم بِذَلِكَ كَمَا أَخَذَ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَاثنيَ‌ عَشَرَ نَقِيباًفَقَالُوا اختَر مَن شِئتَ فَأَشَارَ جَبرَئِيلُ إِلَيهِم فَقَالَ هَذَا نَقِيبٌ وَ هَذَا نَقِيبٌ وَ هَذَا نَقِيبٌ حَتّي اختَارَ تِسعَةً مِنَ الخَزرَجِ وَ هُم أَسعَدُ بنُ زُرَارَةَ وَ البَرَاءُ بنُ مَعرُورٍ وَ عَبدُ اللّهِ بنُ حِزَامٍ أَبُو جَابِرِ بنُ عَبدِ اللّهِ وَ رَافِعُ بنُ مَالِكٍ وَ سَعدُ بنُ عُبَادَةَ وَ المُنذِرُ بنُ عَمرٍو وَ عَبدُ اللّهِ بنُ رَوَاحَةَ وَ سَعدُ بنُ الرّبِيعِ وَ عُبَادَةُ بنُ الصّامِتِ وَ ثَلَاثَةٌ مِنَ الأَوسِ وَ هُم أَبُو الهَيثَمِ بنُ التّيّهَانِ وَ كَانَ رَجُلًا مِنَ اليَمَنِ حَلِيفاً فِي بنَيِ‌ عَمرِو بنِ عَوفٍ وَ أُسَيدُ بنُ حُضَيرٍ وَ سَعدُ بنُ خَيثَمَةَ فَلَمّا اجتَمَعُوا وَ بَايَعُوا رَسُولَ اللّهِ صَاحَ بِهِم إِبلِيسُ يَا مَعشَرَ قُرَيشٍ وَ العَرَبِ هَذَا مُحَمّدٌ وَ الصّبَاةُ مِنَ الأَوسِ وَ الخَزرَجِ عَلَي جَمرَةِ العَقَبَةِ يُبَايِعُونَهُ عَلَي حَربِكُم فَأَسمَعَ أَهلَ مِنًي فَهَاجَت قُرَيشٌ وَ أَقبَلُوا بِالسّلَاحِ وَ سَمِعَ رَسُولُ اللّهِ النّدَاءَ فَقَالَ لِلأَنصَارِ تَفَرّقُوا فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ إِن أَمَرتَنَا أَن نَمِيلَ عَلَيهِم بِأَسيَافِنَا فَعَلنَا فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لَم أُومَر بِذَلِكَ وَ لَم يَأذَنِ اللّهُ لِي فِي مُحَارَبَتِهِم فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ فَتَخرُجُ مَعَنَا قَالَ أَنتَظِرُ أَمرَ اللّهِ فَجَاءَت قُرَيشٌ عَلَي بُكرَةِ أَبِيهَا قَد أَخَذُوا السّلَاحَ وَ خَرَجَ حَمزَةُ وَ مَعَهُ السّيفُ فَوَقَفَ عَلَي العَقَبَةِ هُوَ وَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ فَلَمّا نَظَرُوا إِلَي حَمزَةَ قَالُوا مَا هَذَا ألّذِي اجتَمَعتُم عَلَيهِ قَالَ مَا اجتَمَعنَا وَ مَا هَاهُنَا أَحَدٌ وَ اللّهِ لَا يَجُوزُ أَحَدٌ هَذِهِ العَقَبَةَ إِلّا ضَرَبتُهُ بسِيَفيِ‌ فَرَجَعُوا وَ غَدَوا إِلَي عَبدِ اللّهِ بنِ أُبَيّ وَ قَالُوا لَهُ قَد بَلَغَنَا أَنّ قَومَكَ بَايَعُوا مُحَمّداً عَلَي حَربِنَا فَحَلَفَ لَهُم عَبدُ اللّهِ أَنّهُم


صفحه : 14

لَم يَفعَلُوا وَ لَا عِلمَ لَهُ بِذَلِكَ وَ أَنّهُم لَم يَطّلِعُوهُ عَلَي أَمرِهِم فَصَدّقُوهُ وَ تَفَرّقَتِ الأَنصَارُ وَ رَجَعَ رَسُولُ اللّهِ إِلَي مَكّةَ.

بيان الحبلة بالضم الكرم أوأصل من أصوله ويحرك والسبة بالضم العار والمسبة ألذي يسب الناس و قال الفيروزآبادي‌ بعاث بالعين وبالغين كغراب ويثلث موضع بقرب المدينة ويومه معروف قوله إن عهدك بهذا لقريب لعل المعني أنك قريب العهد بالتحية التي‌ حييتك بهافإنها كانت عادة قومك أوبهذه التحية أي ابتداؤها فاصدق الله فيه أي ابذل جهدك في هدايته لتكون صادقا عند الله فيما تدعي‌ من نصرة دينه وانسل وتسلل خرج في استخفاء و قال الجزري‌ في الحديث جاءت هوازن علي بكرة أبيها هذه كلمة للعرب يريدون بهاالكثرة وتوفر العدد وأنهم جاءوا جميعا لم يتخلف منهم أحد و ليس هناك بكرة في الحقيقة وهي‌ التي‌ يستقي عليها الماء فاستعيرت في هذاالموضع

6-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي نَصرٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ الأشَعرَيِ‌ّ عَن عُبَيدِ بنِ زُرَارَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ لَمّا توُفُيّ‌َ أَبُو طَالِبٍ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ نَزَلَ جَبرَئِيلُ عَلَي رَسُولِ اللّهِ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ اخرُج مِن مَكّةَ فَلَيسَ لَكَ بِهَا نَاصِرٌ وَ ثَارَت قُرَيشٌ باِلنبّيِ‌ّص فَخَرَجَ هَارِباً حَتّي جَاءَ إِلَي جَبَلٍ بِمَكّةَ يُقَالُ لَهُ الحَجُونُ فَصَارَ إِلَيهِ

7-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]توُفُيّ‌َ أَبُو طَالِبٍ بَعدَ نُبُوّتِهِ بِتِسعِ سِنِينَ وَ ثَمَانِيَةِ أَشهُرٍ وَ ذَلِكَ بَعدَ خُرُوجِهِ مِنَ الشّعبِ بِشَهرَينِ وَ زَعَمَ الواَقدِيِ‌ّ أَنّهُم خَرَجُوا مِنَ الشّعبِ قَبلَ الهِجرَةِ بِثَلَاثِ سِنِينَ وَ فِي هَذِهِ السّنَةِ توُفُيّ‌َ أَبُو طَالِبٍ وَ تُوُفّيَت خَدِيجَةُ بَعدَهُ بِسِتّةِ أَشهُرٍ وَ لَهُ سِتّ وَ أَربَعُونَ سَنَةً وَ ثَمَانِيَةُ أَشهُرٍ وَ أَربَعَةٌ وَ عِشرُونَ يَوماً وَ يُقَالُ وَ هُوَ


صفحه : 15

ابنُ سَبعٍ وَ أَربَعِينَ سَنَةً وَ سِتّةِ أَشهُرٍ وَ أَيّاماً

أَبُو عَبدِ اللّهِ بنُ مَندَةَ فِي كِتَابِ المَعرِفَةِ أَنّ وَفَاةَ خَدِيجَةَ بَعدَ مَوتِ أَبِي طَالِبٍ بِثَلَاثَةِ أَيّامٍ

المَعرِفَةُ، عَنِ النسّوَيِ‌ّ تُوُفّيَت خَدِيجَةُ بِمَكّةَ قَبلَ الهِجرَةِ مِن قَبلِ أَن تُفرَضَ الصّلَاةُ عَلَي المَوتَي وَ سمُيّ‌َ ذَلِكَ العَامُ عَامَ الحُزنِ وَ لَبِثَص بَعدَهُمَا بِمَكّةَ ثَلَاثَةَ أَشهُرٍ فَأَمَرَ أَصحَابَهُ بِالهِجرَةِ إِلَي الحَبَشَةِ فَخَرَجَ جَمَاعَةٌ مِن أَصحَابِهِ بِأَهَالِيهِم وَ ذَلِكَ بَعدَ خَمسٍ مِن نُبُوّتِهِ وَ كَانَ حِصَارُ الشّعبِ وَ كِتَابَةُ الصّحِيفَةِ أَربَعَ سِنِينَ وَ قِيلَ ثَلَاثَ سِنِينَ وَ قِيلَ سَنَتَينِ فَلَمّا توُفُيّ‌َ أَبُو طَالِبٍ خَرَجَ إِلَي الطّائِفِ وَ أَقَامَ فِيهِ شَهراً وَ كَانَ مَعَهُ زَيدُ بنُ الحَارِثِ ثُمّ انصَرَفَ إِلَي مَكّةَ وَ مَكَثَ فِيهَا سَنَةً وَ سِتّةَ أَشهُرٍ فِي جِوَارِ مُطعِمِ بنِ عدَيِ‌ّ وَ كَانَ يَدعُو القَبَائِلَ فِي المَوَاسِمِ فَكَانَت بَيعَةُ العَقَبَةِ الأُولَي بِمِنًي فَبَايَعَهُ خَمسَةُ نَفَرٍ مِنَ الخَزرَجِ وَ وَاحِدٌ مِنَ الأَوسِ فِي خُفيَةٍ مِن قَومِهِم وَ هُم جَابِرُ بنُ عَبدِ اللّهِ وَ فِطنَةُ بنُ عَامِرِ بنِ حِزَامٍ وَ عَوفُ بنُ الحَارِثِ وَ حَارِثَةُ بنُ ثَعلَبَةَ وَ مَرثَدُ بنُ الأَسَدِ وَ أَبُو أُمَامَةَ ثَعلَبَةُ بنُ عَمرٍو وَ يُقَالُ هُوَ أَسعَدُ بنُ زُرَارَةَ فَلَمّا انصَرَفُوا إِلَي المَدِينَةِ وَ ذَكَرُوا القِصّةَ وَ قَرَءُوا القُرآنَ صَدّقُوهُ وَ فِي السّنَةِ القَابِلَةِ وَ هيِ‌َ العَقَبَةُ الثّانِيَةُ أَنفَذُوا مَعَهُم سِتّةً أُخرَي بِالسّلَامِ وَ البَيعَةِ وَ هُم أَبُو الهَيثَمِ بنُ التّيّهَانِ وَ عُبَادَةُ بنُ الصّامِتِ وَ ذَكوَانُ بنُ عَبدِ اللّهِ وَ نَافِعُ بنُ مَالِكِ بنِ العَجلَانِ وَ عَبّاسُ بنُ عُبَادَةَ بنِ نَضلَةَ وَ يَزِيدُ بنُ ثَعلَبَةَ حَلِيفٌ لَهُ وَ يُقَالُ مَسعُودُ بنُ الحَارِثِ وَ عُوَيمُ بنُ سَاعِدَةَ حَلِيفٌ لَهُم ثُمّ أَنفَذَ النّبِيّ


صفحه : 16

مَعَهُمُ ابنُ عَمّهِ مُصعَبُ بنُ هَاشِمٍ فَنَزَلَ دَارَ أَسعَدِ بنِ زُرَارَةَ فَاجتَمَعُوا عَلَيهِ وَ أَسلَمَ أَكثَرُهُم إِلّا دَارَ أُمَيّةَ بنِ زَيدٍ وَ حَطَمَةَ وَ وَائِلٍ وَ وَاقِفٍ فَإِنّهُم أَسلَمُوا بَعدَ بَدرٍ وَ أُحُدٍ وَ الخَندَقِ وَ فِي السّنَةِ القَابِلَةِ كَانَت بَيعَةُ الحرس [الحَارِثِ]كَانُوا مِنَ الأَوسِ وَ الخَزرَجِ سَبعِينَ رَجُلًا وَ امرَأَتَينِ وَ اختَارَص مِنهُمُ اثنيَ‌ عَشَرَ نَقِيباً لِيَكُونُوا كُفَلَاءَ قَومِهِ تِسعَةً مِنَ الخَزرَجِ وَ ثَلَاثَةً مِنَ الأَوسِ فَمِنَ الخَزرَجِ أَسعَدُ وَ جَابِرٌ وَ البَرَاءُ بنُ مَعرُورٍ وَ عَبدُ اللّهِ بنُ حِزَامٍ وَ سَعدُ بنُ عُبَادَةَ وَ المُنذِرُ بنُ قَمَرٍ وَ عَبدُ اللّهِ بنُ رَوَاحَةَ وَ سَعدُ بنُ الرّبِيعِ وَ مِنَ القَوَافِلِ عُبَادَةُ بنُ الصّامِتِ وَ مِنَ الأَوسِ أَبُو الهَيثَمِ وَ أُسَيدُ بنُ حُضَيرٍ وَ سَعِيدُ بنُ خَيثَمَةَ

8-يج ،[الخرائج والجرائح ] مِن مُعجِزَاتِهِص أَنّ قُرَيشاً كُلّهُمُ اجتَمَعُوا وَ أَخرَجُوا بنَيِ‌ هَاشِمٍ إِلَي شِعبِ أَبِي طَالِبٍ وَ مَكَثُوا فِيهِ ثَلَاثَ سِنِينَ إِلّا شَهراً ثُمّ أَنفَقَ أَبُو طَالِبٍ وَ خَدِيجَةُ جَمِيعَ مَالِهِمَا وَ لَا يَقدِرُونَ عَلَي الطّعَامِ إِلّا مِن مَوسِمٍ إِلَي مَوسِمٍ فَلَقُوا مِنَ الجُوعِ وَ العرُي‌ِ مَا اللّهُ أَعلَمُ بِهِ وَ أَنّ اللّهَ قَد بَعَثَ عَلَي صَحِيفَتِهِمُ الأَرَضَةَ فَأَكَلَت كُلّ مَا فِيهَا إِلّا اسمَ اللّهِ فَذَكَرَ ذَلِكَ رَسُولُ اللّهِص لأِبَيِ‌ طَالِبٍ فَمَا رَاعَ قُرَيشاً إِلّا وَ بني‌[بَنُو]هَاشِمٍ عُنُقٌ وَاحِدٌ قَد خَرَجُوا مِنَ الشّعبِ فَقَالُوا الجُوعُ أَخرَجَهُم فَجَاءُوا حَتّي أَتَوُا الحِجرَ وَ جَلَسُوا فِيهِ وَ كَانَ لَا يَقعُدُ فِيهِ صِبيَانُ قُرَيشٍ فَقَالُوا يَا أَبَا طَالِبٍ قَد آنَ لَكَ أَن تُصَالِحَ قَومَكَ قَالَ قَد جِئتُكُم مُخبِراً ابعَثُوا إلِيَ‌ّ صَحِيفَتَكُم لَعَلّهُ أَن يَكُونَ بَينَنَا وَ بَينَكُم صُلحٌ فِيهَا فَبَعَثُوا إِلَيهَا وَ هيِ‌َ عِندَ أُمّ أَبِي جَهلٍ وَ كَانَت قَبلُ فِي الكَعبَةِ فَخَافُوا عَلَيهَا السّرّاقَ فَوُضِعَت بَينَ أَيدِيهِم وَ خَوَاتِيمُهُم عَلَيهَا فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ هَل تُنكِرُونَ مِنهَا شَيئاً قَالُوا لَا قَالَ إِنّ ابنَ أخَيِ‌ حدَثّنَيِ‌


صفحه : 17

وَ لَم يكَذبِنيِ‌ قَطّ أَنّ اللّهَ قَد بَعَثَ عَلَي هَذِهِ الصّحِيفَةِ الأَرَضَةَ فَأَكَلَت كُلّ قَطِيعَةٍ وَ إِثمٍ وَ تَرَكَت كُلّ اسمٍ هُوَ لِلّهِ فَإِن كَانَ صَادِقاً أَقلَعتُم عَن ظُلمِنَا وَ إِن يَكُن كَاذِباً نَدفَعهُ إِلَيكُم فَقَتَلتُمُوهُ فَصَاحَ النّاسُ أَنصَفتَنَا يَا أَبَا طَالِبٍ فَفُتِحَت ثُمّ أُخرِجَت فَإِذَا هيِ‌َ مَشرَبَةٌ كَمَا قَالَص فَكَبّرَ المُسلِمُونَ وَ امتُقِعَت وُجُوهُ المُشرِكِينَ فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ أَ تَبَيّنَ لَكُم أَيّنَا أَولَي بِالسّحرِ وَ الكِهَانَةِ فَأَسلَمَ يَومَئِذٍ عَالَمٌ مِنَ النّاسِ ثُمّ رَجَعَ أَبُو طَالِبٍ إِلَي شِعبِهِ ثُمّ عَيّرَهُم هِشَامُ بنُ عَمرٍو العاَمرِيِ‌ّ بِمَا صَنَعُوا ببِنَيِ‌ هَاشِمٍ

9-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] رَوَي الزهّريِ‌ّ فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ لَقَد مَكّنّاهُمالآيَاتِ قَالَ لَمّا توُفُيّ‌َ أَبُو طَالِبٍ لَم يَجِدِ النّبِيّص نَاصِراً وَ نَثَرُوا عَلَي رَأسِهِ التّرَابَ قَالَ مَا نَالَ منِيّ‌ قُرَيشٌ شَيئاً حَتّي مَاتَ أَبُو طَالِبٍ وَ كَانَ يَستَتِرُ مِنَ الرمّي‌ِ بِالحَجَرِ ألّذِي عِندَ بَابِ البَيتِ مِن يَسَارِ مَن يَدخُلُ وَ هُوَ ذِرَاعٌ وَ شِبرٌ فِي ذِرَاعٍ إِذَا جَاءَهُ مِن دَارِ أَبِي لَهَبٍ وَ دَارِ عدَيِ‌ّ بنِ حُمرَانَ وَ قَالُوا لَو كَانَ مُحَمّدٌ نَبِيّاً لَشَغَلَتهُ النّبُوّةُ عَنِ النّسَاءِ وَ لَأَمكَنَهُ جَمِيعُ الآيَاتِ وَ لَأَمكَنَهُ مَنعُ المَوتِ عَن أَقَارِبِهِ وَ لَمّا مَاتَ أَبُو طَالِبٍ وَ خَدِيجَةُ فَنَزَلَوَ لَقَد أَرسَلنا رُسُلًا مِن قَبلِكَالآيَةَ

الزهّريِ‌ّ فِي قَولِهِ تَعَالَيفَإِن تَوَلّوا فَقُل حسَبيِ‌َ اللّهُالآيَةَ لَمّا توُفُيّ‌َ أَبُو طَالِبٍ وَ اشتَدّ عَلَيهِ البَلَاءُ عَمَدَ إِلَي ثَقِيفٍ بِالطّائِفِ رَجَاءَ أَن يُؤوُوهُ سَادَتُهَا فَلَم يَقبَلُوهُ وَ تَبِعَهُ سُفَهَاؤُهُم بِالأَحجَارِ وَ دَمّوا رِجلَيهِ فَخَلَصَ مِنهُم وَ استَظَلّ فِي ظِلّ حَبَلَةٍ مِنهُ وَ قَالَ أللّهُمّ إنِيّ‌ أَشكُو إِلَيكَ مِن ضَعفِ قوُتّيِ‌ وَ قِلّةِ حيِلتَيِ‌ وَ ناَصرِيِ‌ وَ هوَاَنيِ‌ عَلَي النّاسِ يَا أَرحَمَ الرّاحِمِينَ ثُمّ ذَكَرَ حَدِيثَ عَدّاسٍ كَمَا مَرّ فِي رِوَايَةِ الطبّرسِيِ‌ّ


صفحه : 18

ابنُ مَسعُودٍ لَمّا دَخَلَ النّبِيّص الطّائِفَ رَأَي عُتبَةَ وَ شَيبَةَ جَالِسَينِ عَلَي سَرِيرٍ فَقَالَا هُوَ يَقُومُ قِبَلَنَا فَلَمّا قَرُبَ النّبِيّ مِنهُمَا خَرّ السّرِيرُ وَ وَقَعَا عَلَي الأَرضِ فَقَالَا عَجَزَ سِحرُكَ عَن أَهلِ مَكّةَ فَأَتَيتَ الطّائِفَ

10-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن مُحَمّدٍ الحلَبَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ اكتَتَمَ رَسُولُ اللّهِص بِمَكّةَ سِنِينَ لَيسَ يَظهَرُ وَ عَلِيّ مَعَهُ وَ خَدِيجَةُ ثُمّ أَمَرَهُ اللّهُ أَن يَصدَعَ بِمَا يُؤمَرُ فَظَهَرَ رَسُولُ اللّهِص فَجَعَلَ يَعرِضُ نَفسَهُ عَلَي قَبَائِلِ العَرَبِ فَإِذَا أَتَاهُم قَالُوا كَذّابٌ امضِ عَنّا

11-أَقُولُ قَالَ الكاَزرِوُنيِ‌ّ فِي المُنتَقَي وَ غَيرِهِ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ مِن نُبُوّتِهِص تَعَاهَدَ قُرَيشٌ وَ تَقَاسَمَت عَلَي مُعَادَاةِ رَسُولِ اللّهِص وَ ذَلِكَ أَنّهُ لَمّا أَسلَمَ حَمزَةُ وَ حَمَي النجّاَشيِ‌ّ مَن عِندَهُ مِنَ المُسلِمِينَ وَ حَامَي رَسُولَ اللّهِص عَمّهُ أَبُو طَالِبٍ وَ قَامَت بَنُو هَاشِمٍ وَ بَنُو عَبدِ المُطّلِبِ دُونَهُ وَ أَبَوا أَن يُسَلّمُوهُ فَشَا الإِسلَامُ فِي القَبَائِلِ وَ اجتَهَدَ المُشرِكُونَ فِي إِخفَاءِ ذَلِكَ النّورِ وَ يَأبَي اللّهُ إِلّا أَن يُتِمّ نُورَهُ فَعَرَفَت قُرَيشٌ أَنّهُ لَا سَبِيلَ إِلَي مُحَمّدٍص اجتَمَعُوا عَلَي أَن يَكتُبُوا فِيمَا بَينَهُم عَلَي بنَيِ‌ هَاشِمٍ وَ بنَيِ‌ عَبدِ المُطّلِبِ أَن لَا يُنَاكِحُوهُم وَ لَا يُبَايِعُوهُم فَكَتَبُوا صَحِيفَةً فِي ذَلِكَ وَ كُتِبَ فِيهَا جَمَاعَةٌ وَ عَلّقُوهَا بِالكَعبَةِ ثُمّ عَدَوا عَلَي مَن أَسلَمَ فَأَوثَقُوهُم وَ آذَوهُم وَ اشتَدّ البَلَاءُ عَلَيهِم وَ عَظُمَتِ الفِتنَةُ فِيهِموَ زُلزِلُوا زِلزالًا شَدِيداً وَ أَبدَت قُرَيشٌ لبِنَيِ‌ عَبدِ المُطّلِبِ الجَفَاءَ وَ ثَارَ بَينَهُم شَرّ وَ قَالُوا لَا صُلحَ بَينَنَا وَ بَينَكُم وَ لَا رَحِمَ إِلّا عَلَي قَتلِ هَذَا الصّابِئِ فَعَمَدَ أَبُو طَالِبٍ فَأَدخَلَ الشّعبَ ابنَ أَخِيهِ وَ بنَيِ‌ أَبِيهِ وَ مَنِ اتّبَعَهُم فَدَخَلُوا شِعبَ أَبِي طَالِبٍ وَ آذَوُا النّبِيّ وَ المُؤمِنِينَ أَذًي شَدِيداً وَ ضَرَبُوهُم فِي كُلّ طَرِيقٍ وَ حَصَرُوهُم فِي شِعبِهِم وَ قَطَعُوا عَنهُمُ المَارّةَ مِنَ الأَسوَاقِ وَ نَادَي مُنَادٍ الوَلِيدُ بنُ المُغِيرَةِ فِي قُرَيشٍ أَيّمَا رَجُلٍ


صفحه : 19

مِنهُم وَجَدتُمُوهُ عِندَ طَعَامٍ يَشتَرِيهِ فَزِيدُوا عَلَيهِ فَبَقُوا عَلَي ذَلِكَ ثَلَاثَ سِنِينَ حَتّي بَلَغَ القَومَ الجَهدُ الشّدِيدُ حَتّي سَمِعُوا أَصوَاتَ صِبيَانِهِم يَتَضَاغَونَ أَي يَصِيحُونَ مِنَ الجُوعِ مِن وَرَاءِ الشّعبِ وَ كَانَ المُشرِكُونَ يَكرَهُونَ مَا فِيهِ بَنُو هَاشِمٍ مِنَ البَلَاءِ حَتّي كَرِهَ عَامّةُ قُرَيشٍ مَا أَصَابَ بنَيِ‌ هَاشِمٍ وَ أَظهَرُوا كَرَاهِيَتَهُم لِصَحِيفَتِهِمُ القَاطِعَةِ الظّالِمَةِ حَتّي أَرَادَ رِجَالٌ أَن يَبرَءُوا مِنهَا وَ كَانَ أَبُو طَالِبٍ يَخَافُ أَن يَغتَالُوا رَسُولَ اللّهِ لَيلًا أَو سِرّاً وَ كَانَ النّبِيّص إِذَا أَخَذَ مَضجَعَهُ أَو رَقَدَ جَعَلَهُ أَبُو طَالِبٍ بَينَهُ وَ بَينَ بَنِيهِ خَشيَةَ أَن يَقتُلُوهُ وَ يُصبِحُ قُرَيشٌ وَ قَد سَمِعُوا أَصوَاتَ صِبيَانِ بنَيِ‌ هَاشِمٍ مِنَ اللّيلِ يَتَضَاغَونَ مِنَ الجُوعِ فَيَجلِسُونَ عِندَ الكَعبَةِ فَيَسأَلُ بَعضُهُم بَعضاً فَيَقُولُ الرّجُلُ لِأَصحَابِهِ كَيفَ بَاتَ أَهلُكَ البَارِحَةَ فَيَقُولُونَ بِخَيرٍ فَيَقُولُ لَكِن إِخوَانُكُم هَؤُلَاءِ الّذِينَ فِي الشّعبِ بَاتَت صِبيَانُهُم يَتَضَاغَونَ مِنَ الجُوعِ فَمِنهُم مَن يُعجِبُهُ مَا يَلقَي مُحَمّدٌ وَ رَهطُهُ وَ مِنهُم مَن يَكرَهُ ذَلِكَ فَأَتَي مِن قُرَيشٍ عَلَي ذَلِكَ مِن أَمرِهِم فِي بنَيِ‌ هَاشِمٍ سَنَتَينِ أَو ثَلَاثاً حَتّي جَهَدَ القَومُ جَهداً شَدِيداً لَا يَصِلُ إِلَيهِم شَيءٌ إِلّا سِرّاً وَ مستخفي [مُستَخفٍ] بِهِ مِمّن أَرَادَ صِلَتَهُم مِن قُرَيشٍ حَتّي روُيِ‌َ أَنّ حَكِيمَ بنَ حِزَامٍ خَرَجَ يَوماً وَ مَعَهُ إِنسَانٌ يَحمِلُ طَعَاماً إِلَي عَمّتِهِ خَدِيجَةَ بِنتِ خُوَيلِدٍ وَ هيِ‌َ تَحتَ رَسُولِ اللّهِص فِي الشّعبِ إِذ لَقِيَهُ أَبُو جَهلٍ فَقَالَ تَذهَبُ بِالطّعَامِ إِلَي بنَيِ‌ هَاشِمٍ وَ اللّهِ لَا تَبرَحُ أَنتَ وَ لَا طَعَامُكَ حَتّي أَفضَحُكَ عِندَ قُرَيشٍ فَقَالَ لَهُ أَبُو البخَترَيِ‌ّ بنُ هِشَامِ بنِ الحَارِثِ تَمنَعُهُ أَن يُرسِلَ إِلَي عَمّتِهِ بِطَعَامٍ كَانَ لَهَا عِندَهُ فَأَبَي أَبُو جَهلٍ أَن يَدَعَهُ فَقَامَ إِلَيهِ أَبُو البخَترَيِ‌ّ بِسَاقِ بَعِيرٍ فَشَجّهُ وَ وَطِئَهُ وَطئاً شَدِيداً وَ حَمزَةُ بنُ عَبدِ المُطّلِبِ قَرِيبٌ يَرَي ذَلِكَ وَ هُم يَكرَهُونَ أَن يَبلُغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللّهِ وَ أَصحَابَهُ فَيُشمَتُوا بِهِم وَ حَتّي روُيِ‌َ أَنّ هِشَامَ بنَ عَمرِو بنِ رَبِيعَةَ أَدخَلَ عَلَي بنَيِ‌ هَاشِمٍ فِي لَيلَةٍ ثَلَاثَةَ أَحمَالِ طَعَامٍ فَعَلِمَت بِذَلِكَ قُرَيشٌ فَمَشَوا إِلَيهِ فَكَلّمُوهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ إنِيّ‌ غَيرُ عَائِدٍ لشِيَ‌ءٍ يُخَالِفُكُم ثُمّ عَادَ الثّانِيَةَ فَأَدخَلَ حَملًا أَو حَملَينِ لَيلًا وَ صَادَفَتهُ قُرَيشٌ وَ هَمّوا بِهِ فَقَالَ أَبُو سُفيَانَ دَعُوهُ رَجُلٌ وَصَلَ رَحِمَهُ


صفحه : 20

أَمَا إنِيّ‌ أَحلِفُ بِاللّهِ لَو فَعَلنَا مِثلَ مَا فَعَلَ كَانَ أَجمَلَ بِنَا وَ وَفّقَ اللّهُ هِشَاماً لِلإِسلَامِ يَومَ الفَتحِ. قَالَ وَ فِي سَنَةِ عَشرٍ مِن نُبُوّتِهِص توُفُيّ‌َ أَبُو طَالِبٍ قَالَ ابنُ عَبّاسٍ عَارَضَ رَسُولُ اللّهِص جِنَازَةَ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ وَصَلَتكَ رَحِمٌ وَ جَزَاكَ اللّهُ خَيراً يَا عَمّ. وَ فِي هَذِهِ السّنَةِ تُوُفّيَت خَدِيجَةُ بَعدَ أَبِي طَالِبٍ بِأَيّامٍ وَ لَمّا مَرِضَت مَرَضَهَا ألّذِي تُوُفّيَت فِيهِ دَخَلَ عَلَيهَا رَسُولُ اللّهِ فَقَالَ لَهَا بِالكُرهِ منِيّ‌ مَا أَرَي مِنكِ يَا خَدِيجَةُ وَ قَد يَجعَلُ اللّهُ فِي الكُرهِ خَيراً كَثِيراً أَ مَا عَلِمتِ أَنّ اللّهَ قَد زوَجّنَيِ‌ مَعَكِ فِي الجَنّةِ مَريَمَ بِنتَ عِمرَانَ وَ كُلثُمَ أُختَ مُوسَي وَ آسِيَةَ امرَأَةَ فِرعَونَ قَالَت وَ قَد فَعَلَ اللّهُ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ نَعَم قَالَت بِالرّفَاءِ وَ البَنِينَ وَ تُوُفّيَت خَدِيجَةُ وَ هيِ‌َ بِنتُ خَمسٍ


صفحه : 21

وَ سِتّينَ وَ دُفِنَت بِالحَجُونِ وَ نَزَلَ رَسُولُ اللّهِص قَبرَهَا وَ لَم يَكُن يَومَئِذٍ سُنّةُ الجَنَازَةِ وَ الصّلَاةِ عَلَيهَا وَ روُيِ‌َ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ ثَعلَبَةَ بنِ صَغِيرٍ قَالَ لَمّا توُفُيّ‌َ أَبُو طَالِبٍ وَ خَدِيجَةُ وَ كَانَ بَينَهُمَا شَهرٌ وَ خَمسَةُ أَيّامٍ اجتَمَعَت عَلَي رَسُولِ اللّهِص مُصِيبَتَانِ فَلَزِمَ بَيتَهُ وَ أَقَلّ الخُرُوجَ وَ نَالَت مِنهُ قُرَيشٌ مَا لَم تَكُن تَنَالُ وَ لَا تَطمَعُ فَبَلَغَ ذَلِكَ أَبَا لَهَبٍ فَجَاءَهُ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ امضِ لِمَا أَرَدتَ وَ مَا كُنتَ صَانِعاً إِذ كَانَ أَبُو طَالِبٍ حَيّاً فَاصنَعهُ لَا وَ اللّاتِ لَا يُوصَلُ إِلَيكَ حَتّي أَمُوتَ وَ سَبّ ابنُ غَيطَلَةَ النّبِيّص فَأَقبَلَ عَلَيهِ أَبُو لَهَبٍ فَنَالَ مِنهُ فَوَلّي يَصِيحُ يَا مَعشَرَ قُرَيشٍ صَبَأَ أَبُو عُتبَةَ فَأَقبَلَت قُرَيشٌ حَتّي وَقَفُوا عَلَي أَبِي لَهَبٍ فَقَالَ مَا فَارَقتُ دِينَ عَبدِ المُطّلِبِ وَ لكَنِيّ‌ أَمنَعُ ابنَ أخَيِ‌ أَن يُضَامَ حَتّي يمَضيِ‌َ لِمَا يُرِيدُ قَالُوا أَحسَنتَ وَ أَجمَلتَ وَ وَصَلتَ الرّحِمَ فَمَكَثَ


صفحه : 22

رَسُولُ اللّهِص كَذَلِكَ أَيّاماً يَذهَبُ وَ يأَتيِ‌ لَا يَتَعَرّضُ لَهُ أَحَدٌ مِن قُرَيشٍ وَ هَابُوا أَبَا لَهَبٍ إِذاً جَاءَ عُقبَةُ بنُ أَبِي مُعَيطٍ وَ أَبُو جَهلٍ إِلَي أَبِي لَهَبٍ فَاحتَالَا حَتّي صَرَفَاهُ عَن نُصرَتِهِص . وَ فِي هَذِهِ السّنَةِ خَرَجَ إِلَي الطّائِفِ وَ إِلَي ثَقِيفٍ عَن مُحَمّدِ بنِ جُبَيرٍ قَالَ لَمّا توُفُيّ‌َ أَبُو طَالِبٍ تَنَاوَلَت قُرَيشٌ مِن رَسُولِ اللّهِص فَخَرَجَ إِلَي الطّائِفِ وَ مَعَهُ زَيدُ بنُ حَارِثَةَ وَ ذَلِكَ فِي لَيَالٍ بَقِينَ مِن شَوّالٍ سَنَةَ عَشرٍ مِنَ النّبُوّةِ فَأَقَامَ بِهَا عَشَرَةَ أَيّامٍ وَ قِيلَ شَهراً فَآذَوهُ وَ رَمَوهُ بِالحِجَارَةِ فَانصَرَفَ إِلَي مَكّةَ فَلَمّا نَزَلَ نَخلَةَ صَرَفَ اللّهُ إِلَيهِ النّفرَ مِنَ الجِنّ وَ روُيِ‌َ أَنّهُ لَمّا انصَرَفَ مِنَ الطّائِفِ عَمَدَ إِلَي ظِلّ حَبَلَةٍ مِن عِنَبٍ فَجَلَسَ فِيهِ وَ قَالَ أللّهُمّ إنِيّ‌ أَشكُو إِلَيكَ ضَعفَ قوُتّيِ‌ وَ قِلّةَ حيِلتَيِ‌ وَ هوَاَنيِ‌ عَلَي النّاسِ أَنتَ أَرحَمُ الرّاحِمِينَ أَنتَ رَبّ المُستَضعَفِينَ وَ أَنتَ ربَيّ‌ إِلَي مَن تكَلِنُيِ‌ إِلَي بَعِيدٍ يتَجَهَمّنُيِ‌ أَو إِلَي عَدُوّ مَلّكتَهُ أمَريِ‌ إِن لَم يَكُن بِكَ عَلَيّ غَضَبٌ فَلَا أبُاَليِ‌ وَ لَكِن عَافِيَتُكَ هيِ‌َ أَوسَعُ لِي أَعُوذُ بِنُورِ وَجهِكَ ألّذِي أَشرَقَت لَهُ الظّلُمَاتُ وَ صَلَحَ عَلَيهِ أَمرُ الدّنيَا وَ الآخِرَةِ مِن أَن يَنزِلَ بيِ‌ غَضَبُكَ أَو يَحِلّ عَلَيّ سَخَطُكَ لَكِن لَكَ العُتبَي حَتّي تَرضَي وَ لَا حَولَ وَ لَا قُوّةَ إِلّا بِكَ


صفحه : 23

قَالَ وَ لَمّا دَخَلَ مَكّةَ كَانَ يَقِفُ بِالمَوسِمِ عَلَي القَبَائِلِ فَيَقُولُ يَا بنَيِ‌ فُلَانٍ إنِيّ‌ رَسُولُ اللّهِ إِلَيكُم يَأمُرُكُم أَن تَعبُدُوا اللّهَوَ لا تُشرِكُوا بِهِ شَيئاً وَ كَانَ خَلفَهُ أَبُو لَهَبٍ فَيَقُولُ لَا تُطِيعُوهُ وَ أَتَي رَسُولُ اللّهِص كِندَةَ فِي مَنَازِلِهِم فَدَعَاهُم إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَأَبَوا وَ أَتَي كَلباً فِي مَنَازِلِهِم فَلَم يَقبَلُوا مِنهُ وَ أَتَي بنَيِ‌ حَنِيفَةَ فِي مَنَازِلِهِم فَرَدّوا عَلَيهِ أَقبَحَ رَدّ. وَ فِي هَذِهِ السّنَةِ تَزَوّجَ رَسُولُ اللّهِ بِعَائِشَةَ وَ سَودَةَ وَ كَانَت عَائِشَةُ بِنتَ سِتّ سِنِينَ حِينَئِذٍ وَ روُيِ‌َ لَمّا هَلَكَت خَدِيجَةُ جَاءَت خَولَةُ بِنتُ حَكِيمٍ امرَأَةُ عُثمَانَ بنِ مَظعُونٍ فَقَالَت يَا رَسُولَ اللّهِ أَ لَا تَتَزَوّجُ قَالَ مَن قَالَت إِن شِئتَ بِكراً وَ إِن شِئتَ ثَيّباً قَالَ فَمَنِ البِكرُ قَالَت بِنتُ أَبِي بَكرٍ قَالَ وَ مَنِ الثّيّبُ قَالَت سَودَةُ بِنتُ زَمعَةَ قَد آمَنَت بِكَ وَ اٍتّبَعَتكَ عَلَي مَا تَقُولُ قَالَ فاَذهبَيِ‌ فَاذكُرِيهِمَا عَلَيّ فَذَهَبَت إِلَي أَبَوَيهِمَا وَ خَطَبَتهُمَا فَقَبِلَا وَ تَزَوّجَهُمَا وَ فِي سَنَةِ إِحدَي عَشرَةَ مِن نُبُوّتِهِ كَانَ بَدءُ إِسلَامِ الأَنصَارِ وَ ذَلِكَ مَا روُيِ‌َ أَنّ رَسُولَ اللّهِص خَرَجَ فِي المَوسِمِ يَعرِضُ نَفسَهُ عَلَي القَبَائِلِ فَبَينَا هُوَ عَلَي العَقَبَةِ إِذ لقَيِ‌َ رَهطاً مِنَ الخَزرَجِ فَقَالَ مَن أَنتُم فَقَالُوا مِنَ الخَزرَجِ قَالَ أَ فَلَا تَجلِسُونَ أُكَلّمُكُم قَالُوا بَلَي فَجَلَسُوا مَعَهُ فَدَعَاهُم إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ عَرَضَ عَلَيهِمُ الإِسلَامَ وَ تَلَا عَلَيهِمُ القُرآنَ وَ كَانَ أُولَئِكَ يَسمَعُونَ مِنَ اليَهُودِ أَنّهُ قَد أَظَلّ زَمَانُ نبَيِ‌ّ يُبعَثُ فَلَمّا كَلّمَهُم قَالَ بَعضُهُم لِبَعضٍ وَ اللّهِ إِنّهُ للَنبّيِ‌ّ ألّذِي يَعِدُكُم بِهِ اليَهُودُ فَلَا يَسبِقَنّكُم إِلَيهِ وَ انصَرَفُوا رَاجِعِينَ إِلَي بِلَادِهِم وَ قَد آمَنُوا وَ كَانُوا سِتّةَ أَنفُسٍ أَسعَدَ بنَ زُرَارَةَ وَ عَونَ بنَ الحَارِثِ وَ هُوَ ابنُ عَفرَاءَ وَ رَافِعَ بنَ مَالِكِ بنِ عَجلَانَ وَ قُطَبَةَ بنَ عَامِرِ بنِ حَدِيدَةَ وَ عُقبَةَ بنَ عَامِرٍ وَ جَابِرَ بنَ عَبدِ اللّهِ فَلَمّا قَدِمُوا المَدِينَةَ عَلَي قَومِهِم ذَكَرُوا لَهُم رَسُولَ اللّهِص وَ دَعَوهُم إِلَي الإِسلَامِ حَتّي فَشَا فِيهِم دِينَهُم فَلَم يَبقَ دَارٌ مِن دُورِ الأَنصَارِ إِلّا وَ فِيهَا ذِكرُ رَسُولِ اللّهِص . وَ فِي سَنَةِ اثنتَيَ‌ عَشرَةَ مِن نُبُوّتِهِ كَانَ المِعرَاجُ وَ فِي هَذِهِ السّنَةِ كَانَت بِيعَةُ العَقَبَةِ الأُولَي وَ ذَلِكَ أَنّ رَسُولَ اللّهِص خَرَجَ عَامَئِذٍ إِلَي المَوسِمِ وَ قَد قَدِمَ مِنَ الأَنصَارِ


صفحه : 24

اثنَا عَشَرَ رَجُلًا فَلَقُوهُ بِالعَقَبَةِ وَ هيِ‌َ العَقَبَةُ الأُولَي فَبَايَعَهُم رَسُولُ اللّهِص قَالَ عُبَادَةُ بنُ الصّامِتِ بَايَعَنَا رَسُولُ اللّهِ لَيلَةَ العَقَبَةِ الأُولَي وَ نَحنُ اثنَا عَشَرَ رَجُلًا أَنَا أَحَدُهُم فَلَمّا انصَرَفُوا بَعَثَ مَعَهُم مُصعَبَ بنَ عُمَيرٍ إِلَي المَدِينَةِ يُفَقّهُ أَهلَهَا وَ يُقرِئُهُمُ القُرآنَ. وَ فِي سَنَةِ ثَلَاثَ عَشرَةَ كَانَت بِيعَةُ العَقَبَةِ الثّانِيَةُ وَ ذَلِكَ أَنّ رَسُولَ اللّهِص خَرَجَ إِلَي المَوسِمِ فَلَقِيَهُ جَمَاعَةٌ مِنَ الأَنصَارِ فَوَاعَدُوهُ العَقَبَةَ مِن أَوسَطِ أَيّامِ التّشرِيقِ قَالَ كَعبُ بنُ مَالِكٍ اجتَمَعنَا فِي الشّعبِ عِندَ العَقَبَةِ وَ نَحنُ سَبعُونَ رَجُلًا وَ مَعَهُمُ امرَأَتَانِ مِن نِسَائِهِم نَسِيبَةُ بِنتُ كَعبٍ أُمّ عُمَارَةَ وَ أَسمَاءُ بِنتُ عَمرِو بنِ عدَيِ‌ّ وَ هيِ‌َ أُمّ مَنِيعٍ فَبَايَعَنَا وَ جَعَلَ عَلَينَا اثنا[اثنيَ‌]عَشَرَ نَقِيباً مِنّا تِسعَةً مِنَ الخَزرَجِ وَ ثَلَاثَةً مِنَ الأَوسِ ثُمّ أَمَرَ رَسُولُ اللّهِص أَصحَابَهُ بِالخُرُوجِ إِلَي المَدِينَةِ فَخَرَجُوا أَرسَالًا وَ أَقَامَ هُوَ بِمَكّةَ يَنتَظِرُ أَن يُؤذَنَ لَهُ

بيان الأرسال بالفتح جمع الرسل بالتحريك و هوالقطيع من كل شيء أي زمرا زمرا ويحتمل الإرسال بالكسر و هوالرفق والتؤدة

12-يه ،[ من لايحضره الفقيه ] دَخَلَ رَسُولُ اللّهِص عَلَي خَدِيجَةَ وَ هيِ‌َ لِمَا بِهَا فَقَالَ لَهَا بِالرّغمِ مِنّا مَا نَرَي بِكِ يَا خَدِيجَةُ فَإِذَا قَدِمتِ عَلَي ضَرَائِرِكِ فَأَقرِئِيهِنّ السّلَامَ فَقَالَت مَن هُنّ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَص مَريَمُ بِنتُ عِمرَانَ وَ كُلثُمُ أُختُ مُوسَي وَ آسِيَةُ امرَأَةُ فِرعَونَ قَالَت بِالرّفَاءِ يَا رَسُولَ اللّهِ

بيان قوله هي‌ لما بهااللام ظرفية أوبمعني إلي والمعني أنها كانت في الاحتضار قوله ص بالرغم منا مانري بك قوله مانري مبتدأ وبالرغم خبر أي مانري بك متلبس بالرغم والكراهة منا والرفاء بالكسر الاتفاق والالتيام والبركة والنماء13-مصبا،[المصباحين ] في السادس والعشرين من شهر رجب كانت وفاة أبي طالب رحمة الله


صفحه : 25

عليه علي قول ابن عياش

14-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ] إِنّ أَبَا طَالِبٍ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ توُفُيّ‌َ فِي آخِرِ السّنَةِ العَاشِرَةِ مِن مَبعَثِ رَسُولِ اللّهِص ثُمّ تُوُفّيَت خَدِيجَةُ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهَا بَعدَ أَبِي طَالِبٍ بِثَلَاثَةِ أَيّامٍ فَسَمّي رَسُولُ اللّهِ ذَلِكَ العَامَ عَامَ الحُزنِ فَقَالَ مَا زَالَت قُرَيشٌ قَاعِدَةً عنَيّ‌ حَتّي مَاتَ أَبُو طَالِبٍ

15-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] كَانَ النّبِيّص يَعرِضُ نَفسَهُ عَلَي قَبَائِلِ العَرَبِ فِي المَوسِمِ فلَقَيِ‌َ رَهطاً مِنَ الخَزرَجِ فَقَالَ أَ لَا تَجلِسُونَ أُحَدّثكُم قَالُوا بَلَي فَجَلَسُوا إِلَيهِ فَدَعَاهُم إِلَي اللّهِ وَ تَلَا عَلَيهِمُ القُرآنَ فَقَالَ بَعضُهُم لِبَعضٍ يَا قَومِ تَعلَمُونَ وَ اللّهِ أَنّهُ النّبِيّ ألّذِي كَانَ يُوعِدُكُم بِهِ اليَهُودُ فَلَا يَسبِقَنّكُم إِلَيهِ أَحَدٌ فَأَجَابُوهُ وَ قَالُوا لَهُ إِنّا قَد تَرَكنَا قَومَنَا وَ لَا قَومَ بَينَهُم مِنَ العَدَاوَةِ وَ الشّرّ مِثلَ مَا بَينَهُم وَ عَسَي أَن يَجمَعَ اللّهُ بَينَهُم بِكَ فَسَتَقدِمُ عَلَيهِم وَ تَدعُوهُم إِلَي أَمرِكَ وَ كَانُوا سِتّةَ نَفَرٍ قَالَ فَلَمّا قَدِمُوا المَدِينَةَ فَأَخبَرُوا قَومَهُم بِالخَبَرِ فَمَا دَارَ حَولٌ إِلّا وَ فِيهَا حَدِيثُ رَسُولِ اللّهِص حَتّي إِذَا كَانَ العَامُ المُقبِلُ أَتَي المَوسِمَ مِنَ الأَنصَارِ اثنَا عَشَرَ رَجُلًا فَلَقُوا النّبِيّص فَبَايَعُوهُ عَلَي بَيعَةِ النّسَاءِ أَلّا يُشرِكُوا بِاللّهِ شَيئاً وَ لَا يَسرِقُوا إِلَي آخِرِهَا ثُمّ انصَرَفُوا وَ بَعَثَ مَعَهُم مُصعَبَ بنَ عُمَيرٍ يصُلَيّ‌ بِهِم وَ كَانَ بَينَهُم بِالمَدِينَةِ يُسَمّي المقُر‌ِئَ فَلَم يَبقَ دَارٌ فِي المَدِينَةِ إِلّا وَ فِيهَا رِجَالٌ وَ نِسَاءٌ مُسلِمُونَ إِلّا دَارُ أُمَيّةَ وَ حُطَيمَةَ وَ وَائِلٍ وَ هُم مِنَ الأَوسِ ثُمّ عَادَ مُصعَبٌ إِلَي مَكّةَ وَ خَرَجَ مِنَ الأَنصَارِ إِلَي المَوسِمِ مَعَ حُجّاجِ قَومِهِم فَاجتَمَعُوا فِي الشّعبِ عِندَ العَقَبَةِ ثَلَاثَةٌ وَ سَبعُونَ رَجُلًا وَ امرَأَتَانِ فِي أَيّامِ التّشرِيقِ بِاللّيلِ فَقَالَص أُبَايِعُكُم عَلَي الإِسلَامِ فَقَالَ لَهُ بَعضُهُم


صفحه : 26

نُرِيدُ أَن تُعَرّفَنَا يَا رَسُولَ اللّهِ مَا لِلّهِ عَلَينَا وَ مَا لَكَ عَلَينَا وَ مَا لَنَا عَلَي اللّهِ فَقَالَ أَمّا مَا لِلّهِ عَلَيكُم فَأَن تَعبُدُوهُوَ لا تُشرِكُوا بِهِ شَيئاً وَ أَمّا مَا لِي عَلَيكُم فتَنَصرُوُننَيِ‌ مِثلَ نِسَائِكُم وَ أَبنَائِكُم وَ أَن تَصبِرُوا عَلَي عَضّ السّيفِ وَ إِن يُقتَلَ خِيَارُكُم قَالُوا فَإِذَا فَعَلنَا ذَلِكَ مَا لَنَا عَلَي اللّهِ قَالَ أَمّا فِي الدّنيَا فَالظّهُورُ عَلَي مَن عَادَاكُم وَ فِي الآخِرَةِ رِضوَانُهُ وَ الجَنّةُ فَأَخَذَ البَرَاءُ بنُ مَعرُورٍ بِيَدِهِ ثُمّ قَالَ وَ ألّذِي بَعَثَكَ بِالحَقّ لَنَمنَعُكَ بِمَا نَمنَعُ بِهِ أُزُرَنَا فَبَايِعنَا يَا رَسُولَ اللّهِ فَنَحنُ وَ اللّهِ أَهلُ الحُرُوبِ وَ أَهلُ الحَلَفَةِ وَرِثنَاهَا كِبَاراً عَن كِبَارٍ فَقَالَ أَبُو الهَيثَمِ إِنّ بَينَنَا وَ بَينَ الرّجَالِ حِبَالًا وَ إِنّا إِن قَطَعنَاهَا أَو قَطَعُوهَا فَهَل عَسَيتَ إِن فَعَلنَا ذَلِكَ ثُمّ أَظهَرَكَ اللّهُ أَن تَرجِعَ إِلَي قَومِكَ وَ تَدَعَنَا فَتَبَسّمَ رَسُولُ اللّهِص ثُمّ قَالَ بَلِ الدّمُ الدّمُ وَ الهَدمُ الهَدمُ أُحَارِبُ مَن حَارَبتُم وَ أُسَالِمُ مَن سَالَمتُم ثُمّ قَالَ أَخرِجُوا إلِيَ‌ّ مِنكُمُ اثنيَ‌ عَشَرَ نَقِيباً فَاختَارُوا ثُمّ قَالَ أُبَايِعُكُم كَبَيعَةِ عِيسَي ابنِ مَريَمَ لِلحَوَارِيّينَ كُفَلَاءَ عَلَي قَومِهِم بِمَا فِيهِم وَ عَلَي أَن تمَنعَوُنيِ‌ مِمّا تَمنَعُونَ مِنهُ نِسَاءَكُم وَ أَبنَاءَكُم فَبَايَعُوهُ عَلَي ذَلِكَ فَصَرَخَ الشّيطَانُ فِي العَقَبَةِ يَا أَهلَ الجَبَاجِبِ هَل لَكُم فِي مُحَمّدٍ وَ الصّبَاةِ مَعَهُ قَدِ اجتَمَعُوا عَلَي حَربِكُم ثُمّ نَفَرَ النّاسُ مِن مِنًي وَ فَشَا الخَبَرُ فَخَرَجُوا فِي الطّلَبِ فَأَدرَكُوا سَعدَ بنَ عُبَادَةَ وَ المُنذِرَ بنَ عَمرٍو فَأَمّا المُنذِرُ فَأَعجَزَ القَومَ وَ أَمّا سَعدٌ فَأَخَذُوهُ وَ رَبَطُوهُ بِنِسعِ رَحلِهِ وَ أَدخَلُوهُ مَكّةَ يَضرِبُونَهُ فَبَلَغَ خَبَرُهُ إِلَي جُبَيرِ بنِ مُطعِمٍ وَ الحَارِثِ بنِ حَربِ بنِ أُمَيّةَ فَأَتَيَاهُ وَ خَلّصَاهُ وَ كَانَ النّبِيّص لَم يُؤمَر إِلّا بِالدّعَاءِ وَ الصّبرِ عَلَي الأَذَي وَ الصّفحِ عَنِ الجَاهِلِ فَطَالَت قُرَيشٌ عَلَي المُسلِمِينَ فَلَمّا كَثُرَ عُتُوّهُم أُمِرَ بِالهِجرَةِ فَقَالَص إِنّ اللّهَ قَد جَعَلَ لَكُم دَاراً وَ إِخوَاناً تَأمَنُونَ بِهَا فَخَرَجُوا أَرسَالًا حَتّي لَم يَبقَ مَعَ النّبِيّص إِلّا عَلِيّ وَ أَبُو بَكرٍ فَحَذَرَت قُرَيشٌ خُرُوجَهُ وَ عَرَفُوا أَنّهُ قَد أَجمَعَ لِحَربِهِم فَاجتَمَعُوا فِي دَارِ النّدوَةِ وَ هيِ‌َ دَارُ قصُيَ‌ّ بنِ


صفحه : 27

كِلَابٍ يَتَشَاوَرُونَ فِي أَمرِهِ وَ سَاقَ الحَدِيثَ إِلَي آخِرِ مَا سيَأَتيِ‌ فِي البَابِ الآتيِ‌ بِرِوَايَةِ الشّيخِ عَنِ ابنِ أَبِي هَالَةَ

بيان يسمي المقر‌ئ لأنه كان يقرئهم القرآن و قال الجزري‌ في حديث بيعة العقبة لنمنعك مما نمنع منه أزرنا أي نساءنا وأهلنا كني عنهن بالأزر وقيل أراد أنفسنا و قديكني عن النفس بالأزر و قال في قوله والهدم الهدم يروي بسكون الدال وفتحها فالهدم بالتحريك القبر يعني‌ أني‌ أقبر حيث تقبرون وقيل هوالمنزل أي منزلكم منزلي‌ و في الحديث الآخر المحيا محياكم والممات مماتكم أي لاأفارقكم والهدم بالسكون والفتح أيضا هوإهدار دم القتيل يقال دماؤهم بينهم هدم أي مهدرة والمعني إن طلب دمكم فقد طلب دمي‌ و إن أهدر دمكم فقد أهدر دمي‌ لاستحكام الألفة بيننا و هوقول معروف للعرب يقولون دمي‌ دمك وهدمي‌ هدمك و ذلك عندالمعاهدة والنصرة و قال في حديث بيعة الأنصار نادي الشيطان ياأصحاب الجباجب هي‌ جمع جبجب بالضم و هوالمستوي‌ من الأرض ليس بحزن وهي‌ هاهنا أسماء منازل سميت به قيل لأن كروش الأضاحي‌ تلقي فيهاأيام الحج والجبجبة الكرش يجعل فيهااللحم يتزود في الأسفار


صفحه : 28

باب 6-الهجرة ومباديها ومبيت علي عليه السلام علي فراش النبي ص و ماجري بعد ذلك إلي دخول المدينة

الآيات النساءإِنّ الّذِينَ تَوَفّاهُمُ المَلائِكَةُ ظالمِيِ‌ أَنفُسِهِم قالُوا فِيمَ كُنتُم قالُوا كُنّا مُستَضعَفِينَ فِي الأَرضِ قالُوا أَ لَم تَكُن أَرضُ اللّهِ واسِعَةً فَتُهاجِرُوا فِيها فَأُولئِكَ مَأواهُم جَهَنّمُ وَ ساءَت مَصِيراً إِلّا المُستَضعَفِينَ مِنَ الرّجالِ وَ النّساءِ وَ الوِلدانِ لا يَستَطِيعُونَ حِيلَةً وَ لا يَهتَدُونَ سَبِيلًا فَأُولئِكَ عَسَي اللّهُ أَن يَعفُوَ عَنهُم وَ كانَ اللّهُ عَفُوّا غَفُوراً وَ مَن يُهاجِر فِي سَبِيلِ اللّهِ يَجِد فِي الأَرضِ مُراغَماً كَثِيراً وَ سَعَةً وَ مَن يَخرُج مِن بَيتِهِ مُهاجِراً إِلَي اللّهِ وَ رَسُولِهِ ثُمّ يُدرِكهُ المَوتُ فَقَد وَقَعَ أَجرُهُ عَلَي اللّهِ وَ كانَ اللّهُ غَفُوراً رَحِيماًالأنفال وَ إِذ يَمكُرُ بِكَ الّذِينَ كَفَرُوا لِيُثبِتُوكَ أَو يَقتُلُوكَ أَو يُخرِجُوكَ وَ يَمكُرُونَ وَ يَمكُرُ اللّهُ وَ اللّهُ خَيرُ الماكِرِينَ و قال تعالي وَ ما لَهُم أَلّا يُعَذّبَهُمُ اللّهُ وَ هُم يَصُدّونَ عَنِ المَسجِدِ الحَرامِ وَ ما كانُوا أَولِياءَهُ إِن أَولِياؤُهُ إِلّا المُتّقُونَ وَ لكِنّ أَكثَرَهُم لا يَعلَمُونَ و قال تعالي إِنّ الّذِينَ آمَنُوا وَ هاجَرُوا وَ جاهَدُوا بِأَموالِهِم وَ أَنفُسِهِم فِي سَبِيلِ اللّهِ وَ الّذِينَ آوَوا وَ نَصَرُوا أُولئِكَ بَعضُهُم أَولِياءُ بَعضٍ وَ الّذِينَ آمَنُوا وَ لَم يُهاجِرُوا ما لَكُم مِن وَلايَتِهِم مِن شَيءٍ حَتّي يُهاجِرُوا وَ إِنِ استَنصَرُوكُم فِي الدّينِ فَعَلَيكُمُ النّصرُ إِلّا عَلي قَومٍ بَينَكُم وَ بَينَهُم مِيثاقٌ وَ اللّهُ بِما تَعمَلُونَ بَصِيرٌ وَ الّذِينَ كَفَرُوا بَعضُهُم أَولِياءُ بَعضٍ إِلّا تَفعَلُوهُ تَكُن فِتنَةٌ فِي الأَرضِ وَ فَسادٌ كَبِيرٌ وَ الّذِينَ آمَنُوا وَ هاجَرُوا وَ جاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللّهِ وَ الّذِينَ آوَوا وَ نَصَرُوا أُولئِكَ هُمُ المُؤمِنُونَ حَقّا لَهُم مَغفِرَةٌ وَ رِزقٌ كَرِيمٌ وَ الّذِينَ آمَنُوا مِن بَعدُ وَ هاجَرُوا وَ جاهَدُوا مَعَكُم فَأُولئِكَ مِنكُم وَ أُولُوا الأَرحامِ بَعضُهُم أَولي


صفحه : 29

بِبَعضٍ فِي كِتابِ اللّهِ إِنّ اللّهَ بِكُلّ شَيءٍ عَلِيمٌالتوبةإِلّا تَنصُرُوهُ فَقَد نَصَرَهُ اللّهُ إِذ أَخرَجَهُ الّذِينَ كَفَرُوا ثانيِ‌َ اثنَينِ إِذ هُما فِي الغارِ إِذ يَقُولُ لِصاحِبِهِ لا تَحزَن إِنّ اللّهَ مَعَنا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيهِ وَ أَيّدَهُ بِجُنُودٍ لَم تَرَوها وَ جَعَلَ كَلِمَةَ الّذِينَ كَفَرُوا السّفلي وَ كَلِمَةُ اللّهِ هيِ‌َ العُليا وَ اللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌالنحل 41-وَ الّذِينَ هاجَرُوا فِي اللّهِ مِن بَعدِ ما ظُلِمُوا لَنُبَوّئَنّهُم فِي الدّنيا حَسَنَةً وَ لَأَجرُ الآخِرَةِ أَكبَرُ لَو كانُوا يَعلَمُونَ الّذِينَ صَبَرُوا وَ عَلي رَبّهِم يَتَوَكّلُونَ و قال تعالي مَن كَفَرَ بِاللّهِ مِن بَعدِ إِيمانِهِ إِلّا مَن أُكرِهَ وَ قَلبُهُ مُطمَئِنّ بِالإِيمانِ وَ لكِن مَن شَرَحَ بِالكُفرِ صَدراً فَعَلَيهِم غَضَبٌ مِنَ اللّهِ وَ لَهُم عَذابٌ عَظِيمٌ إلي قوله تعالي ثُمّ إِنّ رَبّكَ لِلّذِينَ هاجَرُوا مِن بَعدِ ما فُتِنُوا ثُمّ جاهَدُوا وَ صَبَرُوا إِنّ رَبّكَ مِن بَعدِها لَغَفُورٌ رَحِيمٌالحج وَ الّذِينَ هاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللّهِ ثُمّ قُتِلُوا أَو ماتُوا لَيَرزُقَنّهُمُ اللّهُ رِزقاً حَسَناً وَ إِنّ اللّهَ لَهُوَ خَيرُ الرّازِقِينَ لَيُدخِلَنّهُم مُدخَلًا يَرضَونَهُ وَ إِنّ اللّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌالعنكبوت يا عبِاديِ‌َ الّذِينَ آمَنُوا إِنّ أرَضيِ‌ واسِعَةٌ فإَيِاّي‌َ فَاعبُدُونِ إلي قوله تعالي وَ كَأَيّن مِن دَابّةٍ لا تَحمِلُ رِزقَهَا اللّهُ يَرزُقُها وَ إِيّاكُم وَ هُوَ السّمِيعُ العَلِيمُ محمدوَ كَأَيّن مِن قَريَةٍ هيِ‌َ أَشَدّ قُوّةً مِن قَريَتِكَ التّيِ‌ أَخرَجَتكَ أَهلَكناهُم فَلا ناصِرَ لَهُمالمزمل وَ اصبِر عَلي ما يَقُولُونَ وَ اهجُرهُم هَجراً جَمِيلًا.تفسير قوله تعالي إِنّ الّذِينَ تَوَفّاهُمُ المَلائِكَةُ قال الطبرسي‌ رحمه الله قال أبوحمزة الثمالي‌ بلغنا أن المشركين يوم بدر لم يخلفوا إذ خرجوا أحدا إلاصبيا أوشيخا كبيرا أومريضا فخرج معهم ناس ممن تكلم بالإسلام فلما التقي المشركون و


صفحه : 30

رسول الله ص نظر الذين كانوا قدتكلموا بالإسلام إلي قلة المسلمين فارتابوا فأصيبوا فيمن أصيب من المشركين فنزلت فيهم الآية و هوالمروي‌ عن ابن عباس والسدي‌ وقتادة وقيل إنهم قيس بن الفاكهة بن المغيرة والحارث بن زمعة بن الأسود وقيس بن الوليد بن المغيرة و أبوالعاص بن المنبه بن الحجاج و علي بن أمية بن خلف عن عكرمة ورواه أبوالجارود عن أبي جعفر عليه السلام قال ابن عباس كنت أنا من المستضعفين وكنت غلاما صغيرا وذكر عنه أيضا أنه قال كان أبي من المستضعفين من الرجال وكانت أمي‌ من المستضعفات من النساء وكنت أنا من المستضعفين من الولدان تَوَفّاهُمُ المَلائِكَةُ أي تقبض أرواحهم فِيمَ كُنتُم أي في أي شيءكنتم من دينكم علي وجه التقرير أوالتوبيخ مُستَضعَفِينَ فِي الأَرضِ أي يستضعفنا أهل الشرك بالله في أرضنا وبلادنا يمنعوننا من الإيمان قالُوا أي الملائكةفَتُهاجِرُوا فِيها أي فتخرجوا من أرضكم وتفارقوا من يمنعكم من الإيمان إِلّا المُستَضعَفِينَ أي الذين استضعفهم المشركون ويعجزون عن الهجرة لإعسارهم وقلة حيلتهم وَ لا يَهتَدُونَ سَبِيلًا في الخلاص من مكةمُراغَماً كَثِيراً وَ سَعَةً أي متحولا من الأرض وسعة في الرزق وقيل مزحزحا عما يكره وسعة من الضلالة إلي الهدي وقيل مهاجرا فسيحا ومتسعا مما كان فيه من الضيق وَ مَن يَخرُج مِن بَيتِهِقيل لمانزلت آيات الهجرة سمعها رجل من المسلمين و هوجندع أوجندب بن ضمرة و كان بمكة فقال و الله ما أناممن استثني الله إني‌ لأجد قوة وإني‌ لعالم بالطريق و كان مريضا شديد المرض فقال لبنيه و الله لاأبيت بمكة حتي أخرج منها فإني‌ أخاف أن أموت فيهافخرجوا يحملونه علي سرير حتي إذابلغ التنعيم مات فنزلت الآية عن أبي حمزة الثمالي‌ و عن قتادة و عن سعيد بن جبير و قال عكرمة وخرج جماعة من مكة مهاجرين فلحقهم المشركون وفتنوهم عن دينهم فافتتنوا فأنزل الله فيهم وَ مِنَ النّاسِ مَن يَقُولُ آمَنّا بِاللّهِ فَإِذا أوُذيِ‌َ فِي اللّهِ جَعَلَ فِتنَةَ النّاسِ كَعَذابِ اللّهِفكتب بهاالمسلمون إليهم ثم نزلت فيهم


صفحه : 31

ثُمّ إِنّ رَبّكَ لِلّذِينَ هاجَرُوا مِن بَعدِ ما فُتِنُوا ثُمّ جاهَدُوا وَ صَبَرُوا إِنّ رَبّكَ مِن بَعدِها لَغَفُورٌ رَحِيمٌمهاجرا من أرض الشرك فارا بدينه إلي الله ورسوله ثُمّ يُدرِكهُ المَوتُقبل بلوغه دار الهجرةفَقَد وَقَعَ أَجرُهُ عَلَي اللّهِ أي ثواب عمله وجزاء هجرته علي الله وَ رَوَي الحَسَنُ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ مَن فَرّ بِدِينِهِ مِن أَرضٍ إِلَي أَرضٍ وَ إِن كَانَ شِبراً مِنَ الأَرضِ استَوجَبَ الجَنّةَ وَ كَانَ رَفِيقَ اِبرَاهِيمَ وَ مُحَمّدٍ صَلّي اللّهُ عَلَيهِمَا وَ آلِهِمَا

وَ قَالَ رَحِمَهُ اللّهُ فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ إِذ يَمكُرُ بِكَ قَالَ المُفَسّرُونَ إِنّهَا نَزَلَت فِي قِصّةِ دَارِ النّدوَةِ وَ ذَلِكَ أَنّ نَفَراً مِن قُرَيشٍ اجتَمَعُوا فِيهَا وَ هيِ‌َ دَارُ قصُيَ‌ّ بنِ كِلَابٍ وَ تَئَامَرُوا فِي أَمرِ النّبِيّص فَقَالَ عُروَةُ بنُ هِشَامٍنَتَرَبّصُ بِهِ رَيبَ المَنُونِ وَ قَالَ أَبُو البخَترَيِ‌ّ أَخرِجُوهُ عَنكُم تَستَرِيحُوا مِن أَذَاهُ وَ قَالَ أَبُو جَهلٍ مَا هَذَا برِأَي‌ٍ وَ لَكِنِ اقتُلُوهُ بِأَن يَجتَمِعَ عَلَيهِ مِن كُلّ بَطنِ رَجُلٍ فَيَضرِبُوهُ بِأَسيَافِهِم ضَربَةَ رَجُلٍ وَاحِدٍ فَتَرضَي حِينَئِذٍ بَنُو هَاشِمٍ بِالدّيَةِ فَصَوّبَ إِبلِيسُ هَذَا الرأّي‌َ وَ كَانَ قَد جَاءَهُم فِي صُورَةِ شَيخٍ كَبِيرٍ مِن أَهلِ نَجدٍ وَ خَطّأَ الأَوّلِينَ فَاتّفَقُوا عَلَي هَذَا الرأّي‌ِ وَ أَعَدّوا الرّجَالَ وَ السّلَاحَ وَ جَاءَ جَبرَئِيلُ فَأَخبَرَ رَسُولُ اللّهِص فَخَرَجَ إِلَي الغَارِ وَ أَمَرَ عَلِيّاً عَلَيهِ السّلَامُ فَبَاتَ عَلَي فِرَاشِهِ فَلَمّا أَصبَحُوا وَ فَتّشُوا عَنِ الفِرَاشِ وَجَدُوا عَلِيّاً وَ قَد رَدّ اللّهُ مَكرَهُم وَ قَالُوا أَينَ مُحَمّدٌ قَالَ لَا أدَريِ‌ فَاقتَصّوا أَثَرَهُ وَ أَرسَلُوا فِي طَلَبِهِ فَلَمّا بَلَغُوا الجَبَلَ وَ مَرّوا بِالغَارِ رَأَوا عَلَي بَابِهِ نَسجَ العَنكَبُوتِ فَقَالُوا لَو كَانَ هَاهُنَا لَم يَكُن نَسجُ العَنكَبُوتِ عَلَي بَابِهِ فَمَكَثَ فِيهِ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ ثُمّ قَدِمَ المَدِينَةَ

الّذِينَ كَفَرُوا وهم مشركو العرب ومنهم عتبة وشيبة ابنا ربيعة والنضر بن حارث و أبوجهل بن هشام و أبوالبختري‌ بن هشام وزمعة بن الأسود وحكيم بن حزام وأمية بن خلف وغيرهم لِيُثبِتُوكَ أي ليقيدوك فيثبتوك في الوثاق أو في الحبس ويسجنوك في بيت وقيل ليثخنوك بالجراحة والضرب عن أبان بن


صفحه : 32

تغلب وغيره أَو يُخرِجُوكَ أي من مكة إلي طرف من أطراف الأرض وقيل أويخرجوك علي بعير ويطردونه حتي يذهب في وجهه قال و لماهموا بقتل رسول الله ص وأخرجوه من مكة أنزل الله سبحانه وَ ما لَهُم أَلّا يُعَذّبَهُمُ اللّهُالآية فعذبهم الله بالسيف يوم بدروَ ما كانُوا أَولِياءَهُ أي ما كان المشركون أولياء المسجد الحرام و إن سعوا في عمارته و ماأولياء المسجد الحرام إلاالمتقون عن الحسن و هوالمروي‌ عن أبي جعفر عليه السلام وقيل ماكانوا أولياء الله إن أولياء الله إلاالمتقون و قال رحمه الله في قوله تعالي إِنّ الّذِينَ آمَنُوا وَ هاجَرُواقيل نزلت في الميراث وكانوا يتوارثون بالهجرة وجعل الله الميراث للمهاجرين والأنصار دون ذوي‌ الأرحام و كان ألذي آمن و لم يهاجر لم يرث من أجل أنه لم يهاجر و لم ينصر وكانوا يعملون بذلك حتي نزل وَ أُولُوا الأَرحامِ بَعضُهُم أَولي بِبَعضٍ فِي كِتابِ اللّهِفنسخت هذا وصار الميراث لذوي‌ الأرحام المؤمنين عن ابن عباس و الحسن وقتادة ومجاهد والسدي‌وَ الّذِينَ آوَوا أي النبي ص والمهاجرين بالمدينة وهم الأنصارأُولئِكَ بَعضُهُم أَولِياءُ بَعضٍ في النصرة أوالتوارث وقيل في نفوذ أمان بعضهم علي بعض

وَ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ أَنّهُم كَانُوا يَتَوَارَثُونَ بِالمُؤَاخَاةِ الأُولَي

وَ إِنِ استَنصَرُوكُم فِي الدّينِ أي إن طلب المؤمنون الذين لم يهاجروا منكم النصرة لهم علي الكفار وإعانتهم في الدين فَعَلَيكُمُ النّصرُ والمعونة لهم في


صفحه : 33

الدين إِلّا عَلي قَومٍ بَينَكُم وَ بَينَهُم مِيثاقٌ أي إلا أن يطلبوا منكم النصرة علي قوم من المشركين بينكم وبينهم أمان وعهد يجب الوفاء به فلاتنصروهم عليهم لما فيه من نقض العهدوَ الّذِينَ كَفَرُوا بَعضُهُم أَولِياءُ بَعضٍ أي أنصار بعض أوأولي ببعض في الميراث إِلّا تَفعَلُوهُ أي ماأمرتم به في الآية الأولي والثانيةتَكُن فِتنَةٌ فِي الأَرضِ وَ فَسادٌ كَبِيرٌ علي المؤمنين الذين لم يهاجروا والفتنة المحنة بالميل إلي الضلال والفساد الكبير ضعف الإيمان . و قال في قوله تعالي إِلّا تَنصُرُوهُ فَقَد نَصَرَهُ اللّهُ أي إن لم تنصروا النبي ص علي قتال العدو فقد فعل الله به النصرإِذ أَخرَجَهُ الّذِينَ كَفَرُوا من مكة فخرج يريد المدينةثانيِ‌َ اثنَينِ إِذ هُما فِي الغارِيعني‌ أنه كان هو و أبوبكر في الغار ليس معهما ثالث وأراد به هنا غار ثور و هوجبل بمكةإِذ يَقُولُ لِصاحِبِهِ أي إذ يقول الرسول ص لأبي‌ بكرلا تَحزَن أي لاتخف إِنّ اللّهَ مَعَنايريد أنه مطلع علينا عالم بحالنا فهو يحفظنا وينصرنا قال الزهري‌ لمادخل رسول الله ص و أبوبكر الغار أرسل الله زوجا من الحمام حتي باضا في أسفل الثقب والعنكبوت حتي نسج بيتا فلما جاء سراقة بن مالك في طلبهما فرأي بيض الحمام وبيت العنكبوت قال لودخله أحد لانكسر البيض وتفسخ بيت العنكبوت فانصرف و قال النبي ص أللهم أعم أبصارهم فعميت أبصارهم عن دخوله وجعلوا يضربون يمينا وشمالا حول الغار و قال أبوبكر لونظروا إلي أقدامهم لرأونا ونزل رجل من قريش فبال علي باب الغار فقال أبوبكر قدأبصرونا يا رسول الله فقال رسول الله ص لوأبصرونا مااستقبلونا بعوراتهم


صفحه : 34

فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيهِيعني‌ علي محمدص أي ألقي في قلبه ماسكن به وَ أَيّدَهُ بِجُنُودٍ لَم تَرَوها أي بملائكة يضربون وجوه الكفار وأبصارهم عن أن يروه وقيل قواه بالملائكة يدعون الله تعالي له وقيل أعانه بالملائكة يوم بدر و قال بعضهم يجوز أن يكون الهاء في عليه راجعة إلي أبي بكر و هذابعيد لأن الضمائر قبل هذا وبعده تعود إلي النبي ص بلا خلاف فكيف يتخللها ضمير عائد إلي غيره هذا و قد قال سبحانه في هذه السورةثُمّ أَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلي رَسُولِهِ وَ عَلَي المُؤمِنِينَ و قال في سورة الفتح كذلك فتخصيص النبي في هذه الآية بالسكينة يدل علي عدم إيمان من معه وَ جَعَلَ كَلِمَةَ الّذِينَ كَفَرُوا السّفليالمراد بكلمتهم وعيدهم النبي ص وتخويفهم له أوكلمة الشرك وكلمة الله وعده بالنصر أوكلمة التوحيد. و قال في قوله تعالي وَ الّذِينَ هاجَرُوا فِي اللّهِنزلت في المعذبين بمكة مثل صهيب وبلال وعمار وخباب وغيرهم مكنهم الله في المدينة وذكر أن


صفحه : 35

صهيبا قال لأهل مكة أنا رجل كبير إن كنت معكم لم أنفعكم و إن كنت عليكم لم أضرركم فخذوا مالي‌ ودعوني‌ فأعطاهم ماله وهاجر إلي رسول الله ص فقال له أبوبكر ربح البيع ياصهيب لَنُبَوّئَنّهُم فِي الدّنيا حَسَنَةً أي بلدة حسنة وهي‌ المدينة أوحالة حسنة وهي‌ النصر علي الأعداء. و قال في قوله تعالي إِلّا مَن أُكرِهَنزل في جماعة أكرهوا وهم عمار وياسر أبوه وأمه سمية وصهيب وبلال وخباب عذبوا وقتل أبوعمار وأمه فأعطاهم عمار بلسانه مما أرادوا منه ثم أخبر بذلك رسول الله ص فقال قوم كفر عمار

فَقَالَص كَلّا إِنّ عَمّاراً ملَيِ‌ءٌ إِيمَاناً مِن قَرنِهِ إِلَي قَدَمِهِ وَ اختَلَطَ الإِيمَانُ بِلَحمِهِ وَ دَمِهِ وَ جَاءَ عَمّارٌ إِلَي رَسُولِ اللّهِص وَ هُوَ يبَكيِ‌ فَقَالَص مَا وَرَاكَ قَالَ شَرّ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا تُرِكتُ حَتّي نِلتُ مِنكَ وَ ذَكَرتُ آلِهَتَهُم بِخَيرٍ فَجَعَلَ رَسُولُ اللّهِص يَمسَحُ عَينَيهِ وَ يَقُولُ إِن عَادُوا لَكَ فَعُد لَهُم بِمَا قُلتَ فَنَزَلَتِ الآيَةُ

عن ابن عباس وقتادة وقيل نزلت في ناس من أهل مكة آمنوا وخرجوا يريدون المدينة فأدركهم قريش وفتنوهم فتكلموا بكلمة الكفر كارهين عن مجاهد وقيل إن ياسر وسمية أبوا عمار أول شهيدين في الإسلام و قوله مَن كَفَرَ بِاللّهِ ومَن شَرَحَ بِالكُفرِ صَدراً هو عبد الله بن سعيد بن أبي سرح من بني‌ عامر بن لوي‌ و أما قوله ثُمّ إِنّ رَبّكَ لِلّذِينَ هاجَرُواالآية قيل إنها نزلت في عباس بن أبي ربيعة أخي‌ أبي جهل من الرضاعة و أبي جندل بن سهيل بن عمرو


صفحه : 36

والوليد بن المغيرة وغيرهم من أهل مكة فتنهم المشركون فأعطوهم بعض ماأرادوا ثم إنهم هاجروا بعد ذلك وجاهدوا فنزلت الآية فيهم وَ قَلبُهُ مُطمَئِنّ أي ساكن بِالإِيمانِثابت عليه فلاحرج عليه في ذلك وَ لكِن مَن شَرَحَ بِالكُفرِ صَدراً أي من اتسع قلبه للكفر وطابت نفسه به مِن بَعدِ ما فُتِنُوا أي عذبوا في الله وارتدوا علي الكفر فأعطوهم بعض ماأرادوا ليسلموا من شرهم ثُمّ جاهَدُوا مع النبي ص وَ صَبَرُوا علي الدين والجهادإِنّ رَبّكَ مِن بَعدِها أي من بعدتلك الفتنة أوالفعلة التي‌ فعلوها من التفوه بكلمة الكفر. و قال في قوله تعالي يا عبِاديِ‌َ الّذِينَ آمَنُواقيل إنها نزلت في المستضعفين من المؤمنين بمكة أمروا بالهجرة عنها ونزل قوله وَ كَأَيّن مِن دَابّةٍ في جماعة كانوا بمكة يؤذيهم المشركون فأمروا بالهجرة إلي المدينة فقالوا كيف نخرج إليها و ليس لنا بهادار و لاعقار من يطعمنا و من يسقيناإِنّ أرَضيِ‌ واسِعَةٌفاهربوا من أرض يمنعكم أهلها من الإيمان والإخلاص في عبادتي‌. و قال أبو عبد الله عليه السلام معناه إذاعصي‌ الله في أرض أنت فيهافاخرج منها إلي غيرهاوَ كَأَيّن مِن دَابّةٍ أي وكم من دابة لا يكون رزقها مدخرا معدا وقيل معناه لاتطيق حمل رزقها لضعفها وتأكل بأفواهها. و في قوله تعالي مِن قَريَتِكَيعني‌ مكةالتّيِ‌ أَخرَجَتكَ أي أخرجك أهلها والمعني كم من رجال هم أشد من أهل مكةأَهلَكناهُم فَلا ناصِرَ لَهُميدفع عنهم إهلاكنا إياهم فما ألذي يؤمن هؤلاء أن أفعل بهم مثل ذلك . قوله تعالي وَ اهجُرهُم هَجراً جَمِيلًاذهب المفسرون إلي أن المراد مجانبتهم ومداراتهم وعدم مكافأتهم و لايبعد أن يكون المراد الهجرة من مكة إلي المدينة


صفحه : 37

1-فس ،[تفسير القمي‌] وَ ما كانُوا أَولِياءَهُيعَنيِ‌ قُرَيشاً مَا كَانُوا أَولِيَاءَ مَكّةَإِن أَولِياؤُهُ إِلّا المُتّقُونَ أَنتَ وَ أَصحَابُكَ يَا مُحَمّدُ فَعَذّبَهُمُ اللّهُ بِالسّيفِ يَومَ بَدرٍ فَقُتِلُوا

2-فس ،[تفسير القمي‌] إِنّ الّذِينَ آمَنُوا وَ هاجَرُوا إِلَي قَولِهِأَولِياءُ بَعضٍ فَإِنّ الحُكمَ كَانَ فِي أَوّلِ النّبُوّةِ أَنّ المَوَارِيثَ كَانَت عَلَي الأُخُوّةِ لَا عَلَي الوِلَادَةِ فَلَمّا هَاجَرَ رَسُولُ اللّهِص إِلَي المَدِينَةِ آخَي بَينَ المُهَاجِرِينَ وَ المُهَاجِرِينَ وَ بَينَ الأَنصَارِ وَ الأَنصَارِ وَ آخَي بَينَ المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ فَكَانَ إِذَا مَاتَ الرّجُلُ يَرِثُهُ أَخُوهُ فِي الدّينِ وَ يَأخُذُ المَالَ وَ كَانَ مَا تَرَكَ لَهُ دُونَ وَرَثَتِهِ فَلَمّا كَانَ بَعدَ بَدرٍ أَنزَلَ اللّهُالنّبِيّ أَولي بِالمُؤمِنِينَ مِن أَنفُسِهِم وَ أَزواجُهُ أُمّهاتُهُم وَ أُولُوا الأَرحامِ بَعضُهُم أَولي بِبَعضٍ فِي كِتابِ اللّهِ مِنَ المُؤمِنِينَ وَ المُهاجِرِينَ إِلّا أَن تَفعَلُوا إِلي أَولِيائِكُم مَعرُوفاًفَنَسَخَت آيَةَ الأُخُوّةِبَعضُهُم أَولي بِبَعضٍ قَولُهُوَ الّذِينَ آمَنُوا وَ لَم يُهاجِرُواالآيَةَ فَإِنّهَا نَزَلَت فِي الأَعرَابِ وَ ذَلِكَ أَنّ رَسُولَ اللّهِص صَالَحَهُم عَلَي أَن يَدَعَهُم فِي دِيَارِهِم وَ لَا يُهَاجِرُوا إِلَي المَدِينَةِ وَ عَلَي أَنّهُ إِن أَرَادَهُم رَسُولُ اللّهِص غَزَا بِهِم وَ لَم يَكُن لَهُم فِي الغَنِيمَةِ شَيءٌ وَ أَوجَبُوا عَلَي النّبِيّص أَنّهُ إِن أَرَادَهُمُ الأَعرَابُ مِن غَيرِهِم أَو دَهَاهُم دَهمٌ مِن عَدُوّهِم أَن يَنصُرَهُم إِلّا عَلَي قَومٍ بَينَهُم وَ بَينَ الرّسُولِص عَهدٌ وَ مِيثَاقٌ إِلَي مُدّةٍوَ الّذِينَ كَفَرُوا بَعضُهُم أَولِياءُ بَعضٍيعَنيِ‌ يوُاَليِ‌ بَعضُهُم بَعضاً ثُمّ قَالَإِلّا تَفعَلُوهُيعَنيِ‌ إِن لَم تَفعَلُوهُ فَوُضِعَ حَرفٌ مَكَانَ حَرفٍتَكُن فِتنَةٌ أَي كُفرٌفِي الأَرضِ وَ فَسادٌ كَبِيرٌ ثُمّ قَالَوَ الّذِينَ آمَنُوا مِن بَعدُ وَ هاجَرُوا وَ جاهَدُوا مَعَكُم فَأُولئِكَ مِنكُم وَ أُولُوا الأَرحامِ بَعضُهُم أَولي بِبَعضٍ فِي كِتابِ اللّهِ قَالَ نَسَخَت قَولَهُوَ الّذِينَ عَقَدَت أَيمانُكُم فَآتُوهُم نَصِيبَهُم


صفحه : 38

3-فس ،[تفسير القمي‌] وَ الّذِينَ هاجَرُوا فِي اللّهِ أَي هَاجَرُوا وَ تَرَكُوا الكُفّارَ فِي اللّهِلَنُبَوّئَنّهُم أَي لَنُثَبّتَنّهُم

4-فس ،[تفسير القمي‌] فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ فِي قَولِهِيا عبِاديِ‌َ الّذِينَ آمَنُوا إِنّ أرَضيِ‌ واسِعَةٌ يَقُولُ لَا تُطِيعُوا أَهلَ الفِسقِ مِنَ المُلُوكِ فَإِن خِفتُمُوهُم أَن يَفتِنُوكُم عَن دِينِكُم فَإِنّ أرَضيِ‌ وَاسِعَةٌ

5-فس ،[تفسير القمي‌] وَ كَأَيّن مِن قَريَةٍالآيَةَ قَالَ إِنّ الّذِينَ أَهلَكنَاهُم مِنَ الأُمَمِ السّالِفَةِ كَانُوا أَشَدّ قُوّةً مِن قَريَتِكَ يعَنيِ‌ أَهلَ مَكّةَ الّذِينَ أَخرَجُوكَ مِنهَا فَلَم يَكُن لَهُم نَاصِرٌ

6-أَقُولُ قَالَ فِي المُنتَقَيكَانَتِ الهِجرَةُ سَنَةَ أَربَعَ عَشرَةَ مِنَ المَبعَثِ وَ هيِ‌َ سَنَةُ أَربَعٍ وَ ثَلَاثِينَ مِن مُلكِ كِسرَي پَروِيزَ سَنَةَ تِسعٍ لِهِرَقلَ وَ أَوّلُ هَذِهِ السّنَةِ المُحَرّمُ وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص مُقِيماً بِمَكّةَ لَم يَخرُج مِنهَا وَ قَد كَانَ جَمَاعَةٌ خَرَجُوا فِي ذيِ‌ الحِجّةِ وَ قَالَ مُحَمّدُ بنُ كَعبٍ القرُظَيِ‌ّ اجتَمَعَ قُرَيشٌ عَلَي بَابِهِ وَ قَالُوا إِنّ مُحَمّداً يَزعُمُ أَنّكُم إِن بَايَعتُمُوهُ كُنتُم مُلُوكَ العَرَبِ وَ العَجَمِ ثُمّ بُعِثتُم بَعدَ مَوتِكُم فَجُعِلَ لَكُم جِنَانٌ كَجِنَانِ الأَرضِ وَ إِن لَم تَفعَلُوا كَانَ لَكُم مِنهُ الذّبحُ ثُمّ بُعِثتُم بَعدَ مَوتِكُم فَجُعِلَت لَكُم نَارٌ تُحرَقُونَ بِهَا فَخَرَجَ رَسُولُ اللّهِص فَأَخَذَ حَفنَةً مِن تُرَابٍ ثُمّ قَالَ نَعَم أَنَا أَقُولُ ذَلِكَ فَنَثَرَ التّرَابَ عَلَي رُءُوسِهِم وَ هُوَ يَقرَأُيس إِلَي قَولِهِ


صفحه : 39

وَ جَعَلنا مِن بَينِ أَيدِيهِم سَدّا وَ مِن خَلفِهِم سَدّا فَأَغشَيناهُم فَهُم لا يُبصِرُونَفَلَم يَبقَ مِنهُم رَجُلٌ وَضَعَ عَلَي رَأسِهِ التّرَابَ إِلّا قُتِلَ يَومَ بَدرٍ ثُمّ انصَرَفَ إِلَي حَيثُ أَرَادَ فَأَتَاهُم آتٍ لَم يَكُن مَعَهُم فَقَالَ مَا تَنتَظِرُونَ هَاهُنَا قَالُوا مُحَمّداً قَالَ قَد وَ اللّهِ خَرَجَ مُحَمّدٌ عَلَيكُم ثُمّ مَا تَرَكَ مِنكُم رَجُلًا إِلّا وَ قَد وَضَعَ عَلَي رَأسِهِ التّرَابَ وَ انطَلَقَ لِحَاجَتِهِ فَوَضَعَ كُلّ رَجُلٍ مِنهُم يَدَهُ عَلَي رَأسِهِ فَإِذَا عَلَيهِ التّرَابُ ثُمّ جَعَلُوا يَطّلِعُونَ فَيَرَونَ عَلِيّاً عَلَي الفِرَاشِ مُتّشِحاً بِبُردِ رَسُولِ اللّهِص فَيَقُولُونَ إِنّ هَذَا لَمُحَمّدٌ نَائِمٌ عَلَيهِ بُردُهُ فَلَم يَبرَحُوا كَذَلِكَ حَتّي أَصبَحُوا فَقَامَ عَلِيّ مِنَ الفِرَاشِ فَقَالُوا وَ اللّهِ لَقَد صَدَقَنَا ألّذِي كَانَ حَدّثَنَا بِهِ.

وَ رَوَي الواَقدِيِ‌ّ عَن أَشيَاخِهِ أَنّ الّذِينَ كَانُوا يَنتَظِرُونَ رَسُولَ اللّهِص تِلكَ اللّيلَةَ مِنَ المُشرِكِينَ أَبُو جَهلٍ وَ الحَكَمُ بنُ أَبِي العَاصِ وَ عُقبَةُ بنُ أَبِي مُعَيطٍ وَ النّضرُ بنُ الحَارِثِ وَ أُمَيّةُ بنُ خَلَفٍ وَ ابنُ الغَيطَلَةَ وَ زَمعَةُ بنُ الأَسوَدِ وَ طُعمَةُ بنُ عدَيِ‌ّ وَ أَبُو لَهَبٍ وَ أُبَيّ بنُ خَلَفٍ وَ نَبِيهٌ وَ مُنَبّهٌ ابنَا الحَجّاجِ فَلَمّا أَصبَحُوا قَامَ عَلِيّ عَلَيهِ السّلَامُ مِنَ الفِرَاشِ فَسَأَلُوهُ عَن رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ لَا عِلمَ لِي بِهِ.

وروي‌ أنهم ضربوا عليا وحبسوه ساعة ثم تركوه .

وَ أَورَدَ الغزَاَليِ‌ّ فِي كِتَابِ إِحيَاءِ العُلُومِ أَنّ لَيلَةَ بَاتَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيهِ السّلَامُ عَلَي فِرَاشِ رَسُولِ اللّهِص أَوحَي اللّهُ تَعَالَي إِلَي جَبرَئِيلَ وَ مِيكَائِيلَ أنَيّ‌ آخَيتُ بَينَكُمَا وَ جَعَلتُ عُمُرَ أَحَدِكُمَا أَطوَلَ مِن عُمُرِ الآخَرِ فَأَيّكُمَا يُؤثِرُ صَاحِبَهُ بِحَيَاتِهِ فَاختَارَ كُلّ مِنهُمَا الحَيَاةَ وَ أَحبَاهَا فَأَوحَي اللّهُ تَعَالَي إِلَيهِمَا أَ فَلَا كُنتُمَا مِثلَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيهِ السّلَامُ آخَيتُ بَينَهُ وَ بَينَ مُحَمّدٍ فَبَاتَ عَلَي فِرَاشِهِ يَفدِيهِ بِنَفسِهِ وَ يُؤثِرُهُ بِالحَيَاةِ اهبِطَا إِلَي الأَرضِ فَاحفَظَاهُ مِن عَدُوّهِ فَكَانَ جَبرَئِيلُ عِندَ رَأسِهِ وَ مِيكَائِيلُ عِندَ رِجلَيهِ وَ جَبرَئِيلُ عَلَيهِ السّلَامُ ينُاَديِ‌ بَخ بَخ مَن مِثلُكَ يَا ابنَ أَبِي طَالِبٍ يبُاَهيِ‌ اللّهُ بِكَ المَلَائِكَةَ فَأَنزَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ مِنَ النّاسِ مَن يشَريِ‌ نَفسَهُ ابتِغاءَ مَرضاتِ اللّهِ


صفحه : 40

وَ اللّهُ رَؤُفٌ بِالعِبادِ.

أَقُولُ وَ سَاقَ حَدِيثَ الغَارِ إِلَي أَن قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص حِينَ أَتَي الغَارَ دَعَا بِشَجَرَةٍ فَأَتَتهُ فَأَمَرَهَا أَن تَكُونَ عَلَي بَابِ الغَارِ وَ بَعَثَ اللّهُ حَمَامَتَينِ فَكَانَتَا عَلَي فَمِ الغَارِ وَ نَسَجَ العَنكَبُوتُ عَلَي فَمِ الغَارِ ثُمّ أَقبَلَ فِتيَانُ قُرَيشٍ وَ كَانَ أَبُو جَهلٍ قَد أَمَرَ مُنَادِياً ينُاَديِ‌ بِأَعلَي مَكّةَ وَ أَسفَلِهَا مَن جَاءَ بِمُحَمّدٍ أَو دَلّ عَلَيهِ فَلَهُ مِائَةُ بَعِيرٍ أَو جَاءَ بِابنِ أَبِي قُحَافَةَ أَو دَلّ عَلَيهِ فَلَهُ مِائَةُ بَعِيرٍ فَلَمّا رَأَوُا الحَمَامَتَينِ وَ نَسجَ العَنكَبُوتِ عَلَي فَمِ الغَارِ انصَرَفُوا فَدَعَا النّبِيّص لِلحَمَامِ وَ فَرَضَ جَزَاءَهُنّ وَ انحَدَرنَ فِي الحَرَمِ وَ نَهَي عَن قَتلِ العَنكَبُوتِ وَ قَالَ هيِ‌َ جُندٌ مِن جُنُودِ اللّهِ.

وَ روُيِ‌َ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ بُرَيدَةَ عَن أَبِيهِ أَنّ النّبِيّص كَانَ لَا يَتَطَيّرُ وَ كَانَ يَتَفَأّلُ وَ كَانَت قُرَيشٌ جَعَلَت مِائَةً مِنَ الإِبِلِ فِيمَن يَأخُذُ نبَيِ‌ّ اللّهِص فَيَرُدّهُ عَلَيهِم حِينَ تَوَجّهَ إِلَي المَدِينَةِ فَرَكِبَ بُرَيدَةُ فِي سَبعِينَ رَاكِباً مِن أَهلِ بَيتِهِ مِن بنَيِ‌ سَهمٍ فَتَلَقّي نبَيِ‌ّ اللّهِص فَقَالَ نبَيِ‌ّ اللّهِص مَن أَنتَ قَالَ أَنَا بُرَيدَةُ فَالتَفَتَ إِلَي أَبِي بَكرٍ فَقَالَ يَا أَبَا بَكرٍ بَرَدَ أَمرُنَا وَ صَلُحَ ثُمّ قَالَ وَ مِمّن أَنتَ قَالَ مِن أَسلَمَ قَالَص سَلِمنَا قَالَ مِمّن قَالَ مِن بنَيِ‌ سَهمٍ قَالَ خَرَجَ سَهمُكَ فَقَالَ بُرَيدَةُ للِنبّيِ‌ّص مَن أَنتَ فَقَالَ أَنَا مُحَمّدُ بنُ عَبدِ اللّهِ رَسُولُ اللّهِ فَقَالَ بُرَيدَةُ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ فَأَسلَمَ بُرَيدَةُ وَ أَسلَمَ مَن كَانَ مَعَهُ جَمِيعاً فَلَمّا أَصبَحَ قَالَ بُرَيدَةُ للِنبّيِ‌ّص لَا تَدخُلِ المَدِينَةَ إِلّا وَ مَعَكَ لِوَاءٌ فَحَلّ عِمَامَتَهُ ثُمّ شَدّهَا فِي رُمحٍ ثُمّ مَشَي بَينَ يَدَيهِ فَقَالَ يَا نبَيِ‌ّ اللّهِ تَنزِلُ عَلَيّ فَقَالَ لَهُ النّبِيّص إِنّ ناَقتَيِ‌ هَذِهِ مَأمُورَةٌ قَالَ بُرَيدَةُ الحَمدُ لِلّهِ أَسلَمَت بَنُو سَهمٍ طَائِعِينَ غَيرَ مُكرَهِينَ


صفحه : 41

بيان قال في الفائق برد أمرنا أي سهل من العيش البارد و هوالناعم السهل وقيل ثبت من برد لي عليه حق خرج سهمك أي ظفرت وأصله أن يجيلوا السهام علي شيءفمن خرج سهمه حازه . ثم قال في المنتقي وروي‌ بالإسناد المتصل عن خرام بن هشام بن جيش عن أبيه عن جده صاحب رسول الله ص أن النبي ص لماخرج مهاجرا من مكة خرج هو و أبوبكر ومولي أبي بكر عامر بن فهيرة ودليلهم عبد الله بن الأريقط فمروا علي خيمة أم معبد الخزاعية وكانت برزة جلدة تحتبي‌ بفناء الخيمة ثم تسقي‌ وتطعم فسألوها تمرا ولحما يشترون فلم يصيبوا عندها شيئا من ذلك فإذاالقوم مرملون مسنتون فقالت و الله لو كان عندنا شيء ماأعوزناكم القري فنظر رسول الله ص إلي شاة في كسر الخيمة فقال ما هذه الشاة ياأم معبد فقالت شاة خلفها الجهد من الغنم قال هل بها من لبن قالت هي‌ أجهد من ذلك قال أتأذنين أن أحلبها قالت نعم بأبي‌ أنت وأمي‌ إن رأيت بهاحلبا فاحلبها فدعا بها رسول الله ص فمسح بيده ضرعها وسمي الله عز و جل ودعا لها في شاتها فتفاجت عليه ودرت واجترت ودعا بإناء يربض الرهط فحلب فيه ثجا حتي علاه البهاء ثم سقاها حتي رويت وسقي أصحابه حتي رووا ثم شرب رسول الله ص آخرهم ثم أراضوا ثم حلب ثانيا بعدبدء حتي امتلأ الإناء ثم غادره عندها ثم بايعها وارتحلوا فقل مالبثت حتي جاء زوجها أبومعبد يسوق أعنزا عجافا يتساوكن هزالا مخاخهن قليل فلما رأي أبومعبد اللبن عجب و قال من أين لك هذااللبن ياأم معبد والشاة عازب حيال و لاحلوبة بالبيت قالت لا و الله إلا أنه مر بنا رجل مبارك من حاله كذا وكذا قال صفيه لي ياأم معبد قالت رأيت رجلا ظاهر الوضاءة


صفحه : 42

أبلج الوجه حسن الخلق لم تعبه ثجلة و في رواية نحلة و لم يزريه صقلة وسيم قسيم في عينيه دعج و في أشفاره غطفة و في صوته صهل و في عنقه سطع و في لحيته كثافة أزج أقرن إن صمت فعليه الوقار و إن تكلم سما به وعلاه البهاء أكمل الناس وأبهاه من بعيد وأحسنه وعلاه من قريب حلو المنطق فصل لانزر و لاهذر كأن منطقه خرزات نظم يتحدرن ربعة لايأس من طول و لاتقتحمه العين من قصر غصن بين غصنين فهو أنضر الثلاثة منظرا وأحسنهم قدرا له رفقاء يحفون به إن قال نصتوا لقوله و إن أمر تبادروا إلي أمره محفود محشود لاعابس و لامفند. قال أبومعبد هذا و الله صاحب قريش ألذي ذكروا لنا من أمره ماذكر بمكة ولقد هممت أن أصحبه ولأفعلن إن وجدت إلي ذلك سبيلا فأصبح صوت بمكة عاليا يسمعون الصوت و لايدرون من صاحبه أبياتا منها.


فيا لقصي‌ مازوي الله عنكم .   به من فعال لايجازي وسودد.

صفحه : 43


ليهن بني‌ كعب مقام فتاتهم .   ومقعدها للمؤمنين بمرصد.

سلوا أختكم عن شاتها وإنائها.   فإنكم إن تسألوا الشاة تشهد.

دعاها بشاة حائل فتحلبت .   عليه صريحا ضرة الشاة مزبد.

فغادرها رهنا لديها لحالب .   يرددها في مصدر ثم مورد.

فأصبح القوم قدفقدوا نبيهم وأخذوا علي خيمتي‌ أم معبد فلما سمع بذلك حسان بن ثابت نشب يجاوب الهاتف


لقد خاب قوم زال عنهم نبيهم .   وقدس من يسري‌ إليهم ويقتدي‌.

ترحل عن قوم فزالت عقولهم .   وحل علي قوم بنور مجدد.

هداهم به بعدالضلالة ربهم .   وأرشدهم من يتبع الحق يرشد.

نبي‌ يري ما لايري الناس حوله .   ويتلو كتاب الله في كل مشهد.

ليهن بني‌ كعب مقام فتاتهم .   ومقعدها للمؤمنين بمرصد.

صفحه : 44

بيان قوله برزة أي كبيرة السن تبرز للناس و لاتستر منهم و في النهاية يقال امرأة برزة إذاكانت كهلة لاتحتجب احتجاب الشواب و مع ذلك عفيفة عاقلة تجلس للناس وتحدثهم من البروز و هوالظهور والخروج جلدة أي عاقلة والاحتباء نوع للجلوس معروف والمرملون الذين فنيت أزوادهم وأصله من الرمل كأنهم لصقوا بالرمل كماقيل للفقير الترب والمسنتون الذين لم يصب أرضهم مطر فلم تنبت شيئا والتاء التي‌ في آخره بدل من حروف العلة الملقاة وصارت كالأصلية فيه وكسر الخيمة بكسر الكاف وفتحها الشقة السفلي من الخباء ترفع وقتا وترخي وقتا وقيل هي‌ في مقدم الخيمة وقيل في مؤخرها وقيل لكل بيت كسران عن يمين وشمال خلفها الجهد بالفتح أي المشقة والهزال والتفاج المبالغة في التفريج ما بين الرجلين درت أرسلت اللبن واجترت من الجرة وهي‌ مايخرجها البهيمة من كرشها تمضغها وإنما يفعل ذلك الممتلئ علفا فصارت هذه الشاة كذلك مع ما بها من قلة الاعتلاف يربض أي يروي‌ الرهط حتي يربضوا أي يقعوا علي الأرض للنوم والاستراحة يحكي‌ سعة الإناء وعظمه والثج السيلان أي لبنا سائلا كثيرا والبهاء وبيض رغوة اللبن ثم أراضوا و في بعض الروايات حتي أراضوا أي شربوا عللا بعدنهل حتي رووا من أراض الوادي‌ إذااستنقع فيه الماء وقيل أراضوا أي ناموا علي الأرض و هوالبساط وقيل حتي صبوا اللبن علي الأرض قوله ثم بايعها أي أعطاها ثمن اللبن أواشتري منها شيئا آخر ويحتمل البيعة أيضا عازب أي بعيدة المرعي لاتأوي‌ إلي المنزل


صفحه : 45

في الليل غادره أي تركه يتساوكن هزالا أي يتمايلن من الضعف و في بعض رواياتهم تساوك هزالا و في بعضها ماتساوك يقال تساوكت الإبل إذااضطربت أعناقها من الهزال ويقال أيضا جاءت الإبل ماتساوك هزالا أي ماتحرك رءوسها والمخاخ جمع مخ مثل كم وكمام وإنما لم يقل قليلة لأنه أراد أن مخاخهن شيءقليل قال عبيد الله بن حر الجعفي‌.


إلي الله نشكو مانري من جيادنا.   تساوك هزلي مخهن قليل .

وقلة المخ ورقته تدل علي الهزال حيال أي لم تحمل والوضاءة الحسن أبلج الوجه مشرقه و ليس المراد بلج الحاجب و هونقارة بين الحاجبين لأنها وصفه بالأقرن نحلة من رواه بالنون والحاء قال من نحل جسمه نحولا و من رواه بالثاء والجيم قال هو من قولهم رجل أثجل أي عظيم البطن و لم يزريه صقلة أي لم يصر سببا لحقارته ونحوله وقيل أرادت أنه لم يكن منتفخ الخاصرة جدا و لاناحلا جدا ويروي بالسين بالإبدال من الصاد ويروي بالصاد والعين وهي‌ صغر الرأس والوسامة والقسامة الحسن والغطف بالغين المعجمة طول الأشفار وانعطافها وروي‌ بالعين و هوالتثني‌ وقيل أي طول كأنه طال وانعطف و في رواية وطف و هوالطول أيضا صهل أي حدة وصلابة من صهيل الخيل و في رواية صحل بالحاء و هوكالبحة في الصوت والسطع طول العنق وسما به أي علا به وارتفع أي بكلامه علي من حوله وقيل علا برأسه أوبيده فصل أي بين ظاهر يفصل بين الحق والباطل والنزر القليل والهذر من الكلام ما لافائدة فيه قوله لايأس أي لايؤيس من طوله لأنه كان إلي الطول أقرب منه إلي القصر وروي‌ لايائس قيل معناه لاميئوس من أجل طوله فاعل بمعني مفعول أي لاييأس مباريه من مطاولته وروي‌ لاباين من طول أي لايجاوز الناس طولا لاتقتحمه أي لاتحقره أنضر الثلاثة من النضرة وهي‌ الحسن والنعمة محفود أي مخدوم محشود أي تجتمع الناس حواليه و لامفند أي لاينسب إلي الجهل وروي‌ و لامعتد أي


صفحه : 46

ظالم واللام في قوله يالقصي‌ للتعجب نحو ياللماء قوله مازوي الله عنكم أي ماقبضه منكم ومنعه عنكم قوله ليهن أصلها الهناء وطرح الهمزة منه تخفيف وتمهيد لوزن الشعر والصريح اللبن الخالص ألذي لم يمزج والضرة الضرع وقيل لحمه والمزبد ألذي علاه الزبد و هومعني قوله حتي علاه البهاء و هوصفة الصريح وإعرابه بخلاف إعرابه وقيل إنه جر علي الجوار قوله فغادرها رهنا أي ترك الشاة لتكون معجزة له عند من أراد حلبها وتصديقا لحكاية أم معبد عنه والمرصد موضع الرصد وهم القوم الذين يرصدون الطرق قوله نشب بالنون أي أخذ في الشعر وعلق فيه ويروي شبب أي ابتدأ في جوابه من تشبيب الكتب و هوالابتداء بها والأخذ فيها و ليس من تشبيب النساء في الشعر

7-ل ،[الخصال ] قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلَيهِ السّلَامُ فِي جَوَابِ اليهَوُديِ‌ّ ألّذِي سَأَلَ عَمّا فِيهِ مِن عَلَامَاتِ الأَوصِيَاءِ فَقَالَ فِيمَا قَالَ وَ أَمّا الثّانِيَةُ يَا أَخَا اليَهُودِ فَإِنّ قُرَيشاً لَم تَزَل تَخَيّلُ الآرَاءَ وَ تَعمَلُ الحِيَلَ فِي قَتلِ النّبِيّص حَتّي كَانَ آخِرُ مَا اجتَمَعَت فِي ذَلِكَ يَومَ الدّارِ دَارِ النّدوَةِ وَ إِبلِيسُ المَلعُونُ حَاضِرٌ فِي صُورَةِ أَعوَرِ ثَقِيفٍ فَلَم تَزَل تَضرِبُ أَمرَهَا ظَهراً لِبَطنٍ حَتّي اجتَمَعَت آرَاؤُهَا عَلَي أَن يَنتَدِبَ مِن كُلّ فَخِذٍ مِن قُرَيشٍ رَجُلٌ ثُمّ يَأخُذَ كُلّ رَجُلٍ مِنهُم سَيفَهُ ثُمّ يأَتيِ‌َ النّبِيّص وَ هُوَ نَائِمٌ عَلَي فِرَاشِهِ فَيَضرِبُوهُ جَمِيعاً بِأَسيَافِهِم ضَربَةَ رَجُلٍ وَاحِدٍ فَيَقتُلُوهُ فَإِذَا قَتَلُوهُ مَنَعَت قُرَيشٌ رِجَالَهَا وَ لَم تُسَلّمهَا فيَمَضيِ‌ دَمُهُ هَدَراً فَهَبَطَ جَبرَئِيلُ عَلَيهِ السّلَامُ عَلَي النّبِيّص فَأَنبَأَهُ بِذَلِكَ وَ أَخبَرَهُ بِاللّيلَةِ التّيِ‌ يَجتَمِعُونَ فِيهَا وَ السّاعَةِ التّيِ‌ يَأتُونَ فِرَاشَهُ فِيهَا وَ أَمَرَهُ بِالخُرُوجِ فِي الوَقتِ ألّذِي خَرَجَ فِيهِ إِلَي الغَارِ فأَخَبرَنَيِ‌ رَسُولُ اللّهِص بِالخَبَرِ وَ أمَرَنَيِ‌ أَن أَضطَجِعَ فِي مَضجَعِهِ وَ أَقِيَهُ بنِفَسيِ‌ فَأَسرَعتُ إِلَي ذَلِكَ مُطِيعاً لَهُ مَسرُوراً لنِفَسيِ‌ بِأَن أُقتَلَ دُونَهُ فَمَضَيص لِوَجهِهِ وَ اضطَجَعتُ فِي مَضجَعِهِ وَ أَقبَلَت رَجّالَاتُ قُرَيشٍ مُوقِنَةً فِي أَنفُسِهَا أَن تُقتَلَ النّبِيّص فَلَمّا استَوَي بيِ‌ وَ بِهِمُ البَيتُ ألّذِي أَنَا فِيهِ نَاهَضتُهُم بسِيَفيِ‌ فَدَفَعتُهُم عَن نفَسيِ‌ بِمَا قَد عَلّمَهُ اللّهُ وَ النّاسُ ثُمّ أَقبَلَ عَلَي أَصحَابِهِ


صفحه : 47

فَقَالَ أَ لَيسَ كَذَلِكَ قَالُوا بَلَي يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ

8-عم ،[إعلام الوري ]ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]فس ،[تفسير القمي‌]وَ إِذ يَمكُرُ بِكَ الّذِينَ كَفَرُوا لِيُثبِتُوكَ أَو يَقتُلُوكَ أَو يُخرِجُوكَ وَ يَمكُرُونَ وَ يَمكُرُ اللّهُ وَ اللّهُ خَيرُ الماكِرِينَفَإِنّهَا نَزَلَت بِمَكّةَ قَبلَ الهِجرَةِ وَ كَانَ سَبَبُ نُزُولِهَا أَنّهُ لَمّا أَظهَرَ رَسُولُ اللّهِص الدّعوَةَ بِمَكّةَ قَدِمَت عَلَيهِ الأَوسُ وَ الخَزرَجُ فَقَالَ لَهُم رَسُولُ اللّهِص تمَنعَوُنيّ‌ وَ تَكُونُونَ لِي جَاراً حَتّي أَتلُوَ عَلَيكُم كِتَابَ ربَيّ‌ وَ ثَوَابُكُم عَلَي اللّهِ الجَنّةُ فَقَالُوا نَعَم خُذ لِرَبّكَ وَ لِنَفسِكَ مَا شِئتَ فَقَالَ لَهُم مَوعِدُكُمُ العَقَبَةُ فِي اللّيلَةِ الوُسطَي مِن ليَاَليِ‌ التّشرِيقِ فَحَجّوا وَ رَجَعُوا إِلَي مِنًي وَ كَانَ فِيهِم مِمّن قَد حَجّ بَشَرٌ كَثِيرٌ فَلَمّا كَانَ اليَومُ الثاّنيِ‌ مِن أَيّامِ التّشرِيقِ قَالَ لَهُم رَسُولُ اللّهِص إِذَا كَانَ اللّيلُ فَاحضُرُوا دَارَ عَبدِ المُطّلِبِ عَلَي العَقَبَةِ وَ لَا تُنَبّهُوا نَائِماً وَ ليَنسِل وَاحِدٌ فَوَاحِدٌ فَجَاءَ سَبعُونَ رَجُلًا مِنَ الأَوسِ وَ الخَزرَجِ فَدَخَلُوا الدّارَ فَقَالَ لَهُم رَسُولُ اللّهِص تمَنعَوُنيّ‌ وَ تجُيِروُنيّ‌ حَتّي أَتلُوَ عَلَيكُم كِتَابَ ربَيّ‌ وَ ثَوَابُكُم عَلَي اللّهِ الجَنّةُ فَقَالَ أَسعَدُ بنُ زُرَارَةَ وَ البَرَاءُ بنُ مَعرُورٍ وَ عَبدُ اللّهِ بنُ حِزَامٍ نَعَم يَا رَسُولَ اللّهِ اشتَرِط لِرَبّكَ وَ لِنَفسِكَ مَا شِئتَ فَقَالَ أَمّا مَا أَشتَرِطُ لرِبَيّ‌ فَأَن تَعبُدُوهُ وَ لَا تُشرِكُوا بِهِ شَيئاً وَ أَشتَرِطُ لنِفَسيِ‌ أَن تمَنعَوُنيِ‌ مِمّا تَمنَعُونَ أَنفُسَكُم وَ تَمنَعُونَ أهَليِ‌ مِمّا تَمنَعُونَ أَهَالِيَكُم وَ أَولَادَكُم فَقَالُوا فَمَا لَنَا عَلَي ذَلِكَ فَقَالَ الجَنّةُ فِي الآخِرَةِ وَ تَملِكُونَ العَرَبَ وَ تَدِينُ لَكُمُ العَجَمُ فِي الدّنيَا وَ تَكُونُونَ مُلُوكاً فِي الجَنّةِ فَقَالُوا قَد رَضِينَا فَقَالَ أَخرِجُوا إلِيَ‌ّ مِنكُمُ اثنيَ‌ عَشَرَ نَقِيباً يَكُونُونَ شُهَدَاءَ عَلَيكُم بِذَلِكَ كَمَا أَخَذَ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَاثنيَ‌ عَشَرَ نَقِيباًفَأَشَارَ إِلَيهِم جَبرَئِيلُ فَقَالَ هَذَا نَقِيبٌ وَ هَذَا نَقِيبٌ تِسعَةٌ مِنَ الخَزرَجِ وَ ثَلَاثَةٌ مِنَ الأَوسِ فَمِنَ الخَزرَجِ أَسعَدُ بنُ زُرَارَةَ وَ البَرَاءُ بنُ مَعرُورٍ وَ عَبدُ اللّهِ بنُ حِزَامٍ أَبُو جَابِرِ بنُ عَبدِ اللّهِ وَ رَافِعُ بنُ


صفحه : 48

مَالِكٍ وَ سَعدُ بنُ عُبَادَةَ وَ المُنذِرُ بنُ عُمَرَ وَ عَبدُ اللّهِ بنُ رَوَاحَةَ وَ سَعدُ بنُ الرّبِيعِ وَ عُبَادَةُ بنُ الصّامِتِ وَ مِنَ الأَوسِ أَبُو الهَيثَمِ بنُ التّيّهَانِ وَ هُوَ مِنَ اليَمَنِ وَ أُسَيدُ بنُ حُضَيرٍ وَ سَعدُ بنُ خَيثَمَةَ فَلَمّا اجتَمَعُوا وَ بَايَعُوا لِرَسُولِ اللّهِ صَاحَ إِبلِيسُ يَا مَعشَرَ قُرَيشٍ وَ العَرَبِ هَذَا مُحَمّدٌ وَ الصّبَاةُ مِن أَهلِ يَثرِبَ عَلَي جَمرَةِ العَقَبَةِ يُبَايِعُونَهُ عَلَي حَربِكُم فَأَسمَعَ أَهلُ مِنًي وَ هَاجَت قُرَيشٌ فَأَقبَلُوا بِالسّلَاحِ وَ سَمِعَ رَسُولُ اللّهِص النّدَاءَ فَقَالَ لِلأَنصَارِ تَفَرّقُوا فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ إِن أَمَرتَنَا أَن نَمِيلَ عَلَيهِم بِأَسيَافِنَا فَعَلنَا فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لَم أُومَر بِذَلِكَ وَ لَم يَأذَنِ اللّهُ لِي فِي مُحَارَبَتِهِم قَالُوا فَتَخرُجُ مَعَنَا قَالَ أَنتَظِرُ أَمرَ اللّهِ فَجَاءَت قُرَيشٌ عَلَي بُكرَةِ أَبِيهَا قَد أَخَذُوا السّلَاحَ وَ خَرَجَ حَمزَةُ وَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلَيهِ السّلَامُ وَ مَعَهُمَا السّيفُ فَوَقَفَا عَلَي العَقَبَةِ فَلَمّا نَظَرَت قُرَيشٌ إِلَيهِمَا قَالُوا مَا هَذَا ألّذِي اجتَمَعتُم لَهُ فَقَالَ حَمزَةُ مَا اجتَمَعنَا وَ مَا هَاهُنَا أَحَدٌ وَ اللّهِ لَا يَجُوزُ هَذِهِ العَقَبَةَ أَحَدٌ إِلّا ضَرَبتُهُ بسِيَفيِ‌ فَرَجَعُوا إِلَي مَكّةَ وَ قَالُوا لَا نَأمَنُ أَن يُفسِدَ أَمرَنَا وَ يُدخِلَ وَاحِدٌ مِن مَشَايِخِ قُرَيشٍ فِي دِينِ مُحَمّدٍ فَاجتَمَعُوا فِي دَارِ النّدوَةِ وَ كَانَ لَا يَدخُلُ دَارَ النّدوَةِ إِلّا مَن أَتَي عَلَيهِ أَربَعُونَ سَنَةً فَدَخَلُوا أَربَعِينَ رَجُلًا مِن مَشَايِخِ قُرَيشٍ وَ جَاءَ إِبلِيسُ فِي صُورَةِ شَيخٍ كَبِيرٍ فَقَالَ لَهُ البَوّابُ مَن أَنتَ قَالَ أَنَا شَيخٌ مِن أَهلِ نَجدٍ لَا يَعدَمُكُم منِيّ‌ رأَي‌ٌ صَائِبٌ إنِيّ‌ حَيثُ بلَغَنَيِ‌ اجتِمَاعُكُم فِي أَمرِ هَذَا الرّجُلِ فَجِئتُ لِأُشِيرَ عَلَيكُم فَقَالَ ادخُل فَدَخَلَ إِبلِيسُ فَلَمّا أَخَذُوا مَجلِسَهُم قَالَ أَبُو جَهلٍ يَا مَعشَرَ قُرَيشٍ إِنّهُ لَم يَكُن أَحَدٌ مِنَ العَرَبِ أَعَزّ مِنّا نَحنُ أَهلُ اللّهِ تَفِدُ إِلَينَا العَرَبُ فِي السّنَةِ


صفحه : 49

مَرّتَينِ وَ يُكرِمُونَنَا وَ نَحنُ فِي حَرَمِ اللّهِ لَا يَطمَعُ فِينَا طَامِعٌ فَلَم نَزَل كَذَلِكَ حَتّي نَشَأَ فِينَا مُحَمّدُ بنُ عَبدِ اللّهِ فَكُنّا نُسَمّيهِ الأَمِينَ لِصَلَاحِهِ وَ سُكُونِهِ وَ صِدقِ لَهجَتِهِ حَتّي إِذَا بَلَغَ مَا بَلَغَ وَ أَكرَمنَاهُ ادّعَي أَنّهُ رَسُولُ اللّهِ وَ أَنّ أَخبَارَ السّمَاءِ تَأتِيهِ فَسَفّهَ أَحلَامَنَا وَ سَبّ آلِهَتَنَا وَ أَفسَدَ شُبّانَنَا وَ فَرّقَ جَمَاعَتَنَا وَ زَعَمَ أَنّهُ مَن مَاتَ مِن أَسلَافِنَا ففَيِ‌ النّارِ فَلَم يَرِد عَلَينَا شَيءٌ أَعظَمُ مِن هَذَا وَ قَد رَأَيتُ فِيهِ رَأياً قَالُوا وَ مَا رَأَيتَ قَالَ رَأَيتُ أَن نَدُسّ إِلَيهِ رَجُلًا مِنّا لِيَقتُلَهُ فَإِن طَلَبَت بَنُو هَاشِمٍ بِدَمِهِ أَعطَينَاهُم عَشرَ دِيَاتٍ فَقَالَ الخَبِيثُ هَذَا رأَي‌ٌ خَبِيثٌ قَالُوا وَ كَيفَ ذَاكَ قَالَ لِأَنّ قَاتِلَ مُحَمّدٍ مَقتُولٌ لَا مَحَالَةَ فَمَن هَذَا ألّذِي يَبذُلُ نَفسَهُ لِلقَتلِ مِنكُم فَإِنّهُ إِذَا قُتِلَ مُحَمّدٌ تَعَصّبَ بَنُو هَاشِمٍ وَ حُلَفَاؤُهُم مِن خُزَاعَةَ وَ إِنّ بنَيِ‌ هَاشِمٍ لَا تَرضَي أَن يمَشيِ‌َ قَاتِلُ مُحَمّدٍ عَلَي وَجهِ الأَرضِ فَيَقَعُ بَينَكُمُ الحُرُوبُ فِي حَرَمِكُم وَ تَتَفَانَوا فَقَالَ آخَرُ مِنهُم فعَنِديِ‌ رأَي‌ٌ آخَرُ قَالَ وَ مَا هُوَ قَالَ نُلقِيهِ فِي بَيتٍ وَ نلُقيِ‌ إِلَيهِ قُوتَهُ حَتّي يَأتِيَهُ رَيبُ المَنُونِ فَيَمُوتَ كَمَا مَاتَ زُهَيرٌ وَ النّابِغَةُ وَ إِمرُؤُ القَيسِ فَقَالَ إِبلِيسُ هَذَا أَخبَثُ مِنَ الآخَرِ قَالَ وَ كَيفَ ذَاكَ قَالَ لِأَنّ بنَيِ‌ هَاشِمٍ لَا تَرضَي بِذَلِكَ فَإِذَا جَاءَ مَوسِمٌ مِن مَوَاسِمِ العَرَبِ استَغَاثُوا بِهِم وَ اجتَمَعُوا عَلَيكُم فَأَخرَجُوهُ قَالَ آخَرُ مِنهُم لَا وَ لَكِنّا نُخرِجُهُ مِن بِلَادِنَا وَ نَتَفَرّغُ نَحنُ لِعِبَادَةِ آلِهَتِنَا فَقَالَ إِبلِيسُ هَذَا أَخبَثُ مِنَ الرّأيَينِ المُتَقَدّمَينِ قَالُوا وَ كَيفَ قَالَ لِأَنّكُم تَعمَدُونَ إِلَي أَصبَحِ النّاسِ وَجهاً وَ أَنطَقِ النّاسِ لِسَاناً وَ أَفصَحِهِم لَهجَةً فتحملوه [فَتَحمِلُونَهُ] إِلَي بوَاَديِ‌ العَرَبِ فَيَخدَعُهُم وَ يَسحَرُهُم بِلِسَانِهِ فَلَا يَفجَؤُكُم إِلّا وَ قَد مَلَأَهَا عَلَيكُم خَيلًا وَ رَجلًا فَبَقُوا حَائِرِينَ ثُمّ قَالُوا لِإِبلِيسَ فَمَا الرأّي‌ُ فِيهِ يَا شَيخُ قَالَ مَا فِيهِ إِلّا رأَي‌ٌ وَاحِدٌ


