صفحه : 1

الجزء الثامن عشر

تتمة كتاب تاريخ نبيناص

تتمة أبواب معجزاته ص

باب 6-معجزاته في استجابة دعائه في إحياء الموتي والتكلم معهم وشفاء المرضي وغيرها زائدا عما تقدم في باب الجوامع

1-جا،[المجالس للمفيد] ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَن عَلِيّ بنِ بِلَالٍ عَنِ النّعمَانِ بنِ أَحمَدَ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عَرَفَةَ عَن أَحمَدَ بنِ رُشَيدِ بنِ خَيثَمٍ عَن عَمّهِ سَعِيدٍ عَن مُسلِمٍ الغلَاَبيِ‌ّ قَالَ جَاءَ أعَراَبيِ‌ّ إِلَي النّبِيّص فَقَالَ وَ اللّهِ يَا رَسُولَ اللّهِ لَقَد أَتَينَاكَ وَ مَا لَنَا بَعِيرٌ يَئِطّ وَ لَا غَنَمٌ يَغِطّ ثُمّ أَنشَأَ يَقُولُ


أَتَينَاكَ يَا خَيرَ البَرِيّةِ كُلّهَا   لِتَرحَمَنَا مِمّا لَقِينَا مِنَ الإِزلِ

أَتَينَاكَ وَ العَذرَاءُ يَدمَي لَبَانُهَا   وَ قَد شُغِلَت أُمّ البَنِينَ عَنِ الطّفلِ

وَ أَلقَي بِكَفّيهِ الفَتَي استِكَانَةً   مِنَ الجُوعِ ضَعفاً لَا يُمِرّ وَ لَا يحُليِ‌

وَ لَا شَيءَ مِمّا يَأكُلُ النّاسُ عِندَنَا   سِوَي الحَنظَلِ العاَميِ‌ّ وَ العِلهِزِ الفَسلِ

وَ لَيسَ لَنَا إِلّا إِلَيكَ فِرَارُنَا   وَ أَينَ فِرَارُ النّاسِ إِلّا إِلَي الرّسلِ

فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لِأَصحَابِهِ إِنّ هَذَا الأعَراَبيِ‌ّ يَشكُو قِلّةَ المَطَرِ وَ قَحطاً شَدِيداً ثُمّ قَامَ يَجُرّ رِدَاءَهُ حَتّي صَعِدَ المِنبَرَ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ فَكَانَ فِيمَا حَمِدَهُ بِهِ أَن قَالَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي عَلَا فِي السّمَاءِ فَكَانَ عَالِياً وَ فِي الأَرضِ قَرِيباً دَانِياً أَقرَبَ إِلَينَا مِن حَبلِ الوَرِيدِ وَ رَفَعَ يَدَيهِ إِلَي السّمَاءِ وَ قَالَ أللّهُمّ اسقِنَا غَيثاً مُغِيثاً مَرِيئاً مَرِيعاً غَدَقاً طَبَقاً


صفحه : 2

عَاجِلًا غَيرَ رَائِثٍ نَافِعاً غَيرَ ضَارّ تَملَأُ بِهِ الضّرعَ وَ تُنبِتُ بِهِ الزّرعَ وَ تحُييِ‌ بِهِ الأَرضَ بَعدَ مَوتِهَا فَمَا رَدّ يَدَهُ إِلَي نَحرِهِ حَتّي أَحدَقَ السّحَابُ بِالمَدِينَةِ كَالإِكلِيلِ وَ أَلقَتِ السّمَاءُ بِأَروَاقِهَا وَ جَاءَ أَهلُ البِطَاحِ يَصِيحُونَ يَا رَسُولَ اللّهِ الغَرَقَ الغَرَقَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أللّهُمّ حَوَالَينَا وَ لَا عَلَينَا فَانجَابَ السّحَابُ عَنِ السّمَاءِ فَضَحِكَ رَسُولُ اللّهِص وَ قَالَ لِلّهِ دَرّ أَبِي طَالِبٍ لَو كَانَ حَيّاً لَقَرّت عَينَاهُ مَن يُنشِدُنَا قَولَهُ فَقَامَ عُمَرُ فَقَالَ عَسَي أَرَدتَ يَا رَسُولَ اللّهِ


وَ مَا حَمَلَت مِن نَاقَةٍ فَوقَ ظَهرِهَا   أَبَرّ وَ أَوفَي ذِمّةً مِن مُحَمّدٍ

فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لَيسَ هَذَا مِن قَولِ أَبِي طَالِبٍ هَذَا مِن قَولِ حَسّانَ بنِ ثَابِتٍ فَقَامَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع فَقَالَ كَأَنّكَ أَرَدتَ يَا رَسُولَ اللّهِ


وَ أَبيَضُ يُستَسقَي الغَمَامُ بِوَجهِهِ   رَبِيعُ اليَتَامَي عِصمَةٌ لِلأَرَامِلِ

تَلُوذُ بِهِ الهُلّاكُ مِن آلِ هَاشِمٍ   فَهُم عِندَهُ فِي نِعمَةٍ وَ فَوَاضِلِ

كَذَبتُم وَ بَيتِ اللّهِ يُبزَي مُحَمّدٌ   وَ لَمّا نُمَاصِع دُونَهُ وَ نُقَاتِل

وَ نُسلِمهُ حَتّي نُصرَعَ حَولَهُ   وَ نَذهَلَ عَن أَبنَائِنَا وَ الحَلَائِلِ

فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ أَجَل فَقَامَ رَجُلٌ مِن بنَيِ‌ كِنَانَةَ فَقَالَ


لَكَ الحَمدُ وَ الحَمدُ مِمّن شَكَرَ   سُقِينَا بِوَجهِ النّبِيّ المَطَرَ

دَعَا اللّهَ خَالِقَهُ دَعوَةً   وَ أَشخَصَ مِنهُ إِلَيهِ البَصَرُ

فَلَم يَكُ إِلّا كَأَلقَي الرّدَاءَ   وَ أَسرَعَ حَتّي أَتَانَا الدّرَرُ

دُفَاقُ العَزَائِلِ جَمّ البُعَاقِ   أَغَاثَ بِهِ اللّهُ عُليَا مُضَرَ

فَكَانَ كَمَا قَالَهُ عَمّهُ   أَبُو طَالِبٍ ذَا رُوَاءٍ أَغَرّ

بِهِ اللّهُ يسَقيِ‌ صُيُوبَ الغَمَامِ   فَهَذَا العَيَانُ وَ ذَاكَ الخَبَرُ

صفحه : 3

فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا كنِاَنيِ‌ّ بَوّأَكَ اللّهُ بِكُلّ بَيتٍ قُلتَهُ بَيتاً فِي الجَنّةِ

قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]مرسلامثله ثم قال والسبب في ذلك أنه كان قحط في زمن أبي طالب فقالت قريش اعتمدوا اللات والعزي و قال آخرون اعتمدوا المناة الثالثة الأخري فقال ورقة بن نوفل أني تؤفكون وفيكم بقية ابراهيم وسلالة إسماعيل أبوطالب فاستسقوه فخرج أبوطالب وحوله أغيلمة من بني‌ عبدالمطلب وسطهم غلام كأنه شمس دجنة تجلت عنها غمامة فأسند ظهره إلي الكعبة ولاذ بإصبعه وبصبصت الأغلمة حوله فأقبل السحاب في الحال فأنشأ أبوطالب اللامية.بيان قال الجزري‌ في حديث الاستسقاء لقد أتيناك و مالنا بعير يئط أي يحن ويصيح يريد مالنا بعير أصلا لأن البعير لابد أن يئط و قال الغطيط الصوت ألذي يخرج مع نفس النائم و منه الحديث و الله مايغط لنا بعير غط البعير إذاهدر في الشقشقة فإن لم يكن في الشقشقة فهو هدير والأزل الشدة والضيق و قال في قوله يدمي‌ لبانها أي يدمي‌ صدرها لامتهانها نفسها في الخدمة حيث لاتجد ماتعطيه من يخدمها من الجدب وشدة الزمان وأصل اللبان في الفرس موضع اللبب من الصدر ثم استعير للناس و قال في قوله مايمر و مايحلي‌ أي ماينطق بخير و لاشر من الجوع والضعف و قال الحنظل العامي‌ منسوب إلي العام لأنه يتخذ في عام الجدب كماقالوا للجدب السنة والعلهز بكسر العين وسكون اللام وكسر الهاء قال هو شيءيتخذونه في سني‌ المجاعة يخلطون الدم بأوبار الإبل ثم يشوونه بالنار ويأكلونه وقيل كانوا يخلطون فيه القردان ويقال للقراد الضخم علهز وقيل العلهز شيءينبت ببلاد سليم له أصل كأصل البردي‌ والفسل هوالردي‌ الرذل من كل شيء قال ويروي بالشين المعجمة أي الضعيف


صفحه : 4

يعني‌ الفشل مدخره وآكله فصرف الوصف إلي العلهز و هو في الحقيقة لآكله و قال بأرواقها أي بجميع ما فيها من الماء والأرواق الأثقال أراد مياهها المثقلة للسحاب انتهي . والبطاح بالكسر جمع الأبطح و هومسيل واسع فيه دقاق الحصي والدرر بالكسر جمع درة يقال للسحاب درة أي صب واندفاق و قال الجزري‌ الدفاق المطر الواسع الكثير والعزائل أصله العزالي‌ هي‌ مثل الشائك والشاكي‌ والعزالي‌ جمع العزلاء و هوفم المزادة الأسفل فشبه اتساع المطر واندفاقه بالذي‌ يخرج من فم المزادة والبعاق بالضم المطر الغزير الكثير الواسع والرواء بالضم والمد المنظر الحسن انتهي . و قال الفيروزآبادي‌ عليا مضر بالضم والقصر أعلاها والأغر الأبيض والشريف والصوب والصيوب الانصباب والدجن إلباس الغيم الأرض وأقطار السماء والدجنة بالضم وبضمتين مع تشديد النون الظلمة والأغلمة من جموع الغلام .أقول سيأتي‌ شرح أبيات أبي طالب في باب أحواله ع

2-جا،[المجالس للمفيد] ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَنِ الجعِاَبيِ‌ّ عَنِ الحُسَينِ بنِ الهَادِ بنِ حَمزَةَ أَبُو[ أَبِي] عَلِيّ مِن أَصلِ كِتَابِهِ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ بنِ أَبِي لَيلَي عَن مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ الأصَفهَاَنيِ‌ّ عَن عَبدِ الرّحمَنِ الأصَفهَاَنيِ‌ّ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ أَبِي لَيلَي عَن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ دعَاَنيِ‌ النّبِيّص وَ أَنَا أَرمَدُ العَينِ فَتَفَلَ فِي عيَنيِ‌ وَ شَدّ العِمَامَةَ عَلَي رأَسيِ‌ وَ قَالَ أللّهُمّ أَذهِب عَنهُ الحَرّ وَ البَردَ فَمَا وَجَدتُ بَعدَهَا حَرّاً وَ لَا بَرداً


صفحه : 5

3- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدٍ التّمّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ القَاسِمِ عَن مُوسَي بنِ مُحَمّدٍ الخَيّاطِ عَن إِسحَاقَ بنِ اِبرَاهِيمَ الخرُاَساَنيِ‌ّ عَن شَرِيكٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عُمَرَ عَن أَبِي سَلَمَةَ عَن أَبِي هُرَيرَةَ قَالَ أَصَابَنَا عَطَشٌ فِي الحُدَيبِيَةِ فَجَهَشنَا إِلَي النّبِيّص فَبَسَطَ يَدَيهِ بِالدّعَاءِ فَتَأَلّقَ السّحَابُ وَ جَاءَ الغَيثُ فَرَوِينَا مِنهُ

قال أبوالطيب قال الأصمعي‌ الجهش أن يفزع الإنسان إلي الإنسان قال أبوعبيدة و هو مع فزعه كأنه يريد البكاء و في لغة أخري أجهشت إجهاشا فأنا مجهش و منه قول لبيد


قامت تشكي‌ إلي‌ النفس مجهشة.   و قدحملتك سبعا بعدسبعينا.

فإن تزادي‌ ثلاثا تبلغي‌ أملا.   و في الثلاث وفاء للثمانينا.

توضيح قال الجوهري‌ الجهش أن يفزع الإنسان إلي غيره و هو مع ذلك يريد البكاء كالصبي‌ يفزع إلي أمه و قدتهيأ للبكاء يقال جهش إليه يجهش و في الحديث أصابنا عطش فجهشنا إلي رسول الله وكذلك الإجهاش يقال جهشت نفسي‌ وأجهشت أي نهضت ثم ذكر بيتا من الشعر و قال همعت عينه تهمع همعا وهموعا وهمعانا أي دمعت و قال تألق البرق لمع

4-ير،[بصائر الدرجات ]أَيّوبُ بنُ نُوحٍ عَن صَفوَانَ بنِ يَحيَي عَن حَمّادِ بنِ أَبِي طَلحَةَ عَن أَبِي عَوفٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ دَخَلتُ عَلَيهِ فأَلَطفَنَيِ‌ وَ قَالَ إِنّ رَجُلًا مَكفُوفَ البَصَرِ أَتَي النّبِيّص فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ ادعُ اللّهَ أَن يَرُدّ عَلَيّ بصَرَيِ‌ قَالَ فَدَعَا اللّهَ فَرَدّ عَلَيهِ بَصَرَهُ ثُمّ أَتَاهُ آخَرُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ ادعُ اللّهَ لِي أَن يَرُدّ عَلَيّ بصَرَيِ‌ قَالَ فَقَالَ الجَنّةُ أَحَبّ إِلَيكَ أَو يُرَدّ عَلَيكَ بَصَرُكَ قَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ إِنّ ثَوَابَهَا الجَنّةُ فَقَالَ اللّهُ أَكرَمُ مِن أَن يبَتلَيِ‌َ عَبدَهُ المُؤمِنَ بِذَهَابِ بَصَرِهِ ثُمّ لَا يُثِيبُهُ الجَنّةَ


صفحه : 6

5-ير،[بصائر الدرجات ]العَبّاسُ بنُ مَعرُوفٍ عَن عَلِيّ بنِ مَهزِيَارَ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن عَلِيّ بنِ إِسمَاعِيلَ الميِثمَيِ‌ّ عَن كَرِيمٍ قَالَ سَمِعتُ مَن يَروِيهِ قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ قَاعِداً فَذَكَرَ اللّحمَ وَ قَرَمَهُ إِلَيهِ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنصَارِ وَ لَهُ عَنَاقٌ فَانتَهَي إِلَي امرَأَتِهِ فَقَالَ هَل لَكَ فِي غَنِيمَةٍ قَالَت وَ مَا ذَاكَ قَالَ إنِيّ‌ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يشَتهَيِ‌ اللّحمَ قَالَت خُذهَا وَ لَم يَكُن لَهُم غَيرُهَا وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَعرِفُهَا فَلَمّا جَاءَ بِهَا ذُبِحَت وَ شُوِيَت ثُمّ وَضَعَهَا النّبِيّص فَقَالَ لَهُم كُلُوا وَ لَا تَكسِرُوا عَظماً قَالَ فَرَجَعَ الأنَصاَريِ‌ّ وَ إِذَا هيِ‌َ تَلعَبُ عَلَي بَابِهِ

بيان القرم بالتحريك شدة شهوة اللحم والعناق بالفتح الأنثي من ولد المعز

6-ير،[بصائر الدرجات ] اِبرَاهِيمُ بنُ هَاشِمٍ عَن عَلِيّ بنِ أَسبَاطٍ عَن بَكرِ بنِ جَنَاحٍ عَن رَجُلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَمّا مَاتَت فَاطِمَةُ بِنتُ أَسَدٍ أُمّ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ جَاءَ عَلِيّ إِلَي النّبِيّص فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص يَا أَبَا الحَسَنِ مَا لَكَ قَالَ أمُيّ‌ مَاتَت قَالَ فَقَالَ النّبِيّص وَ أمُيّ‌ وَ اللّهِ ثُمّ بَكَي وَ قَالَ وَا أُمّاه ثُمّ قَالَ لعِلَيِ‌ّ ع هَذَا قمَيِصيِ‌ فَكَفّنهَا فِيهِ وَ هَذَا ردِاَئيِ‌ فَكَفّنهَا فِيهِ فَإِذَا فَرَغتُم فآَذنِوُنيِ‌ فَلَمّا أُخرِجَت صَلّي عَلَيهَا النّبِيّص صَلَاةً لَم يُصَلّ قَبلَهَا وَ لَا بَعدَهَا عَلَي أَحَدٍ مِثلِهَا ثُمّ نَزَلَ عَلَي قَبرِهَا فَاضطَجَعَ فِيهِ ثُمّ قَالَ لَهَا يَا فَاطِمَةُ قَالَت لَبّيكَ يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ فَهَل وَجَدتِ مَا وَعَدَ رَبّكِ حَقّاً قَالَت نَعَم فَجَزَاكَ اللّهُ خَيراً وَ طَالَت مُنَاجَاتُهُ فِي القَبرِ فَلَمّا خَرَجَ قِيلَ يَا رَسُولَ اللّهِ لَقَد صَنَعتَ بِهَا شَيئاً فِي تَكفِينِكَ إِيّاهَا ثِيَابَكَ وَ دُخُولِكَ فِي قَبرِهَا وَ طُولِ مُنَاجَاتِكَ وَ طُولِ صَلَاتِكَ مَا رَأَينَاكَ صَنَعتَهُ بِأَحَدٍ قَبلَهَا قَالَ أَمّا تكَفيِنيِ‌ إِيّاهَا فإَنِيّ‌ لَمّا قُلتُ لَهَا يُعرَضُ النّاسُ يَومَ يُحشَرُونَ مِن قُبُورِهِم فَصَاحَت وَ قَالَت وَا سَوأَتَاه فَلَبِستُهَا ثيِاَبيِ‌ وَ سَأَلتُ اللّهَ فِي صلَاَتيِ‌ عَلَيهَا أَن لَا يَبلَي أَكفَانُهَا حَتّي تَدخُلَ الجَنّةَ فأَجَاَبنَيِ‌ إِلَي ذَلِكَ وَ أَمّا دخُوُليِ‌


صفحه : 7

فِي قَبرِهَا فإَنِيّ‌ قُلتُ لَهَا يَوماً إِنّ المَيّتَ إِذَا أُدخِلَ قَبرَهُ وَ انصَرَفَ النّاسُ عَنهُ دَخَلَ عَلَيهِ مَلَكَانِ مُنكَرٌ وَ نَكِيرٌ فَيَسأَلَانِهِ فَقَالَت وَا غَوثَاه بِاللّهِ فَمَا زِلتُ أَسأَلُ ربَيّ‌ فِي قَبرِهَا حَتّي فَتَحَ لَهَا بَاباً مِن قَبرِهَا إِلَي الجَنّةِ وَ جَعَلَهُ رَوضَةً مِن رِيَاضِ الجَنّةِ

7-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ عَن أَبِي حَمزَةَ الثمّاَليِ‌ّ قَالَ قُلتُ لعِلَيِ‌ّ بنِ الحُسَينِ ع أَسأَلُكَ عَن شَيءٍ أنَفيِ‌ عنَيّ‌ بِهِ مَا قَد خَامَرَ نفَسيِ‌ قَالَ ذَلِكَ لَكَ قُلتُ أَسأَلُكَ عَنِ الأَوّلِ وَ الثاّنيِ‌ فَقَالَ عَلَيهِمَا لَعَائِنُ اللّهِ كِلَاهُمَا مَضَيَا وَ اللّهِ كَافِرَينِ مُشرِكَينِ بِاللّهِ العَظِيمِ قُلتُ فَالأَئِمّةُ مِنكُم يُحيُونَ المَوتَي وَ يُبرِءُونَ الأَكمَهَ وَ الأَبرَصَ وَ يَمشُونَ عَلَي المَاءِ فَقَالَ ع مَا أَعطَي اللّهُ نَبِيّاً شَيئاً إِلّا وَ قَد أَعطَي مُحَمّداًص وَ أَعطَاهُ مَا لَم يُعطِهِم وَ لَم يَكُن عِندَهُم فَكُلّ مَا كَانَ عِندَ رَسُولِ اللّهِص فَقَد أَعطَاهُ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ثُمّ الحَسَنَ ثُمّ الحُسَينَ ع ثُمّ إِمَاماً بَعدَ إِمَامٍ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ مَعَ الزّيَادَةِ التّيِ‌ فِي كُلّ سَنَةٍ وَ فِي كُلّ شَهرٍ وَ فِي كُلّ يَومٍ إِنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ قَاعِداً فَذَكَرَ اللّحمَ فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الأَنصَارِ إِلَي امرَأَتِهِ وَ كَانَ لَهَا عَنَاقٌ فَقَالَ لَهَا هَل لَكِ فِي غَنِيمَةٍ قَالَت وَ مَا ذَلِكَ قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِ يشَتهَيِ‌ اللّحمَ فَنَذبَحُ لَهُ عَنزَنَا هَذَا قَالَت خُذهَا شَأنَكَ وَ إِيّاهَا وَ لَم يَملِكَا غَيرَهَا وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِ يَعرِفُهُمَا فَذَبَحَهَا وَ سَمَطَهَا وَ شَوَاهَا وَ حَمَلَهَا إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَوَضَعَهَا بَينَ يَدَيهِ فَجَمَعَ أَهلَ بَيتِهِ وَ مَن أَحَبّ مِن أَصحَابِهِ فَقَالَ كُلُوا وَ لَا تَكسِرُوا لَهَا عَظماً وَ أَكَلَ مَعَهُمُ الأنَصاَريِ‌ّ فَلَمّا شَبِعُوا وَ تَفَرّقُوا رَجَعَ الأنَصاَريِ‌ّ وَ إِذَا العَنَاقُ تَلعَبُ عَلَي بَابِهِ

وَ روُيِ‌َ أَنّهُص دَعَا غَزَالًا فَأَتَي فَأَمَرَ بِذَبحِهِ فَفَعَلُوا وَ شَوَوهُ وَ أَكَلُوا لَحمَهُ وَ لَم يَكسِرُوا لَهُ عَظماً ثُمّ أَمَرَ أَن يُوضَعَ جِلدُهُ وَ يُطرَحَ عِظَامُهُ وَسَطَ الجِلدِ فَقَامَ الغَزَالُ حَيّاً يَرعَي

بيان قال الجوهري‌ سَمَطتُ الجدي‌َ أَسمِطُهُ وأَسمُطُهُ سَمطاً إذانظفته من الشعر بالماء الحار لتشويه


صفحه : 8

8-عم ،[إعلام الوري ]يج ،[الخرائج والجرائح ] مِن مُعجِزَاتِ النّبِيّص أَنّ امرَأَةً أَتَت بصِبَيِ‌ّ لَهَا تَرجُو بَرَكَتَهُ بِأَن يَمَسّهُ وَ يَدعُوَ لَهُ وَ كَانَ بِرَأسِهِ عَاهَةٌ فَرَحِمَهَا وَ الرّحمَةُ صِفَتُهُ فَمَسَحَ بِيَدِهِ عَلَي رَأسِهِ فَاستَوَي شَعرُهُ وَ بَرَأَ دَاؤُهُ فَبَلَغَ ذَلِكَ أَهلَ اليَمَامَةِ فَأَتَوا مُسَيلَمَةَ بصِبَيِ‌ّ فَسَأَلُوهُ فَمَسَحَ رَأسَهُ فَصَلِعَ وَ بقَيِ‌َ نَسلُهُ إِلَي يَومِنَا هَذَا صُلعاً

9-عم ،[إعلام الوري ]يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّ رَجُلًا مِن أَصحَابِهِص أُصِيبَ بِإِحدَي عَينَيهِ فِي بَعضِ مَغَازِيهِ فَسَالَت حَتّي وَقَعَت عَلَي خَدّهِ فَأَتَاهُ مُستَغِيثاً بِهِ فَأَخَذَهَا فَرَدّهَا مَكَانَهَا فَكَانَت أَحسَنَ عَينَيهِ مَنظَراً وَ أَحَدّهُمَا بَصَراً

10-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّهُ أَتَاهُص رَجُلٌ مِن جُهَينَةَ يَتَقَطّعُ مِنَ الجُذَامِ فَشَكَا إِلَيهِ فَأَخَذَ قَدَحاً مِنَ المَاءِ فَتَفَلَ فِيهِ ثُمّ قَالَ امسَح بِهِ جَسَدَكَ فَفَعَلَ فَبَرَأَ حَتّي لَم يُوجَد مِنهُ شَيءٌ

11-يج ،[الخرائج والجرائح ] روُيِ‌َ أَنّ رَجُلًا جَاءَ إِلَي النّبِيّص فَقَالَ إنِيّ‌ قَدِمتُ مِن سَفَرٍ لِي فَبَينَا بُنَيّةٌ خُمَاسِيّةٌ تَدرُجُ حوَليِ‌ فِي صَبغِهَا وَ حُلِيّهَا أَخَذتُ بِيَدِهَا فَانطَلَقتُ بِهَا إِلَي واَديِ‌ كَذَا فَطَرَحتُهَا فِيهِ فَقَالَص انطَلِق معَيِ‌ وَ أرَنِيِ‌ الواَديِ‌َ فَانطَلَقَ مَعَ رَسُولِ اللّهِص إِلَي الواَديِ‌ فَقَالَ لِأَبِيهَا مَا اسمُهَا قَالَ فُلَانَةُ فَقَالَ يَا فُلَانَةُ احييَ‌ بِإِذنِ اللّهِ فَخَرَجَتِ الصّبِيّةُ تَقُولُ لَبّيكَ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ سَعدَيكَ فَقَالَ إِنّ أَبَوَيكِ قَد أَسلَمَا فَإِن أَحبَبتِ أَرُدّكِ عَلَيهِمَا قَالَت لَا حَاجَةَ لِي فِيهِمَا وَجَدتُ اللّهَ خَيراً لِي مِنهُمَا

قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] عن الحسين ع مثله


صفحه : 9

12-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّ سَلَمَةَ بنَ الأَكوَعِ أَصَابَهُ ضَربَةٌ يَومَ خَيبَرَ فَأَتَي النّبِيّص فَنَفَثَ فِيهِ ثَلَاثَ نَفَثَاتٍ فَمَا اشتَكَاهَا حَتّي المَمَاتِ وَ أَصَابَ عَينَ قَتَادَةَ بنِ النّعمَانِ ضَربَةٌ أَخرَجَتهَا فَرَدّهَا النّبِيّص إِلَي مَوضِعِهَا فَكَانَت أَحسَنَ عَينَيهِ

13-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّ شَابّاً مِنَ الأَنصَارِ كَانَ لَهُ أَمّ عَجُوزٌ عَميَاءُ وَ كَانَ مَرِيضاً فَعَادَهُ رَسُولُ اللّهِص فَمَاتَ فَقَالَتِ أللّهُمّ إِن كُنتَ تَعلَمُ أنَيّ‌ هَاجَرتُ إِلَيكَ وَ إِلَي نَبِيّكَ رَجَاءَ أَن تعُيِننَيِ‌ عَلَي كُلّ شِدّةٍ فَلَا تَحمِلَنّ عَلَيّ هَذِهِ المُصِيبَةَ قَالَ أَنَسٌ فَمَا بَرِحنَا إِلَي أَن كَشَفَ الثّوبَ عَن وَجهِهِ فَطَعِمَ وَ طَعِمنَا

14-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّ أُسَامَةَ بنَ زَيدٍ قَالَ خَرَجنَا مَعَ رَسُولِ اللّهِص فِي حَجّتِهِ التّيِ‌ حَجّهَا حَتّي إِذَا كُنّا بِبَطنِ الرّوحَاءِ نَظَرَ إِلَي امرَأَةٍ تَحمِلُ صَبِيّاً فَقَالَت يَا رَسُولَ اللّهِ هَذَا ابنيِ‌ مَا أَفَاقَ مِن خَنقٍ مُنذُ وَلَدتُهُ إِلَي يَومِهِ هَذَا فَأَخَذَهُ رَسُولُ اللّهِص وَ تَفَلَ فِي فِيهِ فَإِذَا الصبّيِ‌ّ قَد بَرَأَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص انطَلِق انظُر هَل تَرَي مِن حَشّ قُلتُ إِنّ الواَديِ‌َ مَا فِيهِ مَوضِعٌ يُغَطّي عَنِ النّاسِ قَالَ لِيَ انطَلِق إِلَي النّخَلَاتِ وَ قُل إِنّ رَسُولَ اللّهِ يَأمُرُكُنّ أَن تُدنِينَ لِمَخرَجِ رَسُولِ اللّهِص وَ قُل لِلحِجَارَةِ مِثلَ ذَلِكَ فَوَ ألّذِي بَعَثَهُ بِالحَقّ نَبِيّاً لَقَد قُلتُ لَهُنّ ذَلِكَ وَ قَد رَأَيتُ النّخَلَاتِ يَتَقَارَبنَ وَ الحِجَارَةَ يَتَفَرّقنَ فَلَمّا قَضَي حَاجَتَهُ رَأَيتُهُنّ يَعُدنَ إِلَي مَوضِعِهِنّ

15-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّ النّبِيّص لَمّا قَدِمَ المَدِينَةَ وَ هيِ‌َ أَوبَأُ أَرضِ اللّهِ فَقَالَ أللّهُمّ حَبّب إِلَينَا المَدِينَةَ كَمَا حَبّبتَ إِلَينَا مَكّةَ وَ صَحّحهَا لَنَا وَ بَارِك لَنَا فِي صَاعِهَا وَ مُدّهَا وَ انقُل حُمّاهَا إِلَي الجُحفَةِ

16-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّ أَبَا طَالِبٍ مَرِضَ فَدَخَلَ عَلَيهِ رَسُولُ اللّهِص فَقَالَ يَا ابنَ أخَيِ‌


صفحه : 10

ادعُ رَبّكَ أَن يعُاَفيِنَيِ‌ فَقَالَ النّبِيّص أللّهُمّ اشفِ عمَيّ‌ فَقَامَ كَأَنّمَا أُنشِطَ مِن عِقَالٍ

قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] عن سلمان مثله

17-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّ عَلِيّاً مَرِضَ وَ أَخَذَ يَقُولُ أللّهُمّ إِن كَانَ أجَلَيِ‌ قَد حَضَرَ فأَرَحِنيِ‌ وَ إِن كَانَ مُتَأَخّراً فاَرفعَنيِ‌ وَ إِن كَانَ لِلبَلَاءِ فصَبَرّنيِ‌ فَقَالَ النّبِيّص أللّهُمّ اشفِهِ أللّهُمّ عَافِهِ ثُمّ قَالَ قُم قَالَ عَلِيّ ع فَقُمتُ فَمَا عَادَ ذَلِكَ الوَجَعُ إلِيَ‌ّ بَعدُ

18-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّ عَبدَ اللّهِ بنَ بُرَيدَةَ قَالَ سَمِعتُ أَبِي يَقُولُ إِنّ النّبِيّص تَفَلَ فِي رِجلِ عَمرِو بنِ مُعَاذٍ حِينَ قُطِعَت رِجلُهُ فَبَرَأَ

19-يج ،[الخرائج والجرائح ]رَوَي ابنُ عَبّاسٍ أَنّ امرَأَةً جَاءَت إِلَي النّبِيّص بِابنٍ لَهَا فَقَالَتِ ابنيِ‌ هَذَا بِهِ جُنُونٌ يَأخُذُهُ عِندَ غَدَائِنَا وَ عَشَائِنَا فَيَحثُو عَلَينَا فَمَسَحَص صَدرَهُ وَ دَعَا فَتَعَثعَثَ فَخَرَجَ مِن جَوفِهِ مِثلُ خُرءِ الأَسَدِ فَبَرَأَ

بيان قال الفيروزآبادي‌ عثعث حرك وأقام وتمكن وركن

20-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّ مُعَاذَ بنَ عَفرَاءَ جَاءَ إِلَي رَسُولِ اللّهِص يَحمِلُ يَدَهُ وَ كَانَت قَد قَطَعَهَا أَبُو جَهلٍ فَبَصَقَص عَلَيهَا وَ أَلصَقَهَا فَلَصِقَت

21-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّ نبَيِ‌ّ اللّهِص رَأَي رَجُلًا يَكُفّ شَعرَهُ إِذَا سَجَدَ فَقَالَ أللّهُمّ قَبّح رَأسَهُ فَتَسَاقَطَ شَعرُهُ حَتّي مَا بقَيِ‌َ فِي رَأسِهِ شَيءٌ

22-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّهُ دَعَا لِأَنَسٍ لَمّا قَالَت أُمّهُ أُمّ سُلَيمٍ ادعُ لَهُ فَهُوَ خَادِمُكَ


صفحه : 11

قَالَ أللّهُمّ أَكثِر مَالَهُ وَ وُلدَهُ وَ بَارِك لَهُ فِيمَا أَعطَيتَهُ قَالَ أَنَسٌ أخَبرَنَيِ‌ بَعضُ ولُديِ‌ أَنّهُ دَفَنَ مِن وُلدِهِ أَكثَرَ مِن مِائَةٍ

23-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّ النّبِيّص أَبصَرَ رَجُلًا يَأكُلُ بِشِمَالِهِ فَقَالَ كُل بِيَمِينِكَ فَقَالَ لَا أَستَطِيعُ فَقَالَ لَا استَطَعتَ قَالَ فَمَا وَصَلَت إِلَي فِيهِ مِن بَعدُ كُلّمَا رَفَعَ اللّقمَةَ إِلَي فِيهِ ذَهَبَت فِي شِقّ آخَرَ

قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]سلمة بن الأكوع عن أبيه مثله

24-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]يج ،[الخرائج والجرائح ]رَوَي أَبُو نَهِيكٍ الأزَديِ‌ّ عَن عَمرِو بنِ أَخطَبَ قَالَ استَسقَي النّبِيّص فَأَتَيتُهُ بِإِنَاءٍ فِيهِ مَاءٌ وَ فِيهِ شَعرَةٌ فَرَفَعتُهَا فَقَالَ أللّهُمّ جَمّلهُ جَمّلهُ قَالَ فَرَأَيتُهُ بَعدَ ثَلَاثٍ وَ تِسعِينَ سَنَةً مَا فِي رَأسِهِ وَ لِحيَتِهِ شَعرَةٌ بَيضَاءُ

25-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّ النّابِغَةَ الجعَديِ‌ّ أَنشَدَ رَسُولَ اللّهِص قَولَهُ


بَلَغنَا السّمَاءَ عِزّةً وَ تَكَرّماً   وَ إِنّا لَنَرجُو فَوقَ ذَلِكَ مَظهَراً

فَقَالَ إِلَي أَينَ يَا ابنَ أَبِي لَيلَي قَالَ إِلَي الجَنّةِ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ أَحسَنتَ لَا يَفضُضِ اللّهُ فَاكَ قَالَ الراّويِ‌ فَرَأَيتُهُ شَيخاً لَهُ مِائَةٌ وَ ثَلَاثُونَ سَنَةً وَ أَسنَانُهُ مِثلُ وَرَقِ الأُقحُوَانِ نَقَاءً وَ بَيَاضاً قَد تَهَدّمَ جِسمُهُ إِلّا فَاهُ

بيان الأقحوان بالضم البابونج

26-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّ النّبِيّص خَرَجَ فَعَرَضَت لَهُ امرَأَةٌ فَقَالَت يَا رَسُولَ اللّهِ إنِيّ‌ امرَأَةٌ مُسلِمَةٌ وَ معَيِ‌ زَوجٌ فِي البَيتِ مِثلُ المَرأَةِ قَالَ فاَدعيِ‌ زَوجَكِ فَدَعَتهُ فَقَالَ لَهَا أَ تُبغِضِينَهُ قَالَت نَعَم فَدَعَا النّبِيّص لَهُمَا وَ وَضَعَ جَبهَتَهَا عَلَي جَبهَتِهِ وَ قَالَ أللّهُمّ أَلّف بَينَهُمَا وَ حَبّب أَحَدَهُمَا إِلَي صَاحِبِهِ ثُمّ كَانَتِ المَرأَةُ تَقُولُ بَعدَ ذَلِكَ مَا طَارِفٌ وَ لَا تَالِدٌ وَ لَا وَالِدٌ أَحَبّ إلِيَ‌ّ مِنهُ فَقَالَ النّبِيّص اشهَد أنَيّ‌ رَسُولُ اللّهِ


صفحه : 12

بيان الطارف من المال المستحدث و هوخلاف التالد

27-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّ عَمرَو بنَ الحَمِقِ الخزُاَعيِ‌ّ سَقَي رَسُولَ اللّهِص فَقَالَ أللّهُمّ أَمتِعهُ بِشَبَابِهِ فَمَرّت لَهُ ثَمَانُونَ سَنَةً لَم يُرَ لَهُ شَعرَةٌ بَيضَاءُ

28-يج ،[الخرائج والجرائح ] وَ روُيِ‌َ عَن عَطَاءٍ قَالَ كَانَ فِي وَسَطِ رَأسِ موَلاَي‌َ السّائِبِ بنِ يَزِيدَ شَعرٌ أَسوَدُ وَ بَقِيّةُ رَأسِهِ وَ لِحيَتُهُ بَيضَاءُ فَقُلتُ مَا رَأَيتُ مِثلَ ذَلِكَ رَأسُكَ هَذَا أَسوَدُ وَ هَذَا أَبيَضُ قَالَ أَ فَلَا أُخبِرُكَ قُلتُ بَلَي قَالَ إنِيّ‌ كُنتُ أَلعَبُ مَعَ الصّبيَانِ فَمَرّ بيِ‌ نبَيِ‌ّ اللّهِص فَعَرَضتُ لَهُ وَ سَلّمتُ عَلَيهِ فَقَالَ وَ عَلَيكَ مَن أَنتَ قَالَ أَنَا السّائِبُ أَخُو النّمِرِ بنِ قَاسِطٍ فَمَسَحَ رَسُولُ اللّهِ رأَسيِ‌ وَ قَالَ بَارَكَ اللّهُ فِيكَ فَلَا وَ اللّهِ لَا تَبيَضّ أَبَداً

29-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّ عَلِيّاً ع قَالَ بعَثَنَيِ‌ رَسُولُ اللّهِص إِلَي اليَمَنِ فَقُلتُ بعَثَتنَيِ‌ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ أَنَا حَدَثُ السّنّ لَا أَعلَمُ بِالقَضَاءِ قَالَ انطَلِق فَإِنّ اللّهَ سيَهَديِ‌ قَلبَكَ وَ يُثبِتُ لِسَانَكَ قَالَ عَلِيّ ع فَمَا شَكَكتُ فِي قَضَاءٍ بَينَ رَجُلَينِ

30-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]يج ،[الخرائج والجرائح ]رَوَي مَرّةُ بنُ جَعبَلٍ الأشَجعَيِ‌ّ قَالَ غَزَوتُ مَعَ رَسُولِ اللّهِص فِي بَعضِ غَزَوَاتِهِ فَقَالَ سِر يَا صَاحِبَ الفَرَسِ فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ عَجفَاءُ ضَعِيفَةٌ فَرَفَعَ مِخفَقَةً عِندَهُ فَضَرَبَهَا ضَرباً خَفِيفاً فَقَالَ أللّهُمّ بَارِك لَهُ فِيهَا فَقَالَ رأَيَتنُيِ‌ مَا أُمسِكُ رَأسَهَا أَن تَقَدّمَ النّاسَ وَ لَقَد بِعتُ مِن بَطنِهَا باِثنيَ‌ عَشَرَ أَلفاً

بيان في القاموس المخفقة كمكنسة الدرّة أوسوط من خشب

31-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّ جُرهُداً أَتَي رَسُولَ اللّهِص وَ بَينَ يَدَيهِ طَبَقٌ فَأَدلَي


صفحه : 13

جُرهُدٌ بِيَدِهِ الشّمَالِ لِيَأكُلَ وَ كَانَت يَدُهُ اليُمنَي مُصَابَةً فَقَالَ كُل بِاليَمِينِ فَقَالَ إِنّهَا مُصَابَةٌ فَنَفَثَ رَسُولُ اللّهِص عَلَيهَا فَمَا اشتَكَاهَا بَعدُ

32-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ عَن عُثمَانَ بنِ جُنَيدٍ أَنّهُ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ ضَرِيرٌ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَشَكَا إِلَيهِ ذَهَابَ بَصَرِهِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص ائتِ المِيضَاةَ فَتَوَضّأ ثُمّ صَلّ رَكعَتَينِ ثُمّ قُلِ أللّهُمّ إنِيّ‌ أَسأَلُكَ وَ أَتَوَجّهُ إِلَيكَ بِمُحَمّدٍ نبَيِ‌ّ الرّحمَةِ يَا مُحَمّدُ إنِيّ‌ أَتَوَجّهُ بِكَ إِلَي رَبّكَ لِيَجلُوَ عَن بصَرَيِ‌ أللّهُمّ شَفّعهُ فِيّ وَ شفَعّنيِ‌ فِي نفَسيِ‌ قَالَ ابنُ جُنَيدٍ فَلَم يُطِل بِنَا الحَدِيثَ حَتّي دَخَلَ الرّجُلُ كَأَن لَم يَكُن بِهِ ضَرَرٌ قَطّ

33-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّ أَبيَضَ بنَ جَمّالٍ قَالَ كَانَ بوِجَهيِ‌ حَزَازٌ يعَنيِ‌ القُوبَاءَ قَدِ التُمِعَت فَدَعَا النّبِيّص فَمَسَحَ وَجهَهُ فَذَهَبَ فِي الحَالِ وَ لَم يَبقَ لَهُ أَثَرٌ عَلَي وَجهِهِ

34-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّ الفَضلَ بنَ العَبّاسِ قَالَ إِنّ رَجُلًا قَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ إنِيّ‌ بَخِيلٌ جَبَانٌ نَئُومٌ فَادعُ لِي فَدَعَا اللّهَ أَن يُذهِبَ جُبنَهُ وَ أَن يسُخَيّ‌َ نَفسَهُ وَ أَن يُذهِبَ كَثرَةَ نَومِهِ فَلَم يُرَ أَسخَي نَفساً وَ لَا أَشَدّ بَأساً وَ لَا أَقَلّ نَوماً مِنهُ

35-يج ،[الخرائج والجرائح ] عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ أللّهُمّ أَذَقتَ أَوّلَ قُرَيشٍ نَكَالًا فَأَذِق آخِرَهُم نَوَالًا فَوُجِدَ كَذَلِكَ

36-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّ عَلِيّاً ع كَانَ رَمِدَ العَينِ يَومَ خَيبَرَ فَتَفَلَ رَسُولُ اللّهِص فِي عَينَيهِ وَ دَعَا لَهُ وَ قَالَ أللّهُمّ أَذهِب عَنهُ الحَرّ وَ البَردَ فَمَا وَجَدَ حَرّاً وَ لَا بَرداً وَ كَانَ يَخرُجُ فِي الشّتَاءِ فِي قَمِيصٍ وَاحِدٍ

37-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّ أَبَا هُرَيرَةَ قَالَ لِرَسُولِ اللّهِص إنِيّ‌ أَسمَعُ مِنكَ الحَدِيثَ الكَثِيرَ أَنسَاهُ قَالَ ابسُط رِدَاكَ قَالَ فَبَسَطتُهُ فَوَضَعَ يَدَهُ فِيهِ ثُمّ قَالَ ضُمّهُ فَضَمَمتُهُ فَمَا نَسِيتُ كَثِيراً بَعدَهُ


صفحه : 14

38-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّ أَعرَابِيّاً قَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ هَلَكَ المَالُ وَ جَاعَ العِيَالُ فَادعُ اللّهَ لَنَا فَرَفَعَ يَدَهُ وَ مَا وَضَعَهَا حَتّي ثَارَ السّحَابُ أَمثَالَ الجِبَالِ ثُمّ لَم يَنزِل عَن مِنبَرِهِ حَتّي رَأَينَا المَطَرَ يَتَحَادَرُ عَلَي لِحيَتِهِ فَمُطِرنَا إِلَي الجُمُعَةِ ثُمّ قَامَ أعَراَبيِ‌ّ فَقَالَ تَهَدّمَ البِنَاءُ فَادعُ فَقَالَ حَوَالَينَا وَ لَا عَلَينَا فَمَا كَانَ يُشِيرُ بِيَدِهِ إِلَي نَاحِيَةٍ مِنَ السّحَابِ إِلّا تَفَرّجَت حَتّي صَارَتِ المَدِينَةُ مِثلَ الجَوبَةِ وَ سَالَ الواَديِ‌ شَهراً فَضَحِكَ رَسُولُ اللّهِص فَقَالَ لِلّهِ دَرّ أَبِي طَالِبٍ لَو كَانَ حَيّاً قَرّت عَينَاهُ

بيان قال الجزري‌ في حديث الاستسقاء حتي صارت المدينة مثل الجوبة هي‌ الحفرة المستديرة الواسعة و كل منفتق بلا بناء جوبة أي حتي صار الغيم والسحاب محيطا بآفاق المدينة

39-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّ النّبِيّص لَمّا نَادَي بِالمُشرِكِينَ وَ استَعَانُوا عَلَيهِ دَعَا اللّهَ أَن يُجدِبَ بِلَادَهُم فَقَالَ أللّهُمّ سِنِينَ كسَنِيِ‌ يُوسُفَ أللّهُمّ اشدُد وَطأَتَكَ عَلَي مُضَرَ فَأَمسَكَ المَطَرَ عَنهُم حَتّي مَاتَ الشّجَرُ وَ ذَهَبَ الثّمَرُ وَ فنَيِ‌َ الموَاَشيِ‌ وَ عِندَ ذَلِكَ وَفَدَ حَاجِبُ بنُ زُرَارَةَ عَلَي كِسرَي فَشَكَا إِلَيهِ يَستَأذِنُهُ فِي رعَي‌ِ السّوَادِ فَأَرهَنَهُ قَوسَهُ فَلَمّا أَصَابَ مُضَرَ البَأسُ الشّدِيدُ عَادَ النّبِيّص بِفَضلِهِ عَلَيهِم فَدَعَا اللّهَ بِالمَطَرِ لَهُم

قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] ابن عباس ومجاهد مثله


صفحه : 15

40-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّهُ كَانَ جَالِساً إِذ أَطلَقَ حَبوَتَهُ فَتَنَحّي قَلِيلًا ثُمّ مَدّ يَدَهُ كَأَنّهُ يُصَافِحُ مُسلِماً ثُمّ أَتَانَا فَقَعَدَ فَقُلنَا كُنّا نَسمَعُ رَجعَ الكَلَامِ وَ لَا نُبصِرُ أَحَداً فَقَالَ ذَلِكَ إِسمَاعِيلُ مَلَكُ المَطَرِ استَأذَنَ رَبّهُ أَن يلَقاَنيِ‌ فَسَلّمَ عَلَيّ فَقُلتُ لَهُ اسقِنَا قَالَ مِيعَادُكُم كَذَا فِي شَهرِ كَذَا فَلَمّا جَاءَ مِيعَادُهُ صَلّينَا الصّبحَ فَقُلنَا لَا نَرَي شَيئاً وَ صَلّينَا الظّهرَ فَلَم نَرَ شَيئاً حَتّي إِذَا صَلّينَا العَصرَ نَشَأَت سَحَابَةٌ فَمُطِرنَا فَضَحِكنَا فَقَالَ ع مَا لَكُم قُلنَا ألّذِي قَالَ المَلَكُ قَالَ أَجَل مِثلَ هَذَا فَاحفَظُوا

41-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّ رَسُولَ اللّهِص بَعَثَ إِلَي يهَوُديِ‌ّ فِي قَرضٍ يَسأَلُهُ فَفَعَلَ ثُمّ جَاءَ اليهَوُديِ‌ّ إِلَيهِ فَقَالَ جَاءَتكَ حَاجَتُكَ قَالَ نَعَم قَالَ فَابعَث فِيمَا أَرَدتَ وَ لَا تَمتَنِع مِن شَيءٍ تُرِيدُهُ فَقَالَ لَهُ النّبِيّص أَدَامَ اللّهُ جَمَالَكَ فَعَاشَ اليهَوُديِ‌ّ ثَمَانِينَ سَنَةً مَا رئُيِ‌َ فِي رَأسِهِ شَعرَةٌ بَيضَاءُ

42-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّهُ فِي وَقعَةِ تَبُوكَ أَصَابَ النّاسَ عَطَشٌ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ لَو دَعَوتَ اللّهَ لَسَقَانَا فَقَالَص لَو دَعَوتُ اللّهَ لَسُقِيتُ قَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ ادعُ لَنَا لِيَسقِيَنَا فَدَعَا فَسَالَتِ الأَودِيَةُ فَإِذَا قَومٌ عَلَي شَفِيرِ الواَديِ‌ يَقُولُونَ مُطِرنَا بِنَوءِ الذّرَاعِ وَ بِنَوءِ كَذَا فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ أَ لَا تَرَونَ فَقَالَ خَالِدٌ أَ لَا أَضرِبُ أَعنَاقَهُم فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا يَقُولُونَ هَكَذَا وَ هُم يَعلَمُونَ أَنّ اللّهَ أَنزَلَهُ


صفحه : 16

43-يج ،[الخرائج والجرائح ] عَن أَنَسٍ قَالَ قَالَ النّبِيّص يَدخُلُ عَلَيكُم مِن هَذَا البَابِ خَيرُ الأَوصِيَاءِ وَ أَدنَي النّاسِ مَنزِلَةً مِنَ الأَنبِيَاءِ فَدَخَلَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لعِلَيِ‌ّ ع أللّهُمّ أَذهِب عَنهُ الحَرّ وَ البَردَ فَلَم يَجِدهُمَا حَتّي مَاتَ فَإِنّهُ كَانَ يَخرُجُ فِي قَمِيصٍ فِي الشّتوَةِ

44-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّهُ كَانَ لِبَعضِ الأَنصَارِ عَنَاقٌ فَذَبَحَهَا وَ قَالَ لِأَهلِهِ اطبُخُوا بَعضاً وَ اشوَوا بَعضاً فَلَعَلّ رَسُولَنَا يُشَرّفُنَا وَ يَحضُرُ بَيتَنَا اللّيلَةَ وَ يُفطِرُ عِندَنَا وَ خَرَجَ إِلَي المَسجِدِ وَ كَانَ لَهُ ابنَانِ صَغِيرَانِ وَ كَانَا يَرَيَانِ أَبَاهُمَا يَذبَحُ العَنَاقَ فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِلآخَرِ تَعَالَ حَتّي أَذبَحَكَ فَأَخَذَ السّكّينَ وَ ذَبَحَهُ فَلَمّا رَأَتهُمَا الوَالِدَةُ صَاحَت فَعَدَي الذّابِحُ فَهَرَبَ فَوَقَعَ مِنَ الغُرفَةِ فَمَاتَ فَسَتَرَتهُمَا وَ طَبَخَت وَ هَيّأَتِ الطّعَامَ فَلَمّا دَخَلَ النّبِيّص دَارَ الأنَصاَريِ‌ّ نَزَلَ جَبرَئِيلُ ع وَ قَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ استَحضِر وَلَدَيهِ فَخَرَجَ أَبُوهُمَا يَطلُبُهُمَا فَقَالَت وَالِدَتُهُمَا لَيسَا حَاضِرَينِ فَرَجَعَ إِلَي النّبِيّص وَ أَخبَرَهُ بِغَيبَتِهِمَا فَقَالَ لَا بُدّ مِن إِحضَارِهِمَا فَخَرَجَ إِلَي أُمّهِمَا فَأَطلَعَتهُ عَلَي حَالِهِمَا فَأَخَذَهُمَا إِلَي مَجلِسِ النّبِيّص فَدَعَا اللّهَ فَأَحيَاهُمَا وَ عَاشَا سِنِينَ

45-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]الواَقدِيِ‌ّكَتَبَ النّبِيّص إِلَي بنَيِ‌ حَارِثَةَ بنِ عَمرٍو يَدعُوهُم إِلَي الإِسلَامِ فَأَخَذُوا كِتَابَ النّبِيّص فَغَسَلُوهُ وَ رَقّعُوا بِهِ أَسفَلَ دَلوِهِم فَقَالَ النّبِيّص مَا لَهُم أَذهَبَ اللّهُ عُقُولَهُم فَقَالَ فَهُم أَهلُ رِعدَةٍ وَ عَجَلَةٍ وَ كَلَامٍ مُختَبِطٍ وَ سَفَهٍ وَ خَافَ النّبِيّص مِن قُرَيشٍ فَدَخَلَ بَينَ الأَرَاكِ فَنَفَرَتِ الإِبِلُ فَجَاءَ أَبُو ثَروَانَ إِلَيهِ وَ قَالَ مَن أَنتَ قَالَ رَجُلٌ أَستَأنِسُ إِلَي إِبِلِكَ قَالَ أَرَاكَ صَاحِبَ قُرَيشٍ قَالَ أَنَا مُحَمّدٌ قَالَ قُم وَ اللّهِ لَا تَصلُحُ إِبِلٌ أَنتَ فِيهَا فَقَالَ النّبِيّص أللّهُمّ أَطِل شِقَاهُ وَ بَقَاهُ قَالَ عَبدُ المَلِكِ إنِيّ‌ رَأَيتُهُ شَيخاً كَبِيراً يَتَمَنّي المَوتَ فَلَا يَمُوتُ فَكَانَ يَقُولُ لَهُ القَومُ هَذَا بِدَعوَةِ النّبِيّص وَ لَمّا كَلّمَ النّبِيّص فِي سبَي‌ِ هَوَازِنَ رَدّوا عَلَيهِم سَبيَهُم إِلّا رَجُلَينِ فَقَالَ النّبِيّص خَيّرُوهُمَا أَمّا أَحَدُهُمَا قَالَ إنِيّ‌ أَترُكُهُ وَ أَمّا الآخَرُ فَقَالَ لَا أَترُكُهُ فَلَمّا أَدبَرَ


صفحه : 17

الرّجُلُ قَالَ النّبِيّص أللّهُمّ أَخِسّ سَهمَهُ فَكَانَ يَمُرّ بِالجَارِيَةِ البِكرِ وَ الغُلَامِ فَيَدَعُهُ حَتّي مَرّ بِعَجُوزٍ فَقَالَ إنِيّ‌ آخُذُ هَذِهِ فَإِنّهَا أُمّ حيَ‌ّ فَيُفَادُونَهَا منِيّ‌ بِمَا قَدَرُوا عَلَيهِ فَقَالَ عَطِيّةُ السعّديِ‌ّ عَجُوزٌ يَا رَسُولَ اللّهِ سَيّبَةٌ بَترَاءُ مَا لَهَا أَحَدٌ فَلَمّا رَأَي أَنّهُ لَا يَعرِضُهَا أَحَدٌ تَرَكَهَا

وَ فِي حَدِيثِ جَابِرٍ أَنّ امرَأَةً مِنَ المُسلِمِينَ قَالَت أُرِيدُ مَا تُرِيدُ المُسلِمَةُ فَقَالَ النّبِيّص عَلَيّ بِزَوجِهَا فجَيِ‌ءَ بِهِ فَقَالَ لَهُ فِي ذَلِكَ ثُمّ قَالَ لَهَا أَ تُبغِضِينَهُ قَالَت نَعَم وَ ألّذِي أَكرَمَكَ بِالحَقّ فَقَالَ أَدنِيَا رَءُوسَكُمَا فَأَدنَيَا فَوَضَعَ جَبهَتَهَا عَلَي وَجهِهِ ثُمّ قَالَ أللّهُمّ أَلّف بَينَهُمَا وَ حَبّب أَحَدَهُمَا إِلَي صَاحِبِهِ ثُمّ رَآهَا النّبِيّص تَحمِلُ الأَدَمَ عَلَي رَقَبَتِهَا وَ عَرَفَتهُ فَرَمَتِ الأَدَمَ ثُمّ قَبّلَت رِجلَيهِ فَقَالَص كَيفَ أَنتِ وَ زَوجُكِ فَقَالَت وَ ألّذِي أَكرَمَكَ بِالحَقّ مَا فِي الزّمَانِ أَحَدٌ أَحَبّ إلِيَ‌ّ مِنهُ وَ كَانَ عِندَ خَدِيجَةَ امرَأَةٌ عَميَاءُ فَقَالَص لِتَكُونَنّ عَينَاكِ صَحِيحَتَينِ فَصَحّتَا فَقَالَت خَدِيجَةُ هَذَا دُعَاءٌ مُبَارَكٌ فَقَالَوَ ما أَرسَلناكَ إِلّا رَحمَةً وَ دَعَاص لِقَيصَرَ فَقَالَ ثَبّتَ اللّهُ مُلكَهُ كَمَا كَانَ وَ دَعَا عَلَي كِسرَي مَزّقَ اللّهُ مُلكَهُ فَكَانَ كَمَا قَالَ

جَعفَرُ بنُ نُسطُورَ الروّميِ‌ّ كُنتُ مَعَ النّبِيّص فِي غَزوَةِ تَبُوكَ فَسَقَطَ مِن يَدِهِ السّوطُ فَنَزَلتُ عَن جوَاَديِ‌ فَرَفَعتُهُ وَ دَفَعتُهُ إِلَيهِ فَنَظَرَ إلِيَ‌ّ وَ قَالَ يَا جَعفَرُ مَدّ اللّهُ فِي عُمُرِكَ مَدّاً فَعَاشَ ثَلَاثَمِائَةٍ وَ عِشرِينَ سَنَةً وَ قَولُهُ لِلنّابِغَةِ وَ قَد مَدَحَهُ لَا يَفضُضِ اللّهُ فَاكَ فَعَاشَ مِائَةً وَ ثَلَاثِينَ سَنَةً كُلّمَا سَقَطَت لَهُ سِنّ نَبَتَت لَهُ أُخرَي أَحسَنُ مِنهَا ذَكَرَهُ المُرتَضَي فِي الغُرَرِ

وَ عَن مَيمُونَةَ أَنّ عَمرَو بنَ الحَمِقِ سَقَي النّبِيّص لَبَناً فَقَالَ أللّهُمّ أَمتِعهُ بِشَبَابِهِ فَمَرّت عَلَيهِ ثَمَانُونَ سَنَةً لَم يَرَ شَعرَةً بَيضَاءَ وَ مَرّ النّبِيّ بِعَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرٍ وَ هُوَ يَصنَعُ شَيئاً مِن طِينٍ مِن لُعَبِ الصّبيَانِ فَقَالَ


صفحه : 18

مَا تَصنَعُ بِهَذَا قَالَ أَبِيعُهُ قَالَ مَا تَصنَعُ بِثَمَنِهِ قَالَ أشَترَيِ‌ رُطَباً فَآكُلُهُ فَقَالَ لَهُ النّبِيّص أللّهُمّ بَارِك لَهُ فِي صَفقَةِ يَمِينِهِ فَكَانَ يُقَالُ مَا اشتَرَي شَيئاً قَطّ إِلّا رَبِحَ فِيهِ فَصَارَ أَمرُهُ إِلَي أَن يُمَثّلَ بِهِ فَقَالُوا عَبدُ اللّهِ بنُ جَعفَرٍ الجَوَادُ وَ كَانَ أَهلُ المَدِينَةِ يَتَدَايَنُونَ بَعضُهُم مِن بَعضٍ إِلَي أَن يأَتيِ‌َ عَطَاءُ عَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرٍ

أَبُو هُرَيرَةَ أَتَيتُ النّبِيّص بِتُمَيرَاتٍ فَقُلتُ ادعُ لِي بِالبَرَكَةِ فِيهِنّ فَدَعَا ثُمّ قَالَ اجعَلهُنّ فِي المِزوَدِ قَالَ فَلَقَد حَمَلتُ مِنهَا كَذَا وَ كَذَا وَسقاً وَ قَولُهُص فِي ابنِ عَبّاسٍ أللّهُمّ فَقّههُ فِي الدّينِ الخَبَرَ فَخَرَجَ بَحراً فِي العِلمِ وَ حِبراً لِلأُمّةِ

فِي نُزهَةِ الأَبصَارِ أَنّ النّبِيّص قَالَ لِسَعدٍ أللّهُمّ سَدّد رَميَتَهُ وَ أَجِب دَعوَتَهُ وَ ذَلِكَ أَنّهُ كَانَ يرَميِ‌ فَيُقَالُ إِنّهُ تَخَلّفَ يَومَ القَادِسِيّةِ عَنِ الوَقعَةِ لِفَترَةٍ عَرَضَت لَهُ فَقَالَ فِيهِ شَاعِرٌ


أَ لَم تَرَ أَنّ اللّهَ أَظهَرَ دِينَهُ   وَ سَعدٌ بِبَابِ القَادِسِيّةِ مُعصَمٌ

رَجَعنَا وَ قَد آمَت نِسَاءٌ كَثِيرَةٌ   وَ نِسوَةُ سَعدٍ لَيسَ فِيهِنّ أَيّمٌ

فَبَلَغَ ذَلِكَ سَعداً فَقَالَ أللّهُمّ أَخرِس لِسَانَهُ فَشَهِدَ حَرباً فَأَصَابَتهُ رَميَةٌ فَخَرِسَ مِن ذَلِكَ لِسَانُهُ وَ رَأَي سَعدٌ رَجُلًا بِالمَدِينَةِ رَاكِباً عَلَي بَعِيرٍ يَشتِمُ عَلِيّاً ع فَقَالَ أللّهُمّ إِن كَانَ هَذَا الشّيخُ وَلِيّاً مِن أَولِيَائِكَ فَأَرِنَا قُدرَتَكَ فِيهِ فَنَفَرَ بِهِ بَعِيرُهُ فَأَلقَاهُ فَاندَقّت رَقَبَتُهُ وَ سَمِعَ النّبِيّص فِي مَسِيرِهِ إِلَي خَيبَرَ سَوقَ عَامِرِ بنِ الأَكوَعِ بِقَولِهِ


صفحه : 19


لَاهُمّ لَو لَا أَنتَ مَا اهتَدَينَا   وَ لَا تَصَدّقنَا وَ لَا صَلّينَا

فَقَالَص بِرَحمَةِ اللّهِ قَالَ رَجُلٌ وَجَبتَ يَا رَسُولَ اللّهِ لَو لَا أَمتَعتَنَا بِهِ وَ ذَلِكَ أَنّ النّبِيّص مَا استَغفَرَ قَطّ لِرَجُلٍ يَخُصّهُ إِلّا استُشهِدَ وَ كَانَ النّاسُ يَحفِرُونَ الخَندَقَ وَ يُنشِدُونَ سِوَي سَلمَانَ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ فَقَالَ النّبِيّص أللّهُمّ أَطلِق لِسَانَ سَلمَانَ وَ لَو عَلَي بَيتَينِ مِنَ الشّعرِ فَأَنشَأَ سَلمَانُ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ


مَا لِي لِسَانٌ فَأَقُولَ شِعراً   أَسأَلُ ربَيّ‌ قُوّةً وَ نَصراً

عَلَي عدَوُيّ‌ وَ عَدُوّ الطّهرَا   مُحَمّدِ المُختَارِ حَازَ الفَخرَا

حَتّي أَنَالَ فِي الجِنَانِ قَصراً   مَعَ كُلّ حَورَاءَ تحُاَكيِ‌ البَدرَا

فَضَجّ المُسلِمُونَ وَ جَعَلَ كُلّ قَبِيلَةٍ يَقُولُ سَلمَانُ مِنّا فَقَالَ النّبِيّص سَلمَانُ مِنّا أَهلَ البَيتِ

بيان قوله سيّبة لعل المراد بهاالسائبة التي‌ لاوارث لها والبتراء التي‌ لاولد لها قولها ماتريد المسلمة أي الجماع

46-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] عَنِ الصّادِقِ ع فِي خَبَرٍ أَنّهُ ذُكِرَ قُوّةُ اللّحمِ عِندَ رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ مَا ذُقتُهُ مُنذُ كَذَا فَتَقَرّبَ إِلَيهِ فَقِيرٌ بجِدَي‌ٍ كَانَ لَهُ فَشَوَاهُ وَ أَنفَذَهُ إِلَيهِ فَقَالَ النّبِيّص كُلُوهُ وَ لَا تَكسِرُوا عِظَامَهُ فَلَمّا فَرَغُوا أَشَارَ إِلَيهِ وَ قَالَ انهَض بِإِذنِ اللّهِ فَأَحيَاهُ فَكَانَ يَمُرّ عِندَ صَاحِبِهِ كَمَا يُسَاقُ وَ أَتَي أَبُو أَيّوبَ بِشَاةٍ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فِي عُرسِ فَاطِمَةَ ع فَنَهَاهُ جَبرَئِيلُ عَن ذَبحِهِ فَشَقّ ذَلِكَ عَلَيهِ فَأَمَرَص يَزِيدَ بنَ جُبَيرٍ الأنَصاَريِ‌ّ فَذَبَحَهُ بَعدَ


صفحه : 20

يَومَينِ فَلَمّا طُبِخَ أَمَرَ أَلّا يَأكُلُوا إِلّا بِسمِ اللّهِ وَ أَن لَا يَكسِرُوا عِظَامَهُ ثُمّ قَالَ إِنّ أَبَا أَيّوبَ رَجُلٌ فَقِيرٌ إلِهَيِ‌ أَنتَ خَلَقتَهَا وَ أَنتَ أَفنَيتَهَا وَ إِنّكَ قَادِرٌ عَلَي إِعَادَتِهَا فَأَحيِهَا يَا حيَ‌ّ لَا إِلَهَ إِلّا أَنتَ فَأَحيَاهُ اللّهُ وَ جَعَلَ فِيهَا بَرَكَةً لأِبَيِ‌ أَيّوبَ وَ شِفَاءَ المَرضَي فِي لَبَنِهَا فَسَمّاهَا أَهلُ المَدِينَةِ المَبعُوثَةَ وَ فِيهَا قَالَ عَبدُ الرّحمَنِ بنُ عَوفٍ أَبيَاتاً مِنهَا


أَ لَم يُبصِرُوا شَاةَ ابنِ زَيدٍ وَ حَالَهَا   وَ فِي أَمرِهَا لِلطّالِبِينَ مَزِيدٌ

وَ قَد ذُبِحَت ثُمّ استَجَرّ إِهَابُهَا   وَ فَصّلَهَا فِيمَا هُنَاكَ يَزِيدُ

وَ أَنضَجَ مِنهَا اللّحمَ وَ العَظمَ وَ الكُلَي   فَهَلهَلَهُ بِالنّارِ وَ هُوَ هَرِيدٌ

فَأَحيَا لَهُ ذُو العَرشِ وَ اللّهُ قَادِرٌ   فَعَادَت بِحَالِ مَا يَشَاءُ يَعُودُ

وَ فِي خَبَرٍ عَن سَلمَانَ أَنّهُ لَمّا نَزَلَص دَارَ أَبِي أَيّوبَ لَم يَكُن لَهُ سِوَي جدَي‌ٍ وَ صَاعٍ مِن شَعِيرٍ فَذَبَحَ لَهُ الجدَي‌َ وَ شَوَاهُ وَ طَحَنَ الشّعِيرَ وَ عَجَنَهُ وَ خَبَزَهُ وَ قَدّمَ بَينَ يدَيَ‌ِ النّبِيّص فَأَمَرَ بِأَن ينُاَديِ‌َ أَلَا مَن أَرَادَ الزّادَ فَليَأتِ إِلَي دَارِ أَبِي أَيّوبَ فَجَعَلَ أَبُو أَيّوبَ ينُاَديِ‌ وَ النّاسُ يُهرَعُونَ كَالسّيلِ حَتّي امتَلَأَتِ الدّارُ فَأَكَلَ النّاسُ بِأَجمَعِهِم وَ الطّعَامُ لَم يَتَغَيّر فَقَالَ النّبِيّص اجمَعُوا العِظَامَ فَجَمَعُوهَا فَوَضَعَهَا فِي إِهَابِهَا ثُمّ قَالَ قوُميِ‌ بِإِذنِ اللّهِ تَعَالَي فَقَامَ الجدَي‌ُ فَضَجّ النّاسُ بِالشّهَادَتَينِ

بيان قوله فهلهله أي طبخه حتي رق من قولهم هلهل النساج الثوب إذاأرق نسجه وخففه و في بعض النسخ فخلخله يقال خلخل العظم إذاأخذ ما عليه من اللحم ويقال هرد اللحم أي أنعم إنضاجه أوطبخه حتي تهرأ

47-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ الحَكَمِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَمّا استَسقَي رَسُولُ اللّهِص وَ سقُيِ‌َ النّاسُ حَتّي قَالُوا إِنّهُ الغَرَقُ وَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص بِيَدِهِ وَ رَدّهَا أللّهُمّ حَوَالَينَا وَ لَا عَلَينَا قَالَ فَتَفَرّقَ السّحَابُ فَقَالُوا


صفحه : 21

يَا رَسُولَ اللّهِ استَسقَيتَ لَنَا فَلَم نُسقَ ثُمّ استَسقَيتَ لَنَا فَسُقِينَا قَالَ إنِيّ‌ دَعَوتُ وَ لَيسَ لِي فِي ذَلِكَ نِيّةٌ ثُمّ دَعَوتُ وَ لِي فِي ذَلِكَ نِيّةٌ

48-كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ مُحَمّدٍ الأسَدَيِ‌ّ عَن سَالِمِ بنِ مُكرَمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَرّ يهَوُديِ‌ّ باِلنبّيِ‌ّص فَقَالَ السّامُ عَلَيكَ فَقَالَ النّبِيّص عَلَيكَ فَقَالَ أَصحَابُهُ إِنّمَا سَلّمَ عَلَيكَ بِالمَوتِ قَالَ المَوتُ عَلَيكَ قَالَ النّبِيّص وَ كَذَلِكَ رَدَدتُ ثُمّ قَالَ النّبِيّص إِنّ هَذَا اليهَوُديِ‌ّ يَعَضّهُ أَسوَدُ فِي قَفَاهُ فَيَقتُلُهُ قَالَ فَذَهَبَ اليهَوُديِ‌ّ فَاحتَطَبَ حَطَباً كَثِيراً فَاحتَمَلَهُ ثُمّ لَم يَلبَث أَنِ انصَرَفَ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص ضَعهُ فَوَضَعَ الحَطَبَ فَإِذَا أَسوَدُ فِي جَوفِ الحَطَبِ عَاضّ عَلَي عُودٍ فَقَالَ يَا يهَوُديِ‌ّ مَا عَمِلتَ اليَومَ قَالَ مَا عَمِلتُ عَمَلًا إِلّا حطَبَيِ‌ هَذَا احتَمَلتُهُ فَجِئتُ بِهِ وَ كَانَ معَيِ‌ كَعكَتَانِ فَأَكَلتُ وَاحِدَةً وَ تَصَدّقتُ بِوَاحِدَةٍ عَلَي مِسكِينٍ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص بِهَا دَفَعَ اللّهُ عَنهُ وَ قَالَ إِنّ الصّدَقَةَ تَدفَعُ مِيتَةَ السّوءِ عَنِ الإِنسَانِ

49-كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن صَالِحِ بنِ السنّديِ‌ّ عَن جَعفَرِ بنِ بَشِيرٍ عَن رُزَيقٍ أَبِي العَبّاسِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَأَتَي قَومٌ رَسُولَ اللّهِص فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّ بِلَادَنَا قَد قُحِطَت وَ تَوَالَتِ السّنُونَ عَلَينَا فَادعُ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي يُرسِلُ السّمَاءَ عَلَينَا فَأَمَرَ رَسُولُ اللّهِص بِالمِنبَرِ فَأُخرِجَ وَ اجتَمَعَ النّاسُ فَصَعِدَ رَسُولُ اللّهِص وَ دَعَا وَ أَمَرَ النّاسَ أَن يُؤَمّنُوا فَلَم يَلبَث أَن هَبَطَ جَبرَئِيلُ ع فَقَالَ يَا مُحَمّدُ أَخبِرِ النّاسَ أَنّ رَبّكَ قَد وَعَدَهُم أَن يُمطَرُوا يَومَ كَذَا وَ كَذَا وَ سَاعَةَ كَذَا وَ كَذَا فَلَم يَزَلِ النّاسُ يَنتَظِرُونَ ذَلِكَ اليَومَ


صفحه : 22

وَ تِلكَ السّاعَةَ حَتّي إِذَا كَانَت تِلكَ السّاعَةُ أَهَاجَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ رِيحاً فَأَثَارَت سَحَاباً وَ جَلّلَتِ السّمَاءَ وَ أَرخَت عَزَالِيَهَا فَجَاءَ أُولَئِكَ النّفَرُ بِأَعيَانِهِم إِلَي النّبِيّص فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ ادعُ اللّهَ لَنَا أَن يَكُفّ السّمَاءَ عَنّا فَإِنّا قَد كِدنَا أَن نُغرَقَ فَاجتَمَعَ النّاسُ وَ دَعَا النّبِيّص وَ أَمَرَ النّاسَ أَن يُؤَمّنُوا عَلَي دُعَائِهِ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ النّاسِ يَا رَسُولَ اللّهِ أَسمِعنَا فَإِنّ كُلّ مَا تَقُولُ لَيسَ نَسمَعُ فَقَالَ قُولُوا أللّهُمّ حَوَالَينَا وَ لَا عَلَينَا أللّهُمّ صُبّهَا فِي بُطُونِ الأَودِيَةِ وَ فِي نَبَاتِ الشّجَرِ وَ حَيثُ يَرعَي أَهلُ الوَبَرِ أللّهُمّ اجعَلهَا رَحمَةً وَ لَا تَجعَلهَا عَذَاباً

ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] الحسين بن عبد الله بن ابراهيم عن التلعكبري‌ عن محمد بن همام بن سهل عن الحميري‌ عن الطيالسي‌ عن رزيق بن الزبير الخلقاني‌ عنه ع مثله

50-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]يج ،[الخرائج والجرائح ]عم ،[إعلام الوري ] مِن مُعجِزَاتِهِص أَنّ أَبَا بِرَاءٍ مُلَاعِبَ الأَسِنّةِ كَانَ بِهِ استِسقَاءٌ فَبَعَثَ إِلَيهِ لَبِيدَ بنَ رَبِيعَةَ وَ أَهدَي لَهُ فَرَسَينِ وَ نَجَائِبَ فَقَالَص لَا أَقبَلُ هَدِيّةَ مُشرِكٍ قَالَ لَبِيدٌ مَا كُنتُ أَرَي أَنّ رَجُلًا مِن مُضَرَ يَرُدّ هَدِيّةَ أَبِي بِرَاءٍ فَقَالَص لَو كُنتُ


صفحه : 23

قَابِلًا هَدِيّةً مِن مُشرِكٍ لَقَبِلتُهَا قَالَ فَإِنّهُ يَستَشفِيكَ مِن عِلّةٍ أَصَابَتهُ فِي بَطنِهِ فَأَخَذَ حَثوَةً مِنَ الأَرضِ فَتَفَلَ عَلَيهَا ثُمّ أَعطَاهُ وَ قَالَ دُفهَا بِمَاءٍ ثُمّ أَسقِهِ إِيّاهُ فَأَخَذَهَا مُتَعَجّباً يَرَي أَنّهُ قَدِ استَهَزَأَ بِهِ فَأَتَاهُ فَشَرِبَهَا وَ أُطلِقَ مِن مَرَضِهِ كَأَنّمَا أُنشِطَ مِن عِقَالٍ

بيان دفت الدواء وغيره أي بللته بماء أوبغيره و قال نشطت الحبل عقدته وأنشطته حللته

باب 7-آخر و هو من الباب الأول و فيه ماظهر من إعجازه ص في بركة أعضائه الشريفة وتكثير الطعام والشراب

1- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] أَبُو عَمرٍو عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن أَحمَدَ بنِ يَحيَي الصوّفيِ‌ّ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ شَرِيكٍ عَن أَبِيهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَاصِمِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ بنِ أَبِي عَمرَةَ عَن أَبِيهِ قَالَكُنّا بِإِزَاءِ الرّومِ إِذ أَصَابَ النّاسَ جُوعٌ فَجَاءَتِ الأَنصَارُ إِلَي رَسُولِ اللّهِ فَاستَأذَنُوهُ فِي نَحرِ الإِبِلِ فَأَرسَلَ رَسُولُ اللّهِص إِلَي عُمَرَ بنِ الخَطّابِ فَقَالَ مَا تَرَي فَإِنّ الأَنصَارَ جاَءوُنيِ‌ يسَتأَذنِوُنيّ‌ فِي نَحرِ الإِبِلِ فَقَالَ يَا نبَيِ‌ّ اللّهِ فَكَيفَ لَنَا إِذَا لَقِينَا العَدُوّ غَداً رِجَالًا جِيَاعاً فَقَالَ مَا تَرَي قَالَ مُر أَبَا طَلحَةَ فَليُنَادِ فِي النّاسِ بِعَزمَةٍ مِنكَ لَا يَبقَي أَحَدٌ عِندَهُ طَعَامٌ إِلّا جَاءَ بِهِ وَ بَسَطَ الأَنطَاعَ فَجَعَلَ الرّجُلُ يجَيِ‌ءُ بِالمُدّ وَ نِصفِ المُدّ فَنَظَرتُ إِلَي جَمِيعِ مَا جَاءُوا بِهِ فَقُلتُ سَبعَةٌ وَ عِشرُونَ صَاعاً ثَمَانِيَةٌ وَ عِشرُونَ صَاعاً لَا يُجَاوِزُ الثّلَاثِينَ وَ اجتَمَعَ النّاسُ يَومَئِذٍ إِلَي


صفحه : 24

رَسُولِ اللّهِص وَ هُم يَومَئِذٍ أَربَعَةُ آلَافِ رَجُلٍ فَدَعَا رَسُولُ اللّهِص بِأَكثَرَ دُعَاءً مَا سَمِعتُهُ قَطّ ثُمّ أَدخَلَ يَدَهُ فِي الطّعَامِ ثُمّ قَالَ لِلقَومِ لَا يُبَادِرَنّ أَحَدُكُم صَاحِبَهُ وَ لَا يَأخُذَنّ أَحَدُكُم حَتّي يَذكُرَ اسمَ اللّهِ فَقَامَت أَوّلُ رِفقَةٍ فَقَالَ اذكُرُوا اسمَ اللّهِ ثُمّ خُذُوا فَأَخَذُوا فَمَلَئُوا كُلّ وِعَاءٍ وَ كُلّ شَيءٍ ثُمّ قَامَ النّاسُ فَأَخَذُوا كُلّ وِعَاءٍ وَ كُلّ شَيءٍ ثُمّ بقَيِ‌َ طَعَامٌ كَثِيرٌ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ وَ ألّذِي نفَسيِ‌ بِيَدِهِ لَا يَقُولُهَا أَحَدٌ إِلّا حَرّمَهُ اللّهُ عَلَي النّارِ

قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] أبوهريرة و أبوسعيد وواثلة بن الأسقع و عبد الله بن عاصم وبلال وعمر بن الخطاب مثله

2-فس ،[تفسير القمي‌] عَن جَابِرٍ قَالَعَلِمتُ فِي غَزوَةِ الخَندَقِ أَنّ رَسُولَ اللّهِص مقوي‌[مُقوٍ] أَي جَائِعٌ لِمَا رَأَيتُ عَلَي بَطنِهِ الحَجَرَ فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ هَل لَكَ فِي الغَدَاءِ قَالَ مَا عِندَكَ يَا جَابِرُ فَقُلتُ عَنَاقٌ وَ صَاعٌ مِن شَعِيرٍ فَقَالَ تَقَدّم وَ أَصلِح مَا عِندَكَ قَالَ جَابِرٌ فَجِئتُ إِلَي أهَليِ‌ فَأَمَرتُهَا فَطَحَنَتِ الشّعِيرَ وَ ذَبَحتُ العَنزَ وَ سَلَختُهَا وَ أَمَرتُهَا أَن تَخبِزَ وَ تَطبُخَ وَ تشَويِ‌َ فَلَمّا فَرَغتُ مِن ذَلِكَ جِئتُ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقُلتُ بأِبَيِ‌ وَ أمُيّ‌ أَنتَ يَا رَسُولَ اللّهِ قَد فَرَغنَا فَأَحضِر مَعَ مَن أَحبَبتَ فَقَامَص إِلَي شَفِيرِ الخَندَقِ ثُمّ قَالَ يَا مَعشَرَ المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ أَجِيبُوا جَابِراً وَ كَانَ فِي الخَندَقِ سَبعُمِائَةِ رَجُلٍ فَخَرَجُوا كُلّهُم ثُمّ لَم يَمُرّ بِأَحَدٍ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ إِلّا قَالَ أَجِيبُوا جَابِراً قَالَ جَابِرٌ فَتَقَدّمتُ وَ قُلتُ لأِهَليِ‌ قَد وَ اللّهِ أَتَاكِ رَسُولُ اللّهِص بِمَا لَا قِبَلَ لَكِ بِهِ فَقَالَت أَعلَمتَهُ


صفحه : 25

أَنتَ مَا عِندَنَا قَالَ نَعَم قَالَت فَهُوَ أَعلَمُ بِمَا أَتَي قَالَ جَابِرٌ فَدَخَلَ رَسُولُ اللّهِص فَنَظَرَ فِي القِدرِ ثُمّ قَالَ اغرفِيِ‌ وَ أبَقيِ‌ ثُمّ نَظَرَ فِي التّنّورِ ثُمّ قَالَ أخَرجِيِ‌ وَ أبَقيِ‌ ثُمّ دَعَا بِصَحفَةٍ فَثَرَدَ فِيهَا وَ غَرَفَ فَقَالَ يَا جَابِرُ أَدخِل عَلَيّ عَشَرَةً عَشَرَةً فَأَدخَلتُ عَشَرَةً فَأَكَلُوا حَتّي نَهِلُوا وَ مَا يُرَي فِي القَصعَةِ إِلّا آثَارُ أَصَابِعِهِم ثُمّ قَالَ يَا جَابِرُ عَلَيّ بِالذّرَاعِ فَأَتَيتُهُ بِالذّرَاعِ فَأَكَلُوهُ ثُمّ قَالَ أَدخِل عَشَرَةً فَأَدخَلتُهُم حَتّي أَكَلُوا وَ نَهِلُوا وَ مَا يُرَي فِي القَصعَةِ إِلّا آثَارُ أَصَابِعِهِم ثُمّ قَالَ عَلَيّ بِالذّرَاعِ فَأَكَلُوا وَ خَرَجُوا ثُمّ قَالَ أَدخِل عَلَيّ عَشَرَةً فَأَدخَلتُهُم فَأَكَلُوا حَتّي نَهِلُوا وَ مَا يُرَي فِي القَصعَةِ إِلّا آثَارُ أَصَابِعِهِم ثُمّ قَالَ يَا جَابِرُ عَلَيّ بِالذّرَاعِ فَأَتَيتُهُ فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ كَم لِلشّاةِ مِنَ الذّرَاعِ قَالَ ذِرَاعَانِ فَقُلتُ وَ ألّذِي بَعَثَكَ بِالحَقّ لَقَد آتَيتُكَ بِثَلَاثَةٍ فَقَالَ أَمَا لَو سَكَتّ يَا جَابِرُ لَأَكَلَ النّاسُ كُلّهُم مِنَ الذّرَاعِ قَالَ جَابِرٌ فَأَقبَلتُ أُدخِلُ عَشَرَةً عَشَرَةً فَيَأكُلُونَ حَتّي أَكَلُوا كُلّهُم وَ بقَيِ‌َ وَ اللّهِ لَنَا مِن ذَلِكَ الطّعَامِ مَا عِشنَا بِهِ أَيّاماً

بيان قال الجوهري‌ ما لي به قبل أي طاقة والصحفة كالقصعة وثردت الخبز كسرته

3-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]الصّدُوقُ عَن أَبِيهِ عَن حَبِيبِ بنِ الحَسَنِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الحَمِيدِ العَطّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَنِ المُفَضّلِ بنِ عُمَرَ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم قَالَ خَرَجنَا مَعَ النّبِيّص فِي غَزَاةٍ وَ عَطِشَ النّاسُ وَ لَم يَكُن فِي المَنزِلِ مَاءٌ وَ كَانَ فِي إِنَاءٍ قَلِيلُ مَاءٍ فَوَضَعَ أَصَابِعَهُ فِيهِ فَتَحَلّبَ مِنهَا المَاءُ حَتّي روَيِ‌َ النّاسُ وَ الإِبِلُ وَ الخَيلُ فَتَزَوّدَ النّاسُ وَ كَانَ فِي العَسكَرِ اثنَا عَشَرَ أَلفَ بَعِيرٍ وَ مِنَ الخَيلِ اثنَا عَشَرَ أَلفَ فَرَسٍ وَ مِنَ النّاسِ ثَلَاثُونَ أَلفاً

يج ،[الخرائج والجرائح ]مرسلا مثله وذكر أنه كان في غزوة تبوك


صفحه : 26

4-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]الصّدُوقُ عَن مُحَمّدِ بنِ هَارُونَ عَن مُوسَي بنِ هَارُونَ عَن حَمّادِ بنِ زَيدٍ عَن هِشَامٍ عَن مُحَمّدٍ عَن أَنَسٍ قَالَ أرَسلَتَنيِ‌ أُمّ سُلَيمٍ يعَنيِ‌ أُمّهُ عَلَي شَيءٍ صَنَعَتهُ وَ هُوَ مُدّ مِن شَعِيرٍ طَحَنَتهُ وَ عَصَرَت عَلَيهِ مِن عُكّةٍ كَانَ فِيهَا سَمنٌ فَقَامَ النّبِيّص وَ مَن مَعَهُ فَدَخَلَ عَلَيهَا فَقَالَص أَدخِل عَلَيّ عَشَرَةً عَشَرَةً فَدَخَلُوا فَأَكَلُوا وَ شَبِعُوا حَتّي أَتَي عَلَيهِم قَالَ فَقُلتُ لِأَنَسٍ كَم كَانُوا قَالَ أَربَعِينَ

5-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّ النّبِيّص مَرّ بِامرَأَةٍ يُقَالُ لَهَا أُمّ مَعبَدٍ لَهَا شَرَفٌ فِي قَومِهَا نَزَلَ بِهَا فَاعتَذَرَت بِأَنّهُ مَا عِندَهَا إِلّا عَنزٌ لَم تُرَ لَهَا قَطرَةُ لَبَنٍ مُنذُ سَنَةٍ لِلجَدبِ فَمَسَحَ ضَرعَهَا وَ رَوّاهُم مِن لَبَنِهَا وَ أَبقَي لَهُم لَبَنَهَا وَ خَيراً كَثِيراً ثُمّ أَسلَمَ أَهلُهَا لِذَلِكَ

6-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّهُ أَتَي امرَأَةً مِنَ العَرَبِ يُقَالُ لَهَا أُمّ شَرِيكٍ فَاجتَهَدَت فِي قِرَاهُ وَ إِكرَامِهِ فَأَخرَجَت عُكّةً لَهَا فِيهَا بَقَايَا سَمنٍ فَالتَمَسَت فِيهَا فَلَم تَجِد شَيئاً فَأَخَذَهَا فَحَرّكَهَا بِيَدِهِ فَامتَلَأَت سَمناً عَذباً وَ هيِ‌َ تُعَالِجُهَا قَبلَ ذَلِكَ لَا يَخرُجُ مِنهَا شَيءٌ فَأَروَتِ القَومَ مِنهَا وَ أَبقَت فَضلًا عِندَهَا كَافِياً وَ بقَيِ‌َ لَهَا النّبِيّص شَرَفاً تَتَوَارَثُهُ الأَعقَابُ وَ أَمَرَ أَن لَا يَشُدّوا رَأسَ العُكّةِ

7-عم ،[إعلام الوري ]يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّ أَصحَابَهُص يَومَ الأَحزَابِ صَارُوا بِعَرضِ العَطَبِ لِفَنَاءِ الأَزوَادِ فَهَيّأَ رَجُلٌ قُوتَ رَجُلٍ أَو رَجُلَينِ لَا أَكثَرَ مِن ذَلِكَ فَدَعَا النّبِيّص فَانقَلَبَتِ القَومُ وَ هُم أُلُوفٌ مَعَهُ فَدَخَلَ فَقَالَ غَطّوا إِنَاءَكُم فَغَطّوهُ ثُمّ دَعَا وَ بَرّكَ عَلَيهِ فَأَكَلُوا جَمِيعاً وَ شَبِعُوا وَ الطّعَامُ بِهَيئَتِهِ


صفحه : 27

8-عم ،[إعلام الوري ]يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّ أَصحَابَهُ شَكَوا إِلَيهِ فِي غَزوَةِ تَبُوكَ نَفَادَ أَزوَادِهِم فَدَعَا بِفَضلَةِ زَادٍ لَهُم فَلَم يُوجَد إِلّا بِضعُ عَشرَةِ تَمرَةٍ فَطُرِحَت بَينَ يَدَيهِ فَمَسّهَا بِيَدِهِ وَ دَعَا رَبّهُ ثُمّ صَاحَ فِي النّاسِ فَانحَفَلُوا وَ قَالَ كُلُوا بِسمِ اللّهِ فَأَكَلَ القَومُ وَ هُم أُلُوفٌ فَصَارُوا كَأَشبَعِ مَا كَانُوا وَ مَلَئُوا مَزَاوِدَهُم وَ أَوعِيَتَهُم وَ التّمَرَاتُ بِحَالِهَا كَهَيئَتِهَا يَرَونَهَا عِيَاناً لَا شُبهَةَ فِيهِ

9-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّهُص وَرَدَ فِي غَزَاتِهِ هَذِهِ عَلَي مَاءٍ قَلِيلٍ لَا يَبُلّ حَلقَ وَاحِدٍ مِنَ القَومِ وَ هُم عِطَاشٌ فَشَكَوا ذَلِكَ إِلَيهِ فَأَخَذَ مِن كِنَانَتِهِ سَهماً فَأَمَرَ بِغَرزِهِ فِي أَسفَلِ الركّيِ‌ّ فَفَازَ المَاءُ إِلَي أَعلَي الركّيِ‌ّ فَارتَوَوا لِلمُقَامِ وَ استَقَوا لِلظّعنِ وَ هُم ثَلَاثُونَ أَلفاً وَ رِجَالٌ مِنَ المُنَافِقِينَ حُضُورٌ مُتَحَيّرِينَ

10-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّ أَصحَابَهُص كَانُوا مَعَهُ فِي سَفَرٍ فَشَكَوا إِلَيهِ أَن لَا مَاءَ مَعَهُم وَ أَنّهُم بِسَبِيلِ هَلَاكٍ فَقَالَ كَلّا إِنّ معَيِ‌ ربَيّ‌ عَلَيهِ توَكَلّيِ‌ وَ إِلَيهِ مفَزعَيِ‌ فَدَعَا بِرَكوَةٍ فَطَلَبَ مَاءً فَلَم يُوجَد إِلّا فَضلَهُ فِي الرّكوَةِ وَ مَا كَانَت ترَويِ‌ رَجُلًا فَوَضَعَ كَفّهُ فِيهِ فَنَبَعَ المَاءُ مِن بَينِ أَصَابِعِهِ يجَريِ‌ فَصِيحَ فِي النّاسِ فَسُقُوا وَ استَسقَوا وَ شَرِبُوا حَتّي نَهِلُوا وَ عَلّوا وَ هُم أُلُوفٌ وَ هُوَ يَقُولُ أَشهَدُ أنَيّ‌ رَسُولُ اللّهِ حَقّاً


صفحه : 28

بيان قال الجوهري‌ النهل الشرب الأول و قدنهل بالكسر وأنهلته أنالأن الإبل تسقي في أول الورد فترد إلي العطن ثم تسقي الثانية وهي‌ العلل فترد إلي المرعي يقال عله يعله ويعله وعل بنفسه يتعدي و لايتعدي وأعل القوم شربت إبلهم العلل

11-عم ،[إعلام الوري ]يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّ قَوماً شَكَوا إِلَيهِ مُلُوحَةَ مَائِهِم فَأَشرَفَ عَلَي بِئرِهِم وَ تَفَلَ فِيهَا وَ كَانَت مَعَ مُلُوحَتِهَا غَائِرَةً فَانفَجَرَت بِالمَاءِ العَذبِ فَهَا هيِ‌َ يَتَوَارَثُهَا أَهلُهَا يَعُدّونَهَا أَعظَمَ مَكَارِمِهِم وَ هَذِهِ البِئرُ بِظَاهِرِ مَكّةَ بِمَوضِعٍ يُسَمّي الزّاهِرَ وَ اسمُهَا العُسَيلَةُ وَ كَانَ مِمّا أَكّدَ اللّهُ صِدقَهُ فِيهِ أَنّ قَومَ مُسَيلَمَةَ لَمّا بَلَغَهُم ذَلِكَ سَأَلُوهُ مِثلَهَا فَأَتَي بِئراً فَتَفَلَ فِيهَا فَغَارَ مَاؤُهَا مِلحاً أُجَاجاً كَبَولِ الحَمِيرِ فهَيِ‌َ بِحَالِهَا إِلَي اليَومِ مَعرُوفَةُ الأَهلِ وَ المَكَانِ

قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] من لطائف القصص مثله بيان قال الفيروزآبادي‌ الزاهر موضع بين مكة والتنعيم و قال العسيلة كجهينة ماء شرقي‌ سميراء

12-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّ سَلمَانَ الفاَرسِيِ‌ّ أَتَاهُ فَأَخبَرَ أَنّهُ قَد كَاتَبَ مَوَالِيَهُ عَلَي كَذَا وَ كَذَا وَدِيّةً وَ هيِ‌َ صِغَارُ النّخلِ كُلّهَا تَعلَقُ وَ كَانَ العُلُوقُ أَمراً غَيرَ مَضمُونٍ عِندَ العَامِلِينَ عَلَي مَا جَرَت بِهِ عَادَتُهُم لَو لَا مَا عَلِمَ مِن تَأيِيدِ اللّهِ لِنَبِيّهِ فَأَمَرَ سَلمَانَ بِضَمَانِ ذَلِكَ لَهُم فَجَمَعَهَا لَهُم ثُمّ قَامَ ع وَ غَرَسَهَا بِيَدِهِ فَمَا سَقَطَت وَاحِدَةٌ مِنهَا وَ بَقِيَت عَلَماً مُعجِزاً يُستَشفَي


صفحه : 29

بِتَمرِهَا وَ تُرجَي بَرَكَاتُهَا وَ أَعطَاهُ تِبرَةً مِن ذَهَبٍ كَبَيضَةِ الدّيكِ فَقَالَ اذهَب بِهَا وَ أَوفِ مِنهَا أَصحَابَ الدّيُونِ فَقَالَ مُتَعَجّباً مُستَقِلّا لَهَا وَ أَينَ تَقَعُ هَذِهِ مِمّا عَلَيّ فَأَدَارَهَا عَلَي لِسَانِهِ ثُمّ أَعطَاهَا إِيّاهُ وَ قَد كَانَت فِي هَيئَتِهَا الأُولَي وَ وَزنُهَا لَا يفَيِ‌ بِرُبُعِ حَقّهِم فَذَهَبَ بِهَا فَأَوفَي القَومُ مِنهَا حُقُوقَهُم

توضيح قوله تعلق أي تحبل وتثمر والتبر بالكسر ما كان من الذهب غيرمضروب

13-يج ،[الخرائج والجرائح ]رَوَي أَنَسٌ قَالَ خَرَجتُ مَعَ النّبِيّص إِلَي السّوقِ وَ معَيِ‌ عَشَرَةُ دَرَاهِمَ وَ أَرَادَص أَن يشَترَيِ‌َ عَبَاءَةً وَ رَأَي جَارِيَةً تبَكيِ‌ وَ تَقُولُ سَقَطَ منِيّ‌ دِرهَمَانِ فِي زِحَامِ السّوقِ وَ لَا أَجسُرُ أَن أَرجِعَ إِلَي موَلاَي‌َ فَقَالَ لِيص أَعطِهَا دِرهَمَينِ فَأَعطَيتُهَا فَلَمّا اشتَرَيص عَبَاءَةً بِعَشَرَةِ دَرَاهِمَ وَزَنتُ مَا بقَيِ‌َ معَيِ‌ فَإِذَا هيِ‌َ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ

14-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّ أَبَا هُرَيرَةَ قَالَ أَتَيتُ رَسُولَ اللّهِص يَوماً بِتَمَرَاتٍ فَقُلتُ ادعُ اللّهَ لِي بِالبَرَكَةِ فِيهِنّ فَدَعَا ثُمّ قَالَ خُذهُنّ فَاجعَلهُنّ فِي المِزوَدِ إِذَا أَرَدتَ شَيئاً فَأَدخِل يَدَكَ فِيهِ وَ لَا تَنثُرهُ قَالَ فَلَقَد حَمَلتُ مِن ذَلِكَ التّمرِ أَوسُقاً وَ كُنّا نَأكُلُ وَ نُطعِمُ وَ كَانَ لَا يُفَارِقُ حقَويَ‌ّ فَارتَكَبتُ مَأثَماً فَانقَطَعَ وَ ذَهَبَ وَ هُوَ أَنّهُ كَتَمَ الشّهَادَةَ لعِلَيِ‌ّ ع ثُمّ تَابَ فَدَعَا لَهُ عَلِيّ ع فَصَارَ كَمَا كَانَ فَلَمّا خَرَجَ إِلَي مُعَاوِيَةَ ذَهَبَ وَ انقَطَعَ

15-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ عَن إِيَاسِ بنِ سَلَمَةَ عَن أَبِيهِ قَالَخَرَجتُ إِلَي النّبِيّص وَ أَنَا غُلَامٌ حَدَثٌ وَ تَرَكتُ أهَليِ‌ وَ ماَليِ‌ إِلَي اللّهِ وَ رَسُولِهِ فَقَدِمنَا الحُدَيبِيَةَ مَعَ النّبِيّص


صفحه : 30

حَتّي قَعَدَ عَلَي مِيَاهِهَا وَ هيِ‌َ قَلِيلَةٌ قَالَ فَإِمّا بَصَقَ فِيهَا وَ إِمّا دَعَا فَمَا نَزِفَت بَعدُ

16-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّ النّبِيّص كَانَ يَخرُجُ فِي اللّيلَةِ ثَلَاثَ مَرّاتٍ إِلَي المَسجِدِ فَخَرَجَ فِي آخِرِ لَيلَةٍ وَ كَانَ يَبِيتُ عِندَ المِنبَرِ مَسَاكِينَ فَدَعَا بِجَارِيَةٍ تَقُومُ عَلَي نِسَائِهِ فَقَالَ ائتيِنيِ‌ بِمَا عِندَكُم فَأَتَتهُ بِبُرمَةٍ لَيسَ فِيهَا إِلّا شَيءٌ يَسِيرٌ فَوَضَعَهَا ثُمّ أَيقَظَ عَشَرَةً وَ قَالَ كُلُوا بِسمِ اللّهِ فَأَكَلُوا حَتّي شَبِعُوا ثُمّ أَيقَظَ عَشَرَةً فَقَالَ كُلُوا بِسمِ اللّهِ فَأَكَلُوا حَتّي شَبِعُوا ثُمّ هَكَذَا وَ بقَيِ‌َ فِي القِدرِ بَقِيّةٌ فَقَالَ اذهبَيِ‌ بِهَذَا إِلَيهِم

17-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يأَتيِ‌ مَرَاضِعَ فَاطِمَةَ فَيَتفُلُ فِي أَفوَاهِهِم وَ يَقُولُ لِفَاطِمَةَ لَا تُرضِعِيهِم

18-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ عَن سَلمَانَ قَالَ كُنتُ صَائِماً فَلَم أَقدِر إِلّا عَلَي المَاءِ ثَلَاثاً فَأَخبَرتُ رَسُولَ اللّهِص بِذَلِكَ فَقَالَ اذهَب بِنَا قَالَ فَمَرَرنَا فَلَم نُصِب شَيئاً إِلّا عَنزَةً فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ لِصَاحِبِهَا قَرّبهَا قَالَ حَائِلٌ قَالَ قَرّبهَا فَقَرّبَهَا فَمَسَحَ مَوضِعَ ضَرعِهَا فَانسَدَلَت قَالَ قَرّب قَعبَكَ فَجَاءَ بِهِ فَمَلَأَهُ لَبَناً فَأَعطَاهُ صَاحِبَ العَنزِ فَقَالَ اشرَب ثُمّ مَلَأَ القَدَحَ فنَاَولَنَيِ‌ إِيّاهُ فَشَرِبتُهُ ثُمّ أَخَذَ القَدَحَ فَمَلَأَهُ فَشَرِبَ

19-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّهُص كَانَ فِي سَفَرٍ فَمَرّ عَلَي بَعِيرٍ قَد أَعيَا وَ أَقَامَ عَلَي أَصحَابِهِ فَدَعَا بِمَاءٍ فَتَمَضمَضَ مِنهُ فِي إِنَاءٍ وَ تَوَضّأَ وَ قَالَ افتَح فَاهُ وَ صَبّهُ فِي فِيهِ وَ عَلَي رَأسِهِ ثُمّ قَالَ أللّهُمّ احمِل جَلّاداً وَ عَامِراً وَ رَفِيقَهُمَا وَ هُمَا صَاحِبَا الجَمَلِ فَرَكِبُوهُ وَ إِنّهُ لَيَهتَزّ بِهِم أَمَامَ الخَيلِ

20-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّ عَلِيّاً ع قَالَ دَخَلتُ السّوقَ فَابتَعتُ لَحماً بِدِرهَمٍ وَ ذُرَةً بِدِرهَمٍ فَأَتَيتُ بِهِمَا فَاطِمَةَ ع حَتّي إِذَا فَرَغَت مِنَ الخُبزِ وَ الطّبخِ قَالَت لَو أَتَيتَ أَبِي


صفحه : 31

فَدَعَوتَهُ فَخَرَجتُ وَ هُوَ مُضطَجِعٌ يَقُولُ أَعُوذُ بِاللّهِ مِنَ الجُوعِ ضَجِيعاً فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ عِندَنَا طَعَامٌ فَاتّكَأَ عَلَيّ وَ مَضَينَا نَحوَ فَاطِمَةَ ع فَلَمّا دَخَلنَا قَالَ هلَمُيّ‌ طَعَامَكِ يَا فَاطِمَةُ فَقَدّمَت إِلَيهِ البُرمَةَ وَ القُرصَ فَغَطّي القُرصَ وَ قَالَ أللّهُمّ بَارِك لَنَا فِي طَعَامِنَا ثُمّ قَالَ اغرفِيِ‌ لِعَائِشَةَ فَغَرَفَت ثُمّ قَالَ اغرفِيِ‌ لِأُمّ سَلَمَةَ فَمَا زَالَت تَغرِفُ حَتّي وَجّهَت إِلَي النّسَاءِ التّسعِ بِقُرصَةٍ قُرصَةٍ وَ مَرَقٍ ثُمّ قَالَ اغرفِيِ‌ لِأَبِيكِ وَ بَعلِكِ ثُمّ قَالَ اغرفِيِ‌ وَ أهَديِ‌ لِجِيرَانِكِ فَفَعَلَت وَ بقَيِ‌َ عِندَهُم مَا يَأكُلُونَ أَيّاماً

21-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّهُ أَقبَلَ إِلَي الحُدَيبِيَةِ وَ فِي الطّرِيقِ وَشَلٌ بِقَدرِ مَا يرُويِ‌ الرّاكِبَ وَ الرّاكِبَينِ وَ قَالَ مَن سَبَقَنَا إِلَي المَاءِ فَلَا يَسقِيَنّ فَلَمّا انتَهَي إِلَي المَاءِ دَعَا بِقَدَحٍ فَتَمَضمَضَ فِيهِ ثُمّ صَبّهُ فِي المَاءِ فَشَرِبُوا وَ مَلَئُوا أَدَاوَاهُم وَ مَيَاضِيَهُم وَ تَوَضّئُوا فَقَالَ النّبِيّص لَئِن بَقِيتُم أَو مَن بقَيِ‌َ مِنكُم لَيَسمَعَنّ يسَقيِ‌ مَا بَينَ يَدَيهِ مِن كَثرَةِ مَائِهِ فَوَجَدُوا مِن ذَلِكَ مَا قَالَ

22-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّ بِنتَ عَبدِ اللّهِ بنِ رَوَاحَةَ الأنَصاَريِ‌ّ مَرّت بِهِ أَيّامَ حَفرِهِمُ الخَندَقَ فَقَالَ لَهَا مَن تُرِيدِينَ فَقَالَت آتيِ‌ عَبدَ اللّهِ بِهَذِهِ التّمَرَاتِ فَقَالَ هَاتِيهِنّ فَنَثَرَت فِي كَفّهِ ثُمّ دَعَا بِالأَنطَاعِ ثُمّ نَادَي هَلُمّوا فَكُلُوا فَأَكَلُوا فَشَبِعُوا وَ حَمَلُوا مَا أَرَادُوا مَعَهُم وَ دَفَعَ مَا بقَيِ‌َ إِلَيهَا

23-يج ،[الخرائج والجرائح ] روُيِ‌َ أَنّهُ كَانَ فِي سَفَرٍ فَأَجهَدَ النّاسُ جُوعاً فَقَالَ مَن كَانَ مَعَهُ زَادٌ فَليَأتِنَا فَأَتَاهُ نَفَرٌ بِمِقدَارِ صَاعٍ فَدَعَا بِالأُزُرِ وَ الأَنطَاعِ ثُمّ صَفّفَ التّمرَ عَلَيهَا وَ دَعَا رَبّهُ فَأَكثَرَ اللّهُ ذَلِكَ التّمرَ حَتّي كَانَ أَزوَادَهُم إِلَي المَدِينَةِ

24-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ عَن جَابِرٍ قَالَاستُشهِدَ واَلدِيِ‌ بَينَ يدَيَ‌ رَسُولِ اللّهِص يَومَ أُحُدٍ وَ هُوَ ابنُ ماِئتَيَ‌ سَنَةٍ وَ كَانَ عَلَيهِ دَينٌ فلَقَيِنَيِ‌ رَسُولُ اللّهِص يَوماً فَقَالَ مَا فَعَلَ دَينُ أَبِيكَ


صفحه : 32

فَقُلتُ عَلَي حَالِهِ فَقَالَ لِمَن هَذَا قُلتُ لِفُلَانٍ اليهَوُديِ‌ّ قَالَ مَتَي حِينُهُ قُلتُ وَقتُ جَفَافِ التّمرِ قَالَ إِذَا جَفّ التّمرُ فَلَا تُحدِث فِيهِ حَتّي تعُلمِنَيِ‌ وَ اجعَل كُلّ صِنفٍ مِنَ التّمرِ عَلَي حِدَةٍ فَفَعَلتُ ذَلِكَ وَ أَخبَرتُهُص فَصَارَ معَيِ‌ إِلَي التّمرِ وَ أَخَذَ مِن كُلّ صِنفٍ قَبضَةً بِيَدِهِ وَ رَدّهَا فِيهِ ثُمّ قَالَ هَاتِ اليهَوُديِ‌ّ فَدَعَوتُهُ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِ اختَر مِن هَذَا التّمرِ أَيّ صِنفٍ شِئتَ فَخُذ دَينَكَ مِنهُ فَقَالَ اليهَوُديِ‌ّ وَ أَيّ مِقدَارٍ لِهَذَا التّمرِ كُلّهِ حَتّي آخُذَ صِنفاً بَينَهُ وَ لَعَلّ كُلّهُ لَا يفَيِ‌ بدِيَنيِ‌ فَقَالَ النّبِيّص اختَر أَيّ صِنفٍ شِئتَ فاَبتدَ‌ِئ بِهِ فَأَومَأَ إِلَي صِنفِ الصيّحاَنيِ‌ّ فَقَالَ أبَتدَ‌ِئُ بِهِ فَقَالَ بِسمِ اللّهِ فَلَم يَزَل يَكِيلُ مِنهُ حَتّي استَوفَي مِنهُ دَينَهُ كُلّهُ وَ الصّنفُ عَلَي حَالِهِ مَا نَقَصَ مِنهُ شَيءٌ ثُمّ قَالَص يَا جَابِرُ هَل بقَيِ‌َ لِأَحَدٍ عَلَيكَ شَيءٌ مِن دَينِهِ قُلتُ لَا قَالَ فَاحمِل تَمرَكَ بَارَكَ اللّهُ لَكَ فِيهِ فَحَمَلتُهُ إِلَي منَزلِيِ‌ وَ كَفَانَا السّنَةَ كُلّهَا فَكُنّا نَبِيعُ مِنهُ لِنَفَقَتِنَا وَ مَئُونَتِنَا وَ نَأكُلُ مِنهُ وَ نَهِبُ مِنهُ وَ نهُديِ‌ إِلَي وَقتِ التّمرِ الجَدِيدِ وَ التّمرُ عَلَي حَالِهِ إِلَي أَن جَاءَنَا الجَدِيدُ

25-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ عَن جَابِرٍ قَالَ لَمّا اجتَمَعَتِ الأَحزَابُ مِنَ العَرَبِ لِحَربِ الخَندَقِ وَ استَشَارَ النّبِيّص المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارَ فِي ذَلِكَ فَقَالَ سَلمَانُ إِنّ العَجَمَ إِذَا حَزّ بِهَا أَمرٌ مِثلُ هَذَا اتّخَذُوا الخَنَادِقَ حَولَ بُلدَانِهِم وَ جَعَلُوا القِتَالَ مِن وَجهٍ وَاحِدٍ فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ أَن يَفعَلَ مِثلَ مَا قَالَ سَلمَانُ فَخَطّ رَسُولُ اللّهِص الخَندَقَ حَولَ المَدِينَةِ وَ قَسَمَهُ بَينَ المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ بِالذّرَاعِ فَجَعَلَ لِكُلّ عَشَرَةٍ مِنهُم عَشَرَةَ أَذرُعٍ قَالَ جَابِرٌ فَظَهَرَت يَوماً مِنَ الخَطّ لَنَا صَخرَةٌ عَظِيمَةٌ لَم يُمكِن كَسرُهَا وَ لَا كَانَتِ المَعَاوِلُ تَعمَلُ فِيهَا فأَرَسلَنَيِ‌ أصَحاَبيِ‌ إِلَي رَسُولِ اللّهِص لِأُخبِرَهُ بِخَبَرِهَا فَصِرتُ إِلَيهِ فَوَجَدتُهُ مُستَلقِياً وَ قَد شَدّ عَلَي بَطنِهِ الحَجَرَ فَأَخبَرتُهُ بِخَبَرِ الحَجَرِ فَقَامَ مُسرِعاً فَأَخَذَ المَاءَ فِي فَمِهِ فَرَشّهُ عَلَي الصّخرَةِ


صفحه : 33

ثُمّ ضَرَبَ المِعوَلَ بِيَدِهِ وَسَطَ الصّخرَةِ ضَربَةً بَرَقَت مِنهَا بَرقَةٌ فَنَظَرَ المُسلِمُونَ فِيهَا إِلَي قُصُورِ اليَمَنِ وَ بُلدَانِهَا ثُمّ ضَرَبَهَا ضَربَةً أُخرَي فَبَرَقَت بَرقَةٌ أُخرَي نَظَرَ المُسلِمُونَ فِيهَا إِلَي قُصُورِ العِرَاقِ وَ فَارِسَ وَ مُدُنِهَا ثُمّ ضَرَبَهَا الثّالِثَةَ فَانهَارَتِ الصّخرَةُ قِطَعاً فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص مَا ألّذِي رَأَيتُم فِي كُلّ بَرقَةٍ قَالُوا رَأَينَا فِي الأُولَي كَذَا وَ فِي الثّانِيَةِ كَذَا وَ فِي الثّالِثَةِ كَذَا قَالَ سَيَفتَحُ اللّهُ عَلَيكُم مَا رَأَيتُمُوهُ قَالَ جَابِرٌ وَ كَانَ فِي منَزلِيِ‌ صَاعٌ مِن شَعِيرٍ وَ شَاةٌ مَشدُودَةٌ فَصِرتُ إِلَي أهَليِ‌ فَقُلتُ رَأَيتُ الحَجَرَ عَلَي بَطنِ رَسُولِ اللّهِص وَ أَظُنّهُ جَائِعاً فَلَو أَصلَحنَا هَذَا الشّعِيرَ وَ هَذِهِ الشّاةَ وَ دَعَونَا رَسُولَ اللّهِص إِلَينَا كَانَ لَنَا قُربَةً عِندَ اللّهِ قَالَت فَاذهَب فَأَعلِمهُ فَإِن أَذِنَ فَعَلنَاهُ فَذَهَبتُ فَقُلتُ لَهُ يَا رَسُولَ اللّهِ إِن رَأَيتَ أَن تَجعَلَ غَدَاءَكَ اليَومَ عِندَنَا قَالَ وَ مَا عِندَكَ قُلتُ صَاعٌ مِنَ الشّعِيرِ وَ شَاةٌ قَالَ أَ فَأَصِيرُ إِلَيكَ مَعَ مَن أُحِبّ أَو أَنَا وحَديِ‌ قَالَ فَكَرِهتُ أَن أَقُولَ أَنتَ وَحدَكَ قُلتُ بَل مَعَ مَن تُحِبّ وَ ظَنَنتُهُ يُرِيدُ عَلِيّاً ع بِذَلِكَ فَرَجَعتُ إِلَي أهَليِ‌ فَقُلتُ أصَلحِيِ‌ أَنتِ الشّعِيرَ وَ أَنَا أُصلِحُ الشّاةَ فَفَرَغنَا مِن ذَلِكَ وَ جَعَلنَا الشّاةَ كُلّهَا قِطَعاً فِي قِدرٍ وَاحِدَةٍ وَ مَاءً وَ مِلحاً وَ خَبَزَت أهَليِ‌ ذَلِكَ الدّقِيقَ فَصِرتُ إِلَيهِ وَ قُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ قَد أَصلَحنَا ذَلِكَ فَوَقَفَ عَلَي شَفِيرِ الخَندَقِ وَ نَادَي بِأَعلَي صَوتِهِ يَا مَعشَرَ المُسلِمِينَ أَجِيبُوا دَعوَةَ جَابِرٍ فَخَرَجَ جَمِيعُ المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ فَخَرَجَ النّبِيّص وَ النّاسُ وَ لَم يَكُن يَمُرّ بِمَلَإٍ مِن أَهلِ المَدِينَةِ إِلّا قَالَ أَجِيبُوا دَعوَةَ جَابِرٍ فَأَسرَعتُ إِلَي أهَليِ‌ وَ قُلتُ قَد أَتَانَا مَا لَا قِبَلَ لَنَا بِهِ وَ عَرّفتُهَا خَبَرَ الجَمَاعَةِ فَقَالَت أَ لَستَ قَد عَرّفتَ رَسُولَ اللّهِ مَا عِندَنَا قُلتُ بَلَي قَالَت فَلَا عَلَيكَ هُوَ أَعلَمُ بِمَا يَفعَلُ فَكَانَت أهَليِ‌ أَفقَهَ منِيّ‌ فَأَمَرَ رَسُولُ اللّهِص النّاسَ بِالجُلُوسِ خَارِجَ الدّارِ وَ دَخَلَ هُوَ وَ عَلِيّ الدّارَ فَنَظَرَ فِي التّنّورِ وَ الخُبزُ فِيهِ فَتَفَلَ فِيهِ وَ كَشَفَ القِدرَ فَنَظَرَ فِيهَا ثُمّ قَالَ لِلمَرأَةِ اقلعَيِ‌ مِنَ التّنّورِ رَغِيفاً رَغِيفاً وَ ناَولِيِنيِ‌ وَاحِداً


صفحه : 34

بَعدَ وَاحِدٍ فَجَعَلَت تَقلَعُ رَغِيفاً وَ تُنَاوِلُهُ إِيّاهُ وَ هُوَ وَ عَلِيّ يَثرُدَانِ فِي الجَفنَةِ ثُمّ تَعُودُ المَرأَةُ إِلَي التّنّورِ فَتَجِدُ مَكَانَ الرّغِيفِ ألّذِي قَلَعَتهُ رَغِيفاً آخَرَ فَلَمّا امتَلَأَتِ الجَفنَةُ بِالثّرِيدِ غَرَفَ عَلَيهَا مِنَ القِدرِ وَ قَالَ أَدخِل عَلَيّ عَشَرَةً مِنَ النّاسِ فَدَخَلُوا وَ أَكَلُوا حَتّي شَبِعُوا ثُمّ قَالَ يَا جَابِرُ ائتنِيِ‌ بِالذّرَاعِ ثُمّ قَالَ أَدخِل عَلَيّ عَشَرَةً فَدَخَلُوا وَ أَكَلُوا حَتّي شَبِعُوا وَ الثّرِيدُ بِحَالِهِ ثُمّ قَالَ هَاتِ الذّرَاعَ فَأَتَيتُهُ بِهِ فَقَالَ أَدخِل عَشَرَةً فَأَكَلُوا وَ شَبِعُوا ثُمّ قَالَ هَاتِ الذّرَاعَ قُلتُ كَم لِلشّاةِ مِن ذِرَاعٍ قَالَ ذِرَاعَانِ قُلتُ قَد آتَيتُ بِثَلَاثِ أَذرُعٍ قَالَ لَو سَكَتّ لَأَكَلَ الجَمِيعُ مِنَ الذّرَاعِ فَلَم يَزَل يَدخُلُ عَشَرَةً وَ يَخرُجُ عَشَرَةً حَتّي أَكَلَ النّاسُ جَمِيعاً ثُمّ قَالَ تَعَالَ حَتّي نَأكُلَ نَحنُ وَ أَنتَ فَأَكَلتُ أَنَا وَ مُحَمّدٌص وَ عَلِيّ ع وَ خَرَجنَا وَ الخُبزُ فِي التّنّورِ بِحَالِهِ وَ القِدرُ عَلَي حَالِهَا وَ الثّرِيدُ فِي الجَفنَةِ عَلَي حَالِهِ فَعِشنَا أَيّاماً بِذَلِكَ

26-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّ أَعرَابِيّاً جَاءَ إِلَيهِ فَشَكَا إِلَيهِ نُضُوبَ مَاءِ بِئرِهِم فَأَخَذَ حَصَاةً أَو حَصَاتَينِ وَ فَرَكَهَا بِأَنَامِلِهِ ثُمّ أَعطَاهَا الأعَراَبيِ‌ّ وَ قَالَ ارمِهَا بِالبِئرِ فَلَمّا رَمَاهَا فِيهَا فَارَ المَاءُ إِلَي رَأسِهَا

بيان نضب الماء نضوبا أي غار في الأرض وسفل

27-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ عَن زِيَادِ بنِ الحَارِثِ الصيّداَئيِ‌ّ صَاحِبِ النّبِيّص أَنّهُ بَعَثَ جَيشاً إِلَي قوَميِ‌ فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ اردُدِ الجَيشَ وَ أَنَا لَكَ بِإِسلَامِ قوَميِ‌ فَرَدّهُ فَكَتَبتُ إِلَيهِم كِتَاباً فَقَدِمَ وَفدُهُم بِإِسلَامِهِم فَقَالَص إِنّكَ لَمُطَاعٌ فِي قَومِكَ قُلتُ بَلِ اللّهُ


صفحه : 35

هَدَاهُم لِلإِسلَامِ فَكَتَبَ إلِيَ‌ّ كِتَاباً يأَمرُنُيِ‌ قُلتُ مُر لِي بشِيَ‌ءٍ مِن صَدَقَاتِهِم فَكَتَبَ وَ كَانَ فِي سَفَرٍ لَهُ فَنَزَلَ مَنزِلًا فَأَتَاهُ أَهلُ ذَلِكَ المَنزِلِ يَشكُونَ عَامِلَهُم فَقَالَ لَا خَيرَ فِي الإِمَارَةِ لِرَجُلٍ مُؤمِنٍ ثُمّ أَتَاهُ آخَرُ فَقَالَ أعَطنِيِ‌ فَقَالَ مَن سَأَلَ النّاسَ عَن ظَهرِ غِنًي فَصُدَاعٌ فِي الرّأسِ وَ دَاءٌ فِي البَطنِ فَقَالَ أعَطنِيِ‌ مِنَ الصّدَقَةِ فَقَالَ إِنّ اللّهَ لَم يَرضَ فِيهَا بِحُكمِ نبَيِ‌ّ وَ لَا غَيرِهِ حَتّي حَكَمَ هُوَ فِيهَا فَجَزّأَهَا ثَمَانِيَةَ أَجزَاءٍ فَإِن كُنتَ مِن تِلكَ الأَجزَاءِ أَعطَينَاكَ حَقّكَ قَالَ الصيّداَئيِ‌ّ فَدَخَلَ فِي نفَسيِ‌ مِن ذَلِكَ شَيءٌ فَأَتَيتُهُ بِالكِتَابَينِ قَالَ فدَلُنّيِ‌ عَلَي رَجُلٍ أُؤَمّرُهُ عَلَيكُم فَدَلَلتُهُ عَلَي رَجُلٍ مِنَ الوَفدِ ثُمّ قُلنَا إِنّ لَنَا بِئراً إِذَا كَانَ الشّتَاءُ وَسِعَنَا مَاؤُهَا وَ اجتَمَعنَا عَلَيهَا وَ إِذَا كَانَ الصّيفُ قَلّ مَاؤُهَا وَ تَفَرّقنَا عَلَي مِيَاهٍ حَولَنَا وَ قَد أَسلَمنَا وَ كُلّ مَن حَولَنَا لَنَا أَعدَاءٌ فَادعُ اللّهَ لَنَا فِي بِئرِنَا أَن لَا تَمنَعَنَا مَاءَهَا فَنَجتَمِعَ عَلَيهَا وَ لَا نَتَفَرّقَ فَدَعَا بِسَبعِ حَصَيَاتٍ فَفَرَكَهُنّ فِي يَدِهِ وَ دَعَا فِيهِنّ ثُمّ قَالَ اذهَبُوا بِهَذِهِ الحَصَيَاتِ فَإِذَا أَتَيتُمُ البِئرَ فَأَلقُوا وَاحِدَةً وَ اذكُرُوا اسمَ اللّهِ قَالَ زِيَادٌ فَفَعَلنَا مَا قَالَ لَنَا فَمَا استَطَعنَا بَعدُ أَن نَنظُرَ إِلَي قَعرِ البِئرِ بِبَرَكَةِ رَسُولِ اللّهِ

بيان قوله بإسلام أي ضامن أوكفيل أورهن بإسلام قومي‌

28-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] رَأَيص عَمرَةَ بِنتَ رَوَاحَةَ تَذهَبُ بِتُمَيرَاتٍ إِلَي أَبِيهَا يَومَ الخَندَقِ فَقَالَ اجعَلِيهَا عَلَي يدَيِ‌ ثُمّ جَعَلَهَا عَلَي نَطعٍ فَجَعَلَ يَربُو حَتّي أَكَلَ مِنهُ ثَلَاثَةُ آلَافِ رَجُلٍ

وَ مِنهُ حَدِيثُ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ قَد طَبَخَ لَهُ ضِلعاً وَقتَ بَيعَةِ العَشِيرَةِ


صفحه : 36

البخُاَريِ‌ّ عَن جَابِرٍ الأنَصاَريِ‌ّ فِي حَدِيثِ حَفرِ الخَندَقِ فَلَمّا رَأَيتُ ضَعفَ النّبِيّص طَبَختُ جَدياً وَ خَبَزتُ صَاعَ شَعِيرٍ وَ قُلتُ رَسُولُ اللّهِ تكُرمِنُيِ‌ بِكَذَا وَ كَذَا فَقَالَ لَا تَرفَعِ القِدرَ مِنَ النّارِ وَ لَا الخُبزَ مِنَ التّنّورِ ثُمّ قَالَ يَا قَومِ قُومُوا إِلَي بَيتِ جَابِرٍ فَأَتَوا وَ هُم سَبعُمِائَةِ رَجُلٍ وَ فِي رِوَايَةٍ ثَمَانُمِائَةٍ وَ فِي رِوَايَةٍ أَلفُ رَجُلٍ فَلَم يَكُن مَوضِعُ الجُلُوسِ فَكَانَ يُشِيرُ إِلَي الحَائِطِ وَ الحَائِطُ يَبعُدُ حَتّي تَمَكّنُوا فَجَعَلَ يُطعِمُهُم بِنَفسِهِ حَتّي شَبِعُوا وَ لَم يَزَل يَأكُلُ وَ يهُديِ‌ إِلَي قَومِنَا أَجمَعَ فَلَمّا خَرَجُوا أَتَيتُ القِدرَ فَإِذَا هُوَ مَملُوّ وَ التّنّورُ مَحشُوّ

رَوَي أَنَسٌ أَنّهُ أرَسلَنَيِ‌ أَبُو طَلحَةَ إِلَي النّبِيّص لَمّا رَأَي فِيهِ أَثَرَ الجُوعِ فَلَمّا رآَنيِ‌ قَالَ أَرسَلَكَ أَبُو طَلحَةَ قُلتُ نَعَم فَقَالَ لِمَن مَعَهُ قُومُوا فَقَالَ أَبُو طَلحَةَ يَا أُمّ سُلَيمٍ قَد جَاءَ رَسُولُ اللّهِص بِالنّاسِ وَ لَيسَ عِندَنَا مِنَ الطّعَامِ مَا نُطعِمُهُم فَقَالَص يَا أُمّ سُلَيمٍ هلَمُيّ‌ بِمَا عِندَكِ فَجَاءَت بِأَقرَاصٍ مِن شَعِيرٍ فَأَمَرَ بِهِ فَفُتّ وَ عَصَرَت أُمّ سُلَيمٍ عُكّةَ سَمنٍ فَأَخَذَهَا النّبِيّص ثُمّ وَضَعَ يَدَهُ عَلَي رَأسِ الثّرِيدِ وَ كَانَ يَدعُو بِعَشَرَةٍ عَشَرَةٍ فَأَكَلُوا حَتّي شَبِعُوا وَ كَانُوا سَبعِينَ أَو ثَمَانِينَ رَجُلًا

وَ رَوَي أَبُو هُرَيرَةَ فِي أَصحَابِ الصّفّةِ وَ قَد وُضِعَت بَينَ أَيدِيهِم صَحفَةٌ فَوَضَعَ النّبِيّص يَدَهُ فِيهَا فَأَكَلُوا وَ بَقِيَت مَلأَي فِيهَا أَثَرُ الأَصَابِعِ

ومثله حديث ثابت البناني‌ عن أنس في عرس زينب بنت جحش

وَ روُيِ‌َ أَنّ أُمّ شَرِيكٍ أَهدَت إِلَي النّبِيّص عُكّةً فِيهَا سَمنٌ فَأَمَرَ النّبِيّص الخَادِمَ فَفَرَغَهَا وَ رَدّهَا خَالِيَةً فَجَاءَت أُمّ شَرِيكٍ وَ وَجَدَتِ العُكّةَ مَلأَي فَلَم تَزَل تَأخُذُ مِنهَا السّمنَ زَمَاناً طَوِيلًا وَ أَبقَي لَهَا شَرَفاً وَ أَعطَيص لِعَجُوزٍ قَصعَةً فِيهَا عَسَلٌ فَكَانَت تَأكُلُ وَ لَا يَفنَي فَيَوماً مِنَ الأَيّامِ حَوّلَت مَا كَانَ فِيهَا إِلَي إِنَاءٍ ففَنَيِ‌َ سَرِيعاً فَجَاءَت إِلَي النّبِيّص وَ أَخبَرَتهُ بِذَلِكَ فَقَالَ


صفحه : 37

ص إِنّ الأَوّلَ كَانَ مِن فِعلِ اللّهِ وَ صُنعِهِ وَ الثاّنيِ‌َ كَانَ مِن فِعلِكِ

وَ قَالَ جَابِرٌ إِنّ رَجُلًا أَتَي النّبِيّص يَستَطعِمُهُ فطعمه [فَأَطعَمَهُ]وَسقَ شَعِيرٍ فَمَا زَالَ الرّجُلُ يَأكُلُ مِنهُ وَ امرَأَتُهُ وَ وَصِيفُهُمَا حَتّي كَالَهُ فَأَتَي النّبِيّص فَأَخبَرَهُ فَقَالَ لَو لَم تَكِيلُوهُ لَأَكَلتُم مِنهُ وَ لَقَامَ بِكُم

جَابِرُ بنُ عَبدِ اللّهِ وَ البَرَاءُ بنُ عَازِبٍ وَ سَلَمَةُ بنُ الأَكوَعِ وَ المِسوَرُ بنُ مَخرَمَةَ فَلَمّا نَزَلَ النّبِيّص بِالحُدَيبِيَةِ فِي أَلفٍ وَ خَمسِمِائَةٍ وَ ذَلِكَ فِي حَرّ شَدِيدٍ قَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ مَا بِهَا مِن مَاءٍ وَ الواَديِ‌ يَابِسٌ وَ قُرَيشٌ فِي بَلدَحٍ فِي مَاءٍ كَثِيرٍ فَدَعَا بِدَلوٍ مِن مَاءٍ فَتَوَضّأَ مِنَ الدّلوِ وَ مَضمَضَ فَاهُ ثُمّ مَجّ فِيهِ وَ أَمَرَ أَن يُصَبّ فِي البِئرِ فَجَاشَت فَسَقَينَا وَ استَقَينَا

وَ فِي رِوَايَةٍ فَنَزَعَ سَهماً مِن كِنَانَتِهِ فَأَلقَاهُ فِي البِئرِ فَفَارَت بِالمَاءِ حَتّي جَعَلُوا يَغتَرِفُونَ بِأَيدِيهِم مِنهَا وَ هُم جُلُوسٌ عَلَي شَفَتِهَا

أَبُو عَوَانَةَ وَ أَبُو هُرَيرَةَ أَنّهُص أَعطَي نَاجِيَةَ بنَ عَمرٍو نُشّابَةً وَ أَمَرَ أَن يَغرِزَهَا فِي البِئرِ فَامتَلَأَ البِئرُ مَاءً فَأَتَتهُ امرَأَةٌ وَ أَنشَأَت


يَا أَيّهَا المَاتِحُ دلَويِ‌ دُونَكَا   إنِيّ‌ رَأَيتُ النّاسَ يَحمَدُونَكَا

يُثنُونَ خَيراً وَ يُمَجّدُونَكَا   أَرجُوكَ لِلخَيرِ كَمَا يَرجُونَكَا

فَأَجَابَهَا نَاجِيَةُ


قَد عَلِمَت جَارِيَةٌ بِمَائِيّه   أنَيّ‌ أَنَا المَاتِحُ وَ اسميِ‌ نَاجِيَه

وَ طَعنَةٌ ذَاتُ رَشَاشٍ وَاهِيَه   طَعَنتُهَا تَحتَ صُدُورِ العَاتِيَه

وَ فِي رِوَايَةٍ أَنّهُ دَفَعَهَا إِلَي البَرَاءِ بنِ عَازِبٍ فَقَالَ اغرِز هَذَا السّهمَ فِي بَعضِ قَلبِ الحُدَيبِيَةِ فَجَاءَت قُرَيشٌ وَ مَعَهُم سُهَيلُ بنُ عَمرٍو فَأَشرَفُوا عَلَي القَلِيبِ وَ العُيُونُ تَنبُعُ تَحتَ السّهمِ فَقَالَت مَا رَأَينَا كَاليَومِ قَطّ وَ هَذَا مِن سِحرِ مُحَمّدٍ قَلِيلٌ فَلَمّا أَمَرَ النّاسَ بِالرّحِيلِ قَالَ خُذُوا حَاجَتَكُم مِنَ المَاءِ ثُمّ قَالَ لِلبَرَاءِ اذهَب فَرُدّ السّهمَ فَلَمّا فَرَغُوا وَ ارتَحَلُوا


صفحه : 38

أَخَذَ البَرَاءُ السّهمَ فَجَفّ المَاءُ كَأَنّهُ لَم يَكُن هُنَاكَ مَاءٌ

أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِنّ رَسُولَ اللّهِص أمَرَنَيِ‌ فِي بَعضِ غَزَوَاتِهِ وَ قَد نَفِدَ المَاءُ يَا عَلِيّ قُم وَ ائتِ بِتَورٍ قَالَ فَأَتَيتُهُ فَوَضَعَ يَدَهُ اليُمنَي وَ يدَيِ‌ مَعَهَا فِي التّورِ فَقَالَ انبُع فَنَبَعَ

وَ فِي رِوَايَةِ سَالِمِ بنِ أَبِي الجَعدِ وَ أَنَسٍ فَجَعَلَ المَاءُ يَخرُجُ مِن بَينِ أَصَابِعِهِ كَأَنّهُ العُيُونُ فَشَرِبنَا وَ وَسِعنَا وَ ذَلِكَ فِي يَومِ الشّجَرَةِ وَ كَانُوا فِي أَلفٍ وَ خَمسِمِائَةِ رَجُلٍ وَ شَكَا أَصحَابُهُص إِلَيهِ فِي غَزوَةِ تَبُوكَ مِنَ العَطَشِ فَدَفَعَ سَهماً إِلَي رَجُلٍ فَقَالَ انزِل فَاغرِزهُ فِي الركّيِ‌ّ فَفَعَلَ فَفَارَ المَاءُ فَطَمَا إِلَي أَعلَي الركّيِ‌ّ فَارتَوَي مِنهُ ثَلَاثُونَ أَلفَ رَجُلٍ فِي دَوَابّهِم وَ وَضَعَ ع يَدَهُ تَحتَ وَشَلٍ بوِاَديِ‌ المُشَقّقِ فَجَعَلَ يَنصَبّ فِي يَدَيهِ فَانخَرَقَ المَاءُ حَتّي سَمِعَ لَهُ حِسّ كَحِسّ الصّوَاعِقِ فَشَرِبَ النّاسُ وَ استَقَوا حَاجَتَهُم مِنهُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لَئِن بَقِيتُم أَو بقَيِ‌َ مِنكُم أَحَدٌ لَيَسمَعَنّ بِهَذَا الواَديِ‌ وَ هُوَ أَخصَبُ مَا بَينَ يَدَيهِ وَ مَا خَلفَهُ قِيلَ وَ هُوَ إِلَي اليَومِ كَمَا قَالَهُص

وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي قَتَادَةَ كَانَ يَتَفَجّرُ المَاءُ مِن بَينِ أَصَابِعِهِ لَمّا وَضَعَ يَدَهُ فِيهَا حَتّي شَرِبَ الجَيشُ العَظِيمُ وَ سَقَوا وَ تَزَوّدُوا فِي غَزوَةِ بنَيِ‌ المُصطَلِقِ

وَ فِي رِوَايَةِ عَلقَمَةَ بنِ عَبدِ اللّهِ أَنّهُ وَضَعَ يَدَهُ فِي الإِنَاءِ فَجَعَلَ المَاءُ يَفُورُ مِن بَينِ أَصَابِعِهِ فَقَالَ حيَ‌ّ عَلَي الوُضُوءِ وَ البَرَكَةِ مِنَ اللّهِ فَتَوَضّأَ القَومُ كُلّهُم


صفحه : 39

وَ فِي حَدِيثِ أَبِي لَيلَي شَكَونَا إِلَي النّبِيّص مِنَ العَطَشِ فَأَمَرَ بِحُفرَةٍ فَحُفِرَت فَوَضَعَ عَلَيهَا نَطعاً وَ وَضَعَ يَدَهُ عَلَي النّطعِ وَ قَالَ هَل مِن مَاءٍ فَقَالَ لِصَاحِبِ الإِدَاوَةِ صُبّ المَاءَ عَلَي كفَيّ‌ وَ اذكُرِ اسمَ اللّهِ فَفَعَلَ فَلَقَد رَأَيتُ المَاءَ يَنبُعُ مِن بَينِ أَصَابِعِ رَسُولِ اللّهِص حَتّي روَيِ‌َ القَومُ وَ سَقَوا رُكّابَهُم وَ شَكَا إِلَيهِ الجَيشُ فِي بَعضِ غَزَوَاتِهِ فِقدَانَ المَاءِ فَوَضَعَص يَدَهُ فِي القَدَحِ فَضَاقَ القَدَحُ عَن يَدِهِ فَقَالَ لِلنّاسِ اشرَبُوا فَشَرِبَ الجَيشُ وَ أَسقَوا وَ تَوَضّئُوا وَ مَلَئُوا المَزَاوِدَ

مُحَمّدُ بنُ المُنكَدِرِ سَمِعتُ جَابِراً يَقُولُ جَاءَ رَسُولُ اللّهِص يعَوُدنُيِ‌ وَ أَنَا مَرِيضٌ لَا أَعقِلُ فَتَوَضّأَ وَ صَبّ عَلَيّ مِن وَضُوئِهِ فَعَقَلتُ الخَبَرَ وَ شَكَا إِلَيهِص طُفَيلٌ العاَمرِيِ‌ّ الجُذَامَ فَدَعَا بِرَكوَةٍ ثُمّ تَفَلَ فِيهَا وَ أَمَرَهُ أَن يَغتَسِلَ بِهِ فَاغتَسَلَ فَعَادَ صَحِيحاً وَ أَتَاهُص حَسّانُ بنُ عَمرٍو الخزُاَعيِ‌ّ مَجذُوماً فَدَعَا لَهُ بِمَاءٍ فَتَفَلَ فِيهِ ثُمّ أَمَرَهُ فَصَبّهُ عَلَي نَفسِهِ فَخَرَجَ مِن عِلّتِهِ فَأَسلَمَ قَومُهُ وَ أَتَاهُص قَيسٌ اللخّميِ‌ّ وَ بِهِ بَرَصٌ فَتَفَلَ عَلَيهِ فَبَرَأَ

مُحَمّدُ بنُ خَاطِبٍ انكَبّ القِدرُ عَلَي ساَعدِيِ‌ فِي الصّغَرِ فَأَتَت بيِ‌ أمُيّ‌ إِلَي النّبِيّص قَالَت فَتَفَلَ فِي فِيّ وَ مَسَحَ عَلَي ذرِاَعيِ‌ وَ جَعَلَ يَقُولُ وَ يَتفُلُ أَذهِبِ البَأسَ رَبّ النّاسِ وَ اشفِ أَنتَ الشاّفيِ‌ لَا شاَفيِ‌َ إِلّا أَنتَ شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سُقماً فَبَرَأَ بِإِذنِ اللّهِ

الفَائِقُ إِنّ النّبِيّص مَسَحَ عَلَي رَأسِ غُلَامٍ وَ قَالَ عِش قَرناً فَعَاشَ مِائَةً وَ إِنّ امرَأَةً أَتَتهُص بصِبَيِ‌ّ لَهَا لِلتّبَرّكِ وَ كَانَت بِهِ عَاهَةٌ فَمَسَحَ يَدَهُ عَلَي رَأسِ الصبّيِ‌ّ فَاستَوَي شَعرُهُ وَ بَرَأَ دَاؤُهُ


صفحه : 40

وَ رَوَي ابنُ بُطّةَ أَنّ الصبّيِ‌ّ كَانَ المُهَلّبَ وَ بَلَغَ ذَلِكَ أَهلَ اليَمَامَةِ فَأَتَتِ امرَأَةٌ مُسَيلَمَةَ بصِبَيِ‌ّ لَهَا فَمَسَحَ رَأسَهُ فَصَلِعَ وَ بقَيِ‌َ نَسلُهُ إِلَي يَومِنَا هَذَا وَ قُطِعَ يَدُ أنَصاَريِ‌ّ وَ هُوَ عَبدُ اللّهِ بنُ عَتِيكٍ فِي حَربِ أُحُدٍ فَأَلزَقَهَا رَسُولُ اللّهِص وَ نَفَخَ عَلَيهِ فَصَارَ كَمَا كَانَ وَ تَفَلَص فِي عَينِ عَلِيّ ع وَ هُوَ أَرمَدُ يَومَ خَيبَرَ فَصَحّ مِن وَقتِهِ وَ فُقِئَ فِي أُحُدٍ عَينُ قَتَادَةَ بنِ ربِعيِ‌ّ أَو قَتَادَةَ بنِ النّعمَانِ الأنَصاَريِ‌ّ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ الغَوثَ الغَوثَ فَأَخَذَهَا بِيَدِهِ فَرَدّهَا مَكَانَهَا فَكَانَت أَصَحّهُمَا وَ كَانَت تَعتَلّ البَاقِيَةُ وَ لَا تَعتَلّ المَردُودَةُ فَلُقّبَ ذَا العَينَينِ أَي لَهُ عَينَانِ مَكَانَ الوَاحِدَةِ فَقَالَ الخِرنِقُ الأوَسيِ‌ّ


وَ مِنّا ألّذِي سَالَت عَلَي الخَدّ عَينُهُ   فَرُدّت بِكَفّ المُصطَفَي أَحسَنَ الرّدّ

فَعَادَت كَمَا كَانَت لِأَحسَنِ حَالِهَا   فَيَا طِيبُ مَا عيَنيِ‌ وَ يَا طِيبُ مَا يدَيِ‌

وَ أُصِيبَت رِجلُ بَعضِ أَصحَابِهِ فَمَسَحَهَا بِيَدِهِ فَبَرَأَت مِن حِينِهَا وَ أَصَابَ مُحَمّدَ بنَ مَسلَمَةَ يَومَ قَتَلَ كَعبَ بنَ الأَشرَفِ مِثلُ ذَلِكَ فِي عيَنيَ‌ رُكبَتَيهِ فَمَسَحَهُ رَسُولُ اللّهِص بِيَدِهِ فَلَم تَبِن مِن أُختِهَا وَ أَصَابَ عَبدَ اللّهِ بنَ أُنَيسٍ مِثلُ ذَلِكَ فِي عَينِهِ فَمَسَحَهَا فَمَا عُرِفَت مِنَ الأُخرَي

عُروَةُ بنُ الزّبَيرِ عَن زُهرَةَ قَالَ أَسلَمَت فَأُصِيبَ بَصَرُهَا فَقَالُوا لَهَا أَصَابَكِ اللّاتُ وَ العُزّي فَرَدّص عَلَيهَا بَصَرَهَا فَقَالَت قُرَيشٌ لَو كَانَ مَا جَاءَ مُحَمّدٌ خَيراً مَا سَبَقَتنَا إِلَيهِ زُهرَةُ فَنَزَلَوَ قالَ الّذِينَ كَفَرُوا لِلّذِينَ آمَنُوا لَو كانَ خَيراً ما سَبَقُونا إِلَيهِالآيَةَ

وَ أَنفَذَ النّبِيّص عَبدَ اللّهِ بنَ عَتِيكٍ إِلَي حِصنِ أَبِي رَافِعٍ اليهَوُديِ‌ّفَدَخَلَ عَلَيهِ بَغتَةً فَإِذَا أَبُو رَافِعٍ فِي بَيتٍ مُظلِمٍ لَا يُدرَي أَينَ هُوَ فَقَالَ أَبَا رَافِعٍ قَالَ مَن هَذَا فَأَهوَي نَحوَ الصّوتِ فَضَرَبَهُ ضَربَةً وَ خَرَجَ فَصَاحَ أَبُو رَافِعٍ ثُمّ دَخَلَ عَلَيهِ فَقَالَ مَا هَذَا الصّوتُ يَا أَبَا رَافِعٍ


صفحه : 41

فَقَالَ إِنّ رَجُلًا فِي البَيتِ ضرَبَنَيِ‌ فَضَرَبَهُ ضَربَةً أُخرَي فَكَانَ يَنزِلُ فَانكَسَرَ سَاقُهُ فَعَصَبَهَا فَلَمّا انتَهَي إِلَي النّبِيّص فَحَدّثَهُ قَالَ ابسُط رِجلَكَ فَبَسَطَهَا فَمَسَحَهَا فَبَرَأَت

وَ روُيِ‌َ أَنّ النّبِيّص تَفَلَ فِي بِئرٍ مُعَطّلَةٍ فَفَاضَت حَتّي سقُيِ‌َ مِنهَا بِغَيرِ دَلوٍ وَ لَا رِشَاءٍ وَ كَانَتِ امرَأَةٌ مُتَبَرّزَةً وَ فِيهَا وَقَاحَةٌ فَرَأَت رَسُولَ اللّهِص يَأكُلُ فَسَأَلَت لُقمَةً مِن فَلقِ فِيهِ فَأَعطَاهَا فَصَارَت ذَاتَ حَيَاءٍ بَعدَ ذَلِكَ وَ مَسَحَص ضَرعَ شَاةٍ حَائِلٍ لَا لَبَنَ لَهَا فَدَرّت فَكَانَ ذَلِكَ سَبَبَ إِسلَامِ ابنِ مَسعُودٍ

أمَاَليِ‌ الحَاكِمِ أَنّ النّبِيّص كَانَ يَوماً قَائِظاً فَلَمّا انتَبَهَ مِن نَومِهِ دَعَا بِمَاءٍ فَغَسَلَ يَدَيهِ ثُمّ مَضمَضَ مَاءً وَ مَجّهُ إِلَي عَوسَجَةٍ فَأَصبَحُوا وَ قَد غَلُظَتِ العَوسَجَةُ وَ أَثمَرَت وَ أَينَعَت بِثَمَرٍ أَعظَمِ مَا يَكُونُ فِي لَونِ الوَرسِ وَ رَائِحَةِ العَنبَرِ وَ طَعمِ الشّهدِ وَ اللّهِ مَا أَكَلَ مِنهَا جَائِعٌ إِلّا شَبِعَ وَ لَا ظَمآنُ إِلّا روَيِ‌َ وَ لَا سَقِيمٌ إِلّا بَرَأَ وَ لَا أَكَلَ مِن وَرَقِهَا حَيَوَانٌ إِلّا دَرّ لَبَنُهَا وَ كَانَ النّاسُ يَستَشفُونَ مِن وَرَقِهَا وَ كَانَ يَقُومُ مَقَامَ الطّعَامِ وَ الشّرَابِ وَ رَأَينَا النّمَاءَ وَ البَرَكَةَ فِي أَموَالِنَا فَلَم يَزَل كَذَلِكَ حَتّي أَصبَحنَا ذَاتَ يَومٍ وَ قَد تَسَاقَطَ ثَمَرُهَا وَ صَفِرَ وَرَقُهَا فَإِذَا قُبِضَ النّبِيّص فَكَانَت بَعدَ ذَلِكَ تُثمِرُ دُونَهُ فِي الطّعمِ وَ العِظَمِ وَ الرّائِحَةِ وَ أَقَامَت عَلَي ذَلِكَ ثَلَاثِينَ سَنَةً فَأَصبَحنَا يَوماً وَ قَد ذَهَبَت نَضَارَةُ عِيدَانِهَا فَإِذَا قُتِلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فَمَا أَثمَرَت بَعدَ ذَلِكَ قَلِيلًا وَ لَا كَثِيراً فَأَقَامَت بَعدَ ذَلِكَ مُدّةً طَوِيلَةً ثُمّ أَصبَحنَا وَ إِذَا بِهَا قَد نَبَعَ مِن سَاقِهَا دَمٌ عَبِيطٌ وَ وَرَقُهَا ذَابِلٌ يَقطُرُ مَاءً كَمَاءِ اللّحمِ فَإِذاً قُتِلَ الحُسَينُ ع

أمَاَليِ‌ الطوّسيِ‌ّ عَن زَيدِ بنِ أَرقَمَ فِي خَبَرٍ طَوِيلٍ إِنّ النّبِيّص أَصبَحَ طَاوِياً فَأَتَي فَاطِمَةَ ع فَرَأَي الحَسَنَ وَ الحُسَينَ يَبكِيَانِ مِنَ الجُوعِ وَ جَعَلَ يَزُقّهُمَا


صفحه : 42

بِرِيقِهِ حَتّي شَبِعَا وَ نَامَا فَذَهَبَ مَعَ عَلِيّ ع إِلَي دَارِ أَبِي الهَيثَمِ فَقَالَ مَرحَباً بِرَسُولِ اللّهِ مَا كُنتُ أُحِبّ أَن تأَتيِنَيِ‌ وَ أَصحَابَكَ إِلّا وَ عنِديِ‌ شَيءٌ وَ كَانَ لِي شَيءٌ فَفَرّقتُهُ فِي الجِيرَانِ فَقَالَ أوَصاَنيِ‌ جِبرِيلُ بِالجَارِ حَتّي حَسِبتُ أَنّهُ سَيُوَرّثُهُ قَالَ فَنَظَرَ النّبِيّص إِلَي نَخلَةٍ فِي جَانِبِ الدّارِ فَقَالَ يَا أَبَا الهَيثَمِ تَأذَنُ فِي هَذِهِ النّخلَةِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّهُ لَفَحلٌ وَ مَا حَمَلَ شَيئاً قَطّ شَأنَكَ بِهِ فَقَالَ يَا عَلِيّ ائتنِيِ‌ بِقَدَحِ مَاءٍ فَشَرِبَ مِنهُ ثُمّ مَجّ فِيهِ ثُمّ رَشّ عَلَي النّخلَةِ فَتَمَلّت أَعذَاقاً مِن بُسرٍ وَ رُطَبٍ مَا شِئنَا فَقَالَ ابدَءُوا بِالجِيرَانِ فَأَكَلنَا وَ شَرِبنَا مَاءً بَارِداً حَتّي رَوِينَا فَقَالَ يَا عَلِيّ هَذَا مِنَ النّعِيمِ ألّذِي يُسأَلُونَ عَنهُ يَومَ القِيَامَةِ يَا عَلِيّ تَزَوّد لِمَن وَرَاكَ لِفَاطِمَةَ وَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ قَالَ فَمَا زَالَت تِلكَ النّخلَةُ عِندَنَا نُسَمّيهَا نَخلَةَ الجِيرَانِ حَتّي قَطَعَهَا يَزِيدُ عَامَ الحَرّةِ

إيضاح فت الشي‌ء كسره وبلدح بفتح الباء والدال وسكون اللام اسم موضع بالحجاز قرب مكة و قال الجوهري‌ و من أمثالهم في التحزن بالأقارب .لكن علي بلدح قوم عجفي .قاله بيهس الملقب بنعامة لمارأي قوما في خصب وأهله في شدة و قال الماتح المستقي‌ و قال قاظ بالمكان وتقيظ به إذاأقام به في الصيف والطوي الجوع . قوله فتملت أصله تملأت بمعني امتلأت فخفف

29-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]البخُاَريِ‌ّ أَنّ النّبِيّص قَالَ لِمَديُونٍ مَرّ عَلَيهِ وَ الدّيّانُ يَطلُبُونَهُ بِالدّيُونِ صُفّ تَمرَكَ كُلّ شَيءٍ عَلَي حِدَتِهِ ثُمّ جَاءَ فَقَعَدَ عَلَيهِ وَ كَالَ لِكُلّ رَجُلٍ حَتّي استَوفَي وَ بقَيِ‌َ التّمرُ كَمَا هُوَ كَأَن لَم يُمَسّ وَ أَتَي عَامِرُ بنُ كُرَيزٍ يَومَ الفَتحِ رَسُولَ اللّهِ بِابنِهِ عَبدِ اللّهِ بنِ عَامِرٍ وَ هُوَ ابنُ خَمسٍ أَو سِتّ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ حَنّكهُ فَقَالَ إِنّ مِثلَهُ لَا يُحَنّكُ وَ أَخَذَهُ وَ تَفَلَ فِي فِيهِ فَجَعَلَ يَتَسَوّغُ رِيقَ رَسُولِ اللّهِص وَ يَتَلَمّظُهُ فَقَالَص إِنّهُ لمَسُتقَيِ‌ فَكَانَ لَا يُعَالِجُ أَرضاً إِلّا ظَهَرَ لَهُ المَاءُ وَ لَهُ سَقَايَاتٌ مَعرُوفَةٌ وَ لَهُ النّبّاحُ وَ الجُحفَةُ وَ بُستَانُ ابنِ عَامِرٍ

وَ فِي مُسلِمٍ عَن جَابِرٍ أَنّ أُمّ مَالِكٍ كَانَت تهُديِ‌ إِلَي النّبِيّص فِي عُكّةٍ لَهَا سَمناً


صفحه : 43

فَيَأتِيهَا بَنُوهَا فَيَسأَلُونَ الأَدَمَ وَ لَيسَ عِندَهُم شَيءٌ فَتَعَمّدَ إِلَي ألّذِي كَانَت تهُديِ‌ فِيهِ للِنبّيِ‌ّص فَتَجِدُ فِيهَا سَمناً فَمَا زَالَ تُقِيمُ لَهَا أَدَمُ بَيتِهَا حَتّي عَصَرَتهُ فَأَتَتِ النّبِيّص فَقَالَ عَصَرتِيهَا قَالَت نَعَم قَالَ لَو تَرَكتِيهَا مَا زَالَ مُقِيماً

بيان لمظ وتلمظ تتبع بلسانه بقية الطعام في فمه أوأخرج لسانه فمسح به شفتيه

30-عم ،[إعلام الوري ] مِن مُعجِزَاتِ النّبِيّص حَدِيثُ شَاةِ أُمّ مَعبَدٍ وَ ذَلِكَ أَنّ النّبِيّص لَمّا هَاجَرَ مِن مَكّةَ وَ مَعَهُ أَبُو بَكرٍ وَ عَامِرُ بنُ فَهِيرَةَ وَ دَلِيلُهُم عَبدُ اللّهِ بنُ أُرَيقِطٍ الليّثيِ‌ّ فَمَرّوا عَلَي أُمّ مَعبَدٍ الخُزَاعِيّةِ وَ كَانَتِ امرَأَةً بَرزَةً تحَتبَيِ‌ وَ تَجلِسُ بِفِنَاءِ الخَيمَةِ فَسَأَلُوا تَمراً أَو لَحماً لِيَشتَرُوهُ فَلَم يُصِيبُوا عِندَهَا شَيئاً مِن ذَلِكَ وَ إِذَا القَومُ مُرَمّلُونَ فَقَالَت لَو كَانَ عِندَنَا شَيءٌ مَا أَعوَزَكُمُ القِرَي فَنَظَرَ رَسُولُ اللّهِص فِي كَسرِ خَيمَتِهَا فَقَالَ مَا هَذِهِ الشّاةُ يَا أُمّ مَعبَدٍ قَالَت شَاةٌ خَلّفَهَا الجَهدُ عَنِ الغَنَمِ فَقَالَ هَل بِهَا مِن لَبَنٍ قَالَت هيِ‌َ أَجهَدُ مِن ذَلِكَ قَالَ أَ تَأذَنِينَ فِي أَن أَحلُبَهَا قَالَت نَعَم بأِبَيِ‌ أَنتَ وَ أمُيّ‌ إِن رَأَيتَ بِهَا حَلباً فَاحلُبهَا فَدَعَا رَسُولُ اللّهِ بِالشّاةِ فَمَسَحَ ضَرعَهَا وَ ذَكَرَ اسمَ اللّهِ وَ قَالَ أللّهُمّ بَارِك فِي شَاتِهَا فَتَفَاجَت وَ دَرّت فَدَعَا رَسُولُ اللّهِص بِإِنَاءٍ لَهَا يُرِيضُ الرّهطَ فَحَلَبَ فِيهِ ثَجّاً حَتّي عَلَتهُ الثّمَالُ فَسَقَاهَا فَشَرِبَت حَتّي رَوِيَت ثُمّ سَقَي أَصحَابَهُ فَشَرِبُوا حَتّي رَوُوا فَشَرِبَ آخِرُهُم وَ قَالَ ساَقيِ‌ القَومِ آخِرُهُم شُرباً فَشَرِبُوا جَمِيعاً عَلَلًا بَعدَ نَهلٍ حَتّي أَرَاضُوا ثُمّ حَلَبَ فِيهِ ثَانِياً عَوداً عَلَي بَدءٍ فَغَادَرَهُ عِندَهَا ثُمّ ارتَحَلُوا عَنهَا فَقَلّمَا لَبِثَت أَن جَاءَ زَوجُهَا أَبُو مَعبَدٍ يَسُوقُ أَعنُزاً عِجَافاً هَزلَي مُخّهُنّ قَلِيلٌ فَلَمّا رَأَي اللّبَنَ قَالَ مِن أَينَ لَكُم هَذَا وَ الشّاءُ عَازِبٌ وَ لَا حَلُوبَةَ


صفحه : 44

فِي البَيتِ قَالَت لَا وَ اللّهِ إِلّا أَنّهُ مَرّ بِنَا رَجُلٌ مُبَارَكٌ كَانَ مِن حَدِيثِهِ كَيتَ وَ كَيتَ الخَبَرَ بِطُولِهِ

قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]هند بنت الجون وحبيش بن خالد و أبومعبد الخزاعي‌ مثله بيان أرمل القوم نفد زادهم والكسر بالكسر أسفل شقة البيت التي‌ تلي‌ الأرض من حيث يكسر جانباه عن يمينك ويسارك والتفاج المبالغة في تفريج ما بين الرجلين و هو من الفج الطريق قاله الجزري‌ و قال يريض الرهط أي يرويهم بعض الري‌ من أراض الحوض إذاصب فيه من الماء مايواري‌ أرضه و قال ثجا أي لبنا سائلا كثيرا و قال الثمال بالضم الرغوة واحده ثمالة و قال حتي أراضوا أي شربوا عللا بعدنهل حتي رووا من أراض الوادي‌ إذااستنقع فيه الماء وقيل أراضوا أي ناموا علي الأرض و هوالبساط وقيل حتي صبوا اللبن علي الأرض و قال الجوهري‌ رجع عوده علي بدئه إذارجع في الطريق ألذي جاء منه قوله فغادره أي تركه قوله عازب أي غائب

31-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّ ابنَ الكَوّاءِ قَالَ لعِلَيِ‌ّ ع بِمَا كُنتَ وصَيِ‌ّ مُحَمّدٍص مِن بَينَ بنَيِ‌ عَبدِ المُطّلِبِ قَالَ إِذَن مَا الخَبَرَ تُرِيدُ لَمّا نَزَلَ عَلَي رَسُولِ اللّهِص وَ أَنذِر عَشِيرَتَكَ الأَقرَبِينَجَمَعَنَا رَسُولُ اللّهِص وَ نَحنُ أَربَعُونَ رَجُلًا فأَمَرَنَيِ‌ فَأَنضَجتُ لَهُ رِجلَ شَاةٍ وَ صَاعاً مِن طَعَامٍ أمَرَنَيِ‌ فَطَحَنتُهُ وَ خَبَزتُهُ وَ أمَرَنَيِ‌ فَأَدنَيتُهُ قَالَ ثُمّ قَدِمَ عَشَرَةٌ مِن أَجِلّتِهِم فَأَكَلُوا حَتّي صَدَرُوا وَ بقَيِ‌َ الطّعَامُ كَمَا كَانَ وَ إِنّ مِنهُم لَمَن يَأكُلُ الجَذَعَةَ وَ يَشرَبُ الفَرَقَ فَأَكَلُوا مِنهَا كُلّهُم أَجمَعُونَ فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ سَحَرَكُم صَاحِبُكُم فَتَفَرّقُوا عَنهُ


صفحه : 45

ثُمّ دَعَاهُم رَسُولُ اللّهِص ثَانِيَةً ثُمّ قَالَ أَيّكُم يَكُونُ أخَيِ‌ وَ وصَيِيّ‌ وَ واَرثِيِ‌ فَعَرَضَ عَلَيهِم فَكُلّهُم يَأبَي حَتّي انتَهَي إلِيَ‌ّ وَ أَنَا أَصغَرُهُم سِنّاً وَ أَعمَشُهُم عَيناً وَ أَحمَشُهُم سَاقاً فَقُلتُ أَنَا فَرَمَي إلِيَ‌ّ بِنَعلِهِ فَلِذَلِكَ كُنتُ وَصِيّهُ مِن بَينِهِم

باب 8-معجزاته ص في كفاية شر الأعداء

الآيات البقرةفَسَيَكفِيكَهُمُ اللّهُ وَ هُوَ السّمِيعُ العَلِيمُالمائدةيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا اذكُرُوا نِعمَتَ اللّهِ عَلَيكُم إِذ هَمّ قَومٌ أَن يَبسُطُوا إِلَيكُم أَيدِيَهُم فَكَفّ أَيدِيَهُم عَنكُمالحجركَما أَنزَلنا عَلَي المُقتَسِمِينَ الّذِينَ جَعَلُوا القُرآنَ عِضِينَ و قال تعالي إِنّا كَفَيناكَ المُستَهزِئِينَ الّذِينَ يَجعَلُونَ مَعَ اللّهِ إِلهاً آخَرَ فَسَوفَ يَعلَمُونَالنحل وَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلًا قَريَةً كانَت آمِنَةً مُطمَئِنّةً يَأتِيها رِزقُها رَغَداً مِن كُلّ مَكانٍ فَكَفَرَت بِأَنعُمِ اللّهِ فَأَذاقَهَا اللّهُ لِباسَ الجُوعِ وَ الخَوفِ بِما كانُوا يَصنَعُونَ وَ لَقَد جاءَهُم رَسُولٌ مِنهُم فَكَذّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ العَذابُ وَ هُم ظالِمُونَ


صفحه : 46

الإسراءوَ إِذا قَرَأتَ القُرآنَ جَعَلنا بَينَكَ وَ بَينَ الّذِينَ لا يُؤمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجاباً مَستُوراً وَ جَعَلنا عَلي قُلُوبِهِم أَكِنّةً أَن يَفقَهُوهُ وَ فِي آذانِهِم وَقراً وَ إِذا ذَكَرتَ رَبّكَ فِي القُرآنِ وَحدَهُ وَلّوا عَلي أَدبارِهِم نُفُوراً و قال تعالي وَ إِن كادُوا لَيَستَفِزّونَكَ مِنَ الأَرضِ لِيُخرِجُوكَ مِنها وَ إِذاً لا يَلبَثُونَ خِلافَكَ إِلّا قَلِيلًا سُنّةَ مَن قَد أَرسَلنا قَبلَكَ مِن رُسُلِنا وَ لا تَجِدُ لِسُنّتِنا تَحوِيلًاالزمرأَ لَيسَ اللّهُ بِكافٍ عَبدَهُ وَ يُخَوّفُونَكَ بِالّذِينَ مِن دُونِهِ وَ مَن يُضلِلِ اللّهُ فَما لَهُ مِن هادٍتفسير قال الطبرسي‌ رحمه الله في قوله تعالي فَسَيَكفِيكَهُمُ اللّهُوعد الله سبحانه رسوله بالنصرة وكفاية من يعاديه من اليهود والنصاري الذين شاقوه و في هذادلالة بينة علي نبوته وصدقه ص . و في قوله تعالي إِذ هَمّ قَومٌاختلف فيمن بسط إليهم الأيدي‌ علي أقوال .أحدها أنهم اليهود هموا بأن يفتكوا بالنبي‌ص وهم بنو النضير دخل رسول الله ص مع جماعة من أصحابه عليهم وكانوا قدعاهدوه علي ترك القتال و علي أن يعينوه في الديات فقال ص رجل من أصحابي‌ أصاب رجلين معهما أمان مني‌ فلزمني‌ ديتهما فأريد أن تعينوني‌ فقالوا نعم اجلس حتي نطعمك ونعطيك ألذي تسألنا وهموا بالفتك بهم فآذن الله رسوله فأطلع النبي ص أصحابه علي ذلك وانصرفوا و كان ذلك إحدي معجزاته عن مجاهد وقتادة وأكثر المفسرين . وثانيها أن قريشا بعثوا رجلا ليفتك بالنبي‌ص فدخل عليه و في يده سيف مسلول فقال له أرنيه فأعطاه إياه فلما حصل في يده قال ما ألذي يمنعني‌ من قتلك قال الله يمنعك فرمي السيف وأسلم واسم الرجل عمرو بن وهب الجمحي‌


صفحه : 47

بعثه صفوان بن أمية ليغتاله بعدبدر و كان ذلك سبب إسلام عمرو بن وهب عن الحسن . وثالثها أن المعني‌ بذلك مالطف الله للمسلمين من كف أعدائهم عنهم حين هموا باستئصالهم بأشياء شغلهم بها من الأمراض والقحط وموت الأكابر وهلاك المواشي‌ و غير ذلك من الأسباب التي‌ انصرفوا عندها من قتل المؤمنين عن الجبائي‌. ورابعها ماقاله الواقدي‌ إن رسول الله ص غزا جمعا من بني‌ ذبيان ومحارب بذي‌ أمر فتحصنوا برءوس الجبال ونزل رسول الله ص بحيث يراهم فذهب لحاجته فأصابه مطر فبل ثوبه فنشره علي شجرة واضطجع تحته والأعراب ينظرون إليه فجاء سيدهم دعثور بن الحارث حتي وقف علي رأسه بالسيف مشهورا فقال يا محمد من يمنعك مني‌ اليوم فقال الله فدفع جبرئيل في صدره ووقع السيف من يده فأخذه رسول الله ص وقام علي رأسه و قال من يمنعك مني‌ اليوم فقال لاأحد و أناأشهد أن لاإله إلا الله و أن محمدا رسول الله فنزلت الآية و علي هذافيكون تخليص النبي ص مما هموا به نعمة علي المؤمنين من حيث إن مقامه بينهم نعمة عليهم . و قال في قوله تعالي كَما أَنزَلنا عَلَي المُقتَسِمِينَقيل فيه قولان .أحدهما أن معناه أنزلنا القرآن عليك كماأنزلنا علي المقتسمين وهم اليهود والنصاري الّذِينَ جَعَلُوا القُرآنَ عِضِينَجمع عضة وأصله عضوة فنقصت الواو والتعضية التفريق أي فرقوه وجعلوه أعضاء كأعضاء الجزور فآمنوا ببعضه وكفروا ببعضه وقيل سماهم مقتسمين لأنهم اقتسموا كتب الله فآمنوا ببعضها وكفروا ببعضها. والآخر أن معناه أني‌ أنذركم عذابا كماأنزلنا علي المقتسمين الذين اقتسموا طريق مكة يصدون عن رسول الله ص والإيمان به قال مقاتل وكانوا ستة عشر رجلا بعثهم الوليد بن المغيرة أيام الموسم يقولون لمن أتي مكة لاتغتروا بالخارج منا والمدعي‌ للنبوة فأنزل الله بهم عذابا فماتوا شر ميتة ثم وصفهم فقال الّذِينَ جَعَلُوا


صفحه : 48

القُرآنَ عِضِينَ

جزءا جزءا فقالوا سحر وقالوا أساطير الأولين وقالوا مفتري عن ابن عباس . و في قوله تعالي إِنّا كَفَيناكَ المُستَهزِئِينَ أي كفيناك شر المستهزءين واستهزاؤهم بأن أهلكناهم وكانوا خمسة نفر من قريش العاص بن وائل والوليد بن المغيرة و أبوزمعة و هوالأسود بن المطلب والأسود بن عبديغوث والحارث بن قيس عن ابن عباس و ابن جبير وقيل كانوا ستة رهط عن محمد بن ثور وسادسهم الحارث بن الطلاطلة وأمه غيطلة قالوا وأتي جبرئيل النبي ص والمستهزءون يطوفون بالبيت فقام جبرئيل و رسول الله إلي جنبه فمر به الوليد بن المغيرة المخزومي‌ فأومأ بيده إلي ساقه فمر الوليد علي فنن لخزاعة و هويجر ثيابه فتعلقت بثوبه شوكة فمنعه الكبر أن يخفض رأسه فينزعها وجعلت تضرب ساقه فخدشته فلم يزل مريضا حتي مات ومر به العاص بن وائل السهمي‌ فأشار جبرئيل إلي رجله فوطئ العاص علي شبرقة فدخلت في أخمص رجله فقال لدغت فلم يزل يحكها حتي مات ومر به الأسود بن المطلب بن عبدمناف فأشار إلي عينه فعمي‌ وقيل رماه بورقة خضراء فعمي‌ وجعل يضرب رأسه علي الجدار حتي هلك ومر به الأسود بن عبديغوث فأشار إلي بطنه فاستسقي فمات


صفحه : 49

وقيل أصابه السموم فصار أسود فأتي أهله فلم يعرفوه فمات و هو يقول قتلني‌ رب محمد ومر به الحارث بن الطلاطلة فأومأ إلي رأسه فامتخط قيحا فمات وقيل إن الحارث بن قيس أخذ حوتا مالحا فأصابه العطش فما زال يشرب حتي انقد بطنه فمات . و في قوله تعالي ضَرَبَ اللّهُ مَثَلًا قَريَةً أي مثل قريةكانَت آمِنَةً أي ذات أمن مُطمَئِنّةًقارة ساكنة بأهلها لايحتاجون إلي الانتقال عنها لخوف أوضيق يَأتِيها رِزقُها رَغَداً مِن كُلّ مَكانٍ أي يحمل إليها الرزق الواسع من كل موضع و من كل بلد كما قال سبحانه يُجبي إِلَيهِ ثَمَراتُ كُلّ شَيءٍفَكَفَرَت بِأَنعُمِ اللّهِ أي فكفر أهل تلك القريةفَأَذاقَهَا اللّهُالآية أي فأخذهم الله بالجوع والخوف بسوء أفعالهم وسمي‌ أثر الجوع والخوف لباسا لأن أثر الجوع والهزال يظهر علي الإنسان كمايظهر اللباس وقيل لأنه شملهم الجوع والخوف كاللباس قيل إن هذه القرية هي‌ مكة عن ابن عباس ومجاهد وقتادة عذبهم الله بالجوع سبع سنين وهم مع ذلك خائفون وجلون عن النبي ص وأصحابه يغيرون عليهم قوافلهم و ذلك حين دعا النبي ص فقال أللهم اشدد وطأتك علي مضر واجعل عليهم سنين كسني‌ يوسف وقيل إنها قرية كانت قبل نبيناص بعث الله إليهم نبينا فكفروا به وقتلوه فعذبهم الله بعذاب الاستيصال وَ لَقَد جاءَهُم رَسُولٌ مِنهُميعني‌ أهل مكة بعث الله إليهم رسولا من جنسهم فَكَذّبُوهُ وجحدوا نبوته فَأَخَذَهُمُ العَذابُ وَ هُم


صفحه : 50

ظالِمُونَ

أي ماحل بهم من الخوف والجوع المذكورين و مانالهم يوم بدر وغيره من القتل . و في قوله وَ إِذا قَرَأتَ القُرآنَ قال نزل في قوم كانوا يؤذون النبي ص بالليل إذاتلا القرآن وصلي عندالكعبة وكانوا يرمونه بالحجارة ويمنعونه من دعاء الناس إلي الدين فحال الله سبحانه بينهم وبينه حتي لايؤذوه عن الجبائي‌ والزجاج جَعَلنا بَينَكَ وَ بَينَ الّذِينَ لا يُؤمِنُونَ بِالآخِرَةِ قال الكلبي‌ هم أبوسفيان والنضر بن الحارث و أبوجهل وأم جميل امرأة أبي لهب حجب الله رسوله عن أبصارهم عندقراءة القرآن فكانوا يأتونه ويمرون به و لايرونه حِجاباً مَستُوراًقيل أي ساترا عن الأخفش والفاعل قدتكون في لفظ المفعول كالمشئوم والميمون وقيل هو علي بناء النسب أي ذا ستر وقيل مستورا عن الأعين لايبصر إنما هو من قدرة الله .وَ جَعَلنا عَلي قُلُوبِهِم أَكِنّةًالأكنة جمع كنان و هو ماوقي شيئا وستره قيل كان الله يلقي‌ عليهم النوم أويجعل في قلوبهم أكنة ليقطعهم عن مرادهم أو أنه عاقب هؤلاء الكفار الذين علم أنهم لايؤمنون بعقوبات يجعلها في قلوبهم تكون موانع من أن يفهموا مايستمعونه .وَلّوا عَلي أَدبارِهِم نُفُوراًقيل كانوا إذاسمعوابِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِولوا وقيل إذاسمعوالا إِلهَ إِلّا اللّهُ


صفحه : 51

و في قوله تعالي وَ إِن كادُوا لَيَستَفِزّونَكَ أي إن المشركين أرادوا أن يزعجوك من أرض مكة بالإخراج وقيل عن أرض المدينة يعني‌ اليهود وقيل يعني‌ جميع الكفار أرادوا أن يخرجوك من أرض العرب وقيل معناه ليقتلونك وَ إِذاً لا يَلبَثُونَ أي لوأخرجوك لكانوا لايلبثون بعدخروجك إِلّازماناقَلِيلًا ومدة يسيرة قيل وهي‌ المدة بين خروج النبي ص من مكة وقتلهم يوم بدر والصحيح أن المعنيين في الآية مشركو مكة وأنهم لم يخرجوا النبي ص من مكة ولكنهم هموا بإخراجه ثم خرج ص لماأمر بالهجرة وندموا علي خروجه ولذلك ضمنوا الأموال في رده و لوأخرجوه لاستؤصلوا بالعذاب ولماتوا طرا. و في قوله تعالي أَ لَيسَ اللّهُ بِكافٍ عَبدَهُاستفهام تقرير يعني‌ به محمداص يكفيه عداوة من يعاديه وَ يُخَوّفُونَكَكانت الكفار يخيفونه بالأوثان التي‌ كانوا يعبدونها قالوا أ ماتخاف أن يهلكك آلهتنا وقيل إنه لماقصد خالد لكسر العزي بأمر النبي ص قالوا إياك ياخالد فبأسها شديد فضرب خالد أنفها بالفأس فهشمها فقال كفرانك ياعزي لاسبحانك سبحان من أهانك

1-فس ،[تفسير القمي‌] فَكَفّ أَيدِيَهُم عَنكُميعَنيِ‌ أَهلَ مَكّةَ مِن قَبلِ أَن فَتَحَهَا فَكَفّ أَيدِيَهُم بِالصّلحِ يَومَ الحُدَيبِيَةِ

2-فس ،[تفسير القمي‌] حِجاباً مَستُوراًيعَنيِ‌ يَحجُبُ اللّهُ عَنكَ الشّيَاطِينَأَكِنّةً أَي غِشَاوَةً أَي صَمَماًنُفُوراً قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا صَلّي تَهَجّدَ بِالقُرآنِ وَ تَسَمّعَ لَهُ قُرَيشٌ لِحُسنِ صَوتِهِ فَكَانَ إِذَا قَرَأَبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِفَرّوا عَنهُ

3-فس ،[تفسير القمي‌]وَ إِن كادُوا لَيَستَفِزّونَكَ مِنَ الأَرضِيعَنيِ‌ أَهلَ مَكّةَإِلّا قَلِيلًا


صفحه : 52

حَتّي قُتِلُوا بِبَدرٍ

4-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]الدّقّاقُ عَنِ الأسَدَيِ‌ّ عَن جَرِيرِ بنِ حَازِمٍ عَن أَبِي مَسرُوقٍ عَنِ الرّضَا ع قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص أَتَاهُ أَبُو لَهَبٍ فَتَهَدّدَهُ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص إِن خُدِشتُ مِن قِبَلِكَ خَدشَةً فَأَنَا كَذّابٌ فَكَانَت أَوّلَ آيَةٍ نَزَعَ بِهَا رَسُولُ اللّهِص الخَبَرَ

5- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَنِ الجعِاَبيِ‌ّ عَنِ الفَضلِ بنِ الحُبَابِ الجمُحَيِ‌ّ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَبدِ اللّهِ الأبُلُيّ‌ّ عَن أَبِي خَالِدٍ الأسَدَيِ‌ّ عَن أَبِي بَكرِ بنِ عَيّاشٍ عَن صَدَقَةَ بنِ سَعِيدٍ الحنَفَيِ‌ّ عَن جُمَيعِ بنِ عُمَيرٍ قَالَ سَمِعتُ عَبدَ اللّهِ بنَ عُمَرَ بنِ الخَطّابِ يَقُولُ انتَهَي رَسُولُ اللّهِص إِلَي العَقَبَةِ فَقَالَ لَا يُجَاوِزُهَا أَحَدٌ فَعَوّجَ الحَكَمُ بنُ أَبِي العَاصِ فَمَهُ مُستَهزِئاً بِهِص وَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَنِ اشتَرَي شَاةً مُصَرّاةً فَهُوَ بِالخِيَارِ فَعَوّجَ الحَكَمُ فَمَهُ فَبَصُرَ بِهِ النّبِيّص فَدَعَا عَلَيهِ فَصُرِعَ شَهرَينِ ثُمّ أَفَاقَ فَأَخرَجَهُ النّبِيّص عَنِ المَدِينَةِ طَرِيداً وَ نَفَاهُ عَنهَا

6-فس ،[تفسير القمي‌] فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِوَ جَعَلنا مِن بَينِ أَيدِيهِم سَدّا وَ مِن خَلفِهِم سَدّا فَأَغشَيناهُم يَقُولُ فَأَعمَينَاهُمفَهُم لا يُبصِرُونَالهُدَي أَخَذَ اللّهُ سَمعَهُم وَ أَبصَارَهُم وَ قُلُوبَهُم فَأَعمَاهُم عَنِ الهُدَي نَزَلَت فِي أَبِي جَهلِ بنِ هِشَامٍ عَلَيهِ اللّعنَةُ وَ نَفَرٌ مِن أَهلِ بَيتِهِ وَ ذَلِكَ أَنّ النّبِيّص قَامَ يصُلَيّ‌ وَ قَد حَلَفَ أَبُو جَهلٍ لَئِن رَآهُ يصُلَيّ‌ لَيَدمَغَنّهُ فَجَاءَهُ وَ مَعَهُ حَجَرٌ وَ النّبِيّص قَائِمٌ يصُلَيّ‌ فَجَعَلَ كُلّمَا رَفَعَ الحَجَرَ لِيَرمِيَهُ


صفحه : 53

أَثبَتَ اللّهُ يَدَهُ إِلَي عُنُقِهِ وَ لَا يَدُورُ الحَجَرُ بِيَدِهِ فَلَمّا رَجَعَ إِلَي أَصحَابِهِ سَقَطَ الحَجَرُ مِن يَدِهِ ثُمّ قَامَ رَجُلٌ آخَرُ مِن رَهطِهِ أَيضاً فَقَالَ أَنَا أَقتُلُهُ فَلَمّا دَنَا مِنهُ فَجَعَلَ يَسمَعُ قِرَاءَةَ رَسُولِ اللّهِص فَأُرعِبَ فَرَجَعَ إِلَي أَصحَابِهِ فَقَالَ حَالَ بيَنيِ‌ وَ بَينَهُ كَهَيئَةِ الفَحلِ يَخطِرُ بِذَنَبِهِ فَخِفتُ أَن أَتَقَدّمَ

بيان خطر البعير بذنبه كضرب رفعه مرة بعدأخري وضرب به فخذيه

7-فس ،[تفسير القمي‌]فَاصدَع بِما تُؤمَرُ وَ أَعرِض عَنِ المُشرِكِينَ إِنّا كَفَيناكَ المُستَهزِئِينَفَإِنّهَا نَزَلَت بِمَكّةَ بَعدَ أَن نُبّئَ رَسُولُ اللّهِص بِثَلَاثِ سِنِينَ وَ ذَلِكَ أَنّ النّبُوّةَ نَزَلَت عَلَي رَسُولِ اللّهِص يَومَ الإِثنَينِ وَ أَسلَمَ عَلِيّ ع يَومَ الثّلَاثَاءِ ثُمّ أَسلَمَت خَدِيجَةُ بِنتُ خُوَيلِدٍ زَوجَةُ النّبِيّص ثُمّ دَخَلَ أَبُو طَالِبٍ إِلَي النّبِيّص وَ هُوَ يصُلَيّ‌ وَ عَلِيّ بِجَنبِهِ وَ كَانَ مَعَ أَبِي طَالِبٍ جَعفَرٌ فَقَالَ لَهُ أَبُو طَالِبٍ صَلّ جَنَاحَ ابنِ عَمّكَ فَوَقَفَ جَعفَرٌ عَلَي يَسَارِ رَسُولِ اللّهِ فَبَدَرَ رَسُولُ اللّهِ مِن بَينِهِمَا فَكَانَ يصُلَيّ‌ رَسُولُ اللّهِ وَ عَلِيّ ع وَ جَعفَرٌ وَ زَيدُ بنُ حَارِثَةَ وَ خَدِيجَةُ فَلَمّا أَتَي لِذَلِكَ ثَلَاثَ سِنِينَ أَنزَلَ اللّهُ عَلَيهِفَاصدَع بِما تُؤمَرُ وَ أَعرِض عَنِ المُشرِكِينَ إِنّا كَفَيناكَ المُستَهزِئِينَ وَ كَانَ المُستَهزِءُونَ بِرَسُولِ اللّهِص خَمسَةً الوَلِيدُ بنُ المُغِيرَةِ وَ العَاصُ بنُ وَائِلٍ وَ الأَسوَدُ بنُ المُطّلِبِ وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِ دَعَا عَلَيهِ لِمَا كَانَ بَلَغَهُ مِن إِيذَائِهِ وَ استِهزَائِهِ فَقَالَ أللّهُمّ أَعمِ بَصَرَهُ وَ أَثكِلهُ بِوَلَدِهِ فعَمَيِ‌َ بَصَرُهُ وَ قُتِلَ وَلَدُهُ بِبَدرٍ وَ الأَسوَدُ بنُ عَبدِ يَغُوثَ وَ الحَارِثُ بنُ طَلَاطِلَةَ الخزُاَعيِ‌ّ فَمَرّ الوَلِيدُ بنُ المُغِيرَةِ بِرَسُولِ اللّهِص وَ مَعَهُ جَبرَئِيلُ فَقَالَ جَبرَئِيلُ يَا مُحَمّدُ هَذَا الوَلِيدُ بنُ المُغِيرَةِ وَ هُوَ مِنَ المُستَهزِءِينَ بِكَ قَالَ نَعَم وَ قَد كَانَ مَرّ بِرَجُلٍ مِن خُزَاعَةَ عَلَي بَابِ المَسجِدِ وَ هُوَ يَرِيشُ نِبَالًا لَهُ فَوَطِئَ عَلَي بَعضِهَا فَأَصَابَ أَسفَلَ عَقِبِهِ قِطعَةٌ مِن ذَلِكَ فَدَمِيَت فَلَمّا مَرّ بِجَبرَئِيلَ أَشَارَ إِلَي ذَلِكَ المَوضِعِ فَرَجَعَ الوَلِيدُ إِلَي مَنزِلِهِ وَ نَامَ عَلَي سَرِيرِهِ وَ كَانَتِ ابنَتُهُ نَائِمَةً أَسفَلَ مِنهُ فَانفَجَرَ المَوضِعُ ألّذِي أَشَارَ إِلَيهِ جَبرَئِيلُ أَسفَلَ عَقِبِهِ فَسَالَ مِنهُ الدّمُ حَتّي صَارَ إِلَي فِرَاشِ ابنَتِهِ فَانتَبَهَتِ


صفحه : 54

ابنَتُهُ فَقَالَتِ الجَارِيَةُ انحَلّ وِكَاءُ القِربَةِ قَالَ الوَلِيدُ مَا هَذَا وِكَاءَ القِربَةِ وَ لَكِنّهُ دَمُ أَبِيكِ فاَجمعَيِ‌ لِي ولُديِ‌ وَ وُلدَ أخَيِ‌ فإَنِيّ‌ مَيّتٌ فَجَمَعَتهُم فَقَالَ لِعَبدِ اللّهِ بنِ أَبِي رَبِيعَةَ إِنّ عُمَارَةَ بنَ الوَلِيدِ بِأَرضِ الحَبَشَةِ بِدَارٍ مَضِيعَةٍ فَخُذ كِتَاباً مِن مُحَمّدٍ إِلَي النجّاَشيِ‌ّ أَن يَرُدّهُ ثُمّ قَالَ لِابنِهِ هَاشِمٍ وَ هُوَ أَصغَرُ وُلدِهِ يَا بنُيَ‌ّ أُوصِيكَ بِخَمسِ خِصَالٍ فَاحفَظهَا أُوصِيكَ بِقَتلِ أَبِي رُهمٍ الدوّسيِ‌ّ وَ إِن أَعطَوكُم ثَلَاثَ دِيَاتٍ فَإِنّهُ غلَبَنَيِ‌ عَلَي امرأَتَيِ‌ وَ هيِ‌َ بِنتُهُ وَ لَو تَرَكَهَا وَ بَعلَهَا كَانَت تَلِدُ لِيَ ابناً مِثلَكَ وَ دمَيِ‌ فِي خُزَاعَةَ وَ مَا تَعَمّدُوا قتَليِ‌ وَ أَخَافُ أَن تَنسَوا بعَديِ‌ وَ دمَيِ‌ فِي بنَيِ‌ خُزَيمَةَ بنِ عَامِرٍ وَ ديِاَتيِ‌ فِي سَقِيفٍ فَخُذهُ وَ لِأُسقُفّ نَجرَانَ عَلَيّ مِائَتَا دِينَارٍ فَاقضِهَا ثُمّ فَاضَت نَفسُهُ وَ مَرّ أَبُو زَمعَةَ الأَسوَدُ بِرَسُولِ اللّهِ فَأَشَارَ جَبرَئِيلُ إِلَي بَصَرِهِ فعَمَيِ‌َ وَ مَاتَ وَ مَرّ بِهِ الأَسوَدُ بنُ عَبدِ يَغُوثَ فَأَشَارَ جَبرَئِيلُ إِلَي بَطنِهِ فَلَم يَزَل يسَتسَقيِ‌ حَتّي انشَقّ بَطنُهُ وَ مَرّ العَاصُ بنُ وَائِلٍ فَأَشَارَ جَبرَئِيلُ إِلَي رِجلِهِ فَدَخَلَ عُودٌ فِي أَخمَصِ قَدَمِهِ وَ خَرَجَت مِن ظَاهِرِهِ وَ مَاتَ وَ مَرّ ابنُ الطّلَاطِلَةِ فَأَرسَلَ اللّهُ إِلَيهِ جَبرَئِيلَ فَأَشَارَ إِلَي وَجهِهِ فَخَرَجَ إِلَي جِبَالِ تِهَامَةَ فَأَصَابَتهُ السّمَائِمُ ثُمّ استَسقَي حَتّي انشَقّ بَطنُهُ وَ هُوَ قَولُ اللّهِإِنّا


