صفحه : 1
الآيات آل عمران قُل أَطِيعُوا اللّهَ وَ الرّسُولَ فَإِن تَوَلّوا فَإِنّ اللّهَ لا يُحِبّ الكافِرِينَ و قال تعالي وَ أَطِيعُوا اللّهَ وَ الرّسُولَ لَعَلّكُم تُرحَمُونَ و قال تعالي لَيسَ لَكَ مِنَ الأَمرِ شَيءٌ أَو يَتُوبَ عَلَيهِم أَو يُعَذّبَهُم فَإِنّهُم ظالِمُونَالنساءوَ مَن يُطِعِ اللّهَ وَ رَسُولَهُ يُدخِلهُ جَنّاتٍ تجَريِ مِن تَحتِهَا الأَنهارُ خالِدِينَ فِيها وَ ذلِكَ الفَوزُ العَظِيمُ وَ مَن يَعصِ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ يَتَعَدّ حُدُودَهُ يُدخِلهُ ناراً خالِداً فِيها وَ لَهُ عَذابٌ مُهِينٌ و قال تعالي يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرّسُولَ وَ أوُليِ الأَمرِ مِنكُم فَإِن تَنازَعتُم فِي شَيءٍ فَرُدّوهُ إِلَي اللّهِ وَ الرّسُولِ إِن كُنتُم تُؤمِنُونَ بِاللّهِ وَ اليَومِ الآخِرِ ذلِكَ خَيرٌ وَ أَحسَنُ تَأوِيلًا و قال تعالي وَ مَن يُطِعِ اللّهَ وَ الرّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الّذِينَ أَنعَمَ اللّهُ عَلَيهِم مِنَ النّبِيّينَ وَ الصّدّيقِينَ وَ الشّهَداءِ وَ الصّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاًالمائدةوَ أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرّسُولَ وَ احذَرُوا فَإِن تَوَلّيتُم فَاعلَمُوا أَنّما عَلي رَسُولِنَا البَلاغُ المُبِينُ
صفحه : 2
الأنفال وَ أَطِيعُوا اللّهَ وَ رَسُولَهُ إِن كُنتُم مُؤمِنِينَ و قال تعالي يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ لا تَوَلّوا عَنهُ وَ أَنتُم تَسمَعُونَالتوبةوَ يُطِيعُونَ اللّهَ وَ رَسُولَهُ أُولئِكَ سَيَرحَمُهُمُ اللّهُالنوروَ مَن يُطِعِ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ يَخشَ اللّهَ وَ يَتّقهِ فَأُولئِكَ هُمُ الفائِزُونَ إلي قوله تعالي قُل أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرّسُولَ...فَإِنّما عَلَيهِ ما حُمّلَ وَ عَلَيكُم ما حُمّلتُم وَ إِن تُطِيعُوهُ تَهتَدُوا وَ ما عَلَي الرّسُولِ إِلّا البَلاغُ المُبِينُ إلي قوله تعالي وَ أَطِيعُوا الرّسُولَ لَعَلّكُم تُرحَمُونَالأحزاب وَ ما كانَ لِمُؤمِنٍ وَ لا مُؤمِنَةٍ إِذا قَضَي اللّهُ وَ رَسُولُهُ أَمراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الخِيَرَةُ مِن أَمرِهِم وَ مَن يَعصِ اللّهَ وَ رَسُولَهُ فَقَد ضَلّ ضَلالًا مُبِيناً و قال تعالي وَ مَن يُطِعِ اللّهَ وَ رَسُولَهُ فَقَد فازَ فَوزاً عَظِيماً إلي قوله تعالي إِنّ اللّهَ لَعَنَ الكافِرِينَ وَ أَعَدّ لَهُم سَعِيراً خالِدِينَ فِيها أَبَداً لا يَجِدُونَ وَلِيّا وَ لا نَصِيراً يَومَ تُقَلّبُ وُجُوهُهُم فِي النّارِ يَقُولُونَ يا لَيتَنا أَطَعنَا اللّهَ وَ أَطَعنَا الرّسُولَاالزخرف يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرّسُولَ وَ لا تُبطِلُوا أَعمالَكُمالفتح وَ مَن يُطِعِ اللّهَ وَ رَسُولَهُ يُدخِلهُ جَنّاتٍ تجَريِ مِن تَحتِهَا الأَنهارُ وَ مَن يَتَوَلّ يُعَذّبهُ عَذاباً أَلِيماًالحجرات وَ إِن تُطِيعُوا اللّهَ وَ رَسُولَهُ لا يَلِتكُم مِن أَعمالِكُم شَيئاًالمجادلةوَ أَطِيعُوا اللّهَ وَ رَسُولَهُ إلي قوله تعالي إِنّ الّذِينَ يُحَادّونَ اللّهَ وَ رَسُولَهُ أُولئِكَ فِي الأَذَلّينَ كَتَبَ اللّهُ لَأَغلِبَنّ أَنَا وَ رسُلُيِ إِنّ اللّهَ قوَيِّ عَزِيزٌالحشرذلِكَ بِأَنّهُم شَاقّوا اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ مَن يُشَاقّ اللّهَ فَإِنّ اللّهَ شَدِيدُ العِقابِ
صفحه : 3
و قال تعالي وَ ما آتاكُمُ الرّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُم عَنهُ فَانتَهُوا وَ اتّقُوا اللّهَ إِنّ اللّهَ شَدِيدُ العِقابِالتغابن وَ أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرّسُولَ فَإِن تَوَلّيتُم فَإِنّما عَلي رَسُولِنَا البَلاغُ المُبِينُ
تفسير أقول أوردنا تفسيرلَيسَ لَكَ مِنَ الأَمرِ شَيءٌ في باب العصمة وسيأتي أن المراد بأولي الأمر الأئمة المعصومون ع وَ أَحسَنُ تَأوِيلًا أي عاقبة أوتأويلا من تأويلكم بلا ردفَإِنّما عَلَيهِ أي علي النبي ص ما حُمّلَ من التبليغ وَ عَلَيكُم ما حُمّلتُم من الامتثال إِذا قَضَي اللّهُ وَ رَسُولُهُ أَمراً أي قضي رسول الله وذكر الله للتعظيم والإشعار بأن قضاءه قضاء الله قيل نزل في زينب بنت جحش بنت عمته أميمة بنت عبدالمطلب خطبها رسول الله ص لزيد بن حارثة فأبت هي وأخوها عبد الله وقيل في أم كلثوم بنت عقبةوَهَبَت نَفسَها للِنبّيِّص فزوجها من زيدأَن يَكُونَ لَهُمُ الخِيَرَةُ مِن أَمرِهِم أي أن يختاروا من أمرهم شيئا بل يجب عليهم أن يجعلوا اختيارهم تبعا لاختيار الله ورسوله يَومَ تُقَلّبُ وُجُوهُهُم فِي النّارِ أي تصرف من جهة إلي أخري كاللحم يشوي بالنار أو من حال إلي حال لا يَلِتكُم مِن أَعمالِكُم أي لاينقصكم من أجورها شيئا من لات ليتا إذانقص والمحادة المخالفة والمضادة والمشاقة الخلاف والعداوة
1-كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي زَاهِرٍ عَن عَلِيّ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن صَفوَانَ بنِ يَحيَي عَن عَاصِمِ بنِ حُمَيدٍ عَن أَبِي إِسحَاقَ النحّويِّ قَالَدَخَلتُ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَسَمِعتُهُ يَقُولُ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَدّبَ نَبِيّهُ عَلَي مَحَبّتِهِ فَقَالَوَ إِنّكَ لَعَلي خُلُقٍ عَظِيمٍ ثُمّ فَوّضَ إِلَيهِ فَقَالَ عَزّ وَ جَلّوَ ما آتاكُمُ الرّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُم عَنهُ فَانتَهُوا
صفحه : 4
وَ قَالَ عَزّ وَ جَلّمَن يُطِعِ الرّسُولَ فَقَد أَطاعَ اللّهَ ثُمّ قَالَ وَ إِنّ نبَيِّ اللّهِ فَوّضَ إِلَي عَلِيّ ع وَ ائتَمَنَهُ فَسَلّمتُم وَ جَحَدَ النّاسُ فَوَ اللّهِ لَنُحِبّكُم أَن تَقُولُوا إِذَا قُلنَا وَ تَصمُتُوا إِذَا صَمَتنَا وَ نَحنُ فِيمَا بَينَكُم وَ بَينَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ مَا جَعَلَ اللّهُ لِأَحَدٍ خَيراً فِي خِلَافِ أَمرِنَاالعِدّةُ عَن أَحمَدَ عَنِ ابنِ أَبِي نَجرَانَ عَن عَاصِمٍ
مِثلَهُ
2-كا،[الكافي]العِدّةُ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحَجّالِ عَن ثَعلَبَةَ عَن زُرَارَةَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ وَ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولَانِ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ فَوّضَ إِلَي نَبِيّهِص أَمرَ خَلقِهِ لِيَنظُرَ كَيفَ طَاعَتُهُم ثُمّ تَلَا هَذِهِ الآيَةَما آتاكُمُ الرّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُم عَنهُ فَانتَهُوا أَبُو عَلِيّ الأشَعرَيِّ عَنِ ابنِ عَبدِ الجَبّارِ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن ثَعلَبَةَ
مِثلَهُير،[بصائر الدرجات ] ابنُ عَبدِ الجَبّارِمِثلَهُ
3-كا،[الكافي] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ ابنِ أُذَينَةَ عَن فُضَيلِ بنِ يَسَارٍ قَالَسَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ لِبَعضِ أَصحَابِ قَيسٍ المَاصِرِ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَدّبَ نَبِيّهُ فَأَحسَنَ أَدَبَهُ فَلَمّا أَكمَلَ لَهُ الأَدَبَ قَالَوَ إِنّكَ لَعَلي خُلُقٍ عَظِيمٍ ثُمّ فَوّضَ إِلَيهِ أَمرَ الدّينِ وَ الأُمّةِ لِيَسُوسَ عِبَادَهُ فَقَالَ عَزّ وَ جَلّما آتاكُمُ الرّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُم عَنهُ فَانتَهُوا وَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ مُسَدّداً مُوَفّقاً مُؤَيّداً
صفحه : 5
بِرُوحِ القُدُسِ لَا يَزِلّ وَ لَا يُخطِئُ فِي شَيءٍ مِمّا يَسُوسُ بِهِ الخَلقَ فَتَأَدّبَ بِآدَابِ اللّهِ ثُمّ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ فَرَضَ الصّلَاةَ رَكعَتَينِ رَكعَتَينِ عَشرَ رَكَعَاتٍ فَأَضَافَ رَسُولُ اللّهِص إِلَي الرّكعَتَينِ رَكعَتَينِ وَ إِلَي المَغرِبِ رَكعَةً فَصَارَت عَدِيلَةَ الفَرِيضَةِ لَا يَجُوزُ تَركُهُنّ إِلّا فِي سَفَرٍ وَ أَفرَدَ الرّكعَةَ فِي المَغرِبِ فَتَرَكَهَا قَائِمَةً فِي السّفَرِ وَ الحَضَرِ فَأَجَازَ اللّهُ لَهُ ذَلِكَ كُلّهُ فَصَارَتِ الفَرِيضَةُ سَبعَ عَشرَةَ رَكعَةً ثُمّ سَنّ رَسُولُ اللّهِص النّوَافِلَ أَربَعاً وَ ثَلَاثِينَ رَكعَةً مثِليَِ الفَرِيضَةِ فَأَجَازَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَهُ ذَلِكَ وَ الفَرِيضَةُ وَ النّافِلَةُ إِحدَي وَ خَمسُونَ رَكعَةً مِنهَا رَكعَتَانِ بَعدَ العَتَمَةِ جَالِساً تُعَدّ بِرَكعَةٍ مَكَانَ الوَترِ وَ فَرَضَ اللّهُ فِي السّنَةِ صَومَ شَهرِ رَمَضَانَ وَ سَنّ رَسُولُ اللّهِص صَومَ شَعبَانَ وَ ثَلَاثَةِ أَيّامٍ فِي كُلّ شَهرٍ مثِليَِ الفَرِيضَةِ فَأَجَازَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَهُ ذَلِكَ وَ حَرّمَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ الخَمرَ بِعَينِهَا وَ حَرّمَ رَسُولُ اللّهِص المُسكِرَ مِن كُلّ شَرَابٍ فَأَجَازَ اللّهُ لَهُ ذَلِكَ وَ عَافَ رَسُولُ اللّهِص أَشيَاءَ وَ كَرِهَهَا لَم يَنهَ عَنهَا نهَيَ حَرَامٍ إِنّمَا نَهَي عَنهَا نهَيَ عافة[إِعَافَةٍ] وَ كَرَاهَةٍ ثُمّ رَخّصَ فِيهَا فَصَارَ الأَخذُ بِرُخَصِهِ وَاجِباً عَلَي العِبَادِ كَوُجُوبِ مَا يَأخُذُونَ بِنَهيِهِ وَ عَزَائِمِهِ وَ لَم يُرَخّص لَهُم رَسُولُ اللّهِص فِيمَا نَهَاهُم عَنهُ نهَيَ حَرَامٍ وَ لَا فِيمَا أَمَرَ بِهِ أَمرَ فَرضٍ لَازِمٍ فَكَثِيرَ المُسكِرِ مِنَ الأَشرِبَةِ نَهَاهُم عَنهُ نهَيَ حَرَامٍ لَم يُرَخّص فِيهِ لِأَحَدٍ وَ لَم يُرَخّص رَسُولُ اللّهِص لِأَحَدٍ تَقصِيرَ الرّكعَتَينِ اللّتَينِ ضَمّهُمَا إِلَي مَا فَرَضَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بَل أَلزَمَهُم ذَلِكَ إِلزَاماً وَاجِباً لَم يُرَخّص لِأَحَدٍ فِي شَيءٍ مِن ذَلِكَ إِلّا لِلمُسَافِرِ وَ لَيسَ لِأَحَدٍ أَن يُرَخّصَ مَا لَم يُرَخّصهُ رَسُولُ اللّهِص فَوَافَقَ أَمرُ رَسُولُ اللّهِص أَمرَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ نَهيُهُ نهَيَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ وَجَبَ عَلَي العِبَادِ التّسلِيمُ لَهُ كَالتّسلِيمِ لِلّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي
4-كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي أَدّبَ نَبِيّهُص فَلَمّا انتَهَي بِهِ إِلَي
صفحه : 6
مَا أَرَادَ قَالَوَ إِنّكَ لَعَلي خُلُقٍ عَظِيمٍفَفَوّضَ إِلَيهِ دِينَهُ فَقَالَوَ ما آتاكُمُ الرّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُم عَنهُ فَانتَهُوا وَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ فَرَضَ الفَرَائِضَ وَ لَم يَقسِم لِلجَدّ شَيئاً وَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص أَطعَمَهُ السّدُسَ فَأَجَازَ اللّهُ جَلّ ذِكرُهُ لَهُ ذَلِكَ وَ ذَلِكَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّهذا عَطاؤُنا فَامنُن أَو أَمسِك بِغَيرِ حِسابٍير،[بصائر الدرجات ]الحَجّالُ عَنِ اللؤّلؤُيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ
مِثلَهُ
5-كا،[الكافي] الحُسَينُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ المُعَلّي عَنِ الوَشّاءِ عَن حَمّادٍ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ وَضَعَ رَسُولُ اللّهِص دِيَةَ العَينِ وَ دِيَةَ النّفسِ وَ حَرّمَ النّبِيذَ وَ كُلّ مُسكِرٍ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ وَضَعَ رَسُولُ اللّهِص مِن غَيرِ أَن يَكُونَ جَاءَ فِيهِ شَيءٌ قَالَ نَعَم لِيُعلَمَ مَن يُطِيعُ الرّسُولَ مِمّن يَعصِيهِ
6-كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ قَالَ وَجَدتُ فِي نَوَادِرِ مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع لَا وَ اللّهِ مَا فَوّضَ اللّهُ إِلَي أَحَدٍ مِن خَلقِهِ إِلّا إِلَي رَسُولِ اللّهِص وَ إِلَي الأَئِمّةِ ع قَالَ عَزّ وَ جَلّإِنّا أَنزَلنا إِلَيكَ الكِتابَ بِالحَقّ لِتَحكُمَ بَينَ النّاسِ بِما أَراكَ اللّهُ وَ هيَِ جَارِيَةٌ فِي الأَوصِيَاءِ ع
7-كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنُ الحَسَنِ عَن يَعقُوبَ بنِ يَزِيدَ عَنِ الحَسَنِ بنِ زِيَادٍ
صفحه : 7
عَن مُحَمّدِ بنُ الحَسَنِ الميِثمَيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَدّبَ رَسُولَهُص حَتّي قَوّمَهُ عَلَي مَا أَرَادَ ثُمّ فَوّضَ إِلَيهِ فَقَالَ عَزّ ذِكرُهُما آتاكُمُ الرّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُم عَنهُ فَانتَهُوافَمَا فَوّضَ اللّهُ إِلَي رَسُولِهِ فَقَد فَوّضَهُ إِلَينَا
8-كا،[الكافي] عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَنِ الحُسَينِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ عَن صَندَلٍ الخَيّاطِ عَن زَيدٍ الشّحّامِ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيهذا عَطاؤُنا فَامنُن أَو أَمسِك بِغَيرِ حِسابٍ قَالَ أَعطَي سُلَيمَانَ مُلكاً عَظِيماً ثُمّ جَرَت هَذِهِ الآيَةُ فِي رَسُولِ اللّهِص فَكَانَ لَهُ أَن يعُطيَِ مَا شَاءَ مَن شَاءَ وَ أَعطَاهُ اللّهُ أَفضَلَ مِمّا أَعطَي سُلَيمَانَ لِقَولِهِ تَعَالَيما آتاكُمُ الرّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُم عَنهُ فَانتَهُوا
9-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]مَاجِيلَوَيهِ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن يَاسِرٍ الخَادِمِ قَالَ قُلتُ لِلرّضَا ع مَا تَقُولُ فِي التّفوِيضِ فَقَالَ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي فَوّضَ إِلَي نَبِيّهِص أَمرَ دِينِهِ فَقَالَما آتاكُمُ الرّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُم عَنهُ فَانتَهُوافَأَمّا الخَلقَ وَ الرّزقَ فَلَا ثُمّ قَالَ ع إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّخالِقُ كُلّ شَيءٍ وَ هُوَ يَقُولُ عَزّ وَ جَلّألّذِي خَلَقَكُم ثُمّ رَزَقَكُم ثُمّ يُمِيتُكُم ثُمّ يُحيِيكُم هَل مِن شُرَكائِكُم مَن يَفعَلُ مِن ذلِكُم مِن شَيءٍ سُبحانَهُ وَ تَعالي عَمّا يُشرِكُونَ
10-ير،[بصائر الدرجات ] مُحَمّدُ بنُ عَبدِ الجَبّارِ عَنِ البرَقيِّ عَن فَضَالَةَ عَن ربِعيِّ عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمّدٍ قَالَ إِنّ اللّهَ أَدّبَ نَبِيّهُص فَأَحسَنَ تَأدِيبَهُ فَقَالَخُذِ العَفوَ وَ أمُر بِالعُرفِ وَ أَعرِض عَنِ الجاهِلِينَ فَلَمّا كَانَ ذَلِكَ أَنزَلَ اللّهُإِنّكَ لَعَلي خُلُقٍ عَظِيمٍ وَ فَوّضَ إِلَيهِ
صفحه : 8
أَمرَ دِينِهِ فَقَالَما آتاكُمُ الرّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُم عَنهُ فَانتَهُوافَحَرّمَ اللّهُ الخَمرَ بِعَينِهَا وَ حَرّمَ رَسُولُ اللّهِص كُلّ مُسكِرٍ فَأَجَازَ اللّهُ ذَلِكَ وَ كَانَ يَضمَنُ عَلَي اللّهِ الجَنّةَ فَيُجِيزُ اللّهُ ذَلِكَ لَهُ وَ ذَكَرَ الفَرَائِضَ فَلَم يَذكُرِ الجَدّ فَأَطعَمَهُ رَسُولُ اللّهِص سَهماً فَأَجَازَ اللّهُ ذَلِكَ وَ لَم يُفَوّض إِلَي أَحَدٍ مِنَ الأَنبِيَاءِ غَيرِهِ
11-ير،[بصائر الدرجات ] مُحَمّدُ بنُ عِيسَي عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ المُؤمِنِ عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ اللّهَ أَدّبَ نَبِيّهُص حَتّي إِذَا أَقَامَهُ عَلَي مَا أَرَادَ قَالَ لَهُوَ أمُر بِالعُرفِ وَ أَعرِض عَنِ الجاهِلِينَ فَلَمّا فَعَلَ ذَلِكَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص زَكّاهُ اللّهُ فَقَالَإِنّكَ لَعَلي خُلُقٍ عَظِيمٍ فَلَمّا زَكّاهُ فَوّضَ إِلَيهِ دِينَهُ فَقَالَما آتاكُمُ الرّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُم عَنهُ فَانتَهُوافَحَرّمَ اللّهُ الخَمرَ وَ حَرّمَ رَسُولُ اللّهِص كُلّ مُسكِرٍ فَأَجَازَ اللّهُ ذَلِكَ كُلّهُ وَ إِنّ اللّهَ أَنزَلَ الصّلَاةَ وَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص وَقّتَ أَوقَاتِهَا فَأَجَازَ اللّهُ لَهُ ذَلِكَ
12-ختص ،[الإختصاص ]ير،[بصائر الدرجات ] ابنُ يَزِيدَ وَ مُحَمّدُ بنُ عِيسَي عَن زِيَادٍ القنَديِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عُمَارَةَ عَن فُضَيلِ بنِ يَسَارٍ قَالَسَأَلتُهُ كَيفَ كَانَ يَصنَعُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع بِشَارِبِ الخَمرِ قَالَ كَانَ يَحُدّهُ قُلتُ فَإِن عَادَ قَالَ كَانَ يَحُدّهُ قُلتُ فَإِن عَادَ قَالَ كَانَ يَحُدّهُ ثَلَاثَ مَرّاتٍ فَإِن عَادَ كَانَ يَقتُلُهُ قُلتُ كَيفَ كَانَ يَصنَعُ بِشَارِبِ المُسكِرِ قَالَ مِثلَ ذَلِكَ قُلتُ فَمَن شَرِبَ شَربَةَ مُسكِرٍ كَمَن شَرِبَ شَربَةَ خَمرٍ قَالَ سَوَاءٌ فَاستَعظَمتُ ذَلِكَ فَقَالَ لِي يَا فُضَيلُ لَا تَستَعظِم ذَلِكَ فَإِنّ اللّهَ إِنّمَا بَعَثَ مُحَمّداًص رَحمَةً لِلعالَمِينَ وَ اللّهُ أَدّبَ نَبِيّهُ فَأَحسَنَ تَأدِيبَهُ فَلَمّا ائتَدَبَ فَوّضَ إِلَيهِ فَحَرّمَ اللّهُ الخَمرَ وَ حَرّمَ رَسُولُ اللّهِص كُلّ مُسكِرٍ فَأَجَازَ اللّهُ ذَلِكَ لَهُ وَ حَرّمَ اللّهُ مَكّةَ وَ حَرّمَ رَسُولُ اللّهِص
صفحه : 9
المَدِينَةَ فَأَجَازَ اللّهُ كُلّهُ لَهُ وَ فَرَضَ اللّهُ الفَرَائِضَ مِنَ الصّلبِ فَأَطعَمَ رَسُولُ اللّهِص الجَدّ فَأَجَازَ ذَلِكَ كُلّهُ لَهُ ثُمّ قَالَ لَهُ يَا فُضَيلُ حُرّفَ وَ مَا حُرّفَمَن يُطِعِ الرّسُولَ فَقَد أَطاعَ اللّهَ
13-ير،[بصائر الدرجات ] ابنُ يَزِيدَ عَن زِيَادٍ القنَديِّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ مِثلَهُ
14-ير،[بصائر الدرجات ] مُحَمّدُ بنُ الحَسَنِ عَن جَعفَرِ بنِ بَشِيرٍ عَنِ ابنِ بُكَيرٍ عَن زُرَارَةَ قَالَ سَأَلتُ أَبَا جَعفَرٍ ع عَن أَشيَاءَ مِنَ الصّلَاةِ وَ الدّيَاتِ وَ الفَرَائِضِ وَ أَشيَاءَ مِن أَشبَاهِ هَذَا فَقَالَ إِنّ اللّهَ فَوّضَ إِلَي نَبِيّهِص
15-ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَنِ ابنِ بُكَيرٍ عَن زُرَارَةَ عَن حُمرَانَ عَنهُ ع مِثلَهُ
16-ير،[بصائر الدرجات ]بَعضُ أَصحَابِنَا عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ عَن عَلِيّ بنِ النّعمَانِ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ عَبدِ العَزِيزِ قَالَ قَالَ لِي جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ ع إِنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ يُفَوّضُ إِلَيهِ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي فَوّضَ إِلَي سُلَيمَانَ ع مُلكَهُ فَقَالَهذا عَطاؤُنا فَامنُن أَو أَمسِك بِغَيرِ حِسابٍ وَ إِنّ اللّهَ فَوّضَ إِلَي مُحَمّدٍص نَبِيّهِ فَقَالَما آتاكُمُ الرّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُم عَنهُ فَانتَهُوا فَقَالَ رَجُلٌ إِنّمَا كَانَ رَسُولُ اللّهِص مُفَوّضاً إِلَيهِ فِي الزّرعِ وَ الضّرعِ فَلَوَي جَعفَرٌ ع عَنهُ عُنُقَهُ مُغضَباً فَقَالَ فِي كُلّ شَيءٍ وَ اللّهِ فِي كُلّ شَيءٍ
17-ير،[بصائر الدرجات ] مُحَمّدُ بنُ عِيسَي عَنِ النّضرِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سُلَيمَانَ أَو عَمّن رَوَاهُ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سُلَيمَانَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ اللّهَ أَدّبَ مُحَمّداًص تَأدِيباً فَفَوّضَ
صفحه : 10
إِلَيهِ الأَمرَ وَ قَالَما آتاكُمُ الرّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُم عَنهُ فَانتَهُوا وَ كَانَ مِمّا أَمَرَهُ اللّهُ فِي كِتَابِهِ فَرَائِضُ الصّلبِ وَ فَرَضَ رَسُولُ اللّهِص لِلجَدّ فَأَجَازَ اللّهُ ذَلِكَ لَهُ وَ حَرّمَ اللّهُ فِي كِتَابِهِ الخَمرَ بِعَينِهَا وَ حَرّمَ رَسُولُ اللّهِص كُلّ مُسكِرٍ فَأَجَازَ اللّهُ ذَلِكَ لَهُ
18-ير،[بصائر الدرجات ] عَبدُ اللّهِ بنُ عَامِرٍ عَنِ البرَقيِّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عُثمَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ الفُضَيلِ عَنِ الثمّاَليِّ قَالَ قَرَأتُ هَذِهِ الآيَةَ عَلَي أَبِي جَعفَرٍ ع لَيسَ لَكَ مِنَ الأَمرِ شَيءٌقَولَ اللّهِ لِنَبِيّهِص وَ أَنَا أُرِيدُ أَن أَسأَلَهُ عَنهَا فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع بَلَي وَ شَيءٌ وَ شَيءٌ مَرّتَينِ وَ كَيفَ لَا يَكُونُ لَهُ مِنَ الأَمرِ شَيءٌ وَ قَد فَوّضَ اللّهُ إِلَيهِ دِينَهُ فَقَالَما آتاكُمُ الرّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُم عَنهُ فَانتَهُوافَمَا أَحَلّ رَسُولُ اللّهِص فَهُوَ حَلَالٌ وَ مَا حَرّمَ فَهُوَ حَرَامٌ
19-ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن مُحَمّدِ بنِ عُذَافِرٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي أَدّبَ مُحَمّداًص فَلَمّا تَأَدّبَ فَوّضَ إِلَيهِ فَقَالَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيما آتاكُمُ الرّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُم عَنهُ فَانتَهُوا وَ قَالَمَن يُطِعِ الرّسُولَ فَقَد أَطاعَ اللّهَفَكَانَ فِيمَا فَرَضَ فِي القُرآنِ فَرَائِضُ الصّلبِ وَ فَرَضَ رَسُولُ اللّهِص فَرَائِضَ الجَدّ فَأَجَازَ اللّهُ ذَلِكَ لَهُ فِي أَشيَاءَ كَثِيرَةٍ فَمَا حَرّمَ رَسُولُ اللّهِص فَهُوَ بِمَنزِلَةِ مَا حَرّمَ اللّهُ
ير،[بصائر الدرجات ] ابراهيم بن هاشم عن عمرو بن عثمان عن محمد بن عذافر عن رجل من
صفحه : 11
إخواننا عن أبي جعفر ع مثله
20-ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن عَلِيّ بنِ النّعمَانِ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَنِ ابنِ خُنَيسٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَا أَعطَي اللّهُ نَبِيّاً شَيئاً إِلّا وَ قَد أَعطَاهُ مُحَمّداًص قَالَ لِسُلَيمَانَ بنِ دَاوُدَ ع فَامنُن أَو أَمسِك بِغَيرِ حِسابٍ وَ قَالَ لِمُحَمّدٍص ما آتاكُمُ الرّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُم عَنهُ فَانتَهُوا
21-ير،[بصائر الدرجات ] ابنُ هَاشِمٍ عَن يَحيَي بنِ أَبِي عِمرَانَ عَن يُونُسَ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عَبدِ الحَمِيدِ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ اللّهَ خَلَقَ مُحَمّداً طَاهِراً ثُمّ أَدّبَهُ حَتّي قَوّمَهُ عَلَي مَا أَرَادَ ثُمّ فَوّضَ إِلَيهِ الأَمرَ فَقَالَما آتاكُمُ الرّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُم عَنهُ فَانتَهُوافَحَرّمَ اللّهُ الخَمرَ بِعَينِهَا وَ حَرّمَ رَسُولُ اللّهِص المُسكِرَ مِن كُلّ شَرَابٍ وَ فَرَضَ اللّهُ فَرَائِضَ الصّلبِ وَ أَعطَي رَسُولُ اللّهِص الجَدّ فَأَجَازَ اللّهُ لَهُ ذَلِكَ وَ أَشيَاءَ ذَكَرَهَا مِن هَذَا البَابِ
22-شي،[تفسير العياشي] عَن جَابِرٍ الجعُفيِّ قَالَقَرَأتُ عِندَ أَبِي جَعفَرٍ ع قَولَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّلَيسَ لَكَ مِنَ الأَمرِ شَيءٌ قَالَ بَلَي وَ اللّهِ إِنّ لَهُ مِنَ الأَمرِ شَيئاً وَ شَيئاً وَ شَيئاً وَ لَيسَ حَيثُ ذَهَبتَ وَ لكَنِيّ أُخبِرُكَ أَنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي لَمّا أَمَرَ نَبِيّهُص أَن يُظهِرَ وَلَايَةَ عَلِيّ ع فَكّرَ فِي عَدَاوَةِ قَومِهِ لَهُ وَ مَعرِفَتِهِ بِهِم وَ ذَلِكَ للِذّيِ فَضّلَهُ اللّهُ بِهِ عَلَيهِم فِي جَمِيعِ خِصَالِهِ كَانَ أَوّلَ مَن آمَنَ بِرَسُولِ اللّهِص وَ بِمَن أَرسَلَهُ وَ كَانَ أَنصَرَ النّاسِ لِلّهِ وَ لِرَسُولِهِ وَ أَقتَلَهُم لِعَدُوّهِمَا وَ أَشَدّهُم بُغضاً لِمَن خَالَفَهُمَا وَ فَضّلَ عِلمَهُ ألّذِي لَم يُسَاوِهِ
صفحه : 12
أَحَدٌ وَ مَنَاقِبَهُ التّيِ لَا تُحصَي شَرَفاً فَلَمّا فَكّرَ النّبِيّص فِي عَدَاوَةِ قَومِهِ لَهُ فِي هَذِهِ الخِصَالِ وَ حَسَدِهِم لَهُ عَلَيهَا ضَاقَ عَن ذَلِكَ فَأَخبَرَ اللّهُ أَنّهُ لَيسَ لَهُ مِن هَذَا الأَمرِ شَيءٌ إِنّمَا الأَمرُ فِيهِ إِلَي اللّهِ أَن يُصَيّرَ عَلِيّاً ع وَصِيّهُ وَ ولَيِّ الأَمرِ بَعدَهُ فَهَذَا عَنَي اللّهُ وَ كَيفَ لَا يَكُونُ لَهُ مِنَ الأَمرِ شَيءٌ وَ قَد فَوّضَ اللّهُ إِلَيهِ أَن جَعَلَ مَا أَحَلّ فَهُوَ حَلَالٌ وَ مَا حَرّمَ فَهُوَ حَرَامٌ قَالَما آتاكُمُ الرّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُم عَنهُ فَانتَهُوا
23-شي،[تفسير العياشي] عَن جَابِرٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ جَعفَرٍ ع قَولَهُ لِنَبِيّهِص لَيسَ لَكَ مِنَ الأَمرِ شَيءٌفَسّرهُ لِي قَالَ فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع لشِيَءٍ قَالَهُ اللّهُ وَ لشِيَءٍ أَرَادَهُ اللّهُ يَا جَابِرُ إِنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ حَرِيصاً عَلَي أَن يَكُونَ عَلِيّ ع مِن بَعدِهِ عَلَي النّاسِ وَ كَانَ عِندَ اللّهِ خِلَافُ مَا أَرَادَ رَسُولُ اللّهِص قَالَ قُلتُ فَمَا مَعنَي ذَلِكَ قَالَ نَعَم عَنَي بِذَلِكَ قَولَ اللّهِ لِرَسُولِهِلَيسَ لَكَ مِنَ الأَمرِ شَيءٌ يَا مُحَمّدُ الأَمرُ[إلِيَّ] فِي عَلِيّ أَو فِي غَيرِهِ أَ لَم أَتلُ عَلَيكَ يَا مُحَمّدُ فِيمَا أَنزَلتُ مِن كتِاَبيِ إِلَيكَالم أَ حَسِبَ النّاسُ أَن يُترَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنّا وَ هُم لا يُفتَنُونَ إِلَي قَولِهِفَلَيَعلَمَنّ قَالَ فَوّضَ رَسُولُ اللّهِ الأَمرَ إِلَيهِ
صفحه : 13
24-شي،[تفسير العياشي] عَنِ الجرَميِّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع أَنّهُ قَرَأَ لَيسَ لَكَ مِنَ الأَمرِ شَيءٌ أَن تَتُوبَ عَلَيهِم أَو تُعَذّبَهُم فَإِنّهُم ظَالِمُونَ
25-كشف ،[كشف الغمة] مِن مَنَاقِبِ الخوُاَرزِميِّ عَن جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ اللّهَ لَمّا خَلَقَ السّمَاوَاتِ وَ الأَرضَ دَعَاهُنّ فَأَجَبنَهُ فَعَرَضَ عَلَيهِنّ نبُوُتّيِ وَ وَلَايَةَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَقَبِلَتَاهُمَا ثُمّ خَلَقَ الخَلقَ وَ فَوّضَ إِلَينَا أَمرَ الدّينِ فَالسّعِيدُ مَن سَعِدَ بِنَا وَ الشقّيِّ مَن شقَيَِ بِنَا نَحنُ المُحِلّونَ لِحَلَالِهِ وَ المُحَرّمُونَ لِحَرَامِهِ
أقول سيأتي سائر أخبار التفويض والكلام عليها في كتاب الإمامة إن شاء الله تعالي
26- ع ،[علل الشرائع ]الطاّلقَاَنيِّ عَن أَبِي صَالِحٍ الحَذّاءِ عَن مُحَمّدِ بنِ إِدرِيسَ الحنَظلَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن حُمَيدٍ الطّوِيلِ عَن أَنَسٍ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ مِن أَهلِ البَادِيَةِ وَ كَانَ يُعجِبُنَا أَن يأَتيَِ الرّجُلُ مِن أَهلِ البَادِيَةِ يَسأَلُ النّبِيّص فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ مَتَي قِيَامُ السّاعَةِ فَحَضَرَتِ الصّلَاةُ فَلَمّا قَضَي صَلَاتَهُ قَالَ أَينَ السّائِلُ عَنِ السّاعَةِ قَالَ أَنَا يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ فَمَا أَعدَدتَ لَهَا قَالَ وَ اللّهِ مَا أَعدَدتُ لَهَا مِن كَثِيرِ عَمَلٍ صَلَاةٍ وَ لَا صَومٍ إِلّا أنَيّ أُحِبّ اللّهَ وَ رَسُولَهُ فَقَالَ لَهُ النّبِيّص المَرءُ مَعَ مَن أَحَبّ قَالَ أَنَسٌ فَمَا رَأَيتُ المُسلِمِينَ فَرِحُوا بَعدَ الإِسلَامِ بشِيَءٍ أَشَدّ مِن فَرَحِهِم بِهَذَا
27- ع ،[علل الشرائع ]بِإِسنَادِهِ عَنِ الحَكَمِ بنِ أَبِي لَيلَي قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا يُؤمِنُ عَبدٌ حَتّي أَكُونَ أَحَبّ إِلَيهِ مِن نَفسِهِ وَ يَكُونَ عتِرتَيِ أَحَبّ إِلَيهِ مِن عِترَتِهِ وَ يَكُونَ
صفحه : 14
أهَليِ أَحَبّ إِلَيهِ مِن أَهلِهِ وَ يَكُونَ ذاَتيِ أَحَبّ إِلَيهِ مِن ذَاتِهِ
28- ع ،[علل الشرائع ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَنِ السعّدآَباَديِّ عَن عَبدِ العَظِيمِ الحسَنَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الفَضلِ عَن شَيخٍ مِن أَهلِ الكُوفَةِ عَن جَدّهِ مِن قِبَلِ أُمّهِ وَ اسمُهُ سُلَيمَانُ بنُ عَبدِ اللّهِ الهاَشمِيِّ قَالَ سَمِعتُ مُحَمّدَ بنَ عَلِيّ ع يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لِلنّاسِ وَ هُم مُجتَمِعُونَ عِندَهُ أَحِبّوا اللّهَ لِمَا يَغذُوكُم بِهِ مِن نِعَمِهِ وَ أحَبِوّنيِ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ أَحِبّوا قرَاَبتَيِ لِي
أقول سيأتي الأخبار الكثيرة في باب ثواب حب آل محمد ع
29- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ العلَوَيِّ عَن مُوسَي بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن أَبِيهِ عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ عَن أَبِيهِ وَ خَالِهِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ عَنِ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ ابنيَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ عَن أَبِيهِمَا عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الأَنصَارِ إِلَي النّبِيّص فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا أَستَطِيعُ فِرَاقَكَ وَ إنِيّ لَأَدخُلُ منَزلِيِ فَأَذكُرُكَ فَأَترُكُ ضيَعتَيِ وَ أُقبِلُ حَتّي أَنظُرَ إِلَيكَ حُبّاً لَكَ فَذَكَرتُ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ وَ أُدخِلتَ الجَنّةَ فَرُفِعتَ فِي أَعلَي عِلّيّينَ فَكَيفَ لِي بِكَ يَا نبَيِّ اللّهِ فَنَزَلَوَ مَن يُطِعِ اللّهَ وَ الرّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الّذِينَ أَنعَمَ اللّهُ عَلَيهِم مِنَ النّبِيّينَ وَ الصّدّيقِينَ وَ الشّهَداءِ وَ الصّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاًفَدَعَا النّبِيّص الرّجُلَ فَقَرَأَهَا عَلَيهِ وَ بَشّرَهُ بِذَلِكَ
صفحه : 15
الآيات النورإِنّمَا المُؤمِنُونَ الّذِينَ آمَنُوا بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ وَ إِذا كانُوا مَعَهُ عَلي أَمرٍ جامِعٍ لَم يَذهَبُوا حَتّي يَستَأذِنُوهُ إِنّ الّذِينَ يَستَأذِنُونَكَ أُولئِكَ الّذِينَ يُؤمِنُونَ بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ فَإِذَا استَأذَنُوكَ لِبَعضِ شَأنِهِم فَأذَن لِمَن شِئتَ مِنهُم وَ استَغفِر لَهُمُ اللّهَ إِنّ اللّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ لا تَجعَلُوا دُعاءَ الرّسُولِ بَينَكُم كَدُعاءِ بَعضِكُم بَعضاً قَد يَعلَمُ اللّهُ الّذِينَ يَتَسَلّلُونَ مِنكُم لِواذاً فَليَحذَرِ الّذِينَ يُخالِفُونَ عَن أَمرِهِ أَن تُصِيبَهُم فِتنَةٌ أَو يُصِيبَهُم عَذابٌ أَلِيمٌالأحزاب يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لا تَدخُلُوا بُيُوتَ النّبِيّ إِلّا أَن يُؤذَنَ لَكُم إِلي طَعامٍ غَيرَ ناظِرِينَ إِناهُ وَ لكِن إِذا دُعِيتُم فَادخُلُوا فَإِذا طَعِمتُم فَانتَشِرُوا وَ لا مُستَأنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنّ ذلِكُم كانَ يؤُذيِ النّبِيّ فيَسَتحَييِ مِنكُم وَ اللّهُ لا يسَتحَييِ مِنَ الحَقّ وَ إِذا سَأَلتُمُوهُنّ مَتاعاً فَسئَلُوهُنّ مِن وَراءِ حِجابٍ ذلِكُم أَطهَرُ لِقُلُوبِكُم وَ قُلُوبِهِنّ وَ ما كانَ لَكُم أَن تُؤذُوا رَسُولَ اللّهِ وَ لا أَن تَنكِحُوا أَزواجَهُ مِن بَعدِهِ أَبَداً إِنّ ذلِكُم كانَ عِندَ اللّهِ عَظِيماً إلي قوله تعالي إِنّ اللّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَي النّبِيّ يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا صَلّوا عَلَيهِ وَ سَلّمُوا تَسلِيماً إِنّ الّذِينَ يُؤذُونَ اللّهَ وَ رَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللّهُ فِي الدّنيا وَ الآخِرَةِ وَ أَعَدّ لَهُم عَذاباً مُهِيناً إلي قوله تعالي يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالّذِينَ آذَوا مُوسي فَبَرّأَهُ اللّهُ مِمّا قالُوا وَ كانَ عِندَ اللّهِ وَجِيهاًالفتح إِنّا أَرسَلناكَ شاهِداً وَ مُبَشّراً وَ نَذِيراً لِتُؤمِنُوا بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ وَ تُعَزّرُوهُ وَ تُوَقّرُوهُ وَ تُسَبّحُوهُ بُكرَةً وَ أَصِيلًاالحجرات يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدّمُوا بَينَ يدَيَِ اللّهِ وَ رَسُولِهِ وَ اتّقُوا اللّهَ إِنّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لا تَرفَعُوا أَصواتَكُم فَوقَ صَوتِ النّبِيّ وَ لا تَجهَرُوا
صفحه : 16
لَهُ بِالقَولِ كَجَهرِ بَعضِكُم لِبَعضٍ أَن تَحبَطَ أَعمالُكُم وَ أَنتُم لا تَشعُرُونَ إِنّ الّذِينَ يَغُضّونَ أَصواتَهُم عِندَ رَسُولِ اللّهِ أُولئِكَ الّذِينَ امتَحَنَ اللّهُ قُلُوبَهُم لِلتّقوي لَهُم مَغفِرَةٌ وَ أَجرٌ عَظِيمٌ إِنّ الّذِينَ يُنادُونَكَ مِن وَراءِ الحُجُراتِ أَكثَرُهُم لا يَعقِلُونَ وَ لَو أَنّهُم صَبَرُوا حَتّي تَخرُجَ إِلَيهِم لَكانَ خَيراً لَهُم وَ اللّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌالمجادلةأَ لَم تَرَ أَنّ اللّهَ يَعلَمُ ما فِي السّماواتِ وَ ما فِي الأَرضِ ما يَكُونُ مِن نَجوي ثَلاثَةٍ إِلّا هُوَ رابِعُهُم وَ لا خَمسَةٍ إِلّا هُوَ سادِسُهُم وَ لا أَدني مِن ذلِكَ وَ لا أَكثَرَ إِلّا هُوَ مَعَهُم أَينَ ما كانُوا ثُمّ يُنَبّئُهُم بِما عَمِلُوا يَومَ القِيامَةِ إِنّ اللّهَ بِكُلّ شَيءٍ عَلِيمٌ أَ لَم تَرَ إِلَي الّذِينَ نُهُوا عَنِ النّجوي ثُمّ يَعُودُونَ لِما نُهُوا عَنهُ وَ يَتَناجَونَ بِالإِثمِ وَ العُدوانِ وَ مَعصِيَةِ الرّسُولِ وَ إِذا جاؤُكَ حَيّوكَ بِما لَم يُحَيّكَ بِهِ اللّهُ وَ يَقُولُونَ فِي أَنفُسِهِم لَو لا يُعَذّبُنَا اللّهُ بِما نَقُولُ حَسبُهُم جَهَنّمُ يَصلَونَها فَبِئسَ المَصِيرُ يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا إِذا تَناجَيتُم فَلا تَتَناجَوا بِالإِثمِ وَ العُدوانِ وَ مَعصِيَةِ الرّسُولِ وَ تَناجَوا بِالبِرّ وَ التّقوي وَ اتّقُوا اللّهَ ألّذِي إِلَيهِ تُحشَرُونَ إِنّمَا النّجوي مِنَ الشّيطانِ لِيَحزُنَ الّذِينَ آمَنُوا وَ لَيسَ بِضارّهِم شَيئاً إِلّا بِإِذنِ اللّهِ وَ عَلَي اللّهِ فَليَتَوَكّلِ المُؤمِنُونَ يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا إِذا قِيلَ لَكُم تَفَسّحُوا فِي المَجالِسِ فَافسَحُوا يَفسَحِ اللّهُ لَكُم وَ إِذا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا يَرفَعِ اللّهُ الّذِينَ آمَنُوا مِنكُم وَ الّذِينَ أُوتُوا العِلمَ دَرَجاتٍ وَ اللّهُ بِما تَعمَلُونَ خَبِيرٌ يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيتُمُ الرّسُولَ فَقَدّمُوا بَينَ يدَيَ نَجواكُم صَدَقَةً ذلِكَ خَيرٌ لَكُم وَ أَطهَرُ فَإِن لَم تَجِدُوا فَإِنّ اللّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ أَ أَشفَقتُم أَن تُقَدّمُوا بَينَ يدَيَ نَجواكُم صَدَقاتٍ فَإِذ لَم تَفعَلُوا وَ تابَ اللّهُ عَلَيكُم فَأَقِيمُوا الصّلاةَ وَ آتُوا الزّكاةَ وَ أَطِيعُوا اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ اللّهُ خَبِيرٌ بِما تَعمَلُونَتفسير قال البيضاويإِنّمَا المُؤمِنُونَ أي الكاملون في الإيمان الّذِينَ آمَنُوا بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ من صميم قلوبهم وَ إِذا كانُوا مَعَهُ عَلي أَمرٍ جامِعٍكالجمعة والأعياد والحروب والمشاورة في الأمورلَم يَذهَبُوا حَتّي يَستَأذِنُوهُيستأذنوا رسول الله ص فيأذن لهم واعتباره في كمال الإيمان لأنه كالمصداق لصحته والمميز للمخلص فيه والمنافق
صفحه : 17
فإن ديدنه التسلل والفرار ولتعظيم الجرم في الذهاب عن مجلسه بغير إذنه ولذلك أعاده مؤكدا علي أسلوب أبلغ فقال إِنّ الّذِينَ يَستَأذِنُونَكَ أُولئِكَ الّذِينَ يُؤمِنُونَ بِاللّهِ وَ رَسُولِهِفإنه يفيد أن المستأذن مؤمن لامحالة و أن الذاهب بغير إذن ليس كذلك فَإِذَا استَأذَنُوكَ لِبَعضِ شَأنِهِم مايعرض لهم من المهام و فيه أيضا مبالغة وتضييق للأمرفَأذَن لِمَن شِئتَ مِنهُمتفويض للأمر إلي رأي الرسول ص واستدل به علي أن بعض الأحكام مفوضة إلي رأيه و من منع ذلك قيد المشية بأن تكون تابعة لعلمه بصدقه وكأن المعني فأذن لمن علمت أن له عذراوَ استَغفِر لَهُمُ اللّهَ بعدالإذن فإن الاستئذان و لولعذر قصور لأنه تقديم لأمر الدنيا علي أمر الدين إِنّ اللّهَ غَفُورٌلفرطات العبادرَحِيمٌبالتيسير عليهم لا تَجعَلُوا دُعاءَ الرّسُولِ بَينَكُم كَدُعاءِ بَعضِكُم بَعضاً لاتقيسوا دعاءه إياكم علي دعاء بعضكم بعضا في جواز الإعراض والمساهلة في الإجابة والرجوع بغير إذن فإن المبادرة إلي إجابته واجبة والمراجعة بغير إذنه محرمة وقيل لاتجعلوا نداءه وتسميته كنداء بعضكم بعضا باسمه ورفع الصوت والنداء وراء الحجرات ولكن بلقبه المعظم مثل يانبي الله و يا رسول الله مع التوقير والتواضع وخفض الصوت أو لاتجعلوا دعاءه عليكم كدعاء بعضكم علي بعض فلاتبالوا بسخطه فإنه مستجاب أو لاتجعلوا دعاءه لله كدعاء صغيركم كبيركم يجيبه مرة ويرده أخري فإن دعاءه موجب قَد يَعلَمُ اللّهُ الّذِينَ يَتَسَلّلُونَ مِنكُميتسللون قليلا قليلا من الجماعة ونظير تسلل تدرج لِواذاًملاوذة بأن يستتر بعضهم ببعض حتي يخرج أويلوذ بمن يؤذن له فينطلق معه كأنه تابعة وانتصابه علي الحال فَليَحذَرِ الّذِينَ يُخالِفُونَ عَن أَمرِهِبترك مقتضاه ويذهبون سمتا علي خلاف سمته و عن لتضمنه معني الإعراض أويصدون عن أمره دون المؤمنين من خالفه عن الأمر إذاصد عنه دونه وحذف المفعول لأن المقصود بيان المخالف عنه والضمير لله فإن الأمر
صفحه : 18
له حقيقة أوللرسول فإنه المقصود بالذكرأَن تُصِيبَهُم فِتنَةٌمحنة في الدنياأَو يُصِيبَهُم عَذابٌ أَلِيمٌ في الآخرة. و قال في قوله تعالي يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لا تَدخُلُوا بُيُوتَ النّبِيّ إِلّا أَن يُؤذَنَ لَكُم أي إلاوقت أن يؤذن لكم أو إلامأذونا لكم إِلي طَعامٍمتعلق بيؤذن لأنه متضمن معني يدعي للإشعار بأنه لايحسن الدخول علي الطعام من غيردعوة و إن أذن كماأشعر به قوله غَيرَ ناظِرِينَ إِناهُ غيرمنتظرين وقته أوإدراكه حال من فاعل لاتدخلوا أوالمجرور في لكم وقرئ بالجر صفة لطعام وَ لكِن إِذا دُعِيتُم فَادخُلُوا فَإِذا طَعِمتُم فَانتَشِرُواتفرقوا و لاتمكثوا والآية خطاب لقوم كانوا يتحينون طعام رسول الله ص فيدخلون ويقعدون منتظرين لإدراكه مخصوصة بهم وبأمثالهم و إلا لماجاز لأحد أن يدخل بيوته بالإذن لغير الطعام و لااللبث بعدالطعام لمهم وَ لا مُستَأنِسِينَ لِحَدِيثٍبعضكم بعضا أولحديث أهل البيت بالتسمع له إِنّ ذلِكُماللبث كانَ يؤُذيِ النّبِيّلتضييق المنزل عليه و علي أهله واشتغاله في ما لايعنيه فيَسَتحَييِ مِنكُم من إخراجكم بقوله وَ اللّهُ لا يسَتحَييِ مِنَ الحَقّيعني أن إخراجكم حق فينبغي أن لايترك حياء كما لم يتركه الله ترك الحيي فأمركم بالخروج وَ إِذا سَأَلتُمُوهُنّ مَتاعاًشيئا ينتفع به فَسئَلُوهُنّالمتاع مِن وَراءِ حِجابٍسترذلِكُم أَطهَرُ لِقُلُوبِكُم وَ قُلُوبِهِنّ من الخواطر الشيطانيةوَ ما كانَ لَكُم و ماصح لكم أَن تُؤذُوا رَسُولَ اللّهِ أن تفعلوا مايكرهه وَ لا أَن تَنكِحُوا أَزواجَهُ مِن بَعدِهِ أَبَداً من بعدوفاته أوفراقه إِنّ ذلِكُميعني إيذاءه ونكاح نسائه كانَ عِندَ اللّهِ عَظِيماًذنبا عظيماإِن تُبدُوا شَيئاًلنكاحهن علي ألسنتكم أَو تُخفُوهُ في صدوركم فَإِنّ اللّهَ كانَ بِكُلّ شَيءٍ عَلِيماًفيعلم ذلك فيجازيكم به لا جُناحَ عَلَيهِنّ فِي آبائِهِنّ
صفحه : 19
وَ لا أَبنائِهِنّ وَ لا إِخوانِهِنّ وَ لا أَبناءِ إِخوانِهِنّ وَ لا أَبناءِ أَخَواتِهِنّ
استئناف لمن لايجب الاحتجاب عنهم روي أنه لمانزلت آية الحجاب قال الآباء والأبناء والأقارب يا رسول الله أ ونكلمهن أيضا من وراء حجاب فنزلت وإنما لم يذكر العم والخال لأنهما بمنزلة الوالدين ولذلك سمي العم أبا أولأنه كره ترك الاحتجاب منهما مخافة أن يصفا لأبنائهماوَ لا نِسائِهِنّ و لانساء المؤمنات وَ لا ما مَلَكَت أَيمانُهُنّ من العبيد والإماء وقيل من الإماء خاصةوَ اتّقِينَ اللّهَفيما أمرتن به إِنّ اللّهَ كانَ عَلي كُلّ شَيءٍ شَهِيداً لاتخفي عليه خافية.إِنّ اللّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَي النّبِيّ قال الطبرسي رحمه الله معناه أن الله يصلي علي النبي ويثني عليه بالثناء الجميل ويبجله بأعظم التبجيل وملائكته يصلون عليه ويثنون عليه بأحسن الثناء ويدعون له بأزكي الدعاءيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا صَلّوا عَلَيهِ وَ سَلّمُوا تَسلِيماً قَالَ أَبُو حَمزَةَ الثمّاَليِّ حدَثّنَيِ السدّيّّ وَ حُمَيدُ بنُ سَعدٍ الأنَصاَريِّ وَ بُرَيدُ بنُ أَبِي زِيَادٍ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ أَبِي لَيلَي عَن كَعبِ بنِ عُجرَةَ قَالَ لَمّا نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ قُلنَا يَا رَسُولَ اللّهِ هَذَا السّلَامُ عَلَيكَ قَد عَرَفنَاهُ كَيفَ الصّلَاةُ عَلَيكَ قَالَ قُولُوا أللّهُمّ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ كَمَا صَلّيتَ عَلَي اِبرَاهِيمَ وَ آلِ اِبرَاهِيمَ إِنّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ وَ بَارِك عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ كَمَا بَارَكتَ عَلَي اِبرَاهِيمَ وَ آلِ اِبرَاهِيمَ إِنّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ
وَ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن هَذِهِ الآيَةِ فَقُلتُ كَيفَ صَلَاةُ اللّهِ عَلَي رَسُولِهِ فَقَالَ يَا أَبَا مُحَمّدٍ تَزكِيَتُهُ لَهُ فِي السّمَاوَاتِ العُلَي فَقُلتُ قَد عَرَفتُ صَلَاتَنَا عَلَيهِ فَكَيفَ التّسلِيمُ فَقَالَ هُوَ التّسلِيمُ لَهُ فِي الأُمُورِ
فعلي هذا يكون معني قوله وَ سَلّمُوا تَسلِيماًانقادوا لأمره وابذلوا الجهد في
صفحه : 20
طاعته وجميع مايأمركم به وقيل معناه سلموا عليه بالدعاء أي قولوا السلام عليك يا رسول الله .إِنّ الّذِينَ يُؤذُونَ اللّهَ وَ رَسُولَهُقيل هم المنافقون والكافرون والذين وصفوا الله بما لايليق به وكذبوا رسله وكذبوا عليه و إن الله عز و جل لايلحقه أذي ولكن لماكانت مخالفة الأمر فيما بيننا تسمي إيذاء خوطبنا بما نتعارفه وقيل معناه يؤذون رسول الله فقدم ذكر الله علي وجه التعظيم إذ جعل أذي رسوله أذي له تشريفا له وتكريمالَعَنَهُمُ اللّهُ فِي الدّنيا وَ الآخِرَةِ أي يبعدهم الله من رحمته ويحل بهم وبال نقمته بحرمان زيادات الهدي في الدنيا والخلود في النار في الآخرةوَ أَعَدّ لَهُم في الآخرةعَذاباً مُهِيناً أي مذلا ولا تَكُونُوا كَالّذِينَ آذَوا مُوسي أي لاتؤذوا محمدا كماآذي بنو إسرائيل موسي ع .أقول قدمضي إيذاؤهم موسي ع في كتاب النبوة. و قال رحمه الله في قوله تعالي وَ تُعَزّرُوهُ أي تنصروه بالسيف واللسان والهاء تعود إلي النبي ص وَ تُوَقّرُوهُ أي تعظموه وتبجلوه وَ تُسَبّحُوهُ بُكرَةً وَ أَصِيلًا أي تصلوا لله بالغدوة والعشي وكثير من القراء اختاروا الوقف علي وَ تُوَقّرُوهُلاختلاف الضمير فيه وفيما بعده وقيل وَ تُعَزّرُوهُ أي وتنصروا الله وَ تُوَقّرُوهُ أي وتعظموه وتطيعوه فتكون الكنايات متفقة
وَ قَالَ رَحِمَهُ اللّهُ فِي قَولِهِ تَعَالَييا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدّمُوانَزَلَت فِي وَفدِ تَمِيمٍ وَ هُم عُطَارِدُ بنُ حَاجِبِ بنِ زُرَارَةَ فِي أَشرَافٍ مِن بنَيِ تَمِيمٍ مِنهُمُ الأَقرَعُ بنُ حَابِسٍ وَ الزّبرِقَانُ بنُ بَدرٍ وَ عَمرُو بنُ الأَهتَمِ وَ قَيسُ بنُ عَاصِمٍ فِي وَفدٍ عَظِيمٍ فَلَمّا دَخَلُوا المَسجِدَ نَادَوا
صفحه : 21
رَسُولَ اللّهِص مِن وَرَاءِ الحُجُرَاتِ أَنِ اخرُج إِلَينَا يَا مُحَمّدُ فَآذَي ذَلِكَ رَسُولَ اللّهِص فَخَرَجَ إِلَيهِم فَقَالُوا جِئنَاكَ لِنُفَاخِرُكَ فَأذَن لِشَاعِرِنَا وَ خَطِيبِنَا قَالَ أَذِنتُ فَقَامَ عُطَارِدُ بنُ حَاجِبٍ وَ قَالَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي جَعَلَنَا مُلُوكاً ألّذِي لَهُ الفَضلُ عَلَينَا وَ ألّذِي وَهَبَ لَنَا أَموَالًا عِظَاماً نَفعَلُ بِهَا المَعرُوفَ وَ جَعَلَنَا أَعَزّ أَهلِ المَشرِقِ وَ أَكثَرَ عَدَداً وَ عُدّةً فَمَن مِثلُنَا فِي النّاسِ فَمَن فَاخَرَنَا فَليَعُدّ مِثلَ مَا عَدَدنَا وَ لَو شِئنَا لَأَكثَرنَا مِنَ الكَلَامِ وَ لَكِنّا نسَتحَييِ مِنَ الإِكثَارِ ثُمّ جَلَسَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لِثَابِتِ بنِ قَيسِ بنِ شَمّاسٍ قُم فَأَجِبهُ فَقَامَ فَقَالَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي خَلَقَ السّمَاوَاتِ وَ الأَرضَ خَلقَةً وَ قَضَي فِيهِ أَمرَهُ وَ وَسِعَ كُرسِيّهُ عِلمَهُ وَ لَم يَكُن شَيءٌ قَطّ إِلّا مِن فَضلِهِ ثُمّ كَانَ مِن فَضلِهِ أَن جَعَلَنَا مُلُوكاً وَ اصطَفَي مِن خَيرِ خَلقِهِ رَسُولًا أَكرَمَهُ نَسَباً وَ أَصدَقَهُ حَدِيثاً وَ أَفضَلَهُ حَسَباً فَأَنزَلَ عَلَيهِ كِتَاباً وَ ائتَمَنَهُ عَلَي خَلقِهِ فَكَانَ خِيَرَةَ اللّهِ عَلَي العَالَمِينَ ثُمّ دَعَا النّاسَ إِلَي الإِيمَانِ بِاللّهِ فَآمَنَ بِهِ المُهَاجِرُونَ مِن قَومِهِ وَ ذوَيِ رَحِمِهِ أَكرَمُ النّاسِ أَحسَاباً وَ أَحسَنُهُم وُجُوهاً فَكَانَ أَوّلَ الخَلقِ إِجَابَةً وَ استَجَابَ لِلّهِ حِينَ دَعَاهُ رَسُولُ اللّهِص [نَحنُ]فَنَحنُ أَنصَارُ رَسُولِ اللّهِ وَ رِدؤُهُ نُقَاتِلُ النّاسَ حَتّي يُؤمِنُوا فَمَن آمَنَ بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ مَنَعَ مَالَهُ وَ دَمَهُ وَ مَن نَكَثَ جَاهَدنَاهُ فِي اللّهِ أَبَداً وَ كَانَ قَتلُهُ عَلَينَا يَسِيراً أَقُولُ هَذَا وَ أَستَغفِرُ اللّهَ لِلمُؤمِنِينَ وَ المُؤمِنَاتِ وَ السّلَامُ عَلَيكُم ثُمّ قَامَ الزّبرِقَانُ بنُ بَدرٍ يُنشِدُ وَ أَجَابَهُ حَسّانُ بنُ ثَابِتٍ فَلَمّا فَرَغَ حَسّانُ مِن قَولِهِ قَالَ الأَقرَعُ إِنّ هَذَا الرّجُلَ خَطِيبُهُ أَخطَبُ مِن خَطِيبِنَا وَ شَاعِرُهُ أَشعَرُ مِن شَاعِرِنَا وَ
صفحه : 22
أَصوَاتُهُم أَعلَي مِن أَصوَاتِنَا فَلَمّا فَرَغُوا أَجَازَهُم رَسُولُ اللّهِص فَأَحسَنَ جَوَائِزَهُم وَ أَسلَمُوا عَنِ ابنِ إِسحَاقَ وَ قِيلَ إِنّهُم نَاسٌ مِن بنَيِ العَنبَرِ كَانَ النّبِيّص أَصَابَ مِن ذَرَارِيّهِم فَأَقبَلُوا فِي فِدَائِهِم فَقَدِمُوا المَدِينَةَ وَ دَخَلُوا المَسجِدَ وَ عَجّلُوا أَن يَخرُجَ إِلَيهِمُ النّبِيّص فَجَعَلُوا يَقُولُونَ يَا مُحَمّدُ اخرُج إِلَينَا عَن أَبِي حَمزَةَ الثمّاَليِّ عَن عِكرِمَةَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ
.بَينَ يدَيَِ اللّهِ وَ رَسُولِهِ بين اليدين عبارة عن الأمام ومعناه لاتقطعوا أمرا دون الله ورسوله و لاتعجلوا به وقدم هاهنا بمعني تقدم و هولازم وقيل معناه لاتمكنوا أحدا يمشي أمام رسول الله ص بل كونوا تبعا له وأخروا أقوالكم وأفعالكم عن قوله وفعله و قال الحسن نزل في قوم ذبحوا الأضحية قبل العيد فأمرهم رسول الله ص بالإعادة و قال ابن عباس نهوا أن يتكلموا قبل كلامه أي إذاكنتم جالسين في مجلس رسول الله ص فسئل عن مسألة فلاتسبقوه بالجواب حتي يجيب النبي ص أولا وقيل معناه لاتسبقوه بقول و لافعل حتي يأمركم به والأولي حمل الآية علي الجميع لا تَرفَعُوا أَصواتَكُم فَوقَ صَوتِ النّبِيّلأن فيه أحد شيئين إما نوع استخفاف به فهو الكفر وإما سوء الأدب فهو خلاف التعظيم المأمور به وَ لا تَجهَرُوا لَهُ بِالقَولِ أي غضوا أصواتكم عندمخاطبتكم إياه و في مجلسه فإنه ليس مثلكم إذ يجب تعظيمه وتوقيره من كل وجه وقيل معناه لاتقولوا له يا محمد كمايخاطب بعضكم بعضا بل خاطبوه بالتعظيم والتبجيل وقولوا يا رسول الله أَن تَحبَطَ أَعمالُكُم أي كراهة أن تحبط أولئلا تحبطوَ أَنتُم لا تَشعُرُونَأنكم أحبطتم أعمالكم بجهر صوتكم علي صوته وترك تعظيمه إِنّ الّذِينَ يَغُضّونَ أَصواتَهُم عِندَ رَسُولِ اللّهِ أي يخفضون أصواتهم في مجلسه إجلالا له أُولئِكَ الّذِينَ امتَحَنَ اللّهُ قُلُوبَهُم لِلتّقوي أي اختبرها فأخلصها للتقوي وقيل معناه أنه علم خلوص نياتهم وقيل معناه عاملهم معاملة المختبر بما تعبدهم به من هذه العبادة فخلصوا علي الاختبار كمايخلص جيد الذهب بالنارلَهُم مَغفِرَةٌ من الله لذنوبهم وَ أَجرٌ عَظِيمٌ علي طاعاتهم إِنّ الّذِينَ يُنادُونَكَ مِن وَراءِ الحُجُراتِ وهم
صفحه : 23
الجفاة من بني تميم لم يعلموا في أي حجرة هوفكانوا يطوفون علي الحجرات وينادونه أَكثَرُهُم لا يَعقِلُونَإذ لم يعرفوا مقدار النبي ص و لا مااستحقه من التوقير فهم بمنزلة البهائم وَ لَو أَنّهُم صَبَرُوا حَتّي تَخرُجَ إِلَيهِم لَكانَ خَيراً لَهُم من أن ينادوك من وراء الحجرات . قوله تعالي مِن نَجوي ثَلاثَةٍ قال البيضاوي مايقع من تناجي ثلاثة ويجوز أن يقدر مضاف أويأول نجوي بمتناجين ويجعل ثلاثة صفة لهاإِلّا هُوَ رابِعُهُم إلا إن الله يجعلهم أربعة من حيث إنه يشاركهم في الاطلاع عليهاوَ لا خَمسَةٍ و لانجوي خمسةإِلّا هُوَ سادِسُهُم وتخصيص العددين إما لخصوص الواقعة فإن الآية نزلت في تناجي المنافقين أولأن الله وتر يحب الوتر والثلاثة أول الأوتار أولأن التشاور لابد له من اثنين يكونان كالمتنازعين وثالث يتوسط بينهماوَ لا أَدني مِن ذلِكَ و لاأقل مما ذكر كالواحد والاثنين وَ لا أَكثَرَ إِلّا هُوَ مَعَهُميعلم مايجري بينهم أَينَ ما كانُوا فإن علمه بالأشياء ليس لقرب مكاني حتي يتفاوت باختلاف الأمكنةثُمّ يُنَبّئُهُم بِما عَمِلُوا يَومَ القِيامَةِتفضيحا لهم وتقريرا لمايستحقونه من الجزاء. و قال الطبرسي رحمه الله في قوله أَ لَم تَرَ إِلَي الّذِينَ نُهُوا عَنِ النّجوينزلت في اليهود والمنافقين إنهم كانوا يتناجون فيما بينهم دون المؤمنين وينظرون إلي المؤمنين ويتغامزون بأعينهم فإذارأي المؤمنون نجواهم قالوا مانراهم إلا و قدبلغهم عن أقربائنا وإخواننا الذين خرجوا في السرايا قتل أومصيبة أوهزيمة فيقع ذلك في قلوبهم ويحزنهم فلما طال ذلك شكوا إلي رسول الله ص فأمرهم أن لايتناجوا دون المسلمين فلم ينتهوا عن ذلك وعادوا إلي مناجاتهم فنزلت الآيةوَ يَتَناجَونَ بِالإِثمِ وَ العُدوانِ في مخالفة الرسول و هو قوله وَ مَعصِيَةِ الرّسُولِ و ذلك أنه نهاهم عن النجوي فعصوه أويوصي بعضهم بعضا بترك أمر الرسول والمعصية له وَ إِذا جاؤُكَ حَيّوكَ بِما لَم يُحَيّكَ بِهِ اللّهُ و ذلك أن اليهود كانوا يأتون
صفحه : 24
النبي ص فيقولون السام عليك والسام الموت وهم يوهمونه أنهم يقولون السلام عليك و كان النبي ص يرد علي من قال ذلك و يقول وعليك وَ يَقُولُونَ فِي أَنفُسِهِم أي يقول بعضهم لبعض لَو لا يُعَذّبُنَا اللّهُ بِما نَقُولُ أي لو كان هذانبيا فهلا يعذبنا الله و لايستجيب له فينا قوله عليكم حَسبُهُم أي كافيهم جَهَنّمُ يَصلَونَها يوم القيامة ويحترقون فيهافَبِئسَ المَصِيرُ أي فبئس المرجع والمآل جهنم وَ تَناجَوا بِالبِرّ وَ التّقوي أي بأفعال الخير والطاعة واتقاء معاصي الله إِنّمَا النّجوي مِنَ الشّيطانِيعني نجوي المنافقين والكفارلِيَحزُنَ الّذِينَ آمَنُوابتوهمهم أنها في نكبة أصابتهم وَ لَيسَالشيطان أوالتناجيبِضارّهِم أي المؤمنين شَيئاً إِلّا بِإِذنِ اللّهِ أي بعلم الله وقيل بأمر الله لأن سببه بأمره و هوالجهادإِذا قِيلَ لَكُم تَفَسّحُوا قَالَ قَتَادَةُكَانُوا يَتَنَافَسُونَ فِي مَجلِسِ رَسُولِ اللّهِص فَإِذَا رَأَوا مَن جَاءَهُم مُقبِلًا ضَنّوا بِمَجَالِسِهِم عِندَ رَسُولِ اللّهِ فَأَمَرَهُمُ اللّهُ أَن يَفسَحَ بَعضُهُم لِبَعضٍ وَ قَالَ المُقَاتِلَانِ كَانَ رَسُولُ اللّهِص فِي الصّفّةِ وَ فِي المَكَانِ ضِيقٌ وَ ذَلِكَ يَومَ الجُمُعَةِ وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يُكرِمُ أَهلَ بَدرٍ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ فَجَاءَ أُنَاسٌ مِن أَهلِ بَدرٍ وَ فِيهِم ثَابِتُ بنُ قَيسِ بنِ شَمّاسٍ وَ قَد سَبَقُوا فِي المَجلِسِ فَقَامُوا حِيَالَ النّبِيّص فَقَالُوا السّلَامُ عَلَيكَ أَيّهَا النّبِيّ وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ فَرَدّ عَلَيهِمُ النّبِيّص ثُمّ سَلّمُوا عَلَي القَومِ بَعدَ ذَلِكَ فَرَدّوا عَلَيهِم فَقَامُوا عَلَي أَرجُلِهِم يَنظُرُونَ إِلَي القَومِ فَلَم يَفسَحُوا لَهُم فَشَقّ ذَلِكَ عَلَي النّبِيّص فَقَالَ لِمَن حَولَهُ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ مِن غَيرِ أَهلِ بَدرٍ قُم يَا فُلَانُ قُم يَا فُلَانُ بِقَدرِ النّفَرِ الّذِينَ كَانُوا بَينَ يَدَيهِ مِن أَهلِ بَدرٍ فَشَقّ ذَلِكَ عَلَي مَن أُقِيمَ مِن مَجلِسِهِ وَ عُرِفَ الكَرَاهِيَةُ فِي وُجُوهِهِم وَ قَالَ المُنَافِقُونَ لِلمُسلِمِينَ أَ لَستُم تَزعُمُونَ أَنّ صَاحِبَكُم يَعدِلُ بَينَ النّاسِ فَوَ اللّهِ مَا عَدَلَ عَلَي هَؤُلَاءِ إِنّ
صفحه : 25
قَوماً أَخَذُوا مَجَالِسَهُم وَ أَحَبّوا القُربَ مِن نَبِيّهِم فَأَقَامَهُم وَ أَجلَسَ مَن أَبطَأَ عَنهُ مَقَامَهُم فَنَزَلَتِ الآيَةُ
والتفسح التوسع في المجالس هومجلس النبي ص وقيل مجالس الذكر كلهافَافسَحُوا يَفسَحِ اللّهُ لَكُم أي فتوسعوا يوسع الله مجالسكم في الجنةوَ إِذا قِيلَ انشُزُواارتفعوا وقوموا ووسعوا علي إخوانكم فَانشُزُوا أي فافعلوا ذلك وقيل معناه و إذاقيل لكم انهضوا إلي الصلاة والجهاد وعمل الخيرفَانشُزُوا و لاتقصروا و إذاقيل لكم ارتفعوا في المجلس وتوسعوا للداخل فافعلوا أو إذانودي للصلاة فانهضوا وقيل وردت في قوم كانوا يطلبون المكث عنده ص فيكون كل واحد منهم يحب أن يكون آخر خارج فأمرهم الله أن يقوموا إذاقيل لهم انشزوايَرفَعِ اللّهُ الّذِينَ آمَنُوا مِنكُم وَ الّذِينَ أُوتُوا العِلمَ دَرَجاتٍ قال ابن عباس يرفع الله الذين أوتوا العلم من المؤمنين علي الذين لم يؤتوا العلم درجات وقيل معناه لكي يرفع الله الذين آمنوا منكم بطاعتهم لرسول الله ص درجة والذين أوتوا العلم بفضل علمهم وسابقتهم درجات في الجنة وقيل درجات في مجلس رسول الله ص فأمره الله سبحانه أن يقرب العلماء من نفسه فوق المؤمنين الذين لايعلمون ليتبين فضل العلماء علي غيرهم إِذا ناجَيتُمُ الرّسُولَ فَقَدّمُوا بَينَ يدَيَ نَجواكُم صَدَقَةً أي إذاساررتم الرسول فقدموا قبل أن تساروه صدقة وأراد بذلك تعظيم النبي ص و أن يكون ذلك سببا لأن يتصدقوا فيؤجروا وتخفيفا عنه ص قال المفسرون فلما نهوا عن المناجاة حتي يتصدقوا ضن كثير من الناس فكفوا عن المسألة فلم يناجه أحد إلا علي بن أبي طالب ع قال مجاهد و ما كان إلاساعة و قال مقاتل كان ذلك ليال [ليالي]عشرا ثم نسخت بما بعدها وكانت الصدقة مفوضة إليهم غيرمقدرة
صفحه : 26
وَ قَالَ البيَضاَويِّ عَن عَلِيّ ع إِنّ فِي كِتَابِ اللّهِ آيَةً مَا عَمِلَ بِهَا أَحَدٌ غيَريِ كَانَ لِي دِينَارٌ فَصَرَفتُهُ فَكُنتُ إِذَا نَاجَيتُهُ تَصَدّقتُ بِدِرهَمٍ
.ذلِكَ أي التصدق خَيرٌ لَكُم وَ أَطهَرُ أي لأنفسكم من الريبة وحب المال و هويشعر بالندبية لكن قوله فَإِن لَم تَجِدُوا فَإِنّ اللّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ أي لمن لم يجد حيث رخص لنفي المناجاة بلا تصدق أدل علي الوجوب أَ أَشفَقتُم أَن تُقَدّمُوا بَينَ يدَيَ نَجواكُم صَدَقاتٍ أخفتم الفقر من تقديم الصدقة أو أخفتم التقدير لمايعدكم الشيطان عليه من الفقرفَإِذ لَم تَفعَلُوا وَ تابَ اللّهُ عَلَيكُمبأن رخص لكم أن لاتفعلوه و فيه إشعار بأن إشفاقهم ذنب تجاوز الله عنه لمارأي منهم مما قام مقام توبتهم وإذ علي بابها وقيل بمعني إذا أو إن
1-فس ،[تفسير القمي] قَالَ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ فِي قَولِهِ تَعَالَيإِنّمَا المُؤمِنُونَ الّذِينَ آمَنُوا بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَي قَولِهِحَتّي يَستَأذِنُوهُفَإِنّهَا نَزَلَت فِي قَومٍ كَانُوا إِذَا جَمَعَهُم رَسُولُ اللّهِص لِأَمرٍ مِنَ الأُمُورِ فِي بَعثٍ يَبعَثُهُ أَو حَربٍ قَد حَضَرَت يَتَفَرّقُونَ بِغَيرِ إِذنِهِ فَنَهَاهُمُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَن ذَلِكَ وَ قَولُهُفَإِذَا استَأذَنُوكَ لِبَعضِ شَأنِهِم قَالَ نَزَلَت فِي حَنظَلَةَ بنِ أَبِي عَامِرٍ وَ ذَلِكَ أَنّهُ تَزَوّجَ فِي اللّيلَةِ التّيِ كَانَ فِي صُبحِهَا حَربُ أُحُدٍ فَاستَأذَنَ رَسُولَ اللّهِص أَن يُقِيمَ عِندَ أَهلِهِ فَأَنزَلَ اللّهُ هَذِهِ الآيَةَ فَأَقَامَ عِندَ أَهلِهِ ثُمّ أَصبَحَ وَ هُوَ جُنُبٌ فَحَضَرَ القِتَالَ فَاستُشهِدَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص رَأَيتُ المَلَائِكَةَ تَغسِلُ حَنظَلَةَ بِمَاءِ المُزنِ فِي صِحَافِ فِضّةٍ بَينَ السّمَاءِ وَ الأَرضِ فَكَانَ يُسَمّي غَسِيلَ المَلَائِكَةِ قَولُهُلا تَجعَلُوا دُعاءَ الرّسُولِ بَينَكُم كَدُعاءِ بَعضِكُم بَعضاً قَالَ لَا تَدعُوا رَسُولَ اللّهِ كَمَا يَدعُو بَعضُكُم بَعضاً ثُمّ قَالَفَليَحذَرِ الّذِينَ يُخالِفُونَ عَن أَمرِهِ أَن تُصِيبَهُم فِتنَةٌيعَنيِ بَلِيّةًأَو يُصِيبَهُم عَذابٌ أَلِيمٌ قَالَ القَتلُ
وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِلا تَجعَلُوا دُعاءَ
صفحه : 27
الرّسُولِ بَينَكُم كَدُعاءِ بَعضِكُم بَعضاً يَقُولُ لَا تَقُولُوا يَا مُحَمّدُ وَ لَا يَا أَبَا القَاسِمِ وَ لَكِن قُولُوا يَا نبَيِّ اللّهِ وَ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ اللّهُفَليَحذَرِ الّذِينَ يُخالِفُونَ عَن أَمرِهِ أَي يَعصُونَ أَمرَهُ
2-فس ،[تفسير القمي] قَولُهُيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لا تَدخُلُوا بُيُوتَ النّبِيّ إِلّا أَن يُؤذَنَ لَكُم إِلي طَعامٍ غَيرَ ناظِرِينَ إِناهُفَإِنّهُ لَمّا تَزَوّجَ رَسُولُ اللّهِص بِزَينَبَ بِنتِ جَحشٍ وَ كَانَ يُحِبّهَا فَأَولَمَ وَ دَعَا أَصحَابَهُ وَ كَانَ أَصحَابُهُ إِذَا أَكَلُوا كَانُوا يُحِبّونَ أَن يَتَحَدّثُوا عِندَ رَسُولِ اللّهِص وَ كَانَ يُحِبّ أَن يَخلُوَ مَعَ زَينَبَ فَأَنزَلَ اللّهُيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لا تَدخُلُوا بُيُوتَ النّبِيّ إِلّا أَن يُؤذَنَ لَكُم وَ ذَلِكَ أَنّهُم كَانُوا يَدخُلُونَ بِلَا إِذنٍ فَقَالَ عَزّ وَ جَلّإِلّا أَن يُؤذَنَ لَكُم إِلَي قَولِهِمِن وَراءِ حِجابٍ قَولُهُوَ ما كانَ لَكُم أَن تُؤذُوا رَسُولَ اللّهِالآيَةَ فَإِنّهُ كَانَ سَبَبَ نُزُولِهَا أَنّهُ لَمّا أَنزَلَ اللّهُالنّبِيّ أَولي بِالمُؤمِنِينَ مِن أَنفُسِهِم وَ أَزواجُهُ أُمّهاتُهُم وَ حَرّمَ اللّهُ نِسَاءَ النّبِيّ عَلَي المُسلِمِينَ غَضِبَ طَلحَةُ فَقَالَ يُحَرّمُ مُحَمّدٌ عَلَينَا نِسَاءَهُ وَ يَتَزَوّجُ هُوَ بِنِسَائِنَا لَئِن أَمَاتَ اللّهُ مُحَمّداً لَنَركُضَنّ بَينَ خَلَاخِيلِ نِسَائِهِ كَمَا رَكَضَ بَينَ خَلَاخِيلِ نِسَائِنَا فَأَنزَلَ اللّهُوَ ما كانَ لَكُم أَن تُؤذُوا رَسُولَ اللّهِ وَ لا أَن تَنكِحُوا أَزواجَهُ مِن بَعدِهِ أَبَداً إِلَي قَولِهِكانَ بِكُلّ شَيءٍ عَلِيماً ثُمّ رَخّصَ لِقَومٍ مَعرُوفِينَ الدّخُولَ عَلَيهِنّ بِغَيرِ إِذنٍ فَقَالَلا جُناحَ عَلَيهِنّ إِلَي قَولِهِعَلي كُلّ شَيءٍ شَهِيداً ثُمّ ذَكَرَ مَا فَضّلَ اللّهُ نَبِيّهُ فَقَالَإِنّ اللّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَي النّبِيّ إِلَي قَولِهِتَسلِيماً قَالَ ع صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ تَزكِيَةٌ لَهُ وَ ثَنَاءٌ عَلَيهِ وَ صَلَوَاتُ المَلَائِكَةِ مَدحُهُم لَهُ وَ صَلَاةُ النّاسِ دُعَاؤُهُم لَهُ وَ التّصدِيقُ وَ الإِقرَارُ بِفَضلِهِ وَ قَولُهُوَ سَلّمُوا تَسلِيماًيعَنيِ سَلّمُوا لَهُ بِالوَلَايَةِ وَ بِمَا جَاءَ بِهِ قَولُهُإِنّ الّذِينَ يُؤذُونَ اللّهَ وَ رَسُولَهُ قَالَ نَزَلَت فِيمَن غَصَبَ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع حَقّهُ وَ أَخَذَ حَقّ فَاطِمَةَ ع وَ آذَاهَا وَ قَد قَالَ النّبِيّص مَن آذَاهَا فِي حيَاَتيِ كَمَن آذَاهَا بَعدَ موَتيِ وَ مَن آذَاهَا بَعدَ موَتيِ كَمَن آذَاهَا فِي حيَاَتيِ وَ مَن آذَاهَا فَقَد آذاَنيِ وَ مَن آذاَنيِ فَقَد آذَي اللّهَ وَ هُوَ
صفحه : 28
قَولُ اللّهِ تَعَالَيإِنّ الّذِينَ يُؤذُونَ اللّهَ وَ رَسُولَهُالآيَةَ
3-فس ،[تفسير القمي] يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدّمُواالآيَةَ نَزَلَت فِي وَفدِ تَمِيمٍ كَانُوا إِذَا قَدِمُوا عَلَي رَسُولِ اللّهِص وَقَفُوا عَلَي بَابِ حُجرَتِهِ فَنَادَوا يَا مُحَمّدُ اخرُج إِلَينَا وَ كَانُوا إِذَا خَرَجَ رَسُولُ اللّهِص تَقَدّمُوهُ فِي المشَيِ وَ كَانُوا إِذَا كَلّمُوهُ رَفَعُوا أَصوَاتَهُم فَوقَ صَوتِهِ وَ يَقُولُونَ يَا مُحَمّدُ يَا مُحَمّدُ مَا تَقُولُ فِي كَذَا وَ كَذَا كَمَا يُكَلّمُونَ بَعضُهُم بَعضاً فَأَنزَلَ اللّهُيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا إِلَي قَولِهِإِنّ الّذِينَ يُنادُونَكَبَنُو تَمِيمٍ[ فِي وَفدِ بنَيِ تَمِيمٍ]
4-فس ،[تفسير القمي] قَالَ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ فِي قَولِهِأَ لَم تَرَ إِلَي الّذِينَ نُهُوا عَنِ النّجوي ثُمّ يَعُودُونَ لِما نُهُوا عَنهُ قَالَ كَانَ أَصحَابُ رَسُولِ اللّهِص يَأتُونَهُ فَيَسأَلُونَهُ أَن يَسأَلَ اللّهَ لَهُم وَ كَانُوا يَسأَلُونَ مَا لَا يَحِلّ لَهُم فَأَنزَلَ اللّهُوَ يَتَناجَونَ بِالإِثمِ وَ العُدوانِ وَ مَعصِيَةِ الرّسُولِ وَ قَولُهُم لَهُ إِذَا أَتَوهُ أَنعِم صَبَاحاً وَ أَنعِم مَسَاءً وَ هيَِ تَحِيّةُ أَهلِ الجَاهِلِيّةِ فَأَنزَلَ اللّهُوَ إِذا جاؤُكَ حَيّوكَ بِما لَم يُحَيّكَ بِهِ اللّهُ فَقَالَ لَهُم رَسُولُ اللّهِص قَد أَبدَلَنَا اللّهُ بِخَيرٍ مِن ذَلِكَ تَحِيّةِ أَهلِ الجَنّةِ السّلَامُ عَلَيكُم قَولُهُفَافسَحُوا يَفسَحِ اللّهُ لَكُم قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا دَخَلَ المَسجِدَ يَقُومُ لَهُ النّاسُ فَنَهَاهُمُ اللّهُ أَن يَقُومُوا لَهُ فَقَالَفَافسَحُوا أَي وَسّعُوا لَهُ فِي المَجلِسِوَ إِذا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوايعَنيِ إِذَا قَالَ قُومُوا فَقُومُوا قَولُهُيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيتُمُ الرّسُولَ فَقَدّمُوا بَينَ يدَيَ نَجواكُم صَدَقَةً قَالَ إِذَا سَأَلتُم رَسُولَ اللّهِص حَاجَةً فَتَصَدّقُوا بَينَ يدَيَ حَاجَتِكُم لِيَكُونَ أَقضَي لِحَوَائِجِكُم فَلَم يَفعَل ذَلِكَ أَحَدٌ إِلّا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فَإِنّهُ تَصَدّقَ بِدِينَارٍ وَ نَاجَي رَسُولَ اللّهِص بِعَشرِ نَجَوَاتٍ
5-فس ،[تفسير القمي] أَحمَدُ بنُ زِيَادٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدِ بنِ سَمَاعَةَ عَن صَفوَانَ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن أَبِي بَصِيرٍ
صفحه : 29
عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَن قَولِ اللّهِ تَعَالَيإِذا ناجَيتُمُ الرّسُولَ فَقَدّمُوا بَينَ يدَيَ نَجواكُم صَدَقَةً قَالَ قَدّمَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع بَينَ يدَيَ نَجوَاهُ صَدَقَةً ثُمّ نَسَخَتهَا[نَسَخَهَا] قَولُهُأَ أَشفَقتُم أَن تُقَدّمُوا بَينَ يدَيَ نَجواكُم صَدَقاتٍ
6-فس ،[تفسير القمي] عَبدُ الرّحمَنِ بنُ مُحَمّدٍ الحسَنَيِّ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ مَروَانَ عَن عُبَيدِ بنِ خُنَيسٍ عَن صَبّاحٍ عَن لَيثِ بنِ أَبِي سُلَيمٍ عَن مُجَاهِدٍ قَالَ قَالَ عَلِيّ ع إِنّ فِي كِتَابِ اللّهِ لَآيَةً مَا عَمِلَ بِهَا أَحَدٌ قبَليِ وَ لَا يَعمَلُ بِهَا أَحَدٌ بعَديِ آيَةَ النّجوَي إِنّهُ كَانَ لِي دِينَارٌ فَبِعتُهُ بِعَشَرَةِ دَرَاهِمَ فَجَعَلتُ أُقَدّمُ بَينَ يدَيَ كُلّ نَجوَةٍ أُنَاجِيهَا النّبِيّص دِرهَماً قَالَ فَنَسَخَتهَاأَ أَشفَقتُم أَن تُقَدّمُوا بَينَ يدَيَ نَجواكُم صَدَقاتٍ إِلَي قَولِهِوَ اللّهُ خَبِيرٌ بِما تَعمَلُونَ
7-فس ،[تفسير القمي] أَحمَدُ بنُ إِدرِيسَ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن أَبِي بَكرٍ الحضَرمَيِّ وَ بَكرِ بنِ أَبِي بَكرٍ عَن سُلَيمَانَ بنِ خَالِدٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا جَعفَرٍ ع عَن قَولِ اللّهِإِنّمَا النّجوي مِنَ الشّيطانِ قَالَ الثاّنيِ قَولُهُما يَكُونُ مِن نَجوي ثَلاثَةٍ إِلّا هُوَ رابِعُهُم قَالَ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ وَ أَبُو فُلَانٍ أَمِينُهُم حِينَ اجتَمَعُوا وَ دَخَلُوا الكَعبَةَ فَكَتَبُوا بَينَهُم كِتَاباً إِن مَاتَ مُحَمّدٌ أَن لَا يَرجِعَ الأَمرُ فِيهِم أَبَداً
8-كا،[الكافي] الحُسَينُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ المُعَلّي عَن سُلَيمَانَ بنِ سَمَاعَةَ عَن عَمّهِ عَاصِمٍ الكوُزيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّ النّبِيّص قَالَ مَن وُلِدَ لَهُ أَربَعَةُ أَولَادٍ لَم يُسَمّ أَحَدَهُم باِسميِ فَقَد جفَاَنيِ
صفحه : 30
9-كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي هَارُونَ مَولَي آلِ جَعدَةَ قَالَ كُنتُ جَلِيساً لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع بِالمَدِينَةِ ففَقَدَنَيِ أَيّاماً ثُمّ إنِيّ جِئتُ إِلَيهِ فَقَالَ لِي لَم أَرَكَ مُنذُ أَيّامٍ يَا أَبَا هَارُونَ فَقُلتُ وُلِدَ لِي غُلَامٌ فَقَالَ بَارَكَ اللّهُ لَكَ فِيهِ فَمَا سَمّيتَهُ قُلتُ سَمّيتُهُ مُحَمّداً فَأَقبَلَ بِخَدّهِ نَحوَ الأَرضِ وَ هُوَ يَقُولُ مُحَمّدٌ مُحَمّدٌ مُحَمّدٌ حَتّي كَادَ يَلصَقُ خَدّهُ بِالأَرضِ ثُمّ قَالَ بنِفَسيِ وَ بوِلُديِ وَ بأِمُيّ وَ بأِبَوَيَّ وَ بِأَهلِ الأَرضِ كُلّهِم جَمِيعاً الفِدَاءُ لِرَسُولِ اللّهِص لَا تَسُبّهُ وَ لَا تَضرِبهُ وَ لَا تُسِئ إِلَيهِ وَ اعلَم أَنّهُ لَيسَ فِي الأَرضِ دَارٌ فِيهَا اسمُ مُحَمّدٍ إِلّا وَ هيَِ تُقَدّسُ كُلّ يَومٍ
10-كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن صَفوَانَ قَالَ كُنتُ عِندَ الرّضَا ع فَعَطَسَ فَقُلتُ لَهُ صَلّي اللّهُ عَلَيكَ ثُمّ عَطَسَ فَقُلتُ صَلّي اللّهُ عَلَيكَ ثُمّ عَطَسَ فَقُلتُ صَلّي اللّهُ عَلَيكَ وَ قُلتُ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ إِذَا عَطَسَ مِثلُكَ نَقُولُ لَهُ كَمَا يَقُولُ بَعضُنَا لِبَعضٍ يَرحَمُكَ اللّهُ أَو كَمَا نَقُولُ قَالَ نَعَم أَ لَيسَ تَقُولُ صَلّي اللّهُ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ قُلتُ بَلَي قَالَ ارحَم مُحَمّداً وَ آلَ مُحَمّدٍ قَالَ بَلَي وَ قَد صَلّي عَلَيهِ وَ رَحِمَهُ وَ إِنّمَا صَلَوَاتُنَا عَلَيهِ رَحمَةٌ لَنَا وَ قُربَةٌ
11-كا،[الكافي]العِدّةُ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ مِهرَانَ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِيهِ وَ حُسَينِ بنِ أَبِي العَلَاءِ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِذَا ذُكِرَ النّبِيّص فَأَكثِرُوا الصّلَاةَ عَلَيهِ فَإِنّهُ مَن صَلّي عَلَي النّبِيّص صَلَاةً وَاحِدَةً صَلّي اللّهُ عَلَيهِ أَلفَ صَلَاةٍ فِي أَلفِ صَفّ مِنَ المَلَائِكَةِ وَ لَم يَبقَ شَيءٌ مِمّا خَلَقَهُ اللّهُ إِلّا صَلّي عَلَي العَبدِ لِصَلَاةِ اللّهِ عَلَيهِ وَ صَلَاةِ مَلَائِكَتِهِ فَمَن لَم يَرغَب فِي هَذَا فَهُوَ جَاهِلٌ مَغرُورٌ
صفحه : 31
قَد برَِئَ اللّهُ مِنهُ وَ رَسُولُهُ وَ أَهلُ بَيتِهِ
12-كا،[الكافي] أَبُو عَلِيّ الأشَعرَيِّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ عَن عُبَيسِ بنِ هِشَامٍ عَن ثَابِتٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن ذُكِرتُ عِندَهُ فنَسَيَِ أَن يصُلَيَّ عَلَيّ خَطَأَ اللّهُ بِهِ طَرِيقَ الجَنّةِ
13-كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ الحَسَنِ وَ عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ عَن سَهلٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ عَن هَارُونَ بنِ الجَهمِ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ فِي ذِكرِ وَفَاةِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَا قَالَ فَلَمّا أَن صلُيَّ عَلَيهِ حُمِلَ فَأُدخِلَ المَسجِدَ فَلَمّا أُوقِفَ عَلَي قَبرِ رَسُولِ اللّهِص بَلَغَ عَائِشَةَ الخَبَرُ وَ قِيلَ لَهَا إِنّهُم قَد أَقبَلُوا بِالحَسَنِ بنِ عَلِيّ ع لِيُدفَنَ مَعَ رَسُولِ اللّهِص فَخَرَجَت مُبَادِرَةً عَلَي بَغلٍ بِسَرجٍ فَكَانَت أَوّلَ امرَأَةٍ رَكِبَت فِي الإِسلَامِ سَرجاً فَوَقَفَت فَقَالَت نَحّوا ابنَكُم عَن بيَتيِ فَإِنّهُ لَا يُدفَنُ فِيهِ شَيءٌ وَ لَا يُهتَكُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص حِجَابُهُ فَقَالَ لَهَا الحُسَينُ بنُ عَلِيّ ع قَدِيماً هَتَكتِ أَنتِ وَ أَبُوكِ حِجَابَ رَسُولِ اللّهِص وَ أَدخَلتِ بَيتَهُ مَن لَا يُحِبّ رَسُولُ اللّهِص قُربَهُ وَ إِنّ اللّهَ سَائِلُكِ عَن ذَلِكِ يَا عَائِشَةُ إِنّ أخَيِ أمَرَنَيِ أَن أُقَرّبَهُ مِن أَبِيهِ رَسُولِ اللّهِص لِيُحدِثَ بِهِ عَهداً وَ اعلمَيِ أَنّ أخَيِ أَعلَمُ النّاسِ بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ وَ أَعلَمُ بِتَأوِيلِ كِتَابِهِ مِن أَن يَهتِكَ عَلَي رَسُولِ اللّهِص سِترَهُ لِأَنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي يَقُولُيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لا تَدخُلُوا بُيُوتَ النّبِيّ إِلّا أَن يُؤذَنَ لَكُم وَ قَد أَدخَلتِ أَنتِ بَيتَ رَسُولِ اللّهِص الرّجَالَ بِغَيرِ إِذنِهِ وَ قَد قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لا تَرفَعُوا أَصواتَكُم فَوقَ صَوتِ النّبِيّ وَ لعَمَريِ لَقَد ضَرَبتِ أَنتِ لِأَبِيكِ وَ فَارُوقِهِ عِندَ أُذُنِ رَسُولِ اللّهِص المَعَاوِلَ وَ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّإِنّ الّذِينَ يَغُضّونَ أَصواتَهُم عِندَ رَسُولِ اللّهِ أُولئِكَ الّذِينَ امتَحَنَ اللّهُ قُلُوبَهُم لِلتّقوي وَ لعَمَريِ لَقَد أَدخَلَ أَبُوكِ وَ فَارُوقُهُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص بِقُربِهِمَا مِنهُ الأَذَي وَ مَا رَعَيَا مِن حَقّهِ مَا أَمَرَهُمَا اللّهُ بِهِ عَلَي لِسَانِ رَسُولِ اللّهِص إِنّ اللّهَ حَرّمَ مِنَ المُؤمِنِينَ أَموَاتاً مَا حَرّمَ مِنهُم أَحيَاءً وَ تَاللّهِ يَا عَائِشَةُ
صفحه : 32
لَو كَانَ هَذَا ألّذِي كَرِهتِيهِ مِن دَفنِ الحَسَنِ ع عِندَ أَبِيهِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَا جَائِزاً فِيمَا بَينَنَا وَ بَينَ اللّهِ لَعَلِمتِ أَنّهُ سَيُدفَنُ وَ إِن رَغِمَ مَعطِسُكِ
أقول سيأتي أخبار الصلاة عليه ص في كتاب الدعاء وآداب الزيارة في كتاب المزار وعدم الإشراف علي قبره ص وسائر الآداب في سائر أبواب الكتاب لاسيما في أحوال زوجاته ص
14- وَ قَالَ القاَضيِ فِي الشّفَاءِ فِي ذِكرِ عَادَةِ الصّحَابَةِ فِي تَوقِيرِهِص قَالَ رَوَي أُسَامَةُ بنُ شَرِيكٍ أَتَيتُ النّبِيّص وَ أَصحَابُهُ حَولَهُ كَأَنّمَا عَلَي رُءُوسِهِمُ الطّيرُ
وَ قَالَ عُروَةُ بنُ مَسعُودٍ حِينَ وَجّهَتهُ قُرَيشٌ عَامَ القَضِيّةِ إِلَي رَسُولِ اللّهِص وَ رَأَي مِن تَعظِيمِ أَصحَابِهِ لَهُ وَ أَنّهُ لَا يَتَوَضّأُ إِلّا ابتَدَرُوا وَضُوءَهُ وَ كَادُوا يَقتُلُونَ عَلَيهِ وَ لَا يَبصُقُ بُصَاقاً وَ لَا يَتَنَخّمُ نُخَامَةً إِلّا تَلَقّوهَا بِأَكُفّهِم فَدَلَكُوا بِهَا وُجُوهَهُم وَ أَجسَادَهُم وَ لَا تَسقُطُ مِنهُ شَعرَةٌ إِلّا ابتَدَرُوهَا وَ إِذَا أَمَرَهُم بِأَمرٍ ابتَدَرُوا أَمرَهُ وَ إِذَا تَكَلّمَ خَفَضُوا أَصوَاتَهُم عِندَهُ وَ مَا يَحُدّونَ النّظَرَ إِلَيهِ تَعظِيماً لَهُ فَلَمّا رَجَعَ إِلَي قُرَيشٍ قَالَ يَا مَعشَرَ قُرَيشٍ إنِيّ أَتَيتُ كِسرَي فِي مُلكِهِ وَ قَيصَرَ فِي مُلكِهِ وَ النجّاَشيِّ فِي مُلكِهِ وَ إنِيّ وَ اللّهِ مَا رَأَيتُ مَلِكاً فِي قَومٍ قَطّ مِثلَ مُحَمّدٍ فِي أَصحَابِهِ
وَ عَن أَنَسٍ لَقَد رَأَيتُ رَسُولَ اللّهِص وَ الحَلّاقُ يَحلِقُهُ وَ أَطَافَ بِهِ أَصحَابُهُ فَمَا يُرِيدُونَ أَن يَقَعَ شَعرُهُ إِلّا فِي يَدِ رَجُلٍ
وَ فِي حَدِيثِ قَيلَةَ فَلَمّا رَأَيتُ رَسُولَ اللّهِص جَالِساً القُرفُصَاءَ أُرعِدتُ مِنَ الفَرقِ هَيبَةً لَهُ وَ تَعظِيماً
وَ فِي حَدِيثِ المُغِيرَةِ كَانَ أَصحَابُ رَسُولِ اللّهِص يَقرَعُونَ بَابَهُ بِالأَظَافِيرِ
وَ قَالَ البَرَاءُ بنُ عَازِبٍ لَقَد كُنتُ أُرِيدُ أَن أَسأَلَ رَسُولَ اللّهِص عَنِ الأَمرِ فَأُؤَخّرُهُ سِنِينَ مِن هَيبَتِهِ ثُمّ قَالَ وَ اعلَم أَنّ حُرمَةَ النّبِيّص بَعدَ مَوتِهِ وَ تَوقِيرَهُ وَ تَعظِيمَهُ لَازِمٌ كَمَا كَانَ حَالَ حَيَاتِهِ وَ ذَلِكَ عِندَ ذِكرِهِص وَ ذِكرِ حَدِيثِهِ وَ سُنّتِهِ وَ سَمَاعِ اسمِهِ وَ سِيرَتِهِ وَ مُعَامَلَةِ آلِهِ وَ عِترَتِهِ وَ تَعظِيمِ أَهلِ بَيتِهِ وَ صَحَابَتِهِ
وَ عَنِ ابنِ حُمَيدٍ قَالَنَاظَرَ أَبُو جَعفَرٍ المَنصُورُ مَالِكاً فِي مَسجِدِ رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ
صفحه : 33
لَهُ مَالِكٌ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ لَا تَرفَع صَوتَكَ فِي هَذَا المَسجِدِ فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَدّبَ قَوماً فَقَالَلا تَرفَعُوا أَصواتَكُم فَوقَ صَوتِ النّبِيّالآيَةَ وَ مَدَحَ قَوماً فَقَالَإِنّ الّذِينَ يَغُضّونَ أَصواتَهُمالآيَةَ وَ ذَمّ قَوماً فَقَالَإِنّ الّذِينَ يُنادُونَكَ مِن وَراءِ الحُجُراتِ وَ إِنّ حُرمَتَهُ مَيّتاً كَحُرمَتِهِ حَيّاً
وَ قَالَ مُصعَبُ بنُ عَبدِ اللّهِ قَالَ مَالِكٌ وَ لَقَد كُنتُ أَرَي جَعفَرَ بنَ مُحَمّدٍ ع وَ كَانَ كَثِيرَ الدّعَابَةِ وَ التّبَسّمِ فَإِذَا ذُكِرَ عِندَهُ النّبِيّص اصفَرّ وَ مَا رَأَيتُ يُحَدّثُ عَن رَسُولِ اللّهِص إِلّا عَلَي طَهَارَةٍ وَ قَد كُنتُ أَختَلِفُ إِلَيهِ زَمَاناً فَمَا كُنتُ أَرَاهُ إِلّا عَلَي ثَلَاثِ خِصَالٍ إِمّا مُصَلّياً وَ إِمّا صَامِتاً وَ إِمّا يَقرَأُ القُرآنَ وَ لَا يَتَكَلّمُ فِيمَا لَا يَعنِيهِ وَ كَانَ مِنَ العُلَمَاءِ وَ العُبّادِ الّذِينَ يَخشَونَ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ
15-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي دَارِمٍ عَنِ الرّضَا ع قَالَ سَمِعتُ أَبِي يُحَدّثُ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ ع عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِ فِي قُبّةٍ مِن أَدَمٍ وَ قَد رَأَيتُ بِلَالًا الحبَشَيِّ وَ قَد خَرَجَ مِن عِندِهِ وَ مَعَهُ فَضلُ وَضُوءِ رَسُولِ اللّهِص فَابتَدَرَهُ النّاسُ فَمَن أَصَابَ مِنهُ شَيئاً تَمَسّحَ بِهِ وَجهَهُ وَ مَن لَم يُصِب مِنهُ شَيئاً أَخَذَ مِن يدَيَ صَاحِبِهِ فَمَسَحَ بِهِ وَجهَهُ وَ كَذَلِكَ فُعِلَ بِفَضلِ وَضُوءِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع
16-طب ،[طب الأئمة عليهم السلام ] مُحَمّدُ بنُ الحُسَينِ عَن فَضَالَةَ عَن إِسمَاعِيلَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ ع قَالَ مَا اشتَكَي رَسُولُ اللّهِص وَجَعاً قَطّ إِلّا كَانَ مَفزَعُهُ إِلَي الحِجَامَةِ
وَ قَالَ أَبُو ظَبيَةَ[طَيبَةَ] حَجَمتُ رَسُولَ اللّهِص وَ أعَطاَنيِ دِينَاراً وَ شَرِبتُ دَمَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أَ شَرِبتَ قُلتُ نَعَم قَالَ وَ مَا حَمَلَكَ عَلَي ذَلِكَ قُلتُ أَتَبَرّكُ بِهِ قَالَ أَخَذتَ أَمَاناً مِنَ الأَوجَاعِ وَ الأَسقَامِ وَ الفَقرِ وَ الفَاقَةِ وَ اللّهِ مَا تَمَسّكَ النّارُ أَبَداً
صفحه : 34
الآيات البقرةوَ لَئِنِ اتّبَعتَ أَهواءَهُم بَعدَ ألّذِي جاءَكَ مِنَ العِلمِ ما لَكَ مِنَ اللّهِ مِن ولَيِّ وَ لا نَصِيرٍ و قال تعالي وَ لَئِنِ اتّبَعتَ أَهواءَهُم مِن بَعدِ ما جاءَكَ مِنَ العِلمِ إِنّكَ إِذاً لَمِنَ الظّالِمِينَ و قال تعالي الحَقّ مِن رَبّكَ فَلا تَكُونَنّ مِنَ المُمتَرِينَآل عمران الحَقّ مِن رَبّكَ فَلا تَكُن مِنَ المُمتَرِينَ و قال تعالي لَيسَ لَكَ مِنَ الأَمرِ شَيءٌ أَو يَتُوبَ عَلَيهِم أَو يُعَذّبَهُم فَإِنّهُم ظالِمُونَالنساءإِنّا أَنزَلنا إِلَيكَ الكِتابَ بِالحَقّ لِتَحكُمَ بَينَ النّاسِ بِما أَراكَ اللّهُ وَ لا تَكُن لِلخائِنِينَ خَصِيماً وَ استَغفِرِ اللّهَ إِنّ اللّهَ كانَ غَفُوراً رَحِيماً وَ لا تُجادِل عَنِ الّذِينَ يَختانُونَ أَنفُسَهُم إِنّ اللّهَ لا يُحِبّ مَن كانَ خَوّاناً أَثِيماً إلي قوله تعالي وَ لَو لا فَضلُ اللّهِ عَلَيكَ وَ رَحمَتُهُ لَهَمّت طائِفَةٌ مِنهُم أَن يُضِلّوكَ وَ ما يُضِلّونَ إِلّا أَنفُسَهُم وَ ما يَضُرّونَكَ مِن شَيءٍ وَ أَنزَلَ اللّهُ عَلَيكَ الكِتابَ وَ الحِكمَةَ وَ عَلّمَكَ ما لَم تَكُن تَعلَمُ وَ كانَ فَضلُ اللّهِ عَلَيكَ عَظِيماًالأنعام وَ إِن كانَ كَبُرَ عَلَيكَ إِعراضُهُم فَإِنِ استَطَعتَ أَن تبَتغَيَِ نَفَقاً فِي الأَرضِ أَو سُلّماً فِي السّماءِ فَتَأتِيَهُم بِآيَةٍ وَ لَو شاءَ اللّهُ لَجَمَعَهُم عَلَي الهُدي فَلا تَكُونَنّ مِنَ الجاهِلِينَ و قال تعالي 52-وَ لا تَطرُدِ الّذِينَ يَدعُونَ رَبّهُم بِالغَداةِ وَ العشَيِّ يُرِيدُونَ وَجهَهُ ما عَلَيكَ مِن حِسابِهِم مِن شَيءٍ وَ ما مِن حِسابِكَ عَلَيهِم مِن شَيءٍ فَتَطرُدَهُم فَتَكُونَ مِنَ الظّالِمِينَ وَ كَذلِكَ فَتَنّا بَعضَهُم بِبَعضٍ لِيَقُولُوا أَ هؤُلاءِ مَنّ اللّهُ عَلَيهِم مِن بَينِنا أَ لَيسَ اللّهُ بِأَعلَمَ بِالشّاكِرِينَ
صفحه : 35
الأعراف وَ إِمّا يَنزَغَنّكَ مِنَ الشّيطانِ نَزغٌ فَاستَعِذ بِاللّهِ إِنّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌالأنفال ما كانَ لنِبَيِّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسري حَتّي يُثخِنَ فِي الأَرضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدّنيا وَ اللّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَ اللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ لَو لا كِتابٌ مِنَ اللّهِ سَبَقَ لَمَسّكُم فِيما أَخَذتُم عَذابٌ عَظِيمٌالتوبةعَفَا اللّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُم حَتّي يَتَبَيّنَ لَكَ الّذِينَ صَدَقُوا وَ تَعلَمَ الكاذِبِينَيونس فَإِن كُنتَ فِي شَكّ مِمّا أَنزَلنا إِلَيكَ فَسئَلِ الّذِينَ يَقرَؤُنَ الكِتابَ مِن قَبلِكَ لَقَد جاءَكَ الحَقّ مِن رَبّكَ فَلا تَكُونَنّ مِنَ المُمتَرِينَ وَ لا تَكُونَنّ مِنَ الّذِينَ كَذّبُوا بِآياتِ اللّهِ فَتَكُونَ مِنَ الخاسِرِينَهودفَلا تَكُ فِي مِريَةٍ مِمّا يَعبُدُ هؤُلاءِ ما يَعبُدُونَ إِلّا كَما يَعبُدُ آباؤُهُم مِن قَبلُ وَ إِنّا لَمُوَفّوهُم نَصِيبَهُم غَيرَ مَنقُوصٍ إلي قوله فَاستَقِم كَما أُمِرتَ وَ مَن تابَ مَعَكَ وَ لا تَطغَوا إِنّهُ بِما تَعمَلُونَ بَصِيرٌالرعدوَ لَئِنِ اتّبَعتَ أَهواءَهُم بَعدَ ما جاءَكَ مِنَ العِلمِ ما لَكَ مِنَ اللّهِ مِن ولَيِّ وَ لا واقٍالإسراءلا تَجعَل مَعَ اللّهِ إِلهاً آخَرَ فَتَقعُدَ مَذمُوماً مَخذُولًا و قال تعالي وَ لا تَجعَل مَعَ اللّهِ إِلهاً آخَرَ فَتُلقي فِي جَهَنّمَ مَلُوماً مَدحُوراً و قال سبحانه وَ إِن كادُوا لَيَفتِنُونَكَ عَنِ ألّذِي أَوحَينا إِلَيكَ لتِفَترَيَِ عَلَينا غَيرَهُ وَ إِذاً لَاتّخَذُوكَ خَلِيلًا وَ لَو لا أَن ثَبّتناكَ لَقَد كِدتَ تَركَنُ إِلَيهِم شَيئاً قَلِيلًا إِذاً لَأَذَقناكَ ضِعفَ الحَياةِ وَ ضِعفَ المَماتِ ثُمّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَينا نَصِيراً و قال تعالي وَ لَئِن شِئنا لَنَذهَبَنّ باِلذّيِ أَوحَينا إِلَيكَ ثُمّ لا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَينا وَكِيلًا إِلّا رَحمَةً مِن رَبّكَ إِنّ فَضلَهُ كانَ عَلَيكَ كَبِيراًالحج وَ ما أَرسَلنا مِن قَبلِكَ مِن رَسُولٍ وَ لا نبَيِّ إِلّا إِذا تَمَنّي أَلقَي الشّيطانُ فِي أُمنِيّتِهِ فَيَنسَخُ اللّهُ ما يلُقيِ الشّيطانُ ثُمّ يُحكِمُ اللّهُ آياتِهِ وَ اللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ لِيَجعَلَ ما
صفحه : 36
يلُقيِ الشّيطانُ فِتنَةً لِلّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَرَضٌ وَ القاسِيَةِ قُلُوبُهُم وَ إِنّ الظّالِمِينَ لفَيِ شِقاقٍ بَعِيدٍ وَ لِيَعلَمَ الّذِينَ أُوتُوا العِلمَ أَنّهُ الحَقّ مِن رَبّكَ فَيُؤمِنُوا بِهِ فَتُخبِتَ لَهُ قُلُوبُهُم وَ إِنّ اللّهَ لَهادِ الّذِينَ آمَنُوا إِلي صِراطٍ مُستَقِيمٍ
الشعراءفَلا تَدعُ مَعَ اللّهِ إِلهاً آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ المُعَذّبِينَالقصص وَ ما كُنتَ تَرجُوا أَن يُلقي إِلَيكَ الكِتابُ إِلّا رَحمَةً مِن رَبّكَ فَلا تَكُونَنّ ظَهِيراً لِلكافِرِينَ وَ لا يَصُدّنّكَ عَن آياتِ اللّهِ بَعدَ إِذ أُنزِلَت إِلَيكَ وَ ادعُ إِلي رَبّكَ وَ لا تَكُونَنّ مِنَ المُشرِكِينَ وَ لا تَدعُ مَعَ اللّهِ إِلهاً آخَرَ لا إِلهَ إِلّا هُوَالأحزاب وَ إِذ تَقُولُ للِذّيِ أَنعَمَ اللّهُ عَلَيهِ وَ أَنعَمتَ عَلَيهِ أَمسِك عَلَيكَ زَوجَكَ وَ اتّقِ اللّهَ وَ تخُفيِ فِي نَفسِكَ مَا اللّهُ مُبدِيهِ وَ تَخشَي النّاسَ وَ اللّهُ أَحَقّ أَن تَخشاهُسبأقُل إِن ضَلَلتُ فَإِنّما أَضِلّ عَلي نفَسيِ وَ إِنِ اهتَدَيتُ فَبِما يوُحيِ إلِيَّ ربَيّ إِنّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌالزمروَ لَقَد أوُحيَِ إِلَيكَ وَ إِلَي الّذِينَ مِن قَبلِكَ لَئِن أَشرَكتَ لَيَحبَطَنّ عَمَلُكَ وَ لَتَكُونَنّ مِنَ الخاسِرِينَحمعسق أَم يَقُولُونَ افتَري عَلَي اللّهِ كَذِباً فَإِن يَشَإِ اللّهُ يَختِم عَلي قَلبِكَالزخرف وَ سئَل مَن أَرسَلنا مِن قَبلِكَ مِن رُسُلِنا أَ جَعَلنا مِن دُونِ الرّحمنِ آلِهَةً يُعبَدُونَ و قال تعالي قُل إِن كانَ لِلرّحمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوّلُ العابِدِينَالجاثيةثُمّ جَعَلناكَ عَلي شَرِيعَةٍ مِنَ الأَمرِ فَاتّبِعها وَ لا تَتّبِع أَهواءَ الّذِينَ لا يَعلَمُونَ إِنّهُم لَن يُغنُوا عَنكَ مِنَ اللّهِ شَيئاًالفتح لِيَغفِرَ لَكَ اللّهُ ما تَقَدّمَ مِن ذَنبِكَ وَ ما تَأَخّرَالنجم وَ ما يَنطِقُ عَنِ الهَوي إِن هُوَ إِلّا وحَيٌ يُوحيالتحريم يا أَيّهَا النّبِيّ لِمَ تُحَرّمُ ما أَحَلّ اللّهُ لَكَ تبَتغَيِ مَرضاتَ أَزواجِكَ وَ اللّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ
صفحه : 37
عبس عَبَسَ وَ تَوَلّي أَن جاءَهُ الأَعمي وَ ما يُدرِيكَ لَعَلّهُ يَزّكّي أَو يَذّكّرُ فَتَنفَعَهُ الذّكري أَمّا مَنِ استَغني فَأَنتَ لَهُ تَصَدّي وَ ما عَلَيكَ أَلّا يَزّكّي وَ أَمّا مَن جاءَكَ يَسعي وَ هُوَ يَخشي فَأَنتَ عَنهُ تَلَهّي كَلّا إِنّها تَذكِرَةٌ فَمَن شاءَ ذَكَرَهُتفسير قوله لَئِنِ اتّبَعتَ أَهواءَهُم هذه الشرطية لاتنافي عصمته ص فإنها تصدق مع استحالة المقدم أيضا والغرض منه يأسهم عن أن يتبعهم ص في أهوائهم الباطلة وقطع أطماعهم عن ذلك والتنبيه علي سوء حالهم وشدة عذابهم لأن النبي مع غاية قربه في جنابه تعالي إذا كان حاله علي تقدير هذاالفعل كذلك فكيف يكون حال غيره كماورد أنه نزل القرآن بإياك أعني واسمعي ياجاره . قوله تعالي فَلا تَكُونَنّ مِنَ المُمتَرِينَ قال البيضاوي أي الشاكين في أنه هل من ربك أو في كتمانهم الحق عالمين به و ليس المراد به نهي الرسول ص عن الشك فيه لأنه غيرمتوقع منه و ليس بقصد واختيار بل إما تحقيق الأمر و أنه لايشك فيه ناظر أوأمر الأمة باكتساب المعارف المزيحة للشك علي الوجه الأبلغ . و قال في قوله تعالي لَيسَ لَكَ مِنَ الأَمرِ شَيءٌاعتراض أَو يَتُوبَ عَلَيهِم أَو يُعَذّبَهُمعطف علي قوله أَو يَكبِتَهُم والمعني أن الله مالك أمرهم فإما يهلكهم أويكبتهم أويتوب عليهم إن أسلموا أويعذبهم إن أصروا و ليس لك من أمرهم شيء وإنما أنت عبدمأمور لإنذارهم وجهادهم ويحتمل أن يكون معطوفا علي الأمر أو شيءبإضمار أن أي ليس لك من أمرهم أو من التوبة عليهم أو من تعذيبهم شيء أو ليس لك من أمرهم شيء أوالتوبة عليهم أوتعذيبهم و أن تكون أوبمعني إلا أن أي ليس لك من أمرهم شيء إلا أن يتوب عليهم فتسر به أويعذبهم فتشتفي منهم روي أن عتبة بن أبي وقاص شجه يوم أحد وكسر رباعيته فجعل يمسح الدم عن وجهه و يقول كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيهم بالدم فنزلت وقيل هم أن يدعو عليهم فنهاه الله لعلمه بأن فيهم من يؤمن فَإِنّهُم ظالِمُونَ قداستحقوا التعذيب بظلمهم انتهي .
صفحه : 38
أقول كون الأمر في الإهلاك والتعذيب وقبول التوبة إلي الله تعالي لاينافي عصمته ص بوجه و أماالخبران فغير ثابتين و مع ثبوتهما أيضا لاينافي العصمة لأن الدعاء عليهم لم يكن منهيا عنه قبل ذلك وإنما أمره تعالي بالكف لنوع من المصلحة و بعدالنهي لم يدع عليهم و قدأثبتنا في باب وجوب طاعته ص الأخبار الواردة في تأويل تلك الآية. قوله تعالي بِما أَراكَ اللّهُ قال الرازي في تفسيره أي بما أعلمك الله وسمي ذلك العلم بالرؤية لأن العلم اليقيني المبرأ عن جهات الريب يكون جاريا مجري الرؤية في القوة والظهور قال المحققون هذه الآية تدل علي أنه ص ما كان يحكم إلابالوحي والنص واتفق المفسرون علي أن أكثر الآيات في طعمة سرق درعا فلما طلبت الدرع منه رمي واحدا من اليهود بتلك السرقة و لمااشتدت الخصومة بين قومه و بين قوم اليهود جاءوا إلي النبي ص وطلبوا منه أن يعينهم علي هذاالمقصود و أن يلحق هذه الخيانة باليهودي فهم الرسول ص بذلك فنزلت الآية.وَ لا تَكُن لِلخائِنِينَ خَصِيماً أي لاتكن لأجل الخائنين مخاصما لمن كان بريئا عن الذنب يعني لاتخاصم اليهود لأجل المنافقين قال الطاعنون في عصمة الأنبياء ع دلت هذه الآية علي صدور الذنب من الرسول ص فإنه لو لا أن الرسول ص أراد أن يخاصم لأجل الخائن ويذب عنه لماورد النهي عنه والجواب أنه ص كان لم يفعل ذلك و إلا لم يرد النهي عنه بل ثبت في الرواية أن قوم طعمة لماالتمسوا من الرسول ص أن يذب عن طعمة و أن يلحق السرقة باليهودي توقف وانتظر الوحي فنزلت هذه الآية و كان الغرض من هذاالنهي تنبيه النبي ص علي أن طعمة كذاب و أن اليهودي بريء عن ذلك الجرم . فإن قيل الدليل علي أن ذلك الجرم قدوقع من النبي ص قوله بعد هذه الآية
صفحه : 39
وَ استَغفِرِ اللّهَ إِنّ اللّهَ كانَ غَفُوراً رَحِيماً فلما أمره الله تعالي بالاستغفار دل علي سبق الذنب فالجواب من وجوه الأول لعله مال طبعه إلي نصرة طعمة بسبب أنه كان ظاهرا من المسلمين فأمر بالاستغفار لهذا القدر وحسنات الأبرار سيئات المقربين .الثاني أن القوم لماشهدوا علي سرقة اليهودي و علي براءة طعمة من تلك السرقة و لم يظهر للرسول ص مايوجب القدح في شهادتهم هم أن يقضي بالسرقة علي اليهودي ثم لماأطلعه الله علي كذب هؤلاء الشهود عرف أن ذلك القضاء لووقع كان خطاء واستغفاره كان بسبب أنه هم بذلك الحكم ألذي لووقع لكان خطاء في نفسه و إن كان معذورا عند الله فيه .الثالث قوله وَ استَغفِرِ اللّهَيحتمل أن يكون المراد واستغفر الله لأولئك الذين يذبون عن طعمة ويريدون أن يظهروا براءته عن السرقة والمراد بالذين يختانون أنفسهم طعمة و من عاونه من قومه ممن علم كونه سارقا والاختيان الخيانة وإنما قال يَختانُونَ أَنفُسَهُملأن من أقدم علي المعصية فقد حرم نفسه الثواب وأوصلها إلي العقاب فكان ذلك منه خيانة مع نفسه مَن كانَ خَوّاناً أَثِيماً أي طعمة حيث خان في الدرع وأثم في نسبة اليهودي إلي تلك السرقة. قوله تعالي وَ لَو لا فَضلُ اللّهِ عَلَيكَ وَ رَحمَتُهُ أي لو لا أن الله خصك بالفضل و هوالنبوة وبالرحمة وهي العصمةلَهَمّت طائِفَةٌ مِنهُم أَن يُضِلّوكَ أي يلقونك في الحكم الباطل الخطاءوَ ما يُضِلّونَ إِلّا أَنفُسَهُمبسبب تعاونهم علي الإثم والعدوان وشهادتهم بالزور والبهتان وَ ما يَضُرّونَكَ مِن شَيءٍ فيه وجهان أحدهما مايضرونك من شيء في المستقبل فوعده تعالي في هذه الآية إدامة العصمة لمايريدون من إيقاعه في الباطل .
صفحه : 40
والثاني المعني أنهم و إن سعوا في إلقائك في الباطل فأنت ماوقعت في الباطل لأنك بنيت الأمر علي ظاهر الحال و أنت ماأمرت إلاببناء الأحكام علي الظواهروَ أَنزَلَ اللّهُ عَلَيكَ الكِتابَ وَ الحِكمَةَفعلي الأول المعني لماأنزل عليك الكتاب والحكمة وأمرك بتبليغ الشريعة إلي الخلق فكيف يليق بحكمته أن لايعصمك عن الوقوع في الشبهات والضلالات و علي الثاني المعني أنزل عليك الكتاب والحكمة وأوجب فيهما بناء أحكام الشرع علي الظاهر فكيف يضرك بناء الأمر علي الظاهروَ عَلّمَكَ ما لَم تَكُن تَعلَمُ وَ كانَ فَضلُ اللّهِ عَلَيكَ عَظِيماً فيه وجهان الأول أن يكون المراد مايتعلق بالدين أي أنزل الله عليك الكتاب والحكمة وأطلعك علي سرائرهما وأوقفك علي حقائقهما مع أنك ماكنت قبل ذلك عالما بشيء منها فكذلك يفعل بك في مستأنف أيامك ما لايقدر أحد من المنافقين علي إضلالك وإزلالك .الثاني أن يكون المراد وعلمك ما لم تكن تعلم من أخبار الأولين فكذلك يعلمك من حيل المنافقين ووجوه كيدهم ماتقدر علي الاحتراز عن وجوه كيدهم ومكرهم انتهي ملخص كلامه وسيأتي شرح تلك القصة في باب ماجري بينه ص و بين المنافقين و أهل الكتاب . و قال البيضاوي في قوله تعالي وَ إِن كانَ كَبُرَ عَلَيكَ أي عظم وشق إِعراضُهُمعنك و عن الإيمان بما جئت به فَإِنِ استَطَعتَ إلي قوله بِآيَةٍ أي منفذا تنفذ فيه إلي جوف الأرض فتطلع لهم آية أومصعدا تصعد إلي السماء فتنزل منها آية وجواب الشرط الثاني محذوف تقديره فافعل والجملة هوجواب الأول والمقصود بيان حرصه البالغ علي إسلام قومه و أنه لوقدر أن يأتيهم بآية من تحت الأرض أو من فوق السماء لأتي بهارجاء إيمانهم وَ لَو شاءَ اللّهُ لَجَمَعَهُم عَلَي الهُديبأن يأتيهم بآية ملجئة ولكن لم يفعل لخروجه عن الحكمةفَلا تَكُونَنّ مِنَ الجاهِلِينَبالحرص علي ما لا يكون والجزع في
صفحه : 41
مواطن الصبر فإن ذلك من دأب الجهلة. و قال الرازي المقصود من أول الآية أن يقطع الرسول ص طمعه عن إيمانهم و أن لايتأذي بسبب إعراضهم عن الإيمان و قوله فَلا تَكُونَنّ مِنَ الجاهِلِينَ هذاالنهي لايقتضي إقدامه علي مثل تلك الحالة كما أن قوله وَ لا تُطِعِ الكافِرِينَ وَ المُنافِقِينَ لايدل علي أنه ص أطاعهم قبل بل المقصود أنه لاينبغي أن يشتد تحسرك علي تكذيبهم و لايجوز أن تحزن من إعراضهم عنك فإنك إن فعلت ذلك قرب حالك من حال الجاهل و قال في قوله تعالي وَ لا تَطرُدِ الّذِينَ يَدعُونَ رَبّهُم روُيَِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مَسعُودٍ أَنّهُ قَالَ مَرّ المَلَأُ مِن قُرَيشٍ عَلَي رَسُولِ اللّهِص وَ عِندَهُ صُهَيبٌ وَ خَبّابٌ وَ بِلَالٌ وَ عَمّارٌ وَ غَيرُهُم مِن ضُعَفَاءِ المُسلِمِينَ فَقَالُوا يَا مُحَمّدُ أَ رَضِيتَ بِهَؤُلَاءِ عَن قَومِكَ أَ فَنَحنُ نَكُونُ تَبَعاً لِهَؤُلَاءِ اطرُدهُم عَن بَيتِكَ فَلَعَلّكَ إِن طَرَدتَهُم اتّبَعنَاكَ فَقَالَص ما أَنَا بِطارِدِ المُؤمِنِينَفَقَالُوا فَأَقِمهُم عَنّا إِذَا جِئنَا فَإِذَا قُمنَا فَأَقعِدهُم مَعَكَ إِن شِئتَ فَقَالَ نَعَم طَمَعاً فِي إِيمَانِهِم
روُيَِ أَنّ عُمَرَ قَالَ لَهُ لَو فَعَلتَ ذَلِكَ حَتّي نَنظُرَ إِلَي مَا يَصِيرُونَ ثُمّ أَلَحّوا وَ قَالُوا لِلرّسُولِص اكتُب بِذَلِكَ كِتَاباً فَدَعَا بِالصّحِيفَةِ فَنَزَلَتِ الآيَةُ وَ اعتَذَرَ عُمَرُ مِن مَقَالَتِهِ فَقَالَ سَلمَانُ وَ خَبّابٌ فِينَا نَزَلَت فَكَانَ رَسُولُ اللّهُ يَقعُدُ مَعَنَا وَ نَدنُو مِنهُ حَتّي يَمَسّ رُكَبُنَا رُكبَتَهُ وَ كَانَ يَقُومُ عَنّا إِذَا أَرَادَ القِيَامَ فَنَزَلَ قَولُهُوَ اصبِر نَفسَكَفَتَرَكَ القِيَامَ عَنّا إِلَي أَن نَقُومَ عَنهُ وَ قَالَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي لَم يمُتِنيِ حَتّي أمَرَنَيِ أَن أَصبِرَ نفَسيِ مَعَ قَومٍ مِن أمُتّيِ مَعَكُمُ المَحيَا وَ مَعَكُمُ المَمَاتُ.
ثم قال احتج الطاعنون في عصمة الأنبياء بهذه الآية من وجوه .
صفحه : 42
الأول أنه ص طردهم و الله تعالي نهاه عن ذلك الطرد و كان ذلك الطرد ذنبا. والثاني أنه تعالي قال فَتَطرُدَهُم فَتَكُونَ مِنَ الظّالِمِينَ و قدثبت أنه طردهم فيلزم أن يقال إنه كان من الظالمين . والثالث أنه تعالي حكي عن نوح ع أنه قال وَ ما أَنَا بِطارِدِ المُؤمِنِينَ ثم إنه تعالي أمر محمداص بمتابعة الأنبياء في جميع الأعمال الحسنة أنه قال أُولئِكَ الّذِينَ هَدَي اللّهُ فَبِهُداهُمُ اقتَدِه وبهذا الطريق وجب علي محمدص أن لايطردهم فلما طردهم كان ذلك ذنبا.الرابع أنه تعالي ذكر هذه الآية في سورة الكهف فزاد فيها فقال تُرِيدُ زِينَةَ الحَياةِ الدّنيا ثم إنه تعالي نهاه عن الالتفات إلي زينة الحياة الدنيا في آية أخري فقال وَ لا تَمُدّنّ عَينَيكَ إِلي ما مَتّعنا بِهِ أَزواجاً مِنهُم زَهرَةَ الحَياةِ الدّنيافكان ذلك ذنبا. والخامس نقل أن أولئك الفقراء كلما دخلوا علي رسول الله ص بعد هذه الواقعة فكان ص يقول مرحبا بمن عاتبني ربي فيهم أولفظا هذامعناه و ذلك يدل أيضا علي الذنب . والجواب عن الأول أنه ص ماطردهم لأجل الاستخفاف بهم والاستنكاف من فقرهم وإنما عين لجلوسهم وقتا معينا سوي الوقت ألذي كان يحضر فيه أكابر قريش
صفحه : 43
و كان غرضه ص منه التلطف وإدخالهم في الإسلام ولعله ص كان يقول هؤلاء الفقراء لايفوتهم بسبب هذه أمرهم في الدنيا و في الدين وهؤلاء الكفار فإنهم يفوتهم الدين والإسلام و كان ترجيح هذاالجانب أولي فأقصي مايقال إن هذاالاجتهاد وقع خطأ إلا أن الخطاء في الاجتهاد مغفور. أما قوله ثانيا إن طردهم يوجب كونه ص من الظالمين فجوابه أن الظلم عبارة عن وضع الشيء في غيرموضعه والمعني أن أولئك الفقراء كانوا يستحقون التعظيم من الرسول ص فإذاطردهم عن ذلك المجلس فكان ذلك ظلما إلا أنه من باب ترك الأولي والأفضل لا من باب ترك الواجبات وكذا الجواب عن سائر الوجوه فإنا نحمل كل هذه الوجوه علي ترك الأفضل والأكمل والأولي والأحري انتهي كلامه . وأقول جملة القول في تلك الآية أنها لاتدل علي وقوع الطرد عنه ص ولعله ص بعد ماذكروا ذلك انتظر الوحي فنهاه الله تعالي عن ذلك والأخبار الدالة علي ذلك غيرثابتة فلايحكم بها مع معارضة الأدلة العقلية والنقلية الدالة علي عصمته ص و قدتقدم بعضها في باب عصمة الأنبياءص و لوسلم أنه وقع منه ماذكروه فلعله كان مأذونا في إيقاع كل مايراه موجبا لهداية الخلق وترغيبهم في الإسلام و لماأظهروا أنهم يسلمون عندوقوع المناوبة فعله ص رغبة في إسلامهم و لماعلم الله أنهم لايسلمون بذلك وإنما غرضهم في ذلك الإضرار بالمسلمين نهاه الله تعالي عن ذلك فصار بعدالنهي حراما وإنما بين تعالي أنه لوارتكب ذلك بعدالنهي يكون من الظالمين لاقبله وإنما أكد ذلك لقطع أطماع الكفار عن مثل ذلك ولبيان الاعتناء بشأن فقراء المؤمنين و أماقول نوح ع ما أَنَا بِطارِدِ المُؤمِنِينَفلعل المراد الطرد بالكلية أو علي غيرجهة المصلحة و من غيروعد لإسلام الكافرين معلقا عليه أويقال إنه ع لعله نهاه الله عن ذلك و لما لم ينه النبي ص بعد كان يجوز له ذلك و أما قوله تعالي فَبِهُداهُمُ اقتَدِهفليس المراد الاقتداء في جميع الأمور لاختلاف الشرائع بل المراد الاقتداء بهم في الأمور التي
صفحه : 44
لاتختلف باختلاف الملل والشرائع . و قال البيضاوي في قوله تعالي وَ إِمّا يَنزَغَنّكَ مِنَ الشّيطانِ نَزغٌ أي ينخسنك منه نخس أي وسوسة تحملك علي خلاف ماأمرت به كاعتراء غضب وفكر. و قال الرازي احتج الطاعنون في عصمة الأنبياء ع بهذه الآية وقالوا لو لا أنه يجوز من الرسول الإقدام علي المعصية والذنب لم يقل له ذلك . والجواب عنه من وجوه الأول أن حاصل هذاالكلام أنه تعالي قال إن حصل في قلبك من الشيطان نزغ و لم يدل ذلك علي الحصول كما أنه تعالي قال لَئِن أَشرَكتَ لَيَحبَطَنّ عَمَلُكَ و لم يدل ذلك علي أنه أشرك و قال لَو كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلّا اللّهُ لَفَسَدَتا و لم يدل ذلك علي أنه حصل فيهما آلهة.الثاني هب أناسلمنا أن الشيطان يوسوس إلي الرسول ص إلا أن هذا لايقدح في عصمته ص إنما القادح في عصمته لوقبل الرسول ص وسوسته والآية لاتدل علي ذلك وَ عَنِ الشعّبيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَا مِن إِنسَانٍ إِلّا وَ مَعَهُ شَيطَانٌ قَالُوا وَ أَنتَ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ وَ أَنَا لَكِنّهُ أَسلَمَ بِعَونِ اللّهِ وَ لَقَد أتَاَنيِ فَأَخَذتُ بِحَلقِهِ وَ لَو لَا دَعوَةُ سُلَيمَانَ ع لَأُصبِحَنّ فِي المَسجِدِ طَرِيحاً
و هذاكالدلالة علي أن الشيطان يوسوس إلي الرسول ص .الثالث هب أناسلمنا أن الشيطان يوسوس إليه و أنه ص يقبل أثر وسوسته إلا أنانخص هذه الحالة بترك الأفضل والأولي
قَالَص وَ إِنّهُ لَيُرَانُ[لَيُغَانُ] عَلَي قلَبيِ وَ إنِيّ لَأَستَغفِرُ اللّهَ فِي اليَومِ وَ اللّيلَةِ سَبعِينَ مَرّةً
انتهي .
صفحه : 45
أقول علي أنه يحتمل أن يكون من قبيل الخطاب العام أو يكون الخطاب متوجها إليه ص والمراد به أمته كمامر مرارا وسيأتي تأويل قوله تعالي ما كانَ لنِبَيِّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسري في باب قصة بدر. قوله تعالي عَفَا اللّهُ عَنكَ قال الرازي في تفسيره احتج بعضهم بهذه الآية علي صدور الذنب عن الرسول ص من وجهين .الأول أنه تعالي قال عَفَا اللّهُ عَنكَ والعفو يستدعي سابقة الذنب . والثاني أنه تعالي قال لِمَ أَذِنتَ لَهُم و هذااستفهام بمعني الإنكار فدل هذا علي أن ذلك الإذن كان معصية. والجواب عن الأول لانسلم أن قوله عَفَا اللّهُ عَنكَيوجب الذنب و لم لايجوز أن يقال إن ذلك يدل علي مبالغة الله تعالي في تعظيمه وتوقيره كما يقول الرجل لغيره إذا كان معظما عنده عفا الله عنك ماصنعت في أمري ورضي الله عنك ماجوابك عن كلامي وعافاك الله لاعرفت حقي فلا يكون غرضه من هذاالكلام إلامزيد التبجيل والتعظيم و قال علي بن الجهم فيما يخاطب به المتوكل و قدأمر بنفيه .عفا الله عنك أ لاحرمة يجوز.بفضلك عن أبعدا. والجواب عن الثاني أن نقول لايجوز أن يكون المراد بقوله لِمَ أَذِنتَ لَهُمالإنكار لأنا نقول إما أن يكون صدر عن الرسل ذنب في هذه الواقعة أو لم يصدر عنه ذنب فإن قلنا إنه ماصدر عنه امتنع علي هذاالتقدير أن يكون قوله لِمَ أَذِنتَ لَهُمإنكارا عليه و إن قلنا إنه كان قدصدر عنه ذنب فقوله عَفَا اللّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُميدل علي حصول العفو عنه و بعدحصول العفو عنه يستحيل أن يتوجه الإنكار عليه فثبت أن علي جميع التقادير يمتنع أن يقال إن قوله لِمَ أَذِنتَ لَهُميدل علي كون الرسول ص مذنبا و هذاجواب شاف قاطع و عند هذايحمل قوله لِمَ أَذِنتَ لَهُم
صفحه : 46
علي ترك الأولي والأكمل لاسيما و هذه الواقعة كانت من أحسن مايتعلق بالحروب ومصالح الدنيا انتهي . و قال السيد المرتضي رضي الله عنه في كتاب تنزيه الأنبياء أما قوله تعالي عَفَا اللّهُ عَنكَفليس يقتضي وقوع معصية و لاغفران عقاب و لايمتنع أن يكون المقصد[المقصود] به التعظيم والملاطفة في المخاطبة لأن أحدنا قد يقول لغيره إذاخاطبه أرأيت رحمك الله وغفر الله لك و هو لايقصد إلي الاستصفاح له عن عقاب ذنوبه بل ربما لم يخطر بباله أن له ذنبا وإنما الغرض الإجمال في المخاطبة واستعمال ما قدصار في العادة علما علي تعظيم المخاطب وتوقيره و أما قوله تعالي لِمَ أَذِنتَ لَهُمفظاهره الاستفهام والمراد به التقرير واستخراج ذكر علة إذنه و ليس بواجب حمل ذلك علي العتاب لأن أحدنا قد يقول لغيره لم فعلت كذا وكذا تارة معاتبا وأخري مستفهما وتارة مقررا فليست هذه اللفظة خاصة للعتاب والإنكار وأكثر مايقتضيه وغاية مايمكن أن يدعي فيها أن تكون دالة علي أنه ص ترك الأولي والأفضل و قدبينا أن ترك الأولي ليس بذنب و إن كان الثواب ينقص معه فإن الأنبياء ع يجوز أن يتركوا كثيرا من النوافل و قد يقول أحدنا لغيره إذاترك الندب لم تركت الأفضل و لم عدلت عن الأولي و لايقتضي ذلك إنكارا و لاقبيحا انتهي كلامه زيد إكرامه .أقول يجوز أن يكون إذنه ص لهم حسنا موافقا لأمره تعالي و يكون العتاب متوجها إلي المستأذنين الذين علم الله من قبلهم النفاق أو إلي جماعة حملوا النبي ص علي ذلك كمامر مرارا و من هذاالقبيل قوله تعالي يا عِيسَي ابنَ مَريَمَ أَ أَنتَ قُلتَ لِلنّاسِ اتخّذِوُنيِ وَ أمُيّ إِلهَينِ مِن دُونِ اللّهِ و لاتنافي بين كون استيذانهم حراما وإذنه ص بحسب مايظهرونه من الأعذار ظاهرا واجبا أومباحا أوتركا للأولي .
صفحه : 47
قوله تعالي فَإِن كُنتَ فِي شَكّ مِمّا أَنزَلنا إِلَيكَ قال الرازي في تفسيره اختلف المفسرون في أن المخاطب بهذا الخطاب من هوفقيل هو النبي ص وقيل غيره فأما من قال بالأول فاختلفوا فيه علي وجوه .الأول أن الخطاب مع النبي ص في الظاهر والمراد غيره كقوله تعالي يا أَيّهَا النّبِيّ إِذا طَلّقتُمُ النّساءَ وكقوله يا أَيّهَا النّبِيّ اتّقِ اللّهَ وَ لا تُطِعِ الكافِرِينَ وَ المُنافِقِينَ وكقوله لَئِن أَشرَكتَ لَيَحبَطَنّ عَمَلُكَ وكقوله لعيسي ع أَ أَنتَ قُلتَ لِلنّاسِ و من الأمثلة المشهورة إياك أعني واسمعي ياجاره و ألذي يدل علي صحة ماذكرناه وجوه الأول قوله تعالي في آخر السورةيا أَيّهَا النّاسُ إِن كُنتُم فِي شَكّ مِن ديِنيِفبين أن المذكور في أول الآية علي سبيل الرمز هم المذكورون في هذه الآية علي سبيل التصريح . والثاني أن الرسول لو كان شاكا في نبوة نفسه لكان شك غيره في نبوته أولي و هذايوجب سقوط الشريعة بالكلية. والثالث أن بتقدير أن يكون شاكا في نبوة نفسه فكيف تزول ذلك الشك بإخبار أهل الكتاب عن نبوته مع أنهم في الأكثر كانوا كفارا و إن حصل فيهم من كان مؤمنا إلا أن قوله ليس بحجة لاسيما و قدتقرر أن ما في أيديهم من التوراة والإنجيل مصحف محرف فثبت أن الحق هو أن هذاالخطاب و إن كان في الظاهر مع الرسول إلا أن المراد هوالأمة ومثل هذامعتاد فإن السلطان الكبير إذا كان له أمير و كان تحت راية ذلك الأمير جمع فإذاأراد أن يأمر الرعية بأمر مخصوص فإنه لايوجه خطابه عليهم بل يوجه ذلك الخطاب علي ذلك الأمير ألذي أمره عليهم ليكون
صفحه : 48
ذلك أقوي تأثيرا في قلوبهم .الثاني أنه تعالي علم أن الرسول لم يشك في ذلك إلا أن المقصود أنه متي سمع هذاالكلام فإنه يصرح و يقول يارب لاأشك و لاأطلب الحجة من قول أهل الكتاب بل يكفيني ماأنزلته علي من الدلائل الظاهرة ونظيره قوله تعالي للملائكةأَ هؤُلاءِ إِيّاكُم كانُوا يَعبُدُونَ و كما قال لعيسي ع أَ أَنتَ قُلتَ والمقصود منه أن يصرح عيسي ع بالبراءة من ذلك فكذا هنا والثالث هو أن محمداص كان من البشر و كان حصول الخواطر المشوشة والأفكار المضطربة في قلبه من الجائزات وتلك الخواطر لاتندفع إلابإيراد الدلائل وتقرير البينات فهو تعالي أنزل هذاالنوع من التقريرات حتي أن بسببها يزول عن خاطره تلك الوسواس ونظيره قوله تعالي فَلَعَلّكَ تارِكٌ بَعضَ ما يُوحي إِلَيكَ وأقول تمام التقرير في هذاالباب أن قوله إن كنت في شك فافعل كذا وكذا قضية شرطية والقضية الشرطية لاإشعار فيهاالبتة بأن الشرط وقع أو لم يقع و لابأن الجزاء وقع أو لم يقع بل ليس فيها إلابيان أن ماهية ذلك الشرط مستلزمة لماهية ذلك الجزاء فقط فالفائدة في إنزال هذه الآية تكثير الدلائل وتقويتها بما يزيد في قوة اليقين وطمأنينة النفس وسكون الصدر ولهذا السبب أكثر الله في كتابه من تقرير دلائل التوحيد والنبوة.الرابع أن المقصود استمالة قلوب الكفار وتقريبهم من قبول الإيمان و ذلك لأنهم طالبوه مرة بعدأخري بما يدل علي صحة نبوته وكأنهم استحيوا من تلك المعاودات والمطالبات فصار مانعا لهم من قبول الإيمان فقال تعالي و إن كنت في شك من نبوتك فتمسك بالدليل الفلاني يعني أن أولي الناس أن لايشك في نبوته هونفسه ثم مع هذا إن طلب هو من نفسه دليلا علي نبوة نفسه بعد ماسبق من الدلائل الباهرة
صفحه : 49
فإنه ليس فيه عيب و لايحصل بسببه نقصان فإذا لم يستقبح ذلك منه في حق نفسه فلأن لايستقبح من غيره طلب الدلائل كان أولي فثبت أن المقصود بهذا الكلام استمالة القوم وإزالة الحياء عنهم في تكثير المناظرات .الخامس أن يكون التقدير أنك لست بشاك البتة و لوكنت شاكا لكان لك طرق كثيرة في إزالة ذلك الشك كقوله تعالي لَو كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلّا اللّهُ لَفَسَدَتا والمعني لوفرض ذلك الممتنع واقعا لزم منه المحال الفلاني وكذلك هاهنا لوفرضنا وقوع هذاالشك فارجع إلي التوراة والإنجيل لتعرف بهما أن هذاالشك زائل و هذه الشبهة باطلة.السادس قال الزجاج إن الله تعالي خاطب الرسول ص و هويتناول الخلق كقوله إِذا طَلّقتُمُ النّساءَ قال القاضي هذابعيد لأنه متي قيل الرسول داخل تحت هذاالخطاب فقد عاد السؤال .السابع أن لفظ إن للنفي يعني لانأمرك بالسؤال لأنك شاك لكن لتزداد يقينا كماازداد ابراهيم ع بمعاينة إحياء الموتي يقينا و أماالوجه الثاني و هو أن يقال هذاالخطاب ليس مع الرسول وتقريره أن الناس في زمانه كانوا فرقا ثلاثة المصدقون به والمكذبون له والمتوقفون في أمره فخاطبهم الله تعالي بهذا الخطاب فقال فإن كنت أيها الإنسان في شك مما أنزلنا إليك من الهدي علي لسان محمدص فاسأل أهل الكتاب ليدلوك علي صحة نبوته وإنما وحد الله تعالي و هويريد الجمع
صفحه : 50
كما في قوله يا أَيّهَا الإِنسانُ ما غَرّكَ ويا أَيّهَا الإِنسانُ إِنّكَ كادِحٌ و لماذكر لهم مايزيل ذلك الشك عنهم حذرهم من أن يلتحقوا بالقسم الثاني وهم المكذبون فقال وَ لا تَكُونَنّ مِنَ الّذِينَ كَذّبُوا بِآياتِ اللّهِ فَتَكُونَ مِنَ الخاسِرِينَ ثم اختلفوا في أن المسئول عنه من هم فقال المحققون هم الذين آمنوا من أهل الكتاب كعبد الله بن سلام و عبد الله بن صوريا وتميم الداري وكعب الأحبار لأنهم هم الذين يوثق بخبرهم ومنهم من قال الكل سواء كانوا من المسلمين أوالكفار لأنهم إذابلغوا عدد التواتر ثم قرءوا آية من التوراة والإنجيل وتلك الآية دالة علي البشارة بمحمدص فقد حصل الغرض . فإن قيل إذا كان مذهبكم أن هذه الكتب قددخلها التحريف والتغيير فكيف يمكن التعويل عليها قلت إنما حرفوها بسبب إخفاء الآيات الدالة علي نبوة محمدص فإن بقيت فيهاآيات دالة علي نبوته ص كان ذلك من أقوي الدلائل علي صحة نبوته لأنها لمابقيت مع توفر دواعيهم علي إزالتها دل ذلك علي أنها كانت في غاية الظهور و أما أن المقصود من ذلك السؤال معرفة أي الأشياء ففيه قولان الأول أنه القرآن ومعرفة نبوة الرسول ص . والثاني أنه رجع ذلك إلي قوله تعالي فَمَا اختَلَفُوا حَتّي جاءَهُمُ العِلمُ والأول أولي لأنه هوالأهم والحاجة إلي معرفته أتم . واعلم أنه تعالي لما بين هذاالطريق قال بعده لَقَد جاءَكَ الحَقّ مِن رَبّكَ فَلا تَكُونَنّ مِنَ المُمتَرِينَ والمعني ثبت عندك بالآيات والبراهين القاطعة أن ماأتاك هو
صفحه : 51
الحق ألذي لامدخل فيه للمرية فلاتكونن من الممترين وَ لا تَكُونَنّ مِنَ الّذِينَ كَذّبُوا بِآياتِ اللّهِ أي أثبت ودم علي ما أنت عليه من انتفاء المرية عنك وانتفاء التكذيب ويجوز أن يكون ذلك علي سبيل التهييج وإظهار التسدد ولذلك قال ص عندنزوله لاأشك و لاأسأل أشهد أنه الحق انتهي . وذكر الطبرسي رحمه الله أكثر تلك الوجوه و قال بعدإيراد الوجه الأول من الوجوه ألذي ذكره الرازي وروي عن الحسن وقتادة وسعيد بن جبير أنهم قالوا إن النبي ص لم يشك و لم يسأل و هوالمروي أيضا عن أبي عبد الله ع و قال بعدإيراد الوجوه في سؤال أهل الكتاب و قال الزهري إن هذه الآية نزلت في السماء فإن صح ذلك فقد كفي المئونة ورواه أصحابنا أيضا عن أبي عبد الله ع وقيل أيضا إن المراد بالشك الضيق والشدة بما يعاينه من تعنتهم وأذاهم أي إن ضقت ذرعا بما تلقي من أذي قومك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك كيف صبر الأنبياء علي أذي قومهم فاصبر كذلك . قوله تعالي فَلا تَكُ فِي مِريَةٍ أي في شك و قدمر الكلام في أن النهي عن المرية لايدل علي حصولها مع إمكان الخطاب العام أوتوجه الخطاب واقعا إلي الغيرمِمّا يَعبُدُ هؤُلاءِ أنه باطل و أن مصير من يعبدهم إلي النارما يَعبُدُونَ إِلّا كَما يَعبُدُ آباؤُهُم مِن قَبلُ أي من جهة التقليد بلا حجةوَ إِنّا لَمُوَفّوهُم نَصِيبَهُم من العذاب غَيرَ مَنقُوصٍ أي علي مقدار مايستحقونه فآيسهم سبحانه بهذا القول عن العفو والمغفرةفَاستَقِم أي علي الوعظ والإنذار والتمسك بالطاعة والأمر بها والدعاء إليهاكَما أُمِرتَ في القرآن وغيره وَ مَن تابَ مَعَكَ أي وليستقم من تاب معك من الشرك كماأمروا أو من رجع إلي الله و إلي نبيه وقيل استقم أنت علي الأداء وليستقيموا علي القبول وَ لا تَطغَوا أي لاتجاوزوا أمر الله بالزيادة والنقصان فتخرجوا عن حد الاستقامة.
صفحه : 52
قال الطبرسي رحمه الله قال ابن عباس مانزل علي رسول الله ص آية كانت أشد عليه و لاأشق من هذه الآية ولذلك قال لأصحابه حين قالوا له أسرع إليك الشيب يا رسول الله شيبتني هود والواقعة. قوله تعالي وَ لَئِنِ اتّبَعتَ أَهواءَهُم قدمر الكلام في مثله فلانعيده قال الطبرسي رحمه الله خطاب للنبيص والمراد به الأمةمِن ولَيِّ أي ناصر يعينك عليه ويمنعك من عذابه وَ لا واقٍيقيك منه قوله تعالي لا تَجعَل مَعَ اللّهِ إِلهاً آخَرَ قال الرازي قال المفسرون هذا في الظاهر خطاب للنبيص ولكن المعني عام لجميع المكلفين ويحتمل أيضا أن يكون الخطاب للإنسان كأنه قيل أيها الإنسان لاتجعل مع الله إلها آخر و هذاالاحتمال عندي أولي لأنه تعالي عطف عليه قوله وَ قَضي رَبّكَ أَلّا تَعبُدُوا إِلّا إِيّاهُ إلي قوله إِمّا يَبلُغَنّ عِندَكَ الكِبَرَ أَحَدُهُما أَو كِلاهُما و هذا لايليق بالنبيص لأن أبويه مابلغا الكبر عنده فعلمنا أن المخاطب بهذا هونوع الإنسان و أما قوله فَتَقعُدَففيه وجوه .الأول أن معناه المكث أي فتمكث في الناس مَذمُوماً مَخذُولًا و هذامعني شائع لهذا اللفظ في عرف العرب والفرس .الثاني أن من شأن المذموم المخذول أن يقعد نادما متفكرا علي مافرط منه الثالث أن المتمكن من تحصيل الخيرات يسعي في تحصيلها والسعي إنما يتأتي بالقيام و أماالعاجز عن تحصيلها فإنه لايسعي بل يبقي جالسا قاعدا عن الطلب
صفحه : 53
فالقعود كناية عن العجز والضعف انتهي . والكلام في الآية الثانية كالكلام في الأولي . قوله مَدحُوراً أي مطرودا مبعدا عن رحمة الله . قوله تعالي وَ إِن كادُوا لَيَفتِنُونَكَ قال الطبرسي رحمه الله في سبب نزوله أقوال أحدها أن قريشا قالت للنبيص لاندعك تستلم الحجر حتي تلم بآلهتنا فحدث نفسه و قال ما علي في أن ألم بها و الله يعلم أني لها لكاره ويدعونني أستلم الحجر فنزلت عن ابن جبير. وثانيها أنهم قالوا كف عن شتم آلهتنا وتسفيه أحلامنا واطرد هؤلاء العبيد والسقاط الذين رائحتهم رائحة الضأن حتي نجالسك ونسمع منك فطمع في إسلامهم فنزلت .ثالثها أن رسول الله ص أخرج الأصنام من المسجد فطلبت إليه قريش أن يترك صنما كان علي المروة فهم بتركه ثم أمر بكسره فنزلت ورواه العياشي بإسناده . ورابعها أنها نزلت في وفد ثقيف قالوا نبايعك علي أن تعطينا ثلاث خصال لاتنحني يعنون الصلاة و لاتكسر أصنامنا بأيدينا وتمتعنا باللات سنة فقال ص لاخير في دين ليس فيه ركوع و لاسجود فأما كسر أصنامكم بأيديكم فذاك لكم و أماالطاغية اللات فإني غيرممتعكم بها وقام رسول الله ص وتوضأ فقال عمر مابالكم آذيتم رسول الله ص إنه لايدع الأصنام في أرض العرب فما زالوا به حتي أنزل الله هذه الآيات عن ابن عباس . وخامسها أن وفد ثقيف قالوا أجلنا سنة حتي نقبض مايهدي لآلهتنا فإذا
صفحه : 54
قبضنا ذلك كسرناها وأسلمنا فهم بتأجيلهم فنزلت عن الكلبي فقال وَ إِن كادُوا لَيَفتِنُونَكَ عَنِ ألّذِي أَوحَينا إِلَيكَ إن مخففة عن الثقيلة والمعني أن المشركين هموا وقاربوا أن يزيلوك ويصرفوك عن حكم القرآن لتِفَترَيَِ عَلَينا غَيرَهُ أي لتخترع علينا غير ماأوحيناه إليك والمعني لتحل محل المفتري لأنك تخبر أنك لاتنطق إلا عن وحي فإذااتبعت أهواءهم أوهمت أنك تفعله بأمر الله فكنت كالمفتريوَ إِذاً لَاتّخَذُوكَ خَلِيلًا أي لتولوك وأظهروا صداقتك وَ لَو لا أَن ثَبّتناكَ أي ثبتنا قلبك علي الحق والرشد بالنبوة والعصمة والمعجزات وقيل بالألطاف الخفيةلَقَد كِدتَ تَركَنُ إِلَيهِم شَيئاً قَلِيلًا أي لقد قاربت أن تسكن إليهم بعض السكون يقال كدت أفعل كذا أي قاربت أن أفعله و لم أفعله وَ قَد صَحّ عَنهُص قَولُهُ وُضِعَ عَن أمُتّيِ مَا حَدّثَت بِهِ نَفسَهَا مَا لَم يَعمَل بِهِ أَو يَتَكَلّم
قال ابن عباس يريد حيث سكت عن جوابهم و الله أعلم بنيته ثم توعده سبحانه علي ذلك لوفعله فقال إِذاً لَأَذَقناكَ ضِعفَ الحَياةِ وَ ضِعفَ المَماتِ أي لوفعلت ذلك لعذبناك ضعف عذاب الحياة وضعف عذاب الممات لأن ذنبك أعظم وقيل المراد بالضعف العذاب المضاعف ألمه قال ابن عباس رسول الله ص معصوم ولكن هذاتخفيف لأمته لئلا يركن أحد من المؤمنين إلي أحد من المشركين في شيء من أحكام الله وشرائعه ثُمّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَينا نَصِيراً أي ناصرا ينصرك . و قال الرازي احتج الطاعنون في عصمة الأنبياء ع بهذه الآية بوجوه
صفحه : 55
الأول أنها دلت علي أنه ص قرب من أن يفتري علي الله والفرية علي الله من أعظم الذنوب .الثاني أنها تدل علي أنه لو لا أن الله تعالي ثبته وعصمه لقرب أن يركن إلي دينهم .الثالث أنه لو لاسبق جرم وجناية لم يحتج إلي ذكر هذاالوعيد الشديد. والجواب عن الأول أن كاد معناه المقاربة فكان معني الآية أنه قرب وقوعه في الفتنة و هذا لايدل علي الوقوع . و عن الثاني أن كلمة لو لاتفيد انتفاء الشيء لثبوت غيره تقول لو لا علي لهلك عمر ومعناه أن وجود علي ع منع من حصول الهلاك لعمر فكذلك هاهنا فقوله وَ لَو لا أَن ثَبّتناكَمعناه لو لاحصل تثبيت الله لك يا محمدفكان تثبيت الله مانعا من حصول ذلك الركون . و عن الثالث أن التهديد علي المعصية لايدل علي الإقدام عليها والدليل عليه آيات منها قوله تعالي وَ لَو تَقَوّلَ عَلَينا بَعضَ الأَقاوِيلِ لَأَخَذنا مِنهُ بِاليَمِينِالآيات و قوله تعالي لَئِن أَشرَكتَ و قوله وَ لا تُطِعِ الكافِرِينَانتهي و قال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالي وَ لَئِن شِئنا لَنَذهَبَنّ باِلذّيِ أَوحَينا إِلَيكَيعني القرآن ومعناه أني أقدر أن آخذ ماأعطيتك كمامنعته غيرك ولكن دبرتك بالرحمة لك فأعطيتك ماتحتاج إليه ومنعتك ما لاتحتاج إلي النص عليه ثُمّ لا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَينا وَكِيلًا أي ثم لوفعلنا ذلك لم تجد علينا وكيلا يستوفي ذلك منا.
صفحه : 56
قوله تعالي وَ ما أَرسَلنا مِن قَبلِكَ قال الرازي ذكر المفسرون في سبب نزول هذه الآية أن الرسول لمارأي إعراض قومه عنه شق عليه مارأي من مباعدتهم عما جاءهم به تمني في نفسه أن يأتيهم من الله مايقارب بينه و بين قومه و ذلك لحرصه علي إيمانهم فجلس ذات يوم في ناد من أندية قريش كثير أهله وأحب يومئذ أن لايأتيه من الله شيءينفروا عنه وتمني ذلك فأنزل تعالي سورةالنّجمِ إِذا هَويفقرأها رسول الله ص حتي بلغ أَ فَرَأَيتُمُ اللّاتَ وَ العُزّي وَ مَناةَ الثّالِثَةَ الأُخريألقي الشيطان علي لسانه تلك الغرانيق العلي .منها الشفاعة ترتجي . فلما سمعت قريش فرحوا ومضي رسول الله ص في قراءته وقرأ السورة كلها فسجد المسلمون لسجوده وسجد جميع من في المسجد من المشركين فلم يبق في المسجد مؤمن و لاكافر إلاسجد سوي الوليد بن المغيرة وسعيد بن العاص فإنهما أخذا حفنة من البطحاء ورفعاها إلي جبهتيهما وسجدا عليها لأنهما كانا شيخين كبيرين لم يستطيعا السجود وتفرقت قريش و قدسرهم ماسمعوا وقالوا قدذكر محمدآلهتنا بأحسن الذكر فلما أمسي رسول الله ص أتاه جبرئيل ع فقال ماذا صنعت تلوت علي الناس ما لم آتك به عن الله و قلت ما لم أقل
صفحه : 57
لك فحزن رسول الله ص حزنا شديدا وخاف من الله خوفا عظيما حتي نزل قوله وَ ما أَرسَلنا مِن قَبلِكَ مِن رَسُولٍ وَ لا نبَيِّالآية هذارواية عامة المفسرين الظاهريين و أما أهل التحقيق فقد قالوا هذه الرواية باطلة موضوعة واحتجوا بالقرآن والسنة والمعقول أماالقرآن فوجوه .أحدها قوله تعالي وَ لَو تَقَوّلَ عَلَينا بَعضَ الأَقاوِيلِ لَأَخَذنا مِنهُ بِاليَمِينِ ثُمّ لَقَطَعنا مِنهُ الوَتِينَ. وثانيهاقُل ما يَكُونُ لِي أَن أُبَدّلَهُ مِن تِلقاءِ نفَسيِ إِن أَتّبِعُ إِلّا ما يُوحي إلِيَّ. وثالثها قوله وَ ما يَنطِقُ عَنِ الهَوي إِن هُوَ إِلّا وحَيٌ يُوحيفلو أنه قرأ عقيب هذه الآية تلك الغرانيق العلي لكان قدأظهر كذب الله تعالي في الحال و ذلك لا يقول به مسلم . ورابعها قوله تعالي وَ إِن كادُوا لَيَفتِنُونَكَ وكاد معناه قرب أن يكون الأمر كذلك مع أنه لم يحصل . وخامسها قوله وَ لَو لا أَن ثَبّتناكَ وكلمة لو لاتفيد انتفاء الشيء لانتفاء غيره فدل علي أن الركون القليل لم يحصل . وسادسها قوله كَذلِكَ لِنُثَبّتَ بِهِ فُؤادَكَ. وسابعها قوله سَنُقرِئُكَ فَلا تَنسي.
صفحه : 58
و أماالسنة فهي أنه روي عن محمد بن إسحاق بن خزيمة أنه سئل عن هذه القصة قال هذا من وضع الزنادقة وصنف فيه كتابا. و قال الإمام أبوبكر البيهقي هذه القصة غيرثابتة من جهة النقل ثم أخذ يتكلم في أن رواة هذه القصة مطعونون وأيضا فقد روي البخاري في صحيحه أنه ص قرأ سورة والنجم وسجد فيهاالمسلمون والمشركون والإنس والجن و ليس فيه حديث الغرانيق وروي هذاالحديث من طرق كثيرة و ليس فيهاالبتة حديث الغرانيق . و أماالمعقول فمن وجوه أحدها أن من جوز علي الرسول ص تعظيم الأوثان فقد كفر لأن من المعلوم بالضرورة أن أعظم سعيه ص كان في نفي الأوثان . وثانيها أنه ص ما كان يمكنه في أول الأمر أن يصلي ويقرأ القرآن عندالكعبة آمنا لأذي المشركين له حتي كانوا ربما مدوا أيديهم إليه وإنما كان يصلي إذا لم يحضروها ليلا أو في أوقات خلوة و ذلك يبطل قولهم . وثالثها أن معاداتهم للرسول ص كانت أعظم من أن يقروا بهذا القدر من القراءة دون أن يقفوا علي حقيقة الأمر فكيف أجمعوا علي أنه عظم آلهتهم حتي خروا سجدا مع أنه لم يظهر عندهم موافقته لهم . ورابعها قوله فَيَنسَخُ اللّهُ ما يلُقيِ الشّيطانُ ثُمّ يُحكِمُ اللّهُ آياتِهِ و ذلك أن إحكام الآيات بإزالة تلقية الشيطان عن الرسول أقوي من نسخه بهذه الآيات التي تنتفي الشبهة معها فإذاأراد الله تعالي إحكام الآيات لئلا يلتبس ما ليس بقرآن قرآنا فبأن يمنع الشيطان من ذلك أصلا أولي . وخامسها و هوأقوي الوجوه أنا لوجوزنا ذلك ارتفع الأمان عن شرعه وجوزنا
صفحه : 59
في كل واحد من الأحكام والشرائع أن يكون كذلك ويبطل قوله تعالي بَلّغ ما أُنزِلَ إِلَيكَ مِن رَبّكَ وَ إِن لَم تَفعَل فَما بَلّغتَ رِسالَتَهُ وَ اللّهُ يَعصِمُكَ مِنَ النّاسِفإنه لافرق بين النقصان عن الوحي و بين الزيادة فيه فبهذه الوجوه عرفنا علي سبيل الإجمال أن هذه القصة موضوعة أكثر ما في الباب أن جمعا من المفسرين ذكروها لكنهم مابلغوا حد التواتر وخبر الواحد لايعارض الدلائل العقلية والنقلية المتواترة ولنشرع الآن في التفصيل فنقول التمني جاء في اللغة لأمرين أحدهما تمني القلب والثاني القراءة قال الله تعالي وَ مِنهُم أُمّيّونَ لا يَعلَمُونَ الكِتابَ إِلّا أمَانيِّ أي إلاقراءة لأن الأمي لايعلم القرآن من المصحف وإنما يعلمه قراءة و قال حسان
تمني كتاب الله أول ليلة | وآخرها لاقي الحمام المقادر |
فأما إذافسرنا بالقراءة ففيه قولان .الأول أنه تعالي أراد بذلك مايجوز أن يسهو الرسول فيه ويشتبه علي القاري دون مارووه من قوله تلك الغرانيق العلي .الثاني المراد فيه وقوع هذه الكلمة في قراءته ثم اختلف القائلون بهذا علي وجوه .الأول أن النبي ص لم يتكلم بقوله تلك الغرانيق العلي و لاالشيطان تكلم به و لاأحد تكلم به لكنه ص لماقرأ سورة النجم اشتبه الأمر علي الكفار فحسبوا بعض ألفاظه مارووه و ذلك علي حسب ماجرت العادة به من توهم بعض الكلمات علي غير مايقال و هوضعيف لوجوه .أحدها أن التوهم في مثل ذلك إنما يصح فيما قدجرت العادة بسماعه فأما غيرالمسموع فلايقع ذلك فيه . وثانيها أنه لو كان كذلك لوقع هذاالتوهم لبعض السامعين دون البعض فإن العادة
صفحه : 60
مانعة من اتفاق الجمع العظيم في الساعة الواحدة علي حال واحدة في المحسوسات . وثالثها لو كان كذلك لم يكن مضافا إلي الشيطان .الوجه الثاني قالوا إن ذلك الكلام كلام شيطان الجن و ذلك بأن تكلم بكلام من تلقاء نفسه أوقعه في درج تلك التلاوة ليظن أنه من جنس الكلام المسموع من الرسول قالوا و ألذي يؤكده أنه لاخلاف أن الجن والشيطان متكلمون فلايمتنع أن يأتي الشيطان بصوت مثل صوت الرسول ص فيتكلم بهذه الكلمات في أثناء كلام الرسول ص و عندسكوته فإذاسمع الحاضرون ظنوا أنه كلام الرسول ثم لا يكون هذاقادحا في النبوة لما لم يكن فعلا له و هذاأيضا ضعيف فإنك إذاجوزت أن يتكلم الشيطان في أثناء كلام الرسول ص بما يشتبه علي السامعين كونه كلاما للرسول بقي هذاالاحتمال في كل مايتكلم به الرسول فيفضي إلي ارتفاع الوثوق عن كل الشرع . فإن قيل هذاالاحتمال قائم في الكل لكنه لووقع لوجب في حكمة الله أن يشرح الحال فيه كما في هذه الواقعة إزالة للتلبيس .قلنا لايجب علي الله إزالة الاحتمالات كما في المتشابهات و إذا لم يجب علي الله ذلك يمكن الاحتمال في الكل .الوجه الثالث أن يقال المتكلم بذلك بعض شياطين الإنس وهم الكفرة فإنه ص لماانتهي في قراءة هذه السورة إلي هذاالموضع وذكر أسماء آلهتهم و قدعلموا من عادته أنه يعيبها فقال بعض من حضر تلك الغرانيق العلي فاشتبه الأمر علي القوم لكثرة لغط القوم وكثرة صياحهم وطلبهم تغليطه وإخفاء قراءته ولعل
صفحه : 61
ذلك في صلاته لأنهم كانوا يقربون منه في حال صلاته ويسمعون قراءته ويلغون فيها وقيل إنه ص كان إذاتلا القرآن علي قريش توقف في فصول الآيات فألقي بعض الحاضرين ذلك الكلام في تلك الوقفات فتوهم القوم أنه من قراءة الرسول ص ثم أضاف الله ذلك إلي الشيطان لأنه بوسوسته يحصل أولا أولأنه سبحانه جعل ذلك المتكلم نفسه شيطانا و هذاأيضا ضعيف لوجهين أحدهما أنه لو كان كذلك لكان يجب علي الرسول ص إزالة الشبهة وتصريح الحق وتبكيت ذلك القائل وإظهار أن هذه الكلمة منه صدرت و لوفعل ذلك كان ذلك أولي بالنقل . فإن قيل إنما لم يفعل الرسول ص ذلك لأنه كان قدأدي السورة بكمالها إلي الأمة دون هذه الزيادة فلم يكن ذلك مؤديا إلي التلبيس كما لم يؤد سهوه في الصلاة بعد أن وصفها إلي اللبس .قلنا إن القرآن لم يكن مستقرا علي حالة واحدة في زمن حياته لأنه كان تأتيه الآيات فيلحقها بالسور فلم يكن تأدية تلك السورة بدون هذه الزيادة سببا لزوال اللبس وأيضا فلو كان كذلك لمااستحق العقاب من الله علي مارواه القوم .الوجه الرابع و هو أن المتكلم بهذا هوالرسول ص ثم إن هذايحتمل ثلاثة أوجه فإنه إما أن يكون قال هذه الكلمة سهوا أوقسرا أواختيارا أماالأول فكما يروي عن قتادة ومقاتل أنه ص كان يصلي عندالمقام فسها وجري علي لسانه هاتان الكلمتان فلما فرغ من السورة سجد وسجد كل من في المسجد وفرح المشركون مما سمعوا فأتاه جبرئيل ع فاستقرأه فلما انتهي إلي الغرانيق قال
صفحه : 62
لم آتك بهذا فحزن رسول الله ص إلي أن نزلت هذه الآية و هذاأيضا ضعيف من وجوه أحدها أنه لوجاز هذاالسهو لجاز في سائر المواضع وحينئذ تزول الثقة عن الشرع . وثانيها أن الساهي لايجوز أن يقع منه مثل هذه الألفاظ المطابقة لوزن السورة وطريقتها ومعناها فإنا نعلم بالضرورة أن واحدا لوأنشد قصيدة لماجاز أن يسهو حتي يتفق منه بيت شعر في وزنها ومعناها وطريقتها. وثالثها هب أنه تكلم بذلك سهوا فكيف لم ينتبه لذلك حين قرأها علي جبرئيل ع و ذلك ظاهر. و أماالوجه الثاني فهو أنه ص تكلم قسرا بذلك فهو ألذي قال قوم إن الشيطان أجبر النبي ص علي التكلم به و هذاأيضا فاسد لوجوه .أحدها أن الشيطان لوقدر علي ذلك في حق النبي ص لكان اقتداره علينا أكثر فوجب أن يزيل الشيطان الناس عن الدين ولجاز في أكثر مايتكلم به الواحد منا أن يكون ذلك بإجبار الشيطان . وثانيها أن الشيطان لوقدر علي هذاالإجبار لارتفع الأمان عن الوحي لقيام هذاالاحتمال . وثالثها أنه باطل بدلالة قوله تعالي حاكيا عن الشيطان وَ ما كانَ لِي عَلَيكُم مِن سُلطانٍ إِلّا أَن دَعَوتُكُم فَاستَجَبتُم لِي فَلا تلَوُموُنيِ وَ لُومُوا أَنفُسَكُم و قال تعالي إِنّهُ لَيسَ لَهُ سُلطانٌ عَلَي الّذِينَ آمَنُوا وَ عَلي رَبّهِم يَتَوَكّلُونَ إِنّما سُلطانُهُ عَلَي الّذِينَ يَتَوَلّونَهُ و قال إِلّا عِبادَكَ مِنهُمُ المُخلَصِينَ و لاشك أنه ص كان سيد المخلصين . و أماالوجه الثالث و هو أنه ص تكلم بذلك اختيارا وهاهنا وجهان .