صفحه : 50

قَالُوا وَ مَا هيِ‌َ قَالَ يَجتَمِعُ مِن كُلّ بَطنٍ مِن بُطُونِ قُرَيشٍ وَ قَبَائِلِ العَرَبِ مَا أَمكَنَ وَ يَكُونُ مَعَهُم مِن بنَيِ‌ هَاشِمٍ رَجُلٌ فَيَأخُذُونَ سِكّينَةً أَو حَدِيدَةً أَو سَيفاً فَيَدخُلُونَ عَلَيهِ فَيَضرِبُونَهُ كُلّهُم ضَربَةً وَاحِدَةً حَتّي يَتَفَرّقَ دَمُهُ فِي قُرَيشٍ كُلّهَا فَلَا يَستَطِيعُ بَنُو هَاشِمٍ أَن يَطلُبُوا بِدَمِهِ وَ قَد شَارَكُوهُ فِيهِ فَإِن سَأَلُوكُم أَن تُعطُوهُمُ الدّيَةَ فَأَعطُوهُم ثَلَاثَ دِيَاتٍ فَقَالُوا نَعَم وَ عَشرَ دِيَاتٍ ثُمّ قَالَ الرأّي‌ُ رأَي‌ُ الشّيخِ النجّديِ‌ّ فَاجتَمَعُوا فِيهِ وَ دَخَلَ مَعَهُم فِي ذَلِكَ أَبُو لَهَبٍ عَمّ النّبِيّص وَ نَزَلَ جَبرَئِيلُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص وَ أَخبَرَهُ أَنّ قُرَيشاً قَدِ اجتَمَعَت فِي دَارِ النّدوَةِ يُدَبّرُونَ عَلَيكَ وَ أَنزَلَ اللّهُ عَلَيهِ فِي ذَلِكَوَ إِذ يَمكُرُ بِكَ الّذِينَ كَفَرُوا لِيُثبِتُوكَ أَو يَقتُلُوكَ أَو يُخرِجُوكَ وَ يَمكُرُونَ وَ يَمكُرُ اللّهُ وَ اللّهُ خَيرُ الماكِرِينَ وَ اجتَمَعَت قُرَيشٌ أَن يَدخُلُوا عَلَيهِ لَيلًا فَيَقتُلُوهُ وَ خَرَجُوا إِلَي المَسجِدِ يُصَفّرُونَ وَ يُصَفّقُونَ وَ يَطُوفُونَ بِالبَيتِ فَأَنزَلَ اللّهُوَ ما كانَ صَلاتُهُم عِندَ البَيتِ إِلّا مُكاءً وَ تَصدِيَةً

فالمكاء التصفير والتصدية صفق اليدين و هذه الآية معطوفة علي قوله وَ إِذ يَمكُرُ بِكَ الّذِينَ كَفَرُوا و قدكتبت بعدآيات كثيرة

فَلَمّا أَمسَي رَسُولُ اللّهِص جَاءَت قُرَيشٌ لِيَدخُلُوا عَلَيهِ فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ لَا أَدَعُكُم أَن تَدخُلُوا عَلَيهِ بِاللّيلِ فَإِنّ فِي الدّارِ صِبيَاناً وَ نِسَاءً وَ لَا نَأمَنُ أَن تَقَعَ يَدٌ خَاطِئَةٌ فَنَحرِسُهُ اللّيلَةَ فَإِذَا أَصبَحنَا دَخَلنَا عَلَيهِ فَنَامُوا حَولَ حُجرَةِ رَسُولِ اللّهِص وَ أَمَرَ رَسُولُ اللّهِص أَن يُفرَشَ لَهُ فَفُرِشَ لَهُ فَقَالَ لعِلَيِ‌ّ بنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيهِ السّلَامُ افدنِيِ‌ بِنَفسِكَ قَالَ نَعَم يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ نَم عَلَي فرِاَشيِ‌ وَ التَحِف ببِرُدتَيِ‌ فَنَامَ عَلَي فِرَاشِ رَسُولِ اللّهِص وَ التَحَفَ بِبُردَتِهِ وَ جَاءَ جَبرَئِيلُ فَأَخَذَ بِيَدِ رَسُولِ اللّهِ فَأَخرَجَهُ عَلَي قُرَيشٍ وَ هُم نِيَامٌ وَ هُوَ يَقرَأُ عَلَيهِموَ جَعَلنا مِن بَينِ أَيدِيهِم سَدّا وَ مِن خَلفِهِم سَدّا فَأَغشَيناهُم


صفحه : 51

فَهُم لا يُبصِرُونَ وَ قَالَ جَبرَئِيلُ خُذ عَلَي طَرِيقِ ثَورٍ وَ هُوَ جَبَلٌ عَلَي طَرِيقِ مِنًي لَهُ سَنَامٌ كَسَنَامِ الثّورِ فَدَخَلَ الغَارَ وَ كَانَ مِن أَمرِهِ مَا كَانَ فَلَمّا أَصبَحَت قُرَيشٌ وَثَبُوا إِلَي الحُجرَةِ وَ قَصَدُوا الفِرَاشَ فَوَثَبَ عَلِيّ عَلَيهِ السّلَامُ فِي وُجُوهِهِم فَقَالَ مَا شَأنُكُم قَالُوا لَهُ أَينَ مُحَمّدٌ قَالَ أَ جعَلَتمُوُنيِ‌ عَلَيهِ رَقِيباً أَ لَستُم قُلتُم نُخرِجُهُ مِن بِلَادِنَا فَقَد خَرَجَ عَنكُم فَأَقبَلُوا عَلَي أَبِي لَهَبٍ يَضرِبُونَهُ وَ يَقُولُونَ أَنتَ تَخدَعُنَا مُنذُ اللّيلَةِ فَتَفَرّقُوا فِي الجِبَالِ وَ كَانَ فِيهِم رَجُلٌ مِن خُزَاعَةَ يُقَالُ لَهُ أَبُو كُرزٍ يَقفُو الآثَارَ فَقَالُوا يَا أَبَا كُرزٍ اليَومَ اليَومَ فَوَقَفَ بِهِم عَلَي بَابِ حُجرَةِ رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ هَذِهِ قَدَمُ مُحَمّدٍ وَ اللّهِ لِأَنّهَا لَأُختُ القَدَمِ التّيِ‌ فِي المَقَامِ وَ كَانَ أَبُو بَكرٍ استَقبَلَ رَسُولَ اللّهِص فَرَدّهُ مَعَهُ فَقَالَ أَبُو كُرزٍ وَ هَذِهِ قَدَمُ أَبِي قُحَافَةَ أَوِ ابنِهِ ثُمّ قَالَ وَ هَاهُنَا غَيرُ ابنِ أَبِي قُحَافَةَ فَمَا زَالَ بِهِم حَتّي أَوقَفَهُم عَلَي بَابِ الغَارِ ثُمّ قَالَ مَا جَازُوا هَذَا المَكَانَ إِمّا أَن يَكُونُوا صَعِدُوا إِلَي السّمَاءِ أَو دَخَلُوا تَحتَ الأَرضِ وَ بَعَثَ اللّهُ العَنكَبُوتَ فَنَسَجَت عَلَي بَابِ الغَارِ وَ جَاءَ فَارِسٌ مِنَ المَلَائِكَةِ حَتّي وَقَفَ عَلَي بَابِ الغَارِ ثُمّ قَالَ مَا فِي الغَارِ أَحَدٌ فَتَفَرّقُوا فِي الشّعَابِ وَ صَرَفَهُمُ اللّهُ عَن رَسُولِ اللّهِص ثُمّ أَذِنَ لِنَبِيّهِ فِي الهِجرَةِ

بيان قال الجزري‌ فيه جاءت هوازن علي بكرة أبيها هذه كلمة مثل للعرب


صفحه : 52

يريدون بهاالكثرة وتوفر العدد وأنهم جاءوا جميعا لم يتخلف منهم أحد و ليس هناك بكرة في الحقيقة وهي‌ التي‌ يستقي عليها الماء فاستعيرت في هذاالموضع و قال الجوهري‌ الندوة والنادي‌ مجلس القوم ومتحدثهم و منه سميت دار الندوة بمكة التي‌ بناها قصي‌ لأنهم كانوا يندون فيها أي يجتمعون فيهاللمشاورة انتهي والدس الإخفاء والدسيس من تدسه ليأتيك بالأخبار قوله وهاهنا غير ابن أبي قحافة لعله استفهام إنكاري‌ أي ليس هاهنا أحد يشبه قدمه هذاالقدم إلا ابن أبي قحافة و في بعض النسخ عبر بالعين المهملة والباء الموحدة كما في عم و هوأصوب أي أشار إلي موضع عبوره أومبدإ لحوقه و علي الأول يحتمل أن لا يكون استفهاما إنكاريا بل يكون إشارة إلي موضع قدم شخص آخر تبعهما إلي الغار ثم رجع كماسيأتي‌

9-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن زُرَارَةَ وَ حُمرَانَ وَ مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَحَدِهِمَا عَلَيهِمُ السّلَامُ أَنّ قُرَيشاً اجتَمَعَت فَخَرَجَ مِن كُلّ بَطنٍ أُنَاسٌ ثُمّ انطَلَقُوا إِلَي دَارِ النّدوَةِ لِيُشَاوِرُوا فِيمَا يَصنَعُونَ بِرَسُولِ اللّهِص فَإِذَا هُم بِشَيخٍ قَائِمٍ عَلَي البَابِ وَ إِذَا ذَهَبُوا إِلَيهِ لِيَدخُلُوا قَالَ أدَخلِوُنيِ‌ مَعَكُم قَالُوا وَ مَن أَنتَ يَا شَيخُ قَالَ أَنَا شَيخٌ مِن مُضَرَ وَ لِي رأَي‌ٌ أُشِيرُ بِهِ عَلَيكُم فَدَخَلُوا وَ جَلَسُوا وَ تَشَاوَرُوا وَ هُوَ جَالِسٌ وَ أَجمَعُوا أَمرَهُم عَلَي أَن يُخرِجُوهُ فَقَالَ لَيسَ هَذَا لَكُم برِأَي‌ٍ إِن أَخرَجتُمُوهُ أَجلَبَ عَلَيكُمُ النّاسَ فَقَاتَلُوكُم قَالُوا صَدَقتَ مَا هَذَا برِأَي‌ٍ ثُمّ تَشَاوَرُوا فَأَجمَعُوا أَمرَهُم عَلَي أَن يُوثِقُوهُ قَالَ هَذَا لَيسَ باِلرأّي‌ِ إِن فَعَلتُم هَذَا وَ مُحَمّدٌ رَجُلٌ حُلوُ اللّسَانِ أَفسَدَ عَلَيكُم أَبنَاءَكُم وَ خَدَمَكُم وَ مَا يَنفَعُكُم أَحَدُكُم إِذَا فَارَقَهُ أَخُوهُ وَ ابنُهُ أَوِ امرَأَتُهُ ثُمّ تَشَاوَرُوا فَأَجمَعُوا أَمرَهُم عَلَي أَن


صفحه : 53

يَقتُلُوهُ يَخرُجُونَ مِن كُلّ بَطنٍ مِنهُم بِشَاهِرٍ فَيَضرِبُونَهُ بِأَسيَافِهِم جَمِيعاً عِندَ الكَتِفَينِ ثُمّ قَرَأَ الآيَةَوَ إِذ يَمكُرُ بِكَ الّذِينَ كَفَرُوا لِيُثبِتُوكَ أَو يَقتُلُوكَ إِلَي آخِرِ الآيَةِ

10-فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَن بَعضِ رِجَالِهِ رَفَعَهُ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ لَمّا كَانَ رَسُولُ اللّهِص فِي الغَارِ قَالَ لأِبَيِ‌ بَكرٍ كأَنَيّ‌ أَنظُرُ إِلَي سَفِينَةِ جَعفَرٍ فِي أَصحَابِهِ يَعُومُ فِي البَحرِ وَ أَنظُرُ إِلَي الأَنصَارِ مُحتَبِينَ فِي أَفنِيَتِهِم فَقَالَ أَبُو بَكرٍ وَ تَرَاهُم يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ نَعَم قَالَ فَأَرِنِيهِم فَمَسَحَ عَلَي عَينَيهِ فَرَآهُم فَقَالَ فِي نَفسِهِ الآنَ صَدَقتَ أَنّكَ سَاحِرٌ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص أَنتَ الصّدّيقُ

11- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن أَحمَدَ بنِ سُفيَانَ بنِ العَبّاسِ عَن أَحمَدَ بنِ عُبَيدِ بنِ نَاصِحٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عُمَرَ بنِ وَاقِدٍ الأسَلمَيِ‌ّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ


صفحه : 54

إِسمَاعِيلَ عَن دَاوُدَ بنِ حُصَينٍ عَن أَبِي غَطَفَانَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ اجتَمَعَ المُشرِكُونَ فِي دَارِ النّدوَةِ لِيَتَشَاوَرُوا فِي أَمرِ رَسُولِ اللّهِ وَ أَتَي جَبرَئِيلُ رَسُولَ اللّهِ فَأَخبَرَهُ الخَبَرَ وَ أَمَرَهُ أَن لَا يَنَامَ فِي مَضجَعِهِ تِلكَ اللّيلَةَ فَلَمّا أَرَادَ رَسُولُ اللّهِص المَبِيتَ أَمَرَ عَلِيّاً عَلَيهِ السّلَامُ أَن يَبِيتَ فِي مَضجَعِهِ تِلكَ اللّيلَةَ فَبَاتَ عَلِيّ عَلَيهِ السّلَامُ وَ تَغَشّي بِبُردٍ أَخضَرَ حضَرمَيِ‌ّ كَانَ لِرَسُولِ اللّهِص يَنَامُ فِيهِ وَ جَعَلَ السّيفَ إِلَي جَنبِهِ فَلَمّا اجتَمَعَ أُولَئِكَ النّفَرُ مِن قُرَيشٍ يَطِيفُونَ وَ يَرصُدُونَهُ يُرِيدُونَ قَتلَهُ فَخَرَجَ رَسُولُ اللّهِص وَ هُم جُلُوسٌ عَلَي البَابِ خَمسَةٌ وَ عِشرُونَ رَجُلًا فَأَخَذَ حَفنَةً مِنَ البَطحَاءِ ثُمّ جَعَلَ يَذُرّهَا عَلَي رُءُوسِهِم وَ هُوَ يَقرَأُيس وَ القُرآنِ الحَكِيمِ حَتّي بَلَغَفَأَغشَيناهُم فَهُم لا يُبصِرُونَ فَقَالَ قَائِلٌ مَا تَنتَظِرُونَ قَالُوا مُحَمّداً قَالَ خِبتُم وَ خُزِيتُم قَد وَ اللّهِ مَرّ بِكُم فَمَا مِنكُم رَجُلٌ إِلّا وَ قَد جَعَلَ عَلَي رَأسِهِ تُرَاباً قَالُوا وَ اللّهِ مَا أَبصَرنَاهُ قَالَ فَأَنزَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ إِذ يَمكُرُ بِكَ الّذِينَ كَفَرُوا لِيُثبِتُوكَ أَو يَقتُلُوكَ أَو يُخرِجُوكَ وَ يَمكُرُونَ وَ يَمكُرُ اللّهُ وَ اللّهُ خَيرُ الماكِرِينَ

12- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي الفَضلِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ يَحيَي بنِ صَفوَانَ عَن مَحفُوظِ بنِ بَحرٍ عَنِ الهَيثَمِ بنِ جَمِيلٍ عَن قَيسِ بنِ الرّبِيعِ عَن حَكِيمِ بنِ جُبَيرٍ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ عَلَيهِ السّلَامُ فِي قَولِهِ عَزّ وَ جَلّوَ مِنَ النّاسِ مَن يشَريِ‌ نَفسَهُ ابتِغاءَ


صفحه : 55

مَرضاتِ اللّهِ قَالَ نَزَلَت فِي عَلِيّ عَلَيهِ السّلَامُ حِينَ بَاتَ عَلَي فِرَاشِ رَسُولِ اللّهِص

13- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن مُحَمّدِ بنِ العَبّاسِ النحّويِ‌ّ عَنِ الخَلِيلِ بنِ أَسَدٍ عَن سَعِيدِ بنِ أَوسٍ قَالَ كَانَ أَبُو عَمرِو بنُ العَلَاءِ إِذَا قَرَأَوَ مِنَ النّاسِ مَن يشَريِ‌ نَفسَهُ ابتِغاءَ مَرضاتِ اللّهِ قَالَ كَرّمَ اللّهُ عَلِيّاً عَلَيهِ السّلَامُ فِيهِ نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ

14- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن مُحَمّدِ بنِ مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ الصّبّاحِ عَن مُحَمّدِ بنِ كَثِيرٍ عَن عَوفٍ الأعَراَبيِ‌ّ مِن أَهلِ البَصرَةِ عَنِ الحَسَنِ بنِ أَبِي الحَسَنِ عَن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ قَالَ لَمّا تَوَجّهَ رَسُولُ اللّهِص إِلَي الغَارِ وَ مَعَهُ أَبُو بَكرٍ أَمَرَ النّبِيّص عَلِيّاً أَن يَنَامَ عَلَي فِرَاشِهِ وَ يَتَغَشّي بِبُردَتِهِ فَبَاتَ عَلِيّ عَلَيهِ السّلَامُ مُوَطّناً نَفسَهُ عَلَي القَتلِ وَ جَاءَت رِجَالُ قُرَيشٍ مِن بُطُونِهَا يُرِيدُونَ قَتلَ رَسُولِ اللّهِص فَلَمّا أَرَادُوا أَن يَضَعُوا عَلَيهِ أَسيَافَهُم لَا يَشُكّونَ أَنّهُ مُحَمّدٌ فَقَالُوا أَيقِظُوهُ لِيَجِدَ أَلَمَ القَتلِ وَ يَرَي السّيُوفَ تَأخُذُهُ فَلَمّا أَيقَظُوهُ فَرَأَوهُ عَلِيّاً تَرَكُوهُ وَ تَفَرّقُوا فِي طَلَبِ رَسُولِ اللّهِص فَأَنزَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ مِنَ النّاسِ مَن يشَريِ‌ نَفسَهُ ابتِغاءَ مَرضاتِ اللّهِ وَ اللّهُ رَؤُفٌ بِالعِبادِ

15- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ بنِ حَفصٍ عَن مُحَمّدِ


صفحه : 56

بنِ عُبَيدٍ عَن أَبِي يَحيَي التيّميِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ جُندَبٍ عَن أَبِي ثَابِتٍ عَن أَبِيهِ عَن مُجَاهِدٍ قَالَ فَخَرَت عَائِشَةُ بِأَبِيهَا وَ مَكَانِهِ مَعَ رَسُولِ اللّهِص فِي الغَارِ فَقَالَ عَبدُ اللّهِ بنُ شَدّادِ بنِ الهَادِ وَ أَينَ أَنتَ مِن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ حَيثُ نَامَ فِي مَكَانِهِ وَ هُوَ يَرَي أَنّهُ يُقتَلُ فَسَكَتَت وَ لَم تُحِر جَوَاباً

أَقُولُ سيَأَتيِ‌ فِي بَابِ أَحوَالِ إِبلِيسَ عَن جَابِرٍ الأنَصاَريِ‌ّ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ تَمَثّلَ إِبلِيسُ لَعَنَهُ اللّهُ فِي أَربَعِ صُوَرٍ إِلَي أَن قَالَ تَصَوّرَ يَومَ اجتِمَاعِ قُرَيشٍ فِي دَارِ النّدوَةِ فِي صُورَةِ شَيخٍ مِن أَهلِ نَجدٍ فَأَشَارَ عَلَيهِم فِي النّبِيّص بِمَا أَشَارَ فَأَنزَلَ اللّهُ تَعَالَيوَ إِذ يَمكُرُ بِكَ الّذِينَ كَفَرُواالآيَةَ

16- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] أَبُو عَمرٍو عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ الأزَديِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن عَبدِ النّورِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ المُغِيرَةِ القرُشَيِ‌ّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ مَعبَدٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ بَاتَ عَلِيّ عَلَيهِ السّلَامُ لَيلَةَ خَرَجَ رَسُولُ اللّهِص إِلَي المُشرِكِينَ عَلَي فِرَاشِهِ ليِعُميِ‌َ عَلَي قُرَيشٍ وَ فِيهِ نَزَلَت هَذِهِوَ مِنَ النّاسِ مَن يشَريِ‌ نَفسَهُ ابتِغاءَ مَرضاتِ اللّهِ

17- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ الحُسَينِ عَن اِبرَاهِيمَ العلَوَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ حَمزَةَ العلَوَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَنِ الحُسَينِ بنِ زَيدٍ عَن


صفحه : 57

عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عُمَرَ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن جَعدَةَ بنِ هُبَيرَةَ عَن أُمّهِ أُمّ هَانِئٍ بِنتِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَت لَمّا أَمَرَ اللّهُ تَعَالَي نَبِيّهُص بِالهِجرَةِ وَ أَنَامَ عَلِيّاً عَلَيهِ السّلَامُ عَلَي فِرَاشِهِ وَ سَجّاهُ بِبُردٍ حضَرمَيِ‌ّ ثُمّ خَرَجَ فَإِذَا وُجُوهُ قُرَيشٍ عَلَي بَابِهِ فَأَخَذَ حَفنَةً مِن تُرَابٍ فَذَرّهَا عَلَي رُءُوسِهِم فَلَم يُشعِر بِهِ أَحَدٌ مِنهُم وَ دَخَلَ عَلَي بيَتيِ‌ فَلَمّا أَصبَحَ أَقبَلَ عَلَيّ وَ قَالَ أبَشرِيِ‌ يَا أُمّ هَانِئٍ فَهَذَا جَبرَئِيلُ يخُبرِنُيِ‌ أَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ قَد أَنجَي عَلِيّاً عَلَيهِ السّلَامُ مِن عَدُوّهِ قَالَت وَ خَرَجَ رَسُولُ اللّهِص مَعَ جَنَاحِ الصّبحِ إِلَي غَارِ ثَورٍ فَكَانَ فِيهِ ثَلَاثاً حَتّي سَكَنَ عَنهُ الطّلَبُ ثُمّ أَرسَلَ إِلَي عَلِيّ عَلَيهِ السّلَامُ وَ أَمَرَهُ بِأَمرِهِ وَ أَدَاءِ الأَمَانَةِ

بيان لعل المراد بجناح الصبح أوله شبه أول امتداد ظهوره بالجناح المبسوط و في القاموس جنوح الليل إقباله والجناح اليد والعضد والجانب ونفس الشي‌ء و من الدر نظم يعرض أو كل ماجعلته في نظام والكنف والناحية والطائفة من الشي‌ء انتهي وربما يناسب بعض تلك المعاني‌ مع تكلف

18- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]أَخبَرَنَا جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ قَالَ حَدّثَنَا أَبُو العَبّاسِ أَحمَدُ بنُ عُبَيدِ اللّهِ بنِ عَمّارٍ الثقّفَيِ‌ّ سَنَةَ إِحدَي وَ عِشرِينَ وَ ثَلَاثِمِائَةٍ قَالَ حَدّثَنَا عَلِيّ بنُ مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ النوّفلَيِ‌ّ سَنَةَ خَمسِينَ وَ مِائَتَينِ قَالَ حدَثّنَيِ‌ الحَسَنُ بنُ حَمزَةَ أَبُو مُحَمّدٍ النوّفلَيِ‌ّ قَالَ حدَثّنَيِ‌ أَبِي وَ خاَليِ‌ يَعقُوبُ بنُ الفَضلِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ بنِ العَبّاسِ بنِ رَبِيعَةَ بنِ الحَارِثِ بنِ عَبدِ المُطّلِبِ عَن يَزِيدَ بنِ سَعِيدٍ الهاَشمِيِ‌ّ قَالَ حَدّثَنِيهِ أَبُو عُبَيدَةَ بنُ مُحَمّدِ بنِ عَمّارِ بنِ يَاسِرٍ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ بَينَ القَبرِ وَ الرّوضَةِ عَن أَبِيهِ وَ


صفحه : 58

عُبَيدِ اللّهِ بنِ أَبِي رَافِعٍ جَمِيعاً عَن عَمّارِ بنِ يَاسِرٍ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ وَ أَبِي رَافِعٍ مَولَي النّبِيّص قَالَ أَبُو عُبَيدَةَ وَ حَدّثَنِيهِ سِنَانُ بنُ أَبِي سِنَانٍ الدؤّلَيِ‌ّ وَ كَانَ مِمّن وُلِدَ عَلَي عَهدِ النّبِيّص فأَخَبرَنَيِ‌ سِنَانُ بنُ أَبِي سِنَانٍ أَنّ هِندَ بنَ أَبِي هِندِ بنِ أَبِي هَالَةَ الأسُيَديِ‌ّ حَدّثَهُ عَن أَبِيهِ هِندِ بنِ أَبِي هَالَةَ رَبِيبِ رَسُولِ اللّهِص وَ أُمّهِ خَدِيجَةَ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهَا زَوجِ النّبِيّ وَ أُختِهِ لِأُمّهِ فَاطِمَةَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهَا قَالَ أَبُو عُبَيدَةَ وَ كَانَ هَؤُلَاءِ الثّلَاثَةُ هِندُ بنُ أَبِي هَالَةَ وَ أَبُو رَافِعٍ وَ عَمّارُ بنُ يَاسِرٍ جَمِيعاً يُحَدّثُونَ عَن هِجرَةِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيهِ السّلَامُ إِلَي رَسُولِ اللّهِص بِالمَدِينَةِ وَ مَبِيتِهِ قَبلَ ذَلِكَ عَلَي فِرَاشِهِ قَالَ وَ صَدرُ هَذَا الحَدِيثِ عَن هِندِ بنِ أَبِي هَالَةَ وَ اقتِصَاصُهُ عَنِ الثّلَاثَةِ هِندٍ وَ عَمّارٍ وَ أَبِي رَافِعٍ وَ قَد دَخَلَ حَدِيثُ بَعضِهِم فِي بَعضٍ قَالُوا كَانَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مِمّا يَمنَعُ نَبِيّهُص بِعَمّهِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيهِ السّلَامُ فَمَا يَخلُصُ إِلَيهِ امرُؤٌ بِسُوءٍ مِن قَومِهِ مُدّةَ حَيَاتِهِ فَلَمّا مَاتَ أَبُو طَالِبٍ نَالَت قُرَيشٌ مِن رَسُولِ اللّهِص بِغَيّتِهَا وَ أَصَابَتهُ بِعَظِيمٍ مِنَ الأَذَي حَتّي تَرَكَتهُ لَقًي فَقَالَص لَأَسرَعُ مَا وَجَدنَا فَقدُكَ يَا عَمّ وَصَلَتكَ رَحِمٌ وَ جُزِيتَ خَيراً يَا عَمّ ثُمّ مَاتَت خَدِيجَةُ بَعدَ أَبِي طَالِبٍ بِشَهرٍ وَ اجتَمَعَ بِذَلِكَ عَلَي رَسُولِ اللّهِص حُزنَانِ حَتّي عُرِفَ ذَلِكَ فِيهِ قَالَ هِندٌ ثُمّ انطَلَقَ ذَوُو الطّولِ وَ الشّرَفِ مِن قُرَيشٍ إِلَي دَارِ النّدوَةِ لِيَرتَئُوا وَ يَأتَمِرُوا فِي رَسُولِ اللّهِص وَ أَسَرّوا ذَلِكَ بَينَهُم فَقَالَ بَعضُهُم نبَنيِ‌ لَهُ عَلَماً وَ نَترُكُ فُرَجاً نَستَودِعُهُ فِيهِ فَلَا يَخلُصُ مِنَ الصّبَاةِ فِيهِ إِلَيهِ أَحَدٌ وَ لَا نَزَالُ فِي رَفَقٍ مِنَ العَيشِ حَتّي يَتَضَيّفَهُ رَيبُ المَنُونِ وَ صَاحِبُ


صفحه : 59

هَذِهِ المَشُورَةِ العَاصُ بنُ وَائِلٍ وَ أُمَيّةُ وَ أُبَيّ ابنَا خَلَفٍ فَقَالَ قَائِلٌ كَلّا مَا هَذَا لَكُم برِأَي‌ٍ وَ لَئِن صَنَعتُم ذَلِكَ لَيَتَنَمّرَنّ لَهُ الحَدِبُ الحَمِيمُ وَ المَولَي الحَلِيفُ ثُمّ لَيَأتِيَنّ المَوَاسِمَ وَ الأَشهُرَ الحُرُمَ بِالأَمنِ فَلَيَنتَزِعَنّ مِن أُنشُوطَتِكُم قُولُوا قَولَكُم. فَقَالَ عُتبَةُ وَ شَيبَةُ وَ شَرِكَهُمَا أَبُو سُفيَانَ قَالُوا فَإِنّا نَرَي أَن نُرحِلَ بَعِيراً صَعباً وَ نُوثِقَ مُحَمّداً عَلَيهِ كِتَافاً ثُمّ نَقطَعَ البَعِيرَ بِأَطرَافِ الرّمَاحِ فَيُوشِكُ أَن يَقطَعَهُ بَينَ الدّكَادِكِ إِرباً إِرباً فَقَالَ صَاحِبُ رَأيِهِم إِنّكُم لَم تَصنَعُوا بِقَولِكُم هَذَا شَيئاً أَ رَأَيتُم إِن خَلَصَ بِهِ البَعِيرُ سَالِماً إِلَي بَعضِ الأَفَارِيقِ فَأَخَذَ بِقُلُوبِهِم بِسِحرِهِ وَ بَيَانِهِ وَ طَلَاقَةِ لِسَانِهِ فَصَبَأَ القَومُ إِلَيهِ وَ استَجَابَتِ القَبَائِلُ لَهُ قَبِيلَةً فَقَبِيلَةً فَلَيَسِيرَنّ حِينَئِذٍ إِلَيكُم بِالكَتَائِبِ وَ المَقَانِبِ فَلَتَهلِكُنّ كَمَا هَلَكَت أَيَادٌ وَ مَن كَانَ قَبلَكُم.قُولُوا قَولَكُم فَقَالَ لَهُ أَبُو جَهلٍ لَكِن أَرَي لَكُم أَن تَعَمّدُوا إِلَي قَبَائِلِكُمُ العَشَرَةِ فَتَنتَدِبُوا مِن كُلّ قَبِيلَةٍ مِنهَا رَجُلًا نَجداً ثُمّ تُسَلّحُوهُ حُسَاماً عَضباً وَ تَمَهّدَ الفِتيَةُ حَتّي إِذَا غَسَقَ اللّيلُ وَ غَوّرَ بَيّتُوا بِابنِ أَبِي كَبشَةَ بَيَاتاً فَيَذهَبُ دَمُهُ فِي قَبَائِلِ قُرَيشٍ جَمِيعاً فَلَا يَستَطِيعُ بَنُو هَاشِمٍ وَ بَنُو المُطّلِبِ مُنَاهَضَةَ قَبَائِلِ قُرَيشٍ فِي صَاحِبِهِم فَيَرضَونَ حِينَئِذٍ بِالعَقلِ مِنهُم فَقَالَ صَاحِبُ رَأيِهِم أَصَبتَ يَا بَا الحَكَمِ ثُمّ أَقبَلَ عَلَيهِم فَقَالَ هَذَا الرأّي‌ُ فَلَا تَعدِلُنّ بِهِ رَأياً وَ أَوكِئُوا فِي ذَلِكَ أَفوَاهَكُم حَتّي


صفحه : 60

يَستَتِبّ أَمرُكُم فَخَرَجَ القَومُ عِزِينَ وَ سَبَقَهُم باِلوحَي‌ِ بِمَا كَانَ مِن كَيدِهِم جَبرَئِيلُ ع فَتَلَا هَذِهِ الآيَةَ عَلَي رَسُولِ اللّهِص وَ إِذ يَمكُرُ بِكَ الّذِينَ كَفَرُوا لِيُثبِتُوكَ أَو يَقتُلُوكَ أَو يُخرِجُوكَ وَ يَمكُرُونَ وَ يَمكُرُ اللّهُ وَ اللّهُ خَيرُ الماكِرِينَ فَلَمّا أَخبَرَهُ جَبرَئِيلُ بِأَمرِ اللّهِ فِي ذَلِكَ وَ وَحيِهِ وَ مَا عَزَمَ لَهُ مِنَ الهِجرَةِ دَعَا رَسُولُ اللّهِص عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ لِوَقتِهِ فَقَالَ لَهُ يَا عَلِيّ إِنّ الرّوحَ هَبَطَ عَلَيّ بِهَذِهِ الآيَةِ آنِفاً يخُبرِنُيِ‌ أَنّ قُرَيشاً اجتَمَعَت عَلَي المَكرِ بيِ‌ وَ قتَليِ‌ وَ إِنّهُ أوُحيِ‌َ إلِيَ‌ّ عَن ربَيّ‌ عَزّ وَ جَلّ أَن أَهجُرَ دَارَ قوَميِ‌ وَ أَن أَنطَلِقَ إِلَي غَارِ ثَورٍ تَحتَ ليَلتَيِ‌ وَ أَنّهُ أمَرَنَيِ‌ أَن آمُرَكَ بِالمَبِيتِ عَلَي ضجِاَعيِ‌ أَو قَالَ مضَجعَيِ‌ لتِخُفيِ‌َ بِمَبِيتِكَ عَلَيهِ أثَرَيِ‌ فَمَا أَنتَ قَائِلٌ وَ صَانِعٌ فَقَالَ عَلِيّ عَلَيهِ السّلَامُ أَ وَ تَسلَمَنّ بمِبَيِتيِ‌ هُنَاكَ يَا نبَيِ‌ّ اللّهِ قَالَ نَعَم فَتَبَسّمَ عَلِيّ عَلَيهِ السّلَامُ ضَاحِكاً وَ أَهوَي إِلَي الأَرضِ سَاجِداً شُكراً لِمَا أَنبَأَهُ بِهِ رَسُولُ اللّهِص مِن سَلَامَتِهِ فَكَانَ عَلِيّ عَلَيهِ السّلَامُ أَوّلَ مَن سَجَدَ لِلّهِ شُكراً وَ أَوّلَ مَن وَضَعَ وَجهَهُ عَلَي الأَرضِ بَعدَ سَجدَتِهِ مِن هَذِهِ الأُمّةِ بَعدَ رَسُولِ اللّهِص فَلَمّا رَفَعَ رَأسَهُ قَالَ لَهُ امضِ لِمَا أُمِرتَ فِدَاكَ سمَعيِ‌ وَ بصَرَيِ‌ وَ سُوَيدَاءُ قلَبيِ‌ وَ مرُنيِ‌ بِمَا شِئتَ أَكُن فِيهِ كَمَسَرّتِكَ وَاقِعٌ مِنهُ بِحَيثُ مُرَادُكَ وَ إِن توَفيِقيِ‌ إِلّا بِاللّهِ وَ قَالَ وَ أَن ألُقيِ‌َ عَلَيكَ شِبهٌ منِيّ‌ أَو قَالَ شبِهيِ‌ قَالَ إِن يمَنعَنيِ‌ نَعَم قَالَ فَارقُد عَلَي فرِاَشيِ‌ وَ اشتَمِل ببِرُديِ‌َ الحضَرمَيِ‌ّ ثُمّ إنِيّ‌ أُخبِرُكَ يَا عَلِيّ إِنّ اللّهَ تَعَالَي يَمتَحِنُ أَولِيَاءَهُ عَلَي قَدرِ إِيمَانِهِم وَ مَنَازِلِهِم مِن دِينِهِ فَأَشَدّ النّاسِ بَلَاءً الأَنبِيَاءُ ثُمّ الأَمثَلُ فَالأَمثَلُ وَ قَدِ امتَحَنَكَ يَا ابنَ أُمّ وَ امتحَنَنَيِ‌ فِيكَ بِمِثلِ مَا امتَحَنَ


صفحه : 61

بِهِ خَلِيلَهُ اِبرَاهِيمَ عَلَيهِ السّلَامُ وَ الذّبِيحَ إِسمَاعِيلَ عَلَيهِ السّلَامُ فَصَبراً صَبراً فَإِنّ رَحمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِنَ المُحسِنِينَ ثُمّ ضَمّهُ النّبِيّص إِلَي صَدرِهِ وَ بَكَي إِلَيهِ وَجداً بِهِ وَ بَكَي عَلِيّ ع جَشَعاً لِفِرَاقِ رَسُولِ اللّهِص وَ استَتبَعَ رَسُولُ اللّهِص أَبَا بَكرِ بنَ أَبِي قُحَافَةَ وَ هِندَ بنَ أَبِي هَالَةَ فَأَمَرَهُمَا أَن يَقعُدَا لَهُ بِمَكَانٍ ذَكَرَهُ لَهُمَا مِن طَرِيقِهِ إِلَي الغَارِ وَ لَبِثَ رَسُولُ اللّهِص بِمَكَانِهِ مَعَ عَلِيّ عَلَيهِ السّلَامُ يُوصِيهِ وَ يَأمُرُهُ فِي ذَلِكَ بِالصّبرِ حَتّي صَلّي العِشَاءَينِ ثُمّ خَرَجَص فِي فَحمَةِ العِشَاءِ وَ الرّصَدِ مِن قُرَيشٍ قَد أَطَافُوا بِدَارِهِ يَنتَظِرُونَ أَن يَنتَصِفَ اللّيلُ وَ تَنَامَ الأَعيُنُ فَخَرَجَ وَ هُوَ يَقرَأُ هَذِهِ الآيَةَوَ جَعَلنا مِن بَينِ أَيدِيهِم سَدّا وَ مِن خَلفِهِم سَدّا فَأَغشَيناهُم فَهُم لا يُبصِرُونَ وَ كَانَ بِيَدِهِ قَبضَةٌ مِن تُرَابٍ فَرَمَي بِهَا فِي رُءُوسِهِم فَمَا شَعِرَ القَومُ بِهِ حَتّي تَجَاوَزَهُم وَ مَضَي حَتّي أَتَي إِلَي هِندٍ وَ أَبِي بَكرٍ فَنَهَضَا مَعَهُ حَتّي وَصَلُوا إِلَي الغَارِ ثُمّ رَجَعَ هِندٌ إِلَي مَكّةَ بِمَا أَمَرَهُ بِهِ رَسُولُ اللّهِص وَ دَخَلَ رَسُولُ اللّهِص وَ أَبُو بَكرٍ إِلَي الغَارِ فَلَمّا خَلَقَ اللّيلُ وَ انقَطَعَ الأَثَرُ أَقبَلَ القَومُ عَلَي عَلِيّ عَلَيهِ السّلَامُ قَذفاً بِالحِجَارَةِ وَ الحُلُمِ فَلَا يَشُكّونَ أَنّهُ رَسُولُ اللّهِص حَتّي إِذَا بَرَقَ الفَجرُ وَ أَشفَقُوا أَن يَفضَحَهُمُ الصّبحُ هَجَمُوا عَلَي عَلِيّ عَلَيهِ السّلَامُ وَ كَانَت دُورُ مَكّةَ يَومَئِذٍ سَوَائِبَ لَا أَبوَابَ لَهَا فَلَمّا بَصُرَ بِهِم عَلِيّ عَلَيهِ السّلَامُ قَدِ انتَضَوُا السّيُوفَ وَ أَقبَلُوا عَلَيهِ بِهَا يَقدَمُهُم خَالِدُ بنُ الوَلِيدِ بنِ المُغِيرَةِ وَثَبَ بِهِ عَلِيّ عَلَيهِ السّلَامُ فَخَتَلَهُ وَ هَمَزَ يَدَهُ فَجَعَلَ خَالِدٌ يَقمِصُ قِمَاصَ


صفحه : 62

البَكرِ وَ إِذَا لَهُ رُغَاءٌ فَابذَعَرّ الصّبحُ وَ هُم فِي عَرجِ الدّارِ مِن خَلفِهِ وَ شَدّ عَلَيهِم عَلِيّ عَلَيهِ السّلَامُ بِسَيفِهِ يعَنيِ‌ سَيفَ خَالِدٍ فَأَجفَلُوا أَمَامَهُ إِجفَالَ النّعَمِ إِلَي ظَاهِرِ الدّارِ وَ تَبَصّرُوهُ فَإِذَا عَلِيّ عَلَيهِ السّلَامُ قَالُوا وَ إِنّكَ لعَلَيِ‌ّ قَالَ أَنَا عَلِيّ قَالُوا فَإِنّا لَم نُرِدكَ فَمَا فَعَلَ صَاحِبُكَ قَالَ لَا عِلمَ لِي بِهِ وَ قَد كَانَ عَلِمَ يعَنيِ‌ عَلِيّاً أَنّ اللّهَ تَعَالَي قَد أَنجَي نَبِيّهُص بِمَا كَانَ أَخبَرَهُ مِن مُضِيّهِ إِلَي الغَارِ وَ اختِبَائِهِ فِيهِ فَأَذكَت قُرَيشٌ عَلَيهِ العُيُونَ وَ رَكِبَت فِي طَلَبِهِ الصّعبَ وَ الذّلُولَ وَ أُمهِلَ عَلِيّ عَلَيهِ السّلَامُ حَتّي إِذَا أَعتَمَ مِنَ اللّيلَةِ القَابِلَةِ انطَلَقَ هُوَ وَ هِندُ بنُ أَبِي هَالَةَ حَتّي دَخَلَا عَلَي رَسُولِ اللّهِص فِي الغَارِ فَأَمَرَ رَسُولُ اللّهِص هِنداً أَن يَبتَاعَ لَهُ وَ لِصَاحِبِهِ بَعِيرَينِ فَقَالَ أَبُو بَكرٍ قَد كُنتُ أَعدَدتُ لِي وَ لَكَ يَا نبَيِ‌ّ اللّهِ رَاحِلَتَينِ نَرتَحِلُهُمَا إِلَي يَثرِبَ فَقَالَ إنِيّ‌ لَا آخُذُهُمَا وَ لَا أَحَدَهُمَا إِلّا بِالثّمَنِ قَالَ فهَيِ‌َ لَكَ بِذَلِكَ فَأَمَرَص عَلِيّاً عَلَيهِ السّلَامُ فَأَقبَضَهُ الثّمَنَ ثُمّ وَصّاهُ بِحِفظِ ذِمّتِهِ وَ أَدَاءِ أَمَانَتِهِ وَ كَانَت قُرَيشٌ تَدعُو مُحَمّداًص فِي الجَاهِلِيّةِ الأَمِينَ وَ كَانَت تَستَودِعُهُ وَ تَستَحفِظُهُ أَموَالَهَا وَ أَمتِعَتَهَا وَ كَذَلِكَ مَن يَقدَمُ مَكّةَ مِنَ العَرَبِ فِي المَوسِمِ وَ جَاءَتهُ النّبُوّةُ وَ الرّسَالَةِ وَ الأَمرُ كَذَلِكَ فَأَمَرَ عَلِيّاً عَلَيهِ السّلَامُ أَن يُقِيمَ صَارِخاً يَهتِفُ بِالأَبطَحِ غُدوَةً وَ عَشِيّاً مَن كَانَ لَهُ قِبَلَ مُحَمّدٍ أَمَانَةٌ أَو وَدِيعَةٌ فَليَأتِ فَلنُؤَدّ إِلَيهِ أَمَانَتَهُ قَالَ فَقَالَص إِنّهُم لَن يَصِلُوا مِنَ الآنَ إِلَيكَ يَا عَلِيّ بِأَمرٍ تَكرَهُهُ حَتّي تَقدِمَ عَلَيّ فَأَدّ أمَاَنتَيِ‌ عَلَي أَعيُنِ النّاسِ ظَاهِراً ثُمّ إنِيّ‌ مُستَخلِفُكَ عَلَي فَاطِمَةَ ابنتَيِ‌ وَ مُستَخلِفٌ ربَيّ‌ عَلَيكُمَا وَ مُستَحفِظُهُ فِيكُمَا فَأَمَرَهُ أَن يَبتَاعَ رَوَاحِلَ لَهُ وَ لِلِفَوَاطِمِ وَ مَن أَزمَعَ لِلهِجرَةِ مَعَهُ مِن بنَيِ‌ هَاشِمٍ. قَالَ أَبُو عُبَيدَةَ فَقُلتُ لِعُبَيدِ اللّهِ يعَنيِ‌ ابنَ أَبِي رَافِعٍ أَ وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَجِدُ مَا يُنفِقُهُ هَكَذَا فَقَالَ إنِيّ‌ سَأَلتُ أَبِي عَمّا سأَلَتنَيِ‌ وَ كَانَ يُحَدّثُ لِي هَذَا الحَدِيثَ


صفحه : 63

فَقَالَ وَ أَينَ يَذهَبُ بِكَ عَن مَالِ خَدِيجَةَ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ مَا نفَعَنَيِ‌ مَالٌ قَطّ مَا نفَعَنَيِ‌ مَالُ خَدِيجَةَ وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَفُكّ فِي مَالِهَا الغَارِمَ وَ العاَنيِ‌َ وَ يَحمِلُ الكُلّ وَ يعُطيِ‌ فِي النّائِبَةِ وَ يُرفِدُ فُقَرَاءَ أَصحَابِهِ إِذ كَانَ بِمَكّةَ وَ يَحمِلُ مَن أَرَادَ مِنهُمُ الهِجرَةَ وَ كَانَت قُرَيشٌ إِذَا رَحَلَت عِيرُهَا فِي الرّحلَتَينِ يعَنيِ‌ رَحلَةَ الشّتَاءِ وَ الصّيفِ كَانَت طَائِفَةٌ مِنَ العِيرِ لِخَدِيجَةَ عَلَيهِ السّلَامُ وَ كَانَت أَكثَرَ قُرَيشٍ مَالًا وَ كَانَص يُنفِقُ مِنهُ مَا شَاءَ فِي حَيَاتِهَا ثُمّ وَرِثَهَا هُوَ وَ وَلَدُهَا قَالَ وَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لعِلَيِ‌ّ عَلَيهِ السّلَامُ وَ هُوَ يُوصِيهِ فَإِذَا أَبرَمتَ مَا أَمَرتُكَ مِن أَمرٍ فَكُن عَلَي أُهبَةِ الهِجرَةِ إِلَي اللّهِ وَ رَسُولِهِ وَ سِر إلِيَ‌ّ لِقُدُومِ كتِاَبيِ‌ عَلَيكَ وَ لَا تَلبَث وَ انطَلَقَ رَسُولُ اللّهِص لِوَجهٍ يَؤُمّ المَدِينَةَ وَ كَانَ مُقَامُهُ فِي الغَارِ ثَلَاثاً وَ مَبِيتُ عَلِيّ عَلَيهِ السّلَامُ عَلَي الفِرَاشِ أَوّلَ لَيلَةٍ. قَالَ عُبَيدُ اللّهِ بنُ أَبِي رَافِعٍ وَ قَد قَالَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيهِ السّلَامُ يَذكُرُ مَبِيتَهُ عَلَي الفِرَاشِ وَ مُقَامَ رَسُولِ اللّهِص فِي الغَارِ


وَقَيتُ بنِفَسيِ‌ خَيرَ مَن وَطِئَ الحَصَي   وَ مَن طَافَ بِالبَيتِ العَتِيقِ وَ بِالحِجرِ

مُحَمّدٌ لَمّا خَافَ أَن يَمكُرُوا بِهِ.   فَوَقَاهُ ربَيّ‌ ذُو الجَلَالِ مِنَ المَكرِ.

وَ بِتّ أُرَاعِيهِم مَتَي ينَشرُوُننَيِ‌.   وَ قَد وَطّنتُ نفَسيِ‌ عَلَي القَتلِ وَ الأَسرِ.

وَ بَاتَ رَسُولُ اللّهِ فِي الغَارِ آمِناً.   هُنَاكَ وَ فِي حِفظِ الإِلَهِ وَ فِي سِترٍ.

صفحه : 64


أَقَامَ ثَلَاثاً ثُمّ زَمّت قَلَائِصُ.   قَلَائِصُ يَفرِينَ الحَصَي أَينَمَا تفَريِ‌.

وَ لَمّا وَرَدَ رَسُولُ اللّهِص المَدِينَةَ نَزَلَ فِي بنَيِ‌ عَمرِو بنِ عَوفٍ بِقُبَاءَ فَأَرَادَهُ أَبُو بَكرٍ عَلَي دُخُولِهِ المَدِينَةَ وَ أَلَاصَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ فَمَا أَنَا بِدَاخِلِهَا حَتّي يَقدَمَ ابنُ أمُيّ‌ وَ ابنتَيِ‌ عَلِيّاً وَ فَاطِمَةَ.قَالَا قَالَ أَبُو اليَقظَانِ فَحَدّثَنَا رَسُولُ اللّهِص وَ نَحنُ مَعَهُ بِقُبَاءَ عَمّا أَرَادَت قُرَيشٌ مِنَ المَكرِ بِهِ وَ مَبِيتِ عَلِيّ عَلَيهِ السّلَامُ عَلَي فِرَاشِهِ قَالَ أَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَي جَبرَئِيلَ وَ مِيكَائِيلَ عَلَيهِ السّلَامُ أنَيّ‌ قَد آخَيتُ بَينَكُمَا وَ جَعَلتُ عُمُرَ أَحَدِكُمَا أَطوَلَ مِن عُمُرِ صَاحِبِهِ فَأَيّكُمَا يُؤثِرُ أَخَاهُ وَ كِلَاهُمَا كَرِهَ المَوتَ فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِمَا عبَداَي‌َ أَ لَا كُنتُمَا مِثلَ ولَيِيّ‌ عَلِيّ آخَيتُ بَينَهُ وَ بَينَ مُحَمّدٍ نبَيِيّ‌ فَآثَرَهُ بِالحَيَاةِ عَلَي نَفسِهِ ثُمّ ظَلّ أَو قَالَ رَقَدَ عَلَي فِرَاشِهِ يَقِيهِ بِمُهجَتِهِ اهبِطَا إِلَي الأَرضِ جَمِيعاً فَاحفَظَاهُ مِن عَدُوّهِ فَهَبَطَ جَبرَئِيلُ فَجَلَسَ عِندَ رَأسِهِ وَ مِيكَائِيلُ عِندَ رِجلَيهِ وَ جَعَلَ جَبرَئِيلُ يَقُولُ بَخ بَخ مَن مِثلُكَ يَا ابنَ أَبِي طَالِبٍ وَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ يبُاَهيِ‌ بِكَ المَلَائِكَةَ قَالَ فَأَنزَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِي عَلِيّ عَلَيهِ السّلَامُ وَ مَا كَانَ مِن مَبِيتِهِ عَلَي فِرَاشِ رَسُولِ اللّهِص وَ مِنَ النّاسِ مَن يشَريِ‌ نَفسَهُ ابتِغاءَ مَرضاتِ اللّهِ وَ اللّهُ رَؤُفٌ بِالعِبادِ. قَالَ أَبُو عُبَيدَةَ قَالَ أَبِي وَ ابنُ أَبِي رَافِعٍ ثُمّ كَتَبَ رَسُولُ اللّهِص إِلَي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيهِ السّلَامُ كِتَاباً يَأمُرُهُ فِيهِ بِالمَسِيرِ إِلَيهِ وَ قِلّةِ التّلَوّمِ وَ كَانَ الرّسُولُ إِلَيهِ أَبَا وَاقِدٍ الليّثيِ‌ّ فَلَمّا أَتَاهُ كِتَابُ رَسُولِ اللّهِص تَهَيّأَ لِلخُرُوجِ وَ الهِجرَةِ


صفحه : 65

فَأَذِنَ مَن كَانَ مَعَهُ مِن ضُعَفَاءِ المُؤمِنِينَ فَأَمَرَهُم أَن يَتَسَلّلُوا وَ يَتَخَفّفُوا إِذَا مَلَأَ اللّيلُ بَطنَ كُلّ وَادٍ إِلَي ذيِ‌ طُوًي وَ خَرَجَ عَلِيّ عَلَيهِ السّلَامُ بِفَاطِمَةَ عَلَيهِ السّلَامُ بِنتِ رَسُولِ اللّهِص وَ أُمّهِ فَاطِمَةَ بِنتِ أَسَدِ بنِ هَاشِمٍ وَ فَاطِمَةَ بِنتِ الزّبَيرِ بنِ عَبدِ المُطّلِبِ وَ قَد قِيلَ هيِ‌َ ضُبَاعَةُ وَ تَبِعَهُم أَيمَنُ بنُ أُمّ أَيمَنَ مَولَي رَسُولِ اللّهِص وَ أَبُو وَاقِدٍ رَسُولُ رَسُولِ اللّهِص فَجَعَلَ يَسُوقُ بِالرّوَاحِلِ فَأَعنَفَ بِهِم فَقَالَ عَلِيّ عَلَيهِ السّلَامُ ارفُق بِالنّسوَةِ أَبَا وَاقِدٍ إِنّهُنّ مِنَ الضّعَائِفِ قَالَ إنِيّ‌ أَخَافُ أَن يُدرِكَنَا الطّالِبُ أَو قَالَ الطّلّبُ فَقَالَ عَلِيّ عَلَيهِ السّلَامُ اربَع عَلَيكَ فَإِنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ لِي يَا عَلِيّ إِنّهُم لَن يَصِلُوا مِنَ الآنِ إِلَيكَ بِأَمرٍ تَكرَهُهُ ثُمّ جَعَلَ يعَنيِ‌ عَلِيّاً عَلَيهِ السّلَامُ يَسُوقُ بِهِنّ سَوقاً رَفِيقاً وَ هُوَ يَرتَجِزُ وَ يَقُولُ


لَيسَ إِلّا اللّهَ فَارفَع ظَنّكَا   يَكفِيكَ رَبّ النّاسِ مَا أَهَمّكَا.

وَ سَارَ فَلَمّا شَارَفَ ضَجنَانَ أَدرَكَهُ الطّلّبُ سَبعُ فَوَارِسَ مِن قُرَيشٍ مُستَلئِمِينَ وَ ثَامِنُهُم مَولَي الحَارِثِ بنِ أُمَيّةَ يُدعَي جَنَاحاً فَأَقبَلَ عَلِيّ عَلَيهِ السّلَامُ عَلَي أَيمَنَ وَ أَبِي وَاقِدٍ وَ قَد تَرَاءَي القَومُ فَقَالَ لَهُمَا أَنِيخَا الإِبِلَ وَ اعقِلَاهَا وَ تَقَدّمَ حَتّي أَنزَلَ النّسوَةَ وَ دَنَا القَومُ فَاستَقبَلَهُم عَلِيّ عَلَيهِ السّلَامُ مُنتَضِياً سَيفَهُ فَأَقبَلُوا عَلَيهِ فَقَالُوا ظَنَنتَ أَنّكَ يَا غَدّارُ نَاجٍ بِالنّسوَةِ ارجِع لَا أَبَا لَكَ قَالَ فَإِن لَم أَفعَل قَالُوا لَتُرجَعُنّ رَاغِماً أَو لَنَرجِعَنّ بِأَكبَرِكَ سِعراً وَ أَهوَنُ بِكَ مِن هَالِكٍ وَ دَنَا الفَوَارِسُ مِنَ النّسوَةِ وَ المَطَايَا لِيَثُورُوهَا فَحَالَ عَلِيّ عَلَيهِ السّلَامُ بَينَهُم وَ بَينَهَا فَأَهوَي لَهُ جَنَاحٌ بِسَيفِهِ فَرَاغَ عَلِيّ عَلَيهِ السّلَامُ عَن ضَربَتِهِ وَ تَختُلُهُ عَلِيّ عَلَيهِ السّلَامُ فَضَرَبَهُ عَلَي عَاتِقِهِ فَأَسرَعَ السّيفُ مُضِيّاً فِيهِ حَتّي مَسّ كَاثِبَةَ فَرَسِهِ فَكَانَ عَلِيّ عَلَيهِ السّلَامُ يَشُدّ عَلَي قَدَمِهِ شَدّ الفَرَسِ أَوِ الفَارِسِ عَلَي فَرَسِهِ فَشَدّ عَلَيهِم بِسَيفِهِ وَ هُوَ يَقُولُ


صفحه : 66


خَلّوا سَبِيلَ الجَاهِدِ المُجَاهِدِ   آلَيتُ لَا أَعبُدُ غَيرَ الوَاحِدِ

فَتَصَدّعَ القَومُ عَنهُ فَقَالُوا لَهُ أَغنِ عَنّا نَفسَكَ يَا ابنَ أَبِي طَالِبٍ قَالَ فإَنِيّ‌ مُنطَلِقٌ إِلَي ابنِ عمَيّ‌ رَسُولِ اللّهِ بِيَثرِبَ فَمَن سَرّهُ أَن أفَريِ‌َ لَحمَهُ وَ أُهَرِيقَ دَمَهُ فلَيتَبّعِنيِ‌ أَو فَليَدنُ منِيّ‌ ثُمّ أَقبَلَ عَلَي صَاحِبَيهِ أَيمَنَ وَ أَبِي وَاقِدٍ فَقَالَ لَهُمَا أَطلِقَا مَطَايَاكُمَا ثُمّ سَارَ ظَاهِراً قَاهِراً حَتّي نَزَلَ ضَجنَانَ فَتَلَوّمَ بِهَا قَدرَ يَومِهِ وَ لَيلَتِهِ وَ لَحِقَ بِهِ نَفَرٌ مِنَ المُستَضعَفِينَ مِنَ المُؤمِنِينَ وَ فِيهِم أُمّ أَيمَنَ مَولَاةُ رَسُولِ اللّهِص فَصَلّي لَيلَتَهُ تِلكَ هُوَ وَ الفَوَاطِمُ أُمّهُ فَاطِمَةُ بِنتُ أَسَدٍ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهَا وَ فَاطِمَةُ عَلَيهِ السّلَامُ بِنتُ رَسُولِ اللّهِص وَ فَاطِمَةُ بِنتُ الزّبَيرِ يُصَلّونَ لِلّهِ لَيلَتَهُم وَ يَذكُرُونَهُ قِيَاماً وَ قُعُوداً وَ عَلَي جُنُوبِهِم فَلَن يَزَالُوا كَذَلِكَ حَتّي طَلَعَ الفَجرُ فَصَلّي عَلِيّ عَلَيهِ السّلَامُ بِهِم صَلَاةَ الفَجرِ ثُمّ سَارَ لِوَجهِهِ فَجَعَلَ وَ هُم يَصنَعُونَ ذَلِكَ مَنزِلًا بَعدَ مَنزِلٍ يَعبُدُونَ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ وَ يَرغَبُونَ إِلَيهِ كَذَلِكَ حَتّي قَدِمَ المَدِينَةَ وَ قَد نَزَلَ الوحَي‌ُ بِمَا كَانَ مِن شَأنِهِم قَبلَ قُدُومِهِمالّذِينَ يَذكُرُونَ اللّهَ قِياماً وَ قُعُوداً وَ عَلي جُنُوبِهِم وَ يَتَفَكّرُونَ فِي خَلقِ السّماواتِ وَ الأَرضِ رَبّنا ما خَلَقتَ هذا باطِلًا إِلَي قَولِهِفَاستَجابَ لَهُم رَبّهُم أنَيّ‌ لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنكُم مِن ذَكَرٍ أَو أُنثيالذّكَرُ عَلِيّ عَلَيهِ السّلَامُ وَ الأُنثَي فَاطِمَةُ عَلَيهَا السّلَامُبَعضُكُم مِن بَعضٍ يَقُولُ عَلِيّ


صفحه : 67

مِن فَاطِمَةَ أَو قَالَ الفَوَاطِمِ وَ هُنّ مِن عَلِيّفَالّذِينَ هاجَرُوا وَ أُخرِجُوا مِن دِيارِهِم وَ أُوذُوا فِي سبَيِليِ‌ وَ قاتَلُوا وَ قُتِلُوا لَأُكَفّرَنّ عَنهُم سَيّئاتِهِم وَ لَأُدخِلَنّهُم جَنّاتٍ تجَريِ‌ مِن تَحتِهَا الأَنهارُ ثَواباً مِن عِندِ اللّهِ وَ اللّهُ عِندَهُ حُسنُ الثّوابِ وَ تَلَاص وَ مِنَ النّاسِ مَن يشَريِ‌ نَفسَهُ ابتِغاءَ مَرضاتِ اللّهِ وَ اللّهُ رَؤُفٌ بِالعِبادِ قَالَ وَ قَالَ لَهُ يَا عَلِيّ أَنتَ أَوّلُ هَذِهِ الأُمّةِ إِيمَاناً بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ وَ أَوّلُهُم هِجرَةً إِلَي اللّهِ وَ رَسُولِهِ وَ آخِرُهُم عَهداً بِرَسُولِهِ لَا يُحِبّكَ وَ ألّذِي نفَسيِ‌ بِيَدِهِ إِلّا مُؤمِنٌ قَدِ امتَحَنَ اللّهُ قَلبَهُ لِلإِيمَانِ وَ لَا يُبغِضُكَ إِلّا مُنَافِقٌ أَو كَافِرٌ.

بَيَانٌ اللّقَي المُلقَي عَلَي الأَرضِ وَ قِيلَ أَصلُ اللّقَي أَنّهُم كَانُوا إِذَا طَافُوا خَلَعُوا ثِيَابَهُم وَ قَالُوا لَا نَطُوفُ فِي ثِيَابٍ عَصَينَا اللّهَ فِيهَا فَيُلقُونَهَا عَنهُم وَ يُسَمّونَ ذَلِكَ الثّوبَ لَقًي فَإِذَا قَضَوا نُسُكَهُم لَم يَأخُذُوهَا وَ تَرَكُوهَا بِحَالِهَا مُلقَاةً وَ الرّفَقُ بِالتّحرِيكِ الكُدُورَةِ وَ يُقَالُ تَضَيّفتُهُ أَي نَزَلتُ بِهِ وَ تَنَمّرَ تَمَدّدَ فِي الصّوتِ عِندَ الوَعِيدِ وَ تَشَبّهَ بِالنّمِرِ وَ لَهُ تَنَكّرَ وَ تَغَيّرَ وَ أَوعَدَهُ وَ حَدِبَ بِالكَسرِ تَعَطّفَ وَ الأُنشُوطَةُ كَأُنبُوبَةُ عُقدَةٌ يَسهُلُ انحِلَالُهَا كَعُقَدِ التّكّةِ وَ كَتَفَ فُلَاناً شَدّ يَدَيهِ إِلَي خَلفِهِ بِالكِتَافِ وَ هُوَ حَبلٌ يُشَدّ بِهِ وَ الدّكَادِكُ جَمعُ الدّكدَاكِ وَ هُوَ أَرضٌ فِيهَا غِلَظٌ وَ مِنَ الرّملِ مَا تَكَبّسَ أَو مَا التَبَدَ مِنهُ بِالأَرضِ وَ الإِربُ بِالكَسرِ العُضوُ وَ الأَفَارِيقُ جَمعُ أَفرَاقٍ وَ هُوَ جَمعُ فِرَقٍ وَ هُوَ جَمعُ فِرقَةٍ وَ الطّلَاوَةُ مُثَلّثَةً الحُسنُ وَ البَهجَةُ وَ القَبُولُ وَ المَقَانِبُ جَمعُ المِقنَبِ بِالكَسرِ وَ هُوَ جَمَاعَةُ الخَيلِ وَ الفُرسَانِ وَ النّجدُ بِالفَتحِ وَ كَكَتِفِ الشّجَاعُ الماَضيِ‌ فِيمَا يَعجِزُ عَنهُ غَيرُهُ وَ العَضبُ القَطعُ وَ التّغوِيرُ وَ التّغَوّرُ الدّخُولُ فِي الشيّ‌ءِ وَ نَاهَضَهُ قَاوَمَهُ وَ تَنَاهَضُوا فِي الحَربِ يَنهَضُ كُلّ إِلَي صَاحِبِهِ وَ العَقلُ الدّيَةُ وَ يُقَالُ أَوكَي عَلَي سَقَائِهِ إِذَا شَدّهُ بِالوَكَاءِ وَ هُوَ مَا يُشَدّ بِهِ رَأسُ القِربَةِ وَ استَتَبّ الأَمرُ تَهَيّأَ وَ استَقَامَ وَ العِزَةُ الفِرقَةُ مِنَ النّاسِ وَ الجَمعُ عِزُونَ وَ مِنهُ قَولُهُ تَعَالَيعَنِ اليَمِينِ وَ عَنِ الشّمالِ


صفحه : 68

عِزِينَ وَ سُوَيدَاءُ القَلبِ حَبّتُهُ وَ الجَشَعُ أَشَدّ الحِرصِ وَ الرّصَدُ بِالتّحرِيكِ القَومُ يَرصُدُونَ وَ يَرقُبُونَ. قَولُهُ فَلَمّا خَلَقَ اللّيلُ أَي مَضَي كَثِيرٌ مِنهُ كَمَا أَنّ الثّوبَ يَخلُقُ بمِضُيِ‌ّ الزّمَانِ عَلَيهِ قَولُهُ وَ الحُلُمُ قَالَ الفيِروُزآَباَديِ‌ّ الحَلَمَةُ شَجَرَةُ السّعدَانِ ونَبَاتٌ آخَرُ وَ فِي بَعضِ النّسَخِ بِالخَاءِ المُعجَمَةِ قَالَ هُوَ مَربِضُ الضّبيَةِ أَو كُنَاسُهَا قَولُهُ سَوَائِبُ تَسيِيبُ الدّوَابّ إِرسَالُهَا تَذهَبُ وَ تجَيِ‌ءُ كَيفَ شَاءَت استُعِيرَ هُنَا لِعَدَمِ المَنعِ مِنَ الدّارِ وَ كَونِهَا بِلَا بَابٍ وَ نَضَا السّيفَ وَ انتَضَاهُ سَلّهُ مِن غِمدِهِ قَولُهُ خَتَلَهُ بِالتّاءِ أَي خَدَعَهُ وَ فِي بَعضِ النّسَخِ بِالبَاءِ المُوَحّدَةِ أَي حَبَسَهُ وَ مَنَعَهُ وَ الهَمزُ الغَمزُ وَ الضّغطُ وَ النّخسُ وَ الدّفعُ وَ الضّربُ وَ العَضّ وَ الكَسرُ وَ القَمصُ الضّربُ بِالرّجلِ وَ البُكرُ بِالضّمّ وَ الفَتحِ وَلَدُ النّاقَةِ أَوِ الفتَيِ‌ّ مِنهَا وَ يُقَالُ رَغَا البَعِيرُ يَرغُو رُغَاءً إِذَا ضَجّ وَ ابذَعَرّ تَفَرّقَ قَولُهُ فِي عَرجِ الدّارِ أَي مُنعَطَفِهَا أَو مَصعَدِهَا وَ سُلّمِهَا وَ أَجفَلَ القَومُ هَرَبُوا مُسرِعِينَ وَ يُقَالُ أَذكَيتُ عَلَيهِ العُيُونَ إِذَا أَرسَلتَ عَلَيهِ الطّلَائِعَ قَولُهُ أَعتَمَ أَي دَخَلَ فِي العَتَمَةِ وَ أَزمَعَ عَلَي الأَمرِ ثَبَتَ عَلَيهِ عَزمُهُ وَ العاَنيِ‌ الأَسِيرُ وَ الكَلّ العِيَالُ وَ الثّقلُ وَ النّائِبَةُ المُصِيبَةُ وَ النّازِلَةُ وَ مَا يَقَعُ عَلَي القَومِ مِنَ الدّيَاتِ وَ غَيرِهَا وَ القَلَائِصُ جَمعُ القَلُوصِ وَ هيِ‌َ النّاقَةُ الشّابّةُ وَ فَرَي الأَرضَ سَارَهَا وَ قَطَعَهَا وَ فِي الدّيوَانِ المَنسُوبِ إِلَيهِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ بَيتٌ آخَرُ


أَرَدتُ بِهِ نَصرَ الإِلَهِ تَبَتّلًا   وَ أَضمَرتُهُ حَتّي أُوَسّدَ فِي قبَريِ‌.

وَ قَالَ الجوَهرَيِ‌ّ يُقَالُ أَلَاصَهُ عَلَي كَذَا أَي أَدَارَهُ عَلَي الشيّ‌ءِ ألّذِي يَرُومُهُ مِنهُ انتَهَي.أَقُولُ إِنّمَا قَالَ لعِلَيِ‌ّ عَلَيهِ السّلَامُ ابنُ أمُيّ‌ لِأَنّ فَاطِمَةَ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهَا كَانَت


صفحه : 69

مُرَبّيَةً لَهُص وَ كَانَ يُلَقّبُهَا بِالأُمّ وَ لِذَا قَالَص حِينَ قَالَ لَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلَيهِ السّلَامُ مَاتَت أمُيّ‌ بَل وَ اللّهِ أمُيّ‌. وَ التّلَوّمُ الِانتِظَارُ وَ التّمَكّثُ قَولُهُ أَن يَتَسَلّلُوا أَي يَذهَبُوا خُفيَةً وَ يَتَخَفّفُوا أَي لَا يَحمِلُوا مَعَهُم شَيئاً يَثقُلُ عَلَيهِم وَ رَبَعَ كَمَنَعَ وَقَفَ وَ تَحَبّسَ وَ مِنهُ قَولُهُم اربَع عَلَيكَ أَو عَلَي نَفسِكَ أَو عَلَي ظِلعِكَ قَولُهُ عَلَيهِ السّلَامُ لَيسَ إِلّا اللّهَ أَقُولُ فِي الدّيوَانِ.


  َا شَيءَ إِلّا اللّهُ فَارفَع هَمّكَا

وَ استَلأَمَ الرّجُلُ أَي لَبِسَ اللّأمَةَ وَ هيِ‌َ الدّرعُ وَ الرّوغُ الحِيدُ وَ المَيلُ قَولُهُ وَ تَختُلُهُ لَعَلّ المُرَادُ هُنَا أَنّهُ أَخَذَ السّيفَ مِن يَدِهِ وَ الكَاثِبَةُ مِنَ الفَرَسِ مُقَدّمُ المَنسَجِ حَيثُ تَقَعُ عَلَيهِ يَدُ الفَارِسِ

19-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ] أَقَامَص بَعدَ البِعثَةِ بِمَكّةَ ثَلَاثَ عَشرَةَ سَنَةً ثُمّ هَاجَرَ مِنهَا إِلَي المَدِينَةِ بَعدَ أَنِ استَتَرَ فِي الغَارِ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ وَ دَخَلَ المَدِينَةَ يَومَ الإِثنَينِ الحاَديِ‌ عَشَرَ مِن شَهرِ رَبِيعٍ الأَوّلِ وَ بقَيِ‌َ بِهَا عَشرَ سِنِينَ

20-عم ،[إعلام الوري ]ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بقَيِ‌َ رَسُولُ اللّهِص فِي الغَارِ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ ثُمّ أَذِنَ اللّهُ تَعَالَي لَهُ فِي الهِجرَةِ وَ قَالَ اخرُج عَن مَكّةَ يَا مُحَمّدُ فَلَيسَ لَكَ بِهَا نَاصِرٌ بَعدَ أَبِي طَالِبٍ فَخَرَجَ رَسُولُ اللّهِص وَ أَقبَلَ رَاعٍ لِبَعضِ قُرَيشٍ يُقَالُ لَهُ ابنُ أُرَيقِطٍ فَدَعَاهُ رَسُولُ اللّهِص فَقَالَ لَهُ يَا ابنَ أُرَيقِطٍ آتَمِنُكَ عَلَي دمَيِ‌ فَقَالَ إِذاً وَ اللّهِ أَحرِسُكَ وَ أَحفَظُكَ وَ لَا أَدُلّ عَلَيكَ فَأَينَ تُرِيدُ يَا مُحَمّدُ قَالَ يَثرِبَ قَالَ لَأَسلِكَنّ بِكَ مَسلَكاً لَا يهَتدَيِ‌ فِيهَا أَحَدٌ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص ائتِ عَلِيّاً وَ بَشّرهُ بِأَنّ اللّهَ قَد أَذِنَ لِي فِي الهِجرَةِ فَهَيّئ لِي زَاداً وَ رَاحِلَةً وَ قَالَ لَهُ أَبُو بَكرٍ ائتِ


صفحه : 70

أَسمَاءَ ابنتَيِ‌ وَ قُل لَهَا تُهَيّئُ لِي زَاداً وَ رَاحِلَتَينِ وَ أَعلِم عَامِرَ بنَ فُهَيرَةَ أَمرَنَا وَ كَانَ مِن موَاَليِ‌ أَبِي بَكرٍ وَ كَانَ قَد أَسلَمَ وَ قُل لَهُ ائتِنَا بِالزّادِ وَ الرّاحِلَتَينِ فَجَاءَ ابنُ أُرَيقِطٍ إِلَي عَلِيّ عَلَيهِ السّلَامُ فَأَخبَرَهُ بِذَلِكَ فَبَعَثَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيهِ السّلَامُ إِلَي رَسُولِ اللّهِص بِزَادٍ وَ رَاحِلَةٍ وَ بَعَثَ ابنُ فَهِيرَةَ بِزَادٍ وَ رَاحِلَتَينِ وَ خَرَجَ رَسُولُ اللّهِص مِنَ الغَارِ وَ أَخَذَ بِهِ ابنُ أُرَيقِطٍ عَلَي طَرِيقِ نَخلَةَ بَينَ الجِبَالِ فَلَم يَرجِعُوا إِلَي الطّرِيقِ إِلّا بِقُدَيدٍ فَنَزَلُوا عَلَي أُمّ مَعبَدٍ هُنَاكَ وَ قَد مَرّ حَدِيثُ شَاةِ أُمّ مَعبَدٍ وَ المُعجِزَةُ التّيِ‌ ظَهَرَت فِيهَا فِي أَبوَابِ المُعجِزَاتِ وَ كَذَا حَدِيثُ سُرَاقَةَ بنِ مَالِكِ بنِ جُعشُمٍ المدُلجِيِ‌ّ وَ رُسُوخِ قَوَائِمِ فَرَسِهِ فِي الأَرضِ وَ غَيرِهِمَا مِنَ المُعجِزَاتِ فَرَجَعَ عَنهُ سُرَاقَةُ فَلَمّا كَانَ مِنَ الغَدِ وَافَتهُ قُرَيشٌ فَقَالُوا يَا سُرَاقَةُ هَل لَكَ عِلمٌ بِمُحَمّدٍ فَقَالَ بلَغَنَيِ‌ أَنّهُ خَرَجَ عَنكُم وَ قَد نَفَضتُ هَذِهِ النّاحِيَةَ لَكُم وَ لَم أَرَ أَحَداً وَ لَا أَثَراً فَارجِعُوا فَقَد كَفَيتُكُم مَا هَاهُنَا وَ قَد كَانَتِ الأَنصَارُ بَلَغَهُم خُرُوجُ رَسُولِ اللّهِص إِلَيهِم وَ كَانُوا يَتَوَقّعُونَ قُدُومَهُ إِلَي أَن وَافَي مَسجِدَ قُبَاءَ وَ نَزَلَ فَخَرَجَ الرّجَالُ وَ النّسَاءُ يَستَبشِرُونَ بِقُدُومِهِ إِلَي آخِرِ مَا سيَأَتيِ‌ فِي البَابِ الآتيِ‌

21-ير،[بصائر الدرجات ] عَبدُ اللّهِ بنُ مُحَمّدٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَمرِو بنِ سَعِيدٍ الثقّفَيِ‌ّ عَن يَحيَي بنِ الحَسَنِ بنِ الفُرَاتِ عَن يَحيَي بنِ المُسَاوِرِ عَن أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ لَمّا صَعِدَ رَسُولُ اللّهِص الغَارَ طَلَبَهُ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيهِ السّلَامُ وَ خشَيِ‌َ أَن يَغتَالَهُ المُشرِكُونَ وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص عَلَي حِرَاءَ وَ عَلِيّ عَلَيهِ السّلَامُ عَلَي ثَبِيرٍ فَبَصُرَ بِهِ النّبِيّص فَقَالَ مَا لَكَ يَا عَلِيّ قَالَ بأِبَيِ‌ أَنتَ وَ أمُيّ‌ خَشِيتُ أَن يَغتَالَكَ المُشرِكُونَ فَطَلَبتُكَ فَقَالَ النّبِيّص ناَولِنيِ‌ يَدَكَ يَا عَلِيّ فَزَحَفَ الجَبَلُ حَتّي خَطَا بِرِجلِهِ إِلَي الجَبَلِ الآخَرِ ثُمّ رَجَعَ الجَبَلُ إِلَي قَرَارِهِ


صفحه : 71

ختص ،[الإختصاص ] ابراهيم بن محمد مثله بيان زحف إليه كمنع مشي قدما و في بعض النسخ بالراء المهملة والجيم أي تحرك

22-ير،[بصائر الدرجات ] ابنُ عِيسَي وَ ابنُ أَبِي الخَطّابِ مَعاً عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ ابنِ رِئَابٍ عَنِ الكنُاَسيِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ لَمّا كَانَ رَسُولُ اللّهِص فِي الغَارِ وَ مَعَهُ أَبُو الفَصِيلِ قَالَ رَسُولُ اللّهِ إنِيّ‌ لَأَنظُرُ الآنَ إِلَي جَعفَرٍ وَ أَصحَابِهِ السّاعَةَ تَعُومُ بِهِم سَفِينَتُهُم فِي البَحرِ إنِيّ‌ لَأَنظُرُ إِلَي رَهطٍ مِنَ الأَنصَارِ فِي مَجَالِسِهِم مُحتَبِينَ بِأَفنِيَتِهِم فَقَالَ لَهُ أَبُو الفَصِيلِ أَ تَرَاهُم يَا رَسُولَ اللّهِ السّاعَةَ قَالَ نَعَم قَالَ فَأَرِنِيهِم قَالَ فَمَسَحَ رَسُولُ اللّهِص عَلَي عَينَيهِ ثُمّ قَالَ انظُر فَنَظَرَ فَرَآهُم فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أَ رَأَيتَهُم قَالَ نَعَم وَ أَسَرّ فِي نَفسِهِ أَنّهُ سَاحِرٌ

بيان أبوالفصيل أبوبكر و كان يكني به في زمانه أيضا لأن الفصيل ولد الناقة والبكر الفتي‌ من الإبل والعوم السباحة وسير السفينة

23-ير،[بصائر الدرجات ] مُوسَي بنُ عُمَرَ عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَن خَالِدِ بنِ نَجِيحٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ جُعِلتُ فِدَاكَ سَمّي رَسُولُ اللّهِص أَبَا بَكرٍ الصّدّيقَ قَالَ نَعَم قَالَ فَكَيفَ قَالَ حِينَ كَانَ مَعَهُ فِي الغَارِ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إنِيّ‌ لَأَرَي سَفِينَةَ جَعفَرِ بنِ أَبِي طَالِبٍ تَضطَرِبُ فِي البَحرِ ضَالّةً قَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ إِنّكَ لَتَرَاهَا قَالَ نَعَم قَالَ فَتَقدِرُ أَن تُرِيَنِيهَا قَالَ ادنُ منِيّ‌ قَالَ فَدَنَا مِنهُ فَمَسَحَ عَلَي عَينَيهِ ثُمّ قَالَ انظُر فَنَظَرَ أَبُو بَكرٍ فَرَأَي السّفِينَةَ وَ هيِ‌َ تَضطَرِبُ فِي البَحرِ ثُمّ نَظَرَ إِلَي قُصُورِ أَهلِ المَدِينَةِ فَقَالَ فِي نَفسِهِ الآنَ صَدَقتَ أَنّكَ سَاحِرٌ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ الصّدّيقُ أَنتَ


صفحه : 72

24-يج ،[الخرائج والجرائح ] مِن مُعجِزَاتِهِص مَا هُوَ مَشهُورٌ وَ هُوَ أَنّهُ فِي تَوَجّهِهِ إِلَي المَدِينَةِ أَوَي إِلَي غَارٍ بِقُربِ مَكّةَ يَعتَوِرُهُ النّزّالُ وَ يأَويِ‌ إِلَيهِ الرّعَاءُ قَلّمَا يَخلُو مِن جَمَاعَةٍ نَازِلِينَ يَستَرِيحُونَ بِهِ فَأَقَامَص بِهِ ثَلَاثاً لَا يَطُورُهُ بَشَرٌ وَ خَرَجَ القَومُ فِي أَثَرِهِ فَصَدّهُمُ اللّهُ عَنهُ بِأَن بَعَثَ عَنكَبُوتاً فَنَسَجَت عَلَيهِ فَآيَسَهُم مِنَ الطّلَبِ فِيهِ وَ انصَرَفُوا وَ هُوَ نَصبُ أَعيُنِهِم

بيان قال الجزري‌ في حديث علي عليه السلام و الله لاأطور به ماسمر سمير أي لاأقربه أبدا

25-يج ،[الخرائج والجرائح ] روُيِ‌َ أَنّ نَفَراً مِن قُرَيشٍ اجتَمَعُوا وَ فِيهِم عُتبَةُ وَ شَيبَةُ وَ أَبُو جَهلٍ وَ أُمَيّةُ بنُ أَبِي خَلَفٍ فَقَالَ أَبُو جَهلٍ زَعَمَ مُحَمّدٌ أَنّكُم إِنِ اتبّعَتمُوُنيِ‌ كُنتُم مُلُوكاً فَخَرَجَ إِلَيهِم رَسُولُ اللّهِص فَقَامَ عَلَي رُءُوسِهِم وَ قَد ضَرَبَ اللّهُ عَلَي أَبصَارِهِم فَقَبَضَ قَبضَةً مِن تُرَابٍ فَذَرّهَا عَلَي رُءُوسِهِم وَ قَرَأَيس حَتّي بَلَغَ العَشرَ مِنهَا ثُمّ قَالَ إِنّ أَبَا جَهلٍ هَذَا يَزعُمُ أنَيّ‌ أَقُولُ إِن خاَلفَتمُوُنيِ‌ فَإِنّ لِي فِيكُم رِيحاً وَ صَدَقَ وَ أَنَا أَقُولُ ذَلِكَ ثُمّ انصَرَفَ فَقَامُوا يَنفُضُونَ التّرَابَ عَن رُءُوسِهِم وَ لَم يَشعُرُوا بِهِ وَ لَا كَانُوا رَأَوهُ

26-يج ،[الخرائج والجرائح ] مِن مُعجِزَاتِهِص أَنّهُ لَمّا كَانَتِ اللّيلَةُ التّيِ‌ خَرَجَ فِيهَا رَسُولُ اللّهِص إِلَي الغَارِ كَانَت قُرَيشٌ اختَارَت مِن كُلّ بَطنٍ مِنهُم رَجُلًا لِيَقتُلُوا مُحَمّداً فَاختَارَت خَمسَةَ عَشَرَ رَجُلًا مِن خَمسَةَ عَشَرَ بَطناً كَانَ فِيهِم أَبُو لَهَبٍ مِن بَطنِ بنَيِ‌ هَاشِمٍ لِيَتَفَرّقَ دَمُهُ فِي بُطُونِ قُرَيشٍ فَلَا يُمكِنُ بنَيِ‌ هَاشِمٍ أَن يَأخُذُوا بَطناً وَاحِداً


صفحه : 73

فَيَرضَونَ عِندَ ذَلِكَ بِالدّيَةِ فَيُعطَونَ عَشرَ دِيَاتٍ فَقَالَ النّبِيّص لِأَصحَابِهِ لَا يَخرُجُ اللّيلَةَ أَحَدٌ مِن دَارِهِ فَلَمّا نَامَ الرّسُولُ قَصَدُوا جَمِيعاً إِلَي بَابِ عَبدِ المُطّلِبِ فَقَالَ لَهُم أَبُو لَهَبٍ يَا قَومِ إِنّ فِي هَذِهِ الدّارِ نِسَاءَ بنَيِ‌ هَاشِمٍ وَ بَنَاتِهِم وَ لَا نَأمَنُ أَن تَقَعَ يَدٌ خَاطِئَةٌ إِذَا وَقَعَتِ الصّيحَةُ عَلَيهِنّ فَيَبقَي ذَلِكَ عَلَينَا مَسَبّةً وَ عَاراً إِلَي آخِرِ الدّهرِ فِي العَرَبِ وَ لَكِنِ اقعُدُوا بِنَا جَمِيعاً عَلَي البَابِ نَحرِسُ مُحَمّداً فِي مَرقَدِهِ فَإِذَا طَلَعَ الفَجرُ تَوَاثَبنَا إِلَي الدّارِ فَضَرَبنَاهُ ضَربَةَ رَجُلٍ وَاحِدٍ وَ خَرَجنَا فَإِلَي أَن تَجتَمِعَ النّاسُ وَ قَد أَضَاءَ الصّبحُ فَيَزُولَ عَنّا العَارُ عِندَ ذَلِكَ فَقَعَدُوا بِالبَابِ يَحرُسُونَهُ قَالَ عَلِيّ عَلَيهِ السّلَامُ فدَعَاَنيِ‌ رَسُولُ اللّهِص فَقَالَ إِنّ قُرَيشاً دَبّرَت كَيتَ وَ كَيتَ فِي قتَليِ‌ فَنَم عَلَي فرِاَشيِ‌ حَتّي أَخرُجَ أَنَا مِن مَكّةَ فَقَد أمَرَنَيِ‌َ اللّهُ بِذَلِكَ فَقُلتُ لَهُ السّمعَ وَ الطّاعَةَ فَنِمتُ عَلَي فِرَاشِهِ وَ فَتَحَ رَسُولُ اللّهِ البَابَ وَ خَرَجَ عَلَيهِم وَ هُم جَمِيعاً جُلُوسٌ يَنتَظِرُونَ الفَجرَ وَ هُوَ يَقُولُوَ جَعَلنا مِن بَينِ أَيدِيهِم سَدّا وَ مِن خَلفِهِم سَدّا فَأَغشَيناهُم فَهُم لا يُبصِرُونَ وَ مَضَي وَ هُم لَا يَرَونَهُ فَرَأَي أَبَا بَكرٍ قَد خَرَجَ فِي اللّيلِ يَتَجَسّسُ مِن خَبَرِهِ وَ قَد كَانَ وَقَفَ عَلَي تَدبِيرِ قُرَيشٍ مِن جِهَتِهِم فَأَخرَجَهُ مَعَهُ إِلَي الغَارِ فَلَمّا طَلَعَ الفَجرُ تَوَاثَبُوا إِلَي الدّارِ وَ هُم يَظُنّونَ أنَيّ‌ مُحَمّدٌص فَوَثَبتُ فِي وُجُوهِهِم وَ صِحتُ بِهِم فَقَالُوا عَلِيّ قُلتُ نَعَم قَالُوا وَ أَينَ مُحَمّدٌ قُلتُ خَرَجَ مِن بَلَدِكُم قَالُوا إِلَي أَينَ خَرَجَ قُلتُ اللّهُ أَعلَمُ فتَرَكَوُنيِ‌ وَ خَرَجُوا فَاستَقبَلَهُم أَبُو كُرزٍ الخزُاَعيِ‌ّ وَ كَانَ عَالِماً بِقَصَصِ الآثَارِ فَقَالُوا يَا أَبَا كُرزِ اليَومَ نُحِبّ أَن تُسَاعِدَنَا فِي قَصَصِ أَثَرِ مُحَمّدٍ فَقَد خَرَجَ


صفحه : 74

عَنِ البَلَدِ فَوَقَفَ عَلَي بَابِ الدّارِ فَنَظَرَ إِلَي أَثَرِ رِجلِ مُحَمّدٍص فَقَالَ هَذِهِ أَثَرُ قَدَمِ مُحَمّدٍ وَ هيِ‌َ وَ اللّهِ أُختُ القَدَمِ التّيِ‌ فِي المَقَامِ وَ مَضَي بِهِ عَلَي أَثَرِهِ حَتّي إِذَا صَارَ إِلَي المَوضِعِ ألّذِي لَقِيَهُ فِيهِ أَبُو بَكرٍ قَالَ هُنَا قَد صَارَ مَعَ مُحَمّدٍ آخَرُ وَ هَذِهِ قَدَمُهُ إِمّا أَن تَكُونَ قَدَمَ أَبِي قُحَافَةَ أَو قَدَمَ ابنِهِ فَمَضَي عَلَي ذَلِكَ إِلَي الغَارِ فَانقَطَعَ عَنهُ الأَثَرُ وَ قَد بَعَثَ اللّهُ قَبجَةً فَبَاضَت عَلَي بَابِ الغَارِ وَ بَعَثَ اللّهُ العَنكَبُوتَ فَنَسَجَت عَلَي بَابِ الغَارِ فَقَالَ مَا جَازَ مُحَمّدٌ هَذَا المَوضِعَ وَ لَا مَن مَعَهُ إِمّا أَن يَكُونَا صَعِدَا إِلَي السّمَاءِ أَو نَزَلَا فِي الأَرضِ فَإِنّ بَابَ هَذَا الغَارِ كَمَا تَرَونَ عَلَيهِ نَسجُ العَنكَبُوتِ وَ القَبجَةُ حَاضِنَةٌ عَلَي بِيضِهَا بِبَابِ الغَارِ فَلَم يَدخُلُوا الغَارَ وَ تَفَرّقُوا فِي الجَبَلِ يَطلُبُونَهُ وَ مِنهَا أَنّ أَبَا بَكرٍ اضطَرَبَ فِي الغَارِ اضطِرَاباً شَدِيداً خَوفاً مِن قُرَيشٍ فَأَرَادَ الخُرُوجَ إِلَيهِم فَقَعَدَ وَاحِدٌ مِن قُرَيشٍ مُستَقبِلَ الغَارِ يَبُولُ فَقَالَ أَبُو بَكرٍ هَذَا قَد رَآنَا قَالَ كَلّا لَو رَآنَا مَا استَقبَلَنَا بِعَورَتِهِ وَ قَالَ لَهُ النّبِيّص لَا تَخَفإِنّ اللّهَ مَعَنالَن يَصِلُوا إِلَينَا فَلَم يَسكُنِ اضطِرَابُهُ فَلَمّا رَأَيص ذَلِكَ مِنهُ رَفَسَ ظَهرَ الغَارِ فَانفَتَحَ مِنهُ بَابٌ إِلَي بَحرٍ وَ سَفِينَةٍ فَقَالَ لَهُ اسكُن الآنَ فَإِنّهُم إِن دَخَلُوا مِن بَابِ الغَارِ خَرَجنَا مِن هَذَا البَابِ وَ رَكِبنَا السّفِينَةَ فَسَكَنَ عِندَ ذَلِكَ فَلَم يَزَالُوا إِلَي أَن يُمسُوا فِي الطّلَبِ فَيَئِسُوا وَ انصَرَفُوا وَ وَافَي ابنُ الأُرَيقِطِ بِأَغنَامٍ يَرعَاهَا إِلَي بَابِ الغَارِ وَقتَ اللّيلِ يُرِيدُ مَكّةَ بِالغَنَمِ فَدَعَاهُ رَسُولُ اللّهِص وَ قَالَ أَ فِيكَ مُسَاعَدَةٌ لَنَا قَالَ إيِ‌ وَ اللّهِ فَوَ اللّهِ مَا جَعَلَ اللّهُ هَذِهِ القَبجَةَ عَلَي بَابِ الغَارِ حَاضِنَةً لِبِيضِهَا وَ لَا نَسَجَ العَنكَبُوتُ عَلَيهِ إِلّا وَ أَنتَ صَادِقٌ فَأَنَا أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ فَقَالَ الحَمدُ لِلّهِ عَلَي هِدَايَتِكَ فَصِرِ الآنَ إِلَي عَلِيّ فَعَرّفهُ مَوضِعَنَا وَ مُرّ بِالغَنَمِ إِلَي أَهلِهَا إِذ نَامَ


صفحه : 75

النّاسُ وَ مُرّ إِلَي عَبدِ أَبِي بَكرٍ فَصَارَ ابنُ الأُرَيقِطِ إِلَي مَكّةَ وَ فَعَلَ مَا أَمَرَهُ رَسُولُ اللّهِص فَأَتَي عَلِيّ عَلَيهِ السّلَامُ وَ عَبدُ أَبِي بَكرٍ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أَعِدّ لَنَا يَا أَبَا الحَسَنِ زَاداً وَ رَاحِلَةً وَ ابعَثهَا إِلَينَا وَ أَصلِح مَا نَحتَاجُ إِلَيهِ وَ احمِل وَالِدَتَكَ وَ فَاطِمَةَ وَ الحَقنَا بِهِمَا إِلَي يَثرِبَ وَ قَالَ أَبُو بَكرٍ لِعَبدِهِ مِثلَهُ فَفَعَلَا ذَلِكَ فَأَردَفَ رَسُولُ اللّهِص ابنَ الأُرَيقِطِ وَ أَبُو بَكرٍ عَبدَهُ.

وَ مِنهَا أَنّ النّبِيّص لَمّا خَرَجَ وَ هَؤُلَاءِ أَصبَحُوا مِن تِلكَ اللّيلَةِ التّيِ‌ خَرَجُوا فِيهَا عَلَي حيَ‌ّ سُرَاقَةَ بنِ جُعشُمٍ فَلَمّا نَظَرَ سُرَاقَةُ إِلَي رَسُولِ اللّهِص قَالَ أَتّخِذُ يَداً عِندَ قُرَيشٍ وَ رَكِبَ فَرَسَهُ وَ قَصَدَ مُحَمّداًص قَالُوا قَد لَحِقَ بِنَا هَذَا الشّيطَانُ فَقَالَ إِنّ اللّهَ سَيَكفِينَا أَمرَهُ فَلَمّا قَرُبَ قَالَص أللّهُمّ خُذهُ فَارتَطَمَ فَرَسُهُ فِي الأَرضِ فَصَاحَ يَا مُحَمّدُ خَلّص فرَسَيِ‌ لَا سَعَيتُ لَكَ فِي مَكرُوهٍ أَبَداً وَ عَلِمَ أَنّ ذَلِكَ بِدُعَاءِ مُحَمّدٍص فَقَالَ أللّهُمّ إِن كَانَ صَادِقاً فَخَلّصهُ فَوَثَبَ الفَرَسُ فَقَالَ يَا أَبَا القَاسِمِ سَتَمُرّ برِعِاَئيِ‌ وَ عبَيِديِ‌ فَخُذ سوَطيِ‌ فَكُلّ مَن تَمُرّ بِهِ فَخُذ مَا شِئتَ فَقَد حَكّمتُكَ فِي ماَليِ‌ فَقَالَ لَا حَاجَةَ لِي فِي مَالِكَ قَالَ فسَلَنيِ‌ حَاجَةً قَالَ رُدّ عَنّا مَن يَطلُبُنَا مِن قُرَيشٍ فَانصَرَفَ سُرَاقَةُ فَاستَقبَلَهُ جَمَاعَةٌ مِن قُرَيشٍ فِي الطّلَبِ فَقَالَ لَهُمُ انصَرِفُوا عَن هَذَا الطّرِيقِ فَلَم يَمُرّ فِيهِ أَحَدٌ وَ أَنَا أَكفِيكُم هَذَا الطّرِيقَ فَعَلَيكُم بِطَرِيقِ اليَمَنِ وَ الطّائِفِ.

وَ مِنهَا أَنّ النّبِيّص سَارَ حَتّي نَزَلَ بِخَيمَةِ أُمّ مَعبَدٍ فَطَلَبُوا عِندَهَا قِرًي فَقَالَت مَا يحَضرُنُيِ‌ شَيءٌ فَنَظَرَ رَسُولُ اللّهِص إِلَي شَاةٍ فِي نَاحِيَةِ الخَيمَةِ قَد تَخَلّفَت مِنَ الغَنَمِ لِضُرّهَا فَقَالَ أَ تَأذَنِينَ فِي حَلَبِهَا قَالَت نَعَم وَ لَا خَيرَ فِيهَا فَمَسَحَ يَدَهُ عَلَي ظَهرِهَا فَصَارَت مِن أَسمَنِ مَا يَكُونُ مِنَ الغَنَمِ ثُمّ مَسَحَ يَدَهُ عَلَي ظَهرِهَا فَأَرخَت ضَرعاً عَجِيباً وَ دَرّت لَبَناً كَثِيراً فَقَالَ يَا أُمّ مَعبَدٍ هاَتيِ‌ العُسّ فَشَرِبُوا


صفحه : 76

جَمِيعاً حَتّي رَوُوا فَلَمّا رَأَت أُمّ مَعبَدٍ ذَلِكَ قَالَت يَا حَسَنَ الوَجهِ إِنّ لِي وَلَداً لَهُ سَبعُ سِنِينَ وَ هُوَ كَقِطعَةِ لَحمٍ لَا يَتَكَلّمُ وَ لَا يَقُومُ فَأَتَتهُ بِهِ فَأَخَذَ تَمرَةً وَ قَد بَقِيَت فِي الوِعَاءِ وَ مَضَغَهَا وَ جَعَلَهَا فِي فِيهِ فَنَهَضَ فِي الحَالِ وَ مَشَي وَ تَكَلّمَ وَ جَعَلَ نَوَاهَا فِي الأَرضِ فَصَارَت فِي الحَالِ نَخلَةً وَ قَد تَهَدّلَ الرّطَبُ مِنهَا وَ كَانَ كَذَلِكَ صَيفاً وَ شِتَاءً وَ أَشَارَ مِنَ الجَوَانِبِ فَصَارَ مَا حَولَهَا مرَاَعيِ‌َ وَ رَحَلَ رَسُولُ اللّهِص وَ لَمّا توُفُيّ‌َ عَلَيهِ السّلَامُ لَم تُرطِب تِلكَ النّخلَةُ وَ كَانَت خَضرَاءَ فَلَمّا قُتِلَ عَلِيّ عَلَيهِ السّلَامُ لَم تَخضَرّ بَعدُ وَ كَانَت بَاقِيَةً فَلَمّا قُتِلَ الحُسَينُ عَلَيهِ السّلَامُ سَالَ مِنهَا الدّمُ فَيَبِسَت فَلَمّا انصَرَفَ أَبُو مَعبَدٍ وَ رَأَي ذَلِكَ فَسَأَلَ عَن سَبَبِهِ قَالَت مَرّ بيِ‌ رَجُلٌ مِن قُرَيشٍ مِن حَالِهِ وَ قِصّتِهِ كَذَا وَ كَذَا قَالَ يَا أُمّ مَعبَدٍ إِنّ هَذَا الرّجُلَ هُوَ صَاحِبُ أَهلِ المَدِينَةِ ألّذِي هُم يَنتَظِرُونَهُ وَ وَ اللّهِ مَا أَشُكّ الآنَ أَنّهُ صَادِقٌ فِي قَولِهِ إنِيّ‌ رَسُولُ اللّهِ فَلَيسَ هَذَا إِلّا مِن فِعلِ اللّهِ ثُمّ قَصَدَ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَآمَنَ هُوَ وَ أَهلُهُ

27-يج ،[الخرائج والجرائح ] روُيِ‌َ أَنّ ابنَ الكَوّاءِ قَالَ لعِلَيِ‌ّ عَلَيهِ السّلَامُ أَينَ كُنتَ حَيثُ ذَكَرَ اللّهُ أَبَا بَكرٍ فَقَالَثانيِ‌َ اثنَينِ إِذ هُما فِي الغارِ فَقَالَ عَلَيهِ السّلَامُ وَيلَكَ يَا ابنَ الكَوّاءِ كُنتُ عَلَي فِرَاشِ رَسُولِ اللّهِص وَ قَد طَرَحَ عَلَيّ رَيطَتَهُ فَأَقبَلَ قُرَيشٌ مَعَ كُلّ رَجُلٍ مِنهُم هِرَاوَةٌ فِيهَا شَوكُهَا فَلَم يُبصِرُوا رَسُولَ اللّهِص فَأَقبَلُوا عَلَيّ يضَربِوُنيّ‌ حَتّي يَنفَطَ جسَدَيِ‌ وَ أوَثقَوُنيِ‌ بِالحَدِيدِ وَ جعَلَوُنيِ‌ فِي بَيتٍ وَ استَوثَقُوا البَابَ بِقُفلٍ وَ جَاءُوا بِعَجُوزٍ تَحرُسُ البَابَ فَسَمِعتُ صَوتاً يَقُولُ يَا عَلِيّ فَسَكَنَ الوَجَعُ فَلَم أَجِدهُ وَ سَمِعتُ صَوتاً آخَرَ يَقُولُ يَا عَلِيّ فَإِذَا الحَدِيدُ ألّذِي عَلَيّ قَد تَقَطّعَ ثُمّ سَمِعتُ صَوتاً يَا عَلِيّ فَإِذَا البَابُ فُتِحَ وَ خَرَجتُ وَ العَجُوزُ لَا تَعقِلُ

بيان الريطة الملاءة إذاكانت قطعة واحدة و لم تكن لفقين والنفطة


صفحه : 77

الجدري‌ والبثرة و قدنفطت كفه كفرحت قرحت عملا أومجلت وأنفطها العمل

28-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ بنِ هَاشِمٍ مَا زَالَ أَبُو كُرزٍ الخزُاَعيِ‌ّ يَقفُو أَثَرَ النّبِيّص فَوَقَفَ عَلَي بَابِ الحَجَرِ يعَنيِ‌ الغَارَ فَقَالَ هَذِهِ قَدَمُ مُحَمّدٍ وَ اللّهِ أُختُ القَدَمِ التّيِ‌ فِي المَقَامِ وَ قَالَ هَذِهِ قَدَمُ أَبِي قُحَافَةَ أَوِ ابنِهِ وَ قَالَ مَا جَازُوا هَذَا المَكَانَ إِمّا أَن يَكُونُوا صَعِدُوا فِي السّمَاءِ أَو دَخَلُوا فِي الأَرضِ وَ جَاءَ فَارِسٌ مِنَ المَلَائِكَةِ فِي صُورَةِ الإِنسِ فَوَقَفَ عَلَي بَابِ الغَارِ وَ هُوَ يَقُولُ لَهُمُ اطلُبُوهُ فِي هَذِهِ الشّعَابِ فَلَيسَ هَاهُنَا وَ تَبِعَهُ القَومُ فَعَمّي اللّهُ أَثَرَهُ وَ هُوَ نَصبُ أَعيُنِهِم وَ صَدّهُم عَنهُ وَ هُم دُهَاةُ العَرَبِ وَ كَانَ الغَارُ ضَيّقَ الرّأسِ فَلَمّا وَصَلَ إِلَيهِ النّبِيّص اتّسَعَ بَابُهُ فَدَخَلَ بِالنّاقَةِ فَعَادَ البَابُ وَ ضَاقَ كَمَا كَانَ فِي الأَوّلِ

الواَقدِيِ‌ّ لَمّا خَرَجَ النّبِيّص إِلَي الغَارِ فَبَلَغَ الجَبَلَ وَجَدَهُ مُصمَتاً فَانفَرَجَ حَتّي دَخَلَ رَسُولُ اللّهِص الغَارَ

زَيدُ بنُ أَرقَمَ وَ أَنَسٌ وَ المُغِيرَةُ أَمَرَ اللّهُ شَجَرَةً صَغِيرَةً فَنَبَتَت فِي وَجهِ الغَارِ وَ أَمَرَ العَنكَبُوتَ فَنَسَجَت فِي وَجهِهِ وَ أَمَرَ حَمَامَتَينِ وَحشِيّتَينِ فَوَقَفَتَا بِفَمِ الغَارِ

وَ روُيِ‌َ أَنّهُ أَنبَتَ اللّهُ تَعَالَي عَلَي بَابِ الغَارِ ثُمَامَةً وَ هيِ‌َ شَجَرَةٌ صَغِيرَةٌ

الزهّريِ‌ّ وَ لَمّا قَرُبُوا مِنَ الغَارِ بِقَدرِ أَربَعِينَ ذِرَاعاً تَعَجّلَ بَعضُهُم لِيَنظُرَ مَن فِيهِ فَرَجَعَ إِلَي أَصحَابِهِ فَقَالُوا لَهُ مَا لَكَ لَا تَنظُرُ فِي الغَارِ فَقَالَ رَأَيتُ حَمَامَتَينِ بِفَمِ الغَارِ فَعَلِمتُ أَن لَيسَ فِيهِ أَحَدٌ وَ سَمِعَ النّبِيّص مَا قَالَ فَدَعَا لَهُنّ وَ فَرَضَ جَزَاءَهُنّ فَانحَدَرنَ فِي الحَرَمِ


صفحه : 78

وَ رَأَي أَبُو بَكرٍ وَاحِداً يَبُولُ قِبَلَهُم فَقَالَ قَد أَبصَرُونَا فَقَالَ النّبِيّص لَو أَبصَرُونَا لَمَا استَقبَلُونَا بِعَورَاتِهِم

29-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن سَعِيدِ بنِ المُسَيّبِ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع قَالَ كَانَت خَدِيجَةُ مَاتَت قَبلَ الهِجرَةِ بِسَنَةٍ وَ مَاتَ أَبُو طَالِبٍ بَعدَ مَوتِ خَدِيجَةَ بِسَنَةٍ فَلَمّا فَقَدَهُمَا رَسُولُ اللّهِص شَنَأَ المُقَامَ بِمَكّةَ وَ دَخَلَهُ حُزنٌ شَدِيدٌ وَ أَشفَقَ عَلَي نَفسِهِ مِن كُفّارِ قُرَيشٍ فَشَكَا إِلَي جَبرَئِيلَ ذَلِكَ فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ يَا مُحَمّدُ اخرُج مِنَالقَريَةِ الظّالِمِ أَهلُها وَ هَاجِر إِلَي المَدِينَةِ فَلَيسَ لَكَ اليَومَ بِمَكّةَ نَاصِرٌ وَ انصِب لِلمُشرِكِينَ حَرباً فَعِندَ ذَلِكَ تَوَجّهَ رَسُولُ اللّهِص إِلَي المَدِينَةِ

30-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ أَمّا قَولُهُوَ مِنَ النّاسِ مَن يشَريِ‌ نَفسَهُ ابتِغاءَ مَرضاتِ اللّهِ وَ اللّهُ رَؤُفٌ بِالعِبادِفَإِنّهَا نَزَلَت فِي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع حِينَ بَذَلَ نَفسَهُ لِلّهِ وَ لِرَسُولِهِص لَيلَةَ اضطَجَعَ عَلَي فِرَاشِ رَسُولِ اللّهِص لَمّا طَلَبَتهُ كُفّارُ قُرَيشٍ

31-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَفَدَي عَلِيّ ع بِنَفسِهِ لَبِسَ ثَوبَ النّبِيّص ثُمّ نَامَ مَكَانَهُ فَكَانَ المُشرِكُونَ يَرمُونَ رَسُولَ اللّهِ قَالَ فَجَاءَ أَبُو بَكرٍ وَ عَلِيّ ع نَائِمٌ وَ أَبُو بَكرٍ يَحسَبُ أَنّهُ نبَيِ‌ّ اللّهِ فَقَالَ أَينَ نبَيِ‌ّ اللّهِ فَقَالَ عَلِيّ إِنّ نبَيِ‌ّ اللّهِ قَدِ انطَلَقَ نَحوَ بِئرِ مَيمُونٍ فَأَدرَكَ قَالَ فَانطَلَقَ أَبُو بَكرٍ فَدَخَلَ مَعَهُ الغَارَ وَ جَعَلَ ع يُرمَي بِالحِجَارَةِ كَمَا كَانَ يُرمَي رَسُولُ اللّهِص وَ هُوَ يَتَضَوّرُ قَد لَفّ رَأسَهُ فَقَالُوا إِنّكَ كُنتَ لَو كَانَ صَاحِبُكَ لَا يَتَضَوّرُ قَدِ استَنكَرنَا


صفحه : 79

ذَلِكَ مِنكَ

بيان قال الجزري‌ فيه أنه دخل علي امرأة وهي‌ تتضور من شدة الحمي أي تتلوي وتصيح وتتقلب ظهرا لبطن وقيل تتضور تظهر الضور بمعني الضر يقال ضاره يضوره ويضيره

32-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]تَارِيخُ الطبّرسَيِ‌ّ أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع نَزَلَ بِقُبَاءَ عَلَي أُمّ كُلثُومٍ بِنتِ هِدمٍ وَقتَ الهِجرَةِ لَيلَتَينِ أَو ثَلَاثاً فَرَآهَا تَخرُجُ كُلّ لَيلَةٍ نِصفَ اللّيلِ


صفحه : 80

إِلَي طَارِقٍ وَ تَأخُذُ مِنهُ شَيئاً فَسَأَلَهَا عَن ذَلِكَ فَقَالَت هَذَا سَهلُ بنُ حُنَيفٍ قَد عَرَفَ أنَيّ‌ امرَأَةٌ لَا أَحَدَ لِي فَإِذَا أَمسَي عَدَا عَلَي أَوثَانِ قَومِهِ فَكَسَرَهَا ثُمّ جاَءنَيِ‌ بِهَا وَ قَالَ احتطَبِيِ‌ بِهَذَا فَكَانَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يَحتَرِمُهُ بَعدَ ذَلِكَ

33-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ الحَجّالِ قَالَ كُنتُ عِندَ أَبِي الحَسَنِ الثاّنيِ‌ ع وَ معَيِ‌ الحَسَنُ بنُ الجَهمِ فَقَالَ لَهُ الحَسَنُ إِنّهُم يَحتَجّونَ عَلَينَا بِقَولِ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيثانيِ‌َ اثنَينِ إِذ هُما فِي الغارِ قَالَ وَ مَا لَهُم فِي ذَلِكَ فَوَ اللّهِ لَقَد قَالَ اللّهُ فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَي رَسُولِهِ وَ مَا ذَكَرَهُ فِيهَا بِخَيرٍ قَالَ قُلتُ لَهُ أَنَا جُعِلتُ فِدَاكَ وَ هَكَذَا تَقرَءُونَهَا قَالَ هَكَذَا قَرَأتُهَا

قَالَ زُرَارَةُ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَي رَسُولِهِ أَ لَا تَرَي أَنّ السّكِينَةَ إِنّمَا نَزَلَت عَلَي رَسُولِهِوَ جَعَلَ كَلِمَةَ الّذِينَ كَفَرُوا السّفلي فَقَالَ هُوَ الكَلَامُ ألّذِي يَتَكَلّمُ بِهِ عَتِيقٌ رَوَاهُ الحلَبَيِ‌ّ عَنهُ

34-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] إِنّ اللّهَ أَوحَي إِلَي النّبِيّ يَا مُحَمّدُ إِنّ العلَيِ‌ّ الأَعلَي يَقرَأُ عَلَيكَ السّلَامَ وَ يَقُولُ لَكَ إِنّ أَبَا جَهلٍ وَ المَلَأَ مِن قُرَيشٍ قَد دَبّرُوا يُرِيدُونَ قَتلَكَ وَ أَمَرَكَ أَن تُبِيتَ عَلِيّاً فِي مَوضِعِكَ وَ قَالَ لَكَ إِنّ مَنزِلَتَهُ مَنزِلَةُ إِسمَاعِيلَ الذّبِيحِ مِن اِبرَاهِيمَ الخَلِيلِ يَجعَلُ نَفسَهُ لِنَفسِكَ فِدَاءً وَ رُوحَهُ لِرُوحِكَ وِقَاءً وَ أَمَرَكَ


صفحه : 81

أَن تَستَصحِبَ أَبَا بَكرٍ فَإِنّهُ إِن آنَسَكَ وَ سَاعَدَكَ وَ وَازَرَكَ وَ ثَبَتَ عَلَي مَا يُعَاهِدُكَ وَ يُعَاقِدُكَ كَانَ فِي الجَنّةِ مِن رُفَقَائِكَ وَ فِي غُرُفَاتِهَا مِن خُلَصَائِكَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لعِلَيِ‌ّ ع أَ رَضِيتَ أَن أُطلَبَ فَلَا أُوجَدَ وَ تُوجَدَ فَلَعَلّهُ أَن يُبَادِرَ إِلَيكَ الجُهّالُ فَيَقتُلُوكَ قَالَ بَلَي يَا رَسُولَ اللّهِ رَضِيتُ أَن يَكُونَ روُحيِ‌ لِرُوحِكَ وِقَاءً وَ نفَسيِ‌ لِنَفسِكَ فِدَاءً بَل رَضِيتُ أَن يَكُونَ روُحيِ‌ وَ نفَسيِ‌ فِدَاءً لِأَخٍ لَكَ أَو قَرِيبٍ أَو لِبَعضِ الحَيَوَانَاتِ تَمتَهِنُهَا وَ هَل أُحِبّ الحَيَاةَ إِلّا لِخِدمَتِكَ وَ التّصَرّفِ بَينَ أَمرِكَ وَ نَهيِكَ وَ لِمَحَبّةِ أَولِيَائِكَ وَ نُصرَةِ أَصفِيَائِكَ وَ مُجَاهَدَةِ أَعدَائِكَ لَو لَا ذَلِكَ لَمَا أَحبَبتُ أَن أَعِيشَ فِي هَذِهِ الدّنيَا سَاعَةً وَاحِدَةً فَأَقبَلَ رَسُولُ اللّهِص عَلَي عَلِيّ ع فَقَالَ لَهُ يَا أَبَا الحَسَنِ قَد قَرَأَ عَلَيّ كَلَامَكَ هَذَا المُوَكّلُونَ بِاللّوحِ المَحفُوظِ وَ قَرَءُوا عَلَيّ مَا أَعَدّ اللّهُ لَكَ مِن ثَوَابِهِ فِي دَارِ القَرَارِ مَا لَم يَسمَع بِمِثلِهِ السّامِعُونَ وَ لَا رَأَي مِثلَهُ الرّاءُونَ وَ لَا خَطَرَ مِثلَهُ بِبَالِ المُتَفَكّرِينَ ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لأِبَيِ‌ بَكرٍ أَ رَضِيتَ أَن تَكُونَ معَيِ‌ يَا أَبَا بَكرٍ تُطلَبُ كَمَا أُطلَبُ وَ تُعرَفُ بِأَنّكَ أَنتَ ألّذِي تحَملِنُيِ‌ عَلَي مَا أَدّعِيهِ فَتَحمِلُ عنَيّ‌ أَنوَاعَ العَذَابِ قَالَ أَبُو بَكرٍ يَا رَسُولَ اللّهِ أَمّا أَنَا لَو عِشتُ عُمُرَ الدّنيَا أُعَذّبُ فِي جَمِيعِهَا أَشَدّ عَذَابٍ لَا يَنزِلُ عَلَيّ مَوتٌ مُرِيحٌ وَ لَا مَنهَجٌ مُتِيحٌ وَ كَانَ ذَلِكَ فِي مَحَبّتِكَ لَكَانَ ذَلِكَ أَحَبّ إلِيَ‌ّ مِن أَن أَتَنَعّمَ فِيهَا وَ أَنَا مَالِكٌ لِجَمِيعِ مَمَالِكِ مُلُوكِهَا فِي مُخَالَفَتِكَ وَ هَل أَنَا وَ ماَليِ‌ وَ ولُديِ‌ إِلّا فِدَاؤُكَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا جَرَمَ إِنِ اطّلَعَ اللّهُ عَلَي قَلبِكَ وَ وَجَدَ مَا فِيهِ مُوَافِقاً لِمَا جَرَي عَلَي لِسَانِكَ جَعَلَكَ منِيّ‌ بِمَنزِلَةِ السّمعِ وَ البَصَرِ وَ الرّأسِ مِنَ الجَسَدِ وَ مَنزِلَةِ الرّوحِ مِنَ البَدَنِ كعَلَيِ‌ّ ألّذِي هُوَ منِيّ‌ كَذَلِكَ وَ عَلَي فَوقِ ذَلِكَ لِزِيَادَةِ فَضَائِلِهِ وَ شَرَفِ خِصَالِهِ يَا أَبَا بَكرٍ إِنّ مَن عَاهَدَ ثُمّ لَم يَنكُث وَ لَم يُغَيّر وَ لَم يُبَدّل وَ لَم يَحسُد مَن قَد أَبَانَهُ اللّهُ


صفحه : 82

بِالتّفضِيلِ فَهُوَ مَعَنَا فِي الرّفِيقِ الأَعلَي وَ إِذَا أَنتَ مَضَيتَ عَلَي طَرِيقَةٍ يُحِبّهَا مِنكَ رَبّكَ وَ لَم تَتبَعهَا بِمَا يُسخِطُ وَ وَافَيتَهُ بِهَا إِذَا بَعَثَكَ بَينَ يَدَيهِ كُنتَ لِوَلَايَةِ اللّهِ مُستَحِقّاً وَ لِمُرَافَقَتِنَا فِي تِلكَ الجِنَانِ مُستَوجِباً انظُر أَبَا بَكرٍ فَنَظَرَ فِي آفَاقِ السّمَاءِ فَرَأَي أَملَاكاً مِن نَارٍ عَلَي أَفرَاسٍ مِن نَارٍ بِأَيدِيهِم رِمَاحٌ مِن نَارٍ وَ كُلّ ينُاَديِ‌ يَا مُحَمّدُ مُرنَا بِأَمرِكَ فِي مُخَالِفِيكَ نُطَحطِحُهُم ثُمّ قَالَ تَسَمّع عَلَي الأَرضِ فَتَسَمّعَ فَإِذَا هيِ‌َ تنُاَديِ‌ يَا مُحَمّدُ مرُنيِ‌ بِأَمرِكَ فِي أَعدَائِكَ أَمتَثِل أَمرَكَ ثُمّ قَالَ تَسَمّع عَلَي الجِبَالِ فَسَمِعَهَا تنُاَديِ‌ يَا مُحَمّدُ مُرنَا بِأَمرِكَ فِي أَعدَائِكَ نُهلِكهُم ثُمّ قَالَ تَسَمّع عَلَي البِحَارِ فَأُحضِرَتِ البِحَارُ بِحَضرَتِهِ وَ صَاحَتِ أَموَاجُهَا يَا مُحَمّدُ مُرنَا بِأَمرِكَ فِي أَعدَائِكَ نَمتَثِلهُ ثُمّ سَمِعَ السّمَاءَ وَ الأَرضَ وَ الجِبَالَ وَ البِحَارَ كُلّ يَقُولُ يَا مُحَمّدُ مَا أَمَرَكَ رَبّكَ بِدُخُولِ الغَارِ لِعَجزِكَ عَنِ الكُفّارِ وَ لَكِنِ امتِحَاناً وَ ابتِلَاءً لِيُخَلّصَ الخَبِيثَ مِنَ الطّيّبِ مِن عِبَادِهِ وَ إِمَائِهِ بِأَنَاتِكَ وَ صَبرِكَ وَ حِلمِكَ عَنهُم يَا مُحَمّدُ مَن وَفَي بِعَهدِكَ فَهُوَ مِن رُفَقَائِكَ فِي الجِنَانِ وَ مَن نَكَثَفَإِنّما يَنكُثُ عَلي نَفسِهِ وَ هُوَ مِن قُرَنَاءِ إِبلِيسَ اللّعِينِ فِي طَبَقَاتِ النّيرَانِ ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لعِلَيِ‌ّ ع يَا عَلِيّ أَنتَ منِيّ‌ بِمَنزِلَةِ السّمعِ وَ البَصَرِ وَ الرّأسِ مِنَ الجَسَدِ وَ الرّوحِ مِنَ البَدَنِ حُبّبتَ إلِيَ‌ّ كَالمَاءِ البَارِدِ إِلَي ذيِ‌ الغُلّةِ الصاّديِ‌ ثُمّ قَالَ لَهُ يَا أَبَا حَسَنٍ تَغَشّ ببِرُدتَيِ‌ فَإِذَا أَتَاكَ الكَافِرُونَ يُخَاطِبُونَكَ فَإِنّ اللّهَ يَقرُنُ بِكَ تَوفِيقَهُ وَ بِهِ تُجِيبُهُم فَلَمّا جَاءَ أَبُو جَهلٍ وَ القَومُ شَاهِرُونَ سُيُوفَهُم قَالَ لَهُم أَبُو جَهلٍ لَا تَقَعُوا بِهِ وَ هُوَ نَائِمٌ لَا يُشعِرُ وَ لَكِنِ ارمُوهُ بِالأَحجَارِ لِيَتَنَبّهَ بِهَا ثُمّ اقتُلُوهُ فَرَمَوهُ بِأَحجَارٍ ثِقَالٍ صَائِبَةٍ فَكَشَفَ عَن رَأسِهِ وَ قَالَ مَا ذَا شَأنُكُم فَعَرَفُوهُ فَإِذَا هُوَ عَلِيّ ع فَقَالَ أَبُو جَهلٍ أَ مَا تَرَونَ مُحَمّداً كَيفَ أَبَاتَ هَذَا وَ نَجَا بِنَفسِهِ لِتَشتَغِلُوا بِهِ