صفحه : 55

كَفَيناكَ المُستَهزِئِينَ

بيان السمائم جمع السموم و هوالريح الحارة

8-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَبَانٍ الأَحمَرِ رَفَعَهُ قَالَ كَانَ المُستَهزِءُونَ خَمسَةً مِن قُرَيشٍ الوَلِيدُ بنُ المُغِيرَةِ المخَزوُميِ‌ّ وَ العَاصُ بنُ وَائِلٍ السهّميِ‌ّ وَ الحَارِثُ بنُ حَنظَلَةَ وَ الأَسوَدُ بنُ عَبدِ يَغُوثَ بنِ وَهبٍ الزهّريِ‌ّ وَ الأَسوَدُ بنُ المُطّلِبِ بنِ أَسَدٍ فَلَمّا قَالَ اللّهُإِنّا كَفَيناكَ المُستَهزِئِينَعَلِمَ رَسُولُ اللّهِص أَنّهُ قَد أَخزَاهُم فَأَمَاتَهُمُ اللّهُ بِشَرّ مِيتَاتٍ

9-ل ،[الخصال ]القَطّانُ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ مُحَمّدٍ الحسَنَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الخرُاَساَنيِ‌ّ عَن سَهلِ بنِ صَالِحٍ العبَاّسيِ‌ّ عَن أَبِيهِ وَ اِبرَاهِيمَ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ الأبُلُيّ‌ّ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع قَالَ ليِهَوُديِ‌ّ مِن يَهُودِ الشّامِ وَ أَحبَارِهِم فِيمَا أَجَابَهُ عَنهُ مِن جَوَابِ مَسَائِلِهِ فَأَمّا المُستَهزِءُونَ فَقَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَهُإِنّا كَفَيناكَ المُستَهزِئِينَفَقَتَلَ اللّهُ خَمسَتَهُم قَد قُتِلَ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُم بِغَيرِ قِتلَةِ صَاحِبِهِ فِي يَومٍ وَاحِدٍ أَمّا الوَلِيدُ بنُ المُغِيرَةِ فَإِنّهُ مَرّ بِنَبلٍ لِرَجُلٍ مِن خُزَاعَةَ قَد رَاشَهُ فِي الطّرِيقِ فَأَصَابَتهُ شَظِيّةٌ مِنهُ فَانقَطَعَ أَكحَلُهُ حَتّي أَدمَاهُ فَمَاتَ وَ هُوَ يَقُولُ قتَلَنَيِ‌ رَبّ مُحَمّدٍ وَ أَمّا العَاصُ بنُ وَائِلٍ السهّميِ‌ّ فَإِنّهُ خَرَجَ فِي حَاجَتِهِ لَهُ إِلَي كُدًي فَتَدَهدَهَ تَحتَهُ حَجَرٌ فَسَقَطَ فَتَقَطّعَ قِطعَةً قِطعَةً فَمَاتَ وَ هُوَ يَقُولُ قتَلَنَيِ‌ رَبّ مُحَمّدٍ وَ أَمّا الأَسوَدُ بنُ عَبدِ يَغُوثَ فَإِنّهُ خَرَجَ يَستَقبِلُ ابنَهُ زَمعَةَ وَ مَعَهُ غُلَامٌ لَهُ فَاستَظَلّ بِشَجَرَةٍ تَحتَ كُدًي فَأَتَاهُ جَبرَئِيلُ ع فَأَخَذَ رَأسَهُ فَنَطَحَ بِهِ الشّجَرَةَ فَقَالَ لِغُلَامِهِ امنَع هَذَا عنَيّ‌ فَقَالَ مَا أَرَي أَحَداً يَصنَعُ بِكَ شَيئاً إِلّا نَفسَكَ فَقَتَلَهُ وَ هُوَ يَقُولُ قتَلَنَيِ‌ رَبّ مُحَمّدٍ

قَالَ الصّدُوقُ رَحمَةُ اللّهِ عَلَيهِ وَ يُقَالُ فِي خَبَرٍ آخَرَ فِي الأَسوَدِ قَولٌ آخَرُ يُقَالُ إِنّ النّبِيّص كَانَ قَد دَعَا عَلَيهِ أَن يعُميِ‌َ اللّهُ بَصَرَهُ وَ أَن يُثكِلَهُ وَلَدَهُ فَلَمّا كَانَ فِي ذَلِكَ اليَومِ جَاءَ حَتّي صَارَ إِلَي كُدًي فَأَتَاهُ جَبرَئِيلُ بِوَرَقَةٍ خَضرَاءَ فَضَرَبَ بِهَا وَجهَهُ فعَمَيِ‌َ وَ بقَيِ‌َ


صفحه : 56

حَتّي أَثكَلَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ وَلَدَهُ يَومَ بَدرٍ ثُمّ مَاتَ وَ أَمّا الحَارِثُ بنُ الطّلَاطِلَةِ فَإِنّهُ خَرَجَ مِن بَيتِهِ فِي السّمُومِ فَتَحَوّلَ حَبَشِيّاً فَرَجَعَ إِلَي أَهلِهِ فَقَالَ أَنَا الحَارِثُ فَغَضِبُوا عَلَيهِ فَقَتَلُوهُ وَ هُوَ يَقُولُ قتَلَنَيِ‌ رَبّ مُحَمّدٍ وَ أَمّا الأَسوَدُ بنُ الحَارِثِ فَإِنّهُ أَكَلَ حُوتاً مَالِحاً فَأَصَابَهُ العَطَشُ فَلَم يَزَل يَشرَبُ المَاءَ حَتّي انشَقّ بَطنُهُ فَمَاتَ وَ هُوَ يَقُولُ قتَلَنَيِ‌ رَبّ مُحَمّدٍ كُلّ ذَلِكَ فِي سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ وَ ذَلِكَ أَنّهُم كَانُوا بَينَ يدَيَ‌ رَسُولِ اللّهِص فَقَالُوا لَهُ يَا مُحَمّدُ نَنتَظِرُ بِكَ الظّهرَ فَإِن رَجَعتَ عَن قَولِكَ وَ إِلّا قَتَلنَاكَ فَدَخَلَ النّبِيّص مَنزِلَهُ فَأَغلَقَ عَلَيهِ بَابَهُ مُغتَمّاً بِقَولِهِم فَأَتَاهُ جَبرَئِيلُ ع سَاعَتَهُ فَقَالَ لَهُ يَا مُحَمّدُ السّلَامُ يَقرَأُ عَلَيكَ السّلَامَ وَ هُوَ يَقُولُفَاصدَع بِما تُؤمَرُيعَنيِ‌ أَظهِر أَمرَكَ لِأَهلِ مَكّةَ وَ ادعُوَ أَعرِض عَنِ المُشرِكِينَ قَالَ يَا جَبرَئِيلُ كَيفَ أَصنَعُ بِالمُستَهزِءِينَ وَ مَا أوَعدَوُنيِ‌ قَالَ لَهُإِنّا كَفَيناكَ المُستَهزِئِينَ قَالَ يَا جَبرَئِيلُ كَانُوا عنِديِ‌َ السّاعَةَ بَينَ يدَيَ‌ّ فَقَالَ قَد كُفِيتَهُم فَأَظهَرَ أَمرَهُ عِندَ ذَلِكَ

قال الصدوق رحمه الله والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة و قدأخرجته بتمامه في آخر الجزء الرابع من كتاب النبوة.بيان النبل بالفتح السهام العربية وراش السهم يريشه ألزق عليه الريش والشظية بفتح الشين وكسر الظاء المعجمة وتشديد الياء الفلقة من العصا ونحوها والأكحل عرق في اليد يفصد وكداء بالفتح والمد الثنية العليا بمكة مما يلي‌ المقابر و هوالمعلي وكدا بالضم والقصر الثنية السفلي مما يلي‌ باب العمرة ويقال دهده الحجر فتدهده أي دحرجه فتدحرج

10-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّ أَبَا جَهلٍ طَلَبَ غِرّتَهُ فَلَمّا رَآهُ سَاجِداً أَخَذَ صَخرَةً لِيَطرَحَهَا عَلَيهِ أَلزَقَهَا اللّهُ بِكَفّهِ وَ لَمّا عَرَفَ أَن لَا نَجَاةَ إِلّا بِمُحَمّدٍ سَأَلَهُ أَن يَدعُوَ رَبّهُ


صفحه : 57

فَدَعَا اللّهَ فَأُطلِقَ يَدُهُ وَ طُرِحَ بِصَخرَتِهِ

11-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّ امرَأَةً مِنَ اليَهُودِ عَمِلَت لَهُ سِحراً فَظَنّت أَنّهُ يُنفِذُ فِيهِ كَيدَهَا وَ السّحرُ بَاطِلٌ مُحَالٌ إِلّا أَنّ اللّهَ دَلّهُ عَلَيهِ فَبَعَثَ مَنِ استَخرَجَهُ وَ كَانَ عَلَي الصّفَةِ التّيِ‌ ذَكَرَهَا وَ عَلَي عَدَدِ العُقَدِ التّيِ‌ عَقَدَ فِيهَا وَ وَصَفَ مَا لَو عَايَنَهُ مُعَايِنٌ لَغَفَلَ عَن بَعضِ ذَلِكَ

12-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ عَنِ ابنِ مَسعُودٍ قَالَ كُنّا مَعَ النّبِيّص فَصَلّي فِي ظِلّ الكَعبَةِ وَ نَاسٌ مِن قُرَيشٍ وَ أَبُو جَهلٍ نَحَرُوا جَزُوراً فِي نَاحِيَةِ مَكّةَ فَبَعَثُوا وَ جَاءُوا بِسَلَاهَا فَطَرَحُوهُ بَينَ كَتِفَيهِ فَجَاءَت فَاطِمَةُ ع فَطَرَحَتهُ عَنهُ فَلَمّا انصَرَفَ قَالَ أللّهُمّ عَلَيكَ بِقُرَيشٍ أللّهُمّ عَلَيكَ بأِبَيِ‌ جَهلٍ وَ بِعُتبَةَ وَ شَيبَةَ وَ وَلِيدِ بنِ عُتبَةَ وَ أُمَيّةَ بنِ خَلَفٍ وَ بِعُقبَةَ بنِ أَبِي مُعَيطٍ قَالَ عَبدُ اللّهِ وَ لَقَد رَأَيتُهُم قَتلَي فِي قَلِيبِ بَدرٍ

بيان السلا مقصورة الجلدة الرقيقة التي‌ يكون فيهاالولد من المواشي‌

13-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّ أَبَا ثَروَانَ كَانَ رَاعِياً فِي إِبِلِ عَمرِو بنِ تَمِيمٍ فَخَافَ رَسُولُ اللّهِص مِن قُرَيشٍ فَنَظَرَ إِلَي سَوَادِ الإِبِلِ فَقَصَدَ لَهُ وَ جَلَسَ بَينَهَا فَقَالَ يَا مُحَمّدُ لَا تَصلُحُ إِبِلٌ أَنتَ فِيهَا فَدَعَا عَلَيهِ فَعَاشَ شَقِيّاً يَتَمَنّي المَوتَ

14-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّ عُتبَةَ بنَ أَبِي لَهَبٍ قَالَ كَفَرتُ بِرَبّ النّجمِ فَقَالَ النّبِيّص أَ مَا تَخَافُ أَن يَأكُلَكَ كَلبُ اللّهِ فَخَرَجَ فِي تِجَارَةٍ إِلَي اليَمَنِ فَبَينَمَا هُم قَد عَرّسُوا إِذ سَمِعَ صَوتَ الأَسَدِ فَقَالَ لِأَصحَابِهِ إنِيّ‌ مَأكُولٌ بِدُعَاءِ مُحَمّدٍ فَنَامُوا حَولَهُ فَضُرِبَ عَلَي آذَانِهِم فَجَاءَهُ الأَسَدُ حَتّي أَخَذَهُ فَمَا سَمِعُوا إِلّا صَوتَهُ

وَ فِي خَبَرٍ آخَرَ أَنّهُ لَمّا قَالَ كَفَرتُ باِلذّيِ‌ دَنَا فَتَدَلّي وَ تَفَلَ فِي وَجهِ مُحَمّدٍ قَالَص أللّهُمّ سَلّط عَلَيهِ كَلباً مِن كِلَابِكَ فَخَرَجُوا إِلَي الشّامِ فَنَزَلُوا مَنزِلًا


صفحه : 58

فَقَالَ لَهُم رَاهِبٌ مِنَ الدّيرِ هَذِهِ أَرضٌ مَسبَعَةٌ فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ يَا مَعشَرَ قُرَيشٍ أَعِينُونَا هَذِهِ اللّيلَةَ إنِيّ‌ أَخَافُ عَلَيهِ دَعوَةَ مُحَمّدٍ فَجَمَعُوا جمالهم [أَحمَالَهُم] وَ فَرَشُوا لِعُتبَةَ فِي أَعلَاهَا وَ نَامُوا حَولَهُ فَجَاءَ الأَسَدُ يَتَشَمّمُ وُجُوهَهُم ثُمّ ثَنّي ذَنَبَهُ فَوَثَبَ فَضَرَبَهُ بِيَدِهِ ضَربَةً وَاحِدَةً فَخَدَشَهُ قَالَ قتَلَنَيِ‌ فَمَاتَ مَكَانَهُ

قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]روت العامة عن الصادق ع و عن ابن عباس وذكر مثله

15-يج ،[الخرائج والجرائح ] مِن مُعجِزَاتِهِ أَنّهُص كَانَ يصُلَيّ‌ مُقَابِلَ الحَجَرِ الأَسوَدِ وَ يَستَقبِلُ بَيتَ المَقدِسِ وَ يَستَقبِلُ الكَعبَةَ فَلَا يَرَي حَتّي يَفرُغَ مِن صَلَاتِهِ وَ كَانَ يَستَتِرُ بِقَولِهِوَ إِذا قَرَأتَ القُرآنَ جَعَلنا بَينَكَ وَ بَينَ الّذِينَ لا يُؤمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجاباً مَستُوراً وَ بِقَولِهِأُولئِكَ الّذِينَ طَبَعَ اللّهُ عَلي قُلُوبِهِم وَ بِقَولِهِوَ جَعَلنا عَلي قُلُوبِهِم أَكِنّةً أَن يَفقَهُوهُ وَ فِي آذانِهِم وَقراً وَ بِقَولِهِأَ فَرَأَيتَ مَنِ اتّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ وَ أَضَلّهُ اللّهُ عَلي عِلمٍ وَ خَتَمَ عَلي سَمعِهِ وَ قَلبِهِ وَ جَعَلَ عَلي بَصَرِهِ غِشاوَةً

16-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ قَالَ قَالَ عَبدُ اللّهِ بنُ أُمَيّةَ لِرَسُولِ اللّهِ إِنّا لَن نُؤمِنَ لَكَ حَتّي تَأتِيَنَابِاللّهِ وَ المَلائِكَةِ قَبِيلًا أَو يَكُونَ لَكَ بَيتٌ مِن زُخرُفٍ أَو تَرقي فِي السّماءِ وَ لَن نُؤمِنَ لِرُقِيّكَ وَ اللّهِ لَو فَعَلتَ ذَلِكَ مَا كُنتُ أدَريِ‌ أَ صَدَقتَ أَم لَا فَانصَرَفَ النّبِيّص ثُمّ نَظَرُوا فِي أُمُورِهِم فَقَالَ أَبُو جَهلٍ لَئِن أَصبَحتُ وَ هُوَ قَد دَخَلَ المَسجِدَ لَأَطرَحَنّ عَلَي رَأسِهِ أَعظَمَ حَجَرٍ أَقدِرُ عَلَيهِ فَدَخَلَ رَسُولُ اللّهِص المَسجِدَ فَصَلّي فَأَخَذَ


صفحه : 59

أَبُو جَهلٍ الحَجَرَ وَ قُرَيشٌ تَنظُرُ فَلَمّا دَنَا ليِرَميِ‌َ بِالحَجَرِ مِن يَدِهِ أَخَذَتهُ الرّعدَةُ فَقَالُوا مَا لَكَ قَالَ رَأَيتُ أَمثَالَ الجِبَالِ مُتَقَنّعِينَ فِي الحَدِيدِ لَو تَحَرّكتُ أخَذَوُنيِ‌

17-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ عَن جَابِرٍ قَالَ إِنّ الحَكَمَ بنَ العَاصِ عَمّ عُثمَانَ بنِ عَفّانَ كَانَ يسَتهَز‌ِئُ مِن رَسُولِ اللّهِ بِخُطوَتِهِ فِي مِشيَتِهِ وَ يَسخَرُ مِنهُ وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَوماً وَ الحَكَمُ خَلفَهُ يُحَرّكُ كَتِفَيهِ وَ يَكسِرُ يَدَيهِ خَلفَ رَسُولِ اللّهِ استِهزَاءً مِنهُ بِمِشيَتِهِص فَأَشَارَ رَسُولُ اللّهِص بِيَدِهِ وَ قَالَ هَكَذَا فَكُن فبَقَيِ‌َ الحَكَمُ عَلَي تِلكَ الحَالِ مِن تَحرِيكِ أَكتَافِهِ وَ تَكَسّرِ يَدَيهِ ثُمّ نَفَاهُ عَنِ المَدِينَةِ وَ لَعَنَهُ فَكَانَ مَطرُوداً إِلَي أَيّامِ عُثمَانَ فَرَدّهُ إِلَي المَدِينَةِ

18-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ صَلّي رَسُولُ اللّهِص فِي بَعضِ الليّاَليِ‌ فَقَرَأَتَبّت يَدا أَبِي لَهَبٍفَقِيلَ لِأُمّ جَمِيلٍ أُختِ أَبِي سُفيَانَ امرَأَةِ أَبِي لَهَبٍ إِنّ مُحَمّداً لَم يَزَلِ البَارِحَةَ يَهتِفُ بِكِ وَ بِزَوجِكِ فِي صَلَاتِهِ وَ يَقنُتُ عَلَيكُمَا فَخَرَجَت تَطلُبُهُ وَ هيِ‌َ تَقُولُ لَئِن رَأَيتُهُ لَأَسمَعتُهُ وَ جَعَلَت تُنشِدُ مَن أَحَسّ لِي مُحَمّداً حَتّي انتَهَت إِلَي رَسُولِ اللّهِ وَ أَبُو بَكرٍ جَالِسٌ مَعَهُ فَقَالَ أَبُو بَكرٍ يَا رَسُولَ اللّهِ لَوِ انتَحَيتَ فَإِنّ أُمّ جَمِيلٍ قَد أَقبَلَت وَ أَنَا خَائِفٌ أَن تُسمِعَكَ شَيئاً فَقَالَ إِنّهَا لَم ترَنَيِ‌ فَجَاءَت حَتّي قَامَت عَلَيهِ وَ قَالَت يَا أَبَا بَكرٍ أَ رَأَيتَ مُحَمّداً قَالَ لَا فَمَضَت رَاجِعَةً إِلَي بَيتِهَا فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع ضَرَبَ اللّهُ بَينَهُمَا حِجَاباً أَصفَرَ وَ كَانَت تَقُولُ لَهُص مُذَمّمٌ وَ كَذَا قُرَيشٌ كُلّهُم فَقَالَ النّبِيّص إِنّ اللّهَ أَنسَاهُم اسميِ‌ وَ هُم يَعلَمُونَ يُسَمّونَ مُذَمّماً وَ أَنَا مُحَمّدٌ


صفحه : 60

19-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]جَابِرُ بنُ عَبدِ اللّهِ أَنّ النّبِيّص نَزَلَ تَحتَ شَجَرَةٍ فَعَلّقَ بِهَا سَيفَهُ ثُمّ نَامَ فَجَاءَ أعَراَبيِ‌ّ فَأَخَذَ السّيفَ وَ قَامَ عَلَي رَأسِهِ فَاستَيقَظَ النّبِيُص فَقَالَ يَا مُحَمّدُ مَن يَعصِمُكَ الآنَ منِيّ‌ قَالَ اللّهُ تَعَالَي فَرَجَفَ وَ سَقَطَ السّيفُ مِن يَدِهِ

وَ فِي خَبَرٍ آخَرَ أَنّهُ بقَيِ‌َ جَالِساً زَمَاناً وَ لَم يُعَاقِبهُ النّبِيّص

الثمّاَليِ‌ّ فِي تَفسِيرِ قَولِهِيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا اذكُرُوا نِعمَتَ اللّهِ عَلَيكُم إِذ هَمّ قَومٌ أَنّ القَاصِدَ إِلَي النّبِيّص كَانَ دُعثُورَ بنَ الحَارِثِ فَدَفَعَ جَبرَئِيلُ فِي صَدرِهِ فَوَقَعَ السّيفُ مِن يَدِهِ فَأَخَذَهُ رَسُولُ اللّهِ وَ قَامَ عَلَي رَأسِهِ فَقَالَ مَا يَمنَعُكَ منِيّ‌ فَقَالَ لَا أَحَدَ وَ أَنَا أَعهَدُ أَن لَا أُقَاتِلَكَ أَبَداً وَ لَا أُعِينَ عَلَيكَ عَدُوّاً فَأَطلَقَهُ فَسُئِلَ بَعدَ انصِرَافِهِ عَن حَالِهِ فَقَالَ نَظَرتُ إِلَي رَجُلٍ طَوِيلٍ أَبيَضَ دَفَعَ فِي صدَريِ‌ فَعَرَفتُ أَنّهُ مَلَكٌ وَ يُقَالُ إِنّهُ أَسلَمَ وَ جَعَلَ يَدعُو قَومَهُ إِلَي الإِسلَامِ

حُذَيفَةُ وَ أَبُو هُرَيرَةَ جَاءَ أَبُو جَهلٍ إِلَي النّبِيّص وَ هُوَ يصُلَيّ‌ لِيَطَأَ عَلَي رَقَبَتِهِ فَجَعَلَ يَنكُصُ عَلَي عَقِبَيهِ فَقِيلَ لَهُ مَا لَكَ قَالَ إِنّ بيَنيِ‌ وَ بَينَهُ خَندَقاً مِن نَارٍ مَهُولًا وَ رَأَيتُ مَلَائِكَةً ذوَيِ‌ أَجنِحَةٍ فَقَالَ النّبِيّص لَو دَنَا منِيّ‌ لَاختَطَفَتهُ المَلَائِكَةُ عُضواً عُضواً فَنَزَلَأَ رَأَيتَ ألّذِي يَنهيالآيَاتِ

ابنُ عَبّاسٍ أَنّ قُرَيشاً اجتَمَعُوا فِي الحِجرِ فَتَعَاقَدُوا بِاللّاتِ وَ العُزّي وَ مَنَاةَ لَو رَأَينَا مُحَمّداً لَقُمنَا مَقَامَ رَجُلٍ وَاحِدٍ وَ لَنَقتُلَنّهُ فَدَخَلَت فَاطِمَةُ ع عَلَي النّبِيّص بَاكِيَةً وَ حَكَت مَقَالَهُم فَقَالَ يَا بُنَيّةُ أحَضرِيِ‌ لِي وَضُوءاً فَتَوَضّأَ ثُمّ خَرَجَ إِلَي المَسجِدِ فَلَمّا رَأَوهُ قَالُوا هَا هُوَ ذَا وَ خُفِضَت رُءُوسُهُم وَ سَقَطَت أَذقَانُهُم فِي صُدُورِهِم فَلَم يَصِل إِلَيهِ رَجُلٌ مِنهُم فَأَخَذَ النّبِيّص قَبضَةً مِنَ التّرَابِ فَحَصَبَهُم بِهَا وَ قَالَ شَاهَتِ الوُجُوهُ


صفحه : 61

فَمَا أَصَابَ رَجُلًا مِنهُم إِلّا قُتِلَ يَومَ بَدرٍ

مُحَمّدُ بنُ إِسحَاقَ لَمّا خَرَجَ النّبِيّص مُهَاجِراً تَبِعَهُ سُرَاقَةُ بنُ جُعشُمٍ مَعَ خَيلِهِ فَلَمّا رَآهُ رَسُولُ اللّهِص دَعَا فَكَانَ قَوَائِمُ فَرَسِهِ سَاخَت حَتّي تَغَيّبَت فَتَضَرّعَ إِلَي النّبِيّص حَتّي دَعَا وَ صَارَ إِلَي وَجهِ الأَرضِ فَقَصَدَ كَذَلِكَ ثَلَاثاً وَ النّبِيّص يَقُولُ يَا أَرضُ خُذِيهِ وَ إِذَا تَضَرّعَ قَالَ دَعِيهِ فَكَفّ بَعدَ الرّابِعَةِ وَ أَضمَرَ أَن لَا يَعُودَ إِلَي مَا يَسُوؤُهُ

وَ فِي رِوَايَةٍ وَ اتّبَعَهُ دُخَانٌ حَتّي استَغَاثَهُ فَانطَلَقَتِ الفَرَسُ فَعَذَلَهُ أَبُو جَهلٍ فَقَالَ سُرَاقَةُ


أَبَا حَكَمٍ وَ اللّاتِ لَو كُنتَ شَاهِداً   لِأَمرِ جوَاَديِ‌ إِذ تَسِيخُ قَوَائِمُهُ

عَجِبتَ وَ لَم تَشكُك بِأَنّ مُحَمّداً   نبَيِ‌ّ وَ بُرهَانٌ فَمَن ذَا يُكَاتِمُهُ

عَلَيكَ فَكَفّ النّاسُ عَنهُ فإَنِنّيِ‌   أَرَي أَمرَهُ يَوماً سَتَبدُو مَعَالِمُهُ

وَ كَانَص مَارّاً فِي بَطحَاءِ مَكّةَ فَرَمَاهُ أَبُو جَهلٍ بِحَصَاةٍ فَوَقَفَتِ الحَصَاةُ مُعَلّقَةً سَبعَةَ أَيّامٍ وَ لَيَالِيَهَا فَقَالُوا مَن يَرفَعُهَا قَالَ يَرفَعُهُألّذِي رَفَعَ السّماواتِ بِغَيرِ عَمَدٍ تَرَونَها

عِكرِمَةُ لَمّا غَزَا يَومَ حُنَينٍ قَصَدَ إِلَيهِ شَيبَةُ بنُ عُثمَانَ بنِ أَبِي طَلحَةَ عَن يَمِينِهِ فَوَجَدَ عَبّاساً فَأَتَي عَن يَسَارِهِ فَوَجَدَ أَبَا سُفيَانَ بنَ الحَارِثِ فَأَتَي مِن خَلفِهِ فَوَقَعَت بَينَهُمَا شُوَاظٌ مِن نَارٍ فَرَجَعَ القَهقَرَي فَرَجَعَ النّبِيّص إِلَيهِ وَ قَالَ يَا شَيبُ يَا شَيبُ ادنُ منِيّ‌ أللّهُمّ أَذهِب عَنهُ الشّيطَانَ قَالَ فَنَظَرتُ إِلَيهِ وَ لَهُوَ أَحَبّ إلِيَ‌ّ مِن سمَعيِ‌ وَ بصَرَيِ‌ فَقَالَ يَا شَيبُ قَاتِلِ الكُفّارَ فَلَمّا انقَضَي القِتَالُ دَخَلَ عَلَيهِ فَقَالَ ألّذِي أَرَادَ اللّهُ بِكَ خَيرٌ مِمّا أَرَدتَهُ لِنَفسِكَ وَ حَدّثَهُ بِجَمِيعِ مَا زَوَي فِي نَفسِهِ فَأَسلَمَ

ابنُ عَبّاسٍ فِي قَولِهِوَ يُرسِلُ الصّواعِقَ قَالَ قَالَ عَامِرُ بنُ الطّفَيلِ لِأَربَدَ بنِ قَيسٍ قَد شَغَلتُهُ عَنكَ مِرَاراً فَأَلّا ضَرَبتَهُ يعَنيِ‌ النّبِيّص فَقَالَ أَربَدُ أَرَدتُ ذَلِكَ مَرّتَينِ فَاعتَرَضَ لِي فِي أَحَدِهِمَا حَائِطٌ مِن حَدِيدٍ ثُمّ رَأَيتُكَ الثّانِيَةَ بيَنيِ‌ وَ بَينَهُ أَ فَأَقتُلُكَ


صفحه : 62

وَ فِي رِوَايَةِ الكلَبيِ‌ّ أَنّهُ لَمّا اختَرَطَ مِن سَيفِهِ شِبراً لَم يَقدِر عَلَي سَلّهِ فَقَالَ النّبِيّص أللّهُمّ اكفِنِيهِمَا بِمَا شِئتَ

وَ فِي رِوَايَةٍ أَنّ السّيفَ لَصِقَ بِهِ وَ فِي الرّوَايَاتِ كُلّهَا أَنّهُ لَم يَصِل وَاحِدٌ مِنهُمَا إِلَي مَنزِلِهِ أَمّا عَامِرٌ فَغَدّ فِي دِيَارِ بنَيِ‌ سَلُولٍ فَجَعَلَ يَقُولُ أَ غُدّةً كَغُدّةِ البَعِيرِ وَ مَوتاً فِي بَيتِ السّلُولِيّةِ وَ أَمّا أَربَدُ فَارتَفَعَت لَهُ سَحَابَةٌ فَرَمَتهُ بِصَاعِقَةٍ فَأَحرَقَتهُ وَ كَانَ أَخَا لَبِيدٍ لِأُمّهِ فَقَالَ يَرثِيهِ


فجَعّنَيِ‌ الرّعدُ وَ الصّوَاعِقُ بِالفَارِسِ   يَومَ الكَرِيهَةِ النّجدِ

أَخشَي عَلَي أَربَدِ الحُتُوفِ وَ لَا   أَرهَبُ نَوءَ السّمَاكِ وَ الأَسَدِ

ابنُ عَبّاسٍ وَ أَنَسٌ وَ عَبدُ اللّهِ بنُ مُغَفّلٍ أَنّ ثَمَانِينَ رَجُلًا مِن أَهلِ مَكّةَ هَبَطُوا مِن جَبَلِ التّنعِيمِ عِندَ صَلَاةِ الفَجرِ عَامَ الحُدَيبِيَةِ لِيَقتُلُوهُم

وَ فِي رِوَايَةٍ كَانَ النّبِيّص جَالِساً فِي ظِلّ شَجَرَةٍ وَ بَينَ يَدَيهِ عَلِيّ ع يَكتُبُ الصّلحَ وَ هُم ثَلَاثُونَ شَابّاً فَدَعَا عَلَيهِمُ النّبِيّص فَأَخَذَ اللّهُ بِأَبصَارِهِم حَتّي أَخَذنَاهُم فَخَلّي سَبِيلَهُم فَنَزَلَوَ هُوَ ألّذِي كَفّ أَيدِيَهُم عَنكُم

ابنُ جُبَيرٍ وَ ابنُ عَبّاسٍ وَ مُحَمّدُ بنُ ثَورٍ فِي قَولِهِفَاصدَع بِما تُؤمَرُالآيَاتِ كَانَ المُستَهزِءُونَ بِهِ جَمَاعَةً مِثلُ الوَلِيدِ بنِ المُغِيرَةِ المخَزوُميِ‌ّ وَ الأَسوَدُ بنُ عَبدِ يَغُوثَ الزهّريِ‌ّ وَ أَبُو زَمعَةَ الأَسوَدُ بنُ المُطّلِبِ وَ العَاصُ بنُ وَائِلٍ السهّميِ‌ّ وَ الحَارِثُ بنُ قَيسٍ السهّميِ‌ّ وَ عُقبَةُ بنُ أَبِي مُعَيطٍ وَ فَيهَلَةُ بنُ عَامِرٍ الفهِريِ‌ّ وَ الأَسوَدُ بنُ الحَارِثِ وَ أَبُو أُحَيحَةَ وَ سَعِيدُ بنُ العَاصِ وَ النّضرُ بنُ الحَارِثِ العبَدرَيِ‌ّ وَ الحَكَمُ بنُ العَاصِ بنِ أُمَيّةَ وَ عُتبَةُ بنُ رَبِيعَةَ وَ طُعَيمَةُ بنُ عدَيِ‌ّ وَ الحَارِثُ بنُ عَامِرِ بنِ نَوفَلٍ وَ أَبُو البخَترَيِ‌ّ العَاصُ بنُ هَاشِمِ بنِ أَسَدٍ وَ أَبُو جَهلٍ وَ أَبُو لَهَبٍ وَ كُلّهُم قَد أَفنَاهُمُ اللّهُ بِأَشَدّ نَكَالٍ وَ كَانُوا قَالُوا لَهُ يَا مُحَمّدُ نَنتَظِرُ بِكَ إِلَي الظّهرِ فَإِن رَجَعتَ عَن قَولِكَ وَ إِلّا قَتَلنَاكَ فَدَخَلَص مَنزِلَهُ وَ أَغلَقَ عَلَيهِ بَابَهُ فَأَتَاهُ جَبرَئِيلُ سَاعَتَهُ فَقَالَ لَهُ يَا مُحَمّدُ السّلَامُ يَقرَأُ عَلَيكَ السّلَامَ وَ هُوَ يَقُولُ اصدَع بِمَا تُؤمَرُ وَ أَنَا مَعَكَ


صفحه : 63

وَ قَد أمَرَنَيِ‌ ربَيّ‌ بِطَاعَتِكَ فَلَمّا أَتَيَا البَيتَ رَمَي الأَسوَدُ بنُ المُطّلِبِ فِي وَجهِهِ بِوَرَقَةٍ خَضرَاءَ فَقَالَ أللّهُمّ أَعمِ بَصَرَهُ وَ أَثكِلهُ وَلَدَهُ فعَمَيِ‌َ وَ أَثكَلَهُ اللّهُ وَلَدَهُ

وَ روُيِ‌َ أَنّهُ أَشَارَ إِلَي عَينِهِ فعَمَيِ‌َ وَ جَعَلَ يَضرِبُ رَأسَهُ عَلَي الجِدَارِ حَتّي هَلَكَ ثُمّ مَرّ بِهِ الأَسوَدُ بنُ عَبدِ يَغُوثَ فَأَومَأَ إِلَي بَطنِهِ فَاستَسقَي مَاءً وَ مَاتَ حَبَناً وَ مَرّ بِهِ الوَلِيدُ فَأَومَأَ إِلَي جُرحٍ اندَمَلَ فِي بَطنِ رِجلِهِ مِن نَبلٍ فَتَعَلّقَت بِهِ شَوكَةُ فَنَنٍ فَخَدَشَت سَاقَهُ وَ لَم يَزَل مَرِيضاً حَتّي مَاتَ وَ نَزَلَ فِيهِسَأُرهِقُهُ صَعُوداً وَ إِنّهُ يُكَلّفُ أَن يَصعَدَ جَبَلًا فِي النّارِ مِن صَخرَةٍ مَلسَاءَ فَإِذَا بَلَغَ أَعلَاهَا لَم يُترَك أَن يَتَنَفّسَ فَيُجذَبُ إِلَي أَسفَلِهَا ثُمّ يُكَلّفُ مِثلَ ذَلِكَ وَ مَرّ بِهِ العَاصُ فَعَابَهُ فَخَرَجَ مِن بَيتِهِ فَلَفَحَتهُ السّمُومُ فَلَمّا انصَرَفَ إِلَي دَارِهِ لَم يَعرِفُوهُ فَبَاعَدُوهُ فَمَاتَ غَمّاً

وَ روُيِ‌َ أَنّهُم غَضِبُوا عَلَيهِ فَقَتَلُوهُ

وَ روُيِ‌َ أَنّهُ وَطِئَ عَلَي شِبرِقَةٍ فَدَخَلَت فِي أَخمَصِ رِجلِهِ فَقَالَ لُدِغتُ فَلَم يَزَل يَحُكّهَا حَتّي مَاتَ وَ مَرّ بِهِ الحَارِثُ فَأَومَأَ إِلَي رَأسِهِ فَتَقَيّأَ قَيحاً وَ يُقَالُ إِنّهُ لَدَغَتهُ الحَيّةُ وَ يُقَالُ خَرَجَ إِلَي كُدًي فَتَدَهدَهَ عَلَيهِ حَجَرٌ فَتَقَطّعَ أَوِ استَقبَلَ ابنَهُ فِي سَفَرٍ فَضَرَبَ جَبرَئِيلُ رَأسَهُ عَلَي شَجَرَةٍ وَ هُوَ يَقُولُ يَا بنُيَ‌ّ أدَركِنيِ‌ فَيَقُولُ لَا أَرَي أَحَداً حَتّي مَاتَ وَ أَمّا الأَسوَدُ بنُ الحَارِثِ أَكَلَ حُوتاً فَأَصَابَهُ العَطَشُ فَلَم يَزَل يَشرَبُ المَاءَ حَتّي انشَقّت بَطنُهُ وَ أَمّا فَيهَلَةُ بنُ عَامِرٍ فَخَرَجَ يُرِيدُ الطّائِفَ فَفُقِدَ وَ لَم يُوجَد وَ أَمّا عَيطَلَةُ فَاستَسقَي فَمَاتَ وَ يُقَالُ أَتَي بِشَوكٍ فَأَصَابَ عَينَيهِ فَسَالَت حَدَقَتُهُ عَلَي وَجهِهِ وَ أَمّا أَبُو لَهَبٍ فَإِنّهُ سَأَلَ أَبَا سُفيَانَ عَن قِصّةِ بَدرٍ فَقَالَ إِنّا لَقِينَاهُم فَمَنَحنَاهُم أَكتَافَنَا فَجَعَلُوا يَقتُلُونَنَا وَ يَأسِرُونَنَا كَيفَ شَاءُوا وَ ايمُ اللّهِ مَعَ ذَلِكَ مَا مَكَثَ النّاسُ لَقِينَا رِجَالًا بِيضاً عَلَي خَيلٍ بُلقٍ بَينَ السّمَاءِ وَ الأَرضِ لَا يَقُومُ لَهَا شَيءٌ فَقَالَ أَبُو رَافِعٍ لِأُمّ الفَضلِ بِنتِ العَبّاسِ تِلكَ المَلَائِكَةُ


صفحه : 64

فَجَعَلَ يضَربِنُيِ‌ فَضَرَبَت أُمّ الفَضلِ عَلَي رَأسِهِ بِعَمُودِ الخَيمَةِ فَلَقَت رَأسَهُ شَجّةٌ مُنكَرَةٌ فَعَاشَ سَبعَ لَيَالٍ وَ قَد رَمَاهُ اللّهُ بِالعَدَسَةِ وَ لَقَد تَرَكَهُ ابنَاهُ ثَلَاثاً لَا يَدفِنَانِهِ وَ كَانَت قُرَيشٌ تتَقّيِ‌ العَدَسَةَ فَدَفَنُوهُ بِأَعلَي مَكّةَ عَلَي جِدَارٍ وَ قَذَفُوا عَلَيهِ الحِجَارَةَ حَتّي وَارَوهُ وَ نَزَلَ قَولُهُ تَعَالَيلَقَد حَقّ القَولُالآيَاتِ فِي أَبِي جَهلٍ وَ ذَلِكَ أَنّهُ كَانَ حَلَفَ لَئِن رَأَي مُحَمّداً يصُلَيّ‌ لَيَرضَخَنّ رَأسَهُ فَأَتَاهُ وَ هُوَ يصُلَيّ‌ وَ مَعَهُ حَجَرٌ لِيَدمَغَنّهُ فَلَمّا رَفَعَهُ أُثبِتَت يَدُهُ إِلَي عُنُقِهِ وَ لَزِقَ الحَجَرُ بِيَدِهِ فَلَمّا عَادَ إِلَي أَصحَابِهِ وَ أَخبَرَهُم بِمَا رَأَي سَقَطَ الحَجَرُ مِن يَدِهِ فَقَالَ رَجُلٌ مِن بنَيِ‌ مَخزُومٍ أَنَا أَقتُلُهُ بِهَذَا الحَجَرِ فَأَتَاهُ وَ هُوَ يصُلَيّ‌ لِيَرمِيَهُ بِالحَجَرِ فَأَغشَي اللّهُ بَصَرَهُ فَجَعَلَ يَسمَعُ صَوتَهُ وَ لَا يَرَاهُ فَرَجَعَ إِلَي أَصحَابِهِ فَلَم يَرَهُم حَتّي نَادَوهُ مَا صَنَعتَ فَقَالَ مَا رَأَيتُهُ وَ لَقَد سَمِعتُ صَوتَهُ وَ حَالَ بيَنيِ‌ وَ بَينَهُ كَهَيئَةِ الفَحلِ يَخطِرُ بِذَنَبِهِ لَو دَنَوتُ مِنهُ لأَكَلَنَيِ‌

ابنُ عَبّاسٍ فِي قَولِهِوَ جَعَلنا مِن بَينِ أَيدِيهِم سَدّا أَنّ قُرَيشاً اجتَمَعَت فَقَالَت لَئِن دَخَلَ مُحَمّدٌ لَنَقُومَنّ إِلَيهِ قِيَامَ رَجُلٍ وَاحِدٍ فَدَخَلَ النّبِيّص فَجَعَلَ اللّهُ مِن بَينِ أَيدِيهِم سَدّاً فَلَم يُبصِرُوهُ فَصَلّيص ثُمّ أَتَاهُم فَجَعَلَ يَنثُرُ عَلَي رُءُوسِهِمُ التّرَابَ وَ هُم لَا يَرَونَهُ فَلَمّا جَلَي عَنهُم رَأَوُا التّرَابَ فَقَالُوا هَذَا مَا سَحَرَكُمُ ابنُ أَبِي كَبشَةَ وَ لَمّا نَزَلَتِ الأَحزَابُ عَلَي المَدِينَةِ عَبّي أَبُو سُفيَانَ سَبعَةَ آلَافِ رَامٍ كَوكَبَةً وَاحِدَةً ثُمّ قَالَ ارمُوهُم رَشقاً وَاحِداً فَوَقَعَ فِي أَصحَابِ النّبِيّص سِهَامٌ كَثِيرَةٌ فَشَكَوا ذَلِكَ إِلَي النّبِيّص فَلَوّحَ إِلَي السّهَامِ بِكُمّهِ وَ دَعَا بِدَعَوَاتٍ فَهَبّت رِيحٌ عَاصِفَةٌ فَرُدّتِ السّهَامُ


صفحه : 65

إِلَي القَومِ فَكُلّ مَن رَمَي سَهماً عَادَ السّهمُ إِلَيهِ فَوَقَعَ فِيهِ جُرحُهُ بِقُدرَةِ اللّهِ وَ بَرَكَةِ رَسُولِهِ وَ دَخَلَ النّبِيّص مَعَ مَيسَرَةَ إِلَي حِصنٍ مِن حُصُونِ اليَهُودِ لِيَشتَرُوا خُبزاً وَ أُدماً فَقَالَ يهَوُديِ‌ّ عنِديِ‌ مُرَادُكَ وَ مَضَي إِلَي مَنزِلِهِ وَ قَالَ لِزَوجَتِهِ أطَلعِيِ‌ إِلَي عاَليِ‌ الدّارِ فَإِذَا دَخَلَ هَذَا الرّجُلُ فاَرميِ‌ هَذِهِ الصّخرَةَ عَلَيهِ فَأَدَارَتِ المَرأَةُ الصّخرَةَ فَهَبَطَ جَبرَئِيلُ فَضَرَبَ الصّخرَةَ بِجَنَاحِهِ فَخَرَقَتِ الجِدَارُ وَ أَتَت تَهتَزّ كَأَنّهَا صَاعِقَةٌ فَأَحَاطَت بِحَلقِ المَلعُونِ وَ صَارَت فِي عُنُقِهِ كَدَورِ الرّحَي فَوَقَعَ كَأَنّهُ المَصرُوعُ فَلَمّا أَفَاقَ جَلَسَ وَ هُوَ يبَكيِ‌ فَقَالَ لَهُ النّبِيّص وَيلَكَ مَا حَمَلَكَ عَلَي هَذَا الفِعَالِ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ لَم يَكُن لِي فِي المَتَاعِ حَاجَةٌ بَل أَرَدتُ قَتلَكَ وَ أَنتَ مَعدِنُ الكَرَمِ وَ سَيّدُ العَرَبِ وَ العَجَمِ اعفُ عنَيّ‌ فَرَحِمَهُ النّبِيّص فَانزَاحَتِ الصّخرَةُ عَن عُنُقِهِ

جَابِرٌ وَ ابنُ عَبّاسٍ قَالَ رَجُلٌ مِن قُرَيشٍ لَأَقتُلَنّ مُحَمّداً فَوَثَبَ بِهِ فَرَسُهُ فَاندَقّت رَقَبَتُهُ وَ استَغَاثَ النّاسَ إِلَي مَعمَرِ بنِ يَزِيدَ وَ كَانَ أَشجَعَ النّاسِ وَ مُطَاعاً فِي بنَيِ‌ كِنَانَةَ فَقَالَ لِقُرَيشٍ أَنَا أُرِيحُكُم مِنهُ فعَنِديِ‌ عِشرُونَ أَلفَ مُدَجّجٍ فَلَا أَرَي هَذَا الحيَ‌ّ مِن بنَيِ‌ هَاشِمٍ يَقدِرُونَ عَلَي حرَبيِ‌ فَإِن سأَلَوُنيِ‌َ الدّيَةَ أَعطَيتُهُم عَشرَ دِيَاتٍ ففَيِ‌ ماَليِ‌ سَعَةٌ وَ كَانَ يَتَقَلّدُ بِسَيفٍ طُولُهُ عَشَرَةُ أَشبَارٍ فِي عَرضِ شِبرٍ فَأَهوَي إِلَي النّبِيّص بِسَيفِهِ وَ هُوَ سَاجِدٌ فِي الحِجرِ فَلَمّا قَرُبَ مِنهُ عَثَرَ بِدِرعِهِ فَوَقَعَ ثُمّ قَامَ وَ قَد أدُميِ‌َ وَجهُهُ بِالحِجَارَةِ وَ هُوَ يَعدُو أَشَدّ العَدوِ حَتّي بَلَغَ البَطحَاءَ فَاجتَمَعُوا إِلَيهِ وَ غَسَلُوا الدّمَ عَن وَجهِهِ وَ قَالُوا مَا ذَا أَصَابَكَ فَقَالَ المَغرُورُ وَ اللّهِ مَن غَرَرتُمُوهُ قَالُوا مَا شَأنُكَ قَالَ دعَوُنيِ‌ تَعدُ إِلَي نفَسيِ‌ مَا رَأَيتُ كَاليَومِ قَالُوا مَا ذَا أَصَابَكَ قَالَ لَمّا دَنَوتُ مِنهُ وَثَبَ إلِيَ‌ّ مِن عِندِ رَأسِهِ شُجَاعَانِ أَقرَعَانِ يَنفُخَانِ بِالنّيرَانِ

وَ روُيِ‌َ أَنّ كَلدَةَ بنَ أَسَدٍ رَمَي رَسُولَ اللّهِص بِمِزرَاقٍ وَ هُوَ بَينَ دَارِ عَقِيلٍ وَ عِقَالٍ فَعَادَ المِزرَاقُ إِلَيهِ فَوَقَعَ فِي صَدرِهِ فَعَادَ فَزِعاً وَ انهَزَمَ وَ قِيلَ لَهُ مَا لَكَ قَالَ وَيحَكُم أَ مَا


صفحه : 66

تَرَونَ الفَحلَ خلَفيِ‌ قَالُوا مَا نَرَي شَيئاً قَالَ وَيحَكُم فإَنِيّ‌ أَرَاهُ فَلَم يَزَل يَعدُو حَتّي بَلَغَ الطّائِفَ

الواَقدِيِ‌ّ خَرَجَ النّبِيّص لِلحَاجَةِ فِي وَسَطِ النّهَارِ بَعِيداً فَبَلَغَ إِلَي أَسفَلِ ثَنِيّةِ الحَجُونِ فَأَتبَعَهُ النّضرُ بنُ الحَارِثِ يَرجُو أَن يَغتَالَهُ فَلَمّا دَنَا مِنهُ عَادَ رَاجِعاً فَلَقِيَهُ أَبُو جَهلٍ فَقَالَ مِن أَينَ جِئتَ قَالَ كُنتُ طَمِعتُ أَن أَغتَالَ مُحَمّداً فَلَمّا قَرُبتُ مِنهُ فَإِذَا أَسَاوِدُ تَضرِبُ بِأَنيَابِهَا عَلَي رَأسِهِ فَاتِحَةً أَفوَاهَهَا فَقَالَ أَبُو جَهلٍ هَذَا بَعضُ سِحرِهِ وَ قَصَدَ إِلَيهِ رَجُلٌ بِفِهرٍ وَ هُوَ سَاجِدٌ فَلَمّا رَفَعَ يَدَهُ ليِرَميِ‌َ بِهِ يَبِسَت يَدُهُ عَلَي الحَجَرِ

ابنُ عَبّاسٍ كَانَ النّبِيّص يَقرَأُ فِي المَسجِدِ فَيَجهَرُ بِقِرَاءَتِهِ فَتَأَذّي بِهِ نَاسٌ مِن قُرَيشٍ فَقَامُوا لِيَأخُذُوهُ وَ إِذَا أَيدِيهِم مَجمُوعَةٌ إِلَي أَعنَاقِهِم وَ إِذَا هُم عمُي‌ٌ لَا يُبصِرُونَ فَجَاءُوا إِلَي النّبِيّص فَقَالُوا نَنشُدُكَ اللّهَ وَ الرّحِمَ فَدَعَا النّبِيّص فَذَهَبَ ذَلِكَ عَنهُم فَنَزَلَتيس إِلَي قَولِهِفَهُم لا يُبصِرُونَ

أَبُو ذَرّ كَانَ النّبِيّص فِي سُجُودِهِ فَرَفَعَ أَبُو لَهَبٍ حَجَراً يُلقِيهِ عَلَيهِ فَثَبَتَت يَدُهُ فِي الهَوَاءِ فَتَضَرّعَ إِلَي النّبِيّص وَ عَقَدَ الأَيمَانَ لَو عوُفيِ‌َ لَا يُؤذِيهِ فَلَمّا بَرَأَ قَالَ لَأَنتَ سَاحِرٌ حَاذِقٌ فَنَزَلَتَبّت يَدا أَبِي لَهَبٍ وَ تَكَمّنَ نَضرُ بنُ الحَارِثِ بنِ كَلدَةَ لِقَتلِ النّبِيّص فَلَمّا سَلّ سَيفَهُ رئُيِ‌َ خَائِفاً مُستَجِيراً فَقِيلَ يَا نَضرُ هَذَا خَيرٌ لَكَ مِمّا أَرَدتَ يَومَ حُنَينٍ مِمّا حَالَ اللّهُ بَينَكَ وَ بَينَهُ

بيان العذل الملامة والشواظ بالضم والكسر اللهب ألذي لادخان له والغدة طاعون الإبل وقلما يسلم منه يقال أغد البعير فهو مغد والنجد بكسر


صفحه : 67

الجيم الشديد البأس والنوء سقوط الكوكب وكانت العرب في الجاهلية تنسب الأمطار إلي الأنواء وسيأتي‌ بيانها والحبن بالتحريك عظم البطن والأحبن المستسقي‌ والفنن بالتحريك الغصن و في بعض النسخ قين بالقاف والياء و هوالحداد والشبرق بكسر الشين والراء وسكون الباء نبت حجازي‌ يؤكل و له شوك فإذايبس سمي‌ الضريع والمدجج بفتح الجيم وكسرها الشائك في السلاح والفهر بالكسر الحجر قدر مايدق به الجوز أو مايملأ الكف والتباب الهلاك والخسران ويحتمل أن يكون هنا كناية عن ثبوت يده في الهواء و هوخلاف المشهور بين المفسرين

20-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] سَارَ النّبِيّص إِلَي بنَيِ‌ شَاجِعَةَ فَجَعَلَ يَعرِضُ عَلَيهِمُ الإِسلَامَ فَأَبَوا وَ خَرَجُوا إِلَيهِ فِي خَمسَةِ آلَافِ فَارِسٍ فَتَبِعُوا النّبِيّص فَلَمّا لَحِقُوا بِهِ عَاجَلَهُم بِدَعَوَاتٍ فَهَبّت عَلَيهِم رِيحٌ فَأَهلَكَتهُم عَن آخِرِهِم

21-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] رَمَي رَسُولَ اللّهِص ابنُ قَمِيّةَ بِقَذّافَةٍ فَأَصَابَ كَعبَهُ حَتّي بَدَرَ السّيفُ عَن يَدِهِ فِي يَومِ أُحُدٍ وَ قَالَ خُذهَا منِيّ‌ وَ أَنَا ابنُ قَمِيّةَ فَقَالَ النّبِيّص أَذَلّكَ اللّهُ وَ أَقمَأَكَ فَأَتَي ابنَ قَمِيّةَ تَيسٌ وَ هُوَ نَائِمٌ فَوَضَعَ قَرنَهُ فِي مَرَاقّهِ ثُمّ دَعَسَهُ فَجَعَلَ ينُاَديِ‌ وَا ذُلّاه حَتّي أَخرَجَ قَرنَيهِ مِن تَرقُوَتِهِ وَ كَانَتِ الكُفّارُ فِي حَربِ الأَحزَابِ عَشَرَةَ آلَافِ رَجُلٍ وَ بَنُو قُرَيظَةَ قَائِمُونَ بِنُصرَتِهِم وَ الصّحَابَةُ فِي أَزلٍ شَدِيدٍ فَرَفَعَ يَدَيهِ وَ قَالَ يَا مُنَزّلَ الكِتَابِ سَرِيعَ الحِسَابِ اهزِمِ الأَحزَابَ فَجَاءَتهُم رِيحٌ عَاصِفٌ تَقلَعُ خِيَامَهُم فَانهَزَمُوا بِإِذنِ اللّهِ وَ أَيّدَهُم بِجُنُودٍ لَم يَرَوهَا وَ أَخَذَص يَومَ بَدرٍ كَفّاً مِنَ التّرَابِ وَ يُقَالُ حَصًي وَ تُرَاباً وَ رَمَي بِهِ فِي وُجُوهِ القَومِ فَتَفَرّقَ الحَصَي فِي وُجُوهِ المُشرِكِينَ فَلَم يُصِب مِن ذَلِكَ أَحَداً إِلّا قُتِلَ أَو أُسِرَ وَ فِيهِ نَزَلَوَ ما رَمَيتَ إِذ رَمَيتَ وَ لكِنّ اللّهَ رَمي


صفحه : 68

بيان القذافة بفتح القاف وتشديد الذال ألذي يرمي به الشي‌ء فيبعد وأقمأه بالهمز صغره وأذله ومراق البطن بفتح الميم وتشديد القاف مارق منه ولان من أسفله و لاواحد له والدعس الطعن

22-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]جَابِرُ بنُ عَبدِ اللّهِ لَمّا قَتَلَ العُرَنِيّونَ راَعيِ‌َ النّبِيّص دَعَا عَلَيهِم فَقَالَ أللّهُمّ أَعمِ عَلَيهِمُ الطّرِيقَ قَالَ فعَمَيِ‌َ عَلَيهِم حَتّي أَدرَكُوهُم وَ أَخَذُوهُم وَ حَكَي الحَكَمُ بنُ العَاصِ مِشيَةَ رَسُولِ اللّهِص مُستَهزِئاً فَقَالَص كَذَلِكَ فَلتَكُن فَكَانَ يَرتَعِشُ حَتّي مَاتَ وَ خَطَبَص امرَأَةً فَقَالَ أَبُوهَا إِنّ بِهَا بَرَصاً امتِنَاعاً مِن خِطبَتِهِ وَ لَم يَكُن بِهَا بَرَصٌ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص فَلتَكُن كَذَلِكَ فَبَرَصَت وَ هيِ‌َ أُمّ شَبِيبِ ابنِ البَرصَاءِ الشّاعِرِ

الأغَاَنيِ‌ أَنّ النّبِيّص نَظَرَ إِلَي زُهَيرِ بنِ أَبِي سَلمَي وَ لَهُ مِائَةُ سَنَةٍ فَقَالَ أللّهُمّ أعَذِنيِ‌ مِن شَيطَانِهِ فَمَا لَاكَ بَيتاً حَتّي مَاتَ

23-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]طَعَنَص أُبَيّاً فِي جُربَانِ الدّرعِ بِعَنَزَةٍ فِي يَومِ أُحُدٍ فَاعتَنَقَ فَرَسَهُ فَانتَهَي إِلَي عَسكَرِهِ وَ هُوَ يَخُورُ خُوَارَ الثّورِ فَقَالَ أَبُو سُفيَانَ وَيلَكَ مَا أَجزَعَكَ إِنّمَا هُوَ خَدشٌ لَيسَ بشِيَ‌ءٍ فَقَالَ طعَنَنَيِ‌ ابنُ أَبِي كَبشَةَ وَ كَانَ يَقُولُ أَقتُلُكَ فَكَانَ يَخُورُ المَلعُونُ حَتّي صَارَ إِلَي النّارِ وَ كَانَ بِلَالٌ إِذَا قَالَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ كَانَ مُنَافِقٌ يَقُولُ كُلّ مَرّةٍ حَرَقَ الكَاذِبُ يعَنيِ‌ النّبِيّص فَقَامَ المُنَافِقُ لَيلَةً لِيُصلِحَ السّرَاجَ فَوَقَعَتِ النّارُ فِي سَبّابَتِهِ فَلَم


صفحه : 69

يَقدِر عَلَي إِطفَائِهَا حَتّي أَخَذَت كَفّهُ ثُمّ مِرفَقَهُ ثُمّ عَضُدَهُ حَتّي احتَرَقَ كُلّهُ

24-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] ابنُ عَبّاسٍ وَ الضّحّاكُ فِي قَولِهِوَ يَومَ يَعَضّ الظّالِمُنَزَلَت فِي عُقبَةَ بنِ أَبِي مُعَيطٍ وَ أُبَيّ بنِ خَلَفٍ وَ كَانَا تَوأَمَينِ فِي الخَلّةِ فَقَدِمَ عُقبَةُ مِن سَفَرِهِ وَ أَولَمَ جَمَاعَةَ الأَشرَافِ وَ فِيهِم رَسُولُ اللّهِص فَقَالَ النّبِيّص لَا آكُلُ طَعَامَكَ حَتّي تَقُولَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ إنِيّ‌ رَسُولُ اللّهِ فَشَهِدَ الشّهَادَتَينِ فَأَكَلَ مِن طَعَامِهِ فَلَمّا قَدِمَ أُبَيّ بنُ خَلَفٍ عَذَلَهُ وَ قَالَ صَبَأتَ فَحَكَي قِصّتَهُ فَقَالَ إنِيّ‌ لَا أَرضَي عَنكَ أَو تُكَذّبَهُ فَجَاءَ إِلَي النّبِيّص وَ تَفَلَ فِي وَجهِهِص فَانشَقّتِ التّفلَةُ شِقّتَانِ[شِقّتَينِ] وَ عَادَتَا إِلَي وَجهِهِ فَأَحرَقَتَا وَجهَهُ وَ أَثّرَتَا وَ وَعَدَهُ النّبِيّص حَيَاتَهُ مَا دَامَ فِي مَكّةَ فَإِذَا خَرَجَ قُتِلَ بِسَيفِهِ فَقُتِلَ عُقبَةُ يَومَ بَدرٍ وَ قَتَلَ النّبِيّص بِيَدِهِ أُبَيّاً

25-طب ،[طب الأئمة عليهم السلام ] مُحَمّدُ بنُ جَعفَرٍ البرُسيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي الأرَمنَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَنِ المُفَضّلِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ إِنّ جَبرَئِيلَ ع أَتَي النّبِيّص وَ قَالَ لَهُ يَا مُحَمّدُ قَالَ لَبّيكَ يَا جَبرَئِيلُ قَالَ إِنّ فُلَانَ اليهَوُديِ‌ّ سَحَرَكَ وَ جَعَلَ السّحرَ فِي بِئرِ بنَيِ‌ فُلَانٍ فَابعَث إِلَيهِ يعَنيِ‌ إِلَي البِئرِ أَوثَقَ النّاسِ عِندَكَ وَ أَعظَمَهُم فِي عَينِكَ وَ هُوَ عَدِيلُ نَفسِكَ حَتّي يَأتِيَكَ بِالسّحرِ قَالَ فَبَعَثَ النّبِيّص عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع وَ قَالَ انطَلِق إِلَي بِئرٍ ذَروَانَ فَإِنّ فِيهَا سِحراً سحَرَنَيِ‌ بِهِ لَبِيدُ بنُ أَعصَمَ اليهَوُديِ‌ّ فأَتنِيِ‌ بِهِ قَالَ عَلِيّ ع فَانطَلَقتُ فِي حَاجَةِ رَسُولِ اللّهِص


صفحه : 70

فَهَبَطتُ فَإِذَا مَاءُ البِئرِ قَد صَارَ كَأَنّهُ مَاءُ الحِنّاءِ مِنَ السّحرِ فَطَلَبتُهُ مُستَعجِلًا حَتّي انتَهَيتُ إِلَي أَسفَلِ القَلِيبِ فَلَم أَظفَر بِهِ قَالَ الّذِينَ معَيِ‌ مَا فِيهِ شَيءٌ فَاصعَد فَقُلتُ لَا وَ اللّهِ مَا كَذَبتُ وَ مَا كُذِبتُ وَ مَا يقَيِنيِ‌ بِهِ مِثلُ يَقِينِكُم يعَنيِ‌ رَسُولَ اللّهِص ثُمّ طَلَبتُ طَلَباً بِلُطفٍ فَاستَخرَجتُ حَقّاً فَأَتَيتُ النّبِيّص فَقَالَ افتَحهُ فَفَتَحتُهُ فَإِذَا فِي الحَقّ قِطعَةُ كَرَبِ النّخلِ فِي جَوفِهِ وَتَرٌ عَلَيهَا إِحدَي عَشرَةَ عُقدَةً وَ كَانَ جَبرَئِيلُ ع أَنزَلَ يَومَئِذٍ المُعَوّذَتَينِ عَلَي النّبِيّص فَقَالَ النّبِيّص يَا عَلِيّ اقرَأهُمَا عَلَي الوَتَرِ فَجَعَلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع كُلّمَا قَرَأَ آيَةً انحَلّت عُقدَةً حَتّي فَرَغَ مِنهَا وَ كَشَفَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَن نَبِيّهِ مَا سُحِرَ بِهِ وَ عَافَاهُ

وَ يُروَي أَنّ جَبرَئِيلَ وَ مِيكَائِيلَ ع أَتَيَا إِلَي النّبِيّص فَجَلَسَ أَحَدُهُمَا عَن يَمِينِهِ وَ الآخَرُ عَن شِمَالِهِ فَقَالَ جَبرَئِيلُ لِمِيكَائِيلَ مَا وَجَعُ الرّجُلِ فَقَالَ مِيكَائِيلُ هُوَ مَطبُوبٌ فَقَالَ جَبرَئِيلُ ع وَ مَن طَبّهُ قَالَ لَبِيدُ بنُ أَعصَمَ اليهَوُديِ‌ّ ثُمّ ذَكَرَ الحَدِيثَ إِلَي آخِرِهِ

بيان الكرب بالتحريك أصول السعف العراض الغلاظ و قال الجزري‌ فيه أنه احتجم حين طب أي سحر و رجل مطبوب أي مسحور كنوا بالطب عن السحر تفاؤلا بالبرء كماكنوا بالسليم عن اللديغ انتهي .أقول المشهور بين الإمامية عدم تأثير السحر في الأنبياء والأئمة ع وأولوا بعض الأخبار الواردة في ذلك وطرحوا بعضها و قدأشار إليه الراوندي‌ رحمه الله فيما سبق . و قال الطبرسي‌ رحمه الله روي‌ أن لبيد بن أعصم اليهودي‌ سحر رسول الله ص


صفحه : 71

ثم دس ذلك في بئر لبني‌ زريق فمرض رسول الله ص فبينما هونائم إذ أتاه ملكان فقعد أحدهما عندرأسه والآخر عندرجليه فأخبراه بذلك و أنه في بئر ذروان في جف طلعة تحت راعوفة والجف قشر الطلع والراعوفة حجر في أسفل البئر يقف عليه المائح فانتبه رسول الله ص وبعث عليا والزبير وعمارا فنزحوا ماء تلك البئر ثم رفعوا الصخرة وأخرجوا الجف فإذا فيه مشاطة رأس وأسنان من مشطة و إذا فيه معقد فيه إحدي عشرة عقدة مغروزة بالإبر فنزلت المعوذتان فجعل كلما يقرأ آية انحلت عقدة ووجد رسول الله خفة فقام كأنما أنشط من عقال وجعل جبرئيل يقول بسم الله أرقيك من كل شيءيؤذيك من حاسد وعين و الله يشفيك . ورووا ذلك عن عائشة و ابن عباس و هذا لايجوز لأن من وصفه بأنه مسحور فكأنه قدخبل عقله و قدأبي الله سبحانه ذلك في قوله وَ قالَ الظّالِمُونَ إِن تَتّبِعُونَ إِلّا رَجُلًا مَسحُوراً انظُر كَيفَ ضَرَبُوا لَكَ الأَمثالَ فَضَلّوا ولكن يمكن أن يكون اليهودي‌ أوبناته علي ماروي‌ اجتهدوا في ذلك فلم يقدروا عليه وأطلع الله نبيه ص علي مافعلوه من التمويه حتي استخرج و كان ذلك دلالة علي صدقه وكيف يجوز أن يكون المرض من فعلهم و لوقدروا علي ذلك لقتلوه وقتلوا كثيرا من المؤمنين مع شدة عداوتهم لهم انتهي كلامه قدس سره . ثُمّ روُيِ‌َ عَنِ الفُضَيلِ بنِ يَسَارٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ إِنّ رَسُولَ اللّهِص اشتَكَي شَكوَي شَدِيداً وَ وَجَعَ وَجَعاً شَدِيداً فَأَتَاهُ جَبرَئِيلُ وَ مِيكَائِيلُ ع فَقَعَدَ جَبرَئِيلُ عِندَ رَأسِهِ وَ مِيكَائِيلُ عِندَ رِجلَيهِ فَعَوّذَهُ جَبرَئِيلُ بِقُل أَعُوذُ بِرَبّ الفَلَقِ وَ عَوّذَهُ مِيكَائِيلُ بِقُل أَعُوذُ بِرَبّ النّاسِ وَ عَن أَبِي خَدِيجَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ

جَاءَ جَبرَئِيلُ ع إِلَي النّبِيّص


صفحه : 72

وَ هُوَ شَاكٍ فَرَقَاهُ بِالمُعَوّذَتَينِ وَ قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ وَ قَالَ بِسمِ اللّهِ أَرقِيكَ وَ اللّهُ يَشفِيكَ مِن كُلّ دَاءٍ يُؤذِيكَ خُذهَا فَلتَهنِيكَ

26-عم ،[إعلام الوري ] مِن مُعجِزَاتِهِص أَنّهُ أَخَذَ يَومَ بَدرٍ ملِ ءَ كَفّهِ مِنَ الحَصبَاءِ فَرَمَي بِهَا وُجُوهَ المُشرِكِينَ وَ قَالَ شَاهَتِ الوُجُوهُ فَجَعَلَ اللّهُ سُبحَانَهُ لِتِلكَ الحَصبَاءِ شَأناً عَظِيماً لَم يَترُك مِنَ المُشرِكِينَ رَجُلًا إِلّا مَلَأَت عَينَيهِ وَ جَعَلَ المُسلِمُونَ وَ المَلَائِكَةُ يَقتُلُونَهُم وَ يَأسِرُونَهُم وَ يَجِدُونَ كُلّ رَجُلٍ مِنهُم مُنكَبّاً عَلَي وَجهِهِ لَا يدَريِ‌ أَينَ يَتَوَجّهُ يُعَالِجُ التّرَابَ يَنزِعُهُ مِن عَينَيهِ

وَ مِنهَا مَا رَوَتهُ أَسمَاءُ بِنتُ أَبِي بَكرٍ قَالَت لَمّا نَزَلَتتَبّت يَدا أَبِي لَهَبٍأَقبَلَتِ العَورَاءُ أُمّ جَمِيلِ بِنتِ حَربٍ وَ لَهَا وَلوَلَةٌ وَ هيِ‌َ تَقُولُ


مُذَمّماً أَبَينَا   وَ دِينَهُ قَلَينَا

  وَ أَمرَهُ عَصَينَا

وَ النّبِيّص جَالِسٌ فِي المَسجِدِ وَ مَعَهُ أَبُو بَكرٍ فَلَمّا رَآهَا أَبُو بَكرٍ قَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ أَنَا أَخَافُ أَن تَرَاكَ قَالَ رَسُولُ اللّهِ إِنّهَا لَا ترَاَنيِ‌ وَ قَرَأَوَ إِذا قَرَأتَ القُرآنَ جَعَلنا بَينَكَ وَ بَينَ الّذِينَ لا يُؤمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجاباً مَستُوراًفَوَقَفَت عَلَي أَبِي بَكرٍ وَ لَم تَرَ رَسُولَ اللّهِ فَقَالَت يَا أَبَا بَكرٍ أُخبِرتُ أَنّ صَاحِبَكَ هجَاَنيِ‌ فَقَالَ لَا وَ رَبّ البَيتِ مَا هَجَاكَ فَوَلّت وَ هيِ‌َ تَقُولُ قُرَيشٌ تَعلَمُ أنَيّ‌ بِنتُ سَيّدِهَا

وَ مِنهَا مَا رَوَاهُ الكلَبيِ‌ّ عَن أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ أَنّ نَاساً مِن بنَيِ‌ مَخزُومٍ تَوَاصَوا باِلنبّيِ‌ّص لِيَقتُلُوهُ مِنهُم أَبُو جَهلٍ وَ الوَلِيدُ بنُ المُغِيرَةِ وَ نَفَرٌ مِن بنَيِ‌ مَخزُومٍ فَبَينَا النّبِيّص قَائِمٌ يصُلَيّ‌ إِذ أَرسَلُوا إِلَيهِ الوَلِيدَ لِيَقتُلَهُ فَانطَلَقَ حَتّي انتَهَي إِلَي المَكَانِ ألّذِي كَانَ يصُلَيّ‌ فِيهِ فَجَعَلَ يَسمَعُ قِرَاءَتَهُ وَ لَا يَرَاهُ فَانصَرَفَ إِلَيهِم فَأَعلَمَهُم ذَلِكَ فَأَتَاهُ مِن بَعدِهِ أَبُو جَهلٍ وَ الوَلِيدُ وَ نَفَرٌ مِنهُم فَلَمّا انتَهَوا إِلَي المَكَانِ ألّذِي يصُلَيّ‌ فِيهِ سَمِعُوا قِرَاءَتَهُ


صفحه : 73

وَ ذَهَبُوا إِلَي الصّوتِ فَإِذَا الصّوتُ مِن خَلفِهِم فَيَذهَبُونَ إِلَيهِ فَيَسمَعُونَهُ أَيضاً مِن خَلفِهِم فَانصَرَفُوا وَ لَم يَجِدُوا إِلَيهِ سَبِيلًا فَذَلِكَ قَولُهُ سُبحَانَهُوَ جَعَلنا مِن بَينِ أَيدِيهِم سَدّا وَ مِن خَلفِهِم سَدّا فَأَغشَيناهُم فَهُم لا يُبصِرُونَ

بيان قال الطبرسي‌ بعدذكر قصة أم جميل قيل كيف يجوز أن لاتري النبي ص و قدرأت غيره فالجواب أنه يجوز أن يكون قدعكس الله شعاع عينيها أوصلب الهواء فلم ينفذ فيه الشعاع أوفرق الشعاع فلم يتصل بالنبي‌ص وروي‌ أن النبي قال مازال ملك يسترني‌ عنها انتهي . وزاد الرازي‌ علي تلك الوجوه أنه ص لعله أعرض بوجهه عنها وولاها ظهره ثم إنها لغاية غضبها لم تفتش أولأن الله ألقي في قلبها خوفا فصار ذلك صارفا لها عن النظر أو أن الله تعالي ألقي شبه إنسان آخر علي الرسول ص كمافعل بعيسي ع

27-يج ،[الخرائج والجرائح ] مِن مُعجِزَاتِهِ مَا هُوَ مَشهُورٌ أَنّهُ خَرَجَ فِي مُتَوَجّهِهِ إِلَي المَدِينَةِ فَأَوَي إِلَي غَارٍ بِقُربِ مَكّةَ تَعتَوِرُهُ النّزّالُ وَ تأَويِ‌ إِلَيهِ الرّعَاءُ فَلَا تَخلُو مِن جَمَاعَةٍ نَازِلِينَ يَستَرِيحُونَ فِيهِ فَأَقَامَص بِهِ ثَلَاثاً لَا يَطرُدُهُ بَشَرٌ وَ خَرَجَ القَومُ فِي أَثَرِهِ وَ صَدّهُمُ اللّهُ عَنهُ بِأَن بَعَثَ عَنكَبُوتاً فَنَسَجَت عَلَيهِ فَآيَسَهُم مِنَ الطّلَبِ فِيهِ فَانصَرَفُوا وَ هُوَ نَصبُ أَعيُنِهِم

28-يج ،[الخرائج والجرائح ] مِن مُعجِزَاتِهِص أَنّهُ لَاقَي أَعدَاءَهُ يَومَ بَدرٍ وَ هُم أَلفٌ وَ هُوَ فِي عِصَابَةٍ كَثُلُثِ أَعدَائِهِ فَلَمّا التَحَمَتِ الحَربُ أَخَذَ قَبضَةً مِنَ التّرَابِ وَ القَومُ مُتَفَرّقُونَ فِي نوَاَحيِ‌ عَسكَرِهِ فَرَمَي بِهِ وُجُوهَهُم فَلَم يَبقَ مِنهُم رَجُلٌ إِلّا امتَلَأَت مِنهُ عَينَاهُ وَ إِن كَانَتِ الرّيحُ العَاصِفُ يَومَهَا إِلَي اللّيلِ لَتَعصِفُ أَعَاصِيرَ التّرَابِ لَا يُصِيبُ أَحَداً مِن عَسكَرِهِ وَ قَد نَطَقَ بِهِ القُرآنَ وَ صَدّقَ بِهِ المُؤمِنُونَ وَ شَاهَدَ الكُفّارُ مَا نَالَهُم مِنهُ


صفحه : 74

29-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] كَانَ أُبَيّ بنُ خَلَفٍ يَقُولُ عنِديِ‌ رَمَكَةٌ أَعلِفُهَا كُلّ يَومٍ فَرَقَ ذُرَةٍ أَقتُلُكَ عَلَيهَا فَقَالَ النّبِيّص أَنَا أَقتُلُكَ إِن شَاءَ اللّهُ فَطَعَنَهُ النّبِيّص يَومَ أُحُدٍ فِي عُنُقِهِ وَ خَدَشَهُ خَدشَةً فَتَدَهدَي عَن فَرَسِهِ وَ هُوَ يَخُورُ كَمَا يَخُورُ الثّورُ فَقَالُوا لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ لَو كَانَتِ الطّعنَةُ بِرَبِيعَةَ وَ مُضَرَ لَقَتَلَهُم أَ لَيسَ قَالَ لِي أَقتُلُكَ فَلَو بَزَقَ عَلَيّ بَعدَ تِلكَ المَقَالَةِ قتَلَنَيِ‌ فَمَاتَ بَعدَ يَومٍ

30-يج ،[الخرائج والجرائح ]عم ،[إعلام الوري ]روُيِ‌َ أَنّ أَبَا جَهلٍ اشتَرَي مِن رَجُلٍ طاَر‌ِئٍ بِمَكّةَ إِبِلًا فَبَخَسَهُ أَثمَانَهَا وَ لَوّاهُ بِحَقّهِ فَأَتَي الرّجُلُ ناَديِ‌َ قُرَيشٍ مُستَجِيراً بِهِم وَ ذَكَرَهُم حُرمَةَ البَيتِ فَأَحَالُوهُ عَلَي النّبِيّص استِهزَاءً فَأَتَاهُ مُستَجِيراً بِهِ فَمَضَي مَعَهُ وَ دَقّ البَابَ عَلَي أَبِي جَهلٍ فَعَرَفَهُ فَخَرَجَ مَنخُوبَ العَقلِ فَقَالَ أَهلًا بأِبَيِ‌ القَاسِمِ فَقَالَ لَهُ أَعطِ هَذَا حَقّهُ قَالَ نَعَم وَ أَعطَاهُ مِن فَورِهِ فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ إنِيّ‌ رَأَيتُ مَا لَم تَرَوا رَأَيتُ وَ اللّهِ عَلَي رَأسِهِ تِنّيناً فَاتِحاً فَاهُ وَ اللّهِ لَو أَبَيتُ لاَلتقَمَنَيِ‌

بيان يقال رجل نخب بكسر الخاء أي جبان لافؤاد له وكذلك نخيب ومنخوب .أقول روي السيد بن طاوس رحمه الله في كتاب سعد السعود من تفسير الكلبي‌ عن أبي صالح عن ابن عباس قال أقبل عامر بن الطفيل وأربد بن قيس وهما عامريان ابنا عم يريدان رسول الله ص و هو في المسجد جالس في نفر من أصحابه قال فدخلا المسجد قال فاستبشر الناس بجمال عامر بن الطفيل و كان من أجمل الناس أعور فجعل يسأل أين محمدفيخبرونه فيقصد نحو رجل من أصحاب رسول الله ص فقال هذاعامر بن


صفحه : 75

الطفيل يا رسول الله ص فأقبل حتي قام عليه فقال أين محمدفقالوا هوذا قال أنت محمد قال نعم فقال ما لي إن أسلمت قال لك ماللمسلمين وعليك ماللمسلمين قال تجعل لي الأمر بعدك قال ليس ذلك لك و لالقومك ولكن ذاك إلي الله تعالي يجعل حيث يشاء قال فتجعلني‌ علي الوبر يعني‌ علي الإبل و أنت علي المدر قال لا قال فما ذا تجعل لي قال أجعل لك أعنة الخيل تغزو عليها قال أ و ليس ذلك لي اليوم قم معي‌ فأكلمك قال فقام معه رسول الله ص وأومأ لأربد بن قيس ابن عمه أن اضربه قال فدار أربد بن قيس خلف النبي ص فذهب ليخترط السيف فاخترط منه شبرا أوذراعا فحبسه الله عز و جل فلم يقدر علي سله فجعل يومئ عامر إليه فلايستطيع سله فقال رسول الله ص أللهم هذاعامر بن الطفيل أوعر الدين عن عامر ثلاثا ثم التفت ورأي أربدا و مايصنع بسيفه فقال أللهم اكفنيهما بم شئت وبدر بهما الناس فوليا هاربين قال أرسل الله علي أربد بن قيس صاعقة فأحرقته ورأي عامر بن الطفيل بيت سلولية فنزل عليها فطعن في خنصره فجعل يقول ياعامر غدة كغدة البعير وتموت في بيت سلولية و كان يعير بعضهم بعضا بنزوله علي سلول ذكرا كان أوأنثي قال فدعا عامر بفرسه فركبه ثم أجراه حتي مات علي ظهره خارجا من منزلها فذلك قول الله عز و جل وَ يُرسِلُ الصّواعِقَ فَيُصِيبُ بِها مَن يَشاءُ وَ هُم يُجادِلُونَ فِي اللّهِ وَ هُوَ شَدِيدُ المِحالِ يقول العقاب فقتل عامر بن الطفيل بالطعنة وأربد بالصاعقة. ورواه الطبرسي‌ أيضا في المجمع بهذا الإسناد مع اختصار


صفحه : 76

باب 9-معجزاته ص في استيلائه علي الجن والشياطين وإيمان بعض الجن به

الآيات الأحقاف وَ إِذ صَرَفنا إِلَيكَ نَفَراً مِنَ الجِنّ إلي قوله تعالي أُولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍالجن قُل أوُحيِ‌َ إلِيَ‌ّ أَنّهُ استَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الجِنّ فَقالُوا إِنّا سَمِعنا قُرآناً عَجَباً يهَديِ‌ إِلَي الرّشدِ فَآمَنّا بِهِ وَ لَن نُشرِكَ بِرَبّنا أَحَداً إلي آخر السورة تفسير قال الطبرسي‌ رحمه الله في قوله تعالي وَ إِذ صَرَفنا إِلَيكَ نَفَراً مِنَ الجِنّ يَستَمِعُونَ القُرآنَمعناه واذكر يا محمدإذ وجهنا إليك جماعة من الجن تستمع القرآن وقيل معناه صرفناهم إليك عن بلادهم بالتوفيق والألطاف حتي أتوك وقيل صرفناهم إليك عن استراق السمع من السماء برجوم الشهب و لم يكونوا بعدعيسي ع قدصرفوا عنه فقالوا ما هذا ألذي حدث في السماء إلا من أجل شيء قدحدث في الأرض فضربوا في الأرض حتي وقفوا علي النبي ص ببطن نخلة عائدا إلي عكاظ و هويصلي‌ الفجر فاستمعوا القرآن ونظروا كيف يصلي‌ عن ابن عباس و ابن جبير فعلي هذا يكون الرمي‌ بالشهب لطفا للجن فَلَمّا حَضَرُوهُ أي القرآن أو النبي ص قالُوا أي بعضهم لبعض أَنصِتُوا أي اسكتوا نستمع إلي قراءته فَلَمّا قضُيِ‌َ أي فرغ من تلاوته وَلّوا أي انصرفواإِلي قَومِهِم مُنذِرِينَ أي محذرين إياهم عذاب الله إن لم يؤمنواقالُوا يا قَومَنا إِنّا سَمِعنا كِتاباً أُنزِلَ مِن بَعدِ مُوسييعنون القرآن مُصَدّقاً لِما بَينَ يَدَيهِ أي لماتقدم من الكتب يهَديِ‌ إِلَي الحَقّ أي إلي الدين الحق وَ إِلي طَرِيقٍ مُستَقِيمٍيؤدي‌ بسالكه إلي الجنة.القِصّةُ عَنِ الزهّريِ‌ّ قَالَ لَمّا توُفُيّ‌َ أَبُو طَالِبٍ ع اشتَدّ البَلَاءُ عَلَي رَسُولِ اللّهِ


صفحه : 77

ص فَعَمَدَ لِثَقِيفٍ بِالطّائِفِ رَجَاءَ أَن يُؤوُوهُ فَوَجَدَ ثَلَاثَةَ نَفَرٍ مِنهُم هُم سَادَةٌ وَ هُم إِخوَةٌ عَبدُ يَالِيلَ وَ مَسعُودٌ وَ حَبِيبٌ بَنُو عَمرٍو فَعَرَضَ عَلَيهِم نَفسَهُ فَقَالَ أَحَدُهُم أَنَا أَسرِقُ ثِيَابَ الكَعبَةِ إِن كَانَ اللّهُ بَعَثَكَ بشِيَ‌ءٍ قَطّ وَ قَالَ الآخَرُ أَ عَجَزَ اللّهُ أَن يُرسِلَ غَيرَكَ وَ قَالَ الآخَرُ وَ اللّهِ لَا أُكَلّمُكَ بَعدَ مَجلِسِكَ هَذَا أَبَداً وَ لَئِن كُنتَ رَسُولًا كَمَا تَقُولُ فَلَأَنتَ أَعظَمُ خَطَراً مِن أَن يُرَدّ عَلَيكَ الكَلَامُ وَ إِن كُنتَ تَكذِبُ عَلَي اللّهِ فَمَا ينَبغَيِ‌ لِي أَن أُكَلّمَكَ بَعدُ وَ تَهَزّءُوا بِهِ وَ أَفشَوا فِي قَومِهِم مَا رَاجَعُوهُ بِهِ فَقَعَدُوا لَهُ صَفّينِ عَلَي طَرِيقِهِ فَلَمّا مَرّ رَسُولُ اللّهِص بَينَ صَفّيهِم جَعَلُوا لَا يَرفَعُ رِجلَيهِ وَ لَا يَضَعُهُمَا إِلّا رَضَخُوهُمَا بِالحِجَارَةِ حَتّي أَدمَوا رِجلَيهِ فَخَلَصَ مِنهُم وَ هُمَا يَسِيلَانِ دَماً فَعَمَدَ فَجَاءَ إِلَي حَائِطٍ مِن حِيطَانِهِم فَاستَظَلّ فِي ظِلّ نَخلَةٍ مِنهُ وَ هُوَ مَكرُوبٌ مُوجَعٌ تَسِيلُ رِجلَاهُ دَماً فَإِذَا فِي الحَائِطِ عُتبَةُ بنُ رَبِيعَةَ وَ شَيبَةُ بنُ رَبِيعَةَ فَلَمّا رَآهُمَا كَرِهَ مَكَانَهُمَا لِمَا يَعلَمُ مِن عَدَاوَتِهِمَا لِلّهِ وَ رَسُولِهِ فَلَمّا رَأَيَاهُ أَرسَلَا إِلَيهِ غُلَاماً لَهُمَا يُدعَي عَدّاسٌ مَعَهُ عِنَبٌ وَ هُوَ نصَراَنيِ‌ّ مِن أَهلِ نَينَوَي فَلَمّا جَاءَهُ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص مِن أَيّ أَرضٍ أَنتَ قَالَ مِن أَهلِ نَينَوَي قَالَ مِن مَدِينَةِ العَبدِ الصّالِحِ يُونُسَ بنِ مَتّي فَقَالَ لَهُ عَدّاسٌ وَ مَا يُدرِيكَ مَن يُونُسُ بنُ مَتّي فَقَالَص أَنَا رَسُولُ اللّهِ وَ اللّهُ تَعَالَي أخَبرَنَيِ‌ خَبَرَ يُونُسَ بنِ مَتّي فَلَمّا أَخبَرَهُ بِمَا أَوحَي اللّهُ إِلَيهِ مِن شَأنِ يُونُسَ خَرّ عَدّاسٌ سَاجِداً لِلّهِ وَ مُعَظّماً لِرَسُولِ اللّهِص وَ جَعَلَ يُقَبّلُ قَدَمَيهِ وَ هُمَا تَسِيلَانِ الدّمَاءَ فَلَمّا بَصُرَ عُتبَةُ وَ شَيبَةُ مَا يَصنَعُ غُلَامُهُمَا سَكَتَا فَلَمّا أَتَاهُمَا قَالَا مَا شَأنُكَ سَجَدتَ لِمُحَمّدٍ وَ قَبّلتَ قَدَمَيهِ وَ لَم نَرَكَ فَعَلتَ ذَلِكَ بِأَحَدٍ مِنّا قَالَ هَذَا رَجُلٌ صَالِحٌ أخَبرَنَيِ‌ بشِيَ‌ءٍ عَرَفتُهُ مِن شَأنِ رَسُولٍ بَعَثَهُ اللّهُ إِلَينَا يُدعَي يُونُسَ بنَ مَتّي فَضَحِكَا وَ قَالَا لَا يَفتِنَنّكَ عَن نَصرَانِيّتِكَ فَإِنّهُ رَجُلٌ خَدّاعٌ فَرَجَعَ رَسُولُ اللّهِص إِلَي مَكّةَ حَتّي إِذَا كَانَ بِنَخلَةٍ قَامَ فِي جَوفِ اللّيلِ يصُلَيّ‌ فَمَرّ بِهِ نَفَرٌ مِن أَهلِ نَصِيبِينَ مِنَ اليَمَنِ فَوَجَدُوهُ يصُلَيّ‌ صَلَاةَ الغَدَاةِ وَ يَتلُو القُرآنَ فَاستَمَعُوا لَهُ

و هذامعني قول سعيد بن جبير وجماعة.


صفحه : 78

وَ قَالَ آخَرُونَ أُمِرَ رَسُولُ اللّهِص أَن يُنذِرَ الجِنّ وَ يَدعُوَهُم إِلَي اللّهِ وَ يَقرَأَ عَلَيهِمُ القُرآنَ فَصَرَفَ اللّهُ إِلَيهِ نَفَراً مِنَ الجِنّ مِن نَينَوَي فَقَالَص إنِيّ‌ أُمِرتُ أَن أَقرَأَ عَلَي الجِنّ اللّيلَةَ فَأَيّكُم يتَبّعِنُيِ‌ فَاتّبَعَهُ عَبدُ اللّهِ بنُ مَسعُودٍ قَالَ عَبدُ اللّهِ وَ لَم يَحضُر مَعَهُ أَحَدٌ غيَريِ‌ فَانطَلَقنَا حَتّي إِذَا كُنّا بِأَعلَي مَكّةَ وَ دَخَلَ نبَيِ‌ّ اللّهِ شِعباً يُقَالُ لَهُ شِعبُ الحَجُونِ وَ خَطّ لِي خَطّاً ثُمّ أمَرَنَيِ‌ أَن أَجلِسَ فِيهِ وَ قَالَ لَا تَخرُج مِنهُ حَتّي أَعُودَ إِلَيكَ ثُمّ انطَلَقَ حَتّي قَامَ فَافتَتَحَ القُرآنَ فَغَشِيَتهُ أَسوِدَةٌ كَثِيرَةٌ حَتّي حَالَت بيَنيِ‌ وَ بَينَهُ حَتّي لَم أَسمَع صَوتَهُ ثُمّ انطَلَقُوا وَ طَفِقُوا يَتَقَطّعُونَ مِثلَ قِطَعِ السّحَابِ ذَاهِبِينَ حَتّي بقَيِ‌َ مِنهُم رَهطٌ وَ فَرَغَ رَسُولُ اللّهِص مَعَ الفَجرِ فَانطَلَقَ فَبَرَزَ ثُمّ قَالَ هَل رَأَيتَ شَيئاً فَقُلتُ نَعَم رَأَيتُ رِجَالًا سُوداً مسُتثَفرِيِ‌ ثِيَابٍ بِيضٍ قَالَ أُولَئِكَ جِنّ نَصِيبِينَ

وروي علقمة عن عبد الله قال لم أكن مع رسول الله ص ليلة الجن ووددت أني‌ كنت معه وروي‌ عن ابن عباس أنهم كانوا سبعة نفر من جن نصيبين فجعلهم رسول الله ص رسلا إلي قومهم و قال زر بن حبيش كانوا تسعة نفر منهم زوبعة

وَ رَوَي مُحَمّدُ بنُ المُنكَدِرِ عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ قَالَ لَمّا قَرَأَ رَسُولُ اللّهِص الرّحمَنَ عَلَي النّاسِ سَكَتُوا فَلَم يَقُولُوا شَيئاً فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص الجِنّ كَانُوا أَحسَنَ جَوَاباً مِنكُم لَمّا قَرَأتُ عَلَيهِمفبَأِيَ‌ّ آلاءِ رَبّكُما تُكَذّبانِقَالُوا لَا وَ لَا بشِيَ‌ءٍ مِن آلَائِكَ رَبّنَا نُكَذّبُ.

يا قَومَنا أَجِيبُوا داعيِ‌َ اللّهِيعنون محمداص إذ دعاهم إلي توحيده وخلع الأنداد دونه وَ آمِنُوا بِهِ يَغفِر لَكُم مِن ذُنُوبِكُم أي إن آمنتم بالله ورسوله يغفر لكم وَ يُجِركُم مِن عَذابٍ أَلِيمٍ في هذادلالة علي أنه ع كان مبعوثا إلي الجن كما كان مبعوثا إلي الإنس و لم يبعث الله نبيا إلي الإنس والجن قبله وَ مَن لا يُجِب داعيِ‌َ اللّهِ فَلَيسَ بِمُعجِزٍ فِي الأَرضِ أي لايعجز الله فيسبقه ويفوته وَ لَيسَ لَهُ مِن دُونِهِ أَولِياءُ أي أنصار


صفحه : 79

يمنعونه من الله أُولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ أي عدول عن الحق ظاهر انتهي كلامه رفع مقامه . و قال الرازي‌ روي‌ عن الحسن أن هؤلاء من الجن كانوا يهودا لأن في الجن مللا كما في الإنس والمحققون علي أن الجن مكلفون سئل ابن عباس هل للجن ثواب قال نعم لهم ثواب وعليهم عقاب يلتقون في الجنة ويزدحمون علي أبوابها ثم قال واختلفوا في أن الجن هل لهم ثواب أم لافقيل لاثواب لهم إلاالنجاة من النار ثم يقال لهم كونوا ترابا مثل البهائم واحتجوا بقوله تعالي وَ يُجِركُم مِن عَذابٍ أَلِيمٍ و هوقول أبي حنيفة والصحيح أنهم في حكم بني‌ آدم في الثواب والعقاب و هذاقول ابن أبي ليلي ومالك و كل دليل يدل علي أن البشر يستحقون الثواب علي الطاعة فهو بعينه قائم في حق الجن والفرق بين البابين بعيد جدا. و قال الطبرسي‌ في قوله تعالي قُل أوُحيِ‌َ إلِيَ‌ّ أَنّهُ استَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الجِنّ أي استمع القرآن طائفة من الجن وهم جيل رقاق الأجسام خفية علي صورة مخصوصة بخلاف صورة الإنسان والملائكة فإن الملك مخلوق من النور والإنس من الطين والجن من النارفَقالُوا أي الجن بعضها لبعض إِنّا سَمِعنا قُرآناً عَجَباًالعجب مايدعو إلي التعجب منه لخفاء سببه وخروجه عن العادةيهَديِ‌ إِلَي الرّشدِ أي الهدي فَآمَنّا بِهِ أي بأنه من عند الله وَ لَن نُشرِكَفيما بعدبِرَبّنا أَحَداًفنوجه العبادة إليه و فيه دلالة علي أنه ص كان مبعوثا إلي الجن أيضا وأنهم عقلاء مخاطبون وبلغات العرب عارفون وأنهم يميزون بين المعجز و غيرالمعجز وأنهم دعوا قومهم إلي الإسلام وأخبروهم بإعجاز القرآن و أنه كلام الله تعالي


صفحه : 80

وروي الواحدي‌ بإسناده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال ماقرأ رسول الله ص علي الجن و مارآهم انطلق رسول الله ص في طائفة من أصحابه عامدين إلي سوق عكاظ و قدحيل بين الشياطين و بين خبر السماء فرجعت الشياطين إلي قومهم فقالوا مالكم قالوا حيل بيننا و بين خبر السماء وأرسلت علينا الشهب قالوا ماذاك إلا من شيءحدث فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها فمر النفر الذين أخذوا نحو تهامة بالنبي‌ص و هوبنخل عامدين إلي سوق عكاظ و هويصلي‌ بأصحابه صلاة الفجر فلما سمعوا القرآن استمعوا له وقالوا هذا ألذي حال بيننا و بين خبر السماء فرجعوا إلي قومهم وقالواإِنّا سَمِعنا قُرآناً عَجَباً يهَديِ‌ إِلَي الرّشدِ فَآمَنّا بِهِ وَ لَن نُشرِكَ بِرَبّنا أَحَداًفأوحي الله تعالي إلي نبيه ص قُل أوُحيِ‌َ إلِيَ‌ّ أَنّهُ استَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الجِنّ ورواه البخاري‌ ومسلم . و عن علقمة بن قيس قال قلت لعبد الله بن مسعود من كان منكم مع النبي ص ليلة الجن فقال ما كان منا معه أحد فقدناه ذات ليلة ونحن بمكة فقلنا اغتيل رسول الله ص أواستطير فانطلقنا نطلبه من الشعاب فلقيناه مقبلا من نحو حرا فقلنا يا رسول الله أين كنت لقد أشفقنا عليك وقلنا له بتنا الليلة بشر ليلة بات بهاقوم حين فقدناك فقال لنا إنه أتاني‌ داعي‌ الجن فذهبت أقرئهم القرآن فذهب بنا فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم فأما أن يكون صحبه منا أحد فلم يصحبه و عن أبي روق قال هم تسعة نفر من الجن قال أبوحمزة الثمالي‌ وبلغنا أنهم من بني‌ الشيبان وهم أكثر الجن عددا وهم عامة جنود إبليس وقيل كانوا سبعة نفر من جن نصيبين رآهم النبي ص فآمنوا به وأرسلهم إلي سائر الجن .وَ أَنّهُ تَعالي جَدّ رَبّنا مَا اتّخَذَ صاحِبَةً وَ لا وَلَداً أي تعالي جلال ربنا وعظمته عن اتخاذ الصاحبة والولد أوتعالت صفاته أوقدرته أوذكره أوفعله وأمره أوملكه أوآلاؤه ونعمه والجميع يرجع إلي معني واحد و هوالعظمة والجلال وَ روُيِ‌َ عَنِ البَاقِرِ وَ الصّادِقِ ع أَنّهُ لَيسَ لِلّهِ تَعَالَي جَدّ وَ إِنّمَا قَالَتهُ الجِنّ بِجَهَالَةٍ فَحَكَاهُ سُبحَانَهُ كَمَا


صفحه : 81

قَالَت

وَ أَنّهُ كانَ يَقُولُ سَفِيهُنا أي جاهلنا والمراد به إبليس عَلَي اللّهِ شَطَطاً والشطط السرف في ظلم النفس والخروج عن الحق وَ أَنّا ظَنَنّا أَن لَن تَقُولَ الإِنسُ وَ الجِنّ عَلَي اللّهِ كَذِباً أي حسبنا أن مايقولونه من اتخاذ الشريك والصاحبة والولد صدق و أنا علي حق حتي سمعنا القرآن وتبينا الحق به وَ أَنّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الجِنّ أي يعتصمون ويستجيرون و كان الرجل من العرب إذانزل الوادي‌ في سفره ليلا قال أعوذ بعزيز هذاالوادي‌ من شر سفهاء قومه و كان هذامنهم علي حسب اعتقادهم أن الجن تحفظهم وقيل معناه أنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من أجل الجن و من معرة الجن فَزادُوهُم رَهَقاً أي فزاد الجن للإنس إثما علي إثمهم ألذي كانوا عليه من الكفر والمعاصي‌ وقيل رَهَقاً أي طغيانا وقيل فرقا وخوفا وقيل شرا وقيل ذلة و قال الزجاج يجوز أن يكون الإنس الذين كانوا يستعيذون بالجن زادوا الجن رهقا لأنهم كانوا يزدادون طغيانا في قومهم بهذا التعوذ فيقولون سدنا الجن والإنس ويجوز أن يكون الجن زادوا الإنس رهقا.وَ أَنّهُم ظَنّوا كَما ظَنَنتُم أَن لَن يَبعَثَ اللّهُ أَحَداً أي قال مؤمنو الجن لكفارهم إن كفار الإنس الذين يعوذون برجال من الجن في الجاهلية حسبوا كماحسبتم يامعشر الجن أن لن يبعث الله رسولا بعد موسي ع أوعيسي ع وقيل إن هذه الآية مع ماقبلها اعتراض من إخبار الله تعالي يقول إن الجن ظنوا كماظننتم معاشر الإنس أن الله لايحشر أحدا يوم القيامة و لايحاسبه أولن يبعث الله أحدا رسولا ثم حكي عن الجن قولهم وَ أَنّا لَمَسنَا السّماءَ أي مسسناها وقيل معناه طلبنا الصعود إلي السماء فعبر عن ذلك باللمس مجازا وقيل التمسنا قرب السماء لاستراق السمع فَوَجَدناها مُلِئَت حَرَساً شَدِيداً أي حفظة من الملائكة شداداوَ شُهُباً والتقدير ملئت من الحرس والشهب وَ أَنّا كُنّا نَقعُدُ مِنها مَقاعِدَ لِلسّمعِ أي كان يتهيأ لنا فيما قبل القعود في مواضع الاستماع فنسمع منها صوت الملائكة وكلامهم فَمَن يَستَمِعِمناالآنَ


صفحه : 82

ذلك يَجِد لَهُ شِهاباً رَصَداًيرمي به ويرصد له وشهابا مفعول به ورصدا صفته قال معمر قلت للزهري‌ كان يرمي بالنجوم في الجاهلية قال نعم قلت أفرأيت قوله أَنّا كُنّا نَقعُدُ مِنهاالآية قال غلظ وشدد أمرها حين بعث النبي ص قال البلخي‌ إن الشهب كانت لامحالة فيما مضي من الزمان غير أنه لم يكن يمنع بهاالجن عن صعود السماء فلما بعث النبي ص منع بهاالجن من الصعودوَ أَنّا لا ندَريِ‌ أَ شَرّ أُرِيدَ بِمَن فِي الأَرضِ أي بحدوث الرجم بالشهب وحراسة السماء جوزوا هجوم انقطاع التكليف أوتغيير الأمر بتصديق نبي‌ من الأنبياء و ذلك قوله أَم أَرادَ بِهِم رَبّهُم رَشَداً أي صلاحا وقيل معناه أن هذاالمنع لايدري ألعذاب سينزل بأهل الأرض أم لنبي‌ يبعث ويهدي‌ إلي الرشد فإن مثل هذا لا يكون إلالأحد هذين وَ أَنّا مِنّا الصّالِحُونَ وَ مِنّا دُونَ ذلِكَ أي دون الصالحين في الرتبةكُنّا طَرائِقَ قِدَداً أي فرقا شتي علي مذاهب مختلفة وأهواء متفرقةوَ أَنّا ظَنَنّا أي علمناأَن لَن نُعجِزَ اللّهَ فِي الأَرضِ أي لن نفوته إن أراد بنا أمراوَ لَن نُعجِزَهُ هَرَباً أي أنه يدركنا حيث كناوَ أَنّا لَمّا سَمِعنَا الهُدي أي القرآن آمَنّا بِهِ فَمَن يُؤمِن بِرَبّهِ فَلا يَخافُ بَخساً أي نقصانا فيما يستحقه من الثواب وَ لا رَهَقاً أي لحاق ظلم وغشيان مكروه وَ أَنّا مِنّا المُسلِمُونَ وَ مِنّا القاسِطُونَ أي الجائرون عن طريق الحق فَمَن أَسلَمَ فَأُولئِكَ تَحَرّوا رَشَداً أي التمسوا الصواب والهدي وَ أَمّا القاسِطُونَ فَكانُوا لِجَهَنّمَ حَطَباًيلقون فيهافتحرقهم كماتحرق النار الحطب انتهي .أقول سيأتي‌ الكلام في حقيقة الجن وكيفياتهم وأحوالهم في كتاب السماء والعالم إن شاء الله تعالي . و قال القاضي‌ في الشفا رأي عبد الله بن مسعود الجن ليلة الجن وسمع كلامهم وشبههم برجال الزط

وَ قَالَ النّبِيّص إِنّ شَيطَاناً تَفَلّتَ البَارِحَةَ لِيَقطَعَ عَلَيّ صلَاَتيِ‌ فأَمَكنَنَيِ‌ اللّهُ مِنهُ فَأَخَذتُهُ فَأَرَدتُ أَن أَربِطَهُ إِلَي سَارِيَةٍ مِن سوَاَريِ‌ المَسجِدِ حَتّي


صفحه : 83

تَنظُرُوا إِلَيهِ كُلّكُم فَذَكَرتُ دَعوَةَ أخَيِ‌ سُلَيمَانَ ع رَبّ اغفِر لِي وَ هَب لِي مُلكاًالآيَةَ فَرَدّهُ اللّهُ خَاسِئاً

1-ل ،[الخصال ] أُبَيّ عَن سَعدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الحَمِيدِ عَن مُحَمّدِ بنِ رَاشِدٍ عَن عُمَرَ بنِ سَهلٍ عَن سُهَيلِ بنِ غَزوَانَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِنّ امرَأَةً مِنَ الجِنّ كَانَ يُقَالُ لَهَا عَفرَاءُ كَانَت تَنتَابُ النّبِيّص فَتَسمَعُ مِن كَلَامِهِ فتَأَتيِ‌ صاَلحِيِ‌ الجِنّ فَيُسلِمُونَ عَلَي يَدَيهَا وَ إِنّهَا فَقَدَهَا النّبِيّص فَسَأَلَ عَنهَا جَبرَئِيلُ فَقَالَ إِنّهَا زَارَت أُختاً لَهَا تُحِبّهَا فِي اللّهِ فَقَالَ النّبِيّص طُوبَي لِلمُتَحَابّينَ فِي اللّهِ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي خَلَقَ فِي الجَنّةِ عَمُوداً مِن يَاقُوتَةٍ حَمرَاءَ عَلَيهِ سَبعُونَ أَلفَ قَصرٍ فِي كُلّ قَصرٍ سَبعُونَ أَلفَ غُرفَةٍ خَلَقَهَا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لِلمُتَحَابّينَ وَ المُتَزَاوِرِينَ فِي اللّهِ ثُمّ قَالَ يَا عَفرَاءُ أَيّ شَيءٍ رَأَيتِ قَالَت رَأَيتُ عَجَائِبَ كَثِيرَةً قَالَ فَأَعجَبُ مَا رَأَيتِ قَالَت رَأَيتُ إِبلِيسَ فِي البَحرِ الأَخضَرِ عَلَي صَخرَةٍ بَيضَاءَ مَادّاً يَدَيهِ إِلَي السّمَاءِ وَ هُوَ يَقُولُ إلِهَيِ‌ إِذَا بَرَرتَ قَسَمَكَ وَ أدَخلَتنَيِ‌ نَارَ جَهَنّمَ فَأَسأَلُكَ بِحَقّ مُحَمّدٍ وَ عَلِيّ وَ فَاطِمَةَ وَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ إِلّا خلَصّتنَيِ‌ مِنهَا وَ حشَرَتنَيِ‌ مَعَهُم فَقُلتُ يَا حَارِثُ مَا هَذِهِ الأَسمَاءُ التّيِ‌ تَدعُو بِهَا قَالَ لِي رَأَيتُهَا عَلَي سَاقِ العَرشِ مِن قَبلِ أَن يَخلُقَ اللّهُ آدَمَ بِسَبعَةِ آلَافِ سَنَةٍ فَعَلِمتُ أَنّهُم أَكرَمَ الخَلقِ عَلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَأَنَا أَسأَلُهُ بِحَقّهِم فَقَالَ النّبِيّص وَ اللّهِ لَو أَقسَمَ أَهلُ الأَرضِ بِهَذِهِ الأَسمَاءِ لَأَجَابَهُم

2-فس ،[تفسير القمي‌] قَالَالجِنّ مِن وُلدِ الجَانّ مِنهُم مُؤمِنُونَ وَ كَافِرُونَ وَ يَهُودُ وَ نَصَارَي وَ تَختَلِفُ أَديَانُهُم وَ الشّيَاطِينُ مِن وُلدِ إِبلِيسَ وَ لَيسَ فِيهِم مُؤمِنٌ إِلّا وَاحِدٌ اسمُهُ هَامُ بنُ هِيمِ بنِ لَاقِيسَ بنِ إِبلِيسَ جَاءَ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَرَآهُ جَسِيماً عَظِيماً وَ أَمراً مَهُولًا فَقَالَ لَهُ مَن أَنتَ قَالَ أَنَا هَامُ بنُ هِيمِ بنِ لَاقِيسَ بنِ إِبلِيسَ كُنتُ يَومَ قَتَلَ قَابِيلُ هَابِيلَ


صفحه : 84

غُلَاماً ابنَ أَعوَامٍ أَنهَي عَنِ الِاعتِصَامِ وَ آمُرُ بِإِفسَادِ الطّعَامِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص بِئسَ لعَمَريِ‌ الشّابّ المُؤَمّلُ وَ الكَهلُ المُؤَمّرُ فَقَالَ دَع عَنكَ هَذَا يَا مُحَمّدُ فَقَد جَرَت توَبتَيِ‌ عَلَي يَدِ نُوحٍ ع وَ لَقَد كُنتُ مَعَهُ فِي السّفِينَةِ فَعَاتَبتُهُ عَلَي دُعَائِهِ عَلَي قَومِهِ وَ لَقَد كُنتُ مَعَ اِبرَاهِيمَ ع حَيثُ ألُقيِ‌َ فِي النّارِ فَجَعَلَهَا اللّهُ عَلَيهِ بَرداً وَ سَلَاماً وَ لَقَد كُنتُ مَعَ مُوسَي ع حِينَ غَرِقَ اللّهُ فِرعَونَ وَ نَجّي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ وَ لَقَد كُنتُ مَعَ هُودٍ ع حِينَ دَعَا عَلَي قَومِهِ فَعَاتَبتُهُ عَلَي دُعَائِهِ عَلَي قَومِهِ وَ لَقَد كُنتُ مَعَ صَالِحٍ ع فَعَاتَبتُهُ عَلَي دُعَائِهِ عَلَي قَومِهِ وَ لَقَد قَرَأتُ الكُتُبَ فَكُلّهَا تبُشَرّنُيِ‌ بِكَ وَ الأَنبِيَاءُ يُقرِءُونَكَ السّلَامَ وَ يَقُولُونَ أَنتَ أَفضَلُ الأَنبِيَاءِ وَ أَكرَمُهُم فعَلَمّنيِ‌ مِمّا أَنزَلَ اللّهُ عَلَيكَ شَيئاً فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع عَلّمهُ فَقَالَ هَامٌ يَا مُحَمّدُ إِنّا لَا نُطِيعُ إِلّا نَبِيّاً أَو وصَيِ‌ّ نبَيِ‌ّ فَمَن هَذَا قَالَ هَذَا أخَيِ‌ وَ وصَيِيّ‌ وَ وزَيِريِ‌ وَ واَرثِيِ‌ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ قَالَ نَعَم نَجِدُ اسمَهُ فِي الكُتُبِ إِليَا فَعَلّمَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فَلَمّا كَانَت لَيلَةُ الهَرِيرِ بِصِفّينَ جَاءَ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع

بيان قوله ص الشاب المؤمل لعل المعني بئس حالك في حال شبابك حيث كنت مؤملا علي بناء المفعول يأملون منك الخير و في حال شيخوختك حيث صيروك أميرا و في روايات العامة بئس لعمر الله عمل الشيخ المتوسم والشاب المتلوم قال الجزري‌ المتوسم المتحلي‌ بسمة الشيوخ والمتلوم المتعرض للأئمة في الفعل السيئ ويجوز أن يكون من اللؤمة وهي‌ الحاجة أي المنتظر لقضائها

3-عم ،[إعلام الوري ]جَاءَ فِي الآثَارِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ لَمّا خَرَجَ النّبِيّص إِلَي بنَيِ‌ المُصطَلِقِ وَ نَزَلَ بِقُربِ وَادٍ وَعرٍ فَلَمّا كَانَ آخِرُ اللّيلِ هَبَطَ عَلَيهِ جَبرَئِيلُ يُخبِرُهُ عَن طَائِفَةٍ مِن كُفّارِ الجِنّ قَدِ استَبطَنُوا الواَديِ‌َ يُرِيدُونَ كَيدَهُ وَ إِيقَاعَ الشّرّ بِأَصحَابِهِ فَدَعَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع وَ قَالَ اذهَب إِلَي هَذَا الواَديِ‌ فَسَيَعرِضُ لَكَ مِن أَعدَاءِ اللّهِ الجِنّ مَن


صفحه : 85

يُرِيدُكَ فَادفَعهُ بِالقُوّةِ التّيِ‌ أَعطَاكَ اللّهُ إِيّاهَا وَ تَحَصّن مِنهُ بِأَسمَاءِ اللّهِ التّيِ‌ خَصّكَ بِعِلمِهَا وَ أَنفَذَ مَعَهُ مِائَةَ رَجُلٍ مِن أَخلَاطِ النّاسِ وَ قَالَ لَهُم كُونُوا مَعَهُ وَ امتَثِلُوا أَمرَهُ فَتَوَجّهَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِلَي الواَديِ‌ فَلَمّا قَارَبَ شَفِيرَهُ أَمَرَ المِائَةَ الّذِينَ صَحِبُوهُ أَن يَقِفُوا بِقُربِ الشّفِيرِ وَ لَا يُحدِثُوا شَيئاً حَتّي يَأذَنَ لَهُم ثُمّ تَقَدّمَ فَوَقَفَ عَلَي شَفِيرِ الواَديِ‌ وَ تَعَوّذَ بِاللّهِ مِن أَعدَائِهِ وَ سَمّاهُ بِأَحسَنِ أَسمَائِهِ وَ أَومَأَ إِلَي القَومِ الّذِينَ تَبِعُوهُ أَن يَقرَبُوا مِنهُ فَقَرِبُوا وَ كَانَ بَينَهُ وَ بَينَهُم فُرجَةٌ مَسَافَتُها غَلوَةٌ ثُمّ رَامَ الهُبُوطَ إِلَي الواَديِ‌ فَاعتَرَضَت رِيحٌ عَاصِفٌ كَادَ القَومُ أَن يَقَعُوا عَلَي وُجُوهِهِم لِشِدّتِهَا وَ لَم تَثبُت أَقدَامُهُم عَلَي الأَرضِ مِن هَولِ مَا لَحِقَهُم فَصَاحَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع أَنَا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبِ بنِ عَبدِ المُطّلِبِ وصَيِ‌ّ رَسُولِ اللّهِ وَ ابنُ عَمّهِ اثبُتُوا إِن شِئتُم وَ ظَهَرَ لِلقَومِ أَشخَاصٌ كَالزّطّ تُخُيّلَ فِي أَيدِيهِم شُعَلُ النّارِ قَدِ اطمَأَنّوا بِجَنَبَاتِ الواَديِ‌ فَتَوَغّلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع بَطنَ الواَديِ‌ وَ هُوَ يَتلُو القُرآنَ وَ يُومِئُ بِسَيفِهِ يَمِيناً وَ شِمَالًا فَمَا لَبِثَتِ الأَشخَاصُ حَتّي صَارَت كَالدّخَانِ الأَسوَدِ وَ كَبّرَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع ثُمّ صَعِدَ مِن حَيثُ هَبَطَ فَقَامَ مَعَ القَومِ الّذِينَ تَبِعُوهُ حَتّي أَسفَرَ المَوضِعُ عَمّا اعتَرَاهُ فَقَالَ لَهُ أَصحَابُ رَسُولِ اللّهِص مَا لَقِيتَ يَا أَبَا الحَسَنِ فَقَد كِدنَا نَهلِكُ خَوفاً وَ إِشفَاقاً عَلَيكَ فَقَالَ ع لَمّا تَرَاءَي لِيَ العَدُوّ جَهَرتُ فِيهِم بِأَسمَاءِ اللّهِ فَتَضَاءَلُوا وَ عَلِمتُ مَا حَلّ بِهِم مِنَ الجَزَعِ فَتَوَغّلتُ الواَديِ‌َ غَيرَ خَائِفٍ مِنهُم وَ لَو بَقُوا عَلَي هَيئَاتِهِم لَأَتَيتُ عَلَي آخِرِهِم وَ كَفَي اللّهُ كَيدَهُم وَ كَفَي المُسلِمِينَ شَرّهُم وَ سيَسَبقِنُيِ‌ بَقِيّتُهُم إِلَي النّبِيّص فَيُؤمِنُوا بِهِ وَ انصَرَفَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع بِمَن مَعَهُ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَأَخبَرَهُ الخَبَرَ فسَرُيّ‌َ عَنهُ وَ دَعَا لَهُ بِخَيرٍ وَ قَالَ لَهُ قَد سَبَقَكَ يَا عَلِيّ إلِيَ‌ّ مَن أَخَافَهُ اللّهُ بِكَ فَأَسلَمَ وَ قَبِلتُ إِسلَامَهُ


صفحه : 86

بيان ضؤل ضئالة صغر و رجل متضائل دقيق وسري‌ عنه الهم علي بناء المفعول مشددا انكشف

4-عُيُونُ المُعجِزَاتِ، مِن كِتَابِ الأَنوَارِ عَن أَحمَدَ بنِ عَبدَوَيهِ عَن سُلَيمَانَ بنِ عَلِيّ الدمّشَقيِ‌ّ عَن أَبِي هَاشِمٍ الزبّاَليِ‌ّ عَن زَاذَانَ عَن سَلمَانَ قَالَ كَانَ النّبِيّص ذَاتَ يَومٍ جَالِساً بِالأَبطَحِ وَ عِندَهُ جَمَاعَةٌ مِن أَصحَابِهِ وَ هُوَ مُقبِلٌ عَلَينَا بِالحَدِيثِ إِذ نَظَرنَا إِلَي زَوبَعَةٍ قَدِ ارتَفَعَت فَأَثَارَتِ الغُبَارَ وَ مَا زَالَت تَدنُو وَ الغُبَارُ يَعلُو إِلَي أَن وَقَفَت بِحِذَاءِ النّبِيّص ثُمّ بَرَزَ مِنهَا شَخصٌ كَانَ فِيهَا ثُمّ قَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ إنِيّ‌ وَافِدُ قوَميِ‌ وَ قَدِ استَجَرنَا بِكَ فَأجُرنَا وَ ابعَث معَيِ‌ مِن قِبَلِكَ مَن يُشرِفُ عَلَي قَومِنَا فَإِنّ بَعضَهُم قَد بَغَي عَلَينَا لِيَحكُمَ بَينَنَا وَ بَينَهُم بِحُكمِ اللّهِ وَ كِتَابِهِ وَ خُذ عَلَيّ العُهُودَ وَ المَوَاثِيقَ المُؤَكّدَةَ أَن أَرُدّهُ إِلَيكَ فِي غَدَاةِ غَدٍ سَالِماً إِلّا أَن تَحدُثَ عَلَيّ حَادِثَةٌ مِن عِندِ اللّهِ فَقَالَ النّبِيّص مَن أَنتَ وَ مَن قَومُكَ قَالَ أَنَا عطرفة[عُرفُطَةُ] بنُ شِمرَاخٍ أَحَدُ بنَيِ‌ نَجَاحٍ وَ أَنَا وَ جَمَاعَةٌ مِن أهَليِ‌ كُنّا نَستَرِقُ السّمعَ فَلَمّا مُنِعنَا مِن ذَلِكَ آمَنّا وَ لَمّا بَعَثَكَ اللّهُ نَبِيّاً آمَنّا بِكَ عَلَي مَا عَلِمتَهُ وَ قَد صَدّقنَاكَ وَ قَد خَالَفَنَا بَعضُ القَومِ وَ أَقَامُوا عَلَي مَا كَانُوا عَلَيهِ فَوَقَعَ بَينَنَا وَ بَينَهُمُ الخِلَافُ وَ هُم أَكثَرُ مِنّا عَدَداً وَ قُوّةً وَ قَد غَلَبُوا عَلَي المَاءِ وَ المرَاَعيِ‌ وَ أَضَرّوا بِنَا وَ بِدَوَابّنَا فَابعَث معَيِ‌ مَن يَحكُمُ بَينَنَا بِالحَقّ فَقَالَ لَهُ النّبِيّص فَاكشِف لَنَا عَن وَجهِكَ حَتّي نَرَاكَ عَلَي هَيئَتِكَ التّيِ‌ أَنتَ عَلَيهَا قَالَ فَكَشَفَ لَنَا عَن صُورَتِهِ فَنَظَرنَا فَإِذَا شَخصٌ عَلَيهِ شَعرٌ كَثِيرٌ وَ إِذَا رَأسُهُ طَوِيلٌ طَوِيلُ العَينَينِ عَينَاهُ فِي طُولِ رَأسِهِ صَغِيرُ الحَدَقَتَينِ وَ لَهُ أَسنَانُ السّبَاعِ ثُمّ إِنّ النّبِيّص أَخَذَ عَلَيهِ العَهدَ وَ المِيثَاقَ عَلَي أَن يَرُدّ عَلَيهِ فِي غَدٍ مَن يَبعَثُ بِهِ مَعَهُ فَلَمّا فَرَغَ مِن ذَلِكَ التَفَتَ إِلَي أَبِي بَكرٍ فَقَالَ سِر مَعَ أَخِينَا عطرفة[عُرفُطَةَ] وَ انظُر إِلَي مَا هُم عَلَيهِ وَ احكُم بَينَهُم بِالحَقّ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ أَينَ هُم قَالَ هُم تَحتَ الأَرضِ


صفحه : 87

فَقَالَ أَبُو بَكرٍ وَ كَيفَ أُطِيقُ النّزُولَ تَحتَ الأَرضِ وَ كَيفَ أَحكُمُ بَينَهُم وَ لَا أُحسِنُ كَلَامَهُم ثُمّ التَفَتَ إِلَي عُمَرَ بنِ الخَطّابِ فَقَالَ لَهُ مِثلَ قَولِهِ لأِبَيِ‌ بَكرٍ فَأَجَابَ بِمِثلِ جَوَابِ أَبِي بَكرٍ ثُمّ أَقبَلَ عَلَي عُثمَانَ وَ قَالَ لَهُ مِثلَ قَولِهِ لَهُمَا فَأَجَابَهُ كَجَوَابِهِمَا ثُمّ استَدعَي بعِلَيِ‌ّ ع وَ قَالَ لَهُ يَا عَلِيّ سِر مَعَ أَخِينَا عطرفة[عُرفُطَةَ] وَ تُشرِفُ عَلَي قَومِهِ وَ تَنظُرُ إِلَي مَا هُم عَلَيهِ وَ تَحكُمُ بَينَهُم بِالحَقّ فَقَامَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مَعَ عطرفة[عُرفُطَةَ] وَ قَد تَقَلّدَ سَيفَهُ قَالَ سَلمَانُ فَتَبِعتُهُمَا إِلَي أَن صَارَ إِلَي الواَديِ‌ فَلَمّا تَوَسّطَاهُ نَظَرَ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ قَالَ قَد شَكَرَ اللّهُ تَعَالَي سَعيَكَ يَا بَا عَبدِ اللّهِ فَارجِع فَوَقَفتُ أَنظُرُ إِلَيهِمَا فَانشَقّتِ الأَرضُ وَ دَخَلَا فِيهَا وَ رَجَعتُ وَ تدَاَخلَنَيِ‌ مِنَ الحَسرَةِ مَا اللّهُ أَعلَمُ بِهِ كُلّ ذَلِكَ إِشفَاقاً عَلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ أَصبَحَ النّبِيّص وَ صَلّي بِالنّاسِ الغَدَاةَ وَ جَاءَ وَ جَلَسَ عَلَي الصّفَا وَ حَفّ بِهِ أَصحَابُهُ وَ تَأَخّرَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ ارتَفَعَ النّهَارُ وَ أَكثَرَ النّاسُ الكَلَامَ إِلَي أَن زَالَتِ الشّمسُ وَ قَالُوا إِنّ الجنِيّ‌ّ احتَالَ عَلَي النّبِيّص وَ قَد أَرَاحَنَا اللّهُ مِن أَبِي تُرَابٍ وَ ذَهَبَ عَنّا افتِخَارُهُ بِابنِ عَمّهِ عَلَينَا وَ أَكثَرُوا الكَلَامَ إِلَي أَن صَلّي النّبِيّص صَلَاةَ الأُولَي وَ عَادَ إِلَي مَكَانِهِ وَ جَلَسَ عَلَي الصّفَا وَ مَا زَالَ يُحَدّثُ أَصحَابُهُ إِلَي أَن وَجَبَت صَلَاةُ العَصرِ وَ أَكثَرَ القَومُ الكَلَامَ وَ أَظهَرُوا اليَأسَ مِن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَصَلّي النّبِيّص صَلَاةَ العَصرِ وَ جَاءَ وَ جَلَسَ عَلَي الصّفَا وَ أَظهَرَ الفِكرَ فِي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ ظَهَرَت شَمَاتَةُ المُنَافِقِينَ بِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ كَادَتِ الشّمسُ تَغرُبُ فَتَيَقّنَ القَومُ أَنّهُ قَد هَلَكَ وَ إِذَا قَدِ انشَقّ الصّفَا وَ طَلَعَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مِنهُ وَ سَيفُهُ يَقطُرُ دَماً وَ مَعَهُ عطرفة[عُرفُطَةُ]فَقَامَ إِلَيهِ النّبِيّص وَ قَبّلَ بَينَ عَينَيهِ وَ جَبِينَيهِ وَ قَالَ لَهُ مَا ألّذِي حَبَسَكَ عنَيّ‌ إِلَي هَذَا الوَقتِ فَقَالَ ع صِرتُ إِلَي جِنّ كَثِيرٍ قَد بَغَوا عَلَي عطرفة[عُرفُطَةَ] وَ قَومِهِ مِنَ المُنَافِقِينَ فَدَعَوتُهُم إِلَي ثَلَاثِ خِصَالٍ فَأَبَوا عَلَيّ وَ ذَلِكَ أنَيّ‌ دَعَوتُهُم إِلَي الإِيمَانِ بِاللّهِ تَعَالَي وَ الإِقرَارِ بِنُبُوّتِكَ وَ رِسَالَتِكَ فَأَبَوا فَدَعَوتُهُم إِلَي أَدَاءِ الجِزيَةِ فَأَبَوا فَسَأَلتُهُم أَن يُصَالِحُوا عطرفة[عُرفُطَةَ] وَ قَومَهُ فَيَكُونَ بَعضُ المَرعَي لعطرفة[لِعُرفُطَةَ] وَ قَومِهِ وَ كَذَلِكَ المَاءُ فَأَبَوا ذَلِكَ كُلّهُ فَوَضَعتُ سيَفيِ‌ فِيهِم وَ قَتَلتُ


صفحه : 88

مِنهُم ثَمَانِينَ أَلفاً فَلَمّا نَظَرُوا إِلَي مَا حَلّ بِهِم طَلَبُوا الأَمَانَ وَ الصّلحَ ثُمّ آمَنُوا وَ زَالَ الخِلَافُ بَينَهُم وَ مَا زِلتُ مَعَهُم إِلَي السّاعَةِ فَقَالَ عطرفة[عُرفُطَةُ] يَا رَسُولَ اللّهِ جَزَاكَ اللّهُ وَ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ عَنّا خَيراً

بيان الزوبعة رئيس من رؤساء الجن و منه سمي‌ الإعصار زوبعة قاله الجوهري‌

5-سن ،[المحاسن ] عَبدُ اللّهِ بنُ الصّلتِ عَن أَبِي هُدَيّةَ عَن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ أَنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ ذَاتَ يَومٍ جَالِساً عَلَي بَابِ الدّارِ وَ مَعَهُ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع إِذ أَقبَلَ شَيخٌ فَسَلّمَ عَلَي رَسُولِ اللّهِص ثُمّ انصَرَفَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لعِلَيِ‌ّ ع أَ تَعرِفُ الشّيخَ فَقَالَ عَلِيّ ع مَا أَعرِفُهُ فَقَالَص هَذَا إِبلِيسُ فَقَالَ عَلِيّ ع لَو عَلِمتُ يَا رَسُولَ اللّهِ لَضَرَبتُهُ ضَربَةً بِالسّيفِ فَخَلّصتُ أُمّتَكَ مِنهُ قَالَ فَانصَرَفَ إِبلِيسُ إِلَي عَلِيّص فَقَالَ لَهُ ظلَمَتنَيِ‌ يَا أَبَا الحَسَنِ أَ مَا سَمِعتَ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُوَ شارِكهُم فِي الأَموالِ وَ الأَولادِفَوَ اللّهِ مَا شَرِكتُ أَحَداً أَحَبّكَ فِي أُمّهِ

6- ع ،[علل الشرائع ] الحُسَينُ بنُ مُحَمّدِ بنِ سَعِيدٍ عَن فُرَاتِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ مُعتَمِرٍ عَن أَحمَدَ بنِ عَلِيّ الرمّليِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ مُوسَي عَن يَعقُوبَ بنِ إِسحَاقَ المرَوزَيِ‌ّ عَن عُمَرَ بنِ مَنصُورٍ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ أَبَانٍ عَن يَحيَي بنِ أَبِي كَثِيرٍ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي هَارُونَ العبَديِ‌ّ


صفحه : 89

عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ الأنَصاَريِ‌ّ قَالَ كُنّا بِمِنًي مَعَ رَسُولِ اللّهِص إِذ بَصَرنَا بِرَجُلٍ سَاجِدٍ وَ رَاكِعٍ وَ مُتَضَرّعٍ فَقُلنَا يَا رَسُولَ اللّهِ مَا أَحسَنَ صَلَاتَهُ فَقَالَص هُوَ ألّذِي أَخرَجَ أَبَاكُم مِنَ الجَنّةِ فَمَضَي إِلَيهِ عَلِيّ ع غَيرَ مُكتَرِثٍ فَهَزّهُ هَزّةً أَدخَلَ أَضلَاعَهُ اليُمنَي فِي اليُسرَي وَ اليُسرَي فِي اليُمنَي ثُمّ قَالَ لَأَقتُلَنّكَ إِن شَاءَ اللّهُ فَقَالَ لَن تَقدِرَ عَلَي ذَلِكَ إِلَي أَجَلٍ مَعلُومٍ مِن عِندِ ربَيّ‌ مَا لَكَ تُرِيدُ قتَليِ‌ فَوَ اللّهِ مَا أَبغَضَكَ أَحَدٌ إِلّا سَبَقَت نطُفتَيِ‌ إِلَي رَحِمِ أُمّهِ قَبلَ نُطفَةِ أَبِيهِ وَ لَقَد شَارَكتُ مُبغِضِيكَ فِي الأَموَالِ وَ الأَولَادِ وَ هُوَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فِي مُحكَمِ كِتَابِهِوَ شارِكهُم فِي الأَموالِ وَ الأَولادِالخَبَرَ

7-ب ،[قرب الإسناد] مُحَمّدُ بنُ عَبدِ الحَمِيدِ عَن أَبِي جَمِيلَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ سُلَيمَانَهَب لِي مُلكاً لا ينَبغَيِ‌ لِأَحَدٍ مِن بعَديِ‌ إِنّكَ أَنتَ الوَهّابُ قُلتُ فأَعُطيِ‌َ ألّذِي دَعَا بِهِ قَالَ نَعَم وَ لَم يُعطَ بَعدَهُ إِنسَانٌ مَا أعُطيِ‌َ نبَيِ‌ّ اللّهِ مِن غَلَبَةِ الشّيطَانِ فَخَنَقَهُ إِلَي إِبطِهِ حَتّي أَصَابَ لِسَانُهُ يَدَ رَسُولِ اللّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لَو لَا مَا دَعَا بِهِ سُلَيمَانُ ع لَأَرَيتُكُمُوهُ

8-فس ،[تفسير القمي‌]وَ إِذ صَرَفنا إِلَيكَ نَفَراً مِنَ الجِنّ يَستَمِعُونَ القُرآنَ إِلَي قَولِهِفَلَمّا قضُيِ‌َ أَي فَرَغَوَلّوا إِلي قَومِهِم مُنذِرِينَ إِلَي قَولِهِأُولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍفَهَذَا كُلّهُ حِكَايَةٌ عَنِ الجِنّ وَ كَانَ سَبَبُ نُزُولِ هَذِهِ الآيَةِ أَنّ رَسُولَ اللّهِص خَرَجَ مِن مَكّةَ إِلَي سُوقِ عُكَاظٍ وَ مَعَهُ زَيدُ بنُ حَارِثَةَ يَدعُو النّاسَ إِلَي الإِسلَامِ فَلَم يُجِبهُ أَحَدٌ وَ لَم يَجِد مَن يَقبَلُهُ ثُمّ رَجَعَ إِلَي مَكّةَ فَلَمّا بَلَغَ مَوضِعاً يُقَالُ لَهُ واَديِ‌ مَجَنّةَ تَهَجّدَ بِالقُرآنِ فِي جَوفِ اللّيلِ فَمَرّ بِهِ نَفَرٌ مِنَ الجِنّ فَلَمّا سَمِعُوا قِرَاءَةَ رَسُولِ اللّهِص استَمَعُوا لَهُ فَلَمّا سَمِعُوا قِرَاءَتَهُ قَالَ


صفحه : 90

بَعضُهُم لِبَعضٍأَنصِتُوايعَنيِ‌ اسكُتُوافَلَمّا قضُيِ‌َ أَي فَرَغَ رَسُولُ اللّهِص مِنَ القِرَاءَةِوَلّوا إِلي قَومِهِم مُنذِرِينَ قالُوا يا قَومَنا إِنّا سَمِعنا كِتاباً أُنزِلَ مِن بَعدِ مُوسي مُصَدّقاً لِما بَينَ يَدَيهِ يهَديِ‌ إِلَي الحَقّ وَ إِلي طَرِيقٍ مُستَقِيمٍ يا قَومَنا أَجِيبُوا داعيِ‌َ اللّهِ وَ آمِنُوا بِهِ إِلَي قَولِهِأُولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍفَجَاءُوا إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَأَسلَمُوا وَ آمَنُوا وَ عَلّمَهُم رَسُولُ اللّهِص شَرَائِعَ الإِسلَامِ فَأَنزَلَ اللّهُ عَلَي نَبِيّهِقُل أوُحيِ‌َ إلِيَ‌ّ أَنّهُ استَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الجِنّالسّورَةَ كُلّهَا فَحَكَي اللّهُ قَولَهُم وَ وَلّي رَسُولُ اللّهِص عَلَيهِم مِنهُم وَ كَانُوا يَعُودُونَ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فِي كُلّ وَقتٍ فَأَمَرَ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ أَن يُعَلّمَهُم وَ يُفَقّهَهُم فَمِنهُم مُؤمِنُونَ وَ كَافِرُونَ وَ نَاصِبُونَ وَ يَهُودُ وَ نَصَارَي وَ مَجُوسٌ وَ هُم وُلدُ الجَانّ

9-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] ابنُ جُبَيرٍ قَالَ تَوَجّهَ النّبِيّص تِلقَاءَ مَكّةَ وَ قَامَ بِنَخلَةَ فِي جَوفِ اللّيلِ يصُلَيّ‌ فَمَرّ بِهِ نَفَرٌ مِنَ الجِنّ فَوَجَدُوهُ يصُلَيّ‌ صَلَاةَ الغَدَاةِ وَ يَتلُو القُرآنَ فَاستَمَعُوا إِلَيهِ وَ قَالَ آخَرُونَ أُمِرَ رَسُولُ اللّهِص أَن يُنذِرَ الجِنّ فَصَرَفَ اللّهُ إِلَيهِ نَفَراً مِنَ الجِنّ مِن نَينَوَي قَولُهُوَ إِذ صَرَفنا إِلَيكَ نَفَراً مِنَ الجِنّ وَ كَانَ بَاتَ فِي واَديِ‌ الجِنّ وَ هُوَ عَلَي مِيلٍ مِنَ المَدِينَةِ فَقَالَ ع إنِيّ‌ أُمِرتُ أَن أَقرَأَ عَلَي الجِنّ اللّيلَةَ فَأَيّكُم يتَبّعِنُيِ‌ فَاتّبَعَهُ ابنُ مَسعُودٍ وَ سَاقَ الحَدِيثَ مِثلَ مَا رَوَاهُ الطبّرسِيِ‌ّ

وَ روُيِ‌َ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ أَنّهُم كَانُوا سَبعَةَ نَفَرٍ مِن جِنّ نَصِيبِينَ فَجَعَلَهُم رَسُولُ اللّهِص رُسُلًا إِلَي قَومِهِم وَ قَالَ زِرّ بنُ حُبَيشٍ كَانُوا سَبعَةً مِنهُم زَوبَعَةٌ وَ قَالَ غَيرُهُ وَ هُم مسار وَ يسار وَ بشار وَ الأزد وَ خميع

10-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] لَمّا سَارَ النّبِيّص إِلَي واَديِ‌ حُنَينٍ لِلحَربِ إِذَا بِالطّلَائِعِ قَد رَجَعَت وَ الأَعلَامُ وَ الأَلوِيَةُ قَد وَقَفَت فَقَالَ لَهُمُ النّبِيّص يَا قَومِ مَا الخَبَرَ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ حَيّةٌ عَظِيمَةٌ قَد سَدّت عَلَينَا الطّرِيقَ كَأَنّهَا جَبَلٌ عَظِيمٌ لَا يُمكِنُنَا مِنَ المَسِيرِ فَسَارَ


صفحه : 91

النّبِيّص حَتّي أَشرَفَ عَلَيهَا فَرَفَعَت رَأسَهَا وَ نَادَتِ السّلَامُ عَلَيكَ يَا رَسُولَ اللّهِ أَنَا الهَيثَمُ بنُ طَاحِ بنِ إِبلِيسَ مُؤمِنٌ بِكَ قَد سِرتُ إِلَيكَ فِي عَشَرَةِ آلَافٍ مِن أَهلِ بيَتيِ‌ حَتّي أُعِينَكَ عَلَي حَربِ القَومِ فَقَالَ النّبِيّص انعَزِل عَنّا وَ سِر بِأَهلِكَ عَن أَيمَانِنَا فَفَعَلَ ذَلِكَ وَ سَارَ المُسلِمُونَ

أَقُولُ سيَأَتيِ‌ فِي بَابِ عَمَلِ النّيرُوزِ عَنِ المُعَلّي بنِ خُنَيسٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّ يَومَ النّيرُوزِ هُوَ اليَومُ ألّذِي وَجّهَ رَسُولُ اللّهِص عَلِيّاً ع إِلَي واَديِ‌ الجِنّ فَأَخَذَ عَلَيهِمُ العُهُودَ وَ المَوَاثِيقَ

وسيأتي‌ أكثر أخبار هذاالباب في باب استيلاء أمير المؤمنين صلوات الله عليه علي الجن والشياطين

باب 01-آخر و هو من الأول في الهواتف من الجن وغيرهم بنبوته ص

1-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] في حديث مازن بن العصفور الطائي‌ أنه لمانحر عتيرة سمع من صنمه .


بعث نبي‌ من مضر.   فدع نحيتا من حجر.

ثم نحر يوما آخر عتيرة أخري فسمع منه .


هذانبي‌ مرسل .   جاء بخير منزل .

أبوعبيس قال سمعت قريش في الليل هاتفا علي أبي قبيس يقول شعرا.


إذاأسلم السعدان يصبح بمكة.   محمد لايخشي خلاف المخالف .

فلما أصبحوا قال أبوسفيان من السعدان سعد بكر وسعد تميم ثم سمع في الليلة الثانية


صفحه : 92


أيا سعد سعد الأوس كن أنت ناصرا.   و ياسعد سعد الخزرجين غطارف .

أجيبا إلي داعي‌ الهدي وتمنيا.   علي الله في الفردوس خير زخارف .

فلما أصبحوا قال أبوسفيان هوسعد بن معاذ وسعد بن عبادة. قال تميم الداري‌ أدركني‌ الليل في بعض طرقات الشام فلما أخذت مضجعي‌ قلت أناالليلة في جوار هذاالوادي‌ فإذامناد يقول عذ بالله فإن الجن لاتجير أحدا علي الله قدبعث نبي‌ الأميين رسول الله و قدصلينا خلفه بالحجون وذهب كيد الشياطين ورميت بالشهب فانطلق إلي محمد رسول رب العالمين .سعيد بن جبير قال قال سواد بن قارب نمت علي جبل من جبال السراة فأتاني‌ آت وضربني‌ برجله و قال قم ياسواد بن قارب أتاك رسول من لوي‌ بن غالب فلما استويت أدبر و هو يقول .


عجبت للجن وأرجاسها.   ورحلها العيس بأحلاسها.

تهوي‌ إلي مكة تبغي‌ الهدي .   ماصالحوها مثل أنجاسها.

فعدت فنمت فضربني‌ برجله فقال مثل الأول فأدبر قائلا.


عجبت للجن وتطلابها.   ورحلها العيس بأقتابها.

تهوي‌ إلي مكة تبغي‌ الهدي .   ماصادقوها مثل كذابها.

فعدت فنمت فضربني‌ برجله فقال مثل الأول فلما استويت أدبر و هو يقول .


عجبت للجن وأشرارها.   ورحلها العيس بأكوارها.

تهوي‌ إلي مكة تبغي‌ الهدي .   مامؤمنوها مثل كفارها.

قال فركبت ناقتي‌ وأتيت مكة عند النبي وأنشدته .


صفحه : 93


أتاني‌ جن قبل هدء ورقدة.   و لم يك فيما قدأتانا بكاذب .

ثلاث ليال قوله كل ليلة.   أتاك رسول من لوي‌ بن غالب .

فأشهد أن الله لارب غيره .   وأنك مأمون علي كل غائب .

و كان لبني‌ عذرة صنم يقال له حمام فلما بعث النبي ص سمع من جوفه يقول يابني‌ هند بن حزام ظهر الحق وأودي الحمام ودفع الشرك الإسلام ثم نادي بعدأيام لطارق يقول ياطارق ياطارق بعث النبي الصادق جاء بوحي‌ ناطق صدع صادع بتهامة لناصريه السلامة ولخاذليه الندامة هذاالوداع مني‌ إلي يوم القيامة ثم وقع الصنم لوجهه فتكسر. قال زيد بن ربيعة فأتيت النبي ص فأخبرته بذلك فقال كلام الجن المؤمنين فدعانا إلي الإسلام . وسمع صوت الجن بمكة ليلة خرج النبي ص .


جزي الله رب الناس خير جزائه .   رسولا أتي في خيمتي‌ أم معبد.

فيا لقصي‌ مازوي الله عنكم .   به من فعال لايجازي بسودد.

فأجابه حسان في قوله .


لقد خاب قوم زال عنهم نبيهم .   و قدسر من يسري‌ إليه ويغتدي‌.

نبي‌ يري ما لايري الناس حوله .   ويتلو كتاب الله في كل مشهد.

و إن قال في يوم مقالة غائب .   فتصديقها في ضحوة العيد أوغد.

وهتف من جبال مكة يوم بدر.


أذل الحنيفيون بدرا بوقعة.   سينقض منها ملك كسري وقيصرا.

أصاب رجالا من لوي‌ وجردت .   حرائر يضربن الحرائر حسرا.

صفحه : 94


ألا ويح من أمسي عدو محمد.   لقد ضاق خزيا في الحياة وخسرا.

وأصبح في هافي‌ العجاجة معفرا.   تناوله الطير الجياع وتنقرا.

فعلموا الواقعة وظهر الخبر من الغد. ودخل العباس بن مرداس السلمي‌ علي وثن يقال له الضمير فكنس ماحوله ومسحه وقبله فإذاصائح يصيح ياعباس بن مرداس .


قل للقبائل من سليم كلها.   هلك الضمير وفاز أهل المسجد.

هلك الضمير و كان يعبد مرة.   قبل الكتاب إلي النبي محمد.

إن ألذي جا بالنبوة والهدي .   بعد ابن مريم من قريش مهتد.

فخرج في ثلاثمائة راكب من قومه إلي النبي ص فلما رآه النبي ص تبسم ثم قال ياعباس بن مرداس كيف كان إسلامك فقص عليه القصة فقال ص صدقت وسر بذلك ص . و في حديث سيار الغساني‌ لما قال له عمر أكاهن أنت فقال قدهدي الله بالإسلام كل جاهل ودفع بالحق كل باطل وأقام بالقرآن كل مائل القصة فأخذت ظبية بذي‌ العسف فإذابهاتف


ياأيها الركب السراع الأربعه   خلوا سبيل الظبية المروعه

فخليتها فلما جن الليل فإذا أنابهاتف يقول .


خذها و لاتعجل وخذها عن ثقه .   فإن شر السير سير الحقحقه .

  هذانبي‌ فائز من حققه .

و قال عمرو بن جبلة الكلبي‌ عترنا عتيرة لعمرة اسم صنم فسمعنا من جوفه مخاطب سادنه عصام ياعصام ياعصام جاء الإسلام وذهبت الأصنام وحقنت


صفحه : 95

الدماء ووصلت الأرحام ففزعت من ذلك ثم عترنا أخري فسمعنا يقول لرجل اسمه بكر يابكر بن جبل جاء النبي المرسل يصدقه المطعمون في المحل أرباب يثرب ذات النخل ويكذبه أهل نجد وتهامة و أهل فلج واليمامة.فأتيا إلي النبي وأسلما وأنشد عمرو


أجبت رسول الله إذ جاء بالهدي .   فأصبحت بعدالحمد لله أوحدا.

تكلم شيطان من جوف هبل بهذه الأبيات .


قاتل الله رهط كعب بن فهر.   ماأضل العقول والأحلاما.

جاءنا تائه يعيب علينا.   دين آبائنا الحماة الكراما.

فسجدوا كلهم وتنقصوا النبي ص و قال هلموا غدا فسمع أيضا فحزن النبي ص من ذلك فأتاه جني‌ مؤمن و قال يا رسول الله أناقتلت مسعر الشيطان المتكلم في الأوثان فأحضر المجمع لأجيبه فلما اجتمعوا ودخل النبي ص خرت الأصنام علي وجوهها فنصبوها وقالوا تكلم فقال .


أنا ألذي سماني‌ المطهرا.   أناقتلت ذا الفخور مسعرا.

إذاطغي لماطغي واستكبرا.   وأنكر الحق ورام المنكرا.

بشتمه نبينا المطهرا.   قدأنزل الله عليه السورا.

  من بعد موسي فاتبعنا الأثرا.

فقالوا إن محمدا يخادع اللات كماخادعنا.تاريخ الطبري‌ أنه روي الزهري‌ في حديث جبير بن مطعم عن أبيه قال كنا جلوسا قبل أن يبعث رسول الله بشهر نحرنا جزورا فإذاصائح يصيح من جوف الصنم


صفحه : 96

اسمعوا العجب ذهب استراق الوحي‌ ويرمي بالشهب لنبي‌ بمكة اسمه محمدمهاجرته إلي يثرب .الطبري‌ في حديث ابن إسحاق والزهري‌ عن عبد الله بن كعب مولي عثمان أنه قال عمر لقد كنا في الجاهلية نعبد الأصنام ونعلق الأوثان حتي أكرمنا الله بالإسلام فقال الأعرابي‌ لقد كنت كاهنا في الجاهلية قال فأخبرنا ماأعجب ماجاءك به صاحبك قال جاءني‌ قبل الإسلام جاء فقال أ لم تر إلي الجن أبالسها وإياسها من دينها ولحاقها بالقلاص وأحلاسها فقال عمر إني‌ و الله لعند وثن من أوثان الجاهلية في معشر من قريش قدذبح له رجل من العرب عجلا فنحن ننظر قسمه ليقسم لنا منه إذ سمعت من جوف العجل صوتا ماسمعت صوتا قط أنفذ منه و ذلك قبل الإسلام بشهر أوسنة يقول ياآل ذريح أمر نجيح رجل فصيح يقول لاإله إلا الله . و منه حديث الخثعمي‌ وحديث سعد بن عبادة وحديث سعد بن عمرو الهذلي‌ و في حديث خزيم بن فاتك الأسدي‌ أنه وجد إبله بأبرق العزل القصة فسمع هاتفا.


هذا رسول الله ذو الخيرات .   جاء بياسين وحاميمات .

فقلت من أنت قال أنامالك بن مالك بعثني‌ رسول الله إلي حي‌ نجد قلت لو كان لي من يكفيني‌ إبلي‌ لأتيته فآمنت به فقال أنافعلوت بعيرا منها وقصدت المدينة و الناس في صلاة الجمعة فقلت في نفسي‌ لاأدخل حتي ينقضي‌ صلاتهم فأنا أنيخ راحلتي‌ إذ خرج إلي‌ رجل قال يقول لك رسول الله ادخل فدخلت فلما رآني‌ قال مافعل الشيخ ألذي ضمن لك أن يؤدي‌ إبلك إلي أهلك قلت لاعلم لي به قال إنه أداها سالمين قلت أشهد أن لاإله إلا الله وأنك رسول الله .


صفحه : 97

بيان العتيرة شاة كانوا يذبحونها في رجب لآلهتهم والغطريف السيد والحجون بفتح الحاء جبل بمكة وهي‌ مقبرة ويقال رحلت البعير أي شددت علي ظهره الرحل وهفا الشي‌ء في الهواء إذاذهب والعجاجة الغبار. و قال الجزري‌ في حديث سلمان شر السير الحقحقة هوالمتعب من السير وقيل هو أن تحمل الدابة علي ما لاتطيقه والفلج موضع بين بصرة وضرية

2-أَقُولُ رَوَي فِي المُنتَقَي،بِإِسنَادِهِ عَن يَعقُوبَ بنِ زَيدِ بنِ طَلحَةَ أَنّ رَجُلًا مَرّ عَلَي مَجلِسٍ بِالمَدِينَةِ فِيهِ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ فَنَظَرَ إِلَيهِ عُمَرُ فَقَالَ أَ كَاهِنٌ هُوَ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ هدُيِ‌َ بِالإِسلَامِ كُلّ جَاهِلٍ وَ دُفِعَ بِالحَقّ كُلّ بَاطِلٍ وَ أُقِيمَ بِالقُرآنِ كُلّ مَائِلٍ وَ أغُنيِ‌َ بِمُحَمّدٍص كُلّ عَائِلٍ فَقَالَ عُمَرُ مَتَي عَهدُكَ بِهَا يعَنيِ‌ صَاحِبَتَهُ قَالَ قُبَيلَ الإِسلَامِ أتَتَنيِ‌ فَصَرَخَت يَا سَلَامُ يَا سَلَامُ الحَقّ المُبِينُ وَ الخَيرُ الدّائِمُ غَيرُ حِلمِ النّائِمِ اللّهُ أَكبَرُ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ القَومِ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَنَا أُحَدّثُكَ بِمِثلِ هَذَا وَ اللّهِ إِنّا لَنَسِيرُ فِي بَادِيَةٍ مَلسَاءَ لَا يُسمَعُ فِيهَا إِلّا الصّدَي إِذ نَظَرنَا فَإِذَا رَاكِبٌ مُقبِلٌ أَسرَعُ مِنَ الفَرَسِ حَتّي كَانَ مِنّا عَلَي قَدرِ مَا يُسمِعُنَا صَوتَهُ فَقَالَ يَا أَحمَدُ يَا أَحمَدُ اللّهُ أَعلَي وَ أَمجَدُ أَتَاكَ مَا وَعَدَكَ مِنَ الخَيرِ يَا أَحمَدُ ثُمّ ضَرَبَ رَاحِلَتَهُ حَتّي أَتَي مِن وَرَائِنَا فَقَالَ عُمَرُ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي هَدَانَا بِالإِسلَامِ وَ أَكرَمَنَا بِهِ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنصَارِ أَنَا أُحَدّثُكَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ بِمِثلِ هَذَا وَ أَعجَبَ قَالَ عُمَرُ حَدّث قَالَ انطَلَقتُ أَنَا وَ صَاحِبَانِ لِي نُرِيدُ الشّامَ حَتّي إِذَا كُنّا بِقَفرَةٍ مِنَ الأَرضِ نَزَلنَا بِهَا فَبَينَا نَحنُ كَذَلِكَ إِذ لَحِقَنَا رَاكِبٌ فَكُنّا أَربَعَةً قَد أَصَابَنَا سَغَبٌ شَدِيدٌ فَالتَفَتّ فَإِذَا أَنَا بِظَبيَةٍ عَضبَاءَ تَرتَعُ قَرِيباً مِنّا فَوَثَبتُ إِلَيهَا فَقَالَ الرّجُلُ ألّذِي لَحِقَنَا خَلّ سَبِيلَهَا لَا أَبَا لَكَ وَ اللّهِ لَقَد رَأَيتُهَا وَ نَحنُ نَسلُكُ هَذَا الطّرِيقَ وَ نَحنُ عَشَرَةٌ أَو أَكثَرُ مِن ذَلِكَ فَيُخطَفُ بَعضُنَا فَمَا هُوَ إِلّا أَن كَانَ هَذِهِ الظّبيَةُ فَمَا يُهَيّجُهَا أَحَدٌ فَأَبَيتُ وَ قُلتُ لِعُمَرَ وَ اللّهِ لَا أُخَلّيهَا فَارتَحَلنَا وَ قَد شَدّدتُهَا معَيِ‌ حَتّي إِذَا ذَهَبَ سَدَفٌ


صفحه : 98

مِنَ اللّيلِ إِذَا هَاتِفٌ يَهتِفُ بِنَا وَ يَقُولُ


يَا أَيّهَا الرّكبُ السّرَاعُ الأَربَعَه   خَلّوا سَبِيلَ النّافِرِ المُفَزّعَه

خَلّوا عَنِ العَضبَاءِ فِي الواَديِ‌ مَعَه   لَا تَذبَحَنّ الظّبيَةَ المُرَوّعَه

  فِيهَا لِأَيتَامٍ صِغَارٍ مَنفَعَه

قَالَ فَخَلّيتُ سَبِيلَهَا ثُمّ انطَلَقنَا حَتّي أَتَينَا الشّامَ فَقَضَينَا حَوَائِجَنَا ثُمّ أَقبَلنَا حَتّي إِذَا كُنّا بِالمَكَانِ ألّذِي كُنّا فِيهِ هَتَفَ هَاتِفٌ مِن خَلفِنَا


إِيّاكَ لَا تَعجَل وَ خُذهَا مِن ثِقَه   فَإِنّ شَرّ السّيرِ سَيرُ الحَقحَقَه

قَد لَاحَ نَجمٌ وَ أَضَاءَ مَشرِقَه   يَخرُجُ مِن ظَلمَاءَ عَسفٌ مُوبِقَه

ذَاكَ رَسُولٌ مُفلِحٌ مَن صَدّقَهُ   اللّهُ أَعلَي أَمرَهُ وَ حَقّقَه

بيان السدف بالضم الطائفة من الليل والسدف محركة سواد الليل

3-ختص ،[الإختصاص ] أَبُو مُحَمّدٍ عَن صَبّاحٍ المزُنَيِ‌ّ عَنِ الحَارِثِ بنِ حَصِيرَةَ عَنِ الأَصبَغِ بنِ نُبَاتَةَ قَالَ كُنّا مَعَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع يَومَ الجُمُعَةِ فِي المَسجِدِ بَعدَ العَصرِ إِذ أَقبَلَ رَجُلٌ طُوَالٌ كَأَنّهُ بدَوَيِ‌ّ فَسَلّمَ عَلَيهِ فَقَالَ لَهُ عَلِيّ ع مَا فَعَلَ جِنّيّكَ ألّذِي كَانَ يَأتِيكَ قَالَ إِنّهُ ليَأَتيِنيِ‌ إِلَي أَن وَقَفتُ بَينَ يَدَيكَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَالَ عَلِيّ ع فَحَدّثِ القَومَ بِمَا كَانَ مِنهُ فَجَلَسَ وَ سَمِعنَا لَهُ فَقَالَ إنِيّ‌ لَرَاقِدٌ بِاليَمَنِ قَبلَ أَن يَبعَثَ اللّهُ نَبِيّهُص فَإِذَا جنِيّ‌ّ أتَاَنيِ‌ نِصفَ اللّيلِ فرَفَسَنَيِ‌ بِرِجلِهِ وَ قَالَ اجلِس فَجَلَستُ ذَعِراً فَقَالَ اسمَع قُلتُ وَ مَا أَسمَعُ قَالَ


عَجِبتُ لِلجِنّ وَ إِبلَاسِهَا   وَ رَكبِهَا العِيسَ بِأَحلَاسِهَا

تهَويِ‌ إِلَي مَكّةَ تبَغيِ‌ الهُدَي   مَا طَاهِرُ الجِنّ كَأَنجَاسِهَا

فَارحَل إِلَي الصّفوَةِ مِن هَاشِمٍ   وَ ارمِ بِعَينَيكَ إِلَي رَأسِهَا

قَالَ فَقُلتُ وَ اللّهِ لَقَد حَدَثَ فِي وُلدِ هَاشِمٍ شَيءٌ أَو يَحدُثُ وَ مَا أَفصَحَ لِي وَ إنِيّ‌


صفحه : 99

لَأَرجُو أَن يُفصِحَ لِي فَأَرِقتُ ليَلتَيِ‌ وَ أَصبَحتُ كَئِيباً فَلَمّا كَانَ مِنَ القَابِلَةِ أتَاَنيِ‌ نِصفَ اللّيلِ وَ أَنَا رَاقِدٌ فرَفَسَنَيِ‌ بِرِجلِهِ وَ قَالَ اجلِس فَجَلَستُ ذَعِراً فَقَالَ اسمَع فَقُلتُ وَ مَا أَسمَعُ قَالَ


عَجِبتُ لِلجِنّ وَ أَخبَارِهَا   وَ رَكبِهَا العِيسَ بِأَكوَارِهَا

تهَويِ‌ إِلَي مَكّةَ تبَغيِ‌ الهُدَي   مَا مُؤمِنُو الجِنّ كَكُفّارِهَا

فَارحَل إِلَي الصّفوَةِ مِن هَاشِمٍ   بَينَ رَوَابِيهَا وَ أَحجَارِهَا

فَقُلتُ وَ اللّهِ لَقَد حَدَثَ فِي وُلدِ هَاشِمٍ أَو يَحدُثُ وَ مَا أَفصَحَ لِي وَ إنِيّ‌ لَأَرجُو أَن يُفصِحَ لِي فَأَرِقتُ ليَلتَيِ‌ وَ أَصبَحتُ كَئِيباً فَلَمّا كَانَ مِنَ القَابِلَةِ أتَاَنيِ‌ نِصفَ اللّيلِ وَ أَنَا رَاقِدٌ فرَفَسَنَيِ‌ بِرِجلِهِ وَ قَالَ اجلِس فَجَلَستُ وَ أَنَا ذَعِرٌ فَقَالَ اسمَع قُلتُ وَ مَا أَسمَعُ قَالَ


عَجِبتُ لِلجِنّ وَ أَلبَابِهَا   وَ رَكبِهَا العِيسَ بِأَنيَابِهَا

تهَويِ‌ إِلَي مَكّةَ تبَغيِ‌ الهُدَي   مَا صَادِقُو الجِنّ كَكَذّابِهَا

فَارحَل إِلَي الصّفوَةِ مِن هَاشِمٍ   أَحمَدَ أَزهَرَ خَيرِ أَربَابِهَا

قُلتُ عَدُوّ اللّهِ أَفصَحتَ فَأَينَ هُوَ قَالَ ظَهَرَ بِمَكّةَ يَدعُو إِلَي شَهَادَةِ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ فَأَصبَحتُ وَ رَحَلتُ ناَقتَيِ‌ وَ وَجّهتُهَا قِبَلَ مَكّةَ فَأَوّلُ مَا دَخَلتُهَا لَقِيتُ أَبَا سُفيَانَ وَ كَانَ شَيخاً ضَالّا فَسَلّمتُ عَلَيهِ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الحيَ‌ّ فَقَالَ وَ اللّهِ إِنّهُم مُخصِبُونَ إِلّا أَنّ يَتِيمَ أَبِي طَالِبٍ قَد أَفسَدَ عَلَينَا دِينَنَا قُلتُ وَ مَا اسمُهُ قَالَ مُحَمّدٌ أَحمَدُ قُلتُ وَ أَينَ هُوَ قَالَ تَزَوّجَ بِخَدِيجَةَ بِنتِ خُوَيلِدٍ فَهُوَ عَلَيهَا نَازِلٌ فَأَخَذتُ بِخِطَامِ ناَقتَيِ‌ ثُمّ انتَهَيتُ إِلَي بَابِهَا فَعَقَلتُ ناَقتَيِ‌ ثُمّ ضَرَبتُ البَابَ فأَجَاَبتَنيِ‌ مَن هَذَا فَقُلتُ أَنَا أَرَدتُ مُحَمّداً فَقَالَت اذهَب إِلَي عَمَلِكَ مَا تَذَرُونَ مُحَمّداً يَأوِيهِ ظِلّ بَيتٍ قَد طَرَدتُمُوهُ وَ هَرَبتُمُوهُ وَ حَصّنتُمُوهُ اذهَب إِلَي عَمَلِكَ قُلتُ رَحِمَكِ اللّهُ إنِيّ‌ رَجُلٌ أَقبَلتُ مِنَ اليَمَنِ وَ عَسَي اللّهُ أَن يَكُونَ قَد مَنّ عَلَيّ بِهِ فَلَا تحَرمِيِنيِ‌َ النّظَرَ إِلَيهِ وَ كَانَص رَحِيماً فَسَمِعتُهُ يَقُولُ يَا خَدِيجَةُ افتحَيِ‌ البَابَ


صفحه : 100

فَفَتَحَت فَدَخَلتُ فَرَأَيتُ النّورَ فِي وَجهِهِ سَاطِعاً نُورٌ فِي نُورٍ ثُمّ دُرتُ خَلفَهُ فَإِذَا أَنَا بِخَاتَمِ النّبُوّةِ مَعجُونٌ عَلَي كَتِفِهِ الأَيمَنِ فَقَبّلتُهُ ثُمّ قُمتُ بَينَ يَدَيهِ وَ أَنشَأتُ أَقُولُ


أتَاَنيِ‌ نجَيِ‌ّ بَعدَ هَدءٍ وَ رَقدَةٍ   وَ لَم يَكُ فِيمَا قَد تَلَوتُ بِكَاذِبٍ

ثَلَاثَ لَيَالٍ قَولُهُ كُلّ لَيلَةٍ   أَتَاكَ رَسُولٌ مِن لوُيَ‌ّ بنِ غَالِبٍ

فَشَمّرتُ عَن ذيَليِ‌ الإِزَارَ وَ وَسّطَت   بيِ‌َ الذّعلِبُ الوَجنَاءُ بَينَ السّبَاسِبِ

فَمُرنَا بِمَا يَأتِيكَ يَا خَيرَ قَادِرٍ   وَ إِن كَانَ فِيمَا جَاءَ شَيبُ الذّوَائِبِ

وَ أَشهَدُ أَنّ اللّهَ لَا شَيءَ غَيرُهُ   وَ أَنّكَ مَأمُونٌ عَلَي كُلّ غَائِبٍ

وَ أَنّكَ أَدنَي المُرسَلِينَ وَسِيلَةً   إِلَي اللّهِ يَا ابنَ الأَكرَمِينَ الأَطَايِبِ

وَ كُن لِي شَفِيعاً يَومَ لَا ذُو شَفَاعَةٍ   إِلَي اللّهِ يغُنيِ‌ عَن سَوَادِ بنِ قَارِبٍ

وَ كَانَ اسمُ الرّجُلِ سَوَادَ بنَ قَارِبٍ فَرُحتُ وَ اللّهِ مُؤمِناً بِهِص ثُمّ خَرَجَ إِلَي صِفّينَ فَاستُشهِدَ مَعَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع

بيان العيس بالكسر الإبل البيض يخالط بياضها شيء من الشقرة والأحلاس جمع حلس و هوكساء يطرح علي ظهر البعير قوله إلي رأسها الضمير راجع إلي القبيلة والأكوار جمع الكور بالضم و هوالرحل بأداته والهدء السكون والذعلب الناقة القوية والوجناء الناقة الصلبة وسباسب جمع سبسب قوله شيب الذوائب أي قبلنا وصدقنا بما يأتيك به الوحي‌ من الله و إن كان فيه أمور شداد تشيب منها الذوائب ورأيت في بعض الكتب مكان الشعر الأول .


صفحه : 101


عجبت للجن وتجساسها.   وشدها العيس بأحلاسها.

تهوي‌ إلي مكة تبغي‌ الهدي .   ماخير الجن كأنجاسها.

ومكان الثاني‌.


عجبت للجن وتطلابها.   وشدها العيس بأقتابها.

إلي قوله .


فارحل إلي الصفوة من هاشم .   ليس قداماها كأذنابها.

التجساس تفعال من التجسس كالتطلاب من الطلب والقدامي المتقدمون والأذناب المتأخرون . وروي‌ فيه عن أبي هريرة أن قوما من خثعم كانوا عندصنم لهم جلوسا وكانوا يتحامون إلي أصنامهم فيقال لأبي‌ هريرة هل كنت تفعل ذلك فيقول أبوهريرة و الله فعلت فأكثرت فالحمد لله ألذي أنقذني‌ بمحمدص قال أبوهريرة فالقوم مجتمعون عندصنمهم إذ سمعوا بهاتف يهتف .


ياأيها الناس ذوي‌ الأجسام .   ومسند والحكم إلي الأصنام .

أكلكم أوره كالكهام .   أ لاترون ماأري أمامي‌.

من ساطع يجلو دجي الظلام .   قدلاح للناظر من تهام .

قدبدأ للناظر الشئام .   ذاك نبي‌ سيد الأنام .

من هاشم في ذروة السنام .   مستعلن بالبلد الحرام .

جاء يهد الكفر بالإسلام .   أكرمه الرحمن من إمام .