صفحه : 63
أحدهما أن نقول إن هذه الكلمة باطلة. والثاني أن نقول إنها ليست كلمة باطلة أما علي الوجه الأول فذكروا فيه طريقين الأول قَالَ ابنُ عَبّاسٍ فِي رِوَايَةِ عَطَاءٍ إِنّ شَيطَاناً يُقَالُ لَهُ الأَبيَضُ أَتَاهُ عَلَي صُورَةِ جَبرَئِيلَ ع وَ أَلقَي عَلَيهِ هَذِهِ الكَلِمَةَ فَقَرَأَهَا فَسَمِعَ المُشرِكُونَ ذَلِكَ وَ أَعجَبَهُم فَجَاءَهُ جَبرَئِيلُ ع وَ استَعرَضَهُ فَقَرَأَ السّورَةَ فَلَمّا بَلَغَ إِلَي تِلكَ الكَلِمَةِ قَالَ جَبرَئِيلُ ع أَنَا مَا جِئتُكَ بِهَذِهِ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّهُ أتَاَنيِ آتٍ عَلَي صُورَتِكَ فَأَلقَاهُ عَلَي لسِاَنيِ
الطريق الثاني قال بعض الجهال إنه ص لشدة حرصه علي إيمان القوم أدخل هذه الكلمة من عندنفسه ثم رجع عنها وهذان القولان لايرغب فيهما مسلم البتة لأن الأول يقتضي أنه ص ما كان يميز بين الملك المعصوم والشيطان الخبيث . والثاني يقتضي أنه كان خائنا في الوحي و كل واحد منهما خروج عن الدين . و أماالوجه الثاني و هو أن هذه الكلمة ليست باطلة فههنا أيضا طرق الأول أن يقال الغرانيق هم الملائكة و قد كان ذلك قرآنا منزلا في وصف الملائكة فلما توهم المشركون أنه يريد آلهتهم نسخ الله تلاوته .الثاني أن يقال إن المراد منه الاستفهام علي سبيل الإنكار فكأنه قال أشفاعتهن ترتجي .الثالث أنه تعالي ذكر الإثبات وأراد النفي كقوله تعالي يُبَيّنُ اللّهُ لَكُم أَن تَضِلّوا أي لاتضلوا كمايذكر النفي ويريد به الإثبات كقوله تعالي قُل تَعالَوا أَتلُ ما حَرّمَ رَبّكُم عَلَيكُم أَلّا تُشرِكُوا بِهِ والمعني أن تشركوا وهذان الوجهان الأخيران يعترض عليهما بأنه لوجاز ذلك بناء علي هذاالتأويل فلم لايجوز أن يظهروا كلمة الكفر في جملة القرآن أو في الصلاة بناء علي التأويل ولكن الأصل في الدين أن
صفحه : 64
لانجوز عليهم شيئا من ذلك لأن الله تعالي قدنصبهم حجة واصطفاهم للرسالة فلايجوز عليهم مايطعن في ذلك أوينفر ومثل ذلك في النفر أعظم من الأمور التي جنبه الله تعالي كنحو الكتابة والفظاظة وقول الشعر فهذه الوجوه المذكورة في قوله تلك الغرانيق العلي و قدظهر علي القطع كذبها فهذا كله إذافسرنا التمني بالتلاوة أما إذافسرناها بالخاطر وتمني القلب فالمعني أن النبي ص متي تمني بعض مايتمناه من الأمور وسوس الشيطان إليه بالباطل ويدعوه إلي ما لاينبغي ثم إن الله تعالي ينسخ ذلك ويبطله ويهديه إلي ترك الالتفات إلي وسوسته ثم اختلفوا في كيفية تلك الوسوسة علي وجوه .أحدها أنه مايتقرب به إلي المشركين من ذكر آلهتهم قالوا إنه ص كان يحب أن يتألفهم و كان يتردد ذلك في نفسه فعند مالحقه النعاس زاد تلك الزيادة من حيث كانت في نفسه و هذاأيضا خروج عن الدين وبيانه ماتقدم . وثانيها ما قال مجاهد من أنه ص كان يتمني إنزال الوحي عليه علي سرعة دون تأخير فنسخ الله ذلك بأن عرفه أن إنزال ذلك بحسب المصالح في الحوادث والنوازل وغيرها. وثالثها يحتمل أنه ص عندنزول الوحي كان يتفكر في تأويله إذا كان محتملا فيلقي الشيطان في جملته ما لم يرده فبين تعالي أنه ينسخ ذلك بالإبطال ويحكم ماأراده بأدلته وآياته . ورابعها معني الآية إذاتمني أراد فعلا تقربا إلي الله ألقي الشيطان في ذكره
صفحه : 65
مايخالفه فيرجع إلي الله في ذلك و هوكقوله إِنّ الّذِينَ اتّقَوا إِذا مَسّهُم طائِفٌ مِنَ الشّيطانِ تَذَكّرُوا فَإِذا هُم مُبصِرُونَ وكقوله تعالي وَ إِمّا يَنزَغَنّكَ مِنَ الشّيطانِ نَزغٌ فَاستَعِذ بِاللّهِ و من الناس من قال لايجوز حمل الأمنية علي تمني القلب لأنه لو كان كذلك لم يكن مايخطر ببال رسول الله ص فتنة للكفار و ذلك يبطله قوله لِيَجعَلَ ما يلُقيِ الشّيطانُ فِتنَةً لِلّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَرَضٌ. والجواب لايبعد أنه إذاقوي التمني اشتغل الخاطر به فحصل به السهو في الأفعال الظاهرة بسببه فيصير ذلك فتنة للكفار انتهي كلامه و قال السيد المرتضي قدس الله روحه في التنزيه بعدنقل بعض الروايات السابقة قلنا أماالآية فلادلالة في ظاهرها علي هذه الخرافة التي قصوا بها و ليس يقتضي الظاهر إلاأحد أمرين إما أن يريد بالتمني التلاوة كما قال حسان أوتمني القلب فإن أراد التلاوة كان المراد أن من أرسل قبلك من الرسل كان إذاتلا مايؤديه إلي قومه حرفوا عليه وزادوا فيما يقوله ونقصوا كمافعلت اليهود في الكذب علي نبيهم ع فأضاف ذلك إلي الشيطان لأنه يقع بوسوسته وغروره ثم بين أن الله تعالي يزيل ذلك ويدحضه بظهور حججه وينسخه ويحسم مادة الشبهة به وإنما خرجت الآية علي هذاالوجه مخرج التسلية له ص لماكذب المشركون عليه وأضافوا إلي تلاوته من مدح آلهتهم ما لم يكن فيها و إن كان المراد تمني القلب فالوجه في الآية أن الشيطان متي تمني بقلبه بعض مايتمناه من الأمور يوسوس إليه بالباطل ويحدثه
صفحه : 66
بالمعاصي ويغريه بها ويدعوه إليها و أن الله تعالي ينسخ ذلك ويبطله بما يرشده إليه من مخالفة الشيطان وعصيانه وترك استماع غروره فأما الأحاديث المروية في هذاالباب فلايلتفت إليها من حيث تضمنت ما قدنزهت العقول الرسل ع عنه هذا لو لم تكن في أنفسها مطعونة مضعفة عندأصحاب الحديث بما يستغني عن ذكره وكيف يجيز ذلك علي النبي ص من يسمع الله يقول كَذلِكَ لِنُثَبّتَ بِهِ فُؤادَكَيعني القرآن و قوله تعالي وَ لَو تَقَوّلَ عَلَيناالآيات و قوله تعالي سَنُقرِئُكَ فَلا تَنسي علي أن من يجيز السهو علي الأنبياء ع يجب أن لايجيز ماتضمنته هذه الرواية المنكرة لما فيه من غاية التنفير عن النبي ص لأن الله تعالي قدجنب نبيه ص من الأمور الخارجة عن باب المعاصي كالغلظة والفظاظة وقول الشعر و غير ذلك مما هودون مدح الأصنام المعبودة دون الله تعالي علي أنه ص لايخلو وحوشي مما قرف به من أن يكون تعمد ماحكوه وفعله قاصدا أوفعله ساهيا و لاحاجة بنا إلي إبطال القصد في هذاالباب والعمد لظهوره و إن كان فعله ساهيا فالساهي لايجوز أن يقع منه مثل هذه الألفاظ المطابقة لوزن السورة وطريقتها ثم بمعني ماتقدمها من الكلام لأنا نعلم ضرورة أن شاعرا لوأنشد قصيدة لماجاز أن يسهو حتي يتفق منه بيت شعر في وزنها و في معني البيت ألذي تقدمه و علي الوجه ألذي يقتضيه فائدته و هو مع ذلك يظن أنه من القصيدة التي ينشدها و هذاظاهر في بطلان هذه الدعوي علي النبي ص علي أن بعض أهل العلم قد قال يمكن أن يكون وجه التباس الأمر أن رسول الله ص
صفحه : 67
لماتلا هذه السورة في ناد غاص بأهله و كان أكثر الحاضرين من قريش المشركين فانتهي إلي قوله تعالي أَ فَرَأَيتُمُ اللّاتَ وَ العُزّي وعلم من قرب من مكانه من قريش أنه سيورد بعدها مايقدح فيهن قال كالمعارض له والراد عليه تلك الغرانيق العلي و إن شفاعتهن لترجي فظن كثير من حضر أن ذلك من قوله ص واشتبه عليه الأمر لأنهم كانوا يلفظون عندقراءته ص ويكثر كلامهم وضجاجهم طلبا لتغليطه وإخفاء قراءته ويمكن أن يكون هذاأيضا في الصلاة لأنهم كانوا يقربون منه في حال صلاته عندالكعبة ويسمعون قراءته ويلغون فيها وقيل أيضا إنه ص كان إذاتلا القرآن علي قريش توقف في فصول الآيات وأتي بكلام علي سبيل الحجاج لهم فلما تلاأَ فَرَأَيتُمُ اللّاتَ وَ العُزّي وَ مَناةَ الثّالِثَةَ الأُخري قال ص تلك الغرانيق العلي ومنها الشفاعة ترتجي علي سبيل الإنكار عليهم و أن الأمر بخلاف ماظنوه من ذلك و ليس يمتنع أن يكون هذا في صلاة لأن الكلام في الصلاة حينئذ كان مباحا وإنما نسخ من بعد وقيل إن المراد بالغرانيق الملائكة و قدجاء مثل هذا في بعض الحديث فتوهم المشركون أنه يريد آلهتهم وقيل إن ذلك كان قرآنا منزلا في وصف الملائكة تلاه الرسول ص فلما ظن المشركون أن المراد به آلهتهم نسخت تلاوته و كل هذايطابق ماذكرناه من تأويل قوله تعالي إِذا تَمَنّي أَلقَي الشّيطانُ فِي أُمنِيّتِهِلأن بغرور الشيطان ووسوسته أضيف إلي تلاوته ص ما لم يرده بها و كل هذاواضح بحمد الله انتهي . و قال القاضي عياض في الشفاء بعدتوهين الحديث والقدح في سنده بوجوه شتي
صفحه : 68
و قدقررنا بالبرهان والإجماع عصمته ص من جريان الكفر علي قلبه أولسانه لاعمدا و لاسهوا أو أن يتشبه عليه مايلقيه الملك مما يلقي الشيطان أو أن يكون للشيطان عليه سبيل أو أن يتقول علي الله لاعمدا و لاسهوا ما لم ينزل عليه ثم قال ووجه ثان و هواستحالة هذه القصة نظرا وعرفا و ذلك أن الكلام لو كان كماروي لكان بعيد الالتيام متناقض الأقسام ممتزج المدح بالذم متخاذل التأليف والنظم و لما كان النبي ص و لا من بحضرته من المسلمين وصناديد قريش من المشركين ممن يخفي عليه ذلك و هذا لايخفي علي أدني متأمل فكيف بمن رجح حلمه واتسع في باب البيان ومعرفة فصيح الكلام علمه . ووجه ثالث أنه قدعلم من عادة المنافقين ومعاندي المشركين وضعفة القلوب والجهلة من المسلمين نفورهم لأول وهلة وتخليط العدو علي النبي ص لأقل فتنة وارتداد من في قلبه مرض ممن أظهر الإسلام لأدني شبهة و لم يحك أحد في هذه القصة شيئا سوي هذه الرواية الضعيفة الأصل و لو كان ذلك لوجدت قريش علي المسلمين الصولة ولأقامت بهااليهود عليهم الحجة كمافعلوه مكابرة في قضية الإسراء حتي كانت في ذلك لبعض الضعفاء ردة وكذلك ماروي في قصة القضية و لافتنة أعظم من هذه البلية لووجدت و لاتشغيب للمعادي حينئذ أشد من هذه الحادثة لوأمكنت فما روي عن معاند فيهاكلمة و لا عن مسلم بسببها شبهة فدل علي بطلها واجتثاث أصلها ثم ذكر أكثر الوجوه التي ذكرها السيد والرازي.
صفحه : 69
و قال الطبرسي رحمه الله بعدنقل ملخص كلام السيد و قال البلخي ويجوز أن يكون النبي ص سمع هاتين الكلمتين من قومه وحفظهما فلما قرأها ألقاهما الشيطان في ذكره فكاد أن يجريها علي لسانه فعصمه الله ونبهه ونسخ وسواس الشيطان وأحكم آياته بأن قرأها النبي ص محكمة سليمة مما أراد الشيطان والغرانيق جمع غرنوق و هو الحسن الجميل يقال شاب غرنوق وغرانق إذا كان ممتليا ريانا ثم يحكم آياته أي يبقي آياته ودلائله وأوامره محكمة لاسهو فيها و لاغلطلِيَجعَلَ ما يلُقيِ الشّيطانُ إلي قوله وَ القاسِيَةِ قُلُوبُهُم أي ليجعل ذلك تشديدا في التعبد وامتحانا علي الذين في قلوبهم شك و علي الذين قست قلوبهم من الكفار فيلزمهم الدلالة علي الفرق بين مايحكمه الله و بين مايلقيه الشيطان لفَيِ شِقاقٍ بَعِيدٍ أي في معاداة ومخالفة بعيدة عن الحق وَ لِيَعلَمَ الّذِينَ أُوتُوا العِلمَبالله وتوحيده وحكمته أَنّهُ الحَقّ مِن رَبّكَ أي أن القرآن حق لايجوز عليه التغيير والتبديل فَيُؤمِنُوا بِهِ أي فيثبتوا علي إيمانهم وقيل يزدادوا إيمانا فتخبت له قلوبهم أي تخشع وتتواضع لقوة إيمانهم . و قال رحمه الله في قوله تعالي فَلا تَدعُ مَعَ اللّهِالمراد به سائر المكلفين وإنما أفرده بالخطاب ليعلم أن العظيم الشأن إذاأوعد فمن دونه كيف حاله و إذاحذر هوفغيره أولي بالتحذير. قوله تعالي وَ ما كُنتَ تَرجُوا قال الرازي في كلمة إلاوجهان أحدهما أنها للاستثناء ثم قال صاحب الكشاف هذاكلام محمول علي المعني كأنه قيل و ماألقي إليك الكتاب إِلّا رَحمَةً مِن رَبّكَ ويمكن أيضا إجراؤه علي ظاهره أي و ماكنت ترجو إلا أن يرحمك الله رحمة فينعم عليك بذلك أي و ماكنت ترجو إلا علي هذاالوجه والثاني أن إلابمعني لكن أي ولكن رحمة من ربك ألقي إليك ثم إنه كلفه بأمور أحدها أن لا يكون مظاهرا للكفار.
صفحه : 70
وثانيهاوَ لا يَصُدّنّكَ عَن آياتِ اللّهِ قال الضحاك و ذلك حين دعوه إلي دين آبائه ليزوجوه ويقاسموه شطرا من مالهم أي لاتلتفت إلي هؤلاء و لاتركن إلي قولهم فيصدك عن اتباع آيات الله . وثالثها قوله وَ ادعُ إِلي رَبّكَ أي إلي دين ربك وأراد التشديد في الدعاء للكفار والمشركين فلذلك قال وَ لا تَكُونَنّ مِنَ المُشرِكِينَلأن من رضي بطريقتهم أومال إليهم كان منهم . ورابعها قوله وَ لا تَدعُ مَعَ اللّهِ إِلهاً آخَرَ و هذا و إن كان واجبا علي الكل إلا أنه تعالي خاطبه به خصوصا لأجل التعظيم فإن قيل الرسول كان معلوما منه أن لايفعل شيئا من ذلك البتة فما الفائدة في هذاالنهي. قلت لعل الخطاب معه ولكن المراد غيره ويجوز أن يكون المعني لاتعتمد علي غير الله و لاتتخذ غيره وكيلا في أمورك فإنه من وكل بغير الله فكأنه لم يكمل طريقه في التوحيد انتهي . و قال البيضاوي هذا و ماقبله للتهييج وقطعه أطماع المشركين عن مساعدته لهم .أقول سيأتي تأويل قوله تعالي وَ إِذ تَقُولُ للِذّيِ أَنعَمَ اللّهُ عَلَيهِ في باب تزويج زينب إن شاء الله . و قال الطبرسي رحمه الله قُل إِن ضَلَلتُ عن الحق كماتدعون فَإِنّما أَضِلّ عَلي نفَسيِ أي فإنما يرجع وبال ضلالي علي لأني مأخوذ به دون غيريوَ إِنِ اهتَدَيتُ فَبِما يوُحيِ إلِيَّ ربَيّ أي فبفضل ربي حيث أوحي إلي فله المنة بذلك علي دون خلقه إِنّهُ سَمِيعٌلأقوالناقَرِيبٌمنا فلايخفي عليه المحق والمبطل .
صفحه : 71
قوله تعالي لَئِن أَشرَكتَ قال السيد رضي الله عنه قدقيل في هذه الآية أن الخطاب للنبيص والمراد به أمته و قدروي عن ابن عباس أنه قال نزل القرآن علي إياك أعني واسمعي ياجاره وجواب آخر أن هذاخبر يتضمن الوعيد و ليس يمتنع أن يتوعد الله علي العموم و علي سبيل الخصوص من يعلم أنه لايقع منه ماتناوله الوعيد لكنه لابد أن يكون مقدورا له وجائزا بمعني الصحة لابمعني الشك ولهذا يجعل جميع وعيد القرآن عاما لمن يقع منه ماتناوله الوعيد ولمن علم الله تعالي أنه لايقع منه و ليس قوله تعالي لَئِن أَشرَكتَ لَيَحبَطَنّ عَمَلُكَ علي سبيل التقدير والشرط بأكثر من قوله تعالي لَو كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلّا اللّهُ لَفَسَدَتالأن استحالة وجود ثان معه إذا لم يمنع من تقدير ذلك وبيان حكمه فأولي أن يسوغ تقدير وقوع الشرك ألذي هومقدور ممكن وبيان حكمه . والشيعة لها في هذه الآية جواب تتفرد به و هو أن النبي ص لمانص علي أمير المؤمنين ع بالإمامة في ابتداء الأمر جاءه قوم من قريش فقالوا له يا رسول الله إن الناس قريبو عهد بالإسلام و لايرضون أن تكون النبوة فيك والخلافة في ابن عمك فلو عدلت بها إلي غيره لكان أولي فقال لهم النبي ص مافعلت ذلك برأيي فأتخير فيه لكن الله تعالي أمرني به وفرضه علي فقالوا له فإذا لم تفعل ذلك مخافة الخلاف علي ربك تعالي فأشرك معه في الخلافة رجلا من قريش تسكن الناس إليه ليتم لك أمرك و لايخالف الناس عليك فنزلت الآية والمعني فيهالَئِن أَشرَكتَ في الخلافة مع أمير المؤمنين ع غيره لَيَحبَطَنّ عَمَلُكَ و علي هذاالتأويل السؤال قائم لأنه إذا كان
صفحه : 72
قدعلم الله تعالي أنه ص لايفعل ذلك و لايخالف أمره لعصمته فما الوجه في الوعيد فلابد من الرجوع إلي ماذكرنا. و قال البيضاويأَم يَقُولُونَبل أيقولون افتَري عَلَي اللّهِ كَذِباًافتري محمدبدعوي النبوة والقرآن فَإِن يَشَإِ اللّهُ يَختِم عَلي قَلبِكَاستبعاد للافتراء عن مثله بالإشعار علي أنه إنما يجترئ عليه من كان مختوما علي قلبه جاهلا بربه فأما من كان ذا بصيرة ومعرفة فلافكأنه قال إن يشإ الله خذلانك يختم علي قلبك لتجترئ بالافتراء عليه وقيل يختم علي قلبك يمسك القرآن والوحي عنه فكيف تقدر علي أن تفتري أويربط عليه بالصبر فلايشق عليك أذاهم . قوله تعالي وَ سئَل مَن أَرسَلنا قال الرازي والطبرسي أي أمم من أرسلنا والمراد مؤمنو أهل الكتاب فإنهم سيخبرونك أنه لم يرد في دين أحد من الأنبياء عبادة الأصنام و إذا كان هذامتفقا عليه بين كل الأنبياء والرسل وجب أن لايجعلوه سبب بغض محمدص والخطاب و إن توجه إلي النبي ص فالمراد به الأمة. والقول الثاني قال عطاء عن ابن عباس لماأسري بالنبيص إلي المسجد الأقصي بعث الله تعالي له آدم ع وجميع المرسلين من ولده ع فأذن جبرئيل ثم أقام و قال يا محمدتقدم فصل بهم فلما فرغ رسول الله ص من الصلاة قال له جبرئيل ع سل يا محمدمَن أَرسَلنا مِن قَبلِكَ مِن رُسُلِناالآية فقال ص لاأسأل لأني لست شاكا فيه . والقول الثالث أن ذكر السؤال في موضع لايمكن السؤال فيه يكون المراد منه
صفحه : 73
النظر والاستدلال كقول من قال سل الأرض من شق أنهارك وغرس أشجارك وجني ثمارك فإنها إن لم تجبك جهارا أجابتك اعتبارا وهاهنا سؤال النبي ص عن الأنبياء الذين كانوا قبله ممتنع و كان المراد منه انظر في هذه المسألة بعقلك وتدبر فيه بنفسك و الله أعلم . قوله تعالي فَأَنَا أَوّلُ العابِدِينَ قال الطبرسي رحمه الله فيه أقوال أحدهاإِن كانَ لِلرّحمنِ وَلَدٌ علي زعمكم فأنا أول من عبد الله وحده وأنكر قولكم . وثانيها أن إن بمعني ما والمعني ما كان للرحمن ولدفَأَنَا أَوّلُ العابِدِينَلله المقرين بذلك . وثالثها أن معناه لو كان له ولد لكنت أناأول الآنفين من عبادته لأن من يكون له ولد لا يكون إلاجسما محدثا و من كان كذلك لايستحق العبادة من قولهم عبدت من الأمر أي أنفت منه . ورابعها أنه يقول كماأني لست أول من عبد الله فكذلك ليس لله ولد. وخامسها أن معناه لو كان له ولد لكنت أول من يعبده بأن له ولدا ولكن لاولد له فهذا تحقيق لنفي الولد وتبعيد له لأنه تعليق محال بمحال . و قال البيضاويعَلي شَرِيعَةٍ علي طريقةمِنَ الأَمرِأمر الدين فَاتّبِعهافاتبع شريعتك الثابتة بالحجج وَ لا تَتّبِع أَهواءَ الّذِينَ لا يَعلَمُونَآراء الجهال التابعة للشهوات وهم رؤساء قريش قالوا ارجع إلي دين آبائك إِنّهُم لَن يُغنُوا عَنكَ مِنَ اللّهِ شَيئاًمما أراد بك . قوله لِيَغفِرَ لَكَ اللّهُ قال السيد المرتضي رضي الله عنه في التنزيه أما من نفي عنه ص صغائر الذنوب مضافا إلي كبائرها فله عن هذه الآية أجوبة منها أنه أراد تعالي
صفحه : 74
بإضافة الذنب إليه ذنب أبيه آدم ع وحسنت هذه الإضافة للاتصال والقربي وغفره له من حيث أقسم علي الله تعالي به فأبر قسمه فهذا الذنب المتقدم والذنب المتأخر هوذنب شيعته وشيعة أخيه ع و هذاالجواب يعترضه أن صاحبه نفي عن نبي ذنبا وأضافه إلي آخر والسؤال عنه فيمن أضافه إليه كالسؤال فيمن نفاه عنه ويمكن إذاأردنا نصرة هذاالجواب أن نجعل الذنوب كلها لأمته ص و يكون ذكر التقدم والتأخر إنما أراد به ماتقدم زمانه و ماتأخر كما يقول القائل مؤكدا قدغفرت لك ماقدمت و ماأخرت وصفحت عن السالف والآنف من ذنوبك ولإضافة أمته إليه وجه في الاستعمال معروف لأن القائل قد يقول لمن حضره من بني تميم أوغيرهم من القبائل أنتم فعلتم كذا وكذا وقتلتم فلانا و إن كان الحاضرون ماشهدوا ذلك و لافعلوه وحسنت الإضافة للاتصال والنسب و لاسبب أوكد مما بين الرسول ع وأمته و قديجوز توسعا وتجوزا أن يضاف ذنوبهم إليه . ومنها أنه سمي تركه الندب ذنبا وحسن ذلك أنه ص ممن لايخالف الأوامر إلا هذاالضرب من الخلاف ولعظم منزلته وقدره جاز أن يسمي الذنب منه ما إذاوقع من غيره لم يسم ذنبا. ومنها أن القول خرج مخرج التعظيم وحسن الخطاب كماقلناه في قوله تعالي عَفَا اللّهُ عَنكَ و ليس هذابشيء لأن العادة جرت فيما يخرج هذاالمخرج من الألفاظ أن يجري مجري الدعاء مثل قولهم غفر الله لك ويغفر الله لك و ماأشبه ذلك ولفظ الآية بخلاف هذالأن المغفرة جرت فيهامجري الجزاء والغرض في الفتح و قدكنا
صفحه : 75
ذكرنا في هذه الآية وجها اخترناه و هوأشبه بالظاهر مما تقدم و هو أن يكون المراد بقوله ما تَقَدّمَ مِن ذَنبِكَالذنوب إليك لأن الذنب مصدر والمصدر يجوز إضافته إلي الفاعل والمفعول معا ألا تري أنهم يقولون أعجبني ضرب زيد عمرو إذاأضافوه إلي المفعول ومعني المغفرة علي هذاالتأويل هي الإزالة والفسخ والنسخ لأحكام أعدائه من المشركين عليه وذنوبهم إليه في منعهم إياه عن مكة وصدهم له عن المسجد الحرام و هذاالتأويل يطابق ظاهر الكلام حتي تكون المغفرة غرضا في الفتح ووجها له و إلا فإذاأراد مغفرة ذنوبه لم يكن لقوله إِنّا فَتَحنا لَكَ فَتحاً مُبِيناً لِيَغفِرَ لَكَ اللّهُمعني معقول لأن المغفرة للذنوب لاتعلق لها بالفتح وليست غرضا فيه فأما قوله ما تَقَدّمَ مِن ذَنبِكَ وَ ما تَأَخّرَ فلايمتنع أن يريد به ماتقدم زمانه من فعلهم القبيح بك وبقومك و ماتأخر و ليس لأحد أن يقول إن سورة الفتح نزلت علي رسول الله ص بين مكة والمدينة و قدانصرف من الحديبية و قال قوم من المفسرين إن الفتح أراد به فتح خيبر لأنه كان تاليا لتلك الحال و قال آخرون بل أراد به أناقضينا لك في الحديبية قضاء حسنا فكيف تقولون ما لم يقله أحد من أن المراد بالآية فتح مكة والسورة قبل ذلك بمدة طويلة و ذلك أن السورة و إن كانت نزلت في الوقت ألذي ذكر و هوقبل فتح مكة فغير ممتنع أن يريد بقوله تعالي إِنّا فَتَحنا لَكَ فَتحاً مُبِيناًفتح مكة و يكون علي طريق البشارة له والحكم له بأنه سيدخل مكة وينصره الله علي أهلها ولهذا نظائر في القرآن ومما يقوي أن الفتح في السورة أراد به فتح مكة قوله تعالي لَتَدخُلُنّ المَسجِدَ الحَرامَ إِن شاءَ اللّهُ آمِنِينَ مُحَلّقِينَ رُؤُسَكُم وَ مُقَصّرِينَ لا تَخافُونَ فَعَلِمَ ما لَم تَعلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذلِكَ فَتحاً قَرِيباً والفتح القريب هاهنا هوفتح خيبر فأما حمل الفتح علي القضاء ألذي قضاه في الحديبية فهو خلاف الظاهر ومقتضي الآية لأن الفتح بالإطلاق الظاهر منه الظفر والنصر ويشهد له قوله تعالي وَ يَنصُرَكَ اللّهُ نَصراً عَزِيزاً.
صفحه : 76
فإن قيل ليس يعرف إضافة المصدر إلي المفعول إلا إذا كان المصدر متعديا بنفسه مثل قولهم أعجبني ضرب زيد عمرو وإضافة مصدر غيرمتعد إلي مفعوله غيرمعروفة.قلنا هذاتحكم في اللسان و علي أهله لأنهم في كتب العربية كلها أطلقوا أن المصدر يضاف إلي الفاعل والمفعول معا و لم يستثنوا متعديا من غيره و لو كان بينهما فرق لبينوه وفصلوه كمافعلوا ذلك في غيره و ليس قلة الاستعمال معتبرة في هذاالباب لأن الكلام إذا كان له أصل في العربية استعمل عليه و إن كان قليل الاستعمال و بعد فإن ذنبهم هاهنا إليه إنما هوصدهم له عن المسجد الحرام ومنعهم إياه عن دخوله فمعني الذنب متعد و إن كان معني المصدر متعديا جاز أن يجري مجري مايتعدي بلفظه فإن من عادتهم أن يحملوا الكلام تارة علي معناه وأخري علي لفظه انتهي . و قال الطبرسي رحمه الله لأصحابنا فيه وجهان أحدهما أن المراد ليغفر لك الله ماتقدم من ذنب أمتك و ماتأخر بشفاعتك ويؤيده مارواه المفضل بن عمر عن الصادق ع قال سأله رجل عن هذه الآية فقال و الله ما كان له ذنب ولكن الله ضمن له أن يغفر ذنوب شيعة علي ع ماتقدم من ذنبهم و ماتأخر. وَ رَوَي عُمَرُ بنُ يَزِيدَ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّلِيَغفِرَ لَكَ اللّهُ ما تَقَدّمَ مِن ذَنبِكَ وَ ما تَأَخّرَ قَالَ مَا كَانَ لَهُ ذَنبٌ وَ لَا هَمّ بِذَنبٍ وَ لَكِنّ اللّهَ حَمّلَهُ ذُنُوبَ شِيعَتِهِ ثُمّ غَفَرَهَا لَهُ
ثم ذكر سائر الوجوه التي ذكرها السيد رحمه الله وسيأتي تأويلها في الأخبار وتأويل آية التحريم في باب أحوال أزواج النبي ص . قوله تعالي عَبَسَ وَ تَوَلّي قال الطبرسي رحمه الله قيل نزلت الآيات في عبد الله ابن أم مكتوم و ذلك أنه أتي رسول الله ص و هويناجي عتبة بن ربيعة و أباجهل بن هشام والعباس بن عبدالمطلب وأبيا وأمية ابني خلف يدعوهم إلي الله ويرجو إسلامهم فقال يا رسول الله أقرئني وعلمني مما علمك الله فجعل يناديه ويكرر النداء و لايدري أنه مشتغل مقبل علي غيره حتي ظهرت الكراهة في وجه رسول الله ص لقطعه
صفحه : 77
كلامه و قال في نفسه يقول هؤلاء الصناديد إنما أتباعه العميان والعبيد فأعرض عنه وأقبل علي القوم الذين يكلمهم فنزلت الآيات
فَكَانَ رَسُولُ اللّهِص بَعدَ ذَلِكَ يُكرِمُهُ وَ إِذَا رَآهُ قَالَ مَرحَباً بِمَن عاَتبَنَيِ فِيهِ ربَيّ وَ يَقُولُ هَل لَكَ مِن حَاجَةٍ
واستخلفه علي المدينة مرتين في غزوتين ثم قال بعدنقل ماسيأتي من كلام السيد رحمه الله وقيل إن مافعله الأعمي كان نوعا من سوء الأدب فحسن تأديبه بالإعراض عنه إلا أنه كان يجوز أن يتوهم أنه إنما أعرض عنه لفقره وأقبل عليهم لرئاستهم تعظيما لهم فعاتبه الله سبحانه علي ذلك
وَ روُيَِ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا رَأَي عَبدَ اللّهِ ابنَ أُمّ مَكتُومٍ قَالَ مَرحَباً مَرحَباً لَا وَ اللّهِ لَا يعُاَتبِنُيِ اللّهُ فِيكَ أَبَداً وَ كَانَ يَصنَعُ فِيهِ مِنَ اللّطفِ حَتّي كَانَ يَكُفّ عَنِ النّبِيّص مِمّا يَفعَلُ بِهِ.
عَبَسَ أي بسر وقبض وجهه وَ تَوَلّي أي أعرض بوجهه أَن جاءَهُ الأَعمي أي لأن جاءه وَ ما يُدرِيكَ لَعَلّهُ أي لعل هذاالأعمي يَزّكّييتطهر بالعمل الصالح و مايتعلمه منك أَو يَذّكّرُ أي يتذكر فيتعظ بما تعلمه من مواعظ القرآن فَتَنفَعَهُ الذّكري في دينه قالوا و في هذالطف عظيم لنبيه ص إذ لم يخاطبه في باب العبوس فلم يقل عبست فلما جاوز العبوس عاد إلي الخطاب أَمّا مَنِ استَغني أي من كان عظيما في قومه واستغني بالمال فَأَنتَ لَهُ تَصَدّي أي تتعرض له وتقبل عليه بوجهك وَ ما عَلَيكَ أَلّا يَزّكّي أي أيّ شيءيلزمك إن لم يسلم فإنه ليس عليك إلاالبلاغ وَ أَمّا مَن جاءَكَ يَسعي أي يعمل في الخير يعني ابن أم مكتوم وَ هُوَ يَخشي الله عز و جل فَأَنتَ عَنهُ تَلَهّي أي تتغافل وتشتغل عنه بغيره كَلّا أي لاتعد لذلك وانزجر عنه إِنّها تَذكِرَةٌ أي إن آيات القرآن تذكير وموعظة للخلق فَمَن شاءَ ذَكَرَهُ أي ذكر التنزيل أوالقرآن أوالوعظ انتهي . و قال السيد رضي الله عنه في التنزيه أماظاهر الآية فغير دال علي توجهها إلي النبي ص و لا فيها مايدل علي أنها خطاب له بل هي خبر محض لم يصرح بالمخبر عنه و فيها مايدل عندالتأمل علي أن المعني بها غير النبي ص لأنه وصفه بالعبوس
صفحه : 78
و ليس هذا من صفات النبي ص في قرآن و لاخبر مع الأعداء المباينين [المنابذين ]فضلا عن المؤمنين المسترشدين ثم وصفه بأنه يتصدي للأغنياء ويتلهي عن الفقراء و هذامما لايصف به نبيناص من يعرفه فليس هذامشبها لأخلاقه الواسعة وتحننه إلي قومه وتعطفه وكيف يقول له ص وَ ما عَلَيكَ أَلّا يَزّكّي و هوص مبعوث للدعاء والتنبيه وكيف لا يكون ذلك عليه و كان هذاالقول إغراء بترك الحرص علي إيمان قومه و قدقيل إن هذه السورة نزلت في رجل من أصحاب رسول الله ص كان منه هذاالفعل المنعوت فيها ونحن و إن شككنا في عين من نزلت فيه فلاينبغي أن نشك في أنها لم يعن بها النبي صلي الله عليه وآله و أي تنفير أبلغ من العبوس في وجوه المؤمنين والتلهي عنهم والإقبال علي الأغنياء الكافرين و قدنزه الله تعالي النبي ص عما دون هذا في التنفير بكثير انتهي .أقول بعدتسليم نزولها فيه ص كان العتاب علي ترك الأولي أوالمقصود منه إيذاء الكفار وقطع أطماعهم عن موافقة النبي ص لهم وذمهم علي تحقير المؤمنين كمامر مرارا
1-فس ،[تفسير القمي] قَولُهُإِنّا أَنزَلنا إِلَيكَ الكِتابَ بِالحَقّالآيَةَ فَإِنّهُ كَانَ سَبَبَ نُزُولِهَا أَنّ قَوماً مِنَ الأَنصَارِ مِن بنَيِ أُبَيرِقٍ إِخوَةً ثَلَاثَةً كَانُوا مُنَافِقِينَ بُشَيرٌ وَ مُبَشّرٌ وَ بِشرٌ فَنَقَبُوا عَلَي عَمّ قَتَادَةَ بنِ النّعمَانِ وَ كَانَ قَتَادَةُ بَدرِيّاً وَ أَخرَجُوا طَعَاماً كَانَ أَعَدّهُ لِعِيَالِهِ وَ سَيفاً وَ دِرعاً فَشَكَا قَتَادَةُ ذَلِكَ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِص إِنّ قَوماً أَنقَبُوا عَلَي عمَيّ وَ أَخَذُوا طَعَاماً كَانَ أَعَدّهُ لِعِيَالِهِ وَ دِرعاً وَ سَيفاً وَ هُم أَهلُ بَيتِ سَوءٍ وَ كَانَ مَعَهُم فِي الرأّيِ رَجُلٌ مُؤمِنٌ يُقَالُ لَهُ لَبِيدُ بنُ سَهلٍ فَقَالَ بَنُو أُبَيرِقٍ لِقَتَادَةَ هَذَا عَمَلُ لَبِيدِ بنِ سَهلٍ فَبَلَغَ ذَلِكَ
صفحه : 79
لَبِيداً فَأَخَذَ سَيفَهُ وَ خَرَجَ عَلَيهِم فَقَالَ يَا بنَيِ أُبَيرِقٍ أَ ترَموُننَيِ بِالسّرَقِ وَ أَنتُم أَولَي بِهِ منِيّ وَ أَنتُمُ المُنَافِقُونَ تَهجُونَ رَسُولَ اللّهِص وَ تَنسُبُونَهُ إِلَي قُرَيشٍ لَتُبَيّنُنّ ذَلِكَ أَو لَأَملَأَنّ سيَفيِ مِنكُم فَدَارُوهُ فَقَالُوا لَهُ ارجِع رَحِمَكَ اللّهُ فَإِنّكَ برَيِءٌ مِن ذَلِكَ فَمَشَي بَنُو أُبَيرِقٍ إِلَي رَجُلٍ مِن رَهطِهِم يُقَالُ لَهُ أُسَيدُ بنُ عُروَةَ وَ كَانَ مِنطِيقاً بَلِيغاً فَمَشَي إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّ قَتَادَةَ بنَ النّعمَانِ عَمَدَ إِلَي أَهلِ بَيتٍ مِنّا أَهلِ شَرَفٍ وَ حَسَبٍ وَ نَسَبٍ فَرَمَاهُم بِالسّرَقِ وَ أَنّبَهُم بِمَا لَيسَ فِيهِم فَاغتَمّ رَسُولُ اللّهِص مِن ذَلِكَ وَ جَاءَ إِلَيهِ قَتَادَةُ فَأَقبَلَ عَلَيهِ رَسُولُ اللّهِص فَقَالَ لَهُ عَمَدتَ إِلَي أَهلِ بَيتِ شَرَفٍ وَ حَسَبٍ وَ نَسَبٍ فَرَمَيتَهُم بِالسّرِقَةِ فَعَاتَبَهُ عِتَاباً شَدِيداً فَاغتَمّ قَتَادَةُ مِن ذَلِكَ وَ رَجَعَ إِلَي عَمّهِ وَ قَالَ ليَتنَيِ مِتّ وَ لَم أُكَلّم رَسُولَ اللّهِص فَقَد كلَمّنَيِ بِمَا كَرِهتُهُ فَقَالَ عَمّهُ اللّهُ المُستَعَانُ فَأَنزَلَ اللّهُ فِي ذَلِكَ عَلَي نَبِيّهِص إِنّا أَنزَلنا إِلَيكَ الكِتابَ بِالحَقّ إِلَي قَولِهِوَ هُوَ مَعَهُم إِذ يُبَيّتُونَ ما لا يَرضي مِنَ القَولِيعَنيِ الفِعلَ فَوَقَعَ القَولُ مَقَامَ الفِعلِ ثُمّ قَالَثُمّ يَرمِ بِهِ بَرِيئاًلَبِيدَ بنَ سَهلٍ
وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ أُنَاساً مِن رَهطِ بُشَيرٍ الأَدنَينَ قَالُوا انطَلِقُوا إِلَي رَسُولِ اللّهِص نُكَلّمُهُ فِي صَاحِبِنَا وَ نُعذِرُهُ فَإِنّ صَاحِبَنَا برَيِءٌ فَلَمّا أَنزَلَ اللّهُيَستَخفُونَ مِنَ النّاسِ وَ لا يَستَخفُونَ مِنَ اللّهِ وَ هُوَ مَعَهُم إِلَي قَولِهِوَكِيلًافَأَقبَلَت رَهطُ بُشَيرٍ فَقَالُوا يَا بُشَيرُ استَغفِرِ اللّهَ وَ تُب مِنَ الذّنبِ فَقَالَ وَ ألّذِي أَحلِفُ بِهِ مَا سَرَقَهَا إِلّا لَبِيدٌ فَنَزَلَتوَ مَن يَكسِب خَطِيئَةً أَو إِثماً ثُمّ يَرمِ بِهِ بَرِيئاً فَقَدِ احتَمَلَ بُهتاناً وَ إِثماً مُبِيناً
صفحه : 80
ثُمّ إِنّ بُشَيراً كَفَرَ وَ لَحِقَ بِمَكّةَ وَ أَنزَلَ اللّهُ فِي النّفرِ الّذِينَ أَعذَرُوا بُشَيراً وَ أَتَوُا النّبِيّص لِيُعذِرُوهُوَ لَو لا فَضلُ اللّهِ عَلَيكَ وَ رَحمَتُهُ لَهَمّت طائِفَةٌ مِنهُم أَن يُضِلّوكَ وَ ما يُضِلّونَ إِلّا أَنفُسَهُم وَ ما يَضُرّونَكَ مِن شَيءٍ وَ أَنزَلَ اللّهُ عَلَيكَ الكِتابَ وَ الحِكمَةَ وَ عَلّمَكَ ما لَم تَكُن تَعلَمُ وَ كانَ فَضلُ اللّهِ عَلَيكَ عَظِيماًفَنَزَلَ فِي بُشَيرٍ وَ هُوَ بِمَكّةَوَ مَن يُشاقِقِ الرّسُولَ مِن بَعدِ ما تَبَيّنَ لَهُ الهُدي وَ يَتّبِع غَيرَ سَبِيلِ المُؤمِنِينَ نُوَلّهِ ما تَوَلّي وَ نُصلِهِ جَهَنّمَ وَ ساءَت مَصِيراً
وَ فِي تَفسِيرِ النعّماَنيِّ بِإِسنَادِهِ ألّذِي يأَتيِ فِي كِتَابِ القُرآنِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ إِنّ قَوماً مِنَ الأَنصَارِ كَانُوا يُعرَفُونَ ببِنَيِ أُبَيرِقٍ وَ سَاقَ الحَدِيثَ نَحواً مِمّا رَوَاهُ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ أَوّلًا
صفحه : 81
2-فس ،[تفسير القمي] فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ إِن كانَ كَبُرَ عَلَيكَ إِعراضُهُم قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يُحِبّ إِسلَامَ الحَارِثِ بنِ عَامِرِ بنِ نَوفَلِ بنِ عَبدِ مَنَافٍ دَعَاهُ رَسُولُ اللّهِص وَ جَهَدَ بِهِ أَن يُسلِمَ فَغَلَبَ عَلَيهِ الشّقَاءُ فَشَقّ ذَلِكَ عَلَي رَسُولِ اللّهِص فَأَنزَلَ اللّهُوَ إِن كانَ كَبُرَ عَلَيكَ إِعراضُهُم إِلَي قَولِهِنَفَقاً فِي الأَرضِ يَقُولُ سَرَباً وَ قَالَ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ فِي قَولِهِنَفَقاً فِي الأَرضِ أَو سُلّماً فِي السّماءِ قَالَ إِن قَدَرتَ أَن تَحفِرَ الأَرضَ أَو تَصعَدَ السّمَاءَ أَي لَا تَقدِرُ عَلَي ذَلِكَ ثُمّ قَالَوَ لَو شاءَ اللّهُ لَجَمَعَهُم عَلَي الهُدي أَي جَعَلَهُم كُلّهُم مُؤمِنِينَ وَ قَولُهُفَلا تَكُونَنّ مِنَ الجاهِلِينَمُخَاطَبَةٌ للِنبّيِّص وَ المَعنَي لِلنّاسِ
3-فس ،[تفسير القمي] قَولُهُوَ لا تَطرُدِ الّذِينَ يَدعُونَ رَبّهُم بِالغَداةِ وَ العشَيِّالآيَةَ فَإِنّهُ كَانَ سَبَبُ نُزُولِهَا أَنّهُ كَانَ بِالمَدِينَةِ قَومٌ فُقَرَاءُ مُؤمِنُونَ يُسَمّونَ أَصحَابَ الصّفّةِ وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص أَمَرَهُم أَن يَكُونُوا فِي صُفّةٍ يَأوُونَ إِلَيهَا وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَتَعَاهَدُهُم بِنَفسِهِ وَ رُبّمَا حَمَلَ إِلَيهِم مَا يَأكُلُونَ وَ كَانُوا يَختَلِفُونَ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَيَقرَبُهُم وَ يَقعُدُ مَعَهُم وَ يُؤنِسُهُم وَ كَانَ إِذَا جَاءَ الأَغنِيَاءُ وَ المُترَفُونَ مِن أَصحَابِهِ ينكروا[أَنكَرُوا] عَلَيهِ ذَلِكَ وَ يقولوا[يَقُولُونَ] لَهُ اطرُدهُم عَنكَ فَجَاءَ يَوماً رَجُلٌ مِنَ الأَنصَارِ إِلَي رَسُولِ اللّهِص وَ عِندَهُ رَجُلٌ مِن
صفحه : 82
أَصحَابِ الصّفّةِ قَد لَزِقَ بِرَسُولِ اللّهِص وَ رَسُولُ اللّهِ يُحَدّثُهُ فَقَعَدَ الأنَصاَريِّ بِالبُعدِ مِنهُمَا فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص تَقَدّم فَلَم يَفعَل فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص لَعَلّكَ خِفتَ أَن يَلزَقَ فَقرُهُ بِكَ فَقَالَ الأنَصاَريِّ اطرُد هَؤُلَاءِ عَنكَ فَأَنزَلَ اللّهُوَ لا تَطرُدِ الّذِينَ يَدعُونَ رَبّهُمالآيَةَ ثُمّ قَالَوَ كَذلِكَ فَتَنّا بَعضَهُم بِبَعضٍ أَي اختَبَرنَا الأَغنِيَاءَ بِالغِنَي لِنَنظُرَ كَيفَ مُوَاسَاتُهُم لِلفُقَرَاءِ وَ كَيفَ يُخرِجُونَ مَا فَرَضَ اللّهُ عَلَيهِم فِي أَموَالِهِم وَ اختَبَرنَا الفُقَرَاءَ لِنَنظُرَ كَيفَ صَبرُهُم عَلَي الفَقرِ وَ عَمّا فِي أيَديِ الأَغنِيَاءِلِيَقُولُوا أَيِ الفُقَرَاءُأَ هؤُلاءِالأَغنِيَاءُمَنّ اللّهُ عَلَيهِم مِن بَينِنا أَ لَيسَ اللّهُ بِأَعلَمَ بِالشّاكِرِينَ ثُمّ فَرَضَ اللّهُ عَلَي رَسُولِهِ أَن يُسَلّمَ عَلَي التّوّابِينَ الّذِينَ عَمِلُوا السّيّئَاتِ ثُمّ تَابُوا فَقَالَوَ إِذا جاءَكَ الّذِينَ يُؤمِنُونَ بِآياتِنا فَقُل سَلامٌ عَلَيكُم كَتَبَ رَبّكُم عَلي نَفسِهِ الرّحمَةَيعَنيِ أَجِبِ الرّحمَةَ لِمَن تَابَ وَ الدّلِيلُ عَلَي ذَلِكَ قَولُهُأَنّهُ مَن عَمِلَ مِنكُم سُوءاً بِجَهالَةٍ ثُمّ تابَ مِن بَعدِهِ وَ أَصلَحَ فَأَنّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ
4-فس ،[تفسير القمي] وَ إِمّا يَنزَغَنّكَ مِنَ الشّيطانِ نَزغٌ قَالَ إِن عَرَضَ فِي قَلبِكَ مِنهُ شَيءٌ وَ وَسوَسَةٌ
5-فس ،[تفسير القمي] فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِ عَفَا اللّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُم حَتّي يَتَبَيّنَ لَكَ الّذِينَ صَدَقُوا وَ تَعلَمَ الكاذِبِينَ يَقُولُ تَعرِفُ أَهلَ العُذرِ وَ الّذِينَ جَلَسُوا بِغَيرِ عُذرٍ
6-فس ،[تفسير القمي] أَبِي عَن عَمرِو بنِ سَعِيدٍ الراّشدِيِّ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَمّا أسُريَِ بِرَسُولِ اللّهِص إِلَي السّمَاءِ وَ أَوحَي اللّهُ إِلَيهِ فِي عَلِيّ ع
صفحه : 83
مَا أَوحَي مِن شَرَفِهِ وَ عِظَمِهِ عِندَ اللّهِ وَ رُدّ إِلَي البَيتِ المَعمُورِ وَ جَمَعَ لَهُ النّبِيّينَ وَ صَلّوا خَلفَهُ عَرَضَ فِي نَفسِهِ مِن عِظَمِ مَا أَوحَي إِلَيهِ فِي عَلِيّ ع فَأَنزَلَ اللّهُفَإِن كُنتَ فِي شَكّ مِمّا أَنزَلنا إِلَيكَ فَسئَلِ الّذِينَ يَقرَؤُنَ الكِتابَ مِن قَبلِكَيعَنيِ الأَنبِيَاءَ فَقَد أَنزَلنَا عَلَيهِم فِي كُتُبِهِم مِن فَضلِهِ مَا أَنزَلنَا فِي كِتَابِكَلَقَد جاءَكَ الحَقّ مِن رَبّكَ فَلا تَكُونَنّ مِنَ المُمتَرِينَ وَ لا تَكُونَنّ مِنَ الّذِينَ كَذّبُوا بِآياتِ اللّهِ فَتَكُونَ مِنَ الخاسِرِينَ فَقَالَ الصّادِقُ ع فَوَ اللّهِ مَا شَكّ وَ لَا سَأَلَ
7-فس ،[تفسير القمي] لا تَجعَل مَعَ اللّهِ إِلهاً آخَرَ فَتَقعُدَ مَذمُوماً مَخذُولًا أَي فِي النّارِ وَ هُوَ مُخَاطَبَةٌ للِنبّيِّص وَ المَعنَي لِلنّاسِ وَ هُوَ قَولُ الصّادِقِ ع إِنّ اللّهَ بَعَثَ نَبِيّهُ بِإِيّاكِ أعَنيِ وَ اسمعَيِ يَا جَارَه
8-فس ،[تفسير القمي] فَتُلقي فِي جَهَنّمَ مَلُوماً مَدحُوراًفَالمُخَاطَبَةُ للِنبّيِّص وَ المَعنَي لِلنّاسِ قَولُهُوَ إِن كادُوا لَيَفتِنُونَكَ عَنِ ألّذِي أَوحَينا إِلَيكَ لتِفَترَيَِ عَلَينا غَيرَهُ قَالَ يعَنيِ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع وَ إِذاً لَاتّخَذُوكَ خَلِيلًا أَي صَدِيقاً لَو أَقَمتَ غَيرَهُ ثُمّ قَالَوَ لَو لا أَن ثَبّتناكَ لَقَد كِدتَ تَركَنُ إِلَيهِم شَيئاً قَلِيلًا إِذاً لَأَذَقناكَ ضِعفَ الحَياةِ وَ ضِعفَ المَماتِ مِن يَومِ المَوتِ إِلَي أَن تَقُومَ السّاعَةُ
9-فس ،[تفسير القمي]وَ لَقَد أوُحيَِ إِلَيكَ إِلَي قَولِهِمِنَ الخاسِرِينَفَهَذِهِ مُخَاطَبَةٌ للِنبّيِّص وَ المَعنَي لِأُمّتِهِ وَ الدّلِيلُ عَلَي ذَلِكَ قَولُهُبَلِ اللّهَ فَاعبُد وَ كُن مِنَ
صفحه : 84
الشّاكِرِينَ وَ قَد عَلِمَ أَنّ نَبِيّهُص يَعبُدُهُ وَ يَشكُرُهُ وَ لَكِنِ استَعبَدَ نَبِيّهُص بِالدّعَاءِ إِلَيهِ تَأدِيباً لِأُمّتِهِ
حَدّثَنَا جَعفَرُ بنُ أَحمَدَ عَن عَبدِ الكَرِيمِ بنِ عَبدِ الرّحِيمِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن مُحَمّدِ بنِ الفُضَيلِ عَن أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَن قَولِ اللّهِ لِنَبِيّهِص لَئِن أَشرَكتَ لَيَحبَطَنّ عَمَلُكَ وَ لَتَكُونَنّ مِنَ الخاسِرِينَ قَالَ تَفسِيرُهَا لَئِن أَمَرتَ بِوَلَايَةِ أَحَدٍ مَعَ وَلَايَةِ عَلِيّ ع مِن بَعدِكَلَيَحبَطَنّ عَمَلُكَ وَ لَتَكُونَنّ مِنَ الخاسِرِينَ
10-فس ،[تفسير القمي] أَبِي عَنِ الحَسَنِ بنِ مَحبُوبٍ عَنِ الثمّاَليِّ عَن أَبِي الرّبِيعِ قَالَ سَأَلَ نَافِعٌ أَبَا جَعفَرٍ ع فَقَالَ أخَبرِنيِ عَن قَولِ اللّهِوَ سئَل مَن أَرسَلنا مِن قَبلِكَ مِن رُسُلِنا أَ جَعَلنا مِن دُونِ الرّحمنِ آلِهَةً يُعبَدُونَ مَنِ ألّذِي سَأَلَ مُحَمّدٌص وَ كَانَ بَينَهُ وَ بَينَ عِيسَي ع خَمسُمِائَةِ سَنَةٍ قَالَ فَتَلَا أَبُو جَعفَرٍ ع هَذِهِ الآيَةَسُبحانَ ألّذِي أَسري بِعَبدِهِ لَيلًا مِنَ المَسجِدِ الحَرامِ إِلَي المَسجِدِ الأَقصَي ألّذِي بارَكنا حَولَهُ لِنُرِيَهُ مِن آياتِنافَكَانَ مِنَ الآيَاتِ التّيِ أَرَاهَا اللّهُ مُحَمّداًص حِينَ أَسرَي بِهِ إِلَي بَيتِ المَقدِسِ أَن حَشَرَ اللّهُ الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ مِنَ النّبِيّينَ وَ المُرسَلِينَ ثُمّ أَمَرَ جَبرَئِيلَ فَأَذّنَ شَفعاً وَ أَقَامَ شَفعاً ثُمّ قَالَ فِي إِقَامَتِهِ حيَّ عَلَي خَيرِ العَمَلِ ثُمّ تَقَدّمَ مُحَمّدٌص فَصَلّي بِالقَومِ فَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيهِوَ سئَل مَن أَرسَلنا مِن قَبلِكَ مِن رُسُلِنا أَ جَعَلنا مِن دُونِ الرّحمنِ آلِهَةً يُعبَدُونَ فَقَالَ لَهُم رَسُولُ اللّهِص عَلَامَ تَشهَدُونَ وَ مَا كُنتُم تَعبُدُونَ قَالُوا نَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَنّكَ رَسُولُ اللّهِ أُخِذَت عَلَي ذَلِكَ مَوَاثِيقُنَا وَ عُهُودُنَا قَالَ نَافِعٌ صَدَقتَ يَا أَبَا جَعفَرٍ
صفحه : 85
11-فس ،[تفسير القمي] قُل إِن كانَ لِلرّحمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوّلُ العابِدِينَيعَنيِ أَوّلَ الآنِفِينَ لَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ
12-فس ،[تفسير القمي] قَالَ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ فِي قَولِهِ تَعَالَيثُمّ جَعَلناكَ عَلي شَرِيعَةٍ مِنَ الأَمرِ إِلَي قَولِهِلَن يُغنُوا عَنكَ مِنَ اللّهِ شَيئاًفَهَذَا تَأدِيبٌ لِرَسُولِ اللّهِص وَ المَعنَي لِأُمّتِهِ
13-فس ،[تفسير القمي] عَبَسَ وَ تَوَلّي أَن جاءَهُ الأَعمي قَالَ نَزَلَت فِي عُثمَانَ وَ ابنِ أُمّ مَكتُومٍ وَ كَانَ ابنُ أُمّ مَكتُومٍ مُؤَذّنَ رَسُولِ اللّهِص وَ كَانَ أَعمَي وَ جَاءَ إِلَي رَسُولِ اللّهِص وَ عِندَهُ أَصحَابُهُ وَ عُثمَانُ عِندَهُ فَقَدّمَهُ رَسُولُ اللّهِص عَلَي عُثمَانَ فَعَبَسَ عُثمَانُ وَجهَهُ وَ تَوَلّي عَنهُ فَأَنزَلَ اللّهُعَبَسَ وَ تَوَلّييعَنيِ عُثمَانَأَن جاءَهُ الأَعمي وَ ما يُدرِيكَ لَعَلّهُ يَزّكّي أَي يَكُونُ طَاهِراً أَزكَيأَو يَذّكّرُ قَالَ يُذَكّرُهُ رَسُولُ اللّهِص فَتَنفَعَهُ الذّكري ثُمّ خَاطَبَ عُثمَانَ فَقَالَأَمّا مَنِ استَغني فَأَنتَ لَهُ تَصَدّي قَالَ أَنتَ إِذَا جَاءَكَ غنَيِّ تَتَصَدّي لَهُ وَ تَرفَعُهُوَ ما عَلَيكَ أَلّا يَزّكّي أَي لَا تبُاَليِ زَكِيّاً كَانَ أَو غَيرَ زكَيِّ إِذَا كَانَ غَنِيّاًوَ أَمّا مَن جاءَكَ يَسعييعَنيِ ابنَ أُمّ مَكتُومٍوَ هُوَ يَخشي فَأَنتَ عَنهُ تَلَهّي أَي تَلهُو وَ لَا تَلتَفِتُ إِلَيهِ
14-فس ،[تفسير القمي]وَ ما أَرسَلنا مِن قَبلِكَ مِن رَسُولٍ وَ لا نبَيِّ إِلَي قَولِهِوَ اللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ فَإِنّ العَامّةَ رَوَوا أَنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ فِي الصّلَاةِ فَقَرَأَ سُورَةَ النّجمِ فِي المَسجِدِ الحَرَامِ وَ قُرَيشٌ يَستَمِعُونَ لِقِرَاءَتِهِ فَلَمّا انتَهَي إِلَي هَذِهِ الآيَةِأَ فَرَأَيتُمُ اللّاتَ وَ العُزّي وَ مَناةَ الثّالِثَةَ الأُخريأَجرَي إِبلِيسُ عَلَي لِسَانِهِ فَإِنّهَا الغَرَانِيقُ العُلَي وَ إِنّ شَفَاعَتَهُنّ لَتُرتَجَي فَفَرِحَت قُرَيشٌ وَ سَجَدُوا وَ كَانَ فِي القَومِ الوَلِيدُ بنُ المُغِيرَةِ المخَزوُميِّ وَ هُوَ شَيخٌ كَبِيرٌ فَأَخَذَ كَفّاً مِن حَصًي فَسَجَدَ عَلَيهِ وَ هُوَ قَاعِدٌ وَ قَالَت قُرَيشٌ قَد أَقَرّ مُحَمّدٌ بِشَفَاعَةِ
صفحه : 86
اللّاتِ وَ العُزّي قَالَ فَنَزَلَ جَبرَئِيلُ ع فَقَالَ لَهُ قَرَأتَ مَا لَم أُنزِل عَلَيكَ وَ أَنزَلَ عَلَيهِوَ ما أَرسَلنا مِن قَبلِكَ مِن رَسُولٍ وَ لا نبَيِّ إِلّا إِذا تَمَنّي أَلقَي الشّيطانُ فِي أُمنِيّتِهِ فَيَنسَخُ اللّهُ ما يلُقيِ الشّيطانُ
وَ أَمّا الخَاصّةُ فَإِنّهُ روُيَِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّ رَسُولَ اللّهِص أَصَابَهُ خَصَاصَةٌ فَجَاءَ إِلَي رَجُلٍ مِنَ الأَنصَارِ فَقَالَ لَهُ هَل عِندَكَ مِن طَعَامٍ فَقَالَ نَعَم يَا رَسُولَ اللّهِ وَ ذَبَحَ لَهُ عَنَاقاً وَ شَوَاهُ فَلَمّا أَدنَاهُ مِنهُ تَمَنّي رَسُولُ اللّهِص أَن يَكُونَ مَعَهُ عَلِيّ وَ فَاطِمَةُ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ع فَجَاءَ أَبُو بَكرٍ وَ عُمَرُ ثُمّ جَاءَ عَلِيّ ع بَعدَهُمَا فَأَنزَلَ اللّهُ فِي ذَلِكَ وَ مَا أَرسَلنَا مِن قَبلِكَ مِن رَسُولٍ وَ لَا نبَيِّ وَ لَا مُحَدّثٍ إِلّا إِذَا تَمَنّي أَلقَي الشّيطَانُ فِي أُمنِيّتِهِ يعَنيِ أَبَا بَكرٍ وَ عُمَرَفَيَنسَخُ اللّهُ ما يلُقيِ الشّيطانُيعَنيِ لَمّا جَاءَ عَلِيّ ع بَعدَهُمَاثُمّ يُحكِمُ اللّهُ آياتِهِلِلنّاسِ يعَنيِ يَنصُرُ اللّهُ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع ثُمّ قَالَلِيَجعَلَ ما يلُقيِ الشّيطانُ فِتنَةًيعَنيِ فُلَاناً وَ فُلَاناًلِلّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَرَضٌ وَ القاسِيَةِ قُلُوبُهُميعَنيِ إِلَي الإِمَامِ المُستَقِيمِ ثُمّ قَالَوَ لا يَزالُ الّذِينَ كَفَرُوا فِي مِريَةٍ مِنهُ أَي فِي شَكّ مِن أَمِيرِ المُؤمِنِينَحَتّي تَأتِيَهُمُ السّاعَةُ بَغتَةً أَو يَأتِيَهُم عَذابُ يَومٍ عَقِيمٍ قَالَ العَقِيمُ ألّذِي لَا مِثلَ لَهُ فِي الأَيّامِ ثُمّ قَالَالمُلكُ يَومَئِذٍ لِلّهِ يَحكُمُ بَينَهُم فَالّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ فِي جَنّاتِ النّعِيمِ وَ الّذِينَ كَفَرُوا وَ كَذّبُوا بِآياتِنا قَالَ وَ لَم يُؤمِنُوا بِوَلَايَةِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ الأَئِمّةِ ع فَأُولئِكَ لَهُم عَذابٌ مُهِينٌ
بيان قال في النهاية الغرانيق هاهنا الأصنام وهي في الأصل الذكور من طير الماء واحدها غرنوق وغرنيق سمي به لبياضه وقيل هوالكركي والغرنوق أيضا
صفحه : 87
الشاب الناعم الأبيض وكانوا يزعمون أن الأصنام تقربهم من الله تعالي وتشفع لهم فشبهت بالطيور التي تعلو في السماء وترتفع قوله يعني إلي الإمام المستقيم كذا فيما عندنا من النسخ ولعل فيه سقطا والظاهر أنه تفسير لقوله وَ إِنّ اللّهَ لَهادِ الّذِينَ آمَنُوا إِلي صِراطٍ مُستَقِيمٍبأن المراد بالصراط المستقيم الإمام المستقيم علي الحق ويحتمل أن يكون تفسيرالِلقاسِيَةِ قُلُوبُهُم أي قسا قلوبهم عن الميل إلي الإمام المستقيم وقبول ولايته
15-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] قَالَ عَلَمُ الهُدَي وَ النّاصِرُ لِلحَقّ فِي رِوَايَاتِهِم إِنّ النّبِيّص لَمّا بَلَغَ إِلَي قَولِهِأَ فَرَأَيتُمُ اللّاتَ وَ العُزّي وَ مَناةَ الثّالِثَةَ الأُخريأَلقَي الشّيطَانُ فِي تِلَاوَتِهِ تِلكَ الغَرَانِيقُ العُلَي وَ إِنّ شَفَاعَتَهُنّ لَتُرتَجَي فَسَرّ بِذَلِكَ المُشرِكُونَ فَلَمّا انتَهَي إِلَي السّجدَةِ سَجَدَ المُسلِمُونَ وَ المُشرِكُونَ مَعاً
إِن صَحّ هَذَا الخَبَرُ فَمَحمُولٌ عَلَي أَنّهُ كَانَ يَتلُو القُرآنَ فَلَمّا بَلَغَ إِلَي هَذَا المَوضِعِ قَالَ بَعضُ المُشرِكِينَ ذَلِكَ فَأَلقَي فِي تِلَاوَتِهِ فَأَضَافَهُ اللّهُ إِلَي الشّيطَانِ لِأَنّهُ إِنّمَا حَصَلَ بِإِغرَائِهِ وَ وَسوَسَتِهِ وَ هُوَ الصّحِيحُ لِأَنّ المُفَسّرِينَ رَوَوا فِي قَولِهِ وَ ما كانَ صَلاتُهُم عِندَ البَيتِ إِلّا مُكاءً كَانَ النّبِيّص فِي المَسجِدِ الحَرَامِ فَقَامَ رَجُلَانِ مِن عَبدِ الدّارِ عَن يَمِينِهِ يَصفِرَانِ وَ رَجُلَانِ عَن يَسَارِهِ يُصَفّقَانِ بِأَيدِيهِمَا فَيُخَلّطَانِ عَلَيهِ صَلَاتَهُ فَقَتَلَهُمُ اللّهُ جَمِيعاً بِبَدرٍ قَولُهُفَذُوقُوا العَذابَ
وَ روُيَِ فِي قَولِهِ وَ قالَ الّذِينَ كَفَرُوا أَي قَالَ رُؤَسَاؤُهُم مِن قُرَيشٍ لِأَتبَاعِهِم لَمّا عَجَزُوا عَن مُعَارَضَةِ القُرآنِلا تَسمَعُوا لِهذَا القُرآنِ وَ الغَوا فِيهِ أَي عَارِضُوهُ بِاللّغوِ وَ البَاطِلِ وَ المُكَاءِ وَ رَفعِ الصّوتِ بِالشّعرِلَعَلّكُم تَغلِبُونَبِاللّغوِ
16- ع ،[علل الشرائع ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ ابنِ أَبَانٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي
صفحه : 88
عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عُمَيرٍ رَفَعَهُ إِلَي أَحَدِهِمَا ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ لِنَبِيّهِص فَإِن كُنتَ فِي شَكّ مِمّا أَنزَلنا إِلَيكَ فَسئَلِ الّذِينَ يَقرَؤُنَ الكِتابَ مِن قَبلِكَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا شَكّ وَ لَا أَشُكّ
17- ع ،[علل الشرائع ]المُظَفّرُ العلَوَيِّ عَنِ ابنِ العيَاّشيِّ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن بَكرِ بنِ صَالِحٍ عَن أَبِي الخَيرِ عَن مُحَمّدِ بنِ حَسّانَ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ الداّريِّ عَن مُحَمّدِ بنِ سَعِيدٍ الإذِخرِيِّ وَ كَانَ مِمّن يَصحَبُ مُوسَي بنَ مُحَمّدِ بنِ الرّضَا ع أَنّ مُوسَي أَخبَرَهُ أَنّ يَحيَي بنَ أَكثَمَ كَتَبَ إِلَيهِ يَسأَلُهُ عَن مَسَائِلَ فِيهَا وَ أخَبرِنيِ عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّفَإِن كُنتَ فِي شَكّ مِمّا أَنزَلنا إِلَيكَ فَسئَلِ الّذِينَ يَقرَؤُنَ الكِتابَ مِن قَبلِكَ مَنِ المُخَاطَبُ بِالآيَةِ فَإِن كَانَ المُخَاطَبُ بِهِ النّبِيّص أَ لَيسَ قَد شَكّ فِيمَا أَنزَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَيهِ وَ إِن كَانَ المُخَاطَبُ بِهِ غَيرَهُ فَعَلَي غَيرِهِ إِذَا أُنزِلَ الكِتَابُ قَالَ مُوسَي فَسَأَلتُ أخَيِ عَلِيّ بنَ مُحَمّدٍ ع عَن ذَلِكَ قَالَ أَمّا قَولُهُفَإِن كُنتَ فِي شَكّ مِمّا أَنزَلنا إِلَيكَ فَسئَلِ الّذِينَ يَقرَؤُنَ الكِتابَ مِن قَبلِكَ فَإِنّ المُخَاطَبَ بِذَلِكَ رَسُولُ اللّهِص وَ لَم يَكُن فِي شَكّ مِمّا أَنزَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ وَ لَكِن قَالَتِ الجَهَلَةُ كَيفَ لَا يَبعَثُ إِلَينَا نَبِيّاً مِنَ المَلَائِكَةِ إِنّهُ لَم يُفَرّق بَينَهُ وَ بَينَ غَيرِهِ فِي الِاستِغنَاءِ عَنِ المَأكَلِ وَ المَشرَبِ وَ المشَيِ فِي الأَسوَاقِ فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَي نَبِيّهِص فَسئَلِ الّذِينَ يَقرَؤُنَ الكِتابَ مِن قَبلِكَبِمَحضَرٍ مِنَ الجَهَلَةِ هَل بَعَثَ اللّهُ رَسُولًا قَبلَكَ إِلّا وَ هُوَ يَأكُلُ الطّعَامَ وَ يمَشيِ فِي الأَسوَاقِ وَ لَكَ بِهِم أُسوَةٌ وَ إِنّمَا
صفحه : 89
قَالَفَإِن كُنتَ فِي شَكّ وَ لَم يَكُن وَ لَكِن لِيُنصِفَهُم كَمَا قَالَ لَهُص فَقُل تَعالَوا نَدعُ أَبناءَنا وَ أَبناءَكُم وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُم وَ أَنفُسَنا وَ أَنفُسَكُم ثُمّ نَبتَهِل فَنَجعَل لَعنَتَ اللّهِ عَلَي الكاذِبِينَ وَ لَو قَالَ تَعَالَوا نَبتَهِل فَنَجعَل لَعنَةَ اللّهِ عَلَيكُم لَم يَكُونُوا يُجِيبُونَ لِلمُبَاهَلَةِ وَ قَد عَرَفَ أَنّ نَبِيّهُص مُؤَدّ عَنهُ رِسَالَتَهُ وَ مَا هُوَ مِنَ الكَاذِبِينَ وَ كَذَلِكَ عَرَفَ النّبِيّص أَنّهُ صَادِقٌ فِيمَا يَقُولُ وَ لَكِن أَحَبّ أَن يُنصِفَ مِن نَفسِهِ
ف ،[تحف العقول ]مُرسَلًا مِثلَهُشي،[تفسير العياشي] عَن مُحَمّدِ بنِ سَعِيدٍ
مِثلَهُ
18-شي،[تفسير العياشي] عَن عَبدِ الصّمَدِ بنِ بَشِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِفَإِن كُنتَ فِي شَكّ مِمّا أَنزَلنا إِلَيكَ فَسئَلِ الّذِينَ يَقرَؤُنَ الكِتابَ مِن قَبلِكَ قَالَ لَمّا أسُريَِ باِلنبّيِّص فَفَرَغَ مِن مُنَاجَاةِ رَبّهِ رُدّ إِلَي البَيتِ المَعمُورِ وَ هُوَ بَيتٌ فِي السّمَاءِ الرّابِعَةِ بِحِذَاءِ الكَعبَةِ فَجَمَعَ اللّهُ النّبِيّينَ وَ الرّسُلَ وَ المَلَائِكَةَ وَ أَمَرَ جَبرَئِيلَ فَأَذّنَ وَ أَقَامَ وَ تَقَدّمَ بِهِم فَصَلّي فَلَمّا فَرَغَ التَفَتَ إِلَيهِ فَقَالَفَسئَلِ الّذِينَ يَقرَؤُنَ الكِتابَ مِن قَبلِكَ إِلَي قَولِهِمِنَ المُهتَدِينَ
19-فس ،[تفسير القمي] مُحَمّدُ بنُ جَعفَرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن عَلِيّ بنِ النّعمَانِ عَن عَلِيّ بنِ أَيّوبَ عَن عُمَرَ بنِ يَزِيدَ بَيّاعِ الساّبرِيِّ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع قَولُ اللّهِ فِي كِتَابِهِلِيَغفِرَ لَكَ اللّهُ ما تَقَدّمَ مِن ذَنبِكَ وَ ما تَأَخّرَ قَالَ مَا كَانَ لَهُ ذَنبٌ وَ لَا هَمّ بِذَنبٍ وَ لَكِنّ اللّهَ حَمّلَهُ ذُنُوبَ شِيعَتِهِ ثُمّ غَفَرَهَا لَهُ
20-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]تَمِيمٌ القرُشَيِّ عَن أَبِيهِ عَن حَمدَانَ بنِ سُلَيمَانَ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ الجَهمِ قَالَسَأَلَ المَأمُونُ الرّضَا ع عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّلِيَغفِرَ لَكَ اللّهُ ما تَقَدّمَ مِن
صفحه : 90
ذَنبِكَ وَ ما تَأَخّرَ قَالَ الرّضَا ع لَم يَكُن أَحَدٌ عِندَ مشُركِيِ أَهلِ مَكّةَ أَعظَمَ ذَنباً مِن رَسُولِ اللّهِص لِأَنّهُم كَانُوا يَعبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ ثَلَاثَمِائَةٍ وَ سِتّينَ صَنَماً فَلَمّا جَاءَهُم بِالدّعوَةِ إِلَي كَلِمَةِ الإِخلَاصِ كَبُرَ ذَلِكَ عَلَيهِم وَ عَظُمَ وَ قَالُواأَ جَعَلَ الآلِهَةَ إِلهاً واحِداً إِنّ هذا لشَيَءٌ عُجابٌ وَ انطَلَقَ المَلَأُ مِنهُم أَنِ امشُوا وَ اصبِرُوا عَلي آلِهَتِكُم إِنّ هذا لشَيَءٌ يُرادُ ما سَمِعنا بِهذا فِي المِلّةِ الآخِرَةِ إِن هذا إِلّا اختِلاقٌ فَلَمّا فَتَحَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَلَي نَبِيّهِ مُحَمّدٍص مَكّةَ قَالَ لَهُ يَا مُحَمّدُإِنّا فَتَحنا لَكَمَكّةَفَتحاً مُبِيناً لِيَغفِرَ لَكَ اللّهُ ما تَقَدّمَ مِن ذَنبِكَ وَ ما تَأَخّرَ عِندَ مشُركِيِ أَهلِ مَكّةَ بِدُعَائِكَ إِلَي تَوحِيدِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فِيمَا تَقَدّمَ وَ مَا تَأَخّرَ لِأَنّ مشُركِيِ مَكّةَ أَسلَمَ بَعضُهُم وَ خَرَجَ بَعضُهُم عَن مَكّةَ وَ مَن بقَيَِ مِنهُم لَم يَقدِر عَلَي إِنكَارِ التّوحِيدِ عَلَيهِ إِذَا دَعَا النّاسَ إِلَيهِ فَصَارَ ذَنبُهُ عِندَهُم فِي ذَلِكَ مَغفُوراً بِظُهُورِهِ عَلَيهِم فَقَالَ المَأمُونُ لِلّهِ دَرّكَ يَا أَبَا الحَسَنِ فأَخَبرِنيِ عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّعَفَا اللّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُم قَالَ الرّضَا ع هَذَا مِمّا نَزَلَ بِإِيّاكِ أعَنيِ وَ اسمعَيِ يَا جَارَه خَاطَبَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِذَلِكَ نَبِيّهُص وَ أَرَادَ بِهِ أُمّتَهُ وَ كَذَلِكَ قَولُهُ عَزّ وَ جَلّلَئِن أَشرَكتَ لَيَحبَطَنّ عَمَلُكَ وَ لَتَكُونَنّ مِنَ الخاسِرِينَ وَ قَولُهُ عَزّ وَ جَلّوَ لَو لا أَن ثَبّتناكَ لَقَد كِدتَ تَركَنُ إِلَيهِم شَيئاً قَلِيلًا قَالَ صَدَقتَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ الخَبَرَ
21-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] جَعفَرُ بنُ مُحَمّدِ بنِ بِشرَوَيهِ القَطّانُ عَن مُحَمّدِ بنِ اِبرَاهِيمَ الراّزيِّ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ ع قَالَ لَمّا نَزَلَت عَلَي رَسُولِ اللّهِص لِيَغفِرَ لَكَ اللّهُ ما تَقَدّمَ مِن ذَنبِكَ وَ ما تَأَخّرَ قَالَ يَا جَبرَئِيلُ مَا الذّنبُ الماَضيِ وَ مَا الذّنبُ الباَقيِ قَالَ جَبرَئِيلُ لَيسَ لَكَ ذَنبٌ يَغفِرُهَا[يَغفِرُهُ] لَكَ
صفحه : 91
بيان لعل المعني أنه ليس المراد ذنبك إذ ليس لك ذنب بل ذنوب أمتك أونسبتهم إليك بالذنب أو غير ذلك مما مر.أقول قدمضت دلائل عصمته ص في كتاب أحوال الأنبياء ع وسيأتي في كتاب الإمامة وسائر أبواب هذاالمجلد مشحون بالأخبار والآيات الدالة عليها والأمر أوضح من أن يحتاج إلي البيان فلذا اكتفينا في هذاالباب بتأويل بعض مايوهم خلاف ذلك وَ اللّهُ المُستَعانُ.تذنيب قال السيد المرتضي قدس الله روحه في التنزيه فإن قيل مامعني قوله تعالي وَ وَجَدَكَ ضَالّا فَهَديقلنا في معني هذه الآية أجوبة.أولها أنه أراد وجدك ضالا عن النبوة فهداك إليها أو عن شريعة الإسلام التي نزلت عليه وأمر بتبليغها إلي الخلق وبإرشاده ص إلي ماذكرناه أعظم النعمة عليه فالكلام في الآية خارج مخرج الامتنان والتذكير بالنعم . وثانيها أن يكون أراد الضلال عن المعيشة وطريق التكسب يقال للرجل ألذي لايهتدي طريق معيشته ووجه مكسبه هوضال لايدري مايصنع و لاأين يذهب فامتن الله عليه بأن رزقه وأغناه وكفاه . وثالثها وجدك ضالا بين مكة والمدينة عندالهجرة فهداك وسلمك من أعدائك و هذاالوجه قريب لو لا أن السورة مكية إلا أن يحمل علي أن المراد سيجدك علي مذهب القرب في حمل الماضي علي المستقبل . ورابعها وجدك مضلولا عنك في قوم لايعرفون حقك فهداهم إلي معرفتك يقال فلان ضال في قومه و بين أهله إذا كان مضلولا عنه .
صفحه : 92
وخامسها أنه روي في قراءة هذه الآية الرفع أ لم يجدك يتيم فآوي ووجدك ضال فهدي علي أن اليتيم وجده وكذا الضال و هذاالوجه ضعيف لأن القراءة غيرمعروفة لأن الكلام يفسد أكثر معانيه . فإن قيل مامعني وَ وَضَعنا عَنكَ وِزرَكَقلنا أماالوزر في أصل اللغة فهو الثقل وإنما سميت الذنوب بأنها أوزار لأنها يثقل كاسبها وحاملها و إذا كان أصل الوزر ماذكرناه فكل شيءأثقل الإنسان وغمه وكده وجهده جاز أن يسمي وزرا تشبيها بالوزر ألذي هوالثقل الحقيقي و ليس يمتنع أن يكون الوزر في الآية إنما أراد به غمه وهمه ص بما كان عليه قومه من الشرك بأنه كان هو وأصحابه بينهم مستضعفا مقهورا مغمورا فكل ذلك مما يتعب الفكر ويكد النفس فلما أن أعلي الله كلمته ونشر دعوته وبسط يده خاطبه بهذا الخطاب تذكيرا له بموقع النعمة عليه ليقابله بالشكر والثناء والحمد ويقوي هذاالتأويل قوله تعالي وَ رَفَعنا لَكَ ذِكرَكَ و قوله جل و عزفَإِنّ مَعَ العُسرِ يُسراً والعسر بالشدائد والغموم أشبه وكذلك اليسر بتفريج الكرب وإزالة الهموم والغموم أشبه . فإن قيل هذاالتأويل يبطله أن هذه السورة مكية نزلت علي النبي ص و هو في الحال ألذي ذكرتم أنها كانت تغمه من ضعف الكلمة وشدة الخوف من الأعداء.قلنا عن هذاالسؤال جوابين أحدهما أنه تعالي لمابشره بأنه يعلي دينه علي الدين كله ويظهره عليه ويشفي من أعدائه غيظه وغيظ المؤمنين به كان بذلك واضعا عنه ثقل غمه بما كان يلحقه من قومه ومطيبا لنفسه ومبدلا عسره يسرا لأنه يثق
صفحه : 93
بأن وعد الله تعالي حق لايخلف فامتن الله عليه بنعمة سبقت الامتنان وتقدمته . والوجه الآخر أن يكون اللفظ و إن كان ظاهره للماضي فالمراد به الاستقبال ولهذا نظائر كثيرة في القرآن والاستعمال قال الله تعالي وَ نادي أَصحابُ النّارِ أَصحابَ الجَنّةِ و قال تعالي وَ نادَوا يا مالِكُ لِيَقضِ عَلَينا رَبّكَ إلي غير ذلك مما شهرته تغني عن ذكره .تذييل قال المحقق الطوسي قدس الله روحه في التجريد و لاتنافي العصمة القدرة. و قال العلامة نور الله ضريحه في شرحه اختلف القائلون بالعصمة في أن المعصوم هل يتمكن من فعل المعصية أم لافذهب قوم منهم إلي عدم تمكنه من ذلك وذهب آخرون إلي تمكنه منها أماالأولون فمنهم من قال إن المعصوم مختص في بدنه أونفسه بخاصية تقتضي امتناع إقدامه علي المعصية ومنهم من قال إن العصمة هي القدرة علي الطاعة وعدم القدرة علي المعصية و هوقول أبي الحسين البصري و أماالآخرون الذين لم يسلبوا القدرة فمنهم من فسرها بأنه الأمر ألذي يفعله الله تعالي بالعبد من الألطاف المقربة إلي الطاعات التي يعلم معها أنه لايقدم علي المعصية بشرط أن لاينتهي ذلك الأمر إلي الإلجاء ومنهم من فسرها بأنها ملكة نفسانية لايصدر عن صاحبها معها المعاصي وآخرون قالوا العصمة لطف يفعله الله لصاحبها لا يكون له معه داع إلي ترك الطاعات وارتكاب المعصية وأسباب هذااللطف أمور أربعة.أحدها أن يكون لنفسه أولبدنه خاصية تقتضي ملكة مانعة من الفجور و هذه الملكة مغايرة للفعل .الثاني أن يحصل له علم بمثالب المعاصي ومناقب الطاعات .
صفحه : 94
الثالث تأكيد هذه العلوم بتتابع الوحي أوالإلهام من الله تعالي .الرابع مؤاخذته علي ترك الأولي بحيث يعلم أنه لايترك مهملا بل يضيق عليه الأمر في غيرالواجب من الأمور الحسنة فإذااجتمعت هذه الأمور كان الإنسان معصوما والمصنف رحمه الله اختار المذهب الثاني و هو أن العصمة لاتنافي القدرة بل المعصوم قادر علي فعل المعصية و إلا لمااستحق المدح علي ترك المعصية و لاالثواب ولبطل الثواب والعقاب في حقه فكان خارجا عن التكليف و ذلك باطل بالإجماع وبالنقل في قوله تعالي قُل إِنّما أَنَا بَشَرٌ مِثلُكُم يُوحي إلِيَّانتهي . و قال السيد المرتضي رحمه الله في كتاب الغرر والدرر ماحقيقة العصمة التي يعتقد وجوبها للأنبياء والأئمة ع وهل هي معني يضطر إلي الطاعة ويمتنع من المعصية أومعني يضامّ الاختيار فإن كان معني يضطر إلي الطاعة ويمتنع من المعصية فكيف يجوز الحمد والذم لفاعلهما و إن كان معني يضامّ الاختيار فاذكروه ودلوا علي صحة مطابقته له ووجوب اختصاص المذكورين به دون من سواهم فقد قال بعض المعتزلة إن الله تعالي عصم أنبياءه بالشهادة لهم بالاستعصام كماضلل قوما بنفس الشهادة فإن يكن ذلك هوالمعتمد أنعم بذكره ودل علي صحته وبطلان ماعساه فعله من الطعن عليه و إن يكن باطلا دل علي بطلانه وصحة الوجه المعتمد فيه دون ماسواه .الجواب اعلم أن العصمة هي اللطف ألذي يفعله الله تعالي فيختار العبد عنده الامتناع من فعل القبيح فيقال علي هذا إن الله عصمه بأن فعل له مااختار عنده العدول عن القبيح ويقال إن العبد معصوم لأنه اختار عند هذاالداعي ألذي فعل له الامتناع من القبيح وأصل العصمة في موضوع اللغة المنع يقال عصمت فلانا من السوء إذامنعت من حلوله به غير أن المتكلمين أجروا هذه اللفظة علي من امتنع باختياره عنداللطف ألذي يفعله الله تعالي به لأنه إذافعل به مايعلم أنه يمتنع عنده من فعل القبيح
صفحه : 95
فقد منعه من القبيح فأجروا عليه لفظة المانع قهرا وقسرا و أهل اللغة يتعارفون ذلك أيضا ويستعملونه لأنهم يقولون فيمن أشار علي غيره برأي فقبله منه مختارا واحتمي بذلك من ضرر يلحقه وسوء يناله أنه حماه من ذلك الضرر ومنعه وعصمه منه و إن كان ذلك علي سبيل الاختيار. فإن قيل أفتقولون فيمن لطف له بما اختار عنده الامتناع من فعل واحد قبيح أنه معصوم قلنا نقول ذلك مضافا و لانطلقه فنقول إنه معصوم من كذا و لانطلق فيوهم أنه معصوم من جميع القبائح ونطلق في الأنبياء والأئمة ع العصمة بلا تقييد لأنهم لايفعلون شيئا من القبائح بخلاف ماتقوله المعتزلة من نفي الكبائر عنهم دون الصغائر. فإن قيل فإذا كان تفسير العصمة ماذكرتم فألا عصم الله جميع المكلفين وفعل بهم مايختارون عنده الامتناع من القبائح قلنا كل من علم الله أن له لطفا يختار عنده الامتناع من القبائح فإنه لابد أن يفعل به و إن لم يكن نبيا و لاإماما لأن التكليف يقتضي فعل اللطف علي مادل عليه في مواضع كثيرة غير أنه يكون في المكلفين من ليس في المعلوم أن شيئا متي فعل اختار عنده الامتناع من القبيح فيكون هذاالمكلف لاعصمة له في المعلوم و لالطف وتكليف من لالطف له يحسن و لايقبح وإنما القبيح منع اللطف فيمن له لطف مع ثبوت التكليف فأما قول بعضهم إن العصمة هي الشهادة من الله تعالي بالاستعصام فباطل لأن الشهادة لاتجعل الشيء علي ما هو به وإنما تتعلق به علي ما هو عليه لأن الشهادة هي الخبر والخبر عن كون الشيء علي صفة لايؤثر في كونه عليها فتحتاج أولا إلي أن يتقدم لنا العلم بأن زيدا معصوم أومعتصم ونوضح عن معني ذلك ثم تكون الشهادة من بعدمطابقة لهذا العلم و هذابمنزلة من سأل عن حد المتحرك فقال هوالشهادة بأنه متحرك أوالمعلوم أنه علي هذه الصفة و في هذاالبيان كفاية لمن تأمله انتهي .
صفحه : 96
و قال الصدوق رحمه الله في رسالة العقائد اعتقادنا في الأنبياء والرسل والملائكة والأئمة صلوات الله عليهم أجمعين أنهم معصومون مطهرون من كل دنس وأنهم لايذنبون ذنبا صغيرا و لاكبيرا ولا يَعصُونَ اللّهَ ما أَمَرَهُم وَ يَفعَلُونَ ما يُؤمَرُونَ و من نفي العصمة عنهم في شيء من أحوالهم فقد جهلهم واعتقادنا فيهم أنهم موصوفون بالكمال والعلم من أوائل أمورهم إلي أواخرها لايوصفون في شيء من أحوالهم بنقص و لاجهل . و قال الشيخ المفيد رفع الله درجته في شرح هذاالكلام العصمة من الله لحججه هي التوفيق واللطف والاعتصام من الحجج بهما عن الذنوب والغلط في دين الله والعصمة تفضل من الله تعالي علي من علم أنه يتمسك بعصمته والاعتصام فعل المعتصم وليست العصمة مانعة من القدرة علي القبيح و لامضطرة للمعصوم إلي الحسن و لاملجئة له إليه بل هي الشيء ألذي يعلم الله تعالي أنه إذافعله بعبد من عبيده لم يؤثر معه معصية له و ليس كل الخلق يعلم هذا من حاله بل المعلوم منهم ذلك هم الصفوة والأخيار قال الله تعالي إِنّ الّذِينَ سَبَقَت لَهُم مِنّا الحُسنيالآية و قال وَ لَقَدِ اختَرناهُم عَلي عِلمٍ عَلَي العالَمِينَ و قال وَ إِنّهُم عِندَنا لَمِنَ المُصطَفَينَ الأَخيارِ والأنبياء والأئمة صلوات الله عليهم من بعدهم معصومون في حال نبوتهم وإمامتهم من الكبائر والصغائر كلها والعقل يجوز عليهم ترك مندوب إليه علي غيرالتعمد للتقصير والعصيان و لايجوز عليهم ترك مفترض إلا أن نبيناص والأئمة صلوات الله عليهم من بعده كانوا سالمين من ترك المندوب والمفترض قبل حال إمامتهم ع وبعدها و أماالوصف لهم بالكمال في كل أحوالهم فإن المقطوع به كمالهم في جميع أحوالهم التي كانوا فيهاحججا لله تعالي علي خلقه و قدجاء الخبر بأن رسول الله ص والأئمة من ذريته ع كانوا حججا لله تعالي منذ أكمل عقولهم إلي أن قبضهم و لم يكن لهم قبل أحوال التكليف أحوال نقص وجهل
صفحه : 97
وأنهم يجرون مجري عيسي ويحيي ع في حصول الكمال لهم مع صغر السن وقبل بلوغ الحلم و هذاأمر تجوزه العقول و لاتنكره و ليس إلي تكذيب الأخبار سبيل والوجه أن نقطع علي كمالهم ع في العلم والعصمة في أحوال النبوة والإمامة ونتوقف في ماقبل ذلك وهل كانت أحوال نبوة وإمامة أم لا ونقطع علي أن العصمة لازمة لهم منذ أكمل الله عقولهم إلي أن قبضهم ع انتهي . وسيأتي مزيد توضيح لتلك المقاصد في كتاب الإمامة إن شاء الله تعالي
الآيات الأنعام وَ إِذا رَأَيتَ الّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آياتِنا فَأَعرِض عَنهُم حَتّي يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيرِهِ وَ إِمّا يُنسِيَنّكَ الشّيطانُ فَلا تَقعُد بَعدَ الذّكري مَعَ القَومِ الظّالِمِينَالكهف وَ اذكُر رَبّكَ إِذا نَسِيتَ وَ قُل عَسي أَن يَهدِيَنِ ربَيّ لِأَقرَبَ مِن هذا رَشَداًالأعلي 6-سَنُقرِئُكَ فَلا تَنسي إِلّا ما شاءَ اللّهُتفسير قال الطبرسي رحمه الله وَ إِذا رَأَيتَ الّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آياتِناقيل الخطاب له والمراد غيره ومعني يَخُوضُونَيكذبون بآياتنا وديننا والخوض التخليط في المفاوضة علي سبيل العبث واللعب وترك التفهم والتبين فَأَعرِض عَنهُم أي فاتركهم و لاتجالسهم حَتّي يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيرِهِ أي يدخلوا في حديث غيرالاستهزاء بالقرآن وَ إِمّا يُنسِيَنّكَ الشّيطانُ أي و إن أنساك الشيطان نهينا إياك عن الجلوس معهم فَلا تَقعُد بَعدَ الذّكري أي بعدذكرك نهينا و مايجب عليك من الإعراض مَعَ القَومِ الظّالِمِينَ
صفحه : 98
يعني في مجالس الكفار والفساق الذين يظهرون التكذيب بالقرآن والآيات والاستهزاء بذلك قال الجبائي و في هذه الآية دلالة علي بطلان قول الإمامية في جواز التقية علي الأنبياء والأئمة و أن النسيان لايجوز علي الأنبياء و هذاالقول غيرصحيح و لامستقيم لأن الإمامية إنما تجوز التقية علي الإمام فيما يكون عليه دلالة قاطعة توصل إلي العلم و يكون المكلف مزاح العلة في تكليفه ذلك فأما ما لايعرف إلابقول الإمام من الأحكام و لا يكون علي ذلك دليل إلا من جهته فلايجوز عليه التقية فيه و هذا كما إذاتقدم من النبي ص بيان في شيء من أحكام الشريعة فإنه يجوز منه أن لايبين في حال أخري لأمته ذلك الشيء إذااقتضته المصلحة و أماالنسيان والسهو فلم يجوزوهما عليهم فيما يؤدونه عن الله تعالي فأما ماسواه فقد جوزوا عليهم أن ينسوه أويسهو عنه ما لم يؤد ذلك إلي إخلال بالعقل وكيف لا يكون كذلك و قدجوزوا عليهم النوم والإغماء وهما من قبيل السهو فهذا ظن منه فاسد وبعض الظن إثم انتهي كلامه رحمه الله . و فيه من الغرابة ما لايخفي فإنا لم نر من أصحابنا من جوز عليهم السهو مطلقا في غيرالتبليغ وإنما جوز الصدوق وشيخه الإسهاء من الله لنوع من المصلحة و لم أر من صرح بتجويز السهو الناشي من الشيطان عليهم مع أن ظاهر كلامه يوهم عدم القول بنفي السهو مطلقا بين الإمامية إلا أن يقال مراده عدم اتفاقهم علي ذلك و أماالنوم فستعرف ما فيه فالأصوب حمل الآية علي أن الخطاب للنبيص ظاهرا والمراد غيره أو هو من قبيل الخطاب العام كماعرفت في الآيات السابقة في الباب المقدم والعجب أن الرازي تعرض لتأويل الآية مع أنه لايأبي عن ظاهره مذهبه و هورحمه الله أعرض عنه . قال الرازي في تفسيره إنه خطاب للنبيص والمراد غيره وقيل الخطاب لغيره أي إِذا رَأَيتَأيها السامع الّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آياتِنا ونقل الواحدي أن
صفحه : 99
المشركين كانوا إذاجالسوا المؤمنين وقعوا في رسول الله ص والقرآن فشتموا واستهزءوا فأمرهم أن لايقعدوا معهم حَتّي يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيرِهِانتهي . و أماالنسيان في الآية الثانية فيحتمل أن يكون المراد به الترك كماورد كثيرا في الآيات و هومصرح به في كتب اللغة والآية الثالثة إخبار بعدم النسيان و أماالاستثناء بالمشية فقال البيضاويإِلّا ما شاءَ اللّهُنسيانه بأن ينسخ تلاوته وقيل المراد به القلة والندرة لماروي أنه ص أسقط آية في قراءته في الصلاة فحسب أبي أنها نسخت فسأله فقال نسيتها أونفي النسيان رأسا فإن القلة تستعمل للنفي انتهي . و قال الرازي في تفسيره قال الواحديسَنُقرِئُكَ أي سنجعلك قارئا بأن نلهمك القراءةفَلا تَنسي ماتقرؤه و كان جبرئيل لايفرغ من آخر الوحي حتي يتكلم هوبأوله مخافة النسيان فقال الله سَنُقرِئُكَ فَلا تَنسي أي سنعلمك هذاالقرآن حتي تحفظه ثم ذكروا في كيفية ذلك وجوها.أحدها أن جبرئيل سيقرأ عليك القرآن مرات حتي تحفظه حفظا لاتنساه . وثانيها أنانشرح صدرك ونقوي خاطرك حتي تحفظه بالمرة الواحدة حفظا لاتنساه وقيل قوله فَلا تَنسيمعناه النهي والألف مزيدة للفاصلة يعني فلاتغفل عن قراءته وتكريره أما قوله إِلّا ما شاءَ اللّهُففيه احتمالان .أحدهما أن يقال هذه الاستثناء غيرحاصل في الحقيقة و أنه لم ينس بعدنزول
صفحه : 100
هذه الآية شيئا فذكره إما للتبرك أولبيان أنه لوأراد أن يصيره ناسيا لذلك لقدر عليه حتي يعلم أن عدم النسيان من فضل الله تعالي أولأن يبالغ في التثبت والتيقظ والتحفظ في جميع المواضع أو يكون الغرض منع النسيان كما يقول الرجل لصاحبه أنت سهيمي فيما أملك إلافيما شاء الله و لايقصد استثناء. وثانيهما أن يكون استثناء في الحقيقة بأن يكون المراد إلا ماشاء الله أن تنسي ثم تذكر بعد ذلك كماروي أنه ص نسي في الصلاة آية أو يكون المراد بالإنساء النسخ أو يكون المراد القلة والندرة ويشترط أن لا يكون ذلك القليل من واجبات الشرع بل من الآداب والسنن انتهي
1-يب ،[تهذيب الأحكام ] الحُسَينُ بنُ سَعِيدٍ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن جَمِيلٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن رَجُلٍ صَلّي رَكعَتَينِ ثُمّ قَامَ فَذَهَبَ فِي حَاجَتِهِ قَالَ يَستَقبِلُ الصّلَاةَ قُلتُ فِيمَا يرَويِ النّاسُ فَذَكَرَ لَهُ حَدِيثَ ذيِ الشّمَالَينِ فَقَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص لَم يَبرَح مِن مَكَانِهِ وَ لَو بَرِحَ استَقبَلَ
2-يب ،[تهذيب الأحكام ] الحُسَينُ بنُ سَعِيدٍ عَن فَضَالَةَ عَنِ الحُسَينِ بنِ عُثمَانَ عَن سَمَاعَةَ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن رَجُلٍ صَلّي رَكعَتَينِ ثُمّ قَامَ فَذَهَبَ فِي حَاجَتِهِ قَالَ يَستَقبِلُ الصّلَاةَ قُلتُ فَمَا بَالُ رَسُولِ اللّهِص لَم يَستَقبِل حِينَ صَلّي رَكعَتَينِ فَقَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص لَم يَنفَتِل مِن مَوضِعِهِ
3-يب ،[تهذيب الأحكام ]سَعدٌ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن جَعفَرِ بنِ بَشِيرٍ عَنِ الحَارِثِ بنِ المُغِيرَةِ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع إِنّا صَلّينَا المَغرِبَ فَسَهَا الإِمَامُ فَسَلّمَ فِي الرّكعَتَينِ فَأَعَدنَا الصّلَاةَ فَقَالَ لِمَ أَعَدتُم أَ لَيسَ قَدِ انصَرَفَ رَسُولُ اللّهِص فِي الرّكعَتَينِ فَأَتَمّ بِرَكعَتَينِ أَ لَا أَتمَمتُم
صفحه : 101
4-يب ،[تهذيب الأحكام ]سَعدٌ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن فَضَالَةَ عَن سَيفِ بنِ عَمِيرَةَ عَنِ الحضَرمَيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص سَهَا فَسَلّمَ فِي رَكعَتَينِ ثُمّ ذَكَرَ حَدِيثَ ذيِ الشّمَالَينِ فَقَالَ ثُمّ قَامَ فَأَضَافَ إِلَيهَا رَكعَتَينِ
5-يب ،[تهذيب الأحكام ]سَعدٌ عَن أَبِي الجَوزَاءِ عَنِ الحُسَينِ بنِ عُلوَانَ عَن عَمرِو بنِ خَالِدٍ عَن زَيدِ بنِ عَلِيّ عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ صَلّي بِنَا رَسُولُ اللّهِص الظّهرَ خَمسَ رَكَعَاتٍ ثُمّ انفَتَلَ فَقَالَ لَهُ بَعضُ القَومِ يَا رَسُولَ اللّهِ هَل زِيدَ فِي الصّلَاةِ شَيءٌ فَقَالَ وَ مَا ذَاكَ قَالَ صَلّيتَ بِنَا خَمسَ رَكَعَاتٍ قَالَ فَاستَقبَلَ القِبلَةَ وَ كَبّرَ وَ هُوَ جَالِسٌ ثُمّ سَجَدَ سَجدَتَينِ لَيسَ فِيهِمَا قِرَاءَةٌ وَ لَا رُكُوعٌ ثُمّ سَلّمَ وَ كَانَ يَقُولُ هُمَا المُرغِمَتَانِ
6-يب ،[تهذيب الأحكام ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ فَضّالٍ عَن أَبِي جَمِيلَةَ عَن زَيدٍ الشّحّامِ قَالَ قَالَ إِنّ نبَيِّ اللّهِ صَلّي بِالنّاسِ رَكعَتَينِ ثُمّ نسَيَِ حَتّي انصَرَفَ فَقَالَ لَهُ ذُو الشّمَالَينِ يَا رَسُولَ اللّهِ أَ حَدَثَ فِي الصّلَاةِ شَيءٌ فَقَالَ أَيّهَا النّاسُ أَ صَدَقَ ذُو الشّمَالَينِ فَقَالُوا نَعَم لَم تُصَلّ إِلّا رَكعَتَينِ فَقَامَ فَأَتَمّ مَا بقَيَِ مِن صَلَاتِهِ
7-يب ،[تهذيب الأحكام ] مُحَمّدُ بنُ أَحمَدَ بنِ يَحيَي عَن مُوسَي بنِ عُمَرَ بنِ يَزِيدَ عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَن أَبِي سَعِيدٍ القَمّاطِ قَالَ سَمِعتُ رَجُلًا يَسأَلُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن رَجُلٍ وَجَدَ غَمزاً فِي بَطنِهِ أَو أَذًي وَ سَاقَهُ إِلَي أَن قَالَ ع كُلّ ذَلِكَ وَاسِعٌ إِنّمَا هُوَ بِمَنزِلَةِ رَجُلٍ سَهَا فَانصَرَفَ فِي رَكعَةٍ أَو رَكعَتَينِ أَو ثَلَاثٍ مِنَ المَكتُوبَةِ فَإِنّمَا عَلَيهِ أَن يبَنيَِ عَلَي صَلَاتِهِ ثُمّ ذَكَرَ سَهوَ النّبِيّص
صفحه : 102
8-يب ،[تهذيب الأحكام ] مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ بنِ مَحبُوبٍ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ مَحبُوبٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ بُكَيرٍ عَن زُرَارَةَ قَالَ سَأَلتُ أَبَا جَعفَرٍ ع هَل سَجَدَ رَسُولُ اللّهِص سجَدتَيَِ السّهوِ قَطّ فَقَالَ لَا وَ لَا سَجَدَهُمَا فَقِيهٌ
أقول قال الشيخ رحمه الله في التهذيب بعدإيراد هذاالخبر ألذي أفتي به ماتضمنه هذاالخبر فأما الأخبار التي قدمناها من أن النبي ص سها فسجد فإنها موافقة للعامة وإنما ذكرناها لأن مايتضمنه من الأحكام معمول بها علي مابيناه . و قال رحمه الله في مقام آخر في الجمع بين الأخبار مع أن في الحديثين الأولين مايمنع من التعلق بهما و هوحديث ذي الشمالين وسهو النبي ص و هذامما تمنع العقول منه . و قال رحمه الله في الإستبصار بعدذكر خبرين من الأخبار السابقة مع أن في الحديثين مايمنع من التعلق بهما و هوحديث ذي الشمالين وسهو النبي ص و ذلك مما يمنع منه الأدلة القاطعة في أنه لايجوز عليه السهو والغلط. و قال الصدوق رحمه الله في الفقيه إن الغلاة والمفوضة لعنهم الله ينكرون سهو النبي ص ويقولون لوجاز أن يسهوص في الصلاة جاز أن يسهو في التبليغ لأن الصلاة عليه فريضة كما أن التبليغ عليه فريضة و هذا لايلزمنا و ذلك لأن جميع الأحوال المشتركة يقع علي النبي ص فيها مايقع علي غيره و هومتعبد بالصلاة كغيره ممن ليس بنبي و ليس كل من سواه بنبي كهو فالحالة التي اختص بهاهي النبوة والتبليغ من شرائطها و لايجوز أن يقع عليه في التبليغ مايقع في الصلاة
صفحه : 103
لأنها عبادة مخصوصة والصلاة عبادة مشتركة و بهايثبت له العبودية وبإثبات النوم له عن خدمة ربه عز و جل من غيرإرادة له وقصد منه إليه نفي الربوبية عنه لأن ألذي لا تَأخُذُهُ سِنَةٌ وَ لا نَومٌ هو الله الحي القيوم و ليس سهو النبي ص كسهونا لأن سهوه من الله عز و جل وإنما أسهاه ليعلم أنه بشر مخلوق فلايتخذ ربا معبودا دونه وليعلم الناس بسهوه حكم السهو متي سهوا وسهونا من الشيطان و ليس للشيطان علي النبي ص والأئمة ع سلطان إِنّما سُلطانُهُ عَلَي الّذِينَ يَتَوَلّونَهُ وَ الّذِينَ هُم بِهِ مُشرِكُونَ و علي من تبعه من الغاوين و يقول الدافعون لسهو النبي إنه لم يكن في الصحابة من يقال له ذو اليدين وإنه لاأصل للرجل و لاللخبر وكذبوا لأن الرجل معروف و هو أبو محمدعمير بن عبدعمر المعروف بذي اليدين فقد نقل عنه المخالف والموافق و قدأخرجت عنه أخبارا في كتاب وصف قتال القاسطين بصفين و كان شيخنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد يقول أول درجة من الغلو نفي السهو عن النبي ص و لوجاز أن يرد الأخبار الواردة في هذاالمعني لجاز أن يرد جميع الأخبار و في ردها إبطال الدين والشريعة و أناأحتسب الأجر في تصنيف كتاب منفرد في إثبات سهو النبي ص والرد علي منكريه إن شاء الله
9-كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَن سَمَاعَةَ بنِ مِهرَانَ قَالَسَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ نسَيَِ أَن يصُلَيَّ الصّبحَ حَتّي طَلَعَتِ الشّمسُ قَالَ يُصَلّيهَا حِينَ يَذكُرُهَا فَإِنّ رَسُولَ اللّهِص رَقَدَ عَن صَلَاةِ الفَجرِ حَتّي طَلَعَتِ الشّمسُ ثُمّ صَلّاهَا حِينَ
صفحه : 104
استَيقَظَ وَ لَكِنّهُ تَنَحّي عَن مَكَانِهِ ذَلِكَ ثُمّ صَلّي
10-كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ النّعمَانِ عَن سَعِيدٍ الأَعرَجِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ نَامَ رَسُولُ اللّهِص عَنِ الصّبحِ وَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَنَامَهُ حَتّي طَلَعَتِ الشّمسُ عَلَيهِ وَ كَانَ ذَلِكَ رَحمَةً مِن رَبّكَ لِلنّاسِ أَ لَا تَرَي لَو أَنّ رَجُلًا نَامَ حَتّي طَلَعَتِ الشّمسُ لَعَيّرَهُ النّاسُ وَ قَالُوا لَا تَتَوَرّعُ لِصَلَاتِكَ فَصَارَت أُسوَةً وَ سُنّةً فَإِن قَالَ رَجُلٌ لِرَجُلٍ نِمتَ عَنِ الصّلَاةِ قَالَ قَد نَامَ رَسُولُ اللّهِص فَصَارَت أُسوَةً وَ رَحمَةً رَحِمَ اللّهُ سُبحَانَهُ بِهَا هَذِهِ الأُمّةَ
11-كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَن سَمَاعَةَ بنِ مِهرَانَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَن حَفِظَ سَهوَهُ فَأَتَمّهُ فَلَيسَ عَلَيهِ سَجدَتَا السّهوِ فَإِنّ رَسُولَ اللّهِص صَلّي بِالنّاسِ الظّهرَ رَكعَتَينِ ثُمّ سَهَا فَسَلّمَ فَقَالَ لَهُ ذُو الشّمَالَينِ يَا رَسُولَ اللّهِ أَ نَزَلَ فِي الصّلَاةِ شَيءٌ فَقَالَ وَ مَا ذَلِكَ فَقَالَ إِنّمَا صَلّيتَ رَكعَتَينِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أَ تَقُولُونَ مِثلَ قَولِهِ قَالُوا نَعَم فَقَامَ رَسُولُ اللّهِص فَأَتَمّ بِهِمُ الصّلَاةَ وَ سَجَدَ بِهِم سجَدتَيَِ السّهوِ قَالَ قُلتُ أَ رَأَيتَ مَن صَلّي رَكعَتَينِ وَ ظَنّ أَنّهُمَا أَربَعاً فَسَلّمَ وَ انصَرَفَ ثُمّ ذَكَرَ بَعدَ مَا ذَهَبَ أَنّهُ إِنّمَا صَلّي رَكعَتَينِ قَالَ يَستَقبِلُ الصّلَاةَ مِن أَوّلِهَا قَالَ قُلتُ فَمَا بَالُ رَسُولِ اللّهِص لَم يَستَقبِلِ الصّلَاةَ وَ إِنّمَا أَتَمّ بِهِم مَا بقَيَِ مِن صَلَاتِهِ فَقَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص لَم يَبرَح مِن مَجلِسِهِ فَإِن كَانَ لَم يَبرَح مِن مَجلِسِهِ فَليُتِمّ مَا نَقَصَ مِن صَلَاتِهِ إِذَا كَانَ قَد حَفِظَ الرّكعَتَينِ الأَوّلَتَينِ
صفحه : 105
يب ،[تهذيب الأحكام ] الحُسَينُ بنُ سَعِيدٍ عَنِ الحَسَنِ عَن ذُرعَةَ عَن سَمَاعَةَ مِثلَهُ
12-كا،[الكافي]العِدّةُ عَنِ البرَقيِّ عَن مَنصُورِ بنِ العَبّاسِ عَن عَمرِو بنِ سَعِيدٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ صَدَقَةَ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ الحَسَنِ الأَوّلِ ع أَ سَلّمَ رَسُولُ اللّهِص فِي الرّكعَتَينِ الأَوّلَتَينِ فَقَالَ نَعَم قُلتُ وَ حَالُهُ حَالُهُ قَالَ إِنّمَا أَرَادَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَن يُفَقّهَهُم
13-كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَنِ ابنِ عِيسَي عَن عَلِيّ بنِ النّعمَانِ عَن سَعِيدٍ الأَعرَجِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ صَلّي رَسُولُ اللّهِص ثُمّ سَلّمَ فِي رَكعَتَينِ فَسَأَلَهُ مَن خَلفَهُ يَا رَسُولَ اللّهِص أَ حَدَثَ فِي الصّلَاةِ شَيءٌ قَالَ وَ مَا ذَاكَ قَالُوا إِنّمَا صَلّيتَ رَكعَتَينِ فَقَالَ أَ كَذَاكَ يَا ذَا اليَدَينِ وَ كَانَ يُدعَي ذَا الشّمَالَينِ فَقَالَ نَعَم فَبَنَي عَلَي صَلَاتِهِ فَأَتَمّ الصّلَاةَ أَربَعاً وَ قَالَ إِنّ اللّهَ هُوَ ألّذِي أَنسَاهُ رَحمَةً لِلأُمّةِ أَ لَا تَرَي لَو أَنّ رَجُلًا صَنَعَ هَذَا لَعُيّرَ وَ قِيلَ مَا تُقبَلُ صَلَاتُكَ فَمَن دَخَلَ عَلَيهِ اليَومَ ذَاكَ قَالَ قَد سَنّ رَسُولُ اللّهِص وَ صَارَت أُسوَةً وَ سَجَدَ سَجدَتَينِ لِمَكَانِ الكَلَامِ
14-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]تَمِيمٌ القرُشَيِّ عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ عَلِيّ الأنَصاَريِّ عَنِ الهرَوَيِّ قَالَ قُلتُ لِلرّضَا ع يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ إِنّ فِي الكُوفَةِ قَوماً يَزعُمُونَ أَنّ النّبِيّص لَم يَقَع عَلَيهِ السّهوُ فِي صَلَاتِهِ فَقَالَ كَذَبُوا لَعَنَهُمُ اللّهُ إِنّ ألّذِي لَا يَسهُو هُوَ اللّهُ لَا إِلَهَ إِلّا هُوَ الخَبَرَ
15-سن ،[المحاسن ] جَعفَرُ بنُ مُحَمّدِ بنِ الأَشعَثِ عَنِ ابنِ القَدّاحِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ عَلَيهِمُ السّلَامُ قَالَصَلّي النّبِيّص صَلَاةً وَ جَهَرَ فِيهَا بِالقِرَاءَةِ فَلَمّا انصَرَفَ قَالَ لِأَصحَابِهِ هَل أَسقَطتُ شَيئاً فِي القُرآنِ قَالَ فَسَكَتَ القَومُ فَقَالَ النّبِيّص أَ فِيكُم أُبَيّ بنُ كَعبٍ فَقَالُوا نَعَم فَقَالَ هَل أَسقَطتُ فِيهَا بشِيَءٍ قَالَ نَعَم يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّهُ كَانَ كَذَا وَ كَذَا فَغَضِبَص ثُمّ قَالَ مَا بَالُ أَقوَامٍ يُتلَي عَلَيهِم كِتَابُ اللّهِ فَلَا يَدرُونَ مَا يُتلَي عَلَيهِم
صفحه : 106
مِنهُ وَ لَا مَا يُترَكُ هَكَذَا هَلَكَت بَنُو إِسرَائِيلَ حَضَرَت أَبدَانُهُم وَ غَابَت قُلُوبُهُم وَ لَا يَقبَلُ اللّهُ صَلَاةَ عَبدٍ لَا يَحضُرُ قَلبُهُ مَعَ بَدَنِهِ
بيان أقول في هذاالحديث مع ضعف سنده إشكال من حيث اشتماله علي التعيير بأمر مشترك إلا أن يقال إنه ص إنما فعل ذلك عمدا لينبههم علي غفلتهم و كان ذلك لجواز الاكتفاء ببعض السورة كماذهب إليه كثير من أصحابنا أولأن الله تعالي أمره بذلك في خصوص تلك الصلاة لتلك المصلحة والقرينة عليه ابتداؤه ص بالسؤال أويقال إنما كان الاعتراض علي اتفاقهم علي الغفلة واستمرارهم عليها
16-ير،[بصائر الدرجات ] الحُسَينُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ المُعَلّي عَن عَبدِ اللّهِ بنِ إِدرِيسَ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَنِ المُفَضّلِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ يَا مُفَضّلُ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي جَعَلَ للِنبّيِّص خَمسَةَ أَروَاحٍ رُوحَ الحَيَاةِ فِيهِ دَبّ وَ دَرَجَ وَ رُوحَ القُوّةِ فِيهِ نَهَضَ وَ جَاهَدَ وَ رُوحَ الشّهوَةِ فِيهِ أَكَلَ وَ شَرِبَ وَ أَتَي النّسَاءَ مِنَ الحَلَالِ وَ رُوحَ الإِيمَانِ فِيهِ أَمَرَ وَ عَدَلَ وَ رُوحَ القُدُسِ فِيهِ حَمَلَ النّبُوّةَ فَإِذَا قُبِضَ النّبِيّص انتَقَلَ رُوحُ القُدُسِ فَصَارَ فِي الإِمَامِ وَ رُوحُ القُدُسِ لَا يَنَامُ وَ لَا يَغفُلُ وَ لَا يَلهُو وَ لَا يَسهُو وَ الأَربَعَةُ الأَروَاحِ تَنَامُ وَ تَلهُو وَ تَغفُلُ وَ تَسهُو وَ رُوحُ القُدُسِ ثَابِتٌ يَرَي بِهِ مَا فِي شَرقِ الأَرضِ وَ غَربِهَا وَ بَرّهَا وَ بَحرِهَا قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ يَتَنَاوَلُ الإِمَامُ مَا بِبَغدَادَ بِيَدِهِ قَالَ نَعَم وَ مَا دُونَ العَرشِ
ختص ،[الإختصاص ]سعد عن إسماعيل بن محمدالبصري عن عبد الله بن إدريس مثله أقول سيأتي أخبار كثيرة في أن روح القدس لايلهو و لايسهو و لايلعب
17-يه ،[ من لايحضر الفقيه ] الحَسَنُ بنُ مَحبُوبٍ عَنِ الربّاَطيِّ عَن سَعِيدٍ الأَعرَجِ قَالَسَمِعتُ
صفحه : 107
أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي أَنَامَ رَسُولَ اللّهِص عَن صَلَاةِ الفَجرِ حَتّي طَلَعَتِ الشّمسُ ثُمّ قَامَ فَبَدَأَ فَصَلّي الرّكعَتَينِ اللّتَينِ قَبلَ الفَجرِ ثُمّ صَلّي الفَجرَ وَ أَسهَاهُ فِي صَلَاتِهِ فَسَلّمَ فِي الرّكعَتَينِ ثُمّ وَصَفَ مَا قَالَهُ ذُو الشّمَالَينِ وَ إِنّمَا فَعَلَ ذَلِكَ بِهِ رَحمَةً لِهَذِهِ الأُمّةِ لِئَلّا يُعَيّرَ الرّجُلُ المُسلِمُ إِذَا هُوَ نَامَ عَن صَلَاتِهِ أَو سَهَا فِيهَا فَقَالَ قَد أَصَابَ ذَلِكَ رَسُولَ اللّهِص
أقول قال الشهيد رحمه الله في الذكري رَوَي زُرَارَةُ فِي الصّحِيحِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا دَخَلَ وَقتُ صَلَاةٍ مَكتُوبَةٍ فَلَا صَلَاةَ نَافِلَةً حَتّي يُبدَأَ بِالمَكتُوبَةِ قَالَ فَقَدِمتُ الكُوفَةَ فَأَخبَرتُ الحَكَمَ بنَ عُتَيبَةَ وَ أَصحَابَهُ فَقَبِلُوا ذَلِكَ منِيّ فَلَمّا كَانَ فِي القَابِلِ لَقِيتُ أَبَا جَعفَرٍ ع فحَدَثّنَيِ أَنّ رَسُولَ اللّهِص عَرّسَ فِي بَعضِ أَسفَارِهِ وَ قَالَ مَن يَكلَؤُنَا فَقَالَ بِلَالٌ أَنَا فَنَامَ بِلَالٌ وَ نَامُوا حَتّي طَلَعَتِ الشّمسُ فَقَالَ يَا بِلَالُ مَا أَرقَدَكَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ أَخَذَ بنِفَسيَِ ألّذِي أَخَذَ بِأَنفَاسِكُم فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص قُومُوا فَتَحَوّلُوا عَن مَكَانِكُمُ ألّذِي أَصَابَكُم فِيهِ الغَفلَةُ وَ قَالَ يَا بِلَالُ أَذّن فَأَذّنَ فَصَلّي رَسُولُ اللّهِ ركَعتَيَِ الفَجرِ وَ أَمَرَ أَصحَابَهُ فَصَلّوا ركَعتَيَِ الفَجرِ ثُمّ قَامَ فَصَلّي بِهِمُ الصّبحَ ثُمّ قَالَ مَن نسَيَِ شَيئاً مِنَ الصّلَاةِ فَليُصَلّهَا إِذَا ذَكَرَهَا فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُوَ أَقِمِ الصّلاةَ لذِكِريِ قَالَ زُرَارَةُ فَحَمَلتُ الحَدِيثَ إِلَي الحَكَمِ وَ أَصحَابِهِ فَقَالَ نَقَضتَ حَدِيثَكَ الأَوّلَ فَقَدِمتُ عَلَي أَبِي جَعفَرٍ ع فَأَخبَرتُهُ بِمَا قَالَ القَومُ فَقَالَ يَا زُرَارَةُ أَلّا أَخبَرتَهُم أَنّهُ قَد فَاتَ الوَقتَانِ جَمِيعاً وَ أَنّ ذَلِكَ كَانَ قَضَاءً مِن رَسُولِ اللّهِص
ثم قال الشهيد رحمه الله و لم أقف علي راد لهذا الخبر من حيث توهم القدح في العصمة
وَ قَد رَوَي العَامّةُ عَن أَبِي قَتَادَةَ وَ جَمَاعَةٍ مِنَ الصّحَابَةِ فِي هَذِهِ الصّورَةِ أَنّ النّبِيّص أَمَرَ بِلَالًا فَأَذّنَ فَصَلّي ركَعتَيَِ الفَجرِ ثُمّ أَمَرَهُ فَأَقَامَ فَصَلّي صَلَاةَ الفَجرِ انتَهَي
.
صفحه : 108
و قال شيخنا البهائي قدس الله روحه بعدنقل هذاالخبر وخبر ابن سنان وربما يظن تطرق الضعف إليهما لتضمنهما لمايوهم القدح في العصمة لكن قال شيخنا في الذكري إنه لم يطلع علي راد لهما من هذه الجهة و هويعطي تجويز الأصحاب صدور ذلك وأمثاله عن المعصوم وللنظر فيه مجال واسع انتهي تبيين اعلم بعد ماأحطت خبرا بما أسلفناه من الأخبار والأقوال أنا قدقدمنا القول في عصمة الأنبياء صلوات الله عليهم في كتاب النبوة وذكرت هناك أن أصحابنا الإمامية أجمعوا علي عصمة الأنبياء والأئمة صلوات الله عليهم من الذنوب الصغيرة والكبيرة عمدا وخطأ ونسيانا قبل النبوة والإمامة وبعدهما بل من وقت ولادتهم إلي أن يلقوا الله سبحانه و لم يخالف فيه إلاالصدوق محمد بن بابويه وشيخه ابن الوليد قدس الله روحهما فجوزا الإسهاء من الله تعالي لاالسهو ألذي يكون من الشيطان ولعل خروجهما لايخل بالإجماع لكونهما معروفي النسب و أماالسهو في غير مايتعلق بالواجبات والمحرمات كالمباحات والمكروهات فظاهر أكثر أصحابنا أيضا الإجماع علي عدم صدوره عنهم ويدل علي جملة ذلك كونه سببا لتنفير الخلق منهم و لماعرفت من بعض الآيات والأخبار في ذلك لاسيما في أقوالهم ع لقوله تعالي وَ ما يَنطِقُ عَنِ الهَوي إِن هُوَ إِلّا وحَيٌ يُوحي و قوله تعالي إِن أَتّبِعُ إِلّا ما يُوحي إلِيَّ ولعموم مادل علي التأسي بهم ع في جميع أقوالهم وأفعالهم و ماورد في وجوب متابعتهم و في الخبر المشهور عن الرضا ع في وصف الإمام فهو معصوم مؤيد موفق مسدد قدأمن من الخطإ والزلل والعثار
وَ سيَأَتيِ فِي تَفسِيرِ النعّماَنيِّ فِي كِتَابِ القُرآنِ بِإِسنَادِهِ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ جَابِرٍ عَنِ الصّادِقِ ع عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فِي بَيَانِ صِفَاتِ الإِمَامِ قَالَفَمِنهَا أَن يُعلَمَ الإِمَامُ المتُوَلَيّ عَلَيهِ أَنّهُ مَعصُومٌ مِنَ الذّنُوبِ كُلّهَا صَغِيرِهَا وَ كَبِيرِهَا لَا
صفحه : 109
يَزِلّ فِي الفُتيَا وَ لَا يُخطِئُ فِي الجَوَابِ وَ لَا يَسهُو وَ لَا يَنسَي وَ لَا يَلهُو بشِيَءٍ مِن أَمرِ الدّنيَا وَ سَاقَ الحَدِيثَ الطّوِيلَ إِلَي أَن قَالَ وَ عَدَلُوا عَن أَخذِ الأَحكَامِ مِن أَهلِهَا مِمّن فَرَضَ اللّهُ طَاعَتَهُم مِمّن لَا يَزِلّ وَ لَا يُخطِئُ وَ لَا يَنسَي
وغيرها من الأخبار الدالة بفحاويها علي تنزههم عنها وكيف يسهو في صلاته من كان يري من خلفه كمايري من بين يديه و لم يغير النوم منه شيئا ويعلم مايقع في شرق الأرض وغربها و يكون استغراقه في الصلاة بحيث لايشعر بسقوط الرداء عنه و لا مايقع عليه . و قال المحقق الطوسي رحمه الله في التجريد ويجب في النبي ص العصمة ليحصل الوثوق فيحصل الغرض ولوجوب متابعته وضدها وللإنكار عليه وكمال العقل والذكاء والفطنة وقوة الرأي وعدم السهو وكلما ينفر عنه من دناءة الآباء وعهر الأمهات والفظاظة والغلظ والأبنة وشبهها والأكل علي الطريق وشبهه . و قال العلامة الحلي قدس الله روحه في شرح الكلام الأخير أي يجب في النبي كمال العقل و هوظاهر و أن يكون في غاية الذكاء والفطنة وقوة الرأي بحيث لا يكون ضعيف الرأي مترددا في الأمور متحيرا لأن ذلك من أعظم المنفرات عنه و أن لايصح عليه السهو لئلا يسهو عن بعض ماأمر بتبليغه و أن يكون منزها عن دناءة الآباء وعهر الأمهات لأن ذلك منفر عنه و أن يكون منزها عن الفظاظة والغلظة لئلا تحصل النفرة عنه و أن يكون منزها عن الأمراض المنفرة نحو الأبنة وسلس الريح والجذام والبرص و عن كثير من المباحات الصارفة عن القبول منه القادحة في تعظيمه نحو الأكل علي الطريق و غير ذلك لأن كل ذلك مما ينفر عنه فيكون منافيا للغرض من البعثة انتهي .
صفحه : 110
و قال المحقق رحمه الله في النافع والحق رفع منصب الإمامة عن السهو في العبادة. و قال الشيخ المفيد نور الله ضريحه فيما وصل إلينا من شرحه علي عقائد الصدوق رضي الله عنه فأما نص أبي جعفررحمه الله بالغلو علي من نسب مشايخ القميين وعلمائهم إلي التقصير فليس نسبة هؤلاء القوم إلي التقصير علامة علي غلو الناس إذا و في جملة المشار إليهم بالشيخوخية والعلم من كان مقصرا وإنما يجب الحكم بالغلو علي من نسب المحققين إلي التقصير سواء كانوا من أهل قم أوغيرها من البلاد وسائر الناس و قدسمعنا حكاية ظاهرة عن أبي جعفر محمد بن الحسن بن الوليد رحمه الله لم نجد لها دافعا في التقصير وهي ماحكي عنه أنه قال أول درجة في الغلو نفي السهو عن النبي ص والإمام ع فإن صحت هذه الحكاية عنه فهو مقصر مع أنه من علماء القميين ومشيختهم انتهي كلامه زاد الله إكرامه . و قال العلامة رحمه الله في المنتهي في مسألة التكبير في سجدتي السهو احتج المخالف بما
رَوَاهُ أَبُو هُرَيرَةَ عَنِ النّبِيّص قَالَ ثُمّ كَبّرَ وَ سَجَدَ
والجواب هذاالحديث عندنا باطل لاستحالة السهو علي النبي ص . و قال في مسألة أخري قال الشيخ وقول مالك باطل لاستحالة السهو علي النبي ص . و قال الشهيد رحمه الله في الذكري وخبر ذي اليدين متروك بين الإمامية لقيام الدليل العقلي علي عصمة النبي ص عن السهو لم يصر إلي ذلك غير ابن بابويه .
صفحه : 111
فإذاعرفت ذلك فلنتكلم فيما تقدم من الأخبار فإنها مع كثرتها مشتملة علي سهو النبي ص فحملها الأكثر علي التقية لاشتهارها بين العامة وبعضهم طرحها لاختلافها ومخالفتها لأصول المذهب من حيث ترك النبي ص الصلاة الواجبة و إن كان سهوا وإخباره بالكذب في قوله كل ذلك لم يكن علي مارواه المخالفون وعدم الإعادة مع التكلم فيهاعمدا و في بعضها مع الاستدبار علي مارووه ولمخالفتها لموثقة
ابنِ بُكَيرٍ أَنّ النّبِيّص لَم يَسجُد لِلسّهوِ قَطّ
وحملها علي أنه ص إنما فعل ذلك عمدا بأمره تعالي لتعليم الأمة أولبعض المصالح بعيد وكذا حمل الكلام علي الإشارة أبعد. قال العلامة رحمه الله في المنتهي والتذكرة بعدإيراد الخبر ألذي رواه المخالفون عن أبي هريرة في قضية ذي اليدين والجواب أن هذاالحديث مردود من وجوه .أحدها أنه يتضمن إثبات السهو في حق النبي ص و هومحال عقلا و قدبينا في كتب الكلام .الثاني أن أباهريرة أسلم بعد أن مات ذو اليدين بسنتين فإن ذا اليدين قتل يوم بدر و ذلك بعدالهجرة بسنتين وأسلم أبوهريرة بعدالهجرة بسبع سنين واعترض علي هذابأن ألذي قتل يوم بدر ذو الشمالين واسمه عبد بن عمرو بن نضلة الخزاعي
صفحه : 112
وذو اليدين عاش بعدوفاة النبي ص ومات في أيام معاوية وقبره بذي خشب واسمه الخرباق والدليل عليه أن عمران بن حصين روي هذاالحديث فقال فيه فقام الخرباق فقال أقصرت الصلاة أم نسيت يا رسول الله . وأجيب بأن الأوزاعي روي فقال فقام ذو الشمالين فقال أقصرت الصلاة أم نسيت يا رسول الله وذو الشمالين قتل يوم بدر لامحالة وروي الأصحاب أن ذا اليدين كان يقال له ذو الشمالين رواه سعيد الأعرج عن أبي عبد الله ع .
الثّالِثُ أَنّهُ روُيَِ فِي هَذَا الخَبَرِ أَنّ ذَا اليَدَينِ قَالَ أَ قَصُرَتِ الصّلَاةُ أَم نَسِيتَ يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ كُلّ ذَلِكَ لَم يَكُن
وَ روُيَِ أَنّهُص قَالَ إِنّمَا السّهوُ لَكُم
وَ روُيَِ أَنّهُ قَالَ لَم أَنسَ وَ لَم تَقصُرِ الصّلَاةُ
وَ رَوَي الحُسَينُ بنُ مَسعُودٍ مِن عُلَمَاءِ المُخَالِفِينَ فِي شَرحِ السّنّةِ،بِإِسنَادِهِ عَن دَاوُدَ بنِ الحُصَينِ عَن أَبِي سُفيَانَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا هُرَيرَةَ يَقُولُ صَلّي رَسُولُ اللّهِص صَلَاةَ العَصرِ فَسَلّمَ فِي رَكعَتَينِ فَقَامَ ذُو اليَدَينِ فَقَالَ أَ قَصُرَتِ الصّلَاةُ أَم نَسِيتَ يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص كُلّ ذَلِكَ لَم يَكُن فَقَالَ قَد كَانَ بَعضُ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللّهِ فَأَقبَلَ رَسُولُ اللّهِص عَلَي النّاسِ فَقَالَ أَ صَدَقَ ذُو اليَدَينِ فَقَالُوا نَعَم فَأَتَمّ رَسُولُ اللّهِص مَا بقَيَِ مِن صَلَاتِهِ ثُمّ سَجَدَ سَجدَتَينِ وَ هُوَ جَالِسٌ بَعدَ التّسلِيمِ
. ثم قال هذاحديث متفق علي صحته أخرجه مسلم عن قتيبة عن مالك وأخرجاه من طرق عن ابن سيرين عن أبي هريرة.
وَ بِالإِسنَادِ عَنِ ابنِ سِيرِينَ عَن أَبِي هُرَيرَةَ قَالَصَلّي بِنَا رَسُولُ اللّهِص إِحدَي صلَاَتيَِ العشَيِّ قَالَ ابنُ سِيرِينَ قَد سَمّاهَا أَبُو هُرَيرَةَ وَ لَكِن نَسِيتُ أَنَا قَالَ فَصَلّي بِنَا رَكعَتَينِ ثُمّ سَلّمَ فَقَامَ إِلَي خَشَبَةٍ مَعرُوضَةٍ فِي المَسجِدِ فَاتّكَأَ عَلَيهَا كَأَنّهُ غَضبَانُ وَ وَضَعَ يَدَهُ اليُمنَي عَلَي اليُسرَي وَ شَبّكَ بَينَ أَصَابِعِهِ وَ وَضَعَ خَدّهُ الأَيمَنَ عَلَي ظَهرِ كَفّهِ
صفحه : 113
اليُسرَي وَ خَرَجَتِ السّرَعَانُ مِن أَبوَابِ المَسجِدِ فَقَالُوا أَ قَصُرَتِ الصّلَاةُ وَ فِي القَومِ أَبُو بَكرٍ وَ عُمَرُ فَهَابَاهُ أَن يُكَلّمَاهُ وَ فِي القَومِ رَجُلٌ فِي يَدِهِ طُولٌ يُقَالُ لَهُ ذُو اليَدَينِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ أَ نَسِيتَ أَم قَصُرَتِ الصّلَاةُ فَقَالَ لَم أَنسَ وَ لَم تَقصُر فَقَالَ أَ كَمَا قَالَ ذُو اليَدَينِ فَقَالُوا نَعَم فَتَقَدّمَ فَصَلّي مَا تَرَكَ ثُمّ سَلّمَ ثُمّ كَبّرَ وَ سُجُودُهُ مِثلُ سُجُودِهِ أَو أَطوَلُ ثُمّ رَفَعَ رَأسَهُ وَ كَبّرَ ثُمّ كَبّرَ فَرُبّمَا سَأَلُوهُ ثُمّ سَلّمَ فَيَقُولُ نُبّئتُ أَنّ عِمرَانَ بنَ حُصَينٍ قَالَ ثُمّ سَلّمَ
. هذاحديث متفق علي صحته أخرجه مسلم عن عمرو الناقد وغيره عن ابن عيينة عن أيوب عن ابن سيرين . و قوله خرجت السرعان هم المنصرفون عن الصلاة بسرعة واحتج الأوزاعي بهذا الحديث علي أن كلام العمد إذا كان من مصلحة الصلاة لايبطل الصلاة لأن ذا اليدين تكلم عامدا فكلم النبي ص القوم عامدا والقوم أجابوا رسول الله ص بنعم عامدين مع علمهم بأنهم لم يتموا الصلاة و من ذهب إلي أن غيركلام الناسي يبطل الصلاة زعم أن هذا كان قبل تحريم الكلام في الصلاة ثم نسخ و لاوجه لهذا الكلام من حيث إن تحريم الكلام في الصلاة كان بمكة وحدوث هذاالأمر إنما كان بالمدينة لأن راويه أبوهريرة و هومتأخر الإسلام و قدرواه عمران بن حصين وهجرته متأخرة فأما كلام القوم فروي عن ابن سيرين أنهم أومئوا أي نعم و لوصح أنهم قالوا بألسنتهم فكان ذلك جوابا لرسول الله ص وإجابة الرسول لايبطل الصلاة و أماذو اليدين فكلامه كان علي تقدير النسخ وقصر الصلاة و كان الزمان زمان نسخ فكان كلامه علي هذاالتوهم في حكم كلام الناسي وكلام رسول الله ص جري علي أنه أكمل الصلاة فكان في حكم الناسي و قوله لم أنس دليل علي أن من قال ناسيا لم أفعل كذا و كان فعل لايعد كاذبا لأن الخطأ والنسيان عن الإنسان مرفوع . وبسند آخر
عَن عِمرَانَ بنِ حُصَينٍ أَنّ النّبِيّص صَلّي العَصرَ فَسَلّمَ فِي ثَلَاثِ رَكَعَاتٍ ثُمّ دَخَلَ مَنزِلَهُ فَقَامَ إِلَيهِ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ الخِربَاقُ وَ كَانَ فِي يَدِهِ طُولٌ فَقَالَ أَ قَصُرَتِ الصّلَاةُ فَخَرَجَ مُغضَباً يَجُرّ رِدَاءَهُ فَقَالَ أَ صَدَقَ هَذَا قَالُوا نَعَم فَصَلّي رَكعَةً ثُمّ سَلّمَ
صفحه : 114
ثُمّ سَجَدَ سَجدَتَينِ ثُمّ سَلّمَ
و لم يذكروا التشهد و في الحديث دليل علي أن من تحول عن القبلة ساهيا لاإعادة عليه انتهي .أقول لايخفي عليك الاختلاف الواقع بيننا وبينهم في نقل هذاالخبر ففي أكثر أخبارنا أنها كانت صلاة الظهر و في أكثر أخبارهم أنها كانت صلاة العصر و في بعض أخبارهم أنه سلم عن ركعتين و في بعضها أنه سلم عن ثلاث و في بعضها أنه ص دخل منزله و هومتضمن للاستدبار المبطل عندنا مطلقا و في بعضها ماظاهره أنه كان في موضع الصلاة إلي غير ذلك من الاختلافات التي تضعف الاحتجاج بالخبر. و قال الآبي في إكمال الإكمال بعض شروح صحيح مسلم في قوله فقام ذو اليدين و في رواية رجل من بني سليم و في رواية رجل يقال له الخرباق و كان في يده طول و في رواية رجل بسيط اليدين قال صلي بنا رسول الله ص صلاة العصر فسلم في ركعتين فقام ذو اليدين و في رواية صلاة الظهر. قال المحققون هما قضيتان و في حديث عمران بن الحصين وسلم في ثلاث ركعات من العصر فهذه قضية ثالثة في يوم آخر و في قوله كل ذلك لم يكن تأويلان أحدهما لم يكن المجموع و لاينفي وجود أحدهما. والثاني و هوالصواب لم يكن ذاك و لاذا في ظني بل ظني أني أكملت الصلاة أربعا ثم قال و هذايدل علي جواز النسيان في الأفعال والعبادات علي الأنبياء وأنهم لايقرون عليه ونقلوا عن الزهري أن ذا اليدين قتل يوم بدر و أن قصته في الصلاة كانت قبل بدر قالوا و لايمنع من هذاكون أبي هريرة رواه و هومتأخر الإسلام عن بدر لأن الصحابي قديروي ما لايحضره بأن يسمعه من النبي ص أوصحابي آخر. ثم أطال الكلام في ذلك إلي أن قال و أماقولهم إن ذا اليدين قتل يوم بدر فغلط وإنما المقتول يوم بدر ذو الشمالين ولسنا ندافعهم أن ذا الشمالين قتل يوم بدر لأن ابن إسحاق وغيره من أهل السير ذكروه فيمن قتل يوم بدر قال ابن إسحاق ذو
صفحه : 115
الشمالين هوعمير بن عمرو بن غيشان من خزاعة قال أبوعمرو فذو اليدين غيرذي الشمالين المقتول ببدر بدليل حضور أبي هريرة و ماذكرنا من قصة ذي اليدين أن المتكلم رجل من بني سليم كماذكره مسلم و في رواية ابن الحصين اسمه الخرباق فذو اليدين ألذي شهد السهو سلمي وذو اليدين المقتول ببدر خزاعي يخالفه في الاسم والنسب .انتهي و قال القاضي عياض في كتاب الشفاء اعلم أن الطواري من التغييرات والآفات علي آحاد البشر لاتخلو أن تطرأ علي جسمه أو علي حواسه بغير قصد واختيار كالأمراض والأسقام أوبقصد واختيار وكله في الحقيقة عمل وفعل ولكن جري رسم المشايخ بتفصيله إلي ثلاثة أنواع عقد بالقلب وقول باللسان وعمل بالجوارح وجميع البشر تطرأ عليهم الآفات والتغييرات بالاختيار وبغير الاختيار في هذه الوجوه كلها و النبي ص و إن كان من البشر ويجوز علي جبلته ص مايجوز علي جبلة البشر فقد قامت البراهين القاطعة وتمت كلمة الإجماع علي خروجه عنهم وتنزيهه عن كثير من الآفات التي تقع علي الاختيار و علي غيرالاختيار فأما حكم عقد قلب النبي ص من وقت نبوته فاعلم أن ماتعلق منه بطريق التوحيد والعلم بالله وصفاته والإيمان به وبما أوحي إليه فعلي غاية المعرفة ووضوح العلم واليقين والانتفاء عن الجهل بشيء من ذلك أوالشك أوالريب فيه والعصمة من كل مايضاد المعرفة بذلك واليقين هذا ماوقع عليه إجماع المسلمين و لايصح بالبراهين الواضحة أن يكون في عقود الأنبياء سواه . و أماعصمتهم من هذاالفن قبل النبوة فللناس فيه خلاف والصواب أنهم معصومون قبل النبوة من الجهل بالله وصفاته والشك في شيء من ذلك . و أما ماعدا هذاالباب من عقود قلوبهم فجماعها أنها مملوة علما ويقينا علي الجملة وأنها قداحتزت من المعرفة بأمور الدين والدنيا ما لا شيءفوقه واعلم أن الأمة مجمعة علي عصمة النبي ص من الشيطان وكفايته منه لا في جسمه بأنواع الأذي
صفحه : 116
و لا علي خاطره بالوساوس . و أماأقواله ص فقامت الدلائل الواضحة بصحة المعجزة علي صدقه وأجمعت الأمة فيما كان طريقه البلاغ أنه معصوم فيه من الإخبار عن شيءمنها بخلاف ما هو به لاقصدا و لاعمدا و لاسهوا وغلطا و أما ما ليس سبيله سبيل البلاغ من الأخبار التي لامستند لها إلي الأحكام و لاأخبار المعاد و لاتضاف إلي وحي بل في أمور الدنيا وأحوال نفسه فالذي يجب تنزيه النبي ص عن أن يقع خبره في شيء من ذلك بخلاف مخبره لاعمدا و لاسهوا و لاغلطا و أنه معصوم من ذلك في حال رضاه و في حال سخطه وجده ومزحه وصحته ومرضه ودليله اتفاق جميع السلف وإجماعهم عليه و ذلك أنانعلم من ديدن الصحابة وعادتهم ومبادرتهم إلي تصديق جميع أحواله والثقة بجميع أخباره في أي باب كانت و عن أي شيءوقعت و أنه لم يكن لهم توقف و لاتردد في شيءمنها و لااستثبات عن حاله عند ذلك هل وقع فيهاسهو أم لا. وأيضا فإن الكذب متي عرف من أحد في شيء من الأخبار بخلاف ما هو علي أي وجه كان استريب بخبره واتهم في حديثه و لم يقع قوله في النفوس موقعا ثم قال والصواب تنزيه النبوة عن قليله وكثيره وسهوه وعمده إذ عمدة النبوة البلاغ والإعلام والتبيين وتجويز شيء من هذاقادح في ذلك مشكك . ثم قال فإن قلت فما معني قوله ص في حديث السهو كل ذلك لم يكن فاعلم أن للعلماء في ذلك أجوبة أما علي القول بتجويز الوهم والغلط فيما ليس طريقه من القول البلاغ و هو ألذي زيفناه فلااعتراض بهذا الحديث وشبهه و أما علي مذهب من يمنع السهو والنسيان في أفعاله جملة ويري أنه في مثل هذاعامد بصورة النسيان ليسن فهو صادق في خبره لأنه لم ينس و لاقصرت و هوقول مرغوب عنه و أما علي إحالة السهو عليه في الأقوال وتجويز السهو عليه فيما ليس طريقه القول ففيه أجوبة.منها أنه ص أخبر عن اعتقاده وضميره أماإنكار القصر فحق وصدق باطنا و
صفحه : 117
ظاهرا و أماالنسيان فأخبرص عن اعتقاده و أنه لم ينس في ظنه فكأنه قصد بهذا الخبر عن ظنه . ومنها أن قوله لم أنس راجع إلي السلم أي إني سلمت قصدا وسهوت عن العدد. ومنها أن المراد لم يجتمع القصر والنسيان بل كان أحدهما ومفهوم اللفظ خلافه . ومنها أن المراد مانسيت ولكن أنسيت كماورد في الحديث لست أنسي ولكن أنسي . ومنها أنه نفي النسيان و هوغفلة وآفة ولكنه سها والسهو إنما هوشغل بال . و أما مايتعلق بالجوارح من الأعمال فأجمع المسلمون علي عصمة الأنبياء ع من الفواحش والكبائر الموبقات و أماالصغائر فجوزها جماعة من السلف وغيرهم علي الأنبياء وذهب طائفة أخري إلي الوقف وذهب طائفة أخري من المحققين من الفقهاء والمتكلمين إلي عصمتهم من الصغائر أيضا و قال بعض أئمتنا و لايجب علي القولين أن يختلف أنهم معصومون عن تكرار الصغائر وكثرتها إذ يلحقها ذلك بالكبائر و لا في صغيرة أدت إلي إزالة الحشمة وأسقطت المروءة وأوجبت الإزراء والخساسة فهذا أيضا مما يعصم عنه الأنبياء إجماعا و قدذهب بعضهم إلي عصمتهم من مواقعة المكروه قصدا. و قداختلف في عصمتهم من المعاصي قبل النبوة فمنعها قوم وجوزها آخرون والصحيح تنزيههم من كل عيب وعصمتهم من كل مايوجب الريب . ثم قال هذاحكم ما يكون المخالفة فيه من الأعمال عن قصد و ما يكون بغير قصد وتعمد كالسهو والنسيان في الوظائف الشرعية فأحوال الأنبياء ع في ترك المؤاخذة به
صفحه : 118
وكونه ليس بمعصية لهم مع أممهم سواء ثم ذلك علي نوعين ماطريقه البلاغ وتعليم الأمة بالفعل و ما هوخارج عن هذامما يختص بنفسه أماالأول فحكمه عندجماعة من العلماء حكم السهو في القول لايجوز طروء المخالفة فيها لاعمدا و لاسهوا واعتذروا عن أحاديث السهو بتوجيهات و إلي هذامال أبوإسحاق وذهب الأكثر من الفقهاء والمتكلمين إلي أن المخالفة في الأفعال البلاغية والأحكام الشرعية سهوا و عن غيرقصد منه جائز عليه كماتقرر من أحاديث السهو في الصلاة وفرقوا بين الأقوال والأفعال في ذلك والقائلون بتجويز ذلك يشترطون أن الرسل لاتقر علي السهو والغلط بل ينبهون عليه ويعرفون حكمه بالفور علي قول بعضهم و هوالصحيح وقبل انقراضهم علي قول الآخرين و أما ما ليس طريقه البلاغ و لابيان الأحكام من أفعاله ص و مايختص به من أمور دينه وأذكار قلبه ما لم يفعله ليتبع فيه فالأكثر من طبقات علماء الأمة علي جواز السهو والغلط فيها علي سبيل الندرة وذهبت طائفة إلي منع السهو والنسيان والغفلات والفترات في حقه ص جملة و هومذهب جماعة المتصوفة وأصحاب علم القلوب والمقامات انتهي ملخص كلامه . و قدبسط القول فيهابما لامزيد عليه وإنما أوردت هذه الكلمات منها لتطلع علي مذاهبهم في العصمة فإذاأحطت خبرا بما تلونا عليك فاعلم أن هذه المسألة في غاية الإشكال لدلالة كثير من الآيات والأخبار علي صدور السهو عنهم ع نحو قوله تعالي وَ لَقَد عَهِدنا إِلي آدَمَ مِن قَبلُ فنَسَيَِ وَ لَم نَجِد لَهُ عَزماً و قوله تعالي وَ اذكُر رَبّكَ إِذا نَسِيتَ و قوله تعالي فَلَمّا بَلَغا مَجمَعَ بَينِهِما نَسِيا حُوتَهُما و قوله فإَنِيّ نَسِيتُ الحُوتَ وَ ما أَنسانِيهُ إِلّا الشّيطانُ أَن أَذكُرَهُ و قوله لا تؤُاخذِنيِ بِما نَسِيتُ
صفحه : 119
و قوله تعالي فَلا تَنسي إِلّا ما شاءَ اللّهُ و ماأسلفنا من الأخبار وغيرها وإطباق الأصحاب إلا ماشذ منهم علي عدم جواز السهو عليهم مع دلالة بعض الآيات والأخبار عليه في الجملة وشهادة بعض الدلائل الكلامية والأصول المبرهنة عليه مع ماعرفت في أخبار السهو من الخلل والاضطراب وقبول الآيات للتأويل و الله يهدي إلي سواء السبيل قال السيد المرتضي قدس الله روحه في كتاب تنزيه الأنبياء فإن قيل مامعني قوله لا تؤُاخذِنيِ بِما نَسِيتُ وعندكم أن النسيان لايجوز علي الأنبياء ع .فأجاب بأن فيه وجوها ثلاثة أحدها أنه أراد النسيان المعروف و ليس ذلك بعجب مع قصر المدة فإن الإنسان ينسي ماقرب زمانه لمايعرض له من شغل القلب و غير ذلك . والوجه الثاني أنه أراد لاتؤاخذني بما تركت ويجري ذلك مجري قوله تعالي وَ لَقَد عَهِدنا إِلي آدَمَ مِن قَبلُ فنَسَيَِ أي ترك وَ قَد روُيَِ هَذَا الوَجهُ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ عَن أُبَيّ بنِ كَعبٍ عَن رَسُولِ اللّهِص قَالَ قَالَ مُوسَي ع لا تؤُاخذِنيِ بِما نَسِيتُ يَقُولُ بِمَا تَرَكتُ مِن عَهدِكَ
. والوجه الثالث أنه أراد لاتؤاخذني بما فعلته مما يشبه النسيان فسماه نسيانا للمشابهة كما قال المؤذن لإخوة يوسف ع إِنّكُم لَسارِقُونَ أي إنكم تشبهون السراق و إذاحملنا هذه اللفظة علي غيرالنسيان الحقيقي فلاسؤال فيها و إذاحملناه علي النسيان في الحقيقة كان الوجه فيه أن النبي ص إنما لايجوز عليه النسيان فيما يؤديه أو في شرعه أو في أمر يقتضي التنفير عنه فأما فيما هوخارج عما ذكرناه فلامانع من النسيان أ لاتري أنه إذانسي أوسها في مأكله أومشربه علي وجه لايستمر
صفحه : 120
و لايتصل فينسب إلي أنه مغفل أن ذلك غيرممتنع انتهي كلامه رحمه الله . ويظهر منه عدم انعقاد الإجماع من الشيعة علي نفي مطلق السهو عن الأنبياء ع و بعد ذلك كله فلامعدل عما عليه المعظم لوثاقة دلائلهم وكونه أنسب بعلو شأن الحجج عليهم السلام ورفعة منازلهم و أماأحاديث النوم عن الصلاة فقد روتها العامة أيضا بطرق كثيرة كما
رَوَاهُ فِي شَرحِ السّنّةِ بِإِسنَادِهِ عَن سَعِيدِ بنِ المُسَيّبِ أَنّ رَسُولَ اللّهِص حِينَ قَفَلَ مِن خَيبَرَ أَسرَي حَتّي إِذَا كَانَ مِن آخِرِ اللّيلِ عَرّسَ وَ قَالَ لِبِلَالٍ اكلَأ لَنَا الصّبحَ وَ نَامَ رَسُولُ اللّهِص وَ أَصحَابُهُ وَ كَلَأَ بِلَالٌ مَا قَدَرَ لَهُ ثُمّ استَنَدَ إِلَي رَاحِلَتِهِ وَ هُوَ مُقَابِلُ الفَجرِ فَغَلَبَتهُ عَينَاهُ فَلَم يَستَيقِظ رَسُولُ اللّهِص وَ لَا بِلَالٌ وَ لَا أَحَدٌ مِنَ الرّكبِ حَتّي ضَرَبَتهُمُ الشّمسُ فَفَزِعَ رَسُولُ اللّهِص فَقَالَ يَا بِلَالُ فَقَالَ بِلَالٌ يَا رَسُولَ اللّهِ أَخَذَ بنِفَسيَِ ألّذِي أَخَذَ بِنَفسِكَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ اقتَادُوا فَبَعَثُوا رَوَاحِلَهُم فَاقتَادُوا شَيئاً ثُمّ أَمَرَ رَسُولُ اللّهِص بِلَالًا فَأَقَامَ الصّلَاةَ فَصَلّي بِهِمُ الصّبحَ ثُمّ قَالَ حِينَ قَضَي الصّلَاةَ مَن نسَيَِ صَلَاةً فَليُصَلّهَا إِذَا ذَكَرَهَا فَإِنّ اللّهَ يَقُولُأَقِمِ الصّلاةَ لذِكِريِ
. ورواه بأسانيد أخري بتغيير ما.أقول و لم أر من قدماء الأصحاب من تعرض لردها إلاشرذمة من المتأخرين ظنوا أنه ينافي العصمة التي ادعوها وظني أن ماادعوه لاينافي هذاإذ الظاهر أن مرادهم العصمة في حال التكليف والتمييز والقدرة و إن كان سهوا و إن كان قبل النبوة والإمامة و إلافظاهر أنهم ع كانوا لايأتون بالصلاة والصوم وسائر العبادات في حال رضاعهم مع أن ترك بعضها من الكبائر ولذا قال المفيد رحمه الله فيما نقلنا عنه منذ أكمل الله عقولهم و هذا لاينافي الأخبار الواردة بأنهم ع كانوا من الكاملين في عالم الذر ويتكلمون في بطون أمهاتهم و عندولادتهم لأن الله تعالي مع أنه أكمل أرواحهم في عالم
صفحه : 121
الذر ويظهر منهم الغرائب في سائر أحوالهم علي وجه الإعجاز جعلهم مشاركين مع سائر الخلق في النمو وحالة الصبا والرضاع والبلوغ و إن كان بلوغهم لكمال عقولهم قبل غيرهم و لم يكلفهم في حال رضاعهم وعدم تمكنهم من المشي والقيام بالصلاة وغيرها فإذاصاروا في حد يتأتي ظاهرا منهم الأفعال والتروك لايصدر منهم معصية فعلا وتركا وعمدا وسهوا وحالة النوم أيضا مثل ذلك و لايشمل السهو تلك الحالة لكن فيه إشكال من جهة ماتقدم من الأخبار وسيأتي أن نومه ص كان كيقظته و كان يعلم في النوم مايعلم في اليقظة فكيف ترك ص الصلاة مع علمه بدخول الوقت وخروجه وكيف عول علي بلال في ذلك مع أنه ما كان يحتاج إلي ذلك فمن هذه الجهة يمكن التوقف في تلك الأخبار مع اشتهار القصة بين المخالفين واحتمال صدورها تقية ويمكن الجواب عن الإشكال بوجوه .الأول أن تكون تلك الحالة في غالب منامه ص و قديغلب الله عليه النوم لمصلحة فلايدري مايقع و يكون في نومه ذلك كسائر الناس كمايشعر به بعض تلك الأخبار.الثاني أن يكون مطلعا علي مايقع لكن لا يكون في تلك الحالة مكلفا بإيقاع العبادات فإن معظم تكاليفهم تابع لتكاليف سائر الخلق فإنهم كانوا يعلمون كفر المنافقين ونجاسة أكثر الخلق وأكثر الأشياء و مايقع عليهم و علي غيرهم من المصائب وغيرها و لم يكونوا مكلفين بالعمل بهذا العلم .الثالث أن يقال كان مأمورا في ذلك الوقت من الله تعالي بترك الصلاة لمصلحة مع علمه بدخول الوقت وخروجه .الرابع أن يقال لاينافي اطلاعه في النوم علي الأمور عدم قدرته علي القيام ما لم تزل عنه تلك الحالة فإن الاطلاع من الروح والنوم من أحوال الجسد. قال القاضي عياض في الشفاء فإن قلت فما تقول في نومه ص عن الصلاة يوم الوادي و قد قال إن عيني تنامان و لاينام قلبي.فاعلم أن للعلماء في ذلك أجوبة.
صفحه : 122
الأول أن المراد بأن هذاحكم قلبه عندنومه وعينيه في غالب الأوقات و قديندر منه غير ذلك كمايندر من غيره خلاف عادته ويصحح هذاالتأويل قوله في الحديث إن الله قبض أرواحنا وقول بلال فيه ماألقيت علي نومة مثلها قط ولكن مثل هذاإنما يكون منه لأمر يريد الله من إثبات حكم وتأسيس سنة وإظهار شرع و كما قال في الحديث الآخر و لوشاء الله لأيقظنا ولكن أراد أن يكون لمن بعدكم . والثاني أن قلبه لايستغرقه النوم حتي يكون منه الحدث فيه لما
روُيَِ أَنّهُ كَانَ يَنَامُ حَتّي يَنفُخَ وَ حَتّي يُسمَعَ غَطِيطُهُ ثُمّ يصُلَيّ وَ لَم يَتَوَضّأ
وقيل لاينام من أجل أنه يوحي إليه في النوم و ليس في قصة الوادي إلانوم عينيه عن رؤية الشمس و ليس هذا من فعل القلب
وَ قَد قَالَ ع إِنّ اللّهَ قَبَضَ أَروَاحَنَا وَ لَو شَاءَ لَرَدّهَا إِلَينَا فِي حِينٍ غَيرِ هَذَا.
فإن قيل فلو لاعادته من استغراق النوم لما قال لبلال اكلأ لنا الصبح .فقيل في الجواب إنه كان من شأنه ص التغليس بالصبح ومراعاة أول الفجر لاتصح ممن نامت عينه إذ هوظاهر يدرك بالجوارح الظاهرة فوكل بلالا بمراعات أوله ليعلم بذلك كما لوشغل بشغل غيرالنوم عن مراعاته انتهي كلامه . و لم نتعرض لما فيه من الخطإ والفساد لظهوره ولنختم هذاالباب بإيراد رسالة وصلت إلينا تنسب إلي الشيخ السديد المفيد أوالسيد النقيب الجليل المرتضي قدس الله روحهما و إلي المفيد أنسب و هذه صورة الرسالة بعينها كماوجدتها.بِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِالحمد لله ألذي اصطفي محمدا لرسالته واختاره علي علم للأداء عنه وفضله علي كافة خليقته وجعله قدوة في الدين وعصمه من الزلات وبرأه من السيئات وحرسه من الشبهات وأكمل له الفضل ورفعه في أعلي الدرجات ص الذين بمودتهم تنم الصالحات . و بعدوقفت أيها الأخ وفقك الله لمياسير الأمور ووقانا وإياك المعسور علي ماكتبت به في معني ماوجدته لبعض مشايخك بسنده إلي الحسن بن محبوب عن الرباطي
صفحه : 123
عن سعيد الأعرج عن أبي عبد الله جعفر بن محمد ع فيما يضاف إلي النبي ص من السهو في الصلاة والنوم عنها حتي خرج وقتها فإن الشيخ ألذي ذكرته زعم أن الغلاة تنكر ذلك وتقول لوجاز أن يسهو في الصلاة لجاز أن يسهو في التبليغ لأن الصلاة فريضة كما أن التبليغ عليه فريضة فرد هذاالقول بأن قال لايلزم من قبل أن جميع الأحوال المشتركة يقع علي النبي ص فيها مايقع علي غيره و هومتعبد بالصلاة كغيره من أمته وساق كلام الصدوق إلي آخره نحوا مما أسلفنا ثم قال وسألت أعزك الله بطاعته أن أثبت لك ماعندي فيما حكيته عن هذا الرجل وأبين عن الحق في معناه وإنا نجيبك إلي ذلك و الله الموفق للصواب .اعلم أن ألذي حكيت عنه ماحكيت مما قدأثبتناه قدتكلف ما ليس من شأنه فأبدي بذلك عن نقصه في العلم وعجزه و لو كان ممن وفق لرشده لماتعرض لما لايحسنه و لا هو من صناعته و لايهتدي إلي معرفته لكن الهوي مرد لصاحبه نعوذ بالله من سلب التوفيق ونسأله العصمة من الضلال ونستهديه في سلوك نهج الحق وواضح الطريق بمنه .الحديث ألذي روته الناصبة والمقلدة من الشيعة أن النبي ص سها في صلاته فسلم في ركعتين ناسيا فلما نبه علي غلطه فيما صنع أضاف إليهما ركعتين ثم سجد سجدتي السهو من أخبار الآحاد التي لاتثمر علما و لاتوجب عملا و من عمل علي شيءمنها فعلي الظن يعتمد في عمله بهادون اليقين و قدنهي الله تعالي عن العمل علي الظن في الدين وحذر من القول فيه بغير علم يقين فقال وَ أَن تَقُولُوا عَلَي اللّهِ ما لا تَعلَمُونَ و قال إِلّا مَن شَهِدَ بِالحَقّ وَ هُم يَعلَمُونَ و قال وَ لا تَقفُ ما لَيسَ لَكَ بِهِ عِلمٌ إِنّ
السّمعَ وَ البَصَرَ وَ الفُؤادَ كُلّ أُولئِكَ كانَ عَنهُ مَسؤُلًا
و قال وَ ما يَتّبِعُ أَكثَرُهُم إِلّا ظَنّا إِنّ الظّنّ لا يغُنيِ مِنَ الحَقّ شَيئاً و قال إِن يَتّبِعُونَ إِلّا الظّنّ وَ إِن هُم إِلّا يَخرُصُونَ وأمثال ذلك في القرآن مما يتضمن الوعيد علي القول في دين الله بغير علم والذم والتهديد لمن عمل فيه بالظن واللوم له علي ذلك و إذا كان الخبر بأن النبي ص سها من أخبار الآحاد التي من عمل عليها كان بالظن عاملا حرم الاعتقاد لصحته و لم يجز القطع به ووجب العدول عنه إلي مايقتضيه اليقين من كماله ص وعصمته وحراسة الله له من الخطاء في عمله والتوفيق له فيما قال وعمل به من شريعته و في هذاالقدر كفاية في إبطال حكم من حكم علي النبي ص بالسهو في صلاته .فصل علي أنهم اختلفوا في الصلاة التي زعموا أنه ص سها فيها فقال بعضهم هي الظهر و قال بعضهم هي العصر و قال بعض آخر منهم بل كانت عشاء الآخرة واختلافهم في الصلاة دليل علي وهن الحديث وحجة في سقوطه ووجوب ترك العمل به واطراحه فصل علي أن في الخبر نفسه مايدل علي اختلافه وَ هُوَ مَا رَوَوهُ مِن أَنّ ذَا اليَدَينِ قَالَ للِنبّيِّص لَمّا سَلّمَ فِي الرّكعَتَينِ الأُولَيَينِ مِنَ الصّلَاةِ الرّبَاعِيّةِ أَ قَصُرَتِ الصّلَاةُ يَا رَسُولَ اللّهِ أَم نَسِيتَ فَقَالَص [ عَلَي] مَا زَعَمَ كُلّ ذَلِكَ لَم يَكُن
فنفي ص أن تكون الصلاة قصرت ونفي أن يكون قدسها فيهافليس يجوز عندنا و عندالحشوية المجيزين عليه السهو أن يكذب النبي ص متعمدا و لاساهيا و إذا كان أخبر أنه لم يسه و كان صادقا في خبره فقد ثبت كذب من أضاف إليه السهو ووضح بطلان دعواه في ذلك بلا ارتياب .فصل و قدتأول بعضهم ماحكوه من قوله كل ذلك لم يكن علي مايخرجه عن الكذب مع سهوه في الصلاة بأن قالوا إنه ص نفي أن يكون وقع الأمران معا
صفحه : 125
يريد أنه لم يجتمع قصر الصلاة والسهو فكان قدحصل أحدهما ووقع . و هذاباطل من وجهين أحدهما أنه لو كان أراد ذلك لم يكن جوابا عن السؤال والجواب عن غيرالسؤال لغو لايجوز وقوعه من النبي ص . والثاني أنه لو كان كماادعوه لكان ص ذاكرا به من غيراشتباه في معناه لأنه قدأحاط علما بأن أحد الشيئين كان دون صاحبه و لو كان كذلك لارتفع السهو ألذي ادعوه وكانت دعواهم باطلة بلا ارتياب و لم يكن أيضا معني لمسألته حين سأل عن قول ذي اليدين وهل هو علي ما قال أو علي غير ما قال لأن هذاالسؤال يدل علي اشتباه الأمر عليه فيما ادعاه ذو اليدين و لايصح وقوع مثله من متيقن لما كان في الحال .فصل ومما يدل علي بطلان الحديث أيضا اختلافهم في جبران الصلاة التي ادعوا السهو فيها والبناء علي مامضي منها والإعادة لها فأهل العراق يقولون إنه أعاد الصلاة لأنه تكلم فيها والكلام في الصلاة يوجب الإعادة عندهم و أهل الحجاز و من مال إلي قولهم يزعمون أنه بني علي مامضي و لم يعد شيئا و لم يقض وسجد لسهوه سجدتين و من تعلق بهذا الحديث من الشيعة يذهب فيه إلي مذهب أهل العراق لأنه تضمن كلام النبي ص في الصلاة عمدا والتفاته عن القبلة إلي من خلفه وسؤاله عن حقيقة ماجري و لايختلف فقهاؤهم في أن ذلك يوجب الإعادة والحديث متضمن أن النبي ص بني علي مامضي و لم يعد و هذاالاختلاف ألذي ذكرناه في هذاالحديث أدل دليل علي بطلانه وأوضح حجة في وضعه واختلاقه .فصل علي أن الرواية له من طريق الخاصة والعامة كالرواية من الطريقين معا أن النبي ص سها في صلاة الفجر و كان قدقرأ في الأولة منهما سورة النجم حتي انتهي إلي قوله أَ فَرَأَيتُمُ اللّاتَ وَ العُزّي وَ مَناةَ الثّالِثَةَ الأُخريفألقي الشيطان علي لسانه تلك الغرانيق العلي و إن شفاعتهن لترتجي ثم نبه علي سهوه فخر ساجدا
صفحه : 126
فسجد المسلمون و كان سجودهم اقتداء به و أماالمشركون فكان سجودهم سرورا بدخوله معهم في دينهم قالوا و في ذلك أنزل الله تعالي وَ ما أَرسَلنا مِن قَبلِكَ مِن رَسُولٍ وَ لا نبَيِّ إِلّا إِذا تَمَنّي أَلقَي الشّيطانُ فِي أُمنِيّتِهِيعنون في قراءته واستشهدوا علي ذلك ببيت من الشعر.