صفحه : 83

وَ يَنجُو مُحَمّدٌ لَا تَشتَغِلُوا بعِلَيِ‌ّ المَخدُوعِ لِيَنجُوَ بِهَلَاكِهِ مُحَمّدٌ وَ إِلّا فَمَا مَنَعَهُ أَن يَبِيتَ فِي مَوضِعِهِ إِن كَانَ رَبّهُ يَمنَعُ عَنهُ كَمَا يَزعُمُ فَقَالَ عَلِيّ ع أَ لِي تَقُولُ هَذَا يَا بَا جَهلٍ بَلِ اللّهُ قَد أعَطاَنيِ‌ مِنَ العَقلِ مَا لَو قُسِمَ عَلَي جَمِيعِ حمقاء[حَمقَي]الدّنيَا وَ مَجَانِينِهَا لَصَارُوا بِهِ عُقَلَاءَ وَ مِنَ القُوّةِ مَا لَو قُسِمَ عَلَي جَمِيعِ ضُعَفَاءِ الدّنيَا لَصَارُوا بِهِ أَقوِيَاءَ وَ مِنَ الشّجَاعَةِ مَا لَو قُسِمَ عَلَي جَمِيعِ جُبَنَاءِ الدّنيَا لَصَارُوا بِهِ شُجعَاناً وَ مِنَ الحِلمِ مَا لَو قُسِمَ عَلَي جَمِيعِ سُفَهَاءِ الدّنيَا لَصَارُوا بِهِ حُلَمَاءَ وَ لَو لَا أَنّ رَسُولَ اللّهِص أمَرَنَيِ‌ أَن لَا أُحدِثَ حَدَثاً حَتّي أَلقَاهُ لَكَانَ لِي وَ لَكُم شَأنٌ وَ لَأَقتُلَنّكُم قَتلًا وَيلَكَ يَا أَبَا جَهلٍ إِنّ مُحَمّداً قَدِ استَأذَنَهُ فِي طَرِيقِهِ السّمَاءُ وَ الأَرضُ وَ الجِبَالُ وَ البِحَارُ فِي إِهلَاكِكُم فَأَبَي إِلّا أَن يَرفُقَ بِكُم وَ يُدَارِيَكُم لِيُؤمِنَ مَن فِي عِلمِ اللّهِ أَنّهُ لَيُؤمِنُ مِنكُم وَ يَخرُجَ مُؤمِنُونَ مِن أَصلَابِ وَ أَرحَامِ كَافِرِينَ وَ كَافِرَاتٍ أَحَبّ اللّهُ أَن لَا يَقطَعَهُم عَن كَرَامَتِهِ بِاصطِلَامِهِم وَ لَو لَا ذَلِكَ لَأَهلَكَكُم رَبّكُم إِنّ اللّهَ هُوَ الغنَيِ‌ّ وَ أَنتُمُ الفُقَرَاءُ لَا يَدعُوكُم إِلَي طَاعَتِهِ وَ أَنتُم مُضطَرّونَ بَل مَكّنَكُم بِمَا كَلّفَكُم وَ قَطَعَ مَعَاذِيرَكُم فَغَضِبَ أَبُو البخَترَيِ‌ّ بنُ هِشَامٍ أَخُو أَبِي جَهلٍ فَقَصَدَهُ بِسَيفِهِ فَرَأَي الجِبَالَ قَد أَقبَلَت لِتَقَعَ عَلَيهِ وَ الأَرضَ قَدِ انشَقّت لِتَخسِفَ بِهِ وَ أَموَاجَ البِحَارِ نَحوَهُ مُقبِلَةً لِتُغرِقَهُ فِي البَحرِ وَ رَأَي السّمَاءَ انحَطّت لِتَقَعَ عَلَيهِ فَسَقَطَ سَيفُهُ وَ خَرّ مَغشِيّاً عَلَيهِ وَ احتُمِلَ وَ يَقُولُ أَبُو جَهلٍ دِيرَ بِهِ لِصَفرَاءَ هَاجَت بِهِ يُرِيدُ أَن يُلَبّسَ عَلَي مَن مَعَهُ أَمرَهُ فَلَمّا التَقَي رَسُولُ اللّهِص مَعَ عَلِيّ ع قَالَ يَا عَلِيّ إِنّ اللّهَ رَفَعَ صَوتَكَ فِي مُخَاطَبَتِكَ


صفحه : 84

أَبَا جَهلٍ إِلَي العُلوِ وَ بَلَغَهُ إِلَي الجِنَانِ فَقَالَ مَن فِيهَا مِنَ الخُزّانِ وَ الحُورِ الحِسَانِ مَن هَذَا المُتَعَصّبُ لِمُحَمّدٍ إِذ قَد كَذّبُوهُ وَ هَجَرُوهُ قِيلَ لَهُم هَذَا النّائِبُ عَنهُ وَ البَائِتُ عَلَي فِرَاشِهِ يَجعَلُ نَفسَهُ لِنَفسِهِ وِقَاءً وَ رُوحَهُ لِرُوحِهِ فِدَاءً فَقَالَ الخُزّانُ وَ الحُورُ الحِسَانُ يَا رَبّنَا فَاجعَلنَا خُزّانَهُ وَ قَالَتِ الحُورُ الحِسَانُ فَاجعَلنَا نِسَاءَهُ فَقَالَ اللّهُ تَعَالَي فَأَنتُم لَهُ وَ لِمَنِ اختَارَهُ وَ هُوَ مِن أَولِيَائِهِ وَ مُحِبّيهِ يَقسِمُكُم عَلَيهِم بِأَمرِ اللّهِ عَلَي مَن هُوَ أَعلَمُ بِهِ مِنَ الصّلَاحِ أَ رَضِيتُم قَالُوا بَلَي رَبّنَا وَ سَيّدَنَا

بيان متيح بضم الميم أي مهيئ للنجاة و في النسخ المصححة منج و هوأظهر معني وطحطحت الشي‌ء كسرته وفرقته والغلة بالضم حرارة العطش والصدي العطش

35-عم ،[إعلام الوري ] قَالَ ابنُ عَبّاسٍ لَمّا انطَلَقَ النّبِيّص إِلَي الغَارِ أَنَامَ عَلِيّاً فِي مَكَانِهِ وَ أَلبَسَهُ بُردَهُ فَجَاءَت قُرَيشٌ تُرِيدُ أَن يَقتُلَ رَسُولَ اللّهِص فَجَعَلُوا يَرمُونَ عَلِيّاً ع وَ هُم يَرَونَ أَنّهُ النّبِيّص فَجَعَلَ يَتَضَوّرُ فَلَمّا نَظَرُوا إِذَا هُوَ عَلِيّ ع

وَ رَوَي عَلِيّ بنُ هَاشِمٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عُبَيدِ اللّهِ بنِ أَبِي رَافِعٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ أَبِي رَافِعٍ كَانَ عَلِيّ ع يُجَهّزَ النّبِيّص حِينَ كَانَ فِي الغَارِ يَأتِيهِ بِالطّعَامِ وَ الشّرَابِ وَ استَأجَرَ لَهُ ثَلَاثَ رَوَاحِلَ للِنبّيِ‌ّص وَ لأِبَيِ‌ بَكرٍ وَ لِدَلِيلِهِم رقيد[ وَ قِيلَ] وَ خَلّفَهُ النّبِيّص لِيُخرِجَ إِلَيهِ أَهلَهُ فَأَخرَجَهُم وَ أَمَرَهُ أَن يؤُدَيّ‌َ


صفحه : 85

عَنهُ أَمَانَاتِهِ وَ وَصَايَاهُ وَ مَا كَانَ بِمُؤتَمَنٍ عَلَيهِ مِن مَالٍ فَأَدّي عَلِيّ ع أَمَانَاتِهِ كُلّهَا وَ قَالَ لَهُ النّبِيّص إِنّ قُرَيشاً لَن يفَتقَدِوُنيِ‌ مَا رَأَوكَ فَاضطَجَعَ عَلَي فِرَاشِ رَسُولِ اللّهِص فَكَانَت قُرَيشٌ تَرَي رَجُلًا عَلَي فِرَاشِ النّبِيّص فَيَقُولُونَ هُوَ مُحَمّدٌ فَحَبَسَهُمُ اللّهُ عَن طَلَبِهِ وَ خَرَجَ عَلِيّ ع إِلَي المَدِينَةِ مَاشِياً عَلَي رِجلَيهِ فَتَوَرّمَت قَدَمَاهُ فَلَمّا قَدِمَ المَدِينَةَ رَآهُ النّبِيّص فَاعتَنَقَهُ وَ بَكَي رَحمَةً مِمّا رَأَي بِقَدَمَيهِ مِنَ الوَرَمِ وَ إِنّمَا يَقطُرَانِ دَماً فَدَعَا لَهُ بِالعَافِيَةِ وَ مَسَحَ رِجلَيهِ فَلَم يَشكُهُمَا بَعدَ ذَلِكَ

36-فض ،[ كتاب الروضة]يل ،[الفضائل لابن شاذان ]قِيلَ لَمّا آخَي سُبحَانَهُ وَ تَعَالَي بَينَ المَلَائِكَةِ آخَي بَينَ جَبرَئِيلَ وَ مِيكَائِيلَ فَقَالَ سُبحَانَهُ وَ تَعَالَي إنِيّ‌ آخَيتُ بَينَكُمَا وَ جَعَلتُ عُمُرَ أَحَدِكُمَا أَطوَلَ مِن عُمُرِ الآخَرِ فَأَيّكُمَا يُؤثِرُ أَخَاهُ بِالحَيَاةِ عَلَي نَفسِهِ فَاختَارَ كِلَاهُمَا الحَيَاةَ فَقَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَ فَلَا تَكُونَا مِثلَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ آخَيتُ بَينَهُ وَ بَينَ حبَيِبيِ‌ مُحَمّدٍ فَآثَرَهُ بِالحَيَاةِ عَلَي نَفسِهِ فِي هَذِهِ اللّيلَةِ وَ قَد بَاتَ عَلَي فِرَاشِهِ يَفدِيهِ بِنَفسِهِ اهبِطَا فَاحفَظَاهُ مِن عَدُوّهِ فَهَبَطَا إِلَي الأَرضِ فَجَلَسَ جَبرَئِيلُ عِندَ رَأسِهِ وَ مِيكَائِيلُ عِندَ رِجلَيهِ وَ هُمَا يَقُولَانِ بَخ بَخ لَكَ يَا ابنَ أَبِي طَالِبٍ مَن مِثلُكَ وَ قَد بَاهَي اللّهُ بِكَ مَلَائِكَةَ


صفحه : 86

السّمَاوَاتِ وَ فَاخَرَ بِكَ

37-كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة]رَوَي أَحمَدُ بنُ حَنبَلٍ عَن عُمَيرِ بنِ مَيمُونٍ قَالَ قَولُهُ عَزّ وَ جَلّوَ مِنَ النّاسِ مَن يشَريِ‌ نَفسَهُ ابتِغاءَ وَ ذَلِكَ حِينَ نَامَ عَلِيّ ع عَلَي فِرَاشِ رَسُولِ اللّهِص أَلبَسَهُ ثَوبَهُ وَ جَعَلَهُ مَكَانَهُ وَ كَانَ المُشرِكُونَ يَتَوَهّمُونَ أَنّهُ رَسُولُ اللّهِص

وَ رَوَي الثعّلبَيِ‌ّ فِي تَفسِيرِهِ قَالَ لَمّا أَرَادَ النّبِيّص الهِجرَةَ خَلّفَ عَلِيّاً ع لِقَضَاءِ دُيُونِهِ وَ رَدّ الوَدَائِعِ التّيِ‌ كَانَت عِندَهُ وَ أَمَرَهُ لَيلَةَ خَرَجَ إِلَي الغَارِ وَ قَد أَحَاطَ المُشرِكُونَ بِالدّارِ وَ قَالَ لَهُ يَا عَلِيّ اتّشِح ببِرُديِ‌َ الحضَرمَيِ‌ّ ثُمّ نَم عَلَي فرِاَشيِ‌ فَإِنّهُ لَا يَخلُصُ إِلَيكَ مِنهُم مَكرُوهٌ إِن شَاءَ اللّهُ فَفَعَلَ مَا أَمَرَهُ فَأَوحَي عَزّ وَ جَلّ إِلَي جَبرَئِيلَ وَ مِيكَائِيلَ أنَيّ‌ قَد آخَيتُ بَينَكُمَا وَ جَعَلتُ عُمُرَ أَحَدِكُمَا أَطوَلَ مِنَ الآخَرِ فَأَيّكُمَا يُؤثِرُ صَاحِبَهُ بِالحَيَاةِ فَاختَارَ كُلّ مِنهُمَا الحَيَاةَ فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَيهَا أَ لَا كُنتُمَا مِثلَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ آخَيتُ بَينَهُ وَ بَينَ مُحَمّدٍص فَبَاتَ عَلَي فِرَاشِهِ يَفدِيهِ بِنَفسِهِ وَ يُؤثِرُهُ بِالحَيَاةِ اهبِطَا إِلَي الأَرضِ


صفحه : 87

فَاحفَظَاهُ مِن عَدُوّهِ فَنَزَلَا فَكَانَ جَبرَئِيلُ عِندَ رَأسِهِ وَ مِيكَائِيلُ عِندَ رِجلَيهِ وَ جَبرَئِيلُ يَقُولُ بَخ بَخ مَن مِثلُكَ يَا ابنَ أَبِي طَالِبٍ يبُاَهيِ‌ اللّهُ بِكَ مَلَائِكَتَهُ فَأَنزَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَلَي رَسُولِهِص وَ هُوَ مُتَوَجّهٌ إِلَي المَدِينَةِ فِي شَأنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ مِنَ النّاسِ مَن يشَريِ‌ نَفسَهُالآيَةَ

وَ رَوَي أَخطَبُ خُوَارِزمَ حَدِيثاً يَرفَعُهُ بِإِسنَادِهِ إِلَي النّبِيّص قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص نَزَلَ عَلَيّ جَبرَئِيلُ صَبِيحَةَ يَومِ الغَارِ فَقُلتُ حبَيِبيِ‌ جَبرَئِيلُ أَرَاكَ فَرِحاً فَقَالَ يَا مُحَمّدُ وَ كَيفَ لَا أَكُونُ كَذَلِكَ وَ قَد قَرّت عيَنيِ‌ بِمَا أَكرَمَ اللّهُ بِهِ أَخَاكَ وَ وَصِيّكَ وَ إِمَامَ أُمّتِكَ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع فَقُلتُ بِمَا ذَا أَكرَمَهُ اللّهُ قَالَ بَاهَي بِعِبَادَتِهِ البَارِحَةَ مَلَائِكَتَهُ وَ قَالَ ملَاَئكِتَيِ‌ انظُرُوا إِلَي حجُتّيِ‌ فِي أرَضيِ‌ بَعدَ نبَيِيّ‌ وَ قَد بَذَلَ نَفسَهُ وَ عَفّرَ خَدّهُ فِي التّرَابِ تَوَاضُعاً لعِظَمَتَيِ‌ أُشهِدُكُم أَنّهُ إِمَامُ خلَقيِ‌ وَ مَولَي برَيِتّيِ‌

38-مصبا،[المصباحين ] فِي أَوّلِ لَيلَةٍ مِن شَهرِ رَبِيعٍ الأَوّلِ هَاجَرَ النّبِيّص مِن مَكّةَ إِلَي المَدِينَةِ سَنَةَ ثَلَاثَ عَشرَةَ مِن مَبعَثِهِ وَ فِيهَا كَانَ مَبِيتُ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع عَلَي فِرَاشِهِ وَ كَانَت لَيلَةَ الخَمِيسِ وَ فِي لَيلَةِ الرّابِعِ مِنهُ كَانَ خُرُوجُهُ مِنَ الغَارِ مُتَوَجّهاً إِلَي المَدِينَةِ

39-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] الحُسَينُ بنُ الحَكَمِ عَن يَحيَي بنِ عَبدِ الحَمِيدِ عَن أَبِي عَوَانَةَ عَن أَبِي بَلجٍ عَن عَمرِو بنِ مَيمُونٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ قَالَ فِي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍص لَمّا انطَلَقَ النّبِيّص إِلَي الغَارِ فَأَنَامَهُ النّبِيّص فِي مَكَانِهِ وَ أَلبَسَهُ بُردَهُ فَجَاءَ قُرَيشٌ يُرِيدُونَ أَن يَقتُلُوا النّبِيّص فَجَعَلُوا يَرمُونَ عَلِيّاً ع وَ هُم يَرَونَ أَنّهُ النّبِيّص وَ قَد أَلبَسَهُ النّبِيّص بُردَهُ فَجَعَلَ يَتَضَوّرُ فَنَظَرُوا فَإِذَا هُوَ عَلِيّ ع فَقَالُوا إِنّكَ لَنَائِمٌ وَ لَو كَانَ صَاحِبُكَ مَا


صفحه : 88

تَضَوّرَ لَقَدِ استَنكَرنَا ذَلِكَ مِنكَ

40-كا،[الكافي‌]حُمَيدُ بنُ زِيَادٍ عَن مُحَمّدِ بنِ أَيّوبَ عَن عَلِيّ بنِ أَسبَاطٍ عَنِ الحَكَمِ بنِ مِسكِينٍ عَن يُوسُفَ بنِ صُهَيبٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ إِنّ رَسُولَ اللّهِص أَقبَلَ يَقُولُ لأِبَيِ‌ بَكرٍ فِي الغَارِ اسكُن فَإِنّ اللّهَ مَعَنَا وَ قَد أَخَذَتهُ الرّعدَةُ وَ هُوَ لَا يَسكُنُ فَلَمّا رَأَي رَسُولُ اللّهِص حَالَهُ قَالَ لَهُ تُرِيدُ أَن أُرِيَكَ أصَحاَبيِ‌ مِنَ الأَنصَارِ فِي مَجَالِسِهِم يَتَحَدّثُونَ وَ أُرِيَكَ جَعفَراً وَ أَصحَابَهُ فِي البَحرِ يَغُوصُونَ قَالَ نَعَم فَمَسَحَ رَسُولُ اللّهِص بِيَدِهِ عَلَي وَجهِهِ فَنَظَرَ إِلَي الأَنصَارِ يَتَحَدّثُونَ وَ نَظَرَ إِلَي جَعفَرٍ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ وَ أَصحَابِهِ فِي البَحرِ يَغُوصُونَ فَأَضمَرَ تِلكَ السّاعَةَ أَنّهُ سَاحِرٌ

41-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّ رَسُولَ اللّهِص لَمّا خَرَجَ مِنَ الغَارِ مُتَوَجّهاً إِلَي المَدِينَةِ وَ قَد كَانَت قُرَيشٌ جَعَلَت لِمَن أَخَذَهُ مِائَةً مِنَ الإِبِلِ فَخَرَجَ سُرَاقَةُ بنُ مَالِكِ بنِ جُعشُمٍ فِيمَن يَطلُبُ فَلَحِقَ بِرَسُولِ اللّهِص فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أللّهُمّ اكفنِيِ‌ شَرّ سُرَاقَةَ بِمَا شِئتَ فَسَاخَت قَوَائِمُ فَرَسِهِ فَثَنَي رِجلَهُ ثُمّ اشتَدّ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ إنِيّ‌ عَلِمتُ أَنّ ألّذِي أَصَابَ قَوَائِمَ فَرَسِهِ إِنّمَا هُوَ مِن قِبَلِكَ فَادعُ اللّهَ أَن يُطلِقَ لِي فرَسَيِ‌ فلَعَمَريِ‌ إِن لَم يُصِبكُم خَيرٌ منِيّ‌ لَم يُصِبكُم منِيّ‌ شَرّ فَدَعَا رَسُولُ اللّهِص فَأَطلَقَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فَرَسَهُ فَعَادَ فِي طَلَبِ رَسُولِ اللّهِص حَتّي فَعَلَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرّاتٍ كُلّ ذَلِكَ يَدعُو رَسُولَ اللّهِ فَيَأخُذُ الأَرضُ قَوَائِمَ فَرَسِهِ فَلَمّا أَطلَقَهُ فِي الثّالِثَةِ قَالَ يَا مُحَمّدُ هَذِهِ إبِلِيِ‌ بَينَ يَدَيكَ فِيهَا غلُاَميِ‌ وَ إِنِ احتَجتَ إِلَي ظَهرٍ أَو لَبَنٍ فَخُذ مِنهُ وَ


صفحه : 89

هَذَا سَهمٌ مِن كنِاَنتَيِ‌ عَلَامَةً وَ أَنَا أَرجِعُ فَأَرُدّ عَنكَ الطّلَبَ فَقَالَ لَا حَاجَةَ لِي فِيمَا عِندَكَ

42-نهج ،[نهج البلاغة] مِن كَلَامٍ لَهُ ع اقتَصّ فِيهِ ذِكرَ مَا كَانَ مِنهُ بَعدَ هِجرَةِ النّبِيّص ثُمّ لِحَاقَهُ بِهِ فَجَعَلتُ أَتبَعُ مَأخَذَ رَسُولِ اللّهِص فَأَطَأُ ذِكرَهُ حَتّي انتَهَيتُ إِلَي العَرجِ

في كلام طويل فقوله ع فأطأ ذكره من الكلام ألذي رمي‌ إلي غايتي‌ الإيجاز والفصاحة وأراد أنني‌ كنت أعطي‌ خبره ص من بدء خروجي‌ إلي أن انتهيت إلي هذاالموضع فكني ذلك بهذه الكناية العجيبة

43-فس ،[تفسير القمي‌] فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِإِنّ مِن أَزواجِكُم وَ أَولادِكُم عَدُوّا لَكُم فَاحذَرُوهُم وَ ذَلِكَ أَنّ الرّجُلَ كَانَ إِذَا أَرَادَ الهِجرَةَ إِلَي رَسُولِ اللّهِص تَعَلّقَ بِهِ ابنُهُ وَ امرَأَتُهُ فَقَالُوا نَنشُدُكَ اللّهَ أَن تَذهَبَ عَنّا وَ تَدَعَنَا فَنَضِيعَ بَعدَكَ فَمِنهُم مَن يُطِيعُ أَهلَهُ فَيُقِيمُ فَحَذّرَهُمُ اللّهُ أَبنَاءَهُم وَ نِسَاءَهُم وَ نَهَاهُم عَن طَاعَتِهِم وَ مِنهُم مَن يمَضيِ‌ وَ يَذَرُهُم وَ يَقُولُ أَمَا وَ اللّهِ لَئِن لَم تُهَاجِرُوا معَيِ‌ ثُمّ جَمَعَ اللّهُ بيَنيِ‌ وَ بَينَكُم فِي دَارِ الهِجرَةِ لَا أَنفَعُكُم بشِيَ‌ءٍ أَبَداً فَلَمّا جَمَعَ اللّهُ بَينَهُ وَ بَينَهُم أَمَرَهُ اللّهُ أَن يَبُوءَ بِحُسنٍ وَ بِصِلَةٍ فَقَالَوَ إِن تَعفُوا وَ تَصفَحُوا وَ تَغفِرُوا فَإِنّ اللّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ

44-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] الحُسَينُ بنُ أَحمَدَ البيَهقَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي الصوّليِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ إِسحَاقَ الطاّلقَاَنيِ‌ّ عَن أَبِيهِ قَالَحَلَفَ رَجُلٌ بِخُرَاسَانَ بِالطّلَاقِ أَنّ مُعَاوِيَةَ


صفحه : 90

لَيسَ مِن أَصحَابِ رَسُولِ اللّهِص أَيّامَ كَانَ الرّضَا ع بِهَا فَأَفتَي الفُقَهَاءُ بِطَلَاقِهَا فَسُئِلَ الرّضَا ع فَأَفتَي أَنّهَا لَا تُطَلّقُ فَكَتَبَ الفُقَهَاءُ رُقعَةً فَأَنفَذُوهَا إِلَيهِ وَ قَالُوا لَهُ مِن أَينَ قُلتَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ أَنّهَا لَم تُطَلّق فَوَقّعَ ع فِي رُقعَتِهِم قُلتُ هَذَا مِن رِوَايَتِكُم عَن أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِ‌ّ أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ لِمُسلِمَةِ الفَتحِ وَ قَد كَثُرُوا عَلَيهِ أَنتُم خَيرٌ وَ أصَحاَبيِ‌ خَيرٌ وَ لَا هِجرَةَ بَعدَ الفَتحِ فَأَبطَلَ الهِجرَةَ وَ لَم يَجعَل هَؤُلَاءِ أَصحَاباً لَهُ فَرَجَعُوا إِلَي قَولِهِ

45-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن زُرَارَةَ وَ حُمرَانَ وَ مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ وَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالُوا سَأَلنَاهُمَا عَن قَولِهِوَ الّذِينَ آمَنُوا وَ لَم يُهاجِرُوا ما لَكُم مِن وَلايَتِهِم مِن شَيءٍ حَتّي يُهاجِرُواقَالَا بِأَنّ أَهلَ مَكّةَ لَا يَرِثُونَ أَهلَ المَدِينَةِ

46-كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن هَارُونَ عَنِ ابنِ صَدَقَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ عَمّارَ بنَ يَاسِرٍ أَكرَهَهُ أَهلُ مَكّةَ وَ قَلبُهُ مُطمَئِنّ بِالإِيمَانِ فَأَنزَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِيهِإِلّا مَن أُكرِهَ وَ قَلبُهُ مُطمَئِنّ بِالإِيمانِ فَقَالَ لَهُ النّبِيّص عِندَهَا


صفحه : 91

يَا عَمّارُ إِن عَادُوا فَعُد فَقَد أَنزَلَ اللّهُ عُذرَكَ وَ أَمَرَكَ أَن تَعُودَ إِن عَادُوا

47-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن جَمِيلٍ عَن مُحَمّدِ بنِ مَروَانَ قَالَ قَالَ لِي أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَا مُنِعَ مِيثَمٌ رَحِمَهُ اللّهُ مِنَ التّقِيّةِ فَوَ اللّهِ لَقَد عَلِمَ أَنّ هَذِهِ الآيَةَ نَزَلَت فِي عَمّارٍ وَ أَصحَابِهِإِلّا مَن أُكرِهَ وَ قَلبُهُ مُطمَئِنّ بِالإِيمانِ

48-أَقُولُ فِي تَفسِيرِ النعّماَنيِ‌ّ بِسَنَدِهِ المَذكُورِ فِي كِتَابِ القُرآنِ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِنّ رَسُولَ اللّهِص لَمّا هَاجَرَ إِلَي المَدِينَةِ آخَي بَينَ أَصحَابِهِ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ جَعَلَ المَوَارِيثَ عَلَي الأُخُوّةِ فِي الدّينِ لَا فِي مِيرَاثِ الأَرحَامِ وَ ذَلِكَ قَولُهُ تَعَالَيإِنّ الّذِينَ آمَنُوا وَ هاجَرُوا وَ جاهَدُوا...فِي سَبِيلِ اللّهِ...أُولئِكَ بَعضُهُم أَولِياءُ بَعضٍ إِلَي قَولِهِ سُبحَانَهُوَ الّذِينَ آمَنُوا وَ لَم يُهاجِرُوا ما لَكُم مِن وَلايَتِهِم مِن شَيءٍ حَتّي يُهاجِرُوافَأَخرَجَ الأَقَارِبَ مِنَ المِيرَاثِ وَ أَثبَتَهُ لِأَهلِ الهِجرَةِ وَ أَهلِ الدّينِ خَاصّةً ثُمّ عَطَفَ بِالقَولِ فَقَالَ تَعَالَيوَ الّذِينَ كَفَرُوا بَعضُهُم أَولِياءُ بَعضٍ إِلّا تَفعَلُوهُ تَكُن فِتنَةٌ فِي الأَرضِ وَ فَسادٌ كَبِيرٌفَكَانَ مَن مَاتَ مِنَ المُسلِمِينَ يَصِيرُ مِيرَاثُهُ وَ تَرِكَتُهُ لِأَخِيهِ فِي الدّينِ دُونَ القَرَابَةِ وَ الرّحِمِ الوَشِيجَةِ فَلَمّا قوَيِ‌َ الإِسلَامُ أَنزَلَ اللّهُالنّبِيّ أَولي بِالمُؤمِنِينَ مِن أَنفُسِهِم وَ أَزواجُهُ أُمّهاتُهُم وَ أُولُوا الأَرحامِ بَعضُهُم أَولي بِبَعضٍ فِي كِتابِ اللّهِ مِنَ المُؤمِنِينَ وَ المُهاجِرِينَ إِلّا أَن


صفحه : 92

تَفعَلُوا إِلي أَولِيائِكُم مَعرُوفاً كانَ ذلِكَ فِي الكِتابِ مَسطُوراًفَهَذَا مَعنَي نَسخِ آيَةِ المِيرَاثِ

49-ل ،[الخصال ] عَن عَامِرِ بنِ وَاثِلَةَ فِي خَبَرِ الشّورَي قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع نَشَدتُكُم بِاللّهِ هَل فِيكُم أَحَدٌ وَقَي رَسُولَ اللّهِص حَيثُ جَاءَ المُشرِكُونَ يُرِيدُونَ قَتلَهُ فَاضطَجَعتُ فِي مَضجَعِهِ وَ ذَهَبَ رَسُولُ اللّهِص نَحوَ الغَارِ وَ هُم يَرَونَ أنَيّ‌ أَنَا هُوَ فَقَالُوا أَينَ ابنُ عَمّكَ فَقُلتُ لَا أدَريِ‌ فضَرَبَوُنيِ‌ حَتّي كَادُوا يقَتلُوُننَيِ‌ قَالُوا أللّهُمّ لَا

50-ج ،[الإحتجاج ] عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يَومَ الشّورَي نَشَدتُكُم بِاللّهِ هَل فِيكُم أَحَدٌ كَانَ يَبعَثُ إِلَي رَسُولِ اللّهِ الطّعَامَ وَ هُوَ فِي الغَارِ وَ يُخبِرُهُ الأَخبَارَ غيَريِ‌ قَالُوا لَا قَالَ نَشَدتُكُم بِاللّهِ هَل فِيكُم أَحَدٌ اضطَجَعَ عَلَي فِرَاشِ رَسُولِ اللّهِص حِينَ أَرَادَ أَن يَسِيرَ إِلَي المَدِينَةِ وَ وَقَاهُ بِنَفسِهِ مِنَ المُشرِكِينَ حِينَ أَرَادُوا قَتلَهُ غيَريِ‌ قَالُوا لَا

51-قل ،[إقبال الأعمال ]ذكر مافتحه الله علينا من أسرار هذه المهاجرة و ما فيها من العجائب الباهرة منها تعريف الله جل جلاله لعباده لوأراد قهر أعداء رسوله محمدص ما كان يحتاج إلي مهاجرة ليلا علي تلك المأثرة و كان قادرا أن ينصره و


صفحه : 93

هوبمكة من غيرمخاطرة بآيات وعنايات باهرة كما أنه كان قادرا أن ينصر عيسي ابن مريم ع علي اليهود بالآيات والعساكر والجنود فلم تقتض الحكمة الإلهية إلارفعه إلي السماوات العلية و لم يكن له مصلحة في مقامه في الدنيا بالكلية فليكن العبد راضيا بما يراه مولاه له من التدبير في القليل والكثير و لايكن الله جل جلاله دون وكيل الإنسان في أموره ألذي يرضي بتدبيره و لادون جاريته أوزوجته في داره التي‌ يثق إليها في تدبير أموره . ومنها التنبيه علي أن ألذي صحبه إلي الغار علي ماتضمنه وصف صحبته في الأخبار ما كان يصلح في تلك الحادثات إلاللهرب و لا في أوقات الذل والخوف من الأخطار إلاللتي‌ يصلح لها مثل النساء الضعيفات والغلمان الذين يصيحون في الطرقات عندالهرب من المخافات و ما كان يصلح للمقام بعده ليدفع عنه خطر الأعداء و لا أن يكون معه بسلاح وقوة لمنع شيء من البلاء. ومنها أن الطبري‌ في تاريخه و أحمد بن حنبل رويا في كتابيهما أن هذا الرجل المشار إليه ما كان عارفا بتوجه النبي ص و أنه جاء إلي مولانا علي ع فسأله عنه فأخبره أنه توجه فتبعه بعدتوجهه حتي ظفر به وتأذي رسول الله ص بالخوف منه لماتبعه وعثر بحجر فلق قدمه فقال الطبري‌ في تاريخه ما هذالفظه فخرج أبوبكر مسرعا ولحق نبي‌ الله ص في الطريق فسمع جرس أبي بكر في ظلمة الليل فحسبه من المشركين فأسرع رسول الله ص يمشي‌ فقطع قبال نعله ففلق إبهامه حجر وكثر دمها فأسرع المشي‌ فخاف أبوبكر أن يشق علي


صفحه : 94

رسول الله ص حين أتاه فانطلقا و رجل رسول الله ص تسيل دما حتي انتهي إلي الغار مع الصبع فدخلاه وأصبح الذين كانوا يرصدون رسول الله ص فدخلوا الدار وقام علي ع علي فراشه فلما دنوا منه عرفوه فقالوا له أين صاحبك قال لاأدري‌ أ ورقيبا كنت عليه أمرتموه بالخروج فخرج فانتهروه وضربوه وأخرجوه إلي المسجد فحبسوه ساعة ثم تركوه ونجا رسول الله ص .أقول و ما كان حيث لقيه يتهيأ أن يتركه النبي ص يبعد منه خوفا أن يلزمه أهل مكة فيخبرهم عنه و هو رجل جبان فيؤخذ النبي ص ويذهب الإسلام بكماله لأن أبابكر أراد الهرب من مكة ومفارقة النبي ص قبل هجرته علي ماذكره الطبري‌ في حديث الهجرة فقال ما هذالفظه و كان أبوبكر كثيرا مايستأذن رسول الله ص في الهجرة فيقول له رسول الله ص لاتعجل .أقول فإذا كان قدأراد المفارقة قبل طلب الكفار له فكيف يؤمن منه الهرب بعدالطلب و كان أخذه معه حيث أدركه من الضرورات التي‌ اقتضاها الاستظهار في حفظ النبي صلوات الله وسلامه عليه من كشف حاله لوتركه يرجع عنه في تلك الساعة و قدجرت العادة أن الهرب مقام تخويف يرغب في الموافقة عليه قلب الجبان الضعيف و لاروي‌ فيما علمت أن أبابكر كان معه سلاح يدفع به عدوا عن النبي ص و لاحمل معه شيئا يحتاج إليه و ماأدري‌ كيف اعتقد المخالفون


صفحه : 95

أن لهذا الرجل فضيلة في الموافقة في الهرب و قداستأذنه مرارا أن يهرب ويترك النبي ص في يد الأعداء الذين يتهددونه بالعطب إن اعتقاد فضيلة لأبي‌ بكر في هذاالذل من أعجب العجب . ومنها التكدير علي النبي ص بجزع صاحبه في الغار و قد كان يكفي‌ النبي ص تعلق خاطره المقدس بالسلامة من الكفار فزاده جزع صاحبه شغلا في خاطره و لو لم يصحبه لاستراح من كدر جزعه واشتغال سرائره . ومنها أنه لو كان حزنه شفقة علي النبي ص أو علي ذهاب الإسلام ما كان قدنهي‌ عنه و فيه كشف أن حزنه كان مخالفا لمايراد منه . ومنها أن النبي ص مابقي‌ يأمن إن لم يكن أوحي‌ إليه أنه لاخوف عليه أن يبلغ صاحبه من الجزع ألذي ظهر عليه إلي أن يخرج من الغار ويخبر به الطالبين له من الأشرار فصار معه كالمشغول بحفظ نفسه من ذل صاحبه وضعفه زيادة علي ما كان مشغولا بحفظ نفسه . و من أسرار هذه المهاجرة أن مولانا عليا ع بات علي فراش المخاطرة وجاد بمهجته لمالك الدنيا والآخرة ولرسوله ص فاتح أبواب النعم الباطنة والظاهرة و لو لا ذلك المبيت واعتقاد الأعداء أن النائم علي الفراش هوسيد الأنبياءص لماكانوا صبروا عن طلبه إلي النهار حتي وصل إلي الغار فكانت سلامة صاحب الرسالة من قبل أهل الضلالة صادرة عن تدبير الله جل جلاله بمبيت مولانا علي ع في مكانه وآية باهرة لمولانا علي ع شاهدة بتعظيم شأنه وأنزل الله جل جلاله في مقدس قرآنه وَ مِنَ النّاسِ مَن يشَريِ‌ نَفسَهُ ابتِغاءَ مَرضاتِ اللّهِ وَ اللّهُ رَؤُفٌ بِالعِبادِفأخبر أن لمولانا علي ع كانت بيعا لنفسه الشريفة وطلبا لرضاء الله جل جلاله دون كل مراد و قدذكرنا في الطرائف من روي هذاالحديث من المخالف ومباهاة الله جل جلاله تلك الليلة وجبرئيل وميكائيل في بيع


صفحه : 96

مولانا علي ع بمهجته و أنه سمح بما لم يسمح به خواص ملائكته . ومنها أن الله جل جلاله زاد مولانا عليا ع من القوة الإلهية والقدرة الربانية إلي أنه ماقنع له أن يفدي‌ النبي ص بنفسه الشريفة حتي أمره أن يكون مقيما بعده في مكة مهاجرا للأعداء قدهربه منهم وستره بالمبيت علي الفراش وغطاه عنهم و هذا ما لايحتمله قوة البشر إلابآيات باهرة من واهب النفع ودافع الضرر. ومنها أن الله جل جلاله لم يقنع لمولانا علي ع بهذه الغاية الجليلة حتي زاده من المناقب الجميلة وجعله أهلا أن يقيم ثلاثة أيام بمكة لحفظ عيال سيدنا رسول الله ص و أن يسير بهم ظاهرا علي رغم الأعداء و هووحيد من رجاله و من يساعده علي مابلغ من المخاطرة إليه . ومنها أن هذاالاستسلام من مولانا علي ع للقتل وفديه النبي ص أظهر مقاما وأعظم تماما من استسلام جده الذبيح إسماعيل لإبراهيم الخليل عليه وعليهما السلام لأن ذلك استسلام لوالد شفيق يجوز معه أن يرحمه الله جل جلاله ويقيله من ذبح ولده كماجري الحال عليه من التوفيق ومولانا علي ع استسلم للأعداء الذين لايرحمون و لايرجون لمسامحة في البلاء.


صفحه : 97

ومنها أن إسماعيل كان يجوز أن الله جل جلاله يكرم إياه بأنه لايجد للذبح ألما فإن الله تعالي قادر أن يجعله سهلا رحمة لأبيه وتكرما ومولانا علي ع استسلم للذين طبعهم القتل في الحال علي الاستقصاء وترك الإبقاء والتعذيب إذاظفروا بما قدروا من الابتلاء. ومنها أن ذبح إسماعيل بيد أبيه الخليل ع ما كان فيه شماتة ومغالبة ومقاهرة من أهل العداوات وإنما هو شيء من الطاعات المقتضية للسعادات والعنايات ومولانا علي ع كان قدخاطر بنفسه لشماتة الأعداء والفتك به بأبلغ غايات الاشتقاء والاعتداء والتمثيل بمهجته الشريفة والتعذيب له بكل إرادة من الكفار سخيفة. ومنها أن العادة قاضية وحاكمة أن زعيم العسكر إذااختفي واندفع عن مقام الأخطار وانكسر علم القوة والاقتدار فإنه لايكلف رعية المعلقون عليه أن يقفوا موقفا قدفارقه زعيمهم و كان معذورا في ترك الصبر عليه ومولانا علي ع كلف الصبر والثبات علي مقامات قداختفي فيهازعيمه ألذي يعول عليه وانكسر علم القوة ألذي تنظر عيون الجيش إليه فوقف مولانا علي ع وزعيمه غيرحاضر فهو موقف قاهر فهذا فضل من الله جل جلاله لمولانا علي ع باهر بمعجزات تخرق عقول ذوي‌ الألباب ويكشف لك أنه القائم مقامه في الأسباب . ومنها أن فدية مولانا علي ع لسيدنا رسول الله ص كانت من أسباب التمكين من مهاجرته و من كل ماجري من السعادات والعنايات بنبوته فيكون مولانا علي ع قدصار من أسباب التمكين من كل ماجرت حال الرسالة عليه


صفحه : 98

ومشاركا في كل خير فعله النبي ص وبلغ حاله إليه و قداقتصرت في ذكر أسرار المهاجرة الشريفة النبوية علي هذه المقامات الدينية و لوأردت بالله جل جلاله أوردت مجلدا منفردا في هذه الحال ولكن هذاكاف شاف للمنصفين و أهل الإقبال

52- الفَائِقُ للِزمّخَشرَيِ‌ّ، خَرَجَ مِن مَكّةَ مُهَاجِراً إِلَي المَدِينَةِ وَ أَبُو بَكرٍ وَ مَولَي أَبِي بَكرٍ عَامِرُ بنُ فُهَيرَةَ وَ دَلِيلُهُمَا الليّثيِ‌ّ عَبدُ اللّهِ بنُ أُرَيقِطٍ فَمَرّوا عَلَي خيَمتَيَ‌ أُمّ مَعبَدٍ وَ كَانَت بَرزَةً جَلدَةً تحَتبَيِ‌ بِفِنَاءِ القُبّةِ ثُمّ تسَقيِ‌ وَ تُطعِمُ فَسَأَلُوهَا لَحماً وَ تَمراً يَشتَرُونَهُ مِنهَا فَلَم يُصِيبُوا عِندَهَا شَيئاً مِن ذَلِكَ وَ كَانَ القَومُ مُرمِلِينَ مُشتِينَ وَ روُيِ‌َ مُسنِتِينَ فَنَظَرَ رَسُولُ اللّهِص إِلَي شَاةٍ فِي كَسرِ الخَيمَةِ فَقَالَ مَا هَذِهِ الشّاةُ يَا أُمّ مَعبَدٍ قَالَت شَاةٌ خَلّفَهَا الجَهدُ عَنِ الغَنَمِ فَقَالَ هَل بِهَا مِن لَبَنٍ قَالَت هيِ‌َ أَجهَدُ مِن ذَلِكَ قَالَ أَ تَأذَنِينَ أَن أَحلُبَهَا قَالَت بأِبَيِ‌ أَنتَ وَ أمُيّ‌ إِن رَأَيتَ بِهَا حَلَباً فَاحلُبهَا.

وَ روُيِ‌َ أَنّهُ نَزَلَ هُوَ وَ أَبُو بَكرٍ بِأُمّ مَعبَدٍ وَذفَانَ مَخرَجِهِ إِلَي المَدِينَةِ فَأَرسَلَت إِلَيهِم شَاةً فَرَأَي فِيهَا بُصرَةً مِن لَبَنٍ فَنَظَرَ إِلَي ضَرعِهَا فَقَالَ إِنّ بِهَذِهِ لَبَناً وَ لَكِنِ ابغيِنيِ‌ شَاةً لَيسَ فِيهَا لَبَنٌ فَبَعَثَت إِلَيهِ بِعِنَاقِ جَذَعَةٍ فَدَعَا بِهَا رَسُولُ اللّهِص فَمَسَحَ بِيَدِهِ ضَرعَهَا وَ سَمّي اللّهَ وَ دَعَا لَهَا فِي شَاتِهَا فَتَفَاجَت عَلَيهِ وَ دَرّت وَ اجتَرّت.


صفحه : 99

وَ روُيِ‌َ أَنّهُ قَالَ لِابنِ أُمّ مَعبَدٍ يَا غُلَامُ هَاتِ قَرواً فَأَتَاهُ بِهِ فَضَرَبَ ظَهرَ الشّاةِ فَاجتَرّت وَ دَرّت وَ دَعَا بِإِنَاءٍ يُربِضُ الرّهطَ فَحَلَبَ فِيهِ ثَجّاً حَتّي عَلَاهُ البَهَاءُ وَ روُيِ‌َ الثّمَالُ. ثُمّ سَقَاهَا حَتّي رَوِيَت وَ سَقَي أَصحَابَهُ حَتّي رَوُوا وَ شَرِبَ آخِرُهُم ثُمّ أَرَاضُوا عَلَلًا بَعدَ نَهَلٍ ثُمّ حَلَبَ فِيهِ ثَانِياً بَعدَ بَدءٍ حَتّي مَلَأَ الإِنَاءَ ثُمّ غَادَرَهُ عِندَهَا ثُمّ بَايَعَهَا ثُمّ ارتَحَلُوا عَنهَا فَقَلّمَا لَبِثَت حَتّي جَاءَ زَوجُهَا أَبُو مَعبَدٍ يَسُوقُ أَعنُزاً عِجَافاً تُشَارِكنَ هَزلًا. وَ روُيِ‌َ تُسَاوِكُ وَ روُيِ‌َ تُسَاوِقُ.مُخّهُنّ قَلِيلٌ فَلَمّا رَأَي أَبُو مَعبَدٍ اللّبَنَ عَجِبَ وَ قَالَ مِن أَينَ لَكِ هَذَا يَا أُمّ مَعبَدٍ وَ الشّاءُ عَازِبٌ حِيَالٌ وَ لَا حَلُوبَ فِي البَيتِ قَالَت لَا وَ اللّهِ إِلّا أَنّهُ مَرّ بِنَا رَجُلٌ مُبَارَكٌ مِن حَالِهِ كَذَا وَ كَذَا قَالَ صِفِيهِ لِي يَا أُمّ مَعبَدٍ قَالَت رَأَيتُ رَجُلًا ظَاهِرَ الوَضَاءَةِ أَبلَجَ الوَجهِ حَسَنَ الخُلُقِ لَم تَعِبهُ ثُجلَةٌ وَ لَم تُزرِ بِهِ صُقلَةٌ. وَ روُيِ‌َ صَعلَةٌ وَ روُيِ‌َ لَم يعبه [تَعِبهُ]نُحلَةٌ وَ لَم تُزرِ بِهِ صُقلَةٌ وَسِيماً قَسِيماً فِي عَينَيهِ دَعَجٌ وَ فِي أَشفَارِهِ عَطَفٌ أَو قَالَ غَطَفٌ وَ روُيِ‌َ وَطَفٌ وَ فِي صَوتِهِ صَحَلٌ وَ فِي عُنُقِهِ سَطَعٌ وَ فِي لِحيَتِهِ كَثَاثَةٌ أَزَجّ أَقرَنّ إِن صَمَتَ فَعَلَيهِ الوَقَارُ وَ إِن تَكَلّمَ سَمَا وَ عَلَاهُ البَهَاءُ أَجمَلَ النّاسِ وَ أَبهَاهُ مِن بَعِيدٍ وَ أَحسَنَهُ وَ أَجمَلَهُ مِن قَرِيبٍ حُلوَ المَنطِقِ


صفحه : 100

فَصلٌ لَا نَزرٌ وَ لَا هَذرٌ كَأَنّمَا مَنطِقُهُ خَرَزَاتٌ نُظُمٌ يَتَحَدّرنَ رَبعَةٌ لَا يَأسَ مِن طُولٍ وَ لَا تَقتَحِمُهُ عَينٌ مِن قَصرٍ غُصنٌ بَينَ غُصنَينِ فَهُوَ أَنضَرُ الثّلَاثَةِ مَنظَراً وَ أَحسَنُهُم قَدراً لَهُ رُفَقَاءُ يَحُفّونَهُ إِن قَالَ أَنصَتُوا لِقَولِهِ وَ إِن أَمَرَ تَبَادَرُوا إِلَي أَمرِهِ مَحفُودٌ مَحشُودٌ لَا عَابِسٌ وَ لَا مُعتَدٍ.

قال أبومعبد هو و الله صاحب قريش ألذي ذكر لنا من أمره ماذكر بمكة لقد هممت أن أصحبه ولأفعلن إن وجدت إلي ذلك سبيلا ولقد أصبح صوت بمكة عاليا يسمعون الصوت و لايدرون من صاحبه


جزي الله رب الناس خير جزائه   رفيقين قالا خيمتي‌ أم معبد.

هما نزلاها بالهدي واهتدت بهم .   فقد فاز من أمسي رفيق محمد.

فيا لقصي‌ مازوي الله عنكم .   به من فعال لايجازي وسودد.

ليهنئ بني‌ كعب مقام فتاتهم .   ومقعدها للمؤمنين بمرصد.

سلوا أختكم عن شاتها وإنائها.   فإنكم إن تسألوا الشاة تشهد.

دعاها بشاة حائل فتحلبت .   له بصريح ضرة الشاة مزبد.

فغادرها رهنا لديها بحالب .   يرددها في مصدر ثم مورد.

ثم قال الزمخشري‌ البرزة العفيفة الرزينة التي‌ يتحدث إليها الرجال فتبرز لهم وهي‌ كهلة قدخلا بهاسن فخرجت عن حد المحجوبات و قدبرزت برازة المرمل ألذي نفد زاده وفرقت حاله وسخفت من الرمل و هونسج سخيف و منه الأرملة لرقة حالها بعدقيمها المشتي‌ الداخل في الشتاء والمسنت الداخل في السنة وهي‌ القحط وتاؤه بدل من ياء الكسر بالكسر


صفحه : 101

والفتح جانب البيت .وذفان مخرجه أي حدثان خروجه و هو من توذف إذامر مرا سريعا البصرة أثر من اللبن يبصر في الضرع التفاج تفاعل من الفجج و هوأشد من الفحج و منه قوس فجاء. و عن ابنة الخس في وصف ناقة ضبعة عينها هاج وصلاها راج وتمشي‌ وتفاج .القرو إناء صغير يردد في الحوائج من قروت الأرض إذاجلت فيها وترددت الإرباض الإرواء إلي أن يثقل الشارب فيربض .انتصاب ثجا بفعل مضمر أي يثج ثجا أويحلب لأن فيه معني ثج ويحتمل أن يكون بمعني قولك ثاجا نصبا علي الحال المراد بالبهاء وبيض الرغوة والثمال جمع ثمالة وهي‌ الرغوة أراضوا من أراض الحوض إذااستنقع فيه الماء أي نقعوا بالري‌ مرة بعدأخري تشاركن هزلا أي عمهن الهزال فكأنهن قداشتركن فيه والتساوك التمايل من الضعف تساوق الغنم تتابعها في المسير كأن بعضها يسوق بعضا والمعني أنها لضعفها وفرط هزالها تتخاذل ويتخلف بعضها عن بعض والحلوب التي‌ تحلب و هذامما يستغربه أهل اللغة زاعمين أنه فعول بمعني مفعولة نظرا إلي الظاهر والحقيقة أنه بمعني فاعلة والأصل فيه أن الفعل كمايسند إلي مباشرة يسند إلي الحامل عليه والمطرق إلي إحداثه و منه قوله إذارد عافي‌ القدر من يستعيرها وقولهم هزم الأمير العدو و


صفحه : 102

بني‌ المدينة ثم قيل علي هذاالنهج ناقة حلوب لأنها تحمل علي احتلابها بكونها ذات حلب فكأنها تحلب نفسها لحملها علي الحلب و من ذلك الماء الشروب والطريق الركوب وأشباههما بلج الوجه بياضه وإشراقه و منه الحق أبلج الثجلة والثجل عظم البطن والصقلة والصقل طول الصقل و هوالخصر وقيل ضمره وقلة لحمه و قدصقل و هو من باب قولهم صقلت الناقة إذاأضمرتها بالسير والمعني أنه لم يكن بمنتفخ الخصر و لاضامره جدا. والنحل النحول والصعلة صغر الرأس يقال صعل وأصعل وامرأة صعلاء القسام الجمال و رجل مقسم الوجه وكأن المعني أخذ كل موضع منه من الجمال قسما فهو جميل كله ليس فيه شيءيستقبح .العطف طول الأشفار وانعطافها أي تثنيها والغطف انعطافها وانعطف وانغطف وانغضف أخوات والوطف الطول الصحل صوت فيه بحة لاتبلغ أن تكون جشة و هويستحسن لخلوه عن الحدة الموذية للصماخ السطع طول العنق و رجل أسطع وامرأة سطعاء و هو من سطوع النار سما قيل ارتفع وعلا علي جلسائه وقيل علا برأسه أوبيده ويجوز أن يكون الفعل للبهاء أي سماه البهاء وعلاه علي سبيل التأكيد للمبالغة في وصفه بالبهاء والرونق إذاأخذ في الكلام لأنه كان ص أفصح العرب فصل مصدر موضوع موضع اسم الفاعل أي منطقه وسط بين النزر والهذر فاصل بينهما قالوا رجل ربعة فأنثوا والموصوف مذكر علي تأويل نفس ربعة ومثله غلام يفعة لايأس من طول يروي أنه كان فريق الربعة فالمعني أنه لم يكن في حد الربعة غيرمتجاوز له فجعل ذلك القدر


صفحه : 103

من تجاوز حد الربعة عدم يأس من بعض الطول و في تنكير الطول دليل علي معني البعضية وروي‌ ربعة لايائس من طول .يقال في المنظر المستقبح اقتحمته العين أي ازدرته كأنها وقعت من قبحه في قحمة وهي‌ الشدة.محفود مخدوم وأصل الحفد مداركة الخطو محشود مجتمع عليه يعني‌ أن أصحابه يزفون في خدمته يجتمعون عليه .خيمتي‌ نصب علي الظرف أجري المحدود مجري المبهم كبيت الكتاب كماعسل الطريق الثعلب .اللام في لقصي‌ للتعجب كالتي‌ في قولهم ياللدواهي‌ و ياللماء والمعني تعالوا ياقصي‌ ليتعجب منكم فيما أغفلتموه من حظكم وأضعتموه من عزكم بعصيانكم رسول الله وإلجائكم إياه إلي الخروج من بين أظهركم . و قوله مازوي الله عنكم تعجب أيضا معناه أي شيءزوي الله عنكم الضرة أصل الضرع ألذي لايخلو من اللبن وقيل هي‌ الضرع كله ماخلا الأَطبَاء


صفحه : 104

باب 7-نزوله ص المدينة وبناؤه المسجد والبيوت وجمل أحواله إلي شروعه في الجهاد

1-عم ،[إعلام الوري ]روُيِ‌َ عَنِ ابنِ شِهَابٍ الزهّريِ‌ّ قَالَ كَانَ بَينَ لَيلَةِ العَقَبَةِ وَ بَينَ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللّهِص ثَلَاثَةُ أَشهُرٍ كَانَت بَيعَةُ الأَنصَارِ رَسُولَ اللّهِص لَيلَةَ العَقَبَةِ فِي ذيِ‌ الحِجّةِ وَ قُدُومُ رَسُولِ اللّهِص المَدِينَةَ فِي شَهرِ رَبِيعٍ الأَوّلِ لاِثنتَيَ‌ عَشرَةَ لَيلَةً خَلَت مِنهُ يَومَ الإِثنَينِ وَ كَانَتِ الأَنصَارُ خَرَجُوا يَتَوَكّفُونَ أَخبَارَهُ فَلَمّا أَيِسُوا رَجَعُوا إِلَي مَنَازِلِهِم فَلَمّا رَجَعُوا أَقبَلَ رَسُولُ اللّهِص فَلَمّا وَافَي ذَا الحُلَيفَةِ سَأَلَ عَن طَرِيقِ بنَيِ‌ عَمرِو بنِ عَوفٍ فَدَلّوهُ فَرَفَعَهُ الآلُ فَنَظَرَ رَجُلٌ مِنَ اليَهُودِ وَ هُوَ عَلَي أُطُمٍ إِلَي رُكبَانِ ثَلَاثَةٍ يَمُرّونَ عَلَي طَرِيقِ بنَيِ‌ عَمرِو بنِ عَوفٍ فَصَاحَ يَا مَعشَرَ المُسلِمَةِ هَذَا صَاحِبُكُم قَد وَافَي فَوَقَعَتِ الصّيحَةُ بِالمَدِينَةِ فَخَرَجَ الرّجَالُ وَ النّسَاءُ وَ الصّبيَانُ مُستَبشِرِينَ لِقُدُومِهِ يَتَعَادَونَ فَوَافَي رَسُولُ اللّهِص وَ قَصَدَ مَسجِدَ قُبَاءَ وَ نَزَلَ وَ اجتَمَعَ إِلَيهِ بَنُو عَمرِو بنِ عَوفٍ سُرّوا بِهِ وَ استَبشَرُوا وَ اجتَمَعُوا حَولَهُ وَ نَزَلَ عَلَي كُلثُومِ بنِ الهِدمِ شَيخٍ مِن بنَيِ‌ عَمرٍو صَالِحٍ مَكفُوفِ البَصَرِ وَ اجتَمَعَت إِلَيهِ بُطُونُ الأَوسِ وَ كَانَت بَينَ الأَوسِ وَ الخَزرَجِ عَدَاوَةٌ فَلَم يَجسُرُوا أَن يَأتُوا رَسُولَ اللّهِص لِمَا كَانَ بَينَهُم مِنَ الحُرُوبِ فَأَقبَلَ رَسُولُ اللّهِص يَتَصَفّحُ الوُجُوهَ فَلَا يَرَي أَحَداً مِنَ الخَزرَجِ وَ قَد كَانَ قَدِمَ عَلَي بنَيِ‌ عَمرِو بنِ عَوفٍ قَبلَ قُدُومِ رَسُولِ اللّهِص نَاسٌ مِنَ المُهَاجِرِينَ فَنَزَلُوا فِيهِم. وَ روُيِ‌َ أَنّ النّبِيّص لَمّا قَدِمَ المَدِينَةَ جَاءَ النّسَاءُ وَ الصّبيَانُ فَقُلنَ


صفحه : 105


طَلَعَ البَدرُ عَلَينَا مِن ثَنِيّاتِ الوَدَاعِ   وَجَبَ الشّكرُ عَلَينَا مَا دَعَا لِلّهِ دَاعٍ

وَ كَانَ سَلمَانُ الفاَرسِيِ‌ّ عَبداً لِبَعضِ اليَهُودِ وَ قَد كَانَ خَرَجَ مِن بِلَادِهِ مِن فَارِسَ يَطلُبُ الدّينَ الحَنِيفَ ألّذِي كَانَ أَهلُ الكُتُبِ يُخبِرُونَهُ بِهِ فَوَقَعَ إِلَي رَاهِبٍ مِن رُهبَانِ النّصَارَي بِالشّامِ فَسَأَلَهُ عَن ذَلِكَ وَ صَحِبَهُ فَقَالَ اطلُبهُ بِمَكّةَ فَثَمّ مَخرَجُهُ وَ اطلُبهُ بِيَثرِبَ فَثَمّ مُهَاجَرُهُ فَقَصَدَ يَثرِبَ فَأَخَذَهُ بَعضُ الأَعرَابِ فَسَبَوهُ وَ اشتَرَاهُ رَجُلٌ مِنَ اليَهُودِ فَكَانَ يَعمَلُ فِي نَخلِهِ وَ كَانَ فِي ذَلِكَ اليَومِ عَلَي النّخلَةِ يَصرِمُهَا فَدَخَلَ عَلَي صَاحِبِهِ رَجُلٌ مِنَ اليَهُودِ فَقَالَ يَا بَا فُلَانٍ أَ شَعَرتَ أَنّ هَؤُلَاءِ المُسلِمَةَ قَد قَدِمَ عَلَيهِم نَبِيّهُم فَقَالَ سَلمَانُ جُعِلتُ فِدَاكَ مَا ألّذِي تَقُولُ فَقَالَ لَهُ صَاحِبُهُ مَا لَكَ وَ لِلسّؤَالِ عَن هَذَا أَقبِل عَلَي عَمَلِكَ قَالَ فَنَزَلَ وَ أَخَذَ طَبَقاً فَصَيّرَ عَلَيهِ مِن ذَلِكَ الرّطَبِ وَ حَمَلَهُ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص مَا هَذَا قَالَ هَذِهِ صَدَقَةُ تُمُورِنَا بَلَغَنَا أَنّكُم قَومٌ غُرَبَاءُ قَدِمتُم هَذِهِ البِلَادَ فَأَحبَبتُ أَن تَأكُلُوا مِن صَدَقَاتِنَا فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص سَمّوا وَ كُلُوا فَقَالَ سَلمَانُ فِي نَفسِهِ وَ عَقَدَ بِإِصبَعِهِ هَذِهِ وَاحِدَةٌ يَقُولُهَا بِالفَارِسِيّةِ ثُمّ أَتَاهُ بِطَبَقٍ آخَرَ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص مَا هَذِهِ فَقَالَ لَهُ سَلمَانُ رَأَيتُكَ لَا تَأكُلُ الصّدَقَةَ وَ هَذِهِ هَدِيّةٌ أَهدَيتُهَا إِلَيكَ فَقَالَص سَمّوا وَ كُلُوا وَ أَكَلَ ع فَعَقَدَ سَلمَانُ بِيَدِهِ اثنَتَينِ وَ قَالَ هَذِهِ آيَتَانِ يَقُولُهَا بِالفَارِسِيّةِ


صفحه : 106

ثُمّ دَارَ خَلفَهُ فَأَلقَي رَسُولُ اللّهِص عَن كَتِفِهِ الإِزَارَ فَنَظَرَ سَلمَانُ إِلَي خَاتَمِ النّبُوّةِ وَ الشّامَةِ فَأَقبَلَ يُقَبّلُهَا فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص مَن أَنتَ قَالَ أَنَا رَجُلٌ مِن أَهلِ فَارِسَ قَد خَرَجتُ مِن بلِاَديِ‌ مُنذُ كَذَا وَ كَذَا وَ حَدّثَهُ بِحَدِيثِهِ. وَ لَهُ حَدِيثٌ فِيهِ طُولٌ.فَأَسلَمَ وَ بَشّرَهُ رَسُولُ اللّهِص فَقَالَ لَهُ أَبشِر وَ اصبِر فَإِنّ اللّهَ سَيَجعَلُ لَكَ فَرَجاً مِن هَذَا اليهَوُديِ‌ّ. فَلَمّا أَمسَي رَسُولُ اللّهِص فَارَقَهُ أَبُو بَكرٍ وَ دَخَلَ المَدِينَةَ وَ نَزَلَ عَلَي بَعضِ الأَنصَارِ وَ بقَيِ‌َ رَسُولُ اللّهِص بِقُبَاءَ نَازِلًا عَلَي كُلثُومِ بنِ الهِدمِ فَلَمّا صَلّي رَسُولُ اللّهِص المَغرِبَ وَ العِشَاءَ الآخِرَةَ جَاءَهُ أَسعَدُ بنُ زُرَارَةَ مُقَنّعاً فَسَلّمَ عَلَي رَسُولِ اللّهِ وَ فَرِحَ بِقُدُومِهِ ثُمّ قَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا ظَنَنتُ أَن أَسمَعَ بِكَ فِي مَكَانٍ فَأَقعُدَ عَنكَ إِلّا أَنّ بَينَنَا وَ بَينَ إِخوَانِنَا مِنَ الأَوسِ مَا تَعلَمُ فَكَرِهتُ أَن آتِيَهُم فَلَمّا أَن كَانَ هَذَا الوَقتُ لَم أَحتَمِل أَن أَقعُدَ عَنكَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لِلأَوسِ مَن يُجِيرُهُ مِنكُم فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ جَوَارُنَا فِي جَوَارِكَ فَأَجِرهُ قَالَ لَا بَل يُجِيرُهُ بَعضُكُم فَقَالَ عُوَيمُ بنُ سَاعِدَةَ وَ سَعدُ بنُ خَيثَمَةَ نَحنُ نُجِيرُهُ يَا رَسُولَ اللّهِ فَأَجَارُوهُ وَ كَانَ يَختَلِفُ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَيَتَحَدّثُ عِندَهُ وَ يصُلَيّ‌ خَلفَهُ فبَقَيِ‌َ رَسُولُ اللّهِ خَمسَةَ عَشَرَ يَوماً فَجَاءَهُ أَبُو بَكرٍ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ تَدخُلُ المَدِينَةَ فَإِنّ القَومَ مُتَشَوّقُونَ إِلَي نُزُولِكَ عَلَيهِم فَقَالَص لَا أَرِيمُ مِن هَذَا المَكَانِ حَتّي يوُاَفيِ‌َ أخَيِ‌ عَلِيّ ع وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِ قَد بَعَثَ إِلَيهِ أَنِ احمِلِ العِيَالَ وَ اقدَم فَقَالَ أَبُو بَكرٍ مَا أَحسُبُ عَلِيّاً يوُاَفيِ‌ قَالَ بَلَي مَا أَسرَعَهُ إِن شَاءَ اللّهُ فبَقَيِ‌َ خَمسَةَ عَشَرَ يَوماً فَوَافَي عَلِيّ ع بِعِيَالِهِ.


صفحه : 107

فَلَمّا وَافَي كَانَ سَعدُ بنُ الرّبِيعِ وَ عَبدُ اللّهِ بنُ رَوَاحَةَ يَكسِرَانِ أَصنَامَ الخَزرَجِ وَ كَانَ كُلّ رَجُلٍ شَرِيفٍ فِي بَيتِهِ صَنَمٌ يَمسَحُهُ وَ يُطَيّبُهُ وَ لِكُلّ بَطنٍ مِنَ الأَوسِ وَ الخَزرَجِ صَنَمٌ فِي بَيتٍ لِجَمَاعَةٍ يُكرِمُونَهُ وَ يَجعَلُونَ عَلَيهِ مِندِيلًا وَ يَذبَحُونَ لَهُ فَلَمّا قَدِمَ الِاثنَا عَشَرَ مِنَ الأَنصَارِ أَخرَجُوهَا مِن بُيُوتِهِم وَ بُيُوتِ مَن أَطَاعَهُم فَلَمّا قَدِمَ السّبعُونَ كَثُرَ الإِسلَامُ وَ فَشَا وَ جَعَلُوا يَكسِرُونَ الأَصنَامَ. قَالَ وَ بقَيِ‌َ رَسُولُ اللّهِص بَعدَ قُدُومِ عَلِيّ ع يَوماً أَو يَومَينِ ثُمّ رَكِبَ رَاحِلَةً فَاجتَمَعَت إِلَيهِ بَنُو عَمرِو بنِ عَوفٍ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ أَقِم عِندَنَا فَإِنّا أَهلُ الجَدّ وَ الجَلَدِ وَ الحَلقَةِ وَ المَنَعَةِ فَقَالَص خَلّوا عَنهَا فَإِنّهَا مَأمُورَةٌ وَ بَلَغَ الأَوسَ وَ الخَزرَجَ خُرُوجُ رَسُولِ اللّهِص فَلَبِسُوا السّلَاحَ وَ أَقبَلُوا يَعدُونَ حَولَ نَاقَتِهِ


صفحه : 108

لَا يَمُرّ بحِيَ‌ّ مِن أَحيَاءِ الأَنصَارِ إِلّا وَثَبُوا فِي وَجهِهِ وَ أَخَذُوا بِزِمَامِ نَاقَتِهِ وَ تَطَلّبُوا إِلَيهِ أَن يَنزِلَ عَلَيهِم وَ رَسُولُ اللّهِص يَقُولُ خَلّوا سَبِيلَهَا فَإِنّهَا مَأمُورَةٌ حَتّي مَرّ ببِنَيِ‌ سَالِمٍ وَ كَانَ خُرُوجُ رَسُولِ اللّهِص مِن قُبَاءَ يَومَ الجُمُعَةِ فَوَافَي بنَيِ‌ سَالِمٍ عِندَ زَوَالِ الشّمسِ فَتَعَرّضَت لَهُ بَنُو سَالِمٍ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ هَلُمّ إِلَي الجَدّ وَ الجَلَدِ وَ الحَلقَةِ وَ المَنَعَةِ فَبَرَكَت نَاقَتُهُ عِندَ مَسجِدِهِم وَ قَد كَانُوا بَنَوا مَسجِداً قَبلَ قُدُومِ رَسُولِ اللّهِص فَنَزَلَ فِي مَسجِدِهِم وَ صَلّي بِهِمُ الظّهرَ وَ خَطَبَهُم وَ كَانَ أَوّلُ مَسجِدٍ خَطَبَ فِيهِ بِالجُمُعَةِ وَ صَلّي إِلَي بَيتِ المَقدِسِ وَ كَانَ الّذِينَ صَلّوا مَعَهُ فِي ذَلِكَ الوَقتِ مِائَةَ رَجُلٍ ثُمّ رَكِبَ رَسُولُ اللّهِص نَاقَتَهُ وَ أَرخَي زِمَامَهَا فَانتَهَي إِلَي عَبدِ اللّهِ بنِ أُبَيّ فَوَقَفَ عَلَيهِ وَ هُوَ يَقدِرُ أَنّهُ يُعرَضُ عَلَيهِ النّزُولُ عِندَهُ فَقَالَ لَهُ عَبدُ اللّهِ بنُ أُبَيّ بَعدَ أَن ثَارَتِ الغَيرَةُ وَ أَخَذَ كُمّهُ وَ وَضَعَهُ عَلَي أَنفِهِ يَا هَذَا اذهَب إِلَي الّذِينَ غَرّوكَ وَ خَدَعُوكَ وَ أَتَوا بِكَ فَانزِل عَلَيهِم وَ لَا تَغَشّنَا فِي دِيَارِنَا فَسَلّطَ اللّهُ عَلَي دُورِ بنَيِ‌ الحُبلَي الذّرّ فَخَرّبَ دُورَهُم فَصَارُوا نُزّالًا عَلَي غَيرِهِم وَ كَانَ جَدّ عَبدِ اللّهِ بنِ أُبَيّ يُقَالُ لَهُ ابنُ الحُبلَي فَقَامَ سَعدُ بنُ عُبَادَةَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ لَا يَعرِضُ فِي قَلبِكَ مِن قَولِ هَذَا شَيءٌ فَإِنّا كُنّا اجتَمَعنَا عَلَي أَن نُمَلّكَهُ عَلَينَا وَ هُوَ يَرَي الآنَ أَنّكَ قَد سَلَبتَهُ أَمراً قَد كَانَ أَشرَفَ عَلَيهِ فَانزِل عَلَيّ يَا رَسُولَ اللّهِ فَإِنّهُ لَيسَ فِي الخَزرَجِ وَ لَا فِي الأَوسِ أَكثَرُ فَمِ بِئرٍ منِيّ‌ وَ نَحنُ أَهلُ الجَلَدِ وَ العِزّ فَلَا تُجِزنَا يَا رَسُولَ اللّهِ فَأَرخَي زِمَامَ نَاقَتِهِ وَ مَرّت تَخُبّ بِهِ حَتّي انتَهَت إِلَي بَابِ المَسجِدِ ألّذِي هُوَ اليَومَ وَ لَم يَكُن مَسجِداً إِنّمَا كَانَ مِربَداً لِيَتِيمَينِ مِنَ الخَزرَجِ يُقَالُ لَهُمَا سَهلٌ وَ سُهَيلٌ وَ كَانَا فِي حَجرِ أَسعَدِ بنِ زُرَارَةَ فَبَرَكَتِ النّاقَةُ عَلَي بَابِ أَبِي أَيّوبَ خَالِدِ بنِ زَيدٍ فَنَزَلَ عَنهَا رَسُولُ اللّهِص .


صفحه : 109

فَلَمّا نَزَلَ اجتَمَعَ عَلَيهِ النّاسُ وَ سَأَلُوهُ أَن يَنزِلَ عَلَيهِم فَوَثَبَت أُمّ أَبِي أَيّوبَ إِلَي الرّحلِ فَحَلّتهُ فَأَدخَلَتهُ مَنزِلَهَا فَلَمّا أَكثَرُوا عَلَيهِ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَينَ الرّحلُ فَقَالُوا أُمّ أَبِي أَيّوبَ قَد أَدخَلَتهُ بَيتَهَا فَقَالَص المَرءُ مَعَ رَحلِهِ وَ أَخَذَ أَسعَدُ بنُ زُرَارَةَ بِزِمَامِ النّاقَةِ فَحَوّلَهَا إِلَي مَنزِلِهِ. وَ كَانَ أَبُو أَيّوبَ لَهُ مَنزِلٌ أَسفَلُ وَ فَوقَ المَنزِلِ غُرفَةٌ فَكَرِهَ أَن يَعلُوَ رَسُولُ اللّهِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ بأِبَيِ‌ أَنتَ وَ أمُيّ‌ العُلوُ أَحَبّ إِلَيكَ أَمِ السّفلُ فإَنِيّ‌ أَكرَهُ أَن أَعلُوَ فَوقَكَ فَقَالَص السّفلُ أَرفَقُ بِنَا لِمَن يَأتِينَا قَالَ أَبُو أَيّوبَ فَكُنّا فِي العُلوِ أَنَا وَ أمُيّ‌ فَكُنتُ إِذَا استَقَيتُ الدّلوَ أَخَافُ أَن يَقَعَ مِنهُ قَطرَةٌ عَلَي رَسُولِ اللّهِص وَ كُنتُ أَصعَدُ وَ أمُيّ‌ إِلَي العُلوِ خَفِيّاً مِن حَيثُ لَا يَعلَمُ وَ لَا يَحُسّ بِنَا وَ لَا نَتَكَلّمُ إِلّا خَفِيّاً وَ كَانَ إِذَا نَامَص لَا نَتَحَرّكُ وَ رُبّمَا طَبَخنَا فِي غُرفَتِنَا فَنُجِيفُ البَابَ عَلَي غُرفَتِنَا مَخَافَةَ أَن يُصِيبَ رَسُولَ اللّهِص دُخَانٌ وَ لَقَد سَقَطَت جَرّةٌ لَنَا وَ أُهَرِيقَ المَاءُ فَقَامَ أُمّ أَبِي أَيّوبَ إِلَي قَطِيفَةٍ لَم يَكُن لَنَا وَ اللّهِ غَيرُهَا فَأَلقَتهَا عَلَي ذَلِكَ المَاءِ تَستَنشِفُ بِهِ مَخَافَةَ أَن يَسِيلَ عَلَي رَسُولِ اللّهِص مِن ذَلِكَ شَيءٌ وَ كَانَ يَحضُرُ رَسُولَ اللّهِص المُسلِمُونَ مِنَ الأَوسِ وَ الخَزرَجِ وَ المُهَاجِرِينَ وَ كَانَ أَبُو أُمَامَةَ أَسعَدُ بنُ زُرَارَةَ يَبعَثُ إِلَيهِ فِي كُلّ يَومٍ غَدَاءً وَ عَشَاءً فِي قَصعَةِ ثَرِيدٍ عَلَيهَا عُرَاقٌ فَكَانَ يَأكُلُ مَعَهُ مَن جَاءَ حَتّي يَشبَعُونَ ثُمّ تُرَدّ القَصعَةُ كَمَا هيِ‌َ وَ كَانَ سَعدُ بنُ عُبَادَةَ يَبعَثُ إِلَيهِ فِي كُلّ لَيلَةٍ عَشَاءً وَ يَتَعَشّي مَعَهُ مَن حَضَرَهُ وَ تُرَدّ القَصعَةُ كَمَا هيِ‌َ وَ كَانُوا يَتَنَاوَبُونَ فِي بَعثِ الغَدَاءِ وَ العَشَاءِ إِلَيهِ أَسعَدُ بنُ زُرَارَةَ وَ سَعدُ بنُ خَيثَمَةَ وَ المُنذِرُ بنُ عَمرٍو وَ سَعدُ بنُ الرّبِيعِ وَ أُسَيدُ بنُ حُضَيرٍ قَالَ فَطَبَخَ لَهُ أُسَيدٌ يَوماً قِدراً فَلَم يَجِد مَن يَحمِلُهَا فَحَمَلَهَا بِنَفسِهِ وَ كَانَ رَجُلًا شَرِيفاً مِنَ النّقَبَاءِ فَوَافَاهُ رَسُولُ اللّهِص وَ قَد رَجَعَ مِنَ الصّلَاةِ فَقَالَ حَمَلتَهَا بِنَفسِكَ قَالَ نَعَم يَا رَسُولَ اللّهِ لَم أَجِد أَحَداً يَحمِلُهَا فَقَالَ بَارَكَ اللّهُ عَلَيكُم مِن أَهلِ بَيتٍ وَ فِي كِتَابِ دَلَائِلِ النّبُوّةِ عَن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ قَالَ قَدِمَ رَسُولُ اللّهِ المَدِينَةَ فَلَمّا


صفحه : 110

دَخَلَهَا جَاءَتِ الأَنصَارُ بِرِجَالِهَا وَ نِسَائِهَا فَقَالُوا إِلَينَا يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ دَعُوا النّاقَةَ فَإِنّهَا مَأمُورَةٌ فَبَرَكَت عَلَي بَابِ أَبِي أَيّوبَ فَخَرَجَت جَوَارٍ مِن بنَيِ‌ النّجّارِ يَضرِبنَ بِالدّفُوفِ وَ هُنّ يَقُلنَ


نَحنُ جَوَارٍ مِن بنَيِ‌ النّجّارِ.   يَا حَبّذَا مُحَمّدٌ مِن جَارٍ.

فَخَرَجَ إِلَيهِم رَسُولُ اللّهِص فَقَالَ أَ تحُبِوّننَيِ‌ فَقَالُوا بَلَي وَ اللّهِ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ أَنَا وَ اللّهِ أُحِبّكُم ثَلَاثَ مَرّاتٍ. قَالَ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ بنِ هَاشِمٍ وَ جَاءَتهُ اليَهُودُ قُرَيظَةُ وَ النّضِيرُ وَ قَينُقَاعُ فَقَالُوا يَا مُحَمّدُ إِلَي مَا تَدعُو قَالَ إِلَي شَهَادَةِ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أنَيّ‌ رَسُولُ اللّهِ وَ أنَيّ‌ ألّذِي تجَدِوُننَيِ‌ مَكتُوباً فِي التّورَاةِ وَ ألّذِي أَخبَرَكُم بِهِ عُلَمَاؤُكُم أَنّ مخَرجَيِ‌ بِمَكّةَ وَ مهُاَجرَيِ‌ فِي هَذِهِ الحَرّةِ وَ أَخبَرَكُم عَالِمٌ مِنكُم جَاءَكُم مِنَ الشّامِ فَقَالَ تَرَكتُ الخَمرَ وَ الخَمِيرَ وَ جِئتُ إِلَي البُؤسِ وَ التّمُورِ لنِبَيِ‌ّ يُبعَثُ فِي هَذِهِ الحَرّةِ مَخرَجُهُ بِمَكّةَ وَ مُهَاجَرُهُ هَاهُنَا وَ هُوَ آخَرُ الأَنبِيَاءِ وَ أَفضَلُهُم يَركَبُ الحِمَارَ وَ يَلبَسُ الشّملَةَ وَ يجَتزَ‌ِئَ بِالكِسرَةِ فِي عَينَيهِ حُمرَةٌ وَ بَينَ كَتِفَيهِ خَاتَمُ النّبُوّةِ وَ يَضَعُ سَيفَهُ عَلَي عَاتِقِهِ لَا يبُاَليِ‌ مَن لَاقَي وَ هُوَ الضّحُوكُ القَتّالُ يَبلُغُ سُلطَانَهُ مُنقَطِعُ الخُفّ وَ الحَافِرِ فَقَالُوا لَهُ قَد سَمِعنَا مَا تَقُولُ وَ قَد جِئنَاكَ لِنَطلُبَ مِنكَ الهُدنَةَ عَلَي أَن لَا نَكُونَ لَكَ وَ لَا عَلَيكَ وَ لَا نُعِينَ عَلَيكَ أَحَداً وَ لَا نَتَعَرّضَ لِأَحَدٍ مِن أَصحَابِكَ وَ لَا تَتَعَرّضَ لَنَا وَ لَا لِأَحَدٍ مِن أَصحَابِنَا حَتّي نَنظُرَ إِلَي مَا يَصِيرُ أَمرُكَ وَ أَمرُ قَومِكَ


صفحه : 111

فَأَجَابَهُم رَسُولُ اللّهِص إِلَي ذَلِكَ وَ كَتَبَ بَينَهُم كِتَاباً أَلّا يُعِينُوا عَلَي رَسُولِ اللّهِص وَ لَا عَلَي أَحَدٍ مِن أَصحَابِهِ بِلِسَانٍ وَ لَا يَدٍ وَ لَا بِسِلَاحٍ وَ لَا بِكُرَاعٍ فِي السّرّ وَ العَلَانِيَةِ لَا بِلَيلٍ وَ لَا بِنَهَارٍ اللّهُ بِذَلِكَ عَلَيهِم شَهِيدٌ فَإِن فَعَلُوا فَرَسُولُ اللّهِ فِي حِلّ مِن سَفكِ دِمَائِهِم وَ سبَي‌ِ ذَرَارِيّهِم وَ نِسَائِهِم وَ أَخذِ أَموَالِهِم وَ كَتَبَ لِكُلّ قَبِيلَةٍ مِنهُم كِتَاباً عَلَي حِدَةٍ وَ كَانَ ألّذِي تَوَلّي أَمرَ بنَيِ‌ النّضِيرِ حيَ‌ّ بنُ أَخطَبَ فَلَمّا رَجَعَ إِلَي مَنزِلِهِ قَالَ لَهُ إِخوَتُهُ جدُيَ‌ّ بنُ أَخطَبَ وَ أَبُو يَاسِرِ بنُ أَخطَبَ مَا عِندَكَ قَالَ هُوَ ألّذِي نَجِدُهُ فِي التّورَاةِ وَ ألّذِي بَشّرَنَا بِهِ عُلَمَاؤُنَا وَ لَا أَزَالُ لَهُ عَدُوّاً لِأَنّ النّبُوّةَ خَرَجَت مِن وُلدِ إِسحَاقَ وَ صَارَت فِي وُلدِ إِسمَاعِيلَ وَ لَا نَكُونُ تَبَعاً لِوُلدِ إِسمَاعِيلَ أَبَداً. وَ كَانَ ألّذِي ولَيِ‌َ أَمرَ قُرَيظَةَ كَعبَ بنَ أَسَدٍ وَ ألّذِي ولَيِ‌َ أَمرَ بنَيِ‌ قَينُقَاعَ مُخَيرِيقٌ وَ كَانَ أَكثَرُهُم مَالًا وَ حَدَائِقَ فَقَالَ لِقَومِهِ تَعلَمُونَ أَنّهُ النّبِيّ المَبعُوثُ فَهَلُمّوا نُؤمِنُ بِهِ وَ نَكُونُ قَد أَدرَكنَا الكِتَابَينِ فَلَم يُجِبهُ قَينُقَاعُ إِلَي ذَلِكَ. قَالَ وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يصُلَيّ‌ فِي المِربَدِ بِأَصحَابِهِ. فَقَالَ لِأَسعَدِ بنِ زُرَارَةَ اشتَرِ هَذَا المِربَدَ مِن أَصحَابِهِ فَسَاوَمَ اليَتِيمَينِ عَلَيهِ فَقَالَا هُوَ لِرَسُولِ اللّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا إِلّا بِثَمَنٍ فَاشتَرَاهُ بِعَشَرَةِ دَنَانِيرَ وَ كَانَ فِيهِ مَاءٌ مُستَنقَعٌ فَأَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللّهِ فَسِيلَ وَ أَمَرَ بِاللّبِنِ فَضُرِبَ فَبَنَاهُ رَسُولُ اللّهِص فَحَفَرَهُ فِي الأَرضِ ثُمّ أَمَرَ بِالحِجَارَةِ فَنُقِلَت مِنَ الحَرّةِ فَكَانَ


صفحه : 112

المُسلِمُونَ يَنقُلُونَهَا

فَأَقبَلَ رَسُولُ اللّهِص يَحمِلُ حَجَراً عَلَي بَطنِهِ فَاستَقبَلَهُ أُسَيدُ بنُ حُضَيرٍ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ أعَطنِيِ‌ أَحمِلهُ عَنكَ قَالَ لَا اذهَب فَاحمِل غَيرَهُ فَنَقَلُوا الحِجَارَةَ وَ رَفَعُوهَا مِنَ الحُفرَةِ حَتّي بَلَغَ وَجهَ الأَرضِ ثُمّ بَنَاهُ أَوّلًا بِالسّعِيدَةِ لَبِنَةً لَبِنَةً ثُمّ بَنَاهُ بِالسّمِيطِ وَ هُوَ لَبِنَةٌ وَ نِصفٌ ثُمّ بَنَاهُ بِالأُنثَي وَ الذّكَرِ لَبِنَتَينِ مُخَالِفَتَينِ وَ رَفَعَ حَائِطَهُ قَامَةً وَ كَانَ مُؤَخّرُهُ مِائَةَ ذِرَاعٍ ثُمّ اشتَدّ عَلَيهِمُ الحَرّ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ لَو أَظلَلتَ عَلَيهِ ظِلّا فَرَفَعَص أَسَاطِينَهُ فِي مُقَدّمِ المَسجِدِ إِلَي مَا يلَيِ‌ الصّحنَ بِالخَشَبِ ثُمّ ظَلّلَهُ وَ أَلقَي عَلَيهِ سَعَفَ النّخلِ فَعَاشُوا فِيهِ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ لَو سَقَفتَ سَقفاً قَالَ لَا عَرِيشٌ كَعَرِيشِ مُوسَي الأَمرُ أَعجَلُ مِن ذَلِكَ وَ ابتَنَي رَسُولُ اللّهِص مَنَازِلَهُ وَ مَنَازِلَ أَصحَابِهِ حَولَ المَسجِدِ وَ خَطّ لِأَصحَابِهِ خِطَطاً فَبَنَوا فِيهِ مَنَازِلَهُم وَ كُلّ شَرَعَ مِنهُ بَاباً إِلَي المَسجِدِ وَ خَطّ لِحَمزَةَ وَ شَرَعَ بَابَهُ إِلَي المَسجِدِ وَ خَطّ لعِلَيِ‌ّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع مِثلَ مَا خَطّ لَهُم وَ كَانُوا يَخرُجُونَ مِن مَنَازِلِهِم فَيَدخُلُونَ المَسجِدَ فَنَزَلَ عَلَيهِ جَبرَئِيلُ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ إِنّ اللّهَ يَأمُرُكَ أَن تَأمُرَ كُلّ مَن كَانَ لَهُ بَابٌ إِلَي المَسجِدِ أَن يَسُدّهُ وَ لَا يَكُونَ لِأَحَدٍ بَابٌ إِلَي المَسجِدِ إِلّا لَكَ وَ لعِلَيِ‌ّ ع وَ يَحِلّ لعِلَيِ‌ّ فِيهِ مَا يَحِلّ لَكَ فَغَضِبَ أَصحَابُهُ وَ غَضِبَ حَمزَةُ وَ قَالَ أَنَا عَمّهُ يَأمُرُ بِسَدّ باَبيِ‌ وَ يَترُكُ بَابَ ابنِ أخَيِ‌ وَ هُوَ أَصغَرُ منِيّ‌ فَجَاءَهُ فَقَالَ يَا عَمّ لَا تَغضَبَنّ مِن سَدّ بَابِكَ وَ تَركِ بَابِ عَلِيّ فَوَ اللّهِ مَا أَنَا أَمَرتُ بِذَلِكَ وَ لَكِنّ اللّهَ أَمَرَ بِسَدّ أَبوَابِكُم وَ تَركِ بَابِ عَلِيّ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ رَضِيتُ وَ سَلّمتُ لِلّهِ وَ لِرَسُولِهِ. قَالَ وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص حَيثُ بَنَي مَنَازِلَهُ كَانَت فَاطِمَةُ ع عِندَهُ فَخَطَبَهَا أَبُو بَكرٍ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ أَنتَظِرُ أَمرَ اللّهِ ثُمّ خَطَبَهَا عُمَرُ فَقَالَ مِثلَ ذَلِكَ فَقِيلَ


صفحه : 113

لعِلَيِ‌ّ ع لِمَ لَا تَخطُبُ فَاطِمَةَ فَقَالَ وَ اللّهِ مَا عنِديِ‌ شَيءٌ فَقِيلَ لَهُ إِنّ رَسُولَ اللّهِص لَا يَسأَلُكَ شَيئاً فَجَاءَ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَاستَحيَا أَن يَسأَلَهُ فَرَجَعَ ثُمّ جَاءَهُ فِي اليَومِ الثاّنيِ‌ فَاستَحيَا فَرَجَعَ ثُمّ جَاءَهُ فِي اليَومِ الثّالِثِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص يَا عَلِيّ أَ لَكَ حَاجَةٌ قَالَ بَلَي يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ لَعَلّكَ جِئتَ خَاطِباً قَالَ نَعَم يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِ هَل عِندَكَ شَيءٌ يَا عَلِيّ قَالَ مَا عنِديِ‌ يَا رَسُولَ اللّهِ شَيءٌ إِلّا درِعيِ‌ فَزَوّجَهُ رَسُولُ اللّهِ عَلَي اثنتَيَ‌ عَشرَةَ أُوقِيّةً وَ نَشّ وَ دَفَعَ إِلَيهِ دِرعَهُ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص هَيّئ مَنزِلًا حَتّي تُحَوّلَ فَاطِمَةُ إِلَيهِ فَقَالَ عَلِيّ ع يَا رَسُولَ اللّهِ مَا هَاهُنَا مَنزِلٌ إِلّا مَنزِلُ حَارِثَةَ بنِ النّعمَانِ وَ كَانَ لِفَاطِمَةَ ع يَومَ بَنَي بِهَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع تِسعُ سِنِينَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص وَ اللّهِ لَقَدِ استَحيَينَا مِن حَارِثَةَ بنِ النّعمَانِ قَد أَخَذنَا عَامّةَ مَنَازِلِهِ فَبَلَغَ ذَلِكَ حَارِثَةَ فَجَاءَ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ أَنَا وَ ماَليِ‌ لِلّهِ وَ لِرَسُولِهِ وَ اللّهِ مَا شَيءٌ أَحَبّ إلِيَ‌ّ مِمّا تَأخُذُهُ وَ ألّذِي تَأخُذُهُ أَحَبّ إلِيَ‌ّ مِمّا تَترُكُهُ فَجَزَاهُ رَسُولُ اللّهِص خَيراً فَحُوّلَت فَاطِمَةُ إِلَي عَلِيّ ع فِي مَنزِلِ حَارِثَةَ وَ كَانَ فِرَاشُهُمَا إِهَابَ كَبشٍ جَعَلَا صُوفَهُ تَحتَ جُنُوبِهِمَا. قَالَ وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يصُلَيّ‌ إِلَي بَيتِ المَقدِسِ مُدّةَ مُقَامِهِ بِمَكّةَ وَ فِي هِجرَتِهِ حَتّي أَتَي لَهُ سَبعَةُ أَشهُرٍ فَلَمّا أَتَي لَهُ سَبعَةُ أَشهُرٍ عَيّرَتهُ اليَهُودُ وَ قَالُوا لَهُ أَنتَ تَابِعٌ لَنَا تصُلَيّ‌ إِلَي قِبلَتِنَا وَ نَحنُ أَقدَمُ مِنكَ فِي الصّلَاةِ فَاغتَمّ رَسُولُ اللّهِص


صفحه : 114

مِن ذَلِكَ وَ أَحَبّ أَن يُحَوّلَ اللّهُ قِبلَتَهُ إِلَي الكَعبَةِ فَخَرَجَ فِي جَوفِ اللّيلِ وَ نَظَرَ إِلَي آفَاقِ السّمَاءِ يَنتَظِرُ أَمرَ اللّهِ وَ خَرَجَ فِي ذَلِكَ اليَومِ إِلَي مَسجِدِ بنَيِ‌ سَالِمٍ ألّذِي جَمَعَ فِيهِ أَوّلَ جُمُعَةٍ كَانَت بِالمَدِينَةِ وَ صَلّي بِهِمُ الظّهرَ هُنَاكَ بِرَكعَتَينِ إِلَي بَيتِ المَقدِسِ وَ رَكعَتَينِ إِلَي الكَعبَةِ وَ نَزَلَ عَلَيهِقَد نَري تَقَلّبَ وَجهِكَ فِي السّماءِ فَلَنُوَلّيَنّكَ قِبلَةً تَرضاهاالآيَاتِ ثُمّ نَزَلَ عَلَي رَسُولِ اللّهِص آيَةُ القِتَالِ وَ أُذِنَ لَهُ فِي مُحَارَبَةِ قُرَيشٍ وَ هيِ‌َ قَولُهُأُذِنَ لِلّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنّهُم ظُلِمُوا وَ إِنّ اللّهَ عَلي نَصرِهِم لَقَدِيرٌ الّذِينَ أُخرِجُوا مِن دِيارِهِم بِغَيرِ حَقّ إِلّا أَن يَقُولُوا رَبّنَا اللّهُ.

توضيح التوكف التوقع والانتظار و قال الجوهري‌ الآل ألذي تراه في أول النهار وآخره كأنه يرفع الشخوص و ليس هوالسراب انتهي . و في بعض رواياتهم رأي رجلا مبيضا يزول به السراب قال في النهاية أي يرفعه ويظهره يقال زال به السراب إذاظهر شخصه فيه خيالا. و قال الأطم مثل الأجم يخفف ويثقل والجمع آطام وهي‌ حصون لأهل المدينة و قال تشوفت إلي الشي‌ء أي تطلعت يقال النساء يتشوفن إلي السطوح أي ينظرن ويتطاولن قوله لاأريم أي لاأبرح و لاأزول قوله والحلقة في بعض النسخ بالحاء المهملة والقاف وهي‌ بالفتح وسكون اللام السلاح و في بعضها بالفاء وهي‌ بالكسر المعاقدة والمعاهدة علي التعاضد والتساعد. قوله أكثر فم بئر لعله جعل كثرة الناس في فم البئر أوكثرة البئر كناية عن كثرة الأتباع والأضياف والخبب ضرب من العدو. و قال الجزري‌ فيه إن مسجده كان مربدا ليتيمين المربد الموضع ألذي يحبس فيه الإبل والغنم و به سمي‌ مربد المدينة والبصرة بكسر الميم وفتح


صفحه : 115

الباء من ربد بالمكان إذاأقام فيه وربده إذاحبسه والمربد أيضا الموضع ألذي يجعل فيه التمر لينشف

2-كا،[الكافي‌] فِي الرّوضَةِ مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي حَمزَةَ عَن سَعِيدِ بنِ المُسَيّبِ قَالَسَأَلتُ عَلِيّ بنَ الحُسَينِ ع ابنَ كَم كَانَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع يَومَ أَسلَمَ فَقَالَ أَ وَ كَانَ كَافِراً قَطّ إِنّمَا كَانَ لعِلَيِ‌ّ ع حَيثُ بَعَثَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ رَسُولَهُص عَشرُ سِنِينَ وَ لَم يَكُن يَومَئِذٍ كَافِراً وَ لَقَد آمَنَ بِاللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي وَ بِرَسُولِهِ ع وَ سَبَقَ النّاسَ كُلّهُم إِلَي الإِيمَانِ بِاللّهِ وَ بِرَسُولِهِ وَ إِلَي الصّلَاةِ بِثَلَاثِ سِنِينَ وَ كَانَت أَوّلُ صَلَاةٍ صَلّاهَا مَعَ رَسُولِ اللّهِص الظّهرَ رَكعَتَينِ وَ كَذَلِكَ فَرَضَهَا اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي عَلَي مَن أَسلَمَ بِمَكّةَ رَكعَتَينِ رَكعَتَينِ وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يُصَلّيهَا بِمَكّةَ رَكعَتَينِ وَ يُصَلّيهَا عَلِيّ ع مَعَهُ بِمَكّةَ رَكعَتَينِ مُدّةَ عَشرِ سِنِينَ حَتّي هَاجَرَ رَسُولُ اللّهِص إِلَي المَدِينَةِ وَ خَلّفَ عَلِيّاً ع فِي أُمُورٍ لَم يَكُن يَقُومُ بِهَا أَحَدٌ غَيرُهُ وَ كَانَ خُرُوجُ رَسُولِ اللّهِص مِن مَكّةَ فِي أَوّلِ يَومٍ مِن رَبِيعٍ الأَوّلِ وَ ذَلِكَ يَومُ الخَمِيسِ مِن سَنَةِ ثَلَاثَ عَشرَةَ مِنَ المَبعَثِ وَ قَدِمَ المَدِينَةَ لاِثنتَيَ‌ عَشرَةَ لَيلَةً خَلَت مِن شَهرِ رَبِيعٍ الأَوّلِ مَعَ زَوَالِ الشّمسِ فَنَزَلَ بِقُبَاءَ فَصَلّي الظّهرَ رَكعَتَينِ وَ العَصرَ رَكعَتَينِ ثُمّ لَم يَزَل مُقِيماً يَنتَظِرُ عَلِيّاً ع يصُلَيّ‌ الخَمسَ صَلَوَاتٍ رَكعَتَينِ رَكعَتَينِ وَ كَانَ نَازِلًا عَلَي عَمرِو بنِ عَوفٍ فَأَقَامَ عِندَهُم بِضعَةَ عَشَرَ يَوماً يَقُولُونَ لَهُ أَ تُقِيمُ عِندَنَا فَنَتّخِذَ لَكَ مَسجِداً فَيَقُولُ لَا إنِيّ‌ أَنتَظِرُ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ وَ قَد أَمَرتُهُ أَن يلَحقَنَيِ‌ وَ لَستُ مُستَوطِناً مَنزِلًا حَتّي يَقدَمَ عَلِيّ وَ مَا أَسرَعَهُ إِن شَاءَ اللّهُ فَقَدِمَ عَلِيّ ع وَ النّبِيّص فِي بَيتِ عَمرِو بنِ عَوفٍ فَنَزَلَ مَعَهُ ثُمّ إِنّ رَسُولَ اللّهِص لَمّا قَدِمَ عَلِيّ تَحَوّلَ مِن قُبَاءَ إِلَي بنَيِ‌ سَالِمِ بنِ عَوفٍ وَ عَلِيّ ع مَعَهُ يَومَ الجُمُعَةِ مَعَ طُلُوعِ الشّمسِ فَخَطّ لَهُم مَسجِداً وَ نَصَبَ قِبلَتَهُ وَ صَلّي بِهِم فِيهِ الجُمُعَةَ رَكعَتَينِ وَ خَطَبَ خُطبَتَينِ ثُمّ رَاحَ مِن يَومِهِ إِلَي المَدِينَةِ عَلَي نَاقَتِهِ التّيِ‌ كَانَ قَدِمَ


صفحه : 116

عَلَيهَا وَ عَلِيّ ع مَعَهُ لَا يُفَارِقُهُ يمَشيِ‌ بِمَشيِهِ وَ لَيسَ يَمُرّ رَسُولُ اللّهِص بِبَطنٍ مِن بُطُونِ الأَنصَارِ إِلّا قَامُوا إِلَيهِ يَسأَلُونَهُ أَن يَنزِلَ عَلَيهِم فَيَقُولُ لَهُم خَلّوا سَبِيلَ النّاقَةِ فَإِنّهَا مَأمُورَةٌ فَانطَلَقَت بِهِ وَ رَسُولُ اللّهِص وَاضِعٌ لَهَا زِمَامَهَا حَتّي انتَهَت إِلَي المَوضِعِ ألّذِي تَرَي وَ أَشَارَ بِيَدِهِ إِلَي بَابِ مَسجِدِ رَسُولِ اللّهِص ألّذِي يصُلَيّ‌ عِندَهُ بِالجَنَائِزِ فَوَقَفَت عِندَهُ وَ بَرَكَت وَ وَضَعَت جِرَانَهَا عَلَي الأَرضِ فَنَزَلَ رَسُولُ اللّهِص وَ أَقبَلَ أَبُو أَيّوبَ مُبَادِراً حَتّي احتَمَلَ رَحلَهُ فَأَدخَلَهُ مَنزِلَهُ وَ نَزَلَ رَسُولُ اللّهِص وَ عَلِيّ ع مَعَهُ حَتّي بنُيِ‌َ لَهُ مَسجِدُهُ وَ بُنِيَت لَهُ مَسَاكِنُهُ وَ مَنزِلُ عَلِيّ ع فَتَحَوّلَا إِلَي مَنَازِلِهِمَا فَقَالَ سَعِيدُ بنُ المُسَيّبِ لعِلَيِ‌ّ بنِ الحُسَينِ ع جُعِلتُ فِدَاكَ كَانَ أَبُو بَكرٍ مَعَ رَسُولِ اللّهِص حِينَ أَقبَلَ إِلَي المَدِينَةِ فَأَينَ فَارَقَهُ فَقَالَ إِنّ أَبَا بَكرٍ لَمّا قَدِمَ رَسُولُ اللّهِص إِلَي قُبَاءَ فَنَزَلَ بِهِم يَنتَظِرُ قُدُومَ عَلِيّ ع فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكرٍ انهَض بِنَا إِلَي المَدِينَةِ فَإِنّ القَومَ قَد فَرِحُوا بِقُدُومِكَ وَ هُم يَستَرِيثُونَ إِقبَالَكَ إِلَيهِم فَانطَلِق بِنَا وَ لَا تَقُم هَاهُنَا تَنتَظِرُ عَلِيّاً فَمَا أَظُنّهُ يَقدَمُ إِلَيكَ إِلَي شَهرٍ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص كَلّا مَا أَسرَعَهُ وَ لَستُ أَرِيمُ حَتّي يَقدَمَ ابنُ عمَيّ‌ وَ أخَيِ‌ فِي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ أَحَبّ أَهلِ بيَتيِ‌ إلِيَ‌ّ فَقَد وقَاَنيِ‌ بِنَفسِهِ مِنَ المُشرِكِينَ قَالَ فَغَضِبَ عِندَ ذَلِكَ أَبُو بَكرٍ وَ اشمَأَزّ وَ دَاخَلَهُ مِن ذَلِكَ حَسَدٌ لعِلَيِ‌ّ ع وَ كَانَ ذَلِكَ أَوّلَ عَدَاوَةٍ بَدَت مِنهُ لِرَسُولِ اللّهِص فِي عَلِيّ ع وَ أَوّلَ خِلَافٍ عَلَي رَسُولِ اللّهِص فَانطَلَقَ حَتّي دَخَلَ المَدِينَةَ وَ تَخَلّفَ رَسُولُ اللّهِص بِقُبَاءَ حَتّي يَنتَظِرَ عَلِيّاً قَالَ فَقُلتُ لعِلَيِ‌ّ بنِ الحُسَينِ ع فَمَتَي زَوّجَ رَسُولُ اللّهِص فَاطِمَةَ ع مِن عَلِيّ ع فَقَالَ بِالمَدِينَةِ بَعدَ الهِجرَةِ بِسَنَةٍ وَ كَانَ لَهَا يَومَئِذٍ تِسعُ سِنِينَ


صفحه : 117

قَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع وَ لَم يُولَد لِرَسُولِ اللّهِص مِن خَدِيجَةَ ع عَلَي فِطرَةِ الإِسلَامِ إِلّا فَاطِمَةُ ع وَ قَد كَانَت خَدِيجَةُ مَاتَت قَبلَ الهِجرَةِ بِسَنَةٍ وَ مَاتَ أَبُو طَالِبٍ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ بَعدَ مَوتِ خَدِيجَةَ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهَا بِسَنَةٍ فَلَمّا فَقَدَهُمَا رَسُولُ اللّهِص سَئِمَ المُقَامَ بِمَكّةَ وَ دَخَلَهُ حُزنٌ شَدِيدٌ وَ أَشفَقَ عَلَي نَفسِهِ مِن كُفّارِ قُرَيشٍ فَشَكَا إِلَي جَبرَئِيلَ ع ذَلِكَ فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَيهِ اخرُج مِنَالقَريَةِ الظّالِمِ أَهلُها وَ هَاجِر إِلَي المَدِينَةِ فَلَيسَ لَكَ اليَومَ بِمَكّةَ نَاصِرٌ وَ انصِب لِلمُشرِكِينَ حَرباً فَعِندَ ذَلِكَ تَوَجّهَ رَسُولُ اللّهِص إِلَي المَدِينَةِ فَقُلتُ فَمَتَي فُرِضَتِ الصّلَاةُ عَلَي المُسلِمِينَ عَلَي مَا هُم عَلَيهِ اليَومَ فَقَالَ بِالمَدِينَةِ حِينَ ظَهَرَتِ الدّعوَةُ وَ قوَيِ‌َ الإِسلَامُ وَ كَتَبَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَلَي المُسلِمِينَ الجِهَادَ زَادَ رَسُولُ اللّهِص فِي الصّلَاةِ سَبعَ رَكَعَاتٍ فِي الظّهرِ رَكعَتَينِ وَ فِي العَصرِ رَكعَتَينِ وَ فِي المَغرِبِ رَكعَةً وَ فِي العِشَاءِ الآخِرَةِ رَكعَتَينِ وَ أَقَرّ الفَجرَ عَلَي مَا فُرِضَت لِتَعجِيلِ نُزُولِ مَلَائِكَةِ النّهَارِ مِنَ السّمَاءِ وَ لِتَعجِيلِ عُرُوجِ مَلَائِكَةِ اللّيلِ إِلَي السّمَاءِ وَ كَانَ مَلَائِكَةُ اللّيلِ وَ مَلَائِكَةُ النّهَارِ يَشهَدُونَ مَعَ رَسُولِ اللّهِص صَلَاةَ الفَجرِ فَلِذَلِكَ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ قُرآنَ الفَجرِ إِنّ قُرآنَ الفَجرِ كانَ مَشهُوداًيَشهَدُهُ المُسلِمُونَ وَ تَشهَدُهُ مَلَائِكَةُ النّهَارِ وَ مَلَائِكَةُ اللّيلِ

بيان البضع ما بين الثلاث إلي العشرة وجران البعير بالكسر مقدم عنقه من مذبحه إلي منحره قوله وهم يستريثون أي يستبطئون قوله علي فطرة الإسلام أي بعدبعثته ص . قوله ع لتعجيل نزول ملائكة الليل .أقول تعليل قصر الصلاة بتعجيل عروج ملائكة الليل ظاهر و أماتعليله بتعجيل ملائكة النهار فيمكن أن يوجه بوجوه


صفحه : 118

الأول أن يقال إن صلاة الفجر إذاكانت قصيرة يعجلون في النزول ليدركوه بخلاف ما إذاكانت طويلة لإمكان تأخيرهم النزول إلي الثالثة أوالرابعة و فيه أن هذاإنما يستقيم إذا لم يكن شهودهم من أول الصلاة لازما و هوخلاف ظاهر الخبر.الثاني‌ أن يقال لعل الحكمة اقتضت عدم اجتماع ملائكة الليل والنهار كثيرا في الأرض فيكون تعجيل عروج ملائكة الليل أمرا مطلوبا في نفسه ومعللا أيضا بتعجيل نزول ملائكة النهار.الثالث أن يكون شهود ملائكة النهار لصلاة الفجر في الهواء و يكون المراد بنزولهم نزولهم إلي الأرض فلاينزلون إلا مع عروج ملائكة الليل .الرابع ماقيل إن معناه أنه لماكانت ملائكة النهار تنزل بالتعجيل لأجل فعل ماهي‌ مأمورة به في الأرض من كتابة الأعمال وغيرها فكان مما يتعلق بهاأول النهار ناسب ذلك تخفيف الصلاة ليشتغلوا بما أمروا به كما أن ملائكة الليل تتعجل العروج إما لمثل ماذكر من كونها تتعلق بهاأمور بحيث تكون من أول الليل كعبادة ونحوها بل لو لم يكن إلاأمرها بالعروج إذاانقضت مدة عملها لكفي فتعجيل النزول للفرض المذكور علة للتخفيف كما أن تعجيل العروج علة مع تحصيلهم جميعا الصلاة معه و لايضر كون التعجيل في الأول علة العلة. ثم اعلم أنه ورد في الفقيه والعلل هكذا وأقر الفجر علي مافرضت بمكة لتعجيل عروج ملائكة الليل إلي السماء ولتعجيل نزول ملائكة النهار إلي الأرض فكانت ملائكة الليل وملائكة النهار يشهدون .فعلي هذايزيد احتمال خامس و هو أن يكون قصر الصلاة معللا بتعجيل العروج فقط و أماتعجيل النزول فيكون علة لمابعده أعني‌ شهود ملائكة الليل والنهار جميعا


صفحه : 119

3-كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ وَ مُحَمّدُ بنُ الحُسَينِ عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ أَبِي نَصرٍ وَ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ المُغِيرَةِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَمِعتُهُ ع يَقُولُ إِنّ رَسُولَ اللّهِص بَنَي مَسجِدَهُ بِالسّمِيطِ ثُمّ إِنّ المُسلِمِينَ كَثُرُوا فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ لَو أَمَرتَ بِالمَسجِدِ فَزِيدَ فِيهِ فَقَالَ نَعَم فَأَمَرَ بِهِ فَزِيدَ فِيهِ وَ بَنَاهُ بِالسّعِيدَةِ ثُمّ إِنّ المُسلِمِينَ كَثُرُوا فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ لَو أَمَرتَ بِالمَسجِدِ فَزِيدَ فِيهِ فَقَالَ نَعَم فَأَمَرَ بِهِ فَزِيدَ فِيهِ وَ بَنَي جِدَارَهُ بِالأُنثَي وَ الذّكَرِ ثُمّ اشتَدّ عَلَيهِمُ الحَرّ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ لَو أَمَرتَ بِالمَسجِدِ فَظُلّلَ فَقَالَ نَعَم فَأَمَرَ بِهِ فَأُقِيمَت فِيهِ سوَاَريِ‌ مِن جُذُوعِ النّخلِ ثُمّ طُرِحَت عَلَيهِ العَوَارِضُ وَ الخَصَفُ وَ الإِذخِرُ فَعَاشُوا فِيهِ حَتّي أَصَابَتهُمُ الأَمطَارُ فَجَعَلَ المَسجِدُ يَكِفُ عَلَيهِم فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ لَو أَمَرتَ بِالمَسجِدِ فَطُيّنَ فَقَالَ لَهُم رَسُولُ اللّهِص لَا عَرِيشٌ كَعَرِيشِ مُوسَي ع فَلَم يَزَل كَذَلِكَ حَتّي قُبِضَ رَسُولُ اللّهِص وَ كَانَ جِدَارُهُ قَبلَ أَن يُظَلّلَ قَامَةً فَكَانَ إِذَا كَانَ الفيَ‌ءُ ذِرَاعاً وَ هُوَ قَدرُ مَربِضِ عَنزٍ صَلّي الظّهرَ فَإِذَا كَانَ ضِعفَ ذَلِكَ صَلّي العَصرَ وَ قَالَ ع السّمِيطُ لَبِنَةٌ لَبِنَةٌ وَ السّعِيدَةُ لَبِنَةٌ وَ نِصفٌ وَ الذّكَرُ وَ الأُنثَي لَبِنَتَانِ مُخَالِفَتَانِ

4-كا،[الكافي‌] أَبُو عَلِيّ الأشَعرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ عَن عُبَيسِ بنِ


صفحه : 120

هِشَامٍ عَن عَبدِ الصّمَدِ بنِ بَشِيرٍ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَمّا دَخَلَ النّبِيّص المَدِينَةَ خَطّ دَورَهَا بِرِجلِهِ ثُمّ قَالَ أللّهُمّ مَن بَاعَ رِبَاعَهُ فَلَا تُبَارِك لَهُ

بيان خط دورها بالفتح أي حولها أوبالضم جمع الدار فالمراد بهاالدور التي‌ بناها له ولأهل بيته وأصحابه ص والرباع بالكسر جمع الربع بالفتح وهي‌ الدار

5-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ هِلَالٍ عَن عُقبَةَ بنِ خَالِدٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع إِنّا نأَتيِ‌ المَسَاجِدَ التّيِ‌ حَولَ المَدِينَةِ فَبِأَيّهَا أَبدَأُ فَقَالَ ابدَأ بِقُبَاءَ فَصَلّ فِيهِ وَ أَكثِر فَإِنّهُ أَوّلُ مَسجِدٍ صَلّي فِيهِ رَسُولُ اللّهِص فِي هَذِهِ العَرصَةِ ثُمّ ائتِ مَشرَبَةَ أُمّ اِبرَاهِيمَ فَصَلّ فِيهَا وَ هيِ‌َ مَسكَنُ رَسُولِ اللّهِص وَ مُصَلّاهُ ثُمّ تأَتيِ‌ مَسجِدَ الفَضِيحِ فتَصُلَيّ‌ فِيهِ فَقَد صَلّي فِيهِ نَبِيّكَص

6-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن حَمّادٍ عَنِ الحلَبَيِ‌ّ عَن


صفحه : 121

أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَنِ المَسجِدِ ألّذِيأُسّسَ عَلَي التّقوي فَقَالَ مَسجِدُ قُبَاءَ

7-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]سَلمَانُ قَالَ لَمّا قَدِمَ النّبِيّص المَدِينَةَ تَعَلّقَ النّاسُ بِزِمَامِ النّاقَةِ فَقَالَ النّبِيّص يَا قَومِ دَعُوا النّاقَةَ فهَيِ‌َ مَأمُورَةٌ فَعَلَي بَابِ مَن بَرَكَت فَأَنَا عِندَهُ فَأَطلِقُوا زِمَامَهَا وَ هيِ‌َ تَهِفّ فِي السّيرِ حَتّي دَخَلَتِ المَدِينَةَ فَبَرَكَت عَلَي بَابِ أَبِي أَيّوبَ الأنَصاَريِ‌ّ وَ لَم يَكُن فِي المَدِينَةِ أَفقَرُ مِنهُ فَانقَطَعَت قُلُوبُ النّاسِ حَسرَةً عَلَي مُفَارَقَةِ النّبِيّص فَنَادَي أَبُو أَيّوبَ يَا أُمّاه افتحَيِ‌ البَابَ فَقَد قَدِمَ سَيّدُ البَشَرِ وَ أَكرَمُ رَبِيعَةَ وَ مُضَرَ مُحَمّدٌ المُصطَفَي وَ الرّسُولُ المُجتَبَي فَخَرَجَت وَ فَتَحَتِ البَابَ وَ كَانَت عَميَاءَ فَقَالَت وَا حَسرَتَاه لَيتَ كَانَت لِي عَينٌ أَبصُرُ بِهَا وَجهَ سيَدّيِ‌ رَسُولِ اللّهِص فَكَانَ أَوّلُ مُعجِزَةِ النّبِيّص فِي المَدِينَةِ أَنّهُ وَضَعَ كَفّهُ عَلَي وَجهِ أَمّ أَبِي أَيّوبَ فَانفَتَحَت عَينَاهَا

بيان الهفيف سرعة السير

8-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]هَاجَرَ النّبِيّص إِلَي المَدِينَةِ وَ أَمَرَ أَصحَابَهُ بِالهِجرَةِ وَ هُوَ ابنُ ثَلَاثٍ وَ خَمسِينَ سَنَةً وَ كَانَت هِجرَتُهُ يَومَ الإِثنَينِ وَ صَارَ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ فِي الغَارِ وَ روُيِ‌َ سِتّةُ أَيّامٍ وَ دَخَلَ المَدِينَةَ يَومَ الإِثنَينِ الثاّنيِ‌ عَشَرَ مِن رَبِيعٍ الأَوّلِ وَ قِيلَ الحاَديِ‌ عَشَرَ وَ هيِ‌َ السّنَةُ الأُولَي مِنَ الهِجرَةِ فَرَدّ التّارِيخَ إِلَي المُحَرّمِ وَ كَانَ نَزَلَ بِقُبَاءَ فِي دَارِ كُلثُومِ بنِ الهِدمِ ثُمّ بِدَارِ خَيثَمَةَ الأوَسيِ‌ّ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ وَ يُقَالُ اثنَا عَشَرَ


صفحه : 122

يَوماً إِلَي بُلُوغِ عَلِيّ ع وَ أَهلِ البَيتِ وَ كَانَ أَهلُ المَدِينَةِ يَستَقبِلُونَ كُلّ يَومٍ إِلَي قُبَاءَ وَ يَنصَرِفُونَ فَأَسّسَ بِقُبَاءَ مَسجِدَهُم وَ خَرَجَ يَومَ الجُمُعَةِ وَ نَزَلَ المَدِينَةَ وَ صَلّي فِي المَسجِدِ ألّذِي بِبَطنِ الواَديِ‌ قَالَ النسّوَيِ‌ّ فِي تَارِيخِهِ أَوّلُ صَلَاةٍ صَلّاهَا فِي المَدِينَةِ صَلَاةُ العَصرِ ثُمّ نَزَلَ عَلَي أَبِي أَيّوبَ فَلَمّا أَتَي لِهِجرَتِهِ شَهرٌ وَ أَيّامٌ تَمّت صَلَاةُ المُقِيمِ وَ بَعدَ ثَمَانِيَةِ أَشهُرٍ آخَي بَينَ المُؤمِنِينَ وَ فِيهَا شَرّعَ الأَذَانَ

9-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]روُيِ‌َ أَنّهُ كَانَ أَصحَابُ النّبِيّص يَستَقبِلُونَهُ وَ يَنصَرِفُونَ عِندَ الظّهِيرَةِ فَدَخَلُوا يَوماً فَقَدِمَ النّبِيّص فَأَوّلُ مَن رَآهُ رَجُلٌ مِنَ اليَهُودِ فَلَمّا رَآهُ صَرَخَ بِأَعلَي صَوتِهِ يَا بنَيِ‌ قَيلَةَ هَذَا جَدّكُم قَد جَاءَ فَنَزَلَ النّبِيّص عَلَي كُلثُومِ بنِ هِدمٍ وَ كَانَ يَخرُجُ فَيَجلِسُ لِلنّاسِ فِي بَيتِ سَعدِ بنِ خَيثَمَةَ وَ كَانَ قِيَامُ عَلِيّ ع بَعدَ النّبِيّص ثَلَاثَ لَيَالٍ ثُمّ لَحِقَ بِرَسُولِ اللّهِص فَنَزَلَ مَعَهُ عَلَي كُلثُومٍ وَ كَانَ أَبُو بَكرٍ فِي بَيتِ حَبِيبِ بنِ إِسَافٍ فَأَقَامَ النّبِيّص بِقُبَاءَ يَومَ الإِثنَينِ وَ الثّلَاثَاءِ وَ الأَربِعَاءِ وَ الخَمِيسِ وَ أَسّسَ مَسجِدَهُ وَ صَلّي يَومَ الجُمُعَةِ فِي المَسجِدِ ألّذِي فِي بَطنِ الواَديِ‌ واَديِ‌ رانوقا[رَانُونَاءَ]فَكَانَت أَوّلُ صَلَاةٍ صَلّاهَا بِالمَدِينَةِ ثُمّ أَتَاهُ غَسّانُ بنُ


صفحه : 123

مَالِكٍ وَ عَبّاسُ بنُ عُبَادَةَ فِي رِجَالٍ مِن بنَيِ‌ سَالِمٍ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ أَقِم عِندَنَا فِي العَدَدِ وَ العِدّةِ وَ المَنَعَةِ فَقَالَ خَلّوا سَبِيلَهَا فَإِنّهَا مَأمُورَةٌ يعَنيِ‌ نَاقَتَهُ ثُمّ تَلَقّاهُ زِيَادُ بنُ لَبِيدٍ وَ فَروَةُ بنُ عَمرٍو فِي رِجَالٍ مِن بنَيِ‌ بَيَاضَةَ فَقَالَ كَذَلِكَ ثُمّ اعتَرَضَهُ سَعدُ بنُ الرّبِيعِ وَ خَارِجَةُ بنُ زَيدٍ وَ عَبدُ اللّهِ بنُ رَوَاحَةَ فِي رِجَالٍ مِن بنَيِ‌ الحَارِثِ بنِ الخَزرَجِ فَانطَلَقَت حَتّي إِذَا وَازَت دَارَ بنَيِ‌ مَالِكِ بنِ النّجّارِ بَرَكَت عَلَي بَابِ مَسجِدِ رَسُولِ اللّهِص وَ هُوَ يَومَئِذٍ مِربَدٌ لِغُلَامَينِ يَتِيمَينِ مِن بنَيِ‌ النّجّارِ فَلَمّا بَرَكَت وَ رَسُولُ اللّهِص لَم يَنزِل وَ ثَبَتَ فَسَارَت غَيرَ بَعِيدٍ وَ رَسُولُ اللّهِص وَاضِعٌ لَهَا زِمَامَهَا لَا يَثنِيهَا بِهِ ثُمّ التَفَتَ إِلَي خَلفِهَا فَرَجَعَت إِلَي مَبرَكِهَا أَوّلَ مَرّةٍ فَبَرَكَت ثُمّ تَجَلجَلَت وَ رَزَمَت وَ وَضَعَت جِرَانَهَا فَنَزَلَ عَنهَا رَسُولُ اللّهِص وَ احتَمَلَ أَبُو أَيّوبَ


صفحه : 124

رَحلَهُ فَوَضَعَهُ فِي بَيتِهِ وَ نَزَلَ النّبِيّص فِي بَيتِ أَبِي أَيّوبَ وَ سَأَلَ عَنِ المِربَدِ فَأَخبَرَهُ أَنّهُ لِسَهلٍ وَ سُهَيلٍ يَتِيمَينِ لِمُعَاذِ بنِ عَفرَاءَ فَأَرضَاهُمَا مُعَاذٌ وَ أَمَرَ النّبِيّص بِبِنَاءِ المَسجِدِ وَ عَمِلَ فِيهِ رَسُولُ اللّهِص بِنَفسِهِ فَعَمِلَ فِيهِ المُهَاجِرُونَ وَ الأَنصَارُ وَ أَخَذَ المُسلِمُونَ يَرتَجِزُونَ وَ هُم يَعمَلُونَ فَقَالَ بَعضُهُم


لَئِن قَعَدنَا وَ النّبِيّ يَعمَلُ   فَذَاكَ مِنّا العَمَلُ المُضَلّلُ

وَ النّبِيّص يَقُولُ لَا عَيشَ إِلّا عَيشَ الآخِرَةِ أللّهُمّ ارحَمِ الأَنصَارَ وَ المُهَاجِرَةَ وَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع يَقُولُ


لَا يسَتوَيِ‌ مَن يَعمَلُ المَسَاجِدَا   يَدأَبُ فِيهَا قَائِماً وَ قَاعِداً

  وَ مَن يَرَي عَنِ الغُبَارِ حَائِداً

صفحه : 125

ثُمّ انتَقَلَ مِن بَيتِ أَبِي أَيّوبَ إِلَي مَسَاكِنِهِ التّيِ‌ بُنِيَت لَهُ وَ قِيلَ كَانَ مُدّةُ مُقَامِهِ بِالمَدِينَةِ إِلَي أَن بَنَي المَسجِدَ وَ بُيُوتَهُ مِن شَهرِ رَبِيعٍ الأَوّلِ إِلَي صَفَرٍ مِنَ السّنَةِ القَابِلَةِ

بيان قال الجزري‌ في حديث سلمان ابني‌ قيلة يريد الأوس والخزرج قبيلتي‌ الأنصار وقيلة اسم أم لهم قديمة وهي‌ قيلة بنت كاهل انتهي . قوله هذاجدكم أي صاحب جدكم وسلطانكم ويحتمل أن يريد هذاسعدكم ودولتكم .أقول قال الطبرسي‌ رحمه الله في تفسير آية الجمعة قال ابن سيرين جمع أهل المدينة قبل أن يقدم النبي ص المدينة وقيل قبل أن تنزل الجمعة قالت الأنصار لليهود يوم يجتمعون فيه كل سبعة أيام وللنصاري يوم أيضا مثل ذلك فلنجعل يوما نجتمع فيه فنذكر الله عز و جل ونشكره أو كماقالوا فقالوا يوم السبت لليهود و يوم الأحد للنصاري فاجعلوه يوم العروبة فاجتمعوا إلي أسعد بن زرارة فصلي بهم يومئذ وذكرهم فسموه يوم الجمعة حين اجتمعوا إليه فذبح لهم أسعد بن زرارة شاة فتغدوا وتعشوا من شاة واحدة و ذلك لقلتهم فأنزل الله تعالي في ذلك إِذا نوُديِ‌َ لِلصّلاةِالآية فهذه أول جمعة جمعت في الإسلام فأما أول جمعة جمعها رسول الله ص بأصحابه فقيل إنه قدم رسول الله ص مهاجرا حتي نزل قباء علي بني‌ عمرو بن عوف و ذلك يوم الإثنين لاثنتي‌ عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول حين الضحي فأقام بقباء يوم الإثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس وأسس مسجدهم ثم خرج من بين أظهرهم يوم الجمعة عامدا المدينة فأدركته صلاة الجمعة في بني‌ سالم بن عوف في بطن واد لهم قداتخذوا


صفحه : 126

اليوم في ذلك الموضع مسجدا وكانت هذه الجمعة أول جمعة جمعها رسول الله ص في الإسلام فخطب في هذه الجمعة وهي‌ أول خطبة خطبها بالمدينة فيما قيل . فَقَالَص الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي أَحمَدُهُ وَ أَستَعِينُهُ وَ أَستَغفِرُهُ وَ أَستَهدِيهِ وَ أُومِنُ بِهِ وَ لَا أَكفُرُهُ وَ أعُاَديِ‌ مَن يَكفُرُهُ وَ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ أَرسَلَهُ بِالهُدَي وَ النّورِ وَ المَوعِظَةِعَلي فَترَةٍ مِنَ الرّسُلِ وَ قِلّةٍ مِنَ العِلمِ وَ ضَلَالَةٍ مِنَ النّاسِ وَ انقِطَاعٍ مِنَ الزّمَانِ وَ دُنُوّ مِنَ السّاعَةِ وَ قُربٍ مِنَ الأَجَلِ مَن يُطِعِ اللّهَ وَ رَسُولَهُ فَقَد رَشَدَ وَ مَن يَعصِهِمَا فَقَد غَوَي وَ فَرَطَ وَضَلّ ضَلالًا بَعِيداًأُوصِيكُم بِتَقوَي اللّهِ فَإِنّهُ خَيرُ مَا أَوصَي بِهِ المُسلِمُ المُسلِمَ أَن يَحُضّهُ عَلَي الآخِرَةِ وَ أَن يَأمُرَهُ بِتَقوَي اللّهِ فَاحذَرُوا مَا حَذّرَكُمُ اللّهُ مِن نَفسِهِ وَ إِنّ تَقوَي اللّهِ لِمَن عَمِلَ بِهِ عَلَي وَجَلٍ وَ مَخَافَةٍ مِن رَبّهِ عَونُ صِدقٍ عَلَي مَا تَبغُونَ مِن أَمرِ الآخِرَةِ وَ مَن يُصلِحُ ألّذِي بَينَهُ وَ بَينَ اللّهِ مِن أَمرِهِ فِي السّرّ وَ العَلَانِيَةِ لَا ينَويِ‌ بِذَلِكَ إِلّا وَجهَ اللّهِ يَكُن لَهُ ذِكراً فِي عَاجِلِ أَمرِهِ وَ ذُخراً فِيمَا بَعدَ المَوتِ حِينَ يَفتَقِرُ المَرءُ إِلَي مَا قَدّمَ وَ مَا كَانَ مِن سِوَي ذَلِكَ يَوَدّلَو أَنّ بَينَها وَ بَينَهُ أَمَداً


صفحه : 127

بَعِيداً وَ يُحَذّرُكُمُ اللّهُ نَفسَهُ وَ اللّهُ رَؤُفٌ بِالعِبادِ وَ ألّذِي صَدَقَ قَولُهُ وَ نَجَزَ وَعدُهُ لَا خُلفَ لِذَلِكَ فَإِنّهُ يَقُولُما يُبَدّلُ القَولُ لدَيَ‌ّ وَ ما أَنَا بِظَلّامٍ لِلعَبِيدِفَاتّقُوا اللّهَ فِي عَاجِلِ أَمرِهِ وَ آجِلِهِ فِي السّرّ وَ العَلَانِيَةِ فَإِنّهُمَن يَتّقِ اللّهَ يُكَفّر عَنهُ سَيّئاتِهِ وَ يُعظِم لَهُ أَجراً وَ مَن يَتّقِ اللّهَفَقَد فازَ فَوزاً عَظِيماً وَ إِنّ تَقوَي اللّهِ توُقيِ‌ مَقتَهُ وَ توُقيِ‌ عُقُوبَتَهُ وَ توُقيِ‌ سَخَطَهُ وَ إِنّ تَقوَي اللّهِ تُبَيّضُ الوُجُوهَ وَ ترُضيِ‌ الرّبّ وَ تَرفَعُ الدّرَجَةَ خُذُوا بِحَظّكُم وَ لَا تُفرِطُوا فِي جَنبِ اللّهِ فَقَد عَلّمَكُمُ اللّهُ كِتَابَهُ وَ نَهَجَ لَكُم سَبِيلَهُ لِيَعلَمَ الّذِينَ صَدَقُوا وَ يَعلَمَ الكَاذِبِينَ فَأَحسِنُوا كَمَا أَحسَنَ اللّهُ إِلَيكُم وَ عَادُوا أَعدَاءَهُوَ جاهِدُوا فِي اللّهِ حَقّ جِهادِهِ هُوَ اجتَباكُم وَسَمّاكُمُ المُسلِمِينَلِيَهلِكَ مَن هَلَكَ عَن بَيّنَةٍ وَ يَحيي مَن حيَ‌ّ عَن بَيّنَةٍ وَ لَا حَولَ وَ لَا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ فَأَكثِرُوا ذِكرَ اللّهِ وَ اعمَلُوا لِمَا بَعدَ المَوتِ فَإِنّهُ مَن يُصلِح مَا بَينَهُ وَ بَينَ اللّهِ يَكفِهِ اللّهُ مَا بَينَهُ وَ بَينَ النّاسِ ذَلِكَ بِأَنّ اللّهَ يقَضيِ‌ عَلَي النّاسِ وَ لَا يَقضُونَ عَلَيهِ وَ يَملِكُ مِنَ النّاسِ وَ لَا يَملِكُونَ مِنهُ اللّهُ أَكبَرُ وَ لَا حَولَ وَ لَا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ العلَيِ‌ّ العَظِيمِ

.فلهذا صارت الخطبة شرطا في انعقاد الجمعة انتهي .