قال أبوهريرة فأمسكوا ساعة حتي حفظوا ذلك ثم تفرقوا فلم تمض بهم ثالثة حتي جاءهم خبر رسول الله ص أنه قدظهر بمكة.أقول الأوره الأحمق ويقال كهمته الشدائد أي جبنته عن الإقدام وأكهم بصره كل ورق و رجل كهام كسحاب كليل عيي‌ لاغناء عنده وقوم كهام أيضا والمتكهم المتعرض للشر والشئام كفعال بالهمز نسبة إلي الشام أي يظهر نوره للشامي‌ كمايظهر للتهامي‌


صفحه : 102

4-كَنزُ الكرَاَجكُيِ‌ّ، ذَكَرُوا أَنّهُ كَانَ لِسَعدِ العَشِيرَةِ صَنَمٌ يُقَالُ لَهُ فِرَاصٌ وَ كَانُوا يُعَظّمُونَهُ وَ كَانَ سَادِنَهُ رَجُلٌ مِن بنَيِ‌ أَنَسِ اللّهِ بنِ سَعدِ العَشِيرَةِ يُقَالُ لَهُ ابنُ وَقشَةَ فَحَدّثَ رَجُلٌ مِن بنَيِ‌ أَنَسِ اللّهِ يُقَالُ لَهُ ذُبَابُ بنُ الحَارِثِ بنِ عَمرٍو قَالَ كَانَ لِابنِ وَقشَةَ رئَيِ‌ّ مِنَ الجِنّ يُخبِرُهُ بِمَا يَكُونُ فَأَتَاهُ ذَاتَ يَومٍ فَأَخبَرَهُ قَالَ فَنَظَرَ إلِيَ‌ّ وَ قَالَ يَا ذُبَابُ اسمَعِ العَجَبَ العُجَابَ بُعِثَ أَحمَدُ بِالكِتَابِ يَدعُو بِمَكّةَ لَا يُجَابُ قَالَ فَقُلتُ مَا هَذَا ألّذِي تَقُولُ قَالَ مَا أدَريِ‌ هَكَذَا قِيلَ لِي فَلَم يَكُن إِلّا قَلِيلٌ حَتّي سَمِعنَا بِخُرُوجِ النّبِيّص فَقَامَ ذُبَابٌ إِلَي الصّنَمِ فَحَطَمَهُ ثُمّ أَتَي النّبِيّص فَأَسلَمَ عَلَي يَدِهِ وَ قَالَ بَعدَ إِسلَامِهِ شِعرٌ


تَبِعتُ رَسُولَ اللّهِ إِذ جَاءَ بِالهُدَي   وَ خَلّفتُ فِرَاصاً بِأَرضٍ هَوَانٍ

شَدَدتُ عَلَيهِ شِدّةً فَتَرَكتُهُ   كَأَن لَم يَكُن وَ الدّهرُ ذُو حِدثَانٍ

وَ لَمّا رَأَيتُ اللّهَ أَظهَرَ دِينَهُ   أَجَبتُ رَسُولَ اللّهِ حِينَ دعَاَنيِ‌

فَمَن مُبَلّغُ سَعدِ العَشِيرَةِ أنَنّيِ‌   شَرَيتَ ألّذِي يَبقَي بِآخَرَ فاَنيِ‌

قَالَ وَ روُيِ‌َ أَنّهُ كَانَ لبِنَيِ‌ عُذرَةَ صَنَمٌ يُقَالُ لَهُ حَمَامٌ وَ كَانُوا يُعَظّمُونَهُ وَ كَانَ فِي بنَيِ‌ هِندِ بنِ حِزَامٍ وَ كَانَ سَادِنَهُ رَجُلٌ مِنهُم يُقَالُ لَهُ طَارِقٌ وَ كَانُوا يَعتِرُونَ عِندَهُ العَتَائِرَ قَالَ زِملُ بنُ عَمرٍو العذُريِ‌ّ فَلَمّا ظَهَرَ النّبِيّص سَمِعنَا مِنهُ صَوتاً وَ هُوَ يَقُولُ يَا بنَيِ‌ هِندِ بنِ حِزَامٍ ظَهَرَ الحَقّ وَ أَودَي حَمَامٌ وَ دَفَعَ الشّركَ الإِسلَامُ قَالَ فَفَزِعنَا لِذَلِكَ وَ هَالَنَا فَمَكَثنَا أَيّاماً ثُمّ سَمِعنَا صَوتاً آخَرَ وَ هُوَ يَقُولُ يَا طَارِقُ يَا طَارِقُ بُعِثَ النّبِيّ الصّادِقُ بوِحَي‌ٍ نَاطِقٍ صُدِعَ صَادِعٌ بِأَرضِ تِهَامَةَ لِنَاصِرِيهِ السّلَامَةُ وَ لِخَاذِلِيهِ النّدَامَةُ هَذَا الوَدَاعُ منِيّ‌ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ ثُمّ وَقَعَ الصّنَمُ لِوَجهِهِ قَالَ زِملٌ فَخَرَجتُ حَتّي أَتَيتُ النّبِيّص وَ معَيِ‌ نَفَرٌ مِن قوَميِ‌ فَأَخبَرنَاهُ بِمَا سَمِعنَا فَقَالَ ذَاكَ كَلَامُ مُؤمِنٍ مِنَ الجِنّ ثُمّ قَالَ يَا مَعشَرَ العَرَبِ إنِيّ‌ رَسُولُ اللّهِ إِلَي الأَنَامِ كَافّةً أَدعُوهُم إِلَي عِبَادَةِ اللّهِ وَحدَهُ وَ إنِيّ‌ رَسُولُهُ


صفحه : 103

وَ عَبدُهُ وَ أَن تَحُجّوا البَيتَ وَ تَصُومُوا شَهراً مِنِ اثنيَ‌ عَشَرَ شَهراً وَ هُوَ شَهرُ رَمَضَانَ فَمَن أجَاَبنَيِ‌ فَلَهُ الجَنّةُ نُزُلًا وَ ثَوَاباً وَ مَن عصَاَنيِ‌ كَانَت لَهُ النّارُ مُنقَلَباً وَ عِقَاباً قَالَ فَأَسلَمنَا وَ عَقَدَ لِي لِوَاءً وَ كَتَبَ لِي كِتَاباً فَقَالَ زِملٌ عِندَ ذَلِكَ شِعرٌ


إِلَيكَ رَسُولُ اللّهِ أَعمَلتُ نَصّهَا   أُكَلّفُهَا حَزناً وَ قَوزاً مِنَ الرّملِ

لَأَنصُرُ خَيرَ النّاسِ نَصراً مُؤَزّراً   وَ أَعقَدُ حَبلًا مِن حِبَالِكَ فِي حبَليِ‌

وَ أَشهَدُ أَنّ اللّهَ لَا شَيءَ غَيرُهُ   أَدِينُ لَهُ مَا أَثقَلَت قدَمَيَ‌ّ نعَليِ‌

قَالَ وَ ذَكَرُوا أَنّ عَمرَو بنَ مُرّةَ كَانَ يُحَدّثُ فَيَقُولُ خَرَجتُ حَاجّاً فِي الجَاهِلِيّةِ فِي جَمَاعَةٍ مِن قوَميِ‌ فَرَأَيتُ فِي المَنَامِ وَ أَنَا فِي الطّرِيقِ كَأَنّ نُوراً قَد سَطَعَ مِنَ الكَعبَةِ حَتّي أَضَاءَ إِلَي نَخلِ يَثرِبَ وَ جبَلَيَ‌ جُهَينَةَ الأَشعَرِ وَ الأَجرَدِ وَ سَمِعتُ فِي النّومِ قَائِلًا يَقُولُ تَقَشّعَتِ الظّلمَاءُ وَ سَطَعَ الضّيَاءُ وَ بُعِثَ خَاتَمُ الأَنبِيَاءِ ثُمّ أَضَاءَ إِضَاءَةً أُخرَي حَتّي نَظَرتُ إِلَي قُصُورِ الحِيرَةِ وَ أَبيَضِ المَدَائِنِ وَ سَمِعتُهُ يَقُولُ أَقبَلَ حَقّ فَسَطَعَ وَ دَمَغَ بَاطِلٌ فَانقَمَعَ فَانتَبَهتُ فَزِعاً وَ قُلتُ لأِصَحاَبيِ‌ وَ اللّهِ لَيَحدُثَنّ بِمَكّةَ فِي هَذَا الحيَ‌ّ مِن قُرَيشٍ حَدَثٌ ثُمّ أَخبَرتُهُم بِمَا رَأَيتُ فَلَمّا انصَرَفنَا إِلَي بِلَادِنَا جَاءَنَا مُخبِرٌ يُخبِرُ أَنّ رَجُلًا مِن قُرَيشٍ يُقَالُ لَهُ أَحمَدُ قَد بُعِثَ وَ كَانَ لَنَا صَنَمٌ فَكُنتُ أَنَا ألّذِي أَسدُنُهُ فَشَدَدتُ عَلَيهِ فَكَسَرتُهُ وَ خَرَجتُ حَتّي قَدِمتُ عَلَيهِ مَكّةَ فَأَخبَرتُهُ فَقَالَ يَا عَمرَو بنَ مُرّةَ أَنَا النّبِيّ المُرسَلُ إِلَي العِبَادِ كَافّةً أَدعُوهُم إِلَي الإِسلَامِ وَ آمُرُهُم بِحِقنِ الدّمَاءِ وَ صِلَةِ الأَرحَامِ وَ عِبَادَةِ الرّحمَنِ وَ رَفضِ الأَوثَانِ وَ حِجّ البَيتِ وَ صَومِ شَهرِ رَمَضَانَ فَمَن أَجَابَ فَلَهُ الجَنّةُ وَ مَن عَصَي فَلَهُ النّارُ فَآمِن بِاللّهِ يَا عَمرَو بنَ مُرّةَ تَأمَنُ يَومَ القِيَامَةِ مِنَ النّارِ فَقُلتُ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّكَ رَسُولُ اللّهِ آمَنتُ بِمَا جِئتَ بِهِ مِن حَلَالٍ وَ حَرَامٍ وَ إِن أَرغَمَ ذَلِكَ كَثِيراً مِنَ الأَقوَامِ وَ أَنشَأتُ أَقُولُ


شَهِدتُ بِأَنّ اللّهَ حَقّ وَ أنَنّيِ‌   لِآلِهَةِ الأَحجَارِ أَوّلُ تَارِكٍ

وَ شَمّرتُ عَن ساَقيِ‌ الإِزَارَ مُهَاجِراً   إِلَيكَ أَجُوبُ الوَعثَ بَعدَ الدّكَادِكِ

لَأَصحَبُ خَيرَ النّاسِ نَفساً وَ وَالِداً   رَسُولُ مَلِيكِ النّاسِ فَوقَ الحَبَائِكِ

ثُمّ قُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ ابعثَنيِ‌ إِلَي قوَميِ‌ لَعَلّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي أَن يَمُنّ بيِ‌ عَلَيهِم


صفحه : 104

كَمَا مَنّ عَلَيّ بِكَ فبَعَثَنَيِ‌ وَ قَالَ عَلَيكَ بِالرّفقِ وَ القَولِ السّدِيدِ وَ لَا تَكُ فَظّاً غَلِيظاً وَ لَا مُستَكبِراً وَ لَا حَسُوداً فَأَتَيتُ قوَميِ‌ فَقُلتُ يَا بنَيِ‌ رِفَاعَةَ بَل يَا مَعشَرَ جُهَينَةَ إِنّ اللّهَ وَ لَهُ الحَمدُ قَد جَعَلَكُم خِيَارَ مَن أَنتُم مِنهُ وَ بَغّضَ إِلَيكُم فِي جَاهِلِيّتِكُم مَا حَبّبَ إِلَي غَيرِكُم مِنَ العَرَبِ الّذِينَ كَانُوا يَجمَعُونَ بَينَ الأُختَينِ وَ يَخلُفُ الرّجُلُ مِنهُم عَلَي امرَأَةِ أَبِيهِ وَ إِغَارَةً فِي الشّهرِ الحَرَامِ فَأَجِيبُوا هَذَا ألّذِي مِن لوُيَ‌ّ تَنَالُوا شَرَفَ الدّنيَا وَ كَرَامَةَ الآخِرَةِ وَ سَارِعُوا فِي أَمرِهِ يَكُن بِذَلِكَ لَكُم عِندَهُ فَضِيلَةٌ قَالَ فأَجَاَبوُنيِ‌ إِلّا رَجُلٌ مِنهُم فَإِنّهُ قَامَ فَقَالَ يَا عَمرَو بنَ مُرّةَ أَمَرّ اللّهُ عَيشَكَ أَ تَأمُرُنَا بِرَفضِ آلِهَتِنَا وَ تَفرِيقِ جَمَاعَتِنَا وَ مُخَالَفَةِ دِينِ آبَائِنَا وَ مَن مَضَي مِن أَوَائِلِنَا إِلَي مَا يَدعُوكَ إِلَيهِ هَذَا المضُرَيِ‌ّ مِن تِهَامَةَ لَا وَ لَا حُبّاً وَ لَا كَرَامَةً ثُمّ أَنشَأَ يَقُولُ شِعرٌ


إِنّ ابنَ مُرّةَ قَد أَتَي بِمَقَالَةٍ   لَيسَت مَقَالَةَ مَن يُرِيدُ صَلَاحاً

إنِيّ‌ لَأَحسَبُ قَولَهُ وَ فَعَالَهُ   يَوماً وَ إِن طَالَ الزّمَانُ ذَبَاحاً

يَسِفّهُ الأَحلَامُ مِمّن قَد مَضَي   مَن رَامَ ذَاكَ لَا أَصَابَ فَلَاحاً

فَقَالَ لَهُ عَمرٌو الكَذّابُ منِيّ‌ وَ مِنكَ أَمَرّ اللّهُ عَيشَهُ وَ أَبكَمَ لِسَانَهُ وَ أَكمَهَ إِنسَانَهُ قَالَ عَمرٌو فَوَ اللّهِ لَقَد عمَيِ‌َ وَ مَا مَاتَ حَتّي سَقَطَ فُوهُ وَ كَانَ لَا يَقدِرُ عَلَي الكَلَامِ وَ لَا يُبصِرُ شَيئاً وَ افتَقَرَ وَ احتَاجَ

بيان في النهاية النص التحريك حتي يستخرج أقصي سير الناقة و في القاموس القوز المستدير من الرمل والكثيب المشرف و قال الوعث المكان السهل الدهش تغيب فيه الأقدام والطريق العسر و قال الدكداك من الرمل مايكبس أو ماالتبد منه بالأرض أوهي‌ أرض فيهاغلظ والجمع دكادك و قال الجوهري‌ الحباك والحبيكة


صفحه : 105

الطريقة في الرمل ونحوه وجمع الحباك الحبك وجمع الحبيكة حبائك و قوله تعالي وَ السّماءِ ذاتِ الحُبُكِقالوا طرائق النجوم و قال في النهاية في حديث كعب بن مرة وشعره إني‌ لأحسب البيت هكذا جاء في الرواية والذباح القتل و هوأيضا نبت يقتل آكله

باب 11-معجزاته في إخباره ص بالمغيبات و فيه كثير مما يتعلق بباب إعجاز القرآن

1-نجم ،[ كتاب النجوم ] مِن كِتَابِ الدّلَائِلِ تَصنِيفِ عَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرٍ الحمِيرَيِ‌ّ بِإِسنَادِهِ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ طَلَبَ قَومٌ مِن قُرَيشٍ إِلَي النّبِيّص حَاجَةً فَقَالَ إِنّكُم تُمطَرُونَ غَداً فَأَصبَحَت كَأَنّهَا زُجَاجَةٌ وَ ارتَفَعَ النّهَارُ قَالَ فَأَتَاهُ رَجُلٌ عَظِيمٌ عِندَ النّاسِ فَقَالَ مَا كَانَ أَغنَاكَ عَمّا تَكَلّمتَ بِهِ أَمسِ مَا رَأَينَاكَ هَكَذَا قَطّ فَارتَفَعَت سَحَابَةٌ مِن قِبَلِ الصّورَينِ فَاطّرَدَتِ الأَودِيَةُ وَ جَاءَهُم مِنَ المَطَرِ مَا جَاءُوا إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالُوا اطلُب إِلَي اللّهِ أَن يَكُفّهَا عَنّا فَقَالَ أللّهُمّ حَوَالَينَا وَ لَا عَلَينَا فَارتَفَعَ السّحَابُ يَمِيناً وَ شِمَالًا

بيان قال الفيروزآبادي‌ صورة بالضم موضع من صدر يلملم وصوران قرية باليمن وموضع بقرب المدينة

2-ب ،[قرب الإسناد]اليقَطيِنيِ‌ّ عَنِ ابنِ مَيمُونٍ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَ قَالَ أَبِي كَانَ النّبِيّص أَخَذَ مِنَ العَبّاسِ يَومَ بَدرٍ دَنَانِيرَ كَانَت مَعَهُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا عنِديِ‌ غَيرُهَا فَقَالَ فَأَينَ ألّذِي استَخبَيتَهُ عِندَ أُمّ الفَضلِ فَقَالَ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّكَ رَسُولُ اللّهِ


صفحه : 106

مَا كَانَ مَعَهَا أَحَدٌ حِينَ استَخبَيتُهَا

3-ير،[بصائر الدرجات ] مُحَمّدُ بنُ الحُسَينِ عَن مُوسَي بنِ سَعدَانَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ القَاسِمِ عَن صَبّاحٍ المزُنَيِ‌ّ عَنِ الحَارِثِ بنِ حَصِيرَةَ عَن حَبّةَ العرُنَيِ‌ّ قَالَ سَمِعتُ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع يَقُولُ إِنّ يُوشَعَ بنَ نُونٍ ع كَانَ وصَيِ‌ّ مُوسَي بنِ عِمرَانَ ع وَ كَانَت أَلوَاحُ مُوسَي ع مِن زُمُرّدٍ أَخضَرَ فَلَمّا غَضِبَ مُوسَي ع أَلقَي الأَلوَاحَ مِن يَدِهِ فَمِنهَا مَا تَكَسّرَ وَ مِنهَا مَا بقَيِ‌َ وَ مِنهَا مَا ارتَفَعَ فَلَمّا ذَهَبَ عَن مُوسَي ع الغَضَبُ قَالَ يُوشَعُ بنُ نُونٍ ع أَ عِندَكَ تِبيَانُ مَا فِي الأَلوَاحِ قَالَ نَعَم فَلَم يَزَل يَتَوَارَثُهَا رَهطٌ مِن بَعدِ رَهطٍ حَتّي وَقَعَت فِي أيَديِ‌ أَربَعَةِ رَهطٍ مِنَ اليَمَنِ وَ بَعَثَ اللّهُ مُحَمّداًص بِتِهَامَةَ وَ بَلّغَهُمُ الخَبَرَ فَقَالُوا مَا يَقُولُ هَذَا النّبِيّ قِيلَ يَنهَي عَنِ الخَمرِ وَ الزّنَا وَ يَأمُرُ بِمَحَاسِنِ الأَخلَاقِ وَ كَرَمِ الجِوَارِ فَقَالُوا هَذَا أَولَي بِمَا فِي أَيدِينَا مِنّا فَاتّفَقُوا أَن يَأتُوهُ فِي شَهرِ كَذَا وَ كَذَا فَأَوحَي اللّهُ إِلَي جَبرَئِيلَ ائتِ النّبِيّ فَأَخبَرَهُ فَأَتَاهُ فَقَالَ إِنّ فُلَاناً وَ فُلَاناً وَ فُلَاناً وَ فُلَاناً وَرِثُوا أَلوَاحَ مُوسَي ع وَ هُم يَأتُوكَ فِي شَهرِ كَذَا وَ كَذَا فِي لَيلَةِ كَذَا وَ كَذَا فَسَهَرَ لَهُم تِلكَ اللّيلَةَ فَجَاءَ الرّكبُ فَدَقّوا عَلَيهِ البَابَ وَ هُم يَقُولُونَ يَا مُحَمّدُ قَالَ نَعَم يَا فُلَانَ بنَ فُلَانٍ وَ يَا فُلَانَ بنَ فُلَانٍ وَ يَا فُلَانَ بنَ فُلَانٍ وَ يَا فُلَانَ بنَ فُلَانٍ أَينَ الكِتَابُ ألّذِي تَوَارَثتُمُوهُ مِن يُوشَعَ بنِ نُونٍ وصَيِ‌ّ مُوسَي بنِ عِمرَانَ قَالُوا نَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَنّكَ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ وَ اللّهِ مَا عَلِمَ بِهِ أَحَدٌ قَطّ مُنذُ وَقَعَ عِندَنَا قَبلَكَ قَالَ فَأَخَذَهُ النّبِيّص فَإِذَا هُوَ كِتَابٌ بِالعِبرَانِيّةِ دَقِيقٌ فَدَفَعَهُ إلِيَ‌ّ وَ وَضَعتُهُ عِندَ رأَسيِ‌ فَأَصبَحتُ بِالغَدَاةِ وَ هُوَ كِتَابٌ بِالعَرَبِيّةِ جَلِيلٌ فِيهِ عِلمُ مَا خَلَقَ اللّهُ مُنذُ قَامَتِ السّمَاوَاتُ وَ الأَرضُ إِلَي أَن تَقُومَ السّاعَةُ فَعَلِمتُ ذَلِكَ

4-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]الصّدُوقُ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ حَامِدٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدِ بنِ إِسحَاقَ عَنِ الحُسَينِ بنِ إِسحَاقَ الدّقّاقِ عَن عُمَرَ بنِ خَالِدٍ عَن عُمَرَ بنِ رَاشِدٍ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ حَرمَلَةَ


صفحه : 107

عَن سَعِيدِ بنِ المُسَيّبِ عَن أَبِي هُرَيرَةَ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَوماً جَالِساً فَاطّلَعَ عَلَيهِ عَلِيّ ع مَعَ جَمَاعَةٍ فَلَمّا رَآهُم تَبَسّمَ قَالَ جئِتمُوُنيِ‌ تسَألَوُنيّ‌ عَن شَيءٍ إِن شِئتُم أَعلَمتُكُم بِمَا جِئتُم وَ إِن شِئتُم تسَألَوُنيّ‌ فَقَالُوا بَل تُخبِرُنَا يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ جِئتُم تسَألَوُننَيِ‌ عَنِ الصّنَائِعِ لِمَن تَحِقّ فَلَا ينَبغَيِ‌ أَن يُصنَعَ إِلّا لذِيِ‌ حَسَبٍ أَو دِينٍ وَ جِئتُم تسَألَوُننَيِ‌ عَن جِهَادِ المَرأَةِ فَإِنّ جِهَادَ المَرأَةِ حُسنُ التّبَعّلِ لِزَوجِهَا وَ جِئتُم تسَألَوُننَيِ‌ عَنِ الأَرزَاقِ مِن أَينَ أَبَي اللّهُ أَن يَرزُقَ عَبدَهُ إِلّا مِن حَيثُ لَا يَعلَمُ فَإِنّ العَبدَ إِذَا لَم يَعلَم وَجهَ رِزقِهِ كَثُرَ دُعَاؤُهُ

بيان الصنائع جمع الصنيعة وهي‌ العطية والكرامة والإحسان

5-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]الصّدُوقُ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ حَامِدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَحمَدَ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن عُمَرَ بنِ حُصَينٍ الباَهلِيِ‌ّ عَن عُمَرَ بنِ مُسلِمٍ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ زِيَادٍ عَن مُسلِمِ بنِ يَسَارٍ قَالَ قَالَ أَبُو عُقبَةَ الأنَصاَريِ‌ّ كُنتُ فِي خِدمَةِ رَسُولِ اللّهِص فَجَاءَ نَفَرٌ مِنَ اليَهُودِ فَقَالُوا لِيَ استَأذِن لَنَا عَلَي مُحَمّدٍ فَأَخبَرتُهُ فَدَخَلُوا عَلَيهِ فَقَالُوا أَخبِرنَا عَمّا جِئنَا نَسأَلُكَ عَنهُ قَالَ جئِتمُوُنيِ‌ تسَألَوُننَيِ‌ عَن ذيِ‌ القَرنَينِ قَالُوا نَعَم فَقَالَ كَانَ غُلَاماً مِن أَهلِ الرّومِ نَاصِحاً لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ فَأَحَبّهُ اللّهُ وَ مَلَكَ الأَرضَ فَسَارَ حَتّي أَتَي مَغرِبَ الشّمسِ ثُمّ سَارَ إِلَي مَطلَعِهَا ثُمّ سَارَ إِلَي خَيلِ يَأجُوجَ وَ مَأجُوجَ فَبَنَي فِيهَا السّدّ قَالُوا نَشهَدُ أَنّ هَذَا شَأنُهُ وَ إِنّهُ لفَيِ‌ التّورَاةِ

6-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ بِإِسنَادِهِ إِلَي ابنِ عَبّاسٍ قَالَدَخَلَ أَبُو سُفيَانَ عَلَي النّبِيّص يَوماً فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ أُرِيدُ أَن أَسأَلَكَ عَن شَيءٍ فَقَالَص إِن شِئتَ أَخبَرتُكَ قَبلَ أَن تسَألَنَيِ‌ قَالَ افعَل قَالَ أَرَدتَ أَن تَسأَلَ عَن مَبلَغِ عمُرُيِ‌ فَقَالَ نَعَم يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ إنِيّ‌ أَعِيشُ ثَلَاثاً وَ سِتّينَ سَنَةً فَقَالَ أَشهَدُ أَنّكَ صَادِقٌ فَقَالَص بِلِسَانِكَ دُونَ قَلبِكَ قَالَ ابنُ عَبّاسٍ وَ اللّهِ مَا كَانَ إِلّا مُنَافِقاً قَالَ وَ لَقَد كُنّا فِي مَحفِلٍ فِيهِ


صفحه : 108

أَبُو سُفيَانَ وَ قَد كُفّ بَصَرُهُ وَ فِينَا عَلِيّ ع فَأَذّنَ المُؤَذّنُ فَلَمّا قَالَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ قَالَ أَبُو سُفيَانَ هَاهُنَا مَن يَحتَشِمُ قَالَ وَاحِدٌ مِنَ القَومِ لَا فَقَالَ لِلّهِ دَرّ أخَيِ‌ بنَيِ‌ هَاشِمٍ انظُرُوا أَينَ وَضَعَ اسمَهُ فَقَالَ عَلِيّ ع أَسخَنَ اللّهُ عَينَكَ يَا بَا سُفيَانَ اللّهُ فَعَلَ ذَلِكَ بِقَولِهِ عَزّ مِن قَائِلٍوَ رَفَعنا لَكَ ذِكرَكَ فَقَالَ أَبُو سُفيَانَ أَسخَنَ اللّهُ عَينَ مَن قَالَ لَيسَ هَاهُنَا مَن يَحتَشِمُ

بيان أسخن الله عينه أبكاه

7-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]الصّدُوقُ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ حَامِدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ عَن عَلِيّ بنِ حَربٍ عَن مُحَمّدِ بنَ حَجَرٍ عَن عَمّهِ سَعِيدٍ عَن أَبِيهِ عَن أُمّهِ عَن وَائِلِ بنِ حَجَرٍ قَالَ جَاءَنَا ظُهُورُ النّبِيّص وَ أَنَا فِي مُلكٍ عَظِيمٍ وَ طَاعَةٍ مِن قوَميِ‌ فَرَفَضتُ ذَلِكَ وَ آثَرتُ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ قَدِمتُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص فأَخَبرَنَيِ‌ أَصحَابُهُ أَنّهُ بَشّرَهُم قَبلَ قدُوُميِ‌ بِثَلَاثٍ فَقَالَ هَذَا وَائِلُ بنُ حَجَرٍ قَد أَتَاكُم مِن أَرضٍ بَعِيدَةٍ مِن حَضرَمَوتَ رَاغِباً فِي الإِسلَامِ طَائِعاً بَقِيّةَ أَبنَاءِ المُلُوكِ فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ أَتَانَا ظُهُورُكَ وَ أَنَا فِي)مُلكٍ فَمَنّ اللّهُ عَلَيّ أَن رَفَضتُ ذَلِكَ وَ آثَرتُ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ دِينَهُ رَاغِباً فِيهِ فَقَالَص صَدَقتَ أللّهُمّ بَارِك فِي وَائِلٍ وَ فِي وُلدِهِ وَ وُلدِ وُلدِهِ

يج ،[الخرائج والجرائح ]مُرسَلًا مِثلَهُ وَ فِيهِ فَلَمّا قَدِمتُ عَلَيهِ أدَناَنيِ‌ وَ بَسَطَ لِي رِدَاءَهُ فَجَلَستُ عَلَيهِ فَصَعِدَ المِنبَرَ وَ قَالَ هَذَا وَائِلُ بنُ حَجَرٍ قَد أَتَانَا رَاغِباً فِي الإِسلَامِ طَائِعاً بَقِيّةَ أَبنَاءِ المُلُوكِ أللّهُمّ بَارِك فِي وَائِلٍ وَ وُلدِهِ وَ وُلدِ وُلدِهِ

8-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]الصّدُوقُ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أتُيِ‌َ النّبِيّص بِأُسَارَي فَأَمَرَ بِقَتلِهِم مَا خَلَا رَجُلًا مِن بَينِهِم فَقَالَ الرّجُلُ كَيفَ أَطلَقتَ عنَيّ‌ مِن بَينِهِم فَقَالَ أخَبرَنَيِ‌ جَبرَئِيلُ عَنِ اللّهِ تَعَالَي ذِكرُهُ أَنّ فِيكَ خَمسَ خِصَالٍ يُحِبّهُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ الغَيرَةَ الشّدِيدَةَ عَلَي حَرَمِكَ وَ السّخَاءَ وَ حُسنَ الخُلُقِ وَ صِدقَ اللّسَانِ وَ الشّجَاعَةَ فَأَسلَمَ الرّجُلُ وَ حَسُنَ إِسلَامُهُ


صفحه : 109

9-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]الصّدُوقُ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مَهزِيَارَ عَن أَخِيهِ عَلِيّ عَنِ الحَسَنِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ النّضرِ عَن مُوسَي بنِ بَكرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ ضَلّت نَاقَةُ رَسُولِ اللّهِص فِي غَزوَةِ تَبُوكَ فَقَالَ المُنَافِقُونَ يُحَدّثُنَا عَنِ الغَيبِ وَ لَا يَعلَمُ مَكَانَ نَاقَتِهِ فَأَتَاهُ جَبرَئِيلُ ع فَأَخبَرَهُ بِمَا قَالُوا وَ قَالَ إِنّ نَاقَتَكَ فِي شِعبِ كَذَا مُتَعَلّقٌ زِمَامُهَا بِشَجَرَةِ كَذَا فَنَادَي رَسُولُ اللّهِص الصّلَاةَ جَامِعَةً قَالَ فَاجتَمَعَ النّاسُ فَقَالَ أَيّهَا النّاسُ إِنّ ناَقتَيِ‌ بِشِعبِ كَذَا فَبَادَرُوا إِلَيهَا حَتّي أَتَوهَا

10-ير،[بصائر الدرجات ] مُوسَي بنُ عُمَرَ عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَن خَالِدِ بنِ نَجِيحٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع جُعِلتُ فِدَاكَ سَمّي رَسُولُ اللّهِ أَبَا بَكرٍ الصّدّيقَ قَالَ نَعَم قَالَ فَكَيفَ قَالَ حِينَ كَانَ مَعَهُ فِي الغَارِ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إنِيّ‌ لَأَرَي سَفِينَةَ جَعفَرِ بنِ أَبِي طَالِبٍ تَضطَرِبُ فِي البَحرِ ضَالّةً قَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ إِنّكَ لَتَرَاهَا قَالَ نَعَم قَالَ فَتَقدِرُ أَن تُرِيَنِيهَا قَالَ ادنُ منِيّ‌ قَالَ فَدَنَا مِنهُ فَمَسَحَ عَلَي عَينَيهِ ثُمّ قَالَ انظُر فَنَظَرَ أَبُو بَكرٍ فَرَأَي السّفِينَةَ وَ هيِ‌َ تَضطَرِبُ فِي البَحرِ ثُمّ نَظَرَ إِلَي قُصُورِ أَهلِ المَدِينَةِ فَقَالَ فِي نَفسِهِ الآنَ صَدّقتُ أَنّكَ سَاحِرٌ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص الصّدّيقُ أَنتَ

بيان قوله الصديق أنت علي سبيل التهكم

11-عم ،[إعلام الوري ]يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّ نَاقَتَهُ افتَقَدَت فَأَرجَفَ المُنَافِقُونَ فَقَالُوا يُخبِرُنَا بِخَبَرِ السّمَاءِ وَ لَا يدَريِ‌ أَينَ هُوَ نَاقَتُهُ فَسَمِعَ ذَلِكَ فَقَالَ إنِيّ‌ وَ إِن كُنتُ أُخبِرُكُم بِلَطَائِفِ الأَسرَارِ لكَنِيّ‌ لَا أَعلَمُ مِن ذَلِكَ إِلّا مَا علَمّنَيِ‌ اللّهُ فَلَمّا وَسوَسَ لَهُمُ الشّيطَانُ دَلّهُم عَلَي حَالِهَا وَ وَصَفَ لَهُمُ الشّجَرَةَ التّيِ‌ هيِ‌َ مُتَعَلّقَةٌ بِهَا فَأَتَوهَا فَوَجَدُوهَا عَلَي مَا وَصَفَ قَد تَعَلّقَ خِطَامُهَا بِشَجَرَةٍ


صفحه : 110

12-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّ مَن كَانَ بِحَضرَتِهِ مِنَ المُنَافِقِينَ كَانُوا لَا يَكُونُونَ فِي شَيءٍ مِن ذِكرِهِ إِلّا أَطلَعَهُ اللّهُ عَلَيهِم وَ بَيّنَهُ فَيُخبِرُهُم بِهِ حَتّي كَانَ بَعضُهُم يَقُولُ لِصَاحِبِهِ اسكُت وَ كُفّ فَوَ اللّهِ لَو لَم يَكُن عِندَنَا إِلّا الحِجَارَةُ لَأَخبَرَتهُ حِجَارَةُ البَطحَاءِ لَم يَكُن ذَلِكَ مِنهُ وَ لَا مِنهُم مَرّةً وَ لَا مَرّاتٍ بَل يُكثِرُ ذَلِكَ أَن يُحصَي عَدَدُهُ حَتّي يَظُنّ ظَانّ أَنّ ذَلِكَ كَانَ بِالظّنّ وَ التّخمِينِ كَيفَ وَ هُوَ يُخبِرُهُم بِمَا قَالُوا عَلَي مَا لَفَظُوا وَ يُخبِرُهُم عَمّا فِي ضَمَائِرِهِم فَكُلّمَا ضُوعِفَت عَلَيهِمُ الآيَاتُ ازدَادُوا عَمًي لِعِنَادِهِم

13-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّهُ أَتَي يَهُودَ النّضِيرِ مَعَ جَمَاعَةٍ مِن أَصحَابِهِ فَاندَسّ لَهُ رَجُلٌ مِنهُم وَ لَم يُخبِر أَحَداً وَ لَم يُؤَامِر بَشَراً إِلّا مَا أَضمَرَهُ عَلَيهِ وَ هُوَ يُرِيدُ أَن يَطرَحَ عَلَيهِ صَخرَةً وَ كَانَ قَاعِداً فِي ظِلّ أُطُمٍ مِن آطَامِهِم فَنَذَرَتهُ نَذَارَةُ اللّهِ فَقَامَ رَاجِعاً إِلَي المَدِينَةِ وَ أَنبَأَ القَومَ بِمَا أَرَادَ صَاحِبُهُم فَسَأَلُوهُ فَصَدّقَهُم وَ صَدّقُوهُ وَ بَعَثَ اللّهُ عَلَي ألّذِي أَرَادَ كَيدَهُ أَمَسّ الخَلقِ بِهِ رَحِماً فَقَتَلَهُ فَنَفَلَ مَالَهُ رَسُولُ اللّهِ كُلّهُ

بيان قوله فاندس أي اختفي والأطم بضمتين القصر و كل حصن مبني‌ بحجارة و كل بيت مربع مسطح والجمع آطام وأطوم

14-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّ عَلِيّاً قَالَ بعَثَنَيِ‌ رَسُولُ اللّهِ وَ الزّبَيرُ وَ المِقدَادُ معَيِ‌ فَقَالَ انطَلِقُوا حَتّي تَبلُغُوا رَوضَةَ خَاخٍ فَإِنّ فِيهَا امرَأَةً مَعَهَا صَحِيفَةٌ مِن حَاطِبِ بنِ أَبِي بَلتَعَةَ إِلَي المُشرِكِينَ فَانطَلَقنَا وَ أَدرَكنَاهَا وَ قُلنَا أَينَ الكِتَابُ قال [قَالَت] مَا معَيِ‌ كِتَابٌ فَفَتّشَهَا الزّبَيرُ وَ المِقدَادُ وَ قَالَا مَا نَرَي مَعَهَا كِتَاباً فَقُلتُ حَدّثَ بِهِ رَسُولُ اللّهِ وَ تَقُولَانِ لَيسَ مَعَهَا لَتُخرِجِنّهُ أَو لَأُجَرّدَنّكِ فَأَخرَجَتهُ مِن حُجزَتِهَا فَلَمّا عَادُوا إِلَي النّبِيّص قَالَ يَا حَاطِبُ


صفحه : 111

مَا حَمَلَكَ عَلَي هَذَا قَالَ أَرَدتُ أَن يَكُونَ لِي يَدٌ عِندَ القَومِ وَ مَا ارتَدَدتُ فَقَالَ صَدَقَ حَاطِبٌ لَا تَقُولُوا لَهُ إِلّا خَيراً

و في هذاإعلام بمعجزات منها إخباره عن الكتاب و عن بلوغ المرأة روضة خاخ ومنها شهادته لحاطب بالصدق فقد وجد كل ذلك كماأخبر

15-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّ النّبِيّص أَنفَذَ عَمّاراً فِي سَفَرٍ ليِسَتقَيِ‌َ فَعَرَضَ لَهُ شَيطَانٌ فِي صُورَةِ عَبدٍ أَسوَدَ فَصَرَعَهُ ثَلَاثَ مَرّاتٍ فَقَالَص إِنّ الشّيطَانَ قَد حَالَ بَينَ عَمّارٍ وَ بَينَ المَاءِ فِي صُورَةِ عَبدٍ أَسوَدَ وَ إِنّ اللّهَ أَظفَرَ عَمّاراً فَدَخَلَ فَأَخبَرَ بِمِثلِهِ

16-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّ أَبَا سَعِيدٍ الخدُريِ‌ّ قَالَ كُنّا نَخرُجُ فِي غَزَوَاتٍ مُتَرَافِقِينَ تِسعَةً وَ عَشَرَةً فَنَقسِمُ العَمَلَ فَيَقعُدُ بَعضُنَا فِي الرّحَالِ وَ بَعضاً يَعمَلُ لِأَصحَابِهِ وَ يسَقيِ‌ رُكّابَهُم وَ يَصنَعُ طَعَامَهُم وَ طَائِفَةٌ تَذهَبُ إِلَي النّبِيّص فَاتّفَقَ فِي رُفقَتِنَا رَجُلٌ يَعمَلُ عَمَلَ ثَلَاثَةِ نَفَرٍ يَخِيطُ وَ يسَقيِ‌ وَ يَصنَعُ طَعَاماً فَذُكِرَ ذَلِكَ للِنبّيِ‌ّص فَقَالَ ذَلِكَ رَجُلٌ مِن أَهلِ النّارِ فَلَقِينَا العَدُوّ وَ قَاتَلنَاهُم فَجُرِحَ وَ أَخَذَ الرّجُلُ سَهماً فَقَتَلَ بِهِ نَفسَهُ فَقَالَ أَشهَدُ أنَيّ‌ رَسُولُ اللّهِ وَ عَبدُهُ

17-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ كَانَ النّبِيّص جَالِساً فِي ظِلّ حَجَرٍ كَادَ أَن يَنصَرِفَ عَنهُ الظّلّ فَقَالَ إِنّهُ سَيَأتِيكُم رَجُلٌ يَنظُرُ إِلَيكُم بِعَينِ شَيطَانٍ فَإِذَا جَاءَكُم فَلَا تُكَلّمُوهُ فَلَم يَلبَثُوا أَن طَلَعَ عَلَيهِم رَجُلٌ أَزرَقُ فَدَعَاهُ وَ قَالَ عَلَي مَا تشَتمِوُنيّ‌ أَنتَ وَ أَصحَابُكَ فَقَالَ لَا نَفعَلُ قَالَ دعَنيِ‌ آتِكَ بِهِم فَدَعَاهُم فَجَعَلُوا يَحلِفُونَ بِاللّهِ مَا قَالُوا وَ مَا فَعَلُوا فَأَنزَلَ اللّهُيَومَ يَبعَثُهُمُ اللّهُ جَمِيعاً فَيَحلِفُونَ لَهُ كَما يَحلِفُونَ لَكُم

18-يج ،[الخرائج والجرائح ] مِن مُعجِزَاتِ النّبِيّص أَنّ أَبَا الدّردَاءِ كَانَ يَعبُدُ صَنَماً فِي الجَاهِلِيّةِ وَ أَنّ عَبدَ اللّهِ بنَ رَوَاحَةَ وَ مُحَمّدَ بنَ مَسلَمَةَ يَنتَظِرَانِ خَلوَةَ أَبِي الدّردَاءِ فَغَابَ فَدَخَلَا عَلَي بَيتِهِ وَ كَسَرَا صَنَمَهُ فَلَمّا رَجَعَ قَالَ لِأَهلِهِ مَن فَعَلَ هَذَا قَالَت لَا أدَريِ‌ سَمِعتُ صَوتاً فَجِئتُ وَ قَد خَرَجُوا ثُمّ قَالَت لَو كَانَ الصّنَمُ يَدفَعُ لَدَفَعَ عَن نَفسِهِ فَقَالَ أعَطيِنيِ‌ حلُتّيِ‌ فَلَبِسَتهَا


صفحه : 112

فَقَالَ النّبِيّص هَذَا أَبُو الدّردَاءِ يجَيِ‌ءُ وَ يُسلِمُ فَإِذَا هُوَ جَاءَ وَ أَسلَمَ وَ مِنهَا أَنّهُص أَخبَرَ أَبَا ذَرّ بِمَا جَرَي عَلَيهِ بَعدَ وَفَاتِهِ فَقَالَ كَيفَ بِكَ إِذَا أُخرِجتَ مِن مَكَانِكَ قَالَ أَذهَبُ إِلَي المَسجِدِ الحَرَامِ قَالَ كَيفَ بِكَ إِذَا أُخرِجتَ مِنهُ قَالَ أَذهَبُ إِلَي الشّامِ قَالَ كَيفَ بِكَ إِذَا أُخرِجتَ مِنهَا قَالَ أَعمَدُ إِلَي سيَفيِ‌ فَأَضرِبُ بِهِ حَتّي أُقتَلَ قَالَ لَا تَفعَل وَ لَكِنِ اسمَع وَ أَطِع فَكَانَ مَا كَانَ حَتّي أُخرِجَ إِلَي الرّبَذَةِ وَ مِنهَا أَنّهُص قَالَ لِفَاطِمَةَ إِنّكِ أَوّلُ أَهلِ بيَتيِ‌ لَحَاقاً بيِ‌ فَكَانَت أَوّلَ مَن مَاتَ بَعدَهُ وَ مِنهَا أَنّهُ قَالَ لِأَزوَاجِهِ أَطوَلُكُنّ يَداً أَسرَعُكُنّ بيِ‌ لُحُوقاً قَالَت عَائِشَةُ كُنّا نَتَطَاوَلُ باِلأيَديِ‌ حَتّي مَاتَت زَينَبُ بِنتُ جَحشٍ وَ مِنهَا أَنّهُص ذَكَرَ زَيدَ بنَ صُوحَانَ فَقَالَ زَيدٌ وَ مَا زَيدٌ يَسبِقُ مِنهُ عُضوٌ إِلَي الجَنّةِ فَقُطِعَت يَدُهُ يَومَ نَهَاوَندَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَ مِنهَا مَا أَخبَرَ عَن أُمّ وَرَقَةَ الأَنصَارِيّةِ فَكَانَ يَقُولُ انطَلِقُوا بِنَا إِلَي الشّهِيدَةِ نَزُورُهَا فَقَتَلَهَا غُلَامٌ وَ جَارِيَةٌ لَهَا بَعدَ وَفَاتِهِ وَ مِنهَا أَنّهُص قَالَ فِي مُحَمّدِ بنِ الحَنَفِيّةِ يَا عَلِيّ سَيُولَدُ لَكَ وَلَدٌ قَد نَحَلتُهُ اسميِ‌ وَ كنُيتَيِ‌ وَ مِنهَا أَنّهُص قَالَ رَأَيتُ فِي يدَيِ‌ سِوَارَينِ مِن ذَهَبٍ فَنَفَختُهُمَا فَطَارَا فَأَوّلتُهُمَا هَذَينِ الكَذّابَينِ مُسَيلَمَةَ كَذّابَ اليَمَامَةِ وَ كَذّابَ صَنعَاءَ العبَسيِ‌ّ وَ مِنهَا أَنّ عَبدَ اللّهِ بنَ الزّبَيرِ قَالَ احتَجَمَ النّبِيّص فَأَخَذتُ الدّمَ لِأُهَرِيقَهُ فَلَمّا بَرَزتُ حَسَوتُهُ فَلَمّا رَجَعتُ قَالَ مَا صَنَعتَ قُلتُ جَعَلتُهُ فِي أَخفَي مَكَانٍ قَالَ


صفحه : 113

أَلفَاكَ شَرِبتَ الدّمَ ثُمّ قَالَ وَيلٌ لِلنّاسِ مِنكَ وَ وَيلٌ لَكَ مِنَ النّاسِ وَ مِنهَا أَنّهُص قَالَ لَيتَ شعِريِ‌ أَيّتُكُنّ صَاحِبَةُ الجَمَلِ الأَدبَبِ تَخرُجُ فَتَنبَحُهَا كِلَابُ الحَوأَبِ

وَ روُيِ‌َ لَمّا أَقبَلَت عَائِشَةُ مِيَاهَ بنَيِ‌ عَامِرٍ لَيلًا نَبَحَتهَا كِلَابُ الحَوأَبِ قَالَت مَا هَذَا قَالُوا الحَوأَبُ قَالَت مَا أظَنُنّيِ‌ إِلّا رَاجِعَةً ردُوّنيِ‌ إِنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ لَنَا ذَاتَ يَومٍ كَيفَ بِإِحدَاكُنّ إِذَا نَبَحَ عَلَيهَا كِلَابُ الحَوأَبِ وَ مِنهَا أَنّهُص قَالَ أخَبرَنَيِ‌ جَبرَائِيلُ أَنّ ابنيِ‌ الحُسَينَ يُقتَلُ بعَديِ‌ بِأَرضِ الطّفّ فجَاَءنَيِ‌ بِهَذِهِ التّربَةِ فأَخَبرَنَيِ‌ أَنّ فِيهَا مَضجَعَهُ وَ مِنهَا أَنّ أُمّ سَلَمَةَ قَالَت كَانَ عَمّارٌ يَنقُلُ اللّبِنَ بِمَسجِدِ الرّسُولِ وَ كَانَص يَمسَحُ التّرَابَ عَن صَدرِهِ وَ يَقُولُ تَقتُلُكَ الفِئَةُ البَاغِيَةُ

وَ مِنهَا مَا رَوَي أَبُو سَعِيدٍ الخدُريِ‌ّ أَنّ النّبِيّص قَسَمَ يَوماً قَسماً فَقَالَ رَجُلٌ مِن تَمِيمٍ اعدِل فَقَالَ وَيحَكَ وَ مَن يَعدِلُ إِذَا لَم أَعدِل قِيلَ نَضرِبُ عُنُقَهُ قَالَ لَا إِنّ لَهُ أَصحَاباً يُحَقّرُ أَحَدُكُم صَلَاتَهُ وَ صِيَامَهُ مَعَ صَلَاتِهِم وَ صِيَامِهِم يَمرُقُونَ مِنَ الدّينِ مُرُوقَ السّهمِ مِنَ الرّمِيّةِ رَئِيسُهُم رَجُلٌ أَدعَجُ إِحدَي ثَديَيهِ مِثلُ ثدَي‌ِ المَرأَةِ قَالَ أَبُو سَعِيدٍ إنِيّ‌ كُنتُ مَعَ عَلِيّ حِينَ قَتَلَهُم فَالتَمَسَ فِي القَتلَي بِالنّهرَوَانِ فأَتُيِ‌َ بِهِ عَلَي النّعتِ ألّذِي نَعَتَهُ رَسُولُ اللّهِص وَ مِنهَا أَنّهُص قَالَ تُبنَي مَدِينَةٌ بَينَ دِجلَةَ وَ دُجَيلٍ وَ قُطرُبّلُ[قُطرُبُلّ][قُطرَبّلُ] وَ الصّرَاةُ تُجبَي إِلَيهَا خَزَائِنُ الأَرضِ يُخسَفُ بِهَا يعَنيِ‌ بَغدَادَ وَ ذَكَرَ أَرضاً يُقَالُ لَهَا البَصرَةُ إِلَي جَنبِهَا نَهَرٌ يُقَالُ لَهُ دِجلَةُ ذُو نَخلٍ يَنزِلُ بِهَا بَنُو قَنطُورَاءَ يَتَفَرّقُ النّاسُ فِيهِ ثَلَاثَ فِرَقٍ فِرقَةٍ تَلحَقُ بِأَهلِهَا فَيَهلِكُونَ وَ فِرقَةٍ تَأخُذُ عَلَي أَنفُسِهَا فَيَكفُرُونَ وَ فِرقَةٍ تَجعَلُ ذَرَارِيّهُم خَلفَ


صفحه : 114

ظُهُورِهِم يُقَاتِلُونَ قَتلَاهُم شُهَدَاءَ يَفتَحُ اللّهُ عَلَي بَقِيّتِهِم

بيان قال في النهاية في الحديث أنه قال لنسائه أسرعكن لحوقا بي‌ أطولكن يدا كني بطول اليد عن العطاء والصدقة يقال فلان طويل الباع إذا كان سمحا جوادا و كان زينب تحب الصدقة وهي‌ ماتت قبلهن و قال في قوله الأدبب أراد الأدب فترك الإدغام لأجل الحوأب والأدب الكثير وبر الوجه والنباح صياح الكلب والحوأب منزل بين البصرة ومكة والأدعج الأسود العين وقيل المراد به هنا سواد الوجه . و قال الفيروزآبادي‌ قُطرُبّلُ[قُطرُبُلّ][قُطرَبّلُ]بالضم وتشديد الباء الموحدة أوبتخفيفها وتشديد اللام موضعان أحدهما بالعراق ينسب إليه الخمر و قال الصراة نهر بالعراق . و قال الجزري‌ في حديث حذيفة يوشك بنو قنطورا أن يخرجوا أهل العراق من عراقهم ويروي أهل البصرة منها كأني‌ بهم خنس الأنوف خزر العيون عراض الوجوه قيل إن قنطورا كانت جارية لإبراهيم الخليل ع ولدت له أولادا منهم الترك والصين و منه حديث ابن عمر ويوشك بنو قنطورا أن يخرجوكم من أرض البصرة وحديث أبي بكرة إذا كان آخر الزمان جاء بنو قنطورا و قال و فيه تقاتلون قوما خنس الأنف الخنس بالتحريك انقباض قصبة الأنف وعرض الأرنبة والمراد بهم الترك لأنه الغالب علي آنافهم و هوشبيه بالفطس

19-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّ رَجُلًا أَتَي النّبِيّص فَقَالَ إنِيّ‌ خَرَجتُ وَ امرأَتَيِ‌ حَائِضٌ وَ رَجَعتُ وَ هيِ‌َ حُبلَي فَقَالَ مَن تَتّهِمُ قَالَ فُلَاناً وَ فُلَاناً قَالَ ائتِ بِهِمَا فَجَاءَ بِهِمَا فَقَالَص إِن يَكُن مِن هَذَا فَسَيَخرُجُ قَطَطاً كَذَا وَ كَذَا فَخَرَجَ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللّهِص

20-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّ رَجُلًا جَاءَ إِلَي النّبِيّص فَقَالَ مَا طَعِمتُ طَعَاماً مُنذُ يَومَينِ


صفحه : 115

فَقَالَ عَلَيكَ بِالسّوقِ فَلَمّا كَانَ مِنَ الغَدِ دَخَلَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ أَتَيتُ السّوقَ أَمسِ فَلَم أُصِب شَيئاً فَبِتّ بِغَيرِ عَشَاءٍ قَالَ فَعَلَيكَ بِالسّوقِ فَأَتَي بَعدَ ذَلِكَ أَيضاً فَقَالَص عَلَيكَ بِالسّوقِ فَانطَلَقَ إِلَيهَا فَإِذَا عِيرٌ قَد جَاءَت وَ عَلَيهَا مَتَاعٌ فَبَاعُوهُ فَفَضَلَ بِدِينَارٍ فَأَخَذَهُ الرّجُلُ وَ جَاءَ إِلَي رَسُولِ اللّهِص وَ قَالَ مَا أَصَبتُ شَيئاً قَالَ هَل أَصَبتَ مِن عِيرِ آلِ فُلَانٍ شَيئاً قَالَ لَا قَالَ بَلَي ضُرِبَ لَكَ فِيهَا بِسَهمٍ وَ خَرَجتَ مِنهَا بِدِينَارٍ قَالَ نَعَم قَالَ فَمَا حَمَلَكَ عَلَي أَن تَكذِبَ قَالَ أَشهَدُ أَنّكَ صَادِقٌ وَ دعَاَنيِ‌ إِلَي ذَلِكَ إِرَادَةُ أَن أَعلَمَ أَ تَعلَمُ مَا يَعمَلُ النّاسُ وَ أَن أَزدَادَ خَيراً إِلَي خَيرٍ فَقَالَ لَهُ النّبِيّص صَدَقتَ مَنِ استَغنَي أَغنَاهُ اللّهُ وَ مَن فَتَحَ عَلَي نَفسِهِ بَابَ مَسأَلَةٍ فَتَحَ اللّهُ عَلَيهِ سَبعِينَ بَاباً مِنَ الفَقرِ لَا يَسُدّ أَدنَاهَا شَيءٌ فَمَا رئُيِ‌َ سَائِلًا بَعدَ ذَلِكَ اليَومِ ثُمّ قَالَ إِنّ الصّدَقَةَ لَا تَحِلّ لغِنَيِ‌ّ وَ لَا لذِيِ‌ مِرّةٍ سوَيِ‌ّ أَي لَا يَحِلّ لَهُ أَن يَأخُذَهَا وَ هُوَ يَقدِرُ أَن يَكُفّ نَفسَهُ عَنهَا

21-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ بَينَمَا رَسُولُ اللّهِص يَوماً جَالِساً إِذ قَامَ مُتَغَيّرَ اللّونِ فَتَوَسّطَ المَسجِدَ ثُمّ أَقبَلَ ينُاَجيِ‌ طَوِيلًا ثُمّ رَجَعَ إِلَيهِم قَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ رَأَينَا مِنكَ مَنظَراً مَا رَأَينَاهُ فِيمَا مَضَي قَالَ إنِيّ‌ نَظَرتُ إِلَي مَلَكِ السّحَابِ إِسمَاعِيلَ وَ لَم يَهبِط إِلَي الأَرضِ إِلّا بِعَذَابٍ فَوَثَبتُ مَخَافَةَ أَن يَكُونَ قَد نَزَلَ فِي أمُتّيِ‌ شَيءٌ فَسَأَلتُهُ مَا أَهبَطَهُ فَقَالَ استَأذَنتُ ربَيّ‌ فِي السّلَامِ عَلَيكَ فَأذَن لِي قُلتُ فَهَل أُمِرتَ فِيهَا بشِيَ‌ءٍ قَالَ نَعَم فِي يَومِ كَذَا وَ فِي شَهرِ كَذَا فِي سَاعَةِ كَذَا فَقَامَ المُنَافِقُونَ وَ ظَنّوا أَنّهُم عَلَي شَيءٍ فَكَتَبُوا ذَلِكَ اليَومَ وَ كَانَ أَشَدّ يَومٍ حَرّاً فَأَقبَلَ القَومُ يَتَغَامَزُونَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لعِلَيِ‌ّ ع انظُر هَل تَرَي فِي السّمَاءِ شَيئاً فَخَرَجَ ثُمّ قَالَ أَرَي فِي مَكَانِ كَذَا كَهَيئَةِ التّرسِ غَمَامَةً فَمَا لَبِثُوا أَن جَلّلَتهُم سَحَابَةٌ سَودَاءُ ثُمّ هَطَلَت عَلَيهِم حَتّي ضَجّ النّاسُ


صفحه : 116

بيان الهطل تتابع المطر

22-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ عَن جَابِرٍ الجعُفيِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ مَرّ رَسُولُ اللّهِص يَوماً عَلَي عَلِيّ ع وَ الزّبَيرُ قَائِمٌ مَعَهُ يُكَلّمُهُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص مَا تَقُولُ لَهُ فَوَ اللّهِ لَتَكُونَنّ أَوّلَ العَرَبِ تَنكُثُ بَيعَتَهُ

23-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّهُص قَالَ لِجَيشٍ بَعَثَهُم إِلَي أُكَيدِرَ دُومَةِ الجَندَلِ أَمَا إِنّكُم تَأتُونَهُ فَتَجِدُونَهُ يَصِيدُ البَقَرَ فَوَجَدُوهُ كَذَلِكَ

24-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّهُ لَمّا نَزَلَتإِذا جاءَ نَصرُ اللّهِ وَ الفَتحُ قَالَ نُعِيَت إلِيَ‌ّ نفَسيِ‌ أنَيّ‌ مَقبُوضٌ فَمَاتَ فِي تِلكَ السّنَةِ وَ قَالَ لَمّا بَعَثَ مُعَاذَ بنَ جَبَلٍ إِلَي اليَمَنِ إِنّكَ لَا تلَقاَنيِ‌ بَعدَ هَذَا

25-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ أَصَابَت رَسُولَ اللّهِص فِي غَزوَةِ المُصطَلِقِ رِيحٌ شَدِيدَةٌ فَقَلّبَتِ الرّحَالَ وَ كَادَت تَدُقّهَا فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أَمَا إِنّهَا مَوتُ مُنَافِقٍ قَالُوا فَقَدِمنَا المَدِينَةَ فَوَجَدنَا رِفَاعَةَ بنَ زَيدٍ مَاتَ فِي ذَلِكَ اليَومِ وَ كَانَ عَظِيمَ النّفَاقِ وَ كَانَ أَصلُهُ مِنَ اليَهُودِ فَضَلّت نَاقَةُ رَسُولِ اللّهِص فِي تِلكَ الرّيحِ فَزَعَمَ يَزِيدُ بنُ الأُصَيبِ وَ كَانَ فِي مَنزِلِ عُمَارَةَ بنِ حَزمٍ كَيفَ يَقُولُ إِنّهُ يَعلَمُ الغَيبَ وَ لَا يدَريِ‌ أَينَ نَاقَتُهُ قَالَ بِئسَ مَا قُلتَ وَ اللّهِ مَا يَقُولُ هُوَ إِنّهُ يَعلَمُ الغَيبَ وَ هُوَ صَادِقٌ فَأُخبِرَ النّبِيّ بِذَلِكَ فَقَالَ لَا يَعلَمُ الغَيبَ إِلّا اللّهُ وَ إِنّ اللّهَ أخَبرَنَيِ‌ أَنّ ناَقتَيِ‌ فِي هَذَا الشّعبِ تَعَلّقَ زِمَامُهَا بِشَجَرَةٍ فَوَجَدُوهَا كَذَلِكَ وَ لَم يَبرَح أَحَدٌ مِن ذَلِكَ المَوضِعِ فَأَخرَجَ عُمَارَةُ ابنَ الأُصَيبِ مِن مَنزِلِهِ

26-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّ رَسُولَ اللّهِص كَتَبَ إِلَي قَيسِ بنِ عُرَنَةَ البجَلَيِ‌ّ يَأمُرُهُ بِالقُدُومِ


صفحه : 117

عَلَيهِ فَأَقبَلَ وَ مَعَهُ خُوَيلِدُ بنُ الحَارِثِ الكلَبيِ‌ّ حَتّي إِذَا دَنَا مِنَ المَدِينَةِ هَابَ الرّجُلُ أَن يَدخُلَ فَقَالَ لَهُ قَيسٌ أَمّا إِذَا أَبَيتَ أَن تَدخُلَ فَكُن فِي هَذَا الجَبَلِ حَتّي آتِيَهُ فَإِن رَأَيتُ ألّذِي تُحِبّ أَدعُوكَ فاَتبّعِنيِ‌ فَأَقَامَ وَ مَضَي قَيسٌ حَتّي إِذَا دَخَلَ عَلَي النّبِيّص المَسجِدَ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ أَنَا آمِنٌ قَالَ نَعَم وَ صَاحِبُكَ ألّذِي تَخَلّفَ فِي الجَبَلِ قَالَ فإَنِيّ‌ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّكَ رَسُولُ اللّهِ فَبَايَعَهُ وَ أَرسَلَ إِلَي صَاحِبِهِ فَأَتَاهُ فَقَالَ لَهُ النّبِيّص يَا قَيسُ إِنّ قَومَكَ قوَميِ‌ وَ إِنّ لَهُم فِي اللّهِ وَ فِي رَسُولِهِ خَلَفاً

27-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّ أَبَا ذَرّ قَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ إنِيّ‌ قَدِ اجتَوَيتُ المَدِينَةَ أَ فَتَأذَنُ لِي أَن أَخرُجَ أَنَا وَ ابنُ أخَيِ‌ إِلَي الغَابَةِ فَنَكُونَ بِهَا فَقَالَ إنِيّ‌ أَخشَي أَن تَغَيّرَ حيَ‌ّ مِنَ العَرَبِ فَيُقتَلَ ابنُ أَخِيكَ فتَأَتيِ‌َ فَتَسعَي فَتَقُومَ بَينَ يدَيَ‌ّ مُتّكِئاً عَلَي عَصَاكَ فَتَقُولَ قُتِلَ ابنُ أخَيِ‌ وَ أُخِذَ السّرحُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ لَا يَكُونُ إِلّا خَيرٌ فَأَذِنَ لَهُ فَأَغَارَت خَيلُ بنَيِ‌ فَزَارَةَ فَأَخَذُوا السّرحَ وَ قَتَلُوا ابنَ أَخِيهِ فَجَاءَ أَبُو ذَرّ مُعتَمِداً عَلَي عَصَاهُ وَ وَقَفَ عِندَ رَسُولِ اللّهِص وَ بِهِ طَعنَةٌ قَد جَافَتهُ فَقَالَ صَدَقَ اللّهُ رَسُولُهُ

بيان قال الجزري‌ في حديث العرنيين فاجتووا المدينة أي أصابهم الجوي و هوالمرض وداء الجوف إذاتطاول و ذلك إذا لم يوافقهم هواؤها واستوخموها يقال اجتويت البلد إذاكرهت المقام فيه و إن كنت في نعمة انتهي والغابة موضع بالحجاز


صفحه : 118

ثم إن هذا من أبي ذر رضي‌ الله عنه علي تقدير صحته لعله كان قبل كمال إيمانه واستقرار أمره

28-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّ رَسُولَ اللّهِص لقَيِ‌َ فِي غَزوَةِ ذَاتِ الرّقَاعِ رَجُلًا مِن مُحَارِبٍ يُقَالُ لَهُ عَاصِمٌ فَقَالَ لَهُ يَا مُحَمّدُ أَ تَعلَمُ الغَيبَ قَالَ لَا يَعلَمُ الغَيبَ إِلّا اللّهُ قَالَ وَ اللّهِ لجَمَلَيِ‌ هَذَا أَحَبّ إلِيَ‌ّ مِن إِلَهِكَ قَالَ لَكِنّ اللّهَ أخَبرَنَيِ‌ مِن عِلمِ غَيبِهِ أَنّهُ تَعَالَي يَبعَثُ عَلَيكَ قَرحَةً فِي مُسبَلِ لِحيَتِكَ حَتّي تَصِلَ إِلَي دِمَاغِكَ فَتَمُوتَ وَ اللّهِ إِلَي النّارِ فَرَجَعَ فَبَعَثَ اللّهُ قَرحَةً فَأَخَذَت فِي لِحيَتِهِ حَتّي وَصَلَت إِلَي دِمَاغِهِ فَجَعَلَ يَقُولُ لِلّهِ دَرّ القرُشَيِ‌ّ إِن قَالَ بِعِلمٍ أَو زَجرٍ أَصَابَ

29-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّ وَابِصَةَ بنَ مَعبَدٍ الأسَدَيِ‌ّ أَتَاهُ وَ قَالَ فِي نَفسِهِ لَا أَدَعُ مِنَ البِرّ وَ الإِثمِ شَيئاً إِلّا سَأَلتُهُ فَلَمّا أَتَاهُ قَالَ لَهُ بَعضُ أَصحَابِهِ إِلَيكَ يَا وَابِصَةُ عَن سُؤَالِ رَسُولِ اللّهِ فَقَالَ النّبِيّص دَعُوا وَابِصَةَ ادنُ فَدَنَوتُ فَقَالَ تَسأَلُ عَمّا جِئتَ لَهُ أَم أُخبِرُكَ قَالَ أخَبرِنيِ‌ قَالَ جِئتَ تَسأَلُ عَنِ البِرّ وَ الإِثمِ قَالَ نَعَم فَضَرَبَ يَدَهُ عَلَي صَدرِهِ ثُمّ قَالَ البِرّ مَا اطمَأَنّت إِلَيهِ النّفسُ وَ البِرّ مَا اطمَأَنّ إِلَيهِ الصّدرُ وَ الإِثمُ مَا تَرَدّدَ فِي الصّدرِ وَ جَالَ فِي القَلبِ وَ إِن أَفتَاكَ النّاسُ وَ إِن أَفتَوكَ

30-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّهُ أَتَاهُ وَفدُ عَبدِ القَيسِ فَدَخَلُوا عَلَيهِ فَلَمّا أَدرَكُوا حَاجَتَهُم قَالَ ائتوُنيِ‌ بِتَمرِ أَرضِكُم مِمّا مَعَكُم فَأَتَاهُ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُم بِنَوعٍ مِنهُ فَقَالَ النّبِيّص هَذَا يُسَمّي كَذَا وَ هَذَا يُسَمّي كَذَا فَقَالُوا أَنتَ أَعلَمُ بِتَمرِ أَرضِنَا مِنّا فَوَصَفَ لَهُم أَرضَهُم فَقَالُوا أَ دَخَلتَهَا قَالَ لَا لَكِن فُسِحَ لِي فَنَظَرتُ إِلَيهَا فَقَامَ رَجُلٌ مِنهُم فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ هَذَا خاَليِ‌ بِهِ خَبَلٌ فَأَخَذَ بِرِدَائِهِ وَ قَالَ اخرُج يَا عَبدَ اللّهِ ثَلَاثاً ثُمّ أَرسَلَهُ فَبَرَأَ ثُمّ


صفحه : 119

أَتَوهُ بِشَاةٍ هَرِمَةٍ فَأَخَذَ إِحدَي أُذُنَيهَا بَينَ إِصبَعَيهِ فَصَارَ لَهَا مِيسَماً ثُمّ قَالَ خُذُوهَا فَإِنّ هَذَا مِيسَمٌ فِي آذَانِ مَا تَلِدُ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ فهَيِ‌َ تَتَوَالَدُ كَذَلِكَ

31-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّ النّبِيّص قَالَ لِلعَبّاسِ وَيلٌ لذِرُيّتّيِ‌ مِن ذُرّيّتِكَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ فأَخَتصَيِ‌ قَالَ إِنّهُ أَمرٌ قَد قضُيِ‌َ أَي لَا يَنفَعُ الخِصَاءُ فَعَبدُ اللّهِ قَد وُلِدَ وَ صَارَ لَهُ وُلدٌ

32-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّ نَاقَةً ضَلّت لِبَعضِ أَصحَابِهِ فِي سَفَرٍ كَانَ فِيهِ فَقَالَ صَاحِبُهَا لَو كَانَ نَبِيّاً لَعَلِمَ أَينَ النّاقَةُ فَبَلَغَ ذَلِكَ النّبِيّص فَقَالَص الغَيبُ لَا يَعلَمُهُ إِلّا اللّهُ انطَلِق يَا فُلَانُ فَإِنّ نَاقَتَكَ فِي مَكَانِ كَذَا قَد تَعَلّقَ زِمَامُهَا بِشَجَرَةٍ فَوَجَدَهَا كَمَا قَالَ

33-يج ،[الخرائج والجرائح ] مِن مُعجِزَاتِهِص أَنّهُ أَخبَرَ النّاسَ بِمَكّةَ بِمِعرَاجِهِ وَ قَالَ آيَةُ ذَلِكَ أَنّهُ نَدّ لبِنَيِ‌ فُلَانٍ فِي طرَيِقيِ‌ بَعِيرٌ فَدَلَلتُهُم عَلَيهِ وَ هُوَ الآنَ يَطلُعُ عَلَيكُم مِن ثَنِيّةِ كَذَا يَقدُمُهَا جَمَلٌ أَورَقَ عَلَيهِ غِرَارَتَانِ إِحدَاهُمَا سَودَاءُ وَ الأُخرَي بَرقَاءُ فَوَجَدُوا الأَمرَ عَلَي مَا قَالَ وَ مِنهَا أَنّهُص رَأَي عَلِيّاً ع نَائِماً فِي بَعضِ الغَزَوَاتِ فِي التّرَابِ فَقَالَ يَا أَبَا تُرَابٍ أَ لَا أُحَدّثُكَ بِأَشقَي النّاسِ أخَيِ‌ ثَمُودَ وَ ألّذِي يَضرِبُكَ عَلَي هَذَا وَ وَضَعَ يَدَهُ عَلَي قَرنِهِ حَتّي تَبُلّ هَذِهِ مِن هَذَا وَ أَشَارَ إِلَي لِحيَتِهِ وَ مِنهَا أَنّهُص قَالَ لعِلَيِ‌ّ ع تُقَاتِلُ بعَديِ‌ النّاكِثِينَ وَ القَاسِطِينَ وَ المَارِقِينَ فَكَانَ كَذَلِكَ وَ مِنهَا قَولُهُ لِعَمّارٍ سَتَقتُلُكَ الفِئَةُ البَاغِيَةُ وَ آخَرُ زَادِكَ ضَيَاحٌ مِن لَبَنٍ فأَتُيِ‌َ عَمّارٌ بِصِفّينَ بِلَبَنٍ فَشَرِبَهُ فَبَارَزَ فَقُتِلَ


صفحه : 120

وَ مِنهَا أَنّهُ لَمّا كَانَت قُرَيشٌ تَحَالَفُوا وَ كَتَبُوا بَينَهُم صَحِيفَةً أَلّا يُجَالِسُوا وَاحِداً مِن بنَيِ‌ هَاشِمٍ وَ لَا يُبَايِعُوهُم حَتّي يُسَلّمُوا إِلَيهِم مُحَمّداً لِيَقتُلُوهُ وَ عَلّقُوا تِلكَ الصّحِيفَةَ فِي الكَعبَةِ وَ حَاصَرُوا بنَيِ‌ هَاشِمٍ فِي الشّعبِ شِعبِ عَبدِ المُطّلِبِ أَربَعَ سِنِينَ فَأَصبَحَ النّبِيّص يَوماً وَ قَالَ لِعَمّهِ أَبِي طَالِبٍ إِنّ الصّحِيفَةَ التّيِ‌ كَتَبَتهَا قُرَيشٌ فِي قَطِيعَتِنَا قَد بَعَثَ اللّهُ عَلَيهَا دَابّةً فَلَحِسَت كُلّ مَا فِيهَا غَيرَ اسمِ اللّهِ وَ كَانُوا قَد خَتَمُوهَا بِأَربَعِينَ خَاتَماً مِن رُؤَسَاءِ قُرَيشٍ فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ يَا ابنَ أخَيِ‌ أَ فَأَصِيرُ إِلَي قُرَيشٍ فَأُعلِمَهُم بِذَلِكَ قَالَ إِن شِئتَ فَصَارَ أَبُو طَالِبٍ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ إِلَيهِم فَاستَبشَرُوا بِمَصِيرِهِ إِلَيهِم وَ استَقبَلُوهُ بِالتّعظِيمِ وَ الإِجلَالِ وَ قَالُوا قَد عَلِمنَا الآنَ أَنّ رِضَي قَومِكَ أَحَبّ إِلَيكَ مِمّا كُنتَ فِيهِ أَ فَتُسَلّمُ إِلَينَا مُحَمّداً وَ لِهَذَا جِئتَنَا فَقَالَ يَا قَومِ قَد جِئتُكُم بِخَبَرٍ أخَبرَنَيِ‌ بِهِ ابنُ أخَيِ‌ مُحَمّدٌ فَانظُرُوا فِي ذَلِكَ فَإِن كَانَ كَمَا قَالَ فَاتّقُوا اللّهَ وَ ارجِعُوا عَن قَطِيعَتِنَا وَ إِن كَانَ بِخِلَافِ مَا قَالَ سَلّمتُهُ إِلَيكُم وَ اتّبَعتُ مَرضَاتَكم قَالُوا وَ مَا ألّذِي أَخبَرَكَ قَالَ أخَبرَنَيِ‌ أَنّ اللّهَ قَد بَعَثَ عَلَي صَحِيفَتِكُم دَابّةً فَلَحِسَت مَا فِيهَا غَيرَ اسمِ اللّهِ فَحُطّوهَا فَإِن كَانَ الأَمرُ بِخِلَافِ مَا قَالَ سَلّمتُهُ إِلَيكُم فَفَتَحُوهَا فَلَم يَجِدُوا فِيهَا شَيئاً غَيرَ اسمِ اللّهِ فَتَفَرّقُوا وَ هُم يَقُولُونَ سِحرٌ سَحَرَ وَ انصَرَفَ أَبُو طَالِبٍ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ

بيان ند البعير شرد ونفر والبرقاء مااجتمع فيه سواد وبياض والضياح بالفتح اللبن الرقيق يصب فيه ماء ثم يخلط واللحس باللسان معروف واللحس أيضا أكل الدود الصوف وأكل الجراد الخضر

34-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّ النّبِيّص كَانَ يَوماً جَالِساً وَ حَولَهُ عَلِيّ وَ فَاطِمَةُ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ع فَقَالَ لَهُم كَيفَ بِكُم إِذَا كُنتُم صَرعَي وَ قُبُورُكُم شَتّي فَقَالَ الحُسَينُ ع أَ نَمُوتُ مَوتاً أَو نُقتَلُ قَتلًا فَقَالَ بَل تُقتَلُ يَا بنُيَ‌ّ ظُلماً وَ يُقتَلُ أَخُوكَ ظُلماً وَ يُقتَلُ أَبُوكَ ظُلماً وَ تُشَرّدُ ذَرَارِيّكُم فِي الأَرضِ فَقَالَ الحُسَينُ ع وَ مَن يَقتُلُنَا قَالَ شِرَارُ النّاسِ قَالَ فَهَل يَزُورُنَا أَحَدٌ قَالَ نَعَم طَائِفَةٌ مِن أمُتّيِ‌ يُرِيدُونَ بِزِيَارَتِكُم برِيّ‌ وَ صلِتَيِ‌ فَإِذَا كَانَ يَومُ


صفحه : 121

القِيَامَةِ جِئتُهُم وَ أُخَلّصُهُم مِن أَهوَالِهِ

35-شف ،[كشف اليقين ] مِن كِتَابٍ عَتِيقٍ تَارِيخُهُ سَنَةُ ثَمَانٍ وَ ثَمَانِينَ هِجرِيّةٌ قَالَ حَدّثَنَا عَبدُ اللّهِ بنُ جَعفَرٍ الزهّريِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ ثُمّ قَالَ مَا هَذَا لَفظُهُ وَ أَنَا كُنتُ مَعَهُص يَومَ قَالَ يأَتيِ‌ تِسعُ نَفَرٍ مِن حَضرَمَوتَ فَيُسلِمُ مِنهُم سِتّةٌ وَ لَا يُسلِمُ مِنهُم ثَلَاثَةٌ فَوَقَعَ فِي قُلُوبِ كَثِيرٍ مِن كَلَامِهِ مَا شَاءَ اللّهُ أَن يَقَعَ فَقُلتُ أَنَا صَدَقَ اللّهُ وَ رَسُولُهُ هُوَ كَمَا قُلتَ يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ أَنتَ الصّدّيقُ الأَكبَرُ وَ يَعسُوبُ المُؤمِنِينَ وَ إِمَامُهُم وَ تَرَي مَا أَرَي وَ تَعلَمُ مَا أَعلَمُ وَ أَنتَ أَوّلُ المُؤمِنِينَ إِيمَاناً وَ كَذَلِكَ خَلَقَكَ اللّهُ وَ نَزَعَ مِنكَ الشّكّ وَ الضّلَالَ فَأَنتَ الهاَديِ‌ الثاّنيِ‌ وَ الوَزِيرُ الصّادِقُ فَلَمّا أَصبَحَ رَسُولُ اللّهِص وَ قَعَدَ فِي مَجلِسِهِ ذَلِكَ وَ أَنَا عَن يَمِينِهِ أَقبَلَ التّسعَةُ رَهطٍ مِن حَضرَمَوتَ حَتّي دَنَوا مِنَ النّبِيّص وَ سَلّمُوا فَرَدّ عَلَيهِمُ السّلَامَ وَ قَالُوا يَا مُحَمّدُ اعرِض عَلَينَا الإِسلَامَ فَأَسلَمَ مِنهُم سِتّةٌ وَ لَم يُسلِمِ الثّلَاثَةُ فَانصَرَفُوا فَقَالَ النّبِيّص لِلثّلَاثَةِ أَمّا أَنتَ يَا فُلَانُ فَسَتَمُوتُ بِصَاعِقَةٍ مِنَ السّمَاءِ وَ أَمّا أَنتَ يَا فُلَانُ فَسَيَضرِبُكَ أَفعًي فِي مَوضِعِ كَذَا وَ كَذَا وَ أَمّا أَنتَ يَا فُلَانُ فَإِنّكَ تَخرُجُ فِي طَلَبِ مَاشِيَةٍ وَ إِبِلٍ لَكَ فَيَستَقبِلُكَ نَاسٌ مِن كَذَا فَيَقتُلُونَكَ فَوَقَعَ فِي قُلُوبِ الّذِينَ أَسلَمُوا فَرَجَعُوا إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ لَهُم مَا فَعَلَ أَصحَابُكُمُ الثّلَاثَةُ الّذِينَ تَوَلّوا عَنِ الإِسلَامِ وَ لَم يُسلِمُوا فَقَالُوا وَ ألّذِي بَعَثَكَ بِالحَقّ نَبِيّاً مَا جَاوَزُوا مَا قُلتَ وَ كُلّ مَاتَ بِمَا قُلتَ وَ إِنّا جِئنَاكَ لِنُجَدّدَ الإِسلَامَ وَ نَشهَدَ أَنّكَ رَسُولُ اللّهِ صَلّي اللّهُ عَلَيكَ وَ أَنّكَ الأَمِينُ عَلَي الأَحيَاءِ وَ الأَموَاتِ

36-عم ،[إعلام الوري ] وَ أَمّا آيَاتُهُ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ فِي إِخبَارِهِ بِالغَائِبَاتِ وَ الكَوَائِنِ بَعدَهُ فَأَكثَرُ مِن أَن تُحصَي وَ تُعَدّ فَمِن ذَلِكَ مَا روُيِ‌َ عَنهُ فِي مَعنَي قَولِهِ تَعَالَيلِيُظهِرَهُ عَلَي الدّينِ كُلّهِ وَ لَو كَرِهَ المُشرِكُونَ وَ هُوَ مَا رَوَاهُ أُبَيّ بنُ كَعبٍ أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ بُشّرَ


صفحه : 122

هَذِهِ الأَمَةُ بِالسّنَاءِ وَ الرّفعَةِ وَ النّصرَةِ وَ التّمكِينِ فِي الأَرضِ فَمَن عَمِلَ مِنهُم عَمَلَ الآخِرَةِ لِلدّنيَا لَم يَكُن لَهُ فِي الآخِرَةِ نَصِيبٌ

وَ رَوَي بُرَيدَةُ الأسَلمَيِ‌ّ أَنّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ السّلَامُ قَالَ سَتُبعَثُ بُعُوثٌ فَكُن فِي بَعثٍ يأَتيِ‌ خُرَاسَانَ ثُمّ اسكُن مَدِينَةَ مَروٍ فَإِنّهُ بَنَاهَا ذُو القَرنَينِ وَ دَعَا لَهَا بِالبَرَكَةِ وَ قَالَ لَا يُصِيبُ أَهلَهَا سُوءٌ

وَ رَوَي أَبُو هُرَيرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا تَقُومُ السّاعَةُ حَتّي تُقَاتِلُوا خُوزاً وَ كِرمَانَ قَوماً مِن أَعَاجِمَ حُمرَ الوُجُوهِ فُطسَ الأُنُوفِ صِغَارَ الأَعيُنِ كَأَنّ وُجُوهَهُمُ المَجَانّ المُطرَقَةُ

وَ رَوَي أَنَسُ بنُ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص رَأَيتُ ذَاتَ لَيلَةٍ فِيمَا يَرَي النّائِمُ كَأَنّا فِي دَارِ عُقبَةَ بنِ رَافِعٍ فَأُتِينَا بِرُطَبٍ مِن رُطَبِ ابنِ طَابٍ فَأَوّلتُ الرّفعَةَ لَنَا فِي الدّنيَا وَ العَافِيَةَ فِي الآخِرَةِ وَ أَنّ دِينَنَا قَد طَابَ وَ مِن ذَلِكَ إِخبَارُهُ بِمَا يُحدِثُ أُمّتُهُ بَعدَهُ نَحوَ قَولِهِص لَا تَرجِعُوا بعَديِ‌ كُفّاراً يَضرِبُ بَعضُكُم رِقَابَ بَعضٍ رَوَاهُ البخُاَريِ‌ّ فِي الصّحِيحِ مَرفُوعاً إِلَي ابنِ عُمَرَ

وَ قَولُهُ رَوَاهُ أَبُو حَازِمٍ عَن سَهلِ بنِ حُنَيفٍ عَنِ النّبِيّص أَنَا فَرَطُكُم عَلَي الحَوضِ مَن وَرَدَ شَرِبَ وَ مَن شَرِبَ لَم يَظمَأ أَبَداً وَ لَيَرِدَنّ عَلَيّ أَقوَامٌ أَعرِفُهُم وَ يعَرفِوُننَيِ‌ ثُمّ يُحَالُ بيَنيِ‌ وَ بَينَهُم قَالَ أَبُو حَازِمٍ سَمِعَ النّعمَانُ بنُ أَبِي عَيّاشٍ وَ أَنَا أُحَدّثُ النّاسَ بِهَذَا الحَدِيثِ فَقَالَ هَكَذَا سَمِعتَ سَهلًا يَقُولُ قُلتُ نَعَم قَالَ فَأَنَا أَشهَدُ عَلَي أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِ‌ّ يَزِيدُ فِيهِ فَأَقُولُ إِنّهُم أمُتّيِ‌ فَيُقَالُ إِنّكَ لَا تدَريِ‌ مَا عَمِلُوا بَعدَكَ فَأَقُولُ سُحقاً


صفحه : 123

لِمَن بَدّلَ بعَديِ‌ ذَكَرَهُ البخُاَريِ‌ّ فِي الصّحِيحِ

وَ قَولُهُص فِيمَا رَوَاهُ شُعبَةُ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ أَبِي خَالِدٍ عَن قَيسِ بنِ أَبِي حَازِمٍ أَنّ عَائِشَةَ لَمّا أَتَت عَلَي الحَوأَبِ سَمِعَت نُبَاحَ الكَلبِ فَقَالَت مَا أظَنُنّيِ‌ إِلّا رَاجِعَةً سَمِعتُ النّبِيّص قَالَ لَنَا أَيّتُكُنّ تَنبَحُ عَلَيهَا كِلَابُ الحَوأَبِ فَقَالَ الزّبَيرُ لَعَلّ اللّهَ أَن يُصلِحَ بِكَ بَينَ النّاسِ وَ قَولُهُ لِلزّبَيرِ لَمّا لَقِيَهُ وَ عَلِيّاً ع فِي سَقِيفَةِ بنَيِ‌ سَاعِدَةَ فَقَالَ أَ تُحِبّهُ يَا زُبَيرُ قَالَ وَ مَا يمَنعَنُيِ‌ قَالَ فَكَيفَ بِكَ إِذَا قَاتَلتَهُ وَ أَنتَ ظَالِمٌ لَهُ

وَ عَن أَبِي جِروَةَ الماَزنِيِ‌ّ قَالَ سَمِعتُ عَلِيّاً يَقُولُ لِلزّبَيرِ نَشَدتُكَ اللّهَ أَ مَا سَمِعتَ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ إِنّكَ تقُاَتلِنُيِ‌ وَ أَنتَ ظَالِمٌ قَالَ بَلَي وَ لكَنِيّ‌ نَسِيتُ وَ قَولُهُص لِعَمّارِ بنِ يَاسِرٍ تَقتُلُكَ الفِئَةُ البَاغِيَةُ أَخرَجَهُ مُسلِمٌ فِي الصّحِيحِ

وَ عَن أَبِي البخَترَيِ‌ّ أَنّ عَمّاراً أتُيِ‌َ بِشَربَةٍ مِن لَبَنٍ فَضَحِكَ فَقِيلَ لَهُ مَا يُضحِكُكَ قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص أخَبرَنَيِ‌ وَ قَالَ هُوَ آخَرُ شَرَابٍ أَشرَبُهُ حِينَ أَمُوتُ وَ قَولُهُ فِي الخَوَارِجِ سَيَكُونُ فِي أمُتّيِ‌ فِرقَةٌ يُحسِنُونَ القَولَ وَ يُسِيئُونَ الفِعلَ


صفحه : 124

يَدعُونَ إِلَي كِتَابِ اللّهِ وَ لَيسُوا مِنهُ فِي شَيءٍ يَقرَءُونَ القُرآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُم يَمرُقُونَ مِنَ الدّينِ كَمَا يَمرُقُ السّهمُ مِنَ الرّمِيّةِ لَا يَرجِعُونَ إِلَيهِ حَتّي يَرتَدّ عَلَي فَوقِهِ هُم شَرّ الخَلقِ وَ الخَلِيقَةِ طُوبَي لِمَن قَتَلُوهُ طُوبَي لِمَن قَتَلَهُم وَ مَن قَتَلَهُم كَانَ أَولَي بِاللّهِ مِنهُم قَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ فَمَا سِيمَاهُم قَالَ التّحلِيقُ رَوَاهُ أَنَسُ بنُ مَالِكٍ وَ قَولُهُ لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ ع إِنّ الأُمّةَ سَتَغدِرُ بِكَ بعَديِ‌ وَ قَولُهُ لَهُ ع تُقَاتِلُ بعَديِ‌ النّاكِثِينَ وَ القَاسِطِينَ وَ المَارِقِينَ

وَ مِن ذَلِكَ إِخبَارُهُ بِقَتلِ مُعَاوِيَةَ حُجراً وَ أَصحَابَهُ فِيمَا رَوَاهُ ابنُ وَهبٍ عَن أَبِي لَهِيعَةَ عَن أَبِي الأَسوَدِ قَالَ دَخَلَ مُعَاوِيَةُ عَلَي عَائِشَةَ فَقَالَت مَا حَمَلَكَ عَلَي قَتَلَ أَهلِ عَذرَاءَ حُجرٍ وَ أَصحَابِهِ فَقَالَ يَا أُمّ المُؤمِنِينَ إنِيّ‌ رَأَيتُ قَتلَهُم صَلَاحاً لِلأُمّةِ وَ بَقَاءَهُم فَسَاداً لِلأُمّةِ فَقَالَت سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص قَالَ سَيُقتَلُ بِعَذرَاءَ نَاسٌ يَغضَبُ اللّهُ لَهُم وَ أَهلُ السّمَاءِ

وَ رَوَي ابنُ لَهِيعَةَ عَنِ الحَارِثِ بنِ يَزِيدَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ زَرِيرٍ الغاَفقِيِ‌ّ قَالَ سَمِعتُ عَلِيّاً ع يَقُولُ يَا أَهلَ العِرَاقِ سَيُقتَلُ سَبعَةُ نَفَرٍ بِعَذرَاءَ مَثَلُهُم كَمَثَلِ أَصحَابِ الأُخدُودِ فَقُتِلَ حُجرُ بنُ عدَيِ‌ّ وَ أَصحَابُهُ

وَ مِن ذَلِكَ إِخبَارُهُ بِقَتلِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع رَوَي أَبُو عَبدِ اللّهِ الحَافِظُ بِإِسنَادِهِ عَن أُمّ سَلَمَةَ أَنّ رَسُولَ اللّهِص اضطَجَعَ ذَاتَ يَومٍ لِلنّومِ فَاستَيقَظَ وَ هُوَ خَاثِرٌ ثُمّ اضطَجَعَ فَرَقَدَ ثُمّ استَيقَظَ وَ هُوَ خَاثِرٌ دُونَ مَا رَأَيتُ مِنهُ فِي المَرّةِ الأُولَي ثُمّ اضطَجَعَ وَ استَيقَظَ وَ فِي يَدِهِ تُربَةٌ حَمرَاءُ يُقَبّلُهَا فَقُلتُ مَا هَذِهِ التّربَةُ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ أخَبرَنَيِ‌ جَبرَئِيلُ ع أَنّ هَذَا يُقتَلُ بِأَرضِ العِرَاقِ لِلحُسَينِ ع فَقُلتُ يَا جَبرَئِيلُ أرَنِيِ‌ تُربَةَ الأَرضِ التّيِ‌ يُقتَلُ بِهَا فَهَذِهِ تُربَتُهَا

وَ عَن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ قَالَاستَأذَنَ مَلَكُ المَطَرِ أَن يأَتيِ‌َ رَسُولَ اللّهِص فَأَذِنَ لَهُ فَقَالَ لِأُمّ سَلَمَةَ احفظَيِ‌ عَلَينَا البَابَ لَا يَدخُلُ أَحَدٌ فَجَاءَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ ع فَوَثَبَ


صفحه : 125

حَتّي دَخَلَ فَجَعَلَ يَقَعُ عَلَي مَنكِبِ النّبِيّص فَقَالَ المَلَكُ أَ تُحِبّهُ فَقَالَ النّبِيّص نَعَم قَالَ فَإِنّ أُمّتَكَ سَتَقتُلُهُ وَ إِن شِئتَ أَرَيتُكَ المَكَانَ ألّذِي يُقتَلُ فِيهِ قَالَ فَضَرَبَ يَدَهُ فَأَرَاهُ تُرَاباً أَحمَرَ فَأَخَذَتهُ أُمّ سَلَمَةَ فَصَيّرَتهُ فِي طَرَفِ ثَوبِهَا فَكُنّا نَسمَعُ أَن يُقتَلَ بِكَربَلَاءَ

وَ مِن ذَلِكَ إِخبَارُهُ بِمَصَارِعِ أَهلِ بَيتِهِص رَوَي الحَاكِمُ أَبُو عَبدِ اللّهِ الحَافِظُ بِإِسنَادِهِ عَن سَيّدِ العَابِدِينَ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ قَالَ زَارَنَا رَسُولُ اللّهِص فَعَمِلنَا لَهُ خَزِيرَةً وَ أَهدَت إِلَيهِ أُمّ أَيمَنَ قَعباً مِن زَبَدٍ وَ صَحفَةً مِن تَمرٍ فَأَكَلَ رَسُولُ اللّهِص وَ أَكَلنَا مَعَهُ ثُمّ وَضّأتُ رَسُولَ اللّهِص فَمَسَحَ رَأسَهُ وَ وَجهَهُ بِيَدِهِ وَ استَقبَلَ القِبلَةَ فَدَعَا اللّهَ مَا شَاءَ ثُمّ أَكَبّ إِلَي الأَرضِ بِدُمُوعٍ غَزِيرَةٍ مِثلِ المَطَرِ فَهَبنَا رَسُولَ اللّهِص أَن نَسأَلَهُ فَوَثَبَ الحُسَينُ ع فَأَكَبّ عَلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ يَا أَبَتِ رَأَيتُكَ تَصنَعُ مَا لَم تَصنَع مِثلَهُ قَطّ قَالَ يَا بنُيَ‌ّ سُرِرتُ بِكُمُ اليَومَ سُرُوراً لَم أَسُرّ بِكُم مِثلَهُ وَ إِنّ حبَيِبيِ‌ جَبرَئِيلَ أتَاَنيِ‌ وَ أخَبرَنَيِ‌ أَنّكُم قَتلَي وَ مَصَارِعَكُم شَتّي وَ أحَزنَنَيِ‌ ذَلِكَ فَدَعَوتُ اللّهَ لَكُم بِالخِيَرَةِ فَقَالَ الحُسَينُ ع فَمَن يَزُورُنَا عَلَي تَشَتّتِنَا وَ تَبَعّدِ قُبُورِنَا فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص طَائِفَةٌ مِن أمُتّيِ‌ يُرِيدُونَ بِهِ برِيّ‌ وَ صلِتَيِ‌ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ زُرتُهَا بِالمَوقِفِ وَ أَخَذتُ بِأَعضَادِهَا فَأَنجَيتُهَا مِن أَهوَالِهِ وَ شَدَائِدِهِ

وَ مِن ذَلِكَ إِخبَارُهُ عَن قَتلَي أَهلِ الحَرّةِ فَكَانَ كَمَا أَخبَرَ روُيِ‌َ عَن أَيّوبَ بنِ بَشِيرٍ قَالَخَرَجَ رَسُولُ اللّهِص فِي سَفَرٍ مِن أَسفَارِهِ فَلَمّا مَرّ بِحَرّةِ زُهرَةَ وَقَفَ فَاستَرجَعَ فَسَاءَ ذَلِكَ مَن مَعَهُ وَ ظَنّوا أَنّ ذَلِكَ مِن أَمرِ سَفَرِهِم فَقَالَ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا ألّذِي رَأَيتَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ أَمَا إِنّ ذَلِكَ لَيسَ مِن سَفَرِكُم قَالُوا فَمَا هُوَ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ يُقتَلُ بِهَذِهِ الحَرّةِ خِيَارُ أمُتّيِ‌ بَعدَ أصَحاَبيِ‌ قَالَ أَنَسُ بنُ مَالِكٍ قُتِلَ يَومَ الحَرّةِ سَبعُمِائَةِ رَجُلٍ مِن حَمَلَةِ القُرآنِ فِيهِم ثَلَاثَةٌ مِن أَصحَابِ النّبِيّص وَ كَانَ الحَسَنُ يَقُولُ لَمّا كَانَ يَومُ الحَرّةِ قُتِلَ أَهلُ المَدِينَةِ حَتّي كَادَ لَا يَنفَلِتُ أَحَدٌ وَ كَانَ فِيمَن قُتِلَ ابنَا زَينَبَ رَبِيبَةِ


صفحه : 126

رَسُولِ اللّهِص وَ هُمَا ابنَا زَمعَةَ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ الأَسوَدِ وَ كَانَ وَقَعَتِ الحَرّةُ يَومَ الأَربِعَاءِ لِثَلَاثٍ بَقِينَ مِن ذيِ‌ الحِجّةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَ سِتّينَ وَ مِن ذَلِكَ قَولُهُص فِي ابنِ عَبّاسٍ لَن يَمُوتَ حَتّي يَذهَبَ بَصَرُهُ وَ يُؤتَي عِلماً فَكَانَ كَمَا قَالَ وَ قَولُهُ فِي زَيدِ بنِ أَرقَمَ وَ قَد عَادَهُ مِن مَرَضٍ كَانَ بِهِ لَيسَ عَلَيكَ مِن مَرَضِكَ بَأسٌ وَ لَكِن كَيفَ بِكَ إِذَا عُمّرتَ بعَديِ‌ فَعَمِيتَ قَالَ إِذاً أَحتَسِبَ وَ أَصبِرَ قَالَ إِذاً تَدخُلَ الجَنّةَ بِغَيرِ حِسَابٍ

وَ مِن ذَلِكَ قَولُهُ فِي الوَلِيدِ بنِ يَزِيدَ الأوَزاَعيِ‌ّ عَنِ الزهّريِ‌ّ عَن سَعِيدِ بنِ المُسَيّبِ قَالَ وُلِدَ لأِخَيِ‌ أُمّ سَلَمَةَ مِن أُمّهَا غُلَامٌ فَسَمّوهُ الوَلِيدَ فَقَالَ النّبِيّص تُسَمّونَ بِأَسمَاءِ فَرَاعِنَتِكُم غَيّرُوا اسمَهُ فَسَمّوهُ عَبدَ اللّهِ فَإِنّهُ سَيَكُونُ فِي هَذِهِ الأُمّةِ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ الوَلِيدُ لَهُوَ شَرّ لأِمُتّيِ‌ مِن فِرعَونَ لِقَومِهِ قَالَ فَكَانَ النّاسُ يَرَونَ أَنّهُ الوَلِيدُ بنُ عَبدِ المَلِكِ ثُمّ رَأَينَا أَنّهُ الوَلِيدُ بنُ يَزِيدَ

وَ مِن ذَلِكَ قَولُهُص فِي بنَيِ‌ أَبِي العَاصِ وَ بنَيِ‌ أُمَيّةَ رَوَي أَبُو سَعِيدٍ الخدُريِ‌ّ عَنهُص أَنّهُ قَالَ إِذَا بَلَغَ بَنُو أَبِي العَاصِ ثَلَاثِينَ رَجُلًا اتّخَذُوا دِينَ اللّهِ دَغَلًا وَ عِبَادَ اللّهِ خَوَلًا وَ مَالَ اللّهِ دُوَلًا

وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي هُرَيرَةَ أَربَعِينَ رَجُلًا

ابنُ مُرهِبٍ قَالَكُنتُ عِندَ مُعَاوِيَةَ بنِ أَبِي سُفيَانَ فَدَخَلَ عَلَيهِ مَروَانُ يُكَلّمُهُ فِي حَاجَتِهِ فَقَالَ اقضِ حاَجتَيِ‌ فَوَ اللّهِ إِنّ مئَوُنتَيِ‌ لَعَظِيمَةٌ وَ إنِيّ‌ أَبُو عَشَرَةٍ وَ عَمّ عَشَرَةٍ وَ أَخُو عَشَرَةٍ فَلَمّا أَدبَرَ مَروَانُ وَ ابنُ عَبّاسٍ جَالِسٌ مَعَهُ عَلَي السّرِيرِ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ أَشهَدُ بِاللّهِ يَا ابنَ عَبّاسٍ أَ مَا تَعلَمُ أَنّ رَسُولَ اللّهِ قَالَ إِذَا بَلَغَ بَنُو الحَكَمِ ثَلَاثِينَ رَجُلًا اتّخَذُوا مَالَ اللّهِ بَينَهُم دُوَلًا وَ عِبَادَ اللّهِ خَوَلًا وَ دِينَ اللّهِ دَغَلًا فَإِذَا بَلَغُوا تِسعَةً وَ تِسعِينَ وَ أَربَعَمِائَةٍ كَانَ هَلَاكُهُم أَسرَعَ


صفحه : 127

مِن لَوكِ تَمرَةٍ فَقَالَ ابنُ عَبّاسٍ أللّهُمّ نَعَم وَ تَرَكَ مَروَانُ حَاجَةً لَهُ فَرَدّ عَبدُ المَلِكِ إِلَي مُعَاوِيَةَ فَكَلّمَهُ فَلَمّا أَدبَرَ عَبدُ المَلِكِ قَالَ أَنشُدُكَ اللّهَ يَا ابنَ عَبّاسٍ أَ مَا تَعلَمُ أَنّ رَسُولَ اللّهِ ذَكَرَ هَذَا فَقَالَ أَبُو الجَبَابِرَةِ الأَربَعَةُ قَالَ ابنُ عَبّاسٍ أللّهُمّ نَعَم

يُوسُفُ بنُ مَازِنٍ الراّسبِيِ‌ّ قَالَ قَامَ رَجُلٌ إِلَي الحَسَنِ بنِ عَلِيّ ع فَقَالَ يَا مُسَوّدَ وَجهِ المُؤمِنِ فَقَالَ الحَسَنُ لَا تؤُبَنّنَيّ‌ رَحِمَكَ اللّهُ فَإِنّ رَسُولَ اللّهِص رَأَي بنَيِ‌ أُمَيّةَ يَخطِبُونَ عَلَي مِنبَرِهِ رَجُلًا فَرَجُلًا فَسَاءَهُ ذَلِكَ فَنَزَلَتإِنّا أَعطَيناكَ الكَوثَرَالكَوثَرُ نَهَرٌ فِي الجَنّةِ وَ نَزَلَتإِنّا أَنزَلناهُ فِي لَيلَةِ القَدرِ وَ ما أَدراكَ ما لَيلَةُ القَدرِ لَيلَةُ القَدرِ خَيرٌ مِن أَلفِ شَهرٍيعَنيِ‌ أَلفَ شَهرٍ تَملِكُهُ بَنُو أُمَيّةَ فَحَسَبنَا ذَلِكَ فَإِذَا هُوَ لَا يَزِيدُ وَ لَا يَنقُصُ

والروايات في هذاالفن من الآيات كثيرة لايتسع لذكر جميعها هذاالكتاب وفيما أوردناه منها كفاية لذوي‌ الألباب .بيان قال في النهاية فيه ذكر خوز وكرمان وروي‌ خوز أوكرمان والخوز جبل معروف وكرمان صقع معروف في العجم ويروي بالراء المهملة و هو من أرض فارس وصوبه الدارقطني‌ وقيل إذاأضيف فبالراء و إذاعطف فبالزاي‌ و قال الفطس انخفاض قصبة الأنف وانفراشها و الرجل أفطس و قال المجان المطرقة المجان جمع مجن أي التراس التي‌ ألبست العقب شيئا بعد شيءانتهي والعقب العصب ألذي تعمل منه الأوتار والمراد تشبيه وجوه الترك في عرضها ونتو وجناتها بالتراس المطرقة ويقرأ المطرقة علي بناء الإفعال والتفعيل كلاهما بفتح الراء والأول أفصح . و في النهاية في حديث الحوض فأقول سحقا سحقا أي بعدا بعدا.


صفحه : 128

قوله حتي يرتد أي السهم علي فوقه والفوق بالضم موضع الوتر من السهم والمعني أنهم لايرجعون إلي الدين كما لايرجع السهم بعدخروجه من الرمية علي جهة فوقه و قال الجزري‌ في قوله يمرقون من الدين أي يجوزونه ويخرقونه ويبعدونه كمايمرق السهم الشي‌ء المرمي‌ به انتهي . وكون التحليق علامة لهم لايدل علي ذم حلق الرأس كماورد أنه مثلة لأعدائكم وجمال لكم وسيأتي‌ في بابه إن شاء الله تعالي . و قال الفيروزآبادي‌ العذراء مدينة النبي ص وبلا لام موضع علي بريد من دمشق أوقرية بالشام . و قال الجزري‌ فيه أصبح رسول الله و هوخاثر النفس أي ثقيل النفس غيرطيب و لانشيط و قال الخزيرة لحم يقطع صغارا ويصب عليه ماء كثير فإذانضج زر عليه الدقيق فإن لم يكن فيهالحم فهي‌ عصيدة وقيل هي‌ حساء من دقيق ودسم وقيل إذا كان من دقيق فهو حريرة و إذا كان من نخالة فهو خزيرة و قال في قوله دغلا أي يخدعون الناس وأصل الدغل الشجر الملتف ألذي يكمن أهل الفساد فيه وقيل هو من قولهم أدغلت هذاالأمر إذاأدخلت فيه مايخالفه ويفسده و في قوله خولا بالتحريك أي خدما وعبيدا يعني‌ أنهم يستخدمونهم ويستعبدونهم والدول بضم الدال وفتح الواو جمع الدولة بالضم و هو مايتداول من المال فيكون لقوم دون قوم

37-كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ ابنِ رِئَابٍ عَن مُحَمّدِ بنِ قَيسٍ قَالَسَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ وَ هُوَ يُحَدّثُ النّاسَ بِمَكّةَ صَلّي رَسُولُ اللّهِص الفَجرَ ثُمّ جَلَسَ مَعَ أَصحَابِهِ حَتّي طَلَعَتِ الشّمسُ فَجَعَلَ يَقُومُ الرّجُلُ بَعدَ الرّجُلِ حَتّي لَم يَبقَ مَعَهُ إِلّا رَجُلَانِ أنَصاَريِ‌ّ وَ ثقَفَيِ‌ّ فَقَالَ لَهُمَا رَسُولُ اللّهِص قَد عَلِمتُ أَنّ لَكُمَا حَاجَةً تُرِيدَانِ أَن تَسأَلَا عَنهَا فَإِن شِئتُمَا أَخبَرتُكُمَا بِحَاجَتِكُمَا قَبلَ أَن تسَألَاَنيِ‌ وَ إِن شِئتُمَا فَاسأَلَا عَنهَا قَالَا بَل تُخبِرُنَا قَبلَ أَن نَسأَلَكَ عَنهَا فَإِنّ ذَلِكَ أَجلَي لِلعَمَي وَ أَبعَدُ مِنَ الِارتِيَابِ وَ أَثبَتُ لِلإِيمَانِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أَمّا أَنتَ يَا أَخَا ثَقِيفٍ فَإِنّكَ جِئتَ تسَألَنُيِ‌ عَن وُضُوئِكَ وَ صَلَاتِكَ مَا لَكَ فِي ذَلِكَ مِنَ الخَيرِ أَمّا وُضُوؤُكَ فَإِنّكَ إِذَا وَضَعتَ يَدَكَ فِي إِنَائِكَ


صفحه : 129

ثُمّ قُلتَ بِسمِ اللّهِ تَنَاثَرَت مِنهَا مَا اكتَسَبتَ مِنَ الذّنُوبِ فَإِذَا غَسَلتَ وَجهَكَ تَنَاثَرَتِ الذّنُوبُ التّيِ‌ اكتَسَبَتهَا عَينَاكَ بِنَظَرِهَا وَ فُوكَ فَإِذَا غَسَلتَ ذِرَاعَكَ تَنَاثَرَتِ الذّنُوبُ عَن يَمِينِكَ وَ شِمَالِكَ فَإِذَا مَسَحتَ رَأسَكَ وَ قَدَمَيكَ تَنَاثَرَتِ الذّنُوبُ التّيِ‌ مَشَيتَ إِلَيهَا عَلَي قَدَمَيكَ فَهَذَا لَكَ فِي وُضُوئِكَ

38-كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَن سَهلٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الحَمِيدِ عَن يُونُسَ بنِ يَعقُوبَ عَن عُمَرَ أخَيِ‌ عُذَافِرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص ضَلّت نَاقَتُهُ فَقَالَ النّاسُ فِيهَا يُخبِرُنَا عَنِ السّمَاءِ وَ لَا يُخبِرُنَا عَن نَاقَتِهِ فَهَبَطَ عَلَيهِ جَبرَئِيلُ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ نَاقَتُكَ فِي واَديِ‌ كَذَا وَ كَذَا مَلفُوفٌ خِطَامُهَا بِشَجَرَةِ كَذَا وَ كَذَا قَالَ فَصَعِدَ المِنبَرَ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ وَ قَالَ يَا أَيّهَا النّاسُ أَكثَرتُم عَلَيّ فِي ناَقتَيِ‌ أَلَا وَ مَا أعَطاَنيِ‌ اللّهُ خَيرٌ مِمّا أُخِذَ منِيّ‌ أَلَا وَ إِنّ ناَقتَيِ‌ فِي واَديِ‌ كَذَا وَ كَذَا مَلفُوفٌ خِطَامُهَا بِشَجَرَةِ كَذَا وَ كَذَا فَابتَدَرَهَا النّاسُ فَوَجَدُوهَا كَمَا قَالَ رَسُولُ اللّهِص

39-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]الزبّيَريِ‌ّ وَ الشعّبيِ‌ّ أَنّ قَيصَرَ حَارَبَ كِسرَي فَكَانَ هَوَي المُسلِمِينَ مَعَ قَيصَرَ لِأَنّهُ صَاحِبُ كِتَابٍ وَ مِلّةٍ وَ أَشَدّ تَعظِيماً لِأَمرِ النّبِيّص وَ كَانَ وَضَعَ كِتَابَهُ عَلَي عَينِهِ وَ أَمَرَ كِسرَي بِتَمزِيقِهِ حِينَ أَتَاهُمَا كِتَابَهُ يَدعُوهُمَا إِلَي الحَقّ فَلَمّا كَثُرَ الكَلَامُ بَينَ المُسلِمِينَ وَ المُشرِكِينَ قَرَأَ الرّسُولُالم غُلِبَتِ الرّومُالآيَةَ ثُمّ حَدّدَ الوَقتَ فِي قَولِهِفِي بِضعِ سِنِينَ ثُمّ آكَدَهُ فِي قَولِهِوَعدَ اللّهِفَغَلَبُوا يَومَ الحُدَيبِيَةِ وَ بَنَوُا الرّومِيّةَ وَ روُيِ‌َ عَنهُ لِفَارِسَ نَطحَةٌ أَو نَطحَتَانِ ثُمّ قَالَ لَا فَارِسَ بَعدَهَا أَبَداً وَ الرّومُ ذَاتُ القُرُونِ كُلّمَا ذَهَبَ قَرنٌ خَلفَ قَرنٍ هَبهَبَ إِلَي آخِرِ الأَبَدِ


صفحه : 130

قَتَادَةُ وَ جَابِرُ بنُ عَبدِ اللّهِ فِي قَولِهِوَ إِنّ مِن أَهلِ الكِتابِ لَمَن يُؤمِنُ بِاللّهِنَزَلَت فِي النجّاَشيِ‌ّ لَمّا مَاتَ نَعَاهُ جَبرَئِيلُ إِلَي النّبِيّص فَجَمَعَ النّاسَ فِي البَقِيعِ وَ كُشِفَ لَهُ مِنَ المَدِينَةِ إِلَي أَرضِ الحَبَشَةِ فَأَبصَرَ سَرِيرَ النجّاَشيِ‌ّ وَ صَلّي عَلَيهِ فَقَالَتِ المُنَافِقُونَ فِي ذَلِكَ فَجَاءَتِ الأَخبَارُ مِن كُلّ جَانِبٍ أَنّهُ مَاتَ فِي ذَلِكَ اليَومِ فِي تِلكَ السّاعَةِ وَ مَا عَلِمَ هِرَقلُ بِمَوتِهِ إِلّا مِن تُجّارٍ رَأَوا مِنَ المَدِينَةِ

الكلَبيِ‌ّ فِي قَولِهِفَشُدّوا الوَثاقَنَزَلَت فِي العَبّاسِ لَمّا أُسِرَ فِي يَومِ بَدرٍ فَقَالَ لَهُ النّبِيّص افدِ نَفسَكَ وَ ابنيَ‌ أَخِيكَ يعَنيِ‌ عَقِيلًا وَ نَوفَلًا وَ حَلِيفَكَ يعَنيِ‌ عُتبَةَ بنَ أَبِي جَحدَرٍ فَإِنّكَ ذُو مَالٍ فَقَالَ إِنّ القَومَ استكَرهَوُنيِ‌ وَ لَا مَالَ عنِديِ‌ قَالَ فَأَينَ المَالُ ألّذِي وَضَعتَهُ بِمَكّةَ عِندَ أُمّ الفَضلِ حِينَ خَرَجتَ وَ لَم يَكُن مَعَكُمَا أَحَدٌ وَ قُلتَ إِن أَصَبتُ فِي سفَرَيِ‌ فَلِلفَضلِ كَذَا وَ لِعَبدِ اللّهِ كَذَا وَ لِقُثَمَ كَذَا قَالَ وَ ألّذِي بَعَثَكَ بِالحَقّ نَبِيّاً مَا عَلِمَ بِهَذَا أَحَدٌ غَيرُهَا وَ إنِيّ‌ لَأَعلَمُ إِنّكَ لَرَسُولُ اللّهِ فَفَدَي نَفسَهُ بِمِائَةِ أُوقِيّةٍ وَ كُلّ وَاحِدٍ بِمِائَةِ أُوقِيّةٍ فَنَزَلَيا أَيّهَا النّبِيّ قُل لِمَن فِي أَيدِيكُم مِنَ الأَسريالآيَةَ فَكَانَ العَبّاسُ يَقُولُ صَدَقَ اللّهُ وَ صَدَقَ رَسُولُهُ فَإِنّهُ كَانَ معَيِ‌ عِشرُونَ أُوقِيّةً فَأُخِذَت فأَعَطاَنيِ‌ اللّهُ مَكَانَهَا عِشرِينَ عَبداً كُلّ مِنهُم يُضرَبُ بِمَالٍ كَثِيرٍ أَدنَاهُم يُضرَبُ بِعِشرِينَ أَلفَ دِرهَمٍ

وَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع بَينَا رَسُولُ اللّهِص فِي المَسجِدِ إِذ قَالَ قُم يَا فُلَانُ قُم يَا فُلَانُ حَتّي أَخرَجَ خَمسَةَ نَفَرٍ فَقَالَ اخرُجُوا مِن مَسجِدِنَا لَا تُصَلّونَ فِيهِ وَ أَنتُم لَا تُزَكّونَ وَ حُكمُهُلَتَدخُلُنّ المَسجِدَ الحَرامَ وَ فِيهِ حَدِيثُ عُمَرَ وَ مِثلُ حُكمِهِ عَلَي اليَهُودِ أَنّهُم لَن يَتَمَنّوُا المَوتَ فَعَجَزُوا عَنهُ وَ هُم مُكَلّفُونَ مُختَارُونَ وَ يَقرَأُ هَذِهِ الآيَةَ فِي


صفحه : 131

سُورَةٍ يُقرَأُ بِهَا فِي جَوَامِعِ الإِسلَامِ يَومَ الجُمُعَةِ جَهراً تَعظِيماً لِلآيَةِ التّيِ‌ فِيهَا وَ حُكمُهُ عَلَي أَهلِ نَجرَانَ أَنّهُم لَو بَاهَلُوا لَأَضرَمَ الواَديِ‌ عَلَيهِم نَاراً فَامتَنَعُوا وَ عَلِمُوا صِحّةَ قَولِهِ وَ نَحوُ قَولِهِفَسَوفَ يَكُونُ لِزاماً وَ قَولِهِيَومَ نَبطِشُ البَطشَةَ الكُبري

وَ روُيِ‌َأَنّهُم كَانُوا عَلَي تَبُوكَ فَقَالَ لِأَصحَابِهِ اللّيلَةَ تَهُبّ رِيحٌ عَظِيمَةٌ شَدِيدَةٌ فَلَا يَقُومَنّ أَحَدُكُمُ اللّيلَةَ فَهَاجَتِ الرّيحُ فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ القَومِ فَحَمَلَتهُ الرّيحُ فَأَلقَتهُ بِجَبَلِ طَيّئٍ وَ أَخبَرَ وَ هُوَ بِتَبُوكَ بِمَوتِ رَجُلٍ بِالمَدِينَةِ عَظِيمِ النّفَاقِ فَلَمّا قَدِمُوا المَدِينَةَ وَجَدُوهُ قَد مَاتَ فِي ذَلِكَ اليَومِ وَ أَخبَرَ بِمَقتَلِ الأَسوَدِ العنَسيِ‌ّ الكَذّابِ لَيلَةَ قَتلِهِ وَ هُوَ بِصَنعَاءَ وَ أَخبَرَ بِمَن قَتَلَهُ وَ قَالَ يَوماً لِأَصحَابِهِ اليَومَ تُنصَرُ العَرَبُ عَلَي العَجَمِ فَجَاءَ الخَبَرُ بِوَقعَةِ ذيِ‌ قَارٍ بِنَصرِ العَرَبِ عَلَي العَجَمِ وَ كَانَ يَوماً جَالِساً بَينَ أَصحَابِهِ فَقَالَ وَقَعَتِ الوَاقِعَةُ أَخَذَ الرّايَةَ زَيدُ بنُ حَارِثَةَ فَقُتِلَ وَ مَضَي شَهِيداً وَ قَد أَخَذَهَا بَعدَهُ جَعفَرُ بنُ أَبِي طَالِبٍ وَ تَقَدّمَ فَقُتِلَ وَ مَضَي شَهِيداً ثُمّ وَقَفَص وَقفَةً لِأَنّ عَبدَ اللّهِ كَانَ تَوَقّفَ عِندَ أَخذِ الرّايَةِ ثُمّ أَخَذَهَا ثُمّ قَالَ أَخَذَ الرّايَةَ عَبدُ اللّهِ بنُ رَوَاحَةَ وَ تَقَدّمَ فَقُتِلَ وَ مَاتَ شَهِيداً ثُمّ قَالَ أَخَذَ الرّايَةَ خَالِدُ بنُ الوَلِيدِ فَكَشَفَ العَدُوّ عَنِ المُسلِمِينَ ثُمّ قَامَ مِن وَقتِهِ وَ دَخَلَ إِلَي بَيتِ جَعفَرٍ وَ نَعَاهُ إِلَي أَهلِهِ وَ استَخرَجَ وُلدَهُ وَ نَظَرَص إِلَي ذرِاَعيَ‌ سُرَاقَةَ بنِ مَالِكٍ دَقِيقَينِ أَشعَرَينِ فَقَالَ كَيفَ بِكَ يَا سُرَاقَةُ إِذَا أُلبِستَ بعَديِ‌ سوِاَريَ‌ كِسرَي فَلَمّا فُتِحَت فَارِسُ دَعَاهُ عُمَرُ وَ أَلبَسَهُ سوِاَريَ‌ كِسرَي وَ قَولُهُص لِسَلمَانَ سَيُوضَعُ عَلَي رَأسِكَ تَاجُ كِسرَي فَوُضِعَ التّاجُ عَلَي رَأسِهِ عِندَ الفَتحِ وَ قَولُهُ لأِبَيِ‌ ذَرّ كَيفَ تَصنَعُ إِذَا أُخرِجتَ مِنهَا الخَبَرَ وَ ذَكَرَص يَوماً زَيدَ بنَ صُوحَانَ فَقَالَ زَيدٌ وَ مَا زَيدٌ يَسبِقُهُ عُضوٌ مِنهُ إِلَي الجَنّةِ فَقُطِعَت يَدُهُ فِي يَومِ نَهَاوَندَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَ قَالَص إِنّكُم سَتَفتَحُونَ مِصرَ فَإِذَا فَتَحتُمُوهَا فَاستَوصُوا بِالقِبطِ خَيراً فَإِنّ لَهُم رَحِماً وَ ذِمّةً يعَنيِ‌ أَنّ أُمّ اِبرَاهِيمَ مِنهُم وَ قَولُهُص


صفحه : 132

إِنّكُم تَفتَحُونَ رُومِيّةَ فَإِذَا فَتَحتُم كَنِيسَتَهَا الشّرقِيّةَ فَاجعَلُوهَا مَسجِداً وَ عُدّوا سَبعَ بَلَاطَاتٍ ثُمّ ارفَعُوا البَلَاطَةَ الثّامِنَةَ فَإِنّكُم تَجِدُونَ تَحتَهَا عَصَا مُوسَي ع وَ كِسوَةَ إِيلِيَا وَ أَخبَرَص بِأَنّ طَوَائِفَ مِن أُمّتِهِ يَغزُونَ فِي البَحرِ وَ كَانَ كَذَلِكَ وَ خَرَجَ الزّبَيرُ إِلَي يَاسِرٍ بِخَيبَرَ مُبَارِزاً فَقَالَت أُمّهُ صَفِيّةُ أَ يَاسِرٌ يَقتُلُ ابنيِ‌ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ لَا بَل ابنُكَ يَقتُلُهُ إِن شَاءَ اللّهُ فَكَانَ كَمَا قَالَ

وَ فِي شَرَفِ المُصطَفَي عَن الخرَكوُشيِ‌ّ أَنّهُ قَالَ لِطَلحَةَ إِنّكَ سَتُقَاتِلُ عَلِيّاً وَ أَنتَ ظَالِمٌ وَ قَولُهُ المَشهُورُ لِلزّبَيرِ إِنّكَ تُقَاتِلُ عَلِيّاً وَ أَنتَ ظَالِمٌ وَ قَولُهُص لِعَائِشَةَ سَتَنبَحُ عَلَيكِ كِلَابُ الحَوأَبِ وَ قَولُهُ لِفَاطِمَةَ ع بِأَنّهَا أَوّلُ أَهلِهِ لَحَاقاً بِهِ فَكَانَ كَذَلِكَ وَ قَولُهُ لعِلَيِ‌ّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَا لَأُعطِيَنّ الرّايَةَ غَداً رَجُلًا فَكَانَ كَمَا قَالَ وَ قَولُهُص لَهُ إِنّكَ سَتُقَاتِلُ النّاكِثِينَ وَ القَاسِطِينَ وَ المَارِقِينَ وَ قَولُهُص فِي يَومِ أُحُدٍ وَ قَد أَفَاقَ مِن غَشيَتِهِ إِنّهُم لَن يَنَالُوا مِنّا مِثلَهَا أَبَداً وَ إِخبَارُهُص بِقَتلِ عَلِيّ وَ الحُسَينِ ع وَ عَمّارٍ سُلَيمَانُ بنُ صُرَدٍ قَالَ النّبِيّص حِينَ أَجلَي عَنهُ الأَحزَابُ أن لا[الآنَ]نَغزُوهُم وَ لَا يَغزُونَنَا وَ قَالَص لِرَجُلٍ مِن أَصحَابِهِ مُجتَمِعِينَ أَحَدُكُم ضِرسُهُ فِي النّارِ مِثلُ أُحُدٍ فَمَاتُوا كُلّهُم عَلَي استِقَامَةٍ وَ ارتَدّ مِنهُم وَاحِدٌ فَقُتِلَ مُرتَدّاً وَ قَالَ لآِخَرِينَ آخِرُكُم مَوتاً فِي النّارِ يعَنيِ‌ أَبَا مَخدُورَةَ وَ أَبَا هُرَيرَةَ وَ سَمُرَةَ فَمَاتَ أَبُو هُرَيرَةَ ثُمّ أَبُو مَخدُورَةَ وَ وَقَعَ سَمُرَةُ فِي نَارٍ فَاحتَرَقَ فِيهَا وَ أَخبَرَص بِقَتلِ أُبَيّ بنِ خَلَفٍ الجمُحَيِ‌ّ فَخُدِشَ يَومَ أُحُدٍ خَدشاً لَطِيفاً فَكَانَ مَنِيّتَهُ

الخرَكوُشيِ‌ّ فِي شَرَفِ النّبِيّ أَنّهُ قَالَ لِلأَنصَارِ إِنّكُم سَتَرَونَ بعَديِ‌ أَثَرَةً فَلَمّا ولَيِ‌َ مُعَاوِيَةُ عَلَيهِم مَنَعَ عَطَايَاهُم فَقَدِمَ عَلَيهِم فَلَم يَتَلَقّوهُ فَقَالَ لَهُم مَا ألّذِي مَنَعَكُم


صفحه : 133

أَن تلَقوَنيِ‌ قَالُوا لَم يَكُن لَنَا ظُهُورٌ نَركَبُهَا فَقَالَ لَهُم أَينَ كَانَت نَوَاضِحُكُم فَقَالَ أَبُو قَتَادَةَ عَقَرنَاهَا يَومَ بَدرٍ فِي طَلَبِ أَبِيكَ ثُمّ رَوَوا لَهُ الحَدِيثَ فَقَالَ لَهُم مَا قَالَ لَكُم رَسُولُ اللّهِ قَالُوا قَالَ لَنَا اصبِرُوا حَتّي تلَقوَنيِ‌ قَالَ فَاصبِرُوا إِذاً فَقَالَ فِي ذَلِكَ عَبدُ الرّحمَنِ بنُ حَسّانَ


أَ لَا أَبلِغ مُعَاوِيَةَ بنَ صَخرٍ   أَمِيرَ المُؤمِنِينَ بِنَا كلَاَميِ‌

فَإِنّا صَابِرُونَ وَ مُنظِرُوكُم   إِلَي يَومِ التّغَابُنِ وَ الخِصَامِ

السدّيّ‌ّ قَالَ النّبِيّص لِأَصحَابِهِ يَدخُلُ عَلَيكُمُ الآنَ رَجُلٌ مِن رَبِيعَةَ يَتَكَلّمُ بِكَلَامِ شَيطَانٍ فَدَخَلَ الحَطِيمُ بنُ هِندٍ وَحدَهُ فَقَالَ إِلَي مَا تَدعُو يَا مُحَمّدُ فَأَخبَرَهُ فَقَالَ أنَظرِنيِ‌ فلَيِ‌ مَن أُشَاوِرُهُ ثُمّ خَرَجَ فَقَالَ النّبِيّص دَخَلَ بِوَجهٍ كَافِرٍ وَ خَرَجَ بِعَقِبٍ غَادِرٍ فَذَهَبَ وَ أَخَذَ سَرحَ المَدِينَةِ

أَبُو هُرَيرَةَ قَالَص لَيَرعُفَنّ جَبّارٌ مِن جَبَابِرَةِ بنَيِ‌ أُمَيّةَ عَلَي منِبرَيِ‌ هَذَا فرَئُيِ‌َ عَمرُو بنُ سَعِيدِ بنِ العَاصِ سَالَ رُعَافُهُ

وَ روُيِ‌َ عَنهُص الأَئِمّةُ مِن قُرَيشٍ فَلَم يُوجَد إِمَامٌ ضَلَالٌ أَو حَقّ إِلّا مِنهُم

أَنَسٌ أَنّهُ قَالَ لَا تسَألَوُنيِ‌ عَن شَيءٍ إِلّا بَيّنتُهُ فَقَامَ رَجُلٌ مِن بنَيِ‌ سَهمٍ يُقَالُ لَهُ عَبدُ اللّهِ بنُ حُذَافَةَ وَ كَانَ يُطعَنُ فِي نَسَبِهِ فَقَالَ يَا نبَيِ‌ّ اللّهِ مَن أَبِي قَالَ أَبُوكَ حُذَافَةُ بنُ قَيسٍ فَنَزَلَتيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لا تَسئَلُوا عَن أَشياءَ قَولُهُسُبحانَ ألّذِي أَسري بِعَبدِهِ لَيلًا وَ وَصفُهُ لِبَيتِ المَقدِسِ وَ تَعدِيدُهُ أَبوَابَهُ وَ أَسَاطِينَهُ وَ حَدِيثُ العِيرِ التّيِ‌ مَرّ بِهَا وَ الجَمَلِ الأَحمَرِ ألّذِي يَقدُمُهَا وَ الغِرَارَتَينِ عَلَيهِ وَ استَأسَرَ بَنُو لِحيَانَ خُبَيبَ بنَ عدَيِ‌ّ الأنَصاَريِ‌ّ وَ بَاعُوهُ مِن أَهلِ مَكّةَ فَأَنشَدَ خُبَيبٌ


صفحه : 134


لَقَد جُمِعَ الأَحزَابُ حوَليِ‌ وَ أَلّبُوا   قَبَائِلَهُم وَ استَجمَعُوا كُلّ مَجمَعٍ

وَ قَد حَشَدُوا أَولَادَهُم وَ نِسَاءَهُم   وَ قَرُبتُ مِن جِذعٍ طَوِيلٍ مُمَنّعٍ

فَذَا العَرشِ صبَرّنَيِ‌ عَلَي مَا يُرَادُ بيِ‌   فَقَد يَاسَ مِنهُم بَعدَ يوَميِ‌ وَ مطَمعَيِ‌

وَ تَاللّهِ مَا أَخشَي إِذَا كُنتُ ذَا تُقًي   عَلَي أَيّ جَمعٍ كَانَ لِلّهِ مصَرعَيِ‌

فَلَمّا صُلِبَ قَالَ السّلَامُ عَلَيكَ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ كَانَ النّبِيّص فِي ذَلِكَ الوَقتِ بَينَ أَصحَابِهِ بِالمَدِينَةِ فَقَالَ وَ عَلَيكَ السّلَامُ ثُمّ بَكَي وَ قَالَ هَذَا خُبَيبٌ يُسَلّمُ عَلَيّ حِينَ قَتَلَتهُ قُرَيشٌ

وَ كَتَبَص عَهداً لحِيَ‌ّ سَلمَانَ بِكَازِرُونَ هَذَا كِتَابٌ مِن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ رَسُولِ اللّهِسَأَلَهُ الفاَرسِيِ‌ّ سَلمَانُ وَصِيّةً بِأَخِيهِ مَهَادِ بنِ فَرّوخِ بنِ مَهيَارَ وَ أَقَارِبِهِ وَ أَهلِ بَيتِهِ وَ عَقِبِهِ مِن بَعدِهِ مَا تَنَاسَلُوا مَن أَسلَمَ مِنهُم وَ أَقَامَ عَلَي دِينِهِ سَلَامُ اللّهِ أَحمَدُ اللّهَ إِلَيكُم إِنّ اللّهَ تَعَالَي أمَرَنَيِ‌ أَن أَقُولَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ أَقُولُهَا وَ آمُرُ النّاسَ بِهَا وَ الأَمرُ كُلّهُ لِلّهِ خَلَقَهُم وَ أَمَاتَهُم وَ هُوَ يَنشُرُهُم وَ إِلَيهِ المَصِيرُ ثُمّ ذَكَرَ فِيهِ مِنِ احتِرَامِ سَلمَانَ إِلَي أَن قَالَ وَ قَد رَفَعتُ عَنهُم جَزّ النّاصِيَةِ وَ الجِزيَةَ وَ الخُمُسَ وَ العُشرَ وَ سَائِرَ المُؤَنِ وَ الكُلَفِ فَإِن سَأَلُوكُم فَأَعطُوهُم وَ إِنِ استَغَاثُوا بِكُم فَأَغِيثُوهُم وَ إِنِ استَجَارُوا بِكُم فَأَجِيرُوهُم وَ إِن أَسَاءُوا فَاغفِرُوا لَهُم وَ إِن أسُيِ‌ءَ إِلَيهِم فَامنَعُوا عَنهُم وَ


صفحه : 135

ليُعطُوا مِن بَيتِ مَالِ المُسلِمِينَ فِي كُلّ سَنَةٍ ماِئتَيَ‌ حُلّةٍ وَ مِنَ الأوَاَقيِ‌ مِائَةً فَقَدِ استَحَقّ سَلمَانُ ذَلِكَ مِن رَسُولِ اللّهِ ثُمّ دَعَا لِمَن عَمِلَ بِهِ وَ دَعَا عَلَي مَن أَذَاهُم وَ كَتَبَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ وَ الكِتَابُ إِلَي اليَومِ فِي أَيدِيهِم وَ يَعمَلُ القَومُ بِرَسمِ النّبِيّص فَلَو لَا ثِقَتُهُ بِأَنّ دِينَهُ يُطبِقُ الأَرضَ لَكَانَ كَتبُهُ هَذَا السّجِلّ مُستَحِيلًا.

وكتب نحوه لأهل تميم الداري‌ من محمد رسول الله للداريين إذاأعطاه الله الأرض وهبت لهم بيت عين وصرين وبيت ابراهيم . وكتب ص للعباس الحيرة من الكوفة والميدان من الشام والخط من هجر ومسيرة ثلاثة أيام من أرض اليمن فلما افتتح ذلك أتي به إلي عمر فقال هذامال كثير القصة. و من العجائب الموجودة تدبيره ص أمر دينه بأشياء قبل حاجته إليها مثل وضعه


صفحه : 136

المواقيت للحج ووضع عمرة والمسلخ وبطن العقيق ميقاتا لأهل العراق و لاعراق يومئذ والجحفة لأهل الشام و ليس به من يحج يومئذ و من أصغي إلي مانقل عنه علم أن الأولين والآخرين يعجزون عن أمثالها و أن ذلك لايتصور إلا أن يكون من الوحي‌ والتنزيل . و

قَولُهُص زُوِيَت لِيَ الأَرضُ فَأُرِيتُ مَشَارِقَهَا وَ مَغَارِبَهَا وَ سَيَبلُغُ مُلكُ أمُتّيِ‌ مَا زوُيِ‌َ لِي مِنهَا فَصَدَقَ فِي خَبَرِهِ فَقَد مَلَكَهُم مِن أَوّلِ المَشرِقِ إِلَي آخِرِ المَغرِبِ مِن بَحرِ الأَندُلُسِ وَ بِلَادِ البَربَرِ وَ لَم يَتّسِعُوا فِي الجَنُوبِ وَ لَا فِي الشّمَالِ كَمَا أَخبَرَص سَوَاءً بِسَوَاءٍ

وَ قَولُهُ لعِدَيِ‌ّ بنِ حَاتِمٍ لَا يَمنَعُكَ مِن هَذَا الدّينِ ألّذِي تَرَي مِن جَهدِ أَهلِهِ وَ ضَعفِ أَصحَابِهِ فَلَكَأَنّهُم بَيضَاءُ المَدَائِنِ قَد فُتِحَت عَلَيهِم وَ كَأَنّهُم بِالظّعِينَةِ تَخرُجُ مِنَ الحِيرَةِ حَتّي تأَتيِ‌َ مَكّةَ بِغَيرِ خِفَارٍ وَ لَا تَخَافُ إِلّا اللّهَ فَأَبصَرَ عدَيِ‌ّ ذَلِكَ كُلّهُ.

وَ قَولُهُص لِخَالِدِ بنِ الوَلِيدِ وَ قَد بَعَثَهُ إِلَي أُكَيدِرِ بنِ عَبدِ المَلِكِ مَلِكِ كِندَةَ وَ كَانَ نَصرَانِيّاً سَتَجِدُهُ يَصِيدُ البَقَرَ فَخَرَجَ حَتّي كَانَ مِن حِصنِهِ بِمَنظَرِ العَينِ فِي لَيلَةٍ مُقمِرَةٍ صَائِفَةٍ وَ هُوَ عَلَي سَطحٍ لَهُ وَ مَعَهُ امرَأَتُهُ فَبَاتَتِ البَقَرُ تَخُدّ بِقُرُونِهَا بَابَ القَصرِ فَقَالَت هَل رَأَيتَ مِثلَ ذَلِكَ قَطّ قَالَ لَا وَ اللّهِ قَالَت فَمَن بِتَركِ هَذَا قَالَ لَا أَحَدَ فَنَزَلَ وَ رَكِبَ عَلَي فَرَسِهِ


صفحه : 137

وَ مَعَهُ نَفَرٌ مِن أَهلِ بَيتِهِ فِيهِم أَخٌ لَهُ يُقَالُ لَهُ حَسّانُ وَ بَعَثَ بِهِ إِلَي رَسُولِ اللّهِص وَ أَنشَدَ فِي ذَلِكَ رَجُلٌ مِن بنَيِ‌ طَيّئٍ.


تَبَارَكَ سَائِقُ البَقَرَاتِ إنِيّ‌.   رَأَيتُ اللّهَ يهَديِ‌ كُلّ هَادٍ.

فَمَن يَكُ حَائِداً عَن ذيِ‌ تَبُوكَ.   فَإِنّا قَد أُمِرنَا بِالجِهَادِ.

وَ قَولُهُ لِكِنَانَةَ زَوجِ صَفِيّةَ وَ الرّبِيعِ أَينَ آنِيَتُكُمَا التّيِ‌ كُنتُمَا تُعِيرَانِهَا أَهلَ مَكّةَ قَالَا هُزِمنَا فَلَم تَزَل تَضَعُنَا أَرضٌ وَ تَقِلّنَا أَرضٌ أُخرَي وَ أَنفَقنَاهَا فَقَالَ لَهُمَا إِنّكُمَا إِن كَتَمتُمَا شَيئاً فَاطّلَعتُ عَلَيهِ استَحلَلتُ دِمَاءَكُمَا وَ ذَرَارِيّكُمَا قَالَا نَعَم فَدَعَا رَجُلًا مِنَ الأَنصَارِ وَ قَالَ اذهَب إِلَي قَرَاحِ كَذَا وَ كَذَا ثُمّ ائتِ النّخِيلَ فَانظُر نَخلَةً عَن يَمِينِكَ وَ عَن يَسَارِكَ وَ انظُر نَخلَةً مَرفُوعَةً فأَتنِيِ‌ بِمَا فِيهَا فَانطَلَقَ فَجَاءَ بِالآنِيَةِ وَ الأَموَالِ فَضَرَبَ عُنُقَهُمَا.

وَ قَالَ الجَارُودُ بنُ عَمرٍو العبَديِ‌ّ وَ سَلَمَةُ بنُ عَبّادٍ الأزَديِ‌ّ إِن كُنتَ نَبِيّنَا فَحَدّثنَا عَمّا جِئنَا نَسأَلُكَ عَنهُ فَقَالَص أَمّا أَنتَ يَا جَارُودُ فَإِنّكَ جِئتَ تسَألَنُيِ‌ عَن دِمَاءِ الجَاهِلِيّةِ وَ عَن حِلفِ الإِسلَامِ وَ عَنِ المُنِيحَةِ قَالَ أَصَبتَ فَقَالَص فَإِنّ دِمَاءَ الجَاهِلِيّةِ مَوضُوعٌ وَ حِلفُهَا لَا يَزِيدُهُ الإِسلَامُ إِلّا شِدّةً وَ لَا حِلفَ فِي الإِسلَامِ وَ مِن أَفضَلِ الصّدَقَةِ أَن تُمنِحَ أَخَاكَ ظَهرَ الدّابّةِ وَ لَبَنَ الشّاةِ وَ أَمّا أَنتَ يَا سَلَمَةَ بنَ عَبّادٍ فَجِئتَ تسَألَنُيِ‌ عَن عِبَادَةِ الأَوثَانِ وَ يَومِ السّبَاسِبِ وَ عَقلِ الهَجِينِ أَمّا عِبَادَةُ الأَوثَانِ فَإِنّ اللّهَ جَلّ وَ عَزّ يَقُولُإِنّكُم وَ ما تَعبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِالآيَةَ وَ أَمّا يَومُ السّبَاسِبِ فَقَد أَبدَلَكَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَيلَةَ القَدرِ وَ يَومَ العِيدِ لَمحَةً تَطلُعُ الشّمسُ لَا شُعَاعَ لَهَا وَ أَمّا عَقلُ الهَجِينِ فَإِنّ أَهلَ الإِسلَامِ تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُم وَ يُجِيرُ أَقصَاهُم عَلَي أَدنَاهُم وَ أَكرَمُهُم عِندَ اللّهِ أَتقَاهُم قَالَا نَشهَدُ بِاللّهِ أَنّ ذَلِكَ كَانَ فِي أَنفُسِنَا.


صفحه : 138

وَ فِي حَدِيثِ أَبِي جَعفَرٍ ع أَنّ النّبِيّص صَلّي وَ تَفَرّقَ النّاسُ فبَقَيِ‌َ أنَصاَريِ‌ّ وَ ثقَفَيِ‌ّ فَقَالَ لَهُمَا قَد عَلِمتُ أَنّ لَكُمَا حَاجَةً تُرِيدَانِ أَن تسَألَاَنيِ‌ عَنهَا فَإِن شِئتُمَا أَخبَرتُكُمَا بِحَاجَتِكُمَا قَبلَ أَن تسَألَاَنيِ‌ وَ إِن شِئتُمَا فَاسأَلَا فَقَالَا نُحِبّ أَن تُخبِرَنَا بِهَا قَبلَ أَن نَسأَلَكَ فَإِنّ ذَلِكَ أَجلَي لِلعَمَي وَ أَثبَتُ لِلإِيمَانِ فَقَالَص يَا أَخَا الأَنصَارِ إِنّكَ مِن قَومٍيُؤثِرُونَ عَلي أَنفُسِهِم وَ أَنتَ قرَوَيِ‌ّ وَ هَذَا بدَوَيِ‌ّ أَ فَتُؤثِرُهُ بِالمَسأَلَةِ قَالَ نَعَم قَالَ أَمّا أَنتَ يَا أَخَا ثَقِيفٍ فَإِنّكَ جِئتَ تسَألَنُيِ‌ عَن وُضُوئِكَ وَ صَلَاتِكَ وَ مَا لَكَ عَلَي ذَلِكَ مِنَ الأَجرِ فَأَخبَرَهُ بِذَلِكَ وَ أَمّا أَنتَ يَا أَخَا الأَنصَارِ فَجِئتَ تسَألَنُيِ‌ عَن حَجّكَ وَ عُمرَتِكَ وَ مَا لَكَ فِيهِمَا وَ أَخبَرَهُص بِفَضلِهِمَا.

أَنَسٌ أَنّهُ قَالَ لِرَجُلٍ اسمُهُ أَبُو بَدرٍ قُل لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ فَسَأَلَهُ حُجّةً فَقَالَ فِي قَلبِكَ مِن أَربَعَةِ أَشهُرٍ كَذَا وَ كَذَا فَصَدّقَهُ وَ أَسلَمَ.أَتَي سَائِلٌ إِلَي النّبِيّص وَ سَأَلَهُ شَيئاً فَأَمَرَهُ بِالجُلُوسِ فَأَتَاهُ رَجُلٌ بِكِيسٍ وَ وَضَعَ قُبُلَهُ وَ قَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ هَذِهِ أَربَعُمِائَةِ دِرهَمٍ أَعطِهِ المُستَحِقّ فَقَالَص يَا سَائِلُ خُذ هَذِهِ الأَربَعَمِائَةِ دِينَارٍ فَقَالَ صَاحِبُ المَالِ يَا رَسُولَ اللّهِ لَيسَ بِدِينَارٍ وَ إِنّمَا هُوَ دِرهَمٌ فَقَالَص لَا تكُذَبّنيِ‌ فَإِنّ اللّهَ صدَقّنَيِ‌ وَ فَتَحَ رَأسَ الكِيسِ فَإِذَا هُوَ دَنَانِيرُ فَعَجِبَ الرّجُلُ وَ حَلَفَ أَنّهُ شَحَنَهَا مِنَ الدّرَاهِمِ قَالَ صَدَقتَ وَ لَكِن لَمّا جَرَي عَلَي لسِاَنيِ‌َ الدّنَانِيرُ جَعَلَ اللّهُ الدّرَاهِمَ دَنَانِيرَ.

وَ كَتَبَص إِلَي ابنِ جُلَندَي وَ أَهلِ عُمَانَ وَ قَالَ أَمَا إِنّهُم سَيُقَبّلُونَ كتِاَبيِ‌ وَ يصُدَقّوُنيّ‌ وَ يَسأَلُكُم ابنُ جُلَندَي هَل بَعَثَ رَسُولُ اللّهِ مَعَكُم بِهَدِيّةٍ فَقُولُوا لَا فَسَيَقُولُ لَو كَانَ رَسُولَ اللّهِ بَعَثَ مَعَكُم بِهَدِيّةٍ لَكَانَت مِثلَ المَائِدَةِ التّيِ‌ نَزَلَت عَلَي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ وَ عَلَي المَسِيحِ فَكَانَ كَمَا قَالَص .

وَ فِي حَدِيثِ جَرِيرِ بنِ عَبدِ اللّهِ البجَلَيِ‌ّ وَ عَبدَةَ بنِ مُسهِرٍ لَمّا قَالَ لَهُ أخَبرِنيِ‌ عَمّا أَسأَلُكَ


صفحه : 139

وَ مَا أَحَرتُ وَ مَا أَبصَرتُ يُرِيدُ فِي المَنَامِ فَقَالَص أَمّا مَا أَحَرتَ فَسَيفُكَ الحُسَامُ وَ ابنُكَ الهُمَامُ وَ فَرَسُكَ عِصَامٌ وَ رَأَيتَ فِي المَنَامِ فِي غَلَسِ الظّلَامِ أَنّ ابنَكَ يُرِيدُ الغَزلَ فَلَقِيَهُ أَبُو ثغل [ثُعَلٍ] عَلَي سَفحِ الجَبَلِ مَعَ إِحدَي نِسَاءِ بنَيِ‌ ثغل [ثُعَلٍ]فَقَتَلَهُ نَجدَةُ بنُ جَبَلٍ ثُمّ أَخبَرَهُ بِمَا يجَريِ‌ وَ مَا يَجِبُ أَن يَعمَلَ. قَالَ أَبُو شَهمٍ مَرّت بيِ‌ جَارِيَةٌ بِالمَدِينَةِ فَأَخَذتُ بِكَشحِهَا قَالَ وَ أَصبَحَ الرّسُولُص يُبَايِعُ النّاسَ قَالَ فَأَتَيتُهُ فَلَم يبُاَيعِنيِ‌ فَقَالَ صَاحِبِ الجُنبُذَةَ قُلتُ وَ اللّهِ لَا أَعُودُ قَالَ فبَاَيعَنَيِ‌.

وأمثلة ذلك كثيرة فصار مخبرات مقاله علي ماأخبر به ص .بيان قال في النهاية فيه فارس نطحة أونطحتين ثم لافارس بعدها أبدا معناه أن فارس تقاتل المسلمين مرة أومرتين ثم يبطل ملكها ويزول فحذف الفعل لبيان المعني والقرون جمع قرن و هو أهل كل زمان و في القاموس الهبهبة السرعة وترقرق السراب والزجر والانتباه والذبح والهبهبي‌ الحسن الخدمة والقصاب والسريع كالهبهب فَسَوفَ يَكُونُ لِزاماًبناء علي كونه إشارة إلي قتلهم ببدر وكذا البطشة قوله و لم يتسعوا في الجنوب أي لم يحصل لهم السعة في الملك في الجنوب والشمال ماحصلت لهم في المشرق والمغرب قوله بالظعينة أي المرأة المسافرة و قال الفيروزآبادي‌ الظعينة الهودج فيه امرأة أم لا والمرأة مادامت في الهودج و قال الجوهري‌ خد الأرض شقها و في القاموس منحه كمنعه وضربه أعطاه والاسم المنحة بالكسر ومنحه الناقة


صفحه : 140

جعل له وبرها ولبنها وولدها وهي‌ المنحة والمنيحة. و قال الجزري‌ في الحديث أبدلكم الله بيوم السباسب يوم العيد يوم السباسب عيد للنصاري انتهي . قوله عقل الهجين أي دية غيرشريف النسب هل تساوي‌ دية الشريف أو أنه لما كان عنده أنه لايقتص الشريف للهجين سأله ص عن قدر ديته فأجابه ص بنفي‌ ماتوهمه قوله ماأحرت بالحاء المهملة المخففة أي رددت أوبالخاء المعجمة المشددة أي تركت وراء ظهرك والجنبذة بالضم القبة ولعله تصحيف الجبذة بمعني الجذبة

40-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] قَالَ أَبُو سُفيَانَ فِي فِرَاشِهِ مَعَ هِندٍ العَجَبُ يُرسَلُ يَتِيمُ أَبِي طَالِبٍ وَ لَا أُرسَلُ فَقَصّ عَلَيهِ النّبِيّص مِن غَدِهِ فَهَمّ أَبُو سُفيَانَ بِعُقُوبَةِ هِندٍ لِإِفشَاءِ سِرّهِ فَأَخبَرَهُ النّبِيّص بِعَزمِهِ فِي عُقُوبَتِهَا فَتَحَيّرَ أَبُو سُفيَانَ قَتَادَةُ قَالَ أُبَيّ بنُ خَلَفٍ الجمُحَيِ‌ّ وَ فِي رِوَايَةِ غَيرِهِ صَفوَانُ بنُ أُمَيّةَ المخَزوُميِ‌ّ لِعُمَيرِ بنِ وَهبٍ الجمُحَيِ‌ّ عَلَيّ نَفَقَاتُكَ وَ نَفَقَاتُ عِيَالِكَ مَا دُمتُ حَيّاً إِن سِرتَ إِلَي المَدِينَةِ وَ قَتَلتَ مُحَمّداً فِي نَومِهِ فَنَزَلَ جَبرَئِيلُ بِقَولِهِسَواءٌ مِنكُم مَن أَسَرّ القَولَالآيَةَ فَلَمّا رَآهُ رَسُولُ اللّهِص قَالَ لِمَ جِئتَ فَقَالَ لِفِدَاءِ أَسرَي عِندَكُم قَالَ وَ مَا بَالُ السّيفِ قَالَ قَبّحَهَا اللّهُ وَ هَل أَغنَت مِن شَيءٍ قَالَ فَمَا ذَا شَرَطتَ لِصَفوَانَ بنِ أُمَيّةَ فِي الحِجرِ قَالَ وَ مَا ذَا شَرَطتُ قَالَ تَحَمّلتَ لَهُ بقِتَليِ‌ عَلَي أَن يقَضيِ‌َ دَينَكَ وَ يَعُولَ عِيَالَكَ وَ اللّهُ حَائِلٌ بيَنيِ‌ وَ بَينَكَ فَأَسلَمَ الرّجُلُ ثُمّ لَحِقَ بِمَكّةَ وَ أَسلَمَ مَعَهُ بِشرٌ وَ حَلَفَ صَفوَانُ أَن لَا يُكَلّمَهُ أَبَداً


صفحه : 141

41-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] فِي حَدِيثِ خُزَيمِ بنِ أَوسٍ سَمِعتُ النّبِيّص يَقُولُ هَذِهِ الحِيرَةُ البَيضَاءُ قَد رُفِعَت لِي وَ هَذِهِ الشّيمَاءُ بِنتُ نُفَيلَةَ الأَزدِيّةِ عَلَي بَغلَةٍ شَهبَاءَ مُعتَجِرَةٌ بِخِمَارٍ أَسوَدَ فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّ نَحنُ دَخَلنَا الحِيرَةَ فَوَجَدنَا كَمَا تَصِفُ فهَيِ‌َ لِي قَالَ نَعَم هيِ‌َ لَكَ قَالَ فَلَمّا فَتَحُوا الحِيرَةَ تَعَلّقَ بِهَا وَ شَهِدَ لَهُ مُحَمّدُ بنُ مُسَيلَمَةَ[مَسلَمَةَ] وَ مُحَمّدُ بنُ بَشِيرٍ الأَنصَارِيّانِ بِقَولِ النّبِيّص فَسَلّمَهَا إِلَيهِ خَالِدٌ فَبَاعَهَا مِن أَخِيهَا بِأَلفِ دِينَارٍ

أَبُو هُرَيرَةَ قَالَص إِذَا هَلَكَ كِسرَي فَلَا كِسرَي بَعدَهُ وَ إِذَا هَلَكَ قَيصَرُ فَلَا قَيصَرَ بَعدَهُ وَ ألّذِي نفَسيِ‌ بِيَدِهِ لَيُنفَقَنّ كُنُوزُهُمَا فِي سَبِيلِ اللّهِ

جُبَيرُ بنُ عَبدِ اللّهِ قَالَ النّبِيّص تُبنَي مَدِينَةٌ بَينَ دِجلَةَ وَ دُجَيلٍ وَ الصّرَاةِ وَ قُطرُبّلَ[قُطرُبُلّ][قُطرَبّلَ]تُجبَي إِلَيهَا خَزَائِنُ الأَرضِ

وَ فِي رِوَايَةٍ تَسكُنُهَا جَبَابِرَةُ الأَرضِ الخَبَرَ

أَبُو بَكرَةَ قَالَ النّبِيّص إِنّ نَاساً مِن أمُتّيِ‌ يَنزِلُونَ بِغَائِطٍ يُسَمّونَهُ البَصرَةَ وَ عِندَهُ نَهَرٌ يُقَالُ لَهُ دِجلَةُ يَكُونُ لَهُم عَلَيهَا جِسرٌ وَ يَكثُرُ أَهلُهَا وَ يَكُونُ مِن أَمصَارِ المُهَاجِرِينَ الخَبَرَ

فَضَالَةُ بنُ أَبِي فَضَالَةَ الأنَصاَريِ‌ّ وَ عُثمَانُ بنُ صُهَيبٍ أَنّهُ قَالَ لعِلَيِ‌ّ ع فِي خَبَرٍ أَشقَي الآخِرِينَ ألّذِي يَضرِبُكَ عَلَي هَذِهِ وَ أَشَارَ إِلَي يَافُوخِهِ

أَنَسُ بنُ الحَارِثِ قَالَ سَمِعتُ النّبِيّص يَقُولُ إِنّ ابنيِ‌ هَذَا يعَنيِ‌ الحُسَينَ يُقتَلُ بِأَرضٍ مِنَ العِرَاقِ فَمَن أَدرَكَهُ مِنكُم فَليَنصُرهُ قَالَ فَقُتِلَ أَنَسٌ مَعَ الحُسَينِ ع وَ فِيهِ حَدِيثُ القَارُورَةِ التّيِ‌ أَعطَي أُمّ سَلَمَةَ


صفحه : 142

وَ حَدِيثُ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ ع أَنّهُ سَيُصلِحُ اللّهُ بِهِ فِئَتَينِ

وَ حَدِيثُ فَاطِمَةَ الزّهرَاءِ ع وَ بُكَاؤُهَا وَ ضِحكُهَا عِندَ وَفَاةِ النّبِيّص وَ حَدِيثُ كِلَابِ الحَوأَبِ وَ حَدِيثُ عَمّارٍ تَقتُلُكَ الفِئَةُ البَاغِيَةُ

حُذَيفَةُ قَالَ لَو أُحَدّثُكُم بِمَا سَمِعتُ مِن رَسُولِ اللّهِ لوَجَمَتمُوُنيِ‌ قَالُوا سُبحَانَ اللّهِ نَحنُ نَفعَلُ قَالَ لَو أُحَدّثُكُم أَنّ بَعضَ أُمّهَاتِكُم تَأتِيكُم فِي كَتِيبَةٍ كَثِيرٌ عَدَدُهَا شَدِيدٌ بَأسُهَا تُقَاتِلُكُم صَدّقتُم قَالُوا سُبحَانَ اللّهِ وَ مَن يُصَدّقُ بِهَذَا قَالَ تَأتِيكُم أُمّكُم الحُمَيرَاءُ فِي كَتِيبَةٍ يَسُوقُ بِهَا أَعلَاجُهَا مِن حَيثُ تَسُوءُ وُجُوهُكُم

ابنُ عَبّاسٍ قَالَ النّبِيّص أَيّتُكُنّ صَاحِبَةُ الجَمَلِ الأَدبَبِ يُقتَلُ حَولَهَا قَتلَي كَثِيرَةٌ بَعدَ أَن كَادَت

وَ قَالَص أَطوَلُكُنّ يَداً أَسرَعُكُنّ لُحُوقاً بيِ‌ فَكَانَت سَودَةُ أَطوَلَهُنّ يَداً بِالمَعرُوفِ

ابنُ عُمَرَ عَنِ النّبِيّص يَكُونُ فِي ثَقِيفٍ كَذّابٌ وَ مُبِيرٌ فَكَانَ الكَذّابُ المُختَارَ وَ المُبِيرُ الحَجّاجَ وَ مِنهُ إِخبَارُهُص بِأُوَيسِ القرَنَيِ‌ّ

حَكَي العقَبَيِ‌ّ أَنّ أَبَا أَيّوبَ الأنَصاَريِ‌ّ رئُيِ‌َ عِندَ خَلِيجِ قُسطَنطِينِيّةَ فَسُئِلَ عَن حَاجَتِهِ قَالَ أَمّا دُنيَاكُم فَلَا حَاجَةَ لِي فِيهَا وَ لَكِن إِن مِتّ فقَدَمّوُنيِ‌ مَا استَطَعتُم فِي بِلَادِ العَدُوّ فإَنِيّ‌ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ يُدفَنُ عِندَ سُورِ القُسطَنطِينِيّةِ رَجُلٌ صَالِحٌ مِن أصَحاَبيِ‌ وَ قَد رَجَوتُ أَن أَكُونَهُ ثُمّ مَاتَ فَكَانُوا يُجَاهِدُونَ وَ السّرِيرُ يُحمَلُ وَ يُقَدّمُ فَأَرسَلَ قَيصَرُ فِي ذَلِكَ فَقَالُوا صَاحِبُ نَبِيّنَا وَ قَد سَأَلَنَا أَن نَدفِنَهُ فِي بِلَادِكَ وَ نَحنُ مُنفِذُونَ


صفحه : 143

وَصِيّتَهُ قَالَ فَإِذَا وَلّيتُم أَخرَجنَاهُ إِلَي الكِلَابِ فَقَالُوا لَو نُبِشَ مِن قَبرِهِ مَا تُرِكَ بِأَرضِ العَرَبِ نصَراَنيِ‌ّ إِلّا قُتِلَ وَ لَا كَنِيسَةٌ إِلّا هُدّمَت فبَنُيِ‌َ عَلَي قَبرِهِ قُبّةٌ يُسرَجُ فِيهَا إِلَي اليَومِ وَ قَبرُهُ إِلَي الآنِ يُزَارُ فِي جَنبِ سُورِ القُسطَنطِينِيّةِ

بيان في الصحاح أصل الغائط المطمئن من الأرض الواسع ووجمه دفعه وضربه بجمع الكف والأعلاج جمع العلج بالكسر و هو الرجل القوي‌ الضخم و الرجل من كفار العجم وغيرهم . قوله بعد أن كادت أي أن تغلب وتظفر أوتهلك أو هو من الكيد بمعني الحرب أوبمعني المكر

42-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن عَبدِ اللّهِ بنِ يَحيَي الكاَهلِيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَسَمِعتُهُ يَقُولُ لَمّا أسُريِ‌َ بِرَسُولِ اللّهِ عَلَيهِ وَ آلِهِ السّلَامُ أَتَاهُ جَبرَئِيلُ بِالبُرَاقِ فَرَكِبَهَا فَأَتَي بَيتَ المَقدِسِ فلَقَيِ‌َ مَن لقَيِ‌َ مِن إِخوَانِهِ مِنَ الأَنبِيَاءِ ثُمّ رَجَعَ فَأَصبَحَ يُحَدّثُ أَصحَابَهُ أنَيّ‌ أَتَيتُ بَيتَ المَقدِسِ اللّيلَةَ وَ لَقِيتُ إِخوَاناً مِنَ الأَنبِيَاءِ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ وَ كَيفَ أَتَيتَ بَيتَ المَقدِسِ اللّيلَةَ فَقَالَ جاَءنَيِ‌ جَبرَئِيلُ ع بِالبُرَاقِ فَرَكِبتُهُ وَ آيَةُ ذَلِكَ أنَيّ‌ مَرَرتُ بِعِيرٍ لأِبَيِ‌ سُفيَانَ عَلَي مَاءِ بنَيِ‌ فُلَانٍ وَ قَد أَضَلّوا جَمَلًا لَهُم وَ هُم فِي طَلَبِهِ قَالَ فَقَالَ القَومُ بَعضُهُم لِبَعضٍ إِنّمَا جَاءَ رَاكِبٌ سَرِيعٌ وَ لَكِنّكُم قَد أَتَيتُمُ الشّامَ وَ عَرَفتُمُوهَا فَاسأَلُوهُ عَن أَسوَاقِهَا وَ أَبوَابِهَا وَ تُجّارِهَا قَالَ فَسَأَلُوهُ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ كَيفَ الشّامُ وَ كَيفَ أَسوَاقُهَا وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا سُئِلَ عَنِ الشيّ‌ءِ لَا يَعرِفُهُ شُقّ عَلَيهِ حَتّي يَرَي ذَلِكَ فِي وَجهِهِ قَالَ فَبَينَا هُوَ كَذَلِكَ إِذَا أَتَاهُ جَبرَئِيلُ ع فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ هَذِهِ الشّامُ قَد رُفِعَت لَكَ فَالتَفَتَ رَسُولُ اللّهِص فَإِذَا هُوَ بِالشّامِ وَ أَبوَابِهَا وَ تُجّارِهَا فَقَالَ أَينَ السّائِلُ عَنِ الشّامِ فَقَالُوا أَينَ بَيتُ فُلَانٍ وَ مَكَانُ فُلَانٍ فَأَجَابَهُمُ فِي كُلّ مَا سَأَلُوهُ عَنهُ قَالَ فَلَم يُؤمِن فِيهِم إِلّا


صفحه : 144

قَلِيلٌ وَ هُوَ قَولُ اللّهِوَ ما تغُنيِ‌ الآياتُ وَ النّذُرُ عَن قَومٍ لا يُؤمِنُونَفَنَعُوذُ بِاللّهِ أَن لَا نُؤمِنَ بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ آمَنّا بِاللّهِ وَ بِرَسُولِهِ آمَنّا بِاللّهِ وَ بِرَسُولِهِ

أقول الأبواب السالفة والآتية مشحونة بإخباره ص بالغائبات لاسيما قصص بدر وإنما أوردنا في هذاالباب شطرا منها

باب 21-آخر فيما أخبر بوقوعه بعده ص

1- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]حَمّوَيهِ بنُ عَلِيّ بنِ حَمّوَيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ مُحَمّدِ بنِ بَكرٍ عَنِ الفَضلِ بنِ حَبّابٍ الجمَحيِ‌ّ عَن مكَيّ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ يَسَارٍ عَن وَهبِ بنِ حَزَامٍ عَن أَبِيهِ عَن يَحيَي بنِ أَيّوبَ عَن يَزِيدَ بنِ أَبِي حَبِيبٍ عَن أَبِي سَلَمَةَ عَن عَبدِ الرّحمَنِ عَن أُمّ سَلَمَةَ أَنّ رَسُولَ اللّهِص أَوصَي عِندَ وَفَاتِهِ بِخُرُوجِ اليَهُودِ مِن جَزِيرَةِ العَرَبِ فَقَالَ اللّهَ اللّهَ فِي القِبطِ فَإِنّكُم سَتَظهَرُونَ عَلَيهِم وَ يَكُونُونَ لَكُم عُدّةً وَ أَعوَاناً فِي سَبِيلِ اللّهِ

بيان القبط بالكسر أهل مصر

2- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن دَاوُدَ بنِ الهَيثَمِ عَن جَدّهِ إِسحَاقَ بنِ بُهلُولٍ عَن أَبِيهِ بُهلُولِ بنِ حَسّانَ عَن طَلحَةَ بنِ زَيدٍ عَنِ الوَصِينِ بنِ عَطَاءٍ عَن عُمَيرِ بنِ هاَنيِ‌ عَن جُنَادَةَ بنِ أَبِي أُمَيّةَ عَن عُبَادَةَ بنِ الصّامِتِ عَنِ النّبِيّص قَالَسَتَكُونُ فِتَنٌ لَا يَستَطِيعُ المُؤمِنُ أَن يُغَيّرَ فِيهَا بِيَدٍ وَ لَا لِسَانٍ فَقَالَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع وَ فِيهِم يَومَئِذٍ مُؤمِنُونَ قَالَ نَعَم قَالَ فَيَنقُصُ ذَلِكَ مِن إِيمَانِهِم شَيئاً قَالَ لَا إِلّا كَمَا يَنقُصُ


صفحه : 145

القَطرُ مِنَ الصّفَا إِنّهُم يَكرَهُونَهُ بِقُلُوبِهِم

3- مع ،[معاني‌ الأخبار]الهمَذَاَنيِ‌ّ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن عَمرِو بنِ جُمَيعٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا مَشَت أمُتّيِ‌ المُطَيطَا وَ خَدَمَتهُم فَارِسُ وَ الرّومُ كَانَ بَأسُهُم بَينَهُم

والمطيطا التبختر ومد اليدين في المشي‌

4-ب ،[قرب الإسناد]هَارُونُ عَنِ ابنِ زِيَادٍ عَن جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ تَارِكُوا الحَبَشَةَ مَا تَارَكُوكُم فَوَ ألّذِي نفَسيِ‌ بِيَدِهِ لَا يَستَخرِجُ كَنزَ الكَعبَةِ إِلّا ذُو السّوَيقَتَينِ

بيان قال في النهاية في الحديث لايستخرج كنز الكعبة إلاذو السويقتين من الحبشة السويقة تصغير الساق وهي‌ مؤنثة فلذلك ظهرت التاء في تصغيرها وإنما صغر الساقين لأن الغالب علي سوق الحبشة الدقة والحموشة.انتهي و قال في جامع الأصول الكنز مال كان معدا فيها من نذور كانت تحمل إليها قديما وغيرها و قال الطيبي‌ في شرح المشكاة قيل هوكنز مدفون تحت الكعبة و قال الكرماني‌ في شرح البخاري‌ و منه يخرب الكعبة ذو السويقتين و هذا عندقرب الساعة حيث لايبقي قائل الله الله وقيل يخرب بعدرفع القرآن من الصدور والمصحف بعدموت عيسي ع انتهي

5-ب ،[قرب الإسناد]هَارُونُ عَنِ ابنِ صَدَقَةَ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ ع أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ إِذَا ظَهَرَتِ القَلَانِسُ المُتَرّكَةُ ظَهَرَ الرّيَاءُ


صفحه : 146

بيان في بعض النسخ المشركة بالشين ولعله من الشراك أي القلانس التي‌ فيه خطوط وطرائق كماتلبسه البكتاشية أو من الشرك بمعني الحبالة أي قلانس أهل الشيد فعلي الوجهين يناسب نسخة الرياء بالراء المهملة والياء المثناة التحتانية ويحتمل أن يكون من الشرك بالكسر بمعني الكفر أي قلانس الأعاجم و أهل الشرك فيناسب نسخة الزنا بالزاي‌ المعجمة والنون و في بعض النسخ بالتاء المثناة الفوقانية وقيل إنه منسوب إلي طائفة الترك وسيأتي‌ مزيد شرح له في باب القلانس إن شاء الله تعالي

6-ثو،[ثواب الأعمال ] أَبِي عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص سيَأَتيِ‌ عَلَي أمُتّيِ‌ زَمَانٌ تَخبُثُ فِيهِ سَرَائِرُهُم وَ تَحسُنُ فِيهِ عَلَانِيَتُهُم طَمَعاً فِي الدّنيَا لَا يُرِيدُونَ بِهِ مَا عِندَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ يَكُونُ أَمرُهُم رِيَاءً لَا يُخَالِطُهُ خَوفٌ يَعُمّهُمُ اللّهُ مِنهُ بِعِقَابٍ فَيَدعُونَهُ دُعَاءَ الغَرِيقِ فَلَا يُستَجَابُ لَهُم

7-ثو،[ثواب الأعمال ]بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص سيَأَتيِ‌ عَلَي أمُتّيِ‌ زَمَانٌ لَا يَبقَي مِنَ القُرآنِ إِلّا رَسمُهُ وَ لَا مِنَ الإِسلَامِ إِلّا اسمُهُ يُسَمّونَ بِهِ وَ هُم أَبعَدُ النّاسِ مِنهُ مَسَاجِدُهُم عَامِرَةٌ وَ هيِ‌َ خَرَابٌ مِنَ الهُدَي فُقَهَاءُ ذَلِكَ الزّمَانِ شَرّ فُقَهَاءَ تَحتَ ظِلّ السّمَاءِ مِنهُم خَرَجَتِ الفِتنَةُ وَ إِلَيهِم تَعُودُ

8-كا،[الكافي‌] أَبُو عَلِيّ الأشَعرَيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الكوُفيِ‌ّ عَنِ العَبّاسِ بنِ عَامِرٍ عَنِ


صفحه : 147

العرَزمَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص سيَأَتيِ‌ عَلَي النّاسِ زَمَانٌ لَا يُنَالُ المُلكُ فِيهِ إِلّا بِالقَتلِ وَ التّجَبّرِ وَ لَا الغِنَي إِلّا بِالغَصبِ وَ البُخلِ وَ لَا المَحَبّةُ إِلّا بِاستِخرَاجِ الدّينِ وَ اتّبَاعِ الهَوَي فَمَن أَدرَكَ ذَلِكَ الزّمَانَ فَصَبَرَ عَلَي الفَقرِ وَ هُوَ يَقدِرُ عَلَي الغِنَي وَ صَبَرَ عَلَي البِغضَةِ وَ هُوَ يَقدِرُ عَلَي المَحَبّةِ وَ صَبَرَ عَلَي الذّلّ وَ هُوَ يَقدِرُ عَلَي العِزّ آتَاهُ اللّهُ ثَوَابَ خَمسِينَ صِدّيقاً مِمّن صَدّقَ بيِ‌

أقول قدمضت الأخبار من هذاالباب في باب أشراط الساعة وستأتي‌ في باب علامات قيام القائم ع


صفحه : 148

أبواب أحواله ص من البعثة إلي نزول المدينة

باب 1-المبعث وإظهار الدعوة و مالقي‌ص من القوم و ماجري بينه وبينهم وجمل أحواله إلي دخول الشعب و فيه إسلام حمزة رضي‌ الله عنه وأحوال كثير من أصحابه و أهل زمانه

الآيات البقرةما يَوَدّ الّذِينَ كَفَرُوا مِن أَهلِ الكِتابِ وَ لَا المُشرِكِينَ أَن يُنَزّلَ عَلَيكُم مِن خَيرٍ مِن رَبّكُم وَ اللّهُ يَختَصّ بِرَحمَتِهِ مَن يَشاءُ وَ اللّهُ ذُو الفَضلِ العَظِيمِ و قال تعالي كَما أَرسَلنا فِيكُم رَسُولًا مِنكُم يَتلُوا عَلَيكُم آياتِنا وَ يُزَكّيكُم وَ يُعَلّمُكُمُ الكِتابَ وَ الحِكمَةَ وَ يُعَلّمُكُم ما لَم تَكُونُوا تَعلَمُونَ و قال تعالي وَ اذكُرُوا نِعمَتَ اللّهِ عَلَيكُم وَ ما أَنزَلَ عَلَيكُم مِنَ الكِتابِ وَ الحِكمَةِ يَعِظُكُم بِهِ وَ اتّقُوا اللّهَ وَ اعلَمُوا أَنّ اللّهَ بِكُلّ شَيءٍ عَلِيمٌ و قال تعالي تِلكَ آياتُ اللّهِ نَتلُوها عَلَيكَ بِالحَقّ وَ إِنّكَ لَمِنَ المُرسَلِينَآل عمران وَ اذكُرُوا نِعمَتَ اللّهِ عَلَيكُم إِذ كُنتُم أَعداءً فَأَلّفَ بَينَ قُلُوبِكُم فَأَصبَحتُم بِنِعمَتِهِ إِخواناً وَ كُنتُم عَلي شَفا حُفرَةٍ مِنَ النّارِ فَأَنقَذَكُم مِنها كَذلِكَ يُبَيّنُ اللّهُ لَكُم آياتِهِ لَعَلّكُم تَهتَدُونَ و قال تعالي لَقَد مَنّ اللّهُ عَلَي المُؤمِنِينَ إِذ بَعَثَ فِيهِم رَسُولًا مِن أَنفُسِهِم يَتلُوا عَلَيهِم آياتِهِ وَ يُزَكّيهِم وَ يُعَلّمُهُمُ الكِتابَ وَ الحِكمَةَ وَ إِن كانُوا مِن قَبلُ لفَيِ‌ ضَلالٍ مُبِينٍ


صفحه : 149

النساءما أَصابَكَ مِن حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَ ما أَصابَكَ مِن سَيّئَةٍ فَمِن نَفسِكَ وَ أَرسَلناكَ لِلنّاسِ رَسُولًا وَ كَفي بِاللّهِ شَهِيداً مَن يُطِعِ الرّسُولَ فَقَد أَطاعَ اللّهَ وَ مَن تَوَلّي فَما أَرسَلناكَ عَلَيهِم حَفِيظاً و قال تعالي إِنّا أَوحَينا إِلَيكَ كَما أَوحَينا إِلي نُوحٍ وَ النّبِيّينَ إلي قوله لكِنِ اللّهُ يَشهَدُ بِما أَنزَلَ إِلَيكَ أَنزَلَهُ بِعِلمِهِ وَ المَلائِكَةُ يَشهَدُونَ وَ كَفي بِاللّهِ شَهِيداًالمائدة 67-يا أَيّهَا الرّسُولُ بَلّغ ما أُنزِلَ إِلَيكَ مِن رَبّكَ وَ إِن لَم تَفعَل فَما بَلّغتَ رِسالَتَهُ وَ اللّهُ يَعصِمُكَ مِنَ النّاسِ إِنّ اللّهَ لا يهَديِ‌ القَومَ الكافِرِينَ و قال تعالي ما عَلَي الرّسُولِ إِلّا البَلاغُ وَ اللّهُ يَعلَمُ ما تُبدُونَ وَ ما تَكتُمُونَالأنعام قُل أَ غَيرَ اللّهِ أَتّخِذُ وَلِيّا فاطِرِ السّماواتِ وَ الأَرضِ وَ هُوَ يُطعِمُ وَ لا يُطعَمُ قُل إنِيّ‌ أُمِرتُ أَن أَكُونَ أَوّلَ مَن أَسلَمَ وَ لا تَكُونَنّ مِنَ المُشرِكِينَ إلي آخر الآيات و قال تعالي قَد نَعلَمُ إِنّهُ لَيَحزُنُكَ ألّذِي يَقُولُونَ فَإِنّهُم لا يُكَذّبُونَكَ وَ لكِنّ الظّالِمِينَ بِآياتِ اللّهِ يَجحَدُونَ و قال تعالي قُل لا أَسئَلُكُم عَلَيهِ أَجراً إِن هُوَ إِلّا ذِكري لِلعالَمِينَ و قال تعالي اتّبِع ما أوُحيِ‌َ إِلَيكَ مِن رَبّكَ لا إِلهَ إِلّا هُوَ وَ أَعرِض عَنِ المُشرِكِينَ وَ لَو شاءَ اللّهُ ما أَشرَكُوا وَ ما جَعَلناكَ عَلَيهِم حَفِيظاً وَ ما أَنتَ عَلَيهِم بِوَكِيلٍ وَ لا تَسُبّوا الّذِينَ يَدعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبّوا اللّهَ عَدواً بِغَيرِ عِلمٍ كَذلِكَ زَيّنّا لِكُلّ أُمّةٍ عَمَلَهُم ثُمّ إِلي رَبّهِم مَرجِعُهُم فَيُنَبّئُهُم بِما كانُوا يَعمَلُونَ إلي قوله تعالي وَ كَذلِكَ جَعَلنا لِكُلّ نبَيِ‌ّ عَدُوّا شَياطِينَ الإِنسِ وَ الجِنّ يوُحيِ‌ بَعضُهُم إِلي بَعضٍ زُخرُفَ القَولِ غُرُوراً وَ لَو شاءَ رَبّكَ ما فَعَلُوهُ فَذَرهُم وَ ما يَفتَرُونَ وَ لِتَصغي إِلَيهِ أَفئِدَةُ الّذِينَ لا يُؤمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَ لِيَرضَوهُ وَ لِيَقتَرِفُوا ما هُم مُقتَرِفُونَ إلي قوله تعالي أَ وَ مَن كانَ مَيتاً فَأَحيَيناهُ وَ جَعَلنا لَهُ نُوراً يمَشيِ‌ بِهِ فِي النّاسِ كَمَن مَثَلُهُ فِي الظّلُماتِ لَيسَ بِخارِجٍ مِنها كَذلِكَ زُيّنَ لِلكافِرِينَ ما كانُوا يَعمَلُونَ وَ كَذلِكَ جَعَلنا فِي كُلّ قَريَةٍ أَكابِرَ مُجرِمِيها لِيَمكُرُوا فِيها وَ ما يَمكُرُونَ إِلّا بِأَنفُسِهِم وَ ما يَشعُرُونَ


صفحه : 150

الأعراف 158-قُل يا أَيّهَا النّاسُ إنِيّ‌ رَسُولُ اللّهِ إِلَيكُم جَمِيعاً ألّذِي لَهُ مُلكُ السّماواتِ وَ الأَرضِ لا إِلهَ إِلّا هُوَ يحُييِ‌ وَ يُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ النّبِيّ الأمُيّ‌ّ ألّذِي يُؤمِنُ بِاللّهِ وَ كَلِماتِهِ وَ اتّبِعُوهُ لَعَلّكُم تَهتَدُونَ و قال خُذِ العَفوَ وَ أمُر بِالعُرفِ وَ أَعرِض عَنِ الجاهِلِينَالأنفال وَ إِذ قالُوا أللّهُمّ إِن كانَ هذا هُوَ الحَقّ مِن عِندِكَ فَأَمطِر عَلَينا حِجارَةً مِنَ السّماءِ أَوِ ائتِنا بِعَذابٍ أَلِيمٍ وَ ما كانَ اللّهُ لِيُعَذّبَهُم وَ أَنتَ فِيهِم وَ ما كانَ اللّهُ مُعَذّبَهُم وَ هُم يَستَغفِرُونَ وَ ما لَهُم أَلّا يُعَذّبَهُمُ اللّهُ وَ هُم يَصُدّونَ عَنِ المَسجِدِ الحَرامِ وَ ما كانُوا أَولِياءَهُ إِن أَولِياؤُهُ إِلّا المُتّقُونَ وَ لكِنّ أَكثَرَهُم لا يَعلَمُونَ وَ ما كانَ صَلاتُهُم عِندَ البَيتِ إِلّا مُكاءً وَ تَصدِيَةً فَذُوقُوا العَذابَ بِما كُنتُم تَكفُرُونَالتوبةهُوَ ألّذِي أَرسَلَ رَسُولَهُ بِالهُدي وَ دِينِ الحَقّ لِيُظهِرَهُ عَلَي الدّينِ كُلّهِ وَ لَو كَرِهَ المُشرِكُونَيونس وَ إِمّا نُرِيَنّكَ بَعضَ ألّذِي نَعِدُهُم أَو نَتَوَفّيَنّكَ فَإِلَينا مَرجِعُهُم ثُمّ اللّهُ شَهِيدٌ عَلي ما يَفعَلُونَيوسف 3-نَحنُ نَقُصّ عَلَيكَ أَحسَنَ القَصَصِ بِما أَوحَينا إِلَيكَ هذَا القُرآنَ وَ إِن كُنتَ مِن قَبلِهِ لَمِنَ الغافِلِينَ و قال تعالي قُل هذِهِ سبَيِليِ‌ أَدعُوا إِلَي اللّهِ عَلي بَصِيرَةٍ أَنَا وَ مَنِ اتبّعَنَيِ‌ وَ سُبحانَ اللّهِ وَ ما أَنَا مِنَ المُشرِكِينَالرعدإِنّما أَنتَ مُنذِرٌ وَ لِكُلّ قَومٍ هادٍ و قال تعالي وَ إِن ما نُرِيَنّكَ بَعضَ ألّذِي نَعِدُهُم أَو نَتَوَفّيَنّكَ فَإِنّما عَلَيكَ البَلاغُ وَ عَلَينَا الحِسابُالحجرلا تَمُدّنّ عَينَيكَ إِلي ما مَتّعنا بِهِ أَزواجاً مِنهُم وَ لا تَحزَن عَلَيهِم وَ اخفِض جَناحَكَ لِلمُؤمِنِينَ وَ قُل إنِيّ‌ أَنَا النّذِيرُ المُبِينُ كَما أَنزَلنا عَلَي المُقتَسِمِينَ الّذِينَ جَعَلُوا القُرآنَ عِضِينَ فَوَ رَبّكَ لَنَسئَلَنّهُم أَجمَعِينَ عَمّا كانُوا يَعمَلُونَ فَاصدَع بِما تُؤمَرُ وَ أَعرِض عَنِ المُشرِكِينَ إِنّا كَفَيناكَ المُستَهزِئِينَ الّذِينَ يَجعَلُونَ مَعَ اللّهِ إِلهاً آخَرَ


صفحه : 151

فَسَوفَ يَعلَمُونَ وَ لَقَد نَعلَمُ أَنّكَ يَضِيقُ صَدرُكَ بِما يَقُولُونَ فَسَبّح بِحَمدِ رَبّكَ وَ كُن مِنَ السّاجِدِينَ وَ اعبُد رَبّكَ حَتّي يَأتِيَكَ اليَقِينُالنحل وَ ما أَنزَلنا عَلَيكَ الكِتابَ إِلّا لِتُبَيّنَ لَهُمُ ألّذِي اختَلَفُوا فِيهِ وَ هُديً وَ رَحمَةً لِقَومٍ يُؤمِنُونَ و قال تعالي وَ نَزّلنا عَلَيكَ الكِتابَ تِبياناً لِكُلّ شَيءٍ وَ هُديً وَ رَحمَةً وَ بُشري لِلمُسلِمِينَ و قال تعالي ادعُ إِلي سَبِيلِ رَبّكَ بِالحِكمَةِ وَ المَوعِظَةِ الحَسَنَةِ وَ جادِلهُم باِلتّيِ‌ هيِ‌َ أَحسَنُ إِنّ رَبّكَ هُوَ أَعلَمُ بِمَن ضَلّ عَن سَبِيلِهِ وَ هُوَ أَعلَمُ بِالمُهتَدِينَالإسراءنَحنُ أَعلَمُ بِما يَستَمِعُونَ بِهِ إِذ يَستَمِعُونَ إِلَيكَ وَ إِذ هُم نَجوي إِذ يَقُولُ الظّالِمُونَ إِن تَتّبِعُونَ إِلّا رَجُلًا مَسحُوراً انظُر كَيفَ ضَرَبُوا لَكَ الأَمثالَ فَضَلّوا فَلا يَستَطِيعُونَ سَبِيلًاالكهف وَ اتلُ ما أوُحيِ‌َ إِلَيكَ مِن كِتابِ رَبّكَ لا مُبَدّلَ لِكَلِماتِهِ وَ لَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلتَحَداًمريم أَ فَرَأَيتَ ألّذِي كَفَرَ بِآياتِنا وَ قالَ لَأُوتَيَنّ مالًا وَ وَلَداً أَطّلَعَ الغَيبَ أَمِ اتّخَذَ عِندَ الرّحمنِ عَهداً كَلّا سَنَكتُبُ ما يَقُولُ وَ نَمُدّ لَهُ مِنَ العَذابِ مَدّا وَ نَرِثُهُ ما يَقُولُ وَ يَأتِينا فَرداً و قال تعالي فَإِنّما يَسّرناهُ بِلِسانِكَ لِتُبَشّرَ بِهِ المُتّقِينَ وَ تُنذِرَ بِهِ قَوماً لُدّاطه كَذلِكَ نَقُصّ عَلَيكَ مِن أَنباءِ ما قَد سَبَقَ وَ قَد آتَيناكَ مِن لَدُنّا ذِكراً مَن أَعرَضَ عَنهُ فَإِنّهُ يَحمِلُ يَومَ القِيامَةِ وِزراًالأنبياءوَ إِذا رَآكَ الّذِينَ كَفَرُوا إِن يَتّخِذُونَكَ إِلّا هُزُواً أَ هذَا ألّذِي يَذكُرُ آلِهَتَكُم وَ هُم بِذِكرِ الرّحمنِ هُم كافِرُونَالحج وَ مِنَ النّاسِ مَن يُجادِلُ فِي اللّهِ بِغَيرِ عِلمٍ وَ يَتّبِعُ كُلّ شَيطانٍ مَرِيدٍ كُتِبَ عَلَيهِ أَنّهُ مَن تَوَلّاهُ فَأَنّهُ يُضِلّهُ وَ يَهدِيهِ إِلي عَذابِ السّعِيرِ و قال تعالي قُل يا أَيّهَا النّاسُ إِنّما أَنَا لَكُم نَذِيرٌ مُبِينٌ


صفحه : 152

و قال تعالي لِكُلّ أُمّةٍ جَعَلنا مَنسَكاً هُم ناسِكُوهُ فَلا يُنازِعُنّكَ فِي الأَمرِ وَ ادعُ إِلي رَبّكَ إِنّكَ لَعَلي هُديً مُستَقِيمٍالفرقان وَ ما أَرسَلناكَ إِلّا مُبَشّراً وَ نَذِيراً قُل ما أَسئَلُكُم عَلَيهِ مِن أَجرٍ إِلّا مَن شاءَ أَن يَتّخِذَ إِلي رَبّهِ سَبِيلًا وَ تَوَكّل عَلَي الحيَ‌ّ ألّذِي لا يَمُوتُ وَ سَبّح بِحَمدِهِ وَ كَفي بِهِ بِذُنُوبِ عِبادِهِ خَبِيراًالشعراءلَعَلّكَ باخِعٌ نَفسَكَ أَلّا يَكُونُوا مُؤمِنِينَ إِن نَشَأ نُنَزّل عَلَيهِم مِنَ السّماءِ آيَةً فَظَلّت أَعناقُهُم لَها خاضِعِينَ و قال تعالي وَ أَنذِر عَشِيرَتَكَ الأَقرَبِينَفاطرإِنّ اللّهَ يُسمِعُ مَن يَشاءُ وَ ما أَنتَ بِمُسمِعٍ مَن فِي القُبُورِ إِن أَنتَ إِلّا نَذِيرٌ إِنّا أَرسَلناكَ بِالحَقّ بَشِيراً وَ نَذِيراًيس لِيُنذِرَ مَن كانَ حَيّا وَ يَحِقّ القَولُ عَلَي الكافِرِينَالمؤمن فَاصبِر إِنّ وَعدَ اللّهِ حَقّ فَإِمّا نُرِيَنّكَ بَعضَ ألّذِي نَعِدُهُم أَو نَتَوَفّيَنّكَ فَإِلَينا يُرجَعُونَحمعسق فَلِذلِكَ فَادعُ وَ استَقِم كَما أُمِرتَ وَ لا تَتّبِع أَهواءَهُم وَ قُل آمَنتُ بِما أَنزَلَ اللّهُ مِن كِتابٍ وَ أُمِرتُ لِأَعدِلَ بَينَكُمُ اللّهُ رَبّنا وَ رَبّكُم لَنا أَعمالُنا وَ لَكُم أَعمالُكُم لا حُجّةَ بَينَنا وَ بَينَكُمُ اللّهُ يَجمَعُ بَينَنا وَ إِلَيهِ المَصِيرُ و قال تعالي ما كُنتَ تدَريِ‌ مَا الكِتابُ وَ لَا الإِيمانُ وَ لكِن جَعَلناهُ نُوراً نهَديِ‌ بِهِ مَن نَشاءُ مِن عِبادِنا وَ إِنّكَ لتَهَديِ‌ إِلي صِراطٍ مُستَقِيمٍ صِراطِ اللّهِ ألّذِي لَهُ ما فِي السّماواتِ وَ ما فِي الأَرضِ أَلا إِلَي اللّهِ تَصِيرُ الأُمُورُالزخرف فَإِمّا نَذهَبَنّ بِكَ فَإِنّا مِنهُم مُنتَقِمُونَ أَو نُرِيَنّكَ ألّذِي وَعَدناهُم فَإِنّا عَلَيهِم مُقتَدِرُونَ فَاستَمسِك باِلذّيِ‌ أوُحيِ‌َ إِلَيكَ إِنّكَ عَلي صِراطٍ مُستَقِيمٍ وَ إِنّهُ لَذِكرٌ لَكَ وَ لِقَومِكَ وَ سَوفَ تُسئَلُونَالفتح إِنّا أَرسَلناكَ شاهِداً وَ مُبَشّراً وَ نَذِيراً لِتُؤمِنُوا بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ وَ تُعَزّرُوهُ وَ تُوَقّرُوهُ وَ تُسَبّحُوهُ بُكرَةً وَ أَصِيلًا


صفحه : 153

الذاريات فَتَوَلّ عَنهُم فَما أَنتَ بِمَلُومٍ وَ ذَكّر فَإِنّ الذّكري تَنفَعُ المُؤمِنِينَالطورفَذَكّر فَما أَنتَ بِنِعمَةِ رَبّكَ بِكاهِنٍ وَ لا مَجنُونٍالنجم فَأَعرِض عَن مَن تَوَلّي عَن ذِكرِنا وَ لَم يُرِد إِلّا الحَياةَ الدّنيا إلي قوله تعالي هذا نَذِيرٌ مِنَ النّذُرِ الأُوليالقمرفَتَوَلّ عَنهُمالقلم فَلا تُطِعِ المُكَذّبِينَ وَدّوا لَو تُدهِنُ فَيُدهِنُونَ وَ لا تُطِع كُلّ حَلّافٍ مَهِينٍ هَمّازٍ مَشّاءٍ بِنَمِيمٍ مَنّاعٍ لِلخَيرِ مُعتَدٍ أَثِيمٍ عُتُلّ بَعدَ ذلِكَ زَنِيمٍ إلي آخر الآيات المعارج سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ لِلكافِرينَ لَيسَ لَهُ دافِعٌ مِنَ اللّهِ ذيِ‌ المَعارِجِ و قال تعالي فَما لِ الّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهطِعِينَ عَنِ اليَمِينِ وَ عَنِ الشّمالِ عِزِينَ أَ يَطمَعُ كُلّ امر‌ِئٍ مِنهُم أَن يُدخَلَ جَنّةَ نَعِيمٍ إلي آخر السورة المزمل إِنّا أَرسَلنا إِلَيكُم رَسُولًا شاهِداً عَلَيكُم كَما أَرسَلنا إِلي فِرعَونَ رَسُولًا فَعَصي فِرعَونُ الرّسُولَ فَأَخَذناهُ أَخذاً وَبِيلًاالمدثر 1-يا أَيّهَا المُدّثّرُ قُم فَأَنذِر إلي قوله ذرَنيِ‌ وَ مَن خَلَقتُ وَحِيداً وَ جَعَلتُ لَهُ مالًا مَمدُوداً وَ بَنِينَ شُهُوداً وَ مَهّدتُ لَهُ تَمهِيداً ثُمّ يَطمَعُ أَن أَزِيدَ كَلّا إِنّهُ كانَ لِآياتِنا عَنِيداً سَأُرهِقُهُ صَعُوداً إِنّهُ فَكّرَ وَ قَدّرَ فَقُتِلَ كَيفَ قَدّرَ ثُمّ قُتِلَ كَيفَ قَدّرَ ثُمّ نَظَرَ ثُمّ عَبَسَ وَ بَسَرَ ثُمّ أَدبَرَ وَ استَكبَرَ فَقالَ إِن هذا إِلّا سِحرٌ يُؤثَرُ إِن هذا إِلّا قَولُ البَشَرِ سَأُصلِيهِ سَقَرَ إلي قوله تعالي فَما لَهُم عَنِ التّذكِرَةِ مُعرِضِينَ كَأَنّهُم حُمُرٌ مُستَنفِرَةٌ فَرّت مِن قَسوَرَةٍ بَل يُرِيدُ كُلّ امر‌ِئٍ مِنهُم أَن يُؤتي صُحُفاً مُنَشّرَةًالقيامةفَلا صَدّقَ وَ لا صَلّي وَ لكِن كَذّبَ وَ تَوَلّي ثُمّ ذَهَبَ إِلي أَهلِهِ يَتَمَطّي أَولي لَكَ فَأَولي ثُمّ أَولي لَكَ فَأَولي


صفحه : 154

النبأعَمّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النّبَإِ العَظِيمِ ألّذِي هُم فِيهِ مُختَلِفُونَعبس قُتِلَ الإِنسانُ ما أَكفَرَهُ مِن أَيّ شَيءٍ خَلَقَهُ مِن نُطفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدّرَهُ ثُمّ السّبِيلَ يَسّرَهُ ثُمّ أَماتَهُ فَأَقبَرَهُ ثُمّ إِذا شاءَ أَنشَرَهُ كَلّا لَمّا يَقضِ ما أَمَرَهُالتكويرإِنّهُ لَقَولُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ذيِ‌ قُوّةٍ عِندَ ذيِ‌ العَرشِ مَكِينٍ مُطاعٍ ثَمّ أَمِينٍ وَ ما صاحِبُكُم بِمَجنُونٍ وَ لَقَد رَآهُ بِالأُفُقِ المُبِينِ وَ ما هُوَ عَلَي الغَيبِ بِضَنِينٍ وَ ما هُوَ بِقَولِ شَيطانٍ رَجِيمٍ فَأَينَ تَذهَبُونَ إِن هُوَ إِلّا ذِكرٌ لِلعالَمِينَ لِمَن شاءَ مِنكُم أَن يَستَقِيمَالمطففين إِنّ الّذِينَ أَجرَمُوا كانُوا مِنَ الّذِينَ آمَنُوا يَضحَكُونَ وَ إِذا مَرّوا بِهِم يَتَغامَزُونَ وَ إِذَا انقَلَبُوا إِلي أَهلِهِمُ انقَلَبُوا فَكِهِينَ وَ إِذا رَأَوهُم قالُوا إِنّ هؤُلاءِ لَضالّونَ وَ ما أُرسِلُوا عَلَيهِم حافِظِينَ فَاليَومَ الّذِينَ آمَنُوا مِنَ الكُفّارِ يَضحَكُونَ عَلَي الأَرائِكِ يَنظُرُونَ هَل ثُوّبَ الكُفّارُ ما كانُوا يَفعَلُونَالأعلي سَنُقرِئُكَ فَلا تَنسي إِلّا ما شاءَ اللّهُ إِنّهُ يَعلَمُ الجَهرَ وَ ما يَخفي وَ نُيَسّرُكَ لِليُسري فَذَكّر إِن نَفَعَتِ الذّكري سَيَذّكّرُ مَن يَخشي وَ يَتَجَنّبُهَا الأَشقَي ألّذِي يَصلَي النّارَ الكُبري ثُمّ لا يَمُوتُ فِيها وَ لا يَحييالغاشيةفَذَكّر إِنّما أَنتَ مُذَكّرٌ لَستَ عَلَيهِم بِمُصَيطِرٍ إِلّا مَن تَوَلّي وَ كَفَرَ فَيُعَذّبُهُ اللّهُ العَذابَ الأَكبَرَ إِنّ إِلَينا إِيابَهُم ثُمّ إِنّ عَلَينا حِسابَهُمالبلدلا أُقسِمُ بِهذَا البَلَدِ وَ أَنتَ حِلّ بِهذَا البَلَدِ وَ والِدٍ وَ ما وَلَدَ لَقَد خَلَقنَا الإِنسانَ فِي كَبَدٍ أَ يَحسَبُ أَن لَن يَقدِرَ عَلَيهِ أَحَدٌ يَقُولُ أَهلَكتُ مالًا لُبَداً أَ يَحسَبُ أَن لَم يَرَهُ أَحَدٌ أَ لَم نَجعَل لَهُ عَينَينِ وَ لِساناً وَ شَفَتَينِ وَ هَدَيناهُ النّجدَينِالعلق اقرَأ بِاسمِ رَبّكَ ألّذِي خَلَقَ خَلَقَ الإِنسانَ مِن عَلَقٍ اقرَأ وَ رَبّكَ الأَكرَمُ ألّذِي عَلّمَ بِالقَلَمِ عَلّمَ الإِنسانَ ما لَم يَعلَم إلي آخر السورة البينةلَم يَكُنِ الّذِينَ كَفَرُوا مِن أَهلِ الكِتابِ وَ المُشرِكِينَ مُنفَكّينَ حَتّي


صفحه : 155

تَأتِيَهُمُ البَيّنَةُ رَسُولٌ مِنَ اللّهِ يَتلُوا صُحُفاً مُطَهّرَةً فِيها كُتُبٌ قَيّمَةٌ وَ ما تَفَرّقَ الّذِينَ أُوتُوا الكِتابَ إِلّا مِن بَعدِ ما جاءَتهُمُ البَيّنَةُالقريش لِإِيلافِ قُرَيشٍ إِيلافِهِم رِحلَةَ الشّتاءِ وَ الصّيفِالسورة الماعون أَ رَأَيتَ ألّذِي يُكَذّبُ بِالدّينِالسورة الجحدقُل يا أَيّهَا الكافِرُونَالسورة تبت تَبّت يَدا أَبِي لَهَبٍالسورة الفلق قُل أَعُوذُ بِرَبّ الفَلَقِ إلي آخر السورة تفسير قال البيضاوي‌مِن خَيرٍفسر الخير بالوحي‌ وبالعلم والنصرة ولعل المراد به مايعم ذلك .وَ يُعَلّمُكُم ما لَم تَكُونُوا تَعلَمُونَ أي بالفكر والنظر إذ لاطريق إلي معرفته سوي الوحي‌.وَ اذكُرُوا نِعمَتَ اللّهِ عَلَيكُمالتي‌ من جملتها الهداية وبعثة محمدص بالشكر والقيام بحقوقهاوَ ما أَنزَلَ عَلَيكُم مِنَ الكِتابِ وَ الحِكمَةِالقرآن والسنةيَعِظُكُم بِهِبما أنزل عليكم .إِذ كُنتُم أَعداءً أي في الجاهلية متقاتلين فَأَلّفَ بَينَ قُلُوبِكُمبالإسلام فَأَصبَحتُم بِنِعمَتِهِ إِخواناًمتحابين مجتمعين علي الأخوة في الله وقيل كان الأوس والخزرج أخوين لأبوين فوقع بين أولادهما العداوة وتطاولت الحروب مائة وعشرين سنة حتي أطفأها الله بالإسلام وألف بينهم برسول الله ص .وَ كُنتُم عَلي شَفا حُفرَةٍ مِنَ النّارِمشرفين علي الوقوع في نار جهنم لكفركم إذ لوأدرككم الموت في تلك الحالة لوقعتم في النارفَأَنقَذَكُم مِنهابالإسلام وشفا البئر طرفها وجانبها.


صفحه : 156

قال الطبرسي‌ رحمه الله قال مقاتل افتخر رجلان من الأوس والخزرج ثعلبة بن غنم من الأوس وأسعد بن زرارة من الخزرج فقال الأوسي‌ منا خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين ومنا حنظلة غسيل الملائكة ومنا عاصم بن ثابت بن أفلح حمي الديار ومنا سعد بن معاذ ألذي اهتز عرش الرحمن له ورضي‌ الله بحكمه في بني‌ قريظة و قال الخزرجي‌ منا أربعة أحكموا القرآن أبي بن كعب ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت و أبوزيد ومنا سعد بن عبادة خطيب الأنصار ورئيسهم فجري الحديث بينهما تعصبا وتفاخرا وناديا فجاء الأوس إلي الأوسي‌ والخزرج إلي الخزرجي‌ ومعهم السلاح فبلغ ذلك النبي ص فركب حمارا وأتاهم فأنزل الله هذه الآيات فقرأها عليهم فاصطلحوا. قوله تعالي مِن أَنفُسِهِم قال البيضاوي‌ من نسبهم أو من جنسهم عربيا مثلهم ليفهموا كلامه بسهولة ويكونوا واقفين علي حاله في الصدق والأمانة مفتخرين به وقر‌ئ من أنفسهم أي من أشرفهم لأنه ص كان من أشرف القبائل وَ يُزَكّيهِميطهرهم من دنس الطبائع وسوء العقائد والأعمال وَ إِن كانُوا إن هي‌ المخففة.ما أَصابَكَ مِن حَسَنَةٍ من نعمةفَمِنَ اللّهِ أي تفضلا منه وَ ما أَصابَكَ مِن سَيّئَةٍ من بليةفَمِن نَفسِكَلأنها السبب فيهالاجتلابها بالمعاصي‌. قال الطبرسي‌ قيل خطاب للنبي‌ص والمراد به الأمة وقيل خطاب للإنسان أي ماأصابك أيها الإنسان . قوله حَفِيظاً أي تحفظ عليهم أعمالهم وتحاسبهم عليها إنماعَلَيكَ البَلاغُ وَ


صفحه : 157

عَلَينَا الحِسابُ.إِنّا أَوحَينا إِلَيكَ كَما أَوحَينا قال البيضاوي‌ جواب لأهل الكتاب عن اقتراحهم أن ينزل عليهم كتابا من السماء واحتجاج عليهم بأن أمره في الوحي‌ كسائر الأنبياءلكِنِ اللّهُ يَشهَدُاستدراك عن مفهوم ماقبله وكأنه لماتعنتوا عليه بسؤال كتاب ينزل عليهم من السماء واحتج عليهم بقوله إِنّا أَوحَينا إِلَيكَ قال إنهم لايشهدون ولكِنِ اللّهُ يَشهَدُ أوإنهم أنكروه ولكن الله يثبته ويقرره بِما أَنزَلَ إِلَيكَ من القرآن المعجز الدال علي نبوتك روي‌ أنه لمانزلت إِنّا أَوحَينا إِلَيكَقالوا مانشهد لك فنزلت أَنزَلَهُ بِعِلمِهِأنزله متلبسا بعلمه الخاص به و هوالعلم بتأليفه علي نظم يعجز عنه كل بليغ أوبحال من يستعد النبوة ويستأهل نزول الكتاب عليه أوبعلمه ألذي يحتاج إليه الناس في معاشهم ومعادهم وَ المَلائِكَةُ يَشهَدُونَأيضا بنبوتك وَ كَفي بِاللّهِ شَهِيداً أي وكفي بما أقام من الحجج علي صحة نبوتك عن الاستشهاد بغيره . قوله تعالي بَلّغ ما أُنزِلَ إِلَيكَ مِن رَبّكَأقول سيأتي‌ أنها نزلت في ولاية أمير المؤمنين ع .وَ اللّهُ يَعلَمُ ما تُبدُونَ وَ ما تَكتُمُونَ أي من تصديق أوتكذيب أوالأعم . قوله تعالي قُل أَ غَيرَ اللّهِ قال الطبرسي‌ رحمه الله قيل إن أهل مكة قالوا لرسول الله ص يا محمدتركت ملة قومك و قدعلمنا أنه لايحملك علي ذلك إلاالفقر فإنا نجمع لك من أموالنا حتي تكون من أغنانا فنزلت . قوله تعالي قَد نَعلَمُ إِنّهُ لَيَحزُنُكَ ألّذِي يَقُولُونَ قال الطبرسي‌ رحمه الله أي مايقولون إنك شاعر أومجنون وأشباه ذلك فَإِنّهُم لا يُكَذّبُونَكَقرأ نافع والكسائي‌ والأعشي عن أبي بكر لايكذبونك بالتخفيف و هوقراءة علي ع والمروي‌ عن الصادق ع والباقون بفتح الكاف والتشديد واختلف في معناه علي وجوه .أحدها لايكذبونك بقلوبهم اعتقادا و إن كانوا يظهرون بأفواههم التكذيب عنادا


صفحه : 158

و هوقول أكثر المفسرين ويؤيده ما روُيِ‌َ عَن سَلّامِ بنِ مِسكِينٍ عَن أَبِي يَزِيدَ المدَنَيِ‌ّ أَنّ رَسُولَ اللّهِ لقَيِ‌َ أَبَا جَهلٍ فَصَافَحَهُ أَبُو جَهلٍ فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ وَ اللّهِ إنِيّ‌ لَأَعلَمُ أَنّهُ صَادِقٌ وَ لَكِن مَتَي كُنّا تَبَعاً لِعَبدِ مَنَافٍ فَأَنزَلَ اللّهُ هَذِهِ الآيَةَ

. وثانيها أن المعني لايكذبونك بحجة و لايتمكنون من إبطال ماجئت به ببرهان ويؤيده ما

روُيِ‌َ عَن عَلِيّ ع أَنّهُ كَانَ يَقرَأُ لَا يُكَذّبُونَكَ وَ يَقُولُ إِنّ المُرَادَ بِهَا أَنّهُم لَا يُؤتُونَ بِحَقّ هُوَ أَحَقّ مِن حَقّكَ.

وثالثها أن المراد لايصادفونك كاذبا. ورابعها أن المراد لاينسبونك إلي الكذب فيما أتيت به لأنك كنت عندهم أمينا صدوقا وإنما يدفعون ماأتيت به ويقصدون التكذيب بآيات الله . وخامسها أن المراد أن تكذيبك راجع إلي‌ ولست مختصا به لأنك رسول فمن رد عليك فقد رد علي . قوله تعالي قُل لا أَسئَلُكُم عَلَيهِ أي علي التبليغ وقيل القرآن أَجراً أي جعلا من قبلكم إِن هُوَ أي التبليغ وقيل القرآن أوالغرض إِلّا ذِكري لِلعالَمِينَتذكير وعظة لهم . قوله تعالي وَ لا تَسُبّوا قال الطبرسي‌ رحمه الله قال ابن عباس لمانزلت إِنّكُم وَ ما تَعبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ حَصَبُ جَهَنّمَالآية قال المشركون يا محمدلتنتهين عن سب آلهتنا أولنهجون ربك فنزلت الآية و قال قتادة كان المسلمون يسبون أصنام الكفار فنهاهم الله عن ذلك لئلا يسبوا الله فإنهم قوم جهلة و

سُئِلَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع عَن قَولِ النّبِيّص إِنّ الشّركَ أَخفَي مِن دَبِيبِ النّملِ عَلَي صَفوَانَةٍ سَودَاءَ فِي لَيلَةٍ ظَلمَاءَ فَقَالَ كَانَ المُؤمِنُونَ يَسُبّونَ مَا يَعبُدُ المُشرِكُونَ مِن دُونِ اللّهِ وَ كَانَ المُشرِكُونَ يَسُبّونَ مَا يَعبُدُ المُؤمِنُونَ فَنَهَي اللّهُ المُؤمِنِينَ عَن سَبّ آلِهَتِهِم لِكَيلَا يَسُبّوا الكُفّارُ إِلَهَ المُؤمِنِينَ فَيَكُونَ


صفحه : 159

المُؤمِنُونَ قَد أَشرَكُوا مِن حَيثُ لَا يَعلَمُونَ.