تمني كتاب الله يتلوه قائما | وأصبح ظمآن ومسد[BA]سدّ]قاريا. |
فصل و ليس حديث سهو النبي ص في الصلاة أشهر في الفريقين من روايتهم أن يونس ع ظن أن الله تعالي يعجز عن الظفر به و لايقدر علي التضييق عليه وتأولوا قوله تعالي فَظَنّ أَن لَن نَقدِرَ عَلَيهِ علي مارووه واعتقدوه فيه و في أكثر رواياتهم أن داود ع هوي امرأة أوريا بن حنان فاحتال في قتله ثم نقلها إليه ورواياتهم أن يوسف بن يعقوب ع هم بالزنا وعزم عليه و غير ذلك من أمثاله و من رواياتهم التشبيه لله تعالي بخلقه والتجوير له في حكمه فيجب علي الشيخ ألذي سألت أيها الأخ عنه أن يدين الله بكل ماتضمنته هذه الروايات ليخرج بذلك عن الغلو علي ماادعاه فإن دان بهاخرج عن التوحيد والشرع و إن ردها ناقض في اعتداله و إن كان ممن لايحسن المناقضة لضعف بصيرته و الله نسأل التوفيق .فصل والخبر المروي أيضا في نوم النبي ص عن صلاة الصبح من جنس الخبر عن سهوه في الصلاة فإنه من أخبار الآحاد التي لاتوجب علما و لاعملا و من عمل عليه فعلي الظن يعتمد في ذلك دون اليقين و قدسلف قولنا في نظير ذلك مايغني عن إعادته في هذاالباب مع أنه يتضمن خلاف ما عليه عصابة الحق لأنهم لايختلفون في أن من فاتته صلاة فريضة فعليه أن يقضيها أي وقت ذكرها من ليل أونهار ما لم يكن الوقت مضيقا لصلاة فريضة حاضرة و إذاحرم أن يؤدي فريضة قددخل وقتها ليقضي فرضا قد
صفحه : 127
فاته كان حظر النوافل عليه قبل قضاء مافاته من الفرض أولي هَذَا مَعَ الرّوَايَةِ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ لَا صَلَاةَ لِمَن عَلَيهِ صَلَاةٌ
يريد أنه لانافلة لمن عليه فريضة.فصل ولسنا ننكر أن يغلب النوم علي الأنبياء ع في أوقات الصلوات حتي تخرج فيقضوها بعد ذلك و ليس عليهم في ذلك عيب و لانقص لأنه ليس ينفك بشر من غلبة النوم ولأن النائم لاعيب عليه و ليس كذلك السهو لأنه نقص عن الكمال في الإنسان و هوعيب يختص به من اعتراه و قد يكون من فعل الساهي تارة كما يكون من فعل غيره والنوم لا يكون إلا من فعل الله تعالي فليس من مقدور العباد علي حالة و لو كان من مقدورهم لم يتعلق به نقص وعيب لصاحبه لعمومه جميع البشر و ليس كذلك السهو لأنه يمكن التحرز منه ولأنا وجدنا الحكماء يجتنبون أن يودعوا أموالهم وأسرارهم ذوي السهو والنسيان و لايمتنعون من إيداعه من تعتريه الأمراض والأسقام ووجدنا الفقهاء يطرحون مايرويه ذوو السهو من الحديث إلا أن يشركهم فيه غيرهم من ذوي اليقظة والفطنة والذكاء والحذاقة فعلم فرق ما بين السهو والنوم بما ذكرناه و لوجاز أن يسهو النبي ص في صلاته و هوقدوة فيها حتي يسلم قبل تمامها وينصرف عنها قبل إكمالها ويشهد الناس ذلك فيه ويحيطوا به علما من جهته لجاز أن يسهو في الصيام حتي يأكل ويشرب نهارا في شهر رمضان بين أصحابه وهم يشاهدونه ويستدركون عليه الغلط وينبهونه عليه بالتوقيف علي ماجناه ولجاز أن يجامع النساء في شهر رمضان نهارا و لم يؤمن عليه السهو في مثل ذلك إلي وطء ذوات المحارم ساهيا ويسهو في الحج حتي يجامع في الإحرام ويسعي قبل الطواف و لايحيط علما بكيفية رمي الجمار ويتعدي من ذلك إلي السهو في كل أعمال الشريعة حتي ينقلها عن حدودها ويضعها في غيرأوقاتها ويأتي بها علي غيرحقائقها و لم ينكر أن يسهو عن تحريم الخمر فيشربها ناسيا أويظنها شرابا حلالا ثم ينفصل بعد ذلك لما بين عليه من صفتها و لم ينكر أن يسهو فيما يخبر به عن نفسه و عن غيره ممن ليس بربه بعد أن يكون منصوبا في الأداء و يكون مخصوصا بالأداء وتكون العلة في جواز ذلك كله أنها عبادة مشتركة بينه و بين أمته كماكانت الصلاة عبادة مشتركة بينه وبينهم حسب اعتلال الرجل ألذي ذكرت أيها الأخ عنه من إعلاله
صفحه : 128
و يكون ذلك أيضا لإعلام الخلق أنه مخلوق ليس بقديم معبود وليكون حجة علي الغلاة الذين اتخذوه ربا وليكون أيضا سببا لتعليم الخلق أحكام السهو في جميع ماعددناه من الشريعة كما كان سببا في تعليم الخلق حكم السهو في الصلاة و هذا ما لايذهب إليه مسلم و لاغال و لاموحد و لايجيزه علي التقدير في النبوة ملحد و هولازم لمن حكيت عنه ماحكيت فيما أفتي به من سهو النبي ص واعتل به ودل علي ضعف عقله وسوء اختياره وفساد تخيله وينبغي أن يكون كل من منع السهو علي النبي ص غاليا خارجا عن حد الاقتصاد وكفي بمن صار إلي هذاالمقال خزيا.فصل ثم العجب حكمه بأن سهو النبي ص من الله وسهو من سواه من أمته وكافة البشر من غيرها من الشيطان بغير علم فيما ادعاه و لاحجة و لاشبهة يتعلق بهاأحد من العقلاء أللهم إلا أن يدعي الوحي في ذلك ويتبين به عن ضعف عقله لكافة الألباء ثم العجب من قوله إن سهو النبي ص من الله دون الشيطان لأنه ليس للشيطان علي النبي ص سلطان وإنما زعم أن سلطانه عَلَي الّذِينَ يَتَوَلّونَهُ وَ الّذِينَ هُم بِهِ مُشرِكُونَ و علي من اتبعه من الغاوين ثم هو يقول إن هذاالسهو ألذي من الشيطان يعم جميع البشر سوي الأنبياء والأئمة ع فكلهم أولياء الشيطان وأنهم غاوون إذا كان للشيطان عليهم سلطان و كان سهوهم منه دون الرحمن و من لم يتيقظ لجهله في هذاالباب كان في عداد الأموات .فصل فأما قول الرجل المذكور إن ذا اليدين معروف فإنه يقال له أبو محمدعمير بن عبدعمرو و قدروي عنه الناس فليس الأمر كماذكر و قدعرفه بما يرفع معرفته من تكنيته وتسميته بغير معروف بذلك و لو أنه يعرفه بذي اليدين لكان أولي من تعريفه بتسميته بعمير فإن المنكر له يقول له من ذو اليدين و من هوعمير و من هو عبدعمرو و هذاكله مجهول غيرمعروف ودعواه أنه قدروي الناس عنه دعوي لابرهان عليها و ماوجدنا في أصول الفقهاء و لاالرواة حديثا عن هذا الرجل و لاذكرا له و لو كان معروفا كمعاذ بن جبل و عبد الله بن مسعود و أبي هريرة وأمثالهم لكان ماتفرد به غيرمعمول عليه
صفحه : 129
لماذكرنا من سقوط العمل بأخبار الآحاد فكيف و قدبينا أن الرجل مجهول غيرمعروف فهو متناقض باطل بما لاشبهة فيه عندالعقلاء و من العجب بعد هذاكله أن خبر ذي اليدين يتضمن أن النبي ص سها فلم يشعر بسهوه أحد من المصلين معه من بني هاشم والمهاجرين والأنصار ووجوه الصحابة وسادات الناس و لانظر إلي ذلك وعرفه إلاذو اليدين المجهول ألذي لايعرفه أحد ولعله من بعض الأعراب أوأشعر القوم به فلم ينبهه أحد منهم علي غلطه و لارأي صلاح الدين والدنيا بذكر ذلك له ص إلاالمجهول من الناس ثم لم يكن يستشهد علي صحة قول ذي اليدين فيما خبر به من سهوه إلا أبوبكر وعمر فإنه سألهما عما ذكره ذو اليدين ليعتمد قولهما فيه و لم يثق بغيرهما في ذلك و لاسكن إلي أحد سواهما في معناه و إن شيعيا يعتمد علي هذاالحديث في الحكم علي النبي ص بالغلط والنقص وارتفاع العصمة عنه من العباد لناقص العقل ضعيف الرأي قريب إلي ذوي الآفات المسقطة عنهم التكليف وَ اللّهُ المُستَعانُ و هوحسبناوَ نِعمَ الوَكِيلُ. هذاآخر ماوجدنا من تلك الرسالة و كان المنتسخ سقيما وفيما أورده رحمه الله مع متانته اعتراضات يظهر بعضها مما أسلفنا و لايخفي علي من أمعن النظر فيها و الله الموفق للصواب
صفحه : 130
1-كا،[الكافي] عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَلِيّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ إِسحَاقَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ حَمّادٍ عَن بُرَيدٍ عَن أَحَدِهِمَا ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ ما يَعلَمُ تَأوِيلَهُ إِلّا اللّهُ وَ الرّاسِخُونَ فِي العِلمِفَرَسُولُ اللّهِ أَفضَلُ الرّاسِخِينَ فِي العِلمِ قَد عَلّمَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ جَمِيعَ مَا أَنزَلَ عَلَيهِ مِنَ التّنزِيلِ وَ التّأوِيلِ وَ مَا كَانَ اللّهُ لِيُنزِلَ عَلَيهِ شَيئاً لَم يُعَلّمهُ تَأوِيلَهُ وَ أَوصِيَاؤُهُ مِن بَعدِهِ يَعلَمُونَهُ كُلّهُ وَ الّذِينَ لَا يَعلَمُونَ تَأوِيلَهُ إِذَا قَالَ العَالِمُ فِيهِم بِعِلمٍ فَأَجَابَهُمُ اللّهُ بِقَولِهِيَقُولُونَ آمَنّا بِهِ كُلّ مِن عِندِ رَبّنا وَ القُرآنُ خَاصّ وَ عَامّ وَ مُحكَمٌ وَ مُتَشَابِهٌ وَ نَاسِخٌ وَ مَنسُوخٌ فَالرّاسِخُونُ فِي العِلمِ يَعلَمُونَهُ
بيان قوله والذين لايعلمون تأويله لعل المراد بهم الشيعة إذا قال العالم فيهم بعلم أي الراسخون في العلم الذين بين أظهرهم قوله فأجابهم الله الضمير إما راجع إلي الذين لايعلمون أي أجاب عنهم و من قبلهم علي الحذف والإيصال أو إلي الرّاسِخُونَ فِي العِلمِ أي أجاب الله الراسخين من قبل الشيعة وسيأتي تمام الكلام فيه في كتاب الإمامة
2-كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَسلَمَ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ أَيّوبَ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيإِنّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلمُتَوَسّمِينَ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص المُتَوَسّمَ وَ أَنَا
صفحه : 131
مِن بَعدِهِ وَ الأَئِمّةُ مِن ذرُيّتّيِ المُتَوَسّمُونَ
3-كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ تُعرَضُ الأَعمَالُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص أَعمَالُ العِبَادِ كُلّ صَبَاحٍ أَبرَارُهَا وَ فُجّارُهَا فَاحذَرُوهَا وَ هُوَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّاعمَلُوا فَسَيَرَي اللّهُ عَمَلَكُم وَ رَسُولُهُ وَ سَكَتَ
بيان لعل ضميري أبرارها وفجارها راجعان إلي الأعمال و فيه تجوز ويحتمل إرجاعهما إلي العباد وإرجاع فاحذروها إلي الأعمال و فيه بعد
4-كا،[الكافي]العِدّةُ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الوَشّاءِ قَالَ سَمِعتُ الرّضَا ع يَقُولُ إِنّ الأَعمَالَ تُعرَضُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص أَبرَارَهَا وَ فُجّارَهَا
5-كا،[الكافي] عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَن سَمَاعَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ مَا لَكُم تَسُوءُونَ رَسُولَ اللّهِص فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ كَيفَ نَسُوءُهُ فَقَالَ أَ مَا تَعلَمُونَ أَنّ أَعمَالَكُم تُعرَضُ عَلَيهِ فَإِذَا رَأَي فِيهَا مَعصِيَةً سَاءَهُ ذَلِكَ فَلَا تَسُوءُوا رَسُولَ اللّهِص وَ سُرّوهُ
6-كا،[الكافي] مُحَمّدٌ عَن أَحمَدَ عَن عَلِيّ بنِ النّعمَانِ رَفَعَهُ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع يَمُصّونَ الثّمَادَ وَ يَدَعُونَ النّهَرَ العَظِيمَ قِيلَ لَهُ وَ مَا النّهَرُ العَظِيمُ قَالَ رَسُولُ اللّهِص وَ العِلمُ ألّذِي أَعطَاهُ اللّهُ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ جَمَعَ لِمُحَمّدٍص سُنَنَ النّبِيّينَ مِن آدَمَ ع وَ هَلُمّ جَرّاً إِلَي مُحَمّدٍص قِيلَ لَهُ وَ مَا تِلكَ السّنَنُ قَالَ عِلمُ
صفحه : 132
النّبِيّينَ بِأَسرِهِ وَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص صَيّرَ ذَلِكَ كُلّهُ عِندَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع
ير،[بصائر الدرجات ] أحمد بن محمد عن علي بن النعمان مثله بيان الثماد ككتاب الماء القليل ألذي لامادة له أوماء يظهر في الشتاء ويذهب في الصيف
7-كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ كَثِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ كَانَ جَمِيعُ الأَنبِيَاءِ مِائَةَ أَلفِ نبَيِّ وَ عِشرِينَ أَلفَ نبَيِّ مِنهُم خَمسَةٌ أُولُو العَزمِ نُوحٌ وَ اِبرَاهِيمُ وَ مُوسَي وَ عِيسَي وَ مُحَمّدٌ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ عَلَيهِم وَ إِنّ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع كَانَ هِبَةَ اللّهِ لِمُحَمّدٍص وَ وَرِثَ عِلمَ الأَوصِيَاءِ وَ عِلمَ مَن كَانَ قَبلَهُ أَمَا إِنّ مُحَمّداً وَرِثَ عِلمَ مَن كَانَ قَبلَهُ مِنَ الأَنبِيَاءِ وَ المُرسَلِينَ
8-كا،[الكافي] أَحمَدُ بنُ إِدرِيسَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الجَبّارِ عَن صَفوَانَ بنِ يَحيَي عَن شُعَيبٍ الحَدّادِ عَن ضُرَيسٍ الكنُاَسيِّ قَالَ كُنتُ عِندَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع وَ عِندَهُ أَبُو بَصِيرٍ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّ دَاوُدَ ع وَرِثَ عِلمَ الأَنبِيَاءِ وَ إِنّ سُلَيمَانَ ع وَرِثَ دَاوُدَ ع وَ إِنّ مُحَمّداًص وَرِثَ سُلَيمَانَ ع وَ إِنّا وَرِثنَا مُحَمّداًص وَ إِنّ عِندَنَا صُحُفَ اِبرَاهِيمَ وَ أَلوَاحَ مُوسَي فَقَالَ أَبُو بَصِيرٍ إِنّ هَذَا لَهُوَ العِلمُ فَقَالَ يَا أَبَا مُحَمّدٍ لَيسَ هَذَا هُوَ العِلمَ إِنّمَا العِلمُ مَا يَحدُثُ بِاللّيلِ وَ النّهَارِ يَوماً بِيَومٍ وَ سَاعَةً بِسَاعَةٍ
ير،[بصائر الدرجات ]أيوب بن نوح و محمد بن عيسي عن صفوان مثله
صفحه : 133
9-كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الجَبّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن عَلِيّ بنِ النّعمَانِ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ لِي يَا أَبَا مُحَمّدٍ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ لَم يُعطِ الأَنبِيَاءَ شَيئاً إِلّا وَ قَد أَعطَاهُ مُحَمّداًص قَالَ وَ قَد أَعطَي مُحَمّداًص جَمِيعَ مَا أَعطَي الأَنبِيَاءَ ع وَ عِندَنَا الصّحُفُ التّيِ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّصُحُفِ اِبراهِيمَ وَ مُوسي قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ هيَِ الأَلوَاحُ قَالَ نَعَم
10-كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي زَاهِرٍ أَو غَيرِهِ عَن مُحَمّدِ بنِ حَمّادٍ عَن أَخِيهِ أَحمَدَ عَن اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي الحَسَنِ الأَوّلِ ع قَالَ قُلتُ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ أخَبرِنيِ عَنِ النّبِيّص وَرِثَ النّبِيّينَ كُلّهُم قَالَ نَعَم قُلتُ مِن لَدُن آدَمَ ع حَتّي انتَهَي إِلَي نَفسِهِ قَالَ مَا بَعَثَ اللّهُ نَبِيّاً إِلّا وَ مُحَمّدٌص أَعلَمُ مِنهُ قَالَ قُلتُ إِنّ عِيسَي ابنَ مَريَمَ ع كَانَ يحُييِ المَوتَي بِإِذنِ اللّهِ قَالَ صَدَقتَ وَ سُلَيمَانُ بنُ دَاوُدَ ع كَانَ يَفهَمُ مَنطِقَ الطّيرِ وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَقدِرُ عَلَي هَذِهِ المَنَازِلِ قَالَ فَقَالَ إِنّ سُلَيمَانَ بنَ دَاوُدَ ع قَالَ لِلهُدهُدِ حِينَ فَقَدَهُ وَ شَكّ فِي أَمرِهِ فَقَالَما لِيَ لا أَرَي الهُدهُدَ أَم كانَ مِنَ الغائِبِينَحِينَ فَقَدَهُ فَغَضِبَ عَلَيهِ فَقَالَلَأُعَذّبَنّهُ عَذاباً شَدِيداً أَو لَأَذبَحَنّهُ أَو ليَأَتيِنَيّ بِسُلطانٍ مُبِينٍ وَ إِنّمَا غَضِبَ لِأَنّهُ كَانَ يَدُلّهُ عَلَي المَاءِ فَهَذَا وَ هُوَ طَائِرٌ قَد أعُطيَِ مَا لَم يُعطَ سُلَيمَانُ وَ قَد كَانَتِ الرّيحُ وَ النّملُ وَ الجِنّ وَ الإِنسُ وَ الشّيَاطِينُ وَ المَرَدَةُ لَهُ طَائِعِينَ وَ لَم يَكُن يَعرِفُ المَاءَ تَحتَ الهَوَاءِ وَ كَانَ الطّيرُ يَعرِفُهُ وَ إِنّ اللّهَ يَقُولُ فِي كِتَابِهِوَ لَو أَنّ قُرآناً سُيّرَت بِهِ الجِبالُ أَو قُطّعَت بِهِ الأَرضُ أَو كُلّمَ بِهِ المَوتي وَ قَد وَرِثنَا نَحنُ هَذَا القُرآنَ ألّذِي فِيهِ مَا تُسَيّرُ بِهِ الجِبَالُ وَ تُقَطّعُ بِهِ البُلدَانُ وَ تُحيَا بِهِ المَوتَي وَ نَحنُ نَعرِفُ المَاءَ تَحتَ الهَوَاءِ وَ إِنّ فِي كِتَابِ اللّهِ لَآيَاتٍ مَا يُرَادُ بِهَا أَمرٌ إِلّا أَن يَأذَنَ اللّهُ بِهِ مَعَ مَا قَد يَأذَنُ اللّهُ مِمّا كَتَبَهُ المَاضُونَ جَعَلَهُ اللّهُ لَنَا فِي أُمّ الكِتَابِ إِنّ اللّهَ يَقُولُوَ ما مِن غائِبَةٍ
صفحه : 134
فِي السّماءِ وَ الأَرضِ إِلّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ ثُمّ قَالَثُمّ أَورَثنَا الكِتابَ الّذِينَ اصطَفَينا مِن عِبادِنافَنَحنُ الّذِينَ اصطَفَانَا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ وَ أَورَثَنَا هَذَا ألّذِي فِيهِ تِبيَانُ كُلّ شَيءٍ
بيان قوله ع مع ما قديأذن الله أي أعطانا مع ذلك الأسماء التي كان الأنبياء ع يتلونها للأشياء فتحصل بإذن الله
11-كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ وَ مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ عَن زَكَرِيّا بنِ عِمرَانَ القمُيّّ عَن هَارُونَ بنِ الجَهمِ عَن رَجُلٍ مِن أَصحَابِ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع لَم أَحفَظ اسمَهُ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِنّ عِيسَي ابنَ مَريَمَ ع أعُطيَِ حَرفَينِ كَانَ يَعمَلُ بِهِمَا وَ أعُطيَِ مُوسَي ع أَربَعَةَ أَحرُفٍ وَ أعُطيَِ اِبرَاهِيمُ ع ثَمَانِيَةَ أَحرُفٍ وَ أعُطيَِ نُوحٌ خَمسَةَ عَشَرَ حَرفاً وَ أعُطيَِ آدَمُ خَمسَةً وَ عِشرِينَ حَرفاً وَ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي جَمَعَ ذَلِكَ كُلّهُ لِمُحَمّدٍص وَ إِنّ اسمَ اللّهِ الأَعظَمَ ثَلَاثَةٌ وَ سَبعُونَ حَرفاً أَعطَي مُحَمّداًص اثنَينِ وَ سَبعِينَ حَرفاً وَ حُجِبَ عَنهُ حَرفٌ وَاحِدٌ
ير،[بصائر الدرجات ] أحمد مثله
12-ير،[بصائر الدرجات ] مُحَمّدُ بنُ عَبدِ الجَبّارِ عَن مُحَمّدٍ البرَقيِّ عَن فَضَالَةَ عَن عَبدِ الصّمَدِ بنِ بَشِيرٍ عَنهُ ع مِثلَهُ
صفحه : 135
أقول سيأتي مثله في كتاب الإمامة بأسانيد
13-كا،[الكافي] مُحَمّدٌ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن أَبِي إِسمَاعِيلَ السّرّاجِ عَن بَشِيرِ بنِ جَعفَرٍ عَن مُفَضّلِ بنِ عُمَرَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كُلّ نبَيِّ وَرِثَ عِلماً أَو غَيرَهُ فَقَدِ انتَهَي إِلَي آلِ مُحَمّدٍص
14-كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ أَبِي عَبدِ اللّهِ وَ مُحَمّدُ بنُ الحَسَنِ عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ وَ مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ جَمِيعاً عَنِ الحَسَنِ بنِ العَبّاسِ بنِ الحَرِيشِ عَن أَبِي جَعفَرٍ الثاّنيِ ع قَالَ قَالَ رَجُلٌ لأِبَيِ جَعفَرٍ ع أَ رَأَيتَ قَولَكَ فِي لَيلَةِ القَدرِ وَ تَنَزّلِ المَلَائِكَةِ وَ الرّوحِ فِيهَا إِلَي الأَوصِيَاءِ يَأتُونَهُم بِأَمرٍ لَم يَكُن رَسُولُ اللّهِص قَد عَلِمَهُ أَو يَأتُونَهُم بِأَمرٍ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَعلَمُهُ وَ قَد عَلِمتُ أَنّ رَسُولَ اللّهِص مَاتَ وَ لَيسَ مِن عِلمِهِ شَيءٌ إِلّا وَ عَلِيّ ع لَهُ وَاعٍ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع مَا لِي وَ لَكَ أَيّهَا الرّجُلُ وَ مَن أَدخَلَكَ عَلَيّ قَالَ أدَخلَنَيِ عَلَيكَ القَضَاءُ لِطَلَبِ الدّينِ قَالَ فَافهَم مَا أَقُولُ لَكَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص لَمّا أسُريَِ بِهِ لَم يَهبِط حَتّي أَعلَمَهُ اللّهُ جَلّ ذِكرُهُ عِلمَ مَا قَد كَانَ وَ مَا سَيَكُونُ وَ كَانَ كَثِيرٌ مِن عِلمِهِ ذَلِكَ جُمَلًا يأَتيِ تَفسِيرُهَا فِي لَيلَةِ القَدرِ وَ كَذَلِكَ كَانَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع قَد عَلِمَ جُمَلَ العِلمِ وَ يأَتيِ تَفسِيرُهُ فِي ليَاَليِ القَدرِ كَمَا كَانَ مَعَ رَسُولِ اللّهِص قَالَ السّائِلُ أَ وَ مَا كَانَ فِي الجُمَلِ تَفسِيرٌ قَالَ بَلَي وَ لَكِنّهُ إِنّمَا يأَتيِ بِالأَمرِ مِنَ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي فِي ليَاَليِ القَدرِ إِلَي النّبِيّص وَ إِلَي الأَوصِيَاءِ افعَل كَذَا وَ كَذَا لِأَمرٍ كَانُوا قَد عَلِمُوهُ أُمِرُوا كَيفَ يَعمَلُونَ فِيهِ قُلتُ فَسّر لِي هَذَا قَالَ لَم يَمُت رَسُولُ اللّهِص إِلّا حَافِظاً لِجُملَةِ العِلمِ وَ تَفسِيرِهِ قُلتُ فاَلذّيِ كَانَ يَأتِيهِ فِي ليَاَليِ القَدرِ عِلمُ مَا هُوَ قَالَ الأَمرُ وَ اليُسرُ فِيمَا كَانَ قَد عَلِمَ وَ الخَبَرُ طَوِيلٌ أَخَذنَا مِنهُ مَوضِعَ الحَاجَةِ
15-كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي زَاهِرٍ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ الكوُفيِّ عَن يُوسُفَ الأبَزاَريِّ عَنِ المُفَضّلِ قَالَ لِي قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع ذَاتَ لَيلَةٍ وَ كَانَ لَا يكُنَيّنيِ
صفحه : 136
قَبلَ ذَلِكَ يَا بَا عَبدِ اللّهِ قَالَ قُلتُ لَبّيكَ قَالَ إِنّ لَنَا فِي كُلّ لَيلَةِ جُمُعَةٍ سُرُوراً قُلتُ زَادَكَ اللّهُ وَ مَا ذَاكَ قَالَ إِذَا كَانَ لَيلَةُ الجُمُعَةِ وَافَي رَسُولُ اللّهِص العَرشَ وَ وَافَي الأَئِمّةُ ع مَعَهُ وَ وَافَينَا مَعَهُم فَلَا تُرَدّ أَروَاحُنَا إِلَي أَبدَانِنَا إِلّا بِعِلمٍ مُستَفَادٍ وَ لَو لَا ذَلِكَ لَأَنفَدنَا
16-كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ البزَنَطيِّ عَن ثَعلَبَةَ عَن زُرَارَةَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ لَو لَا أَنّا نَزدَادُ لَأَنفَدنَا قَالَ قُلتُ تَزدَادُونَ شَيئاً لَا يَعلَمُهُ رَسُولُ اللّهِص قَالَ أَمَا إِنّهُ إِذَا كَانَ ذَلِكَ عُرِضَ عَلَي رَسُولِ اللّهِص ثُمّ عَلَي الأَئِمّةِ ثُمّ انتَهَي الأَمرُ إِلَينَا
17-كا،[الكافي] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ ابنِ أُذَينَةَ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ نَزَلَ جَبرَئِيلُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص بِرُمّانَتَينِ مِنَ الجَنّةِ فَأَعطَاهُ إِيّاهُمَا فَأَكَلَ وَاحِدَةً وَ كَسَرَ الأُخرَي بِنِصفَينِ فَأَعطَي عَلِيّاً ع نِصفَهَا فَأَكَلَهَا فَقَالَ يَا عَلِيّ أَمّا الرّمّانَةُ الأُولَي التّيِ أَكَلتُهَا فَالنّبُوّةُ لَيسَ لَكَ فِيهَا شَيءٌ وَ أَمّا الأُخرَي فَهُوَ العِلمُ فَأَنتَ شرَيِكيِ فِيهِ
18-ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَن عُمَرَ بنِ عَبدِ العَزِيزِ عَن مُحَمّدِ بنِ الفُضَيلِ عَنِ الثمّاَليِّ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع قَالَ قُلتُ لَهُ الأَئِمّةُ يُحيُونَ المَوتَي وَ يَبرَءُونَ الأَكمَهَ وَ الأَبرَصَ وَ يَمشُونَ عَلَي المَاءِ قَالَ مَا أَعطَي اللّهُ نَبِيّاً شَيئاً قَطّ إِلّا وَ قَد أَعطَاهُ مُحَمّداًص وَ أَعطَاهُ مَا لَم يَكُن عِندَهُم الخَبَرَ
19-ير،[بصائر الدرجات ] عَلِيّ بنُ خَالِدٍ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَن عَبّاسٍ الوَرّاقِ عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن لَيثٍ المرُاَديِّ عَن سَدِيرٍ قَالَكُنتُ عِندَ أَبِي جَعفَرٍ ع
صفحه : 137
فَمَرّ بِنَا رَجُلٌ مِن أَهلِ اليَمَنِ فَسَأَلَهُ أَبُو جَعفَرٍ ع عَنِ اليَمَنِ فَأَقبَلَ يُحَدّثُ فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعفَرٍ ع هَل تَعرِفُ دَارَ كَذَا وَ كَذَا قَالَ نَعَم وَ رَأَيتُهَا قَالَ فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعفَرٍ ع هَل تَعرِفُ صَخرَةً عِندَهَا فِي مَوضِعِ كَذَا وَ كَذَا قَالَ نَعَم وَ رَأَيتُهَا فَقَالَ الرّجُلُ مَا رَأَيتُ رَجُلًا أَعرَفَ بِالبِلَادِ مِنكَ فَلَمّا قَامَ الرّجُلُ قَالَ لِي أَبُو جَعفَرٍ ع يَا أَبَا الفَضلِ تِلكَ الصّخرَةُ التّيِ غَضِبَ مُوسَي فَأَلقَي الأَلوَاحَ فَمَا ذَهَبَ مِنَ التّورَاةِ التَقَمَتهُ الصّخرَةُ فَلَمّا بَعَثَ اللّهُ رَسُولَهُ أَدّتهُ إِلَيهِ وَ هيَِ عِندَنَا
20-ير،[بصائر الدرجات ] عَن أَبِي خَالِدٍ القَمّاطِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ عِندَنَا صُحُفُ اِبرَاهِيمَ وَ مُوسَي وَرِثنَاهَا مِن رَسُولِ اللّهِص
21-ير،[بصائر الدرجات ] أَبُو مُحَمّدٍ عَن عِمرَانَ بنِ مُوسَي عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ البغَداَديِّ عَن عَلِيّ بنِ أَسبَاطٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الفُضَيلِ عَنِ الثمّاَليِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ فِي الجَفرِ إِنّ اللّهَ تَعَالَي لَمّا أَنزَلَ أَلوَاحَ مُوسَي ع أَنزَلَهَا عَلَيهِ وَ فِيهَا تِبيَانُ كُلّ شَيءٍ كَانَ وَ هُوَ كَائِنٌ إِلَي أَن تَقُومَ السّاعَةُ فَلَمّا انقَضَت أَيّامُ مُوسَي أَوحَي اللّهُ إِلَيهِ أَن استَودِعِ الأَلوَاحَ وَ هيَِ زَبَرجَدَةٌ مِنَ الجَنّةِ الجَبَلَ فَأَتَي مُوسَي الجَبَلَ فَانشَقّ لَهُ الجَبَلُ فَجَعَلَ فِيهِ الأَلوَاحَ مَلفُوفَةً فَلَمّا جَعَلَهَا فِيهِ انطَبَقَ الجَبَلُ عَلَيهَا فَلَم تَزَل فِي الجَبَلِ حَتّي بَعَثَ اللّهُ نَبِيّهُ مُحَمّداًص فَأَقبَلَ رَكبٌ مِنَ اليَمَنِ يُرِيدُونَ النّبِيّص فَلَمّا انتَهَوا إِلَي الجَبَلِ انفَرَجَ الجَبَلُ وَ خَرَجَتِ الأَلوَاحُ مَلفُوفَةً كَمَا وَضَعَهَا مُوسَي ع فَأَخَذَهَا القَومُ فَلَمّا وَقَعَت فِي أَيدِيهِم ألُقيَِ فِي قُلُوبِهِم أَن لَا يَنظُرُوا إِلَيهَا وَ هَابُوهَا حَتّي يَأتُوا بِهَا رَسُولَ اللّهِص وَ أَنزَلَ اللّهُ
صفحه : 138
جَبرَئِيلَ عَلَي نَبِيّهِص فَأَخبَرَهُ بِأَمرِ القَومِ وَ باِلذّيِ أَصَابُوا فَلَمّا قَدِمُوا عَلَي النّبِيّص ابتَدَأَهُمُ النّبِيّص فَسَأَلَهُم عَمّا وَجَدُوا فَقَالُوا وَ مَا عِلمُكَ بِمَا وَجَدنَا فَقَالَ أخَبرَنَيِ بِهِ ربَيّ وَ هيَِ الأَلوَاحُ قَالُوا نَشهَدُ أَنّكَ رَسُولُ اللّهِص فَأَخرَجُوهَا فَدَفَعُوهَا إِلَيهِ فَنَظَرَ إِلَيهَا وَ قَرَأَهَا وَ كِتَابُهَا باِلعبِراَنيِّ ثُمّ دَعَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَ دُونَكَ هَذِهِ فَفِيهَا عِلمُ الأَوّلِينَ وَ عِلمُ الآخِرِينَ وَ هيَِ أَلوَاحُ مُوسَي ع وَ قَد أمَرَنَيِ ربَيّ أَن أَدفَعَهَا إِلَيكَ قَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ لَستُ أُحسِنُ قِرَاءَتَهَا قَالَ إِنّ جَبرَئِيلَ أمَرَنَيِ أَن آمُرَكَ أَن تَضَعَهَا تَحتَ رَأسِكَ لَيلَتَكَ هَذِهِ فَإِنّكَ تُصبِحُ وَ قَد عُلّمتَ قِرَاءَتَهَا قَالَ فَجَعَلَهَا تَحتَ رَأسِهِ فَأَصبَحَ وَ قَد عَلّمَهُ اللّهُ كُلّ شَيءٍ فِيهَا فَأَمَرَهُ رَسُولُ اللّهِص أَن يَنسَخَهَا فَنَسَخَهَا فِي جِلدِ شَاةٍ وَ هُوَ الجَفرُ وَ فِيهِ عِلمُ الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ وَ هُوَ عِندَنَا وَ الأَلوَاحُ وَ عَصَا مُوسَي عِندَنَا وَ نَحنُ وَرِثنَا النّبِيّص
شي،[تفسير العياشي] مِثلَهُ وَ زَادَ فِي آخِرِهِ قَالَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع تِلكَ الصّخرَةُ التّيِ حَفِظَت أَلوَاحَ مُوسَي ع تَحتَ شَجَرَةٍ فِي وَادٍ يُعرَفُ بِكَذَا
22-ير،[بصائر الدرجات ] مُحَمّدُ بنُ الحُسَينِ عَن مُوسَي بنِ سَعدَانَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ القَاسِمِ عَن صَبّاحٍ المزُنَيِّ عَنِ الحَارِثِ بنِ حَصِيرَةَ عَن حَبّةَ العرُنَيِّ قَالَسَمِعتُ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع يَقُولُ إِنّ يُوشَعَ بنَ نُونٍ ع كَانَ وصَيِّ مُوسَي بنِ عِمرَانَ ع وَ كَانَت أَلوَاحُ مُوسَي مِن زُمُرّدٍ أَخضَرَ فَلَمّا غَضِبَ مُوسَي ع أَلقَي الأَلوَاحَ مِن يَدِهِ فَمِنهَا مَا تَكسِرُ وَ مِنهَا مَا بقَيَِ وَ مِنهَا مَا ارتَفَعَ فَلَمّا ذَهَبَ عَن مُوسَي ع الغَضَبُ قَالَ يُوشَعُ بنُ نُونٍ أَ عِندَكَ تِبيَانُ مَا فِي الأَلوَاحِ قَالَ نَعَم فَلَم يَزَل يَتَوَارَثُونَهَا رَهطٌ مِن بَعدِ رَهطٍ حَتّي وَقَعَت فِي أيَديِ أَربَعَةِ رَهطٍ مِنَ اليَمَنِ وَ بَعَثَ اللّهُ مُحَمّداًص بِتِهَامَةَ وَ بَلَغَهُمُ الخَبَرُ فَقَالُوا مَا يَقُولُ هَذَا النّبِيّ قِيلَ يَنهَي عَنِ الخَمرِ وَ الزّنَا وَ يَأمُرُ بِمَحَاسِنِ الأَخلَاقِ وَ كَرَمِ الجِوَارِ فَقَالُوا هَذَا أَولَي بِمَا فِي أَيدِينَا مِنّا فَاتّفَقُوا أَن يَأتُوهُ فِي شَهرِ كَذَا وَ كَذَا فَأَوحَي اللّهُ إِلَي جَبرَئِيلَ ائتِ النّبِيّ فَأَخبِرهُ فَأَتَاهُ فَقَالَ إِنّ فُلَاناً وَ فُلَاناً وَ فُلَاناً وَ فُلَاناً وَرِثُوا أَلوَاحَ مُوسَي ع
صفحه : 139
وَ هُم يَأتُونَكَ فِي شَهرِ كَذَا وَ كَذَا فِي لَيلَةِ كَذَا وَ كَذَا فَسَهَرَ لَهُم تِلكَ اللّيلَةَ فَجَاءَ الرّكبُ فَدَقّوا عَلَيهِ البَابَ وَ هُم يَقُولُونَ يَا مُحَمّدُ قَالَ نَعَم يَا فُلَانَ بنَ فُلَانٍ وَ يَا فُلَانَ بنَ فُلَانٍ وَ يَا فُلَانَ بنَ فُلَانٍ وَ يَا فُلَانَ بنَ فُلَانٍ أَينَ الكِتَابُ ألّذِي تَوَارَثتُمُوهُ مِن يُوشَعَ بنِ نُونٍ وصَيِّ مُوسَي بنِ عِمرَانَ قَالُوا نَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَنّكَ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِص وَ اللّهِ مَا عَلِمَ بِهِ أَحَدٌ قَطّ مُنذُ وَقَعَ عِندَنَا قَبلَكَ قَالَ فَأَخَذَهُ النّبِيّص فَإِذَا هُوَ كِتَابٌ بِالعِبرَانِيّةِ دَقِيقٌ فَدَفَعَهُ إلِيَّ وَ وَضَعتُهُ عِندَ رأَسيِ فَأَصبَحتُ بِالغَدَاةِ وَ هُوَ كِتَابٌ بِالعَرَبِيّةِ جَلِيلٌ فِيهِ عِلمُ مَا خَلَقَ اللّهُ مُنذُ قَامَتِ السّمَاوَاتُ وَ الأَرضُ إِلَي أَن تَقُومَ السّاعَةُ فَعَلِمتُ ذَلِكَ
بيان يمكن الجمع بين الخبرين بتحقق الأمرين معا ويحتمل أن يكونا واقعتين لكنه بعيد
23-ير،[بصائر الدرجات ]مُعَاوِيَةُ بنُ حُكَيمٍ عَن مُحَمّدِ بنِ شُعَيبِ بنِ غَزوَانَ عَن رَجُلٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ دَخَلَ عَلَيهِ رَجُلٌ مِن أَهلِ اليَمَنِ فَقَالَ يَا يمَاَنيِّ أَ تَعرِفُ شِعبَ كَذَا وَ كَذَا قَالَ نَعَم قَالَ لَهُ تَعرِفُ شَجَرَةً فِي الشّعبِ صِفَتُهَا كَذَا وَ كَذَا قَالَ لَهُ نَعَم قَالَ لَهُ تَعرِفُ صَخرَةً تَحتَ الشّجَرَةِ قَالَ لَهُ نَعَم قَالَ فَتِلكَ الصّخرَةُ التّيِ حَفِظَت أَلوَاحَ مُوسَي ع عَلَي مُحَمّدٍص
24-ك ،[إكمال الدين ] أَبِي وَ ابنُ الوَلِيدِ مَعاً عَن سَعدٍ عَن جَمَاعَةٍ مِن أَصحَابِنَا الكُوفِيّينَ عَنِ ابنِ بَزِيعٍ عَن أُمَيّةَ بنِ عَلِيّ عَن دُرُستَ الواَسطِيِّ أَنّهُ سَأَلَ أَبَا الحَسَنِ مُوسَي ع كَانَ رَسُولُ اللّهِ مَحجُوجاً بآِبيِ قَالَ لَا وَ لَكِنّهُ كَانَ مُستَودَعاً لِلوَصَايَا فَدَفَعَهَا إِلَيهِ قَالَ قُلتُ فَدَفَعَهَا إِلَيهِ عَلَي أَنّهُ مَحجُوجٌ بِهِ فَقَالَ لَو كَانَ مَحجُوجاً بِهِ لَمَا دَفَعَ إِلَيهِ الوَصَايَا قُلتُ
صفحه : 140
فَمَا كَانَ حَالُ آبيِ قَالَ أَقَرّ باِلنبّيِّص وَ بِمَا جَاءَ بِهِ وَ دَفَعَ إِلَيهِ الوَصَايَا وَ مَاتَ آبيِ مِن يَومِهِ
بيان روي الكليني هذاالخبر عن محمد بن يحيي عن سعد عن جماعة من أصحابنا عن أحمد بن هلال عن أمية بن علي القيسي عن درست مثله إلا أن فيه كان رسول الله ص محجوجا بأبي طالب وكذا في آخر الخبر فما كان حال أبي طالب والظاهر أن أحدهما تصحيف الآخر لوحدة الخبر ويحتمل أن يكون السائل سأل عن حال كليهما و كان الجواب واحدا ثم التعليل الوارد في الخبر فيه إشكال ظاهر إذ دفع الوصية لاينافي كونه حجة علي النبي ص كما أن النبي دفع الوصايا إلي أمير المؤمنين ع عندموته مع أنه كان حجة عليه ويمكن أن يتكلف فيه بوجوه .الأول أن يكون المراد بالدفع الدفع قبل ظهور آثار الموت فإن الإمام إنما يدفع الكتب والآثار إلي الإمام ألذي بعده عند مايظهر له انتهاء مدته فيكون قوله ومات آبي من يومه أي كذا اتفق من غيرعلمه بذلك أو يكون ماأعطاه عندموته غير ماأعطاه قبل ذلك وإنما أعطي عندالموت بقية الوصايا.الثاني أن يكون المراد بالدفع دفعا خاصا من جهة كونه مستودعا للوصايا لا من جهة كونها له بالأصالة ودفعها إلي غيره عندانتهاء حاجته كماصرح ع أولا بقوله ولكنه كان مستودعا للوصايا فالمعني أنه لو كان كذلك لمادفع إليه الوصايا علي هذاالوجه .الثالث أن يكون المراد بكونه محجوجا بأبي طالب كونه مؤاخذا بسببه وبأنه
صفحه : 141
لم يهده إلي الإسلام فأجاب ع بأنه كان مسلما و كان من الأوصياء و كان مستودعا للوصايا وأقر به ودفع إليه الوصايا فلم يفهم السائل و قال فدفع الوصايا يدل علي تمام الحجة علي أبي طالب فيكون أبوطالب محجوجا برسول الله ص حيث علم ذلك ودفع إليه الوصايا و لم يؤمن به فأجاب ع بأنه لو كان لم يؤمن به لمادفع إليه الوصايا بل كان مؤمنا.الرابع أن يكون المحجوج بالمعني الأول والضمير في قوله علي أنه راجعا إلي أبي طالب و في قوله به إلي النبي ص كماذكرنا في الوجه الثالث فالجواب أنه لو كان رعية له لما كان دفع إليه الوصايا و لايخفي بعده ومخالفته لآخر الخبر و لما هوالمعلوم من كونه حجة علي جميع الخلق إلا أن يقال أنه لم يكن حجيته عليه مثل سائر الخلق لأنه كان حاملا للوصايا ودافعها إليه و لايخفي ما فيه وسيأتي بعض القول في هذاالخبر في باب أحوال أبي طالب رضي الله عنه
25-ك ،[إكمال الدين ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ وَ ابنِ يَزِيدَ وَ أَحمَدَ بنِ الحَسَنِ جَمِيعاً عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَنِ ابنِ بُكَيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ ألّذِي تَنَاهَت إِلَيهِ وَصِيّةُ عِيسَي ابنِ مَريَمَ ع يُقَالُ لَهُ آبيِ
26-ك ،[إكمال الدين ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ وَ سَعدٍ مَعاً عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَمّن حَدّثَهُ مِن أَصحَابِنَا عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ آخِرَ أَوصِيَاءِ عِيسَي ع رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ بالط
27-ك ،[إكمال الدين ] أَبِي وَ ابنُ الوَلِيدِ مَعاً عَن سَعدٍ عَنِ النهّديِّ وَ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الجَبّارِ مَعاً عَن إِسمَاعِيلَ بنِ سَهلٍ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن دُرُستَ الواَسطِيِّ وَ غَيرِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ سَلمَانُ الفاَرسِيِّ رَحِمَهُ اللّهُ قَد أَتَي غَيرَ وَاحِدٍ مِنَ العُلَمَاءِ وَ كَانَ آخِرُ مَن أَتَي آبيَِ فَمَكَثَ عِندَهُ مَا شَاءَ اللّهُ فَلَمّا ظَهَرَ النّبِيّص قَالَ آبيِ يَا سَلمَانُ إِنّ صَاحِبَكَ ألّذِي[تَطلُبُهُ] قَد ظَهَرَ بِمَكّةَ فَتَوَجّهَ إِلَيهِ سَلمَانُ رَحِمَهُ اللّهِ
صفحه : 142
28-سن ،[المحاسن ] أَبُو إِسحَاقَ الخَفّافُ عَمّن ذَكَرَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ ألّذِي تَنَاهَت إِلَيهِ وَصَايَا عِيسَي ع آبيَِ
وَ رَوَاهُ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن دُرُستَ وَ زَادَ فِيهِ فَلَمّا أَن أَتَاهُ سَلمَانُ قَالَ لَهُ إِنّ ألّذِي تَطلُبُ قَد ظَهَرَ اليَومَ بِمَكّةَ فَتَوَجّهَ إِلَيهِ
بيان يحتمل أن يكون بالط وآبي واحدا ويحتمل تعددهما و يكون الوصايا من عيسي ع انتهي إليه ص من جهتين بل من جهات لماسيأتي أنه انتهي إليه من جهة بردة أيضا و أما أبوطالب فإنه كان من أوصياء ابراهيم وإسماعيل ع و كان حافظا لكتبهم ووصاياهم من تلك الجهة لا من جهة بني إسرائيل و موسي وعيسي ع لم يكونا مبعوثين إليهم بل كانوا علي ملة ابراهيم ع كمامرت الإشارة إليه في كتاب النبوة
29-كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ الحَسَنِ وَ غَيرُهُ عَن سَهلٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي وَ مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ جَمِيعاً عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ جَابِرٍ وَ عَبدِ الكَرِيمِ بنِ عَمرٍو عَن عَبدِ الحَمِيدِ بنِ أَبِي الدّيلَمِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَأَوصَي مُوسَي ع إِلَي يُوشَعَ بنِ نُونٍ ع وَ أَوصَي يُوشَعُ بنُ نُونٍ ع إِلَي وُلدِ هَارُونَ ع وَ لَم يُوصِ إِلَي وُلدِهِ وَ لَا إِلَي وُلدِ مُوسَي ع إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ لَهُ الخِيَرَةُ يَختَارُ مَن يَشَاءُ مِمّن يَشَاءُ وَ بَشّرَ مُوسَي وَ يُوشَعُ بِالمَسِيحِ ع فَلَمّا أَن بَعَثَ اللّهُ المَسِيحَ ع قَالَ المَسِيحُ ع لَهُم إِنّهُ سَوفَ يأَتيِ مِن بعَديِ نبَيِّ اسمُهُ أَحمَدُ مِن وُلدِ إِسمَاعِيلَ يجَيِءُ بتِصَديِقيِ وَ تَصدِيقِكُم وَ عذُريِ وَ عُذرِكُم وَ جَرَت مِن بَعدِهِ فِي الحَوَارِيّينَ فِي المُستَحفَظِينَ وَ إِنّمَا سَمّاهُمُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ المُستَحفَظِينَ لِأَنّهُمُ استُحفِظُوا الِاسمَ الأَكبَرَ وَ هُوَ الكِتَابُ ألّذِي يُعلَمُ بِهِ عِلمُ كُلّ شَيءٍ ألّذِي كَانَ مَعَ الأَنبِيَاءِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم يَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ لَقَد أَرسَلنا رُسُلًا مِن قَبلِكَوَ أَنزَلنا مَعَهُمُ الكِتابَ وَ المِيزانَالكِتَابُ الِاسمُ الأَكبَرُ وَ إِنّمَا عُرِفَ مِمّا يُدعَي الكِتَابَ التّورَاةُ
صفحه : 143
وَ الإِنجِيلُ وَ الفُرقَانُ فِيهَا كِتَابُ نُوحٍ ع وَ فِيهَا كِتَابُ صَالِحٍ وَ شُعَيبٍ وَ اِبرَاهِيمَ ع فَأَخبَرَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّإِنّ هذا لفَيِ الصّحُفِ الأُولي صُحُفِ اِبراهِيمَ وَ مُوسيفَأَينَ صُحُفُ اِبرَاهِيمَ إِنّمَا صُحُفُ اِبرَاهِيمَ ع الِاسمُ الأَكبَرُ وَ صُحُفُ مُوسَي ع الِاسمُ الأَكبَرُ فَلَم تَزَلِ الوَصِيّةُ فِي عَالِمٍ بَعدَ عَالِمٍ حَتّي دَفَعُوهَا إِلَي مُحَمّدٍص فَلَمّا بَعَثَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مُحَمّداً أَسلَمَ لَهُ العَقِبَ مِنَ المُستَحفَظِينَ وَ كَذّبَهُ بَنُو إِسرَائِيلَ وَ دَعَا إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ جَاهَدَ فِي سَبِيلِهِ إِلَي آخِرِ الخَبَرِ بِطُولِهِ وَ سيَأَتيِ فِي أَبوَابِ النّصُوصِ عَلَي الأَئِمّةِ ع
30- ع ،[علل الشرائع ]المُظَفّرُ العلَوَيِّ عَنِ ابنِ العيَاّشيِّ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ نُصَيرٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَعرُوفٍ عَنِ ابنِ مَهزِيَارَ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن أَبِي إِسمَاعِيلَ السّرّاجِ عَن بِشرِ بنِ جَعفَرٍ عَن مُفَضّلٍ الجعُفيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَسَمِعتُهُ يَقُولُ أَ تدَريِ مَا كَانَ قَمِيصُ يُوسُفَ ع قَالَ قُلتُ لَا قَالَ إِنّ اِبرَاهِيمَ ع لَمّا أُوقِدَت لَهُ النّارُ أَتَاهُ جَبرَئِيلُ ع بِثَوبٍ مِن ثِيَابِ الجَنّةِ وَ أَلبَسَهُ إِيّاهُ فَلَم يَضُرّهُ مَعَهُ رِيحٌ وَ لَا بَردٌ وَ لَا حَرّ فَلَمّا حَضَرَ اِبرَاهِيمَ ع المَوتُ جَعَلَهُ فِي تَمِيمَةٍ وَ عَلّقَهُ عَلَي إِسحَاقَ ع وَ عَلّقَهُ إِسحَاقُ ع عَلَي يَعقُوبَ ع فَلَمّا وُلِدَ لِيَعقُوبَ ع يُوسُفُ عَلّقَهُ عَلَيهِ فَكَانَ فِي عَضُدِهِ حَتّي كَانَ مِن أَمرِهِ مَا كَانَ فَلَمّا أَخرَجَ يُوسُفُ ع القَمِيصَ مِنَ التّمِيمَةِ وَجَدَ يَعقُوبُ ع رِيحَهُ وَ هُوَ قَولُهُ تَعَالَيإنِيّ لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَو لا أَن تُفَنّدُونِفَهُوَ ذَلِكَ القَمِيصُ ألّذِي أُنزِلَ بِهِ مِنَ الجَنّةِ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ فَإِلَي مَن
صفحه : 144
صَارَ هَذَا القَمِيصُ قَالَ إِلَي أَهلِهِ وَ كُلّ نبَيِّ وَرِثَ عِلماً أَو غَيرَهُ فَقَدِ انتَهَي إِلَي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ
ير،[بصائر الدرجات ] محمد بن الحسين عن محمد بن إسماعيل مثله
31-ير،[بصائر الدرجات ] ابنُ مَعرُوفٍ عَن حَمّادٍ عَن حَرِيزٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ سُئِلَ عَلِيّ ع عَن عِلمِ النّبِيّص فَقَالَ عِلمُ النّبِيّص عِلمُ جَمِيعِ النّبِيّينَ وَ عِلمُ مَا كَانَ وَ عِلمُ مَا هُوَ كَائِنٌ إِلَي قِيَامِ السّاعَةِ
أَقُولُ رَوَي السّيّدُ فِي سَعدِ السّعُودِ عَن مُحَمّدِ بنِ العَبّاسِ بنِ مَروَانَ مِن تَفسِيرِهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ العَلَاءِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ شَمّونٍ عَن عُثمَانَ بنِ رُشَيدٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَبدِ اللّهِ الأرَجّاَنيِّ عَن أَبِي هَارُونَ العبَديِّ عَن أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِّ أَنّ عَمّارَ بنَ يَاسِرٍ قَالَ لِرَسُولِ اللّهِص وَدِدتُ أَنّكَ عُمّرتَ فِينَا عُمُرَ نُوحٍ ع فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا عَمّارُ حيَاَتيِ خَيرٌ لَكُم وَ وفَاَتيِ لَيسَ بِشَرّ لَكُم أَمّا فِي حيَاَتيِ فَتُحدِثُونَ وَ أَستَغفِرُ اللّهَ لَكُم وَ أَمّا بَعدَ وفَاَتيِ فَاتّقُوا اللّهَ وَ أَحسِنُوا الصّلَاةَ عَلَيّ وَ عَلَي أَهلِ بيَتيِ وَ إِنّكُم تُعرَضُونَ عَلَيّ بِأَسمَائِكُم وَ أَسمَاءِ آبَائِكُم وَ أَنسَابِكُم وَ قَبَائِلِكُم فَإِن يَكُن خَيراً حَمِدتُ اللّهَ وَ إِن يَكُن سِوَي ذَلِكَ استَغفَرتُ اللّهَ لَكُم فَقَالَ المُنَافِقُونَ وَ الشّكّاكُ وَ الّذِينَ فِي قَلبِهِم مَرَضٌ يَزعُمُ أَنّ الأَعمَالَ تُعرَضُ عَلَيهِ بَعدَ وَفَاتِهِ بِأَسمَاءِ الرّجَالِ وَ أَسمَاءِ آبَائِهِم وَ أَنسَابِهِم إِلَي قَبَائِلِهِم إِنّ هَذَا لَهُوَ الإِفكُ فَأَنزَلَ اللّهُ تَعَالَيقُلِ اعمَلُوا فَسَيَرَي اللّهُ عَمَلَكُم وَ رَسُولُهُ وَ المُؤمِنُونَفَقِيلَ لَهُ وَ مَنِ المُؤمِنُونَ قَالَ عَامّةٌ وَ خَاصّةٌ أَمّا ألّذِي قَالَ اللّهُوَ المُؤمِنُونَفَهُم آلُ مُحَمّدٍ ثُمّ قَالَوَ سَتُرَدّونَ إِلي عالِمِ الغَيبِ وَ الشّهادَةِ فَيُنَبّئُكُم بِما كُنتُم تَعمَلُونَ مِن طَاعَةٍ وَ مَعصِيَةٍ
32-ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ إِسحَاقَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ حَمّادٍ عَن سَيفٍ التّمّارِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ وَ رَبّ الكَعبَةِ وَ رَبّ البَيتِ ثَلَاثَ مَرّاتٍ لَو كُنتُ بَينَ مُوسَي وَ الخَضِرِ ع لَأَخبَرتُهُمَا أنَيّ أَعلَمُ مِنهُمَا وَ لَأَنبَأتُهُمَا بِمَا لَيسَ فِي أَيدِيهِمَا لِأَنّ مُوسَي وَ الخَضِرَ ع
صفحه : 145
أُعطِيَا عِلمَ مَا كَانَ وَ لَم يُعطَيَا عِلمَ مَا هُوَ كَائِنٌ وَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص أعُطيَِ عِلمَ مَا كَانَ وَ مَا هُوَ كَائِنٌ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ فَوَرِثنَاهُ مِن رَسُولِ اللّهِص وِرَاثَةً
33-ير،[بصائر الدرجات ] عَلِيّ بنُ مُحَمّدِ بنِ سَعِيدٍ عَن حَمدَانَ بنِ سُلَيمَانَ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ اليمَاَنيِّ عَن مُسلِمِ بنِ الحَجّاجِ عَن يُونُسَ عَنِ الحُسَينِ بنِ عُلوَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ اللّهَ خَلَقَ أوُليِ العَزمِ مِنَ الرّسُلِ وَ فَضّلَهُم بِالعِلمِ وَ أَورَثَنَا عِلمَهُم وَ فَضّلَنَا عَلَيهِم فِي عِلمِهِم وَ عَلّمَ رَسُولَ اللّهِص مَا لَم يَعلَمُوا وَ عَلّمَنَا عِلمَ الرّسُولِ وَ عِلمَهُم
34-ير،[بصائر الدرجات ]اليقَطيِنيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عُمَرَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الوَلِيدِ السّمّانِ قَالَ قَالَ لِي أَبُو جَعفَرٍ ع يَا عَبدَ اللّهِ مَا تَقُولُ الشّيعَةُ فِي عَلِيّ وَ مُوسَي وَ عِيسَي ع قَالَ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ وَ مِن أَيّ الحَالَاتِ تسَألَنُيِ قَالَ أَسأَلُكَ عَنِ العِلمِ فَأَمّا الفَضلُ فَهُم سَوَاءٌ قَالَ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ فَمَا عَسَي أَن أَقُولَ فِيهِم فَقَالَ هُوَ وَ اللّهِ أَعلَمُ مِنهُمَا ثُمّ قَالَ يَا عَبدَ اللّهِ أَ لَيسَ يَقُولُونَ إِنّ لعِلَيِّ مَا لِلرّسُولِ مِنَ العِلمِ قَالَ قُلتُ بَلَي قَالَ فَخَاصِمهُم فِيهِ قَالَ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي قَالَ لِمُوسَيوَ كَتَبنا لَهُ فِي الأَلواحِ مِن كُلّ شَيءٍفَأَعلَمَنَا أَنّهُ لَم يُبَيّن لَهُ الأَمرَ كُلّهُ وَ قَالَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي لِمُحَمّدٍص وَ جِئنا بِكَ عَلي هؤُلاءِ شَهِيداًوَ نَزّلنا عَلَيكَ الكِتابَ تِبياناً لِكُلّ شَيءٍ
35-ير،[بصائر الدرجات ] مُحَمّدُ بنُ الحُسَينِ عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَن عَمّارِ بنِ مَروَانَ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَأَعطَي اللّهُ مُحَمّداًص مِثلَ مَا أَعطَي آدَمَ ع فَمَن دُونَهُ مِنَ الأَوصِيَاءِ
صفحه : 146
كُلّهِم يَا جَابِرُ هَل تَعرِفُونَ ذَلِكَ
36-ختص ،[الإختصاص ] ابنُ عِيسَي عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ بُكَيرٍ الهجَرَيِّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع كَانَ هِبَةَ اللّهِ لِمُحَمّدٍص وَرِثَ عِلمَ الأَوصِيَاءِ وَ عِلمَ مَا كَانَ قَبلَهُ أَمَا إِنّ مُحَمّداً وَرِثَ عِلمَ مَن كَانَ قَبلَهُ مِنَ الأَنبِيَاءِ وَ المُرسَلِينَ
37-فس ،[تفسير القمي] أَبِي عَنِ ابنِ مَرّارٍ عَن يُونُسَ عَن هِشَامٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ كَذلِكَ نرُيِ اِبراهِيمَ مَلَكُوتَ السّماواتِ وَ الأَرضِ وَ لِيَكُونَ مِنَ المُوقِنِينَ قَالَ كُشِطَ لَهُ عَنِ الأَرضِ وَ مَن عَلَيهَا وَ عَنِ السّمَاءِ وَ مَا فِيهَا وَ المَلَكِ ألّذِي يَحمِلُهَا وَ العَرشِ وَ مَن عَلَيهِ وَ فُعِلَ ذَلِكَ بِرَسُولِ اللّهِص وَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع
38-ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ المُغِيرَةِ عَنِ ابنِ مُسكَانَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع كَذلِكَ نرُيِ اِبراهِيمَ مَلَكُوتَ السّماواتِ وَ الأَرضِ وَ لِيَكُونَ مِنَ المُوقِنِينَ قَالَ كُشِطَ لِإِبرَاهِيمَ ع السّمَاوَاتُ السّبعُ حَتّي نَظَرَ إِلَي مَا فَوقَ العَرشِ وَ كُشِطَ لَهُ الأَرضُ حَتّي رَأَي مَا فِي الهَوَاءِ وَ فُعِلَ بِمُحَمّدٍص مِثلُ ذَلِكَ وَ إنِيّ لَأَرَي صَاحِبَكُم وَ الأَئِمّةَ مِن بَعدِهِ قَد فُعِلَ بِهِم مِثلُ ذَلِكَ
39-ير،[بصائر الدرجات ] مُحَمّدُ بنُ عِيسَي عَنِ البرَقيِّ عَنِ النّضرِ عَن يَحيَي الحلَبَيِّ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع هَل رَأَي مُحَمّدٌص مَلَكُوتَ السّمَاوَاتِ وَ الأَرضِ كَمَا رَأَي اِبرَاهِيمُ قَالَ وَ صَاحِبُكُم
أقول سيأتي في كتاب الإمامة مثله بأسانيد كثيرة
40-ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن مُحَمّدِ بنِ الفُضَيلِ عَن أَبِي الصّبّاحِ
صفحه : 147
الكنِاَنيِّ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ خَرَجَ عَلَينَا رَسُولُ اللّهِص وَ فِي يَدِهِ اليُمنَي كِتَابٌ وَ فِي يَدِهِ اليُسرَي كِتَابٌ فَنَشَرَ الكِتَابَ ألّذِي فِي يَدِهِ اليُمنَي فَقَرَأَ بِسمِ اللّهِ الرّحمَنِ الرّحِيمِ كِتَابٌ لِأَهلِ الجَنّةِ بِأَسمَائِهِم وَ أَسمَاءِ آبَائِهِم لَا يُزَادُ فِيهِم وَاحِدٌ وَ لَا يُنقَصُ مِنهُم وَاحِدٌ قَالَ ثُمّ نَشَرَ ألّذِي بِيَدِهِ اليُسرَي فَقَرَأَ كِتَابٌ مِنَ اللّهِ الرّحمَنِ الرّحِيمِ لِأَهلِ النّارِ بِأَسمَائِهِم وَ أَسمَاءِ آبَائِهِم وَ قَبَائِلِهِم لَا يُزَادُ فِيهِم وَاحِدٌ وَ لَا يُنقَصُ مِنهُم وَاحِدٌ
41-ير،[بصائر الدرجات ] مُحَمّدُ بنُ عِيسَي عَن عَبدِ الصّمَدِ بنِ بَشِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ انتَهَي النّبِيّص إِلَي السّمَاءِ السّابِعَةِ وَ انتَهَي إِلَي سِدرَةِ المُنتَهَي قَالَ فَقَالَتِ السّدرَةُ مَا جاَزنَيِ مَخلُوقٌ قَبلَكَثُمّ دَنا فَتَدَلّي فَكانَ قابَ قَوسَينِ أَو أَدني فَأَوحي قَالَ فَدَفَعَ إِلَيهِ كِتَابَ أَصحَابِ اليَمِينِ وَ كِتَابَ أَصحَابِ الشّمَالِ فَأَخَذَ كِتَابَ أَصحَابِ اليَمِينِ بِيَمِينِهِ وَ فَتَحَهُ وَ نَظَرَ فِيهِ فَإِذَا فِيهِ أَسمَاءُ أَهلِ الجَنّةِ وَ أَسمَاءُ آبَائِهِم وَ قَبَائِلِهِم قَالَ وَ فَتَحَ كِتَابَ أَصحَابِ الشّمَالِ وَ نَظَرَ فِيهِ فَإِذَا فِيهِ أَسمَاءُ أَهلِ النّارِ وَ أَسمَاءُ آبَائِهِم وَ قَبَائِلِهِم ثُمّ نَزَلَ وَ مَعَهُ الصّحِيفَتَانِ فَدَفَعَهُمَا إِلَي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع أَقُولُ سيَأَتيِ مِثلُهُ فِي بَابِ المِعرَاجِ وَ كِتَابِ الإِمَامَةِ
42-ير،[بصائر الدرجات ] أَبُو الفَضلِ العلَوَيِّ عَن سَعِيدِ بنِ عِيسَي عَن اِبرَاهِيمَ بنِ الحَكَمِ بنِ ظُهَيرٍ عَن أَبِيهِ عَن شَرِيكِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن عَبدِ الأَعلَي عَن أَبِي وَقّاصٍ عَن سَلمَانَ الفاَرسِيِّ قَالَ سَمِعتُ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع يَقُولُ فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّإِنّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلمُتَوَسّمِينَفَكَانَ رَسُولُ اللّهِص يَعرِفُ الخَلقَ بِسِيمَاهُم وَ أَنَا بَعدَهُ المُتَوَسّمُ وَ الأَئِمّةُ مِن ذرُيّتّيِ المُتَوَسّمُونَ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ
صفحه : 148
43- لي ،[الأمالي للصدوق ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَنِ الحمِيرَيِّ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ الحَسَنِ بنِ مَحبُوبٍ عَن مُقَاتِلِ بنِ سُلَيمَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ الصّادِقِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَنَا سَيّدُ النّبِيّينَ وَ وصَيِيّ سَيّدُ الوَصِيّينَ وَ أوَصيِاَئيِ سَادَاتُ الأَوصِيَاءِ إِنّ آدَمَ ع سَأَلَ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَن يَجعَلَ لَهُ وَصِيّاً صَالِحاً فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَيهِ أنَيّ أَكرَمتُ الأَنبِيَاءَ بِالنّبُوّةِ ثُمّ اختَرتُ خلَقيِ وَ جَعَلتُ خِيَارَهُمُ الأَوصِيَاءَ ثُمّ أَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَيهِ يَا آدَمُ أَوصِ إِلَي شَيثٍ ع فَأَوصَي آدَمُ ع إِلَي شَيثٍ ع وَ هُوَ هِبَةُ اللّهِ بنُ آدَمَ وَ أَوصَي شَيثٌ ع إِلَي ابنِهِ شَبّانَ وَ هُوَ ابنُ نَزلَةَ الحَورَاءِ التّيِ أَنزَلَهَا اللّهُ عَلَي آدَمَ مِنَ الجَنّةِ فَزَوّجَهَا ابنَهُ شَيثاً وَ أَوصَي شَبّانُ إِلَي محلثَ[مجلثَ] وَ أَوصَي محلثُ[مجلثُ] إِلَي محوقَ وَ أَوصَي محوقُ إِلَي عميشَا[عتميشَا،عثميشَا،عشميشَا] وَ أَوصَي عميشَا[عتميشَا،عثميشَا،عشميشَا] إِلَي أَخنُوخَ وَ هُوَ إِدرِيسُ النّبِيّ ع وَ أَوصَي إِدرِيسُ ع إِلَي نَاحُورَ وَ دَفَعَهَا نَاحُورُ إِلَي نُوحٍ النّبِيّ ع وَ أَوصَي نُوحٌ إِلَي سَامٍ وَ أَوصَي سَامٌ إِلَي عَثَامِرَ وَ أَوصَي عَثَامِرُ إِلَي برعيثَاشَا وَ أَوصَي برعيثَاشَا إِلَي يَافِثَ وَ أَوصَي يَافِثُ إِلَي بَرّةَ وَ أَوصَي بَرّةُ إِلَي جفيسةَ[جسفيةَ] وَ أَوصَي جفيسةُ[جسفيةَ] إِلَي عِمرَانَ وَ دَفَعَهَا عِمرَانُ إِلَي اِبرَاهِيمَ الخَلِيلِ ع وَ أَوصَي اِبرَاهِيمُ ع إِلَي ابنِهِ إِسمَاعِيلَ ع وَ أَوصَي إِسمَاعِيلُ إِلَي إِسحَاقَ ع وَ أَوصَي إِسحَاقُ إِلَي يَعقُوبَ ع وَ أَوصَي يَعقُوبُ ع إِلَي يُوسُفَ ع وَ أَوصَي يُوسُفُ ع إِلَي بثريَا وَ أَوصَي بثريَا إِلَي شُعَيبٍ ع وَ دَفَعَهَا شُعَيبٌ إِلَي مُوسَي بنِ عِمرَانَ وَ أَوصَي مُوسَي بنُ عِمرَانَ إِلَي يُوشَعَ بنِ نُونٍ وَ أَوصَي يُوشَعُ بنُ نُونٍ إِلَي دَاوُدَ ع وَ أَوصَي دَاوُدُ ع إِلَي سُلَيمَانَ ع وَ أَوصَي سُلَيمَانُ ع إِلَي آصَفَ بنِ بَرخِيَا وَ أَوصَي آصَفُ بنُ بَرخِيَا إِلَي زَكَرِيّا ع وَ دَفَعَهَا زَكَرِيّا إِلَي عِيسَي ابنِ مَريَمَ ع وَ أَوصَي عِيسَي ع إِلَي شَمعُونَ بنِ حَمّونَ الصّفَا ع وَ أَوصَي شَمعُونُ ع إِلَي يَحيَي بنِ زَكَرِيّا ع وَ أَوصَي يَحيَي بنُ زَكَرِيّا إِلَي مُنذِرٍ وَ أَوصَي مُنذِرٌ إِلَي سُلَيمَةَ وَ أَوصَي سُلَيمَةُ إِلَي بُردَةَ ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِ
صفحه : 149
ص وَ دَفَعَهَا إلِيَّ بُردَةُ وَ أَنَا أَدفَعُهَا إِلَيكَ يَا عَلِيّ وَ أَنتَ تَدفَعُهَا إِلَي وَصِيّكَ وَ يَدفَعُهَا وَصِيّكَ إِلَي أَوصِيَائِكَ مِن وُلدِكَ وَاحِدٍ بَعدَ وَاحِدٍ حَتّي يَدفَعَ[تُدفَعَ] إِلَي خَيرِ أَهلِ الأَرضِ بَعدَكَ وَ لَتَكفُرَنّ بِكَ الأُمّةُ وَ لَتَختَلِفَنّ عَلَيكَ اختِلَافاً شَدِيداً الثّابِتُ عَلَيكَ كَالمُقِيمِ معَيِ وَ الشّاذّ عَنكَ فِي النّارِ وَ النّارُ مَثوًي لِلكَافِرِينَ
أقول سيأتي الأخبار في ذلك في باب اتصال الوصية من كتاب الإمامة
44-فس ،[تفسير القمي] عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ الصّفّارِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ أَعمَالَ العِبَادِ تُعرَضُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص كُلّ صَبَاحٍ أَبرَارَهَا وَ فُجّارَهَا فَاحذَرُوا فلَيسَتحَيِ أَحَدُكُم أَن يُعرَضَ عَلَي نَبِيّهِ العَمَلُ القَبِيحُ
عَنهُ ع قَالَ مَا مِن مُؤمِنٍ يَمُوتُ أَو كَافِرٍ يُوضَعُ فِي قَبرِهِ حَتّي يُعرَضَ عَمَلُهُ عَلَي رَسُولِ اللّهِ وَ عَلِيّ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَا وَ هَلُمّ جَرّاً إِلَي آخِرِ مَن فَرَضَ اللّهُ طَاعَتَهُ فَذَلِكَ قَولُهُوَ قُلِ اعمَلُوا فَسَيَرَي اللّهُ عَمَلَكُم وَ رَسُولُهُ وَ المُؤمِنُونَ
45- مع ،[معاني الأخبار] عَلِيّ بنُ عَبدِ اللّهِ المُذَكّرُ عَن عَلِيّ بنِ أَحمَدَ الطبّرَيِّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ زَكَرِيّا عَن خِرَاشٍ قَالَ حَدّثَنَا موَلاَيَ أَنَسٌ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص حيَاَتيِ خَيرٌ لَكُم وَ موَتيِ خَيرٌ لَكُم أَمّا حيَاَتيِ فتَحُدَثّوُنيّ وَ أُحَدّثُكُم وَ أَمّا موَتيِ فَتُعرَضُ عَلَيّ أَعمَالُكُم عَشِيّةَ الإِثنَينِ وَ الخَمِيسِ فَمَا كَانَ مِن عَمَلٍ صَالِحٍ حَمِدتُ اللّهَ عَلَيهِ وَ مَا كَانَ مِن عَمَلٍ سَيّئٍ استَغفَرتُ اللّهَ لَكُم
46-فس ،[تفسير القمي] أَبِي عَن حَنَانٍ عَن أَبِيهِ سَدِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مقُاَميِ بَينَ أَظهُرِكُم خَيرٌ لَكُم فَإِنّ اللّهَ يَقُولُوَ ما كانَ اللّهُ لِيُعَذّبَهُم
صفحه : 150
وَ أَنتَ فِيهِم وَ مفُاَرقَتَيِ إِيّاكُم خَيرٌ لَكُم فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ مُقَامُكَ بَينَ أَظهُرِنَا خَيرٌ لَنَا فَكَيفَ تَكُونُ مُفَارَقَتُكَ خَيراً لَنَا قَالَ إِنّمَا مفُاَرقَتَيِ إِيّاكُم خَيرٌ لَكُم فَإِنّ أَعمَالَكُم تُعرَضُ عَلَيّ كُلّ خَمِيسٍ وَ إِثنَينِ فَمَا كَانَ مِن حَسَنَةٍ حَمِدتُ اللّهَ عَلَيهَا وَ مَا كَانَ مِن سَيّئَةٍ استَغفَرتُ اللّهَ لَكُم
47-ير،[بصائر الدرجات ] مُحَمّدُ بنُ عَبدِ الحَمِيدِ عَنِ المُفَضّلِ بنِ صَالِحٍ عَن زَيدٍ الشّحّامِ قَالَ سَأَلتُهُ عَن أَعمَالِ هَذِهِ الأُمّةِ قَالَ مَا مِن صَبَاحٍ يمَضيِ إِلّا وَ هيَِ تُعرَضُ عَلَي نبَيِّ اللّهِ أَعمَالُ هَذِهِ الأُمّةِ
48-ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ الأهَواَزيِّ عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ البطَاَئنِيِّ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قُلتُ لَهُ إِنّ أَبَا الخَطّابِ كَانَ يَقُولُ إِنّ رَسُولَ اللّهِص تُعرَضُ عَلَيهِ أَعمَالُ أُمّتِهِ كُلّ خَمِيسٍ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع لَيسَ هُوَ هَكَذَا وَ لَكِنّ رَسُولَ اللّهِص تُعرَضُ عَلَيهِ أَعمَالُ هَذِهِ الأُمّةِ كُلّ صَبَاحٍ أَبرَارُهَا وَ فُجّارُهَا فَاحذَرُوا وَ هُوَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّاعمَلُوا فَسَيَرَي اللّهُ عَمَلَكُم وَ رَسُولُهُ وَ المُؤمِنُونَ
49-ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ الوَشّاءِ قَالَ سَمِعتُ الرّضَا ع يَقُولُ إِنّ الأَعمَالَ تُعرَضُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص أَبرَارَهَا وَ فُجّارَهَا
50-ير،[بصائر الدرجات ] عَلِيّ بنُ إِسمَاعِيلَ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَنِ الحُسَينِ بنِ المُختَارِ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ الأَعمَالُ تُعرَضُ كُلّ خَمِيسٍ عَلَي رَسُولِ اللّهِص
51-ير،[بصائر الدرجات ] عَبدُ اللّهِ بنُ جَعفَرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ الأهَواَزيِّ عَن جَعفَرٍ وَ فَضَالَةَ
صفحه : 151
عَن سَعِيدٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ أَعمَالَ أُمّةِ مُحَمّدٍص تُعرَضُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص كُلّ خَمِيسٍ فلَيسَتحَيِ أَحَدُكُم مِن رَسُولِ اللّهِص أَن يُعرَضَ عَلَيهِ القَبِيحُ
أقول سيأتي أخبار كثيرة في ذلك في كتاب الإمامة
52-ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُوسَي عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ مَالِكٍ عَن يُوسُفَ الأبَزاَريِّ عَنِ المُفَضّلِ قَالَ قَالَ لِي أَبُو عَبدِ اللّهِ ع ذَاتَ يَومٍ إِنّ لَنَا فِي كُلّ لَيلَةِ جُمُعَةٍ سُرُوراً قُلتُ زَادَكَ اللّهُ وَ مَا ذَاكَ قَالَ إِنّهُ إِذَا كَانَ لَيلَةُ الجُمُعَةِ وَافَي رَسُولُ اللّهِص العَرشَ وَ وَافَي الأَئِمّةُ ع مَعَهُ وَ وَافَينَا مَعَهُم فَلَا تُرَدّ أَروَاحُنَا إِلَي أَبدَانِنَا إِلّا بِعِلمٍ مُستَفَادٍ وَ لَو لَا ذَلِكَ لَنَفِدَ مَا عِندَنَا
53-ير،[بصائر الدرجات ] الحَسَنُ بنُ عَلِيّ بنِ مُعَاوِيَةَ عَن مُوسَي بنِ سَعدَانَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَبِي أَيّوبَ عَن شَرِيكِ بنِ مَلِيحٍ وَ حدَثّنَيِ الخَضِرُ بنُ عِيسَي عَنِ الكاَهلِيِّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَبِي أَيّوبَ عَن شَرِيكٍ عَن أَبِي يَحيَي الصنّعاَنيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ يَا أَبَا يَحيَي لَنَا فِي ليَاَليِ الجُمُعَةِ لَشَأنٌ مِنَ الشّأنِ قَالَ فَقُلتُ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ وَ مَا ذَلِكَ الشّأنُ قَالَ يُؤذَنُ لِأَروَاحِ الأَنبِيَاءِ المَوتَي وَ أَروَاحِ الأَوصِيَاءِ المَوتَي وَ رُوحِ الوصَيِّ ألّذِي بَينَ ظَهرَانَيكُم يُعرَجُ بِهَا إِلَي السّمَاءِ حَتّي توُاَفيَِ عَرشَ رَبّهَا فَتَطُوفُ بها[ بِهِ]أُسبُوعاً وَ تصُلَيّ عِندَ كُلّ قَائِمَةٍ مِن قَوَائِمِ العَرشِ رَكعَتَينِ ثُمّ تُرَدّ إِلَي الأَبدَانِ التّيِ كَانَت فِيهَا
صفحه : 152
فَتُصبِحُ الأَنبِيَاءُ وَ الأَوصِيَاءُ قَد مُلِئُوا وَ أُعطُوا سُرُوراً وَ يُصبِحُ الوصَيِّ ألّذِي بَينَ ظَهرَانَيكُم وَ قَد زِيدَ فِي عِلمِهِ مِثلُ جَمّ الغَفِيرِ
54-ير،[بصائر الدرجات ] مُحَمّدُ بنُ سَعدٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ جَرِيشٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ أَروَاحَنَا وَ أَروَاحَ النّبِيّينَ توُاَفيِ العَرشَ كُلّ لَيلَةِ جُمُعَةٍ فَتُصبِحُ الأَوصِيَاءُ وَ قَد زِيدَ فِي عِلمِهِم مِثلُ جَمّ الغَفِيرِ مِنَ العِلمِ
55-كا،[الكافي] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ الحَسَنِ بنِ سَيفٍ عَن أَبِيهِ عَمّن ذَكَرَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ خَطَبَ رَسُولُ اللّهِص النّاسَ ثُمّ رَفَعَ يَدَهُ اليُمنَي قَابِضاً عَلَي كَفّهِ ثُمّ قَالَ أَ تَدرُونَ أَيّهَا النّاسُ مَا فِي كفَيّ قَالُوا اللّهُ وَ رَسُولُهُ أَعلَمُ فَقَالَ فِيهَا أَسمَاءُ أَهلِ الجَنّةِ وَ أَسمَاءُ آبَائِهِم وَ قَبَائِلِهِم إِلَي يَومِ القِيَامَةِ ثُمّ رَفَعَ يَدَهُ الشّمَالَ فَقَالَ أَيّهَا النّاسُ أَ تَدرُونَ مَا فِي كفَيّ قَالُوا اللّهُ وَ رَسُولُهُ أَعلَمُ فَقَالَ أَسمَاءُ أَهلِ النّارِ وَ أَسمَاءُ آبَائِهِم وَ قَبَائِلِهِم إِلَي يَومِ القِيَامَةِ ثُمّ قَالَ حَكَمَ اللّهُ وَ عَدَلَ حَكَمَ اللّهُ وَ عَدَلَ حَكَمَ اللّهُ وَ عَدَلَفَرِيقٌ فِي الجَنّةِ وَ فَرِيقٌ فِي السّعِيرِ
صفحه : 153
56-ير،[بصائر الدرجات ] مُحَمّدُ بنُ عِيسَي عَن يُونُسَ عَن عَلِيّ بنِ هَاشِمٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عُبَيدِ اللّهِ بنِ أَبِي رَافِعٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مُثّلَ لِي أمُتّيِ فِي الطّينِ وَ عُلّمتُ الأَسمَاءَ كَمَا عُلّمَ آدَمُ الأَسمَاءَ كُلّهَا وَ رَأَيتُ أَصحَابَ الرّايَاتِ فَكُلّمَا مَرَرتُ بِكَ يَا عَلِيّ وَ بِشِيعَتِكَ استَغفَرتُ لَكُم
57-ير،[بصائر الدرجات ]عَبّادُ بنُ سُلَيمَانَ عَن سَعدِ بنِ سَعدٍ عَن مُقَاتِلِ بنِ مُقَاتِلٍ عَن أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع قَالَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع إِنّ رَسُولَ اللّهِص مُثّلَت لَهُ أُمّتُهُ فِي الطّينِ فَعَرَفَهُم بِأَسمَائِهِم وَ أَسمَاءِ آبَائِهِم وَ أَخلَاقِهِم وَ حُلَاهُم قَالَ قُلنَا لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ جَمِيعُ الأُمّةِ مِن أَوّلِهَا إِلَي آخِرِهَا قَالَ هَكَذَا قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع
ير،[بصائر الدرجات ]عباد بن سليمان عن سعد بن سعد عن صفوان بن يحيي عنه عليه السلام مثله
58-ير،[بصائر الدرجات ]يَعقُوبُ بنُ يَزِيدَ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي الجَارُودِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللّهِص عُرِضَت عَلَيّ أمُتّيَِ البَارِحَةَ لَدَي هَذِهِ الحُجرَةِ أَوّلُهَا إِلَي آخِرِهَا قَالَ قَالَ قَائِلٌ يَا رَسُولَ اللّهِص قَد عُرِضَ عَلَيكَ مَن خُلِقَ أَ رَأَيتَ مَن لَم يُخلَق فَقَالَ صُوّرَ لِي وَ ألّذِي يَحلِفُ بِهِ رَسُولُ اللّهِ فِي الطّينِ حَتّي لَأَنَا أَعرَفُ بِهِم مِن أَحَبّكُم بِصَاحِبِهِ
59-ير،[بصائر الدرجات ] ابنُ مَعرُوفٍ عَن حَمّادٍ عَن حَرِيزٍ عَن مَعرُوفِ بنِ خَرّبُوذَ عَن أَبِي
صفحه : 154
جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لعِلَيِّ إِنّ ربَيّ مَثّلَ لِي أمُتّيِ فِي الطّينِ وَ علَمّنَيِ أَسمَاءَهُم كُلّهَا كَمَاعَلّمَ آدَمَ الأَسماءَ كُلّهافَمَرّ بيِ أَصحَابُ الرّايَاتِ فَاستَغفَرتُ لَكَ وَ لِشِيعَتِكَ يَا عَلِيّ إِنّ ربَيّ وعَدَنَيِ فِي شِيعَتِكَ خَصلَةً قُلتُ وَ مَا هيَِ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ المَغفِرَةُ لِمَن آمَنَ مِنهُم وَ اتّقَي لَا يُغَادِرُ مِنهُم صَغِيرَةً وَ لَا كَبِيرَةً وَ لَهُم تَبَدّلُ سَيّئَاتِهِم حَسَنَاتٍ
60-كا،[الكافي]العِدّةُ عَن أَحمَدَ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن أَبِي جَمِيلَةَ عَن مُحَمّدٍ الحلَبَيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع مِثلَهُ
ير،[بصائر الدرجات ] عَبدُ اللّهِ بنُ جَعفَرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن حَمّادٍ عَن حَرِيزٍ عَنِ ابنِ خَرّبُوذَ عَنهُ ع مِثلَهُ إِلَي قَولِهِ وَ لِشِيعَتِكَ
61-ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَن حَنَانِ بنِ سَدِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ ربَيّ مَثّلَ لِي أمُتّيِ فِي الطّينِ وَ علَمّنَيِ أَسمَاءَ أمُتّيِ كَمَاعَلّمَ آدَمَ الأَسماءَ كُلّهافَمَرّ بيِ أَصحَابُ الرّايَاتِ فَاستَغفَرتُ لعِلَيِّ وَ شِيعَتِهِ
ير،[بصائر الدرجات ] أحمد بن محمد أوغيره عن ابن محبوب عن حنان عن سديف المكي عن الباقر ع عن جابر بن عبد الله عن النبي ص مثله بيان في الطين حال عن الفاعل أي لم يخلق بدني بعد و لم أنتقل إلي صلب آدم أيضا أو عن المفعول والأول أوفق بما سيأتي.أقول قدأوردنا بعض الأخبار في كتاب الإيمان والكفر في باب فضائل الشيعة
62-شي،[تفسير العياشي] عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ أمُتّيِ عُرِضَ عَلَيّ فِي المِيثَاقِ فَكَانَ أَوّلَ مَن آمَنَ بيِ عَلِيّ وَ هُوَ أَوّلُ مَن صدَقّنَيِ حِينَ بُعِثتُ
صفحه : 155
وَ هُوَ الصّدّيقُ الأَكبَرُ وَ الفَارُوقُ يُفَرّقُ بَينَ الحَقّ وَ البَاطِلِ
فائدة أقول قدتقدمت الأخبار المستفيضة في كتاب العلم في أن النبي ص والأئمة صلوات الله عليهم لايتكلمون إلابالوحي و لايحكمون في شيء من الأحكام بالظن والرأي والاجتهاد والقياس و هذا من ضروريات دين الإمامية و أماالأدلة العقلية علي ذلك فليس هذاالكتاب محل ذكرها وهي مذكورة في الكتب الأصولية والكلامية. قال العلامة رحمه الله في النهاية النبي ص لم يكن متعبدا بالاجتهاد الإمامية والجبائيان علي ذلك و قال الشافعي و أبويوسف بالجواز وفصل آخرون فجوزوه في الجزئية دون الشرعية والحق الأول لنا وجوه .الأول قوله تعالي وَ ما يَنطِقُ عَنِ الهَوي و قوله تعالي قُل ما يَكُونُ لِي أَن أُبَدّلَهُ مِن تِلقاءِ نفَسيِ إِن أَتّبِعُ إِلّا ما يُوحي إلِيَّ.الثاني الاجتهاد يفيد الظن و هوص قادر علي معرفة الحكم علي القطع والقادر علي العلم لايجوز له الرجوع إلي الظن .الثالث أن مخالفته في الحكم كفر لقوله تعالي لا يُؤمِنُونَ حَتّي يُحَكّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَينَهُم ومخالفة الاجتهاد لاتكفر انتهي . وتمام القول في ذلك ودفع الاعتراضات ودلائل الخصوم موكول إلي محله
صفحه : 156
1- مع ،[معاني الأخبار] عَبدُ الحَمِيدِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ النيّساَبوُريِّ عَن أَبِيهِ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ عَن أَبِي عَمرٍو الضّرِيرِ عَن عَبّادِ بنِ عَبّادٍ المهُلَبّيِّ عَن مُوسَي بنِ مُحَمّدِ بنِ اِبرَاهِيمَ التيّميِّ عَن أَبِيهِ قَالَ كُنّا عِندَ رَسُولِ اللّهِص فَنَشَأَت سَحَابَةٌ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِص هَذِهِ سَحَابَةٌ نَاشِئَةٌ فَقَالَ كَيفَ تَرَونَ قَوَاعِدَهَا قَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ مَا أَحسَنَهُ وَ أَشَدّ تَمَكّنَهَا قَالَ كَيفَ تَرَونَ بَوَاسِقَهَا قَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِص مَا أَحسَنَهَا وَ أَشَدّ تَرَاكُمَهَا قَالَ كَيفَ تَرَونَ جَونَهَا قَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ مَا أَحسَنَهُ وَ أَشَدّ سَوَادَهُ قَالَ كَيفَ تَرَونَ رَحَاهَا قَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ مَا أَحسَنَهَا وَ أَشَدّ استِدَارَتَهَا قَالَ فَكَيفَ تَرَونَ بَرقَهَا أَ خَفواً أَم وَمِيضاً أَم شَقّ شَقّاً قَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ بَل يَشُقّ شَقّاً قَالَ رَسُولُ اللّهِص الحَيَا فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ مَا أَفصَحَكَ وَ مَا رَأَينَا ألّذِي هُوَ أَفصَحُ مِنكَ فَقَالَ وَ مَا يمَنعَنُيِ مِن ذَلِكَ وَ بلِسِاَنيِ نَزَلَ القُرآنُبِلِسانٍ عرَبَيِّ مُبِينٍ
و حدثناالحاكم قال حدثني أبي قال حدثني أبو علي الرياحي عن أبي عمر الضريربهذا الحديث أخبرني محمد بن هارون الزنجاني قال حدثنا علي بن عبدالعزيز عن أبي عبيد قال قال القواعد هي أصولها المعترضة في آفاق السماء وأحسبها تشبه بقواعد البيت وهي حيطانه والواحدة قاعدة قال الله عز و جل وَ إِذ يَرفَعُ اِبراهِيمُ القَواعِدَ مِنَ البَيتِ
صفحه : 157
وَ إِسماعِيلُ و أماالبواسق ففروعها المستطيلة التي إلي وسط السماء إلي الأفق الآخر وكذلك كل طويل فهو باسق قال الله عز و جل وَ النّخلَ باسِقاتٍ لَها طَلعٌ نَضِيدٌ والجون هوالأسود اليحمومي وجمعه جون و أما قوله فكيف ترون رحاها فإن رحاها استدارة السحابة في السماء ولهذا قيل رحي الحرب و هوالموضع ألذي يستدار فيه لها والخفو الاعتراض من البرق في نواحي الغيم و فيه لغتان ويقال خفا البرق يخفو خفوا ويخفي خفيا والوميض أن يلمع قليلا ثم يسكن و ليس له اعتراض و أما ألذي شق شقا فاستطالته في الجو إلي وسط السماء من غير أن يأخذ يمينا و لاشمالا قال الصدوق والحياء المطر.بيان الجون بالفتح النبات يضرب إلي سواد من خضرته والأحمر والأبيض والأسود والجمع جون بالضم ذكره الفيروزآبادي و قال اليحموم الدخان والجبل الأسود والمراد هنا المبالغة في السواد و قال في النهاية عندذكر هذاالخبر خفا البرق يخفو ويخفي خفوا وخفيا إذابرق برقا ضعيفا وومض وميضا إذالمع لمعا خفيا و لم يعترض ويقال شق البرق إذالمع مستطيلا إلي وسط السماء و ليس له اعتراض ويشق معطوف علي الفعل ألذي انتصب عنه المصدر لأن تقديره أيخفي أم يومض أم يشق
صفحه : 158
2-ختص ،[الإختصاص ] عَن بَعضِ الهَاشِمِيّينَ رَفَعَ الحَدِيثَ إِلَي رَسُولِ اللّهِص أَنّ أَعرَابِيّاً أَتَاهُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ أَ يُدَالِكُ الرّجُلُ امرَأَتَهُ قَالَ نَعَم إِذَا كَانَ مُلفَجاً فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ مَن أَدّبَكَ قَالَ اللّهُ أدَبّنَيِ وَ أَنَا أَفصَحُ العَرَبِ مَيدَ أنَيّ مِن قُرَيشٍ وَ رُبّيتُ فِي الفَخرِ مِن هَوَازِنِ بنَيِ سَعدِ بنِ بَكرٍ وَ نَشَأَت سَحَابَةٌ فَقَالُوا هَذِهِ سَحَابَةٌ قَد أَظَلّتنَا فَقَالَ كَيفَ تَرَونَ قَوَاعِدَهَا فَقَالُوا مَا أَحسَنَهَا وَ أَشَدّ تَمَكّنَهَا قَالَ وَ كَيفَ تَرَونَ رَحَاهَا فَقَالُوا مَا أَحسَنَهَا وَ أَشَدّ استِدَارَتَهَا قَالَ وَ كَيفَ تَرَونَ البَرقَ فِيهَا وَمِيضاً أَم خَفواً أَم شَقّ شَقّاً فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص قَد جَاءَكُمُ الحَيَاءُ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ مَا رَأَينَا أَفصَحَ مِنكَ قَالَ وَ مَا يمَنعَنُيِ وَ أَنَا أَفصَحُ العَرَبِ وَ أَنزَلَ اللّهُ القُرآنَ بلِغُتَيِ وَ هيَِ أَفضَلُ اللّغَاتِ بَيدَ أنَيّ رُبّيتُ فِي بنَيِ سَعدِ بنِ بَكرٍ
بيد وميد لغتان و فيه ثلاث لغات في معني سوي أني من قريش و إلاأني من قريش و في معني غيرأني من قريش .بيان قال الجزري في شرح هذاالحديث المدالكة المماطلة يعني مطله إياها بالمهر والملفج بفتح الفاء الفقير يقال ألفج الرجل فهو ملفج علي غيرقياس يعني يماطلها بمهرها إذا كان فقيرا و قال ميد وبيد لغتان بمعني غير وقيل معناهما علي أن .أقول فصاحته ص لايحتاج إلي البيان و مانقل عنه من الخطب وجوامع الكلم لايقدر علي التكلم بواحدة منها إنس و لاجان وهي فوق طاقة الإنسان ودون كلام الرحمن
صفحه : 159
الآيات البقرةإِنّ الّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيهِم أَ أَنذَرتَهُم أَم لَم تُنذِرهُم لا يُؤمِنُونَ و قال تعالي وَ إِن كُنتُم فِي رَيبٍ مِمّا نَزّلنا عَلي عَبدِنا فَأتُوا بِسُورَةٍ مِن مِثلِهِ وَ ادعُوا شُهَداءَكُم مِن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُم صادِقِينَ فَإِن لَم تَفعَلُوا وَ لَن تَفعَلُوا و قال سبحانه وَ ضُرِبَت عَلَيهِمُ الذّلّةُ وَ المَسكَنَةُ و قال تعالي وَ إِذا خَلا بَعضُهُم إِلي بَعضٍ قالُوا أَ تُحَدّثُونَهُم بِما فَتَحَ اللّهُ عَلَيكُم و قال تعالي قُل إِن كانَت لَكُمُ الدّارُ الآخِرَةُ عِندَ اللّهِ خالِصَةً مِن دُونِ النّاسِ فَتَمَنّوُا المَوتَ إِن كُنتُم صادِقِينَ وَ لَن يَتَمَنّوهُ أَبَداً بِما قَدّمَت أَيدِيهِم وَ اللّهُ عَلِيمٌ بِالظّالِمِينَ و قال تعالي عَلِمَ اللّهُ أَنّكُم كُنتُم تَختانُونَ أَنفُسَكُم فَتابَ عَلَيكُمآل عمران قُل لِلّذِينَ كَفَرُوا سَتُغلَبُونَ وَ تُحشَرُونَ إِلي جَهَنّمَ وَ بِئسَ المِهادُ و قال تعالي قُلِ أللّهُمّ مالِكَ المُلكِ تؤُتيِ المُلكَ مَن تَشاءُالآية و قال تعالي وَ قالَت طائِفَةٌ مِن أَهلِ الكِتابِ آمِنُوا باِلذّيِ أُنزِلَ عَلَي الّذِينَ آمَنُوا وَجهَ النّهارِ وَ اكفُرُوا آخِرَهُ لَعَلّهُم يَرجِعُونَ و قال تعالي قُل فَأتُوا بِالتّوراةِ فَاتلُوها إِن كُنتُم صادِقِينَ
صفحه : 160
و قال سبحانه لَن يَضُرّوكُم إِلّا أَذيً وَ إِن يُقاتِلُوكُم يُوَلّوكُمُ الأَدبارَ ثُمّ لا يُنصَرُونَ ضُرِبَت عَلَيهِمُ الذّلّةُ أَينَ ما ثُقِفُوا إِلّا بِحَبلٍ مِنَ اللّهِ وَ حَبلٍ مِنَ النّاسِ وَ باؤُ بِغَضَبٍ مِنَ اللّهِ وَ ضُرِبَت عَلَيهِمُ المَسكَنَةُ و قال تعالي وَ إِذا خَلَوا عَضّوا عَلَيكُمُ الأَنامِلَ مِنَ الغَيظِ إلي قوله تعالي لا يَضُرّكُم كَيدُهُم شَيئاً إِنّ اللّهَ بِما يَعمَلُونَ مُحِيطٌ و قال تعالي وَ لَقَد صَدَقَكُمُ اللّهُ وَعدَهُالنساءوَ يَقُولُونَ طاعَةٌ فَإِذا بَرَزُوا مِن عِندِكَ بَيّتَ طائِفَةٌ مِنهُم غَيرَ ألّذِي تَقُولُ وَ اللّهُ يَكتُبُ ما يُبَيّتُونَ و قال تعالي أَ فَلا يَتَدَبّرُونَ القُرآنَ وَ لَو كانَ مِن عِندِ غَيرِ اللّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اختِلافاً كَثِيراً و قال سبحانه سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَن يَأمَنُوكُم وَ يَأمَنُوا قَومَهُم كُلّما رُدّوا إِلَي الفِتنَةِ أُركِسُوا فِيها و قال عز و جل يَستَخفُونَ مِنَ النّاسِ وَ لا يَستَخفُونَ مِنَ اللّهِ وَ هُوَ مَعَهُم إِذ يُبَيّتُونَ ما لا يَرضي مِنَ القَولِ وَ كانَ اللّهُ بِما يَعمَلُونَ مُحِيطاًالمائدةيا أَهلَ الكِتابِ قَد جاءَكُم رَسُولُنا يُبَيّنُ لَكُم كَثِيراً مِمّا كُنتُم تُخفُونَ مِنَ الكِتابِ وَ يَعفُوا عَن كَثِيرٍ و قال تعالي فَعَسَي اللّهُ أَن يأَتيَِ بِالفَتحِ أَو أَمرٍ مِن عِندِهِ فَيُصبِحُوا عَلي ما أَسَرّوا فِي أَنفُسِهِم نادِمِينَ و قال سبحانه فَسَوفَ يأَتيِ اللّهُ بِقَومٍ يُحِبّهُم وَ يُحِبّونَهُالآية و قال تعالي وَ إِذا جاؤُكُم قالُوا آمَنّا وَ قَد دَخَلُوا بِالكُفرِ وَ هُم قَد خَرَجُوا بِهِ وَ اللّهُ أَعلَمُ بِما كانُوا يَكتُمُونَ و قال تعالي وَ أَلقَينا بَينَهُمُ العَداوَةَ وَ البَغضاءَ إِلي يَومِ القِيامَةِ كُلّما أَوقَدُوا ناراً لِلحَربِ أَطفَأَهَا اللّهُ و قال عز و جل وَ اللّهُ يَعصِمُكَ مِنَ النّاسِ
صفحه : 161
الأنعام وَ قالُوا لَو لا نُزّلَ عَلَيهِ آيَةٌ مِن رَبّهِ قُل إِنّ اللّهَ قادِرٌ عَلي أَن يُنَزّلَ آيَةً وَ لكِنّ أَكثَرَهُم لا يَعلَمُونَ و قال تعالي وَ هذا كِتابٌ أَنزَلناهُ مُبارَكٌ مُصَدّقُ ألّذِي بَينَ يَدَيهِ و قال سبحانه وَ مَن قالَ سَأُنزِلُ مِثلَ ما أَنزَلَ اللّهُ و قال سبحانه وَ لَو أَنّنا نَزّلنا إِلَيهِمُ المَلائِكَةَ وَ كَلّمَهُمُ المَوتي وَ حَشَرنا عَلَيهِم كُلّ شَيءٍ قُبُلًا ما كانُوا لِيُؤمِنُوا إِلّا أَن يَشاءَ اللّهُ و قال تعالي وَ الّذِينَ آتَيناهُمُ الكِتابَ يَعلَمُونَ أَنّهُ مُنَزّلٌ مِن رَبّكَ بِالحَقّالأعراف سَأَصرِفُ عَن آياتيَِ الّذِينَ يَتَكَبّرُونَ فِي الأَرضِ بِغَيرِ الحَقّ وَ إِن يَرَوا كُلّ آيَةٍ لا يُؤمِنُوا بِها و قال تعالي وَ إِذ تَأَذّنَ رَبّكَ لَيَبعَثَنّ عَلَيهِم إِلي يَومِ القِيامَةِ مَن يَسُومُهُم سُوءَ العَذابِالأنفال وَ إِذ يَعِدُكُمُ اللّهُ إِحدَي الطّائِفَتَينِ أَنّها لَكُم و قال تعالي وَ إِذا تُتلي عَلَيهِم آياتُنا قالُوا قَد سَمِعنا لَو نَشاءُ لَقُلنا مِثلَ هذا إِن هذا إِلّا أَساطِيرُ الأَوّلِينَ و قال سبحانه فَسَيُنفِقُونَها ثُمّ تَكُونُ عَلَيهِم حَسرَةً ثُمّ يُغلَبُونَبراءةيُرِيدُونَ أَن يُطفِؤُا نُورَ اللّهِ بِأَفواهِهِم وَ يَأبَي اللّهُ إِلّا أَن يُتِمّ نُورَهُ وَ لَو كَرِهَ الكافِرُونَ هُوَ ألّذِي أَرسَلَ رَسُولَهُ بِالهُدي وَ دِينِ الحَقّ لِيُظهِرَهُ عَلَي الدّينِ كُلّهِ وَ لَو كَرِهَ المُشرِكُونَ و قال تعالي يَحلِفُونَ بِاللّهِ ما قالُوا وَ لَقَد قالُوا كَلِمَةَ الكُفرِ وَ كَفَرُوا بَعدَ إِسلامِهِم وَ هَمّوا بِما لَم يَنالُوا و قال سبحانه فَقُل لَن تَخرُجُوا معَيَِ أَبَداً وَ لَن تُقاتِلُوا معَيَِ عَدُوّا إلي قوله قُل لا تَعتَذِرُوا لَن نُؤمِنَ لَكُم قَد نَبّأَنَا اللّهُ مِن أَخبارِكُم و قال سبحانه وَ لَيَحلِفُنّ إِن أَرَدنا إِلّا الحُسني وَ اللّهُ يَشهَدُ إِنّهُم لَكاذِبُونَ
صفحه : 162
و قال تعالي وَ إِذا ما أُنزِلَت سُورَةٌ نَظَرَ بَعضُهُم إِلي بَعضٍ هَل يَراكُم مِن أَحَدٍ ثُمّ انصَرَفُوايونس وَ إِذا تُتلي عَلَيهِم آياتُنا بَيّناتٍ قالَ الّذِينَ لا يَرجُونَ لِقاءَنَا ائتِ بِقُرآنٍ غَيرِ هذا أَو بَدّلهُ قُل ما يَكُونُ لِي أَن أُبَدّلَهُ مِن تِلقاءِ نفَسيِ إِن أَتّبِعُ إِلّا ما يُوحي إلِيَّ إنِيّ أَخافُ إِن عَصَيتُ ربَيّ عَذابَ يَومٍ عَظِيمٍ قُل لَو شاءَ اللّهُ ما تَلَوتُهُ عَلَيكُم وَ لا أَدراكُم بِهِ فَقَد لَبِثتُ فِيكُم عُمُراً مِن قَبلِهِ أَ فَلا تَعقِلُونَ و قال تعالي وَ ما كانَ هذَا القُرآنُ أَن يُفتَري مِن دُونِ اللّهِ وَ لكِن تَصدِيقَ ألّذِي بَينَ يَدَيهِ وَ تَفصِيلَ الكِتابِ لا رَيبَ فِيهِ مِن رَبّ العالَمِينَ أَم يَقُولُونَ افتَراهُ قُل فَأتُوا بِسُورَةٍ مِثلِهِ وَ ادعُوا مَنِ استَطَعتُم مِن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُم صادِقِينَهودأَم يَقُولُونَ افتَراهُ قُل فَأتُوا بِعَشرِ سُوَرٍ مِثلِهِ مُفتَرَياتٍ وَ ادعُوا مَنِ استَطَعتُم مِن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُم صادِقِينَ فَإِلّم يَستَجِيبُوا لَكُم فَاعلَمُوا أَنّما أُنزِلَ بِعِلمِ اللّهِ وَ أَن لا إِلهَ إِلّا هُوَ فَهَل أَنتُم مُسلِمُونَ و قال تعالي تِلكَ مِن أَنباءِ الغَيبِ نُوحِيها إِلَيكَ ما كُنتَ تَعلَمُها أَنتَ وَ لا قَومُكَ مِن قَبلِ هذا فَاصبِر إِنّ العاقِبَةَ لِلمُتّقِينَالرعدوَ يَقُولُ الّذِينَ كَفَرُوا لَو لا أُنزِلَ عَلَيهِ آيَةٌ مِن رَبّهِ إِنّما أَنتَ مُنذِرٌ وَ لِكُلّ قَومٍ هادٍالحجروَ لَقَد عَلِمنَا المُستَقدِمِينَ مِنكُم وَ لَقَد عَلِمنَا المُستَأخِرِينَالنحل وَ إِذا قِيلَ لَهُم ما ذا أَنزَلَ رَبّكُم قالُوا أَساطِيرُ الأَوّلِينَ و قال تعالي وَ إِذا بَدّلنا آيَةً مَكانَ آيَةٍ وَ اللّهُ أَعلَمُ بِما يُنَزّلُ قالُوا إِنّما أَنتَ مُفتَرٍ بَل أَكثَرُهُم لا يَعلَمُونَ قُل نَزّلَهُ رُوحُ القُدُسِ مِن رَبّكَ بِالحَقّ لِيُثَبّتَ الّذِينَ آمَنُوا وَ هُديً وَ بُشري لِلمُسلِمِينَ وَ لَقَد نَعلَمُ أَنّهُم يَقُولُونَ إِنّما يُعَلّمُهُ بَشَرٌ لِسانُ ألّذِي يُلحِدُونَ إِلَيهِ أعَجمَيِّ وَ هذا لِسانٌ عرَبَيِّ مُبِينٌأسري وَ ما مَنَعَنا أَن نُرسِلَ بِالآياتِ إِلّا أَن كَذّبَ بِهَا الأَوّلُونَ و قال سبحانه قُل لَئِنِ اجتَمَعَتِ الإِنسُ وَ الجِنّ عَلي أَن يَأتُوا بِمِثلِ هذَا القُرآنِ لا
صفحه : 163
يَأتُونَ بِمِثلِهِ وَ لَو كانَ بَعضُهُم لِبَعضٍ ظَهِيراًالكهف وَ لَم يَجعَل لَهُ عِوَجاً قَيّماًالأنبياءوَ أَسَرّوا النّجوَي الّذِينَ ظَلَمُوا هَل هذا إِلّا بَشَرٌ مِثلُكُم أَ فَتَأتُونَ السّحرَ وَ أَنتُم تُبصِرُونَ قالَ ربَيّ يَعلَمُ القَولَ فِي السّماءِ وَ الأَرضِ وَ هُوَ السّمِيعُ العَلِيمُ بَل قالُوا أَضغاثُ أَحلامٍ بَلِ افتَراهُ بَل هُوَ شاعِرٌ فَليَأتِنا بِآيَةٍ كَما أُرسِلَ الأَوّلُونَ ما آمَنَت قَبلَهُم مِن قَريَةٍ أَهلَكناها أَ فَهُم يُؤمِنُونَالفرقان وَ قالَ الّذِينَ كَفَرُوا إِن هَذا إِلّا إِفكٌ افتَراهُ وَ أَعانَهُ عَلَيهِ قَومٌ آخَرُونَ فَقَد جاؤُ ظُلماً وَ زُوراً وَ قالُوا أَساطِيرُ الأَوّلِينَ اكتَتَبَها فهَيَِ تُملي عَلَيهِ بُكرَةً وَ أَصِيلًا قُل أَنزَلَهُ ألّذِي يَعلَمُ السّرّ فِي السّماواتِ وَ الأَرضِ إِنّهُ كانَ غَفُوراً رَحِيماً و قال تعالي وَ قالَ الّذِينَ كَفَرُوا لَو لا نُزّلَ عَلَيهِ القُرآنُ جُملَةً واحِدَةً كَذلِكَ لِنُثَبّتَ بِهِ فُؤادَكَ وَ رَتّلناهُ تَرتِيلًاالشعراءوَ إِنّهُ لَتَنزِيلُ رَبّ العالَمِينَ نَزَلَ بِهِ الرّوحُ الأَمِينُ عَلي قَلبِكَ لِتَكُونَ مِنَ المُنذِرِينَ بِلِسانٍ عرَبَيِّ مُبِينٍ وَ إِنّهُ لفَيِ زُبُرِ الأَوّلِينَ أَ وَ لَم يَكُن لَهُم آيَةً أَن يَعلَمَهُ عُلَماءُ بنَيِ إِسرائِيلَ وَ لَو نَزّلناهُ عَلي بَعضِ الأَعجَمِينَ فَقَرَأَهُ عَلَيهِم ما كانُوا بِهِ مُؤمِنِينَ كَذلِكَ سَلَكناهُ فِي قُلُوبِ المُجرِمِينَ لا يُؤمِنُونَ بِهِ حَتّي يَرَوُا العَذابَ الأَلِيمَالنمل قُل عَسي أَن يَكُونَ رَدِفَ لَكُم بَعضُ ألّذِي تَستَعجِلُونَ و قال تعالي إِنّ هذَا القُرآنَ يَقُصّ عَلي بنَيِ إِسرائِيلَ أَكثَرَ ألّذِي هُم فِيهِ يَختَلِفُونَالقصص إِنّ ألّذِي فَرَضَ عَلَيكَ القُرآنَ لَرادّكَ إِلي مَعادٍالعنكبوت وَ ما كُنتَ تَتلُوا مِن قَبلِهِ مِن كِتابٍ وَ لا تَخُطّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لَارتابَ المُبطِلُونَالروم الم غُلِبَتِ الرّومُ فِي أَدنَي الأَرضِ وَ هُم مِن بَعدِ غَلَبِهِم سَيَغلِبُونَ فِي بِضعِ سِنِينَ لِلّهِ الأَمرُ مِن قَبلُ وَ مِن بَعدُ وَ يَومَئِذٍ يَفرَحُ المُؤمِنُونَ بِنَصرِ اللّهِ يَنصُرُ مَن
صفحه : 164
يَشاءُ وَ هُوَ العَزِيزُ الرّحِيمُ وَعدَ اللّهِ لا يُخلِفُ اللّهُ وَعدَهُ وَ لكِنّ أَكثَرَ النّاسِ لا يَعلَمُونَ
سبأوَ يَرَي الّذِينَ أُوتُوا العِلمَ ألّذِي أُنزِلَ إِلَيكَ مِن رَبّكَ هُوَ الحَقّالزمراللّهُ نَزّلَ أَحسَنَ الحَدِيثِ كِتاباً مُتَشابِهاً مثَانيَِ تَقشَعِرّ مِنهُ جُلُودُ الّذِينَ يَخشَونَ رَبّهُم و قال تعالي قُرآناً عَرَبِيّا غَيرَ ذيِ عِوَجٍ لَعَلّهُم يَتّقُونَالسجدةوَ إِنّهُ لَكِتابٌ عَزِيزٌ لا يَأتِيهِ الباطِلُ مِن بَينِ يَدَيهِ وَ لا مِن خَلفِهِ إلي قوله تعالي وَ لَو جَعَلناهُ قُرآناً أَعجَمِيّا لَقالُوا لَو لا فُصّلَت آياتُهُ ءَ أعَجمَيِّ وَ عرَبَيِّالدخان فَارتَقِب يَومَ تأَتيِ السّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ يَغشَي النّاسَ هذا عَذابٌ أَلِيمٌ رَبّنَا اكشِف عَنّا العَذابَ إِنّا مُؤمِنُونَ أَنّي لَهُمُ الذّكري وَ قَد جاءَهُم رَسُولٌ مُبِينٌ ثُمّ تَوَلّوا عَنهُ وَ قالُوا مُعَلّمٌ مَجنُونٌ إِنّا كاشِفُوا العَذابِ قَلِيلًا إِنّكُم عائِدُونَ يَومَ نَبطِشُ البَطشَةَ الكُبري إِنّا مُنتَقِمُونَالفتح سَيَقُولُ لَكَ المُخَلّفُونَ مِنَ الأَعرابِ شَغَلَتنا أَموالُنا وَ أَهلُونا فَاستَغفِر لَنا يَقُولُونَ بِأَلسِنَتِهِم ما لَيسَ فِي قُلُوبِهِم إلي قوله تعالي سَيَقُولُ المُخَلّفُونَ إِذَا انطَلَقتُم إِلي مَغانِمَ لِتَأخُذُوها ذَرُونا نَتّبِعكُم يُرِيدُونَ أَن يُبَدّلُوا كَلامَ اللّهِ قُل لَن تَتّبِعُونا كَذلِكُم قالَ اللّهُ مِن قَبلُ فَسَيَقُولُونَ بَل تَحسُدُونَنا بَل كانُوا لا يَفقَهُونَ إِلّا قَلِيلًا و قال تعالي وَ أُخري لَم تَقدِرُوا عَلَيها قَد أَحاطَ اللّهُ بِها وَ كانَ اللّهُ عَلي كُلّ شَيءٍ قَدِيراً و قال تعالي لَقَد صَدَقَ اللّهُ رَسُولَهُ الرّؤيا بِالحَقّ لَتَدخُلُنّ المَسجِدَ الحَرامَ إِن شاءَ اللّهُ آمِنِينَ مُحَلّقِينَ رُؤُسَكُم وَ مُقَصّرِينَ لا تَخافُونَالطورأَم يَقُولُونَ تَقَوّلَهُ بَل لا يُؤمِنُونَ فَليَأتُوا بِحَدِيثٍ مِثلِهِ إِن كانُوا صادِقِينَ و قال تعالي وَ إِنّ لِلّذِينَ ظَلَمُوا عَذاباً دُونَ ذلِكَ وَ لكِنّ أَكثَرَهُم لا يَعلَمُونَالقمرسَيُهزَمُ الجَمعُ وَ يُوَلّونَ الدّبُرَ
صفحه : 165
الصف يُرِيدُونَ لِيُطفِؤُا نُورَ اللّهِ بِأَفواهِهِم وَ اللّهُ مُتِمّ نُورِهِ وَ لَو كَرِهَ الكافِرُونَ هُوَ ألّذِي أَرسَلَ رَسُولَهُ بِالهُدي وَ دِينِ الحَقّ لِيُظهِرَهُ عَلَي الدّينِ كُلّهِ وَ لَو كَرِهَ المُشرِكُونَالجمعةوَ لا يَتَمَنّونَهُ أَبَداً بِما قَدّمَت أَيدِيهِم وَ اللّهُ عَلِيمٌ بِالظّالِمِينَالحاقةإِنّهُ لَقَولُ رَسُولٍ كَرِيمٍ وَ ما هُوَ بِقَولِ شاعِرٍ قَلِيلًا ما تُؤمِنُونَ وَ لا بِقَولِ كاهِنٍ قَلِيلًا ما تَذَكّرُونَالمرسلات فبَأِيَّ حَدِيثٍ بَعدَهُ يُؤمِنُونَالكوثرإِنّا أَعطَيناكَ الكَوثَرَ إلي قوله إِنّ شانِئَكَ هُوَ الأَبتَرُتبت سَيَصلي ناراً ذاتَ لَهَبٍتفسير قوله تعالي سَواءٌ عَلَيهِمأقول الظاهر أن المراد به جماعة بأعيانهم فيكون إخبارا بما سيقع و قدوقع و إلالأنكر عليه معاندوه ص . قوله تعالي فَأتُوا بِسُورَةٍ مِن مِثلِهِ قال النيسابوري في تفسيره قدذكر في كون القرآن معجزا طريقان .الأول إما أن يكون مساويا لكلام سائر الفصحاء أوزائدا عليه بما لاينقض العادة أوبما ينقضها والأولان باطلان لأنهم مع كونهم أئمة الفصاحة تحدوا بسورة منه مجتمعين أومنفردين ثم لم يأتوا بها مع أنهم كانوا متهالكين في إبطال أمره حتي بذلوا النفوس والأموال وارتكبوا المخاوف والمحن وكانوا في الحمية والأنفة إلي حد لايقبلون الحق كيف الباطل فتعين القسم الثالث .الطريق الثاني أن يقال إن بلغت السورة المتحدي بها في الفصاحة إلي حد الإعجاز فقد حصل المقصود و إلافامتناعهم من المعارضة مع شدة دواعيهم إلي توهين أمره معجز فعلي التقديرين يحصل الإعجاز. فإن قيل و مايدريك أنه لن يعارض في مستقبل الزمان و إن لم يعارض إلي الآن قلت لأنه لايحتاج إلي المعارضة أشد مما وقت التحدي و إلالزم تقرير المشبه للحق وحيث لم تقع المعارضة وقتئذ علم أن لامعارضة و إلي هذاأشار سبحانه بقوله وَ لَن تَفعَلُوا واعلم أن شأن الإعجاز لايدرك و لايمكن وصفه و من فسر الإعجاز بأنه صرف
صفحه : 166
الله تعالي البشر عن معارضته أوبأنه هوكون أسلوبه مخالفا لأساليب الكلام أوبأنه هوكونه مبرأ عن التناقض أوبكونه مشتملا علي الإخبار بالغيوب وبما ينخرط في سلك هذا[ هذه ]الآراء فقد كذب ابن أخت خالته فإنا نقطع أن الاستغراب من سماع القرآن إنما هو من أسلوبه ونظمه المؤثر في القلوب تأثيرا لايمكن إنكاره لِمَن كانَ لَهُ قَلبٌ أَو أَلقَي السّمعَ وَ هُوَ شَهِيدٌ ثم إنه قداجتمع في القرآن وجوه كثيرة تقتضي نقصان الفصاحة و مع ذلك فإنه قدبلغ في الفصاحة النهاية فدل ذلك علي كونه معجزا.منها أن فصاحة العرب أكثرها في وصف المشاهدات كبعير أوفرس أوجارية أوملك أوضربة أوطعنة أووصف حرب و ليس في القرآن من هذه الأشياء مقدار كثير. ومنها أنه تعالي راعي طريق الصدق وتبرأ عن الكذب و قدقيل إن أحسن الشعر أكذبه ولهذا فإن لبيد بن ربيعة وحسان بن ثابت لماأسلما وتركا سلوك سبيل الكذب والتخييل رك شعرهما. ومنها أن الكلام الفصيح والشعر الفصيح إنما يتفق في بيت أوبيتين من قصيدة والقرآن كله فصيح بكل جزء منه . ومنها أن الشاعر الفصيح إذاكرر كلامه لم يكن الثاني في الفصاحة بمنزلة الأول و كل مكرر في القرآن فهو في نهاية الفصاحة وغاية الملاحة.
أعد ذكر نعمان لنا إن ذكره | هوالمسك ماكررته يتضوع |
ومنها أنه اقتصر علي إيجاب العبادات وتحريم المنكرات والحث علي مكارم الأخلاق والزهد في الدنيا والإقبال علي الآخرة و لايخفي ضيق عطن البلاغة في هذه المواد. ومنها أنهم قالوا إن شعر إمرئ القيس يحسن في وصف النساء وصفة الخيل وشعر النابغة عندالحرب وشعر الأعشي عندالطرب ووصف الخمر وشعر زهير عندالرغبة والرجاء والقرآن جاء فصيحا في كل فن من فنون الكلام . ومنها أن القرآن أصل العلوم كلها كعلم الكلام وعلم الأصول وعلم الفقه
صفحه : 167
واللغة والصرف والنحو والمعاني والبيان وعلم الأحوال وعلم الأخلاق و ماشئت . و أما قوله فَإِن لَم تَفعَلُوا وَ لَن تَفعَلُوافإنه يدل علي إعجاز القرآن وصحة نبوة محمدص من وجوه .أحدها أنانعلم بالتواتر أن العرب كانوا يعادونه أشد المعاداة ويتهالكون في إبطال أمره وفراق الأوطان والعشيرة وبذل النفوس والمهج منهم من أقوي مايدل علي ذلك فإذاانضاف إليه مثل هذاالتقريع و هو قوله فَإِن لَم تَفعَلُوا وَ لَن تَفعَلُوافلو أمكنهم الإتيان بمثله لأتوا به وحيث لم يأتوا به ظهر كونه معجزا. وثانيها أنه ص إن كان متهما عندهم فيما يتعلق بالنبوة فقد كان معلوم الحال في وفور العقل فلو خاف عاقبة أمره لتهمة فيه حاشاه عن ذلك لم يبالغ في التحدي إلي هذه الغاية. وثالثها أنه لو لم يكن قاطعا بنبوته لكان يجوز خلافه وبتقدير وقوع خلافه يظهر كذبه فالمبطل المزور لايقطع في الكلام قطعا وحيث جزم دل علي صدقه . ورابعها أن قوله وَ لَن تَفعَلُوا و في لن تأكيد بليغ في نفي المستقبل إلي يوم الدين إخبار بالغيب و قدوقع كما قال لأنّ أحدا لوعارضه لامتنع أن لايتواصفه الناس ويتناقلوه عادة لاسيما والطاعنون فيه أكثف عددا من الذابين عنه و إذا لم تقع المعارضة إلي الآن حصل الجزم بأنها لاتقع أبدا لاستقرار الإسلام وقلة شوكة الطاعنين انتهي و قال البيضاويمِن مِثلِهِصفة سورة أي بسورة كائنة من مثله والضمير لمانزلنا و من للتبعيض أوللتبيين وزائدة عندالأخفش أي بسورة مماثلة للقرآن في البلاغة وحسن النظم أولعبدنا و من للابتداء أي بسورة كائنة ممن هو علي حاله ص من كونه بشرا أميا لم يقرأ الكتب و لم يتعلم العلوم أوصلة فأتوا والضمير للعبد والرد إلي المنزل أوجه وَ ادعُوا شُهَداءَكُم مِن دُونِ اللّهِأمر بأن يستعينوا بكل من ينصرهم ويعينهم والشهداء جمع شهيد بمعني الحاضر أوالقائم بالشهادة أوالناصر أوالإمام و من متعلقة بادعوا والمعني وادعوا لمعارضته من حضركم أورجوتم معونته
صفحه : 168
من إنسكم وجنكم وآلهتكم غير الله فإنه لايقدر أن يأتي بمثله إلا الله أوادعوا من دون الله شهداء يشهدون لكم بأن ماآتيتم به مثله و لاتستشهدوا بالله فإنه من ديدن المبهوت العاجز عن إقامة الحجة أوشهدائكم الذين اتخذتموهم من دون الله أولياء أوآلهة وزعمتم أنها تشهد لكم يوم القيامة أوالذين يشهدون لكم بين يدي الله علي زعمكم ليعينوكم وقيل من دون الله أي من دون أولياء الله يعني فصحاء العرب ووجوه الشاهد ليشهدوا لكم أن ماآتيتم به مثله إِن كُنتُم صادِقِينَ أنه من كلام البشر. و قال النيشابوري في قوله تعالي وَ ضُرِبَت عَلَيهِمُ الذّلّةُ وَ المَسكَنَةُ أي أحيطت بهم كالقبة المضروبة علي الشخص أوألصقت بهم كمايضرب الطين علي الحائط فاليهود صاغرون أذلاء أهل مسكنة إما علي الحقيقة وإما لتصاغرهم وتفاقرهم خيفة أن تضاعف عليهم الجزية و هذا من جملة الإخبار بالغيب الدال علي كون القرآن وحيا نازلا من السماء.أقول وكذا قوله وَ إِذا خَلا بَعضُهُم إِلي بَعضٍظاهر أن هذه الأخبار كان علي وجه الإعجاز إذ المنافقون كانوا يبذلون جهدهم في إخفاء أسرارهم وإبداء إيمانهم وعدم اطلاع المسلمين علي بواطنهم و لو كان هذاالخبر مخالفا للواقع لأنكروا أشد الإنكار وبينوا كذبه وظهر علي سائر الخلق بتفحص أحوالهم براءتهم من ذلك ولأنكر معاندوه ص ذلك عليه و هذا بين من أحوال من يدعي أمرا لايستأهل له ويخبر بأمور لاحقيقة لها. و قال البيضاوي في قوله تعالي قُل إِن كانَت لَكُمُ الدّارُ الآخِرَةُ عِندَ اللّهِ خالِصَةًخاصة بكم كماقلتم لَن يَدخُلَ الجَنّةَ إِلّا مَن كانَ هُوداًمِن دُونِ النّاسِ أي سائرهم أوالمسلمين فَتَمَنّوُا المَوتَ إِن كُنتُم صادِقِينَلأن من أيقن أنه من أهل الجنة اشتاقها كما قَالَ عَلِيّ ع لَا أبُاَليِ سَقَطتُ عَلَي المَوتِ أَو سَقَطَ المَوتُ عَلَيّ
وَ لَن يَتَمَنّوهُ أَبَداً بِما قَدّمَت أَيدِيهِم من موجبات النار و هذه الجملة إخبار بالغيب و كان كماأخبر لأنهم
صفحه : 169
لوتمنوا لنقل واشتهر فإن التمني ليس من عمل القلب ليخفي بل هو أن يقول ليت كذا و إن كان بالقلب لقالوا تمنينا
وَ عَنِ النّبِيّص لَو تَمَنّوُا المَوتَ لَغَصّ كُلّ إِنسَانٍ بِرِيقِهِ فَمَاتَ مَكَانَهُ وَ مَا بقَيَِ عَلَي وَجهِ الأَرضِ يهَوُديِّ.
و قال الطبرسي رحمه الله هذه القصة شبيه بقصة المباهلة و إن النبي ص لمادعا النصاري إلي المباهلة امتنعوا لقلة ثقتهم بما هم عليه وخوفهم من صدق
النّبِيّص لَو باَهلَوُنيِ لَرَجَعُوا لَا يَجِدُونَ أَهلًا وَ لَا مَالًا
فلما لم يتمن اليهود الموت افتضحوا كما أن النصاري لماأحجموا عن المباهلة افتضحوا وظهر الحق انتهي . قوله تعالي عَلِمَ اللّهُ أَنّكُم كُنتُم تَختانُونَ أَنفُسَكُمأقول ظاهره أنهم كانوا يسرون خيانتهم ويخفونها فأبداها الله تعالي إذ نسبة الله تعالي هذاالعلم إلي نفسه يدل علي خفائها كما لايخفي فهذا أيضا من الإخبار بالغيب . و قال البيضاوي في قوله تعالي قُل لِلّذِينَ كَفَرُوا سَتُغلَبُونَ أي قل لمشركي مكة ستغلبون يعني يوم بدر وقيل لليهود فإنه ص جمعهم بعدبدر في سوق بني قينقاع فحذرهم أن ينزل بهم مانزل بقريش فقالوا لايغرنك أنك أصبت أغمارا لاعلم لهم بالحرب لئن قاتلتنا لعلمت أنانحن الناس فنزلت و قدصدق الله وعده بقتل قريظة وإجلاء بني النضير وفتح خيبر وضرب الجزية علي من عداهم و هو من دلائل النبوة. قوله تعالي قُلِ أللّهُمّ مالِكَ المُلكِ
قَالَ الطبّرسِيِّ رَحِمَهُ اللّهُ قِيلَ لَمّا فَتَحَ رَسُولُ اللّهِص مَكّةَ وَ وَعَدَ أُمّتَهُ مُلكَ فَارِسَ وَ الرّومِ قَالَتِ المُنَافِقُونَ وَ اليَهُودُ هَيهَاتَ مِن أَينَ لِمُحَمّدٍ
صفحه : 170
مُلكُ فَارِسَ وَ الرّومِ أَ لَم تَكفِهِ المَدِينَةُ وَ مَكّةُ حَتّي طَمَعَ فِي الرّومِ وَ فَارِسَ فَنَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ وَ أَنَسٍ وَ قِيلَ إِنّ النّبِيّص خَطّ الخَندَقَ عَامَ الأَحزَابِ وَ قَطَعَ لِكُلّ عَشَرَةٍ أَربَعِينَ ذِرَاعاً فَاحتَجّ المُهَاجِرُونَ وَ الأَنصَارُ فِي سَلمَانَ وَ كَانَ رَجُلًا قَوِيّاً فَقَالَ المُهَاجِرُونَ سَلمَانُ مِنّا وَ قَالَتِ الأَنصَارُ سَلمَانُ مِنّا فَقَالَ النّبِيّص سَلمَانُ مِنّا أَهلَ البَيتِ فَقَالَ عَمرُو بنُ عَوفٍ كُنتُ أَنَا وَ سَلمَانُ وَ حُذَيفَةُ وَ النّعمَانُ بنُ مُقَرّنٍ المزُنَيِّ وَ سِتّةٌ مِنَ الأَنصَارِ فِي أَربَعِينَ ذِرَاعاً فَحَفَرنَا حَتّي إِذَا كُنّا بِجُبّ ذيِ بَابٍ أَخرَجَ اللّهُ مِن بَاطِنِ الخَندَقِ صَخرَةً مَروَةً كَسَرَت حَدِيدَنَا وَ شَقّت عَلَينَا فَقُلنَا يَا سَلمَانُ ارقَ إِلَي رَسُولِ اللّهِص وَ أَخبِرهُ خَبَرَ هَذِهِ الصّخرَةِ فَإِمّا أَن نَعدِلَ عَنهَا فَإِنّ المَعدِلَ قَرِيبٌ وَ إِمّا أَن يَأمُرَنَا فِيهِ بِأَمرِهِ فَإِنّا لَا نُحِبّ أَن نُجَاوِزَ خَطّهُ قَالَ فرَقَيَِ سَلمَانُ إِلَي رَسُولِ اللّهِص وَ هُوَ ضَارِبٌ عَلَيهِ قُبّةً تُركِيّةً فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ خَرَجَت عَلَينَا صَخرَةٌ بَيضَاءُ مَروَةٌ مِن بَطنِ الخَندَقِ فَكَسَرَت حَدِيدَنَا وَ شَقّت عَلَينَا حَتّي مَا يَحتَكّ مِنهَا قَلِيلٌ وَ لَا كَثِيرٌ فَمُرنَا فِيهَا بِأَمرِكَ فَإِنّا لَا نُحِبّ أَن نَتَجَاوَزَ خَطّكَ قَالَ فَهَبَطَ رَسُولُ اللّهِص مَعَ سَلمَانَ الخَندَقَ وَ التّسعَةُ عَلَي شَفَةِ الخَندَقِ فَأَخَذَ رَسُولُ اللّهِص المِعوَلَ مِن يَدِ سَلمَانَ فَضَرَبَهَا بِهِ ضَربَةً صَدَعَهَا وَ بَرَقَ مِنهَا بَرقٌ أَضَاءَ مَا بَينَ لَابَتَيهَا حَتّي لَكَأَنّ مِصبَاحاً فِي جَوفِ بَيتٍ مُظلِمٍ فَكَبّرَ رَسُولُ اللّهِص تَكبِيرَةَ فَتَحٍ وَ كَبّرَ المُسلِمُونَ ثُمّ ضَرَبَهَا رَسُولُ اللّهِص ثَانِيَةً فَبَرَقَ مِنهَا بَرقٌ أَضَاءَ مَا بَينَ لَابَتَيهَا حَتّي لَكَأَنّ مِصبَاحاً فِي جَوفِ بَيتٍ مُظلِمٍ فَكَبّرَ رَسُولُ اللّهِص تَكبِيرَةَ فَتَحٍ وَ كَبّرَ المُسلِمُونَ ثُمّ ضَرَبَهَا رَسُولُ اللّهِص ثَالِثَةً فَكَسَرَهَا وَ بَرَقَ مِنهَا بَرقٌ أَضَاءَ مَا بَينَ لَابَتَيهَا حَتّي لَكَأَنّ مِصبَاحاً فِي جَوفِ بَيتٍ
صفحه : 171
مُظلِمٍ فَكَبّرَ رَسُولُ اللّهِص تَكبِيرَةَ فَتَحٍ وَ كَبّرَ المُسلِمُونَ وَ أَخَذَ بِيَدِ سَلمَانَ فرقا[فرَقَيَِ] فَقَالَ سَلمَانُ بأِبَيِ أَنتَ وَ أمُيّ يَا رَسُولَ اللّهِ لَقَد رَأَيتُ مِنكَ شَيئاً مَا رَأَيتُهُ مِنكَ قَطّ فَالتَفَتَ رَسُولُ اللّهِص إِلَي القَومِ وَ قَالَ رَأَيتُم مَا يَقُولُ سَلمَانُ فَقَالُوا نَعَم فَقَالَ ضَرَبتُ ضرَبتَيَِ الأول [الأُولَي]فَبَرَقَ ألّذِي رَأَيتُم أَضَاءَت لِي مِنهُ قُصُورُ الحِيرَةِ وَ مَدَائِنُ كِسرَي كَأَنّهَا أَنيَابُ الكِلَابِ فأَخَبرَنَيِ جَبرَئِيلُ أَنّ أمُتّيِ ظَاهِرَةٌ عَلَيهَا ثُمّ ضَرَبتُ ضرَبتَيَِ الثّانِيَةَ فَبَرَقَ ألّذِي رَأَيتُم أَضَاءَت لِي مِنهُ قُصُورُ الحُمرِ مِن أَرضِ الرّومِ فَكَأَنّهَا أَنيَابُ الكِلَابِ فأَخَبرَنَيِ جَبرَئِيلُ أَنّ أمُتّيِ ظَاهِرَةٌ عَلَيهَا ثُمّ ضَرَبتُ ضرَبتَيَِ الثّالِثَةَ فَبَرَقَ لِي مَا رَأَيتُم أَضَاءَت لِي مِنهُ قُصُورُ صَنعَاءَ كَأَنّهَا أَنيَابُ الكِلَابِ فأَخَبرَنَيِ جَبرَئِيلُ أَنّ أمُتّيِ ظَاهِرَةٌ عَلَيهَا فَأَبشِرُوا فَاستَبشَرَ المُسلِمُونَ وَ قَالُوا الحَمدُ لِلّهِ مَوعِدُ صِدقٍ وَعَدَنَا النّصرَ بَعدَ الحَصرِ فَقَالَ المُنَافِقُونَ أَ لَا تَعجَبُونَ يُمَنّيكُم وَ يَعِدُكُمُ البَاطِلَ وَ يُعَلّمُكُم أَنّهُ يُبصِرُ مِن يَثرِبَ قُصُورَ الحِيرَةِ وَ مَدَائِنَ كِسرَي وَ أَنّهَا تُفتَحُ لَكُم وَ أَنتُم إِنّمَا تَحفِرُونَ الخَندَقَ مِنَ الفَرَقِ وَ لَا تَستَطِيعُونَ أَن تَبرُزُوا فَنَزَلَ القُرآنُإِذ يَقُولُ المُنافِقُونَ وَ الّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَرَضٌ ما وَعَدَنَا اللّهُ وَ رَسُولُهُ إِلّا غُرُوراً وَ أَنزَلَ اللّهُ تَعَالَي فِي هَذِهِ القِصّةَقُلِ أللّهُمّ مالِكَ المُلكِالآيَةَ.
رواه الثعلبي بإسناده عن عمرو بن عوف . و قال في قوله تعالي وَ قالَت طائِفَةٌ مِن أَهلِ الكِتابِ قال الحسن والسدي تواطأ أحد عشر رجلا من أحبار يهود خيبر وقري عرينة و قال بعضهم لبعض ادخلوا في دين محمدأول النهار باللسان دون الاعتقاد واكفروا به آخر النهار وقولوا إنا نظرنا في كتبنا وشاورنا علماءنا فوجدنا محمدا ليس بذلك وظهر لنا كذبه وبطلان دينه
صفحه : 172
فإذافعلتم ذلك شك أصحابه في دينهم وقالوا إنهم من أهل الكتاب وهم أعلم به منا فيرجعون عن دينه إلي دينكم و قال مجاهد والمقاتل والكلبي كان هذا في شأن القبلة لماحولت إلي الكعبة وصلوا شق ذلك علي اليهود فقال كعب بن الأشرف لأصحابه آمنوا بما أنزل علي محمد من أمر الكعبة وصلوا إليها وجه النهار وارجعوا إلي قبلتكم آخره لعلهم يشكون ثم قال و في هذه الآيات معجزة باهرة لنبيناص إذ فيهاإخبار عن سرائر القوم التي لايعلمها إلاعلام الغيوب . قوله تعالي قُل فَأتُوا بِالتّوراةِ قال الطبرسي رحمه الله أنكر اليهود تحليل النبي ص لحوم الإبل فقال ص كل ذلك كان حلالا لإبراهيم ع فقالت اليهود كل شيءنحرمه فإنه كان محرما علي نوح و ابراهيم وهلم جرا حتي انتهي إلينا فنزلت الآية عن الكلبي و أبي روق فقال تعالي كُلّ الطّعامِ كانَ حِلّا لبِنَيِ إِسرائِيلَ إِلّا ما حَرّمَ إِسرائِيلُ عَلي نَفسِهِ مِن قَبلِ أَن تُنَزّلَ التّوراةُمعناه أن كل الطعام كان حلالا لبني إسرائيل قبل أن تنزل التوراة علي موسي ع فإنها تضمنت تحريم ما كان حلالا لبني إسرائيل واختلفوا فيما حرم عليهم وحالها بعدنزولها التوراة فقيل إنه حرم عليهم ما كان يحرمونه قبل نزولها اقتداء بيعقوب ع عن السدي وقيل لم يحرمه الله تعالي عليهم في التوراة وإنما حرم عليهم بعدالتوراة بظلمهم وكفرهم وقيل لم يكن شيء من ذلك حراما عليهم في التوراة وإنما هو شيءحرموه علي أنفسهم اتباعا لأبيهم وأضافوا تحريمه إلي الله فكذبهم الله تعالي و قال قُل فَأتُوا بِالتّوراةِ فَاتلُوها حتي يتبين أنه كما قلت لا كماقلتم إِن كُنتُم صادِقِينَ في دعواكم فاحتج عليهم بالتوراة وأمرهم بالإتيان بها وبأن يقرءوا ما فيهافإنه كان في التوراة أنها كانت حلالا للأنبياء وإنما حرمها إسرائيل علي نفسه فلم يجسروا علي إتيان التوراة
صفحه : 173
لعلمهم بصدق النبي ص وكذبهم و كان ذلك دليلا ظاهرا علي صحة نبوة نبيناص إذ علم بأن في التوراة مايدل علي كذبهم من غير أن يعلم التوراة وقراءتها قوله تعالي لَن يَضُرّوكُم إِلّا أَذيً قال الطبرسي رحمه الله قال مقاتل إن رءوس اليهود مثل كعب بن الأشرف و أبي رافع و أبي ناشر وكنانة و ابن صوريا عمدوا إلي مؤمنيهم كعبد الله بن سلام وأصحابه فأنبوهم علي إسلامهم فنزلت لَن يَضُرّوكُم إِلّا أَذيًوعد الله المؤمنين أنهم منصورون و أن أهل الكتاب لايقدرون عليهم و لاتنالهم من جهتهم مضرة إلاأذي من جهة القول و هوكذبهم علي الله وتحريفهم كتاب الله وقيل هو ماكانوا يسمعون المؤمنين من الكلام المؤذيوَ إِن يُقاتِلُوكُم يُوَلّوكُمُ الأَدبارَمنهزمين ثُمّ لا يُنصَرُونَ أي لايعانون لكفرهم و في هذه الآية دلالة علي صحة نبوة نبيناص لوقوع مخبره علي وفق خبره لأن يهود المدينة من بني قريظة والنضير وبني قينقاع ويهود خيبر الذين حاربوا النبي ص والمسلمين لم يثبتوا لهم قط وانهزموا و لم ينالوا من المسلمين إلابالسب والطعن أَينَ ما ثُقِفُوا أي وجدواإِلّا بِحَبلٍ مِنَ اللّهِ أي بعهد من الله وَ حَبلٍ مِنَ النّاسِ وعهد من الناس علي وجه الذمة وغيرها من وجوه الأمان . قوله تعالي عَضّوا عَلَيكُمُ الأَنامِلَ أي أطراف الأصابع مِنَ الغَيظِ أي من الغضب والحنق لمايرون من ائتلاف المؤمنين واجتماع كلمتهم ونصرة الله إياهم .
صفحه : 174
أقول و في هذاأيضا إخبار ببواطن أمورهم وبما كانوا يخفونه عن المسلمين علي سبيل الإعجاز وكذا قوله لا يَضُرّكُم كَيدُهُم شَيئاًإخبار بما سيكون و قد كان وكذا قوله لَقَد صَدَقَكُمُ اللّهُ وَعدَهُفإنه تعالي قدأخبر بالوعد و أنه قدوقع و لو لم يكن لأنكر عليه المعاندون و لوأنكروا عليه لنقل وسيأتي تفسيره وكذا قوله بَيّتَ طائِفَةٌ مِنهُمإخبار بسرائر أمورهم . قوله تعالي لَوَجَدُوا فِيهِ اختِلافاً كَثِيراً قال الرازي ذكروا في تفسير سلامته عن الاختلاف ثلاثة أوجه .الأول قال أبوبكر الأصم معناه أن هؤلاء المنافقين كانوا يتواطئون في السر علي أنواع كثيرة من المكر والكيد و الله تعالي كان يطلع الرسول علي تلك الأحوال حالا فحالا ويخبره عنها علي سبيل التفصيل و ماكانوا يجدون في كل ذلك إلاالصدق فقيل لهم إن ذلك لو لم يكن بإخبار الله تعالي لمااطرد الصدق فيه ولظهر في قول محمدأنواع الاختلاف والتفاوت فلما لم يظهر ذلك علمنا أن ذلك بإعلام الله تعالي . والثاني و هو ألذي ذهب إليه أكثر المتكلمين أن المراد منه أن القرآن كتاب كبير و هومشتمل علي أنواع كثيرة من العلوم فلو كان ذلك من عند غير الله لوقع فيه أنواع من الكلمات المتناقضة لأن الكتاب الكبير الطويل لاينفك عن ذلك و لما لم يوجد فيه ذلك علمنا أنه ليس من عند غير الله .الثالث ماذكره أبومسلم الأصفهاني و هو أن المراد منه الاختلاف في رتبة الفصاحة حتي لا يكون في جملته مايعد في الكلام الركيك بل بقيت الفصاحة فيه من أوله إلي آخره علي نهج واحد و من المعلوم أن الإنسان و إن كان في غاية البلاغة ونهاية الفصاحة فإذاكتب كتابا طويلا مشتملا علي المعاني الكثيرة فلابد و أن يظهر التفاوت في كلامه بحيث يكون بعضه قويا متينا وبعضه سخيفا نازلا و لما لم يكن القرآن كذلك علمنا أنه المعجز من عند الله تعالي انتهي . وأقول قوله تعالي سَتَجِدُونَ آخَرِينَإخبار بما سيكون والكلام فيه كالكلام
صفحه : 175
فيما مر وسيأتي تفسيره وكذا قوله تعالي يَستَخفُونَ مِنَ النّاسِ و ماقبله و مابعده يدل علي أن الله تعالي أخبر بما كانوا به مستخفين وأظهر ماكانوا له مسرين وسيأتي قصته . قوله يُبَيّنُ لَكُم كَثِيراً مِمّا كُنتُم تُخفُونَ مِنَ الكِتابِ قال الرازي قال ابن عباس أخفوا صفة محمدص وأخفوا الرجم ثم إن الرسول ص بين ذلك لهم و هذامعجز لأنه ص لم يقرأ كتابا و لم يتعلم علما من أحد فلما أخبرهم بأسرار ما في كتابهم كان ذلك إخبارا عن الغيب فيكون معجزا. قوله وَ يَعفُوا عَن كَثِيرٍ أي لايظهر كثيرا مما تكتمونه أنتم لأنه لاحاجة إلي إظهاره في الدين . قوله تعالي فَعَسَي اللّهُ أَن يأَتيَِ بِالفَتحِ قال الطبرسي يعني فتح مكة وقيل فتح بلاد المشركين أَو أَمرٍ مِن عِندِهِ فيه إعزاز المسلمين وإذلال المشركين وقيل هوإظهار نفاق المنافقين وقيل هوالقتل وسبي الذراري لبني قريظة والإجلاء لبني النضير.أقول و هذاأيضا إخبار بما لم يقع و قدوقع وعسي من الله موجبة. قوله تعالي فَسَوفَ يأَتيِ اللّهُ بِقَومٍ يُحِبّهُم وَ يُحِبّونَهُ هذاأيضا إخبار بما لم يكن فكان وسيأتي الأخبار المستفيضة في كتاب أحوال أمير المؤمنين ع أنها نزلت فيه ع حيث قاتل الناكثين والقاسطين والمارقين . و قوله وَ قَد دَخَلُوا بِالكُفرِإخبار عن أسرار المنافقين وكذا قوله تعالي وَ أَلقَينا بَينَهُمُ العَداوَةَ وَ البَغضاءَ أي بين اليهود والنصاري أو بين فرق اليهود وفرق النصاري .كُلّما أَوقَدُوا ناراً لِلحَربِ أَطفَأَهَا اللّهُ قال الطبرسي رحمه الله أي لحرب محمدص و في هذامعجزة ودلالة لأن الله أخبر فوافق خبره المخبر فقد كانت اليهود أشد أهل
صفحه : 176
الحجاز بأسا وأمنعهم دارا حتي أن قريشا تعتضد بهم والأوس والخزرج تستبق إلي مخالفتهم وتتكثر بنصرتهم فأباد الله خضراءهم واستأصل شأفتهم واجتث أصلهم فأجلي النبي ص بني النضير وبني قينقاع وقتل بني قريظة وشرد أهل خيبر وغلب علي فدك ودان أهل وادي القري فمحا الله سبحانه آثارهم صاغرين و قال قتادة معناه أن الله سبحانه أذلهم ذلا لايعزون بعده أبدا. و قال رحمه الله في قوله تعالي وَ اللّهُ يَعصِمُكَ مِنَ النّاسِ في هذه الآية دلالة علي صدق النبي ص وصحة نبوته من وجهين .أحدهما أنه وقع مخبره علي ماأخبر به . والثاني أنه لايقدم علي الإخبار به إلا و هويأمن أن يكون مخبره علي ماأخبر به وَ روُيَِ أَنّ النّبِيّص لَمّا نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ قَالَ لِحُرّاسٍ مِن أَصحَابِهِ كَانُوا يَحرُسُونَهُ مِنهُم سَعدٌ وَ حُذَيفَةُ الحَقُوا بِمَلَاحِقِكُم فَإِنّ اللّهَ سُبحَانَهُ عصَمَنَيِ مِنَ النّاسِ
قوله تعالي وَ قالُوا لَو لا نُزّلَ عَلَيهِ آيَةٌ مِن رَبّهِ قال الرازي هذا من شبهات منكري نبوة محمدص قالوا لو كان رسولا من عند الله فهلا أنزل عليه آية قاهرة ومعجزة باهرة ويروي أن بعض الملحدة طعن فقال لو كان محمد قدأتي بآية ومعجزة لماصح أن يقول أولئك الكفارلَو لا أُنزِلَ عَلَيهِ آيَةٌ. والجواب عنه أن القرآن معجزة قاهرة بدليل أنه ص تحداهم به فعجزوا عن معارضته و ذلك يدل علي كونه معجزا بقي أن يقال فإذا كان الأمر كذلك فكيف قالوالَو لا أُنزِلَ عَلَيهِ آيَةٌ مِن رَبّهِفنقول الجواب عنه من وجوه .الأول لعل القوم طعنوا في كون القرآن معجزا علي سبيل اللجاج والعناد و
صفحه : 177
قالوا إنه من جنس الكتب والكتاب لا يكون من جنس المعجزات فلأجل هذه الشبهة طلبوا المعجزة.الثاني أنهم طلبوا معجزات من جنس معجزات سائر الأنبياء مثل فلق البحر وإظلال الجبل .الثالث أنهم طلبوا مزيد الآيات والمعجزات علي سبيل التعنت واللجاج مثل إنزال الملائكة وإسقاط السماء كسفا وسائر ماحكاه عن الكافرين فيحتمل أن يكون المراد ماحكاه الله عن بعضهم في قوله أللّهُمّ إِن كانَ هذا هُوَ الحَقّ مِن عِندِكَ فَأَمطِر عَلَينا حِجارَةً مِنَ السّماءِ أَوِ ائتِنا بِعَذابٍ أَلِيمٍ ثم إنه تعالي أجاب عن سؤالهم بقوله قُل إِنّ اللّهَ قادِرٌ عَلي أَن يُنَزّلَ آيَةًيعني أنه تعالي قادر علي إيجاد ماطلبتموه وَ لكِنّ أَكثَرَهُم لا يَعلَمُونَ واختلفوا في تفسيره علي وجوه .فالأول أن يكون المراد أنه تعالي لماأنزل آية باهرة ومعجزة قاهرة وهي القرآن كان طلب الزيادة جاريا مجري التحكم والتعنت الباطل و الله سبحانه له الحكم والأمر فإن شاء فعل و إن شاء لم يفعل لأن فاعليته لا يكون إلابحسب محض المشية علي قول أهل السنة أو علي وفق المصلحة علي مذهب المعتزلة و علي التقديرين فإنها لاتكون علي وفق اقتراحات الناس فإن شاء أجابهم و إن شاء لم يجبهم .الثاني لماظهرت المعجزة القاهرة والدلالة الكافية لم يبق لهم عذر و لاعلة فعند ذلك لوأجابهم في ذلك الاقتراح فلعلهم يقترحون اقتراحا ثانيا وثالثا ورابعا وهكذا إلي ما لاغاية له و ذلك يقضي إلي أنه لايستقر الدليل و لاتتم الحجة فوجب في أول الأمر سد هذاالباب والاكتفاء بما سبق من المعجزة الباهرة.الثالث أنه تعالي لوأعطاهم ماطلبوه فلو لم يؤمنوا عندظهورها لاستحقوا عذاب الاستيصال فاقتضت رحمة الله صونهم عن هذاالبلاء و إن كانوا لايعلمون كيفية هذه الرحمة ولذا قال وَ لكِنّ أَكثَرَهُم لا يَعلَمُونَ.الرابع أنه تعالي علم منهم أنهم إنما يطلبون هذه المعجزات لالطلب الفائدة
صفحه : 178
بل للعناد والتعصب وعلم أنه لوأعطاهم مطلوبهم فهم لايؤمنون و لايفترون فلهذا السبب ماأعطاهم مطلوبهم لعلمه تعالي أنه لافائدة في ذلك فالمراد من قوله وَ لكِنّ أَكثَرَهُم لا يَعلَمُونَ هو أن القوم لايعلمون أنهم لماطلبوا ذلك علي سبيل التعنت والتعصب ماأعطاهم و لوكانوا عالمين لطلبوا ذلك علي سبيل طلب الفائدة فكان الله يعطيهم ذلك علي أكمل الوجوه انتهي كلامه .أقول يمكن أن يقال في المقام الأول إن ماذكروه من إنزال الآية كالصريح في أنهم إنما طلبوا أمرا بينا يرون نزوله من السماء كنزول الملائكة عيانا أونزول الكتاب كذلك أونزول كسف من السماء و هذا لاينافي وقوع سائر المعجزات من الإخبار بالمغيبات وإحياء الأموات وشق القمر و غير ذلك وورود الإنزال في سائر الآيات في إنزال القرآن والأحكام وغيرها مجازا لايوجب صرف تلك الآية أيضا عن الحقيقة مع عدم الداعي إليه بل وجود القرينة علي المعني الحقيقي قوله تعالي مُصَدّقُ ألّذِي بَينَ يَدَيهِلكونه مطابقا لها في الأصول ولشهادته بحقيقتها ولورودها بالصفة التي نطقت بهاالكتب المتقدمة قوله تعالي وَ مَن قالَ سَأُنزِلُ مِثلَ ما أَنزَلَ اللّهُ قال الطبرسي رحمه الله قال الزجاج هذاجواب لقولهم لَو نَشاءُ لَقُلنا مِثلَ هذافادعوا ثم لم يفعلوا وبذلوا النفوس والأموال واستعملوا سائر الحيل في إطفاء نور الله وأبي الله إلا أن يتم نوره وقيل المراد به عبد الله بن سعد بن أبي سرح أملي عليه رسول الله ص ذات يوم وَ لَقَد خَلَقنَا الإِنسانَ مِن سُلالَةٍ مِن طِينٍ إلي قوله ثُمّ أَنشَأناهُ خَلقاً آخَرَفجري علي لسان ابن أبي سرح فَتَبارَكَ اللّهُ أَحسَنُ الخالِقِينَفأملاه عليه و قال هكذا أنزل فارتد عدو الله و قال إن كان محمدصادقا فلقد أوحي إلي كماأوحي إليه ولئن كان كاذبا فلقد
صفحه : 179
قلت كما قال وارتد عن الإسلام وهدر رسول الله ص دمه فلما كان يوم الفتح جاء به عثمان و قدأخذ بيده و رسول الله ص في المسجد فقال يا رسول الله اعف عنه فسكت رسول الله ص ثم أعاد فسكت ثم أعاد فقال هو لك فلما مر قال رسول الله ص لأصحابه أ لم أقل من رآه فليقتله فقال عباد بن بشر كانت عيني إليك يا رسول الله أن تشير إلي فأقتله فقال ص الأنبياء لايقتلون بالإشارة انتهي . و في قوله تعالي ما كانُوا لِيُؤمِنُواإخبار عن عدم إيمان جماعة و لم يؤمنوا. قوله إِلّا أَن يَشاءَ اللّهُ قال الطبرسي أي أن يجبرهم علي الإيمان و هوالمروي عن أهل البيت ع . قوله تعالي سَأَصرِفُ عَن آياتيَِ إذا كان المراد سأصرف عن إبطال آياتي والمنع من تبليغها هؤلاء المتكبرين بالإهلاك أوالمنع من غيرإهلاك فلايقدرون علي القدح فيها و يكون المراد بهاالمكذبين من هذه الأمة لاأمة موسي ع كماذكره جماعة من المفسرين ففيها إخبار بما لم يكن وكذا قوله لا يُؤمِنُوا بِها و في الآية وجوه أخر تركنا إيرادها لعدم احتياجنا هنا إليها. قوله وَ إِذ تَأَذّنَ رَبّكَ قال الرازي بمعني آذن أي أعلم واللام في قوله لَيَبعَثَنّجواب القسم لأن قوله وَ إِذ تَأَذّنَجار مجري القسم و هذه الآية نزلت في اليهود علي أنه لادولة و لا عزلهم و أن الذل يلزمهم والصغار لايفارقهم و لماأخبر الله تعالي في زمان محمدص عن هذه الواقعة ثم شاهدنا بأن الأمر كذلك كان هذاإخبارا صدقا عن المغيب فكان معجزا انتهي .
صفحه : 180
و قوله تعالي وَ إِذ يَعِدُكُمُ اللّهُيدل علي أنه ص وعدهم من قبل الله تعالي بما قدوقع وسيأتي شرحه . قوله تعالي قالُوا قَد سَمِعنا لَو نَشاءُ لَقُلنا مِثلَ هذا قال البيضاوي هوقول نضر بن الحارث وإسناده إلي الجمع إسناد مافعله رئيس القوم إليهم فإنه كان قاضيهم وقيل هوقول الذين ائتمروا في أمره ص و هذاغاية مكابرتهم وفرط عنادهم إذ لواستطاعوا من ذلك فما منعهم أن يشاءوا و قدتحداهم وقرعهم بالعجز عشر سنين ثم قارعهم بالسيف فلم يعارضوا سواه مع أنفتهم وفرط استنكافهم أن يغلبوا خصوصا في باب البيان إِن هذا إِلّا أَساطِيرُ الأَوّلِينَ ماسطره الأولون من القصص . قوله تعالي فَسَيُنفِقُونَها قال الطبرسي رحمه الله قيل نزلت في أبي سفيان بن حرب استأجر يوم أحد ألفين من الأحابيش يقاتل بهم النبي ص سوي من استجاشهم من العرب وقيل نزلت في المطعمين يوم بدر وقيل لماأصيبت قريش يوم بدر ورجع فلهم إلي مكة مشي صفوان بن أمية وعكرمة بن أبي جهل في رجال من قريش أصيب آباؤهم وإخوانهم ببدر فكلموا أباسفيان بن حرب و من كانت له في تلك العير تجارة فقالوا يامعشر قريش إن محمدا وتركم وقتل خياركم فأعينونا بهذا المال ألذي أفلت علي حربه لعلنا أن ندرك منه ثارا بمن أصيب منا ففعلوا فأنزل الله فيهم هذه الآية رواه محمد بن إسحاق عن رجاله .
صفحه : 181
ثم قال و في هذادلالة علي صحة نبوة النبي ص لأنه أخبر بالشيء قبل كونه فوجد علي ماأخبر به . قوله تعالي يُرِيدُونَ أَن يُطفِؤُا نُورَ اللّهِ قال الرازي المقصود منه بيان نوع ثالث من الأفعال القبيحة الصادرة عن رؤساء اليهود والنصاري و هوسعيهم في إبطال أمر محمدص وجدهم في إخفاء الدلائل الدالة علي صحة شرعه وقوة دينه والمراد من النور الدلائل الدالة علي صحة نبوته ص وهي أمور كثيرة.أحدها المعجزات القاهرة التي ظهرت علي يده فإن المعجز إما أن يكون دليلا علي الصدق أو لا يكون فعلي الأول فحيث ظهر المعجز لابد من حصول الصدق و إن لم يدل علي الصدق قدح ذلك في نبوة موسي وعيسي ع . وثانيها القرآن العظيم ألذي ظهر علي لسان محمدص مع أنه من أول عمره إلي آخره ماتعلم و مااستفاد و مانظر في كتاب و ذلك من أعظم المعجزات . وثالثها أن حاصل شريعته تعظيم الله والثناء عليه والانقياد لطاعته وصرف النفس عن حب الدنيا والترغيب في سعادات الآخرة والعقل يدل علي أنه لاطريق إلي الله إلا من هذاالوجه . ورابعها أن شرعه كان خاليا عن جميع العيوب فليس فيه إثبات ما لايليق بالله و ليس فيه دعوة إلي غير الله و قدملك البلاد العظيمة و ما غيرطريقته في استحقار الدنيا وعدم الالتفات إليها و لو كان مقصوده طلب الدنيا لمابقي الأمر كذلك فهذه الأحوال دلائل نيرة وبراهين باهرة علي صحة قوله وأنهم بكلماتهم الركيكة وشبهاتهم السخيفة وأنواع كفرهم ومكرهم أرادوا إبطال هذه الدلائل فكان هذاجاريا مجري من يريد إبطال نور الشمس بأن ينفخ فيها ثم إنه تعالي وعد محمداص مزيد النصرة وإعلاء الدرجة فقال وَ يَأبَي اللّهُ إِلّا أَن يُتِمّ نُورَهُ وَ لَو كَرِهَ الكافِرُونَ. و قال في قوله تعالي هُوَ ألّذِي أَرسَلَ رَسُولَهُاعلم أن كمال حال الأنبياء لايحصل إلابأمور.
صفحه : 182
أولها كثرة الدلائل والمعجزات و هوالمراد من قوله أَرسَلَ رَسُولَهُ بِالهُدي وثانيها كون دينه مشتملا علي أمور يظهر لكل أحد كونها موصوفة بالصواب والصلاح ومطابقة الحكمة وموافقة المنفعة في الدنيا والآخرة و هوالمراد من قوله وَ دِينِ الحَقّ. وثالثها صيرورة دينه مستعليا علي سائر الأديان غالبا لأضداده قاهرا لمنكريه و هوالمراد من قوله لِيُظهِرَهُ عَلَي الدّينِ. فإن قيل ظاهر قوله لِيُظهِرَهُ عَلَي الدّينِ كُلّهِيقتضي كونه غالبا لجميع الأديان و ليس الأمر كذلك فإن الإسلام لم يصر غالبا لسائر الأديان في أرض الهند والروم والصين وسائر أراضي الكفرة.فالجواب عنه من وجوه .الأول أنه لادين لخلاف الإسلام إلا و قدقهرهم المسلمون وظهروا عليهم في بعض المواضع و إن لم يكن ذلك في جميع مواضعهم فقهروا اليهود وأخرجوهم من بلاد العرب وغلبوا النصاري علي بلاد الشام و ماوالاها إلي ناحية الروم وغلبوا المجوس علي ملكهم وغلبوا عباد الأصنام علي كثير من بلادهم مما يلي الترك والهند وكذلك سائر الأديان فثبت أن ألذي أخبر الله عنه في هذه الآية قدوقع وحصل فكان ذلك إخبارا عن الغيب فكان معجزا.الثاني أنه روي عن أبي هريرة أنه قال هذاوعد من الله بأنه تعالي يجعل الإسلام غالبا علي جميع الأديان وتمام هذاإنما يحصل عندخروج عيسي ع . و قال السدي ذلك عندخروج المهدي لايبقي أحد إلادخل في الإسلام أوأدي الخراج .الثالث أن المراد ليظهر الإسلام علي الدين كله في جزيرة العرب و قدحصل ذلك فإنه تعالي ماأبقي فيهاأحدا من الكفار.
صفحه : 183
الرابع أن المراد الغلبة بالحجة والبيان . قوله تعالي يَحلِفُونَ بِاللّهِ ما قالُوا قال الطبرسي رحمه الله اختلف فيمن نزلت فيه هذه الآية فقيل إن رسول الله ص كان جالسا في ظل حجرته فقال إنه سيأتيكم إنسان فينظر إليكم بعين شيطان فلم يلبثوا أن طلع رجل أزرق فدعاه رسول الله ص فقال علام تشتمني أنت وأصحابك فانطلق الرجل فجاء بأصحابه فحلفوا بالله ماقالوا فأنزل الله هذه الآية عن ابن عباس وقيل خرج المنافقون مع رسول الله ص إلي تبوك فكانوا إذاخلا بعضهم ببعض سبوا رسول الله ص وأصحابه وطعنوا في الدين فنقل ذلك حذيفة إلي رسول الله ص فقال لهم ما هذا ألذي بلغني عنكم فحلفوا بالله ماقالوا شيئا من ذلك عن الضحاك وقيل نزلت في الجلاس بن سويد بن الصامت و ذلك أن رسول الله ص خطب ذات يوم بتبوك وذكر المنافقين فسماهم رجسا وعابهم فقال الجلاس و الله لئن كان محمدصادقا فيما يقول فنحن شر من الحمير فسمعه عامر بن قيس فقال أجل و الله إن محمدا صادق وأنتم شر من الحمير فلما انصرف رسول الله ص إلي المدينة أتاه عامر بن قيس فأخبره بما قال الجلاس فقال الجلاس كذب يا رسول الله فأمرهما رسول الله أن يحلفا عندالمنبر فقام الجلاس عندالمنبر فحلف بالله ماقاله ثم قام عامر فحلف بالله لقد قاله ثم قال أللهم أنزل علي نبيك الصادق منا الصدوق فقال رسول الله والمؤمنون آمين فنزل جبرئيل ع قبل أن يتفرقا بهذه الآية حتي بلغ فَإِن يَتُوبُوا يَكُ خَيراً لَهُمفقام الجُلَاس فقال يا رسول الله اسمع الله قدعرض علي التوبة صدق عامر بن قيس فيما قال لك لقد قلته و أناأستغفر الله وأتوب
صفحه : 184
إليه فقبل رسول الله ص ذلك منه عن الكلبي و محمد بن إسحاق ومجاهد وقيل نزلت في عبد الله بن أبي سلول حين قال لَئِن رَجَعنا إِلَي المَدِينَةِ لَيُخرِجَنّ الأَعَزّ مِنهَا الأَذَلّ عن قتادة وقيل نزلت في أهل العقبة في أنهم ائتمروا في أن يغتالوا رسول الله ص في عقبة مرجعهم من تبوك وأرادوا أن يقطعوا أنساع راحلته ثم ينخسوا فأطلعه تعالي علي ذلك و كان من جملة معجزاته لأنه لايمكن معرفة ذلك إلابوحي من الله فسار رسول الله ص في العقبة وحده وعمار وحذيفة معه أحدهما يقود ناقته والآخر يسوقها وأمر الناس كلهم بسلوك بطن الوادي و كان الذين هموا بقتله اثني عشر رجلا أوخمسة عشر رجلا علي الخلاف فيه عرفهم رسول الله ص وسماهم بأسمائهم واحدا واحدا عن الزجاج والواقدي والكلبي و قال الباقر ع كانت ثمانية منهم من قريش وأربعة من العرب انتهي . و أما قوله لَن تَخرُجُوا معَيَِ أَبَداً وَ لَن تُقاتِلُوا معَيَِ عَدُوّافيحتمل الدعاء عليهم والإخبار عن امتداد شقاوتهم والأخير أظهر فيكون من باب المعجزات وكذا قوله لَن نُؤمِنَ لَكُم قَد نَبّأَنَا اللّهُ مِن أَخبارِكُمإخبار بسرائرهم وكذا قوله وَ اللّهُ يَشهَدُ إِنّهُم لَكاذِبُونَ وكذا قوله نَظَرَ بَعضُهُم إِلي بَعضٍفإنها كلها إخبار عما كانوا يسرون من المسلمين قوله ائتِ بِقُرآنٍ غَيرِ هذا أَو بَدّلهُ قال الرازي في الفرق بينهما إن المراد بالأول الإتيان بكتاب آخر لا علي ترتيب هذاالقرآن و لا علي نظمه وبالثاني تغيير هذاالقرآن كأن يضع مكان ذم بعض الأشياء مدحها ومكان آية رحمة آية عذاب أوالمراد بالأول الإتيان بغيره مع كون هذاالكتاب باقيا بحاله وبالثاني أن يغير هذاالكتاب ثم إن سؤالهم إما أن يكون علي سبيل السخرية والاستهزاء أو كان غرضهم التماس
صفحه : 185
كتاب لايشتمل علي سب آلهتهم والطعن في طرائقهم فأمر بأن يجيبهم بأن هذاالتبديل غيرجائز منيإِن أَتّبِعُ إِلّا ما يُوحي إلِيَّ وإنما لم يتعرض للإتيان بقرآن غير هذالأنه لما بين أنه لايجوز له أن يبدله من تلقاء نفسه لأنه وارد من الله تعالي و لايقدر علي مثله كما لايقدر سائر العرب علي مثله و كان ذلك متقررا في نفوسهم بسبب ماتقدم من تحديه لهم بمثل هذاالقرآن فقد دلهم بذلك علي أنه لايتمكن من قرآن غير هذا ثم لما كان هذاالالتماس لأجل أنهم اتهموه بأنه هو ألذي يأتي بهذا الكتاب من عندنفسه علي سبيل الاختلاق فلهذا احتج عليهم بأن أولئك الكفار كانوا قدشاهدوا رسول الله ص من أول عمره إلي ذلك الوقت وكانوا عالمين بأحواله و أنه ماطالع كتابا و لاتلمذ لأستاذ و لاتعلم من أحد ثم بعدانقراض أربعين سنة علي هذاالوجه جاءهم بهذا الكتاب العظيم المشتمل علي نفائس علم الأصول ودقائق علم الأحكام ولطائف علم الأخلاق وأسرار قصص الأولين وعجز عن معارضته العلماء والفصحاء والبلغاء فكل من له عقل سليم فإنه يعرف أن مثل هذا لايحصل إلابالوحي والإلهام من الله فقوله لَو شاءَ اللّهُ ما تَلَوتُهُ عَلَيكُم وَ لا أَدراكُم بِهِحكم منه ص بأن هذاالقرآن وحي من عند الله و قوله فَقَد لَبِثتُ فِيكُم عُمُراً مِن قَبلِهِإشارة إلي الدليل ألذي قررناه قوله وَ لا أَدراكُم بِهِ أي و لاأعلمكم به و قال في قوله تعالي وَ ما كانَ هذَا القُرآنُ أَن يُفتَريحاصله أن هذاالقرآن لايقدر عليه أحد إلا الله عز و جل ثم إنه احتج علي هذه الدعوي بأمور.الأول قوله وَ لكِن تَصدِيقَ ألّذِي بَينَ يَدَيهِ وتقريره من وجوه الأول أنه ص كان رجلا أميا ماسافر إلي بلدة لأجل التعلم و ماكانت مكة بلدة العلماء و ما كان فيها شيء من كتب العلم ثم إنه ص أتي بهذا القرآن و كان مشتملا علي أقاصيص والقوم كانوا في غاية العداوة له فلو لم تكن هذه الأقاصيص موافقة لما في التوراة والإنجيل لقدحوا فيه ولبالغوا في الطعن فيه فلما لم يفعلوا علمنا
صفحه : 186
أنها مطابقة لما في التوراة والإنجيل مع أنه ماطالعها و لاتلمذ لأحد فيهافليس إلابوحي منه تعالي . والثاني أنّ كتب الله المنزلة دلت علي مقدم محمدص و إذا كان الأمر كذلك كان مجيئه ص تصديقا لما في تلك الكتب .الثالث أنه أخبر في القرآن عن الغيوب الكثيرة في المستقبل فوقعت مطابقة لذلك الخبر كقوله تعالي الم غُلِبَتِ الرّومُ وكقوله تعالي لَقَد صَدَقَ اللّهُ رَسُولَهُ الرّؤيا وكقوله وَعَدَ اللّهُ الّذِينَ آمَنُوا مِنكُم وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ لَيَستَخلِفَنّهُم فِي الأَرضِ و ذلك يدل علي أن الإخبار عن هذه الغيوب إنما حصلت بالوحي من الله تعالي بين يديه . والنوع الثاني من الدلائل قوله تعالي وَ تَفصِيلَ كُلّ شَيءٍ وتحقيقه أن العلوم إما أن تكون دينية أو لا و لاشك أن الأول أرفع حالا وأعظم شأنا من الثاني و أماالدينية فإما أن تكون علم العقائد والأديان وإما أن تكون علم الأعمال فالأول هومعرفة الله تعالي وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر و أمامعرفة الله فهي عبارة عن معرفة ذاته وصفة جلاله وصفة إكرامه ومعرفة أفعاله ومعرفة أحكامه ومعرفة أسمائه والقرآن مشتمل علي دلائل هذه المسائل وتفاريعها وتفاصيلها علي وجه لايساويه شيء من الكتب بل لايقرب منه شيء من المصنفات و أماعلم الأعمال فهو إما علم التكاليف المتعلقة بالظواهر و هوالفقه ومعلوم أن جميع الفقهاء إنما استنبطوا مباحثهم عن القرآن وإما علم بصفة الباطن ورياضة القلوب و قدحصل في القرآن من مباحث هذاالعلم ما لايكاد يوجد في غيره فثبت أن القرآن مشتمل علي تفاصيل جميع العلوم الشريفة عقليها ونقليها اشتمالا يمتنع حصوله في سائر الكتب فكان ذلك معجزا. و أما قوله لا رَيبَ فِيهِ مِن رَبّ العالَمِينَفتقريره أن الكتاب الطويل المشتمل
صفحه : 187
علي هذه العلوم الكثيرة لابد و أن يشتمل علي نوع من أنواع التناقض وحيث خلا عنه علمنا أنه من عند الله ثم بعدإيراد هذه الدلائل أعاد الكلام مرة أخري بلفظ الاستفهام علي سبيل الإنكار فقال أَم يَقُولُونَ افتَراهُ. ثم ذكر حجة أخري علي إبطال هذاالقول فقال قُل فَأتُوا بِسُورَةٍ مِثلِهِ. فإن قيل لم قال في سورة البقرةمِن مِثلِهِ وهنابِسُورَةٍ مِثلِهِ.قلنا إن محمداص كان رجلا أميا لم يتلمذ لأحد و لم يطالع كتابا فقيل في سورة البقرةفَأتُوا بِسُورَةٍ مِن مِثلِهِ أي فليأت إنسان يساوي محمداص في عدم التلمذ وعدم مطالعة الكتب بسورة تساوي هذه السورة وحيث ظهر العجز ظهر المعجز فهذا لايدل علي أن السورة في نفسها معجزة ولكنه يدل علي أن ظهور مثل هذه السورة من إنسان مثل محمدص معجز ثم إنه تعالي بين في هذه السورة أن تلك السورة في نفسها معجز فإن الخلق إن تلمذوا وتعلموا وطالعوا وتفكروا فإنه لايمكنهم الإتيان بمعارضة سورة واحدة من هذه السور فلاجرم قال تعالي في هذه الآيةفَأتُوا بِسُورَةٍ مِثلِهِ فإن قيل قوله بِسُورَةٍ مِثلِهِهل يتناول جميع السور الصغار والكبار أويخص بالسور الكبار.قلنا هذه الآية في سورة يونس وهي مكية فالمراد مثل هذه السورة لأنها أقرب مايمكن أن يشار إليه . واعلم أنه قدظهر بما قررنا أن مراتب تحدي رسول الله ص بالقرآن ستة.فأولها أنه تحداهم بكل القرآن كما قال قُل لَئِنِ اجتَمَعَتِالآية وثانيها أنه تحداهم بِعَشرِ سُوَرٍ.