صفحه : 128

و قال في المنتقي في حوادث السنة الأولي من الهجرة إنه ص لبث في بني‌ عمرو بن عوف بضع عشرة ليلة وأسس المسجد ألذي أُسّسَ عَلَي التّقويفصلي فيه رسول الله ص ثم دخل المدينة ثم ذكر كيفية دخوله المدينة وصلاة الجمعة والخطبة نحو ماتقدم ثم قال وإنه لمابني رسول الله ص مسجده طفق ينقل معهم اللبن

وَ يَقُولُ وَ هُوَ يَنقُلُ اللّبِنَ (ء


هَذَا الحِمَالُ لَا حِمَالُ خَيبَرَ   هَذَا أَبَرّ رَبّنَا وَ أَطهَرُ

صفحه : 129

وَ يَقُولُ أللّهُمّ إِنّ الأَجرَ أَجرُ الآخِرَةِ فَارحَمِ الأَنصَارَ وَ المُهَاجِرَةَ

قوله هذاالحمال أي هذاالحمل والمحمول من اللبن أبر عند الله وأطهر أي أبقي ذخرا وأدوم منفعة لاحمال خيبر من التمر والزبيب والطعام المحمول منها ألذي يغتبطه حاملوه و ألذي كنا من قبل نحمله ونعطيه والحمال والحمل واحد وروي‌ بالجيم و له وجه والأول أظهر. و في هذه السنة تكلم الذئب خارج المدينة ينذر برسول الله ص كماروي‌ عن أبي هريرة قال جاء ذئب إلي راعي‌ غنم فأخذ منها شاة فطلبه الراعي‌ حتي انتزعها منه فصعد الذئب علي تل فأقعي واستثفر و قال عمدت إلي رزق رزقنيه الله انتزعته مني‌ فقال الرجل بالله إن رأيت كاليوم ذئب يتكلم قال الذئب أعجب من هذا رجل في النخلات بين الحرتين يخبركم بما مضي و ما هوكائن عندكم و كان الرجل يهوديا فجاء إلي النبي ص فأخبره خبره وصدقه النبي ص ثم قال ص إنها أمارة من أمارات الساعة أوشك الرجل أن يخرج فلايرجع حتي تحدثه نعلاه بما أحدث أهله بعده . و في هذه السنة بعث رسول الله ص إلي بناته وزوجته سودة بنت زمعة زيد بن حارثة و أبارافع فحملاهن من مكة إلي المدينة و لمارجع عبد الله بن أريقط إلي مكة أخبر عبد الله بن أبي بكر بمكان أبيه فخرج عبد الله بعيال أبيه إليه وصحبهم طلحة بن عبيد الله ومعهم أم رومان أم عائشة و عبدالرحمن حتي قدموا المدينة. و في هذه السنة بني رسول الله ص بعائشة في شوال بعدالهجرة بسبعة أشهر وقيل في السنة الثانية والأول أصح و كان تزوجها قبل الهجرة بثلاث سنين . و في هذه السنة زيد في صلاة الحضر وكانت صلاة الحضر والسفر ركعتين غير


صفحه : 130

المغرب و ذلك بعدمقدم رسول الله ص المدينة بشهر. و في هذه السنة آخي بين المهاجرين والأنصار و ذلك أنه لماقدم المدينة آخي بين المهاجرين والأنصار علي الحق والمواساة يتوارثون بعدالممات دون ذوي‌ الأرحام وكانوا تسعين رجلا خمسة وأربعين رجلا من المهاجرين وخمسة وأربعين رجلا من الأنصار وقيل كانوا خمسين ومائة من الأنصار وخمسين ومائة من المهاجرين و كان ذلك قبل بدر فلما كانت وقعة بدر أنزل الله تعالي وَ أُولُوا الأَرحامِ بَعضُهُم أَولي بِبَعضٍ فِي كِتابِ اللّهِنسخت هذه الآية ما كان قبلها ورجع كل إنسان إلي نسبه وورثه ذو رحمه . و في هذه السنة صام عاشوراء وأمر بصيامه و في هذه السنة أسلم عبد الله بن سَلّامٍ

قَالَ أَنَسٌ لَمّا قَدِمَ رَسُولُ اللّهِص المَدِينَةَ أُخبِرَ عَبدُ اللّهِ بنُ سَلّامٍ بِقُدُومِهِ فَأَتَاهُ فَقَالَ إنِيّ‌ سَائِلُكَ عَن أَشيَاءَ لَا يَعلَمُهَا إِلّا نبَيِ‌ّ فَإِن أخَبرَتنَيِ‌ بِهَا آمَنتُ بِكَ قَالَ وَ مَا هُنّ قَالَ سَأَلَهُ عَنِ الشّبَهِ وَ عَن أَوّلِ شَيءٍ يَأكُلُهُ أَهلُ الجَنّةِ وَ عَن أَوّلِ شَيءٍ يَحشُرُ النّاسَ


صفحه : 131

فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أخَبرَنَيِ‌ بِهِنّ جَبرَئِيلُ آنِفاً قَالَ ذَاكَ عَدُوّ اليَهُودِ قَالَ أَمّا الشّبَهُ فَإِذَا سَبَقَ مَاءُ الرّجُلِ مَاءَ المَرأَةِ ذَهَبَ بِالشّبَهِ وَ إِذَا سَبَقَ مَاءُ المَرأَةِ مَاءَ الرّجُلِ ذَهَبَت بِالشّبَهِ وَ أَمّا أَوّلُ شَيءٍ يَأكُلُهُ أَهلُ الجَنّةِ فَزَائِدُ كَبِدِ الحُوتِ وَ أَمّا أَوّلُ شَيءٍ يَحشُرُ النّاسَ فَنَارٌ تجَيِ‌ءُ مِن قِبَلِ المَشرِقِ فَتَحشُرُهُم إِلَي المَغرِبِ فَأَمسَكَ وَ قَالَ أَشهَدُ أَنّكَ رَسُولُ اللّهِ وَ قَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّ اليَهُودَ قَومٌ بُهتٌ وَ إِنّهُم إِن سَمِعُوا بإِسِلاَميِ‌ بهَتَوُنيِ‌ فأَخَبئِنيِ‌ عِندَكَ وَ ابعَث إِلَيهِم فَسَلهُم عنَيّ‌ فَخَبَأَهُ رَسُولُ اللّهِص وَ بَعَثَ إِلَيهِم فَجَاءُوا فَقَالَ أَيّ رَجُلٍ عَبدُ اللّهِ بنُ سَلّامٍ فِيكُم قَالُوا هُوَ خَيرُنَا وَ ابنُ خَيرِنَا وَ سَيّدُنَا وَ ابنُ سَيّدِنَا وَ عَالِمُنَا وَ ابنُ عَالِمِنَا قَالَ أَ رَأَيتُم إِن أَسلَمَ أَ تُسلِمُونَ فَقَالُوا أَعَاذَهُ اللّهُ مِن ذَلِكَ فَقَالَ يَا عَبدَ اللّهِ بنَ سَلّامٍ اخرُج إِلَيهِم فَلَمّا خَرَجَ إِلَيهِم قَالَ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ قَالُوا شَرّنَا وَ ابنُ شَرّنَا وَ جَاهِلُنَا وَ ابنُ جَاهِلِنَا فَقَالَ ابنُ سَلّامٍ قَد أَخبَرتُكَ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّ اليَهُودَ قَومٌ بُهتٌ

. و فيهاأسلم سلمان رضي‌ الله عنه علي ماسيأتي‌ شرحه . و فيهاشرع الأذان .


صفحه : 132

ومما كان في هذه السنة ماروي‌ أنه كان امرأة من بني‌ النجار يقال لها فاطمة بنت النعمان لها تابع من الجن و كان يأتيها فأتاها حين هاجر النبي ص فانقض علي الحائط فقالت ما لك لم تأت كماكنت تأتي‌ قال قدجاء النبي ألذي يحرم الزني والحرام . و فيهامات البراء بن معرور و كان أول من تكلم ليلة العقبة حين لقي‌ رسول الله ص السبعون من الأنصار فبايعوه و هوأحد النقباء توفي‌ قبل قدوم رسول الله ص المدينة بشهر فلما قدم رسول الله ص انطلق بأصحابه فصلي علي قبره و قال أللهم اغفر له وارحمه وارض عنه و قدفعلت و هوأول من مات من النقباء. و فيهامات أسعد بن زرارة أحد النقباء مات قبل أن يفرغ رسول الله ص من بناء مسجده ودفن بالبقيع والأنصار يقولون هوأول من دفن فيها والمهاجرون يقولون عثمان بن مظعون

وَ لَمّا مَاتَ أَسعَدُ بنُ زُرَارَةَ جَاءَت بَنُو النّجّارِ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالُوا قَد مَاتَ نَقِيبُنَا فَنَقّب عَلَينَا فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أَنَا نَقِيبُكُم

. و فيهامات كلثوم بن الهدم و كان شريفا كبير السن قبل قدومه فلما هاجر نزل عليه ونزل عليه جماعة منهم أبوعبيدة والمقداد وخباب في آخرين


صفحه : 133

وتوفي‌ بعدقدوم رسول الله ص بيسير. و فيهامات من المشركين العاص بن وائل السهمي‌ والوليد بن المغيرة بمكة وروي‌ عن الشعبي‌ قال لماحضر الوليد بن المغيرة جزع فقال له أبوجهل ياعم مايجزعك قال و الله مابي‌ جزع من الموت ولكني‌ أخاف أن يظهر دين ابن أبي كبشة بمكة فقال أبوسفيان لاتخف أناضامن من أن لايظهر

باب 8-نوادر الغزوات وجوامعها و ماجري بعدالهجرة إلي غزوة بدر الكبري و فيه غزوة العشيرة وبدر الأولي والنخلة

الآيات البقرةكُتِبَ عَلَيكُمُ القِتالُ وَ هُوَ كُرهٌ لَكُم وَ عَسي أَن تَكرَهُوا شَيئاً وَ هُوَ خَيرٌ لَكُم وَ عَسي أَن تُحِبّوا شَيئاً وَ هُوَ شَرّ لَكُم وَ اللّهُ يَعلَمُ وَ أَنتُم لا تَعلَمُونَ يَسئَلُونَكَ عَنِ الشّهرِ الحَرامِ قِتالٍ فِيهِ قُل قِتالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَ صَدّ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَ كُفرٌ بِهِ وَ المَسجِدِ الحَرامِ وَ إِخراجُ أَهلِهِ مِنهُ أَكبَرُ عِندَ اللّهِ وَ الفِتنَةُ أَكبَرُ مِنَ القَتلِ وَ لا يَزالُونَ يُقاتِلُونَكُم حَتّي يَرُدّوكُم عَن دِينِكُم إِنِ استَطاعُواالآية


صفحه : 134

النساءيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذرَكُم فَانفِرُوا ثُباتٍ أَوِ انفِرُوا جَمِيعاً وَ إِنّ مِنكُم لَمَن لَيُبَطّئَنّ فَإِن أَصابَتكُم مُصِيبَةٌ قالَ قَد أَنعَمَ اللّهُ عَلَيّ إِذ لَم أَكُن مَعَهُم شَهِيداً وَ لَئِن أَصابَكُم فَضلٌ مِنَ اللّهِ لَيَقُولَنّ كَأَن لَم تَكُن بَينَكُم وَ بَينَهُ مَوَدّةٌ يا ليَتنَيِ‌ كُنتُ مَعَهُم فَأَفُوزَ فَوزاً عَظِيماً فَليُقاتِل فِي سَبِيلِ اللّهِ الّذِينَ يَشرُونَ الحَياةَ الدّنيا بِالآخِرَةِ وَ مَن يُقاتِل فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيُقتَل أَو يَغلِب فَسَوفَ نُؤتِيهِ أَجراً عَظِيماً وَ ما لَكُم لا تُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَ المُستَضعَفِينَ مِنَ الرّجالِ وَ النّساءِ وَ الوِلدانِ الّذِينَ يَقُولُونَ رَبّنا أَخرِجنا مِن هذِهِ القَريَةِ الظّالِمِ أَهلُها وَ اجعَل لَنا مِن لَدُنكَ وَلِيّا وَ اجعَل لَنا مِن لَدُنكَ نَصِيراً الّذِينَ آمَنُوا يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَ الّذِينَ كَفَرُوا يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطّاغُوتِ فَقاتِلُوا أَولِياءَ الشّيطانِ إِنّ كَيدَ الشّيطانِ كانَ ضَعِيفاً و قال تعالي فَما لَكُم فِي المُنافِقِينَ فِئَتَينِ وَ اللّهُ أَركَسَهُم بِما كَسَبُوا أَ تُرِيدُونَ أَن تَهدُوا مَن أَضَلّ اللّهُ وَ مَن يُضلِلِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا وَدّوا لَو تَكفُرُونَ كَما كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَواءً فَلا تَتّخِذُوا مِنهُم أَولِياءَ حَتّي يُهاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَإِن تَوَلّوا فَخُذُوهُم وَ اقتُلُوهُم حَيثُ وَجَدتُمُوهُم وَ لا تَتّخِذُوا مِنهُم وَلِيّا وَ لا نَصِيراً إِلّا الّذِينَ يَصِلُونَ إِلي قَومٍ بَينَكُم وَ بَينَهُم مِيثاقٌ أَو جاؤُكُم حَصِرَت صُدُورُهُم أَن يُقاتِلُوكُم أَو يُقاتِلُوا قَومَهُم وَ لَو شاءَ اللّهُ لَسَلّطَهُم عَلَيكُم فَلَقاتَلُوكُم فَإِنِ اعتَزَلُوكُم فَلَم يُقاتِلُوكُم وَ أَلقَوا إِلَيكُمُ السّلَمَ فَما جَعَلَ اللّهُ لَكُم عَلَيهِم سَبِيلًا سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَن يَأمَنُوكُم وَ يَأمَنُوا قَومَهُم كُلّما رُدّوا إِلَي الفِتنَةِ أُركِسُوا فِيها فَإِن لَم يَعتَزِلُوكُم وَ يُلقُوا إِلَيكُمُ السّلَمَ وَ يَكُفّوا أَيدِيَهُم فَخُذُوهُم وَ اقتُلُوهُم حَيثُ ثَقِفتُمُوهُم وَ أُولئِكُم


صفحه : 135

جَعَلنا لَكُم عَلَيهِم سُلطاناً مُبِيناً و قال سبحانه يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا إِذا ضَرَبتُم فِي سَبِيلِ اللّهِ فَتَبَيّنُوا وَ لا تَقُولُوا لِمَن أَلقي إِلَيكُمُ السّلامَ لَستَ مُؤمِناً تَبتَغُونَ عَرَضَ الحَياةِ الدّنيا فَعِندَ اللّهِ مَغانِمُ كَثِيرَةٌ كَذلِكَ كُنتُم مِن قَبلُ فَمَنّ اللّهُ عَلَيكُم فَتَبَيّنُوا إِنّ اللّهَ كانَ بِما تَعمَلُونَ خَبِيراً و قال سبحانه وَ إِذا كُنتَ فِيهِم فَأَقَمتَ لَهُمُ الصّلاةَ فَلتَقُم طائِفَةٌ مِنهُم مَعَكَ وَ ليَأخُذُوا أَسلِحَتَهُم فَإِذا سَجَدُوا فَليَكُونُوا مِن وَرائِكُم وَ لتَأتِ طائِفَةٌ أُخري لَم يُصَلّوا فَليُصَلّوا مَعَكَ وَ ليَأخُذُوا حِذرَهُم وَ أَسلِحَتَهُم وَدّ الّذِينَ كَفَرُوا لَو تَغفُلُونَ عَن أَسلِحَتِكُم وَ أَمتِعَتِكُم فَيَمِيلُونَ عَلَيكُم مَيلَةً واحِدَةً وَ لا جُناحَ عَلَيكُم إِن كانَ بِكُم أَذيً مِن مَطَرٍ أَو كُنتُم مَرضي أَن تَضَعُوا أَسلِحَتَكُم وَ خُذُوا حِذرَكُم إِنّ اللّهَ أَعَدّ لِلكافِرِينَ عَذاباً مُهِيناً فَإِذا قَضَيتُمُ الصّلاةَ فَاذكُرُوا اللّهَ قِياماً وَ قُعُوداً وَ عَلي جُنُوبِكُم فَإِذَا اطمَأنَنتُم فَأَقِيمُوا الصّلاةَ إِنّ الصّلاةَ كانَت عَلَي المُؤمِنِينَ كِتاباً مَوقُوتاً وَ لا تَهِنُوا فِي ابتِغاءِ القَومِ إِن تَكُونُوا تَألَمُونَ فَإِنّهُم يَألَمُونَ كَما تَألَمُونَ وَ تَرجُونَ مِنَ اللّهِ ما لا يَرجُونَ وَ كانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماًالمائدةيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلّوا شَعائِرَ اللّهِ وَ لَا الشّهرَ الحَرامَ وَ لَا الهدَي‌َ وَ لَا القَلائِدَ وَ لَا آمّينَ البَيتَ الحَرامَ يَبتَغُونَ فَضلًا مِن رَبّهِم وَ رِضواناً وَ إِذا


صفحه : 136

حَلَلتُم فَاصطادُوا وَ لا يَجرِمَنّكُم شَنَآنُ قَومٍ أَن صَدّوكُم عَنِ المَسجِدِ الحَرامِ أَن تَعتَدُوا وَ تَعاوَنُوا عَلَي البِرّ وَ التّقوي وَ لا تَعاوَنُوا عَلَي الإِثمِ وَ العُدوانِ وَ اتّقُوا اللّهَ إِنّ اللّهَ شَدِيدُ العِقابِ

و قال تعالي وَ لا يَجرِمَنّكُم شَنَآنُ قَومٍ عَلي أَلّا تَعدِلُوا اعدِلُوا هُوَ أَقرَبُ لِلتّقوي و قال تعالي يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا اذكُرُوا نِعمَتَ اللّهِ عَلَيكُم إِذ هَمّ قَومٌ أَن يَبسُطُوا إِلَيكُم أَيدِيَهُم فَكَفّ أَيدِيَهُم عَنكُم وَ اتّقُوا اللّهَ وَ عَلَي اللّهِ فَليَتَوَكّلِ المُؤمِنُونَ و قال تعالي يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لا تَتّخِذُوا اليَهُودَ وَ النّصاري أَولِياءَ بَعضُهُم أَولِياءُ بَعضٍ وَ مَن يَتَوَلّهُم مِنكُم فَإِنّهُ مِنهُم إِنّ اللّهَ لا يهَديِ‌ القَومَ الظّالِمِينَ فَتَرَي الّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَرَضٌ يُسارِعُونَ فِيهِم يَقُولُونَ نَخشي أَن تُصِيبَنا دائِرَةٌ فَعَسَي اللّهُ أَن يأَتيِ‌َ بِالفَتحِ أَو أَمرٍ مِن عِندِهِ فَيُصبِحُوا عَلي ما أَسَرّوا فِي أَنفُسِهِم نادِمِينَ وَ يَقُولُ الّذِينَ آمَنُوا أَ هؤُلاءِ الّذِينَ أَقسَمُوا بِاللّهِ جَهدَ أَيمانِهِم إِنّهُم لَمَعَكُم حَبِطَت أَعمالُهُم فَأَصبَحُوا خاسِرِينَالأنفال وَ قاتِلُوهُم حَتّي لا تَكُونَ فِتنَةٌ وَ يَكُونَ الدّينُ كُلّهُ لِلّهِ فَإِنِ انتَهَوا فَإِنّ اللّهَ بِما يَعمَلُونَ بَصِيرٌ


صفحه : 137

و قال تعالي وَ لا يَحسَبَنّ الّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنّهُم لا يُعجِزُونَ وَ أَعِدّوا لَهُم مَا استَطَعتُم مِن قُوّةٍ وَ مِن رِباطِ الخَيلِ تُرهِبُونَ بِهِ عَدُوّ اللّهِ وَ عَدُوّكُم وَ آخَرِينَ مِن دُونِهِم لا تَعلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعلَمُهُم وَ ما تُنفِقُوا مِن شَيءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفّ إِلَيكُم وَ أَنتُم لا تُظلَمُونَ وَ إِن جَنَحُوا لِلسّلمِ فَاجنَح لَها وَ تَوَكّل عَلَي اللّهِ إِنّهُ هُوَ السّمِيعُ العَلِيمُ وَ إِن يُرِيدُوا أَن يَخدَعُوكَ فَإِنّ حَسبَكَ اللّهُ هُوَ ألّذِي أَيّدَكَ بِنَصرِهِ وَ بِالمُؤمِنِينَ وَ أَلّفَ بَينَ قُلُوبِهِم لَو أَنفَقتَ ما فِي الأَرضِ جَمِيعاً ما أَلّفتَ بَينَ قُلُوبِهِم وَ لكِنّ اللّهَ أَلّفَ بَينَهُم إِنّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ يا أَيّهَا النّبِيّ حَسبُكَ اللّهُ وَ مَنِ اتّبَعَكَ مِنَ المُؤمِنِينَ يا أَيّهَا النّبِيّ حَرّضِ المُؤمِنِينَ عَلَي القِتالِ إِن يَكُن مِنكُم عِشرُونَ صابِرُونَ يَغلِبُوا مِائَتَينِ وَ إِن يَكُن مِنكُم مِائَةٌ يَغلِبُوا أَلفاً مِنَ الّذِينَ كَفَرُوا بِأَنّهُم قَومٌ لا يَفقَهُونَ الآنَ خَفّفَ اللّهُ عَنكُم وَ عَلِمَ أَنّ فِيكُم ضَعفاً فَإِن يَكُن مِنكُم مِائَةٌ صابِرَةٌ يَغلِبُوا مِائَتَينِ وَ إِن يَكُن مِنكُم أَلفٌ يَغلِبُوا أَلفَينِ بِإِذنِ اللّهِ وَ اللّهُ مَعَ الصّابِرِينَالتوبةيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لا تَتّخِذُوا آباءَكُم وَ إِخوانَكُم أَولِياءَ إِنِ استَحَبّوا الكُفرَ عَلَي الإِيمانِ وَ مَن يَتَوَلّهُم مِنكُم فَأُولئِكَ هُمُ الظّالِمُونَ قُل إِن كانَ آباؤُكُم وَ أَبناؤُكُم وَ إِخوانُكُم وَ أَزواجُكُم وَ عَشِيرَتُكُم وَ أَموالٌ اقتَرَفتُمُوها وَ تِجارَةٌ تَخشَونَ كَسادَها وَ مَساكِنُ تَرضَونَها أَحَبّ إِلَيكُم مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ وَ جِهادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبّصُوا حَتّي يأَتيِ‌َ اللّهُ بِأَمرِهِ وَ اللّهُ لا يهَديِ‌ القَومَ الفاسِقِينَ لَقَد نَصَرَكُمُ اللّهُ فِي مَواطِنَ كَثِيرَةٍ


صفحه : 138

و قال تعالي وَ قاتِلُوا المُشرِكِينَ كَافّةً كَما يُقاتِلُونَكُم كَافّةً و قال سبحانه يا أَيّهَا النّبِيّ جاهِدِ الكُفّارَ وَ المُنافِقِينَ وَ اغلُظ عَلَيهِم وَ مَأواهُم جَهَنّمُ وَ بِئسَ المَصِيرُ و قال تعالي وَ ما كانَ المُؤمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافّةً فَلَو لا نَفَرَ مِن كُلّ فِرقَةٍ مِنهُم طائِفَةٌ لِيَتَفَقّهُوا فِي الدّينِ وَ لِيُنذِرُوا قَومَهُم إِذا رَجَعُوا إِلَيهِم لَعَلّهُم يَحذَرُونَ يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا قاتِلُوا الّذِينَ يَلُونَكُم مِنَ الكُفّارِ وَ ليَجِدُوا فِيكُم غِلظَةً وَ اعلَمُوا أَنّ اللّهَ مَعَ المُتّقِينَالحج إِنّ اللّهَ يُدافِعُ عَنِ الّذِينَ آمَنُوا إِنّ اللّهَ لا يُحِبّ كُلّ خَوّانٍ كَفُورٍ أُذِنَ لِلّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنّهُم ظُلِمُوا وَ إِنّ اللّهَ عَلي نَصرِهِم لَقَدِيرٌ الّذِينَ أُخرِجُوا مِن دِيارِهِم بِغَيرِ حَقّ إِلّا أَن يَقُولُوا رَبّنَا اللّهُ وَ لَو لا دَفعُ اللّهِ النّاسَ بَعضَهُم بِبَعضٍ لَهُدّمَت صَوامِعُ وَ بِيَعٌ وَ صَلَواتٌ وَ مَساجِدُ يُذكَرُ فِيهَا اسمُ اللّهِ كَثِيراً وَ لَيَنصُرَنّ اللّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنّ اللّهَ لقَوَيِ‌ّ عَزِيزٌ محمدوَ يَقُولُ الّذِينَ آمَنُوا لَو لا نُزّلَت سُورَةٌ فَإِذا أُنزِلَت سُورَةٌ مُحكَمَةٌ وَ ذُكِرَ فِيهَا القِتالُ رَأَيتَ الّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَرَضٌ يَنظُرُونَ إِلَيكَ نَظَرَ المغَشيِ‌ّ عَلَيهِ مِنَ المَوتِ فَأَولي لَهُم طاعَةٌ وَ قَولٌ مَعرُوفٌ فَإِذا عَزَمَ الأَمرُ فَلَو صَدَقُوا اللّهَ لَكانَ خَيراً لَهُم فَهَل عَسَيتُم إِن تَوَلّيتُم أَن تُفسِدُوا فِي الأَرضِ وَ تُقَطّعُوا أَرحامَكُم


صفحه : 139

إلي قوله تعالي فَلا تَهِنُوا وَ تَدعُوا إِلَي السّلمِ وَ أَنتُمُ الأَعلَونَ وَ اللّهُ مَعَكُم وَ لَن يَتِرَكُم أَعمالَكُمالفتح هُوَ ألّذِي أَنزَلَ السّكِينَةَ فِي قُلُوبِ المُؤمِنِينَ لِيَزدادُوا إِيماناً مَعَ إِيمانِهِم وَ لِلّهِ جُنُودُ السّماواتِ وَ الأَرضِ وَ كانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً لِيُدخِلَ المُؤمِنِينَ وَ المُؤمِناتِ جَنّاتٍ تجَريِ‌ مِن تَحتِهَا الأَنهارُ خالِدِينَ فِيها وَ يُكَفّرَ عَنهُم سَيّئاتِهِم وَ كانَ ذلِكَ عِندَ اللّهِ فَوزاً عَظِيماً وَ يُعَذّبَ المُنافِقِينَ وَ المُنافِقاتِ وَ المُشرِكِينَ وَ المُشرِكاتِ الظّانّينَ بِاللّهِ ظَنّ السّوءِ عَلَيهِم دائِرَةُ السّوءِ وَ غَضِبَ اللّهُ عَلَيهِم وَ لَعَنَهُم وَ أَعَدّ لَهُم جَهَنّمَ وَ ساءَت مَصِيراً وَ لِلّهِ جُنُودُ السّماواتِ وَ الأَرضِ وَ كانَ اللّهُ عَزِيزاً حَكِيماً إلي قوله تعالي قُل لِلمُخَلّفِينَ مِنَ الأَعرابِ سَتُدعَونَ إِلي قَومٍ أوُليِ‌ بَأسٍ شَدِيدٍ تُقاتِلُونَهُم أَو يُسلِمُونَ فَإِن تُطِيعُوا يُؤتِكُمُ اللّهُ أَجراً حَسَناً وَ إِن تَتَوَلّوا كَما تَوَلّيتُم مِن قَبلُ يُعَذّبكُم عَذاباً أَلِيماً إلي قوله سبحانه فَأَنزَلَ السّكِينَةَ عَلَيهِم وَ أَثابَهُم فَتحاً قَرِيباً وَ مَغانِمَ كَثِيرَةً يَأخُذُونَها وَ كانَ اللّهُ عَزِيزاً حَكِيماً وَعَدَكُمُ اللّهُ مَغانِمَ كَثِيرَةً تَأخُذُونَها فَعَجّلَ لَكُم هذِهِ وَ كَفّ أيَديِ‌َ النّاسِ عَنكُم وَ لِتَكُونَ آيَةً لِلمُؤمِنِينَ وَ يَهدِيَكُم صِراطاً مُستَقِيماً وَ أُخري لَم تَقدِرُوا عَلَيها قَد أَحاطَ اللّهُ بِها وَ كانَ اللّهُ عَلي كُلّ شَيءٍ قَدِيراً وَ لَو قاتَلَكُمُ الّذِينَ كَفَرُوا لَوَلّوُا الأَدبارَ ثُمّ لا يَجِدُونَ وَلِيّا وَ لا نَصِيراً سُنّةَ اللّهِ التّيِ‌ قَد خَلَت مِن قَبلُ وَ لَن تَجِدَ لِسُنّةِ اللّهِ تَبدِيلًاالحجرات إِنّمَا المُؤمِنُونَ الّذِينَ آمَنُوا بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ ثُمّ لَم يَرتابُوا وَ جاهَدُوا بِأَموالِهِم وَ أَنفُسِهِم فِي سَبِيلِ اللّهِ أُولئِكَ هُمُ الصّادِقُونَالحديدلا يسَتوَيِ‌ مِنكُم مَن أَنفَقَ مِن قَبلِ الفَتحِ وَ قاتَلَ أُولئِكَ أَعظَمُ دَرَجَةً مِنَ الّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعدُ وَ قاتَلُوا وَ كُلّا وَعَدَ اللّهُ الحُسني وَ اللّهُ بِما تَعمَلُونَ خَبِيرٌالحشروَ ما أَفاءَ اللّهُ عَلي رَسُولِهِ مِنهُم فَما أَوجَفتُم عَلَيهِ مِن خَيلٍ وَ لا رِكابٍ وَ لكِنّ اللّهَ يُسَلّطُ رُسُلَهُ عَلي مَن يَشاءُ وَ اللّهُ عَلي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ ما أَفاءَ اللّهُ


صفحه : 140

عَلي رَسُولِهِ مِن أَهلِ القُري فَلِلّهِ وَ لِلرّسُولِ وَ لذِيِ‌ القُربي وَ اليَتامي وَ المَساكِينِ وَ ابنِ السّبِيلِ كيَ‌ لا يَكُونَ دُولَةً بَينَ الأَغنِياءِ مِنكُم وَ ما آتاكُمُ الرّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُم عَنهُ فَانتَهُوا وَ اتّقُوا اللّهَ إِنّ اللّهَ شَدِيدُ العِقابِ لِلفُقَراءِ المُهاجِرِينَ الّذِينَ أُخرِجُوا مِن دِيارِهِم وَ أَموالِهِم يَبتَغُونَ فَضلًا مِنَ اللّهِ وَ رِضواناً وَ يَنصُرُونَ اللّهَ وَ رَسُولَهُ أُولئِكَ هُمُ الصّادِقُونَالصف يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا هَل أَدُلّكُم عَلي تِجارَةٍ تُنجِيكُم مِن عَذابٍ أَلِيمٍ تُؤمِنُونَ بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ وَ تُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَموالِكُم وَ أَنفُسِكُم ذلِكُم خَيرٌ لَكُم إِن كُنتُم تَعلَمُونَ يَغفِر لَكُم ذُنُوبَكُم وَ يُدخِلكُم جَنّاتٍ تجَريِ‌ مِن تَحتِهَا الأَنهارُ وَ مَساكِنَ طَيّبَةً فِي جَنّاتِ عَدنٍ ذلِكَ الفَوزُ العَظِيمُ وَ أُخري تُحِبّونَها نَصرٌ مِنَ اللّهِ وَ فَتحٌ قَرِيبٌ وَ بَشّرِ المُؤمِنِينَ يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنصارَ اللّهِ كَما قالَ عِيسَي ابنُ مَريَمَ لِلحَوارِيّينَ مَن أنَصاريِ‌ إِلَي اللّهِ قالَ الحَوارِيّونَ نَحنُ أَنصارُ اللّهِ فَآمَنَت طائِفَةٌ مِن بنَيِ‌ إِسرائِيلَ وَ كَفَرَت طائِفَةٌ فَأَيّدنَا الّذِينَ آمَنُوا عَلي عَدُوّهِم فَأَصبَحُوا ظاهِرِينَالتحريم يا أَيّهَا النّبِيّ جاهِدِ الكُفّارَ وَ المُنافِقِينَ وَ اغلُظ عَلَيهِم وَ مَأواهُم جَهَنّمُ وَ بِئسَ المَصِيرُتفسيريَسئَلُونَكَ قال الطبرسي‌ رحمه الله قال المفسرون بعث رسول الله ص سرية من المسلمين فأمر عليهم عبد الله بن جحش الأسدي‌ و هو ابن عم النبي ص و ذلك قبل قتال بدر بشهرين علي رأس سبعة عشر شهرا من مقدمه المدينة فانطلقوا حتي هبطوا نخلة فوجدوا بهاعمرو بن الحضرمي‌ في عير تجارة لقريش في آخر يوم جمادي الآخرة وكانوا يرون أنه من جمادي و


صفحه : 141

هورجب فاختصم المسلمون فقال قائل منهم هذه غرة من عدو وغنم رزقتموه فلاندري‌ أ من الشهر الحرام هذااليوم أم لا فقال قائل منهم لانعلم هذااليوم إلا من الشهر الحرام و لانري أن تستحلوه لطمع أشفيتم عليه فغلب علي الأمر الذين يريدون عرض الحياة الدنيا فشدوا علي ابن الحضرمي‌ فقتلوه وغنموا عيره فبلغ ذلك كفار قريش و كان ابن الحضرمي‌ أول قتيل قتل بين المشركين والمسلمين و ذلك أول في‌ء أصابه المسلمون فركب وفد كفار قريش حتي قدموا علي النبي ص فقالوا أيحل القتال في الشهر الحرام فأنزل الله هذه الآية فالسائلون أهل الشرك علي جهة العيب للمسلمين باستحلالهم القتال في الشهر الحرام وقيل السائلون أهل الإسلام سألوا ذلك ليعلموا كيف الحكم فيه عَنِ الشّهرِ الحَرامِ قِتالٍ فِيهِبدل اشتمال عن الشهرقُل قِتالٌ فِيهِ أي في الشهر الحرام كَبِيرٌ أي ذنب عظيم ثم استأنف و قال وَ صَدّ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَ كُفرٌ بِهِ أي والصد عن سبيل الله والكفر به وَ المَسجِدِ الحَرامِ أي والصد عن المسجد الحرام أويسألونك عن القتال في الشهر الحرام و عندالمسجد الحرام وقيل معناه والكفر بالمسجد الحرام وَ إِخراجُ أَهلِهِيعني‌ أهل المسجد وهم المسلمون منه أي من المسجدأَكبَرُ أي أعظم وزراعِندَ اللّهِيعني‌ إخراجهم المسلمين من مكة حين هاجروا إلي المدينة والظاهر يدل علي أن القتال في الشهر الحرام كان محرما وقيل إن النبي عقل ابن الحضرمي‌وَ الفِتنَةُ أَكبَرُ مِنَ القَتلِ أي الفتنة في الدين و هوالكفر أعظم من القتل في الشهر الحرام يعني‌ قتل ابن الحضرمي‌وَ لا يَزالُونَ يُقاتِلُونَكُميعني‌ أهل مكةحَتّي يَرُدّوكُم عَن دِينِكُم


صفحه : 142

أي يصدوكم عن دين الإسلام ويلجئوكم إلي الارتدادإِنِ استَطاعُوا أي إن قدروا علي ذلك . قوله تعالي خُذُوا حِذرَكُم قال البيضاوي‌ أي تيقظوا واستعدوا للأعداء والحذر والحذر كالإثر والأثر وقيل مايحذر به كالحزم والسلاح فَانفِرُوافاخرجوا إلي الجهادثُباتٍجماعات متفرقين جمع ثبةأَوِ انفِرُوا جَمِيعاًمجتمعين كركبة واحدةوَ إِنّ مِنكُم لَمَن لَيُبَطّئَنّالخطاب لعسكر رسول الله ص المؤمنين منهم والمنافقين والمبطئون منافقوهم تثاقلوا وتخلفوا عن الجهاد أويبطئوا غيرهم كماأبطأ ابن أبي ناسا يوم أحدفَإِن أَصابَتكُم مُصِيبَةٌكقتل وهزيمةقالَ أي المبطئ قَد أَنعَمَ اللّهُ عَلَيّ إِذ لَم أَكُن مَعَهُم شَهِيداًحاضرا فيصيبني‌ ماأصابهم وَ لَئِن أَصابَكُم فَضلٌ مِنَ اللّهِكفتح وغنيمةلَيَقُولَنّأكده تنبيها علي فرط تحسرهم كَأَن لَم تَكُن بَينَكُم وَ بَينَهُ مَوَدّةٌاعتراض بين الفعل ومفعوله و هويا ليَتنَيِ‌ كُنتُ مَعَهُم فَأَفُوزَ فَوزاً عَظِيماًللتنبيه علي ضعف عقيدتهم و أن قولهم هذاقول من لامواصلة بينكم وبينه أوحال عن الضمير في ليقولن أوداخل في المقول أي يقول المبطئ لمن يثبطه من المنافقين وضعفة المسلمين تطرية وحسدا كأن لم يكن بينكم و بين محمدمودة حيث لم يستعن بكم فتفوزوا بما فاز ياليتني‌ كنت معهم وقيل إنه متصل بالجملة الأولي و هوضعيف


صفحه : 143

والمنادي في يا ليَتنَيِ‌محذوف أي ياقوم وقيل ياأطلق للتنبيه علي الاتساع فَأَفُوزَنصب علي جواب التمني‌الّذِينَ يَشرُونَ الحَياةَ الدّنيا بِالآخِرَةِ أي الذين يبيعونها بها والمعني أن بطي‌ء هؤلاء عن القتال فليقاتل المخلصون الباذلون أنفسهم في طلب الآخرة أوالذين يشترونها ويختارونها علي الآخرة وهم المبطئون والمعني حثهم علي ترك ماحكي عنهم والمستضعفين عطف علي الله أي و في سبيل المستضعفين و هوتخليصهم من الأسر وصونهم عن العدو أو علي السبيل بحذف المضاف أي و في خلاص المستضعفين ويجوز نصبه علي الاختصاص فإن سبيل الله تعالي يعم أبواب الخير وتخليص ضعفة المسلمين من أيدي‌ الكفار أعظمها وأخصهامِنَ الرّجالِ وَ النّساءِ وَ الوِلدانِبيان للمستضعفين وهم المسلمون الذين بقوا بمكة لصد المشركين أوضعفهم عن الهجرة مستذلين ممتحنين وإنما ذكر الولدان مبالغة في الحث وتنبيها علي تناهي‌ ظلم المشركين بحيث بلغ أذاهم الصبيان وقيل المراد به العبيد والإماء و هوجمع وليد. و قال الطبرسي‌ رحمه الله قيل يريد بذلك قوما من المسلمين بقوا بمكة و لم يستطيعوا الهجرة منهم سلمة بن هشام والوليد بن الوليد وعياش بن أبي ربيعة و أبوجندل بن سهيل وجماعة كانوا يدعون الله أن يخلصهم من أيدي‌ المشركين ويخرجهم من مكة وهم الّذِينَ يَقُولُونَ رَبّنا أَخرِجنا مِن هذِهِ القَريَةِ الظّالِمِ أَهلُها أي يقولون في دعائهم ربنا سهل لنا الخروج من هذه القرية يعني‌ مكة التي‌ ظلم


صفحه : 144

أهلها بافتتان المؤمنين عن دينهم ومنعهم عن الهجرةوَ اجعَل لَنابألطافك وتأييدك مِن لَدُنكَ وَلِيّايلي‌ أمرنا بالكفاية حتي ينقذنا من أيدي‌ الظلمةوَ اجعَل لَنا مِن لَدُنكَ نَصِيراًينصرنا علي من ظلمنا فاستجاب سبحانه دعاءهم فلما فتح رسول الله ص مكة جعل الله سبحانه نبيه لهم وليا فاستعمل علي مكة عتّاب بن أسيد فجعله لهم نصيرا و كان ينصف الضعيف من الشديد فأغاثهم الله تعالي وكانوا أعز بها من الظلمة قبل ذلك فَقاتِلُوا أَولِياءَ الشّيطانِيعني‌ جميع الكفار. و قال في قوله تعالي فَما لَكُم فِي المُنافِقِينَاختلفوا فيمن نزلت فيه هذه الآية فقيل نزلت في قوم قدموا المدينة من مكة فأظهروا للمسلمين الإسلام ثم رجعوا إلي مكة لأنهم استوخموا المدينة فأظهروا الشرك ثم سافروا ببضائع المشركين إلي اليمامة فأراد المسلمون أن يغزوهم فاختلفوا فقال بعضهم لانفعل فإنهم مؤمنون و قال الآخرون إنهم مشركون فأنزل الله فيهم الآية عن مجاهد و الحسن و هوالمروي‌ عن أبي جعفر ع وقيل نزلت في الذين تخلفوا عن أحد وقالوالَو نَعلَمُ قِتالًا لَاتّبَعناكُمالآية فاختلف أصحاب رسول الله ص فيهم فقال فريق منهم نقتلهم و قال آخرون لانقتلهم فنزلت الآية عن زيد بن ثابت وَ اللّهُ أَركَسَهُم أي ردهم إلي حكم الكفار بما أظهروا من الكفر وقيل أهلكهم بكفرهم وقيل خذلهم فأقاموا علي كفرهم أَ تُرِيدُونَ أَن تَهدُوا أي تحكموا بهدايةمَن أَضَلّ اللّهُ أي من حكم الله بضلاله أوخذله و لم يوفقه وَ مَن يُضلِلِ اللّهُ أي نسبه إلي الضلالةفَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا أي لن ينفعه أن يحكم غيره بهدايته وَدّوا أي تمني هؤلاء المنافقون الذين اختلفتم في أمرهم لَو تَكفُرُونَأنتم بالله ورسوله كَما كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَواءً في الكفرفَلا تَتّخِذُوا مِنهُم أَولِياءَ أي فلاتستنصروهم و لاتستنصحوهم و لاتستعينوا بهم في الأمورحَتّي يُهاجِرُوا


صفحه : 145

أي يخرجوا من دار الشرك ويفارقوا أهلهافِي سَبِيلِ اللّهِ أي في ابتغاء دينه فَإِن تَوَلّوا عن الهجرةفَخُذُوهُمأيها المؤمنون وَ اقتُلُوهُم حَيثُ وَجَدتُمُوهُم من أرض الله من الحل والحرم وَ لا تَتّخِذُوا مِنهُم وَلِيّا أي خليلاوَ لا نَصِيراًينصركم علي أعدائكم إِلّا الّذِينَ يَصِلُونَ إِلي قَومٍ بَينَكُم وَ بَينَهُم مِيثاقٌ أي إلا من وصل من هؤلاء إلي قوم بينكم وبينهم موادعة وعهد فدخلوا فيهم بالحلف والجوار فحكمهم حكم أولئك في حقن دمائهم واختلف في هؤلاء فالمروي‌ عن أبي جعفر ع أنه قال المراد بقوله قَومٍ بَينَكُم وَ بَينَهُم مِيثاقٌ هوهلال بن عويم السلمي‌ واثق عن قومه رسول الله ص و قال في موادعته علي أن لاتحيف يا محمد من أتانا و لانحيف من أتاك فنهي الله سبحانه أن يعرض لأحد عهد إليهم و به قال السدي‌ و ابن زيد وقيل هم بنو مدلج و كان سراقة بن مالك بن جعشم المدلجي‌ جاء إلي النبي ص بعدأحد فقال أنشدك الله والنعمة وأخذ منه ميثاقا أن لايغزو قومه فإن أسلم قريش أسلموا لأنهم كانوا في عقد قريش فحكم الله فيهم ماحكم في قريش ففيهم نزل هذاذكره عمر بن شيبة ثم استثني لهم حالة أخري فقال أَو جاؤُكُم حَصِرَت صُدُورُهُم أي ضاقت قلوبهم من أَن يُقاتِلُوكُم أَو يُقاتِلُوا قَومَهُم فلاعليكم و لاعليهم وإنما عني به أشجع فإنهم قدموا المدينة في


صفحه : 146

سبعمائة يقودهم مسعود بن دخيلة فأخرج إليهم النبي ص أحمال التمر ضيافة و قال نعم الشي‌ء الهدية أمام الحاجة و قال لهم ماجاء بكم قالوا لقرب دارنا منك وكرهنا حربك وحرب قومنا يعنون بني‌ ضمرة الذين بينهم وبينهم عهد لقلتنا فيهم فجئنا لنوادعك فقبل النبي ص ذلك منهم ووادعهم فرجعوا إلي بلادهم ذكره علي بن ابراهيم في تفسيره فأمر الله سبحانه المسلمين أن لايتعرضوا لهؤلاءوَ لَو شاءَ اللّهُ لَسَلّطَهُم عَلَيكُمبتقوية قلوبهم فيجترءون علي قتالكم فَلَقاتَلُوكُم أي لوفعل ذلك لقاتلوكم فَإِنِ اعتَزَلُوكُميعني‌ هؤلاء الذين أمر بالكف عن قتالهم بدخولهم في عهدكم أوبمصيرهم إليكم حصرت صدورهم أن يقاتلوكم .فَلَم يُقاتِلُوكُم وَ أَلقَوا إِلَيكُمُ السّلَمَيعني‌ صالحوكم واستسلموا لكم فَما جَعَلَ اللّهُ لَكُم عَلَيهِم سَبِيلًايعني‌ إذاسالموكم فلاسبيل لكم إلي نفوسهم وأموالهم . قال الحسن وعكرمة نسخت هذه الآية والتي‌ بعدها والآيتان في سورة الممتحنةلا يَنهاكُمُ اللّهُ عَنِ الّذِينَ لَم يُقاتِلُوكُم فِي الدّينِ إلي قوله الظّالِمُونَالآيات الأربع بقوله فَإِذَا انسَلَخَ الأَشهُرُ الحُرُمُ فَاقتُلُوا المُشرِكِينَ حَيثُ وَجَدتُمُوهُمالآية.سَتَجِدُونَ آخَرِينَاختلف فيمن عني‌ بهذه الآية فقيل نزلت في ناس كانوا يأتون النبي ص فيسلمون رئاء ثم يرجعون إلي قريش فيرتكسون في الأوثان يبتغون بذلك أن يأمنوا قومهم ويأمنوا نبي‌ الله ص فأبي الله ذلك عليهم عن ابن


صفحه : 147

عباس ومجاهد وقيل نزلت في نعيم بن مسعود الأشجعي‌ كان ينقل الحديث بين النبي ص و بين المشركين عن السدي‌ وقيل نزلت في أسد وغطفان عن مقاتل وقيل نزلت في عيينة بن حصن الفزاري‌ و ذلك أنهم أجدبت بلادهم فجاء إلي رسول الله ص ووادعه علي أن يقيم ببطن نخل و لايتعرض له و كان منافقا ملعونا و هو ألذي سماه رسول الله ص الأحمق المطاع في قومه و هوالمروي‌ عن الصادق ع .يُرِيدُونَ أَن يَأمَنُوكُمفيظهرون الإسلام وَ يَأمَنُوا قَومَهُمفيظهرون لهم الموافقة لهم في دينهم كُلّما رُدّوا إِلَي الفِتنَةِ أُركِسُوا فِيهاالمراد بالفتنة هنا الشرك والإركاس الرد أي كلما دعوا إلي الكفر أجابوا ورجعوا إليه فَإِن لَم يَعتَزِلُوكُمأيها المؤمنون أي فإن لم يعتزل قتالكم هؤلاء الذين يريدون أن يأمنوكم ويأمنوا قومهم وَ يُلقُوا إِلَيكُمُ السّلَمَ أي لم يستسلموا لكم و لم يصالحوكم وَ لم يَكُفّوا أَيدِيَهُم عن قتالهم فَخُذُوهُم أي فأسروهم وَ اقتُلُوهُم حَيثُ ثَقِفتُمُوهُم أي وجدتموهم سُلطاناً مُبِيناً أي حجة ظاهرة وقيل عذرا بينا في القتال . و في قوله تعالي إِذا ضَرَبتُم فِي سَبِيلِ اللّهِقيل نزلت في أسامة بن زيد وأصحابه بعثهم النبي ص سرية فلقوا رجلا قدانحاز بغنم له إلي جبل و كان قدأسلم فقال لهم السلام عليكم لاإله إلا الله محمد رسول الله فبدر إليه أسامة فقتله واستاقوا غنمه عن السدي‌ وروي‌ عن ابن عباس وقتادة أنه لمانزلت الآية حلف أسامة أن لايقتل رجلا قال لاإله إلا الله وبهذا اعتذر إلي علي ع


صفحه : 148

لماتخلف عنه و إن كان عذره غيرمقبول لوجوب طاعة الإمام وقيل نزلت في محلم بن خثامة الليثي‌ و كان بعثه النبي ص في سرية فلقيه عامر بن الأضبط الأشجعي‌ فحياه بتحية الإسلام و كان بينهما أَخِيّةٌ فرماه بسهم فقتله فلما جاء إلي النبي ص جلس بين يديه وسأله أن يستغفر له فقال ص لاغفر الله لك فانصرف باكيا فما مضت عليه سبعة أيام حتي هلك ودفن فلفظته الأرض فقال ص لماأخبر به إن الأرض تقبل من هوشر من محلم صاحبكم ولكن الله أراد أن يعظم من حرمتكم ثم طرحوه بين صدفي‌ الجبل وألقوا عليه الحجارة ونزلت الآية عن الواقدي‌ و محمد بن إسحاق رواية عن ابن عمر و ابن مسعود وقيل كان صاحب السرية المقداد عن ابن جبير وقيل أبوالدرداء عن ابن زيدإِذا ضَرَبتُم فِي سَبِيلِ اللّهِ أي سرتم وسافرتم للغزو والجهاد فتبينوا أي ميزوا بين الكافر والمؤمن وبالثاء والتاء توقفوا وتأنوا حتي تعلموا من يستحق القتل وَ لا تَقُولُوا لِمَن أَلقي إِلَيكُمُ السّلامَ أي حياكم بتحية أهل الإسلام أو من


صفحه : 149

استسلم لكم فلم يقاتلكم مظهرا أنه من أهل ملتكم لَستَ مُؤمِناً أي ليس لإيمانك حقيقة وإنما أسلمت خوفا من القتل أولست بآمن تَبتَغُونَ أي تطلبون عَرَضَ الحَياةِ الدّنيايعني‌ الغنيمة والمال فَعِندَ اللّهِ مَغانِمُ كَثِيرَةٌ أي في مقدوره تعالي فواضل ونعم ورزق إن أطعتموه فيما أمركم به وقيل معناه ثواب كثير لمن ترك قتل المؤمن .كَذلِكَ كُنتُم مِن قَبلُاختلف في معناه فقيل كما كان هذا ألذي قتلتموه مستخفيا في قومه بدينه خوفا علي نفسه منهم كنتم أنتم مستخفين بأديانكم من قومكم حذرا علي أنفسكم وقيل كما كان هذاالمقتول كافرا فهداه الله كذلك كنتم كفارا فهداكم الله . و قال البيضاوي‌ أي أول مادخلتم في الإسلام تفوهتم بكلمتي‌ الشهادة فحصنتم بهادماءكم وأموالكم من غير أن يعلم مواطاة قلوبكم ألسنتكم فَمَنّ اللّهُ عَلَيكُمبالاشتهار بالإيمان والاستقامة في الدين فَتَبَيّنُوا وافعلوا بالداخلين في الإسلام كمافعل الله بكم .أقول سيأتي‌ تفسير آية الصلاة في غزوة ذات الرقاع . قوله تعالي شَعائِرَ اللّهِقيل مناسك الحج وقيل دين الله وقيل فرائضه وَ لَا الشّهرَ الحَرامَبالقتال فيه أوبالنسي‌ءوَ لَا الهدَي‌َ ماأهدي‌ إلي الكعبةوَ لَا القَلائِدَ أي ذوات القلائد من الهدي‌ وعطفها علي الهدي‌ للاختصاص فإنه أشرف الهدي‌ أوالقلائد أنفسها والنهي‌ عن إحلالها مبالغة في النهي‌ عن التعرض للهدي‌ والقلائد جمع قلادة و هو ماقلد به الهدي‌ من نعل أولحاء شجر وغيرهما ليعلم به أنه هدي‌ فلايتعرض له وَ لَا آمّينَ البَيتَ الحَرامَ


صفحه : 150

بالقتال قاصدين لزيارته يَبتَغُونَ فَضلًا مِن رَبّهِم وَ رِضواناً أي أن يثيبهم ويرضي عنهم وَ لا يَجرِمَنّكُم أي و لايحملنكم أو لايكسبنكم شَنَآنُ قَومٍ أي شدة بغضهم وعداوتهم أَن صَدّوكُم عَنِ المَسجِدِ الحَرامِلأن صدوكم عام الحديبيةأَن تَعتَدُوابالانتقام و هوثاني‌ مفعولي‌ يجرمنكم وَ تَعاوَنُوا عَلَي البِرّ وَ التّقوي علي العفو والإغضاء ومتابعة الأمر ومجانبة الهوي وَ لا تَعاوَنُوا عَلَي الإِثمِ وَ العُدوانِللتشفي‌ والانتقام . و قَالَ الطبّرسِيِ‌ّ رَحِمَهُ اللّهُ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ البَاقِرُ ع نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ فِي رَجُلٍ مِن بنَيِ‌ رَبِيعَةَ يُقَالُ لَهُ الحُطَمُ

و قال السدي‌ أقبل الحطم بن هند البكري‌ حتي أتي رسول الله ص وحده وخلف خيله خارج المدينة فقال إلي ماتدعو و قد كان النبي ص قال لأصحابه يدخل عليكم اليوم رجل من بني‌ ربيعة يتكلم بلسان شيطان فلما أجابه النبي ص قال أنظرني‌ لعلي‌ أسلم و لي من أشاوره فخرج من عنده فقال رسول الله ص لقد دخل بوجه كافر وخرج بعقب غادر فمر بسرح من سروح المدينة فساقه وانطلق به و هويرتجز و يقول


تدلفها الليل بسواق حطم .   ليس براعي‌ إبل و لاغنم .

و لابجزار علي ظهر وضم .   باتوا نياما و ابن هند لم ينم .

بات يقاسيها غلام كالزلم .   خدلج الساقين ممسوح القدم .

ثم أقبل من عام قابل حاجا قدقلد هديا فأراد رسول الله ص أن يبعث إليه فنزلت هذه الآيةوَ لَا آمّينَ البَيتَ الحَرامَ و هوقول عكرمة و ابن جريح و قال ابن زيد نزلت يوم الفتح في ناس يؤمون البيت من المشركين يهلون بعمرة فقال المسلمون يا رسول الله إن هؤلاء مشركون مثل هؤلاء دعنا نغير عليهم فأنزل الله تعالي هذه الآية


صفحه : 151

بيان يقال دلفت الكتيبة في الحرب تقدمت يقال دلفناهم قوله بسواق أي بحاد يحدو بالإبل يسوقهن بحدائه والحطم بضم الحاء وفتح الطاء من صيغ المبالغة من الحطم بمعني الكسر والوضم الخشبة والبادية التي‌ يوضع عليها اللحم و قال الجوهري‌ الزلم بالتحريك القدح قال الشاعر


بات يقاسيها غلام كالزلم .   ليس براعي‌ إبل و لاغنم .

قوله خدلج الساقين بتشديد اللام أي عظيمهما. قوله تعالي إِذ هَمّ قَومٌ قدمر سبب نزولها في باب معجزاته ص في كفاية شر الأعداء قوله لا تَتّخِذُوا اليَهُودَ وَ النّصاري أَولِياءَ قال الطبرسي‌ رحمه الله اختلف في سبب نزوله و إن كان حكمه عاما لجميع المؤمنين فقال عطية بن سعد العوفي‌ والزهري‌ لماانهزم أهل بدر قال المسلمون لأوليائهم من اليهود آمنوا قبل أن يصيبكم الله بيوم مثل يوم بدر فقال مالك بن ضيف أعزكم إن أصبتم رهطا من قريش لاعلم لهم بالقتال أما لوأردنا أن نستجمع عليكم لم يكن لكم يدان بقتالنا فجاء عبادة بن الصامت الخزرجي‌ إلي رسول الله ص فقال يا رسول الله إن لي أولياء من اليهود كثير عددهم قوية أنفسهم شديدة شوكتهم وإني‌ أبرأ إلي الله ورسوله من ولايتهم و لامولي إلا الله ورسوله فقال عبد الله بن أبي لكني‌ لاأبرأ من ولاية اليهود لأني‌ أخاف الدوائر و لابد لي منهم فقال رسول الله ص يا أباالجناب مانفست به من ولاية اليهود علي عبادة بن


صفحه : 152

الصامت فهو لك دونه فقال إذاأقبل فأنزل الله الآية و قال السدي‌ لماكانت وقعة أحد اشتدت علي طائفة من الناس فقال رجل من المسلمين أناألحق بفلان اليهودي‌ وآخذ منه أمانا و قال آخر أناألحق بفلان النصراني‌ ببعض أرض الشام وآخذ منه أمانا فنزلت الآية و قال عكرمة نزلت في أبي لبابة بن عبدالمنذر حين قال لبني‌ قريظة إذارضوا بحكم سعد أنه الذبح والمعني لاتعتمدوا علي الانتصار منهم بهم بَعضُهُم أَولِياءُ بَعضٍ في العون والنصرةوَ مَن يَتَوَلّهُم مِنكُم أي استنصر بهم فَإِنّهُ مِنهُم أي هوكافر مثلهم فِي قُلُوبِهِم مَرَضٌ أي شك ونفاق يعني‌ ابن أبي يُسارِعُونَ فِيهِم أي في موالاة اليهود وقيل موالاة اليهود ونصاري نجران لأنهم كانوا يميرونهم دائِرَةٌ أي دولة تدور لأعداء المسلمين علي المسلمين فنحتاج إلي نصرتهم وقيل معناه نخشي أن يدور الدهر علينا بمكروه يعنون الجدب فلايميروننافَعَسَي اللّهُ أَن يأَتيِ‌َ بِالفَتحِيعني‌ فتح مكة وقيل يفتح بلاد المشركين أَو أَمرٍ مِن عِندِهِ فيه إعزاز المسلمين وظهور الإسلام وقيل إظهار نفاق المنافقين مع الأمر بقتالهم أوموت هذاالمنافق أوالقتل والسبي‌ لبني‌ قريظة والإجلاء لبني‌ النضيرفَيُصبِحُوا عَلي ما أَسَرّوا فِي أَنفُسِهِم من نفاقهم وولايتهم اليهود ودس الأخبار إليهم نادِمِينَ وَ يَقُولُ الّذِينَ آمَنُوا أي صدقوا الله ورسوله ظاهرا وباطنا تعجبا من نفاق المنافقين أَ هؤُلاءِ الّذِينَ أَقسَمُوا بِاللّهِحلفوا به جَهدَ أَيمانِهِمبأغلظ الأيمان وأوكدهاإِنّهُم لَمَعَكُم أي أنهم مؤمنون ومعكم في معاونتكم حَتّي لا تَكُونَ فِتنَةٌ أي شرك . و قال رحمه الله في قوله و لاتحسبن الذين كفروا سبقوا أي لاتحسبن يا محمدأعداءك الكافرين قدسبقوا أمر الله وأعجزوه وأنهم قدفاتوك فإن الله سبحانه يظفرك بهم كماوعدك إِنّهُم لا يُعجِزُونَ أي لايعجزون الله و لايفوتونه حتي لا


صفحه : 153

يثقفنهم يوم القيامة أو لايعجزونك وَ أَعِدّوا لَهُم مَا استَطَعتُم مِن قُوّةٍ هذاأمر منه سبحانه بأن يعدوا السلاح قبل لقاء العدو روي‌ أن القوة الرمي‌ وقيل إنها اتفاق الكلمة والثقة بالله تعالي والرغبة في ثوابه وقيل الحصون وَ مِن رِباطِ الخَيلِ أي ربطها واقتنائها للغزوتُرهِبُونَ بِهِ أي تخيفون بما تعدونه لهم عَدُوّ اللّهِ وَ عَدُوّكُميعني‌ مشركي‌ مكة وكفار العرب وَ آخَرِينَ مِن دُونِهِم أي وترهبون كفارا آخرين دون هؤلاء واختلفوا في الآخرين فقيل إنهم بنو قريظة وقيل هم أهل فارس وقيل هم المنافقون لايعلم المسلمون أنهم أعداؤهم وهم أعداؤهم لا تَعلَمُونَهُمُ أي لاتعرفونهم لأنهم يصلون ويصومون ويقولون لاإله إلا الله محمد رسول الله ويختلطون بالمؤمنين اللّهُ يَعلَمُهُم أي يعرفهم لأنه المطلع علي الأسرار وقيل هم الجن وَ ما تُنفِقُوا مِن شَيءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ أي في الجهاد و في طاعة الله يُوَفّ إِلَيكُم أي يوفر عليكم ثوابه في الآخرةوَ أَنتُم لا تُظلَمُونَ أي لاتنقصون شيئا منه وَ إِن جَنَحُوا لِلسّلمِ أي مالوا إلي الصلح وترك الحرب فَاجنَح لَها أي مل إليهاوَ تَوَكّل عَلَي اللّهِ أي فوض أمرك إلي الله إِنّهُ هُوَ السّمِيعُ العَلِيمُ لاتخفي عليه خافية وقيل إنها منسوخة بقوله فَاقتُلُوا المُشرِكِينَ حَيثُ وَجَدتُمُوهُم وقيل إنهم ليست بمنسوخة لأنها في الموادعة لأهل الكتاب والأخري لعبّاد الأوثان وَ إِن يُرِيدُوا أي الذين يطلبون منك الصلح أَن يَخدَعُوكَبأن تكفوا عن القتال حتي يقووا فيبدءوكم بالقتال من غيراستعداد منكم فَإِنّ حَسبَكَ اللّهُ أي فإن ألذي يتولي كفايتك الله هُوَ ألّذِي أَيّدَكَ بِنَصرِهِ وَ بِالمُؤمِنِينَ أي قواك بالنصر من عنده وبالمؤمنين ألذي ينصرونك وَ أَلّفَ بَينَ قُلُوبِهِم وأراد بالمؤمنين الأنصار وهم الأوس والخزرج عن أبي جعفر ع والسدي‌ وأكثر المفسرين وأراد بتأليف القلوب ما كان بين الأوس والخزرج من المعاداة والقتال فإنه لم يكن


صفحه : 154

حيان من العرب بينهما من العداوة مثل ما كان بين هذين الحيين فألف الله قلوبهم حتي صاروا متوادين متحابين ببركة نبيناص وقيل أراد كل متحابين في الله لَو أَنفَقتَ ما فِي الأَرضِ جَمِيعاً ما أَلّفتَ بَينَ قُلُوبِهِم أي لم يمكنك جمع قلوبهم علي الألفةوَ لكِنّ اللّهَ أَلّفَ بَينَهُمبأن لطف لهم بحسن تدبيره وبالإسلام ألذي هداهم إليه إِنّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ لايمتنع عليه شيءيريد فعله و لايفعل إلا ماتقتضيه الحكمة قال الزجاج و هذا من الآيات العظام و ذلك أن النبي ص بعث إلي قوم أنفتهم شديدة بحيث لولطم رجل من قبيلة لطمة قاتل عنه قبيلة فألف الإيمان بين قلوبهم حتي قاتل الرجل أباه وأخاه وابنه فأعلم الله سبحانه أن هذا ماتولاه منهم إلا هويا أَيّهَا النّبِيّ حَسبُكَ اللّهُ وَ مَنِ اتّبَعَكَ مِنَ المُؤمِنِينَ أي كافيك الله ويكفيك متبعوك من المؤمنين و قال الحسن معناه الله حسبك وحسب من اتبعك أي يكفيك ويكفيهم قال الكلبي‌ نزلت هذه الآية بالبيداء في غزوة بدر قبل القتال يا أَيّهَا النّبِيّ حَرّضِ المُؤمِنِينَ عَلَي القِتالِ أي رغبهم فيه إِن يَكُن مِنكُم عِشرُونَ صابِرُونَ علي القتال يَغلِبُوا مِائَتَينِ من العدووَ إِن يَكُن مِنكُم مِائَةٌ يَغلِبُوا أَلفاً مِنَ الّذِينَ كَفَرُوااللفظ خبر والمراد به الأمربِأَنّهُم قَومٌ لا يَفقَهُونَ أي ذلك النصر من الله تعالي لكم علي الكفار والخذلان للكفار بأنكم تفقهون أمر الله وتصدقونه فيما وعدكم من الثواب فيدعوكم ذلك إلي الصبر علي القتال والجد فيه والكفار لايفقهون أمر الله و لايصدقونه و لماعلم الله تعالي أن ذلك يشق عليهم تغيرت المصلحة في ذلك فقال الآنَ خَفّفَ اللّهُ عَنكُمالحكم في الجهادوَ عَلِمَ أَنّ فِيكُم ضَعفاًأراد به ضعف البصيرة والعزيمة و لم يرد ضعف البدن فَإِن يَكُن مِنكُم مِائَةٌ صابِرَةٌ علي القتال يَغلِبُوا مِائَتَينِ من العدووَ إِن يَكُن مِنكُم أَلفٌ يَغلِبُوا أَلفَينِ بِإِذنِ اللّهِ أي بعلم الله أوبأمره وَ اللّهُ مَعَ الصّابِرِينَ أي معونة الله معهم .


صفحه : 155

و قال رحمه الله في قوله تعالي لا تَتّخِذُوا آباءَكُم وَ إِخوانَكُم أَولِياءَ هذا في أمر الدين فأما في أمر الدنيا فلابأس بمجالستهم ومعاشرتهم لقوله سبحانه وَ صاحِبهُما فِي الدّنيا مَعرُوفاً وَ روُيِ‌َ عَن أَبِي جَعفَرٍ وَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهَا نَزَلَت فِي حَاطِبِ بنِ أَبِي بَلتَعَةَ حَيثُ كَتَبَ إِلَي قُرَيشٍ يُخبِرُهُم بِخَبَرِ النّبِيّص لَمّا أَرَادَ فَتحَ مَكّةَ

و قال ابن عباس لماأمر الله سبحانه المؤمنين بالهجرة وأرادوا الهجرة فمنهم من تعلقت به زوجته ومنهم من تعلق به أبواه وأولاده فكانوا يمنعونهم من الهجرة فيتركون الهجرة لأجلهم فبين سبحانه أن أمر الدين مقدم علي النسب و إذاوجب قطع قرابة الأبوين فالأجنبي‌ أولي إِنِ استَحَبّوا الكُفرَ عَلَي الإِيمانِ أي اختاروه عليه وَ مَن يَتَوَلّهُم مِنكُمفترك طاعة الله لأجلهم وأطلعهم علي أسرار المسلمين فَأُولئِكَ هُمُ الظّالِمُونَلنفوسهم والباخسون حقها من الثواب قُل يا محمدلهؤلاء المتخلفين عن الهجرةإِن كانَ آباؤُكُم إلي قوله وَ عَشِيرَتُكُم أي أقاربكم وَ أَموالٌ اقتَرَفتُمُوها أي اكتسبتموهاوَ تِجارَةٌ تَخشَونَ كَسادَها أي أن تكسد إذاشغلتم بطاعة الله والجهادوَ مَساكِنُ تَرضَونَها أي يعجبكم المقام فيهاأَحَبّ إِلَيكُم أي آثر في نفوسكم مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ أي من طاعتهماوَ جِهادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبّصُوا أي انتظرواحَتّي يأَتيِ‌َ اللّهُ بِأَمرِهِ أي بحكمه فيكم وقيل بعقوبتكم إما عاجلا أوآجلافِي مَواطِنَ كَثِيرَةٍ

وَرَدَ عَنِ الصّادِقِينَ ع أَنّهُم قَالُوا إِنّهَا كَانَت ثَمَانِينَ مَوطِناً

وَ قاتِلُوا المُشرِكِينَ كَافّةً أي قاتلوهم جميعا مؤتلفين غيرمختلفين بأن يكون حالا عن المسلمين ويجوز أن يكون حالا عن المشركين . و قال رحمه الله في قوله تعالي جاهِدِ الكُفّارَبالسيف والقتال وَ المُنافِقِينَباللسان والوعظ والتخويف أوبإقامة الحدود

وَ روُيِ‌َ فِي قِرَاءَةِ أَهلِ البَيتِ ع


صفحه : 156

جَاهِدِ الكُفّارَ بِالمُنَافِقِينَ قَالُوا لِأَنّ النّبِيّص لَم يَكُن يُقَاتِلُ المُنَافِقِينَ وَ إِنّمَا كَانَ يَتَأَلّفُهُم وَ لِأَنّ المُنَافِقِينَ لَا يُظهِرُونَ الكُفرَ وَ عِلمُ اللّهِ تَعَالَي بِكُفرِهِم لَا يُبِيحُ قَتلَهُم إِذَا كَانُوا يُظهِرُونَ الإِيمَانَ

وَ اغلُظ عَلَيهِم وأسمعهم الكلام الغليظ الشديد. و في قوله تعالي وَ ما كانَ المُؤمِنُونَقيل كان رسول الله ص إذاخرج غازيا لم يتخلف عنه إلاالمنافقون والمعذرون فلما أنزل الله عيوب المنافقين و بين نفاقهم في غَزاة تبوك قال المؤمنون و الله لانتخلف عن غَزاة يغزوها رسول الله ص و لاسرية أبدا فلما أمر رسول الله ص بالسرايا إلي الغزو نفر المسلمون جميعا وتركوا رسول الله ص وحده فنزلت الآية عن ابن عباس في رواية الكلبي‌ وقيل إنها نزلت في ناس من أصحاب رسول الله ص خرجوا في البوادي‌ فأصابوا من الناس معروفا وخصبا ودعوا من وجدوا من الناس علي الهدي فقال الناس مانراكم إلا و قدتركتم صاحبكم وجئتمونا فوجدوا في أنفسهم من ذلك حرجا وأقبلوا كلهم من البادية حتي دخلوا علي النبي ص فأنزل الله هذه الآية عن مجاهدلِيَنفِرُوا كَافّةً هذانفي‌ معناه النهي‌ أي ليس للمؤمنين أن ينفروا إلي الجهاد بأجمعهم ويتركوا النبي ص فريدا وقيل معناه ليس عليهم أن ينفروا كلهم من بلادهم إلي النبي ص ليتعلموا الدين ويضيعوا من وراءهم ويخلوا ديارهم فَلَو لا نَفَرَ مِن كُلّ فِرقَةٍ مِنهُم طائِفَةٌ لِيَتَفَقّهُوا فِي الدّينِ فيه وجوه أحدها فهلا خرج إلي الغزو من كل قبيلة جماعة ويبقي مع النبي ص جماعة ليتفقهوا في الدين يعني‌ الفرقة القاعدين يتعلمون القرآن والسنن والفرائض والأحكام فإذارجعت السرايا و قدنزل بعدهم القرآن وتعلمه القاعدون قالوا لهم إذارجعوا إليهم إن الله قدأنزل بعدكم علي نبيكم قرآنا و قدتعلمناه فيتعلمه السرايا فذلك قوله


صفحه : 157

وَ لِيُنذِرُوا قَومَهُم إِذا رَجَعُوا إِلَيهِم أي وليعلموهم القرآن ويخوفوهم به إذارجعوا إليهم لَعَلّهُم يَحذَرُونَ فلايعملون بخلافه

وَ قَالَ البَاقِرُ ع كَانَ هَذَا حِينَ كَثُرَ النّاسُ فَأَمَرَهُمُ اللّهُ أَن تَنفِرَ مِنهُم طَائِفَةٌ وَ تُقِيمَ طَائِفَةٌ لِلتّفَقّهِ وَ أَن يَكُونَ الغَزوُ نَوباً

. وثانيها أن التفقه والإنذار يرجعان إلي الفرقة النافرة وحثها الله علي التفقه لترجع إلي المتخلفة فتحذرها معني لِيَتَفَقّهُوا فِي الدّينِليتبصروا ويتيقنوا بما يريهم الله عز و جل من الظهور علي المشركين ونصرة الدين وَ لِيُنذِرُوا قَومَهُم من الكفارإِذا رَجَعُوا إِلَيهِم من الجهاد فيخبرونهم بنصر الله النبي ص و المؤمنين لَعَلّهُم يَحذَرُونَ أن يقاتلوا النبي ص فينزل بهم مانزل بأصحابهم من الكفار. وثالثها أن التفقه راجع إلي النافرة والتقدير ما كان لجميع المؤمنين أن ينفروا إلي النبي ص ويخلوا ديارهم ولكن لينفر إليه من كل ناحية طائفة ليسمع كلامه ويتعلم الدين منه ثم ترجع إلي قومها فيبين لهم ذلك وينذرهم عن الجبائي‌ قال والمراد بالنفر هنا الخروج لطلب العلم الّذِينَ يَلُونَكُم أي من قرب منكم مِنَ الكُفّارِالأقرب منهم فالأقرب في النسب والدار قال الحسن كان هذاقبل الأمر بقتال المشركين كافة و قال غيره هذاالحكم قائم الآن لأنه لاينبغي‌ لأهل بلد أن يخرجوا إلي قتال الأبعد ويدعوا الأقرب والأدني لأن ذلك يؤدي‌ إلي الضرر وربما يمنعهم ذلك عن المضي‌ في وجهتهم إلا أن تكون بينهم و بين الأقرب موادعة فلابأس حينئذ بمجاوزة الأقرب إلي الأبعدوَ ليَجِدُوا فِيكُم غِلظَةً أي شجاعة أوشدة أوصبرا علي الجهاد قوله تعالي إِنّ اللّهَ يُدافِعُ عَنِ الّذِينَ آمَنُوا قال البيضاوي‌ أي غائلة


صفحه : 158

المشركين إِنّ اللّهَ لا يُحِبّ كُلّ خَوّانٍ في أمانة الله كَفُورٍكمن يتقرب إلي الأصنام بذبيحته فلايرضي فعلهم و لاينصرهم أُذِنَرخص للذين يقاتلون المشركين والمأذون فيه محذوف لدلالته عليه وقرأ نافع و ابن عامر وحفص بفتح التاء أي للذين يقاتلونهم المشركون بِأَنّهُم ظُلِمُوابسبب أنهم ظلموا وهم أصحاب رسول الله ص كان المشركون يؤذونهم وكانوا يأتونه من بين مضروب ومشجوج يتظلمون إليه فيقول لهم اصبروا فإني‌ لم أومر بالقتال حتي هاجر فأنزلت وهي‌ أول آية نزلت في القتال بعد مانهي‌ عنه في نيف وسبعين آيةوَ إِنّ اللّهَ عَلي نَصرِهِم لَقَدِيرٌوعد لهم بالنصر كماوعد بدفع أذي الكفار عنهم الّذِينَ أُخرِجُوا مِن دِيارِهِميعني‌ مكةبِغَيرِ حَقّبغير موجب استحقوا به إِلّا أَن يَقُولُوا رَبّنَا اللّهُ علي طريقة قول النابغة.


و لاعيب فيهم غير أن سيوفهم .   بهن فلول من قراع الكتائب .

وقيل منقطع .وَ لَو لا دَفعُ اللّهِ النّاسَ بَعضَهُم بِبَعضٍبتسليط المؤمنين منهن علي الكافرين لَهُدّمَتلخربت باستيلاء المشركين علي أهل الملل صَوامِعُصوامع الرهبانيةوَ بِيَعٌ وبيع النصاري وَ صَلَواتٌ وكنائس اليهود وسميت بهالأنها يصلي فيها وقيل أصله صلوتا بالعبرانية فعربت وَ مَساجِدُ ومساجد المسلمين


صفحه : 159

يُذكَرُ فِيهَا اسمُ اللّهِ كَثِيراًصفة للأربع أوالمساجد خصت بهاتفضيلاوَ لَيَنصُرَنّ اللّهُ مَن يَنصُرُهُ أي ينصر دينه و قدأنجز الله وعده بأن سلط المهاجرين والأنصار علي صناديد العرب وأكاسرة العجم وقياصرتهم وأورثهم أرضهم وديارهم إِنّ اللّهَ لقَوَيِ‌ّ علي نصرهم عَزِيزٌ لايمانعه شيء. و قال في قوله تعالي لَو لا نُزّلَت سُورَةٌ أي هلا نزلت سورة في أمر الجهادفَإِذا أُنزِلَت سُورَةٌ مُحكَمَةٌمبينة لاتشابه فيهاوَ ذُكِرَ فِيهَا القِتالُ أي الأمر به رَأَيتَ الّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَرَضٌضعف في الدين وقيل نفاق يَنظُرُونَ إِلَيكَ نَظَرَ المغَشيِ‌ّ عَلَيهِ مِنَ المَوتِجبنا ومخافةفَأَولي لَهُمفويل لهم أفعل من الولي‌ و هوالقرب أوفعلي من آل ومعناه الدعاء عليهم بأن يليهم المكروه أويئول إليه أمرهم طاعَةٌ وَ قَولٌ مَعرُوفٌاستئناف أي أمرهم طاعة أوطاعة وقول معروف خير لهم أوحكاية قولهم لقراءة أبي يقولون طاعةفَإِذا عَزَمَ الأَمرُ أي جد و هولأصحاب الأمر وإسناده إليه مجازفَلَو صَدَقُوا اللّهَ أي فيما زعموا من الحرص علي الجهاد أوالإيمان لَكانَالصدق خَيراً لَهُم فَهَل عَسَيتُمفهل يتوقع منكم إِن تَوَلّيتُمأمور الناس وتأمرتم عليهم أوأعرضتم وتوليتم عن الإسلام أَن تُفسِدُوا فِي الأَرضِ وَ تُقَطّعُوا أَرحامَكُمتناجزا علي الولاية وتجاذبا لهافَلا تَهِنُوا فلاتضعفواوَ تَدعُوا إِلَي السّلمِ و لا


صفحه : 160

تدعوا إلي الصلح تذللا ويجوز نصبه بإضمار أن وَ أَنتُمُ الأَعلَونَالأغلبون وَ اللّهُ مَعَكُمناصركم وَ لَن يَتِرَكُم أَعمالَكُم ولن يضيع أعمالكم من وترت الرجل إذاقتلت متعلقا له من قريب أوحميم فأفردته عنه من الوتر شبه به تعطيل ثواب العمل وإفراده منه . و في قوله تعالي هُوَ ألّذِي أَنزَلَ السّكِينَةَالثبات والطمأنينةفِي قُلُوبِ المُؤمِنِينَ حتي يثبتوا حيث تقلق النفوس وتدحض الأقدام لِيَزدادُوا إِيماناً مَعَ إِيمانِهِميقينا مع يقينهم برسوخ العقيدة واطمئنان النفس عليها أوأنزل فيهاالسكون إلي ماجاء به الرسول ليزدادوا إيمانا بالشرائع مع إيمانهم بالله وباليوم الآخروَ لِلّهِ جُنُودُ السّماواتِ وَ الأَرضِيدبر أمرها فيسلط بعضها علي بعض تارة ويوقع فيما بينهم السلم أخري كماتقتضيه حكمته الظّانّينَ بِاللّهِ ظَنّ السّوءِالأمر السوء و هو أن لاينصر رسوله و المؤمنين عَلَيهِم دائِرَةُ السّوءِدائرة مايظنونه ويتربصونه بالمؤمنين لايتخطاهم . و قال الطبرسي‌وَ لِلّهِ جُنُودُ السّماواتِ وَ الأَرضِيعني‌ الملائكة والجن والإنس والشياطين والمعني لوشاء لأعانكم بهم و فيه بيان أنه لوشاء لأهلك المشركين لكنه عالم بهم وبما يخرج من أصلابهم فأمهلهم لعلمه وحكمته و لم يأمر بالقتال عن عجز واحتياج لكن ليعرض المجاهدين لجزيل الثواب قُل لِلمُخَلّفِينَالذين تخلفوا عنك في الخروج إلي الحديبيةمِنَ الأَعرابِ سَتُدعَونَفيما بعدإِلي قَومٍ أوُليِ‌ بَأسٍ شَدِيدٍ وهم هوازن وحنين وقيل هوازن وثقيف وقيل بنو حنيفة مع مسيلمة وقيل أهل فارس وقيل الروم وقيل هم أهل صفين أصحاب معاويةتُقاتِلُونَهُم أَو يُسلِمُونَمعناه أن أحد الأمرين لابد أن يقع لامحالة وتقديره أوهم يسلمون أي يقرون بالإسلام ويقبلونه وقيل ينقادون لكم فَإِن


صفحه : 161

تُطِيعُوا

أي في قتالهم كَما تَوَلّيتُم مِن قَبلُ أي عن الخروج إلي الحديبيةوَ أَثابَهُم فَتحاً قَرِيباًيعني‌ فتح خيبر وقيل فتح مكةوَ مَغانِمَ كَثِيرَةً يَأخُذُونَهايعني‌ غنائم خيبر وقيل غنائم هوازن وَعَدَكُمُ اللّهُ مَغانِمَ كَثِيرَةً مع النبي ص و من بعده إلي يوم القيامةفَعَجّلَ لَكُم هذِهِيعني‌ غنيمة خيبروَ كَفّ أيَديِ‌َ النّاسِ عَنكُم و ذلك أن النبي ص لماقصد خيبر وحاصر أهلها همت قبائل من أسد وغطفان أن يغيروا علي أموال المسلمين وعيالهم بالمدينة فكف الله أيديهم عنهم بإلقاء الرعب في قلوبهم وقيل إن مالك بن عوف وعيينة بن حصين مع بني‌ أسد وغطفان جاءوا لنصرة اليهود من خيبر فقذف الله الرعب في قلوبهم وانصرفواوَ لِتَكُونَالغنيمة التي‌ عجلها لهم آيَةً لِلمُؤمِنِينَ علي صدقك حيث وعدتهم أن يصيبوها فوقع المخبر علي وفق الخبروَ يَهدِيَكُم صِراطاً مُستَقِيماً أي ويزيدكم هدي بالتصديق بمحمدص و ماجاء به مما ترون من عدة الله في القرآن بالفتح والغنيمةوَ أُخري لَم تَقدِرُوا عَلَيها أي وعدكم الله مغانم أخري لم تقدروا عليها بعد أوقرية أخري وهي‌ مكة وقيل هي‌ مافتح الله علي المسلمين بعد ذلك إلي اليوم وقيل إن المراد بهافارس والروم قَد أَحاطَ اللّهُ بِها أي قدرة أوعلماوَ لَو قاتَلَكُمُ الّذِينَ كَفَرُوا من قريش يوم الحديبيةلَوَلّوُا الأَدبارَمنهزمين وقيل الذين كفروا من أسد وغطفان الذين أرادوا نهب ذراري‌ المسلمين سُنّةَ اللّهِ أي هذه سنتي‌ في أهل طاعتي‌ و أهل معصيتي‌ أنصر أوليائي‌ وأخذل أعدائي‌.لا يسَتوَيِ‌ مِنكُم مَن أَنفَقَ مِن قَبلِ الفَتحِ وَ قاتَلَلأن القتال قبل الفتح كان أشد والحاجة إلي النفقة و إلي الجهاد كان أكثر وأمس . و في قوله تعالي وَ ما أَفاءَ اللّهُ عَلي رَسُولِهِ قال ابن عباس نزل قوله ما أَفاءَ اللّهُ عَلي رَسُولِهِ مِن أَهلِ القُري في أموال كفار أهل القري وهم قريظة وبنو النضير وهما بالمدينة وفدك وهي‌ من المدينة علي ثلاثة أميال وخيبر وقري عرينة


صفحه : 162

وينبع جعلها الله لرسوله ص يحكم فيها ماأراد وأخبر أنها كلها له فقال أناس فهلا قسمها فنزلت الآية وقيل إن الآية الأولي بيان أموال بني‌ النضير خاصة لقوله وَ ما أَفاءَ اللّهُ عَلي رَسُولِهِ مِنهُم والآية الثانية بيان الأموال التي‌ أصيبت بغير قتال وقيل إنهما واحد والآية الثانية بيان قسم المال ألذي ذكره الله في الآية الأولي و عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَومَ بنَيِ‌ النّضِيرِ إِن شِئتُم قَسَمتُم لِلمُهَاجِرِينَ مِن أَموَالِكُم وَ دِيَارِكُم وَ تُشَارِكُونَهُم فِي هَذِهِ الغَنِيمَةِ وَ إِن شِئتُم كَانَت لَكُم دِيَارُكم وَ أَموَالُكُم وَ لَا يُقسَمُ لَكُم شَيءٌ مِنَ الغَنِيمَةِ فَقَالَ لَهُمُ الأَنصَارُ بَل نَقسِمُ لَهُم مِن أَموَالِنَا وَ دِيَارِنَا وَ نُؤثِرُهُم بِالغَنِيمَةِ وَ لَا نُشَارِكُهُم فِيهَا فَنَزَلَتوَ يُؤثِرُونَ عَلي أَنفُسِهِمالآيَةَ

مِنهُم أي من اليهود الذين أجلاهم فَما أَوجَفتُم عَلَيهِ مِن خَيلٍ وَ لا رِكابٍ من الوجيف سرعة السير أي لم تسيروا إليها علي خيل و لاإبل والركاب الإبل التي‌ تحمل القوم وَ لكِنّ اللّهَ يُسَلّطُ رُسُلَهُ عَلي مَن يَشاءُ أي يمكنهم من عدوهم من غيرقتال بأن يقذف الرعب في قلوبهم جعل الله أموال بني‌ النضير لرسوله ص خاصة يفعل بها مايشاء فقسمها رسول الله ص بين المهاجرين و لم يعط الأنصار منها شيئا إلاثلاثة نفر كانت بهم حاجة وهم أبودجانة وسهل بن حنيف والحارث بن صمةمِن أَهلِ القُري أي من أموال كفار أهل القري فَلِلّهِيأمر فيه بما أحب وَ لِلرّسُولِبتمليك الله إياه وَ لذِيِ‌ القُربييعني‌ أهل بيت رسول الله ص وقرابته وهم بنو هاشم وَ اليَتامي وَ المَساكِينِ وَ ابنِ السّبِيلِمنهم كيَ‌ لا يَكُونَ دُولَةً بَينَ الأَغنِياءِ مِنكُمالدولة الشي‌ء ألذي يتداوله القوم بينهم أي لئلا يكون الفي‌ء متداولا بين الرؤساء منكم يعمل فيه كما كان يعمل في الجاهليةوَ ما آتاكُمُ الرّسُولُ فَخُذُوهُ أي ماأعطاكم من الفي‌ء فارضوا به و ماأمركم به فافعلوه قال الزجاج ثم بين سبحانه من المساكين الذين لهم الحق فقال للفقراء المهاجرين ثم ثني سبحانه بوصف الأنصار ومدحهم حتي طابت أنفسهم عن الفي‌ء فقال وَ الّذِينَ تَبَوّؤُا الدّارَ وَ الإِيمانَالآية


صفحه : 163

وَ أُخري تُحِبّونَها أي وتجارة أخري أوخصلة أخري تحبونها عاجلا مع ثواب الآجل نَصرٌ مِنَ اللّهِ أي علي قريش وَ فَتحٌ قَرِيبٌ أي فتح مكة وقيل فتح فارس والروم وسائر فتوح الإسلام علي العموم . و قال في قوله تعالي جاهِدِ الكُفّارَ وَ المُنافِقِينَ

روُيِ‌َ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ قَرَأَ جَاهِدِ الكُفّارَ بِالمُنَافِقِينَ وَ قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص لَم يُقَاتِل مُنَافِقاً قَطّ إِنّمَا كَانَ يَتَأَلّفُهُم

1-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ البزَنَطيِ‌ّ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ شِعَارُنَا يَا مُحَمّدُ يَا مُحَمّدُ وَ شِعَارُنَا يَومَ بَدرٍ يَا نَصرَ اللّهِ اقتَرِب اقتَرِب وَ شِعَارُ المُسلِمِينَ يَومَ أُحُدٍ يَا نَصرَ اللّهِ اقتَرِب وَ يَومَ بنَيِ‌ النّضِيرِ يَا رُوحَ القُدُسِ أَرِح وَ يَومَ بنَيِ‌ قَينُقَاعَ يَا رَبّنَا لَا يَغلِبُنّكَ وَ يَومَ الطّائِفِ يَا رِضوَانُ وَ شِعَارُ يَومِ حُنَينٍ يَا بنَيِ‌ عَبدِ اللّهِ يَا بنَيِ‌ عَبدِ اللّهِ وَ يَومِ الأَحزَابِحم لَا يُنصَرُونَ وَ يَومِ بنَيِ‌ قُرَيظَةَ يَا سَلَامُ أَسلِمهُم وَ يَومِ المُرَيسِيعِ وَ هُوَ يَومُ بنَيِ‌ المُصطَلِقِ أَلَا إِلَي اللّهِ الأَمرُ وَ يَومِ الحُدَيبِيَةِأَلا لَعنَةُ اللّهِ عَلَي الظّالِمِينَ وَ يَومِ خَيبَرَ يَومِ القَمُوصِ يَا عَلِيّ ائتِهِم مِن عَلُ وَ يَومِ الفَتحِ نَحنُ عِبَادُ اللّهِ حَقّاً حَقّاً وَ يَومِ تَبُوكَ يَا أَحَدُ يَا صَمَدُ وَ يَومِ بنَيِ‌ المُلَوّحِ أَمِت أَمِت وَ يَومَ صِفّينَ يَا نَصرَ اللّهِ وَ شِعَارُ الحُسَينِ ع يَا مُحَمّدُ وَ شِعَارُنَا يَا مُحَمّدُ

بيان الشعار ككتاب العلامة في الحرب و قال الجزري‌ في حديث الجهاد إذاثبتم فقولواحم لاينصرون قيل معناه أللهم لاينصرون ويريد به الخبر لاالدعاء لأنه لو كان دعاء لقال لاينصروا مجزوما فكأنه قال و الله


صفحه : 164

لاينصرون وقيل إن السور التي‌ أولها حم سور لها شأن فنبه أن ذكرها لشرف منزلتها مما يستظهر به علي استنزال النصر من الله و قوله لاينصرون كلام مستأنف كأنه حين قال قولواحم قيل ماذا يكون إذاقلناها فقال لاينصرون و قال و فيه كان شعارنا يامنصور أمت و هوأمر بالموت والمراد به التفاؤل بالنصر بعدالأمر بالإماتة مع حصول الغرض للشعار فإنهم جعلوا هذه الكلمة علامة بينهم يتعارفون بهالأجل ظلمة الليل انتهي . و قال الجوهري‌ يقال أتيته من عل الدار بكسر اللام أي من عال وأتيته من عل بضم اللام .أقول و في بعض روايات العامة أمت أمت بدون يامنصور فقالوا المخاطب هو الله تعالي والظاهر أن المخاطب كل واحد من المقاتلين لاسيما في هذه الرواية

2-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَدِمَ أُنَاسٌ مِن مُزَينَةَ عَلَي النّبِيّص فَقَالَ مَا شِعَارُكُم قَالُوا حَرَامٌ قَالَ بَل شِعَارُكُم حَلَالٌ

3- وَ روُيِ‌َ أَيضاً أَنّ شِعَارَ المُسلِمِينَ يَومَ بَدرٍ يَا مَنصُورُ أَمِت وَ شِعَارَ يَومِ أُحُدٍ لِلمُهَاجِرِينَ يَا بنَيِ‌ عَبدِ اللّهِ يَا بنَيِ‌ عَبدِ الرّحمَنِ وَ لِلأَوسِ يَا بنَيِ‌ عَبدِ اللّهِ

4-نَوَادِرُ الراّونَديِ‌ّ،بِإِسنَادِهِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع مِثلَ الخَبَرَينِ وَ فِي آخِرِ الأَخِيرَةِ يَا بنَيِ‌ عُبَيدِ اللّهِ


صفحه : 165

5- وَ بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لِسَرِيّةٍ بَعَثَهَا لِيَكُن شِعَارُكُم حم لَا يُنصَرُونَ فَإِنّهُ اسمٌ مِن أَسمَاءِ اللّهِ تَعَالَي عَظِيمٌ

6- وَ بِهَذَا الإِسنَادِ عَن عَلِيّ ع قَالَ كَانَ شِعَارُ أَصحَابِ رَسُولِ اللّهِص يَومَ مُسَيلَمَةَ يَا أَصحَابَ البَقَرَةِ وَ كَانَ شِعَارُ المُسلِمِينَ مَعَ خَالِدِ بنِ الوَلِيدِ أَمِت أَمِت

7- مع ،[معاني‌ الأخبار] ابنُ المُتَوَكّلِ عَنِ السعّدآَباَديِ‌ّ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ قَالَ فِي رَجُلٍ نَذَرَ أَن يَتَصَدّقَ بِمَالٍ كَثِيرٍ فَقَالَ الكَثِيرُ ثَمَانُونَ فَمَا زَادَ لِقَولِ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيلَقَد نَصَرَكُمُ اللّهُ فِي مَواطِنَ كَثِيرَةٍ وَ كَانَت ثَمَانِينَ مَوطِناً

8-فس ،[تفسير القمي‌] مُحَمّدُ بنُ عُمَرَ قَالَ كَانَ المُتَوَكّلُ قَدِ اعتَلّ عِلّةً شَدِيدَةً فَنَذَرَ إِن عَافَاهُ اللّهُ أَن يَتَصَدّقَ بِدَنَانِيرَ كَثِيرَةٍ أَو قَالَ دَرَاهِمَ كَثِيرَةٍ فعَوُفيِ‌َ فَجَمَعَ العُلَمَاءَ فَسَأَلَهُم عَن ذَلِكَ فَاختَلَفُوا عَلَيهِ قَالَ أَحَدُهُم عَشَرَةُ آلَافٍ وَ قَالَ بَعضُهُم مِائَةُ أَلفٍ فَلَمّا اختَلَفُوا قَالَ لَهُ عُبَادَةُ ابعَث إِلَي ابنِ عَمّكَ عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الرّضَا ع فَاسأَلهُ فَبَعَثَ إِلَيهِ فَسَأَلَهُ فَقَالَ الكَثِيرُ ثَمَانُونَ فَقَالَ لَهُ رُدّ إِلَيهِ الرّسُولَ فَقُل مِن أَينَ قُلتَ ذَلِكَ قَالَ مِن قَولِ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي لِرَسُولِهِلَقَد نَصَرَكُمُ اللّهُ فِي مَواطِنَ كَثِيرَةٍ وَ كَانَتِ المَوَاطِنُ ثَمَانِينَ مَوطِناً

كا،[الكافي‌] علي بن ابراهيم عن بعض أصحابه مثله


صفحه : 166

9- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] ابنُ مَخلَدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الوَاحِدِ النحّويِ‌ّ عَن حَنبَلِ بنِ إِسحَاقَ عَن عَمرِو بنِ عَونٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ حُكَيمٍ عَن سُفيَانَ عَن أَبِي إِسحَاقَ عَن حَبّةَ العرُنَيِ‌ّ عَن حَقِيبَةَ أَنّ رَسُولَ اللّهِص كَتَبَ إِلَيهِ كِتَاباً فَرَقّعَ بِهِ دَلوَهُ فَقَالَت لَهُ ابنَتُهُ عَمَدتَ إِلَي كِتَابِ سَيّدِ العَرَبِ فَرَقّعتَ بِهِ دَلوَكَ لَيُصِيبَنّكَ بَلَاءٌ قَالَ فَأَغَارَت عَلَيهِ خَيلُ النّبِيّص فَهَرَبَ وَ أُخِذَ كُلّ قَلِيلٍ وَ كَثِيرٍ هُوَ لَهُ ثُمّ جَاءَ بَعدُ مُسلِماً فَقَالَ لَهُ النّبِيّص انظُر مَا وَجَدتَ مِن مَتَاعِكَ قَبلَ قِسمَةِ السّهَامِ فَخُذهُ

أقول سيأتي‌ ذكر بعض غزواته ص النادرة في باب أحوال أصحابه ص

10-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ بَعَثَ رَسُولُ اللّهِص جَيشاً إِلَي خَثعَمٍ فَلَمّا غَشِيَهُمُ استَعصَمُوا بِالسّجُودِ فَقُتِلَ بَعضُهُم فَبَلَغَ ذَلِكَ النّبِيّص فَقَالَ أَعطُوا الوَرَثَةَ نِصفَ العَقلِ بِصَلَاتِهِم وَ قَالَ النّبِيّص أَلَا إنِيّ‌ برَيِ‌ءٌ مِن كُلّ مُسلِمٍ نَزَلَ مَعَ مُشرِكٍ فِي دَارِ الحَربِ

بيان قال في النهاية إنما أمر بالنصف لأنهم قدأعانوا علي أنفسهم بمقامهم بين ظهراني‌ الكفار فكانوا كمن هلك بجناية نفسه وجناية غيره فتسقط حصة


صفحه : 167

جنايته من الدية

11-نَوَادِرُ الراّونَديِ‌ّ،بِإِسنَادِهِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع مِثلَهُ

12- وَ بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا تَقتُلُوا فِي الحَربِ إِلّا مَن جَرَت عَلَيهِ الموَاَسيِ‌

13- وَ بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَمِيرُ القَومِ أَقطَفُهُم دَابّةً

14- وَ بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ قَالَ عَلِيّ ع لَمّا بعَثَنَيِ‌ رَسُولُ اللّهِص إِلَي اليَمَنِ قَالَ يَا عَلِيّ لَا تُقَاتِل أَحَداً حَتّي تَدعُوَهُ إِلَي الإِسلَامِ وَ ايمُ اللّهِ لَئِن يَهدِ اللّهُ عَلَي يَدِكَ رَجُلًا خَيرٌ لَكَ مِمّا طَلَعَت عَلَيهِ الشّمسُ وَ لَكَ وَلَاؤُهُ

بيان من جرت عليه المواسي‌ أي من نبتت عانته لأن المواسي‌ إنما تجري‌ علي من أنبت أراد من بلغ الحلم من الكفار ذكره الجزري‌ و قال القطاف تقارب الخطو في سرعة و منه الحديث أقطف القوم دابة أميرهم أي أنهم يسيرون بسير دابته فيتبعونه كمايتبع الأمير

15-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن طَلحَةَ بنِ زَيدٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ ع قَالَقَرَأتُ فِي كِتَابٍ لعِلَيِ‌ّ ع أَنّ رَسُولَ اللّهِص كَتَبَ كِتَاباً بَينَ المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ وَ مَن لَحِقَ بِهِم مِن أَهلِ يَثرِبَ أَنّ كُلّ غَازِيَةٍ غَزَت بِمَا يُعَقّبُ بَعضُهَا بَعضاً بِالمَعرُوفِ وَ القِسطِ بَينَ المُسلِمِينَ فَإِنّهُ لَا يُجَارُ حُرمَةٌ إِلّا بِإِذنِ أَهلِهَا وَ إِنّ الجَارَ كَالنّفسِ غَيرَ مُضَارّ وَ لَا إِثمٍ وَ حُرمَةُ


صفحه : 168

الجَارِ عَلَي الجَارِ كَحُرمَةِ أُمّهِ وَ أَبِيهِ لَا يُسَالِمُ مُؤمِنٌ دُونَ مُؤمِنٍ فِي قِتَالٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ إِلّا عَلَي عَدلٍ سَوَاءً

بيان أقول في روايات العامة هكذا كل غازية غزت يعقب بعضها بعضا قال الجزري‌ الغازية تأنيث الغازي‌ وهي‌ هنا صفة جماعة غازية والمراد بقوله يعقب بعضها بعضا أن يكون الغزو بينهم نوبا فإذاخرجت طائفة ثم عادت لم تكلف أن تعود ثانية حتي تعقبها أخري غيرها انتهي و علي رواية الكليني‌ لعل قوله بما زيد من


صفحه : 169

النساخ و في التهذيب غزت معنا فقوله يعقب خبر و علي ما في نسخ الكافي‌ لعل قوله بالمعروف بدل أوبيان لقوله بما يعقب و قوله فإنه لايجار خبر أي كل طائفة غازية بما يلزم أن يعقب ويتبع بعضها بعضا فيه و هوالمعروف والقسط بين المسلمين فإنه لايجار أي فليعلم هذاالحكم و في بعض النسخ لايجوز حرب والأول هوالموافق لنسخ التهذيب أي لاينبغي‌ أن يجار حرمة كافر إلابإذن أهل غازية أي سائر الجيش و إن الجار كالنفس أي من أمنته ينبغي‌ محافظته ورعايته كماتحفظ نفسك غيرمضار إما حال عن المجير علي صيغة الفاعل أي يجب أن يكون المجير غيرمضار و لاآثم في حق المجار أو من المجار فيحتمل بناء المفعول أيضا بل الأول يحتمل ذلك قوله ص لايسالم مؤمن دون مؤمن أي لايصالح واحد دون أصحابه وإنما يقع الصلح بينهم و بين عدوهم باجتماع ملئهم علي ذلك .أقول قال الطبرسي‌ رحمه الله في مجمع البيان قال المفسرون جميع ماغزا رسول الله ص بنفسه ست وعشرون غزاة فأول غزاة غزاها الأبواء ثم غزاة بواط ثم غزاة العشيرة ثم غزاة بدر الأولي ثم بدر الكبري ثم غزاة بني‌ سليم ثم غزاة السويق ثم غزاة ذي‌ أمر ثم غزاة أحد ثم غزاة نجران ثم غزاة الأسد ثم


صفحه : 170

غزاة بني‌ النضير ثم غزاة ذات الرقاع ثم غزاة بدر الأخيرة ثم غزاة دومة الجندل ثم غزاة الخندق ثم غزاة بني‌ قريظة ثم غزاة بني‌ لحيان ثم غزاة بني‌ قرد ثم غزاة بني‌ المصطلق ثم غزاة الحديبية ثم غزاة خيبر ثم غزاة الفتح فتح مكة ثم غزاة حنين ثم غزاة الطائف ثم غزاة تبوك قاتل ص منها في تسع غزوات غزاة بدر الكبري و هوالجمعة السابع عشر من شهر رمضان سنة اثنتين من الهجرة وأحد و هو في شوال سنة ثلاث والخندق وبني‌ قريظة في شوال سنة أربع وبني‌ المصطلق وبني‌ لحيان في شعبان سنة خمس وخيبر سنة ست والفتح في رمضان سنة ثمان وحنين والطائف في شوال سنة ثمان فأول غزاة غزاها بنفسه وقاتل فيهابدر وآخرها تبوك و أماعدد سراياه فست وثلاثون سرية علي ماعد في مواضعه

16-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ وَ مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن طَلحَةَ بنِ زَيدٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَأَغَارَ المُشرِكُونَ عَلَي سَرحِ المَدِينَةِ فَنَادَي فِيهَا مُنَادٍ يَا سُوءَ صَاحِبَاه


صفحه : 171

فَسَمِعَهَا رَسُولُ اللّهِص فِي الجَبَلِ فَرَكِبَ فَرَسَهُ فِي طَلَبِ العَدُوّ وَ كَانَ أَوّلَ أَصحَابِهِ لَحِقَهُ أَبُو قَتَادَةَ عَلَي فَرَسٍ لَهُ وَ كَانَ تَحتَ رَسُولِ اللّهِ سَرجٌ دَفّتَاهُ لِيفٌ لَيسَ فِيهِ أَشَرٌ وَ لَا بَطَرٌ فَطَلَبَ العَدُوّ فَلَم يَلقَوا أَحَداً وَ تَتَابَعَتِ الخَيلُ فَقَالَ أَبُو قَتَادَةَ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّ العَدُوّ قَدِ انصَرَفَ فَإِن رَأَيتَ أَن نَستَبِقَ فَقَالَ نَعَم فَاستَبَقُوا فَخَرَجَ رَسُولُ اللّهِص سَابِقاً عَلَيهِم ثُمّ أَقبَلَ عَلَيهِم فَقَالَ أَنَا ابنُ العَوَاتِكِ مِن قُرَيشٍ إِنّهُ لَهُوَ الجَوَادُ البَحرُ يعَنيِ‌ فَرَسَهُ

بيان السرح المال الماشية والدف بالفتح الجنب من كل شيء أوصفحته كالدفة و قال الجزري‌ فيه أنه ص قال أنا ابن العواتك من سليم العواتك جمع عاتكة وأصل عاتكة المتضمخة بالطيب والعواتك ثلاث نسوة كن من أمهات النبي ص إحداهن عاتكة بنت هلال بن فالج بن ذكوان وهي‌ أم عبدمناف بن قصي‌ والثانية عاتكة بنت مرة بن هلال بن فالج وهي‌ أم هاشم بن عبدمناف والثالثة عاتكة بنت الأوقص بن مرة بن هلال وهي‌ أم وهب أبي آمنة


صفحه : 172

أم النبي ص فالأولي من العواتك عمة الثانية والثانية عمة الثالثة وبنو سليم تفخر بهذه الولادة و قَالَ الجوَهرَيِ‌ّ قَالَ النّبِيّص يَومَ حُنَينِ أَنَا ابنُ العَوَاتِكَ مِن سُلَيمٍ

يعني‌ جداته وهن تسع عواتك ثلاث منهن من بني‌ سليم و قال ويسمي الفرس الواسع الجري‌ بحرا

17-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ البزَنَطيِ‌ّ عَن أَبَانٍ عَنِ الفَضلِ أَبِي العَبّاسِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّأَو جاؤُكُم حَصِرَت صُدُورُهُم أَن يُقاتِلُوكُم أَو يُقاتِلُوا قَومَهُم قَالَ نَزَلَت فِي بنَيِ‌ مُدلِجٍ لِأَنّهُم جَاءُوا إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالُوا إِنّا حَصِرَت صُدُورُنَا أَن نَشهَدَ أَنّكَ رَسُولُ اللّهِص فَلَسنَا مَعَكَ وَ لَا مَعَ قَومِنَا عَلَيكَ قَالَ قُلتُ كَيفَ صَنَعَ بِهِم رَسُولُ اللّهِص قَالَ وَادَعَهُم إِلَي أَن يَفرُغَ مِنَ العَرَبِ ثُمّ يَدعُوَهُم فَإِن أَجَابُوا وَ إِلّا قَاتَلَهُم

18-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] لَمّا كَانَ بَعدَ سَبعَةِ أَشهُرٍ مِنَ الهِجرَةِ نَزَلَ جَبرَئِيلُ بِقَولِهِأُذِنَ لِلّذِينَ يُقاتَلُونَالآيَةَ وَ قَلّدَ فِي عُنُقِهِ سَيفاً وَ فِي رِوَايَةٍ لَم يَكُن لَهُ غِمدٌ فَقَالَ لَهُ حَارِب بِهَذَا قَومَكَ حَتّي يَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ

أَهلُ السّيَرِ أَنّ جَمِيعَ مَا غَزَا النّبِيّص بِنَفسِهِ سِتّ وَ عِشرُونَ غَزوَةً


صفحه : 173

عَلَي هَذَا النّسَقِ الأَبوَاءُ بُوَاطُ العَشِيرَةُ بَدرٌ الأُولَي بَدرٌ الكُبرَي السّوِيقُ ذي‌ أمر[ذُو أَمَرٍ]أُحُدٌ نَجرَانُ بَنُو سُلَيمٍ الأَسَدُ بَنُو النّضِيرِ ذَاتُ الرّقَاعِ بَدرٌ الآخِرَةُ دُومَةُ الجَندَلِ الخَندَقُ بَنُو قُرَيظَةَ بَنُو لِحيَانَ بَنُو قَرَدٍ بَنُو المُصطَلِقِ الحُدَيبِيَةُ خَيبَرُ الفَتحُ حُنَينٌ الطّائِفُ تَبُوكُ وَ يُلحَقُ بِهَا بَنُو قَينُقَاعَ قَاتَلَ فِي تِسعٍ وَ هيِ‌َ بَدرٌ الكُبرَي وَ أُحُدٌ وَ الخَندَقُ وَ بني‌[بَنُو]قُرَيظَةَ وَ بني‌[بَنُو]المُصطَلِقِ وَ بني‌[بَنُو]لِحيَانَ وَ خَيبَرُ وَ الفَتحُ وَ حُنَينٌ وَ الطّائِفُ


صفحه : 174

وَ أَمّا سَرَايَاهُ فَسِتّ وَ ثَلَاثُونَ أَوّلُهَا سَرِيّةُ حَمزَةَ لقَيِ‌َ أَبَا جَهلٍ بِسِيفِ البَحرِ فِي ثَلَاثِينَ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَ فِي ذيِ‌ القَعدَةِ بَعَثَ سَعدَ بنَ أَبِي وَقّاصٍ فِي طَلَبِ عِيرٍ ثُمّ عُبَيدَةَ بنَ الحَارِثِ بَعدَ سَبعَةِ أَشهُرٍ فِي سِتّينَ مِنَ المُهَاجِرِينَ نَحوَ الجُحفَةِ إِلَي أَبِي سُفيَانَ فَتَرَامَوا بِالأَحيَاءِ

ابنُ إِسحَاقَ وَ غَزَا فِي رَبِيعٍ الآخِرِ إِلَي قُرَيشٍ وَ بنَيِ‌ ضَمرَةَ وَ كُرزِ بنِ جَابِرٍ الفهِريِ‌ّ حَتّي بَلَغَ بُوَاطَ السّنَةَ الثّانِيَةَ فِي صَفَرٍ غَزَا وَدّانَ حَتّي بَلَغَ الأَبوَاءَ وَ فِي رَبِيعٍ الآخِرِ غَزوَةَ العَشِيرَةِ مِن بَطنِ يَنبُعَ وَ وَادَعَ فِيهَا بنَيِ‌ مُدلِجٍ وَ ضَمرَةَ وَ أَغَارَ كُرزُ بنُ جَابِرٍ الفهِريِ‌ّ عَلَي سَرحِ المَدِينَةِ فَاستَخلَفَ عَلَي المَدِينَةِ زَيدَ بنَ حَارِثَةَ وَ خَرَجَ حَتّي بَلَغَ واَديِ‌ سَفَوَانَ بَدرٍ الأُولَي وَ حَامِلُ لِوَائِهِ عَلِيّ ثُمّ بَعَثَ فِي آخِرِ رَجَبٍ عَبدَ اللّهِ بنَ جَحشٍ فِي أَصحَابِهِ لِيَرصُدَ قُرَيشاً فَقَتَلَ وَاقِدُ بنُ عَبدِ اللّهِ التمّيِميِ‌ّ عَمرَو بنَ الجَمُوحِ الحضَرمَيِ‌ّ


صفحه : 175

وَ هَرَبَ الحَكَمُ بنُ كَيسَانَ وَ عُثمَانُ بنُ عَبدِ الدّارِ وَ أَخُوهُ وَ استَأمَنَ البَاقُونَ وَ استَاقُوا العِيرَ إِلَي النّبِيّص فَقَالَ وَ اللّهِ مَا أَمَرتُكُم بِالقِتَالِ فِي الشّهرِ الحَرَامِ وَ ذَلِكَ تَحتَ النّخلَةِ فسَمُيّ‌َ غَزوَةَ النّخلَةِ فَنَزَلَيَسئَلُونَكَ عَنِ الشّهرِ الحَرامِ قِتالٍ فِيهِالآيَةَ فَأَخَذَ العِيرَ وَ فَدَي الأَسِيرَينِ ثُمّ غَزَا بَدرَ الكُبرَي

19-أَقُولُ فِي تَفسِيرِ النعّماَنيِ‌ّ بِسَنَدِهِ المَذكُورِ فِي كِتَابِ القُرآنِ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فِي ذِكرِ النّاسِخِ وَ المَنسُوخِ وَ مِنهُ أَنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي لَمّا بَعَثَ مُحَمّداًص أَمَرَهُ فِي بَدءِ أَمرِهِ أَن يَدعُوَ بِالدّعوَةِ فَقَط وَ أَنزَلَ عَلَيهِيا أَيّهَا النّبِيّ إِنّا أَرسَلناكَ شاهِداً وَ مُبَشّراً وَ نَذِيراً وَ داعِياً إِلَي اللّهِ بِإِذنِهِ وَ سِراجاً مُنِيراً وَ بَشّرِ المُؤمِنِينَ بِأَنّ لَهُم مِنَ اللّهِ فَضلًا كَبِيراً وَ لا تُطِعِ الكافِرِينَ وَ المُنافِقِينَ وَ دَع أَذاهُم وَ تَوَكّل عَلَي اللّهِ وَ كَفي بِاللّهِ وَكِيلًافَبَعَثَهُ اللّهُ بِالدّعوَةِ فَقَط وَ أَمَرَهُ أَن لَا يُؤذِيَهُم فَلَمّا أَرَادُوهُ بِمَا هَمّوا بِهِ مِن تَبيِيتٍ أَمَرَهُ اللّهُ تَعَالَي بِالهِجرَةِ وَ فَرَضَ عَلَيهِ القِتَالَ فَقَالَ سُبحَانَهُأُذِنَ لِلّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنّهُم ظُلِمُوا وَ إِنّ اللّهَ عَلي نَصرِهِم لَقَدِيرٌ فَلَمّا أَمَرَ النّاسَ بِالحَربِ جَزِعُوا وَ خَافُوا فَأَنزَلَ اللّهُ تَعَالَيأَ لَم تَرَ إِلَي الّذِينَ قِيلَ لَهُم كُفّوا أَيدِيَكُم وَ أَقِيمُوا الصّلاةَ وَ آتُوا الزّكاةَ فَلَمّا كُتِبَ عَلَيهِمُ القِتالُ إِذا فَرِيقٌ مِنهُم يَخشَونَ النّاسَ كَخَشيَةِ اللّهِ أَو أَشَدّ خَشيَةً وَ قالُوا رَبّنا لِمَ كَتَبتَ عَلَينَا القِتالَ لَو لا أَخّرتَنا إِلي أَجَلٍ قَرِيبٍ إِلَي قَولِهِ سُبحَانَهُأَينَما تَكُونُوا يُدرِككُمُ المَوتُ وَ لَو كُنتُم فِي بُرُوجٍ مُشَيّدَةٍفَنَسَخَت آيَةُ القِتَالِ آيَةَ الكَفّ فَلَمّا كَانَ يَومُ بَدرٍ وَ عَرَفَ اللّهُ تَعَالَي حَرَجَ المُسلِمِينَ أَنزَلَ عَلَي نَبِيّهِوَ إِن جَنَحُوا لِلسّلمِ فَاجنَح لَها وَ تَوَكّل عَلَي اللّهِ فَلَمّا قوَيِ‌َ الإِسلَامُ وَ كَثُرَ المُسلِمُونَ أَنزَلَ اللّهُ تَعَالَيفَلا تَهِنُوا وَ تَدعُوا إِلَي السّلمِ وَ أَنتُمُ الأَعلَونَ وَ اللّهُ مَعَكُم وَ لَن يَتِرَكُم أَعمالَكُمفَنَسَخَت


صفحه : 176

هَذِهِ الآيَةُ الآيَةَ التّيِ‌ أُذِنَ لَهُم فِيهَا أَن يَجنَحُوا ثُمّ أَنزَلَ اللّهُ سُبحَانَهُ فِي آخِرِ السّورَةِفَاقتُلُوا المُشرِكِينَ حَيثُ وَجَدتُمُوهُم وَ خُذُوهُم وَ احصُرُوهُم إِلَي آخِرِ الآيَةِ وَ مِن ذَلِكَ أَنّ اللّهَ تَعَالَي فَرَضَ القِتَالَ عَلَي الأُمّةِ فَجَعَلَ عَلَي الرّجُلِ الوَاحِدِ أَن يُقَاتِلَ عَشَرَةً مِنَ المُشرِكِينَ فَقَالَإِن يَكُن مِنكُم عِشرُونَ صابِرُونَ يَغلِبُوا مِائَتَينِ إِلَي آخِرِ الآيَةِ ثُمّ نَسَخَهَا سُبحَانَهُ فَقَالَالآنَ خَفّفَ اللّهُ عَنكُم وَ عَلِمَ أَنّ فِيكُم ضَعفاً فَإِن يَكُن مِنكُم مِائَةٌ صابِرَةٌ يَغلِبُوا مِائَتَينِ إِلَي آخِرِ الآيَةِ فَنَسَخَ بِهَذِهِ الآيَةِ مَا قَبلَهَا فَصَارَ مَن فَرّ مِنَ المُؤمِنِينَ فِي الحَربِ إِن كَانَت عِدّةُ المُشرِكِينَ أَكثَرَ مِن رَجُلَينِ لِرَجُلٍ لَم يَكُن فَارّاً مِنَ الزّحفِ وَ إِن كَانَتِ العِدّةُ رَجُلَينِ لِرَجُلٍ كَانَ فَارّاً مِنَ الزّحفِ وَ سَاقَ الحَدِيثَ إِلَي قَولِهِ ع وَ نُسِخَ قَولُهُ سُبحَانَهُوَ قُولُوا لِلنّاسِ حُسناًيعَنيِ‌ اليَهُودَ حِينَ هَادَنَهُم رَسُولُ اللّهِص فَلَمّا رَجَعَ مِن غَزَاةِ تَبُوكَ أَنزَلَ اللّهُ تَعَالَيقاتِلُوا الّذِينَ لا يُؤمِنُونَ بِاللّهِ وَ لا بِاليَومِ الآخِرِ إِلَي قَولِهِ تَعَالَيوَ هُم صاغِرُونَفَنَسَخَت هَذِهِ الآيَةُ تِلكَ الهُدنَةَ

