صفحه : 1

الجزء السادس عشر

تتمة كتاب تاريخ نبيناص

باب 5-تزوجه ص بخديجة رضي‌ الله عنها وفضائلها وبعض أحوالها

أقول سيأتي‌ بعض فضائلها في باب أحوال أبي طالب

1- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَنِ ابنِ قُولَوَيهِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ العَبّاسِ بنِ عَامِرٍ عَن أَبَانٍ عَن بُرَيدٍ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ لَمّا تُوُفّيَت خَدِيجَةُ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهَا جَعَلَت فَاطِمَةُ ع تَلُوذُ بِرَسُولِ اللّهِص وَ تَدُورُ حَولَهُ وَ تَقُولُ أَبَتِ أَينَ أمُيّ‌ قَالَ فَنَزَلَ جَبرَئِيلُ ع فَقَالَ لَهُ رَبّكَ يَأمُرُكَ أَن تقُر‌ِئَ فَاطِمَةَ السّلَامَ وَ تَقُولَ لَهَا إِنّ أُمّكِ فِي بَيتٍ مِن قَصَبٍ كِعَابُهُ مِن ذَهَبٍ وَ عُمُدُهُ يَاقُوتٌ أَحمَرُ بَينَ آسِيَةَ وَ مَريَمَ بِنتِ عِمرَانَ فَقَالَت فَاطِمَةُ ع إِنّ اللّهَ هُوَ السّلَامُ وَ مِنهُ السّلَامُ وَ إِلَيهِ السّلَامُ

2- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] أَبُو عَمرٍو عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ يَحيَي الجعُفيِ‌ّ عَن جَابِرِ بنِ الحُرّ النخّعَيِ‌ّ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ مَيمُونٍ عَن أَبِيهِ قَالَ سَمِعتُ ابنَ عَبّاسٍ يَقُولُأَوّلُ


صفحه : 2

مَن آمَنَ بِرَسُولِ اللّهِص مِنَ الرّجَالِ عَلِيّ ع وَ مِنَ النّسَاءِ خَدِيجَةُ ع

3-ل ،[الخصال ] مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن أَبِي القَاسِمِ بنِ مَنِيعٍ عَن شَيبَانَ بنِ فَرّوخَ عَن دَاوُدَ بنِ أَبِي الفُرَاتِ عَن عِلبَاءِ بنِ أَحمَرَ عَن عِكرِمَةَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ خَطّ رَسُولُ اللّهِص أَربَعَ خُطَطٍ فِي الأَرضِ وَ قَالَ أَ تَدرُونَ مَا هَذَا قُلنَا اللّهُ وَ رَسُولُهُ أَعلَمُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أَفضَلُ نِسَاءِ الجَنّةِ أَربَعٌ خَدِيجَةُ بِنتُ خُوَيلِدٍ وَ فَاطِمَةُ بِنتُ مُحَمّدٍ وَ مَريَمُ بِنتُ عِمرَانَ وَ آسِيَةُ بِنتُ مُزَاحِمٍ امرَأَةُ فِرعَونَ

4-ل ،[الخصال ]سُلَيمَانُ بنُ أَحمَدَ اللخّميِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ عَبدِ العَزِيزِ عَن حَجّاجِ بنِ المِنهَالِ عَن دَاوُدَ بنِ أَبِي الفُرَاتِ عَن عِلبَاءٍ عَن عِكرِمَةَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ خَطّ رَسُولُ اللّهِص أَربَعَ خُطُوطٍ ثُمّ قَالَ خَيرُ نِسَاءِ الجَنّةِ مَريَمُ بِنتُ عِمرَانَ وَ خَدِيجَةُ بِنتُ خُوَيلِدٍ وَ فَاطِمَةُ بِنتُ مُحَمّدٍ وَ آسِيَةُ بِنتُ مُزَاحِمٍ امرَأَةُ فِرعَونَ

5-ل ،[الخصال ] ابنُ إِدرِيسَ عَن أَبِيهِ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ الراّزيِ‌ّ عَنِ ابنِ أَبِي عُثمَانَ عَن مُوسَي بنِ بَكرٍ عَن أَبِي الحَسَنِ الأَوّلِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ اللّهَ اختَارَ مِنَ النّسَاءِ أَربَعاً مَريَمَ وَ آسِيَةَ وَ خَدِيجَةَ وَ فَاطِمَةَ

أقول سيأتي‌ فيما أجاب أمير المؤمنين ع اليهودي‌ ألذي سأل عن خصال الأوصياء فقال ع فيما قال كنت أول من أسلم فمكثنا بذلك ثلاث حجج و ما علي وجه الأرض خلق يصلي‌ ويشهد لرسول الله ص بما أتاه غيري‌ و غيرابنة خويلد رحمها الله و قدفعل


صفحه : 3

6-ل ،[الخصال ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِي عَلِيّ الواَسطِيِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عِصمَةَ عَن يَحيَي بنِ عَبدِ اللّهِ عَن عَمرِو بنِ أَبِي المِقدَامِ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ دَخَلَ رَسُولُ اللّهِص مَنزِلَهُ فَإِذَا عَائِشَةُ مُقبِلَةٌ عَلَي فَاطِمَةَ تُصَايِحُهَا وَ هيِ‌َ تَقُولُ وَ اللّهِ يَا بِنتَ خَدِيجَةَ مَا تَرَينَ إِلّا أَنّ لِأُمّكِ عَلَينَا فَضلًا وَ أَيّ فَضلٍ كَانَ لَهَا عَلَينَا مَا هيِ‌َ إِلّا كَبَعضِنَا فَسَمِعَ مَقَالَتَهَا لِفَاطِمَةَ فَلَمّا رَأَت فَاطِمَةُ رَسُولَ اللّهِص بَكَت فَقَالَ مَا يُبكِيكِ يَا بِنتَ مُحَمّدٍ قَالَت ذَكَرَت أمُيّ‌ فَتَنَقّصَتهَا فَبَكَيتُ فَغَضِبَ رَسُولُ اللّهِص ثُمّ قَالَ مَه يَا حُمَيرَاءُ فَإِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي بَارَكَ فِي الوَدُودِ الوَلُودِ وَ إِنّ خَدِيجَةَ رَحِمَهَا اللّهُ وَلَدَت منِيّ‌ طَاهِراً وَ هُوَ عَبدُ اللّهِ وَ هُوَ المُطَهّرُ وَ وَلَدَت منِيّ‌ القَاسِمَ وَ فَاطِمَةَ وَ رُقَيّةَ وَ أُمّ كُلثُومٍ وَ زَينَبَ وَ أَنتِ مِمّن أَعقَمَ اللّهُ رَحِمَهُ[رَحِمَهَا]فَلَم تلَدِيِ‌ شَيئاً

7-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ] تَزَوّجَ النّبِيّص بِخَدِيجَةَ وَ هُوَ ابنُ خَمسٍ وَ عِشرِينَ سَنَةً وَ تُوُفّيَت خَدِيجَةُ بَعدَ أَبِي طَالِبٍ بِثَلَاثَةِ أَيّامٍ

8-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ عَن جَابِرٍ قَالَ كَانَ سَبَبُ تَزوِيجِ خَدِيجَةَ مُحَمّداً أَنّ أَبَا طَالِبٍ قَالَ يَا مُحَمّدُ إنِيّ‌ أُرِيدُ أَن أُزَوّجَكَ وَ لَا مَالَ لِي أُسَاعِدُكَ بِهِ وَ إِنّ خَدِيجَةَ قَرَابَتُنَا وَ تُخرِجُ كُلّ سَنَةٍ قُرَيشاً فِي مَالِهَا مَعَ غِلمَانِهَا يَتّجِرُ لَهَا وَ يَأخُذُ وِقرَ بَعِيرٍ مِمّا أَتَي بِهِ فَهَل لَكَ أَن تَخرُجَ قَالَ نَعَم فَخَرَجَ أَبُو طَالِبٍ إِلَيهَا وَ قَالَ لَهَا ذَلِكَ فَفَرِحَت وَ قَالَت لِغُلَامِهَا مَيسَرَةَ أَنتَ وَ هَذَا المَالُ كُلّهُ بِحُكمِ مُحَمّدٍص فَلَمّا رَجَعَ مَيسَرَةُ حَدّثَ أَنّهُ مَا مَرّ بِشَجَرَةٍ وَ لَا مَدَرَةٍ إِلّا قَالَت السّلَامُ عَلَيكَ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ قَالَ جَاءَ بَحِيرَا الرّاهِبُ وَ خَدَمَنَا لَمّا رَأَي الغَمَامَةَ عَلَي رَأسِهِ تَسِيرُ حَيثُمَا سَارَ تُظِلّهُ بِالنّهَارِ وَ رَبِحَا فِي ذَلِكَ السّفَرِ رِبحاً كَثِيراً فَلَمّا انصَرَفَا قَالَ مَيسَرَةُ لَو تَقَدّمتَ يَا مُحَمّدُ إِلَي مَكّةَ وَ بَشّرتَ خَدِيجَةَ بِمَا قَد رَبِحنَا لَكَانَ أَنفَعَ لَكَ فَتَقَدّمَ مُحَمّدٌ عَلَي رَاحِلَتِهِ فَكَانَت خَدِيجَةُ فِي ذَلِكَ اليَومِ جَالِسَةً عَلَي غُرفَةٍ مَعَ نِسوَةٍ فَظَهَرَ لَهَا مُحَمّدٌ رَاكِباً فَنَظَرَت خَدِيجَةُ إِلَي غَمَامَةٍ عَالِيَةٍ عَلَي رَأسِهِ تَسِيرُ بِسَيرِهِ وَ رَأَت مَلَكَينِ


صفحه : 4

عَن يَمِينِهِ وَ عَن شِمَالِهِ فِي يَدِ كُلّ وَاحِدٍ سَيفٌ مَسلُولٌ يَجِيئَانِ فِي الهَوَاءِ مَعَهُ فَقَالَت إِنّ لِهَذَا الرّاكِبِ لَشَأناً عَظِيماً لَيتَهُ جَاءَ إِلَي داَريِ‌ فَإِذَا هُوَ مُحَمّدٌص قَاصِدٌ لِدَارِهَا فَنَزَلَت حَافِيَةً إِلَي بَابِ الدّارِ وَ كَانَت إِذَا أَرَادَتِ التّحَوّلَ مِن مَكَانٍ إِلَي مَكَانٍ حَوّلَتِ الجوَاَريِ‌ السّرِيرَ ألّذِي كَانَت عَلَيهِ فَلَمّا دَنَت مِنهُ قَالَت يَا مُحَمّدُ اخرُج وَ أحَضرِنيِ‌ عَمّكَ أَبَا طَالِبٍ السّاعَةَ وَ قَد بَعَثَت إِلَي عَمّهَا أَن زوَجّنيِ‌ مِن مُحَمّدٍ إِذَا دَخَلَ عَلَيكَ فَلَمّا حَضَرَ أَبُو طَالِبٍ قَالَت اخرُجَا إِلَي عمَيّ‌ ليِزُوَجّنَيِ‌ مِن مُحَمّدٍ فَقَد قُلتُ لَهُ فِي ذَلِكَ فَدَخَلَا عَلَي عَمّهَا وَ خَطَبَ أَبُو طَالِبٍ الخُطبَةَ المَعرُوفَةَ وَ عَقَدَ النّكَاحَ فَلَمّا قَامَ مُحَمّدٌص لِيَذهَبَ مَعَ أَبِي طَالِبٍ قَالَت خَدِيجَةُ إِلَي بَيتِكَ فبَيَتيِ‌ بَيتُكَ وَ أَنَا جَارِيَتُكَ

9-د،[العدد القوية]قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]زَوّجَ أَبُو طَالِبٍ خَدِيجَةَ مِنَ النّبِيّ وَ ذَلِكَ أَنّ نِسَاءَ قُرَيشٍ اجتَمَعنَ فِي المَسجِدِ فِي عِيدٍ فَإِذَا هُنّ بيِهَوُديِ‌ّ يَقُولُ لَيُوشِكُ أَن يُبعَثَ فِيكُنّ نبَيِ‌ّ فَأَيّكُنّ استَطَاعَت أَن تَكُونَ لَهُ أَرضاً يَطَؤُهَا فَلتَفعَل فَحَصَبنَهُ وَ قَرّ ذَلِكَ القَولُ فِي قَلبِ خَدِيجَةَ وَ كَانَ النّبِيّص قَدِ استَأجَرَتهُ خَدِيجَةُ عَلَي أَن تُعطِيَهُ بَكرَينِ وَ يَسِيرَ مَعَ غُلَامِهَا مَيسَرَةَ إِلَي الشّامِ فَلَمّا أَقبَلَا فِي سَفَرِهِمَا نَزَلَ النّبِيّص تَحتَ شَجَرَةٍ فَرَآهُ رَاهِبٌ يُقَالُ لَهُ نَسطُورُ فَاستَقبَلَهُ وَ قَبّلَ يَدَيهِ وَ رِجلَيهِ وَ قَالَ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ لَمّا رَأَي مِنهُ عَلَامَاتٍ وَ إِنّهُ نَزَلَ تَحتَ الشّجَرَةِ ثُمّ قَالَ لِمَيسَرَةَ طَاوِعهُ فِي أَوَامِرِهِ وَ نَوَاهِيهِ فَإِنّهُ نبَيِ‌ّ وَ اللّهِ مَا جَلَسَ هَذَا المَجلِسَ بَعدَ عِيسَي ع أَحَدٌ غَيرُهُ وَ لَقَد