صفحه : 188
وثالثها أنه تحداهم بِسُورَةٍواحدة. ورابعها أنه تحداهم بِحَدِيثٍ مِثلِهِ. وخامسها أن في تلك المراتب الأربعة كان يطلب أن يأتي بالمعارضة رجل يساوي رسول الله ص في عدم التلمذ والتعلم ثم في سورة يونس طلب منهم معارضة سورة واحدة من أي إنسان سواه تعلم العلوم أو لم يتعلمها. وسادسها أن في المراتب المتقدمة تحدي كل واحد من الخلق و في هذه المرتبة تحدي جميعهم وجوز أن يستعين البعض بالبعض في الإتيان بهذه المعارضة كما قال وَ ادعُوا مَنِ استَطَعتُم مِن دُونِ اللّهِ. و قال في قوله تِلكَ مِن أَنباءِ الغَيبِ أي من الأخبار التي كانت غائبة عن الخلق ماكنت تعرف هذه القصة أنت و لاقومك . فإن قيل أ ليس كان قصة نوح مشهورة عند أهل العالم .قلنا بحسب الإجمال كانت مشهورة و أماالتفاصيل المذكورة فما كانت معلومة. و قال في قوله لَو لا أُنزِلَ عَلَيهِ آيَةٌ مِن رَبّهِاعلم أن من الناس من زعم أنه لم يظهر معجز في صدق محمدص سوي القرآن لدلالة هذاالكلام عليه والجواب عنه من وجهين .الأول لعل المراد منه طلب معجزات سوي التي شاهدوها منه ص كحنين الجزع [الجذع ] ونبوع الماء من بين أصابعه وإشباع الخلق الكثير من الطعام القليل وطلبوا منه معجزات غيرها مثل فلق البحر وقلب العصا ثعبانا. والثاني أنه لعل الكفار ذكروا هذاالكلام قبل مشاهدة سائر المعجزات .
صفحه : 189
و قال في قوله تعالي وَ لَقَد عَلِمنَا المُستَقدِمِينَ مِنكُم وَ لَقَد عَلِمنَا المُستَأخِرِينَ بعد أن ذكر وجوها.الرابع قال ابن عباس كانت امرأة حسناء تصلي خلف رسول الله ص فكان قوم يتقدمون إلي الصف الأول لئلا يروها وآخرون يتخلفون ويتأخرون ليروها إذاركعوا ويجافون أيديهم لينظروا من تحت آباطهم فأنزل الله هذه الآية انتهي .أقول فعلي هذا فيه إخبار بأسرار القوم . قوله تعالي وَ إِذا بَدّلنا آيَةً مَكانَ آيَةٍالمراد به النسخ وَ اللّهُ أَعلَمُ بِما يُنَزّلُاعتراض دخل في الكلام والمعني الله أعلم بما ينزل من الناسخ والمنسوخ والتغليظ والتخفيف في مصالح العباد و هذاتوبيخ للكفار علي قولهم إِنّما أَنتَ مُفتَرٍ بَل أَكثَرُهُم لا يَعلَمُونَ أي حقيقة القرآن وفائدة النسخ .قُل نَزّلَهُ رُوحُ القُدُسِ قال في الكشاف أي جبرئيل أضيف إلي القدس و هوالطهر والمراد الروح المقدس لِيُثَبّتَ الّذِينَ آمَنُوا أي ليبلوهم بالنسخ حتي إذاقالوا فيه هوالحق من ربنا حكم لهم بثبات القدم في الدين . قوله إِنّما يُعَلّمُهُ بَشَرٌ قال الرازي اختلف في هذاالبشر قيل هو عبدلبني عامر بن لؤي يقال له يعيش و كان يقرأ الكتب وقيل عداس غلام عتبة بن ربيعة وقيل عبدبني الحضرمي صاحب كتب و كان اسمه خيرا وكانت قريش تقول عبد
صفحه : 190
الحضرمي يعلم خديجة وتعلم خديجة محمداص وقيل كان بمكة نصراني أعجمي اللسان اسمه بلعام ويقال ابن ميسرة يتكلم بالرومية وقيل سلمان الفارسي. قوله تعالي لِسانُ ألّذِي يُلحِدُونَ إِلَيهِ أي يميلون القول إليه أعَجمَيِّ قال أبوالفتح الموصلي تركيب ع ج م وضع في كلام العرب للإبهام والإخفاء وضد البيان وعجم الزبيب يسمي لاختفائه والعجماء البهيمة لأنها لاتوضح ما في نفسها ثم إن العرب تسمي كل من لايعرف لغة[لغتهم ] و لايتكلم بلسانهم أعجمي[أعجميا] قال الفراء و أحمد بن يحيي الأعجم ألذي في لسانه عجمة و إن كان من العرب أ لاتري أنهم قالوا زياد الأعجم لأنه كانت في لسانه عجمة مع أنه كان عربيا و أماتقرير الجواب فاعلم أنه إنما يظهر إذاقلنا إن القرآن إنما كان معجزا لما فيه من الفصاحة العائدة إلي اللفظ وكأنه قيل هب أنه يتعلم المعاني من ذلك الأعجمي إلا أن القرآن إنما كان معجزا لما في ألفاظه من الفصاحة فبتقدير أن يكونوا صادقين في أن محمداص يتعلم تلك المعاني من ذلك الرجل إلا أن ذلك لايقدح في المقصود لأن القرآن إنما كان معجزا لفصاحته اللفظية. قوله وَ ما مَنَعَنا أَن نُرسِلَ بِالآياتِ قال الرازي فيه وجوه .الأول أن المعني أنه لوأظهر تلك المعجزات ثم لم يؤمنوا بهابل بقوا مصرين علي كفرهم فحينئذ يصيرون مستحقين لعذاب الاستيصال و هو علي هذه الأمة غيرجائز لأن الله تعالي علم منهم من سيؤمن أويؤمن أولادهم فلذا ماأجابهم الله تعالي إلي مطلوبهم و ماأظهر تلك المعجزات روي ابن عباس أن أهل مكة سألوا الرسول أن يجعل الصفا ذهبا و أن يزيل عنهم الجبال حتي يزرعوا تلك الأراضي فطلب الرسول ذلك من الله تعالي فقال الله تعالي إن شئت فعلت ذلك لكن لوأنهم كفروا أهلكتهم فقال الرسول لاأريد ذلك .
صفحه : 191
الثاني أن المراد لانظهر هذه المعجزات لأن آباءكم الذين رأوها لم يؤمنوا بها وأنتم مقلدون لهم فأنتم لورأيتموها لم تؤمنوا بهاأيضا.الثالث أن الأولين شاهدوا هذه المعجزات وكذبوها فعلم الله منكم أيضا أنكم لوشاهدتموها لكذبتم بهافكان إظهارها عبثا والعبث لايفعله الحكيم . قوله لَئِنِ اجتَمَعَتِ الإِنسُ وَ الجِنّ قال الرازي فإن قيل هب أنه ظهر عجز الإنسان عن معارضته فكيف عرفتم عجز الجن وأيضا فلم لايجوز أن يقال إن هذاالقرآن نظم الجن ألقوه علي محمدص .أجاب العلماء عن الأول بأن عجز البشر عن معارضته يكفي في إثبات كونه معجزا. و عن الثاني أن ذلك لووقع لوجب في حكمة الله أن يظهر ذلك التلبيس وحيث لم يظهر ذلك دل علي عدمه . قوله تعالي وَ لَم يَجعَل لَهُ عِوَجاً قال الرازي إنا قدذكرنا أن الشيء يجب أن يكون كاملا في ذاته ثم يكون مكملا لغيره فقوله وَ لَم يَجعَل لَهُ عِوَجاًإشارة إلي كونه كاملا في ذاته و قوله قَيّماً إلي كونه مكملا لغيره لأن القيم عبارة عن القائم بمصالح الغير. و في نفي العوج وجوه .أحدها نفي التناقض عن آياته . وثانيها أن كل ماذكره الله فيه من التوحيد والنبوة والأحكام والتكاليف فهو حق وصدق و لاخلل في شيءمنها البتة. وثالثها أن الإنسان كأنه خرج من عالم الغيب متوجها إلي عالم الآخرة و إلي حضرة جلال الله و هذه الدنيا كأنها رباط بني علي حد عالم القيامة حتي
صفحه : 192
أن المسافر إذانزل فيه اشتغل بالمهمات التي تجب رعايتها في هذاالسفر ثم يرتحل منه متوجها إلي عالم الآخرة فكل مادعاه من الدنيا إلي عالم الآخرة و من الجسمانيات إلي الروحانيات و من الخلق إلي الحق فهو السير المستقيم و كل مادعاه من عالم الآخرة إلي الدنيا فهو السير المعوج والقرآن مملو من الدعوة من الخلق إلي الحق و من الدنيا إلي الآخرة و من اللذات الشهوانية الجسدانية إلي الاستنارة بالأنوار الصمدية فثبت أنه مبرأ من العوج والانحراف والباطل . قوله تعالي وَ أَسَرّوا النّجوَي قال البيضاوي أي بالغوا في إخفائهاهَل هذا إِلّا بَشَرٌ مِثلُكُمكأنهم استدلوا بكونه بشرا علي كذبه في ادعاء الرسالة لادعائهم أن الرسول لا يكون إلاملكا واستلزموا منه أن ماجاء به من الخوارق كالقرآن سحربَل قالُوا أَضغاثُ أَحلامٍإضراب لهم عن قولهم هوسحر إلي أنه تخاليط الأحلام ثم إلي أنه كلام افتراه ثم إلي أنه قول شاعر والظاهر أن بل الأولي لتمام حكاية والابتداء بأخري أوللإضراب عن تحاورهم في شأن الرسول و ماظهر عليه من الآيات إلي تقاولهم في أمر القرآن والثانية والثالثة لإضرابهم عن كونه أباطيل خيلت إليه وخلطت عليه إلي كونه مفتريات اختلقها من تلقاء نفسه ثم إلي أنه كلام شعري يخيل إلي السامع معاني لاحقيقة لها ويرغبه فيها ويجوز أن يكون الكل من الله تعالي تنزيلا لأقوالهم في درج الفساد لأن كونه شعرا أبعد من كونه مفتري لأنه مشحون بالحقائق والحكم و ليس فيه مايناسب قول الشعراء و هو من كونه أحلاما لأنه مشتمل علي مغيبات كثيرة طابقت الواقع والمفتري لا يكون كذلك بخلاف الأحلام ولأنهم جربوا رسول الله ص نيفا وأربعين سنة ماسمعوا منه كذبا قط و هو من كونه سحرا لأنه مجانسه من حيث إنهما من الخوارق فَليَأتِنا بِآيَةٍ كَما أُرسِلَ الأَوّلُونَ
صفحه : 193
أي كماأرسل به الأولون مثل اليد البيضاء والعصا وإبراء الأكمه وإحياء الموتي ما آمَنَت قَبلَهُم مِن قَريَةٍ أي من أهل قريةأَهلَكناهاباقتراح الآيات لماجاءتهم أَ فَهُم يُؤمِنُونَ لوجئتهم بها وهم أطغي منهم و فيه دليل علي أن عدم الإتيان بالمقترح للإبقاء عليهم إذ لوأتي به لم يؤمنوا واستوجبوا عذاب الاستيصال كمن قبلهم . قوله إِن هَذا إِلّا إِفكٌ افتَراهُ قال الرازي قال الكلبي ومقاتل نزلت في النضر بن الحارث و هو ألذي قال هذاالقول وَ أَعانَهُ عَلَيهِ قَومٌ آخَرُونَيعني عامرا مولي حويطب بن عبدالعزي ويسارا غلام عامر بن الحضرمي وجبيرا مولي عامر هؤلاء الثلاثة كانوا من أهل الكتاب وكانوا يقرءون التوراة ويحدثون أحاديث منها فلما أسلموا و كان النبي ص يتعهدهم فلأجل ذلك قال النضر ما قال فأجاب الله تعالي عن هذه الشبهة بقوله فَقَد جاؤُ ظُلماً وَ زُوراً وإنما كفي هذاالقدر جوابا لأنه قدعلم كل عاقل أنه ص تحداهم بالقرآن و هوالنهاية في الفصاحة و قدبلغوا في الخوض علي إبطال أمره كل غاية حتي أحوجهم ذلك إلي ماوصفوه به في هذه الآية فلو أمكنهم أن يعارضوه لفعلوا ولكان ذلك أقرب إلي أن يبلغوا مرادهم مما أوردوه في هذه الآيات وغيرها و لواستعان ص بغيره في ذلك لأمكنهم أيضا أن يستعينوا بغيرهم لأنه ص كأولئك في معرفة اللغة والمكنة في العبارة فلما لم يبلغوا ذلك والحالة هذه علم أن القرآن قدبلغ الغاية في الفصاحة وانتهي إلي حد الإعجاز و لماتقدمت هذه الدلالة مرات وكرات في القرآن وظهر بسببها سقوط هذاالسؤال ظهر أن إعادة هذاالسؤال بعدتقدم تلك الدلالة الواضحة لا يكون إلاالتمادي في الجهل والعناد فلذلك اكتفي الله في الجواب بقوله فَقَد جاؤُ ظُلماً وَ زُوراً.
صفحه : 194
والشبهة الثانية لهم قوله تعالي وَ قالُوا أَساطِيرُ الأَوّلِينَ ماسطره المتقدمون كأحاديث رستم وإسفندياراكتَتَبَهاانتسخها محمدص من أهل الكتاب يعني عامرا وبشارا وجبيرا ومعني اكتتب هنا أمر أن يكتب له كمايقال احتجم وافتصد إذاأمر بذلك فهَيَِ تُملي عَلَيهِ أي يلقي عليه كتابه ليتحفظهابُكرَةً وَ أَصِيلًا قال الضحاك مايملي عليه بكرة وأصيلا يقرؤه عليكم و قال الحسن هو قوله تعالي جوابا عن قولهم كأنه قال إن هذه الآيات تملي عليه بالوحي حالا بعدحال فكيف ينسب إلي أنه أساطير الأولين وجمهور المفسرين علي أنه من كلام القوم فأجاب تعالي بقوله قُل أَنزَلَهُ ألّذِي يَعلَمُ السّرّالآية وتقريره ماقدمنا أنه ص تحداهم وظهر عجزهم فلو كان استعان بغيره لكان عليهم أن يستعينوا بأحد فلما عجزوا ثبت أنه وحي الله تعالي وكلامه فلهذا قال قُل أَنزَلَهُ ألّذِي يَعلَمُ السّرّ فِي السّماواتِ وَ الأَرضِ و ذلك لأن القادر علي تركيب ألفاظ القرآن لابد و أن يكون عالما بكل المعلومات ظاهرها وخفيهاوَ لَو كانَ مِن عِندِ غَيرِ اللّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اختِلافاً كَثِيراً ولاشتماله علي الأحكام التي هي مقتضية لمصالح العباد ونظام العالم و ذلك لا يكون إلا من العالم بكل المعلومات ولاشتماله علي أنواع العلوم و ذلك لايأتي إلا من العالم بكل المعلومات إلي غير ذلك
صفحه : 195
مما مر من وجوه الإعجاز في القرآن . قوله لَو لا نُزّلَ عَلَيهِ القُرآنُ جُملَةً واحِدَةً قال الرازي هذا هوالشبهة الخامسة لمنكري نبوة محمدص فإن أهل مكة قالوا تزعم أنك رسول من عند الله أ فلاتأتينا بالقرآن جملة كماأنزل التوراة جملة علي موسي والإنجيل علي عيسي والزبور علي داود وأجاب الله عنه بقوله كَذلِكَ لِنُثَبّتَ بِهِ فُؤادَكَبيانه من وجوه .أحدها أنه ص لم يكن من أهل القراءة والكتابة فلو نزل عليه جملة واحدة كان لايضبط ولجاز عليه الخطأ والغلط. وثانيها أن من كان الكتاب عنده فربما اعتمد علي الكتاب وتساهل في الحفظ فالله تعالي ماأعطاه الكتاب دفعة بل كان ينزل عليه وظيفة ليكون حفظه له أكمل فيكون أبعد عن المساهلة وقلة التحصيل . وثالثها أنه تعالي لوأنزل الكتاب جملة لنزلت الشرائع بأسرها دفعة واحدة علي الخلق فكان يثقل عليهم ذلك لاجرم نزلت التكاليف قليلا قليلا فكان تحملها أسهل . ورابعها أنه إذاشاهد جبرئيل حالا بعدحال يقوي قلبه بمشاهدته فكان أقوي علي الصبر علي عوارض النبوة و علي احتمال أذية قومه و علي الجهاد. وخامسها أنه لماشرط الإعجاز فيه مع كونه منجما ثبت كونه معجزا فإنه لو كان ذلك مقدورا للبشر لوجب أن يأتوا بمثله منجما مفرقا. وسادسها كان القرآن ينزل بحسب أسئلتهم والوقائع الواقعة لهم وكانوا يزدادون بصيرة لأن بسبب ذلك كان ينضم مع الفصاحة الإخبار عن الغيوب . وسابعها أن القرآن لمانزل منجما مفرقا و هوص كان يتحداهم من أول الأمر و كان يتحداهم بكل واحد من نجوم القرآن فلما عجزوا عنه فعن معارضة الكل
صفحه : 196
أولي فبهذا الطريق ثبت في فؤاده أن القوم عاجزون عن المعارضة لامحالة. وثامنها أن السفارة بين الله و بين أنبيائه وتبليغ كلامه إلي الخلق منصب عظيم فيحتمل أن يقال إنه تعالي لوأنزل القرآن علي محمددفعة واحدة لبطل المنصب علي جبرئيل ع فلما أنزله مفرقا منجما بقي ذلك المنصب العالي عليه والترتيل في الكلام أن يأتي بعضه علي أثر بعض علي تؤدة ومهل . قوله تعالي عَلي قَلبِكَ أي فهمك إياه وأثبته في قلبك إثبات ما لاينسي والباء في قوله بِلِسانٍإما أن يتعلق بالمنذرين فالمعني فتكون من الذين أنذروا بهذا اللسان وإما أن يتعلق بنزل فالمعني أنزله باللسان العربي لتنذر به لأنه لوأنزله باللسان الأعجمي لقالوا مانصنع بما لانفهمه . و أما قوله وَ إِنّهُ لفَيِ زُبُرِ الأَوّلِينَفيحتمل هذه الأخبار خاصة أوصفة القرآن أوصفة محمدص أوالمراد وجوه التخويف أَ وَ لَم يَكُن لَهُم آيَةًحجة ثانية علي نبوته ص وتقريره أن جماعة من علماء بني إسرائيل أسلموا ونصوا علي مواضع في التوراة والإنجيل ذكر فيهاالرسول ص بنعته وصفته و قد كان مشركو قريش يذهبون إلي اليهود ويتعرفون منهم هذاالخبر و هذايدل دلالة ظاهرة علي نبوته ص .أقول قوله تعالي لا يُؤمِنُونَ بِهِإخبار بعدم إيمان هؤلاء المكذبين المعاندين وكذا قوله تعالي عَسي أَن يَكُونَ رَدِفَ لَكُم أي تبعكم ولحقكم إخبار بما وقع عليهم قريبا في غزوة بدر و قدمر أن عسي من الله تعالي موجبة. قوله تعالي أَكثَرَ ألّذِي هُم فِيهِ يَختَلِفُونَ قال البيضاوي كالتشبيه والتنزيه وأحوال الجنة والنار وعزير والمسيح . قوله تعالي لَرادّكَ إِلي مَعادٍ قال الرازي قيل المراد به مكة وارتداده إليها يوم الفتح وتنكيره لتعظيمه لأنه كان له فيه شأن عظيم من استيلائه عليها و
صفحه : 197
قهره لأهلها وإظهار عزالإسلام وإذلال حزب الكفر والسورة مكية فكأن الله تعالي وعده و هوبمكة في أذي وغلبة من أهلها أنه يهاجر منها ويعيده إليها و قال مقاتل إنه ص خرج من الغار وسار في غيرالطريق مخافة الطلب فلما رجع إلي الطريق ونزل بالجحفة بين مكة والمدينة وعرف الطريق إلي مكة اشتاق إليها وذكر مولده ومولد أبيه فنزل جبرئيل و قال تشتاق إلي بلدك ومولدك فقال ص نعم فقال جبرئيل ع إن الله يقول إِنّ ألّذِي فَرَضَ عَلَيكَ القُرآنَ لَرادّكَ إِلي مَعادٍيعني مكة ظاهرا عليهم و هذامما يدل علي نبوته لأنه أخبر عن الغيب ووقع كماأخبر. قوله تعالي لَارتابَ المُبطِلُونَ قال الرازي فيه معني لطيف و هو أن النبي صلي الله عليه وآله إذا كان قارئا كاتبا ما كان يوجب كون الكلام كلامه فإن جميع كتبة الأرض وقراءها لايقدرون عليه لكن علي ذلك التقدير يكون للمبطل وجه ارتياب و علي ما هو عليه لاوجه لارتيابه فهو أدخل في البطلان . قوله تعالي غُلِبَتِ الرّومُ قال الطبرسي رحمه الله قال المفسرون غلبت فارس الروم وظهروا عليهم علي عهد رسول الله ص وفرح بذلك كفار قريش من حيث إن أهل فارس لم يكونوا أهل كتاب وساء ذلك المسلمين و كان بيت المقدس لأهل الروم كالكعبة للمسلمين فدفعهم فارس عنه . و قوله فِي أَدنَي الأَرضِ أي أدني الأرض من أرض العرب وقيل في أدني الأرض من أرض الشام إلي أرض فارس يريد الجزيرة وهي أقرب أرض الروم إلي فارس وقيل يريد أزرعات وكسكروَ هُميعني الروم مِن بَعدِ غَلَبِهِم أي غلبة فارس
صفحه : 198
إياهم سَيَغلِبُونَفارس فِي بِضعِ سِنِينَ و هذه من الآيات الدالة علي أن القرآن من عند الله عز و جل لأن فيه أنباء ماسيكون و لايعلم ذلك إلا الله عز و جل لِلّهِ الأَمرُ مِن قَبلُ وَ مِن بَعدُ أي من قبل أن غلبت الروم و من بعد ماغلبت فإن شاء جعل الغلبة لأحد الفريقين علي الآخر و إن شاء جعل الغلبة للفريق الآخر عليهم و إن شاء أهلكهما جميعاوَ يَومَئِذٍ يَفرَحُ المُؤمِنُونَ بِنَصرِ اللّهِ أي و يوم يغلب الروم فارسا[فارس ]يفرح المؤمنون بدفع الروم فارسا[فارس ] عن بيت المقدس لابغلبة الروم علي بيت المقدس فإنهم كفار ويفرحون أيضا لوجه آخر و هواغتمام المشركين بذلك ولتصديق خبر الله وخبر رسوله ولأنه مقدمة لنصرهم علي المشركين يَنصُرُ مَن يَشاءُ من عباده وَ هُوَ العَزِيزُ في الانتقام من أعدائه الرّحِيمُبمن أناب إليه من خلقه وَعدَ اللّهِ أي وعد الله ذلك لا يُخلِفُ اللّهُ وَعدَهُبظهور الروم علي فارس وَ لكِنّ أَكثَرَ النّاسِيعني كفار مكةلا يَعلَمُونَصحة ماأخبرنا به لجهلهم بالله .القصة عن الزهري قال كان المشركون يجادلون المسلمين وهم بمكة يقولون إن أهل الروم أهل كتاب و قدغلبهم الفرس وأنتم تزعمون أنكم ستغلبون بالكتاب ألذي أنزل علي نبيكم فسنغلبكم كماغلبت فارس الروم فأنزل الله تعالي الم غُلِبَتِ الرّومُ إلي قوله فِي بِضعِ سِنِينَ قال فأخبرني عبيد الله بن عتبة بن مسعود أن أبابكر ناحب بعض المشركين قبل أن يحرم القمار علي شيء إن لم يغلب فارس في سبع سنين فقال رسول الله ص لم فعلت فكل مادون العشرة بضع فكان ظهور فارس علي الروم في تسع سنين ثم أظهر الله الروم علي فارس زمن الحديبية ففرح المسلمون بظهور أهل الكتاب وروي أبو عبد الله الحافظ بالإسناد عن ابن عباس في قوله الم غُلِبَتِ الرّومُ قال قدمضي كان ذلك في أهل فارس والروم وكانت فارس قدغلبت عليهم ثم غلبت الروم بعد ذلك ولقي نبي الله مشركي العرب والتقت الروم وفارس فنصر الله النبي ص و من معه من المسلمين علي مشركي العرب ونصر أهل الكتاب علي مشركي العجم ففرح المؤمنون بنصر الله إياهم ونصر أهل الكتاب علي العجم قال عطية
صفحه : 199
وسألت أباسعيد الخدري عن ذلك فقال التقينا مع رسول الله ص ومشركو العرب والتقت الروم فارس فنصرنا الله علي مشركي العرب ونصر أهل الكتاب علي المجوس ففرحنا بنصر الله إيانا علي مشركي العرب ونصر أهل الكتاب علي المجوس فذلك قوله وَ يَومَئِذٍ يَفرَحُ المُؤمِنُونَ بِنَصرِ اللّهِ و قال سفيان الثوري سمعت أنهم ظهروا يوم بدر و قال مقاتل لما كان يوم بدر غلب المسلمون كفار مكة وأخبر الله رسوله أن الروم غلبت فارسا[فارس ]ففرح المؤمنون بذلك وروي أنهم استردوا بيت المقدس و أن ملك الروم مشي إليه شكرا بسطت له الرياحين فمشي عليها و قال الشعبي لم تمض تلك المدة التي عقدها أبوبكر مع أبي بن خلف حتي غلب الروم فارسا[فارس ] وربطوا خيولهم بالمدائن وبنوا الرومية فأخذ أبوبكر الخطر من ورثته وجاء به إلي رسول الله ص فتصدق به وروي أن أبابكر لماأراد الهجرة تعلق به أبي وأخذ ابنه عبد الله بن أبي بكر كفيلا فلما أراد أن يخرج أبي إلي حرب أحد تعلق به عبد الله بن أبي بكر وأخذ منه ابنه كفيلا وجرح أبي في أحد وعاد إلي مكة ومات من تلك الجراحة جرحه رسول الله ص وجاءت الرواية عن النبي ص أنه قال لفارس نطحة أونطحتان ثم لافارس بعدها أبدا والروم ذات القرون كلما ذهب قرن خلف قرن هبهب إلي آخر الأبد انتهي . قوله تعالي وَ يَرَي الّذِينَ أُوتُوا العِلمَ أي أهل الكتابين أومطلق أهل العلم قوله تعالي اللّهُ نَزّلَ أَحسَنَ الحَدِيثِ قال الطبرسي رحمه الله هوأحسن الحديث لفرط فصاحته ولإعجازه ولاشتماله علي جميع مايحتاج إليه المكلف من التنبيه علي أدلة التوحيد والعدل وبيان أحكام الشرع و غير ذلك من المواعظ وقصص الأنبياء والترغيب والترهيب كِتاباً مُتَشابِهاًيشبه بعضه بعضا ويصدق بعضه بعضا ليس فيه
صفحه : 200
اختلاف و لاتناقض أويشبه كتب الله المتقدمة و إن كان أعم وأجمع وأنفع وقيل متشابها في حسن النظم وجزالة اللفظ وجودة المعانيمثَانيَِسمي بذلك لأنه تثني فيه القصص والأخبار والأحكام والمواعظ بتصريفها في ضروب البيان ويثني أيضا في التلاوة فلايمل لحسن مسموعه تَقشَعِرّ مِنهُ جُلُودُ الّذِينَ يَخشَونَ رَبّهُم أي يأخذهم قشعريرة خوفا مما في القرآن من الوعيدثُمّ تَلِينُ جُلُودُهُم وَ قُلُوبُهُم إِلي ذِكرِ اللّهِ إذاسمعوا ما فيه من الوعد بالثواب والرحمة. قوله تعالي وَ إِنّهُ لَكِتابٌ عَزِيزٌ قال البيضاوي أي كثير النفع عديم النظير أومنيع لايتأتي إبطاله وتحريفه لا يَأتِيهِ الباطِلُ مِن بَينِ يَدَيهِ وَ لا مِن خَلفِهِ لايتطرق إليه الباطل من جهة من الجهات أومما فيه من الأخبار الماضية والأمور الآتيةوَ لَو جَعَلناهُ قُرآناً أَعجَمِيّاجواب لقولهم هلا نزل القرآن بلغة العجم لَقالُوا لَو لا فُصّلَت آياتُهُبينت بلسان نفقهه ءَ أعَجمَيِّ وَ عرَبَيِّ أكلام أعجمي ومخاطب عربي إنكار مقرر للتحضيض . قوله تعالي فَارتَقِب أي فانتظرهم يَومَ تأَتيِ السّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍأكثر المفسرين علي أنه إخبار بقحط ومجاعة أصابتهم بسوء أعمالهم فالمراد يوم شدة ومجاعة فإن الجائع يري بينه و بين السماء كهيئة الدخان من ضعف بصره أولأن الهواء يظلم عام القحط لقلة الأمطار وكثرة الغبار أولأن العرب تسمي الشر الغالب دخانا و قدقحطوا حتي أكلوا جيف الكلاب وعظامها وقيل إشارة إلي ظهور الدخان المعدود من أشراط الساعة كمامر في كتاب المعاديَغشَي النّاسَ أي يحيط بهم و قوله هذا عَذابٌ أَلِيمٌ إلي قوله مُؤمِنُونَمقدر بقول وقع حالا وإنا مؤمنون وعد بالإيمان إن كشف العذاب عنهم أَنّي لَهُمُ الذّكري من أين لهم وكيف يتذكرون لهذه الحال وَ قَد جاءَهُم رَسُولٌ مُبِينٌيبين لهم ما هوأعظم منها في إيجاب الادّكار من الآيات والمعجزات ثُمّ تَوَلّوا عَنهُ وَ قالُوا مُعَلّمٌ مَجنُونٌ قال بعضهم يعلمه غلام أعجمي لبعض ثقيف و قال
صفحه : 201
آخرون إنه مجنون إِنّا كاشِفُوا العَذابِبدعاء النبي ص فإنه دعا فرفع القحطقَلِيلًاكشفا قليلا أوزمانا قليلا و هو مابقي من أعمارهم إِنّكُم عائِدُونَ إلي الكفر غب الكشف يَومَ نَبطِشُ البَطشَةَ الكُبري يوم القيامة أو يوم بدر ظرف لفعل دل عليه إِنّا مُنتَقِمُونَ و قال الطبرسي رحمه الله إن رسول الله ص دعا علي قومه لماكذبوه فقال أللهم سني[سنين ]كسني يوسف فأجدبت الأرض فأصابت قريشا المجاعة و كان الرجل لما به من الجوع يري بينه و بين السماء كالدخان وأكلوا الميتة والعظام ثم جاءوا إلي النبي ص وقالوا يا محمدجئت تأمرنا بصلة الرحم وقومك قدهلكوا فسأل الله تعالي لهم بالخصب والسعة فكشف عنهم ثم عادوا إلي الكفر عن ابن مسعود والضحاك انتهي . قوله تعالي سَيَقُولُ لَكَ المُخَلّفُونَأقول هذاإخبار بما سيقع و قدوقع . و قوله يَقُولُونَ بِأَلسِنَتِهِم ما لَيسَ فِي قُلُوبِهِمإخبار بما في ضميرهم وكذا قوله سَيَقُولُ لَكَ المُخَلّفُونَإخبار بما وقع بعدالإخبار من غزوة خيبر وقولهم ذلك كماسيأتي شرحه في غزوة الحديبية وغزوة خيبر. وكذا قوله تعالي سَتُدعَونَ إِلي قَومٍ أوُليِ بَأسٍ شَدِيدٍ قال الطبرسي رحمه الله هم هوازن وحنين وقيل هم هوازن وثقيف وقيل هم بنو حنيفة مع مسيلمة وقيل هم أهل فارس وقيل هم الروم وقيل هم أهل صفين أصحاب معاوية والصحيح أن المراد بالداعي في قوله سَتُدعَونَ هو النبي ص لأنه قددعاهم بعد ذلك إلي غزوات كثيرة وقتال أقوام ذوي نجدة وشدة مثل أهل خيبر وحنين والطائف ومؤتة و إلي تبوك وغيرها فلامعني لحمل ذلك علي بعدوفاته . و قال في قوله تعالي وَ أُخري لَم تَقدِرُوا عَلَيهامعناه ووعدكم الله مغانم أخري
صفحه : 202
لم تقدروا عليها بعد أوقرية أخري لم تقدروا عليها قدأعدها الله لكم وهي مكة وقيل هي مافتح الله علي المسلمين بعد ذلك إلي اليوم وقيل المراد فارس والروم قالوا إن النبي ص بشرهم كنوز كسري وقيصر و ماكانت العرب تقدر علي قتال فارس والروم وفتح مدائنها بل كانوا خولا لهم حتي قدروا عليها بالإسلام قَد أَحاطَ اللّهُ بِها أي قدر الله عليها وأحاط بهاعلما انتهي .أقول وكذا قوله تعالي لَقَد صَدَقَ اللّهُ رَسُولَهُ الرّؤيا بِالحَقّإخبار بالغيب كماسيأتي تفسيره . قوله تعالي أَم يَقُولُونَ تَقَوّلَهُ قال البيضاوي أي اختلقه من تلقاء نفسه بَل لا يُؤمِنُونَفيرمون بهذه المطاعن لكفرهم وعنادهم فَليَأتُوا بِحَدِيثٍ مِثلِهِمثل القرآن إِن كانُوا صادِقِينَ في زعمهم إذ فيهم كثير ممن عدوا فصحاء فهو رد للأقوال المذكورة بالتحدي انتهي . قوله تعالي عَذاباً دُونَ ذلِكَأقول علي قول من قال إن المراد به القتل يوم بدر أوالقحط سبع سنين فهو أيضا إخبار بالغيب و قدوقع وكذا قوله تعالي سَيُهزَمُ الجَمعُ وَ يُوَلّونَ الدّبُرَإشارة إلي غزوة بدر و هو من المعجزات وكذا قوله وَ اللّهُ مُتِمّ نُورِهِ و قوله لِيُظهِرَهُ عَلَي الدّينِ كُلّهِ و قدمر بيانه وكذا قوله وَ لا يَتَمَنّونَهُ أَبَداً كمامر. قال البيضاويوَ ما هُوَ بِقَولِ شاعِرٍ كماتزعمون تارةقَلِيلًا ما تُؤمِنُونَتصدقون لماظهر لكم صدقه تصديقا قليلا لفرط عنادكم وَ لا بِقَولِ كاهِنٍ كماتزعمون أخري قَلِيلًا ما تَذَكّرُونَتذكرون تذكرا قليلا فلذلك يلتبس الأمر عليكم وذكر الإيمان مع نفي الشاعرية والتذكر مع الكاهنية لأن عدم مشابهة القرآن للشعر أمر بين لاينكرها إلامعاند بخلاف مباينته للكهانة فإنها تتوقف علي تذكر أحوال
صفحه : 203
الرسول ص ومعاني القرآن المنافية لطريقة الكهنة ومعاني أقوالهم فبَأِيَّ حَدِيثٍ بَعدَهُ أي بعدالقرآن يُؤمِنُونَ إذا لم يؤمنوا به و هومعجز في ذاته مشتمل علي الحجج الواضحة والمعاني الشريفة. قوله تعالي إِنّا أَعطَيناكَ الكَوثَرَأقول هوفوعل صيغة مبالغة في الكثرة والمراد به الكثرة في العلوم والمعارف والفضائل والأخلاق الكريمة والآداب الحسنة والذرية الطيبة والأوصياء والعلماء والأتباع والأمة والدرجات الأخروية والشفاعة و لايخفي وقوع مايتعلق بالدنيا منها فهو من المعجزات . و أما قوله إِنّ شانِئَكَ هُوَ الأَبتَرُفروي أنها نزلت في العاص بن وائل السهمي و ذلك أنه رأي رسول الله ص يخرج من المسجد فالتقيا عند باب بني سهم وتحدثا وأناس من صناديد قريش جلوس في المسجد فلما دخل العاص قالوا من ألذي كنت تحدث معه قال ذاك الأبتر و كان قدتوفي قبل ذلك عبد الله بن رسول الله ص و هو من خديجة وكانوا يسمون من ليس له ابن أبتر فسمته قريش عندموت ابنه أبتر وصنبورا كذا روي عن ابن عباس ففيه أيضا إعجاز بين وكذا سورة تبت بتمامها تدل علي عدم إيمان أبي لهب وزوجته و قدظهر صدقه فهو أيضا من المعجزات
1-فس ،[تفسير القمي] وَ إِن كُنتُم فِي رَيبٍ أَي فِي شَكّوَ ادعُوا شُهَداءَكُميعَنيِ الّذِينَ عَبَدُوهُم وَ أَطَاعُوهُم مِن دُونِ اللّهِ
2-فس ،[تفسير القمي]قُل لِلّذِينَ كَفَرُوا سَتُغلَبُونَفَإِنّهَا نَزَلَت بَعدَ بَدرٍ لَمّا رَجَعَ رَسُولُ اللّهِص مِن بَدرٍ أَتَي بنَيِ قَينُقَاعَ وَ هُم بِنَادِيهِم وَ كَانَ بِهَا سُوقٌ يُسَمّي سُوقَ النّبَطِ فَأَتَاهُم رَسُولُ اللّهِص فَقَالَ يَا مَعشَرَ اليَهُودِ قَد عَلِمتُم مَا نَزَلَ بِقُرَيشٍ وَ هُم أَكثَرُ عَدَداً وَ سِلَاحاً وَ كُرَاعاً مِنكُم فَادخُلُوا فِي الإِسلَامِ فَقَالُوا يَا مُحَمّدُ إِنّكَ تَحسِبُ حَربَنَا مِثلَ حَربِ
صفحه : 204
قَومِكَ وَ اللّهِ لَو قَد لَقِيتَنَا لَلَقِيتَ رِجَالًا فَنَزَلَ عَلَيهِ جَبرَئِيلُ فَقَالَ يَا مُحَمّدُقُل لِلّذِينَ كَفَرُواالآيَةَ
3-فس ،[تفسير القمي] سَتَجِدُونَ آخَرِينَالآيَةُ نَزَلَت فِي عُيَينَةَ بنِ حِصنٍ الفزَاَريِّ أَجدَبَت بِلَادُهُم فَجَاءَ إِلَي رَسُولِ اللّهِص وَ وَادَعَهُ عَلَي أَن يُقِيمَ بِبَطنِ نَخلٍ وَ لَا يَتَعَرّضَ لَهُ وَ كَانَ مُنَافِقاً مَلعُوناً وَ هُوَ ألّذِي سَمّاهُ رَسُولُ اللّهِص الأَحمَقَ المُطَاعَ فِي قَومِهِ
4-فس ،[تفسير القمي] قَولُهُيُبَيّنُ لَكُم كَثِيراًالآيَةَ قَالَ يُبَيّنُ النّبِيّص مَا أَخفَيتُمُوهُ مِمّا فِي التّورَاةِ مِن أَخبَارِهِ وَ يَدَعُ كَثِيراً لَا يُبَيّنُهُ
5-فس ،[تفسير القمي] وَ قالُوا لَو لا نُزّلَ عَلَيهِ آيَةٌ مِن رَبّهِ أَي هَلّا أُنزِلَوَ لكِنّ أَكثَرَهُم لا يَعلَمُونَ قَالَ لَا يَعلَمُونَ أَنّ الآيَةَ إِذَا جَاءَت وَ لَم يُؤمِنُوا بِهَا يهلكوا[لَهَلَكُوا]
وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِإِنّ اللّهَ قادِرٌ عَلي أَن يُنَزّلَ آيَةً وَ سَيُرِيكَ فِي آخِرِ الزّمَانِ آيَاتٍ مِنهَا دَابّةُ الأَرضِ وَ الدّجّالُ وَ نُزُولُ عِيسَي ابنِ مَريَمَ ع وَ طُلُوعُ الشّمسِ مِن مَغرِبِهَا
6-فس ،[تفسير القمي] قَولُهُمُصَدّقُ ألّذِي بَينَ يَدَيهِيعَنيِ التّورَاةَ وَ الإِنجِيلَ وَ الزّبُورَ قَولُهُوَ لِيَقُولُوا دَرَستَ قَالَ كَانَت قُرَيشٌ تَقُولُ لِرَسُولِ اللّهِص إِنّ ألّذِي تُخبِرُنَا بِهِ مِنَ الأَخبَارِ تَتَعَلّمُهُ مِن عُلَمَاءِ اليَهُودِ وَ تَدرُسُهُ قَولُهُقُبُلًا أَي عِيَاناً
صفحه : 205
قَولُهُ تَعَالَيسَأَصرِفُ عَن آياتيَِيعَنيِ أَصرِفُ القُرآنَ عَنِالّذِينَ يَتَكَبّرُونَ فِي الأَرضِ بِغَيرِ الحَقّ قَولُهُمَن يَسُومُهُم سُوءَ العَذابِ قَالَ نَزَلَت فِي اليَهُودِ لَا تَكُونُ لَهُم دَولَةٌ أَبَداً قَولُهُإِحدَي الطّائِفَتَينِ قَالَ العِيرُ أَو قُرَيشٌ قَولُهُفَسَيُنفِقُونَها قَالَ نَزَلَت فِي قُرَيشٍ لَمّا وَافَاهُم ضَمضَمٌ وَ أَخبَرَهُم بِخُرُوجِ رَسُولِ اللّهِص فِي طَلَبِ العِيرِ فَأَخرَجُوا أَموَالَهُم وَ حَمَلُوا وَ أَنفَقُوا وَ خَرَجُوا إِلَي مُحَارَبَةِ رَسُولِ اللّهِص بِبَدرٍ فَقُتِلُوا وَ صَارُوا إِلَي النّارِ وَ كَانَ مَا أَنفَقُوا حَسرَةً عَلَيهِم قَولُهُيَحلِفُونَ بِاللّهِ ما قالُوا قَالَ نَزَلَت فِي الّذِينَ تَحَالَفُوا فِي الكَعبَةِ أَن لَا يَرُدّوا هَذَا الأَمرَ فِي بنَيِ هَاشِمٍ فهَيَِ كَلِمَةُ الكُفرِ ثُمّ قَعَدُوا لِرَسُولِ اللّهِص فِي العَقَبَةِ وَ هَمّوا بِقَتلِهِ وَ هُوَ قَولُهُوَ هَمّوا بِما لَم يَنالُوا قَولُهُنَظَرَ بَعضُهُم إِلي بَعضٍيعَنيِ المُنَافِقِينَثُمّ انصَرَفُوا أَي تَفَرّقُواصَرَفَ اللّهُ قُلُوبَهُم عَنِ الحَقّ إِلَي البَاطِلِ بِاختِيَارِهِمُ البَاطِلَ عَلَي الحَقّ قَولُهُبِقُرآنٍ غَيرِ هذا فَإِنّ قُرَيشاً قَالَت لِرَسُولِ اللّهِص ائتِنَا بِقُرآنٍ غَيرِ هَذَا فَإِنّ هَذَا شَيءٌ تَعَلّمتَهُ مِنَ اليَهُودِ وَ النّصَارَيفَقَد لَبِثتُ فِيكُم عُمُراً مِن قَبلِهِ أَي قَد لَبِثتُ فِيكُم أَربَعِينَ سَنَةً قَبلَ أَن أوُحيَِ إلِيَّ لَم آتِكُم بشِيَءٍ مِنهُ حَتّي أوُحيَِ إلِيَّ
7-فس ،[تفسير القمي]وَ إِذا بَدّلنا آيَةً مَكانَ آيَةٍ قَالَ كَانَ إِذَا نُسِخَت آيَةٌ قَالُوا لِرَسُولِ اللّهِص أَنتَ مُفتَرٍفَرَدّ اللّهُ عَلَيهِم فَقَالَقُللَهُم يَا مُحَمّدُنَزّلَهُ رُوحُ القُدُسِ مِن رَبّكَ بِالحَقّ
صفحه : 206
يعَنيِ جَبرَئِيلَ ع
وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِرُوحُ القُدُسِ قَالَ الرّوحُ هُوَ جَبرَئِيلُ ع وَ القُدُسُ الطّاهِرُلِيُثَبّتَ الّذِينَ آمَنُواهُم آلُ مُحَمّدٍ قَولُهُلِسانُ ألّذِي يُلحِدُونَ إِلَيهِ أعَجمَيِّ هُوَ لِسَانُ أَبِي فُهَيكَةَ مَولَي ابنِ الحضَرمَيِّ كَانَ أعَجمَيِّ اللّسَانِ وَ كَانَ قَدِ اتّبَعَ نبَيِّ اللّهِ وَ آمَنَ بِهِ وَ كَانَ مِن أَهلِ الكِتَابِ فَقَالَت قُرَيشٌ وَ اللّهِ يُعَلّمُ مُحَمّداً عِلمَهُ بِلِسَانِهِ يَقُولُ اللّهُوَ هذا لِسانٌ عرَبَيِّ مُبِينٌ
8-فس ،[تفسير القمي] وَ لَم يَجعَل لَهُ عِوَجاً قَيّماً قَالَ هَذَا مُقَدّمٌ وَ مُؤَخّرٌ لِأَنّ مَعنَاهُ ألّذِي أَنزَلَ عَلَي عَبدِهِ الكِتَابَ قَيّماً وَ لَم يَجعَل لَهُ عِوَجاً فَقَد قَدّمَ حَرفاً عَلَي حَرفٍ
9-فس ،[تفسير القمي] وَ لَو نَزّلناهُ عَلي بَعضِ الأَعجَمِينَ قَالَ الصّادِقُ ع لَو نُزّلَ القُرآنُ عَلَي العَجَمِ مَا آمَنَت بِهِ العَرَبُ وَ قَد نُزّلَ عَلَي العَرَبِ فَآمَنَت بِهِ العَجَمُ
10-فس ،[تفسير القمي] قَالَ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ فِي قَولِهِوَ ما كُنتَ تَتلُوا مِن قَبلِهِ مِن كِتابٍ هُوَ مَعطُوفٌ عَلَي قَولِهِ فِي سُورَةِ الفُرقَانِفهَيَِ تُملي عَلَيهِ بُكرَةً وَ أَصِيلًافَرَدّ اللّهُ عَلَيهِم فَقَالَ كَيفَ يَدّعُونَ أَنّ ألّذِي تَقرَؤُهُ أَو تُخبِرُ بِهِ تَكتُبُهُ عَن غَيرِكَ وَ أَنتَما كُنتَ تَتلُوا مِن قَبلِهِ مِن كِتابٍ وَ لا تَخُطّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لَارتابَ المُبطِلُونَ أَي شَكّوا
11-فس ،[تفسير القمي] أَبِي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن جَمِيلٍ عَن أَبِي عُبَيدَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَسَأَلتُهُ عَن قَولِ اللّهِالم غُلِبَتِ الرّومُ فِي أَدنَي الأَرضِ قَالَ يَا بَا عُبَيدَةَ إِنّ لِهَذَا تَأوِيلًا لَا يَعلَمُهُإِلّا اللّهُ وَ الرّاسِخُونَ فِي العِلمِ مِنَ الأَئِمّةِ ع إِنّ رَسُولَ اللّهِص لَمّا
صفحه : 207
هَاجَرَ إِلَي المَدِينَةِ وَ قَد ظَهَرَ الإِسلَامُ كَتَبَ إِلَي مَلِكِ الرّومِ كِتَاباً وَ بَعَثَ إِلَيهِ رَسُولًا يَدعُوهُ إِلَي الإِسلَامِ وَ كَتَبَ إِلَي مَلِكِ فَارِسَ كِتَاباً وَ بَعَثَ إِلَيهِ رَسُولًا يَدعُوهُ إِلَي الإِسلَامِ فَأَمّا مَلِكُ الرّومِ فَإِنّهُ عَظّمَ كِتَابَ رَسُولِ اللّهِ وَ أَكرَمَ رَسُولَهُ وَ أَمّا مَلِكُ فَارِسَ فَإِنّهُ مَزّقَ كِتَابَهُ وَ استَخَفّ بِرَسُولِ اللّهِص وَ كَانَ مَلِكُ فَارِسَ يَومَئِذٍ يُقَاتِلُ مَلِكَ الرّومِ وَ كَانَ المُسلِمُونَ يَهوَونَ أَن يَغلِبَ مَلِكُ الرّومِ مَلِكَ فَارِسَ وَ كَانُوا لِنَاحِيَةِ مَلِكِ الرّومِ أَرجَي مِنهُم لِمَلِكِ فَارِسَ فَلَمّا غَلَبَ مَلِكُ فَارِسَ مَلِكَ الرّومِ كَبَا لِذَلِكَ المُسلِمُونَ وَ اغتَمّوا فَأَنزَلَ اللّهُالم غُلِبَتِ الرّومُ فِي أَدنَي الأَرضِيعَنيِ غَلَبَتهَا فَارِسُ فِي أَدنَي الأَرضِ وَ هيَِ الشّامَاتُ وَ مَا حَولَهَا ثُمّ قَالَ وَ فَارِسُمِن بَعدِ غَلَبِهِمالرّومَ سَيُغلَبُونَ فِي بِضعِ سِنِينَ قَولُهُلِلّهِ الأَمرُ مِن قَبلُ أَن يَأمُرَوَ مِن بَعدُ أَن يقَضيَِ بِمَا يَشَاءُ قَولُهُوَ يَومَئِذٍ يَفرَحُ المُؤمِنُونَ بِنَصرِ اللّهِ يَنصُرُ مَن يَشاءُ قُلتُ أَ لَيسَ اللّهُ يَقُولُفِي بِضعِ سِنِينَ وَ قَد مَضَي لِلمُسلِمِينَ سِنُونَ كَثِيرَةٌ مَعَ رَسُولِ اللّهِص وَ فِي إِمَارَةِ أَبِي بَكرٍ وَ إِنّمَا غَلَبَتِ[غَلَبَ]المُؤمِنُونَ فَارِسَ فِي إِمَارَةِ عُمَرَ قَالَ أَ لَم أَقُل لَكَ إِنّ لِهَذَا تَأوِيلًا وَ تَفسِيراً وَ القُرآنُ يَا بَا عُبَيدَةَ نَاسِخٌ وَ مَنسُوخٌ أَ مَا تَسمَعُ قَولَهُلِلّهِ الأَمرُ مِن قَبلُ وَ مِن بَعدُيعَنيِ إِلَيهِ المَشِيّةُ فِي القَولِ أَن يُؤَخّرَ مَا قَدّمَ وَ يُقَدّمَ مَا أَخّرَ إِلَي يَومٍ يَحتِمُ القَضَاءَ بِنُزُولِ النّصرِ فِيهِ عَلَي المُؤمِنِينَ وَ ذَلِكَ قَولُهُوَ يَومَئِذٍ يَفرَحُ المُؤمِنُونَ بِنَصرِ اللّهِ يَنصُرُ مَن يَشاءُ
كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ وَ العِدّةُ عَن سَهلٍ جَمِيعاً عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن جَمِيلِ بنِ صَالِحٍ عَن أَبِي عُبَيدَةَ إِلَي قَولِهِ وَ هيَِ الشّامَاتُ وَ مَا حَولَهَا يعَنيِ وَ فَارِسُمِن بَعدِ غَلَبِهِمالرّومَ سَيُغلَبُونَ يعَنيِ يَغلِبُهُمُ المُسلِمُونَفِي بِضعِ سِنِينَ لِلّهِ الأَمرُ مِن قَبلُ
صفحه : 208
وَ مِن بَعدُ وَ يَومَئِذٍ يَفرَحُ المُؤمِنُونَ بِنَصرِ اللّهِ يَنصُرُ مَن يَشاءُ عَزّ وَ جَلّ فَلَمّا غَزَا المُسلِمُونَ فَارِسَ وَ افتَتَحُوهَا فَرِحَ المُسلِمُونَ بِنَصرِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ قَالَ قُلتُ أَ لَيسَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُفِي بِضعِ سِنِينَ وَ قَد مَضَي لِلمُؤمِنِينَ سِنُونَ كَثِيرَةٌ مَعَ رَسُولِ اللّهِص وَ فِي إِمَارَةِ أَبِي بَكرٍ وَ إِنّمَا غَلَبَ المُؤمِنُونَ فَارِسَ فِي إِمَارَةِ عُمَرَ فَقَالَ أَ لَم أَقُل لَكُم إِنّ لِهَذَا تَأوِيلًا وَ تَفسِيراً وَ القُرآنُ يَا بَا عُبَيدَةَ نَاسِخٌ وَ مَنسُوخٌ أَ مَا تَسمَعُ لِقَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّلِلّهِ الأَمرُ مِن قَبلُ وَ مِن بَعدُيعَنيِ إِلَيهِ المَشِيّةُ فِي القَولِ أَن يُؤَخّرَ مَا قَدّمَ وَ يُقَدّمَ مَا أَخّرَ فِي القَولِ إِلَي يَومٍ يَحتِمُ القَضَاءَ بِنُزُولِ النّصرِ فِيهِ عَلَي المُؤمِنِينَ فَذَلِكَ قَولُهُ عَزّ وَ جَلّوَ يَومَئِذٍ يَفرَحُ المُؤمِنُونَ بِنَصرِ اللّهِ أَي يَومَ يَحتِمُ القَضَاءَ بِالنّصرِ
بيان قال الفيروزآبادي الكبوة العثرة والوقفة منك لرجل عندالشيء تكرهه . و قال البيضاوي وقرئ غَلَبَتِ بالفتح وسَيُغلَبُونَ بالضم ومعناه أن الروم غلبوا علي ريف الشام والمسلمون سيغلبونهم و في السنة التاسعة من نزوله غزاهم المسلمون وفتحوا بعض بلادهم و علي هذا يكون إضافة الغلب إلي الفاعل انتهي . قوله ع يعني غلبتها فارس أقول يحتمل وجهين .الأول أن يكون إضافة غلبتها في كلامه ع إضافة إلي المفعول يعني مغلوبية الروم من فارس أويقرأ علي صيغة الماضي المعلوم فيكون في قراءتهم ع غُلِبَتِ وسَيُغلَبُونَ كلاهما علي المجهول فيكون مركبا من القراءتين و لم ينقل عن أحد ولكنه ليس بمستبعد ومثله كثير.الثاني أن يكون إضافة غلبتها إلي الفاعل و يكون قراءتهم ع موافقة لمانقلنا عن البيضاوي فيكون إشارة إلي ثلاث وقائع غلبة الروم علي فارس في قوله غَلَبَتِ الرّومُ وغلبة فارس علي الروم في قوله وَ هُم مِن بَعدِ غَلَبِهِمفضمير هم راجع إلي فارس لظهوره بقرينة المقام وكذا ضمير غلبهم والإضافة في غَلَبِهِمإضافة إلي الفاعل
صفحه : 209
و إلي غلبة المسلمين علي فارس بقوله سَيُغلَبُونَ علي المجهول . قوله أ ليس الله عز و جل يقول فِي بِضعِ سِنِينَأقول لما كان البضع بكسر الباء في اللغة إنما يطلق علي ما بين الثلاث إلي التسع و كان تمام الغلبة علي فارس في السابع عشر أوآخر السادس عشر من الهجرة فعلي المشهور بين المفسرين من نزول الآية في مكة قبل الهجرة لابد من أن يكون بين نزول الآية و بين الفتح ست عشرة سنة و علي ما هوالظاهر من الخبر من كون نزول الآية بعدمراسلة قيصر وكسري وكانت علي الأشهر في السنة السادسة فيزيد علي البضع أيضا بقليل اعترض السائل بذلك فأجاب ع بأن الآية مشعرة باحتمال وقوع البداء في المدة حيث قال لِلّهِ الأَمرُ مِن قَبلُ وَ مِن بَعدُ أي لله أن يقدم الأمر قبل البضع ويؤخره بعده كما هوالظاهر من تفسيره ع
12-فس ،[تفسير القمي] لا يَأتِيهِ الباطِلُ مِن بَينِ يَدَيهِ قَالَ لَا يَأتِيهِ البَاطِلُ مِن قِبَلِ التّورَاةِ وَ لَا مِن قِبَلِ الإِنجِيلِ وَ الزّبُورِ وَ أَمّا مِن خَلفِهِ لَا يَأتِيهِ مِن بَعدِهِ كِتَابٌ يُبطِلُهُ قَولُهُءَ أعَجمَيِّ وَ عرَبَيِّ قَالَ لَو كَانَ هَذَا القُرآنُ أَعجَمِيّاً لَقَالُوا كَيفَ نَتَعَلّمُهُ وَ لِسَانُنَا عرَبَيِّ وَ أَتَيتَنَا بِقُرآنٍ أعَجمَيِّ فَأَحَبّ أَن يُنَزّلَ بِلِسَانِهِم وَ فِيهِ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ ما أَرسَلنا مِن رَسُولٍ إِلّا بِلِسانِ قَومِهِ
13-فس ،[تفسير القمي] قَالَ قُرَيشٌ قَدِ اجتَمَعنَا لِنَنتَصِرَ وَ نَقتُلَكَ يَا مُحَمّدُ فَأَنزَلَ اللّهُأَم يَقُولُونَ يَا مُحَمّدُنَحنُ جَمِيعٌ مُنتَصِرٌ سَيُهزَمُ الجَمعُ وَ يُوَلّونَ الدّبُرَيعَنيِ يَومَ بَدرٍ حِينَ هَزَمُوا وَ أُسِرُوا وَ قُتِلُوا
14-فس ،[تفسير القمي]إِنّا أَعطَيناكَ الكَوثَرَ قَالَ الكَوثَرُ نَهَرٌ فِي الجَنّةِ أَعطَي اللّهُ مُحَمّداً عِوَضاً مِنِ ابنِهِ اِبرَاهِيمَ قَالَ دَخَلَ رَسُولُ اللّهِص عَلَي عَمرِو بنِ العَاصِ وَ الحَكَمِ
صفحه : 210
بنِ أَبِي العَاصِ فَقَالَ عَمرٌو يَا بَا الأَبتَرِ وَ كَانَ الرّجُلُ فِي الجَاهِلِيّةِ إِذَا لَم يَكُن لَهُ وَلَدٌ يُسَمّي أَبتَرَ ثُمّ قَالَ عَمرٌو إنِيّ لَأَشنَأُ مُحَمّداً أَي أُبغِضُهُ فَأَنزَلَ اللّهُ عَلَي رَسُولِهِص إِنّ شانِئَكَ أَي مُبغِضَكَ عَمرَو بنَ العَاصِهُوَ الأَبتَرُيعَنيِ لَا دِينَ لَهُ وَ لَا نَسَبَ
15-كا،[الكافي] الحُسَينُ بنُ مُحَمّدٍ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ السيّاّريِّ عَن أَبِي يَعقُوبَ البغَداَديِّ قَالَ قَالَ ابنُ السّكّيتِ لأِبَيِ الحَسَنِ ع لِمَا ذَا بَعَثَ اللّهُ مُوسَي بنَ عِمرَانَ ع بِالعَصَا وَ يَدِهِ البَيضَاءِ وَ آلَةِ السّحرِ وَ بَعَثَ عِيسَي ع بِآلَةِ الطّبّ وَ بَعَثَ مُحَمّداًص عَلَي جَمِيعِ الأَنبِيَاءِ بِالكَلَامِ وَ الخُطَبِ فَقَالَ أَبُو الحَسَنِ ع إِنّ اللّهَ لَمّا بَعَثَ مُوسَي ع كَانَ الغَالِبُ عَلَي أَهلِ عَصرِهِ السّحرَ فَأَتَاهُم مِن عِندِ اللّهِ بِمَا لَم يَكُن فِي وُسعِهِم مِثلُهُ وَ مَا أَبطَلَ بِهِ سِحرَهُم وَ أَثبَتَ بِهِ الحُجّةَ عَلَيهِم وَ إِنّ اللّهَ بَعَثَ عِيسَي ع فِي وَقتٍ قَد ظَهَرَت فِيهِ الزّمَانَاتُ وَ احتَاجَ النّاسُ إِلَي الطّبّ فَأَتَاهُم مِن عِندِ اللّهِ بِمَا لَم يَكُن عِندَهُم مِثلُهُ وَ بِمَا أَحيَا لَهُمُ المَوتَي وَ أَبرَأَ الأَكمَهَ وَ الأَبرَصَ بِإِذنِ اللّهِ وَ أَثبَتَ بِهِ الحُجّةَ عَلَيهِم وَ إِنّ اللّهَ بَعَثَ مُحَمّداًص فِي وَقتٍ كَانَ الغَالِبُ عَلَي أَهلِ عَصرِهِ الخُطَبَ وَ الكَلَامَ وَ أَظُنّهُ قَالَ الشّعرَ فَأَتَاهُم مِن عِندِ اللّهِ مِن مَوَاعِظِهِ وَ أَحكَامِهِ مَا أَبطَلَ بِهِ قَولَهُم وَ أَثبَتَ بِهِ الحُجّةَ عَلَيهِم فَقَالَ ابنُ السّكّيتِ تَاللّهِ مَا رَأَيتُ مِثلَكَ قَطّ
بيان قوله وآلة السحر أي مايشبهه أويبطله والأول أظهر بقرينة الثاني
16-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]البيَهقَيِّ عَنِ الصوّليِّ عَن مُحَمّدِ بنِ مُوسَي الراّزيِّ عَن أَبِيهِ قَالَذَكَرَ الرّضَا ع يَوماً القُرآنَ فَعَظّمَ الحُجّةَ فِيهِ وَ الآيَةَ المُعجِزَةَ فِي نَظمِهِ فَقَالَ هُوَ حَبلُ اللّهِ المَتِينُ وَ عُروَتُهُ الوُثقَي وَ طَرِيقَتُهُ المُثلَي المؤُدَيّ إِلَي الجَنّةِ وَ المنُجيِ مِنَ
صفحه : 211
النّارِ لَا يَخلُقُ مِنَ الأَزمِنَةِ وَ لَا يَغِثّ عَلَي الأَلسِنَةِ لِأَنّهُ لَم يُجعَل لِزَمَانٍ دُونَ زَمَانٍ بَل جُعِلَ دَلِيلَ البُرهَانِ وَ حُجّةً عَلَي كُلّ إِنسَانٍلا يَأتِيهِ الباطِلُ مِن بَينِ يَدَيهِ وَ لا مِن خَلفِهِ تَنزِيلٌ مِن حَكِيمٍ حَمِيدٍ
بيان قال الجوهري غث اللحم يغث ويغث إذا كان مهزولا وكذلك غث حديث القوم وأغث أي ردؤ وفسد وفلان لايغث عليه شيء أي لا يقول في شيءإنه رديء فيتركه انتهي .أقول في هذاالحديث إشارة إلي وجه آخر من إعجاز القرآن و هوعدم تكرره بتكرر القراءة والاستماع بل كلما أكثر الإنسان من تلاوته يصير أشوق إليه و لايوجد هذا في كلام غيره
17-عم ،[إعلام الوري ] كَانَ رَسُولُ اللّهِص لَا يَكُفّ عَن عَيبِ آلِهَةِ المُشرِكِينَ وَ يَقرَأُ عَلَيهِمُ القُرآنَ فَيَقُولُونَ هَذَا شِعرُ مُحَمّدٍ وَ يَقُولُ بَعضُهُم بَل هُوَ كِهَانَةٌ وَ يَقُولُ بَعضُهُم بَل هُوَ خُطَبٌ وَ كَانَ الوَلِيدُ بنُ المُغِيرَةِ شَيخاً كَبِيراً وَ كَانَ مِن حُكّامِ العَرَبِ يَتَحَاكَمُونَ إِلَيهِ فِي الأُمُورِ وَ يُنشِدُونَهُ الأَشعَارَ فَمَا اختَارَهُ مِنَ الشّعرِ كَانَ مُختَاراً وَ كَانَ لَهُ بَنُونَ لَا يَبرَحُونَ مِن مَكّةَ وَ كَانَ لَهُ عَبِيدٌ عَشَرَةٌ عِندَ كُلّ عَبدٍ أَلفُ دِينَارٍ يَتّجِرُ بِهَا وَ مَلِكَ القِنطَارَ فِي ذَلِكَ الزّمَانِ وَ القِنطَارُ جِلدُ ثَورٍ مَملُوّ ذَهَباً وَ كَانَ مِنَ المُستَهزِءِينَ بِرَسُولِ اللّهِص وَ كَانَ عَمّ أَبِي جَهلِ بنِ هِشَامٍ فَقَالَ لَهُ يَا بَا عَبدِ شَمسٍ مَا هَذَا ألّذِي يَقُولُ مُحَمّدٌ أَ سِحرٌ أَم كِهَانَةٌ أَم خُطَبٌ فَقَالَ دعَوُنيِ أَسمَع كَلَامَهُ فَدَنَا مِن رَسُولِ اللّهِص وَ هُوَ جَالِسٌ فِي الحِجرِ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ أنَشدِنيِ مِن شِعرِكَ قَالَ مَا هُوَ بِشِعرٍ وَ لَكِنّهُ كَلَامُ اللّهِ ألّذِي بِهِ بَعَثَ أَنبِيَاءَهُ وَ رُسُلَهُ فَقَالَ اتلُ عَلَيّ مِنهُ فَقَرَأَ عَلَيهِ رَسُولُ اللّهِبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ فَلَمّا سَمِعَ الرّحمَنَ استَهَزَأَ فَقَالَ تَدعُو إِلَي رَجُلٍ بِاليَمَامَةِ يُسَمّي الرّحمَنَ قَالَ لَا وَ لكَنِيّ أَدعُو إِلَي اللّهِ وَ هُوَ الرّحمَنُ الرّحِيمُ ثُمّ افتَتَحَ سُورَةَ حم السّجدَةِ فَلَمّا بَلَغَ إِلَي قَولِهِفَإِن أَعرَضُوا فَقُل أَنذَرتُكُم صاعِقَةً مِثلَ صاعِقَةِ عادٍ وَ
صفحه : 212
ثَمُودَ وَ سَمِعَهُ اقشَعَرّ جِلدُهُ وَ قَامَت كُلّ شَعرَةٍ فِي رَأسِهِ وَ لِحيَتِهِ ثُمّ قَامَ وَ مَضَي إِلَي بَيتِهِ وَ لَم يَرجِع إِلَي قُرَيشٍ فَقَالَت قُرَيشٌ يَا أَبَا الحَكَمِ صَبَا أَبُو عَبدِ شَمسٍ إِلَي دِينِ مُحَمّدٍ أَ مَا تَرَاهُ لَم يَرجِع إِلَينَا وَ قَد قَبِلَ قَولَهُ وَ مَضَي إِلَي مَنزِلِهِ فَاغتَمّت قُرَيشٌ مِن ذَلِكَ غَمّاً شَدِيداً وَ غَدَا عَلَيهِ أَبُو جَهلٍ فَقَالَ يَا عَمّ نَكّستَ بِرُءُوسِنَا وَ فَضَحتَنَا قَالَ وَ مَا ذَاكَ يَا ابنَ أَخِ قَالَ صَبَوتَ إِلَي دِينِ مُحَمّدٍ قَالَ مَا صَبَوتُ وَ إنِيّ عَلَي دِينِ قوَميِ وَ آباَئيِ وَ لكَنِيّ سَمِعتُ كَلَاماً صَعباً تَقشَعِرّ مِنهُ الجُلُودُ قَالَ أَبُو جَهلٍ أَ شِعرٌ هُوَ قَالَ مَا هُوَ بِشِعرٍ قَالَ فَخُطَبٌ هيَِ قَالَ لَا إِنّ الخُطَبَ كَلَامٌ مُتّصِلٌ وَ هَذَا كَلَامٌ مَنثُورٌ وَ لَا يُشبِهُ بَعضُهُ بَعضاً لَهُ طُلَاوَةٌ قَالَ فَكِهَانَةٌ هيَِ قَالَ لَا قَالَ فَمَا هُوَ قَالَ دعَنيِ أُفَكّرُ فِيهِ فَلَمّا كَانَ مِنَ الغَدِ قَالُوا يَا بَا عَبدِ شَمسٍ مَا تَقُولُ قَالَ قُولُوا هُوَ سِحرٌ فَإِنّهُ آخِذٌ بِقُلُوبِ النّاسِ فَأَنزَلَ اللّهُ تَعَالَي فِيهِذرَنيِ وَ مَن خَلَقتُ وَحِيداً وَ جَعَلتُ لَهُ مالًا مَمدُوداً وَ بَنِينَ شُهُوداً إِلَي قَولِهِعَلَيها تِسعَةَ عَشَرَ
وَ فِي حَدِيثِ حَمّادِ بنِ زَيدٍ عَن أَيّوبَ عَن عِكرِمَةَ قَالَ جَاءَ الوَلِيدُ بنُ المُغِيرَةِ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ لَهُ اقرَأ عَلَيّ فَقَرَأَ عَلَيهِإِنّ اللّهَ يَأمُرُ بِالعَدلِ وَ الإِحسانِ وَ إِيتاءِ ذيِ القُربي وَ يَنهي عَنِ الفَحشاءِ وَ المُنكَرِ وَ البغَيِ يَعِظُكُم لَعَلّكُم تَذَكّرُونَ فَقَالَ أَعِد فَأَعَادَ فَقَالَ وَ اللّهِ إِنّ لَهُ لَحَلَاوَةً وَ إِنّ عَلَيهِ لَطُلَاوَةً إِنّ أَعلَاهُ لَمُثمِرٌ وَ إِنّ أَسفَلَهُ لَمُعذِقٌ وَ مَا يَقُولُ هَذَا بَشَرٌ
بيان صبأ فلان إذاخرج من دين إلي دين غيره و قديترك الهمز والطلاوة بالكسر والفتح الرونق و الحسن وأعذق الشجر أي صارت لها عذوق وشعب أوأزهر
صفحه : 213
18-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]البيَهقَيِّ عَنِ الصوّليِّ عَن أَبِي ذَكوَانَ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ العَبّاسِ عَنِ الرّضَا عَن أَبِيهِ ع أَنّ رَجُلًا سَأَلَ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع مَا بَالُ القُرآنِ لَا يَزدَادُ عَلَي النّشرِ وَ الدّرسِ إِلّا غَضَاضَةً فَقَالَ لِأَنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي لَم يَجعَلهُ لِزَمَانٍ دُونَ زَمَانٍ وَ لَا لِنَاسٍ دُونَ نَاسٍ فَهُوَ فِي كُلّ زَمَانٍ جَدِيدٌ وَ عِندَ كُلّ قَومٍ غَضّ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ
19-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيَِ أَنّ ابنَ أَبِي العَوجَاءِ وَ ثَلَاثَةَ نَفَرٍ مِنَ الدّهرِيّةِ اتّفَقُوا عَلَي أَن يُعَارِضَ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُم رُبُعَ القُرآنِ وَ كَانُوا بِمَكّةَ عَاهَدُوا عَلَي أَن يَجِيئُوا بِمُعَارَضَتِهِ فِي العَامِ القَابِلِ فَلَمّا حَالَ الحَولُ وَ اجتَمَعُوا فِي مَقَامِ اِبرَاهِيمَ أَيضاً قَالَ أَحَدُهُم إنِيّ لَمّا رَأَيتُ قَولَهُوَ قِيلَ يا أَرضُ ابلعَيِ ماءَكِ وَ يا سَماءُ أقَلعِيِ وَ غِيضَ الماءُكُفِفتُ عَنِ المُعَارَضَةِ وَ قَالَ الآخَرُ وَ كَذَا أَنَا لَمّا وَجَدتُ قَولَهُفَلَمّا استَيأَسُوا مِنهُ خَلَصُوا نَجِيّاأَيِستُ مِنَ المُعَارَضَةِ وَ كَانُوا يُسِرّونَ بِذَلِكَ إِذ مَرّ عَلَيهِمُ الصّادِقُ ع فَالتَفَتَ إِلَيهِم وَ قَرَأَ عَلَيهِمقُل لَئِنِ اجتَمَعَتِ الإِنسُ وَ الجِنّ عَلي أَن يَأتُوا بِمِثلِ هذَا القُرآنِ لا يَأتُونَ بِمِثلِهِفَبُهِتُوا
صفحه : 214
20-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ]وَ إِن كُنتُم فِي رَيبٍ مِمّا نَزّلنا عَلي عَبدِنا إِلَي قَولِهِ تَعَالَيأُعِدّت لِلكافِرِينَ قَالَ العَالِمُ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ فَلَمّا ضَرَبَ اللّهُ الأَمثَالَ لِلكَافِرِينَ المُجَاهِرِينَ الدّافِعِينَ لِنُبُوّةِ مُحَمّدٍ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ وَ سَلّمَ وَ النّاصِبِينَ المُنَافِقِينَ لِرَسُولِ اللّهِ الدّافِعِينَ مَا قَالَهُ مُحَمّدٌ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ وَ سَلّمَ فِي أَخِيهِ عَلِيّ عَلَيهِ السّلَامُ وَ الدّافِعِينَ أَن يَكُونَ مَا قَالَهُ عَنِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ هيَِ آيَاتُ مُحَمّدٍ وَ مُعجِزَاتِهِ مُضَافَةً إِلَي آيَاتِهِ التّيِ بَيّنَهَا لعِلَيِّ ع بِمَكّةَ وَ المَدِينَةِ وَ لَم يَزدَادُوا إِلّا عُتُوّاً وَ طُغيَاناً قَالَ اللّهُ تَعَالَي لِمَرَدَةِ أَهلِ مَكّةَ وَ عُتَاةِ أَهلِ المَدِينَةِإِن كُنتُم فِي رَيبٍ مِمّا نَزّلنا عَلي عَبدِنا حَتّي تَجحَدُوا أَن يَكُونَ مُحَمّدٌ رَسُولَ اللّهِ وَ أَن يَكُونَ هَذَا المُنَزّلُ عَلَيهِ كلَاَميِ مَعَ إظِهاَريِ عَلَيهِ بِمَكّةَ البَاهِرَاتِ مِنَ الآيَاتِ كَالغَمَامَةِ التّيِ كَانَت تُظِلّهُ فِي أَسفَارِهِ وَ الجَمَادَاتِ التّيِ كَانَت تُسَلّمُ عَلَيهِ مِنَ الجِبَالِ وَ الصّخُورِ وَ الأَحجَارِ وَ الأَشجَارِ وَ كَدِفَاعِهِ قَاصِدِيهِ بِالقَتلِ عَنهُ وَ قَتلِهِ إِيّاهُم وَ كَالشّجَرَتَينِ المُتَبَاعِدَتَينِ اللّتَينِ تَلَاصَقَتَا فَقَعَدَ خَلفَهُمَا لِحَاجَتِهِ ثُمّ تَرَاجَعَتَا إِلَي أَمكِنَتِهِمَا كَمَا كَانَتَا وَ كَدُعَائِهِ الشّجَرَةَ فَجَاءَتهُ مُجِيبَةً خَاضِعَةً ذَلِيلَةً ثُمّ أَمرِهِ لَهَا بِالرّجُوعِ فَرَجَعَت سَامِعَةً مُطِيعَةًفَأتُوا يَا مَعَاشِرَ قُرَيشٍ وَ اليَهُودِ وَ يَا مَعشَرَ النّوَاصِبِ المُنتَحِلِينَ الإِسلَامَ الّذِينَ هُم مِنهُ بُرَآءُ وَ يَا مَعشَرَ العَرَبِ الفُصَحَاءَ البُلَغَاءَ ذوَيِ الأَلسُنِبِسُورَةٍ مِن مِثلِهِ مِن مِثلِ مُحَمّدٍص مِن مِثلِ رَجُلٍ
صفحه : 215
مِنكُم لَا يَقرَأُ وَ لَا يَكتُبُ وَ لَم يَدرُس كِتَاباً وَ لَا اختَلَفَ إِلَي عَالِمٍ وَ لَا تَعَلّمَ مِن أَحَدٍ وَ أَنتُم تَعرِفُونَهُ فِي أَسفَارِهِ وَ حَضَرِهِ بقَيَِ كَذَلِكَ أَربَعِينَ سَنَةً ثُمّ أوُتيَِ جَوَامِعَ العِلمِ حَتّي عَلِمَ عِلمَ الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ فَإِن كُنتُم فِي رَيبٍ مِن هَذِهِ الآيَاتِ فَأتُوا مِن مِثلِ هَذَا الرّجُلِ بِمِثلِ هَذَا الكَلَامِ لِيُبَيّنَ أَنّهُ كَاذِبٌ كَمَا تَزعُمُونَ لِأَنّ كُلّ مَا كَانَ مِن عِندِ غَيرِ اللّهِ فَسَيُوجَدُ لَهُ نَظِيرٌ فِي سَائِرِ خَلقِ اللّهِ وَ إِن كُنتُم مَعَاشِرَ قُرّاءِ الكُتُبِ مِنَ اليَهُودِ وَ النّصَارَي فِي شَكّ مِمّا جَاءَكُم بِهِ مُحَمّدٌ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ مِن شَرَائِعِهِ وَ مِن نَصبِهِ أَخَاهُ سَيّدّ الوَصِيّينَ وَصِيّاً بَعدَ أَن أَظهَرَ لَكُم مُعجِزَاتِهِ التّيِ مِنهَا أَن كَلّمَتهُ الذّرَاعُ المَسمُومَةُ وَ نَاطَقَهُ ذِئبٌ وَ حَنّ إِلَيهِ العُودُ وَ هُوَ عَلَي المِنبَرِ وَ دَفَعَ اللّهُ عَنهُ السّمّ ألّذِي دَسّتهُ اليَهُودُ فِي طَعَامِهِم وَ قَلَبَ عَلَيهِمُ البَلَاءَ وَ أَهلَكَهُم بِهِ وَ كَثّرَ القَلِيلَ مِنَ الطّعَامِفَأتُوا بِسُورَةٍ مِن مِثلِهِيعَنيِ مِن مِثلِ هَذَا القُرآنِ مِنَ التّورَاةِ وَ الإِنجِيلِ وَ الزّبُورِ وَ صُحُفِ اِبرَاهِيمَ وَ الكُتُبِ الأَربَعَةَ عَشَرَ فَإِنّكُم لَا تَجِدُونَ فِي سَائِرِ كُتُبِ اللّهِ سُورَةً كَسُورَةٍ مِن هَذَا القُرآنِ وَ كَيفَ يَكُونُ كَلَامُ مُحَمّدٍ المُتَقَوّلِ أَفضَلَ مِن سَائِرِ كَلَامِ اللّهِ وَ كُتُبِهِ يَا مَعشَرَ اليَهُودِ وَ النّصَارَي ثُمّ قَالَ لِجَمَاعَتِهِموَ ادعُوا شُهَداءَكُم مِن دُونِ اللّهِادعُوا أَصنَامَكُمُ التّيِ تَعبُدُونَهَا أَيّهَا المُشرِكُونَ وَ ادعُوا شَيَاطِينَكُم يَا أَيّهَا اليَهُودُ وَ النّصَارَي وَ ادعُوا قُرَنَاءَكُم مِنَ المُلحِدِينَ يَا منُاَفقِيِ المُسلِمِينَ مِنَ النّصّابِ لِآلِ مُحَمّدٍ الطّيّبِينَ وَ سَائِرَ أَعوَانِكُم عَلَي آرَائِكُمإِن كُنتُم صادِقِينَ أَنّ مُحَمّداً تَقَوّلَ هَذَا القُرآنَ مِن تِلقَاءِ نَفسِهِ لَم يُنزِلُهُ اللّهُ عَلَيهِ وَ أَنّ مَا ذَكَرَهُ مِن فَضلِ عَلِيّ عَلَي جَمِيعِ أُمّتِهِ وَ قَلّدَهُ سِيَاسَتَهُم لَيسَ بِأَمرِ أَحكَمِ الحَاكِمِينَ ثُمّ قَالَ عَزّ وَ جَلّفَإِن لَم تَفعَلُوا أَي لَم تَأتُوا يَا أَيّهَا المُقَرّعُونَ بِحُجّةِ رَبّ العَالَمِينَوَ لَن تَفعَلُوا أَي وَ لَا يَكُونُ هَذَا مِنكُم أَبَداًفَاتّقُوا النّارَ التّيِ وَقُودُهَاحَطَبُهَاالنّاسُ وَ الحِجارَةُتُوقَدُ تَكُونُ عَذَاباً عَلَي أَهلِهَاأُعِدّت لِلكافِرِينَالمُكَذّبِينَ لِكَلَامِهِ وَ نَبِيّهِ النّاصِبِينَ العَدَاوَةَ لِوَلِيّهِ وَ وَصِيّهِ قَالَ فَاعلَمُوا بِعَجزِكُم عَن ذَلِكَ أَنّهُ مِن قِبَلِ
صفحه : 216
اللّهِ تَعَالَي وَ لَو كَانَ مِن قِبَلِ المَخلُوقِينَ لَقَدَرتُم عَلَي مُعَارَضَتِهِ فَلَمّا عَجَزُوا بَعدَ التّقرِيعِ وَ التحّدَيّ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّقُل لَئِنِ اجتَمَعَتِ الإِنسُ وَ الجِنّ عَلي أَن يَأتُوا بِمِثلِ هذَا القُرآنِ لا يَأتُونَ بِمِثلِهِ وَ لَو كانَ بَعضُهُم لِبَعضٍ ظَهِيراً
وَ قَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع قَولُهُ عَزّ وَ جَلّوَ إِن كُنتُمأَيّهَا المُشرِكُونَ وَ اليَهُودُ وَ سَائِرَ النّوَاصِبِ مِنَ المُكَذّبِينَ لِمُحَمّدٍ فِي القُرآنِ فِي تَفضِيلِهِ عَلِيّاً أَخَاهُ المُبَرّزَ عَلَي الفَاضِلِينَ الفَاضِلَ عَلَي المُجَاهِدِينَ ألّذِي لَا نَظِيرَ لَهُ فِي نُصرَةِ المُتّقِينَ وَ قَمعِ الفَاسِقِينَ وَ إِهلَاكِ الكَافِرِينَ وَ بَثّ دِينِ اللّهِ فِي العَالَمِينَإِن كُنتُم فِي رَيبٍ مِمّا نَزّلنا عَلي عَبدِنا فِي إِبطَالِ عِبَادَةِ الأَوثَانِ مِن دُونِ اللّهِ وَ فِي النهّيِ عَن مُوَالَاةِ أَعدَاءِ اللّهِ وَ مُعَادَاةِ أَولِيَاءِ اللّهِ وَ فِي الحَثّ عَلَي الِانقِيَادِ لأِخَيِ رَسُولِ اللّهِص وَ اتّخَاذِهِ إِمَاماً وَ اعتِقَادِهِ فَاضِلًا رَاجِحاً لَا يَقبَلُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِيمَاناً وَ لَا طَاعَةً إِلّا بِمُوَالَاتِهِ وَ تَظُنّونَ أَنّ مُحَمّداً تَقَوّلَهُ مِن عِندِهِ وَ نَسَبَهُ إِلَي رَبّهِفَأتُوا بِسُورَةٍ مِن مِثلِهِمِثلِ مُحَمّدٍ أمُيّّ لَم يَختَلِف قَطّ إِلَي أَصحَابِ كُتُبٍ وَ عِلمٍ وَ لَا تَلمَذَ لِأَحَدٍ وَ لَا تَعَلّمَ مِنهُ وَ هُوَ مَن قَد عَرَفتُمُوهُ فِي حَضَرِهِ وَ سَفَرِهِ لَم يُفَارِقكُم قَطّ إِلَي بَلَدٍ لَيسَ مَعَهُ مِنكُم جَمَاعَةٌ يُرَاعُونَ أَحوَالَهُ وَ يَعرِفُونَ أَخبَارَهُ ثُمّ جَاءَكُم بَعدُ بِهَذَا الكِتَابِ المُشتَمِلِ عَلَي هَذِهِ العَجَائِبِ فَإِن كَانَ مُتَقَوّلًا كَمَا تَزعُمُونَهُ فَأَنتُمُ الفُصَحَاءُ وَ البُلغَاءُ وَ الشّعَرَاءُ وَ الأُدَبَاءُ الّذِينَ لَا نَظِيرَ لَكُم فِي سَائِرِ الأَديَانِ وَ مِن سَائِرِ الأُمَمِ فَإِن كَانَ كَاذِباً فَاللّغَةُ لُغَتُكُم وَ جِنسُهُ جِنسُكُم وَ طَبعُهُ طَبعُكُم وَ سَيَتّفِقُ لِجَمَاعَتِكُم أَو
صفحه : 217
لِبَعضِكُم مُعَارَضَةُ كَلَامِهِ هَذَا بِأَفضَلَ مِنهُ أَو مِثلِهِ لِأَنّ مَا كَانَ مِن قِبَلِ البَشَرِ لَا عَنِ اللّهِ فَلَا يَجُوزُ إِلّا أَن يَكُونَ فِي البَشَرِ مَن يَتَمَكّنُ مِن مِثلِهِ فَأتُوا بِذَلِكَ لِتَعرِفُوهُ وَ سَائِرُ النّظّارِ إِلَيكُم فِي أَحوَالِكُم أَنّهُ مُبطِلٌ مُكَذّبٌ عَلَي اللّهِوَ ادعُوا شُهَداءَكُم مِن دُونِ اللّهِالّذِينَ يَشهَدُونَ بِزَعمِكُم أَنّكُم مُحِقّونَ وَ أَنّ مَا تَجِيئُونَ بِهِ نَظِيرٌ لِمَا جَاءَ بِهِ مُحَمّدٌ وَ شُهَدَاءَكُمُ الّذِينَ تَزعُمُونَ أَنّهُم شُهَدَاءُكُم عِندَ رَبّ العَالَمِينَ لِعِبَادَتِكُم لَهَا وَ تَشفَعُ لَكُم إِلَيهِإِن كُنتُم صادِقِينَ فِي قَولِكُم إِنّ مُحَمّداً تَقَوّلَهُ ثُمّ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّفَإِن لَم تَفعَلُوا هَذَا ألّذِي تَحَدّيتُكُم بِهِوَ لَن تَفعَلُوا أَي وَ لَا يَكُونُ ذَلِكَ مِنكُم وَ لَا تَقدِرُونَ عَلَيهِ فَاعلَمُوا أَنّكُم مُبطِلُونَ وَ أَنّ مُحَمّداً الصّادِقُ الأَمِينُ المَخصُوصُ بِرِسَالَةِ رَبّ العَالَمِينَ المُؤَيّدُ بِالرّوحِ الأَمِينِ وَ بِأَخِيهِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ سَيّدِ الوَصِيّينَ فَصَدّقُوهُ فِيمَا يُخبِرُ بِهِ عَنِ اللّهِ مِن أَوَامِرِهِ وَ نَوَاهِيهِ وَ فِيمَا يَذكُرُهُ مِن فَضلِ عَلِيّ وَصِيّهِ وَ أَخِيهِفَاتّقُوابِذَلِكَ عَذَابَ النّارِالتّيِ وَقُودُهَاحَطَبُهَاالنّاسُ وَ الحِجارَةُحِجَارَةُ الكِبرِيتِ أَشَدّ الأَشيَاءِ حَرّاًأُعِدّتتِلكَ النّارُلِلكافِرِينَبِمُحَمّدٍ وَ الشّاكّينَ فِي نُبُوّتِهِ وَ الدّافِعِينَ لِحَقّ عَلِيّ أَخِيهِ وَ الجَاحِدِينَ لِإِمَامَتِهِ
إيضاح اعلم أن هذاالخبر يدل علي أن إرجاع الضمير في مثله إلي النبي و إلي القرآن كليهما مراد الله تعالي بحسب بطون الآية الكريمة
21-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ]الم ذلِكَ الكِتابُ لا رَيبَ فِيهِ قَالَ الإِمَامُ ع كَذّبَت قُرَيشٌ وَ اليَهُودُ بِالقُرآنِ وَ قَالُوا سِحرٌ مُبِينٌ تَقَوّلَهُ فَقَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّالم ذلِكَ الكِتابُ أَي يَا مُحَمّدُ هَذَا الكِتَابُ ألّذِي أَنزَلتُهُ عَلَيكَ هُوَ بِالحُرُوفِ المُقَطّعَةِ التّيِ مِنهَا أَلِفٌ لَامٌ مِيمٌ وَ هُوَ بِلُغَتِكُم وَ حُرُوفِ هِجَائِكُم فَأتُوا بِمِثلِهِ إِن كُنتُم صَادِقِينَ وَ استَعِينُوا
صفحه : 218
عَلَي ذَلِكَ بِسَائِرِ شُهَدَائِكُم ثُمّ بَيّنَ أَنّهُم لَا يَقدِرُونَ عَلَيهِ بِقَولِهِقُل لَئِنِ اجتَمَعَتِ الإِنسُ وَ الجِنّ عَلي أَن يَأتُوا بِمِثلِ هذَا القُرآنِ لا يَأتُونَ بِمِثلِهِ وَ لَو كانَ بَعضُهُم لِبَعضٍ ظَهِيراً ثُمّ قَالَ اللّهُ تَعَالَيالم هُوَ القُرآنُ ألّذِي افتُتِحَ بِالم هُوَذلِكَ الكِتابُ ألّذِي أَخبَرتُ بِهِ مُوسَي وَ مَن بَعدَهُ مِنَ الأَنبِيَاءِ وَ أَخبَرُوا بنَيِ إِسرَائِيلَ أنَيّ سَأُنزِلُهُ عَلَيكَ يَا مُحَمّدُ كِتَاباً عَرَبِيّاً عَزِيزاًلا يَأتِيهِ الباطِلُ مِن بَينِ يَدَيهِ وَ لا مِن خَلفِهِ تَنزِيلٌ مِن حَكِيمٍ حَمِيدٍلا رَيبَ فِيهِ لَا شَكّ فِيهِ لِظُهُورِهِ عِندَهُم كَمَا أَخبَرَهُم أَنبِيَاؤُهُم أَنّ مُحَمّداً يُنزَلُ عَلَيهِ الكِتَابُ لَا يَمحُوهُ المَاءُ يَقرَؤُهُ هُوَ وَ أُمّتُهُ عَلَي سَائِرِ أَحوَالِهِمهُديًبَيَانٌ مِنَ الضّلَالَةِلِلمُتّقِينَالّذِينَ يَتّقُونَ المُوبِقَاتِ وَ يَتّقُونَ تَسلِيطَ السّفَهِ عَلَي أَنفُسِهِم حَتّي إِذَا عَلِمُوا مَا يَجِبُ عَلَيهِم عِلمُهُ عَمِلُوا بِمَا يُوجِبُ لَهُم رِضَا رَبّهِم
قَالَ وَ قَالَ الصّادِقُ ع ثُمّ الأَلِفُ حَرفٌ مِن حُرُوفِ قَولِكَ اللّهُ دُلّ بِالأَلِفِ عَلَي قَولِكَ اللّهُ وَ دُلّ بِاللّامِ عَلَي قَولِكَ المَلِكُ العَظِيمُ القَاهِرُ لِلخَلقِ أَجمَعِينَ وَ دُلّ بِالمِيمِ عَلَي أَنّهُ المَجِيدُ المَحمُودُ فِي كُلّ أَفعَالِهِ وَ جُعِلَ هَذَا القَولُ حُجّةً عَلَي اليَهُودِ وَ ذَلِكَ أَنّ اللّهَ لَمّا بَعَثَ مُوسَي بنَ عِمرَانَ ع ثُمّ مَن بَعدَهُ مِنَ الأَنبِيَاءِ إِلَي بنَيِ إِسرَائِيلَ لَم يَكُن فِيهِم أَحَدٌ إِلّا أَخَذَ عَلَيهِمُ العُهُودَ وَ المَوَاثِيقَ لَيُؤمِنُنّ بِمُحَمّدٍ العرَبَيِّ الأمُيّّ المَبعُوثِ بِمَكّةَ ألّذِي يُهَاجِرُ إِلَي المَدِينَةِ يأَتيِ بِكِتَابٍ بِالحُرُوفِ المُقَطّعَةِ افتِتَاحَ بَعضِ سُوَرِهِ يَحفَظُهُ أُمّتُهُ فَيَقرَءُونَهُ قِيَاماً وَ قُعُوداً وَ مُشَاةً وَ عَلَي كُلّ الأَحوَالِ يُسَهّلُ اللّهُ حِفظَهُ عَلَيهِم وَ يَقرُنُ بِمُحَمّدٍ أَخَاهُ وَ وَصِيّهُ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ الآخِذَ عَنهُ عُلُومَهُ التّيِ عَلّمَهَا وَ المُتَقَلّدَ عَنهُ الأَمَانَةَ التّيِ قَلّدَهَا وَ مُذَلّلَ كُلّ مَن عَانَدَ مُحَمّداً بِسَيفِهِ البَاتِرِ وَ مُفحِمَ كُلّ مَن جَادَلَهُ وَ خَاصَمَهُ بِدَلِيلِهِ القَاهِرِ يُقَاتِلُ عِبَادَ اللّهِ عَلَي تَنزِيلِ كِتَابِ مُحَمّدٍص حَتّي يَقُودَهُم إِلَي قَبُولِهِ طَائِعِينَ وَ كَارِهِينَ
صفحه : 219
ثُمّ إِذَا صَارَ مُحَمّدٌ إِلَي رِضوَانِ اللّهِ وَ ارتَدّ كَثِيرٌ مِمّن كَانَ أَعطَاهُ ظَاهِرَ الإِيمَانِ وَ حَرّفُوا تَأوِيلَاتِهِ وَ غَيّرُوا مَعَانِيَهُ وَ وَضَعُوهَا عَلَي خِلَافِ وُجُوهِهَا قَاتَلَهُم بَعدُ عَلِيّ عَلَي تَأوِيلَاتِهِ حَتّي يَكُونَ إِبلِيسُ الغاَويِ بِهِم هُوَ الخَاسِئَ الذّلِيلَ المَطرُودَ المَغلُولَ قَالَ فَلَمّا بَعَثَ اللّهُ مُحَمّداًص وَ أَظهَرَهُ بِمَكّةَ ثُمّ سَيّرَهُ مِنهَا إِلَي المَدِينَةِ وَ أَظهَرَهُ بِهَا ثُمّ أَنزَلَ عَلَيهِ الكِتَابَ وَ جَعَلَ افتِتَاحَ سُورَتِهِ الكُبرَي بِالم يعَنيِالم ذلِكَ الكِتابُ وَ هُوَ ذَلِكَ الكِتَابُ ألّذِي أَخبَرتُ أنَبيِاَئيَِ السّالِفِينَ أنَيّ سَأُنزِلُهُ عَلَيكَ يَا مُحَمّدُلا رَيبَ فِيهِفَقَد ظَهَرَ كَمَا أَخبَرَهُم بِهِ أَنبِيَاؤُهُم أَنّ مُحَمّداً يُنزَلُ عَلَيهِ كِتَابٌ مُبَارَكٌ لَا يَمحُوهُ المَاءُ يَقرَؤُهُ هُوَ وَ أُمّتُهُ عَلَي سَائِرِ أَحوَالِهِم
بيان لايمحوه الماء لعله مخصوص بالقرآن ألذي بخط أمير المؤمنين ع أوالمراد عدم محو جميعها بالماء أو إذامحي بالماء لايذهب لأنه آياتٌ بَيّناتٌ فِي صُدُورِ الّذِينَ أُوتُوا العِلمَ و في بعض النسخ لايمحوه الزمان و هوظاهر
22-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] سَواءٌ عَلَيهِم أَ أَنذَرتَهُم أَم لَم تُنذِرهُم لا يُؤمِنُونَ قَالَ الإِمَامُ عَلَيهِ السّلَامُ أَخبَرَ عَن عِلمِهِ فِيهِم وَ هُمُ الّذِينَ قَد عَلِمَ اللّهُأَنّهُم لا يُؤمِنُونَ
23-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ]وَ إِذا خَلا بَعضُهُم إِلي بَعضٍ قَالَ الإِمَامُ ع لَمّا بَهَرَ رَسُولُ اللّهِص هَؤُلَاءِ اليَهُودَ بِمُعجِزَتِهِ وَ قَطَعَ مَعَاذِيرَهُم بِوَاضِحِ دَلَالَتِهِ لَم يُمكِنهُم مُرَاجَعَتُهُ فِي حُجّتِهِ وَ لَا إِدخَالُ التّلبِيسِ عَلَيهِ فِي مُعجِزَتِهِ قَالُوا يَا مُحَمّدُ قَد آمَنّا بِأَنّكَ الرّسُولُ الهاَديِ المهَديِّ وَ أَنّ عَلِيّاً أَخَاكَ هُوَ الوصَيِّ وَ الولَيِّ وَ كَانُوا إِذَا خَلَوا بِاليَهُودِ الآخَرِينَ يَقُولُونَ لَهُم إِنّ إِظهَارَنَا لَهُ الإِيمَانَ بِهِ أَمكَنُ لَنَا مِن مَكرُوهِهِ وَ أَعوَنُ لَنَا عَلَي اصطِلَامِهِ وَ اصطِلَامِ أَصحَابِهِ لِأَنّهُم عِندَ اعتِقَادِهِم أَنّنَا
صفحه : 220
مَعَهُم يَقِفُونَنَا عَلَي أَسرَارِهِم وَ لَا يَكتُمُونَنَا شَيئاً فَنُطلِعُ عَلَيهِم أَعدَاءَهُم فَيَقصِدُونَ أَذَاهُم بِمُعَاوَنَتِنَا وَ مُظَاهَرَتِنَا فِي أَوقَاتِ اشتِغَالِهِم وَ اضطِرَابِهِم وَ أَحوَالِ تَعَذّرِ المُدَافَعَةِ وَ الِامتِنَاعِ مِنَ الأَعدَاءِ عَلَيهِم وَ كَانُوا مَعَ ذَلِكَ يُنكِرُونَ عَلَي سَائِرِ اليَهُودِ الإِخبَارَ لِلنّاسِ عَمّا كَانُوا يُشَاهِدُونَهُ مِن آيَاتِهِ وَ يُعَايِنُونَ مِن مُعجِزَاتِهِ فَأَظهَرَ مُحَمّداًص عَلَي سُوءِ اعتِقَادِهِم وَ قُبحِ دَخِيلَاتِهِم وَ عَلَي إِنكَارِهِم عَلَي مَنِ اعتَرَفَ بِمَا شَاهَدَهُ مِن آيَاتِ مُحَمّدٍ وَ وَاضِحَاتِ بَيّنَاتِهِ وَ بَاهِرَاتِ مُعجِزَاتِهِ
24-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ]قُل إِن كانَت لَكُمُ الدّارُ الآخِرَةُالآيَاتِ قَالَ الإِمَامُ ع قَالَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع إِنّ اللّهَ تَعَالَي لَمّا وَبّخَ هَؤُلَاءِ اليَهُودَ عَلَي لِسَانِ رَسُولِ اللّهِص وَ قَطَعَ مَعَاذِيرَهُم وَ أَقَامَ عَلَيهِمُ الحُجَجَ الوَاضِحَةَ بِأَنّ مُحَمّداً سَيّدُ النّبِيّينَ وَ خَيرُ الخَلَائِقِ أَجمَعِينَ وَ أَنّ عَلِيّاً سَيّدُ الوَصِيّينَ وَ خَيرُ مَن يَخلُفُهُ بَعدَهُ فِي المُسلِمِينَ وَ أَنّ الطّيّبِينَ مِن آلِهِ هُمُ القُوّامُ بِدِينِ اللّهِ وَ الأَئِمّةُ لِعِبَادِ اللّهِ وَ انقَطَعَت مَعَاذِيرُهُم وَ هُم لَا يُمكِنُهُم إِيرَادُ حُجّةٍ وَ لَا شُبهَةٍ فَلَجَئُوا إِلَي أَن كَابَرُوا فَقَالُوا لَا ندَريِ مَا تَقُولُ وَ لَكِنّا نَقُولُ إِنّ الجَنّةَ خَالِصَةٌ لَنَا مِن دُونِكَ يَا مُحَمّدُ وَ دُونِ عَلِيّ وَ دُونِ أَهلِ دِينِكَ وَ أُمّتِكَ فَإِنّا بِكُم مُبتَلَونَ مُمتَحَنُونَ وَ نَحنُ أَولِيَاءُ اللّهِ المُخلَصُونَ وَ عِبَادُهُ الخَيّرُونَ وَ مُستَجَابٌ دُعَاؤُنَا غَيرُ مَردُودٍ عَلَينَا شَيءٌ مِن سُؤَالِنَا فَلَمّا قَالُوا ذَلِكَ قَالَ اللّهُ تَعَالَي لِنَبِيّهِص قُل يَا مُحَمّدُ لِهَؤُلَاءِ اليَهُودِإِن كانَت لَكُمُ الدّارُ الآخِرَةُالجَنّةُ وَ نَعِيمُهَاخالِصَةً مِن دُونِ النّاسِ مُحَمّدٍ وَ عَلِيّ وَ الأَئِمّةِ وَ سَائِرِ الأَصحَابِ وَ مؤُمنِيِ الأُمّةِ وَ أَنّكُم بِمُحَمّدٍ وَ ذُرّيّتِهِ مُمتَحَنُونَ وَ أَنّ دُعَاءَكُم مُستَجَابٌ غَيرُ مَردُودٍفَتَمَنّوُا المَوتَلِلكَاذِبِينَ
صفحه : 221
مِنكُم وَ مِن مُخَالِفِيكُم فَإِنّ مُحَمّداً وَ عَلِيّاً وَ ذَوِيهِمَا يَقُولُونَ إِنّهُم أَولِيَاءُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ مِن دُونِ النّاسِ الّذِينَ يُخَالِفُونَهُم فِي دِينِهِم وَ هُمُ المُجَابُ دُعَاؤُهُم فَإِن كُنتُم مَعَاشِرَ اليَهُودِ كَمَا تَدّعُونَ فَتَمَنّوُا المَوتَ لِلكَاذِبِ مِنكُم وَ مِن مُخَالِفِيكُمإِن كُنتُم صادِقِينَأَنّكُم أَنتُمُ المُحِقّونَ المُجَابُ دُعَاؤُكُم عَلَي مُخَالِفِيكُم فَقُولُوا أللّهُمّ أَمِتِ الكَاذِبَ مِنّا وَ مِن مُخَالِفِينَا لِيَستَرِيحَ مِنهُ الصّادِقُونَ وَ لِيَزدَادَ حُجّتُكَ وُضُوحاً بَعدَ أَن قَد صَحّت وَ وَجَبَت ثُمّ قَالَ لَهُم رَسُولُ اللّهِص بَعدَ مَا عَرَضَ هَذَا عَلَيهِم لَا يَقُولُهَا أَحَدٌ مِنكُم إِلّا غَصّ بِرِيقِهِ فَمَاتَ مَكَانَهُ وَ كَانَتِ اليَهُودُ عَالِمِينَ بِأَنّهُم هُمُ الكَاذِبُونَ وَ أَنّ مُحَمّداً وَ عَلِيّاً وَ مُصَدّقِيهِمَا هُمُ الصّادِقُونَ فَلَم يَجسُرُوا أَن يَدعُوا بِذَلِكَ لِعِلمِهِم بِأَنّهُم إِن دَعَوا فَهُمُ المَيّتُونَ فَقَالَ اللّهُ تَعَالَيوَ لَن يَتَمَنّوهُ أَبَداً بِما قَدّمَت أَيدِيهِميعَنيِ اليَهُودُ لَن يَتَمَنّوُا المَوتَ بِمَا قَدّمَت أَيدِيهِم مِنَ الكُفرِ بِاللّهِ وَ بِمُحَمّدٍ رَسُولِهِ وَ نَبِيّهِ وَ صَفِيّهِ وَ بعِلَيِّ أخَيِ نَبِيّهِ وَ وَصِيّهِ وَ بِالطّاهِرِينَ مِنَ الأَئِمّةِ المُنتَجَبِينَ فَقَالَ تَعَالَيوَ اللّهُ عَلِيمٌ بِالظّالِمِينَيعَنيِ اليَهُودَ إِنّهُم لَا يَجسُرُونَ أَن يَتَمَنّوُا المَوتَ لِلكَاذِبِ لِعِلمِهِم أَنّهُم هُمُ الكَاذِبُونَ وَ لِذَلِكَ أَمَرتُكَ أَن تَبهَرَهُم بِحُجّتِكَ وَ تَأمُرَهُم أَن يَدعُوا عَلَي الكَاذِبِ لِيَمتَنِعُوا مِنَ الدّعَاءِ وَ يَتَبَيّنَ لِلضّعَفَاءِ أَنّهُم هُمُ الكَاذِبُونَ
أقول قدمضي تمامه في كتاب الاحتجاج و هومشتمل علي معجزات غريبة ظهرت في تلك الحال تركناها حذرا من التكرار ثم اعلم أن الآيات المشتملة علي الإخبار بالغيوب ومكنونات الضمائر والأسرار كثيرة وكذا الأخبار المتعلقة بتفسيرها وهي مبثوثة في سائر أبواب هذاالمجلد وسائر المجلدات وفيما أوردنا في هذاالباب غني وكفاية لمن جانب العناد و الله يهدي إلي سبيل الرشاد.
صفحه : 222
تذنيب فيه مقاصد الأول في حقيقة المعجزة وهي أمر تظهر بخلاف العادة من المدعي للنبوة أوالإمامة عندتحري المنكرين علي وجه يدل علي صدقه و لايمكنهم معارضته ولها سبعة شروط.الأول أن يكون فعل الله أو مايقوم مقامه من التروك كما إذا قال معجزتي أن أضع يدي علي رأسي وأنتم لاتقدرون عليه ففعل وعجزوا.الثاني أن يكون خارقا للعادة.الثالث أن يتعذر معارضته فيخرج السحر والشعبدة.الرابع أن يكون مقرونا بالتحدي و لايشترط التصريح بالدعوي بل تكفي قرائن الأحوال .الخامس أن يكون موافقا للدعوي فلو قال معجزتي كذا وفعل خارقا آخر لم يدل علي صدقه كمانقل من فعل مسيلمة و أنه تفل في البئر ليزيد ماؤه فنضب ويبس .السادس أن لا يكون ماأظهره مكذبا له كما لوأنطق الضب فقال إنه كاذب فلايعلم صدقه بل يزداد اعتقاد كذبه بخلاف أن يحيي الميت فيكذبه فإن الصحيح أنه لايخرج عن المعجزة لأن إحياءه معجزة و هو غيرمكذب وإنما المكذب ذلك الشخص بكلامه و هو بعدالإحياء مختار في تصديقه وتكذيبه فلايقدح تكذيبه ومنهم من قدح فيه مطلقا ومنهم من فرق بين استمرار حياته و بين ما إذاخر ميتا في الحال فقدح في الثاني دون الأول والأظهر ماذكرنا.السابع أن لاتكون المعجزة متقدما علي الدعوي بل مقارنا لها أومتأخرا عنها بزمان يسير معتاد مثله والمشهور أن الخوارق المتقدمة علي دعوي النبوة كرامات وإرهاصات أي تأسيسات للنبوة.الثاني في وجه دلالة المعجزة علي صدق النبي أوالإمام فذهبت المعتزلة والإمامية
صفحه : 223
إلي أن خلق المعجزة علي يد الكاذب مقدور لله تعالي لعموم قدرته لكنه ممتنع وقوعه في حكمته لأن فيه إيهام صدقه و هوقبيح من الله فيمتنع صدوره عنه كسائر القبائح فعلي هذايتوقف علي العلم بوجود الصانع وعموم علمه وقدرته وامتناع صدور القبيح منه وقالت الأشاعرة جرت عادة الله تعالي بخلق العلم بالصدق عقيب ظهور المعجزة فإن إظهار المعجز علي يد الكاذب و إن كان ممكنا عقلا فمعلوم انتفاؤه عادة فلاتكون دلالته عقلية لتخلف الصدق عنه في الكاذب بل عادية كسائر العاديات لأن من قال أنانبي ثم نتق الجبل وأوقفه علي رءوسهم و قال إن كذبتموني وقع عليكم و إن صدقتموني انصرف عنكم فكلما هموا بتصديقه بعدعنهم و إذاهموا بتكذيبه قرب منهم علم بالضرورة أنه صادق في دعواه والعادة قاضية بامتناع ذلك من الكاذب مع كونه ممكنا منه إمكانا عقليا لشمول قدرته للممكنات بأسرها و قدضربوا لذلك مثلا قالوا إذاادعي الرجل بمشهد الجم الغفير أني رسول هذاالملك إليكم ثم قال للملك إن كنت صادقا فخالف عادتك وقم من الموضع المعتاد من السرير وانتقل بمكان لاتعتاده ففعل كان ذلك نازلا منزلة التصديق بصريح مقاله و لم يشك أحد في صدقه بقرينة الحال و ليس هذا من باب قياس الغائب علي الشاهد بل ندعي في إفادته العلم بالضرورة العادية ونذكر هذاالمثال للتفهيم .الثالث في بيان إعجاز القرآن ووجهه زائدا علي ماتقدم و هو أنه ص تحدي بالقرآن ودعا إلي الإتيان بسورة مثله مصاقع البلغاء والفصحاء من العرب العرباء مع كثرتهم كثرة رمال الدهناء وحصي البطحاء وشهرتهم بغاية العصبية وحمية الجاهلية وتهالكهم علي المباهاة والمباراة والدفاع عن الأحساب وركوب الشطط في هذاالباب فعجزوا حتي آثروا المقارعة علي المعارضة وبذلوا المهج والأرواح دون المدافعة فلو قدروا علي المعارضة لعارضوا و لوعارضوا لنقل إلينا لتوفر الدواعي وعدم الصارف والعلم
صفحه : 224
بجميع ذلك قطعي كسائر العاديات لايقدح فيه احتمال أنهم تركوا المعارضة مع القدرة عليها أوعارضوا و لم ينقل إلينا لمانع كعدم المبالاة وقلة الالتفات والاشتغال بالمهمات . و أماوجه إعجازه فالجمهور من العامة والخاصة ومنهم الشيخ المفيد قدس الله روحه علي أن إعجاز القرآن بكونه في الطبقة العليا من الفصاحة والدرجة القصوي من البلاغة علي مايعرفه فصحاء العرب بسليقتهم وعلماء الفرق بمهارتهم في فن البيان وإحاطتهم بأساليب الكلام هذا مع اشتماله علي الإخبار عن المغيبات الماضية والآتية و علي دقائق العلوم الإلهية وأحوال المبدإ والمعاد ومكارم الأخلاق والإرشاد إلي فنون الحكمة العلمية والعملية والمصالح الدينية والدنيوية علي مايظهر للمتدبرين ويتجلي للمتفكرين وقيل وجه إعجازه اشتماله علي النظم الغريب والأسلوب العجيب المخالف لنظم العرب ونثرهم في مطالعه ومقاطعه وفواصله فإنها وقعت في القرآن علي وجه لم يعهد في كلامهم وكانوا عاجزين عنه و عليه بعض المعتزلة و قال الباقلاني وجه الإعجاز مجموع الأمرين البلاغة والنظم الغريب وقيل هواشتماله علي الإخبار بالغيب وقيل عدم اختلافه وتناقضه مع ما فيه من الطول والامتداد وذهب السيد المرتضي منا وجماعة من العامة منهم النظام إلي الصرفة علي معني أن العرب كانت قادرة علي كلام مثل القرآن قبل البعثة لكن الله صرفهم عن معارضته واختلفوا في كيفيته فقال النظام وأتباعه صرفهم الله تعالي عنها مع قدرتهم عليها و ذلك بصرف دعاويهم إليها مع توفر الأسباب الداعية في حقهم كالتقريع بالعجز والاستنزال عن الرئاسات والتكليف بالانقياد فهذا الصرف خارق للعادة فيكون معجزا و قال السيد رحمه الله فيما نسب إليه كان عندهم العلم بنظم القرآن والعلم بأنه كيف يؤلف كلام يساويه أويدانيه والمعتاد أن من كان عنده هذان العلمان يتمكن من الإتيان بالمثل إلاأنهم كلما حاولوا ذلك أزال الله تعالي عن قلوبهم تلك العلوم والحق هوالأول .
صفحه : 225
أقول وللشيخ الراوندي قدس الله روحه هنا كلام طويل الذيل في بيان إعجاز القرآن ودفع الشبهة الواردة عليه والفرق بين الحيلة والمعجزة عسي أن نورده في كتاب القرآن إن شاء الله تعالي
1-ب ،[قرب الإسناد] الحَسَنُ بنُ ظَرِيفٍ عَن مَعمَرٍ عَنِ الرّضَا عَن أَبِيهِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع قَالَكُنتُ عِندَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع ذَاتَ يَومٍ وَ أَنَا طِفلٌ خمُاَسيِّ إِذ دَخَلَ عَلَيهِ نَفَرٌ مِنَ اليَهُودِ فَقَالُوا أَنتَ ابنُ مُحَمّدٍ نبَيِّ هَذِهِ الأُمّةِ وَ الحُجّةِ عَلَي أَهلِ الأَرضِ قَالَ لَهُم نَعَم قَالُوا إِنّا نَجِدُ فِي التّورَاةِ أَنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي آتَي اِبرَاهِيمَ وَ وُلدَهُ الكِتَابَ وَ الحُكمَ وَ النّبُوّةَ وَ جَعَلَ لَهُمُ المُلكَ وَ الإِمَامَةَ وَ هَكَذَا وَجَدنَا ذُرّيّةَ الأَنبِيَاءِ لَا تَتَعَدّاهُمُ النّبُوّةُ وَ الخِلَافَةُ وَ الوَصِيّةُ فَمَا بَالُكُم قَد تَعَدّاكُم ذَلِكَ وَ ثَبَتَ فِي غَيرِكُم وَ نَلقَاكُم مُستَضعَفِينَ مَقهُورِينَ لَا يُرقَبُ فِيكُم ذِمّةُ نَبِيّكُم فَدَمَعَت عَينَا أَبِي عَبدِ اللّهِ ع ثُمّ قَالَ نَعَم لَم تَزَل أَنبِيَاءُ اللّهِ مُضطَهَدَةً مَقهُورَةً مَقتُولَةً بِغَيرِ حَقّ وَ الظّلَمَةُ غَالِبَةً وَ قَلِيلٌ مِن عِبَادِ اللّهِ الشّكُورُ قَالُوا فَإِنّ الأَنبِيَاءَ وَ أَولَادَهُم عَلِمُوا مِن غَيرِ تَعلِيمٍ وَ أُوتُوا العِلمَ تَلقِيناً وَ كَذَلِكَ ينَبغَيِ لِأَئِمّتِهِم وَ خُلَفَائِهِم وَ أَوصِيَائِهِم فَهَل أُوتِيتُمُ ذَلِكَ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع ادنُه يَا
صفحه : 226
مُوسَي فَدَنَوتُ فَمَسَحَ يَدَهُ عَلَي صدَريِ ثُمّ قَالَ أللّهُمّ أَيّدهُ بِنَصرِكَ بِحَقّ مُحَمّدٍ وَ آلِهِ ثُمّ قَالَ سَلُوهُ عَمّا بَدَا لَكُم قَالُوا وَ كَيفَ نَسأَلُ طِفلًا لَا يَفقَهُ قُلتُ سلَوُنيِ تَفَقّهاً وَ دَعُوا العَنَتَ قَالُوا أَخبِرنَا عَنِ الآيَاتِ التّسعِ التّيِ أُوتِيَهَا مُوسَي بنُ عِمرَانَ قُلتُ العَصَا وَ إِخرَاجُهُ يَدَهُ مِن جَيبِهِ بَيضَاءَ وَ الجَرَادُ وَ القُمّلُ وَ الضّفَادِعُ وَ الدّمُ وَ رَفعُ الطّورِ وَ المَنّ وَ السّلوَي آيَةً وَاحِدَةً وَ فَلقُ البَحرِ قَالُوا صَدَقتَ فَمَا أعُطيَِ نَبِيّكُم مِنَ الآيَاتِ اللاّتيِ نَفَتِ الشّكّ عَن قُلُوبِ مَن أُرسِلَ إِلَيهِ قُلتُ آيَاتٌ كَثِيرَةٌ أَعُدّهَا إِن شَاءَ اللّهُ فَاسمَعُوا وَ عُوا وَ افقَهُوا أَمّا أَوّلُ ذَلِكَ فَإِن أَنتُم تُقِرّونَ أَنّ الجِنّ كَانُوا يَستَرِقّونَ السّمعَ قَبلَ مَبعَثِهِ فَمُنِعَت فِي أَوَانِ رِسَالَتِهِ بِالرّجُومِ وَ انقِضَاضِ النّجُومِ وَ بُطلَانِ الكَهَنَةِ وَ السّحَرَةِ وَ مِن ذَلِكَ كَلَامُ الذّئبِ يُخبِرُ بِنُبُوّتِهِ وَ اجتِمَاعُ العَدُوّ وَ الولَيِّ عَلَي صِدقِ لَهجَتِهِ وَ صِدقِ أَمَانَتِهِ وَ عَدَمُ جَهلِهِ أَيّامَ طُفُولِيّتِهِ وَ حِينَ أَيفَعَ وَ فَتًي وَ كَهلًا لَا يُعرَفُ لَهُ شَكلٌ وَ لَا يُوَازِيهِ مِثلٌ وَ مِن ذَلِكَ أَنّ سَيفَ بنَ ذيِ يَزَنَ حِينَ ظَفِرَ بِالحَبَشَةِ وَفَدَ عَلَيهِ قُرَيشٌ فِيهِم عَبدُ المُطّلِبِ فَسَأَلَهُم عَنهُ وَ وَصَفَ لَهُم صِفَتَهُ فَأَقَرّوا جَمِيعاً بِأَنّ هَذِهِ الصّفَةَ فِي مُحَمّدٍ فَقَالَ هَذَا أَوَانُ مَبعَثِهِ وَ مُستَقَرّهُ أَرضُ يَثرِبَ وَ مَوتُهُ بِهَا وَ مِن ذَلِكَ أَنّ أَبرَهَةَ بنَ يَكسُومَ قَادَ الفِيَلَةَ إِلَي بَيتِ اللّهِ الحَرَامِ لِيَهدِمَهُ قَبلَ مَبعَثِهِ فَقَالَ عَبدُ المُطّلِبِ إِنّ لِهَذَا البَيتِ رَبّاً يَمنَعُهُ ثُمّ جَمَعَ أَهلَ مَكّةَ فَدَعَا وَ هَذَا بَعدَ مَا أَخبَرَهُ سَيفُ بنُ ذيِ يَزَنَ فَأَرسَلَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيعَلَيهِم طَيراً أَبابِيلَ وَ دَفَعَهُم عَن مَكّةَ وَ أَهلِهَا
صفحه : 227
وَ مِن ذَلِكَ أَنّ أَبَا جَهلٍ عَمرَو بنَ هِشَامٍ المخَزوُميِّ أَتَاهُ وَ هُوَ نَائِمٌ خَلفَ جِدَارٍ وَ مَعَهُ حَجَرٌ يُرِيدُ أَن يَرمِيَهُ بِهِ فَالتَصَقَ بِكَفّهِ وَ مِن ذَلِكَ أَنّ أَعرَابِيّاً بَاعَ ذَوداً لَهُ مِن أَبِي جَهلٍ فَمَطَلَهُ بِحَقّهِ فَأَتَي قُرَيشاً فَقَالَ أعَدوُنيِ عَلَي أَبِي الحَكَمِ فَقَد لَوَي بحِقَيّ فَأَشَارُوا إِلَي مُحَمّدٍص وَ هُوَ يصُلَيّ فِي الكَعبَةِ فَقَالُوا ائتِ هَذَا الرّجُلَ فاستعديه [فَاستَعدِ بِهِ] عَلَيهِ وَ هُم يَهزَءُونَ باِلأعَراَبيِّ فَأَتَاهُ فَقَالَ لَهُ يَا عَبدَ اللّهِ أعَدنِيِ عَلَي عَمرِو بنِ هِشَامٍ فَقَد منَعَنَيِ حقَيّ قَالَ نَعَم فَانطَلَقَ مَعَهُ فَدَقّ عَلَي أَبِي جَهلٍ بَابَهُ فَخَرَجَ إِلَيهِ مُتَغَيّراً فَقَالَ لَهُ مَا حَاجَتُكَ قَالَ أَعطِ الأعَراَبيِّ حَقّهُ قَالَ نَعَم وَ جَاءَ الأعَراَبيِّ إِلَي قُرَيشٍ فَقَالَ جَزَاكُمُ اللّهُ خَيراً انطَلَقَ معَيَِ الرّجُلُ ألّذِي دلَلَتمُوُنيِ عَلَيهِ فَأَخَذَ حقَيّ وَ جَاءَ أَبُو جَهلٍ فَقَالُوا أَعطَيتَ الأعَراَبيِّ حَقّهُ قَالَ نَعَم قَالُوا إِنّمَا أَرَدنَا أَن نُغرِيَكَ بِمُحَمّدٍ وَ نَهزَأَ باِلأعَراَبيِّ فَقَالَ مَا هُوَ إِلّا دَقّ باَبيِ فَخَرَجتُ إِلَيهِ فَقَالَ أَعطِ الأعَراَبيِّ حَقّهُ وَ فَوقَهُ مِثلُ الفَحلِ فَاتِحاً فَاهُ كَأَنّهُ يرُيِدنُيِ فَقَالَ أَعطِهِ حَقّهُ فَلَو قُلتُ لَا لَابتَلَعَ رأَسيِ فَأَعطَيتُهُ وَ مِن ذَلِكَ أَنّ قُرَيشاً أَرسَلَتِ النّضرَ بنَ الحَارِثِ وَ عَلقَمَةَ بنَ أَبِي مُعَيطٍ بِيَثرِبَ إِلَي اليَهُودِ وَ قَالُوا لَهُمَا إِذَا قَدّمتُمَا عَلَيهِم فَسَائِلُوهُم عَنهُ وَ هُمَا قَد سَأَلُوهُم عَنهُ فَقَالُوا صِفُوا لَنَا صِفَتَهُ فَوَصَفُوهُ وَ قَالُوا مَن تَبِعَهُ مِنكُم قَالُوا سَفِلَتُنَا فَصَاحَ حِبرٌ مِنهُم فَقَالَ هَذَا النّبِيّ ألّذِي نَجِدُ نَعتَهُ فِي التّورَاةِ وَ نَجِدُ قَومَهُ أَشَدّ النّاسِ عَدَاوَةً لَهُ وَ مِن ذَلِكَ أَنّ قُرَيشاً أَرسَلَت سُرَاقَةَ بنَ جُعشُمٍ حَتّي يَخرُجَ إِلَي المَدِينَةِ فِي طَلَبِهِ فَلَحِقَ بِهِ فَقَالَ صَاحِبُهُ هَذَا سُرَاقَةُ يَا نبَيِّ اللّهِ فَقَالَ أللّهُمّ اكفِنِيهِ فَسَاخَت قَوَائِمُ ظَهرِهِ فَنَادَاهُ يَا مُحَمّدُ خَلّ عنَيّ بِمَوثِقٍ أُعطِيكَهُ أَن لَا أُنَاصِحَ غَيرَكَ وَ كُلّ مَن عَادَاكَ لَا أُصَالِحَ
صفحه : 228
فَقَالَ النّبِيّص أللّهُمّ إِن كَانَ صَادِقَ المَقَالِ فَأَطلِق فَرَسَهُ فَأُطلِقَ فَوَفَي وَ مَا انثَنَي بَعدُ وَ مِن ذَلِكَ أَنّ عَامِرَ بنَ الطّفَيلِ وَ أَزيَدَ بنَ قَيسٍ أَتَيَا النّبِيّص فَقَالَ عَامِرٌ لِأَزيَدَ إِذَا أَتَينَاهُ فَأَنَا أُشَاغِلُهُ عَنكَ فَاعلُهُ بِالسّيفِ فَلَمّا دَخَلَا عَلَيهِ قَالَ عَامِرٌ يَا مُحَمّدُ حَالَ[حَالِ] قَالَ لَا حَتّي تَقُولَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ إنِيّ رَسُولُ اللّهِ وَ هُوَ يَنظُرُ إِلَي أَزيَدَ وَ أَزيَدُ لَا يَخبُرُ شَيئاً فَلَمّا طَالَ ذَلِكَ نَهَضَ وَ خَرَجَ وَ قَالَ لِأَزيَدَ مَا كَانَ أَحَدٌ عَلَي وَجهِ الأَرضِ أَخوَفَ مِنكَ عَلَي نَفسِهِ فَتكاً مِنكَ وَ لعَمَريِ لَا أَخَافُكَ بَعدَ اليَومَ قَالَ لَهُ أَزيَدُ لَا تَعجَل فإَنِيّ مَا هَمَمتُ بِمَا أمَرَتنَيِ بِهِ إِلّا دَخَلَتِ الرّجَالُ بيَنيِ وَ بَينَكَ حَتّي مَا أُبصِرُ غَيرَكَ فَأَضرِبُكَ وَ مِن ذَلِكَ أَنّ أَزيَدَ بنَ قَيسٍ وَ النّضرَ بنَ الحَارِثِ اجتَمَعَا عَلَي أَن يَسأَلَاهُ عَنِ الغُيُوبِ فَدَخَلَا عَلَيهِ فَأَقبَلَ النّبِيّص عَلَي أَزيَدَ فَقَالَ يَا أَزيَدُ أَ تَذكُرُ مَا جِئتَ لَهُ يَومَ كَذَا وَ مَعَكَ عَامِرُ بنُ الطّفَيلِ وَ أَخبَرَ بِمَا كَانَ مِنهُمَا فَقَالَ أَزيَدُ وَ اللّهِ مَا حضَرَنَيِ وَ عَامِراً أَحَدٌ وَ مَا أَخبَرَكَ بِهَذَا إِلّا مَلَكُ السّمَاءِ وَ أَنَا أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَنّكَ رَسُولُ اللّهِ وَ مِن ذَلِكَ أَنّ نَفَراً مِنَ اليَهُودِ أَتَوهُ فَقَالُوا لأِبَيِ الحَسَنِ جدَيّ استَأذِن لَنَا عَلَي ابنِ عَمّكَ نَسأَلُهُ فَدَخَلَ عَلِيّ ع فَأَعلَمَهُ فَقَالَ النّبِيّص وَ مَا يُرِيدُونَ منِيّ فإَنِيّ
صفحه : 229
عَبدٌ مِن عَبِيدِ اللّهِ لَا أَعلَمُ إِلّا مَا علَمّنَيِ ربَيّ ثُمّ قَالَ أَذِنَ لَهُم فَدَخَلُوا عَلَيهِ فَقَالَ أَ تسَألَوُنيّ عَمّا جِئتُم لَهُ أَم أُنَبّئُكُم قَالُوا نَبّئنَا قَالَ جِئتُم تسَألَوُنيّ عَن ذيِ القَرنَينِ قَالُوا نَعَم قَالَ كَانَ غُلَاماً مِن أَهلِ الرّومِ ثُمّ مَلَكَ وَ أَتَي مَطلَعَ الشّمسِ وَ مَغرِبَهَا ثُمّ بَنَي السّدّ فِيهَا قَالُوا نَشهَدُ أَنّ هَذَا كَذَا وَ مِن ذَلِكَ أَنّ وَابِصَةَ بنَ مَعبَدٍ الأسَدَيِّ أَتَاهُ فَقَالَ لَا أَدَعُ مِنَ البِرّ وَ الإِثمِ شَيئاً إِلّا سَأَلتُهُ عَنهُ فَلَمّا أَتَاهُ قَالَ لَهُ بَعضُ أَصحَابِهِ إِلَيكَ يَا وَابِصَةُ عَن رَسُولِ اللّهِ فَقَالَ النّبِيّ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ دَعهُ ادنُه يَا وَابِصَةُ فَدَنَوتُ فَقَالَ أَ تَسأَلُ عَمّا جِئتَ لَهُ أَو أُخبِرُكَ قَالَ أخَبرِنيِ قَالَ جِئتَ تَسأَلُ عَنِ البِرّ وَ الإِثمِ قَالَ نَعَم فَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَي صَدرِهِ ثُمّ قَالَ يَا وَابِصَةُ البِرّ مَا اطمَأَنّت بِهِ النّفسُ وَ البِرّ مَا اطمَأَنّ بِهِ الصّدرُ وَ الإِثمُ مَا تَرَدّدَ فِي الصّدرِ وَ جَالَ فِي القَلبِ وَ إِن أَفتَاكَ النّاسُ وَ أَفتَوكَ وَ مِن ذَلِكَ أَنّهُ أَتَاهُ وَفدُ عَبدِ القَيسِ فَدَخَلُوا عَلَيهِ فَلَمّا أَدرَكُوا حَاجَتَهُم عِندَهُ قَالَ ائتوُنيِ بِتَمرِ أَهلِكُم مِمّا مَعَكُم فَأَتَاهُ كُلّ رَجُلٍ مِنهُم بِنَوعٍ مِنهُ فَقَالَ النّبِيّص هَذَا يُسَمّي كَذَا وَ هَذَا يُسَمّي كَذَا فَقَالُوا أَنتَ أَعلَمُ بِتَمرِ أَرضِنَا فَوَصَفَ لَهُم أَرضَهُم فَقَالُوا أَ دَخَلتَهَا قَالَ لَا وَ لَكِن فُسِحَ لِي فَنَظَرتُ إِلَيهَا فَقَامَ رَجُلٌ مِنهُم فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ هَذَا خاَليِ وَ بِهِ خَبَلٌ فَأَخَذَ بِرِدَائِهِ ثُمّ قَالَ اخرُج عَدُوّ اللّهِ ثَلَاثاً ثُمّ أَرسَلَهُ فَبَرَأَ وَ أَتَوهُ بِشَاةٍ هَرِمَةٍ فَأَخَذَ أَحَدَ أُذُنَيهَا بَينَ أَصَابِعِهِ فَصَارَ لَهَا مِيسَماً ثُمّ قَالَ خُذُوهَا فَإِنّ هَذِهِ السّمَةَ فِي آذَانِ مَا تَلِدُ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ فهَيَِ تَوَالَدُ وَ تِلكَ فِي آذَانِهَا مَعرُوفَةً غَيرَ مَجهُولَةٍ وَ مِن ذَلِكَ أَنّهُ كَانَ فِي سَفَرٍ فَمَرّ عَلَي بَعِيرٍ قَد أَعيَا وَ قَامَ مُبَرّكاً عَلَي أَصحَابِهِ فَدَعَا بِمَاءٍ فَتَمَضمَضَ مِنهُ فِي إِنَاءٍ وَ تَوَضّأَ وَ قَالَ افتَح فَاهُ فَصَبّ فِي فِيهِ فَمَرّ ذَلِكَ المَاءُ عَلَي رَأسِهِ وَ حَارِكِهِ ثُمّ قَالَ أللّهُمّ احمِل خَلّاداً وَ عَامِراً وَ رَفِيقَهُمَا وَ هُمَا صَاحِبَا الجَمَلِ
صفحه : 230
فَرَكِبُوهُ وَ إِنّهُ لَيَهتَزّ بِهِم أَمَامَ الخَيلِ وَ مِن ذَلِكَ أَنّ نَاقَةً لِبَعضِ أَصحَابِهِ ضَلّت فِي سَفَرٍ كَانَت فِيهِ فَقَالَ صَاحِبُهَا لَو كَانَ نَبِيّاً يَعلَمُ أَمرَ النّاقَةِ فَبَلَغَ ذَاكَ النّبِيّص فَقَالَ الغَيبُ لَا يَعلَمُهُ إِلّا اللّهُ انطَلِق يَا فُلَانُ فَإِنّ نَاقَتَكَ بِمَوضِعِ كَذَا وَ كَذَا قَد تَعَلّقَ زِمَامُهَا بِشَجَرَةٍ فَوَجَدَهَا كَمَا قَالَ وَ مِن ذَلِكَ أَنّهُ مَرّ عَلَي بَعِيرٍ سَاقِطٍ فَتَبَصبَصَ لَهُ فَقَالَ إِنّهُ لَيَشكُو شَرّ وِلَايَةِ أَهلِهِ لَهُ وَ سَأَلَهُ أَن يُخرَجَ عَنهُم فَسَأَلَ عَن صَاحِبِهِ فَأَتَاهُ فَقَالَ بِعهُ وَ أَخرِجهُ عَنكَ فَأَنَاخَ البَعِيرُ يَرغُو ثُمّ نَهَضَ وَ تَبِعَ النّبِيّص فَقَالَ يسَألَنُيِ أَن أَتَوَلّي أَمرَهُ فَبَاعَهُ مِن عَلِيّ ع فَلَم يَزَل عِندَهُ إِلَي أَيّامِ صِفّينَ وَ مِن ذَلِكَ أَنّهُ كَانَ فِي مَسجِدِهِ إِذ أَقبَلَ جَمَلٌ نَادّ حَتّي وَضَعَ رَأسَهُ فِي حِجرِهِ ثُمّ خَرخَرَ فَقَالَ النّبِيّص يَزعُمُ هَذَا أَنّ صَاحِبَهُ يُرِيدُ أَن يَنحَرَهُ فِي وَلِيمَةٍ عَلَي ابنِهِ فَجَاءَ يَستَغِيثُ فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللّهِ هَذَا لِفُلَانٍ وَ قَد أَرَادَ بِهِ ذَلِكَ فَأَرسَلَ إِلَيهِ وَ سَأَلَهُ أَن لَا يَنحَرَهُ فَفَعَلَ وَ مِن ذَلِكَ أَنّهُ دَعَا عَلَي مُضَرَ فَقَالَ أللّهُمّ اشدُد وَطأَتَكَ عَلَي مُضَرَ وَ اجعَلهَا عَلَيهِم كسَنِيِ يُوسُفَ فَأَصَابَهُم سِنُونَ فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ فَوَ اللّهِ مَا أَتَيتُكَ حَتّي لَا يَخطُرَ لَنَا فَحلٌ وَ لَا يَتَرَدّدَ مِنّا رَائِحٌ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أللّهُمّ دَعَوتُكَ فأَجَبَتنَيِ وَ سَأَلتُكَ فأَعَطيَتنَيِ أللّهُمّ فَاسقِنَا غَيثاً مُغِيثاً مَرِيئاً سَرِيعاً طَبَقاً سِجَالًا عَاجِلًا غَيرَ رَائِثٍ نَافِعاً غَيرَ ضَارّ فَمَا قَامَ حَتّي مَلَأَ كُلّ شَيءٍ وَ دَامَ عَلَيهِم جُمعَةً فَأَتَوهُ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ انقَطَعَت سُبُلُنَا وَ أَسوَاقُنَا فَقَالَ النّبِيّص حَوَالَينَا وَ لَا عَلَينَا فَانجَابَتِ السّحَابَةُ عَنِ المَدِينَةِ وَ صَارَ فِيمَا حَولَهَا وَ أُمطِرُوا أَشهُراً
صفحه : 231
وَ مِن ذَلِكَ أَنّهُ تَوَجّهَ إِلَي الشّامِ قَبلَ مَبعَثِهِ مَعَ نَفَرٍ مِن قُرَيشٍ فَلَمّا كَانَ بِحِيَالِ بَحِيرٍ الرّاهِبِ نَزَلُوا بِفِنَاءِ دَيرِهِ وَ كَانَ عَالِماً بِالكُتُبِ وَ قَد كَانَ قَرَأَ فِي التّورَاةِ مُرُورَ النّبِيّ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ بِهِ وَ عَرَفَ أَوَانَ ذَلِكَ فَأَمَرَ فدَعُيَِ[فَدَعَا] إِلَي طَعَامِهِ فَأَقبَلَ يَطلُبُ الصّفَةَ فِي القَومِ فَلَم يَجِدهَا فَقَالَ هَل بقَيَِ فِي رِحَالِكُم أَحَدٌ فَقَالُوا غُلَامٌ يَتِيمٌ فَقَامَ بَحِيرٌ الرّاهِبُ فَأَطلَعَ فَإِذَا هُوَ بِرَسُولِ اللّهِص نَائِمٌ وَ قَد أَظَلّتهُ سَحَابَةٌ فَقَالَ لِلقَومِ ادعُوا هَذَا اليَتِيمَ فَفَعَلُوا وَ بَحِيرٌ مُشرِفٌ عَلَيهِ وَ هُوَ يَسِيرُ وَ السّحَابَةُ قَد أَظَلّتهُ فَأَخبَرَ القَومَ بِشَأنِهِ وَ أَنّهُ سَيُبعَثُ فِيهِم رَسُولًا وَ مَا يَكُونُ مِن حَالِهِ وَ أَمرِهِ فَكَانَ القَومُ بَعدَ ذَلِكَ يَهَابُونَهُ وَ يُجِلّونَهُ فَلَمّا قَدِمُوا أَخبَرُوا قُرَيشاً بِذَلِكَ وَ كَانَ مَعَهُم عَبدُ خَدِيجَةَ بِنتِ خُوَيلِدٍ فَرَغِبَت فِي تَزوِيجِهِ وَ هيَِ سَيّدَةُ نِسَاءِ قُرَيشٍ وَ قَد خَطَبَهَا كُلّ صِندِيدٍ وَ رَئِيسٍ قَد أَبَتهُم فَزَوّجَتهُ نَفسَهَا باِلذّيِ بَلَغَهَا مِن خَبَرِ بَحِيرٍ وَ مِن ذَلِكَ أَنّهُ كَانَ بِمَكّةَ قَبلَ الهِجرَةِ أَيّامَ أَلَبّت عَلَيهِ قَومُهُ وَ عَشَائِرُهُ فَأَمَرَ عَلِيّاً أَن يَأمُرَ خَدِيجَةَ أَن تَتّخِذَ لَهُ طَعَاماً فَفَعَلَت ثُمّ أَمَرَهُ أَن يَدعُوَ لَهُ أَقرِبَاءَهُ مِن بنَيِ عَبدِ المُطّلِبِ فَدَعَا أَربَعِينَ رَجُلًا فَقَالَ أَحضِر لَهُم طَعَاماً يَا عَلِيّ فَأَتَاهُ بِثَرِيدَةٍ وَ طَعَامٍ يَأكُلُهُ الثّلَاثَةُ وَ الأَربَعَةُ فَقَدّمَهُ إِلَيهِم وَ قَالَ كُلُوا وَ سَمّوا فَسَمّي وَ لَم يُسَمّ القَومُ فَأَكَلُوا وَ صَدَرُوا شَبعَي[ وَ شَبِعُوا] فَقَالَ أَبُو جَهلٍ جَادَ مَا سَحَرَكُم مُحَمّدٌ يُطعِمُ مِن طَعَامِ ثَلَاثَةِ رِجَالٍ أَربَعِينَ رَجُلًا هَذَا وَ اللّهِ السّحَرُ ألّذِي لَا بَعدَهُ فَقَالَ عَلِيّ ع ثُمّ أمَرَنَيِ بَعدَ أَيّامٍ فَاتّخَذتُ لَهُ مِثلَهُ وَ دَعَوتُهُم بِأَعيَانِهِم فَطَعِمُوا وَ صَدَرُوا
صفحه : 232
وَ مِن ذَلِكَ أَنّ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ دَخَلتُ السّوقَ فَابتَعتُ لَحماً بِدِرهَمٍ وَ ذُرَةً بِدِرهَمٍ وَ أَتَيتُ فَاطِمَةَ ع حَتّي إِذَا فَرَغَت مِنَ الخَبزِ وَ الطّبخِ قَالَت لَو دَعَوتَ أَبِي فَأَتَيتُهُ وَ هُوَ مُضطَجِعٌ وَ هُوَ يَقُولُ أَعُوذُ بِاللّهِ مِنَ الجُوعِ ضَجِيعاً فَقُلتُ لَهُ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّ عِندَنَا طَعَاماً فَقَامَ وَ اتّكَأَ عَلَيّ وَ مَضَينَا نَحوَ فَاطِمَةَ ع فَلَمّا دَخَلنَا قَالَ هَلُمّ طَعَامَكِ يَا فَاطِمَةُ فَقَدّمَت إِلَيهِ البُرمَةَ وَ القُرصَ فَغَطّي القُرصَ وَ قَالَ أللّهُمّ بَارِك لَنَا فِي طَعَامِنَا ثُمّ قَالَ اغرفُيِ لِعَائِشَةَ فَغَرَفَت ثُمّ قَالَ اغرفُيِ لِأُمّ سَلَمَةَ فَمَا زَالَت تَغرُفُ حَتّي وَجّهَت إِلَي نِسَائِهِ التّسعِ قُرصَةً قُرصَةً وَ مَرَقاً ثُمّ قَالَ اغرفُيِ لِابنَيكِ وَ بَعلِكِ ثُمّ قَالَ اغرفُيِ وَ كلُيِ وَ أهَديِ لِجَارَاتِكِ فَفَعَلَت وَ بقَيَِ عِندَهُم أَيّاماً يَأكُلُونَ وَ مِن ذَلِكَ أَنّ امرَأَةَ عَبدِ اللّهِ بنِ مُسلِمٍ أَتَتهُ بِشَاةٍ مَسمُومَةٍ وَ مَعَ النّبِيّص بِشرُ بنُ البَرَاءِ بنِ عَازِبٍ فَتَنَاوَلَ النّبِيّص الذّرَاعَ وَ تَنَاوَلَ بِشرٌ الكُرَاعَ فَأَمّا النّبِيّص فَلَاكَهَا وَ لَفَظَهَا وَ قَالَ إِنّهَا لتَخُبرِنُيِ أَنّهَا مَسمُومَةٌ وَ أَمّا بِشرٌ فَلَاكَ المُضغَةَ وَ ابتَلَعَهَا فَمَاتَ فَأَرسَلَ إِلَيهَا فَأَقَرّت فَقَالَ مَا حَمَلَكِ عَلَي مَا فَعَلتِ قَالَت قَتَلتَ زوَجيِ وَ أَشرَافَ قوَميِ فَقُلتُ إِن كَانَ مَلِكاً قَتَلتُهُ وَ إِن كَانَ نَبِيّاً فَسَيُطلِعُهُ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي عَلَي ذَلِكَ وَ مِن ذَلِكَ أَنّ جَابِرَ بنَ عَبدِ اللّهِ الأنَصاَريِّ قَالَ رَأَيتُ النّاسَ يَومَ الخَندَقِ يَحفِرُونَ وَ هُم خِمَاصٌ وَ رَأَيتُ النّبِيّص يَحفِرُ وَ بَطنُهُ خَمِيصٌ فَأَتَيتُ أهَليِ فَأَخبَرتُهَا فَقَالَت مَا عِندَنَا إِلّا هَذِهِ الشّاةُ وَ مُحرَزٌ مِن ذُرَةٍ قَالَ فاَخبزِيِ وَ ذَبَحَ الشّاةَ وَ طَبَخُوا شِقّهَا وَ شَوَوا الباَقيَِ حَتّي إِذَا أَدرَكَ أَتَي النّبِيّص فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ اتّخَذتُ طَعَاماً فأَتنِيِ أَنتَ وَ مَن أَحبَبتَ فَشَبّكَ أَصَابِعَهُ فِي يَدِهِ ثُمّ نَادَي أَلَا إِنّ جَابِراً يَدعُوكُم إِلَي طَعَامِهِ فَأَتَي أَهلَهُ مَذعُوراً خَجِلًا فَقَالَ لَهَا هيَِ الفَضِيحَةُ قَد جَفَلَ بها[بِهِم]أَجمَعِينَ فَقَالَت أَنتَ دَعَوتَهُم أَم هُوَ قَالَ هُوَ قَالَت فَهُوَ أَعلَمُ بِهِم فَلَمّا رَآنَا أَمَرَ بِالأَنطَاعِ فَبُسِطَت عَلَي الشّوَارِعِ وَ أَمَرَهُ
صفحه : 233
أَن يَجمَعَ التوّاَريَِ يعَنيِ قِصَاعاً كَانَت مِن خَشَبٍ وَ الجِفَانَ ثُمّ قَالَ مَا عِندَكُم مِنَ الطّعَامِ فَأَعلَمتُهُ فَقَالَ غَطّوا السّدَانَةَ وَ البُرمَةَ وَ التّنّورَ وَ اغرُفُوا وَ أَخرِجُوا الخُبزَ وَ اللّحمَ وَ غَطّوا فَمَا زَالُوا يَغرُفُونَ وَ يَنقُلُونَ وَ لَا يَرَونَهُ يَنقُصُ شَيئاً حَتّي شَبِعَ القَومُ وَ هُم ثَلَاثَةُ آلَافٍ ثُمّ أَكَلَ جَابِرٌ وَ أَهلُهُ وَ أَهدُوا وَ بقَيَِ عِندَهُم أَيّاماً وَ مِن ذَلِكَ أَنّ سَعدَ بنَ عِبَادَةَ الأنَصاَريِّ أَتَاهُ عَشِيّةً وَ هُوَ صَائِمٌ فَدَعَاهُ إِلَي طَعَامِهِ وَ دَعَا مَعَهُ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع فَلَمّا أَكَلُوا قَالَ النّبِيّص نبَيِّ وَ وصَيِّ أَيَا سَعدُ أَكَلَ طَعَامَكَ الأَبرَارُ وَ أَفطَرَ عِندَكَ الصّائِمُونَ وَ صَلّت عَلَيكُمُ المَلَائِكَةُ فَحَمَلَهُ سَعدٌ عَلَي حِمَارٍ قَطُوفٍ وَ أَلقَي عَلَيهِ قَطِيفَةً فَرَجَعَ الحِمَارُ وَ إِنّهُ لَهِملَاجٌ مَا يُسَايَرُ وَ مِن ذَلِكَ أَنّهُ أَقبَلَ مِنَ الحُدَيبِيَةِ وَ فِي الطّرِيقِ مَاءٌ يَخرُجُ مِن وَشَلٍ بِقَدرِ مَا يرُويِ الرّاكِبَ وَ الرّاكِبَينِ فَقَالَ مَن سَبَقَنَا إِلَي المَاءِ فَلَا يَستَقِيَنّ مِنهُ فَلَمّا انتَهَي إِلَيهِ دَعَا بِقَدَحٍ فَتَمَضمَضَ فِيهِ ثُمّ صَبّهُ فِي المَاءِ فَفَاضَ المَاءُ فَشَرِبُوا وَ مَلَئُوا أَدَاوَاهُم وَ مَيَاضِيَهُم وَ تَوَضّئُوا فَقَالَ النّبِيّص لَئِن بَقِيتُم وَ[ أَو]بقَيَِ مِنكُم ليسقين [لَيَسمَعَنّ]بِهَذَا الواَديِ يسَقيِ[بسِقَيِ] مَا بَينَ يَدَيهِ مِن كَثرَةِ مَائِهِ فَوَجَدُوا ذَلِكَ كَمَا قَالَ وَ مِن ذَلِكَ إِخبَارُهُ عَنِ الغُيُوبِ وَ مَا كَانَ وَ مَا يَكُونُ فَوَجَدُوا ذَلِكَ مُوَافِقاً لِمَا يَقُولُ وَ مِن ذَلِكَ أَنّهُ أَخبَرَ صَبِيحَةَ اللّيلَةِ التّيِ أسُريَِ بِهِ بِمَا رَأَي فِي سَفَرِهِ فَأَنكَرَ ذَلِكَ بَعضٌ وَ صَدّقَهُ بَعضٌ فَأَخبَرَهُم بِمَا رَأَي مِنَ المَارّةِ وَ المُمتَارَةِ وَ هَيئَتِهِم وَ مَنَازِلِهِم وَ مَا مَعَهُم مِنَ الأَمتِعَةِ وَ أَنّهُ رَأَي عِيراً أَمَامَهَا بَعِيرٌ أَورَقُ وَ أَنّهُ يَطلُعُ يَومَ كَذَا مِنَ العَقَبَةِ مَعَ طُلُوعِ الشّمسِ فَعَدَوا[فَغَدَوا]يَطلُبُونَ تَكذِيبَهُ لِلوَقتِ ألّذِي وَقّتَهُ لَهُم فَلَمّا كَانُوا هُنَاكَ طَلَعَتِ الشّمسُ فَقَالَ بَعضُهُم كَذَبَ السّاحِرُ وَ بَصُرَ آخَرُونَ بِالعِيرِ قَد أَقبَلَت يَقدُمُهَا الأَورَقُ فَقَالُوا صَدَقَ هَذِهِ نِعَمٌ قَد أَقبَلَت
صفحه : 234
وَ مِن ذَلِكَ أَنّهُ أَقبَلَ مِن تَبُوكَ فَجَهَدُوا عَطَشاً وَ بَادَرَ النّاسُ إِلَيهِ يَقُولُونَ المَاءَ المَاءَ يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ لأِبَيِ هُرَيرَةَ هَل مَعَكَ مِنَ المَاءِ شَيءٌ قَالَ كَقَدرِ قَدَحٍ فِي ميِضاَتيِ قَالَ هَلُمّ مِيضَاتَكَ فَصَبّ مَا فِيهِ فِي قَدَحٍ وَ دَعَا وَ أَوعَاهُ وَ قَالَ نَادِ مَن أَرَادَ المَاءَ فَأَقبَلُوا يَقُولُونَ المَاءَ يَا رَسُولَ اللّهِ فَمَا زَالَ يَسكُبُ وَ أَبُو هُرَيرَةَ يسَقيِ حَتّي روَيَِ القَومُ أَجمَعُونَ وَ مَلَئُوا مَا مَعَهُم ثُمّ قَالَ لأِبَيِ هُرَيرَةَ اشرَب فَقَالَ بَل آخِرُكُم شُرباً فَشَرِبَ رَسُولُ اللّهِص وَ شَرِبَ وَ مِن ذَلِكَ أَنّ أُختَ عَبدِ اللّهِ بنِ رَوَاحَةَ الأنَصاَريِّ مَرّت بِهِ أَيّامَ حَفرِهِمُ الخَندَقَ فَقَالَ لَهَا أَينَ تُرِيدِينَ قَالَت إِلَي عَبدِ اللّهِ بِهَذِهِ التّمَرَاتِ فَقَالَ هَاتِيهِنّ فَنَثَرَت فِي كَفّهِ ثُمّ دَعَا بِالأَنطَاعِ وَ فَرّقَهَا عَلَيهَا وَ غَطّاهَا بِالأُزُرِ وَ قَامَ وَ صَلّي فَفَاضَ التّمرُ عَلَي الأَنطَاعِ ثُمّ نَادَي هَلُمّوا وَ كُلُوا فَأَكَلُوا وَ شَبِعُوا وَ حَمَلُوا مَعَهُم وَ دَفَعَ مَا بقَيَِ إِلَيهَا وَ مِن ذَلِكَ أَنّهُ كَانَ فِي سَفَرٍ فَأَجهَدُوا جُوعاً فَقَالَ مَن كَانَ مَعَهُ زَادٌ فَليَأتِنَا بِهِ فَأَتَاهُ نَفَرٌ مِنهُم بِمِقدَارِ صَاعٍ فَدَعَا بِالأُزُرِ وَ الأَنطَاعِ ثُمّ صَبّ التّمرَ عَلَيهَا وَ دَعَا رَبّهُ فَأَكثَرَ اللّهُ ذَلِكَ التّمرَ حَتّي كَانَ أَزوَادَهُم إِلَي المَدِينَةِ وَ مِن ذَلِكَ أَنّهُ أَقبَلَ مِن بَعضِ أَسفَارِهِ فَأَتَاهُ قَومٌ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّ لَنَا بِئراً إِذَا كَانَ القَيظُ اجتَمَعنَا عَلَيهَا وَ إِذَا كَانَ الشّتَاءُ تَفَرّقنَا عَلَي مِيَاهٍ حَولَنَا وَ قَد صَارَ مَن حَولَنَا عَدُوّاً لَنَا فَادعُ اللّهَ فِي بِئرِنَا فَتَفَلَص فِي بِئرِهِم فَفَاضَتِ المِيَاهُ المَغِيبَةُ وَ كَانُوا لَا يَقدِرُونَ أَن يَنظُرُوا إِلَي قَعرِهَا بَعدُ مِن كَثرَةِ مَائِهَا فَبَلَغَ ذَلِكَ مُسَيلَمَةَ الكَذّابَ فَحَاوَلَ مِثلَهُ مِن قَلِيبٍ قَلِيلٍ مَاؤُهُ فَتَفَلَ الأَنكَدُ فِي القَلِيبِ فَغَارَ مَاؤُهُ وَ صَارَ كَالجُبُوبِ وَ مِن ذَلِكَ أَنّ سُرَاقَةَ بنَ جُعشُمٍ حِينَ وَجّهَهُ قُرَيشٌ فِي طَلَبِهِ نَاوَلَهُ نَبلًا مِن كِنَانَتِهِ وَ قَالَ لَهُ سَتَمُرّ برِعُاَتيِ فَإِذَا وَصَلتَ إِلَيهِم فَهَذَا علَاَمتَيِ اطعَم عِندَهُم وَ اشرَب فَلَمّا انتَهَي
صفحه : 235
إِلَيهِم أَتَوهُ بِعَنزٍ حَائِلٍ فَمَسَحَص ضَرعَهَا فَصَارَت حَامِلًا وَ دَرّت حَتّي مَلَئُوا الإِنَاءَ وَ ارتَوَوا وَ مِن ذَلِكَ أَنّهُ نَزَلَ بِأُمّ شَرِيكٍ فَأَتَتهُ بِعُكّةٍ فِيهَا سَمنٌ يَسِيرٌ فَأَكَلَ هُوَ وَ أَصحَابُهُ ثُمّ دَعَا لَهَا بِالبَرَكَةِ فَلَم تَزَلِ العُكّةُ تَصُبّ سَمناً أَيّامَ حَيَاتِهَا وَ مِن ذَلِكَ أَنّ أَمّ جَمِيلٍ امرَأَةَ أَبِي لَهَبٍ أَتَتهُ حِينَ نَزَلَت سُورَةُ تَبّت وَ مَعَ النّبِيّص أَبُو بَكرِ بنُ أَبِي قُحَافَةَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ هَذِهِ أَمّ جَمِيلٍ مُحفَظَةً أَي مُغضَبَةً تُرِيدُكَ وَ مَعَهَا حَجَرٌ تُرِيدُ أَن تَرمِيَكَ بِهِ فَقَالَ إِنّهَا لَا ترَاَنيِ فَقَالَت لأِبَيِ بَكرٍ أَينَ صَاحِبُكَ قَالَ حَيثُ شَاءَ اللّهُ قَالَت لَقَد جِئتُهُ وَ لَو أَرَاهُ لَرَمَيتُهُ فَإِنّهُ هجَاَنيِ وَ اللّاتِ وَ العُزّي إنِيّ لَشَاعِرَةٌ فَقَالَ أَبُو بَكرٍ يَا رَسُولَ اللّهِ لَم تَرَكَ قَالَ لَا ضَرَبَ اللّهُ بيَنيِ وَ بَينَهَا حِجَاباً وَ مِن ذَلِكَ كِتَابُهُ المُهَيمِنُ البَاهِرُ لِعُقُولِ النّاظِرِينَ مَعَ مَا أعُطيَِ مِنَ الخِلَالِ التّيِ إِن ذَكَرنَاهَا لَطَالَت فَقَالَتِ اليَهُودُ وَ كَيفَ لَنَا بِأَن نَعلَمَ أَنّ هَذَا كَمَا وَصَفتَ فَقَالَ لَهُم مُوسَي ع وَ كَيفَ لَنَا بِأَن نَعلَمَ أَنّ مَا تَذكُرُونَ مِن آيَاتِ مُوسَي صَلّي اللّهُ عَلَيهِ عَلَي مَا تَصِفُونَ قَالُوا عَلِمنَا ذَلِكَ بِنَقلِ البَرَرَةِ الصّادِقِينَ قَالَ لَهُم فَاعلَمُوا صِدقَ مَا أَتَينَاكُم بِهِ بِخَبَرِ طِفلٍ لَقّنَهُ اللّهُ مِن غَيرِ تَلقِينٍ وَ لَا مَعرِفَةٍ عَنِ النّاقِلِينَ فَقَالُوا نَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ وَ أَنّكُمُ الأَئِمّةُ وَ القَادَةُ وَ الحُجَجُ مِن عِندِ اللّهِ عَلَي خَلقِهِ فَوَثَبَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع فَقَبّلَ بَينَ عيَنيَّ ثُمّ قَالَ أَنتَ القَائِمُ مِن بعَديِ فَلِهَذَا قَالَتِ الوَاقِفَةُ إِنّهُ حيَّ وَ إِنّهُ القَائِمُ ثُمّ كَسَاهُم أَبُو عَبدِ اللّهِ ع وَ وَهَبَ لَهُم وَ انصَرَفُوا مُسلِمِينَ
صفحه : 236
توضيح قال الفيروزآبادي غلام خماسي طوله خمسة أشبار و قال رقبه انتظره والشيء حرسه . قوله ذمة نبيكم أي عهده أوحرمته والعنت محركة الفساد والإثم والهلاك ودخول المشقة علي الإنسان . قوله ع فمنعت في أوان رسالته لعله محمول علي المنع الشديد أوالمراد بأوان الرسالة ماتقدمها أيضا إلي الولادة لئلا ينافي ماسبق من أن ظهور ذلك كان عندولادته ص وأيفع الغلام أي ارتفع . و قوله ع و هذا بعد ماأخبره سيف بن ذي يزن خلاف ما هوالمشهور من أن قصة الفيل كانت في سنة ولادته ص أوقبله كمامر و هذاأوثق لصحة الخبر ويمكن أن يتكلف بحمل هذاالخبر من سيف علي خبر آخر غير ماسبق أوبحمل قوله بأن هذه الصفة في محمد علي أن المراد الصفة من حيث الأب والأم والآثار بأن يكون قبل مولده و لايخفي بعدهما والذود من الإبل ما بين الثلاث إلي العشر. قوله أعدوني أي انصروني ولواه بحقه أي مطله . قوله فساخت أي دخلت وغابت . قوله و ماانثني أي لم ينعطف و لم يرجع إلي النبي ص أو عن ذلك العهد. قوله حال كذا في أكثر النسخ بالحاء المهملة ولعله أمر من حالي يحالي يقال حاليته أي طايبته و في بعضها بالمعجمة ولعله بتشديد اللام من المخالة بمعني المصادقة أي كن صديقي وخليلي. قوله لايخبر شيئا كذا في أكثر النسخ بالخاء المعجمة والباء الموحدة فيحتمل أن يكون بضم الباء أي لايعلم شيئا و لايبعد أن يكون في الأصل لايحير بالحاء المهملة والياء المثناة من قولهم طحنت فما أحارت شيئا أي ماردت شيئا من الدقيق ذكره
صفحه : 237
علي سبيل المثل أوبالجيم والزاء المعجمة أي مايجيز القتل أوبالجيم والسين المهملة أي لايجترئ عليه و هوأظهر والفتك أن يأتي الرجل صاحبه و هوغار غافل حتي يشد عليه فيقتله . قوله ص فسح لي علي المجهول أي وسع لي ورفعت الحجب عني. قوله فصار لها ميسما أي هذاالأخذ صار لها بمنزلة الميسم حيث أثر فيها. قوله ص الغيب لايعلمه إلا الله أقول يحتمل وجوها.الأول أن عدم إخباري أولا إنما كان لعدم علمي به و لم يخبرني الله به وإنما أخبرني في هذاالوقت .الثاني أن يكون المراد بيان أن ماأخبره ص من قبل الله ليكون دليلا علي نبوته .الثالث التبري عن أن ينسبوه إلي أنه يعلم الغيب بنفسه والأوسط أظهر. وبصبص الكلب وتبصبص حرك ذنبه والتبصبص التملق ورغا البعير صاح والخرخرة صوت النمر وصوت السنور استعير هنا لصوت البعير. قوله ص أللهم اشدد وطأتك قال الجزري الوطأة في الأصل الدوس بالقدم فسمي به الغزو والقتل لأن من يطأ الشيء برجله فقد استقصي في إهلاكه وإهانته و منه الحديث أللهم اشدد وطأتك علي مضر أي خذهم أخذا شديدا و قال السنة الجدب و قال في حديث الاستسقاء مايخطر لنا جمل أي مايحرك ذنبه هزالا لشدة القحط والجدب يقال خطر البعير بذنبه يخطر إذارفعه وحطه انتهي قوله رائح أي حيوان يأتينا عندالرواح بالبركة أوماش من قولهم راح إذامشي وذهب قوله ص مغيثا من الإغاثة بمعني الإعانة عندالاضطرار أويأتي بعده بغيث آخر أومعشبا فإن الغيث يطلق علي الكلاء ينبت بماء السماء و قال الجزري في حديث الاستسقاء اسقنا غيثا مريئا مريعا يقال مرئ الطعام وأمرأني إذا لم يثقل علي المعدة وانحدر عنها طيبا والمريع المخصب الناجع وغيث طبق أي عام واسع ويقال سجلت الماء
صفحه : 238
سجلا إذاصببته صبا متصلا و قال غيررائث أي غيربطيء متأخر من راث إذاأبطأ و قال فيه أللهم حوالينا و لاعلينا يقال رأيت الناس حوله وحواليه أي مطيفين به من جوانبه يريد أللهم أنزل الغيث في مواضع النبات لامواضع الأبنية و فيه فانجاب السحاب عن المدينة أي انجمع وتقبض بعضه إلي بعض وانكشف عنها.انتهي . قوله ع فأمر أي بطعام والصنديد بالكسر السيد الشجاع ويقال ألب علي كذا إذا لم يفارقه أو هو من التأليب و هوالتحريض والإفساد قوله وصدروا أي رجعوا والبرمة بالضم قدر من حجارة والكراع كغراب مستدق الساق قوله وهم خماص بالكسر أي جياع . قوله ومحرز علي بناء المفعول أي شيءقليل أحرزته لعيالي ولعل فيه تصحيفا قوله جفل بهم أي أسرع وذهب ويقال انجفل القوم أي انقلعوا فمضوا و في بعض النسخ بالحاء المهملة. قال الفيروزآبادي حفل الوادي بالسيل جاء بمل ء جنبيه والسماء اشتد مطرها والدمع كثر والقوم اجتمعوا. قوله غطوا السدانة لم نعرف له معني مناسبا ولعله كان في الأصل بالسدانة البرمة فصحف والسدان بالكسر الستر ويقال قطفت الدابة أي ضاق مشيها فهي قطوف والهملاج بالكسر السريع السير الواسع الخطو قوله مايساير أي لاتسير معه دابة و لايسابق لسرعة سيره . قال الجزري في الحديث إن رجلا من الأنصار قال حملنا رسول الله ص علي حمار لنا قطوف فنزل عنه فإذا هوفراغ لايساير أي سريع المشي واسع الخطو انتهي والوشل بالتحريك الماء القليل ووشل الماء وشلا أي قطر والأداوي بفتح الواو جمع الأدوات [الإداوة] والمياضي جمع الميضاة وهي المطهرة. قوله ص يسقي ما بين يديه أي يسقي الأراضي التي عنده للزرع والامتيار جلب الميرة والعير بالكسر الإبل التي تحمل الميرة والأورق من الإبل ألذي في لونه بياض إلي سواد قوله إذا كان القيظ اجتمعنا عليها العادة تقتضي عكس ذلك فإن في
صفحه : 239
القيظ تنقص المياه و في الشتاء تزيد ولعل المراد أن في الشتاء لنا مياه [مياها]أخر فلانحتاج إلي الاجتماع علي هذاالماء و أما في الصيف فييبس تلك المياه فنجتمع عليها وهي لاتكفينا علي حال أوالمراد بالقيظ الربيع و في بعض النسخ بالضاد يقال بئر مقيضة أي كثير[كثيرة]الماء والظاهر أن النساخ بدلوا فجعلوا القيظ مكان الشتاء وبالعكس والأنكد المشئوم والجبوب الأرض أي غليظها أووجهها أوالتراب والعكة بالضم آنية السمن أصغر من القربة. و قال الجزري في حديث حنين أردت أن أحفظ الناس و أن يقاتلوا عن أهليهم وأموالهم أي أغضبهم من الحفيظة الغضب . قوله فلهذا أقول هذاكلام الراوي أوالحميري والمعني أنه ع قال أنت القائم أي بأمر الإمامة بعدي فتمسكت به الواقفة لعنهم الله وحملوه علي أنه القائم صاحب الغيبة وآخر الأئمة فأنكروا إمامة من بعده
2-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي أَبِي مُحَمّدٍ العسَكرَيِّ ع أَنّهُ قَالَ قِيلَ لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع هَل لِمُحَمّدٍص آيَةٌ مِثلُ آيَةِ مُوسَي ع فِي رَفعِهِ الجَبَلَ فَوقَ رُءُوسِ المُمتَنِعِينَ عَن قَبُولِ مَا أُمِرُوا بِهِ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إيِ وَ ألّذِي بَعَثَهُ بِالحَقّ نَبِيّاً مَا مِن آيَةٍ كَانَت لِأَحَدٍ مِنَ الأَنبِيَاءِ مِن لَدُن آدَمَ ع إِلَي أَنِ انتَهَي إِلَي مُحَمّدٍص إِلّا وَ قَد كَانَ لِمُحَمّدٍص مِثلُهَا أَو أَفضَلُ مِنهَا وَ لَقَد كَانَ لِمُحَمّدٍص نَظِيرُ هَذِهِ الآيَةِ إِلَي آيَاتٍ أُخَرَ ظَهَرَت لَهُ وَ ذَلِكَ أَنّ رَسُولَ اللّهِص لَمّا أَظهَرَ بِمَكّةَ دَعوَتَهُ وَ أَبَانَ عَنِ اللّهِ مُرَادَهُ رَمَتهُ العَرَبُ عَن قسِيِّ عَدَاوَتِهَا بِضُرُوبِ إِمكَانِهِم وَ لَقَد قَصَدتُهُ يَوماً لأِنَيّ كُنتُ أَوّلَ النّاسِ إِسلَاماً بُعِثَ يَومَ الإِثنَينِ وَ صَلّيتُ مَعَهُ يَومَ الثّلَاثَاءِ وَ بَقِيتُ مَعَهُ أصُلَيّ سَبعَ سِنِينَ حَتّي دَخَلَ نَفَرٌ فِي الإِسلَامِ وَ أَيّدَ اللّهُ تَعَالَي دِينَهُ مِن بَعدُ فَجَاءَهُ قَومٌ مِنَ المُشرِكِينَ فَقَالُوا لَهُ يَا مُحَمّدُ تَزعُمُ أَنّكَ رَسُولُ رَبّ العَالَمِينَ ثُمّ أَنّكَ لَا تَرضَي بِذَلِكَ حَتّي تَزعُمُ أَنّكَ