20-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ البزَنَطيِ‌ّ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع أَنّ ثُمَامَةَ بنَ أُثَالٍ أَسَرَتهُ خَيلُ النّبِيّص وَ قَد كَانَ رَسُولُ اللّهِص قَالَ أللّهُمّ أمَكنِيّ‌ مِن ثُمَامَةَ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص إنِيّ‌ مُخَيّرُكَ وَاحِدَةً مِن ثَلَاثٍ أَقتُلُكَ قَالَ إِذاً تَقتُلَ عَظِيماً أَو أُفَادِيكَ قَالَ إِذاً تجَدِنُيِ‌ غَالِياً أَو أَمُنّ عَلَيكَ قَالَ إِذاً تجَدِنُيِ‌ شَاكِراً قَالَ فإَنِيّ‌ قَد مَنَنتُ عَلَيكَ قَالَ فإَنِيّ‌ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّكَ رَسُولُ اللّهِ وَ قَد وَ اللّهِ عَلِمتُ أَنّكَ رَسُولُ اللّهِ حَيثُ رَأَيتُكَ وَ مَا كُنتُ لِأَشهَدَ بِهَا وَ أَنَا فِي الوَثَاقِ


صفحه : 177

21-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ قَالَ أَظُنّهُ عَن أَبِي حَمزَةَ الثمّاَليِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا أَرَادَ أَن يَبعَثَ سَرِيّةً دَعَاهُم فَأَجلَسَهُم بَينَ يَدَيهِ ثُمّ يَقُولُ سِيرُوا بِسمِ اللّهِ وَ بِاللّهِ وَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَ عَلَي مِلّةِ رَسُولِ اللّهِص وَ لَا تَغُلّوا وَ لَا تُمَثّلُوا وَ لَا تَغدِرُوا وَ لَا تَقتُلُوا شَيخاً فَانِياً وَ لَا صَبِيّاً وَ لَا امرَأَةً وَ لَا تَقطَعُوا شَجَراً إِلّا أَن تُضطَرّوا إِلَيهَا وَ أَيّمَا رَجُلٍ مِن أَدنَي المُسلِمِينَ أَو أَفضَلِهِم نَظَرَ إِلَي رَجُلٍ مِنَ المُشرِكِينَ فَهُوَ جَارٌحَتّي يَسمَعَ كَلامَ اللّهِ فَإِن تَبِعَكُم فَأَخُوكُم فِي الدّينِ وَ إِن أَبَي فَأَبلِغُوهُ مَأمَنَهُ وَ استَعِينُوا بِاللّهِ عَلَيهِ

بيان الغلول الخيانة في المغنم والسرقة من الغنيمة قبل القسمة والغل بالكسر الغش والحقد ويقال مثل بالقتيل إذاجدع أنفه وأذنه ومذاكيره أوشيئا من أطرافه و أمامثل بالتشديد فهو للمبالغة إلا أن تضطروا إليها يمكن أن يكون استثناء من الجميع أو من الأخير فقط بإرجاع الضمير إلي الشجرة والنظر هنا كناية عن الأمان وستأتي‌ الأحكام مفصلة في كتاب الجهاد إن شاء الله تعالي

22-كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَن أَحمَدَ عَنِ الوَشّاءِ عَن مُحَمّدِ بنِ حُمرَانَ وَ جَمِيلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا بَعَثَ سَرِيّةً دَعَا بِأَمِيرِهَا فَأَجلَسَهُ إِلَي جَنبِهِ وَ أَجلَسَ أَصحَابَهُ بَينَ يَدَيهِ ثُمّ قَالَ سِيرُوا بِسمِ اللّهِ

وَ ذَكَرَ مِثلَ الحَدِيثِ الأَوّلِ ثُمّ قَالَ عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن جَمِيلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع مِثلَهُ إِلّا أَنّهُ قَالَ وَ أَيّمَا رَجُلٍ مِنَ المُسلِمِينَ نَظَرَ إِلَي رَجُلٍ مِنَ المُشرِكِينَ فِي أَقصَي العَسكَرِ فَأَدنَاهُ فَهُوَ جَارٌ

23-كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع نَهَي رَسُولُ اللّهِص أَن يُلقَي السّمّ فِي


صفحه : 178

بِلَادِ المُشرِكِينَ

24-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن عَبّادِ بنِ صُهَيبٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ مَا بَيّتَ رَسُولُ اللّهِص عَدُوّاً قَطّ

25-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ المنِقرَيِ‌ّ عَن حَفصِ بنِ غِيَاثٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن مَدِينَةٍ مِن مَدَائِنِ أَهلِ الحَربِ هَل يَجُوزُ أَن يُرسَلَ عَلَيهِمُ المَاءُ أَو تُحرَقَ بِالنّارِ أَو تُرمَي بِالمَنَاجِيقِ حَتّي يُقتَلُوا وَ فِيهِمُ النّسَاءُ وَ الصّبيَانُ وَ الشّيخُ الكَبِيرُ وَ الأُسَارَي مِنَ المُسلِمِينَ وَ التّجّارُ فَقَالَ يُفعَلُ ذَلِكَ بِهِم وَ لَا يُمسَكُ عَنهُم لِهَؤُلَاءِ وَ لَا دِيَةَ عَلَيهِم لِلمُسلِمِينَ وَ لَا كَفّارَةَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ النّسَاءِ كَيفَ سَقَطَتِ الجِزيَةُ عَنهُنّ وَ رُفِعَت عَنهُنّ فَقَالَ لِأَنّ رَسُولَ اللّهِص نَهَي عَن قِتَالِ النّسَاءِ وَ الوِلدَانِ فِي دَارِ الحَربِ إِلّا أَن يُقَاتِلُوا فَإِن قَاتَلَت أَيضاً فَأَمسِك عَنهَا مَا أَمكَنَكَ وَ لَم تَخَف حَالًا[خَلَلًا]

26-كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّ النّبِيّص كَانَ إِذَا بَعَثَ بِسَرِيّةٍ دَعَا لَهَا


صفحه : 179

27-كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن هَارُونَ بنِ مُسلِمٍ عَن مَسعَدَةَ بنِ صَدَقَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ النّبِيّص كَانَ إِذَا بَعَثَ أَمِيراً لَهُ عَلَي سَرِيّةٍ أَمَرَهُ بِتَقوَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فِي خَاصّةِ نَفسِهِ ثُمّ فِي أَصحَابِهِ عَامّةً ثُمّ يَقُولُ اغزُوا بِسمِ اللّهِ وَ فِي سَبِيلِ اللّهِ تَعَالَي قَاتِلُوا مَن كَفَرَ بِاللّهِ وَ لَا تَغدِرُوا وَ لَا تَغُلّوا وَ لَا تُمَثّلُوا وَ لَا تَقتُلُوا وَلِيداً وَ لَا مُتَبَتّلًا فِي شَاهِقٍ وَ لَا تُحرِقُوا النّخلَ وَ لَا تُغرِقُوهُ بِالمَاءِ وَ لَا تَقطَعُوا شَجَرَةً مُثمِرَةً وَ لَا تُحرِقُوا زَرعاً لِأَنّكُم لَا تَدرُونَ لَعَلّكُم تَحتَاجُونَ إِلَيهِ وَ لَا تَعقِرُوا مِنَ البَهَائِمِ مِمّا يُؤكَلُ لَحمُهُ إِلّا مَا لَا بُدّ لَكُم مِن أَكلِهِ وَ إِذَا لَقِيتُم عَدُوّاً لِلمُسلِمِينَ فَادعُوهُم إِلَي إِحدَي ثَلَاثٍ فَإِن هُم أَجَابُوكُم إِلَيهَا فَاقبَلُوا مِنهُم وَ كُفّوا عَنهُم وَ ادعُوهُم إِلَي الإِسلَامِ فَإِن دَخَلُوا فِيهِ فَاقبَلُوهُ مِنهُم وَ كُفّوا عَنهُم وَ ادعُوهُم إِلَي الهِجرَةِ بَعدَ الإِسلَامِ فَإِن فَعَلُوا فَاقبَلُوا مِنهُم وَ كُفّوا عَنهُم وَ إِن أَبَوا أَن يُهَاجِرُوا وَ اختَارُوا دِيَارَهُم وَ أَبَوا أَن يَدخُلُوا فِي دَارِ الهِجرَةِ كَانُوا بِمَنزِلَةِ أَعرَابِ المُؤمِنِينَ يجَريِ‌ عَلَيهِم مَا يجَريِ‌ عَلَي أَعرَابِ المُؤمِنِينَ وَ لَا يجَريِ‌ لَهُم فِي الفيَ‌ءِ وَ لَا فِي القِسمَةِ شَيءٌ إِلّا أَن يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَإِن أَبَوا هَاتَينِ فَادعُوهُم إِلَي إِعطَاءِ الجِزيَةِ عَن يَدٍ وَ هُم صَاغِرُونَ فَإِن أَعطَوُا الجِزيَةَ فَاقبَل مِنهُم وَ كُفّ عَنهُم وَ إِن أَبَوا فَاستَعِنِ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ عَلَيهِم وَ جَاهِدهُم فِي اللّهِ حَقّ جِهَادِهِ وَ إِذَا حَاصَرتَ أَهلَ الحِصنِ فَأَرَادُوكَ عَلَي أَن يَنزِلُوا عَلَي حُكمِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَلَا تَنزِل بِهِم وَ لَكِن أَنزِلهُم عَلَي حُكمِكُم ثُمّ اقضِ فِيهِم بَعدَ مَا شِئتُم فَإِنّكُم إِن تَرَكتُمُوهُم عَلَي حُكمِ اللّهِ لَم تَدرُوا تُصِيبُوا حُكمَ اللّهِ فِيهِم أَم لَا وَ إِذَا حَاصَرتَ أَهلَ حِصنٍ فَإِن آذَنُوكَ عَلَي أَن تُنزِلَهُم عَلَي ذِمّةِ اللّهِ وَ ذِمّةِ رَسُولِ اللّهِ فَلَا تُنزِلهُم وَ لَكِن أَنزِلهُم عَلَي ذِمَمِكُم وَ ذِمَمِ آبَائِكُم وَ إِخوَانِكُم فَإِنّكُم إِن تُخفِرُوا ذِمَمَكُم وَ ذِمَمَ آبَائِكُم وَ إِخوَانِكُم كَانَ أَيسَرَ عَلَيكُم يَومَ القِيَامَةِ مِن أَن تُخفِرُوا ذِمّةَ اللّهِ وَ ذِمّةَ رَسُولِ اللّهِ


صفحه : 180

بيان الوليد الصبي‌ والعبد والتبتل الانقطاع عن الدنيا إلي الله والشاهق الجبل المرتفع والعقر ضرب قوائم الدابة بالسيف وهي‌ قائمة ويستعمل في القتل والإهلاك مطلقا قوله ص إلي إعطاء الجزية أي إن كانوا أهل الكتاب

28-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ وَ عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمّدٍ عَن سُلَيمَانَ بنِ دَاوُدَ المنِقرَيِ‌ّ قَالَ أخَبرَنَيِ‌ النّضرُ بنُ إِسمَاعِيلَ البجَلَيِ‌ّ عَن أَبِي حَمزَةَ الثمّاَليِ‌ّ عَن شَهرِ بنِ حَوشَبٍ قَالَ قَالَ لِيَ الحَجّاجُ وَ سأَلَنَيِ‌ عَن خُرُوجِ النّبِيّص إِلَي مَشَاهِدِهِ فَقُلتُ شَهِدَ رَسُولُ اللّهِص بَدراً فِي ثَلَاثِمِائَةٍ وَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ وَ شَهِدَ أُحُداً فِي سِتّمِائَةٍ وَ شَهِدَ الخَندَقَ فِي تِسعِمِائَةٍ فَقَالَ عَمّن قُلتَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع فَقَالَ ضَلّ وَ اللّهِ مَن سَلَكَ غَيرَ سَبِيلِهِ

29-كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ أَشيَمَ عَن صَفوَانَ وَ البزَنَطيِ‌ّ قَالَا قَالَ مَا أُخِذَ بِالسّيفِ فَذَلِكَ إِلَي الإِمَامِ يُقَبّلُهُ باِلذّيِ‌ يَرَي كَمَا صَنَعَ رَسُولُ اللّهِ


صفحه : 181

ص بِخَيبَرَ قَبّلَ سَوَادَهَا وَ بَيَاضَهَا يعَنيِ‌ أَرضَهَا وَ نَخلَهَا وَ النّاسُ يَقُولُونَ لَا يَصلُحُ قَبَالَةُ الأَرضِ وَ النّخلِ وَ قَد قَبّلَ رَسُولُ اللّهِص خَيبَرَ وَ عَلَي المُتَقَبّلِينَ سِوَي قَبَالَةِ الأَرضِ العُشرُ وَ نِصفُ العُشرِ فِي حِصَصِهِم وَ قَالَ إِنّ أَهلَ الطّائِفِ أَسلَمُوا وَ جَعَلُوا عَلَيهِمُ العُشرَ وَ نِصفَ العُشرِ وَ إِنّ مَكّةَ دَخَلَهَا رَسُولُ اللّهِص عَنوَةً فَكَانُوا أُسَرَاءَ فِي يَدِهِ فَأَعتَقَهُم وَ قَالَ اذهَبُوا فَأَنتُمُ الطّلَقَاءُ

30-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ وَ القاَساَنيِ‌ّ عَنِ الأصَبهَاَنيِ‌ّ عَنِ المنِقرَيِ‌ّ عَن حَفصٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ ع قَالَبَعَثَ اللّهُ مُحَمّداًص بِخَمسَةِ أَسيَافٍ ثَلَاثَةٌ مِنهَا شَاهِرَةٌ فَلَا تُغمَدُحَتّي تَضَعَ الحَربُ أَوزارَها وَ سَاقَ الحَدِيثَ إِلَي أَن قَالَ فَسَيفٌ عَلَي مشُركِيِ‌ العَرَبِ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّفَاقتُلُوا المُشرِكِينَ حَيثُ وَجَدتُمُوهُم وَ خُذُوهُم وَ احصُرُوهُم وَ اقعُدُوا لَهُم كُلّ مَرصَدٍ فَإِن تابُوايعَنيِ‌ آمَنُواوَ أَقامُوا الصّلاةَ وَ آتَوُا الزّكاةَ فَإِخوانُكُم فِي الدّينِفَهَؤُلَاءِ لَا يُقبَلُ مِنهُم إِلّا القَتلُ أَوِ الدّخُولُ فِي الإِسلَامِ وَ أَموَالُهُم وَ ذَرَارِيّهُم سبَي‌ٌ عَلَي مَا سَنّ رَسُولُ اللّهِص فَإِنّهُ سَبَي وَ عَفَا وَ قَبِلَ الفِدَاءَ وَ السّيفُ الثاّنيِ‌ عَلَي أَهلِ الذّمّةِ قَالَ اللّهُ تَعَالَيوَ قُولُوا لِلنّاسِ حُسناًنَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ فِي أَهلِ الذّمّةِ ثُمّ نَسَخَهَا قَولُهُ عَزّ وَ جَلّقاتِلُوا الّذِينَ لا يُؤمِنُونَ بِاللّهِ وَ لا بِاليَومِ الآخِرِ وَ لا يُحَرّمُونَ ما حَرّمَ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ لا يَدِينُونَ دِينَ الحَقّ مِنَ الّذِينَ أُوتُوا الكِتابَ حَتّي يُعطُوا الجِزيَةَ عَن يَدٍ وَ هُم صاغِرُونَفَمَن كَانَ مِنهُم فِي دَارِ الإِسلَامِ فَلَن يُقبَلَ مِنهُم إِلّا الجِزيَةُ أَوِ القَتلُ وَ مَا لَهُم فيَ‌ءٌ وَ


صفحه : 182

ذَرَارِيّهُم سبَي‌ٌ وَ إِذَا قَبِلُوا الجِزيَةَ عَلَي أَنفُسِهِم حَرُمَ عَلَينَا سَبيُهُم وَ حَرُمَت أَموَالُهُم وَ حَلّت لَنَا مَنَاكِحُهُم وَ مَن كَانَ مِنهُم فِي دَارِ الحَربِ حَلّ لَنَا سَبيُهُم وَ أَموَالُهُم وَ لَم تَحِلّ لَنَا مُنَاكَحَتُهُم وَ لَم يُقبَل مِنهُم إِلّا الدّخُولُ فِي دَارِ الإِسلَامِ أَوِ الجِزيَةُ أَوِ القَتلُ وَ السّيفُ الثّالِثُ سَيفٌ عَلَي مشُركِيِ‌ العَجَمِ يعَنيِ‌ التّركَ وَ الدّيلَمَ وَ الخَزَرَ قَالَ اللّهُ تَعَالَيفَضَربَ الرّقابِ حَتّي إِذا أَثخَنتُمُوهُم فَشُدّوا الوَثاقَ فَإِمّا مَنّا بَعدُ وَ إِمّا فِداءً حَتّي تَضَعَ الحَربُ أَوزارَهافَأَمّا قَولُهُفَإِمّا مَنّا بَعدُيعَنيِ‌ بَعدَ السبّي‌ِ مِنهُموَ إِمّا فِداءًيعَنيِ‌ المُفَادَاةَ بَينَهُم وَ بَينَ أَهلِ الإِسلَامِ فَهَؤُلَاءِ لَن يُقبَلَ مِنهُم إِلّا القَتلُ أَوِ الدّخُولُ فِي الإِسلَامِ وَ لَا يَحِلّ لَنَا مُنَاكَحَتُهُم مَا دَامُوا فِي دَارِ الحَربِ وَ الخَبَرُ طَوِيلٌ أَخَذنَا مِنهُ مَوضِعَ الحَاجَةِ

31-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّ النّبِيّص بَعَثَ بِسَرِيّةٍ فَلَمّا رَجَعُوا قَالَ مَرحَباً بِقَومٍ قَضَوُا الجِهَادَ الأَصغَرَ وَ بقَيِ‌َ الجِهَادُ الأَكبَرُ قِيلَ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ مَا الجِهَادُ الأَكبَرُ قَالَ جِهَادُ النّفسِ

32-نَوَادِرُ الراّونَديِ‌ّ بِإِسنَادِهِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع مِثلَهُ


صفحه : 183

33- وَ بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص نُصِرتُ بِالصّبَا وَ أُهلِكَت عَادٌ بِالدّبُورِ

34- وَ بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ قَالَ عَلِيّ ع اعتَمّ أَبُو دُجَانَةَ الأنَصاَريِ‌ّ وَ أَرخَي عَذَبَةَ العِمَامَةِ مِن خَلفِهِ بَينَ كَتِفَيهِ ثُمّ جَعَلَ يَتَبَختَرُ بَينَ الصّفّينِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ هَذِهِ لَمِشيَةٌ يُبغِضُهَا اللّهُ تَعَالَي إِلّا عِندَ القِتَالِ

بيان عذبة كل شيءطرفه والاعتذاب أن يسبل للعمامة عذبتين من خلفها

35-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن بَكرِ بنِ صَالِحٍ عَنِ القَاسِمِ بنِ بُرَيدٍ عَن أَبِي عَمرٍو الزبّيَريِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُأُذِنَ لِلّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنّهُم ظُلِمُوا فِي المُهَاجِرِينَ الّذِينَ أَخرَجَهُم أَهلُ مَكّةَ مِن دِيَارِهِم وَ أَموَالِهِم أُحِلّ لَهُم جِهَادُهُم بِظُلمِهِم إِيّاهُم وَ أُذِنَ لَهُم فِي القِتَالِ الخَبَرَ

36-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ ابنِ أُذَينَةَ عَن زُرَارَةَ عَن عَبدِ الكَرِيمِ بنِ عُتبَةَ الهاَشمِيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص إِنّمَا صَالَحَ الأَعرَابَ عَلَي أَن يَدَعَهُم فِي دِيَارِهِم وَ لَا يُهَاجِرُوا عَلَي إِن دَهِمَهُ مِن عَدُوّهِ دَهمٌ أَن يَستَنفِرَهُم فَيُقَاتِلَ بِهِم وَ لَيسَ لَهُم فِي الغَنِيمَةِ نَصِيبٌ


صفحه : 184

بيان في القاموس الدهماء العدد الكثير ودهمك كسمع ومنع غشيك و أي الدهم هو أي أي الخلق هو

37-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ وَ مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ جَمِيعاً عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَن سَمَاعَةَ عَن أَحَدِهِمَا ع قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص خَرَجَ بِالنّسَاءِ فِي الحَربِ حَتّي يُدَاوِينَ الجَرحَي وَ لَم يَقسِم لَهُنّ مِنَ الفيَ‌ءِ وَ لَكِنّهُ نَفّلَهُنّ

38-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَنِ ابنِ عِيسَي عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن طَلحَةَ بنِ زَيدٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ ع أَنّ رَسُولَ اللّهِص أَجرَي الخَيلَ التّيِ‌ أُضمِرَت مِنَ الحَصبَاءِ إِلَي مَسجِدِ بنَيِ‌ زُرَيقٍ وَ سَبّقَهَا مِن ثَلَاثِ نَخَلَاتٍ فَأَعطَي السّابِقَ عَذقاً وَ أَعطَي المصُلَيّ‌َ عَذقاً وَ أَعطَي الثّالِثَ عَذقاً

39- وَ بِهَذَا الإِسنَادِ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن غِيَاثِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع أَنّ رَسُولَ اللّهِص أَجرَي الخَيلَ وَ جَعَلَ سَبَقَهَا أوَاَقيِ‌ّ مِن فِضّةٍ

بيان تضمير الفرس وإضماره أن تعلفه حتي يسمن ثم ترده إلي القوت من الحصباء الظاهر أنه تصحيف الحفيا بالفاء قال في النهاية في حديث السباق ذكر الحفيا بالمد والقصر موضع بالمدينة علي أميال وبعضهم يقدم الياء علي الفاء انتهي .


صفحه : 185

وبنو زريق خلق من الأنصار من ثلاث نخلات لعل كلمة من بمعني علي كما في قوله ونصرناه من القوم أوللسببية والمصلي‌ ألذي يلي‌ السابق والعذق بالفتح النخلة بحملها

40-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن عِمرَانَ بنِ مُوسَي عَنِ الحَسَنِ بنِ ظَرِيفٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ المُغِيرَةِ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ أَعِدّوا لَهُم مَا استَطَعتُم مِن قُوّةٍ وَ مِن رِباطِ الخَيلِ قَالَ الرمّي‌ُ

41-نَوَادِرُ الراّونَديِ‌ّ،بِإِسنَادِهِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ غَزَا رَسُولُ اللّهِص غَزَاةً فَعَطِشَ النّاسُ عَطَشاً شَدِيداً فَقَالَ النّبِيّص هَل مَن يَنبَعِثُ بِالمَاءِ فَضَرَبَ النّاسُ يَمِيناً وَ شِمَالًا فَجَاءَ رَجُلٌ عَلَي فَرَسٍ أَشقَرَ بَينَ يَدَيهِ قِربَةٌ مِن مَاءٍ فَقَالَ النّبِيّص أللّهُمّ وَ بَارِك فِي الأَشقَرِ


صفحه : 186

42- وَ بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ كَانَ رَجُلٌ مِن نَجرَانَ مَعَ رَسُولِ اللّهِص فِي غَزَاةٍ وَ مَعَهُ فَرَسٌ وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَستَأنِسُ إِلَي صَهِيلِهِ فَفَقَدَهُ فَبَعَثَ إِلَيهِ فَقَالَ مَا فَعَلَ فَرَسُكَ فَقَالَ اشتَدّ عَلَيّ شِبَعُهُ فَخَصَيتُهُ فَقَالَ النّبِيّص مَثّلتَ بِهِ الخَيلُ مَعقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الخَيرُ إِلَي أَن يَقُومَ القِيَامَةُ الخَبَرَ

43-عم ،[إعلام الوري ] قال أهل السير والمفسرون إن جميع ماغزا رسول الله ص بنفسه ست وعشرون غزوة و إن جميع سراياه التي‌ بعثها و لم يخرج معها ست وثلاثون سرية وقاتل ص من غزواته في تسع غزوات وهي‌ بدر وأحد والخندق وبنو قريظة والمصطلق وخيبر والفتح وحنين والطائف فأول سرية بعثها أنه بعث حمزة بن عبدالمطلب في ثلاثين راكبا فساروا حتي بلغوا سِيفَ البحر من أرض جهينة فلقوا أباجهل بن هشام في ثلاثين ومائة راكب من المشركين فحجز بينهم مجدي‌ بن عمرو الجهني‌ فرجع الفريقان و لم يكن بينهما قتال .


صفحه : 187

ثم غزا رسول الله ص أول غزوة غزاها في صفر علي رأس اثني‌ عشر شهرا من مَقدَمِهِ المدينةَ حتي بلغ الأبواء يريد قريشا وبني‌ ضمرة ثم رجع و لم يلق كيدا فأقام بالمدينة بقية صفر وصدرا من شهر ربيع الأول . وبعث في مقامه ذلك عبيدة بن الحارث في ستين راكبا من المهاجرين ليس فيهم أحد من الأنصار و كان أول لواء عقده رسول الله ص فالتقي هو والمشركون علي ماء يقال له أحيا وكانت بينهم الرماية و علي المشركين أبوسفيان بن حرب . ثم غزا رسول الله ص في شهر ربيع الآخر يريد قريشا حتي بلغ بواط و لم يلق كيدا. ثم غزا غزوة العشيرة يريد قريشا حتي نزل العشيرة من بطن ينبع وأقام بهابقية جمادي الأولي وليالي‌ من جمادي الآخرة ووادع فيهابني‌ مدلج وحلفاءهم من بني‌ ضمرةفرَوُيِ‌َ عَن عَمّارِ بنِ يَاسِرٍ قَالَكُنتُ أَنَا وَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ رَفِيقَينِ


صفحه : 188

فِي غَزوَةِ العَشِيرَةِ فَقَالَ لِي عَلِيّ هَل لَكَ يَا أَبَا اليَقظَانِ فِي هَذَا النّفرِ مِن بنَيِ‌ مُدلِجٍ يَعمَلُونَ فِي عَينٍ لَهُم نَنظُرُ كَيفَ يَعمَلُونَ فَأَتَينَاهُم فَنَظَرنَا إِلَيهِم سَاعَةً ثُمّ غَشِيَنَا النّومُ فَعَمَدنَا إِلَي صَورٍ مِنَ النّخلِ فِي دَقعَاءَ مِنَ الأَرضِ فَنِمنَا فِيهِ فَوَ اللّهِ مَا هَبّنَا إِلّا رَسُولُ اللّهِ بِقَدَمِهِ فَجَلَسنَا وَ قَد تَتَرّبنَا مِن تِلكَ الدّقعَاءِ فَيَومَئِذٍ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لعِلَيِ‌ّ ع يَا أَبَا تُرَابٍ لِمَا عَلَيهِ مِنَ التّرَابِ فَقَالَ أَ لَا أُخبِرُكُم بِأَشقَي النّاسِ قُلنَا بَلَي يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ أَحمَرُ ثَمُودَ ألّذِي عَقَرَ النّاقَةَ وَ ألّذِي يَضرِبُكَ يَا عَلِيّ عَلَي هَذِهِ وَ وَضَعَ رَسُولُ اللّهِص يَدَهُ عَلَي رَأسِهِ حَتّي يَبُلّ مِنهَا هَذِهِ وَ وَضَعَ يَدَهُ عَلَي لِحيَتِهِ. ثُمّ رَجَعَ رَسُولُ اللّهِص مِنَ العَشِيرَةِ إِلَي المَدِينَةِ فَلَم يُقِم بِهَا عَشرَ لَيَالٍ حَتّي أَغَارَ كُرزُ بنُ جَابِرٍ الفهِريِ‌ّ عَلَي سَرحِ المَدِينَةِ فَخَرَجَ رَسُولُ اللّهِص فِي طَلَبِهِ حَتّي بَلَغَ وَادِياً يُقَالُ لَهُ سَفَوَانُ مِن نَاحِيَةِ بَدرٍ وَ هيِ‌َ غَزوَةُ بَدرٍ الأُولَي وَ حَامِلُ لِوَائِهِ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع وَ استَخلَفَ عَلَي المَدِينَةِ زَيدَ بنَ حَارِثَةَ وَ فَاتَهُ كُرزٌ فَلَم يُدرِكهُ فَرَجَعَ رَسُولُ اللّهِص فَأَقَامَ جُمَادَي وَ رجب [رَجَباً] وَ شَعبَانَ وَ كَانَ بَعَثَ بَينَ ذَلِكَ سَعدَ بنَ أَبِي وَقّاصٍ فِي ثَمَانِيَةِ رَهطٍ فَرَجَعَ وَ لَم يَلقَ كَيداً. ثُمّ بَعَثَ رَسُولُ اللّهِص عَبدَ اللّهِ بنَ جَحشٍ إِلَي نَخلَةَ وَ قَالَ كُن بِهَا حَتّي


صفحه : 189

تَأتِيَنَا بِخَبَرٍ مِن أَخبَارِ قُرَيشٍ وَ لَم يَأمُرهُ بِقِتَالٍ وَ ذَلِكَ فِي الشّهرِ الحَرَامِ وَ كَتَبَ لَهُ كِتَاباً وَ قَالَ اخرُج أَنتَ وَ أَصحَابُكَ حَتّي إِذَا سِرتَ يَومَينِ فَافتَح كِتَابَكَ وَ انظُر فِيهِ وَ امضِ لِمَا أَمَرتُكَ فَلَمّا سَارَ يَومَينِ وَ فَتَحَ الكِتَابَ فَإِذَا فِيهِ أَنِ امضِ حَتّي تَنزِلَ نَخلَةَ فَتَأتِيَنَا مِن أَخبَارِ قُرَيشٍ بِمَا يَصِلُ إِلَيكَ مِنهُم فَقَالَ لِأَصحَابِهِ حِينَ قَرَأَ الكِتَابَ سَمعاً وَ طَاعَةً مَن كَانَ لَهُ رَغبَةٌ فِي الشّهَادَةِ فَليَنطَلِق معَيِ‌ فَمَضَي مَعَهُ القَومُ حَتّي إِذَا نَزَلُوا نَخلَةَ مَرّ بِهِم عَمرُو بنُ الحضَرمَيِ‌ّ وَ الحَكَمُ بنُ كَيسَانَ وَ عُثمَانُ وَ المُغِيرَةُ ابنَا عَبدِ اللّهِ مَعَهُم تِجَارَةٌ قَدِمُوا بِهَا مِنَ الطّائِفِ أُدمٌ وَ زَبِيبٌ فَلَمّا رَآهُمُ القَومُ أَشرَفَ لَهُم وَاقِدُ بنُ عَبدِ اللّهِ وَ كَانَ قَد حَلَقَ رَأسَهُ فَقَالُوا عُمّارٌ لَيسَ عَلَيكُم مِنهُم بَأسٌ وَ ائتَمَرَ أَصحَابَ رَسُولِ اللّهِ وَ هيِ‌َ آخِرُ يَومٍ مِن رَجَبٍ فَقَالُوا لَئِن قَتَلتُمُوهُم إِنّكُم لَتَقتُلُونَهُم فِي الشّهرِ الحَرَامِ وَ لَئِن تَرَكتُمُوهُم لَيَدخُلُنّ هَذِهِ اللّيلَةَ مَكّةَ فَلَيَمنَعُنّ مِنكُم فَأَجمَعَ القَومُ عَلَي قَتلِهِم فَرَمَي وَاقِدُ بنُ عَبدِ اللّهِ التمّيِميِ‌ّ عَمرَو بنَ الحضَرمَيِ‌ّ بِسَهمٍ فَقَتَلَهُ وَ استَأمَنَ عُثمَانُ بنُ عَبدِ اللّهِ وَ الحَكَمُ بنُ كَيسَانَ وَ هَرَبَ المُغِيرَةُ بنُ عَبدِ اللّهِ فَأَعجَزَهُم وَ استَاقُوا العِيرَ فَقَدِمُوا بِهَا عَلَي رَسُولِ اللّهِص


صفحه : 190

فَقَالَ لَهُم وَ اللّهِ مَا أَمَرتُكُم بِالقِتَالِ فِي الشّهرِ الحَرَامِ وَ أَوقَفَ الأَسِيرَينِ وَ العِيرَ وَ لَم يَأخُذ مِنهَا شَيئاً وَ سُقِطَ فِي أيَديِ‌ القَومِ وَ ظَنّوا أَنّهُم قَد هَلَكُوا وَ قَالَت قُرَيشٌ استَحَلّ مُحَمّدٌ الشّهرَ الحَرَامَ فَأَنزَلَ اللّهُ سُبحَانَهُيَسئَلُونَكَ عَنِ الشّهرِ الحَرامِ قِتالٍ فِيهِالآيَةَ فَلَمّا نَزَلَ ذَلِكَ أَخَذَ رَسُولُ اللّهِص العِيرَ وَ فِدَاءَ الأَسِيرَينِ وَ قَالَ المُسلِمُونَ نَطمَعُ لَنَا أَن يَكُونَ غَزَاةً فَأَنزَلَ اللّهُ فِيهِمإِنّ الّذِينَ آمَنُوا وَ الّذِينَ هاجَرُوا إِلَي قَولِهِأُولئِكَ يَرجُونَ رَحمَتَ اللّهِالآيَةَ وَ كَانَت هَذِهِ قَبلَ بَدرٍ بِشَهرَينِ.

بيان السيف بالكسر ساحل البحر والأبواء بفتح الهمزة وسكون الباء والمد جبل بين مكة والمدينة وعنده بلد ينسب إليه و قال الفيروزآبادي‌ بواط كغراب جبال جهينة علي أبراد من المدينة منه غزوة بواط اعترض فيهاص لعير قريش و قال ذو العشيرة موضع بناحية ينبع غزوتها مشهورة والصور بالفتح الجماعة من النخل و لاواحد له من لفظه والدقعاء التراب و الأرض لانبات بها ويقال هب من نومه يهب أي استيقظ وأهببته أنا ويقال سقط في يديه علي بناء المجهول أي ندم نطمع لنا أن يكون غزاة قالوا ذلك علي سبيل اليأس أي لانطمع ثواب الغزوة فيما فعلنا بل نرضي أن لا يكون


صفحه : 191

لنا وزر فرجاهم سبحانه رحمته بقوله أُولئِكَ يَرجُونَ رَحمَتَ اللّهِ كما قال البيضاوي‌ نزلت أيضا في السرية لماظن بهم أنهم إن سلموا من الإثم فليس لهم أجر

44-نهج ،[نهج البلاغة] فِي حَدِيثِهِ كُنّا إِذَا احمَرّ البَأسُ اتّقَينَا بِرَسُولِ اللّهِص فَلَم يَكُن أَحَدٌ مِنّا أَقرَبَ إِلَي العَدُوّ مِنهُ

قال السيد رضي‌ الله عنه ومعني ذلك أنه كان إذاعظم الخوف من العدو واشتد عضاض الحرب فزع المسلمون إلي قتال رسول الله ص بنفسه فينزل الله تعالي النصر عليهم به ويأمنون ماكانوا يخافونه بمكانه و قوله ع إذااحمر البأس كناية عن اشتداد الأمر و قدقيل في ذلك أقوال أحسنها أنه شبه حمي‌ الحرب بالنار التي‌ تجمع الحرارة والحمرة بفعلها ولونها ومما يقوي‌ ذلك قول النبي ص و قدرأي مجتلد الناس يوم حنين وهي‌ حرب هوازن الآن حمي‌ الوطيس والوطيس مستوقد النار فشبه مااستحر من جلاد القوم باحتدام النار وشدة التهابها

45-فس ،[تفسير القمي‌]يَسئَلُونَكَ عَنِ الشّهرِ الحَرامِ قِتالٍ فِيهِ قُل قِتالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَ صَدّ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَ كُفرٌ بِهِ وَ المَسجِدِ الحَرامِ وَ إِخراجُ أَهلِهِ مِنهُ أَكبَرُ عِندَ اللّهِفَإِنّهُ كَانَ سَبَبُ نُزُولِهَا أَنّهُ لَمّا هَاجَرَ رَسُولُ اللّهِص إِلَي المَدِينَةِ بَعَثَ السّرَايَا إِلَي الطّرُقَاتِ التّيِ‌ تَدخُلُ مَكّةَ تَتَعَرّضُ لِعِيرِ قُرَيشٍ حَتّي بَعَثَ عَبدَ اللّهِ بنَ جَحشٍ فِي نَفَرٍ مِن أَصحَابِهِ إِلَي نَخلَةَ وَ هيِ‌َ بُستَانُ بنَيِ‌ عَامِرٍ لِيَأخُذُوا عِيرَ قُرَيشٍ أَقبَلَت مِنَ الطّائِفِ عَلَيهَا الزّبِيبُ وَ الأُدمُ وَ الطّعَامُ فَوَافَوهَا وَ قَد نَزَلَتِ العِيرُ وَ فِيهِم عَمرُو بنُ الحضَرمَيِ‌ّ وَ كَانَ


صفحه : 192

حَلِيفاً لِعُتبَةَ بنِ رَبِيعَةَ فَلَمّا نَظَرَ ابنُ الحضَرمَيِ‌ّ إِلَي عَبدِ اللّهِ بنَ جَحشٍ وَ أَصحَابِهِ فَزِعُوا وَ تَهَيّئُوا لِلحَربِ وَ قَالُوا هَؤُلَاءِ أَصحَابُ مُحَمّدٍ فَأَمَرَ عَبدُ اللّهِ بنُ جَحشٍ أَصحَابَهُ أَن يَنزِلُوا وَ يَحلَقُوا رُءُوسَهُم فَنَزَلُوا وَ حَلَقُوا رُءُوسَهُم فَقَالَ ابنُ الحضَرمَيِ‌ّ هَؤُلَاءِ قَومٌ عُمّارٌ لَيسَ عَلَينَا مِنهُم بَأسٌ فَاطمَأَنّوا وَ وَضَعُوا السّلَاحَ فَحَمَلَ عَلَيهِم عَبدُ اللّهِ بنُ جَحشٍ فَقُتِلَ ابنُ الحضَرمَيِ‌ّ وَ أَفلَتَ أَصحَابُهُ وَ أَخَذُوا العِيرَ بِمَا فِيهَا وَ سَاقُوهَا إِلَي المَدِينَةِ وَ كَانَ ذَلِكَ فِي أَوّلِ يَومٍ مِن رَجَبٍ مِنَ الأَشهُرِ الحُرُمِ فَعَزَلُوا العِيرَ وَ مَا كَانَ عَلَيهَا فَلَم يَنَالُوا مِنهَا شَيئاً فَكَتَبَت قُرَيشٌ إِلَي رَسُولِ اللّهِص أَنّكَ استَحلَلتَ الشّهرَ الحَرَامَ وَ سَفَكتَ فِيهَا الدّمَ وَ أَخَذتَ المَالَ وَ كَثُرَ القَولُ فِي هَذَا وَ جَاءَ أَصحَابُ رَسُولِ اللّهِص فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ أَ يَحِلّ القَتلُ فِي الشّهرِ الحَرَامِ فَأَنزَلَ اللّهُيَسئَلُونَكَ عَنِ الشّهرِ الحَرامِ قِتالٍ فِيهِ قُل قِتالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَ صَدّ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَ كُفرٌ بِهِ وَ المَسجِدِ الحَرامِ وَ إِخراجُ أَهلِهِ مِنهُ أَكبَرُ عِندَ اللّهِ وَ الفِتنَةُ أَكبَرُ مِنَ القَتلِ قَالَ القِتَالُ فِي الشّهرِ الحَرَامِ عَظِيمٌ وَ لَكِنّ ألّذِي فَعَلَت بِكَ قُرَيشٌ يَا مُحَمّدُ مِنَ الصّدّ عَنِ المَسجِدِ الحَرَامِ وَ الكُفرِ بِاللّهِ وَ إِخرَاجِكَ مِنهُ هُوَ أَكبَرُ عِندَ اللّهِوَ الفِتنَةُيعَنيِ‌ الكُفرَ بِاللّهِأَكبَرُ مِنَ القَتلِ ثُمّ أَنزَلَ عَلَيهِالشّهرُ الحَرامُ بِالشّهرِ الحَرامِ وَ الحُرُماتُ قِصاصٌ فَمَنِ اعتَدي عَلَيكُم فَاعتَدُوا عَلَيهِ بِمِثلِ مَا اعتَدي عَلَيكُم

أقول قال في المنتقي في حوادث السنة الثانية من الهجرة في هذه السنة تزوج علي بن أبي طالب ع فاطمة ع بنت رسول الله ص في صفر لليال بقين منه وبني بها في ذي‌ الحجة و قدروي‌ أنه تزوجها في رجب بعدمقدم رسول الله


صفحه : 193

ص المدينة بخمسة أشهر وبني بهامرجعه من بدر والأول أصح وروي‌ عن بعض أهل التاريخ أن تزويجها كان في شهر ربيع الأول من سنه اثنتين من الهجرة وبني بها فيها وولدت الحسن ع في هذه السنة وقيل بل ولد الحسن ع منتصف شهر رمضان من سنة ثلاث و الحسين ع في سنة أربع وقيل كان بين ولادة الحسن ع والعلوق بالحسين ع خمسون ليلة وولد الحسين ع لليال خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة. و في هذه السنة كانت سرية عبد الله بن جحش و في هذه السنة حولت القبلة إلي الكعبة كان النبي ص يصلي‌ بمكة ركعتين بالغداة وركعتين بالعشي‌ فلما عرج به إلي السماء أمر بالصلوات الخمس فصارت الركعتان في غيرالمغرب للمسافر وللمقيم أربع ركعات فلما هاجر النبي ص إلي المدينة أمر أن يصلي‌ نحو بيت المقدس لئلا يكذبه اليهود لأن نعته ص في التوراة أنه صاحب قبلتين وكانت الكعبة أحب القبلتين إلي النبي ص فأمره الله تعالي أن يصلي‌ إلي الكعبة قال محمد بن حبيب الهاشمي‌ حولت في الظهر يوم الثلاثاء للنصف من شعبان زار رسول الله ص أم بشر بن البراء بن معرور في بني‌ سلمة فتغدي هو وأصحابه وجاءت الظهر فصلي بأصحابه في مسجد القبلتين ركعتين من الظهر إلي الشام ثم أمر أن يستقبل الكعبة و هوراكع في الركعة الثانية فاستدار إلي الكعبة فدارت الصفوف خلفه ثم أتم الصلاة فسمي‌ مسجد القبلتين . و قال الواقدي‌ كان هذا يوم الإثنين للنصف من رجب علي رأس سبعة عشر شهرا و عن البراء علي رأس ستة عشر شهرا أوسبعة عشر شهرا و عن السدي‌ علي رأس ثمانية عشر شهرا من مهاجره ص .


صفحه : 194

و في هذه السنة كان بناء مسجد قباء روي‌ عن أبي سعيد الخدري‌ قال لماصرفت القبلة إلي الكعبة أتي رسول الله ص مسجد قباء فقدم جدار المسجد إلي موضعه اليوم وأسسه بيده ونقل رسول الله ص وأصحابه الحجارة لبنائه و كان يأتيه كل سبت ماشيا و قال أبوأيوب الأنصاري‌ هوالمسجد ألذي أُسّسَ عَلَي التّقوي. و في هذه السنة نزلت فريضة رمضان في شعبان هذه السنة وأمر بزكاة الفطر علي ماروي‌ عن أبي سعيد الخدري‌ قال نزل فرض شهر رمضان بعد ماصرفت القبلة إلي الكعبة بشهر في شعبان علي رأس ثمانية عشر شهرا من مهاجر رسول الله ص فأمر رسول الله ص في هذه السنة بزكاة الفطر قبل أن يفرض الزكاة في الأموال . و في هذه السنة خرج رسول الله ص يوم العيد فصلي بالناس صلاة العيد وحملت بين يديه العنزة إلي المصلي فصلي إليها. و في هذه السنة كانت غزوة بدر


صفحه : 195

باب 9-تحول القبلة

الآيات البقرةسَيَقُولُ السّفَهاءُ مِنَ النّاسِ ما وَلّاهُم عَن قِبلَتِهِمُ التّيِ‌ كانُوا عَلَيها قُل لِلّهِ المَشرِقُ وَ المَغرِبُ يهَديِ‌ مَن يَشاءُ إِلي صِراطٍ مُستَقِيمٍ وَ كَذلِكَ جَعَلناكُم أُمّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَي النّاسِ وَ يَكُونَ الرّسُولُ عَلَيكُم شَهِيداً وَ ما جَعَلنَا القِبلَةَ التّيِ‌ كُنتَ عَلَيها إِلّا لِنَعلَمَ مَن يَتّبِعُ الرّسُولَ مِمّن يَنقَلِبُ عَلي عَقِبَيهِ وَ إِن كانَت لَكَبِيرَةً إِلّا عَلَي الّذِينَ هَدَي اللّهُ وَ ما كانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُم إِنّ اللّهَ بِالنّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ قَد نَري تَقَلّبَ وَجهِكَ فِي السّماءِ فَلَنُوَلّيَنّكَ قِبلَةً تَرضاها فَوَلّ وَجهَكَ شَطرَ المَسجِدِ الحَرامِ وَ حَيثُ ما كُنتُم فَوَلّوا وُجُوهَكُم شَطرَهُ وَ إِنّ الّذِينَ أُوتُوا الكِتابَ لَيَعلَمُونَ أَنّهُ الحَقّ مِن رَبّهِم وَ مَا اللّهُ بِغافِلٍ عَمّا يَعمَلُونَتفسير قال الطبرسي‌ رحمه الله سَيَقُولُ السّفَهاءُ مِنَ النّاسِ أي سوف يقول الجهال وهم الكفار الذين هم بعض الناس ما وَلّاهُم عَن قِبلَتِهِمُ التّيِ‌ كانُوا عَلَيها أي أي شيءحولهم وصرفهم يعني‌ المسلمين عن بيت المقدس ألذي كانوا يتوجهون إليه في صلاتهم واختلف في الذين قالوا ذلك فقال ابن عباس وغيره هم اليهود و قال الحسن هم مشركو العرب فإن رسول الله ص لماتحول إلي الكعبة من بيت المقدس قالوا يا محمدرغبت عن قبلة آبائك ثم رجعت إليها فلترجعن إلي دينهم و قال السدي‌ هم المنافقون قالوا ذلك استهزاء بالإسلام واختلف في سبب مقالتهم ذلك فقيل إنهم قالوا ذلك علي وجه الإنكار للنسخ عن ابن عباس وقيل إنهم قالوا يا محمد ماولاك عن قبلتك التي‌ كنت عليها ارجع إلي قبلتنا نتبعك ونؤمن بك أرادوا بذلك فتنته عن ابن عباس أيضا وقيل إنما


صفحه : 196

قال ذلك مشركو العرب ليوهموا أن الحق ماهم عليه قُل لِلّهِ المَشرِقُ وَ المَغرِبُيتصرف فيها علي ماتقتضيه حكمته عن ابن عباس كانت الصلاة إلي بيت المقدس بعدمقدم النبي ص المدينة سبعة عشر شهرا و عن البراء بن عازب قال صليت مع رسول الله ص نحو بيت المقدس ستة عشر شهرا أوسبعة عشر شهرا ثم صرفنا نحو الكعبة أورده مسلم في الصحيح و عن أنس إنما كان ذلك تسعة أشهر أوعشرة أشهر و عن معاذ ثلاثة عشر شهرا وَ رَوَاهُ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ بِإِسنَادِهِ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَتَحَوّلَتِ القِبلَةُ إِلَي الكَعبَةِ بَعدَ مَا صَلّي النّبِيّص ثَلَاثَ عَشرَةَ سَنَةً إِلَي بَيتِ المَقدِسِ وَ بَعدَ مُهَاجَرِهِ إِلَي المَدِينَةِ صَلّي إِلَي بَيتِ المَقدِسِ سَبعَةَ أَشهُرٍ قَالَ ثُمّ وَجّهَهُ اللّهُ تَعَالَي إِلَي الكَعبَةِ وَ ذَلِكَ أَنّ اليَهُودَ كَانُوا يُعَيّرُونَ رَسُولَ اللّهِص وَ يَقُولُونَ أَنتَ تَابِعٌ لَنَا تصُلَيّ‌ إِلَي قِبلَتِنَا فَاغتَمّ رَسُولُ اللّهِص مِن ذَلِكَ غَمّاً شَدِيداً وَ خَرَجَ فِي جَوفِ اللّيلِ يَنظُرُ إِلَي آفَاقِ السّمَاءِ يَنتَظِرُ مِنَ اللّهِ فِي ذَلِكَ أَمراً فَلَمّا أَصبَحَ وَ حَضَرَ وَقتُ صَلَاةِ الظّهرِ كَانَ فِي مَسجِدِ بنَيِ‌ سَالِمٍ قَد صَلّي مِنَ الظّهرِ رَكعَتَينِ فَنَزَلَ عَلَيهِ جَبرَئِيلُ فَأَخَذَ بِعَضُدَيهِ وَ حَوّلَهُ إِلَي الكَعبَةِ وَ أَنزَلَ عَلَيهِقَد نَري تَقَلّبَ وَجهِكَ فِي السّماءِالآيَةَ فَكَانَ صَلّي رَكعَتَينِ إِلَي بَيتِ المَقدِسِ وَ رَكعَتَينِ إِلَي الكَعبَةِ فَقَالَتِ اليَهُودُ وَ السّفَهَاءُما وَلّاهُم عَن قِبلَتِهِمُ التّيِ‌


صفحه : 197

كانُوا عَلَيها

قال الزجاج إنما أمر بالصلاة إلي بيت المقدس لأن مكة وبيت الله الحرام كانت العرب آلفة بحجها فأحب الله أن يمتحن القوم بغير ماآلفوه ليظهر من يتبع الرسول ممن لايتبعه وَ ما جَعَلنَا القِبلَةَ التّيِ‌ كُنتَ عَلَيهاقيل معني كُنتَ عَلَيهاصرت عليها و أنت عليها يعني‌ الكعبة وقيل و هوالأصح يعني‌ بيت المقدس أي ماصرفناك عن القبلة التي‌ كنت عليها أو ماجعلنا القبلة التي‌ كنت عليها فصرفناك عنهاإِلّا لِنَعلَمَ أي ليعلم حزبنا من النبي و المؤمنين أوليحصل المعلوم موجودا أولنعاملكم معاملة المختبر أولأعلم مع غيري‌مَن يَتّبِعُ الرّسُولَ أي يؤمن به ويتبعه في أقواله وأفعاله مِمّن يَنقَلِبُ عَلي عَقِبَيهِ أي الذين ارتدوا لماحولت القبلة أوالمراد كل مقيم علي كفره وَ إِن كانَت أي القبلة أوالتحويلة ومفارقة القبلة الأولي وقيل أي الصلاةلَكَبِيرَةً أي لثقيلة يعني‌ التحويلة إلي بيت المقدس لأن العرب لم تكن قبلة أحب إليهم من الكعبة أو إلي الكعبة.وَ ما كانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمقيل فيه أقوال أحدها أنه لماحولت القبلة قال ناس كيف بأعمالنا التي‌ كنا نعمل في قبلتنا الأولي فنزلت وقيل إنهم قالوا كيف بمن مات من إخواننا قبل ذلك و كان قدمات أسعد بن زرارة والبراء بن معرور وكانا من النقباء فقال وَ ما كانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُم أي صلاتكم إلي بيت المقدس ويمكن حمل الإيمان علي أصله . وثانيها أنه لماذكر ماعليهم من المشقة في التحويلة أتبعه بذكر مالهم عنده بذلك من المثوبة و أنه لايضيع ماعملوه من الكلفة


صفحه : 198

وثالثها أنه لماذكر إنعامه عليهم بالتولية إلي الكعبة ذكر السبب ألذي استحقوا به ذلك الإنعام و هوإيمانهم بما حملوه أولا فقال وَ ما كانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُم ألذي استحققتم به تبليغ محبتكم في التوجه إلي الكعبة.قَد نَري تَقَلّبَ وَجهِكَ

قَالَ المُفَسّرُونَ كَانَتِ الكَعبَةُ أَحَبّ القِبلَتَينِ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ لِجَبرَئِيلَ وَدِدتُ أَنّ اللّهَ صرَفَنَيِ‌ عَن قِبلَةِ اليَهُودِ إِلَي غَيرِهَا فَقَالَ لَهُ جَبرَئِيلُ إِنّمَا أَنَا عَبدٌ مِثلُكَ وَ أَنتَ كَرِيمٌ عَلَي رَبّكَ فَادعُ رَبّكَ وَ سَلهُ ثُمّ ارتَفَعَ جَبرَئِيلُ وَ جَعَلَ رَسُولُ اللّهِص يُدِيمُ النّظَرَ إِلَي السّمَاءِ رَجَاءَ أَن يَأتِيَهُ جَبرَئِيلُ باِلذّيِ‌ سَأَلَ رَبّهُ فَأَنزَلَ اللّهُ هَذِهِ الآيَةَ أَي قَد نَرَي تَقَلّبَ وَجهِكَ يَا مُحَمّدُ فِي السّمَاءِ لِانتِظَارِ الوحَي‌ِ فِي أَمرِ القِبلَةِ

و في سببه وجهان أحدهما أنه كان وعد بتحويل القبلة عن بيت المقدس فكان يفعل ذلك انتظارا وتوقعا للموعود والثاني‌ أنه كان يكره قبلة بيت المقدس ويهوي قبلة الكعبة و كان لايسأل الله ذلك لأنه لايجوز للأنبياء أن يسألوا الله شيئا من غير أن يؤذن لهم فيه لأنه يجوز أن لاتكون فيه مصلحة فلايجابون إلي ذلك فيكون ذلك فتنة لقومهم واختلف في سبب إرادته ص تحويل القبلة إلي الكعبة فقيل لأن الكعبة كانت قبلة أبيه ابراهيم وقبلة آبائه وقيل لأن اليهود قالوا تخالفنا يا محمد في ديننا وتتبع قبلتنا وقيل إن اليهود قالوا مادري محمد وأصحابه أين قبلتهم حتي هديناهم وقيل كانت العرب يحبون الكعبة ويعظمونها غاية التعظيم فكان في التوجه إليها استمالة لقلوبهم ليكونوا أحرص علي الصلاة إليها و كان ص حريصا علي استدعائهم إلي الدين فَلَنُوَلّيَنّكَ قِبلَةً تَرضاها أي تحبها محبة الطباع لا أنه كان يسخط القبلة الأولي وَ إِنّ الّذِينَ أُوتُوا الكِتابَ أي علماء اليهود والنصاري لَيَعلَمُونَ أَنّهُ الحَقّ مِن رَبّهِم أي تحويل القبلة حق مأمور به وإنما


صفحه : 199

علموا ذلك لأنه كان في بشارة الأنبياء لهم أنه يكون نبي‌ من صفاته كذا وكذا و كان في صفاته أن يصلي‌ إلي القبلتين وروي‌ أنهم قالوا عندالتحويل ماأمرت بهذا يا محمد وإنما هو شيءتبتدعه من تلقاء نفسك مرة إلي هنا ومرة إلي هنا فأنزل الله هذه الآية و بين أنهم يعلمون خلاف مايقولون وَ مَا اللّهُ بِغافِلٍ عَمّا يَعمَلُونَ أي ليس الله بغافل عما يعمل هؤلاء من كتمان صفة محمدص والمعاندة انتهي .أقول سيأتي‌ مزيد توضيح وتفسير للآيات في كتاب الصلاة إن شاء الله تعالي

1-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَبِي عَمرٍو الزبّيَريِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَمّا صَرَفَ اللّهُ نَبِيّهُ إِلَي الكَعبَةِ عَن بَيتِ المَقدِسِ قَالَ المُسلِمُونَ للِنبّيِ‌ّص أَ رَأَيتَ صَلَاتَنَا التّيِ‌ كُنّا نصُلَيّ‌ إِلَي بَيتِ المَقدِسِ مَا حَالُنَا فِيهَا وَ حَالُ مَن مَضَي مِن أَموَاتِنَا وَ هُم يُصَلّونَ إِلَي بَيتِ المَقدِسِ فَأَنزَلَ اللّهُوَ ما كانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمفَسَمّي الصّلَاةَ إِيمَاناً الخَبَرَ

2-يب ،[تهذيب الأحكام ]الطاّطرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قُلتُ لَهُ مَتَي صُرِفَ رَسُولُ اللّهِص إِلَي الكَعبَةِ فَقَالَ بَعدَ رُجُوعِهِ مِن بَدرٍ

3-يب ،[تهذيب الأحكام ]الطاّطرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَسَأَلتُهُ عَن قَولِهِ تَعَالَيوَ ما جَعَلنَا القِبلَةَ التّيِ‌ كُنتَ عَلَيها إِلّا لِنَعلَمَ مَن يَتّبِعُ الرّسُولَ مِمّن يَنقَلِبُ عَلي عَقِبَيهِأَمَرَهُ بِهِ قَالَ نَعَم إِنّ


صفحه : 200

رَسُولَ اللّهِص كَانَ يُقَلّبُ وَجهَهُ فِي السّمَاءِ فَعَلِمَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مَا فِي نَفسِهِ فَقَالَقَد نَري تَقَلّبَ وَجهِكَ فِي السّماءِ فَلَنُوَلّيَنّكَ قِبلَةً تَرضاها

بيان قوله أمره لعل غرض السائل أن القبلة الأولي أيضا كانت مأمورا بها قال نعم وشرع في بيان أمر آخر

4-يب ،[تهذيب الأحكام ]الطاّطرَيِ‌ّ عَن وُهَيبٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَحَدِهِمَا ع فِي قَولِهِ تَعَالَيسَيَقُولُ السّفَهاءُ مِنَ النّاسِ ما وَلّاهُم عَن قِبلَتِهِمُ التّيِ‌ كانُوا عَلَيها قُل لِلّهِ المَشرِقُ وَ المَغرِبُ يهَديِ‌ مَن يَشاءُ إِلي صِراطٍ مُستَقِيمٍفَقُلتُ لَهُ اللّهُ أَمَرَهُ أَن يصُلَيّ‌َ إِلَي بَيتِ المَقدِسِ قَالَ نَعَم أَ لَا تَرَي أَنّ اللّهَ يَقُولُوَ ما جَعَلنَا القِبلَةَ التّيِ‌ كُنتَ عَلَيها إِلّا لِنَعلَمَ مَن يَتّبِعُ الرّسُولَ مِمّن يَنقَلِبُ عَلي عَقِبَيهِ وَ إِن كانَت لَكَبِيرَةً إِلّا عَلَي الّذِينَ هَدَي اللّهُ وَ ما كانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُم إِنّ اللّهَ بِالنّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ قَالَ إِنّ بنَيِ‌ عَبدِ الأَشهَلِ أَتَوهُم وَ هُم فِي الصّلَاةِ قَد صَلّوا رَكعَتَينِ إِلَي بَيتِ المَقدِسِ فَقِيلَ لَهُم إِنّ نَبِيّكُم قَد صُرِفَ إِلَي الكَعبَةِ فَتَحَوّلَ النّسَاءُ مَكَانَ الرّجَالِ وَ الرّجَالُ مَكَانَ النّسَاءِ وَ جَعَلُوا الرّكعَتَينِ البَاقِيَتَينِ إِلَي الكَعبَةِ فَصَلّوا صَلَاةً وَاحِدَةً إِلَي قِبلَتَينِ فَلِذَلِكَ سمُيّ‌َ مَسجِدُهُم مَسجِدَ القِبلَتَينِ

5-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن حَمّادٍ عَنِ الحلَبَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَأَلتُهُ هَل كَانَ رَسُولُ اللّهِص يصُلَيّ‌ إِلَي بَيتِ المَقدِسِ قَالَ نَعَم فَقُلتُ فَكَانَ يَجعَلُ الكَعبَةَ خَلفَ ظَهرِهِ فَقَالَ أَمّا إِذَا كَانَ بِمَكّةَ فَلَا وَ أَمّا إِذَا هَاجَرَ إِلَي المَدِينَةِ فَنَعَم حَتّي حُوّلَ إِلَي الكَعبَةِ


صفحه : 201

6-يه ،[ من لايحضر الفقيه ] صَلّي رَسُولُ اللّهِص إِلَي البَيتِ المَقدِسِ بَعدَ النّبُوّةِ ثَلَاثَ عَشرَةَ سَنَةً بِمَكّةَ وَ تِسعَةَ عَشَرَ شَهراً بِالمَدِينَةِ ثُمّ عَيّرَتهُ اليَهُودُ فَقَالُوا لَهُ إِنّكَ تَابِعٌ لِقِبلَتِنَا فَاغتَمّ لِذَلِكَ غَمّاً شَدِيداً فَلَمّا كَانَ فِي بَعضِ اللّيلِ خَرَجَص يُقَلّبُ وَجهَهُ فِي آفَاقِ السّمَاءِ فَلَمّا أَصبَحَ صَلّي الغَدَاةَ فَلَمّا صَلّي مِنَ الظّهرِ رَكعَتَينِ جَاءَهُ جِبرِيلُ فَقَالَ لَهُقَد نَري تَقَلّبَ وَجهِكَ فِي السّماءِ فَلَنُوَلّيَنّكَ قِبلَةً تَرضاهاالآيَةَ ثُمّ أَخَذَ بِيَدِ النّبِيّص فَحَوّلَ وَجهَهُ إِلَي الكَعبَةِ وَ حَوّلَ مَن خَلفَهُ وُجُوهَهُم حَتّي قَامَ الرّجَالُ مَقَامَ النّسَاءِ وَ النّسَاءُ مَقَامَ الرّجَالِ فَكَانَ أَوّلُ صَلَاتِهِ إِلَي بَيتِ المَقدِسِ وَ آخِرُهَا إِلَي الكَعبَةِ فَبَلَغَ الخَبَرُ مَسجِداً بِالمَدِينَةِ وَ قَد صَلّي أَهلُهُ مِنَ العَصرِ رَكعَتَينِ فَحَوّلُوا نَحوَ الكَعبَةِ فَكَانَ أَوّلُ صَلَاتِهِم إِلَي بَيتِ المَقدِسِ وَ آخِرُهَا إِلَي الكَعبَةِ فسَمُيّ‌َ ذَلِكَ المَسجِدُ مَسجِدَ القِبلَتَينِ فَقَالَ المُسلِمُونَ صَلَاتُنَا إِلَي بَيتِ المَقدِسِ تَضِيعُ يَا رَسُولَ اللّهِ فَأَنزَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ ما كانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُميعَنيِ‌ صَلَاتَكُم إِلَي بَيتِ المَقدِسِ وَ قَد أَخرَجتُ الخَبَرَ فِي ذَلِكَ عَلَي وَجهِهِ فِي كِتَابِ النّبُوّةِ

أقول سيأتي‌ فِي تَفسِيرِ النعّماَنيِ‌ّ بِإِسنَادِهِ إِلَي الصّادِقِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِنّ رَسُولَ اللّهِص لَمّا بُعِثَ كَانَتِ الصّلَاةُ إِلَي قِبلَةِ بَيتِ المَقدِسِ سُنّةَ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ

و قدأخبرنا الله في كتابه بما قصه في ذكر موسي ع أن يجعل بيته قبلة و هو قوله وَ أَوحَينا إِلي مُوسي وَ أَخِيهِ أَن تَبَوّءا لِقَومِكُما بِمِصرَ بُيُوتاً وَ اجعَلُوا بُيُوتَكُم قِبلَةً و كان رسول الله ص في أول مبعثه يصلي‌ إلي بيت المقدس جميع أيام مقامه بمكة و بعدهجرته إلي المدينة بأشهر فعيرته اليهود وقالوا إنك تابع لقبلتنا فأحزن رسول الله ص ذلك منهم فأنزل الله تعالي


صفحه : 202

عليه و هويقلب وجهه في السماء وينتظر الأمرقَد نَري تَقَلّبَ وَجهِكَ إلي قوله لِئَلّا يَكُونَ لِلنّاسِ عَلَيكُم حُجّةٌيعني‌ اليهود في هذاالموضع ثم أخبرنا الله عز و جل ماالعلة التي‌ من أجلها لم يحول قبلته من أول مبعثه فقال تبارك و تعالي وَ ما جَعَلنَا القِبلَةَ التّيِ‌ كُنتَ عَلَيها إِلّا لِنَعلَمَ مَن يَتّبِعُ الرّسُولَ مِمّن يَنقَلِبُ عَلي عَقِبَيهِ وَ إِن كانَت لَكَبِيرَةً إِلّا عَلَي الّذِينَ هَدَي اللّهُ وَ ما كانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمفسمي سبحانه الصلاة هاهنا إيمانا

باب 01-غزوة بدر الكبري

الآيات آل عمران قُل لِلّذِينَ كَفَرُوا سَتُغلَبُونَ وَ تُحشَرُونَ إِلي جَهَنّمَ وَ بِئسَ المِهادُ قَد كانَ لَكُم آيَةٌ فِي فِئَتَينِ التَقَتا فِئَةٌ تُقاتِلُ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَ أُخري كافِرَةٌ يَرَونَهُم مِثلَيهِم رأَي‌َ العَينِ وَ اللّهُ يُؤَيّدُ بِنَصرِهِ مَن يَشاءُ إِنّ فِي ذلِكَ لَعِبرَةً لأِوُليِ‌ الأَبصارِ و قال سبحانه وَ لَقَد نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدرٍ وَ أَنتُم أَذِلّةٌ فَاتّقُوا اللّهَ لَعَلّكُم تَشكُرُونَ إِذ تَقُولُ لِلمُؤمِنِينَ أَ لَن يَكفِيَكُم أَن يُمِدّكُم رَبّكُم بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنَ المَلائِكَةِ مُنزَلِينَالنساءأَ لَم تَرَ إِلَي الّذِينَ قِيلَ لَهُم كُفّوا أَيدِيَكُم وَ أَقِيمُوا الصّلاةَ وَ آتُوا الزّكاةَ فَلَمّا كُتِبَ عَلَيهِمُ القِتالُ إِذا فَرِيقٌ مِنهُم يَخشَونَ النّاسَ كَخَشيَةِ اللّهِ أَو أَشَدّ


صفحه : 203

خَشيَةً وَ قالُوا رَبّنا لِمَ كَتَبتَ عَلَينَا القِتالَ لَو لا أَخّرتَنا إِلي أَجَلٍ قَرِيبٍ قُل مَتاعُ الدّنيا قَلِيلٌ وَ الآخِرَةُ خَيرٌ لِمَنِ اتّقي وَ لا تُظلَمُونَ فَتِيلًا أَينَما تَكُونُوا يُدرِككُمُ المَوتُ وَ لَو كُنتُم فِي بُرُوجٍ مُشَيّدَةٍ وَ إِن تُصِبهُم حَسَنَةٌ يَقُولُوا هذِهِ مِن عِندِ اللّهِ وَ إِن تُصِبهُم سَيّئَةٌ يَقُولُوا هذِهِ مِن عِندِكَ قُل كُلّ مِن عِندِ اللّهِ فَما لِهؤُلاءِ القَومِ لا يَكادُونَ يَفقَهُونَ حَدِيثاًالأنفال يَسئَلُونَكَ عَنِ الأَنفالِ قُلِ الأَنفالُ لِلّهِ وَ الرّسُولِ إلي قوله سبحانه كَما أَخرَجَكَ رَبّكَ مِن بَيتِكَ بِالحَقّ وَ إِنّ فَرِيقاً مِنَ المُؤمِنِينَ لَكارِهُونَ يُجادِلُونَكَ فِي الحَقّ بَعدَ ما تَبَيّنَ كَأَنّما يُساقُونَ إِلَي المَوتِ وَ هُم يَنظُرُونَ وَ إِذ يَعِدُكُمُ اللّهُ إِحدَي الطّائِفَتَينِ أَنّها لَكُم وَ تَوَدّونَ أَنّ غَيرَ ذاتِ الشّوكَةِ تَكُونُ لَكُم وَ يُرِيدُ اللّهُ أَن يُحِقّ الحَقّ بِكَلِماتِهِ وَ يَقطَعَ دابِرَ الكافِرِينَ لِيُحِقّ الحَقّ وَ يُبطِلَ الباطِلَ وَ لَو كَرِهَ المُجرِمُونَ إِذ تَستَغِيثُونَ رَبّكُم فَاستَجابَ لَكُم أنَيّ‌ مُمِدّكُم بِأَلفٍ مِنَ المَلائِكَةِ مُردِفِينَ وَ ما جَعَلَهُ اللّهُ إِلّا بُشري وَ لِتَطمَئِنّ بِهِ قُلُوبُكُم وَ مَا النّصرُ إِلّا مِن عِندِ اللّهِ إِنّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ إِذ يُغَشّيكُمُ النّعاسَ أَمَنَةً مِنهُ وَ يُنَزّلُ عَلَيكُم مِنَ السّماءِ ماءً لِيُطَهّرَكُم بِهِ وَ يُذهِبَ عَنكُم رِجزَ الشّيطانِ وَ لِيَربِطَ عَلي قُلُوبِكُم وَ يُثَبّتَ بِهِ الأَقدامَ إِذ يوُحيِ‌ رَبّكَ إِلَي المَلائِكَةِ أنَيّ‌ مَعَكُم فَثَبّتُوا الّذِينَ آمَنُوا سأَلُقيِ‌ فِي قُلُوبِ الّذِينَ كَفَرُوا الرّعبَ فَاضرِبُوا فَوقَ الأَعناقِ وَ اضرِبُوا مِنهُم كُلّ بَنانٍ ذلِكَ بِأَنّهُم شَاقّوا اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ مَن يُشاقِقِ اللّهَ وَ رَسُولَهُ فَإِنّ اللّهَ شَدِيدُ العِقابِ ذلِكُم فَذُوقُوهُ وَ أَنّ لِلكافِرِينَ عَذابَ النّارِ يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا إِذا لَقِيتُمُ الّذِينَ كَفَرُوا زَحفاً فَلا تُوَلّوهُمُ الأَدبارَ وَ مَن يُوَلّهِم يَومَئِذٍ دُبُرَهُ إِلّا مُتَحَرّفاً لِقِتالٍ أَو مُتَحَيّزاً إِلي فِئَةٍ فَقَد باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللّهِ وَ مَأواهُ جَهَنّمُ وَ بِئسَ المَصِيرُ فَلَم تَقتُلُوهُم وَ لكِنّ اللّهَ قَتَلَهُم وَ ما رَمَيتَ إِذ رَمَيتَ وَ لكِنّ اللّهَ رَمي وَ ليِبُليِ‌َ المُؤمِنِينَ مِنهُ بَلاءً حَسَناً إِنّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ذلِكُم وَ أَنّ اللّهَ مُوهِنُ كَيدِ الكافِرِينَ إِن تَستَفتِحُوا فَقَد جاءَكُمُ الفَتحُ وَ إِن تَنتَهُوا فَهُوَ خَيرٌ لَكُم وَ إِن تَعُودُوا نَعُد وَ لَن تغُنيِ‌َ عَنكُم فِئَتُكُم شَيئاً وَ لَو كَثُرَت وَ أَنّ


صفحه : 204

اللّهَ مَعَ المُؤمِنِينَ

و قال سبحانه إِنّ الّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَموالَهُم لِيَصُدّوا عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَها ثُمّ تَكُونُ عَلَيهِم حَسرَةً ثُمّ يُغلَبُونَ إلي قوله تعالي لِيَمِيزَ اللّهُ الخَبِيثَ مِنَ الطّيّبِ وَ يَجعَلَ الخَبِيثَ بَعضَهُ عَلي بَعضٍ فَيَركُمَهُ جَمِيعاً فَيَجعَلَهُ فِي جَهَنّمَ أُولئِكَ هُمُ الخاسِرُونَ قُل لِلّذِينَ كَفَرُوا إِن يَنتَهُوا يُغفَر لَهُم ما قَد سَلَفَ وَ إِن يَعُودُوا فَقَد مَضَت سُنّتُ الأَوّلِينَ و قال سبحانه وَ اعلَمُوا أَنّما غَنِمتُم مِن شَيءٍ فَأَنّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَ لِلرّسُولِ وَ لذِيِ‌ القُربي وَ اليَتامي وَ المَساكِينِ وَ ابنِ السّبِيلِ إِن كُنتُم آمَنتُم بِاللّهِ وَ ما أَنزَلنا عَلي عَبدِنا يَومَ الفُرقانِ يَومَ التَقَي الجَمعانِ وَ اللّهُ عَلي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ إِذ أَنتُم بِالعُدوَةِ الدّنيا وَ هُم بِالعُدوَةِ القُصوي وَ الرّكبُ أَسفَلَ مِنكُم وَ لَو تَواعَدتُم لَاختَلَفتُم فِي المِيعادِ وَ لكِن ليِقَضيِ‌َ اللّهُ أَمراً كانَ مَفعُولًا لِيَهلِكَ مَن هَلَكَ عَن بَيّنَةٍ وَ يَحيي مَن حيَ‌ّ عَن بَيّنَةٍ وَ إِنّ اللّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ إِذ يُرِيكَهُمُ اللّهُ فِي مَنامِكَ قَلِيلًا وَ لَو أَراكَهُم كَثِيراً لَفَشِلتُم وَ لَتَنازَعتُم فِي الأَمرِ وَ لكِنّ اللّهَ سَلّمَ إِنّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصّدُورِ وَ إِذ يُرِيكُمُوهُم إِذِ التَقَيتُم فِي أَعيُنِكُم قَلِيلًا وَ يُقَلّلُكُم فِي أَعيُنِهِم ليِقَضيِ‌َ اللّهُ أَمراً كانَ مَفعُولًا وَ إِلَي اللّهِ تُرجَعُ الأُمُورُ يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا إِذا لَقِيتُم فِئَةً فَاثبُتُوا وَ اذكُرُوا اللّهَ كَثِيراً لَعَلّكُم تُفلِحُونَ وَ أَطِيعُوا اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ لا تَنازَعُوا فَتَفشَلُوا وَ تَذهَبَ رِيحُكُم وَ اصبِرُوا إِنّ اللّهَ مَعَ الصّابِرِينَ وَ لا تَكُونُوا كَالّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيارِهِم بَطَراً وَ رِئاءَ النّاسِ وَ يَصُدّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَ اللّهُ بِما يَعمَلُونَ مُحِيطٌ وَ إِذ زَيّنَ لَهُمُ الشّيطانُ أَعمالَهُم وَ قالَ لا غالِبَ لَكُمُ اليَومَ مِنَ النّاسِ وَ إنِيّ‌ جارٌ لَكُم فَلَمّا تَراءَتِ الفِئَتانِ نَكَصَ عَلي عَقِبَيهِ وَ قالَ إنِيّ‌ برَيِ‌ءٌ مِنكُم إنِيّ‌ أَري ما لا تَرَونَ إنِيّ‌ أَخافُ اللّهَ وَ اللّهُ شَدِيدُ العِقابِ إِذ يَقُولُ المُنافِقُونَ وَ الّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَرَضٌ غَرّ هؤُلاءِ دِينُهُم وَ مَن يَتَوَكّل عَلَي اللّهِ فَإِنّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ وَ لَو تَري إِذ يَتَوَفّي الّذِينَ كَفَرُوا المَلائِكَةُ يَضرِبُونَ وُجُوهَهُم وَ أَدبارَهُم وَ ذُوقُوا عَذابَ الحَرِيقِ ذلِكَ بِما قَدّمَت أَيدِيكُم وَ أَنّ اللّهَ لَيسَ بِظَلّامٍ لِلعَبِيدِ و قال سبحانه ما كانَ لنِبَيِ‌ّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسري حَتّي يُثخِنَ فِي الأَرضِ تُرِيدُونَ


صفحه : 205

عَرَضَ الدّنيا وَ اللّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَ اللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ لَو لا كِتابٌ مِنَ اللّهِ سَبَقَ لَمَسّكُم فِيما أَخَذتُم عَذابٌ عَظِيمٌ فَكُلُوا مِمّا غَنِمتُم حَلالًا طَيّباً وَ اتّقُوا اللّهَ إِنّ اللّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ يا أَيّهَا النّبِيّ قُل لِمَن فِي أَيدِيكُم مِنَ الأَسري إِن يَعلَمِ اللّهُ فِي قُلُوبِكُم خَيراً يُؤتِكُم خَيراً مِمّا أُخِذَ مِنكُم وَ يَغفِر لَكُم وَ اللّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ وَ إِن يُرِيدُوا خِيانَتَكَ فَقَد خانُوا اللّهَ مِن قَبلُ فَأَمكَنَ مِنهُم وَ اللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌالحج هذانِ خَصمانِ اختَصَمُوا فِي رَبّهِم فَالّذِينَ كَفَرُوا قُطّعَت لَهُم ثِيابٌ مِن نارٍ.تفسير قوله تعالي قُل لِلّذِينَ كَفَرُوا قَالَ الطبّرسِيِ‌ّ رَحِمَهُ اللّهُ رَوَي مُحَمّدُ بنُ إِسحَاقَ بنِ يَسَارٍ عَن رِجَالِهِ قَالَ لَمّا أَصَابَ رَسُولُ اللّهِص قُرَيشاً بِبَدرٍ وَ قَدِمَ المَدِينَةَ جَمَعَ اليَهُودَ فِي سُوقِ قَينُقَاعَ فَقَالَ يَا مَعشَرَ اليَهُودِ احذَرُوا مِنَ اللّهِ مِثلَ ألّذِي نَزَلَ بِقُرَيشٍ يَومَ بَدرٍ وَ أَسلِمُوا قَبلَ أَن يَنزِلَ بِكُم مَا نَزَلَ بِهِم وَ قَد عَرَفتُم أنَيّ‌ نبَيِ‌ّ مُرسَلٌ وَ تَجِدُونَ ذَلِكَ فِي كِتَابِكُم فَقَالُوا يَا مُحَمّدُ لَا يَغُرّنّكَ أَنّكَ لَقِيتَ قَوماً أَغمَاراً لَا عِلمَ لَهُم بِالحَربِ فَأَصَبتَ مِنهُم فُرصَةً أَنّا وَ اللّهِ لَو قَابَلنَاكَ لَعَرَفتَ إِنّا نَحنُ النّاسُ فَأَنزَلَ اللّهُ هَذِهِ الآيَةَ

وروي‌ أيضا عن عكرمة و ابن جبير عن ابن عباس ورواه أصحابنا أيضا وقيل نزلت في مشركي‌ مكة ستغلبون يوم بدر عن مقاتل وقيل نزلت في اليهود لماقتل الكفار ببدر وهزموا قالت اليهود إنه النبي الأمي‌ ألذي بشرنا به موسي ص ونجده في كتابنا بنعته وصفته وإنه لاترد له راية ثم قال بعضهم لبعض لاتعجلوا حتي تنظروا إلي وقعة أخري فلما كان يوم أحد ونكب أصحاب رسول الله ص شكوا وقالوا لا و الله ما هو هذافغلب عليهم الشقاء فلم يسلموا و قد كان بينهم و بين رسول الله ص عهد إلي مدة فنقضوا ذلك العهد


صفحه : 206

قبل أجله وانطلق كعب بن الأشرف إلي مكة في ستين راكبا فوافقهم وأجمعوا أمرهم علي رسول الله ص لتكونن كلمتنا واحدة ثم رجعوا إلي المدينة فأنزل الله فيهم هذه الآية عن الكلبي‌ عن أبي صالح عن ابن عباس . و قال رحمه الله في قوله تعالي قَد كانَ لَكُم آيَةٌنزلت الآية في قصة بدر وكانت المسلمون ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا علي عدة أصحاب طالوت الذين جاوزوا معه النهر سبعة وسبعون رجلا من المهاجرين ومائتان وستة وثلاثون رجلا من الأنصار و كان صاحب لواء رسول الله ص والمهاجرين علي بن أبي طالب ع وصاحب راية الأنصار سعد بن عبادة وكانت الإبل في جيش رسول الله ص سبعين بعيرا والخيل فرسين فرس للمقداد بن الأسود وفرس لمرثد بن أبي مرثد و كان معهم من السلاح ستة أدرع وثمانية سيوف وجميع من استشهد يومئذ أربعة عشر ستة من المهاجرين وثمانية من الأنصار واختلف في عدة المشركين فروي‌ عن علي ع و ابن مسعود أنهم كانوا ألفا و عن قتادة وعروة بن الزبير والربيع كانوا بين تسعمائة إلي ألف و كان خيلهم مائة فرس ورئيسهم عتبة بن ربيعة بن عبدشمس و كان حرب بدر أول مشهد شهده رسول الله ص و كان سبب ذلك عير أبي سفيان والخطاب في الآية لليهود الذين نقضوا العهد أوللناس جميعا ممن حضر الوقعة وقيل للمشركين واليهودآيَةٌ أي حجة وعلامة ومعجزة دالة علي صدق محمدص فِي فِئَتَينِ التَقَتا أي فرقتين اجتمعتا ببدر من المسلمين والكافرين فِئَةٌ تُقاتِلُ فِي سَبِيلِ اللّهِ أي في دينه وطاعته وهم الرسول وأصحابه وَ أُخري أي وفرقة أخري كافِرَةٌ وهم مشركو أهل مكةيَرَونَهُم مِثلَيهِم رأَي‌َ العَينِ أي في ظاهر العين واختلف في معناه فقيل معناه يري المسلمون المشركين مثلي‌ عدد


صفحه : 207

أنفسهم قللهم الله في أعينهم حتي رأوهم ستمائة وستة وعشرين رجلا تقوية لقلوبهم و ذلك أن المسلمين قدقيل لهم فَإِن يَكُن مِنكُم مِائَةٌ صابِرَةٌ يَغلِبُوا مِائَتَينِفأراهم الله عددهم حسب ماحد لهم من العدد ألذي يلزمهم أن يقدموا عليهم و لايحجموا عنهم و قدكانوا ثلاثة أمثالهم ثم ظهر العدد القليل علي العدد الكثير عن ابن مسعود وجماعة من العلماء وقيل الرؤية للمشركين يعني‌ يري المشركون المسلمين ضعفي‌ ماهم عليه فإن الله تعالي قبل القتال قلل المسلمين في أعينهم ليجترءوا عليهم و لايتفرقوا فلما أخذوا في القتال كثرهم في أعينهم ليجبنوا وقلل المشركين في أعين المسلمين ليجترءوا عليهم وتصديق ذلك قوله تعالي وَ إِذ يُرِيكُمُوهُم إِذِ التَقَيتُم فِي أَعيُنِكُم قَلِيلًا وَ يُقَلّلُكُم فِي أَعيُنِهِمالآية و ذلك أحسن أسباب النصر للمؤمنين والخذلان للكافرين و هذاقول السدي‌ و هذاالقول إنما يتأتي علي قراءة من قرأ بالياء فأما قول من قرأ بالتاء فلايحتمله إلاالقول الأول علي أن يكون الخطاب لليهود الذين لم يحضروا وهم المعنيون بقوله قُل لِلّذِينَ كَفَرُوا سَتُغلَبُونَ وَ تُحشَرُونَ وهم يهود بني‌ قينقاع فكأنه قال ترون أيها اليهود المشركين مثلي‌ المسلمين مع أن الله أظفرهم عليهم فلاتغتروا بكثرتكم واختار البلخي‌ هذاالوجه و يكون الخطاب للمسلمين الذين حضروا الوقعة أي ترون أيها المسلمون المشركين مثلي‌ المسلمين قال الفراء يحتمل قوله يَرَونَهُم مِثلَيهِميعني‌ ثلاثة أمثالهم والمعني ترونهم مثليهم مضافا إليهم فذلك ثلاث أمثالهم قال والمعجز فيه إنما كان من جهة غلبة القليل الكثير.


صفحه : 208

فإن قيل كيف يصح تقليل الأعداد مع حصول الرؤية وارتفاع الموانع وهل هذا إلاقول من يجوز أن يكون عنده أجسام لايدركها أويدرك بعضها دون بعض قلنا يحتمل التقليل في أعين المؤمنين بأن يظنوهم قليلي‌ العدد لاأنهم أدركوا بعضهم دون بعض لأن العلم بما يدركه الإنسان جملة غيرالعلم بما يدركه مفصلا ولأنا قدندرك جمعا عظيما بأسرهم ونشك في أعدادهم حتي يقع الخلاف في حرز عددهم . و قال رحمه الله في قوله تعالي وَ لَقَد نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدرٍ أي بتقوية قلوبكم وبما أمدكم به من الملائكة وبإلقاء الرعب في قلوب أعدائكم وَ أَنتُم أَذِلّةٌ أي ضعفاء عن المقاومة قليلو العدد والعدة وَ يُروَي عَن بَعضِ الصّادِقِينَ ع أَنّهُ قَرَأَ وَ أَنتُم ضُعَفَاءُ

و قال لايجوز وصفهم بأنهم أذلة وفيهم رسول الله ص بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنَ المَلائِكَةِ

هُوَ إِخبَارٌ بِأَنّ النّبِيّص قَالَ لِقَومِهِ أَ لَن يَكفِيَكُم يَومَ بَدرٍ أَن جَعَلَ رَبّكُم ثَلَاثَةَ آلَافٍ مِنَ المَلَائِكَةِ مَدَداً لَكُم

و قال ابن عباس وغيره إن الإمداد بالملائكة كان يوم بدر و قال ابن عباس لم تقاتل الملائكة إلا يوم البدر وكانوا في غيره من الأيام عدة ومددا و قال الحسن كان جميعهم خمسة آلاف فمعناه يمددكم ربكم بتمام خمسة آلاف و قال غيره كانوا ثمانية آلاف فمعناه بخمسة آلاف أخر وقيل إن الوعد بالإمداد بالملائكة كان يوم أحد وعدهم الله المدد إن صبروامُنزَلِينَأنزلهم الله من السماء إلي الأرض لنصرتكم .أقول سيأتي‌ تتمة تلك الآيات في غزوة أحد. و في قوله مُسَوّمِينَ قال عروة نزلت الملائكة يوم بدر علي خيل بلق عليهم عمائم صفر و

قَالَ عَلِيّ ع وَ ابنُ عَبّاسٍ كَانَت عَلَيهِم عَمَائِمُ بِيضٌ أَرسَلُوا


صفحه : 209

أَذنَابَهَا بَينَ أَكتَافِهِم

وقيل مسومين أي مرسلين . و قال رحمه الله في قوله تعالي أَ لَم تَرَ إِلَي الّذِينَ قِيلَ لَهُم قال الكلبي‌ نزلت في عبدالرحمن بن عوف الزهري‌ والمقداد بن الأسود الكندي‌ وقدامة بن مظعون الجمحي‌ وسعد بن أبي وقاص وكانوا يلقون من المشركين أذي شديدا وهم بمكة قبل أن يهاجروا إلي المدينة فيشكون إلي رسول الله ص ويقولون يا رسول الله ائذن لنا في قتال هؤلاء فإنهم قدآذونا فلما أمروا بالقتال وبالمسير إلي بدر شق علي بعضهم فنزلت الآيةكُفّوا أَيدِيَكُم أي أمسكوا عن قتال الكفار فإني‌ لم أؤمر بقتالهم فَلَمّا كُتِبَ عَلَيهِمُ القِتالُ وهم بالمدينةإِذا فَرِيقٌ مِنهُم أي جماعة منهم يَخشَونَ النّاسَ كَخَشيَةِ اللّهِ أي يخافون القتل من الناس كمايخافون الموت من الله وقيل يخافون عقوبة الناس بالقتل كمايخافون عقوبة الله أَو أَشَدّ خَشيَةًقيل أوهنا بمعني الواو وقيل لإبهام الأمر علي المخاطب وَ قالُوا رَبّنا لِمَ كَتَبتَ عَلَينَا القِتالَ قال الحسن لم يقولوا ذلك كراهة لأمر الله تعالي ولكن


صفحه : 210

لدخول الخوف عليهم بذلك علي ما يكون من طبع البشر ويحتمل أن يكون قالوا ذلك استفهاما لاإنكارا وقيل إنما قالوا ذلك لأنهم ركنوا إلي الدنيا وآثروا نعيمهالَو لا أَخّرتَنا أي هلا أخرتناإِلي أَجَلٍ قَرِيبٍ و هو إلي أن نموت بآجالنا والفتيل ماتفتله بيدك من الوسخ ثم تلقيه عن ابن عباس وقيل ما في شق النواة لأنه كالخيط المفتول والبروج القصور وقيل بروج السماء وقيل البيوت التي‌ فوق الحصون وقيل الحصون والقلاع والمشيدة المجصصة أوالمزينة وقيل المطولة في ارتفاع وَ إِن تُصِبهُم حَسَنَةٌ يَقُولُوا هذِهِ مِن عِندِ اللّهِقيل القائلون هم اليهود قالوا مازلنا نعرف النقص في ثمارنا ومزارعنا منذ قدم علينا هذا الرجل فالمراد بالحسنة الخصب والمطر وبالسيئة الجدب والقحط وقيل هم المنافقون عبد الله بن أبي وأصحابه الذين تخلفوا عن القتال يوم أحد قالوا للذين قتلوا في الجهادلَو كانُوا عِندَنا ما ماتُوا وَ ما قُتِلُوافالمعني إن يصبهم ظفر وغنيمة قالوا هذه من عند الله و إن يصبهم مكروه وهزيمة قالوا هذه من عندك وبسوء تدبيرك وقيل هوعام في اليهود والمنافقين وقيل هوحكاية عمن سبق ذكرهم قبل الآية وهم الذين يقولون رَبّنا لِمَ كَتَبتَ عَلَينَا القِتالَ. قوله تعالي يَسئَلُونَكَ عَنِ الأَنفالِ قال الطبرسي‌ رحمه الله اختلف المفسرون في الأنفال هاهنا فقيل هي‌ الغنائم التي‌ غنمها النبي ص يوم بدر عن ابن عباس وصحت الرواية

عَن أَبِي جَعفَرٍ وَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُمَا قَالَا إِنّ الأَنفَالَ كُلّ مَا أُخِذَ مِن دَارِ الحَربِ بِغَيرِ قِتَالٍ وَ كُلّ أَرضٍ انجَلَي أَهلُهَا عَنهَا بِغَيرِ قِتَالٍ وَ مِيرَاثُ مَن لَا وَارِثَ لَهُ وَ قَطَائِعُ المُلُوكِ إِذَا كَانَت فِي أَيدِيهِم مِن غَيرِ غَصبٍ وَ الآجَامُ وَ بُطُونُ الأَودِيَةِ وَ الأَرَضُونَ المَوَاتُ

و غير ذلك مما هومذكور في مواضعه و

قَالَاهيِ‌َ لِلّهِ


صفحه : 211

وَ لِلرّسُولِ وَ بَعدَهُ لِمَن قَامَ مَقَامَهُ يَصرِفُهُ حَيثُ يَشَاءُ مِن مَصَالِحِ نَفسِهِ لَيسَ لِأَحَدٍ فِيهِ شَيءٌ

وَ قَالَا إِنّ غَنَائِمَ بَدرٍ كَانَت للِنبّيِ‌ّص خَاصّةً فَسَأَلُوهُ أَن يُعطِيَهُم

و قدصح أن قراءة أهل البيت يسألونك الأنفال فقال سبحانه قُلِ الأَنفالُ لِلّهِ وَ الرّسُولِ وكذلك ابن مسعود وغيره إنما قرءوا كذلك علي هذاالتأويل فعلي هذافقد اختلفوا في كيفية سؤالهم النبي ص فقال هؤلاء إن أصحابه سألوه أن يقسم غنيمة بدر بينهم فأعلمه الله سبحانه أن ذلك لله ولرسوله دونهم و ليس لهم في ذلك شيء وروي‌ ذلك أيضا عن ابن عباس وغيره وقالوا إن عن صلة ومعناه يسألونك الأنفال أن تعطيهم ويؤيد هذاالقول قوله فَاتّقُوا اللّهَ إلي آخر الآية ثم اختلف هؤلاء فقال بعضهم هي‌ منسوخة بآية الغنيمة وقيل ليست بمنسوخة و هوالصحيح و قال آخرون إنهم سألوا النبي ص عن حكم الأنفال وعلمها أنها لمن هي‌ و قال آخرون إنهم سألوه عن الغنائم وقسمتها وأنها حلال أم حرام كماكانت حراما علي من قبلهم فبين لهم أنها حلال واختلفوا أيضا في سبب سؤالهم فقال ابن عباس إن النبي ص قال يوم بدر من جاء بكذا فله كذا و من جاء بأسير فله كذا فتسارع الشبان وبقي‌ الشيوخ تحت الرايات فلما انقضي الحرب طلب الشبان ما كان قدنفلهم النبي ص به فقال الشيوخ كنا ردا لكم و لووقعت عليكم الهزيمة لرجعتم إلينا وجري بين أبي اليسر بن عمرو الأنصاري‌ أخي‌ بني‌ سلمة و بين سعد بن معاذ كلام فنزع الله تعالي الغنائم منهم وجعلها لرسوله يفعل بها ما


صفحه : 212

يشاء فقسمها بينهم بالسوية و قال عبادة بن الصامت اختلفنا في النفل وساءت فيه أخلاقنا فنزعه الله من أيدينا فجعله إلي رسول الله ص فقسمه بيننا علي السواء و كان ذلك في تقوي الله وطاعته وصلاح ذات البين و قال سعد بن أبي وقاص قتل أخي‌ عمير يوم بدر فقتلت سعيد بن العاص بن أمية وأخذت سيفه و كان يسمي ذا الكتيفة فجئت به إلي النبي ص واستوهبته منه فقال ليس هذا لي و لا لك اذهب فاطرحه في القبض فطرحت ورجعت وبي‌ ما لايعلمه إلا الله من قتل أخي‌ وأخذ سلبي‌ و قلت عسي أن يعطي‌ هذالمن لم يبل ببلائي‌ فما جاوزت إلاقليلا حتي جاءني‌ الرسول و قدأنزل الله تعالي يَسئَلُونَكَالآية فخفت أن يكون قدنزل في شيء فلما انتهيت إلي رسول الله قال ياسعد إنك سألتني‌ السيف و ليس لي وإنه قدصار لي فاذهب وخذه فهو لك و قال علي بن طلحة عن ابن عباس كانت الغنائم لرسول الله ص خاصة ليس لأحد فيها شيء و ماأصاب سرايا المسلمين من شيءأتوه به فمن حبس منه إبرة أوسلكا فهو غلول فسألوا رسول الله ص أن يعطيهم منها فنزلت الآية و قال ابن جريح اختلف من شهد بدرا من المهاجرين والأنصار في الغنيمة وكانوا ثلاثا فنزلت الآية وملكها الله رسوله يقسمها كماأراه الله و قال مجاهد هي‌ الخمس و ذلك أن المهاجرين قالوا لم يرفع منا هذاالخمس لم يخرج منا فقال الله قُلِ الأَنفالُ لِلّهِ وَ الرّسُولِيقسمانها كماشاءا وينفلان منها ماشاءا ويرضخان منها ماشاءافَاتّقُوا اللّهَباتباع مايأمركم


صفحه : 213

الله ورسوله به واحذروا مخالفة أمرهماوَ أَصلِحُوا ذاتَ بَينِكُم أي مابينكم من الخصومة والمنازعةوَ أَطِيعُوا اللّهَ وَ رَسُولَهُ أي اقبلوا ماأمرتم به في الغنائم وغيرهاإِن كُنتُم مُؤمِنِينَمصدقين للرسول فيما يأتيكم به و في تفسير الكلبي‌ أن الخمس لم يكن مشروعا يومئذ وإنما شرع يوم أحد و فيه أنه لمانزلت هذه الآية عرف المسلمون أنه لاحق لهم في الغنيمة وأنها لرسول الله ص فقالوا يا رسول الله سمعا وطاعة فاصنع ماشئت فنزل قوله وَ اعلَمُوا أَنّما غَنِمتُم مِن شَيءٍ فَأَنّ لِلّهِ خُمُسَهُ أي ماغنمتم بعدبدر وروي‌ أن رسول الله ص قسم غنائم بدر علي سواء و لم يخمس .كَما أَخرَجَكَ رَبّكَ مِن بَيتِكَالكاف في قوله كَما أَخرَجَكَيتعلق بما دل عليه قوله قُلِ الأَنفالُ لِلّهِ وَ الرّسُولِلأن هذا في معني نزعها من أيديهم بالحق كماأخرجك ربك بالحق فالمعني قل الأنفال لله ينزعها عنكم مع كراهتكم ومشقة ذلك عليكم لأنه أصلح لكم كماأخرجك ربك من بيتك مع كراهة فريق من المؤمنين ذلك لأن الخروج كان أصلح لكم من كونكم في بيتكم والمراد بالبيت هنا المدينة يعني‌ خروج النبي ص منها إلي بدر وقيل يتعلق بيجادلونك أي يجادلونك في الحق كارهين له كماجادلوك حين أخرجك ربك كارهين للخروج كراهية طباع فقال بعضهم كيف نخرج ونحن قليل والعدو كثير و قال بعضهم كيف نخرج علي عمياء لاندري‌ إلي العير نخرج أم إلي القتال فشبه جدالهم بخروجهم لأن القوم جادلوه بعدخروجهم كماجادلوه عندالخروج فقالوا هلا أخبرتنا بالقتال فكنا نستعد لذلك فهذا هوجدالهم وقيل يعمل فيه معني الحق بتقدير هذاالذكر الحق كماأخرجك ربك من بيتك بالحق


صفحه : 214

فمعناه أن هذاخير لكم كما أن إخراجك من بيتك علي كراهية جماعة منكم خير لكم وقريب منه ماجاء في حديث أبي حمزة الثمالي‌ فالله ناصرك كماأخرجك من بيتك و قوله بِالحَقّ أي بالوحي‌ و ذلك أن جبرئيل أتاه وأمره بالخروج وقيل معناه أخرجك ومعك الحق وقيل أخرجك بالحق ألذي وجب عليك و هوالجهادوَ إِنّ فَرِيقاً مِنَ المُؤمِنِينَ أي طائفة منهم لَكارِهُونَلذلك للمشقة التي‌ لحقتهم يُجادِلُونَكَ فِي الحَقّ بَعدَ ما تَبَيّنَمعناه يجادلونك فيما دعوتهم إليه بعد ماعرفوا صحته وصدقك بالمعجزات ومجادلتهم قولهم هلا أخبرتنا بذلك وهم يعلمون أنك لاتأمرهم عن الله إلابما هوحق وصواب وكانوا يجادلون فيه لشدته عليهم يطلبون بذلك رخصة لهم في التخلف عنه أو في تأخير الخروج إلي وقت آخر وقيل معناه يجادلونك في القتال يوم بدر بعد ماتبين صوابه كَأَنّما يُساقُونَ إِلَي المَوتِ وَ هُم يَنظُرُونَ أي كان هؤلاء الذين يجادلونك في لقاء العدو لشدة القتال عليهم حيث لم يكونوا مستعدين له ولكراهتهم له من حيث الطبع كانوا بمنزلة من يساق إلي الموت وهم يرونه عيانا وينظرون إلي أسبابه وَ إِذ يَعِدُكُمُ اللّهُ إِحدَي الطّائِفَتَينِ أَنّها لَكُميعني‌ واذكروا واشكروا الله إذ يعدكم الله أن إحدي الطائفتين لكم إما العير وإما النفيروَ تَوَدّونَ أَنّ غَيرَ ذاتِ الشّوكَةِ تَكُونُ لَكُم أي تودون أن لكم العير وصاحبها أبوسفيان لئلا تلحقكم مشقة دون النفير و هوالجيش من قريش قال الحسن كان المسلمون يريدون العير و رسول الله ص يريد ذات الشوكة كني بالشوكة عن الحرب لما في الحرب من الشدة وقيل الشوكة السلاح وَ يُرِيدُ اللّهُ أَن يُحِقّ الحَقّ بِكَلِماتِهِمعناه و الله أعلم بالمصالح منكم فأراد أن يظهر الحق بلطفه ويعز الإسلام ويظفركم علي وجوه القريش ويهلكهم علي أيديكم بكلماته السابقة وعداته في قوله تعالي وَ لَقَد


صفحه : 215

سَبَقَت كَلِمَتُنا لِعِبادِنَا المُرسَلِينَ إِنّهُم لَهُمُ المَنصُورُونَ وَ إِنّ جُندَنا لَهُمُ الغالِبُونَ

و قوله لِيُظهِرَهُ عَلَي الدّينِ كُلّهِ وَ لَو كَرِهَ المُشرِكُونَ وقيل بِكَلِماتِهِ أي بأمره لكم بالقتال وَ يَقطَعَ دابِرَ الكافِرِينَ أي يستأصلهم فلايبقي‌ منهم أحدا يعني‌ كفار العرب لِيُحِقّ الحَقّ أي ليظهر الإسلام وَ يُبطِلَ الباطِلَ أي الكفر بإهلاك أهله وَ لَو كَرِهَ المُجرِمُونَ أي الكافرون وذكر البلخي‌ عن الحسن أن قوله وَ إِذ يَعِدُكُمُ اللّهُنزلت قبل قوله كَما أَخرَجَكَ رَبّكَ وهي‌ في القراءة بعدها.القصة. قال أصحاب السير وذكر أبوحمزة و علي بن ابراهيم في تفسيرهما دخل حديث بعضهم في بعض أقبل أبوسفيان بعير قريش من الشام و فيهاأموالهم وهي‌ اللطيمة فيهاأربعون راكبا من قريش فندب النبي ص أصحابه للخروج إليها ليأخذوها و قال لعل الله أن ينفلكموها فانتدب الناس فخف بعضهم وثقل بعضهم و لم يظنوا أن رسول الله ص يلقي كيدا و لاحربا فخرجوا لايريدون إلا أباسفيان والركب لايرونها إلاغنيمة لهم فلما سمع أبوسفيان بمسير النبي ص استأجر ضمضم بن عمرو الغفاري‌ فبعثه إلي مكة وأمره أن يأتي‌ قريشا فيستنفرهم ويخبرهم


صفحه : 216

أن محمدا قدتعرض لعيرهم في أصحابه فخرج ضمضم سريعا إلي مكة وكانت عاتكة بنت عبدالمطلب رأت فيما يري النائم قبل مقدم ضمضم بن عمرو بثلاث ليال أن رجلا أقبل علي بعير له ينادي‌ ياآل غالب اغدوا إلي مصارعكم ثم وافي بجمله علي أبي قبيس فأخذ حجرا فدهدهه من الجبل فما ترك دارا من دور قريش إلاأصابته منه فلذة فانتبهت فزعة من ذلك فأخبرت العباس بذلك فأخبر العباس عتبة بن ربيعة فقال عتبة هذه مصيبة تحدث في قريش وفشت الرؤيا فيهم وبلغ ذلك أباجهل فقال هذه نبية ثانية في بني‌ عبدالمطلب واللات والعزي لننظرن ثلاثة أيام فإن كان مارأت حقا و إلالنكتبن كتابا بينا أنه ما من أهل بيت من العرب أكذب رجالا و لانساء من بني‌ هاشم فلما كان اليوم الثالث أتاهم ضمضم يناديهم بأعلي الصوت ياآل غالب ياآل غالب اللطيمة اللطيمة العير العير أدركوا و ماأراكم تدركون أن محمدا والصباة من أهل يثرب قدخرجوا يتعرضون


صفحه : 217

لعيركم فتهيئوا للخروج و مابقي‌ أحد من عظماء قريش إلاأخرج مالا لتجهيز الجيش وقالوا من لم يخرج نهدم داره وخرج معهم العباس بن عبدالمطلب ونوفل بن الحارث بن عبدالمطلب وعقيل بن أبي طالب وأخرجوا معهم القيان يضربون الدفوف وخرج رسول الله ص في ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا فلما كان بقرب بدر أخذ عينا للقوم فأخبره بهم . و في حديث أبي حمزة الثمالي‌ بعث رسول الله ص عينا له علي العير اسمه عدي‌ فلما قدم علي رسول الله ص فأخبره أين فارق العير نزل جبرئيل علي رسول الله ص فأخبره بنفير المشركين من مكة فاستشار أصحابه في طلب العير وحرب النفير فقام أبوبكر فقال يا رسول الله إنها قريش وخيلاؤها ماآمنت منذ كفرت و لاذلت منذ عزت و لم نخرج علي أهبة الحرب . و في حديث أبي حمزة قال أبوبكر أناعالم بهذا الطريق فارق عدي‌ العير بكذا وكذا وساروا وسرنا فنحن والقوم علي بدر يوم كذا وكذا كأنا فرسا رهان فقال ص اجلس فجلس ثم قام عمر بن الخطاب فقال مثل ذلك فقال اجلس فجلس ثم قام المقداد فقال يا رسول الله إنها قريش وخيلاؤها و قدآمنا بك وصدقنا وشهدنا أن ماجئت به حق و الله لوأمرتنا أن نخوض جمر الغضا وشوك الهراس لخضناه معك و الله لانقول لك ماقالت بنو إسرائيل لموسي فَاذهَب


صفحه : 218

أَنتَ وَ رَبّكَ فَقاتِلا إِنّا هاهُنا قاعِدُونَ

ولكنا نقول امض لأمر ربك فإنا معك مقاتلون فجزاه رسول الله ص خيرا علي قوله ذلك ثم قال أشيروا علي أيها الناس وإنما يريد الأنصار لأن أكثر الناس منهم ولأنهم حين بايعوه بالعقبة قالوا إنا برآء من ذمتك حتي تصل إلي دارنا ثم أنت في ذمتنا نمنعك مما نمنع آباءنا ونساءنا فكان ص يتخوف أن لا يكون الأنصار تري عليها نصرته إلا علي من دهمه بالمدينة من عدو و أن ليس عليهم أن ينصروه بخارج المدينة فقام سعد بن معاذ فقال بأبي‌ أنت وأمي‌ يا رسول الله كأنك أردتنا فقال نعم فقال بأبي‌ أنت وأمي‌ يا رسول الله إنا قدآمنا بك وصدقناك وشهدنا أن ماجئت به حق من عند الله فمرنا بما شئت وخذ من أموالنا ماشئت واترك منها ماشئت و الله لوأمرتنا أن نخوض هذاالبحر لخضناه معك ولعل الله أن يريك ماتقر به عينك فسر بنا علي بركة الله ففرح بذلك رسول الله ص و قال سيروا علي بركة الله فإن الله وعدني‌ إحدي الطائفتين وَ لَن يُخلِفَ اللّهُ وَعدَهُ و الله لكأني‌ أنظر إلي مصرع أبي جهل بن هشام وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وفلان وفلان وأمر رسول الله ص بالرحيل وخرج إلي بدر و هوبئر. و في حديث أبي حمزة وبدر رجل من جهينة والماء ماؤه وإنما سمي‌ الماء باسمه . وأقبلت قريش وبعثوا عبيدها ليستقوا من الماء فأخذهم أصحاب رسول الله ص وقالوا لهم من أنتم قالوا نحن عبيد قريش قالوا فأين العير قالوا لاعلم


صفحه : 219

لنا بالعير فأقبلوا يضربونهم و كان رسول الله ص يصلي‌ فانفتل من صلاته و قال إن صدقوكم ضربتموهم و إن كذبوكم تركتموهم فأتوه بهم فقال لهم من أنتم قالوا يا محمدنحن عبيد قريش قال كم القوم قالوا لاعلم لنا بعددهم قال كم ينحرون كل يوم من جزور قالوا تسعة إلي عشرة فقال رسول الله ص القوم تسعمائة إلي ألف رجل فأمرص بهم فحبسوا وبلغ ذلك قريشا ففزعوا وندموا علي مسيرهم ولقي‌ عتبة بن ربيعة أباالبختري‌ بن هشام فقال أ ماتري هذاالبغي‌ و الله ماأبصر موضع قدمي‌ خرجنا لنمنع عيرنا و قدأفلتت فجئنا بغيا وعدوانا و الله ماأفلح قوم بغوا قط ولوددت ما في العير من أموال بني‌ عبدمناف ذهبت و لم نسر هذاالمسير فقال له أبوالبختري‌ إنك سيد من سادات قريش فسر في الناس وتحمل العير التي‌ أصابها محمدص وأصحابه بنخلة ودم ابن الحضرمي‌ فإنه حليفك فقال له علي ذلك و ما علي أحد منا خلاف إلا ابن الحنظلة يعني‌ أباجهل فصر إليه وأعلمه أني‌ حملت العير ودم ابن الحضرمي‌ و هوحليفي‌ و علي عقله قال فقصدت خباه وأبلغته ذلك فقال إن عتبة يتعصب لمحمد فإنه من بني‌ عبدمناف وابنه معه ويريد أن يخذل بين الناس لا واللات والعزي حتي نقحم عليهم يثرب أونأخذهم أساري فندخلهم مكة وتتسامع العرب بذلك و كان أبوحذيفة بن عتبة مع رسول الله ص و كان أبوسفيان


صفحه : 220

لماجاز بالعير بعث إلي قريش قدنجي الله عيركم فارجعوا ودعوا محمدا والعرب وادفعوه بالراح مااندفع و إن لم ترجعوا فردوا القيان فلحقهم الرسول في


صفحه : 221

الجحفة فأراد عتبة أن يرجع فأبي أبوجهل وبنو مخزوم وردوا القيان من الجحفة قال وفزع أصحاب رسول الله ص لمابلغهم كثرة قريش واستغاثوا وتضرعوا فأنزل الله سبحانه إِذ تَستَغِيثُونَ رَبّكُم قال ابن عباس لما كان يوم بدر واصطف القوم للقتال قال أبوجهل أللهم أولانا بالنصر فانصره واستغاث المسلمون فنزلت الملائكة ونزل قوله إِذ تَستَغِيثُونَ رَبّكُم إلي آخره و قِيلَ إِنّ النّبِيّص لَمّا نَظَرَ إِلَي كَثرَةِ عَدَدِ المُشرِكِينَ وَ قِلّةِ عَدَدِ المُسلِمِينَ استَقبَلَ القِبلَةَ وَ قَالَ أللّهُمّ أَنجِز لِي مَا وعَدَتنَيِ‌ أللّهُمّ إِن تَهلِك هَذِهِ العِصَابَةُ لَا تُعبَدُ فِي الأَرضِ فَمَا زَالَ يَهتِفُ رَبّهُ مَادّاً يَدَيهِ حَتّي سَقَطَ رِدَاؤُهُ مِن مَنكِبِهِ فَأَنزَلَ اللّهُ تَعَالَيإِذ تَستَغِيثُونَ رَبّكُمالآيَةَ

وَ هُوَ المرَويِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ وَ لَمّا أَمسَي رَسُولُ اللّهِص وَ جَنّهُ اللّيلُ أَلقَي اللّهُ عَلَي أَصحَابِهِ النّعَاسَ وَ كَانُوا قَد نَزَلُوا فِي مَوضِعٍ كَثِيرِ الرّملِ لَا تَثبُتُ فِيهِ قَدَمٌ فَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيهِمُ المَطَرَ رَذَاذاً حَتّي لَبّدَ الأَرضَ وَ ثَبَتَت أَقدَامُهُم وَ كَانَ المَطَرُ عَلَي قُرَيشٍ مِثلَ العزَاَليِ‌ وَ أَلقَي اللّهُ فِي قُلُوبِهِمُ الرّعبَ كَمَا قَالَسأَلُقيِ‌ فِي قُلُوبِ الّذِينَ كَفَرُوا الرّعبَالآيَةَ

قوله إِذ تَستَغِيثُونَ رَبّكُم أي تستجيرون بربكم يوم بدر من أعدائكم و


صفحه : 222

تسألونه النصر عليهم لقلتكم وكثرتهم فلم يكن لكم مفزع إلاالتضرع إليه والدعاء له في كشف الضر عنكم فَاستَجابَ لَكُم أنَيّ‌ مُمِدّكُم أي مرسل إليكم مددا لكم بِأَلفٍ مِنَ المَلائِكَةِ مُردِفِينَ أي متبعين ألفا آخر من الملائكة لأن مع كل واحد منهم ردف له وقيل معناه مترادفين متتابعين وكانوا ألفا بعضهم في أثر بعض وقيل بألف من الملائكة جاءوا علي آثار المسلمين وَ ما جَعَلَهُ اللّهُ إِلّا بُشري وَ لِتَطمَئِنّ بِهِ قُلُوبُكُم أي ماجعل الإمداد بالملائكة إلابشري لكم بالنصر ولتسكن به قلوبكم وتزول الوسوسة عنها و إلافملك واحد كاف للتدمير عليهم كمافعل جبرئيل بقوم لوط فأهلكهم بريشة واحدة واختلف في أن الملائكة هل قاتلت يوم بدر أم لافقيل ماقاتلت ولكن شجعت وكثرت سواد المسلمين وبشرت بالنصر وقيل إنها قاتلت قال مجاهد إما أمدهم بألف مقاتل من الملائكة فأما ماقاله في آل عمران بثلاثة آلاف وبخمسة آلاف فإنه للبشارة وروي‌ عن ابن مسعود أنه سأله أبوجهل من أين كان يأتينا الضرب ونري الشخص قال من قبل الملائكة فقال هم غلبونا لاأنتم و عن ابن عباس أن الملائكة قاتلت يوم بدر وقتلت وَ مَا النّصرُ إِلّا مِن عِندِ اللّهِ لابالملائكة و لابكثرة العددإِنّ اللّهَ عَزِيزٌ لايمنع عن مراده حَكِيمٌ في أفعاله إِذ يُغَشّيكُمُ النّعاسَ هوأول النوم قبل أن يثقل أَمَنَةً أي أمانامِنهُ أي من العدو وقيل من الله فإن الإنسان لايأخذه النوم في حال الخوف فآمنهم الله تعالي بزوال الرعب عن قلوبهم وأيضا فإنه قواهم بالاستراحة علي القتال من الغدوَ يُنَزّلُ عَلَيكُم مِنَ السّماءِ ماءً أي مطرالِيُطَهّرَكُم بِهِ و ذلك لأن المسلمين قدسبقهم الكفار إلي الماء فنزلوا علي كثيب رمل وأصبحوا محدثين مجنبين وأصابهم الظمأ ووسوس


صفحه : 223

إليهم الشيطان و قال إن عدوكم قدسبقكم إلي الماء وأنتم تصلون مع الجنابة والحدث وتسوخ أقدامكم في الرمل فمطرهم الله حتي اغتسلوا به من الجنابة وتطهروا به من الحدث وتلبدت به أرضهم وأوحلت أرض عدوهم وَ يُذهِبَ عَنكُم رِجزَ الشّيطانِ أي وسوسته بما مضي ذكره أوالجنابة التي‌ أصابتكم بالاحتلام وَ لِيَربِطَ عَلي قُلُوبِكُم أي وليشد علي قلوبكم أي يشجعهاوَ يُثَبّتَ بِهِ الأَقدامَبتلبيد الأرض وقيل بالصبر وقوة القلب إِذ يوُحيِ‌ رَبّكَ إِلَي المَلائِكَةِيعني‌ الملائكة الذين أمد بهم المسلمين أنَيّ‌ مَعَكُمبالمعونة والنصرةفَثَبّتُوا الّذِينَ آمَنُوا أي بشروهم بالنصر و كان الملك يسير أمام الصف في صورة الرجل و يقول أبشروا فإن الله ناصركم وقيل معناه قاتلوا معهم المشركين أوثبتوهم بأشياء تلقونها في قلوبهم يقوون بهاسأَلُقيِ‌ فِي قُلُوبِ الّذِينَ كَفَرُوا الرّعبَ أي الخوف من أوليائي‌فَاضرِبُوا فَوقَ الأَعناقِيعني‌ الرءوس لأنها فوق الأعناق قال عطا يريد كل هامة وجمجمة وجائز أن يكون هذاأمرا للمؤمنين و أن يكون أمرا للملائكة و هوالظاهر قال ابن الأنباري‌ إن الملائكة حين أمرت بالقتال لم تعلم أين تقصد بالضرب من الناس فعلمهم الله تعالي وَ اضرِبُوا مِنهُم كُلّ بَنانٍيعني‌ الأطراف من اليدين والرجلين وقيل يعني‌ أطراف الأصابع اكتفي به عن جملة اليد و الرجل ذلِكَالعذاب والأمر بضرب الأعناق والأطراف وتمكين المسلمين منهم بِأَنّهُم شَاقّوا اللّهَ وَ رَسُولَهُ أي بسبب أنهم خالفوا الله ورسوله وحاربوهماوَ مَن يُشاقِقِ اللّهَ وَ رَسُولَهُ فَإِنّ اللّهَ شَدِيدُ العِقابِ في الدنيا بالإهلاك و في الآخرة بالتخليد في النارذلِكُم أي هذا ألذي أعددت لكم من الأسر والقتل في الدنيافَذُوقُوهُعاجلاوَ أَنّ لِلكافِرِينَآجلاعَذابَ النّارِتمام القصة و لماأصبح رسول الله ص يوم بدر عبأ أصحابه فكان في عسكره فرسان فرس للزبير بن العوام وفرس للمقداد بن الأسود و كان في عسكره


صفحه : 224

سبعون جملا كانوا يتعاقبون عليها و كان رسول الله ص و علي بن أبي طالب ع ومرثد بن أبي مرثد الغنوي‌ يتعاقبون علي جمل لمرثد بن أبي مرثد و كان في عسكر قريش أربعمائة فرس وقيل مائتا فرس فلما نظرت قريش إلي قلة أصحاب رسول الله ص قال أبوجهل ماهم إلاأكلة رأس لوبعثنا إليهم عبيدنا لأخذوهم أخذا باليد و قال عتبة بن ربيعة أتري لهم كمينا أومددا فبعثوا عمر بن وهب الجمحي‌ و كان فارسا شجاعا فجال بفرسه حتي طاف علي عسكر رسول الله ص ثم رجع فقال مالهم كمين و لامدد ولكن نواضح يثرب قدحملت الموت الناقع أ ماترونهم خرسا لايتكلمون يتلمظون تلمظ الأفاعي‌ مالهم ملجأ إلاسيوفهم و ماأراهم يولون حتي يقتلوا و لايقتلون حتي يقتلوا بعددهم فارتئوا رأيكم فقال له أبوجهل كذبت وجبنت فأنزل الله سبحانه وَ إِن جَنَحُوا لِلسّلمِ فَاجنَح لَهافبعث إليهم رسول الله ص فقال يامعاشر قريش إني‌ أكره أن أبدأكم فخلوني‌ والعرب وارجعوا فقال عتبة مارد هذاقوم قط فأفلحوا ثم ركب جملا له أحمر فنظر إليه رسول الله ص و هويجول بين العسكرين وينهي عن القتال فقال ص إن يك عندأحد خير فعند صاحب الجمل الأحمر و إن يطيعوه يرشدوا وخطب عتبة فقال في خطبته يامعاشر قريش أطيعوني‌ اليوم واعصوني‌ الدهر إن محمدا له إل وذمة و هو ابن عمكم فخلوه والعرب فإن يك صادقا فأنتم أعلي عينا به و إن يك كاذبا كفتكم ذؤبان العرب أمره فغاظ أباجهل قوله و قال له جبنت وانتفخ سحرك فقال يامصفرا استه مثلي‌ يجبن ستعلم قريش أينا ألأم وأجبن وأينا المفسد لقومه ولبس درعه وتقدم هو وأخوه شيبة وابنه الوليد و


صفحه : 225

قال يا محمدأخرج إلينا أكفاءنا من قريش فبرز إليه ثلاثة نفر من الأنصار وانتسبوا لهم فقالوا ارجعوا إنما نريد الأكفاء من قريش فنظر رسول الله ص إلي عبيدة بن الحارث بن عبدالمطلب و كان له يومئذ سبعون سنة فقال قم ياعبيدة ونظر إلي حمزة فقال قم ياعم ثم نظر إلي علي فقال قم يا علي و كان أصغر القوم فاطلبوا بحقكم ألذي جعله الله لكم فقد جاءت قريش بخيلائها وفخرها تريد أن تطفئ نور الله وَ يَأبَي اللّهُ إِلّا أَن يُتِمّ نُورَهُ ثم قال ياعبيدة عليك بعتبة بن ربيعة و قال لحمزة عليك بشيبة و قال لعلي‌ ع عليك بالوليد فمروا حتي انتهوا إلي القوم فقالوا أكفاء كرام فحمل عبيدة علي عتبة فضربه علي رأسه ضربة فلقت هامته وضرب عتبة عبيدة علي ساقه فأطنها فسقطا جميعا وحمل شيبة علي حمزة فتضاربا بالسيفين حتي انثلما وحمل أمير المؤمنين ع علي الوليد فضربه علي حبل عاتقه فأخرج السيف من إبطه قال علي ع لقد أخذ الوليد يمينه بشماله فضرب بهاهامتي‌ فظننت أن السماء وقعت علي الأرض ثم اعتنق حمزة وشيبة فقال المسلمون يا علي أ ماتري الكلب نهز عمك فحمل عليه علي ع فقال ياعم طأطئ رأسك و كان حمزة أطول من شيبة فأدخل حمزة رأسه في صدره فضربه علي فطرح نصفه ثم جاء إلي عتبة و به رمق فأجهز عليه . و في رواية أخري أنه برز حمزة لعتبة وبرز عبيدة لشيبة وبرز علي للوليد فقتل حمزة عتبة وقتل عبيدة شيبة وقتل علي الوليد وضرب شيبة رِجل عبيدة فقطعها فاستنقذه حمزة و علي وحمل عبيدة حمزة و علي حتي أتيا به رسول الله ص فاستعبر فقال يا رسول الله ألست شهيدا قال بلي أنت أول شهيد من أهل


صفحه : 226

بيتي‌ و قال أبوجهل لقريش لاتعجلوا و لاتبطروا كمابطر ابنا ربيعة عليكم بأهل يثرب فاجزروهم جزرا وعليكم بقريش فخذوهم أخذا حتي ندخلهم مكة فنعرفهم ضلالتهم التي‌ هم عليها وجاء إبليس في صورة سراقة بن مالك بن جعشم فقال لهم أناجار لكم ادفعوا إلي‌ رايتكم فدفعوا إليهم راية الميسرة وكانت الراية مع بني‌ عبدالدار فنظر إليه رسول الله ص فقال لأصحابه غضوا أبصاركم وعضوا علي النواجد ورفع يده فقال يارب إن تهلك هذه العصابة لاتعبد ثم أصابه الغشي‌ فسري‌ عنه و هويسلت العرق عن وجهه فقال هذاجبرئيل قدأتاكم في ألف مِنَ المَلائِكَةِ مُردِفِينَ. وروي أبوأمامة بن سهل بن حنيف عن أبيه قال لقد رأينا يوم بدر و إن أحدنا يشير بسيفه إلي المشرك فيقع رأسه من جسده قبل أن يصل إليه السيف . قال ابن عباس حدثني‌ رجل من بني‌ غفار قال أقبلت أنا و ابن عم لي حتي صعدنا في جبل يشرف بنا علي بدر ونحن مشركان ننتظر الوقعة علي من تكون الدبرة فبينا نحن هناك إذ دنت منا سحابة فسمعنا فيهاحمحمة الخيل فسمعنا قائلا يقول أَقدِم حَيزُومُ و قال فأما ابن عمي‌ فانكشف قناع قلبه فمات مكانه و أما أنافكدت أهلك ثم تماسكت . وَ رَوَي عِكرِمَةُ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ أَنّ النّبِيّص قَالَ يَومَ بَدرٍ هَذَا جَبرَئِيلُ آخِذٌ بِرَأسِ فَرَسِهِ عَلَيهِ أَدَاةُ الحَربِ

أورده البخاري‌ في الصحيح .