و في قوله أَ وَ مَن كانَ مَيتاًقيل إنها نزلت في حمزة بن عبدالمطلب و أبي جهل و ذلك أن أباجهل آذي رسول الله ص فأخبر بذلك حمزة و هو علي دين قومه فغضب وجاء ومعه قوس فضرب بهارأس أبي جهل وآمن عن ابن عباس وقيل نزلت في عمار بن ياسر حين آمن و أبي جهل عن عكرمة و هوالمروي‌ عن أبي جعفر ع وقيل إنها عامة في كل مؤمن وكافر. قوله تعالي إنِيّ‌ رَسُولُ اللّهِ إِلَيكُم قال البيضاوي‌ الخطاب عام و كان رسول الله مبعوثا إلي كافة الثقلين وسائر الرسل إلي أقوامهم جَمِيعاًحال من إليكم ألّذِي لَهُ مُلكُ السّماواتِ وَ الأَرضِصفة لله أومدح منصوب أومرفوع أومبتدأ خبره لا إِلهَ إِلّا هُوَ و علي الوجوه الأول بيان لماقبله يحُييِ‌ وَ يُمِيتُمزيد تقرير لاختصاصه بالألوهية. قوله تعالي وَ إِذ قالُوا أللّهُمّ قال الطبرسي‌ رحمه الله القائل لذلك النضر بن الحارث وروي‌ في الصحيحين أنه من قول أبي جهل وَ ما كانَ اللّهُ لِيُعَذّبَهُم أي أهل مكة بعذاب الاستيصال وَ أَنتَ فِيهِم أي و أنت مقيم بين أظهرهم قال ابن عباس إن الله لم يعذب قومه حتي أخرجوه منهاوَ ما كانَ اللّهُ مُعَذّبَهُم وَ هُم يَستَغفِرُونَ أي وفيهم بقية المؤمنين بعدخروجك من مكة و ذلك أن النبي ص لماخرج من مكة بقيت فيهابقية من المؤمنين لم يهاجروا لعذر وكانوا علي عزم الهجرة فرفع الله العذاب عن مشركي‌ مكة لحرمة استغفارهم فلما خرجوا أذن الله في فتح مكة وقيل معناه و مايعذبهم الله بعذاب الاستيصال في الدنيا وهم يقولون غفرانك ربنا وإنما يعذبهم علي شركهم في الآخرة

وَ فِي تَفسِيرِ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ لَمّا قَالَ النّبِيّص لِقُرَيشٍ إنِيّ‌ أَقتُلُ جَمِيعَ مُلُوكِ الدّنيَا وَ أَجُرّ المُلكَ إِلَيكُم فأَجَيِبوُنيِ‌ إِلَي مَا أَدعُوكُم إِلَيهِ تَملِكُونَ بِهَا العَرَبَ وَ يَدِينُ لَكُمُ العَجَمُ فَقَالَ أَبُو جَهلٍأللّهُمّ إِن كانَ هذا هُوَ الحَقّالآيَةَ حَسَداً لِرَسُولِ اللّهِص ثُمّ قَالَ غُفرَانَكَ أللّهُمّ رَبّنَا فَأَنزَلَ اللّهُوَ ما كانَ اللّهُ لِيُعَذّبَهُمالآيَةَ

و لماهموا بقتل رسول الله ص و


صفحه : 160

أخرجوه من مكة أنزل الله سبحانه وَ ما لَهُم أَلّا يُعَذّبَهُمُ اللّهُالآية فعذبهم الله بالسيف يوم بدر وقتلوا وقيل معناه لواستغفروا لم يعذبهم و في ذلك استدعاء للاستغفار و قال مجاهد و في أصلابهم من يستغفروَ ما كانُوا أي المشركون أَولِياءَهُ أي أولياء المسجد الحرام إِن أَولِياؤُهُ أي ماأولياء المسجد الحرام إِلّا المُتّقُونَ هذا هوالمروي‌ عن أبي جعفر ع وَ ما كانَ صَلاتُهُم أي صلاة هؤلاء المشركين الصادين عن المسجد الحرام إِلّا مُكاءً وَ تَصدِيَةً قال ابن عباس كانت قريش يطوفون بالبيت عراة يصفرون ويصفقون وصلاتهم معناه دعاؤهم أي يقيمون المكاء والتصدية مكان الدعاء والتسبيح وقيل أراد ليست لهم صلاة و لاعبادة وإنما يحصل منهم ما هوضرب من اللهو واللعب فالمسلمون الذين يطيعون الله ويعبدونه عند هذاالبيت أحق بمنع المشركين منه . وروي‌ أن النبي ص كان إذاصلي في المسجد الحرام قام رجلان من بني‌ عبدالدار عن يمينه فيصفران ورجلان عن يساره فيصفقان بأيديهما فيخلطان عليه صلاته فقتلهم الله جميعا ببدر ولهم يقول ولبقية بني‌ عبدالدارفَذُوقُوا العَذابَ أي عذاب السيف يوم بدر أوعذاب الآخرة.بَعضَ ألّذِي نَعِدُهُم أي من العقوبة في الدنيا ومنها وقعة بدرأَو نَتَوَفّيَنّكَ أي نميتنك قبل أن ينزل ذلك بهم قيل إن الله سبحانه وعد نبيه ص أن ينتقم له منهم إما في حياته أو بعدوفاته و لم يحده بوقت . قوله تعالي وَ إِن كُنتَ مِن قَبلِهِ أي قبل الوحي‌ أوالقرآن لَمِنَ الغافِلِينَ عن الحكم والقصص التي‌ في القرآن .قُل هذِهِ سبَيِليِ‌ أي طريقتي‌ وسنتي‌أَدعُوا إِلَي اللّهِ أي إلي توحيده وعدله ودينه عَلي بَصِيرَةٍ علي يقين ومعرفة وحجة لا علي وجه التقليد والظن أَنَا وَ مَنِ اتبّعَنَيِ‌ أي أدعوكم أنا ويدعوكم أيضا من آمن بي‌ واتبعني‌ وسيأتي‌ أن المراد به أمير المؤمنين ع وَ سُبحانَ اللّهِ أي سبح الله تسبيحا أوقل سبحان الله وقيل اعتراض بين الكلامين .


صفحه : 161

قوله وَ لِكُلّ قَومٍ هادٍ أي أنت هاد لكل قوم أوالمعني جعل الله لكل قوم هاديا وستأتي‌ الأخبار في ذلك في كتاب الإمامة. قوله تعالي وَ إِن ما نُرِيَنّكَ بَعضَ ألّذِي نَعِدُهُم قال الطبرسي‌ أي نعد هؤلاء الكفار من نصر المؤمنين عليهم وتمكينك منهم بالقتل والأسر واغتنام الأموال أَو نَتَوَفّيَنّكَ أي نقبضنك إلينا قبل أن نريك ذلك و بين بذلك أن بعض ذلك في حياته وبعضه بعدوفاته فَإِنّما عَلَيكَ البَلاغُ وَ عَلَينَا الحِسابُ أي عليك أن تبلغهم ماأرسلناك به إليهم وتقوم بما أمرناك بالقيام به وعلينا حسابهم ومجازاتهم والانتقام منهم إما عاجلا وإما آجلا و في هذادلالة علي أن الإسلام سيظهر علي سائر الأديان في أيامه و بعدوفاته و قدوقع المخبر به علي وفق الخبر.وَ لا تَحزَن عَلَيهِم أي علي كفار قريش إن لم يؤمنوا ونزل بهم العذاب وَ اخفِض جَناحَكَ أي تواضع لِلمُؤمِنِينَ وأصله أن الطائر إذاضم فرخه إلي نفسه بسط جناحه ثم خفضه فَاصدَع بِما تُؤمَرُ أي أظهر وأعلن وصرح بما أمرت به غيرخائف وَ أَعرِض عَنِ المُشرِكِينَ أي لاتخاصمهم إلي أن تؤمر بقتالهم أو لاتلتفت إليهم و لاتخف منهم وَ كُن مِنَ السّاجِدِينَ أي المصلين حَتّي يَأتِيَكَ اليَقِينُ أي الموت المتيقن .بِالحِكمَةِ أي القرآن وقيل هي‌ المعرفة بمراتب الأفعال في الحسن والقبح والصلاح والفسادوَ المَوعِظَةِ الحَسَنَةِهي‌ الصرف عن القبيح علي وجه الترغيب في تركه والتزهيد في فعله وَ جادِلهُم باِلتّيِ‌ هيِ‌َ أَحسَنُ أي ناظرهم بالقرآن وبأحسن ماعندك من الحجج وقيل هو أن يجادلهم علي قدر مايحتملونه

كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيثِ أُمِرنَا مَعَاشِرَ الأَنبِيَاءِ أَن نُكَلّمَ النّاسَ عَلَي قَدرِ عُقُولِهِم.

قوله تعالي نَحنُ أَعلَمُ بِما يَستَمِعُونَ بِهِ قدمر تفسيره في كتاب الإحتجاج . قوله لا مُبَدّلَ لِكَلِماتِهِ أي لآياته وكتبه أومواعيده وتقديراته أوأنبيائه وحججه


صفحه : 162

صلوات الله عليهم قوله مُلتَحَداً أي ملجأ ومعدلا ومحيصا. قوله تعالي أَ فَرَأَيتَ ألّذِي كَفَرَ بِآياتِنا قال الطبرسي‌ رحمه الله روي‌ في الصحيح عن خباب بن الأرت قال كنت رجلا غنيا و كان لي علي العاص بن وائل دين فأتيته أتقاضاه فقال لي لاأقضيك حتي تكفر بمحمد فقلت لن أكفر به حتي نموت ونبعث فقال فإني‌ لمبعوث بعدالموت فسوف أقضيك إذارجعت إلي مال وولد فنزلت . قوله تعالي لُدّااللد جمع الألد و هوالشديد الخصومةمِن لَدُنّا ذِكراً أي كتابا مشتملا علي الأقاصيص والأخبار حقيقا بالتفكر والاعتبار وقيل ذكرا جميلا بين الناس مَن أَعرَضَ عَنهُ عن الذكر أو عن الله فَإِنّهُ يَحمِلُ يَومَ القِيامَةِ وِزراًعقوبة ثقيلة فادحة علي كفره وذنوبه . قوله تعالي وَ مِنَ النّاسِ مَن يُجادِلُ قال الطبرسي‌ رحمه الله قيل المراد به النضر بن الحارث فإنه كان كثير الجدال و كان يقول الملائكة بنات الله والقرآن أساطير الأولين وينكر البعث . قوله تعالي لِكُلّ أُمّةٍ أي أهل دين جَعَلنا مَنسَكاًمتعبدا أوشريعة تعبدوا بهاهُم ناسِكُوهُينسكونه فَلا يُنازِعُنّكَسائر أرباب الملل فِي الأَمرِ في أمر الدين أوالنسائك لأنهم أهل عناد أولأن دينك أظهر من أن يقبل النزاع وقيل المراد نهي‌ الرسول عن الالتفات إلي قولهم وتمكينهم من المناظرة فإنها إنما تنفع طالب حق وهؤلاء أهل مراء وقيل نزلت في كفار خزاعة قالوا للمسلمين مالكم تأكلون ماقتلتم و لاتأكلون ماقتله الله إِلّا مَن شاءَ أي إلافعل من شاءأَن يَتّخِذَ إِلي رَبّهِ سَبِيلًا أن يتوب إليه ويطلب الزلفي عنده بالإيمان والطاعة فصور ذلك بصورة الأجر من حيث إنه مقصود فعله وقيل الاستثناء منقطع باخِعٌ نَفسَكَ أي قاتل نفسك أَلّا يَكُونُوا مُؤمِنِينَ


صفحه : 163

لئلا يؤمنوا أوخيفة أن لايؤمنواإِن نَشَأ نُنَزّل عَلَيهِم مِنَ السّماءِ آيَةً أي دلالة ملجئة إلي الإيمان أوبلية قاسرة إليه .وَ أَنذِر عَشِيرَتَكَ الأَقرَبِينَ قال الطبرسي‌ رحمه الله أي رهطك الأدنين واشتهرت القصة بذلك عندالخاص والعام و

فِي الخَبَرِ المَأثُورِ عَنِ البَرَاءِ بنِ عَازِبٍ أَنّهُ قَالَ لَمّا نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ جَمَعَ رَسُولُ اللّهِص بنَيِ‌ عَبدِ المُطّلِبِ وَ هُم يَومَئِذٍ أَربَعُونَ رَجُلًا الرّجُلُ مِنهُم يَأكُلُ المُسِنّةَ وَ يَشرَبُ العُسّ فَأَمَرَ عَلِيّاً ع بِرِجلِ شَاةٍ فَأَدَمَهَا ثُمّ قَالَ ادنُوا بِسمِ اللّهِ فَدَنَا القَومُ عَشَرَةً عَشَرَةً فَأَكَلُوا حَتّي صَدَرُوا ثُمّ دَعَا بِقَعبٍ مِن لَبَنٍ فَجَرَعَ مِنهُ جُرعَةً ثُمّ قَالَ هَلُمّوا اشرَبُوا بِسمِ اللّهِ فَشَرِبُوا حَتّي رَوُوا فَبَدَرَهُم أَبُو لَهَبٍ فَقَالَ هَذَا مَا سَحَرَكُم بِهِ الرّجُلُ فَسَكَتَص يَومَئِذٍ وَ لَم يَتَكَلّم ثُمّ دَعَاهُم مِنَ الغَدِ إِلَي مِثلِ ذَلِكَ مِنَ الطّعَامِ وَ الشّرَابِ ثُمّ أَنذَرَهُم رَسُولُ اللّهِ فَقَالَ يَا بنَيِ‌ عَبدِ المُطّلِبِ إنِيّ‌ أَنَا النّذِيرُ إِلَيكُم مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ البَشِيرُ فَأَسلِمُوا وَ أطَيِعوُنيِ‌ تَهتَدُوا ثُمّ قَالَ مَن يؤُاَخيِنيِ‌ وَ يوُاَزرِنُيِ‌ وَ يَكُونُ ولَيِيّ‌ وَ وصَيِيّ‌ بعَديِ‌ وَ خلَيِفتَيِ‌ فِي أهَليِ‌ وَ يقَضيِ‌ ديَنيِ‌ فَسَكَتَ القَومُ فَأَعَادَهَا ثَلَاثاً كُلّ ذَلِكَ يَسكُتُ القَومُ وَ يَقُولُ عَلِيّ أَنَا فَقَالَ فِي المَرّةِ الثّالِثَةِ أَنتَ فَقَامَ القَومُ وَ هُم يَقُولُونَ لأِبَيِ‌ طَالِبٍ أَطِع ابنَكَ فَقَد أُمّرَ عَلَيكَ

وَ روُيِ‌َ عَن أَبِي رَافِعٍ هَذِهِ القِصّةُ وَ أَنّهُ جَمَعَهُم فِي الشّعبِ فَصَنَعَ لَهُم رِجلَ شَاةٍ فَأَكَلُوا حَتّي تَضَلّعُوا وَ سَقَاهُم عُسّاً فَشَرِبُوا كُلّهُم حَتّي رَوُوا ثُمّ قَالَ إِنّ اللّهَ أمَرَنَيِ‌ أَنأَنذِر عَشِيرَتَكَ الأَقرَبِينَ وَ أَنتُم عشَيِرتَيِ‌ وَ رهَطيِ‌ وَ إِنّ اللّهَ لَم يَبعَث نَبِيّاً إِلّا وَ جَعَلَ لَهُ مِن أَهلِهِ أَخاً وَ وَزِيراً وَ وَارِثاً وَ وَصِيّاً وَ خَلِيفَةً فِي أَهلِهِ فَأَيّكُم يَقُومُ فيَبُاَيعِنُيِ‌ عَلَي أَنّهُ أخَيِ‌ وَ واَرثِيِ‌ وَ وزَيِريِ‌ وَ وصَيِيّ‌ وَ يَكُونُ منِيّ‌ بِمَنزِلَةِ هَارُونَ مِن مُوسَي إِلّا أَنّهُ لَا نبَيِ‌ّ بعَديِ‌ فَسَكَتَ القَومُ فَقَالَ لَيَقُومَنّ


صفحه : 164

قَائِمُكُم أَو لَيَكُونَنّ مِن غَيرِكُم ثُمّ لَتَندَمُنّ ثُمّ أَعَادَ الكَلَامَ ثَلَاثَ مَرّاتٍ فَقَامَ عَلِيّ ع فَبَايَعَهُ فَأَجَابَهُ ثُمّ قَالَ ادنُ منِيّ‌ فَدَنَا مِنهُ فَفَتَحَ فَاهُ وَ مَجّ فِي فِيهِ مِن رِيقِهِ وَ تَفَلَ بَينَ كَتِفَيهِ وَ ثَديَيهِ فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ بِئسَ مَا حَبَوتَ بِهِ ابنَ عَمّكَ أَن أَجَابَكَ فَمَلَأتَ فَاهُ وَ وَجهَهُ بُزَاقاً فَقَالَ النّبِيّص مَلَأتُهُ حُكماً وَ عِلماً.

وَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ لَمّا نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ صَعِدَ رَسُولُ اللّهِص عَلَي الصّفَا فَقَالَ يَا صَبَاحَاه فَاجتَمَعَت إِلَيهِ قُرَيشٌ فَقَالُوا مَا لَكَ فَقَالَ أَ رَأَيتُكُم إِن أَخبَرتُكُم أَنّ العَدُوّ مُصبِحُكُم أَو مُمسِيكُم مَا كُنتُم تصُدَقّوُننَيِ‌ قَالُوا بَلَي قَالَ فإَنِيّ‌نَذِيرٌ لَكُم بَينَ يدَيَ‌ عَذابٍ شَدِيدٍ قَالَ أَبُو لَهَبٍ تَبّاً لَكَ أَ لِهَذَا دَعَوتَنَا جَمِيعاً فَأَنزَلَ اللّهُ تَعَالَيتَبّت يَدا أَبِي لَهَبٍ إِلَي آخِرِ السّورَةِ

و في قراءة ابن مسعود وأنذر عشيرتك الأقربين ورهطك منهم المخلصين وروي‌ ذلك عن أبي عبد الله ع . قوله تعالي إِنّ اللّهَ يُسمِعُ مَن يَشاءُبهدايته فيوفقه لفهم آياته والاتعاظ بعظاته وَ ما أَنتَ بِمُسمِعٍ مَن فِي القُبُورِترشيح لتمثيل المصرين علي الكفر بالأموات ومبالغة في إقناطه عنهم إِن أَنتَ إِلّا نَذِيرٌفما عليك إلاالإنذار و أماالإسماع فلاإليك . قوله لِيُنذِرَ أي القرآن أوالرسول ص مَن كانَ حَيّا أي عاقلا فهما فإن الغافل كالميت أومؤمنا في علم الله فإن الحياة الأبدية بالإيمان وتخصيص الإنذار به لأنه المنتفع به وَ يَحِقّ القَولُ أي تجب كلمة العذاب عَلَي الكافِرِينَالمصرين علي الكفرفَاصبِر إِنّ وَعدَ اللّهِبهلاك الكفارحَقّكائن لامحالةفَإِمّا نُرِيَنّكَ مامزيدة لتأكيد الشرطبَعضَ ألّذِي نَعِدُهُم و هوالقتل والأسرأَو نَتَوَفّيَنّكَقبل أن تراه فَإِلَينا يُرجَعُونَ يوم القيامة فنجازيهم بأعمالهم . قوله تعالي لا حُجّةَ أي لاحجاج و لاخصومة. قوله تعالي فَاستَمسِك باِلذّيِ‌ أوُحيِ‌َ إِلَيكَ أي من القرآن بأن تتلوه حق تلاوته


صفحه : 165

وتتبع أوامره وتنتهي‌ عما نهي‌ فيه عنه إِنّكَ عَلي صِراطٍ مُستَقِيمٍ أي علي دين حق وَ إِنّهُ لَذِكرٌ لَكَ وَ لِقَومِكَ أي و إن القرآن ألذي أوحي‌ إليك لشرف لك ولقومك من قريش وَ سَوفَ تُسئَلُونَ عن شكر ماجعله الله لكم من الشرف أوعما يلزمكم من القيام بحق القرآن .أقول سيأتي‌ في الأخبار أن المراد بالقوم الأئمة ع وهم يسألون عن علم القرآن . قوله تعالي فَتَوَلّ عَنهُم أي فأعرض عن مجادلتهم بعد ماكررت عليهم الدعوة فأبوا إلاالإصرار والعنادفَما أَنتَ بِمَلُومٍ علي الإعراض بعد مابذلت جهدك في البلاغ وَ ذَكّر و لاتدع التذكير والموعظةفَإِنّ الذّكري تَنفَعُ المُؤمِنِينَ من قدر الله إيمانه أو من آمن فإنه يزداد بصيرة.فذكر فاثبت علي التذكير و لاتكترث بقولهم فَما أَنتَ بِنِعمَةِ رَبّكَبحمد الله وإنعامه بِكاهِنٍ وَ لا مَجنُونٍ كمايقولون .فَأَعرِض عَن مَن تَوَلّي أي عن دعوته والاهتمام بشأنه فإن من كانت الدنيا منتهي همته ومبلغ علمه لاتزيده الدعوة إلاعنادا.هذا نَذِيرٌ مِنَ النّذُرِ الأُولي أي هذاالقرآن نذير من جنس الإنذارات المتقدمة أو هذاالرسول نذير من جنس المنذرين الأولين .فَتَوَلّ عَنهُملعلمك أن الإنذار لايغني‌ فيهم قوله تعالي وَدّوا لَو تُدهِنُ فَيُدهِنُونَ أي تلين لهم في دينك فيلينون في دينهم كُلّ حَلّافٍ أي كثير الحلف بالباطل لقلة مبالاته بالكذب مَهِينٍ من المهانة وهي‌ القلة في الرأي‌ والتميز وقيل ذليل عند الله و عند الناس قيل يعني‌ الوليد بن المغيرة عرض عن النبي ص المال ليرجع عن دينه وقيل الأخنس بن شريق وقيل الأسود بن عبديغوث هَمّازٍ أي عياب مَشّاءٍ بِنَمِيمٍ أي يفسد بين الناس بالنميمةمَنّاعٍ لِلخَيرِ أي بخيل بالمال أو عن الإسلام مُعتَدٍمتجاوز في الظلم أَثِيمٍكثير الإثم عُتُلّ بَعدَ ذلِكَ أي جاف غليظ بعد ماعد من مثالبه زَنِيمٍ أي دعي‌ ملصق إلي قوم ليس


صفحه : 166

منهم أَن كانَ ذا مالٍ وَ بَنِينَ أي قال ذلك حينئذ لأن كان متمولا مستظهرا بالبنين من فرط غروره أوعلة للا تطع أي لاتطع من هذه مثالبه لأن كان ذا مال سَنَسِمُهُبالكي‌عَلَي الخُرطُومِ أي علي الأنف و قدأصاب أنف الوليد جراحة يوم بدر فبقي‌ أثره وقيل هوعبارة عن غاية الإذلال أونسود وجهه يوم القيامة. قوله تعالي سَأَلَ سائِلٌ قال البيضاوي‌ أي دعا داع به بمعني استدعاه ولذلك عدي‌ الفعل بالباء والسائل نضر بن الحارث فإنه قال إِن كانَ هذا هُوَ الحَقّ مِن عِندِكَ أو أبوجهل فإنه قال فَأَسقِط عَلَينا كِسَفاً مِنَ السّماءِسأله استهزاء أوالرسول استعجل بعذابهم .أقول ستأتي‌ أخبار كثيرة في أنها نزلت في النعمان بن الحارث الفهري‌ حين أنكر ولاية أمير المؤمنين ع و قال أللّهُمّ إِن كانَ هذا هُوَ الحَقّ مِن عِندِكَ فَأَمطِر عَلَينا حِجارَةً مِنَ السّماءِفرماه الله بحجر علي رأسه فقتله . قوله مُهطِعِينَ أي مسرعين عِزِينَ أي فرقا شتي قيل كان المشركون يحلقون حول رسول الله ص حلقا حلقا ويستهزءون بكلامه أَ يَطمَعُ كُلّ امر‌ِئٍ مِنهُم أَن يُدخَلَ جَنّةَ نَعِيمٍبلا إيمان و هوإنكار لقولهم لوصح مايقوله لنكونن فيهاأفضل حظا منهم كما في الدنيا.إِنّا أَرسَلنا إِلَيكُم رَسُولًا يا أهل مكةشاهِداً عَلَيكُميشهد عليكم يوم القيامة بالإجابة والامتناع وَبِيلًا أي ثقيلا. قوله تعالي يا أَيّهَا المُدّثّرُ قال الطبرسي‌ رحمه الله أي المتدثر بثيابه قال الأوزاعي‌ سمعت يحيي بن أبي كثير يقول سألت أباسلمة أي القرآن أنزل من قبل قال يا أَيّهَا المُدّثّرُفقلت أواقرَأ بِاسمِ رَبّكَ فقال سألت جابر بن عبد الله أي القرآن أنزل قبل قال يا أَيّهَا المُدّثّرُفقلت أواقرَأ قَالَ جَابِرٌ أُحَدّثُكُم مَا


صفحه : 167

حَدّثَنَا رَسُولُ اللّهِص قَالَ جَاوَرتُ بِحِرَاءَ شَهراً فَلَمّا قَضَيتُ جوَاَريِ‌ نَزَلتُ فَاستَبطَنتُ الواَديِ‌َ فَنُودِيتُ فَنَظَرتُ أمَاَميِ‌ وَ خلَفيِ‌ وَ عَن يمَيِنيِ‌ وَ عَن شمِاَليِ‌ فَلَم أَرَ أَحَداً ثُمّ نُودِيتُ فَرَفَعتُ رأَسيِ‌ فَإِذَا هُوَ عَلَي العَرشِ فِي الهَوَاءِ يعَنيِ‌ جَبرَئِيلَ ع فَقُلتُ دثَرّوُنيِ‌ دثَرّوُنيِ‌ فَصَبّوا عَلَيّ مَاءً فَأَنزَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّيا أَيّهَا المُدّثّرُ

و في رواية فخشيت منه فرقا حتي هويت إلي الأرض فجئت إلي أهلي‌ فقلت زملوني‌ فنزل يا أَيّهَا المُدّثّرُ قُم فَأَنذِر أي ليس بك ماتخافه من الشيطان إنما أنت نبي‌ فأنذر الناس وادعهم إلي التوحيد. و في هذا ما فيه لأن الله تعالي لايوحي‌ إلي رسوله إلابالبراهين النيرة والآيات البينة الدالة علي أن مايوحي إليه إنما هو من الله تعالي فلايحتاج إلي شيءسواها و لايفزع و لايفزع و لايفرق وقيل معناه ياأيها الطالب صرف الأذي بالدثار اطلبه بالإنذار وخوف قومك بالنار إن لم يؤمنوا وقيل إنه كان قدتدثر بشملة صغيرة لينام فقال ياأيها النائم قم من نومك فأنذر قومك وقيل إن المراد به الجد في الأمر والقيام بما أرسل به فكأنه قيل له لاتنم عما أمرتك به و هذا كماتقول العرب فلان لاينام في أمره إذاوصف بالجد وصدق العزيمة. و قال في قوله تعالي ذرَنيِ‌ وَ مَن خَلَقتُ وَحِيداًنزلت الآيات في الوليد بن المغيرة المخزومي‌ و ذلك أن قريشا اجتمعت في دار الندوة فقال لهم الوليد إنكم ذوو أحساب وذوو أحلام و إن العرب يأتونكم فينطلقون من عندكم علي أمر مختلف فأجمعوا أمركم علي شيءواحد ماتقولون في هذا الرجل قالوا نقول إنه شاعر فعبس عندها و قال قدسمعنا الشعر فما يشبه قوله الشعر فقالوا نقول إنه كاهن قال إذايأتونه فلايجدونه يحدث بما يحدث به الكهنة قالوا نقول إنه مجنون قال إذايأتونه فلايجدونه مجنونا قالوا نقول إنه ساحر قال و ماالساحر فقالوا بشر يحببون بين المتباغضين ويبغضون بين المتحابين قال فهو ساحر فخرجوا فكان


صفحه : 168

لايلقي أحد منهم النبي ص إلا قال ياساحر ياساحر واشتد عليه ذلك فأنزل الله تعالي يا أَيّهَا المُدّثّرُ إلي قوله إِلّا قَولُ البَشَرِ عن مجاهد ويروي أن النبي ص لماأنزل عليه حم تَنزِيلُ الكِتابِقام إلي المسجد والوليد بن المغيرة قريب منه يسمع قراءته فلما فطن النبي ص لاستماعه لقراءته أعاد قراءة الآية فانطلق الوليد حتي أتي مجلس قومه بني‌ مخزوم فقال و الله لقد سمعت من محمدآنفا كلاما ما هو من كلام الإنس و لا من كلام الجن و إن له لحلاوة و إن عليه لطلاوة و إن أعلاه لمثمر و إن أسفله لمعذق وإنه ليعلو و مايعلي ثم انصرف إلي منزله فقال قريش صبأ و الله الوليد و الله ليصبأن قريش كلهم و كان يقال للوليد ريحانة قريش فقال لهم أبوجهل أناأكفيكموه فانطلق فقعد إلي جنب الوليد حزينا فقال له ما لي أراك حزينا يا ابن أخي‌ قال هذه قريش يعيبونك علي كبر سنك ويزعمون أنك زينت كلام محمدفقام مع أبي جهل حتي أتي مجلس قومه فقال تزعمون أن محمدا مجنون فهل رأيتموه يخنق قط قالوا أللهم لا قال تزعمون أنه كاهن فهل رأيتم عليه شيئا من ذلك قالوا أللهم لا قال تزعمون أنه شاعر فهل رأيتموه أنه ينطق بشعر قط قالوا أللهم لا قال تزعمون أنه كذاب فهل جربتم عليه شيئا من الكذب قالوا أللهم لا و كان يسمي الصادق الأمين قبل النبوة من صدقه قالت قريش للوليد فما هوفتفكر في نفسه ثم نظر وعبس فقال ما هو إلاساحر أ مارأيتموه يفرق بين الرجل وأهله وولده ومواليه فهو ساحر و مايقوله سحر يؤثر.أقول قدمر تفسير الآيات في كتاب الاحتجاج . ثم قال رحمه الله في قوله عَلَيها تِسعَةَ عَشَرَقالوا لمانزلت هذه الآية قال أبوجهل لقريش ثكلتكم أمهاتكم أ ماتسمعون ابن أبي كبشة يخبركم أن خزنة النار


صفحه : 169

تسعة عشر وأنتم الدهم والشجعان أفيعجز كل عشرة منكم أن تبطشوا برجل من خزنة جهنم فقال أبوالأسد الجمحي‌ أناأكفيكم سبعة عشر عشرة علي ظهري‌ وسبعة علي بطني‌ فاكفوني‌ أنتم اثنين فنزل تمام الآيات . و قال رحمه الله في قوله كَأَنّهُم حُمُرٌ مُستَنفِرَةٌ أي وحشية نافرةفَرّت مِن قَسوَرَةٍيعني‌ الأسد عن عطاء والكلبي‌ قال ابن عباس الحمر الوحشية إذاعاينت الأسد هربت منه كذلك هؤلاء الكفار إذاسمعوا النبي ص يقرأ القرآن هربوا منه وقيل القسورة الرماة ورجال القنص بَل يُرِيدُ كُلّ امر‌ِئٍ مِنهُم أَن يُؤتي صُحُفاً مُنَشّرَةً أي كتبا من السماء تنزل إليهم بأسمائهم أن آمنوا بمحمد وقيل معناه أنهم يريدون صحفا من الله تعالي بالبراءة من العقوبة وإسباغ النعمة حتي يؤمنوا وقيل يريد كل واحد منهم أن يكون رسولا يوحي إليه متبوعا وأنف من أن يكون تابعا. و قال في قوله تعالي ثُمّ ذَهَبَ إِلي أَهلِهِ يَتَمَطّي أي رجع إليهم يتبختر ويختال في مشيه قيل إن المراد بذلك أبوجهل بن هشام أَولي لَكَ فَأَولي هذاتهديد من الله له والمعني وليك المكروه يا أباجهل وقرب منك وجاءت الرواية أن رسول الله ص أخذ بيد أبي جهل ثم قال له أَولي لَكَ فَأَولي ثُمّ أَولي لَكَ فَأَولي فقال أبوجهل بأي‌ شيءتهددني‌ لاتستطيع أنت و لاربك أن تفعلا بي‌ شيئا وإني‌ لأعز أهل هذاالوادي‌ فأنزل الله سبحانه كما قال له رسول الله ص وقيل معناه الذم أولي لك من تركه إلا أنه حذف وكثر في الكلام حتي صار بمنزلة الويل لك وصار من المحذوف ألذي لايجوز إظهاره وقيل هووعيد علي وعيد وقيل معناه وليك الشر في الدنيا وليك ثم وليك الشر في الآخرة وليك والتكرار للتأكيد وقيل بعدا لك من خيرات


صفحه : 170

الدنيا وبعدا لك من خيرات الآخرة وقيل أولي لك ماتشاهده يا أباجهل يوم بدر فأولي لك في القبر ثم أولي لك يوم القيامة ولذلك أدخل ثم فأولي لك في النار. و قال في قوله تعالي عَمّ يَتَساءَلُونَأصله عما قالوا لمابعث رسول الله ص وأخبرهم بتوحيد الله وبالبعث بعدالموت وتلا عليهم القرآن جعلوا يتساءلون بينهم أي يسأل بعضهم بعضا علي طريق الإنكار والتعجب فيقولون ماذا جاء به محمد و ما ألذي أتي به فأنزل الله عَمّ يَتَساءَلُونَ أي عن أي شيءيتساءلون والمعني تفخيم القصة ثم ذكر أن تساءلهم عما ذا فقال عَنِ النّبَإِ العَظِيمِ و هوالقرآن وقيل هونبأ القيامة وقيل كل مااختلفوا فيه من أصول الدين .أقول سيأتي‌ أنه ولاية أمير المؤمنين ع في أخبار كثيرة. و قال رحمه الله في قوله تعالي قُتِلَ الإِنسانُ أي عذب ولعن و هوإشارة إلي كل كافر وقيل هوأمية بن خلف وقيل عتبة بن أبي لهب إذ قال كفرت برب النجم إذاهوي ما أَكفَرَهُ أي ماأشد كفره وقيل إن ماللاستفهام أي أي شيءأوجب كفره أي ليس هاهنا شيءيوجب الكفر فما ألذي دعاه إليه مع كثرة نعم الله عليه مِن أَيّ شَيءٍ خَلَقَهُاستفهام للتقرير وقيل معناه لم لاينظر إلي أصل خلقته ليدله علي وحدانية الله تعالي مِن نُطفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدّرَهُأطوارا نطفة ثم علقة إلي آخر خلقه و علي حد معلوم من طوله وقصره وسمعه وبصره وأعضائه وحواسه ومدة عمره ورزقه وجميع أحواله ثُمّ السّبِيلَ يَسّرَهُ أي سبيل الخروج من بطن أمه أوطريق الخير والشر


صفحه : 171

كَلّا أي حقالَمّا يَقضِ ما أَمَرَهُ من إخلاص عبادته و لم يؤد حق الله عليه مع كثرة نعمه و قال في قوله تعالي إِنّهُ لَقَولُ رَسُولٍ كَرِيمٍ أي إن القرآن قول رسول كريم علي ربه و هوجبرئيل ع و هوكلام الله أنزله علي لسانه ثم وصف جبرئيل فقال ذيِ‌ قُوّةٍ أي فيما كلف وأمر به من العلم والعمل وتبليغ الرسالة وقيل ذي‌ قدرة في نفسه عِندَ ذيِ‌ العَرشِ مَكِينٍ أي متمكن عند الله خالق العرش رفيع المنزلة عنده مُطاعٍ ثَمّ أي في السماء تطيعه الملائكة قالوا و من طاعة الملائكة لجبرئيل ع أنه أمر خازن الجنة ليلة المعراج حتي فتح لمحمدص أبوابها فدخلها ورأي ما فيها وأمر خازن النار ففتح له عنها حتي نظر إليهاأَمِينٍ علي وحي‌ الله ورسالاته إلي أنبيائه وَ فِي الحَدِيثِ أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ لِجَبرَئِيلَ مَا أَحسَنَ مَا أَثنَي عَلَيكَ رَبّكَذيِ‌ قُوّةٍ عِندَ ذيِ‌ العَرشِ مَكِينٍ مُطاعٍ ثَمّ أَمِينٍفَمَا كَانَت قُوّتُكَ وَ مَا كَانَت أَمَانَتُكَ فَقَالَ أَمّا قوُتّيِ‌ فإَنِيّ‌ بُعِثتُ إِلَي مَدَائِنِ قَومِ لُوطٍ وَ هيِ‌َ أَربَعُ مَدَائِنَ فِي كُلّ مَدِينَةٍ أَربَعُمِائَةِ أَلفِ مُقَاتِلٍ سِوَي الذرّاَريِ‌ّ فَحَمَلتُهُم مِنَ الأَرضِ السّفلَي حَتّي سَمِعَ أَهلُ السّمَاوَاتِ أَصوَاتَ الدّجَاجِ ونُبَاحَ الكِلَابِ ثُمّ هَوَيتُ بِهِنّ فَقَلّبتُهُنّ وَ أَمّا أمَاَنتَيِ‌ فإَنِيّ‌ لَم أُؤمَر بشِيَ‌ءٍ فَعَدَوتُهُ إِلَي غَيرِهِ

ثم خاطب سبحانه جماعة الكفار فقال وَ ما صاحِبُكُم ألذي يدعوكم إلي الله بِمَجنُونٍ والمجنون المغطي علي عقله حتي لايدرك الأمور علي ماهي‌ عليه وَ لَقَد رَآهُ بِالأُفُقِ المُبِينِ أي رأي محمدص جبرئيل ع علي صورته التي‌ خلقه الله تعالي عليها حيث تطلع الشمس و هوالأفق الأعلي من ناحية المشرق وَ ما هُوَ عَلَي الغَيبِ بِضَنِينٍقرأ أهل البصرة غيرسهل و ابن كثير والكسائي‌ بالظاء والباقون بالضاد فعلي الأول أي ليس بمتهم فيما يخبر به عن الله و علي الثاني‌ أي ليس ببخيل فيما يؤدي‌ عن الله وَ ما هُوَ بِقَولِ شَيطانٍ رَجِيمٍ أي ليس القرآن بقول شيطان ألقاه إليه كما قال المشركون إن الشيطان يلقي‌ إليه كمايلقي‌ إلي الكهنةفَأَينَ تَذهَبُونَفأي‌ طريق تسلكون أبين من هذه الطريقة التي‌ قدبينت لكم أوفأين تعدلون عن القرآن إِن هُوَ إِلّا ذِكرٌ لِلعالَمِينَ أي ماالقرآن إلاعظة وتذكرة للخلق


صفحه : 172

لِمَن شاءَ مِنكُم أَن يَستَقِيمَ علي أمر الله وطاعته . و قال في قوله إِنّ الّذِينَ أَجرَمُوايعني‌ كفار قريش ومترفيهم كأبي‌ جهل والوليد بن المغيرة والعاص بن وائل وأصحابهم كانُوا مِنَ الّذِينَ آمَنُوايعني‌ أصحاب النبي ص مثل عمار وخباب وبلال وغيرهم يَضحَكُونَ علي وجه السخرية بهم والاستهزاء في دار الدنيا أو من جدهم في عبادتهم لإنكارهم البعث أولإيهام العوام أن المسلمين علي باطل وَ إِذا مَرّوا أي المؤمنون بِهِم يَتَغامَزُونَ أي يشير بعضهم إلي بعض بالأعين والحواجب استهزاء بهم وقيل نزلت في علي ع و ذلك أنه كان في نفر من المسلمين جاءوا إلي النبي ص فسخر منهم المنافقون وضحكوا وتغامزوا ثم رجعوا إلي أصحابهم فقالوا رأينا اليوم الأصلع فضحكنا منه فنزلت الآية قبل أن يصل علي ع وأصحابه إلي النبي ص قوله فَكِهِينَ أي إذارجع هؤلاء الكفار إلي أهلهم رجعوا معجبين بما هم فيه يتفكهون بذكرهم وَ ما أُرسِلُوا عَلَيهِم حافِظِينَ أي لم يرسل هؤلاء الكفار حافظين علي المؤمنين ماهم عليه و ماكلفوا حفظ أعمالهم قوله تعالي سَنُقرِئُكَ فَلا تَنسي قال البيضاوي‌ أي سنقرئك علي لسان جبرئيل أوسنجعلك قارئا بإلهام القراءة فلاتنسي أصلا من قوة الحفظإِلّا ما شاءَ اللّهُنسيانه بأن ينسخ تلاوته وقيل المراد به القلة أونفي‌ النسيان رأساإِنّهُ يَعلَمُ الجَهرَ وَ ما يَخفي ماظهر من أحوالكم و مابطن أوجهرك بالقراءة مع جبرئيل و مادعاك إليه من مخافة النسيان فيعلم ما فيه صلاحكم من إبقاء وإنساءوَ نُيَسّرُكَ لِليُسري ونعدك للطريقة اليسري في حفظ الوحي‌ أوالتدين ونوفقك لها ولهذه النكتة قال نُيَسّرُكَ لانيسر لك عطف علي سَنُقرِئُكَ وإِنّهُ يَعلَمُاعتراض فَذَكّر بعد مااستتب لك الأمرإِن نَفَعَتِ الذّكريلعل هذه الشرطية إنما جاءت بعدتكرير التذكير وحصول اليأس عن البعض لئلا يتعب نفسه ويتلهف عليهم أولذم المذكرين واستبعاد تأثير الذكري فيهم أوللإشعار بأن التذكير إنما يجب إذاظن نفعه ولذلك أمر بالإعراض عمن تولي


صفحه : 173

سَيَذّكّرُ مَن يَخشيسيتعظ وينتفع بها من يخشي الله وَ يَتَجَنّبُهَا ويتجنب الذكري الأَشقَيالكافر فإنه أشقي من الفاسق أوالأشقي من الكفرة لتوغله في الكفرألّذِي يَصلَي النّارَ الكُبري أي نار جهنم ثُمّ لا يَمُوتُ فِيهافيستريح وَ لا يَحييحياة تنفعه .لَستَ عَلَيهِم بِمُصَيطِرٍبمتسلطإِلّا مَن تَوَلّي وَ كَفَرَلكن من تولي وكفرفَيُعَذّبُهُ اللّهُ العَذابَ الأَكبَرَيعني‌ عذاب الآخرة وقيل متصل فإن جهاد الكفار وقتلهم تسلط وكأنه أوعدهم بالجهاد في الدنيا والعذاب في الآخرة وقيل هواستثناء من قوله فَذَكّرإِنّ إِلَينا إِيابَهُمرجوعهم ثُمّ إِنّ عَلَينا حِسابَهُم في المحشر.لا أُقسِمُ بِهذَا البَلَدِأقسم سبحانه بمكة وقيده بحلول الرسول ص فيه إظهارا لمزيد فضله وإشعارا بأن شرف المكان شرف أهله وقيل حل مستحل تعرضك فيه وَ والِدٍ أي آدم أو ابراهيم ع وَ ما وَلَدَذريته أو محمدص فِي كَبَدٍ أي تعب ومشقة و هوتسلية للرسول ص بما كان يكابده من قريش والضمير في أَ يَحسَبُلبعضهم ألذي كان يكابد منه أكثر أويغتر بقوته كأبي‌ الأشد بن كلدة فإنه كان يبسط تحت قدمه أديم عكاظي‌ ويجذبه عشرة فيتقطع و لايزل قدماه أولكل أحد منهم أوالإنسان أَن لَن يَقدِرَ عَلَيهِ أَحَدٌفينتقم منه يَقُولُ أي في ذلك الوقت أَهلَكتُ مالًا لُبَداً أي كثيرا والمراد ماأهلكه سمعة ومفاخرة ومعاداة للرسول ص أَ يَحسَبُ


صفحه : 174

أَن لَم يَرَهُ أَحَدٌحين كان ينفق أو بعد ذلك فيسأله عنه . و قال الطبرسي‌ قيل هوالحارث بن عامر بن نوفل بن عبدمناف و ذلك أنه أذنب ذنبا فاستفتي النبي ص فأمره أن يكفر فقال لقد ذهب مالي‌ في الكفارات والنفقات منذ دخلت في دين محمد عن مقاتل .اقرَأ بِاسمِ رَبّكَ أي اقرأ القرآن مفتتحا باسمه أومستعينا به وقيل الباء زائدة أي اقرأ اسم ربك ألذي خلق كل شيءخَلَقَ الإِنسانَ مِن عَلَقٍجمع علقةاقرَأتكرير للمبالغة أوالأول مطلق والثاني‌ للتبليغ أو في الصلاة ولعله لماقيل اقرأ باسم ربك فقال ما أنابقاري‌ فقيل له اقرَأ وَ رَبّكَ الأَكرَمُالزائد في الكرم علي كل كريم ألّذِي عَلّمَ بِالقَلَمِ أي الخط بالقلم عَلّمَ الإِنسانَ ما لَم يَعلَمبخلق القوي ونصب الدلائل وإنزال الآيات فيعلمك القراءة و إن لم تكن قارئا وأكثر المفسرين علي أن هذه السورة أول مانزل من القرآن وأول يوم نزل جبرئيل علي رسول الله ص و هوقائم علي حراء علمه خمس آيات من أول هذه السورة وقيل سورة المدثر وقيل سورة الحمد.لَم يَكُنِ الّذِينَ كَفَرُوا مِن أَهلِ الكِتابِ أي اليهود والنصاري وَ المُشرِكِينَ أي عبدة الأصنام مُنفَكّينَعما كانوا عليه من دينهم حَتّي تَأتِيَهُمُ البَيّنَةُ أي الرسول ص أوالقرآن رَسُولٌ مِنَ اللّهِبدل من البينة بنفسه أوبتقدير مضاف أومبتدإيَتلُوا صُحُفاً مُطَهّرَةًصفته أوخبره والرسول و إن كان أميا لكنه لماتلا مثل ما في الصحف كان كالتالي‌ لها وقيل المراد جبرئيل وكون الصحف مطهرة أن الباطل لايأتي‌ ما فيها وأنها لايمسها إلاالمطهرون فِيها كُتُبٌ قَيّمَةٌمكتوبات مستقيمة ناطقة بالحق وَ ما تَفَرّقَ الّذِينَ أُوتُوا الكِتابَعما كانوا عليه بأن آمن بعضهم وكفر آخرون إِلّا مِن بَعدِ ما جاءَتهُمُالبشارة به في كتبهم و علي ألسنة رسلهم فكانت الحجة قائمة عليهم .


صفحه : 175

قوله تعالي رِحلَةَ الشّتاءِ قال الطبرسي‌ كانت لقريش رحلتان في كل سنة رحلة في الشتاء إلي اليمن لأنها بلاد حامية ورحلة في الصيف إلي الشام لأنها بلاد باردة و لو لاهاتان الرحلتان لم يمكنهم به مقام وقيل إن كلتا الرحلتين كانت إلي الشام ولكن رحلة الشتاء في البحر إلي وائله طلبا للدف ء ورحلة الصيف إلي بصري وأذرعات طلبا للهواء. و قال في قوله أَ رَأَيتَ ألّذِي يُكَذّبُ بِالدّينِ أي بالجزاء والحساب قال الكلبي‌ نزلت في العاص بن وائل السهمي‌ وقيل في الوليد بن المغيرة عن السدي‌ ومقاتل وقيل في أبي سفيان كان ينحر في كل أسبوع جزورين فأتاه يتيم فسأله شيئا فقرعه بعصاه عن ابن جريح وقيل في رجل من المنافقين عن ابن عباس يَدُعّ اليَتِيمَ أي يدفعه بعنف وَ لا يَحُضّ عَلي طَعامِ المِسكِينِ أي لايطعمه و لايحث عليه إذاعجز.أقول قدمضي سبب نزول سورة الجحد في كتاب الاحتجاج . وَ قَالَ الطبّرسِيِ‌ّ رَوَي ابنُ جُبَيرٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ صَعِدَ رَسُولُ اللّهِص ذَاتَ يَومٍ الصّفَا فَقَالَ يَا صَبَاحَاه فَاجتَمَعَت إِلَيهِ قُرَيشٌ فَقَالُوا لَهُ مَا لَكَ فَقَالَ أَ رَأَيتُم لَو أَخبَرتُكُم أَنّ العَدُوّ مُصبِحُكُم أَو مُمسِيكُم أَ مَا كُنتُم تصُدَقّوُنيّ‌ قَالُوا بَلَي قَالَ فإَنِيّ‌نَذِيرٌ لَكُم بَينَ يدَيَ‌ عَذابٍ شَدِيدٍ فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ تَبّاً لَكَ لِهَذَا دَعَوتَنَا جَمِيعاً فَأَنزَلَ اللّهُ هَذِهِ السّورَةَتَبّت يَدا أَبِي لَهَبٍ وَ تَبّ

أي خسرت يداه أوصفرتا من كل خير و هو ابن عبدالمطلب عم النبي ص وَ امرَأَتُهُ وهي‌ أم جميل بنت حرب أخت أبي سفيان حَمّالَةَ الحَطَبِكانت تحمل الغضا والشوك فتطرحه في طريق رسول الله ص إذاخرج إلي الصلاة ليعقره عن ابن عباس و في رواية الضحاك قال الربيع بن أنس كانت تبث وتنشر الشوك علي طريق الرسول ص فيطؤه كمايطأ أحدكم الحرير وقيل إنها كانت تمشي‌ بالنميمة بين الناس فتلقي بينهم العداوة وتوقد نارها بالتهييج كمايوقد النار


صفحه : 176

الحطب فسمي‌ النميمة حطبا عن ابن عباس وقيل معناه حمالة الخطايافِي جِيدِها حَبلٌ مِن مَسَدٍ أي حبل من ليف وإنما وصفها بهذه الصفة تخسيسا لها وتحقيرا وقيل حبل تكون له خشونة الليف وحرارة النار وثقل الحديد يجعل في عنقها زيادة في عذابها وقيل في عنقها سلسلة من حديد طولها سبعون ذراعا تدخل في فيها وتخرج من دبرها وتدار علي عنقها في النار عن ابن عباس وسميت السلسلة مسدا لأنها ممسودة أي مفتولة وقيل إنها كانت لها قلادة فاخرة من جوهر فقالت لأنفقها في عداوة محمدفتكون عذابا في عنقها يوم القيامة عن سعيد بن المسيب

وَ يُروَي عَن أَسمَاءَ بِنتِ أَبِي بَكرٍ قَالَت لَمّا نَزَلَت هَذِهِ السّورَةُ أَقبَلَتِ العَورَاءُ أُمّ جَمِيلِ بِنتِ حَربٍ وَ لَهَا وَلوَلَةٌ وَ فِي يَدِهَا فِهرٌ وَ هيِ‌َ تَقُولُ.


مُذَمّماً أَبَينَا.   وَ دِينَهُ قَلَينَا.

  وَ أَمرَهُ عَصَينَا.

وَ النّبِيّص جَالِسٌ فِي المَسجِدِ وَ مَعَهُ أَبُو بَكرٍ فَلَمّا رَآهَا أَبُو بَكرٍ قَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ قَد أَقبَلَت وَ أَنَا أَخَافُ أَن تَرَاكَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّهَا لَن ترَاَنيِ‌ وَ قَرَأَ قُرآناً فَاعتَصَمَ بِهِ كَمَا قَالَ وَ قَرَأَوَ إِذا قَرَأتَ القُرآنَ جَعَلنا بَينَكَ وَ بَينَ الّذِينَ لا يُؤمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجاباً مَستُوراًفَوَقَفَت عَلَي أَبِي بَكرٍ وَ لَم تَرَ رَسُولَ اللّهِص فَقَالَت يَا أَبَا بَكرٍ أُخبِرتُ أَنّ صَاحِبَكَ هجَاَنيِ‌ فَقَالَ لَا وَ رَبّ البَيتِ مَا هَجَاكِ فَوَلّت وَ هيِ‌َ تَقُولُ قُرَيشٌ عَلِمَت أنَيّ‌ بِنتُ سَيّدِهَا

وَ روُيِ‌َ أَنّ النّبِيّص قَالَ صَرَفَ اللّهُ سُبحَانَهُ عنَيّ‌ ثُمّ إِنّهُم يَذُمّونَ مُذَمّماً وَ أَنَا مُحَمّدٌ.

أقول قدمر تفسير سورة الفلق في باب عصمته ص

1-ك ،[إكمال الدين ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَنِ ابنِ عَمِيرَةَ عَن دَاوُدَ بنِ يَزِيدَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ عَلِيّ ع مَعَ رَسُولِ اللّهِص فِي غَيبَتِهِ لَم يَعلَم بِهَا أَحَدٌ

2-ك ،[إكمال الدين ] ابنُ الوَلِيدِ عَن سَعدٍ وَ الصّفّارِ مَعاً عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ وَ اليقَطيِنيِ‌ّ مَعاً


صفحه : 177

عَن صَفوَانَ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن مُحَمّدٍ الحلَبَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ اكتَتَمَ رَسُولُ اللّهِص بِمَكّةَ مُختَفِياً خَائِفاً خَمسَ سِنِينَ لَيسَ يُظهِرُ أَمرَهُ وَ عَلِيّ ع اكتَتَمَ مَعَهُ وَ خَدِيجَةُ ع ثُمّ أَمَرَهُ اللّهُ أَن يَصدَعَ بِمَا أُمِرَ بِهِ فَظَهَرَ رَسُولُ اللّهِص وَ أَظهَرَ أَمرَهُ

غط،[الغيبة للشيخ الطوسي‌] عن سعد مثله

3-ك ،[إكمال الدين ] وَ فِي خَبَرٍ آخَرَ أَنّهُص كَانَ مُختَفِياً بِمَكّةَ ثَلَاثَ سِنِينَ

4-ك ،[إكمال الدين ] أَبِي وَ ابنُ الوَلِيدِ مَعاً عَن سَعدٍ وَ الحمِيرَيِ‌ّ وَ مُحَمّدٍ العَطّارِ وَ أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ جَمِيعاً عَنِ ابنِ عِيسَي وَ ابنِ أَبِي الخَطّابِ وَ اِبرَاهِيمَ بنِ هَاشِمٍ جَمِيعاً عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ ابنِ رِئَابٍ عَن عُبَيدِ اللّهِ الحلَبَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَكَثَ رَسُولُ اللّهِص بِمَكّةَ بَعدَ مَا جَاءَهُ الوحَي‌ُ عَنِ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي ثَلَاثَ عَشرَةَ سَنَةً مِنهَا ثَلَاثُ سِنِينَ مُختَفِياً خَائِفاً لَا يُظهِرُ حَتّي أَمَرَهُ اللّهُ أَن يَصدَعَ بِمَا أُمِرَ بِهِ فَأَظهَرَ حِينَئِذٍ الدّعوَةَ

غط،[الغيبة للشيخ الطوسي‌]سعد مثله

5-ل ،[الخصال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن عَلِيّ بنِ عُقبَةَ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ رَنّ إِبلِيسُ أَربَعَ رَنّاتٍ أَوّلُهُنّ يَومَ لُعِنَ وَ حِينَ أُهبِطَ إِلَي الأَرضِ وَ حِينَ بُعِثَ مُحَمّدٌص عَلَي حِينِ فَترَةٍ مِنَ الرّسُلِ وَ حِينَ أُنزِلَت أُمّ الكِتَابِ وَ نَخَرَ نَخرَتَينِ حِينَ أَكَلَ آدَمُ ع مِنَ الشّجَرَةِ وَ حِينَ أُهبِطَ مِنَ الجَنّةِ

بيان الرنة الصياح والنخير صوت بالأنف

6- ع ،[علل الشرائع ]الطاّلقَاَنيِ‌ّ عَنِ الجلَوُديِ‌ّ عَنِ الجوَهرَيِ‌ّ عَن عَبدِ الوَاحِدِ بنِ غِيَاثٍ عَن


صفحه : 178

أَبِي عَوَانَةَ عَن عُمَرَ بنِ المُغِيرَةِ عَن أَبِي صَادِقٍ عَن رَبِيعَةَ بنِ نَاجِدٍ أَنّ رَجُلًا قَالَ لعِلَيِ‌ّ ع يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ بِمَا وَرِثتَ ابنَ عَمّكَ دُونَ عَمّكَ فَقَالَ يَا مَعشَرَ النّاسِ فَفَتَحُوا آذَانَهُم وَ استَمَعُوا فَقَالَ ع جَمَعَنَا رَسُولُ اللّهِص بنَيِ‌ عَبدِ المُطّلِبِ فِي بَيتِ رَجُلٍ مِنّا أَو قَالَ أَكبَرِنَا فَدَعَا بِمُدّ وَ نِصفٍ مِن طَعَامٍ وَ قَدَحٍ لَهُ يُقَالُ لَهُ الغُمَرُ فَأَكَلنَا وَ شَرِبنَا وَ بقَيِ‌َ الطّعَامُ وَ الشّرَابُ كَمَا هُوَ وَ فِينَا مَن يَأكُلُ الجَذَعَةَ وَ يَشرَبُ الفَرَقَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص إِن قَد تَرَونَ هَذِهِ فَأَيّكُم يبُاَيعِنُيِ‌ عَلَي أَنّهُ أخَيِ‌ وَ واَرثِيِ‌ وَ وصَيِيّ‌ فَقُمتُ إِلَيهِ وَ كُنتُ أَصغَرَ القَومِ وَ قُلتُ أَنَا قَالَ اجلِس ثُمّ قَالَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرّاتٍ كُلّ ذَلِكَ أَقُومُ إِلَيهِ فَيَقُولُ اجلِس حَتّي كَانَ فِي الثّالِثَةِ فَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَي يدَيِ‌ فَبِذَلِكَ وَرِثتُ ابنَ عمَيّ‌ دُونَ عمَيّ‌

بيان الغمر بضم الغين وفتح الميم القدح الصغير والفرق بالفتح و قديحرك مكيال هوستة عشر رطلا

7- ع ،[علل الشرائع ]الطاّلقَاَنيِ‌ّ عَنِ الجلَوُديِ‌ّ عَنِ المُغِيرَةِ بنِ مُحَمّدٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ الأزَديِ‌ّ عَن قَيسِ بنِ الرّبِيعِ وَ شَرِيكِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَنِ الأَعمَشِ عَنِ المِنهَالِ بنِ عَمرٍو عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحَارِثِ بنِ نَوفَلٍ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ لَمّا نَزَلَتوَ أَنذِر عَشِيرَتَكَ الأَقرَبِينَ أَي رَهطَكَ المُخلَصِينَ دَعَا رَسُولُ اللّهِص بنَيِ‌ عَبدِ المُطّلِبِ وَ هُم إِذ ذَاكَ أَربَعُونَ رَجُلًا يَزِيدُونَ رَجُلًا أَو يَنقُصُونَ رَجُلًا فَقَالَ أَيّكُم يَكُونُ أخَيِ‌ وَ واَرثِيِ‌ وَ وزَيِريِ‌ وَ وصَيِيّ‌ وَ خلَيِفتَيِ‌ فِيكُم بعَديِ‌ فَعَرَضَ عَلَيهِم ذَلِكَ رَجُلًا رَجُلًا كُلّهُم يَأبَي ذَلِكَ حَتّي أَتَي عَلَيّ فَقُلتُ أَنَا يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ يَا بنَيِ‌ عَبدِ المُطّلِبِ هَذَا أخَيِ‌ وَ واَرثِيِ‌ وَ وصَيِيّ‌ وَ وزَيِريِ‌ وَ خلَيِفتَيِ‌ فِيكُم بعَديِ‌ فَقَامَ القَومُ يَضحَكُ بَعضُهُم إِلَي بَعضٍ وَ يَقُولُونَ لأِبَيِ‌ طَالِبٍ قَد أَمَرَكَ


صفحه : 179

أَن تَسمَعَ وَ تُطِيعَ لِهَذَا الغُلَامِ

أقول ورواه السيد في الطرف بإسناده عن الأعمش مثله

8-فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ فَضّالٍ عَن عَلِيّ بنِ عُقبَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ إِبلِيسَ رَنّ رَنِيناً لَمّا بَعَثَ اللّهُ نَبِيّهُص عَلَي حِينِ فَترَةٍ مِنَ الرّسُلِ وَ حِينَ أُنزِلَت أُمّ الكِتَابِ

9-فس ،[تفسير القمي‌] فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِحَتّي تَفجُرَ لَنا مِنَ الأَرضِ يَنبُوعاً أَي عَيناًأَو تَكُونَ لَكَ جَنّةٌ أَي بُستَانٌمِن نَخِيلٍ وَ عِنَبٍ فَتُفَجّرَ الأَنهارَ خِلالَها تَفجِيراً مِن تِلكَ العُيُونِأَو تُسقِطَ السّماءَ كَما زَعَمتَ عَلَينا كِسَفاً وَ ذَلِكَ أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ إِنّهُ سَيَسقُطُ مِنَ السّمَاءِ كِسَفٌ لِقَولِهِوَ إِن يَرَوا كِسفاً مِنَ السّماءِ ساقِطاً يَقُولُوا سَحابٌ مَركُومٌ وَ قَولِهِأَو تأَتيِ‌َ بِاللّهِ وَ المَلائِكَةِ قَبِيلًا وَ القَبِيلُ الكَثِيرُأَو يَكُونَ لَكَ بَيتٌ مِن زُخرُفٍالمُزَخرَفُ بِالذّهَبِأَو تَرقي فِي السّماءِ وَ لَن نُؤمِنَ لِرُقِيّكَ حَتّي تُنَزّلَ عَلَينا كِتاباً نَقرَؤُهُ يَقُولُ مَنّ اللّهُ إِلَي عَبدِ اللّهِ بنِ أَبِي أُمَيّةَ أَنّ مُحَمّداً صَادِقٌ وَ أنَيّ‌ أَنَا بَعَثتُهُ وَ يجَيِ‌ءُ مَعَهُ أَربَعَةٌ مِنَ المَلَائِكَةِ يَشهَدُونَ أَنّ اللّهَ هُوَ كَتَبَهُ فَأَنزَلَ اللّهُقُل سُبحانَ ربَيّ‌ هَل كُنتُ إِلّا بَشَراً رَسُولًا

أقول سيأتي‌ مايوضح الخبر في باب فتح مكة

10-فس ،[تفسير القمي‌]فَاصدَع بِما تُؤمَرُ وَ أَعرِض عَنِ المُشرِكِينَ إِنّا كَفَيناكَ المُستَهزِئِينَفَإِنّهَا نَزَلَت بِمَكّةَ بَعدَ أَن نُبّئَ رَسُولُ اللّهِص بِثَلَاثِ سِنِينَ وَ ذَلِكَ أَنّ النّبُوّةَ نَزَلَت عَلَي رَسُولِ اللّهِص يَومَ الإِثنَينِ وَ أَسلَمَ عَلِيّ ع يَومَ الثّلَاثَاءِ ثُمّ أَسلَمَت خَدِيجَةُ بِنتُ خُوَيلِدٍ زَوجَةُ النّبِيّص ثُمّ دَخَلَ أَبُو طَالِبٍ إِلَي النّبِيّص وَ هُوَ يصُلَيّ‌ وَ عَلِيّ ع بِجَنبِهِ وَ كَانَ مَعَ أَبِي طَالِبٍ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ جَعفَرٌ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ فَقَالَ لَهُ أَبُو طَالِبٍ صَلّ جَنَاحَ


صفحه : 180

ابنِ عَمّكَ فَوَقَفَ جَعفَرٌ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ عَلَي يَسَارِ رَسُولِ اللّهِص فَبَدَرَ رَسُولُ اللّهِ مِن بَينِهِمَا فَكَانَ يصُلَيّ‌ رَسُولُ اللّهِص وَ عَلِيّ ع وَ جَعفَرٌ وَ زَيدُ بنُ حَارِثَةَ وَ خَدِيجَةُ فَلَمّا أَتَي لِذَلِكَ سِنُونَ أَنزَلَ اللّهُ عَلَيهِفَاصدَع بِما تُؤمَرُ وَ أَعرِض عَنِ المُشرِكِينَ إِنّا كَفَيناكَ المُستَهزِئِينَ وَ كَانَ المُستَهزِءُونَ بِرَسُولِ اللّهِص خَمسَةً الوَلِيدَ بنَ المُغِيرَةِ وَ العَاصَ بنَ وَائِلٍ وَ الأَسوَدَ بنَ المُطّلِبِ وَ الأَسوَدَ بنَ عَبدِ يَغُوثَ وَ الحَارِثَ بنَ طَلَاطِلَةَ الخزُاَعيِ‌ّ

أقول ثم ساق الحديث إلي آخر خبر هلاك المستهزءين علي مانقلنا عنه في أبواب المعجزات ثم قال فخرج رسول الله ص فقام علي الحجر فقال يامعشر قريش يامعشر العرب أدعوكم إلي شهادة أن لاإله إلا الله وأني‌ رسول الله وآمركم بخلع الأنداد والأصنام فأجيبوني‌ تملكون بهاالعرب وتدين لكم العجم وتكونون ملوكا في الجنة فاستهزءوا منه وقالوا جن محمد بن عبد الله و لم يجسروا عليه لموضع أبي طالب فاجتمعت قريش علي أبي طالب فقالوا يا أباطالب إن ابن أخيك قدسفه أحلامنا وسب آلهتنا وأفسد شباننا وفرق جماعتنا فإن كان يحمله علي ذلك العدم جمعنا له مالا فيكون أكثر قريش مالا ونزوجه أي امرأة شاء من قريش فقال له أبوطالب ما هذا يا ابن أخ فقال ياعم هذادين الله ألذي ارتضاه لأنبيائه ورسله بعثني‌ الله رسولا إلي الناس فقال يا ابن أخ إن قومك قدأتوني‌ يسألوني‌ أن أسألك أن تكف عنهم فقال ياعم لاأستطيع أن أخالف أمر ربي‌ فكف عنه أبوطالب ثم اجتمعوا إلي أبي طالب فقالوا أنت سيد من ساداتنا فادفع إلينا محمدا لنقتله وتملك علينا فقال أبوطالب قصيدته الطويلة يقول فيها.


و لمارأيت القوم لاود بينهم .   و قدقطعوا كل العري والوسائل .

كذبتم وبيت الله يبزي محمد.   و لمانطاعن دونه ونناضل .

ونسلمه حتي نصرع حوله .   ونذهل عن أبنائنا والحلائل .

صفحه : 181

فلما اجتمعت قريش علي قتل رسول الله ص وكتبوا الصحيفة القاطعة جمع أبوطالب بني‌ هاشم وحلف لهم بالبيت والركن والمقام والمشاعر في الكعبة لئن شاكت محمدا شوكة لآتين عليكم يابني‌ هاشم فأدخله الشعب و كان يحرسه بالليل والنهار قائما بالسيف علي رأسه أربع سنين فلما خرجوا من الشعب حضر أباطالب الوفاة فدخل إليه رسول الله ص و هويجود بنفسه فقال ياعم ربيت صغيرا وكفلت يتيما فجزاك الله عني‌ خيرا أعطني‌ كلمة أشفع لك بها عندربي‌ فروي‌ أنه لم يخرج من الدنيا حتي أعطي رسول الله الرضا.

بيان قال الجزري‌ يبزي أي يقهر ويغلب أراد لايبزي فحذف لا من جواب القسم وهي‌ مرادة أي لايقهر و لم نقاتل عنه وندافع وفلان يناضل عن فلان إذارامي عنه وحاج وتكلم بعذره ودفع عنه

11-فس ،[تفسير القمي‌]وَ أَنذِر عَشِيرَتَكَ الأَقرَبِينَ قَالَ نَزَلَت وَ رَهطَكَ مِنهُمُ المُخلَصِينَ قَالَ نَزَلَت بِمَكّةَ فَجَمَعَ رَسُولُ اللّهِص بنَيِ‌ هَاشِمٍ وَ هُم أَربَعُونَ رَجُلًا كُلّ وَاحِدٍ مِنهُم يَأكُلُ الجَذَعَ وَ يَشرَبُ القِربَةَ فَاتّخَذَ لَهُم طَعَاماً يَسِيراً بِحَسَبِ مَا أَمكَنَ فَأَكَلُوا حَتّي شَبِعُوا فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن يَكُونُ وصَيِيّ‌ وَ وزَيِريِ‌ وَ خلَيِفتَيِ‌ فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ هَذَا مَا سَحَرَكُم مُحَمّدٌ فَتَفَرّقُوا فَلَمّا كَانَ اليَومُ الثاّنيِ‌ أَمَرَ رَسُولُ اللّهِص فَفَعَلَ بِهِم مِثلَ ذَلِكَ ثُمّ سَقَاهُمُ اللّبَنَ فَقَالَ لَهُم رَسُولُ اللّهِص أَيّكُم يَكُونُ وصَيِيّ‌ وَ وزَيِريِ‌ وَ خلَيِفتَيِ‌ فَقَالَ


صفحه : 182

أَبُو لَهَبٍ هَذَا مَا سَحَرَكُم مُحَمّدٌ فَتَفَرّقُوا فَلَمّا كَانَ اليَومُ الثّالِثُ أَمَرَ رَسُولُ اللّهِص فَفَعَلَ بِهِم مِثلَ ذَلِكَ ثُمّ سَقَاهُمُ اللّبَنَ فَقَالَ لَهُم رَسُولُ اللّهِص أَيّكُم يَكُونُ وصَيِيّ‌ وَ وزَيِريِ‌ وَ خلَيِفتَيِ‌ وَ يُنجِزُ عدِاَتيِ‌ وَ يقَضيِ‌ ديَنيِ‌ فَقَامَ عَلِيّ ع وَ كَانَ أَصغَرَهُم سِنّاً وَ أَحمَشَهُم سَاقاً وَ أَقَلّهُم مَالًا فَقَالَ أَنَا يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أَنتَ هُوَ

12-فس ،[تفسير القمي‌] وَ عَجِبُوا أَن جاءَهُم مُنذِرٌ مِنهُم قَالَ نَزَلَت بِمَكّةَ لَمّا أَظهَرَ رَسُولُ اللّهِص الدّعوَةَ بِمَكّةَ اجتَمَعَت قُرَيشٌ إِلَي أَبِي طَالِبٍ فَقَالُوا يَا أَبَا طَالِبٍ إِنّ ابنَ أَخِيكَ قَد سَفِهَ أَحلَامَنَا وَ سَبّ آلِهَتَنَا وَ أَفسَدَ شَبَابَنَا وَ فَرّقَ جَمَاعَتَنَا فَإِن كَانَ ألّذِي يَحمِلُهُ عَلَي ذَلِكَ العَدَمُ جَمَعنَا لَهُ مَالًا حَتّي يَكُونَ أَغنَي رَجُلٍ فِي قُرَيشٍ وَ نُمَلّكَهُ عَلَينَا فَأَخبَرَ أَبُو طَالِبٍ رَسُولَ اللّهِص بِذَلِكَ فَقَالَ لَو وَضَعُوا الشّمسَ فِي يمَيِنيِ‌ وَ القَمَرَ فِي يسَاَريِ‌ مَا أَرَدتُهُ وَ لَكِن يعُطوُنيِ‌ كَلِمَةً يُمَلّكُونَ بِهَا العَرَبَ وَ يَدِينُ لَهُم بِهَا العَجَمُ وَ يَكُونُونَ مُلُوكاً فِي الجَنّةِ فَقَالَ لَهُم أَبُو طَالِبٍ ذَلِكَ فَقَالُوا نَعَم وَ عَشرَ كَلِمَاتٍ فَقَالَ لَهُم رَسُولُ اللّهِص تَشهَدُونَ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أنَيّ‌ رَسُولُ اللّهِ فَقَالُوا نَدَعُ ثَلَاثَمِائَةٍ وَ سِتّينَ إِلَهاً وَ نَعبُدُ إِلَهاً وَاحِداً فَأَنزَلَ اللّهُ سُبحَانَهُوَ عَجِبُوا أَن جاءَهُم مُنذِرٌ مِنهُم وَ قالَ الكافِرُونَ هذا ساحِرٌ كَذّابٌ إِلَي قَولِهِإِلّا اختِلاقٌ أَي تَخلِيطٌ

13-فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَنِ الأصَبهَاَنيِ‌ّ عَنِ المنِقرَيِ‌ّ عَن حَفصٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَا حَفصُ إِنّ مَن صَبَرَ صَبَرَ قَلِيلًا وَ إِنّ مَن جَزِعَ جَزِعَ قَلِيلًا ثُمّ قَالَ عَلَيكَ بِالصّبرِ فِي جَمِيعِ أُمُورِكَ فَإِنّ اللّهَ بَعَثَ مُحَمّداًص وَ أَمَرَهُ بِالصّبرِ وَ الرّفقِ فَقَالَوَ اصبِر عَلي ما يَقُولُونَ وَ اهجُرهُم هَجراً جَمِيلًا وَ قَالَادفَع باِلتّيِ‌ هيِ‌َ أَحسَنُ


صفحه : 183

السّيّئَةَفَإِذَا ألّذِي بَينَكَ وَ بَينَهُ عَداوَةٌ كَأَنّهُ ولَيِ‌ّ حَمِيمٌفَصَبَرَ رَسُولُ اللّهِص حَتّي قَابَلُوهُ بِالعِظَامِ وَ رَمَوهُ بِهَا فَضَاقَ صَدرُهُ فَأَنزَلَ اللّهُوَ لَقَد نَعلَمُ أَنّكَ يَضِيقُ صَدرُكَ بِما يَقُولُونَ ثُمّ كَذّبُوهُ وَ رَمَوهُ فَحَزِنَ لِذَلِكَ فَأَنزَلَ اللّهُقَد نَعلَمُ إِنّهُ لَيَحزُنُكَ ألّذِي يَقُولُونَ فَإِنّهُم لا يُكَذّبُونَكَ وَ لكِنّ الظّالِمِينَ بِآياتِ اللّهِ يَجحَدُونَ وَ لَقَد كُذّبَت رُسُلٌ مِن قَبلِكَ فَصَبَرُوا عَلي ما كُذّبُوا وَ أُوذُوا حَتّي أَتاهُم نَصرُنافَأَلزَمَ نَفسَهُص الصّبرَ فَقَعَدُوا وَ ذَكَرُوا اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي وَ كَذّبُوهُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لَقَد صَبَرتُ فِي نفَسيِ‌ وَ أهَليِ‌ وَ عرِضيِ‌ وَ لَا صَبرَ لِي عَلَي ذِكرِهِم إلِهَيِ‌ فَأَنزَلَ اللّهُوَ لَقَد خَلَقنَا السّماواتِ وَ الأَرضَ وَ ما بَينَهُما فِي سِتّةِ أَيّامٍ وَ ما مَسّنا مِن لُغُوبٍ فَاصبِر عَلي ما يَقُولُونَفَصَبَرَص فِي جَمِيعِ أَحوَالِهِ ثُمّ بُشّرَ فِي الأَئِمّةِ مِن عِترَتِهِ وَ وُصِفُوا بِالصّبرِ فَقَالَوَ جَعَلنا مِنهُم أَئِمّةً يَهدُونَ بِأَمرِنا لَمّا صَبَرُوا وَ كانُوا بِآياتِنا يُوقِنُونَفَعِندَ ذَلِكَ قَالَص الصّبرُ مِنَ الإِيمَانِ كَالرّأسِ مِنَ البَدَنِ فَشَكَرَ اللّهُ لَهُ ذَلِكَ فَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيهِوَ تَمّت كَلِمَتُ رَبّكَ الحُسني عَلي بنَيِ‌ إِسرائِيلَ بِما صَبَرُوا وَ دَمّرنا ما كانَ يَصنَعُ فِرعَونُ وَ قَومُهُ وَ ما كانُوا


صفحه : 184

يَعرِشُونَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص آيَةُ بُشرَي وَ انتِقَامٍ فَأَبَاحَ اللّهُ قَتلَ المُشرِكِينَ حَيثُ وُجِدُوا فَقَتَلَهُم عَلَي يدَيَ‌ رَسُولِ اللّهِص وَ أَحِبّائِهِ وَ عَجّلَ لَهُ ثَوَابَ صَبرِهِ مَعَ مَا ادّخَرَ لَهُ فِي الآخِرَةِ

كا،[الكافي‌] علي عن أبيه و علي بن محمدالقاساني‌ عن الأصبهاني‌ مثله

14-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]ذَكَرَ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ وَ هُوَ مِن أَجَلّ رُوَاةِ أَصحَابِنَا أَنّ النّبِيّص لَمّا أَتَي لَهُ سَبعٌ وَ ثَلَاثُونَ سَنَةً كَانَ يَرَي فِي نَومِهِ كَأَنّ آتِياً أَتَاهُ فَيَقُولُ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ كَانَ بَينَ الجِبَالِ يَرعَي غَنَماً فَنَظَرَ إِلَي شَخصٍ يَقُولُ لَهُ يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ لَهُ مَن أَنتَ قَالَ أَنَا جَبرَئِيلُ أرَسلَنَيِ‌ اللّهُ إِلَيكَ لِيَتّخِذَكَ رَسُولًا وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَكتُمُ ذَلِكَ فَأَنزَلَ جَبرَئِيلَ بِمَاءٍ مِنَ السّمَاءِ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ فَتَوَضّأ فَعَلّمَهُ جَبرَئِيلُ الوُضُوءَ عَلَي الوَجهِ وَ اليَدَينِ مِنَ المِرفَقِ وَ مَسحِ الرّأسِ وَ الرّجلَينِ إِلَي الكَعبَينِ وَ عَلّمَهُ الرّكُوعَ وَ السّجُودَ فَدَخَلَ عَلِيّ إِلَي رَسُولِ اللّهِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَا وَ هُوَ يصُلَيّ‌ هَذَا لَمّا تَمّ لَهُص أَربَعُونَ سَنَةً فَلَمّا نَظَرَ إِلَيهِ يصُلَيّ‌ قَالَ يَا أَبَا القَاسِمِ مَا هَذَا قَالَ هَذِهِ الصّلَاةُ التّيِ‌ أمَرَنَيِ‌ اللّهُ بِهَا فَدَعَاهُ إِلَي الإِسلَامِ فَأَسلَمَ وَ صَلّي مَعَهُ وَ أَسلَمَت خَدِيجَةُ فَكَانَ لَا يصُلَيّ‌ إِلّا رَسُولُ اللّهِص وَ عَلِيّ ع وَ خَدِيجَةُ ع خَلفَهُ فَلَمّا أَتَي لِذَلِكَ أَيّامٌ دَخَلَ أَبُو طَالِبٍ إِلَي مَنزِلِ رَسُولِ اللّهِص وَ مَعَهُ جَعفَرٌ فَنَظَرَ إِلَي رَسُولِ اللّهِص وَ عَلِيّ بِجَنبِهِ يُصَلّيَانِ فَقَالَ لِجَعفَرٍ يَا جَعفَرُ صِل جَنَاحَ ابنِ عَمّكَ فَوَقَفَ جَعفَرُ بنُ أَبِي طَالِبٍ مِنَ الجَانِبِ الآخَرِ ثُمّ خَرَجَ رَسُولُ اللّهِص إِلَي بَعضِ أَسوَاقِ العَرَبِ فَرَأَي زَيداً فَاشتَرَاهُ لِخَدِيجَةَ وَ وَجَدَهُ غُلَاماً كَيّساً فَلَمّا تَزَوّجَهَا وَهَبَتهُ لَهُ فَلَمّا نُبّئَ رَسُولُ اللّهِص أَسلَمَ زَيدٌ أَيضاً فَكَانَ يصُلَيّ‌ خَلفَ رَسُولِ اللّهِص عَلِيّ وَ جَعفَرٌ وَ زَيدٌ وَ خَدِيجَةُ


صفحه : 185

بيان قوله صل جناح ابن عمك أمر من وصل يصل أي لما كان علي ع في أحد جنبيه بمنزلة جناح واحد فقف بجنبه الآخر ليتم جناحاه ويحتمل التشديد من الصلاة والأول أظهر

15-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ] قَالَ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ وَ لَمّا أَتَي عَلَي رَسُولِ اللّهِص زَمَانٌ عِندَ ذَلِكَ أَنزَلَ اللّهُ عَلَيهِفَاصدَع بِما تُؤمَرُ وَ أَعرِض عَنِ المُشرِكِينَفَخَرَجَ رَسُولُ اللّهِص وَ قَامَ عَلَي الحِجرِ وَ قَالَ يَا مَعشَرَ قُرَيشٍ يَا مَعشَرَ العَرَبِ أَدعُوكُم إِلَي عِبَادَةِ اللّهِ وَ خَلعِ الأَندَادِ وَ الأَصنَامِ وَ أَدعُوكُم إِلَي شَهَادَةِ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أنَيّ‌ رَسُولُ اللّهِ فأَجَيِبوُنيِ‌ تَملِكُونَ بِهَا العَرَبَ وَ تَدِينُ لَكُم بِهَا العَجَمُ وَ تَكُونُونَ مُلُوكاً فَاستَهزَءُوا مِنهُ وَ ضَحِكُوا وَ قَالُوا جُنّ مُحَمّدُ بنُ عَبدِ اللّهِ وَ آذَوهُ بِأَلسِنَتِهِم وَ كَانَ مَن يَسمَعُ مِن خَبَرِهِ مَا سَمِعَ مِن أَهلِ الكُتُبِ يُسلِمُونَ فَلَمّا رَأَت قُرَيشٌ مَن يَدخُلُ فِي الإِسلَامِ جَزِعُوا مِن ذَلِكَ وَ مَشَوا إِلَي أَبِي طَالِبٍ وَ قَالُوا كُفّ عَنّا ابنَ أَخِيكَ فَإِنّهُ قَد سَفِهَ أَحلَامَنَا وَ سَبّ آلِهَتَنَا وَ أَفسَدَ شَبَابَنَا وَ فَرّقَ جَمَاعَتَنَا وَ قَالُوا يَا مُحَمّدُ إِلَي مَا تَدعُو قَالَ إِلَي شَهَادَةِ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ خَلعِ الأَندَادِ كُلّهَا قَالُوا نَدَعُ ثَلَاثَمِائَةٍ وَ سِتّينَ إِلَهاً وَ نَعبُدُ إِلَهاً وَاحِداً وَ حَكَي اللّهُ تَعَالَي عَزّ وَ عَلَا قَولَهُموَ عَجِبُوا أَن جاءَهُم مُنذِرٌ مِنهُم وَ قالَ الكافِرُونَ هذا ساحِرٌ كَذّابٌ أَ جَعَلَ الآلِهَةَ إِلهاً واحِداً إِنّ هذا لشَيَ‌ءٌ عُجابٌ إِلَي قَولِهِبَل لَمّا يَذُوقُوا عَذابِ ثُمّ قَالُوا لأِبَيِ‌ طَالِبٍ إِن كَانَ ابنُ أَخِيكَ يَحمِلُهُ عَلَي هَذَا العَدَمُ جَمَعنَا لَهُ مَالًا فَيَكُونُ أَكثَرَ قُرَيشٍ مَالًا فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص مَا لِي حَاجَةٌ فِي المَالِ فأَجَيِبوُنيِ‌ تَكُونُوا مُلُوكاً فِي الدّنيَا وَ مُلُوكاً فِي الآخِرَةِ فَتَفَرّقُوا ثُمّ جَاءُوا إِلَي أَبِي طَالِبٍ فَقَالُوا أَنتَ سَيّدٌ مِن سَادَاتِنَا وَ ابنُ أَخِيكَ فَرّقَ جَمَاعَتَنَا فَهَلُمّ نَدفَعُ إِلَيكَ أَبهَي فَتًي مِن قُرَيشٍ وَ أَجمَلَهُم وَ أَشرَفَهُم عُمَارَةَ بنَ الوَلِيدِ يَكُونُ لَكَ ابناً وَ تَدفَعُ إِلَينَا مُحَمّداً لِنَقتُلَهُ فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ مَا أنَصفَتمُوُنيِ‌ تسَألَوُنيّ‌ أَن أَدفَعَ إِلَيكُمُ ابنيِ‌ لِتَقتُلُوهُ وَ تَدفَعُونَ إلِيَ‌ّ ابنَكُم لِأُرَبّيَهُ لَكُم فَلَمّا أَيِسُوا مِنهُ كَفّوا


صفحه : 186

16-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ] كَانَ رَسُولُ اللّهِص لَا يَكُفّ عَن عَيبِ آلِهَةِ المُشرِكِينَ وَ يَقرَأُ عَلَيهِمُ القُرآنَ وَ كَانَ الوَلِيدُ بنُ المُغِيرَةِ مِن حُكّامِ العَرَبِ يَتَحَاكَمُونَ إِلَيهِ فِي الأُمُورِ وَ كَانَ لَهُ عَبِيدٌ عَشَرَةٌ عِندَ كُلّ عَبدٍ أَلفُ دِينَارٍ يَتّجِرُ بِهَا وَ مَلَكَ القِنطَارَ وَ كَانَ عَمّ أَبِي جَهلٍ فَقَالُوا لَهُ يَا عَبدَ شَمسٍ مَا هَذَا ألّذِي يَقُولُ مُحَمّدٌ أَ سِحرٌ أَم كِهَانَةٌ أَم خَطبٌ فَقَالَ دعَوُنيِ‌ أَسمَع كَلَامَهُ فَدَنَا مِن رَسُولِ اللّهِص وَ هُوَ جَالِسٌ فِي الحِجرِ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ أنَشدِنيِ‌ شِعرَكَ فَقَالَ مَا هُوَ بِشِعرٍ وَ لَكِنّهُ كَلَامُ اللّهِ ألّذِي بَعَثَ أَنبِيَاءَهُ وَ رُسُلَهُ بِهِ فَقَالَ اتلُ فَقَرَأَبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ فَلَمّا سَمِعَ الرّحمَنَ استَهزَأَ مِنهُ وَ قَالَ تَدعُو إِلَي رَجُلٍ بِاليَمَامَةِ بِاسمِ الرّحمَنِ قَالَ لَا وَ لكَنِيّ‌ أَدعُو إِلَي اللّهِ وَ هُوَ الرّحمَنُ الرّحِيمُ ثُمّ افتَتَحَ حم السّجدَةَ فَلَمّا بَلَغَ إِلَي قَولِهِفَإِن أَعرَضُوا فَقُل أَنذَرتُكُم صاعِقَةً مِثلَ صاعِقَةِ عادٍ وَ ثَمُودَ وَ سَمِعَهُ اقشَعَرّ جِلدُهُ وَ قَامَت كُلّ شَعرَةٍ فِي بَدَنِهِ وَ قَامَ وَ مَشَي إِلَي بَيتِهِ وَ لَم يَرجِع إِلَي قُرَيشٍ فَقَالُوا صَبَا أَبُو عَبدِ شَمسٍ إِلَي دِينِ مُحَمّدٍ فَاغتَمّت قُرَيشٌ وَ غَدَا عَلَيهِ أَبُو جَهلٍ فَقَالَ فَضَحتَنَا يَا عَمّ قَالَ يَا ابنَ أَخِ مَا ذَاكَ وَ إنِيّ‌ عَلَي دِينِ قوَميِ‌ وَ لكَنِيّ‌ سَمِعتُ كَلَاماً صَعباً تَقشَعِرّ مِنهُ الجُلُودُ قَالَ أَ فَشِعرٌ هُوَ قَالَ مَا هُوَ بِشِعرٍ قَالَ فَخَطبٌ قَالَ لَا إِنّ الخَطبَ كَلَامٌ مُتّصِلٌ وَ هَذَا كَلَامٌ مَنثُورٌ لَا يُشبِهُ بَعضُهُ بَعضاً لَهُ طُلَاوَةٌ قَالَ فَكِهَانَةٌ هُوَ قَالَ لَا قَالَ فَمَا هُوَ قَالَ دعَنيِ‌ أُفَكّرُ فِيهِ فَلَمّا كَانَ مِنَ الغَدِ قَالُوا يَا عَبدَ شَمسٍ مَا تَقُولُ قَالَ قُولُوا هُوَ سِحرٌ فَإِنّهُ آخَذُ بِقُلُوبِ النّاسِ فَأَنزَلَ اللّهُ تَعَالَي فِيهِذرَنيِ‌ وَ مَن خَلَقتُ وَحِيداً وَ جَعَلتُ لَهُ مالًا مَمدُوداً وَ بَنِينَ شُهُوداً إِلَي قَولِهِعَلَيها تِسعَةَ عَشَرَ

وَ فِي حَدِيثِ حَمّادِ بنِ زَيدٍ عَن أَيّوبَ عَن عِكرِمَةَ قَالَ جَاءَ وَلِيدُ بنُ المُغِيرَةِ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَاقرَأ عَلَيّ فَقَالَإِنّ اللّهَ يَأمُرُ بِالعَدلِ وَ الإِحسانِ وَ إِيتاءِ ذيِ‌ القُربي وَ يَنهي عَنِ الفَحشاءِ وَ المُنكَرِ وَ البغَي‌ِ يَعِظُكُم لَعَلّكُم تَذَكّرُونَ فَقَالَ أَعِد


صفحه : 187

فَأَعَادَ فَقَالَ وَ اللّهِ إِنّ لَهُ الحَلَاوَةَ وَ الطّلَاوَةَ إِنّ أَعلَاهُ لَمُثمِرٌ وَ إِنّ أَسفَلَهُ لَمُعذِقٌ وَ مَا هَذَا بِقَولِ بَشَرٍ

قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]ذكر القصتين مختصرا مثله بيان في القاموس الطلاوة مثلثة الحسن والبهجة والقبول و في النهاية العذق بالفتح النخلة وبالكسر العرجون بما فيه من الشماريخ و منه حديث مكة وأعذق إذخرها أي صارت له عذوق وشعب وقيل أعذق بمعني أزهر

17-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ] كَانَ قُرَيشٌ يَجِدّونَ فِي أَذَي رَسُولِ اللّهِص وَ كَانَ أَشَدّ النّاسِ عَلَيهِ عَمّهُ أَبُو لَهَبٍ فَكَانَص ذَاتَ يَومٍ جَالِساً فِي الحِجرِ فَبَعَثُوا إِلَي سَلَي الشّاةِ فَأَلقَوهُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص فَاغتَمّ مِن ذَلِكَ فَجَاءَ إِلَي أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ يَا عَمّ كَيفَ حسَبَيِ‌ فِيكُم قَالَ وَ مَا ذَاكَ يَا ابنَ أَخِ قَالَ إِنّ قُرَيشاً أَلقَوا عَلَيّ السّلَي فَقَالَ لِحَمزَةَ خُذِ السّيفَ وَ كَانَت قُرَيشٌ جَالِسَةً فِي المَسجِدِ فَجَاءَ أَبُو طَالِبٍ وَ مَعَهُ السّيفُ وَ حَمزَةُ وَ مَعَهُ السّيفُ فَقَالَ أَمِرّ السّلَي عَلَي سِبَالِهِم فَمَن أَبَي فَاضرِب عُنُقَهُ فَمَا تَحَرّكَ أَحَدٌ حَتّي أَمَرّ السّلَي عَلَي سِبَالِهِم ثُمّ التَفَتَ إِلَي رَسُولِ اللّهِص وَ قَالَ يَا ابنَ أَخِ هَذَا حَسَبُكَ مِنّا وَ فِينَا

18-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] ابنُ عَبّاسٍ دَخَلَ النّبِيّص الكَعبَةَ وَ افتَتَحَ الصّلَاةَ فَقَالَ أَبُو جَهلٍ مَن يَقُومُ إِلَي هَذَا الرّجُلِ فَيُفسِدُ عَلَيهِ صَلَاتَهُ فَقَامَ ابنُ الزّبَعرَي وَ تَنَاوَلَ فَرثاً وَ دَماً وَ أَلقَي ذَلِكَ عَلَيهِ فَجَاءَ أَبُو طَالِبٍ وَ قَد سَلّ سَيفَهُ فَلَمّا رَأَوهُ جَعَلُوا يَنهَضُونَ فَقَالَ وَ اللّهِ لَئِن قَامَ أَحَدٌ جَلّلتُهُ بسِيَفيِ‌ ثُمّ قَالَ يَا ابنَ أخَيِ‌ مَنِ الفَاعِلُ بِكَ قَالَ هَذَا عَبدُ اللّهِ فَأَخَذَ أَبُو طَالِبٍ فَرثاً وَ دَماً وَ أَلقَي عَلَيهِ

وَ فِي رِوَايَاتٍ مُتَوَاتِرَةٍ أَنّهُ أَمَرَ عَبِيدَهُ أَن يُلقُوا السّلَي عَن ظَهرِهِ وَ يَغسِلُوهُ ثُمّ أَمَرَهُم


صفحه : 188

أَن يَأخُذُوهُ فَيُمِرّوا عَلَي أَسبِلَتِهِم بِذَلِكَ

وَ فِي رِوَايَةِ البخُاَريِ‌ّ أَنّ فَاطِمَةَ ع أَمَاطَتهُ ثُمّ أَوسَعَتهُم شَتماً وَ هُم يَضحَكُونَ فَلَمّا سَلّمَ النّبِيّص قَالَ أللّهُمّ عَلَيكَ المَلَأُ مِن قُرَيشٍ أللّهُمّ عَلَيكَ أَبَا جَهلِ بنَ هِشَامٍ وَ عُتبَةَ بنَ رَبِيعَةَ وَ شَيبَةَ بنَ رَبِيعَةَ وَ عُقبَةَ بنَ أَبِي مُعَيطٍ وَ أُمَيّةَ بنَ خَلَفٍ فَوَ اللّهِ ألّذِي لَا إِلَهَ إِلّا هُوَ مَا سَمّي النّبِيّص يَومَئِذٍ أَحَداً إِلّا وَ قَد رَأَيتُهُ يَومَ بَدرٍ وَ قَد أُخِذَ بِرِجلِهِ يَجُرّ إِلَي القَلِيبِ مَقتُولًا إِلّا أُمَيّةَ فَإِنّهُ كَانَ مُنتَفِخاً فِي دِرعِهِ فَتَزَايَلَ مَن جَرّهُ فَأَقَرّوهُ وَ أَلقَوا عَلَيهِ الحَجَرَ

مُحَمّدُ بنُ إِسحَاقَ وَقَفَ النّبِيّص عَلَي قَلِيبِ بَدرٍ فَقَالَ بِئسَ عَشِيرَةُ الرّجُلِ كُنتُم لِنَبِيّكُم كذَبّتمُوُنيِ‌ وَ صدَقّنَيِ‌ النّاسُ وَ أخَرجَتمُوُنيِ‌ وَ آواَنيِ‌ النّاسُ وَ قاَتلَتمُوُنيِ‌ وَ نصَرَنَيِ‌ النّاسُ ثُمّ قَالَ هَلوَجَدتُم ما وَعَدَ رَبّكُم حَقّافَقَد وَجَدتُ مَا وعَدَنَيِ‌ ربَيّ‌ حَقّاً ثُمّ قَالَ إِنّهُم يَسمَعُونَ مَا أَقُولُ أَقُولُ تَمَامُهُ فِي فَضَائِلِ أَبِي طَالِبٍ ع

19-ك ،[إكمال الدين ] أَبِي وَ ابنُ الوَلِيدِ مَعاً عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ وَ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي مَعاً عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن جَمِيلِ بنِ دَرّاجٍ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ قَالَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع مَا أَجَابَ رَسُولَ اللّهِص أَحَدٌ قَبلَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَ خَدِيجَةَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَا وَ لَقَد مَكَثَ رَسُولُ اللّهِص بِمَكّةَ ثَلَاثَ سِنِينَ مُختَفِياً خَائِفاً يَتَرَقّبُ وَ يَخَافُ قَومَهُ وَ النّاسَ

20-فس ،[تفسير القمي‌] عَلِيّ بنُ جَعفَرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ الطاّئيِ‌ّ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن حَفصٍ الكنُاَسيِ‌ّ قَالَسَمِعتُ عَبدَ اللّهِ بنَ بَكرٍ الأرَجّاَنيِ‌ّ قَالَ قَالَ لِيَ الصّادِقُ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ ع أخَبرِنيِ‌ عَنِ الرّسُولِص كَانَ عَامّاً لِلنّاسِ أَ لَيسَ قَد قَالَ اللّهُ فِي مُحكَمِ كِتَابِهِوَ ما أَرسَلناكَ إِلّا كَافّةً لِلنّاسِلِأَهلِ الشّرقِ وَ الغَربِ وَ أَهلِ السّمَاءِ وَ الأَرضِ مِنَ الجِنّ


صفحه : 189

وَ الإِنسِ هَل بَلّغَ رِسَالَتَهُ إِلَيهِم كُلّهِم قُلتُ لَا أدَريِ‌ قَالَ يَا ابنَ بَكرٍ إِنّ رَسُولَ اللّهِص لَم يَخرُج مِنَ المَدِينَةِ فَكَيفَ بَلّغَ أَهلَ الشّرقِ وَ الغَربِ قُلتُ لَا أدَريِ‌ قَالَ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي أَمَرَ جَبرَئِيلَ فَاقتَلَعَ الأَرضَ بِرِيشَةٍ مِن جَنَاحِهِ وَ نَصَبَهَا لِمُحَمّدٍص وَ كَانَت بَينَ يَدَيهِ مِثلَ رَاحَتِهِ فِي كَفّهِ يَنظُرُ إِلَي أَهلِ الشّرقِ وَ الغَربِ وَ يُخَاطِبُ كُلّ قَومٍ بِأَلسِنَتِهِم وَ يَدعُوهُم إِلَي اللّهِ وَ إِلَي نُبُوّتِهِ بِنَفسِهِ فَمَا بَقِيَت قَريَةٌ وَ لَا مَدِينَةٌ إِلّا وَ دَعَاهُمُ النّبِيّص بِنَفسِهِ

21-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ القَاسِمِ عَن جَدّهِ الحَسَنِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَا تَدَع صِيَامَ يَومِ سَبعٍ وَ عِشرِينَ مِن رَجَبٍ فَإِنّهُ اليَومُ ألّذِي نَزَلَت فِيهِ النّبُوّةُ عَلَي مُحَمّدٍص

22-كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَن سَهلٍ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَن أَبِي الحَسَنِ الأَوّلِ ع قَالَ بَعَثَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مُحَمّداًص رَحمَةً لِلعَالَمِينَ فِي سَبعٍ وَ عِشرِينَ مِن رَجَبٍ الخَبَرَ

23- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَنِ ابنِ قُولَوَيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ الجوَهرَيِ‌ّ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَنِ البزَنَطيِ‌ّ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَن كَثِيرٍ النّوّاءِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ فِي اليَومِ السّابِعِ وَ العِشرِينَ مِن رَجَبٍ نَزَلَتِ النّبُوّةُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص الخَبَرَ


صفحه : 190

24-كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ رَفَعَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ يَومَ سَبعَةٍ وَ عِشرِينَ مِن رَجَبٍ نُبّئَ فِيهِ رَسُولُ اللّهِص الحَدِيثَ

أقول سيأتي‌ مثله بأسانيد في كتاب الصوم

25-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] فِي عِلَلِ الفَضلِ عَنِ الرّضَا ع قَالَ فَإِن قَالَ فَلِمَ جُعِلَ الصّومُ فِي شَهرِ رَمَضَانَ خَاصّةً دُونَ سَائِرِ الشّهُورِ قِيلَ لِأَنّ شَهرَ رَمَضَانَ هُوَ الشّهرُ ألّذِي أَنزَلَ اللّهُ تَعَالَي فِيهِ القُرآنَ إِلَي قَولِهِ ع وَ فِيهِ نُبّئَ مُحَمّدٌص

بيان هذاالخبر مخالف لسائر الأخبار المستفيضة ولعل المراد به معني آخر ساوق لنزول القرآن أوغيره من المعاني‌ المجازية أو يكون المراد بالنبوة في سائر الأخبار الرسالة و يكون النبوة فيه بمعني نزول الوحي‌ عليه ص فيما يتعلق بنفسه كماسيأتي‌ تحقيقه ويمكن حمله علي التقية فإن العامة قداختلفوا في زمان بعثته ص علي خمسة أقوال .الأول لسبع عشرة خلت من شهر رمضان .الثاني‌ لثمان عشرة خلت من رمضان .الثالث لأربع وعشرين خلت من شهر رمضان .الرابع للثاني‌ عشر من ربيع الأول .الخامس لسبع وعشرين من رجب و علي الأخير اتفاق الإمامية

26-ك ،[إكمال الدين ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ ابنِ أُذَينَةَ وَ بُرَيدٍ العجِليِ‌ّ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ جَعفَرٍ ع إِنّما أَنتَ مُنذِرٌ وَ لِكُلّ قَومٍ هادٍ فَقَالَ المُنذِرُ رَسُولُ اللّهِص وَ عَلِيّ الهاَديِ‌ وَ فِي كُلّ زَمَانٍ إِمَامٌ مِنّا يَهدِيهِم إِلَي مَا جَاءَ بِهِ رَسُولُ اللّهِص


صفحه : 191

27- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ قَالَ حَدّثَنَا مُحَمّدُ بنُ جَرِيرٍ الطبّرَيِ‌ّ سَنَةَ ثَمَانٍ وَ ثَلَاثِمِائَةٍ قَالَ حَدّثَنَا مُحَمّدُ بنُ حُمَيدٍ الراّزيِ‌ّ عَن سَلَمَةَ بنِ الفَضلِ الأَبرَشِ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسحَاقَ عَن عَبدِ الغَفّارِ بنِ القَاسِمِ قَالَ أَبُو المُفَضّلِ وَ حَدّثَنَا مُحَمّدُ بنُ مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ الباَغنَديِ‌ّ وَ اللّفظُ لَهُ عَن مُحَمّدِ بنِ الصّبّاحِ الجرَجرَاَئيِ‌ّ عَن سَلَمَةَ بنِ صَالِحٍ الجعُفيِ‌ّ عَن سُلَيمَانَ الأَعمَشِ وَ أَبِي مَريَمَ جَمِيعاً عَنِ المِنهَالِ بنِ عَمرٍو عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحَارِثِ بنِ نَوفَلٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَبّاسٍ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ لَمّا نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص وَ أَنذِر عَشِيرَتَكَ الأَقرَبِينَدعَاَنيِ‌ رَسُولُ اللّهِص فَقَالَ لِي يَا عَلِيّ إِنّ اللّهَ تَعَالَي أمَرَنَيِ‌ أَنأَنذِر عَشِيرَتَكَ الأَقرَبِينَ قَالَ فَضِقتُ بِذَلِكَ ذَرعاً وَ عَرَفتُ أنَيّ‌ مَتَي أُبَادِيهِم بِهَذَا الأَمرِ أَرَي مِنهُم مَا أَكرَهُ فَصُمتُ[فَصَمَتّ] عَلَي ذَلِكَ وَ جاَءنَيِ‌ جَبرَئِيلُ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ إِنّكَ إِن لَم تَفعَل مَا أُمِرتَ بِهِ عَذّبَكَ رَبّكَ فَاصنَع لَنَا يَا عَلِيّ صَاعاً مِن طَعَامٍ وَ اجعَل عَلَيهِ رِجلَ شَاةٍ وَ املَأ لَنَا عُسّاً مِن لَبَنٍ ثُمّ اجمَع لِي بنَيِ‌ عَبدِ المُطّلِبِ حَتّي أُكَلّمَهُم وَ أُبَلّغَهُم مَا أُمِرتُ بِهِ فَفَعَلتُ مَا أمَرَنَيِ‌ بِهِ ثُمّ دَعَوتُهُم أَجمَعَ وَ هُم يَومَئِذٍ أَربَعُونَ رَجُلًا يَزِيدُونَ رَجُلًا أَو يَنقُصُونَ رَجُلًا فِيهِم أَعمَامُهُ أَبُو طَالِبٍ وَ حَمزَةُ وَ العَبّاسُ وَ أَبُو لَهَبٍ فَلَمّا اجتَمَعُوا لَهُ دعَاَنيِ‌ بِالطّعَامِ ألّذِي صَنَعتُ لَهُم فَجِئتُ بِهِ


صفحه : 192

فَلَمّا وَضَعتُهُ تَنَاوَلَ رَسُولُ اللّهِص جِذمَةً مِنَ اللّحمِ فَنَتَفَهَا بِأَسنَانِهِ ثُمّ أَلقَاهَا فِي نوَاَحيِ‌ الصّفحَةِ ثُمّ قَالَ خُذُوا بِسمِ اللّهِ فَأَكَلَ القَومُ حَتّي صَدَرُوا مَا لَهُم بشِيَ‌ءٍ مِنَ الطّعَامِ حَاجَةٌ وَ مَا أَرَي إِلّا مَوَاضِعَ أَيدِيهِم وَ ايمُ اللّهِ ألّذِي نَفسُ عَلِيّ بِيَدِهِ إِن كَانَ الرّجُلُ الوَاحِدُ مِنهُم لَيَأكُلُ مَا قَدّمتُ لِجَمِيعِهِم ثُمّ جِئتُهُم بِذَلِكَ العُسّ فَشَرِبُوا حَتّي رَوَوا جَمِيعاً وَ ايمُ اللّهِ إِن كَانَ الرّجُلُ الوَاحِدُ مِنهُم لَيَشرَبُ مِثلَهُ فَلَمّا أَرَادَ رَسُولُ اللّهِص أَن يُكَلّمَهُم بَدَرَهُ أَبُو لَهَبٍ إِلَي الكَلَامِ فَقَالَ لَشَدّ مَا سَحَرَكُم صَاحِبُكُم فَتَفَرّقَ القَومُ وَ لَم يُكَلّمهُم رَسُولُ اللّهِص فَقَالَ لِي مِنَ الغَدِ يَا عَلِيّ إِنّ هَذَا الرّجُلَ قَد سبَقَنَيِ‌ إِلَي مَا سَمِعتَ مِنَ القَولِ فَتَفَرّقَ القَومُ قَبلَ أَن أُكَلّمَهُم فَعُد لَنَا مِنَ الطّعَامِ بِمِثلِ مَا صَنَعتَ ثُمّ اجمَعهُم لِي قَالَ فَفَعَلتُ ثُمّ جَمَعتُهُم فدَعَاَنيِ‌ بِالطّعَامِ فَقَرّبتُهُ لَهُم فَفَعَلَ كَمَا فَعَلَ بِالأَمسِ وَ أَكَلُوا حَتّي مَا لَهُم بِهِ مِن حَاجَةٍ ثُمّ قَالَ اسقِهِم فَجِئتُهُم بِذَلِكَ العُسّ فَشَرِبُوا حَتّي رَوُوا مِنهُ جَمِيعاً ثُمّ تَكَلّمَ رَسُولُ اللّهِص فَقَالَ يَا بنَيِ‌ عَبدِ المُطّلِبِ إنِيّ‌ وَ اللّهِ مَا أَعلَمُ شَابّاً فِي العَرَبِ جَاءَ قَومَهُ بِأَفضَلَ مِمّا جِئتُكُم بِهِ إنِيّ‌ قَد جِئتُكُم بِخَيرِ الدّنيَا وَ الآخِرَةِ وَ قَد أمَرَنَيِ‌َ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَن أَدعُوَكُم إِلَيهِ فَأَيّكُم يُؤمِنُ بيِ‌ وَ يؤُاَزرِنُيِ‌ عَلَي أمَريِ‌ فَيَكُونَ أخَيِ‌ وَ وصَيِيّ‌ وَ وزَيِريِ‌ وَ خلَيِفتَيِ‌ فِي أهَليِ‌ مِن بعَديِ‌ قَالَ فَأَمسَكَ القَومُ وَ أَحجَمُوا عَنهَا جَمِيعاً قَالَ فَقُمتُ وَ إنِيّ‌ لَأَحدَثُهُم سِنّاً وَ أَرمَصُهُم عَيناً وَ أَعظَمُهُم بَطناً وَ أَحمَشُهُم سَاقاً فَقُلتُ أَنَا يَا نبَيِ‌ّ اللّهِ أَكُونُ وَزِيرَكَ عَلَي مَا بَعَثَكَ اللّهُ بِهِ قَالَ فَأَخَذَ بيِدَيِ‌ ثُمّ قَالَ إِنّ هَذَا أخَيِ‌ وَ وصَيِيّ‌ وَ وزَيِريِ‌ وَ خلَيِفتَيِ‌ فِيكُم فَاسمَعُوا لَهُ وَ أَطِيعُوا قَالَ فَقَامَ القَومُ يَضحَكُونَ وَ يَقُولُونَ لأِبَيِ‌ طَالِبٍ قَد أَمَرَكَ أَن تَسمَعَ لِابنِكَ وَ تُطِيعَ


صفحه : 193

فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] جعفر بن محمد بن أحمدالأودي‌ بإسناده عن أمير المؤمنين ع مثله بيان العس بالضم القدح الكبير والجذمة بالكسر القطعة قوله ع أرمصهم عينا الرمص بالتحريك وسخ يجتمع في مؤق العين و لما كان الغالب أن ذلك يكون في الأطفال كني ع عن صغر السن بذلك وكذا عظم البطن و رجل أحمش الساقين دقيقهما

28- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]بِإِسنَادِهِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ صَالِحٍ عَن زَيدِ بنِ الحَسَنِ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص رَقَدتُ بِالأَبطَحِ عَلَي ساَعدِيِ‌ وَ عَلِيّ عَن يمَيِنيِ‌ وَ جَعفَرٌ عَن يسَاَريِ‌ وَ حَمزَةُ عِندَ رجِليِ‌ قَالَ فَنَزَلَ جَبرَئِيلُ وَ مِيكَائِيلُ وَ إِسرَافِيلُ فَفَزِعتُ لِخَفقِ أَجنِحَتِهِم قَالَ فَرَفَعتُ رأَسيِ‌ فَإِذَا إِسرَافِيلُ يَقُولُ لِجَبرَئِيلَ إِلَي أَيّ الأَربَعَةِ بُعِثتَ وَ بُعِثنَا مَعَكَ قَالَ فَرَكَضَ بِرِجلِهِ فَقَالَ إِلَي هَذَا وَ هُوَ مُحَمّدٌ سَيّدُ النّبِيّينَ ثُمّ قَالَ مَن هَذَا الآخَرُ قَالَ هَذَا أَخُوهُ وَ وَصِيّهُ وَ هُوَ سَيّدُ الوَصِيّينَ ثُمّ قَالَ فَمَنِ الآخَرُ قَالَ جَعفَرُ بنُ أَبِي طَالِبٍ لَهُ جَنَاحَانِ خَضِيبَانِ يَطِيرُ بِهِمَا فِي الجَنّةِ ثُمّ قَالَ فَمَنِ الآخَرُ قَالَ عَمّهُ حَمزَةُ وَ هُوَ سَيّدُ الشّهَدَاءِ يَومَ القِيَامَةِ

29-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]أَرسَلَهُ اللّهُ تَعَالَي بَعدَ أَربَعِينَ سَنَةً مِن عُمُرِهِ حِينَ تَكَامَلَ بِهَا وَ اشتَدّ قُوَاهُ لِيَكُونَ مُتَهَيّئاً وَ مُتَأَهّباً لِمَا أَنذَرَ بِهِ وَ لِبِعثَتِهِ دَرَجَاتٌ أُولَاهَا الرّؤيَا الصّادِقَةُ وَ الثّانِيَةُ مَا رَوَاهُ الشعّبيِ‌ّ وَ دَاوُدُ بنُ عَامِرٍ أَنّ اللّهَ تَعَالَي قَرَنَ جَبرَئِيلَ بِنُبُوّةِ رَسُولِهِ ثَلَاثَ سِنِينَ يَسمَعُ حِسّهُ وَ لَا يَرَي شَخصَهُ وَ يُعَلّمُهُ الشيّ‌ءَ بَعدَ الشيّ‌ءِ وَ لَا يَنزِلُ عَلَيهِ القُرآنُ فَكَانَ فِي هَذِهِ المُدّةِ مُبَشّراً غَيرَ مَبعُوثٍ إِلَي الأُمّةِ وَ الثّالِثَةُ حَدِيثُ خَدِيجَةَ وَ وَرَقَةَ بنِ نَوفَلٍ الرّابِعَةُ أَمرُهُ بِتَحدِيثِ النّعَمِ فَأُذِنَ لَهُ فِي ذِكرِهِ دُونَ إِنذَارِهِ قَولُهُوَ أَمّا بِنِعمَةِ رَبّكَ فَحَدّث


صفحه : 194

أَي بِمَا جَاءَكَ مِنَ النّبُوّةِ وَ الخَامِسَةُ حِينَ نَزَلَ عَلَيهِ القُرآنُ بِالأَمرِ وَ النهّي‌ِ فَصَارَ بِهِ مَبعُوثاً وَ لَم يُؤمَر بِالجَهرِ وَ نَزَلَيا أَيّهَا المُدّثّرُفَأَسلَمَ عَلِيّ وَ خَدِيجَةُ ثُمّ زَيدٌ ثُمّ جَعفَرٌ وَ السّادِسَةُ أُمِرَ بِأَن يَعُمّ بِالإِنذَارِ بَعدَ خُصُوصِهِ وَ يَجهَرَ بِذَلِكَ وَ نَزَلَفَاصدَع بِما تُؤمَرُ قَالَ ابنُ إِسحَاقَ وَ ذَلِكَ بَعدَ ثَلَاثِ سِنِينَ مِن مَبعَثِهِ وَ نَزَلَوَ أَنذِر عَشِيرَتَكَ الأَقرَبِينَفَنَادَي يَا صَبَاحَاه وَ السّابِعَةُ العِبَادَاتُ لَم يُشَرّع مِنهَا مُدّةَ مُقَامِهِ بِمَكّةَ إِلّا الطّهَارَةُ وَ الصّلَاةُ وَ كَانَت فَرضاً عَلَيهِ وَ سُنّةً لِأُمّتِهِ ثُمّ فُرِضَتِ الصّلَوَاتُ الخَمسُ بَعدَ إِسرَائِهِ وَ ذَلِكَ فِي السّنَةِ التّاسِعَةِ مِن نُبُوّتِهِ فَلَمّا تَحَوّلَ إِلَي المَدِينَةِ فُرِضَ صِيَامُ شَهرِ رَمَضَانَ فِي السّنَةِ الثّانِيَةِ مِنَ الهِجرَةِ فِي شَعبَانَ وَ حُوّلَتِ القِبلَةُ وَ فُرِضَ زَكَاةُ الفِطرِ وَ شُرّعَ فِيهَا صَلَاةُ العِيدِ وَ كَانَ فُرِضَ الجُمُعَةُ فِي أَوّلِ الهِجرَةِ بَدَلًا مِن صَلَاةِ الظّهرِ ثُمّ فُرِضَت زَكَاةُ الأَموَالِ ثُمّ الحَجّ وَ العُمرَةُ وَ التّحلِيلُ وَ التّحرِيمُ وَ الحَظرُ وَ الإِبَاحَةُ وَ الِاستِحبَابُ وَ الكَرَاهَةُ ثُمّ فُرِضَ الجِهَادُ ثُمّ وَلَايَةُ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ نَزَلَاليَومَ أَكمَلتُ لَكُم دِينَكُم

30-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ بنِ هَاشِمٍ القمُيّ‌ّ فِي كِتَابِهِ أَنّ النّبِيّص لَمّا أَتَي لَهُ سَبعٌ وَ ثَلَاثُونَ سَنَةً كَانَ يَرَي فِي نَومِهِ كَأَنّ آتِياً أَتَاهُ فَيَقُولُ يَا رَسُولَ اللّهِ فَيُنكِرُ ذَلِكَ فَلَمّا طَالَ عَلَيهِ الأَمرُ كَانَ يَوماً بَينَ الجِبَالِ يَرعَي غَنَماً لأِبَيِ‌ طَالِبٍ فَنَظَرَ إِلَي شَخصٍ يَقُولُ يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ لَهُ مَن أَنتَ قَالَ أَنَا جَبرَئِيلُ أرَسلَنَيِ‌ اللّهُ إِلَيكَ لِيَتّخِذَكَ رَسُولًا فَأَخبَرَ النّبِيّص خَدِيجَةَ بِذَلِكَ فَقَالَت يَا مُحَمّدُ أَرجُو أَن يَكُونَ كَذَلِكَ فَنَزَلَ عَلَيهِ جَبرَئِيلُ وَ أَنزَلَ عَلَيهِ مَاءً مِنَ السّمَاءِ وَ عَلّمَهُ الوُضُوءَ وَ الرّكُوعَ وَ السّجُودَ فَلَمّا تَمّ لَهُ أَربَعُونَ سَنَةً عَلّمَهُ حُدُودَ الصّلَاةِ وَ لَم يَنزِل عَلَيهِ أَوقَاتُهَا فَكَانَ يصُلَيّ‌ رَكعَتَينِ فِي كُلّ وَقتٍ

أَبُو مَيسَرَةَ وَ بُرَيدَةَ أَنّ النّبِيّص كَانَ إِذَا انطَلَقَ بَارِزاً سَمِعَ صَوتاً يَا مُحَمّدُ فيَأَتيِ‌ خَدِيجَةَ وَ يَقُولُ يَا خَدِيجَةُ قَد خَشِيتُ أَن يَكُونَ خَالَطَ عقَليِ‌ شَيءٌ إنِيّ‌ إِذَا خَلَوتُ أَسمَعُ صَوتاً وَ أَرَي نُوراً

مُحَمّدُ بنُ كَعبٍ وَ عَائِشَةُأَوّلُ مَا بدُ‌ِئَ بِهِ رَسُولُ اللّهِ مِنَ الوحَي‌ِ الرّؤيَا الصّادِقَةُ وَ كَانَ


صفحه : 195

يَرَي الرّؤيَا فَتَأتِيهِ مِثلُ فَلَقِ الصّبحِ ثُمّ حَبّبَ إِلَيهِ الخَلَأَ فَكَانَ يَخلُو بِغَارِ حِرَاءَ فَسَمِعَ نِدَاءً يَا مُحَمّدُ فغَشَيِ‌َ عَلَيهِ فَلَمّا كَانَ اليَومُ الثاّنيِ‌ سَمِعَ مِثلَهُ نِدَاءً فَرَجَعَ إِلَي خَدِيجَةَ وَ قَالَ زمَلّوُنيِ‌ زمَلّوُنيِ‌ فَوَ اللّهِ لَقَد خَشِيتُ عَلَي عقَليِ‌ فَقَالَت كَلّا وَ اللّهِ لَا يُخزِيكَ اللّهُ أَبَداً إِنّكَ لَتَصِلُ الرّحِمَ وَ تَحمِلُ الكَلّ وَ تُكسِبُ المُعدِمَ وَ تقُريِ‌ الضّيفَ وَ تُعِينُ عَلَي نَوَائِبِ الحَقّ فَانطَلَقَت خَدِيجَةُ حَتّي أَتَت وَرَقَةَ بنَ نَوفَلٍ فَقَالَ وَرَقَةُ هَذَا وَ اللّهِ النّامُوسُ ألّذِي أُنزِلَ عَلَي مُوسَي وَ عِيسَي ع وَ إنِيّ‌ أَرَي فِي المَنَامِ ثَلَاثَ لَيَالٍ أَنّ اللّهَ أَرسَلَ فِي مَكّةَ رَسُولًا اسمُهُ مُحَمّدٌ وَ قَد قَرُبَ وَقتُهُ وَ لَستُ أَرَي فِي النّاسِ رَجُلًا أَفضَلَ مِنهُ فَخَرَجَص إِلَي حِرَاءَ فَرَأَي كُرسِيّاً مِن يَاقُوتَةٍ حَمرَاءَ مِرقَاةً مِن زَبَرجَدٍ وَ مِرقَاةً مِن لُؤلُؤٍ فَلَمّا رَأَي ذَلِكَ غشَيِ‌َ عَلَيهِ فَقَالَ وَرَقَةُ يَا خَدِيجَةُ فَإِذَا أَتَتهُ الحَالَةُ فاَكشفِيِ‌ عَن رَأسِكِ فَإِن خَرَجَ فَهُوَ مَلَكٌ وَ إِن بقَيِ‌َ فَهُوَ شَيطَانٌ فَنَزَعَت خِمَارَهَا فَخَرَجَ الجاَئيِ‌ فَلَمّا اختَمَرَت عَادَ فَسَأَلَهُ وَرَقَةُ عَن صِفَةِ الجاَئيِ‌ فَلَمّا حَكَاهُ قَامَ وَ قَبّلَ رَأسَهُ وَ قَالَ ذَاكَ النّامُوسُ الأَكبَرُ ألّذِي نَزَلَ عَلَي مُوسَي وَ عِيسَي ع ثُمّ قَالَ أَبشِر فَإِنّكَ أَنتَ النّبِيّ ألّذِي بُشّرَ بِهِ مُوسَي وَ عِيسَي ع وَ إِنّكَ نبَيِ‌ّ مُرسَلٌ سَتُؤمَرُ بِالجِهَادِ وَ تَوَجّهَ نَحوَهَا وَ أَنشَأَ يَقُولُ


فَإِن يَكُ حَقّاً يَا خَدِيجَةُ فاَعلمَيِ‌   حَدِيثَكِ إِيّانَا فَأَحمَدُ مُرسَلٌ

وَ جِبرِيلُ يَأتِيهِ وَ مِيكَالُ مَعَهُمَا   مِنَ اللّهِ وحَي‌ٌ يَشرَحُ الصّدرَ مُنَزّلٌ

يَفُوزُ بِهِ مَن فَازَ عِزّاً لِدِينِهِ   وَ يَشقَي بِهِ الغاَويِ‌ الشقّيِ‌ّ المُضَلّلُ

فَرِيقَانِ مِنهُم فِرقَةٌ فِي جِنَانِهِ   وَ أُخرَي بِأَغلَالِ الجَحِيمِ تُغَلّلُ

وَ مِن قَصِيدَةٍ لَهُ


يَا لَلرّجَالُ لِصَرفِ الدّهرِ وَ القَدَرِ   وَ مَا لشِيَ‌ءٍ قَضَاهُ اللّهُ مِن غَيرٍ

صفحه : 196


حَتّي خَدِيجَةُ تدَعوُنيِ‌ لِأُخبِرَهَا   وَ مَا لَنَا بخِفَيِ‌ّ العِلمِ مِن خَبَرٍ

فخَبَرّتَنيِ‌ بِأَمرٍ قَد سَمِعتُ بِهِ   فِيمَا مَضَي مِن قَدِيمِ النّاسِ وَ العَصرِ

بِأَنّ أَحمَدَ يَأتِيهِ فَيُخبِرُهُ   جِبرِيلُ أَنّكَ مَبعُوثٌ إِلَي البَشَرِ

وَ مِن قَصِيدَةٍ لَهُ


فَخَبّرَنَا عَن كُلّ خَيرٍ بِعِلمِهِ   وَ لِلحَقّ أَبوَابٌ لَهُنّ مَفَاتِحُ

وَ إِنّ ابنَ عَبدِ اللّهِ أَحمَدَ مُرسَلٌ   إِلَي كُلّ مَن ضَمّت عَلَيهِ الأَبَاطِحُ

وَ ظنَيّ‌ بِهِ أَن سَوفَ يُبعَثُ صَادِقاً   كَمَا أُرسِلَ العَبدَانِ نُوحٌ وَ صَالِحٌ

وَ مُوسَي وَ اِبرَاهِيمُ حَتّي يُرَي لَهُ   بَهَاءٌ وَ مَنشُورٌ مِنَ الذّكرِ وَاضِحٌ

وَ روُيِ‌َ أَنّهُ نَزَلَ جَبرَئِيلُ عَلَي جِيَادٍ أَصفَرَ وَ النّبِيّص بَينَ عَلِيّ ع وَ جَعفَرٍ فَجَلَسَ جَبرَئِيلُ عِندَ رَأسِهِ وَ مِيكَائِيلُ عِندَ رِجلِهِ وَ لَم يُنَبّهَاهُ إِعظَاماً لَهُ فَقَالَ مِيكَائِيلُ إِلَي أَيّهِم بُعِثتَ قَالَ إِلَي الأَوسَطِ فَلَمّا انتَبَهَ أَدّي إِلَيهِ جَبرَئِيلُ الرّسَالَةَ عَنِ اللّهِ تَعَالَي فَلَمّا نَهَضَ جَبرَئِيلُ لِيَقُومَ أَخَذَ رَسُولُ اللّهِص بِثَوبِهِ ثُمّ قَالَ مَا اسمُكَ قَالَ جَبرَئِيلُ ثُمّ نَهَضَ النّبِيّص لِيَلحَقَ بِقَومِهِ فَمَا مَرّ بِشَجَرَةٍ وَ لَا مَدَرَةٍ إِلّا سَلّمَت عَلَيهِ وَ هَنّأَتهُ ثُمّ كَانَ جَبرَئِيلُ يَأتِيهِ وَ لَا يَدنُو مِنهُ إِلّا بَعدَ أَن يَستَأذِنَ عَلَيهِ فَأَتَاهُ يَوماً وَ هُوَ بِأَعلَي مَكّةَ فَغَمَزَ بِعَقِبِهِ بِنَاحِيَةِ الواَديِ‌ فَانفَجَرَ عَينٌ فَتَوَضّأَ جَبرَئِيلُ وَ تَطَهّرَ الرّسُولُ ثُمّ صَلّي الظّهرَ وَ هيِ‌َ أَوّلُ صَلَاةٍ فَرَضَهَا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ وَ صَلّي أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مَعَ النّبِيّص وَ رَجَعَ رَسُولُ اللّهِص مِن يَومِهِ إِلَي خَدِيجَةَ فَأَخبَرَهَا فَتَوَضّأَت وَ صَلّت صَلَاةَ العَصرِ مِن ذَلِكَ اليَومِ

وَ روُيِ‌َ أَنّ جَبرَئِيلَ ع أَخرَجَ قِطعَةَ دِيبَاجٍ فِيهَا خَطّ فَقَالَ اقرَأ قُلتُ كَيفَ أَقرَأُ وَ لَستُ بقِاَر‌ِئٍ إِلَي ثَلَاثِ مَرّاتٍ فَقَالَ فِي المَرّةِ الرّابِعَةِاقرَأ بِاسمِ رَبّكَ إِلَي قَولِهِما لَم يَعلَم ثُمّ أَنزَلَ اللّهُ تَعَالَي جَبرَئِيلَ وَ مِيكَائِيلَ ع وَ مَعَ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُمَا سَبعُونَ أَلفَ مَلَكٍ وَ أَتَي باِلكرُسيِ‌ّ وَ وَضَعَ تَاجاً عَلَي رَأسِ مُحَمّدٍص وَ أَعطَي لِوَاءَ الحَمدِ بِيَدِهِ فَقَالَ اصعَد عَلَيهِ وَ احمَدِ اللّهَ فَلَمّا نَزَلَ عَنِ الكرُسيِ‌ّ تَوَجّهَ إِلَي خَدِيجَةَ فَكَانَ كُلّ شَيءٍ يَسجُدُ لَهُ وَ يَقُولُ بِلِسَانٍ فَصِيحٍ السّلَامُ عَلَيكَ يَا نبَيِ‌ّ اللّهِ فَلَمّا دَخَلَ الدّارَ صَارَتِ الدّارُ مُنَوّرَةً فَقَالَت


صفحه : 197

خَدِيجَةُ وَ مَا هَذَا النّورُ قَالَ هَذَا نُورُ النّبُوّةِ قوُليِ‌ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ فَقَالَت طَالَ مَا قَد عَرَفتُ ذَلِكَ ثُمّ أَسلَمَت فَقَالَ يَا خَدِيجَةُ إنِيّ‌ لَأَجِدُ بَرداً فَدَثّرَت عَلَيهِ فَنَامَ فنَوُديِ‌َيا أَيّهَا المُدّثّرُالآيَةَ فَقَامَ وَ جَعَلَ إِصبَعَهُ فِي أُذُنِهِ وَ قَالَ اللّهُ أَكبَرُ اللّهُ أَكبَرُ فَكَانَ كُلّ مَوجُودٍ يَسمَعُهُ يُوَافِقُهُ

وَ روُيِ‌َ أَنّهُ لَمّا نَزَلَ قَولُهُوَ أَنذِر عَشِيرَتَكَ الأَقرَبِينَصَعِدَ رَسُولُ اللّهِ ذَاتَ يَومٍ الصّفَا فَقَالَ يَا صَبَاحَاه فَاجتَمَعَت إِلَيهِ قُرَيشٌ فَقَالُوا مَا لَكَ قَالَ أَ رَأَيتُكُم إِن أَخبَرتُكُم أَنّ العَدُوّ مُصبِحُكُم أَو مُمسِيكُم مَا كُنتُم تصُدَقّوُننَيِ‌ قَالُوا بَلَي قَالَ فإَنِيّ‌نَذِيرٌ لَكُم بَينَ يدَيَ‌ عَذابٍ شَدِيدٍ فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ تَبّاً لَكَ أَ لِهَذَا دَعَوتَنَا فَنَزَلَت سُورَةُ تَبّت

قَتَادَةُ أَنّهُ خَطَبَ ثُمّ قَالَ أَيّهَا النّاسُ إِنّ الرّائِدَ لَا يَكذِبُ أَهلَهُ وَ لَو كُنتُ كَاذِباً لَمَا كَذَبتُكُم وَ اللّهِ ألّذِي لَا إِلَهَ إِلّا هُوَ إنِيّ‌ رَسُولُ اللّهِ إِلَيكُم حَقّاً خَاصّةً وَ إِلَي النّاسِ عَامّةً وَ اللّهِ لَتَمُوتُونَ كَمَا تَنَامُونَ وَ لَتُبعَثُونَ كَمَا تَستَيقِظُونَ وَ لَتُحَاسَبُونَ كَمَا تَعمَلُونَ وَ لَتُجزَونَ بِالإِحسَانِ إِحسَاناً وَ بِالسّوءِ سُوءاً وَ إِنّهَا الجَنّةُ أَبَداً وَ النّارُ أَبَداً وَ إِنّكُم أَوّلُ مَن أُنذِرتُم ثُمّ فَتَرَ الوحَي‌ُ فَجَزِعَ لِذَلِكَ النّبِيّص جَزَعاً شَدِيداً فَقَالَت لَهُ خَدِيجَةُ لَقَد قَلَاكَ رَبّكَ فَنَزَلَ سُورَةُ الضّحَي فَقَالَ لِجَبرَئِيلَ مَا يَمنَعُكَ أَن تَزُورَنَا فِي كُلّ


صفحه : 198

يَومٍ فَنَزَلَوَ ما نَتَنَزّلُ إِلّا بِأَمرِ رَبّكَ إِلَي قَولِهِنَسِيّا

بيان قال الجزري‌ فيه ذكر جياد و هوموضع بأسفل مكة معروف من شعابها و قال الجوهري‌ الرائد ألذي يرسل في طلب الكلإ يقال لايكذب الرائد أهله

31-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]الفَائِقُ أَنّهُ لَمّا اعتَرَضَ أَبُو لَهَبٍ عَلَي رَسُولِ اللّهِص عِندَ إِظهَارِ الدّعوَةِ قَالَ لَهُ أَبُو طَالِبٍ يَا أَعوَرُ مَا أَنتَ وَ هَذَا

قال الأخفش الأعور ألذي خيب وقيل ياردي‌ و منه الكلمة العوراء و قال ابن الأعرابي‌ ألذي ليس له أخ من أبيه وأمه

ابنُ عَبّاسٍ إِنّ الوَلِيدَ بنَ المُغِيرَةِ أَتَي قُرَيشاً فَقَالَ إِنّ النّاسَ يَجتَمِعُونَ غَداً بِالمَوسِمِ وَ قَد فَشَا أَمرُ هَذَا الرّجُلِ فِي النّاسِ وَ هُم يَسأَلُونَكُم عَنهُ فَمَا تَقُولُونَ فَقَالَ أَبُو جَهلٍ أَقُولُ إِنّهُ مَجنُونٌ وَ قَالَ أَبُو لَهَبٍ أَقُولُ إِنّهُ شَاعِرٌ وَ قَالَ عُقبَةُ بنُ أَبِي مُعَيطٍ أَقُولُ إِنّهُ كَاهِنٌ فَقَالَ الوَلِيدُ بَل أَقُولُ هُوَ سَاحِرٌ يُفَرّقُ بَينَ الرّجُلِ وَ المَرأَةِ وَ بَينَ الرّجُلِ وَ أَخِيهِ وَ أَبِيهِ فَأَنزَلَ اللّهُ تَعَالَين وَ القَلَمِالآيَةَ وَ قَولَهُوَ ما هُوَ بِقَولِ شاعِرٍالآيَةَ. وَ كَانَ النّبِيّص يَقرَأُ القُرآنَ فَقَالَ أَبُو سُفيَانَ وَ الوَلِيدُ وَ عُتبَةُ وَ شَيبَةُ لِلنّضرِ بنِ الحَارِثِ مَا يَقُولُ مُحَمّدٌ فَقَالَ أَسَاطِيرُ الأَوّلِينَ مِثلُ مَا كُنتُ أُحَدّثُكُم عَنِ القُرُونِ المَاضِيَةِ فَنَزَلَوَ مِنهُم مَن يَستَمِعُ إِلَيكَ وَ جَعَلنا عَلي قُلُوبِهِم أَكِنّةًالآيَةَ.الكلَبيِ‌ّ قَالَ النّضرُ بنُ الحَارِثِ وَ عَبدُ اللّهِ بنُ أُمَيّةَ يَا مُحَمّدُ لَن نُؤمِنَ بِكَ حَتّي تَأتِيَنَا بِكِتَابٍ مِن عِندِ اللّهِ وَ مَعَهُ أَربَعَةُ أَملَاكٍ يَشهَدُونَ عَلَيهِ أَنّهُ مِن عِندِ اللّهِ وَ أَنّكَ رَسُولُهُ فَنَزَلَوَ لَو نَزّلنا عَلَيكَ كِتاباً فِي قِرطاسٍ وَ قَالَ قُرَيشُ مَكّةَ أَو يَهُودُ المَدِينَةِ إِنّ هَذِهِ الأَرضَ لَيسَت بِأَرضِ الأَنبِيَاءِ وَ إِنّمَا أَرضُ الأَنبِيَاءِ الشّامُ فَأتِ الشّامَ فَنَزَلَوَ إِن


صفحه : 199

كادُوا لَيَستَفِزّونَكَ مِنَ الأَرضِ وَ قَالَ أَهلُ مَكّةَ تَرَكتَ مِلّةَ قَومِكَ وَ قَد عَلِمنَا أَنّهُ لَا يَحمِلُكَ عَلَي ذَلِكَ إِلّا الفَقرُ فَإِنّا نَجمَعُ لَكَ مِن أَموَالِنَا حَتّي تَكُونَ مِن أَغنَانَا فَنَزَلَقُل أَ غَيرَ اللّهِ أَتّخِذُ وَلِيّا وَ كَانَ المُشرِكُونَ إِذَا قِيلَ لَهُم مَا ذَا أَنزَلَ رَبّكُم عَلَي مُحَمّدٍ قَالُوا أَسَاطِيرَ الأَوّلِينَ فَنَزَلَوَ إِذا قِيلَ لَهُم ما ذا أَنزَلَ رَبّكُمالآيَةَ. ابنُ عَبّاسٍ قَالَت قُرَيشٌ إِنّ القُرآنَ لَيسَ مِن عِندِ اللّهِ وَ إِنّمَا يُعَلّمُهُ بَلعَامٌ وَ كَانَ قَيناً بِمَكّةَ رُومِيّاً نَصرَانِيّاً وَ قَالَ الضّحّاكُ أَرَادُوا بِهِ سَلمَانَ وَ قَالَ مُجَاهِدٌ عَبداً لبِنَيِ‌ الحضَرمَيِ‌ّ يُقَالُ لَهُ يَعِيشُ فَنَزَلَوَ لَقَد نَعلَمُ أَنّهُم يَقُولُونَ إِنّما يُعَلّمُهُ بَشَرٌالآيَةَ. وَ قَولُهُوَ قالَ الّذِينَ كَفَرُوا إِن هَذا إِلّا إِفكٌ افتَراهُ مُحَمّدٌ وَ اختَلَقَهُ مِن تِلقَاءِ نَفسِهِوَ أَعانَهُ عَلَيهِ قَومٌ آخَرُونَيَعنُونَ عَدّاساً مَولَي خُوَيطِبٍ وَ يَسَاراً غُلَامَ العَلَاءِ بنِ الحضَرمَيِ‌ّ وَ حِبراً مَولَي عَامِرٍ وَ كَانُوا مِن أَهلِ الكِتَابِ فَكَذّبَهُمُ اللّهُ تَعَالَي فَقَالَفَقَد جاؤُ ظُلماًالآيَاتِ

32-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] ابنُ عَبّاسٍ وَ مُجَاهِدٌ فِي قَولِهِوَ قالَ الّذِينَ كَفَرُوا لَو لا نُزّلَ عَلَيهِ القُرآنُ جُملَةً واحِدَةً كَمَا أُنزِلَتِ التّورَاةُ وَ الإِنجِيلُ فَقَالَ اللّهُ تَعَالَيكَذلِكَمُتَفَرّقاًلِنُثَبّتَ بِهِ فُؤادَكَ وَ ذَلِكَ أَنّهُ كَانَ يُوحَي فِي كُلّ حَادِثَةٍ وَ لِأَنّهَا نَزَلَت عَلَي أَنبِيَاءَ يَكتُبُونَ وَ يَقرَءُونَ وَ القُرآنُ نَزَلَ عَلَي نبَيِ‌ّ أمُيّ‌ّ وَ لِأَنّ فِيهِ نَاسِخاً وَ مَنسُوخاً وَ فِيهِ مَا هُوَ جَوَابٌ لِمَن سَأَلَهُ عَن أُمُورٍ وَ فِيهِ مَا هُوَ إِنكَارٌ لِمَا كَانَ وَ فِيهِ مَا هُوَ حِكَايَةُ شَيءٍ جَرَي


صفحه : 200

وَ لَم يَزَلص يُرِيهِمُ الآيَاتِ وَ يُخبِرُهُم بِالمَغِيبَاتِ فَنَزَلَوَ لا تَعجَل بِالقُرآنِالآيَةَ وَ مَعنَاهُ لَا تَعجَل بِقِرَاءَتِهِ عَلَيهِم حَتّي أُنزِلَ عَلَيكَ التّفسِيرُ فِي أَوقَاتِهِ كَمَا أُنزِلَ عَلَيكَ التّلَاوَةُ بَاعَ خَبّابُ بنُ الأَرَتّ سُيُوفاً مِنَ العَاصِ بنِ وَائِلٍ فَجَاءَهُ يَتَقَاضَاهُ فَقَالَ أَ لَيسَ يَزعُمُ مُحَمّدٌ أَنّ فِي الجَنّةِ مَا ابتَغَي أَهلُهَا مِن ذَهَبٍ وَ فِضّةٍ وَ ثِيَابٍ وَ خَدَمٍ قَالَ بَلَي قَالَ فأَنَظرِنيِ‌ أَقضِكَ هُنَاكَ حَقّكَ فَوَ اللّهِ لَا تَكُونُ هُنَالِكَ وَ أَصحَابُكَ عِندَ اللّهِ آثَرُ منِيّ‌ فَنَزَلَأَ فَرَأَيتَ ألّذِي كَفَرَ بِآياتِنا إِلَي قَولِهِفَرداً وَ تَكَلّمَ النّضرُ بنُ الحَارِثِ مَعَ النّبِيّص فَكَلّمَهُ رَسُولُ اللّهِص حَتّي أَفحَمَهُ ثُمّ قَالَإِنّكُم وَ ما تَعبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ حَصَبُ جَهَنّمَالآيَةَ فَلَمّا خَرَجَ النّبِيّص قَالَ ابنُ الزّبَعرَي أَمَا وَ اللّهِ لَو وَجَدتُهُ فِي مَجلِسٍ لَخَصَمتُهُ فَسَلُوا مُحَمّداً أَ كُلّ مَا يُعبَدُ مِن دُونِ اللّهِ فِي جَهَنّمَ مَعَ مَن عَبَدَهُ فَنَحنُ نَعبُدُ المَلَائِكَةَ وَ اليَهُودُ تَعبُدُ عُزَيراً وَ النّصَارَي تَعبُدُ عِيسَي فَأُخبِرَ النّبِيّص فَقَالَ يَا وَيلُ أُمّهِ أَ مَا عَلِمَ أَنّ مَا لِمَا لَا يَعقِلُ وَ مَن لِمَن يَعقِلُ فَنَزَلَإِنّ الّذِينَ سَبَقَت لَهُمالآيَةَ وَ قَالَتِ اليَهُودُ أَ لَستَ لَم تَزَل نَبِيّاً قَالَ بَلَي قَالَت فَلِمَ لَم تَنطِق فِي المَهدِ كَمَا نَطَقَ عِيسَي ع فَقَالَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ خَلَقَ عِيسَي مِن غَيرِ فَحلٍ فَلَو لَا أَنّهُ نَطَقَ فِي المَهدِ لَمَا كَانَ لِمَريَمَ عُذرٌ إِذ أُخِذَت بِمَا يُؤخَذُ بِهِ مِثلُهَا وَ أَنَا وُلِدتُ بَينَ أَبَوَينِ وَ اجتَمَعَت قُرَيشٌ إِلَيهِ فَقَالُوا إِلَي مَا تَدعُونَا يَا مُحَمّدُ قَالَ إِلَي شَهَادَةِ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ خَلعِ الأَندَادِ كُلّهَا قَالُوا نَدَعُ ثَلَاثَمِائَةٍ وَ سِتّينَ إِلَهاً وَ نَعبُدُ إِلَهاً وَاحِداً فَنَزَلَوَ عَجِبُوا أَن جاءَهُم مُنذِرٌ مِنهُم إِلَي قَولِهِعَذابِ


صفحه : 201

نَزَلَ أَبُو سُفيَانَ وَ عِكرِمَةُ وَ أَبُو الأَعوَرِ السلّمَيِ‌ّ عَلَي عَبدِ اللّهِ بنِ أُبَيّ وَ عَبدِ اللّهِ بنِ أَبِي سَرحٍ فَقَالُوا يَا مُحَمّدُ ارفُض ذِكرَ آلِهَتِنَا وَ قُل إِنّ لَهَا شَفَاعَةً لِمَن عَبَدَهَا وَ نَدَعُكَ وَ رَبّكَ فَشُقّ ذَلِكَ عَلَي النّبِيّص فَأَمَرَ فَأُخرِجُوا مِنَ المَدِينَةِ وَ نَزَلَوَ لا تُطِعِ الكافِرِينَ مِن أَهلِ مَكّةَوَ المُنافِقِينَ مِن أَهلِ المَدِينَةِ

ابنُ عَبّاسٍ عَيّرُوا النّبِيّ بِكَثرَةِ التّزَوّجِ وَ قَالُوا لَو كَانَ نَبِيّاً لَشَغَلَتهُ النّبُوّةُ عَن تَزَوّجِ النّسَاءِ فَنَزَلَوَ لَقَد أَرسَلنا رُسُلًا مِن قَبلِكَ

ابنُ عَبّاسٍ وَ الأَصَمّ كَانَ النّبِيّص يصُلَيّ‌ عِندَ المَقَامِ فَمَرّ بِهِ أَبُو جَهلٍ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ أَ لَم أَنهَكَ عَن هَذَا وَ تَوَعّدَهُ فَأَغلَظَ لَهُ رَسُولُ اللّهِ وَ انتَهَرَهُ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ بأِيَ‌ّ شَيءٍ تهُدَدّنُيِ‌ أَ مَا وَ اللّهِ إنِيّ‌ لَأَكبَرُ هَذَا الواَديِ‌ نَادِياً فَنَزَلَتأَ رَأَيتَ ألّذِي يَنهي إِلَي قَولِهِفَليَدعُ نادِيَهُ سَنَدعُ الزّبانِيَةَ فَقَالَ ابنُ عَبّاسٍ لَو نَادَي لَأَخَذَتهُ الزّبَانِيَةُ بِالعَذَابِ مَكَانَهُ

القرُظَيِ‌ّ قَالَت قُرَيشٌ يَا مُحَمّدُ شَتَمتَ الآلِهَةَ وَ سَفِهتَ الأَحلَامَ وَ فَرّقتَ الجَمَاعَةَ فَإِن طَلَبتَ مَالًا أَعطَينَاكَ أَوِ الشّرَفَ سَوّدنَاكَ أَو كَانَ بِكَ عِلّةٌ دَاوَينَاكَ فَقَالَص لَيسَ شَيءٌ مِن ذَلِكَ بَل بعَثَنَيِ‌ اللّهُ إِلَيكُم رَسُولًا وَ أَنزَلَ كِتَاباً فَإِن قَبِلتُم مَا جِئتُ بِهِ فَهُوَ حَظّكُم فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ وَ إِن تَرُدّوهُ أَصبِرُحَتّي يَحكُمَ اللّهُ بَينَناقَالُوا فَسَل رَبّكَ أَن يَبعَثَ مَلَكاً يُصَدّقُكَ وَ يَجعَلَ لَنَا كُنُوزاً وَ جِنَاناً وَ قُصُوراً مِن ذَهَبٍ أَو يُسقِطَ عَلَينَا السّمَاءَ كَمَا زَعَمتَ كِسفاًأَو تأَتيِ‌َ بِاللّهِ وَ المَلائِكَةِ قَبِيلًا فَقَالَ عَبدُ اللّهِ بنُ أُمَيّةَ المخَزوُميِ‌ّ وَ اللّهِ لَا أُؤمِنُ بِكَ حَتّي تَتّخِذَ سُلّماً إِلَي السّمَاءِ ثُمّ تَرقَي وَ أَنَا أَنظُرُ فَقَالَ أَبُو جَهلٍ إِنّهُ أَبَي إِلّا سَبّ الآلِهَةِ وَ شَتمَ الآبَاءِ وَ إنِيّ‌ أُعَاهِدُ اللّهَ لَأَحمِلَنّ حَجَراً فَإِذَا سَجَدَ ضَرَبتُ بِهِ رَأسَهُ فَانصَرَفَ النّبِيّص حَزِيناً فَنَزَلَوَ قالُوا لَن نُؤمِنَ لَكَ حَتّي تَفجُرَ لَناالآيَاتِ


صفحه : 202

الكلَبيِ‌ّ قَالَت قُرَيشٌ يَا مُحَمّدُ تُخبِرُنَا عَن مُوسَي وَ عِيسَي وَ عَادٍ وَ ثَمُودَ فَأتِ بِآيَةٍ حَتّي نُصَدّقَكَ فَقَالَص أَيّ شَيءٍ تُحِبّونَ أَن آتِيَكُم بِهِ قَالُوا اجعَل لَنَا الصّفَا ذَهَباً وَ ابعَث لَنَا بَعضَ مَوتَانَا حَتّي نَسأَلَهُم عَنكَ وَ أَرِنَا المَلَائِكَةَ يَشهَدُونَ لَكَ أَوِ ائتِنَابِاللّهِ وَ المَلائِكَةِ قَبِيلًا فَقَالَص فَإِن فَعَلتُ بَعضَ مَا تَقُولُونَ أَ تصُدَقّوُنيّ‌ قَالُوا وَ اللّهِ لَئِن فَعَلتَ لَنَتّبِعَنّكَ أَجمَعِينَ فَقَامَص يَدعُو أَن يُجعَلَ الصّفَا ذَهَباً فَجَاءَهُ جَبرَئِيلُ ع فَقَالَ إِن شِئتَ أَصبَحَ الصّفَا ذَهَباً وَ لَكِن إِن لَم يُصَدّقُوا عَذّبتُهُم وَ إِن شِئتَ تَرَكتَهُم حَتّي يَتُوبَ تَائِبُهُم فَقَالَص بَل يَتُوبُ تَائِبُهُم فَنَزَلَوَ أَقسَمُوا بِاللّهِ جَهدَ أَيمانِهِم لَئِن جاءَهُم نَذِيرٌ

وَ روُيِ‌َ أَنّ قُرَيشاً كَانُوا يَلعَنُونَ اليَهُودَ وَ النّصَارَي بِتَكذِيبِهِمُ الأَنبِيَاءَ وَ لَو أَتَاهُم نبَيِ‌ّ لَنَصَرُوهُ فَلَمّا بَعَثَ اللّهُ النّبِيّص كَذّبُوهُ فَنَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ وَ كَانُوا يُشِيرُونَ إِلَيهِ بِالأَصَابِعِ بِمَا حَكَي اللّهُ عَنهُموَ إِذا رَأَوكَ إِن يَتّخِذُونَكَ إِلّا هُزُواً يَقُولُ بَعضُهُم لِبَعضٍأَ هذَا ألّذِي يَذكُرُ آلِهَتَكُم وَ ذَلِكَ قَولُهُ إِنّهَا جَمَادٌ لَا تَنفَعُ وَ لَا تَضُرّوَ هُم بِذِكرِ الرّحمنِ هُم كافِرُونَ وَ مَشّشَ أُبَيّ بنُ خَلَفٍ بِعَظمٍ رَمِيمٍ فَفَتّهُ فِي يَدِهِ ثُمّ نَفَخَهُ فَقَالَ أَ تَزعُمُ أَنّ رَبّكَ يحُييِ‌ هَذَا بَعدَ مَا تَرَي فَنَزَلَوَ ضَرَبَ لَنا مَثَلًاالسّورَةَ

وَ ذَكَرُوا أَنّهُ كَانَ إِذَا قَدِمَ عَلَي النّبِيّص وَفدٌ لِيَعلَمُوا عِلمَهُ انطَلَقُوا بأِبَيِ‌ لَهَبٍ إِلَيهِم وَ قَالُوا لَهُ أَخبِر عَنِ ابنِ أَخِيكَ فَكَانَ يَطعُنُ فِي النّبِيّص وَ قَالَ البَاطِلَ وَ قَالَ إِنّا لَم نَزَل نُعَالِجُهُ مِنَ الجُنُونِ فَيَرجِعُ القَومُ وَ لَا يَلقَونَهُ

طَارِقٌ المحُاَربِيِ‌ّ رَأَيتُ النّبِيّص فِي سُوَيقَةِ ذيِ‌ المَجَازِ عَلَيهِ حُلّةٌ حَمرَاءُ وَ هُوَ يَقُولُ يَا أَيّهَا النّاسُ قُولُوا لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ تُفلِحُوا وَ أَبُو لَهَبٍ يَتبَعُهُ وَ يَرمِيهِ بِالحِجَارَةِ وَ قَد أَدمَي كَعبَهُ وَ عُرقُوبَيهِ وَ هُوَ يَقُولُ يَا أَيّهَا النّاسُ لَا تُطِيعُوهُ فَإِنّهُ كَذّابٌ


صفحه : 203

بيان المش مسح اليد بالشي‌ء والخلط

33-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]رَوَي أَبُو أَيّوبَ الأنَصاَريِ‌ّ أَنّ النّبِيّص وَقَفَ بِسُوقِ ذيِ‌ المَجَازِ فَدَعَاهُم إِلَي اللّهِ وَ العَبّاسُ قَائِمٌ يَسمَعُ الكَلَامَ فَقَالَ أَشهَدُ أَنّكَ كَذّابٌ وَ مَضَي إِلَي أَبِي لَهَبٍ وَ ذَكَرَ ذَلِكَ فَأَقبَلَا يُنَادِيَانِ أَنّ ابنَ أَخِينَا هَذَا كَذّابٌ فَلَا يَغُرّنّكُم عَن دِينِكُم قَالَ وَ استَقبَلَ النّبِيّص أَبُو طَالِبٍ فَاكتَنَفَهُ وَ أَقبَلَ عَلَي أَبِي لَهَبٍ وَ العَبّاسِ فَقَالَ لَهُمَا مَا تُرِيدَانِ تَرِبَت أَيدِيكُمَا وَ اللّهِ إِنّهُ لَصَادِقُ القِيلِ ثُمّ أَنشَأَ أَبُو طَالِبٍ


أَنتَ الأَمِينُ أَمِينُ اللّهِ لَا كَذَبَ   وَ الصّادِقُ القَولُ لَا لَهوَ وَ لَا لَعِبَ

أَنتَ الرّسُولُ رَسُولُ اللّهِ نَعلَمُهُ   عَلَيكَ تَنزِلُ مِن ذيِ‌ العِزّةِ الكُتُبُ

مُقَاتِلٌ إِنّهُ رَفَعَ أَبُو جَهلٍ يَوماً بَينَهُ وَ بَينَ رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ يَا مُحَمّدُ أَنتَ مِن ذَلِكَ الجَانِبِ وَ نَحنُ مِن هَذَا الجَانِبِ فَاعمَل أَنتَ عَلَي دِينِكَ وَ مَذهَبِكَ وَ إِنّنَا عَامِلُونَ عَلَي دِينِنَا وَ مَذهَبِنَا فَنَزَلَوَ قالُوا قُلُوبُنا فِي أَكِنّةٍ

ابنُ عَبّاسٍ كَانَ جَمَاعَةٌ إِذَا صَحّ جِسمُ أَحَدِهِم وَ نُتِجَت فَرَسُهُ وَ وَلَدَتِ امرَأَتُهُ غُلَاماً وَ كَثُرَت مَاشِيَتُهُ رضَيِ‌َ بِالإِسلَامِ وَ إِن أَصَابَهُ وَجَعٌ أَو سُوءٌ قَالَ مَا أَصَبتُ فِي هَذَا الدّينِ إِلّا سُوءاً فَنَزَلَوَ مِنَ النّاسِ مَن يَعبُدُ اللّهَ عَلي حَرفٍ وَ نَهَي أَبُو جَهلٍ رَسُولَ اللّهِص عَنِ الصّلَاةِ وَ قَالَ إِن رَأَيتُ مُحَمّداً يصُلَيّ‌ لَأَطَأَنّ عُنُقَهُ فَنَزَلَفَاصبِر لِحُكمِ رَبّكَ وَ لا تُطِع مِنهُم آثِماً أَو كَفُوراً

ابنُ عَبّاسٍ فِي قَولِهِوَ إِن كادُوا لَيَفتِنُونَكَ عَنِ ألّذِي أَوحَينا قَالَ وَفدُ ثَقِيفٍ نُبَايِعُكَ عَلَي ثَلَاثٍ لَا ننَحنَيِ‌ وَ لَا نَكسِرُ إِلَهاً بِأَيدِينَا وَ تَمَتّعنَا بِاللّاتِ سَنَةً فَقَالَص لَا خَيرَ فِي دِينٍ لَيسَ فِيهِ رُكُوعٌ وَ سُجُودٌ فَأَمّا كَسرُ أَصنَامِكُم


صفحه : 204

بِأَيدِيكُم فَذَاكَ لَكُم وَ أَمّا الطّاغِيَةُ اللّاتُ فإَنِيّ‌ غَيرُ مُمَتّعُكُم بِهَا قَالُوا أَجّلنَا سَنَةً حَتّي نَقبِضَ مَا يُهدَي لِآلِهَتِنَا فَإِذَا قَبَضنَاهَا كَسَرنَاهَا وَ أَسلَمنَا فَهُم بِتَأجِيلِهِم فَنَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ

قَالَ قَتَادَةُ فَلَمّا سَمِعَ قَولَهُثُمّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَينا نَصِيراً قَالَ أللّهُمّ لَا تكَلِنيِ‌ إِلَي نفَسيِ‌ طَرفَةَ عَينٍ أَبَداً وَ كَانَ النّبِيّص يَطُوفُ فَشَتَمَهُ عُقبَةُ بنُ أَبِي مُعَيطٍ وَ أَلقَي عِمَامَتَهُ فِي عُنُقِهِ وَ جَرّهُ مِنَ المَسجِدِ فَأَخَذُوهُ مِن يَدِهِ وَ كَانَص يَوماً جَالِساً عَلَي الصّفَا فَشَتَمَهُ أَبُو جَهلٍ ثُمّ شَجّ رَأسَهُ حَمزَةُ بنُ عَبدِ المُطّلِبِ شِعرٌ


لَقَد عَجِبتُ لِأَقوَامٍ ذوَيِ‌ سَفَهٍ   مِنَ القَبِيلَينِ مِن سَهمٍ وَ مَخزُومٍ

القَائِلِينَ لِمَا جَاءَ النّبِيّ بِهِ   هَذَا حَدِيثٌ أَتَانَا غَيرَ مَلزُومٍ

فَقَد أَتَاهُم بِحَقّ غَيرِ ذيِ‌ عِوَجٍ   وَ مُنَزّلٌ مِن كِتَابِ اللّهِ مَعلُومٌ

مِنَ العَزِيزِ ألّذِي لَا شَيءَ يَعدِلُهُ   فِيهِ مَصَادِيقُ مِن حَقّ وَ تَعظِيمٍ

فَإِن تَكُونُوا لَهُ ضِدّاً يَكُن لَكُم   ضِدّاً بِغَلبَاءَ مِثلَ اللّيلِ عُلكُومٍ

فَآمِنُوا بنِبَيِ‌ّ لَا أَبَا لَكُم   ذيِ‌ خَاتَمٍ صَاغَهُ الرّحمَنُ مَختُومٍ

بيان قال الجزري‌ في الحديث عليك بذات الدين تربت يداك ترب الرجل إذاافتقر أي لصق بالتراب وأترب إذااستغني و هذه الكلمة جارية علي ألسنة العرب لايريدون بهاالدعاء علي المخاطب و لاوقوع الأمر به و قال الغلباء الغليظة العنق وهم يصفون السادة بغلظ الرقبة وطولها و قال العلكوم القوية الصلبة.أقول يحتمل أن يكون الموصوف بهما الناقة أوالفرقة والجماعة

34-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] ابنُ عَبّاسٍ وَ أَنَسٌأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ يَومَ الإِثنَينِ السّابِعَ وَ العِشرِينَ مِن رَجَبٍ وَ لَهُ أَربَعُونَ سَنَةً ابنُ مَسعُودٍ إِحدَي وَ أَربَعُونَ سَنَةً


صفحه : 205

ابنُ المُسَيّبِ وَ ابنُ عَبّاسٍ ثَلَاثٌ وَ أَربَعُونَ سَنَةً وَ كَانَ لِإِحدَي عَشرَةَ خَلَونَ مِن رَبِيعٍ الأَوّلِ وَ قِيلَ لِعَشرٍ خَلَونَ مِن رَبِيعٍ الأَوّلِ وَ قِيلَ بُعِثَ فِي شَهرِ رَمَضَانَ لِقَولِهِشَهرُ رَمَضانَ ألّذِي أُنزِلَ فِيهِ القُرآنُ أَي ابتِدَاءُ إِنزَالِهِ لِلسّابِعَ عَشَرَ أَو الثّامِنَ عَشَرَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ وَ الرّابِعِ وَ العِشرِينَ عَن أَبِي الخُلدِ قَامَ يَدعُو النّاسَ وَ أَقَامَ أَبُو طَالِبٍ بِنُصرَتِهِ فَأَسلَمَ خَدِيجَةُ وَ عَلِيّ وَ زَيدٌ وَ أسُريِ‌َ بِهِ بَعدَ النّبُوّةِ بِسَنَتَينِ وَ قَالُوا بِسَنَةٍ وَ سِتّةِ أَشهُرٍ بَعدَ رُجُوعِهِ مِنَ الطّائِفِ

الحلَبَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ اكتَتَمَ رَسُولُ اللّهِص بِمَكّةَ مُستَخفِياً خَائِفاً خَمسَ سِنِينَ لَيسَ يَظهَرُ وَ عَلِيّ ع مَعَهُ وَ خَدِيجَةُ ثُمّ أَمَرَهُ اللّهُ أَن يَصدَعَ بِمَا يُؤمَرُ فَظَهَرَ وَ أَظهَرَ أَمرَهُ

35-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن زُرَارَةَ وَ حُمرَانَ عَن أَبِي جَعفَرٍ وَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَولُهُخَيرُ الماكِرِينَ قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص قَد كَانَ لقَيِ‌َ مِن قَومِهِ بَلَاءً شَدِيداً حَتّي أَتَوهُ ذَاتَ يَومٍ وَ هُوَ سَاجِدٌ حَتّي طَرَحُوا عَلَيهِ رَحِمَ شَاةٍ فَأَتَتهُ ابنَتُهُ وَ هُوَ سَاجِدٌ لَم يَرفَع رَأسَهُ فَرَفَعَتهُ عَنهُ وَ مَسَحَتهُ ثُمّ أَرَاهُ اللّهُ بَعدَ ذَلِكَ ألّذِي يُحِبّ إِنّهُ كَانَ بِبَدرٍ وَ لَيسَ مَعَهُ غَيرُ فَارِسٍ وَاحِدٍ ثُمّ كَانَ مَعَهُ يَومَ الفَتحِ اثنَا عَشَرَ أَلفاً حَتّي جَعَلَ أَبُو سُفيَانَ وَ المُشرِكُونَ يَستَغِيثُونَ ثُمّ لقَيِ‌َ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع مِنَ الشّدّةِ وَ البَلَاءِ وَ التّظَاهُرِ عَلَيهِ وَ لَم يَكُن مَعَهُ أَحَدٌ مِن قَومِهِ بِمَنزِلَتِهِ أَمّا حَمزَةُ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ فَقُتِلَ يَومَ أُحُدٍ وَ أَمّا جَعفَرٌ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ فَقُتِلَ يَومَ مُؤتَةَ

36-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَالَ عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ ع إِنّ رَسُولَ اللّهِص لَمّا تَرَكَ التّجَارَةَ إِلَي الشّامِ وَ تَصَدّقَ بِكُلّ مَا رَزَقَهُ اللّهُ تَعَالَي مِن تِلكَ التّجَارَاتِ كَانَ يَغدُو كُلّ يَومٍ إِلَي حِرَاءَ يَصعَدُهُ


صفحه : 206

وَ يَنظُرُ مِن قُلَلِهِ إِلَي آثَارِ رَحمَةِ اللّهِ وَ إِلَي أَنوَاعِ عَجَائِبِ رَحمَتِهِ وَ بَدَائِعِ حِكمَتِهِ وَ يَنظُرُ إِلَي أَكنَافِ السّمَاءِ وَ أَقطَارِ الأَرضِ وَ البِحَارِ وَ المَفَاوِزِ وَ الفيَاَفيِ‌ فَيَعتَبِرُ بِتِلكَ الآثَارِ وَ يَتَذَكّرُ بِتِلكَ الآيَاتِ وَ يَعبُدُ اللّهَ حَقّ عِبَادَتِهِ فَلَمّا استَكمَلَ أَربَعِينَ سَنَةً وَ نَظَرَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَي قَلبِهِ فَوَجَدَهُ أَفضَلَ القُلُوبِ وَ أَجَلّهَا وَ أَطوَعَهَا وَ أَخشَعَهَا وَ أَخضَعَهَا أَذِنَ لِأَبوَابِ السّمَاءِ فَفُتِحَت وَ مُحَمّدٌ يَنظُرُ إِلَيهَا وَ أَذِنَ لِلمَلَائِكَةِ فَنَزَلُوا وَ مُحَمّدٌ يَنظُرُ إِلَيهِم وَ أَمَرَ بِالرّحمَةِ فَأُنزِلَت عَلَيهِ مِن لَدُن سَاقِ العَرشِ إِلَي رَأسِ مُحَمّدٍ وَ غُرّتِهِ وَ نَظَرَ إِلَي جَبرَئِيلَ الرّوحِ الأَمِينِ المُطَوّقِ بِالنّورِ طَاوُسِ المَلَائِكَةِ هَبَطَ إِلَيهِ وَ أَخَذَ بِضَبعِهِ وَ هَزّهُ وَ قَالَ يَا مُحَمّدُ اقرَأ قَالَ وَ مَا أَقرَأُ قَالَ يَا مُحَمّدُاقرَأ بِاسمِ رَبّكَ ألّذِي خَلَقَ خَلَقَ الإِنسانَ مِن عَلَقٍ اقرَأ وَ رَبّكَ الأَكرَمُ ألّذِي عَلّمَ بِالقَلَمِ عَلّمَ الإِنسانَ ما لَم يَعلَم ثُمّ أَوحَي إِلَيهِ مَا أَوحَي إِلَيهِ رَبّهُ عَزّ وَ جَلّ ثُمّ صَعِدَ إِلَي العُلُوّ وَ نَزَلَ مُحَمّدٌص مِنَ الجَبَلِ وَ قَد غَشِيَهُ مِن تَعظِيمِ جَلَالِ اللّهِ وَ وَرَدَ عَلَيهِ مِن كَبِيرِ شَأنِهِ مَا رَكِبَهُ الحُمّي وَ النّافِضُ يَقُولُ وَ قَدِ اشتَدّ عَلَيهِ مَا يَخَافُهُ مِن تَكذِيبِ قُرَيشٍ فِي خَبَرِهِ وَ نِسبَتِهِم إِيّاهُ إِلَي الجُنُونِ وَ أَنّهُ يَعتَرِيهِ شَيَاطِينُ وَ كَانَ مِن أَوّلِ أَمرِهِ أَعقَلَ خَلقِ اللّهِ وَ أَكرَمَ بَرَايَاهُ وَ أَبغَضَ الأَشيَاءِ إِلَيهِ الشّيطَانُ وَ أَفعَالُ المَجَانِينِ وَ أَقوَالُهُم فَأَرَادَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَن يَشرَحَ صَدرَهُ وَ يُشَجّعَ قَلبَهُ فَأَنطَقَ اللّهُ الجِبَالَ وَ الصّخُورَ وَ المَدَرَ وَ كُلّمَا وَصَلَ إِلَي شَيءٍ مِنهَا نَادَاهُ السّلَامُ عَلَيكَ يَا مُحَمّدُ السّلَامُ عَلَيكَ يَا ولَيِ‌ّ اللّهِ السّلَامُ عَلَيكَ يَا رَسُولَ اللّهِ أَبشِر فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ قَد فَضّلَكَ وَ جَمّلَكَ وَ


صفحه : 207

زَيّنَكَ وَ أَكرَمَكَ فَوقَ الخَلَائِقِ أَجمَعِينَ مِنَ الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ لَا يَحزُنُكَ أَن تَقُولَ قُرَيشٌ إِنّكَ مَجنُونٌ وَ عَنِ الدّينِ مَفتُونٌ فَإِنّ الفَاضِلَ مَن فَضّلَهُ رَبّ العَالَمِينَ وَ الكَرِيمَ مَن كَرّمَهُ خَالِقُ الخَلقِ أَجمَعِينَ فَلَا يَضِيقَنّ صَدرُكَ مِن تَكذِيبِ قُرَيشٍ وَ عُتَاةِ العَرَبِ لَكَ فَسَوفَ يَبلُغُكَ رَبّكَ أَقصَي مُنتَهَي الكَرَامَاتِ وَ يَرفَعُكَ إِلَي أَرفَعِ الدّرَجَاتِ وَ سَوفَ يُنَعّمُ وَ يُفَرّحُ أَولِيَاءَكَ بِوَصِيّكَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَ سَوفَ يَبُثّ عُلُومَكَ فِي العِبَادِ وَ البِلَادِ بِمِفتَاحِكَ وَ بَابِ مَدِينَةِ حِكمَتِكَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَ سَوفَ يُقِرّ عَينَكَ بِبِنتِكَ فَاطِمَةَ وَ سَوفَ يُخرِجُ مِنهَا وَ مِن عَلِيّ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ سيَدّيَ‌ شَبَابِ أَهلِ الجَنّةِ وَ سَوفَ يَنشُرُ فِي البِلَادِ دِينَكَ وَ سَوفَ يُعَظّمُ أُجُورَ المُحِبّينَ لَكَ وَ لِأَخِيكَ وَ سَوفَ يَضَعُ فِي يَدِكَ لِوَاءَ الحَمدِ فَتَضَعُهُ فِي يَدِ أَخِيكَ عَلِيّ فَيَكُونُ تَحتَهُ كُلّ نبَيِ‌ّ وَ صِدّيقٍ وَ شَهِيدٍ يَكُونُ قَائِدَهُم أَجمَعِينَ إِلَي جَنّاتِ النّعِيمِ فَقُلتُ فِي سرِيّ‌ يَا رَبّ مَن عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ألّذِي وعَدَتنَيِ‌ بِهِ وَ ذَلِكَ بَعدَ مَا وُلِدَ عَلِيّ ع وَ هُوَ طِفلٌ أَ هُوَ وَلَدُ عمَيّ‌ وَ قَالَ بَعدَ ذَلِكَ لَمّا تَحَرّكَ عَلِيّ وَلِيداً وَ هُوَ مَعَهُ أَ هُوَ هَذَا ففَيِ‌ كُلّ مَرّةٍ مِن ذَلِكَ أُنزِلَ عَلَيهِ مِيزَانُ الجَلَالِ فَجُعِلَ مُحَمّدٌ فِي كِفّةٍ مِنهُ وَ مُثّلَ لَهُ عَلِيّ ع وَ سَائِرُ الخَلقِ مِن أُمّتِهِ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ فِي كِفّةٍ فَوُزِنَ بِهِم فَرُجّحَ ثُمّ أُخرِجَ مُحَمّدٌ مِنَ الكِفّةِ وَ تُرِكَ عَلِيّ فِي كِفّةِ مُحَمّدٍ التّيِ‌ كَانَ فِيهَا فَوُزِنَ بِسَائِرِ أُمّتِهِ فَرُجّحَ بِهِم وَ عَرَفَهُ رَسُولُ اللّهِ بِعَينِهِ وَ صِفَتِهِ وَ نوُديِ‌َ فِي سِرّهِ يَا مُحَمّدُ هَذَا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ صفَيِيّ‌َ ألّذِي أُؤَيّدُ بِهِ هَذَا الدّينَ يُرَجّحُ عَلَي جَمِيعِ أُمّتِكَ بَعدَكَ فَذَلِكَ حِينَ شَرَحَ اللّهُ صدَريِ‌ بِأَدَاءِ الرّسَالَةِ وَ خَفّفَ عنَيّ‌ مُكَافَحَةَ الأُمّةِ وَ سَهّلَ عَلَيّ مُبَارَزَةَ العُتَاةِ الجَبَابِرَةِ مِن قُرَيشٍ

37-عم ،[إعلام الوري ] أَبُو بَكرٍ البيَهقَيِ‌ّ فِي كِتَابِ دَلَائِلِ النّبُوّةِ قَالَ أَخبَرَنَا الحَافِظُ أَبُو عَبدِ اللّهِ


صفحه : 208

عَن مُحَمّدِ بنِ يَعقُوبَ عَن أَحمَدَ بنِ عَبدِ الجَبّارِ عَن يُونُسَ بنِ بَكرٍ عَن أَبِي إِسحَاقَ عَن يَحيَي بنِ أَبِي الأَشعَثِ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ إِيَاسِ بنِ عَفِيفٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَفِيفٍ أَنّهُ قَالَ كُنتُ امرَأً تَاجِراً فَقَدِمتُ مِنًي أَيّامَ الحَجّ وَ كَانَ العَبّاسُ بنُ عَبدِ المُطّلِبِ امرَأً تَاجِراً فَأَتَيتُهُ أَبتَاعُ مِنهُ وَ أَبِيعُهُ قَالَ فَبَينَا نَحنُ إِذَا خَرَجَ رَجُلٌ مِن خِبَاءٍ يصُلَيّ‌ فَقَامَ تُجَاهَ الكَعبَةِ ثُمّ خَرَجَتِ امرَأَةٌ فَقَامَت تصُلَيّ‌ وَ خَرَجَ غُلَامٌ يصُلَيّ‌ مَعَهُ فَقُلتُ يَا عَبّاسُ مَا هَذَا الدّينُ إِنّ هَذَا الدّينَ مَا ندَريِ‌ مَا هُوَ فَقَالَ هَذَا مُحَمّدُ بنُ عَبدِ اللّهِ يَزعُمُ أَنّ اللّهَ أَرسَلَهُ وَ أَنّ كُنُوزَ كِسرَي وَ قَيصَرَ يُستَفتَحُ عَلَيهِ وَ هَذِهِ امرَأَتُهُ خَدِيجَةُ بِنتُ خُوَيلِدٍ آمَنَت بِهِ وَ هَذَا الغُلَامُ ابنُ عَمّهِ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ آمَنَ بِهِ قَالَ عَفِيفٌ فلَيَتنَيِ‌ كُنتُ آمَنتُ بِهِ يَومَئِذٍ فَكُنتُ أَكُونُ ثَانِياً تَابِعَهُ

اِبرَاهِيمُ بنُ سَعدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسحَاقَ وَ قَالَ فِي الحَدِيثِ إِذ خَرَجَ مِن خِبَاءٍ فَوَثَبَ نَظَرَ إِلَي السّمَاءِ فَلَمّا رَآهَا قَد مَالَت قَامَ يصُلَيّ‌ ثُمّ ذَكَرَ قِيَامَ خَدِيجَةَ خَلفَهُ

وَ أَخبَرَنَا أَبُو الحُسَينِ بنُ الفَضلِ بِإِسنَادٍ ذَكَرَهُ عَن مجاهدين حبر[مُجَاهِدِ بنِ جَبرٍ] قَالَ كَانَ مِمّا أَنعَمَ اللّهُ عَلَي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَ أَرَادَ بِهِ الخَيرَ أَنّ قُرَيشاً أَصَابَتهُم أَزمَةٌ شَدِيدَةٌ وَ كَانَ أَبُو طَالِبٍ ذَا عِيَالٍ كَثِيرَةٍ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لِلعَبّاسِ عَمّهِ وَ كَانَ مِن أَيسَرِ بنَيِ‌ هَاشِمٍ يَا عَبّاسُ إِنّ أَخَاكَ أَبَا طَالِبٍ كَثِيرُ العِيَالِ وَ قَد أَصَابَ النّاسَ مَا تَرَي مِن هَذِهِ الأَزمَةِ فَانطَلِق


صفحه : 209

حَتّي نُخَفّفَ عَنهُ مِن عِيَالِهِ وَ أَخَذَ رَسُولُ اللّهِص عَلِيّاً فَضَمّهُ إِلَيهِ فَلَم يَزَل عَلِيّ مَعَ رَسُولِ اللّهِص حَتّي بَعَثَهُ اللّهُ نَبِيّاً فَاتّبَعَهُ عَلِيّ وَ آمَنَ بِهِ وَ صَدّقَهُ

38-عم ،[إعلام الوري ] جَدّت قُرَيشٌ فِي أَذَي رَسُولِ اللّهِص وَ كَانَ أَشَدّ النّاسِ عَلَيهِ عَمّهُ أَبُو لَهَبٍ وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص ذَاتَ يَومٍ جَالِساً فِي الحِجرِ فَبَعَثُوا إِلَي سَلَي الشّاةِ فَأَلقَوهُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص فَاغتَمّ رَسُولُ اللّهِص مِن ذَلِكَ فَجَاءَ إِلَي أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ يَا عَمّ كَيفَ حسَبَيِ‌ فِيكُم قَالَ وَ مَا ذَاكَ يَا ابنَ أَخِ قَالَ إِنّ قُرَيشاً أَلقَوا عَلَيّ السّلَي فَقَالَ لِحَمزَةَ خُذِ السّيفَ وَ كَانَت قُرَيشٌ جَالِسَةً فِي المَسجِدِ فَجَاءَ أَبُو طَالِبٍ وَ مَعَهُ السّيفُ وَ حَمزَةُ وَ مَعَهُ السّيفُ فَقَالَ أَمِرّ السّلي عَلَي سِبَالِهِم فَمَن أَبَي فَاضرِب عُنُقَهُ فَمَا تَحَرّكَ أَحَدٌ حَتّي أَمَرّ السّلي عَلَي سِبَالِهِم ثُمّ التَفَتَ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ يَا ابنَ أَخِ هَذَا حَسَبُكَ فِينَا

وَ فِي كِتَابِ دَلَائِلِ النّبُوّةِ عَن أَبِي دَاوُدَ عَن شُعبَةَ عَن أَبِي إِسحَاقَ سَمِعتُ عَمرَو بنَ مَيمُونٍ يُحَدّثُ عَن عَبدِ اللّهِ قَالَبَينَمَا رَسُولُ اللّهِص سَاجِداً وَ حَولَهُ نَاسٌ مِن قُرَيشٍ وَ ثَمّ سَلَي بَعِيرٍ فَقَالُوا مَن يَأخُذُ سَلَي هَذَا الجَزُورِ أَوِ البَعِيرِ فَيُفَرّقُهُ عَلَي ظَهرِهِ فَجَاءَ عُقبَةُ بنُ أَبِي مُعَيطٍ فَقَذَفَهُ عَلَي ظَهرِ النّبِيّص وَ جَاءَت فَاطِمَةُ ع فَأَخَذَتهُ مِن ظَهرِهِ وَ دَعَت عَلَي مَن صَنَعَ ذَلِكَ قَالَ عَبدُ اللّهِ فَمَا رَأَيتُ رَسُولَ اللّهِص دَعَا عَلَيهِم إِلّا يَومَئِذٍ فَقَالَ أللّهُمّ عَلَيكَ المَلَأَ مِن قُرَيشٍ أللّهُمّ عَلَيكَ أَبَا جَهلِ بنَ هِشَامٍ وَ عُتبَةَ بنَ رَبِيعَةَ وَ شَيبَةَ بنَ رَبِيعَةَ وَ عُقبَةَ بنَ أَبِي مُعَيطٍ وَ أُمَيّةَ بنَ خَلَفٍ أَو أُبَيّ بنَ خَلَفٍ شَكّ شُعبَةُ


صفحه : 210

قَالَ عَبدُ اللّهِ وَ لَقَد رَأَيتُهُم قُتِلُوا يَومَ بَدرٍ وَ أُلقُوا فِي القَلِيبِ أَو قَالَ فِي بِئرٍ غَيرَ أَنّ أُمَيّةَ بنَ خَلَفٍ أَو أُبَيّ بنَ خَلَفٍ كَانَ رَجُلًا بَادِناً فَقُطّعَ قَبلَ أَن يَبلُغَ البِئرَ

أَخرَجَهُ البخُاَريِ‌ّ فِي الصّحِيحِ قَالَ وَ أَخبَرَنَا الحَافِظُ أَخبَرَنَا أَبُو بَكرٍ الفَقِيهُ أَخبَرَنَا بِشرُ بنُ مُوسَي حَدّثَنَا الحمَيِديِ‌ّ حَدّثَنَا سُفيَانُ حَدّثَنَا بُنَانُ بنُ بِشرٍ وَ ابنُ أَبِي خَالِدٍ قَالَا سَمِعنَا قَيساً يَقُولُ سَمِعنَا خَبّاباً يَقُولُ أَتَيتُ رَسُولَ اللّهِص وَ هُوَ مُتَوَسّدٌ بُردَهُ فِي ظِلّ الكَعبَةِ وَ قَد لَقِينَا مِنَ المُشرِكِينَ شِدّةً شَدِيدَةً فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ أَ لَا تَدعُو اللّهَ لَنَا فَقَعَدَ وَ هُوَ مُحمَرّ وَجهُهُ فَقَالَ إِن كَانَ مَن كَانَ قَبلَكُم لَيُمشَطُ أَحَدُهُم بِأَمشَاطِ الحَدِيدِ مَا دُونَ عَظمِهِ مِن لَحمٍ أَو عَصَبٍ مَا يَصرِفُهُ ذَلِكَ عَن دِينِهِ وَ يُوضَعُ المِنشَارُ عَلَي مَفرِقِ رَأسِهِ فَيُشَقّ بِاثنَينِ مَا يَصرِفُهُ ذَلِكَ عَن دِينِهِ وَ لَيُتِمّنّ اللّهُ هَذَا الأَمرَ حَتّي يَسِيرَ الرّاكِبُ مِن صَنعَاءَ إِلَي حَضرَمَوتَ لَا يَخَافُ إِلّا اللّهَ عَزّ وَ جَلّ وَ الذّئبَ عَلَي غَنَمِهِ

رَوَاهُ البخُاَريِ‌ّ فِي الصّحِيحِ عَنِ الحمَيِديِ‌ّ وَ أَخرَجَاهُ مِن وَجهٍ آخَرَ عَن إِسمَاعِيلَ قَالَ وَ حَدّثَنَا الحَافِظُ بِإِسنَادِهِ عَن هِشَامٍ عَن أَبِي الزّبَيرِ عَن جَابِرٍ عَن رَسُولِ اللّهِص مَرّ بِعَمّارٍ وَ أَهلِهِ وَ هُم يُعَذّبُونَ فِي اللّهِ فَقَالَ أَبشِرُوا آلَ عَمّارٍ فَإِنّ مَوعِدَكُمُ الجَنّةُ

وَ أَخبَرَنَا ابنُ بُشرَانَ العَدلُ بِإِسنَادِهِ عَن مُجَاهِدٍ قَالَ أَوّلُ شَهِيدٍ كَانَ استُشهِدَ فِي الإِسلَامِ أُمّ عَمّارٍ سُمَيّةُ طَعَنَهَا أَبُو جَهلٍ بِطَعنَةٍ فِي قُبُلِهَا[قَلبِهَا]

وَ رَوَي عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ بنِ هَاشِمٍ بِإِسنَادِهِ قَالَ كَانَ أَبُو جَهلٍ تَعَرّضَ لِرَسُولِ اللّهِص


صفحه : 211

وَ آذَاهُ بِالكَلَامِ وَ اجتَمَعَت بَنُو هَاشِمٍ فَأَقبَلَ حَمزَةُ وَ كَانَ فِي الصّيدِ فَنَظَرَ إِلَي اجتِمَاعِ النّاسِ فَقَالَ مَا هَذَا فَقَالَت لَهُ امرَأَةٌ مِن بَعضِ السّطُوحِ يَا بَا يَعلَي إِنّ عَمرَو بنَ هِشَامٍ تَعَرّضَ لِمُحَمّدٍ وَ آذَاهُ فَغَضِبَ حَمزَةُ وَ مَرّ نَحوَ أَبِي جَهلٍ وَ أَخَذَ قَوسَهُ فَضَرَبَ بِهَا رَأسَهُ ثُمّ احتَمَلَهُ فَجَلَدَ بِهِ الأَرضَ وَ اجتَمَعَ النّاسُ وَ كَادَ يَقَعُ فِيهِم شَرّ فَقَالُوا لَهُ يَا بَا يَعلَي صَبَوتَ إِلَي دِينِ ابنِ أَخِيكَ قَالَ نَعَم أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ عَلَي جِهَةِ الغَضَبِ وَ الحَمِيّةِ فَلَمّا رَجَعَ إِلَي مَنزِلِهِ نَدِمَ فَغَدَا عَلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ يَا ابنَ أَخِ أَ حَقّاً مَا تَقُولُ فَقَرَأَ عَلَيهِ رَسُولُ اللّهِص سُورَةً مِنَ القُرآنِ فَاستَبصَرَ حَمزَةُ وَ ثَبَتَ عَلَي دِينِ الإِسلَامِ وَ فَرِحَ رَسُولُ اللّهِص وَ سَرّ أَبُو طَالِبٍ بِإِسلَامِهِ وَ قَالَ فِي ذَلِكَ


فَصَبراً أَبَا يَعلَي عَلَي دِينِ أَحمَدَ   وَ كُن مُظهِراً لِلدّينِ وُفّقتَ صَابِراً

وَ حُط مَن أَتَي بِالدّينِ مِن عِندِ رَبّهِ   بِصِدقٍ وَ حَقّ لَا تَكُن حَمزُ كَافِراً

فَقَد سرَنّيِ‌ إِذ قُلتَ إِنّكَ مُؤمِنٌ   فَكُن لِرَسُولِ اللّهِ فِي اللّهِ نَاصِراً

وَ نَادِ قُرَيشاً باِلذّيِ‌ قَد أَتَيتَهُ   جِهَاراً وَ قُل مَا كَانَ أَحمَدُ سَاحِراً

ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ] كَانَ أَبُو جَهلٍ تَعَرّضَ لِرَسُولِ اللّهِص وَ ذَكَرَ مِثلَهُ

39-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] الحُسَينُ بنُ سَعِيدٍ مُعَنعَناً عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَمّا نَزَلَت عَلَيّ وَ أَنذِرِ عَشِيرَتَكَ الأَقرَبِينَ وَ رَهطَكَ مِنهُمُ المُخلَصِينَ فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع هَذِهِ قِرَاءَةُ عَبدِ اللّهِ

40-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ]عُبَيدُ بنُ كَثِيرٍ مُعَنعَناً عَن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ أَنذِر عَشِيرَتَكَ الأَقرَبِينَ قَالَ دَعَاهُم يعَنيِ‌ النّبِيّص فَجَمَعَهُم عَلَي فَخِذَةِ شَاةٍ وَ قَدَحٍ مِن لَبَنٍ


صفحه : 212

أَو قَالَ قَعبٍ مِن لَبَنٍ وَ إِنّ فِيهِم يَومَئِذٍ ثَلَاثِينَ رَجُلًا يَأكُلُ كُلّ رَجُلٍ جَذَعَةً قَالَ فَأَكَلنَا حَتّي شَبِعنَا وَ شَرِبنَا حَتّي رَوِينَا