صفحه : 5

بَشّرَ بِهِ عِيسَي ع وَ مُبَشّراً بِرَسُولٍ يأَتيِ‌ مِن بعَديِ‌ اسمُهُ أَحمَدُ وَ هُوَ يَملِكُ الأَرضَ بِأَسرِهَا وَ قَالَ مَيسَرَةُ يَا مُحَمّدُ لَقَد جُزنَا عَقَبَاتٍ بِلَيلَةٍ كُنّا نَجُوزُهَا بِأَيّامٍ كَثِيرَةٍ وَ رَبِحنَا فِي هَذِهِ السّفَرَةِ مَا لَم نَربَح مِن أَربَعِينَ سَنَةً بِبَرَكَتِكَ يَا مُحَمّدُ فَاستَقبِل بِخَدِيجَةَ وَ أَبشِرهَا بِرِبحِنَا وَ كَانَت وَقتَئِذٍ جَالِسَةً عَلَي مَنظَرَةٍ لَهَا فَرَأَت رَاكِباً عَلَي يَمِينِهِ مَلَكٌ مُصلِتٌ سَيفَهُ وَ فَوقَهُ سَحَابَةٌ مُعَلّقٌ عَلَيهَا قِندِيلٌ مِن زَبَرجَدَةٍ وَ حَولَهُ قُبّةٌ مِن يَاقُوتَةٍ حَمرَاءَ فَظَنّت مَلِكاً يأَتيِ‌ بِخِطبَتِهَا وَ قَالَتِ أللّهُمّ إلِيَ‌ّ وَ إِلَي داَريِ‌ فَلَمّا أَتَي كَانَ مُحَمّداً وَ بَشّرَهَا بِالأَربَاحِ فَقَالَت وَ أَينَ مَيسَرَةُ قَالَ يَقفُو أثَرَيِ‌ قَالَت فَارجِع إِلَيهِ وَ كُن مَعَهُ وَ مَقصُودُهَا لِتَستَيقِنَ حَالَ السّحَابَةِ فَكَانَتِ السّحَابَةُ تَمُرّ مَعَهُ فَأَقبَلَ مَيسَرَةُ إِلَي خَدِيجَةَ وَ أَخبَرَهَا بِحَالِهِ وَ قَالَ لَهَا إنِيّ‌ كُنتُ آكُلُ مَعَهُ حَتّي يَشبَعَ[نَشبَعَ] وَ يَبقَي الطّعَامُ كَمَا هُوَ وَ كُنتُ أَرَي وَقتَ الهَاجِرَةِ مَلَكَينِ يُظَلّلَانِهِ فَدَعَت خَدِيجَةُ بِطَبَقٍ عَلَيهِ رُطَبٌ وَ دَعَت رِجَالًا وَ رَسُولَ اللّهِص فَأَكَلُوا حَتّي شَبِعُوا وَ لَم يَنقُص شَيئاً فَأَعتَقَت مَيسَرَةَ وَ أَولَادَهُ وَ أَعطَتهُ عَشَرَةَ آلَافِ دِرهَمٍ لِتِلكَ البِشَارَةِ وَ رَتّبَتِ الخُطبَةَ مِن عَمرِو بنِ أَسَدٍ عَمّهَا

قال النسوي‌ في تاريخه أنكحه إياها أبوها خويلد بن أسد فخطب أبوطالب بما رواه الخركوشي‌ في شرف المصطفي والزمخشري‌ في ربيع الأبرار و في تفسيره الكشاف و ابن بطة في الإبانة والجويني‌ في السير عن الحسن والواقدي‌ و أبي صالح والعتبي‌ فقال الحمد لله ألذي جعلنا من زرع ابراهيم الخليل و من ذرية الصفي‌ إسماعيل وصئصئ معد وعنصر مضر وجعلنا حضنة بيته وسواس حرمه وجعل مسكننا بيتا محجوبا وحرما آمنا وجعلنا الحكام علي الناس ثم إن ابن أخي‌ هذا محمد بن عبد الله لايوازن برجل من قريش إلارَجَحَ به و لايقاس بأحد منهم إلاعظم عنه و إن كان في المال مقلا


صفحه : 6

فإن المال ورق حائل وظل زائل و له و الله خطب عظيم ونبأ شائع و له رغبة في خديجة ولها فيه رغبة فزوجوه والصداق ماسألتموه من مالي‌ عاجله وآجله فقال خويلد زوجناه ورضينا به . وروي‌ أنه قال بعض قريش ياعجبا أيمهر النساء الرجال فغضب أبوطالب و قال إذاكانوا مثل ابن أخي‌ هذاطلبت الرجال بأغلي الأثمان و إذاكانوا أمثالكم لم تزوجوا إلابالمهر الغالي‌ فقال رجل من قريش يقال له عبد الله بن غنم


هنيئا مريئا ياخديجة قدجرت .   لك الطير فيما كان منك بأسعد.

تزوجته خير البرية كلها.   و من ذا ألذي في الناس مثل محمد.

وبشر به المرءان عيسي ابن مريم .   و موسي بن عمران فيا قرب موعد.

أقرت به الكتاب قدما بأنه .   رسول من البطحاء هاد ومهتد.

بيان قوله فحصبنه أي رمينه بالحصباء وصئصئ بالمهملتين والمعجمتين الأصل قال في النهاية في حديث الخوارج يخرج من ضئضئ هذاقوم يمرقون من الدين الضئضئ الأصل يقال ضئضئ صدق وضؤضؤ صدق وحكي بعضهم ضئضي‌ء بوزن قنديل يريد أنه يخرج من نسله و من عقبه ورواه بعضهم بالصاد المهملة و هوبمعناه انتهي . و في القاموس الورق مثلثة وككتف وجبل الدراهم المضروبة ومحركة الحي‌ من كل حيوان والمال من إبل ودراهم وغيرها انتهي و في الفقيه رزق كماسيأتي‌ والحائل المتغير

10-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]خَرَجَ النّبِيّص إِلَي الشّامِ فِي تِجَارَةٍ لِخَدِيجَةَ وَ لَهُ خَمسٌ وَ عِشرُونَ


صفحه : 7

سَنَةً وَ تَزَوّجَ بِهَا بَعدَ أَشهُرٍ قَالَ الكلُيَنيِ‌ّ تَزَوّجَ خَدِيجَةَ وَ هُوَ ابنُ بِضعٍ وَ عِشرِينَ سَنَةً وَ لَبِثَ بِهَا أَربَعاً وَ عِشرِينَ سَنَةً وَ أَشهُراً وَ بُنِيَتِ الكَعبَةُ وَ رَضِيَت قُرَيشٌ بِحُكمِهِ فِيهَا وَ هُوَ ابنُ خَمسٍ وَ ثَلَاثِينَ سَنَةً

أقول أوردنا تاريخ وفاتها في باب المبعث

11-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن زُرَارَةَ وَ حُمرَانَ وَ مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ حَدّثَ أَبُو سَعِيدٍ الخدُريِ‌ّ أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ إِنّ جَبرَئِيلَ ع قَالَ لِي لَيلَةَ أسُريِ‌َ بيِ‌ حِينَ رَجَعتُ وَ قُلتُ يَا جَبرَئِيلُ هَل لَكَ مِن حَاجَةٍ قَالَ حاَجتَيِ‌ أَن تَقرَأَ عَلَي خَدِيجَةَ مِنَ اللّهِ وَ منِيّ‌ السّلَامَ وَ حَدّثَنَا عِندَ ذَلِكَ أَنّهَا قَالَت حِينَ لَقّاهَا نبَيِ‌ّ اللّهِ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ فَقَالَ لَهَا ألّذِي قَالَ جَبرَئِيلُ فَقَالَت إِنّ اللّهَ هُوَ السّلَامُ وَ مِنهُ السّلَامُ وَ إِلَيهِ السّلَامُ وَ عَلَي جَبرَئِيلَ السّلَامُ

12-كشف ،[كشف الغمة] مِن مُسنَدِ أَحمَدَ بنِ حَنبَلٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرٍ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص خَيرُ نِسَائِهَا خَدِيجَةُ وَ خَيرُ نِسَائِهَا مَريَمُ

وَ مِنهُ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أُمِرتُ أَن أُبَشّرَ خَدِيجَةَ بِبَيتٍ مِن قَصَبٍ لَا صَخَبَ فِيهِ وَ لَا نَصَبَ

وَ مِنهُ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ أَنّ أَوّلَ مَن صَلّي مَعَ رَسُولِ اللّهِص بَعدَ خَدِيجَةَ عَلِيّ ع وَ قَالَ مَرّةً أَسلَمَ

و قدتقدم ذكر تقدم إسلامها رضي‌ الله عنها وأنها سبقت الناس كافة فلاحاجة إلي إعادة ذلك و هومشهور

وَ مِنَ المُسنَدِ، عَن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ عَنِ النّبِيّص قَالَ حَسبُكَ مِن نِسَاءِ العَالَمِينَ مَريَمُ بِنتُ عِمرَانَ وَ خَدِيجَةُ بِنتُ خُوَيلِدٍ وَ فَاطِمَةُ بِنتُ مُحَمّدٍ وَ آسِيَةُ بِنتُ مُزَاحِمٍ امرَأَةُ فِرعَونَ

وَ مِنهُ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَبِي أَوفَي قَالَبَشّرَ رَسُولُ اللّهِص خَدِيجَةَ بِبَيتٍ فِي الجَنّةِ


صفحه : 8

لَا صَخَبَ فِيهِ وَ لَا نَصَبَ

وَ روُيِ‌َ أَنّ جَبرَئِيلَ أَتَي النّبِيّص فَسَأَلَ عَن خَدِيجَةَ فَلَم يَجِدهَا فَقَالَ إِذَا جَاءَت فَأَخبِرهَا أَنّ رَبّهَا يُقرِئُهَا السّلَامَ

وَ رَوَي أَبُو هُرَيرَةَ قَالَ أَتَي جَبرَئِيلُ النّبِيّص فَقَالَ هَذِهِ خَدِيجَةُ قَد أَتَتكَ مَعَهَا إِنَاءٌ مُغَطّي فِيهِ إِدَامٌ أَو طَعَامٌ أَو شَرَابٌ فَإِذَا هيِ‌َ أَتَتكَ فَاقرَأ عَلَيهَا السّلَامَ مِن رَبّهَا وَ منِيّ‌ السّلَامَ وَ بَشّرهَا بِبَيتٍ فِي الجَنّةِ مِن قَصَبٍ لَا صَخَبَ فِيهِ وَ لَا نَصَبَ

و قال شريك و قدسئل عن القصب قصب الذهب . و قال الجوهري‌ القصب أنابيب من جوهر وذكر الحديث . و قال غيره اللؤلؤ و قال صاحب النهاية في غريب الحديث القصب لؤلؤ مجوف واسع كالقصر المنيف في هذاالحديث والقصب من الجوهر مااستطال منه في تجويف . وَ روُيِ‌َ أَنّ عَجُوزاً دَخَلَت عَلَي النّبِيّص فَأَلطَفَهَا فَلَمّا خَرَجَت سَأَلَتهُ عَائِشَةُ فَقَالَ إِنّهَا كَانَت تَأتِينَا فِي زَمَنِ خَدِيجَةَ وَ إِنّ حُسنَ العَهدِ مِنَ الإِيمَانِ.

وَ عَن عَلِيّ ع قَالَ ذَكَرَ النّبِيّص خَدِيجَةَ يَوماً وَ هُوَ عِندَ نِسَائِهِ فَبَكَي فَقَالَت عَائِشَةُ مَا يُبكِيكَ عَلَي عَجُوزٍ حَمرَاءَ مِن عَجَائِزِ بنَيِ‌ أَسَدٍ فَقَالَ صدَقّتَنيِ‌ إِذ كَذّبتُم وَ آمَنَت بيِ‌ إِذ كَفَرتُم وَ وَلَدَت لِي إِذ عَقَمتُم قَالَت عَائِشَةُ فَمَا زِلتُ أَتَقَرّبُ إِلَي رَسُولِ اللّهِ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ بِذِكرِهَا

. ونقلت من كتاب معالم العترة النبوية لأبي‌ محمد عبدالعزيز بن الأخضر الجنابذي‌ الحنبلي‌ ذكر خديجة بنت خويلد أم المؤمنين وتقدم إسلامها وحسن موازرتها وخطر فضلها وشرف منزلتها ذكر مرفوعا عن محمد بن إسحاق قال كانت خديجة بنت خويلد