صفحه : 227

قال عكرمة قال أبورافع مولي رسول الله ص كنت غلاما للعباس بن عبدالمطلب و كان الإسلام قددخلنا أهل البيت وأسلمت أم الفضل وأسلمت و كان العباس يهاب قومه ويكره أن يخالفهم و كان يكتم إسلامه و كان ذا مال كثير متفرق في قومه و كان أبولهب عدو الله قدتخلف عن بدر وبعث مكانه العاص بن هشام بن المغيرة وكذلك صنعوا لم يتخلف رجل إلابعث مكانه رجلا فلما جاء الخبر عن مصاب أصحاب بدر من قريش كبته الله وأخزاه ووجدنا في أنفسنا قوة وعزا قال وكنت رجلا ضعيفا وكنت أعمل القداح أنحتها في حجرة زمزم فو الله إني‌ لجالس فيهاأنحت القداح وعندي‌ أم الفضل جالسة و قدسرنا ماجاءنا من الخبر إذ أقبل الفاسق أبولهب يجر رجليه حتي جلس علي طنب الحجرة و كان ظهره إلي ظهري‌ فبينا هوجالس إذ قال الناس هذا أبوسفيان بن الحارث بن عبدالمطلب و قدقدم فقال أبولهب هلم إلي‌ يا ابن أخي‌ فعندك الخبر فجلس إليه و الناس قيام عليه فقال يا ابن أخي‌ أخبرني‌ كيف كان أمر الناس قال لا شيء و الله إن كان إلا أن لقيناهم فمنحناهم أكتافنا يقتلوننا ويأسروننا كيف شاءوا وايم الله مع ذلك مالمت الناس لقينا رجالا بيضا علي خيل بلق بين السماء و الأرض ماتليق شيئا و لايقوم لها شيء قال أبورافع فرفعت طرف الحجرة بيدي‌ ثم قلت تلك الملائكة قال فرفع أبولهب يده فضرب وجهي‌ ضربة شديدة فثاورته فاحتملني‌ وضرب بي‌ الأرض ثم برك علي يضربني‌ وكنت رجلا ضعيفا فقامت أم الفضل إلي عمود من عمد الحجرة فأخذته فضربته ضربة فلقت رأسه شجة منكرة وقالت تستضعفه إن غاب عنه سيده فقام موليا ذليلا


صفحه : 228

فو الله ماعاش إلاسبع ليال حتي رماه الله بالعدسة فقتله ولقد تركه ابناه ليلتين أوثلاث مايدفنانه حتي أنتن في بيته وكانت قريش تتقي‌ العدسة كمايتقي‌ الناس الطاعون حتي قال لهما رجل من قريش أ لاتستحيان أن أباكما قدأنتن في بيته لاتغيبانه فقالا إنا نخشي هذه القرحة قال فانطلقا فإنا معكما فما غسلوه إلاقذفا بالماء عليه من بعيد مايمسونه ثم احتملوه فدفنوه بأعلي مكة إلي جدار وقذفوا عليه الحجارة حتي واروه . وروي مقسم عن ابن عباس قال كان ألذي أسر العباس أبااليسر كعب بن عمرو أخا بني‌ سلمة و كان أبواليسر رجلا مجموعا و كان العباس رجلا جسيما

فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لأِبَيِ‌ اليُسرِ كَيفَ أَسَرتَ العَبّاسَ يَا أَبَا اليُسرِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِص لَقَد أعَاَننَيِ‌ عَلَيهِ رَجُلٌ مَا رَأَيتُهُ قَبلَ ذَلِكَ وَ لَا بَعدَهُ هَيئَتُهُ كَذَا وَ كَذَا فَقَالَ لَقَد أَعَانَكَ عَلَيهِ مَلَكٌ كَرِيمٌ

يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُواقيل خطاب لأهل بدر وقيل عام إِذا لَقِيتُمُ الّذِينَ كَفَرُوا زَحفاً أي متدانين لقتالكم فَلا تُوَلّوهُمُ الأَدبارَ أي فلاتنهزمواوَ مَن يُوَلّهِم يَومَئِذٍ دُبُرَهُ أي من يجعل ظهره إليهم يوم القتال ووجهه إلي جهة الانهزام إِلّا مُتَحَرّفاً لِقِتالٍ أي إلاتاركا موقفا إلي موقف آخر أصلح للقتال من الأول أَو مُتَحَيّزاً إِلي فِئَةٍ أي منحازا منضما إلي جماعة من المسلمين يريدون العود إلي القتال ليستعين بهم فَقَد باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللّهِ أي احتمل غضب الله واستحقه وقيل رجع به ثم نفي سبحانه أن يكون المسلمون قتلوا المشركين يوم بدر فقال فَلَم تَقتُلُوهُم وَ لكِنّ اللّهَ قَتَلَهُم وإنما نفي الفعل عمن هوفعله علي الحقيقة


صفحه : 229

ونسبه إلي نفسه و ليس بفعل له من حيث كانت أفعاله تعالي كالسبب لهذا الفعل والمؤدي‌ إليه من إقداره إياهم ومعونته لهم وتشجيع قلوبهم وإلقاء الرعب في قلوب أعدائهم حتي قتلواوَ ما رَمَيتَ إِذ رَمَيتَ وَ لكِنّ اللّهَ رَمي

ذَكَرَ جَمَاعَةٌ مِنَ المُفَسّرِينَ كَابنِ عَبّاسٍ وَ غَيرِهِ أَنّ جَبرَئِيلَ قَالَ للِنبّيِ‌ّص يَومَ بَدرٍ خُذ قَبضَةً مِن تُرَابٍ فَارمِهِم بِهَا فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لَمّا التَقَي الجَمعَانِ لعِلَيِ‌ّ ع أعَطنِيِ‌ قَبضَةً مِن حَصبَاءِ الواَديِ‌ فَنَاوَلَهُ كَفّاً مِن حَصًي عَلَيهِ تُرَابٌ فَرَمَي بِهِ فِي وُجُوهِ القَومِ وَ قَالَ شَاهَتِ الوُجُوهُ فَلَم يَبقَ مُشرِكٌ إِلّا دَخَلَ فِي عَينِهِ وَ فَمِهِ وَ مَنخِرِيهِ مِنهَا شَيءٌ ثُمّ رَدِفَهُمُ المُؤمِنُونَ يَقتُلُونَهُم وَ يَأسِرُونَهُم وَ كَانَت تِلكَ الرّميَةُ سَبَبَ هَزِيمَةِ القَومِ وَ قَالَ قَتَادَةُ وَ أَنَسٌ ذَكَرَ لَنَا أَنّ رَسُولَ اللّهِص أَخَذَ يَومَ بَدرٍ ثَلَاثَ حَصَيَاتٍ فَرَمَي بِحَصَاةٍ فِي مَيمَنَةِ القَومِ وَ حَصَاةٍ فِي مَيسَرَةِ القَومِ وَ حَصَاةٍ بَينَ أَظهُرِهِم وَ قَالَ شَاهَتِ الوُجُوهُ فَانهَزَمُوا فَعَلَي هَذَا إِنّمَا أَضَافَ الرمّي‌َ إِلَي نَفسِهِ لِأَنّهُ لَا يَقدِرُ أَحَدٌ غَيرَهُ عَلَي مِثلِهِ فَإِنّهُ مِن عَجَائِبِ المُعجِزَاتِ

وَ ليِبُليِ‌َ المُؤمِنِينَ مِنهُ بَلاءً حَسَناً أي ولينعم به عليهم نعمة حسنة والضمير راجع إلي النصر أو إليه تعالي إِنّ اللّهَ سَمِيعٌلدعائكم عَلِيمٌبأفعالكم وضمائركم ذلِكُمموضعه رفع والتقدير الأمر ذلكم الإنعام أوذلكم ألذي ذكرت وَ أَنّ اللّهَ مُوهِنُ كَيدِ الكافِرِينَبإلقاء الرعب في قلوبهم وتفريق كلمتهم إِن تَستَفتِحُوا فَقَد جاءَكُمُ الفَتحُقيل إنه خطاب للمشركين فإن أباجهل قال يوم بدر حين التقي الفئتان أللهم أقطعنا للرحم وآتانا بما لانعرف فانصرنا عليه و في حديث أبي حمزة قال أبوجهل أللهم ربنا ديننا القديم ودين محمدالحديث فأي‌ الدينين كان أحب إليك وأرضي عندك فانصر أهله اليوم فالمعني أن تستنصروا لإحدي الفئتين فقد جاءكم النصر أي نصر محمد وأصحابه


صفحه : 230

وقيل إنه خطاب للمؤمنين أي إن تستنصروا علي أعدائكم فقد جاءكم النصر بالنبي‌ص وَ إِن تَنتَهُوا عن الكفر وقتال الرسول ص فَهُوَ خَيرٌ لَكُم وَ إِن تَعُودُوا نَعُد أي و إن تعودوا أيها المشركون إلي قتال المسلمين نعد بأن ننصرهم عليكم وَ لَن تغُنيِ‌َ عَنكُم فِئَتُكُم شَيئاً أي ولن تدفع عنكم جماعتكم شيئاوَ لَو كَثُرَتالفئةوَ أَنّ اللّهَ مَعَ المُؤمِنِينَبالنصر والحفظإِنّ الّذِينَ كَفَرُواقيل نزلت في أبي سفيان بن حرب استأجر يوم أحد ألفين من الأحابيش يقاتل بهم النبي ص سوي من استحاشهم من العرب وقيل نزلت في المطعمين يوم بدر وكانوا اثني‌ عشر رجلا أبوجهل بن هشام وعتبة وشيبة ابنا ربيعة ونبيه ومنبه ابنا الحجاج و أبوالبختري‌ بن هشام والنضر بن الحارث وحكيم بن حزام و أبي بن خلف وزمعة بن الأسود والحارث بن عامر بن نوفل و


صفحه : 231

العباس بن عبدالمطلب كلهم من قريش و كان كل يوم يطعم واحد منهم عشر جزر وكانت النوبة يوم الهزيمة للعباس وقيل لماأصيبت قريش يوم بدر ورجع فلهم إلي مكة مشي صفوان بن أمية وعكرمة بن أبي جهل في رجال من قريش أصيب آباؤهم وإخوانهم ببدر فكلموا أباسفيان بن حرب و من كانت له في تلك العير تجارة فقالوا يامعشر قريش إن محمدا قدوتركم وقتل خياركم فأعينونا بهذا المال ألذي أفلت علي حربه لعلنا أن ندرك منه ثارا بمن أصيب منا ففعلوا فأنزل الله فيهم هذه الآيةيُنفِقُونَ أَموالَهُم في قتال الرسول و المؤمنين لِيَصُدّوا عَن سَبِيلِ اللّهِ أي ليمنعوا بذلك الناس عن دين الله ألذي أتي به محمدص فَسَيُنفِقُونَها ثُمّ تَكُونُ عَلَيهِم حَسرَةً من حيث إنهم لاينتفعون بذلك الإنفاق لا في الدنيا و لا في الآخرة بل يكون وبالا عليهم ثُمّ يُغلَبُونَ في الحرب و فيه من الإعجاز ما لايخفي وَ الّذِينَ كَفَرُوا إِلي جَهَنّمَ يُحشَرُونَ أي بعدتحسرهم في الدنيا ووقوع الظفر بهم لِيَمِيزَ اللّهُ الخَبِيثَ مِنَ الطّيّبِ أي نفقة الكافرين من نفقة المؤمنين وَ يَجعَلَ الخَبِيثَ بَعضَهُ عَلي بَعضٍ أي نفقة المشركين بعضها علي بعض


صفحه : 232

فَيَركُمَهُ أي فيجمعه جَمِيعاً في الآخرةفَيَجعَلَهُ فِي جَهَنّمَفيعاقبهم بها وقيل معناه ليميز الكافر من المؤمن في الدنيا بالغلبة والنصر والأسماء الحسنة والأحكام المخصوصة و في الآخرة بالثواب والجنة وقيل بأن يجعل الكافر في جهنم والمؤمن في الجنة فيجعل الكافرين في جهنم بعضهم علي بعض يضيقها عليهم أُولئِكَ هُمُ الخاسِرُونَلأنهم قداشتروا بالإنفاق في المعصية عذاب الله . قوله تعالي فَقَد مَضَت سُنّتُ الأَوّلِينَ أي سنة الله في آبائكم وعادته في نصر المؤمنين وكبت أعداء الدين . قوله تعالي وَ ما أَنزَلنا عَلي عَبدِنا يَومَ الفُرقانِ يَومَ التَقَي الجَمعانِ أي فأيقنوا أن الله ناصركم إذ كنتم قدشاهدتم من نصره ما قدشاهدتم أوالمعني ويجوز أن يكون آمَنتُم بِاللّهِمعناه اعلموا أنما غنمتم من شيءفأن لله خمسه وللرسول يأمران فيه بما يريدان إن كنتم آمنتم بالله فاقبلوا ماأمرتم به من الغنيمة واعملوا به وَ ما أَنزَلنا عَلي عَبدِنا أي وآمنتم بما أنزلنا علي محمد من القرآن وقيل من النصر وقيل من الملائكة أي علمتم أن ظفركم علي عدوكم كان بنايَومَ الفُرقانِيعني‌ يوم بدر لأن الله تعالي فرق فيه بين المسلمين والمشركين بإعزاز هؤلاء وقمع أولئك يَومَ التَقَي الجَمعانِجمع المسلمين وهم ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا وجمع الكافرين وهم بين تسعمائة إلي ألف من صناديد قريش ورؤسائهم فهزموهم وقتلوا منهم زيادة علي السبعين وأسروا منهم مثل ذلك و كان يوم بدر يوم الجمعة لسبع عشرة ليلة مضت من شهر رمضان من سنة اثنتين من الهجرة علي رأس


صفحه : 233

ثمانية عشر شهرا وقيل كان التاسع عشر من شهر رمضان و قدروي‌ ذلك عن أبي عبد الله ع .إِذ أَنتُم بِالعُدوَةِ الدّنياالعدوة شفير الوادي‌ وللوادي‌ عدوتان وهما جانباه والدنيا تأنيث الأدني قال ابن عباس يريد و الله قدير علي نصركم وأنتم أقلة أذلة إذ أنتم نزول بشفير الوادي‌ الأقرب إلي المدينةوَ هُميعني‌ المشركين أصحاب النفيربِالعُدوَةِ القُصوي أي نزول بالشفير الأقصي من المدينةوَ الرّكبُيعني‌ أباسفيان وأصحابه وهم العيرأَسفَلَ مِنكُم أي في موضع أسفل منكم إلي ساحل البحر قال الكلبي‌ كانوا علي شط البحر بثلاثة أميال فذكر الله سبحانه مقاربة الفئتين من غيرميعاد و ما كان المسلمون فيه من قلة الماء والرمل ألذي تسوخ فيه الأرجل مع قلة العدة والعدد و ما كان المشركون فيه من كثرة العدة والعدد ونزولهم علي الماء والعير أسفل منهم و فيهاأموالهم ثم مع هذاكله نصر المسلمين عليهم ليعلم أن النصر من عنده تعالي وَ لَو تَواعَدتُم لَاختَلَفتُم فِي المِيعادِمعناه لوتواعدتم أيها المسلمون الاجتماع في الموضع ألذي اجتمعتم فيه ثم بلغكم كثرة عددهم مع قلة عددكم لتأخرتم فنقضتم الميعاد أولأخلفتم بما يعرض من العوائق والقواطع فذكر الميعاد لتأكيد أمره في الإنفاق و لو لالطف الله مع ذلك لوقع الاختلاف وَ لكِنقدر الله التقاءكم وجمع بينكم وبينهم علي غيرميعادليِقَضيِ‌َ اللّهُ أَمراً كانَ مَفعُولًا أي كائنا لامحالة و هوإعزاز الدين وأهله وإذلال الشرك وأهله لِيَهلِكَ مَن هَلَكَ عَن بَيّنَةٍ وَ يَحيي مَن حيَ‌ّ عَن بَيّنَةٍ أي فعل ذلك ليموت من مات منهم بعدقيام الحجة عليه بما رأي من المعجزات الباهرة للنبي‌ص في حروبه وغيرها ويعيش من عاش منهم بعدقيام الحجة وقيل إن البينة هي‌ ماوعد الله من النصر للمؤمنين علي الكافرين صار ذلك حجة علي الناس في صدق النبي ص فيما أتاهم به من عند الله تعالي وقيل معناه ليهلك من ضل بعدقيام الحجة عليه فيكون حياة الكافر وبقاؤه هلاكا له ويحيا من اهتدي بعدقيام


صفحه : 234

الحجة عليه و يكون بقاء من بقي‌ علي الإيمان حياة له و قوله عَن بَيّنَةٍ أي بعدبيان وَ إِنّ اللّهَ لَسَمِيعٌلأقوالهم عَلِيمٌبما في ضمائرهم إِذ يُرِيكَهُمُ اللّهُالعامل في إذ ماتقدم وتقديره آتاكم النصر إذ كنتم بشفير الوادي‌ إذ يريكهم الله وقيل العامل فيه محذوف أي اذكر يا محمدإذ يريك الله يا محمدهؤلاء المشركين الذين قاتلوكم يوم بدرفِي مَنامِكَ قَلِيلًا وَ لَو أَراكَهُم كَثِيراً لَفَشِلتُم وَ لَتَنازَعتُم فِي الأَمرِمعناه يريكهم الله في نومك قليلا لتخبر المؤمنين بذلك فيجترءوا علي قتالهم و هوقول أكثر المفسرين و هذاجائز لأن الرؤيا في النوم هوتصور يتوهم معه الرؤية في اليقظة و لا يكون إدراكا و لاعلما بل كثير مما يراه الإنسان في نومه يكون تعبيره بالعكس مما رآه كما يكون تعبير البكاء ضحكا قال الرماني‌ ويجوز أن يريد الله الشي‌ء في المنام علي خلاف ما هو به لأن الرؤيا في المنام تخيل للمعني من غيرقطع و إن جامعه قطع مع الإنسان علي المعني وإنما ذلك علي مثل مايخيل السراب ماء من غيرقطع علي أنه ماء و لايجوز أن يلهمه اعتقادا للشي‌ء علي خلاف ما هو به لأن ذلك يكون جهلا لايجوز أن يفعله الله سبحانه والرؤيا علي أربعة أقسام رؤيا من الله تعالي ولها تأويل ورؤيا من وساوس الشيطان ورؤيا من غلبة الأخلاط ورؤيا من الأفكار وكلها أضغاث أحلام إلاالرؤيا التي‌ من قبل الله التي‌ هي‌ إلهام في المنام ورؤيا النبي ص هذه كانت بشارة له وللمؤمنين بالغلبة و قال الحسن معني قوله فِي مَنامِكَ في موضع نومك أي في عينك التي‌ تنام بها و ليس من الرؤيا في النوم و هوقول البلخي‌ و هذابعيدوَ لَو أَراكَهُم كَثِيراً علي ماكانوا عليه لجبنتم عن قتالهم وضعفتم ولتنازعتم في أمر القتال وَ لكِنّ اللّهَ سَلّمَ أي المؤمنين عن الفشل والتنازع إِنّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصّدُورِ أي بما في قلوبهم وَ إِذ يُرِيكُمُوهُم إِذِ التَقَيتُم فِي أَعيُنِكُم قَلِيلًاأضاف الرؤية في النوم إلي النبي ص لأن رؤيا الأنبياء لا يكون إلاحقا وأضاف رؤية العين إلي المسلمين قلل الله المشركين


صفحه : 235

في أعين المؤمنين ليشتد بذلك طمعهم فيهم وجرأتهم عليهم وقلل المؤمنين في أعين المشركين لئلا يتأهبوا لقتالهم و لايكترثوا بهم فيظفر بهم المؤمنون و ذلك قوله وَ يُقَلّلُكُم فِي أَعيُنِهِم و قدوردت الرواية عن ابن مسعود أنه قال قلت لرجل بجنبي‌ تراهم سبعين رجلا فقال هم قريب من مائة و قدروي‌ أن أباجهل كان يقول خذوهم بالأيدي‌ أخذا و لاتقاتلوهم ومتي قيل كيف قللهم الله في أعينهم مع رؤيتهم لهم فالقول إنه يجوز أن يكون ذلك لبعض الأسباب المانعة من الرؤية إما بغبار أو ماشاكله فيتخيلونهم بأعينهم قليلا من غيررؤية عن الصحة لجميعهم و ذلك بلطف من ألطافه تعالي إِذا لَقِيتُم فِئَةً أي جماعة كافرةفَاثبُتُوالقتالهم وَ اذكُرُوا اللّهَ كَثِيراًمستعينين به علي قتالهم وَ لا تَنازَعُوا في لقاء العدوفَتَفشَلُوا أي فتجبنوا عن عدوكم وَ تَذهَبَ رِيحُكُم أي صولتكم وقوتكم أونصرتكم أودولتكم وقيل إن المعني ريح النصر التي‌ يبعثها الله مع من ينصره علي من يخذله و منه قوله ص نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور.وَ اصبِرُوا علي قتال الأعداءإِنّ اللّهَ مَعَ الصّابِرِينَبالنصر والمعونةوَ لا تَكُونُوا كَالّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيارِهِم بَطَراً أي بطرين يعني‌ قريشا خرجوا من مكة ليحموا عيرهم فخرجوا معهم بالقيان والمعازف يشربون الخمور وتعزف عليهم القيان وَ رِئاءَ النّاسِقيل إنهم كانوا يدينون بعبادة الأصنام فلما أظهروا التقرب بذلك إلي الناس كانوا مراءين وقيل إنهم وردوا بدرا ليروا الناس أنهم لايبالون بالمسلمين و في قلوبهم من الرعب ما فيه فسمي الله سبحانه ذلك رئاءوَ يَصُدّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ أي ويمنعون غيرهم عن دين الله وَ اللّهُ بِما يَعمَلُونَ مُحِيطٌ أي عالم بأعمالهم .


صفحه : 236

قال ابن عباس لمارأي أبوسفيان أنه أحرز عيره أرسل إلي قريش أن ارجعوا فقال أبوجهل و الله لانرجع حتي نرد بدرا و كان بدر موسما من مواسم العرب يجتمع لهم بهاسوق كل عام فنقيم بهاثلاثا وننحر الجزر ونطعم الطعام ونسقي‌ الخمور وتعزف علينا القيان وتسمع بنا العرب فلايزالون يهابوننا أبدا فوافوها فسقوا كئوس المنايا وناحت عليهم النوائح وَ إِذ زَيّنَ لَهُمُ الشّيطانُ أَعمالَهُم أي حسنها في نفوسهم و ذلك أن إبليس حسن لقريش مسيرهم إلي بدر لقتال النبي ص وَ قالَ لا غالِبَ لَكُمُ اليَومَ مِنَ النّاسِ أي لايغلبكم أحد من الناس لكثرة عددكم وقوتكم وَ إنِيّ‌ مع ذلك جارٌ لَكُم أي ناصر لكم ودافع عنكم السوء وقيل معناه وإني‌ عاقد لكم عقد الأمان من عدوكم فَلَمّا تَراءَتِ الفِئَتانِ أي التقت الفرقتان نَكَصَ عَلي عَقِبَيهِ أي رجع القهقري منهزما وراءه وَ قالَ إنِيّ‌ برَيِ‌ءٌ مِنكُم إنِيّ‌ أَري ما لا تَرَونَ أي رجعت عما كنت ضمنت لكم من الأمان والسلامة لأني‌ أري من الملائكة الذين جاءوا لنصر المسلمين ما لاترون و كان إبليس يعرف الملائكة وهم كانوا لايعرفونه إنِيّ‌ أَخافُ اللّهَ أي أخاف عذاب الله علي أيدي‌ من أراهم وَ اللّهُ شَدِيدُ العِقابِ لايطاق عقابه وقيل معناه أني‌ أخاف أن يكون قدحل الوقت ألذي أنظرت إليه فإن الملائكة لاينزلون إلالقيام الساعة أوللعقاب و قال قتادة كذب عدو الله ما به من مخافة ولكنه علم أنه لاقوة له و لامنعة و ذلك عادة عدو الله لمن أطاعه حتي إذاالتقي الحق والباطل أسلمهم وتبرأ منهم و علي هذافيكون قوله أَري ما لا تَرَونَمعناه أعلم ما لاتعلمون وأخاف الله أن يهلكني‌ فيمن يهلك واختلف في ظهور الشيطان يوم بدر كيف كان فقيل إن قريشا لماأجمعت للمسير ذكرت ألذي بينها و بين بني‌ بكر بن عبدمناة بن كنانة من الحرب فكاد ذلك أن يثنيهم فجاء إبليس


صفحه : 237

في جند من الشيطان فتبدي لهم في صورة سراقة بن مالك بن جعشم الكناني‌ ثم المدلجي‌ و كان من أشراف كنانة فقال لهم لا غالِبَ لَكُمُ اليَومَ مِنَ النّاسِ وَ إنِيّ‌ جارٌ لَكُم أي مجير لكم من كنانة فلما رأي إبليس الملائكة نزلوا من السماء وعلم أنه لاطاقة له بهم نَكَصَ عَلي عَقِبَيهِ عن ابن عباس وغيره وقيل إنهم لماالتقوا كان إبليس في صف المشركين آخذا بيد الحارث بن هشام فنكص علي عقبيه فقال له الحارث ياسراق أين أتخذلنا علي هذه الحالة فقال له إنِيّ‌ أَري ما لا تَرَونَ فقال و الله ماتري إلاجعاسيس يثرب فدفع في صدر الحارث وانطلق وانهزم الناس فلما قدموا مكة فقالوا هزم الناس سراقة فبلغ ذلك سراقة فقال و الله ماشعرت بمسيركم حتي بلغني‌ هزيمتكم قالوا إنك أتيتنا يوم كذا فحلف لهم فلما أسلموا علموا أن ذلك كان الشيطان روي‌ ذلك عن أبي جعفر و أبي عبد الله عليهما السلام وقيل إن إبليس لايجوز أن يقدر علي خلع صورته ولبس صورة سراقة ولكن الله جعل إبليس في صورة سراقة علما للنبي‌ص وإنما فعل ذلك لأنه علم أنه لو لم يدع المشركين إنسان إلي قتال المسلمين فإنهم لايخرجون من ديارهم حتي يقاتلوهم المسلمون لخوفهم من بني‌ كنانة فصوره بصورة سراقة حتي تم المراد في إعزاز الدين عن الجبائي‌ وجماعة وقيل إن إبليس لم يتصور في صورة إنسان وإنما قال ذلك لهم علي وجه الوسوسة عن الحسن والأول هوالمشهور في التفاسير. ورأيت في كلام الشيخ المفيد رضي‌ الله عنه أنه يجوز أن يقدر الله تعالي الجن و من جري مجراهم علي أن يتجمعوا ويعتمدوا ببعض جواهرهم علي بعض حتي


صفحه : 238

يتمكن الناس من رؤيتهم ويتشبهوا بغيرهم من أنواع الحيوان لأن أجسامهم من الرقة علي مايمكن ذلك فيها و قدوجدنا الإنسان يجمع الهواء ويفرقه ويغير صور الأجسام الرخوة ضروبا من التغيير وأعيانها لم تزد و لم تنقص و قداستفاض الخبر بأن إبليس تراءي لأهل دار الندوة في صورة شيخ من أهل نجد وحضر يوم بدر في صورة سراقة و أن جبرئيل ع ظهر لأصحاب رسول الله ص في صورة دحية الكلبي‌ قال و غيرمحال أيضا أن يغير الله صورهم ويكشفها في بعض الأحوال فيراهم الناس لضرب من الامتحان .إِذ يَقُولُ المُنافِقُونَ هذايتعلق بما قبله معناه وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم إذ يقول المنافقون وهم الذين يبطنون الكفر ويظهرون الإيمان وَ الّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَرَضٌ وهم الشاكون في الإسلام مع إظهارهم كلمة الإيمان وقيل إنهم فئة من قريش أسلموا بمكة واحتبسهم آباؤهم فخرجوا مع قريش يوم بدر وهم قيس بن الوليد بن المغيرة و علي بن أمية بن خلف والعاص بن المنبه بن الحجاج والحارث بن زمعة و أبوقيس بن الفاكه بن المغيرة لمارأوا قلة المسلمين قالواغَرّ هؤُلاءِ دِينُهُم أي غر المسلمين دينهم حتي خرجوا مع قلتهم لأجل دينهم إلي قتال المشركين مع كثرتهم و لم يحسنوا النظر لأنفسهم حتي اغتروا بقول رسولهم فبين الله تعالي أنهم هم المغرورون بقوله وَ مَن يَتَوَكّل عَلَي اللّهِ فَإِنّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ أي و من يسلم لأمر الله ويثق به ويرض بفعله و إن قل عددهم فإن الله تعالي ينصرهم علي أعدائهم و هوعزيز لايغلب فكذلك لايغلب من يتوكل عليه و هوحكيم يضع الأمور مواضعها علي ماتقتضيه الحكمةوَ لَو تَري يا محمدإِذ يَتَوَفّي الّذِينَ كَفَرُوا المَلائِكَةُ أي يقبضون أرواحهم عندالموت يَضرِبُونَ وُجُوهَهُم وَ أَدبارَهُميريد أستاههم وقيل وجوههم ماأقبل منهم وأدبارهم ماأدبر منهم والمراد يضربون أجسادهم من قدامهم و من خلفهم والمراد


صفحه : 239

بهم قتلي بدر عن ابن عباس و ابن جبير وأكثر المفسرين وقيل معناه سيضربهم الملائكة عندالموت وروي الحسن أن رجلا قال يا رسول الله إني‌ رأيت بظهر أبي جهل مثل الشراك فقال ص ذلك ضرب الملائكة وروي مجاهد أن رجلا قال للنبي‌ص إني‌ حملت علي رجل من المشركين فذهبت لأضربه فندر رأسه فقال سبقك إليه الملائكةوَ ذُوقُوا عَذابَ الحَرِيقِ أي وتقول الملائكة للكفار استخفافا بهم ذوقوا عذاب الحريق بعد هذا في الآخرة وقيل إنه كان مع الملائكة يوم بدرمَقامِعُ مِن حَدِيدٍكلما ضربوا المشركين بهاالتهب النار في جراحاتهم فذلك قوله وَ ذُوقُوا عَذابَ الحَرِيقِ.ذلِكَ أي ذلك العذاب بِما قَدّمَت أَيدِيكُم أي بما قدمتم وفعلتم وَ أَنّ اللّهَ لَيسَ بِظَلّامٍ لِلعَبِيدِ لايظلم عباده في عقوبتهم من حيث إنه إنما عاقبهم بجناياتهم علي قدر استحقاقهم .ما كانَ لنِبَيِ‌ّ أي ليس له و لا في عهد الله إليه أَن يَكُونَ لَهُ أَسري من المشركين ليفديهم أويمن عليهم حَتّي يُثخِنَ فِي الأَرضِ أي حتي يبالغ في قتل المشركين وقهرهم ليرتدع بهم من ورائهم و قال أبومسلم الإثخان الغلبة علي البلدان والتذليل لأهلها يعني‌ حتي يتمكن في الأرض تُرِيدُونَ عَرَضَ الدّنيا هذاخطاب لمن دون النبي ص من المؤمنين الذين رغبوا في أخذ الفداء من الأسري ورغبوا في الحرب للغنيمة قال الحسن و ابن عباس يريد يوم بدر يقول أخذتم الفداء من الأسري في أول وقعة كانت لكم من قبل أن تثخنوا في الأرض وعرض الدنيا مال الدنيا لأنه بعرض الزوال وَ اللّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ أي يريد لكم ثواب الآخرة


صفحه : 240

لَو لا كِتابٌ مِنَ اللّهِ سَبَقَ لَمَسّكُم فِيما أَخَذتُم عَذابٌ عَظِيمٌقيل في معناه أقوال أحدها لو لا مامضي من حكم الله أن لايعذب قوما حتي يبين لهم مايتقون و أنه لم يبين لكم أن لاتأخذوا الفداء لعذبكم بأخذ الفداء عن ابن جريح وثانيها لو لا أن الله حكم لكم بإباحة الغنائم والفداء في أم الكتاب و هواللوح المحفوظ لمسكم فيما استحللتم قبل الإباحة عذاب عظيم فإن الغنائم لم تحل لأحد قبلكم عن ابن عباس . وثالثها لو لا كتاب من الله سبق و هوالقرآن فآمنتم به واستوجبتم بالإيمان به الغفران لمسكم العذاب . ورابعها أن الكتاب ألذي سبق قوله وَ ما كانَ اللّهُ لِيُعَذّبَهُم وَ أَنتَ فِيهِم.فَكُلُوا مِمّا غَنِمتُم حَلالًا طَيّباً هذاإباحة منه سبحانه للمؤمنين أن يأكلوا مما غنموا من أموال المشركين .القصة كان القتلي من المشركين يوم بدر سبعين قتل منهم علي بن أبي طالب سبعة وعشرين و كان الأسري أيضا سبعين و لم يؤسر أحد من أصحاب رسول الله ص فجمعوا الأساري وقرنوهم في الحبال وساقوهم علي أقدامهم وقتل من أصحاب رسول الله ص تسعة رجال منهم سعد بن خيثمة و كان من النقباء من الأوس و عن محمد بن إسحاق قال استشهد من المسلمين يوم بدر أحد عشر رجلا أربعة من قريش وسبعة من الأنصار وقيل ثمانية وقتل من المشركين بضعة وأربعون رجلا وَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ لَمّا أَمسَي رَسُولُ اللّهِص يَومَ بَدرٍ وَ النّاسُ مَحبُوسُونَ بِالوَثَاقِ بَاتَ سَاهِراً أَوّلَ اللّيلِ فَقَالَ لَهُ أَصحَابُهُ مَا لَكَ لَا تَنَامُ فَقَالَص سَمِعتُ أَنِينَ عمَيّ‌َ العَبّاسِ فِي وَثَاقِهِ فَأَطلَقُوهُ فَسَكَتَ فَنَامَ رَسُولُ اللّهِص

وَ رَوَي عُبَيدَةُ السلّماَنيِ‌ّ عَن رَسُولِ اللّهِص أَنّهُ قَالَ لِأَصحَابِهِ يَومَ بَدرٍ فِي الأُسَارَي إِن شِئتُم قَتَلتُمُوهُم وَ إِن شِئتُم فَادَيتُمُوهُم وَ استَشهَدَ مِنكُم بِعِدّتِهِم وَ كَانَتِ الأُسَارَي سَبعِينَ فَقَالُوا بَل نَأخُذُ الفِدَاءَ فَنَستَمتِعُ بِهِ وَ نَتَقَوّي بِهِ عَلَي عَدُوّنَا يَستَشهِدُ مِنّا بِعِدّتِهِم قَالَ


صفحه : 241

عُبَيدَةُ طَلَبُوا الخَيرَتَينِ كِلتَيهِمَا فَقُتِلَ مِنهُم يَومُ أُحُدٍ سَبعُونَ.

و في كتاب علي بن ابراهيم لماقتل رسول الله ص النضر بن الحارث وعقبة بن أبي معيط خافت الأنصار أن يقتل الأساري قالوا يا رسول الله قتلنا سبعين وهم قومك وأسرتك أتجذ أصلهم فخذ يا رسول الله ص منهم الفداء و قدكانوا أخذوا ماوجدوه من الغنائم في عسكر قريش فلما طلبوا إليه وسألوه نزلت ما كانَ لنِبَيِ‌ّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسريالآيات فأطلق لهم ذلك و كان أكثر الفداء أربعة آلاف درهم وأقله ألف درهم فبعثت قريش بالفداء أولا فأولا وبعثت زينب بنت رسول الله ص من فدي زوجها أبي العاص بن الربيع وبعثت قلائد لها كانت خديجة جهزتها بها و كان أبوالعاص ابن أخت خديجة فلما رأي رسول الله ص تلك القلائد قال رحم الله خديجة هذه قلائد هي‌ جهزتها بهافأطلقه رسول الله ص بشرط أن يبعث إليه زينب و لايمنعها من اللحوق به فعاهده علي ذلك ووفي له وروي‌ أن النبي ص كره أخذ الفداء حتي رأي سعد بن معاذ كراهية ذلك في وجهه فقال يا رسول الله هذاأول حرب لقينا فيه المشركين والإثخان في القتل أحب إلينا من استبقاء الرجال و قال عمر بن الخطاب يا رسول الله كذبوك وأخرجوك فقدمهم واضرب أعناقهم ومكن عليا من عقيل فيضرب عنقه ومكني‌ من فلان أضرب عنقه فإن هؤلاء أئمة الكفر و قال أبوبكر أهلك وقومك استأن بهم واستبقهم وخذ منهم فدية تكون لنا قوة علي الكفار

وَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ البَاقِرُ ع كَانَ الفِدَاءُ يَومَ بَدرٍ كُلّ رَجُلٍ مِنَ المُشرِكِينَ بِأَربَعِينَ أُوقِيّةً وَ الأُوقِيّةُ أَربَعُونَ مِثقَالًا إِلّا العَبّاسَ فَإِنّ فِدَاءَهُ كَانَ مِائَةَ أُوقِيّةٍ وَ كَانَ أُخِذَ مِنهُ حِينَ أُسِرَ عِشرُونَ أُوقِيّةً ذَهَباً فَقَالَ النّبِيّ ذَلِكَ غَنِيمَةٌ فَفَادِ نَفسَكَ وَ ابنيَ‌ أَخِيكَ نَوفَلًا وَ عَقِيلًا فَقَالَ لَيسَ معَيِ‌ شَيءٌ فَقَالَ أَينَ الذّهَبُ ألّذِي


صفحه : 242

سَلّمتَهُ إِلَي أُمّ الفَضلِ وَ قُلتَ إِن حَدَثَ بيِ‌ حَدَثٌ فَهُوَ لَكِ وَ لِلفَضلِ وَ عَبدِ اللّهِ وَ قُثَمَ فَقَالَ مَن أَخبَرَكَ بِهَذَا قَالَ اللّهُ تَعَالَي فَقَالَ أَشهَدُ أَنّكَ رَسُولُ اللّهِ وَ اللّهِ مَا اطّلَعَ عَلَي هَذَا أَحَدٌ إِلّا اللّهُ تَعَالَي.

ثم خاطب الله سبحانه نبيه ص فقال يا أَيّهَا النّبِيّ قُل لِمَن فِي أَيدِيكُمإنما ذكر الأيدي‌ لأن من كان في وثاقهم فهو بمنزلة من يكون في أيديهم لاستيلائهم عليه مِنَ الأَسرييعني‌ أسراء بدر الذين أخذ منهم الفداءإِن يَعلَمِ اللّهُ فِي قُلُوبِكُم خَيراً أي إسلاما وإخلاصا أورغبة في الإيمان وصحة نيةيُؤتِكُم أي يعطكم خَيراً مِمّا أُخِذَ مِنكُم من الفداء إما في الدنيا والآخرة وإما في الآخرة روي‌ عن العباس بن عبدالمطلب أنه قال نزلت هذه الآية في و في أصحابي‌ كان معي‌ عشرون أوقية ذهبا فأخذت مني‌ فأعطاني‌ الله مكانها عشرين عبدا كل منهم يضرب بمال كثير وأدناهم يضرب بعشرين ألف درهم مكان العشرين أوقية وأعطاني‌ زمزم و ماأحب أن لي بهاجميع أموال أهل مكة و أناأنتظر المغفرة من ربي‌ قال قتادة ذكر لنا أن النبي ص لماقدم عليه مال البحرين ثمانون ألفا و قدتوضأ لصلاة الظهر فما صلي يومئذ حتي فرقه وأمر العباس أن يأخذ منه ويحثي‌ فأخذ و كان العباس يقول هذاخير مما أخذ منا وأرجو المغفرةوَ إِن يُرِيدُوا أي الذين أطلقتهم من الأساري خِيانَتَكَبأن يعودوا حربا لك أوينصروا عدوا عليك فَقَد خانُوا اللّهَ مِن قَبلُبأن خرجوا إلي بدر وقاتلوا مع المشركين وقيل بأن أشركوا بالله وأضافوا إليه ما لايليق به فَأَمكَنَ مِنهُم أي فأمكنك منهم يوم بدر بأن غلبوا وأسروا وسيمكنك منهم ثانيا إن خانوك وَ اللّهُ عَلِيمٌبما في نفوسكم حَكِيمٌفيما يفعله


صفحه : 243

1-فس ،[تفسير القمي‌] وَ لَقَد نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدرٍ وَ أَنتُم أَذِلّةٌ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَا كَانُوا أَذِلّةً وَ فِيهِم رَسُولُ اللّهِص وَ إِنّمَا نَزَلَ وَ لَقَد نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدرٍ وَ أَنتُم ضُعَفَاءُ

2-فس ،[تفسير القمي‌] قَولُهُإِحدَي الطّائِفَتَينِ قَالَ العِيرُ أَو قُرَيشٌ

قوله ذاتِ الشّوكَةِ قال ذات الشوكة الحرب قال تودون العير لاالحرب وَ يُرِيدُ اللّهُ أَن يُحِقّ الحَقّ بِكَلِماتِهِ قال الكلمات الأئمة قوله شَاقّوا اللّهَ وَ رَسُولَهُ أي عادوا الله ورسوله قوله زَحفاً أي يدنو بعضكم من بعض إِلّا مُتَحَرّفاً لِقِتالٍيعني‌ يرجع أَو مُتَحَيّزاً إِلي فِئَةٍيعني‌ يرجع إلي صاحبه و هوالرسول والإمام فَقَدكفر وباءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللّهِ ثم قال فَلَم تَقتُلُوهُم وَ لكِنّ اللّهَ قَتَلَهُم أي أنزل الملائكة حتي قتلوهم ثم قال وَ ما رَمَيتَ إِذ رَمَيتَ وَ لكِنّ اللّهَ رَمييعني‌ الحصا ألذي حمله رسول الله ص ورمي به في وجوه قريش و قال شاهت الوجوه ثم قال ذلِكُم وَ أَنّ اللّهَ مُوهِنُ كَيدِ الكافِرِينَ أي مضعف كيدهم وحيلتهم ومكرهم قوله إِنّ الّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَموالَهُمالآية قال نزلت في قريش لماوافاهم ضمضم وأخبرهم بخروج رسول الله ص في طلب العير فأخرجوا أموالهم وحملوا وأنفقوا وخرجوا إلي محاربة رسول الله ص ببدر فقتلوا وصاروا إلي النار و كان ماأنفقوا حسرة عليهم قوله إِذ أَنتُم بِالعُدوَةِ الدّنيا وَ هُم بِالعُدوَةِ القُصوييعني‌ قريشا حين نزلوا بالعدوة اليمانية و رسول الله ص حيث نزل بالعدوة الشاميةوَ الرّكبُ أَسفَلَ مِنكُم وهي‌ العير التي‌ أفلتت ثم قال وَ لَو تَواعَدتُمللحرب لماوفيتم وَ لكِن الله جمعكم من غير


صفحه : 244

ميعاد كان بينكم لِيَهلِكَ مَن هَلَكَ عَن بَيّنَةٍ وَ يَحيي مَن حيَ‌ّ عَن بَيّنَةٍ قال يعلم من بقي‌ أن الله ينصره قوله إِذ يُرِيكَهُمُ اللّهُ فِي مَنامِكَ قَلِيلًافالمخاطبة لرسول الله ص والمعني لأصحابه أراهم الله قريشا في منامهم أنهم قليل و لوأراهم كثيرا لفزعوا

3-فس ،[تفسير القمي‌]كَما أَخرَجَكَ رَبّكَ مِن بَيتِكَ بِالحَقّ وَ إِنّ فَرِيقاً مِنَ المُؤمِنِينَ لَكارِهُونَ يُجادِلُونَكَ فِي الحَقّ بَعدَ ما تَبَيّنَ كَأَنّما يُساقُونَ إِلَي المَوتِ وَ هُم يَنظُرُونَ وَ كَانَ سَبَبُ ذَلِكَ أَنّ عِيراً لِقُرَيشٍ خَرَجَت إِلَي الشّامِ فِيهَا خَزَائِنُهُم فَأَمَرَ النّبِيّص أَصحَابَهُ بِالخُرُوجِ لِيَأخُذُوهَا فَأَخبَرَهُم أَنّ اللّهَ تَعَالَي قَد وَعَدَهُ إِحدَي الطّائِفَتَينِ إِمّا العِيرُ أَو قُرَيشٌ إِن أَظفَرَ بِهِم فَخَرَجَ فِي ثَلَاثِمِائَةٍ وَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا فَلَمّا قَارَبَ بَدراً كَانَ أَبُو سُفيَانَ فِي العِيرِ فَلَمّا بَلَغَهُ أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَد خَرَجَ يَتَعَرّضُ العِيرَ خَافَ خَوفاً شَدِيداً وَ مَضَي إِلَي الشّامِ فَلَمّا وَافَي النّقِرَةَ اكتَرَي ضَمضَمَ بنَ عَمرِو الخزُاَعيِ‌ّ بِعَشَرَةِ دَنَانِيرَ وَ أَعطَاهُ قَلُوصاً وَ قَالَ لَهُ امضِ إِلَي قُرَيشٍ وَ أَخبِرهُم أَنّ مُحَمّداً وَ الصّبَاةَ مِن أَهلِ يَثرِبَ قَد خَرَجُوا يَتَعَرّضُونَ لِعِيرِكُم فَأَدرِكُوا العِيرَ وَ أَوصَاهُ أَن يَخرِمَ نَاقَتَهُ وَ يَقطَعَ أُذُنَهَا حَتّي يَسِيلَ الدّمُ وَ يَشُقّ ثَوبَهُ مِن قُبُلٍ وَ دُبُرٍ فَإِذَا دَخَلَ مَكّةَ وَلّي وَجهَهُ إِلَي ذَنَبِ البَعِيرِ وَ صَاحَ بِأَعلَي صَوتِهِ وَ قَالَ يَا آلَ غَالِبٍ يَا آلَ غَالِبٍ اللّطِيمَةَ اللّطِيمَةَ العِيرَ العِيرَ أَدرِكُوا أَدرِكُوا وَ مَا أَرَاكُم تُدرِكُونَ فَإِنّ مُحَمّداً وَ الصّبَاةَ مِن أَهلِ يَثرِبَ قَد خَرَجُوا يَتَعَرّضُونَ لِعِيرِكُم


صفحه : 245

فَخَرَجَ ضَمضَمٌ يُبَادِرُ إِلَي مَكّةَ وَ رَأَت عَاتِكَةُ بِنتُ عَبدِ المُطّلِبِ قَبلَ قُدُومِ ضَمضَمٍ فِي مَنَامِهَا بِثَلَاثَةِ أَيّامٍ كَانَ رَاكِباً قَد دَخَلَ مَكّةَ ينُاَديِ‌ يَا آلَ غَدَرٍ يَا آلَ غَدَرٍ اغدُوا إِلَي مَصَارِعِكُم صَبّحَ ثَالِثَةً ثُمّ وَافَي بِجَمَلِهِ عَلَي أَبِي قُبَيسٍ فَأَخَذَ حَجَراً فَدَهدَهَ مِنَ الجَبَلِ فَمَا تَرَكَ دَاراً مِن دُورِ قُرَيشٍ إِلّا أَصَابَهُ مِنهُ فِلذَةٌ وَ كَانَ واَديِ‌ مَكّةَ قَد سَالَ مِن أَسفَلِهِ دَماً فَانتَبَهَت ذَعِرَةً فَأَخبَرَتِ العَبّاسَ بِذَلِكَ فَأَخبَرَ العَبّاسُ عُتبَةَ بنَ رَبِيعَةَ فَقَالَ عُتبَةُ هَذِهِ مُصِيبَةٌ تَحدُثُ فِي قُرَيشٍ وَ فَشَتِ الرّؤيَا فِي قُرَيشٍ وَ بَلَغَ ذَلِكَ أَبَا جَهلٍ فَقَالَ مَا رَأَت عَاتِكَةُ هَذِهِ الرّؤيَا وَ هَذِهِ نَبِيّةٌ ثَانِيَةٌ فِي بنَيِ‌ عَبدِ المُطّلِبِ وَ اللّاتِ وَ العُزّي لَنَنتَظِرَنّ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ فَإِن كَانَ مَا رَأَت حَقّاً فَهُوَ كَمَا رَأَت وَ إِن كَانَ غَيرَ ذَلِكَ لَنَكتُبَنّ بَينَنَا كِتَاباً أَنّهُ مَا مِن أَهلِ بَيتٍ مِنَ العَرَبِ أَكذَبَ رِجَالًا وَ لَا نِسَاءً مِن بنَيِ‌ هَاشِمٍ فَلَمّا مَضَي يَومٌ قَالَ أَبُو جَهلٍ هَذَا يَومٌ قَد مَضَي فَلَمّا كَانَ اليَومُ الثاّنيِ‌ قَالَ أَبُو جَهلٍ هَذَا يَومَانِ قَد مَضَيَا فَلَمّا كَانَ اليَومُ الثّالِثُ وَافَي ضَمضَمٌ ينُاَديِ‌ فِي الواَديِ‌ يَا آلَ غَالِبٍ يَا آلَ غَالِبٍ اللّطِيمَةَ اللّطِيمَةَ العِيرَ العِيرَ أَدرِكُوا وَ مَا أَرَاكُم تُدرِكُونَ فَإِنّ مُحَمّداً وَ الصّبَاةَ مِن أَهلِ يَثرِبَ قَد خَرَجُوا يَتَعَرّضُونَ لِعِيرِكُمُ التّيِ‌ فِيهَا خَزَائِنُكُم فَتَصَايَحَ النّاسُ بِمَكّةَ وَ تَهَيّئُوا لِلخُرُوجِ وَ قَامَ سُهَيلُ بنُ عَمرٍو وَ صَفوَانُ بنُ أُمَيّةَ وَ أَبُو البخَترَيِ‌ّ بنُ هِشَامٍ وَ مُنَبّهٌ وَ نَبِيهٌ ابنَا الحَجّاجِ وَ نَوفَلُ بنُ خُوَيلِدٍ فَقَالَ يَا مَعشَرَ قُرَيشٍ وَ اللّهِ مَا أَصَابَكُم مُصِيبَةٌ أَعظَمُ مِن هَذِهِ أَن يَطمَعَ مُحَمّدٌ وَ الصّبَاةُ مِن أَهلِ يَثرِبَ أَن يَتَعَرّضُوا لِعِيرِكُمُ التّيِ‌ فِيهَا خَزَائِنُكُم فَوَ اللّهِ مَا قرُشَيِ‌ّ وَ لَا قُرَشِيّةٌ إِلّا وَ لَهَا فِي هَذَا العِيرِ نَشّ فَصَاعِداً وَ إِنّهُ لَمِنَ الذّلّ وَ الصّغَارِ أَن يَطمَعَ مُحَمّدٌ فِي أَموَالِكُم


صفحه : 246

وَ يُفَرّقَ بَينَكُم وَ بَينَ مَتجَرِكُم فَأَخرِجُوا وَ أَخرَجَ صَفوَانُ بنُ أُمَيّةَ خَمسَمِائَةِ دِينَارٍ وَ جَهّزَ بِهَا وَ أَخرَجَ سُهَيلُ بنُ عَمرٍو وَ مَا بقَيِ‌َ أَحَدٌ مِن عُظَمَاءِ قُرَيشٍ إِلّا أَخرَجُوا مَالًا وَ حَمَلُوا وَ قَوُوا وَ خَرَجُوا عَلَي الصّعبِ وَ الذّلُولِ لَا يَملِكُونَ أَنفُسَهُم كَمَا قَالَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيخَرَجُوا مِن دِيارِهِم بَطَراً وَ رِئاءَ النّاسِ وَ خَرَجَ مَعَهُمُ العَبّاسُ بنُ عَبدِ المُطّلِبِ وَ نَوفَلُ بنُ الحَارِثِ وَ عَقِيلُ بنُ أَبِي طَالِبٍ وَ أَخرَجُوا مَعَهُمُ القِيَانَ يَشرَبُونَ الخُمُورَ وَ يَضرِبُونَ بِالدّفُوفِ وَ خَرَجَ رَسُولُ اللّهِص فِي ثَلَاثِمِائَةٍ وَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا فَلَمّا كَانَ بِقُربِ بَدرٍ عَلَي لَيلَةٍ مِنهَا بَعَثَ بَسِيسَ بنَ أَبِي الزّغبَا وَ عدَيِ‌ّ بنَ عَمرٍو يَتَجَسّسَانِ خَبَرَ العِيرِ فَأَتَيَا مَاءَ بَدرٍ وَ أَنَاخَا رَاحِلَتَيهِمَا وَ استَعذَبَا مِنَ المَاءِ وَ سَمِعَا جَارِيَتَينِ قَد تَشَبّثَت إِحدَاهُمَا بِالأُخرَي يُطَالِبُهَا بِدِرهَمٍ كَانَ لَهَا عَلَيهَا فَقَالَت عِيرُ قُرَيشٍ نَزَلَت أَمسِ فِي مَوضِعِ كَذَا وَ كَذَا وَ هيِ‌َ تَنزِلُ غَداً هَاهُنَا وَ أَنَا أَعمَلُ لَهُم وَ أَقضِيكَ فَرَجَعَا إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَأَخبَرَاهُ بِمَا سَمِعَا فَأَقبَلَ أَبُو سُفيَانَ بِالعِيرِ فَلَمّا شَارَفَ بَدراً تَقَدّمَ العِيرُ وَ أَقبَلَ وَحدَهُ حَتّي انتَهَي إِلَي مَاءِ بَدرٍ وَ كَانَ بِهَا رَجُلٌ مِن جُهَينَةَ يُقَالُ لَهُ كَسبٌ الجهُنَيِ‌ّ فَقَالَ لَهُ يَا كَسبُ هَل لَكَ عِلمٌ بِمُحَمّدٍ وَ أَصحَابِهِ قَالَ لَا قَالَ وَ اللّاتِ وَ العُزّي لَئِن كَتَمتَنَا أَمرَ مُحَمّدٍ لَا تَزَالُ قُرَيشٌ لَكَ


صفحه : 247

مُعَادِيَةً آخِرَ الدّهرِ فَإِنّهُ لَيسَ أَحَدٌ مِن قُرَيشٍ إِلّا وَ لَهُ شَيءٌ فِي هَذَا العِيرِ فَلَا تكَتمُنيِ‌ فَقَالَ وَ اللّهِ مَا لِي عِلمٌ بِمُحَمّدٍ وَ مَا بَالُ مُحَمّدٍ وَ أَصحَابُهُ بِالتّجّارِ إِلّا أنَيّ‌ رَأَيتُ فِي هَذَا اليَومِ رَاكِبِينَ أَقبَلَا فَاستَعذَبَا مِنَ المَاءِ وَ أَنَاخَا رَاحِلَتَيهِمَا وَ رَجَعَا فَلَا أدَريِ‌ مَن هُمَا فَجَاءَ أَبُو سُفيَانَ إِلَي مَوضِعِ مُنَاخِ إِبِلِهِمَا فَفَتّ أَبعَارَ الإِبِلِ بِيَدِهِ فَوَجَدَ فِيهَا النّوَي فَقَالَ هَذِهِ عَلَائِفُ يَثرِبَ هَؤُلَاءِ وَ اللّهِ عُيُونُ مُحَمّدٍ فَرَجَعَ مُسرِعاً وَ أَمَرَ بِالعِيرِ فَأَخَذَ بِهَا نَحوَ سَاحِلِ البَحرِ وَ تَرَكُوا الطّرِيقَ وَ مَرّوا مُسرِعِين وَ نَزَلَ جَبرَئِيلُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص فَأَخبَرَهُ أَنّ العِيرَ قَد أَفلَتَت وَ أَنّ قُرَيشاً قَد أَقبَلَت لِمَنعِ عِيرِهَا وَ أَمَرَهُ بِالقِتَالِ وَ وَعَدَهُ النّصرَ وَ كَانَ نَازِلًا بِالصّفرَاءِ فَأَحَبّ أَن يَبلُوَ الأَنصَارَ لِأَنّهُم إِنّمَا وَعَدُوهُ أَن يَنصُرُوهُ وَ كَانَ فِي الدّارِ فَأَخبَرَهُم أَنّ العِيرَ قَد جَازَت وَ أَنّ قُرَيشاً قَد أَقبَلَت لِتَمنَعَ عِيرَهَا وَ أَنّ اللّهَ قَد أمَرَنَيِ‌ بِمُحَارَبَتِهِم فَجَزِعَ أَصحَابُ رَسُولِ اللّهِص مِن ذَلِكَ وَ خَافُوا خَوفاً شَدِيداً فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أَشِيرُوا عَلَيّ فَقَامَ أَبُو بَكرٍ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِص إِنّهَا قُرَيشٌ وَ خُيَلَاؤُهَا مَا آمَنَت مُنذُ كَفَرَت وَ لَا ذَلّت مُنذُ عَزّت وَ لَم نَخرُج عَلَي هَيئَةِ الحَربِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص اجلِس فَجَلَسَ فَقَالَ أَشِيرُوا عَلَيّ فَقَامَ عُمَرُ فَقَالَ مِثلَ مَقَالَةِ أَبِي بَكرٍ فَقَالَ اجلِس ثُمّ قَامَ المِقدَادُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّهَا قُرَيشٌ وَ خُيَلَاؤُهَا وَ قَد آمَنّا بِكَ وَ صَدّقنَاكَ وَ شَهِدنَا أَنّ مَا جِئتَ بِهِ حَقّ مِن عِندِ اللّهِ وَ اللّهِ لَو أَمَرتَنَا أَن نَخُوضَ جَمرَ الغَضَا وَ شَوكَ الهَرَاسِ لَخُضنَا مَعَكَ وَ لَا نَقُولُ لَكَ مَا قَالَت بَنُو إِسرَائِيلَ لِمُوسَيفَاذهَب أَنتَ وَ


صفحه : 248

رَبّكَ فَقاتِلا إِنّا هاهُنا قاعِدُونَ وَ لَكِنّا نَقُولُ اذهَب أَنتَ وَ رَبّكَ فَقَاتِلَا إِنّا مَعَكُمَا مُقَاتِلُونَ فَجَزَاهُ النّبِيّ خَيراً ثُمّ جَلَسَ ثُمّ قَالَ أَشِيرُوا عَلَيّ فَقَامَ سَعدُ بنُ مُعَاذٍ فَقَالَ بأِبَيِ‌ أَنتَ وَ أمُيّ‌ يَا رَسُولَ اللّهِ كَأَنّكَ أَرَدتَنَا قَالَ نَعَم قَالَ فَلَعَلّكَ خَرَجتَ عَلَي أَمرٍ قَد أُمِرتَ بِغَيرِهِ قَالَ نَعَم قَالَ بأِبَيِ‌ أَنتَ وَ أمُيّ‌ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّا قَد آمَنّا بِكَ وَ صَدّقنَاكَ وَ شَهِدنَا أَنّ مَا جِئتَ بِهِ حَقّ مِن عِندِ اللّهِ فَمُرنَا بِمَا شِئتَ وَ خُذ مِن أَموَالِنَا مَا شِئتَ وَ اترُك مِنهُ مَا شِئتَ وَ ألّذِي أَخَذتَ مِنهُ أَحَبّ إلِيَ‌ّ مِنَ ألّذِي تَرَكتَ وَ اللّهِ لَو أَمَرتَنَا أَن نَخُوضَ هَذَا البَحرَ لَخُضنَا مَعَكَ فَجَزَاهُ خَيراً ثُمّ قَالَ بأِبَيِ‌ أَنتَ وَ أمُيّ‌ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ اللّهِ مَا خُضتُ هَذَا الطّرِيقَ قَطّ وَ مَا لِي بِهِ عِلمٌ وَ قَد خَلَفنَا بِالمَدِينَةِ قَوماً لَيسَ نَحنُ بِأَشَدّ جِهَازاً لَكَ مِنهُم وَ لَو عَلِمُوا أَنّهُ الحَربُ لَمَا تَخَلّفُوا وَ لَكِن نَعُدّ لَكَ الرّوَاحِلَ وَ نَلقَي عَدُوّنَا فَإِنّا صُبُرٌ عِندَ اللّقَاءِ أَنجَادٌ فِي الحَربِ وَ إِنّا لَنَرجُو أَن يُقِرّ اللّهُ عَينَكَ بِنَا فَإِن يَكُ مَا تُحِبّ فَهُوَ ذَاكَ وَ إِن يَكُ غَيرَ ذَلِكَ قَعَدتَ عَلَي رَوَاحِلِكَ فَلَحِقتَ بِقَومِنَا فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ أَو يُحدِثُ اللّهُ غَيرَ ذَلِكَ كأَنَيّ‌ بِمَصرَعِ فُلَانٍ هَاهُنَا وَ بِمَصرَعِ فُلَانٍ هَاهُنَا وَ بِمَصرَعِ أَبِي جَهلٍ وَ عُتبَةِ بنِ رَبِيعَةَ وَ شَيبَةِ بنِ رَبِيعَةَ وَ مُنَبّهٍ وَ نَبِيهٍ ابنيَ‌ِ الحَجّاجِ فَإِنّ اللّهَ قَد وعَدَنَيِ‌ إِحدَي الطّائِفَتَينِ وَ لَن يُخلِفَ اللّهُ المِيعَادَ فَنَزَلَ جَبرَئِيلُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص بِهَذِهِ الآيَةِكَما أَخرَجَكَ رَبّكَ مِن بَيتِكَ بِالحَقّ إِلَي قَولِهِوَ لَو كَرِهَ المُجرِمُونَفَأَمَرَ رَسُولُ اللّهِ بِالرّحِيلِ حَتّي نَزَلَ عِشَاءً عَلَي مَاءِ بَدرٍ وَ هيِ‌َ العُدوَةُ الشّامِيّةُ وَ أَقبَلَت قُرَيشٌ فَنَزَلَت بِالعُدوَةِ اليَمَانِيّةِ وَ بَعَثَت عَبِيدَهَا


صفحه : 249

تَستَعذِبُ مِنَ المَاءِ فَأَخَذُوهُم أَصحَابُ رَسُولِ اللّهِص وَ حَبَسُوهُم فَقَالُوا لَهُم مَن أَنتُم قَالُوا نَحنُ عَبِيدُ قُرَيشٍ قَالُوا فَأَينَ العِيرُ قَالُوا لَا عِلمَ لَنَا بِالعِيرِ فَأَقبَلُوا يَضرِبُونَهُم وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يصُلَيّ‌ فَانفَتَلَ مِن صَلَاتِهِ فَقَالَ إِن صَدَقُوكُم ضَرَبتُمُوهُم وَ إِن كَذَبُوكُم تَرَكتُمُوهُم عَلَيّ بِهِم فَأَتَوا بِهِم فَقَالَ لَهُم مَن أَنتُم قَالُوا يَا مُحَمّدُ نَحنُ عَبِيدُ قُرَيشٍ قَالَ كَمِ القَومُ قَالُوا لَا عِلمَ لَنَا بِعَدَدِهِم قَالَ كَم يَنحَرُونَ فِي كُلّ يَومٍ جَزُوراً قَالُوا تِسعَةٌ إِلَي عَشَرَةٍ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص تِسعُمِائَةٍ إِلَي أَلفٍ قَالَ فَمَن فِيهِم مِن بنَيِ‌ هَاشِمٍ قَالَ العَبّاسُ بنُ عَبدِ المُطّلِبِ وَ نَوفَلُ بنُ الحَارِثِ وَ عَقِيلُ بنُ أَبِي طَالِبٍ فَأَمَرَ رَسُولُ اللّهِص بِهِم فَحُبِسُوا وَ بَلَغَ قُرَيشاً ذَلِكَ فَخَافُوا خَوفاً شَدِيداً وَ لقَيِ‌َ عُتبَةُ بنُ رَبِيعَةَ أَبَا البخَترَيِ‌ّ بنَ هِشَامٍ فَقَالَ لَهُ أَ مَا تَرَي هَذَا البغَي‌َ وَ اللّهِ مَا أَبصِرُ مَوضِعَ قدَمَيَ‌ّ خَرَجنَا لِنَمنَعَ عِيرَنَا وَ قَد أَفلَتَت فَجِئنَا بَغياً وَ عُدوَاناً وَ اللّهِ مَا أَفلَحَ قَومٌ قَطّ بَغَوا وَ لَوَدِدتُ أَنّ مَا فِي العِيرِ مِن أَموَالِ بنَيِ‌ عَبدِ مَنَافٍ ذَهَبٌ كُلّهُ وَ لَم نَسِر هَذَا المَسِيرَ فَقَالَ لَهُ أَبُو البخَترَيِ‌ّ إِنّكَ سَيّدٌ مِن سَادَاتِ قُرَيشٍ فَتَحَمّلِ العِيرَ التّيِ‌ أَصَابَهَا مُحَمّدٌ وَ أَصحَابُهُ بِنَخلَةَ وَ دَمَ ابنِ الحضَرمَيِ‌ّ فَإِنّهُ حَلِيفُكَ فَقَالَ عُتبَةُ أَنتَ عَلَيّ بِذَلِكَ وَ مَا عَلَي أَحَدٍ مِنّا خِلَافٌ إِلّا ابنَ الحَنظَلِيّةِ يعَنيِ‌ أَبَا جَهلٍ فَصِر إِلَيهِ وَ أَعلِمهُ أنَيّ‌ قَد تَحَمّلتُ العِيرَ التّيِ‌ قَد أَصَابَهَا مُحَمّدٌ وَ دَمَ ابنِ الحضَرمَيِ‌ّ فَقَالَ أَبُو البخَترَيِ‌ّ فَقَصَدتُ خِبَاءَهُ وَ إِذَا هُوَ قَد أَخرَجَ دِرعاً لَهُ فَقُلتُ لَهُ إِنّ أَبَا الوَلِيدِ بعَثَنَيِ‌ إِلَيكَ بِرِسَالَةٍ فَغَضِبَ ثُمّ قَالَ أَ مَا وَجَدَ عُتبَةُ رَسُولًا غَيرَكَ فَقُلتُ أَمَا وَ اللّهِ لَو غَيرُهُ أرَسلَنَيِ‌ مَا جِئتُ وَ لَكِنّ أَبَا الوَلِيدِ سَيّدُ العَشِيرَةِ فَغَضِبَ غَضبَةً أُخرَي فَقَالَ تَقُولُ سَيّدُ العَشِيرَةِ فَقُلتُ أَنَا أَقُولُهُ


صفحه : 250

وَ قُرَيشٌ كُلّهَا تَقُولُهُ إِنّهُ قَد تَحَمّلَ العِيرَ وَ دَمَ ابنِ الحضَرمَيِ‌ّ فَقَالَ إِنّ عُتبَةَ أَطوَلُ النّاسِ لِسَاناً وَ أَبلَغُهُ فِي الكَلَامِ وَ يَتَعَصّبُ لِمُحَمّدٍ فَإِنّهُ مِن بنَيِ‌ عَبدِ مَنَافٍ وَ ابنُهُ مَعَهُ وَ يُرِيدُ أَن يُخَدّرَ النّاسَ لَا وَ اللّاتِ وَ العُزّي حَتّي نُقحِمَ عَلَيهِم بِيَثرِبَ وَ نَأخُذَهُم أُسَارَي فَنُدخِلَهُم مَكّةَ وَ تَتَسَامَعَ العَرَبُ بِذَلِكَ وَ لَا يَكُونَ بَينَنَا وَ بَينَ مَتجَرِنَا أَحَدٌ نَكرَهُهُ وَ بَلَغَ أَصحَابَ رَسُولِ اللّهِص كَثرَةُ قُرَيشٍ فَفَزِعُوا فَزَعاً شَدِيداً وَ شَكَوا وَ بَكَوا وَ استَغَاثُوا فَأَنزَلَ اللّهُ عَلَي رَسُولِهِإِذ تَستَغِيثُونَ رَبّكُم فَاستَجابَ لَكُم أنَيّ‌ مُمِدّكُم بِأَلفٍ مِنَ المَلائِكَةِ مُردِفِينَ وَ ما جَعَلَهُ اللّهُ إِلّا بُشري وَ لِتَطمَئِنّ بِهِ قُلُوبُكُم وَ مَا النّصرُ إِلّا مِن عِندِ اللّهِ إِنّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ فَلَمّا أَمسَي رَسُولُ اللّهِص وَ جَنّهُ اللّيلُ أَلقَي اللّهُ عَلَي أَصحَابِهِ النّعَاسَ حَتّي نَامُوا وَ أَنزَلَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي عَلَيهِمُ المَاءَ وَ كَانَ نُزُولُ رَسُولِ اللّهِص فِي مَوضِعٍ لَا يَثبُتُ فِيهِ القَدَمُ فَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيهِمُ السّمَاءَ وَ لَبّدَ الأَرضَ حَتّي ثَبَتَت أَقدَامُهُم وَ هُوَ قَولُ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيإِذ يُغَشّيكُمُ النّعاسَ أَمَنَةً مِنهُ وَ يُنَزّلُ عَلَيكُم مِنَ السّماءِ ماءً لِيُطَهّرَكُم بِهِ وَ يُذهِبَ عَنكُم رِجزَ الشّيطانِ وَ ذَلِكَ أَنّ بَعضَ أَصحَابِ النّبِيّص احتَلَمَوَ لِيَربِطَ عَلي قُلُوبِكُم وَ يُثَبّتَ بِهِ الأَقدامَ وَ كَانَ المَطَرُ عَلَي قُرَيشٍ مِثلَ العزَاَليِ‌ وَ عَلَي أَصحَابِ رَسُولِ اللّهِص رَذَاذاً بِقَدرِ مَا لَبّدَ الأَرضَ وَ خَافَت قُرَيشٌ خَوفاً شَدِيداً فَأَقبَلُوا


صفحه : 251

يَتَحَارَسُونَ يَخَافُونَ البَيَاتَ فَبَعَثَ رَسُولُ اللّهِص عَمّارَ بنَ يَاسِرٍ وَ عَبدَ اللّهِ بنَ مَسعُودٍ فَقَالَ ادخُلَا فِي القَومِ وَ ائتُونَا بِأَخبَارِهِم فَكَانَا يَجُولَانِ بِعَسكَرِهِم لَا يَرَونَ إِلّا خَائِفاً ذَعِراً إِذَا صَهَلَ الفَرَسُ وَ ثَبَتَ عَلَي جَحفَلَتِهِ فَسَمِعُوا مُنَبّهَ بنَ الحَجّاجِ يَقُولُ


لَا يَترُكُ الجُوعُ لَنَا مَبِيتاً   لَا بُدّ أَن نَمُوتَ أَو نُمِيتَا.

قَالَ قَد وَ اللّهِ كَانُوا شَبَاعَي وَ لَكِنّهُم مِنَ الخَوفِ قَالُوا هَذَا وَ أَلقَي اللّهُ فِي قُلُوبِهِمُ الرّعبَ كَمَا قَالَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيسأَلُقيِ‌ فِي قُلُوبِ الّذِينَ كَفَرُوا الرّعبَ فَلَمّا أَصبَحَ رَسُولُ اللّهِص عَبّأَ أَصحَابَهُ وَ كَانَ فِي عَسكَرِ رَسُولِ اللّهِص فرسين [فَرَسَانِ]فَرَسٌ لِلزّبَيرِ بنِ العَوّامِ وَ فَرَسٌ لِلمِقدَادِ وَ كَانَت فِي عَسكَرِهِ سَبعُونَ جَمَلًا يَتَعَاقَبُونَ عَلَيهَا فَكَانَ رَسُولُ اللّهِص وَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع وَ مَرثَدُ بنُ أَبِي مَرثَدٍ الغنَوَيِ‌ّ عَلَي جَمَلٍ يَتَعَاقَبُونَ عَلَيهِ وَ الجَمَلُ لِمَرثَدٍ وَ كَانَ فِي عَسكَرِ قُرَيشٍ أَربَعُمِائَةِ فَرَسٍ فَعَبّأَ رَسُولُ اللّهِص أَصحَابَهُ بَينَ يَدَيهِ وَ قَالَ غُضّوا أَبصَارَكُم وَ لَا تَبدَءُوهُم بِالقِتَالِ وَ لَا يَتَكَلّمَنّ أَحَدٌ فَلَمّا نَظَرَت قُرَيشٌ إِلَي قِلّةِ أَصحَابِ رَسُولِ اللّهِ ع قَالَ أَبُو جَهلٍ مَا هُم إِلّا أَكلَةُ رَأسٍ لَو بَعَثنَا إِلَيهِم عَبِيدَنَا لَأَخَذُوهُم أَخذاً بِاليَدِ فَقَالَ عُتبَةُ بنُ رَبِيعَةَ أَ تَرَي لَهُم كَمِيناً وَ مَدَداً فَبَعَثُوا عَمرَو بنَ وَهبٍ الجمُحَيِ‌ّ وَ كَانَ فَارِساً شُجَاعاً فَجَالَ بِفَرَسِهِ حَتّي طَافَ بِعَسكَرِ رَسُولِ اللّهِص ثُمّ صَعِدَ فِي الواَديِ‌ وَ صَوّبَ ثُمّ رَجَعَ إِلَي قُرَيشٍ فَقَالَ مَا لَهُم كَمِينٌ وَ لَا مَدَدٌ وَ لَكِن نَوَاضِحُ يَثرِبَ قَد حَمَلَتِ المَوتَ النّاقِعَ أَ مَا تَرَونَهُم خُرسٌ لَا يَتَكَلّمُونَ يَتَلَمّظُونَ تَلَمّظَ الأفَاَعيِ‌ مَا لَهُم


صفحه : 252

مَلجَأٌ إِلّا سُيُوفَهُم وَ مَا أَرَاهُم يُوَلّونَ حَتّي يُقتَلُوا وَ لَا يُقتَلُونَ حَتّي يَقتُلُوا بِعَدَدِهِم فَارتَئُوا رَأيَكُم فَقَالَ أَبُو جَهلٍ كَذَبتَ وَ جَبُنتَ وَ انتَفَخَ سَحرُكَ حِينَ نَظَرتَ إِلَي سُيُوفِ أَهلِ يَثرِبَ وَ فَزِعَ أَصحَابُ رَسُولِ اللّهِص حِينَ نَظَرُوا إِلَي كَثرَةِ قُرَيشٍ وَ قُوّتِهِم فَأَنزَلَ اللّهُ تَعَالَي عَلَي رَسُولِهِوَ إِن جَنَحُوا لِلسّلمِ فَاجنَح لَها وَ تَوَكّل عَلَي اللّهِ وَ قَد عَلِمَ اللّهُ أَنّهُم لَا يَجنَحُونَ وَ لَا يُجِيبُونَ إِلَي السّلمِ وَ إِنّمَا أَرَادَ بِذَلِكَ لِتَطَيّبِ قُلُوبِ أَصحَابِ النّبِيّص فَبَعَثَ رَسُولُ اللّهِص إِلَي قُرَيشٍ فَقَالَ يَا مَعشَرَ قُرَيشٍ مَا أَحَدٌ مِنَ العَرَبِ أَبغَضَ إلِيَ‌ّ مِن أَن أَبدَأَ بِكُم فخَلَوّنيِ‌ وَ العَرَبَ فَإِن أَكُ صَادِقاً فَأَنتُم أَعلَي بيِ‌ عَيناً وَ إِن أَكُ كَاذِباً كَفَتكُم ذُؤبَانُ العَرَبِ أمَريِ‌ فَارجِعُوا فَقَالَ عُتبَةُ وَ اللّهِ مَا أَفلَحَ قَومٌ قَطّ رَدّوا هَذَا ثُمّ رَكِبَ جَمَلًا لَهُ أَحمَرَ فَنَظَرَ إِلَيهِ رَسُولُ اللّهِص يَجُولُ فِي العَسكَرِ وَ يَنهَي عَنِ القِتَالِ فَقَالَ إِن يَكُن عِندَ أَحَدٍ خَيرٌ فَعِندَ صَاحِبِ الجَمَلِ الأَحمَرِ إِن يُطِيعُوهُ يُرشِدُوا فَأَقبَلَ عُتبَةُ يَقُولُ يَا مَعشَرَ قُرَيشٍ اجتَمِعُوا وَ اسمَعُوا ثُمّ خَطَبَهُم فَقَالَ يُمنٌ مَعَ رَحبٍ فَرَحبٌ مَعَ يُمنٍ يَا مَعشَرَ قُرَيشٍ أطَيِعوُنيِ‌ اليَومَ وَ اعصوُنيِ‌َ الدّهرَ وَ ارجِعُوا إِلَي مَكّةَ وَ اشرَبُوا الخُمُورَ وَ عَانِقُوا الحُورَ فَإِنّ مُحَمّداً لَهُ إِلّ وَ ذِمّةٌ وَ هُوَ ابنُ عَمّكُم فَارجِعُوا وَ لَا تَرُدّوا رأَييِ‌ وَ إِنّمَا تُطَالِبُونَ مُحَمّداً بِالعِيرِ التّيِ‌ أَخَذَهَا مُحَمّدٌ بِنَخلَةَ وَ دَمِ ابنِ الحضَرمَيِ‌ّ وَ هُوَ حلَيِفيِ‌ وَ عَلَيّ عَقلُهُ فَلَمّا سَمِعَ أَبُو جَهلٍ ذَلِكَ غَاظَهُ وَ قَالَ إِنّ عُتبَةَ أَطوَلُ النّاسِ لِسَاناً وَ أَبلَغُهُم فِي الكَلَامِ وَ لَئِن رَجَعَت قُرَيشٌ بِقَولِهِ لَيَكُونَنّ سَيّدُ قُرَيشٍ آخِرَ الدّهرِ ثُمّ قَالَ يَا عُتبَةُ نَظَرتَ إِلَي سُيُوفِ بنَيِ‌ عَبدِ المُطّلِبِ وَ جَبُنتَ وَ انتَفَخَ سَحرُكَ وَ تَأمُرُ النّاسَ بِالرّجُوعِ وَ كَانَ عَلَي فَرَسٍ فَأَخَذَ بِشَعرِهِ فَقَالَ النّاسُ يَقتُلُهُ فَعَرقَبَ فَرَسَهُ فَقَالَ أَ مثِليِ‌ يَجبُنُ وَ سَتَعلَمُ قُرَيشٌ اليَومَ أَيّنَا الأَلأَمُ وَ الأَجبَنُ وَ أَيّنَا المُفسِدُ لِقَومِهِ لَا يمَشيِ‌


صفحه : 253

إِلّا أَنَا وَ أَنتَ إِلَي المَوتِ عِيَاناً ثُمّ قَالَ


هَذَا جنَاَي‌َ وَ خِيَارُهُ فِيهِ.   وَ كُلّ جَانٍ يَدُهُ إِلَي فِيهِ.

ثُمّ أَخَذَ بِشَعرِهِ يَجُرّهُ فَاجتَمَعَ إِلَيهِ النّاسُ فَقَالُوا يَا أَبَا الوَلِيدِ اللّهَ اللّهَ لَا تَفُتّ فِي أَعضَادِ النّاسِ تَنهَي عَن شَيءٍ تَكُونُ أَوّلَهُ فَخَلّصُوا أَبَا جَهلٍ مِن يَدِهِ فَنَظَرَ عُتبَةُ إِلَي أَخِيهِ شَيبَةَ وَ نَظَرَ إِلَي ابنِهِ الوَلِيدِ فَقَالَ قُم يَا بنُيَ‌ّ فَقَامَ ثُمّ لَبِسَ دِرعَهُ وَ طَلَبُوا لَهُ بَيضَةً تَسَعُ رَأسَهُ فَلَم يَجِدُوهَا لِعِظَمِ هَامَتِهِ فَاعتَجَرَ بِعِمَامَتَينِ ثُمّ أَخَذَ سَيفَهُ وَ تَقَدّمَ هُوَ وَ أَخُوهُ وَ ابنُهُ وَ نَادَي يَا مُحَمّدُ أَخرِج إِلَينَا أَكفَاءَنَا مِن قُرَيشٍ فَبَرَزَ إِلَيهِ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ مِنَ الأَنصَارِ عَودٍ وَ مُعَوّدٍ وَ عَوفٍ بنَيِ‌ عَفرَاءَ فَقَالَ عُتبَةُ مَن أَنتُم انتَسِبُوا لِنَعرِفَكُم فَقَالُوا نَحنُ بَنُو عَفرَاءَ أَنصَارُ اللّهِ وَ رَسُولِهِ فَقَالُوا ارجِعُوا فَإِنّا لَسنَا إِيّاكُم نُرِيدُ إِنّمَا نُرِيدُ الأَكفَاءَ مِن قُرَيشٍ فَبَعَثَ إِلَيهِم رَسُولُ اللّهِص أَنِ ارجِعُوا وَ كَرِهَ أَن يَكُونَ أَوّلُ الكَرّةِ بِالأَنصَارِ فَرَجَعُوا وَ وَقَفُوا مَوَاقِفَهُم ثُمّ نَظَرَ رَسُولُ اللّهِص إِلَي عُبَيدَةَ بنِ الحَارِثِ بنِ عَبدِ المُطّلِبِ وَ كَانَ لَهُ سَبعُونَ سَنَةً فَقَالَ لَهُ قُم يَا عُبَيدَةُ فَقَامَ بَينَ يَدَيهِ بِالسّيفِ ثُمّ نَظَرَ إِلَي حَمزَةَ بنِ عَبدِ المُطّلِبِ فَقَالَ لَهُ قُم يَا عَمّ ثُمّ نَظَرَ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَ لَهُ قُم يَا عَلِيّ وَ كَانَ أَصغَرَهُم سِنّاً فَقَامُوا بَينَ يدَيَ‌ رَسُولِ اللّهِص بِسُيُوفِهِم فَقَالَ


صفحه : 254

فَاطلُبُوا بِحَقّكُمُ ألّذِي جَعَلَهُ اللّهُ لَكُم فَقَد جَاءَت قُرَيشٌ بِخُيَلَائِهَا وَ فَخرِهَا تُرِيدُ أَن تُطفِئَ نُورَ اللّهِ وَ يَأبَي اللّهُ إِلّا أَن يُتِمّ نُورَهُ ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا عُبَيدَةُ عَلَيكَ بِعُتبَةَ وَ قَالَ لِحَمزَةَ عَلَيكَ بِشَيبَةَ وَ قَالَ لعِلَيِ‌ّ عَلَيكَ بِالوَلِيدِ بنِ عُتبَةَ فَمَرّوا حَتّي انتَهَوا إِلَي القَومِ فَقَالَ عُتبَةُ مَن أَنتُم انتَسِبُوا نَعرِفكُم فَقَالَ عُبَيدَةُ أَنَا عُبَيدَةُ بنُ الحَارِثِ بنِ عَبدِ المُطّلِبِ فَقَالَ كُفوٌ كَرِيمٌ فَمَن هَذَانِ فَقَالَ حَمزَةُ بنُ عَبدِ المُطّلِبِ وَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ كُفوَانِ كَرِيمَانِ لَعَنَ اللّهُ مَن أَوقَفَنَا وَ إِيّاكُم بِهَذَا المَوقِفِ فَقَالَ شَيبَةُ لِحَمزَةَ مَن أَنتَ فَقَالَ أَنَا حَمزَةُ بنُ عَبدِ المُطّلِبِ أَسَدُ اللّهِ وَ أَسَدُ رَسُولِهِ فَقَالَ لَهُ شَيبَةُ لَقَد لَقِيتَ أَسَدَ الحَلفَاءِ فَانظُر كَيفَ تَكُونُ صَولَتُكَ يَا أَسَدَ اللّهِ فَحَمَلَ عُبَيدَةُ عَلَي عُتبَةَ فَضَرَبَهُ عَلَي رَأسِهِ ضَربَةً فَلَقَ هَامَتَهُ وَ ضَرَبَ عُتبَةُ عُبَيدَةَ عَلَي سَاقِهِ فَقَطَعَهَا وَ سَقَطَا جَمِيعاً وَ حَمَلَ حَمزَةُ عَلَي شَيبَةَ فَتَضَارَبَا بِالسّيفَينِ حَتّي انثَلَمَا وَ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُمَا يتَقّيِ‌ بِدَرَقَتِهِ وَ حَمَلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع عَلَي الوَلِيدِ بنِ عُتبَةَ فَضَرَبَهُ عَلَي حَبلِ عَاتِقِهِ فَأَخرَجَ السّيفَ مِن إِبطِهِ فَقَالَ عَلِيّ فَأَخَذَ يَمِينَهُ المَقطُوعَةَ بِيَسَارِهِ فَضَرَبَ بِهَا هاَمتَيِ‌ فَظَنَنتُ أَنّ السّمَاءَ وَقَعَت عَلَي الأَرضِ ثُمّ اعتَنَقَ حَمزَةُ وَ شَيبَةُ فَقَالَ المُسلِمُونَ يَا عَلِيّ أَ مَا تَرَي الكَلبَ قَد نَهَزَ عَمّكَ فَحَمَلَ عَلَيهِ عَلِيّ ثُمّ قَالَ يَا عَمّ طَأطِئ رَأسَكَ وَ كَانَ حَمزَةُ أَطوَلَ مِن شَيبَةَ فَأَدخَلَ حَمزَةُ رَأسَهُ فِي صَدرِهِ فَضَرَبَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلَي رَأسِهِ فَطَيّرَ نِصفَهُ ثُمّ جَاءَ إِلَي عُتبَةَ وَ بِهِ رَمَقٌ فَأَجهَزَ عَلَيهِ وَ حُمِلَ عُبَيدَةُ بَينَ حَمزَةَ وَ عَلِيّ حَتّي أَتَيَا بِهِ رَسُولَ اللّهِ فَنَظَرَ إِلَيهِ رَسُولُ اللّهِص وَ استَعبَرَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ بأِبَيِ‌ أَنتَ وَ أمُيّ‌ أَ لَستُ شَهِيداً فَقَالَ بَلَي أَنتَ أَوّلُ شَهِيدٍ مِن أَهلِ بيَتيِ‌ فَقَالَ أَمَا لَو كَانَ عَمّكَ حَيّاً لَعَلِمَ أنَيّ‌ أَولَي بِمَا قَالَ مِنهُ قَالَ وَ أَيّ أعَماَميِ‌ تعَنيِ‌ فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ حَيثُ يَقُولُ


صفحه : 255


كَذَبتُم وَ بَيتِ اللّهِ يُبزَي مُحَمّدٌ.   وَ لَمّا نُطَاعِن دُونَهُ وَ نُنَاضِل.

وَ نُسلِمُهُ حَتّي نَصرَعَ حَولَهُ.   وَ نَذهَلُ عَن أَبنَائِنَا وَ الحَلَائِلِ

فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أَ مَا تَرَي ابنَهُ كَاللّيثِ العاَديِ‌ بَينَ يدَيَ‌ِ اللّهِ وَ رَسُولِهِ وَ ابنَهُ الآخَرَ فِي جِهَادِ اللّهِ بِأَرضِ الحَبَشَةِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ أَ سَخِطتَ عَلَيّ فِي هَذِهِ الحَالَةِ فَقَالَ مَا سَخِطتُ عَلَيكَ وَ لَكِن ذَكَرتَ عمَيّ‌ فَانقَبَضتُ لِذَلِكَ وَ قَالَ أَبُو جَهلٍ لِقُرَيشٍ لَا تَعجَلُوا وَ لَا تَبطَرُوا كَمَا عَجِلَ وَ بَطِرَ ابنَا رَبِيعَةَ عَلَيكُم بِأَهلِ يَثرِبَ فَاجزَرُوهُم جَزراً وَ عَلَيكُم بِقُرَيشٍ فَخُذُوهُم أَخذاً حَتّي نُدخِلَهُم مَكّةَ فَنَعرِفَهُم ضَلَالَتَهُمُ التّيِ‌ كَانُوا عَلَيهَا وَ كَانَ فِتيَةٌ مِن قُرَيشٍ أَسلَمُوا بِمَكّةَ فَاحتَبَسَهُم آبَاؤُهُم فَخَرَجُوا مَعَ قُرَيشٍ إِلَي بَدرٍ وَ هُم عَلَي الشّكّ وَ الِارتِيَابِ وَ النّفَاقِ مِنهُم قَيسُ بنُ الوَلِيدِ بنِ المُغِيرَةِ وَ أَبُو قَيسِ بنُ الفَاكِهَةِ وَ الحَارِثُ بنُ رَبِيعَةَ وَ عَلِيّ بنُ أُمَيّةَ بنِ خَلَفٍ وَ العَاصُ بنُ المُنَبّهِ فَلَمّا نَظَرُوا إِلَي قِلّةِ أَصحَابِ رَسُولِ اللّهِص قَالُوا مَسَاكِينُ هَؤُلَاءِ غَرّهُم دِينُهُم فَيُقتَلُونَ السّاعَةَ فَأَنزَلَ اللّهُ تَعَالَي عَلَي رَسُولِهِإِذ يَقُولُ المُنافِقُونَ وَ الّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَرَضٌ غَرّ هؤُلاءِ دِينُهُم وَ مَن يَتَوَكّل عَلَي اللّهِ فَإِنّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ وَ جَاءَ إِبلِيسُ عَلَيهِ اللّعنَةُ إِلَي قُرَيشٍ فِي صُورَةِ سُرَاقَةَ بنِ مَالِكٍ فَقَالَ لَهُم أَنَا جَارُكُم ادفَعُوا إلِيَ‌ّ رَايَتَكُم فَدَفَعُوهَا إِلَيهِ وَ جَاءَ بِشَيَاطِينِهِ يَهُولُ بِهِم عَلَي أَصحَابِ رَسُولِ اللّهِص وَ يُخَيّلُ إِلَيهِم وَ يُفزِعُهُم وَ أَقبَلَت قُرَيشٌ يَقدُمُهَا إِبلِيسُ مَعَهُ الرّايَةُ فَنَظَرَ إِلَيهِ رَسُولُ اللّهِص فَقَالَ غُضّوا أَبصَارَكُم وَ عَضّوا عَلَي النّوَاجِدِ وَ لَا تَسُلّوا


صفحه : 256

سَيفاً حَتّي آذَنَ لَكُم ثُمّ رَفَعَ يَدَهُ إِلَي السّمَاءِ فَقَالَ يَا رَبّ إِن تَهلِك هَذِهِ العِصَابَةُ لَا تُعبَدُ وَ إِن شِئتَ أَن لَا تُعبَدَ لَا تُعبَدُ ثُمّ أَصَابَهُ الغشَي‌ُ فسَرُيِ‌َ عَنهُ وَ هُوَ يَسلُتُ العَرَقَ عَن وَجهِهِ وَ يَقُولُ هَذَا جَبرَئِيلُ قَد أَتَاكُم فِي أَلفٍمِنَ المَلائِكَةِ مُردِفِينَ قَالَ فَنَظَرنَا فَإِذَا بِسَحَابَةٍ سَودَاءَ فِيهَا بَرقٌ لَائِحٌ قَد وَقَعَت عَلَي عَسكَرِ رَسُولِ اللّهِص وَ قَائِلٌ يَقُولُ أَقدِم حَيزُومُ أَقدِم حَيزُومُ وَ سَمِعنَا قَعقَعَةَ السّلَاحِ مِنَ الجَوّ وَ نَظَرَ إِبلِيسُ إِلَي جَبرَئِيلَ ع فَتَرَاجَعَ وَ رَمَي بِاللّوَاءِ فَأَخَذَ نَبِيهُ بنُ الحَجّاجِ بِمَجَامِعِ ثَوبِهِ ثُمّ قَالَ وَيلَكَ يَا سُرَاقَةُ تَفُتّ فِي أَعضَادِ النّاسِ فَرَكَلَهُ إِبلِيسُ رَكلَةً فِي صَدرِهِ وَ قَالَإنِيّ‌ أَري ما لا تَرَونَ إنِيّ‌ أَخافُ اللّهَ وَ هُوَ قَولُ اللّهِوَ إِذ زَيّنَ لَهُمُ الشّيطانُ أَعمالَهُم وَ قالَ لا غالِبَ لَكُمُ اليَومَ مِنَ النّاسِ وَ إنِيّ‌ جارٌ لَكُم فَلَمّا تَراءَتِ الفِئَتانِ نَكَصَ عَلي عَقِبَيهِ وَ قالَ إنِيّ‌ برَيِ‌ءٌ مِنكُم إنِيّ‌ أَري ما لا تَرَونَ إنِيّ‌ أَخافُ اللّهَ وَ اللّهُ شَدِيدُ العِقابِ ثُمّ قَالَ عَزّ وَ جَلّوَ لَو تَري إِذ يَتَوَفّي الّذِينَ كَفَرُوا المَلائِكَةُ يَضرِبُونَ وُجُوهَهُم وَ أَدبارَهُم وَ ذُوقُوا عَذابَ الحَرِيقِ وَ حَمَلَ جَبرَئِيلُ عَلَي إِبلِيسَ فَطَلَبَهُ حَتّي غَاصَ فِي البَحرِ وَ قَالَ رَبّ أَنجِز لِي مَا وعَدَتنَيِ‌ مِنَ البَقَاءِ إِلَي يَومِ الدّينِ وَ روُيِ‌َ فِي خَبَرٍ أَنّ إِبلِيسَ التَفَتَ إِلَي جَبرَئِيلَ وَ هُوَ فِي الهَزِيمَةِ فَقَالَ يَا هَذَا أَ بَدَا لَكُم فِيمَا أَعطَيتُمُونَا فَقِيلَ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع أَ تَرَي كَانَ يَخَافُ أَن يَقتُلَهُ فَقَالَ لَا وَ لَكِنّهُ كَانَ يَضرِبُهُ ضَربَةً يَشِينُهُ مِنهَا إِلَي يَومِ القِيَامَةِ وَ أَنزَلَ اللّهُ عَلَي رَسُولِهِإِذ يوُحيِ‌ رَبّكَ إِلَي المَلائِكَةِ أنَيّ‌ مَعَكُم فَثَبّتُوا الّذِينَ آمَنُوا سأَلُقيِ‌ فِي قُلُوبِ الّذِينَ كَفَرُوا الرّعبَ فَاضرِبُوا فَوقَ الأَعناقِ وَ اضرِبُوا مِنهُم كُلّ بَنانٍ قَالَ أَطرَافُ الأَصَابِعِ فَقَد جَاءَت قُرَيشٌ بِخُيَلَائِهَا وَ فَخرِهَا تُرِيدُ أَن تُطفِئَ نُورَ اللّهِوَ يَأبَي اللّهُ


صفحه : 257

إِلّا أَن يُتِمّ نُورَهُ

وَ خَرَجَ أَبُو جَهلٍ مِن بَينِ الصّفّينِ فَقَالَ أللّهُمّ أَقطَعَنَا الرّحِمَ وَ آتَانَا بِمَا لَا نَعرِفُهُ فَأَحِنهُ الغَدَاةَ فَأَنزَلَ اللّهُ عَلَي رَسُولِهِإِن تَستَفتِحُوا فَقَد جاءَكُمُ الفَتحُ وَ إِن تَنتَهُوا فَهُوَ خَيرٌ لَكُم وَ إِن تَعُودُوا نَعُد وَ لَن تغُنيِ‌َ عَنكُم فِئَتُكُم شَيئاً وَ لَو كَثُرَت وَ أَنّ اللّهَ مَعَ المُؤمِنِينَ ثُمّ أَخَذَ رَسُولُ اللّهِص كَفّاً مِن حَصًي فَرَمَي بِهِ فِي وُجُوهِ قُرَيشٍ وَ قَالَ شَاهَتِ الوُجُوهُ فَبَعَثَ اللّهُ رِيَاحاً تَضرِبُ وُجُوهَ قُرَيشٍ فَكَانَتِ الهَزِيمَةَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أللّهُمّ لَا يُفلِتَنّ فِرعَونُ هَذِهِ الأُمّةِ أَبُو جَهلِ بنُ هِشَامٍ فَقُتِلَ مِنهُم سَبعُونَ وَ أُسِرَ مِنهُم سَبعُونَ وَ التَقَي عَمرُو بنُ الجَمُوعِ مَعَ أَبِي جَهلٍ فَضَرَبَ عَمرٌو أَبَا جَهلٍ عَلَي فَخِذِهِ وَ ضَرَبَ أَبُو جَهلٍ عَمراً عَلَي يَدِهِ فَأَبَانَهَا مِنَ العَضُدِ فَعَلِقَت بِجَلدَةٍ فَاتّكَأَ عَمرٌو عَلَي يَدِهِ بِرِجلِهِ ثُمّ رَمَي فِي السّمَاءِ فَانقَطَعَتِ الجَلدَةُ وَ رَمَي بِيَدِهِ وَ قَالَ عَبدُ اللّهِ بنُ مَسعُودٍ انتَهَيتُ إِلَي أَبِي جَهلٍ وَ هُوَ يَتَشَحّطُ فِي دَمِهِ فَقُلتُ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي أَخزَاكَ فَرَفَعَ رَأسَهُ فَقَالَ إِنّمَا أَخزَي اللّهُ عَبدَ ابنَ أُمّ عَبدٍ لِمَنِ الدّينُ وَيلَكَ قُلتُ لِلّهِ وَ لِرَسُولِهِ وَ إنِيّ‌ قَاتِلُكَ وَ وَضَعتُ رجِليِ‌ عَلَي عُنُقِهِ فَقَالَ لَقَدِ ارتَقَيتَ مُرتَقًي صَعباً


صفحه : 258

يَا روُيَعيِ‌َ الغَنَمِ أَمَا إِنّهُ لَيسَ شَيءٌ أَشَدّ مِن قَتلِكَ إيِاّي‌َ فِي هَذَا اليَومِ إِلّا تَوَلّي قتَليِ‌ رَجُلٌ مِنَ المُطّلِبِينَ أَو رَجُلٌ مِنَ الأَحلَافِ فَاقتَلَعتُ بَيضَةً كَانَت عَلَي رَأسِهِ فَقَتَلتُهُ وَ أَخَذتُ رَأسَهُ وَ جِئتُ بِهِ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ البُشرَي هَذَا رَأسُ أَبِي جَهلِ بنِ هِشَامٍ فَسَجَدَ لِلّهِ شُكراً وَ أَسَرَ أَبُو بِشرٍ الأنَصاَريِ‌ّ العَبّاسَ بنَ عَبدِ المُطّلِبِ وَ عَقِيلَ بنَ أَبِي طَالِبٍ وَ جَاءَ بِهِمَا إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ لَهُ أَعَانَكَ عَلَيهِمَا أَحَدٌ قَالَ نَعَم رَجُلٌ عَلَيهِ ثِيَابٌ بِيضٌ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص ذَاكَ مِنَ المَلَائِكَةِ ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لِلعَبّاسِ افدِ نَفسَكَ وَ ابنَ أَخِيكَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ قَد كُنتُ أَسلَمتُ وَ لَكِنّ القَومَ استكَرهَوُنيِ‌ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص اللّهُ أَعلَمُ بِإِسلَامِكَ إِن يَكُن مَا تَذكُرُ حَقّاً فَإِنّ اللّهَ يُجزِيكَ عَلَيهِ فَأَمّا ظَاهِرُ أَمرِكَ فَقَد كُنتَ عَلَينَا ثُمّ قَالَ يَا عَبّاسُ إِنّكُم خَاصَمتُمُ اللّهَ فَخَصَمَكُم ثُمّ قَالَ افدِ نَفسَكَ وَ ابنَ أَخِيكَ وَ قَد كَانَ العَبّاسُ أُخِذَ مَعَهُ أربعين [أَربَعُونَ]أُوقِيّةً مِن ذَهَبٍ فَغَنِمَهَا رَسُولُ اللّهِص فَلَمّا قَالَ رَسُولُ اللّهِ لِلعَبّاسِ افدِ نَفسَكَ قَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ احسُبهَا مِن فدِاَئيِ‌ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ لَا ذَاكَ شَيءٌ أَعطَانَا اللّهُ مِنكَ فَافدِ نَفسَكَ وَ ابنَ أَخِيكَ فَقَالَ العَبّاسُ فَلَيسَ لِي مَالٌ غَيرَ ألّذِي ذَهَبَ منِيّ‌ قَالَ بَلَي المَالُ ألّذِي خَلّفتَهُ عِندَ أُمّ الفَضلِ بِمَكّةَ فَقُلتَ لَهَا إِن يَحدُث عَلَيّ حَدَثٌ فَاقسِمُوهُ بَينَكُم فَقَالَ لَهُ أَ تتَركُنُيِ‌ وَ أَنَا أَسأَلُ النّاسَ بكِفَيّ‌ فَأَنزَلَ اللّهُ عَلَي رَسُولِهِ فِي ذَلِكَيا أَيّهَا النّبِيّ قُل لِمَن فِي أَيدِيكُم مِنَ الأَسري إِن يَعلَمِ اللّهُ فِي قُلُوبِكُم خَيراً يُؤتِكُم خَيراً مِمّا


صفحه : 259

أُخِذَ مِنكُم وَ يَغفِر لَكُم وَ اللّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ قَالَوَ إِن يُرِيدُوا خِيانَتَكَ فِي عَلِيّفَقَد خانُوا اللّهَ مِن قَبلُفِيكَفَأَمكَنَ مِنهُم وَ اللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لِعَقِيلٍ قَد قَتَلَ اللّهُ يَا بَا يَزِيدَ أَبَا جَهلِ بنَ هِشَامٍ وَ عُتبَةَ بنَ رَبِيعَةَ وَ شَيبَةَ بنَ رَبِيعَةَ وَ مُنَبّهَ وَ نَبِيهَ ابنا[ابنيَ‌ِ]الحَجّاجِ وَ نَوفَلَ بنَ خُوَيلِدٍ وَ أُسِرَ سُهَيلُ بنُ عَمرٍو وَ النّضرُ بنُ الحَارِثِ بنِ كَلدَةَ وَ عُقبَةُ بنُ أَبِي مُعَيطٍ وَ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ فَقَالَ عَقِيلٌ إِذاً لَم تُنَازَعُوا فِي تِهَامَةَ فَإِن كُنتَ قَد أَثخَنتَ القَومَ وَ إِلّا فَاركَب أَكتَافَهُم فَتَبَسّمَ رَسُولُ اللّهِص مِن قَولِهِ وَ كَانَ القَتلَي بِبَدرٍ سَبعِينَ وَ الأُسَارَي سَبعِينَ قَتَلَ مِنهُم أَمِيرُ المُؤمِنِينَ سَبعَةً وَ عِشرِينَ وَ لَم يُؤسِر أَحَداً فَجَمَعُوا الأُسَارَي وَ قَرَنُوهُم فِي الحِبَالِ وَ سَاقُوهُم عَلَي أَقدَامِهِم وَ جَمَعُوا الغَنَائِمَ وَ قُتِلَ مِن أَصحَابِ رَسُولِ اللّهِص تِسعَةُ رِجَالٍ فِيهِم سَعدُ بنُ خَيثَمَةَ وَ كَانَ مِنَ النّقَبَاءِ فَرَحَلَ رَسُولُ اللّهِص وَ نَزَلَ الأَثِيلَ عِندَ غُرُوبِ الشّمسِ وَ هُوَ مِن بَدرٍ عَلَي سِتّةِ أَميَالٍ فَنَظَرَ رَسُولُ اللّهِ إِلَي عُقبَةَ بنِ أَبِي مُعَيطٍ وَ إِلَي نَضرِ بنِ الحَارِثِ بنِ كَلدَةَ وَ هُمَا فِي قِرَانٍ وَاحِدٍ فَقَالَ النّضرُ لِعُقبَةَ يَا عُقبَةُ أَنَا وَ أَنتَ مَقتُولَانِ قَالَ عُقبَةُ مِن بَينِ قُرَيشٍ قَالَ نَعَم لِأَنّ مُحَمّداً نَظَرَ إِلَينَا نَظرَةً رَأَيتُ فِيهَا القَتلَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا عَلِيّ عَلَيّ بِالنّضرِ وَ عُقبَةَ وَ


صفحه : 260

كَانَ النّضرُ رَجُلًا جَمِيلًا عَلَيهِ شَعرٌ فَجَاءَ عَلِيّ ع فَأَخَذَ بِشَعرِهِ فَجَرّهُ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ النّضرُ يَا مُحَمّدُ أَسأَلُكَ بِالرّحِمِ بيَنيِ‌ وَ بَينَكَ إِلّا أجَريَتنَيِ‌ كَرَجُلٍ مِن قُرَيشٍ إِن قَتَلتَهُم قتَلَتنَيِ‌ وَ إِن فَادَيتَهُم فاَديَتنَيِ‌ وَ إِن أَطلَقتَهُم أطَلقَتنَيِ‌ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا رَحِمَ بيَنيِ‌ وَ بَينَكَ قَطَعَ اللّهُ الرّحِمَ بِالإِسلَامِ قَدّمهُ يَا عَلِيّ فَاضرِب عُنُقَهُ فَقَالَ عُقبَةُ يَا مُحَمّدُ أَ لَم تَقُل لَا تُصبَرُ قُرَيشٌ أَي لَا يُقتَلُونَ صَبراً قَالَ وَ أَنتَ مِن قُرَيشٍ إِنّمَا أَنتَ عِلجٌ مِن أَهلِ صَفّورِيَةَ لَأَنتَ فِي المِيلَادِ أَكبَرُ مِن أَبِيكَ ألّذِي تُدعَي لَهُ لَيسَ مِنهَا قَدّمهُ يَا عَلِيّ فَاضرِب عُنُقَهُ فَقَدّمَهُ وَ ضَرَبَ عُنُقَهُ فَلَمّا قَتَلَ رَسُولُ اللّهِص النّضرَ وَ عُقبَةَ خَافَتِ الأَنصَارُ أَن يُقتَلَ الأُسَارَي كُلّهُم فَقَامُوا إِلَي رَسُولِ اللّهِ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ قَد قَتَلنَا سَبعِينَ وَ أَسَرنَا سَبعِينَ وَ هُم قَومُكَ وَ أُسَارَاكَ هَبهُم لَنَا يَا رَسُولَ اللّهِ وَ خُذ مِنهُمُ الفِدَاءَ وَ أَطلِقهُم فَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيهِمما كانَ لنِبَيِ‌ّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسري حَتّي يُثخِنَ فِي الأَرضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدّنيا وَ اللّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَ اللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ لَو لا كِتابٌ مِنَ اللّهِ سَبَقَ لَمَسّكُم فِيما أَخَذتُم عَذابٌ عَظِيمٌ فَكُلُوا مِمّا غَنِمتُم حَلالًا طَيّباً قَالَ فَأَطلَقَ لَهُم أَن يَأخُذُوا الفِدَاءَ وَ يُطلِقُوهُم وَ شَرَطَ أَنّهُ يُقتَلُ مِنهُم فِي عَامٍ قَابِلٍ بِعَدَدِ مَن يَأخُذُوا مِنهُمُ الفِدَاءَ فَرَضُوا مِنهُ بِذَلِكَ فَلَمّا كَانَ يَومُ أُحُدٍ قُتِلَ مِن أَصحَابِ رَسُولِ اللّهِص سَبعُونَ رَجُلًا فَقَالَ


صفحه : 261

مَن بقَيِ‌َ مِن أَصحَابِهِ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا هَذَا ألّذِي أَصَابَنَا وَ قَد كُنتَ تَعِدُنَا بِالنّصرِ فَأَنزَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِيهِمأَ وَ لَمّا أَصابَتكُم مُصِيبَةٌ قَد أَصَبتُم مِثلَيهابِبَدرٍ قَتَلتُم سَبعِينَ وَ أَسَرتُم سَبعِينَقُلتُم أَنّي هذا قُل هُوَ مِن عِندِ أَنفُسِكُمبِمَا اشتَرَطتُم.

بَيَانٌ القَلُوصُ مِنَ النّاقَةِ هيِ‌َ الشّابّةُ وَ الصّبَاةُ جَمعُ الصاّبيِ‌ وَ أَصلُهُ مَهمُوزٌ وَ هُوَ مَن خَرَجَ مِن دِينٍ إِلَي غَيرِهِ وَ كَانَ الكُفّارُ يُسَمّونَ النّبِيّص وَ أَصحَابَهُ الصّبَاةَ وَ قَالَ الجزَرَيِ‌ّ فِي حَدِيثِ بَدرٍ قَالَ أَبُو جَهلٍ اللّطِيمَةَ اللّطِيمَةَ أَي أَدرِكُوهَا وَ هيِ‌َ مَنصُوبَةٌ وَ اللّطِيمَةُ الجَمّالُ التّيِ‌ تَحمِلُ العِطرَ وَ البَزّ غَيرُ المِيرَةِ قَولُهُ يَا آلَ غَالِبٍ لَعَلّهُم قَالُوا ذَلِكَ تَفَؤّلًا أَو لِأَنّهُم مِن وُلدِ لؤُيَ‌ّ بنِ غَالِبٍ وَ قَالَ فِي النّهَايَةِ قَالَ عُروَةُ لِلمُغِيرَةِ يَا غُدَرُ غُدَرُ مَعدُولٌ عَن غَادِرٍ لِلمُبَالَغَةِ يُقَالُ لِلذّكَرِ غُدَرُ وَ لِلأُنثَي غَدَارِ كَقَطَامِ وَ هُمَا مُختَصّانِ بِالنّدَاءِ فِي الغَالِبِ وَ مِنهُ حَدِيثُ عَاتِكَةَ يَا لَغُدَرُ يَا لَفُجَرُ انتَهَي. وَ فِي بَعضِ النّسَخِ مَكَانَ يَا آلَ غُدَرَ مُكَرّراً يَا آلَ عدُيَ‌ّ يَا آلَ فُهَرٍ وَ هُوَ أَظهَرُ وَ الفِلذَةُ بِالكَسرِ القِطعَةُ قَولُهُ نَشّ فَصَاعِداً النّشّ عِشرُونَ دِرهَماً نِصفُ أُوقِيّةٍ وَ فِي بَعضِ النّسَخِ نَشرٌ بِالرّاءِ المُهمَلَةِ وَ هُوَ الرّائِحَةُ الطّيّبَةُ وَ لَعَلّهُ هُنَا كِنَايَةٌ عَن قَلِيلٍ مِنَ الطّيبِ. وَ قَالَ الجوَهرَيِ‌ّ استَعذَبَ القَومُ مَاءَهُم إِذَا استَقَوه عَذباً وَ يُستَعذَبُ لِفُلَانٍ مِن بِئرِ كَذَا أَي يُستَقَي لَهُ وَ قَالَ فَتّ الشيّ‌ءَ كَسَرَهُ. وَ الخُيَلَاءُ بِضَمّ الخَاءِ أَو كَسرِهَا وَ فَتحِ اليَاءِ الكِبرُ وَ الغَضَاةُ شَجَرَةٌ مَعرُوفَةٌ نَارُهَا تَبقَي كَثِيراً وَ الجَمعُ الغَضَا وَ الهَرَاسُ كَسَحَابٍ شَجَرٌ شَائِكٌ ثَمَرُهُ كَالنّبَقِ وَ قَالَ الجزَرَيِ‌ّ رَجُلٌ نَجِدٌ وَ نَجُدٌ أَي شَدِيدُ البَأسِ وَ مِنهُ حَدِيثُ عَلِيّ أَمّا بَنُو هَاشِمٍ فَأَمجَادٌ أَنجَادٌ أَي أَشِدّاءُ شُجعَانٌ. قَولُهُ أَنتَ عَلَيّ بِذَلِكَ أَي شَاهِدٌ عَلَيّ أَو ضَامِنٌ عَلَيّ بِذَلِكَ قَولُهُ أَن نَخدُرَ بَينَ النّاسِ أَي نَجلِسَ فِي الخُدُورِ مَعَ النّسَاءِ وَ فِي بَعضِ النّسَخِ أَن يُحذَرَ النّاسُ وَ


صفحه : 262

فِي بَعضِهَا أَن يُخذَلَ أَي يُحمَلَ النّاسُ عَلَي الخِذلَانِ وَ تَركِ الحَربِ وَ هُوَ أَصوَبُ وَ العزَاَليِ‌ جَمعُ العَزلَاءِ وَ هُوَ فَمُ المَزَادَةِ الأَسفَلِ شِبهُ اتّسَاعِ المَطَرِ وَ اندِفَاقُهُ باِلذّيِ‌ يَخرُجُ مِن فَمِ المَزَادَةِ وَ الرّذَاذُ المَطَرُ الضّعِيفُ وَ الجَحفَلَةُ بِمَنزِلَةِ الشّفَةِ لِلخَيلِ وَ البِغَالِ وَ الحَمِيرِ وَ الأَكلَةُ المَرّةُ مِنَ الأَكلِ وَ بِالضّمّ اللّقمَةُ وَ الطّعمَةُ وَ النّاقِعُ القَاتِلُ وَ البَالِغُ وَ نَقَعَ المَوتُ كَثُرَ وَ السّحرُ بِالفَتحِ وَ الضّمّ وَ التّحرِيكِ الرّيَةُ قَالَ الجزَرَيِ‌ّ انتَفَخَ سَحرُكَ أَي رِيَتُكَ يُقَالُ ذَلِكَ لِلجَبَانِ. قَولُهُص مَا أَحَدٌ مِنَ العَرَبِ أَي لَيسَ الِابتِدَاءُ بِقِتَالِ أَحَدٍ مِنَ العَرَبِ أَبغَضَ إلِيَ‌ّ مِنَ الِابتِدَاءِ بِقِتَالِكُم وَ قَالَ الجزَرَيِ‌ّ فِي حَدِيثِ النجّاَشيِ‌ّ وَ كَانُوا بِهِم أَعلَي عَيناً أَي أَبصَرَ بِهِم وَ أَعلَمَ بِحَالِهِم وَ قَالَ يُقَالُ لِصَعَالِيكِ العَرَبِ وَ لُصُوصِهَا ذُوبَانٌ لِأَنّهُم كَالذّئَابِ وَ الذُوبَانُ جَمعُ ذِئبٍ وَ الأَصلُ فِيهِ الهَمزُ لَكِنّهُ خُفّفَ فَانقَلَبَت وَاواً. قَولُهُ يُمنٌ مَعَ رَحبٍ أَي مَا أَعظَمَكُم وَ أَوصَاكُم بِهِ مُشتَمِلٌ عَلَي المَيمَنَةِ وَ السّعَةِ ثُمّ السّعَةُ وَ المَيمَنَةُ وَ الإِلّ بِالكَسرِ العَهدُ وَ الحَلفُ وَ الجَارُ وَ القَرَابَةُ وَ قَالَ الجزَرَيِ‌ّ فِي حَدِيثِ عَلِيّ ع


هَذَا جنَاَي‌َ وَ خِيَارُهُ فِيهِ.   إِذ كُلّ جَانٍ يَدُهُ إِلَي فِيهِ.