صفحه : 240
سَيّدُهُم وَ أَفضَلُهُم فَإِن كُنتَ نَبِيّاً فَأتِنَا بِآيَةٍ كَمَا تَذكُرُهُ عَنِ الأَنبِيَاءِ قَبلَكَ مِثَالَ نُوحٍ ألّذِي جَاءَ بِالغَرَقِ وَ نَجَا فِي سَفِينَتِهِ مَعَ المُؤمِنِينَ وَ اِبرَاهِيمَ ألّذِي ذَكَرتَ أَنّ النّارَ جُعِلَت عَلَيهِ بَرداً وَ سَلَاماً وَ مُوسَي ألّذِي زَعَمتَ أَنّ الجَبَلَ رُفِعَ فَوقَ رُءُوسِ أَصحَابِهِ حَتّي انقَادُوا لِمَا دَعَاهُم إِلَيهِ صَاغِرِينَ دَاخِرِينَ وَ عِيسَي ألّذِي كَانَ يُنَبّئُهُم بِمَا يَأكُلُونَ وَ مَا يَدّخِرُونَ فِي بُيُوتِهِم وَ صَارَ هَؤُلَاءِ المُشرِكُونَ فِرَقاً أَربَعَ هَذِهِ تَقُولُ أَظهِر لَنَا آيَةَ نُوحٍ وَ هَذِهِ تَقُولُ أَظهِر لَنَا آيَةَ مُوسَي وَ هَذِهِ تَقُولُ أَظهِر لَنَا آيَةَ اِبرَاهِيمَ وَ هَذِهِ تَقُولُ أَظهِر لَنَا آيَةَ عِيسَي فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌآتَيتُكُم[أَتَيتُكُم]بِآيَةٍ مُبَيّنَةٍ هَذَا القُرآنِ ألّذِي تَعجِزُونَ أَنتُم وَ الأُمَمُ وَ سَائِرُ العَرَبِ عَن مُعَارَضَتِهِ وَ هُوَ بِلُغَتِكُم فَهُوَ حَجّةُ اللّهِ وَ حَجّةُ نَبِيّهِ عَلَيكُم وَ مَا بَعدَ ذَلِكَ فَلَيسَ لِيَ الِاقتِرَاحُ عَلَي ربَيّوَ ما عَلَي الرّسُولِ إِلّا البَلاغُ المُبِينُ إِلَي المُقِرّينَ بِحُجّةِ صِدقِهِ وَ آيَةِ حَقّهِ وَ لَيسَ عَلَيهِ أَن يَقتَرِحَ بَعدَ قِيَامِ الحُجّةِ عَلَي رَبّهِ مَا يَقتَرِحُهُ عَلَيهِ المُقتَرِحُونَ الّذِينَ لَا يَعلَمُونَ هَلِ الصّلَاحُ أَوِ الفَسَادُ فِيمَا يَقتَرِحُونَ فَجَاءَ جَبرَئِيلُ ع فَقَالَ يَا مُحَمّدُ إِنّ العلَيِّ الأَعلَي يَقرَأُ عَلَيكَ السّلَامَ وَ يَقُولُ إنِيّ سَأُظهِرُ لَهُم هَذِهِ الآيَاتِ وَ إِنّهُم يَكفُرُونَ بِهَا إِلّا مَن أَعصِمُهُ مِنهُم وَ لكَنِيّ أُرِيهِم زِيَادَةً فِي الإِعذَارِ وَ الإِيضَاحِ لِحُجَجِكَ فَقُل لِهَؤُلَاءِ المُقتَرِحِينَ لِآيَةِ نُوحٍ ع امضُوا إِلَي جَبَلِ أَبِي قُبَيسٍ فَإِذَا بَلَغتُم سَفحَهُ فَسَتَرَونَ آيَةَ نُوحٍ ع فَإِذَا غَشِيَكُمُ الهَلَاكُ فَاعتَصِمُوا بِهَذَا وَ بِطِفلَينِ يَكُونَانِ بَينَ يَدَيهِ وَ قُل لِلفَرِيقِ الثاّنيِ المُقتَرِحِينَ لِآيَةِ اِبرَاهِيمَ
صفحه : 241
ع امضُوا إِلَي حَيثُ تُرِيدُونَ مِن ظَاهِرِ مَكّةَ فَسَتَرَونَ آيَةَ اِبرَاهِيمَ ع فِي النّارِ فَإِذَا غَشِيَكُمُ البَلَاءُ فَسَتَرَونَ فِي الهَوَاءِ امرَأَةً قَد أَرسَلَت طَرَفَ خِمَارِهَا فَتَعَلّقُوا بِهِ لِتُنجِيَكُم مِنَ الهَلَكَةِ وَ تَرُدّ عَنكُمُ النّارَ وَ قُل لِلفَرِيقِ الثّالِثِ المُقتَرِحِينَ لِآيَةِ مُوسَي ع امضُوا إِلَي ظِلّ الكَعبَةِ فَأَنتُم سَتَرَونَ آيَةَ مُوسَي ع وَ سَيُنجِيكُم هُنَاكَ عمَيّ حَمزَةُ وَ قُل لِلفَرِيقِ الرّابِعِ وَ رَئِيسُهُم أَبُو جَهلٍ وَ أَنتَ يَا أَبَا جَهلٍ فَاثبُت عنِديِ لِيَتّصِلَ بِكَ أَخبَارُ هَؤُلَاءِ الفِرَقِ الثّلَاثَةِ فَإِنّ الآيَةَ التّيِ اقتَرَحتَهَا أَنتَ تَكُونُ بحِضَرتَيِ فَقَالَ أَبُو جَهلٍ لِلفِرَقِ الثّلَاثَةِ قُومُوا فَتَفَرّقُوا لِيَتَبَيّنَ لَكُم بَاطِلُ قَولِ مُحَمّدٍ فَذَهَبَتِ الفِرقَةُ الأُولَي إِلَي جَبَلِ أَبِي قُبَيسٍ فَلَمّا صَارُوا إِلَي جَانِبِ الجَبَلِ نَبَعَ المَاءُ مِن تَحتِهِم وَ نَزَلَ مِنَ السّمَاءِ المَاءُ مِن فَوقِهِم مِن غَيرِ غَمَامَةٍ وَ لَا سَحَابٍ وَ كَثُرَ حَتّي بَلَغَ أَفوَاهَهُم فَأَلجَمَهَا وَ أَلجَأَهُم إِلَي صُعُودِ الجَبَلِ إِذ لَم يَجِدُوا مَنجًي سِوَاهُ فَجَعَلُوا يَصعَدُونَ الجَبَلَ وَ المَاءُ يَعلُو مِن تَحتِهِم إِلَي أَن بَلَغُوا ذِروَتَهُ وَ ارتَفَعَ المَاءُ حَتّي أَلجَمَهُم وَ هُم عَلَي قُلّةِ الجَبَلِ وَ أَيقَنُوا بِالغَرَقِ إِذ لَم يَكُن لَهُم مَفَرّ فَرَأَوا عَلِيّاً ع وَاقِفاً عَلَي مَتنِ المَاءِ فَوقَ قُلّةِ الجَبَلِ وَ عَن يَمِينِهِ طِفلٌ وَ عَن يَسَارِهِ طِفلٌ فَنَادَاهُم عَلِيّ خُذُوا بيِدَيِ أُنجِكُم أَو بِيَدِ مَن شِئتُم مِن هَذَينِ الطّفلَينِ فَلَم يَجِدُوا بُدّاً مِن ذَلِكَ فَبَعضُهُم أَخَذَ بِيَدِ عَلِيّ وَ بَعضُهُم أَخَذَ بِيَدِ أَحَدِ الطّفلَينِ وَ بَعضُهُم أَخَذَ بِيَدِ الطّفلِ الآخَرِ وَ جَعَلُوا يَنزِلُونَ بِهِم مِنَ الجَبَلِ وَ المَاءُ يَنزِلُ وَ يَنحَطّ مِن بَينِ أَيدِيهِم حَتّي أَوصَلُوهُم إِلَي القَرَارِ وَ المَاءُ يَدخُلُ بَعضُهُ فِي الأَرضِ وَ يَرتَفِعُ بَعضُهُ إِلَي السّمَاءِ حَتّي عَادُوا كَهَيئَتِهِم إِلَي قَرَارِ الأَرضِ فَجَاءَ عَلِيّ ع بِهِم إِلَي رَسُولِ اللّهِص وَ هُم يَبكُونَ وَ يَقُولُونَ نَشهَدُ أَنّكَ سَيّدُ المُرسَلِينَ وَ خَيرُ الخَلقِ أَجمَعِينَ رَأَينَا مِثلَ طُوفَانِ نُوحٍ ع
صفحه : 242
وَ خَلّصَنَا هَذَا وَ طِفلَانِ كَانَا مَعَهُ لَسنَا نَرَاهُمَا الآنَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أَمَا إِنّهُمَا سَيَكُونَانِ هُمَا الحَسَنُ وَ الحُسَينُ سَيُولَدَانِ لأِخَيِ هَذَا هُمَا سَيّدَا شَبَابِ أَهلِ الجَنّةِ وَ أَبُوهُمَا خَيرٌ مِنهُمَا اعلَمُوا أَنّ الدّنيَا بَحرٌ عَمِيقٌ قَد غَرِقَ فِيهَا خَلقٌ كَثِيرٌ وَ أَنّ سَفِينَةَ نَجَاتِهَا آلُ مُحَمّدٍ عَلِيّ هَذَا وَ وَلَدَاهُ اللّذَانِ رَأَيتُمُوهُمَا سَيَكُونَانِ وَ سَائِرُ أَفَاضِلِ أهَليِ فَمَن رَكِبَ هَذِهِ السّفِينَةَ نَجَا وَ مَن تَخَلّفَ عَنهَا غَرِقَ ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص فَكَذَلِكَ الآخِرَةُ حَمِيمُهَا وَ نَارُهَا كَالبَحرِ وَ هَؤُلَاءِ سُفُنُ أمُتّيِ يَعبُرُونَ بِمُحِبّيهِم وَ أَولِيَائِهِم إِلَي الجَنّةِ ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَ مَا سَمِعتَ هَذَا يَا بَا جَهلٍ قَالَ بَلَي حَتّي أَنظُرَ إِلَي الفِرقَةِ الثّانِيَةِ وَ الثّالِثَةِ فَجَاءَتِ الفِرقَةُ الثّانِيَةُ يَبكُونَ وَ يَقُولُونَ نَشهَدُ أَنّكَ رَسُولُ رَبّ العَالَمِينَ وَ سَيّدُ الخَلقِ أَجمَعِينَ مَضَينَا إِلَي صَحرَاءَ مَلسَاءَ وَ نَحنُ نَتَذَاكَرُ بَينَنَا قَولَكَ فَنَظَرنَا السّمَاءَ قَد تَشَقّقَت بِجَمرِ النّيرَانِ تَتَنَاثَرُ عَنهَا وَ رَأَينَا الأَرضَ قَد تَصَدّعَت وَ لَهَبُ النّيرَانِ يَخرُجُ مِنهَا فَمَا زَالَت كَذَلِكَ حَتّي طَبّقَتِ الأَرضَ وَ مَلَأَتهَا وَ مَسّنَا مِن شِدّةِ حَرّهَا حَتّي سَمِعنَا لِجُلُودِنَا نَشِيشاً مِن شِدّةِ حَرّهَا وَ أَيقَنّا بِالِاشتِوَاءِ وَ الِاحتِرَاقِ بِتِلكَ النّيرَانِ فَبَينَمَا نَحنُ كَذَلِكَ إِذ رُفِعَ لَنَا فِي الهَوَاءِ شَخصُ امرَأَةٍ قَد أَرخَت خِمَارَهَا فَتَدَلّي طَرفُهُ إِلَينَا بِحَيثُ تَنَالُهُ أَيدِينَا وَ إِذَا مُنَادٍ مِنَ السّمَاءِ يُنَادِينَا إِن أَرَدتُمُ النّجَاةَ فَتَمَسّكُوا بِبَعضِ أَهدَابِ هَذَا الخِمَارِ فَتَعَلّقَ كُلّ وَاحِدٍ مِنّا بِهُدبَةٍ مِن أَهدَابِ ذَلِكَ الخِمَارِ فَرُفِعنَا فِي الهَوَاءِ وَ نَحنُ نَشُقّ جَمرَ النّيرَانِ وَ لَهَبَهَا لَا يَمَسّنَا شَرَرُهَا وَ لَا يُؤذِينَا حَرّهَا وَ لَا نَثقُلُ عَلَي الهُدبَةِ التّيِ تَعَلّقنَا بِهَا وَ لَا تَنقَطِعُ الأَهدَابُ فِي أَيدِينَا عَلَي دِقّتِهَا فَمَا زَالَت كَذَلِكَ حَتّي جَازَت بِنَا تِلكَ النّيرَانَ
صفحه : 243
ثُمّ وُضِعَ كُلّ وَاحِدٍ مِنّا فِي صَحنِ دَارِهِ سَالِماً مُعَافًي ثُمّ خَرَجنَا فَالتَقَينَا فَجِئنَاكَ عَالِمِينَ بِأَنّهُ لَا مَحِيصَ عَن دِينِكَ وَ لَا مَعدِلَ عَنكَ وَ أَنتَ أَفضَلُ مَن لُجِئَ إِلَيهِ وَ اعتُمِدَ بَعدَ اللّهِ إِلَيهِ[ عَلَيهِ]صَادِقٌ فِي أَقوَالِكَ حَكِيمٌ فِي أَفعَالِكَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لأِبَيِ جَهلٍ هَذِهِ الفِرقَةُ الثّانِيَةُ قَد أَرَاهُمُ اللّهُ آيَةَ اِبرَاهِيمَ ع قَالَ أَبُو جَهلٍ حَتّي أَنظُرَ الفِرقَةَ الثّالِثَةَ وَ أَسمَعَ مَقَالَتَهَا قَالَ رَسُولُ اللّهِص لِهَذِهِ الفِرقَةِ الثّانِيَةِ لَمّا آمَنُوا يَا عِبَادَ اللّهِ إِنّ اللّهَ أَغَاثَكُم بِتِلكَ المَرأَةِ أَ تَدرُونَ مَن هيَِ قَالُوا لَا قَالَ تِلكَ تَكُونُ ابنتَيِ فَاطِمَةَ وَ هيَِ سَيّدَةُ النّسَاءِ إِنّ اللّهَ تَعَالَي إِذَا بَعَثَ الخَلَائِقَ مِنَ الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ نَادَي منُاَديِ رَبّنَا مِن تَحتِ عَرشِهِ يَا مَعشَرَ الخَلَائِقِ غُضّوا أَبصَارَكُم لِتَجُوزَ فَاطِمَةُ بِنتُ مُحَمّدٍ سَيّدَةُ نِسَاءِ العَالَمِينَ عَلَي الصّرَاطِ فَتَغُضّ الخَلَائِقُ كُلّهُم أَبصَارَهُم فَتَجُوزُ فَاطِمَةُ عَلَي الصّرَاطِ لَا يَبقَي أَحَدٌ فِي القِيَامَةِ إِلّا غَضّ بَصَرَهُ عَنهَا إِلّا مُحَمّدٌ وَ عَلِيّ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ وَ الطّاهِرُونَ مِن أَولَادِهِم فَإِنّهُم مَحَارِمُهَا فَإِذَا دَخَلَتِ الجَنّةَ بقَيَِ مِرطُهَا مَمدُوداً عَلَي الصّرَاطِ طَرَفٌ مِنهُ بِيَدِهَا وَ هيَِ فِي الجَنّةِ وَ طَرَفٌ فِي عَرَصَاتِ القِيَامَةِ فيَنُاَديِ منُاَديِ رَبّنَا يَا أَيّهَا المُحِبّونَ لِفَاطِمَةَ تَعَلّقُوا بِأَهدَابِ مِرطِ فَاطِمَةَ سَيّدَةِ نِسَاءِ العَالَمِينَ فَلَا يَبقَي مُحِبّ لِفَاطِمَةَ إِلّا تَعَلّقَ بِهُدبَةٍ مِن أَهدَابِ مِرطِهَا حَتّي يَتَعَلّقَ بِهَا أَكثَرُ مِن أَلفِ فِئَامٍ وَ أَلفِ فِئَامٍ قَالُوا وَ كَم فِئَامٌ وَاحِدٌ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ أَلفُ أَلفٍ وَ يُنَجّونَ بِهَا مِنَ النّارِ قَالَ ثُمّ جَاءَتِ الفِرقَةُ الثّالِثَةُ بَاكِينَ يَقُولُونَ نَشهَدُ يَا مُحَمّدُ أَنّكَ رَسُولُ رَبّ العَالَمِينَ وَ سَيّدُ الخَلقِ أَجمَعِينَ وَ أَنّ عَلِيّاً أَفضَلُ الوَصِيّينَ وَ أَنّ آلَكَ أَفضَلُ آلِ النّبِيّينَ وَ صَحَابَتَكَ خَيرُ صَحَابَةِ المُرسَلِينَ وَ أَنّ أُمّتَكَ خَيرُ الأُمَمِ أَجمَعِينَ رَأَينَا مِن آيَاتِكَ مَا لَا مَحِيصَ لَنَا عَنهَا وَ مِن مُعجِزَاتِكَ مَا لَا مَذهَبَ لَنَا سِوَاهَا قَالَ رَسُولُ اللّهِص وَ مَا ألّذِي رَأَيتُم قَالُوا كُنّا قُعُوداً فِي ظِلّ الكَعبَةِ نَتَذَاكَرُ أَمرَكَ وَ نَهزَأُ بِخَبَرِكَ وَ أَنّكَ ذَكَرتَ أَنّ لَكَ مِثلَ
صفحه : 244
آيَةِ مُوسَي ع فَبَينَا نَحنُ كَذَلِكَ إِذَا ارتَفَعَتِ الكَعبَةُ عَن مَوضِعِهَا وَ صَارَت فَوقَ رُءُوسِنَا فَرَكَزنَا فِي مَوَاضِعِنَا وَ لَم نَقدِر أَن نَرِيمَهَا فَجَاءَ عَمّكَ حَمزَةُ وَ قَالَ بِزُجّ رُمحِهِ هَكَذَا تَحتَهَا فَتَنَاوَلَهَا وَ احتَبَسَهَا عَلَي عِظَمِهَا فَوقَنَا فِي الهَوَاءِ ثُمّ قَالَ لَنَا اخرُجُوا فَخَرَجنَا مِن تَحتِهَا فَقَالَ ابعُدُوا فَبَعُدنَا عَنهَا ثُمّ أَخرَجَ سِنَانَ الرّمحِ مِن تَحتِهَا فَنَزَلَت إِلَي مَوضِعِهَا وَ استَقَرّت فَجِئنَاكَ بِذَلِكَ مُسلِمِينَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لأِبَيِ جَهلٍ هَذِهِ الفِرقَةُ الثّالِثَةُ قَد جَاءَتكَ وَ أَخبَرَتكَ بِمَا شَاهَدَت فَقَالَ أَبُو جَهلٍ لَا أدَريِ أَ صَدَقَ هَؤُلَاءِ أَم كَذَبُوا أَم حُقّقَ لَهُم أَم خُيّلَ إِلَيهِم فَإِن رَأَيتُ مَا أَنَا أَقتَرِحُهُ عَلَيكَ مِن نَحوِ آيَاتِ عِيسَي ابنِ مَريَمَ ع فَقَد لزَمِنَيِ الإِيمَانُ بِكَ وَ إِلّا فَلَيسَ يلَزمَنُيِ تَصدِيقُ هَؤُلَاءِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا أَبَا جَهلٍ فَإِن كَانَ لَا يَلزَمُكَ تَصدِيقُ هَؤُلَاءِ عَلَي كَثرَتِهِم وَ شِدّةِ تَحصِيلِهِم فَكَيفَ تُصَدّقُ بِمَآثِرِ آبَائِكَ وَ أَجدَادِكَ وَ مسَاَويِ أَسلَافِ أَعدَائِكَ وَ كَيفَ تُصَدّقُ عَنِ الصّينِ وَ العِرَاقِ وَ الشّامِ إِذَا حُدّثتَ عَنهَا هَلِ المُخبِرُونَ عَن ذَلِكَ إِلّا دُونَ هَؤُلَاءِ المُخبِرِينَ لَكَ عَن هَذِهِ الآيَاتِ مَعَ سَائِرِ مَن شَاهَدَهَا مِنهُم مِنَ الجَمعِ الكَثِيفِ الّذِينَ لَا يَجتَمِعُونَ عَلَي بَاطِلٍ يَتَخَرّصُونَهُ إِلّا كَانَ بِإِزَائِهِم مَن يُكَذّبُهُم وَ يُخبِرُ بِضِدّ أَخبَارِهِم أَلَا وَ كُلّ فِرقَةٍ مِن هَؤُلَاءِ مَحجُوجُونَ بِمَا
صفحه : 245
شَاهَدُوا وَ أَنتَ يَا أَبَا جَهلٍ مَحجُوجٌ بِمَا سَمِعتَ مِمّن شَاهَدَ ثُمّ أَقبَلَ رَسُولُ اللّهِص عَلَي الفِرقَةِ الثّالِثَةِ فَقَالَ لَهُم هَذَا حَمزَةُ عَمّ رَسُولِ اللّهِص بَلّغَهُ اللّهُ تَعَالَي المَنَازِلَ الرّفِيعَةَ وَ الدّرَجَاتِ العَالِيَةَ وَ أَكرَمَهُ بِالفَضَائِلِ لِشِدّةِ حُبّهِ لِمُحَمّدٍ وَ لعِلَيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ أَمَا إِنّ حَمزَةَ عَمّ مُحَمّدٍ ليَنُحَيّ جَهَنّمَ يَومَ القِيَامَةِ عَن مُحِبّيهِ كَمَا نَحّي عَنكُمُ اليَومَ الكَعبَةَ أَن تَقَعَ عَلَيكُم قِيلَ وَ كَيفَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّهُ لَيُرَي يَومَ القِيَامَةِ إِلَي جَانِبِ الصّرَاطِ عَالَمٌ كَثِيرٌ مِنَ النّاسِ لَا يَعرِفُ عَدَدَهُم إِلّا اللّهُ تَعَالَي هُم كَانُوا محُبِيّ حَمزَةَ وَ كَثِيرٌ مِنهُم أَصحَابُ الذّنُوبِ وَ الآثَامِ فَتَحُولُ حِيطَانٌ بَينَهُم وَ بَينَ سُلُوكِ الصّرَاطِ وَ العُبُورِ إِلَي الجَنّةِ فَيَقُولُونَ يَا حَمزَةُ قَد تَرَي مَا نَحنُ فِيهِ فَيَقُولُ حَمزَةُ لِرَسُولِ اللّهِ وَ لعِلَيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَا قَد تَرَيَانِ أوَليِاَئيِ كَيفَ يَستَغِيثُونَ بيِ فَيَقُولُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِص لعِلَيِّ ولَيِّ اللّهِ يَا عَلِيّ أَعِن عَمّكَ عَلَي إِغَاثَةِ أَولِيَائِهِ وَ استِنقَاذِهِم مِنَ النّارِ فيَأَتيِ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيهِ السّلَامُ بِالرّمحِ ألّذِي كَانَ يُقَاتِلُ بِهِ حَمزَةُ أَعدَاءَ اللّهِ تَعَالَي فِي الدّنيَا فَيُنَاوِلُهُ إِيّاهُ وَ يَقُولُ يَا عَمّ رَسُولِ اللّهِص وَ عَمّ أخَيِ رَسُولِ اللّهِ ذُدِ الجَحِيمَ عَن أَولِيَائِكَ بِرُمحِكَ هَذَا كَمَا كُنتَ تَذُودُ بِهِ عَن أَولِيَاءِ اللّهِ فِي الدّنيَا أَعدَاءَ اللّهِ فَيَتَنَاوَلُ حَمزَةُ الرّمحَ بِيَدِهِ فَيَضَعُ زُجّهُ فِي حِيطَانِ النّارِ الحَائِلَةِ بَينَ أَولِيَائِهِ وَ بَينَ العُبُورِ إِلَي الجَنّةِ عَلَي الصّرَاطِ وَ يَدفَعُهَا دَفعَةً فَيُنَحّيهَا مَسِيرَةَ خَمسِمِائَةِ عَامٍ ثُمّ يَقُولُ لِأَولِيَائِهِ وَ المُحِبّينَ الّذِينَ كَانُوا لَهُ فِي الدّنيَا اعبُرُوا فَيَعبُرُونَ عَلَي الصّرَاطِ آمِنِينَ سَالِمِينَ قَدِ انزَاحَت عَنهُمُ النّيرَانُ وَ بَعُدَت عَنهُمُ الأَهوَالُ وَ يَرِدُونَ الجَنّةَ غَانِمِينَ ظَافِرِينَ ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لأِبَيِ جَهلٍ يَا أَبَا جَهلٍ هَذِهِ الفِرقَةُ الثّالِثَةُ قَد شَاهَدَت آيَاتِ اللّهِ وَ مُعجِزَاتِ رَسُولِ اللّهِ وَ بقَيَِ ألّذِي لَكَ فأَيَّ آيَةٍ تُرِيدُ قَالَ أَبُو جَهلٍ آيَةَ
صفحه : 246
عِيسَي ابنِ مَريَمَ ع كَمَا زَعَمتَ أَنّهُ كَانَ يُخبِرُهُم بِمَا يَأكُلُونَ وَ مَا يَدّخِرُونَ فِي بُيُوتِهِم فأَخَبرِنيِ بِمَا أَكَلتُ اليَومَ وَ مَا ادّخَرتُهُ فِي بيَتيِ وَ زدِنيِ عَلَي ذَلِكَ أَن تحُدَثّنَيِ بِمَا صَنَعتُهُ بَعدَ أكَليِ لَمّا أَكَلتُ كَمَا زَعَمتَ أَنّ اللّهَ زَادَكَ فِي المَرتَبَةِ فَوقَ عِيسَي ع فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أَمّا مَا أَكَلتَ وَ مَا ادّخَرتَ فَأُخبِرُكَ بِهِ وَ أُخبِرُكَ بِمَا فَعَلتَهُ فِي خِلَالِ أَكلِكَ وَ مَا فَعَلتَهُ بَعدَ أَكلِكَ وَ هَذَا يَومٌ يَفضَحُكَ اللّهُ فِيهِ لِاقتِرَاحِكَ فَإِن آمَنتَ بِاللّهِ لَم تَضُرّكَ هَذِهِ الفَضِيحَةُ وَ إِن أَصرَرتَ عَلَي كُفرِكَ أُضِيفَ لَكَ إِلَي فَضِيحَةِ الدّنيَا وَ خِزيِهَا خزِيُ الآخِرَةِ ألّذِي لَا يَبِيدُ وَ لَا يَنفَدُ وَ لَا يَتَنَاهَي قَالَ وَ مَا هُوَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص قَعَدتَ يَا أَبَا جَهلٍ تَتَنَاوَلُ مِن دَجَاجَةٍ مُسَمّنَةٍ استَطَبتَهَا فَلَمّا وَضَعتَ يَدَكَ عَلَيهَا استَأذَنَ عَلَيكَ أَخُوكَ أَبُو البخَترَيِّ ابنُ هِشَامٍ فَأَشفَقتَ عَلَيهِ أَن يَأكُلَ مِنهَا وَ بَخِلتَ فَوَضَعتَهَا تَحتَ ذَيلِكَ وَ أَرخَيتَ عَلَيهَا ذَيلَكَ حَتّي انصَرَفَ عَنكَ فَقَالَ أَبُو جَهلٍ كَذَبتَ يَا مُحَمّدُ مَا مِن هَذَا قَلِيلٌ وَ لَا كَثِيرٌ وَ لَا أَكَلتُ مِن دَجَاجَةٍ وَ لَا ادّخَرتُ مِنهَا شَيئاً فَمَا ألّذِي فَعَلتُهُ بَعدَ أكَليَِ ألّذِي زَعَمتَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص كَانَ عِندَكَ ثَلَاثُمِائَةِ دِينَارٍ لَكَ وَ عَشَرَةُ آلَافِ دِينَارٍ وَدَائِعُ النّاسِ عِندَكَ المِائَةُ وَ المِائَتَانِ وَ الخَمسُمِائَةٍ وَ السّبعُمِائَةٍ وَ الأَلفُ وَ نَحوُ ذَلِكَ إِلَي تَمَامِ عَشَرَةِ آلَافٍ مَالُ كُلّ وَاحِدٍ فِي صُرّةٍ وَ كُنتَ قَد عَزَمتَ عَلَي أَن تَختَانَهُم وَ قَد كُنتَ جَحَدتَهُم وَ مَنَعتَهُم وَ اليَومَ لَمّا أَكَلتَ مِن هَذِهِ الدّجَاجَةِ أَكَلتَ زَورَهَا وَ ادّخَرتَ الباَقيَِ وَ دَفَنتَ هَذَا المَالَ أَجمَعَ مَسرُوراً فَرِحاً بِاختِيَانِكَ عِبَادَ اللّهِ وَ وَاثِقاً بِأَنّهُ قَد حَصَلَ لَكَ وَ تَدبِيرُ اللّهِ فِي ذَلِكَ خِلَافُ تَدبِيرِكَ فَقَالَ أَبُو جَهلٍ وَ هَذَا أَيضاً يَا مُحَمّدُ فَمَا أَصَبتَ مِنهُ قَلِيلًا وَ لَا كَثِيراً وَ مَا دَفَنتُ شَيئاً وَ قَد سُرِقَت تِلكَ
صفحه : 247
العَشَرَةُ آلَافٍ الوَدَائِعُ التّيِ كَانَت عنِديِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا أَبَا جَهلٍ مَا هَذَا مِن تلِقاَئيِ فتَكُذَبّنَيِ وَ إِنّمَا هَذَا جَبرَئِيلُ الرّوحُ الأَمِينُ يخُبرِنُيِ بِهِ عَن رَبّ العَالَمِينَ وَ عَلَيهِ تَصحِيحُ شَهَادَتِهِ وَ تَحقِيقُ مَقَالَتِهِ ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص هَلُمّ يَا جَبرَئِيلُ بِالدّجَاجَةِ التّيِ أَكَلَ مِنهَا فَإِذَا الدّجَاجَةُ بَينَ يدَيَ رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أَ تَعرِفُهَا يَا أَبَا جَهلٍ فَقَالَ أَبُو جَهلٍ مَا أَعرِفُهَا وَ مَا أُخبِرتُ عَن شَيءٍ وَ مِثلُ هَذِهِ الدّجَاجَةِ المَأكُولِ بَعضُهَا فِي الدّنيَا كَثِيرٌ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا أَيّتُهَا الدّجَاجَةُ إِنّ أَبَا جَهلٍ قَد كَذّبَ مُحَمّداً عَلَي جَبرَئِيلَ وَ كَذّبَ جَبرَئِيلَ عَلَي رَبّ العَالَمِينَ فاَشهدَيِ لِمُحَمّدٍ بِالتّصدِيقِ وَ عَلَي أَبِي جَهلٍ بِالتّكذِيبِ فَنَطَقَت وَ قَالَت أَشهَدُ يَا مُحَمّدُ أَنّكَ رَسُولُ اللّهِ وَ سَيّدُ الخَلقِ أَجمَعِينَ وَ أَنّ أَبَا جَهلٍ هَذَا عَدُوّ اللّهِ المُعَانِدُ الجَاحِدُ لِلحَقّ ألّذِي يَعلَمُهُ أَكَلَ منِيّ هَذَا الجَانِبَ وَ ادّخَرَ الباَقيَِ وَ قَد أَخبَرتَهُ بِذَلِكَ وَ أَحضَرتَنِيهِ فَكَذّبَ بِهِ فَعَلَيهِ لَعنَةُ اللّهِ وَ لَعنَةُ اللّاعِنِينَ فَإِنّهُ مَعَ كُفرِهِ بِخَيلٌ استَأذَنَ عَلَيهِ أَخُوهُ فوَضَعَنَيِ تَحتَ ذَيلِهِ إِشفَاقاً مِن أَن يُصِيبَ منِيّ أَخُوهُ فَأَنتَ يَا رَسُولَ اللّهِ أَصدَقُ الصّادِقِينَ مِنَ الخَلقِ أَجمَعِينَ وَ أَبُو جَهلٍ الكَاذِبُ المفُترَيِ اللّعِينُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أَ مَا كَفَاكَ مَا شَاهَدتَ آمِن لِتَكُونَ آمِناً مِن عَذَابِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ قَالَ أَبُو جَهلٍ إنِيّ لَأَظُنّ أَنّ هَذَا تَخيِيلٌ وَ إِيهَامٌ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص فَهَل تَفرُقُ بَينَ مُشَاهَدَتِكَ لِهَذَا وَ سَمَاعِكَ لِكَلَامِهَا وَ بَينَ مُشَاهَدَتِكَ لِنَفسِكَ وَ لِسَائِرِ قُرَيشٍ وَ العَرَبِ وَ سَمَاعِكَ لِكَلَامِهِم قَالَ أَبُو جَهلٍ لَا قَالَ رَسُولُ اللّهِص فَمَا يُدرِيكَ أَنّ جَمِيعَ مَا تُشَاهِدُ وَ تُحِسّ بِحَوَاسّكَ تَخيِيلٌ قَالَ أَبُو جَهلٍ مَا هُوَ بِتَخيِيلٍ قَالَ رَسُولُ اللّهِص وَ لَا هَذَا بتَخيِيلٍ وَ إِلّا[فَكَيفَ]كَيفَ تُصَحّحُ أَنّكَ تَرَي فِي العَالَمِ شَيئاً أَوثَقَ مِنهُ قَالَ ثُمّ وَضَعَ رَسُولُ اللّهِص يَدَهُ عَلَي المَوضِعِ المَأكُولِ مِنَ الدّجَاجَةِ فَمَسَحَ يَدَهُ عَلَيهَا فَعَادَ اللّحمُ عَلَيهِ أَوفَرَ مَا كَانَ ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا بَا جَهلٍ أَ رَأَيتَ هَذِهِ الآيَةَ قَالَ يَا مُحَمّدُ تَوَهّمتُ شَيئاً وَ لَا أُوقِنُهُ قَالَ رَسُولُ اللّهِ
صفحه : 248
ص يَا جَبرَئِيلُ فَأتِنَا بِالأَموَالِ التّيِ دَفَنَهَا هَذَا المُعَانِدُ لِلحَقّ لَعَلّهُ يُؤمِنُ فَإِذَا هُوَ بِالصّرَرِ بَينَ يَدَيهِ كُلّهَا مَا كَانَ رَسُولُ اللّهِص قَالَهُ إِلَي تَمَامِ عَشَرَةِ آلَافٍ وَ ثَلَاثِمِائَةِ دِينَارٍ فَأَخَذَ رَسُولُ اللّهِص وَ أَبُو جَهلٍ يَنظُرُ إِلَيهِ صُرّةً مِنهَا فَقَالَ ائتوُنيِ بِفُلَانِ بنِ فُلَانٍ فأَتُيَِ بِهِ وَ هُوَ صَاحِبُهَا فَقَالَ هَاكَهَا يَا فُلَانُ مَا قَدِ اختَانَكَ فِيهِ أَبُو جَهلٍ فَرَدّ عَلَيهِ مَالَهُ وَ دَعَا بِآخَرَ ثُمّ بِآخَرَ حَتّي رَدّ العَشَرَةَ آلَافٍ كُلّهَا عَلَي أَربَابِهَا وَ فُضِحَ عِندَهُم أَبُو جَهلٍ وَ بَقِيَتِ الثّلَاثُمِائَةِ الدّينَارِ بَينَ يدَيَ رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ الآنَ آمِن لِتَأخُذَ الثّلَاثَمِائَةِ دِينَارٍ وَ يُبَارِكَ اللّهُ لَكَ فِيهَا حَتّي تَصِيرَ أَيسَرَ قُرَيشٍ قَالَ لَا[أُومِنُ]آمن وَ لَكِن آخُذُهَا فهَيَِ ماَليِ فَلَمّا ذَهَبَ يَأخُذُهَا صَاحَ رَسُولُ اللّهِص بِالدّجَاجَةِ دُونَكِ أَبَا جَهلٍ وَ كُفّيهِ عَنِ الدّنَانِيرِ وَ خُذِيهِ فَوَثَبَتِ الدّجَاجَةُ عَلَي أَبِي جَهلٍ فَتَنَاوَلَتهُ بِمَخَالِبِهَا وَ رَفَعَتهُ فِي الهَوَاءِ وَ طَارَت بِهِ إِلَي سَطحِ بَيتِهِ فَوَضَعَتهُ عَلَيهِ وَ دَفَعَ رَسُولُ اللّهِص تِلكَ الدّنَانِيرَ إِلَي بَعضِ فُقَرَاءِ المُؤمِنِينَ ثُمّ نَظَرَ رَسُولُ اللّهِص إِلَي أَصحَابِهِ فَقَالَ لَهُم مَعَاشِرَ أَصحَابِ مُحَمّدٍ هَذِهِ آيَةٌ أَظهَرَهَا رَبّنَا عَزّ وَ جَلّ لأِبَيِ جَهلٍ فَعَانَدَ وَ هَذَا الطّيرُ ألّذِي حيَيَِ يَصِيرُ مِن طُيُورِ الجَنّةِ الطّيّارَةِ عَلَيكُم فِيهَا فَإِنّ فِيهَا طُيُوراً كاَلبخَاَتيِ عَلَيهَا مِن جَمِيعِ أَنوَاعِ الموَاَشيِ تَطِيرُ بَينَ سَمَاءِ الجَنّةِ وَ أَرضِهَا فَإِذَا تَمَنّي مُؤمِنٌ مُحِبّ للِنبّيِّ وَ آلِهِ الأَكلَ مِن شَيءٍ مِنهَا وَقَعَ ذَلِكَ بِعَينِهِ بَينَ يَدَيهِ فَتَنَاثَرَ رِيشُهُ وَ انسَمَطَ وَ انشَوَي وَ انطَبَخَ فَأَكَلَ مِن جَانِبٍ مِنهُ قَدِيداً وَ مِن جَانِبٍ مِنهُ مَشوِيّاً بِلَا نَارٍ فَإِذَا قَضَي شَهوَتَهُ وَ نَهمَتَهُ وَ قَالَالحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَعَادَت كَمَا كَانَت فَطَارَت فِي الهَوَاءِ وَ فَخَرَت عَلَي سَائِرِ طُيُورِ الجَنّةِ تَقُولُ مَن مثِليِ وَ قَد أَكَلَ منِيّ ولَيِّ اللّهِ عَن أَمرِ اللّهِ
صفحه : 249
ج ،[الإحتجاج ]مثله مع اختصار في وسطه و في آخره بيان قال الجزري فيه يبلغ العرق منهم مايلجمهم أي يصل إلي أفواههم فيصير لهم بمنزلة اللجام يمنعهم عن الكلام انتهي . والنشيش الغليان وهدبة الثوب بالضم طرفه مما يلي طرته والمراد هنا الخيوط المتدلية من طرفه والمرط بالكسر كساء من صوف أوخز والفئام بالهمز و قدتقلب ياء الجماعة من الناس والمراد هنا هذاالعدد كمافسر أمير المؤمنين ع في خبر الغدير بمائة ألف . قوله فركزنا يقال ركزت الرمح أي غرزته في الأرض و في بعض النسخ بالدال المهملة من الركود بمعني السكون والهدوء ويقال لايريم من المكان أي لايبرح و لايزول والزج بالضم الحديدة التي في أسفل الرمح ويقال تخرص أي كذب والذود الطرد والدفع والزور أعلي الصدر والبخاتي جمع البختي و هوالإبل الخراساني والشية كل لون يخالف معظم لون الفرس وغيره والهاء عوض من الواو ويقال وشيت الثوب أشيه وشيا ووشية ووشيته توشية شدد للكثرة فهو موشي وموشي والوشي من اللون معروف ذكره الجوهري و قال سَمَطتُ الجدي أَسمِطُهُ وأَسمُطُهُ سَمطاً إذانظفته من الشعر بالماء الحار لتشويه
3-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]الصّدُوقُ عَنِ الحَسَنِ بنِ حَمزَةَ العلَوَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ دَاوُدَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَحمَدَ الكوُفيِّ عَن سَهلِ بنِ صَالِحٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم قَالَ إِنّ أَصحَابَ رَسُولِ اللّهِص كَانُوا جُلُوساً يَتَذَاكَرُونَ وَ فِيهِم أَمِيرُ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ إِذ أَتَاهُم يهَوُديِّ فَقَالَ يَا أُمّةَ مُحَمّدٍ مَا تَرَكتُم لِلأَنبِيَاءِ دَرَجَةً إِلّا نَحَلتُمُوهَا لِنَبِيّكُم فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِن كُنتُم تَزعُمُونَ أَنّ مُوسَي ع
صفحه : 250
كَلّمَهُ رَبّهُ عَلَي طُورِ سَينَاءَ فَإِنّ اللّهَ كَلّمَ مُحَمّداً فِي السّمَاءِ السّابِعَةِ وَ إِن زَعَمَتِ النّصَارَي أَنّ عِيسَي أَبرَأَ الأَكمَهَ وَ أَحيَا المَوتَي فَإِنّ مُحَمّداًص سَأَلَتهُ قُرَيشٌ أَن يحُييَِ مَيّتاً فدَعَاَنيِ وَ بعَثَنَيِ مَعَهُم إِلَي المَقَابِرِ فَدَعَوتُ اللّهَ تَعَالَي عَزّ وَ جَلّ فَقَامُوا مِن قُبُورِهِم يَنفُضُونَ التّرَابَ عَن رُءُوسِهِم بِإِذنِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ إِنّ أَبَا قَتَادَةَ بنَ ربِعيِّ الأنَصاَريِّ شَهِدَ وَقعَةَ أُحُدٍ فَأَصَابَتهُ طَعنَةٌ فِي عَينِهِ فَبَدَت حَدَقَتُهُ فَأَخَذَهَا بِيَدِهِ ثُمّ أَتَي بِهَا رَسُولَ اللّهِص فَقَالَ امرأَتَيِ الآنَ تبُغضِنُيِ فَأَخَذَهَا رَسُولُ اللّهِص مِن يَدِهِ ثُمّ وَضَعَهَا مَكَانَهَا فَلَم يَكُ يُعرَفُ إِلّا بِفَضلِ حُسنِهَا وَ ضَوئِهَا عَلَي العَينِ الأُخرَي وَ لَقَد بَارَزَ عَبدُ اللّهِ بنُ عَتِيكٍ فَأُبِينَ يَدُهُ فَجَاءَ إِلَي رَسُولِ اللّهِص لَيلًا وَ مَعَهُ اليَدُ المَقطُوعَةُ فَمَسَحَ عَلَيهَا فَاستَوَت يَدُهُ
4-يج ،[الخرائج والجرائح ]اعلَم أَنّ اللّهَ تَعَالَي كَمَا أَمَرَ آدَمَ ع أَن يَخرُجَ مِنَ الجَنّةِ إِلَي الأَرضِ وَ أَن يُهَاجِرَ إِلَيهَا أَمَرَ مُحَمّداًص أَن يَخرُجَ مِن مَكّةَ إِلَي المَدِينَةِ وَ كَمَا ابتَلَي آدَمَ ع بِقَتلِ ابنِهِ هَابِيلَ ابتَلَي مُحَمّداًص بِقَتلِ ابنَيهِ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ ع وَ كَانَ يَعلَمُهُ لِإِعلَامِ اللّهِ إِيّاهُ ذَلِكَ وَ كَمَا أَمَرَ اللّهُ آدَمَ ع لَمّا أَمَرَهُ بِوَضعِ النّوَي فِي الأَرضِ فَصَارَ فِي الحَالِ نَخلًا بَاسِقَةً عَلَيهَا الرّطَبُ أَكرَمَ مُحَمّداً بِمِثلِهِ عِندَ إِسلَامِ سَلمَانَ وَ كَمَا قَالَ فِي وَصفِ إِدرِيسَ ع وَ رَفَعناهُ مَكاناً عَلِيّا قَالَ فِي وَصفِ مُحَمّدٍوَ رَفَعنا لَكَ ذِكرَكَيُذكَرُ مَعَ ذِكرِ اللّهِ فِي الأَذَانِ وَ الصّلَاةِ وَ قَد رُفِعَ إِلَي سِدرَةِ المُنتَهَي فَشَاهَدَ مَا لَم يُشَاهِدهُ بَشَرٌ وَ إِن أَطعَمَ إِدرِيسَ ع بَعدَ وَفَاتِهِ مِنَ الجَنّةِ فَقَد أَطعَمَ مُحَمّداً وَ آلَهُ مِرَاراً كَثِيرَةً فِي الدّنيَا وَ قِيلَ لِمُحَمّدٍص إِنّكَ تُوَاصِلُ قَالَ إنِيّ لَستُ كَأَحَدِكُم إنِيّ يطُعمِنُيِ ربَيّ وَ يسَقيِنيِ وَ إِن أوُتيَِ نُوحٌ ع إِجَابَةَ الدّعوَةِ بِمَا قَالَلا تَذَر عَلَي الأَرضِ مِنَ الكافِرِينَ دَيّاراًفَلَم يَبقَ
صفحه : 251
مِنهُم بَاقِيَةٌ إِلّا المُؤمِنِينَ فَقَد أوُتيَِ مُحَمّدٌص مِثلَهُ حِينَ أَنزَلَ اللّهُ مَلَكَ الجِبَالِ وَ أَمَرَ بِطَاعَتِهِ فِيمَا يَأمُرُهُ بِهِ مِن إِهلَاكِ قَومِهِ فَاختَارَ الصّبرَ عَلَي أَذَاهُم وَ الِابتِهَالَ فِي الدّعَاءِ لَهُم بِالهِدَايَةِ ثُمّ رَقّ نُوحٌ ع عَلَي وَلَدِهِ فَقَالَرَبّ إِنّ ابنيِ مِن أهَليِرِقّةَ القَرَابَةِ فَالمُصطَفَي لَمّا أَمَرَهُ اللّهُ بِالقِتَالِ شَهَرَ عَلَي قَرَابَتِهِ سَيفَ النّقِمَةِ وَ لَم تُحَرّكهُ شَفَقَةُ القَرَابَةِ وَ أَخَذَ بِالفَضلِ مَعَهُم لَمّا شَكَوُا احتِبَاسَ المَطَرِ فَدَعَا فَمُطِرُوا مِنَ الجُمُعَةِ إِلَي الجُمُعَةِ حَتّي سَأَلُوهُ أَن يُقِلّ وَ إِن قَالَ فِي نُوحٍ ع إِنّهُ كانَ عَبداً شَكُوراًفَقَد قَالَ فِي مُحَمّدٍبِالمُؤمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌوَ ما أَرسَلناكَ إِلّا رَحمَةً لِلعالَمِينَ وَ إِن خَصّ اِبرَاهِيمَ ع بِالخُلّةِ فَفُضّلَ بِهَا فَقَالَوَ اتّخَذَ اللّهُ اِبراهِيمَ خَلِيلًافَقَد جَمَعَ اللّهُ الخُلّةَ وَ المَحَبّةَ لِمُحَمّدٍص حَتّي قَالَص وَ لَكِن صَاحِبُكُم خَلِيلُ اللّهِ وَ حَبِيبُ اللّهِ وَ فِي القُرآنِفاَتبّعِوُنيِ يُحبِبكُمُ اللّهُ
وَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَبِي الحَمسَاءِ قَالَ كَانَ بيَنيِ وَ بَينَ مُحَمّدٍ بَيعٌ قَبلَ أَن يُبعَثَ فَبَقِيَت لِي بَقِيّةٌ فَوَعَدتُهُ أَن آتِيَهُ فِي مَكَانِهِ فَنَسِيتُ يوَميِ وَ الغَدَ فَأَتَيتُهُ فِي اليَومِ الثّالِثِ وَ كَانَ مُحَمّدٌ فِي مَكَانِهِ ينَتظَرِنُيِ فَقُلتُ لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ أَنَا هَاهُنَا مُذ وَعَدتُكَ أَنتَظِرُكَ ضَاهَي جَدّهُ إِسمَاعِيلَ بنَ اِبرَاهِيمَ ع فَإِنّهُ وَعَدَ رَجُلًا فبَقَيَِ فِي مَكَانِهِ سَنَةً فَشَكَرَ اللّهُ لَهُ ذَلِكَ فَقَالَوَ اذكُر فِي الكِتابِ إِسماعِيلَ إِنّهُ كانَ صادِقَ الوَعدِ وَ كَانَ مُحَمّدٌ فِي صَبَاهُ يَخرُجُ بِغَنَمٍ لَهُم إِلَي الصّحرَاءِ فَقَالَ لَهُ بَعضُ الرّعَاةِ يَا مُحَمّدُ إنِيّ وَجَدتُ فِي مَوضِعِ كَذَا مَرعًي خَصِيباً فَقَالَ نَخرُجُ غَداً إِلَيهِ فَبَكّرَ مِن بَيتِهِ إِلَي ذَلِكَ المَوضِعِ وَ أَبطَأَ الرّجُلُ
صفحه : 252
فِي الوُصُولِ فَرَأَي رَسُولَ اللّهِص وَ قَد مَنَعَ غَنَمَهُ أَن تَرعَي فِي ذَلِكَ المَوضِعِ حَتّي يَصِلَ ذَلِكَ الرّجُلُ فَرَعَيَا وَ لَا شَكّ أَنّ الأَنبِيَاءَ كُلّهُم وَ أُمَمَهُم تَحتَ رَايَةِ نَبِيّنَا وَ إِن كَلّمَ اللّهُ مُوسَي ع عَلَي طُورِ سَينَاءَ فَقَد كَلّمَ مُحَمّداً فَوقَ سَبعِ سَمَاوَاتٍ وَ جَعَلَ اللّهُ الإِمَامَةَ بَعدَ مُحَمّدٍص فِي قَومِهِ عِندَ انقِطَاعِ النّبُوّةِ حَتّي يأَتيَِ أَمرُ اللّهِ وَ يَنزِلُ عِيسَي ع فيَصُلَيّ خَلفَ رَجُلٍ مِنهُم يُقَالُ لَهُ المهَديِّ يَملَأُ الأَرضَ عَدلًا وَ يَمحُو كُلّ جَورٍ كَمَا وَصَفَ رَسُولُ اللّهِص وَ إِنّ النّبِيّ لَمّا وَصَفَ عَلِيّاً ع وَ شَبّهَهُ بِعِيسَي ع قَالَ تَعَالَيوَ لَمّا ضُرِبَ ابنُ مَريَمَ مَثَلًا إِذا قَومُكَ مِنهُ يَصِدّونَ وَ إِن أَخرَجَ اللّهُ لِصَالِحٍ ع نَاقَةً مِنَ الجَبَلِ لَهَا شِربٌ وَ لِقَومِهِ شِربٌ فَقَد أَخرَجَ تَعَالَي لوِصَيِّ مُحَمّدٍ خَمسِينَ نَاقَةً أَو أَربَعِينَ مَرّةً وَ مِائَةَ نَاقَةٍ مَرّةً مِنَ الجَبَلِ قَضَي بِهَا دَينَ مُحَمّدٍص وَ وَعدَهُ وَ قَالَ تَعَالَيوَ إِن تَظاهَرا عَلَيهِ فَإِنّ اللّهَ هُوَ مَولاهُ وَ جِبرِيلُ وَ صالِحُ المُؤمِنِينَ وَ هُوَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَي مَا رَوَي الرّوَاةُ فِي تَفسِيرِهِم وَ أَنطَقَ اللّهُ لِمُحَمّدٍ البَعِيرَ وَ إِنّ بِئرَ زَمزَمَ فِي صَدرِ الإِسلَامِ بِمَكّةَ كَانَ لِلمُسلِمِينَ يَوماً وَ لِلكَافِرِينَ يَوماً فَكَانَ يُستَقَي لِلمُسلِمِينَ مِنهُ مَا يَكُونُ لِيَومَينِ فِي يَومٍ وَ لِلمُشرِكِينَ عَلَي مَا كَانَ عَلَيهِ يَوماً فَيَوماً وَ إِن أَعطَي اللّهُ يَعقُوبَ ع الأَسبَاطَ مِن سُلَالَةِ صُلبِهِ وَ مَريَمَ بِنتَ عِمرَانَ مِن بَنَاتِهِ فَقَالَوَ وَهَبنا لَهُ إِسحاقَ وَ يَعقُوبَ وَ جَعَلنا فِي ذُرّيّتِهِ النّبُوّةَ وَ الكِتابَفَقَد أَعطَي مُحَمّداًص فَاطِمَةَ ع مِن صُلبِهِ وَ هيَِ سَيّدَةُ نِسَاءِ العَالَمِينَ وَ جَعَلَ الوَصِيّةَ وَ الإِمَامَةَ فِي أَخِيهِ وَ ابنِ عَمّهِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع ثُمّ فِي الحَسَنِ وَ الحُسَينِ وَ فِي أَولَادِ الحُسَينِ ع إِلَي أَن تَقُومَ السّاعَةُ كُلّهُم وُلدُ رَسُولِ اللّهِص مِن فَاطِمَةَ ع
صفحه : 253
كَمَا كَانَ عِيسَي ع مِن وُلدِ الأَنبِيَاءِ قَالَ اللّهُوَ مِن ذُرّيّتِهِ داوُدَ وَ سُلَيمانَ وَ أَيّوبَ وَ يُوسُفَ وَ مُوسي وَ هارُونَ وَ كَذلِكَ نجَزيِ المُحسِنِينَ وَ زَكَرِيّا وَ يَحيي وَ عِيسي وَ أَعطَي مُحَمّداً الكِتَابَ المَجِيدَ وَ القُرآنَ العَظِيمَ وَ فَتَحَ عَلَيهِ وَ عَلَي أَهلِ بَيتِهِ بَابَ الحِكمَةِ وَ أَوجَبَ الطّاعَةَ لَهُم عَلَي الإِطلَاقِ بِقَولِهِأَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرّسُولَ وَ أوُليِ الأَمرِ مِنكُم وَ إِن صَبَرَ يَعقُوبُ ع عَلَي فِرَاقِ وَلَدِهِ حَتّي كَادَ أَن يَكُونَ حَرَضاً مِنَ الحُزنِ فَقَد فُجِعَ مُحَمّدٌص بِابنٍ كَانَ لَهُ وَحدَهُ فَصَبَرَ وَ وَجدُ يَعقُوبَ ع وَجدُ فِرَاقٍ وَ حُزنُ مُحَمّدٍص عَلَي قُرّةِ عَينِهِ كَانَ بِوَفَاتِهِ وَ كَانَ يَعقُوبُ ع فَقَدَ ابناً وَاحِداً مِن بَنِيهِ وَ لَم يَتَيَقّن وَفَاتَهُ وَ إِن أوُتيَِ يُوسُفُ شَطرَ الحُسنِ فَقَد وُصِفَ جَمَالُ رَسُولِنَا فَقِيلَ إِذَا رَأَيتَهُ رَأَيتَهُ كَالشّمسِ الطّالِعَةِ وَ إِنِ ابتلُيَِ يُوسُفُ بِالغُربَةِ وَ امتُحِنَ بِالفُرقَةِ فَمُحَمّدٌ فَارَقَ وَطَنَهُ مِن أَذَي المُشرِكِينَ وَ وَقَفَ عَلَي الثّنِيّةِ وَ حَوّلَ وَجهَهُ إِلَي مَكّةَ فَقَالَ إنِيّ لَأَعلَمُ أَنّكِ أَحَبّ البِقَاعِ إِلَي اللّهِ وَ لَو لَا أَهلُكِ أخَرجَوُنيِ مَا خَرَجتُ فَلَمّا بَلَغَ الجُحفَةَ أَنزَلَ اللّهُ عَلَيهِإِنّ ألّذِي فَرَضَ عَلَيكَ القُرآنَ لَرادّكَ إِلي مَعادٍ ثُمّ آلُ مُحَمّدٍص شُرّدُوا فِي الآفَاقِ وَ امتُحِنُوا بِمَا لَم يُمتَحَن بِهِ أَحَدٌ غَيرُهُم وَ قَد أُعلِمَ مُحَمّدٌص جَمِيعَ ذَلِكَ وَ كَانَ يُخبِرُ بِهِ وَ إِن بَشّرَ اللّهُ يُوسُفَ بِرُؤيَا رَآهَا فَقَد بَشّرَ مُحَمّداً بِرُؤيَا فِي قَولِهِلَقَد صَدَقَ اللّهُ رَسُولَهُ الرّؤيا بِالحَقّ وَ إِنِ اختَارَ يُوسُفُ ع الحَبسَ تَوَقّياً مِنَ المَعصِيَةِ فَقَد حُبِسَ رَسُولُ اللّهِص فِي الشّعبِ ثَلَاثَ سِنِينَ وَ نَيّفاً حَتّي أَلجَأَهُ أَقَارِبُهُ إِلَي أَضيَقِ الضّيقِ حَتّي كَادَهُمُ اللّهُ بِبَعثِهِ أَضعَفَ خَلقِهِ فِي أَكلِ عَهدِهِمُ ألّذِي كَتَبُوهُ فِي قَطِيعَةِ رَحِمِهِ وَ لَئِن غَابَ يُوسُفُ ع
صفحه : 254
فَقَد غَابَ مهَديِّ آلِ مُحَمّدٍ وَ سَيَظهَرُ أَمرُهُ كَمَا ظَهَرَ أَمرُهُ وَ أَكثَرُ مَا ذَكَرنَاهُ يجَريِ مَجرَي المُعجِزَاتِ وَ فِيهَا مَا هُوَ مُعجِزَةٌ وَ إِن قَلّبَ اللّهُ لِمُوسَي ع العَصَا حَيّةً فَمُحَمّدٌص دَفَعَ إِلَي عُكّاشَةَ بنِ مُحصَنٍ يَومَ بَدرٍ لَمّا انقَطَعَ سَيفُهُ قِطعَةَ حَطَبٍ فَتَحَوّلَ سَيفاً فِي يَدِهِ وَ دَعَا الشّجَرَةَ فَأَقبَلَت نَحوَهُ تَخُدّ الأَرضَ وَ إِن كَانَ مُوسَي ع ضَرَبَ الأَرضَ بِعَصَاهُفَانفَجَرَت مِنهُ اثنَتا عَشرَةَ عَيناًفَمُحَمّدٌص كَانَ يَنفَجِرُ المَاءُ مِن بَينِ أَصَابِعِهِ وَ انفِجَارُ المَاءِ مِنَ اللّحمِ وَ الدّمِ أَعجَبُ مِن خُرُوجِهِ مِنَ الحَجَرِ لِأَنّ ذَلِكَ مُعتَادٌ وَ قَد أَخرَجَ أَوصِيَاؤُهُ مِنَ الجُبّ ألّذِي لَا مَاءَ فِيهِ المَاءَ إِلَي رَأسِهِ حَتّي شَرِبَ النّاسُ مِنهُ وَ قَالَ إِنّ المهَديِّ مِن وُلدِهِ يَفعَلُ مِثلَ ذَلِكَ عِندَ خُرُوجِهِ مِن مَكّةَ إِلَي الكُوفَةِ وَ إِن ضَرَبَ مُوسَي بِعَصَاهُالبَحرَ فَانفَلَقَفَكَانَ آيَةُ مُحَمّدٍص لَمّا خَرَجَ إِلَي خَيبَرَ إِذَا هُوَ بِوَادٍ يَشخَبُ فَقَدّرُوهُ أَربَعَ عَشرَةَ قَامَةً وَ العَدُوّ مِن وَرَائِهِم قَالَ النّاسُ إِنّا لَمُدرَكُونَ قَالَ كَلّا فَدَعَا فَعَبَرَتِ الإِبِلُ وَ الخَيلُ عَلَي المَاءِ لَا تَندَي حَوَافِرُهَا وَ أَخفَافُهَا وَ لَمّا عَبَرَ عَمرُو بنُ مَعدِيكَرِبَ بِعَسكَرِ الإِسلَامِ فِي البَحرِ بِالمَدَائِنِ كَانَ كَذَلِكَ وَ إِن مُوسَي ع قَد أَتَي فِرعَونَ بِأَلوَانِ العَذَابِ مِنَ الجَرَادِ وَ القُمّلِ وَ الضّفَادِعِ وَ الدّمِ فَرَسُولُنَا قَد أَتَي بِالدّخَانِ عَلَي المُشرِكِينَ وَ هُوَ مَا ذَكَرَهُ اللّهُ فِي قَولِهِيَومَ تأَتيِ السّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ وَ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَي الفَرَاعِنَةِ يَومَ بَدرٍ وَ مَا أَنزَلَ عَلَي المُستَهزِءِينَ بِعُقُوبَاتٍ تَستَأصِلُ فِي يَومِ أُحُدٍ فَأَمّا تَكلِيمُ اللّهِ لِمُوسَي ع فَإِنّهُ كَانَ عَلَي الطّورِ وَ رَسُولُنَادَنا فَتَدَلّي فَكانَ قابَ
صفحه : 255
قَوسَينِ أَو أَدني وَ قَد كَلّمَهُ اللّهُ هُنَاكَ وَ أَمّا المَنّ وَ السّلوَي وَ الغَمَامُ وَ استَضَاءَةُ النّاسِ بِنُورٍ سَطَعَ مِن يَدِهِ فَقَد أوُتيَِ رَسُولُنَا مَا هُوَ أَفضَلُ مِنهُ أُحِلّت لَهُ الغَنَائِمُ وَ لَم تُحَلّ لِأَحَدٍ قَبلَهُ وَ أَصَابَ أَصحَابَهُ مَجَاعَةٌ فِي سُرّيّةٍ بِنَاحِيَةِ البَحرِ فَقَذَفَ البَحرُ لَهُم حُوتاً فَأَكَلُوا مِنهُ نِصفَ شَهرٍ وَ قَدّمُوا بِوَدَكِهِ وَ كَانَ الجَيشُ خَلقاً كَثِيراً وَ كَانَ يُطعِمُ الأَنفُسَ الكَثِيرَةَ مِن طَعَامٍ قَلِيلٍ وَ يسَقيِ الجَمَاعَةَ الجُمّةَ مِن شَربَةٍ مِن لَبَنٍ حَتّي يَرتَوُوا
وَ رَوَي حَمزَةُ بنُ عُمَرَ الأسَلمَيِّ قَالَنَفَرنَا مَعَ رَسُولِ اللّهِص فِي لَيلَةٍ ظَلمَاءَ فَأَضَاءَت أَصَابِعُهُ لَنَا فَانكَشَفَتِ الظّلمَةُ وَ هَذَا أَعجَبُ مِمّا كَانَ لِمُوسَي ع وَ أَمّا اليَدُ البَيضَاءُ لِمُوسَي ع فَقَد أَعطَي مُحَمّداً أَفضَلَ مِن ذَلِكَ وَ هُوَ أَنّ نُوراً كَانَ يضُيِءُ لَهُ أَبَداً عَن يَمِينِهِ وَ عَن يَسَارِهِ حَيثُمَا جَلَسَ وَ قَامَ يَرَاهُ النّاسُ وَ قَد بقَيَِ ذَلِكَ النّورُ إِلَي قِيَامِ السّاعَةِ يَسطَعُ مِن قَبرِهِ وَ كَذَا كَانَ مَعَ وَصِيّهِ وَ أَولَادِهِ المَعصُومِينَ فِي حَيَاتِهِم وَ الآنَ يَكُونُ يَسطَعُ مِن قُبُورِهِم وَ فِي كُلّ بُقعَةٍ مَرّ بِهَا المهَديِّ يُرَي نُورٌ سَاطِعٌ وَ إِنّ مُوسَي ع أُرسِلَ إِلَي فِرعَونَ فَأَرَاهُ الآيَةَ الكُبرَي وَ نَبِيّنَا أُرسِلَ إِلَي فَرَاعِنَةٍ شَتّي كأَبَيِ لَهَبٍ وَ أَبِي جَهلٍ وَ شَيبَةَ وَ عُتبَةَ ابنيَ أَبِي رَبِيعَةَ وَ أُبَيّ بنِ خَلَفٍ وَ الوَلِيدِ بنِ المُغِيرَةِ وَ العَاصِ بنِ وَائِلٍ السهّميِّ وَ النّضرِ بنِ الحَارِثِ وَ غَيرِهِم فَأَرَاهُمُ الآيَاتِفِي الآفاقِ وَ فِي أَنفُسِهِم حَتّي يَتَبَيّنَ لَهُم أَنّهُ الحَقّ وَ لَم يُؤمِنُوا وَ إِن كَانَ اللّهُ انتَقَمَ لِمُوسَي ع مِن فِرعَونَ فَقَدِ انتَقَمَ لِمُحَمّدٍص يَومَ بَدرٍ فَقُتِلُوا بِأَجمَعِهِم وَ أُلقُوا فِي القَلِيبِ وَ انتَقَمَ لَهُ مِنَ المُستَهزِءِينَ فَأَخَذَهُم بِأَنوَاعِ البَلَاءِ وَ إِن كَانَ مُوسَي ع صَارَ عَصَاهُ ثُعبَاناً فَاستَغَاثَ فِرعَونُ مِنهُ رَهبَةً فَقَد أَعطَي مُحَمّداً مِثلَهُ لَمّا جَاءَ إِلَي أَبِي جَهلٍ شَفِيعاً لِصَاحِبِ الدّينِ فَخَافَ أَبُو جَهلٍ وَ قَضَي دَينَ الغَرِيبِ ثُمّ إِنّهُ عُتِبَ عَلَيهِ فَقَالَ رَأَيتُ عَن يَمِينِ مُحَمّدٍ
صفحه : 256
وَ يَسَارِهِ ثُعبَانَينِ تَصطَكّ أَسنَانُهُمَا وَ تَلمَعُ النّيرَانُ مِن أَبصَارِهِمَا لَوِ امتَنَعتُ لَم آمَن أَن يبَتلَعِنَيِ الثّعبَانُ وَ قَالَ تَعَالَي لِمُوسَي ع وَ أَلقَيتُ عَلَيكَ مَحَبّةً منِيّ وَ قَالَ فِي وَصِيّهِ وَ أَولَادِهِسَيَجعَلُ لَهُمُ الرّحمنُ وُدّا وَ إِن كَانَ دَاوُدُ ع سُخّرَ لَهُ الجِبَالُ وَ الطّيرُ يُسَبّحنَ لَهُ وَ سَارَت بِأَمرِهِ فَالجَبَلُ نَطَقَ لِمُحَمّدٍص إِذ جَادَلَهُ اليَهُودُ وَ شَهِدَ لَهُ بِالنّبُوّةِ ثُمّ سَأَلُوهُ أَن يَسِيرَ الجَبَلُ فَدَعَا فَسَارَ الجَبَلُ إِلَي فَضَاءٍ كَمَا تَقَدّمَ وَ سَبّحَ الحَصَي فِي يَدِ رَسُولِ اللّهِص وَ سُخّرَت لَهُ الحَيَوَانَاتُ كَمَا ذَكَرنَا وَ إِن لَانَ الحَدِيدُ لِدَاوُدَ ع فَقَد لَيّنَ لِرَسُولِنَا الحِجَارَةَ التّيِ لَا تَلِينُ بِالنّارِ وَ الحَدِيدُ تَلِينُ بِالنّارِ وَ قَد لَيّنَ اللّهُ العَمُودَ ألّذِي جَعَلَهُ وَصِيّهُ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيهِ السّلَامُ فِي عُنُقِ خَالِدِ بنِ وَلِيدٍ فَلَمّا استَشفَعَ إِلَيهِ أَخَذَهُ مِن عُنُقِهِ وَ إِنّ مُحَمّداً لَمّا استَتَرَ مِنَ المُشرِكِينَ يَومَ أُحُدٍ مَالَ بِرَأسِهِ نَحوَ الجَبَلِ حَتّي خَرَقَهُ بِمِقدَارِ رَأسِهِ وَ هُوَ مَوضِعٌ مَعرُوفٌ مَقصُودٌ فِي شِعبٍ وَ أَثّرَ سَاعِدَا مُحَمّدٍص فِي جَبَلٍ أَصَمّ مِن جِبَالِ مَكّةَ لَمّا استَروَحَ فِي صَلَاتِهِ فَلَانَ لَهُ الحَجَرُ حَتّي ظَهَرَ أَثَرُ ذِرَاعَيهِ فِيهِ كَمَا أَثّرَ قَدَمَا اِبرَاهِيمَ ع فِي المَقَامِ وَ لَانَتِ الصّخرَةُ تَحتَ يَدِ مُحَمّدٍص بِبَيتِ المَقدِسِ حَتّي صَارَ كَالعَجِينِ وَ رئُيَِ ذَلِكَ مِن مَقَامِ دَابّتِهِ وَ النّاسُ يَلمَسُونَهُ بِأَيدِيهِم إِلَي يَومِنَا هَذَا وَ إِنّ الرّضَا ع مِن وُلدِهِ دَعَا فِي خُرَاسَانَ فَلَيّنَ اللّهُ لَهُ جَبَلًا يُؤخَذُ مِنهُ القُدُورُ وَ غَيرُهَا وَ احتَاجَ الرّضَا ع هُنَاكَ إِلَي الطّهُورِ فَمَسّ بِيَدِهِ الأَرضَ فَنَبَعَ لَهُ عَينٌ وَ كِلَاهُمَا مَعرُوفٌ وَ آثَارُ وصَيِّ مُحَمّدٍص فِي الأَرضِ أَكثَرُ مِن أَن تُحصَي مِنهَا بِئرُ عَبّادَانَ فَإِنّ
صفحه : 257
المُخَالِفَ وَ المُؤَالِفَ يرَويِ أَنّ مَن قَالَ عِندَهَا بِحَقّ عَلِيّ يَفُورُ المَاءُ مِن قَعرِهَا إِلَي رَأسِهَا وَ لَا يَفُورُ بِذِكرِ غَيرِهِ وَ بِحَقّ غَيرِهِ وَ إِنّ سُورَ حَلَبَ مِن أَصلَبِ الحِجَارَةِ فَضَرَبَهُ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ بِسَيفِهِ فَأَثَرُهُ مِن فَوقِهِ إِلَي الأَرضِ ظَاهِرٌ وَ إِنّهُص لَمّا خَرَجَ إِلَي صِفّينَ فَكَانَ بَينَهُ وَ بَينَ دِمَشقَ مِائَةُ فَرسَخٍ وَ أَكثَرُ وَ قَد نَزَلَ بِبَرّيّةٍ فَكَانَ يصُلَيّ فِيهَا فَلَمّا فَرَغَ وَ رَفَعَ رَأسَهُ مِن سَجدَةِ الشّكرِ قَالَ أَسمَعُ صَوتَ بُوقِ التّبرِيزِ لِمُعَاوِيَةَ مِن دِمَشقَ فَكَتَبُوا التّارِيخَ فَكَانَ كَمَا قَالَ وَ قَد بنُيَِ هُنَاكَ مَشهَدٌ يُقَالُ لَهُ مَشهَدُ البُوقِ وَ بَكَي دَاوُدُ ع عَلَي خَطِيئَتِهِ حَتّي سَارَتِ الجِبَالُ مَعَهُ وَ مُحَمّدٌص قَامَ إِلَي الصّلَاةِ فَسُمِعَ لِجَوفِهِ أَزِيزٌ كَأَزِيزِ المِرجَلِ عَلَي الأثَاَفيِّ مِن شِدّةِ البُكَاءِ وَ قَد آمَنَهُ اللّهُ مِن عِقَابِهِ فَأَرَادَ أَن يَتَخَشّعَ وَ قَامَ عَلَي أَطرَافِ أَصَابِعِ رِجلَيهِ عَشرَ سِنِينَ حَتّي تَوَرّمَت قَدَمَاهُ وَ اصفَرّ وَجهُهُ مِن قِيَامِ اللّيلِ فَأَنزَلَ اللّهُطه ما أَنزَلنا عَلَيكَ القُرآنَ لِتَشقي وَ كَانَ يبَكيِ حَتّي يُغشَي عَلَيهِ فَقِيلَ لَهُ أَ لَيسَ قَد غَفَرَ اللّهُ لَكَما تَقَدّمَ مِن ذَنبِكَ وَ ما تَأَخّرَ فَقَالَ أَ فَلَا أَكُونُ عَبداً شَكُوراً وَ كَذَلِكَ كَانَت غَشَيَاتُ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَصِيّهِ فِي مَقَامَاتِهِ وَ إِنّ سُلَيمَانَ ع سَأَلَ اللّهَ فأَعُطيَِ مُلكاً لَا ينَبغَيِ لِأَحَدٍ مِن بَعدِهِ وَ مُحَمّدٌص عُرِضَت عَلَيهِ مَفَاتِيحُ خَزَائِنِ كُنُوزِ الأَرضِ فَأَبَي استِحقَاراً لَهَا فَاختَارَ التّقَلّلَ وَ القُربَي فَآتَاهُ اللّهُ الشّفَاعَةَ وَ الكَوثَرَ وَ هيَِ أَعظَمُ مِن مُلكِ الدّنيَا مِن أَوّلِهَا إِلَي آخِرِهَا سَبعِينَ مَرّةً فَوَعَدَ اللّهُ لَهُ المَقَامَ المَحمُودَ ألّذِي يَغبِطُهُ بِهِ الأَوّلُونَ وَ الآخِرُونَ وَ سَارَ فِي لَيلَةٍ إِلَي بَيتِ المَقدِسِ وَ مِنهُ إِلَي سِدرَةِ المُنتَهَي وَ سُخّرَ لَهُ الرّيحُ حَتّي حَمَلَت بِسَاطَهُ بِأَصحَابِهِ إِلَي غَارِ أَصحَابِ الكَهفِ وَ إِن كَانَ لِسُلَيمَانَ ع غُدُوّها شَهرٌ وَ رَواحُها شَهرٌفَكَذَلِكَ كَانَت لِأَوصِيَاءِ مُحَمّدٍ وَ سُخّرَت لَهُ الجِنّ وَ آمَنَت بِهِ مُنقَادَةً طَائِعَةً فِي قَولِهِوَ إِذ صَرَفنا إِلَيكَ نَفَراً مِنَ
صفحه : 258
الجِنّ وَ قَبَضَص عَلَي حَلقِ جنِيّّ فَخَنَقَهُ وَ مُحَارَبَةُ وَصِيّهِ مِنَ الجِنّ وَ قَتلُهُ إِيّاهُم مَعرُوفَةٌ وَ كَذَلِكَ إِتيَانُهُم إِلَيهِ وَ إِلَي أَولَادِهِ المَعصُومِينَ ع لِأَخذِ العِلمِ مِنهُم مَشهُورٌ وَ إِنّ سُلَيمَانَ ع سَخّرَهُم لِلأَبنِيَةِ وَ الصّنَائِعِ وَ استِنبَاطِ القَنَي مَا عَجَزَ عَنهُ جَمِيعُ النّاسِ وَ مُحَمّدٌ لَم يَحتَج إِلَي هَذِهِ الأَشيَاءِ فَلَو أَرَادَ مِنهُم ذَلِكَ لَفَعَلُوا عَلَي أَنّ مؤُمنِيِ الجِنّ يَخدِمُونَ الأَئِمّةَ ع وَ أَنّهُم ع كَانُوا يَبعَثُونَهُم فِي أَمرٍ يُرِيدُونَهُ عَلَي العَجَلَةِ وَ أَنّ اللّهَ سَخّرَ المَلَائِكَةَ المُقَرّبِينَ لِمُحَمّدٍص وَ أَهلِ بَيتِهِ وَ ذُرّيّتِهِ الطّاهِرِينَ ع فَقَد كَانُوا يَنصُرُونَ مُحَمّداً وَ يُقَاتِلُونَ بَينَ يَدَيهِ كِفَاحاً وَ يَمنَعُونَ مِنهُ وَ يَدفَعُونَ وَ كَذَلِكَ كَانُوا مَعَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَ يَكُونُونَ مَعَ بَقِيّةِ آلِ مُحَمّدٍ ع عَلَي مَا روُيَِ وَ إِن سُلَيمَانُ ع كَانَ يَفهَمُ كَلَامَ الطّيرِ وَ مَنطِقَهَا فَكَذَلِكَ نَبِيّنَا كَانَ يَفهَمُ مَنطِقَ الطّيرِ فَقَد كَانَ فِي بَرّيّةٍ وَ رَأَي طَيراً أَعمَي عَلَي شَجَرَةٍ فَقَالَ لِلنّاسِ إِنّهُ قَالَ يَا ربَيّ إنِنّيِ جَائِعٌ لَا يمُكنِنُيِ أَن أَطلُبَ الرّزقَ فَوَقَعَ جَرَادَةٌ عَلَي مِنقَارِهِ فَأَكَلَهَا وَ كَذَا فَهِمَ مَنطِقَهَا أَهلُ بَيتِهِ وَ إِنّ عِيسَي ع مَرّ بِكَربَلَاءَ فَرَأَي ظِبَاءً فَدَعَاهَا فَقَالَ هَاهُنَا لَا مَاءَ وَ لَا مَرعَي فَلِمَ مَقَامُكُنّ فِيهَا قَالَت يَا رُوحَ اللّهِ إِنّ اللّهَ أَلهَمَنَا أَنّ هَذِهِ البُقعَةَ حَرَمُ الحُسَينِ ع فَأَوَينَا إِلَيهَا فَدَعَا اللّهَ عِيسَي ع أَن يَبقَي أَثَرٌ يَعلَمُ بِهِ آلُ مُحَمّدٍ أَنّ عِيسَي كَانَ مُسَاعِداً لَهُم فِي مُصِيبَتِهِم فَلَمّا مَرّ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع بِهَا جَعَلَ يَقُولُ هَاهُنَا مُنَاخُ رِكَابِهِم وَ هَاهُنَا مُهَرَاقُ دِمَائِهِم فَسَأَلَهُ ابنُ عَبّاسٍ عَنهُ فَأَخبَرَهُ بِقَتلِ الحُسَينِ ع فِيهَا وَ أَنّ عِيسَي ع كَانَ هَاهُنَا وَ دَعَا وَ مِن قِصّتِهِ كَيتَ وَ كَيتَ فَاطلُب بَعَرَاتِ تِلكَ الظّبَاءِ فَإِنّهَا بَ اقِيَةٌ فَوَجَدُوا كَثِيراً مِنَ البَعَرِ قَد صَارَ مِثلَ الزّعفَرَانِ وَ إِنّ الظّبَاءَ نَطَقَت مَعَ مُحَمّدٍص وَ عِترَتِهِ فِي مَوَاضِعَ شَتّي
صفحه : 259
وَ إِنّ يَحيَي بنَ زَكَرِيّا أوُتيَِ الحُكمَ صَبِيّاً وَ كَانَ يبَكيِ مِن غَيرِ ذَنبٍ وَ يُوَاصِلُ الصّومَ وَ لَم يَتَزَوّج وَ إِنّمَا اختَارَ نَبِيّنَا التّزَوّجَ لِأَنّهُ كَانَ قُدوَةً فِي فِعلِهِ وَ قَولِهِ وَ النّكَاحُ مِمّا أَمَرَ اللّهُ بِهِ آدَمَ ع لِلتّنَاسُلِ وَ كَانَ لِسُلَيمَانَ ع مِنَ النّسَاءِ وَ الجوَاَريِ مَا لَا يُحصَي وَ قَالَ النّبِيّص تَنَاكَحُوا تَكثُرُوا فإَنِيّ أبُاَهيِ بِكُمُ الأُمَمَ وَ قَالَ مُبَاضَعَتُكَ أَهلَكَ صَدَقَةٌ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللّهِ نأَتيِ شَهوَتَنَا وَ نَفرَحُ أَ فَنُؤجَرُ فَقَالَ أَ رَأَيتَ لَو جَعَلتَهَا فِي بَاطِلٍ أَ فَكُنتَ تَأثَمُ قَالَ نَعَم قَالَ أَ فَتُحَاسَبُونَ بِالشّرّ وَ لَا تُحَاسَبُونَ بِالخَيرِ وَ قَد عَلِمَ اللّهُ أَن يَكُونُ لَهُ ذُرّيّةٌ طَيّبَةٌ بَاقِيَةٌ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ وَ قَد وَصَفَ اللّهُ عِيسَي ع بِمَا لَم يَصِف بِهِ أَحَداً مِن أَنبِيَائِهِ فَقَالَوَجِيهاً فِي الدّنيا وَ الآخِرَةِ وَ مِنَ المُقَرّبِينَ وَ يُكَلّمُ النّاسَ فِي المَهدِ وَ كَهلًا وَ مِنَ الصّالِحِينَ وَ رَسُولُنَا وَ أَهلُ بَيتِهِ وَ عِترَتُهُ وَسِيلَةُ آدَمَ ع وَ دَعوَةُ اِبرَاهِيمَ ع وَ بُشرَي عِيسَي ع وَ إِن قَدّرَ عِيسَي ع مِنَ الطّينِ كَهَيئَةِ الطّيرِ فَيَجعَلُهَا اللّهُ طَيراً فَإِنّ اللّهَ أَحيَا المَوتَي لِمُحَمّدٍص وَ عِترَتِهِ ع وَ إِن كَانَ يبُرِئُ الأَكمَهَ وَ الأَبرَصَ بِإِذنِ اللّهِ فَكَذَا كَانَ مِنهُم ع وَ الآنَ رُبّمَا يَدخُلُ العُميَانُ وَ مَن بِهِ بَرَصٌ مَشَاهِدَهُم فَيَهَبُ اللّهُ لَهُم نُورَ أَعيُنِهِم وَ يُذهِبُ البَرَصَ عَنهُم بِبَرَكَةِ تُربَتِهِم وَ هَذَا مَعرُوفٌ مَا بَينَ خُرَاسَانَ إِلَي بَغدَادَ إِلَي الكُوفَةِ إِلَي الحِجَازِ
إيضاح الشخب السيلان والودك بالتحريك دسم اللحم وبوق التبريز أي البوق ألذي ينفخ فيه لخروج العسكر إلي الغزو والأزيز صوت غليان القدر والمرجل بالكسر القدر من النحاس ويقال كافحوهم إذااستقبلوهم في الحرب بوجوههم ليس دونها ترس و لاغيره ويقال فلان يكافح الأمور إذاباشرها بنفسه
5-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَالَ الإِمَامُ ع مَا أَظهَرَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لنِبَيِّ تَقَدّمَ آيَةً إِلّا وَ قَد جَعَلَ
صفحه : 260
لِمُحَمّدٍص وَ عَلِيّ ع مِثلَهَا وَ أَعظَمَ مِنهَا قِيلَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ فأَيَّ شَيءٍ جَعَلَ لِمُحَمّدٍ وَ عَلَيّ مَا يَعدِلُ آيَاتِ عِيسَي إِحيَاءَ المَوتَي وَ إِبرَاءَ الأَكمَهِ وَ الأَبرَصِ وَ الإِنبَاءَ بِمَا يَأكُلُونَ وَ مَا يَدّخِرُونَ قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ يمَشيِ بِمَكّةَ وَ أَخُوهُ عَلِيّ ع يمَشيِ مَعَهُ وَ عَمّهُ أَبُو لَهَبٍ خَلفَهُ يرَميِ عَقِبَهُ بِالأَحجَارِ وَ قَد أَدمَاهُ ينُاَديِ مَعَاشِرَ قُرَيشٍ هَذَا سَاحِرٌ كَذّابٌ فَاقذِفُوهُ وَ اهجُرُوهُ وَ اجتَنِبُوهُ وَ حَرّشَ عَلَيهِ أَوبَاشَ قُرَيشٍ فَتَبِعُوهُمَا يَرمُونَهُمَا بِالأَحجَارِ فَمَا مِنهَا حَجَرٌ أَصَابَهُ إِلّا أَصَابَ عَلِيّاً ع فَقَالَ بَعضُهُم يَا عَلِيّ أَ لَستَ المُتَعَصّبَ لِمُحَمّدٍ وَ المُقَاتِلَ عَنهُ وَ الشّجَاعَ لَا نَظِيرَ لَكَ مَعَ حَدَاثَةِ سِنّكَ وَ أَنّكَ لَم تُشَاهِدِ الحُرُوبَ مَا بَالُكَ لَا تَنصُرُ مُحَمّداً وَ لَا تَدفَعُ عَنهُ فَنَادَاهُم عَلِيّ ع مَعَاشِرَ أَوبَاشِ قُرَيشٍ لَا أُطِيعُ مُحَمّداً بمِعَصيِتَيِ لَهُ لَو أمَرَنَيِ لَرَأَيتُمُ العَجَبَ وَ مَا زَالُوا يَتّبِعُونَهُ حَتّي خَرَجَ مِن مَكّةَ فَأَقبَلَتِ الأَحجَارُ عَلَي حَالِهَا تَتَدَحرَجُ فَقَالُوا الآنَ تَشدَخُ هَذِهِ الأَحجَارُ مُحَمّداً وَ عَلِيّاً وَ نَتَخَلّصُ مِنهُمَا وَ تَنَحّت قُرَيشٌ عَنهُ خَوفاً عَلَي أَنفُسِهِم مِن تِلكَ الأَحجَارِ فَرَأَوا تِلكَ الأَحجَارَ قَد أَقبَلَت عَلَي مُحَمّدٍ وَ عَلِيّ كُلّ حَجَرٍ مِنهَا ينُاَديِ السّلَامُ عَلَيكَ يَا مُحَمّدَ بنَ عَبدِ اللّهِ بنِ عَبدِ المُطّلِبِ بنِ هَاشِمِ بنِ عَبدِ مَنَافٍ السّلَامُ عَلَيكَ يَا عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبِ بنِ عَبدِ المُطّلِبِ بنِ هَاشِمِ بنِ عَبدِ مَنَافٍ السّلَامُ عَلَيكَ يَا رَسُولَ رَبّ العَالَمِينَ وَ خَيرَ الخَلقِ أَجمَعِينَ السّلَامُ عَلَيكَ يَا سَيّدَ الوَصِيّينَ وَ يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ رَبّ العَالَمِينَ وَ سَمِعَهَا جَمَاعَاتُ قُرَيشٍ فَوَجَمُوا فَقَالَ عَشَرَةٌ مِن مَرَدَتِهِم وَ عُتَاتِهِم مَا هَذِهِ الأَحجَارُ تُكَلّمُهُمَا وَ لَكِنّهُم رِجَالٌ فِي حُفرَةٍ بِحَضرَةِ الأَحجَارِ قَد خَبَأَهُم مُحَمّدٌ تَحتَ الأَرضِ فهَيَِ تُكَلّمُهُمَا لِتَغُرّنَا وَ تَخدَعَنَا فَأَقبَلَت عِندَ ذَلِكَ أَحجَارٌ عَشَرَةٌ مِن تِلكَ الصّخُورِ وَ تَحَلّقَت وَ ارتَفَعَت فَوقَ العَشَرَةِ المُتَكَلّمِينَ بِهَذَا الكَلَامِ فَمَا زَالَت تَقَعُ بِهَامَاتِهِم وَ تَرتَفِعُ وَ تُرَضّضُهَا حَتّي مَا بقَيَِ مِنَ العَشَرَةِ أَحَدٌ إِلّا سَالَ دِمَاغُهُ وَ دِمَاؤُهُ
صفحه : 261
مِن مِنخَرَيهِ وَ قَد تَخَلخَلَ رَأسُهُ وَ هَامَتُهُ وَ يَافُوخُهُ فَجَاءَ أَهلُوهُم وَ عَشَائِرُهُم يَبكُونَ وَ يَضِجّونَ يَقُولُونَ أَشَدّ مِن مُصَابِنَا بِهَؤُلَاءِ تَبَجّحُ مُحَمّدٍ وَ تَبَذّخُهُ بِأَنّهُم قُتِلُوا بِهَذِهِ الأَحجَارِ آيَةً لَهُ وَ دَلَالَةً وَ مُعجِزَةً فَأَنطَقَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ جَنَائِزَهُم صَدَقَ مُحَمّدٌ وَ مَا كَذَبَ وَ كَذَبتُم وَ مَا صَدَقتُم وَ اضطَرَبَتِ الجَنَائِزُ وَ رَمَت مَن عَلَيهَا وَ سَقَطُوا الأَرضَ وَ نَادَت مَا كُنّا لِنَنقَادَ لِيُحمَلَ عَلَينَا أَعدَاءُ اللّهِ إِلَي عَذَابِ اللّهِ فَقَالَ أَبُو جَهلٍ لَعَنَهُ اللّهُ إِنّمَا سَحَرَ مُحَمّدٌ هَذِهِ الجَنَائِزَ كَمَا سَحَرَ تِلكَ الأَحجَارَ وَ الجَلَامِيدَ وَ الصّخُورَ حَتّي وُجِدَ مِنهَا مِنَ النّطقِ مَا وُجِدَ فَإِن كَانَت قَتلُ هَذِهِ الأَحجَارِ هَؤُلَاءِ لِمُحَمّدٍ آيَةً لَهُ وَ تَصدِيقاً لِقَولِهِ وَ تَبيِيناً لِأَمرِهِ فَقُولُوا لَهُ يَسأَلُ مَن خَلَقَهُم أَن يُحيِيَهُم فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا أَبَا الحَسَنِ قَد سَمِعتَ اقتِرَاحَ الجَاهِلِينَ وَ هَؤُلَاءِ عَشَرَةُ قَتلَي كَم جُرِحتَ بِهَذِهِ الأَحجَارِ التّيِ رَمَانَا بِهَا القَومُ يَا عَلِيّ قَالَ عَلِيّ ع جُرِحتُ أَربَعَ جِرَاحَاتٍ وَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص جُرِحتُ أَنَا سِتّ جِرَاحَاتٍ فَليَسأَل كُلّ وَاحِدٍ مِنّا رَبّهُ أَن يحُييَِ مِنَ العَشَرَةِ بِقَدرِ جِرَاحَاتِهِ فَدَعَا رَسُولُ اللّهِص لِسِتّةٍ مِنهُم فَنُشِرُوا وَ دَعَا عَلِيّ ع لِأَربَعَةٍ مِنهُم فَنُشِرُوا ثُمّ نَادَي المُحيَونَ مَعَاشِرَ المُسلِمِينَ إِنّ لِمُحَمّدٍ وَ عَلِيّ شَأناً عَظِيماً فِي المَمَالِكِ التّيِ كُنّا فِيهَا لَقَد رَأَينَا لِمُحَمّدٍص مِثَالًا عَلَي سَرِيرٍ عِندَ البَيتِ المَعمُورِ وَ عِندَ العَرشِ وَ لعِلَيِّ ع مِثَالًا عِندَ البَيتِ المَعمُورِ وَ عِندَ الكرُسيِّ وَ أَملَاكُ السّمَاوَاتِ وَ الحُجُبِ وَ أَملَاكُ العَرشِ يَحُفّونَ بِهِمَا وَ يُعَظّمُونَهُمَا وَ يُصَلّونَ عَلَيهِمَا وَ يَصدُرُونَ عَن أَوَامِرِهِمَا وَ يُقسِمُونَ عَلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ لِحَوَائِجِهِم إِذَا سَأَلُوهُ بِهِمَا فَآمَنَ مِنهُم سَبعَةُ نَفَرٍ وَ غَلَبَ الشّقَاءُ عَلَي الآخَرِينَ وَ أَمّا تَأيِيدُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ لِعِيسَي ع بِرُوحِ القُدُسِ فَإِنّ جَبرَئِيلَ هُوَ ألّذِي لَمّا حَضَرَ رَسُولَ اللّهِص وَ هُوَ قَدِ اشتَمَلَ بِعَبَاءَتِهِ القَطَوَانِيّةِ عَلَي نَفسِهِ وَ عَلَي عَلِيّ وَ فَاطِمَةَ
صفحه : 262
وَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ ع وَ قَالَ أللّهُمّ هَؤُلَاءِ أهَليِ أَنَا حَربٌ لِمَن حَارَبَهُم وَ سِلمٌ لِمَن سَالَمَهُم مُحِبّ لِمَن أَحَبّهُم وَ مُبغِضٌ لِمَن أَبغَضَهُم فَكُن لِمَن حَارَبَهُم حَرباً وَ لِمَن سَالَمَهُم سِلماً وَ لِمَن أَحَبّهُم مُحِبّاً وَ لِمَن أَبغَضَهُم مُبغِضاً فَقَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَقَد أَجَبتُكَ إِلَي ذَلِكَ يَا مُحَمّدُ فَرَفَعَت أَمّ سَلَمَةَ جَانِبَ العَبَاءِ لِتَدخُلَ فَجَذَبَهُ رَسُولُ اللّهِص وَ قَالَ لَستِ هُنَاكِ وَ إِن كُنتِ فِي خَيرٍ وَ إِلَي خَيرٍ وَ جَاءَ جَبرَئِيلُ ع مُدّثِراً وَ قَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ اجعلَنيِ مِنكُم قَالَ أَنتَ مِنّا قَالَ فَأَرفَعُ العَبَاءَ وَ أَدخُلُ مَعَكُم قَالَ بَلَي فَدَخَلَ فِي العَبَاءِ ثُمّ خَرَجَ وَ صَعِدَ إِلَي السّمَاءِ إِلَي المَلَكُوتِ الأَعلَي وَ قَد تَضَاعَفَ حُسنُهُ وَ بَهَاؤُهُ وَ قَالَتِ المَلَائِكَةُ قَد رَجَعتَ بِجَمَالٍ خِلَافِ مَا ذَهَبتَ بِهِ مِن عِندِنَا قَالَ فَكَيفَ لَا أَكُونُ كَذَلِكَ وَ قَد شُرّفتُ بِأَن جُعِلتُ مِن آلِ مُحَمّدٍ وَ أَهلِ بَيتِهِ قَالَتِ الأَملَاكُ فِي مَلَكُوتِ السّمَاوَاتِ وَ الحُجُبِ وَ الكرُسيِّ وَ العَرشِ حَقّ لَكَ هَذَا الشّرَفُ أَن تَكُونَ كَمَا قُلتَ وَ كَانَ عَلِيّ ع مَعَهُ جَبرَئِيلُ عَن يَمِينِهِ فِي الحُرُوبِ وَ مِيكَائِيلُ عَن يَسَارِهِ وَ إِسرَافِيلُ خَلفَهُ وَ مَلَكُ المَوتِ أَمَامَهُ وَ أَمّا إِبرَاءُ الأَكمَهِ وَ الأَبرَصِ وَ الإِنبَاءُ بِمَا يَأكُلُونَ وَ مَا يَدّخِرُونَ فِي بُيُوتِهِم فَإِنّ رَسُولَ اللّهِص لَمّا كَانَ بِمَكّةَ قَالُوا يَا مُحَمّدُ رَبّنَا هُبَلُ ألّذِي يشَفيِ مَرضَانَا وَ يُنقِذُ هَلكَانَا وَ يُعَالِجُ جَرحَانَا قَالَص كَذَبتُم مَا يَفعَلُ هُبَلُ مِن ذَلِكَ شَيئاً بَلِ اللّهُ تَعَالَي يَفعَلُ بِكُم مَا يَشَاءُ مِن ذَلِكَ قَالَ ع فَكَبُرَ هَذَا عَلَي مَرَدَتِهِم فَقَالُوا لَهُ يَا مُحَمّدُ مَا أَخوَفَنَا عَلَيكَ مِن هُبَلَ أَن يُضِرّ بِكَ بِاللّقوَةِ وَ الفَالِجِ وَ الجُذَامِ وَ العَمَي وَ ضُرُوبِ العَاهَاتِ لِدُعَائِكَ إِلَي خِلَافِهِ قَالَص لَا يَقدِرُ عَلَي شَيءٍ مِمّا ذَكَرتُمُوهُ إِلّا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ قَالُوا يَا مُحَمّدُ فَإِن كَانَ لَكَ رَبّ تَعَبُدُهُ وَ لَا رَبّ سِوَاهُ فَاسأَلهُ أَن يُضِرّ بِنَا بِهَذِهِ الآفَاتِ التّيِ ذَكَرنَاهَا لَكَ
صفحه : 263
حَتّي نَسأَلَ نَحنُ هُبَلَ أَن يُبرِئَنَا مِنهَا لِتَعلَمَ أَنّ هُبَلَ هُوَ شَرِيكُ رَبّكَ ألّذِي إِلَيهِ تُومِئُ وَ تُشِيرُ فَجَاءَ جَبرَئِيلُ ع فَقَالَ ادعُ أَنتَ عَلَي بَعضِهِم وَ ليَدعُ عَلِيّ عَلَي بَعضٍ فَدَعَا رَسُولُ اللّهِص عَلَي عِشرِينَ مِنهُم وَ دَعَا عَلِيّ عَلَي عَشَرَةٍ فَلَم يَرِيمُوا مَوَاضِعَهُم حَتّي بَرِصُوا وَ جَذِمُوا وَ فُلِجُوا وَ لُقُوا وَ عَمُوا وَ انفَصَلَت عَنهُمُ الأيَديِ وَ الأَرجُلُ وَ لَم يَبقَ فِي شَيءٍ مِن أَبدَانِهِم عُضوٌ صَحِيحٌ إِلّا أَلسِنَتُهُم وَ آذَانُهُم فَلَمّا أَصَابَهُم ذَلِكَ صِيرَ بِهِم إِلَي هُبَلَ وَ دَعَوهُ لِيَشفِيَهُم وَ قَالُوا دَعَا عَلَي هَؤُلَاءِ مُحَمّدٌ وَ عَلِيّ فَفُعِلَ بِهِم مَا تَرَي فَاشفِهِم فَنَادَاهُم هُبَلُ يَا أَعدَاءَ اللّهِ وَ أَيّ قُدرَةٍ لِي عَلَي شَيءٍ مِنَ الأَشيَاءِ وَ ألّذِي بَعَثَهُ إِلَي الخَلقِ أَجمَعِينَ وَ جَعَلَهُ أَفضَلَ النّبِيّينَ وَ المُرسَلِينَ لَو دَعَا عَلَيّ لَتَهَافَتَت أعَضاَئيِ وَ تَفَاصَلَت أجَزاَئيِ وَ احتمَلَتَنيِ الرّيَاحُ تذَروُنيِ حَتّي لَا يُرَي لشِيَءٍ منِيّ عَينٌ وَ لَا أَثَرٌ يَفعَلُ اللّهُ ذَلِكَ بيِ حَتّي يَكُونَ أَكبَرُ جُزءٍ منِيّ دُونَ عُشرِ عَشِيرِ خَردَلَةٍ فَلَمّا سَمِعُوا ذَلِكَ مِن هُبَلَ ضَجّوا إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالُوا انقَطَعَ الرّجَاءُ عَمّن سِوَاكَ فَأَغِثنَا وَ ادعُ اللّهَ لِأَصحَابِنَا فَإِنّهُم لَا يَعُودُونَ إِلَي أَذَاكَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص شِفَاؤُهُم يَأتِيهِم مِن حَيثُ أَتَاهُم دَاؤُهُم عِشرُونَ عَلَيّ وَ عَشَرَةٌ عَلَي عَلِيّ فَجَاءُوا بِعِشرِينَ أَقَامُوهُم بَينَ يَدَيهِ وَ بِعَشَرَةٍ أَقَامُوهُم بَينَ يدَيَ عَلِيّ ع فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لِلعِشرِينَ غُضّوا أَعيُنَكُم وَ قُولُوا أللّهُمّ بِجَاهِ مَن بِجَاهِهِ ابتَلَيتَنَا فَعَافِنَا بِمُحَمّدٍ وَ عَلِيّ وَ الطّيّبِينَ مِن آلِهِمَا وَ كَذَلِكَ قَالَ عَلِيّ ع لِلعَشَرَةِ الّذِينَ بَينَ يَدَيهِ فَقَالُوهَا فَقَامُوا كَأَنّمَا نَشِطُوا مِن عِقَالٍ مَا بِأَحَدٍ مِنهُم نَكبَةٌ
صفحه : 264
وَ هُوَ أَصَحّ مِمّا كَانَ قَبلَ أَن أُصِيبَ بِمَا أُصِيبَ فَآمَنَ الثّلَاثُونَ وَ بَعضُ أَهلِيهِم وَ غَلَبَ الشّقَاءُ عَلَي أَكثَرِ البَاقِينَ وَ أَمّا الإِنبَاءُ بِمَا يَأكُلُونَ وَ مَا يَدّخِرُونَ فِي بُيُوتِهِم فَإِنّ رَسُولَ اللّهِص لَمّا بَرَءُوا قَالَ لَهُم آمِنُوا فَقَالُوا آمَنّا فَقَالَ أَ لَا أَزِيدُكُم بَصِيرَةً قَالُوا بَلَي قَالَ أُخبِرُكُم بِمَا تَغَدّي بِهِ هَؤُلَاءِ وَ تَدَاوَوا تَغَدّي فُلَانٌ بِكَذَا وَ تَدَاوَي فُلَانٌ بِكَذَا وَ بقَيَِ عِندَهُ كَذَا حَتّي ذَكَرَهُم أَجمَعِينَ ثُمّ قَالَ يَا مَلَائِكَةَ ربَيّ أحَضرِوُنيِ بَقَايَا غَدَائِهِم وَ دَوَائِهِم عَلَي أَطبَاقِهِم وَ سُفَرِهِم فَأَحضَرَتِ المَلَائِكَةُ ذَلِكَ وَ أَنزَلَت مِنَ السّمَاءِ بَقَايَا طَعَامِ أُولَئِكَ وَ دَوَائِهِم فَقَالُوا هَذِهِ البَقَايَا مِنَ المَأكُولِ كَذَا وَ المُدَاوَي بِهِ كَذَا ثُمّ قَالَ يَا أَيّهَا الطّعَامُ أَخبِرنَا كَم أُكِلَ مِنكَ فَقَالَ الطّعَامُ أُكِلَ منِيّ كَذَا وَ تُرِكَ منِيّ كَذَا وَ هُوَ مَا تَرَونَ وَ قَالَ بَعضُ ذَلِكَ الطّعَامِ أَكَلَ صاَحبِيِ هَذَا منِيّ كَذَا وَ بقَيَِ منِيّ كَذَا وَ جَاءَ بِهِ الخَادِمُ فَأَكَلَ منِيّ كَذَا وَ أَنَا الباَقيِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص فَمَن أَنَا قَالَ الطّعَامُ وَ الدّوَاءُ أَنتَ رَسُولُ اللّهِ فَقَالَ فَمَن هَذَا يُشِيرُ إِلَي عَلِيّ ع فَقَالَ الطّعَامُ وَ الدّوَاءُ هَذَا أَخُوكَ سَيّدُ الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ وَ وَزِيرُكَ أَفضَلُ الوُزَرَاءِ وَ خَلِيفَتُكَ سَيّدُ الخُلَفَاءِ
بيان التحريش الإغراء بين القوم والأوباش من الناس الأخلاط ووجم أي أمسك وسكت واليافوخ ملتقي عظم مقدم الرأس ومؤخره والتبجح بتقديم الجيم علي الحاء إظهار الفرح والتبذخ التكبر والعلو والجلاميد جمع الجُلمُود بالضم و هوالصخر ويقال فُلِجَ علي بناء المجهول أي أصابه الفالج فهو مفلوج وكذا لقُيَِ علي المجهول أصابه اللقوة
صفحه : 265
6-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَالَ أَبُو يَعقُوبَ قُلتُ لِلإِمَامِ ع هَل كَانَ لِرَسُولِ اللّهِص وَ لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع آيَاتٌ تضُاَهيِ آيَاتِ مُوسَي ع فَقَالَ ع عَلِيّ نَفسُ رَسُولِ اللّهِص وَ آيَاتُ رَسُولِ اللّهِ آيَاتُ عَلِيّ ع وَ آيَاتُ عَلِيّ آيَاتُ رَسُولِ اللّهِص وَ مَا آيَةٌ أَعطَاهَا اللّهُ مُوسَي ع وَ لَا غَيرَهُ مِنَ الأَنبِيَاءِ إِلّا وَ قَد أَعطَي اللّهُ مُحَمّداً مِثلَهَا أَو أَعظَمَ مِنهَا أَمّا العَصَا التّيِ كَانَت لِمُوسَي ع فَانقَلَبَت ثُعبَاناً فَتَلَقّفَت مَا أَلقَتهُ السّحَرَةُ مِن عِصِيّهِم وَ حِبَالِهِم فَلَقَد كَانَ لِمُحَمّدٍص أَفضَلُ مِنهَا وَ هُوَ أَنّ قَوماً مِنَ اليَهُودِ أَتَوا مُحَمّداًص فَسَأَلُوهُ وَ جَادَلُوهُ فَمَا أَتَوهُ بشِيَءٍ إِلّا أَتَاهُم فِي جَوَابِهِ بِمَا بَهَرَهُم فَقَالُوا لَهُ يَا مُحَمّدُ إِن كُنتَ نَبِيّاً فَأتِنَا بِمِثلِ عَصَا مُوسَي فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ ألّذِي أَتَيتُكُم بِهِ أَفضَلُ مِن عَصَا مُوسَي ع لِأَنّهُ بَاقٍ بعَديِ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ مُتَعَرّضٌ لِجَمِيعِ الأَعدَاءِ المُخَالِفِينَ لَا يَقدِرُ أَحَدٌ عَلَي مُعَارَضَةِ سُورَةٍ مِنهُ وَ إِنّ عَصَا مُوسَي زَالَت وَ لَم تَبقَ بَعدَهُ فَتُمتَحَنَ كَمَا يَبقَي القُرآنُ فَيُمتَحَنُ ثُمّ إنِيّ سَآتِيكُم بِمَا هُوَ أَعظَمُ مِن عَصَا مُوسَي وَ أَعجَبُ فَقَالُوا فَأتِنَا فَقَالَ إِنّ مُوسَي ع كَانَت عَصَاهُ بِيَدِهِ يُلقِيهَا وَ كَانَتِ القِبطُ يَقُولُ كَافِرُهُم هَذَا يَحتَالُ فِي العَصَا بِحِيلَةٍ وَ إِنّ اللّهَ سَوفَ يُقَلّبُ خَشَباً لِمُحَمّدٍ ثَعَابِينَ بِحَيثُ لَا يَمَسّهَا يَدُ مُحَمّدٍ وَ لَا يَحضُرُهَا إِذَا رَجَعتُم إِلَي بُيُوتِكُم وَ اجتَمَعتُم اللّيلَةَ فِي مَجمَعِكُم فِي ذَلِكَ البَيتِ قَلّبَ اللّهُ جُذُوعَ سُقُوفِكُم كُلّهَا أفَاَعيَِ وَ هيَِ أَكثَرُ مِن مِائَةِ جِذعٍ فَتَتَصَدّعُ مَرَارَاتُ أَربَعَةٍ مِنكُم فَيَمُوتُونَ وَ يُغشَي عَلَي البَاقِينَ مِنكُم إِلَي غَدَاةِ غَدٍ فَيَأتِيكُم يَهُودُ فَتُخبِرُونَهُم بِمَا رَأَيتُم فَلَا يُصَدّقُونَكُم فَتَعُودُ بَينَ أَيدِيهِم وَ يَملَأُ أَعيُنَهُم ثَعَابِينُ كَمَا كَانَت فِي بَارِحَتِكُم فَيَمُوتُ مِنهُم جَمَاعَةٌ وَ تُخبَلُ جَمَاعَةٌ وَ
صفحه : 266
يَغُشَي عَلَي أَكثَرِهِم قَالَ فَوَ ألّذِي بَعَثَهُ بِالحَقّ نَبِيّاً لَقَد ضَحِكَ القَومُ كُلّهُم بَينَ يدَيَ رَسُولِ اللّهِص لَا يَحتَشِمُونَهُ وَ لَا يَهَابُونَهُ وَ يَقُولُ بَعضُهُم لِبَعضٍ انظُرُوا مَا ادّعَي وَ كَيفَ عَدَا طَورَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص إِن كُنتُم الآنَ تَضحَكُونَ فَسَوفَ تَبكُونَ وَ تَتَحَيّرُونَ إِذَا شَاهَدتُم مَا عَنهُ تُخبَرُونَ أَلَا فَمَن هَالَهُ ذَلِكَ مِنكُم وَ خشَيَِ عَلَي نَفسِهِ أَن يَمُوتَ أَو يُخبَلَ فَليَقُل أللّهُمّ بِجَاهِ مُحَمّدٍ ألّذِي اصطَفَيتَهُ وَ عَلِيّ ألّذِي ارتَضَيتَهُ وَ أَولِيَائِهِمَا الّذِينَ مَن سَلّمَ لَهُم أَمرَهُم اجتَبَيتَهُ لَمّا قوَيّتنَيِ عَلَي مَا أَرَي وَ إِن كَانَ مَن يَمُوتُ هُنَاكَ مِمّن يُحِبّهُ وَ يُرِيدُ حَيَاتَهُ فَليَدعُ لَهُ بِهَذَا الدّعَاءِ يَنشُرُهُ اللّهُ تَعَالَي وَ يُقَوّيهِ قَالَ ع فَانصَرَفُوا وَ اجتَمَعُوا فِي ذَلِكَ المَوضِعِ وَ جَعَلُوا يَهزَءُونَ بِمُحَمّدٍص وَ قَولِهِ إِنّ تِلكَ الجُذُوعَ تَنقَلِبُ أفَاَعيَِ فَسَمِعُوا حَرَكَةً مِنَ السّقفِ فَإِذَا بِتِلكَ الجُذُوعِ انقَلَبَت أفَاَعيَِ وَ قَد لَوّت رُءُوسَهَا عَنِ الحَائِطِ وَ قَصَدَت نَحوَهُم تَلتَقِمُهُم فَلَمّا وَصَلَت إِلَيهِم كَفّت عَنهُم وَ عَدَلَت إِلَي مَا فِي الدّارِ مِن حُبَابٍ وَ جِرَارٍ وَ كِيزَانٍ وَ صَلَايَاتٍ وَ كرَاَسيِّ وَ خَشَبٍ وَ سَلَالِيمَ وَ أَبوَابٍ فَالتَقَمَتهَا وَ أَكَلَتهَا فَأَصَابَهُم مَا قَالَ رَسُولُ اللّهِ ع إِنّهُ يُصِيبُهُم فَمَاتَ مِنهُم أَربَعَةٌ وَ خَبِلَ جَمَاعَةٌ وَ جَمَاعَةٌ خَافُوا عَلَي أَنفُسِهِم فَدَعَوا بِمَا قَالَ رَسُولُ اللّهِص فَقَوِيَت قُلُوبُهُم وَ كَانَتِ الأَربَعَةُ أَتَي بَعضُهُم فَدَعَا لَهُم بِهَذَا الدّعَاءِ فَنُشِرُوا فَلَمّا رَأَوا ذَلِكَ قَالُوا إِنّ هَذَا الدّعَاءَ مُجَابٌ بِهِ وَ إِنّ مُحَمّداً صَادِقٌ وَ إِن كَانَ يَثقُلُ عَلَينَا تَصدِيقُهُ أَ فَلَا نَدعُو بِهِ لِتَلِينَ لِلإِيمَانِ بِهِ وَ التّصدِيقِ لَهُ وَ الطّاعَةِ لِأَوَامِرِهِ وَ زَوَاجِرِهِ قُلُوبُنَا فَدَعَوا بِذَلِكَ الدّعَاءِ فَحَبّبَ اللّهُ
صفحه : 267
تَعَالَي إِلَيهِمُ الإِيمَانَ وَ طَيّبَهُ فِي قُلُوبِهِم وَ كَرّهَ إِلَيهِمُ الكُفرَ فَآمَنُوا بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ فَلَمّا أَصبَحُوا مِن غَدٍ جَاءَتِ اليَهُودُ وَ قَد عَادَتِ الجُذُوعُ ثَعَابِينَ كَمَا كَانَت فَشَاهَدُوهَا وَ تَحَيّرُوا وَ مَاتَ مِنهُم جَمَاعَةٌ وَ غَلَبَ الشّقَاءُ عَلَي الآخَرِينَ وَ قَالَ وَ أَمّا اليَدُ فَلَقَد كَانَ لِمُحَمّدٍص مِثلُهَا وَ أَفضَلُ مِنهَا وَ أَكثَرُ مِنهَا أَلفَ مَرّةٍ كَانَص يُحِبّ أَن يَأتِيَهُ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ع وَ كَانَا يَكُونَانِ عِندَ أَهلِهِمَا أَو مَوَالِيهِمَا أَو دَايَتِهِمَا وَ كَانَ يَكُونُ فِي ظُلمَةِ اللّيلِ فَيُنَادِيهِمَا رَسُولُ اللّهِص يَا بَا مُحَمّدٍ يَا بَا عَبدِ اللّهِ هَلُمّا إلِيَّ فَيُقبِلَانِ نَحوَهُ مِن ذَلِكَ البُعدِ قَد بَلَغَهُمَا صَوتُهُ فَيَقُولُ رَسُولُ اللّهِص بِسَبّابَتِهِ هَكَذَا يُخرِجُهَا مِنَ البَابِ فتَضُيِءُ لَهُمَا أَحسَنَ مِن ضَوءِ القَمَرِ وَ الشّمسِ فَيَأتِيَانِ فَتَعُودُ الإِصبَعُ كَمَا كَانَت فَإِذَا قَضَي وَطَرَهُ مِن لِقَائِهِمَا وَ حَدِيثِهِمَا قَالَ ارجِعَا إِلَي مَوضِعِكُمَا فَقَالَ بَعدُ بِسَبّابَتِهِ هَكَذَا فَأَضَاءَت أَحسَنَ مِن ضِيَاءِ القَمَرِ وَ الشّمسِ قَد أَحَاطَ بِهِمَا إِلَي أَن يَرجِعَا إِلَي مَوضِعِهِمَا ثُمّ تَعُودُ إِصبَعُهُص كَمَا كَانَت مِن لَونِهَا فِي سَائِرِ الأَوقَاتِ وَ أَمّا الطّوفَانُ ألّذِي أَرسَلَهُ اللّهُ تَعَالَي عَلَي القِبطِ فَقَد أَرسَلَ اللّهُ مِثلَهُ عَلَي قَومٍ مُشرِكِينَ آيَةً لِمُحَمّدٍص فَقَالَ إِنّ رَجُلًا مِن أَصحَابِ رَسُولِ اللّهِص يُقَالُ لَهُ ثَابِتُ بنُ الأَفلَحِ قَتَلَ رَجُلًا مِنَ المُشرِكِينَ فِي بَعضِ المغَاَزيِ فَنَذَرَت امرَأَةُ ذَلِكَ المُشرِكِ المَقتُولِ لَتَشرَبَنّ فِي قِحفِ رَأسِ ذَلِكَ القَاتِلِ الخَمرَ فَلَمّا وَقَعَ بِالمُسلِمِينَ يَومَ أُحُدٍ مَا وَقَعَ قُتِلَ ثَابِتٌ هَذَا عَلَي رَبوَةٍ مِنَ الأَرضِ فَانصَرَفَ المُشرِكُونَ وَ اشتَغَلَ رَسُولُ اللّهِص وَ أَصحَابُهُ
صفحه : 268
بِدَفنِ أَصحَابِهِ فَجَاءَتِ المَرأَةُ إِلَي أَبِي سُفيَانَ تَسأَلُهُ أَن يَبعَثَ رَجُلًا مَعَ عَبدٍ لَهَا إِلَي مَكَانِ ذَلِكَ المَقتُولِ لِيَجتَزّ رَأسَهُ فَيُؤتَي بِهِ لتِفَيَِ بِنَذرِهَا فَتَشرَبَ فِي قِحفِهِ خَمراً وَ قَد كَانَتِ البِشَارَةُ أَتَتهَا بِقَتلِهِ أَتَاهَا بِهَا عَبدٌ لَهَا فَأَعتَقَتهُ وَ أَعطَتهُ جَارِيَةً لَهَا ثُمّ سَأَلَت أَبَا سُفيَانَ فَبَعَثَ إِلَي ذَلِكَ المَقتُولِ مِائَتَينِ مِن أَصحَابِ الجَلدِ فِي جَوفِ اللّيلِ لِيَجتَزّوا رَأسَهُ فَيَأتُوهَا بِهِ فَذَهَبُوا فَجَاءَت رِيحٌ فَدَحرَجَتِ الرّجُلَ إِلَي حَدُورٍ فَتَبِعُوهُ لِيَقطَعُوا رَأسَهُ فَجَاءَ مِنَ المَطَرِ وَابِلٌ عَظِيمٌ فَغَرِقَ المِائَتَينِ وَ لَم يُوقَف لِذَلِكَ المَقتُولِ وَ لَا لِوَاحِدٍ مِنَ المِائَتَينِ عَلَي عَينٍ وَ لَا أَثَرٍ وَ مَنَعَ اللّهُ الكَافِرَةَ مِمّا أَرَادَت فَهَذَا أَعظَمُ مِنَ الطّوفَانِ آيَةً لَهُص وَ أَمّا الجَرَادُ المُرسَلُ عَلَي بنَيِ إِسرَائِيلَ فَقَد فَعَلَ اللّهُ أَعظَمَ وَ أَعجَبَ مِنهُ بِأَعدَاءِ مُحَمّدٍص فَإِنّهُ أَرسَلَ عَلَيهِم جَرَاداً أَكَلَهُم وَ لَم يَأكُل جَرَادُ مُوسَي ع رِجَالَ القِبطِ وَ لَكِنّهُ أَكَلَ زُرُوعَهُم وَ ذَلِكَ أَنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ فِي بَعضِ أَسفَارِهِ إِلَي الشّامِ وَ قَد تَبِعَهُ مِائَتَانِ مِن يَهُودِهَا فِي خُرُوجِهِ عَنهَا وَ إِقبَالِهِ نَحوَ مَكّةَ يُرِيدُونَ قَتلَهُ مَخَافَةَ أَن يُزِيلَ اللّهُ دَولَةَ اليَهُودِ عَلَي يَدِهِ فَرَامُوا قَتلَهُ وَ كَانَ فِي القَافِلَةِ فَلَم يَجسُرُوا عَلَيهِ وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا أَرَادَ حَاجَةً أَبعَدَ وَ استَتَرَ بِأَشجَارٍ تَكنِفُهُ أَو بَرّيّةٍ بَعِيدَةٍ فَخَرَجَ ذَاتَ يَومٍ لِحَاجَتِهِ فَأَبعَدَ وَ تَبِعُوهُ وَ أَحَاطُوا بِهِ وَ سَلّوا سُيُوفَهُم عَلَيهِ فَأَثَارَ اللّهُ جَلّ وَ عَلَا مِن تَحتِ رِجلِ مُحَمّدٍ مِن ذَلِكَ الرّملِ جَرَاداً فَاحتَوَشَتهُم وَ جَعَلَت تَأكُلُهُم فَاشتَغَلُوا بِأَنفُسِهِم عَنهُ فَلَمّا فَرَغَ رَسُولُ اللّهِص مِن حَاجَتِهِ وَ هُم يَأكُلُهُمُ الجَرَادُ وَ رَجَعَ إِلَي أَهلِ القَافِلَةِ فَقَالُوا لَهُ مَا بَالُ الجَمَاعَةِ خَرَجُوا خَلفَكَ لَم يَرجِع مِنهُم أَحَدٌ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص جَاءُوا يقَتلُوُننَيِ فَسَلّطَ اللّهُ عَلَيهِمُ الجَرَادَ فَجَاءُوا وَ نَظَرُوا إِلَيهِم فَبَعضُهُم قَد مَاتَ وَ بَعضُهُم قَد كَادَ يَمُوتُ وَ الجَرَادُ يَأكُلُهُم فَمَا زَالُوا يَنظُرُونَ إِلَيهِم حَتّي أَتَي الجَرَادُ عَلَي أَعيَانِهِم فَلَم تُبقِ مِنهُم شَيئاً وَ أَمّا القَملُ فَأَظهَرَ اللّهُ قُدرَتَهُ عَلَي أَعدَاءِ مُحَمّدٍص بِالقَملِ وَ قِصّةُ ذَلِكَ أَنّ رَسُولَ اللّهِ
صفحه : 269
ص لَمّا ظَهَرَ بِالمَدِينَةِ أَمرُهُ وَ عَلَا بِهَا شَأنُهُ حَدّثَ يَوماً أَصحَابَهُ عَنِ امتِحَانِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ لِلأَنبِيَاءِ وَ عَن صَبرِهِم عَلَي الأَذَي فِي طَاعَةِ اللّهِ فَقَالَ فِي حَدِيثِهِ إِنّ بَينَ الرّكنِ وَ المَقَامِ قُبُورَ سَبعِينَ نَبِيّاً مَا مَاتُوا إِلّا بِضُرّ الجُوعِ وَ القَملِ فَسَمِعَ بِذَلِكَ بَعضُ المُنَافِقِينَ مِنَ اليَهُودِ وَ بَعضُ مَرَدَةِ قُرَيشٍ فَتَآمَرُوا بَينَهُم لِيُلحِقُنّ مُحَمّداً بِهِم فَيَقتُلُوهُ بِسُيُوفِهِم حَتّي لَا يَكذِبَ فَتَآمَرُوا بَينَهُم وَ هُم مِائَتَانِ عَلَي الإِحَاطَةِ بِهِ يَوماً يَجِدُونَهُ مِنَ المَدِينَةِ خَارِجاً فَخَرَجَ رَسُولُ اللّهِص يَوماً خَالِياً فَتَبِعَهُ القَومُ وَ نَظَرَ أَحَدُهُم إِلَي ثِيَابِ نَفسِهِ وَ فِيهَا قَملٌ ثُمّ جَعَلَ بَدَنَهُ وَ ظَهرَهُ يَحُكّهُ مِنَ القَملِ فَأَنِفَ مِن أَصحَابِهِ وَ استَحيَا فَانسَلّ عَنهُم وَ أَبصَرَ آخَرُ ذَلِكَ مِن نَفسِهِ وَ فِيهَا قَملٌ مِثلُ ذَلِكَ فَانسَلّ فَمَا زَالَ كَذَلِكَ حَتّي وَجَدَ ذَلِكَ كُلّ وَاحِدٍ مِن نَفسِهِ فَرَجَعُوا ثُمّ زَادَ ذَلِكَ عَلَيهِم حَتّي استَولَي عَلَيهِمُ القَملُ وَ انطَبَقَت حُلُوقُهُم فَلَم يَدخُل فِيهَا طَعَامٌ وَ لَا شَرَابٌ فَمَاتُوا كُلّهُم فِي شَهرَينِ مِنهُم مَن مَاتَ فِي خَمسَةِ أَيّامٍ وَ مِنهُم مَن مَاتَ فِي عَشَرَةِ أَيّامٍ وَ أَقَلّ وَ أَكثَرَ فَلَم يَزِد عَلَي شَهرَينِ حَتّي مَاتُوا بِأَجمَعِهِم بِذَلِكَ القَملِ وَ الجُوعِ وَ العَطَشِ فَهَذَا القَملُ ألّذِي أَرسَلَهُ اللّهُ تَعَالَي عَلَي أَعدَاءِ مُحَمّدٍص آيَةً لَهُ وَ أَمّا الضّفَادِعُ فَقَد أَرسَلَ اللّهُ مِثلَهَا عَلَي أَعدَاءِ مُحَمّدٍص حِينَ قَصَدُوا قَتلَهُ فَأَهلَكَهُم بِالجُرَذِ وَ ذَلِكَ أَنّ مِائَتَينِ بَعضُهُم كُفّارُ العَرَبِ وَ بَعضُهُم يَهُودُ وَ بَعضُهُم أَخلَاطٌ مِنَ النّاسِ اجتَمَعُوا بِمَكّةَ فِي أَيّامِ المَوسِمِ وَ هَمّوا فِيمَا بَينَهُم لَنَقتُلَنّ مُحَمّداً فَخَرَجُوا نَحوَ المَدِينَةِ فَبَلَغُوا بَعضَ تِلكَ المَنَازِلِ وَ إِذَا هُنَاكَ مَاءٌ فِي بِركَةٍ أَطيَبُ مِن مَائِهِمُ ألّذِي كَانَ مَعَهُم فَصَبّوا مَا
صفحه : 270
كَانَ مَعَهُم مِنهُ وَ مَلَئُوا رَوَايَاهُم وَ مَزَاوِدَهُم مِن ذَلِكَ المَاءِ وَ ارتَحَلُوا فَبَلَغُوا أَرضاً ذَاتَ جُرَذٍ كَثِيرٍ فَحَطّوا رَوَاحِلَهُم عِندَهَا فَسُلّطَت عَلَي مَزَاوِدِهِم وَ رَوَايَاهُم وَ سَطَائِحِهِمُ الجُرَذُ وَ خَرَقَتهَا وَ نَقَبَتهَا وَ سَالَ مِيَاهُهَا فِي تِلكَ الحَرّةِ فَلَم يُشعِرُوا إِلّا وَ قَد عَطِشُوا وَ لَا مَاءَ مَعَهُم فَرَجَعُوا القَهقَرَي إِلَي تِلكَ البِركَةِ التّيِ كَانُوا تَزَوّدُوا مِنهَا تِلكَ المِيَاهَ وَ إِذَا الجُرَذُ قَد سَبَقَهُم إِلَيهَا فَنَقَبَت أَفوَاهَهَا وَ سَالَت فِي الحَرّةِ مِيَاهُهَا فَوَقَفُوا آيِسِينَ مِنَ المَاءِ وَ تَمَاوَتُوا وَ لَم يُفلِت مِنهُم أَحَدٌ إِلّا وَاحِدٌ كَانَ لَا يَزَالُ يَكتُبُ عَلَي لِسَانِهِ مُحَمّداً وَ عَلَي بَطنِهِ مُحَمّداً وَ يَقُولُ يَا رَبّ مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ قَد تُبتُ مِن أَذَي مُحَمّدٍ فَفَرّج عنَيّ بِجَاهِ مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ فَسَلِمَ وَ كَفّ عَنهُ العَطَشُ فَوَرَدَت عَلَيهِ قَافِلَةٌ فَسَقَوهُ وَ حَمَلُوهُ وَ أَمتِعَةَ القَومِ وَ جِمَالَهُم وَ كَانَت أَصبَرَ عَلَي العَطَشِ مِن رِجَالِهَا فَآمَنَ بِرَسُولِ اللّهِص وَ جَعَلَ رَسُولُ اللّهِص تِلكَ الجِمَالَ وَ الأَموَالَ لَهُ قَالَ وَ أَمّا الدّمُ فَإِنّ رَسُولَ اللّهِص احتَجَمَ مَرّةً فَدَفَعَ الدّمَ الخَارِجَ مِنهُ إِلَي أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِّ وَ قَالَ لَهُ غَيّبهُ فَذَهَبَ فَشَرِبَهُ فَقَالَ لَهُص مَا صَنَعتَ بِهِ قَالَ شَرِبتُهُ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ أَ وَ لَم أَقُل لَكَ غَيّبهُ فَقَالَ غَيّبتُهُ فِي وِعَاءٍ حَرِيزٍ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص إِيّاكَ وَ أَن تَعُودَ لِمِثلِ هَذَا ثُمّ اعلَم أَنّ اللّهَ قَد حَرّمَ عَلَي النّارِ لَحمَكَ وَ دَمَكَ لِمَا اختَلَطَ بدِمَيِ وَ لحَميِ فَجَعَلَ أَربَعُونَ مِنَ المُنَافِقِينَ يَهزَءُونَ بِرَسُولِ اللّهِص وَ يَقُولُونَ زَعَمَ أَنّهُ قَد أَعتَقَ
صفحه : 271
الخدُريِّ مِنَ النّارِ لِاختِلَاطِ دَمِهِ بِدَمِهِ وَ مَا هُوَ إِلّا كَذّابٌ مُفتَرٍ وَ أَمّا نَحنُ فَنَستَقذِرُ دَمَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أَمَا إِنّ اللّهَ يُعَذّبُهُم بِالدّمِ وَ يُمِيتُهُم بِهِ وَ إِن كَانَ لَم يُمِتِ القِبطَ فَلَم يَلبَثُوا إِلّا يَسِيراً حَتّي لَحِقَهُمُ الرّعَافُ الدّائِمُ وَ سَيَلَانُ الدّمَاءِ مِن أَضرَاسِهِم فَكَانَ طَعَامُهُم وَ شَرَابُهُم يَختَلِطُ بِالدّمِ فَيَأكُلُونَهُ فَبَقُوا كَذَلِكَ أَربَعِينَ صَبَاحاً مُعَذّبِينَ ثُمّ هَلَكُوا وَ أَمّا السّنِينُ وَ نَقصٌ مِنَ الثّمَرَاتِ فَإِنّ رَسُولَ اللّهِص دَعَا عَلَي مُضَرَ فَقَالَ أللّهُمّ اشدُد وَطأَتَكَ عَلَي مُضَرَ وَ اجعَلهَا عَلَيهِم سِنِينَ كسَنِيِ يُوسُفَ فَابتَلَاهُمُ اللّهُ بِالقَحطِ وَ الجُوعِ فَكَانَ الطّعَامُ يُجلَبُ إِلَيهِم مِن كُلّ نَاحِيَةٍ فَإِذَا اشتَرَوهُ وَ قَبَضُوهُ لَم يَصِلُوا بِهِ إِلَي بُيُوتِهِم حَتّي يَسُوّسَ وَ يَنتُنَ وَ يَفسُدَ فَتَذهَبُ أَموَالُهُم وَ لَا يَحصُلُ لَهُم فِي الطّعَامِ نَفعٌ حَتّي أَضَرّ بِهِمُ الأَزمُ وَ الجُوعُ الشّدِيدُ العَظِيمُ حَتّي أَكَلُوا الكِلَابَ المَيتَةَ وَ أَحرَقُوا عِظَامَ المَوتَي فَأَكَلُوهَا وَ حَتّي نَبَشُوا عَن قُبُورِ المَوتَي فَأَكَلُوهُم وَ حَتّي رُبّمَا أَكَلَتِ المَرأَةُ طِفلَهَا إِلَي أَن مَشَي جَمَاعَةٌ مِن رُؤَسَاءِ قُرَيشٍ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالُوا يَا مُحَمّدُ هَبكَ عَادَيتَ الرّجَالَ فَمَا بَالُ النّسَاءِ وَ الصّبيَانِ وَ البَهَائِمِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أَنتُم بِهَذَا مُعَاقَبُونَ وَ أَطفَالُكُم وَ حَيَوَانَاتُكُم بِهَذَا غَيرُ مُعَاقَبَةٍ بَل هيَِ مُعَوّضَةٌ لِجَمِيعِ المَنَافِعِ حَيثُ يَشَاءُ رَبّنَا فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ فَسَوفَ يُعَوّضُهَا اللّهُ تَعَالَي عَمّا أَصَابَهَا ثُمّ عَفَا عَن مُضَرَ وَ قَالَ أللّهُمّ افرِج عَنهُم فَعَادَ إِلَيهِمُ الخِصبُ وَ الدّعَةُ وَ الرّفَاهِيَةُ فَذَلِكَ قَولُهُ عَزّ وَ جَلّ فِيهِم يُعَدّدُ عَلَيهِم نِعَمَهُفَليَعبُدُوا رَبّ هذَا البَيتِ ألّذِي أَطعَمَهُم مِن جُوعٍ وَ آمَنَهُم مِن خَوفٍ قَالَ الإِمَامُ ع وَ أَمّا الطّمسُ لِأَموَالِ قَومِ فِرعَونَ فَقَد كَانَ مِثلُهُ آيَةً لِمُحَمّدٍص وَ
صفحه : 272
عَلِيّ ع وَ ذَلِكَ أَنّ شَيخاً كَبِيراً جَاءَ بِابنِهِ إِلَي رَسُولِ اللّهِص وَ الشّيخُ يبَكيِ وَ يَقُولُ يَا رَسُولَ اللّهِ ابنيِ هَذَا غَذَوتُهُ صَغِيراً وَ مُنتُهُ طِفلًا عَزِيزاً وَ أَعَنتُهُ بمِاَليِ كَثِيراً حَتّي اشتَدّ أَزرُهُ وَ قوَيَِ ظَهرُهُ وَ كَثُرَ مَالُهُ وَ فَنِيَت قوُتّيِ وَ ذَهَبَ ماَليِ عَلَيهِ وَ صِرتُ مِنَ الضّعفِ إِلَي مَا تَرَي فَلَا يوُاَسيِنيِ بِالقُوتِ المُمسِكِ لرِمَقَيِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لِلشّابّ مَا ذَا تَقُولُ قَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ لَا فَضلَ معَيِ عَن قوُتيِ وَ قُوتِ عيِاَليِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لِلوَالِدِ مَا تَقُولُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّ لَهُ أَنَابِيرَ حِنطَةٍ وَ شَعِيرٍ وَ تَمرٍ وَ زَبِيبٍ وَ بِدَرَ الدّرَاهِمِ وَ الدّنَانِيرِ وَ هُوَ غنَيِّ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لِلِابنِ مَا تَقُولُ قَالَ الِابنُ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا لِي شَيءٌ مِمّا قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص اتّقِ اللّهَ يَا فَتَي وَ أَحسِن إِلَي وَالِدِكَ المُحسِنِ إِلَيكَ يُحسِنِ اللّهُ إِلَيكَ قَالَ لَا شَيءَ لِي قَالَ رَسُولُ اللّهِص فَنَحنُ نُعطِيهِ عَنكَ فِي هَذَا الشّهرِ فَأَعطِهِ أَنتَ فِيمَا بَعدَهُ وَ قَالَ لِأُسَامَةَ أَعطِ الشّيخَ مِائَةَ دِرهَمٍ نَفَقَةً لِشَهرِهِ لِنَفسِهِ وَ عِيَالِهِ فَفَعَلَ فَلَمّا كَانَ رَأسُ الشّهرِ جَاءَ الشّيخُ وَ الغُلَامُ وَ قَالَ الغُلَامُ لَا شَيءَ لِي فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لَكَ مَالٌ كَثِيرٌ وَ لَكِنّكَ اليَومَ تمُسيِ وَ أَنتَ فَقِيرٌ وَقِيرٌ أَفقَرُ مِن أَبِيكَ هَذَا لَا شَيءَ لَكَ فَانصَرَفَ الشّابّ فَإِذَا جِيرَانُ أَنَابِيرِهِ قَدِ اجتَمَعُوا عَلَيهِ يَقُولُونَ حَوّل هَذِهِ الأَنَابِيرَ عَنّا فَجَاءَ إِلَي أَنَابِيرَ وَ إِذَا الحِنطَةُ وَ الشّعِيرُ وَ التّمرُ وَ الزّبِيبُ قَد نَتُنَ جَمِيعُهُ وَ فَسَدَ وَ هَلَكَ وَ أَخَذُوهُ بِتَحوِيلِ ذَلِكَ عَن جِوَارِهِم فَاكتَرَي أُجَرَاءَ بِأَموَالٍ كَثِيرَةٍ فَحَوّلُوهُ وَ أَخرَجُوهُ بَعِيداً عَنِ المَدِينَةِ ثُمّ ذَهَبَ يُخرِجُ إِلَيهِمُ الكري [الكِرَاءَ] مِن أَكيَاسِهِ التّيِ فِيهَا دَرَاهِمُهُ وَ دَنَانِيرُهُ فَإِذَا هيَِ قَد طُمِسَت وَ مُسِخَت حِجَارَةً وَ أَخَذَهُ الحَمّالُونَ بِالأُجرَةِ فَبَاعَ مَا كَانَ لَهُ مِن كِسوَةٍ وَ فُرُشٍ وَ
صفحه : 273
دَارٍ وَ أَعطَاهُم فِي الكِرَاءِ وَ خَرَجَ مِن ذَلِكَ كُلّهِ صِفراً ثُمّ بقَيَِ فَقِيراً وَقِيراً لَا يهَتدَيِ إِلَي قُوتِ يَومِهِ فَسَقُمَ لِذَلِكَ جَسَدُهُ وَ ضنَيَِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا أَيّهَا العَاقّونَ لِلآبَاءِ وَ الأُمّهَاتِ اعتَبِرُوا وَ اعلَمُوا أَنّهُ كَمَا طُمِسَ فِي الدّنيَا عَلَي أَموَالِهِ فَكَذَلِكَ جُعِلَ بَدَلُ مَا كَانَ أُعِدّ لَهُ فِي الجَنّةِ مِنَ الدّرَجَاتِ مُعَدّاً لَهُ فِي النّارِ مِنَ الدّرَكَاتِ ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ اللّهَ ذَمّ اليَهُودَ بِعِبَادَةِ العِجلِ مِن دُونِ اللّهِ بَعدَ رَؤيَتِهِم لِتِلكَ الآيَاتِ فَإِيّاكُم وَ أَن تُضَاهُوهُم فِي ذَلِكَ قَالُوا وَ كَيفَ نُضَاهِيهِم يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ بِأَن تُطِيعُوا مَخلُوقاً فِي مَعصِيَةِ اللّهِ وَ تَتَوَكّلُوا عَلَيهِ مِن دُونِ اللّهِ تَكُونُوا[فتَكُونُوا] قَد ضَاهَيتُمُوهُم
توضيح خبل كفرح جن ولوي برأسه أمال والصلاية مدق الطيب والقحف بالكسر العظم فوق الدماغ والجَلَد بالتحريك القوة والشدة واحتوش القوم الصيد أنفره بعضهم علي بعض و علي فلان جعلوه وسطهم والسطيحة المزادة. قوله ع يسوس أي يقع فيه السوس و هودود يقع في الطعام و قال الجوهري الأزمة الشدة والقحط يقال أصابتهم سنة أزمتهم أزما أي استأصلتهم وأزم علينا الدهر يأزم أزما أي اشتد وقل خيره و قال مانه يمونه مونا احتمل مونته [مئونته ] وقام بكفايته و قال فقير وقير إتباع له ويقال معناه أنه قدأوقره الدّينُ أي أثقله وضنَيَِ بالكسر مرض و في النهاية المضاهاة المشابهة و قدتهمز وقرئ بهما
7-ج ،[الإحتجاج ]روُيَِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع أَنّ يَهُودِيّاً مِن يَهُودِ الشّامِ وَ أَحبَارِهِم كَانَ قَد قَرَأَ التّورَاةَ وَ الإِنجِيلَ وَ الزّبُورَ وَ صُحُفَ الأَنبِيَاءِ ع وَ عَرَفَ دَلَائِلَهُم جَاءَ إِلَي مَجلِسٍ فِيهِ أَصحَابُ رَسُولِ اللّهِص وَ فِيهِم عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع وَ ابنُ عَبّاسٍ وَ أَبُو مَعبَدٍ الجهُنَيِّ فَقَالَ يَا أُمّةَ
صفحه : 274
مُحَمّدٍ مَا تَرَكتُم لنِبَيِّ دَرَجَةً وَ لَا لِمُرسَلٍ فَضِيلَةً إِلّا نَحَلتُمُوهَا نَبِيّكُم فَهَل تجُيِبوُنيِ عَمّا أَسأَلُكُم عَنهُ فَكَاعَ القَومُ عَنهُ فَقَالَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع نَعَم مَا أَعطَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ نَبِيّاً دَرَجَةً وَ لَا مُرسَلًا فَضِيلَةً إِلّا وَ قَد جَمَعَهَا لِمُحَمّدٍص وَ زَادَ مُحَمّداًص عَلَي الأَنبِيَاءِ أَضعَافاً مُضَاعَفَةً قَالَ لَهُ اليهَوُديِّ فَهَل أَنتَ مجُيِبيِ قَالَ لَهُ نَعَم سَأَذكُرُ لَكَ اليَومَ مِن فَضَائِلِ رَسُولِ اللّهِص مَا يُقِرّ اللّهُ بِهِ أَعيُنَ المُؤمِنِينَ وَ يَكُونُ فِيهِ إِزَالَةٌ لِشَكّ الشّاكّينَ فِي فَضَائِلِهِ إِنّهُص كَانَ إِذَا ذَكَرَ لِنَفسِهِ فَضِيلَةً قَالَ وَ لَا فَخرَ وَ أَنَا أَذكُرُ لَكَ فَضَائِلَهُ غَيرَ مُزرٍ بِالأَنبِيَاءِ وَ لَا مُتَنَقّصٍ لَهُم وَ لَكِن شُكراً لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ عَلَي مَا أَعطَي مُحَمّداًص مِثلَ مَا أَعطَاهُم وَ مَا زَادَهُ اللّهُ وَ مَا فَضّلَهُ عَلَيهِم قَالَ لَهُ اليهَوُديِّ إنِيّ أَسأَلُكَ فَأَعِدّ لَهُ جَوَاباً قَالَ لَهُ عَلِيّ ع هَاتِ قَالَ لَهُ اليهَوُديِّ هَذَا آدَمُ ع أَسجَدَ اللّهُ لَهُ مَلَائِكَتَهُ فَهَل فَعَلَ بِمُحَمّدٍ شَيئاً مِن هَذَا فَقَالَ لَهُ عَلِيّ ع لَقَد كَانَ ذَلِكَ وَ لَئِن أَسجَدَ اللّهُ لآِدَمَ مَلَائِكَتَهُ فَإِنّ سُجُودَهُم لَم يَكُن سُجُودَ طَاعَةٍ أَنّهُم عَبَدُوا آدَمَ مِن دُونِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ لَكِنِ اعتِرَافاً لآِدَمَ بِالفَضِيلَةِ وَ رَحمَةً مِنَ اللّهِ لَهُ وَ مُحَمّدٌص أعُطيَِ أَفضَلَ مِن هَذَا إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ صَلّي عَلَيهِ فِي جَبَرُوتِهِ وَ المَلَائِكَةَ بِأَجمَعِهَا وَ تَعَبّدَ المُؤمِنِينَ بِالصّلَاةِ عَلَيهِ فَهَذِهِ زِيَادَةٌ لَهُ يَا يهَوُديِّ قَالَ لَهُ اليهَوُديِّ فَإِنّ آدَمَ ع تَابَ اللّهُ عَلَيهِ مِن بَعدِ خَطِيئَتِهِ قَالَ لَهُ عَلِيّ ع لَقَد كَانَ كَذَلِكَ وَ مُحَمّدٌص نَزَلَ فِيهِ مَا هُوَ أَكبَرُ مِن هَذَا مِن غَيرِ ذَنبٍ أَتَي قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّلِيَغفِرَ لَكَ اللّهُ ما تَقَدّمَ مِن ذَنبِكَ وَ ما تَأَخّرَ إِنّ مُحَمّداً غَيرُ
صفحه : 275
مُوَافٍ القِيَامَةَ بِوِزرٍ وَ لَا مَطلُوبٍ فِيهَا بِذَنبٍ قَالَ لَهُ اليهَوُديِّ فَإِنّ هَذَا إِدرِيسُ ع رَفَعَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مَكَاناً عَلِيّاً وَ أَطعَمَهُ مِن تُحَفِ الجَنّةِ بَعدَ وَفَاتِهِ قَالَ لَهُ عَلِيّ ع لَقَد كَانَ كَذَلِكَ وَ مُحَمّدٌص أعُطيَِ مَا هُوَ أَفضَلُ مِن هَذَا إِنّ اللّهَ جَلّ ثَنَاؤُهُ قَالَ فِيهِوَ رَفَعنا لَكَ ذِكرَكَفَكَفَي بِهَذَا مِنَ اللّهِ رِفعَةً وَ لَئِن أُطعِمَ إِدرِيسُ مِن تُحَفِ الجَنّةِ بَعدَ وَفَاتِهِ فَإِنّ مُحَمّداًص أُطعِمَ فِي الدّنيَا فِي حَيَاتِهِ بَينَمَا يَتَضَوّرُ جُوعاً فَأَتَاهُ جَبرَئِيلُ ع بِجَامٍ مِنَ الجَنّةِ فِيهِ تُحفَةٌ فَهَلّلَ الجَامُ وَ هَلّلَتِ التّحفَةُ فِي يَدِهِ وَ سَبّحَا وَ كَبّرَا وَ حَمّدَا فَنَاوَلَهَا أَهلَ بَيتِهِ فَفَعَلَ الجَامُ مِثلَ ذَلِكَ فَهَمّ أَن يُنَاوِلَهَا بَعضُ أَصحَابِهِ فَتَنَاوَلَهَا جَبرَئِيلُ ع فَقَالَ لَهُ كُلهَا فَإِنّهَا تُحفَةٌ مِنَ الجَنّةِ أَتحَفَكَ اللّهُ بِهَا وَ إِنّهَا لَا تَصلُحُ إِلّا لنِبَيِّ أَو وصَيِّ نبَيِّ فَأَكَلَص وَ أَكَلنَا مَعَهُ وَ إنِيّ لَأَجِدُ حَلَاوَتَهَا ساَعتَيِ هَذِهِ قَالَ لَهُ اليهَوُديِّ فَهَذَا نُوحٌ ع صَبَرَ فِي ذَاتِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ أَعذَرَ قَومَهُ إِذ كُذّبَ قَالَ لَهُ عَلِيّ ع لَقَد كَانَ كَذَلِكَ وَ مُحَمّدٌص صَبَرَ فِي ذَاتِ اللّهِ وَ أَعذَرَ قَومَهُ إِذ كُذّبَ وَ شُرّدَ وَ حُصِبَ بِالحَصَي وَ عَلَاهُ أَبُو لَهَبٍ بِسَلَا شَاةٍ فَأَوحَي اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي إِلَي جَابِيلَ مَلَكِ الجِبَالِ أَن شُقّ الجِبَالَ وَ انتَهِ إِلَي أَمرِ مُحَمّدٍص فَأَتَاهُ فَقَالَ لَهُ إنِيّ قَد أُمِرتُ لَكَ بِالطّاعَةِ فَإِن أَمَرتَ أَطبَقتُ عَلَيهِمُ الجِبَالَ فَأَهلَكتُهُم بِهَا قَالَص
صفحه : 276
إِنّمَا بُعِثتُ رَحمَةً رَبّ اهدِ أمُتّيِ فَإِنّهُم لَا يَعلَمُونَ وَيحَكَ يَا يهَوُديِّ إِنّ نُوحاً لَمّا شَاهَدَ غَرَقَ قَومِهِ رَقّ عَلَيهِم رِقّةَ القَرَابَةِ وَ أَظهَرَ عَلَيهِم شَفَقَةً فَقَالَرَبّ إِنّ ابنيِ مِن أهَليِ فَقَالَ اللّهُ تَبَارَكَ اسمُهُإِنّهُ لَيسَ مِن أَهلِكَ إِنّهُ عَمَلٌ غَيرُ صالِحٍأَرَادَ جَلّ ذِكرُهُ أَن يُسَلّيَهُ بِذَلِكَ وَ مُحَمّدٌص لَمّا عَلَنَت مِن قَومِهِ المُعَانَدَةُ شَهَرَ عَلَيهِم سَيفَ النّقِمَةِ وَ لَم تُدرِكهُ فِيهِم رِقّةُ القَرَابَةِ وَ لَم يَنظُر إِلَيهِم بِعَينِ مَقتٍ قَالَ لَهُ اليهَوُديِّ فَإِنّ نُوحاً دَعَا رَبّهُ فَهَطَلَت لَهُ السّمَاءُ بِمَاءٍ مُنهَمِرٍ قَالَ لَهُ ع لَقَد كَانَ كَذَلِكَ وَ كَانَت دَعوَتُهُ دَعوَةَ غَضَبٍ وَ مُحَمّدٌص هَطَلَت لَهُ السّمَاءُ بِمَاءٍ مُنهَمِرٍ رَحمَةً إِنّهُص لَمّا هَاجَرَ إِلَي المَدِينَةِ أَتَاهُ أَهلُهَا فِي يَومِ جُمُعَةٍ فَقَالُوا لَهُ يَا رَسُولَ اللّهِ احتَبَسَ القَطرُ وَ اصفَرّ العُودُ وَ تَهَافَتَ الوَرَقُ فَرَفَعَ يَدَهُ المُبَارَكَةَ حَتّي رئُيَِ بَيَاضُ إِبطَيهِ وَ مَا تُرَي فِي السّمَاءِ سَحَابَةٌ فَمَا بَرِحَ حَتّي سَقَاهُمُ اللّهُ حَتّي إِنّ الشّابّ المُعجَبَ بِشَبَابِهِ لَتَهُمّهُ نَفسُهُ فِي الرّجُوعِ إِلَي مَنزِلِهِ فَمَا يَقدِرُ مِن شِدّةِ السّيلِ فَدَامَ أُسبُوعاً فَأَتَوهُ فِي الجُمُعَةِ الثّانِيَةِ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ لَقَد تَهَدّمَتِ الجُدُرُ وَ احتَبَسَ الرّكبُ وَ السّفرُ فَضَحِكَص وَ قَالَ هَذِهِ سُرعَةُ مَلَالَةِ ابنِ آدَمَ ثُمّ قَالَ أللّهُمّ حَوَالَينَا وَ لَا عَلَينَا أللّهُمّ فِي أُصُولِ الشّيحِ وَ مَرَاتِعِ البُقَعِ فرَئُيَِ حوَاَليَِ المَدِينَةِ المَطَرُ يَقطُرُ قَطراً وَ مَا يَقَعُ فِي المَدِينَةِ قَطرَةٌ لِكَرَامَتِهِ عَلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ قَالَ لَهُ اليهَوُديِّ فَإِنّ هَذَا هُودٌ قَدِ انتَصَرَ اللّهُ لَهُ مِن أَعدَائِهِ بِالرّيحِ فَهَل فَعَلَ بِمُحَمّدٍص شَيئاً مِن هَذَا قَالَ لَهُ عَلِيّ ع لَقَد كَانَ كَذَلِكَ وَ مُحَمّدٌص أعُطيَِ
صفحه : 277
مَا هُوَ أَفضَلُ مِن هَذَا إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ ذِكرُهُ انتَصَرَ لَهُ مِن أَعدَائِهِ بِالرّيحِ يَومَ الخَندَقِ إِذ أَرسَلَ عَلَيهِم رِيحاً تَذرُو الحَصَي وَ جُنُوداً لَم يَرَوهَا فَزَادَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي مُحَمّداًص عَلَي هُودٍ بِثَمَانِيَةِ آلَافِ مَلَكٍ وَ فَضّلَهُ عَلَي هُودٍ بِأَنّ رِيحَ عَادٍ رِيحُ سَخَطٍ وَ رِيحَ مُحَمّدٍص رِيحُ رَحمَةٍ قَالَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَييا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا اذكُرُوا نِعمَةَ اللّهِ عَلَيكُم إِذ جاءَتكُم جُنُودٌ فَأَرسَلنا عَلَيهِم رِيحاً وَ جُنُوداً لَم تَرَوها قَالَ لَهُ اليهَوُديِّ فَإِنّ هَذَا صَالِحاً أَخرَجَ اللّهُ لَهُ نَاقَةً جَعَلَهَا لِقَومِهِ عِبرَةً قَالَ عَلِيّ ع لَقَد كَانَ كَذَلِكَ وَ مُحَمّدٌص أعُطيَِ مَا هُوَ أَفضَلُ مِن ذَلِكَ إِنّ نَاقَةَ صَالِحٍ لَم تُكَلّم صَالِحاً وَ لَم تُنَاطِقهُ وَ لَم تَشهَد لَهُ بِالنّبُوّةِ وَ مُحَمّدٌص بَينَمَا نَحنُ مَعَهُ فِي بَعضِ غَزَوَاتِهِ إِذَا هُوَ بِبَعِيرٍ قَد دَنَا ثُمّ رَغَا فَأَنطَقَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّ فُلَاناً استعَملَنَيِ حَتّي كَبِرتُ وَ يُرِيدُ نحَريِ فَأَنَا أَستَعِيذُ بِكَ مِنهُ فَأَرسَلَ رَسُولُ اللّهِص إِلَي صَاحِبِهِ فَاستَوهَبَهُ مِنهُ فَوَهَبَهُ لَهُ وَ خَلّاهُ وَ لَقَد كُنّا مَعَهُ فَإِذَا نَحنُ بأِعَراَبيِّ مَعَهُ نَاقَةٌ لَهُ يَسُوقُهَا وَ قَدِ استَسلَمَ لِلقَطعِ لِمَا زُوّرَ عَلَيهِ مِنَ الشّهُودِ فَنَطَقَت لَهُ النّاقَةُ فَقَالَت يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّ فُلَاناً منِيّ برَيِءٌ وَ إِنّ الشّهُودَ يَشهَدُونَ عَلَيهِ بِالزّورِ وَ إِنّ ساَرقِيِ فُلَانٌ اليهَوُديِّ قَالَ لَهُ اليهَوُديِّ فَإِنّ هَذَا اِبرَاهِيمُ قَد تَيَقّظَ بِالِاعتِبَارِ عَلَي مَعرِفَةِ اللّهِ تَعَالَي وَ أَحَاطَت دَلَالَتُهُ بِعِلمٍ الإِيمَانَ بِهِ قَالَ لَهُ ع لَقَد كَانَ كَذَلِكَ وَ أعُطيَِ مُحَمّدٌص أَفضَلَ مِن ذَلِكَ قَد تَيَقّظَ بِالِاعتِبَارِ عَلَي مَعرِفَةِ اللّهِ تَعَالَي وَ أَحَاطَت دَلَالَتُهُ بِعِلمٍ الإِيمَانَ بِهِ وَ تَيَقّظَ اِبرَاهِيمُ ع وَ هُوَ ابنُ خَمسَ عَشرَةَ سَنَةً وَ مُحَمّدٌص كَانَ ابنَ سَبعِ سِنِينَ قَدِمَ تُجّارٌ مِنَ النّصَارَي فَنَزَلُوا
صفحه : 278
بِتِجَارَتِهِم بَينَ الصّفَا وَ المَروَةِ فَنَظَرَ إِلَيهِ بَعضُهُم فَعَرَفَهُ بِصِفَتِهِ وَ نَعتِهِ وَ خَبَرِ مَبعَثِهِ وَ آيَاتِهِص فَقَالُوا لَهُ يَا غُلَامُ مَا اسمُكَ قَالَ مُحَمّدٌ قَالُوا مَا اسمُ أَبِيكَ قَالَ عَبدُ اللّهِ قَالُوا مَا اسمُ هَذِهِ وَ أَشَارُوا بِأَيدِيهِم إِلَي الأَرضِ قَالَ الأَرضُ قَالُوا فَمَا اسمُ هَذِهِ وَ أَشَارُوا بِأَيدِيهِم إِلَي السّمَاءِ قَالَ السّمَاءُ قَالُوا فَمَن رَبّهُمَا قَالَ اللّهُ ثُمّ انتَهَرَهُم وَ قَالَ أَ تشُكَكّوُننَيِ فِي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَيحَكَ يَا يهَوُديِّ لَقَد تَيَقّظَ بِالِاعتِبَارِ عَلَي مَعرِفَةِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ مَعَ كُفرِ قَومِهِ إِذ هُوَ بَينَهُم يَستَقسِمُونَ بِالأَزلَامِ وَ يَعبُدُونَ الأَوثَانَ وَ هُوَ يَقُولُ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ قَالَ اليهَوُديِّ فَإِنّ اِبرَاهِيمَ ع حُجِبَ عَن نُمرُودَ بِحُجُبٍ ثَلَاثَةٍ فَقَالَ عَلِيّ ع لَقَد كَانَ كَذَلِكَ وَ مُحَمّدٌص حُجِبَ عَمّن أَرَادَ قَتلَهُ بِحُجُبٍ خَمسَةٍ فَثَلَاثَةٌ بِثَلَاثَةٍ وَ اثنَانِ فَضلٌ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ وَ هُوَ يَصِفُ أَمرَ مُحَمّدٍص فَقَالَوَ جَعَلنا مِن بَينِ أَيدِيهِم سَدّافَهَذَا الحِجَابُ الأَوّلُوَ مِن خَلفِهِم سَدّافَهَذَا الحِجَابُ الثاّنيِفَأَغشَيناهُم فَهُم لا يُبصِرُونَفَهَذَا الحِجَابُ الثّالِثُ ثُمّ قَالَوَ إِذا قَرَأتَ القُرآنَ جَعَلنا بَينَكَ وَ بَينَ الّذِينَ لا يُؤمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجاباً مَستُوراًفَهَذَا الحِجَابُ الرّابِعُ ثُمّ قَالَفهَيَِ إِلَي الأَذقانِ فَهُم مُقمَحُونَفَهَذِهِ حُجُبٌ خَمسَةٌ قَالَ اليهَوُديِّ فَإِنّ اِبرَاهِيمَ ع قَد بَهَتَ ألّذِي كَفَرَ بِبُرهَانِ نُبُوّتِهِ قَالَ لَهُ عَلِيّ ع لَقَد كَانَ كَذَلِكَ وَ مُحَمّدٌص أَتَاهُ مُكَذّبٌ بِالبَعثِ بَعدَ المَوتِ وَ هُوَ أُبَيّ بنُ خَلَفٍ الجمُحَيِّ مَعَهُ عَظمٌ نَخِرٌ فَفَرَكَهُ ثُمّ قَالَ يَا مُحَمّدُمَن يحُيِ العِظامَ وَ هيَِ رَمِيمٌفَأَنطَقَ اللّهُ مُحَمّداً بِمُحكَمِ آيَاتِهِ وَ بَهَتَهُ بِبُرهَانِ نُبُوّتِهِ فَقَالَيُحيِيهَا ألّذِي أَنشَأَها أَوّلَ مَرّةٍ وَ هُوَ بِكُلّ خَلقٍ عَلِيمٌفَانصَرَفَ مَبهُوتاً
صفحه : 279
قَالَ لَهُ اليهَوُديِّ فَإِنّ هَذَا اِبرَاهِيمُ جَذّ أَصنَامَ قَومِهِ غَضَباً لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ قَالَ لَهُ عَلِيّ ع لَقَد كَانَ كَذَلِكَ وَ مُحَمّدٌص قَد نَكَسَ عَنِ الكَعبَةِ ثَلَاثَمِائَةٍ وَ سِتّينَ صَنَماً وَ نَفَاهَا مِن جَزِيرَةِ العَرَبِ وَ أَذَلّ مَن عَبَدَهَا بِالسّيفِ قَالَ لَهُ اليهَوُديِّ فَإِنّ اِبرَاهِيمَ قَد أَضجَعَ وَلَدَهُ وَ تَلّهُ لِلجَبِينِ فَقَالَ لَهُ عَلِيّ ع لَقَد كَانَ كَذَلِكَ وَ لَقَد أعُطيَِ اِبرَاهِيمُ بَعدَ الإِضجَاعِ الفِدَاءَ وَ مُحَمّدٌص أُصِيبَ بِأَفجَعَ مِنهُ فَجِيعَةً إِنّهُ وَقَفَص عَلَي عَمّهِ حَمزَةَ أَسَدِ اللّهِ وَ أَسَدِ رَسُولِهِ وَ نَاصِرِ دِينِهِ وَ قَد فُرّقَ بَينَ رُوحِهِ وَ جَسَدِهِ فَلَم يُبَيّن عَلَيهِ حُرقَةً وَ لَم يُفِض عَلَيهِ عِبرَةً وَ لَم يَنظُر إِلَي مَوضِعِهِ مِن قَلبِهِ وَ قُلُوبِ أَهلِ بَيتِهِ ليِرُضيَِ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ بِصَبرِهِ وَ يَستَسلِمَ لِأَمرِهِ فِي جَمِيعِ الفِعَالِ وَ قَالَص لَو لَا أَن تَحزَنَ صَفِيّةُ لَتَرَكتُهُ حَتّي يُحشَرَ مِن بُطُونِ السّبَاعِ وَ حَوَاصِلِ الطّيرِ وَ لَو لَا أَن يَكُونَ سُنّةً بعَديِ لَفَعَلتُ ذَلِكَ قَالَ لَهُ اليهَوُديِّ فَإِنّ اِبرَاهِيمَ ع قَد أَسلَمَهُ قَومُهُ إِلَي الحَرِيقِ فَصَبَرَ فَجَعَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ النّارَ عَلَيهِ بَرداً وَ سَلَاماً فَهَل فَعَلَ بِمُحَمّدٍ شَيئاً مِن ذَلِكَ قَالَ لَهُ ع لَقَد كَانَ كَذَلِكَ وَ مُحَمّدٌص لَمّا نَزَلَ بِخَيبَرَ سَمّتهُ الخَيبَرِيّةُ فَصَيّرَ اللّهُ السّمّ فِي جَوفِهِ بَرداً وَ سَلَاماً إِلَي مُنتَهَي أَجَلِهِ فَالسّمّ يُحرِقُ إِذَا استَقَرّ فِي الجَوفِ كَمَا أَنّ النّارَ تُحرِقُ فَهَذَا مِن قُدرَتِهِ لَا تُنكِرهُ قَالَ لَهُ اليهَوُديِّ فَإِنّ هَذَا يَعقُوبُ ع أُعظِمَ فِي الخَيرِ نَصِيبُهُ إِذ جُعِلَ الأَسبَاطُ مِن سُلَالَةِ صُلبِهِ وَ مَريَمُ ابنَةُ عِمرَانَ مِن بَنَاتِهِ قَالَ لَهُ عَلِيّ ع لَقَد كَانَ كَذَلِكَ وَ مُحَمّدٌص أَعظَمُ فِي الخَيرِ نَصِيباً مِنهُ إِذ جُعِلَ فَاطِمَةُ سَيّدَةُ نِسَاءِ العَالَمِينَ مِن بَنَاتِهِ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ مِن حَفَدَتِهِ قَالَ لَهُ اليهَوُديِّ فَإِنّ يَعقُوبَ قَد صَبَرَ عَلَي فِرَاقِ وَلَدِهِ حَتّي كَادَ يَحرَضُ مِنَ الحُزنِ
صفحه : 280
قَالَ لَهُ عَلِيّ ع لَقَد كَانَ كَذَلِكَ وَ كَانَ حُزنُ يَعقُوبَ ع حُزناً بَعدَهُ تَلَاقٍ وَ مُحَمّدٌص قُبِضَ وَلَدُهُ اِبرَاهِيمُ قُرّةُ عَينِهِ فِي حَيَاةٍ مِنهُ وَ خَصّهُ بِالِاختِبَارِ لِيُعَظّمَ لَهُ الِادّخَارَ فَقَالَص تَحزَنُ النّفسُ وَ يَجزَعُ القَلبُ وَ إِنّا عَلَيكَ يَا اِبرَاهِيمُ لَمَحزُونُونَ وَ لَا نَقُولُ مَا يُسخِطُ الرّبّ فِي كُلّ ذَلِكَ يُؤثِرُ الرّضَا عَنِ اللّهِ عَزّ ذِكرُهُ وَ الِاستِسلَامَ لَهُ فِي جَمِيعِ الفِعَالِ فَقَالَ لَهُ اليهَوُديِّ فَإِنّ هَذَا يُوسُفُ قَاسَي مَرَارَةَ الفُرقَةِ وَ حُبِسَ فِي السّجنِ تَوَقّياً لِلمَعصِيَةِ فأَلُقيَِ فِي الجُبّ وَحِيداً قَالَ لَهُ عَلِيّ ع لَقَد كَانَ كَذَلِكَ وَ مُحَمّدٌص قَاسَي مَرَارَةَ الغُربَةِ وَ فَارَقَ الأَهلَ وَ الأَولَادَ وَ المَالَ مُهَاجِراً مِن حَرَمِ اللّهِ تَعَالَي وَ أَمنِهِ فَلَمّا رَأَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ كَآبَتَهُ وَ استِشعَارَهُ الحُزنَ أَرَاهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي اسمُهُ رُؤيَا توُاَزيِ رُؤيَا يُوسُفَ ع فِي تَأوِيلِهَا وَ أَبَانَ لِلعَالَمِينَ صِدقَ تَحقِيقِهَا فَقَالَلَقَد صَدَقَ اللّهُ رَسُولَهُ الرّؤيا بِالحَقّ لَتَدخُلُنّ المَسجِدَ الحَرامَ إِن شاءَ اللّهُ آمِنِينَ مُحَلّقِينَ رُؤُسَكُم وَ مُقَصّرِينَ لا تَخافُونَ وَ لَئِن كَانَ يُوسُفُ ع حُبِسَ فِي السّجنِ فَلَقَد حَبَسَ رَسُولُ اللّهِص نَفسَهُ فِي الشّعبِ ثَلَاثَ سِنِينَ وَ قَطَعَ مِنهُ أَقَارِبُهُ وَ ذَوُو الرّحِمِ وَ أَلجَئُوهُ إِلَي أَضيَقِ المَضِيقِ فَلَقَد كَادَهُمُ اللّهُ عَزّ ذِكرُهُ لَهُ كَيداً مُستَبِيناً إِذ بَعَثَ أَضعَفَ خَلقِهِ فَأَكَلَ عَهدَهُمُ ألّذِي كَتَبُوهُ بَينَهُم فِي قَطِيعَةِ رَحِمِهِ وَ لَئِن كَانَ يُوسُفُ ع ألُقيَِ فِي الجُبّ فَلَقَد حَبَسَ مُحَمّدٌص نَفسَهُ مَخَافَةَ عَدُوّهِ فِي الغَارِ حَتّي قَالَ لِصَاحِبِهِلا تَحزَن إِنّ اللّهَ مَعَنا وَ مَدَحَهُ اللّهُ بِذَلِكَ فِي كِتَابِهِ فَقَالَ لَهُ اليهَوُديِّ فَهَذَا مُوسَي بنُ عِمرَانَ ع آتَاهُ اللّهُ التّورَاةَ التّيِ فِيهَا حُكمُهُ قَالَ لَهُ ع لَقَد كَانَ كَذَلِكَ وَ مُحَمّدٌص أعُطيَِ مَا هُوَ أَفضَلُ مِنهُ أعُطيَِ مُحَمّدٌ
صفحه : 281
ص سُورَةَ البَقَرَةِ وَ المَائِدَةِ بِالإِنجِيلِ وَ طَوَاسِينَ وَ طَهَ وَ نِصفَ المُفَصّلِ وَ الحَوَامِيمَ بِالتّورَاةِ وَ أعُطيَِ نِصفَ المُفَصّلِ وَ التّسَابِيحَ بِالزّبُورِ وَ أعُطيَِ سُورَةَ بنَيِ إِسرَائِيلَ وَ بَرَاءَةَ بِصُحُفِ اِبرَاهِيمَ ع وَ صُحُفِ مُوسَي ع وَ زَادَ اللّهُ عَزّ ذِكرُهُ مُحَمّداًص السّبعَ الطّوَالَ وَ فَاتِحَةَ الكِتَابِ وَ هيَِ السّبعُ المثَاَنيِ وَ القُرآنُ العَظِيمُ وَ أعُطيَِ الكِتَابَ وَ الحِكمَةَ قَالَ لَهُ اليهَوُديِّ فَإِنّ مُوسَي ع نَاجَاهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَلَي طُورِ سَينَاءَ قَالَ لَهُ عَلِيّ ع لَقَد كَانَ كَذَلِكَ وَ لَقَد أَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَي مُحَمّدٍص عِندَ سِدرَةِ المُنتَهَي فَمَقَامُهُ فِي السّمَاءِ مَحمُودٌ وَ عِندَ مُنتَهَي العَرشِ مَذكُورٌ قَالَ لَهُ اليهَوُديِّ فَلَقَد أَلقَي اللّهُ عَلَي مُوسَي ع مَحَبّةً مِنهُ قَالَ لَهُ عَلِيّ ع لَقَد كَانَ كَذَلِكَ وَ لَقَد أَعطَي اللّهُ مُحَمّداًص مَا هُوَ أَفضَلُ مِنهُ لَقَد أَلقَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَلَيهِ مَحَبّةً مِنهُ فَمَن هَذَا ألّذِي يَشرَكُهُ فِي هَذَا الِاسمِ إِذ تَمّ مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ بِهِ الشّهَادَةُ فَلَا تَتِمّ الشّهَادَةُ إِلّا أَن يُقَالَ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ يُنَادَي بِهِ عَلَي المَنَابِرِ فَلَا يُرفَعُ صَوتٌ بِذِكرِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ إِلّا رُفِعَ بِذِكرِ مُحَمّدٍص مَعَهُ قَالَ لَهُ اليهَوُديِّ فَلَقَد أَوحَي اللّهُ إِلَي أُمّ مُوسَي لِفَضلِ مَنزِلَةِ مُوسَي ع عِندَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ قَالَ لَهُ عَلِيّ ع لَقَد كَانَ كَذَلِكَ وَ لَقَد لَطَفَ اللّهُ جَلّ ثَنَاؤُهُ لِأُمّ مُحَمّدٍص بِأَن أَوصَلَ إِلَيهَا اسمَهُ حَتّي قَالَت أَشهَدُ وَ العَالَمُونَ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ مُنتَظَرٌ
صفحه : 282
وَ شَهِدَ المَلَائِكَةُ عَلَي الأَنبِيَاءِ أَنّهُم أَثبَتُوهُ فِي الأَسفَارِ وَ بِلُطفٍ مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ سَاقَهُ إِلَيهَا وَ وَصَلَ إِلَيهَا اسمَهُ لِفَضلِ مَنزِلَتِهِ عِندَهُ حَتّي رَأَت فِي المَنَامِ أَنّهُ قِيلَ لَهَا إِنّ مَا فِي بَطنِكِ سَيّدٌ فَإِذَا وَلَدتِهِ فَسَمّيهِ مُحَمّداً فَاشتَقّ اللّهُ لَهُ اسماً مِن أَسمَائِهِ فَاللّهُ مَحمُودٌ وَ هَذَا مُحَمّدٌ قَالَ لَهُ اليهَوُديِّ فَإِنّ هَذَا مُوسَي بنُ عِمرَانَ ع قَد أَرسَلَهُ اللّهُ إِلَي فِرعَونَ وَ أَرَاهُ الآيَةَ الكُبرَي قَالَ لَهُ عَلِيّ ع لَقَد كَانَ كَذَلِكَ وَ مُحَمّدٌ أَرسَلَهُ إِلَي فَرَاعِنَةٍ شَتّي مِثلَ أَبِي جَهلِ بنِ هِشَامٍ وَ عُتبَةَ بنِ رَبِيعَةَ وَ شَيبَةَ وَ أَبِي البخَترَيِّ وَ النّضرِ بنِ الحَارِثِ وَ أُبَيّ بنِ خَلَفٍ وَ مُنَبّهٍ وَ نُبَيهٍ ابنيَِ الحَجّاجِ وَ إِلَي الخَمسَةِ المُستَهزِءِينَ الوَلِيدِ بنِ المُغِيرَةِ المخَزوُميِّ وَ العَاصِ بنِ وَائِلٍ السهّميِّ وَ الأَسوَدِ بنِ عَبدِ يَغُوثَ الزهّريِّ وَ الأَسوَدِ بنِ المُطّلِبِ وَ الحَارِثِ بنِ الطّلَاطِلَةِ فَأَرَاهُمُ الآيَاتِ فِي الآفَاقِ وَ فِي أَنفُسِهِم حَتّي تَبَيّنَ لَهُم أَنّهُ الحَقّ قَالَ لَهُ اليهَوُديِّ لَقَدِ انتَقَمَ اللّهُ لِمُوسَي ع مِن فِرعَونَ قَالَ لَهُ عَلِيّ ع لَقَد كَانَ كَذَلِكَ وَ لَقَدِ انتَقَمَ اللّهُ جَلّ اسمُهُ لِمُحَمّدٍص مِنَ الفَرَاعِنَةِ فَأَمّا المُستَهزِءُونَ فَقَد قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّإِنّا كَفَيناكَ المُستَهزِئِينَفَقَتَلَ اللّهُ خَمسَتَهُم كُلّ وَاحِدٍ مِنهُم بِغَيرِ قِتلَةِ صَاحِبِهِ فِي يَومٍ وَاحِدٍ فَأَمّا الوَلِيدُ بنُ المُغِيرَةِ فَمَرّ بِنَبلٍ لِرَجُلٍ مِن خُزَاعَةَ قَد رَاشَهُ وَ وَضَعَهُ فِي الطّرِيقِ فَأَصَابَهُ شَظِيّةٌ مِنهُ فَانقَطَعَ أَكحَلُهُ حَتّي أَدمَاهُ فَمَاتَ وَ هُوَ يَقُولُ قتَلَنَيِ رَبّ مُحَمّدٍ وَ أَمّا العَاصُ بنُ وَائِلٍ فَإِنّهُ خَرَجَ فِي حَاجَةٍ لَهُ إِلَي مَوضِعٍ فَتَدَهدَهَ تَحتَهُ حَجَرٌ فَسَقَطَ فَتَقَطّعَ قِطعَةً قِطعَةً فَمَاتَ وَ هُوَ يَقُولُ قتَلَنَيِ رَبّ مُحَمّدٍ
صفحه : 283
وَ أَمّا الأَسوَدُ بنُ عَبدِ يَغُوثَ فَإِنّهُ خَرَجَ يَستَقبِلُ ابنَهُ زَمعَةَ فَاستَظَلّ بِشَجَرَةٍ فَأَتَاهُ جَبرَئِيلُ ع فَأَخَذَ رَأسَهُ فَنَطَحَ بِهِ الشّجَرَةَ فَقَالَ لِغُلَامِهِ امنَع عنَيّ هَذَا فَقَالَ مَا أَرَي أَحَداً يَصنَعُ بِكَ شَيئاً إِلّا نَفسَكَ فَقَتَلَهُ وَ هُوَ يَقُولُ قتَلَنَيِ رَبّ مُحَمّدٍ وَ أَمّا الأَسوَدُ بنُ المُطّلِبِ فَإِنّ النّبِيّص دَعَا عَلَيهِ أَن يعُميَِ اللّهُ بَصَرَهُ وَ أَن يُثكِلَهُ وُلدَهُ فَلَمّا كَانَ فِي ذَلِكَ اليَومِ خَرَجَ حَتّي صَارَ إِلَي مَوضِعٍ فَأَتَاهُ جَبرَئِيلُ ع بِوَرَقَةٍ خَضرَاءَ فَضَرَبَ بِهَا وَجهَهُ فعَمَيَِ وَ بقَيَِ حَتّي أَثكَلَهُ اللّهُ وُلدَهُ وَ أَمّا الحَارِثُ بنُ الطّلَاطِلَةِ فَإِنّهُ خَرَجَ مِن بَيتِهِ فِي السّمُومِ فَتَحَوّلَ حَبَشِيّاً فَرَجَعَ إِلَي أَهلِهِ فَقَالَ أَنَا الحَارِثُ فَغَضِبُوا عَلَيهِ فَقَتَلُوهُ وَ هُوَ يَقُولُ قتَلَنَيِ رَبّ مُحَمّدٍ
وَ روُيَِ أَنّ الأَسوَدَ بنَ الحَارِثِ أَكَلَ حُوتاً مَالِحاً فَأَصَابَهُ العَطَشُ فَلَم يَزَل يَشرَبُ المَاءَ حَتّي انشَقّ بَطنُهُ فَمَاتَ وَ هُوَ يَقُولُ قتَلَنَيِ رَبّ مُحَمّدٍ كُلّ ذَلِكَ فِي سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ وَ ذَلِكَ أَنّهُم كَانُوا بَينَ يدَيَ رَسُولِ اللّهِص فَقَالُوا لَهُ يَا مُحَمّدُ نَنتَظِرُ بِكَ إِلَي الظّهرِ فَإِن رَجَعتَ عَن قَولِكَ وَ إِلّا قَتَلنَاكَ فَدَخَلَ النّبِيّص مَنزِلَهُ فَأَغلَقَ عَلَيهِ بَابَهُ مُغتَمّاً لِقَولِهِم فَأَتَاهُ جَبرَئِيلُ[ عليه ] عَنِ اللّهِ سَاعَتَهُ فَقَالَ لَهُ يَا مُحَمّدُ السّلَامُ يَقرَأُ عَلَيكَ السّلَامَ وَ هُوَ يَقُولُفَاصدَع بِما تُؤمَرُ وَ أَعرِض عَنِ المُشرِكِينَيعَنيِ أَظهِر أَمرَكَ لِأَهلِ مَكّةَ وَ ادعُهُم إِلَي الإِيمَانِ قَالَ يَا جَبرَئِيلُ كَيفَ أَصنَعُ بِالمُستَهزِءِينَ وَ مَا أوَعدَوُنيِ قَالَ لَهُإِنّا كَفَيناكَ المُستَهزِئِينَ قَالَ يَا جَبرَئِيلُ كَانُوا السّاعَةَ بَينَ يدَيَّ قَالَ قَد كُفِيتَهُم فَأَظهَرَ أَمرَهُ عِندَ ذَلِكَ وَ أَمّا بَقِيّتُهُم مِنَ الفَرَاعِنَةِ فَقُتِلُوا يَومَ بَدرٍ بِالسّيفِ وَ هَزَمَ اللّهُ الجَمعَ وَ وَلّوُا الدّبُرَ