صفحه : 9

امرأة تاجرة ذات شرف ومال تستأجر الرجال في مالها وتضاربهم إياه بشي‌ء تجعله لهم منه وكانت قريش قوما تجارا فلما بلغها عن رسول الله ص من صدق حديثه وعظيم أمانته وكرم أخلاقه بعثت إليه وعرضت عليه أن يخرج في مالها تاجرا إلي الشام وتعطيه أفضل ماكانت تعطي‌ غيره من التجار مع غلام لها يقال له ميسرة فقبله منها رسول الله ص وخرج في مالها ذلك ومعه غلامها ميسرة حتي قدم الشام فنزل رسول الله ص في ظل شجرة قريبا من صومعة راهب فاطلع الراهب إلي ميسرة فقال من هذا الرجل ألذي نزل تحت هذه الشجرة فقال ميسرة هذا رجل من قريش من أهل الحرم فقال له الراهب مانزل تحت هذه الشجرة إلانبي‌ ثم باع رسول الله ص سلعته التي‌ خرج فيها واشتري ماأراد أن يشتري‌ ثم أقبل قافلا إلي مكة ومعه ميسرة و كان ميسرة فيما يزعمون قال إذاكانت الهاجرة واشتد الحر نزل ملكان يظلانه من الشمس و هويسير علي بعيره فلما قدم مكة علي خديجة بمالها باعت ماجاء به فأضعف أوقريبا وحدثها ميسرة عن قول الراهب وعما كان يري من إظلال الملكين فبعثت إلي رسول الله فقالت له فيما يزعمون يا ابن عم قدرغبت فيك لقرابتك مني‌ وشرفك في قومك وسطتك فيهم وأمانتك عندهم وحسن خلقك وصدق حديثك ثم عرضت عليه نفسها وكانت خديجة امرأة حازمة لبيبة وهي‌ يومئذ أوسط قريش نسبا وأعظمهم شرفا وأكثرهم مالا و كل قومها قد كان حريصا علي ذلك لويقدر عليه فلما قالت لرسول الله ص ماقالت ذكر ذلك لأعمامه فخرج معه منهم حمزة بن عبدالمطلب حتي دخل علي خويلد بن أسد فخطبها إليه فتزوجها رسول الله ص . وروي بإسناده عن ابن شهاب الزهري‌ قال لمااستوي رسول الله ص وبلغ أشده و ليس له كثير مال استأجرته خديجة بنت خويلد إلي سوق حباشة و هوسوق بتهامة واستأجرت معه رجلا آخر من قريش فقال رسول الله ص مارأيت من صاحبة لأجير


صفحه : 10

خيرا من خديجة ماكنا نرجع أنا وصاحبي‌ إلاوجدنا عندها تحفة من طعام تخبأه لنا. و منه قال الدولابي‌ يرفعه عن رجاله أنه كان من بدء أمر رسول الله ص أنه رأي في المنام رؤيا فشق عليه فذكر ذلك لصاحبته خديجة فقالت له أبشر فإن الله تعالي لايصنع بك إلاخيرا فذكر لها أنه رأي أن بطنه أخرج فطهر وغسل ثم أعيد كما كان قالت هذاخير فأبشر ثم استعلن له جبرئيل فأجلسه علي ماشاء الله أن يجلسه عليه وبشره برسالة الله حتي اطمأن ثم قال اقرأ قال كيف أقرأ قال اقرَأ بِاسمِ رَبّكَ ألّذِي خَلَقَ خَلَقَ الإِنسانَ مِن عَلَقٍ اقرَأ وَ رَبّكَ الأَكرَمُفقبل رسول الله صلي الله عليه وآله رسالة ربه واتبع ألذي جاء به جبرئيل من عند الله وانصرف إلي أهله فلما دخل علي خديجة قال أرأيتك ألذي كنت أحدثك ورأيته في المنام فإنه جبرئيل استعلن وأخبرها بالذي‌ جاءه من عند الله وسمع فقالت أبشر يا رسول الله فو الله لايفعل الله بك إلاخيرا فاقبل ألذي آتاك الله وأبشر فإنك رسول الله حقا. وروي‌ مرفوعا إلي الزهري‌ قال كانت خديجة أول من آمن برسول الله ص . و عن ابن شهاب أنزل الله علي رسوله القرآن والهدي وعنده خديجة بنت خويلد. و قال ابن حماد بلغني‌ أن رسول الله ص تزوج خديجة علي اثنتي‌ عشرة أوقية ذهبا وهي‌ يومئذ ابنة ثماني‌ وعشرين سنة. وحدثني‌ ابن البرقي‌ أبوبكر عن ابن هشام عن غيرواحد عن أبي عمرو بن العلاء قال تزوج رسول الله ص خديجة و هو ابن خمس وعشرين سنة. و عن قتادة بن دعامة قال كانت خديجة قبل أن يتزوج بها رسول الله ص عندعتيق بن عائذ بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم يقال ولدت له جارية وهي‌ أم محمد بن صيفي‌ المخزومي‌ ثم خلف عليها بعدعتيق أبوهالة هند بن زرارة التيمي‌ فولدت له هند بن هند ثم تزوجها رسول الله ص . وبإسناده يرفعه إلي محمد بن إسحاق قال كانت خديجة أول من آمن بالله ورسوله وصدقت بما جاء من الله ووازرته علي أمره فخفف الله بذلك عن رسول الله ص و كان لايسمع شيئا يكرهه من رد عليه وتكذيب له فيحزنه ذلك إلافرج الله ذلك عن رسول الله


صفحه : 11

صلي الله عليه وآله بها إذارجع إليها تثبته وتخفف عنه وتهون عليه أمر الناس حتي ماتت رحمها الله . و عن إسماعيل بن أبي حكيم مولي آل الزبير أنه حدث عن خديجة أنها قالت لرسول الله ص أي ابن عم أتستطيع أن تخبرني‌ بصاحبك هذا ألذي يأتيك إذاجاءك قال نعم قالت فإذاجاءك فأخبرني‌ فجاء جبرئيل ع فقال رسول الله ص لخديجة ياخديجة هذاجبرئيل قدجاءني‌ قالت قم يا ابن عم فاجلس علي فخذي‌ اليسري فقام رسول الله ص فجلس عليها قالت هل تراه قال نعم قالت فتحول فاقعد علي فخذي‌ اليمني فتحول فقالت هل تراه قال نعم قالت فاجلس في حجري‌ ففعل قالت هل تراه قال لاقالت يا ابن عم اثبت وأبشر فو الله إنه لملك و ما هوبشيطان . قال ابن إسحاق قدحدثت بهذا الحديث عبد الله بن حسن قال سمعت أمي‌ فاطمة بنت حسين تحدث بهذا الحديث عن خديجة إلاأني‌ سمعتها تقول أدخلت رسول الله ص بينها و بين درعها فذهب عند ذلك جبرئيل فقالت خديجة لرسول الله ص إن هذالملك و ما هوبشيطان . و عن ابن إسحاق أن خديجة بنت خويلد و أباطالب ماتا في عام واحد فتتابع علي رسول الله ص هلاك خديجة و أبي طالب وكانت خديجة وزيرة صدق علي الإسلام و كان رسول الله ص يسكن إليها. و عن عروة بن الزبير قال توفيت خديجة قبل أن تفرض الصلاة و قال رسول الله صلي الله عليه وآله أريت بخديجة بيتا من قصب لاصخب فيه و لانصب . و قال ابن هشام حدثني‌ من أثق به أن جبرئيل أتي النبي ص فقال اقرأ خديجة من ربها السلام فقال رسول الله ص ياخديجة هذاجبرئيل يقرئك من ربك السلام قالت خديجة الله السلام و منه السلام و علي جبرئيل السلام . وروي‌ أن آدم ع قال إني‌ لسيد البشر يوم القيامة إلا رجل من ذريتي‌


صفحه : 12

نبي‌ من الأنبياء يقال له محمدص فضل علي باثنتين زوجته عاونته وكانت له عونا وكانت زوجتي‌ علي عونا و إن الله أعانه علي شيطانه فأسلم وكفر شيطاني‌. و عن عائشة قالت كان رسول الله إذاذكر خديجة لم يسأم من ثناء عليها واستغفار لها فذكرها ذات يوم فحملتني‌ الغيرة فقلت لقد عوضك الله من كبيرة السن قالت فرأيت رسول الله ص غضب غضبا شديدا فسقطت في يدي‌ فقلت أللهم إنك إن أذهبت بغضب رسولك ص لم أعد بذكرها بسوء مابقيت قالت فلما رأي رسول الله ص مالقيت قال كيف قلت و الله لقد آمنت بي‌ إذ كفر الناس وآوتني‌ إذ رفضني‌ الناس وصدقتني‌ إذ كذبني‌ الناس ورزقت مني‌ حيث حرمتموه قالت فغدا وراح علي بهاشهرا. وروي‌ أن خديجة رضوان الله عليها كانت تكني أم هند. و عن ابن عباس أن عم خديجة عمرو بن أسد زوجها رسول الله ص و أن أباها مات قبل الفجار. و عن ابن عباس أنه تزوجهاص وهي‌ ابنة ثماني‌ وعشرين سنة ومهرها اثنتي‌ عشرة أوقية وكذلك كانت مهور نسائه وقيل إنها ولدت قبل الفيل بخمس عشرة سنة وتزوجهاص وهي‌ بنت أربعين سنة و رسول الله ص ابن خمس وعشرين سنة. وحديث عفيف ورؤيته النبي ص وخديجة وعليا يصلون حين قدم تاجرا إلي


صفحه : 13

العباس و قوله لا و الله ماعلمت علي ظهر الأرض كلها علي هذاالدين غيرهؤلاء الثلاثة قدتقدم ذكره بطريقه فلاحاجة لنا إلي ذكره لأنه لم يختلف في أنها رضي‌ الله عنها أول الناس إسلاما و قال ابن سعد يرفعه إلي حكم بن حزام قال توفيت خديجة في شهر رمضان سنة عشرة من النبوة وهي‌ ابنة خمس وستين سنة فخرجنا بها من منزلها حتي دفناها بالحجون فنزل رسول الله ص في حفرتها و لم يكن يومئذ صلاة علي الجنازة قيل ومتي ذلك يا أباخالد قال قبل الهجرة بسنوات ثلاث أونحوها و بعدخروج بني‌ هاشم من الشعب بيسير قال فكانت أول امرأة تزوجها رسول الله ص وأولاده كلهم منها إلا ابراهيم فإنه من مارية القبطية. هذاآخر مانقلته من كتاب الجنابذي‌.بيان قوله وسطتك بكسر السين أي كونك وسطهم ومتوسطا بينهم أي أشرفهم قال الجوهري‌ وسطت القوم أسطهم وسطا ووسطة أي توسطتهم وفلان وسيط في قومه إذا كان أوسطهم نسبا وأرفعهم محلا انتهي . قوله ص ورزقت مني‌ أي الولد أوالإسلام قولها فغدا وراح علي بهاشهرا لعل المعني أنه ص كان إلي شهر يذكر خديجة وفضلها في الغدو والرواح أو لماعلم ندامتي‌ في أمرها كان يغدو ويروح إلي‌ لطفا بي‌

13-كا،[الكافي‌]بَعضُ أَصحَابِنَا عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ عَن عَلِيّ بنِ حَسّانَ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ كَثِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَمّا أَرَادَ رَسُولُ اللّهِص أَن يَتَزَوّجَ خَدِيجَةَ


صفحه : 14

بِنتَ خُوَيلِدٍ أَقبَلَ أَبُو طَالِبٍ فِي أَهلِ بَيتِهِ وَ مَعَهُ نَفَرٌ مِن قُرَيشٍ حَتّي دَخَلَ عَلَي وَرَقَةَ بنِ نَوفَلٍ عَمّ خَدِيجَةَ فَابتَدَأَ أَبُو طَالِبٍ بِالكَلَامِ فَقَالَ الحَمدُ لِرَبّ هَذَا البَيتِ ألّذِي جَعَلَنَا مِن زَرعِ اِبرَاهِيمَ وَ ذُرّيّةِ إِسمَاعِيلَ وَ أَنزَلَنَا حَرَماً آمِناً وَ جَعَلَنَا الحُكّامَ عَلَي النّاسِ وَ بَارَكَ لَنَا فِي بَلَدِنَا ألّذِي نَحنُ فِيهِ ثُمّ إِنّ ابنَ أخَيِ‌ هَذَا يعَنيِ‌ رَسُولَ اللّهِص مِمّن لَا يُوزَنُ بِرَجُلٍ مِن قُرَيشٍ إِلّا رَجَحَ بِهِ وَ لَا يُقَاسُ بِهِ رَجُلٌ إِلّا عَظُمَ عَنهُ وَ لَا عِدلَ لَهُ فِي الخَلقِ وَ إِن كَانَ مُقِلّا فِي المَالِ فَإِنّ المَالَ رِفدٌ جَارٍ وَ ظِلّ زَائِلٌ وَ لَهُ فِي خَدِيجَةَ رَغبَةٌ وَ لَهَا فِيهِ رَغبَةٌ وَ قَد جِئنَاكَ لِنَخطُبَهَا إِلَيكَ بِرِضَاهَا وَ أَمرِهَا وَ المَهرُ عَلَيّ فِي ماَليِ‌ ألّذِي سَأَلتُمُوهُ عَاجِلُهُ وَ آجِلُهُ وَ لَهُ وَ رَبّ هَذَا البَيتِ حَظّ عَظِيمٌ وَ دِينٌ شَائِعٌ وَ رأَي‌ٌ كَامِلٌ ثُمّ سَكَتَ أَبُو طَالِبٍ فَتَكَلّمَ عَمّهَا وَ تَلَجلَجَ وَ قَصَرَ عَن جَوَابِ أَبِي طَالِبٍ وَ أَدرَكَهُ القُطعُ وَ البُهرُ وَ كَانَ رَجُلًا مِنَ القِسّيسِينَ فَقَالَت خَدِيجَةُ مُبتَدِئَةً يَا عَمّاه إِنّكَ وَ إِن كُنتَ أَولَي بنِفَسيِ‌ منِيّ‌ فِي الشّهُودِ فَلَستَ أَولَي بيِ‌ مِن نفَسيِ‌ قَد زَوّجتُكَ يَا مُحَمّدُ نفَسيِ‌ وَ المَهرُ عَلَيّ فِي ماَليِ‌ فَأمُر عَمّكَ فَليَنحَر نَاقَةً فَليُولِم بِهَا وَ ادخُل عَلَي أَهلِكَ قَالَ أَبُو طَالِبٍ اشهَدُوا عَلَيهَا بِقَبُولِهَا مُحَمّداً وَ ضَمَانِهَا المَهرَ فِي مَالِهَا فَقَالَ بَعضُ قُرَيشٍ يَا عَجَبَاه المَهرُ عَلَي النّسَاءِ لِلرّجَالِ فَغَضِبَ أَبُو طَالِبٍ غَضَباً شَدِيداً وَ قَامَ عَلَي قَدَمَيهِ وَ كَانَ مِمّن يَهَابُهُ الرّجَالُ وَ يُكرَهُ غَضَبُهُ فَقَالَ إِذَا كَانُوا مِثلَ ابنِ أخَيِ‌ هَذَا طُلِبَتِ الرّجَالُ بِأَغلَي الأَثمَانِ وَ أَعظَمِ المَهرِ وَ إِذَا كَانُوا أَمثَالَكُم لَم يُزَوّجُوا إِلّا بِالمَهرِ الغاَليِ‌ وَ نَحَرَ أَبُو طَالِبٍ نَاقَةً وَ دَخَلَ رَسُولُ اللّهِ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ بِأَهلِهِ فَقَالَ رَجُلٌ مِن قُرَيشٍ يُقَالُ لَهُ عَبدُ اللّهِ بنُ غَنمٍ