41-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] الحَسَنُ بنُ عَلِيّ بنِ عَفّانَ مُعَنعَناً عَن أَبِي رَافِعٍ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ أَنّ رَسُولَ اللّهِص جَمَعَ وُلدَ عَبدِ المُطّلِبِ فِي الشّعبِ وَ هُم يَومَئِذٍ وُلدُهُ لِصُلبِهِ وَ أَولَادُهُم أَربَعُونَ رَجُلًا فَصَنَعَ لَهُم رِجلَ شَاةٍ وَ ثَرَدَ لَهُم ثَرِيدَةً فَصَبّ عَلَيهِ ذَلِكَ المَرَقَ وَ اللّحمَ ثُمّ قَدّمُوهَا إِلَيهِم فَأَكَلُوا مِنهُ حَتّي شَبِعُوا ثُمّ سَقَاهُم عُسّاً وَاحِداً فَشَرِبُوا كُلّهُم مِن ذَلِكَ العُسّ حَتّي رَوُوا ثُمّ قَالَ أَبُو لَهَبٍ وَ اللّهِ وَ إِنّ مِنّا نَفَرٌ يَأكُلُ أَحَدُهُم الجَفرَةَ وَ مَا يُصلِحُهَا فَمَا يَكَادُ يُشبِعُهُ وَ يَشرَبُ الفَرَقَ مِنَ النّبِيذِ فَمَا يُروِيهِ وَ إِنّ ابنَ أَبِي كَبشَةَ دَعَانَا عَلَي رِجلِ شَاةٍ وَ عُسّ مِن شَرَابٍ فَشَبِعنَا وَ رَوِينَا إِنّ هَذَا لَهُوَ السّحرُ المُبِينُ قَالَ ثُمّ دَعَاهُم فَقَالَ لَهُم إِنّ اللّهَ أمَرَنَيِ‌ أَن أُنذِرَ عشَيِرتَيِ‌َ الأَقرَبِينَ وَ رهَطيِ‌َ المُخلَصِينَ وَ إِنّكُم عشَيِرتَيِ‌َ الأَقرَبُونَ وَ رهَطيِ‌َ المُخلَصُونَ وَ إِنّ اللّهَ لَم يَبعَث نَبِيّاً إِلّا جَعَلَ لَهُ أَخاً مِن أَهلِهِ وَ وَارِثاً وَ وَصِيّاً وَ وَزِيراً فَأَيّكُم يَقُومُ فيَبُاَيعِنُيِ‌ عَلَي أَنّهُ أخَيِ‌ وَ وزَيِريِ‌ وَ واَرثِيِ‌ دُونَ أهَليِ‌ وَ وصَيِيّ‌ وَ خلَيِفتَيِ‌ فِي أهَليِ‌ وَ يَكُونُ منِيّ‌ بِمَنزِلَةِ هَارُونَ مِن مُوسَي غَيرَ أَنّهُ لَا نبَيِ‌ّ بعَديِ‌ فَأَمسَكَ القَومُ فَقَالَ وَ اللّهِ لَيَقُومَنّ قَائِمُكُم أَو لَتَكُونَنّ فِي غَيرِكُم ثُمّ لَتَندَمُنّ فَقَامَ عَلِيّ ع وَ هُم يَنظُرُونَ إِلَيهِ كُلّهُم فَبَايَعَهُ وَ أَجَابَهُ إِلَي مَا دَعَاهُ إِلَيهِ فَقَالَ ادنُ منِيّ‌ فَدَنَا مِنهُ فَقَالَ افتَح فَاكَ فَمَجّ فِي فِيهِ مِن رِيقِهِ وَ تَفَلَ بَينَ كَتِفَيهِ وَ بَينَ ثَديَيهِ فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ لَبِئسَ مَا حَبَوتَ بِهِ ابنَ عَمّكَ أَجَابَكَ فَمَلَأتَ فَاهُ وَ وَجهَهُ بُزَاقاً قَالَ فَقَالَ النّبِيّص


صفحه : 213

بَل مَلَأتُهُ عِلماً وَ حِلماً وَ فَهماً

بيان الجفر من أولاد المعز مابلغ أربعة أشهر وفصل عن أمه وأخذ في الرعي‌ والأنثي جفرة ذكره الجزري‌ و قال كان المشركون ينسبون النبي ص إلي أبي كبشة و هو رجل من خزاعة خالف قريشا في عبادة الأوثان شبهوه به وقيل إنه كان جد النبي ص من قبل أمه فأرادوا أنه نزع في الشبه إليه

42-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَنِ ابنِ عِيسَي عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَنِ الحُسَينِ بنِ الحَسَنِ قَالَ سَمِعتُ جَعفَراً ع يَقُولُ جَاءَ جَبرَئِيلُ إِلَي النّبِيّص فَقَالَ يَا مُحَمّدُ رَبّكَ يُقرِئُكَ السّلَامَ وَ يَقُولُ لَكَ دَارُ خلَقيِ‌

43-كا،[الكافي‌] أَبُو عَلِيّ الأشَعرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الجَبّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ بنِ بَزِيعٍ عَن حَمزَةَ بنِ بَزِيعٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أمَرَنَيِ‌ ربَيّ‌ بِمُدَارَاةِ النّاسِ كَمَا أمَرَنَيِ‌ بِأَدَاءِ الفَرَائِضِ

44-كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن عُبَيدِ بنِ يَحيَي الثوّريِ‌ّ العَطّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ العلَوَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ لَمّا أَمَرَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ رَسُولَهُص بِإِظهَارِ الإِسلَامِ وَ ظَهَرَ الوحَي‌ُ رَأَي قِلّةً مِنَ المُسلِمِينَ وَ كَثرَةً مِنَ المُشرِكِينَ فَاهتَمّ رَسُولُ اللّهِص هَمّاً شَدِيداً فَبَعَثَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَيهِ جَبرَئِيلَ ع بِسِدرٍ مِن سِدرَةِ المُنتَهَي فَغَسَلَ بِهِ رَأسَهُ فَجَلَا بِهِ هَمّهُ

45-كا،[الكافي‌] الحُسَينُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ المُعَلّي عَنِ الوَشّاءِ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ وَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَا إِنّ النّاسَ لَمّا كَذّبُوا بِرَسُولِ اللّهِص هَمّ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي بِهَلَاكِ أَهلِ الأَرضِ إِلّا عَلِيّاً فَمَا سِوَاهُ بِقَولِهِفَتَوَلّ عَنهُم فَما أَنتَ بِمَلُومٍ ثُمّ بَدَا لَهُ فَرَحِمَ المُؤمِنِينَ ثُمّ قَالَ لِنَبِيّهِص وَ ذَكّر فَإِنّ الذّكري تَنفَعُ المُؤمِنِينَ


صفحه : 214

أقول سيأتي‌ في باب عمل النيروز عَنِ المُعَلّي بنِ خُنَيسٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّ يَومَ النّيرُوزِ هُوَ اليَومُ ألّذِي هَبَطَ فِيهِ جَبرَئِيلُ ع عَلَي النّبِيّص

و قدمضي بعض أخبار الباب في أبواب المعجزات

46- وَ رَوَي السّيّدُ بنُ طَاوُسٍ فِي كِتَابِ سَعدِ السّعُودِ، مِن كِتَابِ تَفسِيرِ مُحَمّدِ بنِ العَبّاسِ بنِ مَروَانَ عَنِ حُسَينِ بنِ الحَكَمِ الخيَبرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ جَرِيرٍ عَن زَكَرِيّا بنِ يَحيَي عَن عَفّانَ بنِ سَلمَانَ قَالَ وَ حَدّثَنَا مُحَمّدُ بنُ أَحمَدَ الكَاتِبُ عَن جَدّهِ عَن عَفّانَ وَ حَدّثَنَا عَبدُ العَزِيزِ بنُ يَحيَي عَن مُوسَي بنِ زَكَرِيّا عَنِ الوَاحِدِ بنِ غِيَاثٍ قَالَا حَدّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَن عُثمَانَ بنِ المُغِيرَةِ عَن أَبِي صَادِقٍ عَن أَبِي رَبِيعَةَ بنِ نَاجِدٍ أَنّ رَجُلًا قَالَ لعِلَيِ‌ّ ع يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ لِمَ وَرِثتَ ابنَ عَمّكَ دُونَ عَمّكَ قَالَهَا ثَلَاثَ مَرّاتٍ حَتّي اشرَأَبّ النّاسُ وَ نَشَرُوا آذَانَهُم ثُمّ قَالَ جَمَعَ رَسُولُ اللّهِص أَو دَعَا رَسُولُ اللّهِص بنَيِ‌ عَبدِ المُطّلِبِ كُلّهُم يَأكُلُ الجَذَعَةَ وَ يَشرَبُ الفَرَقَ قَالَ فَصَنَعَ لَهُم مُدّاً مِن طَعَامٍ فَأَكَلُوا حَتّي شَبِعُوا قَالَ وَ بقَيِ‌َ الطّعَامُ كَمَا هُوَ كَأَنّهُ لَم يُمَسّ وَ لَم يُشرَب فَقَالَ يَا بنَيِ‌ عَبدِ المُطّلِبِ إنِيّ‌ بُعِثتُ إِلَيكُم بِخَاصّةٍ وَ إِلَي النّاسِ بِعَامّةٍ وَ قَد رَأَيتُم مِن هَذِهِ الآيَةِ مَا رَأَيتُم فَأَيّكُم يبُاَيعِنُيِ‌ عَلَي أَن يَكُونَ أخَيِ‌ وَ صاَحبِيِ‌ وَ واَرثِيِ‌ فَلَم يَقُم إِلَيهِ أَحَدٌ قَالَ فَقُمتُ وَ كُنتُ أَصغَرَ القَومِ سِنّاً فَقَالَ اجلِس قَالَ ثُمّ قَالَ ثَلَاثَ مَرّاتٍ كُلّ ذَلِكَ أَقُومُ إِلَيهِ فَيَقُولُ لِيَ اجلِس حَتّي كَانَتِ الثّالِثَةُ ضَرَبَ يَدَهُ عَلَي يدَيِ‌ فَقَالَ فَلِذَلِكَ وَرِثتُ ابنَ عمَيّ‌ دُونَ عمَيّ‌


صفحه : 215

بيان قال الجزري‌ فيه فينادي‌ يوم القيامة مناد فيشرئبون لصوته أي يرفعون رءوسهم لينظروا إليه و كل رافع رأسه مشرئب

47-أَقُولُ ثُمّ رَوَي السّيّدُ رَحِمَهُ اللّهُ فِي الكِتَابِ المَسطُورِ مِنَ الكِتَابِ المَذكُورِ عَن مُحَمّدٍ الباَهلِيِ‌ّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ إِسحَاقَ النهّاَونَديِ‌ّ عَن عَمّارِ بنِ حَمّادٍ الأنَصاَريِ‌ّ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن مُبَارَكِ بنِ فَضّالٍ وَ العَامّةُ عَنِ الحَسَنِ عَن رَجُلٍ مِن أَصحَابِ النّبِيّص قَالَ إِنّ قَوماً خَاضُوا فِي بَعضِ أَمرِ عَلِيّ ع بَعدَ ألّذِي كَانَ مِن وَقعَةِ الجَمَلِ قَالَ الرّجُلُ ألّذِي سَمِعَ مِنَ الحَسَنِ الحَدِيثَ وَيلَكُم مَا تُرِيدُونَ مِن أَوّلِ السّابِقِ بِالإِيمَانِ بِاللّهِ وَ الإِقرَارِ بِمَا جَاءَ مِن عِندِ اللّهِ لَقَد كُنتُ عَاشِرَ عَشَرَةٍ مِن وُلدِ عَبدِ المُطّلِبِ إِذ أَتَانَا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع فَقَالَ أَجِيبُوا رَسُولَ اللّهِص إِلَي غَدٍ فِي مَنزِلِ أَبِي طَالِبٍ فَتَغَامَزنَا فَلَمّا وَلّي قُلنَا أَ تَرَي مُحَمّداً أَن يُشبِعَنَا اليَومَ وَ مَا مِنّا يَومَئِذٍ مِنَ العَشَرَةِ رَجُلًا إِلّا وَ هُوَ يَأكُلُ الجَذَعَةَ السّمِينَةَ وَ يَشرَبُ الفَرَقَ مِنَ اللّبَنِ فَغَدَوا عَلَيهِ فِي مَنزِلِ أَبِي طَالِبٍ وَ إِذَا نَحنُ بِرَسُولِ اللّهِص فَحَيّينَاهُ بِتَحِيّةِ الجَاهِلِيّةِ وَ حَيّانَا هُوَ بِتَحِيّةِ الإِسلَامِ فَأَوّلُ مَا أَنكَرنَا مِنهُ ذَلِكَ ثُمّ أَمَرَ بِجَفنَةٍ مِن خُبزٍ وَ لَحمٍ فَقُدّمَت إِلَينَا وَ وَضَعَ يَدَهُ اليُمنَي عَلَي ذِروَتِهَا وَ قَالَ بِسمِ اللّهِ كُلُوا عَلَي اسمِ اللّهِ فَتَغَيّرنَا لِذَلِكَ ثُمّ تَمَسّكنَا لِحَاجَتِنَا إِلَي الطّعَامِ وَ ذَلِكَ أَنّنَا جَوّعنَا أَنفُسَنَا لِلمِيعَادِ بِالأَمسِ فَأَكَلنَا حَتّي انتَهَينَا وَ الجَفنَةُ كَمَا هيِ‌َ مُدفَقَةٌ ثُمّ دَفَعَ إِلَينَا عُسّاً مِن لَبَنٍ فَكَانَ عَلِيّ يَخدُمُنَا فَشَرِبنَا كُلّنَا حَتّي رَوِينَا وَ العُسّ عَلَي حَالِهِ حَتّي إِذَا فَرَغنَا قَالَ يَا بنَيِ‌ عَبدِ المُطّلِبِ إنِيّ‌ نَذِيرٌ لَكُم مِنَ اللّهِ جَلّ وَ عَزّ إنِيّ‌ أَتَيتُكُم بِمَا لَم يَأتِ بِهِ أَحَدٌ مِنَ العَرَبِ فَإِن تطُيِعوُنيِ‌ تَرشُدُوا وَ تُفلِحُوا وَ تَنجَحُوا إِنّ هَذِهِ مَائِدَةٌ أمَرَنَيِ‌َ اللّهُ بِهَا فَصَنَعتُهَا لَكُم كَمَا صَنَعَ عِيسَي ابنُ مَريَمَ ع لِقَومِهِ فَمَن كَفَرَ بَعدَ ذَلِكَ مِنكُم فَإِنّ اللّهَ يُعَذّبُهُ عَذَاباً لَا يُعَذّبُهُ أَحَداً مِنَ العَالَمِينَوَ اتّقُوا اللّهَ وَ اسمَعُوا مَا أَقُولُ لَكُم وَ اعلَمُوا يَا بنَيِ‌ عَبدِ المُطّلِبِ أَنّ اللّهَ لَم يَبعَث رَسُولًا إِلّا جَعَلَ لَهُ أَخاً


صفحه : 216

وَ وَزِيراً وَ وَصِيّاً وَ وَارِثاً مِن أَهلِهِ وَ قَد جَعَلَ لِي وَزِيراً كَمَا جَعَلَ لِلأَنبِيَاءِ قبَليِ‌ وَ أَنّ اللّهَ قَد أرَسلَنَيِ‌ إِلَي النّاسِ كَافّةً وَ أَنزَلَ عَلَيّ وَ أَنذِر عَشِيرَتَكَ الأَقرَبِينَ وَ رَهطَكَ المُخلَصِينَ وَ قَد وَ اللّهِ أنَبأَنَيِ‌ بِهِ وَ سَمّاهُ لِي وَ لَكِن أمَرَنَيِ‌ أَن أَدعُوَكُم وَ أَنصَحَ لَكُم وَ أَعرِضَ عَلَيكُم لِئَلّا يَكُونَ لَكُمُ الحُجّةُ فِيمَا بَعدُ وَ أَنتُم عشَيِرتَيِ‌ وَ خَالِصُ رهَطيِ‌ فَأَيّكُم يَسبِقُ إِلَيهَا عَلَي أَن يؤُاَخيِنَيِ‌ فِي اللّهِ وَ يوُاَزرِنَيِ‌ فِي اللّهِ جَلّ وَ عَزّ وَ مَعَ ذَلِكَ يَكُونُ لِي يَداً عَلَي جَمِيعِ مَن خاَلفَنَيِ‌ فَأَتّخِذُهُ وَصِيّاً وَ وَلِيّاً وَ وَزِيراً يؤُدَيّ‌ عنَيّ‌ وَ يُبَلّغُ رسِاَلتَيِ‌ وَ يقَضيِ‌ ديَنيِ‌ مِن بعَديِ‌ وَ عدِاَتيِ‌ مَعَ أَشيَاءَ اشتَرَطَهَا فَسَكَتُوا فَأَعَادَهَا ثَلَاثَ مَرّاتٍ كُلّهَا لَيَسكُتُونَ وَ يَثِبُ فِيهَا عَلِيّ فَلَمّا سَمِعَهَا أَبُو لَهَبٍ قَالَ تَبّاً لَكَ يَا مُحَمّدُ وَ لِمَا جِئتَنَا بِهِ أَ لِهَذَا دَعَوتَنَا وَ هَمّ أَن يَقُومَ مُوَلّياً فَقَالَ أَمَا وَ اللّهِ لَتَقُومُنّ أَو يَكُونُ فِي غَيرِكُم وَ قَالَ يُحَرّصُهُم لِئَلّا يَكُونَ لِأَحَدٍ مِنهُم فِيمَا بَعدَ حُجّةٌ قَالَ فَوَثَبَ عَلِيّ ع فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ أَنَا لَهَا فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ يَا أَبَا الحَسَنِ أَنتَ لَهَا قضُيِ‌َ القَضَاءُ وَ جَفّ القَلَمُ يَا عَلِيّ اصطَفَاكَ اللّهُ بِأَوّلِهَا وَ جَعَلَكَ ولَيِ‌ّ آخِرِهَا

بيان قوله تمسكنا لعل المعني أمسكنا عن الكلام متكلفين قوله مدفقة أي ممتلئة ينصب الطعام من أطرافها

48-نهج ،[نهج البلاغة] إِلَي أَن بَعَثَ اللّهُ سُبحَانَهُ مُحَمّداً لِإِنجَازِ عِدَتِهِ وَ تَمَامِ نُبُوّتِهِ مَأخُوذاً عَلَي النّبِيّينَ مِيثَاقَهُ مَشهُورَةً سِمَاتُهُ كَرِيماً مِيلَادُهُ وَ أَهلُ الأَرضِ يَومَئِذٍ مِلَلٌ مُتَفَرّقَةٌ وَ أَهوَاءٌ مُنتَشِرَةٌ وَ طَرَائِقُ مُتَشَتّتَةٌ بَينَ مُشَبّهٍ لِلّهِ بِخَلقِهِ أَو مُلحِدٍ فِي اسمِهِ أَو مُشِيرٍ إِلَي غَيرِهِ فَهَدَاهُم بِهِ مِنَ الضّلَالَةِ وَ أَنقَذَهُم بِمَكَانِهِ مِنَ الجَهَالَةِ ثُمّ اختَارَ سُبحَانَهُ لِمُحَمّدٍ


صفحه : 217

لِقَاءَهُ وَ رضَيِ‌َ لَهُ مَا عِندَهُ وَ أَكرَمَهُ عَن دَارِ الدّنيَا وَ رَغِبَ بِهِ عَن مُقَارَبَةِ البَلوَي فَقَبَضَهُ إِلَيهِ كَرِيماًص

بيان الضمير في عدته راجع إلي الله و في نبوته إلي الرسول ويحتمل إرجاعهما إلي الرسول بأن يكون الإضافة في عدته إضافة إلي المفعول كمايحتمل إرجاعهما إلي الله بأن يكون المراد بقوله نبوته النبوة التي‌ سنها وقدرها لإصلاح الخلق والسمة العلامة والميلاد وقت الولادة والطرائق المذاهب والتشتت التفرق والانتشار قوله ملحد في اسمه أي يطلق عليه وينسب إليه ما لايليق به أويطلق اسمه علي غيره قوله أومشير إلي غيره كالدهرية وعبدة الأصنام و في قوله ملل و مابعده تقدير مضاف أي ذوو ملل أوالحمل علي المبالغة أويقدر المضاف في المبتدإ وبعضها مؤكدة لبعض ويمكن الفرق بوجه

49-نهج ،[نهج البلاغة] وَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ أَرسَلَهُ بِالدّينِ المَشهُورِ وَ العِلمِ المَأثُورِ وَ الكِتَابِ المَسطُورِ وَ النّورِ السّاطِعِ وَ الضّيَاءِ اللّامِعِ وَ الأَمرِ الصّادِعِ إِزَاحَةً لِلشّبُهَاتِ وَ احتِجَاجاً بِالبَيّنَاتِ وَ تَحذِيراً بِالآيَاتِ وَ تَخوِيفاً لِلمَثُلَاتِ وَ النّاسُ فِي فِتَنٍ انجَذَمَ فِيهَا حَبلُ الدّينِ وَ تَزَعزَعَت سوَاَريِ‌ اليَقِينِ وَ اختَلَفَ النّجرُ وَ تَشَتّتَ الأَمرُ وَ ضَاقَ المَخرَجُ وَ عمَيِ‌َ المَصدَرُ فَالهُدَي خَامِلٌ وَ العَمَي شَامِلٌ عصُيِ‌َ الرّحمَنُ وَ نُصِرَ الشّيطَانُ وَ خُذِلَ الإِيمَانُ فَانهَارَت دَعَائِمُهُ وَ تَنَكّرَت مَعَالِمُهُ وَ دَرَسَت سُبُلُهُ وَ عَفَت شُرُكُهُ أَطَاعُوا الشّيطَانَ فَسَلَكُوا مَسَالِكَهُ وَ وَرَدُوا مَنَاهِلَهُ بِهِم سَارَت أَعلَامُهُ وَ قَامَ لِوَاؤُهُ فِي فِتَنٍ


صفحه : 218

دَاسَتهُم بِأَخفَافِهَا وَ وَطِئَتهُم بِأَظلَافِهَا وَ قَامَت عَلَي سَنَابِكِهَا فَهُم فِيهَا تَائِهُونَ حَائِرُونَ جَاهِلُونَ مَفتُونُونَ فِي خَيرِ دَارٍ وَ شَرّ جِيرَانٍ نَومُهُم سُهُودٌ وَ كُحلُهُم دُمُوعٌ بِأَرضٍ عَالِمُهَا مُلجَمٌ وَ جَاهِلُهَا مُكرَمٌ

توضيح قوله والعلم المأثور العلم إما بالكسر أوبفتحتين أي مايهتدي به والمأثور المقدم علي غيره والمنقول و لايخفي مناسبتهما والصادع الظاهر الجلي‌ والمَثُلات جمع مَثُلَة بفتح الميم وضم الثاء العقوبة قوله انجذم أي انقطع و في بعض النسخ بالزاي‌ بمعناه والزعزعة الاضطراب والسواري‌ جمع السارية وهي‌ الدعامة والنجر الأصل والطبع فانهارت أي انهدمت وتنكرت أي تغيرت والشرك بضمتين جمع شركة بفتحتين وهي‌ معظم الطريق أووسطها قوله في فتن داستهم متعلق بقوله سارت وقام أوخبر ثان لقوله و الناس والسنابك أطراف مقدم الحافر قوله في خير دار إما خبر ثالث أومتعلق بقوله تائهون و مابعده والمراد بخير الدار مكة وبشر الجيران كفار قريش والعالم الملجم من آمن به والجاهل المكرم من كذبه و فيه احتمالات أخر لايناسب المقام و قوله ع نومهم سهود وكحلهم دموع كناية عن كثرة الفتن فيهم بحيث كانوا لاينامون اهتماما بأنفسهم وإعدادا لقتال عدوهم ويبكون علي قتلاهم و ماذهب منهم من الأموال وغيرها

50-نهج ،[نهج البلاغة]أَرسَلَهُ عَلَي حِينِ فَترَةٍ مِنَ الرّسُلِ وَ طُولِ هَجعَةٍ مِنَ الأُمَمِ وَ اعتِزَامٍ مِنَ الفِتَنِ وَ انتِشَارٍ مِنَ الأُمُورِ وَ تَلَظّ مِنَ الحُرُوبِ وَ الدّنيَا كَاسِفَةُ النّورِ ظَاهِرَةُ الغُرُورِ عَلَي حِينِ اصفِرَارٍ مِن وَرَقِهَا وَ إِيَاسٍ مِن ثَمَرِهَا وَ اغوِرَارٍ مِن مَائِهَا قَد دَرَسَت أَعلَامُ الهُدَي وَ ظَهَرَت أَعلَامُ الرّدَي فهَيِ‌َ مُتَجَهّمَةٌ لِأَهلِهَا عَابِسَةٌ فِي وَجهِ طَالِبِهَا ثَمَرُهَا


صفحه : 219

الفِتنَةُ وَ طَعَامُهَا الجِيفَةُ وَ شِعَارُهَا الخَوفُ وَ دِثَارُهَا السّيفُ

بيان الفترة انقطاع الوحي‌ بين الرسل والهجعة النوم والاعتزام العزم كأن الفتنة مصممة للهرج والفساد و في بعض النسخ بالراء المهملة أي كثرة وشدة و في الكافي‌ واعتراض من قولهم اعترض الفرس إذامشي علي غيرالطريق والتلظي‌ التلهب والاغورار ذهاب الماء من غار الماء إذاذهب و منه قوله تعالي إِن أَصبَحَ ماؤُكُم غَوراً والدروس الامحاء والتجهم العبوس والمراد بالجيفة ماكانوا يكتسبونه بالمكاسب المحرمة في الجاهلية أو ماكانوا يأكلون من الحيوانات التي‌ أزهقت روحها بغير التذكية و في تشبيه الخوف بالشعار والسيف بالدثار وجوه من اللطف والبلاغة

51-نهج ،[نهج البلاغة] بَعَثَهُ وَ النّاسُ ضُلّالٌ فِي حَيرَةٍ وَ حَاطِبُونَ فِي فِتنَةٍ قَدِ استَهوَتهُمُ الأَهوَاءُ وَ استَزَلّتهُمُ الكِبرِيَاءُ وَ استَخَفّتهُمُ الجَاهِلِيّةُ الجَهلَاءُ حَيَارَي فِي زَلزَالٍ مِنَ الأَمرِ وَ بَلَاءٍ مِنَ الجَهلِ فَبَالَغَص فِي النّصِيحَةِ وَ مَضَي عَلَي الطّرِيقَةِ وَ دَعَا إِلَي الحِكمَةِ وَ المَوعِظَةِ الحَسَنَةِ

بيان الحاطب هو ألذي يجمع الحطب ويقال حاطب ليل لمن يجمع بين الصواب والخطاء ويتكلم بالغث والسمين .أقول ويحتمل أن يكون ع استعار الحطب لمايكتسبونه من الأعمال لأنها كانت مما يحرقهم في النار و في بعض النسخ خابطون أي كانت حركاتهم علي غيرنظام قوله ع استهوتهم الأهواء أي دعتهم وجذبتهم إلي أنفسها أو إلي مهاوي‌ الهلاك


صفحه : 220

ويقال استخفه أي وجده خفيفا وخف عليه تحريكه والزلزال بالفتح اسم وبالكسر مصدر

52-نهج ،[نهج البلاغة] أَمّا بَعدُ فَإِنّ اللّهَ سُبحَانَهُ بَعَثَ مُحَمّداًص وَ لَيسَ أَحَدٌ مِنَ العَرَبِ يَقرَأُ كِتَاباً وَ لَا يدَعّيِ‌ نُبُوّةً وَ لَا وَحياً فَقَاتَلَ بِمَن أَطَاعَهُ مَن عَصَاهُ يَسُوقُهُم إِلَي مَنجَاتِهِم وَ يُبَادِرُ السّاعَةَ أَن تَنزِلَ بِهِم يَحسِرُ الحَسِيرُ وَ يَقِفُ الكَسِيرُ فَيُقِيمُ عَلَيهِ حَتّي يُلحِقَهُ غَايَتَهُ إِلّا هَالِكاً لَا خَيرَ فِيهِ حَتّي أَرَاهُم مَنجَاتَهُم وَ بَوّأَهُم مَحَلّتَهُم فَاستَدَارَت رَحَاهُم وَ استَقَامَت قَنَاتُهُم

إيضاح قوله و ليس أحد من العرب يقرأ كتابا أي في زمانه ص و ماقاربه فلاينافي‌ بعثة هود وصالح وشعيب ع في العرب و أماخالد بن سنان فلو ثبت بعثته فلم يكن يقرأ كتابا ويدعي‌ شريعة وإنما نبوته كانت مشابهة لنبوة جماعة من أنبياء بني‌ إسرائيل لم يكن لهم كتب و لاشرائع مع أنه يمكن أن يكون المراد الزمان ألذي بعده . قوله ع ويبادر الساعة أن تنزل بهم أي يسارع إلي هدايتهم وتسليكهم لسبيل الله كيلا تنزل بهم الساعة علي عمي منهم عن صراط الله قوله ع يحسر الحسير الحسير ألذي أعيا في طريقه والغرض وصفه ص بالشفقة علي الخلق في حال أسفارهم معه في الغزوات ونحوها أي أنه كان يسير في آخرهم ويفتقد المنقطع منهم عن عياء أوانكسار مركوب فلايزال يلطف به حتي يبلغه أصحابه إلا ما لايمكن إيصاله و لايرجي أوالمراد من وقف قدم عقله في السلوك إلي الله أوانكسر لضلاله كان ص هوالمقيم له علي المحجة البيضاء ويهديه حتي يوصله إلي الغاية المطلوبة إلا من لايرجي فيه الخير كأبي‌ جهل و أبي لهب وأضرابهما ومنجاتهم نجاتهم أومحل نجاتهم ومحلتهم منزلهم واستدارة رحاهم كناية عن اجتماعهم واتساق أمورهم

53-نهج ،[نهج البلاغة]أَرسَلَهُ دَاعِياً إِلَي الحَقّ وَ شَاهِداً عَلَي الخَلقِ فَبَلّغَ رِسَالَاتِ رَبّهِ غَيرَ


صفحه : 221

وَانٍ وَ لَا مُقَصّرٍ وَ جَاهَدَ فِي اللّهِ أَعدَاءَهُ غَيرَ وَاهِنٍ وَ لَا مُعَذّرٍ إِمَامُ مَنِ اتّقَي وَ بَصَرُ مَنِ اهتَدَي

بيان الواني‌ الفاتر الكال والواهن الضعيف والمعذر المعتذر من غيرعذر

54-نهج ،[نهج البلاغة] أَرسَلَهُ عَلَي حِينِ فَترَةٍ مِنَ الرّسُلِ وَ تَنَازُعٍ مِنَ الأَلسُنِ فَقَفّي بِهِ الرّسُلَ وَ خَتَمَ بِهِ الوحَي‌َ فَجَاهَدَ فِي اللّهِ المُدبِرِينَ عَنهُ وَ العَادِلِينَ بِهِ

بيان العادلون به الجاعلون له عديلا ومثلا

55-نهج ،[نهج البلاغة] فَبَعَثَ مُحَمّداًص بِالحَقّ لِيُخرِجَ عِبَادَهُ مِن عِبَادَةِ الأَوثَانِ إِلَي عِبَادَتِهِ وَ مِن طَاعَةِ الشّيطَانِ إِلَي طَاعَتِهِ بِقُرآنٍ قَد بَيّنَهُ وَ أَحكَمَهُ لِيَعلَمَ العِبَادُ رَبّهُم إِذ جَهِلُوهُ وَ لِيُقِرّوا بِهِ إِذ جَحَدُوهُ وَ لِيُثبِتُوهُ بَعدَ إِذ أَنكَرُوهُ فَتَجَلّي سُبحَانَهُ لَهُم فِي كِتَابِهِ مِن غَيرِ أَن يَكُونُوا رَأَوهُ بِمَا أَرَاهُم مِن قُدرَتِهِ وَ خَوّفَهُم مِن سَطوَتِهِ وَ كَيفَ مَحَقَ مَن مَحَقَ بِالمَثُلَاتِ وَ احتَصَدَ مَنِ احتَصَدَ بِالنّقِمَاتِ

بيان أحكمه أي أتقنه ومنعه من الفساد لفظا ومعني وليقروا به أي باللسان وليثبتوه أي بالقلب فتجلي سبحانه لهم أي ظهر وانكشف بما نبههم عليه فيه من آيات القدرة والقصص وقيل المراد بالكتاب عالم الإيجاد لاشتماله علي آثار الصنع ومحق الشي‌ء أبطله ومحاه والاحتصاد قطع الزرع وهنا كناية عن استئصالهم

56-نهج ،[نهج البلاغة] وَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ وَ نَجِيبُهُ وَ صَفوَتُهُ لَا يُوَازَي فَضلُهُ وَ لَا يُجبَرُ فَقدُهُ أَضَاءَت بِهِ البِلَادُ بَعدَ الضّلَالَةِ المُظلِمَةِ وَ الجَهَالَةِ الغَالِبَةِ وَ الجَفوَةِ الجَافِيَةِ وَ النّاسُ


صفحه : 222

يَستَحِلّونَ الحَرِيمَ وَ يَستَذِلّونَ الحَكِيمَ يَحيَونَ عَلَي فَترَةٍ وَ يَمُوتُونَ عَلَي كَفرَةٍ

بيان لايوازي أي لايساوي فضله و لايبلغه أحد والجبر إصلاح العظم من كسر والغالبة في بعض النسخ بالياء المثناة أي المجاوزة عن الحد والجفوة غلظ الطبع وقساوة القلب والوصف للمبالغة كشعر شاعر والمراد بالفترة هنا انقطاع الوحي‌ أوترك الاجتهاد في الطاعات

57-نهج ،[نهج البلاغة] أَرسَلَهُ عَلَي حِينِ فَترَةٍ مِنَ الرّسُلِ وَ طُولِ هَجعَةٍ مِنَ الأُمَمِ وَ انتِقَاضٍ مِنَ المُبرَمِ فَجَاءَهُم بِتَصدِيقِ ألّذِي بَينَ يَدَيهِ وَ النّورِ المُقتَدَي بِهِ

بيان المبرم من الحبل المفتول وانتقاضه كناية عن تعطيل قواعد الشرع وتزلزل أساس الدين

58-نهج ،[نهج البلاغة] بَعَثَهُ بِالنّورِ المضُيِ‌ءِ وَ البُرهَانِ الجلَيِ‌ّ وَ المِنهَاجِ الباَديِ‌ وَ الكِتَابِ الهاَديِ‌ أُسرَتُهُ خَيرُ أُسرَةٍ وَ شَجَرَتُهُ خَيرُ شَجَرَةٍ أَغصَانُهَا مُعتَدِلَةٌ وَ ثِمَارُهَا مُتَهَدّلَةٌ مَولِدُهُ بِمَكّةَ وَ هِجرَتُهُ بِطَيبَةَ عَلَا بِهَا ذِكرُهُ وَ امتَدّ بِهَا صَوتُهُ أَرسَلَهُ بِحُجّةٍ كَافِيَةٍ وَ مَوعِظَةٍ شَافِيَةٍ وَ دَعوَةٍ مُتَلَافِيَةٍ أَظهَرَ بِهِ الشّرَائِعَ المَجهُولَةَ وَ قَمَعَ بِهِ البِدَعَ المَدخُولَةَ وَ بَيّنَ بِهِ الأَحكَامَ المَفصُولَةَ

بيان لعل المراد بالنور المضي‌ء نور النبوة وبالبرهان الجلي‌ المعجزات الباهرة وبالمنهاج البادي‌ شريعته الواضحة وأسرته أهل بيته ص وشجرته أصله وقبيلته واعتدال أغصانه كناية عن تقارب أهل بيته في الفضل والكمال أوعدم الاختلاف بينهم


صفحه : 223

قوله ع متهدلة أي متدلية كناية عن سهولة اجتناء العلم منها وظهورها وكثرتها و قوله ع ودعوة متلافية لتلافيها مافسد من قلوبهم ونظام أمورهم في الجاهلية قوله ع المفصولة أي ببيانه ص أوفصلها الله سبحانه وأوضحها له ص

59-نهج ،[نهج البلاغة] وَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ الصفّيِ‌ّ وَ أَمِينُهُ الرضّيِ‌ّص أَرسَلَهُ بِوُجُوبِ الحُجَجِ وَ ظُهُورِ الفَلَجِ وَ إِيضَاحِ المَنهَجِ فَبَلّغَ الرّسَالَةَ صَادِعاً بِهَا وَ حُمِلَ عَلَي المَحَجّةِ دَالّا عَلَيهَا وَ أَقَامَ أَعلَامَ الِاهتِدَاءِ وَ مَنَارَ الضّيَاءِ وَ جَعَلَ أَمرَاسَ الإِسلَامِ مَتِينَةً وَ عُرَي الإِيمَانِ وَثِيقَةً

بيان قوله بوجوب الحجج أي تمامها ونفوذها ولزومها والفلج بالتحريك النصرة والغلبة والمرسة بالتحريك الحبل وجمع جمعه أمراس والمتانة الشدة

60-نهج ،[نهج البلاغة] وَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ دَعَا إِلَي طَاعَتِهِ وَ قَاهَرَ أَعدَاءَهُ جِهَاداً عَن دِينِهِ لَا يَثنِيهِ عَن ذَلِكَ اجتِمَاعٌ عَلَي تَكذِيبِهِ وَ التِمَاسٌ لِإِطفَاءِ نُورِهِ

بيان لايثنيه أي لايصرفه و لايعطفه

61-نهج ،[نهج البلاغة] وَ لَم يَجمَع بَيتٌ وَاحِدٌ يَومَئِذٍ فِي الإِسلَامِ غَيرَ رَسُولِ اللّهِص وَ خَدِيجَةَ وَ أَنَا ثَالِثُهُمَا أَرَي نُورَ الوحَي‌ِ وَ الرّسَالَةِ وَ أَشَمّ رِيحَ النّبُوّةِ وَ لَقَد سَمِعتُ رَنّةَ الشّيطَانِ حِينَ نَزَلَ الوحَي‌ُ عَلَيهِص فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا هَذِهِ الرّنّةُ فَقَالَ هَذَا الشّيطَانُ قَد أَيِسَ مِن عِبَادَتِهِ إِنّكَ تَسمَعُ مَا أَسمَعُ وَ تَرَي مَا أَرَي إِلّا أَنّكَ لَستَ بنِبَيِ‌ّ وَ لَكِنّكَ وَزِيرٌ وَ إِنّكَ لَعَلَي خَيرٍ

بيان قال ابن أبي الحديد و أمارنة الشيطان فَرَوَي أَحمَدُ بنُ حَنبَلٍ فِي مُسنَدِهِ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَكُنتُ مَعَ رَسُولِ اللّهِ صَبِيحَةَ اللّيلَةِ التّيِ‌ أسُريِ‌َ بِهِ فِيهَا وَ هُوَ بِالحِجرِ يصُلَيّ‌ فَلَمّا قَضَي صَلَاتَهُ وَ قَضَيتُ صلَاَتيِ‌ سَمِعتُ رَنّةً شَدِيدَةً فَقُلتُ يَا رَسُولَ


صفحه : 224

اللّهِ مَا هَذِهِ الرّنّةُ قَالَ أَ لَا تَعلَمُ هَذِهِ رَنّةُ الشّيطَانِ عَلِمَ أَنّهُ أسُريِ‌َ بيِ‌َ اللّيلَةَ إِلَي السّمَاءِ فَأَيِسَ مِن أَن يُعبَدَ فِي هَذِهِ الأَرضِ

وَ قَد روُيِ‌َ عَنِ النّبِيّص مَا يُشَابِهُ هَذَا لَمّا بَايَعَهُ الأَنصَارُ السّبعُونَ لَيلَةَ العَقَبَةِ سُمِعَ مِنَ العَقَبَةِ صَوتٌ عَالٍ فِي جَوفِ اللّيلِ يَا أَهلَ مَكّةَ هَذَا مُذَمّمٌ وَ الصّبَاةُ مَعَهُ قَد أَجمَعُوا عَلَي حَربِكُم فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لِلأَنصَارِ أَ لَا تَسمَعُونَ مَا يَقُولُ هَذَا أَزَبّ الكَعبَةِ يعَنيِ‌ شَيطَانَهَا وَ قَد روُيِ‌َ أَزيَبُ العَقَبَةِ ثُمّ التَفَتَ إِلَيهِ فَقَالَ أَ تَسمَعُ يَا عَدُوّ اللّهِ أَ مَا وَ اللّهِ لَأَفرُغَنّ لَكَ

انتهي .أقول وهاتان الرنتان غير ماورد في الخبر وهي‌ إحدي الرنتين اللتين مضتا في الخبرين

62-نهج ،[نهج البلاغة] وَ نَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ خَاضَ إِلَي رِضوَانِ اللّهِ كُلّ غَمرَةٍ وَ تَجَرّعَ فِيهِ كُلّ غُصّةٍ وَ قَد تَلَوّنَ لَهُ الأَدنَونَ وَ تَأَلّبَ عَلَيهِ الأَقصَونَ وَ خَلَعَت إِلَيهِ العَرَبُ أَعِنّتَهَا وَ ضَرَبَت إِلَي مُحَارَبَتِهِ بُطُونَ رَوَاحِلِهَا حَتّي أَنزَلَت بِسَاحَتِهِ عَدَاوَتَهَا مِن أَبعَدِ الدّارِ وَ أَسحَقِ المَزَارِ

بيان الغمرة الزحمة من الماء و الناس والشدة وخوضها اقتحامها قوله ع و قدتلون أي تغير أقاربه ألوانا وتألب أي تجمع عليه الأبعدون نسبا قوله ع وخلعت هذامثل سائر أي أوجفوا إليه مسرعين لمحاربته لأن الخيل إذاخلعت أعنتها كان أسرع لجريها والسحق البعد

63-نهج ،[نهج البلاغة] وَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ أَرسَلَهُ وَ أَعلَامُ الهُدَي دَارِسَةٌ وَ مَنَاهِجُ الدّينِ طَامِسَةٌ فَصَدَعَ بِالحَقّ وَ نَصَحَ لِلخَلقِ وَ هَدَي إِلَي الرّشدِ وَ أَمَرَ بِالقَصدِص

64-نهج ،[نهج البلاغة] بَعَثَهُ حِينَ لَا عَلَمٌ قَائِمٌ وَ لَا مَنَارٌ سَاطِعٌ وَ لَا مَنهَجٌ وَاضِحٌ


صفحه : 225

بيان الساطع المرتفع

65-نهج ،[نهج البلاغة] ثُمّ إِنّ اللّهَ سُبحَانَهُ بَعَثَ مُحَمّداًص بِالحَقّ حِينَ دَنَا مِنَ الدّنيَا الِانقِطَاعُ وَ أَقبَلَ مِنَ الآخِرَةِ الِاطّلَاعُ وَ أَظلَمَت بَهجَتُهَا بَعدَ إِشرَاقٍ وَ قَامَت بِأَهلِهَا عَلَي سَاقٍ وَ خَشُنَ مِنهَا مِهَادٌ وَ أَزِفَ مِنهَا قِيَادٌ فِي انقِطَاعٍ مِن مُدّتِهَا وَ اقتِرَابٍ مِن أَشرَاطِهَا وَ تَصَرّمٍ مِن أَهلِهَا وَ انفِصَامٍ مِن حَلقَتِهَا وَ انتِشَارٍ مِن سَبَبِهَا وَ عَفَاءٍ مِن أَعلَامِهَا وَ تَكَشّفٍ مِن عَورَاتِهَا وَ قَصرٍ مِن طُولِهَا جَعَلَهُ اللّهُ سُبحَانَهُ بَلَاغاً لِرِسَالَتِهِ وَ كَرَامَةً لِأُمّتِهِ وَ رَبِيعاً لِأَهلِ زَمَانِهِ وَ رِفعَةً لِأَعوَانِهِ وَ شَرَفاً لِأَنصَارِهِ

بيان علي ساق أي علي شدة والمهاد الفراش قوله ع وأزف منها قياد أي قرب منها انقياد للانقطاع والزوال وأشراط الساعة علاماتها والتصرم الانقضاء والانفصام الانقطاع وكني‌ بالحلقة عن نظامها واجتماع أهلها بالنواميس والشرائع والسبب كل شيءيتوصل به إلي غيره وانتشاره كناية عن فساد أسباب ذلك النظام والعفاء الدروس والهلاك ويمكن أن يكون المراد بالأعلام العلماء والصلحاء قوله من طولها أي من امتدادها وقر‌ئ الطول بكسر الطاء وفتح الواو بمعني الحبل

66-نهج ،[نهج البلاغة] أَرسَلَهُ بِالضّيَاءِ وَ قَدّمَهُ فِي الِاصطِفَاءِ فَرَتَقَ بِهِ المَفَاتِقَ وَ سَاوَرَ بِهِ المُغَالِبَ وَ ذَلّلَ بِهِ الصّعُوبَةَ وَ سَهّلَ بِهِ الحُزُونَةَ حَتّي سَرّحَ الضّلَالَ عَن يَمِينٍ وَ شِمَالٍ

بيان قوله ع في الاصطفاء أي علي غيره من الأنبياء والأوصياء والمفاتق جمع مفتق أي أصلح به المفاسد والأمور والمنتشرة والمساورة المواثبة أي كسر به ص سورة من أراد الطغيان والحزن المكان الغليظ الخشن والحزونة الخشونة قوله ع حتي سرح الضلال أي طرده وأسرع به ذهابا عن يمين وشمال من قولهم ناقة سرح ومنسرحة أي سريعة

67-نهج ،[نهج البلاغة]فَصَدَعَ بِمَا أَمَرَ بِهِ وَ بَلّغَ رِسَالَةَ رَبّهِ فَلَمّ اللّهُ بِهِ الصّدعَ وَ رَتَقَ بِهِ


صفحه : 226

الفَتقَ وَ أَلّفَ بِهِ بَينَ ذوَيِ‌ الأَرحَامِ بَعدَ العَدَاوَةِ الوَاغِرَةِ فِي الصّدُورِ وَ الضّغَائِنِ القَادِحَةِ فِي القُلُوبِ

بيان لم الله شعثه أي أصلح وجمع ماتفرق من أموره والصدع الشق وكذا الفتق والرتق ضده والوغرة شدة توقد الحر و منه قيل في صدره علي وغر بالتسكين أي ضغن وعداوة وتوقد من الغيظ والضغينة الحقد أي الحقد ألذي يقدح النار في القلوب ويوقدها فيها

68-نهج ،[نهج البلاغة] إِنّ اللّهَ سُبحَانَهُ بَعَثَ مُحَمّداًص نَذِيراً لِلعَالَمِينَ وَ أَمِيناً عَلَي التّنزِيلِ وَ أَنتُم مَعشَرَ العَرَبِ عَلَي شَرّ دِينٍ وَ فِي شَرّ دَارٍ مُنِيخُونَ بَينَ حِجَارَةٍ خُشنٍ وَ حَيّاتٍ صُمّ تَشرَبُونَ الكَدِرَ وَ تَأكُلُونَ الجَشِبَ وَ تَسفِكُونَ دِمَاءَكُم وَ تَقطَعُونَ أَرحَامَكُم الأَصنَامُ فِيكُم مَنصُوبَةٌ وَ الآثَامُ بِكُم مَعصُوبَةٌ

بيان قوله ع شر دار أي باعتبار شمول الكفر والضلالة أوباعتبار أن أكثرها البوادي‌ ولقلة المعمورة وقلة الماء فلاينافي‌ كونها خير دار للصالحين لشرافة المكان ويحتمل أن يكون المراد الدار المجازية أي دار الجاهلية والإناخة الإقامة بالمكان والحية الصماء التي‌ لاتنزجر بالصوت كأنها لاتسمع وربما يراد بهاالصلبة الشديدة وقيل يجوز أن يعني بالحجارة والحيات المجاز يقال للأعداء حيات وإنه لحجر خشن المس إذا كان ألد الخصام والجشب الطعام الغليظ الخشن و ألذي لاإدام معه قوله ع معصوبة أي مشدودة

69-نهج ،[نهج البلاغة] إِنّ اللّهَ سُبحَانَهُ بَعَثَ مُحَمّداً وَ لَيسَ أَحَدٌ مِنَ العَرَبِ يَقرَأُ كِتَاباً وَ لَا يدَعّيِ‌ نُبُوّةً فَسَاقَ النّاسَ حَتّي بَوّأَهُم مَحَلّتَهُم وَ بَلّغَهُم مَنجَاتَهُم فَاستَقَامَت قَنَاتُهُم وَ اطمَأَنّت صِفَاتُهُم


صفحه : 227

بيان قوله ع حتي بوأهم محلتهم أي أسكنهم منزلتهم التي‌ خلقوا لأجلها من الإسلام والإيمان والعلم وسائر الكمالات بحسب استعداداتهم والمنجاة محل النجاة والقناة الرمح واستقامتها كناية عن القوة والغلبة والدولة والصفاة الحجر الأملس المنبسط استعيرت لحالهم التي‌ كانوا عليها من النهب والغارة والخوف والتزلزل فكانوا كالواقف علي حجر أملس متزلزل فاطمأنت أحوالهم وسكنوا في مواطنهم بسبب مقدمه ص

70-نهج ،[نهج البلاغة] وَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ ابتَعَثَهُ وَ النّاسُ يَضرِبُونَ فِي غَمرَةٍ وَ يَمُوجُونَ فِي حَيرَةٍ قَد قَادَتهُم أَزِمّةُ الحَينِ وَ استَغلَقَت عَلَي أَفئِدَتِهِم أَقفَالُ الرّينِ

بيان الضرب السير السريع والضارب السابح والغمرة الماء الكثير والحين الهلاك واستغلقت أي تعسر فتحها والرين الطبع والتغطية71-أقول قال الكازروني‌ في المنتقي فيما رواه بإسناده أول مابد‌ئ به رسول الله من الوحي‌ الرؤيا الصادقة و كان لايري رؤيا إلاجاءت به مثل فلق الصبح ثم حبب إليه الخلاء فكان يأتي‌ حراء فيتعبد فيه حتي فجأه الحق و هو في غار حراء فجاءه الملك وساق الحديث إلي أن قال .


صفحه : 228

كان ورقة بن نوفل ابن عم خديجة امرأ تنصر في الجاهلية و كان يكتب العبراني‌ بالعربية من الإنجيل ماشاء الله أن يكتب و كان شيخا كبيرا قدعمي‌ فقالت له خديجة أي ابن عم اسمع من ابن أخيك فقال ورقة يا ابن أخي‌ ماتري فأخبره رسول الله ص فقال ورقة هذاالناموس الأكبر ألذي أنزل الله تعالي علي موسي ع ياليتني‌ فيهاجذعا أكون حيا حين يخرجك قومك فقال رسول الله ع أ ومخرجي‌ هم قال نعم لم يأت رجل قط بما جئت به إلاعودي‌ و إن يدركني‌ يومك أنصرك نصرا مؤزرا ثم لم ينشب ورقة أن توفي‌ وفتر الوحي‌ فترة ثم أتاه الوحي‌ الناموس جبرئيل ع وصاحب سر الملك . قوله جذعا أي شابا قويا كالجذع من الدواب حتي أبالغ في نصرك قوله مؤزرا أي بالغا في القوة لم ينشب بفتح الشين أي لم يمكث و لم يحدث شيئا و لم يشتغل به وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي

أَنّ خَدِيجَةَ أَتَت وَرَقَةَ وَ قَالَت أخَبرِنيِ‌ عَن جَبرَئِيلَ مَا هُوَ قَالَ قُدّوسٌ قُدّوسٌ مَا ذُكِرَ جَبرَئِيلُ فِي بَلدَةٍ لَا يَعبُدُونَ فِيهَا اللّهَ قَالَت إِنّ مُحَمّدَ بنَ عَبدِ اللّهِ أخَبرَنَيِ‌ أَنّهُ أَتَاهُ قَالَ فَإِن كَانَ جَبرَئِيلُ هَبَطَ إِلَي هَذِهِ الأَرضِ لَقَد أَنزَلَ اللّهُ إِلَيهَا خَيراً عَظِيماً هُوَ النّامُوسُ الأَكبَرُ ألّذِي أَتَي مُوسَي وَ عِيسَي ع بِالرّسَالَةِ وَ الوحَي‌ِ قَالَت فأَخَبرِنيِ‌ هَل تَجِدُ فِيمَا قَرَأتَ مِنَ التّورَاةِ وَ الإِنجِيلِ أَنّ اللّهَ يَبعَثُ نَبِيّاً فِي هَذَا الزّمَانِ يَكُونُ يَتِيماً فَيُؤوِيهِ اللّهُ وَ فَقِيراً فَيُغنِيهِ اللّهُ تَكفُلُهُ امرَأَةٌ مِن قُرَيشٍ أَكثَرُهُم حَسَباً وَ ذَكَرَت كَلَاماً آخَرَ فَقَالَ لَهَا نَعتُهُ مِثلُ نَعتِكِ يَا خَدِيجَةُ قَالَت فَهَل تَجِدُ غَيرَهَا قَالَ نَعَم إِنّهُ يمَشيِ‌ عَلَي المَاءِ كَمَا مَشَي عِيسَي ابنُ مَريَمَ وَ تُكَلّمُهُ المَوتَي كَمَا كَلّمَت عِيسَي ابنَ مَريَمَ ع وَ تُسَلّمُ عَلَيهِ الحِجَارَةُ وَ تَشهَدُ لَهُ الأَشجَارُ وَ أَخبَرَهَا بِنَحوِ قَولِ بَحِيرَي ثُمّ انصَرَفَت عَنهُ وَ أَتَت عَدّاساً الرّاهِبَ وَ كَانَ شَيخاً قَد وَقَعَ حَاجِبَاهُ عَلَي عَينَيهِ مِنَ الكِبَرِ فَقَالَت يَا عَدّاسُ أخَبرِنيِ‌ عَن جَبرَئِيلَ ع مَا هُوَ فَقَالَ قُدّوسٌ قُدّوسٌ وَ خَرّ سَاجِداً وَ قَالَ مَا ذُكِرَ جَبرَئِيلُ فِي بَلدَةٍ لَا يُذكَرُ اللّهُ فِيهَا وَ لَا يُعبَدُ قَالَت أخَبرِنيِ‌ عَنهُ قَالَ لَا وَ اللّهِ لَا أُخبِرُكِ حَتّي تخُبرِنَيِ‌ مِن أَينَ عَرَفتِ اسمَ جَبرَئِيلَ قَالَت لِي عَلَيكَ عَهدُ اللّهِ وَ مِيثَاقُهُ بِالكِتمَانِ قَالَ نَعَم قَالَت


صفحه : 229

أخَبرَنَيِ‌ بِهِ مُحَمّدُ بنُ عَبدِ اللّهِ أَنّهُ أَتَاهُ قَالَ عَدّاسٌ ذَلِكِ النّامُوسُ الأَكبَرُ ألّذِي كَانَ يأَتيِ‌ مُوسَي وَ عِيسَي ع باِلوحَي‌ِ وَ الرّسَالَةِ وَ اللّهِ لَئِن كَانَ نَزَلَ جَبرَئِيلُ عَلَي هَذِهِ الأَرضِ لَقَد نَزَلَ إِلَيهَا خَيرٌ عَظِيمٌ وَ لَكِن يَا خَدِيجَةُ إِنّ الشّيطَانَ رُبّمَا عَرَضَ لِلعَبدِ فَأَرَاهُ أُمُوراً فخَذُيِ‌ كتِاَبيِ‌ هَذَا فاَنطلَقِيِ‌ بِهِ إِلَي صَاحِبِكِ فَإِن كَانَ مَجنُوناً فَإِنّهُ سَيَذهَبُ عَنهُ وَ إِن كَانَ مِن أَمرِ اللّهِ فَلَن يَضُرّهُ ثُمّ انطَلَقَت بِالكِتَابِ مَعَهَا فَلَمّا دَخَلَت مَنزِلَهَا إِذَا هيِ‌َ بِرَسُولِ اللّهِص مَعَ جَبرَئِيلَ ع قَاعِدٌ يُقرِئُهُ هَذِهِ الآيَاتِن وَ القَلَمِ وَ ما يَسطُرُونَ ما أَنتَ بِنِعمَةِ رَبّكَ بِمَجنُونٍ وَ إِنّ لَكَ لَأَجراً غَيرَ مَمنُونٍ وَ إِنّكَ لَعَلي خُلُقٍ عَظِيمٍ فَسَتُبصِرُ وَ يُبصِرُونَ بِأَيّكُمُ المَفتُونُ أَيِ الضّالّ أَوِ المَجنُونُ فَلَمّا سَمِعَت خَدِيجَةُ قِرَاءَتَهُ اهتَزّت فَرَحاً ثُمّ رَآهُص عَدّاسٌ فَقَالَ اكشِف لِي عَن ظَهرِكَ فَكَشَفَ فَإِذَا خَاتَمُ النّبُوّةِ يَلُوحُ بَينَ كَتِفَيهِ فَلَمّا نَظَرَ عَدّاسٌ إِلَيهِ خَرّ سَاجِداً يَقُولُ قُدّوسٌ قُدّوسٌ أَنتَ وَ اللّهِ النّبِيّ ألّذِي بَشّرَ بِكَ مُوسَي وَ عِيسَي ع أَمَا وَ اللّهِ يَا خَدِيجَةُ لَيَظهَرَنّ لَهُ أَمرٌ عَظِيمٌ وَ نَبَأٌ كَبِيرٌ فَوَ اللّهِ يَا مُحَمّدُ إِن عِشتُ حَتّي تُؤمَرَ بِالدّعَاءِ لَأَضرِبَنّ بَينَ يَدَيكَ بِالسّيفِ هَل أُمِرتَ بشِيَ‌ءٍ بَعدُ قَالَ لَا قَالَ سَتُؤمَرُ ثُمّ تُؤمَرُ ثُمّ تُكَذّبُ ثُمّ يُخرِجُكَ قَومُكَ وَ اللّهُ يَنصُرُكَ وَ مَلَائِكَتُهُ

. قال ابن إسحاق كان أول من اتبع رسول الله ص خديجة و كان أول ذكر آمن به علي ع و هويومئذ ابن عشر سنين ثم زيد بن حارثة قيل ثم أسلم بلال وقيل ثم أبوبكر ثم الزبير وعثمان وطلحة وسعد بن أبي وقاص و عبدالرحمن بن عوف .


صفحه : 230

و قال ابن الأثير في الكامل قال الواقدي‌ وأسلم أبوذر قالوا رابعا أوخامسا وأسلم عمرو بن عيينة السلمي‌ رابعا أوخامسا وقيل إن الزبير كان رابعا أوخامسا وأسلم خالد بن سعيد بن العاص خامسا. و قال في المنتقي ومما كان في مبعثه ص رمي‌ الشياطين بالشهب بعدعشرين يوما من البعث روي‌ عن ابن عباس قال لمابعث الله محمداص دحر الجن ورموا بالكواكب وكانوا قبل يستمعون لكل قبيل من الجن مقعد يستمعون فيه فأول من فزع لذلك أهل الطائف فجعلوا يذبحون لآلهتهم من كان له إبل أوغنم كل يوم حتي كادت أموالهم يذهب ثم تناهوا و قال بعضهم لبعض أ لاترون معالم السماء كماهي‌ لم يذهب منها شيء و قال إبليس هذاأمر حدث في الأرض ائتوني‌ من كل أرض بتربة فكان يؤتي بالتربة فيشمها ويلقيها حتي أتي‌ بتربة تهامة فشمها و قال هنا الحدث . ومما كان في مبعثه ص ماروي‌ أنه لمابعث الله نبيه أصبح كسري ذات غداة و قدانفصم طاق ملكه من وسطها فلما رأي ذلك أحزنه و قال شاه بشكست يقول الملك انكسر ثم دعا كهانه وسحرته ومنجميه و قال انظروا في ذلك الأمر فنظروا ثم قالوا ليخرجن من الحجاز سلطان يبلغ المشرق تخصب عنه الأرض كأفضل ماأخصبت من ملك كان قبله .

وَ روُيِ‌َ عَنِ الحَسَنِ البصَريِ‌ّ أَنّ أَصحَابَ رَسُولِ اللّهِص قَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ مَا حُجّةُ اللّهِ عَلَي كِسرَي فِيكَ قَالَ بَعَثَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مَلَكاً فَأَخرَجَ يَدَهُ مِن سُورِ جِدَارِ بَيتِهِ ألّذِي هُوَ فِيهِ تَلَألَأَ نُوراً فَلَمّا رَآهَا فَزِعَ فَقَالَ لَم تَفزَع يَا كِسرَي إِنّ اللّهَ قَد بَعَثَ رَسُولًا وَ أَنزَلَ عَلَيهِ كِتَاباً فَاتّبِعهُ تَسلَم دُنيَاكَ وَ آخِرَتُكَ قَالَ سَأَنظُرُ.

و عن أبي سلمة قال بعث الله عز و جل ملكا إلي كسري و هو في بيت من بيوت


صفحه : 231

إيوانه ألذي لايدخل عليه فيه أحد فلم يرعه إلا به قائما علي رأسه في يده عصا بالهاجرة في ساعته التي‌ كان يقيل فيها فقال ياكسري أتسلم أوأكسر هذه العصا فقال بهل بهل بالفارسية ومعناها خل خل وأمهل و لاتكسر فانصرف عنه ثم دعا حراسه وحجابه فتغيظ عليهم و قال من أدخل الرجل علي قالوا مادخل عليك أحد و لارأيناه حتي إذا كان العام القابل أتاه في الساعة التي‌ أتاه فيها فقال له كما قال له ثم قال أتسلم أوأكسر هذه العصا فقال بهل بهل فخرج عنه فدعا كسري حجابه وبوابه فتغيظ عليهم و قال لهم كما قال أول مرة فقالوا مارأينا أحدا دخل عليك حتي إذا كان في العام الثالث أتاه في الساعة التي‌ جاء فيها و قال له كما قال ثم قال أتسلم أوأكسر هذه العصا فقال بهل بهل قال فكسر العصا ثم خرج فهلك كسري عند ذلك . ويروي عن أبي سلمة أنه قال ذكر لي أن الملك إنما دخل عليه بقارورتين في يده ثم قال أسلم فلم يفعل فضرب إحداهما علي الأخري فرضضهما ثم خرج و كان من هلاكه ما كان . ويروي أن خالد بن وبدة كان رئيسا في المجوس وأسلم قال كان كسري إذاركب ركب أمامه رجلان فيقولان له ساعة فساعة أنت عبد ولست برب فيشير برأسه أي نعم قال فركب يوما فقالا له ذلك فلم يشر برأسه فشكوا إلي صاحب شرطه فركب صاحب شرطه ليعاتبه و كان كسري قدنام فلما وقع صوت حوافر الدواب في سمعه استيقظ فدخل عليه صاحب شرطه فقال أيقظتموني‌ و لم تدعوني‌ أنام إني‌ رأيت أنه رمي‌ بي‌ فوق سبع سماوات فوقفت بين يدي‌ الله تعالي فإذا رجل بين يديه عليه إزار ورداء فقال لي سلم مفاتيح خزائن أرضي‌ إلي هذافأيقظتموني‌ قال وصاحب الإزار والرداء يعني‌ به النبي ص

72-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن عَمّارِ بنِ مِيثَمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَقَرَأَ رَجُلٌ عِندَ


صفحه : 232

أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَإِنّهُم لا يُكَذّبُونَكَ وَ لكِنّ الظّالِمِينَ بِآياتِ اللّهِ يَجحَدُونَ فَقَالَ بَلَي وَ اللّهِ لَقَد كَذّبُوهُ أَشَدّ التّكذِيبِ وَ لَكِنّهَا مُخَفّفَةٌ لَا يَكذِبُونَكَ لَا يَأتُونَ بِبَاطِلٍ يُكَذّبُونَ بِهِ حَقّكَ

كا،[الكافي‌] محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر عن محمد بن أبي حمزة عن يعقوب بن شعيب عن عمران بن ميثم عنه ع مثله

73-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَنِ الحُسَينِ بنِ المُنذِرِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِفَإِنّهُم لا يُكَذّبُونَكَ قَالَ لَا يَستَطِيعُونَ إِبطَالَ قَولِكَ

74-ختص ،[الإختصاص ] قَرَنَ إِسرَافِيلُ بِرَسُولِ اللّهِص ثَلَاثَ سِنِينَ يَسمَعُ الصّوتَ وَ لَا يَرَي شَيئاً ثُمّ قَرَنَ بِهِ جَبرَئِيلُ ع عِشرِينَ سَنَةً وَ ذَلِكَ حَيثُ أوُحيِ‌َ إِلَيهِ فَأَقَامَ بِمَكّةَ عَشرَ سِنِينَ ثُمّ هَاجَرَ إِلَي المَدِينَةِ فَأَقَامَ بِهَا عَشرَ سِنِينَ وَ قُبِضَص وَ هُوَ ابنُ ثَلَاثٍ وَ سِتّينَ سَنَةً

75-الطّرَفُ،لِلسّيّدِ بنِ طَاوُسٍ نَقلًا مِن كِتَابِ الوَصِيّةِ لِعِيسَي بنِ المُستَفَادِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع قَالَسَأَلتُ عَن بَدءِ الإِسلَامِ كَيفَ أَسلَمَ عَلِيّ وَ كَيفَ أَسلَمَت خَدِيجَةُ فَقَالَ تَأبَي إِلّا أَن تَطلُبَ أُصُولَ العِلمِ وَ مُبتَدَأَهُ أَمَا وَ اللّهِ إِنّكَ لَتَسأَلُ تَفَقّهاً ثُمّ قَالَ سَأَلتُ أَبِي ع عَن ذَلِكَ فَقَالَ لِي لَمّا دَعَاهُمَا رَسُولُ اللّهِص قَالَ يَا عَلِيّ وَ يَا خَدِيجَةُ أَسلَمتُمَا لِلّهِ وَ سَلّمتُمَا لَهُ وَ قَالَ إِنّ جَبرَئِيلَ عنِديِ‌ يَدعُوكُمَا إِلَي بَيعَةِ الإِسلَامِ فَأَسلِمَا تَسلَمَا وَ أَطِيعَا تَهدِيَا فَقَالَا فَعَلنَا وَ أَطَعنَا يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ إِنّ جَبرَئِيلَ عنِديِ‌ يَقُولُ لَكُمَا إِنّ لِلإِسلَامِ شُرُوطاً وَ عُهُوداً وَ مَوَاثِيقَ فَابتَدِئَاهُ بِمَا شَرَطَ اللّهُ عَلَيكُمَا لِنَفسِهِ وَ


صفحه : 233

لِرَسُولِهِ أَن تَقُولَا نَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ فِي مُلكِهِ لَم يَتّخِذ وَلَداً وَ لَم يَتّخِذ صَاحِبَةً إِلَهاً وَاحِداً مُخلِصاً وَ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ أَرسَلَهُ إِلَي النّاسِ كَافّةً بَينَ يدَيَ‌ِ السّاعَةِ وَ نَشهَدُ أَنّ اللّهَ يحُييِ‌ وَ يُمِيتُ وَ يَرفَعُ وَ يَضَعُ وَ يغُنيِ‌ وَ يُفقِرُ وَ يَفعَلُ مَا يَشَاءُ وَ يَبعَثُ مَن فِي القُبُورِ قَالَا شَهِدنَا قَالَ وَ إِسبَاغُ الوُضُوءِ عَلَي المَكَارِهِ وَ غَسلُ الوَجهِ وَ اليَدَينِ وَ الذّرَاعَينِ وَ مَسحُ الرّأسِ وَ الرّجلَينِ إِلَي الكَعبَينِ وَ غُسلُ الجَنَابَةِ فِي الحَرّ وَ البَردِ وَ إِقَامُ الصّلَاةِ وَ أَخذُ الزّكَاةِ مِن حِلّهَا وَ وَضعِهَا فِي أَهلِهَا وَ حِجّ البَيتِ وَ صَومُ شَهرِ رَمَضَانَ وَ الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَ بِرّ الوَالِدَينِ وَ صِلَةُ الرّحِمِ وَ العَدلُ فِي الرّعِيّةِ وَ القَسمُ بِالسّوِيّةِ وَ الوُقُوفُ عِندَ الشّبهَةِ وَ رَفعُهَا إِلَي الإِمَامِ فَإِنّهُ لَا شُبهَةَ عِندَهُ وَ طَاعَةُ ولَيِ‌ّ الأَمرِ بعَديِ‌ وَ مَعرِفَتُهُ فِي حيَاَتيِ‌ وَ بَعدَ موَتيِ‌ وَ الأَئِمّةُ مِن بَعدِهِ وَاحِدٌ بَعدَ وَاحِدٍ وَ مُوَالَاةُ أَولِيَاءِ اللّهِ وَ مُعَادَاةُ أَعدَاءِ اللّهِ وَ البَرَاءَةُ مِنَ الشّيطَانِ الرّجِيمِ وَ حِزبِهِ وَ أَشيَاعِهِ وَ البَرَاءَةُ مِنَ الأَحزَابِ تَيمٍ وَ عدَيِ‌ّ وَ أُمَيّةَ وَ أَشيَاعِهِم وَ أَتبَاعِهِم وَ الحَيَاةُ عَلَي ديِنيِ‌ وَ سنُتّيِ‌ وَ دِينِ وصَيِيّ‌ وَ سُنّتِهِ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ وَ المَوتُ عَلَي مِثلِ ذَلِكَ وَ تَركُ شُربِ الخَمرِ وَ مُلَاحَاةُ النّاسِ يَا خَدِيجَةُ فَهِمتِ مَا شَرَطَ رَبّكِ عَلَيكِ قَالَت نَعَم وَ آمَنتُ وَ صَدّقتُ وَ رَضِيتُ وَ سَلّمتُ قَالَ عَلِيّ وَ أَنَا عَلَي ذَلِكَ فَقَالَ يَا عَلِيّ تبُاَيعِنُيِ‌ عَلَي مَا شَرَطتُ عَلَيكَ قَالَ نَعَم قَالَ فَبَسَطَ رَسُولُ اللّهِص كَفّهُ وَ وَضَعَ كَفّ عَلِيّ ع فِي كَفّهِ وَ قَالَ باَيعِنيِ‌ يَا عَلِيّ عَلَي مَا شَرَطتُ عَلَيكَ وَ أَن تمَنعَنَيِ‌ مِمّا تَمنَعُ مِنهُ نَفسَكَ فَبَكَي عَلِيّ ع وَ قَالَ بأِبَيِ‌ وَ أمُيّ‌ لَا حَولَ وَ لَا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص اهتَدَيتَ وَ رَبّ الكَعبَةِ وَ رُشِدتَ وَ وُفّقتَ أَرشَدَكَ اللّهُ يَا خَدِيجَةُ ضعَيِ‌ يَدَكَ فَوقَ يَدِ عَلِيّ فبَاَيعِيِ‌ لَهُ فَبَايَعَت عَلَي مِثلِ مَا بَايَعَ عَلَيهِ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع عَلَي أَنّهُ لَا جِهَادَ عَلَيهَا ثُمّ قَالَ يَا خَدِيجَةُ هَذَا عَلِيّ مَولَاكِ وَ مَولَي المُؤمِنِينَ وَ إِمَامُهُم بعَديِ‌ قَالَت صَدَقتَ يَا رَسُولَ اللّهِ قَد بَايَعتُهُ عَلَي مَا قُلتَ أُشهِدُ اللّهَ وَ أُشهِدُكَ وَ كَفَي بِاللّهِ شَهِيداً عَلِيماً


صفحه : 234

76-فس ،[تفسير القمي‌] فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِقُل أَيّ شَيءٍ أَكبَرُ شَهادَةً قُلِ اللّهُ شَهِيدٌ بيَنيِ‌ وَ بَينَكُم وَ ذَلِكَ أَنّ مشُركِيِ‌ أَهلِ مَكّةَ قَالُوا يَا مُحَمّدُ مَا وَجَدَ اللّهُ رَسُولًا يُرسِلُهُ غَيرَكَ مَا نَرَي أَحَداً يُصَدّقُكَ باِلذّيِ‌ تَقُولُ وَ ذَلِكَ فِي أَوّلِ مَا دَعَاهُم وَ هُوَ يَومَئِذٍ بِمَكّةَ قَالُوا وَ لَقَد سَأَلنَا عَنكَ اليَهُودَ وَ النّصَارَي فَزَعَمُوا أَنّهُ لَيسَ لَكَ ذِكرٌ عِندَهُم فَأتِنَا بِمَن يَشهَدُ أَنّكَ رَسُولُ اللّهِ قَالَ رَسُولُ اللّهِص اللّهُ شَهِيدٌ بيَنيِ‌ وَ بَينَكُمالآيَةَ قَالَأَ إِنّكُم لَتَشهَدُونَ أَنّ مَعَ اللّهِ آلِهَةً أُخري يَقُولُ اللّهُ لِمُحَمّدٍفَإِن شَهِدُوا فَلا تَشهَد مَعَهُم قَالَقُل لا أَشهَدُ قُل إِنّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ وَ إنِنّيِ‌ برَيِ‌ءٌ مِمّا تُشرِكُونَ

77-فس ،[تفسير القمي‌]وَ إِذ قالُوا أللّهُمّ إِن كانَ هذا هُوَ الحَقّ مِن عِندِكَالآيَةَ فَإِنّهَا نَزَلَت لَمّا قَالَ رَسُولُ اللّهِص لِقُرَيشٍ إِنّ اللّهَ بعَثَنَيِ‌ أَن أَقتُلَ جَمِيعَ مُلُوكِ الدّنيَا وَ أَجُرّ المُلكَ إِلَيكُم فأَجَيِبوُنيِ‌ إِلَي مَا أَدعُوكُم إِلَيهِ تَملِكُوا بِهَا العَرَبَ وَ تَدِينُ لَكُم بِهَا العَجَمُ وَ تَكُونُوا مُلُوكاً فِي الجَنّةِ فَقَالَ أَبُو جَهلٍأللّهُمّ إِن كانَ هذا ألّذِي يَقُولُ مُحَمّدٌهُوَ الحَقّ مِن عِندِكَ فَأَمطِر عَلَينا حِجارَةً مِنَ السّماءِ أَوِ ائتِنا بِعَذابٍ أَلِيمٍحَسَداً لِرَسُولِ اللّهِ ثُمّ قَالَ كُنّا وَ بنَيِ‌ هَاشِمٍ كفَرَسَيَ‌ رِهَانٍ نَحمِلُ إِذَا حَمَلُوا وَ نَظعَنُ إِذَا ظَعَنُوا وَ نُوقِدُ إِذَا أَوقَدُوا فَلَمّا استَوَي بِنَا وَ بِهِمُ الرّكبُ قَالَ قَائِلٌ مِنهُم مِنّا نبَيِ‌ّ لَا نَرضَي بِذَلِكَ أَن يَكُونَ فِي


صفحه : 235

بنَيِ‌ هَاشِمٍ وَ لَا يَكُونَ فِي بنَيِ‌ مَخزُومٍ ثُمّ قَالَ غُفرَانَكَ أللّهُمّ فَأَنزَلَ اللّهُ فِي ذَلِكَوَ ما كانَ اللّهُ لِيُعَذّبَهُم وَ أَنتَ فِيهِم وَ ما كانَ اللّهُ مُعَذّبَهُم وَ هُم يَستَغفِرُونَحِينَ قَالَ غُفرَانَكَ أللّهُمّ فَلَمّا هَمّوا بِقَتلِ رَسُولِ اللّهِص وَ أَخرَجُوهُ مِن مَكّةَ قَالَ اللّهُوَ ما لَهُم أَلّا يُعَذّبَهُمُ اللّهُ وَ هُم يَصُدّونَ عَنِ المَسجِدِ الحَرامِ وَ ما كانُوا أَولِياءَهُيعَنيِ‌ قُرَيشاً مَا كَانُوا أَولِيَاءَ مَكّةَإِن أَولِياؤُهُ إِلّا المُتّقُونَ أَنتَ وَ أَصحَابُكَ يَا مُحَمّدُ فَعَذّبَهُمُ اللّهُ بِالسّيفِ يَومَ بَدرٍ فَقُتِلُوا

78-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]الكلَبيِ‌ّأَتَي أَهلُ مَكّةَ النّبِيّص فَقَالُوا مَا وَجَدَ اللّهُ رَسُولًا غَيرَكَ مَا نَرَي أَحَداً يُصَدّقُكَ فِيمَا تَقُولُ وَ لَقَد سَأَلنَا عَنكَ اليَهُودَ وَ النّصَارَي فَزَعَمُوا أَنّهُ لَيسَ لَكَ عِندَهُم ذِكرٌ فَأَرِنَا مَن يَشهَدُ أَنّكَ رَسُولُ اللّهِ كَمَا تَزعُمُ فَنَزَلَقُل أَيّ شَيءٍ أَكبَرُ شَهادَةًالآيَةَ وَ قَالُوا العَجَبُ إِنّ اللّهَ تَعَالَي لَم يَجِد رَسُولًا يُرسِلُهُ إِلَي النّاسِ إِلّا يَتِيمَ أَبِي طَالِبٍ فَنَزَلَالر تِلكَ آياتُ الكِتابِ الحَكِيمِ أَ كانَ لِلنّاسِالآيَاتِ وَ قَالَ الوَلِيدُ بنُ المُغِيرَةِ وَ اللّهِ لَو كَانَتِ النّبُوّةُ حَقّاً لَكُنتُ أَولَي بِهَا مِنكَ لأِنَنّيِ‌ أَكبَرُ مِنكَ سِنّاً وَ أَكثَرُ مِنكَ مَالًا وَ قَالَ جَمَاعَةٌ لِمَ لَم يُرسِل رَسُولًا مِن مَكّةَ أَو مِنَ الطّائِفِ عَظِيماً يعَنيِ‌ أَبَا جَهلٍ وَ عَبدَ نَائِلٍ فَنَزَلَوَ قالُوا لَو لا نُزّلَ هذَا القُرآنُ عَلي رَجُلٍ وَ قَالَ أَبُو جَهلٍ زَاحَمَنَا بَنُو عَبدِ مَنَافٍ فِي الشّرَفِ حَتّي إِذَا صِرنَا كفَرَسَيَ‌ رِهَانٍ قَالُوا مِنّا نبَيِ‌ّ يُوحَي إِلَيهِ وَ اللّهِ لَا نُؤمِنُ بِهِ وَ لَا نَتّبِعُهُ أَبَداً إِلّا أَن يَأتِيَنَا وحَي‌ٌ كَمَا يَأتِيهِ فَنَزَلَوَ إِذا جاءَتهُم آيَةٌ قالُوا لَن نُؤمِنَ حَتّي نُؤتيالآيَةَ


صفحه : 236

وَ قَالَ الحَارِثُ بنُ نَوفَلِ بنِ عَبدِ مَنَافٍ إِنّا لَنَعلَمُ أَن قَولَكَ حَقّ وَ لَكِن يَمنَعُنَا أَن نَتّبِعَ الهُدَي مَعَكَ وَ نُؤمِنَ بِكَ مَخَافَةَ أَن يَتَخَطّفَنَا العَرَبُ مِن أَرضِنَا وَ لَا طَاقَةَ لَنَا بِهَا فَنَزَلَتوَ قالُوا إِن نَتّبِعِ الهُدي مَعَكَ نُتَخَطّف مِن أَرضِنا فَقَالَ اللّهُ تَعَالَي رَادّاً عَلَيهِمأَ وَ لَم نُمَكّن لَهُم حَرَماً آمِناً

79-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] مُحَمّدُ بنُ إِسحَاقَ فِي خَبَرٍ طَوِيلٍ عَن كَثِيرِ بنِ عَامِرٍ أَنّهُ طَلَعَ مِنَ الأَبطَحِ رَاكِبٌ وَ مِن وَرَائِهِ سَبعَ عَشرَةَ نَاقَةً مُحَمّلَةً ثِيَابَ دِيبَاجٍ عَلَي كُلّ نَاقَةٍ عَبدٌ أَسوَدُ يَطلُبُ النّبِيّ الكَرِيمَ لِيَدفَعَهَا إِلَيهِ بِوَصِيّةٍ مِن أَبِيهِ فَأَومَأَ ابنُ أَبِي البخَترَيِ‌ّ إِلَي أَبِي جَهلٍ وَ قَالَ هَذَا صَاحِبُكَ فَلَمّا دَنَا مِنهُ قَالَ مَا أَنتَ بصِاَحبِيِ‌ فَمَا زَالَ يَدُورُ حَتّي رَأَي النّبِيّص فَسَعَي إِلَيهِ وَ قَبّلَ يَدَيهِ وَ رِجلَيهِ فَقَالَ لَهُ النّبِيّص أَ لَيسَ أَنتَ بَلَحاً ناَجيِ‌َ بنَ المُنذِرِ السكّاّكيِ‌ّ قَالَ بَلَي يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ فَأَينَ سَبعَ عَشرَةَ نَاقَةً مُحَمّلَةً ذَهَباً وَ فِضّةً وَ دُرّاً وَ يَاقُوتاً وَ جَوهَراً وَ وَشياً وَ مُلحَماً وَ غَيرَ ذَلِكَ قَالَ هيِ‌َ ورَاَئيِ‌ مُقبِلَةٌ فَقَالَ هيِ‌َ سَبعَ عَشرَةَ نَاقَةً عَلَي كُلّ نَاقَةٍ عَبدٌ أَسوَدُ عَلَيهِم أَقبِيَةُ الدّيبَاجِ وَ مَنَاطِقُ الذّهَبِ وَ أَسمَاؤُهُم مُحرِزٌ وَ مُنعَمٌ وَ بَدرٌ وَ شِهَابٌ وَ مِنهَاجٌ وَ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ قَالَ بَلَي يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ سَلّمِ المَالَ وَ أَنَا مُحَمّدُ بنُ عَبدِ اللّهِ فَأَورَدَ المَالَ بِجُملَتِهِ إِلَي النّبِيّص فَقَالَ أَبُو جَهلٍ يَا آلَ غَالِبٍ إِن لَم تنُصفِوُنيِ‌ وَ تنَصرُوُنيِ‌ عَلَيهِ لَأَضَعَنّ سيَفيِ‌ فِي صدَريِ‌ وَ هَذَا المَالُ كُلّهُ لِلكَعبَةِ وَ رَكِبَ فَرَسَهُ وَ جَرّدَ سَيفَهُ وَ نَفَرَت مَكّةَ أَقصَاهَا وَ أَدنَاهَا حَتّي أَجَابَت أَبَا جَهلٍ سَبعُونَ أَلفَ مُقَاتِلٍ وَ رَكِبَ أَبُو طَالِبٍ فِي بنَيِ‌ هَاشِمٍ وَ بنَيِ‌ عَبدِ المُطّلِبِ وَ أَحَاطُوا باِلنبّيِ‌ّص ثُمّ قَالَ أَبُو طَالِبٍ مَا ألّذِي تُرِيدُونَ قَالَ أَبُو جَهلٍ إِنّ ابنَ أَخِيكَ قَد جَنَي عَلَينَا جِنَايَاتٍ عَظِيمَةً وَ يَحِقّ لِلعَرَبِ أَن تَغضَبَ وَ تَسفِكَ الدّمَاءَ وَ تسَبيِ‌َ النّسَاءَ قَالَ أَبُو طَالِبٍ وَ مَا ذَاكَ فَذَكَرَ قِصّةَ الغُلَامِ وَ أَنّ مُحَمّداً سَحَرَهُ وَ رَدّهُ إِلَي دِينِهِ وَ أَخَذَ مِنهُ المَالَ وَ هُوَ شَيءٌ مَبعُوثٌ لِلكَعبَةِ فَقَالَ قِف حَتّي أمَضيِ‌َ إِلَيهِ وَ أَسأَلَهُ عَن ذَلِكَ فَلَمّا أَتَي النّبِيّص وَ سَأَلَهُ رَدّ ذَلِكَ قَالَ لَا أُعطِيهِ حَبّةً وَاحِدَةً قَالَ خُذ عَشَرَةً وَ أَعطِهِ سَبعَةً فَأَبَي ثُمّ أَمَرَص أَن تُوقَفَ الهَدِيّةُ بَينَ


صفحه : 237

يَدَيهِ وَ يُنَادِيَهَا سَبعَ مَرّاتٍ فَإِن كَلّمَتهَا فَالهَدِيّةُ هَدِيّتُهَا وَ إِن كَلّمتُهَا أَنَا وَ أجَاَبتَنيِ‌ فَالهَدِيّةُ هدَيِتّيِ‌ فَأَتَي أَبُو طَالِبٍ وَ قَالَ إِنّ ابنَ أخَيِ‌ قَد أَجَابَكَ إِلَي النّصَفَةِ وَ ذَكَرَ مَقَالَ النّبِيّص وَ المِيعَادَ غَداً عِندَ طُلُوعِ الشّمسِ فَأَتَي أَبُو جَهلٍ إِلَي الكَعبَةِ وَ سَجَدَ لِهُبَلَ وَ رَفَعَ رَأسَهُ وَ ذَكَرَ القِصّةَ ثُمّ قَالَ أَسأَلُكَ أَن تَجعَلَ النّوقَ تخُاَطبِنُيِ‌ وَ لَا يَشمَتَ بيِ‌ مُحَمّدٌ وَ أَنَا أَعبُدُكَ مِن أَربَعِينَ سَنَةً وَ مَا سَأَلتُكَ حَاجَةً فَإِن أجَبَتنَيِ‌ هَذِهِ لَأَضَعَنّ لَكَ قُبّةً مِن لُؤلُؤٍ أَبيَضَ وَ سِوَارَينِ مِنَ الذّهَبِ وَ خَلخَالَينِ مِنَ الفِضّةِ وَ تَاجاً مُكَلّلًا بِالجَوهَرِ وَ قِلَادَةً مِنَ العِقيَانِ ثُمّ إِنّ النّبِيّص حَضَرَ وَ كَانَ مِنهُ المُعجِزَاتُ أَجَابَهُ كُلّ نَاقَةٍ سَبعَ مَرّاتٍ وَ شَهِدَت بِنُبُوّتِهِ بَعدَ عَجزِ أَبِي جَهلٍ فَأَخَذَ المَالَ

80-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] كَانَ أَبُو جَهلٍ يَقُولُ لَيتَ لِمُحَمّدٍ إلِيَ‌ّ حَاجَةً فَأَسخَرُ مِنهُ وَ أَرُدّهُ إِذِ اشتَرَي أَبُو جَهلٍ مِن رَجُلٍ طاَر‌ِئٍ بِمَكّةَ إِبِلًا فَلَوَاهُ بِحَقّهِ فَأَتَي ناَديِ‌َ قُرَيشٍ مُستَجِيراً بِهِم فَأَحَالُوهُ عَلَي النّبِيّص استِهزَاءً بِهِ لِقِلّةِ مِنعَتِهِ عِندَهُم فَأَتَي الرّجُلُ مُستَجِيراً بِهِ فَمَضَيص مَعَهُ وَ قَالَ قُم يَا أَبَا جَهلٍ وَ أَدّ إِلَي الرّجُلِ حَقّهُ إِنّمَا كنُيّ‌َ أَبَا جَهلٍ ذَلِكَ اليَومَ وَ كَانَ اسمُهُ عَمرَو بنَ هِشَامٍ فَقَامَ مُسرِعاً وَ أَدّي حَقّهُ فَقَالَ لَهُ بَعضُ أَصحَابِهِ فَعَلَ ذَلِكَ فَرَقاً مِن مُحَمّدٍ قَالَ وَيحَكُم أعَذرِوُنيِ‌ إِنّهُ لَمّا أَقبَلَ رَأَيتُ عَن يَمِينِهِ رِجَالًا بِأَيدِيهِم حِرَابٌ تَتَلَألَأُ وَ عَن يَسَارِهِ ثُعبَانَانِ تَصطَكّ أَسنَانُهُمَا وَ تَلمَعُ النّيرَانُ مِن أَبصَارِهِمَا لَوِ امتَنَعتُ لَم آمَن أَن يَبعَجُوا بِالحِرَابِ بطَنيِ‌ وَ يقَضمَنُيِ‌ الثّعبَانَانِ

81-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن سَدِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَأخَبرَنَيِ‌ جَابِرُ بنُ عَبدِ اللّهِ أَنّ


صفحه : 238

المُشرِكِينَ كَانُوا إِذَا مَرّوا بِرَسُولِ اللّهِص طَأطَأَ أَحَدُهُم رَأسَهُ وَ ظَهرَهُ هَكَذَا وَ غَطّي رَأسَهُ بِثَوبِهِ حَتّي لَا يَرَاهُ رَسُولُ اللّهِص فَأَنزَلَ اللّهُأَلا إِنّهُم يَثنُونَ صُدُورَهُم لِيَستَخفُوا مِنهُ أَلا حِينَ يَستَغشُونَ ثِيابَهُم يَعلَمُ ما يُسِرّونَ وَ ما يُعلِنُونَ

كا،[الكافي‌] محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن جميل بن صالح عن سدير مثله

82-كا،[الكافي‌] أَبُو عَلِيّ الأشَعرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ سَالِمٍ عَن أَحمَدَ بنِ النّضرِ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ أَقبَلَ أَبُو جَهلِ بنُ هِشَامٍ وَ مَعَهُ قَومٌ مِن قُرَيشٍ فَدَخَلُوا عَلَي أَبِي طَالِبٍ فَقَالُوا إِنّ ابنَ أَخِيكَ قَد آذَانَا وَ آذَي آلِهَتَنَا فَادعُهُ وَ مُرهُ فَليَكُفّ عَن آلِهَتِنَا وَ نَكُفّ عَن إِلَهِهِ قَالَ فَبَعَثَ أَبُو طَالِبٍ إِلَي رَسُولِ اللّهِ فَدَعَاهُ فَلَمّا دَخَلَ النّبِيّص لَم يَرَ فِي البَيتِ إِلّا مُشرِكاً فَقَالَالسّلامُ عَلي مَنِ اتّبَعَ الهُدي ثُمّ جَلَسَ فَخَبّرَهُ أَبُو طَالِبٍ بِمَا جَاءُوا لَهُ فَقَالَ أَ وَ هَل لَهُم فِي كَلِمَةٍ خَيرٍ لَهُم مِن هَذَا يَسُودُونَ بِهَا العَرَبَ وَ يَطَئُونَ أَعنَاقَهُم فَقَالَ أَبُو جَهلٍ نَعَم وَ مَا هَذِهِ الكَلِمَةُ فَقَالَ تَقُولُونَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ قَالَ فَوَضَعُوا أَصَابِعَهُم فِي آذَانِهِم وَ خَرَجُوا هُرّاباً وَ هُم يَقُولُونَما سَمِعنا بِهذا فِي المِلّةِ الآخِرَةِ إِن هذا إِلّا اختِلاقٌفَأَنزَلَ اللّهُ فِي قَولِهِمص وَ القُرآنِ ذيِ‌ الذّكرِ إِلَي قَولِهِإِلّا اختِلاقٌ

83-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ]يَحيَي بنُ زِيَادٍ مُعَنعَناً عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ قَالَسَأَلتُ جَعفَرَ بنَ مُحَمّدٍ ع أنَيّ‌ أَؤُمّ قوَميِ‌ فَأَجهَرُ بِبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ قَالَ نَعَم حَقّ مَا جُهِرَ بِهِ قَد جَهَرَ بِهَا رَسُولُ اللّهِص ثُمّ قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ مِن أَحسَنِ النّاسِ صَوتاً بِالقُرآنِ فَإِذَا قَامَ مِنَ اللّيلِ يصُلَيّ‌ جَاءَ أَبُو جَهلٍ وَ المُشرِكُونَ يَستَمِعُونَ قِرَاءَتَهُ فَإِذَا قَالَبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ


صفحه : 239

الرّحِيمِوَضَعُوا أَصَابِعَهُم فِي آذَانِهِم وَ هَرَبُوا فَإِذَا فَرَغَ مِن ذَلِكَ جَاءُوا فَاستَمَعُوا وَ كَانَ أَبُو جَهلٍ يَقُولُ إِنّ ابنَ أَبِي كَبشَةَ لَيُرَدّدُ اسمَ رَبّهِ إِنّهُ لَيُحِبّهُ فَقَالَ جَعفَرٌ ع صَدَقَ وَ إِن كَانَ كَذُوباً قَالَ فَأَنزَلَ اللّهُوَ إِذا ذَكَرتَ رَبّكَ فِي القُرآنِ وَحدَهُ وَلّوا عَلي أَدبارِهِم نُفُوراً وَ هُوَبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ

84-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] مُحَمّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن عُلوَانَ بنِ مُحَمّدٍ عَن دَاوُدَ بنِ دَاوُدَ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي حَفصٍ الصّائِغِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَ لَمّا نَزَلَت عَلَي النّبِيّص وَ لَو لا أَن ثَبّتناكَ لَقَد كِدتَ تَركَنُ إِلَيهِم شَيئاً قَلِيلًا إِذاً لَأَذَقناكَ ضِعفَ الحَياةِ وَ ضِعفَ المَماتِ قَالَ تَفسِيرُهَا قَالُوا نَعبُدُ إِلَهَكَ سَنَةً وَ تَعبُدُ إِلَهَنَا سَنَةً قَالَ فَأَنزَلَ اللّهُ تَعَالَي عَلَيهِقُل يا أَيّهَا الكافِرُونَ لا أَعبُدُ ما تَعبُدُونَ وَ لا أَنتُم عابِدُونَ ما أَعبُدُ إِلَي آخِرِ السّورَةِ

85-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ الحَكَمِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَبَينَا النّبِيّص فِي المَسجِدِ الحَرَامِ وَ عَلَيهِ ثِيَابٌ لَهُ جُدُدٌ فَأَلقَي المُشرِكُونَ عَلَيهِ سَلَي نَاقَةٍ فَمَلَئُوا ثِيَابَهُ بِهَا فَدَخَلَهُ مِن ذَلِكَ مَا شَاءَ اللّهُ فَذَهَبَ إِلَي أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ لَهُ يَا عَمّ كَيفَ تَرَي حسَبَيِ‌ فِيكُم فَقَالَ لَهُ وَ مَا ذَاكَ يَا ابنَ أخَيِ‌ فَأَخبَرَهُ الخَبَرَ فَدَعَا أَبُو طَالِبٍ حَمزَةَ وَ أَخَذَ السّيفَ وَ قَالَ لِحَمزَةَ خُذِ السّلَي ثُمّ تَوَجّه إِلَي القَومِ وَ النّبِيّص مَعَهُ فَأَتَي قُرَيشاً وَ هُم حَولَ الكَعبَةِ فَلَمّا رَأَوهُ عَرَفُوا الشّرّ فِي وَجهِهِ ثُمّ قَالَ لِحَمزَةَ أَمِرّ السّلي عَلَي سِبَالِهِم فَفَعَلَ ذَلِكَ حَتّي أَتَي عَلَي آخِرِهِم ثُمّ التَفَتَ أَبُو طَالِبٍ إِلَي النّبِيّص


صفحه : 240

فَقَالَ يَا ابنَ أخَيِ‌ هَذَا حَسَبُكَ فِينَا

86-عم ،[إعلام الوري ]روُيِ‌َ أَنّ أَبَا جَهلٍ عَاهَدَ اللّهَ أَن يَفضَخَ رَأسَهُص بِحَجَرٍ إِذَا سَجَدَ فِي صَلَاتِهِ فَلَمّا قَامَ رَسُولُ اللّهِص يصُلَيّ‌ وَ سَجَدَ وَ كَانَ إِذَا صَلّي صَلّي بَينَ الرّكنَينِ الأَسوَدِ وَ اليمَاَنيِ‌ّ وَ جَعَلَ الكَعبَةَ بَينَهُ وَ بَينَ الشّامِ احتَمَلَ أَبُو جَهلٍ الحَجَرَ ثُمّ أَقبَلَ نَحوَهُ حَتّي إِذَا دَنَا مِنهُ رَجَعَ مُنتَقِعاً لَونُهُ مَرعُوباً قَد يَبِسَت يَدَاهُ عَلَي حَجَرِهِ حَتّي قَذَفَ الحَجَرَ مِن يَدِهِ وَ قَامَ إِلَيهِ رِجَالٌ مِن قُرَيشٍ فَقَالُوا مَا لَكَ يَا أَبَا الحَكَمِ قَالَ عَرَضَ لِي دُونَهُ فَحلٌ مِنَ الإِبِلِ مَا رَأَيتُ مِثلَ هَامَتِهِ وَ قَصَرَتِهِ وَ لَا أَنيَابِهِ لِفَحلٍ قَطّ فَهَمّ أَن يأَكلُنَيِ‌

بيان القصرة محركة أصل العنق

87-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّهُ لَمّا نَزَلَفَاصدَع بِما تُؤمَرُ وَ أَعرِض عَنِ المُشرِكِينَ إِنّا كَفَيناكَ المُستَهزِئِينَيعَنيِ‌ خَمسَةَ نَفَرٍ فَبَشّرَ النّبِيّص أَصحَابَهُ أَنّ اللّهَ كَفَاهُ أَمرَهُم فَأَتَي الرّسُولُص البَيتَ وَ القَومُ فِي الطّوَافِ وَ جَبرَئِيلُ عَن يَمِينِهِ فَمَرّ الأَسوَدُ بنُ المُطّلِبِ فَرَمَي فِي وَجهِهِ بِوَرَقَةٍ خَضرَاءَ فَأَعمَي اللّهُ بَصَرَهُ وَ أَثكَلَهُ وُلدَهُ وَ مَرّ بِهِ الأَسوَدُ بنُ عَبدِ يَغُوثَ فَأَومَأَ إِلَي بَطنِهِ فَسَقَي مَاءً فَمَاتَ حَبَناً فَمَرّ بِهِ الوَلِيدُ بنُ المُغِيرَةِ فَأَومَأَ إِلَي جُرحٍ كَانَ فِي أَسفَلِ رِجلِهِ فَانتَقَضَ بِذَلِكَ فَقَتَلَهُ وَ مَرّ بِهِ العَاصُ بنُ وَائِلٍ فَأَشَارَ إِلَي أَخمَصِ رِجلِهِ فَخَرَجَ عَلَي حِمَارٍ لَهُ يُرِيدُ الطّائِفَ فَدَخَلَت فِيهِ شَوكَةٌ فَقَتَلَتهُ وَ مَرّ بِهِ الحَارِثُ بنُ طَلَاطِلَةَ فَأَومَأَ إِلَيهِ فَتَفَقّأَ قَيحاً فَمَاتَ


صفحه : 241

88-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّهُص لَمّا تَلَاوَ النّجمِ إِذا هَوي ما ضَلّ صاحِبُكُم وَ ما غَوي قَالَ رَجُلٌ مِن قُرَيشٍ كَفَرتُ بِرَبّ النّجمِ فَقَالَ لَهُ النّبِيّص سَلّطَ اللّهُ عَلَيكَ كَلباً مِن كِلَابِهِ يعَنيِ‌ أَسَداً فَخَرَجَ مَعَ أَصحَابِهِ إِلَي الشّامِ حَتّي إِذَا كَانُوا بِهَا رَأَي أَسَداً فَجَعَلَت فَرَائِصُهُ تُرعَدُ فَقِيلَ لَهُ مِن أَيّ شَيءٍ تُرعَدُ وَ مَا نَحنُ وَ أَنتَ إِلّا سَوَاءٌ فَقَالَ إِنّ مُحَمّداً دَعَا عَلَيّ لَا وَ اللّهِ مَا أَظَلّت هَذِهِ السّمَاءُ ذَا لَهجَةٍ أَصدَقَ مِن مُحَمّدٍ ثُمّ وَضَعُوا العِشَاءَ فَلَم يَدخُل يَدُهُ فِي فِيهِ ثُمّ جَاءَ القَومُ فَحَاطُوهُ بِأَنفُسِهِم وَ بِمَتَاعِهِم وَ وَسّطُوهُ بَينَهُم وَ نَامُوا جَمِيعاً حَولَهُ فَجَاءَهُمُ الأَسَدُ فَهَمَسَ يَستَنشِقُ رَجُلًا رَجُلًا حَتّي انتَهَي إِلَيهِ فَضَغَمَهُ ضَغمَةً كَانَت إِيّاهَا وَ قَالَ بِآخَرَ رَمَقٍ أَ لَم أَقُل أَنّ مُحَمّداً أَصدَقُ النّاسِ وَ مَاتَ

بيان الهمس الصوت الخفي‌ وأخفي ما يكون من صوت القدم والضغم العض كانت إياها أي موتته وقاطعة حياته

89- وَ أَقُولُ قَالَ فِي المُنتَقَي، فِي السّنَةِ الخَامِسَةِ مِن نُبُوّتِهِص تُوُفّيَت سُمَيّةُ بِنتُ حباط مَولَاةُ أَبِي حُذَيفَةَ بنِ المُغِيرَةِ وَ هيِ‌َ أُمّ عَمّارِ بنِ يَاسِرٍ أَسلَمَت بِمَكّةَ قَدِيماً وَ كَانَت مِمّن تُعَذّبُ فِي اللّهِ لِتَرجِعَ عَن دِينِهَا فَلَم تَفعَل فَمَرّ بِهَا أَبُو جَهلٍ فَطَعَنَهَا فِي قَلبِهَا فَمَاتَت وَ كَانَت عَجُوزاً كَبِيرَةً فهَيِ‌َ أَوّلُ شَهِيدَةٍ فِي الإِسلَامِ وَ فِي سَنَةِ سِتّ أَسلَمَ حَمزَةُ وَ عُمَرُ وَ قَد قِيلَ أَسلَمَا فِي سَنَةِ خَمسٍ قَالَ وَ لَمّا أَنزَلَ اللّهُ تَعَالَيفَاصدَع بِما تُؤمَرُ وَ أَعرِض عَنِ المُشرِكِينَقَامَ رَسُولُ اللّهِص عَلَي الصّفَا وَ نَادَي فِي أَيّامِ المَوسِمِ يَا أَيّهَا النّاسُ إنِيّ‌ رَسُولُ اللّهِ رَبّ العَالَمِينَ فَرَمَقَهُ النّاسُ بِأَبصَارِهِم قَالَهَا ثَلَاثاً ثُمّ انطَلَقَ حَتّي أَتَي المَروَةَ ثُمّ وَضَعَ يَدَهُ فِي أُذُنِهِ ثُمّ نَادَي ثَلَاثاً بِأَعلَي صَوتِهِ يَا


صفحه : 242

أَيّهَا النّاسُ إنِيّ‌ رَسُولُ اللّهِ ثَلَاثاً فَرَمَقَهُ النّاسُ بِأَبصَارِهِم وَ رَمَاهُ أَبُو جَهلٍ قَبّحَهُ اللّهُ بِحَجَرٍ فَشَجّ بَينَ عَينَيهِ وَ تَبِعَهُ المُشرِكُونَ بِالحِجَارَةِ فَهَرَبَ حَتّي أَتَي الجَبَلَ فَاستَنَدَ إِلَي مَوضِعٍ يُقَالُ لَهُ المُتّكَأُ وَ جَاءَ المُشرِكُونَ فِي طَلَبِهِ وَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ قَالَ يَا عَلِيّ قَد قُتِلَ مُحَمّدٌ فَانطَلَقَ إِلَي مَنزِلِ خَدِيجَةَ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهَا فَدَقّ البَابَ فَقَالَت خَدِيجَةُ مَن هَذَا قَالَ أَنَا عَلِيّ قَالَت يَا عَلِيّ مَا فَعَلَ مُحَمّدٌ قَالَ لَا أدَريِ‌ إِلّا أَنّ المُشرِكِينَ قَد رَمَوهُ بِالحِجَارَةِ وَ مَا أدَريِ‌ أَ حيَ‌ّ هُوَ أَم مَيّتٌ فأَعَطيِنيِ‌ شَيئاً فِيهِ مَاءٌ وَ خذُيِ‌ مَعَكِ شَيئاً مِن هَيسٍ وَ انطلَقِيِ‌ بِنَا نَلتَمِسُ رَسُولَ اللّهِص فَإِنّا نَجِدُهُ جَائِعاً عَطشَاناً فَمَضَي حَتّي جَازَ الجَبَلَ وَ خَدِيجَةُ مَعَهُ فَقَالَ عَلِيّ يَا خَدِيجَةُ استبَطنِيِ‌ الواَديِ‌َ حَتّي أَستَظهِرَهُ فَجَعَلَ ينُاَديِ‌ يَا مُحَمّدَاه يَا رَسُولَ اللّهِ نفَسيِ‌ لَكَ الفِدَاءُ فِي أَيّ وَادٍ أَنتَ مُلقًي وَ جَعَلَت خَدِيجَةُ تنُاَديِ‌ مَن أَحَسّ لِيَ النّبِيّ المُصطَفَي مَن أَحَسّ لِيَ الرّبِيعَ المُرتَضَي مَن أَحَسّ لِيَ المَطرُودَ فِي اللّهِ مَن أَحَسّ لِي أَبَا القَاسِمِ وَ هَبَطَ عَلَيهِ جَبرَئِيلُ ع فَلَمّا نَظَرَ إِلَيهِ النّبِيّص بَكَي وَ قَالَ مَا تَرَي مَا صَنَعَ بيِ‌ قوَميِ‌ كذَبّوُنيِ‌ وَ طرَدَوُنيِ‌ وَ خَرَجُوا عَلَيّ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ ناَولِنيِ‌ يَدَكَ فَأَخَذَ يَدَهُ فَأَقعَدَهُ عَلَي الجَبَلِ ثُمّ أَخرَجَ مِن تَحتِ جَنَاحِهِ دُرنُوكاً مِن دَرَانِيكِ الجَنّةِ مَنسُوجاً بِالدّرّ وَ اليَاقُوتِ وَ بَسَطَهُ حَتّي جَلّلَ بِهِ جِبَالَ تِهَامَةَ ثُمّ أَخَذَ بِيَدِ رَسُولِ اللّهِص حَتّي أَقعَدَهُ عَلَيهِ ثُمّ قَالَ لَهُ جَبرَئِيلُ يَا مُحَمّدُ أَ تُرِيدُ أَن تَعلَمَ كَرَامَتَكَ عَلَي اللّهِ قَالَ نَعَم قَالَ فَادعُ إِلَيكَ تِلكَ الشّجَرَةَ تُجِبكَ فَدَعَاهَا فَأَقبَلَت حَتّي خَرّت بَينَ يَدَيهِ سَاجِدَةً فَقَالَ يَا مُحَمّدُ مُرهَا تَرجِع فَأَمَرَهَا فَرَجَعَت إِلَي مَكَانِهَا وَ هَبَطَ عَلَيهِ إِسمَاعِيلُ حَارِسُ السّمَاءِ الدّنيَا فَقَالَ السّلَامُ عَلَيكَ يَا رَسُولَ اللّهِ قَد أمَرَنَيِ‌ ربَيّ‌ أَن أُطِيعَكَ أَ فتَأَمرُنُيِ‌ أَن أَنثُرَ عَلَيهِمُ النّجُومَ فَأُحرِقَهُم وَ أَقبَلَ مَلَكُ الشّمسِ فَقَالَ السّلَامُ عَلَيكَ يَا رَسُولَ اللّهِ أَ تأَمرُنُيِ‌ أَن آخُذَ عَلَيهِمُ الشّمسَ فَأَجمَعَهَا عَلَي رُءُوسِهِم فَتُحرِقَهُم وَ أَقبَلَ مَلَكُ الأَرضِ فَقَالَ السّلَامُ عَلَيكَ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ قَد أمَرَنَيِ‌ أَن أُطِيعَكَ أَ فتَأَمرُنُيِ‌ أَن آمُرَ الأَرضَ فَتَجعَلَهُم فِي بَطنِهَا


صفحه : 243

كَمَا هُم عَلَي ظَهرِهَا وَ أَقبَلَ مَلَكُ الجِبَالِ فَقَالَ السّلَامُ عَلَيكَ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّ اللّهَ قَد أمَرَنَيِ‌ أَن أُطِيعَكَ أَ فتَأَمرُنُيِ‌ أَن آمُرَ الجِبَالَ فَتَنقَلِبَ عَلَيهِم فَتَحطِمَهُم وَ أَقبَلَ مَلَكُ البِحَارِ فَقَالَ السّلَامُ عَلَيكَ يَا رَسُولَ اللّهِ قَد أمَرَنَيِ‌ ربَيّ‌ أَن أُطِيعَكَ أَ فتَأَمرُنُيِ‌ أَن آمُرَ البِحَارَ فَتُغرِقَهُم فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص قَد أُمِرتُم بطِاَعتَيِ‌ قَالُوا نَعَم فَرَفَعَ رَأسَهُ إِلَي السّمَاءِ وَ نَادَي أنَيّ‌ لَم أُبعَث عَذَاباً إِنّمَا بُعِثتُ رَحمَةً لِلعَالَمِينَ دعَوُنيِ‌ وَ قوَميِ‌ فَإِنّهُم لَا يَعلَمُونَ وَ نَظَرَ جَبرَئِيلُ ع إِلَي خَدِيجَةَ تَجُولُ فِي الواَديِ‌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ أَ لَا تَرَي إِلَي خَدِيجَةَ قَد أَبكَت لِبُكَائِهَا مَلَائِكَةُ السّمَاءِ ادعُهَا إِلَيكَ فَأَقرِئهَا منِيّ‌ السّلَامَ وَ قُل لَهَا إِنّ اللّهَ يُقرِئُكِ السّلَامَ وَ بَشّرهَا أَنّ لَهَا فِي الجَنّةِ بَيتاً مِن قَصَبٍ لَا نَصَبَ فِيهِ وَ لَا صَخَبَ لُؤلُؤاً مُكَلّلًا بِالذّهَبِ فَدَعَاهَا النّبِيّص وَ الدّمَاءُ تَسِيلُ مِن وَجهِهِ عَلَي الأَرضِ وَ هُوَ يَمسَحُهَا وَ يَرُدّهَا قَالَت فِدَاكَ أَبِي وَ أمُيّ‌ دَعِ الدّمعَ يَقَع عَلَي الأَرضِ قَالَ أَخشَي أَن يَغضَبَ رَبّ الأَرضِ عَلَي مَن عَلَيهَا فَلَمّا جُنّ عَلَيهِمُ اللّيلُ انصَرَفَت خَدِيجَةُ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهَا وَ رَسُولُ اللّهِص وَ عَلِيّ ع وَ دَخَلَت بِهِ مَنزِلَهَا فَأَقعَدَتهُ عَلَي المَوضِعِ ألّذِي فِيهِ الصّخرَةُ وَ أَظَلّتهُ بِصَخرَةٍ مِن فَوقِ رَأسِهِ وَ قَامَت فِي وَجهِهِ تَستُرُهُ بِبُردِهَا وَ أَقبَلَ المُشرِكُونَ يَرمُونَهُ بِالحِجَارَةِ فَإِذَا جَاءَت مِن فَوقِ رَأسِهِ صَخرَةٌ وَقَتهُ الصّخرَةُ وَ إِذَا رَمَوهُ مِن تَحتِهِ وَقَتهُ الجُدرَانُ الحَيّطُ وَ إِذَا رمُيِ‌َ مِن بَينِ يَدَيهِ وَقَتهُ خَدِيجَةُ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهَا بِنَفسِهَا وَ جَعَلَت تنُاَديِ‌ يَا مَعشَرَ قُرَيشٍ تُرمَي الحُرّةُ فِي مَنزِلِهَا فَلَمّا سَمِعُوا ذَلِكَ انصَرَفُوا عَنهُ وَ أَصبَحَ رَسُولُ اللّهِص وَ غَدَا إِلَي المَسجِدِ يصُلَيّ‌ قَالَ وَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ مِن نُبُوّتِهِص نَزَلَتالم غُلِبَتِ الرّومُ كَمَا مَرّت قِصّتُهُ فِي بَابِ إِعجَازِ القُرآنِ


صفحه : 244

باب 2-آخر في كيفية صدور الوحي‌ ونزول جبرئيل ع وعلة احتباس الوحي‌ وبيان أنه ص هل كان قبل البعثة متعبدا بشريعة أم لا

الآيات مريم وَ ما نَتَنَزّلُ إِلّا بِأَمرِ رَبّكَ لَهُ ما بَينَ أَيدِينا وَ ما خَلفَنا وَ ما بَينَ ذلِكَ وَ ما كانَ رَبّكَ نَسِيّاطه وَ لا تَعجَل بِالقُرآنِ مِن قَبلِ أَن يُقضي إِلَيكَ وَحيُهُ وَ قُل رَبّ زدِنيِ‌ عِلماًالفرقان وَ قالَ الّذِينَ كَفَرُوا لَو لا نُزّلَ عَلَيهِ القُرآنُ جُملَةً واحِدَةً كَذلِكَ لِنُثَبّتَ بِهِ فُؤادَكَ وَ رَتّلناهُ تَرتِيلًاالشعراءوَ إِنّهُ لَتَنزِيلُ رَبّ العالَمِينَ نَزَلَ بِهِ الرّوحُ الأَمِينُ عَلي قَلبِكَ لِتَكُونَ مِنَ المُنذِرِينَ بِلِسانٍ عرَبَيِ‌ّ مُبِينٍالنمل وَ إِنّكَ لَتُلَقّي القُرآنَ مِن لَدُن حَكِيمٍ عَلِيمٍحمعسق وَ ما كانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلّمَهُ اللّهُ إِلّا وَحياً أَو مِن وَراءِ حِجابٍ أَو يُرسِلَ رَسُولًا فيَوُحيِ‌َ بِإِذنِهِ ما يَشاءُ إِنّهُ عَلِيّ حَكِيمٌ وَ كَذلِكَ أَوحَينا إِلَيكَ رُوحاً مِن أَمرِنا ما كُنتَ تدَريِ‌ مَا الكِتابُ وَ لَا الإِيمانُ وَ لكِن جَعَلناهُ نُوراً نهَديِ‌ بِهِ مَن نَشاءُ مِن عِبادِنا وَ إِنّكَ لتَهَديِ‌ إِلي صِراطٍ مُستَقِيمٍالنجم عَلّمَهُ شَدِيدُ القُوي ذُو مِرّةٍ فَاستَوي إلي قوله أَو أَدنيالقيامةلا تُحَرّك بِهِ لِسانَكَ لِتَعجَلَ بِهِ إِنّ عَلَينا جَمعَهُ وَ قُرآنَهُ فَإِذا قَرَأناهُ فَاتّبِع قُرآنَهُ ثُمّ إِنّ عَلَينا بَيانَهُ


صفحه : 245

تفسير قال البيضاوي‌ في قوله تعالي وَ ما نَتَنَزّلُ إِلّا بِأَمرِ رَبّكَحكاية قول جبرئيل ع حين استبطأه رسول الله ص لماسئل عن قصة أصحاب الكهف وذي‌ القرنين والروح و لم يدر مايجيب ورجا أن يوحي إليه فيه فأبطأ عليه خمسة عشر يوما وقيل أربعين يوما حتي قال المشركون ودعه ربه وقلاه ثم نزل ببيان ذلك والتنزل النزول علي مهل لأنه مطاوع نزل و قديطلق التنزل بمعني النزول مطلقا كمايطلق نزل بمعني أنزل والمعني و ماننزل وقتا غب وقت إلابأمر الله علي ماتقتضيه حكمته وقر‌ئ و مايتنزل بالياء والضمير للوحي‌لَهُ ما بَينَ أَيدِينا وَ ما خَلفَنا وَ ما بَينَ ذلِكَ و هو مانحن فيه من الأماكن أوالأحايين لاننقل من مكان إلي مكان و لاننزل في زمان دون زمان إلابأمره ومشيته وَ ما كانَ رَبّكَ نَسِيّاتاركا لك أي ما كان عدم النزول إلالعدم الأمر به و لم يكن ذلك عن ترك الله لك وتوديعه إياك كمازعمت الكفرة وإنما كان لحكمة رآها فيه . قوله تعالي وَ لا تَعجَل بِالقُرآنِ قال الطبرسي‌ فيه وجوه .أحدها أن معناه لاتعجل بتلاوته قبل أن يفرغ جبرئيل من إبلاغه فإنه ص كان يقرأ معه ويعجل بتلاوته مخافة نسيانه أي تفهم مايوحي إليك إلي أن يفرغ الملك من تلاوته و لاتقرأ معه ثم اقرأ بعدفراغه منه . وثانيها أن معناه لاتقر‌ئ به أصحابك و لاتمله حتي يتبين لك معانيه . وثالثها أن معناه و لاتسأل إنزال القرآن قبل أن يأتيك وحيه لأنه تعالي إنما ينزله بحسب المصلحة وقت الحاجة. قوله تعالي كَذلِكَ لِنُثَبّتَ بِهِ فُؤادَكَ قال البيضاوي‌ أي كذلك أنزلناه مفرقا لنقوي‌ بتفريقه فؤادك علي حفظه وفهمه لأن حاله يخالف حال موسي وعيسي وداود ع


صفحه : 246

حيث كان أميا وكانوا يكتبون فلو ألقي‌ عليه جملة لتعيي‌ بحفظه ولأن نزوله بحسب الوقائع يوجب مزيد بصيرة وخوض في المعني ولأنه إذانزل منجما ويتحدي بكل نجم فيعجزون عن معارضته زاد ذلك قوة قلبه ولأنه إذانزل به جبرئيل حالا بعدحال يثبت به فؤاده و من فوائد التفريق معرفة الناسخ والمنسوخ ومنها انضمام القرائن الحالية إلي الدلالات اللفظية فإنه يعين علي البلاغةوَ رَتّلناهُ تَرتِيلًا أي وقرأنا عليك شيئا بعد شيء علي تؤدة وتمهل في عشرين سنة أوثلاث وعشرين سنة. قوله تعالي ما كانَ لِبَشَرٍ أي لايصح له أَن يُكَلّمَهُ اللّهُ إِلّا وَحياً أي إلهاما وقذفا في القلوب أوإلقاء في المنام أَو مِن وَراءِ حِجابٍ أي يكلمه من وراء حجاب كماكلم موسي ع بخلق الصوت في الطور و كماكلم نبيناص في المعراج و هذاإما علي سبيل الاستعارة والتشبيه فإن من يسمع الكلام و لايري المتكلم يشبه حاله بحال من يكلم من وراء حجاب أوالمراد بالحجاب الحجاب المعنوي‌ من كماله تعالي ونقص الممكنات ونوريته تعالي وظلمانية غيره كماسبق تحقيقه في كتاب التوحيدأَو يُرسِلَ رَسُولًا أي ملكافيَوُحيِ‌َ بِإِذنِهِ ما يَشاءُفظهر أن وحيه تعالي منحصر في أقسام ثلاثة إما بالإلهام والإلقاء في المنام أوبخلق الصوت بحيث يسمعه الموحي إليه أوبإرسال ملك وعلم الملك أيضا يكون علي هذه الوجوه والملك الأول لا يكون علمه إلابوجهين منها و قد يكون بأن يطالع في اللوح وسيأتي‌ تحقيقه في الأخبارإِنّهُ عَلِيّ عن أن يدرك بالأبصارحَكِيمٌ في جميع الأفعال وَ كَذلِكَ أَوحَينا إِلَيكَ رُوحاًقيل المراد القرآن وقيل جبرئيل وسيأتي‌ في الأخبار أن المراد به روح القدس فعلي الأخيرين المراد بأوحينا أرسلنامِن أَمرِنا أي بأمرنا أو أنه من عالم الأمر و قدمر تحقيقه و


صفحه : 247

سيأتي‌ما كُنتَ تدَريِ‌ أي قبل الوحي‌مَا الكِتابُ وَ لَا الإِيمانُقيل الكتاب القرآن والإيمان الصلاة وقيل المراد أهل الإيمان علي حذف المضاف وقيل المراد به الشرائع ومعالم الإيمان و هوص لم يكن في حال من الأحوال علي غيرالإيمان واستدل بهذه الآية علي أنه ص لم يكن قبل النبوة متعبدا بشرع وسيأتي‌ تحقيقه وَ لكِن جَعَلناهُ أي القرآن أوالروح أوالإيمان . قوله تعالي عَلّمَهُ شَدِيدُ القُوي قال الطبرسي‌ رحمه الله يعني‌ جبرئيل ع أي القوي‌ في نفسه وخلقته ذُو مِرّةٍ أي قوة وشدة في خلقه و من قوته أنه اقتلع قري قوم لوط و من شدته صيحته لقوم ثمود حتي هلكوا وقيل ذو صحة وخلق حسن وقيل شديد القوي في ذات الله ذُو مِرّةٍ أي صحة في الجسم سليم من الآفات والعيوب وقيل ذو مرة أي ذو مرور في الهواء ذاهبا وجائيا ونازلا وصاعدافَاستَوي أي جبرئيل علي صورته التي‌ خلق عليها بعدانحداره إلي محمدص وَ هُوَ بِالأُفُقِ الأَعلي أي أفق المشرق قالوا إن جبرئيل ع كان يأتي‌ النبي ص في صورة الآدميين فسأله رسول الله ص أن يريه نفسه علي صورته التي‌ خلق عليها فأراه نفسه مرتين مرة في الأرض ومرة في السماء أما في الأرض ففي‌ الأفق الأعلي و ذلك أن محمداص كان بحراء فطلع له جبرئيل ع من المشرق فسد الأفق إلي المغرب فخر النبي ص مغشيا عليه فنزل جبرئيل ع في صورة الآدميين فضمه إلي نفسه و هو قوله ثُمّ دَنا فَتَدَلّي وتقديره ثم تدلي أي قرب بعدبعده وعلوه في الأفق الأعلي فدنا من محمدص قال الحسن وقتادة ثم دنا جبرئيل بعداستوائه بالأفق الأعلي من الأرض فنزل إلي محمدص و قال الزجاج معني دنا وتدلي واحد أي قرب فزاد في القرب وقيل فاستوي أي ارتفع وعلا إلي السماء بعد أن علم محمدا وقيل اعتدل واقفا في الهواء بعد أن كان ينزل بسرعة ليراه النبي ص وقيل معناه استوي جبرئيل و محمدص بالأفق الأعلي يعني‌ السماء


صفحه : 248

الدنيا ليلة المعراج فَكانَ قابَ قَوسَينِ أَو أَدني أي كان ما بين جبرئيل و بين رسول الله ص قاب قوسين قال عبد الله بن مسعود إن رسول الله ص رأي جبرئيل و له ستمائة جناح .أقول سيأتي‌ تفسير بقية الآيات في باب المعراج . قوله تعالي لا تُحَرّك بِهِ لِسانَكَ قال البيضاوي‌ أي بالقرآن قبل أن يتم وحيه لِتَعجَلَ بِهِلتأخذه علي عجلة مخافة أن ينفلت منك إِنّ عَلَينا جَمعَهُ في صدرك وَ قُرآنَهُ وإثبات قراءته في لسانك فَإِذا قَرَأناهُبلسان جبرئيل عليك فَاتّبِع قُرآنَهُقراءته وتكرر فيه حتي يرسخ في ذهنك ثُمّ إِنّ عَلَينا بَيانَهُبيان ماأشكل عليك من معانيه 1-عد،[العقائد]الاعتقاد في نزول الوحي‌ من عند الله عز و جل بالأمر والنهي‌ اعتقادنا في ذلك أن بين عيني‌ إسرافيل لوحا فإذاأراد الله عز و جل أن يتكلم بالوحي‌ ضرب اللوح جبين إسرافيل فينظر فيه فيقرأ ما فيه فيلقيه إلي ميكائيل ويلقيه ميكائيل إلي جبرئيل ع ويلقيه جبرئيل إلي الأنبياء ع و أماالغشية التي‌ كانت تأخذ النبي ص حتي يثقل ويعرق فإن ذلك كان يكون منه عندمخاطبة الله عز و جل إياه فأما جبرئيل فإنه كان لايدخل علي النبي ص حتي يستأذنه إكراما له و كان يقعد بين يديه قعدة العبد بيان قال الشيخ المفيد قدس الله روحه في شرح هذاالكلام هذاأخذه أبو جعفر من شواذ الحديث و فيه خلاف لماقدمه من أن اللوح ملك من ملائكة الله تعالي وأصل الوحي‌ هوالكلام الخفي‌ ثم قديطلق علي كل شيءقصد به إلي إفهام المخاطب


صفحه : 249

علي الستر له عن غيره والتخصيص له به دون من سواه و إذاأضيف إلي الله تعالي كان فيما يخص به الرسل صلي الله عليهم خاصة دون من سواهم علي عرف الإسلام وشريعة النبي ص قال الله تعالي وَ أَوحَينا إِلي أُمّ مُوسي أَن أَرضِعِيهِالآية فاتفق أهل الإسلام علي أن الوحي‌ كان رؤيا مناما وكلاما سمعته أم موسي علي الاختصاص و قال تعالي وَ أَوحي رَبّكَ إِلَي النّحلِالآية يريد به الإلهام الخفي‌ إذ كان خالصا لمن أفرده دون من سواه فكان علمه حاصلا للنحل بغير كلام جهر به المتكلم فأسمعه غيره و قال تعالي وَ إِنّ الشّياطِينَ لَيُوحُونَ إِلي أَولِيائِهِمبمعني يوسوسون إلي أوليائهم بما يلقونه من الكلام في أقصي أسماعهم فيخصون بعلمهم دون من سواهم و قال فَخَرَجَ عَلي قَومِهِ مِنَ المِحرابِ فَأَوحي إِلَيهِميريد به أشار إليهم من غيرإفصاح


صفحه : 250

الكلام شبه ذلك بالوحي‌ لخفائه عمن سوي المخاطبين ولستره عمن سواهم و قديري‌ الله في المنام خلقا كثيرا مايصح تأويله ويثبت حقه لكنه لايطلق بعداستقرار الشريعة عليه اسم الوحي‌ و لايقال في هذاالوقت لمن طبعه الله علي علم شيءإنه يوحي إليه وعندنا أن الله تعالي يسمع الحجج بعدنبيه ص كلاما يلقيه إليهم في علم ما يكون لكنه لايطلق عليه اسم الوحي‌ لماقدمناه من إجماع المسلمين علي أنه لاوحي‌ لأحد بعدنبينا وإنه لايقال في شيءمما ذكرنا أنه أوحي إلي أحد ولله تعالي أن يبيح إطلاق الكلام أحيانا ويحظره أحيانا ويمنع السمات بشي‌ء حينا ويطلقها حينا و أماالمعاني‌ فإنها لاتتغير عن حقائقها علي ماقدمناه و أماالوحي‌ من الله تعالي إلي نبيه فقد كان تارة بإسماعه الكلام من غيرواسطة وتارة بإسماعه الكلام علي ألسن الملائكة و ألذي ذكره أبو جعفررحمه الله من اللوح والقلم و مايثبت فيه فقد جاء به حديث إلا أنا لانعزم علي القول به و لانقطع علي الله بصحته و لانشهد منه إلابما علمناه و ليس الخبر به متواتر يقطع العذر و لا عليه إجماع و لانطق القرآن به و لاثبت عن حجة الله تعالي فينقاد له والوجه أن نقف فيه ونجوزه و لانقطع به و لانرده ونجعله في حيز الممكن فأما قطع أبي جعفر به وعلمه علي اعتقاده فهو مستند إلي ضرب من التقليد ولسنا من التقليد في شيء

2-عد،[العقائد]الاعتقاد في نزول القرآن اعتقادنا في ذلك أن القرآن نزل في شهر رمضان في ليلة القدر جملة واحدة إلي البيت المعمور ثم نزل من البيت المعمور في مدة عشرين سنة و أن الله تبارك و تعالي أعطي نبيه العلم جملة واحدة ثم قال له وَ لا تَعجَل بِالقُرآنِ


صفحه : 251

مِن قَبلِ أَن يُقضي إِلَيكَ وَحيُهُ و قال عز و جل لا تُحَرّك بِهِ لِسانَكَ لِتَعجَلَ بِهِ إلي قوله بَيانَهُبيان قال الشيخ المفيد رحمه الله ألذي ذهب إليه أبو جعفر في هذاالباب أصله حديث واحد لايوجب علما و لاعملا ونزول القرآن علي الأسباب الحادثة حالا بحال يدل علي خلاف ماتضمنه الحديث و ذلك أنه قدتضمن حكم ماحدث وذكر ماجري علي وجهه و ذلك لا يكون علي الحقيقة إلابحدوثه عندالسبب أ لاتري إلي قوله تعالي وَ قالُوا قُلُوبُنا غُلفٌبَل طَبَعَ اللّهُ عَلَيها بِكُفرِهِم و قوله وَ قالُوا لَو شاءَ الرّحمنُ ما عَبَدناهُم ما لَهُم بِذلِكَ مِن عِلمٍ و هذاخبر عن ماض و لايجوز أن يتقدم مخبره فيكون حينئذ خبرا عن ماض و هو لم يقع بل هو في المستقبل وأمثال ذلك في القرآن كثيرة و قدجاء الخبر بذكر الظهار وسببه و أنه لماجادلت النبي ص في ذكر الظهار أنزل الله تعالي قَد سَمِعَ اللّهُ قَولَ التّيِ‌ تُجادِلُكَ فِي زَوجِها و هذه قصة كانت بالمدينة فكيف ينزل الله تعالي الوحي‌ بهابمكة قبل الهجرة فيخبر أنها قدكانت و لم تكن و لوتتبعنا قصص القرآن لجاء مما ذكرناه كثيرا ينسد به المقال وفيما ذكرنا منه كفاية لذوي‌ الألباب و ماأشبه ماجاء به من الحديث بمذهب المشبهة الذين زعموا أن الله تعالي لم يزل متكلما بالقرآن ومخبرا عما يكون بلفظ كان و قدرد عليهم أهل التوحيد بنحو ما


صفحه : 252

ذكرناه و قديجوز أن الخبر بنزول القرآن جملة في ليلة القدر المراد به أنه نزل جملة منه في ليلة القدر ثم تلاه مانزل منه إلي وفاة النبي ص فأما أن يكون نزل بأسره وجميعه في ليلة القدر فهو بعيد مما يقتضيه ظاهر القرآن والتواتر من الأخبار وإجماع العلماء علي اختلافها في الآراء و أما قوله تعالي وَ لا تَعجَل بِالقُرآنِففيه وجهان غير ماذكره أبو جعفر وعول فيه علي حديث شاذ.أحدهما أن الله تعالي نهاه عن التسرع إلي تأويل القرآن قبل الوحي‌ إليه به و إن كان في الإمكان من جهة اللغة ما لوقالوه علي مذهب أهل اللسان . والوجه الآخر أن جبرئيل ع كان يوحي‌ إليه بالقرآن فيتلوه معه حرفا بحرف فأمره الله تعالي أن لايفعل ذلك ويصغي‌ إلي مايأتيه به جبرئيل أوينزله الله تعالي عليه بغير واسطة حتي يحصل الفراغ منه فإذاتم الوحي‌ به تلاوة ونطق به فاقرأه فأما ماذكره المعول علي الحديث من التأويل فبعيد لأنه لاوجه لنهي‌ الله تعالي عن العجلة بالقرآن ألذي هو في السماء الرابعة حتي يقضي إليه وحيه لأنه لم يكن محيطا علما بما في السماء الرابعة قبل الوحي‌ به إليه فلامعني لنهيه عما ليس في إمكانه أللهم إلا أن يقول قائل ذلك إنه كان محيطا بعلم القرآن المودع في السماء الرابعة فينتقض كلامه ومذهبه أنه كان في السماء الرابعة لأن ما في صدر رسول الله ص وحفظه في الأرض فلامعني لاختصاصه بالسماء و لو كان ما في حفظ رسول الله ص يوصف بأنه في السماء الرابعة خاصة لكان ما في حفظ غيره موصوفا بذلك و لاوجه حينئذ يكون


صفحه : 253

لإضافته إلي السماء الرابعة و لا إلي السماء الأولي و من تأمل ماذكرناه علم أن تأويل الآية علي ماذكره المتعلق بالحديث بعيد عن الصواب انتهي كلامه رفع الله مقامه . وأقول أماالاعتراض الأول ألذي أورده قدس سره علي الصدوق رحمه الله فغير وارد إذ ثبت بالأخبار المستفيضة أن جميع الكتب التي‌ أنزلها الله تعالي علي أنبيائه أثبتها في اللوح المحفوظ قبل خلق السماء و الأرض ثم ينزل منها بحسب المصالح في كل وقت وزمان و أماانطباقها علي الوقائع المتأخرة فلاينافي‌ ذلك لأن الله تعالي عالم بما يتكلمون ويصدر منهم ويقع بينهم بعد ذلك فأثبت في القرآن المثبت في اللوح جواب جميع ذلك علي وفق علمه ألذي لايتخلف فالمضي‌ إنما يكون بالنسبة إلي زمان التبليغ إلي الخلق فلااستبعاد في أن ينزل هذاالكتاب جملة علي النبي ص ويأمره بأن لايقرأ علي الأمة شيئا منه إلا بعد أن ينزل كل جزء منه في وقت معين يناسب تبليغه و في واقعة معينة يتعلق بها و أماتشبيه صاحب هذاالقول بالمشبهة القائلين بقدم كلام الله فلايخفي ما فيه لأن صاحب هذاالقول لا يقول بقدم القرآن المؤلف من الحروف و لابكونه صفة قديمة لله قائمة بذاته تعالي فأي‌ مفسدة تلزم عليه و أماالمشابهة في أنه يمكن نفي‌ القولين بتلك الآيات ففيه أن نفي‌ هذاالمذهب السخيف أيضا بتلك الآيات لايتم بل ثبت بطلانه بسائر البراهين الموردة في محالها و أماالاعتراضات التي‌ أوردها علي تفسير الصدوق للآية الكريمة فلعلها مبنية علي الغفلة عن مراده فإن الظاهر أن الصدوق رحمه الله أراد بذلك الجمع بين الآيات والروايات ودفع مايتوهم من التنافي‌ بينها لأنه دلت الآيات علي نزول القرآن في ليلة القدر والظاهر نزول جميعه فيها ودلت الآثار والأخبار علي نزول القرآن في عشرين أوثلاث وعشرين سنة وورد في بعض الروايات أن القرآن نزل في أول ليلة من شهر رمضان ودل بعضها علي أن ابتداء نزوله في المبعث فجمع بينها بأن في ليلة القدر نزل القرآن جملة من اللوح إلي السماء الرابعة لينزل من السماء الرابعة إلي الأرض بالتدريج ونزل في أول ليلة من شهر رمضان جملة القرآن علي النبي ص ليعلم هو لاليتلوه علي الناس ثم ابتداء نزوله آية آية وسورة سورة في المبعث أوغيره


صفحه : 254

ليتلوه علي الناس و هذاالجمع مؤيد بالأخبار ويمكن الجمع بوجوه أخر سيأتي‌ تحقيقها في باب ليلة القدر وغيره فقوله رحمه الله إن الله تعالي أعطي نبيه ص العلم جملة لايعني‌ به أنه أعطاه بمحض النزول إلي البيت المعمور ليرد عليه ماأورده رحمه الله و لا أن المراد بالنزول إلي البيت المعمور أنه علمه النبي ص و هذا منه رحمه الله غريب و أمااللوح ألذي ذكره أولا أنه يضرب جبين إسرافيل ع فيحتمل أن يكون المراد به اللوح المحفوظ و يكون ذلك عندأول النزول إلي البيت المعمور أو يكون المراد اللوح ألذي ثبت فيه القرآن في السماء الرابعة ولعله بعدنظر إسرافيل في اللوح علي الوجهين يجد فيه علامة يعرف بهامقدار مايلزمه إنزالها أو يكون لوحا آخر ينقش فيه شيءفشي‌ء عندإرادة الوحي‌ و لاينافي‌ انتقاش الأشياء فيه كونه ملكا كمااعترض عليه المفيد رحمه الله و إن كان بعيدا

3-فس ،[تفسير القمي‌] وَ ما كانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلّمَهُ اللّهُالآيَةَ قَالَ وحَي‌َ مُشَافَهَةٍ وَ وحَي‌َ إِلهَامٍ وَ هُوَ ألّذِي يَقَعُ فِي القَلبِأَو مِن وَراءِ حِجابٍ كَمَا كَلّمَ اللّهُ نَبِيّهُص وَ كَمَا كَلّمَ اللّهُ مُوسَي ع مِنَ النّارِأَو يُرسِلَ رَسُولًا فيَوُحيِ‌َ بِإِذنِهِ ما يَشاءُ قَالَ وحَي‌َ مُشَافَهَةٍ يعَنيِ‌ إِلَي النّاسِ ثُمّ قَالَ لِنَبِيّهِص وَ كَذلِكَ أَوحَينا إِلَيكَ رُوحاً مِن أَمرِنا ما كُنتَ تدَريِ‌ مَا الكِتابُ وَ لَا الإِيمانُ قَالَ رُوحُ القُدُسِ هيِ‌َ التّيِ‌ قَالَ الصّادِقُ ع فِي قَولِهِوَ يَسئَلُونَكَ عَنِ الرّوحِ قُلِ الرّوحُ مِن أَمرِ ربَيّ‌ قَالَ هُوَ مَلَكٌ أَعظَمُ مِن جَبرَئِيلَ وَ مِيكَائِيلَ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللّهِص وَ هُوَ مَعَ الأَئِمّةِ

أقول سيأتي‌ في تفسير النعماني‌ عن أمير المؤمنين ع قال و أماتفسير وحي‌ النبوة والرسالة فهو قوله تعالي إِنّا أَوحَينا إِلَيكَ كَما أَوحَينا إِلي نُوحٍ وَ النّبِيّينَ مِن بَعدِهِ وَ أَوحَينا إِلي اِبراهِيمَ وَ إِسماعِيلَ إلي آخر الآية و أماوحي‌ الإلهام فهو قوله عز و جل وَ أَوحي رَبّكَ إِلَي النّحلِ أَنِ اتخّذِيِ‌ مِنَ الجِبالِ بُيُوتاً وَ مِنَ الشّجَرِ وَ مِمّا


صفحه : 255

يَعرِشُونَ ومثله وَ أَوحَينا إِلي أُمّ مُوسي أَن أَرضِعِيهِ فَإِذا خِفتِ عَلَيهِ فَأَلقِيهِ فِي اليَمّ و أماوحي‌ الإشارة فقوله عز و جل فَخَرَجَ عَلي قَومِهِ مِنَ المِحرابِ فَأَوحي إِلَيهِم أَن سَبّحُوا بُكرَةً وَ عَشِيّا أي أشار إليهم كقوله تعالي أَلّا تُكَلّمَ النّاسَ ثَلاثَةَ أَيّامٍ إِلّا رَمزاً و أماوحي‌ التقدير فقوله تعالي وَ أَوحي فِي كُلّ سَماءٍ أَمرَهاوَ قَدّرَ فِيها أَقواتَها و أماوحي‌ الأمر فقوله سبحانه وَ إِذ أَوحَيتُ إِلَي الحَوارِيّينَ أَن آمِنُوا بيِ‌ وَ برِسَوُليِ‌ و أماوحي‌ الكذب فقوله عز و جل شَياطِينَ الإِنسِ وَ الجِنّ يوُحيِ‌ بَعضُهُم إِلي بَعضٍ إلي آخر الآية و أماوحي‌ الخبر فقوله سبحانه وَ جَعَلناهُم أَئِمّةً يَهدُونَ بِأَمرِنا وَ أَوحَينا إِلَيهِم فِعلَ الخَيراتِ وَ إِقامَ الصّلاةِ وَ إِيتاءَ الزّكاةِ وَ كانُوا لَنا عابِدِينَ

4-ب ،[قرب الإسناد]اليقَطيِنيِ‌ّ عَنِ القَدّاحِ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ احتَبَسَ الوحَي‌ُ عَلَي النّبِيّص فَقِيلَ احتَبَسَ عَنكَ الوحَي‌ُ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص وَ كَيفَ لَا يَحتَبِسُ عنَيّ‌ الوحَي‌ُ وَ أَنتُم لَا تُقَلّمُونَ أَظفَارَكُم وَ لَا تُنَقّونَ رَوَائِحَكُم


صفحه : 256

بيان قوله روائحكم أي الكريهة و في الكافي‌ وبعض نسخ المنقول منه رواجبكم و هوأظهر وهي‌ مفاصل أصول الأصابع أوبواطن مفاصلها أوهي‌ قصب الأصابع أومفاصلها أوظهور السلاميات أو ما بين البراجم من السلاميات أوالمفاصل التي‌ تلي‌ الأنامل ذكرها الفيروزآبادي‌

5- ع ،[علل الشرائع ] ابنُ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن عَمرِو بنِ جُمَيعٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ جَبرَئِيلُ إِذَا أَتَي النّبِيّص قَعَدَ بَينَ يَدَيهِ قِعدَةَ العَبدِ وَ كَانَ لَا يَدخُلُ حَتّي يَستَأذِنَهُ

6-يد،[التوحيد] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ هَاشِمٍ عَنِ ابنِ أَبِي نَجرَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن اِبرَاهِيمَ وَ الفَضلِ ابنيَ‌ مُحَمّدٍ الأَشعَرِيّينِ عَن عُبَيدِ بنِ زُرَارَةَ عَن أَبِيهِ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِص جُعِلتُ فِدَاكَ الغَشيَةُ التّيِ‌ كَانَت تُصِيبُ رَسُولَ اللّهِص إِذَا نَزَلَ عَلَيهِ الوحَي‌ُ قَالَ فَقَالَ ذَلِكَ إِذَا لَم يَكُن بَينَهُ وَ بَينَ اللّهِ أَحَدٌ ذَاكَ إِذَا تَجَلّي اللّهُ لَهُ قَالَ ثُمّ قَالَ تِلكَ النّبُوّةُ يَا زُرَارَةُ وَ أَقبَلَ يَتَخَشّعُ

بيان تجلي‌ الله تعالي ظهور آيات عظمته وجلاله أو هوكناية عن غاية المعرفة

7-يد،[التوحيد] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ ابنِ أَبَانٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن عَبدِ اللّهِ الفَرّاءِ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ وَ مُحَمّدِ بنِ مَروَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَا عَلِمَ


صفحه : 257

رَسُولُ اللّهِص أَنّ جَبرَئِيلَ ع مِن قِبَلِ اللّهِ إِلّا بِالتّوفِيقِ

شي‌،[تفسير العياشي‌] عن محمد بن هارون عنه ع مثله بيان أي وفقه بأن علم علما ضروريا أنه جبرئيل و ليس بشيطان أوقرن الوحي‌ بمعجزات علم بها أنه من قبل الله

8-يد،[التوحيد]ج ،[الإحتجاج ]فِيمَا أَجَابَ بِهِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع عَن أَسئِلَةِ الزّندِيقِ المدُعّيِ‌ لِلتّنَاقُضِ فِي القُرآنِ قَالَ ع وَ أَمّا قَولُهُوَ ما كانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلّمَهُ اللّهُ إِلّا وَحياً أَو مِن وَراءِ حِجابٍ أَو يُرسِلَ رَسُولًا فيَوُحيِ‌َ بِإِذنِهِ ما يَشاءُ وَ قَولُهُوَ كَلّمَ اللّهُ مُوسي تَكلِيماً وَ قَولُهُوَ ناداهُما رَبّهُما وَ قَولُهُيا آدَمُ اسكُن أَنتَ وَ زَوجُكَ الجَنّةَفَأَمّا قَولُهُما كانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلّمَهُ اللّهُ إِلّا وَحياً أَو مِن وَراءِ حِجابٍ مَا ينَبغَيِ‌ لِبَشَرٍ أَن يُكَلّمَهُ اللّهُ إِلّا وَحياً وَ لَيسَ بِكَائِنٍ إِلّا مِن وَرَاءِ حِجَابٍأَو يُرسِلَ رَسُولًا فيَوُحيِ‌َ بِإِذنِهِ ما يَشاءُكَذَلِكَ قَالَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي عُلُوّاً كَبِيراً قَد كَانَ الرّسُولُ يُوحَي إِلَيهِ مِن رُسُلِ السّمَاءِ فَتَبلُغُ رُسُلُ السّمَاءِ رُسُلَ الأَرضِ وَ قَد كَانَ الكَلَامُ بَينَ رُسُلِ أَهلِ الأَرضِ وَ بَينَهُ مِن غَيرِ أَن يُرسِلَ بِالكَلَامِ مَعَ رُسُلِ أَهلِ السّمَاءِ وَ قَد قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا جَبرَئِيلُ هَل رَأَيتَ رَبّكَ فَقَالَ جَبرَئِيلُ إِنّ ربَيّ‌ لَا يُرَي فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص مِن أَينَ تَأخُذُ الوحَي‌َ فَقَالَ آخُذُهُ مِن إِسرَافِيلَ فَقَالَ وَ مِن أَينَ يَأخُذُهُ إِسرَافِيلُ قَالَ يَأخُذُهُ مِن مَلَكٍ فَوقَهُ مِنَ الرّوحَانِيّينَ قَالَ فَمِن أَينَ يَأخُذُهُ ذَلِكَ المَلَكُ قَالَ يَقذِفُ فِي قَلبِهِ قَذفاً فَهَذَا وحَي‌ٌ وَ هُوَ كَلَامُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ كَلَامُ اللّهِ لَيسَ بِنَحوٍ وَاحِدٍ مِنهُ مَا كَلّمَ


صفحه : 258

اللّهُ بِهِ الرّسُلَ وَ مِنهُ مَا قَذَفَهُ فِي قُلُوبِهِم وَ مِنهُ رُؤيَا يُرِيهَا الرّسُلَ وَ مِنهُ وحَي‌ٌ وَ تَنزِيلٌ يُتلَي وَ يُقرَأُ فَهُوَ كَلَامُ اللّهِ فَاكتَفِ بِمَا وَصَفتُ لَكَ مِن كَلَامِ اللّهِ فَإِنّ مَعنَي كَلَامِ اللّهِ لَيسَ بِنَحوٍ وَاحِدٍ فَإِنّهُ مِنهُ مَا تَبلُغُ مِنهُ رُسُلُ السّمَاءِ رُسُلَ الأَرضِ قَالَ فَرّجتَ عنَيّ‌ فَرّجَ اللّهُ عَنكَ وَ حَلَلتَ عنَيّ‌ عُقدَةً فَعَظّمَ اللّهُ أَمرَكَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ

بيان لعل سؤاله ص عن رؤية الرب تعالي بعد ماعلم بالعقل أنه يمتنع عليه الرؤية ليعلم بالوحي‌ أيضا كماعلم بالعقل وليخبر الناس بما أوحي‌ إليه من ذلك

9-فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَن أَحمَدَ بنِ النّضرِ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ جَبرَئِيلُ لِرَسُولِ اللّهِص فِي وَصفِ إِسرَافِيلَ هَذَا حَاجِبُ الرّبّ وَ أَقرَبُ خَلقِ اللّهُ مِنهُ وَ اللّوحُ بَينَ عَينَيهِ مِن يَاقُوتَةٍ حَمرَاءَ فَإِذَا تَكَلّمَ الرّبّ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي باِلوحَي‌ِ ضَرَبَ اللّوحُ جَبِينَهُ فَنَظَرَ فِيهِ ثُمّ أَلقَي إِلَينَا نَسعَي بِهِ فِي السّمَاوَاتِ وَ الأَرضِ إِنّهُ لَأَدنَي خَلقِ الرّحمَنِ مِنهُ وَ بَينَهُ وَ بَينَهُ تِسعُونَ حِجَاباً مِن نُورٍ يَقطَعُ دُونَهَا الأَبصَارُ مَا يُعَدّ وَ لَا يُوصَفُ وَ إنِيّ‌ لَأَقرَبُ الخَلقِ مِنهُ وَ بيَنيِ‌ وَ بَينَهُ مَسِيرَةُ أَلفِ عَامٍ

بيان قوله وبينه وبينه أي و بين الموضع ألذي جعله الله محل صدور الوحي‌ من العرش أوالمراد بالحجب الحجب المعنوية

10-فس ،[تفسير القمي‌] قَالَ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ فِي قَولِهِبَل هُوَ قُرآنٌ مَجِيدٌ فِي لَوحٍ مَحفُوظٍ قَالَ اللّوحُ المَحفُوظُ لَهُ طَرَفَانِ طَرَفٌ عَلَي العَرشِ وَ طَرَفٌ عَلَي جَبهَةِ


صفحه : 259

إِسرَافِيلَ فَإِذَا تَكَلّمَ الرّبّ جَلّ ذِكرُهُ باِلوحَي‌ِ ضَرَبَ اللّوحُ جَبِينَ إِسرَافِيلَ فَنَظَرَ فِي اللّوحِ فيَوُحيِ‌ بِمَا فِي اللّوحِ إِلَي جَبرَئِيلَ ع

11-فس ،[تفسير القمي‌] فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِحَتّي إِذا فُزّعَ عَن قُلُوبِهِم قالُوا ما ذا قالَ رَبّكُم قالُوا الحَقّ وَ هُوَ العلَيِ‌ّ الكَبِيرُ وَ ذَلِكَ أَنّ أَهلَ السّمَاوَاتِ لَم يَسمَعُوا وَحياً فِيمَا بَينَ أَن بُعِثَ عِيسَي ابنُ مَريَمَ ع إِلَي أَن بُعِثَ مُحَمّدٌص فَلَمّا بَعَثَ اللّهُ جَبرَئِيلَ إِلَي مُحَمّدٍص سَمِعَ أَهلُ السّمَاوَاتِ صَوتَ وحَي‌ِ القُرآنِ كَوَقعِ الحَدِيدِ عَلَي الصّفَا فَصَعِقَ أَهلُ السّمَاوَاتِ فَلَمّا فَرَغَ مِنَ الوحَي‌ِ انحَدَرَ جَبرَئِيلُ كُلّمَا مَرّ بِأَهلِ السّمَاءِ فُزّعَ عَن قُلُوبِهِم يَقُولُ كُشِفَ عَن قُلُوبِهِم فَقَالَ بَعضُهُم لِبَعضٍ مَا ذَا قَالَ رَبّكُم قَالُوا الحَقّ وَ هُوَ العلَيِ‌ّ الكَبِيرُ

بيان قال الطبرسي‌ رحمه الله في قوله تعالي حَتّي إِذا فُزّعَ عَن قُلُوبِهِم أي كشف الفزع عن قلوبهم واختلف في الضمير في قلوبهم فقيل يعود إلي المشركين المتقدم ذكرهم أي إذاأخرج عن قلوبهم الفزع وقت الفزع ليسمعوا كلام الملائكةقالُوا أي قالت الملائكة لهم ما ذا قالَ رَبّكُم قالُوا أي المشركون الحَقّ أي قال الحق فيعترفون أن ماجاء به الرسل كان حقا عن ابن عباس وغيره وقيل يعود إلي الملائكة ثم اختلف فيه علي وجوه .أحدها أن الملائكة إذاصعدوا بأعمال العباد ولهم زجل وصوت عظيم فتحسب الملائكة أنها الساعة فيخرون سجدا ويفزعون فإذاعلموا أنه ليس ذلك قالواما ذا قالَ رَبّكُم قالُوا الحَقّ.


صفحه : 260

وثانيها أن الفترة لما كان بين عيسي ع و محمدص وبعث الله محمدا أنزل الله سبحانه جبرئيل بالوحي‌ فلما نزلت ظنت الملائكة أنه نزل بشي‌ء من أمر الساعة فصعقوا لذلك فجعل جبرئيل يمر بكل سماء ويكشف عنهم الفزع فرفعوا رءوسهم و قال بعضهم لبعض ما ذا قالَ رَبّكُم قالُوا الحَقّيعني‌ الوحي‌ عن مقاتل والكلبي‌. وثالثها أن الله إذاأوحي إلي بعض ملائكته لحق الملائكة غشي‌ عندسماع الوحي‌ ويصعقون ويخرون سجدا للآية العظيمة فإذافزع عن قلوبهم سألت الملائكة ذلك الملك ألذي أوحي‌ إليه ماذا قال ربك أويسأل بعضهم بعضا فيعلمون أن الأمر في غيرهم عن ابن مسعود واختاره الجبائي‌

12-ك ،[إكمال الدين ] إِنّ النّبِيّص كَانَ يَكُونُ بَينَ أَصحَابِهِ فَيُغمَي عَلَيهِ وَ هُوَ يَتَصَابّ عَرَقاً فَإِذَا أَفَاقَ قَالَ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ كَذَا وَ كَذَا وَ أَمَرَكُم بِكَذَا وَ نَهَاكُم عَن كَذَا وَ أَكثَرُ مُخَالِفِينَا يَقُولُونَ إِنّ ذَلِكَ كَانَ يَكُونُ عِندَ نُزُولِ جَبرَئِيلَ ع فَسُئِلَ الصّادِقُ ع عَنِ الغَشيَةِ التّيِ‌ كَانَت تَأخُذُ النّبِيّص أَ كَانَت تَكُونُ عِندَ هُبُوطِ جَبرَئِيلَ فَقَالَ لَا إِنّ جَبرَئِيلَ ع إِذَا أَتَي النّبِيّص لَم يَدخُل عَلَيهِ حَتّي يَستَأذِنَهُ فَإِذَا دَخَلَ عَلَيهِ قَعَدَ بَينَ يَدَيهِ قِعدَةَ العَبدِ وَ إِنّمَا ذَلِكَ عِندَ مُخَاطَبَةِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ إِيّاهُ بِغَيرِ تَرجُمَانٍ وَ وَاسِطَةٍ حَدّثَنَا بِذَلِكَ ابنُ إِدرِيسَ عَن أَبِيهِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ بنِ زَيدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ عُلوَانَ عَن عَمرِو بنِ ثَابِتٍ عَنِ الصّادِقِ ع

13-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] وَ أَمّا كَيفِيّةُ نُزُولِ الوحَي‌ِ فَقَد سَأَلَهُ الحَارِثُ بنُ هِشَامٍ كَيفَ يَأتِيكَ الوحَي‌ُ فَقَالَ أَحيَاناً يأَتيِنيِ‌ مِثلُ صَلصَلَةِ الجَرَسِ وَ هُوَ أَشُدّهُ عَلَيّ فَيَفصِمُ عنَيّ‌ فَقَد


صفحه : 261

وَعَيتُ مَا قَالَ وَ أَحيَاناً يَتَمَثّلُ لِيَ المَلَكُ رَجُلًا فيَكُلَمّنُيِ‌ فأَعَيِ‌ مَا يَقُولُ

وَ روُيِ‌َ أَنّهُ كَانَ إِذَا نَزَلَ عَلَيهِ الوحَي‌ُ يُسمَعُ عِندَ وَجهِهِ دوَيِ‌ّ كدَوَيِ‌ّ النّحلِ

وَ روُيِ‌َ أَنّهُ كَانَ يَنزِلُ عَلَيهِ الوحَي‌ُ فِي اليَومِ الشّدِيدِ البَردِ فَيَفصِمُ عَنهُ وَ إِنّ جَبِينَهُ لَيَنفَصِدُ عَرَقاً

وَ روُيِ‌َ أَنّهُ كَانَ إِذَا نَزَلَ عَلَيهِ كُرِبَ لِذَلِكَ وَ يَربَدّ وَجهُهُ وَ نَكَسَ رَأسَهُ وَ نَكَسَ أَصحَابُهُ رُءُوسَهُم مِنهُ وَ مِنهُ يُقَالُ بُرَحَاءُ الوحَي‌ِ

قَالَ ابنُ عَبّاسٍ كَانَ النّبِيّص إِذَا نَزَلَ عَلَيهِ القُرآنُ تَلَقّاهُ بِلِسَانِهِ وَ شَفَتَيهِ كَانَ يُعَالِجُ مِن ذَلِكَ شِدّةً فَنَزَلَلا تُحَرّك بِهِ لِسانَكَ وَ كَانَ إِذَا نَزَلَ عَلَيهِ الوحَي‌ُ وَجَدَ مِنهُ أَلَماً شَدِيداً وَ يَتَصَدّعُ رَأسُهُ وَ يَجِدُ ثِقلًا قَولُهُإِنّا سنَلُقيِ‌ عَلَيكَ قَولًا ثَقِيلًا وَ سَمِعتُ أَنّهُ نَزَلَ جَبرَئِيلُ ع عَلَي رَسُولِ اللّهِص سِتّينَ أَلفَ مَرّةٍ

بيان قال في النهاية في صفة الوحي‌ كأنه صلصلة علي صفوان الصلصلة صوت الحديد إذاحرك و قال فيفصم عني‌ أي يقلع وأفصم المطر إذاأقلع وانكشف و قال فيه كان إذانزل عليه الوحي‌ تفصد عرقا أي سال عرقه تشبيها في كثرته بالفصاد وعرقا منصوب علي التمييز و قال فيه إذاأصابه الوحي‌ كرب له أي أصابه الكرب واربد وجهه أي تغير إلي الغبرة و قال البرح الشدة و منه الحديث فأخذه البرحاء أي شدة الكرب من ثقل الوحي‌

14-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِحَتّي إِذَا استَيأَسَ الرّسُلُ وَ ظَنّوا أَنّهُم قَد كُذِبُوامُخَفّفَةً قَالَ ظَنّتِ الرّسُلُ أَنّ الشّيَاطِينَ تَمَثّلَ لَهُم عَلَي صُورَةِ المَلَائِكَةِ


صفحه : 262

15- وَ عَن أَبِي شُعَيبٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ وَكّلَهُمُ اللّهُ إِلَي أَنفُسِهِم أَقَلّ مِن طَرفَةِ عَينٍ

بيان لعل المراد أن الله وكلهم إلي أنفسهم ليزيد يقينهم بأنهم معصومون بعصمة الله فخطر ببالهم أن ماوعدوا من عذاب الأمم لعله يكون من الشياطين فصرف الله عنهم ذلك وعصمهم وثبتهم علي اليقين بأن ماأوحي‌ إليهم ليس للشيطان فيه سبيل . قال الطبرسي‌ رحمه الله قرأ أهل الكوفة و أبو جعفركذبوا بالتخفيف وهي‌ قراءة علي وزين العابدين و محمد بن علي و جعفر بن محمد ع وزيد بن علي و ابن عباس و ابن مسعود و ابن جبير وغيرهم وقرأ الباقون بالتشديد قال أبو علي الضمير في ظنوا علي قول من شدد للرسل أي تيقنوا أوحسبوا أن القوم كذبوهم و أما من خفف فالضمير للمرسل إليهم أي ظن المرسل إليهم أن الرسل كذبوهم فيما أخبروهم به من أنهم إن لم يؤمنوا أنزل بهم العذاب و أما من زعم أن الضمير راجع إلي الرسل أي ظن الرسل أن ألذي وعد الله سبحانه أممهم علي لسانهم قدكذبوا به فقد أتي عظيما لايجوز أن ينسب مثله إلي الأنبياء و لا إلي صالحي‌ عباد الله وكذلك من زعم أن ابن عباس ذهب إلي أن الرسل قدضعفوا وظنوا أنهم قدأخلفوا لأن الله لا يُخلِفُ المِيعادَ

16-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن زُرَارَةَ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع كَيفَ لَم يَخَف رَسُولُ اللّهِص فِيمَا يَأتِيهِ مِن قِبَلِ اللّهِ أَن يَكُونَ ذَلِكَ مِمّا يَنزِغُ بِهِ الشّيطَانُ قَالَ فَقَالَ إِنّ اللّهَ إِذَا اتّخَذَ عَبداً رَسُولًا أَنزَلَ عَلَيهِ السّكِينَةَ وَ الوَقَارَ فَكَانَ يَأتِيهِ مِن قِبَلِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ مِثلُ ألّذِي يَرَاهُ بِعَينِهِ

17-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ وَ مُحَمّدُ بنُ إِسمَاعِيلَ عَنِ الفَضلِ عَن صَفوَانَ وَ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ فِي المُستَحَاضَةِ تأَتيِ‌ مَقَامَ


صفحه : 263

جَبرَئِيلَ ع وَ هُوَ تَحتَ المِيزَابِ فَإِنّهُ كَانَ مَكَانَهُ إِذَا استَأذَنَ عَلَي نبَيِ‌ّ اللّهِص

18-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَمّن ذَكَرَهُ عَنِ ابنِ بُكَيرٍ عَن عُمَرَ بنِ يَزِيدَ قَالَ حَاضَت صاَحبِتَيِ‌ وَ أَنَا بِالمَدِينَةِ فَذَكَرتُ ذَلِكَ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع فَقَالَ مُرهَا فَلتَغتَسِل وَ لتَأتِ مَقَامَ جَبرَئِيلَ فَإِنّ جَبرَئِيلَ كَانَ يجَيِ‌ءُ فَيَستَأذِنُ عَلَي رَسُولِ اللّهِ وَ إِن كَانَ عَلَي حَالٍ لَا ينَبغَيِ‌ أَن يَأذَنَ لَهُ قَامَ فِي مَكَانِهِ حَتّي يَخرُجَ إِلَيهِ وَ إِن أَذِنَ لَهُ دَخَلَ عَلَيهِ فَقُلتُ وَ أَينَ المَكَانُ قَالَ حِيَالَ المِيزَابِ ألّذِي إِذَا أَخرَجتَ مِنَ البَابِ ألّذِي يُقَالُ لَهُ بَابُ فَاطِمَةَ بِحِذَاءِ القَبرِ إِذَا رَفَعتَ رَأسَكَ بِحِذَاءِ المِيزَابِ وَ المِيزَابُ فَوقَ رَأسِكَ وَ البَابُ مِن وَرَاءِ ظَهرِكَ الخَبَرَ

19- ع ،[علل الشرائع ]الطاّلقَاَنيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ إِسحَاقَ المادرائي‌ عَن أَبِي قِلَابَةَ عَبدِ المَلِكِ بنِ مُحَمّدٍ عَن غَانِمِ بنِ الحَسَنِ السعّديِ‌ّ عَن مُسلِمِ بنِ خَالِدٍ المكَيّ‌ّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ مَا أَنزَلَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي كِتَاباً وَ لَا وَحياً إِلّا بِالعَرَبِيّةِ فَكَانَ يَقَعُ فِي مَسَامِعِ الأَنبِيَاءِ بِأَلسِنَةِ قَومِهِم وَ كَانَ يَقَعُ فِي مَسَامِعِ نَبِيّنَاص بِالعَرَبِيّةِ فَإِذَا كَلّمَ بِهِ قَومَهُ كَلّمَهُم بِالعَرَبِيّةِ فَيَقَعُ فِي مَسَامِعِهِم بِلِسَانِهِم وَ كَانَ أَحَدٌ لَا يُخَاطِبُ رَسُولَ اللّهِص بأِيَ‌ّ لِسَانٍ خَاطَبَهُ إِلّا وَقَعَ فِي مَسَامِعِهِ بِالعَرَبِيّةِ كُلّ ذَلِكَ يُتَرجِمُ جَبرَئِيلُ ع لَهُ وَ عَنهُ تَشرِيفاً مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ لَهُص

20-أَقُولُ قَالَ فِي المُنتَقَي، كَانَ النّبِيّص إِذَا غَشِيَهُ الوحَي‌ُ ثَقُلَ عَلَي جِسمِهِ مَا غَشِيَهُ مِن أَمرِ اللّهِ وَ فِي الحَدِيثِ المَقبُولِ أَنّهُص أوُحيِ‌َ إِلَيهِ وَ هُوَ عَلَي نَاقَتِهِ فَبَرَكَت وَ وَضَعَت جِرَانَهَا بِالأَرضِ فَمَا تَستَطِيعُ أَن تَتَحَرّكَ وَ أَنّ عُثمَانَ كَانَ يَكتُبُ للِنبّيِ‌ّص لا يسَتوَيِ‌


صفحه : 264

القاعِدُونَالآيَةَ وَ فَخِذُ النّبِيّص عَلَي فَخِذِ عُثمَانَ فَجَاءَ ابنُ أُمّ مَكتُومٍ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّ بيِ‌ مِنَ العُذرِ مَا تَرَي فَغَشِيَهُ الوحَي‌ُ فَثَقُلَت فَخِذُهُ عَلَي فَخِذِ عُثمَانَ حَتّي قَالَ خَشِيتُ أَن تَرُضّهَا فَأَنزَلَ اللّهُ سُبحَانَهُغَيرُ أوُليِ‌ الضّرَرِ

وَ روُيِ‌َ عَن أَبِي أَروَي الدوّسيِ‌ّ قَالَ رَأَيتُ الوحَي‌َ يَنزِلُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص وَ أَنّهُص عَلَي رَاحِلَتِهِ فَتَرغُو وَ تَنقُلُ يَدَيهَا حَتّي أَظُنّ أَنّ ذِرَاعَهَا يَنفَصِمُ فَرُبّمَا بَرَكَت وَ رُبّمَا قَامَت مُؤَتّدَةً يَدَيهَا حَتّي تسَريِ‌َ عَنهُ مِن ثِقَلِ الوحَي‌ِ وَ إِنّهُ لَيَنحَدِرُ مِنهُ مِثلُ الجُمَانِ

21-كا،[الكافي‌] الحُسَينُ بنُ مُحَمّدٍ عَن مُعَلّي بنِ مُحَمّدٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ إِدرِيسَ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَنِ المُفَضّلِ بنِ عُمَرَ قَالَ سَأَلتُهُ عَن عِلمِ الإِمَامِ بِمَا فِي أَقطَارِ الأَرضِ وَ هُوَ فِي بَيتِهِ مُرخًي عَلَيهِ سِترُهُ فَقَالَ يَا مُفَضّلُ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي جَعَلَ فِي النّبِيّص خَمسَةَ أَروَاحٍ رُوحَ الحَيَاةِ فَبِهِ دَبّ وَ دَرَجَ وَ رُوحَ القُوّةِ فَبِهِ نَهَضَ وَ جَاهَدَ وَ رُوحَ الشّهوَةِ فَبِهِ أَكَلَ وَ شَرِبَ وَ أَتَي النّسَاءَ مِنَ الحَلَالِ وَ رُوحَ الإِيمَانِ فَبِهِ آمَنَ وَ عَدَلَ وَ رُوحَ القُدُسِ فَبِهِ حَمَلَ النّبُوّةَ فَإِذَا قُبِضَ النّبِيّص انتَقَلَ رُوحُ القُدُسِ فَصَارَ إِلَي الإِمَامِ وَ رُوحُ القُدُسِ لَا يَنَامُ وَ لَا يَغفُلُ وَ لَا يَلهُو وَ لَا يَزهُو وَ الأَربَعَةُ الأَروَاحِ تَنَامُ وَ تَغفُلُ وَ تَلهُو وَ تَزهُو وَ رُوحُ القُدُسِ كَانَ يَرَي بِهِ

بيان كان يري به علي المعلوم أوالمجهول أي كان يري النبي ص والإمام بروح القدس ماغاب عنه في أقطار الأرض والسماء و مادون العرش

22-كا،[الكافي‌]عِدّةٌ مِن أَصحَابِنَا عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ النّضرِ


صفحه : 265

بنِ سُوَيدٍ عَن يَحيَي الحلَبَيِ‌ّ عَن أَبِي الصّبّاحِ الكنِاَنيِ‌ّ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن قَولِ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيوَ كَذلِكَ أَوحَينا إِلَيكَ رُوحاً مِن أَمرِنا ما كُنتَ تدَريِ‌ مَا الكِتابُ وَ لَا الإِيمانُ قَالَ خَلقٌ مِن خَلقِ اللّهِ أَعظَمُ مِن جَبرَئِيلَ وَ مِيكَائِيلَ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللّهِص يُخبِرُهُ وَ يُسَدّدُهُ وَ هُوَ مَعَ الأَئِمّةِ مِن بَعدِهِ

23-كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن يُونُسَ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّيَسئَلُونَكَ عَنِ الرّوحِ قُلِ الرّوحُ مِن أَمرِ ربَيّ‌ قَالَ خَلقٌ أَعظَمُ مِن جَبرَئِيلَ وَ مِيكَائِيلَ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللّهِص وَ هُوَ مَعَ الأَئِمّةِ وَ هُوَ مِنَ المَلَكُوتِ

بيان أي هو من عالم المجردات أوالعلويات

24-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن عَلِيّ بنِ أَسبَاطٍ عَن أَسبَاطِ بنِ سَالِمٍ قَالَ سَأَلَهُ رَجُلٌ مِن أَهلِ هِيتَ وَ أَنَا حَاضِرٌ عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ كَذلِكَ أَوحَينا إِلَيكَ رُوحاً مِن أَمرِنا فَقَالَ مُنذُ أَنزَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ ذَلِكَ الرّوحَ عَلَي مُحَمّدٍ مَا صَعِدَ إِلَي السّمَاءِ وَ إِنّهُ لَفِينَا

25-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن أَبِي أَيّوبَ الخَزّازِ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَسئَلُونَكَ عَنِ الرّوحِ قُلِ الرّوحُ مِن أَمرِ ربَيّ‌ قَالَ خَلقٌ أَعظَمُ مِن جَبرَئِيلَ وَ مِيكَائِيلَ لَم يَكُن مَعَ أَحَدٍ مِمّن مَضَي غَيرُ مُحَمّدٍص وَ هُوَ مَعَ الأَئِمّةِ يُسَدّدُهُم وَ لَيسَ كُلّ مَا طُلِبَ وُجِدَ


صفحه : 266

بيان قوله ليس كل ماطلب وجد بيان لعظم هذه المرتبة وأنها لاتتيسر إلابفضل الله تعالي و أنه ليس كل الأمور بحيث يمكن تحصيله بالطلب والكسب

26-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن عِمرَانَ بنِ مُوسَي عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن عَلِيّ بنِ أَسبَاطٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الفُضَيلِ عَن أَبِي حَمزَةَ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَنِ العِلمِ أَ هُوَ شَيءٌ يَتَعَلّمُهُ العَالِمُ مِن أَفوَاهِ الرّجَالِ أَم فِي الكِتَابِ عِندَكُم تَقرَءُونَهُ فَتَعلَمُونَ مِنهُ قَالَ الأَمرُ أَعظَمُ مِن ذَلِكَ وَ أَوجَبُ أَ مَا سَمِعتَ قَولَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ كَذلِكَ أَوحَينا إِلَيكَ رُوحاً مِن أَمرِنا ما كُنتَ تدَريِ‌ مَا الكِتابُ وَ لَا الإِيمانُ ثُمّ قَالَ أَيّ شَيءٍ يَقُولُ أَصحَابُكُم فِي هَذِهِ الآيَةِ أَ يُقِرّونَ أَنّهُ كَانَ فِي حَالٍ لَا يدَريِ‌ مَا الكِتَابُ وَ لَا الإِيمَانُ فَقُلتُ لَا أدَريِ‌ جُعِلتُ فِدَاكَ مَا يَقُولُونَ فَقَالَ بَلَي قَد كَانَ فِي حَالٍ لَا يدَريِ‌ مَا الكِتَابُ وَ لَا الإِيمَانُ حَتّي بَعَثَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ الرّوحَ التّيِ‌ ذُكِرَ فِي الكِتَابِ فَلَمّا أَوحَاهَا إِلَيهِ عَلِمَ بِهِ العِلمَ وَ الفَهمَ وَ هيِ‌َ الرّوحُ التّيِ‌ يُعطِيهَا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مَن شَاءَ فَإِذَا أَعطَاهَا عَبداً عَلّمَهُ الفَهمَ

27-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ مَحبُوبٍ عَنِ الأَحوَلِ قَالَسَأَلتُ أَبَا جَعفَرٍ ع عَنِ الرّسُولِ وَ النّبِيّ وَ المُحَدّثِ قَالَ الرّسُولُ ألّذِي يَأتِيهِ جَبرَئِيلُ ع قُبُلًا فَيَرَاهُ وَ يُكَلّمُهُ فَهَذَا الرّسُولُ وَ أَمّا النّبِيّ فَهُوَ ألّذِي يَرَي فِي مَنَامِهِ نَحوَ رُؤيَا اِبرَاهِيمَ ع وَ نَحوَ مَا كَانَ رَأَي رَسُولُ اللّهِص مِن أَسبَابِ النّبُوّةِ قَبلَ الوحَي‌ِ حَتّي أَتَاهُ جَبرَئِيلُ ع مِن عِندِ اللّهِ بِالرّسَالَةِ وَ كَانَ مُحَمّدٌص حِينَ جُمِعَ لَهُ النّبُوّةُ وَ جَاءَتهُ الرّسَالَةُ مِن عِندِ اللّهِ يَجِيئُهُ بِهَا جَبرَئِيلُ ع وَ يُكَلّمُهُ بِهَا قُبُلًا وَ مِنَ الأَنبِيَاءِ مَن جُمِعَ لَهُ النّبُوّةُ وَ


صفحه : 267

يَرَي فِي مَنَامِهِ وَ يَأتِيهِ الرّوحُ وَ يُكَلّمُهُ وَ يُحَدّثُهُ مِن غَيرِ أَن يَكُونَ يَرَي فِي اليَقَظَةِ وَ أَمّا المُحَدّثُ فَهُوَ ألّذِي يُحَدّثُ فَيَسمَعُ وَ لَا يُعَايِنُ وَ لَا يَرَي فِي مَنَامِهِ

بيان قال الجوهري‌ رأيته قَبَلا وقُبُلا بالضم أي مقابلة وعيانا ورأيته قِبَلا بكسر القاف قال الله تعالي أَو يَأتِيَهُمُ العَذابُ قُبُلًا أي عيانا

28-ير،[بصائر الدرجات ] مُحَمّدُ بنُ الحُسَينِ عَن مُوسَي بنِ سَعدَانَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ القَاسِمِ عَن سَمَاعَةَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِنّ الرّوحَ خَلقٌ أَعظَمُ مِن جَبرَئِيلَ وَ مِيكَائِيلَ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللّهِص يُسَدّدُهُ وَ يُرشِدُهُ وَ هُوَ مَعَ الأَوصِيَاءِ مِن بَعدِهِ

أقول سيأتي‌ سائر الأخبار في ذلك في كتاب الإمامة

29- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سُلَيمَانَ السجّسِتاَنيِ‌ّ عَن إِسحَاقَ بنِ اِبرَاهِيمَ النهّشلَيِ‌ّ عَن زَكَرِيّا بنِ يَحيَي الخَزّازِ عَن مَندَلِ بنِ عَلِيّ عَنِ الأَعمَشِ عَنِ ابنِ جُبَيرٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَغدُو إِلَيهِ عَلِيّ ع فِي الغَدَاةِ وَ كَانَ يُحِبّ أَلّا يَسبِقَهُ إِلَيهِ أَحَدٌ فَإِذَا النّبِيّص فِي صَحنِ الدّارِ وَ إِذَا رَأسُهُ فِي حَجرِ دِحيَةَ بنِ خَلِيفَةَ الكلَبيِ‌ّ فَقَالَ السّلَامُ عَلَيكَ كَيفَ أَصبَحَ رَسُولُ اللّهِص قَالَ بِخَيرٍ يَا أَخَا رَسُولِ اللّهِ فَقَالَ عَلِيّ ع جَزَاكَ اللّهُ عَنّا أَهلَ البَيتِ خَيراً قَالَ لَهُ دِحيَةُ إنِيّ‌ أُحِبّكَ وَ إِنّ لَكَ عنِديِ‌ مَدِيحَةً أُهدِيهَا إِلَيكَ أَنتَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ قَائِدُ الغُرّ المُحَجّلِينَ وَ سَيّدُ وُلدِ آدَمَ يَومَ القِيَامَةِ مَا خَلَا النّبِيّينَ وَ المُرسَلِينَ لِوَاءُ الحَمدِ بِيَدِكَ يَومَ القِيَامَةِ تَزِفّ أَنتَ وَ شِيعَتُكَ مَعَ مُحَمّدٍ وَ حِزبِهِ إِلَي الجِنَانِ قَد أَفلَحَ مَن وَالَاكَ وَ خَابَ وَ خَسِرَ مَن خَلّاكَ بِحُبّ مُحَمّدٍص أَحَبّوكَ وَ بِبُغضِهِ أَبغَضُوكَ وَ لَا تَنَالُهُم شَفَاعَةُ


صفحه : 268

مُحَمّدٍص ادنُ مِن صَفوَةِ اللّهِ فَأَخَذَ رَأسَ النّبِيّص فَوَضَعَهُ فِي حَجرِهِ فَانتَبَهَ النّبِيّص فَقَالَ مَا هَذِهِ الهَمهَمَةُ فَأَخبَرَهُ الحَدِيثَ فَقَالَ لَم يَكُن دِحيَةَ كَانَ جَبرَئِيلَ سَمّاكَ بِاسمٍ سَمّاكَ اللّهُ تَعَالَي بِهِ وَ هُوَ ألّذِي أَلقَي مَحَبّتَكَ فِي قُلُوبِ المُؤمِنِينَ وَ رَهبَتَكَ فِي صُدُورِ الكَافِرِينَ

30- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] الحُسَينُ بنُ اِبرَاهِيمَ القزَويِنيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ وَهبَانَ عَن أَحمَدَ بنِ اِبرَاهِيمَ بنِ أَحمَدَ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الزعّفرَاَنيِ‌ّ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ بَعضُ أَصحَابِنَا أَصلَحَكَ اللّهُ أَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَقُولُ قَالَ جَبرَئِيلُ وَ هَذَا جَبرَئِيلُ يأَمرُنُيِ‌ ثُمّ يَكُونُ فِي حَالٍ أُخرَي يُغمَي عَلَيهِ قَالَ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّهُ إِذَا كَانَ الوحَي‌ُ مِنَ اللّهِ إِلَيهِ لَيسَ بَينَهُمَا جَبرَئِيلُ أَصَابَهُ ذَلِكَ لَثَقُلَ الوحَي‌ُ مِنَ اللّهِ وَ إِذَا كَانَ بَينَهُمَا جَبرَئِيلُ لَم يُصِبهُ ذَلِكَ فَقَالَ قَالَ لِي جَبرَئِيلُ وَ هَذَا جَبرَئِيلُ

31- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ البغَوَيِ‌ّ عَن بِشرِ بنِ هِلَالٍ عَن عَبدِ الوَارِثِ بنِ سَعِيدٍ عَن أَبِي نَضرٍ عَن أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِ‌ّ أَنّ جَبرَئِيلَ أَتَي النّبِيّص فَقَالَ يَا مُحَمّدُ اشتَكَيتَ قَالَ نَعَم قَالَ بِسمِ اللّهِ أَرقِيكَ مِن كُلّ شَيءٍ يُؤذِيكَ مِن شَرّ كُلّ نَفسٍ أَو عَينٍ حَاسِدٍ وَ اللّهُ يَشفِيكَ بِسمِ اللّهِ أَرقِيكَ

32-أَقُولُ قَالَ السّيّدُ بنُ طَاوُسٍ فِي كِتَابِ سَعدِ السّعُودِ،رَأَيتُ فِي تَفسِيرٍ مَنسُوبٍ إِلَي البَاقِرِ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيإِنّ اللّهَ يَأمُرُ بِالعَدلِ وَ الإِحسانِ وَ إِيتاءِ ذيِ‌ القُربي وَ يَنهي عَنِ الفَحشاءِ وَ المُنكَرِ وَ البغَي‌ِ يَعِظُكُم لَعَلّكُم تَذَكّرُونَ قَالَ بَلَغَنَا أَنّ عُثمَانَ بنَ مَظعُونٍ


صفحه : 269

قَالَ نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ عَلَي النّبِيّص وَ أَنَا عِندَهُ قَالَ مَرَرتُ عَلَيهِ وَ هُوَ بِفِنَاءِ بَابِهِ فَجَلَستُ إِلَيهِ فَبَينَا هُوَ يحُدَثّنُيِ‌ إِذ رَأَيتُ بَصَرَهُ شَاخِصاً إِلَي السّمَاءِ حَتّي رَأَيتُ طَرفَهُ قَدِ انقَطَعَ ثُمّ رَأَيتُهُ خَفَضَهُ حَتّي وَضَعَهُ عَن يَمِينِهِ ثُمّ ولَاّنيِ‌ رُكبَتَهُ وَ جَعَلَ يَنفُضُ بِرَأسِهِ كَأَنّهُ أُلهِمَ شَيئاً فَقَالَ ثُمّ رَأَيتُهُ أَيضاً رَفَعَ طَرفَهُ إِلَي السّمَاءِ ثُمّ خَفَضَهُ عَن شِمَالِهِ ثُمّ أَقبَلَ إلِيَ‌ّ مُحمَرّ الوَجهِ يَفِيضُ عَرَقاً فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا رَأَيتُكَ فَعَلتَ ألّذِي فَعَلتَ اليَومَ مَا حَالُكَ قَالَ وَ لَقَد رَأَيتَهُ قُلتُ نَعَم قَالَ رَسُولُ اللّهِص ذَاكَ جَبرَئِيلُ لَم يَكُن لِي هِمّةٌ غَيرَهُ ثُمّ تَلَا عَلَيهِ الآيَتَينِ قَالَ عُثمَانَ فَقُمتُ مِن عِندِ رَسُولِ اللّهِص مُعجَباً باِلذّيِ‌ رَأَيتُ فَأَتَيتُ أَبَا طَالِبٍ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ فَقَرَأتُهُمَا عَلَيهِ فَعَجِبَ أَبُو طَالِبٍ وَ قَالَ يَا آلَ غَالِبٍ اتّبِعُوهُ تَرشُدُوا وَ تُفلِحُوا فَوَ اللّهِ مَا يَدعُو إِلّا إِلَي مَكَارِمِ الأَخلَاقِ لَئِن كَانَ صَادِقاً أَو كَاذِباً مَا يَدعُو إِلّا إِلَي الخَيرِ

قال السيد ورأيت في غير هذاالتفسير أن هذاالعبد الصالح قال كان أول إسلامي‌


صفحه : 270

حبا من رسول الله ص ثم تحقق إسلامي‌ ذلك اليوم لماشاهدت الوحي‌ إليه

33-ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ القَاسِمِ الجوَهرَيِ‌ّ عَن عَلِيّ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِنّا لَنُزَادُ فِي اللّيلِ وَ النّهَارِ وَ لَو لَم نُزَد لَنَفِدَ مَا عِندَنَا قَالَ أَبُو بَصِيرٍ جُعِلتُ فِدَاكَ مَن يَأتِيكُم بِهِ قَالَ إِنّ مِنّا مَن يُعَايِنُ وَ إِنّ مِنّا لَمَن يَنقُرُ فِي قَلبِهِ كَيتَ وَ كَيتَ وَ مِنّا مَن يَسمَعُ بِأُذُنِهِ وَقعاً كَوَقعِ السّلسِلَةِ فِي الطّشتِ فَقُلتُ لَهُ مَنِ ألّذِي يَأتِيكُم بِذَلِكَ قَالَ خَلقٌ لِلّهِ أَعظَمُ مِن جَبرَئِيلَ وَ مِيكَائِيلَ

34-ير،[بصائر الدرجات ]العَبّاسُ بنُ مَعرُوفٍ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَن ربِعيِ‌ّ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ كَانَ جَبرَئِيلُ ع يمُليِ‌ عَلَي النّبِيّص وَ هُوَ يمُليِ‌ عَلَي عَلِيّ ع فَنَامَ نَومَةً وَ نَعَسَ نَعسَةً فَلَمّا رَجَعَ نَظَرَ إِلَي الكِتَابِ فَمَدّ يَدَهُ قَالَ مَن أَملَي هَذَا عَلَيكَ قَالَ أَنتَ قَالَ لَا بَل جَبرَئِيلُ

35-ير،[بصائر الدرجات ] عَلِيّ بنُ حَسّانَ عَنِ ابنِ بُكَيرٍ عَن زُرَارَةَ قَالَ سَأَلتُ أَبَا جَعفَرٍ ع مَنِ الرّسُولُ مَنِ النّبِيّ مَنِ المُحَدّثُ فَقَالَ الرّسُولُ ألّذِي يَأتِيهِ جَبرَئِيلُ فَيُكَلّمُهُ قُبُلًا فَيَرَاهُ كَمَا يَرَي أَحَدُكُم صَاحِبَهُ ألّذِي يُكَلّمُهُ فَهَذَا الرّسُولُ وَ النّبِيّ ألّذِي يُؤتَي فِي النّومِ نَحوَ رُؤيَا اِبرَاهِيمَ ع وَ نَحوَ مَا كَانَ يَأخُذُ رَسُولُ اللّهِص مِنَ السّبَاتِ إِذَا أَتَاهُ جَبرَئِيلُ فِي النّومِ فَهَكَذَا النّبِيّ وَ مِنهُم مَن تُجمَعُ لَهُ الرّسَالَةُ وَ النّبُوّةُ فَكَانَ رَسُولُ اللّهِ رَسُولًا نَبِيّاً يَأتِيهِ جَبرَئِيلُ قُبُلًا فَيُكَلّمُهُ وَ يَرَاهُ وَ يَأتِيهِ فِي النّومِ وَ أَمّا المُحَدّثُ فَهُوَ ألّذِي يَسمَعُ كَلَامَ المَلَكِ فَيُحَدّثُهُ مِن غَيرِ أَن يَرَاهُ وَ مِن غَيرِ أَن يَأتِيَهُ فِي النّومِ

ير،[بصائر الدرجات ] ابن أبي الخطاب عن البزنطي‌ عن حماد بن عثمان عن زرارةمثله بيان قال الجوهري‌ السبات النوم وأصله الراحة.