صفحه : 284
قَالَ لَهُ اليهَوُديِّ فَإِنّ هَذَا مُوسَي بنُ عِمرَانَ ع قَد أعُطيَِ العَصَا فَكَانَت تَتَحَوّلُ ثُعبَاناً قَالَ لَهُ ع لَقَد كَانَ كَذَلِكَ وَ مُحَمّدٌص أعُطيَِ مَا هُوَ أَفضَلُ مِن هَذَا إِنّ رَجُلًا كَانَ يُطَالِبُ أَبَا جَهلِ بنَ هِشَامٍ بِدَينِ ثَمَنِ جَزُورٍ قَدِ اشتَرَاهُ فَاشتَغَلَ عَنهُ وَ جَلَسَ يَشرَبُ فَطَلَبَهُ الرّجُلُ فَلَم يَقدِر عَلَيهِ فَقَالَ لَهُ بَعضُ المُستَهزِءِينَ مَن تَطلُبُ قَالَ عَمرَو بنَ هِشَامٍ يعَنيِ أَبَا جَهلٍ لِي عَلَيهِ دَينٌ قَالَ فَأَدُلّكَ عَلَي مَن يَستَخرِجُ الحُقُوقَ قَالَ نَعَم فَدَلّهُ عَلَي النّبِيّص وَ كَانَ أَبُو جَهلٍ يَقُولُ لَيتَ لِمُحَمّدٍ إلِيَّ حَاجَةً فَأَسخَرَ بِهِ وَ أَرُدّهُ فَأَتَي الرّجُلُ النّبِيّص فَقَالَ لَهُ يَا مُحَمّدُ بلَغَنَيِ أَنّ بَينَكَ وَ بَينَ عَمرِو بنِ هِشَامٍ حَسَنٌ وَ أَنَا أَستَشفِعُ بِكَ إِلَيهِ فَقَامَ مَعَهُ رَسُولُ اللّهِص فَأَتَي بَابَهُ فَقَالَ لَهُ قُم يَا أَبَا جَهلٍ فَأَدّ إِلَي الرّجُلِ حَقّهُ وَ إِنّمَا كَنّاهُ أَبَا جَهلٍ ذَلِكَ اليَومَ فَقَامَ مُسرِعاً حَتّي أَدّي إِلَيهِ حَقّهُ فَلَمّا رَجَعَ إِلَي مَجلِسِهِ قَالَ لَهُ بَعضُ أَصحَابِهِ فَعَلتَ ذَلِكَ فَرَقاً مِن مُحَمّدٍ قَالَ وَيحَكُم أعَذرِوُنيِ إِنّهُ لَمّا أَقبَلَ رَأَيتُ عَن يَمِينِهِ رِجَالًا بِأَيدِيهِم حِرَابٌ تَتَلَألَأُ وَ عَن يَسَارِهِ ثُعبَانَانِ تَصطَكّ أَسنَانُهُمَا وَ تَلمَعُ النّيرَانُ مِن أَبصَارِهِمَا لَوِ امتَنَعتُ لَم آمَن أَن يَبعَجُوا بِالحِرَابِ بطَنيِ وَ يقَضمَنَيِ الثّعبَانَانِ هَذَا أَكبَرُ مِمّا أعُطيَِ مُوسَي ع ثُعبَانٌ بِثُعبَانِ مُوسَي ع وَ زَادَ اللّهُ مُحَمّداًص ثُعبَاناً وَ ثَمَانِيَةَ أَملَاكٍ مَعَهُمُ الحِرَابُ وَ لَقَد كَانَ النّبِيّص يؤُذيِ قُرَيشاً بِالدّعَاءِ فَقَامَ يَوماً فَسَفّهَ أَحلَامَهُم وَ عَابَ دِينَهُم وَ شَتَمَ أَصنَامَهُم وَ ضَلّلَ آبَاءَهُم فَاغتَمّوا مِن ذَلِكَ غَمّاً شَدِيداً فَقَالَ أَبُو جَهلٍ وَ اللّهِ لَلمَوتُ خَيرٌ لَنَا مِنَ الحَيَاةِ فَلَيسَ فِيكُم مَعَاشِرَ قُرَيشٍ أَحَدٌ يَقتُلُ مُحَمّداًص فَيُقتَلَ بِهِ فَقَالُوا لَهُ لَا قَالَ فَأَنَا أَقتُلُهُ فَإِن شَاءَت بَنُو عَبدِ المُطّلِبِ قتَلَوُنيِ بِهِ وَ إِلّا ترَكَوُنيِ قَالُوا إِنّكَ
صفحه : 285
إِن فَعَلتَ ذَلِكَ اصطَنَعتَ إِلَي أَهلِ الواَديِ مَعرُوفاً لَا تَزَالُ تُذكَرُ بِهِ قَالَ إِنّهُ كَثِيرُ السّجُودِ حَولَ الكَعبَةِ فَإِذَا جَاءَ وَ سَجَدَ أَخَذتُ حَجَراً فَشَدَختُهُ بِهِ فَجَاءَ رَسُولُ اللّهِص فَطَافَ بِالبَيتِ أُسبُوعاً ثُمّ صَلّي وَ أَطَالَ السّجُودَ فَأَخَذَ أَبُو جَهلٍ حَجَراً فَأَتَاهُ مِن قِبَلِ رَأسِهِ فَلَمّا أَن قَرُبَ مِنهُ أَقبَلَ فَحلٌ مِن قِبَلِ رَسُولِ اللّهِص فَاغِراً فَاهُ نَحوَهُ فَلَمّا أَن رَآهُ أَبُو جَهلٍ فَزِعَ مِنهُ وَ ارتَعَدَت يَدُهُ وَ طَرَحَ الحَجَرَ فَشَدَخَ رِجلَهُ فَرَجَعَ مُدمًي مُتَغَيّرَ اللّونِ يُفِيضُ عَرَقاً فَقَالَ لَهُ أَصحَابُهُ مَا رَأَينَا[رَأَينَاكَ]كَاليَومِ قَالَ وَيحَكُم أعَذرِوُنيِ فَإِنّهُ أَقبَلَ مِن عِندِهِ فَحلٌ فَاغِراً فَاهُ فَكَادَ يبَلعَنُيِ فَرَمَيتُ بِالحَجَرِ فَشَدَختُ رجِليِ قَالَ لَهُ اليهَوُديِّ فَإِنّ مُوسَي ع قَد أعُطيَِ اليَدَ البَيضَاءَ فَهَل فُعِلَ بِمُحَمّدٍ شَيءٌ مِن هَذَا قَالَ لَهُ عَلِيّ ع لَقَد كَانَ كَذَلِكَ وَ مُحَمّدٌص أعُطيَِ مَا هُوَ أَفضَلُ مِن هَذَا إِنّ نُوراً كَانَ يضُيِءُ عَن يَمِينِهِ حَيثُمَا جَلَسَ وَ عَن يَسَارِهِ أَينَمَا جَلَسَ وَ كَانَ يَرَاهُ النّاسُ كُلّهُم قَالَ لَهُ اليهَوُديِّ فَإِنّ مُوسَي ع قَد ضُرِبَ لَهُ فِي البَحرِ طَرِيقٌ فَهَل فُعِلَ بِمُحَمّدٍ شَيءٌ مِن هَذَا فَقَالَ لَهُ عَلِيّ ع لَقَد كَانَ كَذَلِكَ وَ مُحَمّدٌص أعُطيَِ مَا هُوَ أَفضَلُ مِن هَذَا خَرَجنَا مَعَهُ إِلَي حُنَينٍ فَإِذَا نَحنُ بِوَادٍ يَشخُبُ فَقَدّرنَاهُ فَإِذَا هُوَ أَربَعَ عَشرَةَ قَامَةً فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ العَدُوّ مِن وَرَائِنَا وَ الواَديِ أَمَامَنَا كَمَاقالَ أَصحابُ مُوسي إِنّا لَمُدرَكُونَفَنَزَلَ رَسُولُ اللّهِص ثُمّ قَالَ أللّهُمّ إِنّكَ جَعَلتَ لِكُلّ مُرسَلٍ دَلَالَةً فأَرَنِيِ قُدرَتَكَ وَ رَكِبَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ وَ آلِهِ فَعَبَرَتِ الخَيلُ لَا تَندَي حَوَافِرُهَا وَ الإِبِلُ لَا تَندَي أَخفَافُهَا
صفحه : 286
فَرَجَعنَا فَكَانَ فَتحُنَا قَالَ لَهُ اليهَوُديِّ فَإِنّ مُوسَي ع قَد أعُطيَِ الحَجَرَفَانبَجَسَت مِنهُ اثنَتا عَشرَةَ عَيناً قَالَ لَهُ عَلِيّ ع لَقَد كَانَ كَذَلِكَ وَ مُحَمّدٌص لَمّا نَزَلَ الحُدَيبِيَةَ وَ حَاصَرَهُ أَهلُ مَكّةَ قَد أعُطيَِ أَفضَلَ مِن ذَلِكَ وَ ذَلِكَ أَنّ أَصحَابَهُ شَكَوا إِلَيهِ الظّمَاءَ وَ أَصَابَهُم ذَلِكَ حَتّي التَقَت خَوَاصِرُ الخَيلِ فَذَكَرُوا لَهُ ذَلِكَ فَدَعَا بِرَكوَةٍ يَمَانِيّةٍ ثُمّ نَصَبَ يَدَهُ المُبَارَكَةَ فِيهَا فَتَفَرّجَت مِن بَينِ أَصَابِعِهِ عُيُونُ المَاءِ فَصَدَرنَا وَ صَدَرَتِ الخَيلُ رَوّاءَ وَ مَلَأنَا كُلّ مَزَادَةٍ وَ سِقَاءٍ وَ لَقَد كُنّا مَعَهُ بِالحُدَيبِيَةِ وَ إِذَا ثَمّ قَلِيبٌ جَافّةٌ فَأَخرَجَص سَهماً مِن كِنَانَتِهِ فَنَاوَلَهُ البَرَاءَ بنَ عَازِبٍ فَقَالَ لَهُ اذهَب بِهَذَا السّهمِ إِلَي تِلكَ القَلِيبِ الجَافّةِ فَاغرِسهُ فِيهَا فَفَعَلَ ذَلِكَ فَتَفَجّرَت مِنهُ اثنَتَا عَشرَةَ عَيناً مِن تَحتِ السّهمِ وَ لَقَد كَانَ يَومُ المِيضَاةِ عِبرَةً وَ عَلَامَةً لِلمُنكِرِينَ لِنُبُوّتِهِ كَحَجَرِ مُوسَي ع حَيثُ دَعَا بِالمِيضَاةِ فَنَصَبَ يَدَهُ فِيهَا فَفَاضَت بِالمَاءِ وَ ارتَفَعَ حَتّي تَوَضّأَ مِنهُ ثَمَانِيَةُ آلَافِ رَجُلٍ وَ شَرِبُوا حَاجَتَهُم وَ سَقَوا دَوَابّهُم وَ حَمَلُوا مَا أَرَادُوا قَالَ لَهُ اليهَوُديِّ فَإِنّ مُوسَي ع قَد أعُطيَِ المَنّ وَ السّلوَي فَهَل فُعِلَ بِمُحَمّدٍ نَظِيرُ هَذَا قَالَ لَهُ عَلِيّ ع لَقَد كَانَ كَذَلِكَ وَ مُحَمّدٌص أعُطيَِ مَا هُوَ أَفضَلُ مِن هَذَا إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَحَلّ لَهُ الغَنَائِمَ وَ لِأُمّتِهِ وَ لَم تَحِلّ لِأَحَدٍ قَبلَهُ فَهَذَا أَفضَلُ مِنَ المَنّ وَ السّلوَي ثُمّ زَادَهُ أَن جَعَلَ النّيّةَ لَهُ وَ لِأُمّتِهِ عَمَلًا صَالِحاً وَ لَم يَجعَل لِأَحَدٍ مِنَ الأُمَمِ
صفحه : 287
ذَلِكَ قَبلَهُ فَإِذَا هَمّ أَحَدُهُم بِحَسَنَةٍ وَ لَم يَعمَلهَا كُتِبَت لَهُ حَسَنَةٌ وَ إِن عَمِلَهَا كُتِبَت لَهُ عَشرٌ قَالَ لَهُ اليهَوُديِّ فَإِنّ مُوسَي ع قَد ظُلّلَ عَلَيهِ الغَمَامُ قَالَ لَهُ ع لَقَد كَانَ كَذَلِكَ وَ قَد فُعِلَ ذَلِكَ لِمُوسَي ع فِي التّيهِ وَ أعُطيَِ مُحَمّدٌص أَفضَلَ مِن هَذَا إِنّ الغَمَامَةَ كَانَت تُظَلّلُهُ مِن يَومَ وُلِدَ إِلَي يَومَ قُبِضَ فِي حَضَرِهِ وَ أَسفَارِهِ فَهَذَا أَفضَلُ مِمّا أعُطيَِ مُوسَي ع قَالَ لَهُ اليهَوُديِّ فَهَذَا دَاوُدُ ع قَد أَلَانَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَهُ الحَدِيدَ فَعَمِلَ مِنهُ الدّرُوعَ قَالَ لَهُ عَلِيّ ع لَقَد كَانَ كَذَلِكَ وَ مُحَمّدٌ أعُطيَِ مَا هُوَ أَفضَلُ مِنهُ إِنّهُ لَيّنَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَهُ الصّمّ الصّخُورَ الصّلَابَ وَ جَعَلَهَا غَاراً وَ لَقَد غَارَتِ الصّخرَةُ تَحتَ يَدِهِ بِبَيتِ المَقدِسِ لِينَةً حَتّي صَارَت كَهَيئَةِ العَجِينِ قَد رَأَينَا ذَلِكَ وَ التَمَسنَاهُ تَحتَ رَايَتِهِ قَالَ لَهُ اليهَوُديِّ فَإِنّ هَذَا دَاوُدُ ع بَكَي عَلَي خَطِيئَتِهِ حَتّي سَارَتِ الجِبَالُ مَعَهُ لِخَوفِهِ قَالَ لَهُ عَلِيّ ع لَقَد كَانَ كَذَلِكَ وَ مُحَمّدٌ أعُطيَِ مَا هُوَ أَفضَلُ مِن هَذَا إِنّهُ كَانَ إِذَا قَامَ إِلَي الصّلَاةِ سُمِعَ لِصَدرِهِ وَ جَوفِهِ أَزِيزٌ كَأَزِيزِ المِرجَلِ عَلَي الأثَاَفيِّ مِن شِدّةِ البُكَاءِ وَ قَد آمَنَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مِن عِقَابِهِ فَأَرَادَ أَن يَتَخَشّعَ لِرَبّهِ بِبُكَائِهِ وَ يَكُونَ إِمَاماً لِمَنِ اقتَدَي بِهِ وَ لَقَد قَامَص عَشرَ سِنِينَ عَلَي أَطرَافِ أَصَابِعِهِ حَتّي تَوَرّمَت قَدَمَاهُ وَ اصفَرّ وَجهُهُ يَقُومُ اللّيلَ أَجمَعَ حَتّي عُوتِبَ فِي ذَلِكَ فَقَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّطه ما أَنزَلنا عَلَيكَ القُرآنَ لِتَشقيبَل لِتَسعَدَ بِهِ وَ لَقَد كَانَ يبَكيِ حَتّي يُغشَي عَلَيهِ فَقِيلَ لَهُ يَا رَسُولَ اللّهِ أَ لَيسَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ قَد غَفَرَ لَكَما تَقَدّمَ مِن ذَنبِكَ وَ ما تَأَخّرَ قَالَ بَلَي أَ فَلَا أَكُونُ عَبداً شَكُوراً وَ لَئِن سَارَتِ الجِبَالُ وَ سَبّحَت مَعَهُ لَقَد عَمِلَ مُحَمّدٌص مَا هُوَ أَفضَلُ مِن هَذَا إِذ كُنّا مَعَهُ عَلَي جَبَلِ
صفحه : 288
حِرَاءَ إِذ تَحَرّكَ الجَبَلُ فَقَالَ لَهُ قِرّ فَلَيسَ عَلَيكَ إِلّا نبَيِّ وَ صِدّيقٌ شَهِيدٌ فَقَرّ الجَبَلُ مُجِيباً لِأَمرِهِ وَ مُنتَهِياً إِلَي طَاعَتِهِ وَ لَقَد مَرَرنَا مَعَهُ بِجَبَلٍ وَ إِذَا الدّمُوعُ تَخرُجُ مِن بَعضِهِ فَقَالَ لَهُ مَا يُبكِيكَ يَا جَبَلُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ كَانَ المَسِيحُ مَرّ بيِ وَ هُوَ يُخَوّفُ النّاسَ بِنَارٍوَقُودُهَا النّاسُ وَ الحِجارَةُفَأَنَا أَخَافُ أَن أَكُونَ مِن تِلكَ الحِجَارَةِ قَالَ لَهُ لَا تَخَف تِلكَ حِجَارَةُ الكِبرِيتِ فَقَرّ الجَبَلُ وَ سَكَنَ وَ هَدَأَ وَ أَجَابَ لِقَولِهِ قَالَ لَهُ اليهَوُديِّ فَإِنّ هَذَا سُلَيمَانُ ع أعُطيَِ مُلكاً لَا ينَبغَيِ لِأَحَدٍ مِن بَعدِهِ فَقَالَ لَهُ عَلِيّ ع لَقَد كَانَ كَذَلِكَ وَ مُحَمّدٌص أعُطيَِ مَا هُوَ أَفضَلُ مِن هَذَا إِنّهُ هَبَطَ إِلَيهِ مَلَكٌ لَم يَهبِط إِلَي الأَرضِ قَبلَهُ وَ هُوَ مِيكَائِيلُ فَقَالَ لَهُ يَا مُحَمّدُ عِش مَلِكاً مُنعَماً وَ هَذِهِ مَفَاتِيحُ خَزَائِنِ الأَرضِ مَعَكَ وَ تَسِيرُ مَعَكَ جِبَالُهَا ذَهَباً وَ فِضّةً وَ لَا يَنقُصُ لَكَ فِيمَا ادّخِرَ لَكَ فِي الآخِرَةِ شَيءٌ فَأَومَأَ إِلَي جَبرَئِيلَ ع وَ كَانَ خَلِيلَهُ مِنَ المَلَائِكَةِ فَأَشَارَ إِلَيهِ أَن تَوَاضَع فَقَالَ بَل أَعِيشُ نَبِيّاً عَبداً آكُلُ يَوماً وَ لَا آكُلُ يَومَينِ وَ أَلحَقُ بإِخِواَنيِ مِنَ الأَنبِيَاءِ مِن قبَليِ فَزَادَهُ اللّهُ تَعَالَي الكَوثَرَ وَ أَعطَاهُ الشّفَاعَةَ وَ ذَلِكَ أَعظَمُ مِن مُلكِ الدّنيَا مِن أَوّلِهَا إِلَي آخِرِهَا سَبعِينَ مَرّةً وَ وَعَدَهُ المَقَامَ المَحمُودَ فَإِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ أَقعَدَهُ اللّهُ تَعَالَي عَلَي العَرشِ فَهَذَا أَفضَلُ مِمّا أعُطيَِ سُلَيمَانُ بنُ دَاوُدَ ع قَالَ لَهُ اليهَوُديِّ فَإِنّ هَذَا سُلَيمَانُ ع قَد سُخّرَت لَهُ الرّيَاحُ فَسَارَت بِهِ فِي بِلَادِهِغُدُوّها شَهرٌ وَ رَواحُها شَهرٌ فَقَالَ لَهُ عَلِيّ ع لَقَد كَانَ كَذَلِكَ وَ مُحَمّدٌص أعُطيَِ مَا هُوَ أَفضَلُ مِن هَذَا إِنّهُ أسُريَِ بِهِمِنَ المَسجِدِ الحَرامِ إِلَي المَسجِدِ الأَقصَيمَسِيرَةَ شَهرٍ وَ عُرِجَ بِهِ فِي مَلَكُوتِ
صفحه : 289
السّمَاوَاتِ مَسِيرَةَ خَمسِينَ أَلفَ عَامٍ فِي أَقَلّ مِن ثُلُثِ لَيلَةٍ حَتّي انتَهَي إِلَي سَاقِ العَرشِ فَدَنابِالعِلمِفَتَدَلّيفدَلُيَّ لَهُ مِنَ الجَنّةِ رَفرَفٌ أَخضَرُ وَ غشَيَِ النّورُ بَصَرَهُ فَرَأَي عَظَمَةَ رَبّهِ عَزّ وَ جَلّ بِفُؤَادِهِ وَ لَم يَرَهَا بِعَينِهِفَكانَ قابَ قَوسَينِبَينَهَا وَ بَينَهُأَو أَدني فَأَوحي إِلي عَبدِهِ ما أَوحيفَكَانَ فِيمَا أَوحَي إِلَيهِ الآيَةُ التّيِ فِي سُورَةِ البَقَرَةِ قَولُهُلِلّهِ ما فِي السّماواتِ وَ ما فِي الأَرضِ وَ إِن تُبدُوا ما فِي أَنفُسِكُم أَو تُخفُوهُ يُحاسِبكُم بِهِ اللّهُ فَيَغفِرُ لِمَن يَشاءُ وَ يُعَذّبُ مَن يَشاءُ وَ اللّهُ عَلي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ وَ كَانَتِ الآيَةُ قَد عُرِضَت عَلَي الأَنبِيَاءِ مِن لَدُن آدَمَ ع إِلَي أَن بَعَثَ اللّهُ تَبَارَكَ اسمُهُ مُحَمّداً وَ عُرِضَت عَلَي الأُمَمِ فَأَبَوا أَن يَقبَلُوهَا مِن ثِقلِهَا وَ قَبِلَهَا رَسُولُ اللّهِص وَ عَرَضَهَا عَلَي أُمّتِهِ فَقَبِلُوهَا فَلَمّا رَأَي اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي مِنهُمُ القَبُولَ عَلِمَ أَنّهُم لَا يُطِيقُونَهَا فَلَمّا أَن صَارَ إِلَي سَاقِ العَرشِ كَرّرَ عَلَيهِ الكَلَامَ لِيُفهِمَهُ فَقَالَآمَنَ الرّسُولُ بِما أُنزِلَ إِلَيهِ مِن رَبّهِفَأَجَابَص مُجِيباً عَنهُ وَ عَن أُمّتِهِ فَقَالَوَ المُؤمِنُونَ كُلّ آمَنَ بِاللّهِ وَ مَلائِكَتِهِ وَ كُتُبِهِ وَ رُسُلِهِ لا نُفَرّقُ بَينَ أَحَدٍ مِن رُسُلِهِ فَقَالَ جَلّ ذِكرُهُ لَهُمُ الجَنّةُ وَ المَغفِرَةُ عَلَي أَن فَعَلُوا ذَلِكَ فَقَالَ النّبِيّص أَمّا إِذ فَعَلتَ بِنَا ذَلِكَ فَغُفرانَكَ رَبّنا وَ إِلَيكَ المَصِيرُيعَنيِ المَرجِعَ فِي الآخِرَةِ قَالَ فَأَجَابَهُ اللّهُ جَلّ ثَنَاؤُهُ وَ قَد فَعَلتُ ذَلِكَ بِكَ وَ بِأُمّتِكَ ثُمّ قَالَ عَزّ وَ جَلّ أَمّا إِذ قَبِلتَ الآيَةَ بِتَشدِيدِهَا وَ عِظَمِ مَا فِيهَا وَ قَد عَرَضتُهَا عَلَي الأُمَمِ فَأَبَوا أَن يَقبَلُوهَا وَ قَبِلَتهَا أُمّتُكَ فَحَقّ عَلَيّ أَن أَرفَعَهَا عَن أُمّتِكَ فَقَالَلا يُكَلّفُ اللّهُ نَفساً إِلّا وُسعَها لَها ما كَسَبَت مِن خَيرٍوَ عَلَيها مَا اكتَسَبَت مِن شَرّ فَقَالَ النّبِيّص لَمّا سَمِعَ ذَلِكَ أَمّا إِذ فَعَلتَ ذَلِكَ بيِ وَ بأِمُتّيِ فزَدِنيِ قَالَ سَل قَالَرَبّنا لا تُؤاخِذنا إِن نَسِينا أَو أَخطَأنا قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَستُ أُؤَاخِذُ أُمّتَكَ بِالنّسيَانِ وَ الخَطَإِ لِكَرَامَتِكَ عَلَيّ وَ كَانَتِ الأُمَمُ السّالِفَةُ إِذَا نَسُوا مَا ذُكّرُوا بِهِ فَتَحتُ عَلَيهِم أَبوَابَ العَذَابِ وَ قَد رَفَعتُ ذَلِكَ عَن أُمّتِكَ وَ كَانَتِ الأُمَمُ السّالِفَةُ إِذَا أَخطَئُوا أُخِذُوا بِالخَطَإِ وَ عُوقِبُوا عَلَيهِ وَ قَد رَفَعتُ ذَلِكَ عَن أُمّتِكَ لِكَرَامَتِكَ عَلَيّ
صفحه : 290
فَقَالَ النّبِيّص أللّهُمّ إِذ أعَطيَتنَيِ ذَلِكَ فزَدِنيِ فَقَالَ اللّهُ تَعَالَي لَهُ سَل قَالَرَبّنا وَ لا تَحمِل عَلَينا إِصراً كَما حَمَلتَهُ عَلَي الّذِينَ مِن قَبلِنايعَنيِ بِالإِصرِ الشّدَائِدَ التّيِ كَانَت عَلَي مَن كَانَ قَبلَنَا فَأَجَابَهُ اللّهُ إِلَي ذَلِكَ فَقَالَ تَبَارَكَ اسمُهُ قَد رَفَعتُ عَن أُمّتِكَ الآصَارَ التّيِ كَانَت عَلَي الأُمَمِ السّالِفَةِ كُنتُ لَا أَقبَلُ صَلَاتَهُم إِلّا فِي بِقَاعٍ مِنَ الأَرضِ مَعلُومَةٍ اختَرتُهَا لَهُم وَ إِن بَعُدَت وَ قَد جَعَلتُ الأَرضَ كُلّهَا لِأُمّتِكَ مَسجِداً وَ طَهُوراً فَهَذِهِ مِنَ الآصَارِ التّيِ كَانَت عَلَي الأُمَمِ قَبلَكَ فَرَفَعتُهَا عَن أُمّتِكَ وَ كَانَتِ الأُمَمُ السّالِفَةُ إِذَا أَصَابَهُم أَذًي مِن نَجَاسَةٍ قَرَضُوهَا مِن أَجسَادِهِم وَ قَد جَعَلتُ المَاءَ لِأُمّتِكَ طَهُوراً فَهَذِهِ مِنَ الآصَارِ التّيِ كَانَت عَلَيهِم فَرَفَعتُهَا عَن أُمّتِكَ وَ كَانَتِ الأُمَمُ السّالِفَةُ تَحمِلُ قَرَابِينَهَا عَلَي أَعنَاقِهَا إِلَي بَيتِ المَقدِسِ فَمَن قَبِلتُ ذَلِكَ مِنهُ أَرسَلتُ عَلَيهِ نَاراً فَأَكَلَتهُ فَرَجَعَ مَسرُوراً وَ مَن لَم أَقبَل ذَلِكَ مِنهُ رَجَعَ مَثبُوراً وَ قَد جَعَلتُ قُربَانَ أُمّتِكَ فِي بُطُونِ فُقَرَائِهَا وَ مَسَاكِينِهَا فَمَن قَبِلتُ ذَلِكَ مِنهُ أَضعَفتُ ذَلِكَ لَهُ أَضعَافاً مُضَاعَفَةً وَ مَن لَم أَقبَل ذَلِكَ مِنهُ رَفَعتُ عَنهُ عُقُوبَاتِ الدّنيَا وَ قَد رَفَعتُ ذَلِكَ عَن أُمّتِكَ وَ هيَِ مِنَ الآصَارِ التّيِ كَانَت عَلَي مَن كَانَ قَبلَكَ وَ كَانَتِ الأُمَمُ السّالِفَةُ صَلَوَاتُهَا مَفرُوضَةٌ عَلَيهَا فِي ظُلَمِ اللّيلِ وَ أَنصَافِ النّهَارِ وَ هيَِ مِنَ الشّدَائِدِ التّيِ كَانَت عَلَيهِم فَرَفَعتُهَا عَن أُمّتِكَ وَ فَرَضتُ عَلَيهِم صَلَاتَهُم فِي أَطرَافِ اللّيلِ وَ النّهَارِ فِي أَوقَاتِ نَشَاطِهِم وَ كَانَتِ الأُمَمُ السّالِفَةُ قَد فَرَضتُ عَلَيهِم خَمسِينَ صَلَاةً فِي خَمسِينَ وَقتاً وَ هيَِ مِنَ الآصَارِ التّيِ كَانَت عَلَيهِم فَرَفَعتُهَا عَن أُمّتِكَ وَ جَعَلتُهَا خَمساً فِي خَمسَةِ أَوقَاتٍ وَ هيَِ إِحدَي وَ خَمسُونَ رَكعَةً وَ جَعَلتُ لَهُم أَجرَ خَمسِينَ صَلَاةً وَ كَانَتِ الأُمَمُ السّالِفَةُ حَسَنَتُهُم بِحَسَنَةٍ وَ سَيّئَتُهُم بِسَيّئَةٍ وَ هيَِ مِنَ الآصَارِ التّيِ كَانَت عَلَيهِم فَرَفَعتُهَا عَن أُمّتِكَ وَ جَعَلتُ الحَسَنَةَ بِعَشَرَةٍ وَ السّيّئَةَ بِوَاحِدَةٍ وَ كَانَتِ الأُمَمُ السّالِفَةُ إِذَا نَوَي أَحَدُهُم حَسَنَةً ثُمّ لَم يَعمَلهَا لَم تُكتَب لَهُ وَ إِن عَمِلَهَا كُتِبَت لَهُ حَسَنَةٌ وَ إِنّ أُمّتَكَ إِذَا هَمّ أَحَدُهُم بِحَسَنَةٍ ثُمّ لَم يَعمَلهَا كُتِبَت لَهُ حَسَنَةٌ وَ إِن عَمِلَهَا كُتِبَت لَهُ عَشراً وَ هيَِ مِنَ الآصَارِ التّيِ كَانَت عَلَيهِم فَرَفَعتُهَا عَن أُمّتِكَ وَ كَانَتِ
صفحه : 291
الأُمَمُ السّالِفَةُ إِذَا هَمّ أَحَدُهُم بِسَيّئَةٍ ثُمّ لَم يَعمَلهَا لَم تُكتَب عَلَيهِ وَ إِن عَمِلَهَا كُتِبَت عَلَيهِ سَيّئَةٌ وَ إِنّ أُمّتَكَ إِذَا هَمّ أَحَدُهُم بِسَيّئَةٍ ثُمّ لَم يَعمَلهَا كُتِبَت لَهُ حَسَنَةٌ وَ هَذِهِ مِنَ الآصَارِ التّيِ كَانَت عَلَيهِم فَرَفَعتُ ذَلِكَ عَن أُمّتِكَ وَ كَانَتِ الأُمَمُ السّالِفَةُ إِذَا أَذنَبُوا كَتَبتُ ذُنُوبَهُم عَلَي أَبوَابِهِم وَ جَعَلتُ تَوبَتَهُم مِنَ الذّنُوبِ أَن حَرّمتُ عَلَيهِم بَعدَ التّوبَةِ أَحَبّ الطّعَامِ إِلَيهِم وَ قَد رَفَعتُ ذَلِكَ عَن أُمّتِكَ وَ جَعَلتُ ذُنُوبَهُم فِيمَا بيَنيِ وَ بَينَهُم وَ جَعَلتُ عَلَيهِم سُتُوراً كَثِيفَةً وَ قَبِلتُ تَوبَتَهُم بِلَا عُقُوبَةٍ وَ لَا أُعَاقِبُهُم بِأَن أُحَرّمَ عَلَيهِم أَحَبّ الطّعَامِ إِلَيهِم وَ كَانَتِ الأُمَمُ السّالِفَةُ يَتُوبُ أَحَدُهُم مِنَ الذّنبِ الوَاحِدِ مِائَةَ سَنَةٍ أَو ثَمَانِينَ سَنَةً أَو خَمسِينَ سَنَةً ثُمّ لَا أَقبَلُ تَوبَتَهُ دُونَ أَن أُعَاقِبَهُ فِي الدّنيَا بِعُقُوبَةٍ وَ هيَِ مِنَ الآصَارِ التّيِ كَانَت عَلَيهِم فَرَفَعتُهَا عَن أُمّتِكَ وَ إِنّ الرّجُلَ مِن أُمّتِكَ لَيُذنِبُ عِشرِينَ سَنَةً أَو ثَلَاثِينَ سَنَةً أَو أَربَعِينَ سَنَةً أَو مِائَةَ سَنَةٍ ثُمّ يَتُوبُ وَ يَندَمُ طَرفَةَ عَينٍ فَأَغفِرُ لَهُ ذَلِكَ كُلّهُ فَقَالَ النّبِيّص أللّهُمّ إِذ أعَطيَتنَيِ ذَلِكَ كُلّهُ فزَدِنيِ قَالَ سَل قَالَرَبّنا وَ لا تُحَمّلنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ قَالَ تَبَارَكَ اسمُهُ قَد فَعَلتُ ذَلِكَ بِأُمّتِكَ وَ قَد رَفَعتُ عَنهُم عِظَمَ بَلَايَا الأُمَمِ وَ ذَلِكَ حكُميِ فِي جَمِيعِ الأُمَمِ أَن لَا أُكَلّفَ خَلقاً فَوقَ طَاقَتِهِم فَقَالَ النّبِيّص وَ اعفُ عَنّا وَ اغفِر لَنا وَ ارحَمنا أَنتَ مَولانا قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ قَد فَعَلتُ ذَلِكَ بتِاَئبِيِ أُمّتِكَ ثُمّ قَالَص فَانصُرنا عَلَي القَومِ الكافِرِينَ قَالَ اللّهُ عَزّ اسمُهُ إِنّ أُمّتَكَ فِي الأَرضِ كَالشّامَةِ البَيضَاءِ فِي الثّورِ الأَسوَدِ هُمُ القَادِرُونَ وَ هُمُ القَاهِرُونَ يَستَخدِمُونَ وَ لَا يُستَخدَمُونَ لِكَرَامَتِكَ عَلَيّ وَ حَقّ عَلَيّ أَن أُظهِرَ دِينَكَ عَلَي الأَديَانِ حَتّي لَا يَبقَي فِي شَرقِ الأَرضِ وَ غَربِهَا دِينٌ إِلّا دِينُكَ أَو يُؤَدّونَ إِلَي أَهلِ دِينِكَ الجِزيَةَ قَالَ لَهُ اليهَوُديِّ فَإِنّ هَذَا سُلَيمَانُ ع سُخّرَت لَهُ الشّيَاطِينُيَعمَلُونَ لَهُ ما يَشاءُ مِن مَحارِيبَ وَ تَماثِيلَ
صفحه : 292
قَالَ لَهُ عَلِيّ ع لَقَد كَانَ كَذَلِكَ وَ لَقَد أعُطيَِ مُحَمّدٌص أَفضَلَ مِن هَذَا إِنّ الشّيَاطِينَ سُخّرَت لِسُلَيمَانَ ع وَ هيَِ مُقِيمَةٌ عَلَي كُفرِهَا وَ قَد سُخّرَت لِنُبُوّةِ مُحَمّدٍص الشّيَاطِينُ بِالإِيمَانِ فَأَقبَلَ إِلَيهِ الجِنّ التّسعَةُ مِن أَشرَافِهِم مِن جِنّ نَصِيبِينَ وَ اليَمَنِ مِن بنَيِ عَمرِو بنِ عَامِرٍ مِنَ الأَحِجّةِ مِنهُم شضاه وَ مضاه وَ الهملكان وَ المَرزُبَانُ وَ المازمان وَ نضاه وَ هَاصِبٌ وَ هَاضِبٌ وَ عَمرٌو وَ هُمُ الّذِينَ يَقُولُ اللّهُ تَبَارَكَ اسمُهُ فِيهِموَ إِذ صَرَفنا إِلَيكَ نَفَراً مِنَ الجِنّ وَ هُمُ التّسعَةُيَستَمِعُونَ القُرآنَفَأَقبَلَ إِلَيهِ الجِنّ وَ النّبِيّص بِبَطنِ النّخلِ فَاعتَذَرُوا بِأَنّهُم ظَنّوا كَما ظَنَنتُم أَن لَن يَبعَثَ اللّهُ أَحَداً وَ لَقَد أَقبَلَ إِلَيهِ أَحَدٌ وَ سَبعُونَ أَلفاً مِنهُم فَبَايَعُوهُ عَلَي الصّومِ وَ الصّلَاةِ وَ الزّكَاةِ وَ الحَجّ وَ الجِهَادِ وَ نُصحِ المُسلِمِينَ فَاعتَذَرُوا بِأَنّهُم قَالُواعَلَي اللّهِ شَطَطاً وَ هَذَا أَفضَلُ مِمّا أعُطيَِ سُلَيمَانُ ع سُبحَانَ مَن سَخّرَهَا لِنُبُوّةِ مُحَمّدٍص بَعدَ أَن كَانَت تَتَمَرّدُ وَ تَزعُمُ أَنّ لِلّهِ وَلَداً فَلَقَد شَمِلَ مَبعَثُهُ مِنَ الجِنّ وَ الإِنسِ مَا لَا يُحصَي قَالَ لَهُ اليهَوُديِّ فَهَذَا يَحيَي بنُ زَكَرِيّا ع يُقَالُ إِنّهُ أوُتيَِ الحُكمَ صَبِيّاً وَ الحِلمَ وَ الفَهمَ وَ إِنّهُ كَانَ يبَكيِ مِن غَيرِ ذَنبٍ وَ كَانَ يُوَاصِلُ الصّومَ قَالَ لَهُ عَلِيّ ع لَقَد كَانَ كَذَلِكَ وَ مُحَمّدٌص أعُطيَِ مَا هُوَ أَفضَلُ مِن هَذَا إِنّ يَحيَي بنَ زَكَرِيّا كَانَ فِي عَصرٍ لَا أَوثَانَ فِيهِ وَ لَا جَاهِلِيّةَ وَ مُحَمّدٌص أوُتيَِ الحُكمَ وَ الفَهمَ صَبِيّاً بَينَ عَبَدَةِ الأَوثَانِ وَ حِزبِ الشّيطَانِ وَ لَم يَرغَب لَهُم فِي صَنَمٍ قَطّ وَ لَم يَنشَط لِأَعيَادِهِم وَ لَم يُرَ مِنهُ كَذِبٌ قَطّص
صفحه : 293
وَ كَانَ أَمِيناً صَدُوقاً حَلِيماً وَ كَانَ يُوَاصِلُ صَومَ الأُسبُوعِ وَ الأَقَلّ وَ الأَكثَرِ فَيُقَالُ لَهُ فِي ذَلِكَ فَيَقُولُ إنِيّ لَستُ كَأَحَدِكُم إنِيّ أَظَلّ عِندَ ربَيّ فيَطُعمِنُيِ وَ يسَقيِنيِ وَ كَانَ يبَكيِص حَتّي يَبتَلّ مُصَلّاهُ خَشيَةً مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ مِن غَيرِ جُرمٍ قَالَ لَهُ اليهَوُديِّ فَإِنّ هَذَا عِيسَي ابنُ مَريَمَ ع يَزعُمُونَ أَنّهُ تَكَلّمَفِي المَهدِ صَبِيّا قَالَ لَهُ عَلِيّ ع لَقَد كَانَ كَذَلِكَ وَ مُحَمّدٌص سَقَطَ مِن بَطنِ أُمّهِ وَاضِعاً يَدَهُ اليُسرَي عَلَي الأَرضِ وَ رَافِعاً يَدَهُ اليُمنَي إِلَي السّمَاءِ يُحَرّكُ شَفَتَيهِ بِالتّوحِيدِ وَ بَدَا مِن فِيهِ نُورٌ رَأَي أَهلُ مَكّةَ مِنهُ قُصُورَ بُصرَي مِنَ الشّامِ وَ مَا يَلِيهَا وَ القُصُورَ الحُمرَ مِن أَرضِ اليَمَنِ وَ مَا يَلِيهَا وَ القُصُورَ البِيضَ مِن إِصطَخرَ وَ مَا يَلِيهَا وَ لَقَد أَضَاءَتِ الدّنيَا لَيلَةَ وُلِدَ النّبِيّص حَتّي فَزِعَتِ الجِنّ وَ الإِنسُ وَ الشّيَاطِينُ وَ قَالُوا حَدَثَ فِي الأَرضِ حَدَثٌ وَ لَقَد رُئِيَتِ المَلَائِكَةُ لَيلَةَ وُلِدَ تَصعَدُ وَ تَنزِلُ وَ تُسَبّحُ وَ تُقَدّسُ وَ تَضطَرِبُ النّجُومُ وَ تَتَسَاقَطُ عَلَامَةً لِمِيلَادِهِ وَ لَقَد هَمّ إِبلِيسُ بِالظّعنِ فِي السّمَاءِ لِمَا رَأَي مِنَ الأَعَاجِيبِ فِي تِلكَ اللّيلَةِ وَ كَانَ لَهُ مَقعَدٌ فِي السّمَاءِ الثّالِثَةِ وَ الشّيَاطِينُ يَستَرِقُونَ السّمعَ فَلَمّا رَأَوُا الأَعَاجِيبَ أَرَادُوا أَن يَستَرِقُوا السّمعَ فَإِذَا هُم قَد حُجِبُوا مِنَ السّمَاوَاتِ كُلّهَا وَ رُمُوا بِالشّهُبِ دَلَالَةً لِنُبُوّتِهِص قَالَ لَهُ اليهَوُديِّ فَإِنّ عِيسَي يَزعُمُونَ أَنّهُ قَد أَبرَأَ الأَكمَهَ وَ الأَبرَصَ بِإِذنِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَقَالَ لَهُ عَلِيّ ع لَقَد كَانَ كَذَلِكَ وَ مُحَمّدٌ أَبرَأَ ذَا العَاهَةِ مِن عَاهَتِهِ فَبَينَمَا هُوَ جَالِسٌص إِذ سَأَلَ عَن رَجُلٍ مِن أَصحَابِهِ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّهُ قَد صَارَ مِنَ البَلَاءِ كَهَيئَةِ الفَرخِ لَا رِيشَ عَلَيهِ فَأَتَاهُص فَإِذَا هُوَ كَهَيئَةِ الفَرخِ مِن شِدّةِ البَلَاءِ فَقَالَ قَد كُنتَ تَدعُو فِي صِحّتِكَ دُعَاءً قَالَ نَعَم كُنتُ أَقُولُ يَا رَبّ أَيّمَا عُقُوبَةٍ أَنتَ معُاَقبِيِ
صفحه : 294
بِهَا فِي الآخِرَةِ فَعَجّلهَا لِي فِي الدّنيَا فَقَالَ لَهُ النّبِيّص أَلَا قُلتَ أللّهُمّآتِنا فِي الدّنيا حَسَنَةً وَ فِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَ قِنا عَذابَ النّارِفَقَالَهَا فَكَأَنّمَا نَشَطَ مِن عِقَالٍ وَ قَامَ صَحِيحاً وَ خَرَجَ مَعَنَا وَ لَقَد أَتَاهُ رَجُلٌ مِن جُهَينَةَ أَجذَمُ يَتَقَطّعُ مِنَ الجُذَامِ فَشَكَا إِلَيهِص فَأَخَذَ قَدَحاً مِن مَاءٍ فَتَفَلَ فِيهِ ثُمّ قَالَ امسَح بِهِ جَسَدَكَ فَفَعَلَ فَبَرَأَ حَتّي لَم يُوجَد فِيهِ شَيءٌ وَ لَقَد أَتَي العرَبَيِّ أَبرَصَ فَتَفَلَ مِن فِيهِ عَلَيهِ فَمَا قَامَ مِن عِندِهِ إِلّا صَحِيحاً وَ لَئِن زَعَمتَ أَنّ عِيسَي ع أَبرَأَ ذوَيِ العَاهَاتِ مِن عَاهَاتِهِم فَإِنّ مُحَمّداًص بَينَمَا هُوَ فِي بَعضِ أَصحَابِهِ إِذَا هُوَ بِامرَأَةٍ فَقَالَت يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّ ابنيِ قَد أَشرَفَ عَلَي حِيَاضِ المَوتِ كُلّمَا أَتَيتُهُ بِطَعَامٍ وَقَعَ عَلَيهِ التّثَاؤُبُ فَقَامَ النّبِيّص وَ قُمنَا مَعَهُ فَلَمّا أَتَينَاهُ قَالَ لَهُ جَانِب يَا عَدُوّ اللّهِ ولَيِّ اللّهِ فَأَنَا رَسُولُ اللّهِ فَجَانَبَهُ الشّيطَانُ فَقَامَ صَحِيحاً وَ هُوَ مَعَنَا فِي عَسكَرِنَا وَ لَئِن زَعَمتَ أَنّ عِيسَي ع أَبرَأَ العُميَانَ فَإِنّ مُحَمّداًص قَد فَعَلَ مَا هُوَ أَكثَرُ مِن ذَلِكَ إِنّ قَتَادَةَ بنَ ربِعيِّ كَانَ رَجُلًا صَبِيحاً فَلَمّا أَن كَانَ يَومُ أُحُدٍ أَصَابَتهُ طَعنَةٌ فِي عَينِهِ فَبَدَرَت حَدَقَتُهُ فَأَخَذَهَا بِيَدِهِ ثُمّ أَتَي بِهَا النّبِيّص فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّ امرأَتَيِ الآنَ تبُغضِنُيِ فَأَخَذَهَا رَسُولُ اللّهِص مِن يَدِهِ ثُمّ وَضَعَهَا مَكَانَهَا فَلَم تَكُن تُعرَفُ إِلّا بِفَضلِ حُسنِهَا وَ فَضلِ ضَوئِهَا عَلَي العَينِ الأُخرَي وَ لَقَد جُرِحَ عَبدُ اللّهِ بنُ عَتِيكٍ وَ بَانَت يَدُهُ يَومَ ابنِ أَبِي الحُقَيقِ فَجَاءَ إِلَي النّبِيّص لَيلًا فَمَسَحَ عَلَيهِ يَدَهُ فَلَم تَكُن تُعرَفُ مِنَ اليَدِ الأُخرَي
صفحه : 295
وَ لَقَد أَصَابَ مُحَمّدَ بنَ مَسلَمَةَ يَومَ كَعبِ بنِ الأَشرَفِ مِثلُ ذَلِكَ فِي عَينِهِ وَ يَدِهِ فَمَسَحَهُ رَسُولُ اللّهِص فَلَم تَستَبِينَا وَ لَقَد أَصَابَ عَبدَ اللّهِ بنَ أُنَيسٍ مِثلُ ذَلِكَ فِي عَينِهِ فَمَسَحَهَا فَمَا عُرِفَت مِنَ الأُخرَي فَهَذِهِ كُلّهَا دَلَالَةٌ لِنُبُوّتِهِص قَالَ لَهُ اليهَوُديِّ فَإِنّ عِيسَي يَزعُمُونَ أَنّهُ قَد أَحيَا المَوتَي بِإِذنِ اللّهِ قَالَ لَهُ عَلِيّ ع لَقَد كَانَ ذَلِكَ وَ مُحَمّدٌص سَبّحَت فِي يَدِهِ تِسعُ حَصَيَاتٍ تُسمَعُ نَغَمَاتُهَا فِي جُمُودِهَا وَ لَا رُوحَ فِيهَا لِتَمَامِ حُجّةِ نُبُوّتِهِ وَ لَقَد كَلّمَتهُ المَوتَي مِن بَعدِ مَوتِهِم وَ استَغَاثُوهُ مِمّا خَافُوا مِن تَبِعَتِهِ وَ لَقَد صَلّي بِأَصحَابِهِ ذَاتَ يَومٍ فَقَالَ مَا هَاهُنَا مِن بنَيِ النّجّارِ أَحَدٌ وَ صَاحِبُهُم مُحتَبَسٌ عَلَي بَابِ الجَنّةِ بِثَلَاثَةِ دَرَاهِمَ لِفُلَانٍ اليهَوُديِّ وَ كَانَ شَهِيداً وَ لَئِن زَعَمتَ أَنّ عِيسَي ع كَلّمَ المَوتَي فَلَقَد كَانَ لِمُحَمّدٍص مَا هُوَ أَعجَبُ مِن هَذَا إِنّ النّبِيّص لَمّا نَزَلَ بِالطّائِفِ وَ حَاصَرَ أَهلَهَا بَعَثُوا إِلَيهِ بِشَاةٍ مَسلُوخَةٍ مَطلِيّةٍ بِسَمّ فَنَطَقَ الذّرَاعُ مِنهَا فَقَالَت يَا رَسُولَ اللّهِ لَا تأَكلُنيِ فإَنِيّ مَسمُومَةٌ فَلَو كَلّمَتهُ البَهِيمَةُ وَ هيَِ حَيّةٌ لَكَانَت مِن أَعظَمِ حُجَجِ اللّهِ عَزّ ذِكرُهُ عَلَي المُنكِرِينَ لِنُبُوّتِهِ فَكَيفَ وَ قَد كَلّمَتهُ مِن بَعدِ ذَبحٍ وَ سَلخٍ وَ شيَّ وَ لَقَد كَانَص يَدعُو بِالشّجَرَةِ فَتُجِيبُهُ وَ تُكَلّمُهُ البَهِيمَةُ وَ تُكَلّمُهُ السّبَاعُ وَ تَشهَدُ لَهُ بِالنّبُوّةِ وَ تُحَذّرُهُم عِصيَانَهُ فَهَذَا أَكثَرُ مِمّا أعُطيَِ عِيسَي ع قَالَ لَهُ اليهَوُديِّ إِنّ عِيسَي يَزعُمُونَ أَنّهُ أَنبَأَ قَومَهُ بِمَا يَأكُلُونَ وَ مَا يَدّخِرُونَ فِي بُيُوتِهِم قَالَ لَهُ عَلِيّ ع لَقَد كَانَ كَذَلِكَ وَ مُحَمّدٌص فَعَلَ مَا هُوَ أَكثَرُ مِن هَذَا إِنّ
صفحه : 296
عِيسَي ع أَنبَأَ قَومَهُ بِمَا كَانَ مِن وَرَاءِ حَائِطٍ وَ مُحَمّدٌ أَنبَأَ عَن مُؤتَةَ وَ هُوَ عَنهَا غَائِبٌ وَ وَصَفَ حَربَهُم وَ مَنِ استُشهِدَ مِنهُم وَ بَينَهُ وَ بَينَهُم مَسِيرَةُ شَهرٍ وَ كَانَ يَأتِيهِ الرّجُلُ يُرِيدُ أَن يَسأَلَهُ عَن شَيءٍ فَيَقُولُص تَقُولُ أَو أَقُولُ فَيَقُولُ بَل قُل يَا رَسُولَ اللّهِ فَيَقُولُ جئِتنَيِ فِي كَذَا وَ كَذَا حَتّي يَفرُغَ مِن حَاجَتِهِ وَ لَقَد كَانَص يُخبِرُ أَهلَ مَكّةَ بِأَسرَارِهِم بِمَكّةَ حَتّي لَا يَترُكَ مِن أَسرَارِهِم شَيئاً مِنهَا مَا كَانَ بَينَ صَفوَانَ بنِ أُمَيّةَ وَ بَينَ عُمَيرِ بنِ وَهبٍ إِذ أَتَاهُ عُمَيرٌ فَقَالَ جِئتُ فِي فَكَاكِ ابنيِ فَقَالَ لَهُ كَذِبتَ بَل قُلتَ لِصَفوَانَ وَ قَدِ اجتَمَعتُم فِي الحَطِيمِ وَ ذَكَرتُم قَتلَي بَدرٍ وَ اللّهِ لَلمَوتُ خَيرٌ لَنَا مِنَ البَقَاءِ مَعَ مَا صَنَعَ مُحَمّدٌ بِنَا وَ هَل حَيَاةٌ بَعدَ أَهلِ القَلِيبِ فَقُلتَ أَنتَ لَو لَا عيِاَليِ وَ دَينٌ عَلَيّ لَأَرَحتُكَ مِن مُحَمّدٍ فَقَالَ صَفوَانُ عَلَيّ أَن أقَضيَِ دَينَكَ وَ أَن أَجعَلَ بَنَاتِكَ مَعَ بنَاَتيِ يُصِيبُهُنّ مَا يُصِيبُهُنّ مِن خَيرٍ أَو شَرّ فَقُلتَ أَنتَ فَاكتُمهَا عَلَيّ وَ جهَزّنيِ حَتّي أَذهَبَ فَأَقتُلَهُ فَجِئتَ لتِقَتلُنَيِ فَقَالَ صَدَقتَ يَا رَسُولَ اللّهِ فَأَنَا أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّكَ رَسُولُ اللّهِ وَ أَشبَاهُ هَذَا مِمّا لَا يُحصَي قَالَ لَهُ اليهَوُديِّ فَإِنّ عِيسَي يَزعُمُونَ أَنّهُ خُلِقَ مِنَ الطّينِ كَهَيئَةِ الطّيرِ فَيَنفُخُ فِيهِفَيَكُونُ طَيراً بِإِذنِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَقَالَ لَهُ عَلِيّ ع لَقَد كَانَ كَذَلِكَ وَ مُحَمّدٌص قَد فَعَلَ مَا هُوَ شَبِيهٌ بِهَذَا إِذ أَخَذَ يَومَ حُنَينٍ حَجَراً فَسَمِعنَا لِلحَجَرِ تَسبِيحاً وَ تَقدِيساً ثُمّ قَالَ لِلحَجَرِ انفَلِق فَانفَلَقَ ثَلَاثَ فِلَقٍ نَسمَعُ لِكُلّ فِلقَةٍ مِنهَا تَسبِيحاً لَا يُسمَعُ لِلأُخرَي وَ لَقَد بَعَثَ إِلَي شَجَرَةٍ يَومَ البَطحَاءِ فَأَجَابَتهُ وَ لِكُلّ غُصنٍ مِنهَا تَسبِيحٌ وَ تَهلِيلٌ وَ تَقدِيسٌ
صفحه : 297
ثُمّ قَالَ لَهَا انشقَيّ فَانشَقّت نِصفَينِ ثُمّ قَالَ لَهَا التزَقِيِ فَالتَزَقَت ثُمّ قَالَ لَهَا اشهدَيِ لِي بِالنّبُوّةِ فَشَهِدَت ثُمّ قَالَ لَهَا ارجعِيِ إِلَي مَكَانِكِ بِالتّسبِيحِ وَ التّهلِيلِ وَ التّقدِيسِ فَفَعَلَت وَ كَانَ مَوضِعُهَا بِجَنبِ الجَزّارِينَ بِمَكّةَ قَالَ لَهُ اليهَوُديِّ فَإِنّ عِيسَي ع يَزعُمُونَ أَنّهُ كَانَ سَيّاحاً قَالَ لَهُ عَلِيّ ع لَقَد كَانَ كَذَلِكَ وَ مُحَمّدٌص كَانَت سِيَاحَتُهُ فِي الجِهَادِ وَ استَنفَرَ فِي عَشرِ سِنِينَ مَا لَا يُحصَي مِن حَاضِرٍ وَ بَادٍ وَ أَفنَي فِئَاماً مِنَ العَرَبِ مِن مَنعُوتٍ بِالسّيفِ لَا يدُاَريِ بِالكَلَامِ وَ لَا يَنَامُ إِلّا عَن دَمٍ وَ لَا يُسَافِرُ إِلّا وَ هُوَ مُتَجَهّزٌ لِقِتَالِ عَدُوّهِ وَ قَالَ لَهُ اليهَوُديِّ فَإِنّ عِيسَي ع يَزعُمُونَ أَنّهُ كَانَ زَاهِداً قَالَ لَهُ عَلِيّ ع لَقَد كَانَ كَذَلِكَ وَ مُحَمّدٌص أَزهَدُ الأَنبِيَاءِ ع كَانَ لَهُ ثَلَاثَ عَشرَةَ زَوجَةً سِوَي مَن يُطِيفُ بِهِ مِنَ الإِمَاءِ مَا رُفِعَت لَهُ مَائِدَةٌ قَطّ وَ عَلَيهَا طَعَامٌ وَ مَا أَكَلَ خُبزَ بُرّ قَطّ وَ لَا شَبِعَ مِن خُبزِ شَعِيرٍ ثَلَاثَ لَيَالٍ مُتَوَالِيَاتٍ قَطّ توُفُيَّص وَ دِرعُهُ مَرهُونَةٌ عِندَ يهَوُديِّ بِأَربَعَةِ دَرَاهِمَ مَا تَرَكَ صَفرَاءَ وَ لَا بَيضَاءَ مَعَ مَا وُطّئَ[وُطِئَ] لَهُ مِنَ البِلَادِ وَ مُكّنَ لَهُ مِن غَنَائِمِ العِبَادِ وَ لَقَد كَانَ يَقسِمُ فِي اليَومِ الوَاحِدِ ثَلَاثَمِائَةِ أَلفٍ وَ أَربَعَمِائَةِ أَلفٍ وَ يَأتِيهِ السّائِلُ باِلعشَيِّ فَيَقُولُ وَ ألّذِي بَعَثَ مُحَمّداً بِالحَقّ مَا أَمسَي فِي آلِ مُحَمّدٍ صَاعٌ مِن شَعِيرٍ وَ لَا صَاعٌ مِن بُرّ وَ لَا دِرهَمٌ وَ لَا دِينَارٌ وَ قَالَ لَهُ اليهَوُديِّ فإَنِيّ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِص وَ أَشهَدُ أَنّهُ مَا أَعطَي نَبِيّاً دَرَجَةً وَ لَا مُرسَلًا فَضِيلَةً إِلّا وَ قَد جَمَعَهَا لِمُحَمّدٍ رَسُولِ اللّهِص وَ زَادَ مُحَمّداًص عَلَي الأَنبِيَاءِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم أَضعَافَ دَرَجَاتٍ فَقَالَ ابنُ عَبّاسٍ لعِلَيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع أَشهَدُ يَا أَبَا الحَسَنِ أَنّكَ مِنَ الرّاسِخِينَ فِي العِلمِ فَقَالَ وَيحَكَ وَ مَا لِي لَا أَقُولُ مَا قُلتُ فِي نَفسِ مَنِ استَعظَمَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِي عَظَمَتِهِ جَلّت فَقَالَوَ إِنّكَ لَعَلي خُلُقٍ عَظِيمٍ
صفحه : 298
بيان أقول قدمضي الخبر بشرحه في المجلد الرابع وإنما أعدناه لكونه أنسب بهذا المجلد و الله المؤيد
8-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيَِ أَنّ جَارِيَةً يُقَالُ لَهَا زَائِدَةُ كَانَت تأَتيِ رَسُولَ اللّهِص كَثِيراً فَأَتَتهُ لَيلَةً وَ قَالَت عَجَنتُ عَجِيناً لأِهَليِ فَخَرَجتُ أَحتَطِبُ فَرَأَيتُ فَارِساً لَم أَرَ أَحسَنَ مِنهُ فَقَالَ لِي كَيفَ مُحَمّدٌ قُلتُ بِخَيرٍ يُنذِرُ النّاسَ بِأَيّامِ اللّهِ فَقَالَ إِذَا أَتَيتِ مُحَمّداً فَأَقرِئِيهِ السّلَامَ وَ قوُليِ لَهُ رِضوَانُ خَازِنُ الجَنّةِ يَقُولُ إِنّ اللّهَ قَسَمَ الجَنّةَ لِأُمّتِكَ أَثلَاثاً فَثُلُثٌيَدخُلُونَ الجَنّةَ...بِغَيرِ حِسابٍ وَ ثُلُثٌ يُحَاسَبُونَحِساباً يَسِيراً وَ ثُلُثٌ تَشفَعُ لَهُم فَتُشَفّعُ فِيهِم قَالَت فَمَضَي فَأَخَذتُ الحَطَبَ أَحمِلُهُ فَثَقُلَ عَلَيّ فَالتَفَتَ وَ نَظَرَ إلِيَّ وَ قَالَ ثَقُلَ عَلَيكِ حَطَبُكِ فَقُلتُ نَعَم فَأَخَذَ قَضِيباً أَحمَرَ كَانَ فِي يَدِهِ فَغَمَزَ الحَطَبَ ثُمّ نَظَرَ فَإِذَا هُوَ بِصَخرَةٍ ثَابِتَةٍ فَقَالَ أَيّتُهَا الصّخرَةُ احمِلِ الحَطَبَ مَعَهَا فَقَالَت يَا رَسُولَ اللّهِ خَفّ عنَيّ وقِريِ فإَنِيّ رَأَيتُهَا تَذكُرُكَ حَتّي رَجَعتُ فَأَلقَتِ الحَطَبَ وَ انصَرَفَت
9-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيَِ أَنّ رَسُولَ اللّهِص انتَهَي إِلَي رَجُلٍ قَد فَوّقَ سَهماً ليِرَميَِ بَعضَ المُشرِكِينَ فَوَضَعَص يَدَهُ فَوقَ السّهمِ وَ قَالَ ارمِهِ فَرَمَي ذَلِكَ المُشرِكَ بِهِ فَهَرَبَ المُشرِكُ مِنَ السّهمِ وَ جَعَلَ يَرُوغُ مِنَ السّهمِ يَمنَةً وَ يَسرَةً وَ السّهمُ يَتبَعُهُ حَيثُمَا رَاغَ حَتّي
صفحه : 299
سَقَطَ السّهمُ فِي رَأسِهِ فَسَقَطَ المُشرِكُ مَيّتاً فَأَنزَلَ اللّهُفَلَم تَقتُلُوهُم وَ لكِنّ اللّهَ قَتَلَهُم وَ ما رَمَيتَ إِذ رَمَيتَ وَ لكِنّ اللّهَ رَمي
بيان يروغ أي يميل ويحيد
10-يج ،[الخرائج والجرائح ] كَانَ لِكُلّ عُضوٍ مِن أَعضَاءِ النّبِيّص مُعجِزَةٌ فَمُعجِزَةُ رَأسِهِ أَنّ الغَمَامَةَ ظَلّت عَلَي رَأسِهِ وَ مُعجِزَةُ عَينَيهِ أَنّهُ كَانَ يَرَي مِن خَلفِهِ كَمَا يَرَي مِن أَمَامِهِ وَ مُعجِزَةُ أُذُنَيهِ هيَِ أَنّهُ كَانَ يَسمَعُ الأَصوَاتَ فِي النّومِ كَمَا يَسمَعُ فِي اليَقَظَةِ وَ مُعجِزَةُ لِسَانِهِ أَنّهُ قَالَ للِظبّيِ مَن أَنَا قَالَ أَنتَ رَسُولُ اللّهِ وَ مُعجِزَةُ يَدِهِ أَنّهُ أَخرَجَ مِن بَينِ أَصَابِعِهِ المَاءَ وَ مُعجِزَةُ رِجلَيهِ أَنّهُ كَانَ لِجَابِرٍ بِئرٌ مَاؤُهَا زُعَاقٌ فَشَكَا إِلَي النّبِيّص فَغَسَلَ رِجلَيهِ فِي طَشتٍ وَ أَمَرَ بِإِهرَاقِ ذَلِكَ المَاءِ فِيهَا فَصَارَ مَاؤُهَا عَذباً وَ مُعجِزَةُ عَورَتِهِ أَنّهُ وُلِدَ مَختُوناً وَ مُعجِزَةُ بَدَنِهِ أَنّهُ لَم يَقَع ظِلّهُ عَلَي الأَرضِ لِأَنّهُ كَانَ نُوراً وَ لَا يَكُونُ مِنَ النّورِ الظّلّ كَالسّرَاجِ وَ مُعجِزَةُ ظَهرِهِ خَتمُ النّبُوّةِ كَانَ عَلَي كَتِفِهِ مَكتُوباً لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ
11-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] مِن أَوضَحِ الدّلَالَاتِ عَلَي نُبُوّتِهِص استِيقَانُ كَافّتِهِم بِحُدُودِهِ وَ تَمَكّنُ مُوجِبَاتِهَا فِي غَوَامِضِ صُدُورِهِم حَتّي إِنّهُم يَشتِمُونَ بِالفُسُوقِ مَن خَرَجَ عَن حَدّ مِن حُدُودِهِ وَ بِالجَهلِ مَن لَم يَعرِفهُ وَ بِالكُفرِ مَن أَعرَضَ عَنهُ وَ يُقِيمُونَ الحُدُودَ وَ يَحكُمُونَ بِالقَتلِ وَ الضّربِ وَ الأَسرِ لِمَن خَرَجَ عَن شَرِيعَتِهِ وَ يَتَبَرّأُ الأَقَارِبُ بَعضُهُم مِن بَعضٍ فِي مَحَبّتِهِ وَ إِنّهُص بقَيَِ فِي نُبُوّتَهُ نَيّفاً وَ عِشرِينَ سَنَةً بَينَ ظهَراَنيَ قَومٍ مَا يَملِكُ مِنَ الأَرضِ إِلّا جَزِيرَةَ العَرَبِ فَاتّسَقَت دَعوَتُهُ بَرّاً وَ بَحراً مُنذُ خَمسِمِائَةٍ وَ سَبعِينَ سَنَةً مَقرُوناً بِاسمِ
صفحه : 300
رَبّهِ يُنَادَي بِأَقصَي الصّينِ وَ الهِندِ وَ التّركِ وَ الخَزَرِ وَ الصّقَالِبَةِ وَ الشّرقِ وَ الغَربِ وَ الجَنُوبِ وَ الشّمَالِ فِي كُلّ يَومٍ خَمسَ مَرّاتٍ بِالشّهَادَتَينِ بِأَعلَي صَوتٍ بِلَا أُجرَةٍ وَ خَضَعَتِ الجَبَابِرَةُ لَهَا وَ لَا تَبقَي لِمَلَكٍ نَوبَتُهُ بَعدَ مَوتِهِ وَ عَلَي ذَلِكَ فَسّرَ الحَسَنُ وَ مُجَاهِدٌ قَولَهُ تَعَالَيوَ رَفَعنا لَكَ ذِكرَكَ مَا يَقُولُ المُؤَذّنُونَ عَلَي المَنَائِرِ وَ الخُطَبَاءُ عَلَي المَنَابِرِ قَالَ الشّاعِرُ
وَ ضَمّ الإِلَهُ اسمَ النّبِيّ إِلَي اسمِهِ | إِذَا قَالَ فِي الخَمسِ المُؤَذّنُ أَشهَدُ |
وَ مِن تَمَامِ قُوّتِهِ أَنّهَا تَجذِبُ العَالَمَ مِن أَدنَي الأَرضِ وَ أَقصَي أَطرَافِهَا فِي كُلّ عَامٍ إِلَي الحَجّ حَتّي تُخرِجُ العَذرَاءَ مِن خِدرِهَا وَ العَجُوزَ فِي ضَعفِهَا وَ مَن حَضَرَتهُ وَفَاتُهُ يوُصيِ بِأَدَائِهَا وَ قَد نَرَي الصّائِمَ فِي شَهرِ رَمَضَانَ يَتَلَهّبُ عَطَشاً حَتّي يَخُوضُ المَاءَ إِلَي حَلقِهِ وَ لَا يَستَطِيعُ أَن يَجرَعَ مِنهُ جُرعَةً وَ كُلّ يَومٍ خَمسَ مَرّاتٍ يَسجُدُونَ خَوفاً وَ تَضَرّعاً وَ كَذَلِكَ أَكثَرُ الشّرَائِعِ وَ قَد تَحَزّبَ النّاسُ فِي مَحَبّتِهِ حَتّي يَقُولُ كُلّ وَاحِدٍ أَنَا عَلَي الحَقّ وَ أَنتَ لَستَ عَلَي دِينِهِ
12-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]صِيدَ سَمَكَةٌ فَوُجِدَ عَلَي إِحدَي أُذُنَيهَا لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ عَلَي الأُخرَي مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ كِتَابُ شَرَفِ المُصطَفَي أَنّهُ أتُيَِ بِسَخلَةٍ مُنَقّشَةٍ فَنَظَرتُ إِلَي بَيَاضِ شَحمَةِ أُذُنَيهَا فَإِذَا فِي إِحدَاهُمَا لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ وَ قَالَ أعَراَبيِّ للِنبّيِّص يَا مُحَمّدُ إنِنّيِ كُنتُ وَ أَخٌ لِي خَلفَ هَذَا الجَبَلِ نَحتَطِبُ حَطَباً فَرَأَينَا الجُمُوعَ قَد زَحَفَ بَعضُهَا إِلَي بَعضٍ فَقُلتُ لأِخَيِ اقعُد حَتّي نَنظُرَ لِمَن تَكُونُ الغَلَبَةُ وَ عَلَي مَن تَدُورُ الدّائِرَةُ فَإِذَا قَد كَشَفَ اللّهُ عَن أَبصَارِنَا فَرَأَينَا خُيُولًا قَد نَزَلَت مِنَ السّمَاءِ إِلَي الأَرضِ أَرجُلُهَا فِي الأَرضِ وَ أَعنَاقُهَا فِي السّمَاءِ وَ عَلَيهَا قَومٌ
صفحه : 301
جَبّارُونَ وَ مَعَهُم أَلوِيَةٌ قَد سَدّت مَا بَينَ الخَافِقَينِ فَأَمّا أخَيِ فَإِنّهُ انشَقّت مَرَارَتُهُ فَمَاتَ مِن وَقتِهِ وَ سَاعَتِهِ وَ أَمّا أَنَا فَقَد جِئتُكَ ثُمّ أَسلَمَ وَ مِثلُ المَلَائِكَةِ الّذِينَ ظَهَرُوا عَلَي الخَيلِ البُلقِ بِالثّيَابِ البِيضِ يَومَ بَدرٍ تَقَدّمَهُم جَبرَئِيلُ عَلَي فَرَسٍ يُقَالُ لَهَا حَيزُومُ
أَنَسٌ إِنّ النّبِيّص سَمِعَ صَوتاً مِن قُلّةِ جَبَلٍ أللّهُمّ اجعلَنيِ مِنَ الأُمّةِ المَرحُومَةِ المَغفُورَةِ فَأَتَي رَسُولُ اللّهِص فَإِذَا بِشَيخٍ أَشيَبَ قَامَتُهُ ثَلَاثُمِائَةِ ذِرَاعٍ فَلَمّا رَأَي رَسُولَ اللّهِص عَانَقَهُ ثُمّ قَالَ إنِنّيِ آكُلُ فِي كُلّ سَنَةٍ مَرّةً وَاحِدَةً وَ هَذَا أَوَانُهُ فَإِذَا هُوَ بِمَائِدَةٍ أُنزِلَ مِنَ السّمَاءِ فَأَكَلَا وَ كَانَ إِليَاسَ ع
بيان الأشيب المبيض الرأس
13-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] كَانَ للِنبّيِّص مِنَ المُعجِزَاتِ مَا لَم يَكُن لِغَيرِهِ مِنَ الأَنبِيَاءِ وَ ذَكَرَ أَنّ لَهُ أَربَعَةَ آلَافٍ وَ أَربَعَمِائَةٍ وَ أربعون [أَربَعِينَ]مُعجِزَةً ذُكِرَت مِنهَا ثَلَاثَةُ آلَافٍ تَتَنَوّعُ أَربَعَةَ أَنوَاعٍ مَا كَانَ قَبلَهُ وَ بَعدَ مِيلَادِهِ وَ بَعدَ بَعثِهِ وَ بَعدَ وَفَاتِهِ وَ أَقوَاهَا وَ أَبقَاهَا القُرآنُ لِوُجُوهٍ أَحَدُهَا أَنّ مُعجِزَةَ كُلّ رَسُولٍ مُوَافِقٌ لِلأَغلَبِ مِن أَحوَالِ عَصرِهِ كَمَا بَعَثَ اللّهُ مُوسَي ع فِي عَصرِ السّحَرَةِ بِالعَصَا فَإِذَا هيَِ تَلقَفُ وَ فَلَقَ البَحرَ يَبَساً وَ قَلّبَ العَصَا حَيّةً فَأَبهَرَ كُلّ سَاحِرٍ وَ أَذَلّ كُلّ كَافِرٍ وَ قَومُ عِيسَي ع أَطِبّاءُ فَبَعَثَهُ اللّهُ بِإِبرَاءِ الزّمنَي وَ إِحيَاءِ المَوتَي بِمَا دَهَشَ كُلّ طَبِيبٍ وَ أَذهَلَ كُلّ لَبِيبٍ وَ قَومُ مُحَمّدٍص فُصَحَاءُ فَبَعَثَهُ اللّهُ بِالقُرآنِ فِي إِيجَازِهِ وَ إِعجَازِهِ بِمَا عَجَزَ عَنهُ الفُصَحَاءُ وَ أَذعَنَ لَهُ البُلَغَاءُ وَ تَبَلّدَ فِيهِ الشّعَرَاءُ لِيَكُونَ العَجزُ عَنهُ أَقهَرَ وَ التّقصِيرُ فِيهِ أَظهَرَ وَ الثاّنيِ أَنّ المُعجِزَ فِي كُلّ قَومٍ بِحَسَبِ أَفهَامِهِم عَلَي قَدرِ عُقُولِهِم وَ أَذهَانِهِم وَ كَانَ فِي بنَيِ إِسرَائِيلَ مِن قَومِ مُوسَي ع وَ عِيسَي ع بَلَادَةٌ وَ غَبَاوَةٌ لِأَنّهُ لَم يُنقَل عَنهُم مِن
صفحه : 302
كَلَامٍ جَزلٍ أَو مَعنًي بِكرٍ وَ قَالُوا لِنَبِيّهِم حِينَ مَرّواعَلي قَومٍ يَعكُفُونَ عَلي أَصنامٍ لَهُم...اجعَل لَنا إِلهاً وَ العَرَبُ أَصَحّ النّاسِ أَفهَاماً وَ أَحَدّهُم أَذهَاناً فَخُصّوا بِالقُرآنِ بِمَا يُدرِكُونَهُ بِالفِطنَةِ دُونَ البَدِيهَةِ لِتُخَصّ كُلّ أُمّةٍ بِمَا يُشَاكِلُ طَبعَهَا وَ الثّالِثُ أَنّ مُعجِزَ القُرآنِ أَبقَي عَلَي الأَعصَارِ وَ أَنشَرُ فِي الأَقطَارِ وَ مَا دَامَ إِعجَازُهُ فَهُوَ أَحَجّ وَ بِالِاختِصَاصِ أَحَقّ فَانتَشَرَ ذَلِكَ بَعدَهُ فِي أَقطَارِ العَالَمِ شَرقاً وَ غَرباً قَرناً بَعدَ قَرنٍ وَ عَصراً بَعدَ عَصرٍ وَ قَدِ انقَرَضَ القَومُ وَ هَذِهِ سَنَةُ سَبعِينَ وَ خَمسِمِائَةٍ مِن مَبعَثِهِ فَلَم يَقدِر أَحَدٌ عَلَي مُعَارَضَتِهِ
14-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَالَ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ البَاقِرُ ع إِنّ رَسُولَ اللّهِص لَمّا قَدِمَ المَدِينَةَ وَ ظَهَرَت آثَارُ صِدقِهِ وَ آيَاتُ حَقّهِ وَ بَيّنَاتُ نُبُوّتِهِ كَادَتهُ اليَهُودُ أَشَدّ كَيدٍ وَ قَصَدُوهُ أَقبَحَ قَصدٍ يَقصِدُونَ أَنوَارَهُ لِيَطمِسُوهَا وَ حُجَجَهُ لِيُبطِلُوهَا وَ كَانَ مِمّن قَصَدَهُ لِلرّدّ عَلَيهِ وَ تَكذِيبِهِ مَالِكُ بنُ الصّيفِ وَ كَعبُ بنُ الأَشرَفِ وَ حيَّ بنُ أَخطَبَ وَ جدُيَّ بنُ أَخطَبَ وَ أَبُو يَاسِرِ بنُ أَخطَبَ وَ أَبُو لُبَابَةَ بنُ عَبدِ المُنذِرِ وَ شُعبَةُ فَقَالَ مَالِكٌ لِرَسُولِ اللّهِص يَا مُحَمّدُ تَزعُمُ أَنّكَ رَسُولُ اللّهِ قَالَ رَسُولُ اللّهِص كَذَلِكَ قَالَ اللّهُ خَالِقُ الخَلقِ أَجمَعِينَ قَالَ يَا مُحَمّدُ لَن نُؤمِنَ أَنّكَ رَسُولُ اللّهِ حَتّي يُؤمِنَ لَكَ هَذَا البِسَاطُ ألّذِي تَحتَنَا وَ لَن نَشهَدَ أَنّكَ عَنِ اللّهِ جِئتَنَا حَتّي يَشهَدَ لَكَ هَذَا البِسَاطُ وَ قَالَ أَبُو لُبَابَةَ بنُ عَبدِ المُنذِرِ لَن نُؤمِنَ لَكَ يَا مُحَمّدُ أَنّكَ رَسُولُهُ وَ لَا نَشهَدُ لَكَ بِهِ حَتّي يُؤمِنَ وَ يَشهَدَ لَكَ هَذَا السّوطُ ألّذِي فِي يدَيِ وَ قَالَ كَعبُ بنُ الأَشرَفِ لَن نُؤمِنَ لَكَ أَنّكَ رَسُولُ اللّهِ وَ لَن نُصَدّقَكَ حَتّي يُؤمِنَ لَكَ هَذَا الحِمَارُ وَ أَشَارَ لِحِمَارِهِ ألّذِي كَانَ رَاكِبَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّهُ لَيسَ لِلعِبَادِ
صفحه : 303
الِاقتِرَاحُ عَلَي اللّهِ بَل عَلَيهِمُ التّسلِيمُ لِلّهِ وَ الِانقِيَادُ لِأَمرِهِ وَ الِاكتِفَاءُ بِمَا جَعَلَهُ كَافِياً أَ مَا كَفَاكُم أَن أَنطَقَ التّورَاةَ وَ الإِنجِيلَ وَ الزّبُورَ وَ صُحُفَ اِبرَاهِيمَ بنِبُوُتّيِ وَ دَلّ عَلَي صدِقيِ وَ تَبَيّنَ لَكُم فِيهَا ذِكرَ أخَيِ وَ وصَيِيّ وَ خلَيِفتَيِ فِي أمُتّيِ وَ خَيرِ مَن أَترُكُهُ عَلَي الخَلَائِقِ بعَديِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ فَأَنزَلَ عَلَيّ هَذَا القُرآنَ البَاهِرَ لِلخَلقِ أَجمَعِينَ المُعجِزَ لَهُم عَن أَن يَأتُوا بِمِثلِهِ وَ أَن يَتَكَلّفُوا شِبهَهُ فَأَمّا هَذَا ألّذِي اقتَرَحتُمُوهُ فَلَستُ أَقتَرِحُهُ عَلَي ربَيّ عَزّ وَ جَلّ بَل أَقُولُ إِنّ مَا أَعطَانِيهِ ربَيّ مِن دَلَالَةٍ هُوَ حسَبيِ وَ حَسبُكُم فَإِن فَعَلَ عَزّ وَ جَلّ مَا اقتَرَحتُمُوهُ فَذَاكَ زَائِدٌ فِي تَطَوّلِهِ عَلَينَا وَ عَلَيكُم وَ إِن مَنَعَنَا ذَلِكَ فَلِعِلمِهِ بِأَنّ ألّذِي فَعَلَهُ كَافٍ فِيمَا أَرَادَهُ مِنّا فَلَمّا فَرَغَ رَسُولُ اللّهِص مِن كَلَامِهِ هَذَا أَنطَقَ اللّهُ البِسَاطَ فَقَالَ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ إِلَهاً وَاحِداً أَحَداً صَمَداً قَيّوماً أَبَداً لَم يَتّخِذ صَاحِبَةً وَ لَا وَلَداً وَ لَم يُشرِك فِي حُكمِهِ أَحَداً وَ أَشهَدُ أَنّكَ يَا مُحَمّدُ عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ أَرسَلَكَ بِالهُدَي وَ دِينِ الحَقّ لِيُظهِرَكَ عَلَي الدّينِ كُلّهِوَ لَو كَرِهَ المُشرِكُونَ وَ أَشهَدُ أَنّ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبِ بنِ عَبدِ المُطّلِبِ بنِ هَاشِمِ بنِ عَبدِ مَنَافٍ أَخُوكَ وَ وَصِيّكَ وَ خَلِيفَتُكَ فِي أُمّتِكَ وَ خَيرُ مَن تَترُكُهُ عَلَي الخَلَائِقِ بَعدَكَ وَ أَنّ مَن وَالَاهُ فَقَد وَالَاكَ وَ مَن عَادَاهُ فَقَد عَادَاكَ وَ مَن أَطَاعَهُ فَقَد أَطَاعَكَ وَ مَن عَصَاهُ فَقَد عَصَاكَ وَ أَنّ مَن أَطَاعَكَ فَقَد أَطَاعَ اللّهَ وَ استَحَقّ السّعَادَةَ بِرِضوَانِهِ وَ أَنّ مَن عَصَاكَ فَقَد عَصَي اللّهَ وَ استَحَقّ أَلِيمَ العَذَابِ بِنِيرَانِهِ قَالَ فَعَجِبَ القَومُ فَقَالَ بَعضُهُم لِبَعضٍ مَا هَذَا إِلّا سِحرٌ مُبِينٌ فَاضطَرَبَ البِسَاطُ وَ ارتَفَعَ وَ نَكَسَ مَالِكَ بنَ الصّيفِ وَ أَصحَابَهُ حَتّي وَقَعُوا عَلَي رُءُوسِهِم وَ وُجُوهِهِم ثُمّ أَنطَقَ اللّهُ تَعَالَي
صفحه : 304
البِسَاطَ ثَانِياً فَقَالَ أَنَا بِسَاطٌ أنَطقَنَيَِ اللّهُ وَ أكَرمَنَيِ بِالنّطقِ بِتَوحِيدِهِ وَ تَمجِيدِهِ وَ الشّهَادَةِ لِمُحَمّدٍ نَبِيّهِ وَ أَنّهُ سَيّدُ الأَنبِيَاءِ وَ رَسُولُهُ إِلَي خَلقِهِ وَ القَائِمُ بَينَ عِبَادِ اللّهِ بِحَقّهِ وَ إِمَامَةِ أَخِيهِ وَ وَصِيّهِ وَ وَزِيرِهِ وَ شَقِيقِهِ وَ خَلِيلِهِ وَ قاَضيِ دُيُونِهِ وَ مُنجِزِ عِدَاتِهِ وَ نَاصِرِ أَولِيَائِهِ وَ قَامِعِ أَعدَائِهِ وَ الِانقِيَادِ لِمَن نَصَبَهُ إِمَاماً وَ وَلِيّاً وَ البَرَاءَةِ مِمّنِ اتّخَذَهُ مُنَابِذاً وَ عَدُوّاً فَمَا ينَبغَيِ لِكَافِرٍ أَن يطَأَنَيِ وَ لَا يَجلِسَ عَلَيّ إِنّمَا يَجلِسُ عَلَيّ المُؤمِنُونَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لِسَلمَانَ وَ المِقدَادِ وَ أَبِي ذَرّ وَ عَمّارٍ قُومُوا فَاجلِسُوا عَلَيهِ فَإِنّكُم بِجَمِيعِ مَا شَهِدَ بِهِ هَذَا البِسَاطُ لَمُؤمِنُونَ فَجَلَسُوا ثُمّ أَنطَقَ اللّهُ سَوطَ أَبِي لُبَابَةَ بنِ عَبدِ المُنذِرِ فَقَالَ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ خَالِقُ الخَلقِ وَ بَاسِطُ الرّزقِ وَ مُدَبّرُ الأُمُورِ وَ القَادِرُ عَلَي كُلّ شَيءٍ وَ أَشهَدُ أَنّكَ يَا مُحَمّدُ عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ وَ صَفِيّهُ وَ خَلِيلُهُ وَ حَبِيبُهُ وَ وَلِيّهُ وَ نَجِيّهُ جَعَلَكَ السّفِيرَ بَينَهُ وَ بَينَ عِبَادِهِ ليِنُجيَِ بِكَ السّعَدَاءَ وَ يُهلِكَ بِكَ الأَشقِيَاءَ وَ أَشهَدُ أَنّ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ المَذكُورُ فِي المَلَإِ الأَعلَي بِأَنّهُ سَيّدُ الخَلقِ بَعدَكَ وَ أَنّهُ المُقَاتِلُ عَلَي تَنزِيلِ كِتَابِكَ لِيَسُوقَ مُخَالِفِيهِ إِلَي قَبُولِهِ طَائِعِينَ وَ كَارِهِينَ ثُمّ المُقَاتِلُ بَعدَهُ عَلَي تَأوِيلِهِ المُنحَرِفِينَ الّذِينَ غَلَبَت أَهوَاؤُهُم عُقُولَهُم فَحَرّفُوا تَأوِيلَ كِتَابِ اللّهِ وَ غَيّرُوهُ وَ السّابِقُ إِلَي رِضوَانِ اللّهِ أَولِيَاءَ اللّهِ بِفَضلِ عَطِيّتِهِ وَ القَاذِفُ فِي نِيرَانِ اللّهِ أَعدَاءَ اللّهِ بِسَيفِ نَقِمَتِهِ وَ المُؤثِرِينَ لِمَعصِيَتِهِ وَ مُخَالَفَتِهِ قَالَ ثُمّ انجَذَبَ السّوطُ مِن يَدِ أَبِي لُبَابَةَ وَ جَذَبَ أَبَا لُبَابَةَ فَخَرّ لِوَجهِهِ ثُمّ قَامَ بَعدُ فَجَذَبَهُ السّوطُ فَخَرّ لِوَجهِهِ
صفحه : 305
ثُمّ لَم يَزَل كَذَلِكَ مِرَاراً حَتّي قَالَ أَبُو لُبَابَةَ ويَليِ مَا لِي فَأَنطَقَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ السّوطَ فَقَالَ يَا بَا لُبَابَةَ إنِيّ سَوطٌ قَد أنَطقَنَيَِ اللّهُ بِتَوحِيدِهِ وَ أكَرمَنَيِ بِتَحمِيدِهِ وَ شرَفّنَيِ بِتَصدِيقِ نُبُوّةِ مُحَمّدٍ سَيّدِ عَبِيدِهِ وَ جعَلَنَيِ مِمّن يوُاَليِ خَيرَ خَلقِ اللّهِ بَعدَهُ وَ أَفضَلَ أَولِيَاءِ اللّهِ مِنَ الخَلقِ حَاشَاهُ وَ المَخصُوصَ بِابنَتِهِ سَيّدَةِ النّسوَانِ المُشَرّفَ بِبِيتُوتَتِهِ عَلَي فِرَاشِهِ أَفضَلَ الجِهَادِ وَ المُذِلّ لِأَعدَائِهِ بِسَيفِ الِانتِقَامِ وَ البَائِنَ فِي أُمّتِهِ بِعُلُومِ الحَلَالِ وَ الحَرَامِ وَ الشّرَائِعِ وَ الأَحكَامِ لَا ينَبغَيِ لِكَافِرٍ مُجَاهِرٍ بِالخِلَافِ عَلَي مُحَمّدٍ أَن يبَتذَلِنَيِ وَ يسَتعَملِنَيِ لَا أَزَالُ أَجذِبُكَ حَتّي أُثخِنَكَ ثُمّ أَقتُلُكَ وَ أَزُولُ عَن يَدِكَ أَو تُظهِرَ الإِيمَانَ بِمُحَمّدٍص فَقَالَ أَبُو لُبَابَةَ فَأَشهَدُ بِجَمِيعِ مَا شَهِدتَ بِهِ أَيّهَا السّوطُ وَ أَعتَقِدُهُ وَ أُؤمِنُ بِهِ فَنَطَقَ السّوطُ هَا لِذَا[ أَنَا ذَا] قَد تَقَرّرتُ فِي يَدِكَ لِإِظهَارِكَ الإِيمَانَ وَ اللّهُ أَعلَمُ بِسَرِيرَتِكَ وَ هُوَ الحَاكِمُ لَكَ أَو عَلَيكَ فِي يَومِ الوَقتِ المَعلُومِ قَالَ ع وَ لَم يَحسُن إِسلَامُهُ وَ كَانَت مِنهُ هَنَاتٌ وَ هَنَاتٌ فَقَامَ القَومُ مِن عِندِ رَسُولِ اللّهِص فَجَعَلَتِ اليَهُودُ يُسِرّ بَعضُهَا إِلَي بَعضٍ بِأَنّ مُحَمّداً لَمُؤتَي لَهُ وَ مَبخُوتٌ فِي أَمرِهِ وَ لَيسَ بنِبَيِّ صَادِقٍ وَ جَاءَ كَعبُ بنُ الأَشرَفِ يَركَبُ حِمَارَهُ فَشَبّ بِهِ
صفحه : 306
الحِمَارُ وَ صَرَعَهُ عَلَي رَأسِهِ فَأَوجَعَهُ ثُمّ عَادَ لِيَركَبَهُ فَعَادَ إِلَيهِ الحِمَارُ بِمِثلِ صَنِيعِهِ ثُمّ عَادَ لِيَركَبَهُ فَعَادَ عَلَيهِ الحِمَارُ بِمِثلِ صَنِيعِهِ فَلَمّا كَانَ فِي السّابِعَةِ أَو الثّامِنَةِ أَنطَقَ اللّهُ تَعَالَي الحِمَارَ فَقَالَ يَا عَبدَ اللّهِ بِئسَ العَبدُ أَنتَ شَاهَدتَ آيَاتِ اللّهِ وَ كَفَرتَ بِهَا أَنَا حِمَارٌ قَد أكَرمَنَيَِ اللّهُ بِتَوحِيدِهِ فَأَنَا أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ خَالِقُ الأَنَامِ ذُو الجَلالِ وَ الإِكرامِ وَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ سَيّدُ أَهلِ دَارِ السّلَامِ مَبعُوثٌ لِإِسعَادِ مَن سَبَقَ عِلمُ اللّهِ لَهُ بِالسّعَادَةِ وَ إِشقَاءِ مَن سَبَقَ الكِتَابُ عَلَيهِ بِالشّقَاوَةِ وَ أَشهَدُ أَنّ بعِلَيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَلِيّهِ وَ وصَيِّ رَسُولِهِ يُسعِدُ اللّهُ مَن يُسعِدُ إِذَا وَفّقَهُ لِقَبُولِ مَوعِظَتِهِ وَ التّأَدّبِ بِأَدَبِهِ وَ الِايتِمَارِ بِأَوَامِرِهِ وَ الِانزِجَارِ بِزَوَاجِرِهِ وَ أَنّ اللّهَ تَعَالَي بِسُيُوفِ سَطوَتِهِ وَ صَولَاتِ نَقِمَتِهِ يَكبِتُ وَ يخُزيِ أَعدَاءَ مُحَمّدٍ حَتّي يَسُوقَهُم بِسَيفِهِ البَاتِرِ وَ دَلِيلِهِ الوَاضِحِ البَاهِرِ إِلَي الإِيمَانِ بِهِ أَو يَقذِفَهُ فِي الهَاوِيَةِ إِذَا أَبَي إِلّا تَمَادِياً فِي غَيّهِ وَ امتِدَاداً فِي طُغيَانِهِ وَ عَمَهِهِ مَا ينَبغَيِ لِكَافِرٍ أَن يرَكبَنَيِ بَل لَا يرَكبَنُيِ إِلّا مُؤمِنٌ بِاللّهِ مُصَدّقٌ بِمُحَمّدٍ رَسُولِ اللّهِ فِي أَقوَالِهِ مُتَصَوّبٌ لَهُ فِي جَمِيعِ أَفعَالِهِ وَ فِي فِعلِ أَشرَفِ الطّاعَاتِ فِي نَصبِهِ أَخَاهُ عَلِيّاً وَصِيّاً وَ وَلِيّاً وَ لِعِلمِهِ وَارِثاً وَ بِدِينِهِ قَيّماً وَ عَلَي أُمّتِهِ مُهَيمِناً وَ لِدُيُونِهِ قَاضِياً وَ لِعِدَاتِهِ مُنجِزاً وَ لِأَولِيَائِهِ مُوَالِياً وَ لِأَعدَائِهِ مُعَادِياً فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا
صفحه : 307
كَعبَ بنَ أَشرَفَ[الأَشرَفِ]حِمَارُكَ أَعقَلُ مِنكَ قَد أَبَي أَن تَركَبَهُ فَلَن تَركَبَهُ أَبَداً فَبِعهُ مِن بَعضِ إِخوَانِنَا المُؤمِنِينَ فَقَالَ كَعبٌ فَلَا حَاجَةَ لِي فِيهِ بَعدَ أَن ضُرِبَ بِسِحرِكَ فَنَادَاهُ حِمَارُهُ يَا عَدُوّ اللّهِ كُفّ عَن تَجَهّمِ مُحَمّدٍ رَسُولِ اللّهِ وَ اللّهِ لَو لَا كَرَاهِيَةُ مُخَالَفَتِهِ لَقَتَلتُكَ وَ وَطِيتُكَ بحِوَاَفرِيِ وَ لَقَطَعتُ رَأسَكَ بأِسَناَنيِ فخَزَيَِ وَ سَكَتَ وَ اشتَدّ جَزَعُهُ مِمّا سَمِعَ مِنَ الحِمَارِ وَ مَعَ ذَلِكَ غَلَبَ عَلَيهِ الشّقَاءُ وَ اشتَرَي الحِمَارَ مِنهُ ثَابِتُ بنُ قَيسٍ بِمِائَةِ دِرهَمٍ وَ كَانَ يَركَبُهُ وَ يجَيِءُ إِلَي رَسُولِ اللّهِص وَ هُوَ تَحتَهُ هَيّنٌ لَيّنٌ ذَلِيلٌ كَرِيمٌ يَقِيهِ المَتَالِفَ وَ يَرفُقُ بِهِ فِي المَسَالِكِ فَكَانَ رَسُولُ اللّهِص يَقُولُ لَهُ يَا ثَابِتُ هَذَا لَكَ وَ أَنتَ مُؤمِنٌ مُرتَفِقٌ بِمُرتَفِقِينَ[بِمُرتَفِقٍ] فَلَمّا انصَرَفَ القَومُ مِن عِندِ رَسُولِ اللّهِص وَ لَم يُؤمِنُوا أَنزَلَ اللّهُ يَا مُحَمّدُإِنّ الّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيهِم فِي العِظَةِأَ أَنذَرتَهُمفَوَعَظتَهُم وَ خَوّفتَهُمأَم لَم تُنذِرهُم لا يُؤمِنُونَ لَا يُصَدّقُونَ بِنُبُوّتِكَ وَ هُم قَد شَاهَدُوا هَذِهِ الآيَاتِ وَ كَفَرُوا فَكَيفَ يُؤمِنُونَ بِكَ عِندَ قَولِكَ وَ دُعَائِكَ
بيان يقال أثخنته الجراحة أي أوهنته قاله الجوهري و قال في فلان هنات أي خصال شر و قال الشباب نشاط الفرس ورفع يديه جميعا تقول شب الفرس يشب ويشب شبابا وشبيبا إذاقمص ولعب انتهي وتجهمه استقبله بوجه كريه
15-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَالَ الإِمَامُ الحَسَنُ ع قُلتُ لأِبَيِ عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ ع كَيفَ كَانَتِ
صفحه : 308
الأَخبَارُ فِي هَذِهِ الآيَاتِ التّيِ ظَهَرَت عَلَي رَسُولِ اللّهِص بِمَكّةَ وَ المَدِينَةِ فَقَالَ يَا بنُيَّ استَأنِف لَهَا النّهَارَ فَلَمّا كَانَ مِن غَدٍ قَالَ يَا بنُيَّ أَمّا الغَمَامَةُ فَإِنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ يُسَافِرُ إِلَي الشّامِ مُضَارِباً لِخَدِيجَةَ بِنتِ خُوَيلِدٍ وَ كَانَ مِن مَكّةَ إِلَي بَيتِ المَقدِسِ مَسِيرَةَ شَهرٍ فَكَانُوا فِي حَمَارّةِ القَيظِ يُصِيبُهُم حَرّ تِلكَ البوَاَديِ وَ رُبّمَا عَصَفَت عَلَيهِم فِيهَا الرّيَاحُ وَ سَفَت عَلَيهِمُ الرّمَالَ وَ التّرَابَ وَ كَانَ اللّهُ تَعَالَي فِي تِلكَ الأَحوَالِ يَبعَثُ لِرَسُولِ اللّهِص غَمَامَةً تُظِلّهُ فَوقَ رَأسِهِ تَقِفُ بِوُقُوفِهِ وَ تَزُولُ بِزَوَالِهِ إِن تَقَدّمَ تَقَدّمَت وَ إِن تَأَخّرَ تَأَخّرَت وَ إِن تَيَامَنَ تَيَامَنَت وَ إِن تَيَاسَرَ تَيَاسَرَت فَكَانَت تَكُفّ عَنهُ حَرّ الشّمسِ مِن فَوقِهِ وَ كَانَت تِلكَ الرّيَاحُ المُثِيرَةُ لِتِلكَ الرّمَالِ وَ التّرَابِ تَسفِيهَا فِي وُجُوهِ قُرَيشٍ وَ رَوَاحِلِهَا حَتّي إِذَا دَنَت مِن مُحَمّدٍص هَدَأَت وَ سَكَنَت وَ لَم تَحمِل شَيئاً مِن رَملٍ وَ لَا تُرَابٍ وَ هَبّت عَلَيهِ رِيحٌ بَارِدَةٌ لَيّنَةٌ حَتّي كَانَت قَوَافِلُ قُرَيشٍ يَقُولُ قَائِلُهَا جِوَارُ مُحَمّدٍ أَفضَلُ مِن خَيمَةٍ فَكَانُوا يَلُوذُونَ بِهِ وَ يَتَقَرّبُونَ إِلَيهِ فَكَانَ الرّوحُ يُصِيبُهُم بِقُربِهِ وَ إِن كَانَتِ الغَمَامَةُ مَقصُورَةً عَلَيهِ وَ كَانَ إِذَا اختَلَطَ بِتِلكَ القَوَافِلِ غُرَبَاءُ فَإِذَا الغَمَامَةُ تَسِيرُ بَعِيداً مِنهُم قَالُوا إِلَي مَن قُرِنَت هَذِهِ الغَمَامَةُ فَقَد شُرّفَ وَ كُرّمَ فَتُخَاطِبُهُم أَهلُ القَافِلَةِ انظُرُوا إِلَي الغَمَامَةِ تَجِدُوا عَلَيهَا اسمَ صَاحِبِهَا وَ اسمَ صَاحِبِهِ وَ صَفِيّهِ وَ شَقِيقِهِ فَيَنظُرُونَ فَيَجِدُونَ مَكتُوباً عَلَيهَا لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ أَيّدتُهُ بعِلَيِّ سَيّدِ الوَصِيّينَ وَ شَرّفتُهُ بِآلِهِ المُوَالِينَ لَهُ وَ لعِلَيِّ وَ أَولِيَائِهِمَا وَ المُعَادِينَ لِأَعدَائِهِمَا فَيَقرَأُ ذَلِكَ وَ يُفهِمُهُ مَن يُحسِنُ أَن يَكتُبَ وَ يَقرَأَ مَن لَا يُحسِنُ ذَلِكَ
صفحه : 309
قَالَ عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ ع وَ أَمّا تَسلِيمُ الجِبَالِ وَ الصّخُورِ وَ الأَحجَارِ عَلَيهِ فَإِنّ رَسُولَ اللّهِص لَمّا تَرَكَ التّجَارَةَ إِلَي الشّامِ وَ تَصَدّقَ بِكُلّ مَا رَزَقَهُ اللّهُ تَعَالَي مِن تِلكَ التّجَارَاتِ كَانَ يَغدُو كُلّ يَومٍ إِلَي حرا[حِرَاءٍ]يَصعَدُهُ وَ يَنظُرُ مِن قُلَلِهِ إِلَي آثَارِ رَحمَةِ اللّهِ وَ أَنوَاعِ عَجَائِبِ رَحمَتِهِ وَ بَدَائِعِ حِكمَتِهِ وَ يَنظُرُ إِلَي أَكنَافِ السّمَاءِ وَ أَقطَارِ الأَرضِ وَ البِحَارِ وَ المَفَاوِزِ وَ الفيَاَفيِ فَيَعتَبِرُ بِتِلكَ الآثَارِ وَ يَتَذَكّرُ بِتِلكَ الآيَاتِ وَ يَعبُدُ اللّهَ حَقّ عِبَادَتِهِ فَلَمّا استَكمَلَ أَربَعِينَ سَنَةً وَ نَظَرَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَي قَلبِهِ فَوَجَدَهُ أَفضَلَ القُلُوبِ وَ أَجَلّهَا وَ أَطوَعَهَا وَ أَخشَعَهَا وَ أَخضَعَهَا أَذِنَ لِأَبوَابِ السّمَاءِ فَفُتِحَت وَ مُحَمّدٌ يَنظُرُ إِلَيهَا وَ أَذِنَ لِلمَلَائِكَةِ فَنَزَلُوا وَ مُحَمّدٌ يَنظُرُ إِلَيهِم وَ أَمَرَ بِالرّحمَةِ فَأُنزِلَت عَلَيهِ مِن لَدُن سَاقِ العَرشِ إِلَي رَأسِ مُحَمّدٍ وَ غَمَرَتهُ وَ نَظَرَ إِلَي جَبرَئِيلَ الرّوحِ الأَمِينِ المُطَوّقِ بِالنّورِ طَاوُسِ المَلَائِكَةِ هَبَطَ إِلَيهِ وَ أَخَذَ بِضَبعِهِ وَ هَزّهُ وَ قَالَ يَا مُحَمّدُ اقرَأ قَالَ وَ مَا أَقرَأُ قَالَ يَا مُحَمّدُاقرَأ بِاسمِ رَبّكَ ألّذِي خَلَقَ خَلَقَ الإِنسانَ مِن عَلَقٍ اقرَأ وَ رَبّكَ الأَكرَمُ ألّذِي عَلّمَ بِالقَلَمِ عَلّمَ الإِنسانَ ما لَم يَعلَم ثُمّ أَوحَي إِلَيهِ مَا أَوحَي إِلَيهِ رَبّهُ عَزّ وَ جَلّ ثُمّ صَعِدَ إِلَي عُلوٍ وَ نَزَلَ مُحَمّدٌص مِنَ الجَبَلِ وَ قَد غَشِيَهُ مِن تَعظِيمِ جَلَالِ اللّهِ وَ وَرَدَ عَلَيهِ مِن كَبِيرِ شَأنِهِ مَا رَكِبَهُ الحُمّي وَ النّافِضُ وَ قَدِ اشتَدّ عَلَيهِ مَا يَخَافُهُ مِن تَكذِيبِ قُرَيشٍ فِي خَبَرِهِ وَ نَسَبِهِم إِيّاهُ إِلَي الجُنُونِ وَ أَنّهُ يَعتَرِيهِ شَيَاطِينُ وَ كَانَ مِن أَوّلِ أَمرِهِ أَعقَلَ خَلقِ اللّهِ وَ أَكرَمَ بَرَايَاهُ وَ أَبغَضُ الأَشيَاءِ إِلَيهِ الشّيطَانَ وَ أَفعَالَ المَجَانِينِ وَ أَقوَالَهُم فَأَرَادَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَن يَشرَحَ
صفحه : 310
صَدرَهُ وَ يُشَجّعَ قَلبَهُ فَأَنطَقَ الجِبَالَ وَ الصّخُورَ وَ المَدَرَ وَ كُلّمَا وَصَلَ إِلَي شَيءٍ مِنهَا نَادَاهُ السّلَامُ عَلَيكَ يَا مُحَمّدُ السّلَامُ عَلَيكَ يَا ولَيِّ اللّهِ السّلَامُ عَلَيكَ يَا رَسُولَ اللّهِ أَبشِر فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ قَد فَضّلَكَ وَ جَمّلَكَ وَ زَيّنَكَ وَ أَكرَمَكَ فَوقَ الخَلَائِقِ أَجمَعِينَ مِنَ الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ لَا يَحزُنكَ أَن تَقُولَ قُرَيشٌ إِنّكَ مَجنُونٌ وَ عَنِ الدّينِ مَفتُونٌ فَإِنّ الفَاضِلَ مَن فَضّلَهُ رَبّ العَالَمِينَ وَ الكَرِيمَ مَن كَرّمَهُ خَالِقُ الخَلقِ أَجمَعِينَ فَلَا يَضِيقَنّ صَدرُكَ مِن تَكذِيبِ قُرَيشٍ وَ عُتَاةِ العَرَبِ لَكَ فَسَوفَ يُبَلّغُكَ رَبّكَ أَقصَي مُنتَهَي الكَرَامَاتِ وَ يَرفَعُكَ إِلَي أَرفَعِ الدّرَجَاتِ وَ سَوفَ يُنَعّمُ وَ يُفَرّحُ أَولِيَاءَكَ بِوَصِيّكَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَ سَوفَ يَبُثّ عُلُومَكَ فِي العِبَادِ وَ البِلَادِ بِمِفتَاحِكَ وَ بَابِ مَدِينَةِ حِكمَتِكَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَ سَوفَ يُقِرّ عَينَكَ بِبِنتِكَ فَاطِمَةَ وَ سَوفَ يُخرِجُ مِنهَا وَ مِن عَلِيّ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ سيَدّيَ شَبَابِ أَهلِ الجَنّةِ وَ سَوفَ يَنشُرُ فِي البِلَادِ دِينَكَ وَ سَوفَ يُعَظّمُ أَجوَدَ المُحِبّينَ لَكَ وَ لِأَخِيكَ وَ سَوفَ يَضَعُ فِي يَدِكَ لِوَاءَ الحَمدِ فَتَضَعُهُ فِي يَدِ أَخِيكَ عَلِيّ فَيَكُونُ تَحتَهُ كُلّ نبَيِّ وَ صِدّيقٍ وَ شَهِيدٍ يَكُونُ قَائِدَهُم أَجمَعِينَ إِلَي جَنّاتِ النّعِيمِ فَقُلتُ فِي سرِيّ يَا رَبّ مَن عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ألّذِي وعَدَتنَيِ بِهِ وَ ذَلِكَ بَعدَ مَا وُلِدَ عَلِيّ وَ هُوَ طِفلٌ أَ وَ هُوَ وَلَدُ عمَيّ وَ قَالَ بَعدَ ذَلِكَ لَمّا تَحَرّكَ عَلِيّ قَلِيلًا وَ هُوَ مَعَهُ أَ هُوَ هَذَا ففَيِ كُلّ مَرّةٍ مِن ذَلِكَ أُنزِلَ عَلَيهِ مِيزَانُ الجَلَالِ فَجُعِلَ مُحَمّدٌ فِي كَفّةٍ مِنهُ وَ مُثّلَ لَهُ عَلِيّ ع وَ سَائِرُ الخَلقِ مِن أُمّتِهِ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ فِي كَفّةٍ فَوُزِنَ بِهِم فَرَجَحَ ثُمّ أُخرِجَ مُحَمّدٌ مِنَ الكَفّةِ وَ تُرِكَ عَلِيّ فِي كَفّةِ مُحَمّدٍ التّيِ كَانَ فِيهَا فَوُزِنَ بِسَائِرِ أُمّتِهِ فَرَجَحَ بِهِم فَعَرَفَهُ رَسُولُ اللّهِ بِعَينِهِ وَ صِفَتِهِ وَ نوُديَِ فِي سِرّهِ يَا مُحَمّدُ هَذَا عَلِيّ
صفحه : 311
بنُ أَبِي طَالِبٍ صفَيِيَّ ألّذِي أُؤَيّدُ بِهِ هَذَا الدّينَ يَرجَحُ عَلَي جَمِيعِ أُمّتِكَ بَعدَكَ فَذَلِكَ حِينَ شَرَحَ اللّهُ صدَريِ بِأَدَاءِ الرّسَالَةِ وَ خَفّفَ عنَيّ مُكَافَحَةَ الأُمّةِ وَ سَهّلَ عَلَيّ مُبَارَزَةَ العُتَاةِ وَ الجَبَابِرَةِ مِن قُرَيشٍ قَالَ عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ ع وَ أَمّا دِفَاعُ اللّهِ القَاصِدِينَ لِمُحَمّدٍص إِلَي قَتلِهِ وَ إِهلَاكِهِ إِيّاهُم كَرَامَةً لِنَبِيّهِ وَ تَصدِيقُهُ إِيّاهُ فِيهِ فَإِنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ وَ هُوَ ابنُ سَبعِ سِنِينَ بِمَكّةَ قَد نَشَأَ فِي الخَيرِ نَشواً لَا نَظِيرَ لَهُ فِي سَائِرِ صِبيَانِ قُرَيشٍ حَتّي وَرَدَ مَكّةَ قَومٌ مِن يَهُودِ الشّامِ فَنَظَرُوا إِلَي مُحَمّدٍص وَ شَاهَدُوا نَعتَهُ وَ صِفَتَهُ فَأَسَرّ بَعضُهُم إِلَي بَعضٍ هَذَا وَ اللّهِ مُحَمّدٌ الخَارِجُ فِي آخِرِ الزّمَانِ المُدَالُ عَلَي اليَهُودِ وَ سَائِرِ أَهلِ الأَديَانِ يُزِيلُ اللّهُ تَعَالَي بِهِ دَولَةَ اليَهُودِ وَ يُذِلّهُم وَ يَقمَعُهُم وَ قَد كَانُوا وَجَدُوهُ فِي كُتُبِهِمُ النّبِيّ الأمُيّّ الفَاضِلَ الصّادِقَ فَحَمَلَهُمُ الحَسَدُ عَلَي أَن كَتَمُوا ذَلِكَ وَ تَفَاوَضُوا فِي أَنّهُ مُلكٌ يُزَالُ ثُمّ قَالَ بَعضُهُم لِبَعضٍ تَعَالَوا نحتال [نَحتَل] عَلَيهِ فَنَقتُلهُ فَإِنّ اللّهَ يَمحُو مَا يَشَاءُ وَ يُثبِتُ لَعَلّنَا نُصَادِفُهُ مِمّن يَمحُو فَهَمّوا بِذَلِكَ ثُمّ قَالَ بَعضُهُم لِبَعضٍ لَا تَعجَلُوا حَتّي نَمتَحِنَهُ وَ نُجَرّبَهُ بِأَفعَالِهِ فَإِنّ الحِليَةَ قَد تُوَافِقُ الحِليَةَ وَ الصّورَةَ قَد تُشَاكِلُ الصّورَةَ إِنّ مَا وَجَدنَاهُ فِي كُتُبِنَا أَنّ مُحَمّداً يُجَنّبُهُ رَبّهُ مِنَ الحَرَامِ وَ الشّبُهَاتِ فَصَادِفُوهُ وَ القَوهُ وَ ادعُوهُ إِلَي دَعوَةٍ وَ قَدّمُوا إِلَيهِ الحَرَامَ وَ الشّبهَةَ فَإِنِ انبَسَطَ فِيهِمَا أَو فِي أَحَدِهِمَا فَأَكَلَهُ فَاعلَمُوا أَنّهُ غَيرُ مَن تَظُنّونَ وَ إِنّمَا الحِليَةُ وَافَقَتِ الحِليَةَ وَ الصّورَةُ سَاوَتِ الصّورَةَ وَ إِن لَم يَكُنِ الأَمرُ كَذَلِكَ وَ لَم يَأكُل مِنهُمَا فَاعلَمُوا أَنّهُ هُوَ فَاحتَالُوا لَهُ فِي تَطهِيرِ الأَرضِ مِنهُ لِتَسلَمَ لِليَهُودِ دَولَتُهُم
صفحه : 312
قَالَ فَجَاءُوا إِلَي أَبِي طَالِبٍ فَصَادَفُوهُ وَ دَعَوهُ إِلَي دَعوَةٍ لَهُم فَلَمّا حَضَرَ رَسُولُ اللّهِص قَدّمُوا إِلَيهِ وَ إِلَي أَبِي طَالِبٍ وَ المَلَإِ مِن قُرَيشٍ دَجَاجَةً مُسَمّنَةً كَانُوا قَد وَقَذُوهَا وَ شَوَوهَا فَجَعَلَ أَبُو طَالِبٍ وَ سَائِرُ قُرَيشٍ يَأكُلُونَ مِنهَا وَ رَسُولُ اللّهِص يَمُدّ يَدَهُ نَحوَهَا فَيُعدَلُ بِهَا يَمنَةً ثُمّ يَسرَةً ثُمّ أَمَاماً ثُمّ خَلفاً ثُمّ فَوقاً ثُمّ تَحتاً لَا تُصِيبُهَا يَدُهُ فَقَالُوا مَا لَكَ يَا مُحَمّدُ لَا تَأكُلُ مِنهَا فَقَالَ يَا مَعشَرَ اليَهُودِ قَد جَهَدتُ أَن أَتَنَاوَلَ مِنهَا وَ هَذِهِ يدَيِ يُعدَلُ بِهَا عَنهَا وَ مَا أَرَاهَا إِلّا حَرَاماً يصَوُننُيِ ربَيّ عَزّ وَ جَلّ عَنهَا فَقَالُوا مَا هيَِ إِلّا حَلَالٌ فَدَعنَا نُلقِمكَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص فَافعَلُوا إِن قَدَرتُم فَذَهَبُوا لِيَأخُذُوا مِنهَا وَ يُطعِمُوهُ فَكَانَت أَيدِيهِم يُعدَلُ بِهَا إِلَي الجِهَاتِ كَمَا كَانَت يَدُ رَسُولِ اللّهِص تَعدِلُ عَنهَا فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص فَهَذِهِ قَد مُنِعتُ مِنهَا فأَتوُنيِ بِغَيرِهَا إِن كَانَت لَكُم فَجَاءُوهُ بِدَجَاجَةٍ أُخرَي مُسَمّنَةٍ مَشوِيّةٍ قَد أَخَذُوهَا لِجَارٍ لَهُم غَائِبٍ لَم يَكُونُوا اشتَرَوهَا وَ عَمِلُوهَا عَلَي أَن يَرُدّوا عَلَيهِ ثَمَنَهَا إِذَا حَضَرَ فَتَنَاوَلَ رَسُولُ اللّهِص لُقمَةً فَلَمّا ذَهَبَ يَرفَعُهَا ثَقُلَت عَلَيهِ وَ نَصَلَت حَتّي سَقَطَت مِن يَدِهِ وَ كُلّمَا ذَهَبَ يَرفَعُ مَا قَد تَنَاوَلَهُ بَعدَهَا ثَقُلَت وَ سَقَطَت فَقَالُوا يَا مُحَمّدُ فَمَا بَالُ هَذِهِ لَا تَأكُلُ مِنهَا قَالَ رَسُولُ اللّهِص وَ هَذِهِ أَيضاً قَد مُنِعتُ مِنهَا وَ مَا أَرَاهَا إِلّا مِن شُبهَةٍ يصَوُننُيِ ربَيّ عَزّ وَ جَلّ عَنهَا قَالُوا مَا هيَِ شُبهَةً فَدَعنَا نُلقِمكَ مِنهَا فَقَالَ افعَلُوا إِن قَدَرتُم عَلَيهِ فَكُلّمَا تَنَاوَلُوا لُقمَةً لِيُلقِمُوهُ ثَقُلَت كَذَلِكَ فِي أَيدِيهِم ثُمّ
صفحه : 313
سَقَطَت وَ لَم يَقدِرُوا أَن يُلقِمُوهَا فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص هُوَ مَا قُلتُ لَكُم شُبهَةٌ يصَوُننُيِ ربَيّ عَزّ وَ جَلّ عَنهَا فَتَعَجّبَت قُرَيشٌ مِن ذَلِكَ وَ كَانَ ذَلِكَ مِمّا يُقِيمُهُم عَلَي اعتِقَادِ عَدَاوَتِهِ إِلَي أَن أَظهَرُوهَا لَمّا أَن أَظهَرَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِالنّبُوّةِ وَ أَغَرّتهُمُ اليَهُودُ أَيضاً فَقَالَت لَهُمُ اليَهُودُ أَيّ شَيءٍ يُرَدّ عَلَيكُم مِن هَذَا الطّفلِ مَا نَرَاهُ إِلّا يُسَالِبُكُم[سَالِبَكُم]نِعَمَكُم وَ أَروَاحَكُم سَوفَ يَكُونُ لِهَذَا شَأنٌ عَظِيمٌ وَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع فَتَوَاطَأَتِ اليَهُودُ عَلَي قَتلِهِ فِي طَرِيقِهِ عَلَي جَبَلِ حرا[حِرَاءٍ] وَ هُم سَبعُونَ فَعَمَدُوا إِلَي سُيُوفِهِم فَسَمّوهَا ثُمّ قَعَدُوا لَهُ ذَاتَ غَلَسٍ فِي طَرِيقِهِ عَلَي جَبَلِ حرا[حِرَاءٍ] فَلَمّا صَعِدَهُ صَعِدُوا إِلَيهِ وَ سَلّوا سُيُوفَهُم وَ هُم سَبعُونَ رَجُلًا مِن أَشَدّ اليَهُودِ وَ أَجلَدِهِم وَ ذوَيِ النّجدَةِ مِنهُم فَلَمّا أَهوَوا بِهَا إِلَيهِ لِيَضرِبُوهُ بِهَا التَقَي طَرَفَا الجَبَلِ بَينَهُم وَ بَينَهُ فَانضَمّا وَ صَارَ ذَلِكَ حَائِلًا بَينَهُم وَ بَينَ مُحَمّدٍص وَ انقَطَعَ طَمَعُهُم عَنِ الوُصُولِ إِلَيهِ بِسُيُوفِهِم فَغَمَدُوهَا فَانفَرَجَ الطّرَفَانِ بَعدَ مَا كَانَا انضَمّا فَسَلّوا بَعدُ سُيُوفَهُم وَ قَصَدُوهُ فَلَمّا هَمّوا بِإِرسَالِهَا عَلَيهِ انضَمّ طَرَفَا الجَبَلِ وَ حِيلَ بَينَهُم وَ بَينَهُ فَيَغمِدُونَهَا ثُمّ يَنفَرِجَانِ فَيَسُلّونَهَا إِلَي أَن بَلَغَ ذِروَةَ الجَبَلِ فَكَانَ ذَلِكَ سَبعاً وَ أَربَعِينَ مَرّةً فَصَعِدُوا الجَبَلَ وَ دَارُوا خَلفَهُ لِيَقصِدُوهُ بِالقَتلِ فَطَالَ عَلَيهِمُ الطّرِيقُ وَ مَدّ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ
صفحه : 314
الجَبَلَ فَأَبطَئُوا عَنهُ حَتّي فَرَغَ رَسُولُ اللّهِص مِن ذِكرِهِ وَ ثَنَائِهِ عَلَي رَبّهِ وَ اعتِبَارِهِ بِعِبَرِهِ ثُمّ انحَدَرَ عَنِ الجَبَلِ فَانحَدَرُوا خَلفَهُ وَ لَحِقُوهُ وَ سَلّوا سُيُوفَهُم عَلَيهِ لِيَضرِبُوهُ بِهَا فَانضَمّ طَرَفَا الجَبَلِ وَ حَالَ بَينَهُم وَ بَينَهُ فَغَمَدُوهَا ثُمّ انفَرَجَ فَسَلّوهَا ثُمّ انضَمّ فَغَمَدُوهَا وَ كَانَ ذَلِكَ سَبعاً وَ أَربَعِينَ مَرّةً كُلّمَا انفَرَجَ سَلّوهَا فَإِذَا انضَمّ غَمَدُوهَا فَلَمّا كَانَ فِي آخِرِ مَرّةٍ وَ قَد قَارَبَ رَسُولُ اللّهِص القَرَارَ سَلّوا سُيُوفَهُم عَلَيهِ فَانضَمّ طَرَفَا الجَبَلِ وَ ضَغَطَهُمُ الجَبَلُ وَ رَضّضَهُم وَ مَا زَالَ يَضغَطُهُم حَتّي مَاتُوا أَجمَعِينَ ثُمّ نوُديَِ يَا مُحَمّدُ انظُر خَلفَكَ إِلَي بُغَاتِكَ السّوءِ مَا ذَا صَنَعَ بِهِم رَبّهُم فَنَظَرَ فَإِذَا طَرَفَا الجَبَلِ مِمّا يَلِيهِ مُنضَمّانِ فَلَمّا نَظَرَ انفَرَجَ الطّرَفَانِ وَ سَقَطَ أُولَئِكَ القَومُ وَ سُيُوفُهُم بِأَيدِيهِم وَ قَد هُشِمَت وُجُوهُهُم وَ ظُهُورُهُم وَ جُنُوبُهُم وَ أَفخَاذُهُم وَ سُوقُهُم وَ أَرجُلُهُم وَ خَرّوا مَوتَي تَشخُبُ أَودَاجُهُم دَماً وَ خَرَجَ رَسُولُ اللّهِص مِن ذَلِكَ المَوضِعِ سَالِماً مَكفِيّاً مَصُوناً مَحفُوظاً تُنَادِيهِ الجِبَالُ وَ مَا عَلَيهَا مِنَ الأَحجَارِ هَنِيئاً لَكَ يَا مُحَمّدُ نُصرَةُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ لَكَ عَلَي أَعدَائِكَ بِنَا وَ سَيَنصُرُكَ إِذَا ظَهَرَ أَمرُكَ عَلَي جَبَابِرَةِ أُمّتِكَ وَ عُتَاتِهِم بعِلَيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَ يَشُدّ يَدَهُ لِإِظهَارِ دِينِكَ وَ إِعزَازِهِ وَ إِكرَامِ أَولِيَائِكَ وَ قَمعِ أَعدَائِكَ وَ سَيَجعَلُهُ تَالِيَكَ وَ ثَانِيَكَ وَ نَفسَكَ التّيِ بَينَ جَنبَيكَ وَ سَمعَكَ ألّذِي بِهِ تَسمَعُ وَ بَصَرَكَ ألّذِي بِهِ تُبصِرُ وَ يَدَكَ التّيِ بِهَا تَبطِشُ وَ رِجلَكَ التّيِ عَلَيهَا تَعتَمِدُ وَ سيَقَضيِ عَنكَ دُيُونَكَ وَ يفَيِ عَنكَ بِعِدَاتِكَ وَ سَيَكُونُ جَمَالَ أُمّتِكَ وَ زَينَ أَهلِ مِلّتِكَ وَ سَيُسعِدُ رَبّكَ عَزّ وَ جَلّ بِهِ مُحِبّيهِ وَ يُهلِكُ بِهِ شَانِئِيهِ قَالَ عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ ع وَ أَمّا الشّجَرَتَانِ اللّتَانِ تَلَاصَقَتَا فَإِنّ رَسُولَ اللّهِص
صفحه : 315
كَانَ ذَاتَ يَومٍ فِي طَرِيقٍ لَهُ بَينَ مَكّةَ وَ المَدِينَةِ وَ فِي عَسكَرِهِ مُنَافِقُونَ مِنَ المَدِينَةِ وَ كَافِرُونَ مِن مَكّةَ وَ مُنَافِقُونَ لَهَا وَ كَانُوا يَتَحَدّثُونَ فِيمَا بَينَهُم بِمُحَمّدٍص وَ آلِهِ الطّيّبِينَ وَ أَصحَابِهِ الخَيّرِينَ فَقَالَ بَعضُهُم لِبَعضٍ يَأكُلُ كَمَا نَأكُلُ وَ يَنفُضُ كَرِشَهُ مِنَ الغَائِطِ وَ البَولِ كَمَا نَنفُضُ وَ يدَعّيِ أَنّهُ رَسُولُ اللّهِ فَقَالَ بَعضُ مَرَدَةِ المُنَافِقِينَ هَذِهِ صَحرَاءُ مَلسَاءُ لَأَتَعَمّدَنّ النّظَرَ إِلَي استِهِ إِذَا قَعَدَ لِحَاجَتِهِ حَتّي أَنظُرَ هَلِ ألّذِي يَخرُجُ مِنهُ كَمَا يَخرُجُ مِنّا أَم لَا فَقَالَ آخَرُ لَكِنّكَ إِن ذَهَبتَ تَنظُرُ مَعَهُ مَنَعَهُ مِن أَن يَقعُدَ لِأَنّهُ أَشَدّ حَيَاءً مِنَ الجَارِيَةِ العَذرَاءِ المُحرِمَةِ قَالَ فَعَرّفَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ ذَلِكَ نَبِيّهُص فَقَالَ لِزَيدِ بنِ ثَابِتٍ اذهَب إِلَي تَينِكَ الشّجَرَتَينِ المُتَبَاعِدَتَينِ يُومِئُ إِلَي شَجَرَتَينِ بَعِيدَتَينِ قَد أَوغَلَتَا فِي المَفَازَةِ وَ بَعُدَتَا عَنِ الطّرِيقِ قَدرَ مِيلٍ فَقِف بَينَهُمَا وَ نَادِ أَنّ رَسُولَ اللّهِص يَأمُرُكُمَا أَن تَلتَصِقَا وَ تَنضَمّا ليِقَضيَِ رَسُولُ اللّهِص خَلفَكُمَا حَاجَتَهُ فَفَعَلَ ذَلِكَ زَيدٌ وَ قَالَهُ فَوَ ألّذِي بَعَثَ مُحَمّداً بِالحَقّ نَبِيّاً إِنّ الشّجَرَتَينِ انقَلَعَتَا بِأُصُولِهِمَا مِن مَوَاضِعِهِمَا وَ سَعَت كُلّ وَاحِدَةٍ مِنهُمَا إِلَي الأُخرَي سعَيَ المُتَحَابّينِ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُمَا إِلَي الآخَرِ التَقَيَا بَعدَ طُولِ غَيبَةٍ وَ شِدّةِ اشتِيَاقٍ ثُمّ تَلَاصَقَتَا وَ انضَمّتَا انضِمَامَ مُتَحَابّينِ فِي فِرَاشٍ فِي صَمِيمِ الشّتَاءِ وَ قَعَدَ رَسُولُ اللّهِص خَلفَهُمَا فَقَالَ أُولَئِكَ المُنَافِقُونَ قَدِ استَتَرَ عَنّا فَقَالَ بَعضُهُم لِبَعضٍ فَدُورُوا خَلفَهُ لِتَنظُرُوا إِلَيهِ فَذَهَبُوا يَدُورُونَ خَلفَهُ فَدَارَتِ الشّجَرَتَانِ كُلّمَا دَارُوا وَ مَنَعَتَاهُم مِنَ النّظَرِ إِلَي عَورَتِهِ فَقَالُوا تَعَالَوا نَتَحَلّق حَولَهُ لِتَرَاهُ طَائِفَةٌ مِنّا فَلَمّا ذَهَبُوا
صفحه : 316
يَتَحَلّقُونَ تَحَلّقَتِ الشّجَرَتَانِ فَأَحَاطَتَا بِهِ كَالأُنبُوبَةِ حَتّي فَرَغَ وَ تَوَضّأَ وَ خَرَجَ مِن هُنَاكَ وَ عَادَ إِلَي العَسكَرِ وَ قَالَ لِزَيدِ بنِ ثَابِتٍ عُد إِلَي الشّجَرَتَينِ وَ قُل لَهُمَا إِنّ رَسُولَ اللّهِص يَأمُرُكُمَا أَن تَعُودَا إِلَي أَمَاكِنِكُمَا فَقَالَ لَهُمَا وَ سَعَت كُلّ وَاحِدَةٍ مِنهُمَا إِلَي مَوضِعِهِمَا وَ ألّذِي بَعَثَهُ بِالحَقّ نَبِيّاً سعَيَ الهَارِبِ الناّجيِ بِنَفسِهِ مِن رَاكِضٍ شَاهِرٍ سَيفَهُ خَلفَهُ حَتّي عَادَت كُلّ شَجَرَةٍ إِلَي مَوضِعِهَا فَقَالَ المُنَافِقُونَ قَدِ امتَنَعَ مُحَمّدٌ مِن أَن يبُديَِ لَنَا عَورَتَهُ وَ أَن نَنظُرَ إِلَي استِهِ فَتَعَالَوُا نَنظُر إِلَي مَا خَرَجَ مِنهُ لِنَعلَمَ أَنّهُ وَ نَحنُ سِيّانِ فَجَاءُوا إِلَي المَوضِعِ فَلَم يَرَوا شَيئاً البَتّةَ لَا عَيناً وَ لَا أَثَراً قَالَ وَ عَجِبَ أَصحَابُ رَسُولِ اللّهِص مِن ذَلِكَ فَنُودُوا مِنَ السّمَاءِ أَ وَ عَجِبتُم لسِعَيِ الشّجَرَتَينِ إِحدَاهُمَا إِلَي الأُخرَي إِنّ سعَيَ المَلَائِكَةِ بِكَرَامَاتِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ إِلَي محُبِيّ مُحَمّدٍ وَ محُبِيّ عَلِيّ أَشَدّ مِن سعَيِ هَاتَينِ الشّجَرَتَينِ إِحدَاهُمَا إِلَي الأُخرَي وَ إِنّ تَنَكّبَ نَفَحَاتِ النّارِ يَومَ القِيَامَةِ عَن محُبِيّ عَلِيّ وَ المُتَبَرّءِينَ مِن أَعدَائِهِ أَشَدّ مِن تَنَكّبِ هَاتَينِ الشّجَرَتَينِ إِحدَاهُمَا عَنِ الأُخرَي قَالَ عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَا وَ أَمّا دُعَاؤُهُص الشّجَرَةَ فَإِنّ رَجُلًا مِن ثَقِيفٍ كَانَ أَطَبّ النّاسِ يُقَالُ لَهُ الحَارِثُ بنُ كَلدَةَ الثقّفَيِّ جَاءَ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ يَا مُحَمّدُ جِئتُ أُدَاوِيكَ مِن جُنُونِكَ فَقَد دَاوَيتُ مَجَانِينَ كَثِيرَةً فَشُفُوا عَلَي يدَيِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أَنتَ تَفعَلُ أَفعَالَ المَجَانِينِ وَ تنَسبِنُيِ إِلَي الجُنُونِ قَالَ الحَارِثُ وَ مَا ذَا فَعَلتُهُ مِن أَفعَالِ المَجَانِينِ قَالَ نِسبَتُكَ إيِاّيَ إِلَي الجُنُونِ مِن غَيرِ مِحنَةٍ مِنكَ وَ لَا تَجرِبَةٍ وَ لَا نَظَرٍ فِي صدِقيِ أَو كذَبِيِ فَقَالَ الحَارِثُ أَ وَ لَيسَ قَد عَرَفتُ كَذِبَكَ وَ جُنُونَكَ بِدَعوَاكَ النّبُوّةَ التّيِ لَا تَقدِرُ لَهَا فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص وَ قَولُكَ لَا تَقدِرُ لَهَا فِعلُ المَجَانِينِ لِأَنّكَ لَم
صفحه : 317
تَقُل لِمَ قُلتَ كَذَا وَ لَا طاَلبَتنَيِ بِحُجّةٍ فَعَجَزتُ عَنهَا فَقَالَ الحَارِثُ صَدَقتَ أَنَا أَمتَحِنُ أَمرَكَ بِآيَةٍ أُطَالِبُكَ بِهَا إِن كُنتَ نَبِيّاً فَادعُ تِلكَ الشّجَرَةَ يُشِيرُ بِشَجَرَةٍ عَظِيمَةٍ بَعِيدٍ عُمقُهَا فَإِن أَتَتكَ عَلِمتُ أَنّكَ رَسُولُ اللّهِص وَ شَهِدتُ لَكَ بِذَلِكَ وَ إِلّا فَأَنتَ ذَلِكَ المَجنُونُ ألّذِي قِيلَ لِي فَرَفَعَ رَسُولُ اللّهِ يَدَهُ إِلَي تِلكَ الشّجَرَةِ وَ أَشَارَ إِلَيهَا أَن تعَاَليَ فَانقَلَعَت تِلكَ الشّجَرَةُ بِأُصُولِهَا وَ عُرُوقِهَا وَ جَعَلَت تَخُدّ فِي الأَرضِ أُخدُوداً عَظِيماً كَالنّهرِ حَتّي دَنَت مِن رَسُولِ اللّهِص فَوَقَفَت بَينَ يَدَيهِ وَ نَادَت بِصَوتٍ فَصِيحٍ هَا أَنَا ذَا يَا رَسُولَ اللّهِ مَا تأَمرُنُيِ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللّهِص دَعَوتُكِ لِتَشهَدَ[لتِشَهدَيِ] لِي بِالنّبُوّةِ بَعدَ شَهَادَتِكِ لِلّهِ بِالتّوحِيدِ ثُمّ تشَهدَيِ بَعدَ شَهَادَتِكِ لِي لعِلَيِّ هَذَا بِالإِمَامَةِ وَ أَنّهُ سنَدَيِ وَ ظهَريِ وَ عضَدُيِ وَ فخَريِ وَ عزِيّ وَ لَولَاهُ مَا خَلَقَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ شَيئاً مِمّا خَلَقَ فَنَادَت أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَشهَدُ أَنّكَ يَا مُحَمّدُ عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ أَرسَلَكَبِالحَقّ بَشِيراً وَ نَذِيراًوَ داعِياً إِلَي اللّهِ بِإِذنِهِ وَ سِراجاً مُنِيراً وَ أَشهَدُ أَنّ عَلِيّاً ابنَ عَمّكَ هُوَ أَخُوكَ فِي دِينِكَ أَوفَرُ خَلقِ اللّهِ مِنَ الدّينِ حَظّاً وَ أَجزَلُهُم مِنَ الإِسلَامِ نَصِيباً وَ أَنّهُ سَنَدُكَ وَ ظَهرُكَ قَامِعُ أَعدَائِكَ نَاصِرُ أَولِيَائِكَ بَابُ عُلُومِكَ فِي أُمّتِكَ وَ أَشهَدُ أَنّ أَولِيَاءَكَ الّذِينَ يُوَالُونَهُ وَ يُعَادُونَ أَعدَاءَهُ حَشوُ الجَنّةِ وَ أَنّ أَعدَاءَهُ الّذِينَ يُوَالُونَ أَعدَاءَهُ وَ يُعَادُونَ أَولِيَاءَهُ حَشوُ النّارِ فَنَظَرَ رَسُولُ اللّهِص إِلَي الحَارِثِ بنِ كَلدَةَ فَقَالَ يَا حَارِثُ أَ وَ مَجنُوناً يُعَدّ مَن هَذِهِ آيَاتُهُ فَقَالَ الحَارِثُ بنُ كَلدَةَ لَا وَ اللّهِ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ لكَنِيّ أَشهَدُ أَنّكَ رَسُولُ رَبّ العَالَمِينَ وَ سَيّدُ الخَلقِ أَجمَعِينَ وَ حَسُنَ إِسلَامُهُ وَ أَمّا كَلَامُ الذّرَاعِ المَسمُومَةِ فَإِنّ رَسُولَ اللّهِص لَمّا رَجَعَ مِن خَيبَرَ إِلَي المَدِينَةِ
صفحه : 318
وَ قَد فَتَحَ اللّهُ لَهُ جَاءَتهُ امرَأَةٌ مِنَ اليَهُودِ قَد أَظهَرَتِ الإِيمَانَ وَ مَعَهَا ذِرَاعٌ مَسمُومَةٌ مَشوِيّةٌ وَضَعَتهَا بَينَ يَدَيهِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص مَا هَذِهِ قَالَت لَهُ بأِبَيِ أَنتَ وَ أمُيّ يَا رَسُولَ اللّهِ همَنّيِ أَمرُكَ فِي خُرُوجِكَ إِلَي خَيبَرَ فإَنِيّ عَلِمتُهُم رِجَالًا جَلداً وَ هَذَا حَمَلٌ كَانَ لِي ربيبة[رَبّيتُهُ]أَعُدّهُ كَالوَلَدِ لِي وَ عَلِمتُ أَنّ أَحَبّ الطّعَامِ إِلَيكَ الشّوَاءُ وَ أَحَبّ الشّوَاءِ إِلَيكَ الذّرَاعُ وَ نَذَرتُ لِلّهِ لَئِن سَلّمَكَ اللّهُ مِنهُم لَأَذبَحَنّهُ وَ لَأُطعِمَنّكَ مِن شِوَاءَةِ ذِرَاعَيهِ وَ الآنَ فَقَد سَلّمَكَ اللّهُ مِنهُم وَ أَظفَرَكَ عَلَيهِم وَ قَد جِئتُكَ بنِذَريِ وَ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللّهِص البَرَاءُ بنُ مَعرُورٍ وَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص ايتوُنيِ بِالخُبزِ فأَتُيَِ بِهِ فَمَدّ البَرَاءُ بنُ المَعرُورِ يَدَهُ وَ أَخَذَ مِنهُ لُقمَةً فَوَضَعَهَا فِي فِيهِ فَقَالَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع يَا بَرَاءُ لَا تَتَقَدّم رَسُولَ اللّهِص فَقَالَ البَرَاءُ وَ كَانَ أَعرَابِيّاً يَا عَلِيّ كَأَنّكَ تُبَخّلُ رَسُولَ اللّهِص فَقَالَ عَلِيّ ع مَا أُبَخّلُ رَسُولَ اللّهِص وَ لكَنِيّ أُبَجّلُهُ وَ أُوَقّرُهُ لَيسَ لِي وَ لَا لَكَ وَ لَا لِأَحَدٍ مِن خَلقِ اللّهِ أَن يَتَقَدّمَ رَسُولَ اللّهِص بِقَولٍ وَ لَا فِعلٍ وَ لَا أَكلٍ وَ لَا شُربٍ فَقَالَ البَرَاءُ مَا أُبَخّلُ رَسُولَ اللّهِص قَالَ عَلِيّ ع مَا لِذَلِكَ قُلتُ وَ لَكِن هَذَا جَاءَت بِهِ هَذِهِ وَ كَانَت يَهُودِيّةً وَ لَسنَا نَعرِفُ حَالَهَا فَإِذَا أَكَلتَهُ بِأَمرِ رَسُولِ اللّهِص فَهُوَ الضّامِنُ لِسَلَامَتِكَ مِنهُ وَ إِذَا أَكَلتَهُ بِغَيرِ إِذنِهِ وُكِلتَ إِلَي نَفسِكَ يَقُولُ عَلِيّ هَذَا وَ البَرَاءُ يَلُوكُ اللّقمَةَ إِذ أَنطَقَ اللّهُ الذّرَاعَ فَقَالَت يَا رَسُولَ اللّهِ
صفحه : 319
لَا تأَكلُنيِ فإَنِيّ مَسمُومَةٌ وَ سَقَطَ البَرَاءُ فِي سَكَرَاتِ المَوتِ وَ لَم يُرفَع إِلّا مَيّتاً فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص ايتوُنيِ بِالمَرأَةِ فأَتُيَِ بِهَا فَقَالَ مَا حَمَلَكِ عَلَي مَا صَنَعتِ فَقَالَت وتَرَتنَيِ وَتراً عَظِيماً قَتَلتَ أَبِي وَ عمَيّ وَ زوَجيِ وَ أخَيِ وَ ابنيِ فَفَعَلتُ هَذَا وَ قُلتُ إِن كَانَ مَلِكاً فَسَأَنتَقِمُ مِنهُ وَ إِن كَانَ نَبِيّاً كَمَا يَقُولُ وَ قَد وُعِدَ فَتحَ مَكّةَ وَ النّصرَ وَ الظّفَرَ فَيَمنَعُهُ اللّهُ مِنهُ وَ يَحفَظُهُ وَ لَن يَضُرّهُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أَيّتُهَا المَرأَةُ لَقَد صَدَقتَ ثُمّ قَالَ لَهَا رَسُولُ اللّهِص لَا يَغُرّكِ مَوتُ البَرَاءِ فَإِنّمَا امتَحَنَهُ اللّهُ لِتَقَدّمِهِ بَينَ يدَيَ رَسُولِ اللّهِص وَ لَو كَانَ بِأَمرِ رَسُولِ اللّهِ أَكَلَ مِنهُ لكَفُيَِ شَرّهُ وَ سَمّهُ ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص ادعُ لِي فُلَاناً وَ فُلَاناً وَ ذَكَرَ قَوماً مِن خِيَارِ أَصحَابِهِ فِيهِم سَلمَانُ وَ المِقدَادُ وَ أَبُو ذَرّ وَ عَمّارٌ وَ صُهَيبٌ وَ بِلَالٌ وَ قَومٌ مِن سَائِرِ الصّحَابَةِ تَمَامُ عَشَرَةٍ وَ عَلِيّ ع حَاضِرٌ مَعَهُم فَقَالَ اقعُدُوا وَ تَحَلّقُوا عَلَيهِ وَ وَضَعَ رَسُولُ اللّهِص يَدَهُ عَلَي الذّرَاعِ المَسمُومَةِ وَ نَفَثَ عَلَيهِ وَ قَالَ بِسمِ اللّهِ الشاّفيِ بِسمِ اللّهِ الكاَفيِ بِسمِ اللّهِ المعُاَفيِ بِسمِ اللّهِ ألّذِي لَا يَضُرّ مَعَ اسمِهِ شَيءٌ وَ لَا دَاءٌ فِي الأَرضِ وَ لَا فِي السّمَاءِوَ هُوَ السّمِيعُ العَلِيمُ ثُمّ قَالَ كُلُوا عَلَي اسمِ اللّهِ فَأَكَلَ رَسُولُ اللّهِص وَ أَكَلُوا حَتّي شَبِعُوا ثُمّ شَرِبُوا عَلَيهِ المَاءَ ثُمّ أَمَرَ بِهَا فَحُبِسَت فَلَمّا كَانَ اليَومُ الثاّنيِ جَاءَ[جيِءَ] بِهَا فَقَالَ أَ لَيسَ هَؤُلَاءِ أَكَلُوا ذَلِكِ السّمّ بِحَضرَتِكِ فَكَيفَ رَأَيتِ دَفعَ اللّهِ عَن نَبِيّهِ وَ صَحَابَتِهِ فَقَالَت يَا رَسُولَ اللّهِ كُنتُ إِلَي الآنَ فِي نُبُوّتِكَ شَاكّةً وَ الآنَ قَد أَيقَنتُ أَنّكَ رَسُولُ اللّهِ حَقّاً فَأَنَا أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَنّكَ عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ وَ حَسُنَ إِسلَامُهَا
فَقَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع وَ لَقَد حدَثّنَيِ أَبِي عَن جدَيّ أَنّ رَسُولَ اللّهِص
صفحه : 320
لَمّا حُمِلَت إِلَيهِ جِنَازَةُ البَرَاءِ بنِ مَعرُورٍ ليِصُلَيَّ عَلَيهِ قَالَ أَينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ قَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّهُ ذَهَبَ فِي حَاجَةِ رَجُلٍ مِنَ المُسلِمِينَ إِلَي قُبَاءَ فَجَلَسَ رَسُولُ اللّهِص وَ لَم يُصَلّ عَلَيهِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ مَا لَكَ لَا تصُلَيّ عَلَيهِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أمَرَنَيِ أَن أُؤَخّرَ الصّلَاةَ عَلَيهِ إِلَي أَن يَحضُرَهُ عَلِيّ فَيَجعَلَهُ فِي حِلّ مِمّا كَلّمَهُ بِهِ بِحَضرَةِ رَسُولِ اللّهِص لِيَجعَلَ اللّهُ مَوتَهُ بِهَذَا السّمّ كَفّارَةً لَهُ فَقَالَ بَعضُ مَن حَضَرَ رَسُولَ اللّهِص وَ شَاهَدَ الكَلَامَ ألّذِي تَكَلّمَ بِهِ البَرَاءُ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّمَا كَانَ مَزحاً مَازَحَ بِهِ عَلِيّاً لَم يَكُن مِنهُ جِدّاً فَيُؤَاخِذَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِذَلِكَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَو كَانَ ذَلِكَ مِنهُ جِدّاً لَأَحبَطَ اللّهُ تَعَالَي أَعمَالَهُ كُلّهَا وَ لَو كَانَ تَصَدّقَ بِمِثلِ مَا بَينَ الثّرَي إِلَي العَرشِ ذَهَباً وَ فِضّةً وَ لَكِنّهُ كَانَ مَزحاً وَ هُوَ فِي حِلّ مِن ذَلِكَ إِلّا أَنّ رَسُولَ اللّهِص يُرِيدُ أَن لَا يَعتَقِدَ أَحَدٌ مِنكُم أَنّ عَلِيّاً ع وَاجِدٌ عَلَيهِ فَيُجَدّدَ بِحَضرَتِكُم إِحلَالًا وَ يَستَغفِرَ لَهُ لِيَزِيدَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِذَلِكَ قُربَةً وَ رِفعَةً فِي جِنَانِهِ فَلَم يَلبَث أَن حَضَرَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع فَوَقَفَ قُبَالَةَ الجِنَازَةِ وَ قَالَ رَحِمَكَ اللّهُ يَا بَرَاءُ فَلَقَد كُنتَ صَوّاماً قَوّاماً وَ لَقَد مِتّ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص وَ لَو كَانَ أَحَدٌ مِنَ المَوتَي يسَتغَنيِ عَن صَلَاةِ رَسُولِ اللّهِ لَاستَغنَي صَاحِبُكُم هَذَا بِدُعَاءِ عَلِيّ ع لَهُ ثُمّ قَامَ فَصَلّي عَلَيهِ وَ دُفِنَ فَلَمّا انصَرَفَ وَ قَعَدَ فِي العَزَاءِ قَالَ أَنتُم يَا أَولِيَاءَ البَرَاءِ بِالتّهنِيَةِ أَولَي مِنكُم بِالتّعزِيَةِ لِأَنّ صَاحِبَكُم عُقِدَ لَهُ فِي الحُجُبِ قِبَابٌ مِنَ السّمَاءِ الدّنيَا إِلَي السّمَاءِ السّابِعَةِ وَ بِالحُجُبِ كُلّهَا إِلَي الكرُسيِّ إِلَي سَاقِ العَرشِ
صفحه : 321
لِرُوحِهِ التّيِ عُرِجَ بِهَا فِيهَا ثُمّ ذُهِبَ بِهَا إِلَي رَبَضِ الجِنَانِ وَ تَلَقّاهَا كُلّ مَن كَانَ فِيهَا مِن خُزّانِهَا وَ اطّلَعَ إِلَيهِ كُلّ مَن كَانَ فِيهَا مِن حُورِ حِسَانِهَا فَقَالُوا بِأَجمَعِهِم لَهُ طُوبَاكَ طُوبَاكَ يَا رُوحَ البَرَاءِ انتَظَرَ عَلَيكَ رَسُولُ اللّهِ عَلِيّاً صَلَوَاتُ اللّهِ وَ سَلَامُهُ عَلَيهِمَا وَ آلِهِمَا الكِرَامِ حَتّي تَرَحّمَ عَلَيكَ عَلِيّ وَ استَغفَرَ لَكَ أَمَا إِنّ حَمَلَةَ عَرشِ رَبّنَا حَدّثُونَا عَن رَبّنَا أَنّهُ قَالَ يَا عبَديَِ المَيّتَ فِي سبَيِليِ لَو كَانَ عَلَيكَ مِنَ الذّنُوبِ بِعَدَدِ الحَصَي وَ الثّرَي وَ قَطرِ المَطَرِ وَ وَرَقِ الشّجَرِ وَ عَدَدِ شُعُورِ الحَيَوَانَاتِ وَ لَحَظَاتِهِم وَ أَنفَاسِهِم وَ حَرَكَاتِهِم وَ سَكَنَاتِهِم لَكَانَت مَغفُورَةً بِدُعَاءِ عَلِيّ ع لَكَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص فَتَعَرّضُوا عِبَادَ اللّهِ لِدُعَاءِ عَلِيّ لَكُم وَ لَا تَتَعَرّضُوا لِدُعَاءِ عَلِيّ عَلَيكُم فَإِنّ مَن دَعَا عَلَيهِ أَهلَكَهُ اللّهُ وَ لَو كَانَت حَسَنَاتُهُ عَدَدَ مَا خَلَقَ اللّهُ كَمَا أَنّ مَن دَعَا لَهُ أَسعَدَهُ اللّهُ وَ لَو كَانَت سَيّئَاتُهُ بِعَدَدِ مَا خَلَقَ اللّهُ وَ أَمّا كَلَامُ الذّئبِ لَهُ فَإِنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ جَالِساً ذَاتَ يَومٍ إِذ جَاءَهُ رَاعٍ تَرتَعِدُ فَرَائِصُهُ قَدِ استَفزَعَهُ العَجَبُ فَلَمّا رَآهُ مِن بَعِيدٍ قَالَ لِأَصحَابِهِ إِنّ لِصَاحِبِكُم هَذَا شَأناً عَجِيباً فَلَمّا وَقَفَ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص حَدّثنَا بِمَا أَزعَجَكَ قَالَ الراّعيِ يَا رَسُولَ اللّهِ أَمرٌ عَجِيبٌ كُنتُ فِي غنَمَيِ إِذ جَاءَ ذِئبٌ فَحَمَلَ حَملًا فَرَمَيتُهُ بمِقِلاَعتَيِ فَانتَزَعتُهُ مِنهُ ثُمّ جَاءَ إِلَي الجَانِبِ الأَيمَنِ فَتَنَاوَلَ حَملًا فَرَمَيتُهُ بمِقِلاَعتَيِ فَانتَزَعتُهُ
صفحه : 322
مِنهُ ثُمّ جَاءَ إِلَي الجَانِبِ الأَيسَرِ فَتَنَاوَلَ حَملًا فَرَمَيتُهُ بمِقِلاَعتَيِ فَانتَزَعتُهُ ثُمّ جَاءَ إِلَي الجَانِبِ الآخَرِ فَتَنَاوَلَ حَملًا فَرَمَيتُهُ بمِقِلاَعتَيِ فَانتَزَعتُهُ مِنهُ ثُمّ جَاءَ الخَامِسَةَ هُوَ وَ أُنثَاهُ يُرِيدُ أَن يَتَنَاوَلَ حَملًا فَأَرَدتُ أَن أَرمِيَهُ فَأَقعَي عَلَي ذَنَبِهِ وَ قَالَ أَ مَا تسَتحَييِ تُحُولُ بيَنيِ وَ بَينَ رِزقٍ قَد قَسَمَهُ اللّهُ لِي أَ فَمَا أَحتَاجُ أَنَا إِلَي غَدَاءٍ أَتَغَدّي بِهِ فَقُلتُ مَا أَعجَبَ هَذَا ذِئبٌ أَعجَمُ يكُلَمّنُيِ كَلَامَ الآدَمِيّينَ فَقَالَ لِيَ الذّئبُ أَ لَا أُنَبّئُكَ بِمَا هُوَ أَعجَبُ مِن كلَاَميِ لَكَ مُحَمّدٌ رَسُولُ رَبّ العَالَمِينَ بَينَ الحَرّتَينِ يُحَدّثُ النّاسَ بِأَنبَاءِ مَا قَد سَبَقَ مِنَ الأَوّلِينَ وَ مَا لَم يَأتِ مِنَ الآخِرِينَ ثُمّ اليَهُودُ مَعَ عِلمِهِم بِصِدقِهِ وَ وُجُودِهِم لَهُ فِي كُتُبِ رَبّ العَالَمِينَ بِأَنّهُ أَصدَقُ الصّادِقِينَ وَ أَفضَلُ الفَاضِلِينَ يُكَذّبُونَهُ وَ يَجحَدُونَهُ وَ هُوَ بَينَ الحَرّتَينِ وَ هُوَ الشّفَاءُ النّافِعُ وَيحَكَ يَا راَعيِ آمِن بِهِ تَأمَن مِن عَذَابِ اللّهِ وَ أَسلِم لَهُ تَسلَم مِن سُوءِ العَذَابِ الأَلِيمِ فَقُلتُ لَهُ وَ اللّهِ لَقَد عَجِبتُ مِن كَلَامِكَ وَ استَحيَيتُ مِن منَعيِ لَكَ مَا تَعَاطَيتَ أَكلَهُ فَدُونَكَ غنَمَيِ فَكُل مِنهَا مَا شِئتَ لَا أُدَافِعُكَ وَ لَا أُمَانِعُكَ فَقَالَ لِيَ الذّئبُ يَا عَبدَ اللّهِ احمَدِ اللّهَ إِذ كُنتَ مِمّن يَعتَبِرُ بِآيَاتِ اللّهِ وَ يَنقَادُ لِأَمرِهِ لَكِنّ الشقّيِّ كُلّ الشقّيِّ مَن يُشَاهِدُ آيَاتِ مُحَمّدٍ فِي أَخِيهِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ مَا يُؤَدّيهِ عَنِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ مِن فَضَائِلِهِ وَ مَا يَرَاهُ مِن وُفُورِ حَظّهِ مِنَ العِلمِ ألّذِي لَا نَظِيرَ لَهُ فِيهِ وَ الزّهدِ ألّذِي لَا يُحَاذِيهِ أَحَدٌ فِيهِ وَ الشّجَاعَةِ التّيِ لَا عِدلَ لَهُ فِيهَا وَ نُصرَتِهِ لِلإِسلَامِ التّيِ لَا حَظّ لِأَحَدٍ فِيهَا مِثلَ حَظّهِ ثُمّ يَرَي مَعَ ذَلِكَ كُلّهِ رَسُولَ اللّهِ يَأمُرُ بِمُوَالَاتِهِ وَ مُوَالَاةِ أَولِيَائِهِ وَ التبّرَيّ مِن أَعدَائِهِ وَ يُخبِرُ أَنّ اللّهَ تَعَالَي لَا يَقبَلُ مِن أَحَدٍ عَمَلًا وَ إِن جَلّ وَ عَظُمَ مِمّن يُخَالِفُهُ ثُمّ هُوَ مَعَ
صفحه : 323
ذَلِكَ يُخَالِفُهُ وَ يَدفَعُهُ عَن حَقّهِ وَ يَظلِمُهُ وَ يوُاَليِ أَعدَاءَهُ وَ يعُاَديِ أَولِيَاءَهُ إِنّ هَذَا لَأَعجَبُ مِن مَنعِكَ إيِاّيَ قَالَ الراّعيِ فَقُلتُ أَيّهَا الذّئبُ أَ وَ كَائِنٌ هَذَا قَالَ بَلَي وَ مَا هُوَ أَعظَمُ مِنهُ سَوفَ يَقتُلُونَهُ بَاطِلًا وَ يَقتُلُونَ وُلدَهُ وَ يَسبُونَ حَرِيمَهُم وَ هُم مَعَ ذَلِكَ يَزعُمُونَ أَنّهُم مُسلِمُونَ فَدَعوَاهُم أَنّهُم عَلَي دِينِ الإِسلَامِ مَعَ صَنِيعِهِم هَذَا بِسَادَةِ أَهلِ الإِسلَامِ أَعجَبُ مِن مَنعِكَ لِي لَا جَرَمَ أَنّ اللّهَ قَد جَعَلَنَا مَعَاشِرَ الذّئَابِ أَنَا وَ نظُرَاَئيِ مِنَ المُؤمِنِينَ نَمزِقُهُم فِي النّيرَانِ يَومَ فَصلِ القَضَاءِ وَ جَعَلَ فِي تَعذِيبِهِم شَهَوَاتِنَا وَ فِي شَدَائِدِ آلَامِهِم لَذّاتِنَا قَالَ الراّعيِ فَقُلتُ وَ اللّهِ لَو لَا هَذِهِ الغَنَمُ بَعضُهَا لِي وَ بَعضُهَا أَمَانَةٌ فِي رقَبَتَيِ لَقَصَدتُ مُحَمّداً حَتّي أَرَاهُ فَقَالَ لِيَ الذّئبُ يَا عَبدَ اللّهِ فَامضِ إِلَي مُحَمّدٍ وَ اترُك عَلَيّ غَنَمَكَ لِأَرعَاهَا لَكَ فَقُلتُ كَيفَ أَثِقُ بِأَمَانَتِكَ فَقَالَ لِي يَا عَبدَ اللّهِ إِنّ ألّذِي أنَطقَنَيِ بِمَا سَمِعتَ هُوَ ألّذِي يجَعلَنُيِ قَوِيّاً أَمِيناً عَلَيهَا أَ وَ لَستُ مُؤمِناً بِمُحَمّدٍ مُسَلّماً لَهُ مَا أَخبَرَ بِهِ عَنِ اللّهِ تَعَالَي فِي أَخِيهِ عَلِيّ ع فَامضِ لِشَأنِكَ فإَنِيّ رَاعِيكَ وَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ ثُمّ مَلَائِكَتُهُ المُقَرّبُونَ رُعَاةٌ لِي إِذ كُنتُ خَادِماً لوِلَيِّ عَلِيّ فَتَرَكتُ غنَمَيِ عَلَي الذّئبِ وَ الذّئبَةِ وَ جِئتُكَ يَا رَسُولَ اللّهِ فَنَظَرَ رَسُولُ اللّهِص فِي وُجُوهِ القَومِ وَ فِيهَا مَا يَتَهَلّلُ سُرُوراً بِهِ وَ تَصدِيقاً وَ فِيهَا مَن يَعبِسُ شَكّاً فِيهِ وَ تَكذِيباً وَ يُسِرّ مُنَافِقُونَ إِلَي أَمثَالِهِم هَذَا قَد وَاطَأَهُ مُحَمّدٌ عَلَي هَذَا الحَدِيثِ لِيَختَدِعَ بِهِ الضّعَفَاءَ الجُهّالَ فَتَبَسّمَ رَسُولُ اللّهِص وَ قَالَ لَئِن شَكَكتُم أَنتُم فِيهِ فَقَد تَيَقّنتُهُ أَنَا وَ صاَحبِيَِ الكَائِنُ معَيِ فِي أَشرَفِ المَحَالّ مِن عَرشِ المَلِكِ الجَبّارِ وَ المَطُوفُ بِهِ معَيِ فِي أَنهَارِ الحَيَوَانِ مِن دَارِ القَرَارِ وَ ألّذِي هُوَ تلَويِ فِي قِيَادَةِ الأَخيَارِ وَ المُتَرَدّدُ معَيِ فِي الأَصلَابِ الزّاكِيَاتِ المُتَقَلّبُ معَيِ فِي الأَرحَامِ الطّاهِرَاتِ الرّاكِضُ معَيِ فِي مَسَالِكِ الفَضلِ وَ ألّذِي كسُيَِ مَا كُسِيتُهُ مِنَ العِلمِ وَ الحِلمِ وَ العَقلِ وَ شقَيِقيَِ ألّذِي انفَصَلَ منِيّ عِندَ الخُرُوجِ إِلَي صُلبِ عَبدِ اللّهِ
صفحه : 324
وَ صُلبِ أَبِي طَالِبٍ وَ عدَيِليِ فِي اقتِنَاءِ المَحَامِدِ وَ المَنَاقِبِ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ آمَنتُ بِهِ أَنَا وَ الصّدّيقُ الأَكبَرُ وَ ساَقيِ أوَليِاَئيِ مِن نَهَرِ الكَوثَرِ آمَنتُ بِهِ أَنَا وَ الفَارُوقُ الأَعظَمُ وَ نَاصِرُ أوَليِاَئيِ السّيّدُ الأَكرَمُ آمَنتُ بِهِ أَنَا وَ مَن جَعَلَهُ اللّهُ مِحنَةً لِأَولَادِ الغيَّ وَ الرّشدَةِ وَ جَعَلَهُ لِلمُوَالِينَ لَهُ أَفضَلَ العُدَةِ آمَنتُ بِهِ أَنَا وَ مَن جَعَلَهُ اللّهُ لدِيِنيِ قِوَاماً وَ لعِلُوُميِ عَلّاماً وَ فِي الحُرُوبِ مِقدَاماً وَ عَلَي أعَداَئيِ ضَرغَاماً أَسَداً قَمقَاماً آمَنتُ بِهِ أَنَا وَ مَن سَبَقَ النّاسَ إِلَي الإِيمَانِ فَتَقَدّمَهُم إِلَي رِضَا الرّحمَنِ وَ تَفَرّدَ دُونَهُم بِقَمعِ أَهلِ الطّغيَانِ وَ قَطَعَ بِحُجَجِهِ وَ وَاضِحِ بَيَانِهِ مَعَاذِيرَ أَهلِ البُهتَانِ آمَنتُ بِهِ أَنَا وَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ألّذِي جَعَلَهُ اللّهُ لِي سَمعاً وَ بَصَراً وَ يَداً وَ مُؤَيّداً وَ سَنَداً وَ عَضُداً لَا أبُاَليِ مَن خاَلفَنَيِ إِذَا واَفقَنَيِ وَ لَا أَحفِلُ بِمَن خذَلَنَيِ إِذَا واَزرَنَيِ وَ لَا أَكتَرِثُ بِمَنِ ازوَرّ عنَيّ إِذَا ساَعدَنَيِ آمَنتُ بِهِ أَنَا وَ مَن زَيّنَ اللّهُ بِهِ الجِنَانَ وَ بِمُحِبِيهِ وَ مَلَأَ طَبَقَاتِ النّيرَانِ بِشَانِئِيهِ وَ لَم يَجعَل أَحَداً مِن أمُتّيِ يُكَافِيهِ وَ لَا يُدَانِيهِ لَم يضَرُنّيِ عُبُوسُ المُعَبّسِ مِنكُم إِذَا تَهَلّلَ وَجهُهُ وَ لَا إِعرَاضُ المُعرِضِ مِنكُم إِذَا خَلَصَ لِي وُدّهُ ذَاكَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ألّذِي لَو كَفَرَ الخَلقُ كُلّهُم مِن أَهلِ السّمَاوَاتِ وَ الأَرَضِينَ لَنَصَرَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِهِ وَحدَهُ هَذَا الدّينَ وَ ألّذِي لَو عَادَاهُ الخَلقُ كُلّهُم لَبَرَزَ إِلَيهِم أَجمَعِينَ بَاذِلًا رُوحَهُ فِي نُصرَةِ كَلِمَةِ اللّهِ رَبّ العَالَمِينَ وَ تَسفِيلِ كَلِمَاتِ إِبلِيسَ اللّعِينِ قَالَص هَذَا الراّعيِ لَم يَبعُد شَاهِدُهُ فَهَلُمّوا بِنَا إِلَي قَطِيعِهِ نَنظُر إِلَي الذّئبَينِ
صفحه : 325
فَإِن كَلّمَانَا وَ وَجَدنَاهُمَا يَرعَيَانِ غَنَمَهُ وَ إِلّا كُنّا عَلَي رَأسِ أَمرِنَا فَقَامَ رَسُولُ اللّهِص وَ مَعَهُ جَمَاعَةٌ كَثِيرَةٌ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ فَلَمّا رَأَوُا القَطِيعَ مِن بَعِيدٍ قَالَ الراّعيِ ذَاكَ قطَيِعيِ فَقَالَ المُنَافِقُونَ فَأَينَ الذّئبَانِ فَلَمّا قَرُبُوا رَأَوُا الذّئبَينِ يَطُوفَانِ حَولَ الغَنَمِ يَرُدّانِ عَنهَا كُلّ شَيءٍ يُفسِدُهَا فَقَالَ لَهُم رَسُولُ اللّهِص أَ تُحِبّونَ أَن تَعلَمُوا أَنّ الذّئبَ مَا عَنَي غيَريِ بِكَلَامِهِ قَالُوا بَلَي يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ أَحِيطُوا بيِ حَتّي لَا يرَاَنيَِ الذّئبَانِ فَأَحَاطُوا بِهِ فَقَالَ للِراّعيِ يَا راَعيِ قُل لِلذّئبِ مَن مُحَمّدٌ ألّذِي ذَكَرتَهُ مِن بَينِ هَؤُلَاءِ قَالَ فَجَاءَ الذّئبُ إِلَي وَاحِدٍ مِنهُم وَ تَنَحّي عَنهُ ثُمّ جَاءَ إِلَي آخَرَ وَ تَنَحّي عَنهُ فَمَا زَالَ حَتّي دَخَلَ وَسطَهُم فَوَصَلَ إِلَي رَسُولِ اللّهِص هُوَ وَ أُنثَاهُ وَ قَالَا السّلَامُ عَلَيكَ يَا رَسُولَ اللّهِ رَبّ العَالَمِينَ وَ سَيّدَ الخَلقِ أَجمَعِينَ وَ وَضَعَا خُدُودَهُمَا عَلَي التّرَابِ وَ مَرّغَاهَا بَينَ يَدَيهِ وَ قَالَا نَحنُ كُنّا دُعَاةً إِلَيكَ بَعَثنَا إِلَيكَ هَذَا الراّعيَِ وَ أَخبَرنَاهُ بِخَبَرِكَ فَنَظَرَ رَسُولُ اللّهِص إِلَي المُنَافِقِينَ مَعَهُ فَقَالَ مَا لِلكَافِرِينَ عَن هَذَا مَحِيصٌ وَ لَا لِلمُنَافِقِينَ عَن هَذَا مَوئِلٌ وَ لَا مَعدِلٌ ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص هَذِهِ وَاحِدَةٌ قَد عَلِمتُم صِدقَ الراّعيِ فِيهَا أَ فَتُحِبّونَ أَن تَعلَمُوا صِدقَهُ فِي الثّانِيَةِ قَالُوا بَلَي يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ أَحِيطُوا بعِلَيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ فَفَعَلُوا ثُمّ نَادَي رَسُولُ اللّهِ أَيّهَا الذّئبَانِ إِنّ هَذَا مُحَمّدٌ قَد أَشَرتُمَا لِلقَومِ إِلَيهِ وَ عَيّنتُمَا عَلَيهِ فَأَشِيرَا وَ عَيّنَا عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ألّذِي ذَكَرتُمَاهُ بِمَا ذَكَرتُمَاهُ قَالَ فَجَاءَ الذّئبَانِ وَ تَخَلّلَا القَومَ وَ جَعَلَا يَتَأَمّلَانِ الوُجُوهَ وَ الأَقدَامَ وَ كُلّ مَن تَأَمّلَاهُ أَعرَضَا عَنهُ حَتّي بَلَغَا عَلِيّاً فَلَمّا تَأَمّلَاهُ مَرّغَا فِي
صفحه : 326
التّرَابِ أَبدَانَهُمَا وَ وَضَعَا عَلَي الأَرضِ بَينَ يَدَيهِ خُدُودَهُمَا وَ قَالَا السّلَامُ عَلَيكَ يَا حَلِيفَ النّدَي وَ مَعدِنَ النّهَي وَ مَحَلّ الحِجَي وَ عَالِماً بِمَا فِي الصّحُفِ الأُولَي وَ وصَيِّ المُصطَفَي السّلَامُ عَلَيكَ يَا مَن أَسعَدَ اللّهُ بِهِ مُحِبّيهِ وَ أَشقَي بِعَدَاوَتِهِ شَانِئِيهِ وَ جَعَلَهُ سَيّدَ آلِ مُحَمّدٍ وَ ذَوِيهِ السّلَامُ عَلَيكَ يَا مَن لَو أَحَبّهُ أَهلُ الأَرضِ كَمَا يُحِبّهُ أَهلُ السّمَاءِ لَصَارُوا خِيَارَ الأَصفِيَاءِ وَ يَا مَن لَو أَحَسّ بِأَقَلّ قَلِيلٍ مِن بُغضِهِ مَن أَنفَقَ فِي سَبِيلِ اللّهِ مَا بَينَ العَرشِ إِلَي الثّرَي لَانقَلَبَ بِأَعظَمِ الخزِيِ وَ المَقتِ مِنَ العلَيِّ الأَعلَي قَالَ فَعَجِبَ أَصحَابُ رَسُولِ اللّهِ الّذِينَ كَانُوا مَعَهُ وَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ مَا ظَنَنّا أَنّ لعِلَيِّ هَذَا المَحَلّ مِنَ السّبَاعِ مَعَ مَحَلّهِ مِنكَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص فَكَيفَ لَو رَأَيتُم مَحَلّهُ مِن سَائِرِ الحَيَوَانَاتِ المَبثُوثَاتِ فِي البَرّ وَ البَحرِ وَ فِي السّمَاوَاتِ وَ الأَرضِ وَ الحُجُبِ وَ العَرشِ وَ الكرُسيِّ وَ اللّهِ لَقَد رَأَيتُ مِن تَوَاضُعِ أَملَاكِ سِدرَةِ المُنتَهَي لِمِثَالِ عَلِيّ المَنصُوبِ بِحَضرَتِهِم لِيَشبَعُوا بِالنّظَرِ إِلَيهِ بَدَلًا مِنَ النّظَرِ إِلَي عَلِيّ كُلّمَا اشتَاقُوا إِلَيهِ مَا يَصغَرُ فِي جَنبِهِ تَوَاضُعُ هَذَينِ الذّئبَينِ وَ كَيفَ لَا يَتَوَاضَعُ الأَملَاكُ وَ غَيرُهُم مِنَ العُقَلَاءِ لعِلَيِّ وَ هَذَا رَبّ العِزّةِ قَد آلَي عَلَي نَفسِهِ قَسَماً لَا يَتَوَاضَعُ أَحَدٌ لعِلَيِّ قِيسَ شَعرَةٍ إِلّا رَفَعَهُ اللّهُ فِي عُلوِ الجِنَانِ مَسِيرَةَ مِائَةِ أَلفِ سَنَةٍ وَ إِنّ التّوَاضُعَ ألّذِي تُشَاهِدُونَهُ يَسِيرٌ قَلِيلٌ فِي جَنبِ هَذِهِ الجَلَالَةِ وَ الرّفعَةِ اللّتَينِ عَنهُمَا تُخبِرُونَ وَ أَمّا حَنِينُ العُودِ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَإِنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ يَخطُبُ بِالمَدِينَةِ إِلَي جِذعِ نَخلَةٍ فِي صَحنِ مَسجِدِهَا فَقَالَ لَهُ بَعضُ أَصحَابِهِ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّ النّاسَ قَد كَثُرُوا وَ إِنّهُم يُحِبّونَ النّظَرَ إِلَيكَ إِذَا خَطَبتَ فَلَو أَذِنتَ أَن نَعمَلَ لَكَ مِنبَراً لَهُ مرَاَقيِ تَرقَاهَا فَيَرَاكَ النّاسُ إِذَا خَطَبتَ فَأَذِنَ فِي ذَلِكَ فَلَمّا كَانَ يَومُ الجُمُعَةِ مَرّ بِالجِذعِ فَتَجَاوَزَهُ إِلَي المِنبَرِ فَصَعِدَهُ فَلَمّا استَوَي عَلَيهِ حَنّ ذَلِكَ الجِذعُ حَنِينَ الثّكلَي وَ أَنّ أَنِينَ الحُبلَي
صفحه : 327
فَارتَفَعَ بُكَاءُ النّاسِ وَ حَنِينُهُم وَ أَنِينُهُم وَ ارتَفَعَ حَنِينُ الجِذعِ وَ أَنِينُهُ فِي حَنِينِ النّاسِ وَ أَنِينِهِم ارتِفَاعاً بَيّناً فَلَمّا رَأَي رَسُولُ اللّهِص ذَلِكَ نَزَلَ عَنِ المِنبَرِ وَ أَتَي الجِذعَ فَاحتَضَنَهُ وَ مَسَحَ عَلَيهِ يَدَهُ وَ قَالَ اسكُن فَمَا تَجَاوَزَكَ رَسُولُ اللّهِ تَهَاوُناً بِكَ وَ لَا استِخفَافاً بِحُرمَتِكَ وَ لَكِن لِيَتِمّ لِعِبَادِ اللّهِ مَصلَحَتُهُم وَ لَكَ جَلَالُكَ وَ فَضلُكَ إِذ كُنتَ مُستَنَدَ مُحَمّدٍ رَسُولِ اللّهِ فَهَدَأَ حَنِينُهُ وَ أَنِينُهُ وَ عَادَ رَسُولُ اللّهِص إِلَي مِنبَرِهِ ثُمّ قَالَ مَعَاشِرَ المُسلِمِينَ هَذَا الجِذعُ يَحِنّ إِلَي رَسُولِ رَبّ العَالَمِينَ وَ يَحزَنُ لِبُعدِهِ عَنهُ ففَيِ عِبَادِ اللّهِ الظّالِمِينَ أَنفُسَهُم مَن لَا يبُاَليِ قَرُبَ مِن رَسُولِ اللّهِ أَم بَعُدَ وَ لَو لَا أنَيّ احتَضَنتُ هَذَا الجِذعَ وَ مَسَحتُ يدَيِ عَلَيهِ مَا هَدَأَ حَنِينُهُ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ وَ إِنّ مِن عِبَادِ اللّهِ وَ إِمَائِهِ لَمَن يَحِنّ إِلَي مُحَمّدٍ رَسُولِ اللّهِ وَ إِلَي عَلِيّ ولَيِّ اللّهِ كَحَنِينِ هَذَا الجِذعِ وَ حَسبُ المُؤمِنِ أَن يَكُونَ قَلبُهُ عَلَي مُوَالَاةِ مُحَمّدٍ وَ عَلِيّ وَ آلِهِمَا الطّيّبِينَ مُنطَوِياً أَ رَأَيتُم شِدّةَ حَنِينِ هَذَا الجِذعِ إِلَي مُحَمّدٍ رَسُولِ اللّهِ وَ كَيفَ هَدَأَ لَمّا احتَضَنَهُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ وَ مَسَحَ يَدَهُ عَلَيهِ قَالُوا بَلَي يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ رَسُولُ اللّهِص وَ ألّذِي بعَثَنَيِ بِالحَقّ نَبِيّاً إِنّ حَنِينَ خُزّانِ جِنَانٍ وَ حُورِ عِينِهَا وَ سَائِرِ قُصُورِهَا وَ مَنَازِلِهَا إِلَي مَن يوُاَليِ مُحَمّداً وَ عَلِيّاً وَ آلَهُمَا الطّيّبِينَ وَ يَبرَأُ مِن أَعدَائِهِمَا لَأَشَدّ مِن حَنِينِ هَذَا الجِذعِ ألّذِي رَأَيتُمُوهُ إِلَي رَسُولِ اللّهِص وَ إِنّ ألّذِي يُسَكّنُ حَنِينَهُم وَ أَنِينَهُم مَا يَرِدُ عَلَيهِم مِن صَلَاةِ أَحَدِكُم مَعَاشِرَ شِيعَتِنَا عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ الطّيّبِينَ أَو صَلَاةِ نَافِلَةٍ أَو صَومٍ أَو صَدَقَةٍ وَ إِنّ مِن عَظِيمِ مَا يُسَكّنُ حَنِينَهُم إِلَي شِيعَةِ مُحَمّدٍ وَ عَلِيّ مَا يَتّصِلُ بِهِم مِن إِحسَانِهِم إِلَي إِخوَانِهِمُ المُؤمِنِينَ وَ مَعُونَتِهِم لَهُم عَلَي دَهرِهِم يَقُولُ أَهلُ الجِنَانِ بَعضُهُم لِبَعضٍ لَا تَستَعجِلُوا
صفحه : 328
صَاحِبَكُم فَمَا يُبطِئُ عَنكُم إِلّا لِلزّيَادَةِ فِي الدّرَجَاتِ العَالِيَاتِ فِي هَذِهِ الجِنَانِ بِإِسدَاءِ المَعرُوفِ إِلَي إِخوَانِهِ المُؤمِنِينَ وَ أَعظَمُ مِن ذَلِكَ مِمّا يُسَكّنُ حَنِينَ سُكّانِ الجِنَانِ وَ حُورِهَا إِلَي شِيعَتِنَا مَا يُعَرّفُهُمُ اللّهُ مِن صَبرِ شِيعَتِنَا عَلَي التّقِيّةِ وَ استِعمَالِهِمُ التّورِيَةَ لِيَسلَمُوا مِن كَفَرَةِ عِبَادِ اللّهِ وَ فَسَقَتِهِم فَحِينَئِذٍ تَقُولُ خُزّانُ الجِنَانِ وَ حُورُهَا لَنَصبِرَنّ عَلَي شَوقِنَا إِلَيهِم كَمَا يَصبِرُونَ عَلَي سَمَاعِ المَكرُوهِ فِي سَادَاتِهِم وَ أَئِمّتِهِم وَ كَمَا يَتَجَرّعُونَ الغَيظَ وَ يَسكُتُونَ عَن إِظهَارِ الحَقّ لِمَا يُشَاهِدُونَ مِن ظُلمِ مَن لَا يَقدِرُونَ عَلَي دَفعِ مَضَرّتِهِ فَعِندَ ذَلِكَ يُنَادِيهِم رَبّنَا عَزّ وَ جَلّ يَا سُكّانَ جنَاّتيِ وَ يَا خُزّانَ رحَمتَيِ مَا لِبُخلٍ أَخّرتُ عَنكُم أَزوَاجَكُم وَ سَادَاتِكُم وَ لَكِن لِيَستَكمِلُوا نَصِيبَهُم مِن كرَاَمتَيِ بِمُوَاسَاتِهِم إِخوَانَهُمُ المُؤمِنِينَ وَ الأَخذِ بأِيَديِ المَلهُوفِينَ وَ التّنفِيسِ عَنِ المَكرُوبِينَ وَ بِالصّبرِ عَلَي التّقِيّةِ مِنَ الفَاسِقِينَ الكَافِرِينَ حَتّي إِذَا استَكمَلُوا أَجزَلَ كرَاَماَتيِ نَقَلتُهُم إِلَيكُم عَلَي أَسَرّ الأَحوَالِ وَ أَغيَظِهَا فَأَبشِرُوا فَعِندَ ذَلِكَ يَسكُنُ حَنِينُهُم وَ أَنِينُهُم وَ أَمّا قَلبُ اللّهِ السّمّ عَلَي اليَهُودِ الّذِينَ قَصَدُوهُ بِهِ وَ أَهلَكَهُم بِهِ فَإِنّ رَسُولَ اللّهِص لَمّا ظَهَرَ بِالمَدِينَةِ اشتَدّ حَسَدُ ابنِ أُبَيّ لَهُ فَدَبّرَ عَلَيهِ أَن يَحفِرَ لَهُ حَفِيرَةً فِي مَجلِسٍ مِن مَجَالِسِ دَارِهِ وَ يَبسُطَ فَوقَهَا بِسَاطاً وَ يَنصِبَ فِي أَسفَلِ الحَفِيرَةِ أَسِنّةَ رِمَاحٍ وَ نَصَبَ سَكَاكِينَ مَسمُومَةً وَ شَدّ أَحَدَ جَوَانِبِ البِسَاطِ وَ الفِرَاشِ إِلَي الحَائِطِ لِيَدخُلَ رَسُولُ اللّهِص وَ خَوَاصّهُ مَعَ عَلِيّ ع فَإِذَا وَضَعَ رَسُولُ اللّهِص رِجلَهُ عَلَي البِسَاطِ وَقَعَ فِي الحَفِيرَةِ وَ كَانَ قَد نَصَبَ فِي دَارِهِ وَ خَبَأَ رِجَالًا بِسُيُوفٍ مَشهُورَةٍ يَخرُجُونَ عَلَي عَلِيّ ع وَ مَن مَعَهُ عِندَ وُقُوعِ مُحَمّدٍ فِي الحَفِيرَةِ فَيَقتُلُونَهُم بِهَا وَ دَبّرَ أَنّهُ إِن لَم يَنشَط لِلقُعُودِ عَلَي ذَلِكَ