هَنِيئاً مَرِيئاً يَا خَدِيجَةُ قَد جَرَت   لَكِ الطّيرُ فِيمَا كَانَ مِنكِ بِأَسعَدٍ

صفحه : 15


تَزَوّجتِ خَيرَ البَرِيّةِ كُلّهَا   وَ مَن ذَا ألّذِي فِي النّاسِ مِثلُ مُحَمّدٍ

وَ بَشّرَ بِهِ البَرّانِ عِيسَي ابنُ مَريَمَ   وَ مُوسَي بنُ عِمرَانَ فَيَا قُربَ مَوعِدٍ

أَقَرّت بِهِ الكُتّابُ قِدماً بِأَنّهُ   رَسُولٌ مِنَ البَطحَاءِ هَادٍ وَ مُهتَدٍ

بيان الزرع الولد قوله فإن المال رفد جار أي عطاء مستمر يجريه الله علي عباده بقدر حاجتهم و قدمر مكانه ورق حائل وسيأتي‌ من الفقيه رزق حائل . والبهر بالضم انقطاع النفس من الإعياء قولها و إن كنت أولي بنفسي‌ مني‌ لعل المعني أنك و إن كنت أولي بأمري‌ في محضر الناس عرفا فلست أولي بأمري‌ واقعا أو إن كنت أولي في الحضور والتكلم بمحضر الناس فلست أولي مني‌ في أصل الرضا والقبول أو إن كنت قادرا علي إهلاكي‌ وأمكنك فيه لكني‌ لاأمكنك في ترك هذاالأمر ولعل الأوسط أظهر قوله قدجرت لك الطير يقال للحظ من الخير والشر طائر لقول العرب جري لفلان الطائر بكذا من الخير والشر علي طريقة التفؤل والطيرة وأصله أنهم كانوا يتفألون ويتطيرون بالسوانح والبوارح من الطير عندتوجههم إلي مقاصدهم ويحتمل أن يكون المعني انتشر أسعد الأخبار منك في الآفاق سريعا بسبب ما كان منك من حسن الاختيار فإن الطير أسرع في إيصال الأخبار من غيرها والأول أظهر والبر بالفتح الصادق والكثير البر والقدم بالكسر خلاف الحدوث يقال قدما كان كذا

14-كا،[الكافي‌] أَبُو عَلِيّ الأشَعرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ سَالِمٍ عَن أَحمَدَ بنِ النّضرِ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَدَخَلَ رَسُولُ اللّهِص عَلَي خَدِيجَةَ حَيثُ مَاتَ القَاسِمُ ابنُهَا وَ هيِ‌َ تبَكيِ‌ فَقَالَ لَهَا مَا يُبكِيكِ فَقَالَت دَرّت دُرَيرَةٌ فَبَكَيتُ فَقَالَ يَا خَدِيجَةُ أَ مَا تَرضَينَ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ أَن تجَيِ‌ءَ إِلَي بَابِ الجَنّةِ وَ هُوَ قَائِمٌ فَيَأخُذَ بِيَدِكِ


صفحه : 16

فَيُدخِلَكِ الجَنّةَ وَ يُنزِلَكِ أَفضَلَهَا وَ ذَلِكِ لِكُلّ مُؤمِنٍ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَحكَمُ وَ أَكرَمُ أَن يَسلُبَ المُؤمِنَ ثَمَرَةَ فُؤَادِهِ ثُمّ يُعَذّبَهُ بَعدَهَا أَبَداً

15-كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ مِهرَانَ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ توُفُيّ‌َ طَاهِرُ بنُ رَسُولِ اللّهِص فَنَهَي رَسُولُ اللّهِص خَدِيجَةَ عَنِ البُكَاءِ فَقَالَت بَلَي يَا رَسُولَ اللّهِ وَ لَكِن دَرّت عَلَيهِ الدّرَيرَةُ فَبَكَيتُ فَقَالَ لَهَا أَ مَا تَرضَينَ أَن تَجِدِيهِ قَائِماً عَلَي بَابِ الجَنّةِ فَإِذَا رَآكِ أَخَذَ بِيَدِكِ فَأَدخَلَكِ أَطهَرَهَا مَكَاناً وَ أَطيَبَهَا قَالَت وَ إِنّ ذَلِكَ كَذَلِكَ قَالَ فَإِنّ اللّهَ أَعَزّ وَ أَكرَمُ مِن أَن يَسلُبَ عَبداً ثَمَرَةَ فُؤَادِهِ فَيَصبِرَ وَ يَحتَسِبَ وَ يَحمَدَ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ ثُمّ يُعَذّبَهُ

16-نهج ،[نهج البلاغة] وَ لَم يَجمَع بَيتٌ وَاحِدٌ يَومَئِذٍ فِي الإِسلَامِ غَيرَ رَسُولِ اللّهِص وَ خَدِيجَةَ وَ أَنَا ثَالِثُهَا

17-يه ،[ من لايحضر الفقيه ]خَطَبَ أَبُو طَالِبٍ رَحِمَهُ اللّهُ لَمّا تَزَوّجَ النّبِيّص خَدِيجَةَ بِنتَ خُوَيلِدٍ رَحِمَهَا اللّهُ بَعدَ أَن خَطَبَهَا إِلَي أَبِيهَا وَ مِنَ النّاسِ مَن يَقُولُ إِلَي عَمّهَا فَأَخَذَ بعِضِاَدتَيَ‌ِ البَابِ وَ مَن شَاهَدَهُ مِن قُرَيشٍ حُضُورٌ فَقَالَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي جَعَلَنَا مِن زَرعِ اِبرَاهِيمَ وَ ذُرّيّةِ إِسمَاعِيلَ وَ جَعَلَ لَنَا بَيتاً مَحجُوجاً وَحَرَماً آمِناً يُجبي إِلَيهِ ثَمَراتُ كُلّ شَيءٍ وَ جَعَلَنَا الحُكّامَ عَلَي النّاسِ فِي بَلَدِنَا ألّذِي نَحنُ فِيهِ ثُمّ إِنّ ابنَ أخَيِ‌ مُحَمّدَ بنَ عَبدِ اللّهِ بنِ عَبدِ المُطّلِبِ لَا يُوزَنُ بِرَجُلٍ مِن قُرَيشٍ إِلّا رَجَحَ وَ لَا يُقَاسُ بِأَحَدٍ مِنهُم إِلّا عَظُمَ عَنهُ وَ إِن كَانَ فِي المَالِ قُلّ فَإِنّ المَالَ رِزقٌ حَائِلٌ وَ ظِلّ زَائِلٌ وَ لَهُ فِي خَدِيجَةَ رَغبَةٌ وَ لَهَا فِيهِ


صفحه : 17

رَغبَةٌ وَ الصّدَاقُ مَا سَأَلتُم عَاجِلُهُ وَ آجِلُهُ مِن ماَليِ‌ وَ لَهُ خَطَرٌ عَظِيمٌ وَ شَأنٌ رَفِيعٌ وَ لِسَانٌ شَافِعٌ جَسِيمٌ فَزَوّجَهُ وَ دَخَلَ بِهَا مِنَ الغَدِ فَأَوّلُ مَا حَمَلَت وَلَدَت عَبدَ اللّهِ بنَ مُحَمّدٍص

18-أَقُولُ قَالَ الكاَزرِوُنيِ‌ّ فِي المُنتَقَي روُيِ‌َ أَنّ خُزَيمَةَ بنَ حَكِيمٍ السلّمَيِ‌ّ كَانَت بَينَهُ وَ بَينَ خَدِيجَةَ بِنتِ خُوَيلِدٍ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهَا قَرَابَةٌ وَ أَنّهُ قَدِمَ عَلَيهَا وَ كَانَ إِذَا قَدِمَ عَلَيهَا أَصَابَتهُ بِخَيرٍ فَوَجّهَتهُ مَعَ رَسُولِ اللّهِص وَ غُلَامٍ لَهَا يُقَالُ لَهُ مَيسَرَةُ فِي تِجَارَةٍ إِلَي بُصرَي مِن أَرضِ الشّامِ فَأَحَبّ خُزَيمَةُ رَسُولَ اللّهِص حُبّاً شَدِيداً فَكَانَ لَا يُفَارِقُهُ فِي نَومِهِ وَ لَا فِي يَقَظَتِهِ فَسَارُوا حَتّي إِذَا كَانُوا بَينَ الشّامِ وَ الحِجَازِ قَامَ عَلَي مَيسَرَةَ بَعِيرَانِ لِخَدِيجَةَ وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص فِي أَوّلِ الرّكبِ فَخَافَ مَيسَرَةُ عَلَي نَفسِهِ وَ عَلَي البَعِيرَينِ فَانطَلَقَ يَسعَي إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَأَخبَرَهُ بِذَلِكَ فَأَقبَلَ النّبِيّص إِلَي البَعِيرَينِ فَوَضَعَ يَدَيهِ عَلَي أَخفَافِهِمَا وَ عَوّذَهُمَا فَانطَلَقَ البَعِيرَانِ يَسعَيَانِ فِي أَوّلِ الرّكبِ لَهُمَا رُغَاءٌ فَلَمّا رَأَي خُزَيمَةُ ذَلِكَ عَلِمَ أَنّ لَهُ شَأناً عَظِيماً فَحَرَصَ عَلَي لُزُومِهِ وَ مُحَافَظَتِهِ وَ سَارُوا حَتّي إِذَا دَخَلُوا الشّامَ نَزَلُوا بِرَاهِبٍ مِن رُهبَانِ الشّامِ فَنَزَلَ رَسُولُ اللّهِص تَحتَ شَجَرَةٍ وَ نَزَلَ النّاسُ مُتَفَرّقِينَ وَ كَانَتِ الشّجَرَةُ التّيِ‌ نَزَلَ تَحتَهَا شَجَرَةً يَابِسَةً قَحِلَةً قَد تَسَاقَطَ وَرَقُهَا وَ نَخِرَ عُودُهَا فَلَمّا نَزَلَ رَسُولُ اللّهِص وَ اطمَأَنّ تَحتَهَا أَنوَرَت وَ أَشرَقَت وَ اعشَوشَبَ مَا حَولَهَا وَ أَينَعَ ثَمَرُهَا وَ تَدَلّت أَغصَانُهَا فَرَفرَفَت عَلَي رَسُولِ اللّهِص وَ كَانَ ذَلِكَ بِعَينِ الرّاهِبِ فَلَم يَتَمَالَك أَنِ انحَدَرَ مِن صَومَعَتِهِ فَقَالَ لَهُ سَأَلتُكَ بِاللّاتِ وَ العُزّي فَقَالَ إِلَيكَ عنَيّ‌