صفحه : 271

أقول قدمضت الأخبار الكثيرة في ذلك في كتاب قصص الأنبياء ع

36-سن ،[المحاسن ] أَبِي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع كَانَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا أَتَاهُ الوحَي‌ُ مِنَ اللّهِ وَ بَينَهُمَا جَبرَئِيلُ ع يَقُولُ هُوَ ذَا جَبرَئِيلُ وَ قَالَ لِي جَبرَئِيلُ وَ إِذَا أَتَاهُ الوحَي‌ُ وَ لَيسَ بَينَهُمَا جَبرَئِيلُ تُصِيبُهُ تِلكَ السّبتَةُ وَ يَغشَاهُ مِنهُ مَا يَغشَاهُ لَثَقُلَ الوحَي‌ُ عَلَيهِ مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ

37-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن عِيسَي بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ كَانَ القُرآنُ يَنسَخُ بَعضُهُ بَعضاً وَ إِنّمَا كَانَ يُؤخَذُ مِن أَمرِ رَسُولِ اللّهِص بِآخِرِهِ فَكَانَ مِن آخِرِ مَا نَزَلَ عَلَيهِ سُورَةُ المَائِدَةِ نَسَخَت مَا قَبلَهَا وَ لَم يَنسَخهَا شَيءٌ فَلَقَد نَزَلَت عَلَيهِ وَ هُوَ عَلَي بَغلَتِهِ الشّهبَاءَ وَ ثَقُلَ عَلَيهَا الوحَي‌ُ حَتّي وَقَفَ وَ تَدَلّي بَطنُهَا حَتّي رُئِيَت سُرّتُهَا تَكَادُ تَمَسّ الأَرضَ وَ أغُميِ‌َ عَلَي رَسُولِ اللّهِص حَتّي وَضَعَ يَدَهُ عَلَي ذُؤَابَةِ مُنَبّهِ بنِ وَهبٍ الجمُحَيِ‌ّ ثُمّ رُفِعَ ذَلِكَ عَن رَسُولِ اللّهِص فَقَرَأَ عَلَينَا سُورَةَ المَائِدَةِ فَعَمِلَ رَسُولُ اللّهِص وَ عَمِلنَا

38-نهج ،[نهج البلاغة] وَ لَقَد قَرَنَ اللّهُ بِهِص مِن لَدُن كَانَ فَطِيماً أَعظَمَ مَلَكٍ مِن مَلَائِكَتِهِ يَسلُكُ بِهِ طَرِيقَ المَكَارِمِ وَ مَحَاسِنَ أَخلَاقِ العَالَمِ لَيلَهُ وَ نَهَارَهُ

تذنيب اعلم أن علماء الخاصة والعامة اختلفوا في أن النبي ص هل كان قبل بعثته متعبدا بشريعة أم لا قال العلامة قدس الله روحه في شرحه علي مختصر ابن الحاجب اختلف الناس في أن النبي ص هل كان متعبدا بشرع أحد من الأنبياء قبله قبل النبوة أم لافذهب جماعة إلي أنه كان متعبدا ونفاه آخرون كأبي‌ الحسين البصري‌ وغيره وتوقف الغزالي‌ والقاضي‌ عبدالجبار والمثبتون اختلفوا فذهب بعضهم إلي أنه كان متعبدا بشرع نوح ع وآخرون قالوا بشرع ابراهيم وآخرون بشرع موسي ع وآخرون بشرع عيسي ع وآخرون قالوا بما ثبت أنه شرع .


صفحه : 272

واستدل المصنف علي أنه كان متعبدا بشرع من قبله بما نقل نقلا يقارب التواتر أنه كان يصلي‌ ويحج ويعتمر ويطوف بالبيت ويتجنب الميتة ويذكي‌ ويأكل اللحم ويركب الحمار و هذه أمور لايدركها العقل فلامصير إليها إلا من الشرع واستدل آخرون علي هذاالمذهب أيضا بأن عيسي ع كان مبعوثا إلي جميع المكلفين و النبي ص كان من المكلفين فيكون عيسي ع مبعوثا إليه . والجواب لانسلم عموم دعوة من تقدمه . واحتج المخالف بأنه لو كان متعبدا بشرع من قبله لكان مخالطا لأهل تلك الشريعة قضاء للعادة الجارية بذلك أولزمته المخالطة لأرباب تلك الشريعة بحيث يستفيد منهم الأحكام و لما كان التالي‌ باطلا إجماعا فكذا المقدم . والجواب لانسلم وجوب المخالطة لأن الشرع المنقول إليه عمن تقدمه إن كان متواترا فلايحتاج إلي المخالطة والمناظرة و إن كان آحادا فهو غيرمقبول خصوصا مع اعتقاده بأن أهل زمانه ص كانوا في غاية الإلحاد سلمنا أنه كان يلزم المخالطة لكن المخالطة قد لاتحصل لموانع تمنع منها فيحتمل ترك المخالطة لمن يقاربه من أرباب الشرائع المتقدمة علي تلك الموانع جمعا بين الأدلة انتهي . و قال المرتضي رضي‌ الله عنه في كتاب الذريعة هل كان رسول الله ص متعبدا بشرائع من تقدمه من الأنبياء ع في هذاالباب مسألتان إحداهما قبل النبوة والأخري بعدها و في المسألة الأولي ثلاثة مذاهب .أحدها أنه ص ما كان متعبدا قطعا والآخر أنه كان متعبدا قطعا والثالث التوقف و هذا هوالصحيح و ألذي يدل عليه أن العبادة بالشرائع تابعة لمايعلمه الله تعالي من المصلحة بها في التكليف العقلي‌ و لايمتنع أن يعلم الله تعالي أن لامصلحة للنبي‌ص قبل نبوته في العبادة بشي‌ء من الشرائع كما أنه غيرممتنع أن يعلم أن له ص في ذلك مصلحة و إذا كان كل واحد من الأمرين جائزا و لادلالة توجب القطع علي أحدهما وجب التوقف


صفحه : 273

و ليس لمن قطع علي أنه ما كان متعبدا أن يتعلق بأنه لو كان تعبده ص بشي‌ء من الشرائع لكان فيه متبعا لصاحب تلك الشريعة ومقتديا به و ذلك لايجوز لأنه أفضل الخلق واتباع الأفضل للمفضول قبيح و ذلك أنه غيرممتنع أن يوجب الله تعالي عليه ص بعض ماقامت عليه الحجة به من بعض الشرائع المتقدمة لا علي وجه الاقتداء بغيره فيها و لاالاتباع و ليس لمن قطع علي أنه ص كان متعبدا أن يتعلق بأنه ص كان يطوف بالبيت ويحج ويعتمر ويذكي‌ ويأكل المذكي ويركب البهائم ويحمل عليها و ذلك أنه لم يثبت عنه ص أنه قبل النبوة حج أواعتمر و لوثبت لقطع به علي أنه كان متعبدا وبالتظني‌ لايثبت مثل ذلك و لم يثبت أيضا أنه ص تولي التذكية بيده و قدقيل أيضا إنه لوثبت أنه ذكي بيده لجاز أن يكون من شرع غيره في ذلك الوقت أن يستعين بغيره في الذكاة فذكي علي سبيل المعونة لغيره وأكل لحم المذكي لاشبهة في أنه غيرموقوف علي الشرع لأنه بعدالذكاة قدصار مثل كل مباح من المآكل وركوب البهائم والحمل عليها يحسن عقلا إذاوقع التكفل بما يحتاج إليه من علف وغيره و لم يثبت أنه ص فعل من ذلك ما لايستباح بالعقل فعله و ليس علمه ص بأن غيره نبي‌ بالدليل يقتضي‌ كونه متعبدا بشريعته بل لابد من أمر زائد علي هذاالعلم .فأما المسألة الثانية فالصحيح أنه ص ما كان متعبدا بشريعة نبي‌ تقدم وسندل عليه بعون الله وذهب كثير من الفقهاء إلي أنه كان متعبدا و لابد قبل الكلام في هذه المسألة من بيان جواز أن يتعبد الله تعالي نبيا بمثل شريعة النبي الأول لأن ذلك إذا لم يجز سقط الكلام في هذاالوجه من المسألة و قدقيل إن ذلك يجوز علي شرطين إما بأن تندرس الأولي فيجددها الثاني‌ أوبأن يزيد فيها ما لم يكن منها ويمنعون من جواز ذلك علي غيرأحد هذين الشرطين ويدعون أن بعثته علي خلاف ماشرطوه تكون عبثا و لايجب النظر في معجزته و لابد من وجوب النظر في المعجزات و ليس الأمر علي ماقالوه لأن بعثة النبي الثاني‌ لاتكون عبثا إذاعلم الله تعالي أنه يؤمن عندها


صفحه : 274

وينتفع من لم ينتفع بالأول و لو لم يكن الأمر أيضا كذلك كانت البعثة الثانية علي سبيل ترادف الأدلة الدالة علي أمر واحد و لا يقول أحد أن نصب الأدلة علي هذاالوجه يكون عبثا.فأما الوجه الثاني‌ فإنا لانسلم لهم أن النظر في معجز كل نبي‌ يبعث لابد من أن يكون واجبا لأن ذلك يختلف فإن خاف المكلف من ضرر إن هو لم ينظر وجب النظر عليه و إن لم يخف لم يكن واجبا و قداستقصينا هذاالكلام وفرغناه في كتاب الذخيرة. و ألذي يحقق هذه المسألة أن تعبده ص بشرع من تقدمه لابد فيه من معرفة أمرين أحدهما نفس الشرع والآخر كونه متعبدا به و ليس يخلو من أن يكون علم ص كلا الأمرين بالوحي‌ النازل عليه والكتاب المسلم إليه أو يكون علم الأمرين من جهة النبي المتقدم أو يكون علم أحدهما من هذاالوجه والآخر من غير ذلك الوجه والوجه الأول يوجب أن لا يكون متعبدا بشرائعهم إذافرضنا أنه بالوحي‌ إليه علم الشرع والتعبد معا وأكثر ما في ذلك أن يكون تعبد مثل شرائعهم وإنما يضاف الشرع إلي الرسول إذاحمله ولزمه أداؤه ويقال في غيره إنه متعبد بشرعه متي دعاه إلي اتباعه وألزمه الانقياد له فيكون مبعوثا إليه و إذافرضنا أن القرآن والوحي‌ وردا ببيان الشرع وإيجاب الاتباع فذلك شرعه ص لايجب إضافته إلي غيره و أماالوجه الثاني‌ فهو و إن كان خارجا من أقوال الفقهاء المخالفين لنا في هذه المسألة فاسد من جهة أن نقل اليهود و من جري مجراهم من الأمم الماضية قد بين في مواضع أنه ليس بحجة لانقراضهم وعدم العلم باستواء أولهم وآخرهم وأيضا فإنه ص مع فضله علي الخلق لايجوز أن يكون متبعا لغيره من الأنبياء المتقدمين ع ثم هذاالقول يقتضي‌ أن لا يكون ص بأن يكون من أمة ذلك النبي بأولي منا و لابأن نكون متعبدين بشرعه بأولي من أن يكون متعبدا بشرعنا لأن حاله كحالنا في أننا من أمة ذلك النبي وبهذه الوجوه التي‌ ذكرناها نبطل القسمين الذين فرغناهما ومما يدل علي حجة ماذكرناه وفساد قول مخالفينا أنه قدثبت عنه ص توقفه في أحكام معلوم أن بيانها في


صفحه : 275

التوراة وانتظاره فيهانزول الوحي‌ و لو كان متعبدا بشريعة موسي ع لماجري ذلك وأيضا فلو كان الأمر علي ماقالوه لكان يجب أن يجعل ص كتب من تقدمه في الأحكام بمنزلة الأدلة الشرعية ومعلوم خلافه وأيضا فقد نبه ص في خبر معاذ علي الأدلة فلم يذكر في جملتها التوراة والإنجيل وأيضا فإن كل شريعته مضافة إليه بالإجماع و لو كان متعبدا بشرع غيره لماجاز ذلك وأيضا فلاخلاف بين الأمة في أنه ص لم يؤد إلينا من أصول الشرائع إلا ماأوحي‌ إليه وحمله وأيضا فإنه لاخلاف في أن شريعته ص ناسخة لكل الشرائع المتقدمة من غيراستثناء فلو كان الأمر كماقالوه لماصح هذاالإطلاق وأيضا فإن شرائع من تقدم مختلفة متضادة فلايصح كونه متعبدا بكلها فلابد من تخصيص ودليل يقتضيه فإن ادعوا أنه متعبد بشريعة عيسي ع بأنها ناسخة لشريعة من تقدم فذلك منهم ينقض تعلقهم بتعرفه ص من اليهود في التوراة فأما رجوعه في رجم المحصن إليها فلم يكن لأنه كان متعبدا بذلك لأنه لو كان الرجوع لهذه العلة لرجع ص في غير هذاالحكم إليها وإنما رجع لأمر آخر و قدقيل إن سبب الرجوع أنه ص كان خبر بأن حكمه في الرجم يوافق ما في التوراة فرجع إليها تصديقا لخبره وتحقيقا لقوله ص انتهي . و قال المحقق أبوالقاسم الحلي‌ طيب الله رمسه في أصوله شريعة من قبلنا هل هي‌ حجة في شرعنا قال قوم نعم ما لم يثبت نسخ ذلك الحكم بعينه وأنكر الباقون ذلك و هوالحق لنا وجوه .الأول قوله تعالي وَ ما يَنطِقُ عَنِ الهَوي إِن هُوَ إِلّا وحَي‌ٌ يُوحي.الثاني‌ لو كان متعبدا بشرع غيره لكان ذلك الغير أفضل لأنه يكون تابعا لصاحب ذلك الشرع و ذلك باطل بالاتفاق .الثالث لو كان متعبدا بشرع غيره لوجب عليه البحث عن ذلك الشرع لكن ذلك باطل لأنه لووجب لفعله و لوفعله لاشتهر ولوجب علي الصحابة والتابعين بعده والمسلمين إلي يومنا هذامتابعته ص علي الخوض فيه ونحن نعلم من الدين خلاف ذلك .


صفحه : 276

الرابع لو كان متعبدا بشرع من قبله لكان طريقه إلي ذلك إما الوحي‌ أوالنقل ويلزم من الأول أن يكون شرعا له لاشرعا لغيره و من الثاني‌ التعويل علي نقل اليهود و هوباطل لأنه ليس بمتواتر لماتطرق إليه من القدح المانع من إفادة اليقين ونقل الآحاد منهم لايوجب العمل لعدم الثقة. واحتج الآخرون بقوله تعالي فَبِهُداهُمُ اقتَدِه وبقوله ثُمّ أَوحَينا إِلَيكَ أَنِ اتّبِع مِلّةَ اِبراهِيمَ حَنِيفاً وبقوله شَرَعَ لَكُم مِنَ الدّينِ ما وَصّي بِهِ نُوحاً وبقوله إِنّا أَوحَينا إِلَيكَ كَما أَوحَينا إِلي نُوحٍ وَ النّبِيّينَ وبقوله إِنّا أَنزَلنَا التّوراةَ فِيها هُديً وَ نُورٌ يَحكُمُ بِهَا النّبِيّونَ وبأنه ص رجع في معرفة الرجم في الزنا إلي التوراة.أجاب الأولون عن الآية الأولي بأنها تتضمن الأمر بالاهتداء بهداهم كلهم فلا يكون ذلك إشارة إلي شرعهم لأنه مختلف فيجب صرفه إلي مااتفقوا عليه و هودلائل العقائد العقلية دون الفروع الشرعية. و عن الثاني‌ بأن ملة ابراهيم ع المراد بهاالعقليات دون الشرعيات يدل علي ذلك قوله وَ مَن يَرغَبُ عَن مِلّةِ اِبراهِيمَ إِلّا مَن سَفِهَ نَفسَهُفلو أراد الشرعيات لماجاز نسخ شيءمنها و قدنسخ كثير من شرعه فتعين أن المراد منه العقليات . و عن الآية الثالثة أنه لايلزم من وصية نوح ع بشرعنا أنه أمره به بل يحتمل أن يكون وصايته به أمرا منه بقبوله عندأعقابهم إلي زمانه ص أووصي به


صفحه : 277

بمعني أطلعه عليه وأمره بحفظه و لوسلمنا أن المراد شرع لنا ماشرع لنوح ع لاحتمل أن يكون المراد به من الاستدلال بالمعقول علي العقائد الدينية و لو لم يحتمل ذلك لم يبعد أن يتفق الشرعان ثم لا يكون شرعه حجة علينا من حيث ورد علي نبيناص بطريق الوحي‌ فلاتكون شريعته شريعة لنا باعتبار ورودها عنه . و عن الآية الرابعة أن المساواة في الوحي‌ لاتستلزم المساواة في الشرع . و عن الآية الخامسة أن ظاهرها يقتضي‌ اشتراك الأنبياء جميعا في الحكم بها و ذلك غيرمراد لأن ابراهيم ونوحا وإدريس وآدم ع لم يحكموا بهالتقدمهم علي نزولها فيكون المراد أن الأنبياء يحكمون بصحة ورودها عن الله و أن فيهانورا وهدي و لايلزم أن يكونوا متعبدين بالعمل بها كما أن كثيرا من آيات القرآن منسوخة وهي‌ عندنا نور وهدي و أمارجوعه ص في تعرف حد الرجم فلانسلم أن مراجعته إلي التوراة لتعرفه بل لم لايجوز أن يكون ذلك لإقامة الحجة علي من أنكر وجوده في التوراة انتهي .أقول إنما أوردنا دلائل القول في نفي‌ تعبده ص بعدالبعثة بشريعة من قبله لاشتراكها مع مانحن فيه في أكثر الدلائل فإذاعرفت ذلك فاعلم أن ألذي ظهر لي من الأخبار المعتبرة والآثار المستفيضة هو أنه ص كان قبل بعثته مذ أكمل الله عقله في بدو سنه نبيا مؤيدا بروح القدس يكلمه الملك ويسمع الصوت ويري في المنام ثم بعدأربعين سنة صار رسولا وكلمه الملك معاينة ونزل عليه القرآن وأمر بالتبليغ و كان يعبد الله قبل ذلك بصنوف العبادات إما موافقا لماأمر به الناس بعدالتبليغ و هوأظهر أو علي وجه آخر إما مطابقا لشريعة ابراهيم ع أوغيره ممن تقدمه من الأنبياء ع لا علي وجه كونه تابعا لهم وعاملا بشريعتهم بل بأن ماأوحي‌ إليه ص كان مطابقا لبعض شرائعهم أو علي وجه آخر نسخ بما نزل عليه بعدالإرسال و لاأظن أن يخفي صحة ماذكرت علي ذي‌ فطرة مستقيمة وفطنة غيرسقيمة بعدالإحاطة


صفحه : 278

بما أسلفنا من الأخبار في هذاالباب وأبواب أحوال الأنبياء ع و ماسنذكره بعد ذلك في كتاب الإمامة ولنذكر بعض الوجوه لزيادة الاطمئنان علي وجه الإجمال .الأول أن ماذكرنا من كلام أمير المؤمنين ع من خطبته القاصعة المشهورة بين العامة والخاصة يدل علي أنه ص من لدن كان فطيما كان مؤيدا بأعظم ملك يعلمه مكارم الأخلاق ومحاسن الآداب و ليس هذا إلامعني النبوة كماعرفت في الأخبار الواردة في معني النبوة و هذاالخبر مؤيد بأخبار كثيرة سبقت في الأبواب السابقة في باب منشئه ص و باب تزويج خديجة وغيرها من الأبواب .الثاني‌ الأخبار المستفيضة الدالة علي أنهم ع مؤيدون بروح القدس من بدء حالهم بنحو مامر من التقرير الثالث صحيحة الأحول وغيرها حيث قال نحو ما كان رأي رسول الله ص من أسباب النبوة قبل الوحي‌ حتي أتاه جبرئيل من عند الله بالرسالة فدلت علي أنه ص كان نبيا قبل الرسالة ويؤيده الخبر المشهور عنه ص كُنتُ نَبِيّاً وَ آدَمُ بَينَ المَاءِ وَ الطّينِ أَو بَينَ الرّوحِ وَ الجَسَدِ

ويؤيده أيضا الأخبار الكثيرة الدالة علي أن الله تعالي اتخذ ابراهيم ع عبدا قبل أن يتخذه نبيا و أن الله اتخذه نبيا قبل أن يتخذه رسولا و أن الله اتخذه رسولا قبل أن يتخذه خليلا و أن الله اتخذه خليلا قبل أن يجعله إماما.الرابع

مَا رَوَاهُ الكلُيَنيِ‌ّ فِي الصّحِيحِ عَن يَزِيدَ الكنُاَسيِ‌ّ قَالَسَأَلتُ أَبَا جَعفَرٍ ع أَ كَانَ عِيسَي ابنُ مَريَمَ حِينَ تَكَلّمَ فِي المَهدِ حُجّةً لِلّهِ عَلَي أَهلِ زَمَانِهِ فَقَالَ كَانَ يَومَئِذٍ نَبِيّاً حُجّةً لِلّهِ غَيرَ مُرسَلٍ أَ مَا تَسمَعُ لِقَولِهِ حِينَ قَالَإنِيّ‌ عَبدُ اللّهِ آتانيِ‌َ الكِتابَ وَ جعَلَنَيِ‌ نَبِيّا وَ جعَلَنَيِ‌ مُبارَكاً أَينَ ما كُنتُ وَ أوَصانيِ‌ بِالصّلاةِ وَ الزّكاةِ ما دُمتُ حَيّا قُلتُ فَكَانَ يَومَئِذٍ حُجّةً لِلّهِ عَلَي زَكَرِيّا فِي تِلكَ الحَالِ وَ هُوَ فِي المَهدِ فَقَالَ كَانَ عِيسَي فِي تِلكَ الحَالِ آيَةً لِلنّاسِ وَ رَحمَةً مِنَ اللّهِ لِمَريَمَ حِينَ تَكَلّمَ فَعَبّرَ عَنهَا وَ كَانَ نَبِيّاً حُجّةً عَلَي مَن سَمِعَ كَلَامَهُ فِي تِلكَ


صفحه : 279

الحَالِ ثُمّ صَمَتَ فَلَم يَتَكَلّم حَتّي مَضَت لَهُ سَنَتَانِ وَ كَانَ زَكَرِيّا الحُجّةَ لِلّهِ عَلَي النّاسِ بَعدَ صَمتِ عِيسَي بِسَنَتَينِ ثُمّ مَاتَ زَكَرِيّا فَوَرِثَهُ ابنُهُ يَحيَي الكِتَابَ وَ الحِكمَةَ وَ هُوَ صبَيِ‌ّ صَغِيرٌ أَ مَا تَسمَعُ لِقَولِهِ عَزّ وَ جَلّيا يَحيي خُذِ الكِتابَ بِقُوّةٍ وَ آتَيناهُ الحُكمَ صَبِيّا فَلَمّا بَلَغَ عِيسَي ع سَبعَ سِنِينَ تَكَلّمَ بِالنّبُوّةِ وَ الرّسَالَةِ حِينَ أَوحَي اللّهُ تَعَالَي إِلَيهِ فَكَانَ عِيسَي الحُجّةَ عَلَي يَحيَي وَ عَلَي النّاسِ أَجمَعِينَ إِلَي آخِرِ الخَبَرِ

. و قدورد في أخبار كثيرة أن الله لم يعط نبيا فضيلة و لاكرامة و لامعجزة إلا و قدأعطاه نبيناص فكيف جاز أن يكون عيسي ع في المهد نبيا و لم يكن نبيناص إلي أربعين سنة نبيا ويؤيده مامر في أخبار ولادته ص و ماظهر منه في تلك الحال من إظهار النبوة و مامر وسيأتي‌ من أحوالهم وكمالهم في عالم الأظلة و عندالميثاق وأنهم كانوا يعبدون الله تعالي ويسبحونه في حجب النور قبل خلق آدم ع و أن الملائكة منهم تعلموا التسبيح والتهليل والتقديس إلي غير ذلك من الأخبار الواردة في بدء أنوارهم

وَ يُؤَيّدُهُ مَا وَرَدَ فِي أَخبَارِ وِلَادَةِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أَنّهُ ع قَرَأَ الكُتُبَ السّمَاوِيّةَ عَلَي النّبِيّص بَعدَ وِلَادَتِهِ

و ماسيأتي‌ من أن القائم ع في حجر أبيه ع أجاب عن المسائل الغامضة وأخبر عن الأمور الغائبة وكذا سائر الأئمة ع كماسيأتي‌ في أخبار ولادتهم ع ومعجزاتهم فكيف يجوز عاقل أن يكون النبي ص في ذلك أدون منهم جميعا.الخامس أنه ص بعد مابلغ حد التكليف لابد من أن يكون إما نبيا عاملا بشريعته أوتابعا لغيره لماسيأتي‌ من الأخبار المتواترة أن الله لايخلي‌ الزمان من حجة و لايرفع التكليف عن أحد و قد كان في زمانه أوصياء عيسي ع وأوصياء ابراهيم ع فلو لم يكن أوحي‌ إليه بشريعة و لم يعلم أنه نبي‌ كيف جاز له أن لايتابع أوصياء عيسي ع و لايعمل بشريعتهم إن كان عيسي ع مبعوثا إلي الكافة و إن لم يكن مبعوثا إلي الكافة و كان شريعة ابراهيم ع باقيا في بني‌ إسماعيل كما هوالظاهر فكان عليه أن يتبع أوصياء ابراهيم ع ويكونوا حجة عليه ص و هوباطل بوجهين


صفحه : 280

أحدهما أنه يلزم أن يكونوا أفضل منه كمامر تقريره . وثانيهما مامر من نفي‌ كونه محجوجا بأبي‌ طالب وبأبي‌ بل كانا مستودعين للوصايا.السادس أنه لاشك في أنه ص كان يعبد الله قبل بعثته بما لايعلم إلابالشرع كالطواف والحج وغيرهما كماسيأتي‌ أنه ص حج عشرين حجة مستسرا و قدورد في أخبار كثيرة أنه ص كان يطوف و أنه كان يعبد الله في حراء و أنه كان يراعي‌ الآداب المنقولة من التسمية والتحميد عندالأكل وغيره وكيف يجوز ذو مسكة من العقل علي الله تعالي أن يهمل أفضل أنبيائه أربعين سنة بغير عبادة والمكابرة في ذلك سفسطة فلايخلو إما أن يكون عاملا بشريعة مختصة به أوحي الله إليه و هوالمطلوب أوعاملا بشريعة غيره و هو لايخلو من وجوه .الأول أن يكون علم وجوب عمله بشريعة غيره وكيفية الشريعة من الوحي‌ و هوالمطلوب أيضا لأنه ص حينئذ يكون عاملا بشريعة نفسه موافقا لشريعة من تقدمه كمامر تقريره في كلام السيد رحمه الله .الثاني‌ أن يكون علمهما جميعا من شريعة غيره و هوباطل كماعرفت بوجهين أحدهما أنه يلزم كون من يعمل بشريعته أفضل منه . وثانيهما أنه معلوم أنه ص لم يراجع في شيء من الأمور إلي غيره و لم يخالط أهل الكتاب و كان هذا من معجزاته ص أنه أتي بالقصص مع أنه لم يخالط العلماء و لم يتعلم منهم كمامر في وجوه إعجاز القرآن و قد قال تعالي هُوَ ألّذِي بَعَثَ فِي الأُمّيّينَ رَسُولًا مِنهُم والمكابرة في هذاأيضا مما لايأتي‌ به عاقل .


صفحه : 281

الثالث أنه ص علم وجوب العمل بشريعة من قبله بالوحي‌ وأخذ الشريعة من أربابها و هذا مع تضمنه للمطلوب كماعرفت إذ لايلزم منه إلا أن يكون نبيا أوحي‌ إليه أن يعمل بشريعة موافقة لشريعة من تقدمه باطل بما عرفت من العلم بعدم رجوعه ص إلي أرباب الشرائع قط في شيء من أموره و أماعكس ذلك فهو غيرمتصور إذ لايجوز عاقل أن يوحي‌ الله إلي عبده بكيفية شريعة لأن يعمل بها و لايأمره بالعمل بها حتي يلزمه الرجوع في ذلك إلي غيره مع أنه يلزم أن يكون تابعا لغيره مفضولا و قدعرفت بطلانه ثم إن قول من ذهب إلي أنه ص كان عاملا بالشرائع المنسوخة كشريعة نوح و موسي ع فهو أشد فسادا لأنه بعدنسخ شرائعهم كيف جاز له ص العمل بها إلابأن يعلم بالوحي‌ أنه يلزمه العمل بها و مع ذلك لا يكون عاملا بتلك الشريعة بل بشريعة نفسه موافقا لشرائعهم كماعرفت و أمااستدلالهم بقوله تعالي ما كُنتَ تدَريِ‌ مَا الكِتابُ وَ لَا الإِيمانُ فلايدل إلا علي أنه ص كان في حال لم يكن يعلم القرآن وبعض شرائع الإيمان ولعل ذلك كان في حال ولادته قبل تأييده بروح القدس كمادلت عليه رواية أبي حمزة وغيرها و هذا لاينافي‌ نبوته قبل الرسالة والعمل بشريعة نفسه قبل نزول الكتاب و بعد ماقررنا المطلوب في هذاالباب و ماذكرنا من الدلائل لايخفي عليك ضعف بعض مانقلنا في ذلك عن بعض الأعاظم و لانتعرض للقدح فيها بعدوضوح الحق و لوأردنا الاستقصاء في إيراد الدلائل ودفع الشبهة لطال الكلام ولخرجنا عن مقصودنا من الكتاب و الله الموفق للصواب


صفحه : 282

باب 3-إثبات المعراج ومعناه وكيفيته وصفته و ماجري فيه ووصف البراق

الآيات الإسراءسُبحانَ ألّذِي أَسري بِعَبدِهِ لَيلًا مِنَ المَسجِدِ الحَرامِ إِلَي المَسجِدِ الأَقصَي ألّذِي بارَكنا حَولَهُ لِنُرِيَهُ مِن آياتِنا إِنّهُ هُوَ السّمِيعُ البَصِيرُالزخرف وَ سئَل مَن أَرسَلنا مِن قَبلِكَ مِن رُسُلِنا أَ جَعَلنا مِن دُونِ الرّحمنِ آلِهَةً يُعبَدُونَالنجم عَلّمَهُ شَدِيدُ القُوي ذُو مِرّةٍ فَاستَوي وَ هُوَ بِالأُفُقِ الأَعلي ثُمّ دَنا فَتَدَلّي فَكانَ قابَ قَوسَينِ أَو أَدني فَأَوحي إِلي عَبدِهِ ما أَوحي ما كَذَبَ الفُؤادُ ما رَأي أَ فَتُمارُونَهُ عَلي ما يَري وَ لَقَد رَآهُ نَزلَةً أُخري عِندَ سِدرَةِ المُنتَهي عِندَها جَنّةُ المَأوي إِذ يَغشَي السّدرَةَ ما يَغشي ما زاغَ البَصَرُ وَ ما طَغي لَقَد رَأي مِن آياتِ رَبّهِ الكُبريتفسير قال الطبرسي‌ رحمه الله نزلت الآية في إسرائه ص و كان ذلك بمكة صلي المغرب في المسجد ثم أسري‌ به في ليلته ثم رجع فصلي الصبح في المسجد الحرام فأما الموضع ألذي أسري‌ إليه أين كان قيل كان الإسراء إلي بيت المقدس و قدنطق به القرآن و لايدفعه مسلم و ماقاله بعضهم إن ذلك كان في النوم فظاهر البطلان إذ لامعجز يكون فيه و لابرهان و قدوردت روايات كثيرة في قصة المعراج وعروج نبيناص إلي السماء ورواها كثير من الصحابة مثل ابن عباس و ابن مسعود وأنس وجابر بن عبد الله وحذيفة وعائشة وأم هانئ وغيرهم عن النبي ص وزاد بعضهم ونقص بعض وتنقسم جملتها إلي أربعة أوجه أحدها مايقطع علي صحته لتواتر الأخبار به وإحاطة العلم بصحته . وثانيها ماورد في ذلك مما تجوزه العقول و لاتأباه الأصول فنحن نجوزه ثم


صفحه : 283

نقطع علي أن ذلك كان في يقظته دون منامه . وثالثها ما يكون ظاهره مخالفا لبعض الأصول إلا أنه يمكن تأويلها علي وجه يوافق المعقول فالأولي أن نأوله علي مايطابق الحق والدليل . ورابعها ما لايصح ظاهره و لايمكن تأويله إلا علي التعسف البعيد فالأولي أن لانقبله فأما الأول المقطوع به فهو أنه أسري‌ به ص علي الجملة و أماالثاني‌ فمنه ماروي‌ عنه ص أنه طاف في السماوات ورأي الأنبياء والعرش وسدرة المنتهي والجنة والنار ونحو ذلك و أماالثالث فنحو ماروي‌ أنه رأي قوما في الجنة يتنعمون فيها ورأي قوما في النار يعذبون فيهافيحمل علي أنه رأي صفتهم وأسماءهم و أماالرابع فنحو ماروي‌ أنه ص كلم الله سبحانه جهرة ورآه وقعد معه علي سريره ونحو ذلك مما يوجب ظاهره التشبيه و الله سبحانه يتقدس عن ذلك وكذلك ماروي‌ أنه شق بطنه وغسل لأنه ص كان طاهرا مطهرا من كل سوء وعيب وكيف يطهر القلب و ما فيه من الاعتقاد بالماءسُبحانَ ألّذِي أَسري بِعَبدِهِسبحان كلمة تنزيه لله عما لايليق به وقيل يراد به التعجب والسري السير بالليل لَيلًاقالوا كان ذلك الليل قبل الهجرة بسنةمِنَ المَسجِدِ الحَرامِ قال أكثر المفسرين أسري‌ به ص من دار أم هانئ أخت علي ع وزوجها هبيرة بن أبي وهب المخزومي‌ و كان ص نائما في تلك الليلة في بيتها و إن المراد بالمسجد الحرام هنا مكة ومكة والحرم كلها مسجد و قال الحسن وقتادة كان الإسراء من نفس المسجد الحرام إِلَي المَسجِدِ الأَقصَييعني‌ بيت المقدس لبعد المسافة بينه و بين المسجد الحرام ألّذِي بارَكنا حَولَهُ أي جعلنا البركة فيما حوله من الأشجار والثمار والنبات والأمن والخصب حتي لايحتاجوا إلي أن يجلب إليهم من موضع آخر أوبأن جعلناه مقر الأنبياء ومهبط الملائكةلِنُرِيَهُ مِن آياتِنا أي من عجائب حججنا ومنها إسراؤه في ليلة واحدة من مكة إلي هناك ومنها أن أراه


صفحه : 284

الأنبياء واحدا بعدواحد و أن عرج به إلي السماء و غير ذلك من العجائب التي‌ أخبر بها الناس إِنّهُ هُوَ السّمِيعُلأقوال من صدق بذلك أوكذب البَصِيرُبما فعل من الإسراء والمعراج انتهي . و قال الرازي‌ في تفسيره اختلف المسلمون في كيفية ذلك الإسراء فالأكثرون من طوائف المسلمين اتفقوا علي أنه أسري‌ بجسد رسول الله ص والأقلون قالوا إنه ماأسري‌ إلابروحه .حكي محمد بن جرير الطبري‌ في تفسيره عن حذيفة أنه قال كان ذلك رؤيا و أنه مافقد جسد رسول الله ص وإنما أسري‌ بروحه وحكي‌ هذاالقول أيضا عن عائشة و عن معاوية واعلم أن الكلام في هذاالباب يقع في مقامين .أحدهما في إثبات الجواز العقلي‌ والثاني‌ في الوقوع . أماالأول فنقول الحركة الواقعة في السرعة إلي هذاالحد ممكنة في نفسها و الله تعالي قادر علي جميع الممكنات فنفتقر إلي مقدمتين . أماالأولي فبوجوه .الأول أن الفلك الأعظم يتحرك من أول الليل إلي آخره مايقرب من نصف الدور و قدثبت في الهندسة أن نسبة القطر إلي الدور نسبة الواحد إلي ثلاثة وسبع فيلزم أن تكون نسبة نصف القطر إلي نصف الدور نسبة الواحد إلي ثلاثة وسبع وبتقدير أن يقال إن رسول الله ص ارتفع من مكة إلي مافوق الفلك الأعظم فهو لم يتحرك إلامقدار نصف


صفحه : 285

القطر فلما حصل في ذلك القدر من الزمان حركة نصف الدور كان حصول الحركة بمقدار نصف القطر أولي بالإمكان فهذا برهان قاطع علي أن الارتفاع من مكة إلي مافوق العرش في مقدار ثلث الليل أمر ممكن في نفسه و إذا كان كذلك كان حصوله في كل الليل أولي بالإمكان .الثاني‌ أنه ثبت في الهندسة أن قرص الشمس يساوي‌ كرة الأرض مائة وستين مرة وكذا مرة ثم إنا نشاهد أن طلوع القرص يحصل في زمان لطيف سريع و ذلك يدل علي أن بلوغ الحركة في السرعة إلي الحد المذكور أمر ممكن في نفسه .الثالث أنه كمايستبعد في العقل صعود الجسم الكثيف من مركز العالم إلي مافوق العرش فكذلك يستبعد نزول الجسم اللطيف الروحاني‌ من فوق العرش إلي مركز العالم فإن كان القول بمعراج محمدص في الليلة الواحدة ممتنعا في العقول كان القول بنزول جبرئيل ع من العرش إلي مكة في اللحظة الواحدة ممتنعا و لوحكمنا بهذا الامتناع كان طعنا في نبوة جميع الأنبياء ع والقول بثبوت المعراج فرع علي تسليم جواز أصل النبوة.الرابع أن أكثر أرباب الملل والنحل يسلمون وجود إبليس ويسلمون أنه هو ألذي يتولي إلقاء الوسوسة في قلوب بني‌ آدم فلما سلموا جواز مثل هذه الحركة السريعة في حق إبليس فلأن يسلموا جوازها في حق أكابر الأنبياء كان ذلك أولي .الخامس أنه جاء في القرآن أن الرياح كانت تسير بسليمان ع إلي المواضع البعيدة في الأوقات القليلة بل نقول الحس يدل علي أن الرياح تنتقل عندشدة هبوبها من مكان إلي مكان في غاية البعد في اللحظة الواحدة و ذلك أيضا يدل علي أن مثل هذه الحركة السريعة في نفسها ممكنة.السادس أن مادل عليه القرآن من إحضار عرش بلقيس من أقصي اليمن إلي أقصي الشام في مقدار لمح البصر يدل علي جواز ذلك .


صفحه : 286

السابع أن من الناس من يقول إن الحيوان إنما يبصر المبصرات بخروج الشعاع من البصر واتصالها بالمبصر فعلي قول هؤلاء انتقل شعاع العين من أبصارنا إلي زحل في تلك اللحظة اللطيفة و ذلك يدل علي أن الحركة الواقعة علي هذاالحد من السرعة من الممكنات لا من الممتنعات .المقدمة الثانية في بيان أن هذه الحركة لماكانت ممكنة الوجود في نفسها وجب أن لا يكون حصولها في جسد محمدص ممتنعا لأنا قدبينا أن الأجسام متماثلة في تمام ماهيتها فلما صح حصول مثل هذه الحركة في حق بعض الأجسام وجب إمكان حصولها في سائر الأجسام فيلزم من مجموع هذه المقدمات أن القول بثبوت هذاالمعراج أمر ممكن الوجود في نفسه أقصي ما في الباب أنه يبقي التعجب إلا أن هذاالتعجب غيرمخصوص بهذا المقام بل هوحاصل في جميع المعجزات فانقلاب العصا ثعبانا يبتلع سبعين ألف حبل من الحبال والعصي‌ ثم تعود في الحال عصا صغيرة كماكانت أمر عجيب وكذا سائر المعجزات . و أماالمقام الثاني‌ و هووقوع المعراج فقد قال أهل التحقيق ألذي يدل علي أنه تعالي أسري بروح محمد وجسده من مكة إلي المسجد الأقصي القرآن والخبر أماالقرآن فهو هذه الآية وتقرير الدليل أن العبد اسم للجسد والروح فيجب أن يكون الإسراء حاصلا بجميع الجسد والروح ويؤيده قوله تعالي أَ رَأَيتَ ألّذِي يَنهي عَبداً إِذا صَلّي و لاشك أن المراد هاهنا مجموع الروح والجسد و قال أيضا في سورة الجن وَ أَنّهُ لَمّا قامَ عَبدُ اللّهِ والمراد مجموع الروح والجسد فكذا هاهنا و أماالخبر فهو الحديث المروي‌ في الصحاح و هومشهور و هويدل علي الذهاب من مكة إلي بيت المقدس ثم منه إلي السماوات انتهي ملخص كلامه .


صفحه : 287

و قدمر تفسير الآية الثانية في باب عصمته ص . قوله تعالي عَلّمَهُ شَدِيدُ القُوي قال البيضاوي‌ أي ملك شديد قواه و هوجبرئيل ع ذُو مِرّةٍحصافة في عقله ورأيه فَاستَويفاستقام علي صورته الحقيقية التي‌ خلقه الله عليها وقيل استولي بقوته علي ماجعل له من الأمروَ هُوَ أي جبرئيل بِالأُفُقِ الأَعليأفق السماءثُمّ دَنا من النبي فَتَدَلّيفتعلق به و هوتمثيل لعروجه بالرسول ص وقيل ثم تدلي من الأفق الأعلي فدنا من الرسول فيكون إشعارا بأنه عرج به غيرمنفصل عن محله وتقريرا لشدة قوته فإن التدلي‌ استرسال مع تعلق فَكانَجبرئيل من محمدص قابَ قَوسَينِمقدارهماأَو أَدني علي تقديركم كقوله أَو يَزِيدُونَ والمقصود تمثيل ملكة الاتصال وتحقيق استماعه لماأوحي إليه بنفي‌ البعد الملبس فَأَوحيجبرئيل إِلي عَبدِهِ أي عبد الله وإضماره قبل الذكر لكونه معلوماما أَوحيجبرئيل و فيه تفخيم للوحي‌ به أو الله إليه وقيل الضمائر كلها لله تعالي و هوالمعني‌ بشديد القوي كما في قوله هُوَ الرّزّاقُ ذُو القُوّةِ المَتِينُ ودنوه منه برفع مكانته وتدليه جذبه بشراشره إلي جناب القدس ما كَذَبَ الفُؤادُ ما رَأي أي ببصره من صورة جبرئيل أو الله أي ماكذب الفؤاد بصره بما حكاه له فإن الأمور القدسية تدرك أولا بالقلب ثم ينتقل منه إلي البصر أو ما قال فؤاده لمارآه لم أعرفك و لو قال ذلك كان كاذبا لأنه عرفه بقلبه كمارآه ببصره وقيل مارآه بقلبه والمعني لم يكن تخيلا كاذبا ويدل عليه أنه سئل ص هل رأيت ربك فقال رأيته بفؤادي‌أَ فَتُمارُونَهُ عَلي ما يَري أفتجادلونه عليه من المراء و هوالمجادلةوَ لَقَد رَآهُ نَزلَةً أُخريمرة أخري فعلة من النزول وأقيمت مقام المرة ونصبت نصبها إشعارا بأن الرؤية في هذه المرة كانت أيضا بنزول ودنو والكلام في المرئي‌ والدنو ماسبق وقيل تقديره ولقد رآه نازلا نزلة أخري ونصبها علي المصدر والمراد به نفي‌ الريبة عن


صفحه : 288

المرة الأخيرةعِندَ سِدرَةِ المُنتَهيالتي‌ ينتهي‌ إليها علم الخلائق وأعمالهم أو ماينزل من فوقها ويصعد من تحتها إليها ولعلها شبهت بالسدرة وهي‌ شجرة النبق لأنهم يجتمعون في ظلها وروي‌ مرفوعا أنها في السماء السابعةعِندَها جَنّةُ المَأويالجنة التي‌ يأوي‌ إليها المتقون أوأرواح الشهداءإِذ يَغشَي السّدرَةَ ما يَغشيتعظيم وتكثير لمايغشاها بحيث لايكتنهها نعت و لايحصيها عدد وقيل يغشاها الجم الغفير من الملائكة يعبدون الله عندهاما زاغَ البَصَرُ مامال بصر رسول الله عما رآه وَ ما طَغي و ماتجاوزه بل أثبته إثباتا صحيحا مستيقنا أو ماعدل عن رؤية العجائب التي‌ أمر برؤيتها و ماجاوزهالَقَد رَأي مِن آياتِ رَبّهِ الكُبري أي و الله لقد رأي الكبري من آياته وعجائبه الملكية والملكوتية ليلة المعراج و قدقيل إنها المعنية بما رأي ويجوز أن تكون الكبري صفة للآيات علي أن المفعول محذوف أي شيئا من آيات ربه أو من مزيدة و قال الطبرسي‌ رضي‌ الله عنه في قوله تعالي ما كَذَبَ الفُؤادُ ما رَأي أي لم يكذب فؤاد محمدص مارآه بعينه قال ابن عباس رأي محمدربه بفؤاده وَ روُيِ‌َ ذَلِكَ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَنَفِيّةِ عَن عَلِيّ ع أَي عَلِمَهُ عِلماً يَقِيناً بِمَا رَآهُ مِنَ الآيَاتِ البَاهِرَاتِ

وقيل إن ألذي رآه هوجبرئيل علي صورته التي‌ خلقه الله عليها وقيل و هو مارآه من ملكوت الله وأجناس مقدوراته عن الحسن قال وعرج بروح محمد إلي السماء وجسده في الأرض و قال الأكثرون و هوالظاهر من مذاهب أصحابنا والمشهور في أخبارهم إن الله تعالي صعد بجسمه إلي السماء حيا سليما حتي رأي مارأي من ملكوت السماوات بعينه و لم يكن ذلك في المنام

وَ عَن أَبِي العَالِيَةِ قَالَ سُئِلَ رَسُولُ اللّهِص هَل رَأَيتَ رَبّكَ لَيلَةَ المِعرَاجِ قَالَ رَأَيتُ نَهَراً وَ رَأَيتُ وَرَاءَ النّهَرِ حِجَاباً وَ رَأَيتُ وَرَاءَ الحِجَابِ نُوراً لَم أَرَ غَيرَ ذَلِكَ

وَ روُيِ‌َ عَن أَبِي ذَرّ وَ أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِ‌ّ أَنّ النّبِيّص سُئِلَ عَن قَولِهِما كَذَبَ الفُؤادُ ما رَأي قَالَ رَأَيتُ نُوراً

وروي‌ ذلك عن مجاهد وعكرمةأَ فَتُمارُونَهُ عَلي ما يَري


صفحه : 289

و ذلك أنهم جادلوه حين أسري‌ به فقالوا صف لنا بيت المقدس وأخبرنا عن عيرنا في طريق الشام وَ لَقَد رَآهُ نَزلَةً أُخري أي جبرئيل في صورته نازلا من السماء نزلة أخري و ذلك أنه رآه مرتين في صورته عِندَ سِدرَةِ المُنتَهي أي رآه محمد و هو عندسدرة المنتهي وهي‌ شجرة عن يمين العرش فوق السماء السابعة انتهي إليها علم كل ملك وقيل هي‌ شجرة طوبي إِذ يَغشَي السّدرَةَ ما يَغشيقيل يغشاها الملائكة أمثال الغربان حين يقعن علي الشجرة

وَ روُيِ‌َ أَنّ النّبِيّص قَالَ رَأَيتُ عَلَي كُلّ وَرَقَةٍ مِن أَورَاقِهَا مَلَكاً قَائِماً يُسَبّحُ اللّهَ تَعَالَي

وقيل يغشاها من النور والبهاء و الحسن والصفاء ألذي يروق الأبصار ما ليس لوصفه منتهي وقيل يغشاها فراش من ذهب عن ابن عباس وكأنها ملائكة علي صورة الفراش يعبدون الله تعالي والمعني أنه رأي جبرئيل علي صورته في الحال التي‌ يغشي فيهاالسدرة من أمر الله و من العجائب المنبهة علي كمال قدرة الله تعالي مايغشاهاما زاغَ البَصَرُ وَ ما طَغي لم يمل بصره يمينا وشمالا و ماجاوز القصد و لاالحد ألذي حد له لَقَد رَأي مِن آياتِ رَبّهِ الكُبريمثل سدرة المنتهي وصورة جبرئيل ورؤيته و له ستمائة جناح قدسد الأفق بأجنحته وقيل إنه رأي رفرفا أخضر من رفارف الجنة قدسد الأفق انتهي كلامه رفع الله مقامه . وأقول اعلم أن عروجه ص إلي بيت المقدس ثم إلي السماء في ليلة واحدة بجسده الشريف مما دلت عليه الآيات والأخبار المتواترة من طرق الخاصة والعامة وإنكار أمثال ذلك أوتأويلها بالعروج الروحاني‌ أوبكونه في المنام ينشأ إما من قلة التتبع في آثار الأئمة الطاهرين أو من قلة التدين وضعف اليقين أوالانخداع بتسويلات المتفلسفين والأخبار الواردة في هذاالمطلب لاأظن مثلها ورد في شيء من أصول المذهب فما أدري‌


صفحه : 290

ماالباعث علي قبول تلك الأصول وادعاء العلم فيها والتوقف في هذاالمقصد الأقصي فبالحري‌ أن يقال لهم أَ فَتُؤمِنُونَ بِبَعضِ الكِتابِ وَ تَكفُرُونَ بِبَعضٍ و أمااعتذارهم بعدم قبول الفلك للخرق والالتيام فلايخفي علي أولي‌ الأفهام أن ماتمسكوا به في ذلك ليس إلا من شبهات الأوهام مع أن دليلهم علي تقدير تمامه إنما يدل علي عدم جواز الخرق في الفلك المحيط بجميع الأجسام والمعراج لايستلزمه و لوكانت أمثال تلك الشكوك والشبهات مانعة من قبول ماثبت بالمتواترات لجاز التوقف في جميع ماصار في الدين من الضروريات وإني‌ لأعجب من بعض متأخري‌ أصحابنا كيف أصابهم الوهن في أمثال ذلك مع أن مخالفيهم مع قلة أخبارهم وندرة آثارهم بالنظر إليهم وعدم تدينهم لم يجوزوا ردها و لم يرخصوا في تأويلها وهم مع كونهم من أتباع الأئمة الأطهار ع وعندهم أضعاف ما عندمخالفيهم من صحيح الآثار يقتصون آثار شرذمة من سفهاء المخالفين ويذكرون أقوالهم بين أقوال الشيعة المتدينين أعاذنا الله وسائر المؤمنين من تسويلات المضلين . واعلم أن قدماء أصحابنا و أهل التحقيق منهم لم يتوقفوا في ذلك . قال شيخ الطائفة قدس الله روحه في التبيان و عندأصحابنا و عندأكثر أهل التأويل وذكره الجبائي‌ أيضا أنه عرج به في تلك الليلة إلي السماوات حتي بلغ سدرة المنتهي في السماء السابعة وأراه الله من آيات السماوات و الأرض ماازداد به معرفة ويقينا و كان ذلك في يقظته دون منامه و ألذي يشهد به القرآن الإسراء من المسجد الحرام إلي المسجد الأقصي والثاني‌ يعلم بالخبر انتهي و قوله عندأصحابنا يدل علي اتفاقهم علي ذلك فلايعبأ بما أسند ابن شهرآشوب إلي أصحابنا من اقتصار الإمامية علي المعراج إلي بيت المقدس كماسيأتي‌. و قال في المقاصد وشرحه قدثبت معراج النبي ص بالكتاب والسنة وإجماع الأمة إلا أن الخلاف في أنه في المنام أو في اليقظة وبالروح فقط أوالجسد و إلي المسجد


صفحه : 291

الأقصي فقط أو إلي السماء والحق أنه في اليقظة بالجسد إلي المسجد الأقصي بشهادة الكتاب وإجماع القرن الثاني‌ و من بعده إلي السماء بالأحاديث المشهورة والمنكر مبتدع ثم إلي الجنة والعرش أو إلي طرف العالم علي اختلاف الآراء بخبر الواحد و قداشتهر أنه نعت لقريش المسجد الأقصي علي ما هو عليه وأخبرهم بحال عيرهم فكان علي ماأخبر وبما رأي في السماء من العجائب وبما شاهد من أحوال الأنبياء علي ما هومذكور في كتب الحديث .لنا أنه أمر ممكن أخبر به الصادق ودليل الإمكان تماثل الأجسام فيجوز الخرق علي السماء كالأرض وعروج الإنسان و أماعدم دليل الامتناع فإنه لايلزم من فرض وقوعه محال وأيضا لو كان دعوي النبي ص المعراج في المنام أوبالروح لماأنكره الكفرة غاية الإنكار و لم يرتد بعض من أسلم ترددا منه في صدق النبي ص .تمسك المخالف بما روي‌ عن عائشة أنها قالت و الله مافقد جسد محمد رسول الله ص و عن معاوية أنها كانت رؤيا صالحة و أنت خبير بأنه علي تقدير صحته لايصلح حجة في مقابلة ماورد من الأحاديث وأقوال كبار الصحابة وإجماع القرون اللاحقة انتهي .أقول لوأردت استيفاء الأخبار الواردة في هذاالباب لصار مجلدا كبيرا وإنما نورد هاهنا بعض مايتعلق بكيفية المعراج وحقيته وسائر الأخبار متفرقة في سائر الأبواب

1-عد،[العقائد] اعتقادنا في الجنة والنار أنهما مخلوقتان و أن النبي ص قددخل الجنة ورأي النار حين عرج

2-أَقُولُ روُيِ‌َ فِي تَفسِيرِ النعّماَنيِ‌ّ بِإِسنَادِهِ ألّذِي سيَأَتيِ‌ فِي كِتَابِ القُرآنِ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ أَمّا الرّدّ عَلَي مَن أَنكَرَ المِعرَاجَ فَقَولُهُ تَعَالَيوَ هُوَ بِالأُفُقِ الأَعلي ثُمّ دَنا فَتَدَلّي فَكانَ قابَ قَوسَينِ أَو أَدني فَأَوحي إِلي عَبدِهِ


صفحه : 292

ما أَوحي إِلَي قَولِهِعِندَها جَنّةُ المَأويفَسِدرَةُ المُنتَهَي فِي السّمَاءِ السّابِعَةِ ثُمّ قَالَ سُبحَانَهُوَ سئَل مَن أَرسَلنا مِن قَبلِكَ مِن رُسُلِنا أَ جَعَلنا مِن دُونِ الرّحمنِ آلِهَةً يُعبَدُونَ وَ إِنّمَا أَمَرَ تَعَالَي رَسُولَهُ أَن يَسأَلَ الرّسُلَ فِي السّمَاءِ وَ مِثلُهُ قَولُهُفَإِن كُنتَ فِي شَكّ مِمّا أَنزَلنا إِلَيكَ فَسئَلِ الّذِينَ يَقرَؤُنَ الكِتابَ مِن قَبلِكَيعَنيِ‌ الأَنبِيَاءَ ع هَذَا كُلّهُ فِي لَيلَةِ المِعرَاجِ وَ أَمّا الرّدّ عَلَي مَن أَنكَرَ خَلقَ الجَنّةِ وَ النّارِ فَقَالَ اللّهُ تَعَالَيعِندَ سِدرَةِ المُنتَهي عِندَها جَنّةُ المَأوي وَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص دَخَلتُ الجَنّةَ فَرَأَيتُ فِيهَا قَصراً مِن يَاقُوتٍ أَحمَرَ يُرَي دَاخِلُهُ مِن خَارِجِهِ وَ خَارِجُهُ مِن دَاخِلِهِ مِن نُورِهِ فَقُلتُ يَا جَبرَئِيلُ لِمَن هَذَا القَصرُ قَالَ لِمَن أَطَابَ الكَلَامَ وَ أَدَامَ الصّيَامَ وَ أَطعَمَ الطّعَامَ وَ تَهَجّدَ بِاللّيلِ وَ النّاسُ نِيَامٌ الخَبَرَ وَ قَالَص لَمّا أسُريِ‌َ بيِ‌ إِلَي السّمَاءِ دَخَلتُ الجَنّةَ فَرَأَيتُ فِيهَا قيعان [قِيعَاناً] وَ رَأَيتُ فِيهَا مَلَائِكَةً يَبنُونَ لَبِنَةً مِن ذَهَبٍ وَ لَبِنَةً مِن فِضّةٍ وَ رُبّمَا أَمسَكُوا فَقُلتُ لَهُم مَا بَالُكُم قَد أَمسَكتُم فَقَالُوا حَتّي تَجِيئَنَا النّفَقَةُ فَقُلتُ وَ مَا نَفَقَتُكُم قَالُوا قَولُ المُؤمِنِ سُبحَانَ اللّهِ وَ الحَمدُ لِلّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ اللّهُ أَكبَرُ فَإِذَا قَالَ بَنَينَا وَ إِذَا سَكَتَ أَمسَكنَا


صفحه : 293

وَ قَالَص لَمّا أسُريِ‌َ بيِ‌ إِلَي سَبعِ سَمَاوَاتِهِ أَخَذَ جَبرَئِيلُ بيِدَيِ‌ وَ أدَخلَنَيِ‌ الجَنّةَ وَ أجَلسَنَيِ‌ عَلَي دُرنُوكٍ مِن دَرَانِيكِ الجَنّةِ وَ ناَولَنَيِ‌ سَفَرجَلَةً فَانفَلَقَت نِصفَينِ وَ خَرَجَت مِنهَا حَورَاءُ فَقَامَت بَينَ يدَيَ‌ّ وَ قَالَت السّلَامُ عَلَيكَ يَا مُحَمّدُ السّلَامُ عَلَيكَ يَا أَحمَدُ السّلَامُ عَلَيكَ يَا رَسُولَ اللّهِ فَقُلتُ وَ عَلَيكِ السّلَامُ مَن أَنتِ قَالَت أَنَا الرّاضِيَةُ المَرضِيّةُ خلَقَنَيِ‌ الجَبّارُ مِن ثَلَاثَةِ أَنوَاعٍ أعَلاَي‌َ مِنَ الكَافُورِ وَ وسَطَيِ‌ مِنَ العَنبَرِ وَ أسَفلَيِ‌ مِنَ المِسكِ عُجِنتُ بِمَاءِ الحَيَوَانِ قَالَ لِي ربَيّ‌ كوُنيِ‌ فَكُنتُ وَ هَذَا وَ مِثلُهُ دَلِيلٌ عَلَي خَلقِ الجَنّةِ وَ كَذَا الكَلَامُ فِي النّارِ

أقول ذكر علي بن ابراهيم مثله في مفتتح تفسيره عندتنويع آيات القرآن

3- وَ وَجَدتُ فِي كِتَابِ كَنزِ الفَوَائِدِ،تَألِيفِ الشّيخِ الجَلِيلِ أَبِي الفَتحِ الكرَاَجكُيِ‌ّ رَحِمَهُ اللّهُ عِندَ ذِكرِ المُعَمّرِينَ أَخبَرَنَا القاَضيِ‌ أَبُو الحَسَنِ عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ البغَداَديِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ أَيّوبَ عَن مُحَمّدِ بنِ لَاحِقِ بنِ سَابِقٍ عَن هِشَامِ بنِ مُحَمّدٍ السّائِبِ الكلَبيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَنِ الشرّقيِ‌ّ بنِ القطُاَميِ‌ّ عَن تَمِيمِ بنِ وَهلَةَ المرُيّ‌ّ قَالَ حدَثّنَيِ‌ الجَارُودُ بنُ المُنذِرِ العبَديِ‌ّ وَ كَانَ نَصرَانِيّاً فَأَسلَمَ عَامَ الحُدَيبِيَةِ وَ حَسُنَ إِسلَامُهُ وَ كَانَ قَارِئاً لِلكُتُبِ عَالِماً بِتَأوِيلِهَا عَلَي وَجهِ الدّهرِ وَ سَالِفِ العَصرِ بَصِيراً بِالفَلسَفَةِ وَ الطّبّ ذَا رأَي‌ٍ أَصِيلٍ وَ وَجهٍ جَمِيلٍ أَنشَأَ يُحَدّثُنَا فِي أَيّامِ إِمَارَةِ عُمَرَ بنِ الخَطّابِ قَالَوَفَدتُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص


صفحه : 294

فِي رِجَالٍ مِن عَبدِ القَيسِ ذوَيِ‌ أَحلَامٍ وَ أَسنَانٍ وَ فَصَاحَةٍ وَ بَيَانٍ وَ حُجّةٍ وَ بُرهَانٍ فَلَمّا بَصُرُوا بِهِ رَاعَهُم مَنظَرُهُ وَ مَحضَرُهُ فَقَالَ زَعِيمُ القَومِ لِي دُونَكَ مَن أَمّمتَ فَمَا نَستَطِيعُ أَن نُكَلّمَهُ فَاستَقدَمتُ دُونَهُم إِلَيهِ فَوَقَفتُ بَينَ يَدَيهِ فَقُلتُ سَلَامٌ عَلَيكَ يَا رَسُولَ اللّهِ بأِبَيِ‌ أَنتَ وَ أمُيّ‌ ثُمّ أَنشَأتُ أَقُولُ


يَا نبَيِ‌ّ الهُدَي أَتَتكَ رِجَالٌ   قَطَعَت قَردَداً وَ آلًا فَآلًا

جَابَتِ البِيدَ وَ المَهَامِهَ حَتّي   عَالَهَا مِن طُوَي السّرَي مَا عَالَا

قَطَعَت دُونَكَ الصّحَاصِحَ تَهوَي   لَا تَعُدّ الكَلَالَ فِيكَ كَلَالًا

كُلّ دَهنَاءَ يَقصُرُ الطّرفُ عَنهَا   أَرقَلَتهَا قِلَاصُنَا إِرقَالًا

وَ طَوَتهَا العِتَاقُ تَجمَحُ فِيهَا   بِكُمَاةٍ مِثلِ النّجُومِ تَلَالَا

ثُمّ لَمّا رَأَتكَ أَحسَنَ مَرءٍ   أُفحِمَت عَنكَ هَيبَةً وَ جَلَالًا

صفحه : 295


تتَقّيِ‌ شَرّ بَأسِ يَومٍ عَصِيبٍ   هَائِلٍ أَوجَلَ القُلُوبَ وَ هَالَا

نَحوَ نُورٍ مِنَ الإِلَهِ وَ بُرهَانٍ   وَ بِرّ وَ نِعمَةٍ أَن تَنَالَا

وَ أَمَانٍ مِنهُ لَدَي الحَشرِ وَ النّشرِ   إِذِ الخَلقُ لَا يُطِيقُ السّؤَالَا

فَلَكَ الحَوضُ وَ الشّفَاعَةُ وَ الكَوثَرُ   وَ الفَضلُ إِذ يَنُصّ السّؤَالَا

أَنبَأَ الأَوّلُونَ بِاسمِكَ فِينَا   وَ بِأَسمَاءٍ بَعدَهُ تَتَسَالَي

قَالَ فَأَقبَلَ عَلَيّ رَسُولُ اللّهِص بِصَفحَةِ وَجهِهِ المُبَارَكِ شِمتُ مِنهُ ضِيَاءً لَامِعاً سَاطِعاً كَوَمِيضِ البَرقِ فَقَالَ يَا جَارُودُ لَقَد تَأَخّرَ بِكَ وَ بِقَومِكَ المَوعِدُ وَ قَد كُنتُ وَعَدتُهُ قَبلَ عاَميِ‌ ذَلِكَ أَن أَفِدَ إِلَيهِ بقِوَميِ‌ فَلَم آتِهِ وَ أَتَيتُهُ فِي عَامِ الحُدَيبِيَةِ فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ بنِفَسيِ‌ أَنتَ مَا كَانَ إبِطاَئيِ‌ عَنكَ إِلّا أَنّ جُلّةَ قوَميِ‌ أَبطَئُوا عَن إجِاَبتَيِ‌ حَتّي سَاقَهَا اللّهُ إِلَيكَ لِمَا أَرَادَهَا بِهِ مِنَ الخَيرِ لَدَيكَ فَأَمّا مَن تَأَخّرَ عَنهُ فَحَظّهُ فَاتَ مِنكَ فَتِلكَ أَعظَمُ حَوبَةً وَ أَكبَرُ عُقُوبَةً فَقَالَ سَلمَانُ وَ كَيفَ عَرَفتَهُ يَا أَخَا عَبدِ القَيسِ قَبلَ إِتيَانِهِ فَأَقبَلتُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص وَ هُوَ يَتَلَألَأُ وَ يُشرِقُ وَجهُهُ نُوراً وَ سُرُوراً فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّ قَسّاً كَانَ يَنتَظِرُ زَمَانَكَ وَ يَتَوَكّفُ إِبّانَكَ وَ يَهتِفُ بِاسمِكَ وَ اسمِ أَبِيكَ وَ أُمّكَ وَ أَسمَاءٍ


صفحه : 296

لَستُ أُصِيبُهَا مَعَكَ وَ لَا أَرَاهَا فِيمَنِ اتّبَعَكَ قَالَ سَلمَانُ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ فَأَخبِرنَا فَأَنشَأتُ أُحَدّثُهُم وَ رَسُولُ اللّهِص يَسمَعُ وَ القَومُ سَامِعُونَ وَاعُونَ قُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ لَقَد شَهِدتُ قُسّاً وَ قَد خَرَجَ مِن نَادٍ مِن أَندِيَةٍ إِبَادٍ إِلَي صَحصَحٍ ذيِ‌ قَتَادٍ وَ سَمُرٍ وَ عَتَادٍ وَ هُوَ مُشتَمِلٌ بِنِجَادٍ فَوَقَفَ فِي إِضحِيَانِ لَيلٍ كَالشّمسِ رَافِعاً إِلَي السّمَاءِ وَجهَهُ وَ إِصبَعَهُ فَدَنَوتُ مِنهُ فَسَمِعتُهُ يَقُولُ أللّهُمّ رَبّ هَذِهِ السّبعَةِ الأَرقِعَةِ وَ الأَرَضِينَ المُمرِعَةِ وَ بِمُحَمّدٍ وَ الثّلَاثَةِ المَحَامِدَةِ مَعَهُ وَ العِلّيّينَ الأَربَعَةِ وَ سِبطَيهِ المَنِيعَةِ الأَرفَعَةِ وَ السرّيِ‌ّ الأَلمَعَةِ وَ سمَيِ‌ّ الكَلِيمِ الضّرَعَةِ أُولَئِكَ النّقَبَاءُ الشّفَعَةُ وَ الطّرُقُ المَهيَعَةُ دَرَسَةُ الإِنجِيلِ وَ حَفَظَةُ التّنزِيلِ عَلَي عَدَدِ النّقَبَاءِ مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ مُحَاةُ الأَضَالِيلِ نُفَاةُ الأَبَاطِيلِ الصّادِقُو القِيلِ عَلَيهِم تَقُومُ السّاعَةُ وَ بِهِم تُنَالُ الشّفَاعَةُ وَ لَهُم مِنَ اللّهِ فَرضُ الطّاعَةِ ثُمّ قَالَ أللّهُمّ ليَتنَيِ‌ مُدرِكُهُم وَ لَو بَعدَ لأَي‌ٍ مِن عمُرُيِ‌ وَ محَياَي‌َ ثُمّ أَنشَأَ يَقُولُ


فَإِن غاَلنَيِ‌ الدّهرُ الحزون [BA]الخَئُونُ]بِغُولِهِ   فَقَد غَالَ مَن قبَليِ‌ وَ مَن بَعدُ يُوشِكُ

صفحه : 297


فَلَا غَروَ إنِيّ‌ سَالِكٌ مَسلَكَ الأُولَي   وَشِيكاً وَ مَن ذَا لِلرّدَي لَيسَ يَسلُكُ

ثُمّ آبَ يُكَفكِفُ دَمعَهُ وَ يَرِنّ رَنِينَ البَكرَةِ قَد بُرِيَت بِبُرَاتٍ وَ هُوَ يَقُولُ


أَقسَمَ قُسّ قَسَماً لَيسَ بِهِ مُكتَتِماً   لَو عَاشَ ألَفيَ‌ عُمُرٍ لَم يَلقَ مِنهَا سَأَماً

حَتّي يلُاَقيِ‌َ أَحمَدَ وَ النّقَبَاءَ الحُكَمَا   هُم أَوصِيَاءُ أَحمَدَ أَكرَمُ مَن تَحتَ السّمَا

يَعمَي العِبَادُ عَنهُم وَ هُم جِلَاءٌ لِلعَمَي   لَستُ بِنَاسٍ ذِكرَهُم حَتّي أَحُلّ الرّجَمَا

ثُمّ قُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ أنَبئِنيِ‌ أَنبَأَكَ اللّهُ بِخَبَرٍ عَن هَذِهِ الأَسمَاءِ التّيِ‌ لَم نُشهِدهَا وَ أَشهَدَنَا قَسّ ذِكرَهَا فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا جَارُودُ لَيلَةَ أسُريِ‌َ بيِ‌ إِلَي السّمَاءِ أَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إلِيَ‌ّ أَن سَلمَن أَرسَلنا مِن قَبلِكَ مِن رُسُلِنا عَلَي مَا بُعِثُوا فَقُلتُ عَلَي مَا بُعِثتُم فَقَالُوا عَلَي نُبُوّتِكَ وَ وَلَايَةِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَ الأَئِمّةِ مِنكُمَا ثُمّ أَوحَي إلِيَ‌ّ أَنِ التَفِت عَن يَمِينِ العَرشِ فَالتَفَتّ فَإِذَا عَلِيّ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ وَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ وَ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ وَ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ وَ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ وَ عَلِيّ بنُ مُوسَي وَ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ وَ عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ وَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ وَ المهَديِ‌ّ فِي ضَحضَاحٍ مِن نُورٍ يُصَلّونَ فَقَالَ لِيَ الرّبّ تَعَالَي هَؤُلَاءِ الحُجَجُ أوَليِاَئيِ‌ وَ هَذَا المُنتَقِمُ مِن أعَداَئيِ‌ قَالَ الجَارُودُ فَقَالَ لِي سَلمَانُ يَا جَارُودُ هَؤُلَاءِ المَذكُورُونَ فِي التّورَاةِ وَ الإِنجِيلِ وَ الزّبُورِ كَذَاكَ فَانصَرَفتُ بقِوَميِ‌ وَ أَنَا أَقُولُ


أَتَيتُكَ يَا ابنَ آمِنَةَ الرّسُولَا   لكِيَ‌ بِكَ أهَتدَيِ‌ النّهجَ السّبِيلَا

فَقُلتَ فَكَانَ قَولُكَ قَولَ حَقّ   وَ صِدقٌ مَا بَدَا لَكَ أَن تَقُولَا

وَ بَصّرتَ العَمَي مِن عَبدِ قَيسٍ   وَ كُلّ كَانَ فِي عَمَهٍ ضَلِيلًا

وَ أَنبَأنَاكَ عَن قُسّ الإيِاَديِ‌ّ   مَقَالًا فِيكَ ظِلتَ بِهِ جَدِيلًا

وَ أَسمَاءً عَمَت عَنّا فَآلَت   إِلَي عِلمٍ وَ كُنّ بِهَا جَهُولًا

صفحه : 298

ثم قال الكراجكي‌ رحمه الله من الكلام في هذاالخبر أيدك الله أنك تسأل في هذاالخبر عن ثلاثة مواضع .أحدها أن يقال لك كان الأنبياء المرسلون قبل رسول الله ص قدماتوا فكيف يصح سؤالهم في السماء. وثانيها أن يقال لك مامعني قولهم إنهم بعثوا علي نبوته وولاية علي والأئمة من ولده ع . وثالثها أن يقال لك كيف يصح أن يكون الأئمة الاثنا عشر ع في تلك الحال في السماء ونحن نعلم ضرورة خلاف هذالأن أمير المؤمنين ع كان في ذلك الوقت بمكة في الأرض و لم يدع قط و لاادعي له أحد أنه صعد إلي السماء فأما الأئمة من ولده فلم يكن وجد أحد منهم بعد و لاولد فما معني ذلك إن كان الخبر حقا فهذه مسائل صحيحة ويجب أن يكون معك لها أجوبة معدة.فأما الجواب عن السؤال الأول فإنا لانشك في موت الأنبياء ع غير أن الخبر قدورد بأن الله تعالي يرفعهم بعدمماتهم إلي سمائه وأنهم يكونون فيهاأحياء متنعمين إلي يوم القيامة ليس ذلك بمستحيل في قدرة الله سبحانه وَ قَد وَرَدَ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ أَنَا أَكرَمُ عَلَي اللّهِ مِن أَن يدَعَنَيِ‌ فِي الأَرضِ أَكثَرَ مِن ثَلَاثٍ

وهكذا عندنا حكم الأئمة ع

قَالَ النّبِيّص لَو مَاتَ نبَيِ‌ّ بِالمَشرِقِ وَ مَاتَ وَصِيّهُ فِي المَغرِبِ لَجَمَعَ اللّهُ بَينَهُمَا

و ليس زيارتنا لمشاهدهم علي أنهم بها ولكن لشرف المواضع


صفحه : 299

فكانت غيبت الأجسام فيها والعبادة أيضا ندبنا إليها فيصح علي هذا أن يكون النبي ص رأي الأنبياء ع في السماء فسألهم كماأمره الله تعالي و بعدفقد قال الله تعالي وَ لا تَحسَبَنّ الّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمواتاً بَل أَحياءٌ عِندَ رَبّهِم فإذا كان المؤمنون الذين قتلوا في سبيل الله علي هذاالوصف فكيف ينكر أن يكون الأنبياء بعدموتهم أحياء منعمين في السماء و قداتصلت الأخبار من طريق الخاص والعام بتصحيح هذا وأجمع الرواة علي أن النبي ص لماخوطب بفرض الصلاة ليلة المعراج و هو في السماء قال له موسي ع إن أمتك لاتطيق و أنه راجع إلي الله تعالي مرة بعدأخري و ماحصل عليه الاتفاق فلم يبق فيه كذب . و أماالجواب عن السؤال الثاني‌ فهو أن يكون الأنبياء ع قدأعلموا بأنه سيبعث نبيا يكون خاتمهم وناسخا بشرعه شرائعهم وأعلموا أنه أجلهم وأفضلهم و أنه سيكون أوصياؤه من بعده حفظة لشرعه وحملة لدينه وحججا علي أمته فوجب علي الأنبياء التصديق بما أخبروا به والإقرار بجميعه .

أخَبرَنَيِ‌ الشّرِيفُ يَحيَي بنُ أَحمَدَ بنِ اِبرَاهِيمَ بنِ طَبَاطَبَاءٍ الحسُيَنيِ‌ّ عَن عَبدِ الوَاحِدِ بنِ عَبدِ اللّهِ الموَصلِيِ‌ّ عَن أَبِي عَلِيّ بنِ هَمّامٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرٍ الحمِيرَيِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ عَن يُونُسَ بنِ يَعقُوبَ عَن عَبدِ الأَعلَي بنِ أَعيَنَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ يَقُولُ مَا تَنَبّأَ نبَيِ‌ّ قَطّ إِلّا بِمَعرِفَةِ حَقّنَا وَ تَفضِيلِنَا عَلَي مَن سِوَانَا

و إن الأمة مجمعة علي أن الأنبياء ع قدبشروا بنبيناص ونبهوا علي أمره و لايصح منهم ذلك إلا و قدأعلمهم الله تعالي به فصدقوا وآمنوا بالمخبر به وكذلك قدروت الشيعة أنهم قدبشروا بالأئمة أوصياء رسول الله ص . و أماالجواب عن الثالث فهو أنه يجوز أن يكون الله تعالي أحدث لرسوله ص في الحال صورا كصور الأئمة ع ليراهم أجمعين علي كمالهم كمن شاهد أشخاصهم


صفحه : 300

برؤيته مثالهم ويشكر الله تعالي علي مامنحه من تفضيلهم وإجلالهم و هذا في العقول من الممكن المقدور ويجوز أيضا أن يكون الله تعالي خلق علي صورهم ملائكة في سمائه يسبحونه ويقدسونه لتراهم ملائكته الذين قدأعلمهم بأنهم سيكونون في أرضه حججا له علي خلقه فيتأكد عندهم منازلهم وتكون رؤيتهم تذكارا لهم بهم وبما سيكون من أمرهم و قدجاء في الحديث أن رسول الله ص رأي في السماء لماعرج به ملكا علي صورة أمير المؤمنين و هذاحديث قداتفق أصحاب الحديث علي نقله

حدَثّنَيِ‌ بِهِ مِن طَرِيقِ العَامّةِ الشّيخُ مُحَمّدُ بنُ أَحمَدَ بنِ شَاذَانَ القمُيّ‌ّ وَ نَقَلتُهُ مِن كِتَابِهِ المَعرُوفِ بِإِيضَاحِ دَقَائِقِ النّوَاصِبِ وَ قَرَأتُهُ عَلَيهِ بِمَكّةَ فِي المَسجِدِ الحَرَامِ سَنَةَ اثنتَيَ‌ عَشرَةَ وَ أَربَعَمِائَةٍ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ مَسرُورٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَحمَدَ بنِ عَلَوِيّةَ المَعرُوفِ بِابنِ الأَسوَدِ الأصَبهَاَنيِ‌ّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ صَالِحٍ عَن جَدِيرِ بنِ عَبدِ الحَمِيدِ عَن مُجَاهِدٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ لَمّا أسُريِ‌َ بيِ‌ إِلَي السّمَاءِ مَا مَرَرتُ بِمَلَإٍ مِنَ المَلَائِكَةِ إِلّا سأَلَوُنيِ‌ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ حَتّي ظَنَنتُ أَنّ اسمَ عَلِيّ فِي السّمَاءِ أَشهَرُ مِنِ اسميِ‌ فَلَمّا بَلَغتُ السّمَاءَ الرّابِعَةَ نَظَرتُ إِلَي مَلَكِ المَوتِ فَقَالَ لِي يَا مُحَمّدُ مَا خَلَقَ اللّهُ خَلقاً إِلّا أَقبِضُ رُوحَهُ بيِدَيِ‌ مَا خَلَا أَنتَ وَ عَلِيّ فَإِنّ اللّهَ جَلّ جَلَالُهُ يَقبِضُ أَروَاحَكُمَا بِقُدرَتِهِ فَلَمّا صِرتُ تَحتَ العَرشِ نَظَرتُ فَإِذَا أَنَا بعِلَيِ‌ّ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَاقِفاً تَحتَ عَرشِ ربَيّ‌ فَقُلتُ يَا عَلِيّ سبَقَتنَيِ‌ فَقَالَ لِي جَبرَئِيلُ ع يَا مُحَمّدُ مَن هَذَا ألّذِي يُكَلّمُكَ قُلتُ هَذَا أخَيِ‌ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ قَالَ لِي يَا مُحَمّدُ لَيسَ هَذَا عَلِيّاً وَ لَكِنّهُ مَلَكٌ مِن مَلَائِكَةِ الرّحمَنِ خَلَقَهُ اللّهُ عَلَي صُورَةِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَنَحنُ المَلَائِكَةُ المُقَرّبُونَ كُلّمَا اشتَقنَا إِلَي وَجهِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ زُرنَا هَذَا المَلَكَ لِكَرَامَةِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَي اللّهِ سُبحَانَهُ

فيصح علي هذاالوجه أن يكون الذين رآهم رسول الله ملائكة علي صورة الأئمة ع وجميع ذلك داخل في باب التجويز والإمكان والحمد لله انتهي كلام الكراجكي‌ رحمه الله .


صفحه : 301

ولنبين بعض ألفاظ ماأورده من الأخبار و إن كان ماوصل إلينا من النسخة في غاية السقم القردد المكان الغليظ المرتفع ذكره الجوهري‌ و قال الآل الشخص والآل ألذي تراه في أول النهار وآخره كأنه يرفع الشخوص و ليس هوالسراب والآل جمع الآلة وهي‌ خشبات تبني عليها الخيمة والآل جمع الآلة بمعني الحالة. قال الراجز.


قدأركب الآلة بعدالآله .   وأترك العاجز بالجداله .

انتهي . و في النهاية في حديث قس بن ساعدة قطعت مهمها وآلا فآلا الآل السراب وجوب البلاد قطعها والبيد بالكسر جمع البيداء وهي‌ المفازة والمهمه المفازة البعيدة وغاله ذهب به وأهلكه والطوي الجوع والطوي‌ كغني‌ البئر المطوية والسري السير بالليل وكغني‌ نهر صغير والصحصح والصحصاح المكان المستوي‌ والدهناء بالمد والقصر الفلاة وموضع ببلاد تميم والإرقال ضرب من العدو وتقول نصصت الرجل إذااستقصيت مسألته عن الشي‌ء حتي تستخرج ماعنده و قوله تتسالي إما من السلو بمعني كشف الهم أو من السؤال أي يسأل عنها وتقول شمت مخائل الشي‌ء إذاتطلعت نحوها ببصرك منتظرا له والتوكف التوقع والقتاد شجر له شوك والسمر بضم الميم جمع السمرة وهي‌ شجر الطلح والعتاد بالفتح العدة والقدح الضخم والعتود السدرة أوالطلحة والنجاد ككتاب حمائل السيف وليلة إضحيانة بالكسر مضيئة لاغيم فيها والأرقعة السماوات وأمرع الوادي‌ أكلأ قوله والسري‌ الألمعة كني به عن الصادق ع لأن جعفرا في اللغة النهر الصغير كالسري‌ ولعل التاء في أكثر المواضع للمبالغة وطريق مهيع كمقعد بين ولعله سقط من النسخ العسكري‌ ع أو من الرواة ويقال فعل كذا بعدلأي‌ أي بعدشدة إبطاء ويقال لاغرو أي ليس بعجب وكفكفت الشي‌ء دفعته وصرفته والأظهر


صفحه : 302

يوكف أي يصب وبريت البعير إذاحسرته وأذهبت لحمه والبرة حلقة تجعل في لحم أنف البعير وتجمع علي برات وأبريتها إذاجعلت في أنفها البرة والرجم بالتحريك القبر.أقول يمكن الجواب عن بعض تلك الأسئلة بالقول بالأجساد المثالية وتعلق الأرواح بهاقبل تعلق البدن الأصلي‌ وبعده وسيأتي‌ مزيد توضيح لتلك المسائل إن شاء الله تعالي و قدمر بعض الكلام فيها في كتاب المعاد

4- وَ قَالَ فِي المُنتَقَي، قَالَ الواَقدِيِ‌ّ كَانَ المُسرَي فِي لَيلَةِ السّبتِ لِسَبعَ عَشرَةَ لَيلَةً خَلَت مِن شَهرِ رَمَضَانَ فِي السّنَةِ الثّانِيَةَ عَشَرَ مِنَ النّبُوّةِ قَبلَ الهِجرَةِ بِثَمَانِيَةَ عَشَرَ شَهراً وَ قِيلَ لَيلَةَ سَبعَ عَشرَةَ مِن رَبِيعٍ الأَوّلِ قَبلَ الهِجرَةِ بِسَنَةٍ مِن شِعبِ أَبِي طَالِبٍ وَ قِيلَ لَيلَةَ سَبعٍ وَ عِشرِينَ مِن رَجَبٍ وَ قِيلَ كَانَ الإِسرَاءُ قَبلَ الهِجرَةِ بِسَنَةٍ وَ شَهرَينِ وَ ذَلِكَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَ خَمسِينَ مِنَ الفِيلِ انتَهَي

وَ قَالَ السّيّدُ بنُ طَاوُسٍ روُيِ‌َ أَنّ لَيلَةَ سَبعَ عَشرَةَ مِن شَهرِ رَبِيعٍ الأَوّلِ أسُريِ‌َ باِلنبّيِ‌ّص

6- كِتَابُ المُحتَضَرِ،لِلحَسَنِ بنِ سُلَيمَانَ مِمّا رَوَاهُ مِن كِتَابِ مُحَمّدِ بنِ العَبّاسِ بنِ مَروَانَ عَن أَحمَدَ بنِ هَوذَةَ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ إِسحَاقَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ حَمّادٍ عَنِ ابنِ بُكَيرٍ عَن حُمرَانَ قَالَسَأَلتُ أَبَا جَعفَرٍ ع عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فِي كِتَابِهِثُمّ دَنا فَتَدَلّي فَكانَ قابَ قَوسَينِ أَو أَدني قَالَ أَدنَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مُحَمّداً نَبِيّهُص فَلَم يَكُن بَينَهُ وَ بَينَهُ إِلّا قَفَصٌ مِن لُؤلُؤٍ فِيهِ فِرَاشٌ يَتَلَألَأُ مِن ذَهَبٍ فأَرُيِ‌َ صُورَةً فَقِيلَ يَا مُحَمّدُ أَ تَعرِفُ هَذِهِ الصّورَةَ فَقُلتُ نَعَم هَذِهِ صُورَةُ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ فَأَوحَي اللّهُ إلِيَ‌ّ أَن أُزَوّجَهُ فَاطِمَةَ


صفحه : 303

وَ أَتّخِذَهُ وَلِيّاً

7- وَ مِن كِتَابِ المِعرَاجِ،لِلشّيخِ الصّالِحِ أَبِي مُحَمّدٍ الحَسَنِ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ بِإِسنَادِهِ عَنِ الصّدُوقِ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي القَاسِمِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ مِهرَانَ عَن صَالِحِ بنِ عُقبَةَ عَن يَزِيدَ بنِ عَبدِ المَلِكِ عَن أَبِي جَعفَرٍ البَاقِرِ ع قَالَ لَمّا صَعِدَ رَسُولُ اللّهِص إِلَي السّمَاءِ صَعِدَ عَلَي سَرِيرٍ مِن يَاقُوتَةٍ حَمرَاءَ مُكَلّلَةٍ مِن زَبَرجَدَةٍ خَضرَاءَ تَحمِلُهُ المَلَائِكَةُ فَقَالَ جَبرَئِيلُ يَا مُحَمّدُ أَذّن فَقَالَ اللّهُ أَكبَرُ اللّهُ أَكبَرُ فَقَالَتِ المَلَائِكَةُ اللّهُ أَكبَرُ اللّهُ أَكبَرُ فَقَالَ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ فَقَالَتِ المَلَائِكَةُ نَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ فَقَالَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ فَقَالَتِ المَلَائِكَةُ نَشهَدُ أَنّكَ رَسُولُ اللّهِ فَمَا فَعَلَ وَصِيّكَ عَلِيّ قَالَ خَلّفتُهُ فِي أمُتّيِ‌ قَالُوا نِعمَ الخَلِيفَةُ خَلّفتَ أَمَا إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ فَرَضَ عَلَينَا طَاعَتَهُ ثُمّ صَعِدَ بِهِ إِلَي السّمَاءِ الثّانِيَةِ فَقَالَتِ المَلَائِكَةُ مِثلَ مَا قَالَت مَلَائِكَةُ السّمَاءِ الدّنيَا فَلَمّا صَعِدَ بِهِ إِلَي السّمَاءِ السّابِعَةِ لَقِيَهُ عِيسَي ع فَسَلّمَ عَلَيهِ وَ سَأَلَهُ عَن عَلِيّ فَقَالَ لَهُ خَلّفتُهُ فِي أمُتّيِ‌ قَالَ نِعمَ الخَلِيفَةُ خَلّفتَ أَمَا إِنّ اللّهَ فَرَضَ عَلَي المَلَائِكَةِ طَاعَتَهُ ثُمّ لَقِيَهُ مُوسَي ع وَ النّبِيّونَ نبَيِ‌ّ نبَيِ‌ّ فَكُلّهُم يَقُولُ لَهُ مَقَالَةَ عِيسَي ع ثُمّ قَالَ مُحَمّدٌص فَأَينَ أَبِي اِبرَاهِيمَ فَقَالُوا لَهُ هُوَ مَعَ أَطفَالِ شِيعَةِ عَلِيّ فَدَخَلَ الجَنّةَ فَإِذَا هُوَ تَحتَ الشّجَرَةِ لَهَا ضُرُوعٌ كَضُرُوعِ البَقَرِ فَإِذَا انفَلَتَ الضّرعُ مِن فَمِ الصبّيِ‌ّ قَامَ اِبرَاهِيمُ فَرَدّ عَلَيهِ قَالَ فَسَلّمَ عَلَيهِ وَ سَأَلَهُ عَن عَلِيّ فَقَالَ خَلّفتُهُ فِي أمُتّيِ‌ قَالَ نِعمَ الخَلِيفَةُ خَلّفتَ أَمَا إِنّ اللّهَ فَرَضَ عَلَي المَلَائِكَةِ طَاعَتَهُ وَ هَؤُلَاءِ أَطفَالُ شِيعَتِهِ سَأَلتُ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَن يجَعلَنَيِ‌َ القَائِمَ عَلَيهِم فَفَعَلَ وَ إِنّ الصبّيِ‌ّ لَيَجرَعُ الجُرعَةَ فَيَجِدُ طَعمَ ثِمَارِ


صفحه : 304

الجَنّةِ وَ أَنهَارِهَا فِي تِلكَ الجُرعَةِ

8- وَ مِنهُ عَنِ الصّدُوقِ عَنِ ابنِ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ النّضرِ عَنِ ابنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ الجعُفيِ‌ّ عَن جَابِرٍ الأنَصاَريِ‌ّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَمّا عُرِجَ بيِ‌ إِلَي السّمَاءِ السّابِعَةِ وَجَدتُ عَلَي كُلّ بَابِ سَمَاءٍ مَكتُوباً لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ لَمّا صِرتُ إِلَي حُجُبِ النّورِ رَأَيتُ عَلَي كُلّ حِجَابٍ مَكتُوباً لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ لَمّا صِرتُ إِلَي العَرشِ وَجَدتُ عَلَي كُلّ رُكنٍ مِن أَركَانِهِ مَكتُوباً لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ

9- وَ مِنهُ بِإِسنَادِهِ عَن بَكرِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن سَهلِ بنِ عَبدِ الوَهّابِ عَن أَبِي مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعمَشِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ ع قَالَ قَالَ النّبِيّص لَيلَةَ أسُريِ‌َ بيِ‌ إِلَي السّمَاءِ فَبَلَغتُ السّمَاءَ الخَامِسَةَ نَظَرتُ إِلَي صُورَةِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ فَقُلتُ حبَيِبيِ‌ جَبرَئِيلُ مَا هَذِهِ الصّورَةُ فَقَالَ جَبرَئِيلُ يَا مُحَمّدُ اشتَهَتِ المَلَائِكَةُ أَن يَنظُرُوا إِلَي صُورَةِ عَلِيّ فَقَالُوا رَبّنَا إِنّ بنَيِ‌ آدَمَ فِي دُنيَاهُم يَتَمَتّعُونَ غُدوَةً وَ عَشِيّةً بِالنّظَرِ إِلَي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ حَبِيبِ حَبِيبِكَ مُحَمّدٍ وَ خَلِيفَتِهِ وَ وَصِيّهِ وَ أَمِينِهِ فَمَتّعنَا بِصُورَتِهِ قَدرَ مَا تَمَتّعَ أَهلُ الدّنيَا بِهِ فَصَوّرَ لَهُم صُورَتَهُ مِن نُورِ قُدسِهِ عَزّ وَ جَلّ فعَلَيِ‌ّ ع بَينَ أَيدِيهِم لَيلًا وَ نَهَاراً يَزُورُونَهُ وَ يَنظُرُونَ إِلَيهِ غُدوَةً وَ عَشِيّةً

10- قَالَ فأَخَبرَنَيِ‌ الأَعمَشُ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ فَلَمّا ضَرَبَهُ اللّعِينُ ابنُ مُلجَمٍ عَلَي رَأسِهِ صَارَت تِلكَ الضّربَةُ فِي صُورَتِهِ التّيِ‌ فِي السّمَاءِ فَالمَلَائِكَةُ يَنظُرُونَ إِلَيهِ غُدوَةً وَ عَشِيّةً وَ يَلعَنُونَ قَاتِلَهُ ابنَ مُلجَمٍ فَلَمّا قُتِلَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ ع هَبَطَتِ


صفحه : 305

المَلَائِكَةُ وَ حَمَلَتهُ حَتّي أَوقَفَتهُ مَعَ صُورَةِ عَلِيّ فِي السّمَاءِ الخَامِسَةِ فَكُلّمَا هَبَطَتِ المَلَائِكَةُ مِنَ السّمَاوَاتِ مِن عُلًا وَ صَعِدَت مَلَائِكَةُ السّمَاءِ الدّنيَا فَمَن فَوقَهَا إِلَي السّمَاءِ الخَامِسَةِ لِزِيَارَةِ صُورَةِ عَلِيّ وَ النّظَرِ إِلَيهِ وَ إِلَي الحُسَينِ بنِ عَلِيّ مُشَحّطاً بِدَمِهِ لَعَنُوا يَزِيدَ وَ ابنَ زِيَادٍ وَ مَن قَاتَلُوا الحُسَينَ بنَ عَلِيّ ع إِلَي يَومِ القِيَامَةِ قَالَ الأَعمَشُ قَالَ لِي جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ الصّادِقُ ع هَذَا مِن مَكنُونِ العِلمِ وَ مَخزُونِهِ لَا تُخرِجهُ إِلّا إِلَي أَهلِهِ

11- وَ مِنهُ عَنِ الصّدُوقِ عَنِ الطاّلقَاَنيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ بنِ عَبدِ الصّمَدِ المهُتدَيِ‌ العبَاّسيِ‌ّ عَن غَوثِ بنِ سُلَيمَانَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ صَالِحٍ عَن فَرَجِ بنِ صَالِحٍ عَن فَرَجِ بنِ مُسَافِرٍ عَنِ الرّبِيعِ بنِ بَدرٍ عَن أَبِي هَارُونَ العبَديِ‌ّ عَن أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِ‌ّ عَن رَسُولِ اللّهِص قَالَ لَمّا أسُريِ‌َ بيِ‌ إِلَي السّمَاءِ مَا سَمِعتُ شَيئاً قَطّ هُوَ أَحلَي مِن كَلَامِ ربَيّ‌ عَزّ وَ جَلّ قَالَ فَقُلتُ يَا رَبّ اتّخَذتَ اِبرَاهِيمَ خَلِيلًا وَ كَلّمتَ مُوسَي تَكلِيماً وَ رَفَعتَ إِدرِيسَ مَكَاناً عَلِيّاً وَ آتَيتَ دَاوُدَ زَبُوراً وَ أَعطَيتَ سُلَيمَانَ مُلكاً لَا ينَبغَيِ‌ لِأَحَدٍ مِن بَعدِهِ فَمَا ذَا لِي يَا رَبّ فَقَالَ جَلّ جَلَالُهُ يَا مُحَمّدُ اتّخَذتُكَ خَلِيلًا كَمَا اتّخَذتُ اِبرَاهِيمَ خَلِيلًا وَ كَلّمتُكَ تَكلِيماً كَمَا كَلّمتُ مُوسَي تَكلِيماً وَ أَعطَيتُكَ فَاتِحَةَ الكِتَابِ وَ سُورَةَ البَقَرَةِ وَ لَم أَعطِهِمَا نَبِيّاً قَبلَكَ وَ أَرسَلتُكَ إِلَي أَسوَدِ أَهلِ الأَرضِ وَ أَحمَرِهِم وَ إِنسِهِم وَ جِنّهِم وَ لَم أُرسِل إِلَي جَمَاعَتِهِم نَبِيّاً قَبلَكَ وَ جَعَلتُ الأَرضَ لَكَ وَ لِأُمّتِكَ مَسجِداً وَ طَهُوراً وَ أَطعَمتُ أُمّتَكَ الفيَ‌ءَ وَ لَم أُحِلّهُ لِأَحَدٍ قَبلَهَا وَ نَصَرتُكَ بِالرّعبِ حَتّي إِنّ عَدُوّكَ لَيَرعَبُ مِنكَ وَ أَنزَلتُ سَيّدَ الكُتُبِ كُلّهَا مُهَيمِناً عَلَيكَ قُرآناً عَرَبِيّاً مُبِيناً وَ رَفَعتُ لَكَ ذِكرَكَ حَتّي لَا أُذكَرُ


صفحه : 306

بشِيَ‌ءٍ مِن شَرَائِعِ ديِنيِ‌ إِلّا ذُكِرتَ معَيِ‌

12-كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ أَبِي نَصرٍ عَن حَمّادِ بنِ عُثمَانَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَمّا عُرِجَ بِرَسُولِ اللّهِص انتَهَي بِهِ جَبرَئِيلُ ع إِلَي مَكَانٍ فَخَلّي عَنهُ فَقَالَ لَهُ يَا جَبرَئِيلُ أَ تخُلَيّنيِ‌ عَلَي هَذِهِ الحَالِ فَقَالَ امضِه فَوَ اللّهِ لَقَد وَطِئتَ مَكَاناً مَا وَطِئَهُ بَشَرٌ وَ مَا مَشَي فِيهِ بَشَرٌ قَبلَكَ

13-كا،[الكافي‌]عِدّةٌ مِن أَصحَابِنَا عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمّدٍ الجوَهرَيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ قَالَ سَأَلَ أَبُو بَصِيرٍ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع وَ أَنَا حَاضِرٌ فَقَالَ جُعِلتُ فِدَاكَ كَم عُرِجَ بِرَسُولِ اللّهِص فَقَالَ مَرّتَينِ فَأَوقَفَهُ جَبرَئِيلُ مَوقِفاً فَقَالَ لَهُ مَكَانَكَ يَا مُحَمّدُ فَلَقَد وَقَفتَ مَوقِفاً مَا وَقَفَهُ مَلَكٌ قَطّ وَ لَا نبَيِ‌ّ إِنّ رَبّكَ يصُلَيّ‌ فَقَالَ يَا جَبرَئِيلُ وَ كَيفَ يصُلَيّ‌ قَالَ يَقُولُ سُبّوحٌ قُدّوسٌ أَنَا رَبّ المَلَائِكَةِ وَ الرّوحِ سَبَقَت رحَمتَيِ‌ غضَبَيِ‌ فَقَالَ النّبِيّص أللّهُمّ عَفوَكَ عَفوَكَ قَالَ وَ كَانَ كَمَا قَالَ اللّهُقابَ قَوسَينِ أَو أَدني فَقَالَ لَهُ أَبُو بَصِيرٍ جُعِلتُ فِدَاكَ مَا قَابُ قَوسَينِ أَو أَدنَي قَالَ مَا بَينَ سِيَتِهَا إِلَي رَأسِهَا قَالَ فَكَانَ كَمَا قَالَ بَينَهُمَا حِجَابٌ يَتَلَألَأُ بِخَفقٍ وَ لَا أَعلَمُهُ إِلّا وَ قَد قَالَ زَبَرجَدٌ فَنَظَرَ فِي مِثلِ سَمّ الإِبرَةِ إِلَي مَا شَاءَ اللّهُ مِن نُورِ العَظَمَةِ فَقَالَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي يَا مُحَمّدُ قَالَ لَبّيكَ ربَيّ‌ قَالَ مَن لِأُمّتِكَ مِن بَعدِكَ قَالَ اللّهُ أَعلَمُ قَالَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ سَيّدُ المُسلِمِينَ وَ قَائِدُ الغُرّ المُحَجّلِينَ قَالَ ثُمّ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع لأِبَيِ‌ بَصِيرٍ يَا بَا مُحَمّدٍ وَ اللّهِ مَا جَاءَت وَلَايَةُ عَلِيّ مِنَ الأَرضِ وَ لَكِن جَاءَت مِنَ السّمَاءِ مُشَافَهَةً

بيان قوله ع مرتين يمكن رفع التنافي‌ بين هذاالخبر و بين ماسيأتي‌ من


صفحه : 307

مائة وعشرين بأن تكون المرتان في مكة والبواقي‌ في المدينة أوالمرتان إلي العرش والبواقي‌ إلي السماء أوالمرتان بالجسم والبواقي‌ بالروح أوالمرتان ماأخبر بما جري فيهما والبواقي‌ لم يخبر بها. قوله إلي رأسها لعله كان إلي وسطها أو إلي مقبضها فصحف لأن سية القوس بالكسر مخففة ماعطف من طرفيها ذكره الفيروزآبادي‌ و قال القاب ما بين المقبض والسية ولكل قوس قابان والمقدار كالقيب انتهي . والخفق التحرك والاضطراب ثم أمر جبرئيل بالوقوف و ماكلمه ص به لعله كان قبل مفارقته أويقال فارقه في المكان و كان بحيث يراه ويكلمه والأول أظهر مع أنه يمكن أن يكون هذا في بعض المعارج وسم الإبرة ثقبها وهي‌ كناية عن قلة ماظهر له من معرفة ذاته وصفاته بالنسبة إليه تعالي و إن كان غاية طوق البشر

14-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن عُمَرَ بنِ أُذَينَةَ عَن زُرَارَةَ أَوِ الفُضَيلِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ لَمّا أسُريِ‌َ بِرَسُولِ اللّهِص إِلَي السّمَاءِ فَبَلَغَ البَيتَ المَعمُورَ وَ حَضَرَتِ الصّلَاةُ فَأَذّنَ جَبرَئِيلُ وَ أَقَامَ فَتَقَدّمَ رَسُولُ اللّهِص وَ صَفّ المَلَائِكَةُ وَ النّبِيّونَ خَلفَ مُحَمّدٍص

15-كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن يُونُسَ عَن مُعَاوِيَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِص قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَقَد أَسرَي ربَيّ‌ بيِ‌ فَأَوحَي إلِيَ‌ّ مِن وَرَاءِ الحِجَابِ مَا أَوحَي وَ شاَفهَنَيِ‌ إِلَي أَن قَالَ لِي يَا مُحَمّدُ مَن أَذَلّ لِي وَلِيّاً فَقَد أَرصَدَ لِي بِالمُحَارَبَةِ وَ مَن حاَربَنَيِ‌ حَارَبتُهُ قُلتُ يَا رَبّ وَ مَن وَلِيّكَ هَذَا فَقَد عَلِمتُ أَنّ مَن حَارَبَكَ حَارَبتَهُ قَالَ ذَاكَ مَن أَخَذتُ مِيثَاقَهُ لَكَ وَ لِوَصِيّكَ وَ لِذُرّيّتِكُمَا بِالوَلَايَةِ


صفحه : 308

16-يب ،[تهذيب الأحكام ]سَهلُ بنُ زِيَادٍ عَن عَمرِو بنِ عُثمَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ الخَزّازِ عَن هَارُونَ بنِ خَارِجَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص لَمّا أَسرَي اللّهُ بِهِ قَالَ لَهُ جَبرَئِيلُ ع أَ تدَريِ‌ أَينَ أَنتَ يَا رَسُولَ اللّهِ السّاعَةَ أَنتَ مُقَابِلُ مَسجِدِ الكُوفَانَ قَالَ فَاستَأذِن لِي ربَيّ‌ عَزّ وَ جَلّ حَتّي آتِيَهُ فأَصُلَيّ‌َ فِيهِ رَكعَتَينِ فَاستَأذَنَ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ فَأَذِنَ لَهُ

17-كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ الثمّاَليِ‌ّ وَ أَبِي مَنصُورٍ عَن أَبِي الرّبِيعِ قَالَحَجَجنَا مَعَ أَبِي جَعفَرٍ ع فِي السّنَةِ التّيِ‌ كَانَ حَجّ فِيهَا هِشَامُ بنُ عَبدِ المَلِكِ وَ كَانَ مَعَهُ نَافِعٌ مَولَي عُمَرَ بنِ الخَطّابِ فَنَظَرَ نَافِعٌ إِلَي أَبِي جَعفَرٍ ع فِي رُكنِ البَيتِ وَ قَدِ اجتَمَعَ عَلَيهِ النّاسُ فَقَالَ نَافِعٌ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ مَن هَذَا ألّذِي قَد تَدَاكّ عَلَيهِ النّاسُ فَقَالَ هَذَا نبَيِ‌ّ أَهلِ الكُوفَةِ هَذَا مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ فَقَالَ اشهَد لَآتِيَنّهُ فَلَأَسأَلَنّهُ عَن مَسَائِلَ لَا يجُيِبنُيِ‌ فِيهَا إِلّا نبَيِ‌ّ أَو وصَيِ‌ّ نبَيِ‌ّ أَوِ ابنُ نبَيِ‌ّ قَالَ فَاذهَب إِلَيهِ وَ اسأَلهُ لَعَلّكَ تُخجِلُهُ فَجَاءَ نَافِعٌ حَتّي اتّكَأَ عَلَي النّاسِ ثُمّ أَشرَفَ عَلَي أَبِي جَعفَرٍ ع فَقَالَ يَا مُحَمّدَ بنَ عَلِيّ إنِيّ‌ قَرَأتُ التّورَاةَ وَ الإِنجِيلَ وَ الزّبُورَ وَ الفُرقَانَ وَ قَد عَرَفتُ حَلَالَهَا وَ حَرَامَهَا وَ قَد جِئتُ أَسأَلُكَ عَن مَسَائِلَ لَا يُجِيبُ فِيهَا إِلّا نبَيِ‌ّ أَو وصَيِ‌ّ نبَيِ‌ّ أَوِ ابنُ نبَيِ‌ّ قَالَ فَرَفَعَ أَبُو جَعفَرٍ ع رَأسَهُ فَقَالَ سَل عَمّا بَدَا لَكَ فَقَالَ أخَبرِنيِ‌ كَم بَينَ عِيسَي وَ بَينَ مُحَمّدٍص مِن سَنَةٍ قَالَ أُخبِرُكَ بقِوَليِ‌ أَو بِقَولِكَ قَالَ أخَبرِنيِ‌ بِالقَولَينِ جَمِيعاً قَالَ أَمّا فِي قوَليِ‌ فَخَمسُمِائَةِ سَنَةٍ وَ أَمّا فِي قَولِكَ فَسِتّمِائَةِ سَنَةٍ قَالَ فأَخَبرِنيِ‌ عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ لِنَبِيّهِوَ سئَل مَن أَرسَلنا مِن قَبلِكَ مِن رُسُلِنا أَ جَعَلنا مِن دُونِ الرّحمنِ آلِهَةً يُعبَدُونَ مِنَ ألّذِي سَأَلَهُ مُحَمّدٌص وَ كَانَ بَينَهُ وَ بَينَ عِيسَي خَمسُمِائَةِ سَنَةٍ قَالَ فَتَلَا أَبُو جَعفَرٍ ع هَذِهِ الآيَةَسُبحانَ ألّذِي أَسري بِعَبدِهِ لَيلًا مِنَ المَسجِدِ الحَرامِ إِلَي المَسجِدِ الأَقصَي ألّذِي بارَكنا حَولَهُ لِنُرِيَهُ مِن آياتِنافَكَانَ مِنَ الآيَاتِ التّيِ‌ أَرَاهَا اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي مُحَمّداً حَيثُ أَسرَي بِهِ إِلَي البَيتِ المُقَدّسِ أَن


صفحه : 309

حَشَرَ اللّهُ عَزّ ذِكرُهُ الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ مِنَ النّبِيّينَ وَ المُرسَلِينَ ثُمّ أَمَرَ جَبرَئِيلَ فَأَذّنَ شَفعاً وَ أَقَامَ شَفعاً وَ قَالَ فِي أَذَانِهِ حيَ‌ّ عَلَي خَيرِ العَمَلِ ثُمّ تَقَدّمَ مُحَمّدٌ فَصَلّي بِالقَومِ فَلَمّا انصَرَفَ قَالَ لَهُم عَلَي مَا تَشهَدُونَ وَ مَا كُنتُم تَعبُدُونَ قَالُوا نَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَنّكَ رَسُولُ اللّهِ أَخَذَ عَلَي ذَلِكَ عُهُودَنَا وَ مَوَاثِيقَنَا فَقَالَ نَافِعٌ صَدَقتَ يَا بَا جَعفَرٍ

بيان قال الجزري‌ تداككتم علي أي ازدحمتم وأصل الدك الكسر

18-كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ أَبِي نَصرٍ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَمّا أسُريِ‌َ بِرَسُولِ اللّهِص أَصبَحَ فَقَعَدَ فَحَدّثَهُم بِذَلِكَ فَقَالُوا لَهُ صِف لَنَا بَيتَ المَقدِسِ قَالَ فَوَصَفَ لَهُم وَ إِنّمَا دَخَلَهُ لَيلًا فَاشتَبَهَ عَلَيهِ النّعتُ فَأَتَاهُ جَبرَئِيلُ فَقَالَ انظُر هَاهُنَا فَنَظَرَ إِلَي البَيتِ فَوَصَفَهُ وَ هُوَ يَنظُرُ إِلَيهِ ثُمّ نَعَتَ لَهُم مَا كَانَ مِن عِيرٍ لَهُم فِيمَا بَينَهُم وَ بَينَ الشّامِ ثُمّ قَالَ هَذِهِ عِيرُ بنَيِ‌ فُلَانٍ تَقدَمُ مَعَ طُلُوعِ الشّمسِ يَتَقَدّمُهَا جَمَلٌ أَورَقُ أَو أَحمَرُ قَالَ وَ بَعَثَت قُرَيشٌ رَجُلًا عَلَي فَرَسٍ لِيَرُدّهَا قَالَ وَ بَلَغَ مَعَ طُلُوعِ الشّمسِ قَالَ قَرَظَةُ بنُ عَبدِ عَمرٍو يَا لَهفَا أَن لَا أَكُونَ لَكَ جَذَعاً حِينَ تَزعُمُ أَنّكَ أَتَيتَ بَيتَ المَقدِسِ وَ رَجَعتَ مِن لَيلَتِكَ

بيان قوله ع وبلغ مع طلوع الشمس أي ذلك الرجل لم يبلغ العير إلا مع طلوع الشمس حين قدموا فلم يمكنه ردهم ويحتمل أن يكون المراد بلوغ العير مكة فكان الأظهر بلغت قوله يالهفا أصله يالهفي‌ وهي‌ كلمة تحسر علي مافات قوله أن لاأكون لك جذعا قال الجزري‌ في حديث المبعث إن ورقة بن نوفل قال ياليتني‌ فيهاجذعا الضمير في قوله فيهاللنبوة أي ليتني‌ كنت شابا عندظهورها حتي أبالغ في نصرتها وحمايتها انتهي .أقول يحتمل أن يكون كلامه لعنه الله جاريا مجري الاستهزاء و يكون مراده


صفحه : 310

ليتني‌ كنت شابا قويا علي نصرتك حين ظهر لي أنك أتيت بيت المقدس ورجعت من ليلتك ويحتمل أن يكون مراده يالهفا علي أن كبرت وضعفت و لاأقدر علي إضرارك حين سمعتك تقول هذا

19-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ يَحيَي الكاَهلِيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ ما تغُنيِ‌ الآياتُ وَ النّذُرُ عَن قَومٍ لا يُؤمِنُونَ قَالَ لَمّا أسُريِ‌َ بِرَسُولِ اللّهِص أَتَاهُ جَبرَئِيلُ بِالبُرَاقِ فَرَكِبَهَا فَأَتَي بَيتَ المَقدِسِ فلَقَيِ‌َ مَن لقَيِ‌َ مِن إِخوَانِهِ مِنَ الأَنبِيَاءِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم ثُمّ رَجَعَ فَحَدّثَ أَصحَابَهُ أنَيّ‌ أَتَيتُ بَيتَ المَقدِسِ وَ رَجَعتُ مِنَ اللّيلَةِ وَ قَد جاَءنَيِ‌ جَبرَئِيلُ بِالبُرَاقِ فَرَكِبتُهَا وَ آيَةُ ذَلِكَ أنَيّ‌ مَرَرتُ بِعِيرٍ لأِبَيِ‌ سُفيَانَ عَلَي مَاءٍ لبِنَيِ‌ فُلَانٍ وَ قَد أَضَلّوا جَمَلًا لَهُم أَحمَرَ وَ قَد هَمّ القَومُ فِي طَلَبِهِ فَقَالَ بَعضُهُم لِبَعضٍ إِنّمَا جَاءَ الشّامَ وَ هُوَ رَاكِبٌ سَرِيعٌ وَ لَكِنّكُم قَد أَتَيتُمُ الشّامَ وَ عَرَفتُمُوهَا فَسَلُوهُ عَن أَسوَاقِهَا وَ أَبوَابِهَا وَ تُجّارِهَا فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ كَيفَ الشّامُ وَ كَيفَ أَسوَاقُهَا قَالَ وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا سُئِلَ عَنِ الشيّ‌ءِ لَا يَعرِفُهُ شُقّ عَلَيهِ حَتّي يُرَي ذَلِكَ فِي وَجهِهِ قَالَ فَبَينَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذ أَتَاهُ جَبرَئِيلُ ع فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ هَذِهِ الشّامُ قَد رُفِعَت لَكَ فَالتَفَتَ رَسُولُ اللّهِص فَإِذَا هُوَ بِالشّامِ بِأَبوَابِهَا وَ أَسوَاقِهَا وَ تُجّارِهَا وَ قَالَ أَينَ السّائِلُ عَنِ الشّامِ فَقَالُوا لَهُ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ فَأَجَابَهُم رَسُولُ اللّهِص فِي كُلّ مَا سَأَلُوهُ عَنهُ فَلَم يُؤمِن مِنهُم إِلّا قَلِيلٌ وَ هُوَ قَولُ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيوَ ما تغُنيِ‌ الآياتُ وَ النّذُرُ عَن قَومٍ لا يُؤمِنُونَ ثُمّ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع نَعُوذُ بِاللّهِ أَن لَا نُؤمِنَ بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ آمَنّا بِاللّهِ وَ بِرَسُولِهِص

بيان قوله إنما جاء الشام أي أتاه أو منه بأن يكون منصوبا بنزع الخافض و في بعض النسخ القديمة إنما جاءه راكب سريع أي جبرئيل و في بعض الروايات


صفحه : 311

إنما جاء راكب سريع و علي التقادير إنما قالوا ذلك استهزاء قوله هذه الشام أي أصلها رفعت بالإعجاز أومثالها كمايدل عليه بعض الأخبار

20-كا،[الكافي‌]حُمَيدٌ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدٍ الكنِديِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ الحَسَنِ الميِثمَيِ‌ّ عَن أَبَانٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَطَاءٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ أَتَي جَبرَئِيلُ ع رَسُولَ اللّهِص بِالبُرَاقِ أَصغَرَ مِنَ البَغلِ وَ أَكبَرَ مِنَ الحِمَارِ مُضطَرِبَ الأُذُنَينِ عَينُهُ فِي حَافِرِهِ وَ خُطَاهُ مَدّ بَصَرِهِ فَإِذَا انتَهَي إِلَي جَبَلٍ قَصُرَت يَدَاهُ وَ طَالَت رِجلَاهُ فَإِذَا هَبَطَ طَالَت يَدَاهُ وَ قَصُرَت رِجلَاهُ أَهدَبَ العُرفِ الأَيمَنِ لَهُ جَنَاحَانِ مِن خَلفِهِ

شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَطَاءٍ مِثلَهُ إِلَي قَولِهِ عَينَاهُ فِي حَوَافِرِهِ خَطوُهُ مَدّ بَصَرِهِ

21-ختص ،[الإختصاص ]روُيِ‌َ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ العسَكرَيِ‌ّ ع عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَمّا أسُريِ‌َ بيِ‌ إِلَي السّمَاءِ الرّابِعَةِ نَظَرتُ إِلَي قُبّةٍ مِن لُؤلُؤٍ لَهَا أَربَعَةُ أَركَانٍ وَ أَربَعَةُ أَبوَابٍ كُلّهَا مِن إِستَبرَقٍ أَخضَرَ قُلتُ يَا جَبرَئِيلُ مَا هَذِهِ القُبّةُ التّيِ‌ لَم أَرَ فِي السّمَاءِ الرّابِعَةِ أَحسَنَ مِنهَا فَقَالَ حبَيِبيِ‌ مُحَمّدٌ هَذِهِ صُورَةُ مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا قُمّ تَجتَمِعُ فِيهَا عِبَادُ اللّهِ المُؤمِنُونَ يَنتَظِرُونَ مُحَمّداً وَ شَفَاعَتَهُ لِلقِيَامَةِ وَ الحِسَابِ يجَريِ‌ عَلَيهِمُ الغَمّ وَ الهَمّ وَ الأَحزَانُ وَ المَكَارِهُ قَالَ فَسَأَلتُ عَلِيّ بنَ مُحَمّدٍ العسَكرَيِ‌ّ ع مَتَي يَنتَظِرُونَ الفَرَجَ قَالَ إِذَا ظَهَرَ المَاءُ عَلَي وَجهِ الأَرضِ

22- كِتَابُ صِفَاتِ الشّيعَةِ،لِلصّدُوقِ رَحِمَهُ اللّهُ عَنِ القَطّانِ عَنِ السكّرّيِ‌ّ عَنِ


صفحه : 312

الجوَهرَيِ‌ّ عَنِ ابنِ عُمَارَةَ عَن أَبِيهِ قَالَ قَالَ الصّادِقُ ع لَيسَ مِن شِيعَتِنَا مَن أَنكَرَ أَربَعَةَ أَشيَاءَ المِعرَاجَ وَ المُسَاءَلَةَ فِي القَبرِ وَ خَلقَ الجَنّةِ وَ النّارِ وَ الشّفَاعَةَ

23- وَ عَنِ الطاّلقَاَنيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ بنِ فَضّالٍ عَن أَبِيهِ عَنِ الرّضَا ع أَنّهُ قَالَ مَن كَذّبَ بِالمِعرَاجِ فَقَد كَذّبَ رَسُولَ اللّهِص

24- وَ عَنِ ابنِ عُبدُوسٍ عَنِ ابنِ قُتَيبَةَ عَنِ الفَضلِ بنِ شَاذَانَ عَنِ الرّضَا ع قَالَ مَن أَقَرّ بِتَوحِيدِ اللّهِ وَ سَاقَ الحَدِيثَ إِلَي أَن قَالَ وَ آمَنَ بِالمِعرَاجِ وَ المُسَاءَلَةِ فِي القَبرِ وَ الحَوضِ وَ الشّفَاعَةِ وَ خَلقِ الجَنّةِ وَ النّارِ وَ الصّرَاطِ وَ المِيزَانِ وَ البَعثِ وَ النّشُورِ وَ الجَزَاءِ وَ الحِسَابِ فَهُوَ مُؤمِنٌ حَقّاً وَ هُوَ مِن شِيعَتِنَا أَهلَ البَيتِ

25-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن هِشَامٍ الخرُاَساَنيِ‌ّ عَنِ المُفَضّلِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ قَالَ قُلتُ لَهُ إِنّ مَسجِدَ الكُوفَةِ قَدِيمٌ قَالَ نَعَم وَ هُوَ مُصَلّي الأَنبِيَاءِ صَلّي اللّهُ عَلَيهِم وَ لَقَد صَلّي فِيهِ رَسُولُ اللّهِص حِينَ أسُريِ‌َ بِهِ إِلَي السّمَاءِ فَقَالَ لَهُ جَبرَئِيلُ ع يَا مُحَمّدُ إِنّ هَذَا مَسجِدُ أَبِيكَ آدَمَ ع وَ مُصَلّي الأَنبِيَاءِ عَلَيهِمُ السّلَامُ فَانزِل فَصَلّ فِيهِ فَنَزَلَ فَصَلّي فِيهِ ثُمّ إِنّ جَبرَئِيلَ عَرَجَ بِهِ إِلَي السّمَاءِ

26- كِتَابُ المُحتَضَرِ،لِلحَسَنِ بنِ سُلَيمَانَ مِمّا رَوَاهُ مِن كِتَابِ المِعرَاجِ بِإِسنَادِهِ عَنِ الصّدُوقِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ الصّقرِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ المهُلَبّيِ‌ّ عَن أَبِي الحُسَينِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن عَلِيّ بنِ صَالِحٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي حَفصٍ العبَديِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ مَالِكٍ الهمَداَنيِ‌ّ عَن زَاذَانَ عَن سَلمَانَ الفاَرسِيِ‌ّ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَمّا عُرِجَ بيِ‌ إِلَي السّمَاءِ الدّنيَا إِذَا أَنَا بِقَصرٍ مِن فِضّةٍ بَيضَاءَ عَلَي بَابِهِ مَلَكَانِ فَقُلتُ يَا جَبرَئِيلُ سَلهُمَا لِمَن هَذَا القَصرُ فَسَأَلَهُمَا فَقَالَا لِفَتًي مِن بنَيِ‌ هَاشِمٍ فَلَمّا صِرتُ فِي السّمَاءِ الثّانِيَةِ إِذَا أَنَا بِقَصرٍ مِن ذَهَبٍ أَحمَرَ أَحسَنَ مِنَ الأَوّلِ عَلَي


صفحه : 313

بَابِهِ مَلَكَانِ فَقُلتُ يَا جَبرَئِيلُ سَلهُمَا لِمَن هَذَا القَصرُ فَسَأَلَهُمَا فَقَالَا لِفَتًي مِن بنَيِ‌ هَاشِمٍ فَلَمّا صِرتُ إِلَي السّمَاءِ الثّالِثَةِ إِذَا أَنَا بِقَصرٍ مِن يَاقُوتَةٍ حَمرَاءَ عَلَي بَابِهِ مَلَكَانِ فَقُلتُ يَا جَبرَئِيلُ سَلهُمَا فَسَأَلَهُمَا فَقَالَا لِفَتًي مِن بنَيِ‌ هَاشِمٍ فَلَمّا صِرتُ فِي السّمَاءِ الرّابِعَةِ إِذَا أَنَا بِقَصرٍ مِن دُرّةٍ بَيضَاءَ عَلَي بَابِهِ مَلَكَانِ فَقُلتُ يَا جَبرَئِيلُ سَلهُمَا فَسَأَلَهُمَا فَقَالَا لِفَتًي مِن بنَيِ‌ هَاشِمٍ فَلَمّا صِرتُ إِلَي السّمَاءِ الخَامِسَةِ فَإِذَا أَنَا بِقَصرٍ مِن دُرّةٍ صَفرَاءَ عَلَي بَابِهِ مَلَكَانِ فَقُلتُ يَا جَبرَئِيلُ سَلهُمَا لِمَن هَذَا القَصرُ فَسَأَلَهُمَا فَقَالَا لِفَتًي مِن بنَيِ‌ هَاشِمٍ فَلَمّا صِرتُ إِلَي السّمَاءِ السّادِسَةِ إِذَا أَنَا بِقَصرٍ مِن لُؤلُؤَةٍ رَطبَةٍ مُجَوّفَةٍ عَلَي بَابِهِ مَلَكَانِ فَقُلتُ يَا جَبرَئِيلُ سَلهُمَا فَسَأَلَهُمَا لِمَن هَذَا القَصرُ فَقَالَا لِفَتًي مِن بنَيِ‌ هَاشِمٍ فَلَمّا صِرتُ إِلَي السّمَاءِ السّابِعَةِ إِذَا أَنَا بِقَصرٍ مِن نُورِ عَرشِ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي عَلَي بَابِهِ مَلَكَانِ فَقُلتُ يَا جَبرَئِيلُ سَلهُمَا لِمَن هَذَا القَصرُ فَسَأَلَهُمَا فَقَالَا لِفَتًي مِن بنَيِ‌ هَاشِمٍ فَسِرنَا فَلَم نَزَل نَدفَعُ مِن نُورٍ إِلَي ظُلمَةٍ وَ مِن ظُلمَةٍ إِلَي نُورٍ حَتّي وَقَفتُ عَلَي سِدرَةِ المُنتَهَي فَإِذَا جَبرَئِيلُ ع يَنصَرِفُ قُلتُ خلَيِليِ‌ جَبرَئِيلُ فِي مِثلِ هَذَا المَكَانِ أَو فِي مِثلِ هَذِهِ السّدرَةِ تخُلفِنُيِ‌ وَ تمَضيِ‌ فَقَالَ حبَيِبيِ‌ وَ ألّذِي بَعَثَكَ بِالحَقّ نَبِيّاً إِنّ هَذَا المَسلَكَ مَا سَلَكَهُ نبَيِ‌ّ مُرسَلٌ وَ لَا مَلَكٌ مُقَرّبٌ أَستَودِعُكَ رَبّ العِزّةِ وَ مَا زِلتُ وَاقِفاً حَتّي قُذِفتُ فِي بِحَارِ النّورِ فَلَم تَزَلِ الأَموَاجُ تقَذفِنُيِ‌ مِن نُورٍ إِلَي ظُلمَةٍ وَ مِن ظُلمَةٍ إِلَي نُورٍ حَتّي أوَقفَنَيِ‌ ربَيّ‌َ المَوقِفَ ألّذِي أُحِبّ أَن يقَفِنَيِ‌ عِندَهُ مِن مَلَكُوتِ الرّحمَنِ فَقَالَ عَزّ وَ جَلّ يَا أَحمَدُ قِف فَوَقَفتُ مُنتَفِضاً مَرعُوباً فَنُودِيتُ مِنَ المَلَكُوتِ يَا أَحمَدُ فأَلَهمَنَيِ‌ ربَيّ‌ فَقُلتُ لَبّيكَ ربَيّ‌ وَ سَعدَيكَ هَا أَنَا ذَا عَبدُكَ بَينَ يَدَيكَ فَنُودِيتُ يَا أَحمَدُ العَزِيزُ يَقرَأُ عَلَيكَ السّلَامَ قَالَ فَقُلتُ هُوَ السّلَامُ وَ إِلَيهِ يَعُودُ السّلَامُ ثُمّ نُودِيتُ ثَانِيَةً


صفحه : 314

يَا أَحمَدُ فَقُلتُ لَبّيكَ وَ سَعدَيكَ سيَدّيِ‌ وَ موَلاَي‌َ قَالَ يَا أَحمَدُآمَنَ الرّسُولُ بِما أُنزِلَ إِلَيهِ مِن رَبّهِ وَ المُؤمِنُونَ كُلّ آمَنَ بِاللّهِ وَ مَلائِكَتِهِ وَ كُتُبِهِفأَلَهمَنَيِ‌ ربَيّ‌ فَقُلتُآمَنَ الرّسُولُ بِما أُنزِلَ إِلَيهِ مِن رَبّهِ وَ المُؤمِنُونَ كُلّ آمَنَ بِاللّهِ وَ مَلائِكَتِهِ وَ كُتُبِهِ وَ رُسُلِهِفَقُلتُ قَدسَمِعنا وَ أَطَعنا غُفرانَكَ رَبّنا وَ إِلَيكَ المَصِيرُ فَقَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّلا يُكَلّفُ اللّهُ نَفساً إِلّا وُسعَها لَها ما كَسَبَت وَ عَلَيها مَا اكتَسَبَتفَقُلتُرَبّنا لا تُؤاخِذنا إِن نَسِينا أَو أَخطَأنا فَقَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ قَد فَعَلتُ فَقُلتُرَبّنا وَ لا تَحمِل عَلَينا إِصراً كَما حَمَلتَهُ عَلَي الّذِينَ مِن قَبلِنا فَقَالَ قَد فَعَلتُ فَقُلتُرَبّنا وَ لا تُحَمّلنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ وَ اعفُ عَنّا وَ اغفِر لَنا وَ ارحَمنا أَنتَ مَولانا فَانصُرنا عَلَي القَومِ الكافِرِينَ فَقَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ قَد فَعَلتُ فَجَرَي القَلَمُ بِمَا جَرَي فَلَمّا قَضَيتُ وطَرَيِ‌ مِن مُنَاجَاةِ ربَيّ‌ نُودِيتُ أَنّ العَزِيزَ يَقُولُ لَكَ مَن خَلّفتَ فِي الأَرضِ فَقُلتُ خَيرَهَا خَلّفتُ فِيهِم ابنَ عمَيّ‌ فَنُودِيتُ يَا أَحمَدُ مَنِ ابنُ عَمّكَ قُلتُ أَنتَ أَعلَمُ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ فَنُودِيتُ مِنَ المَلَكُوتِ سَبعاً مُتَوَالِياً يَا أَحمَدُ استَوصِ بعِلَيِ‌ّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ابنِ عَمّكَ خَيراً ثُمّ قَالَ التَفِت فَالتَفَتّ عَن يَمِينِ العَرشِ فَوَجَدتُ عَلَي سَاقِ العَرشِ الأَيمَنِ مَكتُوباً لَا إِلَهَ إِلّا أَنَا وحَديِ‌ لَا شَرِيكَ لِي مُحَمّدٌ رسَوُليِ‌ أَيّدتُهُ بعِلَيِ‌ّ يَا أَحمَدُ شَقَقتُ اسمَكَ مِنِ اسميِ‌ أَنَا اللّهُ المَحمُودُ الحَمِيدُ وَ أَنَا اللّهُ العلَيِ‌ّ وَ شَقَقتُ اسمَ ابنِ عَمّكَ عَلِيّ مِنِ اسميِ‌ يَا أَبَا القَاسِمِ امضِ هَادِياً مَهدِيّاً نِعمَ المجَيِ‌ءُ جِئتَ وَ نِعمَ المُنصَرَفُ انصَرَفتَ وَ طُوبَاكَ وَ طُوبَي لِمَن آمَنَ بِكَ وَ صَدّقَكَ


صفحه : 315

ثُمّ قُذِفتُ فِي بِحَارِ النّورِ فَلَم تَزَلِ الأَموَاجُ تقَذفِنُيِ‌ حَتّي تلَقاَنيِ‌ جَبرَئِيلُ ع فِي سِدرَةِ المُنتَهَي فَقَالَ لِي خلَيِليِ‌ نِعمَ المجَيِ‌ءُ جِئتَ وَ نِعمَ المُنصَرَفُ انصَرَفتَ مَا ذَا قُلتَ وَ مَا ذَا قِيلَ لَكَ قَالَ فَقُلتُ بَعضَ مَا جَرَي فَقَالَ لِي وَ مَا كَانَ آخِرَ الكَلَامِ ألّذِي ألُقيِ‌َ إِلَيكَ فَقُلتُ لَهُ نُودِيتُ يَا أَبَا القَاسِمِ امضِ هَادِياً مَهدِيّاً رَشِيداً طُوبَاكَ وَ طُوبَي لِمَن آمَنَ بِكَ وَ صَدّقَكَ فَقَالَ لِي جَبرَئِيلُ ع أَ فَلَم تَستَفهِم مَا أَرَادَ بأِبَيِ‌ القَاسِمِ قُلتُ لَا يَا رُوحَ اللّهِ فَنُودِيتُ يَا أَحمَدُ إِنّمَا كَنّيتُكَ أَبَا القَاسِمِ لِأَنّكَ تَقسِمُ الرّحمَةَ منِيّ‌ بَينَ عبِاَديِ‌ يَومَ القِيَامَةِ فَقَالَ جَبرَئِيلُ ع هَنِيئاً مَرِيئاً يَا حبَيِبيِ‌ وَ ألّذِي بَعَثَكَ بِالرّسَالَةِ وَ اختَصّكَ بِالنّبُوّةِ مَا أَعطَي اللّهُ هَذَا آدَمِيّاً قَبلَكَ ثُمّ انصَرَفنَا حَتّي جِئنَا إِلَي السّمَاءِ السّابِعَةِ فَإِذَا القَصرُ عَلَي حَالِهِ فَقُلتُ حبَيِبيِ‌ جَبرَئِيلُ سَلهُمَا مَنِ الفَتَي مِن بنَيِ‌ هَاشِمٍ فَسَأَلَهُمَا فَقَالَا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ابنُ عَمّ مُحَمّدٍص فَمَا نَزَلنَا إِلَي سَمَاءٍ مِنَ السّمَاوَاتِ إِلّا وَ القُصُورُ عَلَي حَالِهَا فَلَم يَزَل جَبرَئِيلُ يَسأَلُهُم عَنِ الفَتَي الهاَشمِيِ‌ّ وَ يَقُولُ كُلّهُم عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ

27- وَ مِنهُ عَنِ الصّدُوقِ عَن أَحمَدَ بنِ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن عَلِيّ بنِ مَعبَدٍ عَن أَحمَدَ بنِ عُمَرَ عَن زَيدٍ النّقَابِ عَن أَبَانِ بنِ تَغلِبَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ النّبِيّص يُكثِرُ تَقبِيلَ فَاطِمَةَ ع فَعَاتَبَتهُ عَلَي ذَلِكَ عَائِشَةُ فَقَالَت يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّكَ لَتُكثِرُ تَقبِيلَ فَاطِمَةَ فَقَالَ لَهَا إِنّهُ لَمّا عُرِجَ بيِ‌ إِلَي السّمَاءِ مَرّ بيِ‌ جَبرَئِيلُ عَلَي شَجَرَةِ طُوبَي فنَاَولَنَيِ‌ مِن ثَمَرِهَا فَأَكَلتُهُ فَحَوّلَ اللّهُ ذَلِكَ مَاءً إِلَي ظهَريِ‌ فَلَمّا أَن هَبَطتُ إِلَي الأَرضِ وَاقَعتُ خَدِيجَةَ فَحَمَلَت بِفَاطِمَةَ فَمَا قَبّلتُهَا إِلّا وَجَدتُ رَائِحَةَ شَجَرَةِ طُوبَي مِنهَا


صفحه : 316

28-ج ،[الإحتجاج ] ابنُ عَبّاسٍ قَالَ قَالَ النّبِيّص فِي جَوَابِ نَفَرٍ مِنَ اليَهُودِ سَخّرَ اللّهُ لِيَ البُرَاقَ وَ هُوَ خَيرٌ مِنَ الدّنيَا بِحَذَافِيرِهَا وَ هيِ‌َ دَابّةٌ مِن دَوَابّ الجَنّةِ وَجهُهَا مِثلُ وَجهِ آدمَيِ‌ّ وَ حَوَافِرُهَا مِثلُ حَوَافِرِ الخَيلِ وَ ذَنَبُهَا مِثلُ ذَنَبِ البَقَرِ فَوقَ الحِمَارِ وَ دُونَ البَغلِ سَرجُهُ مِن يَاقُوتَةٍ حَمرَاءَ وَ رِكَابُهُ مِن دُرّةٍ بَيضَاءَ مَزمُومَةٌ بِسَبعِينَ أَلفَ زِمَامٍ مِن ذَهَبٍ عَلَيهِ جَنَاحَانِ مُكَلّلَانِ بِالدّرّ وَ الجَوهَرِ وَ اليَاقُوتِ وَ الزّبَرجَدِ مَكتُوبٌ بَينَ عَينَيهِ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ

29-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِالأَسَانِيدِ الثّلَاثَةِ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ اللّهَ سَخّرَ لِيَ البُرَاقَ وَ هيِ‌َ دَابّةٌ مِن دَوَابّ الجَنّةِ لَيسَت بِالقَصِيرِ وَ لَا بِالطّوِيلِ فَلَو أَنّ اللّهَ تَعَالَي أَذِنَ لَهَا لَجَالَتِ الدّنيَا وَ الآخِرَةَ فِي جَريَةٍ وَاحِدَةٍ وَ هيِ‌َ أَحسَنُ الدّوَابّ لَوناً

30-ل ،[الخصال ] مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ زَيدَانَ عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن عَلِيّ بنِ المُثَنّي عَن زَيدِ بنِ حُبَابٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ لَهِيعَةَ عَن جَعفَرِ بنِ رَبِيعَةَ عَن عِكرِمَةَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَا فِي القِيَامَةِ رَاكِبٌ غَيرُنَا وَ نَحنُ أَربَعَةٌ فَقَامَ إِلَيهِ العَبّاسُ بنُ عَبدِ المُطّلِبِ فَقَالَ مَن هُم يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ أَمّا أَنَا فَعَلَي البُرَاقِ وَ وَجهُهَا كَوَجهِ الإِنسَانِ وَ خَدّهَا كَخَدّ الفَرَسِ وَ عُرفُهَا مِن لُؤلُؤٍ مَسمُوطٍ وَ أُذُنَاهَا زَبَرجَدَتَانِ خَضرَاوَانِ وَ عَينَاهَا مِثلُ كَوكَبِ الزّهَرَةِ تَتَوَقّدَانِ مِثلُ النّجمَينِ المُضِيئَينِ لَهَا شُعَاعٌ مِثلُ شُعَاعِ الشّمسِ يَنحَدِرُ مِن نَحرِهَا الجُمَانُ مَطوِيّةُ الخَلقِ طَوِيلَةُ اليَدَينِ وَ الرّجلَينِ لَهَا نَفَسٌ كَنَفَسِ الآدَمِيّينَ تَسمَعُ الكَلَامَ وَ تَفهَمُهُ وَ هيِ‌َ فَوقَ الحِمَارِ وَ دُونَ البَغلِ الخَبَرَ


صفحه : 317

31- ع ،[علل الشرائع ]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] سَأَلَ الشاّميِ‌ّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع عَن كُنيَةِ البُرَاقِ فَقَالَ يُكَنّي أَبَا هِلَالٍ

32- قَالَ السّيّدُ بنُ طَاوُسٍ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ فِي كِتَابِ سَعدِ السّعُودِ،رَأَيتُ فِي تَفسِيرِ مَا نَزَلَ مِنَ القُرآنِ فِي النّبِيّ وَ أَهلِ بَيتِهِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم تَألِيفِ مُحَمّدِ بنِ العَبّاسِ بنِ عَلِيّ بنِ مَروَانَ حَدّثَنَا الحُسَينُ بنُ مُحَمّدِ بنِ سَعِيدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ البَيضِ بنِ الفَيّاضِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ هَمّامٍ عَن عَبدِ الرّزّاقِ عَن مَعمَرٍ عَنِ ابنِ حَمّادٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص بَينَمَا أَنَا فِي الحِجرِ إِذ أتَاَنيِ‌ جَبرَئِيلُ فهَمَزَنَيِ‌ برِجِليِ‌ فَاستَيقَظتُ فَلَم أَرَ شَيئاً ثُمّ أتَاَنيِ‌ الثّانِيَةَ فهَمَزَنَيِ‌ برِجِليِ‌ فَاستَيقَظتُ فَأَخَذَ بضِبَعيِ‌ فوَضَعَنَيِ‌ فِي شَيءٍ كَوَكرِ الطّيرِ فَلَمّا طَرّقَت ببِصَرَيِ‌ طَرفَةٌ فَرَجَعَت إلِيَ‌ّ وَ أَنَا فِي مَكَانٍ فَقَالَ أَ تدَريِ‌ أَينَ أَنتَ فَقُلتُ لَا يَا جَبرَئِيلُ فَقَالَ هَذَا بَيتُ المَقدِسِ بَيتُ اللّهِ الأَقصَي فِيهِ المَحشَرُ وَ المَنشَرُ ثُمّ قَامَ جَبرَئِيلُ فَوَضَعَ سَبّابَتَهُ اليُمنَي فِي أُذُنِهِ اليُمنَي فَأَذّنَ مَثنَي مَثنَي يَقُولُ فِي آخِرِهَا حيَ‌ّ عَلَي خَيرِ العَمَلِ مَثنَي مَثنَي حَتّي إِذَا قَضَي أَذَانَهُ أَقَامَ الصّلَاةَ مَثنَي مَثنَي وَ قَالَ فِي آخِرِهَا قَد قَامَتِ الصّلَاةُ قَد قَامَتِ الصّلَاةِ فَبَرَقَ نُورٌ مِنَ السّمَاءِ فَفُتِحَت بِهِ قُبُورُ الأَنبِيَاءِ فَأَقبَلُوا مِن كُلّ أَوبٍ يُلَبّونَ دَعوَةَ جَبرَئِيلَ فَوَافَي أَربَعَةُ آلَافٍ وَ أَربَعُمِائَةِ نبَيِ‌ّ وَ أَربَعَةَ عَشَرَ نَبِيّاً فَأَخَذُوا مَصَافّهُم وَ لَا أَشُكّ أَنّ جَبرَئِيلَ سَيَتَقَدّمُنَا فَلَمّا استَوَوا عَلَي مَصَافّهِم أَخَذَ جَبرَئِيلُ بضِبَعيِ‌ ثُمّ قَالَ لِي يَا مُحَمّدُ تَقَدّم فَصَلّ بِإِخوَانِكَ فَالخَاتَمُ أَولَي مِنَ المَختُومِ فَالتَفَتّ عَن يمَيِنيِ‌ وَ إِذَا أَنَا بأِبَيِ‌ اِبرَاهِيمَ ع عَلَيهِ حُلّتَانِ خَضرَاوَانِ وَ عَن يَمِينِهِ مَلَكَانِ وَ عَن يَسَارِهِ مَلَكَانِ ثُمّ التَفَتّ عَن يسَاَريِ‌ وَ إِذَا أَنَا بأِخَيِ‌ وَ وصَيِيّ‌ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيهِ حُلّتَانِ بَيضَاوَانِ عَن يَمِينِهِ مَلَكَانِ وَ عَن يَسَارِهِ مَلَكَانِ فَاهتَزَزتُ سُرُوراً


صفحه : 318

فَغَمَزَ بيِ‌ جَبرَئِيلُ ع بِيَدِهِ فَلَمّا انقَضَتِ الصّلَاةُ قُمتُ إِلَي اِبرَاهِيمَ ع فَقَامَ إلِيَ‌ّ فصَاَفحَنَيِ‌ وَ أَخَذَ بيِمَيِنيِ‌ بِكِلتَا يَدَيهِ وَ قَالَ مَرحَباً باِلنبّيِ‌ّ الصّالِحِ وَ الِابنِ الصّالِحِ وَ المَبعُوثِ الصّالِحِ فِي الزّمَانِ الصّالِحِ وَ قَامَ إِلَي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ فَصَافَحَهُ وَ أَخَذَ بِيَمِينِهِ بِكِلتَا يَدَيهِ وَ قَالَ مَرحَباً بِالِابنِ الصّالِحِ وَ وصَيِ‌ّ النّبِيّ الصّالِحِ يَا أَبَا الحَسَنِ فَقُلتُ لَهُ يَا أَبَتِ كَنَيتَهُ بأِبَيِ‌ الحَسَنِ وَ لَا وَلَدَ لَهُ فَقَالَ كَذَلِكَ وَجَدتُهُ فِي صحُفُيِ‌ وَ عِلمِ غَيبِ ربَيّ‌ بِاسمِهِ عَلِيّ وَ كُنيَتِهِ بأِبَيِ‌ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ وَ وصَيِ‌ّ خَاتَمِ أَنبِيَاءِ ربَيّ‌

ثم قال في بعض تمام الحديث ما هذالفظه ثم أصبحنا بالأبطح نشطين لم يباشرنا عناء وإني‌ محدثكم بهذا الحديث وسيكذب قوم و هوالحق فلاتمترون . يقول علي بن موسي بن طاوس لعل هذاالإسراء كان دفعة أخري غير ما هومشهور فإن الأخبار وردت مختلفة في صفات الإسراء ولعل الحاضرين من الأنبياء كانوا في هذه الحال دون الأنبياء الذين حضروا في الإسراء الآخر لأن عدد الأنبياء الأخيار مائة ألف نبي‌ وأربعة وعشرون نبيا ولعل الحاضرين من الأنبياء كانوا في هذه هم المرسلون أو من له خاصية وسر مصون و ليس كل ماجري من خصائص النبي و علي صلوات الله عليهما عرفناه وكلما يحتمله العقل وذكره الله جل جلاله لايجوز التكذيب في معناه و قدذكرت في عدة مجلدات ومصنفات أنه حيث ارتضي الله جل جلاله عبده لمعرفته وشرفه لخدمته فكلما يكون بعد ذلك من الإنعام والإكرام فهو دون هذاالمقام و لاسيما أنه برواية الرجال الذين لايتهمون في نقل فضل مولانا علي بن أبي طالب عليه أفضل الصلاة و السلام .


صفحه : 319

بيان الضبع العضد والأوب الناحية

33-د،[العدد القوية] فِي لَيلَةِ إِحدَي وَ عِشرِينَ مِن رَمَضَانَ قَبلَ الهِجرَةِ بِسِتّةِ أَشهُرٍ كَانَ الإِسرَاءُ بِرَسُولِ اللّهِ وَ قِيلَ فِي السّابِعَ عَشَرَ مِن شَهرِ رَمَضَانَ لَيلَةَ السّبتِ وَ قِيلَ لَيلَةَ الإِثنَينِ مِن شَهرِ رَبِيعٍ الأَوّلِ بَعدَ النّبُوّةِ بِسَنَتَينِ وَ فِي كِتَابِ التّذكِرَةِ فِي لَيلَةِ السّابِعِ وَ العِشرِينَ مِن رَجَبِ السّنَةِ الثّانِيَةِ مِنَ الهِجرَةِ كَانَ الإِسرَاءُ

34-فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَجَاءَ جَبرَئِيلُ وَ مِيكَائِيلُ وَ إِسرَافِيلُ بِالبُرَاقِ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَأَخَذَ وَاحِدٌ بِاللّجَامِ وَ وَاحِدٌ بِالرّكَابِ وَ سَوّي الآخَرُ عَلَيهِ ثِيَابَهُ فَتَضَعضَعَتِ البُرَاقُ فَلَطَمَهَا جَبرَئِيلُ ثُمّ قَالَ لَهَا اسكنُيِ‌ يَا بُرَاقُ فَمَا رَكِبَكِ نبَيِ‌ّ قَبلَهُ وَ لَا يَركَبُكِ بَعدَهُ مِثلُهُ قَالَ فَرَقّت بِهِص وَ رَفَعَتهُ ارتِفَاعاً لَيسَ بِالكَثِيرِ وَ مَعَهُ جَبرَئِيلُ يُرِيهِ الآيَاتِ مِنَ السّمَاءِ وَ الأَرضِ قَالَ فَبَينَا أَنَا فِي مسَيِريِ‌ إِذ نَادَي مُنَادٍ عَن يمَيِنيِ‌ يَا مُحَمّدُ فَلَم أُجِبهُ وَ لَم أَلتَفِت إِلَيهِ ثُمّ نَادَي مُنَادٍ عَن يسَاَريِ‌ يَا مُحَمّدُ فَلَم أُجِبهُ وَ لَم أَلتَفِت إِلَيهِ ثُمّ استقَبلَتَنيِ‌ امرَأَةٌ كَاشِفَةٌ عَن ذِرَاعَيهَا عَلَيهَا مِن كُلّ زِينَةِ الدّنيَا فَقَالَت يَا مُحَمّدُ انظرُنيِ‌ حَتّي أُكَلّمَكَ فَلَم أَلتَفِت إِلَيهَا ثُمّ سِرتُ فَسَمِعتُ صَوتاً أفَزعَنَيِ‌ فَجَاوَزتُ فَنَزَلَ بيِ‌ جَبرَئِيلُ ع فَقَالَ صَلّ فَصَلّيتُ فَقَالَ تدَريِ‌ أَينَ صَلّيتَ فَقُلتُ لَا فَقَالَ صَلّيتَ بِطَيبَةَ وَ إِلَيهَا مُهَاجَرَتُكَ ثُمّ رَكِبتُ فَمَضَينَا مَا شَاءَ اللّهُ ثُمّ قَالَ لِيَ انزِل وَ صَلّ فَنَزَلتُ وَ صَلّيتُ فَقَالَ لِي تدَريِ‌ أَينَ صَلّيتَ فَقُلتُ لَا فَقَالَ صَلّيتَ بِطُورِ سَينَاءَ حَيثُكَلّمَ اللّهُ مُوسي تَكلِيماً ثُمّ رَكِبتُ فَمَضَينَا مَا شَاءَ اللّهُ ثُمّ قَالَ لِيَ انزِل فَصَلّ فَنَزَلتُ وَ صَلّيتُ فَقَالَ لِي تدَريِ‌ أَينَ صَلّيتَ فَقُلتُ لَا قَالَ صَلّيتَ فِي


صفحه : 320

بَيتِ لَحمٍ وَ بَيتُ لَحمٍ بِنَاحِيَةِ بَيتِ المَقدِسِ حَيثُ وُلِدَ عِيسَي ابنُ مَريَمَ ع ثُمّ رَكِبتُ فَمَضَينَا حَتّي انتَهَينَا إِلَي بَيتِ المَقدِسِ فَرَبَطتُ البُرَاقَ بِالحَلقَةِ التّيِ‌ كَانَتِ الأَنبِيَاءُ تَربِطُ بِهَا فَدَخَلتُ المَسجِدَ وَ معَيِ‌ جَبرَئِيلُ إِلَي جنَبيِ‌ فَوَجَدنَا اِبرَاهِيمَ وَ مُوسَي وَ عِيسَي فِيمَن شَاءَ اللّهُ مِن أَنبِيَاءِ اللّهِ ع قَد جَمَعُوا إلِيَ‌ّ وَ أُقِيمَتِ الصّلَاةُ وَ لَا أَشُكّ إِلّا وَ جَبرَئِيلُ سَيَتَقَدّمُنَا فَلَمّا استَوَوا أَخَذَ جَبرَئِيلُ بعِضَدُيِ‌ فقَدَمّنَيِ‌ وَ أَمّمتُهُم وَ لَا فَخرَ ثُمّ أتَاَنيِ‌ الخَازِنُ بِثَلَاثَةِ أَوَانٍ إِنَاءٌ فِيهِ لَبَنٌ وَ إِنَاءٌ فِيهِ مَاءٌ وَ إِنَاءٌ فِيهِ خَمرٌ وَ سَمِعتُ قَائِلًا يَقُولُ إِن أَخَذَ المَاءَ غَرِقَ وَ غَرِقَت أُمّتُهُ وَ إِن أَخَذَ الخَمرَ غوَيِ‌َ وَ غَوِيَت أُمّتُهُ وَ إِن أَخَذَ اللّبَنَ هدُيِ‌َ وَ هُدِيَت أُمّتُهُ قَالَ فَأَخَذتُ اللّبَنَ وَ شَرِبتُ مِنهُ فَقَالَ لِي جَبرَئِيلُ هُدِيتَ وَ هُدِيَت أُمّتُكَ ثُمّ قَالَ لِي مَا ذَا رَأَيتَ فِي مَسِيرِكَ فَقُلتُ ناَداَنيِ‌ مُنَادٍ عَن يمَيِنيِ‌ فَقَالَ لِي أَ وَ أَجَبتَهُ فَقُلتُ لَا وَ لَم أَلتَفِت إِلَيهِ فَقَالَ ذَلِكَ داَعيِ‌ اليَهُودِ لَو أَجَبتَهُ لَتَهَوّدَت أُمّتُكَ مِن بَعدِكَ ثُمّ قَالَ مَا ذَا رَأَيتَ فَقُلتُ ناَداَنيِ‌ مُنَادٍ عَن يسَاَريِ‌ فَقَالَ لِي أَ وَ أَجَبتَهُ فَقُلتُ لَا وَ لَم أَلتَفِت إِلَيهِ فَقَالَ ذَاكَ داَعيِ‌ النّصَارَي لَو أَجَبتَهُ لَتَنَصّرَت أُمّتُكَ مِن بَعدِكَ ثُمّ قَالَ مَا ذَا استَقبَلَكَ فَقُلتُ لَقِيتُ امرَأَةً كَاشِفَةً عَن ذِرَاعَيهَا عَلَيهَا مِن كُلّ زِينَةِ الدّنيَا فَقَالَت يَا مُحَمّدُ انظرُنيِ‌ حَتّي أُكَلّمَكَ فَقَالَ لِي أَ فكَلّمتَهَا فَقُلتُ لَا كَلّمتُهَا وَ لَم أَلتَفِت إِلَيهَا فَقَالَ تِلكَ الدّنيَا وَ لَو كَلّمتَهَا لَاختَارَت أُمّتُكَ الدّنيَا عَلَي الآخِرَةِ ثُمّ سَمِعتُ صَوتاً أفَزعَنَيِ‌ فَقَالَ لِي جَبرَئِيلُ أَ تَسمَعُ يَا مُحَمّدُ قُلتُ نَعَم قَالَ هَذِهِ صَخرَةٌ قَذَفتُهَا عَن شَفِيرِ جَهَنّمَ مُنذُ سَبعِينَ عَاماً فَهَذَا حِينَ استَقَرّت


صفحه : 321

قَالُوا فَمَا ضَحِكَ رَسُولُ اللّهِص حَتّي قُبِضَ قَالَ فَصَعِدَ جَبرَئِيلُ وَ صَعِدتُ مَعَهُ إِلَي السّمَاءِ الدّنيَا وَ عَلَيهَا مَلَكٌ يُقَالُ لَهُ إِسمَاعِيلُ وَ هُوَ صَاحِبُ الخَطفَةِ التّيِ‌ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّإِلّا مَن خَطِفَ الخَطفَةَ فَأَتبَعَهُ شِهابٌ ثاقِبٌ وَ تَحتَهُ سَبعُونَ أَلفَ مَلَكٍ تَحتَ كُلّ مَلَكٍ سَبعُونَ أَلفَ مَلَكٍ فَقَالَ يَا جَبرَئِيلُ مَن هَذَا مَعَكَ فَقَالَ مُحَمّدٌ قَالَ وَ قَد بُعِثَ قَالَ نَعَم فَفَتَحَ البَابَ فَسَلّمتُ عَلَيهِ وَ سَلّمَ عَلَيّ وَ استَغفَرتُ لَهُ وَ استَغفَرَ لِي وَ قَالَ مَرحَباً بِالأَخِ الصّالِحِ وَ النّبِيّ الصّالِحِ وَ تلَقَتّنيِ‌ المَلَائِكَةُ حَتّي دَخَلتُ السّمَاءَ الدّنيَا فَمَا لقَيِنَيِ‌ مَلَكٌ إِلّا ضَاحِكاً مُستَبشِراً حَتّي لقَيِنَيِ‌ مَلَكٌ مِنَ المَلَائِكَةِ لَم أَرَ أَعظَمَ خَلقاً مِنهُ كَرِيهُ المَنظَرِ ظَاهِرُ الغَضَبِ فَقَالَ لِي مِثلَ مَا قَالُوا مِنَ الدّعَاءِ إِلّا أَنّهُ لَم يَضحَك وَ لَم أَرَ فِيهِ مِنَ الِاستِبشَارِ مَا رَأَيتُ مِمّن ضَحِكَ مِنَ المَلَائِكَةِ فَقُلتُ مَن هَذَا يَا جَبرَئِيلُ فإَنِيّ‌ قَد فَزِعتُ مِنهُ فَقَالَ يَجُوزُ أَن تَفزَعَ مِنهُ وَ كُلّنَا نَفزَعُ مِنهُ إِنّ هَذَا مَالِكٌ خَازِنُ النّارِ لَم يَضحَك قَطّ وَ لَم يَزَل مُنذُ وَلّاهُ اللّهُ جَهَنّمَ يَزدَادُ كُلّ يَومٍ غَضَباً وَ غَيظاً عَلَي أَعدَاءِ اللّهِ وَ أَهلِ مَعصِيَتِهِ فَيَنتَقِمُ اللّهُ بِهِ مِنهُم وَ لَو ضَحِكَ إِلَي أَحَدٍ كَانَ قَبلَكَ أَو كَانَ ضَاحِكاً إِلَي أَحَدٍ بَعدَكَ لَضَحِكَ إِلَيكَ وَ لَكِنّهُ لَا يَضحَكُ فَسَلّمتُ عَلَيهِ فَرَدّ السّلَامَ عَلَيّ وَ بشَرّنَيِ‌ بِالجَنّةِ فَقُلتُ لِجَبرَئِيلَ وَ جَبرَئِيلُ بِالمَكَانِ ألّذِي وَصَفَهُ اللّهُمُطاعٍ ثَمّ أَمِينٍ أَ لَا تأَمرُنُيِ‌ أَن يرُيِنَيِ‌ النّارَ فَقَالَ لَهُ جَبرَئِيلُ يَا مَالِكُ أَرِ مُحَمّداً النّارَ فَكَشَفَ عَنهَا غِطَاءَهَا وَ فَتَحَ بَاباً مِنهَا فَخَرَجَ مِنهَا لَهَبٌ سَاطِعٌ فِي السّمَاءِ وَ فَارَت وَ ارتَفَعَت حَتّي ظَنَنتُ لتَتَنَاَولَنُيِ‌ مِمّا رَأَيتُ فَقُلتُ يَا جَبرَئِيلُ قُل لَهُ فَليَرُدّ عَلَيهَا غِطَاءَهَا فَأَمَرَهَا فَقَالَ لَهَا ارجعِيِ‌ فَرَجَعَت إِلَي مَكَانِهَا ألّذِي خَرَجَت مِنهُ ثُمّ مَضَيتُ فَرَأَيتُ رَجُلًا


صفحه : 322

آدِماً جَسِيماً فَقُلتُ مَن هَذَا يَا جَبرَئِيلُ فَقَالَ هَذَا أَبُوكَ آدَمُ فَإِذَا هُوَ يُعرَضُ عَلَيهِ ذُرّيّتُهُ فَيَقُولُ رُوحٌ طَيّبٌ وَ رِيحٌ طَيّبَةٌ مِن جَسَدٍ طَيّبٍ ثُمّ تَلَا رَسُولُ اللّهِص سُورَةَ المُطَفّفِينَ عَلَي رَأسِ سَبعَ عَشرَةَ آيَةًكَلّا إِنّ كِتابَ الأَبرارِ لفَيِ‌ عِلّيّينَ وَ ما أَدراكَ ما عِلّيّونَ كِتابٌ مَرقُومٌ يَشهَدُهُ المُقَرّبُونَ إِلَي آخِرِهَا قَالَ فَسَلّمتُ عَلَي أَبِي آدَمَ وَ سَلّمَ عَلَيّ وَ استَغفَرتُ لَهُ وَ استَغفَرَ لِي وَ قَالَ مَرحَباً بِالِابنِ الصّالِحِ وَ النّبِيّ الصّالِحِ وَ المَبعُوثِ فِي الزّمَنِ الصّالِحِ ثُمّ مَرَرتُ بِمَلَكٍ مِنَ المَلَائِكَةِ جَالِسٍ عَلَي مَجلِسٍ وَ إِذَا جَمِيعُ الدّنيَا بَينَ رُكبَتَيهِ وَ إِذَا بِيَدِهِ لَوحٌ مِن نُورٍ سَطرٌ فِيهِ مَكتُوبٌ فِيهِ كِتَابٌ يَنظُرُ فِيهِ لَا يَلتَفِتُ يَمِيناً وَ لَا شِمَالًا مُقبِلًا عَلَيهِ كَهَيئَةِ الحَزِينِ فَقُلتُ مَن هَذَا يَا جَبرَئِيلُ فَقَالَ هَذَا مَلَكُ المَوتِ دَائِبٌ فِي قَبضِ الأَروَاحِ فَقُلتُ يَا جَبرَئِيلُ أدَننِيِ‌ مِنهُ حَتّي أُكَلّمَهُ فأَدَناَنيِ‌ مِنهُ فَسَلّمتُ عَلَيهِ وَ قَالَ لَهُ جَبرَئِيلُ هَذَا مُحَمّدٌ نبَيِ‌ّ الرّحمَةِ ألّذِي أَرسَلَهُ اللّهُ إِلَي العِبَادِ فَرَحّبَ بيِ‌ وَ حيَاّنيِ‌ بِالسّلَامِ وَ قَالَ أَبشِر يَا مُحَمّدُ فإَنِيّ‌ أَرَي الخَيرَ كُلّهُ فِي أُمّتِكَ فَقُلتُ الحَمدُ لِلّهِ المَنّانِ ذيِ‌ النّعَمِ عَلَي عِبَادِهِ ذَلِكَ مِن فَضلِ ربَيّ‌ وَ رَحمَتِهِ عَلَيّ فَقَالَ جَبرَئِيلُ هُوَ أَشَدّ المَلَائِكَةِ عَمَلًا فَقُلتُ أَ كُلّ مَن مَاتَ أَو هُوَ مَيّتٌ فِيمَا بَعدُ هَذَا يَقبِضُ رُوحَهُ فَقَالَ نَعَم قُلتُ وَ تَرَاهُم حَيثُ كَانُوا وَ تَشهَدُهُم بِنَفسِكَ فَقَالَ نَعَم فَقَالَ مَلَكُ المَوتِ مَا الدّنيَا كُلّهَا عنِديِ‌ فِيمَا سَخّرَهَا اللّهُ لِي وَ مكَنّنَيِ‌ عَلَيهَا إِلّا كَالدّرهَمِ فِي كَفّ الرّجُلِ يُقَلّبُهُ كَيفَ


صفحه : 323

يَشَاءُ وَ مَا مِن دَارٍ إِلّا وَ أَنَا أَتَصَفّحُهُ كُلّ يَومٍ خَمسَ مَرّاتٍ وَ أَقُولُ إِذَا بَكَي أَهلُ المَيّتِ عَلَي مَيّتِهِم لَا تَبكُوا عَلَيهِ فَإِنّ لِي فِيكُم عَودَةً وَ عَودَةً حَتّي لَا يَبقَي مِنكُم أَحَدٌ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص كَفَي بِالمَوتِ طَامّةً يَا جَبرَئِيلُ فَقَالَ جَبرَئِيلُ إِنّ مَا بَعدَ المَوتِ أَطَمّ وَ أَطَمّ مِنَ المَوتِ قَالَ ثُمّ مَضَيتُ فَإِذَا أَنَا بِقَومٍ بَينَ أَيدِيهِم مَوَائِدُ مِن لَحمٍ طَيّبٍ وَ لَحمٍ خَبِيثٍ يَأكُلُونَ اللّحمَ الخَبِيثَ وَ يَدَعُونَ الطّيّبَ فَقُلتُ مَن هَؤُلَاءِ يَا جَبرَئِيلُ فَقَالَ هَؤُلَاءِ الّذِينَ يَأكُلُونَ الحَرَامَ وَ يَدَعُونَ الحَلَالَ وَ هُم مِن أُمّتِكَ يَا مُحَمّدُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص ثُمّ رَأَيتُ مَلَكاً مِنَ المَلَائِكَةِ جَعَلَ اللّهُ أَمرَهُ عَجَباً نِصفُ جَسَدِهِ النّارُ وَ النّصفُ الآخَرُ ثَلجٌ فَلَا النّارُ تُذِيبُ الثّلجَ وَ لَا الثّلجُ يُطفِئُ النّارَ وَ هُوَ ينُاَديِ‌ بِصَوتٍ رَفِيعٍ وَ يَقُولُ سُبحَانَ ألّذِي كَفّ حَرّ هَذِهِ النّارِ فَلَا تُذِيبُ الثّلجَ وَ كَفّ بَردَ هَذَا الثّلجِ فَلَا يُطفِئُ حَرّ هَذِهِ النّارِ أللّهُمّ يَا مُؤَلّفَ بَينَ الثّلجِ وَ النّارِ أَلّف بَينَ قُلُوبِ عِبَادِكَ المُؤمِنِينَ فَقُلتُ مَن هَذَا يَا جَبرَئِيلُ فَقَالَ هَذَا مَلَكٌ وَكّلَهُ اللّهُ بِأَكنَافِ السّمَاءِ وَ أَطرَافِ الأَرَضِينَ وَ هُوَ أَنصَحُ مَلَائِكَةِ اللّهِ لِأَهلِ الأَرضِ مِن عِبَادِهِ المُؤمِنِينَ يَدعُو لَهُم بِمَا تَسمَعُ مُنذُ خُلِقَ وَ رَأَيتُ مَلَكَينِ يُنَادِيَانِ فِي السّمَاءِ أَحَدُهُمَا يَقُولُ أللّهُمّ أَعطِ كُلّ مُنفِقٍ خَلَفاً وَ الآخَرُ يَقُولُ أللّهُمّ أَعطِ كُلّ مُمسِكٍ تَلَفاً ثُمّ مَضَيتُ فَإِذَا أَنَا بِأَقوَامٍ لَهُم مَشَافِرُ كَمَشَافِرِ الإِبِلِ يُقرَضُ اللّحمُ مِن جُنُوبِهِم وَ يُلقَي فِي أَفوَاهِهِم فَقُلتُ مَن هَؤُلَاءِ يَا جَبرَئِيلُ فَقَالَ هَؤُلَاءِ الهَمّازُونَ اللّمّازُونَ ثُمّ مَضَيتُ فَإِذَا أَنَا بِأَقوَامٍ تُرضَخُ رُءُوسُهُم بِالصّخرِ فَقُلتُ مَن هَؤُلَاءِ يَا جَبرَئِيلُ


صفحه : 324

فَقَالَ هَؤُلَاءِ الّذِينَ يَنَامُونَ عَن صَلَاةِ العِشَاءِ ثُمّ مَضَيتُ فَإِذَا أَنَا بِأَقوَامٍ تُقذَفُ النّارُ فِي أَفوَاهِهِم وَ تَخرُجُ مِن أَدبَارِهِم فَقُلتُ مَن هَؤُلَاءِ يَا جَبرَئِيلُ قَالَ هَؤُلَاءِالّذِينَ يَأكُلُونَ أَموالَ اليَتامي ظُلماً إِنّما يَأكُلُونَ فِي بُطُونِهِم ناراً وَ سَيَصلَونَ سَعِيراً ثُمّ مَضَيتُ فَإِذَا أَنَا بِأَقوَامٍ يُرِيدُ أَحَدُهُم أَن يَقُومَ فَلَا يَقدِرُ مِن عِظَمِ بَطنِهِ فَقُلتُ مَن هَؤُلَاءِ يَا جَبرَئِيلُ قَالَ هَؤُلَاءِالّذِينَ يَأكُلُونَ الرّبا لا يَقُومُونَ إِلّا كَما يَقُومُ ألّذِي يَتَخَبّطُهُ الشّيطانُ مِنَ المَسّ وَ إِذَا هُم بِسَبِيلِ آلِ فِرعَونَ يُعرَضُونَ عَلَي النّارِغُدُوّا وَ عَشِيّايَقُولُونَ رَبّنَا مَتَي تَقُومُ السّاعَةُ قَالَ ثُمّ مَضَيتُ فَإِذَا أَنَا بِنِسوَانٍ مُعَلّقَاتٍ بِثَديِهِنّ فَقُلتُ مَن هَؤُلَاءِ يَا جَبرَئِيلُ فَقَالَ هَؤُلَاءِ اللوّاَتيِ‌ يُوَرّثنَ أَموَالَ أَزوَاجِهِنّ أَولَادَ غَيرِهِم ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص اشتَدّ غَضَبُ اللّهِ عَلَي امرَأَةٍ أَدخَلَت عَلَي قَومٍ فِي نَسَبِهِم مَن لَيسَ مِنهُم فَاطّلَعَ عَلَي عَورَتِهِم وَ أَكَلَ خَزَائِنَهُم قَالَ ثُمّ مَرَرنَا بِمَلَائِكَةٍ مِن مَلَائِكَةِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ خَلَقَهُمُ اللّهُ كَيفَ شَاءَ وَ وَضَعَ وُجُوهَهُم كَيفَ شَاءَ لَيسَ شَيءٌ مِن أَطبَاقِ أَجسَادِهِم إِلّا وَ هُوَ يُسَبّحُ اللّهَ وَ يُحَمّدُهُ مِن كُلّ نَاحِيَةٍ بِأَصوَاتٍ مُختَلِفَةٍ أَصوَاتُهُم مُرتَفِعَةٌ بِالتّحمِيدِ وَ البُكَاءِ مِن خَشيَةِ اللّهِ فَسَأَلتُ جَبرَئِيلَ عَنهُم فَقَالَ كَمَا تَرَي خُلِقُوا إِنّ المَلَكَ مِنهُم إِلَي جَنبِ صَاحِبِهِ مَا كَلّمَهُ قَطّ وَ لَا رَفَعُوا رُءُوسَهُم إِلَي مَا فَوقَهَا وَ لَا خَفَضُوهَا إِلَي مَا تَحتَهَا خَوفاً مِنَ اللّهِ وَ خُشُوعاً فَسَلّمتُ عَلَيهِم فَرَدّوا عَلَيّ إِيمَاءً بِرُءُوسِهِم لَا يَنظُرُونَ إلِيَ‌ّ مِنَ الخُشُوعِ فَقَالَ لَهُم جَبرَئِيلُ هَذَا مُحَمّدٌ نبَيِ‌ّ الرّحمَةِ أَرسَلَهُ اللّهُ إِلَي العِبَادِ رَسُولًا وَ نَبِيّاً وَ هُوَ خَاتَمُ النّبُوّةِ وَ سَيّدُهُم أَ فَلَا تُكَلّمُونَهُ قَالَ فَلَمّا سَمِعُوا ذَلِكَ مِن جَبرَئِيلَ أَقبَلُوا عَلَيّ بِالسّلَامِ وَ أكَرمَوُنيِ‌ وَ بشَرّوُنيِ‌ بِالخَيرِ لِي وَ لأِمُتّيِ‌


صفحه : 325

قَالَ ثُمّ صَعِدنَا إِلَي السّمَاءِ الثّانِيَةِ فَإِذَا فِيهَا رَجُلَانِ مُتَشَابِهَانِ فَقُلتُ مَن هَذَانِ يَا جَبرَئِيلُ فَقَالَ لِي ابنَا الخَالَةِ يَحيَي وَ عِيسَي ع فَسَلّمتُ عَلَيهِمَا وَ سَلّمَا عَلَيّ وَ استَغفَرتُ لَهُمَا وَ استَغفَرَا لِي وَ قَالَا مَرحَباً بِالأَخِ الصّالِحِ وَ النّبِيّ الصّالِحِ وَ إِذَا فِيهَا مِنَ المَلَائِكَةِ وَ عَلَيهِمُ الخُشُوعُ قَد وَضَعَ اللّهُ وُجُوهَهُم كَيفَ شَاءَ لَيسَ مِنهُم مَلَكٌ إِلّا يُسَبّحُ اللّهَ وَ يُحَمّدُهُ بِأَصوَاتٍ مُختَلِفَةٍ ثُمّ صَعِدنَا إِلَي السّمَاءِ الثّالِثَةِ فَإِذَا فِيهَا رَجُلٌ فَضلُ حُسنِهِ عَلَي سَائِرِ الخَلقِ كَفَضلِ القَمَرِ لَيلَةَ البَدرِ عَلَي سَائِرِ النّجُومِ فَقُلتُ مَن هَذَا يَا جَبرَئِيلُ فَقَالَ هَذَا أَخُوكَ يُوسُفُ فَسَلّمتُ عَلَيهِ وَ سَلّمَ عَلَيّ وَ استَغفَرتُ لَهُ وَ استَغفَرَ لِي وَ قَالَ مَرحَباً باِلنبّيِ‌ّ الصّالِحِ وَ الأَخِ الصّالِحِ وَ المَبعُوثِ فِي الزّمَنِ الصّالِحِ وَ إِذَا فِيهَا مَلَائِكَةٌ عَلَيهِم مِنَ الخُشُوعِ مِثلُ مَا وَصَفتُ فِي السّمَاءِ الأُولَي وَ الثّانِيَةِ وَ قَالَ لَهُم جَبرَئِيلُ فِي أمَريِ‌ مَا قَالَ لِلآخَرِينَ وَ صَنَعُوا بيِ‌ مِثلَ مَا صَنَعَ الآخَرُونَ ثُمّ صَعِدنَا إِلَي السّمَاءِ الرّابِعَةِ وَ إِذَا فِيهَا رَجُلٌ فَقُلتُ مَن هَذَا يَا جِبرِيلُ قَالَ هَذَا إِدرِيسُ رَفَعَهُ اللّهُمَكاناً عَلِيّافَسَلّمتُ عَلَيهِ وَ سَلّمَ عَلَيّ وَ استَغفَرتُ لَهُ وَ استَغفَرَ لِي وَ إِذَا فِيهَا مِنَ المَلَائِكَةِ الخُشُوعِ مِثلُ مَا فِي السّمَاوَاتِ التّيِ‌ عَبَرنَاهَا فبَشَرّوُنيِ‌ بِالخَيرِ لِي وَ لأِمُتّيِ‌ ثُمّ رَأَيتُ مَلَكاً جَالِساً عَلَي سَرِيرٍ تَحتَ يَدَيهِ سَبعُونَ أَلفَ مَلَكٍ تَحتَ كُلّ مَلَكٍ سَبعُونَ أَلفَ مَلَكٍ فَوَقَعَ فِي نَفسِ رَسُولِ اللّهِص أَنّهُ هُوَ فَصَاحَ بِهِ جَبرَئِيلُ فَقَالَ قُم فَهُوَ قَائِمٌ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ ثُمّ صَعِدنَا إِلَي السّمَاءِ الخَامِسَةِ فَإِذَا فِيهَا رَجُلٌ كَهلٌ عَظِيمُ العَينِ لَم أَرَ كَهلًا أَعظَمَ مِنهُ حَولَهُ ثُلّةٌ مِن أُمّتِهِ فأَعَجبَتَنيِ‌ كَثرَتُهُم فَقُلتُ مَن هَذَا يَا جَبرَئِيلُ فَقَالَ هَذَا المُجِيبُ فِي قَومِهِ هَارُونُ بنُ عِمرَانَ فَسَلّمتُ عَلَيهِ وَ سَلّمَ عَلَيّ وَ استَغفَرتُ لَهُ وَ استَغفَرَ لِي وَ إِذَا فِيهَا مِنَ المَلَائِكَةِ الخُشُوعِ مِثلُ مَا فِي السّمَاوَاتِ ثُمّ صَعِدنَا إِلَي


صفحه : 326

السّمَاءِ السّادِسَةِ وَ إِذَا فِيهَا رَجُلٌ آدِمٌ طَوِيلٌ كَأَنّهُ مِن شَبوَةَ وَ لَو أَنّ عَلَيهِ قَمِيصَينِ لَنَفَذَ شَعرُهُ فِيهِمَا فَسَمِعتُهُ يَقُولُ يَزعُمُ بَنُو إِسرَائِيلَ أنَيّ‌ أَكرَمُ وُلدِ آدَمَ عَلَي اللّهِ وَ هَذَا رَجُلٌ أَكرَمُ عَلَي اللّهِ منِيّ‌ فَقُلتُ مَن هَذَا يَا جَبرَئِيلُ فَقَالَ هَذَا أَخُوكَ مُوسَي بنُ عِمرَانَ فَسَلّمتُ عَلَيهِ وَ سَلّمَ عَلَيّ وَ استَغفَرتُ لَهُ وَ استَغفَرَ لِي وَ إِذَا فِيهَا مِنَ المَلَائِكَةِ الخُشُوعِ مِثلُ مَا فِي السّمَاوَاتِ قَالَ ثُمّ صَعِدنَا إِلَي السّمَاءِ السّابِعَةِ فَمَا مَرَرتُ بِمَلَكٍ مِنَ المَلَائِكَةِ إِلّا قَالُوا يَا مُحَمّدُ احتَجِم وَ أمُر أُمّتَكَ بِالحِجَامَةِ وَ إِذَا فِيهَا رَجُلٌ أَشمَطُ الرّأسِ وَ اللّحيَةِ جَالِسٌ عَلَي كرُسيِ‌ّ فَقُلتُ يَا جَبرَئِيلُ مَن هَذَا ألّذِي فِي السّمَاءِ السّابِعَةِ عَلَي بَابِ البَيتِ المَعمُورِ فِي جِوَارِ اللّهِ فَقَالَ هَذَا يَا مُحَمّدُ أَبُوكَ اِبرَاهِيمُ وَ هَذَا مَحَلّكَ وَ مَحَلّ مَنِ اتّقَي مِن أُمّتِكَ ثُمّ قَرَأَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ أَولَي النّاسِ بِإِبراهِيمَ لَلّذِينَ اتّبَعُوهُ وَ هذَا النّبِيّ وَ الّذِينَ آمَنُوا وَ اللّهُ ولَيِ‌ّ المُؤمِنِينَفَسَلّمتُ عَلَيهِ وَ سَلّمَ عَلَيّ وَ قَالَ مَرحَباً باِلنبّيِ‌ّ الصّالِحِ وَ الِابنِ الصّالِحِ وَ المَبعُوثِ فِي الزّمَنِ الصّالِحِ وَ إِذَا فِيهَا مِنَ المَلَائِكَةِ الخُشُوعِ مِثلُ مَا فِي السّمَاوَاتِ فبَشَرّوُنيِ‌ بِالخَيرِ لِي وَ لأِمُتّيِ‌ قَالَ رَسُولُ اللّهِص وَ رَأَيتُ فِي السّمَاءِ السّابِعَةِ بِحَاراً مِن نُورٍ يَتَلَألَأُ تَلَألُؤُهَا يَخطَفُ بِالأَبصَارِ وَ فِيهَا بِحَارٌ مُظلِمَةٌ وَ بِحَارٌ مِن ثَلجٍ تَرعُدُ فَكُلّمَا فَزِعتُ وَ رَأَيتُ هَؤُلَاءِ سَأَلتُ جَبرَئِيلَ فَقَالَ أَبشِر يَا مُحَمّدُ وَ اشكُر كَرَامَةَ رَبّكَ وَ اشكُرِ اللّهَ بِمَا صَنَعَ إِلَيكَ قَالَ فثَبَتّنَيِ‌َ اللّهُ بِقُوّتِهِ وَ عَونِهِ حَتّي كَثُرَ قوَليِ‌ لِجَبرَئِيلَ وَ تعَجَبّيِ‌ فَقَالَ جَبرَئِيلُ يَا مُحَمّدُ تُعَظّمُ مَا تَرَي إِنّمَا هَذَا خَلقٌ مِن خَلقِ رَبّكَ فَكَيفَ بِالخَالِقِ ألّذِي خَلَقَ مَا تَرَي وَ مَا لَا تَرَي أَعظَمُ مِن هَذَا


صفحه : 327

مِن خَلقِ رَبّكَ أَنّ بَينَ اللّهِ وَ بَينَ خَلقِهِ تِسعِينَ أَلفَ حِجَابٍ وَ أَقرَبُ الخَلقِ إِلَي اللّهِ أَنَا وَ إِسرَافِيلُ وَ بَينَنَا وَ بَينَهُ أَربَعَةُ حُجُبٍ حِجَابٌ مِن نُورٍ وَ حِجَابٌ مِن ظُلمَةِ وَ حِجَابٌ مِنَ الغَمَامِ وَ حِجَابٌ مِنَ المَاءِ قَالَص وَ رَأَيتُ مِنَ العَجَائِبِ التّيِ‌ خَلَقَ اللّهُ وَ سَخّرَ عَلَي مَا أَرَادَهُ دِيكاً رِجلَاهُ فِي تُخُومِ الأَرَضِينَ السّابِعَةِ وَ رَأسُهُ عِندَ العَرشِ وَ هُوَ مَلَكٌ مِن مَلَائِكَةِ اللّهِ تَعَالَي خَلَقَهُ اللّهُ كَمَا أَرَادَ رِجلَاهُ فِي تُخُومِ الأَرَضِينَ السّابِعَةِ ثُمّ أَقبَلَ مُصعِداً حَتّي خَرَجَ فِي الهَوَاءِ إِلَي السّمَاءِ السّابِعَةِ وَ انتَهَي فِيهَا مُصعِداً حَتّي انتَهَي قَرنُهُ إِلَي قُربِ العَرشِ وَ هُوَ يَقُولُ سُبحَانَ ربَيّ‌ حَيثُ مَا كُنتُ لَا تدَريِ‌ أَينَ رَبّكَ مِن عِظَمِ شَأنِهِ وَ لَهُ جَنَاحَانِ فِي مَنكِبَيهِ إِذَا نَشَرَهُمَا جَاوَزَ المَشرِقَ وَ المَغرِبَ فَإِذَا كَانَ فِي السّحَرِ نَشَرَ جَنَاحَيهِ وَ خَفَقَ بِهِمَا وَ صَرَخَ بِالتّسبِيحِ يَقُولُ سُبحَانَ اللّهِ المَلِكِ القُدّوسِ سُبحَانَ اللّهِ الكَبِيرِ المُتَعَالِ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ الحيَ‌ّ القَيّومُ وَ إِذَا قَالَ ذَلِكَ سَبّحَت دُيُوكُ الأَرضِ كُلّهَا وَ خَفَقَت بِأَجنِحَتِهَا وَ أَخَذَت فِي الصّيَاحِ فَإِذَا سَكَتَ ذَلِكَ الدّيكُ فِي السّمَاءِ سَكَتَت دُيُوكُ الأَرضِ كُلّهَا وَ لِذَلِكَ الدّيكِ زَغَبٌ أَخضَرُ وَ رِيشٌ أَبيَضُ كَأَشَدّ بَيَاضِ مَا رَأَيتُهُ قَطّ وَ لَهُ زَغَبٌ أَخضَرُ أَيضاً تَحتَ رِيشِهِ الأَبيَضِ كَأَشَدّ خُضرَةِ مَا رَأَيتُهَا قَطّ قَالَص ثُمّ مَضَيتُ مَعَ جَبرَئِيلَ فَدَخَلتُ البَيتَ المَعمُورَ فَصَلّيتُ فِيهَا رَكعَتَينِ وَ معَيِ‌ أُنَاسٌ مِن أصَحاَبيِ‌ عَلَيهِم ثِيَابٌ جُدَدٌ وَ آخَرِينَ عَلَيهِم ثِيَابٌ خُلقَانٌ فَدَخَلَ أَصحَابُ الجُدَدِ وَ حُبِسَ أَصحَابُ الخُلقَانِ ثُمّ خَرَجتُ فَانقَادَ لِي نَهَرَانِ نَهَرٌ يُسَمّي الكَوثَرَ وَ نَهَرٌ يُسَمّي الرّحمَةَ فَشَرِبتُ مِنَ الكَوثَرِ وَ اغتَسَلتُ مِنَ الرّحمَةِ ثُمّ انقَادَا لِي جَمِيعاً حَتّي دَخَلتُ الجَنّةَ وَ إِذَا عَلَي حَافَتَيهَا بيُوُتيِ‌ وَ بُيُوتُ


صفحه : 328

أهَليِ‌ وَ إِذَا تُرَابُهَا كَالمِسكِ وَ إِذَا جَارِيَةٌ تَنغَمِسُ فِي أَنهَارِ الجَنّةِ فَقُلتُ لِمَن أَنتِ يَا جَارِيَةُ فَقَالَت لِزَيدِ بنِ حَارِثَةَ فَبَشّرتُهُ بِهَا حِينَ أَصبَحتُ وَ إِذَا بِطَيرِهَا كَالبُختِ وَ إِذَا رُمّانُهَا مِثلُ دلُيِ‌ّ العِظَامِ وَ إِذَا شَجَرَةٌ لَو أُرسِلَ طَائِرٌ فِي أَصلِهَا مَا دَارَهَا سَبعَمِائَةِ سَنَةٍ وَ لَيسَ فِي الجَنّةِ مَنزِلٌ إِلّا وَ فِيهَا قُتُرٌ مِنهَا فَقُلتُ مَا هَذِهِ يَا جَبرَئِيلُ فَقَالَ هَذِهِ شَجَرَةُ طُوبَي قَالَ اللّهُطُوبي لَهُم وَ حُسنُ مَآبٍ قَالَ رَسُولُ اللّهِص فَلَمّا دَخَلتُ الجَنّةَ رَجَعَت إلِيَ‌ّ نفَسيِ‌ فَسَأَلتُ جَبرَئِيلَ عَن تِلكَ البِحَارِ وَ هَولِهَا وَ أَعَاجِيبِهَا فَقَالَ هيِ‌َ سُرَادِقَاتُ الحُجُبِ التّيِ‌ احتَجَبَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي بِهَا وَ لَو لَا تِلكَ الحُجُبُ لَتَهَتّكَ نُورُ العَرشِ وَ كُلّ شَيءٍ فِيهِ وَ انتَهَيتُ إِلَي سِدرَةِ المُنتَهَي فَإِذَا الوَرَقَةُ مِنهَا تَظَلّ أُمّةً مِنَ الأُمَمِ فَكُنتُ مِنهَا


صفحه : 329

كَمَا قَالَ اللّهُ تَعَالَيقابَ قَوسَينِ أَو أَدنيفنَاَداَنيِ‌آمَنَ الرّسُولُ بِما أُنزِلَ إِلَيهِ مِن رَبّهِفَقُلتُ أَنَا مُجِيباً عنَيّ‌ وَ عَن أمُتّيِ‌وَ المُؤمِنُونَ كُلّ آمَنَ بِاللّهِ وَ مَلائِكَتِهِ وَ كُتُبِهِ وَ رُسُلِهِ لا نُفَرّقُ بَينَ أَحَدٍ مِن رُسُلِهِفَقُلتُسَمِعنا وَ أَطَعنا غُفرانَكَ رَبّنا وَ إِلَيكَ المَصِيرُ فَقَالَ اللّهُلا يُكَلّفُ اللّهُ نَفساً إِلّا وُسعَها لَها ما كَسَبَت وَ عَلَيها مَا اكتَسَبَتفَقُلتُرَبّنا لا تُؤاخِذنا إِن نَسِينا أَو أَخطَأنا فَقَالَ اللّهُ لَا أُؤَاخِذُكَ فَقُلتُرَبّنا وَ لا تَحمِل عَلَينا إِصراً كَما حَمَلتَهُ عَلَي الّذِينَ مِن قَبلِنا فَقَالَ اللّهُ لَا أَحمِلُكَ فَقُلتُرَبّنا وَ لا تُحَمّلنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ وَ اعفُ عَنّا وَ اغفِر لَنا وَ ارحَمنا أَنتَ مَولانا فَانصُرنا عَلَي القَومِ الكافِرِينَ فَقَالَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي قَد أَعطَيتُكَ ذَلِكَ لَكَ وَ لِأُمّتِكَ فَقَالَ الصّادِقُ ع مَا وَفَدَ إِلَي اللّهِ تَعَالَي أَحَدٌ أَكرَمُ مِن رَسُولِ اللّهِص حَيثُ سَأَلَ لِأُمّتِهِ هَذِهِ الخِصَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا رَبّ أَعطَيتَ أَنبِيَاءَكَ فَضَائِلَ فأَعَطنِيِ‌ فَقَالَ اللّهُ قَد أَعطَيتُكَ فِيمَا أَعطَيتُكَ كَلِمَتَينِ مِن تَحتِ عرَشيِ‌ لَا حَولَ وَ لَا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ وَ لَا مَنجَي مِنكَ إِلّا إِلَيكَ قَالَ وَ علَمّتَنيِ‌ المَلَائِكَةُ قَولًا أَقُولُهُ إِذَا أَصبَحتُ وَ أَمسَيتُ أللّهُمّ إِنّ ظلُميِ‌ أَصبَحَ مُستَجِيراً بِعَفوِكَ وَ ذنَبيِ‌ أَصبَحَ مُستَجِيراً بِمَغفِرَتِكَ وَ ذلُيّ‌ أَصبَحَ مُستَجِيراً بِعِزّتِكَ وَ فقَريِ‌