هَذَا مَثَلٌ أَوّلُ مَن قَالَهُ عَمرٌو ابنُ أُختِ جُذَيمَةَ الأَبرَشِ كَانَ يجَنيِ‌ الكَمأَةَ مَعَ أَصحَابٍ لَهُ فَكَانُوا إِذَا وَجَدُوا خِيَارَ الكَمأَةِ أَكَلُوهَا وَ إِذَا وَجَدَهَا عَمرٌو جَعَلَهَا فِي كُمّهِ حَتّي يأَتيِ‌َ بِهَا خَالَهُ وَ قَالَ هَذِهِ الكَلِمَةَ فَصَارَت مَثَلًا. قَولُهُ اللّهَ اللّهَ بِكَسرِهِمَا بِحَذفِ حَرفِ القَسَمِ أَو بِنَصبِهِمَا بِتَقدِيرِ اذكُر أَو نَحوِهِ يُقَالُ فَتّ عضَدُيِ‌ وَ هَدّ ركُنيِ‌ وَ فَتّ فِي سَاعِدِهِ أَي أَضعَفَهُ وَ الِاعتِجَارُ لَفّ العِمَامَةِ دُونَ التلّحَيّ‌ وَ قَالَ الجزَرَيِ‌ّ الأَحلَافُ سِتّ قَبَائِلَ عَبدُ الدّارِ


صفحه : 263

وَ جُمَحُ وَ مَخزُومٌ وَ عدُيَ‌ّ وَ كَعبٌ وَ سَهمٌ سُمّوا بِذَلِكَ لِأَنّهُم لَمّا رَأَت بَنُو عَبدِ مَنَافٍ أَخَذَ مَا فِي أيَديِ‌ عَبدِ الدّارِ مِنَ الحِجَابَةِ وَ الرّفَادَةِ وَ اللّوَاءِ وَ السّقَايَةِ وَ أَبَت عَبدُ الدّارِ عَقدَ كُلّ قَومٍ عَلَي أَمرِهِم حَلفاً مُؤَكّداً عَلَي أَن لَا يَتَخَاذَلُوا فَأَخرَجَت بَنُو عَبدِ مَنَافٍ جَفنَةً مَملُوّةً طِيباً فَوَضَعَتهَا لِأَحلَافِهِم وَ هُم أَسَدٌ وَ زُهرَةُ وَ تَيمٌ فِي المَسجِدِ عِندَ الكَعبَةِ ثُمّ غَمَسَ القَومُ أَيدِيَهُم فِيهَا وَ تَعَاقَدُوا وَ تَعَاقَدَت بَنُو عَبدِ الدّارِ وَ حُلَفَاؤُهَا حَلفاً آخَرَ مُؤَكّداً فَسُمّوا الأَحلَافَ لِذَلِكَ انتَهَي. وَ انثَلَمَ السّيفُ وَ تَثَلّمَ انكَسَرَ حَرفُهُ وَ الدّرَقَةُ مُحَرّكَةً التّرسُ مِن جِلدٍ بِلَا خَشَبٍ


صفحه : 264

وَ لَا عَقَبٍ قَولُهُ قَد نَهَزَ فِي بَعضِ النّسَخِ بِالنّونِ وَ الزّاءِ المُعجَمَةِ يُقَالُ نَهَزَهُ أَي ضَرَبَهُ وَ دَفَعَهُ وَ النّهزَةُ الفُرصَةُ وَ انتَهَزتُهَا اغتَنَمتُهَا وَ فِي بَعضِهَا انهَرّ بِالرّاءِ المُهمَلَةِ إِمّا مِنَ الهَرِيرِ وَ هُوَ نُبَاحُ الكَلبِ أَو مِن قَولِهِم أَنهَرتُ الدّمَ أَي أَرسَلتُهُ وَ أَنهَرتُ الطّعنَةَ وَسّعتُهَا وَ فِي بَعضِهَا بَهَرَ بِالبَاءِ المُوَحّدَةِ وَ الرّاءِ المُهمَلَةِ مِن قَولِهِ بَهَرَهُ أَي غَلَبَهُ قَولُهُ فَاجزُرُوهُم أَي فَاقتُلُوهُم كَمَا يَجزُرُ الجَزّارُ الإِبِلَ. وَ قَالَ الجزَرَيِ‌ّ النّوَاجِذُ مِنَ الأَسنَانِ التّيِ‌ تَبدُو عِندَ الضّحِكِ وَ الأَظهَرُ الأَشهُرُ أَنّهَا أَقصَي الأَسنَانِ وَ عَضّ عَلَي نَاجِذِهِ صَبَرَ وَ تَصَلّبَ فِي الأُمُورِ. وَ يُقَالُ انسَري الهَمّ عنَيّ‌ وَ سرَيِ‌َ أَيِ انكَشَفَ وَ سَلَتَ الدّمَ أَي أَمَاطَهُ وَ قَالَ الفيِروُزآَباَديِ‌ّ الحَيزُومُ فَرَسُ جَبرَئِيلَ.أَقُولُ لَعَلّ القَائِلَ جَبرَئِيلُ ع يُخَاطِبُ فَرَسَهُ وَ يَحُثّهُ قَالَ فِي النّهَايَةِ فِي حَدِيثِ بَدرٍ أَقدِم حَيزُومُ هُوَ أَمرٌ بِالإِقدَامِ وَ هُوَ التّقَدّمُ فِي الحَربِ وَ الإِقدَامُ الشّجَاعَةُ وَ قَد تُكسَرُ هُمَزَةُ أَقدِم وَ يَكُونُ أَمراً بِالتّقدِيمِ لَا غَيرُ وَ الصّحِيحُ الفَتحُ مِن أَقدَمَ وَ حَيزُومُ جَاءَ فِي التّفسِيرِ أَنّهُ اسمُ فَرَسِ جَبرَئِيلَ أَرَادَ أَقدِم يَا حَيزُومُ فَحُذِفَ حَرفُ النّدَاءِ وَ اليَاءُ فِيهِ زَائِدَةٌ انتَهَي. وَ الرّكلُ الضّربُ بِرِجلٍ وَاحِدَةٍ وَ فِي بَعضِ النّسَخِ فَوَكَزَهُ إِبلِيسُ وَكزَةً يُقَالُ وَكَزَهُ أَي ضَرَبَهُ وَ دَفَعَهُ أَو ضَرَبَهُ بِجَمِيعِ يَدِهِ عَلَي ذَقَنِهِ قَولُهُ فَأَحِنهُ أَي فَأَهلِكهُ فِي غَدَاةِ هَذَا اليَومِ قَالَ الجوَهرَيِ‌ّ الحَينُ بِالفَتحِ الهَلَاكُ يُقَالُ حَانَ الرّجُلُ أَي هَلَكَ وَ أَحَانَهُ اللّهُ. قَولُهُ وَ إِلّا فَاركَب أَكتَافَهُم كِنَايَةٌ عَن تَعَاقُبِهِم وَ اتّبَاعِ مُدَبّرِهِم يُقَالُ قَرَنتُهُمَا قَرناً إِذَا جَمَعتَهُمَا فِي حَبلٍ وَاحِدٍ وَ ذَلِكَ الحَبلُ يُسَمّي القِرَانَ بِالكَسرِ وَ يُقَالُ قُتِلَ فُلَانٌ صَبراً إِذَا حُبِسَ عَلَي القَتلِ حَتّي يُقتَلَ وَ العِلجُ الرّجُلُ مِن


صفحه : 265

كُفّارِ العَجَمِ قَولُهُ أَكبَرُ مِن أَبِيكَ أَي لَستَ أَنتَ ابنَ مَن تدَعّيِ‌ أَنّهُ أَبُوكَ لِأَنّكَ أَكبَرُ سِنّاً مِنَ الرّجُلِ ألّذِي لَيسَ مِن أَهلِ صَفّورِيَةُ وَ تدَعّيِ‌ أُبُوّتَهُ لَكَ فَالضّمِيرُ فِي قَولِهِ مِنهَا رَاجِعٌ إِلَي الصّفّورِيَةِ

4-ب ،[قرب الإسناد] مُحَمّدُ بنُ عِيسَي عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مَيمُونٍ القَدّاحِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَ قَالَ أَبِي كَانَ النّبِيّص أَخَذَ مِنَ العَبّاسِ يَومَ بَدرٍ دَنَانِيرَ كَانَت مَعَهُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا عنِديِ‌ غَيرُهَا فَقَالَ فَأَينَ ألّذِي استَخبَيتَهُ عِندَ أُمّ الفَضلِ فَقَالَ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّكَ رَسُولُ اللّهِ مَا كَانَ مَعَهَا أَحَدٌ حِينَ استَخبَيتُهَا

5-ب ،[قرب الإسناد]بِالإِسنَادِ المَذكُورِ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ أتُيِ‌َ النّبِيّص بِمَالٍ دَرَاهِمَ فَقَالَ النّبِيّص لِلعَبّاسِ يَا عَبّاسُ ابسُط رِدَاكَ وَ خُذ مِن هَذَا المَالِ طَرَفاً فَبَسَطَ رِدَاءَهُ فَأَخَذَ مِنهُ طَائِفَةً ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا عَبّاسُ هَذَا مِنَ ألّذِي قَالَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَييا أَيّهَا النّبِيّ قُل لِمَن فِي أَيدِيكُم مِنَ الأَسري إِن يَعلَمِ اللّهُ فِي قُلُوبِكُم خَيراً يُؤتِكُم خَيراً مِمّا أُخِذَ مِنكُم وَ يَغفِر لَكُم وَ اللّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ

6-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ]ج ،[الإحتجاج ]بِالإِسنَادِ إِلَي أَبِي مُحَمّدٍ العسَكرَيِ‌ّ قَالَأَرسَلَ أَبُو جَهلٍ بَعدَ الهِجرَةِ رِسَالَةً إِلَي النّبِيّص وَ هيِ‌َ أَن قَالَ يَا مُحَمّدُ إِنّ الخُيُوطَ التّيِ‌ فِي رَأسِكَ هيِ‌َ التّيِ‌ ضَيّقَت عَلَيكَ مَكّةَ وَ رَمَت بِكَ إِلَي يَثرِبَ وَ إِنّهَا لَا تَزَالُ بِكَ حَتّي تَنفِرَكَ وَ تَحُثّكَ عَلَي مَا يُفسِدُكَ وَ يُتلِفَكَ إِلَي أَن تُفسِدَهَا عَلَي أَهلِهَا وَ تُصلِيَهُم حَرّ نَارٍ


صفحه : 266

تُعَدّيكَ طَورُكَ وَ مَا أَرَي ذَلِكَ إِلّا وَ سَيَئُولُ إِلَي أَن تَثُورَ عَلَيكَ قُرَيشٌ ثَورَةَ رَجُلٍ وَاحِدٍ لِقَصدِ آثَارِكَ وَ دَفعِ ضَرَرِكَ وَ بَلَائِكَ فَتَلقَاهُم بِسُفَهَائِكَ المُغتَرّينَ بِكَ وَ يُسَاعِدُكَ عَلَي ذَلِكَ مَن هُوَ كَافِرٌ بِكَ مُبغِضٌ لَكَ فَيُلجِؤُهُ إِلَي مُسَاعَدَتِكَ وَ مُظَافَرَتِكَ خَوفُهُ لِأَن يَهلِكَ بِهَلَاكِكَ وَ يَعطَبَ عِيَالُهُ بِعَطَبِكَ وَ يَفتَقِرَ هُوَ وَ مَن يَلِيهِ بِفَقرِكَ وَ بِفَقرِ شِيعَتِكَ إِذ يَعتَقِدُونَ أَنّ أَعدَاءَكَ إِذَا قَهَرُوكَ وَ دَخَلُوا دِيَارَهُم عَنوَةً لَم يُفَرّقُوا بَينَ مَن وَالَاكَ وَ عَادَاكَ وَ اصطَلَمُوهُم بِاصطِلَامِهِم لَكَ وَ أَتَوا عَلَي عِيَالَاتِهِم وَ أَموَالِهِم باِلسبّي‌ِ وَ النّهبِ كَمَا يَأتُونَ عَلَي أَموَالِكَ وَ عِيَالِكَ وَ قَد أَعذَرَ مَن أَنذَرَ وَ بَالَغَ مَن أَوضَحَ فَأُدّيَت هَذِهِ الرّسَالَةُ إِلَي رَسُولِ اللّهِص وَ هُوَ بِظَاهِرِ المَدِينَةِ بِحَضرَةِ كَافّةِ أَصحَابِهِ وَ عَامّةِ الكُفّارِ مِن يَهُودِ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ وَ هَكَذَا أَمَرَ الرّسُولَ لِيُجَبّنَ المُؤمِنِينَ وَ يغُريِ‌َ بِالوَثُوبِ عَلَيهِ سَائِرَ مَن هُنَاكَ مِنَ الكَافِرِينَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لِلرّسُولِ قَد أَطرَيتَ مَقَالَتَكَ وَ استَكمَلتَ رِسَالَتَكَ قَالَ بَلَي قَالَ فَاسمَعِ الجَوَابَ إِنّ أَبَا جَهلٍ بِالمَكَارِهِ وَ العَطَبِ يتَهَدَدّنُيِ‌ وَ رَبّ العَالَمِينَ بِالنّصرِ وَ الظّفَرِ يعَدِنُيِ‌ وَ خَبَرُ اللّهِ أَصدَقُ وَ القَبُولُ مِنَ اللّهِ أَحَقّ لَن يَضُرّ مُحَمّداً مَن


صفحه : 267

خَذَلَهُ أَو يَغضِبُ عَلَيهِ بَعدَ أَن يَنصُرَهُ اللّهُ وَ يَتَفَضّلَ بِجُودِهِ وَ كَرَمِهِ عَلَيهِ قُل لَهُ يَا أَبَا جَهلٍ إِنّكَ راَسلَتنَيِ‌ بِمَا أَلقَاهُ فِي خَلَدِكَ الشّيطَانُ وَ أَنَا أُجِيبُكَ بِمَا أَلقَاهُ فِي خاَطرِيِ‌َ الرّحمَنُ إِنّ الحَربَ بَينَنَا وَ بَينَكَ كَائِنَةٌ إِلَي تِسعَةٍ وَ عِشرِينَ وَ إِنّ اللّهَ سَيَقتُلُكَ فِيهَا بِأَضعَفِ أصَحاَبيِ‌ وَ سَتُلقَي أَنتَ وَ عُتبَةُ وَ شَيبَةُ وَ الوَلِيدُ وَ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ وَ ذَكَرَ عَدَداً مِن قُرَيشٍ فِي قَلِيبِ بَدرٍ مُقَتّلِينَ أَقتُلُ مِنكُم سَبعِينَ وَ آسِرُ مِنكُم سَبعِينَ أَحمِلُهُم عَلَي الفِدَاءِ الثّقِيلِ ثُمّ نَادَي جَمَاعَةَ مَن بِحَضرَتِهِ مِنَ المُؤمِنِينَ وَ اليَهُودِ وَ سَائِرِ الأَخلَاطِ أَ لَا تُحِبّونَ أَن أُرِيَكُم مَصرَعَ كُلّ وَاحِدٍ مِن هَؤُلَاءِ قَالُوا بَلَي قَالَ هَلُمّوا إِلَي بَدرٍ فَإِنّ هُنَاكَ المُلتَقَي وَ المَحشَرَ وَ هُنَاكَ البَلَاءَ الأَكبَرَ لَأَضَعُ قدَمَيِ‌ عَلَي مَوَاضِعِ مَصَارِعِهِم ثُمّ سَتَجِدُونَهَا لَا تَزِيدُ وَ لَا تَنقُصُ وَ لَا تَتَغَيّرُ وَ لَا تَتَقَدّمُ وَ لَا تَتَأَخّرُ لَحظَةً وَ لَا قَلِيلًا وَ لَا كَثِيراً فَلَم يَخَف ذَلِكَ عَلَي أَحَدٍ مِنهُم وَ لَم يُجِبهُ إِلّا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع وَحدَهُ وَ قَالَ نَعَم بِسمِ اللّهِ فَقَالَ البَاقُونَ نَحنُ نَحتَاجُ إِلَي مَركُوبٍ وَ آلَاتٍ وَ نَفَقَاتٍ وَ لَا يُمكِنُنَا الخُرُوجُ إِلَي هُنَاكَ وَ هُوَ مَسِيرَةُ أَيّامٍ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لِسَائِرِ اليَهُودِ فَأَنتُم مَا ذَا تَقُولُونَ قَالُوا نَحنُ نُرِيدُ أَن نَستَقِرّ فِي بُيُوتِنَا وَ لَا حَاجَةَ لَنَا فِي مُشَاهَدَةِ مَا أَنتَ فِي ادّعَائِهِ مُحِيلٌ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا نَصَبَ عَلَيكُم بِالمَصِيرِ إِلَي هُنَاكَ اخطُوا خُطوَةً وَاحِدَةً فَإِنّ اللّهَ يطَويِ‌ الأَرضَ لَكُم وَ يُوصِلُكُم فِي الخُطوَةِ الثّانِيَةِ إِلَي هُنَاكَ قَالَ المُؤمِنُونَ صَدَقَ رَسُولُ اللّهِص فَنَتَشَرّفُ بِهَذِهِ الآيَةِ وَ قَالَ الكَافِرُونَ وَ المُنَافِقُونَ سَوفَ نَمتَحِنُ هَذَا الكَذّابَ


صفحه : 268

لِيُقطَعَ عُذرُ مُحَمّدٍ وَ يَصِيرَ دَعوَاهُ حُجّةً وَاضِحَةً عَلَيهِ وَ فَاضِحَةً لَهُ فِي كَذِبِهِ قَالَ فَخَطَا القَومُ خُطوَةً ثُمّ الثّانِيَةَ فَإِذَا هُم عِندَ بِئرِ بَدرٍ فَعَجِبُوا فَجَاءَ رَسُولُ اللّهِص فَقَالَ اجعَلُوا البِئرَ العَلَامَةَ وَ اذرَعُوا مِن عِندِهَا كَذَا ذِرَاعاً فَذَرَعُوا فَلَمّا انتَهَوا إِلَي آخِرِهَا قَالَ هَذَا مَصرَعُ أَبِي جَهلٍ يَجرَحُهُ فُلَانٌ الأنَصاَريِ‌ّ وَ يُجَهّزُ عَلَيهِ عَبدُ اللّهِ بنُ مَسعُودٍ أَضعَفُ أصَحاَبيِ‌ ثُمّ قَالَ اذرَعُوا مِنَ البِئرِ مِن جَانِبٍ آخَرَ ثُمّ جَانِبٍ آخَرَ ثُمّ جَانِبٍ آخَرَ كَذَا وَ كَذَا ذِرَاعاً وَ ذِرَاعاً وَ ذَكَرَ أَعدَادَ الأَذرُعِ مُختَلِفَةً فَلَمّا انتَهَي كُلّ عَدَدٍ إِلَي آخِرِهِ قَالَ رَسُولُ اللّهِص هَذَا مَصرَعُ عُتبَةَ وَ ذَلِكَ مَصرَعُ الوَلِيدِ وَ هَذَا مَصرَعُ شَيبَةَ وَ سَيُقتَلُ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ إِلَي أَن سَمّي تَمَامَ سَبعِينَ مِنهُم بِأَسمَائِهِم وَ سَيُؤسَرُ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ إِلَي أَن ذَكَرَ سَبعِينَ مِنهُم بِأَسمَائِهِم وَ أَسمَاءِ آبَائِهِم وَ صِفَاتِهِم وَ نَسَبَ المَنسُوبِينَ إِلَي الآبَاءِ مِنهُم وَ نَسَبَ الموَاَليِ‌َ مِنهُم إِلَي مَوَالِيهِم ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَوقَفتُم عَلَي مَا أَخبَرتُكُم بِهِ قَالُوا بَلَي قَالَ إِنّ ذَلِكَ لَحَقّ كَائِنٌ بَعدَ ثَمَانِيَةٍ وَ عِشرِينَ يَوماً مِنَ اليَومِ فِي اليَومِ التّاسِعِ وَ العِشرِينَ وَعداً مِنَ اللّهِ مَفعُولًا وَ قَضَاءً حَتماً لَازِماً

بيان الخلد بالتحريك الروع والقلب

7-فس ،[تفسير القمي‌]وَ ما كانَ لنِبَيِ‌ّ أَن يَغُلّ وَ مَن يَغلُل يَأتِ بِما غَلّ يَومَ القِيامَةِنَزَلَت فِي حَربِ بَدرٍ وَ كَانَ سَبَبُ نُزُولِهَا أَنّهُ كَانَ فِي الغَنِيمَةِ التّيِ‌ أَصَابُوهَا يَومَ بَدرٍ قَطِيفَةً حَمرَاءَ فَفُقِدَت فَقَالَ رَجُلٌ مِن أَصحَابِ رَسُولِ اللّهِص مَا لَنَا لَا نَرَي القَطِيفَةَ


صفحه : 269

مَا أَظُنّ إِلّا رَسُولَ اللّهِص أَخَذَهَا فَأَنزَلَ اللّهُ فِي ذَلِكَوَ ما كانَ لنِبَيِ‌ّ أَن يَغُلّ إِلَي قَولِهِوَ هُم لا يُظلَمُونَفَجَاءَ رَجُلٌ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ إِنّ فُلَاناً قَد غَلّ قَطِيفَةً فَاحتَفَرَهَا هُنَالِكَ فَأَمَرَ رَسُولُ اللّهِص بِحَفرِ ذَلِكَ المَوضِعِ فَأَخرَجَ القَطِيفَةَ

8-فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَن فَضَالَةَ بنِ أَيّوبَ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ قَالَسَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَنِ الأَنفَالِ فَقَالَ هيِ‌َ القُرَي التّيِ‌ قَد خَرِبَت وَ انجَلَي أَهلُهَا فهَيِ‌َ لِلّهِ وَ لِلرّسُولِ وَ مَا كَانَ لِلمُلُوكِ فَهُوَ لِلإِمَامِ وَ مَا كَانَ مِن أَرضِ الجِزيَةِ لَم يُوجَف عَلَيهَا بِخَيلٍ وَ لَا رِكَابٍ وَ كُلّ أَرضٍ لَا رَبّ لَهَا وَ المَعَادِنُ مِنهَا وَ مَن مَاتَ وَ لَيسَ لَهُ مَولًي فَمَالُهُ مِنَ الأَنفَالِ وَ قَالَ نَزَلَت يَومَ بَدرٍ لَمّا انهَزَمَ النّاسُ كَانَ أَصحَابُ رَسُولِ اللّهِص عَلَي ثَلَاثِ فِرَقٍ فَصِنفٌ كَانُوا عِندَ خَيمَةِ النّبِيّص وَ صِنفٌ أَغَارُوا عَلَي النّهبِ وَ فِرقَةٌ طَلَبَتِ العَدُوّ وَ أَسَرُوا وَ غَنِمُوا فَلَمّا جَمَعُوا الغَنَائِمَ وَ الأُسَارَي تَكَلّمَتِ الأَنصَارُ فِي الأُسَارَي فَأَنزَلَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيما كانَ لنِبَيِ‌ّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسري حَتّي يُثخِنَ فِي الأَرضِ فَلَمّا أَبَاحَ اللّهُ لَهُم الأُسَارَي وَ الغَنَائِمَ تَكَلّمَ سَعدُ بنُ مُعَاذٍ وَ كَانَ مِمّن أَقَامَ عِندَ خَيمَةِ النّبِيّص فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِص مَا مُنِعنَا أَن نَطلُبَ العَدُوّ زَهَادَةً فِي الجِهَادِ وَ لَا جُبناً عَنِ العَدُوّ وَ لَكِنّا خِفنَا أَن نعُريِ‌َ مَوضِعَكَ فَتَمِيلَ عَلَيكَ خَيلُ المُشرِكِينَ وَ قَد أَقَامَ عِندَ الخَيمَةِ وُجُوهُ المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ وَ لَم يَشكُ أَحَدٌ مِنهُم فِيمَا حَسِبتُهُ وَ النّاسُ كَثِيرُونَ يَا رَسُولَ اللّهِ


صفحه : 270

وَ الغَنَائِمُ قَلِيلَةٌ وَ مَتَي نعُطيِ‌[نُعطِ]هَؤُلَاءِ لَم يَبقَ لِأَصحَابِكَ شَيءٌ وَ خَافَ أَن يَقسِمَ رَسُولُ اللّهِ الغَنَائِمَ وَ أَسلَابَ القَتلَي بَينَ مَن قَاتَلَ وَ لَا يعُطيِ‌َ مَن تَخَلّفَ عَلَي خَيمَةِ رَسُولِ اللّهِص شَيئاً فَاختَلَفُوا فِيمَا بَينَهُم حَتّي سَأَلُوا رَسُولَ اللّهِص فَقَالُوا لِمَن هَذِهِ الغَنَائِمُ فَأَنزَلَ اللّهُيَسئَلُونَكَ عَنِ الأَنفالِ قُلِ الأَنفالُ لِلّهِ وَ الرّسُولِفَرَجَعَ النّاسُ وَ لَيسَ لَهُم فِي الغَنِيمَةِ شَيءٌ ثُمّ أَنزَلَ اللّهُ بَعدَ ذَلِكَوَ اعلَمُوا أَنّما غَنِمتُم مِن شَيءٍ فَأَنّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَ لِلرّسُولِ وَ لذِيِ‌ القُربي وَ اليَتامي وَ المَساكِينِ وَ ابنِ السّبِيلِ وَ قَسَمَهُ رَسُولُ اللّهِص بَينَهُم فَقَالَ سَعدُ بنُ أَبِي وَقّاصٍ يَا رَسُولَ اللّهِ أَ تعُطيِ‌ فَارِسَ القَومِ ألّذِي يَحمِيهِم مِثلَ مَا تعُطيِ‌ الضّعِيفَ فَقَالَ النّبِيّص ثَكِلَتكَ أُمّكَ وَ هَل تُنصَرُونَ إِلّا بِضُعَفَائِكُم قَالَ فَلَم يُخَمّس رَسُولُ اللّهِص بِبَدرٍ وَ قَسَمَهُ بَينَ أَصحَابِهِ ثُمّ استَقبَلَ يَأخُذُ الخُمُسَ بَعدَ بَدرٍ وَ نَزَلَ قَولُهُيَسئَلُونَكَ عَنِ الأَنفالِ بَعدَ انقِضَاءِ حَربِ بَدرٍ

9- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ بنِ أَبِي رَافِعٍ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ الحسُيَنيِ‌ّ عَن عِيسَي بنِ مِهرَانَ عَن يَحيَي بنِ الحَسَنِ بنِ فُرَاتٍ عَن ثَعلَبَةَ بنِ زَيدٍ الأنَصاَريِ‌ّ قَالَ سَمِعتُ جَابِرَ بنَ عَبدِ اللّهِ الأنَصاَريِ‌ّ رَحِمَهُ اللّهُ يَقُولُ تَمَثّلَ إِبلِيسُ لَعَنَهُ اللّهُ فِي أَربَعِ صُوَرٍ تَمَثّلَ يَومَ بَدرٍ فِي صُورَةِ سُرَاقَةَ بنِ جُعشُمٍ المدُلجِيِ‌ّ فَقَالَ لِقُرَيشٍلا غالِبَ لَكُمُ اليَومَ مِنَ النّاسِ وَ إنِيّ‌ جارٌ لَكُم فَلَمّا تَراءَتِ الفِئَتانِ نَكَصَ عَلي عَقِبَيهِ وَ قالَ إنِيّ‌ برَيِ‌ءٌ مِنكُمالخَبَرَ


صفحه : 271

10- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] أَبُو عَمرٍو عَن أَحمَدَ عَن أَحمَدَ بنِ يَحيَي عَن عَبدِ الرّحمَنِ عَن أَبِيهِ عَنِ الأَعمَشِ عَن عَمرِو بنِ مُرّةَ عَن أَبِي عُبَيدَةَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مَسعُودٍ أَنّهُ قَالَ لَمّا كَانَ يَومُ بَدرٍ وَ أُسِرَتِ الأَسرَي قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَا تَرَونَ فِي هَؤُلَاءِ القَومِ فَقَالَ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ يَا رَسُولَ اللّهِ هُمُ الّذِينَ كَذّبُوكَ وَ أَخرَجُوكَ فَاقتُلهُم ثُمّ قَالَ أَبُو بَكرٍ يَا رَسُولَ اللّهِ هُم قَومُكَ وَ عَشِيرَتُكَ وَ لَعَلّ اللّهَ يَستَنقِذُهُم بِكَ مِنَ النّارِ ثُمّ قَالَ عَبدُ اللّهِ بنُ رَوَاحَةَ أَنتَ بِوَادٍ كَثِيرِ الحَطَبِ فَاجمَع حَطَباً فَأَلهِب فِيهِ نَاراً وَ أَلقِهِم فِيهِ فَقَالَ العَبّاسُ بنُ عَبدِ المُطّلِبِ قَطَعَكَ رَحِمُكَ قَالَ ثُمّ إِنّ رَسُولَ اللّهِص قَامَ فَدَخَلَ وَ أَكثَرَ النّاسُ فِي قَولِ أَبِي بَكرٍ وَ عُمَرَ فَقَالَ بَعضُهُم القَولُ مَا قَالَ أَبُو بَكرٍ وَ قَالَ بَعضُهُم القَولُ مَا قَالَ عُمَرُ فَخَرَجَ رَسُولُ اللّهِص فَقَالَ مَا اختِلَافُكُم يَا أَيّهَا النّاسُ فِي قَولِ هَذَينِ الرّجُلَينِ إِنّمَا مَثَلُهُمَا مَثَلُ إِخوَةٍ لَهُمَا مِمّن كَانَ قَبلَهُمَا نُوحٍ وَ اِبرَاهِيمَ وَ مُوسَي وَ عِيسَي ع قَالَ نُوحٌرَبّ لا تَذَر عَلَي الأَرضِ مِنَ الكافِرِينَ دَيّاراً وَ قَالَ اِبرَاهِيمُفَمَن تبَعِنَيِ‌ فَإِنّهُ منِيّ‌ وَ مَن عصَانيِ‌ فَإِنّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ وَ قَالَ مُوسَيرَبّنَا اطمِس


صفحه : 272

عَلي أَموالِهِم وَ اشدُد عَلي قُلُوبِهِم فَلا يُؤمِنُوا حَتّي يَرَوُا العَذابَ الأَلِيمَ وَ قَالَ عِيسَيإِن تُعَذّبهُم فَإِنّهُم عِبادُكَ وَ إِن تَغفِر لَهُم فَإِنّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ ثُمّ قَالَ يَا أَيّهَا النّاسُ إِنّ بِكُم عَيلَةً فَلَا يَنقَلِبَنّ مِنكُم أَحَدٌ إِلّا بِفِدَاءٍ أَو ضَربَةِ عُنُقٍ فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ إِلّا سَهلَ بنَ بَيضَاءَ وَ قَد كُنتُ سَمِعتُهُ يَذكُرُ الإِسلَامَ بِمَكّةَ قَالَ فَسَكَتَ رَسُولُ اللّهِص فَلَم يُحِر قَالَ فَلَقَد جَعَلتُ أَنظُرُ إِلَي السّمَاءِ مَتَي تَقَعُ عَلَيّ الحِجَارَةُ فإَنِيّ‌ قَدّمتُ بَينَ يدَيَ‌ رَسُولِ اللّهِص قَالَ ثُمّ إِنّ النّبِيّص قَالَ إِلّا سَهلَ بنَ بَيضَاءَ قَالَ فَفَرِحتُ فَرَحاً مَا فَرِحتُ مِثلَهُ قَطّ قَالَ الأَعمَشُ فَكَانَ فِدَاؤُهُم سِتّينَ أُوقِيّةً

بيان أثر الوضع في أكثر أجزاء الخبر ظاهر لاسيما في قوله مثل إخوة لهما كماسنوضحه في كتاب الفتن إن شاء الله تعالي

11- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ بنِ حَشِيشٍ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ عَلِيّ بنِ عَبدِ الوَهّابِ


صفحه : 273

عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ عَن عَلِيّ بنِ عُبَيدِ اللّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسحَاقَ الضبّيّ‌ّ عَن نَصرِ بنِ حَمّادٍ عَن شُعبَةَ عَنِ السدّيّ‌ّ عَن مُقَسّمٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ وَقَفَ رَسُولُ اللّهِص عَلَي قَتلَي بَدرٍ فَقَالَ جَزَاكُمُ اللّهُ مِن عِصَابَةٍ شَرّاً لَقَد كذَبّتمُوُنيِ‌ صَادِقاً وَ خَوّنتُم أَمِيناً ثُمّ التَفَتَ إِلَي أَبِي جَهلِ بنِ هِشَامٍ فَقَالَ إِنّ هَذَا أَعتَي عَلَي اللّهِ مِن فِرعَونَ إِنّ فِرعَونَ لَمّا أَيقَنَ بِالهَلَاكِ وَحّدَ اللّهَ وَ إِنّ هَذَا لَمّا أَيقَنَ بِالهَلَاكِ دَعَا بِاللّاتِ وَ العُزّي

12- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] ابنُ الصّلتِ عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الحسُيَنيِ‌ّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ عَلِيّ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ عَلَيهِمُ السّلَامَ أَنّ النّبِيّص قَالَ يَومَ بَدرٍ لَا تَأسِرُوا أَحَداً مِن بنَيِ‌ عَبدِ المُطّلِبِ فَإِنّمَا أُخرِجُوا كُرهاً

13- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] ابنُ الصّلتِ عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن عَبدِ المَلِكِ الطّحّانِ عَن هَارُونَ بنِ عِيسَي عَن عَبدِ اللّهِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع أَنّ رَسُولَ اللّهِص سَافَرَ إِلَي بَدرٍ فِي شَهرِ رَمَضَانَ وَ افتَتَحَ مَكّةَ فِي شَهرِ رَمَضَانَ

14-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّهُ لَمّا قَدِمَ العَبّاسُ المَدِينَةَ سَهَرَ النّبِيّص تِلكَ اللّيلَةَ فَقِيلَ


صفحه : 274

لَهُ فِي ذَلِكَ قَالَ سَمِعتُ حِسّ العَبّاسِ فِي وَثَاقِهِ فَأُطلِقَ فَقَالَ يَا عَبّاسُ افدِ نَفسَكَ وَ ابنيَ‌ أَخِيكَ عَقِيلًا وَ نَوفَلَ بنَ الحَارِثِ فَإِنّكَ ذُو مَالٍ فَقَالَ إنِيّ‌ كُنتُ مُسلِماً وَ لَكِن قوَميِ‌ استَكرَهُوا عَلَيّ فَقَالَص اللّهُ أَعلَمُ بِشَأنِكَ أَمّا ظَاهِرُ أَمرِكَ كُنتَ عَلَينَا فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ قَد أُخِذَ منِيّ‌ عِشرُونَ أُوقِيّةً مِن ذَهَبٍ فَاحسُبهَا لِي مِن فدَاَئيِ‌ قَالَ لَا ذَلِكَ شَيءٌ أَعطَانَا اللّهُ مِنكَ قَالَ فَإِنّهُ لَيسَ لِي مَالٌ قَالَ فَأَينَ المَالُ ألّذِي دَفَعتَ بِمَكّةَ إِلَي أُمّ الفَضلِ حِينَ خَرَجتَ فَقُلتَ إِن أصَاَبنَيِ‌ فِي سفَرَيِ‌ هَذَا شَيءٌ فَلِلفَضلِ كَذَا وَ لِقُثَمَ كَذَا وَ لِعَبدِ اللّهِ كَذَا وَ لِعُبَيدِ اللّهِ كَذَا قَالَ فَوَ ألّذِي بَعَثَكَ بِالحَقّ نَبِيّاً مَا عَلِمَ بِذَلِكَ أَحَدٌ غيَريِ‌ وَ غَيرُهَا فَأَنَا أَعلَمُ أَنّكَ رَسُولُ اللّهِص

15-شا،[الإرشاد] و أماالجهاد ألذي ثبتت به قواعد الإسلام واستقرت بثبوتها شرائع الملة والأحكام فقد تخصص منه أمير المؤمنين عليه السلام بما اشتهر ذكره في الأنام واستفاض الخبر به بين الخاص والعام و لم يختلف فيه العلماء و لاتنازع في صحته الفهماء و لاشك فيه إلاغفل لم يتأمل الأخبار و لادفعه أحد ممن نظر في الآثار إلامعاند بهات لايستحي‌ من العار فمن ذلك ما كان منه ص في غزاة بدر المذكورة في القرآن وهي‌ أول حرب كان به الامتحان وملأت رهبتها


صفحه : 275

صدور المعدودين من المسلمين في الشجعان وراموا التأخر عنها لخوفهم منها وكراهتهم لها علي ماجاء به محكم الذكر في التبيان حيث يقول جل اسمه فيما قص من نبئهم علي الشرح له والبيان كَما أَخرَجَكَ رَبّكَ مِن بَيتِكَ بِالحَقّ وَ إِنّ فَرِيقاً مِنَ المُؤمِنِينَ لَكارِهُونَ يُجادِلُونَكَ فِي الحَقّ بَعدَ ما تَبَيّنَ كَأَنّما يُساقُونَ إِلَي المَوتِ وَ هُم يَنظُرُونَ في الآي‌ المتصلة بذلك إلي قوله تعالي وَ لا تَكُونُوا كَالّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيارِهِم بَطَراً وَ رِئاءَ النّاسِ وَ يَصُدّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَ اللّهُ بِما يَعمَلُونَ مُحِيطٌ إلي آخر السورة فإن الخبر عن أحوالهم فيهايتلو بعضه بعضا و إن اختلفت ألفاظه اتفقت معانيه و كان من جملة خبر هذاالغزاة أن المشركين حضروا بدرا مصرين علي القتال مستظهرين فيه بكثرة الأموال والعدد والعدة والرجال والمسلمون إذ ذاك نفر قليل عددهم هناك وحضرته طوائف منهم بغير اختيار وشهدته علي الكراهة منها والاضطرار فتحدثهم قريش بالبراز ودعتهم إلي المصافة والنزال واقترحت في اللقاء منهم الأكفاء وتطاولت الأنصار لمبارزتهم فمنعهم النبي ص من ذلك فقال لهم إن القوم دعوا الأكفاء منهم ثم أمر عليا أمير المؤمنين عليه السلام بالبروز إليهم ودعا حمزة بن عبدالمطلب وعبيدة بن الحارث رضوان الله عليهما أن يبرزا معه فلما اصطفوا لهم لم يثبتهم القوم لأنهم كانوا قدتغفروا فسألوهم من أنتم فانتسبوا لهم فقالوا أكفاء كرام ونشبت الحرب بينهم وبارز الوليد أمير المؤمنين عليه السلام فلم يلبثه حتي قتله


صفحه : 276

وبارز عتبة حمزة رضي‌ الله عنه فقتله حمزة وبارز شيبة عبيدة رضي‌ الله عنه فاختلفت بينهما ضربتان قطعت إحداهما فخذ عبيدة فاستنقذه أمير المؤمنين عليه السلام بضربة بدر بهاشيبة فقتله وشركه في ذلك حمزة رضي‌ الله عنه فكان قتل هؤلاء الثلاثة أول وهن لحق المشركين وذل دخل عليهم ورهبة اعتراهم بهاالرعب من المسلمين وظهر بذلك أمارات نصر المسلمين ثم بارز أمير المؤمنين عليه السلام العاص بن سعيد بن العاص بعد أن أحجم عنه من سواه فلم يلبثه أن قتله وبرز إليه حنظلة بن أبي سفيان فقتله وبرز إليه بعده طعيمة بن عدي‌ فقتله وقتل بعده نوفل بن خويلد و كان من شياطين قريش و لم يزل يقتل واحدا منهم بعدواحد حتي أتي علي شطر المقتولين منهم وكانوا سبعين رجلا تولي كافة من حضر بدرا من المسلمين مع ثلاثة آلاف من الملائكة المسومين قتل الشطر منهم وتولي أمير المؤمنين عليه السلام قتل الشطر الآخر وحده بمعونة الله له وتأييده وتوفيقه ونصره و كان الفتح له بذلك و علي يديه وختم الأمر بمناولة النبي ص كفا من الحصي فرمي بها في وجوههم و قال لهم شاهت الوجوه فلم يبق أحد منهم


صفحه : 277

إلاولي الدبر بذلك منهزما وكفي الله المؤمنين القتال بأمير المؤمنين عليه السلام في نصرة الدين من خاصة آل الرسول عليه وآله السلام و من أيدهم به من الملائكة الكرام كما قال الله تعالي وَ كَفَي اللّهُ المُؤمِنِينَ القِتالَ وَ كانَ اللّهُ قَوِيّا عَزِيزاً

16-شا،[الإرشاد] قدأثبتت رواة العامة والخاصة معا أسماء الذين تولي أمير المؤمنين عليه السلام قتلهم ببدر من المشركين علي اتفاق فيما نقلوه من ذلك واصطلاح فكان ممن سموه الوليد بن عتبة كماقدمناه و كان شجاعا جريا وقاحا فتاكا تهابه الرجال والعاص بن سعيد و كان هولا عظيما تهابه الأبطال و هو ألذي حاد عنه عمر بن الخطاب وقصته فيما ذكرناه مشهورة نحن نبينها فيما نورده بعد إن شاء الله تعالي وطعيمة بن عدي‌ بن نوفل و كان من رءوس أهل الضلال ونوفل بن خويلد و كان من أشد المشركين عداوة لرسول الله ص وكانت قريش تقدمه وتعظمه وتطيعه و هو ألذي قرن أبابكر وطلحة قبل الهجرة بمكة وأوثقهما بحبل وعذبهما يوما إلي الليل حتي سئل في أمرهما و لماعرف رسول الله عليه السلام حضوره بدرا سأل الله أن يكفيه أمره فقال أللهم اكفني‌ نوفل بن خويلد فقتله أمير المؤمنين عليه السلام وزمعة بن الأسود والحارث بن زمعة والنضر بن الحارث بن عبدالدار وعمير بن عثمان بن كعب بن تيم عم طلحة بن عبيد الله و


صفحه : 278

عثمان ومالك ابنا عبيد الله أخوا طلحة بن عبيد الله ومسعود بن أمية بن المغيرة وقيس بن الفاكه بن المغيرة وحذيفة بن أبي حذيفة بن المغيرة و أبوقيس ابن الوليد بن المغيرة وحنظلة بن أبي سفيان وعمرو بن مخزوم و أبومنذر بن أبي رفاعة ومنبه بن الحجاج السهمي‌ والعاص بن منبه وعلقمة بن كلدة و أبوالعاص بن قيس بن عدي‌ ومعاوية بن المغيرة بن أبي العاص ولوذان بن ربيعة و عبد الله بن المنذر بن أبي رفاعة ومسعود بن أمية بن المغيرة وحاجب بن السائب بن عويمر وأوس بن المغيرة بن لوذان وزيد بن مليص وعاصم بن أبي عوف وسعيد بن وهب حليف بني‌ عامر ومعاوية بن عامر بن عبدالقيس و عبد الله بن جميل بن زهير بن الحارث بن أسد والسائب بن مالك و أبوالحكم بن الأخنس وهشام بن أبي أمية بن المغيرة فذلك خمسة وثلاثون


صفحه : 279

رجلا سوي من اختلف فيه أوشرك أمير المؤمنين عليه السلام فيه غيره وهم أكثر من شطر المقتولين ببدر علي ماقدمناه

17-شا،[الإرشاد]رَوَي شُعبَةُ عَن أَبِي إِسحَاقَ عَن حَارِثِ بنِ مُضَرّبٍ قَالَ سَمِعتُ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ عَلَيهِ السّلَامُ يَقُولُ لَقَد حَضَرنَا بَدراً وَ مَا فِينَا فَارِسٌ غَيرُ المِقدَادِ بنِ الأَسوَدِ وَ لَقَد رَأَيتُنَا لَيلَةَ بَدرٍ وَ مَا فِينَا إِلّا مَن نَامَ غَيرُ رَسُولِ اللّهِص فَإِنّهُ كَانَ مُنتَصِباً فِي أَصلِ شَجَرَةٍ يصُلَيّ‌ فِيهَا وَ يَدعُو حَتّي الصّبَاحِ

18-شا،[الإرشاد] عَلِيّ بنُ هَاشِمٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ أَبِي رَافِعٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ أَبِي رَافِعٍ مَولَي رَسُولِ اللّهِص قَالَ لَمّا أَصبَحَ النّاسُ يَومَ بَدرٍ اصطَفّت قُرَيشٌ أَمَامَهَا عُتبَةُ بنُ رَبِيعَةَ وَ أَخُوهُ شَيبَةُ وَ ابنُهُ الوَلِيدُ فَنَادَي عُتبَةُ رَسُولَ اللّهِص فَقَالَ يَا مُحَمّدُ أَخرِج إِلَينَا أَكفَاءَنَا مِن قُرَيشٍ فَبَدَرَ إِلَيهِم ثَلَاثَةٌ مِن شُبّانِ الأَنصَارِ فَقَالَ لَهُم عُتبَةُ مَن أَنتُم فَانتَسِبُوا لَهُ فَقَالَ لَهُم لَا حَاجَةَ بِنَا إِلَي مُبَارَزَتِكُم إِنّمَا طَلَبنَا بنَيِ‌ عَمّنَا فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لِلأَنصَارِ ارجِعُوا إِلَي مَوَاقِفِكُم ثُمّ قَالَ قُم يَا عَلِيّ قُم يَا حَمزَةُ قُم يَا عُبَيدَةُ قَاتِلُوا عَلَي حَقّكُمُ ألّذِي بَعَثَ اللّهُ بِهِ نَبِيّكُم إِذ جَاءُوا بِبَاطِلِهِم لِيُطفِئُوا نُورَ اللّهِ فَقَامُوا فَصَافّوا القَومَ وَ كَانَ عَلَيهِمُ البَيضُ وَ لَم يُعرَفُوا فَقَالَ لَهُم عُتبَةُ تَكَلّمُوا فَإِن كُنتُم أَكفَاءَنَا قَاتَلنَاكُم فَقَالَ حَمزَةُ أَنَا حَمزَةُ بنُ عَبدِ المُطّلِبِ أَسَدُ اللّهِ وَ أَسَدُ رَسُولِهِ فَقَالَ عُتبَةُ كُفوٌ كَرِيمٌ وَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع أَنَا عَلِيّ بُنِ أَبِي طَالِبٍ وَ قَالَ عُبَيدَةُ أَنَا عُبَيدَةُ بنُ الحَارِثِ بنِ عَبدِ المُطّلِبِ


صفحه : 280

فَقَالَ عُتبَةُ لِابنِهِ الوَلِيدِ قُم يَا وَلِيدُ فَبَرَزَ إِلَيهِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ كَانَا إِذ ذَاكَ أَصغَرَ الجَمَاعَةِ سِنّاً فَاختَلَفَا ضَربَتَينِ أَخطَأَت ضَربَةُ الوَلِيدِ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ عَلَيهِ السّلَامُ وَ اتّقَي بِيَدِهِ اليُسرَي ضَربَةَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلَيهِ السّلَامُ فَأَبَانَهَا فرَوُيِ‌َ أَنّهُ كَانَ يَذكُرُ بَدراً وَ قَتلَهُ الوَلِيدَ فَقَالَ فِي حَدِيثِهِ كأَنَيّ‌ أَنظُرُ إِلَي وَمِيضِ خَاتَمِهِ فِي شِمَالِهِ ثُمّ ضَرَبتُهُ ضَربَةً أُخرَي فَصَرَعتُهُ وَ سَلَبتُهُ فَرَأَيتُ بِهِ رَدعاً مِن خَلُوقٍ فَعَلِمتُ أَنّهُ قَرِيبُ عَهدٍ بِعُرسٍ ثُمّ بَارَزَ عُتبَةُ حَمزَةَ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ فَقَتَلَهُ حَمزَةُ وَ مَشَي عُبَيدَةُ وَ كَانَ أَسَنّ القَومِ إِلَي شَيبَةَ فَاختَلَفَا ضَربَتَينِ فَأَصَابَ ذُبَابُ سَيفِ شَيبَةَ عَضَلَةِ سَاقِ عُبَيدَةَ فَقَطَعَهَا وَ استَنقَذَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلَيهِ السّلَامُ وَ حَمزَةُ مِنهُ وَ قَتَلَا شَيبَةَ وَ حُمِلَ عُبَيدَةُ مِن مَكَانِهِ فَمَاتَ بِالصّفرَاءِ وَ فِي قَتلِ عُتبَةَ وَ شَيبَةَ وَ الوَلِيدِ تَقُولُ هِندٌ بِنتُ عُتبَةَ


أَيَا عَينُ جوُديِ‌ بِدَمعٍ سَرِبٍ   عَلَي خَيرِ خِندِفٍ لَم يَنقَلِب

تَدَاعَي لَهُ رَهطُهُ غُدوَةً   بَنُو هَاشِمٍ وَ بَنُو المُطّلِبِ

يُذِيقُونَهُ حَدّ أَسيَافِهِم   يُعِرّونَهُ بَعدَ مَا قَد شَجِبَ

وَ رَوَي الحَسَنُ بنُ حُمَيدٍ قَالَ حَدّثَنَا أَبُو غَسّانَ قَالَ حَدّثَنَا أَبُو إِسمَاعِيلَ عُمَيرُ بنُ بَكّارٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلَيهِ السّلَامُ لَقَد تَعَجّبتُ يَومَ بَدرٍ مِن جُرأَةِ القَومِ وَ قَد قَتَلتُ الوَلِيدَ بنَ عُتبَةَ وَ قَتَلَ حَمزَةُ عُتبَةَ وَ شَرِكتُهُ فِي قَتلِ شَيبَةَ إِذ أَقبَلَ إلِيَ‌ّ حَنظَلَةُ بنُ أَبِي سُفيَانَ فَلَمّا دَنَا منِيّ‌ ضَرَبتُهُ ضَربَةً بِالسّيفِ فَسَالَت عَينَاهُ وَ لَزِمَ الأَرضَ قَتِيلًا وَ رَوَي أَبُو بَكرٍ الهذُلَيِ‌ّ عَنِ الزهّريِ‌ّ عَن صَالِحِ بنِ كَيسَانَ قَالَ

مَرّ عُثمَانُ بنُ عَفّانَ بِسَعِيدِ بنِ العَاصِ فَقَالَ انطَلِق بِنَا إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عُمَرَ بنِ الخَطّابِ نَتَحَدّثُ عِندَهُ فَانطَلَقَا قَالَ فَأَمّا عُثمَانُ فَصَارَ إِلَي مَجلِسِهِ ألّذِي يَشتَهِيهِ وَ


صفحه : 281

أَمّا أَنَا فَمِلتُ إِلَي نَاحِيَةِ القَومِ فَنَظَرَ إلِيَ‌ّ عُمَرُ وَ قَالَ مَا لِي أَرَاكَ كَأَنّ فِي نَفسِكَ عَلَيّ شَيئاً أَ تَظُنّ أنَيّ‌ قَتَلتُ أَبَاكَ وَ اللّهِ لَوَدِدتُ أنَيّ‌ كُنتُ قَاتِلَهُ وَ لَو قَتَلتُهُ لَم أَعتَذِر مِن قَتلِ كَافِرٍ وَ لكَنِيّ‌ مَرَرتُ بِهِ فِي يَومِ بَدرٍ فَرَأَيتُهُ يَبحَثُ لِلقِتَالِ كَمَا يَبحَثُ الثّورُ بِقَرنِهِ وَ إِذَا شَدقَاهُ قَد أَزبَدَا كَالوَزَغِ فَلَمّا رَأَيتُ ذَلِكَ هِبتُهُ وَ رُغتُ عَنهُ فَقَالَ إِلَي أَينَ يَا ابنَ الخَطّابِ وَ صَمَدَ لَهُ عَلِيّ فَتَنَاوَلَهُ فَوَ اللّهِ مَا رِمتُ مكَاَنيِ‌ حَتّي قَتَلَهُ قَالَ وَ كَانَ عَلِيّ عَلَيهِ السّلَامُ حَاضِراً فِي المَجلِسِ فَقَالَ أللّهُمّ غَفراً ذَهَبَ الشّركُ بِمَا فِيهِ وَ مَحَا الإِسلَامُ مَا تَقَدّمَ فَمَا لَكَ تُهَيّجُ النّاسَ عَلَيّ فَكَفّ عُمَرُ فَقَالَ سَعِيدٌ أَمَا إِنّهُ مَا كَانَ يسَرُنّيِ‌ أَن يَكُونَ قَاتِلُ أَبِي غَيرَ ابنِ عَمّهِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَ أَنشَأَ القَومُ فِي حَدِيثٍ آخَرَ وَ رَوَي مُحَمّدُ بنُ إِسحَاقَ عَن يَزِيدَ بنِ رُومَانَ عَن عُروَةَ بنِ الزّبَيرِ أَنّ عَلِيّاً عَلَيهِ السّلَامُ أَقبَلَ يَومَ بَدرٍ نَحوَ طُعَيمَةَ بنِ عدَيِ‌ّ بنِ نَوفَلٍ فَشَجَرَهُ بِالرّمحِ وَ قَالَ لَهُ وَ اللّهِ لَا تُخَاصِمُنَا فِي اللّهِ بَعدَ اليَومِ أَبَداً وَ رَوَي عَبدُ الرّزّاقِ عَن مَعمَرٍ عَنِ الزهّريِ‌ّ قَالَ لَمّا عَرَفَ رَسُولُ اللّهِص حُضُورَ نَوفَلِ بنِ خُوَيلِدٍ بَدراً قَالَ أللّهُمّ اكفنِيِ‌ نَوفَلًا فَلَمّا انكَشَفَت قُرَيشٌ رَآهُ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيهِ السّلَامُ وَ قَد تَحَيّرَ لَا يدَريِ‌ مَا يَصنَعُ فَصَمَدَ لَهُ ثُمّ ضَرَبَهُ بِالسّيفِ فَنَشَبَ فِي حَجَفَتِهِ وَ انتَزَعَهُ مِنهَا ثُمّ ضَرَبَ بِهِ سَاقَهُ وَ كَانَت دِرعُهُ مُشَمّرَةً فَقَطَعَهَا ثُمّ أَحجَزَ عَلَيهِ فَقَتَلَهُ فَلَمّا عَادَ إِلَي النّبِيّص سَمِعَهُ يَقُولُ مَن لَهُ عِلمٌ بِنَوفَلٍ فَقَالَ أَنَا قَتَلتُهُ يَا رَسُولَ اللّهِ فَكَبّرَ النّبِيّص وَ قَالَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي أَجَابَ دعَوتَيِ‌ فِيهِ


صفحه : 282

بيان الوميض اللمعان والردع الزعفران أولطخ منه وأثر الطيب في الجسد والسرب السائل قولها قدشجب في بعض النسخ بالجيم المكسورة أي هلك و في بعضها بالحاء أي تغير وراغ إلي كذا مال إليه سرا وحاد قوله مارمت بكسر الراء أي مازلت عن مكاني‌ والغفر الستر وشجره بالرمح طعنه والحجفة الترس

19-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]شا،[الإرشاد] وَ فِيمَا صَنَعَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلَيهِ السّلَامُ بِبَدرٍ قَالَ أُسَيدُ بنُ أَبِي أَيَاسٍ يُحَرّضُ مشُركِيِ‌ قُرَيشٍ عَلَيهِ


فِي كُلّ مَجمَعٍ غَايَةٌ أَخزَاكُم   جَذَعٌ أَبَرّ عَلَي المذَاَكيِ‌ القُرّحِ

لِلّهِ دَرّكُم أَ لَمّا تُنكِرُوا   قَد يُنكِرُ الحُرّ الكَرِيمُ وَ يسَتحَيِ‌

هَذَا ابنُ فَاطِمَةَ ألّذِي أَفنَاكُم   ذَبحاً وَ قَتلَةً قَعصَةً لَم يَذبَح

أَعطُوهُ خَرجاً وَ اتّقَوا تَضرِيبَهُ   فِعلَ الذّلِيلِ وَ بَيعَةً لَم تَربَح

أَينَ الكُهُولُ وَ أَينَ كُلّ دِعَامَةٍ   فِي المُعضِلَاتِ وَ أَينَ زَينُ الأَبطَحِ

أَفنَاهُم قَعصاً وَ ضَرباً يفَترَيِ‌   بِالسّيفِ يَعمَلُ حَدّهُ لَم يَصفَح

أَفنَاهُم ضَرباً بِكُلّ مُهَنّدٍ   صَلتٍ وَ حَدّ غَرَارِهِ لَم يَصفَح

بيان الغاية الراية والجذع بالتحريك الأسد والشاب الحدث أبر أي أصدق أوأوفي ويقال أبر علي القوم أي غلبهم والمذاكي‌ الخيل التي‌ قدأتي عليها بعدقروحها سنة أوسنتان وقرح الحافر قروحا إذاانتهت أسنانه فإنما تنتهي‌ في خمس سنين لأنه في السنة الأولي حولي‌ ثم جذع ثم ثني‌ ثم رباع ثم قارح والجمع قرح ويقال ضربه فأقعصه أي قتله مكانه و


صفحه : 283

القعص الموت الوحي‌ والافتراء كأنه مبالغة في الفري‌ و هوالشق والقطع و قال الجوهري‌ قال أبوعبيدة يقال ضربه بصفح السيف والعامة تقول بصفح السيف مفتوحة أي بعرضه وصفحته إذاضربته بالسيف مصحفا أي بعرضه

20-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] ابنُ عَبّاسٍ فِي قَولِهِكَما أَخرَجَكَ رَبّكَ أَنّ الصّحَابَةَ فَزِعُوا لَمّا فَاتَ عِيرُ أَبِي سُفيَانَ وَ أَدرَكَهُمُ القِتَالُ فَبَاتُوا لَيلَتَهُم فَحَلَمُوا وَ لَم يَكُن لَهُم مَاءٌ فَوَقَعَتِ الوَسوَسَةُ فِي نُفُوسِهِم لِذَلِكَ فَأَنزَلَ اللّهُ المَطَرَ قَولُهُإِذ يُغَشّيكُمُ النّعاسَفَرَأَي النّبِيّص فِي مَنَامِهِ قِلّةَ قُرَيشٍ قَولُهُإِذ يُرِيكَهُمُ اللّهُ فِي مَنامِكَ قَلِيلًا فَلَمّا التَقَي الجَمعَانِ استَحقَرَ كُلّ جَيشٍ صَاحِبَهُ قَولُهُإِذِ التَقَيتُم وَ كَانَتِ المُسلِمُونَ يَخَافُونَ فَنَزَلَيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا إِذا لَقِيتُم فِئَةً وَ قَولُهُفَلا تُوَلّوهُمُ الأَدبارَفَزَعَمَ أَبُو جَهلٍ أَنّهُم جَزَرُ سُيُوفِهِم وَ كَانَ النّبِيّص يَحزَنُ وَ عَلِيّ عَلَيهِ السّلَامُ يَقُولُ لَا يُخلِفُ اللّهُ المِيعَادَ فَنَزَلَيُمدِدكُم رَبّكُم وَ قَولُهُإِذ يوُحيِ‌ رَبّكَفَسَاعَدَهُم إِبلِيسُ عَلَي صُورَةِ سُرَاقَةَ فَلَمّا أَدرَكَ جَبرَئِيلَ وَ مِيكَائِيلَ وَ إِسرَافِيلَ مَعَ المَلَائِكَةِنَكَصَإِبلِيسُعَلي عَقِبَيهِ وَ قالَ إنِيّ‌ برَيِ‌ءٌ مِنكُمفَكَانَتِ المَلَائِكَةُ يَضرِبُونَ فَوقَ الأَعنَاقِ وَ فَوقَ البَنَانِ بِعَمَدِهِم وَ رَمَي النّبِيّص بِقَبضَةٍ مِنَ الحَصَي فِي وُجُوهِهِم وَ قَالَ شَاهَتِ الوُجُوهُ فَأَصَابَ عَينُ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُم فَانهَزَمُوا فَنَزَلَلَقَد صَدَقَكُمُ اللّهُ وَعدَهُ إِذ تَحُسّونَهُم وَ وَجَدَ ابنُ مَسعُودٍ أَبَا جَهلٍ مَصرُوعاً مِن ضَربَةِ مُعَاذِ بنِ عَمرِو بنِ عَفرَاءَ فَكَانَ يَجُزّ رَأسَهُ وَ هُوَ يَقُولُ يَا روُيَعيِ‌َ الغَنَمِ لَقَدِ ارتَقَيتَ مُرتَقًي صَعباً

21-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قَرَأتُ عِندَ أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُوَ لَقَد نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدرٍ وَ أَنتُم أَذِلّةٌ فَقَالَ مَه لَيسَ هَكَذَا أَنزَلَهَا اللّهُ إِنّمَا نَزَلَت وَ أَنتُم قَلِيلٌ


صفحه : 284

22-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ سَأَلَهُ أَبِي عَن هَذِهِ الآيَةِلَقَد نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدرٍ وَ أَنتُم أَذِلّةٌ قَالَ لَيسَ هَكَذَا أَنزَلَ اللّهُ مَا أَذَلّ اللّهُ رَسُولَهُ قَطّ إِنّمَا أُنزِلَت وَ أَنتُم قَلِيلٌ

عيسي عن صفوان عن ابن سنان مثله

23-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن ربِعيِ‌ّ عَن حَرِيزٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ أَنّهُ قَرَأَ وَ لَقَد نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدرٍ وَ أَنتُم ضُعَفَاءُ وَ مَا كَانُوا أَذِلّةً وَ رَسُولُ اللّهِ فِيهِم عَلَيهِ وَ عَلَي آلِهِ السّلَامُ

24-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ كَانَت عَلَي المَلَائِكَةِ العَمَائِمُ البِيضُ المُرسَلَةُ يَومَ بَدرٍ

25-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن إِسمَاعِيلَ بنِ هَمّامٍ عَن أَبِي الحَسَنِ عَلَيهِ السّلَامُ فِي قَولِ اللّهِمُسَوّمِينَ قَالَ العَمَائِمُ قَالَ اعتَمّ رَسُولُ اللّهِ فَسَوّمَ لَهَا مِن بَينِ يَدَيهِ وَ مِن خَلفِهِ

26-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن ضُرَيسِ بنِ عَبدِ المَلِكِ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ إِنّ المَلَائِكَةَ الّذِينَ نَصَرُوا مُحَمّداًص يَومَ بَدرٍ فِي الأَرضِ مَا صَعِدُوا بَعدُ وَ لَا يَصعَدُونَ حَتّي يَنصُرُوا صَاحِبَ هَذَا الأَمرِ وَ هُم خَمسَةُ آلَافٍ


صفحه : 285

27-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]روُيِ‌َ عَن عَامِرِ بنِ سَعدٍ أَنّهُ لَمّا جَاءَ أَبُو اليُسرِ الأنَصاَريِ‌ّ بِالعَبّاسِ فَقَالَ وَ اللّهِ مَا أسَرَنَيِ‌ إِلّا ابنُ أخَيِ‌ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيهِ السّلَامُ فَقَالَ النّبِيّص صَدَقَ عمَيّ‌ ذَلِكَ مَلَكٌ كَرِيمٌ فَقَالَ قَد عَرَفتُهُ بِجَلَحَتِهِ وَ حُسنِ وَجهِهِ فَقَالَ النّبِيّص إِنّ المَلَائِكَةَ الّذِينَ أيَدّنَيِ‌ اللّهُ بِهِم عَلَي صُورَةِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيهِ السّلَامُ لِيَكُونَ ذَلِكَ أَهيَبَ فِي صُدُورِ الأَعدَاءِ وَ قَالَ أَبُو اليُسرِ الأنَصاَريِ‌ّ رَأَيتَ العَبّاسَ آنِفاً وَ عَقِيلًا مَعَهُمَا رَجُلٌ عَلَي فَرَسٍ أَبلَقَ عَلَيهِ ثِيَابٌ يَقُودُ العَبّاسَ وَ عَقِيلًا فَدَفَعَهُمَا إِلَي عَلِيّ وَ قَالَ يَا عَلِيّ هَذَانِ عَمّكَ وَ أَخُوكَ فَدُونَكَهُمَا فَأَنتَ أَولَي بِهِمَا فَحَكَي ذَلِكَ لِرَسُولِ اللّهِ فَقَالَ ذَلِكَ جَبرَئِيلُ عَلَيهِ السّلَامُ دَفَعَهُمَا إِلَيكَ

الفُصُولُ وَ العُيُونُ وَ المَحَاسِنُ، عَنِ المُفِيدِ قَالَ الصّادِقُ عَلَيهِ السّلَامُ فِي حَدِيثِ بَدرٍ لَقَد كَانَ يُسأَلُ الجَرِيحُ مِنَ المُشرِكِينَ فَيُقَالُ مَن جَرَحَكَ فَيَقُولُ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ فَإِذَا قَالَهَا مَاتَ

فَضَائِلُ الصّحَابَةِ، عَن أَحمَدَ وَ خَصَائِصُ العَلَوِيّةِ عَنِ النطّنَزيِ‌ّ قَالَ الحَارِثُ لَمّا كَانَت لَيلَةُ بَدرٍ قَالَ النّبِيّص مَن يسَتسَقيِ‌ لَنَا مِنَ المَاءِ فَأَحجَمَ النّاسُ فَقَامَ عَلِيّ فَاحتَضَنَ قِربَةً ثُمّ أَتَي بِئراً بَعِيدَةَ القَعرِ مُظلِمَةً فَانحَدَرَ فِيهَا فَأَوحَي اللّهُ إِلَي جَبرَئِيلَ وَ مِيكَائِيلَ وَ إِسرَافِيلَ عَلَيهِ السّلَامُ تَأَهّبُوا لِنُصرَةِ مُحَمّدٍص وَ حَربِهِ فَهَبَطُوا مِنَ السّمَاءِ لَهُم لَغَطٌ يَذعَرُ مَن يَسمَعُهُ فَلَمّا حَاذُوا البِئرَ فَسَلّمُوا عَلَيهِ مِن عِندِ آخِرِهِم إِكرَاماً وَ تَبجِيلًا


صفحه : 286

مُحَمّدُ بنُ ثَابِتٍ بِإِسنَادِهِ عَنِ ابنِ مَسعُودٍ وَ الفلَكَيِ‌ّ المُفَسّرُ بِإِسنَادِهِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَنَفِيّةِ قَالَ بَعَثَ رَسُولُ اللّهِص عَلِيّاً فِي غَزوَةِ بَدرٍ أَن يَأتِيَهُ بِالمَاءِ حِينَ سَكَتَ أَصحَابُهُ عَن إِيرَادِهِ فَلَمّا أَتَي القَلِيبَ وَ مَلَأَ القِربَةَ فَأَخرَجَهَا جَاءَت رِيحٌ فَأَهرَقَتهُ ثُمّ عَادَ إِلَي القَلِيبِ وَ مَلَأَ القِربَةَ فَجَاءَت رِيحٌ فَأَهرَقَتهُ وَ هَكَذَا فِي الثّالِثَةِ فَلَمّا كَانَتِ الرّابِعَةُ مَلَأَهَا فَأَتَي بِهِ النّبِيّص وَ أَخبَرَهُ بِخَبَرِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أَمّا الرّيحُ الأُولَي فَجَبرَئِيلُ فِي أَلفٍ مِنَ المَلَائِكَةِ سَلّمُوا عَلَيكَ وَ الرّيحُ الثّانِيَةُ مِيكَائِيلُ فِي أَلفٍ مِنَ المَلَائِكَةِ سَلّمُوا عَلَيكَ وَ الرّيحُ الثّالِثَةُ إِسرَافِيلُ فِي أَلفٍ مِنَ المَلَائِكَةُ سَلّمُوا عَلَيكَ وَ فِي رِوَايَةٍ وَ مَا أَتَوكَ إِلّا لِيَحفَظُوكَ

وَ قَد رَوَاهُ عَبدُ الرّحمَنِ بنُ صَالِحٍ بِإِسنَادِهِ عَنِ اللّيثِ وَ كَانَ يَقُولُ كَانَ لعِلَيِ‌ّ عَلَيهِ السّلَامُ فِي لَيلَةٍ وَاحِدَةٍ ثَلَاثَةُ آلَافِ مَنقَبَةٍ وَ ثَلَاثَةُ مَنَاقِبَ ثُمّ يرَويِ‌ هَذَا الخَبَرَ

28-شي‌،[تفسير العياشي‌] أَبُو عَلِيّ المحَموُديِ‌ّ عَن أَبِيهِ رَفَعَهُ فِي قَولِ اللّهِيَضرِبُونَ وُجُوهَهُم وَ أَدبارَهُم قَالَ إِنّمَا أَرَادَ وَ أَستَاهَهُم إِنّ اللّهَ كَرِيمٌ يكَنيِ‌

29-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن عَلِيّ بنِ أَسبَاطٍ سَمِعَ أَبَا الحَسَنِ الرّضَا عَلَيهِ السّلَامُ يَقُولُ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُأتُيِ‌َ النّبِيّص بِمَالٍ فَقَالَ لِلعَبّاسِ ابسُط رِدَاكَ فَخُذ مِن هَذَا المَالِ طَرَفاً قَالَ فَبَسَطَ رِدَاءَهُ فَأَخَذَ طَرَفاً مِن ذَلِكَ المَالِ قَالَ ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص هَذَا مِمّن قَالَ اللّهُيا أَيّهَا النّبِيّ قُل لِمَن فِي أَيدِيكُم مِنَ الأَسري إِن يَعلَمِ اللّهُ فِي


صفحه : 287

قُلُوبِكُم خَيراً يُؤتِكُم خَيراً مِمّا أُخِذَ مِنكُم

30-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي الخثَعمَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ فِي قَولِهِوَ إِذ يَعِدُكُمُ اللّهُ إِحدَي الطّائِفَتَينِ أَنّها لَكُم وَ تَوَدّونَ أَنّ غَيرَ ذاتِ الشّوكَةِ تَكُونُ لَكُم فَقَالَ الشّوكَةُ التّيِ‌ فِيهَا القِتَالُ

31-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن مُحَمّدِ بنِ يُوسُفَ قَالَ أخَبرَنَيِ‌ أَبِي قَالَ سَأَلتُ أَبَا جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ فَقُلتُإِذ يوُحيِ‌ رَبّكَ إِلَي المَلائِكَةِ أنَيّ‌ مَعَكُم قَالَ إِلهَامٌ

32-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن رَجُلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ فِي قَولِ اللّهِوَ يُذهِبَ عَنكُم رِجزَ الشّيطانِ قَالَ لَا يَدخُلُنَا مَا يَدخُلُ النّاسَ مِنَ الشّكّ

بيان لعله عليه السلام قال هذا في تفسير قوله تعالي يُرِيدُ اللّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرّجسَفذكره الراوي‌ هاهنا أوالمراد أن الرجز ألذي حصل لهم هوالشك ونحن مبرءون من ذلك

33-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن مُحَمّدِ بنِ كُلَيبٍ الأسَدَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ عَن قَولِ اللّهِوَ ما رَمَيتَ إِذ رَمَيتَ وَ لكِنّ اللّهَ رَمي قَالَ عَلِيّ نَاوَلَ رَسُولُ اللّهِص القَبضَةَ التّيِ‌ رَمَي بِهَا

وَ فِي خَبَرٍ آخَرَ عَنهُ أَنّ عَلِيّاً نَاوَلَهُ قَبضَةً مِن تُرَابٍ فَرَمَي بِهَا

34-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن عَمرِو بنِ أَبِي المِقدَامِ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَنَاوَلَ


صفحه : 288

رَسُولَ اللّهِص عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ كَرّمَ اللّهُ وَجهَهُ قَبضَةً مِن تُرَابٍ التّيِ‌ رَمَي بِهَا فِي وُجُوهِ المُشرِكِينَ فَقَالَ اللّهُوَ ما رَمَيتَ إِذ رَمَيتَ وَ لكِنّ اللّهَ رَمي

35-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] فِي الصّحِيحَينِ أَنّهُ نَزَلَ قَولُهُ تَعَالَيهذانِ خَصمانِ اختَصَمُوا فِي سِتّةِ نَفَرٍ مِنَ المُؤمِنِينَ وَ الكُفّارِ تَبَارَزُوا يَومَ بَدرٍ وَ هُم حَمزَةُ وَ عُبَيدَةُ وَ عَلِيّ وَ الوَلِيدُ وَ عُتبَةُ وَ شَيبَةُ

وَ قَالَ البخُاَريِ‌ّ وَ كَانَ أَبُو ذَرّ يُقسِمُ بِاللّهِ أَنّهَا نَزَلَت فِيهِم

و به قال عطاء و ابن خيثم وقيس بن عباد وسفيان الثوري‌ والأعمش وسعيد


صفحه : 289

بن جبير و ابن عباس ثم قال ابن عباس وفَالّذِينَ كَفَرُوايعني‌ عتبة وشيبة والوليدقُطّعَت لَهُم ثِيابٌ مِن نارٍالآيات وأنزل في أمير المؤمنين وحمزة وعبيدةإِنّ اللّهَ يُدخِلُ الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ جَنّاتٍ إلي قوله صِراطِ الحَمِيدِ

أَسبَابُ النّزُولِ،رَوَي قَيسُ بنُ سَعدِ بنِ عُبَادَةَ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ فِينَا نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ وَ فِي مُبَارِزِينَا يَومَ بَدرٍ إِلَي قَولِهِعَذابَ الحَرِيقِ

وَ رَوَي جَمَاعَةٌ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ نَزَلَ قَولُهُأَم حَسِبَ الّذِينَ اجتَرَحُوا السّيّئاتِ يَومَ بَدرٍ فِي هَؤُلَاءِ السّتّةِ

شُعبَةُ وَ قَتَادَةُ وَ عَطَاءٌ وَ ابنُ عَبّاسٍ فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ أَنّهُ هُوَ أَضحَكَ وَ أَبكيأَضحَكَ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع وَ حَمزَةَ وَ عُبَيدَةَ يَومَ بَدرٍ المُسلِمِينَ وَ أَبكَي كُفّارَ مَكّةَ حَتّي قُتِلُوا وَ دَخَلُوا النّارَ

البَاقِرُ ع فِي قَولِهِوَ بَشّرِ الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِنَزَلَت فِي حَمزَةَ وَ عَلِيّ وَ عُبَيدَةَ

تفسير أبي يوسف النسوي‌ وقبيصة بن عقبة عن الثوري‌ عن منصور عن مجاهد عن ابن عباس في قوله أَم نَجعَلُ الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِالآية نزلت في علي وحمزة وعبيدةكَالمُفسِدِينَ فِي الأَرضِعتبة وشيبة والوليد.الكلبي‌ نزلت في بدريا أَيّهَا النّبِيّ حَسبُكَ اللّهُ وَ مَنِ اتّبَعَكَ مِنَ المُؤمِنِينَ


صفحه : 290

أورده النطنزي‌ في الخصائص عن الحداد عن أبي نعيم . وَ الصّادِقُ وَ البَاقِرُ عَلَيهِمَا السّلَامُ نَزَلَت فِي عَلِيّ عَلَيهِ السّلَامُوَ لَقَد نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدرٍ وَ أَنتُم أَذِلّةٌ

المؤرخ وصاحب الأغاني‌ و محمد بن إسحاق كان صاحب راية رسول الله ص يوم بدر علي بن أبي طالب عليه السلام و لماالتقي الجمعان تقدم عتبة وشيبة والوليد وقالوا يا محمدأخرج إلينا أكفاءنا من قريش فتطاولت الأنصار لمبارزتهم فدفعهم النبي ص وأمر عليا وحمزة وعبيدة بالمبارزة فحمل عبيدة علي عتبة فضربه علي رأسه ضربة فلقت هامته وضرب عتبة عبيدة علي ساقه فأطنها فسقطا جميعا وحمل شيبة علي حمزة فتضاربا بالسيف حتي انثلما وحمل علي علي الوليد فضربه علي حبل عاتقه خرج السيف من إبطه . و في إبانة الفلكي‌ أن الوليد كان إذارفع ذراعه ستر وجهه من عظمها وغلظها. ثم اعتنق حمزة وشيبة فقال المسلمون يا علي أ ماتري هذاالكلب يهر عمك فحمل علي عليه ثم قال ياعم طأطئ رأسك و كان حمزة أطول من شيبة فأدخل حمزة رأسه في صدره فضربه علي فطرح نصفه ثم جاء إلي عتبة و به رمق فأجهز عليه و كان حسان قال في قتل عمرو بن عبدود


ولقد رأيت غداة بدر عصبة.   ضربوك ضربا غيرضرب المحضر.

صفحه : 291


أصبحت لاتدعي ليوم كريهة.   ياعمرو أولجسيم أمر منكر.

فأجابه بعض بني‌ عامر


كذبتم وبيت الله لم تقتلوننا.   ولكن بسيف الهاشميين فافخروا.

بسيف بن عبد الله أحمد في الوغي .   بكف علي نلتم ذاك فاقصروا.

و لم تقتلوا عمرو بن ود.   و لاابنه ولكنه الكفو الهزبر الغضنفر.

علي ألذي في الفخر طال ثناؤه .   فلاتكثروا الدعوي عليه فتفجروا.

ببدر خرجتم للبراز فردكم .   شيوخ قريش جهرة وتأخروا.

فلما أتاهم حمزة وعبيدة.   وجاء علي بالمهند يخطر.

فقالوا نعم أكفاء صدق فأقبلوا.   إليهم سراعا إذ بغوا وتجبروا.

فجال علي جولة هاشمية.   فدمرهم لماعتوا وتكبروا.

و في مجمع البيان أنه قتل سبعة وعشرين مبارزا و في الإرشاد قتل خمسة وثلاثين و قال زيد بن وهب قال أمير المؤمنين عليه السلام وذكر حديث بدر وقتلنا من المشركين سبعين وأسرنا سبعين . محمد بن إسحاق أكثر قتلي المشركين يوم بدر كان لعلي‌.الزمخشري‌ في الفائق قَالَ سَعدُ بنُ أَبِي وَقّاصٍ رَأَيتُ عَلِيّاً يُحَمحِمُ فَرَسَهُ وَ هُوَ يَقُولُ


بَازِلُ عَامَينِ حَدِيثُ سنِيّ‌.   سَنَحنَحَ اللّيلُ كأَنَيّ‌ جنِيّ‌ّ.

  ِمِثلِ هَذَا ولَدَتَنيِ‌ أمُيّ‌.

المرَزبُاَنيِ‌ّ فِي كِتَابِ أَشعَارِ المُلُوكِ وَ الخُلَفَاءِ أَنّ عَلِيّاً أَشجَعُ العَرَبِ حَمَلَ يَومَ بَدرٍ وَ زَعزَعَ الكَتِيبَةَ وَ هُوَ يَقُولُ


لَن يَأكُلُوا التّمرَ بِظَهرِ مَكّةَ.   مِن بَعدِهَا حَتّي تَكُونَ الرّكّةُ.

صفحه : 292

عبد الله بن رواحة


ليهن عليا يوم بدر حضوره .   ومشهده بالخير ضربا مرعبلا.

وكائن له من مشهد غيرخامل .   يظل له رأس الكمي‌ مجدلا.

وغادر كبش القوم في القاع ثاويا.   تخال عليه الزعفران المعللا.

صريعا ينوء القشعمان برأسه .   وتدنو إليه الضبع طولا لتأكلا.

وقالت هند في عتبة وشيبة


أيا عين جودي‌ بدمع سرب .   علي خير خندف لم ينقلب .

تداعي له رهطه غدوة.   بنو هاشم وبنو المطلب .

يذيقونه حد أسيافهم .   يعرونه بعد ما قدشحب .

ووجدت في كتاب المقنع قول هند


أبي وعمي‌ وشقيق بكري‌.   أخي‌ ألذي كان كضوء البدر.

  هم كسرت يا علي ظهري‌.

بيان قال الجزري‌ في حديث علي ع بازل عامين حديث سني‌.البازل من الإبل ألذي تم له ثماني‌ سنين ودخل في التاسعة وحينئذ يطلع نابه وتكمل قوته ثم يقال له بعد ذلك بازل عام وبازل عامين يقول أنامستجمع الشباب مستكمل القوة. و رجل سنحنح لاينام الليل ويقال رعبل اللحم أي قطعه والكمي‌


صفحه : 293

كغني‌ الشجاع والمجدل الصريع وغادر كبش القوم أي ترك شجاعهم ورئيسهم ثاويا أي مقيما المعللا أي طلي‌ به مرة بعدأخري يقال عله ضربا أي تابع عليه الضرب والعليلة المرأة المطيبة طيبا بعدطيب والقشعمان العظيم الذكر من النسور

36-عم ،[إعلام الوري ] إِنّ النّبِيّص بَعَثَ عَلِيّاً لَيلَةَ بَدرٍ أَن يَأتِيَهُ بِالمَاءِ حِينَ قَالَ لِأَصحَابِهِ مَن يَلتَمِسُ لَنَا المَاءَ فَسَكَتُوا عَنهُ فَقَالَ عَلِيّ أَنَا يَا رَسُولَ اللّهِ فَأَخَذَ القِربَةَ وَ أَتَي القَلِيبَ فَمَلَأَهَا فَلَمّا أَخرَجَهَا جَاءَت رِيحٌ فَهَرَاقَتهُ ثُمّ عَادَ إِلَي القَلِيبِ فَمَلَأَهَا فَجَاءَت رِيحٌ فَهَرَاقَتهُ فَلَمّا كَانَتِ الرّابِعَةُ مَلَأَهَا فَأَتَي بِهَا النّبِيّص أَخبَرَهُ بِخَبَرِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أَمّا الرّيحُ الأُولَي فَجَبرَئِيلُ فِي أَلفٍ مِنَ المَلَائِكَةِ سَلّمُوا عَلَيكَ وَ الرّيحُ الثّانِيَةُ مِيكَائِيلُ فِي أَلفٍ مِنَ المَلَائِكَةِ سَلّمُوا عَلَيكَ وَ الرّيحُ الثّالِثَةُ إِسرَافِيلُ فِي أَلفٍ مِنَ المَلَائِكَةِ سَلّمُوا عَلَيكَ رَوَاهُ مُحَمّدُ بنُ عُبَيدِ اللّهِ بنِ أَبِي رَافِعٍ عَن جَدّهِ أَبِي رَافِعٍ

37-كشف ،[كشف الغمة] قال الواقدي‌ في كتاب المغازي‌ جميع من يحصي قتله من المشركين ببدر تسعة وأربعون رجلا منهم من قتله علي وشرك في قتله اثنان وعشرون رجلا شرك في أربعة وقتل بانفراده ثمانية عشر وقيل إنه قتل بانفراده تسعة بغير خلاف وهم الوليد بن عتبة بن ربيعة خال معاوية قتله مبارزة والعاص بن سعيد بن العاص بن أمية وعامر بن عبد الله ونوفل بن خويلد بن أسد و كان من شياطين قريش ومسعود بن أبي أمية بن المغيرة وقيس بن الفاكه و عبد الله بن المنذر بن أبي رفاعة والعاص بن منبه بن الحجاج وحاجب بن السائب و أماالذين شاركه في قتلهم غيره فهم حنظلة بن أبي سفيان أخو معاوية وعبيدة بن الحارث وزمعة وعقيل ابنا الأسود بن عبدالمطلب و أماالذين اختلف الناقلون في أنه عليه السلام قتلهم أوغيره فهم طعيمة بن عدي‌ وعمير بن عثمان بن


صفحه : 294

عمرو وحرملة بن عمرو و أبوقيس بن الوليد بن المغيرة و أبوالعاص بن قيس وأوس الجمحي‌ وعقبة بن أبي معيط صبرا ومعاوية بن عامر فهذه عدة من قيل إنه عليه السلام قتلهم في هذه الرواية غيرالنضر بن الحارث فإنه قتله صبرا بعدالقفول من بدر هذا من طرق الجمهور

38-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن صَفوَانَ عَن ذَرِيحٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ لَمّا خَرَجَت قُرَيشٌ إِلَي بَدرٍ وَ أَخرَجُوا بنَيِ‌ عَبدِ المُطّلِبِ مَعَهُم خَرَجَ طَالِبُ بنُ أَبِي طَالِبٍ فَنَزَلَ رُجّازُهُم وَ هُم يَرتَجِزُونَ وَ نَزَلَ طَالِبُ بنُ أَبِي طَالِبٍ يَرتَجِزُ وَ يَقُولُ


يَا رَبّ إِمّا تُعَزّزَنّ بِطَالِبٍ   فِي مِقنَبٍ مِن هَذِهِ المَقَانِبِ

فِي مِقنَبِ المُغَالِبِ المُحَارِبِ   بِجَعلِهِ المَسلُوبَ غَيرَ السّالِبِ

  وَ جَعلِهِ المَغلُوبَ غَيرَ الغَالِبِ

فَقَالَت قُرَيشٌ إِنّ هَذَا لَيَغلِبُنَا فَرَدّوهُ وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ كَانَ أَسلَمَ

بيان المقنب بالكسر جماعة الخيل والفرسان ورأيت في بعض كتب السير هكذا


يارب إما خرجوا بطالب .   في مقنب من هذه المقانب .

فاجعلهم المغلوب غيرالغالب .   وارددهم المسلوب غيرالسالب .

و قال ابن الأثير في الكامل في ذكر قصة بدر و كان بين طالب بن أبي طالب


صفحه : 295

و هو في القوم و بين بعض قريش محاورة فقالوا و الله لقد عرفنا أن هواكم مع محمدفرجع طالب فيمن رجع إلي مكة وقيل إنه أخرج كرها فلم يوجد في الأسري و لا في القتلي و لافيمن رجع إلي مكة و هو ألذي يقول


يارب إما يغزون طالب   في مقنب من هذه المقانب

فليكن المسلوب غيرالسالب   وليكن المغلوب غيرالغالب

انتهي .فظهر مما نقلنا من الكتابين أنه لم يكن راضيا بتلك المقاتلة و كان يريد ظفر النبي ص إما لأنه كان قدأسلم كمايدل عليه مارواه الكليني‌ مرسلا أولمحبة القرابة فالذي‌ يخطر بالبال في توجيه ما في الخبر أن يكون قوله بجعله بدل اشتمال لقوله بطالب أي إما تجعل الرسول غالبا بمغلوبية طالب حال كونه في مقانب عسكر مخالفيه الذين يطلبون الغلبة عليه بأن تجعل طالبا مسلوب الثياب والسلاح غيرسالب لأحد من عسكر النبي ص وبجعله مغلوبا منهم غيرغالب عليهم ويحتمل أن يكون المراد إما تقوين قريشا بطالب حال كونه في طائفة من تلك الطوائف تكون غالبة وتكون غلبة الطالب بأن يجعل المسلوب بحيث لايرجع ويصير سالبا وكذلك المغلوب و لايخفي بعده ويؤيد الأول أيضا أن في نسخة قديمة من الكافي‌ عندنا هكذا


يارب إما يغزون بطالب .   في مقنب من هذه المقانب .

في مقنب المغالب المحارب .   فاجعله المسلوب غيرالسالب .

  واجعله المغلوب غيرغالب .

و علي الوجهين إما بالتخفيف وتعززن بالتشديد علي بناء التفعيل و


صفحه : 296

يمكن أن يقرأ إما بالكسر مشددا للترديد و يكون مقابله مقدرا أي وإما تردنه وتعززن بكسر الزاء المخففة مؤكدا بالخفيفة والياء في قوله بطالب للتعدية فيكون قوله بجعله متعلقا بتعززن و أماقولهم ليغلبنا فعلي الأول والثالث المعني أنه يريد غلبة الخصوم علينا أويسير تخاذله سببا لغلبتهم علينا و علي الثاني‌ المعني أنه يفخر علينا ويظن أنما نغلب عليهم بإعانته وقوته

39-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] عَبدُ السّلَامِ بنُ مَلَكٍ وَ سَعِيدُ بنُ الحَسَنِ بنِ مَلَكٍ مُعَنعَناً عَنِ السدّيّ‌ّ قَالَ هذانِ خَصمانِ اختَصَمُوا فِي رَبّهِمالآيَتَينِ نَزَلَت فِي عَلِيّ وَ حَمزَةَ وَ عُبَيدَةَ بنِ الحَارِثِ وَ فِي عُتبَةَ بنَ رَبِيعَةَ وَ الوَلِيدِ بنِ عُتبَةَ وَ شَيبَةِ بنِ رَبِيعَةَ بَارَزَهُم يَومَ بَدرٍ عَلِيّ وَ حَمزَةُ وَ عُبَيدَةُ بنُ الحَارِثِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص هَؤُلَاءِ الثّلَاثَةُ يَومَ القِيَامَةِ كَوَاسِطَةِ القِلَادَةِ فِي المُؤمِنِينَ وَ هَؤُلَاءِ الثّلَاثَةُ كَوَاسِطَةِ القِلَادَةِ فِي الكُفّارِ

40-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ]عُبَيدَةُ بنُ عَبدِ الوَاحِدِ مُعَنعَناً عَن مُحَمّدِ بنِ سِيرِينَ قَالَنَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ فِي الّذِينَ يُبَارِزُونَ يَومَ بَدرٍ قَالَ لَمّا كَانَ يَومُ بَدرٍ بَرَزَ عُتبَةُ وَ شَيبَةُ ابنَا رَبِيعَةَ وَ الوَلِيدُ بنُ عُتبَةَ فَقَالَ عُتبَةُ يَا مُحَمّدُ أَخرِج إِلَينَا أَكفَاءَنَا فَقَامَ فِتيَةٌ مِنَ


صفحه : 297

الأَنصَارِ فَلَمّا رَآهُم رَسُولُ اللّهِ قَالَ اجلِسُوا قَد أَحسَنتُم فَلَمّا رَأَي حَمزَةُ أَنّ رَسُولَ اللّهِص يُرِيدُهُ قَامَ حَمزَةُ ثُمّ قَامَ عَلِيّ ثُمّ قَامَ عُبَيدَةُ عَلَيهِمُ البَيضُ قَالَ لَهُم عُتبَةُ تَكَلّمُوا يَا أَهلَ البَيضِ نَعرِفكُم فَقَالَ حَمزَةُ أَنَا حَمزَةُ بنُ عَبدِ المُطّلِبِ وَ قَالَ عَلِيّ أَنَا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ وَ قَالَ عُبَيدَةُ أَنَا عُبَيدَةُ بنُ الحَارِثِ بنِ عَبدِ المُطّلِبِ فَقَالُوا أَكفَاءٌ كِرَامٌ فَتَبَارَزَ حَمزَةُ عُتبَةَ فَقَتَلَهُ حَمزَةُ وَ تَبَارَزَ عَلِيّ الوَلِيدَ فَقَتَلَهُ عَلِيّ وَ تَبَارَزَ عُبَيدَةُ شَيبَةَ فَامتَعَصَ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُمَا فَمَالَ عَلَيهِ عَلِيّ فَأَجَازَ عَلَيهِ وَ احتَمَلَ عُبَيدَةُ أَصحَابَهُ وَ كَانُوا هَؤُلَاءِ مِنَ المُسلِمِينَ كَوَاسِطَةِ القِلَادَةِ مِنَ القِلَادَةِ وَ كَانُوا هَؤُلَاءِ مِنَ المُشرِكِينَ كَوَاسِطَةِ القِلَادَةِ مِنَ القِلَادَةِ فَنَزَلَت هَذِهِ الآيَةُهذانِ خَصمانِ اختَصَمُوا فِي رَبّهِم حَتّي بَلَغَوَ ذُوقُوا عَذابَ الحَرِيقِفَهَذَا فِي هَؤُلَاءِ المُشرِكِينَ وَ نَزَلَتإِنّ اللّهَ يُدخِلُ الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ حَتّي بَلَغَإِلي صِراطِ الحَمِيدِفَهَذَا فِي هَؤُلَاءِ المُسلِمِينَ

41-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِي هَمّامٍ عَن أَبِي الحَسَنِ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّمُسَوّمِينَ قَالَ العَمَائِمُ اعتَمّ رَسُولُ اللّهِص فَسَدَلَهَا مِن بَينِ يَدَيهِ وَ مِن خَلفِهِ وَ اعتَمّ جَبرَئِيلُ ع فَسَدَلَهَا مِن بَينِ يَدَيهِ وَ مِن خَلفِهِ

42-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن أَبِي جَمِيلَةَ


صفحه : 298

عَن أَبِي جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ كَانَت عَلَي المَلَائِكَةِ العَمَائِمُ البِيضُ المُرسَلَةُ يَومَ بَدرٍ

43-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ]فُرَاتُ بنُ اِبرَاهِيمَ الكوُفيِ‌ّ مُعَنعَناً عَنِ ابنِ عَبّاسٍ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ فِي قَولِهِ تَعَالَيأَم نَجعَلُ الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ كَالمُفسِدِينَ فِي الأَرضِ أَم نَجعَلُ المُتّقِينَ كَالفُجّارِ قَالَ نَزَلَتِ الآيَةُ فِي ثَلَاثَةٍ مِنَ المُسلِمِينَ فَهُمُ المُتّقُونَ الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحَاتِ وَ فِي ثَلَاثَةٍ مِنَ المُشرِكِينَ هُمُ المُفسِدُونَ فِي الأَرضِ فَأَمّا الثّلَاثَةُ مِنَ المُسلِمِينَ فعَلَيِ‌ّ بنُ أَبِي طَالِبٍ وَ حَمزَةُ وَ عُبَيدَةُ وَ أَمّا الثّلَاثَةُ مِنَ المُشرِكِينَ فَعُتبَةُ بنُ رَبِيعَةَ وَ شَيبَةُ وَ الوَلِيدُ بنُ عُتبَةَ وَ هُمُ الّذِينَ يُبَارِزُونَ يَومَ بَدرٍ فَقَتَلَ عَلِيّ الوَلِيدَ وَ قَتَلَ حَمزَةُ عُتبَةَ بنَ رَبِيعَةَ وَ قَتَلَ عُبَيدَةُ شَيبَةَ

44-كا،[الكافي‌]حُمَيدُ بنُ زِيَادٍ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ أَحمَدَ الدّهقَانِ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ الطاّطرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ زِيَادِ بنِ عِيسَي بَيّاعِ الساّبرِيِ‌ّ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ قَالَ حدَثّنَيِ‌ فُضَيلٌ البرَاَجمِيِ‌ّ قَالَكُنتُ بِمَكّةَ وَ خَالِدُ بنُ عَبدِ اللّهِ القسَريِ‌ّ أَمِيرٌ وَ كَانَ فِي المَسجِدِ عِندَ زَمزَمَ فَقَالَ ادعُوا لِي قَتَادَةَ قَالَ فَجَاءَ شَيخٌ أَحمَرُ الرّأسِ وَ اللّحيَةِ فَدَنَوتُ لِأَسمَعَ فَقَالَ خَالِدٌ يَا قَتَادَةُ أخَبرِنيِ‌ بِأَكرَمِ وَقعَةٍ كَانَت فِي العَرَبِ وَ أَعَزّ وَقعَةٍ كَانَت فِي العَرَبِ وَ أَذَلّ وَقعَةٍ كَانَت فِي العَرَبِ فَقَالَ أَصلَحَ اللّهُ


صفحه : 299

الأَمِيرَ أُخبِرُكَ بِأَكرَمِ وَقعَةٍ كَانَت فِي العَرَبِ وَ أَعَزّ وَقعَةٍ كَانَت فِي العَرَبِ وَ أَذَلّ وَقعَةٍ كَانَت فِي العَرَبِ وَاحِدَةٌ قَالَ خَالِدٌ وَيحَكَ وَاحِدَةٌ قَالَ نَعَم أَصلَحَ اللّهُ الأَمِيرَ قَالَ أخَبرِنيِ‌ قَالَ بَدرٌ قَالَ وَ كَيفَ ذَا قَالَ إِنّ بَدراً أَكرَمُ وَقعَةٍ كَانَت فِي العَرَبِ بِهَا أَكرَمَ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ الإِسلَامَ وَ أَهلَهُ وَ هيِ‌َ أَعَزّ وَقعَةٍ كَانَت فِي العَرَبِ بِهَا أَعَزّ اللّهُ الإِسلَامَ وَ أَهلَهُ وَ هيِ‌َ أَذَلّ وَقعَةٍ كَانَت فِي العَرَبِ فَلَمّا قُتِلَت قُرَيشٌ يَومَئِذٍ ذَلّتِ العَرَبُ فَقَالَ لَهُ خَالِدٌ كَذَبتَ لَعَمرُ اللّهِ إِن كَانَ فِي العَرَبِ يَومَئِذٍ مَن هُوَ أَعَزّ مِنهُم وَيلَكَ يَا قَتَادَةُ أخَبرِنيِ‌ بِبَعضِ أَشعَارِهِم قَالَ خَرَجَ أَبُو جَهلٍ يَومَئِذٍ وَ قَد أَعلَمَ لِيُرَي مَكَانُهُ وَ عَلَيهِ عِمَامَةٌ حَمرَاءُ وَ بِيَدِهِ تُرسٌ مُذَهّبٌ وَ هُوَ يَقُولُ


مَا تَنقِمُ الحَربُ الشّمُوسُ منِيّ‌   بَازِلُ عَامَينِ حَدِيثُ السّنّ

  ِمِثلِ هَذَا ولَدَتَنيِ‌ أمُيّ‌

فَقَالَ كَذَبَ عَدُوّ اللّهِ إِن كَانَ ابنُ أخَيِ‌ لَأَفرَسَ مِنهُ يعَنيِ‌ خَالِدَ بنَ الوَلِيدِ وَ كَانَت أُمّهُ قُشَيرِيّةً وَيلَكَ يَا قَتَادَةُ مَنِ ألّذِي يَقُولُ


  وُفيِ‌ بمِيِعاَديِ‌ وَ أحَميِ‌ عَن حَسَبِ

فَقَالَ أَصلَحَ اللّهُ الأَمِيرَ لَيسَ هَذَا يَومَئِذٍ هَذَا يَومُ أُحُدٍ خَرَجَ طَلحَةُ بنُ أَبِي طَلحَةَ وَ هُوَ ينُاَديِ‌ مَن يُبَارِزُ فَلَم يَخرُج إِلَيهِ أَحَدٌ فَقَالَ إِنّكُم تَزعُمُونَ أَنّكُم تُجَهّزُونّا بِأَسيَافِكُم إِلَي النّارِ وَ نَحنُ نُجَهّزُكُم بِأَسيَافِنَا إِلَي الجَنّةِ فَليَبرُزَنّ إلِيَ‌ّ رَجُلٌ يجُهَزّنُيِ‌ بِسَيفِهِ إِلَي النّارِ وَ أُجَهّزُهُ بسِيَفيِ‌ إِلَي الجَنّةِ فَخَرَجَ إِلَيهِ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ وَ هُوَ يَقُولُ


صفحه : 300


أَنَا ابنُ ذيِ‌ الحَوضَينِ عَبدِ المُطّلِبِ   وَ هَاشِمِ المُطعِمِ فِي العَامِ السّغِبِ

  وُفيِ‌ بمِيِعاَديِ‌ وَ أحَميِ‌ عَن حَسَبِ

فَقَالَ خَالِدٌ لَعَنَهُ اللّهُ كَذَبَ لَعَمرُ اللّهِ وَ اللّهِ أَبُو تُرَابٍ مَا كَانَ كَذَلِكَ فَقَالَ الشّيخُ أَيّهَا الأَمِيرُ ائذَن لِي فِي الِانصِرَافِ قَالَ فَقَامَ الشّيخُ يُفَرّجُ النّاسَ بِيَدِهِ وَ خَرَجَ وَ هُوَ يَقُولُ زِندِيقٌ وَ رَبّ الكَعبَةِ زِندِيقٌ وَ رَبّ الكَعبَةِ

إيضاح قتادة من أكابر محدثي‌ العامة من تابعي‌ البصرة قوله إن كان في العرب كلمة إن مخففة أوهي‌ بالفتح أي لأن كان ولعله لعنه الله حملته الحمية والكفر علي أن يتعصب للمشركين بأنهم لم يذلوا بقتل هؤلاء بل كان فيهم أعز منهم أولأبي‌ سفيان وسائر بني‌ أمية وخالد بن الوليد فإنهم كانوا يومئذ بين المشركين ويحتمل علي بعد أن يكون مراده أن غلبة رسول الله ص و هوسيد العرب كان يكفي‌ لعزهم قوله و قدأعلم أي جعل لنفسه أولفرسه علامة يعرف بها قال الفيروزآبادي‌ أعلم الفرس علق عليه صوفا ملونا في الحرب ونفسه وسمها بسيماء الحرب كعلمها و قال الجوهري‌ أعلم الفارس جعل لنفسه علامة الشجعان فهو معلم قوله ماتنقم يقال نقمت علي الرجل أي عتبت عليه ونقمت الأمر بالفتح والكسر كرهته وشمس الفرس شموسا وشماسا منع ظهره فهو شموس و رجل شموس صعب الخلق والظاهر أن كلمة ماللاستفهام ويحتمل النفي‌ والمآل واحد أي لايقدر الحرب ألذي لايقدر عليه بسهولة و لايطيع المرء فيما يريد منه أن يعيبني‌ أي يظهر عيبي‌ والبازل و


صفحه : 301

الحديث كأنهما حالان عن الضمير المجرور في قوله مني‌ أومرفوعان بالخبرية لمحذوف قوله وكانت أمه قشيرية أي لذلك قال ابن أخي‌ لأن خالدا كانت أمه من قبيلته والأصوب قسرية كما في بعض النسخ لأن خالدا مشهور بالقسري‌ كمامر في صدر الحديث والتجهيز إعداد مايحتاج إليه المسافر أوالعروس أوالميت ويحتمل أن يكون من أجهز علي الجريح أي أثبت قتله وأسرعه وتمم عليه قوله عليه السلام أنا ابن ذي‌ الحوضين يعني‌ اللذين صنعهما عبدالمطلب عندزمزم لسقاية الحاج قوله عليه السلام في العام السغب بكسر الغين أي عام المجاعة والقحط يقال سغب كفرح ونصر جاع فهو سغب بالكسر قوله عليه السلام أوفي‌ بميعادي‌ أي مع الرسول ص في نصره قوله وأحمي‌ عن حسب أي أرفع العار عن أحسابي‌ وأحساب آبائي‌ ويحتمل أن يقرأ بكسر السين أي عن ذي‌ حسب و هوالرسول ص لكنه بعيد

45-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَسَمِعتُهُ يَقُولُ فِي هَذِهِ الآيَةِيا أَيّهَا النّبِيّ قُل لِمَن فِي أَيدِيكُم مِنَ الأَسري إِن يَعلَمِ اللّهُ فِي قُلُوبِكُم خَيراً يُؤتِكُم خَيراً مِمّا أُخِذَ مِنكُم وَ يَغفِر لَكُم قَالَ نَزَلَت فِي العَبّاسِ وَ عَقِيلٍ وَ نَوفَلٍ وَ قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص نَهَي يَومَ بَدرٍ أَن يُقتَلَ أَحَدٌ مِن بنَيِ‌ هَاشِمٍ وَ أَبُو البخَترَيِ‌ّ فَأُسِرُوا فَأَرسَلَ عَلِيّاً عَلَيهِ السّلَامُ فَقَالَ انظُر مَن هَاهُنَا مِن بنَيِ‌ هَاشِمٍ قَالَ فَمَرّ عَلِيّ عَلَيهِ السّلَامُ عَلَي عَقِيلِ بنِ أَبِي طَالِبٍ كَرّمَ اللّهُ وَجهَهُ فَحَادَ عَنهُ فَقَالَ لَهُ عَقِيلٌ يَا ابنَ أُمّ عَلَيّ أَمَا وَ اللّهِ لَقَد رَأَيتَ مكَاَنيِ‌ قَالَ فَرَجَعَ إِلَي رَسُولِ اللّهِص وَ قَالَ هَذَا أَبُو الفَضلِ فِي يَدِ فُلَانٍ وَ هَذَا عَقِيلٌ فِي يَدِ فُلَانٍ وَ هَذَا نَوفَلُ بنُ الحَارِثِ فِي يَدِ فُلَانٍ فَقَامَ رَسُولُ اللّهِص حَتّي انتَهَي إِلَي عَقِيلٍ فَقَالَ لَهُ يَا أَبَا يَزِيدَ قُتِلَ أَبُو جَهلٍ فَقَالَ إِذاً لَا تُنَازَعُونَ فِي تِهَامَةَ فَقَالَ إِن كُنتُم أَثخَنتُمُ القَومَ وَ


صفحه : 302

إِلّا فَاركَبُوا أَكتَافَهُم قَالَ فجَيِ‌ءَ بِالعَبّاسِ فَقِيلَ لَهُ افدِ نَفسَكَ وَ افدِ ابنَ أَخِيكَ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ تتَركُنُيِ‌ أَسأَلُ قُرَيشاً فِي كفَيّ‌ فَقَالَ أَعطِ مَا خَلّفتَ عِندَ أُمّ الفَضلِ وَ قُلتَ لَهَا إِن أصَاَبنَيِ‌ فِي وجَهيِ‌ هَذَا شَيءٌ فَأَنفِقِيهِ عَلَي وُلدِكِ وَ نَفسِكِ فَقَالَ لَهُ يَا ابنَ أخَيِ‌ مَن أَخبَرَكَ بِهَذَا فَقَالَ أتَاَنيِ‌ بِهِ جَبرَئِيلُ مِن عِندِ اللّهِ عَزّ ذِكرُهُ فَقَالَ وَ مَحلُوفِهِ مَا عَلِمَ بِهَذَا أَحَدٌ إِلّا أَنَا وَ هيِ‌َ أَشهَدُ أَنّكَ رَسُولُ اللّهِص قَالَ فَرَجَعَ الأَسرَي كُلّهُم مُشرِكِينَ إِلّا العَبّاسُ وَ عَقِيلٌ وَ نَوفَلٌ كَرّمَ اللّهُ وُجُوهَهُم وَ فِيهِم نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُقُل لِمَن فِي أَيدِيكُم مِنَ الأَسري إِن يَعلَمِ اللّهُ فِي قُلُوبِكُم خَيراً إِلَي آخِرِ الآيَةِ

شي‌،[تفسير العياشي‌] عن معاوية بن عمارمثله بيان قوله ص و أبوالبختري‌ هوالعاص بن هشام بن الحارث بن أسد و لم يقبل أمان النبي ص ذلك اليوم وقتل فالضمير في قوله عليه السلام فأسروا راجع إلي بني‌ هاشم و أبوالبختري‌ لم يكن من بني‌ هاشم لكن النبي ص قد كان نهي عن قتله أيضا قال ابن أبي الحديد قال الواقدي‌ نهي رسول الله ص عن قتل أبي البختري‌ و كان قدلبس السلاح بمكة يوما قبل الهجرة في بعض ما كان ينال النبي ص من الأذي و قال لايعرض اليوم أحد لمحمد بأذي إلاوضعت فيه السلاح


صفحه : 303

فشكر ذلك له النبي ص و قال أبوداود المازني‌ فلحقته يوم بدر فقلت له إن رسول الله ص نهي عن قتلك إن أعطيت بيدك قال و ماتريد إلي‌ إن كان قدنهي عن قتلي‌ فقد كنت أبليته ذلك فأما أن أعطي‌ بيدي‌ فو اللات والعزي لقد علمت نسوة بمكة أني‌ لاأعطي‌ بيدي‌ و قدعرفت أنك لاتدعني‌ فافعل ألذي تريد فرماه أبوداود بسهم و قال أللهم سهمك و أبوالبختري‌ عبدك فضعه في مقتله و أبوالبختري‌ دارع ففتق السهم الدرع فقتله . قال الواقدي‌ ويقال إن المجذر بن زياد قتل أباالبختري‌ و هو لايعرفه و قال المجذر في ذلك شعرا عرف منه أنه قاتله . و في رواية محمد بن إسحاق أن رسول الله ص نهي يوم بدر عن قتل أبي البختري‌ واسمه الوليد بن هشام لأنه كان أكف الناس عن رسول الله ص بمكة كان لايؤذيه و لايبلغه عنه شيءيكرهه و كان فيمن قام في نقض الصحيفة التي‌ كتبتها قريش علي بني‌ هاشم فلقيه المجذر بن زياد البلوي‌ حليف الأنصار فقال له إن رسول الله ص نهانا عن قتلك و مع أبي البختري‌ زميل له خرج معه من مكة يقال له جنادة بن مليحة فقال أبوالبختري‌ وزميلي‌ قال المجذر و الله مانحن بتاركي‌ زميلك مانهانا رسول الله ص إلاعنك وحدك قال إذا و الله لأموتن أنا و هوجميعا لاتتحدث عني‌ نساء أهل مكة أني‌ تركت زميلي‌ حرصا علي الحياة فنازله المجذر وارتجز أبوالبختري‌ فقال


لن يسلم ابن حرة زميله .   حتي يموت أويري سبيله .

ثم اقتتلا فقتله المجذر فجاء إلي رسول الله ص فأخبره و قال ألذي بعثك بالحق لقد جهدت أن يستأسر فآتيك به فأبي إلاالقتال فقاتلته فقتلته ثم


صفحه : 304

قال قال محمد بن إسحاق و قد كان رسول الله ص نهي في أول الوقعة أن يقتل أحد من بني‌ هاشم . وروي بإسناده عن ابن عباس أنه قال قال النبي ص لأصحابه إني‌ قدعرفت أن رجالا من بني‌ هاشم وغيرهم قدأخرجوا كرها لاحاجة لنا بقتلهم فمن لقي‌ منكم أحدا من بني‌ هاشم فلايقتله و من لقي‌ أباالبختري‌ فلايقتله و من لقي‌ العباس عم رسول الله ص فلايقتله فإنه إنما أخرج مستكرها. قوله ص ابن أخيك يعني‌ عقيلا و في بعض النسخ ابني‌ أخيك أي ابني‌ أخويك نوفلا وعقيلا كماروي ابن أبي الحديد عن محمد بن إسحاق قال لماقدم بالأساري إلي المدينة قال رسول الله ص افد نفسك ياعباس وابني‌ أخويك عقيل بن أبي طالب ونوفل بن الحارث وحليفك عقبة بن عمرو فإنك ذو مال إلي قوله ثم فدي نفسه وابني‌ أخويه . قوله عليه السلام ومحلوفه الظاهر أنه كان حلف باللات والعزي فكره عليه السلام التكلم به فعبر هكذا و في الكشاف أنه حلف بالله فيحتمل أن يكون بكراهة أصل الحلف

46-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن أَبَانٍ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ كَانَ إِبلِيسُ يَومَ بَدرٍ يُقَلّلُ المُؤمِنِينَ فِي أَعيُنِ الكُفّارِ وَ يُكَثّرُ الكُفّارَ فِي أَعيُنِ النّاسِ فَشَدّ عَلَيهِ جَبرَئِيلُ عَلَيهِ السّلَامُ بِالسّيفِ فَهَرَبَ مِنهُ وَ


صفحه : 305

هُوَ يَقُولُ يَا جَبرَئِيلُ إنِيّ‌ مُؤَجّلٌ حَتّي وَقَعَ فِي البَحرِ قَالَ زُرَارَةُ فَقُلتُ لأِبَيِ‌ جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ لأِيَ‌ّ شَيءٍ كَانَ يَخَافُ وَ هُوَ مُؤَجّلٌ قَالَ يَقطَعُ بَعضَ أَطرَافِهِ

47-ك ،[إكمال الدين ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَنِ ابنِ تَغلِبَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ كأَنَيّ‌ أَنظُرُ إِلَي القَائِمِ عَلَيهِ السّلَامُ عَلَي ظَهرِ النّجَفِ رَكِبَ فَرَساً أَدهَمَ أَبلَقَ مَا بَينَ عَينَيهِ شِمرَاخٌ ثُمّ يَنتَفِضُ بِهِ فَرَسُهُ فَلَا يَبقَي أَهلُ بَلدَةٍ إِلّا وَ هُم يَظُنّونَ أَنّهُ مَعَهُم فِي بِلَادِهِم فَإِذَا نَشَرَ رَايَةَ رَسُولِ اللّهِص انحَطّ عَلَيهِ ثَلَاثَةَ عَشَرَ أَلفَ مَلَكٍ وَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ مَلَكاً كُلّهُم يَنظُرُونَ القَائِمَ عَلَيهِ السّلَامُ وَ هُمُ الّذِينَ كَانُوا مَعَ نُوحٍ عَلَيهِ السّلَامُ فِي السّفِينَةِ وَ الّذِينَ كَانُوا مَعَ اِبرَاهِيمَ عَلَيهِ السّلَامُ حَيثُ ألُقيِ‌َ فِي النّارِ وَ كَانُوا مَعَ عِيسَي عَلَيهِ السّلَامُ حِينَ رُفِعَ وَ أَربَعَةُ آلَافٍ مُسَوّمِينَ وَ مُردِفِينَ وَ ثَلَاثُمِائَةٍ وَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ مَلَكاً مَلَائِكَةُ يَومِ بَدرٍ وَ أَربَعَةُ آلَافِ مَلَكٍ الّذِينَ هَبَطُوا يُرِيدُونَ القِتَالَ مَعَ الحُسَينِ عَلَيهِ السّلَامُ فَلَم يُؤذَن لَهُم

أقول سيأتي‌ مثله بأسانيد جمة في كتاب الغيبة

48-ب ،[قرب الإسناد] ابنُ طَرِيفٍ عَنِ ابنِ عُلوَانَ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ عَلَيهِ السّلَامُ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَانتَدَبَ رَسُولُ اللّهِص لَيلَةَ البَدرِ إِلَي المَاءِ فَانتَدَبَ عَلِيّاً عَلَيهِ السّلَامُ فَخَرَجَ وَ كَانَت لَيلَةً بَارِدَةً ذَاتَ رِيحٍ وَ ظُلمَةٍ فَخَرَجَ بِقِربَتِهِ فَلَمّا كَانَ إِلَي القَلِيبِ


صفحه : 306

لَم يَجِد دَلواً فَنَزَلَ فِي الجُبّ تِلكَ السّاعَةَ فَمَلَأَ قِربَتَهُ ثُمّ أَقبَلَ فَاستَقبَلَتهُ رِيحٌ شَدِيدَةٌ فَجَلَسَ حَتّي مَضَت ثُمّ قَامَ ثُمّ مَرّت بِهِ أُخرَي فَجَلَسَ حَتّي مَضَت ثُمّ قَامَ ثُمّ مَرّت بِهِ أُخرَي فَجَلَسَ حَتّي مَضَت فَلَمّا جَاءَ قَالَ لَهُ النّبِيّص مَا حَبَسَكَ يَا أَبَا الحَسَنِ قَالَ لَقِيتُ رِيحاً ثُمّ رِيحاً ثُمّ رِيحاً شَدِيدَةً فأَصَاَبتَنيِ‌ قَشعَرِيرَةٌ فَقَالَ أَ تدَريِ‌ مَا كَانَ ذَاكَ يَا عَلِيّ فَقَالَ لَا فَقَالَ ذَاكَ جَبرَئِيلُ فِي أَلفٍ مِنَ المَلَائِكَةِ وَ قَد سَلّمَ عَلَيكَ وَ سَلّمُوا ثُمّ مَرّ مِيكَائِيلُ فِي أَلفٍ مِنَ المَلَائِكَةِ فَسَلّمَ عَلَيكَ وَ سَلّمُوا ثُمّ مَرّ إِسرَافِيلُ وَ أَلفٌ مِنَ المَلَائِكَةِ فَسَلّمَ عَلَيكَ وَ سَلّمُوا

49-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن عَمرِو بنِ أَبِي المِقدَامِ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ عَلَيهِمَا السّلَامُ مِثلَهُبِأَدنَي تَغيِيرٍ وَ زَادَ فِي آخِرِهِ وَ هُم مَدَدٌ لَنَا وَ هُمُ الّذِينَ رَآهُم إِبلِيسُ


صفحه : 307

فَنَكَصَ عَلي عَقِبَيهِيمَشيِ‌ القَهقَرَي حِينَ يَقُولُإنِيّ‌ أَري ما لا تَرَونَ إنِيّ‌ أَخافُ اللّهَ وَ اللّهُ شَدِيدُ العِقابِ

50-فس ،[تفسير القمي‌] فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ فِي قَولِهِوَ لَقَد كُنتُم تَمَنّونَ المَوتَالآيَةَ إِنّ المُؤمِنِينَ لَمّا أَخبَرَهُمُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِمَنَازِلِ شُهَدَائِهِم يَومَ بَدرٍ مِنَ الجَنّةِ رَغِبُوا فِي ذَلِكَ وَ قَالُوا أللّهُمّ أَرِنَا قِتَالًا نَستَشهِدُ فِيهِ فَأَرَاهُمُ اللّهُ إِيّاهُ يَومَ أُحُدٍ فَلَم يَثبُتُوا إِلّا مَن شَاءَ اللّهُ مِنهُم

51-فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ فِي بَيَانِ خُرُوجِ رَسُولِ اللّهِص إِلَي مَكّةَ وَ إِحرَامِهِ وَ مَنعِ قُرَيشٍ المُسلِمِينَ وَ إِرَادَتِهِص الصّلحَ وَ عَدَمِ رِضَا الأُمّةِ بِهِ وَ إِرَاءَتِهِمُ الحَربَ وَ هَزِيمَتِهِم مِن قُرَيشٍ وَ سَاقَ الحَدِيثَ إِلَي أَن قَالَ فَرَجَعَ أَصحَابُ رَسُولِ اللّهِص مُستَحيِينَ وَ أَقبَلُوا يَعتَذِرُونَ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ لَهُم رَسُولُ اللّهِص أَ لَستُم أصَحاَبيِ‌ يَومَ بَدرٍ إِذ أَنزَلَ اللّهُ فِيكُمإِذ تَستَغِيثُونَ رَبّكُم فَاستَجابَ لَكُم أنَيّ‌ مُمِدّكُم بِأَلفٍ مِنَ المَلائِكَةِ مُردِفِينَ أَ لَستُم أصَحاَبيِ‌ يَومَ أُحُدٍإِذ تُصعِدُونَ وَ لا تَلوُونَ عَلي أَحَدٍ وَ الرّسُولُ يَدعُوكُم فِي أُخراكُم أَ لَستُم أصَحاَبيِ‌ يَومَ كَذَا وَ يَومَ كَذَا


صفحه : 308

فَاعتَذَرُوا إِلَي رَسُولِ اللّهِص وَ نَدِمُوا عَلَي مَا كَانَ مِنهُم الخَبَرَ

52-فس ،[تفسير القمي‌] قَولُهُ تَعَالَيوَ إِن يُرِيدُوا أَن يَخدَعُوكَ فَإِنّ حَسبَكَ اللّهُ قَالَ نَزَلَت فِي الأَوسِ وَ الخَزرَجِ روُيِ‌َ عَنِ الإِمَامِ أَبِي جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ إِن يُرِيدُوا أَن يَخدَعُوكَالآيَةَ قَالَ هُمُ الّذِينَ استَشَارَهُمُ الرّسُولُ فِي أَمرِ قُرَيشٍ بِبَدرٍ فَقَالَ رَجُلٌ مِنهُم يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّهَا قُرَيشٌ وَ خُيَلَاؤُهَا وَ إِنّهَا مَا آمَنَت قَطّ الحَدِيثَ فَقَالَ تَعَالَيفَإِنّ حَسبَكَ اللّهُ إِلَي قَولِهِ تَعَالَيإِنّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ قَالَ هُمُ الأَنصَارُ وَ كَانَ أَلّفَ بَينَ قُلُوبِهِم وَ نصرتهم [نَصَرَ بِهِم]نَبِيّهُ وَ هُوَ قَولُهُ تَعَالَيلَو أَنفَقتَ ما فِي الأَرضِ جَمِيعاً ما أَلّفتَ بَينَ قُلُوبِهِم وَ لكِنّ اللّهَ أَلّفَ بَينَهُمفَالّذِينَ أَلّفَ اللّهُ بَينَ قُلُوبِهِمُ الأَنصَارُ خَاصّةً

53-ل ،[الخصال ]القَطّانُ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ مُحَمّدٍ الحسُيَنيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الخرُاَساَنيِ‌ّ عَن سَهلِ بنِ صَالِحٍ العبَاّسيِ‌ّ عَن أَبِيهِ وَ اِبرَاهِيمَ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ عَلَيهِمُ السّلَامُ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ عَلَيهِمَا السّلَامُ وَ سَاقَ الحَدِيثَ فِي الخَمسَةِ المُستَهزِءِينَ بِرَسُولِ اللّهِص ثُمّ قَالَ الصّدُوقُ وَ يُقَالُ فِي خَبَرٍ آخَرَ فِي الأَسوَدِ


صفحه : 309

بنَ عَبدِ يَغُوثَ قَولٌ آخَرُ يُقَالُ إِنّ النّبِيّص كَانَ قَد دَعَا عَلَيهِ أَن يعُميِ‌َ اللّهُ بَصَرَهُ وَ أَن يُثكِلَهُ وَلَدَهُ فَلَمّا كَانَ فِي ذَلِكَ اليَومِ جَاءَ حَتّي صَارَ إِلَي كُدَي فَأَتَاهُ جَبرَئِيلُ بِوَرَقَةٍ خَضرَاءَ فَضَرَبَ بِهَا وَجهَهُ فعَمَيِ‌َ وَ بقَيِ‌َ حَتّي أَثكَلَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ وَلَدَهُ يَومَ بَدرٍ ثُمّ مَاتَ

54-فس ،[تفسير القمي‌] وَ مَن عاقَبَ بِمِثلِ ما عُوقِبَ بِهِ قَالَ فَهُوَ رَسُولُ اللّهِص لَمّا أَخرَجَتهُ قُرَيشٌ مِن مَكّةَ وَ هَرَبَ مِنهُم إِلَي الغَارِ طَلَبُوهُ لِيَقتُلُوهُ فَعَاقَبَهُمُ اللّهُ تَعَالَي يَومَ بَدرٍ فَقُتِلَ عُتبَةُ وَ شَيبَةُ وَ الوَلِيدُ وَ أَبُو جَهلٍ وَ حَنظَلَةُ بنُ أَبِي سُفيَانَ وَ غَيرُهُم فَلَمّا قُبِضَ رَسُولُ اللّهِص طُلِبَ بِدِمَائِهِم

55-فس ،[تفسير القمي‌] أَم يَقُولُونَ نَحنُ جَمِيعٌ مُنتَصِرٌ سَيُهزَمُ الجَمعُ وَ يُوَلّونَ الدّبُرَ قَالَ فَقَالَت قُرَيشٌ قَدِ اجتَمَعنَا لِنَنتَصِرَ وَ نَقتُلَكَ يَا مُحَمّدُ فَأَنزَلَ اللّهُأَم يَقُولُونَ يَا مُحَمّدُنَحنُ جَمِيعٌ مُنتَصِرٌ سَيُهزَمُ الجَمعُ وَ يُوَلّونَ الدّبُرَيعَنيِ‌ يَومَ بَدرٍ حِينَ هُزِمُوا وَ أُسِرُوا وَ قُتِلُوا

56-فس ،[تفسير القمي‌]سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ قَالَ وَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ لَمّا


صفحه : 310

اصطَفّتِ الخَيلَانِ يَومَ بَدرٍ رَفَعَ أَبُو جَهلٍ يَدَيهِ فَقَالَ أللّهُمّ أَقطَعَنَا لِلرّحِمِ وَ آتَانَا بِمَا لَا نَعرِفُ فَأَحِنهُ العَذَابَ فَأَنزَلَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيسَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ

57-فس ،[تفسير القمي‌] فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ فِي قَولِهِفَأَمّا مَن أوُتيِ‌َ كِتابَهُ بِيَمِينِهِفَهُوَ أَبُو سَلَمَةَ عَبدُ اللّهِ بنُ عَبدِ الأَسَدِ بنِ هِلَالٍ المخَزوُميِ‌ّ وَ هُوَ مِن بنَيِ‌ مَخزُومٍوَ أَمّا مَن أوُتيِ‌َ كِتابَهُ وَراءَ ظَهرِهِفَهُوَ أَخُوهُ الأَسوَدُ بنُ عَبدِ الأَسَدِ بنِ هِلَالٍ المخَزوُميِ‌ّ قَتَلَهُ حَمزَةُ بنُ عَبدِ المُطّلِبِ يَومَ بَدرٍ

58-يد،[التوحيد]بِإِسنَادِهِ عَن وَهبٍ القرُشَيِ‌ّ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ رَأَيتُ الخَضِرَ عَلَيهِ السّلَامُ فِي المَنَامِ قَبلَ بَدرٍ بِلَيلَةٍ فَقُلتُ لَهُ علَمّنيِ‌ شَيئاً أُنصَرُ بِهِ عَلَي الأَعدَاءِ فَقَالَ قُل يَا هُوَ يَا مَن لَا هُوَ إِلّا هُوَ فَلَمّا أَصبَحتُ قَصَصتُهَا عَلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ لِي يَا عَلِيّ عُلّمتَ الِاسمَ الأَعظَمَ وَ كَانَ عَلَي لسِاَنيِ‌ يَومَ بَدرٍ

أقول سيأتي‌ تمامه بإسناده في كتاب الدعاء وغيره

59-تَفسِيرُ النعّماَنيِ‌ّ عَنِ الصّادِقِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ لَمّا كَانَ يَومُ بَدرٍ وَ عَرَفَ اللّهُ حَرَجَ المُسلِمِينَ أَنزَلَ عَلَي نَبِيّهِوَ إِن جَنَحُوا لِلسّلمِ فَاجنَح


صفحه : 311

لَها وَ تَوَكّل عَلَي اللّهِ فَلَمّا قوَيِ‌َ الإِسلَامُ وَ كَثُرَ المُسلِمُونَ أَنزَلَ اللّهُ تَعَالَيفَلا تَهِنُوا وَ تَدعُوا إِلَي السّلمِ وَ أَنتُمُ الأَعلَونَ وَ اللّهُ مَعَكُم وَ لَن يَتِرَكُم أَعمالَكُمفَنَسَخَت هَذِهِ الآيَةَ التّيِ‌ أَذِنَ لَهُم فِيهَا أَن يَجنَحُوا وَ سَاقَ الحَدِيثَ إِلَي أَن قَالَ أَمّا الجِدَالُ وَ مَعَانِيهِ فِي كِتَابِ اللّهِوَ إِنّ فَرِيقاً مِنَ المُؤمِنِينَ لَكارِهُونَ يُجادِلُونَكَ فِي الحَقّ بَعدَ ما تَبَيّنَ كَأَنّما يُساقُونَ إِلَي المَوتِ وَ هُم يَنظُرُونَ وَ لَمّا خَرَجَ رَسُولُ اللّهِص إِلَي بَدرٍ كَانَ خُرُوجُهُ فِي طَلَبِ العَدُوّ وَ قَالَ لِأَصحَابِهِ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ قَد وعَدَنَيِ‌ أَن أَظفِرَ بِالعِيرِ أَو بِقُرَيشٍ فَخَرَجُوا مَعَهُ عَلَي هَذَا فَلَمّا أَفلَتَتِ العِيرُ وَ أَمَرَهُ اللّهُ بِقِتَالِ قُرَيشٍ أَخبَرَ أَصحَابَهُ فَقَالَ إِنّ قُرَيشاً قَد أَقبَلَت وَ قَد وعَدَنَيِ‌ اللّهُ سُبحَانَهُإِحدَي الطّائِفَتَينِ أَنّها لَكُم وَ أمَرَنَيِ‌ بِقِتَالِ قُرَيشٍ قَالَ فَجَزِعُوا مِن ذَلِكَ وَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ فَإِنّا لَم نَخرُج عَلَي أُهبَةِ الحَربِ قَالَ وَ أَكثَرَ قَومٌ مِنهُمُ الكَلَامَ وَ الجِدَالَ فَأَنزَلَ اللّهُ تَعَالَيوَ إِذ يَعِدُكُمُ اللّهُالآيَةَ وَ سَاقَهُ إِلَي أَن قَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنصَارِ يُقَالُ لَهُ رِفَاعَةُ بنُ زَيدِ بنِ عَامِرٍ وَ كَانَ عَمّ قَتَادَةَ بنِ النّعمَانِ الأنَصاَريِ‌ّ وَ كَانَ قَتَادَةُ مِمّن شَهِدَ بَدراً

أقول سيأتي‌ في غزوة أحد بعض أخبار الباب

60-ختص ،[الإختصاص ] ابنُ الوَلِيدِ عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ عَن مُحَمّدِ بنِ


صفحه : 312

إِسمَاعِيلَ العلَوَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ الزّبرِقَانِ الداّمغِاَنيِ‌ّ عَن أَبِي الحَسَنِ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ إِنّ العَبّاسَ كَانَ فِي عَدَدِ الأُسَارَي عِندَ النّبِيّص وَ جَحَدَ أَن يَكُونَ لَهُ الفِدَاءُ فَأَنزَلَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي عَلَي النّبِيّص يُخبِرُهُ بِدَفِينٍ لَهُ مِن ذَهَبٍ فَبَعَثَ عَلِيّاً عَلَيهِ السّلَامُ فَأَخرَجَهُ مِن عِندِ أُمّ الفَضلِ وَ أَخبَرَ العَبّاسَ بِمَا أَخبَرَهُ جَبرَئِيلُ عَنِ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي فَأَذِنَ لعِلَيِ‌ّ وَ أَعطَاهُ عَلَامَةَ ألّذِي دَفَنَ فِيهِ فَقَالَ العَبّاسُ عِندَ ذَلِكَ يَا ابنَ أخَيِ‌ مَا فاَتنَيِ‌ مِنكَ أَكثَرُ وَ أَشهَدُ أَنّكَ رَسُولُ رَبّ العَالَمِينَ فَلَمّا أَحضَرَ عَلِيّ الذّهَبَ قَالَ العَبّاسُ أفَقرَتنَيِ‌ يَا ابنَ أخَيِ‌ فَأَنزَلَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيإِن يَعلَمِ اللّهُ فِي قُلُوبِكُم خَيراً يُؤتِكُم خَيراً مِمّا أُخِذَ مِنكُم وَ يَغفِر لَكُم

61-أَقُولُ رَوَي السّيّدُ فِي كِتَابِ سَعدِ السّعُودِ، مِن تَفسِيرِ مُحَمّدِ بنِ العَبّاسِ بنِ


صفحه : 313

عَلِيّ بنِ مَروَانَ قَالَ حَدّثَنَا اِبرَاهِيمُ بنُ عَبدِ اللّهِ بنِ سَلّامٍ عَن حَجّاجِ بنِ المِنهَالِ عَنِ المُعتَمِرِ بنِ سُلَيمَانَ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي محلث [مِجلَزٍ] عَن قَيسِ بنِ عَبّادٍ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ أَنّهُ قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ أَنَا أَوّلُ مَن يَجثُو لِلخُصُومَةِ بَينَ يدَيَ‌ِ الرّحمَنِ قَالَ قَيسٌ وَ فِيهِم نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُهذانِ خَصمانِ اختَصَمُوا فِي رَبّهِم قَالَ هُمُ الّذِينَ تَبَارَزُوا يَومَ بَدرٍ عَلِيّ وَ حَمزَةُ وَ عُبَيدَةُ وَ شَيبَةُ وَ عُتبَةُ وَ الوَلِيدُ