صفحه : 18

ثَكِلَتكَ أُمّكَ فَمَا تَكَلّمَتِ العَرَبُ بِكَلِمَةٍ أَثقَلَ عَلَيّ مِن هَذِهِ الكَلِمَةِ وَ كَانَ ذَلِكَ مَكراً مِنَ الرّاهِبِ وَ كَانَ مَعَهُ حِينَ نَزَلَ مِن صَومَعَتِهِ رَقّ أَبيَضُ فَجَعَلَ يَنظُرُ فِيهِ مَرّةً وَ إِلَي النّبِيّ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ أُخرَي ثُمّ أَكَبّ يَنظُرُ فِيهِ مَلِيّاً فَقَالَ هُوَ هُوَ وَ مُنزِلِ الإِنجِيلِ فَلَمّا سَمِعَ بِذَلِكَ خُزَيمَةُ ظَنّ أَنّ الرّاهِبَ يُرِيدُ باِلنبّيِ‌ّص مَكراً فَضَرَبَ بِيَدِهِ إِلَي قَائِمَةِ سَيفِهِ فَانتَزَعَهُ وَ جَعَلَ يَصِيحُ بِأَعلَي صَوتِهِ يَا آلَ غَالِبٍ فَأَقبَلَ النّاسُ يُهرَعُونَ إِلَيهِ مِن كُلّ نَاحِيَةٍ يَقُولُونَ مَا ألّذِي رَاعَكَ فَلَمّا نَظَرَ الرّاهِبُ إِلَي ذَلِكَ أَقبَلَ يَسعَي إِلَي صَومَعَتِهِ فَدَخَلَهَا وَ أَغلَقَ عَلَيهِ بَابَهَا ثُمّ أَشرَفَ عَلَيهِم فَقَالَ يَا قَومِ مَا ألّذِي رَاعَكُم منِيّ‌ فَوَ ألّذِي رَفَعَ السّمَاوَاتِ بِغَيرِ عَمَدٍ مَا نَزَلَ بيِ‌ رَكبٌ هُوَ أَحَبّ إلِيَ‌ّ مِنكُم وَ إنِيّ‌ لَأَجِدُ فِي هَذِهِ الصّحِيفَةِ أَنّ النّازِلَ تَحتَ هَذِهِ الشّجَرَةِ وَ أَومَأَ بِيَدِهِ إِلَي الشّجَرَةِ التّيِ‌ تَحتَهَا رَسُولُ اللّهِص هُوَ رَسُولُ رَبّ العَالَمِينَ يُبعَثُ بِالسّيفِ المَسلُولِ وَ بِالذّبحِ الأَكبَرِ وَ هُوَ خَاتَمُ النّبِيّينَ فَمَن أَطَاعَهُ نَجَا وَ مَن عَصَاهُ غَوَي ثُمّ أَقبَلَ عَلَي خُزَيمَةَ فَقَالَ مَا تَكُونُ مِن هَذَا الرّجُلِ أَ رَجُلًا[ رَجُلٌ] مِن قَومِهِ قَالَ لَا وَ لَكِن خَادِمٌ لَهُ وَ حَدّثَهُ بِحَدِيثِ البَعِيرَينِ فَقَالَ لَهُ الرّاهِبُ أَيّهَا الرّجُلُ إِنّهُ النّبِيّ ألّذِي يُبعَثُ فِي آخِرِ الزّمَانِ وَ إنِيّ‌ مُفَوّضٌ إِلَيكَ أَمراً وَ مُستَكتِمُكَ خَبَراً وَ عَاهِدٌ إِلَيكَ عَهداً فَقَالَ مَا هُوَ فإَنِيّ‌ سَامِعٌ لِقَولِكَ وَ كَاتِمٌ لِسِرّكَ وَ مُطِيعٌ لِأَمرِكَ فَقَالَ إنِيّ‌ أَجِدُ فِي هَذِهِ الصّحِيفَةِ أَنّهُ يَظهَرُ عَلَي البِلَادِ وَ يُنصَرُ عَلَي العِبَادِ وَ لَا تُرَدّ لَهُ رَايَةٌ وَ لَا تُدرَكُ لَهُ غَايَةٌ وَ إِنّ لَهُ أَعدَاءً أَكثَرُهُمُ اليَهُودُ أَعدَاءُ اللّهِ فَاحذَرهُم عَلَيهِ فَأَسَرّ خُزَيمَةُ ذَلِكَ فِي نَفسِهِ ثُمّ أَقبَلَ عَلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ يَا مُحَمّدُ إنِيّ‌ لَأَرَي فِيكَ شَيئاً مَا رَأَيتُهُ فِي أَحَدٍ مِنَ النّاسِ إنِيّ‌ لَأَحسَبُكَ النّبِيّ ألّذِي يُذكَرُ أَنّهُ يَخرُجُ مِن تِهَامَةَ وَ إِنّكَ لَصَرِيحٌ فِي مِيلَادِكَ وَ الأَمِينُ فِي أَنفُسِ قَومِكَ وَ إنِيّ‌ لَأَرَي عَلَيكَ مِنَ النّاسِ مَحَبّةً وَ إنِيّ‌ مُصَدّقُكَ فِي قَولِكَ وَ نَاصِرُكَ عَلَي عَدُوّكَ فَانطَلَقُوا يَؤُمّونَ الشّامَ فَقَضَوا بِهَا حَوَائِجَهُم ثُمّ رَجَعُوا


صفحه : 19

ثُمّ قَالَ فَأَرسَلَت خَدِيجَةُ إِلَي عَمّهَا عَمرِو بنِ أَسَدٍ لِيُزَوّجَهَا فَحَضَرَ وَ دَخَلَ رَسُولُ اللّهِ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ فِي عُمُومَتِهِ فَتَزَوّجَهَا وَ هُوَ ابنُ خَمسٍ وَ عِشرِينَ سَنَةً وَ خَدِيجَةُ يَومَئِذٍ بِنتُ أَربَعِينَ سَنَةً. وَ قَد رَوَي قَومٌ أَنّهُ زَوّجَهَا أَبُوهَا فِي حَالِ سُكرِهِ. قَالَ الواَقدِيِ‌ّ هَذَا غَلَطٌ وَ الصّحِيحُ أَنّ عَمّهَا زَوّجَهَا وَ أَنّ أَبَاهَا مَاتَ قَبلَ الفِجَارِ. وَ ذَكَرَ أَنّ أَبَا طَالِبٍ خَطَبَ يَومَئِذٍ وَ ذَكَرَ مَا مَرّ فَلَمّا أَتَمّ أَبُو طَالِبٍ خُطبَتَهُ تَكَلّمَ وَرَقَةُ بنُ نَوفَلٍ فَقَالَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي جَعَلَنَا كَمَا ذَكَرتَ وَ فَضّلَنَا عَلَي مَا عَدّدتَ فَنَحنُ سَادَةُ العَرَبِ وَ قَادَتُهَا وَ أَنتُم أَهلُ ذَلِكَ كُلّهِ لَا تُنكِرُ العَشِيرَةُ فَضلَكُم وَ لَا يَرُدّ أَحَدٌ مِنَ النّاسِ فَخرَكُم وَ شَرَفَكُم وَ قَد رَغِبنَا بِالِاتّصَالِ بِحَبلِكُم وَ شَرَفِكُم فَاشهَدُوا عَلَيّ مَعَاشِرَ قُرَيشٍ بأِنَيّ‌ قَد زَوّجتُ خَدِيجَةَ بِنتَ خُوَيلِدٍ مِن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَلَي أَربَعِمِائَةِ دِينَارٍ ثُمّ سَكَتَ وَرَقَةُ وَ تَكَلّمَ أَبُو طَالِبٍ وَ قَالَ قَد أَحبَبتُ أَن يَشرَكَكَ عَمّهَا فَقَالَ عَمّهَا اشهَدُوا عَلَيّ يَا مَعشَرَ قُرَيشٍ إنِيّ‌ قَد أَنكَحتُ مُحَمّدَ بنَ عَبدِ اللّهِ خَدِيجَةَ بِنتَ خُوَيلِدٍ وَ شَهِدَ عَلَيّ بِذَلِكَ صَنَادِيدُ قُرَيشٍ فَأَمَرَت خَدِيجَةُ جَوَارِيَهَا أَن يَرقُصنَ وَ يَضرِبنَ بِالدّفُوفِ وَ قَالَت يَا مُحَمّدُ مُر عَمّكَ أَبَا طَالِبٍ يَنحَر بَكرَةً مِن بَكَرَاتِكَ وَ أَطعِمِ النّاسَ عَلَي البَابِ وَ هَلُمّ فَقِل مَعَ


صفحه : 20

أَهلِكَ فَأَطعَمَ النّاسَ وَ دَخَلَ رَسُولُ اللّهِص فَقَالَ مَعَ أَهلِهِ خَدِيجَةَ

19-أقول قال أبو الحسن البكري‌ في كتاب الأنوارمرّ النبي ص يوما بمنزل خديجة بنت خويلد وهي‌ جالسة في ملإ من نسائها وجواريها وخدمها و كان عندها حبرٌ من أحبار اليهود فلما مرّ النبيّص نظر إليه ذلك الحبر و قال ياخديجة اعلمي‌ أنه قدمرّ الآن ببابك شابّ حدث السن فأمري‌ من يأتي‌ به فأرسلت إليه جارية من جواريها وقالت ياسيدي‌ مولاتي‌ تطلبك فأقبل ودخل منزل خديجة فقالت أيها الحبر هذا ألذي أشرت إليه قال نعم هذا محمد بن عبد الله قال له الحبر اكشف لي عن بطنك فكشف له فلما رآه قال هذا و الله خاتم النبوة فقالت له خديجة لورآك عمه و أنت تفتشه لحلت عليك منه نازلة البلاء و إن أعمامه ليحذرون عليه من أحبار اليهود فقال الحبر و من يقدر علي محمد هذابسوء هذا وحقّ الكليم رسول الملك العظيم في آخر الزمان فطوبي لمن يكون له بعلا وتكون له زوجة وأهلا فقد حازت شرف الدنيا والآخرة فتعجبت خديجة وانصرف محمد و قداشتغل قلب خديجة بنت خويلد بحبّه وكانت خديجة ملكة عظيمة و كان لها من الأموال والمواشي‌ شيء لايحصي فقالت أيها الحبر بم عرفت محمدا أنه نبي‌ قال وجدت صفاته في التوراة أنه المبعوث آخر الزمان يموت أبوه وأمّه ويكفله جدّه وعمّه وسوف يتزوّج بامرأة من قريش سيّدة قومها وأميرة عشيرتها وأشار بيده إلي خديجة ثم بعد ذلك قال لها احفظي‌ ماأقول لك ياخديجة وأنشأ يقول .


صفحه : 21


ياخديجة لاتنسي‌ الآن قولي‌.   وخذي‌ منه غاية المحصول .

ياخديجة هذا النبي بلا شكّ.   هكذا قدقرأت في الإنجيل .

سوف يأتي‌ من الإله بوحي‌.   ثم يجبي من الإله بالتنزيل .

ويزوجه بالفخار ويحظي .   في الوري شامخا علي كل جيل .

فلما سمعت خديجة مانطق به الحبر تعلق قلبها بالنبي‌ص وكتمت أمرها فلما خرج من عندها قال اجتهدي‌ أن لايفوتك محمدفهو الشرف في الدنيا والآخرة و كان لخديجة عمّ يقال له ورقة و كان قدقرأ الكتب كلّها و كان عالما حبرا و كان يعرف صفات النبي الخارج في آخر الزمان و كان عندورقة أنه يتزوّج بامرأة سيّدة من قريش تسود قومها وتنفق عليه مالها وتمكنه من نفسها وتساعده علي كل الأمور فعلم ورقة أنه ليس بمكة أكثر مالا من خديجة فرجا ورقة أن تكون ابنة أخيه خديجة و كان يقول لها ياخديجة سوف تتّصلين برجل يكون أشرف أهل الأرض والسماء


صفحه : 22

و كان لخديجة في كلّ ناحية عبيد ومواشي‌ حتي قيل إن لها أزيد من ثمانين ألف جمل متفرّقة في كلّ مكان و كان لها في كلّ ناحية تجارة و في كلّ بلد مال مثل مصر والحبشة وغيرها و كان أبوطالب رضي‌ الله عنه قدكبر وضعف عن كثرة السفر وترك ذلك من حيث كفل النبيّص فدخل عليه النبيّص ذات يوم فوجده مهموما فقال ما لي أراك ياعمّ مهموما فقال يا ابن أخي‌ اعلم أنه لامال لنا و قداشتدّ الزمان علينا و ليس لنا مادّة و أنا قدكبرت وضعف جسمي‌ وقل مابيدي‌ وأريد أن أنزل إلي ضريحي‌ وأريد أن أري لك زوجة تسر قلبي‌ ياولدي‌ لتسكن إليها ومعيشة يرجع نفعها إليك فقال له النبي ص ماعندك ياعم من الرأي‌ قال اعلم يا ابن أخي‌ أن هذه خديجة بنت خويلد قدانتفع بمالها أكثر الناس وهي‌ تعطي‌ مالها سائر من يسألها التجارة ويسافرون به فهل لك يا ابن أخي‌ أن تمضي‌ معي‌ إليها ونسألها أن تعطيك مالا تتجر فيه فقال نعم قم إليها وافعل مابدا لك . قال أبو الحسن البكري‌ لمااجتمع بنو عبدالمطلب قال أبوطالب لإخوته امضوا بنا إلي دار خديجة بنت خويلد حتي نسألها أن تعطي‌ محمدا مالا يتجر به فقاموا من وقتهم وساعتهم وساروا إلي دار خديجة و كان لخديجة دار واسعة تسع أهل مكة جميعا و قدجعلت أعلاها قبة من الحرير الأزرق و قدرقمت في جوانبها صفة الشمس والقمر والنجوم و قدربطته من حبال الإبريسم وأوتاد من الفولاد وكانت قدتزوجت برجلين أحدهما اسمه أبوشهاب و هوعمرو الكندي‌ والثاني‌ اسمه عتيق بن عائذ فلما ماتا خطبها عقبة بن أبي معيط والصلت بن أبي يهاب و كان لكل واحد منهما أربعمائة عبد وأمة وخطبها أبوجهل بن هشام و أبوسفيان وخديجة لاترغب في واحد منهم و كان


صفحه : 23

قدتولع قلبها بالنبي‌ص لماسمعت من الأحبار والرهبان والكهان و مايذكرونه من الدلالات و مارأت قريش من الآيات فكانت تقول سعدت من تكون لمحمد قرينة فإنه يزين صاحبه وازداد بهاالوجد ولج بهاالشوق فبعثت إلي عمها ورقة بن نوفل فقالت له ياعم أريد أن أتزوج و ماأدري‌ بمن يكون و قدأكثر علي الناس وقلبي‌ لايقبل منهم أحدا فقال لها ورقة ياخديجة أ لاأعلمك بحديث غريب وأمر عجيب قالت و ما هو ياعم قال عندي‌ كتاب من عهد عيسي ع فيه طلاسم وعزائم أعزم بها علي ماء وتأخذينه وتغسلين به ثم أكتب كتابا فيه كلمات من الزبور وكلمات من الإنجيل فتضعيه تحت رأسك عندالنوم و أنت علي فراشك ملتفة بثيابك فإن ألذي يكون زوجك يأتيك في منامك حتي تعرفيه باسمه وكنيته فقالت افعل ياعم قال حبا وكرامة وكتب الكتاب وأعطاها إياه وفعلت ماأمرها به ونامت فرأت كان قدجاء إليها رجل لابالطويل الشاهق و لابالقصير اللاذق أدعج العينين أزج الحاجبين أحور المقلتين عقيقي‌ الشفتين مورد الخدين أزهر اللون مليح الكون معتدل القامة تظله الغمامة بين كتفيه علامة راكب علي فرس من نور مزمم [مزموم ]بسلسلة من ذهب علي ظهره سرج من العقيان مرصع بالدر والجوهر له وجه كوجه الآدميين منشق الذنب له أرجل كالبقر خطوته مد البصر و هويرقل بالراكب و كان خروجه من دار أبي طالب فلما رأته خديجة ضمته إلي صدرها وأجلسته في حجرها و لم تنم باقي‌ ليلتها إلي أن أقبلت إلي عمها ورقة وقالت أنعمت صباحا ياعم قال و أنت لقيت


صفحه : 24

نجاحا فلعلك رأيت شيئا في منامك قالت رأيت رجلا صفته كذا وكذا فعندها قال ورقة ياخديجة إن صدقت رؤياك تسعدين وترشدين فإن ألذي رأيته متوج بتاج الكرامة الشفيع في العصاة يوم القيامة سيد العرب والعجم محمد بن عبد الله بن عبدالمطلب بن هاشم قالت وكيف لي بما تقول ياعم و أنا كما يقول الشاعر


أسير إليكم قاصدا لأزوركم .   و قدقصرت بي‌ عندذاك رواحلي‌.