صفحه : 330

أَصبَحَ مُستَجِيراً بِغِنَاكَ وَ وجَهيِ‌َ الباَليِ‌ أَصبَحَ مُستَجِيراً بِوَجهِكَ الدّائِمِ الباَقيِ‌ ألّذِي لَا يَفنَي وَ أَقُولُ ذَلِكَ إِذَا أَمسَيتُ ثُمّ سَمِعتُ الأَذَانَ فَإِذَا مَلَكٌ يُؤَذّنُ لَم يُرَ فِي السّمَاءِ قَبلَ تِلكَ اللّيلَةِ فَقَالَ اللّهُ أَكبَرُ اللّهُ أَكبَرُ فَقَالَ اللّهُ صَدَقَ عبَديِ‌ أَنَا أَكبَرُ فَقَالَ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ فَقَالَ اللّهُ صَدَقَ عبَديِ‌ أَنَا اللّهُ لَا إِلَهَ غيَريِ‌ فَقَالَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ فَقَالَ اللّهُ صَدَقَ عبَديِ‌ إِنّ مُحَمّداً عبَديِ‌ وَ رسَوُليِ‌ أَنَا بَعَثتُهُ وَ انتَجَبتُهُ فَقَالَ حيَ‌ّ عَلَي الصّلَاةِ حيَ‌ّ عَلَي الصّلَاةِ فَقَالَ صَدَقَ عبَديِ‌ وَ دَعَا إِلَي فرَيِضتَيِ‌ فَمَن مَشَي إِلَيهَا رَاغِباً فِيهَا مُحتَسِباً كَانَت لَهُ كَفّارَةٌ لِمَا مَضَي مِن ذُنُوبِهِ فَقَالَ حيَ‌ّ عَلَي الفَلَاحِ حيَ‌ّ عَلَي الفَلَاحِ فَقَالَ اللّهُ هيِ‌َ الصّلَاحُ وَ النّجَاحُ وَ الفَلَاحُ ثُمّ أَمّمتُ المَلَائِكَةَ فِي السّمَاءِ كَمَا أَمّمتُ الأَنبِيَاءَ فِي بَيتِ المَقدِسِ قَالَ ثُمّ غشَيِتَنيِ‌ صَبَابَةٌ فَخَرَرتُ سَاجِداً فنَاَداَنيِ‌ ربَيّ‌ أنَيّ‌ قَد فَرَضتُ عَلَي كُلّ نبَيِ‌ّ كَانَ قَبلَكَ خَمسِينَ صَلَاةً وَ فَرَضتُهَا عَلَيكَ وَ عَلَي أُمّتِكَ فَقُم بِهَا أَنتَ فِي أُمّتِكَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص فَانحَدَرتُ حَتّي مَرَرتُ عَلَي اِبرَاهِيمَ فَلَم يسَألَنيِ‌ عَن شَيءٍ حَتّي انتَهَيتُ إِلَي مُوسَي ع فَقَالَ مَا صَنَعتَ يَا مُحَمّدُ فَقُلتُ قَالَ ربَيّ‌ فَرَضتُ عَلَي كُلّ نبَيِ‌ّ كَانَ قَبلَكَ خَمسِينَ صَلَاةً وَ فَرَضتُهَا عَلَيكَ وَ عَلَي أُمّتِكَ فَقَالَ مُوسَي ع يَا مُحَمّدُ إِنّ أُمّتَكَ آخِرُ الأُمَمِ وَ أَضعَفُهَا وَ إِنّ رَبّكَ لَا يَزِيدُهُ شَيءٌ وَ إِنّ أُمّتَكَ لَا تَستَطِيعُ أَن تَقُومَ بِهَا فَارجِع إِلَي رَبّكَ فَاسأَلهُ التّخفِيفَ لِأُمّتِكَ فَرَجَعتُ إِلَي ربَيّ‌ حَتّي انتَهَيتُ إِلَي سِدرَةِ المُنتَهَي فَخَرَرتُ سَاجِداً ثُمّ قُلتُ فَرَضتَ عَلَيّ وَ عَلَي أمُتّيِ‌ خَمسِينَ صَلَاةً وَ لَا أُطِيقُ ذَلِكَ وَ لَا أمُتّيِ‌ فَخَفّف عنَيّ‌ فَوَضَعَ عنَيّ‌ عَشراً فَرَجَعتُ إِلَي مُوسَي فَأَخبَرتُهُ فَقَالَ ارجِع لَا تُطِيقُ فَرَجَعتُ إِلَي ربَيّ‌ فَوَضَعَ عنَيّ‌ عَشراً فَرَجَعتُ إِلَي مُوسَي فَأَخبَرتُهُ فَقَالَ ارجِع وَ فِي كُلّ رَجعَةٍ أَرجِعُ إِلَيهِ


صفحه : 331

أَخِرّ سَاجِداً حَتّي رَجَعَ إِلَي عَشرِ صَلَوَاتٍ فَرَجَعتُ إِلَي مُوسَي وَ أَخبَرتُهُ فَقَالَ لَا تُطِيقُ فَرَجَعتُ إِلَي ربَيّ‌ فَوَضَعَ عنَيّ‌ خَمساً فَرَجَعتُ إِلَي مُوسَي ع وَ أَخبَرتُهُ فَقَالَ لَا تُطِيقُ فَقُلتُ قَدِ استَحيَيتُ مِن ربَيّ‌ وَ لَكِن أَصبِرُ عَلَيهَا فنَاَداَنيِ‌ مُنَادٍ كَمَا صَبَرتَ عَلَيهَا فَهَذِهِ الخَمسُ بِخَمسِينَ كُلّ صَلَاةٍ بِعَشِيرٍ وَ مَن هَمّ مِن أُمّتِكَ بِحَسَنَةٍ يَعمَلُهَا فَعَمِلَهَا كَتَبتُ لَهُ عَشراً وَ إِن لَم يَعمَل كَتَبتُ لَهُ وَاحِدَةً وَ مَن هَمّ مِن أُمّتِكَ بِسَيّئَةٍ فَعَمِلَهَا كَتَبتُ عَلَيهِ وَاحِدَةً وَ إِن لَم يَعمَلهَا لَم أَكتُب عَلَيهِ شَيئاً فَقَالَ الصّادِقُ ع جَزَي اللّهُ مُوسَي ع عَن هَذِهِ الأُمّةِ خَيراً فَهَذَا تَفسِيرُ قَولِ اللّهِسُبحانَ ألّذِي أَسري بِعَبدِهِ لَيلًا مِنَ المَسجِدِ الحَرامِ إِلَي المَسجِدِ الأَقصَي ألّذِي بارَكنا حَولَهُ لِنُرِيَهُ مِن آياتِنا إِنّهُ هُوَ السّمِيعُ البَصِيرُ

توضيح قوله أتسمع يا محمدالظاهر أنه بيان للصوت المذكور سابقا أنه ص سمعه في الطريق فكان الأظهر أن يكون هكذا قلت ثم سمعت صوتا أفزعني‌ فقال لي جبرئيل سمعت يا محمد ويحتمل أن يكون هذاالصوت غيرالصوت الأول فلم يبين حقيقة الأول في الخبر و هوبعيد قوله كَلّا إِنّ كِتابَ الأَبرارِلعل الاستشهاد بالآية مبني‌ علي أن المراد بكتاب الأبرار في الآية أرواحهم لأنها محل العلوم والمعارف ويحتمل أن يكون ذكر الآية للمناسبة أي كما أن أعمالهم تثبت في عليين فكذا أرواحهم تصعد إليها وتصفح في الأمر نظر فيه و قال الجوهري‌ كل شيءكثر حتي علا وغلب فقد طم يطم يقال فوق كل طامة طامة و منه سميت القيامة طامة انتهي . والمشافر جمع المشفر بالكسر و هوشفة البعير والرضخ الدق والكسر قوله ص يورثن أموال أزواجهن أي يزنين ويلحقن أولاد الزنا بالأزواج فيرثون من أزواجهن ويحتمل علي بعد أن يكون المراد به زوجة يكون لها ولد من زوج آخر تعطيه أموال الزوج الأخير والفقرة الثانية مؤكدة ومؤيدة للمعني الأول . قوله من أطباق أجسادهم أي أعضائهم مجازا أوأغشية أجسادهم من أجنحتهم


صفحه : 332

وريشهم قال الفيروزآبادي‌ الطبق محركة غطاء كل شيء وعظم رقيق يفصل بين كل فقارين والطابق كهاجر وصاحب العضو قوله من الملائكة الخشوع لعله جمع خاشع كركوع وراكع و في بعض النسخ من الملائكة والخشوع في المواضع و هوأصوب قوله إنه هو أي إنه الملك ألذي ليس فوقه ملك أوإنه المدبر لأمور العالم بأمر الله تعالي قوله ص كأنه من شبوة أقول شبوة أبوقبيلة وموضع بالبادية وحصن باليمن وذكر الثعلبي‌ في وصفه ع كأنه من رجال أزدشنوءة و قال الفيروزآبادي‌ أزدشنوءة و قدتشدد الواو قبيلة سميت لشنآن بينهم انتهي و علي التقادير شبهه ص بإحدي تلك الطوائف في الأدمة وطول القامة والشمط بياض الرأس يخالطه سواد وخفق الطائر طار وأخفق ضرب بجناحيه . والزغب محركة صغار الشعر والريش ولينه وأول مايبدو منهما والبخت الإبل الخراساني‌ والدلي‌ بضم الدال وكسر اللام وتشديد الياء جمع دلو علي فعول والقتر بالضم وبضمتين الناحية والجانب وبالفتح ويحرك القدر قوله ع لتهتك نور العرش و كل شيء فيه أي لو لاتلك الحجب لأحرق وهتك النور العظيم ألذي خلقه الله وراء الحجب نور العرش و مادونه و في بعض النسخ لهتك نور العرش كل شيء فيه فالمراد بهاالحجب التي‌ تحت العرش و أنه لولاها لأحرق وحرق نور العرش مادونه و في التفسير الصغير للمصنف لهتك نور الله العرش و مادونه و هويرجع إلي المعني الأول والصبابة رقة الشوق وحرارته

35- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدِ بنِ حَمدَانَ المُكَتّبُ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ الصّفّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي الداّمغِاَنيِ‌ّ عَن يَحيَي بنِ المُغِيرَةِ عَن جَرِيرٍ عَنِ الأَعمَشِ عَن عَطِيّةَ عَن أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِ‌ّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَيلَةَ أسُريِ‌َ بيِ‌ إِلَي السّمَاءِ أَخَذَ جَبرَئِيلُ بيِدَيِ‌ فأَدَخلَنَيِ‌ الجَنّةَ وَ أجَلسَنَيِ‌ عَلَي دُرنُوكٍ مِن دَرَانِيكِ الجَنّةِ فنَاَولَنَيِ‌ سَفَرجَلَةً فَانفَلَقَت بِنِصفَينِ فَخَرَجَت مِنهَا حَورَاءُ كَانَ أَشفَارُ عَينِهَا مَقَادِيمَ النّسُورِ فَقَالَتِ السّلَامُ عَلَيكَ


صفحه : 333

يَا أَحمَدُ السّلَامُ عَلَيكَ يَا رَسُولَ اللّهِ السّلَامُ عَلَيكَ يَا مُحَمّدُ فَقُلتُ مَن أَنتِ يَرحَمُكِ اللّهُ قَالَت أَنَا الرّاضِيَةُ المَرضِيّةُ خلَقَنَيِ‌ الجَبّارُ مِن ثَلَاثَةِ أَنوَاعٍ أسَفلَيِ‌ مِنَ المِسكِ وَ أعَلاَي‌َ مِنَ الكَافُورِ وَ وسَطَيِ‌ مِنَ العَنبَرِ وَ عُجِنتُ بِمَاءِ الحَيَوَانِ قَالَ الجَلِيلُ كوُنيِ‌ فَكُنتُ خُلِقتُ لِابنِ عَمّكَ وَ وَصِيّكَ وَ وَزِيرِكَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ

بيان قال الفيروزآبادي‌ الدرنوك بالضم ضرب من الثياب أوالبسط والطنفسة

36- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] الحَسَنُ بنُ مُحَمّدِ بنِ سَعِيدٍ الهاَشمِيِ‌ّ عَن فُرَاتِ بنِ اِبرَاهِيمَ الكوُفيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ الهمَداَنيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الشاّميِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي جَرِيرٍ عَن عَطَاءٍ الخرُاَساَنيِ‌ّ رَفَعَهُ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ غَنمٍ قَالَجَاءَ جَبرَئِيلُ ع إِلَي رَسُولِ اللّهِص بِدَابّةٍ دُونَ البَغلِ وَ فَوقَ الحِمَارِ رِجلَاهَا أَطوَلُ مِن يَدَيهَا خَطوُهَا مَدّ البَصَرِ فَلَمّا أَرَادَ أَن يَركَبَ امتَنَعَت فَقَالَ جَبرَئِيلُ ع إِنّهُ مُحَمّدٌ فَتَوَاضَعَت حَتّي لَصِقَت بِالأَرضِ قَالَ فَرَكِبَ فَكُلّمَا هَبَطَتِ ارتَفَعَت يَدَاهَا وَ قَصُرَت رِجلَاهَا فَمَرّت بِهِ فِي ظُلمَةِ اللّيلِ عَلَي عِيرٍ مُحَمّلَةٍ فَنَفَرَتِ العِيرُ مِن دَفِيفِ البُرَاقِ فَنَادَي رَجُلٌ فِي آخِرِ العِيرِ غُلَاماً لَهُ فِي أَوّلِ العِيرِ يَا فُلَانُ إِنّ الإِبِلَ قَد نَفَرَت وَ إِنّ فُلَانَةَ أَلقَت حَملَهَا وَ انكَسَرَ يَدُهَا وَ كَانَتِ العِيرُ لأِبَيِ‌ سُفيَانَ قَالَ ثُمّ مَضَي حَتّي إِذَا كَانَ بِبَطنِ البَلقَاءِ قَالَ يَا جَبرَئِيلُ قَد عَطِشتُ فَتَنَاوَلَ جَبرَئِيلُ قَصعَةً فِيهَا مَاءٌ فَنَاوَلَهُ فَشَرِبَ ثُمّ مَضَي فَمَرّ عَلَي قَومٍ مُعَلّقِينَ بِعَرَاقِيبِهِم بِكَلَالِيبَ مِن نَارٍ فَقَالَ مَا هَؤُلَاءِ يَا جَبرَئِيلُ فَقَالَ هَؤُلَاءِ الّذِينَ أَغنَاهُمُ اللّهُ بِالحَلَالِ فَيَبتَغُونَ الحَرَامَ قَالَ ثُمّ مَرّ عَلَي قَومٍ تُخَاطُ جُلُودُهُم بِمَخَايِطَ مِن نَارٍ فَقَالَ مَا هَؤُلَاءِ يَا جَبرَئِيلُ فَقَالَ


صفحه : 334

هَؤُلَاءِ الّذِينَ يَأخُذُونَ عُذرَةَ النّسَاءِ بِغَيرِ حِلّ ثُمّ مَضَي فَمَرّ عَلَي رَجُلٍ يَرفَعُ حُزمَةً مِن حَطَبٍ كُلّمَا لَم يَستَطِع أَن يَرفَعَهَا زَادَ فِيهَا فَقَالَ مَن هَذَا يَا جَبرَئِيلُ قَالَ هَذَا صَاحِبُ الدّينِ يُرِيدُ أَن يقَضيِ‌َ فَإِذَا لَم يَستَطِع زَادَ عَلَيهِ ثُمّ مَضَي حَتّي إِذَا كَانَ بِالجَبَلِ الشرّقيِ‌ّ مِن بَيتِ المَقدِسِ وَجَدَ رِيحاً حَارّةً وَ سَمِعَ صَوتاً قَالَ مَا هَذِهِ الرّيحُ يَا جَبرَئِيلُ التّيِ‌ أَجِدُهَا وَ هَذَا الصّوتُ ألّذِي أَسمَعُ قَالَ هَذِهِ جَهَنّمُ فَقَالَ النّبِيّص أَعُوذُ بِاللّهِ مِن جَهَنّمَ ثُمّ وَجَدَ رِيحاً عَن يَمِينِهِ طَيّبَةً وَ سَمِعَ صَوتاً فَقَالَ مَا هَذِهِ الرّيحُ التّيِ‌ أَجِدُ وَ هَذَا الصّوتُ ألّذِي أَسمَعُ فَقَالَ هَذِهِ الجَنّةُ فَقَالَ أَسأَلُ اللّهَ الجَنّةَ قَالَ ثُمّ مَضَي حَتّي انتَهَي إِلَي بَابِ مَدِينَةِ بَيتِ المَقدِسِ وَ فِيهَا هِرَقلُ وَ كَانَت أَبوَابُ المَدِينَةِ تُغلَقُ كُلّ لَيلَةٍ وَ يُؤتَي بِالمَفَاتِيحِ وَ تُوضَعُ عِندَ رَأسِهِ فَلَمّا كَانَت تِلكَ اللّيلَةُ امتَنَعَ البَابُ أَن يَنغَلِقَ فَأَخبَرُوهُ فَقَالَ ضَاعِفُوا عَلَيهَا مِنَ الحَرَسِ قَالَ فَجَاءَ رَسُولُ اللّهِص فَدَخَلَ بَيتَ المَقدِسِ فَجَاءَ جَبرَئِيلُ ع إِلَي الصّخرَةِ فَرَفَعَهَا فَأَخرَجَ مِن تَحتِهَا ثَلَاثَةَ أَقدَاحٍ قَدَحاً مِن لَبَنٍ وَ قَدَحاً مِن عَسَلٍ وَ قَدَحاً مِن خَمرٍ فَنَاوَلَهُ قَدَحَ اللّبَنِ فَشَرِبَ ثُمّ نَاوَلَهُ قَدَحَ العَسَلِ فَشَرِبَ ثُمّ نَاوَلَهُ قَدَحَ الخَمرِ فَقَالَ قَد رَوِيتُ يَا جَبرَئِيلُ قَالَ أَ مَا إِنّكَ لَو شَرِبتَهُ ضَلّت أُمّتُكَ وَ تَفَرّقَت عَنكَ قَالَ ثُمّ أَمّ رَسُولُ اللّهِص فِي مَسجِدِ بَيتِ المَقدِسِ بِسَبعِينَ نَبِيّاً قَالَ وَ هَبَطَ مَعَ جَبرَئِيلَ ع مَلَكٌ لَم يَطَأِ الأَرضَ قَطّ مَعَهُ مَفَاتِيحُ خَزَائِنِ الأَرضِ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ إِنّ رَبّكَ يُقرِئُكَ السّلَامَ وَ يَقُولُ هَذِهِ مَفَاتِيحُ خَزَائِنِ الأَرضِ فَإِن شِئتَ فَكُن نَبِيّاً عَبداً وَ إِن شِئتَ نَبِيّاً مَلِكاً فَأَشَارَ إِلَيهِ جَبرَئِيلُ ع أَن تَوَاضَع يَا مُحَمّدُ فَقَالَ بَل أَكُونُ نَبِيّاً عَبداً ثُمّ صَعِدَ إِلَي السّمَاءِ فَلَمّا انتَهَي إِلَي بَابِ السّمَاءِ استَفتَحَ جَبرَئِيلُ ع فَقَالُوا مَن هَذَا قَالَ مُحَمّدٌ قَالُوا نِعمَ المجَيِ‌ءُ جَاءَ فَدَخَلَ فَمَا مَرّ عَلَي مَلَإٍ مِنَ


صفحه : 335

المَلَائِكَةِ إِلّا سَلّمُوا عَلَيهِ وَ دَعَوا لَهُ وَ شَيّعَهُ مُقَرّبُوهَا فَمَرّ عَلَي شَيخٍ قَاعِدٍ تَحتَ شَجَرَةٍ وَ حَولَهُ أَطفَالٌ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن هَذَا الشّيخُ يَا جَبرَئِيلُ قَالَ هَذَا أَبُوكَ اِبرَاهِيمُ قَالَ فَمَا هَؤُلَاءِ الأَطفَالُ حَولَهُ قَالَ هَؤُلَاءِ أَطفَالُ المُؤمِنِينَ حَولَهُ يَغذُوهُم ثُمّ مَضَي فَمَرّ عَلَي شَيخٍ قَاعِدٍ عَلَي كرُسيِ‌ّ إِذَا نَظَرَ عَن يَمِينِهِ ضَحِكَ وَ فَرِحَ وَ إِذَا نَظَرَ عَن يَسَارِهِ حَزِنَ وَ بَكَي فَقَالَ مَن هَذَا يَا جَبرَئِيلُ قَالَ هَذَا أَبُوكَ آدَمُ إِذَا رَأَي مَن يَدخُلُ الجَنّةَ مِن ذُرّيّتِهِ ضَحِكَ وَ فَرِحَ وَ إِذَا رَأَي مَن يَدخُلُ النّارَ مِن ذُرّيّتِهِ حَزِنَ وَ بَكَي ثُمّ مَضَي فَمَرّ عَلَي مَلَكٍ قَاعِدٍ عَلَي كرُسيِ‌ّ فَسَلّمَ عَلَيهِ فَلَم يَرَ مِنهُ مِنَ البِشرِ مَا رَأَي مِنَ المَلَائِكَةِ فَقَالَ يَا جَبرَئِيلُ مَا مَرَرتُ بِأَحَدٍ مِنَ المَلَائِكَةِ إِلّا رَأَيتُ مِنهُ مَا أُحِبّ إِلّا هَذَا فَمَن هَذَا المَلَكُ قَالَ هَذَا مَالِكٌ خَازِنُ النّارِ أَمَا إِنّهُ قَد كَانَ مِن أَحسَنِ المَلَائِكَةِ بِشراً وَ أَطلَقِهِم وَجهاً فَلَمّا جُعِلَ خَازِنَ النّارِ اضطَلَعَ فِيهَا اضطِلَاعَةً فَرَأَي مَا أَعَدّ اللّهُ فِيهَا لِأَهلِهَا فَلَم يَضحَك بَعدَ ذَلِكَ ثُمّ مَضَي حَتّي إِذَا انتَهَي حَيثُ انتَهَي فُرِضَت عَلَيهِ الصّلَاةُ خَمسُونَ صَلَاةً قَالَ فَأَقبَلَ فَمَرّ عَلَي مُوسَي ع فَقَالَ يَا مُحَمّدُ كَم فُرِضَ عَلَي أُمّتِكَ قَالَ خَمسُونَ صَلَاةً قَالَ ارجِع إِلَي رَبّكَ فَاسأَلهُ أَن يُخَفّفَ عَن أُمّتِكَ قَالَ فَرَجَعَ ثُمّ مَرّ عَلَي مُوسَي ع فَقَالَ كَم فُرِضَ عَلَي أُمّتِكَ قَالَ كَذَا وَ كَذَا قَالَ فَإِنّ أُمّتَكَ أَضعَفُ الأُمَمِ ارجِع إِلَي رَبّكَ فَاسأَلهُ أَن يُخَفّفَ عَن أُمّتِكَ فإَنِيّ‌ كُنتُ فِي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَلَم يَكُونُوا يُطِيقُونَ إِلّا دُونَ هَذَا فَلَم يَزَل يَرجِعُ إِلَي رَبّهِ عَزّ وَ جَلّ حَتّي جَعَلَهَا خَمسَ صَلَوَاتٍ قَالَ ثُمّ مَرّ عَلَي مُوسَي ع فَقَالَ كَم فُرِضَ عَلَي أُمّتِكَ قَالَ خَمسُ صَلَوَاتٍ قَالَ ارجِع إِلَي رَبّكَ فَاسأَلهُ أَن يُخَفّفَ عَن أُمّتِكَ قَالَ قَدِ استَحيَيتُ مِن ربَيّ‌ مِمّا أَرجِعُ إِلَيهِ ثُمّ مَضَي فَمَرّ عَلَي اِبرَاهِيمَ خَلِيلِ الرّحمَنِ فَنَادَاهُ مِن خَلفِهِ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ أقَر‌ِئ أُمّتَكَ عنَيّ‌ السّلَامَ وَ أَخبِرهُم أَنّ الجَنّةَ مَاؤُهَا عَذبٌ وَ تُربَتُهَا طَيّبَةٌ قِيعَانٌ بِيضٌ غَرسُهَا سُبحَانَ اللّهِ وَ الحَمدُ لِلّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ اللّهُ أَكبَرُ وَ لَا حَولَ وَ لَا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ فَمُر أُمّتَكَ فَليُكثِرُوا مِن غَرسِهَا ثُمّ


صفحه : 336

مَضَي حَتّي مَرّ بِعِيرٍ يَقدُمُهَا جَمَلٌ أَورَقُ ثُمّ أَتَي أَهلَ مَكّةَ فَأَخبَرَهُم بِمَسِيرِهِ وَ قَد كَانَ بِمَكّةَ قَومٌ مِن قُرَيشٍ قَد أَتَوا بَيتَ المَقدِسِ فَأَخبَرَهُم ثُمّ قَالَ آيَةُ ذَلِكَ أَنّهَا تَطلُعُ عَلَيكُمُ السّاعَةَ عِيرٌ مَعَ طُلُوعِ الشّمسِ يَقدُمُهَا جَمَلٌ أَورَقُ قَالَ فَنَظَرُوا فَإِذَا هيِ‌َ قَد طَلَعَت وَ أَخبَرَهُم أَنّهُ قَد مَرّ بأِبَيِ‌ سُفيَانَ وَ أَنّ إِبِلَهُ نَفَرَت فِي بَعضِ اللّيلِ وَ أَنّهُ نَادَي غُلَاماً لَهُ فِي أَوّلِ العِيرِ يَا فُلَانُ إِنّ الإِبِلَ قَد نَفَرَت وَ إِنّ فُلَانَةَ قَد أَلقَت حَملَهَا وَ انكَسَرَ يَدُهَا فَسَأَلُوا عَنِ الخَبَرِ فَوَجَدُوهُ كَمَا قَالَص

بيان اضطلع فيها أي تمكن وتوجه للعمل بما أمر فيها والاضطلاع افتعال من الضلاعة وهي‌ القوة يقال اضطلع بحمله أي قوي‌ عليه ونهض به و لايبعد أن يكون في الأصل اطلع فيهااطلاعة والقيعان جمع القاع وهي‌ أرض سهلة مطمئنة قدانفرجت عنها الجبال والآكام

37- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] أَبِي عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ الصّادِقِ ع قَالَ لَمّا أسُريِ‌َ بِرَسُولِ اللّهِص إِلَي بَيتِ المَقدِسِ حَمَلَهُ جَبرَئِيلُ عَلَي البُرَاقِ فَأَتَيَا بَيتَ المَقدِسِ وَ عَرَضَ عَلَيهِ مَحَارِيبَ الأَنبِيَاءِ وَ صَلّي بِهَا وَ رَدّهُ فَمَرّ رَسُولُ اللّهِص فِي رُجُوعِهِ بِعِيرٍ لِقُرَيشٍ وَ إِذَا لَهُم مَاءٌ فِي آنِيَةٍ وَ قَد أَضَلّوا بَعِيراً لَهُم وَ كَانُوا يَطلُبُونَهُ فَشَرِبَ رَسُولُ اللّهِ مِن ذَلِكَ المَاءِ وَ أَهرَقَ بَاقِيهِ فَلَمّا أَصبَحَ رَسُولُ اللّهِص قَالَ لِقُرَيشٍ إِنّ اللّهَ جَلّ جَلَالُهُ قَد أَسرَي بيِ‌ إِلَي بَيتِ المَقدِسِ وَ أرَاَنيِ‌ آثَارَ الأَنبِيَاءِ وَ مَنَازِلَهُم وَ إنِيّ‌ مَرَرتُ بِعِيرٍ لِقُرَيشٍ فِي مَوضِعِ كَذَا وَ كَذَا وَ قَد أَضَلّوا بَعِيراً لَهُم فَشَرِبتُ مِن مَائِهِم وَ أَهرَقتُ باَقيِ‌ ذَلِكَ فَقَالَ أَبُو جَهلٍ قَد أَمكَنتُكُمُ الفُرصَةَ مِنهُ فَاسأَلُوهُ كَمِ الأَسَاطِينُ فِيهَا وَ القَنَادِيلُ فَقَالُوا يَا مُحَمّدُ إِنّ هَاهُنَا مَن قَد دَخَلَ بَيتَ المَقدِسِ فَصِف لَنَا كَم أَسَاطِينُهُ وَ قَنَادِيلُهُ وَ مَحَارِيبُهُ فَجَاءَ جَبرَئِيلُ ع فَعَلّقَ صُورَةَ بَيتِ المَقدِسِ تُجَاهَ وَجهِهِ فَجَعَلَ يُخبِرُهُم


صفحه : 337

بِمَا يَسأَلُونَهُ عَنهُ فَلَمّا أَخبَرَهُم قَالُوا حَتّي يجَيِ‌ءَ العِيرُ وَ نَسأَلَهُم عَمّا قُلتَ فَقَالَ لَهُم رَسُولُ اللّهِص تَصدِيقُ ذَلِكَ أَنّ العِيرَ تَطلُعُ عَلَيكُم مَعَ طُلُوعِ الشّمسِ يَقدُمُهَا جَمَلٌ أَورَقُ فَلَمّا كَانَ مِنَ الغَدِ أَقبَلُوا يَنظُرُونَ إِلَي العَقَبَةِ وَ يَقُولُونَ هَذِهِ الشّمسُ تَطلُعُ السّاعَةَ فَبَينَا هُم كَذَلِكَ إِذ طَلَعَت عَلَيهِمُ العِيرُ حِينَ طَلَعَ القُرصُ يَقدُمُهَا جَمَلٌ أَورَقُ فَسَأَلُوهُم عَمّا قَالَ رَسُولُ اللّهِص فَقَالُوا لَقَد كَانَ هَذَا ضَلّ جَمَلٌ لَنَا فِي مَوضِعِ كَذَا وَ كَذَا وَ وَضَعنَا مَاءً فَأَصبَحنَا وَ قَد أُهَرِيقَ المَاءُ فَلَم يَزِدهُم ذَلِكَ إِلّا عُتُوّاً

38-فس ،[تفسير القمي‌]رَوَي الصّادِقُ ع عَن رَسُولِ اللّهِص أَنّهُ قَالَ بَينَا أَنَا رَاقِدٌ فِي الأَبطَحِ وَ عَلِيّ عَن يمَيِنيِ‌ وَ جَعفَرٌ عَن يسَاَريِ‌ وَ حَمزَةُ بَينَ يدَيَ‌ّ وَ إِذَا أَنَا بِحَفِيفِ أَجنِحَةِ المَلَائِكَةِ وَ قَائِلٍ يَقُولُ إِلَي أَيّهِم بُعِثتَ يَا جَبرَئِيلُ فَقَالَ إِلَي هَذَا وَ أَشَارَ إلِيَ‌ّ وَ هُوَ سَيّدُ وُلدِ آدَمَ وَ هَذَا وَصِيّهُ وَ وَزِيرُهُ وَ خَتَنُهُ وَ خَلِيفَتُهُ فِي أُمّتِهِ وَ هَذَا عَمّهُ سَيّدُ الشّهَدَاءِ حَمزَةُ وَ هَذَا ابنُ عَمّهِ جَعفَرٌ لَهُ جَنَاحَانِ خَضِيبَانِ يَطِيرُ بِهِمَا فِي الجَنّةِ مَعَ المَلَائِكَةِ دَعهُ فَلتَنَم عَينَاهُ وَ لتَسمَع أُذُنَاهُ وَ يعَيِ‌ قَلبُهُ وَ اضرِبُوا لَهُ مَثَلًا مَلِكٌ بَنَي دَاراً وَ اتّخَذَ مَأدُبَةً وَ بَعَثَ دَاعِياً فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص فَالمَلِكُ اللّهُ وَ الدّارُ الدّنيَا وَ المَأدُبَةُ الجَنّةُ وَ الداّعيِ‌ أَنَا قَالَ ثُمّ أَركَبَهُ جَبرَئِيلُ البُرَاقَ وَ أَسرَي بِهِ إِلَي بَيتِ المَقدِسِ وَ عَرَضَ عَلَيهِ مَحَارِيبَ الأَنبِيَاءِ وَ آيَاتِ الأَنبِيَاءِ فَصَلّي وَ رَدّهُ مِن لَيلَتِهِ إِلَي مَكّةَ فَمَرّ فِي رُجُوعِهِ بِعِيرٍ لِقُرَيشٍ وَ سَاقَ الحَدِيثَ إِلَي آخِرِهِ كَمَا مَرّ

بيان المأدبة بضم الدال وفتحها طعام صنع لدعوة أوعرس والأورق من الإبل ما في لونه بياض إلي سواد و في فس جمل أحمر في الموضعين

39- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]السنّاَنيِ‌ّ عَن مُحَمّدٍ الأسَدَيِ‌ّ عَنِ النخّعَيِ‌ّ عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ طَرِيفٍ عَن سَعِيدِ بنِ جُبَيرٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لعِلَيِ‌ّ ع يَا عَلِيّ أَنتَ إِمَامُ المُسلِمِينَ وَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ قَائِدُ الغُرّ المُحَجّلِينَ وَ حُجّةُ


صفحه : 338

اللّهِ بعَديِ‌ عَلَي الخَلقِ أَجمَعِينَ وَ سَيّدُ الوَصِيّينَ وَ وصَيِ‌ّ سَيّدِ النّبِيّينَ يَا عَلِيّ إِنّهُ لَمّا عُرِجَ بيِ‌ إِلَي السّمَاءِ السّابِعَةِ وَ مِنهَا إِلَي سِدرَةِ المُنتَهَي وَ مِنهَا إِلَي حُجُبِ النّورِ وَ أكَرمَنَيِ‌ ربَيّ‌ جَلّ جَلَالُهُ بِمُنَاجَاتِهِ قَالَ لِي يَا مُحَمّدُ قُلتُ لَبّيكَ ربَيّ‌ وَ سَعدَيكَ تَبَارَكتَ وَ تَعَالَيتَ قَالَ إِنّ عَلِيّاً إِمَامُ أوَليِاَئيِ‌ وَ نُورٌ لِمَن أطَاَعنَيِ‌ وَ هُوَ الكَلِمَةُ التّيِ‌ أَلزَمتُهَا المُتّقِينَ مَن أَطَاعَهُ أطَاَعنَيِ‌ وَ مَن عَصَاهُ عصَاَنيِ‌ فَبَشّرهُ بِذَلِكَ فَقَالَ عَلِيّ ع يَا رَسُولَ اللّهِ بَلَغَ مِن قدَريِ‌ حَتّي إنِيّ‌ أُذكَرُ هُنَاكَ فَقَالَ نَعَم يَا عَلِيّ فَاشكُر رَبّكَ فَخَرّ عَلِيّ ع سَاجِداً شُكراً لِلّهِ عَلَي مَا أَنعَمَ بِهِ عَلَيهِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص ارفَع رَأسَكَ يَا عَلِيّ فَإِنّ اللّهَ قَد بَاهَي بِكَ مَلَائِكَتَهُ

40- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن خَلَفِ بنِ حَمّادٍ عَن أَبِي الحَسَنِ العبَديِ‌ّ عَنِ الأَعمَشِ عَن عَبَايَةَ بنِ ربِعيِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَبّاسٍ قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص لَمّا أسُريِ‌َ بِهِ إِلَي السّمَاءِ انتَهَي بِهِ جَبرَئِيلُ إِلَي نَهَرٍ يُقَالُ لَهُ النّورُ وَ هُوَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّجَعَلَ الظّلُماتِ وَ النّورَ فَلَمّا انتَهَي بِهِ إِلَي ذَلِكَ النّهَرِ فَقَالَ لَهُ جَبرَئِيلُ يَا مُحَمّدُ اعبُر عَلَي بَرَكَةِ اللّهِ فَقَد نَوّرَ اللّهُ لَكَ بَصَرَكَ وَ مَدّ لَكَ أَمَامَكَ فَإِنّ هَذَا نَهَرٌ لَم يَعبُرهُ أَحَدٌ لَا مَلَكٌ مُقَرّبٌ وَ لَا نبَيِ‌ّ مُرسَلٌ غَيرَ أَنّ لِي فِي كُلّ يَومٍ اغتِمَاسَةً فِيهِ ثُمّ أَخرُجُ مِنهُ فَأَنفُضُ أجَنحِتَيِ‌ فَلَيسَ مِن قَطرَةٍ تَقطُرُ مِن أجَنحِتَيِ‌ إِلّا خَلَقَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي مِنهَا مَلَكاً مُقَرّباً لَهُ عِشرُونَ أَلفَ وَجهٍ وَ أَربَعُونَ أَلفَ لِسَانٍ كُلّ لِسَانٍ يَلفَظُ بِلُغَةٍ لَا يَفقَهُهَا اللّسَانُ الآخَرُ فَعَبَرَ رَسُولُ اللّهِص حَتّي انتَهَي إِلَي الحُجُبِ وَ الحُجُبُ خَمسُمِائَةِ حِجَابٍ مِنَ الحِجَابِ إِلَي الحِجَابِ مَسِيرَةُ خَمسِمِائَةِ عَامٍ ثُمّ قَالَ تَقَدّم يَا مُحَمّدُ فَقَالَ لَهُ يَا جَبرَئِيلُ وَ لِمَ لَا تَكُونُ معَيِ‌ قَالَ لَيسَ لِي أَن أَجُوزَ هَذَا المَكَانَ فَتَقَدّمَ رَسُولُ اللّهِص مَا شَاءَ اللّهُ أَن يَتَقَدّمَ حَتّي سَمِعَ مَا قَالَ الرّبّ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي أَنَا المَحمُودُ وَ أَنتَ مُحَمّدٌ شَقَقتُ اسمَكَ مِنِ اسميِ‌ فَمَن وَصَلَكَ وَصَلتُهُ وَ مَن قَطَعَكَ بَتَكتُهُ انزِل إِلَي عبِاَديِ‌ فَأَخبِرهُم


صفحه : 339

بكِرَاَمتَيِ‌ إِيّاكَ وَ أنَيّ‌ لَم أَبعَث نَبِيّاً إِلّا جَعَلتُ لَهُ وَزِيراً وَ أَنّكَ رسَوُليِ‌ وَ أَنّ عَلِيّاً وَزِيرُكَ

كتاب المحتضر،للحسن بن سليمان مما رواه من كتاب المعراج عن الصدوق عن ابن الوليد عن الصفار عن محمد بن أبي القاسم عن محمدالبرقي‌ عن خلف بن حماد مثله بيان البتك القطع

41- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي مَالِكٍ الحضَرمَيِ‌ّ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ البَاقِرِ ع فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ يَقُولُ فِيهِ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي لَمّا أَسرَي بِنَبِيّهِص قَالَ لَهُ يَا مُحَمّدُ إِنّهُ قَدِ انقَضَت نُبُوّتُكَ وَ انقَطَعَ أَكلُكَ فَمَن لِأُمّتِكَ مِن بَعدِكَ فَقُلتُ يَا رَبّ إنِيّ‌ قَد بَلَوتُ خَلقَكَ فَلَم أَجِد أَحَداً أَطوَعَ لِي مِن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ عَزّ وَ جَلّ وَ لِي يَا مُحَمّدُ فَمَن لِأُمّتِكَ فَقُلتُ يَا رَبّ إنِيّ‌ قَد بَلَوتُ خَلقَكَ فَلَم أَجِد أَحَداً أَشَدّ حُبّاً لِي مِن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ عَزّ وَ جَلّ وَ لِي يَا مُحَمّدُ فَأَبلِغهُ أَنّهُ رَايَةُ الهُدَي وَ إِمَامُ أوَليِاَئيِ‌ وَ نُورٌ لِمَن أطَاَعنَيِ‌

42-ج ،[الإحتجاج ]فِيمَا بَيّنَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع ليِهَوُديِ‌ّ الشّامِ مِن مُعجِزَاتِ النّبِيّص فِي مُقَابَلَةِ مُعجِزَاتِ الأَنبِيَاءِ قَالَ لَهُ اليهَوُديِ‌ّ فَإِنّ هَذَا سُلَيمَانُ قَد سُخّرَت لَهُ الرّيَاحُ فَسَارَت فِي بِلَادِهِ غُدُوّهَا شَهرٌ وَ رَوَاحُهَا شَهرٌ فَقَالَ لَهُ عَلِيّ ع لَقَد كَانَ كَذَلِكَ وَ مُحَمّدٌص أعُطيِ‌َ مَا هُوَ أَفضَلُ مِن هَذَا إِنّهُ أسُريِ‌َ بِهِ مِنَ المَسجِدِ الحَرَامِ إِلَي المَسجِدِ الأَقصَي مَسِيرَةَ شَهرٍ وَ عُرِجَ بِهِ فِي مَلَكُوتِ السّمَاوَاتِ مَسِيرَةَ خَمسِينَ أَلفَ عَامٍ فِي أَقَلّ مِن ثُلُثِ لَيلَةٍ حَتّي انتَهَي إِلَي سَاقِ العَرشِ فَدَنَا بِالعِلمِ فَتَدَلّي لَهُ مِنَ الجَنّةِ رَفرَفٌ أَخضَرُ وَ غشَيِ‌َ النّورُ بَصَرَهُ فَرَأَي عَظَمَةَ رَبّهِ عَزّ وَ جَلّ بِفُؤَادِهِ وَ لَم يَرَهَا بِعَينِهِ فَكَانَ


صفحه : 340

كَقَابِ قَوسَينِ بَينَهُ وَ بَينَهَاأَو أَدني فَأَوحي إِلي عَبدِهِ ما أَوحي إِلَي آخِرِ مَا مَرّ فِي بَابِ جَوَامِعِ المُعجِزَاتِ

43-ج ،[الإحتجاج ] عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ قَالَ النّبِيّص فِيمَا احتَجّ عَلَي اليَهُودِ حُمِلتُ عَلَي جَنَاحِ جَبرَئِيلَ ع حَتّي انتَهَيتُ إِلَي السّمَاءِ السّابِعَةِ فَجَاوَزتُ سِدرَةَ المُنتَهَيعِندَها جَنّةُ المَأوي حَتّي تَعَلّقتُ بِسَاقِ العَرشِ فَنُودِيتُ مِن سَاقِ العَرشِ أنَيّ‌ أَنَا اللّهُ لَا إِلَهَ إِلّا أَنَا السّلَامُ المُؤمِنُ المُهَيمِنُ العَزِيزُ الجَبّارُ المُتَكَبّرُ الرّءُوفُ الرّحِيمُ فَرَأَيتُهُ بقِلَبيِ‌ وَ مَا رَأَيتُهُ بعِيَنيِ‌ الخَبَرَ

44- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]القَطّانُ عَنِ السكّرّيِ‌ّ عَنِ الجوَهرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عُمَارَةَ عَن أَبِيهِ قَالَ قَالَ الصّادِقُ ع مَن أَنكَرَ ثَلَاثَةَ أَشيَاءَ فَلَيسَ مِن شِيعَتِنَا المِعرَاجَ وَ المُسَاءَلَةَ فِي القَبرِ وَ الشّفَاعَةَ

45- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] أَبِي عَنِ الحمِيرَيِ‌ّ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن أَبِيهِ عَن يُونُسَ عَن مَنصُورٍ الصّيقَلِ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَمّا أسُريِ‌َ بيِ‌ إِلَي السّمَاءِ عَهِدَ إلِيَ‌ّ ربَيّ‌ فِي عَلِيّ ثَلَاثَ كَلِمَاتٍ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ فَقُلتُ لَبّيكَ ربَيّ‌ فَقَالَ إِنّ عَلِيّاً إِمَامُ المُتّقِينَ وَ قَائِدُ الغُرّ المُحَجّلِينَ وَ يَعسُوبُ المُؤمِنِينَ

46- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]مَاجِيلَوَيهِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ الكوُفيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ بنِ زَيدٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الفَضلِ عَنِ الصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَيلَةَ أسُريِ‌َ بيِ‌ إِلَي السّمَاءِ كلَمّنَيِ‌ ربَيّ‌ جَلّ جَلَالُهُ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ فَقُلتُ لَبّيكَ ربَيّ‌ فَقَالَ إِنّ عَلِيّاً حجُتّيِ‌ بَعدَكَ عَلَي خلَقيِ‌ وَ إِمَامُ أَهلِ طاَعتَيِ‌ مَن أَطَاعَهُ أطَاَعنَيِ‌ وَ مَن عَصَاهُ عصَاَنيِ‌ فَانصِبهُ عَلَماً لِأُمّتِكَ يَهتَدُونَ بِهِ بَعدَكَ


صفحه : 341

47- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ عَن أَحمَدَ بنِ هِلَالٍ عَنِ البزَنَطيِ‌ّ عَن أَبَانٍ عَن زُرَارَةَ وَ إِسمَاعِيلَ بنِ عَبّادٍ القصَريِ‌ّ عَن سُلَيمَانَ الجعُفيِ‌ّ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ لَمّا أسُريِ‌َ باِلنبّيِ‌ّص وَ انتَهَي إِلَي حَيثُ أَرَادَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي نَاجَاهُ رَبّهُ جَلّ جَلَالُهُ فَلَمّا أَن هَبَطَ إِلَي السّمَاءِ الرّابِعَةِ نَادَاهُ يَا مُحَمّدُ قَالَ لَبّيكَ ربَيّ‌ قَالَ مَنِ اختَرتَ مِن أُمّتِكَ يَكُونُ مِن بَعدِكَ لَكَ خَلِيفَةً قَالَ اختَر لِي ذَلِكَ فَتَكُونُ أَنتَ المُختَارَ لِي فَقَالَ اختَرتُ لَكَ خِيَرَتَكَ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ

48- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ الحَسَنِ بنِ فَضّالٍ عَنِ ابنِ بُكَيرٍ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ البَاقِرِ ع قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص حَيثُ أسُريِ‌َ بِهِ لَم يَمُرّ بِخَلقٍ مِن خَلقِ اللّهِ إِلّا رَأَي مِنهُ مَا يُحِبّ مِنَ البِشرِ وَ اللّطفِ وَ السّرُورِ بِهِ حَتّي مَرّ بِخَلقٍ مِن خَلقِ اللّهِ فَلَم يَلتَفِت إِلَيهِ وَ لَم يَقُل لَهُ شَيئاً فَوَجَدَهُ قَاطِباً عَابِساً فَقَالَ يَا جَبرَئِيلُ مَا مَرَرتُ بِخَلقٍ مِن خَلقِ اللّهِ إِلّا رَأَيتُ البِشرَ وَ اللّطفَ وَ السّرُورَ مِنهُ إِلّا هَذَا فَمَن هَذَا قَالَ هَذَا مَالِكٌ خَازِنُ النّارِ وَ هَكَذَا خَلَقَهُ رَبّهُ قَالَ فإَنِيّ‌ أُحِبّ أَن تَطلُبَ إِلَيهِ أَن يرُيِنَيِ‌ النّارَ فَقَالَ لَهُ جَبرَئِيلُ ع إِنّ هَذَا مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ وَ قَد سأَلَنَيِ‌ أَن أَطلُبَ إِلَيكَ أَن تُرِيَهُ النّارَ قَالَ فَأَخرَجَ لَهُ عُنُقاً مِنهَا فَرَآهَا فَلَمّا أَبصَرَهَا لَم يَكُن ضَاحِكاً حَتّي قَبَضَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ

شي‌،[تفسير العياشي‌] عَنِ ابنِ بُكَيرٍ عَنهُ ع مِثلَهُ وَ فِيهِ فَكَشَفَ لَهُ عَن طَبَقٍ مِن أَطبَاقِهَا

49- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَن مُحَمّدٍ الأسَدَيِ‌ّ عَنِ النخّعَيِ‌ّ عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي حَمزَةَ الثمّاَليِ‌ّ عَن سَعدٍ الخَفّافِ عَنِ الأَصبَغِ بنِ نُبَاتَةَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَبّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَمّا عُرِجَ بيِ‌ إِلَي السّمَاءِ السّابِعَةِ وَ مِنهَا إِلَي سِدرَةِ المُنتَهَي وَ مِنَ السّدرَةِ إِلَي حُجُبِ النّورِ ناَداَنيِ‌ ربَيّ‌ جَلّ جَلَالُهُ يَا مُحَمّدُ أَنتَ عبَديِ‌


صفحه : 342

وَ أَنَا رَبّكَ فلَيِ‌ فَاخضَع وَ إيِاّي‌َ فَاعبُد وَ عَلَيّ فَتَوَكّل وَ بيِ‌ فَثِق فإَنِيّ‌ قَد رَضِيتُ بِكَ عَبداً وَ حَبِيباً وَ رَسُولًا وَ نَبِيّاً وَ بِأَخِيكَ عَلِيّ خَلِيفَةً وَ بَاباً فَهُوَ حجُتّيِ‌ عَلَي عبِاَديِ‌ وَ إِمَامٌ لخِلَقيِ‌ بِهِ يُعرَفُ أوَليِاَئيِ‌ مِن أعَداَئيِ‌ وَ بِهِ يُمَيّزُ حِزبُ الشّيطَانِ مِن حزِبيِ‌ وَ بِهِ يُقَامُ ديِنيِ‌ وَ تُحفَظُ حدُوُديِ‌ وَ تُنفَذُ أحَكاَميِ‌ وَ بِكَ وَ بِهِ وَ بِالأَئِمّةِ مِن وُلدِهِ أَرحَمُ عبِاَديِ‌ وَ إمِاَئيِ‌ وَ بِالقَائِمِ مِنكُم أَعمُرُ أرَضيِ‌ بتِسَبيِحيِ‌ وَ تقَديِسيِ‌ وَ تحليلي‌[تهَليِليِ‌] وَ تكَبيِريِ‌ وَ تمَجيِديِ‌ وَ بِهِ أُطَهّرُ الأَرضَ مِن أعَداَئيِ‌ وَ أُورِثُهَا أوَليِاَئيِ‌ وَ بِهِ أَجعَلُ كَلِمَةَ الّذِينَ كَفَرُوا بيِ‌َ السّفلَي وَ كلَمِتَيِ‌َ العُليَا وَ بِهِ أحُييِ‌ عبِاَديِ‌ وَ بلِاَديِ‌ بعِلِميِ‌ وَ لَهُ أُظهِرُ الكُنُوزَ وَ الذّخَائِرَ بمِشَيِتّيِ‌ وَ إِيّاهُ أُظهِرُ عَلَي الأَسرَارِ وَ الضّمَائِرِ بإِرِاَدتَيِ‌ وَ أَمُدّهُ بمِلَاَئكِتَيِ‌ لِتُؤَيّدَهُ عَلَي إِنفَاذِ أمَريِ‌ وَ إِعلَانِ ديِنيِ‌ ذَلِكَ ولَيِيّ‌ حَقّاً وَ مهَديِ‌ّ عبِاَديِ‌ صِدقاً

50- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن إِسحَاقَ بنِ مُحَمّدِ بنِ مَروَانَ الكوُفيِ‌ّ عَن يَحيَي بنِ سَالِمٍ الفَرّاءِ عَن حَمّادِ بنِ عُثمَانَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن آبَائِهِ ع عَن عَلِيّ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَمّا أسُريِ‌َ بيِ‌ إِلَي السّمَاءِ دَخَلتُ الجَنّةَ فَرَأَيتُ فِيهَا قَصراً مِن يَاقُوتٍ أَحمَرَ يُرَي بَاطِنُهُ مِن ظَاهِرِهِ لِضِيَائِهِ وَ نُورِهِ وَ فِيهِ قُبّتَانِ مِن دُرّ وَ زَبَرجَدٍ فَقُلتُ يَا جَبرَئِيلُ لِمَن هَذَا القَصرُ قَالَ هُوَ لِمَن أَطَابَ الكَلَامَ وَ أَدَامَ الصّيَامَ وَ أَطعَمَ الطّعَامَ وَ تَهَجّدَ بِاللّيلِ وَ النّاسُ نِيَامٌ قَالَ عَلِيّ ع فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ فِي أُمّتِكَ مَن يُطِيقُ هَذَا فَقَالَ أَ تدَريِ‌ مَا إِطَابَةُ الكَلَامِ فَقُلتُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ أَعلَمُ قَالَ مَن قَالَ سُبحَانَ اللّهِ وَ الحَمدُ لِلّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ اللّهُ أَكبَرُ أَ تدَريِ‌ مَا إِدَامَةُ الصّيَامِ قُلتُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ أَعلَمُ قَالَ مَن صَامَ شَهرَ الصّبرِ شَهرَ رَمَضَانَ وَ لَم يُفطِر مِنهُ يَوماً أَ تدَريِ‌ مَا إِطعَامُ الطّعَامِ قُلتُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ أَعلَمُ قَالَ مَن طَلَبَ لِعِيَالِهِ مَا يَكُفّ بِهِ وُجُوهَهُم عَنِ النّاسِ أَ تدَريِ‌ مَا التّهَجّدُ بِاللّيلِ وَ النّاسُ نِيَامٌ قُلتُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ أَعلَمُ قَالَ مَن لَم يَنَم حَتّي


صفحه : 343

يصُلَيّ‌َ العِشَاءَ الآخِرَةَ وَ النّاسُ مِنَ اليَهُودِ وَ النّصَارَي وَ غَيرِهِم مِنَ المُشرِكِينَ يَنَامُ بَينَهُمَا

فس ،[تفسير القمي‌] أبي عن حماد مثله

51-ل ،[الخصال ] الحَسَنُ بنُ مُحَمّدٍ السكّوُنيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ الحضَرمَيِ‌ّ عَنِ القَاسِمِ بنِ زَكَرِيّا بنِ دِينَارٍ عَن إِسحَاقَ بنِ مَنصُورٍ عَن جَعفَرٍ الأَحمَرِ عَن أمُيّ‌ّ الصيّرفَيِ‌ّ عَن أَبِي كَثِيرٍ الأنَصاَريِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَسعَدَ بنِ زُرَارَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَسرَي بيِ‌ ربَيّ‌ فَأَوحَي إلِيَ‌ّ فِي عَلِيّ ع بِثَلَاثٍ أَنّهُ إِمَامُ المُتّقِينَ وَ سَيّدُ المُؤمِنِينَ وَ قَائِدُ الغُرّ المُحَجّلِينَ

52- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] عَلِيّ بنُ أَحمَدَ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ أَحمَدَ عَن أَحمَدَ بنِ عَبدِ اللّهِ النمّاَونِجيِ‌ّ عَن عَبدِ الجَبّارِ بنِ مُحَمّدٍ عَن دَاوُدَ الشعّيِريِ‌ّ عَنِ الرّبِيعِ صَاحِبِ المَنصُورِ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَمّا أسُريِ‌َ بيِ‌ إِلَي السّمَاءِ عَهِدَ إلِيَ‌ّ ربَيّ‌ جَلّ جَلَالُهُ فِي عَلِيّ ثَلَاثَ كَلِمَاتٍ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ فَقُلتُ لَبّيكَ ربَيّ‌ وَ سَعدَيكَ فَقَالَ عَزّ وَ جَلّ إِنّ عَلِيّاً إِمَامُ المُتّقِينَ وَ قَائِدُ الغُرّ المُحَجّلِينَ وَ يَعسُوبُ المُؤمِنِينَ فَبَشّرهُ بِذَلِكَ الخَبَرَ

53- مع ،[معاني‌ الأخبار]الوَرّاقُ وَ عَلِيّ بنُ مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ القزَويِنيِ‌ّ عَن سَعدٍ عَنِ العَبّاسِ بنِ سَعِيدٍ الأَزرَقِ عَن أَبِي نَصرٍ عَن عِيسَي بنِ مِهرَانَ عَن يَحيَي بنِ الحَسَنِ بنِ الفُرَاتِ عَن حَمّادِ بنِ يَعلَي عَن عَلِيّ بنِ الحَزَوّرِ عَنِ الأَصبَغِ بنِ نُبَاتَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَنَفِيّةِ أَنّهُ


صفحه : 344

ذُكِرَ عِندَهُ الأَذَانُ فَقَالَ لَمّا أسُريِ‌َ باِلنبّيِ‌ّص إِلَي السّمَاءِ وَ تَنَاهَي إِلَي السّمَاءِ السّادِسَةِ نَزَلَ مَلَكٌ مِنَ السّمَاءِ السّابِعَةِ لَم يَنزِل قَبلَ ذَلِكَ اليَومِ قَطّ فَقَالَ اللّهُ أَكبَرُ اللّهُ أَكبَرُ فَقَالَ اللّهُ جَلّ جَلَالُهُ أَنَا كَذَلِكَ فَقَالَ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ فَقَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَنَا كَذَلِكَ لَا إِلَهَ إِلّا أَنَا فَقَالَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ قَالَ اللّهُ جَلّ جَلَالُهُ عبَديِ‌ وَ أمَيِنيِ‌ عَلَي خلَقيِ‌ اصطَفَيتُهُ برِسِاَلاَتيِ‌ ثُمّ قَالَ حيَ‌ّ عَلَي الصّلَاةِ قَالَ اللّهُ جَلّ جَلَالُهُ فَرَضتُهَا عَلَي عبِاَديِ‌ وَ جَعَلتُهَا لِي دِيناً ثُمّ قَالَ حيَ‌ّ عَلَي الفَلَاحِ قَالَ اللّهُ جَلّ جَلَالُهُ أَفلَحَ مَن مَشَي إِلَيهَا وَ وَاظَبَ عَلَيهَا ابتِغَاءَ وجَهيِ‌ ثُمّ قَالَ حيَ‌ّ عَلَي خَيرِ العَمَلِ قَالَ اللّهُ جَلّ جَلَالُهُ هيِ‌َ أَفضَلُ الأَعمَالِ وَ أَزكَاهَا عنِديِ‌ ثُمّ قَالَ قَد قَامَتِ الصّلَاةُ فَتَقَدّمَ النّبِيّص فَأَمّ أَهلَ السّمَاءِ فَمِن يَومَئِذٍ تَمّ شَرَفُ النّبِيّص

54- مع ،[معاني‌ الأخبار] أَبِي عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن حَفصِ بنِ البخَترَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَمّا أسُريِ‌َ بِرَسُولِ اللّهِص وَ حَضَرَتِ الصّلَاةُ فَأَذّنَ جَبرَئِيلُ ع فَلَمّا قَالَ اللّهُ أَكبَرُ اللّهُ أَكبَرُ قَالَتِ المَلَائِكَةُ اللّهُ أَكبَرُ اللّهُ أَكبَرُ فَلَمّا قَالَ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ قَالَتِ المَلَائِكَةُ خَلَعَ الأَندَادَ فَلَمّا قَالَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ قَالَتِ المَلَائِكَةُ نبَيِ‌ّ بُعِثَ فَلَمّا قَالَ حيَ‌ّ عَلَي الصّلَاةِ قَالَتِ المَلَائِكَةُ حَثّ عَلَي عِبَادَةِ رَبّهِ فَلَمّا قَالَ حيَ‌ّ عَلَي الفَلَاحِ قَالَتِ المَلَائِكَةُ أَفلَحَ مَنِ اتّبَعَهُ

شي‌،[تفسير العياشي‌] عن حفص مثله

55- مع ،[معاني‌ الأخبار] أَبِي عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ المُؤَدّبِ عَن أَحمَدَ بنِ عَلِيّ الأصَفهَاَنيِ‌ّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحَكَمِ بنِ سُلَيمَانَ عَن يَحيَي بنِ يَعلَي الأسَلمَيِ‌ّ عَنِ الحُسَينِ بنِ زَيدٍ الخزرمي‌ عَن شَدّادٍ البصَريِ‌ّ عَن عَطَاءِ بنِ أَبِي رِيَاحٍ عَن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ


صفحه : 345

رَسُولُ اللّهِص لَمّا عُرِجَ بيِ‌ إِلَي السّمَاءِ إِذَا أَنَا بِأُسطُوَانَةٍ أَصلُهَا مِن فِضّةٍ بَيضَاءَ وَ وَسَطُهَا مِن يَاقُوتَةٍ وَ زَبَرجَدٍ وَ أَعلَاهَا ذَهَبَةٌ حَمرَاءُ فَقُلتُ يَا جَبرَئِيلُ مَا هَذِهِ فَقَالَ هَذَا دِينُكَ أَبيَضُ وَاضِحٌ مضُيِ‌ءٌ قُلتُ وَ مَا هَذَا وَسَطُهَا قَالَ الجِهَادُ قُلتُ فَمَا هَذِهِ الذّهَبَةُ الحَمرَاءُ قَالَ الهِجرَةُ وَ لِذَلِكَ عَلَا إِيمَانُ عَلِيّ ع عَلَي إِيمَانِ كُلّ مُؤمِنٍ

56-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] ع ،[علل الشرائع ] الحَسَنُ بنُ مُحَمّدِ بنِ سَعِيدٍ الهاَشمِيِ‌ّ عَن فُرَاتِ بنِ اِبرَاهِيمَ الكوُفيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ عَلِيّ الهمَداَنيِ‌ّ عَنِ العَبّاسِ بنِ عَبدِ اللّهِ البخُاَريِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ القَاسِمِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِي الصّلتِ الهرَوَيِ‌ّ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَا خَلَقَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ خَلقاً أَفضَلَ منِيّ‌ وَ لَا أَكرَمَ عَلَيهِ منِيّ‌ قَالَ عَلِيّ ع فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ فَأَنتَ أَفضَلُ أَو جَبرَئِيلُ فَقَالَص يَا عَلِيّ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي فَضّلَ أَنبِيَاءَهُ المُرسَلِينَ عَلَي مَلَائِكَتِهِ المُقَرّبِينَ وَ فضَلّنَيِ‌ عَلَي جَمِيعِ النّبِيّينَ وَ المُرسَلِينَ وَ الفَضلُ بعَديِ‌ لَكَ يَا عَلِيّ وَ لِلأَئِمّةِ مِن بَعدِكَ وَ إِنّ المَلَائِكَةَ لَخُدّامُنَا وَ خُدّامُ مُحِبّينَا يَا عَلِيّالّذِينَ يَحمِلُونَ العَرشَ وَ مَن حَولَهُ يُسَبّحُونَ بِحَمدِ رَبّهِم...وَ يَستَغفِرُونَ لِلّذِينَ آمَنُوابِوَلَايَتِنَا يَا عَلِيّ لَو لَا نَحنُ مَا خَلَقَ اللّهُ آدَمَ وَ لَا حَوّاءَ وَ لَا الجَنّةَ وَ لَا النّارَ وَ لَا السّمَاءَ وَ لَا الأَرضَ فَكَيفَ لَا نَكُونُ أَفضَلَ مِنَ المَلَائِكَةِ وَ قَد سَبَقنَاهُم إِلَي مَعرِفَةِ رَبّنَا وَ تَسبِيحِهِ وَ تَهلِيلِهِ وَ تَقدِيسِهِ لِأَنّ أَوّلَ مَا خَلَقَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ خَلقُ أَروَاحِنَا فَأَنطَقَنَا بِتَوحِيدِهِ وَ تَحمِيدِهِ ثُمّ خَلَقَ المَلَائِكَةَ فَلَمّا شَاهَدُوا أَروَاحَنَا نُوراً وَاحِداً استَعظَمُوا أَمرَنَا فَسَبّحنَا لِتَعلَمَ المَلَائِكَةُ أَنّا خَلقٌ مَخلُوقُونَ وَ أَنّهُ مُنَزّهٌ عَن صِفَاتِنَا فَسَبّحَتِ المَلَائِكَةُ بِتَسبِيحِنَا وَ نَزّهَتهُ عَن صِفَاتِنَا فَلَمّا شَاهَدُوا عِظَمَ شَأنِنَا هَلّلنَا لِتَعلَمَ المَلَائِكَةُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّا عَبِيدٌ وَ لَسنَا بِآلِهَةٍ يَجِبُ أَن نُعبَدَ مَعَهُ أَو دُونَهُ فَقَالُوا لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ فَلَمّا شَاهَدُوا كِبَرَ مَحَلّنَا كَبّرنَا لِتَعلَمَ المَلَائِكَةُ أَنّ اللّهَ أَكبَرُ مِن أَن يُنَالَ عِظَمُ المَحَلّ إِلّا بِهِ فَلَمّا شَاهَدُوا مَا جَعَلَهُ لَنَا مِنَ العِزّةِ وَ القُوّةِ قُلنَا لَا حَولَ وَ لَا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ لِتَعلَمَ المَلَائِكَةُ أَن لَا حَولَ لَنَا وَ لَا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ فَلَمّا شَاهَدُوا مَا أَنعَمَ اللّهُ بِهِ عَلَينَا وَ أَوجَبَهُ لَنَا مِن فَرضِ الطّاعَةِ


صفحه : 346

قُلنَا الحَمدُ لِلّهِ لِتَعلَمَ المَلَائِكَةُ مَا يَحِقّ لِلّهِ تَعَالَي ذِكرُهُ عَلَينَا مِنَ الحَمدِ عَلَي نِعمَتِهِ فَقَالَتِ المَلَائِكَةُ الحَمدُ لِلّهِ فَبِنَا اهتَدَوا إِلَي مَعرِفَةِ تَوحِيدِ اللّهِ وَ تَسبِيحِهِ وَ تَهلِيلِهِ وَ تَحمِيدِهِ وَ تَمجِيدِهِ ثُمّ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي خَلَقَ آدَمَ فَأَودَعَنَا صُلبَهُ وَ أَمَرَ المَلَائِكَةَ بِالسّجُودِ لَهُ تَعظِيماً لَنَا وَ إِكرَاماً وَ كَانَ سُجُودُهُم لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ عُبُودِيّةً وَ لِآدَمَ إِكرَاماً وَ طَاعَةً لِكَونِنَا فِي صُلبِهِ فَكَيفَ لَا نَكُونُ أَفضَلَ مِنَ المَلَائِكَةِ وَ قَد سَجَدُوا لِآدَمَ كُلّهُم أَجمَعُونَ وَ إِنّهُ لَمّا عُرِجَ بيِ‌ إِلَي السّمَاءِ أَذّنَ جَبرَئِيلُ مَثنَي مَثنَي وَ أَقَامَ مَثنَي مَثنَي ثُمّ قَالَ لِي تَقَدّم يَا مُحَمّدُ فَقُلتُ لَهُ يَا جَبرَئِيلُ أَتَقَدّمُ عَلَيكَ فَقَالَ نَعَم لِأَنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي فَضّلَ أَنبِيَاءَهُ عَلَي مَلَائِكَتِهِ أَجمَعِينَ وَ فَضّلَكَ خَاصّةً فَتَقَدّمتُ فَصَلّيتُ بِهِم وَ لَا فَخرَ فَلَمّا انتَهَيتُ إِلَي حُجُبِ النّورِ قَالَ لِي جَبرَئِيلُ تَقَدّم يَا مُحَمّدُ وَ تَخَلّفَ عنَيّ‌ فَقُلتُ يَا جَبرَئِيلُ فِي مِثلِ هَذَا المَوضِعِ تفُاَرقِنُيِ‌ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ إِنّ انتِهَاءَ حدَيّ‌َ ألّذِي وضَعَنَيِ‌ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِيهِ إِلَي هَذَا المَكَانِ فَإِن تَجَاوَزتُهُ احتَرَقَت أجَنحِتَيِ‌ بتِعَدَيّ‌ حُدُودِ ربَيّ‌ جَلّ جَلَالُهُ فَزُخّ بيِ‌ فِي النّورِ زَخّةً حَتّي انتَهَيتُ إِلَي حَيثُ مَا شَاءَ اللّهُ مِن عُلُوّ مُلكِهِ فَنُودِيتُ يَا مُحَمّدُ فَقُلتُ لَبّيكَ ربَيّ‌ وَ سَعدَيكَ تَبَارَكتَ وَ تَعَالَيتَ فَنُودِيتُ يَا مُحَمّدُ أَنتَ عبَديِ‌ وَ أَنَا رَبّكَ فإَيِاّي‌َ فَاعبُد وَ عَلَيّ فَتَوَكّل فَإِنّكَ نوُريِ‌ فِي عبِاَديِ‌ وَ رسَوُليِ‌ إِلَي خلَقيِ‌ وَ حجُتّيِ‌ عَلَي برَيِتّيِ‌ لَكَ وَ لِمَنِ اتّبَعَكَ خَلَقتُ جنَتّيِ‌ وَ لِمَن خَالَفَكَ خَلَقتُ ناَريِ‌ وَ لِأَوصِيَائِكَ أَوجَبتُ كرَاَمتَيِ‌ وَ لِشِيعَتِهِم أَوجَبتُ ثوَاَبيِ‌ فَقُلتُ يَا رَبّ وَ مَن أوَصيِاَئيِ‌ فَنُودِيتُ يَا مُحَمّدُ أَوصِيَاؤُكَ المَكتُوبُونَ عَلَي سَاقِ عرَشيِ‌ فَنَظَرتُ وَ أَنَا بَينَ يدَيَ‌ ربَيّ‌ جَلّ جَلَالُهُ إِلَي سَاقِ العَرشِ فَرَأَيتُ اثنيَ‌ عَشَرَ نُوراً فِي كُلّ نُورٍ سَطرٌ أَخضَرُ عَلَيهِ اسمُ وصَيِ‌ّ مِن أوَصيِاَئيِ‌ أَوّلُهُم عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ وَ آخِرُهُم مهَديِ‌ّ أمُتّيِ‌ فَقُلتُ يَا رَبّ هَؤُلَاءِ أوَصيِاَئيِ‌ مِن بعَديِ‌ فَنُودِيتُ يَا مُحَمّدُ هَؤُلَاءِ أوَليِاَئيِ‌ وَ أوَصيِاَئيِ‌ وَ أصَفيِاَئيِ‌ وَ حجُجَيِ‌ بَعدَكَ عَلَي برَيِتّيِ‌ وَ هُم أَوصِيَاؤُكَ وَ خُلَفَاؤُكَ وَ خَيرُ خلَقيِ‌ بَعدَكَ وَ عزِتّيِ‌ وَ جلَاَليِ‌ لَأُظهِرَنّ بِهِم ديِنيِ‌ وَ لَأُعلِيَنّ


صفحه : 347

بِهِم كلَمِتَيِ‌ وَ لَأُطَهّرَنّ الأَرضَ بِآخِرِهِم مِن أعَداَئيِ‌ وَ لَأُمَكّنَنّهُ مَشَارِقَ الأَرضِ وَ مَغَارِبَهَا وَ لَأُسَخّرَنّ لَهُ الرّيَاحَ وَ لَأُذَلّلَنّ لَهُ السّحَابَ الصّعَابَ وَ لَأَرقِيَنّهُ فِي الأَسبَابِ فَلَأَنصُرَنّهُ بجِنُديِ‌ وَ لَأَمُدّنّهُ بمِلَاَئكِتَيِ‌ حَتّي تَعلُوَ دعَوتَيِ‌ وَ تَجمَعَ الخَلقُ عَلَي توَحيِديِ‌ ثُمّ لَأُدِيمَنّ مُلكَهُ وَ لَأُدَاوِلَنّ الأَيّامَ بَينَ أوَليِاَئيِ‌ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ

إيضاح قال الجزري‌ في الحديث مثل أهل بيتي‌ مثل سفينة نوح من تخلف عنها زخ به في النار أي دفع ورمي‌ يقال زخه يزخه زخا

57- ع ،[علل الشرائع ]السنّاَنيِ‌ّ وَ الدّقّاقُ وَ المُكَتّبُ وَ الوَرّاقُ جَمِيعاً عَن مُحَمّدٍ الأسَدَيِ‌ّ عَنِ النخّعَيِ‌ّ عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِيهِ عَن ثَابِتِ بنِ دِينَارٍ قَالَ سَأَلتُ زَينَ العَابِدِينَ عَلِيّ بنَ الحُسَينِ ع عَنِ اللّهِ جَلّ جَلَالُهُ هَل يُوصَفُ بِمَكَانٍ فَقَالَ تَعَالَي اللّهُ عَن ذَلِكَ قُلتُ فَلِمَ أَسرَي بِنَبِيّهِ مُحَمّدٍص إِلَي السّمَاءِ قَالَ لِيُرِيَهُ مَلَكُوتَ السّمَاوَاتِ وَ مَا فِيهَا مِن عَجَائِبِ صُنعِهِ وَ بَدَائِعِ خَلقِهِ قُلتُ فَقَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّثُمّ دَنا فَتَدَلّي فَكانَ قابَ قَوسَينِ أَو أَدني قَالَ ذَاكَ رَسُولُ اللّهِص دَنَا مِن حُجُبِ النّورِ فَرَأَي مَلَكُوتَ السّمَاوَاتِ ثُمّ تَدَلّيص فَنَظَرَ مِن تَحتِهِ إِلَي مَلَكُوتِ الأَرضِ حَتّي ظَنّ أَنّهُ فِي القُربِ مِنَ الأَرضِ كَقَابِ قَوسَينِ أَو أَدنَي

58-ل ،[الخصال ] أَبِي عَنِ الحمِيرَيِ‌ّ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ حُكَيمٍ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن أَبِي الحَسَنِ الأزَديِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَمّا خَفّفَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَنِ النّبِيّص حَتّي صَارَت خَمسَ صَلَوَاتٍ أَوحَي اللّهُ إِلَيهِ يَا مُحَمّدُ إِنّهَا خَمسٌ بِخَمسِينَ

59- ع ،[علل الشرائع ]المُكَتّبُ وَ الوَرّاقُ وَ الهمَذَاَنيِ‌ّ جَمِيعاً عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن يَحيَي بنِ أَبِي عِمرَانَ وَ صَالِحِ بنِ السنّديِ‌ّ عَن يُونُسَ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ الحَسَنِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع لأِيَ‌ّ عِلّةٍ عَرَجَ اللّهُ بِنَبِيّهِ إِلَي السّمَاءِ وَ مِنهَا إِلَي سِدرَةِ المُنتَهَي وَ مِنهَا


صفحه : 348

إِلَي حُجُبِ النّورِ وَ خَاطَبَهُ وَ نَاجَاهُ هُنَاكَ وَ اللّهُ لَا يُوصَفُ بِمَكَانٍ فَقَالَ ع إِنّ اللّهَ لَا يُوصَفُ بِمَكَانٍ وَ لَا يجَريِ‌ عَلَيهِ زَمَانٌ وَ لَكِنّهُ عَزّ وَ جَلّ أَرَادَ أَن يُشرِفَ بِهِ مَلَائِكَتَهُ وَ سُكّانَ سَمَاوَاتِهِ وَ يُكرِمَهُم بِمُشَاهَدَتِهِ وَ يُرِيَهُ مِن عَجَائِبِ عَظَمَتِهِ مَا يُخبِرُ بِهِ بَعدَ هُبُوطِهِ وَ لَيسَ ذَلِكَ عَلَي مَا يَقُولُهُ المُشَبّهُونَ سُبحَانَ اللّهِوَ تَعالي عَمّا يَصِفُونَ

يد،[التوحيد] علي بن الحسين بن الصلت عن محمد بن أحمد بن علي بن الصلت عن عمه عبد الله بن الصلت عن يونس مثله

60-يد،[التوحيد] لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ع ،[علل الشرائع ] ابنُ عِصَامٍ عَنِ الكلُيَنيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ التمّيِميِ‌ّ عَنِ الحُسَينِ بنِ عُلوَانَ عَن عَمرِو بنِ خَالِدٍ عَن زَيدِ بنِ عَلِيّ ع قَالَسَأَلتُ أَبِي سَيّدَ العَابِدِينَ ع فَقُلتُ لَهُ يَا أَبَتِ أخَبرِنيِ‌ عَن جَدّنَا رَسُولِ اللّهِ لَمّا عُرِجَ بِهِ إِلَي السّمَاءِ وَ أَمَرَهُ رَبّهُ عَزّ وَ جَلّ بِخَمسِينَ صَلَاةً كَيفَ لَم يَسأَلهُ التّخفِيفَ عَن أُمّتِهِ حَتّي قَالَ لَهُ مُوسَي بنُ عِمرَانَ ع ارجِع إِلَي رَبّكَ فَاسأَلهُ التّخفِيفَ فَإِنّ أُمّتَكَ لَا تُطِيقُ ذَلِكَ فَقَالَ يَا بنُيَ‌ّ إِنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ لَا يَقتَرِحُ عَلَي رَبّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ لَا يُرَاجِعُهُ فِي شَيءٍ يَأمُرُهُ بِهِ فَلَمّا سَأَلَهُ مُوسَي ع ذَلِكَ فَكَانَ شَفِيعاً لِأُمّتِهِ إِلَيهِ لَم يَجُز لَهُ رَدّ شَفَاعَةِ أَخِيهِ مُوسَي ع فَرَجَعَ إِلَي رَبّهِ فَسَأَلَهُ التّخفِيفَ إِلَي أَن رَدّهَا إِلَي خَمسِ صَلَوَاتٍ قَالَ قُلتُ لَهُ يَا أَبَتِ فَلِمَ لَا يَرجِعُ إِلَي رَبّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ يَسأَلُهُ التّخفِيفَ عَن خَمسِ صَلَوَاتٍ وَ قَد سَأَلَهُ مُوسَي ع أَن يَرجِعَ إِلَي رَبّهِ وَ يَسأَلَهُ التّخفِيفَ فَقَالَ يَا بنُيَ‌ّ أَرَادَص أَن يُحَصّلَ لِأُمّتِهِ التّخفِيفَ مَعَ أَجرِ خَمسِينَ صَلَاةً يَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّمَن جاءَ بِالحَسَنَةِ فَلَهُ عَشرُ أَمثالِها أَ لَا تَرَي أَنّهُص لَمّا هَبَطَ إِلَي الأَرضِ نَزَلَ عَلَيهِ جَبرَئِيلُ ع فَقَالَ يَا مُحَمّدُ إِنّ رَبّكَ يُقرِئُكَ السّلَامَ وَ يَقُولُ إِنّهَا خَمسٌ بِخَمسِينَما يُبَدّلُ القَولُ لدَيَ‌ّ وَ ما أَنَا بِظَلّامٍ لِلعَبِيدِ قَالَ فَقُلتُ لَهُ يَا أَبَتِ أَ لَيسَ اللّهُ تَعَالَي ذِكرُهُ لَا يُوصَفُ


صفحه : 349

بِمَكَانٍ فَقَالَ بَلَي تَعَالَي اللّهُ عَن ذَلِكَ فَقُلتُ فَمَا مَعنَي قَولِ مُوسَي ع لِرَسُولِ اللّهِص ارجِع إِلَي رَبّكَ فَقَالَ مَعنَاهُ مَعنَي قَولِ اِبرَاهِيمَإنِيّ‌ ذاهِبٌ إِلي ربَيّ‌ سَيَهدِينِ وَ مَعنَي قَولِ مُوسَي ع وَ عَجِلتُ إِلَيكَ رَبّ لِتَرضي وَ مَعنَي قَولِهِ عَزّ وَ جَلّفَفِرّوا إِلَي اللّهِيعَنيِ‌ حُجّوا إِلَي بَيتِ اللّهِ يَا بنُيَ‌ّ إِنّ الكَعبَةَ بَيتُ اللّهِ فَمَن حَجّ بَيتَ اللّهِ فَقَد قَصَدَ إِلَي اللّهِ وَ المَسَاجِدُ بُيُوتُ اللّهِ فَمَن سَعَي إِلَيهَا فَقَد سَعَي إِلَي اللّهِ وَ قَصَدَ إِلَيهِ وَ المصُلَيّ‌ مَا دَامَ فِي صَلَاتِهِ فَهُوَ وَاقِفٌ بَينَ يدَيَ‌ِ اللّهِ جَلّ جَلَالُهُ وَ أَهلَ مَوقِفِ عَرَفَاتٍ هُم وُقُوفٌ بَينَ يدَيَ‌ِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ إِنّ لِلّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي بِقَاعاً فِي سَمَاوَاتِهِ فَمَن عُرِجَ بِهِ إِلَي بُقعَةٍ مِنهَا فَقَد عُرِجَ بِهِ إِلَيهِ أَ لَا تَسمَعُ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُتَعرُجُ المَلائِكَةُ وَ الرّوحُ إِلَيهِ وَ يَقُولُ عَزّ وَ جَلّ فِي قِصّةِ عِيسَيبَل رَفَعَهُ اللّهُ إِلَيهِ وَ يَقُولُ عَزّ وَ جَلّإِلَيهِ يَصعَدُ الكَلِمُ الطّيّبُ وَ العَمَلُ الصّالِحُ يَرفَعُهُ

بيان الاقتراح السؤال من غيرروية قوله مايبدل القول لدي‌ لعل المعني أنه كان مرادي‌ بالخمسين أن أعطيهم ثواب الخمسين أو أنه تعالي لماقرر لهم خمسين صلاة فلو بدلها و لم يعطهم هذاالثواب لكان ظلما في جنب عظمته وقدرته وعجز خلقه وافتقارهم إليه ثم الغرض من هذه الاستشهادات أن هذاالمعني شائع في الاستعمالات و قوله فهو واقف بين يدي‌ الله استشهاد بقول الرسول ص أوبالمعروف بين الخاص والعام .تذييل قال السيد المرتضي رضي‌ الله عنه في جواب بعض الإشكالات الموردة علي هذاالخبر قلنا أما هذه الرواية فهي‌ من طريق الآحاد التي‌ لاتوجب علما وهي‌


صفحه : 350

مع ذلك مضعفة و ليس يمتنع لوكانت صحيحة أن تكون المصلحة في الابتداء تقتضي‌ العبادة بالخمسين من الصلوات فإذاوقعت المراجعة تغيرت المصلحة واقتضت أقل من ذلك حتي تنتهي‌ إلي هذاالعدد المستقر و يكون النبي ص قدأعلم بذلك فراجع طلبا للتخفيف عن أمته والتسهيل ونظير ماذكرناه في تغير المصلحة بالمراجعة وتركها أن فعل المنذور قبل النذر غيرواجب فإذاتقدم النذر صار واجبا وداخلا في جملة العبادات المفترضات وكذلك تسليم المبيع غيرواجب و لاداخل في جملة العبادات فإذاتقدم عقد البيع وجب وصار مصلحة ونظائر ذلك في الشرعيات أكثر من أن تحصي فأما قول موسي ع له ص إن أمتك لاتطيق فليس ذلك بتنبيه له ص و ليس يمتنع أن يكون النبي ص أراد أن يسأل مثل ذلك لو لم يقله موسي ع ويجوز أن يكون قوله قوي دواعيه في المراجعة التي‌ كانت أبيحت له و في الناس من استبعد هذاالموضع من حيث يقتضي‌ أن يكون موسي ع في تلك الحال حيا كاملا و قدقبض منذ زمان و هذا ليس ببعيد لأن الله تعالي قدخبر أن أنبياءه ع والصالحين من عباده في الجنان يرزقون فما المانع من أن يجمع الله بين نبيناص و بين موسي ع

61- ع ،[علل الشرائع ]القَطّانُ عَنِ السكّرّيِ‌ّ عَنِ الجوَهرَيِ‌ّ عَن عُمَرَ بنِ عِمرَانَ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ مُوسَي العبَسيِ‌ّ عَن جَبَلَةَ المكَيّ‌ّ عَن طَاوُسٍ اليمَاَنيِ‌ّ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَدَخَلَت عَائِشَةُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص وَ هُوَ يُقَبّلُ فَاطِمَةَ فَقَالَت لَهُ أَ تُحِبّهَا يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ أَمَا وَ اللّهِ لَو عَلِمتِ حبُيّ‌ لَهَا لَازدَدتِ لَهَا حُبّاً إِنّهُ لَمّا عُرِجَ بيِ‌ إِلَي السّمَاءِ الرّابِعَةِ أَذّنَ جَبرَئِيلُ وَ أَقَامَ مِيكَائِيلُ ثُمّ قِيلَ لِي ادنُ يَا مُحَمّدُ فَقُلتُ أَتَقَدّمُ وَ أَنتَ بحِضَرتَيِ‌ يَا جَبرَئِيلُ قَالَ نَعَم إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ فَضّلَ أَنبِيَاءَهُ المُرسَلِينَ عَلَي مَلَائِكَتِهِ المُقَرّبِينَ وَ فَضّلَكَ أَنتَ خَاصّةً فَدَنَوتُ فَصَلّيتُ بِأَهلِ السّمَاءِ الرّابِعَةِ ثُمّ التَفَتّ عَن يمَيِنيِ‌ فَإِذَا أَنَا بِإِبرَاهِيمَ ع فِي رَوضَةٍ مِن رِيَاضِ الجَنّةِ وَ قَدِ اكتَنَفَهَا جَمَاعَةٌ مِنَ المَلَائِكَةِ ثُمّ إنِيّ‌ صِرتُ إِلَي السّمَاءِ الخَامِسَةِ وَ مِنهَا إِلَي السّادِسَةِ فَنُودِيتُ يَا مُحَمّدُ نِعمَ الأَبُ أَبُوكَ اِبرَاهِيمُ وَ نِعمَ الأَخُ


صفحه : 351

أَخُوكَ عَلِيّ فَلَمّا صِرتُ إِلَي الحُجُبِ أَخَذَ جَبرَئِيلُ ع بيِدَيِ‌ فأَدَخلَنَيِ‌ الجَنّةَ فَإِذَا أَنَا بِشَجَرَةٍ مِن نُورٍ فِي أَصلِهَا مَلَكَانِ يَطوِيَانِ الحُلَلَ وَ الحلُيِ‌ّ فَقُلتُ حبَيِبيِ‌ جَبرَئِيلُ لِمَن هَذِهِ الشّجَرَةُ فَقَالَ هَذِهِ لِأَخِيكَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ هَذَانِ المَلَكَانِ يَطوِيَانِ لَهُ الحلُيِ‌ّ وَ الحُلَلَ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ ثُمّ تَقَدّمتُ أمَاَميِ‌ فَإِذَا أَنَا بِرُطَبٍ أَليَنَ مِنَ الزّبدِ وَ أَطيَبَ مِنَ المِسكِ وَ أَحلَي مِنَ العَسَلِ فَأَخَذتُ رُطَبَةً فَأَكَلتُهَا فَتَحَوّلَتِ الرّطَبَةُ نُطفَةً فِي صلُبيِ‌ فَلَمّا أَن هَبَطتُ إِلَي الأَرضِ وَاقَعتُ خَدِيجَةَ فَحَمَلَت بِفَاطِمَةَ ع فَفَاطِمَةُ حَورَاءُ إِنسِيّةٌ فَإِذَا اشتَقتُ إِلَي الجَنّةِ شَمَمتُ رَائِحَةَ فَاطِمَةَ ع

كتاب المحتضر،للحسن بن سليمان نقلا من كتاب المعراج للصدوق رحمه الله بهذا الإسناد مثله

62-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]الوَرّاقُ عَن مُحَمّدٍ الأسَدَيِ‌ّ عَن سَهلٍ عَن عَبدِ العَظِيمِ الحسَنَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الرّضَا عَن آبَائِهِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَدَخَلتُ أَنَا وَ فَاطِمَةُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص فَوَجَدتُهُ يبَكيِ‌ بُكَاءً شَدِيداً فَقُلتُ فِدَاكَ أَبِي وَ أمُيّ‌ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا ألّذِي أَبكَاكَ فَقَالَ يَا عَلِيّ لَيلَةَ أسُريِ‌َ بيِ‌ إِلَي السّمَاءِ رَأَيتُ نِسَاءً مِن أمُتّيِ‌ فِي عَذَابٍ شَدِيدٍ فَأَنكَرتُ شَأنَهُنّ فَبَكَيتُ لِمَا رَأَيتُ مِن شِدّةِ عَذَابِهِنّ رَأَيتُ امرَأَةً مُعَلّقَةً بِشَعرِهَا يغَليِ‌ دِمَاغُ رَأسِهَا وَ رَأَيتُ امرَأَةً مُعَلّقَةً بِلِسَانِهَا وَ الحَمِيمُ يُصَبّ فِي حَلقِهَا وَ رَأَيتُ امرَأَةً مُعَلّقَةً بِثَديَيهَا وَ رَأَيتُ امرَأَةً تَأكُلُ لَحمَ جَسَدِهَا وَ النّارُ تُوقَدُ مِن تَحتِهَا وَ رَأَيتُ امرَأَةً قَد شُدّ رِجلَاهَا إِلَي يَدَيهَا وَ قَد سُلّطَ عَلَيهَا الحَيّاتُ وَ العَقَارِبُ وَ رَأَيتُ امرَأَةً صَمّاءَ عَميَاءَ خَرسَاءَ فِي تَابُوتٍ مِن نَارٍ يَخرُجُ دِمَاغُ رَأسِهَا مِن مَنخِرِهَا وَ بَدَنُهَا مُتَقَطّعٌ مِنَ الجُذَامِ وَ البَرَصِ وَ رَأَيتُ امرَأَةً مُعَلّقَةً بِرِجلَيهَا فِي تَنّورٍ مِن نَارٍ وَ رَأَيتُ امرَأَةً تُقَطّعُ لَحمُ جَسَدِهَا مِن مُقَدّمِهَا وَ مُؤَخّرِهَا بِمَقَارِيضَ مِن نَارٍ وَ رَأَيتُ امرَأَةً تُحرَقُ وَجهُهَا وَ يَدَاهَا وَ هيِ‌َ تَأكُلُ أَمعَاءَهَا وَ رَأَيتُ امرَأَةً رَأسُهَا رَأسُ خِنزِيرٍ وَ بَدَنُهَا بَدَنُ الحِمَارِ وَ عَلَيهَا أَلفُ أَلفِ لَونٍ مِنَ العَذَابِ وَ رَأَيتُ امرَأَةً


صفحه : 352

عَلَي صُورَةِ الكَلبِ وَ النّارُ تَدخُلُ فِي دُبُرِهَا وَ تَخرُجُ مِن فِيهَا وَ المَلَائِكَةُ يَضرِبُونَ رَأسَهَا وَ بَدَنَهَا بِمَقَامِعَ مِن نَارٍ فَقَالَت فَاطِمَةُ حبَيِبيِ‌ وَ قُرّةُ عيَنيِ‌ أخَبرِنيِ‌ مَا كَانَ عَمَلُهُنّ وَ سِيرَتُهُنّ حَتّي وَضَعَ اللّهُ عَلَيهِنّ هَذَا العَذَابَ فَقَالَ يَا بنِتيِ‌ أَمّا المُعَلّقَةُ بِشَعرِهَا فَإِنّهَا كَانَت لَا تغُطَيّ‌ شَعرَهَا مِنَ الرّجَالِ وَ أَمّا المُعَلّقَةُ بِلِسَانِهَا فَإِنّهَا كَانَت تؤُذيِ‌ زَوجَهَا وَ أَمّا المُعَلّقَةُ بِثَديَيهَا فَإِنّهَا كَانَت تَمتَنِعُ مِن فِرَاشِ زَوجِهَا وَ أَمّا المُعَلّقَةُ بِرِجلَيهَا فَإِنّهَا كَانَت تَخرُجُ مِن بَيتِهَا بِغَيرِ إِذنِ زَوجِهَا وَ أَمّا التّيِ‌ كَانَت تَأكُلُ لَحمَ جَسَدِهَا فَإِنّهَا كَانَت تُزَيّنُ بَدَنَهَا لِلنّاسِ وَ أَمّا التّيِ‌ شُدّ يَدَاهَا إِلَي رِجلَيهَا وَ سُلّطَ عَلَيهَا الحَيّاتُ وَ العَقَارِبُ فَإِنّهَا كَانَت قَذِرَةَ الوَضُوءِ قَذِرَةَ الثّيَابِ وَ كَانَت لَا تَغتَسِلُ مِنَ الجَنَابَةِ وَ الحَيضِ وَ لَا تَتَنَظّفُ وَ كَانَت تَستَهِينُ بِالصّلَاةِ وَ أَمّا العَميَاءُ الصّمّاءُ الخَرسَاءُ فَإِنّهَا كَانَت تَلِدُ مِنَ الزّنَا فَتُعَلّقُهُ فِي عُنُقِ زَوجِهَا وَ أَمّا التّيِ‌ كَانَ يُقرَضُ لَحمُهَا بِالمَقَارِيضِ فَإِنّهَا كَانَت تَعرِضُ نَفسَهَا عَلَي الرّجَالِ وَ أَمّا التّيِ‌ كَانَ يُحرَقُ وَجهُهَا وَ بَدَنُهَا وَ هيِ‌َ تَأكُلُ أَمعَاءَهَا فَإِنّهَا كَانَت قَوّادَةً وَ أَمّا التّيِ‌ كَانَ رَأسُهَا رَأسَ خِنزِيرٍ وَ بَدَنُهَا بَدَنَ الحِمَارِ فَإِنّهَا كَانَت نَمّامَةً كَذّابَةً وَ أَمّا التّيِ‌ كَانَت عَلَي صُورَةِ الكَلبِ وَ النّارُ تَدخُلُ فِي دُبُرِهَا وَ تَخرُجُ مِن فِيهَا فَإِنّهَا كَانَت قَينَةً نَوّاحَةً حَاسِدَةً ثُمّ قَالَص وَيلٌ لِامرَأَةٍ أَغضَبَت زَوجَهَا وَ طُوبَي لِامرَأَةٍ رضَيِ‌َ عَنهَا زَوجُهَا

63-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] مُحَمّدُ بنُ القَاسِمِ المُفَسّرُ عَن أَحمَدَ بنِ الحَسَنِ الحسُيَنيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ الرّضَا عَن أَبِيهِ مُوسَي ع قَالَسَأَلَ الصّادِقُ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ ع عَن بَعضِ أَهلِ مَجلِسِهِ فَقِيلَ عَلِيلٌ فَقَصَدَهُ عَائِداً وَ جَلَسَ عِندَ رَأسِهِ فَوَجَدَهُ دَنِفاً فَقَالَ لَهُ


صفحه : 353

أَحسِن ظَنّكَ بِاللّهِ قَالَ أَمّا ظنَيّ‌ بِاللّهِ فَحَسَنٌ وَ لَكِن غمَيّ‌ لبِنَاَتيِ‌ مَا أمَرضَنَيِ‌ غَيرُ غمَيّ‌ بِهِنّ فَقَالَ الصّادِقُ ع ألّذِي تَرجُوهُ لِتَضعِيفِ حَسَنَاتِكَ وَ مَحوِ سَيّئَاتِكَ فَارجُهُ لِإِصلَاحِ حَالِ بَنَاتِكَ أَ مَا عَلِمتَ أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ لَمّا جَاوَزتُ سِدرَةَ المُنتَهَي وَ بَلَغتُ أَغصَانَهَا وَ قُضبَانَهَا رَأَيتُ بَعضَ ثِمَارِ قُضبَانِهَا ثِدَاءً مُعَلّقَةً يَقطُرُ مِن بَعضِهَا اللّبَنُ وَ مِن بَعضِهَا العَسَلُ وَ مِن بَعضِهَا الدّهنُ وَ يَخرُجُ عَن بَعضِهَا شِبهُ دَقِيقِ السّمِيذِ وَ عَن بَعضِهَا الثّيَابُ وَ عَن بَعضِهَا كَالنّبقِ فيَهَويِ‌ ذَلِكَ كُلّهُ نَحوَ الأَرضِ فَقُلتُ فِي نفَسيِ‌ أَينَ مَقَرّ هَذِهِ الخَارِجَاتِ عَن هَذِهِ الثّدَاءِ وَ ذَلِكَ أَنّهُ لَم يَكُن معَيِ‌ جَبرَئِيلُ لأِنَيّ‌ كُنتُ جَاوَزتُ مَرتَبَتَهُ وَ اختَزَلَ دوُنيِ‌ فنَاَداَنيِ‌ ربَيّ‌ عَزّ وَ جَلّ فِي سرِيّ‌ يَا مُحَمّدُ هَذِهِ أَنبَتّهَا مِن هَذَا المَكَانِ الأَرفَعِ لِأَغذُوَ مِنهَا بَنَاتِ المُؤمِنِينَ مِن أُمّتِكَ وَ بَنِيهِم فَقُل لآِبَاءِ البَنَاتِ لَا تَضِيقَنّ صُدُورُكُم عَلَي فَاقَتِهِنّ فإَنِيّ‌ كَمَا خَلَقتُهُنّ أَرزُقُهُنّ

بيان السميذ بالمهملة والمعجمة والثاني‌ أفصح لباب البر و مابيض من الطعام

64-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِالأَسَانِيدِ الثّلَاثَةِ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَمّا أسُريِ‌َ بيِ‌ إِلَي السّمَاءِ رَأَيتُ فِي السّمَاءِ الثّالِثَةِ رَجُلًا قَاعِداً رِجلٌ لَهُ فِي المَشرِقِ وَ رِجلٌ فِي المَغرِبِ وَ بِيَدِهِ لَوحٌ يَنظُرُ فِيهِ وَ يُحَرّكُ رَأسَهُ فَقُلتُ يَا جَبرَئِيلُ مَن هَذَا فَقَالَ مَلَكُ المَوتِ

65-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] مُحَمّدُ بنُ أَحمَدَ بنِ الحُسَينِ بنِ يُوسُفَ البغَداَديِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ الفَضلِ عَن بَكرِ بنِ أَحمَدَ القصَريِ‌ّ عَن أَبِي مُحَمّدٍ العسَكرَيِ‌ّ عَن آبَائِهِ ع عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع قَالَسَمِعتُ جدَيّ‌ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ لَيلَةَ أَسرَي بيِ‌ ربَيّ‌ عَزّ وَ جَلّ رَأَيتُ فِي بُطنَانِ العَرشِ مَلَكاً بِيَدِهِ سَيفٌ مِن نُورٍ يَلعَبُ بِهِ كَمَا يَلعَبُ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع بذِيِ‌


صفحه : 354

الفَقَارِ وَ أَنّ المَلَائِكَةَ إِذَا اشتَاقُوا إِلَي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ نَظَرُوا إِلَي وَجهِ ذَلِكَ المَلَكِ فَقُلتُ يَا رَبّ هَذَا أخَيِ‌ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ وَ ابنُ عمَيّ‌ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ هَذَا مَلَكٌ خَلَقتُهُ عَلَي صُورَةِ عَلِيّ يعَبدُنُيِ‌ فِي بُطنَانِ عرَشيِ‌ تُكتَبُ حَسَنَاتُهُ وَ تَسبِيحُهُ وَ تَقدِيسُهُ لعِلَيِ‌ّ بنِ أَبِي طَالِبٍ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ

بيان قال الجزري‌ فيه ينادي‌ مناد من بطنان العرش أي من وسطه وقيل من أصله وقيل البطنان جمع بطن و هوالغامض من الأرض يريد من دواخل العرش

66- ع ،[علل الشرائع ] أَبِي وَ ابنُ الوَلِيدِ مَعاً عَن سَعدٍ عَنِ اليقَطيِنيِ‌ّ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ وَ مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَنِ الصّبّاحِ المزُنَيِ‌ّ وَ سَدِيرٍ الصيّرفَيِ‌ّ وَ مُحَمّدِ بنِ النّعمَانِ مُؤمِنِ الطّاقِ وَ عُمَرَ بنِ أُذَينَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع وَ حَدّثَنَا مُحَمّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ أَحمَدَ بنِ الوَلِيدِ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ قَالَ حَدّثَنَا مُحَمّدُ بنُ الحَسَنِ الصّفّارُ وَ سَعدُ بنُ عَبدِ اللّهِ قَالَا حَدّثَنَا مُحَمّدُ بنُ الحُسَينِ بنِ أَبِي الخَطّابِ وَ يَعقُوبُ بنُ يَزِيدَ وَ مُحَمّدُ بنُ عِيسَي عَن عَبدِ اللّهِ بنِ جَبَلَةَ عَنِ الصّبّاحِ المزُنَيِ‌ّ وَ سَدِيرٍ الصيّرفَيِ‌ّ وَ مُحَمّدِ بنِ النّعمَانِ الأَحوَلِ وَ عُمَرَ بنِ أُذَينَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُم حَضَرُوهُ فَقَالَ يَا عُمَرَ بنَ أُذَينَةَ مَا تَرَي هَذِهِ النّاصِبَةَ فِي أَذَانِهِم وَ صَلَاتِهِم فَقُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ إِنّهُم يَقُولُونَ إِنّ أُبَيّ بنَ كَعبٍ الأنَصاَريِ‌ّ رَآهُ فِي النّومِ فَقَالَ ع كَذَبُوا وَ اللّهِ إِنّ دِينَ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي أَعَزّ مِن أَن يُرَي فِي النّومِ وَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّ اللّهَ العَزِيزَ الجَبّارَ عَرَجَ بِنَبِيّهِص إِلَي سَمَائِهِ سَبعاً أَمّا أُولَاهُنّ فَبَارَكَ عَلَيهِص وَ الثّانِيَةَ عَلّمَهُ فِيهَا فَرضَهُ وَ الثّالِثَةَ أَنزَلَ اللّهُ العَزِيزُ الجَبّارُ عَلَيهِ مَحمِلًا مِن نُورٍ فِيهِ أَربَعُونَ نَوعاً مِن أَنوَاعِ النّورِ كَانَت مُحدِقَةً حَولَ العَرشِ عَرشُهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي


صفحه : 355

تَغشَي أَبصَارَ النّاظِرِينَ أَمّا وَاحِدٌ مِنهَا فَأَصفَرُ فَمِن أَجلِ ذَلِكَ اصفَرّتِ الصّفرَةُ وَ وَاحِدٌ مِنهَا أَحمَرُ فَمِن أَجلِ ذَلِكَ احمَرّتِ الحُمرَةُ وَ وَاحِدٌ مِنهَا أَبيَضُ فَمِن أَجلِ ذَلِكَ ابيَضّ البَيَاضُ وَ الباَقيِ‌ عَلَي عَدَدِ سَائِرِ مَا خَلَقَ اللّهُ مِنَ الأَنوَارِ وَ الأَلوَانِ فِي ذَلِكَ المَحمِلِ حَلَقٌ وَ سَلَاسِلُ مِن فِضّةٍ فَجَلَسَ فِيهِ ثُمّ عَرَجَ بِهِ إِلَي السّمَاءِ الدّنيَا فَنَفَرَتِ المَلَائِكَةُ إِلَي أَطرَافِ السّمَاءِ ثُمّ خَرّت سُجّداً فَقَالَت سُبّوحٌ قُدّوسٌ رَبّنَا وَ رَبّ المَلَائِكَةِ وَ الرّوحِ مَا أَشبَهَ هَذَا النّورَ بِنُورِ رَبّنَا فَقَالَ جَبرَئِيلُ ع اللّهُ أَكبَرُ اللّهُ أَكبَرُ فَسَكَتَتِ المَلَائِكَةُ وَ فُتِحَت أَبوَابُ السّمَاءِ وَ اجتَمَعَتِ المَلَائِكَةُ ثُمّ جَاءَت فَسَلّمَت عَلَي النّبِيّص أَفوَاجاً ثُمّ قَالَت يَا مُحَمّدُ كَيفَ أَخُوكَ قَالَ بِخَيرٍ قَالَت فَإِن أَدرَكتَهُ فَأَقرِئهُ مِنّا السّلَامَ فَقَالَ النّبِيّص أَ تَعرِفُونَهُ فَقَالُوا كَيفَ لَم نَعرِفهُ وَ قَد أَخَذَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مِيثَاقَكَ وَ مِيثَاقَهُ مِنّا وَ إِنّا لنَصُلَيّ‌ عَلَيكَ وَ عَلَيهِ ثُمّ زَادَهُ أَربَعِينَ نَوعاً مِن أَنوَاعِ النّورِ لَا يُشبِهُ شَيءٌ مِنهُ ذَلِكَ النّورَ الأَوّلَ وَ زَادَهُ فِي مَحمِلِهِ حَلَقاً وَ سَلَاسِلَ ثُمّ عَرَجَ بِهِ إِلَي السّمَاءِ الثّانِيَةِ فَلَمّا قَرُبَ مِن بَابِ السّمَاءِ تَنَافَرَتِ المَلَائِكَةُ إِلَي أَطرَافِ السّمَاءِ وَ خَرّت سُجّداً وَ قَالَت سُبّوحٌ قُدّوسٌ رَبّ المَلَائِكَةِ وَ الرّوحِ مَا أَشبَهَ هَذَا النّورَ بِنُورِ رَبّنَا فَقَالَ جَبرَئِيلُ ع أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ فَاجتَمَعَتِ المَلَائِكَةُ وَ فُتِحَت أَبوَابُ السّمَاءِ وَ قَالَت يَا جَبرَئِيلُ مَن هَذَا مَعَكَ فَقَالَ هَذَا مُحَمّدٌ قَالُوا وَ قَد بُعِثَ قَالَ نَعَم قَالَ رَسُولُ


صفحه : 356

اللّهِص فَخَرَجُوا إلِيَ‌ّ شِبهَ المَعَانِيقِ فَسَلّمُوا عَلَيّ وَ قَالُوا أقَر‌ِئ أَخَاكَ السّلَامَ فَقُلتُ هَل تَعرِفُونَهُ قَالُوا نَعَم وَ كَيفَ لَا نَعرِفُهُ وَ قَد أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَكَ وَ مِيثَاقَهُ وَ مِيثَاقَ شِيعَتِهِ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ عَلَينَا وَ إِنّا لَنَتَصَفّحُ وُجُوهَ شِيعَتِهِ فِي كُلّ يَومٍ خَمساً يَعنُونَ فِي وَقتِ كُلّ صَلَاةٍ قَالَ رَسُولُ اللّهِص ثُمّ زاَدنَيِ‌ ربَيّ‌ عَزّ وَ جَلّ أَربَعِينَ نَوعاً مِن أَنوَاعِ النّورِ لَا تُشبِهُ الأَنوَارَ الأُوَلَ وَ زاَدنَيِ‌ حَلَقاً وَ سَلَاسِلَ ثُمّ عَرَجَ بيِ‌ إِلَي السّمَاءِ الثّالِثَةِ فَنَفَرَتِ المَلَائِكَةُ إِلَي أَطرَافِ السّمَاءِ وَ خَرّت سُجّداً وَ قَالَت سُبّوحٌ قُدّوسٌ رَبّ المَلَائِكَةِ وَ الرّوحِ مَا هَذَا النّورُ ألّذِي يُشبِهُ نُورَ رَبّنَا فَقَالَ جَبرَئِيلُ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ فَاجتَمَعَتِ المَلَائِكَةُ وَ فُتِحَت أَبوَابُ السّمَاءِ وَ قَالَت مَرحَباً بِالأَوّلِ وَ مَرحَباً بِالآخِرِ وَ مَرحَباً بِالحَاشِرِ وَ مَرحَباً بِالنّاشِرِ مُحَمّدٍ خَاتَمِ النّبِيّينَ وَ عَلِيّ خَيرِ الوَصِيّينَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص سَلّمُوا عَلَيّ وَ سأَلَوُنيِ‌ عَن عَلِيّ أخَيِ‌ فَقُلتُ هُوَ فِي الأَرضِ خلَيِفتَيِ‌ أَ وَ تَعرِفُونَهُ فَقَالُوا نَعَم كَيفَ لَا نَعرِفُهُ وَ قَد نَحُجّ البَيتَ المَعمُورَ فِي كُلّ سَنَةٍ مَرّةً وَ عَلَيهِ رَقّ أَبيَضُ فِيهِ اسمُ مُحَمّدٍ وَ عَلِيّ وَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ وَ الأَئِمّةِ وَ شِيعَتِهِم إِلَي يَومِ القِيَامَةِ وَ إِنّا لَنُبَارِكُ عَلَي رُءُوسِهِم بِأَيدِينَا ثُمّ زاَدنَيِ‌ ربَيّ‌ عَزّ وَ جَلّ أَربَعِينَ نَوعاً مِن أَنوَاعِ النّورِ لَا تُشبِهُ شَيئاً مِن تِلكَ الأَنوَارِ الأُوَلِ وَ زاَدنَيِ‌ حَلَقاً وَ سَلَاسِلَ ثُمّ عَرَجَ بيِ‌ إِلَي السّمَاءِ الرّابِعَةِ فَلَم تَقُلِ المَلَائِكَةُ شَيئاً وَ سَمِعتُ دَوِيّاً كَأَنّهُ فِي الصّدُورِ وَ اجتَمَعَتِ المَلَائِكَةُ فَفُتِحَت أَبوَابُ السّمَاءِ وَ خَرَجَت إِلَي مَعَانِيقَ فَقَالَ جَبرَئِيلُ ع حيَ‌ّ عَلَي الصّلَاةِ حيَ‌ّ عَلَي


صفحه : 357

الصّلَاةِ حيَ‌ّ عَلَي الفَلَاحِ حيَ‌ّ عَلَي الفَلَاحِ فَقَالَتِ المَلَائِكَةُ صَوتَينِ مَقرُونَينِ بِمُحَمّدٍ تَقُومُ الصّلَاةُ وَ بعِلَيِ‌ّ الفَلَاحُ فَقَالَ جَبرَئِيلُ قَد قَامَتِ الصّلَاةُ قَد قَامَتِ الصّلَاةُ فَقَالَتِ المَلَائِكَةُ هيِ‌َ لِشِيعَتِهِ أَقَامُوهَا إِلَي يَومِ القِيَامَةِ ثُمّ اجتَمَعَتِ المَلَائِكَةُ فَقَالُوا للِنبّيِ‌ّص أَينَ تَرَكتَ أَخَاكَ وَ كَيفَ هُوَ فَقَالَ لَهُم أَ تَعرِفُونَهُ فَقَالُوا نَعَم نَعرِفُهُ وَ شِيعَتَهُ وَ هُوَ نُورٌ حَولَ عَرشِ اللّهِ وَ إِنّ فِي البَيتِ المَعمُورِ لَرَقّاً مِن نُورٍ فِيهِ كِتَابٌ مِن نُورٍ فِيهِ اسمُ مُحَمّدٍ وَ عَلِيّ وَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ وَ الأَئِمّةِ ع وَ شِيعَتِهِم لَا يَزِيدُ فِيهِم رَجُلٌ وَ لَا يَنقُصُ مِنهُم رَجُلٌ إِنّهُ لَمِيثَاقُنَا ألّذِي أُخِذَ عَلَينَا وَ إِنّهُ لَيُقرَأُ عَلَينَا فِي كُلّ يَومِ جُمُعَةٍ فَسَجَدتُ لِلّهِ شُكراً فَقَالَ يَا مُحَمّدُ ارفَع رَأسَكَ فَرَفَعتُ رأَسيِ‌ فَإِذَا أَطنَابُ السّمَاءِ قَد خُرِقَت وَ الحُجُبُ قَد رُفِعَت ثُمّ قَالَ لِي طَأطِئ رَأسَكَ وَ انظُر مَا تَرَي فَطَأطَأتُ رأَسيِ‌ فَنَظَرتُ إِلَي بَيتِكُم هَذَا وَ حَرَمِكُم هَذَا فَإِذَا هُوَ مِثلُ حَرَمِ ذَلِكَ البَيتِ يَتَقَابَلُ لَو أَلقَيتُ شَيئاً مِن يدَيِ‌ لَم يَقَع إِلّا عَلَيهِ فَقَالَ لِي يَا مُحَمّدُ هَذَا الحَرَمُ وَ أَنتَ الحَرَامُ وَ لِكُلّ مِثلٍ مِثَالٌ ثُمّ قَالَ ربَيّ‌ عَزّ وَ جَلّ يَا مُحَمّدُ مُدّ يَدَكَ فَيَتَلَقّاكَ مَا يَسِيلُ مِن سَاقِ عرَشيِ‌َ الأَيمَنِ فَنَزَلَ المَاءُ فَتَلَقّيتُهُ بِاليَمِينِ فَمِن أَجلِ ذَلِكَ أَوّلُ الوُضُوءِ بِاليُمنَي ثُمّ قَالَ يَا مُحَمّدُ خُذ ذَلِكَ فَاغسِل بِهِ وَجهَكَ وَ عَلّمَهُ غَسلَ الوَجهِ فَإِنّكَ تُرِيدُ أَن تَنظُرَ إِلَي عظَمَتَيِ‌ وَ إِنّكَ طَاهِرٌ ثُمّ اغسِل ذِرَاعَيكَ اليَمِينَ وَ اليَسَارَ وَ عَلّمَهُ ذَلِكَ فَإِنّكَ تُرِيدُ أَن تَتَلَقّي بِيَدَيكَ كلَاَميِ‌ وَ امسَح بِفَضلِ مَا فِي يَدَيكَ مِنَ المَاءِ رَأسَكَ وَ رِجلَيكَ إِلَي كَعبَيكَ وَ عَلّمَهُ المَسحَ بِرَأسِهِ وَ


صفحه : 358

رِجلَيهِ وَ قَالَ إنِيّ‌ أُرِيدُ أَن أَمسَحَ رَأسَكَ وَ أُبَارِكَ عَلَيكَ فَأَمّا المَسحُ عَلَي رِجلَيكَ فإَنِيّ‌ أُرِيدُ أَن أُوطِئَكَ مَوطِئاً لَم يَطَأهُ أَحَدٌ قَبلَكَ وَ لَا يَطَؤُهُ أَحَدٌ غَيرُكَ فَهَذَا عِلّةُ الوُضُوءِ وَ الأَذَانِ ثُمّ قَالَ يَا مُحَمّدُ استَقبِلِ الحَجَرَ الأَسوَدَ وَ هُوَ بحِيِاَليِ‌ وَ كبَرّنيِ‌ بِعَدَدِ حجُبُيِ‌ فَمِن أَجلِ ذَلِكَ صَارَ التّكبِيرُ سَبعاً لِأَنّ الحُجُبَ سَبعَةٌ وَ افتَتِحِ القِرَاءَةَ عِندَ انقِطَاعِ الحُجُبِ فَمِن أَجلِ ذَلِكَ صَارَ الِافتِتَاحُ سُنّةً وَ الحُجُبُ مُطَابِقَةً ثَلَاثاً بِعَدَدِ النّورِ ألّذِي نَزَلَ عَلَي مُحَمّدٍ ثَلَاثَ مَرّاتٍ فَلِذَلِكَ كَانَ الِافتِتَاحُ ثَلَاثَ مَرّاتٍ فَمِن أَجلِ ذَلِكَ كَانَ التّكبِيرُ سَبعاً وَ الِافتِتَاحُ ثَلَاثاً فَلَمّا فَرَغَ مِنَ التّكبِيرِ وَ الِافتِتَاحِ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ الآنَ وَصَلتَ إلِيَ‌ّ فَسَمّ باِسميِ‌ فَقَالَبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِفَمِن أَجلِ ذَلِكَ جُعِلَبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ فِي أَوّلِ السّورَةِ ثُمّ قَالَ لَهُ احمدَنيِ‌ فَقَالَالحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ وَ قَالَ النّبِيّص فِي نَفسِهِ شُكراً فَقَالَ اللّهُ يَا مُحَمّدُ قَطَعتَ حمَديِ‌ فَسَمّ باِسميِ‌ فَمِن أَجلِ ذَلِكَ جُعِلَ فِي الحَمدِالرّحمنِ الرّحِيمِمَرّتَينِ فَلَمّا بَلَغَوَ لَا الضّالّينَ قَالَ النّبِيّص الحَمدُ لِلّهِ رَبّ العَالَمِينَ شُكراً فَقَالَ اللّهُ العَزِيزُ الجَبّارُ قَطَعتَ ذكِريِ‌ فَسَمّ باِسميِ‌ فَمِن أَجلِ ذَلِكَ جُعِلَبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ بَعدَ الحَمدِ فِي استِقبَالِ السّورَةِ الأُخرَي فَقَالَ لَهُ اقرَأقُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ كَمَا أَنزَلتُ فَإِنّهَا نسِبتَيِ‌ وَ نعَتيِ‌ ثُمّ طَأطِئ يَدَيكَ وَ اجعَلهُمَا عَلَي رُكبَتَيكَ فَانظُر إِلَي عرَشيِ‌ قَالَ رَسُولُ اللّهِص فَنَظَرتُ إِلَي عَظَمَةٍ ذَهَبَت لَهَا نفَسيِ‌ وَ غشُيِ‌َ عَلَيّ فَأُلهِمتُ أَن قُلتُ سُبحَانَ ربَيّ‌َ العَظِيمِ وَ بِحَمدِهِ لِعِظَمِ مَا رَأَيتُ فَلَمّا قُلتُ ذَلِكَ تَجَلّي الغشَي‌ُ عنَيّ‌ حَتّي قُلتُهَا سَبعاً أُلهِمَ ذَلِكَ فَرَجَعتُ إِلَي نفَسيِ‌ كَمَا كَانَت فَمِن أَجلِ ذَلِكَ صَارَ فِي الرّكُوعِ سُبحَانَ ربَيّ‌َ العَظِيمِ وَ بِحَمدِهِ


صفحه : 359

فَقَالَ ارفَع رَأسَكَ فَرَفَعتُ رأَسيِ‌ فَنَظَرتُ إِلَي شَيءٍ ذَهَبَ مِنهُ عقَليِ‌ فَاستَقبَلتُ الأَرضَ بوِجَهيِ‌ وَ يدَيَ‌ّ فَأُلهِمتُ أَن قُلتُ سُبحَانَ ربَيّ‌َ الأَعلَي وَ بِحَمدِهِ لِعُلُوّ مَا رَأَيتُ فَقُلتُهَا سَبعاً فَرَجَعتُ إِلَي نفَسيِ‌ كُلّمَا قُلتُ وَاحِدَةً فِيهَا تَجَلّي عنَيّ‌ الغشَي‌ُ فَقَعَدتُ فَصَارَ السّجُودُ فِيهِ سُبحَانَ ربَيّ‌َ الأَعلَي وَ بِحَمدِهِ وَ صَارَتِ القَعدَةُ بَينَ السّجدَتَينِ استِرَاحَةً مِنَ الغشَي‌ِ وَ عُلُوّ مَا رَأَيتُ فأَلَهمَنَيِ‌ ربَيّ‌ عَزّ وَ جَلّ وَ طاَلبَتَنيِ‌ نفَسيِ‌ أَن أَرفَعَ رأَسيِ‌ فَرَفَعتُ فَنَظَرتُ إِلَي ذَلِكَ العُلُوّ فغَشُيِ‌َ عَلَيّ فَخَرَرتُ لوِجَهيِ‌ وَ استَقبَلتُ الأَرضَ بوِجَهيِ‌ وَ يدَيَ‌ّ وَ قُلتُ سُبحَانَ ربَيّ‌َ الأَعلَي وَ بِحَمدِهِ فَقُلتُهَا سَبعاً ثُمّ رَفَعتُ رأَسيِ‌ فَقَعَدتُ قَبلَ القِيَامِ لأِثُنَيّ‌َ النّظَرَ فِي العُلُوّ فَمِن أَجلِ ذَلِكَ صَارَت سَجدَتَينِ وَ رَكعَةً وَ مِن أَجلِ ذَلِكَ صَارَ القُعُودُ قَبلَ القِيَامِ قَعدَةً خَفِيفَةً ثُمّ قُمتُ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ اقرَأِ الحَمدَ فَقَرَأتُهَا مِثلَ مَا قَرَأتُهَا أَوّلًا ثُمّ قَالَ لِي اقرَأإِنّا أَنزَلناهُفَإِنّهَا نِسبَتُكَ وَ نِسبَةُ أَهلِ بَيتِكَ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ ثُمّ رَكَعتُ فَقُلتُ فِي الرّكُوعِ وَ السّجُودِ مِثلَ مَا قُلتُ أَوّلًا وَ ذَهَبتُ أَن أَقُومَ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ اذكُر مَا أَنعَمتُ عَلَيكَ وَ سَمّ باِسميِ‌ فأَلَهمَنَيِ‌ اللّهُ أَن قُلتُ بِسمِ اللّهِ وَ بِاللّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ الأَسمَاءُ الحُسنَي كُلّهَا لِلّهِ فَقَالَ لِي يَا مُحَمّدُ صَلّ عَلَيكَ وَ عَلَي أَهلِ بَيتِكَ فَقُلتُ صَلّي اللّهُ عَلَيّ وَ عَلَي أَهلِ بيَتيِ‌ وَ قَد فَعَلَ ثُمّ التَفَتّ فَإِذَا أَنَا بِصُفُوفٍ مِنَ المَلَائِكَةِ


صفحه : 360

وَ النّبِيّينَ وَ المُرسَلِينَ فَقَالَ لِي يَا مُحَمّدُ سَلّم فَقُلتُ السّلَامُ عَلَيكُم وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ إنِيّ‌ أَنَا السّلَامُ وَ التّحِيّةُ وَ الرّحمَةُ وَ البَرَكَاتُ أَنتَ وَ ذُرّيّتُكَ ثُمّ أمَرَنَيِ‌ ربَيّ‌َ العَزِيزُ الجَبّارُ أَن لَا أَلتَفِتَ يَسَاراً وَ أَوّلُ سُورَةٍ سَمِعتُهَا بَعدَقُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌإِنّا أَنزَلناهُ فِي لَيلَةِ القَدرِفَمِن أَجلِ ذَلِكَ كَانَ السّلَامُ مَرّةً وَاحِدَةً تُجَاهَ القِبلَةِ وَ مِن أَجلِ ذَلِكَ صَارَ التّسبِيحُ فِي السّجُودِ وَ الرّكُوعِ شُكراً وَ قَولُهُ سَمِعَ اللّهُ لِمَن حَمِدَهُ لِأَنّ النّبِيّص قَالَ سَمِعتُ ضَجّةَ المَلَائِكَةِ فَقُلتُ سَمِعَ اللّهُ لِمَن حَمِدَهُ بِالتّسبِيحِ وَ التّهلِيلِ فَمِن أَجلِ ذَلِكَ جُعِلَتِ الرّكعَتَانِ الأَوّلَتَانِ كُلّمَا حَدَثَ فِيهَا حَدَثٌ كَانَ عَلَي صَاحِبِهَا إِعَادَتُهَا وَ هيِ‌َ الفَرضُ الأَوّلُ وَ هيِ‌َ أَوّلُ مَا فُرِضَت عِندَ الزّوَالِ يعَنيِ‌ صَلَاةَ الظّهرِ

كا،[الكافي‌] علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عنه ع مثله بيان قوله فيه أربعون نوعا من أنواع النور يحتمل أن يكون المراد الأنوار الصورية أوالأعم منها و من المعنوية و أمانفرة الملائكة فلغلبة النور علي أنوارهم وعجزهم عن إدراك الكمالات المعنوية التي‌ أعطاها الله تعالي نبيناص ويؤيده قَولُهُص

لِي مَعَ اللّهِ وَقتٌ لَا يَسَعُهُ مَلَكٌ مُقَرّبٌ وَ لَا نبَيِ‌ّ مُرسَلٌ وَ لَا عَبدٌ مُؤمِنٌ امتَحَنَ اللّهُ قَلبَهُ لِلإِيمَانِ

ويؤيد المعنوية قول الملائكة ماأشبه هذاالنور بنور ربنا و علي تقدير أن يكون المراد الصورية فالمعني ماأشبه هذاالنور بنور خلقه الله في العرش و علي التقديرين لما كان كلامهم وفعلهم موهما لنوع من التشبيه قال جبرئيل الله أكبر لنفي‌ تلك المشابهة أي أكبر من أن يشبهه أحد أويعرفه . و قال الجزري‌ سبوح قدوس يرويان بالضم والفتح أقيس والضم أكثر


صفحه : 361

استعمالا و هو من أبنية المبالغة والمراد بهما التنزيه و قال فيه فانطلقنا إلي الناس معانيق أي مسرعين و قال الفيروزآبادي‌ المعناق الفرس الجيد العنق والجمع المعانيق انتهي .أقول العنق بالتحريك ضرب من سير الدابة و هوسير مسبطر و هوالمراد هنا والتشبيه من الإسراع قوله بالأول أي خلقا ورتبة قوله بالآخر أي بعثة و قدمر تفسير الحاشر والناشر مثله أوالمراد به ناشر العلوم والخيرات والرق بالفتح والكسر جلد رقيق يكتب فيه والصحيفة البيضاء ودوي‌ الريح والطائر والنحل صوتها قوله مقرونين أي متقاربين في المعني فإن الصلاة سبب للفلاح ويحتمل أن تكون الفقرتان اللتان بعدها تفسيرا للاقتران و في الكافي‌ صوتان مقرونان و هوأظهر والضمير في قوله لشيعته راجع إلي الرسول ص أو إلي علي ع والأخير أظهر فالمراد أن صلاة غيرالشيعة غيرمتقبلة قوله أطناب السماء لعله كناية عن الأطباق والجوانب . قال الجزري‌ فيه ما بين طنبي‌ المدينة أحوج مني‌ إليها أي ما بين طرفيها والطنب أحد أطناب الخيمة فاستعاره للطرف والناحية انتهي . و في الكافي‌ أطباق السماء.أقول يحتمل أن يكون خرق الأطناب والحجب من تحته ص أو من فوقه أومنهما معا و أن يكون هذا في السماء الرابعة أو بعدعروجه إلي السابعة والأخير أوفق بما بعده فعلي الأول خرق الحجب من تحته لينظر إلي الكعبة و علي الثاني‌ لينظر إلي الكعبة و إلي البيت المعمور معا فوجدهما متحاذيين متطابقين متماثلين ولذا قال ولكل مثل مثال أي كل شيء في الأرض له مثال في السماء فعلي الثاني‌ يحتمل أن يكون الصلاة تحت العرش محاذيا للبيت المعمور أو بعدنزوله في البيت المعمور و علي التقديرين استقبال الحجر مجاز أي استقبل مايحاذيه أويشاكله قوله و أنت الحرام أي المحترم المكرم ولعله إشارة إلي أن حرمة البيت إنما هي‌ لحرمتك .


صفحه : 362

أقول في الكافي‌ هنا زيادة هكذا فرفعت رأسي‌ فإذاأطباق السماء قدخرقت والحجب قدرفعت ثم قيل لي طأطئ رأسك انظر ماتري فطأطأت رأسي‌ فنظرت إلي بيت مثل بيتكم هذا وحرم مثل حرم هذاالبيت لوألقيت شيئا من يدي‌ لم يقع إلا عليه فقيل لي يا محمد إن هذاالحرم و أنت الحرام ولكل مثل مثال ثم أوحي الله إلي‌ يا محمدادن من صاد واغسل مساجدك وطهرها وصل لربك فدنا رسول الله ص من صاد و هوماء يسيل من ساق العرش الأيمن فتلقي رسول الله ص الماء بيده اليمني فمن أجل ذلك صار الوضوء باليمين ثم ساق الحديث إلي أن قال والحجب متطابقة بينهن بحار النور و ذلك النور ألذي أنزله الله تعالي علي محمدص فمن أجل ذلك صار الافتتاح ثلاث مرات لافتتاح الحجب ثلاث مرات فصار التكبير سبعا والافتتاح ثلاثا.أقول الظاهر أن المراد بالحجب غيرالسماوات و أن ثلاثة منها ملتصقة ثم بعد ذلك بحار الأنوار ثم اثنان منها ملتصقان ثم تفصل بينهما بحار النور ثم اثنان ملتصقان فلذا استحب التوالي‌ بين ثلاث من التكبيرات ثم الفصل بالدعاء ثم بين اثنتين ثم الفصل بالدعاء ثم اثنتين فكل شروع في التكبير ابتداء افتتاح . قوله قطعت ذكري‌ لعله لماكانت سورة الفاتحة بالوحي‌ فلما انقطع الوحي‌ عندتمامها حمد الله من قبل نفسه فأوحي إليه لماقطعت القرآن بالحمد فاستأنف البسملة فالمراد بالذكر القرآن قوله وعلو مارأيت لعله منصوب بنزع الخافض أي لعلو مارأيت قعدت لأنظر إليه مرة أخري ولعله كان في الأصل وعودا إلي مارأيت قوله إني‌ أنا السلام والتحية لعل التحية معطوفة علي السلام تفسيرا له قوله والرحمة مبتدأ أي المراد بالرحمة أنت والبركات ذريتك علي اللف والنشر أوالمراد أن كلا منهم رحمة وبركة فالمعني سلام الله وتحيته أورحمته وشفاعة محمد و أهل بيته صلوات الله عليهم وهدايتهم وإعانتهم عليكم أي لكم . قوله عندالزوال لعل المعني أن هذه الصلاة التي‌ فرضت وعلمها نبيه في


صفحه : 363

السماء إنما فرضت وأوقعت أولا في الأرض عندالزوال فلايلزم أن يكون إيقاعها في السماء عندالزوال مع أنه ص يحتمل أن يكون محاذيا في ذلك الوقت لموضع يكون في الأرض وقت الزوال لكنه بعيد لأن الظاهر من الخبر أنها أوقعت في موضع كان محاذيا لمكة ويحتمل أن يكون بعض المعارج في اليوم و هذاوجه جمع بين الأخبار المختلفة الواردة في المعراج .أقول في الخبر علي مارواه في الكافي‌ مخالفة كثيرة لماهنا وشرح هذاالخبر يحتاج إلي مزيد بسط في الكلام لايسعه المقام وسيأتي‌ بعض الكلام فيه في أبواب الصلاة إن شاء الله تعالي

67-فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ الثمّاَليِ‌ّ عَن أَبِي الرّبِيعِ قَالَ سَأَلَ نَافِعٌ أَبَا جَعفَرٍ ع عَن قَولِ اللّهِوَ سئَل مَن أَرسَلنا مِن قَبلِكَ مِن رُسُلِنا أَ جَعَلنا مِن دُونِ الرّحمنِ آلِهَةً يُعبَدُونَ مَن ذَا ألّذِي سَأَلَهُ مُحَمّدٌ وَ كَانَ بَينَهُ وَ بَينَ عِيسَي خَمسُمِائَةِ سَنَةٍ قَالَ فَتَلَا أَبُو جَعفَرٍ ع هَذِهِ الآيَةَسُبحانَ ألّذِي أَسري بِعَبدِهِ لَيلًا مِنَ المَسجِدِ الحَرامِ إِلَي المَسجِدِ الأَقصَي ألّذِي بارَكنا حَولَهُ لِنُرِيَهُ مِن آياتِنافَكَانَ مِنَ الآيَاتِ التّيِ‌ أَرَاهَا اللّهُ مُحَمّداًص حَيثُ أَسرَي بِهِ إِلَي بَيتِ المَقدِسِ أَنّهُ حَشَرَ اللّهُ الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ مِنَ النّبِيّينَ وَ المُرسَلِينَ ثُمّ أَمَرَ جَبرَئِيلَ ع فَأَذّنَ شَفعاً وَ أَقَامَ شَفعاً وَ قَالَ فِي إِقَامَتِهِ حيَ‌ّ عَلَي خَيرِ العَمَلِ ثُمّ تَقَدّمَ مُحَمّدٌص فَصَلّي بِالقَومِ فَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيهِوَ سئَل مَن أَرسَلنا مِن قَبلِكَ مِن رُسُلِنا أَ جَعَلنا مِن دُونِ الرّحمنِ آلِهَةً يُعبَدُونَ فَقَالَ لَهُم رَسُولُ اللّهِص عَلَي مَا تَشهَدُونَ وَ مَا كُنتُم تَعبُدُونَ قَالُوا نَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَنّكَ رَسُولُ اللّهِ أُخِذَت عَلَي ذَلِكَ عُهُودُنَا وَ مَوَاثِيقُنَا فَقَالَ نَافِعٌ صَدَقتَ يَا بَا جَعفَرٍ الخَبَرَ


صفحه : 364

68-فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ ابنِ رِئَابٍ عَن أَبِي عُبَيدَةَ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يُكثِرُ تَقبِيلَ فَاطِمَةَ ع فَأَنكَرَت ذَلِكَ عَائِشَةُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا عَائِشَةُ إنِيّ‌ لَمّا أسُريِ‌َ بيِ‌ إِلَي السّمَاءِ دَخَلتُ الجَنّةَ فأَدَناَنيِ‌ جَبرَئِيلُ مِن شَجَرَةِ طُوبَي وَ ناَولَنَيِ‌ مِن ثِمَارِهَا فَأَكَلتُهُ فَحَوّلَ اللّهُ ذَلِكَ مَاءً فِي ظهَريِ‌ فَلَمّا هَبَطتُ إِلَي الأَرضِ وَاقَعتُ خَدِيجَةَ فَحَمَلَت بِفَاطِمَةَ فَمَا قَبّلتُهَا قَطّ إِلّا وَجَدتُ رَائِحَةَ شَجَرَةِ طُوبَي مِنهَا

69-ج ،[الإحتجاج ] فِي أَجوِبَةِ الزّندِيقِ المُنكِرِ لِلقُرآنِ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ أَمّا قَولُهُوَ سئَل مَن أَرسَلنا مِن قَبلِكَ مِن رُسُلِنافَهَذَا مِن بَرَاهِينِ نَبِيّنَاص التّيِ‌ آتَاهُ اللّهُ إِيّاهَا وَ أَوجَبَ بِهِ الحُجّةَ عَلَي سَائِرِ خَلقِهِ لِأَنّهُ لَمّا خَتَمَ بِهِ الأَنبِيَاءَ وَ جَعَلَهُ اللّهُ رَسُولًا إِلَي جَمِيعِ الأُمَمِ وَ سَائِرِ المِلَلِ خَصّهُ بِالِارتِقَاءِ إِلَي السّمَاءِ عِندَ المِعرَاجِ وَ جَمَعَ لَهُ يَومَئِذٍ الأَنبِيَاءَ فَعَلِمَ مِنهُم مَا أُرسِلُوا بِهِ وَ حَمَلُوا مِن عَزَائِمِ اللّهِ وَ آيَاتِهِ وَ بَرَاهِينِهِ وَ أَقَرّوا أَجمَعِينَ بِفَضلِهِ وَ فَضلِ الأَوصِيَاءِ وَ الحُجَجِ فِي الأَرضِ مِن بَعدِهِ وَ فَضلِ شِيعَةِ وَصِيّهِ مِنَ المُؤمِنِينَ وَ المُؤمِنَاتِ الّذِينَ سَلّمُوا لِأَهلِ الفَضلِ فَضلَهُم وَ لَم يَستَكبِرُوا عَن أَمرِهِم وَ عَرَفَ مَن أَطَاعَهُم وَ عَصَاهُم مِن أُمَمِهِم وَ سَائِرِ مَن مَضَي وَ مَن غَبَرَ أَو تَقَدّمَ أَو تَأَخّرَ

70- ع ،[علل الشرائع ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن مَالِكِ بنِ عُيَينَةَ عَن حَبِيبٍ السجّسِتاَنيِ‌ّ قَالَسَأَلتُ أَبَا جَعفَرٍ ع عَن قَولِهِ عَزّ وَ جَلّثُمّ دَنا فَتَدَلّي فَكانَ قابَ قَوسَينِ أَو أَدني فَأَوحي إِلي عَبدِهِ ما أَوحي فَقَالَ لِي يَا حَبِيبُ لَا تَقرَأ هَكَذَا اقرَأ ثُمّ دَنَا فَتَدَانَي فَكَانَ قَابَ قَوسَينِ أَو أَدنَي فَأَوحَي اللّهُ إِلَي عَبدِهِ يعَنيِ‌ رَسُولَ اللّهِص مَا


صفحه : 365

أَوحَي يَا حَبِيبُ إِنّ رَسُولَ اللّهِص لَمّا فَتَحَ مَكّةَ أَتعَبَ نَفسَهُ فِي عِبَادَةِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ الشّكرِ لِنِعَمِهِ فِي الطّوَافِ بِالبَيتِ وَ كَانَ عَلِيّ ع مَعَهُ فَلَمّا غَشِيَهُمُ اللّيلُ انطَلَقَا إِلَي الصّفَا وَ المَروَةِ يُرِيدَانِ السعّي‌َ قَالَ فَلَمّا هَبَطَا مِنَ الصّفَا إِلَي المَروَةِ وَ صَارَا فِي الواَديِ‌ دُونَ العَلَمِ ألّذِي رَأَيتَ غَشِيَهُمَا مِنَ السّمَاءِ نُورٌ فَأَضَاءَت لَهُمَا جِبَالُ مَكّةَ وَ خَشَعَت أَبصَارُهُمَا قَالَ فَفَزِعَا لِذَلِكَ فَزَعاً شَدِيداً قَالَ فَمَضَي رَسُولُ اللّهِص حَتّي ارتَفَعَ عَنِ الواَديِ‌ وَ تَبِعَهُ عَلِيّ ع فَرَفَعَ رَسُولُ اللّهِص رَأسَهُ إِلَي السّمَاءِ فَإِذَا هُوَ بِرُمّانَتَينِ عَلَي رَأسِهِ قَالَ فَتَنَاوَلَهُمَا رَسُولُ اللّهِص فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَي مُحَمّدٍ يَا مُحَمّدُ إِنّهَا مِن قِطفِ الجَنّةِ فَلَا يَأكُل مِنهَا إِلّا أَنتَ وَ وَصِيّكَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ قَالَ فَأَكَلَ رَسُولُ اللّهِ إِحدَاهُمَا وَ أَكَلَ عَلِيّ الأُخرَي ثُمّ أَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَي مُحَمّدٍص مَا أَوحَي قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع يَا حَبِيبُوَ لَقَد رَآهُ نَزلَةً أُخري عِندَ سِدرَةِ المُنتَهي عِندَها جَنّةُ المَأوييعَنيِ‌ عِندَهَا وَافَي بِهِ جَبرَئِيلُ حِينَ صَعِدَ إِلَي السّمَاءِ قَالَ فَلَمّا انتَهَي إِلَي مَحَلّ السّدرَةِ وَقَفَ جَبرَئِيلُ دُونَهَا وَ قَالَ يَا مُحَمّدُ إِنّ هَذَا موَقفِيِ‌َ ألّذِي وضَعَنَيِ‌َ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِيهِ وَ لَن أَقدِرَ عَلَي أَن أَتَقَدّمَهُ وَ لَكِنِ امضِ أَنتَ أَمَامَكَ إِلَي السّدرَةِ فَوَقَفَ عِندَهَا قَالَ فَتَقَدّمَ رَسُولُ اللّهِص إِلَي السّدرَةِ وَ تَخَلّفَ جَبرَئِيلُ ع قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع إِنّمَا سُمّيَت سِدرَةَ المُنتَهَي لِأَنّ أَعمَالَ أَهلِ الأَرضِ تَصعَدُ بِهَا المَلَائِكَةُ الحَفَظَةُ إِلَي مَحَلّ السّدرَةِ وَ الحَفَظَةُ الكِرَامُ البَرَرَةُ دُونَ السّدرَةِ يَكتُبُونَ مَا تَرفَعُ إِلَيهِمُ المَلَائِكَةُ مِن أَعمَالِ العِبَادِ فِي الأَرضِ قَالَ فَيَنتَهُونَ بِهَا إِلَي مَحَلّ السّدرَةِ قَالَ فَنَظَرَ رَسُولُ اللّهِ فَرَأَي أَغصَانَهَا تَحتَ العَرشِ وَ حَولَهُ قَالَ فَتَجَلّي لِمُحَمّدٍ نُورُ الجَبّارِ عَزّ وَ جَلّ فَلَمّا غشَيِ‌َ مُحَمّداًص النّورُ شَخَصَ بِبَصَرِهِ وَ ارتَعَدَت فَرَائِصُهُ قَالَ فَشَدّ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لِمُحَمّدٍ قَلبَهُ وَ قَوّي لَهُ بَصَرَهُ حَتّي رَأَي مِن آيَاتِ رَبّهِ مَا رَأَي وَ ذَلِكَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ لَقَد


صفحه : 366

رَآهُ نَزلَةً أُخري عِندَ سِدرَةِ المُنتَهي عِندَها جَنّةُ المَأوي قَالَ يعَنيِ‌ المُوَافَاةَ قَالَ فَرَأَي مُحَمّدٌص مَا رَأَي بِبَصَرِهِمِن آياتِ رَبّهِ الكُبرييعَنيِ‌ أَكبَرَ الآيَاتِ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع وَ إِنّ غِلَظَ السّدرَةِ بِمَسِيرَةِ مِائَةِ عَامٍ مِن أَيّامِ الدّنيَا وَ إِنّ الوَرَقَةَ مِنهَا تغُطَيّ‌ أَهلَ الدّنيَا وَ إِنّ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ مَلَائِكَةً وَكّلَهُم بِنَبَاتِ الأَرضِ مِنَ الشّجَرِ وَ النّخلِ فَلَيسَ مِن شَجَرَةٍ وَ لَا نَخلَةٍ إِلّا وَ مَعَهَا مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ مَلَكٌ يَحفَظُهَا وَ مَا كَانَ فِيهَا وَ لَو لَا أَنّ مَعَهَا مَن يَمنَعُهَا لَأَكَلَهَا السّبَاعُ وَ هَوَامّ الأَرضِ إِذَا كَانَ فِيهَا ثَمَرُهَا قَالَ وَ إِنّمَا نَهَي رَسُولُ اللّهِص أَن يَضرِبَ أَحَدٌ مِنَ المُسلِمِينَ خَلَاهُ تَحتَ شَجَرَةٍ أَو نَخلَةٍ قَد أَثمَرَت لِمَكَانِ المَلَائِكَةِ المُوَكّلِينَ بِهَا قَالَ وَ لِذَلِكَ يَكُونُ لِلشّجَرِ وَ النّخلِ أُنساً إِذَا كَانَ فِيهِ حَملُهُ لِأَنّ المَلَائِكَةَ تَحضُرُهُ

بيان قطف الثمرة قطعها والقطف بالكسر العنقود واسم للثمار المقطوفة وشخص الرجل بصره فتح لايطرف والفريصة لحمة بين جنبي‌ الدابة وكتفها لاتزال ترعد قوله يعني‌ الموافاة أي المراد بقوله رَآهُرؤية النبي ص جبرئيل بعدمفارقته عندالسدرة وموافاته له فاللام للعهد أي الموافاة التي‌ مرت الإشارة إليه

71- ع ،[علل الشرائع ]حَمزَةُ بنُ مُحَمّدٍ العلَوَيِ‌ّ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ مَعبَدٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ خَالِدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ حَمزَةَ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع لأِيَ‌ّ عِلّةٍ يُجهَرُ فِي صَلَاةِ الفَجرِ وَ صَلَاةِ المَغرِبِ وَ صَلَاةِ العِشَاءِ الآخِرَةِ وَ سَائِرُ الصّلَوَاتِ مِثلِ الظّهرِ وَ العَصرِ لَا يُجهَرُ فِيهَا وَ لأِيَ‌ّ عِلّةٍ صَارَ التّسبِيحُ فِي الرّكعَتَينِ الأَخِيرَتَينِ أَفضَلَ مِنَ القُرآنِ قَالَ لِأَنّ النّبِيّص لَمّا أسُريِ‌َ بِهِ إِلَي السّمَاءِ كَانَ أَوّلُ صَلَاةٍ فَرَضَهُ اللّهُ عَلَيهِ صَلَاةَ الظّهرِ يَومَ الجُمُعَةِ فَأَضَافَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَيهِ المَلَائِكَةَ تصُلَيّ‌ خَلفَهُ وَ أَمَرَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ نَبِيّهُص أَن يَجهَرَ بِالقِرَاءَةِ لِيُبَيّنَ لَهُم فَضلَهُ ثُمّ افتَرَضَ عَلَيهِ العَصرَ وَ لَم يُضِف إِلَيهِ أَحَداً مِنَ المَلَائِكَةِ وَ أَمَرَهُ أَن يخُفيِ‌َ القِرَاءَةَ لِأَنّهُ لَم يَكُن وَرَاءَهُ أَحَدٌ ثُمّ افتَرَضَ عَلَيهِ المَغرِبَ ثُمّ أَضَافَ إِلَيهِ المَلَائِكَةَ فَأَمَرَهُ بِالإِجهَارِ وَ كَذَلِكَ العِشَاءُ الآخِرَةُ فَلَمّا كَانَ قُربُ الفَجرِ افتَرَضَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَلَيهِ


صفحه : 367

الفَجرَ وَ أَمَرَهُ بِالإِجهَارِ لِيُبَيّنَ لِلنّاسِ فَضلَهُ كَمَا بَيّنَ لِلمَلَائِكَةِ فَلِهَذِهِ العِلّةِ يُجهَرُ فِيهَا فَقُلتُ لأِيَ‌ّ شَيءٍ صَارَ التّسبِيحُ فِي الأَخِيرَتَينِ أَفضَلَ مِنَ القِرَاءَةِ قَالَ لِأَنّهُ لَمّا كَانَ فِي الأَخِيرَتَينِ ذَكَرَ مَا يَظهَرُ مِن عَظَمَةِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَدَهِشَ وَ قَالَ سُبحَانَ اللّهِ وَ الحَمدُ لِلّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ اللّهُ أَكبَرُ فَلِذَلِكَ العِلّةِ صَارَ التّسبِيحُ أَفضَلَ مِنَ القِرَاءَةِ

72- ع ،[علل الشرائع ]مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الكوُفيِ‌ّ عَن صَبّاحٍ الحَذّاءِ عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ قَالَسَأَلتُ أَبَا الحَسَنِ مُوسَي بنَ جَعفَرٍ ع كَيفَ صَارَتِ الصّلَاةُ رَكعَةً وَ سَجدَتَينِ وَ كَيفَ إِذَا صَارَت سَجدَتَينِ لَم تَكُن رَكعَتَينِ فَقَالَ إِذَا سَأَلتَ عَن شَيءٍ فَفَرّغ قَلبَكَ لِتَفهَمَ إِنّ أَوّلَ صَلَاةٍ صَلّاهَا رَسُولُ اللّهِص إِنّمَا صَلّاهَا فِي السّمَاءِ بَينَ يدَيَ‌ِ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي قُدّامَ عَرشِهِ جَلّ جَلَالُهُ وَ ذَلِكَ أَنّهُ لَمّا أسُريِ‌َ بِهِ وَ صَارَ عِندَ عَرشِهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي قَالَ يَا مُحَمّدُ ادنُ مِن صَادٍ فَاغسِل مَسَاجِدَكَ وَ طَهّرهَا وَ صَلّ لِرَبّكَ فَدَنَا رَسُولُ اللّهِص إِلَي حَيثُ أَمَرَهُ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي فَتَوَضّأَ فَأَصبَغَ وُضُوءَهُ ثُمّ استَقبَلَ الجَبّارَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي قَائِماً فَأَمَرَهُ بِافتِتَاحِ الصّلَاةِ فَفَعَلَ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ اقرَأبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ الحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ إِلَي آخِرِهَا فَفَعَلَ ذَلِكَ ثُمّ أَمَرَهُ أَن يَقرَأَ نِسبَةَ رَبّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ اللّهُ الصّمَدُ ثُمّ أَمسَكَ عَنهُ القَولَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ اللّهُ الصّمَدُ فَقَالَ قُللَم يَلِد وَ لَم يُولَد وَ لَم يَكُن لَهُ كُفُواً أَحَدٌفَأَمسَكَ عَنهُ القَولَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص كَذَلِكَ اللّهُ ربَيّ‌ كَذَلِكَ اللّهُ ربَيّ‌ فَلَمّا قَالَ ذَلِكَ قَالَ اركَع يَا مُحَمّدُ لِرَبّكَ فَرَكَعَ رَسُولُ اللّهِص فَقَالَ لَهُ وَ هُوَ رَاكِعٌ قُل سُبحَانَ ربَيّ‌َ العَظِيمِ وَ بِحَمدِهِ فَفَعَلَ ذَلِكَ ثَلَاثاً ثُمّ قَالَ ارفَع رَأسَكَ


صفحه : 368

يَا مُحَمّدُ فَفَعَلَ ذَلِكَ رَسُولُ اللّهِص فَقَامَ مُنتَصِباً بَينَ يدَيَ‌ِ اللّهِ فَقَالَ اسجُد يَا مُحَمّدُ لِرَبّكَ فَخَرّ رَسُولُ اللّهِص سَاجِداً فَقَالَ قُل سُبحَانَ ربَيّ‌َ الأَعلَي وَ بِحَمدِهِ فَفَعَلَ ذَلِكَ رَسُولُ اللّهِص ثَلَاثاً فَقَالَ لَهُ استَوِ جَالِساً يَا مُحَمّدُ فَفَعَلَ فَلَمّا استَوَي جَالِساً ذَكَرَ جَلَالَ رَبّهِ جَلّ جَلَالُهُ فَخَرّ رَسُولُ اللّهِص سَاجِداً مِن تِلقَاءِ نَفسِهِ لَا لِأَمرٍ أَمَرَهُ رَبّهُ عَزّ وَ جَلّ فَسَبّحَ أَيضاً ثَلَاثاً فَقَالَ انتَصِب قَائِماً فَفَعَلَ فَلَم يَرَ مَا كَانَ رَأَي مِن عَظَمَةِ رَبّهِ جَلّ جَلَالُهُ فَقَالَ لَهُ اقرَأ يَا مُحَمّدُ وَ افعَل كَمَا فَعَلتَ فِي الرّكعَةِ الأُولَي فَفَعَلَ ذَلِكَ رَسُولُ اللّهِص ثُمّ سَجَدَ سَجدَةً وَاحِدَةً فَلَمّا رَفَعَ رَأسَهُ ذَكَرَ جَلَالَةَ رَبّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي فَخَرّ رَسُولُ اللّهِص سَاجِداً مِن تِلقَاءِ نَفسِهِ لَا لِأَمرٍ أَمَرَهُ رَبّهُ عَزّ وَ جَلّ فَسَبّحَ أَيضاً ثُمّ قَالَ لَهُ ارفَع رَأسَكَ ثَبّتَكَ اللّهُ وَ اشهَد أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِوَ أَنّ السّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيبَ فِيها وَ أَنّ اللّهَ يَبعَثُ مَن فِي القُبُورِ أللّهُمّ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ ارحَم عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ كَمَا صَلّيتَ وَ بَارَكتَ وَ تَرَحّمتَ عَلَي اِبرَاهِيمَ وَ آلِ اِبرَاهِيمَ إِنّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ أللّهُمّ تَقَبّل شَفَاعَتَهُ وَ ارفَع دَرَجَتَهُ فَفَعَلَ فَقَالَ سَلّم يَا مُحَمّدُ وَ استَقبَلَ رَسُولُ اللّهِص رَبّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي وَجهَهُ مُطرِقاً فَقَالَ السّلَامُ عَلَيكَ فَأَجَابَهُ الجَبّارُ جَلّ جَلَالُهُ فَقَالَ وَ عَلَيكَ السّلَامُ يَا مُحَمّدُ بنِعِمتَيِ‌ قَوّيتُكَ عَلَي طاَعتَيِ‌ وَ بعِصِمتَيِ‌ إِيّاكَ اتّخَذتُكَ نَبِيّاً وَ حَبِيباً ثُمّ قَالَ أَبُو الحَسَنِ ع وَ إِنّمَا كَانَتِ الصّلَاةُ التّيِ‌ أُمِرَ بِهَا رَكعَتَينِ وَ سَجدَتَينِ وَ هُوَص إِنّمَا سَجَدَ سَجدَتَينِ فِي كُلّ رَكعَةٍ عَمّا أَخبَرتُكَ مِن تَذَكّرِهِ لِعَظَمَةِ رَبّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي فَجَعَلَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فَرضاً قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ وَ مَا صَادٌ ألّذِي أُمِرَ أَن يَغتَسِلَ مِنهُ فَقَالَ عَينٌ تَنفَجِرُ مِن رُكنٍ مِن أَركَانِ العَرشِ يُقَالُ لَهُ مَاءُ الحَيَاةِ وَ هُوَ مَا قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّص وَ القُرآنِ ذيِ‌ الذّكرِإِنّمَا أَمَرَهُ أَن يَتَوَضّأَ وَ يَقرَأَ وَ يصُلَيّ‌َ

73- ع ،[علل الشرائع ] عَلِيّ بنُ أَحمَدَ عَن مُحَمّدٍ الأسَدَيِ‌ّ عَنِ البرَمكَيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ العَبّاسِ


صفحه : 369

عَن عِكرِمَةَ بنِ عَبدِ العَرشِ عَن هِشَامِ بنِ الحَكَمِ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن عِلّةِ الصّلَاةِ كَيفَ صَارَت رَكعَتَينِ وَ أَربَعَ سَجَدَاتٍ أَلَا كَانَت رَكعَتَينِ وَ سَجدَتَينِ فَذَكَرَ نَحوَ حَدِيثِ إِسحَاقَ عَن أَبِي الحَسَنِ ع يَزِيدُ اللّفظَ وَ يَنقُصُ

74-يد،[التوحيد] أَبِي عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ البزَنَطيِ‌ّ عَنِ الرّضَا ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَمّا أسُريِ‌َ بيِ‌ إِلَي السّمَاءِ بَلَغَ بيِ‌ جَبرَئِيلُ مَكَاناً لَم يَطَأهُ جَبرَئِيلُ قَطّ فَكَشَفَ لِي فأَرَاَنيِ‌َ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مِن نُورِ عَظَمَتِهِ مَا أَحَبّ

75- ع ،[علل الشرائع ] عَلِيّ بنُ حَاتِمٍ عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمّدٍ عَن حَمدَانَ بنِ الحُسَينِ عَنِ الحُسَينِ بنِ الوَلِيدِ عَنِ الحُسَينِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن مُحَمّدِ بنِ زِيَادٍ عَن هِشَامِ بنِ الحَكَمِ عَن أَبِي الحَسَنِ مُوسَي ع قَالَ قُلتُ لَهُ لأِيَ‌ّ عِلّةٍ صَارَ التّكبِيرُ فِي الِافتِتَاحِ سَبعُ تَكبِيرَاتٍ أَفضَلَ وَ لأِيَ‌ّ عِلّةٍ يُقَالُ فِي الرّكُوعِ سُبحَانَ ربَيّ‌َ العَظِيمِ وَ بِحَمدِهِ وَ يُقَالُ فِي السّجُودِ سُبحَانَ ربَيّ‌َ الأَعلَي وَ بِحَمدِهِ قَالَ يَا هِشَامُ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي خَلَقَ السّمَاوَاتِ سَبعاً وَ الأَرَضِينَ سَبعاً وَ الحُجُبَ سَبعاً فَلَمّا أَسرَي باِلنبّيِ‌ّص وَ كَانَ مِن رَبّهِ كَقَابِ قَوسَينِ أَو أَدنَي رُفِعَ لَهُ حِجَابٌ مِن حُجُبِهِ فَكَبّرَ رَسُولُ اللّهِص وَ جَعَلَ يَقُولُ الكَلِمَاتِ التّيِ‌ تُقَالُ فِي الِافتِتَاحِ فَلَمّا رُفِعَ لَهُ الثاّنيِ‌ كَبّرَ فَلَم يَزَل كَذَلِكَ حَتّي بَلَغَ سَبعَ حُجُبٍ وَ كَبّرَ سَبعَ تَكبِيرَاتٍ فَلِذَلِكَ العِلّةِ تُكَبّرُ لِلِافتِتَاحِ فِي الصّلَاةِ سَبعُ تَكبِيرَاتٍ فَلَمّا ذَكَرَ مَا رَأَي مِن عَظَمَةِ اللّهِ ارتَعَدَت فَرَائِصُهُ فَانبَرَكَ عَلَي رُكبَتَيهِ وَ أَخَذَ يَقُولُ سُبحَانَ ربَيّ‌َ العَظِيمِ وَ بِحَمدِهِ فَلَمّا اعتَدَلَ مِن رُكُوعِهِ قَائِماً نَظَرَ إِلَيهِ فِي مَوضِعٍ أَعلَي مِن ذَلِكَ المَوضِعِ خَرّ عَلَي وَجهِهِ وَ هُوَ يَقُولُ سُبحَانَ ربَيّ‌َ الأَعلَي وَ بِحَمدِهِ فَلَمّا قَالَ سَبعَ مَرّاتٍ سَكَنَ ذَلِكَ الرّعبُ فَلِذَلِكَ جَرَت بِهِ السّنّةُ


صفحه : 370

76- ع ،[علل الشرائع ] عَلِيّ بنُ حَاتِمٍ عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمّدٍ عَن حَمدَانَ بنِ الحُسَينِ عَنِ الحُسَينِ بنِ الوَلِيدِ عَمّن ذَكَرَهُ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع لأِيَ‌ّ عِلّةٍ أَحرَمَ رَسُولُ اللّهِ مِنَ الشّجَرَةِ وَ لَم يُحرِم مِن مَوضِعٍ دُونَهُ قَالَ لِأَنّهُ لَمّا أسُريِ‌َ بِهِ إِلَي السّمَاءِ وَ صَارَ بِحِذَاءِ الشّجَرَةِ وَ كَانَتِ المَلَائِكَةُ تأَتيِ‌ إِلَي البَيتِ المَعمُورِ بِحِذَاءِ المَوَاضِعِ التّيِ‌ هيِ‌َ مَوَاقِيتُ سِوَي الشّجَرَةِ فَلَمّا كَانَ فِي المَوضِعِ ألّذِي بِحِذَاءِ الشّجَرَةِ نوُديِ‌َ يَا مُحَمّدُ قَالَ لَبّيكَ قَالَ أَ لَم أَجِدكَ يَتِيماً فَآوَيتُ وَ وَجَدتُكَ ضَالّا فَهَدَيتُ قَالَ النّبِيّص إِنّ الحَمدَ وَ النّعمَةَ لَكَ وَ المُلكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبّيكَ فَلِذَلِكَ أَحرَمَ مِنَ الشّجَرَةِ دُونَ المَوَاضِعِ كُلّهَا

77- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَن أَحمَدَ بنِ الوَلِيدِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُوسَي عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ العرَزمَيِ‌ّ عَنِ المُعَلّي بنِ هِلَالٍ عَنِ الكلَبيِ‌ّ عَن أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَسَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ أعَطاَنيِ‌ اللّهُ تَعَالَي خَمساً وَ أَعطَي عَلِيّاً خَمساً أعَطاَنيِ‌ جَوَامِعَ الكَلِمِ وَ أَعطَي عَلِيّاً جَوَامِعَ العِلمِ وَ جعَلَنَيِ‌ نَبِيّاً وَ جَعَلَهُ وَصِيّاً وَ أعَطاَنيِ‌ الكَوثَرَ وَ أَعطَاهُ السّلسَبِيلَ وَ أعَطاَنيِ‌ الوحَي‌َ وَ أَعطَاهُ الإِلهَامَ وَ أَسرَي بيِ‌ إِلَيهِ وَ فَتَحَ لَهُ أَبوَابَ السّمَاءِ وَ الحُجُبَ حَتّي نَظَرَ إلِيَ‌ّ وَ نَظَرتُ إِلَيهِ قَالَ ثُمّ بَكَي رَسُولُ اللّهِص فَقُلتُ لَهُ مَا يُبكِيكَ فِدَاكَ أَبِي وَ أمُيّ‌ فَقَالَ يَا ابنَ عَبّاسٍ إِنّ أَوّلَ مَا كلَمّنَيِ‌ بِهِ أَن قَالَ يَا مُحَمّدُ انظُر تَحتَكَ فَنَظَرتُ إِلَي الحُجُبِ قَدِ انخَرَقَت وَ إِلَي أَبوَابِ السّمَاءِ قَد فُتِحَت وَ نَظَرتُ إِلَي عَلِيّ وَ هُوَ رَافِعٌ رَأسَهُ إلِيَ‌ّ فكَلَمّنَيِ‌ وَ كَلّمتُهُ وَ كلَمّنَيِ‌ ربَيّ‌ عَزّ وَ جَلّ فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ بِمَ كَلّمَكَ رَبّكَ قَالَ قَالَ لِي يَا مُحَمّدُ إنِيّ‌ جَعَلتُ عَلِيّاً وَصِيّكَ وَ وَزِيرَكَ وَ خَلِيفَتَكَ مِن بَعدِكَ فَأَعلِمهُ فَهَا هُوَ يَسمَعُ كَلَامَكَ فَأَعلَمتُهُ وَ أَنَا بَينَ يدَيَ‌ ربَيّ‌ عَزّ وَ جَلّ فَقَالَ لِي قَد قَبِلتُ وَ أَطَعتُ فَأَمَرَ اللّهُ المَلَائِكَةَ أَن تُسَلّمَ عَلَيهِ فَفَعَلَت فَرَدّ عَلَيهِمُ السّلَامَ وَ رَأَيتُ المَلَائِكَةَ يَتَبَاشَرُونَ بِهِ وَ مَا مَرَرتُ بِمَلَائِكَةٍ مِن مَلَائِكَةِ السّمَاءِ إِلّا هنَئّوُنيِ‌ وَ قَالُوا لِي يَا مُحَمّدُ


صفحه : 371

وَ ألّذِي بَعَثَكَ بِالحَقّ لَقَد دَخَلَ السّرُورُ عَلَي جَمِيعِ المَلَائِكَةِ بِاستِخلَافِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ لَكَ ابنَ عَمّكَ وَ رَأَيتُ حَمَلَةَ العَرشِ قَد نَكَسُوا رُءُوسَهُم إِلَي الأَرضِ فَقُلتُ يَا جَبرَئِيلُ لِمَ نَكَسَ حَمَلَةُ العَرشِ رُءُوسَهُم فَقَالَ يَا مُحَمّدُ مَا مِن مَلَكٍ مِنَ المَلَائِكَةِ إِلّا وَ قَد نَظَرَ إِلَي وَجهِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ استِبشَاراً بِهِ مَا خَلَا حَمَلَةَ العَرشِ فَإِنّهُمُ استَأذَنُوا اللّهَ عَزّ وَ جَلّ فِي هَذِهِ السّاعَةِ فَأَذِنَ لَهُم أَن يَنظُرُوا إِلَي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ فَنَظَرُوا إِلَيهِ فَلَمّا هَبَطتُ جَعَلتُ أُخبِرُهُ بِذَلِكَ وَ هُوَ يخُبرِنُيِ‌ بِهِ فَعَلِمتُ أنَيّ‌ لَم أَطَأ مَوطِئاً إِلّا وَ قَد كُشِفَ لعِلَيِ‌ّ عَنهُ حَتّي نَظَرَ إِلَيهِ الخَبَرَ

أقول روي بعض هذاالخبر في موضع آخر بهذا السند المفيد عن أحمد بن الوليد عن أبيه عن سعد عن عبد الله بن هارون عن محمد بن عبدالرحمن ورواه الحسن بن سليمان في كتاب المحتضر عن الصدوق عن أبيه عن سعد

78- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] ابنُ الصّلتِ عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ هَارُونَ الهاَشمِيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ مَالِكِ بنِ الأبرر[الأَبرَدِ]النخّعَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ فُضَيلِ بنِ غَزوَانَ الضبّيّ‌ّ عَن مَالِكٍ الجهُنَيِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَمّا أسُريِ‌َ بيِ‌ إِلَي السّمَاءِ ثُمّ مِنَ السّمَاءِ إِلَي السّمَاءِ ثُمّ إِلَي سِدرَةِ المُنتَهَي أُوقِفتُ بَينَ يدَيَ‌ ربَيّ‌ عَزّ وَ جَلّ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ فَقُلتُ لَبّيكَ ربَيّ‌ وَ سَعدَيكَ قَالَ قَد بَلَوتُ خلَقيِ‌ فَأَيّهُم وَجَدتَ أَطوَعَ لَكَ قَالَ قُلتُ رَبّ عَلِيّاً قَالَ صَدَقتَ يَا مُحَمّدُ فَهَلِ اتّخَذتَ لِنَفسِكَ خَلِيفَةً يؤُدَيّ‌ عَنكَ وَ يُعَلّمُ عبِاَديِ‌ مِن كتِاَبيِ‌ مَا لَا يَعلَمُونَ قَالَ قُلتُ اختَر لِي فَإِنّ خِيَرَتَكَ خَيرٌ لِي قَالَ قَدِ اختَرتُ لَكَ عَلِيّاً فَاتّخِذهُ لِنَفسِكَ خَلِيفَةً وَ وَصِيّاً وَ نحتله [نَحَلتُهُ]علِميِ‌ وَ حلِميِ‌ وَ هُوَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ حَقّاً لَم يَنَلهَا أَحَدٌ قَبلَهُ وَ لَا أَحَدٌ بَعدَهُ يَا مُحَمّدُ عَلِيّ رَايَةُ الهُدَي وَ إِمَامُ مَن أطَاَعنَيِ‌ وَ نُورُ أوَليِاَئيِ‌ وَ هُوَ الكَلِمَةُ التّيِ‌ أَلزَمتُهَا المُتّقِينَ مَن


صفحه : 372

أَحَبّهُ فَقَد أحَبَنّيِ‌ وَ مَن أَبغَضَهُ فَقَد أبَغضَنَيِ‌ فَبَشّرهُ بِذَلِكَ يَا مُحَمّدُ فَقَالَ النّبِيّص رَبّ فَقَد بَشّرتُهُ فَقَالَ عَلِيّ أَنَا عَبدُ اللّهِ وَ فِي قَبضَتِهِ إِن يعُذَبّنيِ‌ فبَذِنُوُبيِ‌ لَم يظَلمِنيِ‌ شَيئاً وَ إِن يُتِمّ لِي مَا وعَدَنَيِ‌ فَاللّهُ أَولَي بيِ‌ فَقَالَ أللّهُمّ أَخلِ[أَجلِ][أَجِلّ]قَلبَهُ وَ اجعَل رَبِيعَهُ الإِيمَانَ بِكَ قَالَ قَد فَعَلتُ ذَلِكَ بِهِ يَا مُحَمّدُ غَيرَ أنَيّ‌ مُختَصّهُ بشِيَ‌ءٍ مِنَ البَلَاءِ لَم أَختَصّ بِهِ أَحَداً مِن أوَليِاَئيِ‌ قَالَ قُلتُ رَبّ أخَيِ‌ وَ صاَحبِيِ‌ قَالَ إِنّهُ قَد سَبَقَ فِي علِميِ‌ أَنّهُ مُبتَلًي وَ مُبتَلًي بِهِ وَ لَو لَا عَلِيّ لَم يُعرَف أوَليِاَئيِ‌ وَ لَا أَولِيَاءُ رسُلُيِ‌

قَالَ مُحَمّدُ بنُ مَالِكٍ فَلَقِيتُ نَصرَ بنَ مُزَاحِمٍ المنِقرَيِ‌ّ فحَدَثّنَيِ‌ عَن غَالِبٍ الجهُنَيِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَمّا أسُريِ‌َ بيِ‌ إِلَي السّمَاءِ وَ ذَكَرَ مِثلَهُ سَوَاءً

قَالَ مُحَمّدُ بنُ مَالِكٍ فَلَقِيتُ عَلِيّ بنَ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع فَذَكَرتُ لَهُ هَذَا الحَدِيثَ فَقَالَ حدَثّنَيِ‌ بِهِ أَبِي مُوسَي بنُ جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ عَن عَلِيّ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَمّا أسُريِ‌َ بيِ‌ إِلَي السّمَاءِ ثُمّ مِنَ السّمَاءِ إِلَي السّمَاءِ ثُمّ إِلَي سِدرَةِ المُنتَهَي وَ ذَكَرَ الحَدِيثَ بِطُولِهِ

كتاب المحتضر،للحسن بن سليمان نقلا من كتاب المعراج عن الصدوق عن محمد بن عمر الحافظ البغدادي‌ عن محمد بن هارون مثله

79-فس ،[تفسير القمي‌]خَالِدٌ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سَيّارٍ عَن أَبِي مَالِكٍ الأزَديِ‌ّ عَن إِسمَاعِيلَ الجعُفيِ‌ّ قَالَكُنتُ فِي المَسجِدِ الحَرَامِ قَاعِداً وَ أَبُو جَعفَرٍ ع فِي نَاحِيَةٍ فَرَفَعَ رَأسَهُ فَنَظَرَ إِلَي السّمَاءِ مَرّةً وَ إِلَي الكَعبَةِ مَرّةً ثُمّ قَالَسُبحانَ ألّذِي أَسري بِعَبدِهِ


صفحه : 373

لَيلًا مِنَ المَسجِدِ الحَرامِ إِلَي المَسجِدِ الأَقصَي وَ كَرّرَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرّاتٍ ثُمّ التَفَتَ إلِيَ‌ّ فَقَالَ أَيّ شَيءٍ يَقُولُ أَهلُ العِرَاقِ فِي هَذِهِ الآيَةِ يَا عرِاَقيِ‌ّ قُلتُ يَقُولُونَ أسُريِ‌َ بِهِ مِنَ المَسجِدِ الحَرَامِ إِلَي البَيتِ المُقَدّسِ فَقَالَ لَيسَ هُوَ كَمَا يَقُولُونَ وَ لَكِنّهُ أسُريِ‌َ بِهِ مِن هَذِهِ إِلَي هَذِهِ وَ أَشَارَ بِيَدِهِ إِلَي السّمَاءِ وَ قَالَ مَا بَينَهُمَا حَرَمٌ قَالَ فَلَمّا انتهُيِ‌َ بِهِ إِلَي سِدرَةِ المُنتَهَي تَخَلّفَ عَنهُ جَبرَئِيلُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا جَبرَئِيلُ أَ فِي مِثلِ هَذَا المَوضِعِ تخَذلُنُيِ‌ فَقَالَ تَقَدّم أَمَامَكَ فَوَ اللّهِ لَقَد بَلَغتَ مَبلَغاً لَم يَبلُغهُ خَلقٌ مِن خَلقِ اللّهِ قَبلَكَ فَرَأَيتُ ربَيّ‌ وَ حَالَ بيَنيِ‌ وَ بَينَهُ السّبحَةُ قَالَ قُلتُ وَ مَا السّبحَةُ جُعِلتُ فِدَاكَ فَأَومَأَ بِوَجهِهِ إِلَي الأَرضِ وَ أَومَأَ بِيَدِهِ إِلَي السّمَاءِ وَ هُوَ يَقُولُ جَلَالٌ ربَيّ‌ جَلَالٌ ربَيّ‌ ثَلَاثَ مَرّاتٍ قَالَ قَالَ يَا مُحَمّدُ قُلتُ لَبّيكَ يَا رَبّ قَالَ فِيمَ اختَصَمَ المَلَأُ الأَعلَي قَالَ قُلتُ سُبحَانَكَ لَا عِلمَ لِي إِلّا مَا علَمّتنَيِ‌ قَالَ فَوَضَعَ يَدَهُ بَينَ ثدَييَ‌ّ فَوَجَدتُ بَردَهَا بَينَ كتَفِيَ‌ّ قَالَ فَلَم يسَألَنيِ‌ عَمّا مَضَي وَ لَا عَمّا بقَيِ‌َ إِلّا عَلِمتُهُ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ فِيمَ اختَصَمَ المَلَأُ الأَعلَي قَالَ قُلتُ يَا رَبّ فِي الدّرَجَاتِ وَ الكَفّارَاتِ وَ الحَسَنَاتِ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ إِنّهُ قَدِ انقَضَت نُبُوّتُكَ وَ انقَطَعَ أَكلُكَ فَمَن وَصِيّكَ فَقُلتُ يَا رَبّ إنِيّ‌ قَد بَلَوتُ خَلقَكَ فَلَم أَرَ فِيهِم مِن خَلقِكَ أَحَداً أَطوَعَ لِي مِن عَلِيّ فَقَالَ وَ لِي يَا مُحَمّدُ فَقُلتُ يَا رَبّ إنِيّ‌ قَد بَلَوتُ خَلقَكَ فَلَم أَرَ مِن خَلقِكَ أَحَداً أَشَدّ حُبّاً لِي مِن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ وَ لِي يَا مُحَمّدُ فَبَشّرهُ بِأَنّهُ رَايَةُ الهُدَي وَ إِمَامُ أوَليِاَئيِ‌ وَ نُورٌ لِمَن أطَاَعنَيِ‌ وَ الكَلِمَةُ البَاقِيَةُ التّيِ‌ أَلزَمتُهَا المُتّقِينَ مَن أَحَبّهُ أحَبَنّيِ‌ وَ مَن أَبغَضَهُ أبَغضَنَيِ‌ مَعَ مَا أنَيّ‌ أَخُصّهُ بِمَا لَم أَخُصّ بِهِ أَحَداً فَقُلتُ يَا رَبّ أخَيِ‌ وَ صاَحبِيِ‌


صفحه : 374

وَ وزَيِريِ‌ وَ واَرثِيِ‌ فَقَالَ إِنّهُ أَمرٌ قَد سَبَقَ أَنّهُ مُبتَلًي وَ مُبتَلًي بِهِ مَعَ مَا أنَيّ‌ قَد نَحَلتُهُ وَ نَحَلتُهُ وَ نَحَلتُهُ وَ نَحَلتُهُ أَربَعَةُ أَشيَاءَ عَقَدَهَا بِيَدِهِ وَ لَا يُفصِح بِهَا عَقدُهَا

بيان قوله ع من هذه إلي هذه أي المراد بالمسجد الأقصي البيت المعمور لأنه أقصي المساجد و لاينافي‌ ذهابه أولا إلي بيت المقدس قوله فرأيت ربي‌ أي بالقلب أوعظمته ويحتمل أن يكون رأيت بمعني وجدت و قوله وحال حالا أي ألفيته و قدحيل بيني‌ وبينه و في بعض النسخ من نور ربي‌ ولعل المراد بالسبحة تنزهه وتقدسه تعالي أي حال بيني‌ وبينه تنزهه عن المكان والرؤية و إلافقد حصل غاية مايمكن من القرب . قال الجزري‌ سبحات الله جلاله وعظمته وهي‌ في الأصل جمع سبحة وقيل أضواء وجهه وقيل سبحات الوجه محاسنه انتهي وإيماؤه إلي الأرض وحط رأسه كان خضوعا لجلاله تعالي ووضع اليد كناية عن غاية اللطف والرحمة وإفاضة العلوم والمعارف علي صدره الأشرف والبرد عن الراحة والسرور و في بعض النسخ يده أي يد القدرة. قوله تعالي فيم اختصم الملأ الأعلي إشارة إلي قوله تعالي ما كانَ لِي مِن عِلمٍ بِالمَلَإِ الأَعلي إِذ يَختَصِمُونَ. قال الطبرسي‌ رحمه الله يعني‌ ماذكر من قوله إنِيّ‌ جاعِلٌ فِي الأَرضِ خَلِيفَةً إلي آخر القصة أي فما علمت ماكانوا فيه إلابوحي‌ من الله تعالي .