حَدّثَنَا الحَسَنُ بنُ عَامِرٍ قَالَ حَدّثَنَا مُحَمّدُ بنُ الحُسَينِ بنِ أَبِي الخَطّابِ حَدّثَنَا أَحمَدُ بنُ مُحَمّدِ بنِ أَبِي نَصرٍ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ الأَحمَرِ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن عِكرِمَةَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ خَرَجَ عُتبَةُ وَ شَيبَةُ وَ الوَلِيدُ لِلبَرَازِ وَ خَرَجَ عُبَيدُ اللّهِ بنُ رَوَاحَةَ مِن نَاحِيَةٍ أُخرَي قَالَفَكَرِهَ رَسُولُ اللّهِص أَن يَكُونَ الحَربُ أَوّلَ مَا لقَيِ‌َ بِالأَنصَارِ فَبَدَأَ بِأَهلِ بَيتِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص مُرُوهُم أَن يَرجِعُوا إِلَي مَصَافّهِم


صفحه : 314

إِنّمَا يُرِيدُ القَومُ بنَيِ‌ عَمّهِم فَدَعَا رَسُولُ اللّهِص عَلِيّاً وَ حَمزَةَ وَ عُبَيدَةَ بنَ الحَارِثِ بنِ عَبدِ المُطّلِبِ فَبَرَزُوا بَينَ يَدَيهِ بِالسّلَاحِ فَقَالَ اجعَلَاهُ بَينَكُمَا وَ خَافَ عَلَيهِ الحَدَاثَةَ فَقَالَ اذهَبُوا فَقَاتِلُوا عَن حَقّكُم وَ بِالدّينِ ألّذِي بُعِثَ بِهِ نَبِيّكُم إِذ جَاءُوا بِبَاطِلِهِملِيُطفِؤُا نُورَ اللّهِ بِأَفواهِهِماذهَبُوا فِي حِفظِ اللّهِ أَو فِي عَونِ اللّهِ فَخَرَجُوا يَمشُونَ حَتّي إِذَا كَانُوا قَرِيباً حَيثُ يَسمَعُونَ الصّوتَ فَصَاحَ بِهِم عُتبَةُ انتَسِبُوا نَعرِفكُم فَإِن تَكُونُوا أَكفَاءَ نُقَاتِلكُم وَ فِيهِم نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُهذانِ خَصمانِ اختَصَمُوا فِي رَبّهِم فَالّذِينَ كَفَرُوا قُطّعَت لَهُم ثِيابٌ مِن نارٍ فَقَالَ عُبَيدَةُ أَنَا عُبَيدَةُ بنُ الحَارِثِ بنِ عَبدِ المُطّلِبِ وَ كَانَ قَرِيبَ السّنّ مِن أَبِي طَالِبٍ وَ هُوَ يَومَئِذٍ أَكبَرُ المُسلِمِينَ فَقَالَ هُوَ كُفوٌ كَرِيمٌ ثُمّ قَالَ لِحَمزَةَ مَن أَنتَ قَالَ أَنَا حَمزَةُ بنُ عَبدِ المُطّلِبِ أَنَا أَسَدُ اللّهِ وَ أَسَدُ رَسُولِهِ أَنَا صَاحِبُ الحَلفَاءِ فَقَالَ لَهُ عُتبَةُ سَتَرَي صَولَتَكَ اليَومَ يَا أَسَدَ اللّهِ وَ أَسَدَ رَسُولِهِ قَد لَقِيتَ أَسَدَ المُطَيّبِينَ فَقَالَ لعِلَيِ‌ّ مَن أَنتَ فَقَالَ أَنَا عَبدُ اللّهِ وَ أَخُو رَسُولِهِ أَنَا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ يَا وَلِيدُ دُونَكَ الغُلَامُ فَأَقبَلَ الوَلِيدُ يَشتَدّ إِلَي عَلِيّ قَد تَنَوّرَ وَ تَخَلّقَ عَلَيهِ خَاتَمٌ مِن ذَهَبٍ بِيَدِهِ السّيفُ قَالَ عَلِيّ قَد ظَلّ عَلَيّ فِي طُولِ نَحوٍ مِن ذِرَاعٍ فَخَتَلتُهُ حَتّي ضَرَبتُ يَدَهُ التّيِ‌ فِيهَا السّيفُ فَبَدَرَت يَدُهُ وَ بَدَرَ السّيفُ حَتّي نَظَرتُ إِلَي بَصِيصِ الذّهَبِ فِي البَطحَاءِ وَ صَاحَ صَيحَةً أَسمَعَ أَهلَ العَسكَرَينِ فَذَهَبَ مُوَلّي نَحوَ أَبِيهِ وَ شَدّ عَلَيهِ عَلِيّ عَلَيهِ السّلَامُ فَضَرَبَ فَخِذَهُ فَسَقَطَ وَ قَامَ عَلِيّ عَلَيهِ السّلَامُ وَ قَالَ


أَنَا ابنُ ذيِ‌ الحَوضَينِ عَبدِ المُطّلِبِ   وَ هَاشِمِ المُطعِمِ فِي العَامِ السّغِبِ

  وُفيِ‌ بمِيِثاَقيِ‌ وَ أحَميِ‌ عَن حَسَبٍ

ثُمّ ضَرَبَهُ فَقَطَعَ فَخِذَهُ قَالَ ففَيِ‌ ذَلِكَ تَقُولُ هِندٌ بِنتُ عُتبَةَ


صفحه : 315


أَبِي وَ عمَيّ‌ وَ شَقِيقِ بكَريِ‌   أخَيِ‌ ألّذِي كَانُوا كَضَوءِ البَدرِ

  ِهِم كَسَرتَ يَا عَلِيّ ظهَريِ‌

ثُمّ تَقَدّمَ شَيبَةُ بنُ رَبِيعَةَ وَ عُبَيدَةُ بنُ الحَارِثِ فَالتَقَيَا فَضَرَبَهُ شَيبَةُ فَرَمَي رِجلَهُ وَ ضَرَبَهُ عُبَيدَةُ فَأَسرَعَ السّيفُ فِيهِ فَأَقطَعَهُ فَسَقَطَا جَمِيعاً وَ تَقَدّمَ حَمزَةُ وَ عُتبَةُ فَتَكَادَمَا المَوتَ طَوِيلًا وَ عَلِيّ قَائِمٌ عَلَي الوَلِيدِ وَ النّاسُ يَنظُرُونَ فَصَاحَ رَجُلٌ مِنَ الأَنصَارِ يَا عَلِيّ مَا تَرَي الكَلبَ قَد بَهَرَ عَمّكَ فَلَمّا أَن سَمِعَهَا أَقبَلَ يَشتَدّ نَحوَ عُتبَةَ فَحَانَت مِن عُتبَةَ التِفَاتَةً إِلَي عَلِيّ فَرَآهُ وَ قَد أَقبَلَ نَحوَهُ يَشتَدّ فَاغتَنَمَ عُتبَةُ حَدَاثَةَ سَنّ عَلِيّ فَأَقبَلَ نَحوَهُ فَلَحِقَهُ حَمزَةُ قَبلَ أَن يَصِلَ إِلَي عَلِيّ فَضَرَبَهُ فِي حَبلِ العَاتِقِ فَضَرَبَهُ عَلِيّ فَأَجهَزَ عَلَيهِ قَالَ وَ أَبُو حُذَيفَةَ بنُ عُتبَةَ إِلَي جَنبِ رَسُولِ اللّهِص يَنظُرُ إِلَيهِم فَاربَدّ وَجهُهُ وَ تَغَيّرَ لَونُهُ وَ هُوَ يَتَنَفّسُ وَ رَسُولُ اللّهِص يَقُولُ صَبراً يَا أَبَا حُذَيفَةَ حَتّي قُتِلُوا ثُمّ أَقبَلَا إِلَي عُبَيدَةَ حَتّي احتَمَلَاهُ فَسَالَ المُخّ عَلَي أَقدَامِهِمَا ثُمّ اشتَدّوا بِهِ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَلَمّا نَظَرَ إِلَيهِ رَسُولُ اللّهِص قَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ أَ لَستُ شَهِيداً قَالَ بَلَي قَالَ لَو كَانَ أَبُو طَالِبٍ حَيّاً لَعَلِمَ أنَيّ‌ أَولَي بِهَذَا البَيتِ مِنهُ حَيثُ يَقُولُ


وَ نُسَلّمُهُ حَتّي نَصرَعَ حَولَهُ   وَ نَذهَلَ عَن أَبنَائِنَا وَ الحَلَائِلِ

بيان البصيص البريق و قال الفيروزآبادي‌ كدمه عضه بأدني فمه أوأثر فيه بحديدة والدابة تكادم الحشيش إذا لم تستمكن منه

62-عم ،[إعلام الوري ]أَخَذَ رَسُولُ اللّهِص يَومَ بَدرٍ كَفّاً مِن تُرَابٍ فَرَمَاهُ إِلَيهِم وَ قَالَ شَاهَتِ


صفحه : 316

الوُجُوهُ فَلَم يَبقَ مِنهُم أَحَدٌ إِلّا اشتَغَلَ بِفَركِ عَينِهِ وَ قَتَلَ عَلِيّ عَلَيهِ السّلَامُ فِيهَا الوَلِيدَ بنَ عُتبَةَ وَ كَانَ شُجَاعاً فَاتِكاً وَ العَاصَ بنَ سَعِيدٍ وَ طُعَيمَةَ بنَ عدَيِ‌ّ وَ نَوفَلَ بنَ خُوَيلِدٍ وَ هُوَ ألّذِي قَرَنَ أَبَا بَكرٍ وَ طَلحَةَ قَبلَ الهِجرَةِ بِحَبلٍ وَ عَذّبَهُمَا يَوماً إِلَي اللّيلِ وَ هُوَ عَمّ الزّبَيرِ

وَ رَوَي جَابِرٌ عَنِ البَاقِرِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ لَقَد تَعَجّبتُ يَومَ بَدرٍ مِن جُرأَةِ القَومِ وَ قَد قَتَلتُ الوَلِيدَ بنَ عُتبَةَ إِذ أَقبَلَ إلِيَ‌ّ حَنظَلَةُ بنُ أَبِي سُفيَانَ فَلَمّا دَنَا منِيّ‌ ضَرَبتُهُ بِالسّيفِ فَسَالَت عَينَاهُ وَ لَزِمَ الأَرضَ قَتِيلًا وَ قَتَلَ زَمعَةَ بنَ الأَسوَدِ وَ الحَارِثَ بنَ زَمعَةَ وَ عُمَيرَ بنَ عُثمَانَ عَمّ طَلحَةَ وَ عُثمَانَ وَ مَالِكاً أخَوَيَ‌ طَلحَةَ فِي جَمَاعَةٍ وَ هُم سِتّةٌ وَ ثَلَاثُونَ رَجُلًا وَ استُشهِدَ مِنَ المُسلِمِينَ يَومَ بَدرٍ أَربَعَةَ عَشَرَ رَجُلًا مِنهُم عُبَيدَةُ بنُ الحَارِثِ وَ ذُو الشّمَالَينِ عَمرُو بنُ نَضلَةَ وَ مِهجَعٌ مَولَي عُمَرَ وَ عُمَيرُ بنُ أَبِي وَقّاصٍ وَ صَفوَانُ بنُ أَبِي البَيضَاءِ هَؤُلَاءِ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَ البَاقُونَ مِنَ الأَنصَارِ

63-ل ،[الخصال ] عَن عَامِرِ بنِ وَاثِلَةَ فِي خَبَرِ الشّورَي قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلَيهِ السّلَامُ نَشَدتُكُم بِاللّهِ هَل فِيكُم أَحَدٌ بَعَثَهُ رَسُولُ اللّهِص ليِجَيِ‌ءَ بِالمَاءِ كَمَا بعَثَنَيِ‌ فَذَهَبتُ حَتّي حَمَلتُ القِربَةَ عَلَي ظهَريِ‌ وَ مَشَيتُ بِهَا فاَستقَبلَتَنيِ‌ رِيحٌ فرَدَتّنيِ‌ حَتّي أجَلسَتَنيِ‌ ثُمّ قُمتُ فاَستقَبلَتَنيِ‌ رِيحٌ فرَدَتّنيِ‌ حَتّي أجَلسَتَنيِ‌ ثُمّ قُمتُ فَجِئتُ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ لِي مَا حَبَسَكَ فَقَصَصتُ عَلَيهِ القِصّةَ فَقَالَ قَد جاَءنَيِ‌ جَبرَئِيلُ فأَخَبرَنَيِ‌ أَمّا الرّيحُ الأُولَي فَجَبرَئِيلُ كَانَ فِي أَلفٍ مِنَ المَلَائِكَةِ يُسَلّمُونَ عَلَيكَ وَ أَمّا الثّانِيَةُ فَمِيكَائِيلُ فِي أَلفٍ مِنَ المَلَائِكَةِ يُسَلّمُونَ عَلَيكَ غيَريِ‌ قَالُوا أللّهُمّ لَا الخَبَرَ


صفحه : 317

64-ج ،[الإحتجاج ] عَن أَبِي جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ فِي خَبَرِ الشّورَي قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلَيهِ السّلَامُ نَشَدتُكُم بِاللّهِ هَل فِيكُم أَحَدٌ نَاوَلَ رَسُولَ اللّهِص قَبضَةً مِن تُرَابٍ فَرَمَي بِهِ فِي وُجُوهِ الكُفّارِ فَانهَزَمُوا غيَريِ‌ قَالُوا لَا قَالَ نَشَدتُكُم بِاللّهِ هَل فِيكُم أَحَدٌ نوُديِ‌َ بِاسمِهِ يَومَ بَدرٍ لَا سَيفَ إِلّا ذُو الفَقَارِ وَ لَا فَتَي إِلّا عَلِيّ غيَريِ‌ قَالُوا لَا قَالَ نَشَدتُكُم بِاللّهِ هَل فِيكُم أَحَدٌ سَلّمَ عَلَيهِ جَبرَئِيلُ وَ مِيكَائِيلُ وَ إِسرَافِيلُ فِي ثَلَاثَةِ آلَافٍ مِنَ المَلَائِكَةِ يَومَ بَدرٍ غيَريِ‌ قَالُوا لَا

بيان المشهور في الأخبار أن النداء بلا سيف إنما كان يوم أحد ولعله من تصحيف الرواة مع أنه يحتمل أن يكون النداء به في اليومين معا

65-كَنزُ الكرَاَجكُيِ‌ّ، عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الصيّرفَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عُمَرَ الجعِاَبيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ بنِ مَحبُوبٍ عَن أَحمَدَ بنِ عِيسَي الحرَبيِ‌ّ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ يَحيَي عَنِ ابنِ جَرِيحٍ عَن عَطَاءٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ كَانَ النّبِيّص لَيلَةَ بَدرٍ قَائِماً يصُلَيّ‌ وَ يبَكيِ‌ وَ يَستَعبِرُ وَ يَخشَعُ وَ يَخضَعُ كَاستِطعَامِ المِسكِينِ وَ يَقُولُ أللّهُمّ أَنجِز لِي مَا وعَدَتنَيِ‌ وَ يَخِرّ سَاجِداً وَ يَخشَعُ فِي سُجُودِهِ وَ يُكثِرُ التّضَرّعَ فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ قَد أَنجَزنَا وَعدَكَ وَ أَيّدنَاكَ بِابنِ عَمّكَ عَلِيّ وَ مَصَارِعُهُم عَلَي يَدَيهِ وَكَفَيناكَ المُستَهزِئِينَ بِهِ فَعَلَينَا فَتَوَكّل وَ عَلَيهِ فَاعتَمِد فَأَنَا خَيرُ مَن


صفحه : 318

تَوَكّلتَ عَلَيهِ وَ هُوَ أَفضَلُ مَنِ اعتُمِدَ عَلَيهِ

67-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي وَ الحُسَينُ بنُ مُحَمّدٍ جَمِيعاً عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن عُبَادَةَ بنِ يَعقُوبَ عَن أَحمَدَ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن عُمَرَ بنِ كَيسَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ الجعُفيِ‌ّ قَالَ قَالَ لِي أَبُو جَعفَرٍ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ عَلَيهِمَا السّلَامُ قَالَ فَإِنّمَا مَثَلُنَا وَ مَثَلُكُم مَثَلُ نبَيِ‌ّ كَانَ فِي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَيهِ أَنِ ادعُ قَومَكَ لِلقِتَالِ فإَنِيّ‌ سَأَنصُرُكَ فَجَمَعَهُم مِن رُءُوسِ الجِبَالِ وَ مِن غَيرِ ذَلِكَ ثُمّ تَوَجّهَ بِهِم فَمَا ضَرَبُوا بِسَيفٍ وَ لَا طَعَنُوا بِرُمحٍ حَتّي انهَزَمُوا ثُمّ أَوحَي اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي إِلَيهِ أَنِ ادعُ قَومَكَ إِلَي القِتَالِ فإَنِيّ‌ سَأَنصُرُكَ فَجَمَعَهُم ثُمّ تَوَجّهَ بِهِم فَمَا ضَرَبُوا بِسَيفٍ وَ لَا طَعَنُوا بِرُمحٍ حَتّي انهَزَمُوا ثُمّ أَوحَي اللّهُ إِلَيهِ أَنِ ادعُ قَومَكَ إِلَي القِتَالِ فإَنِيّ‌ سَأَنصُرُكَ فَدَعَاهُم فَقَالُوا وَعَدتَنَا النّصرَ فَمَا نُصِرنَا فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَيهِ إِمّا أَن يَختَارُوا القِتَالَ أَوِ النّارَ فَقَالَ يَا رَبّ القِتَالُ أَحَبّ مِنَ النّارِ فَدَعَاهُم فَأَجَابَهُ مِنهُم ثَلَاثُمِائَةٍ وَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ عِدّةُ أَهلِ بَدرٍ فَتَوَجّهَ بِهِم فَمَا ضَرَبُوا بِسَيفٍ وَ لَا طَعَنُوا بِرُمحٍ حَتّي فَتَحَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَهُم

68-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَمّن ذَكَرَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ فِي قَولِ


صفحه : 319

اللّهِأَ وَ لَمّا أَصابَتكُم مُصِيبَةٌ قَد أَصَبتُم مِثلَيها قَالَ كَانَ المُسلِمُونَ قَد أَصَابُوا بِبَدرٍ مِائَةً وَ أَربَعِينَ رَجُلًا وَ أَسَرُوا سَبعِينَ فَلَمّا كَانَ يَومُ أُحُدٍ أُصِيبَ مِنَ المُسلِمِينَ سَبعُونَ رَجُلًا قَالَ فَاغتَمّوا بِذَلِكَ فَأَنزَلَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيأَ وَ لَمّا أَصابَتكُم مُصِيبَةٌ قَد أَصَبتُم مِثلَيها

69-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن زُرَارَةَ عَن أَحَدِهِمَا عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ قُلتُ الزّبَيرُ شَهِدَ بَدراً قَالَ نَعَم وَ لَكِنّهُ فَرّ يَومَ الجَمَلِ فَإِن كَانَ قَاتَلَ المُؤمِنِينَ فَقَد هَلَكَ بِقِتَالِهِ إِيّاهُم وَ إِن كَانَ قَاتَلَ كُفّاراًفَقَد باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللّهِحِينَ وَلّاهُم دُبُرَهُ

70-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن زُرَارَةَ وَ حُمرَانَ عَن أَبِي جَعفَرٍ وَ أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ فِي قَولِهِخَيرُ الماكِرِينَ قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص قَد كَانَ لقَيِ‌َ مِن قَومِهِ بَلَاءً شَدِيداً حَتّي أَتَوهُ ذَاتَ يَومٍ وَ هُوَ سَاجِدٌ حَتّي طَرَحُوا عَلَيهِ رَحِمَ شَاةٍ فَأَتَتهُ ابنَتُهُ وَ هُوَ سَاجِدٌ لَم يَرفَع رَأسَهُ فَرَفَعَتهُ عَنهُ وَ مَسَحَتهُ ثُمّ أَرَاهُ اللّهُ بَعدَ ذَلِكَ ألّذِي يُحِبّ أَنّهُ كَانَ بِبَدرٍ وَ لَيسَ مَعَهُ غَيرُ فَارِسٍ وَاحِدٍ ثُمّ كَانَ مَعَهُ يَومَ الفَتحِ اثنَا عَشَرَ أَلفاً حَتّي جَعَلَ أَبُو سُفيَانَ وَ المُشرِكُونَ يَستَغِيثُونَ

71-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ فِي قَولِهِوَ الرّكبُ أَسفَلَ مِنكُم قَالَ أَبُو سُفيَانَ وَ أَصحَابُهُ

72-ك ،[إكمال الدين ]الطاّلقَاَنيِ‌ّ عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن عَلِيّ بنِ فَضّالٍ عَن أَبِيهِ عَن


صفحه : 320

مُحَمّدِ بنِ الفُضَيلِ عَنِ الثمّاَليِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ السّنّةُ فِينَا فِي الصّلَاةِ عَلَي المَيّتِ خَمسُ تَكبِيرَاتٍ وَ قَد كَانَ رَسُولُ اللّهِ يُكَبّرُ عَلَي أَهلِ بَدرٍ سَبعاً وَ تِسعاً

73-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ عَنِ الصّدُوقِ عَنِ ابنِ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ جَابِرٍ عَن عَبدِ الحَمِيدِ بنِ أَبِي الدّيلَمِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ مِثلَهُ

و قدمضي تمامه في أبواب أحوال آدم عليه السلام

74-ك ،[إكمال الدين ]بِإِسنَادِهِ عَنِ المُفَضّلِ قَالَ قَالَ الصّادِقُ عَلَيهِ السّلَامُ كأَنَيّ‌ أَنظُرُ إِلَي القَائِمِ عَلَي مِنبَرِ الكُوفَةِ وَ حَولَهُ أَصحَابُهُ ثَلَاثُمِائَةٍ وَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا عِدّةُ أَهلِ بَدرٍ وَ هُم أَصحَابُ الأَلوِيَةِ الخَبَرَ

وسيأتي‌ أخبار كثيرة في بيان هذاالعدد في كتاب الغيبة و باب الرجعة

75-ني‌،[الغيبة للنعماني‌] أَحمَدُ بنُ هَوذَةَ عَنِ النهّاَونَديِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ حَمّادٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ أَنّهُ قَالَأَبَي اللّهُ إِلّا أَن يُخلِفَ وَقتَ المُوَقّتِينَ وَ هيِ‌َ رَايَةُ رَسُولِ اللّهِص نَزَلَ[ بِهَا]جَبرَئِيلُ يَومَ بَدرٍ سَرِيّةً ثُمّ قَالَ يَا أَبَا مُحَمّدٍ مَا هيِ‌َ وَ اللّهِ قُطنٌ وَ لَا كَتّانٌ وَ لَا خَزّ وَ لَا حَرِيرٌ قُلتُ مِن أَيّ شَيءٍ قَالَ مِن وَرَقِ الجَنّةِ نَشَرَهَا رَسُولُ اللّهِص يَومَ بَدرٍ ثُمّ لَفّهَا وَ دَفَعَهَا إِلَي عَلِيّ عَلَيهِ السّلَامُ فَفَتَحَ اللّهُ عَلَيهِ


صفحه : 321

ثُمّ لَفّهَا وَ هيِ‌َ عِندَنَا هُنَاكَ لَا يَنشُرُهَا أَحَدٌ حَتّي يَقُومَ القَائِمُ فَإِذَا قَامَ نَشَرَهَا فَلَم يَبقَ فِي المَشرِقِ وَ المَغرِبِ أَحَدٌ إِلّا آلَفَهَا وَ يَسِيرُ الرّعبُ قُدّامَهَا شَهراً وَ عَن يَمِينِهَا شَهراً وَ عَن يَسَارِهَا شَهراً الخَبَرَ

76-أَقُولُ روُيِ‌َ فِي الدّيوَانِ المَنسُوبِ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلَيهِ السّلَامُ


أَ لَم تَرَ أَنّ اللّهَ أَبلَي رَسُولَهُ   بَلَاءَ عَزِيزٍ ذيِ‌ اقتِدَارٍ وَ ذيِ‌ فَضلٍ

بِمَا أَنزَلَ الكُفّارَ دَارَ مَذَلّةٍ   وَ لَاقُوا هَوَاناً مِن إِسَارٍ وَ مِن قَتلٍ

فَأَمسَي رَسُولُ اللّهِص قَد عَزّ نَصرُهُ   وَ كَانَ أَمِينُ اللّهِ أُرسِلَ بِالعَدلِ

فَجَاءَ بِفُرقَانٍ مِنَ اللّهِ مُنزَلٍ   مُبَيّنَةٍ آيَاتُهُ لذِوَيِ‌ العَقلِ

فَآمَنَ أَقوَامٌ كِرَامٌ وَ أَيقَنُوا   وَ أَمسَوا بِحَمدِ اللّهِ مجُتمَعِيِ‌ الشّملِ

وَ أَنكَرَ أَقوَامٌ فَزَاغَت قُلُوبُهُم   فَزَادَهُمُ الرّحمَنُ خَبلًا عَلَي خَبلٍ

وَ أَمكَنَ مِنهُم يَومَ بَدرٍ رَسُولَهُ   وَ قَوماً غِضَاباً فِعلُهُم أَحسَنُ الفِعلِ

بِأَيدِيهِم بَيضٌ خِفَافٌ قَوَاطِعُ   وَ قَد حَادَثُوهَا بِالجَلَاءِ وَ بِالصّقلِ

فَكَم تَرَكُوا مِن نَاشِئٍ ذيِ‌ حَمِيّةٍ   صَرِيعاً وَ مِن ذيِ‌ نَجدَةٍ مِنهُم كَهلٍ

وَ تبَكيِ‌ عُيُونُ النّائِحَاتِ عَلَيهِم   تَجُودُ بِإِرسَالِ الرّشَاشِ وَ بِالوَبلِ

نَوَائِحُ تبَكيِ‌ عُتبَةَ الغيَ‌ّ وَ ابنَهُ   وَ شَيبَةُ تَنعَاهُ وَ تَنعَي أَبَا جَهلٍ

وَ ذَا الذّحلِ تُنعَي وَ ابنُ جُذعَانِ فِيهِم   مُسلِبَةٌ حَرّي مُبَيّنَةُ الثّكلِ

صفحه : 322


ثَوَي مِنهُم فِي بِئرِ بَدرٍ عِصَابَةٌ   ذَوُو نَجدَاتٍ فِي الحُزُونِ وَ فِي السّهلِ

دَعَا الغيَ‌ّ مِنهُم مَن دَعَا فَأَجَابَهُ   وَ للِغيَ‌ّ أَسبَابٌ مُقَطّعَةُ الوَصلِ

فَأَضحَوا لَدَي دَارِ الجَحِيمِ بِمَعزِلِ   عَنِ البغَي‌ِ وَ العُدوَانِ فِي أَشغَلِ الشّغُلِ

بيان الإبلاء الإنعام والزيغ الميل عن استقامة والخبل الفساد في العقل ومحادثة السيف جلاؤه والناشئ الحدث السن والذحل الحقد والعداوة

77- وَ فِي الدّيوَانِ أَيضاً قَالَ عَلِيّ عَلَيهِ السّلَامُ مُخَاطِباً لِلوَلِيدِ


تَبّاً وَ تَعساً لَكَ يَا ابنَ عُتبَةَ   أَسقِيكَ مِن كَأسِ المَنَايَا شَربَةً

  وَ لَا أبُاَليِ‌ بَعدَ ذَلِكَ غِبّهُ

بيان تبا وتعسا أي ألزمك الله خسرانا وهلاكا وضمير غبه راجع إلي السقي‌ وغب الشي‌ء عاقبته

78- وَ مِنهُ فِي تِلكَ الغَزَاةِ


وَ الخَيلُ جَالَت يَومَهَا غِضَابُهَا   بِمِربَطٍ سِربَالُهَا تُرَابُهَا

وَسَطِ مَنَايَا بَينَهَا أَحقَابُهَا   اليَومَ عنَيّ‌ ينَجلَيِ‌ جِلبَابُهَا

بيان الضمائر راجعة إلي الحرب والمربط بالكسر الرسن والحقب بالتحريك حبل يشد به الرحل إلي بطن البعير

79- وَ مِنهُ فِيهَا 


قَد عُرِفَ الحَربُ العَوَانُ عنَيّ‌   بَازِلُ عَامَينِ حَدِيثُ سنِيّ‌

سَنَحنَحَ اللّيلُ كأَنَيّ‌ جنِيّ‌ّ   أَستَقبِلُ الحَربَ بِكُلّ فَنّ

صفحه : 323


معَيِ‌ سلِاَحيِ‌ وَ معَيِ‌ مجِنَيّ‌   وَ صَارِمٌ يُذهِبُ كُلّ ضِغنٍ

أقُصيِ‌ بِهِ كُلّ عَدُوّ عنَيّ‌   لِمِثلِ هَذَا ولَدَتَنيِ‌ أمُيّ‌

بيان العوان من الحرب التي‌ قوتل فيهامرة وجعل أمي‌ قافية لقرب مخرج الميم من النون و هذامجوز عندالعرب

80-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] ثُمّ غَزَاص بَدرَ الكُبرَي وَ هُوَ يَومُ الفُرقَانِ قَولُهُ تَعَالَيكَما أَخرَجَكَ رَبّكَالسّورَةَ وَ قَولُهُقَد كانَ لَكُم آيَةٌ وَ بَدرٌ مَا بَينَ مَكّةَ وَ المَدِينَةِ.

و قال الشعبي‌ والثمالي‌ بئر منسوبة إلي بدر الغفاري‌ و قال الواقدي‌ هواسم الموضع خرج ص سابع شهر رمضان ويقال ثالثه في ثلاثمائة وسبعة عشر رجلا في عدة أصحاب طالوت منهم ثمانون راكبا أوسبعون ويقال سبعة وسبعين رجلا من المهاجرين ومائتين وثلاثين رجلا من الأنصار و كان المقداد فارسا فقط يعتقب النفر علي البعير الواحد و كان بين النبي ص و بين أبي مرثد بعير ويقال فرس و كان معهم من السلاح ستة أدرع وثمانية سيوف قاصدا إلي أبي سفيان وعتبة بن أبي ربيعة في أربعين من قريش أوسبعين فأخبر بالنبي‌ص فأخذوا علي الساحل واستصرخوا إلي أهل مكة علي لسان ضمضم الغفاري‌ قال ابن قتيبة خرجوا تسعمائة وخمسين ويقال ألف ومائتان وخمسون ويقال ثلاثة آلاف ومعهم مائتا فرس يقودونها والقيان يضربن بالدفوف ويتغنين بهجاء المسلمين و لم يكن من قريش بطن إلاخرج منهم ناس إلا


صفحه : 324

من بني‌ زهرة وبني‌ عدي‌ بن كعب وأخرج فيهم طالب كرها فلم يوجد في القتلي والأسري . الكلَبيِ‌ّ وَ أَبُو جَعفَرٍ وَ أَبُو عَبدِ اللّهِ عَلَيهِمَا السّلَامُ كَانَ إِبلِيسُ فِي صَفّ المُشرِكِينَ آخِذاً بِيَدِ الحَارِثِ بنِ هِشَامٍ فَنَكَصَ عَلي عَقِبَيهِ فَقَالَ لَهُ الحَارِثُ يَا سَرّاقُ إِلَي أَينَ أَ تَخذُلُنَا عَلَي هَذِهِ الحَالَةِ فَقَالَإنِيّ‌ أَري ما لا تَرَونَ فَقَالَ وَ اللّهِ مَا تَرَي إِلّا جَعَاسِيسَ يَثرِبَ فَدَفَعَ فِي صَدرِ الحَارِثِ وَ انطَلَقَ وَ انهَزَمَ النّاسُ وَ قَالَ النّبِيّص فِي العَرِيشِ أللّهُمّ إِنّكَ إِن تُهلِك هَذِهِ العِصَابَةَ اليَومَ لَا تُعبَدُ بَعدَ اليَومِ فَنَزَلَإِذ تَستَغِيثُونَ رَبّكُمفَخَرَجَ يَقُولُسَيُهزَمُ الجَمعُ وَ يُوَلّونَ الدّبُرَالآيَةَ فَأَيّدَهُ اللّهُبِخَمسَةِ آلافٍ مِنَ المَلائِكَةِ مُسَوّمِينَ وَ كَثّرَهُم فِي أَعيُنِ المُشرِكِينَ وَ قَلّلَ المُشرِكِينَ فِي أَعيُنِهِم.

وَ قَالَ عَلِيّ عَلَيهِ السّلَامُ وَ ابنُ عَبّاسٍ فِي قَولِهِمُسَوّمِينَ كَانَ عَلَيهِم عَمَائِمُ بِيضٌ أَرسَلُوهَا بَينَ أَكتَافِهِم

و قال عروة كانوا علي خيل بلق عليهم عمائم صفر. الحسن وقتادة كانوا أعلموا بالصوف في نواصي‌ الخيل وأذنابها.


صفحه : 325

ابن عباس وسمع غفاري‌ في سحابة حمحمة الخيل وقائل يقول أقدم حيزوم .

البخُاَريِ‌ّ قَالَ النّبِيّص يَومَ بَدرٍ هَذَا جَبرَئِيلُ أَخَذَ بِرَأسِ فَرَسِهِ عَلَيهِ أَدَاةُ الحَربِ.

الثعّلبَيِ‌ّ وَ سِمَاكُ بنُ حَربٍ عَن عِكرِمَةَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ فِي قَولِهِوَ ما رَمَيتَ إِذ رَمَيتَ أَنّ النّبِيّص قَالَ لعِلَيِ‌ّ عَلَيهِ السّلَامُ ناَولِنيِ‌ كَفّاً مِن حَصبَاءٍ فَنَاوَلَهُ فَرَمَي بِهِ فِي وُجُوهِ القَومِ فَمَا بقَيِ‌َ أَحَدٌ إِلّا امتَلَأَت عَينُهُ مِنَ الحَصبَاءِ

وَ فِي رِوَايَةِ غَيرِهِ وَ أَفوَاهُهُم وَ مَنَاخِرُهُم.

قال أنس رمي بثلاث حصيات في الميمنة والميسرة والقلب . قال ابن عباس وَ ليِبُليِ‌َ المُؤمِنِينَ مِنهُ بَلاءً حَسَناًيعني‌ وهزم الكفار ليغنم النبي والوصي‌ عليهما السلام و كان الأسري سبعين ويقال أربع وأربعون و لم يؤسر أحد من المسلمين والشهداء كانوا أربعة عشر وأخذ الفداء من كل مشرك أربعين أوقية و من العباس مائة وقالوا كان أكثر من أربعة آلاف درهم فنزل عتابا في الفداء والأسري ما كانَ لنِبَيِ‌ّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسري و قد كان كتب في اللوح المحفوظلَو لا كِتابٌ مِنَ اللّهِ سَبَقَ و كان القتال بالسابع عشر من شهر رمضان و كان لواؤه مع مصعب بن عمير ورايته مع علي عليه السلام ويقال رايته مع علي عليه السلام وراية الأنصار مع سعد بن عبادة.بيان الجعاسيس اللئام في الخلق والخلق الواحد جعسوس بالضم

81-ل ،[الخصال ]بِالإِسنَادِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلَيهِ السّلَامُ فِي خَبَرِ اليهَوُديِ‌ّ ألّذِي سَأَلَهُ عَلَيهِ السّلَامُ


صفحه : 326

عَمّا امتَحَنَهُ اللّهُ بِهِ فِي حَيَاةِ النّبِيّص وَ بَعدَ وَفَاتِهِ قَالَ وَ أَمّا الثّالِثَةُ يَا أَخَا اليَهُودِ فَإِنّ ابنيَ‌ رَبِيعَةَ وَ ابنَ عُتبَةَ كَانُوا فُرسَانَ قُرَيشٍ دَعَوا إِلَي البِرَازِ يَومَ بَدرٍ فَلَم يَبرُز لَهُم خَلقٌ مِن قُرَيشٍ فأَنَهضَنَيِ‌ رَسُولُ اللّهِ مَعَ صاَحبِيَ‌ّ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُمَا وَ قَد فَعَلَ وَ أَنَا أَحدَثُ أصَحاَبيِ‌ سِنّاً وَ أَقَلّهُم لِلحَربِ تَجرِبَةً فَقَتَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بيِدَيِ‌ وَلِيداً وَ شَيبَةَ سِوَي مَن قَتَلتُ مِن جَحَاجِحَةِ قُرَيشٍ فِي ذَلِكَ اليَومِ وَ سِوَي مَن أَسَرتُ وَ كَانَ منِيّ‌ أَكثَرُ مِمّا كَانَ مِن أصَحاَبيِ‌ وَ استُشهِدَ ابنُ عمَيّ‌ فِي ذَلِكَ اليَومِ رَحمَةُ اللّهِ عَلَيهِ ثُمّ التَفَتَ إِلَي أَصحَابِهِ فَقَالَ أَ لَيسَ كَذَلِكَ قَالُوا بَلَي يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ

بيان الجحاجحة جمع الجحجاح و هوالسيد الكريم

82- وَ قَالَ الكاَزرِوُنيِ‌ّ فِي المُنتَقَي قَالَ ابنُ إِسحَاقَ حدَثّنَيِ‌ مُحَمّدُ بنُ جَعفَرِ بنِ الزّبَيرِ عَن عُروَةَ قَالَجَلَسَ عُمَيرُ بنُ وَهبٍ الجمُحَيِ‌ّ مَعَ صَفوَانَ بنِ أُمَيّةَ بَعدَ مُصَابِ أَهلِ بَدرٍ وَ هُوَ فِي الحِجرِ وَ كَانَ عُمَيرٌ شَيطَاناً مِن شَيَاطِينِ قُرَيشٍ وَ كَانَ يؤُذيِ‌ رَسُولَ اللّهِص وَ أَصحَابَهُ بِمَكّةَ وَ كَانَ ابنُهُ وُهَيبُ بنُ عُمَيرٍ فِي أُسَارَي بَدرٍ فَذَكَرَ أَصحَابَ القَلِيبِ وَ مُصَابَهُم فَقَالَ صَفوَانُ وَ اللّهِ لَيسَ فِي العَيشِ خَيرٌ بَعدَهُم فَقَالَ لَهُ عُمَيرٌ صَدَقتَ وَ اللّهِ أَمَا وَ اللّهِ لَو لَا دَينٌ عَلَيّ لَيسَ لَهُ عنِديِ‌ قَضَاءٌ وَ عِيَالٌ أَخشَي عَلَيهِمُ الضّيعَةَ بعَديِ‌ لَرَكِبتُ إِلَي مُحَمّدٍ حَتّي أَقتُلَهُ فَإِنّ لِي قِبَلَهُم عِلّةً ابنيِ‌ أَسِيرٌ فِي أَيدِيهِم فَقَالَ صَفوَانُ فعَلَيَ‌ّ دَينُكَ أَنَا أَقضِيهِ عَنكَ وَ عِيَالُكَ مَعَ عيِاَليِ‌ أُوَاسِيهِم أُسوَتَهُم مَا بَقُوا قَالَ عُمَيرٌ فَاكتُم عَلَيّ شأَنيِ‌ وَ شَأنَكَ قَالَ أَفعَلُ ثُمّ إِنّ عُمَيراً أَمَرَ بِسَيفِهِ فَشُحِذَ لَهُ وَ سُمّ ثُمّ انطَلَقَ حَتّي قَدِمَ المَدِينَةَ فَلَمّا دَخَلَ عَلَي النّبِيّص فَقَالَ انعِمُوا صَبَاحاً فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص قَد أَكرَمَنَا اللّهُ بِتَحِيّةٍ خَيرٍ مِن تَحِيّتِكَ يَا عُمَيرُ بِالسّلَامِ تَحِيّةُ أَهلِ الجَنّةِ مَا جَاءَ بِكَ يَا عُمَيرُ قَالَ جِئتُ لِهَذَا الأَسِيرِ ألّذِي فِي أَيدِيكُم فَأَحسِنُوا فِيهِ قَالَ فَمَا بَالُ السّيفِ فِي عُنُقِكَ قَالَ قَبّحَهَا اللّهُ مِن سُيُوفٍ وَ هَل أَغنَت شَيئاً قَالَ اصدقُنيِ‌ باِلذّيِ‌ جِئتَ لَهُ قَالَ مَا جِئتُ إِلّا لِذَلِكَ فَقَالَ النّبِيّ


صفحه : 327

ص بَلَي قَعَدتَ أَنتَ وَ صَفوَانُ بنُ أُمَيّةَ فِي الحِجرِ فَذَكَرتُمَا أَصحَابَ القَلِيبِ مِن قُرَيشٍ ثُمّ قُلتَ لَو لَا دَينٌ عَلَيّ وَ عَلَيّ عيِاَليِ‌ لَخَرَجتُ حَتّي أَقتُلَ مُحَمّداً فَتَحَمّلَ لَكَ صَفوَانُ بِدَينِكَ وَ عِيَالِكَ عَلَي أَن تقَتلُنَيِ‌ وَ اللّهُ حَائِلٌ بيَنيِ‌ وَ بَينَكَ فَقَالَ عُمَيرٌ أَشهَدُ أَنّكَ رَسُولُ اللّهِ قَد كُنّا نُكَذّبُكَ وَ هَذَا أَمرٌ لَم يَحضُرهُ إِلّا أَنَا وَ صَفوَانُ فَوَ اللّهِ إنِيّ‌ لَأَعلَمُ مَا أَتَاكَ بِهِ إِلّا اللّهُ فَالحَمدُ لِلّهِ ألّذِي هدَاَنيِ‌ لِلإِسلَامِ وَ ساَقنَيِ‌ هَذَا المَسَاقِ ثُمّ تَشَهّدَ شَهَادَةَ الحَقّ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص فَقّهُوا أَخَاكُم فِي دِينِهِ وَ عَلّمُوهُ القُرآنَ وَ أَطلِقُوا لَهُ أَسِيرَهُ فَفَعَلُوا ثُمّ قَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ إنِيّ‌ كُنتُ جَاهِداً فِي إِطفَاءِ نُورِ اللّهِ شَدِيدَ الأَذَي لِمَن كَانَ عَلَي دِينِ اللّهِ وَ إنِيّ‌ أُحِبّ أَن تَأذَنَ لِي فَأَقدَمَ مَكّةَ فَأَدعُوَهُم إِلَي اللّهِ وَ إِلَي الإِسلَامِ لَعَلّ اللّهَ أَن يَهدِيَهُم وَ إِلّا آذَيتُهُم فِي دِينِهِم كَمَا كُنتُ أوُذيِ‌ أَصحَابَكَ فِي دِينِهِم فَأَذِنَ لَهُ فَلَحِقَ بِمَكّةَ وَ كَانَ صَفوَانُ حِينَ خَرَجَ عُمَيرٌ يَقُولُ لِقُرَيشٍ أَبشِرُوا بِوَقعَةٍ تَأتِيكُمُ الآنَ فِي أَيّامٍ تُنسِيكُم وَقعَةَ بَدرٍ وَ كَانَ صَفوَانُ يَسأَلُ عَنهُ الرّكبَانَ حَتّي قَدِمَ رَاكِبٌ فَأَخبَرَهُ بِإِسلَامِهِ فَحَلَفَ أَن لَا يُكَلّمَهُ أَبَداً وَ لَا يَنفَعَهُ بِنَفعٍ أَبَداً فَلَمّا قَدِمَ مَكّةَ أَقَامَ بِهَا يَدعُو إِلَي الإِسلَامِ وَ يؤُذيِ‌ مَن خَالَفَهُ فَأَسلَمَ عَلَي يَدَيهِ نَاسٌ كَثِيرَةٌ

وَ روُيِ‌َ بِإِسنَادِهِ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ عَوفٍ أَنّهُ قَالَإنِيّ‌ لَوَاقِفٌ يَومَ بَدرٍ فِي الصّفّ فَنَظَرتُ عَن يمَيِنيِ‌ وَ عَن شمِاَليِ‌ فَإِذَا أَنَا بَينَ غُلَامَينِ مِنَ الأَنصَارِ حَدِيثَةٍ أَسنَانُهُمَا تَمَنّيتُ لَو كُنتُ بَينَ أَضلُعٍ أَقوَي مِنهُمَا فغَمَزَنَيِ‌ أَحَدُهُمَا فَقَالَ يَا عَمّ هَل تَعرِفُ أَبَا جَهلٍ فَقُلتُ نَعَم وَ مَا حَاجَتُكَ إِلَيهِ يَا ابنَ أخَيِ‌ قَالَ بلَغَنَيِ‌ أَنّهُ سَبّ رَسُولَ اللّهِص وَ ألّذِي نفَسيِ‌ بِيَدِهِ لَو رَأَيتُهُ لَم يُفَارِق سوَاَديِ‌ سَوَادَهُ حَتّي يَمُوتَ الأَعجَلُ مِنّا قَالَ فغَمَزَنَيِ‌ الآخَرُ فَقَالَ لِي مِثلَهَا فَتَعَجّبتُ لِذَلِكَ فَلَم أَنشَب أَن نَظَرتُ إِلَي أَبِي جَهلٍ يَجُولُ فِي النّاسِ فَقُلتُ لَهُمَا أَ لَا تَرَيَانِ هَذَا صَاحِبَكُمَا ألّذِي تَسأَلَانِ عَنهُ فَابتَدَرَاهُ بِسَيفَيهِمَا فَاستَقبَلَهُمَا فَضَرَبَاهُ حَتّي قَتَلَاهُ ثُمّ انصَرَفَا إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَأَخبَرَاهُ فَقَالَ أَيّكُمَا قَتَلَهُ فَقَالَ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُمَا أَنَا قَتَلتُهُ


صفحه : 328

قَالَ هَل مَسَحتُمَا سَيفَكُمَا قَالَا لَا فَنَظَرَ رَسُولُ اللّهِص فِي السّيفَينِ فَقَالَ كِلَاكُمَا قَتَلَهُ وَ قَضَي بِسَلَبِهِ لِمُعَاذِ بنِ عَمرٍو وَ هُمَا مُعَاذُ بنُ عَمرٍو وَ مُعَاذُ بنُ عَفرَاءَ

وَ فِي رِوَايَةٍ أَنّ مُعَاذَ بنَ عَفرَاءَ ضَرَبَ أَبَا جَهلٍ هُوَ وَ أَخُوهُ عَوفُ بنُ الحَارِثِ حَتّي أَثبَتَاهُ فَعَطَفَ عَلَيهِمَا فَقَتَلَهُمَا ثُمّ وَقَعَ صَرِيعاً فَدَفّفَ عَلَيهِ ابنُ مَسعُودٍ

83-أقول قال عبدالحميد بن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة، قال الواقدي‌ بلغ رسول الله أن عير قريش فصلت من مكة تريد الشام و قدجمعت قريش فيهاأموالها فندب لها أصحابه وخرج يعترضها علي رأس ستة عشر شهرا من مهاجره فخرج في خمسين ومائة ويقال في مائتين و لم يلق العير وفاتته ذاهبة إلي الشام و هذه غزاة ذي‌ العشيرة رجع منها إلي المدينة و لم يلق حربا فلما تحين انصراف العير من الشام قافلة ندب أصحابه لها وبعث طلحة بن عبيد الله وسعيد بن زيد قبل خروجه من المدينة بعشر ليال يتجسسان خبر العير وندب رسول الله المسلمين و قال هذه عير قريش فيهاأموالهم لعل الله أن يغنمكموها فأسرع من أسرع حتي أن كان الرجل ليساهم أباه في الخروج فكان ممن ساهم أباه سعد بن خيثمة فخرج سهم سعد فقتل ببدر وأبطأ عن النبي ص كثير من أصحابه وكرهوا خروجه و كان في ذلك كلام كثير واختلاف وتخلف بعضهم من أهل النيات والبصائر لم يظنوا أنه يكون قتال إنما هوالخروج للغنيمة و لوظنوا أنه يكون قتال لماتخلفوا منهم أسيد بن حضير وخرج رسول الله ص حتي انتهي إلي المكان المعروف بالبقع وهي‌ بيوت السقيا وهي‌ متصلة ببيوت المدينة فضرب عسكره هناك وعرض


صفحه : 329

المقاتلة دعا يومئذ لأهل المدينة فقال أللهم إن ابراهيم عبدك وخليلك ونبيك دعاك لأهل مكة وإني‌ محمدعبدك ونبيك أدعوك لأهل المدينة أن تبارك لهم في صاعهم ومدهم وثمارهم أللهم حبب إلينا المدينة واجعل ما بها من الوباء بخم أللهم إني‌ حرمت ما بين لابتيها كماحرم ابراهيم خليلك مكة فراح ص من السقيا لاثنتي‌ عشرة ليلة مضت من شهر رمضان وخرج المسلمون معه فكانت الإبل سبعين بعيرا وكانوا يتعاقبون الإبل الاثنين والثلاثة والأربعة فكان رسول الله ص و علي بن أبي طالب عليه السلام ومرثد بن أبي مرثد ويقال زيد بن حارثة مكان مرثد يتعاقبون بعيرا. قال الواقدي‌ فروي معاذ بن رفاعة عن أبيه قال خرجت مع النبي ص إلي بدر و كان كل ثلاثة يتعاقبون بعيرا فكنت أنا وأخي‌ خلاد بن أبي رافع علي بكر لنا ومعنا يزيد بن عامر فكنا نتعاقب فسرنا حتي إذاكنا بالروحاء برك علينا بكرنا وأعيا فقال أخي‌ أللهم إن لك علي نذرا لئن رددتنا إلي المدينة لأنحرنه فمر بنا النبي ص ونحن علي تلك الحال فقلنا يا رسول الله برك علينا بكرنا فدعا بماء فتمضمض وتوضأ في إناء ثم قال افتحا فاه فصبه في فيه ثم علي رأسه ثم علي عنقه ثم علي حاركه ثم علي سنامه ثم علي عجزه ثم علي ذنبه ثم قال اركبا ومضي رسول الله ص فلحقناه أسفل من المنصرف و إن بكرنا لينفر بنا حتي إذاكنا بالمصلي راجعين من بدر برك علينا فنحره أخي‌ فقسم لحمه وتصدق به .


صفحه : 330

قال الواقدي‌ و قال رسول الله ص حين فصل من بيوت السقيا أللهم إنهم حفاة فاحملهم وعراة فاكسهم وجياع فأشبعهم وعالة فأغنهم من فضلك فما رجع أحد منهم يريد أن يركب إلاوجد ظهرا للرجل البعير والبعيران واكتسي من كان عاريا وأصابوا طعاما من أزوادهم وأصابوا فداء الأسري فأغني‌ به كل عائل . قال و كان معهم فرسان فرس لمرثد وفرس للمقداد بن عمرو حليف بني‌ زهرة ويقال فرس للزبير. قال الواقدي‌ ولحقت قريش بالشام في عيرها وكانت العير ألف بعير و كان فيهاأموال عظام و لم يبق بمكة قرشي‌ و لاقرشية له مثقال فصاعدا إلابعث به في العير فلما أخبر أبوسفيان أن النبي ص يريد أن يتعرض للعير بعث ضمضم بن عمرو إلي مكة ثم ذكر رؤيا عاتكة ثم قال قال الواقدي‌ و كان عمرو بن العاص يحدث بعد ذلك فيقول لقد رأيت كل هذا ولقد رأيت في دارنا فلقة من الصخرة التي‌ انفلقت من أبي قبيس ولقد كان ذلك عبرة. قال الواقدي‌ و لماتهيئوا للخروج وأخرج عتبة وشيبة دروعا لهما فنظر إليهما مولاهما عداس وهما يصلحان دروعهما وآلة حربهما فقال ماتريدان فقالا أ لم تر إلي الرجل ألذي أرسلناك إليه بالعنب في كرمنا بالطائف قال نعم قالا نخرج فتقاتله فبكي و قال لاتخرجا فو الله إنه لنبي‌ فأبيا فخرجا وخرج معهما فقتل ببدر معهما. قال واستقسمت قريش بالأزلام عندهبل للخروج فاستقسم أمية بن


صفحه : 331

خلف وعتبة وشيبة بالآمر والناهي‌ فخرج القدح الناهي‌ فأجمعوا المقام حتي أزعجهم أبوجهل فقال مااستقسمت و لانتخلف عن عيرنا. وروي‌ عن حكيم بن حزام قال ماتوجهت وجها قط كان أكره إلي‌ من مسيري‌ إلي بدر و لابان لي في وجه قط مابان لي قبل أن أخرج قال قدم ضمضم فصاح بالنفير فاستقسمت بالأزلام كل ذلك يخرج ألذي أكره ثم خرجت علي ذلك حتي نزلنا مر الظهران فنحر ابن الحنظلية جزورا منها بهاحياة فما بقي‌ خبأ من أخبية العسكر إلاأصابه من دمها فكان هذابينا ثم هممت بالرجوع ثم أذكر ابن الحنظلية وشومه فيردني‌ حتي مضيت لوجهي‌ ولقد رأيت حين بلغنا الثنية البيضاء إذاعداس جالس عليها و الناس يمرون إذ مر علينا ابنا ربيعة فوثب عليهما وأخذ بأرجلهما في غرزهما و هو يقول بأبي‌ أنتما وأمي‌ إنه لرسول الله و ماتساقان إلا إلي مصارعكما و إن عينيه لتسيلان دمعا علي خديه فأردت أن أرجع أيضا ثم مضيت فمر به العاص بن منبه بن الحجاج فوقف عليه حين ولي عتبة وشيبة فقال مايبكيك قال يبكيني‌ سيداي‌ وسيدا أهل الوادي‌ يخرجان إلي مصارعهما ويقاتلان رسول الله فقال العاص و إن محمدا لرسول الله ص فانتفض عداس انتفاضة واقشعر جلده ثم بكي و قال إي‌ و الله إنه رسول الله إلي الناس كافة قال فأسلم العاص بن منبه ومضي و هو علي الشك حتي قتل مع المشركين علي شك وارتياب ويقال رجع عداس و لم يشهد بدرا ويقال شهد بدرا وقتل قال الواقدي‌ والقول الأول أثبت عندنا. قال فلما أجمعوا علي المسير ذكروا ألذي بينهم و بين بني‌ بكر من العداوة وخافوهم علي من يخلفونه فتصور لهم إبليس في صورة سراقة فقال يامعشر قريش قدعرفتم شرفي‌ ومكاني‌ في قومي‌ أنالكم جار إن يأتيكم كنانة بشي‌ء تكرهونه فخرجوا سراعا بالقيان والدفوف يتغنين في كل منهل وينحرون الجزر وخرجوا


صفحه : 332

بتسعمائة وخمسين مقاتلا وقادوا مائة فرس بَطَراً وَ رِئاءَ النّاسِ وكانت الإبل سبعمائة بعير و كان أهل الخيل كلهم دارعا وكانوا مائة و كان في الرجالة دروع سوي ذلك فلما انتهوا إلي الجحفة رأي جهيم بن الصلت بين النوم واليقظة رجل أقبل علي فرس معه بعير له حتي وقف عليه فقال قتل عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وزمعة بن الأسود وأمية بن خلف و أبوالبختري‌ و أبوالحكم ونوفل بن خويلد في رجال سماهم من أشراف قريش وأسر سهيل بن عمرو وفر الحارث بن هشام عن أخيه قال وكأن قائلا يقول و الله إني‌ لأظنهم الذين يخرجون إلي مصارعهم قال ثم أراه ضرب في لبة بعيره فأرسله في العسكر فقال أبوجهل و هذانبي‌ آخر من بني‌ عبدمناف ستعلم غدا من المقتول نحن أو محمد وأصحابه . قال فلما أفلت أبوسفيان بالعير أرسل يأمرهم بالرجوع فأبوا وردوا القيان و أما رسول الله ص فكان صبيحة أربع عشرة من شهر رمضان بعرق الظبية فجاء أعرابي‌ قدأقبل من تهامة فقال له أصحاب النبي ص هل لك علم بأبي‌ سفيان قال ما لي بأبي‌ سفيان علم قالوا تعال فسلم علي رسول الله ص قال أ وفيكم رسول الله قالوا نعم قال فأيكم رسول الله قالوا هذا فقال أنت رسول الله قال نعم قال فما في بطن ناقتي‌ هذه إن كنت صادقا فقال سلمة بن سلامة بن وقش نكحتها فهي‌ حبلي منك فكره رسول الله ص مقالته وأعرض عنه . قال الواقدي‌ وسار رسول الله ص حتي أتي الروحاء ليلة الأربعاء للنصف من شهر رمضان فقال لأصحابه هذاأفضل أودية العرب وصلي فلما رفع رأسه من الركعة الأخيرة من وتره لعن الكفرة ودعا عليهم فقال أللهم لاتفلتن أباجهل بن هشام فرعون هذه الأمة أللهم لاتفلتن زمعة بن الأسود أللهم أسخن عين أبي زمعة أللهم أعم بصر أبي زمعة أللهم لاتفلتن سهيل بن عمر ثم دعا


صفحه : 333

لقوم من قريش فقال أللهم أنج سلمة بن هشام وعياش بن أبي ربيعة والمستضعفين من المؤمنين قال ونزل رسول الله ص وادي‌ بدر عشاء ليلة الجمعة لسبع عشرة مضت من شهر رمضان فبعث عليا عليه السلام والزبير وسعد بن أبي وقاص وبسبس بن عمرو يتجسسون علي الماء فوجدوا روايا قريش فيهاسقاؤهم فأسروهم وأفلت بعضهم وأتي‌ بهم النبي ص و هوقائم يصلي‌ فسألهم المسلمون فقالوا نحن سقاء قريش بعثونا نسقيهم من الماء فضربوهم فلما أن لقوهم بالضرب قالوا نحن لأبي‌ سفيان ونحن في العير و هذاالعير بهذا الفوز فكانوا إذاقالوا ذلك يمسكون عن ضربهم فسلم رسول الله ص من صلاته ثم قال إن صدقوكم ضربتموهم و إن كذبوكم تركتموهم فلما أصبحوا عدل رسول الله ص الصفوف وخطب المسلمين فحمد الله وأثني عليه ثُمّ قَالَ أَمّا بَعدُ فإَنِيّ‌ أَحُثّكُم عَلَي مَا حَثّكُمُ اللّهُ عَلَيهِ وَ أَنهَاكُم عَمّا نَهَاكُمُ اللّهُ عَنهُ فَإِنّ اللّهَ عَظِيمٌ شَأنُهُ يَأمُرُ بِالحَقّ وَ يُحِبّ الصّدقَ وَ يعُطيِ‌ عَلَي الخَيرِ أَهلَهُ عَلَي مَنَازِلِهِم عِندَهُ بِهِ يُذكَرُونَ وَ بِهِ يَتَفَاضَلُونَ وَ إِنّكُم قَد أَصبَحتُم بِمَنزِلٍ مِن مَنَازِلِ الحَقّ لَا يَقبَلُ اللّهُ فِيهِ مِن أَحَدٍ إِلّا مَا ابتَغَي بِهِ وَجهَهُ وَ إِنّ الصّبرَ فِي مَوَاطِنِ البَأسِ مِمّا يُفَرّجُ اللّهُ بِهِ الهَمّ وَ ينُجيِ‌ بِهِ مِنَ الغَمّ تُدرِكُونَ بِهِ النّجَاةَ فِي الآخِرَةِ فِيكُم نبَيِ‌ّ اللّهِ يُحَذّرُكُم وَ يَأمُرُكُم فَاستَحيُوا اليَومَ أَن يَطّلِعَ اللّهُ عَلَي شَيءٍ مِن أَمرِكُم يُمقِتُكُم عَلَيهِ فَإِنّهُ تَعَالَي يَقُولُلَمَقتُ اللّهِ أَكبَرُ مِن مَقتِكُم


صفحه : 334

أَنفُسَكُمانظُرُوا إِلَي ألّذِي أَمَرَكُم بِهِ مِن كِتَابِهِ وَ أَرَاكُم مِن آيَاتِهِ وَ مَا أَعَزّكُم بِهِ بَعدَ الذّلّةِ فَاستَمسِكُوا بِهِ لَهُ يَرضَ رَبّكُم عَنكُم وَ أَبلُوا رَبّكُم فِي هَذِهِ المَوَاطِنِ أَمراً تَستَوجِبُوا بِهِ ألّذِي وَعَدَكُم مِن رَحمَتِهِ وَ مَغفِرَتِهِ فَإِنّ وَعدَهُ حَقّ وَ قَولَهُ صِدقٌ وَ عِقَابَهُ شَدِيدٌ وَ إِنّمَا أَنَا وَ أَنتُم بِاللّهِ الحيَ‌ّ القَيّومِ إِلَيهِ أَلجَأنَا ظُهُورَنَا وَ بِهِ اعتَصَمنَا وَعَلَيهِ تَوَكّلناوَ إِلَيهِ المَصِيرُ وَ يَغفِرُ اللّهُ لِي وَ لِلمُسلِمِينَ

قَالَ الواَقدِيِ‌ّ وَ لَمّا رَأَي رَسُولُ اللّهِ قُرَيشاً تَصَوّبُ مِنَ الواَديِ‌ قَالَ أللّهُمّ إِنّكَ أَنزَلتَ عَلَيّ الكِتَابَ وَ أمَرَتنَيِ‌ بِالقِتَالِ وَ وعَدَتنَيِ‌إِحدَي الطّائِفَتَينِ وَإِنّكَ لا تُخلِفُ المِيعادَ أللّهُمّ هَذِهِ قُرَيشٌ قَد أَقبَلَت بِخُيَلَائِهَا وَ فَخرِهَا تُحَادّكَ وَ تُكَذّبُ رَسُولَكَ أللّهُمّ نَصَرَكَ ألّذِي وعَدَتنَيِ‌ أللّهُمّ أَحِنهُمُ الغَدَاةَ

.أقول ثم ذكر مبارزة عتبة وشيبة والوليد. ثم قال قال الواقدي‌ ثم قال عتبة لابنه قم ياوليد فقام الوليد وقام إليه علي عليه السلام وكانا أصغر النفر فاختلفا ضربتين فقتله علي عليه السلام ثم قام عتبة وقام إليه حمزة فاختلفا ضربتين فقتله حمزة رضي‌ الله عنه ثم قام شيبة وقام إليه عبيدة و هويومئذ أسن أصحاب رسول الله فضرب شيبة رجل عبيدة بذباب السيف فأصاب عضلة ساقه


صفحه : 335

فقطعها وكر حمزة و علي عليهما السلام علي شيبة فقتلاه ونزلت فيهم هذه الآيةهذانِ خَصمانِ اختَصَمُوا فِي رَبّهِم. وروي محمد بن إسحاق أن عتبة بارز عبيدة وشيبة حمزة فقتل حمزة شيبة لم يمهله أن قتله و لم يمهل علي عليه السلام الوليد أن قتله واختلف عبيدة وعتبة بينهما ضربتين كلاهما أثبت صاحبه وكر حمزة و علي علي عتبة بأسيافهما حتي دففا عليه واحتملا صاحبهما إلي الصف .

قَالَ ابنُ أَبِي الحَدِيدِ هَذِهِ الرّوَايَةُ تُوَافِقُ مَا يَذكُرُهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلَيهِ السّلَامُ فِي كَلَامِهِ إِذ يَقُولُ لِمُعَاوِيَةَ وَ عنِديِ‌ السّيفُ ألّذِي أَعضَضَتُ بِهِ أَخَاكَ وَ خَالَكَ وَ جَدّكَ يَومَ بَدرٍ وَ يَقُولُ فِي مَوضِعٍ آخَرَ قَد عَرَفتُ مَوَاضِعَ نِصَالِهَا فِي أَخِيكَ وَ خَالِكَ وَ جَدّكَوَ ما هيِ‌َ مِنَ الظّالِمِينَ بِبَعِيدٍ

واختار البلاذري‌ رواية الواقدي‌ و قال هذا هوالمناسب لأحوالهم من طريق السن لأن شيبة أسن الثلاثة فجعل بإزاء عبيدة و هوأسن الثلاثة. قال الواقدي‌ روي عروة عن عائشة أن النبي ص جعل شعار المهاجرين يوم بدر يابني‌ عبدالرحمن وشعار الخزرج يابني‌ عبد الله وشعار الأوس يابني‌ عبيد الله قال وروي زيد بن علي بن الحسين عليهم السلام أن شعار رسول الله ص كان يوم بدر يامنصور أمت . قال الواقدي‌ ونهي رسول الله ص عن قتل أبي البختري‌ و قدمر ذكره و عن قتل الحارث بن عامر بن نوفل و كان كارها للخروج إلي بدر فلقيه خبيب بن يساف فقتله و لايعرفه و عن قتل زمعة بن الأسود فقتله ثابت بن الجذع و لايعرفه قال الواقدي‌ و كان عقبة بن أبي معيط قال شعرا بعدهجرة النبي ص إلي المدينة فبلغ النبي ص ذلك فقال أللهم أكبه لمنخره واصرعه فجمح به فرسه


صفحه : 336

يوم بدر فأخذه عبد الله بن سلمة أسيرا فأمر النبي ص عاصم بن الأفلح فضرب عنقه صبرا قال و كان عبدالرحمن بن عوف يحدث و يقول إني‌ لأجمع أدراعا يوم بدر بعد أن ولي الناس فإذاأمية بن خلف و كان لي صديقا في الجاهلية ومعه ابنه علي فناداني‌ مرتين فأجبته فقال نحن خير لك من أدراعك هذه فقلت امضيا فجعلت أسوقهما أمامي‌ و قدرأي أمية أنه قدأمن بعض الأمن إذ بصر به بلال فنادي يامعشر الأنصار أمية بن خلف رأس الكفر لانجوت إن نجوت قال لأنه كان يعذبه بمكة فأقبلت الأنصار كأنهم عوذ حنت إلي أولادها حتي طرحوا أمية علي ظهره فحميته فلم ينفع فأقبل إليه خبيب بن يساف فضربه حتي قتله و قد كان أمية ضرب خبيبا حتي قطع يده من المنكب فأعادها النبي ص فالتحمت واستوت وأقبل علي بن أمية فعرض له الخباب بن المنذر فقطع رجله فصاح صيحة ماسمع مثلها قط ولقيه عمار فضربه ضربة فقتله وروي‌ في قتل أمية وجوه أخر قال و كان الزبير بن عوام يقول لقيت يومئذ عبيدة بن سعيد بن العاص علي فرس عليه لأمة كاملة لايري منه إلاعيناه فطعنت في عينه فوقع فوطئت برجلي‌ علي خده حتي أخرجت العنزة مع حدقته وأخذ رسول الله ص تلك العنزة فكانت تحمل بين يديه قال وأقبل عاصم بن أبي عوف السهمي‌ لماجال الناس واختلطوا كأنه ذئب و هو يقول يامعشر قريش عليكم بالقاطع مفرق الجماعة الآتي‌ بما لايعرف محمد لانجوت إن نجا فاعترضه أبودجانة فقتله فأقبل معبد بن وهب فضرب أبادجانة ضربة برك منها أبودجانة ثم انتهض وأقبل


صفحه : 337

علي معبد فضربه ضربات لم يصنع سيفه شيئا حتي وقع معبد لحفرة أمامه لايراها ونزل عليه أبودجانة فذبحه ذبحا وأخذ سلبه . قال الواقدي‌ و لمارأت بنو مخزوم مقتل من قتل قالوا أبوالحكم لايخلص إليه فاجتمعوا وأحدقوا به وأجمعوا أن يلبسوا لأمة أبي جهل رجلا منهم فألبسوها عبد الله بن المنذر فصمد له علي عليه السلام فقتله ومضي عنه و هو يقول أنا ابن عبدالمطلب . ثم ألبسوها أباقيس بن الفاكه فصمد له حمزة و هويراه أباجهل فضربه فقتله و هو يقول خذها و أنا ابن عبدالمطلب ثم ألبسوها حرملة بن عمرو فصمد له علي عليه السلام فقتله ثم أرادوا أن يلبسوها خالد بن الأعلم فأبي قال معاذ بن عمرو بن الجموح فنظرت يومئذ إلي أبي جهل في مثل الحرجة وهم يقولون أبوالحكم لايخلص إليه فعرفت أنه هوفقلت و الله لأموتن دونه اليوم أولأخلصن إليه فصمدت له حتي إذاأمكنتني‌ منه غرة حملت عليه فضربته ضربة طرحت رجله من الساق فشبهتها النواة تنزو من تحت المراضح فأقبل ابنه عكرمة علي فضربني‌ علي عاتقي‌ فطرح يدي‌ من العاتق إلا أنه بقيت جلدة فذهبت أسحب يدي‌ بتلك الجلدة خلفي‌ فلما آذتني‌ وضعت عليها رجلي‌ ثم تمطيت عليها فقطعتها ثم لاقيت عكرمة و هويلوذ كل ملاذ فلو كانت يدي‌ معي‌ لرجوت يومئذ أن أصيبه ومات معاذ في زمن عثمان فروي‌ أن رسول الله ص نفل معاذ بن عمرو سيف أبي جهل و أنه عندآل معاذ اليوم و به فل وقيل قتل أباجهل ابنا الحارث قال

وَ فَرِحَ رَسُولُ اللّهِص بِقَتلِ أَبِي جَهلٍ وَ قَالَ أللّهُمّ إِنّكَ قَد أَنجَزتَ مَا وعَدَتنَيِ‌ فَتَمّم عَلَيّ نِعمَتَكَ.


صفحه : 338

قَالَ الواَقدِيِ‌ّ وَ حدَثّنَيِ‌ مَعمَرٌ عَنِ الزهّريِ‌ّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَومَ بَدرٍ أللّهُمّ اكفنِيِ‌ نَوفَلَ بنَ العَدَوِيّةِ

و هونوفل بن خويلد من بني‌ أسد وأقبل نوفل يومئذ يصيح و هومرعوب قدرأي قتل أصحابه و كان في أول ماالتقي هم والمسلمون يصيح بصوت له زجل رافعا عقيرته يامعشر قريش إن هذااليوم العلا والرفعة فلما رأي قريشا قدانكشفت جعل يصيح بالأنصار ماحاجتكم إلي دمائنا أ ماترون من تقتلون أ مالكم في اللبن من حاجة فأسره جبار بن صخر فهو يسوقه أمامه فجعل نوفل يقول لجبار ورأي عليا عليه السلام مقبلا نحوه ياأخا الأنصار من هذا واللات والعزي إني‌ لأري رجلا إنه ليريدني‌ قال جبار هذا علي بن أبي طالب قال نوفل تالله مارأيت كاليوم رجلا أسرع في قومه فصمد له علي عليه السلام فضربه فنشب سيفه في جحفته ساعة ثم نزعه فضرب به ساقيه ودرعه مشمرة فقطعهما ثم أجهز عليه فقتله فقال رسول الله ص من له علم بنوفل بن خويلد قال علي عليه السلام أناقتلته فكبر رسول الله ص و قال الحمد لله ألذي أجاب دعوتي‌ فيه . قال الواقدي‌ وأقبل العاص بن سعيد بن العاص يبحث للقتال فالتقي هو و علي فقتله علي عليه السلام قال الواقدي‌ و كان علي عليه السلام يحدث فيقول إني‌ يومئذ بعد مامتع النهار ونحن والمشركون قداختلطت صفوفنا وصفوفهم خرجت في أثر رجل منهم فإذا رجل من المشركين علي كثيب رمل وسعد بن خيثمة وهما يقتتلان حتي قتل المشرك سعدا والمشرك مقنع في الحديد و كان فارسا فاقتحم عن فرسه فعرفني‌ و هومعلم فناداني‌ هلم يا ابن أبي طالب إلي البراز فعطفت عليه فانحط إلي‌ مقبلا وكنت


صفحه : 339

رجلا قصيرا فانحططت راجعا لكي‌ ينزل إلي‌ كرهت أن يعلوني‌ فقال يا ابن أبي طالب فررت فقلت قريب مفر ابن الشتراء فلما استقرت قدماي‌ وثبت أقبل فلما دنا مني‌ ضربني‌ فاتقيت بالدرقة فوقع سيفه فلحج فضربته علي عاتقه وهي‌ ذارع فارتعش ولقد قط سيفي‌ درعه فظننت أن سيفي‌ سيقتله فإذابريق سيف من ورائي‌ فطأطأت رأسي‌ ووقع السيف فأطن قحف رأسه بالبيضة و هو يقول خذها و أنا ابن عبدالمطلب فالتفت فإذا هوحمزة عمي‌ والمقتول طعيمة بن عدي‌. قال في رواية محمد بن إسحاق إن طعيمة قتله علي بن أبي طالب عليه السلام وقيل قتله حمزة. وروي محمد بن إسحاق قال وخرج النبي ص من العريش إلي الناس فينظر القتال فحرض المسلمين و قال كل امر‌ئ بما أصاب و قال و ألذي نفسي‌ بيده لايقاتلهم اليوم في حمله فيقتل صابرا محتسبا مقبلا غيرمدبر إلاأدخله الله الجنة فقال عمر بن حمام الجويني‌ و في يده تمرات يأكلهن بخ بخ أفما بيني‌ و بين أن أدخل الجنة إلا أن يقتلني‌ هؤلاء ثم قذف التمرات من يده وأخذ سيفه فقاتل القوم حتي قتل . قال محمد بن إسحاق وحدثني‌ عاصم بن عمرو بن قتادة أن عوف بن الحارث و هو ابن عفراء قال لرسول الله ص يوم بدر يا رسول الله مايضحك الرب من عبده قال غمسه يده في العدو حاسرا فنزع عوف درعا كانت عليه وقذفها ثم أخذ سيفه فقاتل القوم حتي قتل .


صفحه : 340

قَالَ الواَقدِيِ‌ّ وَ ابنُ إِسحَاقَ وَ أَخَذَ رَسُولُ اللّهِص كَفّاً مِنَ البَطحَاءِ فَرَمَاهُم بِهَا وَ قَالَ شَاهَتِ الوُجُوهُ أللّهُمّ أَرعِب قُلُوبَهُم وَ زَلزِل أَقدَامَهُم فَانهَزَمَ المُشرِكُونَ لَا يَلوُونَ عَلَي شَيءٍ وَ المُسلِمُونَ يَتبَعُونَهُم يَقتُلُونَ وَ يَأسِرُونَ.

قال الواقدي‌ وحدثني‌ عمر بن عثمان عن عكاشة بن محصن قال انقطع سيفي‌ يوم بدر فأعطاني‌ رسول الله ص عودا فإذا هوسيف أبيض طويل فقاتلت به حتي هزم الله المشركين و لم يزل ذلك السيف عندعكاشة حتي هلك . قال و قدروي رجال من بني‌ عبدالأشهل عدة قالوا انكسر سيف سلمة بن أسهل بن جريش يوم بدر فبقي‌ أعزل لاسلاح معه فأعطاه رسول الله ص قضيبا كان في يده من عراجين ابن طاب فقال اضرب به فإذاسيف جيد فلم يزل عنده حتي قتل يوم جسر أبي عبيد. قال الواقدي‌ وأصاب حارثة بن سراقة و هويكرع في الحوض سهم من المشركين فوقع في نحره فمات فلقد شرب القوم آخر النهار من دمه وبلغ أمه وأخته وهما بالمدينة مقتله فقالت أمه و الله لاأبكي‌ عليه حتي يقدم رسول الله ص فأسأله فإن كان في الجنة لم أبك عليه و إن كان في النار بكيته


صفحه : 341

لعمر و الله [لعمر الله ]فأعولته فلما قدم رسول الله ص من بدر جاءت أمه إليه فقالت يا رسول الله ص قدعرفت موضع حارثة من قلبي‌ فأردت أن أبكي‌ عليه ثم قلت لاأفعل حتي أسأل رسول الله ص عنه فإن كان في الجنة لم أبكه و إن كان في النار بكيته فأعولته فقال النبي ص هبلت أجنة واحدة إنها جنان كثيرة و ألذي نفسي‌ بيده إنه لفي‌ الفردوس الأعلي قالت لاأبكي‌ عليه أبدا قال ودعا رسول الله ص حينئذ بماء في إناء فغمس يده فيه ومضمض فاه ثم ناول أم حارثة بن سراقة فشربت ثم ناولت ابنتها فشربت ثم أمرهما فنضحتا في جيوبهما ثم رجعتا من عند النبي ص و مابالمدينة امرأتان أقر عينا منهما و لاأسر. قال الواقدي‌ فلما رجعت قريش إلي مكة قام فيهم أبوسفيان بن حرب فقال يامعشر قريش لاتبكوا علي قتلاكم و لاتنح عليهم نائحة و لايندبهم شاعر وأظهروا الجلد والعزاء فإنكم إذانحتم عليهم نائحة وبكيتموهم بالشعر أذهب ذلك غيظكم فأكلكم عن عداوة محمد وأصحابه مع أن محمدا وأصحابه إن بلغهم ذلك شمتوا بكم فتكون أعظم المصيبتين ولعلكم تدركون ثاركم فالدهن والنساء علي حرام حتي أغزو محمدا فمكث قريش شهرا لايبكيهم شاعر و لاتنوح عليهم نائحة ومشت نساء من قريش إلي هند بنت عتبة فقلن أ لاتبكين علي أبيك وأخيك وعمك و أهل بيتك فقالت حلاقي‌ أناأبكيهم فيبلغ محمدا وأصحابه فيشمتوا بنا ونساء بني‌ الخزرج لا و الله حتي أثار محمدا وأصحابه والدهن علي حرام إن دخل رأسي‌ حتي نغزو محمدا و الله لوأعلم أن الحزن يذهب من قلبي‌ لبكيت ولكن لايذهبه إلا أن أري ثاري‌ بعيني‌ من قتلة الأحبة فمكثت علي حالها لاتقرب الدهن و لاقربت فراش


صفحه : 342

أبي سفيان من يوم حلفت حتي كانت وقعة أحد. والواقدي‌ بإسناده عن ابن عباس قال لماتواقف الناس أغمي‌ علي رسول الله ص ساعة ثم كشف عنه فبشر المؤمنين بجبرئيل في جند من الملائكة في ميمنة الناس وميكائيل في جند آخر في ميسرة الناس وإسرافيل في جند آخر خلف الناس و كان إبليس قدتصور للمشركين في صورة سراقة بن جعشم يذمر المشركين ويخبرهم أنه لاغالب لكم من الناس فلما أبصر عدو الله الملائكةنَكَصَ عَلي عَقِبَيهِ وَ قالَ إنِيّ‌ برَيِ‌ءٌ مِنكُم إنِيّ‌ أَري ما لا تَرَونَفتشبث به الحارث بن هشام و هويري أنه سراقة لماسمع من كلامه فضرب صدر الحارث فسقط الحارث وانطلق إبليس لايري حتي وقع في البحر ورفع يديه قائلا يارب موعدك ألذي وعدتني‌ وأقبل أبوجهل علي أصحابه يحضهم علي القتال و قال لايغرنكم خذلان سراقة إياكم فإنما كان علي ميعاد من محمد وأصحابه سيعلم إذارجعنا إلي قديد مانصنع بقومه و لايحولنكم مقتل عتبة وشيبة والوليد فإنهم عجلوا وبطروا حين قاتلوا وايم الله لانرجع اليوم حتي نقرن محمدا وأصحابه في الحبال فلاألفين أحدا منكم قتل أحدا منهم ولكن خذوهم أخذا نعرفهم بالذي‌ صنعوا لمفارقتهم دينكم ورغبتهم عما كان يعبد آباؤهم . قال الواقدي‌ وحدثني‌ عتبة بن يحيي عن معاذ بن رفاعة بن رافع عن أبيه قال إن كنا لنسمع لإبليس يومئذ خوارا ودعاء بالثبور والتصور في صورة سراقة بن جعشم حتي هرب فاقتحم البحر ورفع يديه مادا لهما يقول يارب ماوعدتني‌ ولقد كانت قريش بعد ذلك تعير سراقة بما صنع يومئذ فيقول و الله ماصنعت شيئا فروي‌ عن عمارة الليثي‌ قال حدثني‌ شيخ صياد من الحي‌ كان يومئذ علي ساحل البحر قال سمعت صياحا ياويلاه ياويلاه قدملأ الوادي‌ ياحرباه ياحرباه فنظرت فإذاسراقة بن جعشم فدنوت منه فقلت ما لك فداك أبي وأمي‌


صفحه : 343

فلم يرجع إلي‌ شيئا ثم أراه اقتحم البحر ورفع يديه مادا يقول يارب ماوعدتني‌ فقلت في نفسي‌ جن وبيت الله سراقة و ذلك حين زاغت الشمس وذاك عندانهزامهم يوم بدر. قال الواقدي‌ قالوا كان سيماء الملائكة عمائم قدأرخوها بين أكتافهم خضرا وصفرا وحمرا من نور والصوف في نواصي‌ خيلهم . وَ عَن مَحمُودِ بنِ لَبِيدٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَومَ بَدرٍ إِنّ المَلَائِكَةَ قَد سَوّمَت فَسَوّمُوا فَأَعلَمَ المُسلِمُونَ بِالصّوفِ فِي مَغَافِرِهِم وَ قَلَانِسِهِم

قال الواقدي‌ فروي‌ عن سهل بن عمرو قال لقد رأيت يوم بدر رجالا بيضا علي خيل بلق بين السماء و الأرض معلمين يقتلون ويأسرون . وحدثني‌ عبدالرحمن بن الحارث عن أبيه عن جده عبيد عن أبي رهم الغفاري‌ عن ابن عم له قال بينا أنا و ابن عم لي علي ماء بدر فلما رأينا قلة من مع محمد وكثرة قريش قلنا إذاالتقت الفئتان عمدنا إلي عسكر محمد وأصحابه فانتهبناه فانطلقنا نحو المجنبة اليسري من أصحاب محمد ونحن نقول هؤلاء ربع قريش فبينا نحن نمشي‌ في الميسرة إذ جاءت سحابة فغشيتنا فرفعنا أبصارنا لها وسمعنا أصوات الرجال والسلاح وسمعنا قائلا يقول لفرسه أقدم حيزوم وسمعناهم يقولون رويدا تتام أخراكم فنزلوا علي ميمنة رسول الله ص ثم جاءت أخري مثل تلك فكانت مع النبي ص فنظرنا إلي أصحاب محمد و إذاهم علي الضعف من قريش فمات ابن عمي‌ و أما أنافتماسكت وأخبرت النبي ص بذلك وأسلمت . و عن حمزة بن صهيب عن أبيه قال ماأدري‌ كم يد مقطوعة وضربة جائفة لم يدم كلمها يوم بدر قدرأيتها قال وروي أبوبردة قال جئت يوم بدر بثلاثة أرؤس فوضعتها بين يدي‌ رسول الله فقلت يا رسول الله أمااثنان فقتلتهما و أماالثالث


صفحه : 344

فإني‌ رأيت رجلا طويلا أبيض ضربه فتدهدي أمامه فأخذت رأسه فقال رسول الله ص ذاك فلان من الملائكة. قال الواقدي‌ و كان ابن عباس يقول لم يقاتل الملائكة إلا يوم بدر و قال كان الملك يتصور في صورة من يعرفه المسلمون من الناس ليثبتهم فيقول إني‌ قددنوت من المشركين فسمعتهم يقولون لوحملوا علينا ماثبتنا لهم وليسوا بشي‌ء فاحملوا عليهم و ذلك قول الله تعالي إِذ يوُحيِ‌ رَبّكَ إِلَي المَلائِكَةِ أنَيّ‌ مَعَكُم فَثَبّتُوا الّذِينَ آمَنُواالآية.

وَ روُيِ‌َ أَنّ السّائِبَ بنَ أَبِي جَيشٍ الأسَدَيِ‌ّ كَانَ يُحَدّثُ فَيَقُولُ وَ اللّهِ مَا أسَرَنَيِ‌ يَومَ بَدرٍ أَحَدٌ مِنَ النّاسِ وَ لَمّا انهَزَمَت قُرَيشٌ انهَزَمتُ مَعَهَا فأَدَركَنَيِ‌ رَجُلٌ أَبيَضُ طَوِيلٌ عَلَي فَرَسٍ أَبلَقَ بَينَ السّمَاءِ وَ الأَرضِ فأَوَثقَنَيِ‌ رِبَاطاً وَ جَاءَ عَبدُ الرّحمَنِ بنُ عَوفٍ فوَجَدَنَيِ‌ مَربُوطاً وَ كَانَ عَبدُ الرّحمَنِ ينُاَديِ‌ فِي العَسكَرِ مَن أَسَرَ هَذَا فَلَيسَ أَحَدٌ يَزعُمُ أَنّهُ أسَرَنَيِ‌ حَتّي انتَهَي بيِ‌ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ لِي رَسُولُ اللّهِص يَا ابنَ أَبِي جَيشٍ مَن أَسَرَكَ قُلتُ لَا أَعرِفُهُ وَ كَرِهتُ أَن أُخبِرَهُ باِلذّيِ‌ رَأَيتُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أَسَرَهُ مَلَكٌ مِنَ المَلَائِكَةِ كَرِيمٌ اذهَب يَا ابنَ عَوفٍ بِأَسِيرِكَ فَذَهَبَ بيِ‌ عَبدُ الرّحمَنِ.

و عن حكيم بن حزام قال التقينا فاقتتلنا فسمعت صوتا وقع من السماء إلي الأرض مثل وقع الحصاة في الطست وقبض النبي ص القبضة فرمي بهافانهزمنا و قال نوفل بن معاوية انهزمنا يوم بدر ونحن نسمع كوقع الحصي في الطساس بين أيدينا و من خلفنا فكان ذلك أشد الرعب علينا. وروي الواقدي‌ عن سعيد بن المسيب قال أمن رسول الله ص من الأسري


صفحه : 345

يوم بدر أباغرة عمرو بن عبد الله الجمحي‌ و كان شاعرا فأعتقه رسول الله ص قال له إن لي خمس بنات ليس لهن شيءفتصدق بي‌ عليهن يا محمدففعل رسول الله ص ذلك و قال أبوغرة أعطيت موثقا أن لاأقاتلك و لاأكثر عليك أبدا فأرسله رسول الله ص فلما خرجت قريش إلي أحد جاء صفوان بن أمية فقال اخرج معنا قال إني‌ قدأعطيت محمدا موثقا أن لاأقاتله و لاأكثر عليه أبدا و قد من علي و لم يمن علي غيري‌ حتي قتله أوأخذ منه الفداء فضمن له صفوان أن يجعل بناته مع بناته إن قتل و إن عاش أعطاه مالا كثيرا لايأكله عياله فخرج أبوغرة يدعو العرب ويحشرها ثم خرج مع قريش يوم أحد فأسر و لم يؤسر غيره من قريش فقال يا محمدإنما خرجت كرها و لي بنات فامنن علي

فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أَينَ مَا أعَطيَتنَيِ‌ مِنَ العَهدِ وَ المِيثَاقِ لَا وَ اللّهِ لَا تَمسَحُ عَارِضَيكَ


صفحه : 346

بِمَكّةَ تَقُولُ سَخِرتُ بِمُحَمّدٍ مَرّتَينِ فَقَتَلَهُ فَقَالَص يَومَئِذٍ إِنّ المُؤمِنَ لَا يُلدَغُ مِن جُحرٍ مَرّتَينِ

قال الواقدي‌ وأمر رسول الله ص يوم بدر بالقليب أن تعور ثم أمر بالقتلي فطرحوا فيهاكلهم إلاأمية بن خلف فإنه كان مسمنا انتفخ من يومه فلما أرادوا أن يلقوه تزايل لحمه فقال النبي ص اتركوه فأقروه وألقوا عليه من التراب والحجارة ماغيبه ثم وقف علي أهل القليب فناداهم رجلا رجلا هل وَجَدتُم ما وَعَدَ رَبّكُم حَقّافإني‌ قدوجدت ماوعدني‌ ربي‌ حقا بئس القوم كنتم لنبيكم كذبتموني‌ وصدقني‌ الناس وأخرجتموني‌ وآواني‌ الناس وقاتلتموني‌ ونصرني‌ الناس فقالوا يا رسول الله ص أتنادي‌ قوما قدماتوا فقال لقد علموا أن ماوعدهم ربهم حق

وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي فَقَالَص مَا أَنتُم بِأَسمَعَ لِمَا أَقُولُ مِنهُم وَ لَكِنّهُم لَا يَستَطِيعُونَ أَن يجُيِبوُنيِ‌.

قال الواقدي‌ و كان انهزام قريش حين زالت الشمس فأقام رسول الله ص ببدر وأمر عبد الله بن كعب بقبض الغنائم وحملها وأمر نفرا من أصحابه أن يعينوه فصلي العصر ببدر ثم راح فمر بالأثيل قبل غروب الشمس فنزل به وبات وبأصحابه جراح وليست بالكثيرة وأمر ذكوان بن عبدقيس أن يحرس المسلمين حتي كان آخر الليل فارتحل . وروي‌ أنه ص صلي العصر بالأثيل فلما صلي ركعة تبسم فلما سلم سئل عن تبسمه فقال مر بي‌ ميكائيل و علي جناحه النقع فتبسم إلي‌ و قال


صفحه : 347

إنني‌ كنت في طلب القوم وأتاني‌ جبرئيل علي فرس أنثي معقود الناصية قدعصم ثنيته الغبار فقال يا محمد إن ربي‌ بعثني‌ إليك وأمرني‌ أن لاأفارقك حتي ترضي فهل رضيت فقلت نعم . قال الواقدي‌ وأقبل رسول الله بالأسري حتي إذا كان بعرق الظبية أمر عاصم بن ثابت بن أبي الأفلح أن يضرب عنق عقبة بن أبي معيط و كان أسره عبد الله بن سلمة فجعل عقبة يقول ياويلي‌ علام أقتل يامعشر قريش من بين من هاهنا قال رسول الله ص لعداوتك لله ولرسوله فقال يا محمدمنك أفضل فاجعلني‌ كرجل من قومي‌ إن قتلتهم قتلتني‌ و إن مننت عليهم مننت علي و إن أخذت منهم الفداء كنت كأحدهم يا محمد من للصبية فقال النار قدمه ياعاصم فاضرب عنقه فقدمه عاصم فضرب عنقه فقال النبي ص بئس الرجل كنت و الله ماعلمت كافرا بالله وبرسوله وبكتابه مؤذيا لنبيه فأحمد الله ألذي قتلك وأقر عيني‌ منك . و قال الواقدي‌ وقدم رسول الله ص من الأثيل زيد بن حارثة و عبد الله بن رواحة يبشران الناس بالمدينة فقدم رسول الله ص بالأسري وعليهم شقران


صفحه : 348

وهم تسعة وأربعون رجلا الذين أحصوا وهم سبعون في الأصل مجمع عليه لاشك فيه إلا أنه لم يحص سائرهم ولقي‌ الناس رسول الله ص بالروحاء يهنئونه بفتح الله عليه . و قال محمد بن إسحاق كان أبوالعاص بن الربيع ختن رسول الله ص زوج ابنته زينب و كان أبوالعاص من رجال مكة المعدودين مالا وأمانة وتجارة وكانت خديجة خالته فسألت رسول الله ص أن يزوجه زينب و كان ص لايخالف خديجة و ذلك قبل أن ينزل عليه الوحي‌ فزوجه إياها فكان أبوالعاص من خديجة بمنزلة ولدها فلما أكرم الله رسوله بنبوته آمنت به خديجة وبناته كلهن وصدقنه وشهدن أن ماجاء به حق ودن بدينه وثبت أبوالعاص علي شركه و كان رسول الله ص قدزوج عتبة بن أبي لهب إحدي ابنتيه رقية أوأم كلثوم و ذلك قبل أن ينزل عليه فلما أنزل عليه الوحي‌ وباري قومه بأمر الله باعدوه فقال بعضهم لبعض إنكم قدفرغتم محمدا من همه أخذتم عنه بناته وأخرجتموهن من عياله فردوا عليه بناته فأشغلوه بهن فمشوا إلي أبي العاص فقالوا فارق صاحبتك بنت محمدص ونحن ننكحك أي امرأة شئت من قريش فقال لاها الله إذن لاأفارق صاحبتي‌ و ماأحب أن لي بهاامرأة من قريش فكان رسول الله ص إذاذكره يثني‌ عليه خيرا في صهره ثم مشوا إلي الفاسق عتبة بن أبي لهب فقالوا له طلق بنت محمد ونحن ننكحك أي امرأة شئت من قريش فقال إن أنتم زوجتموني‌ ابنة أبان بن سعيد بن العاص أوابنة سعيد بن العاص فارقتها فزوجوه ابنة سعيد بن العاص ففارقها و لم يكن دخل بهافأخرجها الله من يده كرامة لها وهوانا له ثم خلف عليها عثمان بن عفان بعده و كان رسول الله ص مغلوبا علي أمره بمكة لايحل و لايحرم و كان الإسلام فرق بين زينب و أبي العاص إلا أن رسول الله ص كان لايقدر و هوبمكة أن يفرق بينهما فأقامت معه علي إسلامها و هو علي شركه حتي


صفحه : 349

هاجر رسول الله ص إلي المدينة وبقيت زينب بمكة مع أبي العاص فلما سارت قريش إلي بدر سار أبوالعاص معهم فأصيب في الأسري يوم بدر فأتي‌ به النبي ص فكان عنده مع الأساري فلما بعث أهل مكة في فداء أساراهم بعثت زينب في فداء أبي العاص بعلها بمال و كان فيما بعثت به قلادة كانت خديجة أمها أدخلتها بها علي أبي العاص ليلة زفافها عليه فلما رآها رسول الله ص رق لها شديدة و قال للمسلمين إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها مابعثت به من الفداء فافعلوا فقالوا نعم يا رسول الله نفديك بأنفسنا وأموالنا فردوا عليها مابعثت به وأطلقوا لها أباالعاص بغير فداء. قال ابن أبي الحديد قرأت علي النقيب أبي جعفريحيي بن أبي زيد البصري‌ العلوي‌ هذاالخبر فقال أتري أبابكر وعمر لم يشهدا هذاالمشهد أ ما كان يقتضي‌ التكرم والإحسان أن يطيب قلب فاطمة عليها السلام ويستوهب لها من المسلمين أتقصر منزلتها عند رسول الله ص من منزلة زينب أختها وهي‌ سيدة نساء العالمين هذا إذا لم يثبت لها حق لابالنحلة و لابالإرث فقلت له فدك بموجب الخبر ألذي رواه أبوبكر قدصار حقا من حقوق المسلمين فلم يجز له أن يأخذه منهم فقال وفداء أبي العاص قدصار حقا من حقوق المسلمين و قدأخذه رسول الله ص منهم فقلت رسول الله ص صاحب الشريعة والحكم حكمه و ليس أبوبكر كذلك فقال ما قلت هلا أخذه أبوبكر من المسلمين قهرا فدفعه إلي فاطمة عليها السلام وإنما قلت هلا استنزل المسلمين عنه واستوهب منهم لها كما


صفحه : 350

استوهب رسول الله ص فداء أبي العاص أتراه لو قال هذه بنت نبيكم ص قدحضرت لطلب هذه النخلات أفتطيبون عنها نفسا كانوا منعوها ذلك فقلت له قد قال قاضي‌ القضاة أبو الحسن عبدالجبار بن أحمدنحو ذلك قال إنهما لم يأتيا بحسن في شرع التكرم و إن كان ماأتياه حسنا في الدين . قال محمد بن إسحاق و كان رسول الله ص لماأطلق سبيل أبي العاص أخذ عليه فيما نري أوشرط عليه في إطلاقه أو إن أباالعاص وعد رسول الله ص ابتداء بأن يحمل زينب إليه إلي المدينة أو لم يظهر ذلك من أبي العاص و لا من رسول الله ص إلا أنه لماخلي سبيله وخرج إلي مكة بعث رسول الله ص بعده زيد بن حارثة ورجلا من الأنصار و قال لهما كونا بمكان كذا حتي تمر بكما زينب فتصحبانها حتي تأتياني‌ بهافخرجا نحو مكة و ذلك بعدبدر بشهر فلما قدم أبوالعاص مكة أمرها باللحوق بأبيها فأخذت تتجهز. قال محمد بن إسحاق فحدثت عن زينب أنها قالت بينا أناأتجهز للحوق بأبي‌ إذ لقيتني‌ هند بنت عتبة فقالت أ لم تبلغني‌ يابنت محمدأنك تريدين اللحوق بأبيك فقلت ماأردت ذلك فقالت أي بنت عم لاتفعلي‌ إن كانت لك حاجة في متاع أوفيما يرفق بك في سفرك أومال تبلغين به إلي أبيك فإن عندي‌ حاجتك فلاتضطني‌ مني‌ فإنه لايدخل بين النساء مايدخل بين الرجال قالت وايم الله إني‌ لأظنها حينئذ صادقة ماأظنها قالت حينئذ إلالتفعل ولكني‌ خفتها فأنكرت أن أكون أريد ذلك قالت وتجهزت حتي فرغت من جهازي‌ فحملني‌ أخو بعلي‌ و هوكنانة بن الربيع . قال محمد بن إسحاق قدم لها كنانة بن الربيع بعيرا فركبته وأخذ قوسه وكنانته وخرج بهانهارا يقود بعيرها وهي‌ في هودج لها وتحدث بذلك الرجال من


صفحه : 351

قريش والنساء وتلاومت في ذلك وأشفقت أن تخرج ابنة محمد من بينهم علي تلك الحال فخرجوا في طلبها سراعا حتي أدركوها بذي‌ طوي فكان أول من سبق إليها هبار بن الأسود بن المطلب بن أسد ونافع بن عبدالقيس الفهري‌ فروعها هبار بالرمح وهي‌ في الهودج وكانت حاملا فلما رجعت طرحت ذا بطنها وكانت من خوفها رأت دما وهي‌ في الهودج فلذلك أباح رسول الله ص يوم فتح مكة دم هبار بن الأسود. قال ابن أبي الحديد و هذاالخبر أيضا قرأته علي النقيب أبي جعفر فقال إذا كان رسول الله ص أباح دم هبار لأنه روع زينب فألقت ذا بطنها وظاهر الحال أنه لو كان لأباح دم من روع فاطمة عليها السلام حتي ألقت ذا بطنها فقلت أروي‌ عنك مايقوله قوم إن فاطمة روعت فألقت المحسن فقال لاتروه عني‌ و لاترو عني‌ بطلانه فإني‌ متوقف في هذاالموضع لتعارض الأخبار عندي‌ فيه .أقول ظاهر أن النقيب رحمه الله عمل التقية في إظهار الشك في ذلك من ابن أبي الحديد أو من غيره و إلافالأمر أوضح من ذلك كماسيأتي‌ في كتاب الفتن . ثم قال قال الواقدي‌ فبرك حموها كنانة بن الربيع ونثل كنانته بين يديه


صفحه : 352

ثم أخذ منها سهما فوضعه في كبد قوسه و قال أحلف بالله لايدنو اليوم منها رجل إلاوضعت فيه سهما فتكركر الناس عنه قال وجاء أبوسفيان بن حرب في جلة قريش فقالوا أيها الرجل اكفف عنا نبلك حتي نكلمك فكف فأقبل أبوسفيان حتي وقف عليه فقال إنك لم تحسن و لم تصب خرجت بالمرأة علي رءوس الناس علانية جهارا و قدعرفت مصيبتنا ونكبتنا و مادخل علينا من محمدأبيها فيظن الناس إذا أنت خرجت بابنته جهارا أن ذلك عن ذل أصابنا و أن ذلك منا وهن وضعف لعمري‌ مالنا في حبسها عن أبيها من حاجة و ما فيها من ثار ولكن ارجع بالمرأة حتي إذاهدأت الأصوات وتحدث الناس بردها سلها سلا خفيا فألحقها بأبيها فردها كنانة إلي مكة فأقامت بهاليالي‌ حتي إذاهدأ الصوت عنها حملها بعيرها وخرج بهاليلا حتي سلمها إلي زيد بن حارثة وصاحبه فقدما بها علي رسول الله ص . قال البلاذري‌ روي‌ أن هبار بن الأسود كان ممن عرض لزينب بنت رسول الله ص حين حملت من مكة إلي المدينة فكان رسول الله ص يأمر سراياه إن ظفروا به أن يحرقوه بالنار ثم قال لايعذب بالنار إلارب النار وأمرهم إن ظفروا به أن يقطعوا يديه ورجليه ويقتلوه فلم يظفروا به حتي إذا كان يوم الفتح هرب هبار ثم قدم علي رسول الله ص بالمدينة ويقال أتاه بالجعرانة حين فرغ من أمر حنين فمثل بين يديه و هو يقول أشهد أن لاإله إلا الله وأنك رسول الله ص فقبل إسلامه . قال محمد بن إسحاق فأقام أبوالعاص بمكة علي شركه وأقامت زينب عند


صفحه : 353

أبيهاص بالمدينة قدفرق بينهما الإسلام حتي إذا كان الفتح خرج أبوالعاص تاجرا إلي الشام بمال له وأموال لقريش أبضعوا بهامعه و كان رجلا مأمونا فلما فرغ من تجارته وأقبل قافلا لقيته سرية لرسول الله فأصابوا مامعه وأعجزهم هوهاربا فخرجت السرية بما أصابت من ماله حتي قدمت به علي رسول الله ص وخرج أبوالعاص تحت الليل حتي دخل علي زينب منزلها فاستجار بهافأجارته وإنما جاء في طلب ماله ألذي أصابته تلك السرية فلما كبر رسول الله ص في صلاة الصبح وكبر الناس معه صرخت زينب من صفة النساء أيها الناس إني‌ قدآجرت أباالعاص بن الربيع فصلي رسول الله ص بالناس الصبح فلما سلم من الصلاة أقبل عليهم فقال أيها الناس هل سمعتم ماسمعت قالوا نعم قال أما و ألذي نفس محمدبيده ماعلمت بشي‌ء مما كان حتي سمعتم أنه يجير علي الناس أدناهم ثم انصرف فدخل علي ابنته زينب فقال أي بنية أكرمي‌ مثواه وأحسني‌ قراه و لايصلن إليك فإنك لاتحلين له ثم بعث إلي تلك السرية الذين كانوا أصابوا ماله فقال لهم إن هذا الرجل منا بحيث علمتم و قدأصبتم له مالا فإن تحسنوا وتردوا عليه ألذي له فإنا نحب ذلك و إن أبيتم فهو في‌ء الله ألذي أفاءه عليكم وأنتم أحق به فقالوا يا رسول الله بل


صفحه : 354

نرده عليه فردوا عليه ماله ومتاعه حتي أن الرجل كان يأتي‌ بالحبل ويأتي‌ الآخر بالشنة ويأتي‌ الآخر بالإداوة والآخر بالشظاظ حتي ردوا ماله ومتاعه بأسره من عندآخره و لم يفقد منه شيئا ثم احتمل إلي مكة فلما قدمها أدي إلي كل ذي‌ مال من قريش ماله ممن كان بضع معه بشي‌ء حتي إذافرغ من ذلك قال لهم يامعشر قريش هل بقي‌ لأحد منكم عندي‌ مال لم يأخذه قالوا لافجزاك الله خيرا لقد وجدناك وفيا كريما قال فإني‌ أشهد أن لاإله إلا الله و أن محمدا رسول الله و الله مامنعني‌ من الإسلام عنده إلاتخوفا أن تظنوا أني‌ أردت أن آكل أموالكم وأذهب بها فإذاسلمها الله لكم وأداها إليكم فإني‌ أشهدكم أني‌ قدأسلمت واتبعت دين محمد ثم خرج سريعا حتي قدم علي رسول الله المدينة. قال محمد بن إسحاق فحدثني‌ داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس أن رسول الله ص رد زينب بعدست سنين علي أبي العاص بالنكاح الأول لم يحدث شيئا. قال الواقدي‌ حدثني‌ إسحاق بن يحيي قال سألت نافع بن جبير كيف كان الفداء قال أرفعهم أربعة آلاف إلي ثلاثة آلاف إلي ألفين إلي ألف إلي قوم


صفحه : 355

لامال لهم من عليهم رسول الله ص . و أماأسماء أساري بدر و من أسرهم فقال الواقدي‌ أسر من بني‌ هاشم العباس بن عبدالمطلب أسره أبواليسر كعب بن عمرو وعقيل بن أبي طالب وأسره عبيد بن أوس الظفري‌ ونوفل بن الحارث بن عبدالمطلب أسره جبار بن صخر وأسر حليف لبني‌ هاشم من بني‌ فهر اسمه عتبة فهؤلاء أربعة. و من بني‌ المطلب بن عبدمناف السائب بن عبيد وعبيد بن عمرو بن علقمة أسرهما سلمة بن أسلم وكانا لامال لهما ففك رسول الله ص عنهما لغير فدية. و من بني‌ عبدشمس عقبة بن أبي معيط المقتول صبرا علي يد عاصم بن ثابت بأمر رسول الله ص أسره عبد الله بن سلمة العجلاني‌ والحارث بن وحرة


صفحه : 356

بن أبي عمرو بن أمية أسره سعد بن أبي وقاص فقدم في فدائه الوليد بن عقبة فافتداه بأربعة آلاف وعمرو بن أبي سفيان أسره علي بن أبي طالب عليه السلام وصار بالقرعة في سهم رسول الله ص فأطلقه بغير فدية أطلقه بسعد بن النعمان من بني‌ معاوية خرج معتمرا فحبس بمكة فلم يطلقه المشركون حتي أطلق رسول الله ص عمرو بن أبي سفيان و أبوالعاص بن الربيع أسره خراش بن الصمة فقدم في فدائه عمرو بن الربيع أخوه وحليف لهم يقال له أبوريشة افتداه عمرو بن الربيع أيضا وعمرو بن الأزرق افتكه عمرو بن الربيع أيضا و كان قدصار في سهم تميم مولي خراش بن الصمة وعقبة بن الحارث الحضرمي‌ أسره عمارة بن حزم فصار في القرعة لأبي‌ بن كعب افتداه عمرو بن أبي سفيان و أبوالعاص بن نوفل أسره عمار بن ياسر قدم في فدائه ابن عمه فهؤلاء ثمانية. و من بني‌ نوفل بن عبدمناف عدي‌ بن الخيار أسره خراش بن الصمة وعثمان بن عبدشمس حليفهم أسره حارثة بن النعمان و أبوثور أسره أبومرثد الغنوي‌ فهؤلاء ثلاثة افتداهم جبير بن مطعم . و من بني‌ عبدالدار أبوعزيز بن عمير أسره أبواليسر ثم صار بالقرعة لمحرز بن نضلة قال الواقدي‌ أبوعزيز هذا هوأخو مصعب بن عمير لأبيه وأمه و قال مصعب لمحرز بن نضلة اشدد يديك به فإن له أمابمكة كثيرة المال فقال له أبوعزيز هذه وصايتك بي‌ ياأخي‌ قال مصعب إنه أخي‌ دونك فبعثت فيه أمه أربعة آلاف


صفحه : 357

والأسود بن عامر أسره حمزة رضي‌ الله عنه فهذان اثنان قدم في فدائهما طلحة بن أبي طلحة. و من بني‌ أسد بن عبدالعزي السائب بن أبي حبيش أسره عبدالرحمن بن عوف وعثمان بن الحويرث أسره حاطب بن أبي بلتعة وسالم بن شماخ أسره سعد بن أبي وقاص فهؤلاء ثلاثة قدم في فدائهم عثمان بن أبي حبيش بأربعة آلاف لكل رجل منهم . و من بني‌ تميم بن مرة مالك بن عبد الله بن عثمان أسره قطبة بن عامر فمات في المدينة أسيرا. و من بني‌ مخزوم خالد بن هشام أسره سواد بن غزية وأمية بن أبي حذيفة أسره بلال وعثمان بن عبد الله و كان أفلت يوم نخلة أسره واقد بن عبد الله يوم بدر فقدم في فداء هؤلاء الثلاثة عبد الله بن أبي ربيعة افتدي كل واحد منهم بأربعة آلاف والوليد بن الوليد بن المغيرة أسره عبد الله بن جحش فقدم في فدائه أخواه خالد وهشام فتمتنع [فتمنع ] عبد الله حتي افتكاه بأربعة آلاف فلما افتدياه خرجا به حتي بلغا به ذا الحليفة فأفلت فأتي النبي ص فأسلم فقيل أ لاأسلمت قبل أن تفتدي قال كرهت أن أسلم حتي أكون أسوة بقومي‌ ويقال أسره سليط بن قيس وقيس بن السائب أسره عبدة بن الحسحاس فحبسه عنده حينا حتي فداه أخوه فروة بأربعة آلاف .


صفحه : 358

و من بني‌ أبي رفاعة صيفي‌ بن أبي رفاعة و كان لامال له أسره رجل من المسلمين فمكث عنده ثم أرسله و أبوالمنذر بن أبي رفاعة افتدي بألفين و عبد الله بن السائب افتدي بألف درهم أسره سعد بن أبي وقاص والمطلب بن حنطب أسره أبوأيوب الأنصاري‌ و لم يكن له مال فأرسله بعدحين وخالد بن الأعلم حليف لبني‌ مخزوم . و قال محمد بن إسحاق وروي‌ أنه كان أول المنهزمين من أسره الخباب بن المنذر وقدم في فدائه عكرمة بن أبي جهل فهؤلاء عشرة. و من بني‌ جمح عبد الله بن أبي بن خلف أسره فروة بن عمرو قدم في فدائه أبوه فتمتنع [فتمنع ] به فروة حينا و أبوغرة عمرو بن عبد الله أطلقه النبي ص بغير فدية ووهب بن عمير أسره رفاعة بن رافع وقدم أبوه عمير في فدائه فأسلم فأرسل النبي ص له ابنه بغير فداء وربيعة بن دراج و كان لامال له فأخذ منه بشي‌ء يسير وأرسل والفاكه مولي أمية بن خلف أسره سعد بن أبي وقاص فهؤلاء خمسة و من بني‌ سهم بن عمرو أبووداعة بن صبيرة فداه ابنه المطلب بأربعة آلاف وفروة بن حنيس أسره ثابت بن أقزم وفداه عمرو بن قيس بأربعة


صفحه : 359

آلاف وحنظلة بن قبيصة أسره عثمان بن مظعون والحجاج بن الحارث أسره عبدالرحمن بن عوف فأفلت فأخذه أبوداود المازني‌ فهؤلاء أربعة. و من بني‌ مالك سهيل بن عمرو أسره مالك بن الدخشم وفداه مكرز بن حفص بأربعة آلاف و عبد بن زمعة أسره عمير بن عوف و عبدالعزي بن مشنوء سماه رسول الله ص بعدإسلامه عبدالرحمن أسره النعمان بن مالك فهؤلاء ثلاثة. و من بني‌ فهر الطفيل بن أبي قبيع فهؤلاء ستة وأربعون أسيرا و في كتاب الواقدي‌ أنه كان الأساري الذين أحصوا وعرفوا تسعة وأربعين وروي الواقدي‌ عن سعيد بن المسيب قال كانت الأساري سبعين و أن القتلي كانوا زيادة علي سبعين إلا أن المعروفين من الأسري هم الذين ذكرناهم والباقون لم يذكر المؤرخون أسماءهم . قال ابن أبي الحديد القول فيمن استشهد من المسلمين ببدر قال الواقدي‌ حدثني‌ عبد الله بن جعفر قال سألت الزهري‌ كم استشهد من المسلمين ببدر قال


صفحه : 360

أربعة عشر ستة من المهاجرين وثمانية من الأنصار. قال فمن بني‌ المطلب بن عبدمناف عبيدة بن الحارث قتله شيبة و في رواية الواقدي‌ قتله عتبة فدفنه النبي ص بالصفراء. و من بني‌ زهرة عمير بن أبي وقاص قتله عمرو بن عبدفارس الأحزاب وعمير بن عبدود ذو الشمالين حليف لبني‌ زهرة قتله أبوأسامة الجشمي‌. و من بني‌ عدي‌ عاقل بن أبي البكير حليف لهم من بني‌ سعد قتله مالك بن زهير ومهجع مولي عمر بن الخطاب قتله عامر بن الحضرمي‌ ويقال إن مهجعا أول من قتل من المهاجرين . و من بني‌ الحارث بن فهر صفوان بن بيضاء قتله طعيمة بن عدي‌. و من الأنصار ثم من بني‌ عمرو بن عوف مبشر بن عبدالمنذر قتله أبوثور وسعد بن خيثمة قتله عمرو بن عبدود ويقال طعيمة بن عدي‌. و من بني‌ عدي‌ بن النجار حارثة بن سراقة رماه جنان بن العرقة بسهم فأصاب حنجرته فقتله . و من بني‌ مالك بن النجار عوف ومعوذ ابنا عفراء قتلهما أبوجهل


صفحه : 361

و من بني‌ سلمة عمير بن الحمام بن الجموح قتله خالد بن الأعلم ويقال إنه أول قتيل قتل من الأنصار و قدروي‌ أن أول قتيل منهم حارثة بن سراقة. و من بني‌ زريق رافع بن المعلي قتله عكرمة بن أبي جهل . و من بني‌ الحارث بن الخزرج يزيد بن الحارث قتله نوفل بن معاوية فهؤلاء الثمانية من الأنصار وروي‌ عن ابن عباس أن آنسة مولي النبي ص قتل ببدر وروي‌ أن معاذ بن ماعص جرح ببدر فمات من جراحته بالمدينة و أن عبيد بن السكن جرح فاشتكي جرحه فمات منه .القول فيمن قتل من المشركين وأسماء قاتليهم . قال الواقدي‌ فمن بني‌ عبدشمس حنظلة بن أبي سفيان قتله علي عليه السلام والحارث بن الحضرمي‌ قتله عمار بن ياسر وعامر بن الحضرمي‌ قتله عاصم بن ثابت وعمير بن أبي عمير وابنه موليان لهم قتل سالم مولي حذيفة الأب و لم يذكر من قتل الابن وعبيدة بن سعيد بن العاص قتله الزبير بن العوام والعاص بن سعيد بن العاص قتله علي عليه السلام وعقبة بن أبي معيط قتله عاصم بن ثابت


صفحه : 362

صبرا بالسيف بأمر النبي ص وروي البلاذري‌ أن رسول الله ص صلبه بعدقتله فكان أول مصلوب في الإسلام . وعتبة بن ربيعة قتله حمزة رضي‌ الله عنه وشيبة قتله عبيدة بن الحارث وحمزة و علي الثلاثة اشتركوا في قتله والوليد بن عتبة قتله علي عليه السلام وعامر بن عبد الله حليف لهم قتله علي عليه السلام وقيل قتله سعد بن معاذ فهؤلاء اثنا عشر. و من بني‌ نوفل بن عبدمناف الحارث بن نوفل قتله خبيب بن يساف وطعيمة بن عدي‌ يكني أباالريان قتله حمزة في رواية الواقدي‌ وقتله علي عليه السلام في رواية محمد بن إسحاق وروي البلاذري‌ أنه أسر فقتله النبي ص صبرا علي يد حمزة فهؤلاء اثنان . و من بني‌ أسد زمعة بن الأسود قتله أبودجانة وقيل قتله ثابت بن الجذع والحارث بن زمعة قتله علي عليه السلام وعقيل بن الأسود قتله علي وحمزة ع و قال الواقدي‌ حدثني‌ أبومعشر قال قتله علي عليه السلام وحده . و أبوالبختري‌ العاص بن هشام قتله المجذر بن زياد وقيل أبوداود المازني‌ وقيل أبواليسر ونوفل بن خويلد قتله علي عليه السلام فهؤلاء خمسة. و من بني‌ عبدالدار النضر بن الحارث قتله علي عليه السلام صبرا بالسيف بأمر رسول الله ص وزيد بن مليص مولي عمر بن هاشم من بني‌ عبدالدار قتله علي


صفحه : 363

عليه السلام وقيل بلال فهؤلاء اثنان . و من بني‌ تيم بن مرة عمير بن عثمان قتله علي عليه السلام وعثمان بن مالك قتله صهيب فهؤلاء اثنان و لم يذكر البلاذري‌ عثمان . و من بني‌ مخزوم ثم من بني‌ المغيرة أبوجهل عمرو بن هشام ضربه معاذ بن عمرو ومعوذ وعوف ابنا عفراء ودفف عليه عبد الله بن مسعود والعاص بن هاشم خال عمر بن الخطاب قتله عمر ويزيد بن تميم حليف لهم قتله عمار بن ياسر وقيل قتله علي عليه السلام . و من بني‌ الوليد بن المغيرة أبوقيس بن الوليد أخو خالد قتله علي عليه السلام . و من بني‌ الفاكه بن المغيرة أبوقيس بن الفاكه قتله حمزة وقيل الخباب بن المنذر. و من بني‌ أمية بن المغيرة مسعود بن أبي أمية قتله علي عليه السلام . و من بني‌ عائذ بن عبد الله ثم من بني‌ رفاعة أمية بن عائذ قتله سعد بن الربيع و أبوالمنذر بن أبي رفاعة قتله معن بن عدي‌ و عبد الله بن أبي رفاعة قتله


صفحه : 364

علي عليه السلام وزهير بن أبي رفاعة قتله أبوأسيد الساعدي‌ والسائب بن أبي رفاعة قتله عبدالرحمن بن عوف . و من بني‌ أبي السائب المخزومي‌ سائب بن أبي السائب قتله الزبير والأسود بن عبدالأسد قتله حمزة وحليف لهم من طي‌ء و هوعمرو بن شيبان قتله يزيد بن رقيش وحليف آخر و هوجبار بن سفيان قتله أبي بردة بن نيار. و من بني‌ عمران بن مخزوم حاجز بن السائب قتله علي عليه السلام وروي البلاذري‌ أن حاجزا هذا وأخاه عويمرا قتلهما علي وعويمر بن عمرو قتله النعمان بن أبي مالك فهؤلاء تسعة عشر. و من بني‌ جمح بن عمرو أمية بن خلف قتله خبيب بن يساف وبلال شركا فيه وقيل بل قتله رفاعة بن رافع و علي بن أمية قتله عمار بن ياسر وأوس بن المغيرة قتله علي عليه السلام وعثمان بن مظعون شركا فيه فهؤلاء ثلاثة.


صفحه : 365

و من بني‌ سهم منبه بن الحجاج قتله أبواليسر وقيل علي وقيل أبوأسيد ونبيه بن الحجاج قتله علي عليه السلام والعاص بن منبه بن الحجاج قتله علي عليه السلام و أبوالعاص بن قيس قتله أبودجانة قال الواقدي‌ وحدثني‌ أبومعشر عن أصحابه قالوا قتله علي عليه السلام وعاصم بن أبي عوف قتله أبودجانة فهؤلاء خمسة. و من بني‌ عامر ثم من بني‌ مالك معاوية بن عبدقيس حليف لهم قتله عكاشة بن محصن وسعيد بن وهب حليف لهم من كلب قتله أبودجانة فهؤلاء اثنان .فجميع من قتل ببدر في رواية الواقدي‌ من المشركين في الحرب وصبرا اثنان وخمسون قتل علي عليه السلام منهم مع الذين شرك في قتلهم أربعة وعشرين رجلا و قدكثرت الرواية أن المقتولين ببدر كانوا سبعين ولكن الذين عرفوا وحفظت أسماؤهم من ذكرناه و في رواية الشيعة أن زمعة بن الأسود قتله علي عليه السلام والأشهر في الرواية أنه قتل الحارث بن زمعة و أن زمعة قتله أبودجانة انتهي ماأردنا إيراده من كلام ابن أبي الحديد.بيان العوذ جمع عائذ وهي‌ الناقة إذاوضعت و بعد ماتضع أياما حتي يقوي ولدها والحرجة بالتحريك مجتمع شجر ملتف والمرضاح الحجر ألذي يرضح به النوي أي يدق ويقال رفع فلان عقيرته أي صوته أ مالكم في اللبن من حاجة أي تأسرون فتأخذون فداءهم إبلا لها لبن ذكره الجزري‌. ومتع النهار ارتفع و في النهاية في حديث بدر فقلت قريب مفر ابن الشتراء


صفحه : 366

هو رجل كان يقطع الطريق يأتي‌ الرفقة فيدنو منهم حتي إذاهموا به نأي قليلا ثم عاودهم حتي يصيب منهم غرة المعني أن مفرهم قريب وسيعود فصار مثلا و قال فلحج أي نشب فيه و قال فأطن أي جعله يطن من صوت القطع وأصله من الطنين و هوصوت الشي‌ء الصلب و قال قحف الرأس هو ألذي فوق الدماغ انتهي . وضحك الرب تعالي كناية عن غاية رضاه وغمس اليد في العدو كناية عن دخوله بينهم وجهده في مقاتلتهم وحسرت كمي‌ عن ذراعي‌ كشفت والحاسر ألذي لامغفر عليه و لادرع والأعزل ألذي لاسلاح معه و ابن طاب نوع من أنواع تمر المدينة منسوب إلي ابن طاب رجل من أهلها يقال عذق ابن طاب ورطب ابن طاب وتمر ابن طاب ذكره الجزري‌. و قال في حديث أم حارثة ويحك أوهبلت هوبفتح الهاء وكسر الباء و قداستعاره هنا لفقد الميز والعقل مما أصابها من الثكل بولدها كأنه قال أفقدت عقلك بفقد ابنك حتي جعلت الجنان جنة واحدة انتهي فأكلكم لعله من الكلال بمعني الإعياء فقالت حلاقي‌ بالقاف أي يامنيتي‌ أقبلي‌ فهذه أوانك قال في القاموس وكقطام وسحاب المنية انتهي و في بعض النسخ بالفاء أي تمنعني‌ محالفتي‌ قريشا أن لاأبكيهم وذمرته كنصرته حثثته والتذامر التحاض علي القتال . و في النهاية مجنبة الجيش هي‌ التي‌ تكون في الميمنة والميسرة وهما مجنبتان والنون مكسورة وقيل هي‌ الكتيبة التي‌ تأخذ إحدي ناحيتي‌ الطريق والأول أصح . قال فتتامت إليه قريش أي جاءته متوافرة متتابعة و في القاموس تتاموا جاءوا كلهم وقالوا دهده الحجر فتدهده دحرجه فتدحرج كتدهدي فتدهدي انتهي . حتي أقتله أي عرضه للقتل نحو أبعت الثوب وتقول عورت الركية إذاطممتها وسددت أعينها التي‌ ينبع منها الماء والنقع الغبار. و في النهاية فيه أن جبرئيل جاء يوم بدر و قدعصم ثنيته الغبار أي لزق به والميم بدل من الباء و قال في الباء في حديث بدر لمافزع منها أتاه جبرئيل و قدعصب رأسه الغبار أي ركبه وعلق به من عصب الريق فاه أي لصق به ويروي


صفحه : 367

عصم بالميم و قال عرق الظبية بضم الظاء موضع علي ثلاثة أميال من الروحاء به مسجد للنبي‌ص انتهي . وباري قومه أي عارضهم و في بعض النسخ بالدال أي جاهرهم بالعداوة و قال الجوهري‌ ها للتنبيه قديقسم بهايقال لاها الله مافعلت أي لا و الله أبدلت الهاء من الواو و إن شئت حذفت الألف التي‌ بعدالهاء و إن شئت أثبت . و في النهاية لاتضطني‌ عني‌ أي لاتبخلي‌ بانبساطك إلي‌ و هوافتعال من الضني المرض والطاء بدل من التاء انتهي . وأقول كذا ذكره في ضني‌ من المعتل و ماذكره من المعني يدل علي أنه من الضن من باب المضاعف من الضنة و هوالبخل و هوأظهر فيكون بتشديد النون . و في القاموس نثل الكنانة استخرج نبلها ونثرها فتكركر الناس عنه أي اندفعوا ورجعوا يقال كركرته عني‌ أي دفعته ورددته