صفحه : 329
البِسَاطِ أَن يُطعِمُوهُ مِن طَعَامِهِمُ المَسمُومِ لِيَمُوتَ هُوَ وَ أَصحَابُهُ مَعَهُ جَمِيعاً فَجَاءَهُ جَبرَئِيلُ ع وَ أَخبَرَهُ بِذَلِكَ وَ قَالَ لَهُ إِنّ اللّهَ يَأمُرُكَ أَن تَقعُدَ حَيثُ يُقعِدُكَ وَ تَأكُلَ مِمّا يُطعِمُكَ فَإِنّهُ مُظهِرٌ عَلَيكَ آيَاتِهِ وَ مُهلِكٌ أَكثَرَ مَن تَوَاطَأَ عَلَي ذَلِكَ فِيكَ فَدَخَلَ رَسُولُ اللّهِص وَ قَعَدَ عَلَي البِسَاطِ وَ قَعَدُوا عَن يَمِينِهِ وَ شِمَالِهِ وَ حَوَالَيهِ وَ لَم يَقَع فِي الحَفِيرَةِ فَتَعَجّبَ ابنُ أُبَيّ وَ نَظَرَ وَ إِذَا قَد صَارَ مَا تَحتَ البِسَاطِ أَرضاً مُلتَئِمَةً فَأَتَي رَسُولَ اللّهِص وَ عَلِيّاً ع وَ صَحبَهُمَا بِالطّعَامِ المَسمُومِ فَلَمّا أَرَادَ رَسُولُ اللّهِص وَضعَ يَدِهِ فِي الطّعَامِ قَالَ يَا عَلِيّ ارقِ هَذَا الطّعَامَ بِالرّقيَةِ النّافِعَةِ فَقَالَ عَلِيّ ع بِسمِ اللّهِ الشاّفيِ بِسمِ اللّهِ الكاَفيِ بِسمِ اللّهِ المعُاَفيِ بِسمِ اللّهِ ألّذِي لَا يَضُرّ مَعَ اسمِهِ شَيءٌ فِي الأَرضِ وَ لَا فِي السّمَاءِوَ هُوَ السّمِيعُ العَلِيمُ ثُمّ أَكَلَ رَسُولُ اللّهِص وَ عَلِيّ ع وَ مَن مَعَهُمَا حَتّي شَبِعُوا ثُمّ جَاءَ أَصحَابُ عَبدِ اللّهِ بنِ أُبَيّ وَ خَوَاصّهُ فَأَكَلُوا فَضَلَاتِ رَسُولِ اللّهِص وَ صَحبِهِ ظَنّوا أَنّهُ قَد غَلِطَ وَ لَم يَجعَل فِيهِ سُمُوماً لَمّا رَأَوا مُحَمّداً وَ صَحبَهُ لَم يُصِبهُم مَكرُوهٌ وَ جَاءَت بِنتُ عَبدِ اللّهِ بنِ أُبَيّ إِلَي ذَلِكَ المَجلِسِ المَحفُورِ تَحتَهُ المَنصُوبِ فِيهِ مَا نُصِبَ وَ هيَِ كَانَت دَبّرَت ذَلِكَ وَ نَظَرَت فَإِذَا مَا تَحتَ البِسَاطِ أَرضٌ مُلتَئِمَةٌ فَجَلَسَت عَلَي البِسَاطِ وَاثِقَةً فَأَعَادَ اللّهُ الحَفِيرَةَ بِمَا فِيهَا فَسَقَطَت فِيهَا وَ هَلَكَت فَوَقَعَتِ الصّيحَةُ فَقَالَ عَبدُ اللّهِ بنُ أُبَيّ إِيّاكُم وَ أَن تَقُولُوا إِنّهَا سَقَطَت فِي الحَفِيرَةِ فَيَعلَمَ مُحَمّدٌ مَا كُنّا قَد دَبّرنَا عَلَيهِ فَبَكَوا وَ قَالُوا مَاتَتِ العَرُوسُ وَ بِعِلّةِ عُرسِهَا كَانُوا دَعَوا رَسُولَ اللّهِص وَ مَاتَ القَومُ الّذِينَ أَكَلُوا فَضلَةَ رَسُولِ اللّهِص فَسَأَلَ رَسُولُ اللّهِ عَن سَبَبِ مَوتِ الِابنَةِ وَ القَومِ فَقَالَ ابنُ أُبَيّ سَقَطَت مِنَ السّطحِ وَ لَحِقَ القَومَ
صفحه : 330
تُخَمَةٌ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص اللّهُ أَعلَمُ بِمَا ذَا مَاتُوا وَ تَغَافَلَ عَنهُم وَ أَمّا تَكثِيرُ اللّهِ القَلِيلَ مِنَ الطّعَامِ لِمُحَمّدٍص فَإِنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ ذَاتَ يَومٍ جَالِساً هُوَ وَ أَصحَابُهُ بِحَضرَةِ جَمعٍ مِن خِيَارِ المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ إِذ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ شدِقيِ يَتَحَلّبُ وَ أجَدِنُيِ أشَتهَيِ حَرِيرَةً مَدُوسَةً مُلَبّقَةً بِسَمنٍ وَ عَسَلٍ فَقَالَ عَلِيّ ع وَ أَنَا أشَتهَيِ مَا يَشتَهِيهِ رَسُولُ اللّهِص قَالَ رَسُولُ اللّهِص لأِبَيِ الفَصِيلِ مَا تشَتهَيِ أَنتَ فَقَالَ خَاصِرَةَ حَمَلٍ مشَويِّ وَ قَالَ لأِبَيِ الشّرُورِ وَ أَبِي الدوّاَهيِ مَا تَشتَهِيَانِ أَنتُمَا قَالَا صَدرَ حَمَلٍ مشَويِّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَيّ عَبدٍ مُؤمِنٍ يُضِيفُ اليَومَ رَسُولَ اللّهِص وَ صَحبَهُ وَ يُطعِمُهُم شَهَوَاتِهِم فَقَالَ عَبدُ اللّهِ بنُ أُبَيّ هَذَا وَ اللّهِ اليَومُ ألّذِي نَكِيدُ فِيهِ مُحَمّداً وَ صَحبَهُ وَ نَقتُلُهُ وَ نُخَلّصُ العِبَادَ مِنهُ وَ قَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ أَنَا أُضِيفُكُم عنِديِ شَيءٌ مِن بُرّ وَ سَمنٍ وَ عَسَلٍ وَ عنِديِ حَمَلٌ أَشوِيهِ لَكُم قَالَ رَسُولُ اللّهِص فَافعَل فَذَهَبَ عَبدُ اللّهِ بنُ أُبَيّ وَ أَكثَرَ السّمّ فِي ذَلِكَ البُرّ المُلَبّقِ بِالسّمنِ وَ العَسَلِ وَ فِي ذَلِكَ الحَمَلِ المشَويِّ ثُمّ عَادَ إِلَي رَسُولِ اللّهِص وَ قَالَ هَلُمّوا إِلَي مَا اشتَهَيتُم قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَعَ هَؤُلَاءِ قَالَ ابنُ أُبَيّ أَنتَ وَ عَلِيّ وَ سَلمَانُ وَ المِقدَادُ وَ أَبُو ذَرّ وَ عَمّارٌ فَأَشَارَ رَسُولُ اللّهِص إِلَي أَبِي الشّرُورِ وَ أَبِي الدوّاَهيِ وَ أَبِي الملَاَهيِ وَ أَبِي النّكثِ وَ قَالَ يَا ابنَ أُبَيّ دُونَ هَؤُلَاءِ فَقَالَ ابنُ أُبَيّ نَعَم دُونَ هَؤُلَاءِ وَ كَرِهَ أَن يَكُونُوا مَعَهُ لِأَنّهُم كَانُوا مُوَاطِئِينَ لِابنِ أُبَيّ عَلَي النّفَاقِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا حَاجَةَ لِي فِي شَيءٍ أَستَبِدّ بِهِ دُونَ هَؤُلَاءِ المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ الحَاضِرِينَ لِي فَقَالَ عَبدُ اللّهِ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّ الشيّءَ قَلِيلٌ
صفحه : 331
لَا يُشبِعُ أَكثَرَ مِن عَشَرَةٍ إِلَي خَمسَةٍ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ اللّهَ أَنزَلَ مَائِدَةً عَلَي عِيسَي ع وَ بَارَكَ لَهُ فِي أَرغِفَةٍ وَ سُمَيكَاتٍ حَتّي أَكَلَ وَ شَبِعَ مِنهَا أَربَعَةُ آلَافٍ وَ سَبعُمِائَةٍ فَقَالَ شَأنَكَ ثُمّ نَادَي رَسُولُ اللّهِص يَا مَعَاشِرَ المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ هَلُمّوا إِلَي مَائِدَةِ عَبدِ اللّهِ بنِ أُبَيّ فَجَاءُوا مَعَ رَسُولِ اللّهِ وَ هُم سَبعَةُ آلَافٍ وَ ثَمَانُمِائَةٍ فَقَالَ عَبدُ اللّهِ لِأَصحَابٍ لَهُ كَيفَ نَصنَعُ هَذَا مُحَمّدٌ وَ صَحبُهُ وَ إِنّمَا نُرِيدُ أَن نَقتُلَ مُحَمّداً وَ نَفَراً مِن أَصحَابِهِ وَ لَكِن إِذَا مَاتَ مُحَمّدٌ وَقَعَ بَأسُ هَؤُلَاءِ بَينَهُم فَلَا يلَتقَيِ اثنَانِ مِنهُم فِي طَرِيقٍ وَ بَعَثَ ابنُ أُبَيّ إِلَي أَصحَابِهِ وَ المُتَعَصّبِينَ لَهُ لِيَتَسَلّحُوا وَ يَتَجَمّعُوا قَالَ وَ مَا هُوَ إِلّا أَن يَمُوتَ مُحَمّدٌ حَتّي يَلقَانَا أَصحَابُهُ وَ يَتَهَالَكُوا فَلَمّا دَخَلَ رَسُولُ اللّهِص دَارَهُ أَومَأَ عَبدُ اللّهِ إِلَي بَيتٍ لَهُ صَغِيرٍ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ أَنتَ وَ هَؤُلَاءِ الأَربَعَةُ يعَنيِ عَلِيّاً وَ سَلمَانَ وَ المِقدَادَ وَ عَمّاراً فِي هَذَا البَيتِ وَ البَاقُونَ فِي الدّارِ وَ الحُجرَةِ وَ البُستَانِ وَ يَقِفُ مِنهُم قَومٌ عَلَي البَابِ حَتّي يَفرُغَ أَقوَامٌ وَ يَخرُجُونَ ثُمّ يَدخُلَ بَعدَهُم أَقوَامٌ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ ألّذِي يُبَارِكُ فِي هَذَا الطّعَامِ القَلِيلِ لَيُبَارِكُ فِي هَذَا البَيتِ الصّغِيرِ الضّيّقِ ادخُل يَا عَلِيّ وَ يَا سَلمَانُ وَ يَا مِقدَادُ وَ يَا عَمّارُ ادخُلُوا مَعَاشِرَ المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ فَدَخَلُوا أَجمَعِينَ وَ قَعَدُوا حَلقَةً وَاحِدَةً كَمَا يَستَدِيرُونَ حَولَ تَرَابِيعِ الكَعبَةِ وَ إِذَا البَيتُ قَد وَسِعَهُم أَجمَعِينَ حَتّي إِنّ بَينَ كُلّ رَجُلَينِ مِنهُم مَوضِعَ رَجُلٍ فَدَخَلَ عَبدُ اللّهِ بنُ أُبَيّ فَرَأَي عَجَباً عَجِيباً
صفحه : 332
مِن سَعَةِ البَيتِ ألّذِي كَانَ ضَيّقاً فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص ايتِنَا بِمَا عَمِلتَهُ فَجَاءَهُ بِالحَرِيرَةِ المُلَبّقَةِ بِالسّمنِ وَ العَسَلِ وَ بِالحَمَلِ المشَويِّ فَقَالَ ابنُ أُبَيّ يَا رَسُولَ اللّهِص كُل أَنتَ أَوّلًا قَبلَهُم ثُمّ ليَأكُل صَحبُكَ هَؤُلَاءِ عَلِيّ وَ مَن مَعَهُ ثُمّ يَطعَمُ هَؤُلَاءِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص كَذَلِكَ أَفعَلُ فَوَضَعَ رَسُولُ اللّهِص يَدَهُ عَلَي الطّعَامِ وَ وَضَعَ عَلِيّ ع يَدَهُ مَعَهُ فَقَالَ ابنُ أُبَيّ أَ لَم يَكُنِ الأَمرُ عَلَي أَن يَأكُلَ عَلِيّ مَعَ أَصحَابِكَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا عَبدَ اللّهِ إِنّ عَلِيّاً أَعلَمُ بِاللّهِ وَ بِرَسُولِهِ مِنكَ إِنّ اللّهَ مَا فَرّقَ فِيمَا مَضَي بَينَ مُحَمّدٍ وَ بَينَ عَلِيّ وَ لَا يُفَرّقُ فِيمَا يأَتيِ أَيضاً بَينَهُمَا إِنّ عَلِيّاً كَانَ وَ أَنَا مَعَهُ نُوراً وَاحِداً عَرَضَنَا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَلَي أَهلِ سَمَاوَاتِهِ وَ أَرَضِيهِ وَ سَائِرِ حُجُبِهِ وَ جِنَانِهِ وَ هَوَائِهِ وَ أَخَذَ لَنَا عَلَيهِمُ العُهُودَ وَ المَوَاثِيقَ لِيَكُونَنّ لَنَا وَ لِأَولِيَائِنَا مُوَالِينَ وَ لِأَعدَائِنَا مُعَانِدِينَ وَ لِمَن نُحِبّهُ مُحِبّينَ وَ لِمَن نُبغِضُهُ مُبغِضِينَ مَا زَالَت إِرَادَتُنَا وَاحِدَةً وَ لَا تَزَالُ لَا أُرِيدُ إِلّا مَا يُرِيدُ وَ لَا يُرِيدُ إِلّا مَا أُرِيدُ يسَرُنّيِ مَا يَسُرّهُ وَ يؤُلمِنُيِ مَا يُؤلِمُهُ فَدَع يَا ابنَ أُبَيّ عَلِيّاً فَإِنّهُ أَعلَمُ بِنَفسِهِ وَ بيِ مِنكَ قَالَ ابنُ أُبَيّ نَعَم يَا رَسُولَ اللّهِ وَ أَفضَي إِلَي جَدّ وَ مُعَتّبٍ فَقَالَ أَرَدنَا وَاحِداً فَصَارَا اثنَينِ الآنَ يَمُوتَانِ جَمِيعاً وَ نُكفَاهُمَا جَمِيعاً وَ هَذَا لِحَينُهُمَا وَ سَعَادَتُنَا فَلَو بقَيَِ عَلِيّ بَعدَهُ لَعَلّهُ كَانَ يُجَالِدُ أَصحَابَنَا هَؤُلَاءِ وَ عَبدُ اللّهِ بنُ أُبَيّ قَد جَمَعَ أَصحَابَهُ وَ مُتَعَصّبِيهِ حَولَ دَارِهِ لِيَضَعُوا السّيفَ عَلَي أَصحَابِ رَسُولِ اللّهِص إِذَا مَاتَ بِالسّمّ ثُمّ وَضَعَ رَسُولُ اللّهِص وَ عَلِيّ ع يَدَهُمَا فِي الحَرِيرَةِ المُلَبّقَةِ بِالسّمنِ وَ العَسَلِ فَأَكَلَا حَتّي شَبِعَا ثُمّ وَضَعَ مَنِ اشتَهَي خَاصِرَةَ الحَمَلِ وَ مَنِ اشتَهَي صَدرَهُ مِنهُم فَأَكَلَا حَتّي شَبِعَا وَ عَبدُ اللّهِ يَنظُرُ وَ يَظُنّ أَن لَا يُلبِثُهُمُ السّمّ فَإِذَا هُم لَا
صفحه : 333
يَزدَادُونَ إِلّا نَشَاطاً ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص هَاتِ الحَمَلَ فَلَمّا أَتَي بِهِ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا أَبَا الحَسَنِ ضَعِ الحَمَلَ فِي وَسَطِ البَيتِ فَوَضَعَهُ فَقَالَ عَبدُ اللّهِ يَا رَسُولَ اللّهِ كَيفَ تَنَالُهُ أَيدِيهِم فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ إِنّ ألّذِي وَسّعَ هَذَا البَيتَ وَ عَظّمَهُ حَتّي وَسِعَ جَمَاعَتَهُم وَ فَضَلَ عَنهُم هُوَ ألّذِي يُطِيلُ أَيدِيَهُم حَتّي تَنَالَ هَذَا الحَمَلَ قَالَ فَأَطَالَ اللّهُ تَعَالَي أَيدِيَهُم حَتّي نَالَت ذَلِكَ فَتَنَاوَلُوا مِنهُ وَ بَارَكَ فِي ذَلِكَ الحَمَلِ حَتّي وَسِعَهُم وَ أَشبَعَهُم وَ كَفَاهُم فَإِذَا هُوَ بَعدَ أَكلِهِم لَم يَبقَ مِنهُ إِلّا عِظَامُهُ فَلَمّا فَرَغُوا مِنهُ طَرَحَ عَلَيهِ رَسُولُ اللّهِص مِندِيلًا لَهُ ثُمّ قَالَ يَا عَلِيّ اطرَح عَلَيهِ الحَرِيرَةَ المُلَبّقَةَ بِالسّمنِ وَ العَسَلِ فَفَعَلَ فَأَكَلُوا مِنهُ حَتّي شَبِعُوا كُلّهُم وَ أَنفَدُوهُ ثُمّ قَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ نَحتَاجُ إِلَي لَبَنٍ أَو شَرَابٍ نَشرَبُهُ عَلَيهِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ صَاحِبَكُم أَكرَمُ عَلَي اللّهِ مِن عِيسَي ع أَحيَا اللّهُ تَعَالَي لَهُ المَوتَي وَ سَيَفعَلُ ذَلِكَ لِمُحَمّدٍ ثُمّ بَسَطَ مِندِيلَهُ وَ مَسَحَ يَدَهُ عَلَيهِ وَ قَالَ أللّهُمّ كَمَا بَارَكتَ فِيهَا فَأَطعَمتَنَا مِن لَحمِهَا فَبَارِك فِيهَا وَ اسقِنَا مِن لَبَنِهَا قَالَ فَتَحَرّكَت وَ بَرَكَت وَ قَامَت وَ امتَلَأَ ضَرعُهَا فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص ايتوُنيِ بِأَزقَاقٍ وَ ظُرُوفٍ وَ أَوعِيَةٍ وَ مَزَادَاتٍ فَجَاءُوا بِهَا فَمَلَأَهَا فَسَقَاهُم حَتّي شَرِبُوا وَ رَوُوا ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَو لَا أنَيّ أَخَافُ أَن يُفتَتَنَ بِهَا أمُتّيِ كَمَا افتُتِنَ بَنُو إِسرَائِيلَ بِالعِجلِ فَاتّخَذُوهُ رَبّاً مِن دُونِ اللّهِ لَتَرَكتُهَا تَسعَي فِي أَرضِ اللّهِ وَ تَأكُلُ مِن حَشَائِشِهَا وَ لَكِنّ أللّهُمّ أَعِدهَا عِظَاماً كَمَا أَنشَأتَهَا فَعَادَت عِظَاماً مَأكُولًا مَا عَلَيهَا مِنَ اللّحمِ شَيءٌ وَ هُم يَنظُرُونَ قَالَ فَجَعَلَ أَصحَابُ رَسُولِ اللّهِص يَتَذَاكَرُونَ بَعدَ ذَلِكَ تَوسِعَةَ اللّهِ البَيتَ وَ تَكثِيرَهُ الطّعَامَ وَ دَفعَهُ غَائِلَةَ السّمّ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص إنِيّ إِذَا تَذَكّرتُ ذَلِكَ البَيتَ كَيفَ وَسّعَهُ اللّهُ بَعدَ ضِيقِهِ وَ فِي تَكثِيرِ ذَلِكَ الطّعَامِ بَعدَ قِلّتِهِ وَ فِي ذَلِكَ السّمّ كَيفَ أَزَالَ اللّهُ تَعَالَي غَائِلَتَهُ عَن
صفحه : 334
مُحَمّدٍ وَ عَن ذَوِيهِ وَ كَيفَ وَسّعَهُ وَ كَثّرَهُ أَذكُرُ مَا يَزِيدُهُ اللّهُ تَعَالَي فِي مَنَازِلِ شِيعَتِنَا وَ خَيرَاتِهِم فِي جَنّاتِ عَدنٍ وَ فِي الفِردَوسِ إِنّ فِي شِيعَتِنَا لَمَن يَهَبُ اللّهُ تَعَالَي لَهُ فِي الجِنَانِ مِنَ الدّرَجَاتِ وَ المَنَازِلِ وَ الخَيرَاتِ مَا لَا يَكُونُ الدّنيَا وَ خَيرَاتُهَا فِي جَنبِهَا إِلّا كَالرّملَةِ فِي البَادِيَةِ الفَضفَاضَةِ فَمَا هُوَ إِلّا أَن يَرَي أَخاً لَهُ مُؤمِناً فَقِيراً فَيَتَوَاضَعَ لَهُ وَ يُكرِمَهُ وَ يُعِينَهُ وَ يَمُونَهُ وَ يَصُونَهُ عَن بَذلِ وَجهِهِ لَهُ حَتّي يَرَي المَلَائِكَةَ المُوَكّلِينَ بِتِلكَ المَنَازِلِ وَ القُصُورِ وَ قَد تَضَاعَفَت حَتّي صَارَت فِي الزّيَادَةِ كَمَا كَانَ هَذَا الزّائِدُ فِي هَذَا البَيتِ الصّغِيرِ ألّذِي رَأَيتُمُوهُ فِيمَا صَارَ إِلَيهِ مِن كِبَرِهِ وَ عِظَمِهِ وَ سَعَتِهِ فَيَقُولُ المَلَائِكَةُ يَا رَبّنَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِالخِدمَةِ فِي هَذِهِ المَنَازِلِ فَامدُدنَا بِمَلَائِكَةٍ يُعَاوِنُونَنَا فَيَقُولُ اللّهُ مَا كُنتُ لِأَحمِلَكُم مَا لَا تُطِيقُونَ فَكَم تُرِيدُونَ مَدَداً فَيَقُولُونَ أَلفَ ضِعفِنَا وَ فِيهِم مِنَ المُؤمِنِينَ مَن يَقُولُ المَلَائِكَةُ نَستَزِيدُ مَدَداً أَلفَ أَلفِ ضِعفِنَا وَ أَكثَرَ مِن ذَلِكَ عَلَي قَدرِ قُوّةِ إِيمَانِ صَاحِبِهِم وَ زِيَادَةِ إِحسَانِهِ إِلَي أَخِيهِ المُؤمِنِ فَيُمِدّهُمُ اللّهُ تَعَالَي بِتِلكَ الأَملَاكِ وَ كُلّمَا لقَيَِ هَذَا المُؤمِنُ أَخاً فَبَرّهُ زَادَ اللّهُ فِي مَمَالِكِهِ وَ فِي خَدَمِهِ فِي الجَنّةِ كَذَلِكَ ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص وَ إِذَا تَفَكّرتُ فِي الطّعَامِ المَسمُومِ ألّذِي صَبَرنَا عَلَيهِ كَيفَ أَزَالَ اللّهُ عَنّا غَائِلَتَهُ وَ كَثّرَهُ وَ وَسّعَهُ ذَكَرتُ صَبرَ شِيعَتِنَا عَلَي التّقِيّةِ وَ عِندَ ذَلِكَ يُؤَدّيهِمُ اللّهُ بِذَلِكَ الصّبرِ إِلَي أَشرَفِ العَاقِبَةِ وَ أَكمَلِ السّعَادَةِ طَالَ مَا يَغتَبِطُونَ فِي تِلكَ الجِنَانِ بِتِلكَ الطّيّبَاتِ فَيُقَالُ لَهُم كُلُوا هَنِيئاً بِتَقِيّتِكُم لِأَعدَائِكُم وَ صَبرِكُم عَلَي أَذَاهُم
صفحه : 335
توضيح قال الجوهري حمارّة القيظ بتشديد الراء شدة حره و قال الضبع العضد. قوله ونصلت أي خرجت . قوله أي شيءيُرَدّ عليكم علي بناء المجهول أي لايَرُدّ عليكم شيئا ذهب عنكم أو علي بناء المعلوم أي لاينفعكم يقال هذاأردّ أي أنفع و لارادّةَ فيه أي لافائدة فيه والكرش للحيوان بمنزلة المعدة للإنسان ونفضه كناية عن استخراج ما فيه من البول والغائط والإيغال الإمعان في السير وربض الدار بالتحريك ماحولها والقمقام السيد ويقال لايحفل بكذا بالكسر أي لايبالي والازورار العدول والانحراف . قوله ص و إلاكنا علي رأس أمرنا إن لم نشاهد ذلك لايبطل أمرنا بل نكون علي ماكنا عليه من الدلائل والمعجزات والموئل الملجأ قوله حليف الندي أي ملازم الجود لايفارقه كما لايفارق الحليف صاحبه وقِيسُ كذا بالكسر قدره قال الفيروزآبادي تحلب عينه وفوه سالا قوله مدوسة الدوس الوطء بالرجل وإخراج الحب من السنبل ولعل المراد هنا المبالغة في التقية أوالدق أوالخلط ويقال لبقها أي خلطها خلطا شديدا ذكره الجزري. و قال الجوهري الثريد الملبق الشديد التثريد الملين بالدسم . و أبوالفصيل أبوبكر و كان يكني به لموافقة البكر والفصيل في المعني و أبوالشرور عمر و أبوالدواهي عثمان و في الأخير يحتمل أن يكون المراد بأبي الشرور أبابكر علي الترتيب إلي معاوية أوعمر علي الترتيب إلي معاوية ثم علي هذا أبوالنكث إما أبوبكر أوطلحة بترك ذكر أبي بكر والحَين بالفتح الهلاك
16-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] لَمّا نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُثُمّ قَسَت قُلُوبُكُم مِن بَعدِ ذلِكَ فهَيَِ كَالحِجارَةِ أَو أَشَدّ قَسوَةً فِي حَقّ اليَهُودِ وَ النّوَاصِبِ قَالُوا لَهُ يَا مُحَمّدُ زَعَمتَ أَنّهُ مَا فِي قُلُوبِنَا شَيءٌ مِن مُوَاسَاةِ الفُقَرَاءِ وَ مُعَاوَنَةِ الضّعَفَاءِ وَ النّفَقَةِ فِي إِبطَالِ البَاطِلِ وَ إِحقَاقِ الحَقّ وَ أَنّ الأَحجَارَ أَليَنُ مِن قُلُوبِنَا وَ أَطوَعُ لِلّهِ مِنّا وَ هَذِهِ الجِبَالُ بِحَضرَتِنَا فَهَلُمّ بِنَا إِلَي بَعضِهَا فَاستَشهِدهُ عَلَي
صفحه : 336
تَصدِيقِكَ وَ تَكذِيبِنَا فَإِن نَطَقَ بِتَصدِيقِكَ فَأَنتَ المُحِقّ يَلزَمُنَا اتّبَاعُكَ وَ إِن نَطَقَ بِتَكذِيبِكَ أَو صَمَتَ فَلَم يَرُدّ جَوَابَكَ فَاعلَم أَنّكَ المُبطِلُ فِي دَعوَاكَ المُعَانِدُ لِهَوَاكَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص نَعَم هَلُمّوا بِنَا إِلَي أَيّهَا شِئتُم فَأَستَشهِدهُ لِيَشهَدَ لِي عَلَيكُم فَخَرَجُوا إِلَي أَوعَرِ جَبَلٍ رَأَوهُ فَقَالُوا يَا مُحَمّدُ هَذَا الجَبَلُ فَاستَشهِدهُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لِلجَبَلِ إنِيّ أَسأَلُكَ بِجَاهِ مُحَمّدٍ وَ آلِهِ الطّيّبِينَ الّذِينَ بِذِكرِ أَسمَائِهِم خَفّفَ اللّهُ العَرشَ عَلَي كَوَاهِلِ ثَمَانِيَةٍ مِنَ المَلَائِكَةِ بَعدَ أَن لَم يَقدِرُوا عَلَي تَحرِيكِهِ وَ هُم خَلقٌ كَثِيرٌ لَا يَعرِفُ عَدَدَهُم إِلّا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ وَ بِحَقّ مُحَمّدٍ وَ آلِهِ الطّيّبِينَ الّذِينَ بِذِكرِ أَسمَائِهِم تَابَ اللّهُ عَلَي آدَمَ ع وَ غَفَرَ خَطِيئَتَهُ وَ أَعَادَهُ إِلَي مَرتَبَتِهِ وَ بِحَقّ مُحَمّدٍ وَ آلِهِ الطّيّبِينَ الّذِينَ بِذِكرِ أَسمَائِهِم وَ سُؤَالِ اللّهِ بِهِم رَفَعَ إِدرِيسَ ع فِي الجَنّةِ مَكَاناً عَلِيّاً لَمّا شَهِدتَ لِمُحَمّدٍ بِمَا أَودَعَكَ اللّهُ بِتَصدِيقِهِ عَلَي هَؤُلَاءِ اليَهُودِ فِي ذِكرِ قَسَاوَةِ قُلُوبِهِم وَ تَكذِيبِهِم فِي جَحدِهِم لِقَولِ مُحَمّدٍ رَسُولِ اللّهِ فَتَحَرّكَ الجَبَلُ وَ تَزَلزَلَ وَ فَاضَ عَنهُ المَاءُ وَ نَادَي يَا مُحَمّدُ أَشهَدُ أَنّكَ رَسُولُ رَبّ العَالَمِينَ وَ سَيّدُ الخَلَائِقِ أَجمَعِينَ وَ أَشهَدُ أَنّ قُلُوبَ هَؤُلَاءِ اليَهُودِ كَمَا وَصَفتَ أَقسَي مِنَ الحِجَارَةِ لَا يَخرُجُ مِنهَا خَيرٌ كَمَا قَد يَخرُجُ مِنَ الحِجَارَةِ المَاءُ سَيلًا أَو تَفَجّراً وَ أَشهَدُ أَنّ هَؤُلَاءِ كَاذِبُونَ عَلَيكَ فِيمَا بِهِ يَقذِفُونَكَ مِنَ الفِريَةِ عَلَي رَبّ العَالَمِينَ ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص وَ أَسأَلُكَ أَيّهَا الجَبَلُ أَ أَمَرَكَ اللّهُ تَعَالَي بطِاَعتَيِ فِيمَا أَلتَمِسُهُ مِنكَ بِجَاهِ مُحَمّدٍ وَ آلِهِ الطّيّبِينَ الّذِينَ بِهِم نَجّي اللّهُ تَعَالَي نُوحاً ع مِنَ الكَربِ العَظِيمِ وَ بَرّدَ اللّهُ النّارَ عَلَي اِبرَاهِيمَ ع وَ جَعَلَهَا عَلَيهِ سَلَاماً وَ مَكّنَهُ فِي جَوفِ النّارِ عَلَي سَرِيرٍ وَ فِرَاشٍ وَثِيرٍ لَم يَرَ ذَلِكَ الطّاغِيَةُ مِثلَهُ لِأَحَدٍ مِن مُلُوكِ الأَرضِ أَجمَعِينَ فَأَنبَتَت حَوَالَيهِ مِنَ
صفحه : 337
الأَشجَارِ الخَضِرَةِ النّضِرَةِ النّزِهَةِ وَ غَمَرَ مَا حَولَهُ مِن أَنوَاعِ النّورِ بِمَا لَا يُوجَدُ إِلّا فِي فُصُولٍ أَربَعَةٍ مِنَ السّنَةِ قَالَ الجَبَلُ بَلَي أَشهَدُ لَكَ يَا مُحَمّدُ بِذَلِكَ وَ أَشهَدُ أَنّكَ لَوِ اقتَرَحتَ عَلَي رَبّكَ أَن يَجعَلَ رِجَالَ الدّنيَا قِرَداً وَ خَنَازِيرَ لَفَعَلَ أَو يَجعَلَهُم مَلَائِكَةً لَفَعَلَ وَ أَن يُقَلّبَ النّيرَانَ جَلِيداً وَ الجَلِيدَ نِيرَاناً لَفَعَلَ أَو يُهبِطَ السّمَاءَ إِلَي الأَرضِ أَو يَرفَعَ الأَرضَ إِلَي السّمَاءِ لَفَعَلَ أَو يُصَيّرَ أَطرَافَ المَشَارِقِ وَ المَغَارِبِ وَ الوِهَادِ كُلّهَا صُرّةً كَصُرّةِ الكِيسِ لَفَعَلَ وَ أَنّهُ قَد جَعَلَ الأَرضَ وَ السّمَاءَ طَوعَكَ وَ الجِبَالَ وَ البِحَارَ تَنصَرِفُ بِأَمرِكَ وَ سَائِرَ مَا خَلَقَ اللّهُ مِنَ الرّيَاحِ وَ الصّوَاعِقِ وَ جَوَارِحِ الإِنسَانِ وَ أَعضَاءِ الحَيَوَانِ لَكَ مُطِيعَةً وَ مَا أَمَرتَهَا بِهِ مِن شَيءٍ ائتَمَرَت فَقَالَتِ اليَهُودُ يَا مُحَمّدُ أَ عَلَينَا تُشَبّهُ وَ تُلَبّسُ قَد أَجلَستَ مَرَدَةً مِن أَصحَابِكَ خَلفَ صُخُورِ هَذَا الجَبَلِ فَهُم يَنطِقُونَ بِهَذَا الكَلَامِ وَ نَحنُ لَا ندَريِ أَ نَسمَعُ مِنَ الرّجَالِ أَم مِنَ الجِبَالِ لَا يَغتَرّ بِمِثلِ هَذَا إِلّا ضُعَفَاؤُكَ الّذِينَ تَبَحبَحُ فِي عُقُولِهِم فَإِن كُنتَ صَادِقاً فَتَنَحّ مِن مَوضِعِكَ هَذَا إِلَي ذَلِكَ القَرَارِ وَ أمُر هَذَا الجَبَلَ أَن يَنقَلِعَ مِن أَصلِهِ فَيَسِيرَ إِلَيكَ إِلَي هُنَاكَ فَإِذَا حَضَرَكَ وَ نَحنُ نُشَاهِدُهُ فَأمُرهُ أَن يَنقَطِعَ نِصفَينِ مِنِ ارتِفَاعِ سَمكِهِ ثُمّ تَرتَفِعَ السّفلَي مِن قِطعَتِهِ فَوقَ العُليَا وَ تَنخَفِضَ العُليَا تَحتَ السّفلَي فَإِذَا أَصلُ الجَبَلِ قُلّتُهُ وَ قُلّتُهُ أَصلُهُ لِنَعلَمَ أَنّهُ مِنَ اللّهِ لَا يَتّفِقُ بِمُوَاطَأَةٍ وَ لَا بِمُعَاوَنَةِ مُمَوّهِينَ مُتَمَرّدِينَ
صفحه : 338
فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص وَ أَشَارَ إِلَي حَجَرٍ فِيهِ قَدرِ خَمسَةِ أَرطَالٍ يَا أَيّهَا الحَجَرُ تَدَحرَج فَتَدَحرَجَ فَقَالَ لِمُخَاطِبِهِ خُذهُ وَ قَرّبهُ مِن أُذُنِكَ فَسَيُعِيدُ عَلَيكَ مَا سَمِعتَ فَإِنّ هَذَا جُزءٌ مِن ذَلِكَ الجَبَلِ فَأَخَذَهُ الرّجُلُ فَأَدنَاهُ إِلَي أُذُنِهِ فَنَطَقَ الحَجَرُ بِمِثلِ مَا نَطَقَ بِهِ الجَبَلُ أَوّلًا مِن تَصدِيقِ رَسُولِ اللّهِص وَ فِيمَا ذَكَرَهُ عَن قُلُوبِ اليَهُودِ فِيمَا أَخبَرَ بِهِ مِن أَنّ نَفَقَاتِهِم فِي دَفعِ أَمرِ مُحَمّدٍ بَاطِلٌ وَ وَبَالٌ عَلَيهِم فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص أَ سَمِعتَ هَذَا أَ خَلفَ هَذَا الحَجَرِ أَحَدٌ يُكَلّمُكَ يُوهِمُكَ أَنّهُ الحَجَرُ يُكَلّمُكَ قَالَ لَا فأَتنِيِ بِمَا اقتَرَحتُ فِي الجَبَلِ فَتَبَاعَدَ رَسُولُ اللّهِ إِلَي فَضَاءٍ وَاسِعٍ ثُمّ نَادَي الجَبَلَ يَا أَيّهَا الجَبَلُ بِحَقّ مُحَمّدٍ وَ آلِهِ الطّيّبِينَ الّذِينَ بِجَاهِهِم وَ مَسأَلَةِ عِبَادِ اللّهِ بِهِم أَرسَلَ اللّهُ عَلَي قَومِ عَادٍرِيحاً صَرصَراًعَاتِيَةًتَنزِعُ النّاسَكَأَنّهُم أَعجازُ نَخلٍ خاوِيَةٍ وَ أَمَرَ جَبرَئِيلَ أَن يَصِيحَ صَيحَةً فِي قَومِ صَالِحٍ ع حَتّي صَارُواكَهَشِيمِ المُحتَظِرِ لَمّا انقَلَعتَ مِن مَكَانِكَ بِإِذنِ اللّهِ وَ جِئتَ إِلَي حضَرتَيِ هَذِهِ وَ وَضَعَ يَدَهُ عَلَي الأَرضِ بَينَ يَدَيهِ فَتَزَلزَلَ الجَبَلُ وَ سَارَ كَالقَارِحِ الهِملَاجِ حَتّي دَنَا مِن إِصبَعِهِ أَصلُهُ فَلَزِقَ بِهَا وَ وَقَفَ وَ نَادَي هَا أَنَا ذَا سَامِعٌ لَكَ مُطِيعٌ يَا رَسُولَ رَبّ العَالَمِينَ وَ إِن رُغِمَت أُنُوفُ هَؤُلَاءِ المُعَانِدِينَ فأَمرُنيِ آتَمِر بِأَمرِكَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ هَؤُلَاءِ اقتَرَحُوا عَلَيّ أَن آمُرَكَ أَن تَنقَلِعَ مِن أَصلِكَ فَتَصِيرَ نِصفَينِ ثُمّ يَنحَطّ أَعلَاكَ وَ يَرتَفِعَ أَسفَلُكَ فَتَصِيرَ ذِروَتُكَ أَصلَكَ وَ أَصلُكَ ذِروَتَكَ فَقَالَ الجَبَلُ أَ فتَأَمرُنُيِ بِذَلِكَ يَا رَسُولَ رَبّ العَالَمِينَ قَالَ بَلَي فَانقَطَعَ نِصفَينِ وَ انحَطّ أَعلَاهُ إِلَي الأَرضِ وَ ارتَفَعَ أَسفَلُهُ فَوقَ أَعلَاهُ فَصَارَ فَرعُهُ أَصلَهُ وَ أَصلُهُ فَرعَهُ ثُمّ نَادَي الجَبَلُ مَعَاشِرَ اليَهُودِ
صفحه : 339
هَذَا ألّذِي تَرَونَ دُونَ مُعجِزَاتِ مُوسَي ألّذِي تَزعُمُونَ أَنّكُم بِهِ تُؤمِنُونَ فَنَظَرَ اليَهُودُ بَعضُهُم إِلَي بَعضٍ فَقَالَ بَعضٌ مَا عَن هَذَا مَحِيصٌ وَ قَالَ آخَرُونَ مِنهُم هَذَا رَجُلٌ مَبخُوتٌ مُؤتَي لَهُ وَ المَبخُوتُ تُؤتَي لَهُ العَجَائِبُ وَ لَا يَغُرّنّكُم مَا تُشَاهِدُونَ فَنَادَاهُمُ الجَبَلُ يَا أَعدَاءَ اللّهِ قَد أَبطَلتُم بِمَا تَقُولُونَ نُبُوّةَ مُوسَي ع هَلّا قُلتُم لِمُوسَي إِنّ قَلبَ العَصَا ثُعبَاناً وَ انفِلَاقَ البَحرِ طُرُقاً وَ وُقُوفَ الجَبَلِ كَالظّلّةِ فَوقَكُم إِنّمَا تأتي[تُؤتَي] لَكَ لِأَنّكَ مُؤَاتًي لَكَ يَأتِيكَ جَدّكَ بِالعَجَائِبِ فَلَا يَغُرّنَا مَا نُشَاهِدُهُ فَأَلقَمَتهُمُ الجِبَالُ بِمَقَالَتِهَا الصّخُورَ وَ لَزِمَتهُم حُجّةُ رَبّ العَالَمِينَ قَولُهُ عَزّ وَ جَلّأَ فَتَطمَعُونَ أَن يُؤمِنُوا لَكُم وَ قَد كانَ فَرِيقٌ مِنهُم يَسمَعُونَ كَلامَ اللّهِ ثُمّ يُحَرّفُونَهُ مِن بَعدِ ما عَقَلُوهُ وَ هُم يَعلَمُونَ وَ إِذا لَقُوا الّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنّا وَ إِذا خَلا بَعضُهُم إِلي بَعضٍ قالُوا أَ تُحَدّثُونَهُم بِما فَتَحَ اللّهُ عَلَيكُم لِيُحَاجّوكُم بِهِ عِندَ رَبّكُم أَ فَلا تَعقِلُونَ أَ وَ لا يَعلَمُونَ أَنّ اللّهَ يَعلَمُ ما يُسِرّونَ وَ ما يُعلِنُونَ قَالَ الإِمَامُ ع فَلَمّا بَهَرَ رَسُولُ اللّهِص هَؤُلَاءِ اليَهُودَ بِمُعجِزَتِهِ وَ قَطَعَ مَعَاذِيرَهُم بِوَاضِحِ دَلَالَتِهِ لَم يُمكِنهُم مُرَاجَعَتُهُم فِي حُجّتِهِ وَ لَا إِدخَالُ التّلبِيسِ عَلَيهِ مِن مُعجِزَتِهِ قَالُوا يَا مُحَمّدُ قَد آمَنّا بِأَنّكَ الرّسُولُ الهاَديِ المهَديِّ وَ أَنّ عَلِيّاً أَخُوكَ هُوَ الولَيِّ وَ الوصَيِّ وَ كَانُوا إِذَا خَلَوا بِاليَهُودِ الآخَرِينَ يَقُولُونَ لَهُم إِنّ إِظهَارَنَا لَهُ الإِيمَانَ بِهِ أَمكَنُ لَنَا مِن مَكرُوهِهِ وَ أَعوَنُ لَنَا عَلَي اصطِلَامِهِ وَ اصطِلَامِ أَصحَابِهِ لِأَنّهُم عِندَ اعتِقَادِهِم أَنّنَا مِنهُم يَقِفُونَنَا عَلَي أَسرَارِهِم وَ لَا يَكتُمُونَنَا شَيئاً فَنُطلِعُ عَلَيهِم أَعدَاءَهُم فَيَقصِدُونَ أَذَاهُم بِمُعَاوَنَتِنَا وَ مُظَاهَرَتِنَا فِي أَوقَاتِ اشتِغَالِهِم وَ اضطِرَابِهِم وَ فِي أَحوَالِ تَعَذّرِ المُدَافَعَةِ وَ الِامتِنَاعِ مِنَ الأَعدَاءِ
صفحه : 340
عَلَيهِم وَ كَانُوا مَعَ ذَلِكَ يُنكِرُونَ عَلَي سَائِرِ اليَهُودِ الإِخبَارَ لِلنّاسِ عَمّا كَانُوا يُشَاهِدُونَهُ مِن آيَاتِهِ وَ يُعَايِنُونَهُ مِن مُعجِزَاتِهِ فَأَظهَرَ اللّهُ تَعَالَي مُحَمّداً رَسُولَهُ عَلَي سُوءِ اعتِقَادَاتِهِم وَ قُبحِ دَخِيلَاتِهِم وَ عَلَي إِنكَارِهِم عَلَي مَنِ اعتَرَفَ بِمَا شَاهَدَهُ مِن آيَاتِ مُحَمّدٍ وَ وَاضِحَاتِ بَيّنَاتِهِ وَ بَاهِرَاتِ مُعجِزَاتِهِ فَقَالَ يَا مُحَمّدُأَ فَتَطمَعُونَ أَنتَ وَ أَصحَابُكَ مِن عَلِيّ وَ آلِهِ الطّيّبِينَأَن يُؤمِنُوا لَكُمهَؤُلَاءِ اليَهُودُ الّذِينَ هُم بِحُجَجِ اللّهِ قَد بَهَرتُمُوهُم وَ بِآيَاتِ اللّهِ وَ دَلَائِلِهِ الوَاضِحَةِ قَد قَهَرتُمُوهُم أَن يُؤمِنُوا لَكُم يُصَدّقُوكُم بِقُلُوبِهِم وَ يُبدُوا فِي الخَلَوَاتِ لِشَيَاطِينِهِم شَرَائِفَ[شَرِيفَ]أَحوَالِكُموَ قَد كانَ فَرِيقٌ مِنهُميعَنيِ مِن هَؤُلَاءِ اليَهُودِ مِن بنَيِ إِسرَائِيلَيَسمَعُونَ كَلامَ اللّهِ فِي أَصلِ جَبَلِ طُورِ سَينَاءَ وَ أَوَامِرَهُ وَ نَوَاهِيَهُثُمّ يُحَرّفُونَهُعَمّا سَمِعُوهُ إِذَا أَدّوهُ إِلَي مَن وَرَاءَهُم مِن سَائِرِ بنَيِ إِسرَائِيلَمِن بَعدِ ما عَقَلُوهُ وَ عَلِمُوا أَنّهُم فِيمَا يَقُولُونَهُ كَاذِبُونَوَ هُم يَعلَمُونَأَنّهُم فِي قَلبِهِم كَاذِبُونَ وَ ذَلِكَ أَنّهُم لَمّا سَارُوا مَعَ مُوسَي ع إِلَي الجَبَلِ فَسَمِعُوا كَلَامَ اللّهِ وَ وَقَفُوا عَلَي أَوَامِرِهِ وَ نَوَاهِيهِ رَجَعُوا فَأَدّوهُ إِلَي مَن بَعدَهُم فَشَقّ عَلَيهِم فَأَمّا المُؤمِنُونَ مِنهُم فَثَبَتُوا عَلَي إِيمَانِهِم وَ صَدَقُوا فِي نِيّاتِهِم وَ أَمّا أَسلَافُ هَؤُلَاءِ اليَهُودِ الّذِينَ نَافَقُوا رَسُولَ اللّهِص فِي هَذِهِ القِصّةِ فَإِنّهُم قَالُوا لبِنَيِ إِسرَائِيلَ إِنّ اللّهَ تَعَالَي قَالَ لَنَا هَذَا وَ أَمَرَنَا بِمَا ذَكَرنَاهُ لَكُم وَ نَهَانَا وَ أَتبَعَ ذَلِكَ بِأَنّكُم إِن صَعُبَ عَلَيكُم مَا أَمَرتُكُم بِهِ فَلَا عَلَيكُم أَن لَا تَفعَلُوهُ وَ إِن صَعُبَ مَا عَنهُ نَهَيتُكُم فَلَا عَلَيكُم أَن تَرتَكِبُوهُ وَ تُوَاقِعُوهُ هَذَا وَ هُم يَعلَمُونَ أَنّهُم بِقَولِهِم هَذَا كَاذِبُونَ
صفحه : 341
ثُمّ أَظهَرَ اللّهُ نِفَاقَهُم عَلَي الآخَرِينَ مَعَ جَهلِهِم فَقَالَ عَزّ وَ جَلّوَ إِذا لَقُوا الّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنّاكَانُوا إِذَا لَقُوا سَلمَانَ وَ المِقدَادَ وَ أَبَا ذَرّ وَ عَمّاراً قَالُوا آمَنّا كَإِيمَانِكُم إِيمَاناً بِنُبُوّةِ مُحَمّدٍ مَقرُوناً بِالإِيمَانِ بِإِمَامَةِ أَخِيهِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَ بِأَنّهُ أَخُوهُ الهاَديِ وَ وَزِيرُهُ الموُاَفيِ وَ خَلِيفَتُهُ عَلَي أُمّتِهِ وَ مُنجِزُ عِدَتِهِ وَ الواَفيِ بِذِمّتِهِ وَ النّاهِضُ بِأَعبَاءِ سِيَاسَتِهِ وَ قَيّمُ الخَلقِ الذّائِدُ لَهُم عَن سَخَطِ الرّحمَنِ المُوجِبُ لَهُم إِن أَطَاعُوهُ رِضَي الرّحمَنِ وَ أَنّ خَلَفَاءَهُ مِن بَعدِهِ هُمُ النّجُومُ الزّاهِرَةُ وَ الأَقمَارُ المُنِيرَةُ وَ الشّمُوسُ المُضِيئَةُ البَاهِرَةُ وَ أَنّ أَولِيَاءَهُم أَولِيَاءُ اللّهِ وَ أَنّ أَعدَاءَهُم أَعدَاءُ اللّهِ وَ يَقُولُ بَعضُهُم نَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً صَاحِبُ المُعجِزَاتِ وَ مُقِيمُ الدّلَالَاتِ الوَاضِحَاتِ هُوَ ألّذِي لَمّا تَوَاطَأَت قُرَيشٌ عَلَي قَتلِهِ وَ طَلَبُوهُ فَقداً لِرُوحِهِ أَيبَسَ اللّهُ أَيدِيَهُم فَلَم تَعمَل وَ أَرجُلَهُم فَلَم تَنهَض حَتّي رَجَعُوا عَنهُ خَائِبِينَ مَغلُوبِينَ لَو شَاءَ مُحَمّدٌ وَحدَهُ قَتَلَهُم أَجمَعِينَ وَ هُوَ ألّذِي لَمّا جَاءَتهُ قُرَيشٌ وَ أَشخَصَتهُ إِلَي هُبَلَ لِيَحكُمَ عَلَيهِ بِصِدقِهِم وَ كِذبِهِ خَرّ هُبَلُ لِوَجهِهِ وَ شَهِدَ لَهُ بِنُبُوّتِهِ وَ لعِلَيِّ أَخِيهِ بِإِمَامَتِهِ وَ لِأَولِيَائِهِ مِن بَعدِهِ بِوِرَاثَتِهِ وَ القِيَامِ بِسِيَاسَتِهِ وَ إِمَامَتِهِ وَ هُوَ ألّذِي لَمّا أَلجَأَتهُ قُرَيشٌ إِلَي الشّعبِ وَ وَكّلُوا بِبَابِهِ مَن يَمنَعُ مِن إِيصَالِ قُوتٍ وَ مِن خُرُوجِ أَحَدٍ عَنهُ خَوفاً أَن يَطلُبَ لَهُم قُوتاً غَذّي هُنَاكَ كَافِرَهُم وَ مُؤمِنَهُم أَفضَلَ مِنَ المَنّ وَ السّلوَي كُلّمَا اشتَهَي كُلّ وَاحِدٍ مِنهُم مِن أَنوَاعِ الأَطعِمَةِ الطّيّبَاتِ وَ مِن أَصنَافِ الحَلَاوَاتِ وَ كَسَاهُم أَحسَنَ الكِسوَاتِ وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص بَينَ أَظهُرِهِم إِذَا رَآهُم وَ قَد ضَاقَ لِضِيقِ فَجّهِم صُدُورُهُم قَالَ بِيَدِهِ هَكَذَا بِيُمنَاهُ إِلَي الجِبَالِ وَ هَكَذَا بِيُسرَاهُ إِلَي الجِبَالِ وَ قَالَ لَهَا اندفَعِيِ فَتَندَفِعُ وَ تَتَأَخّرُ حَتّي يَصِيرُوا بِذَلِكَ
صفحه : 342
فِي صَحرَاءَ لَا يُرَي طَرَفَاهَا ثُمّ يَقُولُ بِيَدِهِ هَكَذَا وَ يَقُولُ أطَلعِيِ يَا أَيّتُهَا المُودَعَاتُ لِمُحَمّدٍ وَ أَنصَارِهِ مَا أَودَعَكِهَا اللّهُ مِنَ الأَشجَارِ وَ الأَثمَارِ وَ أَنوَاعِ الزّهرِ وَ النّبَاتِ فَتَطلُعُ مِنَ الأَشجَارِ البَاسِقَةِ وَ الرّيَاحِينِ المُونِقَةِ وَ الخَضِرَاتِ النّزِهَةِ مَا يَتَمَتّعُ بِهِ القُلُوبُ وَ الأَبصَارُ وَ يَتَجَلّي بِهِ الهُمُومُ وَ الأَفكَارُ وَ يَعلَمُونَ أَنّهُ لَيسَ لِأَحَدٍ مِن مُلُوكِ الأَرضِ مِثلُ صَحرَائِهِم عَلَي مَا تَشتَمِلُ عَلَيهِ مِن عَجَائِبِ أَشجَارِهَا وَ تَهَدّلِ أَثمَارِهَا وَ اطّرَادِ أَنهَارِهَا وَ غَضَارَةِ رَيَاحِينِهَا وَ حُسنِ نَبَاتِهَا وَ مُحَمّدٌ هُوَ ألّذِي لَمّا جَاءَهُ رَسُولُ أَبِي جَهلٍ يَتَهَدّدُهُ وَ يَقُولُ يَا مُحَمّدُ إِنّ الخُيُوطَ التّيِ فِي رَأسِكَ هيَِ التّيِ ضَيّقَت عَلَيكَ مَكّةَ وَ رَمَت بِكَ إِلَي يَثرِبَ وَ إِنّهَا لَا تَزَالُ بِكَ حَتّي تُنفِرَكَ وَ تَحُثّكَ عَلَي مَا يُفسِدُكَ وَ يُتلِفُكَ إِلَي أَن تُفسِدَهَا عَلَي أَهلِهَا وَ تَصلِيَهُم حَرّ نَارِ تَعَدّيكَ طَورَكَ وَ مَا أَرَي ذَلِكَ إِلّا وَ سَيَئُولُ إِلَي أَن تَثُورَ عَلَيكَ قُرَيشٌ ثَورَةَ رَجُلٍ وَاحِدٍ لِقَصدِ آثَارِكَ وَ دَفعِ ضَرَرِكَ وَ بَلَائِكَ فَتَلقَاهُم بِسُفَهَائِكَ المُغتَرّينَ بِكَ وَ يُسَاعِدُ عَلَي ذَلِكَ مَن هُوَ كَافِرٌ بِكَ مُبغِضٌ لَكَ فَيُلجِئُهُ إِلَي مُسَاعَدَتِكَ وَ مُظَاهَرَتِكَ خَوفُهُ لِأَن يَهلِكَ بِهَلَاكِكَ وَ يَعطَبَ عِيَالُهُ بِعَطَبِكَ وَ يَفتَقِرَ هُوَ وَ مَن يَلِيهِ بِفَقرِكَ وَ بِفَقرِ مُتّبِعِيكَ إِذ يَعتَقِدُونَ أَنّ أَعدَاءَكَ إِذَا قَهَرُوكَ وَ دَخَلُوا دِيَارَهُم عَنوَةً لَم يُفَرّقُوا بَينَ مَن وَالَاكَ وَ عَادَاكَ وَ اصطَلَمُوهُم بِاصطِلَامِهِم لَكَ وَ أَتَوا عَلَي عِيَالِهِم وَ أَموَالِهِم باِلسبّيِ وَ النّهبِ كَمَا يَأتُونَ عَلَي عِيَالِكَ وَ أَموَالِكَ وَ قَد أَعذَرَ مَن أَنذَرَ وَ بَالَغَ مَن أَوضَحَ أُدّيَت هَذِهِ الرّسَالَةُ إِلَي مُحَمّدٍ وَ هُوَ بِظَاهِرِ
صفحه : 343
المَدِينَةِ بِحَضرَةِ كَافّةِ أَصحَابِهِ وَ عَامّةِ الكُفّارِ بِهِ مِن يَهُودِ بنَيِ إِسرَائِيلَ وَ هَكَذَا أُمِرَ الرّسُولُ لِيُجَبّنَ المُؤمِنِينَ وَ يغُريَِ بِالوُثُوبِ عَلَيهِ سَائِرَ مَن هُنَاكَ مِنَ الكَافِرِينَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لِلرّسُولِ قَد أَطرَيتَ مَقَالَتَكَ وَ استَكمَلتَ رِسَالَتَكَ قَالَ بَلَي قَالَ فَاسمَعِ الجَوَابَ إِنّ أَبَا جَهلٍ بِالمَكَارِهِ وَ العَطَبِ يتَهَدَدّنُيِ وَ رَبّ العَالَمِينَ بِالنّصرِ وَ الظّفَرِ يعَدِنُيِ وَ خَبَرُ اللّهِ أَصدَقُ وَ القَبُولُ مِنَ اللّهِ أَحَقّ لَن يَضُرّ مُحَمّداً مَن يَخذُلُهُ أَو يَغضَبُ عَلَيهِ بَعدَ أَن يَنصُرَهُ اللّهُ وَ يَتَفَضّلَ بِجُودِهِ وَ كَرَمِهِ عَلَيهِ قُل لَهُ يَا أَبَا جَهلٍ إِنّكَ راَسلَتنَيِ بِمَا أَلقَاهُ فِي خَلَدِكَ الشّيطَانُ وَ أَنَا أُجِيبُكَ بِمَا أَلقَاهُ فِي خاَطرِيِ الرّحمَنُ إِنّ الحَربَ بَينَنَا وَ بَينَكَ كَائِنَةٌ إِلَي تِسعَةٍ وَ عِشرِينَ يَوماً وَ إِنّ اللّهَ سَيَقتُلُكَ فِيهَا بِأَضعَفِ أصَحاَبيِ وَ سَتُلقَي أَنتَ وَ عُتبَةُ وَ شَيبَةُ وَ الوَلِيدُ وَ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ وَ ذَكَرَ عَدَداً مِن قُرَيشٍ فِي قَلِيبِ بَدرٍ مُقَتّلِينَ أَقتُلُ مِنكُم سَبعِينَ وَ آسَرُ مِنكُم سَبعِينَ أَحمِلُهُم عَلَي الفِدَاءِ العَظِيمِ الثّقِيلِ ثُمّ نَادَي جَمَاعَةَ مَن بِحَضرَتِهِ مِنَ المُؤمِنِينَ وَ اليَهُودِ وَ سَائِرِ الأَخلَاطِ أَ لَا تُحِبّونَ أَن أُرِيَكُم مَصرَعَ كُلّ مِن هَؤُلَاءِ هَلُمّوا إِلَي بَدرٍ فَإِنّ هُنَاكَ المُلتَقَي وَ المَحشَرَ وَ هُنَاكَ البَلَاءَ الأَكبَرَ لَأَضَعُ قدَمَيِ عَلَي مَوَاضِعِ مَصَارِعِهِم ثُمّ سَتَجِدُونَهَا لَا تَزِيدُ وَ لَا تَنقُصُ وَ لَا تَتَغَيّرُ وَ لَا تَتَقَدّمُ وَ لَا تَتَأَخّرُ لَحظَةً وَ لَا قَلِيلًا وَ لَا كَثِيراً فَلَم يَخِفّ ذَلِكَ عَلَي أَحَدٍ مِنهُم وَ لَم يُجِبهُ إِلّا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ وَحدَهُ وَ قَالَ نَعَم بِسمِ اللّهِ وَ قَالَ البَاقُونَ نَحنُ نَحتَاجُ إِلَي مَركُوبٍ وَ آلَاتٍ وَ نَفَقَاتٍ فَلَا يُمكِنُنَا الخُرُوجُ إِلَي هُنَاكَ وَ هُوَ مَسِيرَةُ أَيّامٍ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لِسَائِرِ
صفحه : 344
اليَهُودِ فَأَنتُم مَا ذَا تَقُولُونَ قَالُوا نَحنُ نُرِيدُ أَن نَستَقِرّ فِي بُيُوتِنَا وَ لَا حَاجَةَ لَنَا فِي مُشَاهَدَةِ مَا أَنتَ فِي ادّعَائِهِ مُحِيلٌ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا نَصَبَ عَلَيكُم فِي المَسِيرِ إِلَي هُنَاكَ اخطُوا خُطوَةً وَاحِدَةً فَإِنّ اللّهَ يطَويِ الأَرضَ لَكُم وَ يُوصِلُكُم فِي الخُطوَةِ الثّانِيَةِ إِلَي هُنَاكَ فَقَالَ المُؤمِنُونَ صَدَقَ رَسُولُ اللّهِص فَلنَتَشَرّف بِهَذِهِ الآيَةِ وَ قَالَ الكَافِرُونَ وَ المُنَافِقُونَ سَوفَ نَمتَحِنُ هَذَا الكَذِبَ لِيَقطَعَ عُذرُ مُحَمّدٍ وَ يَصِيرَ دَعوَاهُ حُجّةً عَلَيهِ وَ فَاضِحَةً لَهُ فِي كَذِبِهِ قَالَ فَخَطَا القَومُ خُطوَةً ثُمّ الثّانِيَةَ فَإِذَا هُم عِندَ بِئرِ بَدرٍ فَعَجِبُوا فَجَاءَ رَسُولُ اللّهِص فَقَالَ اجعَلُوا البِئرَ العَلَامَةَ وَ اذرَعُوا مِن عِندِهَا كَذَا ذِرَاعاً فَذَرَعُوا فَلَمّا انتَهَوا إِلَي آخِرِهَا قَالَ هَذَا مَصرَعُ أَبِي جَهلٍ يَجرَحُهُ فُلَانٌ الأنَصاَريِّ وَ يُجَهّزُ عَلَيهِ عَبدُ اللّهِ بنُ مَسعُودٍ أَضعَفُ أصَحاَبيِ ثُمّ قَالَ اذرَعُوا مِنَ البِئرِ مِن جَانِبٍ آخَرَ ثُمّ مِن جَانِبٍ آخَرَ كَذَا وَ كَذَا ذِرَاعاً وَ ذِرَاعاً وَ ذَكَرَ أَعدَادَ الأَذرُعِ مُختَلِفَةً فَلَمّا انتَهَي كُلّ عَدَدٍ إِلَي آخِرِهِ قَالَ مُحَمّدٌص هَذَا مَصرَعُ عُتبَةَ وَ ذَلِكَ مَصرَعُ شَيبَةَ وَ ذَلِكَ مَصرَعُ الوَلِيدِ وَ سَيُقتَلُ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ إِلَي أَن سَمّي تَمَامَ سَبعِينَ مِنهُم بِأَسمَائِهِم وَ سَيُؤسَرُ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ إِلَي أَن ذَكَرَ سَبعِينَ بِأَسمَائِهِم وَ أَسمَاءِ آبَائِهِم وَ صِفَاتِهِم وَ نَسَبَ المَنسُوبِينَ إِلَي الآبَاءِ مِنهُم وَ نَسَبَ الموَاَليَِ مِنهُم إِلَي مَوَالِيهِم ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَ وَقَفتُم عَلَي مَا أَخبَرتُكُم بِهِ قَالُوا بَلَي قَالَ إِنّ ذَلِكَ لَحَقّ كَائِنٌ إِلَي ثَمَانِيَةٍ وَ عِشرِينَ يَوماً مِنَ اليَومِ فِي اليَومِ التّاسِعِ وَ العِشرِينَ وَعداً مِنَ اللّهِ مَفعُولًا وَ قَضَاءً حَتماً لَازِماً ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا مَعشَرَ المُسلِمِينَ وَ اليَهُودِ اكتُبُوا بِمَا سَمِعتُم فَقَالُوا يَا
صفحه : 345
رَسُولَ اللّهِ قَد سَمِعنَا وَ وَعَينَا وَ لَا نَنسَي فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص الكِتَابَةُ أَذكَرُ لَكُم فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ وَ أَينَ الدّوَاةُ وَ الكَتِفُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص ذَلِكَ لِلمَلَائِكَةِ ثُمّ قَالَ يَا مَلَائِكَةَ ربَيّ اكتُبُوا مَا سَمِعتُم مِن هَذِهِ القِصّةِ فِي أَكتَافٍ وَ اجعَلُوا فِي كُمّ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُم كَتِفاً مِن ذَلِكَ ثُمّ قَالَ مَعَاشِرَ المُسلِمِينَ تَأَمّلُوا أَكمَامَكُم وَ مَا فِيهَا وَ أَخرِجُوهُ وَ اقرَءُوهُ فَتَأَمّلُوهَا فَإِذَا فِي كُمّ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُم صَحِيفَةٌ قَرَأَهَا وَ إِذَا فِيهَا ذِكرُ مَا قَالَ رَسُولُ اللّهِص فِي ذَلِكَ سَوَاءً لَا يَزِيدُ وَ لَا يَنقُصُ وَ لَا يَتَقَدّمُ وَ لَا يَتَأَخّرُ فَقَالَ أَعِيدُوهَا فِي أَكمَامِكُم تَكُن حَجّةً عَلَيكُم وَ شَرَفاً لِلمُؤمِنِينَ مِنكُم وَ حُجّةً عَلَي أَعدَائِكُم فَكَانَت مَعَهُم فَلَمّا كَانَ يَومُ بَدرٍ جَرَتِ الأُمُورُ كُلّهَا بِبَدرٍ وَ وَجَدُوهَا كَمَا قَالَص لَا يَزِيدُ وَ لَا يَنقُصُ قَابَلُوا بِهَا مَا فِي كُتُبِهِم فَوَجَدُوهَا كَمَا كَتَبَتهُ المَلَائِكَةُ فِيهَا لَا يَزِيدُ وَ لَا يَنقُصُ وَ لَا يَتَقَدّمُ وَ لَا يَتَأَخّرُ فَقَبِلَ المُسلِمُونَ ظَاهِرَهُم وَ وَكَلُوا بَاطِنَهُم إِلَي خَالِقِهِم فَلَمّا أَفضَي بَعضُ هَؤُلَاءِ اليَهُودِ إِلَي بَعضٍ قَالُوا أَيّ شَيءٍ صَنَعتُم أَخبَرتُمُوهُم بِمَا فَتَحَ اللّهُ عَلَيكُم مِنَ الدّلَالَاتِ عَلَي صِدقِ نُبُوّةِ مُحَمّدٍ وَ إِمَامَةِ أَخِيهِ عَلِيّ لِيُحَاجّوكُم بِهِ عِندَ رَبّكُم بِأَنّكُم كُنتُم قَد عَلِمتُم هَذَا وَ شَاهَدتُمُوهُ فَلَم تُؤمِنُوا بِهِ وَ لَم تُطِيعُوهُ وَ قَدَرُوا بِجَهلِهِم أَنّهُم إِن لَم يُخبِرُوهُم بِتِلكَ الآيَاتِ لَم يَكُن لَهُم عَلَيهِم حُجّةٌ فِي غَيرِهَا ثُمّ قَالَ عَزّ وَ جَلّأَ فَلا تَعقِلُونَ أَنّ هَذَا ألّذِي تُخبِرُونَهُم بِهِ بِمَا فَتَحَ اللّهُ عَلَيكُم مِن دَلَائِلِ نُبُوّةِ مُحَمّدٍ حُجّةٌ عَلَيكُم عِندَ رَبّكُم قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّأَ وَ لا يَعلَمُونَيعَنيِ أَ وَ لَا يَعلَمُ هَؤُلَاءِ القَائِلُونَ لِإِخوَانِهِمأَ تُحَدّثُونَهُم بِما فَتَحَ اللّهُ عَلَيكُمأَنّ اللّهَ يَعلَمُ ما يُسِرّونَ مِن عَدَاوَةِ مُحَمّدٍ وَ يُضمِرُونَهُ مِن أَنّ إِظهَارَهُمُ الإِيمَانَ بِهِ أَمكَنُ لَهُم مِنِ اصطِلَامِهِ وَ إِبَارَةِ أَصحَابِهِوَ ما يُعلِنُونَ مِنَ الإِيمَانِ ظَاهِراً لِيُؤنِسُوهُم وَ يَقِفُوا بِهِ عَلَي
صفحه : 346
أَسرَارِهِم فَيُذِيعُونَهَا بِحَضرَةِ مَن يَضُرّهُم وَ أَنّ اللّهَ لَمّا عَلِمَ ذَلِكَ دَبّرَ لِمُحَمّدٍ تَمَامَ أَمرِهِ وَ بُلُوغَ غَايَةِ مَا أَرَادَ اللّهُ بِبَعثِهِ وَ أَنّهُ يُتِمّ أَمرَهُ وَ أَنّ نِفَاقَهُم وَ كِيَادَهُم لَا يَضُرّهُ
بيان الوثير اللين الموافق قوله تبحبح في عقولهم في بعض النسخ بالباء الموحدة التحتانية في الموضعين والحاءين المهملتين أي تتمكن وتستقر في عقولهم من قولهم بحبح في المكان أي تمكن فيه و في بعضها بالنونين والجيمين من قولهم تنجنج إذاتحرك وتجبر والقارح من الخيل هو ألذي دخل في السنة الخامسة والمؤاتي بالهمز و قديقلب واوا من المؤاتاة وهي حسن المطاوعة والموافقة والفج الطريق الواسع بين الجبلين
17-كا،[الكافي] عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ وَ غَيرُهُ عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الوَلِيدِ شَبَابٍ الصيّرفَيِّ عَن مَالِكِ بنِ إِسمَاعِيلَ النهّديِّ عَن عَبدِ السّلَامِ بنِ حَارِثٍ عَن سَالِمِ بنِ أَبِي حَفصَةَ العجِليِّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ كَانَ فِي رَسُولِ اللّهِص ثَلَاثَةٌ لَم تَكُن فِي أَحَدٍ غَيرِهِ لَم يَكُن لَهُ فيَءٌ وَ كَانَ لَا يَمُرّ فِي طَرِيقٍ فَيُمَرّ فِيهِ بَعدَ يَومَينِ أَو ثَلَاثَةٍ إِلّا عُرِفَ أَنّهُ قَد مَرّ فِيهِ لِطِيبِ عَرفِهِ وَ كَانَ لَا يَمُرّ بِحَجَرٍ وَ لَا شَجَرٍ إِلّا سَجَدَ لَهُ
18-كا،[الكافي] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن أَبِي المَغرَاءِ عَن عَمّارٍ السجّسِتاَنيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع عَن أَبِيهِ ع أَنّ رَسُولَ اللّهِص وَضَعَ حَجَراً عَلَي الطّرِيقِ يَرُدّ المَاءَ عَن أَرضِهِ فَوَ اللّهِ مَا نَكَبَ بَعِيراً وَ لَا إِنسَاناً حَتّي السّاعَةِ
صفحه : 347
الآيات القمراقتَرَبَتِ السّاعَةُ وَ انشَقّ القَمَرُ وَ إِن يَرَوا آيَةً يُعرِضُوا وَ يَقُولُوا سِحرٌ مُستَمِرّتفسير قال الطبرسي رحمه الله اقتَرَبَتِ السّاعَةُ أي قربت الساعة التي تموت فيهاالخلائق وتكون القيامة والمراد فاستعدوا لها قبل هجومهاوَ انشَقّ القَمَرُ قال ابنُ عَبّاسٍ اجتَمَعَ المُشرِكُونَ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالُوا إِن كُنتَ صَادِقاً فَشُقّ لَنَا القَمَرَ فِلقَتَينِ فَقَالَ لَهُم رَسُولُ اللّهِص إِن فَعَلتُ تُؤمِنُونَ قَالُوا نَعَم وَ كَانَت لَيلَةُ بَدرٍ فَسَأَلَ رَسُولُ اللّهِص رَبّهُ أَن يُعطِيَهُ مَا قَالُوا فَانشَقّ القَمَرُ فِلقَتَينِ وَ رَسُولُ اللّهِص ينُاَديِ يَا فُلَانُ يَا فُلَانُ اشهَدُوا.
وَ قَالَ ابنُ مَسعُودٍ انشَقّ القَمَرُ عَلَي عَهدِ رَسُولِ اللّهِص شِقّتَينِ فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللّهِص اشهَدُوا اشهَدُوا.
وَ روُيَِ أَيضاً عَنِ ابنِ مَسعُودٍ أَنّهُ قَالَ وَ ألّذِي نفَسيِ بِيَدِهِ لَقَد رَأَيتُ الحَرَاءَ بَينَ فلِقيَِ القَمَرِ.
وَ عَن جُبَيرِ بنِ مُطعِمٍ قَالَانشَقّ القَمَرُ عَلَي عَهدِ رَسُولِ اللّهِص حَتّي صَارَ فِرقَتَينِ
صفحه : 348
عَلَي هَذَا الجَبَلِ فَقَالَ أُنَاسٌ سَحَرَنَا مُحَمّدٌ فَقَالَ رَجُلٌ إِن كَانَ سَحَرَكُم فَلَم يَسحَرِ النّاسَ كُلّهُم.
و قدروي حديث انشقاق القمر جماعة كثيرة من الصحابة منهم عبد الله بن مسعود وأنس بن مالك وحذيفة بن اليمان و ابن عمر و ابن عباس وجبير بن مطعم و عبد الله بن عمر و عليه جماعة من المفسرين إلا ماروي عن عثمان بن عطاء عن أبيه أنه قال معناه وسينشق القمر وروي ذلك عن الحسن وأنكره أيضا البلخي و هذا لايصح لأن المسلمين أجمعوا علي ذلك فلايعتد بخلاف من خالف فيه ولأن اشتهاره بين الصحابة يمنع من القول بخلافه و من طعن في ذلك بأنه لووقع لما كان يخفي علي أحد من أهل الأقطار فقوله باطل لأنه يجوز أن يكون الله تعالي قدحجبه عن أكثرهم بغيم و مايجري مجراه ولأنه قدوقع ذلك ليلا فيجوز أن يكون الناس كانوا نياما فلم يعلموا بذلك علي أن الناس ليس كلهم يتأملون مايحدث في السماء و في الجو من آية وعلامة فيكون مثل انقضاض الكواكب وغيره مما يغفل الناس عنه وإنما ذكر سبحانه اقتَرَبَتِ السّاعَةُ مع انشَقّ القَمَرُلأن انشقاقه من علامة نبوة نبيناص ونبوته وزمانه من أشراط الساعةوَ إِن يَرَوا آيَةً يُعرِضُوا هذاإخبار من الله تعالي عن عناد كفار قريش وأنهم إذارأوا آية معجزة أعرضوا عن تأملها والانقياد لصحتها عنادا وحسداوَ يَقُولُوا سِحرٌ مُستَمِرّ أي قوي شديد يعلو علي كل سحر و هو من إمرار الحبل و هوشدة فتله واستمر الشيء إذاقوي واستحكم وقيل معناه ذاهب مضمحل لايبقي . و قال المفسرون لماانشق القمر قال مشركو قريش سحرنا محمد فقال الله سبحانه وَ إِن يَرَوا آيَةً يُعرِضُوا عن التصديق والإيمان بها قال الزجاج و في هذادلالة علي أن ذلك قد كان ووقع . وأقول ولأنه تعالي قد بين أنه يكون آية علي وجه الإعجاز وإنما يحتاج
صفحه : 349
إلي الآية المعجزة في الدنيا ليستدل الناس بها علي صحة النبوة ويعرفوا صدق الصادق لا في حال انقطاع التكليف والوقت ألذي يكون الناس فيه ملجئين إلي المعرفة ولأنه سبحانه قال وَ يَقُولُوا سِحرٌ مُستَمِرّ و في وقت الإلجاء لايقولون للمعجز إنه سحر. و قال الرازي المفسرون بأسرهم علي أن المراد أن القمر حصل فيه الانشقاق ودلت الأخبار علي حدوث الانشقاق و في الصحاح خبر مشهور
رواه جمع من الصحابة قالوا سئل رسول الله ص انشقاق القمر معجزة فسأل ربه فشقه
وقول بعض المفسرين المراد سينشق بعيد و لامعني له لأن من منع ذلك و هوالطبيعي يمنعه في الماضي والمستقبل و من جوزه لاحاجة إلي التأويل وإنما ذهب إليه ذلك الذاهب لأن الانشقاق أمر هائل فلو وقع لعم وجه الأرض فكان ينبغي أن يبلغ حد التواتر فنقول إن النبي ص لما كان يتحدي بالقرآن وكانوا يقولون إنا نأتي بأفصح ما يكون من الكلام وعجزوا عنه و كان القرآن معجزة باقية إلي قيام الساعة لايتمسك بمعجزة أخري فلم ينقله العلماء بحيث يبلغ حد التواتر و أماالمؤرخون تركوه لأن التواريخ في أكثر الأمر يستعملها المنجمون وهم لماوقع الأمر قالوا بأنه مثل خسوف القمر وظهور شيء في الجو علي شكل نصف القمر في موضع آخر فلذا تركوا حكايته في تواريخهم والقرآن أدل دليل وأقوي مثبت له وإمكانه لايشك فيه و قدأخبر عنه الصادق فيجب اعتقاد وقوعه وحديث امتناع الخرق والالتيام حديث اللئام و قدثبت جواز الخرق والتخريب علي السماوات ثم قال و أماكون الانشقاق آية للساعة فلأن منكر خراب العالم ينكر انشقاق السماء وانفطارها وكذلك قوله في كل جسم سماوي من الكواكب فإذاانشق بعضها ثبت خلاف ما يقول به من عدم جواز خراب العالم انتهي . و قال القاضي في الشفاء أجمع المفسرون و أهل السنة علي وقوع الانشقاق وروي البخاري بإسناده عن أبي معمر عن ابن مسعود قال انشق القمر علي عهد رسول الله
صفحه : 350
ص فرقتين فرقة فوق الجبل وفرقة دونه فقال رسول الله ص اشهدوا. و في رواية مجاهد ونحن مع النبي ص و في بعض طرق الأعمش بمني ورواه أيضا عن ابن مسعود الأسود و قال حتي رأيت الجبل بين فرجتي القمر ورواه عنه مسروق أنه كان بمكة وزاد فقال كفار قريش سحركم ابن أبي كبشة فقال رجل منهم إن محمدا إن كان سحر القمر فإنه لايبلغ من سحره أن يسحر الأرض كلها فاسألوا من يأتيكم من بلد آخر هل رأوا هذافأتوا فسألوا فأخبروهم أنهم رأوا مثل ذلك وحكي السمرقندي عن الضحاك نحوه و قال فقال أبوجهل هذاسحر فابعثوا إلي أهل الآفاق حتي ينظروا أرأوا ذلك أم لافأخبر أهل الآفاق أنهم رأوه منشقا فقالوا يعني الكفار هذاسحر مستمر ورواه أيضا عن ابن مسعود علقمة فهؤلاء أربعة عن عبد الله . و قدرواه غير ابن مسعود منهم أنس و ابن عباس و ابن عمر وحذيفة وجبير بن مطعم و علي
فقال علي ع من رواية أبي حذيفة الأرحبي انشق القمر ونحن مع النبي ص .
و عن أنس سأل أهل مكة النبي ص أن يريهم آية فأراهم انشقاق القمر فرقتين حتي رأوا حراء بينهما
رواه عن أنس قتادة و في رواية معمر وغيره عن قتادة عنه أراهم القمر مرتين انشقاقه فنزلت اقتَرَبَتِ السّاعَةُ ورواه عن جبير بن مطعم ابنه محمد
صفحه : 351
و ابن ابنه جبير بن محمد ورواه عن ابن عباس عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ورواه عن ابن عمر مجاهد ورواه عن حذيفة أبو عبدالرحمن السلمي ومسلم بن أبي عمران الأزدي وأكثر طرق هذه الأحاديث صحيحة والآية مصرحة فلايلتفت إلي اعتراض مخذول بأنه لو كان هذا لم يخف علي أهل الأرض إذ لم ينقل عن أهل الأرض أنهم رصدوه في تلك الليلة و لم يروه و لونقل إلينا من لايجوز تمالؤهم لكثرتهم علي الكذب لماكانت علينا به حجة إذ ليس القمر في حد واحد لجميع الأرض فقد يطلع علي قوم قبل أن يطلع علي آخرين و قد يكون من قوم بضد ما هو من مقابلهم من أقطار الأرض أويحول بين قوم وبينه سحابة أوجبال ولهذا نجد الكسوفات في بعض البلاد دون بعض و في بعضها جزئية و في بعضها كلية و في بعضها لايعرفها إلاالمدعون لعلمها وآية القمر كانت ليلا والعادة من الناس بالليل الهدوء والسكون وإيجاف الأبواب وقطع التصرف و لايكاد يعرف من أمور السماء شيئا إلا من رصد ذلك ولذلك ما يكون الكسوف القمري كثيرا في البلاد وأكثرهم لايعلم به حتي يخبر وكثيرا مايحدث الثقات بعجائب يشاهدونها من أنوار ونجوم طوالع عظام يظهر بالأحيان بالليل في السماء و لاعلم عندأحد منها انتهي
1-فس ،[تفسير القمي] اقتَرَبَتِ السّاعَةُ قَالَ قَرُبَتِ القِيَامَةُ فَلَا يَكُونُ بَعدَ رَسُولِ اللّهِص إِلّا القِيَامَةُ وَ قَدِ انقَضَتِ النّبُوّةُ وَ الرّسَالَةُ قَولُهُوَ انشَقّ القَمَرُ فَإِنّ قُرَيشاً سَأَلَت رَسُولَ اللّهِص أَن يُرِيَهُم آيَةً فَدَعَا اللّهَ فَانشَقّ القَمَرُ بِنِصفَينِ حَتّي نَظَرُوا إِلَيهِ ثُمّ التَأَمَ فَقَالُوا هَذَا سِحرٌ مُستَمِرّ أَي صَحِيحٌ وَ روُيَِ أَيضاً فِي قَولِهِاقتَرَبَتِ السّاعَةُ قَالَ خُرُوجُ القَائِمِ ع
حَدّثَنَا حَبِيبُ بنُ الحَسَنِ بنِ أَبَانٍ الآجرُيّّ قَالَ حدَثّنَيِ مُحَمّدُ بنُ هِشَامٍ عَن
صفحه : 352
مُحَمّدٍ قَالَ حدَثّنَيِ يُونُسُ قَالَ قَالَ لِي أَبُو عَبدِ اللّهِ ع اجتَمَعُوا أَربَعَةَ عَشَرَ رَجُلًا أَصحَابُ العَقَبَةِ لَيلَةَ أَربَعَةَ عَشَرَ مِن ذيِ الحِجّةِ فَقَالُوا للِنبّيِّص مَا مِن نبَيِّ إِلّا وَ لَهُ آيَةٌ فَمَا آيَتُكَ فِي لَيلَتِكَ هَذِهِ فَقَالَ النّبِيّص مَا ألّذِي تُرِيدُونَ فَقَالُوا إِن يَكُن لَكَ عِندَ رَبّكَ قَدرٌ فَأمُرِ القَمَرَ أَن يَنقَطِعَ قِطعَتَينِ فَهَبَطَ جَبرَئِيلُ ع فَقَالَ يَا مُحَمّدُ اللّهُ يُقرِئُكَ السّلَامَ وَ يَقُولُ لَكَ إنِيّ قَد أَمَرتُ كُلّ شَيءٍ بِطَاعَتِكَ فَرَفَعَ رَأسَهُ فَأَمَرَ القَمَرَ أَن يَنقَطِعَ قِطعَتَينِ فَانقَطَعَ قِطعَتَينِ فَسَجَدَ النّبِيّص شُكراً لِلّهِ وَ سَجَدَ شِيعَتُنَا ثُمّ رَفَعَ النّبِيّ رَأسَهُ وَ رَفَعُوا رُءُوسَهُم فَقَالُوا يَعُودُ كَمَا كَانَ فَعَادَ كَمَا كَانَ ثُمّ قَالُوا يَنشَقّ رَأسُهُ فَأَمَرَهُ فَانشَقّ فَسَجَدَ النّبِيّص شُكراً لِلّهِ وَ سَجَدَ شِيعَتُنَا فَقَالُوا يَا مُحَمّدُ حِينَ تَقَدّمَ سُفّارُنَا مِنَ الشّامِ وَ اليَمَنِ نَسأَلُهُم مَا رَأَوا فِي هَذِهِ اللّيلَةِ فَإِن يَكُونُوا رَأَوا مِثلَ مَا رَأَينَا عَلِمنَا أَنّهُ مِن رَبّكَ وَ إِن لَم يَرَوا مِثلَ مَا رَأَينَا عَلِمنَا أَنّهُ سِحرٌ سَحَرتَنَا بِهِ فَأَنزَلَ اللّهُاقتَرَبَتِ السّاعَةُ إِلَي آخِرِ السّورَةِ
2-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ]ج ،[الإحتجاج ]بِالإِسنَادِ إِلَي أَبِي مُحَمّدٍ العسَكرَيِّ ع فِي احتِجَاجِ النّبِيّص عَلَي قُرَيشٍ إِنّ اللّهَ يَا أَبَا جَهلٍ إِنّمَا دَفَعَ عَنكَ العَذَابَ لِعِلمِهِ بِأَنّهُ سَيَخرُجُ مِن صُلبِكَ ذُرّيّةٌ طَيّبَةٌ عِكرِمَةُ ابنُكَ وَ سيَلَيِ مِن أُمُورِ المُسلِمِينَ مَا إِن أَطَاعَ اللّهَ فِيهِ كَانَ عِندَ اللّهِ خَلِيلًا وَ إِلّا فَالعَذَابُ نَازِلٌ عَلَيكَ وَ كَذَلِكَ سَائِرُ قُرَيشٍ السّائِلِينَ لَمّا سَأَلُوا مِن هَذَا إِنّمَا أُمهِلُوا لِأَنّ اللّهَ عَلِمَ أَنّ بَعضَهُم سَيُؤمِنُ بِمُحَمّدٍ وَ يَنَالُ بِهِ السّعَادَةَ فَهُوَ لَا يَقطَعُهُ عَن تِلكَ السّعَادَةِ
صفحه : 353
وَ لَا يَبخَلُ بِهَا عَلَيهِ أَو مَن يُولَدُ مِنهُ مُؤمِنٌ فَهُوَ يُنظِرُ أَبَاهُ لِإِيصَالِ ابنِهِ إِلَي السّعَادَةِ وَ لَو لَا ذَلِكَ لَنَزَلَ العَذَابُ بِكَافّتِكُم فَانظُر نَحوَ السّمَاءِ فَنَظَرَ أَكنَافَهَا فَإِذَا أَبوَابُهَا مُفَتّحَةٌ وَ إِذَا النّيرَانُ نَازِلَةٌ مِنهَا مُسَامِتَةٌ لِرُءُوسِ القَومِ حَتّي تَدنُوَ مِنهُم حَتّي وَجَدُوا حَرّهَا بَينَ أَكتَافِهِم فَارتَعَدَت فَرَائِصُ أَبِي جَهلٍ وَ الجَمَاعَةِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا تَرُوعَنّكُم فَإِنّ اللّهَ لَا يُهلِكُكُم بِهَا وَ إِنّمَا أَظهَرَهَا عِبرَةً ثُمّ نَظَرُوا وَ إِذَا قَد خَرَجَ مِن ظُهُورِ الجَمَاعَةِ أَنوَارٌ قَابَلَتهَا وَ دَفَعَتهَا حَتّي أَعَادَتهَا فِي السّمَاءِ كَمَا جَاءَت مِنهَا فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص بَعضُ هَذِهِ الأَنوَارِ أَنوَارُ مَن قَد عَلِمَ اللّهُ أَنّهُ سَيُسعِدُهُ بِالإِيمَانِ فِي كُلّ مِنكُم مِن بَعدُ وَ بَعضُهَا أَنوَارٌ طَيّبَةٌ سَيَخرُجُ عَن بَعضِكُم مِمّن لَا يُؤمِنُ وَ هُم مُؤمِنُونَ
3- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] ابنُ الصّلتِ عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الحسُيَنيِّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ عَلِيّ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ انشَقّ القَمَرُ بِمَكّةَ فِلقَتَينِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص اشهَدُوا اشهَدُوا
4- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن نَصرِ بنِ القَاسِمِ وَ عُمَرَ بنِ أَبِي حَسّانَ عَن إِسحَاقَ بنِ أَبِي إِسرَائِيلَ عَن دَيلَمِ بنِ غَزوَانَ العبَديِّ وَ عَلِيّ بنِ أَبِي سَارَةَ الشيّباَنيِّ عَن ثَابِتٍ البنُاَنيِّ عَن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ أَنّ رَسُولَ اللّهِص بَعَثَ رَجُلًا إِلَي فِرعَونٍ مِن فَرَاعِنَةِ العَرَبِ يَدعُوهُ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَقَالَ لِرَسُولِ النّبِيّص أخَبرِنيِ عَن هَذَا ألّذِي يدَعوُنيِ إِلَيهِ أَ مِن فِضّةٍ هُوَ أَم مِن ذَهَبٍ أَم مِن حَدِيدٍ فَرَجَعَ إِلَي النّبِيّص فَأَخبَرَهُ بِقَولِهِ فَقَالَ النّبِيّص ارجِع إِلَيهِ فَادعُهُ فَقَالَ يَا نبَيِّ اللّهِ إِنّهُ أَعتَي مِن ذَلِكَ قَالَ ارجِع إِلَيهِ
صفحه : 354
فَقَالَ كَقَولِهِ فَبَينَا هُوَ يُكَلّمُهُ إِذ رَعَدَت سَحَابَةٌ رَعدَةً فَأَلقَت عَلَي رَأسِهِ صَاعِقَةً ذَهَبَت بِقِحفِ رَأسِهِ فَأَنزَلَ اللّهُ جَلّ ثَنَاؤُهُوَ يُرسِلُ الصّواعِقَ فَيُصِيبُ بِها مَن يَشاءُ وَ هُم يُجادِلُونَ فِي اللّهِ وَ هُوَ شَدِيدُ المِحالِ
5-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]الصّدُوقُ بِإِسنَادِهِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ أَنّهُ سُئِلَ عَن قَولِهِ تَعَالَياقتَرَبَتِ السّاعَةُ وَ انشَقّ القَمَرُ قَالَ انشَقّ القَمَرُ عَلَي عَهدِ رَسُولِ اللّهِص حَتّي صَارَ بِنِصفَينِ وَ نَظَرَ إِلَيهِ النّاسُ وَ أَعرَضَ أَكثَرُهُم فَأَنزَلَ اللّهُ تَعَالَي جَلّ ذِكرُهُوَ إِن يَرَوا آيَةً يُعرِضُوا وَ يَقُولُوا سِحرٌ مُستَمِرّ فَقَالَ المُشرِكُونَ سَحَرَ القَمَرَ سَحَرَ القَمَرَ
6-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيَِ أَنّ أَهلَ المَدِينَةِ مُطِرُوا مَطَراً عَظِيماً فَخَافُوا الغَرَقَ فَشَكَوا إِلَيهِ فَقَالَ أللّهُمّ حَوَالَينَا وَ لَا عَلَينَا فَانجَابَتِ السّحَابُ عَنِ المَدِينَةِ عَلَي هَيئَةِ الإِكلِيلِ لَا تَمطُرُ فِي المَدِينَةِ وَ تَمطُرُ حَوَالَيهَا فَعَايَنَ مُؤمِنُهُم وَ كَافِرُهُم أَمراً لَم يُعَايِنُوا مِثلَهُ
7-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيَِ أَنّهُ كَانَ فِي سَفَرَينِ مِن أَسفَارِهِ قَبلَ البِعثَةِ مَعرُوفَينِ مَذكُورَينِ عِندَ عَشِيرَتِهِ وَ غَيرِهِم لَا يَدفَعُونَ حَديثَهُمَا فَكَانَت سَحَابَةٌ أَظَلّت عَلَيهِ حِينَ يمَشيِ تَدُورُ مَعَهُ حَيثُمَا دَارَ وَ تَزُولُ حَيثُ زَالَ يَرَاهَا رُفَقَاؤُهُ وَ مُعَاشِرُوهُ
8-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيَِ أَنّ القَمَرَ انشَقّ وَ هُوَ بِمَكّةَ أَوّلَ مَبعَثِهِ يَرَاهُ أَهلُ الأَرضِ طُرّاً فَتَلَا بِهِ عَلَيهِم قُرآناً فَمَا أَنكَرُوا ذَلِكَ عَلَيهِ وَ كَانَ مَا أَخبَرَهُم بِهِ مِنَ الأَمرِ ألّذِي لَا يَخفَي أَثَرُهُ وَ لَا يَندَرِسُ ذِكرُهُ وَ قَولُ بَعضِ النّاسِ إِنّهُ لَم يَرَهُ إِلّا وَاحِدٌ خَطَأٌ بَل شُهرَتُهُ أَغنَت
صفحه : 355
عَن نَقلِهِ عَلَي أَنّهُ إِن لَم يَرَهُ إِلّا وَاحِدٌ كَانَ أَعجَبَ وَ رَوَي ذَلِكَ خَمسَةُ نَفَرٍ ابنُ مَسعُودٍ وَ ابنُ عَبّاسٍ وَ ابنُ جُبَيرٍ وَ ابنُ مَطعَمٍ عَن أَبِيهِ وَ حُذَيفَةُ وَ غَيرُهُم
9-يج ،[الخرائج والجرائح ] مِن مُعجِزَاتِهِص أَنّ أَبَا طَالِبٍ سَافَرَ بِمُحَمّدٍص فَقَالَ كُلّمَا كُنّا نَسِيرُ فِي الشّمسِ تَسِيرُ الغَمَامَةُ بِسَيرِنَا وَ تَقِفُ بِوُقُوفِنَا فَنَزَلنَا يَوماً عَلَي رَاهِبٍ بِأَطرَافِ الشّامِ فِي صَومَعَةٍ فَلَمّا قَرُبنَا مِنهُ نَظَرَ إِلَي الغَمَامَةِ تَسِيرُ بِسَيرِنَا قَالَ فِي هَذِهِ القَافِلَةِ شَيءٌ فَنَزَلَ فَأَضَافَنَا وَ كَشَفَ عَن كَتِفَيهِ فَنَظَرَ إِلَي الشّامَةِ بَينَ كَتِفَيهِ فَبَكَي وَ قَالَ يَا أَبَا طَالِبٍ لَم تَجِب أَن تُخرِجَهُ مِن مَكّةَ وَ بَعدَ إِذ أَخرَجتَهُ فَاحتَفِظ بِهِ وَ احذَر عَلَيهِ اليَهُودَ فَلَهُ شَأنٌ عَظِيمٌ وَ ليَتنَيِ أُدرِكُهُ فَأَكُونَ أَوّلَ مُجِيبٍ لِدَعوَتِهِ
10-يج ،[الخرائج والجرائح ] مِن مُعجِزَاتِ النّبِيّص أَنّهُ كَانَ لَيلَةً جَالِساً فِي الحِجرِ وَ كَانَت قُرَيشٌ فِي مَجَالِسِهَا يَتَسَامَرُونَ فَقَالَ بَعضُهُم لِبَعضٍ قَد أَعيَانَا أَمرُ مُحَمّدٍ فَمَا ندَريِ مَا نَقُولُ فِيهِ فَقَالَ بَعضُهُم قُومُوا بِنَا جَمِيعاً إِلَيهِ نَسأَلهُ أَن يُرِيَنَا آيَةً مِنَ السّمَاءِ فَإِنّ السّحرَ قَد يَكُونُ فِي الأَرضِ وَ لَا يَكُونُ فِي السّمَاءِ فَصَارُوا إِلَيهِ فَقَالُوا يَا مُحَمّدُ إِن لَم يَكُن هَذَا ألّذِي نَرَي مِنكَ سِحراً فَأَرِنَا آيَةً فِي السّمَاءِ فَإِنّا نَعلَمُ أَنّ السّحرَ لَا يَستَمِرّ فِي السّمَاءِ كَمَا يَستَمِرّ فِي الأَرضِ فَقَالَ لَهُم أَ لَستُم تَرَونَ هَذَا القَمَرَ فِي تَمَامِهِ لِأَربَعَ عَشرَةَ فَقَالُوا بَلَي قَالَ فَتُحِبّونَ أَن تَكُونَ الآيَةُ مِن قِبَلِهِ وَ جِهَتِهِ قَالُوا قَد أَحبَبنَا ذَلِكَ فَأَشَارَ إِلَيهِ بِإِصبَعِهِ فَانشَقّ بِنِصفَينِ فَوَقَعَ نِصفُهُ عَلَي ظَهرِ الكَعبَةِ وَ نِصفُهُ الآخَرُ عَلَي جَبَلِ أَبِي قُبَيسٍ وَ هُم يَنظُرُونَ إِلَيهِ فَقَالَ بَعضُهُم فَرُدّهُ إِلَي مَكَانِهِ فَأَومَأَ بِيَدِهِ إِلَي النّصفِ ألّذِي كَانَ عَلَي جَبَلِ أَبِي قُبَيسٍ فَطَارَا جَمِيعاً فَالتَقَيَا فِي الهَوَاءِ فَصَارَا وَاحِداً وَ استَقَرّ القَمَرُ فِي مَكَانِهِ عَلَي مَا كَانَ فَقَالُوا قُومُوا فَقَدِ استَمَرّ سِحرُ مُحَمّدٍ فِي السّمَاءِ وَ الأَرضِ فَأَنزَلَ اللّهُاقتَرَبَتِ السّاعَةُ وَ انشَقّ
صفحه : 356
القَمَرُ وَ إِن يَرَوا آيَةً يُعرِضُوا وَ يَقُولُوا سِحرٌ مُستَمِرّ
11-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]أَجمَعَ المُفَسّرُونَ وَ المُحَدّثُونَ سِوَي عَطَاءٍ وَ الحُسَينِ وَ البلَخيِّ فِي قَولِهِاقتَرَبَتِ السّاعَةُ وَ انشَقّ القَمَرُ أَنّهُ اجتَمَعَ المُشرِكُونَ لَيلَةَ بَدرٍ إِلَي النّبِيّص فَقَالُوا إِن كُنتَ صَادِقاً فَشُقّ لَنَا القَمَرَ فِرقَتَينِ قَالَص إِن فَعَلتُ تُؤمِنُونَ قَالُوا نَعَم فَأَشَارَ إِلَيهِ بِإِصبَعِهِ فَانشَقّ شِقّتَينِ رئُيَِ حِرَي[حِرَاءٌ] بَينَ فَلقَيهِ
وَ فِي رِوَايَةٍ نِصفاً عَلَي أَبِي قُبَيسٍ وَ نِصفاً عَلَي قيقعان [قُعَيقِعَانَ]
وَ فِي رِوَايَةٍ نِصفٌ عَلَي الصّفَا وَ نِصفٌ عَلَي المَروَةِ فَقَالَص اشهَدُوا اشهَدُوا فَقَالَ نَاسٌ سَحَرَنَا مُحَمّدٌ فَقَالَ رَجُلٌ إِن كَانَ سَحَرَكُم فَلَم يَسحَرِ النّاسَ كُلّهُم وَ كَانَ ذَلِكَ قَبلَ الهِجرَةِ وَ بقَيَِ قَدرَ مَا بَينَ العَصرِ إِلَي اللّيلِ وَ هُم يَنظُرُونَ إِلَيهِ وَ يَقُولُونَ هَذَا سِحرٌ مُستَمِرّ فَنَزَلَوَ إِن يَرَوا آيَةً يُعرِضُواالآيَاتِ
وَ فِي رِوَايَةٍ أَنّهُ قَدِمَ السّفّارُ مِن كُلّ وَجهٍ فَمَا مِن أَحَدٍ قَدِمَ إِلّا أَخبَرَهُم أَنّهُم رَأَوا مِثلَ مَا رَأَوا
12-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] أَبُو رَجَاءٍ العطُاَردِيِّ قَالَ أَوّلُ مَا أَنكَرنَا عِندَ مَبعَثِ النّبِيّص انقِضَاضُ الكَوَاكِبِ
قال الزجاج في قوله فاستَرَقَ السّمعَ فَأَتبَعَهُ شِهابٌ مُبِينٌالشهاب من
صفحه : 357
معجزات نبيناص لأنه لم ير قبل زمانه والدليل عليه أن الشعراء كانوا يمثلون في السرعة بالبرق والسيل و لم يوجد في أشعارها بيت واحد فيه ذكر الكواكب المنقضة فلما حدثت بعدمولده استعملت قال ذو الرمة
كأنه كوكب في إثر عفرية | مسوم في سواد الليل منقضب |
الضحاك في قوله فَارتَقِب يَومَ تأَتيِ السّماءُ بِدُخانٍالآيات كان الرجل لما به من الجوع يري بينه و بين السماء كالدخان وأكلوا الميتة والعظام ثم جاءوا إلي النبي ص وقالوا يا محمدجئت تأمر بصلة الرحم وقومك قدهلكوا فسأل الله تعالي لهم الخصب والسعة فكشف الله عنهم ثم عادوا إلي الكفر.بيان قال الجزري العفارة الخبث والشيطنة و منه الحديث إِنّ اللّهَ يُبغِضُ العِفرِيَةَ النّفرِيَةَ
هوالداعي الخبيث الشرير انتهي . قوله مسوم أي مرسل و قال الجوهري انقضب الشيء انقطع وتقول انقضب الكوكب من مكانه ثم ذكر هذاالشعر مستشهدا به
13-عم ،[إعلام الوري ] مِن مُعجِزَاتِهِص أَنّ القَمَرَ انشَقّ لَهُ بِنِصفَينِ بِمَكّةَ فِي أَوّلِ مَبعَثِهِ وَ قَد نَطَقَ بِهِ القُرآنُ وَ قَد صَحّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مَسعُودٍ أَنّهُ قَالَ انشَقّ القَمَرُ حَتّي صَارَ
صفحه : 358
فِرقَتَينِ فَقَالَ كُفّارُ أَهلِ مَكّةَ هَذَا سِحرٌ سَحَرَكُم بِهِ ابنُ أَبِي كَبشَةَ انظُرُوا السّفّارَ فَإِن كَانُوا رَأَوا مَا رَأَيتُم فَقَد صَدَقَ وَ إِن كَانُوا لَم يَرَوا مَا رَأَيتُم فَهُوَ سِحرٌ سَحَرَكُم بِهِ قَالَ فَسُئِلَ السّفّارُ وَ قَد قَدِمُوا مِن كُلّ وَجهٍ فَقَالُوا رَأَينَاهُ
استَشهَدَ البخُاَريِّ فِي الصّحِيحِ بِهَذَا الخَبَرِ فِي أَنّ ذَلِكَ كَانَ بِمَكّةَ
أقول قدمرت الأخبار المستفيضة في إظلال السحاب عليه ص في باب منشئه ص و باب احتجاج أمير المؤمنين ع علي اليهود وسائر الأبواب لاسيما أبواب هذاالمجلد وسيأتي رد الشمس بدعائه ص لأمير المؤمنين ع في أبواب معجزات أمير المؤمنين ع وكذا إجابة السحاب له ص في أبواب فضائل أمير المؤمنين ع وكذا تطوق السحاب وبعده عن المدينة بإشارته ص قدمر في باب المتقدم وسيأتي في باب استجابة دعائه ص . وَ قَالَ القاَضيِ فِي الشّفَاءِ خَرَجَ الطحّاَويِّ فِي مُشكِلِ الحَدِيثِ عَن أَسمَاءَ بِنتِ عُمَيسٍ مِن طَرِيقَينِ أَنّ النّبِيّص كَانَ يُوحَي إِلَيهِ وَ رَأسُهُ فِي حِجرِ عَلِيّ فَلَم يُصَلّ العَصرَ حَتّي غَرَبَتِ الشّمسُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أَ صَلّيتَ يَا عَلِيّ قَالَ لَا فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أللّهُمّ إِنّهُ كَانَ فِي طَاعَتِكَ وَ فِي طَاعَةِ رَسُولِكَ فَاردُد عَلَيهِ الشّمسَ قَالَ أَسمَاءُ فَرَأَيتُهَا غَرَبَت ثُمّ رَأَيتُهَا طَلَعَت بَعدَ مَا غَرَبَت وَ وَقَعَت عَلَي الأَرضِ وَ ذَلِكَ بِالصّهبَاءِ فِي خَيبَرَ
.
صفحه : 359
قال وهذان الحديثان ثابتان ورواتهما ثقات وحكي الطحاوي أن أحمد بن صالح كان يقول لاينبغي لمن سبيله العلم التخلف عن حفظ حديث الأسماء لأنه من علامات النبوة.
وَ رَوَي يُونُسُ بنُ بُكَيرٍ فِي زِيَادَةِ المغَاَزيِ رِوَايَتَهُ عَنِ ابنِ إِسحَاقَ لَمّا أسُريَِ بِرَسُولِ اللّهِص وَ أَخبَرَ قَومَهُ بِالرّفقَةِ وَ العَلَامَةِ التّيِ فِي العِيرِ قَالُوا مَتَي تجَيِءُ قَالَ يَومَ الأَربِعَاءِ فَلَمّا كَانَ ذَلِكَ اليَومُ أَشرَفَت قُرَيشٌ يَنظُرُونَ وَ قَد وَلّي النّهَارُ وَ لَم تَجِئ فَدَعَا رَسُولُ اللّهِص فَزِيدَ لَهُ فِي النّهَارِ سَاعَةٌ وَ حُبِسَت عَلَيهِ الشّمسُ
14-يج ،[الخرائج والجرائح ] عَن أَسمَاءَ بِنتِ عُمَيسٍ قَالَت إِنّ عَلِيّاً بَعَثَهُ رَسُولُ اللّهِص فِي حَاجَةٍ فِي غَزوَةِ حُنَينٍ وَ قَد صَلّي النّبِيّص العَصرَ وَ لَم يُصَلّهَا عَلِيّ فَلَمّا رَجَعَ وَضَعَ رَأسَهُ فِي حِجرِ عَلِيّ ع وَ قَد أَوحَي اللّهُ إِلَيهِ فَجَلّلَهُ بِثَوبِهِ فَلَم يَزَل كَذَلِكَ حَتّي كَادَتِ الشّمسُ تَغِيبُ ثُمّ إِنّهُ سرُيَِ عَنِ النّبِيّص فَقَالَ أَ صَلّيتَ يَا عَلِيّ قَالَ لَا فَقَالَ النّبِيّص أللّهُمّ رُدّ عَلَي عَلِيّ الشّمسَ فَرَجَعَت حَتّي بَلَغَت نِصفَ المَسجِدِ قَالَت أَسمَاءُ وَ ذَلِكَ بِالصّهبَاءِ
15-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيَِ عَن أُمّ سَلَمَةَ أَنّ فَاطِمَةَ ع جَاءَت إِلَي النّبِيّص حَامِلَةً حَسَناً وَ حُسَيناً وَ فَخّاراً فِيهِ حَرِيرَةٌ فَقَالَ ادعيِ ابنَ عَمّكَ وَ أَجلَسَ أَحَدَهُمَا عَلَي فَخِذِهِ اليُمنَي وَ الآخَرَ عَلَي فَخِذِهِ اليُسرَي وَ عَلِيّاً وَ فَاطِمَةَ أَحَدَهُمَا بَينَ يَدَيهِ وَ الآخَرَ خَلفَهُ
صفحه : 360
فَقَالَ أللّهُمّ هَؤُلَاءِ أَهلُ بيَتيِ فَأَذهِب عَنهُمُ الرّجسَ وَ طَهّرهُم تَطهِيراً ثَلَاثَ مَرّاتٍ وَ أَنَا عِندَ عَتَبَةِ البَابِ فَقُلتُ وَ أَنَا مِنهُم فَقَالَ أَنتَ إِلَي خَيرٍ وَ مَا فِي البَيتِ غَيرُ هَؤُلَاءِ وَ جَبرَئِيلُ ثُمّ أَغدَفَ عَلَيهِم كِسَاءً خَيبَرِيّاً فَجَلّلَهُم بِهِ وَ هُوَ مَعَهُم ثُمّ أَتَاهُ جَبرَئِيلُ بِطَبَقٍ فِيهِ رُمّانٌ وَ عِنَبٌ فَأَكَلَ النّبِيّص فَسَبّحَ العِنَبُ وَ الرّمّانُ ثُمّ أَكَلَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ فَتَنَاوَلَا فَسَبّحَ العِنَبُ وَ الرّمّانُ فِي أَيدِيهِمَا ثُمّ دَخَلَ عَلِيّ فَتَنَاوَلَ مِنهُ فَسَبّحَ أَيضاً ثُمّ دَخَلَ رَجُلٌ مِنَ الصّحَابَةِ وَ أَرَادَ أَن يَتَنَاوَلَ فَقَالَ جَبرَئِيلُ إِنّمَا يَأكُلُ مِن هَذَا نبَيِّ أَو وَلَدُ نبَيِّ أَو وصَيِّ نبَيِّ
بيان في النهاية فيه إنه أغدف علي علي سترا أي أرسله
16-يج ،[الخرائج والجرائح ]رَوَت عَائِشَةُ أَنّ رَسُولَ اللّهِص بَعَثَ عَلِيّاً يَوماً فِي حَاجَةٍ فَانصَرَفَ عَلِيّ إِلَي رَسُولِ اللّهِص وَ هُوَ فِي حجُرتَيِ فَلَمّا دَخَلَ عَلِيّ مِن بَابِ الحُجرَةِ استَقبَلَهُ رَسُولُ اللّهِص إِلَي الفَضَاءِ بَينَ الحُجَرِ فَعَانَقَهُ وَ أَظَلّتهُمَا غَمَامَةٌ سَتَرَتهُمَا عنَيّ ثُمّ زَالَت عَنهُمَا الغَمَامَةُ فَرَأَيتُ فِي يَدِ رَسُولِ اللّهِص عُنقُودَ عِنَبٍ أَبيَضَ وَ هُوَ يَأكُلُ وَ يُطعِمُ عَلِيّاً فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ تَأكُلُ وَ تُطعِمُ عَلِيّاً وَ لَا تطُعمِنُيِ قَالَ هَذَا مِن ثِمَارِ الجَنّةِ لَا يَأكُلُهَا إِلّا نبَيِّ أَو وصَيِّ نبَيِّ فِي الدّنيَا
17- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]الفَحّامُ عَن عَمّهِ عُمَرَ بنِ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ بنِ عَاصِمٍ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ العبَديِّ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ الأمُوَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ جَرِيرٍ عَن عَبدِ الجَبّارِ بنِ العَلَاءِ عَن يُوسُفَ بنِ عَطِيّةَ عَن ثَابِتٍ عَن أَنَسٍ قَالَأمَرَنَيِ رَسُولُ اللّهِص أَن أُسرِجَ بَغلَتَهُ الدّلدُلَ وَ حِمَارَهُ اليَعفُورَ فَفَعَلتُ مَا أمَرَنَيِ بِهِ رَسُولُ اللّهِص فَاستَوَي عَلَي بَغلَتِهِ وَ استَوَي عَلِيّ عَلَي حِمَارِهِ وَ سَارَا وَ سِرتُ مَعَهُمَا فَأَتَينَا سَفحَ جَبَلٍ فَنَزَلَا وَ صَعِدَا حَتّي صَارَا عَلَي ذِروَةِ الجَبَلِ ثُمّ رَأَيتُ غَمَامَةً بَيضَاءَ كَدَارَةِ الكرُسيِّ وَ قَد أَظَلّتهُمَا وَ رَأَيتُ النّبِيّص وَ قَد مَدّ يَدَهُ إِلَي شَيءٍ يَأكُلُ وَ أَطعَمَ عَلِيّاً حَتّي تَوَهّمتُ أَنّهُمَا قَد شَبِعَا
صفحه : 361
ثُمّ رَأَيتُ النّبِيّص وَ قَد مَدّ يَدَهُ إِلَي شَيءٍ وَ قَد شَرِبَ وَ سَقَي عَلِيّاً حَتّي قَدّرتُ أَنّهُمَا قَد شَرِبَا رَيّهُمَا ثُمّ رَأَيتُ الغَمَامَةَ وَ قَدِ ارتَفَعَت وَ نَزَلَا فَرَكِبَا وَ سَارَا وَ سِرتُ مَعَهُمَا وَ التَفَتَ النّبِيّص فَرَأَي فِي وجَهيِ تَغَيّراً فَقَالَ مَا لِي أَرَي وَجهَكَ مُتَغَيّراً فَقُلتُ ذَهَلتُ مِمّا رَأَيتُ فَقَالَ فَرَأَيتَ مَا كَانَ فَقُلتُ نَعَم فِدَاكَ أَبِي وَ أمُيّ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ يَا أَنَسُ وَ ألّذِي خَلَقَ مَا يَشَاءُ لَقَد أَكَلَ مِن تِلكَ الغَمَامَةِ ثَلَاثُمِائَةٍ وَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ نَبِيّاً وَ ثَلَاثُمِائَةٍ وَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ وَصِيّاً مَا فِيهِم نبَيِّ أَكرَمُ عَلَي اللّهِ منِيّ وَ لَا فِيهِم وصَيِّ أَكرَمُ عَلَي اللّهِ مِن عَلِيّ
بيان الدارة ماأحاط بالشيء قوله ذهلت أي غفلت عن كل شيءلدهشة مارأيت و في بعض النسخ وهلت أي فزعت و هوأظهر
18- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] ابنُ حَشِيشٍ عَن عَلِيّ بنِ القَاسِمِ بنِ يَعقُوبَ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ بنِ مُطَاعٍ عَن أَحمَدَ بنِ حَسَنٍ القَوّاسِ عَن مُحَمّدِ بنِ سَلَمَةَ الواَسطِيِّ عَن يَزِيدَ بنِ هَارُونَ عَن حَمّادِ بنِ سَلَمَةَ عَن ثَابِتٍ عَن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ قَالَرَكِبَ رَسُولُ اللّهِص ذَاتَ يَومٍ بَغلَتَهُ فَانطَلَقَ إِلَي جَبَلِ آلِ فُلَانٍ وَ قَالَ يَا أَنَسُ خُذِ البَغلَةَ وَ انطَلِق إِلَي مَوضِعِ كَذَا وَ كَذَا تَجِد عَلِيّاً جَالِساً يُسَبّحُ بِالحَصَي فَأَقرِئهُ منِيّ السّلَامَ وَ احمِلهُ عَلَي البَغلَةِ وَ أتِ بِهِ إلِيَّ قَالَ أَنَسٌ فَذَهَبتُ فَوَجَدتُ عَلِيّاً ع كَمَا قَالَ رَسُولُ اللّهِص فَحَمَلتُهُ عَلَي البَغلَةِ فَأَتَيتُ بِهِ إِلَيهِ فَلَمّا أَن بَصُرَ بِرَسُولِ اللّهِص قَالَ السّلَامُ عَلَيكَ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ وَ عَلَيكَ السّلَامُ يَا أَبَا الحَسَنِ اجلِس فَإِنّ هَذَا مَوضِعٌ قَد جَلَسَ فِيهِ سَبعُونَ نَبِيّاً مُرسَلًا مَا جَلَسَ فِيهِ مِنَ الأَنبِيَاءِ أَحَدٌ إِلّا وَ أَنَا خَيرٌ مِنهُ وَ قَد جَلَسَ فِي مَوضِعِ كُلّ نبَيِّ أَخٌ لَهُ مَا جَلَسَ مِنَ الإِخوَةِ أَحَدٌ إِلّا وَ أَنتَ خَيرٌ مِنهُ قَالَ أَنَسٌ فَنَظَرتُ إِلَي سَحَابَةٍ قَد أَظَلّتهُمَا وَ دَنَت مِن رُءُوسِهِمَا فَمَدّ النّبِيّص يَدَهُ إِلَي السّحَابَةِ فَتَنَاوَلَ عُنقُودَ عِنَبٍ فَجَعَلَهُ بَينَهُ وَ بَينَ عَلِيّ وَ قَالَ كُل يَا أخَيِ فَهَذِهِ هَدِيّةٌ مِنَ اللّهِ تَعَالَي إلِيَّ ثُمّ إِلَيكَ قَالَ أَنَسٌ فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ عَلِيّ
صفحه : 362
أَخُوكَ قَالَ نَعَم عَلِيّ أخَيِ قُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ صِف لِي كَيفَ عَلِيّ أَخُوكَ قَالَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ خَلَقَ مَاءً تَحتَ العَرشِ قَبلَ أَن يَخلُقَ آدَمَ بِثَلَاثَةِ آلَافِ عَامٍ وَ أَسكَنَهُ فِي لُؤلُؤَةٍ خَضرَاءَ فِي غَامِضِ عِلمِهِ إِلَي أَن خَلَقَ آدَمَ فَلَمّا أَن خَلَقَ آدَمَ نَقَلَ ذَلِكَ المَاءَ مِنَ اللّؤلُؤَةِ فَأَجرَاهُ فِي صُلبِ آدَمَ إِلَي أَن قَبَضَهُ اللّهُ ثُمّ نَقَلَهُ فِي صُلبِ شَيثٍ فَلَم يَزَل ذَلِكَ المَاءُ يَنتَقِلُ مِن ظَهرٍ إِلَي ظَهرٍ حَتّي صَارَ فِي عَبدِ المُطّلِبِ ثُمّ شَقّهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ نِصفَينِ فَصَارَ نِصفُهُ فِي أَبِي عَبدِ اللّهِ بنِ عَبدِ المُطّلِبِ وَ نِصفٌ فِي أَبِي طَالِبٍ فَأَنَا مِن نِصفِ المَاءِ وَ عَلِيّ مِنَ النّصفِ الآخَرِ فعَلَيِّ أخَيِ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ ثُمّ قَرَأَ رَسُولُ اللّهِص وَ هُوَ ألّذِي خَلَقَ مِنَ الماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهراً وَ كانَ رَبّكَ قَدِيراً
19-كا،[الكافي] الحُسَينُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ المُعَلّي بنِ مُحَمّدٍ عَن بِسطَامِ بنِ مُرّةَ الفاَرسِيِّ قَالَ حَدّثَنَا عَبدُ الرّحمَنِ بنُ يَزِيدَ الفاَرسِيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ مَعرُوفٍ عَن صَالِحِ بنِ رَزِينٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ عَلَيكُم بِالهَرِيسَةِ فَإِنّهَا تُنشِطُ لِلعِبَادَةِ أَربَعِينَ يَوماً وَ هيَِ مِنَ المَائِدَةِ التّيِ أُنزِلَت عَلَي رَسُولِ اللّهِص
أقول سيأتي في باب فضائل أصحاب الكساء وأبواب فضائل أمير المؤمنين ع وأبواب فضائل فاطمة ع نزول المائدة بطرق عديدة وإيرادها هنا موجب للتكرار
صفحه : 363
1-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيَِ عَن فَاطِمَةَ بِنتِ أَسَدٍ أَنّهُ لَمّا ظَهَرَت أَمَارَةُ وَفَاةِ عَبدِ المُطّلِبِ قَالَ لِأَولَادِهِ مَن يَكفُلُ مُحَمّداً قَالُوا هُوَ أَكيَسُ مِنّا فَقُل لَهُ يَختَارُ لِنَفسِهِ فَقَالَ عَبدُ المُطّلِبِ يَا مُحَمّدُ جَدّكَ عَلَي جَنَاحِ السّفَرِ إِلَي القِيَامَةِ أَيّ عُمُومَتِكَ وَ عَمّاتِكَ تُرِيدُ أَن يَكفُلَكَ فَنَظَرَ فِي وُجُوهِهِم ثُمّ زَحَفَ إِلَي عِندِ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ لَهُ عَبدُ المُطّلِبِ يَا أَبَا طَالِبٍ إنِيّ قَد عَرَفتُ دِيَانَتَكَ وَ أَمَانَتَكَ فَكُن لَهُ كَمَا كُنتُ لَهُ قَالَت فَلَمّا توُفُيَّ أَخَذَهُ أَبُو طَالِبٍ وَ كُنتُ أَخدِمُهُ وَ كَانَ يدَعوُنيِ الأُمّ قَالَت وَ كَانَ فِي بُستَانِ دَارِنَا نَخَلَاتٌ وَ كَانَ أَوّلُ إِدرَاكِ الرّطَبِ وَ كَانَ أَربَعُونَ صَبِيّاً مِن أَترَابِ مُحَمّدٍ يَدخُلُونَ عَلَينَا كُلّ يَومٍ فِي البُستَانِ وَ يَلتَقِطُونَ مَا يَسقُطُ فَمَا رَأَيتُ قَطّ مُحَمّداً يَأخُذُ رُطَبَةً مِن يَدِ صبَيِّ سَبَقَ إِلَيهَا وَ الآخَرُونَ يَختَلِسُ بَعضُهُم مِن بَعضٍ وَ كُنتُ كُلّ يَومٍ أَلتَقِطُ لِمُحَمّدٍ حَفنَةً فَمَا فَوقَهَا وَ كَذَلِكَ جاَريِتَيِ فَاتّفَقَ يَوماً أَن نَسِيتُ أَن أَلتَقِطَ لَهُ شَيئاً وَ نَسِيَت جاَريِتَيِ وَ كَانَ مُحَمّدٌ نَائِماً وَ دَخَلَ الصّبيَانُ وَ أَخَذُوا كُلّ مَا سَقَطَ مِنَ الرّطَبِ وَ انصَرَفُوا فَنِمتُ فَوَضَعتُ الكُمّ عَلَي وجَهيِ حَيَاءً مِن مُحَمّدٍ إِذَا انتَبَهَ قَالَت فَانتَبَهَ مُحَمّدٌ وَ دَخَلَ البُستَانَ فَلَم يَرَ رُطَبَةً عَلَي وَجهِ الأَرضِ فَانصَرَفَ فَقَالَت لَهُ الجَارِيَةُ إِنّا نَسِينَا أَن نَلتَقِطَ شَيئاً وَ الصّبيَانُ دَخَلُوا وَ أَكَلُوا جَمِيعَ مَا كَانَ قَد سَقَطَ قَالَت فَانصَرَفَ مُحَمّدٌ إِلَي البُستَانِ وَ أَشَارَ إِلَي نَخلَةٍ وَ قَالَ أَيّتُهَا الشّجَرَةُ أَنَا جَائِعٌ قَالَت
صفحه : 364
فَرَأَيتُ الشّجَرَةَ قَد وَضَعَت أَغصَانَهَا التّيِ عَلَيهَا الرّطَبُ حَتّي أَكَلَ مِنهَا مُحَمّدٌ مَا أَرَادَ ثُمّ ارتَفَعَت إِلَي مَوضِعِهَا قَالَت فَاطِمَةُ فَتَعَجّبتُ وَ كَانَ أَبُو طَالِبٍ قَد خَرَجَ مِنَ الدّارِ وَ كُلّ يَومٍ إِذَا رَجَعَ وَ قَرَعَ البَابَ كُنتُ أَقُولُ لِلجَارِيَةِ حَتّي تَفتَحَ البَابَ فَقَرَعَ أَبُو طَالِبٍ فَعَدَوتُ حَافِيَةً إِلَيهِ وَ فَتَحتُ البَابَ وَ حَكَيتُ لَهُ مَا رَأَيتُ فَقَالَ هُوَ إِنّمَا يَكُونُ نَبِيّاً وَ أَنتِ تَلِدِينَ لَهُ وَزِيراً بَعدَ ثَلَاثِينَ فَوَلَدَت عَلِيّاً كَمَا قَالَ
2-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيَِ عَن جَابِرٍ قَالَ كُنتُ إِذَا مَشَيتُ فِي شِعَابِ مَكّةَ مَعَ مُحَمّدٍص لَم يَكُن يَمُرّ بِحَجَرٍ وَ لَا شَجَرٍ إِلّا قَالَ السّلَامُ عَلَيكَ يَا رَسُولَ اللّهِ
3-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيَِ عَن عَمّارِ بنِ يَاسِرٍ أَنّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللّهِص فِي بَعضِ أَسفَارِهِ قَالَ فَنَزَلنَا يَوماً فِي بَعضِ الصحّاَريِ القَلِيلَةِ الشّجَرِ فَنَظَرَ إِلَي شَجَرَتَينِ صَغِيرَتَينِ فَقَالَ لِي يَا عَمّارُ صِر إِلَي الشّجَرَتَينِ فَقُل لَهُمَا يَأمُرُكُمَا رَسُولُ اللّهِ أَن تَلتَقِيَا حَتّي يَقعُدَ تَحتَكُمَا فَأَقبَلَت كُلّ وَاحِدَةٍ إِلَي الأُخرَي حَتّي التَقَتَا فَصَارَتَا كَالشّجَرَةِ الوَاحِدَةِ وَ مَضَي رَسُولُ اللّهِص خَلفَهُمَا فَقَضَي حَاجَتَهُ فَلَمّا أَرَادَ الخُرُوجَ قَالَ لِتَرجِع كُلّ وَاحِدَةٍ إِلَي مَكَانِهَا فَرَجَعَتَا كَذَلِكَ
4-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]يج ،[الخرائج والجرائح ] عَن يَعلَي بنِ سَيَابَةَ مِثلَهُ
5-يج ،[الخرائج والجرائح ] مِن مُعجِزَاتِهِص لَمّا غَزَا بِتَبُوكَ كَانَ مَعَهُ مِنَ المُسلِمِينَ خَمسَةٌ وَ عِشرُونَ أَلفاً سِوَي خَدَمِهِم فَمَرّص فِي مَسِيرِهِ بِجَبَلٍ يَرشَحُ المَاءُ مِن أَعلَاهُ إِلَي أَسفَلِهِ مِن غَيرِ سَيَلَانٍ فَقَالُوا مَا أَعجَبَ رَشحَ هَذَا الجَبَلِ فَقَالَ إِنّهُ يبَكيِ قَالُوا وَ الجَبَلُ يبَكيِ قَالَ أَ تُحِبّونَ أَن تَعلَمُوا ذَلِكَ قَالُوا نَعَم قَالَ أَيّهَا الجَبَلُ مِمّ بُكَاؤُكَ فَأَجَابَهُ الجَبَلُ وَ قَد سَمِعَهُ الجَمَاعَةُ بِلِسَانٍ فَصِيحٍ يَا رَسُولَ اللّهِ مَرّ بيِ عِيسَي ابنُ مَريَمَ وَ هُوَ يَتلُوناراً وَقُودُهَا
صفحه : 365
النّاسُ وَ الحِجارَةُفَأَنَا أبَكيِ مُنذُ ذَلِكَ اليَومِ خَوفاً مِن أَن أَكُونَ مِن تِلكَ الحِجَارَةِ فَقَالَ اسكُن مَكَانَكَ فَلَستَ مِنهَا إِنّمَا تِلكَ حِجَارَةُ الكِبرِيتِ فَجَفّ ذَلِكَ الرّشحُ مِنَ الجَبَلِ فِي الوَقتِ حَتّي لَم يُرَ شَيءٌ مِن ذَلِكَ الرّشحِ وَ مِن تِلكَ الرّطُوبَةِ التّيِ كَانَت
6-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيَِ أَنّ نبَيِّ اللّهِص لَمّا بَنَي مَسجِدَهُ كَانَ فِيهِ جِذعُ نَخلٍ إِلَي جَانِبِ المِحرَابِ يَابِسٌ عَتِيقٌ إِذَا خَطَبَ يَستَنِدُ عَلَيهِ فَلَمّا اتّخِذَ لَهُ المِنبَرُ وَ صَعِدَ حَنّ ذَلِكَ الجِذعُ كَحَنِينِ النّاقَةِ إِلَي فَصِيلِهَا فَنَزَلَ رَسُولُ اللّهِص فَاحتَضَنَهُ فَسَكَنَ مِنَ الحَنِينِ ثُمّ رَجَعَ رَسُولُ اللّهِص وَ يُسَمّي الحَنّانَةَ إِلَي أَن هَدَمَ بَنُو أُمَيّةَ المَسجِدَ وَ جَدّدُوا بِنَاءَهُ فَقَلَعُوا الجِذعَ
7-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيَِ أَنّهُ كَانَ ليِهَوُديِّ حَقّ عَلَي مُسلِمٍ وَ قَد عَقَدَ عَلَي أَن يَغرِسَ المُسلِمُ لَهُ عِدّةَ خَطّ مِنَ النّخِيلِ وَ يُرَبّيَهَا إِلَي أَن تُرطِبَ أَلوَاناً كَثِيرَةً فَإِنّهُص أَمَرَ عَلِيّاً أَن يَأخُذَ النّوَي عَلَي عَدَدِ تِلكَ الأَشجَارِ التّيِ ضَمِنَهَا المُسلِمُ للِيهَوُديِّ فَصَارَ يَضَعُ رَسُولُ اللّهِص النّوَي فِي فِيهِ ثُمّ يُعطِيهِ عَلِيّاً فَيَدفِنُهُ فِي الأَرضِ فَإِذَا اشتَغَلَ باِلثاّنيِ نَبَتَ الأَوّلُ حَتّي تَمّت أَشجَارُ النّخلِ عَلَي الأَلوَانِ المُختَلِفَةِ مِنَ الصّفرَةِ وَ الحُمرَةِ وَ البَيَاضِ وَ السّوَادِ وَ غَيرِهَا وَ كَانَ النّبِيّص يمَشيِ يَوماً بَينَ نَخَلَاتٍ وَ مَعَهُ عَلِيّ ع فَنَادَت نَخلَةٌ إِلَي نَخلَةٍ هَذَا رَسُولُ اللّهِص وَ هَذَا وَصِيّهُ فَسُمّيَتِ الصّيحَانِيّةَ
8-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع قَالَ لَمّا غَزَونَا خَيبَرَ وَ مَعَنَا مِن يَهُودِ فَدَكٍ جَمَاعَةٌ فَلَمّا أَشرَفنَا عَلَي القَاعِ إِذَا نَحنُ باِلواَديِ وَ المَاءُ يَقلَعُ الشّجَرَ وَ يُدَهدِهُ الجِبَالَ قَالَ فَقَدّرنَا المَاءَ فَإِذَا هُوَ أَربَعَ عَشرَةَ قَامَةً فَقَالَ بَعضُ النّاسِ يَا رَسُولَ اللّهِ العَدُوّ مِن وَرَائِنَا وَ الواَديِ قُدّامَنَا فَنَزَلَ النّبِيّص فَسَجَدَ وَ دَعَا ثُمّ قَالَ سِيرُوا عَلَي اسمِ اللّهِ قَالَ فَعَبَرَتِ الخَيلُ وَ الإِبِلُ وَ الرّجّالُ
صفحه : 366
9-جَابِرٌ، خَرَجَ النّبِيّص إِلَي المُسلِمِينَ وَ قَالَ جُدّوا فِي الحَفرِ فَجَدّوا وَ اجتَهَدُوا وَ لَم يَزَالُوا يَحفِرُونَ حَتّي فُرِغَ مِنَ الحَفرِ وَ التّرَابُ حَولَ الخَندَقِ تَلّ عَالٍ فَأَخبَرتُهُ بِذَلِكَ فَقَالَ لَا تَفزَع يَا جَابِرُ فَسَوفَ تَرَي عَجَباً مِنَ التّرَابِ قَالَ وَ أَقبَلَ اللّيلُ وَ وَجَدتُ عِندَ التّرَابِ جَلَبَةً وَ ضَجّةً عَظِيمَةً وَ قَائِلٌ يَقُولُ
انتَسِفُوا التّرَابَ وَ الصّعِيدَا | وَ استَودِعُوهُ بَلَداً بَعِيداً |
وَ عَاوِنُوا مُحَمّدَ الرّشِيدَا | قَد جَعَلَ اللّهُ لَهُ عَمِيدَا |
َخَاهُ وَ ابنَ عَمّهِ الصّندِيدَا |
فَلَمّا أَصبَحتُ لَم أَجِد مِنَ التّرَابِ كَفّاً وَاحِداً
بيان الصنديد السيد الشجاع
10-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] استَنَدَ النّبِيّص عَلَي شَجَرَةٍ يَابِسَةٍ فَأَورَقَت وَ أَثمَرَت
11- وَ نَزَلَ النّبِيّص بِالجُحفَةِ تَحتَ شَجَرَةٍ قَلِيلَةِ الظّلّ وَ نَزَلَ أَصحَابُهُ حَولَهُ فَتَدَاخَلَهُ شَيءٌ مِن ذَلِكَ فَأَذِنَ اللّهُ تَعَالَي لِتِلكَ الشّجَرَةِ الصّغِيرَةِ حَتّي ارتَفَعَت وَ ظَلّلَتِ الجَمِيعَ فَأَنزَلَ اللّهُ تَعَالَي ذِكرَهُأَ لَم تَرَ إِلي رَبّكَ كَيفَ مَدّ الظّلّ وَ لَو شاءَ لَجَعَلَهُ ساكِناً
12-شي،[تفسير العياشي] عَن إِسمَاعِيلَ رَفَعَهُ إِلَي سَعِيدِ بنِ جُبَيرٍ قَالَ كَانَ عَلَي الكَعبَةِ ثَلَاثُمِائَةٍ وَ سِتّونَ صَنَماً لِكُلّ حيَّ مِن أَحيَاءِ العَرَبِ الوَاحِدُ وَ الِاثنَانِ فَلَمّا نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُشَهِدَ اللّهُ أَنّهُ لا إِلهَ إِلّا هُوَ إِلَي قَولِهِالعَزِيزُ الحَكِيمُخَرّت فِي الكَعبَةِ سُجّداً
13-ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ وَ عَلِيّ بنِ الحَكَمِ جَمِيعاً عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن حَمّادِ بنِ عُثمَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ مِنَ النّاسِ مَن يُؤمِنُ بِالكَلَامِ وَ مِنهُم مَن لَا يُؤمِنُ إِلّا بِالنّظَرِ إِنّ رَجُلًا أَتَي النّبِيّص فَقَالَ لَهُ أرَنِيِ آيَةً فَقَالَ
صفحه : 367
رَسُولُ اللّهِص لِشَجَرَتَينِ اجتَمِعَا فَاجتَمَعَتَا ثُمّ قَالَ تَفَرّقَا فَافتَرَقَتَا وَ رَجَعَت كُلّ وَاحِدَةٍ مِنهُمَا إِلَي مَكَانِهِمَا قَالَ فَآمَنَ الرّجُلُ
ير،[بصائر الدرجات ] اِبرَاهِيمُ بنُ هَاشِمٍ عَن يَحيَي بنِ أَبِي عِمرَانَ عَن يُونُسَ عَن حَمّادٍ عَن خَالِدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَنهُ ع مِثلَهُ
ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ البزَنَطيِّ عَن حَمّادٍ مِثلَهُ
14-ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ عَن قَاسِمِ بنِ مُحَمّدٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ إِسحَاقَ عَن هَارُونَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع لأِبَيِ بَكرٍ أَ هَل أَجمَعُ بَينَكَ وَ بَينَ رَسُولِ اللّهِ وَ الحَدِيثُ طَوِيلٌ فَأَخبَرَ أَبُو بَكرٍ عُمَرَ فَقَالَ لَهُ أَ مَا تَذكُرُ يَوماً كُنّا مَعَ النّبِيّص فَقَالَ لِلشّجَرَتَينِ التَقِيَا فَالتَقَتَا فَقَضَي حَاجَتَهُ خَلفَهُمَا ثُمّ أَمَرَهُمَا فَتَفَرّقَتَا
15-ير،[بصائر الدرجات ] مُحَمّدُ بنُ الحُسَينِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ يُونُسَ عَن حَمّادِ بنِ عُثمَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ النّبِيّص فِي مَكَانٍ وَ مَعَهُ رَجُلٌ مِن أَصحَابِهِ وَ أَرَادَ قَضَاءَ حَاجَةٍ فَقَالَ ائتِ الأَشَاءَتَينِ يعَنيِ النّخلَتَينِ فَقُل لَهُمَا اجتَمِعَا فَاستَتَرَ بِهِمَا النّبِيّص فَقَضَي حَاجَتَهُ ثُمّ قَامَ فَجَاءَ الرّجُلُ فَلَم يَرَ شَيئاً
بيان قال الفيروزآبادي أشاء النخل صغاره أوعامته الواحدة أشاءة
16-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]الصّدُوقُ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الجَبّارِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ الكوُفيِّ عَن رَجُلٍ مِن أَصحَابِنَا عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ قَالَ لَمّا انتَهَي رَسُولُ اللّهِص إِلَي الرّكنِ الغرَبيِّ فَجَازَهُ فَقَالَ لَهُ الرّكنُ يَا رَسُولَ اللّهِ أَ لَستُ قَعِيداً مِن قَوَاعِدِ بَيتِ رَبّكَ فَمَا باَليِ
صفحه : 368
لَا أُستَلَمُ فَدَنَا مِنهُ رَسُولُ اللّهِص فَقَالَ اسكُن عَلَيكَ السّلَامُ غَيرَ مَهجُورٍ وَ دَخَلَ حَائِطاً فَنَادَتهُ العَرَاجِينُ مِن كُلّ جَانِبٍ السّلَامُ عَلَيكَ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ كُلّ وَاحِدٍ مِنهَا يَقُولُ خُذ منِيّ فَأَكَلَ وَ دَنَا مِنَ العَجوَةِ فَسَجَدَت فَقَالَ أللّهُمّ بَارِك عَلَيهَا وَ انفَع بِهَا فَمِن ثَمّ روُيَِ أَنّ العَجوَةَ مِنَ الجَنّةِ وَ قَالَص إنِيّ لَأَعرِفُ حَجَراً بِمَكّةَ كَانَ يُسَلّمُ عَلَيّ قَبلَ أَن أُبعَثَ إنِيّ لَأَعرِفُهُ الآنَ وَ لَم يَكُنص يَمُرّ فِي طَرِيقٍ يَتبَعُهُ أَحَدٌ إِلّا عَرَفَ أَنّهُ سَلَكَهُ مِن طِيبِ عَرفِهِ وَ لَم يَكُن يَمُرّ بِحَجَرٍ وَ لَا شَجَرٍ إِلّا سَجَدَ لَهُ
ير،[بصائر الدرجات ] مُحَمّدُ بنُ عَبدِ الجَبّارِ إِلَي قَولِهِ غَيرَ مَهجُورٍ
17-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]الصّدُوقُ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ حَامِدٍ عَن حَامِدِ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ عَبدِ العَزِيزِ عَن مُحَمّدِ بنِ سَعِيدٍ الأصَفهَاَنيِّ عَن شَرِيكٍ عَن سِمَاكٍ عَن أَبِي ظَبيَانَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ قَالَجَاءَ أعَراَبيِّ إِلَي النّبِيّص وَ قَالَ بِمَ أَعرِفُ أَنّكَ رَسُولُ اللّهِ قَالَ أَ رَأَيتَ إِن دَعَوتُ هَذَا العَذقَ مِن هَذِهِ النّخلَةِ فأَتَاَنيِ أَ تَشهَدُ أنَيّ رَسُولُ اللّهِ قَالَ نَعَم قَالَ فَدَعَا العَذقَ فَجَعَلَ العَذقُ يَنزِلُ مِنَ النّخلِ حَتّي سَقَطَ عَلَي الأَرضِ فَجَعَلَ يَبقُرُ حَتّي أَتَي النّبِيّص ثُمّ قَالَ ارجِع فَرَجَعَ حَتّي عَادَ إِلَي مَكَانِهِ فَقَالَ أَشهَدُ أَنّكَ لَرَسُولُ اللّهِ وَ آمَنَ فَخَرَجَ العاَمرِيِّ يَقُولُ يَا آلَ عَامِرِ بنِ صَعصَعَةَ وَ اللّهِ لَا أُكَذّبُهُ بشِيَءٍ أَبَداً وَ كَانَ رَجُلٌ مِن بنَيِ هَاشِمٍ يُقَالُ لَهُ رُكَانَةُ وَ كَانَ كَافِراً مِن أَفتَكِ النّاسِ يَرعَي غَنَماً لَهُ بِوَادٍ يُقَالُ لَهُ واَديِ إِضَمٍ فَخَرَجَ النّبِيّص إِلَي ذَلِكَ الواَديِ فَلَقِيَهُ رُكَانَةُ فَقَالَ لَو لَا رَحِمٌ بيَنيِ وَ بَينَكَ مَا كَلّمتُكَ حَتّي قَتَلتُكَ أَنتَ ألّذِي تَشتِمُ آلِهَتَنَا ادعُ إِلَهَكَ يُنجِيكَ[يُنجِكَ]منِيّ ثُمّ قَالَ صاَرعِنيِ فَإِن أَنتَ صرَعَتنَيِ فَلَكَ عَشَرَةٌ مِن غنَمَيِ فَأَخَذَهُ النّبِيّص وَ صَرَعَهُ وَ جَلَسَ عَلَي صَدرِهِ فَقَالَ رُكَانَةُ فَلَستَ بيِ فَعَلتَ هَذَا إِنّمَا فَعَلَهُ إِلَهُكَ
صفحه : 369
ثُمّ قَالَ رُكَانَةُ عُد فَإِن أَنتَ صرَعَتنَيِ فَلَكَ عَشَرَةٌ أُخرَي تَختَارُهَا فَصَرَعَهُ النّبِيّص الثّانِيَةَ فَقَالَ إِنّمَا فَعَلَهُ إِلَهُكَ عُد فَإِن أَنتَ صرَعَتنَيِ فَلَكَ عَشَرَةٌ أُخرَي فَصَرَعَهُ النّبِيّص الثّالِثَةَ فَقَالَ رُكَانَةُ خَذَلتَ اللّاتَ وَ العُزّي فَدُونَكَ ثَلَاثِينَ شَاةً فَاختَرهَا فَقَالَ لَهُ النّبِيّص مَا أُرِيدُ ذَلِكَ وَ لكَنِيّ أَدعُوكَ إِلَي الإِسلَامِ يَا رُكَانَةُ وَا نَفسَ رُكَانَةَ يَصِيرُ[تَصِيرُ] إِلَي النّارِ إِنّكَ إِن تُسلِم تَسلَم فَقَالَ رُكَانَةُ لَا إِلّا أَن ترُيِنَيِ آيَةً فَقَالَ نبَيِّ اللّهِص اللّهُ شَهِيدٌ عَلَيكَ الآنَ إِن دَعَوتُ ربَيّ فَأَرَيتُكَ آيَةً لتَجُيِبنُيِ إِلَي مَا أَدعُوكَ قَالَ نَعَم وَ قَرُبَت مِنهُ شَجَرَةٌ ثمرة[مُثمِرَةٌ] قَالَ أقَبلِيِ بِإِذنِ اللّهِ فَانشَقّت بِاثنَينِ وَ أَقبَلَت عَلَي نِصفِهَا بِسَاقِهَا حَتّي كَانَت بَينَ يدَيَ نبَيِّ اللّهِ فَقَالَ رُكَانَةُ أرَيَتنَيِ شَيئاً عَظِيماً فَمُرهَا فَلتَرجِع فَقَالَ لَهُ النّبِيّص اللّهُ شَهِيدٌ إِن أَنَا دَعَوتُ ربَيّ يَأمُرُهَا فَرَجَعَت لتَجُيِبنُيِ إِلَي مَا أَدعُوكَ إِلَيهِ قَالَ نَعَم فَأَمَرَهَا فَرَجَعَت حَتّي التَأَمَت بِشِقّهَا فَقَالَ لَهُ النّبِيّص تُسلِمُ فَقَالَ رُكَانَةُ أَكرَهُ أَن تَتَحَدّثَ نِسَاءُ مَدِينَةَ أنَيّ إِنّمَا أَجَبتُكَ لِرُعبٍ دَخَلَ فِي قلَبيِ مِنكَ وَ لَكِن فَاختَر غَنَمَكَ فَقَالَص لَيسَ لِي حَاجَةٌ إِلَي غَنَمِكَ إِذَا أَبَيتَ أَن تُسلِمَ
بيان بقره كمنعه شقه ويبقر مشي كالمتكبر وا نفس ركانة وا كلمة نداء للندبة ونفس مضاف إلي ركانة ويمكن أن يقرأ أنفس علي صيغة المتكلم علي الحذف والإيصال من قولهم نفس به كفرح أي ضن يج ،[الخرائج والجرائح ]مُرسَلًا مِثلَهُ إِلَي قَولِهِ أَشهَدُ إِنّكَ لَرَسُولُ اللّهِ
18-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] عَنِ ابنِ عَبّاسٍ مِثلَهُ قَالَ وَ فِي رِوَايَةٍ فَدَعَا العَذقَ فَلَم يَزَل يأَتيِ وَ يَسجُدُ حَتّي انتَهَي إِلَي النّبِيّص يَتَكَلّمُ
19-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]الصّدُوقُ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ حَامِدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن أَحمَدَ بنِ مَنصُورٍ
صفحه : 370
عَن عَمرِو بنِ يُونُسَ عَن عِكرِمَةَ بنِ عَمّارٍ عَن إِسحَاقَ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَنَسٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَقُومُ فَيُسنِدُ ظَهرَهُ إِلَي جِذعٍ مَنصُوبٍ فِي المَسجِدِ يَومَ الجُمُعَةِ فَيَخطُبُ بِالنّاسِ فَجَاءَهُ روُميِّ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ أَصنَعُ لَكَ شَيئاً تَقعُدُ عَلَيهِ فَصَنَعَ لَهُ مِنبَراً لَهُ دَرَجَتَانِ وَ يَقعُدُ عَلَي الثّالِثَةِ فَلَمّا صَعِدَ رَسُولُ اللّهِص خَارَ الجِذعُ كَخُوَارِ الثّورِ فَنَزَلَ إِلَيهِ رَسُولُ اللّهِص فَسَكَتَ فَقَالَ وَ ألّذِي نفَسيِ بِيَدِهِ لَو لَم أَلتَزِمهُ لَمَا زَالَ كَذَا إِلَي يَومِ القِيَامَةِ ثُمّ أَمَرَ بِهَا فَاقتُلِعَت فَدُفِنَت تَحتَ مِنبَرِهِ
20-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] لَمّا سَارَ النّبِيّص إِلَي قِتَالِ المُقَفّعِ بنِ الهَمَيسَعِ البنَهاَنيِّ[النبّهاَنيِّ] كَانَ فِي طَرِيقِ المُسلِمِينَ جَبَلٌ عَظِيمٌ هَائِلٌ تَتعَبُ فِيهِ المَطَايَا وَ تَقِفُ فِيهِ الخَيلُ فَلَمّا وَصَلَ المُسلِمُونَ شَكَوا أَمرَهُ إِلَي رَسُولِ اللّهِص وَ مَا يَلقَونَ فِيهِ مِنَ التّعَبِ وَ النّصَبِ فَدَعَا النّبِيّص بِدَعَوَاتٍ فَسَاخَ الجَبَلُ فِي الأَرضِ وَ تَقَطّعَ قِطَعاً
21- لي ،[الأمالي للصدوق ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ البرَقيِّ عَن أَبِيهِ عَن خَلَفِ بنِ حَمّادٍ عَن أَبِي الحَسَنِ العبَديِّ عَنِ الأَعمَشِ عَن عَبَايَةَ بنِ ربِعيِّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَبّاسٍ عَن أَبِيهِ قَالَ قَالَ أَبُو طَالِبٍ لِرَسُولِ اللّهِص يَا ابنَ أَخٍ اللّهُ أَرسَلَكَ قَالَ نَعَم قَالَ فأَرَنِيِ آيَةً قَالَ ادعُ لِي تِلكَ الشّجَرَةَ فَدَعَاهَا فَأَقبَلَت حَتّي سَجَدَت بَينَ يَدَيهِ ثُمّ انصَرَفَت فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ أَشهَدُ أَنّكَ صَادِقٌ يَا عَلِيّ صِل جَنَاحَ ابنِ عَمّكَ
22-ج ،[الإحتجاج ]بِالإِسنَادِ إِلَي أَبِي مُحَمّدٍ العسَكرَيِّ عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ
صفحه : 371
إِنّ النّبِيّص أَتَاهُ ثقَفَيِّ كَانَ أَطَبّ العَرَبِ فَقَالَ لَهُ إِن كَانَ بِكَ جُنُونٌ دَاوَيتُكَ فَقَالَ لَهُ مُحَمّدٌص أَ تُحِبّ أَن أَرَاكَ آيَةً تَعلَمُ بِهَا غنِاَيَ عَن طِبّكَ وَ حَاجَتَكَ إِلَي طبِيّ فَقَالَ نَعَم قَالَ أَيّ آيَةٍ تُرِيدُ قَالَ تَدعُو ذَلِكَ العَذقَ وَ أَشَارَ إِلَي نَخلَةٍ سَحُوقٍ فَدَعَاهَا فَانقَلَعَ أُصُولُهَا مِنَ الأَرضِ وَ هيَِ تَخُدّ الأَرضَ خَدّاً حَتّي وَقَفَ بَينَ يَدَيهِ فَقَالَ لَهُ أَ كَفَاكَ قَالَ لَا قَالَ فَتُرِيدُ مَا ذَا قَالَ تَأمُرُهَا أَن تَرجِعَ إِلَي حَيثُ جَاءَت مِنهُ وَ لِتَستَقِرّ فِي مَقَرّهَا ألّذِي انقَلَعَت مِنهُ فَأَمَرَهَا فَرَجَعَت وَ استَقَرّت فِي مَقَرّهَا
بيان سحقت النخلة ككرم طالت و في بعض النسخ سموق بمعناه
23- لي ،[الأمالي للصدوق ] أَبِي عَن سَعدٍ عَن عَلِيّ بنِ حَمّادٍ البغَداَديِّ عَن بِشرِ بنِ غِيَاثٍ المرَيِسيِّ[المرِيّسيِّ المرَيّسيِّ] عَن أَبِي يُوسُفَ يَعقُوبَ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِي حَنِيفَةَ عَن عَبدِ الرّحمَنِ السلّماَنيِّ عَن جَيشِ بنِ المُعتَمِرِ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَدعَاَنيِ رَسُولُ اللّهِص فوَجَهّنَيِ إِلَي اليَمَنِ لِأُصلِحَ بَينَهُم فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّهُم قَومٌ كَثِيرٌ وَ لَهُم سِنّ وَ أَنَا شَابّ حَدَثٌ فَقَالَ يَا عَلِيّ إِذَا صِرتَ بِأَعلَي عَقَبَةِ أَفِيقٍ فَنَادِ بِأَعلَي صَوتِكَ يَا شَجَرُ يَا مَدَرُ يَا ثَرَي مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ يُقرِئُكُمُ السّلَامَ قَالَ فَذَهَبتُ فَلَمّا صِرتُ بِأَعلَي العَقَبَةِ أَشرَفتُ عَلَي أَهلِ اليَمَنِ فَإِذَا هُم بِأَسرِهِم مُقبِلُونَ نحَويِ مُشرِعُونَ رِمَاحَهُم مُسَوّرُونَ أَسِنّتَهُم مُتَنَكّبُونَ قِسِيّهُم شَاهِرُونَ سِلَاحَهُم فَنَادَيتُ بِأَعلَي صوَتيِ يَا شَجَرُ يَا مَدَرُ يَا ثَرَي مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ يُقرِئُكُمُ السّلَامَ قَالَ فَلَم يَبقَ شَجَرَةٌ وَ لَا مَدَرَةٌ وَ لَا ثَرَي إِلّا ارتَجّ بِصَوتٍ وَاحِدٍ وَ عَلَي
صفحه : 372
مُحَمّدٍ رَسُولِ اللّهِ وَ عَلَيكَ السّلَامُ فَاضطَرَبَت قَوَائِمُ القَومِ وَ ارتَعَدَت رُكَبُهُم وَ وَقَعَ السّلَاحُ مِن أَيدِيهِم وَ أَقبَلُوا إلِيَّ مُسرِعِينَ فَأَصلَحتُ بَينَهُم وَ انصَرَفتُ
24-ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُوسَي عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ مَولَي حَرِيزِ بنِ زَيّاتٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عُمَيرٍ الجرُجاَنيِّ عَن رَجُلٍ مِن أَصحَابِ بَشِيرٍ المرَيِسيِّ[المرِيّسيِّ المرَيّسيِّ] عَن أَبِي يُوسُفَ عَن أَبِي حَنِيفَةَ عَن عَبدِ الرّحمَنِ عَن عِيسَي عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع مِثلَهُ
ير،[بصائر الدرجات ] أحمد بن موسي عن أحمد بن محمدالمعروف بغزال عن محمد بن عمر الجرجاني يرفعه إلي عبدالرحمن بن أحمدالسلماني عنه صلوات الله عليه مثله يج ،[الخرائج والجرائح ]مرسلا
مثله بيان انتكب قوسه وتنكب ألقاه علي منكبه
25-فس ،[تفسير القمي] لَمّا أَتَي رَسُولُ اللّهِص حِصنَ بنَيِ قُرَيظَةَ كَانَ حَولَ الحِصنِ نَخلٌ كَثِيرٌ فَأَشَارَ إِلَيهِ رَسُولُ اللّهِص فَتَبَاعَدَ عَنهُ وَ تَفَرّقَ فِي المَفَازَةِ
26- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] ابنُ الصّلتِ عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الحسُيَنيِّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ عَلِيّ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع عَنِ النّبِيّص قَالَ إنِيّ لَأَعرِفُ حَجَراً كَانَ يُسَلّمُ عَلَيّ بِمَكّةَ قَبلَ أَن أُبعَثَ إنِيّ لَأَعرِفُهُ الآنَ
يج ،[الخرائج والجرائح ]مرسلا مثله
27- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]الفَحّامُ عَن عَمّهِ عُمَرَ بنِ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ بنِ عَاصِمٍ عَن أَحمَدَ بنِ
صفحه : 373
مُحَمّدٍ العبَديِّ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ الأمُوَيِّ عَن جَعفَرٍ الأمُوَيِّ عَن عَبّاسِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن سَعدِ بنِ ظَرِيفٍ عَنِ الأَصبَغِ بنِ نُبَاتَةَ عَن أَبِي مَريَمَ عَن سَلمَانَ قَالَ كُنّا جُلُوساً عِندَ النّبِيّص إِذ أَقبَلَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع فَنَاوَلَهُ حَصَاةً فَمَا استَقَرّتِ الحَصَاةُ فِي كَفّ عَلِيّ ع حَتّي نَطَقَت وَ هيَِ تَقُولُ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِص رَضِيتُ بِاللّهِ رَبّاً وَ بِمُحَمّدٍ نَبِيّاً وَ بعِلَيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَلِيّاً ثُمّ قَالَ النّبِيّص مَن أَصبَحَ مِنكُم رَاضِياً بِاللّهِ وَ بِوِلَايَةِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ فَقَد أَمِنَ خَوفَ اللّهِ وَ عِقَابَهُ
28-يد،[التوحيد] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي وَ ابنِ هَاشِمٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ عَن دَاوُدَ بنِ عَلِيّ اليعَقوُبيِّ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَن عَبدِ الأَعلَي مَولَي آلِ سَامٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَأَتَي رَسُولَ اللّهِ يهَوُديِّ يُقَالُ لَهُ سجت [سُبّختٌ][سُبّحتٌ] فَقَالَ لَهُ يَا مُحَمّدُ جِئتُ أَسأَلُكَ عَن رَبّكَ فَإِن أجَبَتنَيِ عَمّا أَسأَلُكَ عَنهُ وَ إِلّا رَجَعتُ فَقَالَ لَهُ سَل عَمّا شِئتَ فَقَالَ أَينَ رَبّكَ فَقَالَ هُوَ فِي كُلّ مَكَانٍ وَ لَيسَ هُوَ فِي شَيءٍ مِنَ المَكَانِ مَحدُودٍ[بِمَحدُودٍ] قَالَ فَكَيفَ هُوَ فَقَالَ وَ كَيفَ أَصِفُ ربَيّ بِالكَيفِ وَ الكَيفُ مَخلُوقٌ وَ اللّهُ لَا يُوصَفُ بِخَلقِهِ قَالَ فَمَن يَعلَمُ أَنّكَ نبَيِّ قَالَ فَمَا بقَيَِ حَولَهُ حَجَرٌ وَ لَا مَدَرٌ وَ لَا غَيرُ ذَلِكَ إِلّا تَكَلّمَ بِلِسَانٍ عرَبَيِّ مُبِينٍ يَا شَيخُ إِنّهُ رَسُولُ اللّهِ فَقَالَ سجت [سُبّختٌ][سُبّحتٌ]بِاللّهِ مَا رَأَيتُ كَاليَومِ أَبيَنَ ثُمّ قَالَ أَشهَدُ أَن
صفحه : 374
لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّكَ رَسُولُ اللّهِ
ير،[بصائر الدرجات ] ابن هاشم عن الحسن بن علي مثله
29-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]الصّدُوقُ عَنِ الطاّلقَاَنيِّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ رُمَيحٍ عَن أَحمَدَ بنِ جَعفَرٍ عَن أَحمَدَ بنِ عَلِيّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الخزُاَعيِّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم مِثلَهُ مَعَ زِيَادَةٍ وَ قَد أَورَدنَاهُ فِي بَابِ النّصّ عَلَي عَلِيّ ع
30-ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ الحُسَينِ عَن مُحَمّدِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَحمَدَ بنِ كُلَيبٍ عَن مُحَمّدِ بنِ مِسمَعٍ عَن صَالِحِ بنِ حَسّانَ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عَبدِ الأَكرَمِ الأنَصاَريِّ ثُمّ النجّاّريِّ أَنّ رَسُولَ اللّهِ دَخَلَ هُوَ وَ سَهلُ بنُ حُنَيفٍ وَ خَالِدُ بنُ أَيّوبَ الأنَصاَريِّ حَائِطاً مِن حِيطَانِ بنَيِ النّجّارِ فَلَمّا دَخَلَ نَادَاهُ حَجَرٌ عَلَي رَأسِ بِئرٍ لَهُم عَلَيهَا السوّاَنيِ يَصِيحُ عَلَيكَ السّلَامُ يَا مُحَمّدُ اشفَع إِلَي رَبّكَ أَن لَا يجَعلَنَيِ مِن حِجَارَةِ جَهَنّمَ التّيِ يُعَذّبُ بِهَا الكَفَرَةَ فَقَالَ النّبِيّص وَ رَفَعَ يَدَيهِ أللّهُمّ لَا تَجعَل هَذَا الحَجَرَ مِن أَحجَارِ جَهَنّمَ ثُمّ نَادَاهُ الرّملُ السّلَامُ عَلَيكَ يَا مُحَمّدُ وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ ادعُ اللّهَ رَبّكَ أَن لَا يجَعلَنَيِ مِن كِبرِيتِ جَهَنّمَ فَرَفَعَ النّبِيّص يَدَيهِ وَ قَالَ أللّهُمّ لَا تَجعَل هَذَا الرّملَ مِن كِبرِيتِ جَهَنّمَ قَالَ فَلَمّا دَنَا رَسُولُ اللّهِ إِلَي النّخلِ تَدَلّتِ العَرَاجِينُ فَأَخَذَ مِنهَا رَسُولُ اللّهِص فَأَكَلَ وَ أَطعَمَ ثُمّ دَنَا مِنَ العَجوَةِ فَلَمّا أَحَسّتهُ سَجَدَت فَبَارَكَ عَلَيهَا رَسُولُ اللّهِص قَالَ أللّهُمّ بَارِك عَلَيهَا وَ انفَع بِهَا
فمن ثم روت العامة أن الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين والعجوة من الجنة
31-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيَِ أَنّهُص مَرّ بِسَمُرَةٍ غَلِيظَةِ الشّوكِ مُتقَنَةِ الفُرُوعِ ثَابِتَةِ الأَصلِ
صفحه : 375
فَدَعَاهَا فَأَقبَلَت تَخُدّ الأَرضَ إِلَيهِ طَوعاً ثُمّ أَذِنَ لَهَا فَرَجَعَت إِلَي مَكَانِهَا فَأَيّةُ آيَةٍ أَبيَنُ وَ أَوضَحُ مِن مَوَاتٍ يَقبَلُ مُطِيعاً لِأَمرِهِ مُقبِلًا وَ مُدبِراً
32-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيَِ أَنّهُص فِي غَزوَةِ الطّائِفِ مَرّ فِي كَثِيرٍ مِن طَلحٍ فَمَشَي وَ هُوَ وَسِنٌ فَاعتَرَضَتهُ سِدرَةٌ فَانفَرَجَتِ السّدرَةُ لَهُ نِصفَينِ فَمَرّ بَينَ نِصفَيهَا وَ بَقِيَتِ السّدرَةُ مُنفَرِدَةً عَلَي سَاقَينِ إِلَي زَمَانِنَا هَذَا وَ هيَِ مَعرُوفَةٌ بِذَلِكَ البَلَدِ مَشهُورَةٌ يُعَظّمُهَا أَهلُهُ وَ غَيرُهُم مِمّن عَرَفَ شَأنَهَا لِأَجلِهِ وَ تُسَمّي سِدرَةَ النّبِيّص وَ إِذَا انتَجَعَ الأَعرَابُ الغَيثَ عَضَدُوا مِنهُ مَا أَمكَنَهُم وَ عَلّقُوهُ عَلَي إِبِلِهِم وَ أَغنَامِهِم وَ يَقلَعُونَ شَجَرَ هَذَا الواَديِ وَ لَا يَنَالُونَ هَذِهِ السّدرَةَ بِقَطعٍ وَ لَا شَيءٍ مِنَ المَكرُوهِ مَعرِفَةً بِحَالِهَا وَ تَعظِيماً لِشَأنِهَا فَصَارَت لَهُ آيَةً بَيّنَةً وَ حُجّةً بَاقِيَةً هُنَاكَ
عم ،[إعلام الوري ]أورده الشيخ أبوسعيد الواعظ في كتاب شرف النبي ص V
33-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيَِ أَنّهُص كَانَ فِي مَسجِدِهِ جِذعٌ كَانَ إِذَا خَطَبَ فَتَعِبَ أَسنَدَ إِلَيهِ ظَهرَهُ فَلَمّا اتّخِذَ لَهُ مِنبَرٌ حَنّ الجِذعُ فَدَعَاهُ فَأَقبَلَ يَخُدّ الأَرضَ وَ النّاسُ حَولَهُ يَنظُرُونَ إِلَيهِ فَالتَزَمَهُ وَ كَلّمَهُ فَسَكَنَ ثُمّ قَالَ لَهُ عُد إِلَي مَكَانِكَ وَ هُم يَسمَعُونَ فَمَرّ حَتّي صَارَ فِي مَكَانِهِ فَازدَادَ المُؤمِنُونَ يَقِيناً
34-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيَِ أَنّهُص انتَهَي إِلَي نَخلَتَينِ بَينَهُمَا فَجوَةٌ مِنَ الأَرضِ فَقَالَ انضَمّا وَ أَصحَابُهُ حُضُورٌ فَأَقبَلَتَا تَخُدّانِ الأَرضَ حَتّي انضَمّتَا
صفحه : 376
35-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيَِ أَنّ قَوماً مِنَ العَرَبِ اجتَمَعُوا عِندَ صَنَمٍ لَهُم فَفَاجَأَهُم صَوتٌ مِن جَوفِهِ يُنَادِيهِم بِكَلَامٍ فَصِيحٍ أَتَاكُم مُحَمّدٌ يَدعُوكُم إِلَي الحَقّ فَانجَفَلُوا فَزِعِينَ وَ ذَلِكَ حِينَ بُعِثَص فَأَسلَمَ أَكثَرُ مَن حَضَرَ
بيان انجفل القوم أي انقلعوا كلهم ومضوا
36-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيَِ أَنّهُ كَانَ عَلَي جَبَلِ حِرَاءٍ فَتَحَرّكَ الجَبَلُ فَقَالَ النّبِيّص اسكُن فَمَا عَلَيكَ إِلّا نبَيِّ أَو وصَيِّ وَ كَانَ مَعَهُ عَلِيّ ع فَسَكَنَ