صفحه : 375

وَ روُيِ‌َ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ عَنِ النّبِيّص قَالَ قَالَ لِي ربَيّ‌ أَ تدَريِ‌ فِيمَ يَختَصِمُ المَلَأُ الأَعلَي فَقُلتُ لَا قَالَ اختَصَمُوا فِي الكَفّارَاتِ وَ الدّرَجَاتِ فَأَمّا الكَفّارَاتُ فَإِسبَاغُ الوُضُوءِ فِي السّبَرَاتِ وَ نَقلُ الأَقدَامِ إِلَي الجَمَاعَاتِ وَ انتِظَارُ الصّلَاةِ بَعدَ الصّلَاةِ وَ أَمّا الدّرَجَاتُ فَإِفشَاءُ السّلَامِ وَ إِطعَامُ الطّعَامِ وَ الصّلَاةُ بِاللّيلِ وَ النّاسُ نِيَامٌ انتَهَي

. و قوله عقدها ثانيا تأكيد للأول أومصدر فاعل لقوله يفصح والأصوب أنه تصحيف قوله بما عقدها وفاعل عقد الرسول ص

80-فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن جَمِيلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَمّا أسُريِ‌َ بيِ‌ إِلَي السّمَاءِ دَخَلتُ الجَنّةَ فَرَأَيتُ فِيهَا قيعان [قِيعَاناً]بَيضَاءَ وَ رَأَيتُ فِيهَا مَلَائِكَةً يَبنُونَ لَبِنَةً مِن ذَهَبٍ وَ لَبِنَةً مِن فِضّةٍ وَ رُبّمَا أَمسَكُوا فَقُلتُ لَهُم مَا لَكُم رُبّمَا بَنَيتُم وَ رُبّمَا أَمسَكتُم فَقَالُوا حَتّي تَجِيئَنَا النّفَقَةُ فَقُلتُ لَهُم وَ مَا نَفَقَتُكُم فَقَالُوا قَولُ المُؤمِنِ فِي الدّنيَا سُبحَانَ اللّهِ وَ الحَمدُ لِلّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ اللّهُ أَكبَرُ فَإِذَا قَالَ بَنَينَا وَ إِذَا أَمسَكَ أَمسَكنَا

81-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ] عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَسَمِعتُ الصّادِقَ ع يَقُولُ إِنّ جَبرَئِيلَ ع احتَمَلَ رَسُولَ اللّهِص حَتّي انتَهَي بِهِ إِلَي مَكَانٍ مِنَ السّمَاءِ ثُمّ تَرَكَهُ وَ قَالَ مَا وَطِئَ نبَيِ‌ّ قَطّ مَكَانَكَ وَ قَالَ النّبِيّص أتَاَنيِ‌ جَبرَئِيلُ وَ أَنَا بِمَكّةَ فَقَالَ قُم يَا مُحَمّدُ فَقُمتُ مَعَهُ وَ خَرَجتُ إِلَي البَابِ فَإِذَا جَبرَئِيلُ وَ مَعَهُ مِيكَائِيلُ وَ إِسرَافِيلُ فَأَتَي جَبرَئِيلُ بِالبُرَاقِ وَ كَانَ فَوقَ الحِمَارِ وَ دُونَ البَغلِ خَدّهُ كَخَدّ الإِنسَانِ وَ ذَنَبُهُ كَذَنَبِ البَقَرِ وَ عُرفُهُ كَعُرفِ الفَرَسِ وَ قَوَائِمُهُ كَقَوَائِمِ الإِبِلِ عَلَيهِ رَحلٌ مِنَ الجَنّةِ وَ لَهُ جَنَاحَانِ مِن فَخِذَيهِ خَطوُهُ مُنتَهَي طَرفِهِ


صفحه : 376

فَقَالَ اركَب فَرَكِبتُ وَ مَضَيتُ حَتّي انتَهَيتُ إِلَي بَيتِ المَقدِسِ وَ لَمّا انتَهَيتُ إِلَيهِ إِذَا المَلَائِكَةُ نَزَلَت مِنَ السّمَاءِ بِالبِشَارَةِ وَ الكَرَامَةِ مِن عِندِ رَبّ العِزّةِ وَ صَلّيتُ فِي بَيتِ المَقدِسِ وَ فِي بَعضِهَا بشَرّنَيِ‌ اِبرَاهِيمُ فِي رَهطٍ مِنَ الأَنبِيَاءِ ثُمّ وَصَفَ مُوسَي وَ عِيسَي صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَا ثُمّ أَخَذَ جَبرَئِيلُ بيِدَيِ‌ إِلَي الصّخرَةِ فأَقَعدَنَيِ‌ عَلَيهَا فَإِذَا مِعرَاجٌ إِلَي السّمَاءِ لَم أَرَ مِثلَهَا حُسناً وَ جَمَالًا فَصَعِدتُ إِلَي السّمَاءِ الدّنيَا وَ رَأَيتُ عَجَائِبَهَا وَ مَلَكُوتَهَا وَ مَلَائِكَهَا يُسَلّمُونَ عَلَيّ ثُمّ صُعِدَ بيِ‌ إِلَي السّمَاءِ الثّالِثَةِ فَرَأَيتُ بِهَا يُوسُفَ ع ثُمّ صَعِدتُ إِلَي السّمَاءِ الرّابِعَةِ فَرَأَيتُ فِيهَا إِدرِيسَ ع ثُمّ صُعِدَ بيِ‌ إِلَي السّمَاءِ الخَامِسَةِ فَرَأَيتُ فِيهَا هَارُونَ ع ثُمّ صُعِدَ بيِ‌ إِلَي السّمَاءِ السّادِسَةِ فَإِذَا فِيهَا خَلقٌ كَثِيرٌ يَمُوجُ بَعضُهُم فِي بَعضٍ وَ فِيهَا الكَرُوبِيّونَ قَالَ ثُمّ صُعِدَ بيِ‌ إِلَي السّمَاءِ السّابِعَةِ فَأَبصَرتُ فِيهَا خَلقاً وَ مَلَائِكَةً

وَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ قَالَ النّبِيّص رَأَيتُ فِي السّمَاءِ السّادِسَةِ مُوسَي ع وَ رَأَيتُ فِي السّابِعَةِ اِبرَاهِيمَ ع ثُمّ قَالَ جَاوَزنَا مُتَصَاعِدَينِ إِلَي أَعلَي عِلّيّينَ وَ وَصَفَ ذَلِكَ إِلَي أَن قَالَ ثُمّ كلَمّنَيِ‌ ربَيّ‌ وَ كَلّمتُهُ وَ رَأَيتُ الجَنّةَ وَ النّارَ وَ رَأَيتُ العَرشَ وَ سِدرَةَ المُنتَهَي ثُمّ قَالَ رَجَعتُ إِلَي مَكّةَ فَلَمّا أَصبَحتُ حَدّثتُ بِهِ النّاسَ فأَكَذبَنَيِ‌ أَبُو جَهلٍ وَ المُشرِكُونَ وَ قَالَ مُطعِمُ بنُ عدَيِ‌ّ أَ تَزعُمُ أَنّكَ سِرتَ مَسِيرَةَ شَهرَينِ فِي سَاعَةٍ أَشهَدُ أَنّكَ كَاذِبٌ ثُمّ قَالَت قُرَيشٌ أَخبِرنَا عَمّا رَأَيتَ فَقَالَ مَرَرتُ بِعِيرِ بنَيِ‌ فُلَانٍ وَ قَد أَضَلّوا بَعِيراً لَهُم وَ هُم فِي طَلَبِهِ وَ فِي رَحلِهِم قَعبٌ مِن مَاءٍ مَملُوّ فَشَرِبتُ المَاءَ فَغَطّيتُهُ كَمَا كَانَ فَسَأَلُوهُم هَل وَجَدُوا المَاءَ فِي القَدَحِ قَالُوا هَذِهِ آيَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَص مَرَرتُ بِعِيرِ بنَيِ‌ فُلَانٍ فَنَفَرَ بَعِيرُ فُلَانٍ فَانكَسَرَت يَدُهُ فَسَأَلُوهُم عَن ذَلِكَ فَقَالُوا هَذِهِ آيَةٌ أُخرَي قَالُوا فَأَخبِرنَا عَن عِيرِنَا قَالَ مَرَرتُ بِهَا بِالتّنعِيمِ وَ بَيّنَ لَهُم أَحوَالَهَا وَ هَيئَاتِهَا قَالُوا هَذِهِ آيَةٌ أُخرَي


صفحه : 377

بيان قوله ع خطوه منتهي طرفه أي كان يضع كل خطوة منه علي منتهي مد بصره

82-ير،[بصائر الدرجات ] اِبرَاهِيمُ بنُ هَاشِمٍ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَنِ ابنِ سِنَانٍ وَ غَيرِهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَقَد أَسرَي بيِ‌ ربَيّ‌ فَأَوحَي إلِيَ‌ّ مِن وَرَاءِ الحِجَابِ مَا أَوحَي وَ كلَمّنَيِ‌ وَ كَانَ مِمّا كلَمّنَيِ‌ أَن قَالَ يَا مُحَمّدُ عَلِيّ الأَوّلُ وَ عَلِيّ الآخِرُ وَ الظّاهِرُ وَ البَاطِنُ وَ هُوَ بِكُلّ شَيءٍ عَلِيمٌ فَقَالَ يَا رَبّ أَ لَيسَ ذَلِكَ أَنتَ قَالَ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ أَنَا اللّهُ لَا إِلَهَ إِلّا أَنَاالمَلِكُ القُدّوسُ السّلامُ المُؤمِنُ المُهَيمِنُ العَزِيزُ الجَبّارُ المُتَكَبّرُ سُبحانَ اللّهِ عَمّا يُشرِكُونَإنِيّ‌ أَنَا اللّهُ لَا إِلَهَ إِلّا أَنَاالخالِقُ البار‌ِئُ المُصَوّرُ لِيَ الأَسمَاءُ الحُسنَي يُسَبّحُ لِي مَن فِي السّمَاوَاتِ وَ الأَرَضِينَ وَ أَنَا العَزِيزُ الحَكِيمُ يَا مُحَمّدُ إنِيّ‌ أَنَا اللّهُ لَا إِلَهَ إِلّا أَنَا الأَوّلُ وَ لَا شَيءَ قبَليِ‌ وَ أَنَا الآخِرُ فَلَا شَيءَ بعَديِ‌ وَ أَنَا الظّاهِرُ فَلَا شَيءَ فوَقيِ‌ وَ أَنَا البَاطِنُ فَلَا شَيءَ تحَتيِ‌ وَ أَنَا اللّهُ لَا إِلَهَ إِلّا أَنَا بِكُلّ شَيءٍ عَلِيمٌ يَا مُحَمّدُ عَلِيّ الأَوّلُ أَوّلُ مَن أَخَذَ ميِثاَقيِ‌ مِنَ الأَئِمّةِ يَا مُحَمّدُ عَلِيّ الآخِرُ آخِرُ مَن أَقبِضُ رُوحَهُ مِنَ الأَئِمّةِ وَ هيِ‌َ الدّابّةُ التّيِ‌ تُكَلّمُهُم يَا مُحَمّدُ عَلِيّ الظّاهِرُ أُظهِرُ عَلَيهِ جَمِيعَ مَا أَوحَيتُهُ إِلَيكَ لَيسَ لَكَ أَن تَكتُمَ مِنهُ شَيئاً يَا مُحَمّدُ عَلِيّ البَاطِنُ أَبطَنتُهُ سرِيّ‌َ ألّذِي أَسرَرتُهُ إِلَيكَ فَلَيسَ فِيمَا بيَنيِ‌ وَ بَينَكَ سِرّ أَزوِيهِ يَا مُحَمّدُ عَن عَلِيّ مَا خَلَقتُ مِن حَلَالٍ أَو حَرَامٍ إِلّا وَ عَلِيّ عَلِيمٌ بِهِ

83-صح ،[صحيفة الرضا عليه السلام ] عَنِ الرّضَا ع عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع لَمّا بَدَأَ رَسُولُ اللّهِص بِتَعلِيمِ الأَذَانِ أَتَي جَبرَئِيلُ ع بِالبُرَاقِ فاستَعصَت عَلَيهِ ثُمّ أَتَي بِدَابّةٍ يُقَالُ لَهَا بَرقَةُ فاستَعصَت فَقَالَ لَهَا جَبرَئِيلُ اسكنُيِ‌ بَرقَةُ فَمَا رَكِبَكِ


صفحه : 378

أَحَدٌ أَكرَمُ عَلَي اللّهِ مِنهُ قَالَص فَرَكِبتُهَا حَتّي انتَهَيتُ إِلَي الحِجَابِ ألّذِي يلَيِ‌ الرّحمَنَ عَزّ وَ جَلّ فَخَرَجَ مَلَكٌ مِن وَرَاءِ الحِجَابِ فَقَالَ اللّهُ أَكبَرُ اللّهُ أَكبَرُ قَالَص قُلتُ يَا جَبرَئِيلُ مَن هَذَا المَلَكُ قَالَ وَ ألّذِي أَكرَمَكَ بِالنّبُوّةِ مَا رَأَيتُ هَذَا المَلَكَ قَبلَ ساَعتَيِ‌ هَذِهِ فَقَالَ المَلَكُ اللّهُ أَكبَرُ اللّهُ أَكبَرُ فنَوُديِ‌َ مِن وَرَاءِ الحِجَابِ صَدَقَ عبَديِ‌ أَنَا أَكبَرُ أَنَا أَكبَرُ قَالَص فَقَالَ المَلَكُ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ فنَوُديِ‌َ مِن وَرَاءِ الحِجَابِ صَدَقَ عبَديِ‌ أَنَا اللّهُ لَا إِلَهَ إِلّا أَنَا فَقَالَص فَقَالَ المَلَكُ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ فنَوُديِ‌َ مِن وَرَاءِ الحِجَابِ صَدَقَ عبَديِ‌ أَنَا أَرسَلتُ مُحَمّداً رَسُولًا قَالَص فَقَالَ المَلَكُ حيَ‌ّ عَلَي الصّلَاةِ حيَ‌ّ عَلَي الصّلَاةِ فنَوُديِ‌َ مِن وَرَاءِ الحِجَابِ صَدَقَ عبَديِ‌ وَ دَعَا إِلَي عبِاَدتَيِ‌ قَالَص فَقَالَ المَلَكُ حيَ‌ّ عَلَي الفَلَاحِ حيَ‌ّ عَلَي الفَلَاحِ فنَوُديِ‌َ مِن وَرَاءِ الحِجَابِ صَدَقَ عبَديِ‌ وَ دَعَا إِلَي عبِاَدتَيِ‌ فَقَالَ المَلَكُ قَد أَفلَحَ مَن وَاظَبَ عَلَيهَا قَالَص فَيَومَئِذٍ أَكمَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لِيَ الشّرَفَ عَلَي الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ

84-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ لَمّا أسُريِ‌َ بيِ‌ نَزَلَ جَبرَئِيلُ ع بِالبُرَاقِ وَ هُوَ أَصغَرُ مِنَ البَغلِ وَ أَكبَرُ مِنَ الحِمَارِ مُضطَرِبُ الأُذُنَينِ عَينَاهُ فِي حَوَافِرِهِ خُطَاهُ مَدّ بَصَرِهِ لَهُ جَنَاحَانِ يَحفِزَانِهِ مِن خَلفِهِ عَلَيهِ سَرجٌ مِن يَاقُوتٍ فِيهِ مِن كُلّ لَونٍ أَهدَبُ العُرفِ الأَيمَنِ فَوَقّفَهُ عَلَي بَابِ خَدِيجَةَ وَ دَخَلَ عَلَي رَسُولِ اللّهِص فَمَرِحَ البُرَاقُ فَخَرَجَ إِلَيهِ جَبرَئِيلُ فَقَالَ اسكُن فَإِنّمَا يَركَبُكَ خَيرُ البَشَرِ أَحَبّ خَلقِ اللّهِ إِلَيهِ فَسَكَنَ فَخَرَجَ رَسُولُ اللّهِص فَرَكِبَ لَيلًا وَ تَوَجّهَ نَحوَ بَيتِ المَقدِسِ فَاستَقبَلَ شيخا[شَيخٌ] فَقَالَ هَذَا أَبُوكَ اِبرَاهِيمُ فَثَنّي رِجلَهُ وَ هَمّ بِالنّزُولِ


صفحه : 379

فَقَالَ جَبرَئِيلُ كَمَا أَنتَ فَجَمَعَ مَا شَاءَ اللّهُ مِن أَنبِيَائِهِ بِبَيتِ المَقدِسِ فَأَذّنَ جَبرَئِيلُ فَتَقَدّمَ رَسُولُ اللّهِص فَصَلّي بِهِم ثُمّ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِفَإِن كُنتَ فِي شَكّ مِمّا أَنزَلنا إِلَيكَ فَسئَلِ الّذِينَ يَقرَؤُنَ الكِتابَ مِن قَبلِكَهَؤُلَاءِ الأَنبِيَاءُ الّذِينَ جَمَعُوافَلا تَكُونَنّ مِنَ المُمتَرِينَ قَالَ فَلَم يَشُكّ رَسُولُ اللّهِص وَ لَم يَسأَل

وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي أَنّ البُرَاقَ لَم يَكُن يَسكُنُ لِرُكُوبِ رَسُولِ اللّهِص إِلّا بَعدَ شَرطِهِ أَن يَكُونَ مَركُوبَهُ يَومَ القِيَامَةِ

توضيح قال الجزري‌ الحفز الحث والإعجال و منه حديث البراق و في فخذيه جناحان يحفز بهما رجليه قوله أهدب العرف أي طويله وكثيره مرسلا من الجانب الأيمن والمرح شدة الفرح والنشاط

85-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ عَن عَلِيّ ع أَنّهُ لَمّا كَانَ بَعدَ ثَلَاثِ سِنِينَ مِن مَبعَثِهِص أسُريِ‌َ بِهِ إِلَي بَيتِ المَقدِسِ وَ عُرِجَ بِهِ مِنهُ إِلَي السّمَاءِ لَيلَةَ المِعرَاجِ فَلَمّا أَصبَحَ مِن لَيلَتِهِ حَدّثَ قُرَيشاً بِخَبَرِ مِعرَاجِهِ فَقَالَ جُهّالُهُم مَا أَكذَبَ هَذَا الحَدِيثَ وَ قَالَ أَمثَالُهُم يَا أَبَا القَاسِمِ فَبِمَ نَعلَمُ أَنّكَ صَادِقٌ فِي قَولِكَ هَذَا قَالَ أُخبِرُكُم وَ قَالَ مَرَرتُ بِعِيرِكُم فِي مَوضِعِ كَذَا وَ قَد ضَلّ لَهُم بَعِيرٌ فَعَرّفتُهُم مَكَانَهُ وَ صِرتُ إِلَي رِحَالِهِم وَ كَانَت لَهُم قِرَبٌ مَملُوّةٌ فَصُبّت قِربَةٌ وَ العِيرُ تُوَافِيكُم فِي اليَومِ الثّالِثِ مِن هَذَا المَوضِعِ مَعَ طُلُوعِ الشّمسِ فِي أَوّلِ العِيرِ جَمَلٌ أَحمَرُ وَ هُوَ جَمَلُ فُلَانٍ فَلَمّا كَانَ اليَومُ الثّالِثُ خَرَجُوا إِلَي بَابِ مَكّةَ لِيَنظُرُوا صِدقَ مَا أَخبَرَ بِهِ مُحَمّدٌ قَبلَ طُلُوعِ الشّمسِ فَهُم كَذَلِكَ إِذ طَلَعَتِ العِيرُ عَلَيهِم بِطُلُوعِ الشّمسِ فِي أَوّلِهَا الجَمَلُ الأَحمَرُ وَ سَأَلُوا الّذِينَ كَانُوا مَعَ العِيرِ فَقَالُوا مِثلَ مَا قَالَ مُحَمّدٌ فِي إِخبَارِهِ عَنهُم فَقَالُوا أَيضاً هَذَا مِن سِحرِ مُحَمّدٍ


صفحه : 380

86-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]اختَلَفَ النّاسُ فِي المِعرَاجِ فَالخَوَارِجُ يُنكِرُونَهُ وَ قَالَتِ الجَهمِيّةُ عُرِجَ بِرُوحِهِ دُونَ جِسمِهِ عَلَي طَرِيقِ الرّؤيَا وَ قَالَتِ الإِمَامِيّةُ وَ الزّيدِيّةُ وَ المُعتَزِلَةُ بَل عُرِجَ بِرُوحِهِ وَ بِجِسمِهِ إِلَي بَيتِ المَقدِسِ لِقَولِهِ تَعَالَيإِلَي المَسجِدِ الأَقصَي وَ قَالَ آخَرُونَ بَل عُرِجَ بِرُوحِهِ وَ بِجِسمِهِ إِلَي السّمَاوَاتِ روُيِ‌َ ذَلِكَ عَن ابنِ عَبّاسٍ وَ ابنِ مَسعُودٍ وَ جَابِرٍ وَ حُذَيفَةَ وَ أَنَسٍ وَ عَائِشَةَ وَ أُمّ هَانِئٍ وَ نَحنُ لَا نُنكِرُ ذَلِكَ إِذَا قَامَتِ الدّلَالَةُ وَ قَد جَعَلَ اللّهُ مِعرَاجَ مُوسَي ع إِلَي الطّورِوَ ما كُنتَ بِجانِبِ الطّورِ وَ لِإِبرَاهِيمَ إِلَي السّمَاءِ الدّنيَاوَ كَذلِكَ نرُيِ‌ اِبراهِيمَ وَ لِعِيسَي ع إِلَي الرّابِعَةِبَل رَفَعَهُ اللّهُ إِلَيهِ وَ لِإِدرِيسَ إِلَي الجَنّةِوَ رَفَعناهُ مَكاناً عَلِيّا وَ مُحَمّدٍفَكانَ قابَ قَوسَينِ وَ ذَلِكَ لِعُلُوّ هِمّتِهِ فَلِذَلِكَ يُقَالُ المَرءُ يَطِيرُ بِهِمّتِهِ فَتَعَجّبَ اللّهُ مِن عُرُوجِهِسُبحانَ ألّذِي أَسري بِعَبدِهِ وَ أَقسَمَ بِنُزُولِهِوَ النّجمِ إِذا هَويفَيَكُونُ عُرُوجُهُ وَ نُزُولُهُ بَينَ تَأكِيدَينِ السدّيّ‌ّ وَ الواَقدِيِ‌ّ الإِسرَاءُ قَبلَ الهِجرَةِ بِسِتّةِ أَشهُرٍ بِمَكّةَ فِي السّابِعَ عَشَرَ مِن شَهرِ رَمَضَانَ لَيلَةَ السّبتِ بَعدَ العَتَمَةِ مِن دَارِ أُمّ هَانِئٍ بِنتِ أَبِي طَالِبٍ وَ قِيلَ مِن بَيتِ خَدِيجَةَ وَ روُيِ‌َ مِن شِعبِ أَبِي طَالِبٍ


صفحه : 381

الحُسَينُ وَ قَتَادَةُ كَانَ مِن نَفسِ المَسجِدِ ابنُ عَبّاسٍ هيِ‌َ لَيلَةُ الإِثنَينِ فِي شَهرِ رَبِيعٍ الأَوّلِ بَعدَ النّبُوّةِ بِسَنَتَينِ فَالأَوّلُ مِعرَاجُ العَجَائِبِ وَ الثاّنيِ‌ مِعرَاجُ الكَرَامَةِ

ابنُ عَبّاسٍ فِي خَبَرٍ أَنّ جَبرَئِيلَ أَتَي النّبِيّص وَ قَالَ إِنّ ربَيّ‌ بعَثَنَيِ‌ إِلَيكَ وَ أمَرَنَيِ‌ أَن آتِيَهُ بِكَ فَقُم فَإِنّ اللّهَ يُكرِمُكَ كَرَامَةً لَم يُكرِم بِهَا أَحَداً قَبلَكَ وَ لَا بَعدَكَ فَأَبشِر وَ طِب نَفساً فَقَامَ وَ صَلّي رَكعَتَينِ فَإِذَا هُوَ بِمِيكَائِيلَ وَ إِسرَافِيلَ وَ مَعَ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُمَا سَبعُونَ أَلفَ مَلَكٍ فَسَلّمَ عَلَيهِم فَبَشّرُوهُ فَإِذَا مَعَهُم دَابّةٌ فَوقَ الحِمَارِ وَ دُونَ البَغلِ خَدّهُ كَخَدّ الإِنسَانِ وَ قَوَائِمُهُ كَقَوَائِمِ البَعِيرِ وَ عُرفُهُ كَعُرفِ الفَرَسِ وَ ذَنَبُهُ كَذَنَبِ البَقَرِ رِجلَاهَا أَطوَلُ مِن يَدَيهَا وَ لَهَا جَنَاحَانِ مِن فَخِذَيهِ خُطوَتُهَا مَدّ البَصَرِ وَ إِذَا عَلَيهَا لِجَامٌ مِن يَاقُوتَةٍ حَمرَاءَ فَلَمّا أَرَادَ أَن يَركَبَ امتَنَعَت فَقَالَ جَبرَئِيلُ إِنّهُ مُحَمّدٌ فَتَوَاضَعَت حَتّي لَصِقَت بِالأَرضِ فَأَخَذَ جَبرَئِيلُ بِلِجَامِهَا وَ مِيكَائِيلُ بِرِكَابِهَا فَرَكِبَ فَلَمّا هَبَطَت ارتَفَعَت يَدَاهَا وَ إِذَا صَعِدَت ارتَفَعَت رِجلَاهَا فَنَفَرَتِ العِيرُ مِن دَفِيفِ البُرَاقِ ينُاَديِ‌ رَجُلٌ فِي آخِرِ العِيرِ أَن يَا فُلَانُ إِنّ الإِبِلَ قَد نَفَرَت وَ إِنّ فُلَانَةَ أَلقَت حَملَهَا وَ انكَسَرَ يَدُهَا فَلَمّا كَانَ بِبَطنِ البَلقَاءِ عَطِشَ فَإِذَا لَهُم مَاءٌ فِي آنِيَةٍ فَشَرِبَ مِنهُ وَ أَلقَي الباَقيِ‌َ فَبَينَا هُوَ فِي مَسِيرِهِ إِذ نوُديِ‌َ عَن يَمِينِ الطّرِيقِ يَا مُحَمّدُ عَلَي رِسلِكَ ثُمّ نوُديِ‌َ عَن يَسَارِهِ عَلَي رِسلِكَ فَإِذَا هُوَ بِامرَأَةٍ استَقبَلَتهُ وَ عَلَيهَا مِنَ الحُسنِ وَ الجَمَالِ مَا لَم يُرَ لِأَحَدٍ وَ قَالَت قِف مَكَانَكَ حَتّي أُخبِرَكَ فَفَسّرَ لَهُ اِبرَاهِيمُ الخَلِيلُ ع لَمّا رَآهُ جَمِيعَ ذَلِكَ فَقَالَ منُاَديِ‌ اليَمِينِ دَاعِيَةُ اليَهُودِ فَلَو أَجَبتَهُ لَتَهَوّدَت أُمّتُكَ وَ منُاَديِ‌ اليَسَارِ دَاعِيَةُ النّصَارَي فَلَو أَجَبتَهُ لَتَنَصّرَت أُمّتُكَ وَ المَرأَةُ المُتَزَيّنَةُ هيِ‌َ الدّنيَا تَمَثّلَت لَكَ لَو أَجَبتَهَا لَاختَارَت أُمّتُكَ الدّنيَا عَلَي الآخِرَةِ فَجَاءَ جَبرَئِيلُ إِلَي بَيتِ المَقدِسِ فَرَفَعَهَا فَأَخرَجَ مِن تَحتِهَا ثَلَاثَةَ أَقدَاحٍ قَدَحاً مِن لَبَنٍ وَ قَدَحاً مِن عَسَلٍ وَ قَدَحاً مِن خَمرٍ فَنَاوَلَهُ قَدَحَ اللّبَنِ فَشَرِبَ ثُمّ


صفحه : 382

نَاوَلَهُ قَدَحَ العَسَلِ فَشَرِبَ ثُمّ نَاوَلَهُ قَدَحَ الخَمرِ فَقَالَ قَد رَوِيتُ يَا جَبرَئِيلُ فَقَالَ أَمَا إِنّكَ لَو شَرِبتَهُ ضَلّت أُمّتُكَ

ابنُ عَبّاسٍ فِي خَبَرٍ وَ هَبَطَ مَعَ جَبرَئِيلَ مَلَكٌ لَم يَطَأِ الأَرضَ قَطّ مَعَهُ مَفَاتِيحُ خَزَائِنِ الأَرضِ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ إِنّ رَبّكَ يُقرِئُكَ السّلَامَ وَ يَقُولُ هَذِهِ مَفَاتِيحُ خَزَائِنِ الأَرضِ فَإِن شِئتَ فَكُن نَبِيّاً عَبداً وَ إِن شِئتَ فَكُن نَبِيّاً مَلِكاً فَقَالَ بَل أَكُونُ نَبِيّاً عَبداً فَإِذَا سُلّمٌ مِن ذَهَبٍ قَوَائِمُهُ مِن فِضّةٍ مُرَكّبٌ بِاللّؤلُؤِ وَ اليَاقُوتِ يَتَلَألَأُ نُوراً وَ أَسفَلُهُ عَلَي صَخرَةِ بَيتِ المَقدِسِ وَ رَأسُهُ فِي السّمَاءِ فَقَالَ لِيَ اصعَد يَا مُحَمّدُ فَلَمّا صَعِدَ السّمَاءَ رَأَي شَيخاً قَاعِداً تَحتَ الشّجَرَةِ وَ حَولَهُ أَطفَالٌ فَقَالَ جَبرَئِيلُ هَذَا أَبُوكَ آدَمُ إِذَا رَأَي مَن يَدخُلُ الجَنّةَ مِن ذُرّيّتِهِ ضَحِكَ وَ فَرِحَ وَ إِذَا رَأَي مَن يَدخُلُ النّارَ مِن ذُرّيّتِهِ حَزِنَ وَ بَكَي وَ رَأَي مَلَكاً بَاسِرَ الوَجهِ وَ بِيَدِهِ لَوحٌ مَكتُوبٌ بِخَطّ مِنَ النّورِ وَ خَطّ مِنَ الظّلمَةِ فَقَالَ هَذَا مَلَكُ المَوتِ ثُمّ رَأَي مَلَكاً قَاعِداً عَلَي كرُسيِ‌ّ فَلَم يَرَ مِنهُ مِنَ البِشرِ مَا رَأَي مِنَ المَلَائِكَةِ فَقَالَ جَبرَئِيلُ هَذَا مَالِكٌ خَازِنُ النّارِ كَانَ طَلقاً بِشراً فَلَمّا اطّلَعَ عَلَي النّارِ لَم يَضحَك بَعدُ فَسَأَلَهُ أَن يَعرِضَ عَلَيهِ النّارَ فَرَأَي فِيهَا مَا رَأَي ثُمّ دَخَلَ الجَنّةَ وَ رَأَي مَا فِيهَا وَ سَمِعَ صَوتاًآمَنّا بِرَبّ العالَمِينَ قَالَ هَؤُلَاءِ سَحَرَةُ فِرعَونَ وَ سَمِعَ لَبّيكَ أللّهُمّ لَبّيكَ قَالَ هَؤُلَاءِ الحُجّاجُ وَ سَمِعَ التّكبِيرَ قَالَ هَؤُلَاءِ الغُزَاةُ وَ سَمِعَ التّسبِيحَ قَالَ هَؤُلَاءِ الأَنبِيَاءُ فَلَمّا بَلَغَ إِلَي سِدرَةِ المُنتَهَي فَانتَهَي إِلَي الحُجُبِ فَقَالَ جَبرَئِيلُ تَقَدّم يَا رَسُولَ اللّهِ لَيسَ لِي أَن أَجُوزَ هَذَا المَكَانَ وَ لَو دَنَوتُ أَنمُلَةً لَاحتَرَقتُ

أَبُو بَصِيرٍ قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ إِنّ جَبرَئِيلَ احتَمَلَ رَسُولَ اللّهِص حَتّي انتَهَي بِهِ إِلَي مَكَانٍ مِنَ السّمَاءِ ثُمّ تَرَكَهُ وَ قَالَ لَهُ مَا وَطِئَ نبَيِ‌ّ قَطّ مَكَانَكَ

وَ روُيِ‌َ أَنّهُ رَأَي فِي السّمَاءِ الثّانِيَةِ عِيسَي وَ يَحيَي وَ فِي الثّالِثَةِ يُوسُفَ وَ فِي الرّابِعَةِ إِدرِيسَ وَ فِي الخَامِسَةِ هَارُونَ وَ فِي السّادِسَةِ الكَرُوبِيّينَ وَ فِي السّابِعَةِ خَلقاً وَ مَلَائِكَةً

وَ فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيرَةَ رَأَيتُ فِي السّمَاءِ السّادِسَةِ مُوسَي وَ فِي السّابِعَةِ اِبرَاهِيمَ

ابنُ عَبّاسٍ وَ رَأَي مَلَائِكَةَ الحُجُبِ يَقرَءُونَ سُورَةَ النّورِ وَ خُزّانَ الكرُسيِ‌ّ يَقرَءُونَ


صفحه : 383

آيَةَ الكرُسيِ‌ّ وَ حَمَلَةَ العَرشِ يَقرَءُونَ حم المُؤمِنَ قَالَ فَلَمّا بَلَغتُ قَابَ قَوسَينِ نُودِيتُ بِالقُربِ

وَ فِي رِوَايَةٍ أَنّهُ نُودِيتُ أَلفَ مَرّةٍ بِالدّنُوّ وَ فِي كُلّ مَرّةٍ قُضِيَت لِي حَاجَةٌ ثُمّ قَالَ لِي سَل تُعطَ فَقُلتُ يَا رَبّ اتّخَذتَ اِبرَاهِيمَ خَلِيلًا وَ كَلّمتَ مُوسَي تَكلِيماً وَ أَعطَيتَ سُلَيمَانَ مُلكاً عَظِيماً فَمَا ذَا أعَطيَتنَيِ‌ فَقَالَ اتّخَذتُ اِبرَاهِيمَ خَلِيلًا وَ اتّخَذتُكَ حَبِيباً وَ كَلّمتُ مُوسَي تَكلِيماً عَلَي بِسَاطِ الطّورِ وَ كَلّمتُكَ عَلَي بِسَاطِ النّورِ وَ أَعطَيتُ سُلَيمَانَ مُلكاً فَانِياً وَ أَعطَيتُكَ مُلكاً بَاقِياً فِي الجَنّةِ

وَ روُيِ‌َ أَنَا المَحمُودُ وَ أَنتَ مُحَمّدٌ شَقَقتُ اسمَكَ مِنِ اسميِ‌ فَمَن وَصَلَكَ وَصَلتُهُ وَ مَن قَطَعَكَ بَتَلتُهُ انزِل إِلَي عبِاَديِ‌ فَأَخبِرهُم بكِرَاَمتَيِ‌ إِيّاكَ وَ أنَيّ‌ لَم أَبعَث نَبِيّاً إِلّا جَعَلتُ لَهُ وَزِيراً وَ أَنّكَ رسَوُليِ‌ وَ أَنّ عَلِيّاً وَزِيرُكَ

وَ روُيِ‌َ أَنّهُ لَمّا بَلَغَ إِلَي السّمَاءِ السّابِعَةِ نوُديِ‌َ يَا مُحَمّدُ إِنّكَ لتَمَشيِ‌ فِي مَكَانٍ مَا مَشَي عَلَيهِ بَشَرٌ فَكَلّمَهُ اللّهُ تَعَالَي فَقَالَآمَنَ الرّسُولُ بِما أُنزِلَ إِلَيهِ مِن رَبّهِ قَالَ نَعَم يَا رَبّوَ المُؤمِنُونَ كُلّ آمَنَ بِاللّهِ فَقَالَ اللّهُلا يُكَلّفُ اللّهُ نَفساًالآيَةَ فَقَالَرَبّنا لا تُؤاخِذناالسّورَةَ فَقَالَ قَد فَعَلتُ ثُمّ قَالَ مَن خَلّفتَ لِأُمّتِكَ مِن بَعدِكَ فَقَالَ اللّهُ أَعلَمُ قَالَ إِنّ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ

وَ يُقَالُ أَعطَاهُ اللّهُ تِلكَ اللّيلَةَ أَربَعَةً رَفَعَ عَنهَا عِلمَ الخَلقِفَكانَ قابَ قَوسَينِ وَ المُنَاجَاةَفَأَوحي إِلي عَبدِهِ وَ السّدرَةَإِذ يَغشَي السّدرَةَ وَ إِمَامَةَ عَلِيّ ع

وقالوا المعراج خمسة أحرف فالميم مقام الرسول عندالملك الأعلي والعين عزه عندشاهد كل نجوي والراء رفعته عندخالق الوري والألف انبساطه مع عالم السر وأخفي والجيم جاهه في ملكوت العلي

وَ روُيِ‌َ أَنّهُ فَقَدَهُ أَبُو طَالِبٍ فِي تِلكَ اللّيلَةِ فَلَم يَزَل يَطلُبُهُ وَ وَجّهَ إِلَي بنَيِ‌ هَاشِمٍ وَ هُوَ يَقُولُ يَا لَهَا مِن عَظِيمَةٍ إِن لَم أَرَ رَسُولَ اللّهِ إِلَي الفَجرِ فَبَينَا هُوَ كَذَلِكَ إِذ تَلَقّاهُ رَسُولُ اللّهِ وَ قَد نَزَلَ مِنَ السّمَاءِ عَلَي بَابِ أُمّ هَانِئٍ فَقَالَ لَهُ انطَلِق معَيِ‌ فَأُدخِلَ بَينَ يَدَيهِ المَسجِدَ


صفحه : 384

فَدَخَلَ بَنُو هَاشِمٍ فَسَلّ أَبُو طَالِبٍ سَيفَهُ عِندَ الحِجرِ ثُمّ قَالَ أَخرِجُوا مَا مَعَكُم يَا بنَيِ‌ هَاشِمٍ ثُمّ التَفَتَ إِلَي قُرَيشٍ فَقَالَ وَ اللّهِ لَو لَم أَرَهُ مَا بقَيِ‌َ مِنكُم عَينٌ تَطرِفُ فَقَالَت قُرَيشٌ لَقَد رَكِبتَ مِنّا عَظِيماً وَ أَصبَحَص يُحَدّثُهُم بِالمِعرَاجِ فَقِيلَ لَهُ صِف لَنَا بَيتَ المَقدِسِ فَجَاءَ جَبرَئِيلُ بِصُورَةِ بَيتِ المَقدِسِ تُجَاهَ وَجهِهِ فَجَعَلَ يُخبِرُهُم بِمَا يَسأَلُونَهُ عَنهُ فَقَالُوا أَينَ بَيتُ فُلَانٍ وَ مَكَانُ كَذَا فَأَجَابَهُم فِي كُلّ مَا سَأَلُوهُ عَنهُ فَلَم يُؤمِن مِنهُم إِلّا قَلِيلٌ وَ هُوَ قَولُهُوَ ما تغُنيِ‌ الآياتُ وَ النّذُرُ عَن قَومٍ لا يُؤمِنُونَ

بيان الباسر العابس

87-شي‌،[تفسير العياشي‌] لَقَد صَلّي فِي مَسجِدِ الكُوفَةِ رَسُولُ اللّهِص حَيثُ انطَلَقَ بِهِ جَبرَئِيلُ عَلَي البُرَاقِ فَلَمّا انتَهَي بِهِ إِلَي واَديِ‌ السّلَامِ وَ هُوَ ظَهرُ الكُوفَةِ وَ هُوَ يُرِيدُ بَيتَ المَقدِسِ قَالَ لَهُ يَا مُحَمّدُ هَذَا مَسجِدُ أَبِيكَ آدَمَ ع وَ مُصَلّي الأَنبِيَاءِ فَانزِل فَصَلّ فِيهِ فَنَزَلَ رَسُولُ اللّهِ فَصَلّي ثُمّ انطَلَقَ بِهِ إِلَي بَيتِ المَقدِسِ فَصَلّي ثُمّ إِنّ جَبرَئِيلَ ع عَرَجَ بِهِ إِلَي السّمَاءِ

88-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن هِشَامِ بنِ الحَكَمِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَمّا أَخبَرَهُم أَنّهُ أسُريِ‌َ بِهِ قَالَ بَعضُهُم لِبَعضٍ قَد ظَفِرتُم بِهِ فَاسأَلُوهُ عَن أَيلَةَ قَالَ فَسَأَلُوهُ عَنهَا قَالَ فَأَطرَقَ وَ مَكَثَ فَأَتَاهُ جَبرَئِيلُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ ارفَع رَأسَكَ فَإِنّ اللّهَ قَد رَفَعَ لَكَ أَيلَةَ وَ قَد أَمَرَ اللّهُ كُلّ مُنخَفِضٍ مِنَ الأَرضِ فَارتَفَعَ وَ كُلّ مُرتَفِعٍ فَانخَفَضَ فَرَفَعَ رَأسَهُ فَإِذَا أَيلَةُ قَد رُفِعَت لَهُ قَالَ فَجُعِلَت يَسأَلُونَهُ وَ يُخبِرُهُم وَ هُوَ يَنظُرُ إِلَيهَا ثُمّ قَالَ إِنّ عَلَامَةَ ذَلِكَ عِيرٌ لأِبَيِ‌ سُفيَانَ يَحمِلُ نِدّاً يَقدُمُهَا جَمَلٌ أَحمَرُ يَدخُلُ غَداً مَعَ الشّمسِ فَأَرسَلُوا الرّسُلَ وَ قَالُوا لَهُم حَيثُ مَا لَقِيتُمُ العِيرَ فَاحبِسُوهَا لِيُكَذّبُوهُ بِذَلِكَ قَالَ فَضَرَبَ اللّهُ وُجُوهَ الإِبِلِ فَأَقَرّت عَلَي السّاحِلِ وَ أَصبَحَ النّاسُ فَأَشرَفُوا فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع فَمَا رُئِيَت مَكّةُ قَطّ أَكثَرَ مُشرِفاً وَ لَا مُشرِفَةً


صفحه : 385

مِنهَا يَومَئِذٍ لِيَنظُرُوا مَا قَالَ رَسُولُ اللّهِص فَأَقبَلَتِ الإِبِلُ مِن نَاحِيَةِ السّاحِلِ فَكَانَ يَقُولُ قَائِلٌ الإِبِلُ الشّمسُ الشّمسُ الإِبِلُ قَالَ فَطَلَعَتَا جَمِيعاً

بيان قال الفيروزآبادي‌ إيلياء بالكسر ويقصر ويشدد فيهما وإلياء بياء واحدة ويقصر مدينة القدس وأيلة جبل بين مكة والمدينة قرب ينبع وبلد بين ينبع ومصر وإيلة بالكسر قرية بباحوز وموضعان آخران انتهي .أقول لعله كان إيليا علي وفق الأخبار الأخر فصحف والند طيب معروف ويكسر أو هوالعنبر و في بعض النسخ قدا و هوبالفتح جلد السخلة وبالكسر إناء من جلد والسوط والسير يقد من جلد غيرمدبوغ و كان يحتمل بزا أي متاعا

89-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن هِشَامِ بنِ الحَكَمِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص صَلّي العِشَاءَ الآخِرَةَ وَ صَلّي الفَجرَ فِي اللّيلَةِ التّيِ‌ أسُريِ‌َ بِهِ بِمَكّةَ

90-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن زُرَارَةَ وَ حُمرَانَ بنِ أَعيَنَ وَ مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ حَدّثَ أَبُو سَعِيدٍ الخدُريِ‌ّ أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ إِنّ جَبرَئِيلَ أتَاَنيِ‌ لَيلَةَ أسُريِ‌َ بيِ‌ فَحِينَ رَجَعتُ فَقُلتُ يَا جَبرَئِيلُ هَل لَكَ مِن حَاجَةٍ فَقَالَ حاَجتَيِ‌ أَن تَقرَأَ عَلَي خَدِيجَةَ مِنَ اللّهِ وَ منِيّ‌ السّلَامَ وَ حَدّثَنَا عِندَ ذَلِكَ أَنّهَا قَالَت حِينَ لَقِيَهَا نبَيِ‌ّ اللّهِ عَلَيهِ وَ آلِهِ السّلَامُ فَقَالَ لَهَا ألّذِي قَالَ جَبرَئِيلُ قَالَت إِنّ اللّهَ هُوَ السّلَامُ وَ مِنهُ السّلَامُ وَ إِلَيهِ السّلَامُ وَ عَلَي جَبرَئِيلَ السّلَامُ

91-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن سَلّامٍ الحَنّاطِ عَن رَجُلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَنِ المَسَاجِدِ التّيِ‌ لَهَا الفَضلُ فَقَالَ المَسجِدُ الحَرَامُ وَ مَسجِدُ الرّسُولِ قُلتُ وَ المَسجِدُ الأَقصَي جُعِلتُ فِدَاكَ فَقَالَ ذَاكَ فِي السّمَاءِ إِلَيهِ أسُريِ‌َ رَسُولُ اللّهِص فَقُلتُ إِنّ النّاسَ يَقُولُونَ إِنّهُ بَيتُ المَقدِسِ فَقَالَ مَسجِدُ الكُوفَةِ أَفضَلُ مِنهُ

92-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَسَمِعتُهُ يَقُولُ لَمّا أسُريِ‌َ


صفحه : 386

باِلنبّيِ‌ّص فَانتَهَي إِلَي مَوضِعٍ قَالَ لَهُ جَبرَئِيلُ قِف فَإِنّ رَبّكَ يصُلَيّ‌ قَالَ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ وَ مَا كَانَ صَلَاتُهُ فَقَالَ كَانَ يَقُولُ سُبّوحٌ قُدّوسٌ رَبّ المَلَائِكَةِ وَ الرّوحِ سَبَقَت رحَمتَيِ‌ غضَبَيِ‌

93-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ لَمّا أسُريِ‌َ بِهِ رَفَعَهُ جَبرَئِيلُ بِإِصبَعَيهِ وَ وَضَعَهُمَا فِي ظَهرِهِ حَتّي وَجَدَ بَردَهُمَا فِي صَدرِهِ فَكَانَ رَسُولُ اللّهِص دَخَلَهُ شَيءٌ فَقَالَ يَا جَبرَئِيلُ أَ فِي هَذَا المَوضِعِ قَالَ نَعَم إِنّ هَذَا المَوضِعَ لَم يَطَأهُ أَحَدٌ قَبلَكَ وَ لَا يَطَؤُهُ أَحَدٌ بَعدَكَ قَالَ وَ فَتَحَ اللّهُ لَهُ مِنَ العَظَمَةِ مِثلَ سَمّ الإِبرَةِ فَرَأَي مِنَ العَظَمَةِ مَا شَاءَ اللّهُ فَقَالَ لَهُ جَبرَئِيلُ يَا مُحَمّدُ وَ ذَكَرَ الحَدِيثَ بِطُولِهِ

94-إِرشَادُ القُلُوبِ، مِن كِفَايَةِ الطّالِبِ لِلحَافِظِ الشاّفعِيِ‌ّ عَن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَرَرتُ لَيلَةَ أسُريِ‌َ بيِ‌ إِلَي السّمَاءِ وَ إِذَا أَنَا بِمَلَكٍ جَالِسٍ عَلَي مِنبَرٍ مِن نُورٍ وَ المَلَائِكَةُ تَحدِقُ بِهِ فَقُلتُ يَا جَبرَئِيلُ مَن هَذَا المَلَكُ فَقَالَ ادنُ مِنهُ فَسَلّم عَلَيهِ فَدَنَوتُ مِنهُ وَ سَلّمتُ عَلَيهِ فَإِذَا أَنَا بأِخَيِ‌ وَ ابنِ عمَيّ‌ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَقُلتُ يَا جَبرَئِيلُ سبَقَنَيِ‌ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ إِلَي السّمَاءِ الرّابِعَةِ فَقَالَ لَا يَا مُحَمّدُ وَ لَكِنِ المَلَائِكَةُ شَكَت حُبّهَا لعِلَيِ‌ّ فَخَلَقَ اللّهُ هَذَا المَلَكَ مِن نُورِ عَلِيّ وَ صُورَةِ عَلِيّ فَالمَلَائِكَةُ تَزُورُهُ فِي كُلّ لَيلَةِ جُمُعَةٍ سَبعِينَ مَرّةً وَ يُسَبّحُونَ اللّهَ تَعَالَي وَ يُقَدّسُونَهُ وَ يُهدُونَ ثَوَابَهُ لِمُحِبّ عَلِيّ ع

وَ مِن كِتَابِ المَنَاقِبِ للِخوُاَرزَميِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عُمَرَ قَالَسَمِعتُ رَسُولَ اللّهِ وَ قَد سُئِلَ بأِيَ‌ّ لُغَةٍ خَاطَبَكَ رَبّكَ لَيلَةَ المِعرَاجِ فَقَالَ خاَطبَنَيِ‌ بِلُغَةِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ ألَهمَنَيِ‌ أَن قُلتُ يَا رَبّ أَ خاَطبَتنَيِ‌ أَنتَ أَم عَلِيّ فَقَالَ يَا أَحمَدُ أَنَا شَيءٌ لَيسَ كَالأَشيَاءِ وَ لَا أُقَاسُ بِالنّاسِ وَ لَا أُوصَفُ بِالأَشيَاءِ خَلَقتُكَ مِن نوُريِ‌ وَ خَلَقتُ عَلِيّاً مِن نُورِكَ فَاطّلَعتُ عَلَي سَرَائِرِ قَلبِكَ فَلَم أَجِد عَلَي قَلبِكَ أَحَبّ مِن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَخَاطَبتُكَ بِلِسَانِهِ كَيمَا


صفحه : 387

يَطمَئِنّ قَلبُكَ

95-ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ النّضرِ عَن عَبدِ الصّمَدِ بنِ بَشِيرٍ قَالَ ذُكِرَ عِندَ أَبِي عَبدِ اللّهِ بَدءُ الأَذَانِ وَ قِصّةُ الأَذَانِ فِي إِسرَاءِ النّبِيّ حَتّي انتَهَي إِلَي السّدرَةِ المُنتَهَي قَالَ فَقَالَتِ السّدرَةُ المُنتَهَي مَا جاَزنَيِ‌ مَخلُوقٌ قَبلَكَ قَالَثُمّ دَنا فَتَدَلّي فَكانَ قابَ قَوسَينِ أَو أَدني فَأَوحي إِلي عَبدِهِ ما أَوحي قَالَ فَدَفَعَ إِلَيهِ كِتَابَ أَصحَابِ اليَمِينِ وَ أَصحَابَ الشّمَالِ قَالَ وَ أَخَذَ كِتَابَ أَصحَابِ اليَمِينِ بِيَمِينِهِ فَفَتَحَهُ فَنَظَرَ إِلَيهِ فَإِذَا فِيهِ أَسمَاءُ أَهلِ الجَنّةِ وَ أَسمَاءُ آبَائِهِم وَ قَبَائِلِهِم قَالَ فَقَالَ لَهُآمَنَ الرّسُولُ بِما أُنزِلَ إِلَيهِ مِن رَبّهِ قَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص وَ المُؤمِنُونَ كُلّ آمَنَ بِاللّهِ وَ مَلائِكَتِهِ وَ كُتُبِهِ وَ رُسُلِهِ قَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص رَبّنا لا تُؤاخِذنا إِن نَسِينا أَو أَخطَأنا قَالَ فَقَالَ اللّهُ قَد فَعَلتُ قَالَرَبّنا وَ لا تُحَمّلنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ وَ اعفُ عَنّا إِلَي آخِرِ السّورَةِ وَ كُلّ ذَلِكَ يَقُولُ اللّهُ قَد فَعَلتُ قَالَ ثُمّ طَوَي الصّحِيفَةَ فَأَمسَكَهَا بِيَمِينِهِ وَ فَتَحَ صَحِيفَةَ أَصحَابِ الشّمَالِ فَإِذَا فِيهَا أَسمَاءُ أَهلِ النّارِ وَ أَسمَاءُ آبَائِهِم وَ قَبَائِلِهِم قَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص رَبّ إِنّ هؤُلاءِ قَومٌ لا يُؤمِنُونَ قَالَ فَقَالَ اللّهُفَاصفَح عَنهُم وَ قُل سَلامٌ فَسَوفَ يَعلَمُونَ قَالَ فَلَمّا فَرَغَ مِن مُنَاجَاةِ رَبّهِ رُدّ إِلَي البَيتِ المَعمُورِ ثُمّ قَصّ قِصّةَ البَيتِ وَ الصّلَاةَ فِيهِ ثُمّ نَزَلَ وَ مَعَهُ الصّحِيفَتَانِ فَدَفَعَهُمَا إِلَي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع

96- ع ،[علل الشرائع ]ل ،[الخصال ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الحَسَنِ بنِ مَتّيلٍ عَن سَلَمَةَ بنِ الخَطّابِ عَن مَنِيعِ بنِ الحَجّاجِ عَن يُونُسَ عَنِ الصّبّاحِ المزُنَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ عُرِجَ باِلنبّيِ‌ّص إِلَي السّمَاءِ مِائَةً وَ عِشرِينَ مَرّةً مَا مِن مَرّةٍ إِلّا وَ قَد أَوصَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِيهَا النّبِيّص بِالوَلَايَةِ لعِلَيِ‌ّ وَ الأَئِمّةِ ع أَكثَرَ مِمّا أَوصَاهُ بِالفَرَائِضِ


صفحه : 388

ير،[بصائر الدرجات ] علي بن محمد بن سعيد عن حمدان بن سليمان عن عبد الله بن محمداليماني‌ عن منيع مثله

97- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ الموُسوَيِ‌ّ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ أَحمَدَ بنِ نَهِيكٍ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ ابنِ رِئَابٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ قَالَ لِي رَسُولُ اللّهِص يَا عَلِيّ إِنّهُ لَمّا أسُريِ‌َ بيِ‌ إِلَي السّمَاءِ تلَقَتّنيِ‌ المَلَائِكَةُ بِالبِشَارَاتِ فِي كُلّ سَمَاءٍ حَتّي لقَيِنَيِ‌ جَبرَئِيلُ فِي مَحفِلٍ مِنَ المَلَائِكَةِ فَقَالَ لَوِ اجتَمَعَت أُمّتُكَ عَلَي حُبّ عَلِيّ مَا خَلَقَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ النّارَ يَا عَلِيّ إِنّ اللّهَ تَعَالَي أَشهَدَكَ معَيِ‌ فِي سَبعَةِ مَوَاطِنَ حَتّي آنَستُ بِكَ أَمّا أَوّلُ ذَلِكَ فَلَيلَةَ أسُريِ‌َ بيِ‌ إِلَي السّمَاءِ قَالَ لِي جَبرَئِيلُ ع أَينَ أَخُوكَ يَا مُحَمّدُ فَقُلتُ خَلّفتُهُ ورَاَئيِ‌ فَقَالَ ادعُ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ فَليَأتِكَ بِهِ فَدَعَوتُ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ فَإِذَا مِثَالُكَ معَيِ‌ وَ إِذَا المَلَائِكَةُ وُقُوفٌ صُفُوفاً فَقُلتُ يَا جَبرَئِيلُ مَن هَؤُلَاءِ قَالَ هَؤُلَاءِ الّذِينَ يبُاَهيِ‌ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِهِم يَومَ القِيَامَةِ فَدَنَوتُ فَنَطَقتُ بِمَا كَانَ وَ بِمَا يَكُونُ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ وَ الثّانِيَةُ حِينَ أسُريِ‌َ بيِ‌ إِلَي ذيِ‌ العَرشِ عَزّ وَ جَلّ قَالَ جَبرَئِيلُ أَينَ أَخُوكَ يَا مُحَمّدُ فَقُلتُ خَلّفتُهُ ورَاَئيِ‌ فَقَالَ ادعُ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ فَليَأتِكَ بِهِ فَدَعَوتُ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ فَإِذَا مِثَالُكَ معَيِ‌ وَ كُشِطَ لِي عَن سَبعِ سَمَاوَاتٍ حَتّي رَأَيتُ سُكّانَهَا وَ عُمّارَهَا وَ مَوضِعَ كُلّ مَلَكٍ مِنهَا وَ الثّالِثَةُ حَيثُ بُعِثتُ إِلَي الجِنّ فَقَالَ لِي جَبرَئِيلُ أَينَ أَخُوكَ فَقُلتُ خَلّفتُهُ ورَاَئيِ‌ فَقَالَ ادعُ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ فَليَأتِكَ بِهِ فَدَعَوتُ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ فَإِذَا أَنتَ معَيِ‌ فَمَا قُلتُ لَهُم شَيئاً وَ لَا رَدّوا عَلَيّ شَيئاً إِلّا سَمِعتُهُ وَ وَعَيتُهُ وَ الرّابِعَةُ خَصّصنَا بِلَيلَةِ القَدرِ وَ أَنتَ معَيِ‌ فِيهَا وَ لَيسَت لِأَحَدٍ غَيرِنَا وَ الخَامِسَةُ نَاجَيتُ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ وَ مِثَالُكَ معَيِ‌ فَسَأَلتُ فِيكَ فأَجَاَبنَيِ‌ إِلَيهَا إِلّا


صفحه : 389

النّبُوّةَ فَإِنّهُ قَالَ خَصّصتُهَا بِكَ وَ خَتَمتُهَا بِكَ وَ السّادِسَةُ لَمّا طُفتُ بِالبَيتِ المَعمُورِ كَانَ مِثَالُكَ معَيِ‌ وَ السّابِعَةُ هَلَاكُ الأَحزَابِ عَلَي يدَيِ‌ وَ أَنتَ معَيِ‌ يَا عَلِيّ إِنّ اللّهَ أَشرَفَ إِلَي الدّنيَا فاَختاَرنَيِ‌ عَلَي رِجَالِ العَالَمِينَ ثُمّ اطّلَعَ الثّانِيَةَ فَاختَارَكَ عَلَي رِجَالِ العَالَمِينَ ثُمّ اطّلَعَ الثّالِثَةَ فَاختَارَ فَاطِمَةَ عَلَي نِسَاءِ العَالَمِينَ ثُمّ اطّلَعَ الرّابِعَةَ فَاختَارَ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ وَ الأَئِمّةَ مِن وُلدِهَا عَلَي رِجَالِ العَالَمِينَ يَا عَلِيّ إنِيّ‌ رَأَيتُ اسمَكَ مَقرُوناً باِسميِ‌ فِي أَربَعَةِ مَوَاطِنَ فَآنَستُ بِالنّظَرِ إِلَيهِ إنِيّ‌ لَمّا بَلَغتُ بَيتَ المَقدِسِ فِي معَاَرجِيِ‌ إِلَي السّمَاءِ وَجَدتُ عَلَي صَخرَتِهَا لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ أَيّدتُهُ بِوَزِيرِهِ وَ نَصَرتُهُ بِهِ فَقُلتُ يَا جَبرَئِيلُ وَ مَن وزَيِريِ‌ فَقَالَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع فَلَمّا انتَهَيتُ إِلَي سِدرَةِ المُنتَهَي وَجَدتُ مَكتُوباً لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ أَنَا وحَديِ‌ وَ مُحَمّدٌ صفَوتَيِ‌ مِن خلَقيِ‌ أَيّدتُهُ بِوَزِيرِهِ وَ نَصَرتُهُ بِهِ فَقُلتُ يَا جَبرَئِيلُ وَ مَن وزَيِريِ‌ فَقَالَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع فَلَمّا جَاوَزتُ السّدرَةَ وَ انتَهَيتُ إِلَي عَرشِ رَبّ العَالَمِينَ وَجَدتُ مَكتُوباً عَلَي قَائِمَةٍ مِن قَوَائِمِ العَرشِ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ أَنَا وحَديِ‌ مُحَمّدٌ حبَيِبيِ‌ وَ صفَوتَيِ‌ مِن خلَقيِ‌ أَيّدتُهُ بِوَزِيرِهِ وَ أَخِيهِ وَ نَصَرتُهُ بِهِ يَا عَلِيّ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أعَطاَنيِ‌ فِيكَ سَبعَ خِصَالٍ أَنتَ أَوّلُ مَن يَنشَقّ القَبرُ عَنهُ وَ أَنتَ أَوّلُ مَن يَقِفُ معَيِ‌ عَلَي الصّرَاطِ فَتَقُولُ لِلنّارِ خذُيِ‌ هَذَا فَهُوَ لَكِ وَ ذرَيِ‌ هَذَا فَلَيسَ هُوَ لَكِ وَ أَنتَ أَوّلُ مَن يُكسَي إِذَا كُسِيتُ وَ يجَيِ‌ءُ إِذَا جِئتُ وَ أَنتَ أَوّلُ مَن يَقِفُ معَيِ‌ عَن يَمِينِ العَرشِ وَ أَوّلُ مَن يَقرَعُ معَيِ‌ بَابَ الجَنّةِ وَ أَوّلُ مَن يَسكُنُ معَيِ‌ عِلّيّينَ


صفحه : 390

وَ أَوّلُ مَن يَشرَبُ معَيِ‌ مِنَ الرّحِيقِ المَختُومِ ألّذِيخِتامُهُ مِسكٌ وَ فِي ذلِكَ فَليَتَنافَسِ المُتَنافِسُونَ

بيان يحتمل أن يكون المراد بالأحزاب أحزاب الأمم السالفة الذين كذبوا الرسل أوالأحزاب في الرجعة ويحتمل أن يكون إشارة إلي غزوة الأحزاب

98-شف ،[كشف اليقين ] مُحَمّدُ بنُ العَبّاسِ بنِ مَروَانَ الثّقَةُ فِي كِتَابِ المُعتَمَدِ عَلَيهِ عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي القَاسِمِ مَاجِيلَوَيهِ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ قَالَ وَ حَدّثَنَا مُحَمّدُ بنُ حَمّادٍ الكوُفيِ‌ّ عَن نَصرِ بنِ مُزَاحِمٍ عَن أَبِي دَاوُدَ الطهّريِ‌ّ عَن ثَابِتِ بنِ أَبِي صَخرَةَ عَنِ الرعّليِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَ إِسمَاعِيلَ بنِ أَبَانٍ عَن مُحَمّدٍ عَن عَجلَانَ عَن زَيدِ بنِ عَلِيّ قَالَا قَالَ رَسُولُ اللّهِص كُنتُ نَائِماً فِي الحِجرِ إِذ أتَاَنيِ‌ جَبرَئِيلُ فحَرَكّنَيِ‌ تَحرِيكاً لَطِيفاً ثُمّ قَالَ لِي عَفَا اللّهُ عَنكَ يَا مُحَمّدُ قُم وَ اركَب فَفِد إِلَي رَبّكَ فأَتَاَنيِ‌ بِدَابّةٍ دُونَ البَغلِ وَ فَوقَ الحِمَارِ خَطوُهَا مَدّ البَصَرِ لَهُ جَنَاحَانِ مِن جَوهَرٍ يُدعَي البُرَاقَ قَالَ فَرَكِبتُ حَتّي طَعَنتُ فِي الثّنِيّةِ إِذ أَنَا بِرَجُلٍ قَائِمٍ مُتّصِلٍ شَعرُهُ إِلَي كَتِفَيهِ فَلَمّا نَظَرَ إلِيَ‌ّ قَالَ السّلَامُ عَلَيكَ يَا أَوّلُ السّلَامُ عَلَيكَ يَا آخِرُ السّلَامُ عَلَيكَ يَا حَاشِرُ قَالَ فَقَالَ لِي جَبرَئِيلُ رُدّ عَلَيهِ يَا مُحَمّدُ قَالَ فَقُلتُ وَ عَلَيكَ السّلَامُ وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ قَالَ فَلَمّا أَن جُزتُ الرّجُلَ فَطَعَنتُ فِي وَسَطِ الثّنِيّةِ إِذَا أَنَا بِرَجُلٍ أَبيَضِ الوَجهِ جَعدِ الشّعرِ فَلَمّا نَظَرَ إلِيَ‌ّ سَلّمَ مِثلَ تَسلِيمِ الأَوّلِ فَقَالَ جَبرَئِيلُ رُدّ عَلَيهِ يَا مُحَمّدُ فَقُلتُ وَ عَلَيكَ السّلَامُ وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ قَالَ فَقَالَ لِي يَا مُحَمّدُ احتَفِظ باِلوصَيِ‌ّ ثَلَاثَ مَرّاتٍ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ المُقَرّبِ مِن رَبّهِ قَالَ فَلَمّا جُزتُ الرّجُلَ وَ انتَهَيتُ إِلَي بَيتِ المَقدِسِ إِذَا أَنَا بِرَجُلٍ أَحسَنِ النّاسِ وَجهاً


صفحه : 391

وَ أَتَمّ النّاسِ جِسماً وَ أَحسَنِ النّاسِ بَشَرَةً فَلَمّا نَظَرَ إلِيَ‌ّ قَالَ السّلَامُ عَلَيكَ يَا بنُيَ‌ّ وَ السّلَامُ عَلَيكَ يَا أَوّلُ مِثلَ تَسلِيمِ الأَوّلِ قَالَ فَقَالَ لِي جَبرَئِيلُ يَا مُحَمّدُ رُدّ عَلَيهِ فَقُلتُ وَ عَلَيكَ السّلَامُ وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ قَالَ فَقَالَ لِي يَا مُحَمّدُ احتَفِظ باِلوصَيِ‌ّ ثَلَاثَ مَرّاتٍ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ المُقَرّبِ مِن رَبّهِ الأَمِينِ عَلَي حَوضِكَ صَاحِبِ شَفَاعَةِ الجَنّةِ قَالَ فَنَزَلتُ عَن داَبتّيِ‌ عَمداً قَالَ فَأَخَذَ جَبرَئِيلُ بيِدَيِ‌ فأَدَخلَنَيِ‌ المَسجِدَ فَخَرَقَ بيِ‌ الصّفُوفَ وَ المَسجِدُ غَاصّ بِأَهلِهِ قَالَ فَإِذَا بِنِدَاءٍ مِن فوَقيِ‌ تَقَدّم يَا مُحَمّدُ قَالَ فقَدَمّنَيِ‌ جَبرَئِيلُ فَصَلّيتُ بِهِم قَالَ ثُمّ وُضِعَ لَنَا مِنهُ سُلّمٌ إِلَي السّمَاءِ الدّنيَا مِن لُؤلُؤٍ فَأَخَذَ بيِدَيِ‌ جَبرَئِيلُ فرَقَيِ‌َ بيِ‌ إِلَي السّمَاءِفَوَجَدناها مُلِئَت حَرَساً شَدِيداً وَ شُهُباً قَالَ فَقَرَعَ جَبرَئِيلُ البَابَ فَقَالُوا لَهُ مَن هَذَا قَالَ أَنَا جَبرَئِيلُ قَالُوا مَن مَعَكَ قَالَ معَيِ‌ مُحَمّدٌ قَالُوا وَ قَد أُرسِلَ قَالَ نَعَم قَالَ فَفَتَحُوا لَنَا ثُمّ قَالُوا مَرحَباً بِكَ مِن أَخٍ وَ مِن خَلِيفَةٍ فَنِعمَ الأَخُ وَ نِعمَ الخَلِيفَةُ وَ نِعمَ المُختَارُ خَاتَمُ النّبِيّينَ لَا نبَيِ‌ّ بَعدَهُ ثُمّ وُضِعَ لَنَا مِنهَا سُلّمٌ مِن يَاقُوتٍ مُوَشّحٍ بِالزّبَرجَدِ الأَخضَرِ قَالَ فَصَعِدنَا إِلَي السّمَاءِ الثّانِيَةِ فَقَرَعَ جَبرَئِيلُ البَابَ فَقَالُوا مِثلَ القَولِ الأَوّلِ وَ قَالَ جَبرَئِيلُ مِثلَ القَولِ الأَوّلِ فَفُتِحَ لَنَا ثُمّ وُضِعَ لَنَا سُلّمٌ مِن نُورٍ مَحفُوفٌ حَولَهُ بِالنّورِ قَالَ فَقَالَ لِي جَبرَئِيلُ يَا مُحَمّدُ تَثَبّت وَ اهتَدِ هُدِيتَ ثُمّ ارتَفَعنَا إِلَي الثّالِثَةِ وَ الرّابِعَةِ وَ الخَامِسَةِ وَ السّادِسَةِ وَ السّابِعَةِ بِإِذنِ اللّهِ فَإِذَا بِصَوتٍ وَ صَيحَةٍ شَدِيدَةٍ قَالَ قُلتُ يَا جَبرَئِيلُ مَا هَذَا الصّوتُ فَقَالَ لِي يَا مُحَمّدُ هَذَا صَوتُ طُوبَي قَدِ اشتَاقَت إِلَيكَ قَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص فغَشَيِنَيِ‌ عِندَ ذَلِكَ مَخَافَةٌ شَدِيدَةٌ قَالَ ثُمّ قَالَ لِي جَبرَئِيلُ يَا مُحَمّدُ تَقَرّب إِلَي رَبّكَ فَقَد وَطِئتُ اليَومَ مَكَاناً بِكَرَامَتِكَ عَلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ مَا وَطِئتُهُ قَطّ وَ لَو لَا كَرَامَتُكَ لأَحَرقَنَيِ‌ هَذَا النّورُ ألّذِي بَينَ يدَيَ‌ّ قَالَ فَتَقَدّمتُ فَكُشِفَ لِي عَن سَبعِينَ حِجَاباً قَالَ فَقَالَ لِي يَا مُحَمّدُ فَخَرَرتُ سَاجِداً وَ قُلتُ لَبّيكَ رَبّ العِزّةِ لَبّيكَ قَالَ فَقِيلَ لِي يَا مُحَمّدُ ارفَع رَأسَكَ وَ سَل تُعطَ وَ اشفَع تُشَفّع يَا مُحَمّدُ أَنتَ حبَيِبيِ‌ وَ صفَيِيّ‌ وَ رسَوُليِ‌ إِلَي خلَقيِ‌ وَ أمَيِنيِ‌ فِي عبِاَديِ‌ مَن خَلّفتَ فِي قَومِكَ حِينَ وَفَدتَ إلِيَ‌ّ قَالَ فَقُلتُ


صفحه : 392

مَن أَنتَ أَعلَمُ بِهِ منِيّ‌ أخَيِ‌ وَ ابنُ عمَيّ‌ وَ ناَصرِيِ‌ وَ وزَيِريِ‌ وَ عَيبَةُ علِميِ‌ وَ مُنجِزُ عدِاَتيِ‌ قَالَ فَقَالَ لِي ربَيّ‌ وَ عزِتّيِ‌ وَ جلَاَليِ‌ وَ جوُديِ‌ وَ مجَديِ‌ وَ قدُرتَيِ‌ عَلَي خلَقيِ‌ لَا أَقبَلُ الإِيمَانَ بيِ‌ وَ لَا بِأَنّكَ نبَيِ‌ّ إِلّا بِالوَلَايَةِ لَهُ يَا مُحَمّدُ أَ تُحِبّ أَن تَرَاهُ فِي مَلَكُوتِ السّمَاءِ قَالَ فَقُلتُ ربَيّ‌ وَ كَيفَ لِي بِهِ وَ قَد خَلّفتُهُ فِي الأَرضِ قَالَ فَقَالَ لِي يَا مُحَمّدُ ارفَع رَأسَكَ قَالَ فَرَفَعتُ رأَسيِ‌ وَ إِذَا أَنَا بِهِ مَعَ المَلَائِكَةِ المُقَرّبِينَ مِمّا يلَيِ‌ السّمَاءَ الأَعلَي قَالَ فَضَحِكتُ حَتّي بَدَت نوَاَجذِيِ‌ قَالَ فَقُلتُ يَا رَبّ اليَومَ قَرّت عيَنيِ‌ قَالَ ثُمّ قِيلَ لِي يَا مُحَمّدُ قُلتُ لَبّيكَ ذَا العِزّةِ لَبّيكَ قَالَ إنِيّ‌ أَعهَدُ إِلَيكَ فِي عَلِيّ عَهداً فَاسمَعهُ قَالَ قُلتُ مَا هُوَ يَا رَبّ فَقَالَ عَلِيّ رَايَةُ الهُدَي وَ إِمَامُ الأَبرَارِ وَ قَاتِلُ الفُجّارِ وَ إِمَامُ مَن أطَاَعنَيِ‌ وَ هُوَ الكَلِمَةُ التّيِ‌ أَلزَمتُهَا المُتّقِينَ أَورَثتُهُ علِميِ‌ وَ فهَميِ‌ فَمَن أَحَبّهُ فَقَد أحَبَنّيِ‌ وَ مَن أَبغَضَهُ فَقَد أبَغضَنَيِ‌ إِنّهُ مُبتَلًي وَ مُبتَلًي بِهِ فَبَشّرهُ بِذَلِكَ يَا مُحَمّدُ قَالَ ثُمّ أتَاَنيِ‌ جَبرَئِيلُ ع قَالَ فَقَالَ لِي يَقُولُ اللّهُ لَكَ يَا مُحَمّدُوَ أَلزَمَهُم كَلِمَةَ التّقوي وَ كانُوا أَحَقّ بِها وَ أَهلَهاوَلَايَةَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ تَقَدّم بَينَ يدَيَ‌ّ يَا مُحَمّدُ فَتَقَدّمتُ فَإِذَا أَنَا بِنَهَرٍ حَافَتَاهُ قِبَابُ الدّرّ وَ اليَوَاقِيتِ أَشَدّ بَيَاضاً مِنَ الفِضّةِ وَ أَحلَي مِنَ العَسَلِ وَ أَطيَبُ رِيحاً مِنَ المِسكِ الأَذفَرِ قَالَ فَضَرَبتُ بيِدَيِ‌ فَإِذَا طِينَةٌ مِسكَةٌ ذَفِرَةٌ قَالَ فأَتَاَنيِ‌ جَبرَئِيلُ فَقَالَ لِي يَا مُحَمّدُ أَيّ نَهَرٍ هَذَا قَالَ قُلتُ أَيّ نَهَرٍ هَذَا يَا جَبرَئِيلُ قَالَ هَذَا نَهَرُكَ وَ هُوَ ألّذِي يَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّإِنّا أَعطَيناكَ الكَوثَرَ إِلَي مَوضِعِالأَبتَرُعَمرُو بنُ العَاصِ هُوَ الأَبتَرُ قَالَ ثُمّ التَفَتّ فَإِذَا أَنَا بِرِجَالٍ يُقذَفُ بِهِم فِي نَارِ جَهَنّمَ قَالَ فَقُلتُ مَن هَؤُلَاءِ يَا جَبرَئِيلُ فَقَالَ لِي هَؤُلَاءِ المُرجِئَةُ وَ القَدَرِيّةُ وَ الحَرُورِيّةُ وَ بَنُو أُمَيّةَ وَ النّوَاصِبُ لِذُرّيّتِكَ


صفحه : 393

العَدَاوَةَ هَؤُلَاءِ الخَمسَةُ لَا سَهمَ لَهُم فِي الإِسلَامِ قَالَ ثُمّ قَالَ لِي أَ رَضِيتَ عَن رَبّكَ بِمَا قَسَمَ لَكَ قَالَ فَقُلتُ سُبحَانَ ربَيّ‌ اتّخَذَ اِبرَاهِيمَ خَلِيلًا وَ كَلّمَ مُوسَي تَكلِيماً وَ أَعطَي سُلَيمَانَ مُلكاً عَظِيماً وَ كلَمّنَيِ‌ ربَيّ‌ وَ اتخّذَنَيِ‌ خَلِيلًا وَ أعَطاَنيِ‌ فِي عَلِيّ أَمراً عَظِيماً يَا جَبرَئِيلُ مَنِ ألّذِي لَقِيتُ فِي أَوّلِ الثّنِيّةِ قَالَ ذَاكَ أَخُوكَ مُوسَي بنُ عِمرَانَ ع قَالَ السّلَامُ عَلَيكَ يَا أَوّلُ فَكُنتَ مُبَشّراً أَوّلَ البَشَرِ وَ السّلَامُ عَلَيكَ يَا آخِرُ فَأَنتَ تُبعَثُ آخِرَ النّبِيّينَ وَ السّلَامُ عَلَيكَ يَا حَاشِرُ فَأَنتَ عَلَي حَشرِ هَذِهِ الأُمّةِ قَالَ فَمَنِ ألّذِي لَقِيتُ فِي وَسَطِ الثّنِيّةِ قَالَ ذَاكَ أَخُوكَ عِيسَي ابنُ مَريَمَ يُوصِيكَ بِأَخِيكَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَإِنّهُ قَائِدُ الغُرّ المُحَجّلِينَ وَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ أَنتَ سَيّدُ وُلدِ آدَمَ قَالَ فَمَنِ ألّذِي لَقِيتُ عِندَ البَابِ بَابِ بَيتِ المَقدِسِ قَالَ ذَاكَ أَبُوكَ آدَمُ يُوصِيكَ بِوَصِيّكَ بِابنِهِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع خَيراً وَ يُخبِرُكَ أَنّهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ سَيّدُ المُسلِمِينَ وَ قَائِدُ الغُرّ المُحَجّلِينَ قَالَ فَمَنِ ألّذِي صَلّيتُ بِهِم قَالَ أُولَئِكَ الأَنبِيَاءُ وَ المَلَائِكَةُ ع كَرَامَةً مِنَ اللّهِ أَكرَمَكَ يَا مُحَمّدُ ثُمّ هَبَطَ إِلَي الأَرضِ قَالَ فَلَمّا أَصبَحَ رَسُولُ اللّهِص بَعَثَ إِلَي أَنَسِ بنِ مَالِكٍ فَدَعَاهُ فَلَمّا جَاءَهُ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص ادعُ عَلِيّاً فَأَتَاهُ فَقَالَ يَا عَلِيّ أُبَشّرُكَ قَالَ بِمَا ذَا قَالَ أَخُوكَ مُوسَي وَ أَخُوكَ عِيسَي وَ أَبُوكَ آدَمُ صَلّي اللّهُ عَلَيهِم فَكُلّهُم يوُصيِ‌ بِكَ قَالَ فَبَكَي عَلِيّ وَ قَالَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي لَم يجَعلَنيِ‌ عِندَهُ مَنسِيّاً ثُمّ قَالَ يَا عَلِيّ أَ لَا أُبَشّرُكَ قَالَ قُلتُ بشَرّنيِ‌ يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ يَا عَلِيّ نَظَرتُ بعِيَنيِ‌ إِلَي عَرشِ ربَيّ‌ جَلّ وَ عَزّ فَرَأَيتُ مِثلَكَ فِي السّمَاءِ الأَعلَي وَ عَهِدَ إلِيَ‌ّ فِيكَ عَهداً قَالَ بأِبَيِ‌ وَ أمُيّ‌ يَا رَسُولَ اللّهِ أَ وَ كُلّ ذَلِكَ كَانُوا يَذكُرُونَ إِلَيكَ قَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا عَلِيّ إِنّ المَلَأَ الأَعلَي لَيَدعُونَ لَكَ وَ إِنّ المُصطَفَينَ الأَخيَارَ لَيَرغَبُونَ إِلَي رَبّهِم جَلّ وَ عَزّ أَن يَجعَلَ لَهُمُ السّبِيلَ إِلَي النّظَرِ


صفحه : 394

إِلَيكَ وَ إِنّكَ لَتَشفَعُ يَومَ القِيَامَةِ وَ إِنّ الأُمَمَ كُلّهُم مَوقُوفُونَ عَلَي حَرفِ جَهَنّمَ قَالَ فَقَالَ عَلِيّ يَا رَسُولَ اللّهِ فَمَنِ ألّذِي كَانُوا يُقذَفُ بِهِم فِي نَارِ جَهَنّمَ قَالَ أُولَئِكَ المُرجِئَةُ وَ الحَرُورِيّةُ وَ القَدَرِيّةُ وَ بَنُو أُمَيّةَ وَ مُنَاصِبُكَ العَدَاوَةَ يَا عَلِيّ هَؤُلَاءِ الخَمسَةُ لَيسَ لَهُم فِي الإِسلَامِ نَصِيبٌ

99-شف ،[كشف اليقين ] مُحَمّدُ بنُ العَبّاسِ عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ الأهَواَزيِ‌ّ عَن فَضَالَةَ عَنِ الحضَرمَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَأَتَي رَجُلٌ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ هُوَ فِي مَسجِدِ الكُوفَةِ وَ قَدِ احتَبَي بِحَمَائِلِ سَيفِهِ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إِنّ فِي القُرآنِ آيَةً قَد أَفسَدَت عَلَيّ ديِنيِ‌ وَ شكَكّتَنيِ‌ فِي ديِنيِ‌ قَالَ وَ مَا ذَلِكَ قَالَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ سئَل مَن أَرسَلنا مِن قَبلِكَ مِن رُسُلِنا أَ جَعَلنا مِن دُونِ الرّحمنِ آلِهَةً يُعبَدُونَفَهَل كَانَ فِي ذَلِكَ الزّمَانِ نبَيِ‌ّ غَيرُ مُحَمّدٍص فَيَسأَلُهُ عَنهُ فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع اجلِس أُخبِركَ بِهِ إِن شَاءَ اللّهُ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُ فِي كِتَابِهِسُبحانَ ألّذِي أَسري بِعَبدِهِ لَيلًا مِنَ المَسجِدِ الحَرامِ إِلَي المَسجِدِ الأَقصَي ألّذِي بارَكنا حَولَهُ لِنُرِيَهُ مِن آياتِنافَكَانَ مِن آيَاتِ اللّهِ التّيِ‌ أَرَاهَا مُحَمّداً أَنّهُ انتَهَي بِهِ جَبرَئِيلُ إِلَي البَيتِ المَعمُورِ وَ هُوَ المَسجِدُ الأَقصَي فَلَمّا دَنَا مِنهُ أَتَي جَبرَئِيلُ عَيناً فَتَوَضّأَ مِنهَا ثُمّ قَالَ يَا مُحَمّدُ تَوَضّأ ثُمّ قَامَ جَبرَئِيلُ فَأَذّنَ ثُمّ قَالَ للِنبّيِ‌ّ تَقَدّم فَصَلّ وَ اجهَر بِالقِرَاءَةِ فَإِنّ خَلفَكَ أُفُقاً مِنَ المَلَائِكَةِ لَا يَعلَمُ عِدّتَهُم إِلّا اللّهُ جَلّ وَ عَزّ وَ فِي الصّفّ الأَوّلِ آدَمُ وَ نُوحٌ وَ اِبرَاهِيمُ وَ هُودٌ وَ مُوسَي وَ عِيسَي وَ كُلّ نبَيِ‌ّ بَعَثَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي مُنذُ خَلَقَ السّمَاوَاتِ وَ الأَرضَ إِلَي أَن بَعَثَ مُحَمّداً فَتَقَدّمَ رَسُولُ اللّهِص فَصَلّي بِهِم غَيرَ هَائِبٍ وَ لَا مُحتَشِمٍ فَلَمّا انصَرَفَ أَوحَي إِلَيهِ كَلَمحِ البَصَرِ سَل يَا مُحَمّدُمَن أَرسَلنا مِن قَبلِكَ مِن رُسُلِنا


صفحه : 395

أَ جَعَلنا مِن دُونِ الرّحمنِ آلِهَةً يُعبَدُونَفَالتَفَتَ إِلَيهِم رَسُولُ اللّهِص بِجَمِيعِهِ فَقَالَ بِمَ تَشهَدُونَ قَالُوا نَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَنّكَ رَسُولُ اللّهِ وَ أَنّ عَلِيّاً أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَصِيّكَ وَ أَنّكَ رَسُولُ اللّهِ سَيّدُ النّبِيّينَ وَ أَنّ عَلِيّاً سَيّدُ الوَصِيّينَ أُخِذَت عَلَي ذَلِكَ مَوَاثِيقُنَا لَكُمَا بِالشّهَادَةِ فَقَالَ الرّجُلُ أَحيَيتَ قلَبيِ‌ وَ فَرّجتَ عنَيّ‌ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ

100-شف ،[كشف اليقين ] مُحَمّدُ بنُ العَبّاسِ عَن مُحَمّدِ بنِ هَمّامِ بنِ سُهَيلٍ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ العلَوَيِ‌ّ عَن عِيسَي بنِ دَاوُدَ النّجّارِ عَن أَبِي الحَسَنِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ ع فِي قَولِهِ عَزّ وَ جَلّذُو مِرّةٍ فَاستَوي إِلَي قَولِهِإِذ يَغشَي السّدرَةَ ما يَغشي فَإِنّ النّبِيّص لَمّا أسُريِ‌َ بِهِ إِلَي رَبّهِ جَلّ وَ عَزّ قَالَ وَقَفَ بيِ‌ جَبرَئِيلُ ع عِندَ شَجَرَةٍ عَظِيمَةٍ لَم أَرَ مِثلَهَا عَلَي كُلّ غُصنٍ مِنهَا وَ عَلَي كُلّ وَرَقَةٍ مِنهَا مَلَكٌ وَ عَلَي كُلّ ثَمَرَةٍ مِنهَا مَلَكٌ وَ قَد كَلّلَهَا نُورٌ مِن نُورِ اللّهِ جَلّ وَ عَزّ فَقَالَ جَبرَئِيلُ هَذِهِ سِدرَةُ المُنتَهَي كَانَ ينَتهَيِ‌ الأَنبِيَاءُ مِن قَبلِكَ إِلَيهَا ثُمّ لَا يُجَاوِزُونَهَا وَ أَنتَ تَجُوزُهَا إِن شَاءَ اللّهُ لِيُرِيَكَ مِن آيَاتِهِ الكُبرَي فَاطمَئِنّ أَيّدَكَ اللّهُ بِالثّبَاتِ حَتّي تَستَكمِلَ كَرَامَاتِ اللّهِ وَ تَصِيرَ إِلَي جِوَارِهِ ثُمّ صَعِدَ بيِ‌ حَتّي صِرتُ تَحتَ العَرشِ فدَلُيّ‌َ لِي رَفرَفٌ أَخضَرُ مَا أُحسِنُ أَصِفُهُ فرَفَعَنَيِ‌ الرّفرَفُ بِإِذنِ اللّهِ إِلَي ربَيّ‌ فَصِرتُ عِندَهُ وَ انقَطَعَ عنَيّ‌ أَصوَاتُ المَلَائِكَةِ وَ دَوِيّهُم وَ ذَهَبَت عنَيّ‌ المَخَاوِفُ وَ الرّوعَاتُ وَ هَدَأَت نفَسيِ‌ وَ استَبشَرتُ وَ ظَنَنتُ أَنّ جَمِيعَ الخَلَائِقِ قَد مَاتُوا أَجمَعِينَ وَ لَم أَرَ عنِديِ‌ أَحَداً مِن خَلقِهِ فتَرَكَنَيِ‌ مَا شَاءَ اللّهُ ثُمّ رَدّ عَلَيّ روُحيِ‌ فَأَفَقتُ فَكَانَ تَوفِيقاً مِن ربَيّ‌ عَزّ وَ جَلّ أَن غَمّضتُ عيَنيِ‌ وَ كَلّ بصَرَيِ‌ وَ غشَيِ‌َ عنَيّ‌ النّظَرُ فَجَعَلتُ أُبصِرُ بقِلَبيِ‌ كَمَا أُبصِرُ بعِيَنيِ‌ بَل أَبعُدُ وَ أَبلُغُ فَذَلِكَ قَولُهُ جَلّ وَ عَزّما زاغَ البَصَرُ وَ ما طَغي لَقَد رَأي مِن آياتِ رَبّهِ الكُبري وَ إِنّمَا كُنتُ أَرَي فِي مِثلِ


صفحه : 396

مَخِيطِ الإِبرَةِ وَ نُورٍ بَينَ يدَيَ‌ ربَيّ‌ لَا تُطِيقُهُ الأَبصَارُ فنَاَداَنيِ‌ ربَيّ‌ جَلّ وَ عَزّ فَقَالَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي يَا مُحَمّدُ قُلتُ لَبّيكَ ربَيّ‌ وَ سيَدّيِ‌ وَ إلِهَيِ‌ لَبّيكَ قَالَ هَل عَرَفتَ قَدرَكَ عنِديِ‌ وَ مَنزِلَتَكَ وَ مَوضِعَكَ قُلتُ نَعَم يَا سيَدّيِ‌ قَالَ يَا مُحَمّدُ هَل عَرَفتَ مَوقِفَكَ منِيّ‌ وَ مَوضِعَ ذُرّيّتِكَ قُلتُ نَعَم يَا سيَدّيِ‌ قَالَ فَهَل تَعلَمُ يَا مُحَمّدُ فِيمَا اختَصَمَ المَلَأُ الأَعلَي فَقُلتُ يَا رَبّ أَنتَ أَعلَمُ وَ أَحكَمُ وَ أَنتَ عَلّامُ الغُيُوبِ قَالَ اختَصَمُوا فِي الدّرَجَاتِ وَ الحَسَنَاتِ فَهَل تدَريِ‌ مَا الدّرَجَاتُ وَ الحَسَنَاتُ قُلتُ أَنتَ أَعلَمُ يَا سيَدّيِ‌ وَ أَحكَمُ قَالَ إِسبَاغُ الوُضُوءِ فِي المَكرُوهَاتِ وَ المشَي‌ُ عَلَي الأَقدَامِ إِلَي الجُمُعَاتِ مَعَكَ وَ مَعَ الأَئِمّةِ مِن وُلدِكَ وَ انتِظَارُ الصّلَاةِ بَعدَ الصّلَاةِ وَ إِفشَاءُ السّلَامِ وَ إِطعَامُ الطّعَامِ وَ التّهَجّدُ بِاللّيلِ وَ النّاسُ نِيَامٌ قَالَآمَنَ الرّسُولُ بِما أُنزِلَ إِلَيهِ مِن رَبّهِ قُلتُ نَعَم يَا رَبّوَ المُؤمِنُونَ كُلّ آمَنَ بِاللّهِ وَ مَلائِكَتِهِ وَ كُتُبِهِ وَ رُسُلِهِ لا نُفَرّقُ بَينَ أَحَدٍ مِن رُسُلِهِ وَ قالُوا سَمِعنا وَ أَطَعنا غُفرانَكَ رَبّنا وَ إِلَيكَ المَصِيرُ قَالَ صَدَقتَ يَا مُحَمّدُلا يُكَلّفُ اللّهُ نَفساً إِلّا وُسعَها لَها ما كَسَبَت وَ عَلَيها مَا اكتَسَبَت وَ أَغفِرُ لَهُم وَ قُلتُرَبّنا لا تُؤاخِذنا إِن نَسِينا أَو أَخطَأنا إِلَي آخِرِ السّورَةِ قَالَ ذَلِكَ لَكَ وَ لِذُرّيّتِكَ يَا مُحَمّدُ قُلتُ ربَيّ‌ وَ سيَدّيِ‌ وَ إلِهَيِ‌ قَالَ أَسأَلُكَ عَمّا أَنَا أَعلَمُ بِهِ مِنكَ مَن خَلّفتَ فِي الأَرضِ بَعدَكَ قُلتُ خَيرَ أَهلِهَا لَهَا أخَيِ‌ وَ ابنُ عمَيّ‌ وَ نَاصِرُ دِينِكَ يَا رَبّ وَ الغَاضِبُ لِمَحَارِمِكَ إِذَا استَحَلّت وَ لِنَبِيّكَ غَضِيبُ النّمِرِ إِذَا جَدَلَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ قَالَ صَدَقتَ يَا مُحَمّدُ إنِيّ‌ اصطَفَيتُكَ بِالنّبُوّةِ وَ بَعَثتُكَ بِالرّسَالَةِ وَ امتَحَنتُ عَلِيّاً بِالبَلَاغِ وَ الشّهَادَةِ إِلَي أُمّتِكَ وَ جَعَلتُهُ حُجّةً فِي الأَرضِ مَعَكَ وَ بَعدَكَ وَ هُوَ نُورُ أوَليِاَئيِ‌ وَ ولَيِ‌ّ مَن أطَاَعنَيِ‌ وَ هُوَ الكَلِمَةُ التّيِ‌ أَلزَمتُهَا المُتّقِينَ يَا مُحَمّدُ وَ زَوجَتُهُ فَاطِمَةُ وَ إِنّهُ وَصِيّكَ وَ وَارِثُكَ وَ وَزِيرُكَ وَ غَاسِلُ عَورَتِكَ وَ نَاصِرُ دِينِكَ وَ المَقتُولُ عَلَي سنُتّيِ‌ وَ سُنّتِكَ يَقتُلُهُ شقَيِ‌ّ هَذِهِ الأُمّةِ قَالَ رَسُولُ اللّهِص ثُمّ أمَرَنَيِ‌ ربَيّ‌ بِأُمُورٍ وَ أَشيَاءَ أمَرَنَيِ‌ أَن أَكتُمَهَا وَ لَم يُؤذَن لِي فِي إِخبَارِ أصَحاَبيِ‌ بِهَا ثُمّ هَوَي بيِ‌َ الرّفرَفُ فَإِذَا


صفحه : 397

أَنَا بِجَبرَئِيلَ فتَنَاَقلَنَيِ‌ مِنهُ حَتّي صِرتُ إِلَي سِدرَةِ المُنتَهَي فَوَقَفَ بيِ‌ تَحتَهَا ثُمّ أدَخلَنَيِ‌ إِلَي جَنّةِ المَأوَي فَرَأَيتُ مسَكنَيِ‌ وَ مَسكَنَكَ يَا عَلِيّ فِيهَا فَبَينَا جَبرَئِيلُ يكُلَمّنُيِ‌ إِذ تَجَلّي لِي نُورٌ مِن نُورِ اللّهِ جَلّ وَ عَزّ فَنَظَرتُ إِلَي مِثلِ مَخِيطِ الإِبرَةِ إِلَي مِثلِ مَا كُنتُ نَظَرتُ إِلَيهِ فِي المَرّةِ الأُولَي فنَاَداَنيِ‌ ربَيّ‌ جَلّ وَ عَزّ يَا مُحَمّدُ قُلتُ لَبّيكَ ربَيّ‌ وَ سيَدّيِ‌ وَ إلِهَيِ‌ قَالَ سَبَقَت رحَمتَيِ‌ غضَبَيِ‌ لَكَ وَ لِذُرّيّتِكَ أَنتَ مقُرَبّيِ‌ مِن خلَقيِ‌ وَ أَنتَ أمَيِنيِ‌ وَ حبَيِبيِ‌ وَ رسَوُليِ‌ وَ عزِتّيِ‌ وَ جلَاَليِ‌ لَو لقَيِنَيِ‌ جَمِيعُ خلَقيِ‌ يَشُكّونَ فِيكَ طَرفَةَ عَينٍ أَو يُبغِضُونَ صفَوتَيِ‌ مِن ذُرّيّتِكَ لَأُدخِلَنّهُم ناَريِ‌ وَ لَا أبُاَليِ‌ يَا مُحَمّدُ عَلِيّ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ سَيّدُ المُسلِمِينَ وَ قَائِدُ الغُرّ المُحَجّلِينَ إِلَي جَنّاتِ النّعِيمِ أَبُو السّبطَينِ سيَدّيَ‌ شَبَابِ أَهلِ جنَتّيِ‌ المَقتُولَينِ ظُلماً ثُمّ حَرّضَ عَلَي الصّلَاةِ وَ مَا أَرَادَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي وَ قَد كُنتُ قَرِيباً مِنهُ فِي المَرّةِ الأُولَي مِثلَ مَا بَينَ كَبِدِ القَوسِ إِلَي سِيَتِهِ فَذَلِكَ قَولُهُ جَلّ وَ عَزّقابَ قَوسَينِ أَو أَدني مِن ذَلِكَ ثُمّ ذَكَرَ سِدرَةَ المُنتَهَي فَقَالَوَ لَقَد رَآهُ نَزلَةً أُخري عِندَ سِدرَةِ المُنتَهي عِندَها جَنّةُ المَأوي إِذ يَغشَي السّدرَةَ ما يَغشي ما زاغَ البَصَرُ وَ ما طَغييعَنيِ‌ مَا غشَيِ‌َ السّدرَةُ مِن نُورِ اللّهِ وَ عَظَمَتِهِ

بيان قال الجوهري‌ الرفرف ثياب خضر تتخذ منها المحابس الواحدة رفرفة والرفرف أيضا كسر الخباء وجوانب الدرع و ماتدلي منها.أقول روي هذاالخبر الشيخ حسن بن سليمان في كتاب المحتضر من تفسير محمد بن العباس مثله سواء

101-شف ،[كشف اليقين ] عَن أَبِي جَعفَرِ بنِ بَابَوَيهِ بِرِجَالِ المُخَالِفِينَ رَوَينَاهُ مِن كِتَابِهِ كِتَابِ أَخبَارِ الزّهرَاءِ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدِ بنِ سَعِيدٍ عَن فُرَاتِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الهمَداَنيِ‌ّ عَن أَبِي الحَسَنِ خَلَفِ بنِ مُوسَي عَن عَبدِ الأَعلَي الصنّعاَنيِ‌ّ عَن عَبدِ الرّزّاقِ عَن مَعمَرٍ عَن أَبِي يَحيَي


صفحه : 398

عَن مُجَاهِدٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ لَمّا زَوّجَ رَسُولُ اللّهِص عَلِيّاً ع فَاطِمَةَ تَحَدّثنَ نِسَاءُ قُرَيشٍ وَ غَيرُهُنّ وَ عَيّرَتهَا وَ قُلنَ زَوّجَكِ رَسُولُ اللّهِص مِن عَائِلٍ لَا مَالَ لَهُ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللّهِص يَا فَاطِمَةُ أَ مَا تَرضَينَ أَنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي اطّلَعَ اطّلَاعَةً إِلَي الأَرضِ فَاختَارَ مِنهَا رَجُلَينِ أَحَدُهُمَا أَبُوكِ وَ الآخَرُ بَعلُكِ يَا فَاطِمَةُ كُنتُ أَنَا وَ عَلِيّ نُوراً بَينَ يدَيَ‌ِ اللّهِ مُطِيعَينِ مِن قَبلِ أَن يَخلُقَ اللّهُ آدَمَ ع بِأَربَعَةَ عَشَرَ أَلفَ عَامٍ فَلَمّا خَلَقَ آدَمَ قَسَمَ ذَلِكَ النّورَ بِجُزءَينِ جُزءٌ أَنَا وَ جُزءٌ عَلِيٌ ثُمّ إِنّ قُرَيشاً تَكَلّمَت فِي ذَلِكَ وَ فَشَا الخَبَرُ فَبَلَغَ النّبِيّص فَأَمَرَ بِلَالًا فَجَمَعَ النّاسَ وَ خَرَجَ إِلَي مَسجِدِهِ وَ رقَيِ‌َ مِنبَرَهُ يُحَدّثُ النّاسَ مَا خَصّهُ اللّهُ تَعَالَي مِنَ الكَرَامَةِ وَ بِمَا خَصّ بِهِ عَلِيّاً ع وَ فَاطِمَةَ ع فَقَالَ يَا مَعشَرَ النّاسِ إِنّهُ بلَغَنَيِ‌ مَقَالَتُكُم وَ إنِيّ‌ مُحَدّثُكُم حَدِيثاً فَعُوهُ وَ احفَظُوا منِيّ‌ وَ اسمَعُوهُ فإَنِيّ‌ مُخبِرُكُم بِمَا خَصّ اللّهُ بِهِ أَهلَ البَيتِ وَ بِمَا خَصّ بِهِ عَلِيّاً مِنَ الفَضلِ وَ الكَرَامَةِ وَ فَضّلَهُ عَلَيكُم فَلَا تُخَالِفُوهُ فَتَنقَلِبُوا عَلَي أَعقَابِكُموَ مَن يَنقَلِب عَلي عَقِبَيهِ فَلَن يَضُرّ اللّهَ شَيئاً وَ سيَجَزيِ‌ اللّهُ الشّاكِرِينَمَعَاشِرَ النّاسِ إِنّ اللّهَ قَدِ اختاَرنَيِ‌ مِن خَلقِهِ فبَعَثَنَيِ‌ إِلَيكُم رَسُولًا وَ اختَارَ لِي عَلِيّاً خَلِيفَةً وَ وَصِيّاً مَعَاشِرَ النّاسِ إنِيّ‌ لَمّا أسُريِ‌َ بيِ‌ إِلَي السّمَاءِ فَمَا مَرَرتُ بِمَلَإٍ مِنَ المَلَائِكَةِ فِي سَمَاءٍ مِنَ السّمَاوَاتِ إِلّا سأَلَوُنيِ‌ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَ قَالُوا يَا مُحَمّدُ إِذَا رَجَعتَ إِلَي الدّنيَا فأَقَر‌ِئ عَلِيّاً وَ شِيعَتَهُ مِنّا السّلَامَ فَلَمّا وَصَلتُ إِلَي السّمَاءِ السّابِعَةِ وَ تَخَلّفَ عنَيّ‌ جَمِيعُ مَن كَانَ معَيِ‌ مِن مَلَائِكَةِ السّمَاوَاتِ وَ جَبرَئِيلَ ع وَ المَلَائِكَةِ المُقَرّبِينَ وَ وَصَلتُ إِلَي حُجُبِ ربَيّ‌ دَخَلتُ سَبعِينَ أَلفَ حِجَابٍ بَينَ كُلّ حِجَابٍ إِلَي حِجَابٍ مِن حُجُبِ العِزّةِ وَ القُدرَةِ وَ البَهَاءِ وَ الكَرَامَةِ وَ الكِبرِيَاءِ وَ العَظَمَةِ وَ النّورِ وَ الظّلمَةِ وَ الوَقَارِ حَتّي وَصَلتُ إِلَي حِجَابِ الجَلَالِ


صفحه : 399

فَنَاجَيتُ ربَيّ‌ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي وَ قُمتُ بَينَ يَدَيهِ وَ تَقَدّمَ إلِيَ‌ّ عَزّ ذِكرُهُ بِمَا أَحَبّهُ وَ أمَرَنَيِ‌ بِمَا أَرَادَ وَ لَم أَسأَلهُ لنِفَسيِ‌ شَيئاً وَ فِي عَلِيّ ع إِلّا أعَطاَنيِ‌ وَ وعَدَنَيِ‌ الشّفَاعَةَ فِي شِيعَتِهِ وَ أَولِيَائِهِ ثُمّ قَالَ لِيَ الجَلِيلُ جَلّ جَلَالُهُ يَا مُحَمّدُ مَن تُحِبّ مِن خلَقيِ‌ قُلتُ أُحِبّ ألّذِي تُحِبّهُ أَنتَ يَا ربَيّ‌ فَقَالَ لِي جَلّ جَلَالُهُ فَأَحِبّ عَلِيّاً فإَنِيّ‌ أُحِبّهُ وَ أُحِبّ مَن يُحِبّهُ وَ أُحِبّ مَن أَحَبّ مَن يُحِبّهُ فَخَرَرتُ لِلّهِ سَاجِداً مُسَبّحاً شَاكِراً لرِبَيّ‌ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي فَقَالَ لِي يَا مُحَمّدُ عَلِيّ ولَيِيّ‌ وَ خيِرَتَيِ‌ بَعدَكَ مِن خلَقيِ‌ اختَرتُهُ لَكَ أَخاً وَ وَصِيّاً وَ وَزِيراً وَ صَفِيّاً وَ خَلِيفَةً وَ نَاصِراً لَكَ عَلَي أعَداَئيِ‌ يَا مُحَمّدُ وَ عزِتّيِ‌ وَ جلَاَليِ‌ لَا ينُاَويِ‌ عَلِيّاً جَبّارٌ إِلّا قَصَمتُهُ وَ لَا يُقَاتِلُ عَلِيّاً عَدُوّ مِن أعَداَئيِ‌ إِلّا هَزَمتُهُ وَ أَبَدتُهُ يَا مُحَمّدُ إنِيّ‌ اطّلَعتُ عَلَي قُلُوبِ عبِاَديِ‌ فَوَجَدتُ عَلِيّاً أَنصَحُ خلَقيِ‌ لَكَ وَ أَطوَعُهُم لَكَ فَاتّخِذهُ أَخاً وَ خَلِيفَةً وَ وَصِيّاً وَ زَوّجهُ ابنَتَكَ فإَنِيّ‌ سَأَهِبُ لَهُمَا غُلَامَينِ طَيّبَينِ طَاهِرَينِ تَقِيّينِ نَقِيّينِ فبَيِ‌ حَلَفتُ وَ عَلَي نفَسيِ‌ حَتَمتُ إِنّهُ لَا يَتَوَلّيَنّ عَلِيّاً وَ زَوجَتَهُ وَ ذُرّيّتَهُمَا أَحَدٌ مِن خلَقيِ‌ إِلّا رَفَعتُ لِوَاءَهُ إِلَي قَائِمَةِ عرَشيِ‌ وَ جنَتّيِ‌ وَ بُحبُوحَةِ كرَاَمتَيِ‌ وَ سَقَيتُهُ مِن حَظِيرَةِ قدُسيِ‌ وَ لَا يُعَادِيهِم أَحَدٌ أَو يَعدِلُ عَن وَلَايَتِهِم يَا مُحَمّدُ إِلّا سَلَبتُهُ ودُيّ‌ وَ بَاعَدتُهُ مِن قرُبيِ‌ وَ ضَاعَفتُ عَلَيهِم عذَاَبيِ‌ وَ لعَنتَيِ‌ يَا مُحَمّدُ إِنّكَ رسَوُليِ‌ إِلَي جَمِيعِ خلَقيِ‌ وَ إِنّ عَلِيّاً ولَيِيّ‌ وَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ عَلَي ذَلِكَ أَخَذتُ مِيثَاقَ ملَاَئكِتَيِ‌ وَ أنَبيِاَئيِ‌ وَ جَمِيعِ خلَقيِ‌ وَ هُم أَروَاحٌ مِن قَبلِ أَن أَخلُقَ خَلقاً فِي سمَاَئيِ‌ وَ أرَضيِ‌ مَحَبّةً منِيّ‌ لَكَ يَا مُحَمّدُ وَ لعِلَيِ‌ّ وَ لِوُلدِكُمَا وَ لِمَن أَحَبّكُمَا وَ كَانَ مِن شِيعَتِكُمَا وَ لِذَلِكَ خَلَقتُهُ مِن طِينَتِكُمَا فَقُلتُ إلِهَيِ‌ وَ سيَدّيِ‌ فَاجمَعِ الأُمّةَ فَأَبَي عَلَيّ وَ قَالَ يَا مُحَمّدُ إِنّهُ المُبتَلَي وَ المُبتَلَي بِهِ وَ إنِيّ‌ جَعَلتُكُم مِحنَةً لخِلَقيِ‌ أَمتَحِنُ بِكُم جَمِيعَ عبِاَديِ‌ وَ خلَقيِ‌ فِي سمَاَئيِ‌ وَ أرَضيِ‌ وَ مَا فِيهِنّ لِأُكمِلَ الثّوَابَ


صفحه : 400

لِمَن أطَاَعنَيِ‌ فِيكُم وَ أُحِلّ عذَاَبيِ‌ وَ لعَنتَيِ‌ عَلَي مَن خاَلفَنَيِ‌ فِيكُم وَ عصَاَنيِ‌ وَ بِكُم أُمَيّزُ الخَبِيثَ مِنَ الطّيّبِ يَا مُحَمّدُ وَ عزِتّيِ‌ وَ جلَاَليِ‌ لَولَاكَ مَا خَلَقتُ آدَمَ وَ لَو لَا عَلِيّ مَا خَلَقتُ الجَنّةَ لأِنَيّ‌ بِكُم أجَزيِ‌ العِبَادَ يَومَ المَعَادِ بِالثّوَابِ وَ العِقَابِ وَ بعِلَيِ‌ّ وَ بِالأَئِمّةِ مِن وُلدِهِ أَنتَقِمُ مِن أعَداَئيِ‌ فِي دَارِ الدّنيَا ثُمّ إلِيَ‌ّ المَصِيرُ لِلعِبَادِ وَ المَعَادِ وَ أُحَكّمُكُمَا فِي جنَتّيِ‌ وَ ناَريِ‌ فَلَا يَدخُلُ الجَنّةَ لَكُمَا عَدُوّ وَ لَا يَدخُلُ النّارَ لَكُمَا ولَيِ‌ّ وَ بِذَلِكَ أَقسَمتُ عَلَي نفَسيِ‌ ثُمّ انصَرَفتُ فَجَعَلتُ لَا أَخرُجُ مِن حِجَابٍ مِن حُجُبِ ربَيّ‌ ذيِ‌ الجَلَالِ وَ الإِكرَامِ إِلّا سَمِعتُ النّدَاءَ مِن ورَاَئيِ‌ يَا مُحَمّدُ أَحبِب عَلِيّاً يَا مُحَمّدُ أَكرِم عَلِيّاً يَا مُحَمّدُ قَدّم عَلِيّاً يَا مُحَمّدُ استَخلِف عَلِيّاً يَا مُحَمّدُ أَوصِ إِلَي عَلِيّ يَا مُحَمّدُ وَاخِ عَلِيّاً يَا مُحَمّدُ أَحِبّ مَن يُحِبّ عَلِيّاً يَا مُحَمّدُ استَوصِ بعِلَيِ‌ّ وَ شِيعَتِهِ خَيراً فَلَمّا وَصَلتُ إِلَي المَلَائِكَةِ جَعَلُوا يهُنَئّوُنيّ‌ فِي السّمَاوَاتِ وَ يَقُولُونَ هَنِيئاً لَكَ يَا رَسُولَ اللّهِ كَرَامَةً لَكَ وَ لعِلَيِ‌ّ مَعَاشِرَ النّاسِ عَلِيّ أخَيِ‌ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ وَ وصَيِيّ‌ وَ أمَيِنيِ‌ عَلَي سرِيّ‌ وَ سِرّ رَبّ العَالَمِينَ وَ وزَيِريِ‌ وَ خلَيِفتَيِ‌ عَلَيكُم فِي حيَاَتيِ‌ وَ بَعدَ وفَاَتيِ‌ لَا يَتَقَدّمُهُ أَحَدٌ غيَريِ‌ وَ خَيرُ مَن أُخَلّفُ بعَديِ‌ وَ لَقَد أعَلمَنَيِ‌ ربَيّ‌ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي أَنّهُ سَيّدُ المُسلِمِينَ وَ إِمَامُ المُتّقِينَ وَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ واَرثِيِ‌ وَ وَارِثُ النّبِيّينَ وَ وصَيِ‌ّ رَسُولِ رَبّ العَالَمِينَ وَ قَائِدُ الغُرّ المُحَجّلِينَ مِن شِيعَتِهِ وَ أَهلُ وَلَايَتِهِ إِلَي جَنّاتِ النّعِيمِ بِأَمرِ رَبّ العَالَمِينَ يَبعَثُهُ اللّهُ يَومَ القِيَامَةِ مَقَاماً مَحمُوداً يَغبِطُهُ بِهِ الأَوّلُونَ وَ الآخِرُونَ بِيَدِهِ لوِاَئيِ‌ لِوَاءُ الحَمدِ يَسِيرُ بِهِ أمَاَميِ‌ وَ تَحتَهُ آدَمُ وَ جَمِيعُ مَن وُلِدَ مِنَ النّبِيّينَ وَ الشّهَدَاءِ وَ الصّالِحِينَ إِلَي جَنّاتِ النّعِيمِ حَتماً مِنَ اللّهِ مَحتُوماً مِن رَبّ العَالَمِينَ وَعدٌ وَعَدَنِيهِ ربَيّ‌ فِيهِوَ لَن يُخلِفَ اللّهُ وَعدَهُ وَ أَنَا عَلَي ذَلِكَ مِنَ الشّاهِدَينِ

كتاب المحتضر،للحسن بن سليمان مما رواه من كتاب المعراج عن الصدوق عن


صفحه : 401

الحسن بن محمد بن سعيد مثله

102-شف ،[كشف اليقين ] مُحَمّدُ بنُ أَحمَدَ بنِ الحَسَنِ بنِ شَاذَانَ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ أَيّوبَ عَن عَلِيّ بنِ عَنبَسَةَ عَن بَكرِ بنِ أَحمَدَ وَ حَدّثَنَا أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ الجَرّاحُ عَن أَحمَدَ بنِ الفَضلِ عَن بَكرِ بنِ أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن فَاطِمَةَ بِنتِ الحُسَينِ عَن أَبِيهَا الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع قَالَ حَدّثَنَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَمّا دَخَلتُ الجَنّةَ رَأَيتُ فِيهَا شَجَرَةً تَحمِلُ الحلُيِ‌ّ وَ الحُلَلَ أَسفَلُهَا خَيلٌ بُلقٌ وَ أَوسَطُهَا حُورٌ عِينٌ وَ فِي أَعلَاهَا الرّضوَانُ قُلتُ يَا جَبرَئِيلُ لِمَن هَذِهِ الشّجَرَةُ قَالَ هَذِهِ لِابنِ عَمّكَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَإِذَا أَمَرَ اللّهُ بِدُخُولِ الجَنّةِ يُؤتَي بِشِيعَةِ عَلِيّ حَتّي ينَتهَيِ‌َ بِهِم إِلَي هَذِهِ الشّجَرَةِ فَيَلبَسُونَ الحلُيِ‌ّ وَ الحُلَلَ وَ يَركَبُونَ الخَيلَ البُلقَ وَ ينُاَديِ‌ مُنَادٍ هَؤُلَاءِ شِيعَةُ عَلِيّ صَبَرُوا فِي الدّنيَا عَلَي الأَذَي فَحُبُوا فِي هَذَا اليَومَ بِهَذَا

103-شف ،[كشف اليقين ] مِن كِتَابِ الخَصَائِصِ العَلَوِيّةِ لِمُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ الفَتحِ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ مُحَمّدِ بنِ الفَضلِ عَن عَبدِ الوَهّابِ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ القَطّانِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن يَحيَي بنِ بُكَيرٍ عَن جَعفَرٍ الأَحمَرِ عَن هِلَالٍ الصيّرفَيِ‌ّ عَن أَبِي كَثِيرٍ الأنَصاَريِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَسعَدَ بنِ زُرَارَةَ عَن أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَمّا أسُريِ‌َ بيِ‌ إِلَي السّمَاءِ انتهُيِ‌َ بيِ‌ إِلَي قَصرٍ مِن لُؤلُؤٍ فِرَاشُهُ مِن ذَهَبٍ يَتَلَألَأُ فَأَوحَي اللّهُ


صفحه : 402

إلِيَ‌ّ أَنّهُ لعِلَيِ‌ّ ع وَ أَوحَي إلِيَ‌ّ فِي عَلِيّ بِثَلَاثِ خِصَالٍ أَنّهُ سَيّدُ المُسلِمِينَ وَ إِمَامُ المُتّقِينَ وَ قَائِدُ الغُرّ المُحَجّلِينَ

بشا،[بشارة المصطفي ] محمد بن علي بن عبدالصمد عن أبيه عن جده عن محمد بن القاسم الفارسي‌ عن أحمد بن مروان الضبي‌ عن محمد بن أحمد عن ابن البلخي‌ عن محمد بن علي بن خلف عن نصر بن مزاحم عن جعفرالأحول عن هلال بن مقلاص عن عبد الله بن أسعد عن أبيه مثله

104-شف ،[كشف اليقين ] مِن كِتَابِ المَنَاقِبِ تَألِيفِ عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ الطّبِيبِ الشاّفعِيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ عُثمَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ العَبّاسِ عَنِ ابنِ أَبِي دَاوُدَ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عَبّادٍ عَن يَحيَي بنِ أَبِي بَكرٍ عَن مَعَدّ بنِ زِيَادٍ عَن هِلَالٍ الوَزّانِ عَن أَبِي كَثِيرٍ الأسَدَيِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَسعَدَ بنِ زُرَارَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص انتَهَيتُ لَيلَةَ أسُريِ‌َ بيِ‌ إِلَي السّدرَةِ المُنتَهَي وَ أوُحيِ‌َ إلِيَ‌ّ فِي عَلِيّ ثَلَاثٌ أَنّهُ إِمَامُ المُتّقِينَ وَ سَيّدُ المُسلِمِينَ وَ قَائِدُ الغُرّ المُحَجّلِينَ إِلَي جَنّاتِ النّعِيمِ

105-شف ،[كشف اليقين ] عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ الطّبِيبِ بِإِسنَادِهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِ لَمّا كَانَ لَيلَةُ أسُريِ‌َ بيِ‌ إِلَي السّمَاءِ إِذَا قَصرٌ أَحمَرُ مِن يَاقُوتٍ يَتَلَألَأُ فأَوُحيِ‌َ إلِيَ‌ّ فِي عَلِيّ أَنّهُ سَيّدُ المُسلِمِينَ وَ إِمَامُ المُتّقِينَ وَ قَائِدُ الغُرّ المُحَجّلِينَ

106-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن عَبدِ الصّمَدِ بنِ بَشِيرٍ قَالَسَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ أَتَي جَبرَئِيلُ رَسُولَ اللّهِص وَ هُوَ بِالأَبطَحِ بِالبُرَاقِ أَصغَرَ مِنَ البَغلِ وَ أَكبَرَ مِنَ الحِمَارِ عَلَيهِ أَلفُ أَلفِ مِحَفّةٍ مِن نُورٍ فشَمَسَ البُرَاقُ حِينَ أَدنَاهُ مِنهُ لِيَركَبَهُ فَلَطَمَهُ جَبرَئِيلُ ع لَطمَةً


صفحه : 403

عَرِقَ البُرَاقُ مِنهَا ثُمّ قَالَ اسكُن فَإِنّهُ مُحَمّدٌ ثُمّ رَفّ بِهِ مِن بَيتِ المَقدِسِ إِلَي السّمَاءِ فَتَطَايَرَتِ المَلَائِكَةُ مِن أَبوَابِ السّمَاءِ فَقَالَ جَبرَئِيلُ اللّهُ أَكبَرُ اللّهُ أَكبَرُ فَقَالَتِ المَلَائِكَةُ عَبدٌ مَخلُوقٌ قَالَ ثُمّ لَقُوا جَبرَئِيلَ فَقَالُوا يَا جَبرَئِيلُ مَن هَذَا قَالَ هَذَا مُحَمّدٌ فَسَلّمُوا عَلَيهِ ثُمّ رَفّ بِهِ إِلَي السّمَاءِ الثّانِيَةِ فَتَطَايَرَتِ المَلَائِكَةُ فَقَالَ جَبرَئِيلُ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ فَقَالَتِ المَلَائِكَةُ عَبدٌ مَخلُوقٌ فَلَقُوا جَبرَئِيلَ فَقَالُوا مَن هَذَا فَقَالَ مُحَمّدٌ فَسَلّمُوا عَلَيهِ فَلَم يَزَل كَذَلِكَ فِي سَمَاءٍ سَمَاءٍ ثُمّ أَتَمّ الأَذَانَ ثُمّ صَلّي بِهِم رَسُولُ اللّهِ فِي السّمَاءِ السّابِعَةِ وَ أَمّهُم رَسُولُ اللّهِص ثُمّ مَضَي بِهِ جَبرَئِيلُ ع حَتّي انتَهَي بِهِ إِلَي مَوضِعٍ فَوَضَعَ إِصبَعَهُ عَلَي مَنكِبِهِ ثُمّ رَفَعَهُ فَقَالَ لَهُ امضِ يَا مُحَمّدُ فَقَالَ لَهُ يَا جَبرَئِيلُ تدَعَنُيِ‌ فِي هَذَا المَوضِعِ قَالَ فَقَالَ لَهُ يَا مُحَمّدُ لَيسَ لِي أَن أَجُوزَ هَذَا المَقَامَ وَ لَقَد وَطِئتَ مَوضِعاً مَا وَطِئَهُ أَحَدٌ قَبلَكَ وَ لَا يَطَؤُهُ أَحَدٌ بَعدَكَ قَالَ فَفَتَحَ اللّهُ لَهُ مِنَ العَظِيمِ مَا شَاءَ اللّهُ قَالَ فَكَلّمَهُ اللّهُآمَنَ الرّسُولُ بِما أُنزِلَ إِلَيهِ مِن رَبّهِ قَالَ نَعَم يَا رَبّوَ المُؤمِنُونَ كُلّ آمَنَ بِاللّهِ وَ مَلائِكَتِهِ وَ كُتُبِهِ وَ رُسُلِهِ لا نُفَرّقُ بَينَ أَحَدٍ مِن رُسُلِهِ وَ قالُوا سَمِعنا وَ أَطَعنا غُفرانَكَ رَبّنا وَ إِلَيكَ المَصِيرُ قَالَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيلا يُكَلّفُ اللّهُ نَفساً إِلّا وُسعَها لَها ما كَسَبَت وَ عَلَيها مَا اكتَسَبَت قَالَ مُحَمّدٌرَبّنا لا تُؤاخِذنا إِن نَسِينا أَو أَخطَأنا رَبّنا وَ لا تَحمِل عَلَينا إِصراً كَما حَمَلتَهُ عَلَي الّذِينَ مِن قَبلِنا رَبّنا وَ لا تُحَمّلنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ وَ اعفُ عَنّا وَ اغفِر لَنا وَ ارحَمنا أَنتَ مَولانا فَانصُرنا عَلَي القَومِ الكافِرِينَ قَالَ قَالَ اللّهُ يَا مُحَمّدُ مَن لِأُمّتِكَ بَعدَكَ فَقَالَ اللّهُ أَعلَمُ قَالَ عَلِيّ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع وَ اللّهِ مَا كَانَت وَلَايَتُهُ إِلّا مِنَ اللّهِ مُشَافَهَةً لِمُحَمّدٍص

107-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَسَمِعتُهُ يَقُولُ إِنّ جَبرَئِيلَ احتَمَلَ رَسُولَ اللّهِص حَتّي أَتَي بِهِ إِلَي مَكَانٍ مِنَ السّمَاءِ ثُمّ تَرَكَهُ وَ قَالَ لَهُ مَا وَطِئَ


صفحه : 404

نبَيِ‌ّ قَطّ مَكَانَكَ

108-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ لَمّا أسُريِ‌َ بِرَسُولِ اللّهِص حَضَرَتِ الصّلَاةُ فَأَذّنَ وَ أَقَامَ جَبرَئِيلُ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ تَقَدّم فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ تَقَدّم يَا جَبرَئِيلُ فَقَالَ لَهُ إِنّا لَا نَتَقَدّمُ الآدَمِيّينَ مُنذُ أُمِرنَا بِالسّجُودِ لآِدَمَ ع

109-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن هَارُونَ بنِ خَارِجَةَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَا هَارُونُ كَم بَينَ مَنزِلِكَ وَ بَينَ المَسجِدِ الأَعظَمِ فَقُلتُ قَرِيبٌ قَالَ يَكُونُ مِيلًا فَقُلتُ أَظُنّهُ أَقرَبَ فَقَالَ فَمَا تَشهَدُ الصّلَاةَ كُلّهَا فِيهِ فَقُلتُ لَا وَ اللّهِ جُعِلتُ فِدَاكَ رُبّمَا شُغِلتُ فَقَالَ لِي أَمَا إنِيّ‌ لَو كُنتُ بِحَضرَتِهِ مَا فاَتتَنيِ‌ فِيهِ صَلَاةٌ قَالَ ثُمّ قَالَ هَكَذَا بِيَدِهِ مَا مِن مَلَكٍ مُقَرّبٍ وَ لَا نبَيِ‌ّ مُرسَلٍ وَ لَا عَبدٍ صَالِحٍ إِلّا وَ قَد صَلّي فِي مَسجِدِ كُوفَانَ حَتّي مُحَمّدٍص لَيلَةَ أسُريِ‌َ بِهِ مَرّ بِهِ جَبرَئِيلُ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ هَذَا مَسجِدُ كُوفَانَ فَقَالَ استَأذِن لِي حَتّي أصُلَيّ‌َ فِيهِ رَكعَتَينِ فَاستَأذَنَ لَهُ فَهَبَطَ بِهِ وَ صَلّي فِيهِ رَكعَتَينِ ثُمّ قَالَ أَ مَا عَلِمتَ أَنّ عَن يَمِينِهِ رَوضَةً مِن رِيَاضِ الجَنّةِ وَ عَن يَسَارِهِ رَوضَةً مِن رِيَاضِ الجَنّةِ أَ مَا عَلِمتَ أَنّ الصّلَاةَ المَكتُوبَةَ فِيهِ تَعدِلُ أَلفَ صَلَاةٍ فِي غَيرِهِ وَ النّافِلَةَ خَمسَمِائَةِ صَلَاةٍ وَ الجُلُوسَ فِيهِ مِن غَيرِ قِرَاءَةِ القُرآنِ عِبَادَةٌ قَالَ ثُمّ قَالَ هَكَذَا بِإِصبَعِهِ فَحَرّكَهَا مَا بَعدَ المَسجِدَينِ أَفضَلُ مِن مَسجِدِ كُوفَانَ

110-فس ،[تفسير القمي‌] أَحمَدُ بنُ إِدرِيسَ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ العَبّاسِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيما ضَلّ صاحِبُكُم وَ ما غَوي يَقُولُ مَا ضَلّ فِي عَلِيّ وَ مَا غَوَيوَ ما يَنطِقُ فِيهِعَنِ الهَوي وَ مَا كَانَ مَا قَالَ فِيهِ إِلّا باِلوحَي‌ِ ألّذِي أوُحيِ‌َ إِلَيهِ ثُمّ قَالَعَلّمَهُ شَدِيدُ القُوي ثُمّ أَذِنَ لَهُ فَوَفَدَ إِلَي السّمَاءِ وَ قَالَذُو مِرّةٍ فَاستَوي وَ هُوَ بِالأُفُقِ الأَعلي ثُمّ دَنا فَتَدَلّي فَكانَ قابَ قَوسَينِ أَو أَدني وَ كَانَ بَينَ لَفظِهِ وَ بَينَ سَمَاعِ مُحَمّدٍص كَمَا بَينَ وَتَرِ القَوسِ وَ عُودِهَافَأَوحي إِلي عَبدِهِ ما أَوحيفَسُئِلَ رَسُولُ اللّهِص عَن ذَلِكَ


صفحه : 405

الوحَي‌ِ فَقَالَ أوُحيِ‌َ إلِيَ‌ّ أَنّ عَلِيّاً سَيّدُ المُؤمِنِينَ وَ إِمَامُ المُتّقِينَ وَ قَائِدُ الغُرّ المُحَجّلِينَ وَ أَوّلُ خَلِيفَةٍ يَستَخلِفُهُ خَاتَمُ النّبِيّينَ

111-ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ أَو غَيرِهِ عَن سَيفِ بنِ عَمِيرَةَ عَن بَشّارٍ عَن أَبِي دَاوُدَ عَن بُرَيدَةَ قَالَ كُنتُ جَالِساً مَعَ رَسُولِ اللّهِص وَ عَلِيّ مَعَهُ إِذ قَالَ يَا عَلِيّ أَ لَم أُشهِدكَ معَيِ‌ سَبعَ مَوَاطِنَ حَتّي ذَكَرَ المَوطِنَ الرّابِعَ لَيلَةَ الجُمُعَةِ أُرِيتُ مَلَكُوتَ السّمَاوَاتِ وَ الأَرضُ رُفِعَت لِي حَتّي نَظَرتُ إِلَي مَا فِيهَا فَاشتَقتُ إِلَيكَ فَدَعَوتُ اللّهَ فَإِذَا أَنتَ معَيِ‌ فَلَم أَرَ مِن ذَلِكَ شَيئاً إِلّا وَ قَد رَأَيتَ

112-فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ الثقّفَيِ‌ّ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَن أَبِي دَاوُدَ عَن أَبِي بُردَةَ الأسَلمَيِ‌ّ قَالَسَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ لعِلَيِ‌ّ يَا عَلِيّ إِنّ اللّهَ أَشهَدَكَ معَيِ‌ فِي سَبعِ مَوَاطِنَ أَمّا أَوّلُ ذَلِكَ فَلَيلَةَ أسُريِ‌َ بيِ‌ إِلَي السّمَاءِ قَالَ لِي جَبرَئِيلُ أَينَ أَخُوكَ قُلتُ خَلّفتُهُ ورَاَئيِ‌ قَالَ ادعُ اللّهَ فَليَأتِكَ بِهِ فَدَعَوتُ وَ إِذَا مِثَالُكَ معَيِ‌ وَ إِذَا المَلَائِكَةُ وُقُوفٌ صُفُوفٌ فَقُلتُ يَا جَبرَئِيلُ مَن هَؤُلَاءِ قَالَ هُمُ الّذِينَ يُبَاهِيهِمُ اللّهُ بِكَ يَومَ القِيَامَةِ فَدَنَوتُ فَنَطَقتُ بِمَا كَانَ وَ بِمَا يَكُونُ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ وَ الثاّنيِ‌ حِينَ أسُريِ‌َ بيِ‌ فِي المَرّةِ الثّانِيَةِ فَقَالَ لِي جَبرَئِيلُ أَينَ أَخُوكَ قُلتُ خَلّفتُهُ ورَاَئيِ‌ قَالَ ادعُ اللّهَ فَليَأتِكَ بِهِ فَدَعَوتُ اللّهَ فَإِذَا مِثَالُكَ معَيِ‌ فَكُشِطَ لِي عَن سَبعِ سَمَاوَاتٍ حَتّي رَأَيتُ سُكّانَهَا وَ عُمّارَهَا وَ مَوضِعَ كُلّ مَلَكٍ مِنهَا وَ الثّالِثُ حِينَ بُعِثتُ إِلَي الجِنّ فَقَالَ لِي جَبرَئِيلُ أَينَ أَخُوكَ قُلتُ خَلّفتُهُ ورَاَئيِ‌ فَقَالَ ادعُ اللّهَ فَليَأتِكَ بِهِ فَدَعَوتُ اللّهَ فَإِذَا أَنتَ معَيِ‌ فَمَا قُلتُ لَهُم شَيئاً وَ لَا رَدّوا عَلَيّ شَيئاً إِلّا سَمِعتَهُ


صفحه : 406

وَ الرّابِعُ خُصّصنَا بِلَيلَةِ القَدرِ وَ لَيسَت لِأَحَدٍ غَيرِنَا وَ الخَامِسُ دَعَوتُ اللّهَ فِيكَ وَ أعَطاَنيِ‌ فِيكَ كُلّ شَيءٍ إِلّا النّبُوّةَ فَإِنّهُ قَالَ خَصّصتُكَ بِهَا وَ خَتَمتُهَا بِكَ وَ أَمّا السّادِسُ لَمّا أسُريِ‌َ بيِ‌ إِلَي السّمَاءِ جَمَعَ اللّهُ لِيَ النّبِيّينَ فَصَلّيتُ بِهِم وَ مِثَالُكَ خلَفيِ‌ وَ السّابِعُ هَلَاكُ الأَحزَابِ بِأَيدِينَا

113-ير،[بصائر الدرجات ] مُحَمّدُ بنُ عِيسَي عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ المُؤمِنِ عَن عَلِيّ بنِ حَسّانَ عَن أَبِي دَاوُدَ السبّيِعيِ‌ّ عَن بُرَيدَةَ الأسَلمَيِ‌ّ عَن رَسُولِ اللّهِص قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا عَلِيّ إِنّ اللّهَ أَشهَدَكَ معَيِ‌ سَبعَ مَوَاطِنَ حَتّي ذَكَرَ المَوطِنَ الثاّنيِ‌َ أتَاَنيِ‌ جَبرَئِيلُ فأَسُريِ‌َ بيِ‌ إِلَي السّمَاءِ فَقَالَ أَينَ أَخُوكَ فَقُلتُ وَدَعتُهُ خلَفيِ‌ قَالَ فَقَالَ فَادعُ اللّهَ يَأتِيكَ بِهِ قَالَ فَدَعَوتُ اللّهَ فَإِذَا أَنتَ معَيِ‌ فَكُشِطَ لِي عَنِ السّمَاوَاتِ السّبعِ وَ الأَرَضِينَ السّبعِ حَتّي رَأَيتُ سُكّانَهَا وَ عُمّارَهَا وَ مَوضِعَ كُلّ مَلَكٍ مِنهَا فَلَم أَرَ مِن ذَلِكَ شَيئاً إِلّا وَ قَد رَأَيتَهُ كَمَا رَأَيتُهُ

114- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]الحَفّارُ عَنِ الجعِاَبيِ‌ّ عَن سَعِيدِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ عَجَبٍ الأنَصاَريِ‌ّ عَن خَلَفِ بنِ دُرُستَ عَنِ القَاسِمِ بنِ هَارُونَ عَن سَهلِ بنِ سُفيَانَ عَن هَمّامٍ عَن قَتَادَةَ عَن أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَمّا عُرِجَ بيِ‌ إِلَي السّمَاءِ دَنَوتُ مِن ربَيّ‌ عَزّ وَ جَلّ حَتّي كَانَ بيَنيِ‌ وَ بَينَهُ قَابُ قَوسَينِ أَو أَدنَي فَقَالَ يَا مُحَمّدُ مَن تُحِبّ مِنَ الخَلقِ قُلتُ يَا رَبّ عَلِيّاً قَالَ التَفِت يَا مُحَمّدُ فَالتَفَتّ عَن يسَاَريِ‌ فَإِذَا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ


صفحه : 407

115- ع ،[علل الشرائع ]الوَرّاقُ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي وَ الفَضلِ بنِ عَامِرٍ عَن سُلَيمَانَ بنِ مُقبِلٍ عَن مُحَمّدِ بنِ زِيَادٍ الأزَديِ‌ّ عَن عِيسَي بنِ عَبدِ اللّهِ الأشَعرَيِ‌ّ عَنِ الصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَ حدَثّنَيِ‌ أَبِي عَن جدَيّ‌ عَن أَبِيهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَمّا أسُريِ‌َ بيِ‌ إِلَي السّمَاءِ حمَلَنَيِ‌ جَبرَئِيلُ عَلَي كَتِفِهِ الأَيمَنِ فَنَظَرتُ إِلَي بُقعَةٍ بِأَرضِ الجَبَلِ حَمرَاءَ أَحسَنَ لَوناً مِنَ الزّعفَرَانِ وَ أَطيَبَ رِيحاً مِنَ المِسكِ فَإِذَا فِيهَا شَيخٌ عَلَي رَأسِهِ بُرنُسٌ فَقُلتُ لِجَبرَئِيلَ مَا هَذِهِ البُقعَةُ الحَمرَاءُ التّيِ‌ هيِ‌َ أَحسَنُ لَوناً مِنَ الزّعفَرَانِ وَ أَطيَبُ رِيحاً مِنَ المِسكِ قَالَ بُقعَةُ شِيعَتِكَ وَ شِيعَةُ وَصِيّكَ عَلِيّ فَقُلتُ مَنِ الشّيخُ صَاحِبُ البُرنُسِ قَالَ إِبلِيسُ قُلتُ فَمَا يُرِيدُ مِنهُم قَالَ يُرِيدُ أَن يَصُدّهُم عَن وَلَايَةِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ يَدعُوَهُم إِلَي الفِسقِ وَ الفُجُورِ فَقُلتُ يَا جَبرَئِيلُ أَهوِ بِنَا إِلَيهِم فَأَهوَي بِنَا إِلَيهِم أَسرَعَ مِنَ البَرقِ الخَاطِفِ وَ البَصَرِ اللّامِحِ فَقُلتُ قُم يَا مَلعُونُ فَشَارِك أَعدَاءَهُم فِي أَموَالِهِم وَ أَولَادِهِم وَ نِسَائِهِم فَإِنّ شيِعتَيِ‌ وَ شِيعَةَ عَلِيّ لَيسَ لَكَ عَلَيهِم سُلطَانٌ فَسُمّيَت قُم

116- ع ،[علل الشرائع ] أَبِي عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الصّفّارِ وَ لَم يَحفَظ إِسنَادَهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَمّا أسُريِ‌َ بيِ‌ إِلَي السّمَاءِ سَقَطَ مِن عرَقَيِ‌ فَنَبَتَ مِنهُ الوَردُ فَوَقَعَ فِي البَحرِ فَذَهَبَ السّمَكُ لِيَأخُذَهَا وَ ذَهَبَ الدّعمُوصُ لِيَأخُذَهَا فَقَالَتِ السّمَكَةُ هيِ‌َ لِي وَ قَالَ الدّعمُوصُ هيِ‌َ لِي فَبَعَثَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَيهِمَا مَلَكاً يَحكُمُ بَينَهُمَا فَجَعَلَ نِصفَهَا لِلسّمَكَةِ وَ جَعَلَ نِصفَهَا لِلدّعمُوصِ

قال الصدوق رحمه الله قال أبي رضي‌ الله عنه وتري أوراق الورد تحت جلناره وهي‌ خمسة اثنتان منها علي صفة السمك واثنتان منها علي صفة الدعموص وواحدة منها نصفها علي صفة السمك ونصفها علي صفة الدعموص .بيان المراد بأوراق الورد الأوراق الخضر الملتصقة بالأوراق الحمر المحيطة بهاقبل انفتاحها فاثنتان منها ليس علي طرفيهما ريشة علي مثال ذنب الدعموص واثنتان منها علي طرفيهما رياش علي مثال ذنب السمك وواحدة منها علي أحد طرفيها رياش دون الطرف


صفحه : 408

الآخر فنصفها يشبه السمك ونصفها يشبه الدعموص والدعموص دويبة أودودة سوداء تكون في الغدران إذانشت ذكره الفيروزآبادي‌

117- ع ،[علل الشرائع ] مُحَمّدُ بنُ جَعفَرٍ البُندَارُ عَن سَعِيدِ بنِ أَحمَدَ بنِ أَبِي سَالِمٍ عَن يَحيَي بنِ الفَضلِ الوَرّاقِ عَن يَحيَي بنِ مُوسَي عَن عَبدِ الرّزّاقِ عَن مَعمَرٍ عَنِ الزهّريِ‌ّ عَن أَنَسٍ قَالَ فُرِضَت عَلَي النّبِيّص لَيلَةَ أسُريِ‌َ بِهِ الصّلَاةُ خَمسِينَ ثُمّ نُقِصَت فَجُعِلَت خَمساً ثُمّ نوُديِ‌َ يَا مُحَمّدُ إِنّهُ لَا يُبَدّلُ القَولُ لدَيَ‌ّ فَإِنّ لَكَ بِهَذِهِ الخَمسِ خمسون [خَمسِينَ]

118-فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَن بَعضِ أَصحَابِهِ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لِفَاطِمَةَ إِنّهُ لَمّا أسُريِ‌َ بيِ‌ إِلَي السّمَاءِ وَجَدتُ مَكتُوباً عَلَي صَخرَةِ بَيتِ المَقدِسِ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ أَيّدتُهُ بِوَزِيرِهِ وَ نَصَرتُهُ بِوَزِيرِهِ فَقُلتُ لِجَبرَئِيلَ وَ مَن وزَيِريِ‌ فَقَالَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع فَلَمّا انتَهَيتُ إِلَي سِدرَةِ المُنتَهَي وَجَدتُ مَكتُوباً عَلَيهَا أنَيّ‌ أَنَا اللّهُ لَا إِلَهَ إِلّا أَنَا وحَديِ‌ مُحَمّدٌ صفَوتَيِ‌ مِن خلَقيِ‌ أَيّدتُهُ بِوَزِيرِهِ وَ نَصَرتُهُ بِوَزِيرِهِ فَقُلتُ لِجَبرَئِيلَ وَ مَن وزَيِريِ‌ قَالَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع فَلَمّا جَاوَزتُ السّدرَةَ انتَهَيتُ إِلَي عَرشِ رَبّ العَالَمِينَ وَجَدتُ مَكتُوباً عَلَي كُلّ قَائِمَةٍ مِن قَوَائِمِ العَرشِ أَنَا اللّهُ لَا إِلَهَ إِلّا أَنَا مُحَمّدٌ حبَيِبيِ‌ أَيّدتُهُ بِوَزِيرِهِ وَ نَصَرتُهُ بِوَزِيرِهِ فَلَمّا دَخَلتُ الجَنّةَ رَأَيتُ فِي الجَنّةِ شَجَرَةَ طُوبَي أَصلُهَا فِي دَارِ عَلِيّ وَ مَا فِي الجَنّةِ قَصرٌ وَ لَا مَنزِلٌ إِلّا وَ فِيهَا فِترٌ مِنهَا وَ أَعلَاهَا أَسفَاطٌ حُلَلٌ مِن سُندُسٍ وَ إِستَبرَقٍ يَكُونُ لِلعَبدِ المُؤمِنِ أَلفُ أَلفِ سَفَطٍ فِي كُلّ سَفَطٍ مِائَةُ أَلفِ حُلّةٍ مَا فِيهَا حُلّةٌ يُشبِهُ الأُخرَي عَلَي أَلوَانٍ مُختَلِفَةٍ وَ هيِ‌َ ثِيَابُ أَهلِ الجَنّةِ وَسَطُهَا ظِلّ مَمدُودٌ عَرضُ الجَنّةِكَعَرضِ السّماءِ وَ الأَرضِ أُعِدّت لِلّذِينَ آمَنُوا بِاللّهِ وَ رُسُلِهِيَسِيرُ الرّاكِبُ فِي ذَلِكَ الظّلّ مَسِيرَةَ مِائَةِ عَامٍ


صفحه : 409

فَلَا يَقطَعُهُ وَ ذَلِكَ قَولُهُوَ ظِلّ مَمدُودٍ وَ أَسفَلُهَا ثِمَارُ أَهلِ الجَنّةِ وَ طَعَامُهُم متدلي [مُتَدَلّ] فِي بُيُوتِهِم يَكُونُ فِي القَضِيبِ مِنهَا مِائَةُ لَونٍ مِنَ الفَاكِهَةِ مِمّا رَأَيتُم فِي دَارِ الدّنيَا وَ مِمّا لَم تَرَوهُ وَ مَا سَمِعتُم بِهِ وَ مَا لَم تَسمَعُوا مِثلَهَا وَ كُلّمَا يُجتَنَي مِنهَا شَيءٌ نَبَتَت مَكَانَهَا أُخرَيلا مَقطُوعَةٍ وَ لا مَمنُوعَةٍ وَ تجَريِ‌ نَهَرٌ فِي أَصلِ تِلكَ الشّجَرَةِ تَنفَجِرُ مِنهَا الأَنهَارُ الأَربَعَةُ نَهَرٌمِن ماءٍ غَيرِ آسِنٍ وَ نَهَرٌمِن لَبَنٍ لَم يَتَغَيّر طَعمُهُ وَ نَهَرٌمِن خَمرٍ لَذّةٍ لِلشّارِبِينَ وَ نَهَرٌمِن عَسَلٍ مُصَفّيالخَبَرَ

119- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَن أَحمَدَ بنِ الوَلِيدِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن بَكرِ بنِ صَالِحٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَنِ الحُسَينِ بنِ زَيدٍ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَمّا أسُريِ‌َ بيِ‌ إِلَي السّمَاءِ وَ انتَهَيتُ إِلَي سِدرَةِ المُنتَهَي نُودِيتُ يَا مُحَمّدُ استَوصِ بعِلَيِ‌ّ خَيراً فَإِنّهُ سَيّدُ المُسلِمِينَ وَ إِمَامُ المُتّقِينَ وَ قَائِدُ الغُرّ المُحَجّلِينَ يَومَ القِيَامَةِ

120-فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَن حَمّادٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَمّا أسُريِ‌َ بيِ‌ إِلَي السّمَاءِ دَخَلتُ الجَنّةَ فَرَأَيتُ فِيهَا قيعان [قِيعَاناً]يَقَقٍ وَ رَأَيتُ فِيهَا مَلَائِكَةً يَبنُونَ لَبِنَةً مِن ذَهَبٍ وَ لَبِنَةً مِن فِضّةٍ وَ رُبّمَا أَمسَكُوا فَقُلتُ لَهُم مَا بَالُكُم رُبّمَا بَنَيتُم وَ رُبّمَا أَمسَكتُم فَقَالُوا حَتّي تَجِيئَنَا النّفَقَةُ فَقُلتُ وَ مَا نَفَقَتُكُم فَقَالُوا قَولُ المُؤمِنِ فِي الدّنيَا سُبحَانَ اللّهِ وَ الحَمدُ لِلّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ اللّهُ أَكبَرُ فَإِذَا قَالَ بَنَينَا وَ إِذَا أَمسَكَ أَمسَكنَا

121- وَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَمّا أَسرَي بيِ‌ ربَيّ‌ إِلَي سَبعِ سَمَاوَاتِهِ أَخَذَ بيِدَيِ‌ جَبرَئِيلُ فأَدَخلَنَيِ‌ الجَنّةَ فأَجَلسَنَيِ‌ عَلَي دُرنُوكٍ مِن دَرَانِيكِ الجَنّةِ فنَاَولَنَيِ‌ سَفَرجَلَةً فَانفَلَقَت نِصفَينِ فَخَرَجَت مِن بَينِهَا حَورَاءُ فَقَامَت بَينَ يدَيَ‌ّ فَقَالَتِ السّلَامُ عَلَيكَ يَا مُحَمّدُ السّلَامُ عَلَيكَ يَا أَحمَدُ السّلَامُ عَلَيكَ يَا رَسُولَ اللّهِ فَقُلتُ وَ عَلَيكِ السّلَامُ مَن أَنتِ فَقَالَت


صفحه : 410

أَنَا الرّاضِيَةُ المَرضِيّةُ خلَقَنَيِ‌ الجَبّارُ مِن ثَلَاثَةِ أَنوَاعٍ أسَفلَيِ‌ مِنَ المِسكِ وَ وسَطَيِ‌ مِنَ العَنبَرِ وَ أعَلاَي‌َ مِنَ الكَافُورِ وَ عُجِنتُ بِمَاءِ الحَيَوَانِ ثُمّ قَالَ جَلّ ذِكرُهُ لِي كوُنيِ‌ فَكُنتُ لِأَخِيكَ وَ وَصِيّكَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع

بيان قال الجزري‌ اليقق المتناهي‌ في البياض يقال أبيض يقق و قدتكسر القاف الأولي أي شديد البياض

122-كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة] مُحَمّدُ بنُ العَبّاسِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ النوّفلَيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ هِلَالٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ ابنِ بُكَيرٍ عَن حُمرَانَ قَالَ سَأَلتُ أَبَا جَعفَرٍ ع عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فِي كِتَابِهِثُمّ دَنا فَتَدَلّي فَكانَ قابَ قَوسَينِ أَو أَدني فَقَالَ أَدنَي اللّهُ مُحَمّداً مِنهُ فَلَم يَكُن بَينَهُ وَ بَينَهُ إِلّا قَنَصُ لُؤلُؤٍ فِيهِ فِرَاشٌ يَتَلَألَأُ فأَرُيِ‌َ صُورَةً فَقِيلَ لَهُ يَا مُحَمّدُ أَ تَعرِفُ هَذِهِ الصّورَةَ فَقَالَ نَعَم هَذِهِ صُورَةُ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ أَن زَوّجهُ فَاطِمَةَ وَ اتّخِذهُ وَصِيّاً أَقُولُ سيَأَتيِ‌ خَبَرٌ طَوِيلٌ فِي وَصفِ المِعرَاجِ فِي بَابِ جَوَامِعِ الآيَاتِ النّازِلَةِ فِي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ أَكثَرُ أَخبَارِهَا مَبثُوثَةٌ عَلَي الأَبوَابِ السّابِقَةِ وَ اللّاحِقَةِ

باب 4-الهجرة إلي الحبشة وذكر بعض أحوال جعفر ع والنجاشي‌ رحمه الله

الآيات آل عمران وَ إِنّ مِن أَهلِ الكِتابِ لَمَن يُؤمِنُ بِاللّهِ وَ ما أُنزِلَ إِلَيكُم وَ ما أُنزِلَ إِلَيهِم خاشِعِينَ لِلّهِ لا يَشتَرُونَ بِآياتِ اللّهِ ثَمَناً قَلِيلًا أُولئِكَ لَهُم أَجرُهُم عِندَ رَبّهِم

إِنّ اللّهَ سَرِيعُ الحِسابِالمائدةلَتَجِدَنّ أَشَدّ النّاسِ عَداوَةً لِلّذِينَ آمَنُوا اليَهُودَ وَ الّذِينَ أَشرَكُوا وَ لَتَجِدَنّ أَقرَبَهُم مَوَدّةً لِلّذِينَ آمَنُوا الّذِينَ قالُوا إِنّا نَصاري ذلِكَ بِأَنّ مِنهُم قِسّيسِينَ وَ رُهباناً وَ أَنّهُم لا يَستَكبِرُونَ وَ إِذا سَمِعُوا ما أُنزِلَ إِلَي الرّسُولِ تَري أَعيُنَهُم تَفِيضُ مِنَ الدّمعِ مِمّا عَرَفُوا مِنَ الحَقّ يَقُولُونَ رَبّنا آمَنّا فَاكتُبنا مَعَ الشّاهِدِينَ وَ ما لَنا لا نُؤمِنُ بِاللّهِ وَ ما جاءَنا مِنَ الحَقّ وَ نَطمَعُ أَن يُدخِلَنا رَبّنا مَعَ القَومِ الصّالِحِينَ فَأَثابَهُمُ اللّهُ بِما قالُوا جَنّاتٍ تجَريِ‌ مِن تَحتِهَا الأَنهارُ خالِدِينَ فِيها وَ ذلِكَ جَزاءُ المُحسِنِينَ

تفسير قوله تعالي وَ إِنّ مِن أَهلِ الكِتابِ قال الطبرسي‌ رحمه الله اختلفوا في نزولها فقيل نزلت في النجاشي‌ ملك الحبشة واسمه أصحمة و هوبالعربية عطية و ذلك أنه لمامات نعاه جبرئيل لرسول الله ص في اليوم ألذي مات فيه فقال رسول الله ص اخرجوا فصلوا علي أخ لكم مات بغير أرضكم قالوا و من هو قال النجاشي‌ فخرج رسول الله ص إلي البقيع وكشف له من المدينة إلي أرض الحبشة فأبصر سرير النجاشي‌ وصلي عليه . فقال المنافقون انظروا إلي هذايصلي‌ علي علج نصراني‌ حبشي‌ لم يره قط و ليس علي دينه فأنزل الله هذه الآية عن جابر بن عبد الله و ابن عباس وأنس وقتادة وقيل نزلت في أربعين رجلا من أهل نجران من بني‌ الحارث بن كعب واثنين وثلاثين من أرض الحبشة وثمانية من الروم كانوا علي دين عيسي ع فآمنوا بالنبي‌ص عن عطاء وقيل نزلت في جماعة من اليهود كانوا أسلموا منهم عبد الله بن سلام و من معه عن ابن جريح و ابن زيد و ابن إسحاق وقيل نزلت في مؤمني‌ أهل الكتاب كلهم لأن الآية قدنزلت علي سبب وتكون عامة في كل مايتناوله عن مجاهد. و قال رحمه الله في قوله وَ لَتَجِدَنّ أَقرَبَهُم مَوَدّةً قال المفسرون ائتمرت قريش أن يفتنوا المؤمنين عن دينهم فوثبت كل قبيلة علي من فيها من المسلمين يؤذونهم


صفحه : 412

ويعذبونهم فافتتن من افتتن وعصم الله منهم من شاء ومنع الله رسوله بعمه أبي طالب فلما رأي رسول الله مابأصحابه و لم يقدر علي منعهم و لم يؤمر بعدبالجهاد أمرهم بالخروج إلي أرض الحبشة و قال إن بهاملكا صالحا لايظلم و لايظلم عنده أحد فاخرجوا إليه حتي يجعل الله عز و جل للمسلمين فرجا وأراد به النجاشي‌ واسمه أصحمة وإنما النجاشي‌ اسم الملك كقولهم كسري وقيصر فخرج إليها سرا أحد عشر رجلا وأربع نسوة وهم عثمان بن عفان وامرأته رقية بنت رسول الله ص والزبير بن العوام و عبد الله بن مسعود و عبدالرحمن بن عوف و أبوحذيفة بن عتبة وامرأته سهلة بنت سهيل بن عمرو ومصعب بن عمير و أبوسلمة بن عبدالأسد وامرأته أم سلمة بنت أبي أمية وعثمان بن مظعون وعامر بن ربيعة وامرأته ليلي بنت أبي خيثمة وحاطب بن عمرو وسهيل بن بيضاء فخرجوا إلي البحر وأخذوا سفينة إلي أرض الحبشة بنصف دينار و ذلك في رجب في السنة الخامسة من مبعث رسول الله و هذه هي‌ الهجرة الأولي ثم خرج جعفر بن أبي طالب رضي‌ الله عنه وتتابع المسلمون إليها و كان جميع من هاجر من المسلمين إلي الحبشة اثنين وثمانين رجلا سوي النساء والصبيان فلما علمت قريش بذلك وجهوا عمرو بن العاص وصاحبه عمارة بن الوليد بالهدايا إلي النجاشي‌ و إلي بطارقته ليردوهم إليهم و كان عمارة بن الوليد شابا حسن الوجه وأخرج عمرو بن العاص أهله معه فلما ركبوا السفينة شربوا الخمر فقال عمارة لعمرو بن العاص قل لأهلك تقبلني‌ فأبي فلما انتشي عمرو دفعه عمارة في الماء ونشب عمرو في صدر السفينة وأخرج من الماء وألقي الله بينهما العداوة في مسيرهما قبل أن يقدما إلي النجاشي‌ ثم وردا علي النجاشي‌ فقال عمرو بن العاص أيها الملك إن قوما خالفونا في ديننا وسبوا آلهتنا وصاروا إليك فردهم إلينا فبعث النجاشي‌ إلي جعفرفجاء و قال أيها الملك سلهم أنحن عبيد لهم فقال لابل أحرار فقال سلهم ألهم علينا ديون يطالبوننا بها قال لا مالنا


صفحه : 413

عليكم ديون قال فلكم في أعناقنا دماء تطالبوننا بها قال عمرو لا قال فما تريدون منا آذيتمونا فخرجنا من دياركم ثم قال أيها الملك بعث الله فينا نبيا أمرنا بخلع الأنداد وترك الاستقسام بالأزلام وأمرنا بالصلاة والزكاة والعدل والإحسان وإيتاء ذي‌ القربي ونهانا عن الفحشاء والمنكر والبغي‌ فقال النجاشي‌ بهذا بعث الله عيسي ع ثم قال النجاشي‌ لجعفر هل تحفظ مما أنزل الله علي نبيك شيئا قال نعم فقرأ سورة مريم فلما بلغ قوله وَ هزُيّ‌ إِلَيكِ بِجِذعِ النّخلَةِ تُساقِط عَلَيكِ رُطَباً جَنِيّا قال هذا و الله هوالحق فقال عمرو إنه مخالف لنا فرده إلينا فرفع النجاشي‌ يده وضرب وجه عمرو قال اسكت و الله إن ذكرته بسوء لأفعلن بك و قال أرجعوا إلي هذاهديته و قال لجعفر وأصحابه امكثوا فإنكم سيوم والسيوم الآمنون وأمر لهم بما يصلحهم من الرزق فانصرف عمرو وأقام المسلمون هناك بخير دار وأحسن جوار إلي أن هاجر رسول الله ص وعلا أمره وهادن قريشا وفتح خيبر فوافي جعفر إلي رسول الله ص بجميع من كانوا معه فقال رسول الله ص لاأدري‌ أنابفتح خيبر أسر أم بقدوم جعفر ووافي جعفر وأصحاب رسول الله ص في سبعين رجلا منهم اثنان وستون من الحبشة وثمانية من أهل الشام فيهم بحيرا الراهب فقرأ عليهم رسول الله ص سورة يس إلي آخرها فبكوا حين سمعوا القرآن وآمنوا وقالوا ماأشبه هذابما كان ينزل علي عيسي ع فأنزل الله فيهم هذه الآيات و قال مقاتل والكلبي‌ كانوا أربعين رجلا اثنان وثلاثون من الحبشة وثمانية روميون من أهل الشام لَتَجِدَنّ أَشَدّ النّاسِوصف اليهود والمشركين بأنهم أشد الناس عداوة للمؤمنين لأن اليهود ظاهروا المشركين علي المؤمنين مع أن المؤمنين يؤمنون بنبوة موسي والتوراة التي‌ أتي بهافكان ينبغي‌ أن يكونوا إلي من وافقهم في الإيمان بنبيهم وكتابهم أقرب وإنما


صفحه : 414

فعلوا ذلك حسدا للنبي‌ص وَ لَتَجِدَنّ أَقرَبَهُم إلي قوله إِنّا نَصارييعني‌ النجاشي‌ وأصحابه أوالذين جاءوا مع جعفرمسلمين قِسّيسِينَ أي عبادا أوعلماءوَ رُهباناً أي أصحاب الصوامع وَ أَنّهُم لا يَستَكبِرُونَ عن اتباع الحق والانقياد له مِمّا عَرَفُوا مِنَ الحَقّ أي لمعرفتهم أن المتلو عليهم كلام الله تعالي و أنه الحق مَعَ الشّاهِدِينَ أي مع محمد وأمته الذين يشهدون بالحق وقيل مع الذين يشهدون بالإيمان وَ ما لَنا لا نُؤمِنُمعناه لأي‌ عذر لانؤمن بالله و هذاجواب لمن قال لهم من قومهم تعنيفا لهم لم آمنتم أو عن سؤال مقدر

1-فس ،[تفسير القمي‌]لَتَجِدَنّ أَشَدّ النّاسِ عَداوَةً لِلّذِينَ آمَنُوا اليَهُودَ وَ الّذِينَ أَشرَكُوا وَ لَتَجِدَنّ أَقرَبَهُم مَوَدّةً لِلّذِينَ آمَنُوا الّذِينَ قالُوا إِنّا نَصاريفَإِنّهُ كَانَ سَبَبُ نُزُولِهَا أَنّهُ لَمّا اشتَدّت قُرَيشٌ فِي أَذَي رَسُولِ اللّهِص وَ أَصحَابِهِ الّذِينَ آمَنُوا بِمَكّةَ قَبلَ الهِجرَةِ أَمَرَهُم رَسُولُ اللّهِص أَن يَخرُجُوا إِلَي الحَبَشَةِ وَ أَمَرَ جَعفَرَ بنَ أَبِي طَالِبٍ أَن يَخرُجَ مَعَهُم فَخَرَجَ جَعفَرٌ وَ مَعَهُ سَبعُونَ رَجُلًا مِنَ المُسلِمِينَ حَتّي رَكِبُوا البَحرَ فَلَمّا بَلَغَ قُرَيشاً خُرُوجُهُم بَعَثُوا عَمرَو بنَ العَاصِ وَ عُمَارَةَ بنَ الوَلِيدِ إِلَي النجّاَشيِ‌ّ لِيَرُدّهُم إِلَيهِم وَ كَانَ عَمرٌو وَ عُمَارَةُ مُتَعَادِيَينِ فَقَالَت قُرَيشٌ كَيفَ نَبعَثُ رَجُلَينِ مُتَعَادِيَينِ فَبَرِئَت بَنُو مَخزُومٍ مِن جِنَايَةِ عُمَارَةَ وَ بَرِئَت بَنُو سَهمٍ مِن جِنَايَةِ عَمرِو بنِ العَاصِ فَخَرَجَ عُمَارَةُ وَ كَانَ حَسَنَ الوَجهِ شَابّاً مُترِفاً فَأَخرَجَ عَمرُو بنُ العَاصِ أَهلَهُ مَعَهُ فَلَمّا رَكِبُوا السّفِينَةَ شَرِبُوا الخَمرَ فَقَالَ عُمَارَةُ لِعَمرِو بنِ العَاصِ قُل لِأَهلِكَ تقُبَلّنُيِ‌ فَقَالَ عَمرٌو أَ يَجُوزُ سُبحَانَ اللّهِ فَسَكَتَ عُمَارَةُ فَلَمّا انتَشَي عَمرٌو وَ كَانَ عَلَي صَدرِ السّفِينَةِ فَدَفَعَهُ عُمَارَةُ وَ أَلقَاهُ فِي البَحرِ فَتَشَبّثَ عَمرٌو بِصَدرِ السّفِينَةِ وَ أَدرَكُوهُ وَ أَخرَجُوهُ فَوَرَدُوا عَلَي النجّاَشيِ‌ّ وَ قَد كَانُوا حَمَلُوا إِلَيهِ هَدَايَا فَقَبِلَهَا مِنهُم فَقَالَ عَمرُو بنُ العَاصِ أَيّهَا المَلِكُ إِنّ قَوماً مِنّا خَالَفُونَا فِي دِينِنَا وَ سَبّوا آلِهَتَنَا وَ صَارُوا إِلَيكَ فَرُدّهُم إِلَينَا فَبَعَثَ النجّاَشيِ‌ّ إِلَي جَعفَرٍ فَجَاءَ فَقَالَ يَا جَعفَرُ مَا يَقُولُ هَؤُلَاءِ فَقَالَ جَعفَرٌ أَيّهَا المَلِكُ وَ مَا يَقُولُونَ قَالَ يَسأَلُونَ أَن أَرُدّكُم إِلَيهِم قَالَ أَيّهَا المَلِكُ سَلهُم أَ عَبِيدٌ نَحنُ لَهُم قَالَ عَمرٌو لَا بَل أَحرَارٌ


صفحه : 415

كِرَامٌ قَالَ فَاسأَلهُم أَ لَهُم عَلَينَا دُيُونٌ يُطَالِبُونَنَا بِهَا فَقَالَ لَا مَا لَنَا عَلَيكُم دُيُونٌ قَالَ فَلَكُم فِي أَعنَاقِنَا دِمَاءٌ تُطَالِبُونَنَا بِذُحُولٍ فَقَالَ عَمرٌو لَا قَالَ فَمَا تُرِيدُونَ مِنّا آذَيتُمُونَا فَخَرَجنَا مِن بِلَادِكُم فَقَالَ عَمرُو بنُ العَاصِ أَيّهَا المَلِكُ خَالَفُونَا فِي دِينِنَا وَ سَبّوا آلِهَتَنَا وَ أَفسَدُوا شُبّانَنَا وَ فَرّقُوا جَمَاعَتَنَا فَرُدّهُم إِلَينَا لِنَجمَعَ أَمرَنَا فَقَالَ جَعفَرٌ نَعَم أَيّهَا المَلِكُ خَالَفنَاهُم بَعَثَ اللّهُ فِينَا نَبِيّاً أَمَرَنَا بِخَلعِ الأَندَادِ وَ تَركِ الِاستِقسَامِ بِالأَزلَامِ وَ أَمَرَنَا بِالصّلَاةِ وَ الزّكَاةِ وَ حَرّمَ الظّلمَ وَ الجَورَ وَ سَفكَ الدّمَاءِ بِغَيرِ حَقّهَا وَ الزّنَا وَ الرّبَا وَ المَيتَةَ وَ الدّمَ وَ أَمَرَنَابِالعَدلِ وَ الإِحسانِ وَ إِيتاءِ ذيِ‌ القُربي وَ نَهَانَاعَنِ الفَحشاءِ وَ المُنكَرِ وَ البغَي‌ِ فَقَالَ النجّاَشيِ‌ّ بِهَذَا بَعَثَ اللّهُ عِيسَي ابنَ مَريَمَ ع ثُمّ قَالَ النجّاَشيِ‌ّ يَا جَعفَرُ هَل تَحفَظُ مِمّا أَنزَلَ اللّهُ عَلَي نَبِيّكَ شَيئاً قَالَ نَعَم فَقَرَأَ عَلَيهِ سُورَةَ مَريَمَ فَلَمّا بَلَغَ إِلَي قَولِهِوَ هزُيّ‌ إِلَيكِ بِجِذعِ النّخلَةِ تُساقِط عَلَيكِ رُطَباً جَنِيّا فكَلُيِ‌ وَ اشربَيِ‌ وَ قرَيّ‌ عَيناً فَلَمّا سَمِعَ النجّاَشيِ‌ّ بِهَذَا بَكَي بُكَاءً شَدِيداً وَ قَالَ هَذَا وَ اللّهِ هُوَ الحَقّ وَ قَالَ عَمرُو بنُ العَاصِ أَيّهَا المَلِكُ إِنّ هَذَا مُخَالِفٌ لَنَا فَرُدّهُ إِلَينَا فَرَفَعَ النجّاَشيِ‌ّ يَدَهُ فَضَرَبَ بِهَا وَجهَ عَمرٍو ثُمّ قَالَ اسكُت وَ اللّهِ لَئِن ذَكَرتَهُ بِسُوءٍ لَأَفقِدَنّكَ نَفسَكَ فَقَامَ عَمرُو بنُ العَاصِ مِن عِندِهِ وَ الدّمَاءُ تَسِيلُ عَلَي وَجهِهِ وَ هُوَ يَقُولُ إِن كَانَ هَذَا كَمَا تَقُولُ أَيّهَا المَلِكُ فَإِنّا لَا نَتَعَرّضُ لَهُ وَ كَانَت عَلَي رَأسِ النجّاَشيِ‌ّ وَصِيفَةٌ لَهُ تَذُبّ عَنهُ فَنَظَرَت إِلَي عُمَارَةَ بنِ الوَلِيدِ وَ كَانَ فَتًي جَمِيلًا فَأَحَبّتهُ فَلَمّا رَجَعَ عَمرُو بنُ العَاصِ إِلَي مَنزِلِهِ قَالَ لِعُمَارَةَ لَو رَاسَلتَ جَارِيَةَ المَلِكِ فَرَاسَلَهَا فَأَجَابَتهُ فَقَالَ عَمرٌو قُل لَهَا تَبعَثُ إِلَيكَ مِن طِيبِ المَلِكِ شَيئاً فَقَالَ لَهَا فَبَعَثَت إِلَيهِ فَأَخَذَ عَمرٌو مِن ذَلِكَ الطّيبِ وَ كَانَ ألّذِي فَعَلَ بِهِ عُمَارَةُ فِي قَلبِهِ حِينَ أَلقَاهُ فِي البَحرِ فَأَدخَلَ الطّيبَ عَلَي النجّاَشيِ‌ّ فَقَالَ أَيّهَا المَلِكُ إِنّ حُرمَةَ المَلِكِ عِندَنَا وَ طَاعَتَهُ عَلَينَا عَظِيمٌ وَ يَلزَمُنَا إِذَا دَخَلنَا بِلَادَهُ وَ نَأمَنُ فِيهِ أَن لَا نَغُشّهُ وَ لَا نُرِيبَهُ وَ إِنّ صاَحبِيِ‌ هَذَا ألّذِي معَيِ‌ قَد رَاسَلَ إِلَي حُرمَتِكَ وَ خَدَعَهَا وَ بَعَثَت إِلَيهِ مِن طِيبِكَ ثُمّ


صفحه : 416

وَضَعَ الطّيبَ بَينَ يَدَيهِ فَغَضِبَ النجّاَشيِ‌ّ وَ هَمّ بِقَتلِ عُمَارَةَ ثُمّ قَالَ لَا يَجُوزُ قَتلُهُ فَإِنّهُم دَخَلُوا بلِاَديِ‌ بِأَمَانٍ فَدَعَا النجّاَشيِ‌ّ السّحَرَةَ فَقَالَ لَهُمُ اعمَلُوا بِهِ شَيئاً أَشَدّ عَلَيهِ مِنَ القَتلِ فَأَخَذُوهُ وَ نَفَخُوا فِي إِحلِيلِهِ الزّئبَقَ فَصَارَ مَعَ الوَحشِ يَغدُو وَ يَرُوحُ وَ كَانَ لَا يَأنَسُ بِالنّاسِ فَبَعَثَت قُرَيشٌ بَعدَ ذَلِكَ فَكَمَنُوا لَهُ فِي مَوضِعٍ حَتّي وَرَدَ المَاءَ مَعَ الوَحشِ فَأَخَذُوهُ فَمَا زَالَ يَضطَرِبُ فِي أَيدِيهِم وَ يَصِيحُ حَتّي مَاتَ وَ رَجَعَ عَمرٌو إِلَي قُرَيشٍ فَأَخبَرَهُم أَنّ جَعفَراً فِي أَرضِ الحَبَشَةِ فِي أَكرَمِ كَرَامَةٍ فَلَم يَزَل بِهَا حَتّي هَادَنَ رَسُولُ اللّهِص قُرَيشاً وَ صَالَحَهُم وَ فَتَحَ خَيبَرَ أَتَي بِجَمِيعِ مَن مَعَهُ وَ وُلِدَ لِجَعفَرٍ بِالحَبَشَةِ مِن أَسمَاءَ بِنتِ عُمَيسٍ عَبدُ اللّهِ بنُ جَعفَرٍ وَ وُلِدَ للِنجّاَشيِ‌ّ ابناً فَسَمّاهُ النجّاَشيِ‌ّ مُحَمّداً وَ كَانَت أُمّ حَبِيبٍ بِنتُ أَبِي سُفيَانَ تَحتَ عَبدِ اللّهِ فَكَتَبَ رَسُولُ اللّهِص إِلَي النجّاَشيِ‌ّ يَخطُبُ أُمّ حَبِيبٍ فَبَعَثَ إِلَيهَا النجّاَشيِ‌ّ فَخَطَبَهَا لِرَسُولِ اللّهِص فَأَجَابَتهُ فَزَوّجَهَا مِنهُ وَ أَصدَقَهَا أَربَعَمِائَةِ دِينَارٍ وَ سَاقَهَا عَن رَسُولِ اللّهِص وَ بَعَثَ إِلَيهَا بِثِيَابٍ وَ طِيبٍ كَثِيرٍ وَ جَهّزَهَا وَ بَعَثَهَا إِلَي رَسُولِ اللّهِص وَ بَعَثَ إِلَيهِ بِمَارِيَةَ القِبطِيّةِ أُمّ اِبرَاهِيمَ وَ بَعَثَ إِلَيهِ بِثِيَابٍ وَ طِيبٍ وَ فَرَسٍ وَ بَعَثَ ثَلَاثِينَ رَجُلًا مِنَ القِسّيسِينَ فَقَالَ لَهُمُ انظُرُوا إِلَي كَلَامِهِ وَ إِلَي مَقعَدِهِ وَ مَشرَبِهِ وَ مُصَلّاهُ فَلَمّا وَافَوُا المَدِينَةَ دَعَاهُم رَسُولُ اللّهِص إِلَي الإِسلَامِ وَ قَرَأَ عَلَيهِمُ القُرآنَإِذ قالَ اللّهُ يا عِيسَي ابنَ مَريَمَ اذكُر نعِمتَيِ‌ عَلَيكَ وَ عَلي والِدَتِكَ إِلَي قَولِهِفَقالَ الّذِينَ كَفَرُوا مِنهُم إِن هذا إِلّا سِحرٌ مُبِينٌ فَلَمّا سَمِعُوا ذَلِكَ مِن رَسُولِ اللّهِ بَكَوا وَ آمَنُوا وَ رَجَعُوا إِلَي النجّاَشيِ‌ّ وَ أَخبَرُوهُ خَبَرَ رَسُولِ اللّهِص وَ قَرَءُوا عَلَيهِ مَا قَرَأَ عَلَيهِم فَبَكَي النجّاَشيِ‌ّ وَ بَكَي القِسّيسُونَ وَ أَسلَمَ النجّاَشيِ‌ّ وَ لَم يُظهِر لِلحَبَشَةِ إِسلَامَهُ وَ خَافَهُم عَلَي نَفسِهِ وَ خَرَجَ مِن بِلَادِ الحَبَشَةِ يُرِيدُ النّبِيّص فَلَمّا عَبَرَ البَحرَ توُفُيّ‌َ فَأَنزَلَ اللّهُ عَلَي رَسُولِهِلَتَجِدَنّ أَشَدّ النّاسِ عَداوَةً لِلّذِينَ آمَنُوا اليَهُودَ إِلَي قَولِهِوَ ذلِكَ جَزاءُ المُحسِنِينَ


صفحه : 417

عم ،[إعلام الوري ] لَمّا اشتَدّ قُرَيشٌ فِي أَذَي رَسُولِ اللّهِص إِلَي قَولِهِ فَسَمّاهُ مُحَمّداً وَ سَقَتهُ أَسمَاءُ مِن لَبَنِهَا

بيان المترف ألذي أترفته النعمة وسعة العيش أي أطغته وأبطرته والانتشاء أول السكر والذحل الوتر وطلب المكافاة بجناية جنيت عليه من قتل أوجرح والمهادنة المصالحة و عبد الله زوج أم حبيب هو عبد الله بن جحش الأسدي‌ كان قدهاجر إلي الحبشة مع زوجته فتنصر هناك ومات

2- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَن أَحمَدَ بنِ الحُسَينِ بنِ أُسَامَةَ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ الواَسطِيِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن هَارُونَ بنِ مُسلِمٍ عَن مَسعَدَةَ بنِ صَدَقَةَ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ ع أَنّهُ قَالَأَرسَلَ النجّاَشيِ‌ّ مَلِكُ الحَبَشَةِ إِلَي جَعفَرِ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَ أَصحَابِهِ فَدَخَلُوا عَلَيهِ وَ هُوَ فِي بَيتٍ لَهُ جَالِسٌ عَلَي التّرَابِ وَ عَلَيهِ خُلقَانُ الثّيَابِ قَالَ فَقَالَ جَعفَرُ بنُ أَبِي طَالِبٍ فَأَشفَقنَا مِنهُ حِينَ رَأَينَاهُ عَلَي تِلكَ الحَالِ فَلَمّا رَأَي مَا بِنَا وَ تَغَيّرَ وُجُوهِنَا قَالَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي نَصَرَ مُحَمّداً وَ أَقَرّ عيَنيِ‌ بِهِ أَ لَا أُبَشّرُكُم فَقُلتُ بَلَي أَيّهَا المَلِكُ فَقَالَ إِنّهُ جاَءنَيِ‌ السّاعَةَ مِن نَحوِ أَرضِكُم عَينٌ مِن عيُوُنيِ‌ هُنَاكَ وَ أخَبرَنَيِ‌ أَنّ اللّهَ قَد نَصَرَ نَبِيّهُ مُحَمّداًص وَ أَهلَكَ عَدُوّهُ وَ أُسِرَ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ وَ قُتِلَ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ التَقَوا بِوَادٍ يُقَالُ لَهُ بَدرٌ كأَنَيّ‌ أَنظُرُ إِلَيهِ حَيثُ كُنتُ أَرعَي لسِيَدّيِ‌ هُنَاكَ وَ هُوَ رَجُلٌ مِن بنَيِ‌ ضَمرَةَ فَقَالَ لَهُ جَعفَرٌ أَيّهَا المَلِكُ الصّالِحُ مَا لِي أَرَاكَ جَالِساً عَلَي التّرَابِ وَ عَلَيكَ هَذِهِ الخُلقَانُ فَقَالَ يَا جَعفَرُ إِنّا نَجِدُ فِيمَا أُنزِلَ عَلَي عِيسَي صَلّي اللّهُ عَلَيهِ أَنّ مِن حَقّ اللّهِ عَلَي عِبَادِهِ أَن يُحدِثُوا لِلّهِ تَوَاضُعاً عِندَ مَا يُحدِثُ لَهُم مِن نِعمَةٍ فَلَمّا أَحدَثَ اللّهُ تَعَالَي لِي نِعمَةً بِنَبِيّهِ


صفحه : 418

مُحَمّدٍص أَحدَثتُ لِلّهِ هَذَا التّوَاضُعَ قَالَ فَلَمّا بَلَغَ النّبِيّص ذَلِكَ قَالَ لِأَصحَابِهِ إِنّ الصّدَقَةَ تَزِيدُ صَاحِبَهَا كَثرَةً فَتَصَدّقُوا يَرحَمكُمُ اللّهُ وَ إِنّ التّوَاضُعَ يَزِيدُ صَاحِبَهُ رِفعَةً فَتَوَاضَعُوا يَرفَعكُمُ اللّهُ وَ إِنّ العَفوَ يَزِيدُ صَاحِبَهُ عِزّاً فَاعفُوا يُعِزّكُمُ اللّهُ

كا،[الكافي‌] علي عن أبيه عن هارون مثله

3-ل ،[الخصال ]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]المُفَسّرُ بِإِسنَادِهِ إِلَي أَبِي مُحَمّدٍ العسَكرَيِ‌ّ عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص لَمّا أَتَاهُ جَبرَئِيلُ بنِعَي‌ِ النجّاَشيِ‌ّ بَكَي بُكَاءَ حَزِينٍ عَلَيهِ وَ قَالَ إِنّ أَخَاكُم أَصحَمَةَ وَ هُوَ اسمُ النجّاَشيِ‌ّ مَاتَ ثُمّ خَرَجَ إِلَي الجَبّانَةِ وَ كَبّرَ سَبعاً فَخَفَضَ اللّهُ لَهُ كُلّ مُرتَفِعٍ حَتّي رَأَي جِنَازَتَهُ وَ هُوَ بِالحَبَشَةِ

4-عم ،[إعلام الوري ]ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ] قَالَ أَبُو طَالِبٍ يَحُضّ النجّاَشيِ‌ّ عَلَي نُصرَةِ النّبِيّص وَ أَتبَاعِهِ وَ أَشيَاعِهِ


تَعَلّم مَلِيكَ الحَبَشِ أَنّ مُحَمّداً   نبَيِ‌ّ كَمُوسَي وَ المَسِيحِ ابنِ مَريَمَ

أَتَي بِالهُدَي مِثلَ ألّذِي أَتَيَا بِهِ   وَ كُلّ بِحَمدِ اللّهِ يهَديِ‌ وَ يَعصِمُ

وَ أَنّكُم تَتلُونَهُ فِي كِتَابِكُم   بِصِدقِ حَدِيثٍ لَا حَدِيثِ المُرَجّمِ

وَ لَا تَجعَلُوا لِلّهِ نِدّاً وَ أَسلِمُوا   فَإِنّ طَرِيقَ الحَقّ لَيسَ بِمُظلَمٍ

5-عم ،[إعلام الوري ]ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]فِيمَا رَوَاهُ أَبُو عَبدِ اللّهِ الحَافِظُ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسحَاقَ أَنّ رَسُولَ اللّهِص بَعَثَ عَمرَو بنَ أُمَيّةَ الضمّريِ‌ّ إِلَي النجّاَشيِ‌ّ فِي شَأنِ جَعفَرِ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَ أَصحَابِهِ وَ كَتَبَ مَعَهُ كِتَاباً بِسمِ اللّهِ الرّحمَنِ الرّحِيمِ مِن مُحَمّدٍ رَسُولِ اللّهِ إِلَي النجّاَشيِ‌ّ الأَصحَمِ صَاحِبِ


صفحه : 419

الحَبَشَةِ سَلَامٌ عَلَيكَ إنِيّ‌ أَحمَدُ إِلَيكَ اللّهَ المَلِكَ القُدّوسَ المُؤمِنَ المُهَيمِنَ وَ أَشهَدُ أَنّ عِيسَي ابنَ مَريَمَ رُوحُ اللّهِوَ كَلِمَتُهُ أَلقاها إِلي مَريَمَالبَتُولِ الطّيّبَةِ الحَصِينَةِ فَحَمَلَت بِعِيسَي فَخَلَقَهُ مِن رُوحِهِ وَ نَفخِهِ كَمَا خَلَقَ آدَمَ بِيَدِهِ وَ نَفخِهِ فِيهِ وَ إنِيّ‌ أَدعُوكَ إِلَي اللّهِ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ المُوَالَاةِ عَلَي طَاعَتِهِ وَ أَن تتَبّعِنَيِ‌ وَ تُؤمِنَ بيِ‌ وَ باِلذّيِ‌ جاَءنَيِ‌ فإَنِيّ‌ رَسُولُ اللّهِ قَد بَعَثتُ إِلَيكُمُ ابنَ عمَيّ‌ جَعفَرَ بنَ أَبِي طَالِبٍ مَعَهُ نَفَرٌ مِنَ المُسلِمِينَ فَإِذَا جَاءُوكَ فَاقرِهِم وَ دَعِ التّجَبّرَ فإَنِيّ‌ أَدعُوكَ وَ جِيرَتَكَ إِلَي اللّهِ تَعَالَي وَ قَد بَلّغتُ وَ نَصَحتُ فَاقبَلُوا نصَيِحتَيِ‌ وَ السّلَامُ عَلَي مَنِ اتّبَعَ الهُدَي فَكَتَبَ إِلَيهِ النجّاَشيِ‌ّ بِسمِ اللّهِ الرّحمَنِ الرّحِيمِ إِلَي مُحَمّدٍ رَسُولِ اللّهِ مِنَ النجّاَشيِ‌ّ الأَصحَمِ بنِ أبحر[أَبجَرَ]سَلَامٌ عَلَيكَ يَا نبَيِ‌ّ اللّهِ مِنَ اللّهِ وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ لَا إِلَهَ إِلّا هُوَ ألّذِي هدَاَنيِ‌ إِلَي الإِسلَامِ وَ قَد بلَغَنَيِ‌ كِتَابُكَ يَا رَسُولَ اللّهِ فِيمَا ذَكَرتَ مِن أَمرِ عِيسَي فَوَ رَبّ السّمَاءِ وَ الأَرضِ إِنّ عِيسَي مَا يَزِيدُ عَلَي مَا ذَكَرتَ وَ قَد عَرَفنَا مَا بَعَثتَ بِهِ إِلَينَا وَ قَد قَرَينَا ابنَ عَمّكَ وَ أَصحَابَهُ وَ أَشهَدُ أَنّكَ رَسُولُ اللّهِ صَادِقاً مُصَدّقاً وَ قَد بَايَعتُكَ وَ بَايَعتُ ابنَ عَمّكَ وَ أَسلَمتُ عَلَي يَدَيهِ لِلّهِ رَبّ العَالَمِينَ وَ قَد بَعَثتُ إِلَيكَ يَا رَسُولَ اللّهِ أَرِيحَا بنَ الأَصحَمِ بنِ أبحر[أَبجَرَ]فإَنِيّ‌ لَا أَملِكُ إِلّا نفَسيِ‌ إِن شِئتَ أَن آتِيَكَ فَعَلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ إنِيّ‌ أَشهَدُ أَنّ مَا تَقُولُ حَقّ ثُمّ بَعَثَ إِلَي رَسُولِ اللّهِ هَدَايَا وَ بَعَثَ إِلَيهِ بِمَارِيَةَ القِبطِيّةِ أُمّ اِبرَاهِيمَ وَ بَعَثَ إِلَيهِ بِثِيَابٍ وَ طِيبٍ كَثِيرٍ وَ فَرَسٍ وَ بَعَثَ إِلَيهِ بِثَلَاثِينَ رَجُلًا مِنَ القِسّيسِينَ لِيَنظُرُوا إِلَي كَلَامِهِ


صفحه : 420

وَ مَقعَدِهِ وَ مَشرَبِهِ فَوَافَوُا المَدِينَةَ وَ دَعَاهُم رَسُولُ اللّهِص إِلَي الإِسلَامِ فَآمَنُوا وَ رَجَعُوا إِلَي النجّاَشيِ‌ّ

6-عم ،[إعلام الوري ] وَ فِي حَدِيثِ جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ أَنّ رَسُولَ اللّهِص صَلّي عَلَي النجّاَشيِ‌ّ

7-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّ النّبِيّص قَالَ يَوماً توُفُيّ‌َ أَصحَمَةُ رَجُلٌ صَالِحٌ مِنَ الحَبَشَةِ فَقُومُوا وَ صَلّوا عَلَيهِ فَكَانَ كَذَلِكَ

8-يج ،[الخرائج والجرائح ] وَ روُيِ‌َ عَنِ ابنِ مَسعُودٍ قَالَبَعَثَنَا رَسُولُ اللّهِص إِلَي أَرضِ النجّاَشيِ‌ّ وَ نَحنُ ثَمَانُونَ رَجُلًا وَ مَعَنَا جَعفَرُ بنُ أَبِي طَالِبٍ وَ بَعَثَ قُرَيشٌ خَلفَنَا عُمَارَةَ بنَ الوَلِيدِ وَ عَمرَو بنَ العَاصِ مَعَ هَدَايَا فَأَتَوهُ بِهَا فَقَبِلَهَا وَ سَجَدُوا لَهُ وَ قَالُوا إِنّ قَوماً مِنّا رَغِبُوا عَن دِينِنَا وَ هُم فِي أَرضِكَ فَابعَث إِلَينَا فَقَالَ لَنَا جَعفَرٌ لَا يَتَكَلّمُ أَحَدٌ مِنكُم أَنَا خَطِيبُكُمُ اليَومَ فَانتَهَينَا إِلَي النجّاَشيِ‌ّ فَقَالَ عَمرٌو وَ عُمَارَةُ إِنّهُم لَا يَسجُدُونَ لَكَ فَلَمّا انتَهَينَا إِلَيهِ زَبَرَنَا الرّهبَانُ أَنِ اسجُدُوا لِلمَلِكِ فَقَالَ لَهُم جَعفَرٌ لَا نَسجُدُ إِلّا لِلّهِ فَقَالَ النجّاَشيِ‌ّ وَ مَا ذَلِكَ قَالَ إِنّ اللّهَ بَعَثَ فِينَا رَسُولَهُ وَ هُوَ ألّذِي بَشّرَ بِهِ عِيسَي اسمُهُ أَحمَدُ فَأَمَرَنَا أَن نَعبُدَ اللّهَ وَ لَا نُشرِكَ بِهِ شَيئاً وَ أَن نُقِيمَ الصّلَاةَ وَ أَن نؤُتيِ‌َ الزّكَاةَ وَ أَمَرَنَا بِالمَعرُوفِ وَ نَهَانَا عَنِ المُنكَرِ فَأَعجَبَ النجّاَشيِ‌ّ قَولُهُ فَلَمّا رَأَي ذَلِكَ عَمرٌو قَالَ أَصلَحَ اللّهُ المَلِكَ إِنّهُم يُخَالِفُونَك فِي ابنِ مَريَمَ فَقَالَ النجّاَشيِ‌ّ مَا يَقُولُ صَاحِبُكَ فِي ابنِ مَريَمَ قَالَ يَقُولُ فِيهِ قَولَ اللّهِ هُوَ رُوحُ اللّهِوَ كَلِمَتُهُأَخرَجَهُ مِنَ العَذرَاءِ البَتُولِ التّيِ‌ لَم يَقرَبهَا بَشَرٌ فَتَنَاوَلَ النجّاَشيِ‌ّ عُوداً مِنَ الأَرضِ فَقَالَ يَا مَعشَرَ القِسّيسِينَ وَ الرّهبَانِ مَا يَزِيدُ هَؤُلَاءِ عَلَي مَا تَقُولُونَ فِي ابنِ مَريَمَ مَا يَزِنُ هَذَا ثُمّ قَالَ النجّاَشيِ‌ّ لِجَعفَرٍ أَ تَقرَأُ شَيئاً مِمّا جَاءَ بِهِ مُحَمّدٌ قَالَ نَعَم قَالَ لَهُ اقرَأ وَ أَمَرَ الرّهبَانَ أَن يَنظُرُوا فِي كُتُبِهِم فَقَرَأَ جَعفَرٌكهيعص إِلَي آخِرِ قِصّةِ عِيسَي ع فَكَانُوا


صفحه : 421

يَبكُونَ ثُمّ قَالَ النجّاَشيِ‌ّ مَرحَباً بِكُم وَ بِمَن جِئتُم مِن عِندِهِ فَأَنَا أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ وَ أَنّهُ ألّذِي بَشّرَ بِهِ عِيسَي ابنُ مَريَمَ وَ لَو لَا مَا أَنَا فِيهِ مِنَ المُلكِ لَأَتَيتُهُ حَتّي أَحمِلَ نَعلَيهِ اذهَبُوا أَنتُم سُيُومٌ أَي آمِنُونَ وَ أَمَرَ لَنَا بِطَعَامٍ وَ كِسوَةٍ وَ قَالَ رُدّوا عَلَي هَذَينِ هَدِيّتَهُمَا وَ كَانَ عَمرٌو قَصِيراً وَ عُمَارَةُ جَمِيلًا وَ شَرِبَا فِي البَحرِ فَقَالَ عُمَارَةُ لِعَمرٍو قُل لِامرَأَتِكَ تقُبَلّنُيِ‌ وَ كَانَت مَعَهُ فَلَم يَفعَل عَمرٌو فَرَمَي بِهِ عُمَارَةُ فِي البَحرِ فَنَاشَدَهُ حَتّي خَلّاهُ فَحَقَدَ عَلَيهِ عَمرٌو فَقَالَ للِنجّاَشيِ‌ّ إِذَا خَرَجتَ خَلَفَ عُمَارَةُ فِي أَهلِكَ فَنَفَخَ فِي إِحلِيلِهِ فَطَارَ مَعَ الوَحشِ

9-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن يَحيَي الحلَبَيِ‌ّ عَن هَارُونَ بنِ خَارِجَةَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِ لِجَعفَرٍ يَا جَعفَرُ أَ لَا أَمنَحُكَ أَ لَا أُعطِيكَ أَ لَا أَحبُوكَ فَقَالَ لَهُ جَعفَرٌ بَلَي يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ فَظَنّ النّاسُ أَنّهُ يُعطِيهِ ذَهَباً أَو فِضّةً فَتَشَرّفَ النّاسُ لِذَلِكَ فَقَالَ لَهُ إنِيّ‌ أُعطِيكَ شَيئاً إِن أَنتَ صَنَعتَهُ فِي كُلّ يَومٍ كَانَ خَيراً لَكَ مِنَ الدّنيَا وَ مَا فِيهَا وَ إِن صَنَعتَهُ بَينَ يَومَينِ غُفِرَ لَكَ مَا بَينَهُمَا أَو كُلّ جُمعَةٍ أَو كُلّ شَهرٍ أَو كُلّ سَنَةٍ غُفِرَ لَكَ مَا بَينَهُمَا فَعَلّمَهُ صَلَاةَ جَعفَرٍ عَلَي مَا سيَأَتيِ‌ فِي أَخبَارٍ كَثِيرَةٍ فِي كِتَابِ الصّلَاةِ

10-ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] مُحَمّدُ بنُ سِنَانٍ عَن بِسطَامَ الزّيّاتِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَمّا قَدِمَ جَعفَرُ بنُ أَبِي طَالِبٍ مِنَ الحَبَشَةِ قَالَ لِرَسُولِ اللّهِص أُحَدّثُكَ يَا رَسُولَ اللّهِ دَخَلتُ عَلَي النجّاَشيِ‌ّ يَوماً مِنَ الأَيّامِ وَ هُوَ فِي غَيرِ مَجلِسِ المُلكِ وَ فِي غَيرِ رِيَاشِهِ وَ فِي غَيرِ


صفحه : 422

زِيّهِ قَالَ فَحَيّيتُهُ بِتَحِيّةِ المَلِكِ وَ قُلتُ لَهُ يَا أَيّهَا المَلِكُ مَا لِي أَرَاكَ فِي غَيرِ مَجلِسِ المَلِكِ وَ فِي غَيرِ رِيَاشِهِ وَ فِي غَيرِ زِيّهِ فَقَالَ إِنّا نَجِدُ فِي الإِنجِيلِ مَن أَنعَمَ اللّهُ عَلَيهِ بِنِعمَةٍ فَليَشكُرِ اللّهَ وَ نَجِدُ فِي الإِنجِيلِ أَن لَيسَ مِنَ الشّكرِ لِلّهِ شَيءٌ يَعدِلُهُ مِثلُ التّوَاضُعِ وَ أَنّهُ وَرَدَ عَلَيّ فِي ليَلتَيِ‌ هَذِهِ أَنّ ابنَ عَمّكَ محمد[مُحَمّداً] قَد أَظفَرَهُ اللّهُ بمِشُركِيِ‌ أَهلِ بَدرٍ فَأَحبَبتُ أَن أَشكُرَ اللّهَ بِمَا تَرَي

11-أَقُولُ قَالَ فِي المُنتَقَي، مِن جُملَةِ مَا كَانَ فِي السّنَةِ الخَامِسَةِ الهِجرَةُ إِلَي أَرضِ الحَبَشَةِ وَ ذَلِكَ أَنّهُ لَمّا ظَهَرَ رَسُولُ اللّهِص بِالنّبُوّةِ لَم يُنكِر عَلَيهِ قُرَيشٌ فَلَمّا سَبّ آلِهَتَهُم أَنكَرُوا وَ بَالَغُوا فِي أَذَي المُسلِمِينَ فَأَمَرَهُم رَسُولُ اللّهِص بِالخُرُوجِ إِلَي الحَبَشَةِ فَخَرَجَ قَومٌ وَ سَتَرَ البَاقُونَ إِسلَامَهُم فَخَرَجَ فِي الهِجرَةِ الأُولَي أَحَدَ عَشَرَ رَجُلًا وَ أَربَعُ نِسوَةٍ مُتَسَلّلِينَ سِرّاً فَصَادَفَ وُصُولُهُم إِلَي البَحرِ سَفِينَتَينِ لِلتّجَارِ فَحَمَلُوهُم فِيهَا إِلَي أَرضِ الحَبَشَةِ وَ كَانَ مَخرَجُهُم فِي رَجَبٍ فِي الخَامِسَةِ وَ خَرَجَت قُرَيشٌ فِي آثَارِهِم فَفَاتُوهُم فَأَقَامُوا عِندَ النجّاَشيِ‌ّ آمِنِينَ فَأَقَامُوا شَعبَانَ وَ رَمَضَانَ وَ قَدِمُوا فِي شَوّالٍ فَلَم يَدخُل أَحَدٌ مِنهُم مَكّةَ إِلّا بِجَوَازٍ إِلّا ابنُ مَسعُودٍ فَإِنّهُ مَكَثَ قَلِيلًا ثُمّ رَجَعَ إِلَي أَرضِ الحَبَشَةِ فَسَطَت بِهِم عَشَائِرُهُم وَ آذُوهُم فَأَذِنَ لَهُم رَسُولُ اللّهِص فِي الخُرُوجِ مَرّةً أُخرَي إِلَي أَرضِ الحَبَشَةِ فَخَرَجَ خَلقٌ كَثِيرٌ

قَالَ مُحَمّدُ بنُ إِسحَاقَ جَمِيعُ مَن لَحِقَ بِأَرضِ الحَبَشَةِ مِنَ المُسلِمِينَ سِوَي أَبنَائِهِمُ الّذِينَ خَرَجُوا بِهِم صِغَاراً أَو وُلِدُوا بِهَا نَيّفٌ وَ ثَمَانُونَ رَجُلًا وَ مِنَ النّسَاءِ إِحدَي عَشرَةَ فَلَمّا سَمِعُوا بِمُهَاجَرِ النّبِيّص إِلَي المَدِينَةِ رَجَعَ مِنهُم ثَلَاثَةٌ وَ ثَلَاثُونَ رَجُلًا وَ ثَمَانُ نِسوَةٍ فَمَاتَ مِنهُم رَجُلَانِ بِمَكّةَ وَ حُبِسَ مِنهُم سَبعَةٌ وَ شَهِدَ بَدراً مِنهُم أَربَعَةٌ وَ عِشرُونَ