وملك الأماني‌ خدعة غيرأنني‌.   أعلل حد الحادثات بباطل .

أحمل برق الشرق شوقا إليكم .   وأسأل ريح الغرب رد رسائلي‌.

قال فزاد بهاالوجد وكانت إذاخلت بنفسها فاضت عبرتها أسفا وجرت دمعتها لهفا وهي‌ تقول


كم أستر الوجد والأجفان تهتكه .   وأطلق الشوق والإغضاء تمسكه .

جفاني‌ القلب لما أن تملكه .   غيري‌ فوا أسفا لوكنت أملكه .

ماضر من لم يدع مني‌ سوي رمقي‌.   لو كان يسمح بالباقي‌ فيتركه .

قال الراوي‌ وأعجب مارأيت في هذاالأمر العجيب والحديث الغريب أن خديجة لم تفرغ من شعرها إلا و قدطرق الباب فقالت لجاريتها انزلي‌ وانظري‌ من بالباب لعل هذاخبر من الأحباب ثم أنشأ يقول


أيا ريح الجنوب لعل علم .   من الأحباب يطفئ بعض حري‌.

و لم لاحملوك إلي‌ منهم .   سلاما أشتريه و لوبعمري‌.

وحق ودادهم إني‌ كتوم .   وإني‌ لاأبوح لهم بسري‌.

أراني‌ الله وصلهم قريبا.   وكم يسر أتي من بعدعسر.

فيوم من فراقكم كشهر.   وشهر من وصالكم كدهر.

قال ثم نزلت الجارية و إذاأولاد عبدالمطلب بالباب فرجعت إلي خديجة وقالت ياسيدتي‌ إن بالباب سادات العرب ذوي‌ المعالي‌ والرتب أولاد عبدالمطلب


صفحه : 25

فرمقت خديجة رمق الهوي ونزل بهادهش الجوي وقالت افتحي‌ لهم الباب وأخبري‌ ميسرة يعتد لهم المساند والوسائد فإني‌ أرجو أن يكونوا قدأتوني‌ بحبيبي‌ محمد ثم قالت شعرا


ألذّ حياتي‌ وصلكم ولقاكم .   ولست ألذّ العيش حتي أراكم .

و مااستحسنت عيني‌ من الناس غيركم .   و لالذّ في قلبي‌ حبيب سواكم .

علي الرأس والعينين جملة سعيكم .   و من ذا ألذي في فعلكم قدعصاكم .

فها أنامحسوب عليكم بأجمعي‌.   وروحي‌ ومالي‌ ياحبيبي‌ فداكم .

و ماغيركم في الحب يسكن مهجتي‌.   و إن شئتم تفتيش قلبي‌ فهاكم .

قال صاحب الحديث وبسط لهم ميسرة المجلس بأنواع الفرش فما استقر بالقوم الجلوس إلا و قدقدم لهم أصناف الطعام والفواكه من الطائف والشام فأكلوا وأخذوا في الحديث فقالت لهم خديجة من وراء الحجاب بصوت عذب وكلام رطب ياسادات مكة أضاءت بكم الديار وأشرقت بكم الأنوار فلعل لكم حاجة فتقضي أوملمة فتمضي فإن حوائجكم مقضية وقناديلكم مضيئة فقال أبوطالب رضي‌ الله عنه جئناك في حاجة يعود نفعها إليك وبركتها عليك قالت ياسيدي‌ و ما ذلك قال جئناك في أمر ابن أخي‌ محمد فلما سمعت ذلك غاب رشدها عن الوجود وأيقنت بحصول المقصود وقالت شعرا


بذكركم يطفئ الفؤاد من الوقد.   ورؤيتكم فيهاشفا أعين الرمد.

و من قال إني‌ أشتفي‌ من هواكم .   فقد كذبوا لومت فيه من الوجد.

و ما لي لاأملأ سرورا بقربكم .   و قدكنت مشتاقا إليكم علي البعد.

صفحه : 26


تشابه سري‌ في هواكم وخاطري‌.   فأبدي‌ ألذي أخفي‌ وأخفي‌ ألذي أبدي‌.

ثم قالت بعد ذلك ياسيدي‌ أين محمد حتي نسمع ما يقول قال العباس رضي‌ الله عنه أناآتيكم به فنهض وسار يطلبه من الأبطح فلم يجده فالتفت يمينا وشمالا فقالوا ماتريد فقال أريد محمدا فقالوا له في جبل حري فسار إليه فإذا هو فيه نائما في مرقد ابراهيم الخليل ع ملتفّا ببرده و عندرأسه ثعبان عظيم في فمه طاقة ريحان يروّحه بها فلمّا نظر إليه العباس قال خفت عليه من الثعبان فجذبت سيفي‌ وهممت بالثعبان فحمل الثعبان علي العباس فلما رأي العباس ذلك صاح من وقته أدركني‌ يا ابن أخي‌ ففتح النبي ص عينيه فذهب الثعبان كأنه لم يكن فقال النبي ص ما لي أري سيفك مسلولا قال رأيت هذاالثعبان عندك فسللت سيفي‌ وقصدته خوفا عليك منه فعرفت في نفسي‌ الغلبة فصحت بك فلما فتحت عينك ذهب كأنه لم يكن فتبسم النبي ص و قال ياعم ليس هذابثعبان ولكنه ملك من الملائكة ولقد رأيته مرارا وخاطبته جهارا و قال لي يا محمدإني‌ ملك من عندربي‌ موكل بحراستك في الليل والنهار من كيد الأعداء والأشرار قال ماينكر فضلك يا محمد فقال له سر معي‌ إلي دار خديجة بنت خويلد تكون أمينا علي أموالها تسير


صفحه : 27

بهاحيث شئت قال أريد الشام قال ذلك إليك فسار النبي ص والعباس إلي بيت خديجة و كان من عادته ص إذاأراد زيارة قوم سبقه النور إلي بيتهم فسبقه النور إلي بيت خديجة فقالت لعبدها ميسرة كيف غفلت عن الخيمة حتي عبرت الشمس إلي المجلس قال لست بغافل عنها وخرج فلم يجد تغير وتد و لاطنب ونظر إلي العباس فوجده قدأقبل هو و النبي ص معه فرجع و قال لها يامولاتي‌ هذا ألذي رأيته من أنوار محمدص فجاءت خديجة لتنظر إلي محمد فلما دخل المجلس نهض أعمامه إجلالا له وأجلسوه في أوساطهم فلما استقرّ بهم الجلوس قدمت لهم خديجة الطعام فأكلوا ثم قالت خديجة ياسيدي‌ أنست بك الديار وأضاءت بك الأقدار وأشرقت من طلعتك الأنوار أترضي أن تكون أمينا علي أموالي‌ تسير بهاحيث شئت قال نعم رضيت ثم قال أريد الشام قالت ذلك إليك وإني‌ قدجعلت لمن يسير علي أموالي‌ مائة وقيّة من الذهب الأحمر ومائة وُقيّة من الفضة البيضاء وجملين وراحلتين فهل أنت راض فقال أبوطالب رضي‌ الله عنه رضي‌ ورضينا و أنت ياخديجة محتاجة إليه لأنه من حين خلق ماوقف له العرب علي صبوة وإنه مكين أمين قالت خديجة تحسن ياسيدي‌ تشدّ علي الجمل وترفع عليه الأحمال قال نعم قالت ياميسرة ايتني‌ ببعير حتي أنظر كيف يشدّ عليه محمدفخرج ميسرة وأتي ببعير شديد المراس قوي‌ّ البأس لم يجسر أحد من الرعاة أن يخرجه من بين الإبل لشدّة بأسه فأدناه ليركبه فهدر وشقشق واحمرّت عيناه فقال له العباس ما كان عندك أهون من هذاالبعير تريد أن تمتحن به ابن أخينا فعند ذلك قال النبي ص دعه ياعمّ فلما سمع البعير كلام البشير النذير برك علي قدمي‌ النبي ص وجعل يمرغ وجهه علي قدمي‌ النبي ص ونطق بكلام فصيح و قال


صفحه : 28

من مثلي‌ و قدلمس ظهري‌ سيد المرسلين فقلن النسوة اللاتي‌ كنّ عندخديجة ما هذا إلاسحر عظيم قدأحكمه هذااليتيم قالت لهم خديجة ليس هذاسحرا وإنما هوآيات بينات وكرامات ظاهرات ثم قالت


نطق البعير بفضل أحمدمخبرا.   هذا ألذي شرفت به أمّ القري .

هذا محمدخير مبعوث أتي .   فهو الشفيع وخير من وطأ الثري .

ياحاسديه تمزّقوا من غيظكم .   فهو الحبيب و لاسواه في الوري .

قال وخرج أولاد عبدالمطلب وأخذوا في أُهبة السفر فالتفتت خديجة إلي النبيّ صلي الله عليه وآله وقالت ياسيدي‌ مامعك غير هذه الثياب فليست هذه تصلح للسفر فقال لست أملك غيرها فبكت خديجة وقالت عندي‌ ياسيدي‌ مايصلح للسفر غيرأنهن طوال فامهل حتي أقصرها لك فقال هلميّ‌ بها و كان ص إذالبس القصير يطول و إذالبس الطويل يقصر كأنّه مفصل عليه فأخرجت له ثوبين من قباطي‌ مصر وجبّة عدنيّة وبردة يمنيّة وعمامة عراقيّة وخفين من الأديم وقضيب خيزران فلبس النبي ص الثياب وخرج كأنه البدر في تمامه فلما نظرت إليه جعلت تقول


أوتيت من شرف الجمال فنونا.   ولقد فتنت بهاالقلوب فتونا.

قدكونت للحسن فيك جواهر.   فيهادعيت الجوهر المكنونا.

يا من أعار الظبي‌ في لفتاته .   للحسن جيدا ساميا وجفونا.

انظر إلي جسمي‌ النحيل وكيف قد.   أجريت من دمع العيون عيونا.

صفحه : 29


أسهرت عيني‌ في هواك صبابة.   وملئت قلبي‌ لوعة وجنونا.

ثم قالت ياسيدي‌ عندك ماتركب عليه قال إذاتعبت ركبت أي بعير أردت قالت و مايحملني‌ علي ذلك لاكانت الأموال دونك يا محمد ثم قالت لعبدها ميسرة ايتني‌ بناقتي‌ الصهباء حتي يركبها سيدي‌ محمدفأتي بهاميسرة وهي‌ تزيد علي الأوصاف لايلحقها في سيرها تعب و لايصيبها نصب كأنها خيمة مضروبة أوقبة منصوبة ثم التفتت إلي ميسرة وناصح وقالت لهما اعلما أنني‌ قدأرسلت إليكما أمينا علي أموالي‌ وإنه أميرقريش وسيدها فلايد علي يده فإن باع لايمنع و إن ترك لايؤم وليكن كلامكما له بلطف وأدب و لايعلو كلامكما علي كلامه قال عبدها ميسرة و الله ياسيدتي‌ إن لمحمد عندي‌ محبة عظيمة قديمة والآن قدتضاعف لمحبتك له ثم إن النبي ص ودع خديجة وركب راحلته وخرج وميسرة وناصح بين يديه وعين الله ناظرة إليه فعندها قالت خديجة شعرا


قلب المحب إلي الأحباب مجذوب .   وجسمه بيد الأسقام منهوب .

وقائل كيف طعم الحب قلت له .   الحب عذب ولكن فيه تعذيب .

أقذي [BA]أفذي‌]الذين علي خدي‌ لبعدهم .   دمي‌ ودمعي‌ مسفوح ومسكوب .

ما في الخيام و قدسارت ركابهم .   إلامحب له في القلب محبوب .

كأنما يوسف في كل ناحية.   والحز في كل بيت فيه يعقوب .