37-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيَِ أَنّهُ انصَرَفَ لَيلَةً مِنَ العِشَاءِ فَأَضَاءَت لَهُ بَرقَةٌ فَنَظَرَ إِلَي قَتَادَةَ بنِ النّعمَانِ فَعَرَفَهُ وَ كَانَت لَيلَةً مَطِيرَةً فَقَالَ يَا نبَيِّ اللّهِ أَحبَبتُ أَن أصُلَيَّ مَعَكَ فَأَعطَاهُ عُرجُوناً وَ قَالَ خُذ هَذَا فَإِنّهُ سيَضُيِءُ لَكَ أَمَامَكَ عَشراً فَإِذَا أَتَيتَ بَيتَكَ فَإِنّ الشّيطَانَ قَد خَلَفَكَ فَانظُر إِلَي الزّاوِيَةِ عَلَي يَسَارِكَ حِينَ تَدخُلُ فَاعلُهُ بِسَيفِكَ فَدَخَلتُ فَنَظَرتُ حَيثُ قَالَ رَسُولُ اللّهِص فَإِذَا أَنَا بِسَوَادٍ فَعَلَوتُهُ بسِيَفيِ فَقَالَ أهَليِ مَا ذَا تَمنَعُ وَ فِيهِ مُعجِزَتَانِ إِحدَاهُمَا إِضَاءَةُ العُرجُونِ بِلَا نَارٍ جُعِلَت فِي رَأسِهِ وَ الثّانِيَةُ خَبَرُهُ عَنِ الجنِيّّ عَلَي مَا كَانَ
38-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيَِ أَنّ جَبرَئِيلَ أَتَاهُ فَرَآهُ حَزِيناً فَقَالَ مَا لَكَ قَالَ فَعَلَ بيَِ الكُفّارُ كَذَا وَ كَذَا قَالَ جَبرَئِيلُ فَتُحِبّ أَن أُرِيَكَ آيَةً قَالَ نَعَم فَنَظَرَ رَسُولُ اللّهِص إِلَي شَجَرَةٍ مِن وَرَاءِ الواَديِ قَالَ ادعُ تِلكَ الشّجَرَةَ فَدَعَاهَا النّبِيّص فَجَاءَت حَتّي قَامَت بَينَ يَدَيهِ قَالَ مُرهَا فَلتَرجِع فَأَمَرَهَا فَرَجَعَت فَقَالَ النّبِيّص حسَبيِ
39-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيَِ أَنّهُص كَانَ فِي سَفَرٍ فَأَقبَلَ إِلَيهِ أعَراَبيِّ فَقَالَص هَل أَدُلّكَ إِلَي خَيرٍ فَقَالَ مَا هُوَ قَالَ تَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ فَقَالَ الأعَراَبيِّ هَل مِن شَاهِدٍ قَالَ هَذِهِ الشّجَرَةُ فَدَعَاهَا النّبِيّص فَأَقبَلَت تَخُدّ الأَرضَ فَقَامَت بَينَ يَدَيهِ فَاستَشهَدَهَا فَشَهِدَت كَمَا قَالَ وَ أَمَرَهَا فَرَجَعَت إِلَي مَنبِتِهَا وَ رَجَعَ الأعَراَبيِّ إِلَي قَومِهِ وَ قَد أَسلَمَ فَقَالَ إِن يتَبّعِوُنيِ أَتَيتُكَ بِهِم وَ إِلّا رَجَعتُ إِلَيكَ وَ كُنتُ مَعَكَ
صفحه : 377
40-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيَِ أَنّ أَعرَابِيّاً جَاءَ إِلَي النّبِيّص فَقَالَ هَل مِن آيَةٍ فِيمَا تَدعُو إِلَيهِ فَقَالَ نَعَم ائتِ تِلكَ الشّجَرَةَ فَقُل لَهَا يَدعُوكَ رَسُولُ اللّهِ فَمَالَت عَن يَمِينِهَا وَ شِمَالِهَا وَ بَينَ يَدَيهَا فَقَطَعَت عُرُوقَهَا ثُمّ جَاءَت تَخُدّ الأَرضَ حَتّي وَقَفَت بَينَ يدَيَ رَسُولِ اللّهِص قَالَ فَمُرهَا فَلتَرجِع إِلَي مَنزِلِهَا فَأَمَرَهَا فَرَجَعَت إِلَي مَنبِتِهَا فَقَالَ الأعَراَبيِّ ائذَن لِي أَسجُد لَكَ فَقَالَ لَو أَمَرتُ أَحَداً أَن يَسجُدَ لِأَحَدٍ لَأَمَرتُ المَرأَةَ أَن تَسجُدَ لِزَوجِهَا قَالَ فَأذَن لِي أَن أُقَبّلَ يَدَيكَ فَأَذِنَ لَهُ
41-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيَِ عَن جَابِرٍ قَالَ لَم يَمُرّ النّبِيّص فِي طَرِيقٍ فَيَتبَعُهُ أَحَدٌ إِلّا عَرَفَ أَنّهُ قَد سَلَكَهُ مِن طِيبِ عَرفِهِ وَ لَم يَمُرّ بِحَجَرٍ وَ لَا شَجَرٍ إِلّا سَجَدَ
42-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيَِ عَن أَنَسٍ أَنّ النّبِيّص أَخَذَ كَفّاً مِنَ الحَصَي فَسَبّحنَ فِي يَدِهِص ثُمّ صَبّهُنّ فِي يَدِ عَلِيّ ع فَسَبّحنَ فِي يَدِهِ حَتّي سَمِعنَا التّسبِيحَ فِي أَيدِيهِمَا ثُمّ صَبّهُنّ فِي أَيدِينَا فَمَا سَبّحَت
43-يج ،[الخرائج والجرائح ]رَوَي أَبُو أُسَيدٍ أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ لِلعَبّاسِ يَا أَبَا الفَضلِ الزَم مَنزِلَكَ غَداً أَنتَ وَ بَنُوكَ فَإِنّ لِي فِيكُم حَاجَةً فَصَبّحَهُم وَ قَالَ تَقَارَبُوا فَزَحَفَ بَعضُهُم إِلَي بَعضٍ حَتّي إِذَا أَمكَنُوا اشتَمَلَ عَلَيهِم بِمَلَاءَةٍ وَ قَالَ يَا رَبّ هَذَا عمَيّ صِنوُ أَبِي وَ هَؤُلَاءِ بَنُو عمَيّ فَاستُرهُم مِنَ النّارِ كسَتَريِ إِيّاهُم فَأَمّنَت أُسكُفّةُ البَابِ وَ حَوَائِطُ البَيتِ آمِينَ آمِينَ
44-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيَِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ قَالَ مِنَ النّاسِ مَن لَا يُؤمِنُ إِلّا بِالمُعَايَنَةِ وَ مِنهُم مِن يُؤمِنُ بِغَيرِهَا إِنّ رَجُلًا أَتَي النّبِيّص فَقَالَ أرَنِيِ آيَةً فَقَالَ بِيَدِهِ إِلَي النّخلِ فَذَهَبَت يَمنَةً ثُمّ قَالَ هَكَذَا فَذَهَبَت يَسرَةً فَآمَنَ الرّجُلُ
45-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيَِ أَنّ رَجُلًا مَاتَ وَ إِذَا الحَفّارُونَ لَم يَحفِرُوا شَيئاً فَشَكَوا إِلَي
صفحه : 378
رَسُولِ اللّهِص وَ قَالُوا حَدِيدُنَا لَا يَعمَلُ فِي الأَرضِ كَمَا نَضرِبُ فِي الصّفَا قَالَ وَ لِمَ إِن كَانَ صَاحِبُكُم لَحَسَنَ الخُلُقِ ائتوُنيِ بِقَدَحٍ مِن مَاءٍ فَأَدخَلَ يَدَهُ فِيهِ ثُمّ رَشّهُ عَلَي الأَرضِ رَشّاً فَحَفَرَ الحَفّارُونَ فَكَأَنّمَا رَملٌ يَتَهَايَلُ عَلَيهِم
46-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيَِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّ رَسُولَ اللّهِص خَرَجَ فِي غَزَاةٍ فَلَمّا انصَرَفَ رَاجِعاً نَزَلَ فِي بَعضِ الطّرِيقِ فَبَينَمَا رَسُولُ اللّهِص يَطعَمُ وَ النّاسُ مَعَهُ إِذ أَتَاهُ جَبرَئِيلُ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ قُم فَاركَب فَقَامَ النّبِيّص فَرَكِبَ وَ جَبرَئِيلُ مَعَهُ فَطُوِيَت لَهُ الأَرضُ كطَيَّ الثّوبِ حَتّي انتَهَي إِلَي فَدَكَ فَلَمّا سَمِعَ أَهلُ فَدَكَ وَقعَ الخَيلِ ظَنّوا أَنّ عَدُوّهُم قَد جَاءَهُم فَغَلّقُوا أَبوَابَ المَدِينَةِ وَ دَفَعُوا المَفَاتِيحَ إِلَي عَجُوزٍ لَهُم فِي بَيتٍ لَهُم خَارِجٍ مِنَ المَدِينَةِ وَ لَحِقُوا بِرُءُوسِ الجِبَالِ فَأَتَي جَبرَئِيلُ العَجُوزَ حَتّي أَخَذَ المَفَاتِيحَ ثُمّ فَتَحَ أَبوَابَ المَدِينَةِ وَ دَارَ النّبِيّ فِي بُيُوتِهَا وَ قِرَاهَا فَقَالَ جَبرَئِيلُ يَا مُحَمّدُ هَذَا مَا خَصّكَ اللّهُ بِهِ أَعطَاكَهُ دُونَ النّاسِ وَ هُوَ قَولُهُما أَفاءَ اللّهُ عَلي رَسُولِهِ مِن أَهلِ القُري فَلِلّهِ وَ لِلرّسُولِ وَ لذِيِ القُربي وَ ذَلِكَ قَولُهُفَما أَوجَفتُم عَلَيهِ مِن خَيلٍ وَ لا رِكابٍ وَ لكِنّ اللّهَ يُسَلّطُ رُسُلَهُ عَلي مَن يَشاءُ وَ لَم يَعرِفِ المُسلِمُونَ وَ لَم يَطَئُوهَا وَ لَكِنّ اللّهَ أَفَاءَهَا عَلَي رَسُولِهِ وَ طَوّفَ بِهِ جَبرَئِيلُ فِي دُورِهَا وَ حِيطَانِهَا وَ غَلّقَ البَابَ وَ دَفَعَ المَفَاتِيحَ إِلَيهِ فَجَعَلَهَا رَسُولُ اللّهِص فِي غِلَافِ سَيفِهِ وَ هُوَ مُعَلّقٌ بِالرّحلِ ثُمّ رَكِبَ وَ طُوِيَت لَهُ الأَرضُ كطَيَّ الثّوبِ ثُمّ أَتَاهُم رَسُولُ اللّهِص وَ هُم عَلَي مَجَالِسِهِم وَ لَم يَتَفَرّقُوا وَ لَم يَبرَحُوا فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص قَدِ انتَهَيتُ إِلَي فَدَكَ وَ إنِيّ قَد أَفَاءَهَا اللّهُ عَلَيّ فَغَمَزَ المُنَافِقُونَ بَعضُهُم بَعضاً فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص هَذِهِ مَفَاتِيحُ فَدَكَ ثُمّ أَخرَجَهَا مِن غِلَافِ سَيفِهِ ثُمّ رَكِبَ رَسُولُ اللّهِص وَ رَكِبَ مَعَهُ النّاسُ فَلَمّا دَخَلَ المَدِينَةَ دَخَلَ عَلَي فَاطِمَةَ فَقَالَ يَا بُنَيّةُ إِنّ اللّهَ قَد أَفَاءَ عَلَي أَبِيكِ بِفَدَكَ وَ اختَصّهُ بِهَا فهَيَِ لَهُ خَاصّةً دُونَ المُسلِمِينَ أَفعَلُ بِهَا مَا أَشَاءُ وَ إِنّهُ قَد كَانَ لِأُمّكِ خَدِيجَةَ عَلَي أَبِيكِ مَهرٌ وَ إِنّ أَبَاكِ قَد جَعَلَهَا لَكِ بِذَلِكِ وَ أَنحَلتُكِهَا
صفحه : 379
تَكُونُ لَكِ وَ لِوُلدِكِ بَعدَكِ قَالَ فَدَعَا بِأَدِيمٍ وَ دَعَا عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ اكتُب لِفَاطِمَةَ بِفَدَكَ نِحلَةً مِن رَسُولِ اللّهِ فَشَهِدَ عَلَي ذَلِكَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ وَ مَولًي لِرَسُولِ اللّهِ وَ أُمّ أَيمَنَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ إِنّ أُمّ أَيمَنَ امرَأَةٌ مِن أَهلِ الجَنّةِ وَ جَاءَ أَهلُ فَدَكَ إِلَي النّبِيّص فَقَاطَعَهُم عَلَي أَربَعَةٍ وَ عِشرِينَ أَلفَ دِينَارٍ فِي كُلّ سَنَةٍ
47-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيَِ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّ رَسُولَ اللّهِص أَقبَلَ إِلَي الجِعرَانَةِ فَقَسَمَ فِيهَا الأَموَالَ وَ جَعَلَ النّاسُ يَسأَلُونَهُ فَيُعطِيهِم حَتّي أَلجَئُوهُ إِلَي شَجَرَةٍ فَأَخَذَت بُردَهُ وَ خَدَشَت ظَهرَهُ حَتّي جَلّوهُ عَنهَا وَ هُم يَسأَلُونَهُ فَقَالَ أَيّهَا النّاسُ رُدّوا عَلَيّ برُديِ وَ اللّهِ لَو كَانَ عنِديِ عَدَدُ شَجَرِ تِهَامَةَ نَعَماً لَقَسَمتُهُ بَينَكُم ثُمّ مَا ألَفيَتمُوُنيِ جَبَاناً وَ لَا بَخِيلًا ثُمّ خَرَجَ مِنَ الجِعرَانَةِ فِي ذيِ القَعدَةِ قَالَ فَمَا رَأَيتُ تِلكَ الشّجَرَةَ إِلّا خَضرَاءَ كَأَنّمَا يُرَشّ عَلَيهِ المَاءُ
وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي حَتّي انتَزَعَتِ الشّجَرَةُ رِدَاهُ وَ خَدَشَت ظَهرَهُ
48-يج ،[الخرائج والجرائح ] مِن مُعجِزَاتِهِص أَنّهُ أَخَذَ الحَصَي فِي كَفّهِ فَقَالَت كُلّ وَاحِدَةٍ سُبحَانَ اللّهِ وَ الحَمدُ لِلّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ اللّهُ أَكبَرُ
49-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]عَلقَمَةُ وَ ابنُ مَسعُودٍ كُنّا نَجلِسُ مَعَ النّبِيّص وَ نَسمَعُ الطّعَامَ يُسَبّحُ وَ رَسُولُ اللّهِ يَأكُلُ وَ أَتَاهُ مُكرَزٌ العاَمرِيِّ وَ سَأَلَهُ آيَةً فَدَعَا بِتِسعِ حَصَيَاتٍ فَسَبّحنَ فِي يَدِهِ
وَ فِي حَدِيثِ أَبِي ذَرّ فَوَضَعَهُنّ عَلَي الأَرضِ فَلَم يُسَبّحنَ وَ سَكَتنَ ثُمّ عَادَ وَ أَخَذَهُنّ فَسَبّحنَ
ابنُ عَبّاسٍ قَالَقَدِمَ مُلُوكُ حَضرَمَوتَ عَلَي النّبِيّص فَقَالُوا كَيفَ نَعلَمُ أَنّكَ رَسُولُ اللّهِ فَأَخَذَ كَفّاً مِن حَصًي فَقَالَ هَذَا يَشهَدُ أنَيّ رَسُولُ اللّهِ فَسَبّحَ الحَصَي فِي يَدِهِ وَ شَهِدَ أَنّهُ رَسُولُ اللّهِ
صفحه : 380
النّبِيّص قَالَ إنِيّ لَأَعرِفُ حَجَراً بِمَكّةَ مَا مَرَرتُ عَلَيهِ إِلّا سَلّمَ عَلَيّ
أَبُو هُرَيرَةَ وَ جَابِرٌ الأنَصاَريِّ وَ ابنُ عَبّاسٍ وَ أُبَيّ بنُ كَعبٍ وَ زَينُ العَابِدِينَ ع أَنّ النّبِيّص كَانَ يَخطُبُ بِالمَدِينَةِ إِلَي بَعضِ الأَجذَاعِ فَلَمّا كَثُرَ النّاسُ وَ اتّخَذُوا لَهُ مِنبَراً وَ تَحَوّلَ إِلَيهِ حَنّ كَمَا تَحِنّ النّاقَةُ فَلَمّا جَاءَ إِلَيهِ وَ التَزَمَهُ كَانَ يَئِنّ أَنِينَ الصبّيِّ ألّذِي يَسكُتُ
وَ فِي رِوَايَةٍ فَاحتَضَنَهُ رَسُولُ اللّهِص فَقَالَ لَو لَم أَحتَضِنهُ لَحَنّ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ
وَ فِي رِوَايَةٍ فَدَعَاهُ النّبِيّص فَأَقبَلَ يَخُدّ الأَرضَ وَ التَزَمَهُ وَ قَالَ عُد إِلَي مَكَانِكَ فَمَرّ كَأَحَدِ الخَيلِ
وَ فِي مُسنَدِ الأَنصَارِ عَن أَحمَدَ قَالَ أُبَيّ بنُ كَعبٍ قَالَ النّبِيّص اسكُن اسكُن إِن تَشَأ غَرَستُكَ فِي الجَنّةِ فَيَأكُلُ مِنكَ الصّالِحُونَ وَ إِن تَشَأ أعيدك [أُعِدكَ] كَمَا كُنتَ رَطباً فَاختَارَ الآخِرَةَ عَلَي الدّنيَا
وَ فِي سُنَنِ ابنِ مَاجَةَ أَنّهُ لَمّا هُدِمَ المَسجِدُ أَخَذَ أُبَيّ بنُ كَعبٍ الجِذعَ الحَنّانَةَ وَ كَانَ عِندَهُ فِي بَيتِهِ حَتّي بلَيَِ فَأَكَلَتهُ الأَرَضَةُ وَ عَادَ رُفَاتاً
50-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]تَكمِلَةُ اللّطَائِفِ، أَنّهُ كَانَ النّبِيّص يبَنيِ مَسجِداً فِي المَدِينَةِ فَدَعَا شَجَرَةً مِن مَكّةَ فَخَدّتِ الأَرضَ حَتّي وَقَفَت بَينَ يَدَيهِ وَ نَطَقَت بِالشّهَادَةِ عَلَي نُبُوّتِهِ أَبُو هُرَيرَةَ قَالَ انصَرَفَ النّبِيّص لَيلَةً مِنَ العِشَاءِ فَأَضَاءَت لَهُ بَرقَةٌ فَنَظَرَ إِلَي قَتَادَةَ بنِ النّعمَانِ فَعَرَفَهُ فَقَالَ يَا نبَيِّ اللّهِ كَانَت لَيلَةً مَطِيرَةً فَأَحبَبتُ أَن أصُلَيَّ مَعَكَ فَأَعطَاهُ النّبِيّص عُرجُوناً وَ قَالَ خُذ هَذَا تَستَضِئُ بِهِ لَيلَتَكَ الخَبَرَ وَ أَعطَيص عَبدَ اللّهِ بنَ الطّفَيلِ الأزَديِّ نُوراً فِي جَبِينِهِ لِيَدعُوَ بِهِ قَومَهُ فَقَالَ
صفحه : 381
يَا رَسُولَ اللّهِ هَذِهِ مُثلَةٌ فَجَعَلَهُ رَسُولُ اللّهِ فِي سَوطِهِ وَ اهتَدَي بِهِ أَبُو هُرَيرَةَ وَ رَوَي أَبُو هُرَيرَةَ أَنّ الطّفَيلَ بنَ عَمرٍو نَهَتهُ قُرَيشٌ عَن قُربِ النّبِيّص فَدَخَلَ المَسجِدَ فَحَشَا أُذُنَيهِ بِكُرسُفٍ لِكَيلَا يَسمَعَ صَوتَهُ فَكَانَ يَسمَعُ فَأَسلَمَ وَ قَالَ
يحُذَرّنُيِ مُحَمّدَهَا قُرَيشٌ | وَ مَا أَنَا بِالهَيُوبِ لَدَي الخِصَامِ |
فَقَامَ إِلَي المَقَامِ وَ قُمتُ مِنهُ | بَعِيداً حَيثُ أَنجُو مِن مَلَامٍ |
وَ أُسمِعتُ الهُدَي وَ سَمِعتُ قَولًا | كَرِيماً لَيسَ مِن سَجعِ الأَنَامِ |
وَ صَدّقتُ الرّسُولَ وَ هَانَ قَومٌ | عَلَيّ رَمَوهُ بِالبُهتِ العِظَامِ |
ثُمّ قَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ إنِيّ امرُؤٌ مُطَاعٌ فِي قوَميِ فَادعُ اللّهَ أَن يَجعَلَ لِي آيَةً تَكُونُ لِي عَوناً عَلَي مَا أَدعُوهُم إِلَي الإِسلَامِ فَقَالَص أللّهُمّ اجعَل لَهُ آيَةً فَانصَرَفَ إِلَي قَومِهِ إِذ رَأَي نُوراً فِي طَرَفِ سَوطِهِ كَالقِندِيلِ فَأَنشَأَ قَصِيدَةً مِنهَا
أَ لَا أُبَلّغُ لَدَيكَ بنَيِ لوُيَّ | عَلَي الشّنَآنِ وَ الغَضَبِ المَرَدّ |
بِأَنّ اللّهَ رَبّ النّاسِ فَردٌ | تَعَالَي جَدّهُ عَن كُلّ جَدّ |
وَ أَنّ مُحَمّداً عَبدٌ رَسُولٌ | دَلِيلُ هُدًي وَ مُوضِحُ كُلّ رُشدٍ |
رَأَيتُ لَهُ دَلَائِلَ أنَبأَتَنيِ | بِأَنّ سَبِيلَهُ يهَديِ لِقَصدٍ |
أَبُو عَبدِ اللّهِ الحَافِظُ قَالَ خَطّ النّبِيّص عَامَ الأَحزَابِ أَربَعِينَ ذِرَاعاً بَينَ كُلّ عَشرَةٍ فَكَانَ سَلمَانُ وَ حُذَيفَةُ يَقطَعُونَ نَصِيبَهُم فَبَلَغُوا كُدياً عَجَزُوا عَنهُ فَذَكَرَ سَلمَانُ للِنبّيِّص ذَلِكَ فَهَبَطَص وَ أَخَذَ مِعوَلَةً وَ ضَرَبَ ثَلَاثَ ضَرَبَاتٍ فِي كُلّ ضَربَةٍ لُمعَةٌ وَ هُوَ يُكَبّرُ وَ يُكَبّرُ النّاسُ مَعَهُ فَقَالَ يَا أصَحاَبيِ هَذَا مَا يُبَلّغُ اللّهُ شرَيِعتَيِ الأُفُقَ
صفحه : 382
وَ فِي خَبَرٍ بِالأُولَي اليَمَنَ وَ بِالثّانِيَةِ الشّامَ وَ المَغرِبَ وَ بِالثّالِثَةِ المَشرِقَ فَنَزَلَلِيُظهِرَهُ عَلَي الدّينِ كُلّهِالآيَةَ جَابِرُ بنُ عَبدِ اللّهِ اشتَدّ عَلَينَا فِي حَفرِ الخَندَقِ كُديَةٌ فَشَكَوا إِلَي النّبِيّص فَدَعَا بِإِنَاءٍ مِن مَاءٍ فَتَفَلَ فِيهِ ثُمّ دَعَا بِمَا شَاءَ اللّهُ أَن يَدعُوَ ثُمّ نَضَحَ المَاءَ عَلَي تِلكَ الكُديَةِ فَعَادَت كَالكُندُرِ وَ روُيَِ أَنّ عُكّاشَةَ انقَطَعَ سَيفُهُ يَومَ بَدرٍ فَنَاوَلَهُ رَسُولُ اللّهِص خَشَبَةً وَ قَالَ قَاتِل بِهَا الكُفّارَ فَصَارَت سَيفاً قَاطِعاً يُقَاتِلُ بِهِ حَتّي قَتَلَ بِهِ طُلَيحَةَ فِي الرّدّةِ وَ أَعطَي عَبدَ اللّهِ بنَ جَحشٍ يَومَ أُحُدٍ عَسِيباً مِن نَخلٍ فَرَجَعَ فِي يَدِهِ سَيفاً وَ روُيَِ فِي ذيِ الفَقَارِ مِثلُهُ رِوَايَةً وَ أَعطَيص يَومَ أُحُدٍ لأِبَيِ دُجَانَةَ سَعَفَةَ نَخلٍ فَصَارَت سَيفاً فَأَنشَأَ أَبُو دُجَانَةَ
نَصَرنَا النّبِيّ بِسَعَفِ النّخِيلِ | فَصَارَ الجَرِيدُ حِسَاماً صَقِيلًا |
وَ ذَا عَجَبٌ مِن أُمُورِ الإِلَهِ | وَ مِن عَجَبِ اللّهِ ثُمّ الرّسُولَا |
غَيرُهُ
وَ مَن هَزّ الجَرِيدَةَ فَاستَحَالَت | رَهِيفَ الحَدّ لَم يَلقَ الفُتُونَا |
وَ روُيَِ أَنّهُص قَالَ أعَطنِيِ يَا عَلِيّ كَفّاً مِنَ الحَصَي فَرَمَاهَا وَ هُوَ يَقُولُجاءَ الحَقّ وَ زَهَقَ الباطِلُ قَالَ الكلَبيِّ فَجَعَلَ الصّنَمُ يَنكَبّ لِوَجهِهِ إِذَا قَالَ ذَلِكَ وَ أَهلُ مَكّةَ يَقُولُونَ مَا رَأَينَا رَجُلًا أَسحَرَ مِن مُحَمّدٍ أَبُو هُرَيرَةَ إِنّ رَجُلًا أَهدَي إِلَيهِ قَوساً عَلَيهِ تِمثَالُ عُقَابٍ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيهِ فَأَذهَبَهُ اللّهُ
صفحه : 383
وَ كَانَ خَبّابُ بنُ الأَرَتّ فِي سَفَرٍ فَأَتَت بُنَيّتُهُ إِلَي الرّسُولِص وَ شَكَت نَفَادَ النّفَقَةِ فَقَالَ ايتيِنيِ بِشُوَيّةٍ لَكُم فَمَسَحَ يَدَهُ عَلَي ضَرعِهَا فَكَانَت تَدِرّ إِلَي انصِرَافِ خَبّابٍ
بيان الكدية بالضم الأرض الصلبة
51-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَالَ عَمّارُ بنُ يَاسِرٍ إنِيّ قَصَدتُ النّبِيّص يَوماً وَ أَنَا فِيهِ شَاكّ فَقُلتُ يَا مُحَمّدُ لَا سَبِيلَ إِلَي التّصدِيقِ بِكَ مَعَ استِيلَاءِ الشّكّ فِيكَ عَلَي قلَبيِ فَهَل مِن دَلَالَةٍ قَالَ بَلَي قُلتُ مَا هيَِ قَالَ إِذَا رَجَعتَ إِلَي مَنزِلِكَ فَسَل عنَيّ مَا لَقِيتَ مِنَ الأَحجَارِ وَ الأَشجَارِ تصُدَقّنُيِ برِسِاَلتَيِ وَ تَشهَدُ عِندَكَ بنِبُوُتّيِ فَرَجَعتُ فَمَا مِن حَجَرٍ لَقِيتُهُ وَ لَا شَجَرٍ رَأَيتُهُ إِلّا سَأَلتُهُ يَا أَيّهَا الحَجَرُ وَ يَا أَيّهَا الشّجَرُ إِنّ مُحَمّداً يدَعّيِ شَهَادَتَكَ بِنُبُوّتِهِ وَ تَصدِيقَكَ لَهُ بِرِسَالَتِهِ فَبِمَا ذَا تَشهَدُ لَهُ فَنَطَقَ الحَجَرُ وَ الشّجَرُ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ رَبّنَا
52-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ]جَاءَ رَجُلٌ مِنَ المُؤمِنِينَ إِلَي النّبِيّص فَقَالَ لَهُ كَيفَ تَجِدُ قَلبَكَ لِإِخوَانِكَ المُؤمِنِينَ المُوَافِقِينَ لَكَ فِي مَحَبّةِ مُحَمّدٍ وَ عَلِيّ وَ عَدَاوَةِ أَعدَائِهِمَا قَالَ فإَنِيّ أَرَاهُم كنَفَسيِ يؤُلمِنُيِ مَا يُؤلِمُهُم وَ يسَرُنّيِ مَا يَسُرّهُم وَ يهُمِنّيِ مَا يُهِمّهُم فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص فَأَنتَ إِذاً ولَيِّ اللّهِ لَا تُبَالِ فَإِنّكَ قَد يُوَفّرُ عَلَيكَ مَا ذَكَرتَ مَا أَعلَمُ أَحَداً مِن خَلقِ اللّهِ لَهُ رِبحٌ كَرِبحِكَ إِلّا مَن كَانَ عَلَي مِثلِ حَالِكَ فَليَكُن لَكَ مَا أَنتَ عَلَيهِ بَدَلًا مِنَ الأَموَالِ فَافرَح بِهِ وَ بَدَلًا مِنَ الوَلَدِ وَ العِيَالِ فَأَبشِر بِهِ فَإِنّكَ مِن أَغنَي الأَغنِيَاءِ وَ أحَيِ أَوقَاتِكَ بِالصّلَاةِ عَلَي مُحَمّدٍ وَ عَلِيّ وَ آلِهِمَا الطّيّبِينَ فَفَرِحَ الرّجُلُ وَ جَعَلَ يَقُولُهَا فَقَالَ ابنُ أَبِي هَقَاقِمَ وَ قَد رَآهُ يَا فُلَانُ قَد زَوّدَكَ مُحَمّدٌ الجُوعَ وَ العَطَشَ وَ قَالَ لَهُ أَبُو الشّرُورِ قَد زَوّدَكَ مُحَمّدٌ الأمَاَنيَِ البَاطِلَةَ مَا أَكثَرَ مَا يَقُولُهَا وَ لَا يَحلَي بِطَائِلٍ وَ قَد حَضَرَ الرّجُلُ السّوقَ فِي غَدٍ وَ قَد
صفحه : 384
حَضَرَاهُ فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِلآخَرِ هَلُمّ نَطنُزُ بِهَذَا المَغرُورِ بِمُحَمّدٍ فَقَالَ لَهُ أَبُو الشّرُورِ يَا عَبدَ اللّهِ قَدِ اتّجَرَ النّاسُ اليَومَ وَ رَبِحُوا فَمَا ذَا كَانَت تِجَارَتُكَ قَالَ الرّجُلُ كُنتُ مِنَ النّظّارَةِ وَ لَم يَكُن لِي مَا أشَترَيِ وَ لَا مَا أَبِيعُ وَ لكَنِيّ كُنتُ أصُلَيّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ عَلِيّ وَ آلِهِمَا الطّيّبِينَ فَقَالَ لَهُ أَبُو الشّرُورِ قَد رَبِحتَ الخَيبَةَ وَ اكتَسَبتَ الحِرمَانَ وَ سَبَقَكَ إِلَي مَنزِلِكَ مَائِدَةُ الجُوعِ عَلَيهَا طَعَامٌ مِنَ المُنَي وَ إِدَامٌ وَ أَلوَانٌ مِن أَطعِمَةِ الخَيبَةِ التّيِ تَتّخِذُهَا لَكَ المَلَائِكَةُ الّذِينَ يَنزِلُونَ عَلَي أَصحَابِ مُحَمّدٍ بِالخَيبَةِ وَ الجُوعِ وَ العَطَشِ وَ العرُيِ وَ الذّلّةِ فَقَالَ الرّجُلُ كَلّا وَ اللّهِ إِنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ وَ إِنّ مَن آمَنَ بِهِ فَمِنَ المُحِقّينَ السّعِيدِينَ سَيُوَفّرُ اللّهُ مَن آمَنَ بِهِ بِمَا يَشَاءُ مِن سَعَةٍ يَكُونُ بِهَا مُتَفَضّلًا وَ مِن ضِيقٍ يَكُونُ بِهِ عَادِلًا وَ مُحسِناً لِلنّظَرِ لَهُ وَ أَفضَلُهُم عِندَهُ أَحسَنُهُم تَسلِيماً لِحُكمِهِ فَلَم يَلبَثِ الرّجُلُ أَن مَرّ بِهِم رَجُلٌ بِيَدِهِ سَمَكَةٌ قَد أَرَاحَت فَقَالَ أَبُو الشّرُورِ وَ هُوَ يَطنُزُ بِع هَذِهِ السّمَكَةَ مِن صَاحِبِنَا هَذَا يعَنيِ صَاحِبَ رَسُولِ اللّهِ فَقَالَ الرّجُلُ اشتَرِهَا منِيّ فَقَد بَارَت عَلَيّ فَقَالَ لَا شَيءَ معَيِ فَقَالَ أَبُو الشّرُورِ اشتَرِهَا ليَؤُدَيّ ثَمَنَهَا رَسُولُ اللّهِص وَ هُوَ يَطنُزُ أَ لَستَ تَثِقُ بِرَسُولِ اللّهِ أَ فَلَا تَنبَسِطُ إِلَيهِ فِي هَذَا القَدرِ فَقَالَ نَعَم بِعنِيهَا قَالَ الرّجُلُ قَد بِعتُكَهَا بِدَانِقَينِ فَاشتَرَاهَا بِدَانِقَينِ عَلَي أَن يَجعَلَهُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص فَبَعَثَ بِهِ إِلَي رَسُولِ اللّهِ فَأَمَرَ رَسُولُ اللّهِ أُسَامَةَ أَن يُعطِيَهُ دِرهَماً فَجَاءَ الرّجُلُ فَرِحاً مَسرُوراً بِالدّرهَمِ وَ قَالَ إِنّهُ أَضعَافُ قِيمَةِ سمَكَتَيِ فَشَقّهَا الرّجُلُ بَينَ أَيدِيهِم فَوَجَدَ فِيهَا جَوهَرَتَينِ نَفِيسَتَينِ قُوّمَتَا ماِئتَيَ أَلفِ دِرهَمٍ فَعَظُمَ ذَلِكَ
صفحه : 385
عَلَي أَبِي الشّرُورِ وَ ابنِ أَبِي هَقَاقِمَ فَتَبِعَا الرّجُلَ صَاحِبَ السّمَكَةِ فَقَالَا أَ لَم تَرَ الجَوهَرَتَينِ إِنّمَا بِعتَهُ السّمَكَةَ لَا مَا فِي جَوفِهَا فَخُذهُمَا مِنهُ فَتَنَاوَلَهُمَا الرّجُلُ مِنَ المشُترَيِ فَأَخَذَ إِحدَاهَا بِيَمِينِهِ وَ الأُخرَي بِشِمَالِهِ فَحَوّلَهُمَا اللّهُ عَقرَبَتَينِ لَدَغَتَاهُ فَتَأَوّهَ وَ صَاحَ وَ رَمَي بِهِمَا مِن يَدِهِ فَقَالَا مَا أَعجَبَ سِحرَ مُحَمّدٍ ثُمّ أَعَادَ الرّجُلُ نَظَرَهُ إِلَي بَطنِ السّمَكَةِ فَإِذَا جَوهَرَتَانِ أُخرَيَانِ فَأَخَذَهُمَا فَقَالَ لِصَاحِبِ السّمَكَةِ خُذهُمَا فَهُمَا لَكَ أَيضاً فَذَهَبَ يَأخُذُهُمَا فَتَحَوّلَتَا حَيّتَينِ وَ وَثَبَتَا عَلَيهِ وَ لَسَعَتَاهُ فَصَاحَ وَ تَأَوّهَ وَ صَرَخَ وَ قَالَ لِلرّجُلِ خُذهُمَا عنَيّ فَقَالَ الرّجُلُ هُمَا لَكَ عَلَي مَا زَعَمتَ وَ أَنتَ أَولَي بِهِمَا فَقَالَ الرّجُلُ خُذ وَ اللّهِ جَعَلتُهُمَا لَكَ فَتَنَاوَلَهُمَا الرّجُلُ عَنهُ وَ خَلّصَهُ مِنهُمَا وَ إِذَا هُمَا قَد عَادَتَا جَوهَرَتَينِ وَ تَنَاوَلَ العَقرَبَتَينِ فَعَادَتَا جَوهَرَتَينِ فَقَالَ أَبُو الشّرُورِ لأِبَيِ الدوّاَهيِ أَ مَا تَرَي سِحرَ مُحَمّدٍ وَ مَهَارَتَهُ فِيهِ وَ حَذقَهُ بِهِ فَقَالَ الرّجُلُ المُسلِمُ يَا عَدُوّ اللّهِ أَ وَ سِحراً تَرَي هَذَا لَئِن كَانَ هَذَا سِحراً فَالجَنّةُ وَ النّارُ أَيضاً يَكُونَانِ بِالسّحرِ فَالوَيلُ لَكُمَا فِي مَقَامِكُمَا عَلَي تَكذِيبِ مَن يَسحَرُ بِمِثلِ الجَنّةِ وَ النّارِ فَانصَرَفَ الرّجُلُ صَاحِبُ السّمَكَةِ وَ تَرَكَ الجَوَاهِرَ الأَربَعَةَ عَلَي الرّجُلِ فَقَالَ الرّجُلُ لأِبَيِ الشّرُورِ وَ أَبِي الدوّاَهيِ يَا وَيلَكُمَا آمِنَا بِمَن آثَارُ نِعَمِ اللّهِ عَلَيهِ وَ عَلَي مَن يُؤمِنُ بِهِ أَ مَا رَأَيتُمَا العَجَبَ ثُمّ جَاءَ بِالجَوَاهِرِ الأَربَعَةِ إِلَي رَسُولِ اللّهِص وَ جَاءَهُ تُجّارٌ غُرَبَاءُ يَتّجِرُونَ فَاشتَرَوهَا مِنهُ بِأَربَعِمِائَةِ أَلفٍ فَقَالَ الرّجُلُ مَا كَانَ أَعظَمَ بَرَكَةَ اليَومِ يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص هَذَا بِتَوقِيرِكَ مُحَمّداً رَسُولَ اللّهِ وَ تَعظِيمِكَ
صفحه : 386
عَلِيّاً أَخَا رَسُولِ اللّهِ وَ وَصِيّهُ وَ هُوَ جَاعِلُ[عَاجِلُ]ثَوَابِ اللّهِ لَكَ وَ رِبحُ عَمَلِكَ ألّذِي عَمِلتَهُ أَ فَتُحِبّ أنَيّ أَدُلّكَ عَلَي تِجَارَةٍ تَشغَلُ هَذِهِ الأَموَالَ بِهَا قَالَ بَلَي يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَص اجعَلهَا بُذُورَ أَشجَارِ الجِنَانِ قَالَ كَيفَ أَجعَلُهَا قَالَ وَاسِ مِنهَا إِخوَانَكَ المُؤمِنِينَ المُقَصّرِينَ عَنكَ فِي رُتَبِ مَحَبّتِنَا وَ سَاوِ فِيهَا إِخوَانَكَ المُؤمِنِينَ المُسَاوِينَ لَكَ فِي مُوَالَاتِنَا وَ مُوَالَاةِ أَولِيَائِنَا وَ مُعَادَاةِ أَعدَائِنَا وَ آثِر بِهَا إِخوَانَكَ المُؤمِنِينَ الفَاضِلِينَ عَلَيكَ فِي المَعرِفَةِ بِحَقّنَا وَ التّوقِيرِ لِشَأنِنَا وَ التّعظِيمِ لِأَمرِنَا وَ مُعَادَاةِ أَعدَائِنَا لِيَكُونَ ذَلِكَ بَذرَ شَجَرِ الجِنَانِ أَ مَا إِنّ كُلّ حَبّةٍ تُنفِقُهَا عَلَي إِخوَانِكَ الّذِينَ ذَكَرتُهُم لَتُرَبّي لَكَ حَتّي تُجعَلَ كَأَلفِ ضِعفِ أَبِي قُبَيسٍ وَ أَلفِ ضِعفِ أُحُدٍ وَ ثَورٍ وَ ثَبِيرٍ فَتُبنَي لَكَ بِهَا قُصُورٌ فِي الجَنّةِ شُرَفُهَا اليَاقُوتُ وَ قُصُورُ الذّهَبِ شُرَفُهَا الزّبَرجَدُ فَقَامَ رَجُلٌ وَ قَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ فإَنِيّ فَقِيرٌ وَ لَم أَجِد مِثلَ مَا وَجَدَ هَذَا فَمَا لِي فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لَكَ مِنّا الحُبّ الخَالِصُ وَ الشّفَاعَةُ النّافِعَةُ المُبَلّغَةُ أَرفَعَ الدّرَجَاتِ العُلَي بِمُوَالَاتِكَ لَنَا أَهلَ البَيتِ وَ مُعَادَاتِكَ لِأَعدَائِنَا
بيان لعل المراد بابن أبي الهقاقم و أبي الدواهي كليهما عمر ويحتمل أن يكون المراد بابن أبي الهقاقم عثمان يقال هَقِمَ كفرح اشتد جوعه فهو هَقِمٌ ككتف والهِقّمُ بكسر الهاء وفتح القاف المشددة الكثير الأكل و قال الجوهري قولهم لم
صفحه : 387
يَحلَ منه بطائل أي لم يستفد منه كبير فائدة و لايتكلم به إلا مع الجحد
53-يج ،[الخرائج والجرائح ]عم ،[إعلام الوري ] مِن مُعجِزَاتِهِص خَبَرُ سُرَاقَةَ بنِ جُعشُمٍ ألّذِي اشتَهَرَ فِي العَرَبِ يَتَقَاوَلُونَ فِيهِ الأَشعَارَ وَ يَتَفَاوَضُونَهُ فِي الدّيَارِ أَنّهُ تَبِعَهُ وَ هُوَ مُتَوَجّهٌ إِلَي المَدِينَةِ طَالِباً لِغُرّتِهِ لِيَحظَي بِذَلِكَ عِندَ قُرَيشٍ حَتّي إِذَا أَمكَنَتهُ الفُرصَةُ فِي نَفسِهِ وَ أَيقَنَ أَنّ قَد ظَفِرَ بِبُغيَتِهِ سَاخَت قَوَائِمُ فَرَسِهِ حَتّي تَغَيّبَت بِأَجمَعِهَا فِي الأَرضِ وَ هُوَ بِمَوضِعٍ جَدبٍ وَ قَاعٍ صَفصَفٍ فَعَلِمَ أَنّ ألّذِي أَصَابَهُ أَمرٌ سمَاَويِّ فَنَادَي يَا مُحَمّدُ ادعُ رَبّكَ يُطلِق لِي فرَسَيِ وَ ذِمّةُ اللّهِ عَلَيّ أَن لَا أَدُلّ عَلَيكَ أَحَداً فَدَعَا لَهُ فَوَثَبَ جَوَادُهُ كَأَنّهُ أَفلَتَ مِن أُنشُوطَةٍ وَ كَانَ رَجُلًا دَاهِيَةً وَ عَلِمَ بِمَا رَأَي أَنّهُ سَيَكُونُ لَهُ نَبَأٌ فَقَالَ اكتُب لِي أَمَاناً فَكَتَبَ لَهُ فَانصَرَفَ
54-عم ،[إعلام الوري ] قَالَ مُحَمّدُ بنُ إِسحَاقَ إِنّ أَبَا جَهلٍ قَالَ فِي أَمرِ سُرَاقَةَ أَبيَاتاً فَأَجَابَهُ سُرَاقَةُ
أَبَا حَكَمٍ وَ اللّاتِ لَو كُنتَ شَاهِداً | لِأَمرِ جوَاَديِ أَن تَسِيخَ قَوَائِمُهُ |
عَجِبتَ وَ لَم تَشُكّ بِأَنّ مُحَمّداً | نبَيِّ وَ بُرهَانٌ فَمَن ذَا يُكَاتِمُهُ |
عَلَيكَ فَكُفّ النّاسَ عَنهُ فإَنِنّيِ | أَرَي أَمرَهُ يَوماً سَتَبدُو مَعَالِمُهُ |
55-عم ،[إعلام الوري ] أَحمَدُ بنُ الحُسَينِ البيَهقَيِّ فِي كِتَابِ دَلَائِلِ النّبُوّةِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ الحَافِظِ عَن أَحمَدَ بنِ عَبدِ اللّهِ المزُنَيِّ عَن يُوسُفَ بنِ مُوسَي عَن عَبّادِ بنِ يَعقُوبَ عَن يُوسُفَ بنِ
صفحه : 388
أَبِي نُورٍ عَنِ السدّيّّ عَن عَبّادِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ كُنّا مَعَ رَسُولِ اللّهِص بِمَكّةَ فَخَرَجَ فِي بَعضِ نَوَاحِيهَا فَمَا استَقبَلَهُ شَجَرٌ وَ لَا جَبَلٌ إِلّا قَالَ لَهُ السّلَامُ عَلَيكَ يَا رَسُولَ اللّهِ
قَالَ وَ أَخبَرَنَا أَبُو الحُسَينِ بنُ بُشرَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ العَلَاءِ عَن يُونُسَ بنِ عُيَينَةَ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ عَن عَبّادٍ قَالَ سَمِعتُ عَلِيّاً ع يَقُولُ لَقَد رأَيَتنُيِ أَدخُلُ مَعَهُ يعَنيِ النّبِيّص الواَديَِ فَلَا يَمُرّ بِحَجَرٍ وَ لَا شَجَرٍ إِلّا قَالَ السّلَامُ عَلَيكَ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ أَنَا أَسمَعُهُ
يج عنه ع مثله
56-كا،[الكافي]العِدّةُ عَنِ البرَقيِّ عَنِ التفّليِسيِّ عَنِ السمّنَديِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَمَصّ النّوَي بِفِيهِ وَ يَغرِسُهُ فَيَطلُعُ مِن سَاعَتِهِ
57-ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر]عُثمَانُ بنُ عِيسَي عَن سَمَاعَةَ قَالَ ذَكَرَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَوماً حُسنَ الخُلُقِ فَقَالَ مَاتَ مَولًي لِرَسُولِ اللّهِص فَأَمَرَ أَن يَحفِرُوا لَهُ فَانطَلَقُوا فَحَفَرُوا فَعَرَضَت لَهُم صَخرَةٌ فِي القَبرِ فَلَم يَستَطِيعُوا أَن يَحفِرُوا فَأَتَوُا النّبِيّص فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّا حَفَرنَا لِفُلَانٍ فَعَرَضَت لَنَا صَخرَةٌ فَجَعَلنَا نَضرِبُ حَتّي تَثَلّمَت مَعَاوِلُنَا فَقَالَ النّبِيّص وَ كَيفَ وَ قَد كَانَ حَسَنَ الخُلُقِ ارجِعُوا فَاحفِرُوا فَرَجَعُوا فَحَفَرُوا فَسَهّلَ اللّهُ حَتّي أَمكَنَهُم دَفنُهُ
صفحه : 389
58-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيَِ أَنّ عَبدَ اللّهِ قَالَ إِنّكُم تَعُدّونَ الآيَاتِ عَذَاباً وَ إِنّا كُنّا نَعُدّهَا بَرَكَةً عَلَي عَهدِ النّبِيّص لَقَد كُنّا نَأكُلُ مَعَ النّبِيّ وَ نَحنُ نَسمَعُ التّسبِيحَ مِنَ الطّعَامِ
59-عم ،[إعلام الوري ]نهج ،[نهج البلاغة] قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فِي خُطبَتِهِ القَاصِعَةِ وَ لَقَد كُنتُ مَعَهُ لَمّا أَتَاهُ المَلَأُ مِن قُرَيشٍ فَقَالُوا لَهُ يَا مُحَمّدُ إِنّكَ قَدِ ادّعَيتَ عَظِيماً لَم يَدّعِهِ آبَاؤُكَ وَ لَا أَحَدٌ مِن بَيتِكَ وَ نَحنُ نَسأَلُكَ أَمراً إِن أَجَبتَنَا إِلَيهِ وَ أَرَيتَنَاهُ عَلِمنَا أَنّكَ نبَيِّ وَ رَسُولٌ وَ إِن لَم تَفعَل عَلِمنَا أَنّكَ سَاحِرٌ كَذّابٌ فَقَالَص لَهُم وَ مَا تَسأَلُونَ قَالُوا تَدعُو لَنَا هَذِهِ الشّجَرَةَ حَتّي تَنقَلِعَ بِعُرُوقِهَا وَ تَقِفَ بَينَ يَدَيكَ فَقَالَص إِنّ اللّهَ عَلي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ فَإِن فَعَلَ اللّهُ ذَلِكَ لَكُم أَ تُؤمِنُونَ وَ تَشهَدُونَ بِالحَقّ قَالُوا نَعَم قَالَ فإَنِيّ سَأُرِيكُم مَا تَطلُبُونَ وَ إنِيّ لَأَعلَمُ أَنّكُم لَا تَفِيئُونَ إِلَي خَيرٍ وَ أَنّ فِيكُم مَن يُطرَحُ فِي القَلِيبِ وَ مَن يُحَزّبُ الأَحزَابَ ثُمّ قَالَص يَا أَيّتُهَا الشّجَرَةُ إِن كُنتِ تُؤمِنِينَ بِاللّهِ وَ اليَومِ الآخِرِ وَ تَعلَمِينَ أنَيّ رَسُولُ اللّهِ فاَنقلَعِيِ بِعُرُوقِكِ حَتّي تقَفِيِ بَينَ يدَيَّ بِإِذنِ اللّهِ فَوَ ألّذِي بَعَثَهُ بِالحَقّ لَانقَلَعَت بِعُرُوقِهَا وَ جَاءَت وَ لَهَا دوَيِّ شَدِيدٌ وَ قَصفٌ كَقَصفِ أَجنِحَةِ الطّيرِ حَتّي وَقَفَت بَينَ يدَيَ رَسُولِ اللّهِص مُرَفرِفَةً وَ أَلقَت بِغُصنِهَا الأَعلَي عَلَي رَأسِ رَسُولِ اللّهِص وَ بِبَعضِ أَغصَانِهَا عَلَي منَكبِيِ وَ كُنتُ عَن يَمِينِهِص فَلَمّا نَظَرَ القَومُ إِلَي ذَلِكَ قَالُوا عُلُوّاً وَ استِكبَاراً فَمُرهَا فَليَأتِكَ نِصفُهَا وَ يَبقَي نِصفُهَا فَأَمَرَهَا بِذَلِكَ فَأَقبَلَ إِلَيهِ نِصفُهَا كَأَعجَبِ إِقبَالٍ وَ أَشَدّهِ دَوِيّاً فَكَادَت تَلتَفّ بِرَسُولِ اللّهِص فَقَالُوا كُفراً وَ عُتُوّاً فَمُر هَذَا النّصفَ فَليَرجِع إِلَي نِصفِهِ كَمَا كَانَ فَأَمَرَهُص فَرَجَعَ فَقُلتُ أَنَا لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ إنِيّ أَوّلُ مُؤمِنٍ بِكَ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ أَوّلُ مَن أَقَرّ بِأَنّ الشّجَرَةَ فَعَلَت مَا فَعَلَت بِأَمرِ اللّهِ تَعَالَي تَصدِيقاً لِنُبُوّتِكَ وَ إِجلَالًا لِكَلِمَتِكَ فَقَالَ القَومُ كُلّهُم بَل سَاحِرٌ كَذّابٌ
صفحه : 390
عَجِيبُ السّحرِ خَفِيفٌ فِيهِ وَ هَل يُصَدّقُكَ فِي أَمرِكَ إِلّا مِثلُ هَذَا يعَنوُننَيِ
قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]مرسلا مثله مع اختصار بيان الدوي صوت ليس بالعالي كصوت النحل ونحوه وقصف الرعد وغيره قصيفا اشتد صوته ورفرف الطائر بجناحيه إذابسطهما عندالسقوط علي شيءيحوم عليه ليقع فوقه والعتو التكبر والتجبر
1-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] مُحَمّدُ بنُ إِسحَاقَ مَرّتِ امرَأَةٌ مِنَ المُشرِكِينَ شَدِيدَةُ القَولِ فِي النّبِيّص وَ مَعَهَا صبَيِّ لَهَا ابنُ شَهرَينِ فَقَالَ الصبّيِّ السّلَامُ عَلَيكَ يَا رَسُولَ اللّهِ مُحَمّدَ بنَ عَبدِ اللّهِ فَأَنكَرَتِ الأُمّ ذَلِكَ مِنِ ابنِهَا فَقَالَ لَهُ النّبِيّص يَا غُلَامُ مِن أَينَ تَعلَمُ أنَيّ رَسُولُ اللّهِ وَ أنَيّ مُحَمّدُ بنُ عَبدِ اللّهِ قَالَ أعَلمَنَيِ ربَيّ رَبّ العَالَمِينَ وَ الرّوحُ الأَمِينُ فَقَالَ النّبِيّ مَنِ الرّوحُ الأَمِينُ قَالَ جَبرَئِيلُ وَ هَا هُوَ قَائِمٌ عَلَي رَأسِكَ يَنظُرُ إِلَيكَ فَقَالَ لَهُ النّبِيّص مَا اسمُكَ يَا غُلَامُ فَقَالَ عَبدُ العُزّي وَ أَنَا كَافِرٌ بِهِ فسَمَنّيِ مَا شِئتَ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ أَنتَ عَبدُ اللّهِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ ادعُ اللّهَ أَن يجَعلَنَيِ مِن خَدَمِكَ فِي الجَنّةِ فَدَعَا لَهُ فَقَالَ سَعِدَ مَن آمَنَ بِكَ وَ شقَيَِ مَن كَفَرَ بِكَ ثُمّ شَهَقَ شَهقَةً فَمَاتَ
شِمرُ بنُ عَطِيّةَ أَنّهُ أتُيَِ النّبِيّص بصِبَيِّ قَد شَبّ وَ لَم يَتَكَلّم قَطّ فَقَالَ ادنُ فَدَنَا فَقَالَ مَن أَنَا قَالَ أَنتَ رَسُولُ اللّهِ
صفحه : 391
الواَقدِيِّ عَنِ المُطّلِبِ بنِ عَبدِ اللّهِ قَالَ بَينَمَا رَسُولُ اللّهِص جَالِسٌ بِالمَدِينَةِ فِي أَصحَابِهِ إِذ أَقبَلَ ذِئبٌ فَوَقَفَ بَينَ يدَيَِ النّبِيّص يعَويِ فَقَالَ النّبِيّص هَذَا وَافِدُ السّبَاعِ إِلَيكُم فَإِن أَحبَبتُم أَن تُفرِضُوا لَهُ شَيئاً لَا يَعدُوهُ إِلَي غَيرِهِ وَ إِن أَحبَبتُم تَرَكتُمُوهُ وَ أَحرَزتُم مِنهُ فَمَا أَخَذَ فَهُوَ رِزقُهُ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ مَا تَطِيبُ أَنفُسُنَا لَهُ بشِيَءٍ فَأَومَأَ النّبِيّص بِأَصَابِعِهِ الثّلَاثَةِ أَي خَالِسهُم فَوَلّي وَ لَهُ عَسَلَانٌ
وَ فِي حِكَايَةِ عَمرِو بنِ المُنتَشِرِ أَنّهُ سَأَلَ النّبِيّص أَن يَدفَعَ الحَيّةَ عَنِ الواَديِ وَ يَرُدّ النّخلَةَ مِن سَاعَتِهِ فَخَرَجَ النّبِيّص فَإِذَا الحَيّةُ تُجَرجِرُ وَ تُكَشكِشُ كَالبَعِيرِ الهَائِجِ وَ تُخُورُ كَمَا يَخُورُ الثّورُ فَلَمّا نَظَرَت إِلَي النّبِيّص قَامَت وَ سَلّمَت عَلَيهِ ثُمّ وَقَفَ عَلَي النّخلَةِ وَ أَمَرّ يَدَهُ عَلَيهَا وَ قَالَ بِسمِ اللّهِ ألّذِي قَدّرَ فَهَدَي وَ أَمَاتَ وَ أَحيَا فَصَارَت بِطُولِ النّبِيّص وَ أَثمَرَت وَ نَبَعَ المَاءُ مِن أَصلِهَا وَ أَكَلَ النّبِيّص يَوماً رُطَباً كَانَ فِي يَمِينِهِ وَ كَانَ يَحفَظُ النّوَي فِي يَسَارِهِ فَمَرّت شَاةٌ فَأَشَارَ إِلَيهَا بِالنّوَي فَجَعَلَت تَأكُلُ فِي كَفّهِ اليُسرَي وَ هُوَ يَأكُلُ بِيَمِينِهِ حَتّي فَرَغَ وَ انصَرَفَ الشّاةُ
مُعرِضُ بنُ عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ قَالَ أتُيَِ بصِبَيِّ فِي خِرقَةٍ إِلَي النّبِيّص فِي حَجّةِ الوَدَاعِ فَوَضَعَهُ فِي كَفّهِ ثُمّ قَالَ لَهُ مَن أَنَا يَا صبَيِّ فَقَالَ أَنتَ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ قَالَ صَدَقتَ يَا مُبَارَكُ فَكُنّا نُسَمّيهِ مُبَارَكَ اليَمَامَةِ
ابنُ عَبّاسٍ أَنّ النّبِيّص خَلَعَ خُفّيهِ وَقتَ المَسحِ فَلَمّا أَرَادَ أَن يَلبَسَهُمَا تَصَوّبَ عُقَابٌ مِنَ الهَوَاءِ وَ سَلَبَهُ وَ حَلّقَ فِي الهَوَاءِ ثُمّ أَرسَلَهُ فَوَقَعَت مِن بَينِهِ حَيّةٌ فَقَالَ النّبِيّص أَعُوذُ بِاللّهِ مِن شَرّمَن يمَشيِ عَلي بَطنِهِ وَ مِن شَرّمَن يمَشيِ عَلي رِجلَينِ
صفحه : 392
ثُمّ نَهَي أَن يُلبَسَ إِلّا أَن يُستَبرَأَ
توضيح العسلان بالتحريك ضرب من العدو يقال عسل الذئب يعسل عسلا وعسلانا إذاأعنق وأسرع والجرجرة صوت يردده البعير في حنجرته كشيش الأفعي صوتها من جلدها يقال كشت وكشكشت والتصوب المجيء من العلو
2-عم ،[إعلام الوري ] مِن مُعجِزَاتِهِص حَدِيثُ الغَارِ وَ أَنّهُص لَمّا آوَي إِلَي غَارٍ بِقُربِ مَكّةَ يَعتَوِرُهُ النّزّالُ وَ يأَويِ إِلَيهِ الرّعَاءُ مُتَوَجّهَةً إِلَي الهِجرَةِ فَخَرَجَ القَومُ فِي طَلَبِهِ فَعَمّي اللّهُ أَثَرَهُ وَ هُوَ نُصبَ أَعيُنِهِم وَ صَدّهُم عَنهُ وَ أَخَذَ بِأَبصَارِهِم دُونَهُ وَ هُم دُهَاةُ العَرَبِ وَ بَعَثَ سُبحَانَهُ العَنكَبُوتَ فَنَسَجَت فِي وَجهِ النّبِيّص فَسَتَرَتهُ وَ آيَسَهُم ذَلِكَ مِنَ الطّلَبِ فِيهِ وَ فِي ذَلِكَ يَقُولُ السّيّدُ الحمِيرَيِّ فِي قَصِيدَتِهِ المَعرُوفَةِ بِالمُذَهّبَةِ
حَتّي إِذَا قَصَدُوا لُبَابَ مَغَارِهِ | أَلفَوا عَلَيهِ نَسجَ غَزلِ العَنكَبِ |
صَنعَ الإِلَهِ لَهُ فَقَالَ فَرِيقُهُم | مَا فِي المَغَارِ لِطَالِبٍ مِن مَطلَبٍ |
مِيلُوا وَ صَدّهُمُ المَلِيكُ وَ مَن يُرِد | عَنهُ الدّفَاعَ مَلِيكُهُ لَا يُعطِبُ[BA] لَم يُعطِب] |
وَ بَعَثَ اللّهُ حَمَامَتَينِ وَحشِيّتَينِ فَوَقَعَتَا بِفَمِ الغَارِ فَأَقبَلَ فِتيَانُ قُرَيشٍ مِن كُلّ بَطنٍ رَجُلٌ بِعِصِيّهِم وَ هَرَاوَاهُم وَ سُيُوفِهِم حَتّي إِذَا كَانُوا مِنَ النّبِيّ بِقَدرِ أَربَعِينَ ذِرَاعاً تَعَجّلَ رَجُلٌ مِنهُم لِيَنظُرَ مَن فِي الغَارِ فَرَجَعَ إِلَي أَصحَابِهِ فَقَالُوا لَهُ مَا لَكَ لَا تَنظُرُ فِي الغَارِ فَقَالَ رَأَيتُ حَمَامَتَينِ بِفَمِ الغَارِ فَعَلِمتُ أَن لَيسَ فِيهِ أَحَدٌ وَ سَمِعَ النّبِيّص مَا قَالَ فَدَعَا لَهُنّ
صفحه : 393
النّبِيّص وَ فَرَضَ جَزَاءَهُنّ فَانحَدَرنَ فِي الحَرَمِ
3-كا،[الكافي]عِدّةٌ مِن أَصحَابِنَا عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ الأشَعرَيِّ عَنِ ابنِ القَدّاحِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَمّتِ اليَهُودِيّةُ النّبِيّص فِي ذِرَاعٍ وَ كَانَ النّبِيّص يُحِبّ الذّرَاعَ وَ الكَتِفَ وَ يَكرَهُ الوَرِكَ لِقُربِهَا مِنَ المَبَالِ
4-كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِي يَحيَي الواَسطِيِّ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ مِن وَرَاءِ اليَمَنِ وَادِياً يُقَالُ لَهُ واَديِ بَرَهُوتَ وَ لَا يُجَاوِرُ ذَلِكَ الواَديَِ إِلّا الحَيّاتُ السّودُ وَ البُومُ مِنَ الطّيرِ فِي ذَلِكَ الواَديِ بِئرٌ يُقَالُ لَهَا بَلَهُوتُ يُغدَي وَ يُرَاحُ إِلَيهَا بِأَروَاحِ المُشرِكِينَ يُسقَونَ مِن مَاءِ الصّدِيدِ خَلفَ ذَلِكَ الواَديِ قَومٌ يُقَالُ لَهُمُ الذّرِيحُ لَمّا أَن بَعَثَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مُحَمّداًص صَاحَ عِجلٌ لَهُم فِيهِم وَ ضَرَبَ بِذَنَبِهِ فَنَادَي فِيهِم يَا آلَ الذّرِيحِ بِصَوتٍ فَصِيحٍ أَتَي رَجُلٌ بِتِهَامَةَ يَدعُو إِلَي شَهَادَةِ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ قَالُوا لِأَمرٍ مَا أَنطَقَ اللّهُ هَذَا العِجلَ قَالَ فَنَادَي فِيهِم ثَانِيَةً فَعَزَمُوا عَلَي أَن يَبنُوا سَفِينَةً فَبَنَوهَا وَ نَزَلَ فِيهَا سَبعَةٌ مِنهُم وَ حَمَلُوا مِنَ الزّادِ مَا قَذَفَ اللّهُ فِي قُلُوبِهِم ثُمّ رَفَعُوا شِرَاعاً وَ سَيّبُوهَا فِي البَحرِ فَمَا زَالَت تَسِيرُ بِهِم حَتّي رَمَت بِهِم بِجُدّةَ فَأَتَوُا النّبِيّص فَقَالَ لَهُمُ النّبِيّص أَنتُم أَهلُ الذّرِيحِ نَادَي فِيكُمُ العِجلُ قَالُوا نَعَم قَالُوا اعرِض عَلَينَا يَا رَسُولَ اللّهِ الدّينَ وَ الكِتَابَ فَعَرَضَ عَلَيهِم رَسُولُ اللّهِص الدّينَ وَ الكِتَابَ وَ السّنَنَ وَ الفَرَائِضَ وَ الشّرَائِعَ كَمَا جَاءَ مِن عِندِ اللّهِ عَزّ ذِكرُهُ وَ وَلّي عَلَيهِم رَجُلًا مِن بنَيِ هَاشِمٍ سَيّرَهُ مَعَهُم فَمَا بَينَهُمُ اختِلَافٌ حَتّي السّاعَةِ
5-كَنزُ الكرَاَجكُيِّ،روُيَِ أَنّ ذِئباً شَدّ عَلَي غَنَمٍ لِأُهبَانَ بنِ أَنَسٍ فَأَخَذَ مِنهَا شَاةً فَصَاحَ بِهِ فَخَلّاهَا ثُمّ نَطَقَ الذّئبُ فَقَالَ أَخَذتَ منِيّ رِزقاً رَزَقَنِيهِ اللّهُ فَقَالَ أُهبَانُ سُبحَانَ اللّهِ ذِئبٌ يَتَكَلّمُ فَقَالَ الذّئبُ أَعجَبُ مِن كلَاَميِ أَنّ مُحَمّداً يَدعُو النّاسَ إِلَي التّوحِيدِ
صفحه : 394
بِيَثرِبَ وَ لَا يُجَابُ فَسَاقَ أُهبَانُ غَنَمَهُ وَ أَتَي إِلَي المَدِينَةِ فَأَخبَرَ رَسُولَ اللّهِص بِمَا رَآهُ فَقَالَ هَذِهِ غنَمَيِ طُعمَةً لِأَصحَابِكَ فَقَالَ أَمسِك عَلَيكَ غَنَمَكَ فَقَالَ لَا وَ اللّهِ لَا أَسرَحُهَا أَبَداً بَعدَ يوَميِ هَذَا فَقَالَ أللّهُمّ بَارِك عَلَيهِ وَ بَارِك لَهُ طُعمَتَهُ فَأَخَذَهَا أَهلُ المَدِينَةِ فَلَم يَبقَ فِي المَدِينَةِ بَيتٌ إِلّا نَالَهُ مِنهَا
6- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]المُفِيدُ عَن عَلِيّ بنِ مَالِكٍ النحّويِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الوَاحِدِ الزّاهِدِ عَن أَحمَدَ بنِ عَبدِ الجَبّارِ عَن يُونُسَ بنِ بُكَيرٍ عَن عَبدِ الحَمِيدِ بنِ بَهرَامَ عَن شَهرِ بنِ حَوشَبٍ عَن أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِّ أَنّهُ قَالَ بَينَمَا رَجُلٌ مِن أَسلَمَ فِي غُنَيمَةٍ لَهُ يَهُشّ عَلَيهَا بِبَيدَاءَ ذيِ الحُلَيفَةِ إِذ عَدَا عَلَيهِ الذّئبُ فَانتَزَعَ شَاةً مِن غَنَمِهِ فَهَجهَجَ بِهِ الرّجُلُ وَ رَمَاهُ بِالحِجَارَةِ حَتّي استَنقَذَ مِنهُ شَاتَهُ قَالَ فَأَقبَلَ الذّئبُ حَتّي أَقعَي مُستَثفِراً بِذَنَبِهِ مُقَابِلًا لِلرّجُلِ ثُمّ قَالَ لَهُ أَ مَا اتّقَيتَ اللّهَ جَلّ وَ عَزّ حُلتَ بيَنيِ وَ بَينَ شَاةٍ رَزَقَنِيهَا اللّهُ فَقَالَ الرّجُلُ تَاللّهِ مَا سَمِعتُ كَاليَومِ قَطّ فَقَالَ الذّئبُ مِمّ تَعجَبُ فَقَالَ أَعجَبُ مِن مُخَاطَبَتِكَ إيِاّيَ فَقَالَ الذّئبُ أَعجَبُ مِن ذَلِكَ رَسُولُ اللّهِ بَينَ الحَرّتَينِ فِي النّخَلَاتِ يُحَدّثُ النّاسَ بِمَا خَلَا وَ يُحَدّثُهُم بِمَا هُوَ آتٍ وَ أَنتَ هَاهُنَا تَتبَعُ غَنَمَكَ فَلَمّا سَمِعَ الرّجُلُ قَولَ الذّئبِ سَاقَ غَنَمَهُ يَحُوزُهَا حَتّي إِذَا أَحَلّهَا فِنَاءَ قَريَةِ الأَنصَارِ سَأَلَ عَن رَسُولِ اللّهِص فَصَادَفَهُ فِي بَيتِ أَبِي أَيّوبَ فَأَخبَرَهُ خَبَرَ الذّئبِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِ صَدَقتَ احضُرِ العَشِيّةَ فَإِذَا رَأَيتَ النّاسَ قَدِ اجتَمَعُوا فَأَخبِرهُم ذَلِكَ فَلَمّا صَلّي رَسُولُ اللّهِص الظّهرَ وَ اجتَمَعَ النّاسُ إِلَيهِ أَخبَرَهُمُ الأسَلمَيِّ خَبَرَ الذّئبِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص صَدَقَ صَدَقَ صَدَقَ تِلكَ الأَعَاجِيبُ بَينَ يدَيَِ السّاعَةِ أَمَا وَ ألّذِي نَفسُ مُحَمّدٍ بِيَدِهِ لَيُوشِكُ الرّجُلُ أَن يَغِيبَ عَن أَهلِهِ الرّوحَةَ أَوِ الغَدوَةَ فَيُخبِرَهُ سَوطُهُ أَو عَصَاهُ أَو نَعلُهُ بِمَا أَحدَثَ أَهلُهُ مِن بَعدِهِ
صفحه : 395
يج ،[الخرائج والجرائح ] عن أبي سعد مثله بيان هش الورق يَهُشّهُ ويَهِشّهُ ضربه بعصا لتسقط وهجهج بالسبع صاح والاستثفار إدخال الكلب ذنبه بين فخذيه حتي يلزقه ببطنه قوله بما خلا أي مضي
7- لي ،[الأمالي للصدوق ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَنِ السعّدآَباَديِّ عَنِ البرَقيِّ عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ النّضرِ عَن أَبِي جَمِيلَةَ عَن سَعدِ بنِ ظَرِيفٍ عَنِ الأَصبَغِ عَن عَلِيّ ع قَالَ إِنّ اليَهُودَ أَتَتِ امرَأَةً مِنهُم يُقَالُ لَهَا عَبدَةُ فَقَالُوا يَا عَبدَةُ قَد عَلِمتِ أَنّ مُحَمّداً قَد هَدّ رُكنَ بنَيِ إِسرَائِيلَ وَ هَدَمَ اليَهُودِيّةَ وَ قَد غَالَي المَلَأُ مِن بنَيِ إِسرَائِيلَ بِهَذَا السّمّ لَهُ وَ هُم جَاعِلُونَ لَكِ جُعلًا عَلَي أَن تَسُمّيهِ فِي هَذِهِ الشّاةِ فَعَمَدَت عَبدَةُ إِلَي الشّاةِ فَشَوَتهَا ثُمّ جَمَعَتِ الرّؤَسَاءَ فِي بَيتِهَا وَ أَتَت رَسُولَ اللّهِص فَقَالَت يَا مُحَمّدُ قَد عَلِمتَ مَا تُوجِبُ لِي مِن حَقّ الجِوَارِ وَ قَد حضَرَنَيِ رُؤَسَاءُ اليَهُودِ فزَيَنّيّ بِأَصحَابِكَ فَقَامَ رَسُولُ اللّهِص وَ مَعَهُ عَلِيّ ع وَ أَبُو دُجَانَةَ وَ أَبُو أَيّوبَ وَ سَهلُ بنُ حُنَيفٍ وَ جَمَاعَةٌ مِنَ المُهَاجِرِينَ فَلَمّا دَخَلُوا وَ أَخرَجَتِ الشّاةَ سَدّتِ اليَهُودُ آنَافَهَا بِالصّوفِ وَ قَامُوا عَلَي أَرجُلِهِم وَ تَوَكّئُوا عَلَي عِصِيّهِم فَقَالَ لَهُم رَسُولُ اللّهِص اقعُدُوا فَقَالُوا إِنّا إِذَا زَارَنَا نبَيِّ لَم يَقعُد مِنّا أَحَدٌ وَ كَرِهنَا أَن يَصِلَ إِلَيهِ مِن أَنفَاسِنَا مَا يَتَأَذّي بِهِ وَ كَذَبَتِ اليَهُودُ عَلَيهَا لَعنَةُ اللّهِ إِنّمَا فَعَلَت ذَلِكَ مَخَافَةَ سَورَةِ السّمّ وَ دُخَانِهِ فَلَمّا وُضِعَتِ الشّاةُ بَينَ يَدَيهِ تَكَلّمَ كَتِفُهَا فَقَالَت مَه يَا مُحَمّدُ لَا تأَكلُنيِ فإَنِيّ مَسمُومَةٌ فَدَعَا رَسُولُ اللّهِص عَبدَةَ فَقَالَ لَهَا مَا حَمَلَكِ عَلَي مَا صَنَعتِ فَقَالَت قُلتُ إِن كَانَ نَبِيّاً لَم يَضُرّهُ وَ إِن كَانَ كَاذِباً أَو سَاحِراً أَرَحتُ قوَميِ مِنهُ فَهَبَطَ جَبرَئِيلُ ع فَقَالَ السّلَامُ يُقرِئُكَ السّلَامَ وَ يَقُولُ قُل بِسمِ اللّهِ ألّذِي يُسَمّيهِ بِهِ كُلّ مُؤمِنٍ وَ بِهِ عِزّ كُلّ مُؤمِنٍ وَ بِنُورِهِ ألّذِي أَضَاءَت بِهِ السّمَاوَاتُ وَ الأَرضُ وَ بِقُدرَتِهِ التّيِ خَضَعَ لَهَا كُلّ
صفحه : 396
جَبّارٍ عَنِيدٍ وَ انتَكَسَ كُلّ شَيطَانٍ مَرِيدٍ مِن شَرّ السّمّ وَ السّحرِ وَ اللّمَمِ بِسمِ العلَيِّ المَلِكِ الفَردِ ألّذِي لَا إِلَهَ إِلّا هُوَوَ نُنَزّلُ مِنَ القُرآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَ رَحمَةٌ لِلمُؤمِنِينَ وَ لا يَزِيدُ الظّالِمِينَ إِلّا خَساراً فَقَالَ النّبِيّص ذَلِكَ وَ أَمَرَ أَصحَابَهُ فَتَكَلّمُوا بِهِ ثُمّ قَالَ كُلُوا ثُمّ أَمَرَهُم أَن يَحتَجِمُوا
8-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع مِثلَهُ وَ زَادَ بَعدَ قَولِهِ وَ سَهلُ بنُ حُنَيفٍ
وَ فِي خَبَرٍ وَ سَلمَانُ وَ المِقدَادُ وَ عَمّارٌ وَ صُهَيبٌ وَ أَبُو ذَرّ وَ بِلَالٌ وَ البَرَاءُ بنُ مَعرُورٍ
ثُمّ قَالَ بَعدَ تَمَامِ الخَبَرِ وَ فِي خَبَرٍ أَنّ البَرَاءَ بنَ مَعرُورٍ أَخَذَ مِنهُ لُقمَةً أَوّلَ القَومِ فَوَضَعَهَا فِي فِيهِ فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع لَا تَتَقَدّم رَسُولَ اللّهِ فِي كَلَامٍ[طَعَامٍ] لَهُ جَاءَت بِهِ هَذِهِ وَ كَانَت يَهُودِيّةً وَ لَسنَا نَعرِفُ حَالَهَا فَإِن أَكَلتَهُ بِأَمرِ رَسُولِ اللّهِ فَهُوَ الضّامِنُ لِسَلَامَتِكَ مِنهُ وَ إِذَا أَكَلتَهُ بِغَيرِ إِذنِهِ وَكَلَكَ إِلَي نَفسِكَ فَنَطَقَ الذّرَاعُ وَ سَقَطَ البَرَاءُ وَ مَاتَ
وَ روُيَِ أَنّهَا كَانَت زَينَبَ بِنتَ الحَارِثِ زَوجَةَ سَلّامِ بنِ مُسلِمٍ وَ الآكِلُ كَانَ بِشرَ بنَ البَرَاءِ بنِ مَعرُورٍ وَ أَنّهُ دَخَلَت أُمّهُ عَلَي النّبِيّص عِندَ وَفَاتِهِ فَقَالَ يَا أُمّ بِشرٍ مَا زَالَت أُكلَةُ خَيبَرَ التّيِ أَكَلتُ مَعَ ابنِكِ تعُاَودِنُيِ فَهَذَا أَوَانُ قَطَعَت أبَهرَيِ وَ لِذَلِكَ يُقَالُ إِنّ النّبِيّص مَاتَ شَهِيداً
وَ عَن عُروَةَ بنِ الزّبَيرِ أَنّ النّبِيّص بقَيَِ بَعدَ ذَلِكَ ثَلَاثَ سِنِينَ حَتّي كَانَ وَجَعُهُ ألّذِي مَاتَ فِيهِ
وَ فِي رِوَايَةٍ أَربَعَ سِنِينَ وَ هُوَ الصّحِيحُ
بيان قوله قدغالي اليهود أي أخذوه بالثمن الغالي وبالغوا فيه واللمم
صفحه : 397
بالتحريك طرف من الجنون ومس الجن وصغائر الذنوب والأبهر عرق إذاانقطع مات صاحبه وهما أبهران يخرجان من القلب ثم ينشعب منهما سائر الشرايين
9- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]المُفِيدُ عَن عُمَرَ بنِ مُحَمّدٍ الصيّرفَيِّ عَنِ الحُسَينِ بنِ إِسمَاعِيلَ الضبّيّّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ شَبِيبٍ عَن هَارُونَ بنِ يَحيَي بنِ عَبدِ الرّحمَنِ بنِ حَاطِبِ بنِ أَبِي بَلتَعَةَ عَن زَكَرِيّا بنِ إِسمَاعِيلَ الزيّديِّ مِن وُلدِ زَيدِ بنِ ثَابِتٍ عَن أَبِيهِ عَن عَمّهِ سَلمَانَ بنِ زَيدِ بنِ ثَابِتٍ عَن زَيدِ بنِ ثَابِتٍ قَالَ خَرَجنَا جَمَاعَةً مِنَ الصّحَابَةِ فِي غَزَاةٍ مِنَ الغَزَوَاتِ مَعَ رَسُولِ اللّهِص حَتّي وَقَفنَا فِي مَجمَعِ طُرُقٍ فَطَلَعَ أعَراَبيِّ بِخِطَامِ بَعِيرٍ حَتّي وَقَفَ عَلَي رَسُولِ اللّهِ وَ قَالَ السّلَامُ عَلَيكَ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص وَ عَلَيكَ السّلَامُ قَالَ كَيفَ أَصبَحتَ بأِبَيِ أَنتَ وَ أمُيّ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ لَهُ أَحمَدُ اللّهَ إِلَيكَ كَيفَ أَصبَحتَ قَالَ كَانَ وَرَاءَ البَعِيرِ ألّذِي يَقُودُهُ الأعَراَبيِّ رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّ هَذَا الأعَراَبيِّ سَرَقَ البَعِيرَ فَرَغَا البَعِيرُ سَاعَةً وَ أَنصَتَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص يَستَمِعُ رُغَاءَهُ قَالَ ثُمّ أَقبَلَ رَسُولُ اللّهِ عَلَي الرّجُلِ فَقَالَ انصَرِف عَنهُ فَإِنّ البَعِيرَ يَشهَدُ عَلَيكَ أَنّكَ كَاذِبٌ قَالَ فَانصَرَفَ الرّجُلُ وَ أَقبَلَ رَسُولُ اللّهِص عَلَي الأعَراَبيِّ فَقَالَ أَيّ شَيءٍ قُلتَ حِينَ جئِتنَيِ قَالَ قُلتُ أللّهُمّ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ حَتّي لَا تَبقَي صَلَاةٌ أللّهُمّ بَارِك عَلَي مُحَمّدٍ حَتّي لَا تَبقَي بَرَكَةٌ أللّهُمّ سَلّم عَلَي مُحَمّدٍ حَتّي لَا يَبقَي سَلَامٌ أللّهُمّ ارحَم مُحَمّداً حَتّي لَا تَبقَي رَحمَةٌ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص إنِيّ أَقُولُ مَا لِي أَرَي البَعِيرَ يَنطِقُ بِعُذرِهِ وَ أَرَي المَلَائِكَةَ قَد سَدّوا الأُفُقَ
10- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن أَحمَدَ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ عَمّارٍ الثقّفَيِّ الكَاتِبِ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ النوّفلَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَارِثِ الدهّنيِّ عَنِ القَاسِمِ بنِ الفَضلِ عَن عَبّادٍ المنِقرَيِّ
صفحه : 398
عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ مَرّ رَسُولُ اللّهِص بِظَبيَةٍ مَربُوطَةٍ بِطُنُبِ فُسطَاطٍ فَلَمّا رَأَت رَسُولَ اللّهِص أَطلَقَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَهَا مِن لِسَانِهَا فَكَلّمَتهُ فَقَالَت يَا رَسُولَ اللّهِ إنِيّ أُمّ خِشفَينِ عَطشَانَينِ وَ هَذَا ضرَعيِ قَدِ امتَلَأَ لَبَناً فخَلَنّيِ حَتّي أَنطَلِقَ فَأُرضِعَهُمَا ثُمّ أَعُودَ فتَرَبطُنَيِ كَمَا كُنتُ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللّهِص كَيفَ وَ أَنتَ رَبِيطَةُ قَومٍ وَ صَيدُهُم قَالَت بَلَي يَا رَسُولَ اللّهِ أَنَا أجَيِءُ فتَرَبطُنُيِ كَمَا كُنتُ أَنتَ بِيَدِكَ فَأَخَذَ عَلَيهَا مَوثِقاً مِنَ اللّهِ لَتَعُودَنّ وَ خَلّي سَبِيلَهَا فَلَم تَلبَث إِلّا يَسِيراً حَتّي رَجَعَت قَد فَرَغَت مَا فِي ضَرعِهَا فَرَبَطَهَا نبَيِّ اللّهِ كَمَا كَانَت ثُمّ سَأَلَ لِمَن هَذَا الصّيدُ قَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ هَذِهِ لبِنَيِ فُلَانٍ فَأَتَاهُمُ النّبِيّص وَ كَانَ ألّذِي اقتَنَصَهَا مِنهُم مُنَافِقاً فَرَجَعَ عَن نِفَاقِهِ وَ حَسُنَ إِسلَامُهُ فَكَلّمَهُ النّبِيّص لِيَشتَرِيَهَا مِنهُ قَالَ بَلَي أخُلَيّ سَبِيلَهَا فِدَاكَ أَبِي وَ أمُيّ يَا نبَيِّ اللّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لَو أَنّ البَهَائِمَ يَعلَمُونَ مِنَ المَوتِ مَا تَعلَمُونَ أَنتُم مَا أَكَلتُم مِنهَا سَمِيناً
إيضاح الطنب بضمتين حبل الخباء والخشف مثلثة ولد الظبي أول مايولد أوأول مشيه واقتنصه اصطاده
11-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]الصّدُوقُ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُوسَي الخَشّابِ عَن عَلِيّ بنِ حَسّانَ عَن عَمّهِ عَبدِ الرّحمَنِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص ذَاتَ يَومٍ قَاعِداً إِذ مَرّ بِهِ بَعِيرٌ فَبَرَكَ بَينَ يَدَيهِ وَ رَغَا فَقَالَ عُمَرُ يَا رَسُولَ اللّهِ أَ يَسجُدُ لَكَ هَذَا الجَمَلُ فَإِن سَجَدَ لَكَ فَنَحنُ أَحَقّ أَن نَفعَلَ فَقَالَ لَا بَلِ اسجُدُوا لِلّهِ إِنّ هَذَا الجَمَلَ يَشكُو أَربَابَهُ وَ يَزعُمُ أَنّهُم أَنتَجُوهُ صَغِيراً وَ اعتَمَلُوهُ فَلَمّا كَبِرَ وَ صَارَ أَعوَنَ[أَعوَرَ]
صفحه : 399
كَبِيراً ضَعِيفاً أَرَادُوا نَحرَهُ وَ لَو أَمَرتُ أَحَداً أَن يَسجُدَ لِأَحَدٍ لَأَمَرتُ المَرأَةَ أَن تَسجُدَ لِزَوجِهَا ثُمّ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ ثَلَاثَةٌ مِنَ البَهَائِمِ أَنطَقَهَا اللّهُ تَعَالَي عَلَي عَهدِ النّبِيّص الجَمَلُ وَ كَلَامُهُ ألّذِي سَمِعتَ وَ الذّئبُ فَجَاءَ إِلَي النّبِيّص فَشَكَا إِلَيهِ الجُوعَ فَدَعَا رَسُولُ اللّهِص أَصحَابَ الغَنَمِ فَقَالَ افرُضُوا لِلذّئبِ شَيئاً فَشَحّوا فَذَهَبَ ثُمّ عَادَ إِلَيهِ الثّانِيَةَ فَشَكَا الجُوعَ فَدَعَاهُم فَشَحّوا ثُمّ جَاءَ الثّالِثَةَ فَشَكَا الجُوعَ فَدَعَاهُم فَشَحّوا فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص اختَلِس وَ لَو أَنّ رَسُولَ اللّهِص فَرَضَ لِلذّئبِ شَيئاً مَا زَادَ الذّئبُ عَلَيهِ شَيئاً حَتّي تَقُومَ السّاعَةُ وَ أَمّا البَقَرَةُ فَإِنّهَا آذَنَت باِلنبّيِّص وَ دَلّت عَلَيهِ وَ كَانَت فِي نَخلٍ لبِنَيِ سَالِمٍ مِنَ الأَنصَارِ فَقَالَت يَا آلَ ذَرِيحٍ عَمَلٌ نَجِيحٌ صَائِحٌ يَصِيحُ بِلِسَانٍ عرَبَيِّ فَصِيحٍ بِأَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ رَبّ العَالَمِينَ وَ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ سَيّدُ النّبِيّينَ وَ عَلِيّ وَصِيّهُ سَيّدُ الوَصِيّينَ
ختص ،[الإختصاص ]الخشاب مثله بيان قوله أعون لعله مأخوذ من العوان و هوالنصف من كل حيوان و من البقر والخيل التي نتجت بعدبطنها البكر والمتعاونة المرأة الطاعنة في السن و في بعض النسخ بالواو والراء و هو ألذي ذهب حس إحدي عينيه والضعيف الجبان وذريح أبوحي قولها عمل نجيح خبر مبتدإ محذوف أي ماأدلكم عليه عمل يوجب النجح والظفر بالمطلوب والنجيح الصواب من الرأي ونجح أمره تيسر وسهل قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]يج ،[الخرائج والجرائح ] عَنِ الصّادِقِ ع
إِلَي قَولِهِ أَن تَسجُدَ لِزَوجِهَا
12-ختص ،[الإختصاص ]ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَنِ ابنِ بُكَيرٍ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ الذّئَابَ جَاءَت إِلَي النّبِيّص تَطلُبُ أَرزَاقَهَا فَقَالَ لِأَصحَابِ الغَنَمِ إِن شِئتُم صَالَحتُهَا عَلَي شَيءٍ تُخرِجُوهُ إِلَيهَا وَ لَا يَرزَأُ[تَرزَأُ] مِن أَموَالِكُم شَيئاً
صفحه : 400
وَ إِن شِئتُم تَرَكتُمُوهَا تعدوا[تَعدُو] وَ عَلَيكُم حِفظُ أَموَالِكُم قَالُوا بَل نَترُكُهَا كَمَا هيَِ تُصِيبُ مِنّا مَا أَصَابَت وَ نَمنَعُهَا مَا استَطَعنَا
بيان قال الفيروزآبادي رزأه ماله كجعله وعمله رزأ بالضم أصاب منه شيئا
13-ختص ،[الإختصاص ]ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ الحَسَنِ بنِ فَضّالٍ عَن أَبِيهِ وَ أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَنِ ابنِ بُكَيرٍ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ نَاضِحاً كَانَ لِرَجُلٍ مِنَ النّاسِ فَلَمّا أَسَنّ قَالَ بَعضُ أَصحَابِهِ لَو نَحَرتُمُوهُ فَجَاءَ البَعِيرُ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَجَعَلَ يَرغُو فَأَرسَلَ رَسُولُ اللّهِص إِلَي صَاحِبِهِ فَلَمّا جَاءَ قَالَ لَهُ النّبِيّص إِنّ هَذَا يَزعُمُ أَنّهُ كَانَ لَكُم شَابّاً حَتّي هَرِمَ وَ أَنّهُ قَد نَفَعَكُم وَ أَنّكُم أَرَدتُم نَحرَهُ قَالَ فَقَالَ صَدَقَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا تَنحَرُوهُ وَ دَعُوهُ قَالَ فَتَرَكُوهُ
14-ختص ،[الإختصاص ]ير،[بصائر الدرجات ]الحَجّالُ عَنِ اللؤّلؤُيِّ عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَن أَبِي الجَارُودِ عَن عدَيِّ بنِ ثَابِتٍ عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ الأنَصاَريِّ قَالَ بَينَا نَحنُ قُعُودٌ مَعَ رَسُولِ اللّهِص إِذ أَقبَلَ بَعِيرٌ حَتّي بَرَكَ وَ رَغَا وَ تَسَافَلَت دُمُوعُهُ عَلَي عَينَيهِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لِمَن هَذَا البَعِيرُ فَقِيلَ لِفُلَانٍ الأنَصاَريِّ قَالَ عَلَيّ بِهِ قَالَ فأَتُيَِ بِهِ فَقَالَ لَهُ بَعِيرُكَ هَذَا يَشكُوكَ قَالَ وَ يَقُولُ مَا ذَا يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ يَزعُمُ أَنّكَ تَستَكِدّهُ وَ تُجَوّعُهُ قَالَ صَدَقَ يَا رَسُولَ اللّهِ لَيسَ لَنَا نَاضِحٌ غَيرُهُ وَ أَنَا رَجُلٌ مُعِيلٌ قَالَ فَهُوَ يَقُولُ لَكَ استكَدِنّيِ وَ أشَبعِنيِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ نُخَفّفُ عَنهُ وَ نُشبِعُهُ قَالَ فَقَامَ البَعِيرُ فَانصَرَفَ
صفحه : 401
بيان استكده أي طلب منه الكد والشدة والإلحاح في العمل
15-ختص ،[الإختصاص ]ير،[بصائر الدرجات ]بِهَذَا الإِسنَادِ عَن جَابِرٍ قَالَ بَينَا نَحنُ يَوماً مِنَ الأَيّامِ عِندَ رَسُولِ اللّهِص قُعُودٌ إِذ أَقبَلَ بَعِيرٌ حَتّي بَرَكَ وَ رَغَا وَ تَسِيلُ دُمُوعُهُ قَالَص لِمَن هَذَا البَعِيرُ قَالُوا لِفُلَانٍ قَالَ عَلَيّ بِهِ فَقَالَ لَهُ بَعِيرُكَ هَذَا يَزعُمُ أَنّهُ رَبّي صَغِيرَكُم وَ كَدّ عَلَي كَبِيرِكُم ثُمّ أَرَدتُم أَن تَنحَرُوهُ قَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ لَنَا وَلِيمَةٌ فَأَرَدنَا أَن نَنحَرَهُ قَالَ فَدَعُوهُ لِي قَالَ فَتَرَكُوهُ فَأَعتَقَهُ رَسُولُ اللّهِص فَكَانَ يأَتيِ دُورَ الأَنصَارِ مِثلَ السّائِلِ يُشرِفُ عَلَي الحُجَرِ فَكَانَ العَوَاتِقُ يَجبِينَ لَهُ حَتّي يجَيِءَ فَيَقُلنَ هَذَا عَتِيقُ رَسُولِ اللّهِص فَسَمِنَ حَتّي تَضَايَقَ بِهِ جِلدُهُ
بيان العاتق الجارية أول ماأدركت
16-ختص ،[الإختصاص ]ير،[بصائر الدرجات ] ابنُ يَزِيدَ عَن عَبدِ الحَمِيدِ بنَ سَالِمٍ عَن هَارُونَ بنِ خَارِجَةَ أَو غَيرِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَتِ النّاقَةُ لَيلَةَ نَفّرُوا باِلنبّيِّ لِرَسُولِ اللّهِص لَا وَ اللّهِ لَا أَزَلتُ خُفّاً عَن خُفّ وَ لَو قُطّعتُ إِرباً إِرباً
بيان الإرب بالكسر العضو
17-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ] عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ جَاءَ أعَراَبيِّ مِن بنَيِ سُلَيمٍ وَ مَعَهُ ضَبّ اصطَادَهُ فِي البَرّيّةِ فِي كُمّهِ فَقَالَ لَا أُؤمِنُ بِكَ حَتّي يَنطِقَ هَذَا الضّبّ فَقَالَ النّبِيّص يَا ضَبّ مَن أَنَا فَقَالَ أَنتَ مُحَمّدُ بنُ عَبدِ اللّهِ اصطَفَاكَ اللّهُ حَبِيباً فَأَسلَمَ السلّمَيِّ
يج ،[الخرائج والجرائح ] مثله
18-ختص ،[الإختصاص ]ير،[بصائر الدرجات ]السنّديِّ بنُ مُحَمّدٍ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَن عَمرِو بنِ صُهبَانَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الفَضلِ الهاَشمِيِّ عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ قَالَ لَمّا أَقبَلَ رَسُولُ اللّهِص مِن غَزوَةِ ذَاتِ الرّقَاعِ وَ هيَِ غَزوَةُ بنَيِ ثَعلَبَةَ مِن غَطَفَانَ حَتّي إِذَا كَانَ قَرِيباً مِنَ المَدِينَةِ إِذَا بَعِيرٌ حَلّ يُرقِلُ حَتّي انتَهَي إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَوَضَعَ جِرَانَهُ عَلَي الأَرضِ ثُمّ خَرخَرَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ
صفحه : 402
ص هَل تَدرُونَ مَا يَقُولُ هَذَا البَعِيرُ قَالُوا اللّهُ وَ رَسُولُهُ أَعلَمُ قَالَ إِنّهُ أخَبرَنَيِ أَنّ صَاحِبَهُ عَمِلَ عَلَيهِ حَتّي إِذَا أَكبَرَهُ وَ أَدبَرَهُ وَ أَهزَلَهُ أَرَادَ أَن يَنحَرَهُ وَ يَبِيعَ لَحمَهُ ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا جَابِرُ اذهَب بِهِ إِلَي صَاحِبِهِ فأَتنِيِ بِهِ فَقُلتُ لَا أَعرِفُ صَاحِبَهُ قَالَ هُوَ يَدُلّكَ قَالَ فَخَرَجتُ مَعَهُ حَتّي انتَهَيتُ إِلَي بنَيِ وَاقِفٍ فَدَخَلَ فِي زُقَاقٍ فَإِذَا بِمَجلِسٍ فَقَالُوا يَا جَابِرُ كَيفَ تَرَكتَ رَسُولَ اللّهِص وَ كَيفَ تَرَكتَ المُسلِمِينَ قُلتُ صَالِحُونَ[صَالِحِينَ] وَ لَكِن أَيّكُم صَاحِبُ هَذَا البَعِيرِ فَقَالَ بَعضُهُم أَنَا فَقُلتُ أَجِب رَسُولَ اللّهِص قَالَ مَا لِي قُلتُ استَعدَي عَلَيكَ بَعِيرُكَ قَالَ فَجِئتُ أَنَا وَ هُوَ وَ البَعِيرُ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ إِنّ بَعِيرَكَ أخَبرَنَيِ أَنّكَ عَمِلتَ عَلَيهِ حَتّي إِذَا أَكبَرتَهُ وَ أَدبَرتَهُ وَ أَهزَلتَهُ أَرَدتَ نَحرَهُ وَ بَيعَ لَحمِهِ قَالَ الرّجُلُ قَد كَانَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللّهِص قَالَ بِعهُ منِيّ قَالَ بَل هُوَ لَكَ يَا رَسُولَ اللّهِص قَالَ بَل بِعهُ منِيّ فَاشتَرَاهُ رَسُولُ اللّهِص ثُمّ ضَرَبَ عَلَي صَفحَتِهِ فَتَرَكَهُ يَرعَي فِي ضوَاَحيِ المَدِينَةِ فَكَانَ الرّجُلُ مِنّا إِذَا أَرَادَ الرّوحَةَ وَ الغَدوَةَ مَنَحَهُ رَسُولُ اللّهِص فَقَالَ جَابِرٌ رَأَيتُهُ وَ قَد ذَهَبَ عَنهُ دُبُرُهُ وَ صَلَحَ
إيضاح أرقل أسرع وجِرَانُ البعير بالكسر مقدم عنقه والضواحي النواحي ودبر وأدبر صار ذا دبر بالتحريك و هوقرحة الدابة
19-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]الصّدُوقُ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ حَامِدٍ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ سَعِيدٍ عَن أَحمَدَ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ نَصرٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ سَهلٍ عَن حَسّانَ بنِ أَغلَبَ بنِ تَمِيمٍ عَن أَبِيهِ عَن هِشَامِ بنِ حَسّانَ عَنِ الحَسَنِ بنِ ظَبيَةِ بنِ مِحصَنٍ عَن أُمّ سَلَمَةَ رضَيَِ اللّهُ عَنهَا قَالَت كَانَ النّبِيّص يمَشيِ فِي الصّحرَاءِ فَنَادَاهُ مُنَادٍ يَا رَسُولَ اللّهِ مَرّتَينِ فَالتَفَتَ فَلَم يَرَ أَحَداً ثُمّ نَادَاهُ فَالتَفَتَ فَإِذَا هُوَ بِظَبيَةٍ مُوثَقَةٍ فَقَالَت إِنّ هَذَا الأعَراَبيِّ صاَدنَيِ وَ لِي خِشفَانِ فِي ذَلِكَ الجَبَلِ أطَلقِنيِ حَتّي أَذهَبَ وَ أُرضِعَهُمَا وَ أَرجِعَ فَقَالَ وَ تَفعَلِينَ قَالَت نَعَم إِن لَم أَفعَل عذَبّنَيَِ اللّهُ عَذَابَ العَشّارِ فَأَطلَقَهَا فَذَهَبَت فَأَرضَعَت خِشفَيهَا ثُمّ رَجَعَت فَأَوثَقَهَا فَأَتَاهُ الأعَراَبيِّ
صفحه : 403
فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ أَطلِقهَا فَأَطلَقَهَا فَخَرَجَت تَعدُو وَ تَقُولُ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّكَ رَسُولُ اللّهِ
يج ،[الخرائج والجرائح ] عن أم سلمة مثله
20-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]الصّدُوقُ عَن أَبِي حَامِدٍ عَنِ ابنِ سَعدَانَ عَن أَبِي الخَيرِ بنِ بُندَارَ بنِ يَعقُوبَ عَن جَعفَرِ بنِ دُرُستَوَيهِ عَنِ اليَمَانِ بنِ سَعِيدٍ عَن يَحيَي بنِ عَبدِ اللّهِ عَن عَبدِ الرّزّاقِ عَن مَعمَرٍ عَنِ الزهّريِّ عَن سَالِمِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَنِ ابنِ عُمَرَ قَالَكُنّا جُلُوساً عِندَ رَسُولِ اللّهِص إِذ دَخَلَ أعَراَبيِّ عَلَي نَاقَةٍ حَمرَاءَ فَسَلّمَ ثُمّ قَعَدَ فَقَالَ بَعضُهُم إِنّ النّاقَةَ التّيِ تَحتَ الأعَراَبيِّ سَرَقَهَا قَالَ أَقِم بَيّنَةً فَقَالَتِ النّاقَةُ التّيِ تَحتَ الأعَراَبيِّ وَ ألّذِي بَعَثَكَ بِالكَرَامَةِ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّ هَذَا مَا سرَقَنَيِ وَ لَا ملَكَنَيِ أَحَدٌ سِوَاهُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا أعَراَبيِّ مَا ألّذِي قُلتَ حَتّي أَنطَقَهَا اللّهُ بِعُذرِكَ قَالَ قُلتُ أللّهُمّ إِنّكَ لَستَ بِرَبّ استَحدَثنَاكَ وَ لَا مَعَكَ إِلَهٌ أَعَانَكَ عَلَي خَلقِنَا وَ لَا مَعَكَ رَبّ فَيُشرِكَكَ فِي رُبُوبِيّتِكَ أَنتَ رَبّنَا كَمَا تَقُولُ وَ فَوقَ مَا يَقُولُ القَائِلُونَ أَسأَلُكَ أَن تصُلَيَّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ أَن تبُرَئّنَيِ ببِرَاَءتَيِ فَقَالَ النّبِيّص وَ ألّذِي بعَثَنَيِ بِالكَرَامَةِ يَا
صفحه : 404
أعَراَبيِّ لَقَد رَأَيتُ المَلَائِكَةَ يَكتُبُونَ مَقَالَتَكَ أَلَا وَ مَن نَزَلَ بِهِ مِثلُ مَا نَزَلَ بِكَ فَليَقُل مِثلَ مَقَالَتِكَ وَ ليُكثِرِ الصّلَاةَ عَلَيّ
يج ،[الخرائج والجرائح ]مرسلا مثله
21-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]الصّدُوقُ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ حَامِدٍ عَن أَحمَدَ بنِ حَمدَانَ عَن عَمرِو بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ مُؤَيّدٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عُقبَةَ عَن أَبِي حُذَيفَةَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ حَبِيبٍ الهذُلَيِّ عَن أَبِي عَبدِ الرّحمَنِ السلّمَيِّ عَن أَبِي مَنصُورٍ قَالَ لَمّا فَتَحَ اللّهُ عَلَي نَبِيّهِ خَيبَرَ أَصَابَهُ حِمَارٌ أَسوَدُ فَكَلّمَ النّبِيّ الحِمَارَ فَكَلّمَهُ وَ قَالَ أَخرَجَ اللّهُ مِن نَسلِ جدَيّ سِتّينَ حِمَاراً لَم يَركَبهَا إِلّا نبَيِّ وَ لَم يَبقَ مِن نَسلِ جدَيّ غيَريِ وَ لَا مِنَ الأَنبِيَاءِ غَيرُكَ وَ قَد كُنتُ أَتَوَقّعُكَ كُنتُ قَبلَكَ ليِهَوُديِّ أَعثِرُ بِهِ عَمداً فَكَانَ يَضرِبُ بطَنيِ وَ يَضرِبُ ظهَريِ فَقَالَ النّبِيّص سَمّيتُكَ يعفور[يَعفُوراً] ثُمّ قَالَ تشَتهَيِ الإِنَاثَ يَا يَعفُورُ قَالَ لَا وَ كُلّمَا قِيلَ أَجِب رَسُولَ اللّهِص خَرَجَ إِلَيهِ فَلَمّا قُبِضَ رَسُولُ اللّهِص جَاءَ إِلَي بِئرٍ فَتَرَدّي فِيهَا فَصَارَت قَبرَهُ جَزَعاً
22-كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ الحَسَنِ وَ عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الوَلِيدِ شَبَابٍ الصيّرفَيِّ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع وَ ذَكَرَ وَصِيّةَ النّبِيّص وَ مَا أَعطَاهُ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إِلَي أَن قَالَ وَ الحِمَارُ عُفَيرٌ فَقَالَ اقبِضهَا فِي حيَاَتيِ فَذَكَرَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع أَنّ أَوّلَ شَيءٍ مِنَ الدّوَابّ توُفُيَّ عُفَيرٌ سَاعَةَ قُبِضَ رَسُولُ اللّهِص قَطَعَ خِطَامَهُ ثُمّ مَرّ يَركُضُ حَتّي أَتَي بِئرَ بنَيِ حَطمَةَ بِقُبَا فَرَمَي بِنَفسِهِ فِيهَا فَكَانَت قَبرَهُ
صفحه : 405
23- وَ روُيَِ أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع قَالَ إِنّ ذَلِكَ الحِمَارَ كَلّمَ رَسُولَ اللّهِص فَقَالَ بأِبَيِ أَنتَ وَ أمُيّ إِنّ أَبِي حدَثّنَيِ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن أَبِيهِ أَنّهُ كَانَ مَعَ نُوحٍ فِي السّفِينَةِ فَقَامَ إِلَيهِ فَمَسَحَ عَلَي كَفَلِهِ ثُمّ قَالَ يَخرُجُ مِن صُلبِ هَذَا الحِمَارِ حِمَارٌ يَركَبُهُ سَيّدُ النّبِيّينَ وَ خَاتَمُهُم وَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي جعَلَنَيِ ذَلِكَ الحِمَارَ
24-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]الصّدُوقُ عَن أَحمَدَ بنِ الحُسَينِ عَن جَعفَرِ بنِ شَاذَانَ عَن جَعفَرِ بنِ عَلِيّ بنِ نَجِيحٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدِ بنِ مَيمُونٍ عَن مُصعَبٍ عَن عِكرِمَةَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا أَرَادَ حَاجَةً أَبعَدَ فِي المشَيِ فَأَتَي يَوماً وَادِياً لِحَاجَةٍ فَنَزَعَ خُفّهُ وَ قَضَي حَاجَتَهُ ثُمّ تَوَضّأَ وَ أَرَادَ لُبسَ خُفّهِ فَجَاءَ طَائِرٌ أَخضَرُ فَحَمَلَ الخُفّ فَارتَفَعَ بِهِ ثُمّ طَرَحَهُ فَخَرَجَ مِنهُ أَسوَدُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص هَذِهِ كَرَامَةٌ أكَرمَنَيَِ اللّهُ بِهَا أللّهُمّ إنِيّ أَعُوذُ بِكَ مِن شَرّمَن يمَشيِ عَلي بَطنِهِ وَ مِن شَرّمَن يمَشيِ عَلي رِجلَينِ وَ مِن شَرّمَن يمَشيِ عَلي أَربَعٍ وَ مِن شَرّ كُلّ ذيِ شَرّ وَ مِن شَرّ كُلّ دَابّةٍ أَنتَآخِذٌ بِناصِيَتِها إِنّ ربَيّ عَلي صِراطٍ مُستَقِيمٍ
25-ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ الأهَواَزيِّ عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سُمّ رَسُولُ اللّهِ يَومَ خَيبَرَ فَتَكَلّمَ اللّحمُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ إنِيّ مَسمُومٌ قَالَ فَقَالَ النّبِيّص عِندَ مَوتِهِ اليَومَ قَطَعَت مطَاَياَيَ[مطَاَيَ]الأُكلَةُ التّيِ أَكَلتُ بِخَيبَرَ وَ مَا مِن نبَيِّ وَ لَا وصَيِّ إِلّا شَهِيدٌ
بيان المطايا جمع المطية وهي الدابة ولعلها استعيرت هنا لمايعتمد عليه الإنسان من الأعضاء والقوي ويحتمل أن يكون في الأصل مطاي أي ظهري فصحف
26-ير،[بصائر الدرجات ] اِبرَاهِيمُ بنُ هَاشِمٍ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مَيمُونٍ القَدّاحِ
صفحه : 406
عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَمّتِ اليَهُودِيّةُ النّبِيّص فِي ذِرَاعٍ قَالَ وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يُحِبّ الذّرَاعَ وَ الكَتِفَ وَ يَكرَهُ الوَرِكَ لِقُربِهَا مِنَ المَبَالِ قَالَ لَمّا أوُتيَِ بِالشّوَاءِ أَكَلَ مِنَ الذّرَاعِ وَ كَانَ يُحِبّهَا فَأَكَلَ مَا شَاءَ اللّهُ ثُمّ قَالَ الذّرَاعُ يَا رَسُولَ اللّهِ إنِيّ مَسمُومٌ فَتَرَكَهُ وَ مَا زَالَ يَنتَفِضُ بِهِ سَمّهُ حَتّي مَاتَص
27-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيَِ أَنّ رَجُلًا كَانَ فِي غَنَمِهِ يَرعَاهَا فَأَغفَلَهَا سُوَيعَةً مِن نَهَارِهِ فَأَخَذَ الذّئبُ مِنهَا شَاةً فَجَعَلَ يَتَلَهّفُ وَ يَتَعَجّبُ فَطَرَحَ الذّئبُ الشّاةَ ثُمّ كَلّمَهُ بِكَلَامٍ فَصِيحٍ أَنتُم أَعجَبُ هَذَا مُحَمّدٌ يَدعُو إِلَي الحَقّ بِبَطنِ مَكّةَ وَ أَنتُم عَنهُ لَاهُونَ فَأَبصَرَ الرّجُلُ رُشدَهُ فَأَقبَلَ حَتّي أَسلَمَ وَ حَدّثَ القَومُ بِقِصّتِهِ وَ أَولَادُهُ يَفتَخِرُونَ عَلَي العَرَبِ بِذَلِكَ فَيَقُولُ أَحَدُهُم أَنَا ابنُ مُكَلّمِ الذّئبِ
28-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيَِ أَنّهُص أتُيَِ بِشَاةٍ مَسمُومَةٍ أَهدَتهَا لَهُ امرَأَةٌ يَهُودِيّةٌ وَ مَعَهُ أَصحَابُهُ فَرَفَعَ يَدَهُ ثُمّ قَالَ ارفَعُوا أَيدِيَكُم فَإِنّهَا لتَخُبرِنُيِ أَنّهَا مَسمُومَةٌ
29-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيَِ أَنّ قَوماً مِن عَبدِ القَيسِ أَتَوهُ بِغَنَمٍ لَهُم فَسَأَلُوهُ أَن يَجعَلَ لَهُم عَلَامَةً يَعرِفُونَهَا بِهَا فَغَمَزَ بِإِصبَعِهِ فِي أُصُولِ آذَانِهَا فَابيَضّت فهَيَِ إِلَي اليَومِ مَعرُوفَةُ النّسلِ
30-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيَِ أَنّ النّبِيّص كَانَ فِي أَصحَابِهِ إِذ جَاءَهُ أعَراَبيِّ مَعَهُ ضَبّ قَد صَادَهُ وَ جَعَلَهُ فِي كُمّهِ قَالَ مَن هَذَا قَالُوا هَذَا النّبِيّ قَالَ وَ اللّاتِ وَ العُزّي مَا أَحَدٌ أَبغَضَ إلِيَّ مِنكَ وَ لَو لَا أَن تسُمَيّنَيِ قوَميِ عَجُولًا لَعَجّلتُ عَلَيكَ فَقَتَلتُكَ فَقَالَ مَا
صفحه : 407
حَمَلَكَ عَلَي مَا قُلتَ آمِن بِاللّهِ قَالَ لَا آمَنتُ أَو يُؤمِنَ بِكَ هَذَا الضّبّ وَ طَرَحَهُ فَقَالَ النّبِيّص يَا ضَبّ فَأَجَابَهُ الضّبّ بِلِسَانٍ عرَبَيِّ يَسمَعُهُ القَومُ لَبّيكَ وَ سَعدَيكَ يَا زَينَ مَن وَافَي القِيَامَةَ قَالَ مَن تَعبُدُ قَالَ ألّذِي فِي السّمَاءِ عَرشُهُ وَ فِي الأَرضِ سُلطَانُهُ وَ فِي البَحرِ سَبِيلُهُ وَ فِي الجَنّةِ رَحمَتُهُ وَ فِي النّارِ عِقَابُهُ قَالَ فَمَن أَنَا يَا ضَبّ قَالَ رَسُولُ رَبّ العَالَمِينَ وَ خَاتَمُ النّبِيّينَ وَ قَد أَفلَحَ مَن صَدّقَكَ وَ خَابَ مَن كَذّبَكَ قَالَ الأعَراَبيِّ لَا أَتّبِعُ أَثَراً بَعدَ عَينٍ لَقَد جِئتُكَ وَ مَا عَلَي ظَهرِ الأَرضِ أَحَدٌ أَبغَضَ إلِيَّ مِنكَ وَ إِنّكَ الآنَ أَحَبّ إلِيَّ مِن نفَسيِ وَ واَلدِيَّ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّكَ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ فَرَجَعَ إِلَي قَومِهِ وَ كَانَ مِن بنَيِ سُلَيمٍ فَأَخبَرَهُم بِالقِصّةِ فَآمَنَ أَلفُ إِنسَانٍ مِنهُم
31-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيَِ أَنّ النّبِيّص بَعَثَ بِرَجُلٍ يُقَالُ لَهُ سَفِينَةُ بِكِتَابٍ إِلَي مُعَاذٍ وَ هُوَ بِاليَمَنِ فَلَمّا صَارَ فِي بَعضِ الطّرِيقِ إِذَا هُوَ بِأَسَدٍ رَابِضٍ فِي الطّرِيقِ فَخَافَ أَن يَجُوزَ فَقَالَ أَيّهَا الأَسَدُ إنِيّ رَسُولُ رَسُولِ اللّهِ إِلَي مُعَاذٍ وَ هَذَا كِتَابُهُ إِلَيهِ فَهَروَلَ الأَسَدُ قُدّامَهُ غَلوَةً ثُمّ هَمهَمَ ثُمّ خَرَجَ ثُمّ تَنَحّي عَنِ الطّرِيقِ فَلَمّا رَجَعَ بِجَوَابِ الكِتَابِ فَإِذَا بِالسّبُعِ فِي الطّرِيقِ فَفَعَلَ مِثلَ ذَلِكَ فَلَمّا قَدِمَ عَلَي النّبِيّص أَخبَرَهُ بِذَلِكَ فَقَالَ إِنّهُ قَالَ فِي المَرّةِ الأُولَي كَيفَ رَسُولُ اللّهِ وَ قَالَ فِي المَرّةِ الثّانِيَةِ أقَرِئ رَسُولَ اللّهِ السّلَامَ
32-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيَِ أَنّ النّبِيّص كَانَ فِي سَفَرٍ إِذ جَاءَ بَعِيرٌ فَضَرَبَ الأَرضَ بِجِرَانِهِ وَ بَكَي حَتّي ابتَلّ مَا حَولَهُ مِنَ الدّمُوعِ فَقَالَ هَل تَدرُونَ مَا يَقُولُ إِنّهُ يَزعُمُ أَنّ صَاحِبَهُ يُرِيدُ نَحرَهُ غَداً فَقَالَ النّبِيّص لِصَاحِبِهِ تَبِيعُهُ فَقَالَ مَا لِي مَالٌ أَحَبّ إلِيَّ مِنهُ فَاستَوصَي بِهِ خَيراً
صفحه : 408
33-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيَِ أَنّ ثَوراً أُخِذَ لِيُذبَحَ فَتَكَلّمَ فَقَالَ رَجُلٌ يَصِيحُ لِأَمرٍ نَجِيحٍ بِلِسَانٍ فَصِيحٍ بِأَعلَي مَكّةَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ فخَلُيَّ عَنهُ
34-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيَِ عَن أَنَسٍ قَالَ إِنّ النّبِيّص دَخَلَ حَائِطاً لِلأَنصَارِ وَ فِيهِ غَنَمٌ فَسَجَدَت لَهُ فَقَالَ أَبُو بَكرٍ نَحنُ أَحَقّ لَكَ بِالسّجُودِ مِن هَذَا الغَنَمِ فَقَالَ إِنّهُ لَا ينَبغَيِ أَن يَسجُدَ أَحَدٌ لِأَحَدٍ وَ لَو جَازَ ذَلِكَ لَأَمَرتُ المَرأَةَ أَن تَسجُدَ لِزَوجِهَا
35-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيَِ أَنّ عَبدَ اللّهِ بنَ أَبِي أَوفَي قَالَ بَينَمَا نَحنُ قُعُودٌ عِندَ النّبِيّص إِذَا أَتَاهُ آتٍ فَقَالَ نَاضِحُ آلِ فُلَانٍ قَد نَدّ عَلَيهِم فَنَهَضَ وَ نَهَضنَا مَعَهُ فَقُلنَا لَا تَقرَبهُ فَإِنّا نَخَافُهُ عَلَيكَ فَدَنَا مِنَ البَعِيرِ فَلَمّا رَآهُ سَجَدَ لَهُ ثُمّ وَضَعَ رَسُولُ اللّهِ يَدَهُ عَلَي رَأسِ البَعِيرِ فَقَالَ هَاتِ الشّكَالَ فَوَضَعَهُ فِي رَأسِهِ وَ أَوصَاهُم بِهِ خَيراً
36-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيَِ أَنّهُص مَرّ عَلَي بَعِيرٍ سَاقِطٍ فَبَصبَصَ لَهُ فَقَالَ إِنّهُ يَشكُو وِلَايَةَ أَهلِهِ وَ سَأَلَهُ أَن يُخرَجَ عَنهُم فَسَأَلَ عَن أَصحَابِهِ فَأَتَاهُ صَاحِبُهُ فَقَالَ بِعهُ وَ أَخرِجهُ عَنكَ وَ البَعِيرُ يَرغُو ثُمّ نَهَضَ وَ تَبِعَ النّبِيّص فَقَالَ يسَألَنُيِ أَن أَتَوَلّي أَمرَهُ فَبَاعَهُ مِن عَلِيّ ع فَلَم يَزَل عِندَهُ إِلَي أَيّامِ صِفّينَ
37-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيَِ أَنّ امرَأَةَ عَبدِ اللّهِ بنِ مِشكَمٍ أَتَتهُ بِشَاةٍ مَسمُومَةٍ وَ مَعَ النّبِيّص بِشرُ بنُ البَرَاءِ بنِ عَازِبٍ فَتَنَاوَلَ النّبِيّص الذّرَاعَ فَتَنَاوَلَ بِشرٌ الكُرَاعَ فَأَمّا النّبِيّص فَلَاكَهَا وَ لَفَظَهَا وَ قَالَ إِنّهَا لتَخُبرِنُيِ أَنّهَا مَسمُومَةٌ وَ أَمّا بِشرٌ فَلَاكَ المُضغَةَ وَ ابتَلَعَهَا فَمَاتَ فَأَرسَلَ إِلَيهَا فَأَقَرّت فَقَالَ مَا حَمَلَكِ عَلَي مَا فَعَلتِ قَالَت قَتَلتَ زوَجيِ وَ أَشرَافَ قوَميِ فَقُلتُ إِن كَانَ مَلِكاً قَتَلتُهُ وَ إِن كَانَ نَبِيّاً فَسَيُطلِعُهُ اللّهُ
صفحه : 409
38-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيَِ أَنّ سَعدَ بنَ عُبَادَةَ أَتَاهُ عَشِيّةً وَ هُوَ صَائِمٌ فَدَعَاهُ إِلَي طَعَامِهِ وَ دَعَا مَعَهُ عَلِيّاً ع فَلَمّا أَكَلُوا قَالَ النّبِيّص نبَيِّ وَ وصَيِّ أَفطَرَا عِندَكَ وَ أَكَلَ طَعَامَكَ الأَبرَارُ وَ أَفطَرَ عِندَكَ الصّائِمُونَ وَ صَلّت عَلَيكَ المَلَائِكَةُ فَحَمَلَهُ سَعدٌ عَلَي حِمَارٍ قَطُوفٍ وَ أَلقَي عَلَيهِ قَطِيفَةً وَ إِنّهُ لَهِملَاجٌ لَا يُسَايَرُ
39-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيَِ عَنِ ابنِ الأعَراَبيِّ أَنّ سَفِينَةَ مَولَي رَسُولِ اللّهِص قَالَ خَرَجتُ غَازِياً فَكُسِرَ بيِ فَغَرِقَ المَركَبُ وَ مَا فِيهِ وَ أَقبَلتُ وَ مَا عَلَيّ إِلّا خِرقَةٌ قَدِ اتّزَرتُ بِهَا وَ كُنتُ عَلَي لَوحٍ وَ أَقبَلَ اللّوحُ يرَميِ بيِ عَلَي جَبَلٍ فِي البَحرِ فَإِذَا صَعِدتُ وَ ظَنَنتُ أنَيّ نَجَوتُ جاَءتَنيِ مَوجَةٌ فاَنتسَفَتَنيِ فَفَعَلَت بيِ مِرَاراً ثُمّ إنِيّ خَرَجتُ أَستَنِدُ عَلَي شَاطِئِ البَحرِ فَلَم يلَحقَنيِ[تلَحقَنيِ]فَحَمِدتُ اللّهَ عَلَي سلَاَمتَيِ فَبَينَمَا أَنَا أمَشيِ إِذ بَصُرَ بيِ أَسَدٌ فَأَقبَلَ نحَويِ يُرِيدُ أَن يفَترَسِنَيِ فَرَفَعتُ يدَيِ إِلَي السّمَاءِ فَقُلتُ أللّهُمّ إنِيّ عَبدُكَ وَ مَولَي نَبِيّكَ نجَيّتنَيِ مِنَ الغَرَقِ أَ فَتُسَلّطُ عَلَيّ سَبُعَكَ فَأُلهِمتُ أَن قُلتُ أَيّهَا السّبُعُ أَنَا سَفِينَةُ مَولَي رَسُولِ اللّهِ احفَظ رَسُولَ اللّهِ فِي مَولَاهُ فَوَ اللّهِ إِنّهُ لَتَرَكَ الزّئِيرَ وَ أَقبَلَ كَالسّنّورِ يَمسَحُ خَدّهُ بِهَذِهِ السّاقِ مَرّةً وَ بِهَذِهِ السّاقِ أُخرَي وَ هُوَ يَنظُرُ فِي وجَهيِ مَلِيّاً ثُمّ طَأطَأَ ظَهرَهُ وَ أَومَأَ إلِيَّ أَنِ اركَب فَرَكِبتُ ظَهرَهُ فَخَرَجَ يَخُبّ بيِ فَمَا كَانَ بِأَسرَعَ
صفحه : 410
مِن أَن هَبَطَ جَزِيرَةً وَ إِذَا فِيهَا مِنَ الشّجَرِ وَ الثّمَارِ وَ عَينٍ عَذبَةٍ مِن مَاءٍ فَدَهِشتُ فَوَقَفَ وَ أَومَأَ إلِيَّ أَنِ انزِل فَنَزَلتُ فبَقَيَِ وَاقِفاً حذِاَيَ يَنظُرُ فَأَخَذتُ مِن تِلكَ الثّمَارِ وَ أَكَلتُ وَ شَرِبتُ مِن ذَلِكَ المَاءِ فَرَوِيتُ فَعَمَدتُ إِلَي وَرَقَةٍ فَجَعَلتُهَا لِي مِئزَراً وَ اتّزَرتُ بِهَا وَ تَلَحّفتُ بِأُخرَي وَ جَعَلتُ وَرَقَةً شَبِيهاً بِالمِزوَدِ فَمَلَأتُهَا مِن تِلكَ الثّمَارِ وَ بَلَلتُ الخِرقَةَ التّيِ كَانَت معَيِ لِأَعصِرَهَا إِذَا احتَجتُ إِلَي المَاءِ فَأَشرَبَهُ فَلَمّا فَرَغتُ مِمّا أَرَدتُ أَقبَلَ إلِيَّ فَطَأطَأَ ظَهرَهُ ثُمّ أَومَأَ إلِيَّ أَنِ اركَب فَلَمّا رَكِبتُ أَقبَلَ بيِ نَحوَ البَحرِ فِي غَيرِ الطّرِيقِ ألّذِي أَقبَلتُ مِنهُ فَلَمّا جُزتُ[صِرتُ] عَلَي البَحرِ إِذَا مَركَبٌ سَائِرٌ فِي البَحرِ فَلَوّحتُ لَهُم فَاجتَمَعَ أَهلُ المَركَبِ يُسَبّحُونَ وَ يُهَلّلُونَ وَ يَرَونَ رَجُلًا رَاكِباً أَسَداً فَصَاحُوا يَا فَتَي مَن أَنتَ أَ جنِيّّ أَم إنِسيِّ قُلتُ أَنَا سَفِينَةُ مَولَي رَسُولِ اللّهِص رَعَي الأَسَدُ فِيّ حَقّ رَسُولِ اللّهِ فَفَعَلَ مَا تَرَونَ فَلَمّا سَمِعُوا ذِكرَ رَسُولِ اللّهِ حَطّوا الشّرَاعَ وَ حَمَلُوا رَجُلَينِ فِي قَارِبٍ صَغِيرٍ وَ دَفَعُوا إِلَيهِمَا ثِيَاباً فَجَاءَا إلِيَّ وَ نَزَلتُ مِنَ الأَسَدِ وَ وَقَفَ نَاحِيَةً مُطرِقاً يَنظُرُ مَا أَصنَعُ فَرَمَيَا إلِيَّ بِالثّيَابِ وَ قَالَا البَسهَا فَلَبِستُهَا فَقَالَ أَحَدُهُمَا اركَب ظهَريِ حَتّي أَحمِلَكَ إِلَي القَارِبِ أَ يَكُونُ السّبُعُ أَرعَي لِحَقّ رَسُولِ اللّهِ مِن أُمّتِهِ فَأَقبَلتُ عَلَي الأَسَدِ فَقُلتُ جَزَاكَ اللّهُ خَيراً عَن رَسُولِ اللّهِ فَوَ اللّهِ لَنَظَرتُ إِلَي دُمُوعِهِ تَسِيلُ عَلَي خَدّهِ مَا يَتَحَرّكُ حَتّي دَخَلتُ القَارِبَ وَ أَقبَلَ يَلتَفِتُ إلِيَّ سَاعَةً حَتّي غِبنَا عَنهُ
بيان انتسفه قلعه والزئير صوت الأسد من صدره والخبب بالتحريك
صفحه : 411
ضرب من العدو ولَوّحَ بالشيء أشار به والقارِب السفينة الصغيرة
40-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيَِ عَن جَابِرٍ عَن عَمّارِ بنِ يَاسِرٍ أَنّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللّهِص فِي بَعضِ غَزَوَاتِهِ قَالَ فَلَمّا خَرَجنَا مِنَ المَدِينَةِ تَأَخّرَ عَنّا رَسُولُ اللّهِص ثُمّ أَقبَلَ خَلفَنَا فَانتَهَي إلِيَّ وَ قَد قَامَ جمَلَيِ وَ بَرَكَ فِي الطّرِيقِ وَ تَخَلّفتُ عَنِ النّاسِ بِسَبَبِ ذَلِكَ فَنَزَلَ رَسُولُ اللّهِص عَن رَاحِلَتِهِ فَأَخَذَ مِنَ الإِدَاوَةِ مَاءً فِي فَمِهِ ثُمّ رَشّهُ عَلَي الجَمَلِ وَ صَاحَ بِهِ فَنَهَضَ كَأَنّهُ ظبَيٌ فَقَالَ لِي اركَبهُ وَ سِر فَرَكِبتُهُ وَ سِرتُ مَعَ رَسُولِ اللّهِص فَوَ اللّهِ مَا كَانَت نَاقَةُ رَسُولِ اللّهِ العَضبَاءُ تَفُوتُهُ فَقَالَ لِي مَا تبَيِعنُيِ الجَمَلَ قُلتُ هُوَ لَكَ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ لَا إِلّا بِثَمَنٍ قُلتُ تعُطيِ مِنَ الثّمَنِ مَا شِئتَ قَالَ مِائَةَ دِرهَمٍ قُلتُ قَد بِعتُكَ قَالَ وَ لَكَ ظَهرُهُ إِلَي المَدِينَةِ فَلَمّا رَجَعنَا وَ نَزَلنَا المَدِينَةَ حَطَطتُ عَنهُ رحَليِ وَ أَخَذتُ بِزِمَامِهِ فَقَدِمتُ إِلَي بَابِ دَارِ رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ وَفَيتَ يَا عَمّارُ فَقُلتُ الوَاجِبُ هَذَا يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ يَا أَنَسُ ادفَع إِلَي عَمّارٍ مِائَةَ دِرهَمٍ لِثَمَنِ الجَمَلِ وَ رُدّ عَلَيهِ الجَمَلَ هَدِيّةً مِنّا إِلَيهِ لِيَنتَفِعَ بِهِ قَالَ جَابِرٌ وَ كُنّا يَوماً جُلُوساً حَولَهُص فِي مَسجِدِهِ فَأَخَذَ كَفّاً مِن حَصَي المَسجِدِ فَنَطَقَتِ الحَصَيَاتُ كُلّهَا فِي يَدِهِ بِالتّسبِيحِ ثُمّ قَذَفَ بِهَا إِلَي مَوضِعِهَا فِي المَسجِدِ
41-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيَِ أَنّ قَوماً أَتَوُا النّبِيّ شَكَوا بَعِيراً لَهُم جُنّ وَ قَد خَرّبَ بُستَاناً لَهُم فَمَشَيص إِلَي بُستَانِهِم فَلَمّا فَتَحُوا البَابَ صُدِمَ البَعِيرُ فَلَمّا رَأَي النّبِيّص وَقَعَ فِي التّرَابِ وَ جَعَلَ يَصِيحُ بِحَنِينٍ فَقَالَ النّبِيّ إِنّهُ يَشكُوكُم وَ يَقُولُ عَمِلتُ سِنِينَ وَ أتَعبَتمُوُنيِ فِي حَوَائِجِكُم فَلَمّا أَن كَبِرتُ أَرَدتُم أَن تنَحرَوُنيِ قَالُوا قَد كَانَ كَذَلِكَ وَ قَد
صفحه : 412
وَهَبنَاهُ لَكَ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَص بَل بِيعُونِيهِ فَابتَاعَهُ وَ أَعتَقَهُ فَكَانَ يَطُوفُ فِي المَدِينَةِ وَ يَعلِفُهُ أَهلُهَا وَ يَقُولُونَ عَتِيقُ رَسُولِ اللّهِ
بيان الصدم الدفع
42-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيَِ أَنّ الوَلِيدَ بنَ عُبَادَةَ بنِ الصّامِتِ قَالَ بَينَمَا جَابِرُ بنُ عَبدِ اللّهِ يصُلَيّ فِي المَسجِدِ إِذ قَامَ إِلَيهِ أعَراَبيِّ فَقَالَ أخَبرِنيِ هَل تَكَلّمَ بَهِيمَةٌ عَلَي عَهدِ رَسُولِ اللّهِص قَالَ نَعَم دَعَا النّبِيّص عَلَي عُتبَةَ بنِ أَبِي لَهَبٍ فَقَالَ أَكَلَكَ كَلبُ اللّهِ فَخَرَجَ رَسُولُ اللّهِص يَوماً فِي صَحبٍ لَهُ حَتّي إِذَا نَزَلنَا عَلَي مَبقَلَةٍ بِمَكّةَ خَرَجَ عُتبَةُ مُستَخفِياً فَنَزَلَ فِي أقَاَصيِ أَصحَابِ النّبِيّص وَ النّاسُ لَا يَعلَمُونَ لِيَقتُلَ مُحَمّداً فَلَمّا هَجَمَ اللّيلُ إِذَا أَسَدٌ قَبَضَ عَلَي عُتبَةَ ثُمّ أَخرَجَهُ خَارِجَ الرّكبِ ثُمّ زَأَرَ زَئِيراً لَم يَبقَ أَحَدٌ مِنَ الرّكبِ إِلّا أَنصَتَ لَهُ ثُمّ نَطَقَ بِلِسَانٍ طَلِقٍ وَ هُوَ يَقُولُ هَذَا عُتبَةُ بنُ أَبِي لَهَبٍ خَرَجَ مِن مَكّةَ مُستَخفِياً يَزعُمُ أَنّهُ يَقتُلُ مُحَمّداً ثُمّ مَزّقَهُ قِطَعاً قِطَعاً فَلَم يَأكُل مِنهُ ثُمّ قَالَ جَابِرٌ وَ قَد تَثَمّلَ[ثَمِلَ]قَومٌ مِن آلِ ذَرِيحٍ وَ فَتَيَاتٌ لَهُم لَيلَةً فَبَينَمَا هُم فِي لَهوِهِم وَ لَعِبِهِم إِذ صَعِدَ عِجلٌ عَلَي رَابِيَةٍ وَ قَالَ لَهُم بِلِسَانٍ ذَلِقٍ يَا آلَ ذَرِيحٍ أَمرٌ نَجِيحٌ صَائِحٌ يَصِيحُ بِلِسَانٍ فَصِيحٍ بِبَطنِ مَكّةَ يَدعُوهُم إِلَي قَولِ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ فَأَجِيبُوهُ فَتَرَكَ القَومُ لَهوَهُم وَ لَعِبَهُم وَ أَقبَلُوا إِلَي مَكّةَ فَدَخَلُوا فِي الإِسلَامِ مَعَ رَسُولِ اللّهِ ثُمّ قَالَ جَابِرٌ لَقَد تَكَلّمَ ذِئبٌ أَتَي غَنَماً لِيُصِيبَ مِنهَا فَجَعَلَ الراّعيِ يَصُدّهُ وَ يَمنَعُهُ
صفحه : 413
فَلَم يَنتَهِ فَقَالَ عَجَباً لِهَذَا الذّئبِ فَقَالَ يَا هَذَا أَعجَبُ منِيّ مُحَمّدُ بنُ عَبدِ اللّهِ القرُشَيِّ يَدعُوكُم بِبَطنِ مَكّةَ إِلَي قَولِ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ يَضمَنُ لَكُم عَلَيهِ الجَنّةَ وَ تَأبَونَ عَلَيهِ فَقَالَ الراّعيِ يَا لَكَ مِن طَامّةٍ مَن يَرعَي الغَنَمَ حَتّي آتِيَهُ فَأُؤمِنَ بِهِ قَالَ الذّئبُ أَنَا أَرعَي الغَنَمَ فَخَرَجَ وَ دَخَلَ مَعَ رَسُولِ اللّهِ فِي الإِسلَامِ ثُمّ قَالَ جَابِرٌ وَ لَقَد تَكَلّمَ بَعِيرٌ كَانَ لِآلِ النّجّارِ شَرَدَ عَنهُم وَ مَنَعَهُم ظَهرَهُ فَاحتَالُوا لَهُ بِكُلّ حِيلَةٍ فَلَم يَجِدُوا إِلَي أَخذِهِ مِن سَبِيلٍ فَأَخبَرُوا النّبِيّص فَخَرَجَ إِلَيهِ فَلَمّا بَصُرَ بِهِ البَعِيرُ بَرَكَ خَاضِعاً بَاكِياً فَالتَفَتَ النّبِيّ إِلَي بنَيِ النّجّارِ فَقَالَ أَلَا إِنّهُ يَشكُوكُم أَنّكُم قَلَلتُم عَلَفَهُ وَ أَثقَلتُم ظَهرَهُ فَقَالُوا إِنّهُ ذُو مَنعَةٍ لَا يَتَمَكّنُ مِنهُ فَقَالَ انطَلِق مَعَ أَهلِكَ فَانطَلَقَ ذَلِيلًا ثُمّ قَالَ جَابِرٌ لَقَد تَكَلّمَ ظَبيَةٌ اصطَادَهَا قَومٌ مِنَ الصّحَابَةِ فَشَدّوهَا إِلَي جَانِبِ رَحلِهِم فَمَرّ النّبِيّص فَنَادَتهُ يَا نبَيِّ اللّهِ يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ أَيّتُهَا النّجدَاءُ مَا شَأنُكِ قَالَت إنِيّ حَافِلٌ وَ لِي خِشفَانِ فخَلَنّيِ حَتّي أُرضِعَهُمَا وَ أَعُودَ فَأَطلَقَهَا ثُمّ مَضَي فَلَمّا رَجَعَ إِذَا الظّبيَةُ قَائِمَةٌ فَجَعَلَ النّبِيّص يُوثِقُهَا فَحَسّ أَهلُ الرّحلِ بِهِ فَحَدّثَهُم بِحَدِيثِهَا قَالُوا وَ هيَِ لَكَ فَأَطلَقَهَا فَتَكَلّمَت بِالشّهَادَتَينِ
بيان المبقلة موضع البقل ويقال كل نبات اخضرت له الأرض فهو بقل والثمل محركة السكر وتثمل ما في الإناء تحساه والرابية ماارتفع من الأرض قوله يا لك من طامة النداء للتعجب نحو ياللماء و من للبيان والطامة الأمر العظيم والداهية الكبري والنجد ماأشرف من الأرض والدليل الماهر والشجاع الماضي فيما يعجز غيره والكرب والغم والنجود من الإبل والأتن الطويلة العنق
صفحه : 414
والناقة الماضية والمتقدمة والنجدة الشجاعة والشدة والهول والفزع والحافل الممتلئ ضرعها لبنا
43-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيَِ عَن سَلمَانَ قَالَ كُنتُ قَاعِداً عِندَ النّبِيّص إِذ أَقبَلَ أعَراَبيِّ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ أخَبرِنيِ بِمَا فِي بَطنِ ناَقتَيِ حَتّي أَعلَمَ أَنّ ألّذِي جِئتَ بِهِ حَقّ وَ أُؤمِنَ بِإِلَهِكَ وَ أَتّبِعَكَ فَالتَفَتَ النّبِيّص إِلَي عَلِيّ ع فَقَالَ حبَيِبيِ عَلِيّ يَدُلّكَ فَأَخَذَ ع بِخِطَامِ النّاقَةِ ثُمّ مَسَحَ يَدَهُ عَلَي نَحرِهَا ثُمّ رَفَعَ طَرفَهُ إِلَي السّمَاءِ وَ قَالَ أللّهُمّ إنِيّ أَسأَلُكَ بِحَقّ مُحَمّدٍ وَ أَهلِ بَيتِ مُحَمّدٍ وَ بِأَسمَائِكَ الحُسنَي وَ بِكَلِمَاتِكَ التّامّاتِ لَمّا أَنطَقتَ هَذِهِ النّاقَةَ حَتّي تُخبِرَ بِمَا فِي بَطنِهَا فَإِذَا النّاقَةُ قَدِ التَفَتَ[التَفَتَت] إِلَي عَلِيّ ع وَ هُوَ يَقُولُ[هيَِ تَقُولُ] يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إِنّهُ ركَبِنَيِ يَوماً وَ هُوَ يُرِيدُ زِيَارَةَ ابنِ عَمّ لَهُ فَلَمّا انتَهَي بيِ إِلَي وَادٍ يُقَالُ لَهُ واَديِ الحَسَكِ نَزَلَ عنَيّ وَ أبَركَنَيِ فِي الواَديِ وَ واَقعَنَيِ فَقَالَ الأعَراَبيِّ وَيحَكُم أَيّكُمُ النّبِيّ هَذَا أَو هَذَا قِيلَ هَذَا النّبِيّ وَ هَذَا أَخُوهُ وَ وَصِيّهُ فَقَالَ الأعَراَبيِّ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّكَ رَسُولُ اللّهِ وَ سَأَلَ النّبِيّص أَن يَسأَلَ اللّهَ لِيَكفِيَهُ مَا فِي بَطنِ نَاقَتِهِ فَكَفَاهُ وَ أَسلَمَ وَ حَسُنَ إِسلَامُهُ
44-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيَِ عَن أَبِي ذَرّ قَالَدَخَلتُ عَلَي النّبِيّص يَوماً فَقَالَ مَا فَعَلَت غُنَيمَاتُكَ قُلتُ إِنّ لَهَا قِصّةً عَجِيبَةً بَينَمَا أَنَا فِي صلَاَتيِ إِذ عَدَا الذّئبُ عَلَي غنَمَيِ فَقُلتُ فِي نفَسيِ لَا أَقطَعُ الصّلَاةَ فَأَخَذَ حَمَلًا فَذَهَبَ بِهِ وَ أَنَا أَحُسّ بِهِ إِذ أَقبَلَ عَلَي الذّئبِ أَسَدٌ فَاستَنقَذَ الحَمَلَ وَ رَدّهُ فِي القَطِيعِ ثُمّ ناَداَنيِ يَا أَبَا ذَرّ أَقبِل عَلَي صَلَاتِكَ فَإِنّ اللّهَ قَد وكَلّنَيِ بِغَنَمِكَ فَلَمّا فَرَغتُ قَالَ لِيَ الأَسَدُ امضِ إِلَي مُحَمّدٍ
صفحه : 415
فَأَخبِرهُ أَنّ اللّهَ أَكرَمَ صَاحِبَكَ الحَافِظَ لِشَرِيعَتِكَ وَ وَكّلَ أَسَداً بِغَنَمِهِ فَعَجِبَ مَن حَولَ النّبِيّص
45-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] أَبُو هُرَيرَةَ وَ عَائِشَةُ جَاءَ أعَراَبيِّ إِلَي النّبِيّص وَ فِي يَدِهِ ضَبّ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ لَا أُسلِمُ حَتّي تُسلِمَ هَذِهِ الحَيّةُ فَقَالَ النّبِيّص مَن رَبّكَ فَقَالَ ألّذِي فِي السّمَاءِ مُلكُهُ وَ فِي الأَرضِ سُلطَانُهُ وَ فِي البَحرِ عَجَائِبُهُ وَ فِي البَرّ بَدَائِعُهُ وَ فِي الأَرحَامِ عِلمُهُ ثُمّ قَالَ يَا ضَبّ مَن أَنَا قَالَ أَنتَ رَسُولُ رَبّ العَالَمِينَ وَ زَينُ الخَلقِ يَومَ القِيَامَةِ أَجمَعِينَ وَ قَائِدُ الغُرّ المُحَجّلِينَ قَد أَفلَحَ مَن آمَنَ بِكَ وَ أَسعَدَ فَقَالَ الأعَراَبيِّ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ ثُمّ ضَحِكَ وَ قَالَ دَخَلتُ عَلَيكَ وَ كُنتَ أَبغَضَ الخَلقِ إلِيَّ وَ أَخرُجُ وَ أَنتَ أَحَبّهُم إلِيَّ فَلَمّا بَلَغَ الأعَراَبيِّ مَنزِلَهُ استَجمَعَ أَصحَابَهُ وَ أَخبَرَهُم بِمَا رَأَي فَقَصَدُوا نَحوَ النّبِيّص بِأَجمَعِهِم فَاستَقبَلَهُمُ النّبِيّص فَأَنشَأَ الأعَراَبيِّ
أَلَا يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّكَ صَادِقٌ | فَبُورِكتَ مَهدِيّاً وَ بُورِكتَ هَادِياً |
شَرَعتَ لَنَا دِينَ الحنَيِفيِّ بَعدَ مَا | عَنِدنَا كَأَمثَالِ الحَمِيرِ الطّوَاغِيَا |
فَيَا خَيرَ مَدعُوّ وَ يَا خَيرَ مُرسَلٍ | إِلَي الإِنسِ ثُمّ الجِنّ لَبّيكَ دَاعِياً |
أَتَيتَ بِبُرهَانٍ مِنَ اللّهِ وَاضِحٍ | فَأَصبَحتَ فِينَا صَادِقَ القَولِ رَاضِياً |
فَبُورِكتَ فِي الأَقوَامِ حَيّاً وَ مَيّتاً | وَ بُورِكتَ مَولُوداً وَ بُورِكتَ نَاشِياً |
وَ روُيَِ أَنّ اسمَ الأعَراَبيِّ سَعدُ بنُ مُعَاذٍ السلّمَيِّ فَسَرّ النّبِيّص بِإِسلَامِهِم وَ أَمّرَ الأعَراَبيِّ عَلَيهِم
زَيدُ بنُ أَرقَمَ وَ أَنَسٌ وَ أُمّ سَلَمَةَ وَ الصّادِقُ ع أَنّهُ مَرّ بِظَبيَةٍ مَربُوطَةٍ بِطُنبِ خَيمَةِ يهَوُديِّ فَقَالَت يَا رَسُولَ اللّهِ إنِيّ أُمّ خِشفَينِ عَطشَانَينِ وَ هَذَا ضرَعيِ قَدِ امتَلَأَ لَبَناً فخَلَنّيِ
صفحه : 416
حَتّي أُرضِعَهَا ثُمّ أَعُودَ فتَرَبطِنَيِ فَقَالَ أَخَافُ أَن لَا تعَوُديِ قَالَت جَعَلَ اللّهُ عَلَيّ عَذَابَ العَشّارِينَ إِن لَم أَعُد فَخَلّي سَبِيلَهَا فَخَرَجَت وَ حَكَت لِخِشفَيهَا مَا جَرَي فَقَالَا لَا نَشرَبُ اللّبَنَ وَ ضَامِنُكِ رَسُولُ اللّهِ فِي أَذًي مِنكِ فَخَرَجَت مَعَ خِشفَيهَا إِلَي رَسُولِ اللّهِص وَ أَثنَت عَلَيهِ وَ جَعَلَا يَمسَحَانِ رُءُوسَهُمَا بِرَسُولِ اللّهِ فَبَكَي اليهَوُديِّ وَ أَسلَمَ وَ قَالَ قَد أَطلَقتُهَا وَ اتّخَذَ هُنَاكَ مَسجِداً فَخَنَقَ رَسُولُ اللّهِص فِي أَعنَاقِهَا بِسِلسِلَةٍ وَ قَالَ حَرّمتُ لُحُومَكُم عَلَي الصّيّادِينَ ثُمّ قَالَ لَو أَنّ البَهَائِمَ يَعلَمُونَ مِنَ المَوتِ الخَبَرَ
وَ فِي رِوَايَةِ زَيدٍ فَأَنَا وَ اللّهِ رَأَيتُهَا تُسَبّحُ فِي البَرّيّةِ وَ هيَِ تَقُولُ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ
وَ روُيَِ أَنّ الرّجُلَ اسمُهُ أُهَيبُ بنُ سَمَاعٍ
عُروَةُ بنُ الزّبَيرِ أَنّهُ لَمّا فُتِحَ خَيبَرُ كَانَ فِي سَهمِ رَسُولِ اللّهِص أَربَعَةُ أَزوَاجٍ ثِقَالًا وَ أَربَعَةُ أَزوَاجٍ خِفَافاً وَ عَشرَةُ أوَاَقيِّ ذَهَباً وَ فِضّةً وَ حِمَارٌ أَقمَرُ فَلَمّا رَكِبَهُ رَسُولُ اللّهِ نَطَقَ وَ قَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ أَنَا عُفَيرٌ ملَكَنَيِ مَلِكُ اليَهُودِ وَ كُنتُ عَضُوضاً جَمُوحاً غَيرَ طَائِعٍ فَقَالَ لَهُ هَل لَكَ مِن أَبٍ قَالَ لَا لِأَنّهُ كَانَ مِنّا سَبعُونَ مَركَباً لِلأَنبِيَاءِ وَ الآنَ نَسلُنَا مُنقَطِعٌ لَم يَبقَ غيَريِ وَ لَم يَبقَ غَيرُكَ مِنَ الأَنبِيَاءِ وَ بَشّرَنَا بِذَلِكَ زَكَرِيّا ع فَكَانَ رَسُولُ اللّهِص يَبعَثُهُ إِلَي بَابِ الرّجُلِ فيَأَتيِ البَابَ فَيَقرَعُهُ بِرَأسِهِ فَإِذَا خَرَجَ إِلَيهِ صَاحِبُ الدّارِ أَومَأَ إِلَيهِ أَن أَجِب رَسُولَ اللّهِص فَلَمّا قُبِضَ النّبِيّص أَتلَفَ نَفسَهُ فِي بِئرٍ لأِبَيِ الهَيثَمِ بنِ التّيّهَانِ فَصَارَ قَبرَهُ
وَ رَوَي أَبُو جَعفَرٍ نَحواً مِنهُ فِي عِلَلِ الشّرَائِعِ
صفحه : 417
عَبدُ الرّحمَنِ العنَبرَيِّ خَطَبَ النّبِيّص يَومَ عَرَفَةَ وَ حَثّ عَلَي الصّدَقَةِ فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّ إبِلِيِ هَذِهِ لِلفُقَرَاءِ فَنَظَرَ النّبِيّص إِلَيهَا فَقَالَ اشتَرُوهَا لِي فَاشتُرِيَت فَأَتَت لَيلَةً إِلَي حُجرَةِ النّبِيّص فَقَالَ النّبِيّص بَارَكَ اللّهُ فِيكِ قَالَت كُنتُ حَامِياً فَاستُعِرتُ مِن صاَحبِيِ فَشَرَدتُ مِنهُم وَ كُنتُ أَرعَي فَكَانَ النّبَاتُ يدَعوُنيِ وَ السّبَاعُ تَصِيحُ عَلَيّ إِنّهُ لِمُحَمّدٍ فَسَأَلَهَا النّبِيّص عَنِ اسمِ مَولَاهَا فَقَالَت عَضبَا[عَضبَاءُ]فَسَمّاهَا عَضبَا[عَضبَاءَ] قَالَ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ فَلَمّا حَضَرَ النّبِيّص الوَفَاةُ قَالَت لِمَن توُصيِ بيِ بَعدَكَ قَالَ يَا عَضبَا[عَضبَاءُ]بَارَكَ اللّهُ فِيكِ أَنتِ لاِبنتَيِ فَاطِمَةَ تَركَبُكِ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ فَلَمّا قُبِضَ النّبِيّص أَتَت إِلَي فَاطِمَةَ ع لَيلًا فَقَالَت السّلَامُ عَلَيكِ يَا بِنتَ رَسُولِ اللّهِ قَد حَانَ فرِاَقيَِ الدّنيَا وَ اللّهِ مَا تَهَنّأتُ بِعَلَفٍ وَ لَا شَرَابٍ بَعدَ رَسُولِ اللّهِص وَ مَاتَت بَعدَ النّبِيّص بِثَلَاثَةِ أَيّامٍ
46-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]جَابِرٌ الأنَصاَريِّ وَ عُبَادَةُ بنُ الصّامِتِ قَالَا كَانَ فِي حَائِطِ بنَيِ النّجّارِ جَمَلٌ قَطِمٌ لَا يَدخُلُ الحَائِطَ أَحَدٌ إِلّا شَدّ عَلَيهِ فَدَخَلَ النّبِيّص الحَائِطَ وَ دَعَاهُ فَجَاءَهُ وَ وَضَعَ مِشفَرَهُ عَلَي الأَرضِ وَ نَزَلَ بَينَ يَدَيهِ فَخَطَمَهُ وَ دَفَعَهُ إِلَي أَصحَابِهِ فَقِيلَ البَهَائِمُ يَعرِفُونَ نُبُوّتَكَ فَقَالَ مَا مِن شَيءٍ إِلّا وَ هُوَ عَارِفٌ بنِبُوُتّيِ سِوَي أَبِي جَهلٍ وَ قُرَيشٍ فَقَالُوا نَحنُ أَحرَي بِالسّجُودِ لَكَ مِنَ البَهَائِمِ قَالَ إنِيّ أَمُوتُ فَاسجُدُوا للِحيَّ ألّذِي لَا يَمُوتُ وَ جَاءَ جَمَلٌ آخَرُ يُحَرّكُ شَفَتَيهِ ثُمّ أَصغَي إِلَي الجَمَلِ وَ ضَحِكَ ثُمّ قَالَ هَذَا يَشكُو قِلّةَ العَلَفِ وَ ثِقَلَ الحِملِ يَا جَابِرُ اذهَب مَعَهُ إِلَي صَاحِبِهِ فأَتنِيِ بِهِ قُلتُ وَ اللّهِ مَا أَعرِفُ صَاحِبَهُ قَالَ هُوَ يَدُلّكَ قَالَ فَخَرَجتُ مَعَهُ إِلَي بَعضِ بنَيِ حَنظَلَةَ وَ أَتَيتُ بِهِ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ بَعِيرُكَ هَذَا يخُبرِنُيِ بِكَذَا وَ كَذَا قَالَ إِنّمَا كَانَ ذَلِكَ لِعِصيَانِهِ
صفحه : 418
فَفَعَلنَا بِهِ ذَلِكَ لَيلَتَينِ فَوَاجَهَهُ رَسُولُ اللّهِص وَ قَالَ انطَلِق مَعَ أَهلِكَ فَكَانَ يَتَقَدّمُهُم مُتَذَلّلًا فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ أَعتَقنَاهُ لِحُرمَتِكَ فَكَانَ يَدُورُ فِي الأَسوَاقِ وَ النّاسُ يَقُولُونَ هَذَا عَتِيقُ رَسُولِ اللّهِ
بيان قطمه يقطمه عضه وكفرح اشتهي الضراب والنكاح واللحم أوغيره فهو قطم ككتف والقطيم كإردب الفحل الصئول
47-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَولُهُ عَزّ وَ جَلّأَم تُرِيدُونَ أَن تَسئَلُوا رَسُولَكُم كَما سُئِلَ مُوسي مِن قَبلُ وَ مَن يَتَبَدّلِ الكُفرَ بِالإِيمانِ فَقَد ضَلّ سَواءَ السّبِيلِ قَالَ الإِمَامُ ع قَالَ عَلِيّ بنُ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ مُوسَي صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمأَم تُرِيدُونَبَل تُرِيدُونَ يَا كُفّارَ قُرَيشٍ وَ اليَهُودَأَن تَسئَلُوا رَسُولَكُم مَا تَقتَرِحُونَهُ مِنَ الآيَاتِ التّيِ لَا تَعلَمُونَ هَل فِيهِ صَلَاحُكُم أَو فَسَادُكُمكَما سُئِلَ مُوسي مِن قَبلُ وَ اقتُرِحَ عَلَيهِ لَمّا قِيلَ لَهُلَن نُؤمِنَ لَكَ حَتّي نَرَي اللّهَ جَهرَةًفَأَخَذَتهُمُ الصّاعِقَةُوَ مَن يَتَبَدّلِ الكُفرَ بِالإِيمانِبِأَن لَا يُؤمِنَ عِندَ مُشَاهَدَةِ مَا يَقتَرِحُ مِنَ الآيَاتِ أَو لَا يُؤمِنَ إِذَا عَرَفَ أَنّهُ لَيسَ لَهُ أَن يَقتَرِحَ وَ أَنّهُ يَجِبُ عَلَيهِ أَن يكَتفَيَِ بِمَا قَد أَقَامَهُ اللّهُ تَعَالَي مِنَ الدّلَالَاتِ وَ أَوضَحَهُ مِنَ الآيَاتِ البَيّنَاتِ فَيَتَبَدّلَ الكُفرَ بِالإِيمَانِ بِأَن يُعَانِدَ وَ لَا يَلتَزِمَ الحُجّةَ القَائِمَةَفَقَد ضَلّ سَواءَ السّبِيلِأَخطَأَ طَرِيقَ القَصدِ المُؤَدّيَةِ إِلَي الجِنَانِ وَ أَخَذَ فِي الطّرِيقِ المُؤَدّيَةِ إِلَي النّيرَانِ قَالَ ع قَالَ اللّهُ تَعَالَي يَا أَيّهَا اليَهُودُأَم تُرِيدُونَبَل تُرِيدُونَ مِن بَعدِ مَا آتَينَاكُم
صفحه : 419
أَن تَسئَلُوا رَسُولَكُم وَ ذَلِكَ أَنّ النّبِيّص قَصَدَهُ عَشَرَةٌ مِنَ اليَهُودِ يُرِيدُونَ أَن يَتَعَنّتُوهُ وَ يَسأَلُوهُ عَن أَشيَاءَ يُرِيدُونَ أَن يُعَانِتُوهُ بِهَا فَبَينَمَا هُم كَذَلِكَ إِذ جَاءَ أعَراَبيِّ كَأَنّهُ يُدفَعُ فِي قَفَاهُ قَد عَلّقَ عَلَي عَصًا عَلَي عَاتِقِهِ جِرَاباً مَشدُودَ الرّأسِ فِيهِ شَيءٌ قَد مَلَأَهُ لَا يَدرُونَ مَا هُوَ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ أجَبِنيِ عَمّا أَسأَلُكَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا أَخَا العَرَبِ قَد سَبَقَكَ اليَهُودُ أَ فَتَأذَنُ لَهُم حَتّي أَبدَأَ بِهِم قَالَ الأعَراَبيِّ لَا فإَنِيّ غَرِيبٌ مُجتَازٌ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ فَأَنتَ إِذاً أَحَقّ مِنهُم لِغُربَتِكَ وَ اجتِيَازِكَ فَقَالَ الأعَراَبيِّ وَ لَفظَةٌ أُخرَي قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَا هيَِ قَالَ إِنّ هَؤُلَاءِ أَهلَ الكِتَابِ يَدّعُونَهُ بِزَعمِهِم حَقّاً وَ لَستُ آمَنُ أَن تَقُولَ شَيئاً يُوَاطِئُونَكَ عَلَيهِ وَ يُصَدّقُونَكَ لِيَفتِنُوا النّاسَ عَن دِينِهِم وَ أَنَا لَا أَقنَعُ بِمِثلِ هَذَا لَا أَقنَعُ إِلّا بِأَمرٍ بَيّنٍ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أَينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ فدَعُيَِ بعِلَيِّ ع فَجَاءَ حَتّي قَرُبَ مِن رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ الأعَراَبيِّ يَا مُحَمّدُ وَ مَا تَصنَعُ بِهَذَا فِي محُاَورَتَيِ وَ إِيّاكَ قَالَ يَا أعَراَبيِّ سَأَلتَ البَيَانَ وَ هَذَا البَيَانُ الشاّفيِ وَ صَاحِبُ العِلمِ الكاَفيِ أَنَا مَدِينَةُ الحِكمَةِ وَ هَذَا بَابُهَا فَمَن أَرَادَ الحِكمَةَ وَ العِلمَ فَليَأتِ البَابَ فَلَمّا مُثّلَ بَينَ يدَيَ رَسُولِ اللّهِص قَالَ رَسُولُ اللّهِ بِأَعلَي صَوتِهِ يَا عِبَادَ اللّهِ مَن أَرَادَ أَن يَنظُرَ إِلَي آدَمَ فِي جَلَالَتِهِ وَ إِلَي شَيثٍ فِي حِكمَتِهِ وَ إِلَي إِدرِيسَ فِي نَبَاهَتِهِ وَ مَهَابَتِهِ وَ إِلَي نُوحٍ فِي شُكرِهِ لِرَبّهِ وَ عِبَادَتِهِ وَ إِلَي اِبرَاهِيمَ فِي وَفَائِهِ وَ خُلّتِهِ وَ إِلَي مُوسَي فِي بُغضِ كُلّ عَدُوّ لِلّهِ وَ مُنَابَذَتِهِ وَ إِلَي عِيسَي فِي حُبّ كُلّ مُؤمِنٍ وَ مُعَاشَرَتِهِ فَليَنظُر إِلَي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ هَذَا فَأَمّا المُؤمِنُونَ فَازدَادُوا بِذَلِكَ إِيمَاناً وَ أَمّا المُنَافِقُونَ فَازدَادَ نِفَاقُهُم فَقَالَ الأعَراَبيِّ يَا مُحَمّدُ هَكَذَا مَدحُكَ لِابنِ عَمّكَ إِنّ شَرَفَهُ شَرَفُكَ وَ عِزّهُ عِزّكَ وَ لَستُ أَقبَلُ مِن هَذَا شَيئاً إِلّا بِشَهَادَةِ مَن لَا يَحتَمِلُ شَهَادَتُهُ بُطلَاناً وَ لَا فَسَاداً بِشَهَادَةِ هَذَا
صفحه : 420
الضّبّ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا أَخَا العَرَبِ فَأَخرِجهُ مِن جِرَابِكَ أَستَشهِدهُ فَيَشهَدَ لِي بِالنّبُوّةِ وَ لأِخَيِ هَذَا بِالفَضِيلَةِ فَقَالَ الأعَراَبيِّ لَقَد تَعِبتُ فِي اصطِيَادِهِ وَ أَنَا خَائِفٌ أَن يَطفِرَ وَ يَهرُبَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ لَا تَخَف فَإِنّهُ لَا يَطفِرُ وَ لَا يَهرُبُ بَل يَقِفُ وَ يَشهَدُ لَنَا بِتَصدِيقِنَا وَ تَفضِيلِنَا فَقَالَ الأعَراَبيِّ أَخَافُ أَن يَطفِرَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص فَإِن طَفَرَ فَقَد كَفَاكَ بِهِ تَكذِيباً لَنَا وَ احتِجَاجاً عَلَينَا وَ لَن يَطفِرَ وَ لَكِنّهُ سَيَشهَدُ لَنَا بِشَهَادَةِ الحَقّ فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ فَخَلّ سَبِيلَهُ فَإِنّ مُحَمّداً يُعَوّضُكَ عَنهُ مَا هُوَ خَيرٌ لَكَ مِنهُ فَأَخرَجَهُ الأعَراَبيِّ مِنَ الجِرَابِ وَ وَضَعَهُ عَلَي الأَرضِ فَوَقَفَ وَ استَقبَلَ رَسُولَ اللّهِص وَ مَرّغَ خَدّيهِ فِي التّرَابِ ثُمّ رَفَعَ رَأسَهُ وَ أَنطَقَهُ اللّهُ تَعَالَي فَقَالَ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ وَ صَفِيّهُ وَ سَيّدُ المُرسَلِينَ وَ أَفضَلُ الخَلقِ أَجمَعِينَ وَ خَاتَمُ النّبِيّينَ وَ قَائِدُ الغُرّ المُحَجّلِينَ وَ أَشهَدُ أَنّ أَخَاكَ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ عَلَي الوَصفِ ألّذِي وَصَفتَهُ وَ بِالفَضلِ ألّذِي ذَكَرتَهُ وَ أَنّ أَولِيَاءَهُ فِي الجِنَانِ مُكرَمُونَ وَ أَنّ أَعدَاءَهُ فِي النّارِ خَالِدُونَ فَقَالَ الأعَراَبيِّ وَ هُوَ يبَكيِ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ أَنَا أَشهَدُ بِمَا شَهِدَ بِهِ هَذَا الضّبّ فَقَد رَأَيتُ وَ شَاهَدتُ وَ سَمِعتُ مَا لَيسَ لِي عَنهُ مَعدِلٌ وَ لَا مَحِيصٌ ثُمّ أَقبَلَ الأعَراَبيِّ عَلَي اليَهُودِ فَقَالَ وَيلَكُم أَيّ آيَةٍ بَعدَ هَذِهِ تُرِيدُونَ وَ مُعجِزَةٍ بَعدَ هَذِهِ تَقتَرِحُونَ لَيسَ إِلّا أَن تُؤمِنُوا أَو تَهلِكُوا أَجمَعِينَ فَآمَنَ أُولَئِكَ اليَهُودُ كُلّهُم وَ قَالُوا عَظُمَت بَرَكَةُ ضَبّكَ عَلَينَا يَا أَخَا العَرَبِ ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا أَخَا العَرَبِ خَلّ الضّبّ عَلَي أَن يُعَوّضَكَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَنهُ مَا هُوَ خَيرٌ مِنهُ فَإِنّهُ ضَبّ مُؤمِنٌ بِاللّهِ وَ بِرَسُولِهِ وَ بأِخَيِ رَسُولِهِ شَاهِدٌ بِالحَقّ مَا ينَبغَيِ أَن يَكُونَ مَصِيداً وَ لَا أَسِيراً وَ لَكِنّهُ يَكُونُ مُخَلّي سَربُهُ تَكُونُ لَهُ مَزِيّةٌ عَلَي سَائِرِ الضّبَابِ بِمَا فَضّلَهُ اللّهُ أَمِيراً فَنَادَاهُ الضّبّ يَا رَسُولَ اللّهِ فخَلَنّيِ وَ ولَنّيِ تَعوِيضَهُ لِأُعَوّضَهُ فَقَالَ الأعَراَبيِّ وَ مَا عَسَاكَ تعُوَضّنُيِ قَالَ تَذهَبُ بيِ إِلَي الجُحرِ ألّذِي أخَذَتنَيِ مِنهُ فَفِيهِ عَشرَةُ آلَافِ دِينَارٍ
صفحه : 421
خُسرَوَانِيّةٍ وَ ثَلَاثُمِائَةِ أَلفِ دِرهَمٍ فَخُذهَا فَقَالَ الأعَراَبيِّ كَيفَ أَصنَعُ قَد سَمِعَ هَذَا مِنَ الضّبّ جَمَاعَاتُ الحَاضِرِينَ هَاهُنَا وَ أَنَا تَعِبٌ فَإِنّ مَن هُوَ مُستَرِيحٌ يَذهَبُ إِلَي هُنَاكَ فَيَأخُذُهُ فَقَالَ الضّبّ يَا أَخَا العَرَبِ إِنّ اللّهَ قَد جَعَلَهُ عِوَضاً منِيّ فَمَا كَانَ لِيَترُكَ أَحَداً يَسبِقُكَ إِلَيهِ وَ لَا يَرُومُ أَحَدٌ أَخذَهُ إِلّا أَهلَكَهُ اللّهُ وَ كَانَ الأعَراَبيِّ تَعِباً فَمَشَي قَلِيلًا وَ سَبَقَهُ إِلَي الجُحرِ جَمَاعَةٌ مِنَ المُنَافِقِينَ كَانُوا بِحَضرَةِ رَسُولِ اللّهِ فَأَدخَلُوا أَيدِيَهُم إِلَي الجُحرِ لِيَتَنَاوَلُوا مِنهُ مَا سَمِعُوا فَخَرَجَت عَلَيهِم أَفعَي عَظِيمَةٌ فَلَسَعَتهُم وَ قَتَلَتهُم وَ وَقَفَت حَتّي حَضَرَ الأعَراَبيِّ فَنَادَتهُ يَا أَخَا العَرَبِ انظُر إِلَي هَؤُلَاءِ كَيفَ أمَرَنَيَِ اللّهُ بِقَتلِهِم دُونَ مَالِكَ ألّذِي هُوَ عِوَضُكَ مِن ضَبّكَ وَ جعَلَنَيِ هُوَ حَافِظَهُ فَتَنَاوَلَهُ فَاستَخرَجَ الأعَراَبيِّ الدّرَاهِمَ وَ الدّنَانِيرَ فَلَم يُطِقِ احتِمَالَهَا فَنَادَتهُ الأَفعَي خُذِ الحَبلَ ألّذِي فِي وَسَطِكَ وَ شُدّهُ بِالكِيسِ ثُمّ شُدّ الحَبلَ فِي ذنَبَيِ فإَنِيّ سَأَجُرّهُ لَكَ إِلَي مَنزِلِكَ وَ أَنَا فِيهِ خَادِمُكَ وَ حَارِسُ مَالِكَ هَذَا فَجَاءَتِ الأَفعَي فَمَا زَالَت تَحرُسُهُ وَ المَالَ إِلَي أَن فَرّقَهُ الأعَراَبيِّ فِي ضِيَاعٍ وَ عَقَارٍ وَ بَسَاتِينَ اشتَرَاهَا ثُمّ انصَرَفَتِ الأَفعَي
بيان عنته تعنيتا شدد عليه وألزمه مايصعب عليه أداؤه ويقال جاءه متعنتا أي طالبا زلته والنّبَاهَةُ الشرف