صفحه : 30

ثم إن النبي ص سار مجدا للسير إلي الأبطح فوجد القوم مجتمعين وهم لقدومه منتظرون فلما نظروا إلي جمال سيد المرسلين و قدفاق الخلق أجمعين فرح المحب واغتم الحاسد وظهر الحسد والكمد فيمن سبقت له الشقاوة من المكذبين وزادت عقيدة من سبقت له السعادة من المؤمنين فلما نظر العباس إليهم أنشأ يقول


يامخجل الشمس والبدر المنير إذا.   تبسم الثغر لمع البرق منه أضا.

كم معجزات رأينا منك قدظهرت .   ياسيدا ذكره يشفي به المرضي .

فلما نظر النبي ص إلي أموال خديجة علي الأرض و لم يحمل منها شيءزعق علي العبيد و قال ما ألذي منعكم عن شد رحالكم قالوا ياسيدنا لقلة عددنا وكثرة أموالنا فأبرك راحلته ونزل ولوي ذيله في دور منطقته وصار يزعق بالبعير فيقول بإذن الله تعالي فتعجب الناس من فعله فنظر العباس إلي النبي ص و قداحمرت وجناته من العرق فقال كيف أخلي‌ الشمس تقرح هذاالوجه الكريم فعمد إلي خشبة و قال لأتخذن منها حجفة تظل محمدا من حر الشمس فارتجت الأقطار وتجلي الملك الجبار وأمر الأمين جبرئيل ع أن يهبط[اهبط] إلي رضوان خازن الجنان وقل له يخرج لك الغمامة التي‌ خلقتها لحبيبي‌ محمدص قبل أن أخلق آدم بألفي‌ عام وانشرها علي رأس حبيبي‌ محمد فلما رأوها شخصت نحوها الأبصار و قال العباس إن محمدا لكريم علي ربه ولقد استغني عن حجفتي‌ ثم أنشأ يقول


صفحه : 31


وقف الهوي بي‌ حيث كنت فليس لي .   متقدم عنكم و لامتأخر.

ثم سار القوم حتي نزلوا بجحفة الوداع وحطوا رحالهم حتي يلحق بهم المتأخرون فقال مطعم بن عدي‌ ياقوم إنكم سائرون إلي أرض كثيرة المهامة والأوعار و ليس لكم مقدم تستشيرون به وترجعون إلي أمره والرأي‌ عندي‌ أنكم تقدمون عليكم رجلا لتستندوا إلي رأيه وترجعوا إلي أمره عن المنازع والمخالف قالوا نعم ماأشرت به فقال بنو مخزوم نحن نقدم علينا أخانا عمرو بن هشام المخزومي‌ و قال بنو عدي‌ نحن نقدم علينا أميرنا مطعم بن عدي‌ و قال بنو النضر نحن نقدم علينا أميرنا النضر بن الحارث و قال بنو زهرة نحن نقدم علينا أميرنا أحيحة بن الجلاح و قال بنو لوي‌ نحن نقدم علينا أباسفيان صخر بن حرب و قال ميسرة و الله مانقدم علينا إلاسيدنا محمد بن عبد الله و قال بنو هاشم ونحن أيضا نقدم علينا محمدا فقال أبوجهل لئن قدمتم علينا محمدا لأضعن هذاالسيف في بطني‌ وأخرجه من ظهري‌ فقبض حمزة علي سيفه و قال ياوغد الرجال و يانذل الأفعال و الله ماأريد إلا أن يقطع الله يديك ورجليك ويعمي‌ عينيك فقال له النبي ص اغمد سيفك ياعماه و لاتستفتحوا سفركم بالشر دعوهم يسيرون أول النهار ونحن نسير آخره فإن التقدم لقريش و كان ص أول من تكلم بهذه الكلمة وسار أبوجهل و من يلوذ به و قداستغنم من بني‌ هاشم الفرصة و هوينشد و يقول


لقد ضلت حلوم بني‌ قصي‌.   و قدزعموا بتسييد اليتيم .

صفحه : 32


وراموا للخلافة غيركفو.   فكيف يكون ذا الأمر العظيم .

وإني‌ فيهم ليث حمي‌.   بمصقول و لي جد كريم .

فلو قصدوا عبيدة أوظليما.   وصخر الحرب ذا الشرف القديم .

لكنا راضيين لهم وكنا.   لهم تبعا علي خلف ذميم .

فأجابه العباس يقول


ألا أيها الوغد ألذي رام ثلبنا.   أتثلب قرنا في الرجال كريم .

أتثلب يأويك الكريم أخا التقي .   حبيب لرب العالمين عظيم .

و لو لارجال قدعرفنا محلهم .   وهم عندنا في مجدب ومقيم .

لدارت سيوف يفلق الهام حدها.   بأيدي‌ رجال كالليوث تقيم .

حماة كماة كالأسود ضراغم .   إذابرزوا ردوا لكل زعيم .

ثم إن القوم ساروا إلي أن بعدوا عن مكة فنزلوا بواد يقال له واد الأمواه لأنه مجتمع السيول وأنهار الشام و منه تنبع عيون الحجاز فنزل به القوم وحطوا رحالهم و إذابالسحاب قداجتمع فقال النبي ص ماأخوفني‌ علي أهل هذاالوادي‌ أن يدهمهم السيل فيذهب بجميع أموالهم والرأي‌ عندي‌ أن نستند إلي هذاالجبل قال له العباس نعم مارأيت يا ابن أخي‌ فأمر النبي ص أن ينادي‌


صفحه : 33

في القافلة أن ينقلوا رحالهم إلي نحو الجبل مخافة السيل ففعلوا إلارجلا من بني‌ جمح يقال له مصعب و كان له مال كثير فأبي أن يتغير من مكانه و قال ياقوم ماأضعف قلوبكم تنهزمون عن شيء لم تروه و لم تعاينوه فما استتم كلامه إلا و قدترادفت السحاب والبرق ونزل السيل وامتلأ الوادي‌ من الحافة إلي الحافة وأصبح الجمحي‌ وأمواله كأنه لم يكن وأقام القوم في ذلك المكان أربعة أيام والسيل يزداد فقال ميسرة ياسيدي‌ هذه السيول لاتنقطع إلي شهر و لاتقطعه السفار و إن أقمنا هاهنا أضر بنا المقام ويفرق الزاد والرأي‌ عندي‌ أن نرجع إلي مكة فلم يجبه النبي ص إلي ذلك ثم نام فرأي في منامه ملكا يقول له يا محمد لاتحزن إذا كان غداة غد مر قومك بالرحيل وقف علي شفير الوادي‌ فإذارأيت الطير الأبيض قدخط بجناحه فاتبع الخط و أنت تقول بسم الله وبالله وأمر قومك أن يقولوا هذه الكلمة فمن قالها سلم و من حاد عنها غرق فاستيقظ النبي ص و هوفرح مسرور ثم أمر ميسرة أن ينادي‌ في الناس بالرحيل فرحلوا وشد ميسرة رحاله فقال الناس ياميسرة وكيف نسير و هذاالماء لاتقطعه إلاالسفن فقال أما أنا فإن محمدا أمرني‌ و أنا لاأخالفه فقال القوم ونحن أيضا لانخالفه فبادر القوم وتقدم النبي ص ووقف علي شفير الوادي‌ و إذابالطير الأبيض قدأقبل من ذروة الجبل وخط بجناحيه خطا أبيض يلمع فشمر النبي ص أذياله واقتحم الماء و هو يقول بسم الله وبالله فلم يصل الماء إلي نصف ساقه ونادي أيها الناس لايدخل أحد منكم الماء حتي يقول هذه الكلمة فمن قالها سلم


صفحه : 34

و من حاد عنها هلك فاقتحم القوم الماء وهم يقولون الكلمة و لم يتأخر من القوم سوي رجلين أحدهما من بني‌ جمح والآخر من بني‌ عدي‌ فقال العدوي‌ بسم الله وبالله و قال الجمحي‌ بسم اللات والعزي فغرق الجمحي‌ وأمواله وسلم العدوي‌ وأمواله فقال القوم للعدوي‌ مابال صاحبك غرق قال إنه قدعوج لسانه وخالف قول النبي ص فغرق فاغتم أبوجهل لعنه الله وقومه قالوا ما هذا إلاسحر عظيم فقال له بعض أصحابه يا ابن هشام ما هذابسحر ولكن و الله ماأظلت الخضراء و لاأقلت الغبراء أفضل من محمدفلم يرد جوابا وساروا حتي نزلوا علي بئر و كان تنزل عليه العرب في طريق الشام فقال أبوجهل و الله لأجد في نفسي‌ غبنة عظيمة إن رد محمد من سفره هذاسالما ولقد عزمت علي قتله وكيف لي بالحيلة في قتله و هوينظر من ورائه كماينظر من أمامه ولكن أفعل فسوف تنظرون ثم عمد إلي الرمل والحصي وملأ حجره وكبس به البئر فقال أصحابه و لم تفعل ذلك فقال أريد دفن البئر حتي إذاجاء ركب بني‌ هاشم و قدأجهدهم العطش فيموتوا عن آخرهم فتبادر القوم بالرمل والحصي و لم يتركوا للبئر أثرا فقال أبوجهل لعنه الله الآن قدبلغت مرادي‌ ثم التفت إلي عبد له اسمه فلاح و قال له خذ هذه الراحلة و هذه القربة والزاد واختف تحت الجبل فإذاجاء ركب بني‌ هاشم يقدمهم محمد و قدأجهدهم العطش والتعب و لم يجدوا للبئر أثرا فيموتوا فأتني‌ بخبرهم فإذاأتيتني‌ وبشرّتني‌ بموتهم أعتقتك وزوجتك بمن تريد من أهل مكة فقال حبا وكرامة ثم سار أبوجهل وتأخر العبد كماأمره مولاه و إذابركب بني‌ هاشم قدأقبل يتقدمهم محمدفتبادر القوم إلي البئر فلم يجدوا له أثرا فضاقت صدورهم


صفحه : 35

وأيقنوا بالهلاك فلاذوا بمحمدص فقال لهم هل هنا موضع يعرف بالماء قالوا نعم بئر قدردمت بالرمل والحجارة فمشي النبي ص حتي وقف علي شفير البئر فرفع طرفه إلي السماء ونادي ياعظيم الأسماء ياباسط الأرض و يارافع السماء قدأضرّ بنا الظمآء فاسقنا الماء فإذابالحجارة والرمل قدتصلصلت وعين الماء قدنبعت وتفجّرت وجري الماء من تحت أقدامه فسقي القوم دوابّهم وملئوا قربهم وساروا وسار العبد إلي مولاه و قال ماوراءك يافلاح و قال و الله ماأفلح من عادي محمدا وحدّثهم بما عاين منه فامتلأ أبوجهل غيظا و قال للعبد غيب وجهك عني‌ فلاأفلحت أبدا ثم سار حتي وصل واديا من أودية الشام يقال له ذبيان و كان كثير الأشجار إذ خرج من ذلك الوادي‌ ثعبان عظيم كأنه النخلة السحوق ففتح فاه وزفر وخرج من عينيه الشرار فجفلت منه ناقة أبي جهل لعنه الله ولعبت بيديها ورجليها ورمته فكسرت أضلاعه فغشي‌ عليه فلما أفاق قال لعبيده تأخروا إلي جانب الطريق فإذاجاء ركب بني‌ هاشم يتقدمهم محمدقدموه علينا حتي إذارأت ناقته الثعبان فعسي أن ترميه إلي الأرض فيموت ففعل العبيد ماأمرهم به و إذابركب بني‌ هاشم قدأقبل يتقدمهم محمد فقال النبي ص يا ابن هشام أراكم قدنزلتم و ليس هووقت نزولكم فقال له يا محمد و الله قداستحييت أن أتقدم عليك و أنت سيد أهل الصفا وأعلي حسبا ونسبا فتقدم فلعن الله من يبغضك ففرح العباس بذلك وأراد العباس أن يتقدم فنهاه النبي ص و قال ارفق ياعم فما تقديمهم لنا إلالمكيدة لنا ثم إنه ص تقدم أمامهم ودخل إلي ذلك الشعب و إذابالثعبان قدظهر فجفلت منه ناقة النبي ص فزعق بها النبي ص و قال ويحك


صفحه : 36

كيف تخافين وعليك خاتم الرسل وإمام البشر. ثم التفت إلي الثعبان و قال له ارجع من حيث أتيت وإياك أن تتعرض لأحد من الركب فنطق الثعبان بقدرة الله تعالي و قال السلام عليك يا محمد السلام عليك يا أحمد فقال النبي ص السلام علي من اتبع الهدي وخشي‌ عواقب الردي وأطاع الملك الأعلي فعندها قال يا محمد ما أنا من هوام الأرض وإنما أناملك من ملوك الجن واسمي‌ الهام بن الهيم و قدآمنت علي يد أبيك ابراهيم الخليل وسألته الشفاعة فقال هي‌ لولد يظهر من نسلي‌ يقال له محمد ووعدني‌ أن أجتمع بك في هذاالمكان و قدطال بي‌ الانتظار و قدشاهدت المسيح عيسي ابن مريم ع ليلة عرج به إلي السماء و هويوصي‌ الحواريين باتباعك والدخول في ملتك والآن قدجمع الله شملي‌ بك فلاتنسني‌ من الشفاعة ياسيد المرسلين فقال له النبي ص لك ذلك علي فعد من حيث جئت و لاتتعرض لأحد من الركب فغاب الثعبان فلما نظر القوم إلي كلامه عجبوا من ذلك وازداد أعمام النبي ص يقينا وفرحا وازداد الجنود[الحسود]غيظا وحسدا فأنشأ العباس يقول


ياقاصدا نحو الحطيم وزمزم .   بلغ فضائل أحمدالمتكرم .

واشرح لهم ماعاينت عيناك من .   فضل لأحمد والسحاب الأركم .

قل وأت بالآيات في السيل ألذي .   ملأ الفجاج بسيله المتراكم .

ونجا ألذي لم يخط قول محمد.   و هو ألذي أخطأ بوسط جهنم .

والبئر لما أن أضر بنا الظماء.   فدعا الحبيب إلي الإله المنعم .

فاضت عيونا ثم سالت أنهرا.   وغدا الحسود بحسرة وتغمغم .

صفحه : 37


والهام بن الهيم لما أن رأي .   خير البرية جاء كالمستسلم .

ناداه أحمدفاستجاب ملبيا.   وشكا المحبة كالحبيب المغرم .

من عهد ابراهيم ظل مكانه .   يرجو الشفاعة خوف جسر جهنم .

من ذا يقاس أحمد في الفضل من .   كل البرية من فصيح وأعجم .

و به توسل في الخطيئة آدم .   فليعلم الأخبار من لم يعلم .

و لمافرغ العباس من شعره أجابه الزبير وأنشأ يقول شعرا


ياللرجال ذوي‌ البصائر والنظر.   قوموا انظروا أمرا مهولا قدخطر.

هذابيان صادق في عصرنا.   من سيد عالي‌ المراتب مفتخر.

آياته قدأعجزت كل الوري .   من ذا يقايس عدها أويختصر.

منها الغمام تظله مهما مشي .   أني يسير تظله و إذاخطر.

وكذلك الوادي‌ أتي مترادفا.   بالسيل يسحب للحجارة والشجر.

ونجا ألذي قدطاع قول محمد.   وهوي المخالف مستقرا في سقر.

وأزال عنا الضيم من حر الظماء.   من بعد مابان التقلقل والضجر.

والبئر فاضت بالمياه وأقبلت .   تجري‌ علي الأراض أشباه النهر.

والهام فيه عبارة ودلالة.   لذوي‌ العقول ذوي‌ البصائر والفكر.

كاد الحسود يذوب مما عاينت .   عيناه من فضل لأحمد قدظهر.

صفحه : 38


ياللرجال ألا انظروا أنواره .   تعلو علي نور الغزالة والقمر.

الله فضل أحمدا واختاره .   ولقد أذل عدوه ثم احتقر.

فأجابه حمزة رضي‌ الله عنه يقول


مانالت الحساد فيك مرادهم .   طلبوا نقوص الحال منك فزادا.

كادوا و ماخافوا عواقب كيدهم .   والكيد مرجعه علي من كادا.

ما كل من طلب السعادة نالها.   بمكيدة أو أن يروم عنادا.

ياحاسدين محمدا ياويلكم .   حسدا تمزق منكم الأكبادا.

الله فضل أحمدا واختاره .   ولسوف يملكه الوري وبلادا.

وليملأن الأرض من إيمانه .   وليهدين عن الغوي من حادا.

قال فشكرهم النبي ص علي ذلك وساروا جميعا ونزلوا واديا كانوا يتعاهدون فيه الماء قديما فلم يجدوا فيه شيئا من الماء فشمر النبي ص عن ذراعيه وغمس كفيه في الرمل ورمق السماء و هويحرك شفتيه فنبع الماء من بين أصابعه تيارا وجري علي وجه الأرض أنهارا فقال العباس أمسك يا ابن أخي‌ حذرا من الماء أن يغرق أموالنا ثم شربوا وملئوا قربهم وسقوا دوابهم فقال النبي ص لميسرة لعل عندك شيئا من التمر فأحضره و كان يأكل التمر ويغرس النوي في الأرض فقال له العباس لم تفعل ذلك يا ابن أخي‌ قال ياعم أريد أن أغرسها نخلا قال ومتي تطعم


صفحه : 39

قال الساعة نأكل منها ونتزود إن شاء الله تعالي فقال له العباس يا ابن أخي‌ النخلة إذاغرست تثمر في خمس سنين قال ياعم سوف تري من آيات ربي‌ الكبري ثم ساروا حتي تواروا عن الوادي‌ فقال ياعم ارجع إلي الموضع ألذي فيه النخلات واجمع لنا مانأكله فمضي العباس فرأي النخلات قدكبرت وتمايلت أثمارها وأزهرت فأوقر منها راحلة والتحق بالنبي‌ص فكان يأكل من التمر ويطعم القوم فصاروا متعجبين من ذلك فقال أبوجهل لعنه الله لاتأكلوا ياقوم مما يصنعه محمدالساحر فأجابه قومه وقالوا يا ابن هشام أقصر عن الكلام فما هذابسحر ثم سار القوم حتي وصلوا عقبة أيلة و كان بهادير و كان مملوا رهبانا و كان فيهم راهب يرجعون إلي رأيه وعقله يقال له الفيلق بن اليونان بن عبدالصليب و كان يكني أباخبير و قدقرأ الكتب وعنده سفر فيه صفة النبي ص من عهد عيسي ابن مريم ع و كان إذاقرأ الإنجيل علي الرهبان ووصل إلي صفات النبي ص بكي و قال ياأولادي‌ متي تبشروني‌ بقدوم البشير النذير ألذي يبعثه الله من تهامة متوجا بتاج الكرامة تظله الغمامة يشفع في العصاة يوم القيامة فقال له الرهبان لقد قتلت نفسك بالبكاء والأسف علي هذا ألذي تذكره وعسي أن يكون قدقرب أوانه فقال إي‌ و الله إنه قدظهر بالبيت الحرام ودينه عند الله الإسلام فمتي تبشروني‌ بقدومه من أرض الحجاز و هوتظله الغمامة وأنشأ يقول شعرا


لئن نظرت عيني‌ جمال أحبتي‌.   وهبت لبشري الوصل ماملكت يدي‌.

وملكته روحي‌ ومالي‌ غيرها.   و هذاقليل في محبة أحمد.

صفحه : 40


سألت إلهي‌ أن يمن بقربه .   ويجمع شملي‌ بالنبي‌ محمد.

قال و مازال الراهب كلما ذكر الحبيب أكثر النحيب إلي أن حال منه النظر وزاد به الفكر فعند ذلك أشرف بعض الرهبان و قدأشرقت الأنوار من جبين النبي المختار فنظر الرهبان إلي الأنوار و قدتلألأت من الركب و قدأقبل من الفلا وأشرق وعلا تقدمهم سيد الأمم و قدنشرت علي رأسه الغمامة فقالوا يا أباالرهبان هذاركب قدأقبل من الحجاز فقال ياأولادي‌ وكم ركب قدأقبل وأتي و أناأعلل نفسي‌ بلعل وعسي قالوا ياأبانا قدرأينا نورا قدعلا فقال الآن قدزال الشقاء وذهب العناء ثم رفع طرفه نحو السماء و قال إلهي‌ وسيدي‌ ومولاي‌ بجاه هذاالمحبوب ألذي زاد فيه تفكري‌ إلا مارددت علي بصري‌ فما استتم كلامه حتي رد الله عليه بصره فقال الراهب للرهبان كيف رأيتم جاه هذاالمحبوب عندعلام الغيوب ثم أنشأ يقول


بدا النور من وجه النبي فأشرقا.   وأحيا محبا بالصبابة محرقا.

وأبرأ عيونا قدعمين من البكاء.   وأصبح من سوء المكاره مطلقا.

تري هل تري عيناي‌ طلعة وجهه .   وأصبح من رق الضلالة معتقا.

ثم قال ياأولادي‌ إن كان هذا النبي المبعوث في هذاالركب ينزل تحت هذه الشجرة فإنها تخضر وتثمر فقد جلس تحتها عدة من الأنبياء وهي‌ من عهد عيسي ابن مريم ع يابسة و هذه البئر لم نر فيهاماء فإنه يأتي‌ إليها ويشرب منها فما كان


صفحه : 41

إلاقليلا و إذاالركب قدأقبل وحول البئر قدنزلوا وحطوا الأحمال عن الجمال و كان النبي ص يحب الخلوة بنفسه فأقبل تحت الشجرة فاخضرت وأثمرت من وقتها وساعتها فما استقر بهم الجلوس حتي قام النبي ص فمشي إلي البئر فنظر إليها واستحسن عمارتها وتفل فيهافتفجرت منها عيون كثيرة ونبع منها ماء معين فلما رأي الراهب ذلك قال ياأولادي‌ هذا هوالمطلوب فبادروا بصنع الولائم من أحسن الطعام لنتشرف بسيد بني‌ هاشم فإنه سيد الأنام لنأخذ منه الذمة لسائر الرهبان فبادر القوم لأمره طائعين وصنعوا الولائم و قال لهم انزلوا إلي أمير هذاالقوم وقولوا له إن أبانا يسلم عليك و يقول لك إنه قدعمل وليمة و هويسألك أن تجيبه وتأكل من زاده فنزل بعض الرهبان فما رأي أحسن من أبي جهل لعنه الله و لم ير رسول الله صلي الله عليه وآله فأخبر أباجهل بما قاله الراهب فنادي في العرب إن هذاالراهب قدصنع لأجلي‌ وليمة وأريد أن تجيبوا لدعوته فقال القوم من نترك عندأموالنا فقال أبوجهل اجعلوا محمدا عندأموالنا فهو الصادق الأمين و في هذاالمعني قيل شعر


ومناقب شهد العدو بفضلها.   والفضل ماتشهد به الأعداء.

فسار القوم إلي النبي ص وسألوه أن يجلس عندمتاعهم وسار القوم إلي الراهب يتقدمهم أبوجهل لعنه الله و قدأعجب بنفسه فلما دخلوا الدير أحضر لهم الطعام وناداهم بالرحب والإكرام فأخذ القوم في الأكل وأخذ الراهب القلنسوة جعل ينظر فيه ويدور علي القوم رجلا رجلا وجعل ينظر فيهم رجلا رجلا فلم ير صفة النبي


صفحه : 42

صلي الله عليه وآله فرمي القلنسوة عن رأسه ونادي وا خيبتاه وا طول شقوتاه ثم جعل يقول شعرا


يا أهل نجد تقضّي العمر في أسف .   منكم وقلبي‌ لم يبلغ أمانيه .

ياضيعة العمر لاوصل ألوذ به .   من قربكم لا و لاوعد أرجّيه.

قال ثم بعد ذلك قال ياسادات قريش هل بقي‌ منكم أحد فقال أبوجهل نعم بقي‌ منا صبي‌ صغير أجير علي أموال بعض نسائنا فما استتم كلامه حتي قام له حمزة وضربه ضربا وجيعا وألقاه علي قفاه و قال ياوغد الأنام لم لا قلت تأخر منا البشير النذير السراج المنير و ماتركناه عندبضائعنا وأموالنا إلالأمانته و مافينا أصلح منه ثم التفت حمزة إلي الراهب و قال أرني‌ السفر وأخبرني‌ بما فيه فقال سيدي‌ هذاسفر فيه صفة النبي ص لابالطويل الشاهق و لابالقصير اللاصق معتدل القامة بين كتفيه علامة تظله الغمامة يبعث من تهامة شفيع العصاة يوم القيامة قال العباس ياراهب إذارأيته تعرفه قال نعم قال سر معي‌ إلي الشجرة فإن صاحب هذه الصفة تحتها فخرج الراهب من الدير يهرول في خطواته حتي لحق بالنبي‌ص فلما رآه نهض قائما لامتكبرا و لامتجبرا فقال مرحبا بالفيلق بعد ما قال له الراهب السلام عليك يا أباالفتيان فقال له النبي ص وعليك السلام ياعالم الرهبان و يا ابن اليونان يا ابن عبدالصليب فقال الراهب و ماأدراك أني‌ الفيلق بن اليونان بن عبدالصليب قال ألذي أخبرك أني‌ أبعث في آخر الزمان بالأمر العجيب فانكب الراهب علي قدميه يقبلهما و هو يقول ياسيد البشر لعلك أن تجيب لوليمتنا لتحصل لنا بهاالكرامة ونفوز بمحبتك يوم القيامة فقال له النبي ص اعلم أن القوم


صفحه : 43

أودعوني‌ في أموالهم فقال يامولاي‌ تصدق علينا بالمسير إن عدم لهم عقال علي ببعير فقال له النبي ص سر وسار معهم إلي ديرهم و كان له بابان واحد كبير والآخر صغير و قدوضعوا بحيال الباب الصغير كنيسة فيهاتصاوير وتماثيل فإذادخل الرجل من الباب الصغير ينحني‌ برأسه و ذلك برسم السجود للتصاوير في الكنيسة فخطر في نفسه أنه يدخل النبي ص من الباب الصغير ليتلذذ بمعاجزه وغرائب كراماته فلما دخل الراهب أمامه داخله الفزع من النبي ص فلما دخل النبي ص من الباب القصير أمر الله تعالي عضادتي‌ الباب أن ترتفع فارتفع الباب حتي دخل النبي ص منتصب القامة فلما أشرف علي القوم قاموا له إجلالا وأجلسوه في أوساطهم علي أعلي مكان ووقف الراهب بين يديه والرهبان حوله فقدموا بين يديه طرائف الشام ثم رمق الراهب بطرفه إلي السماء فقال إلهي‌ وسيدي‌ ومولاي‌ أرني‌ خاتم النبوة فأرسل الله عز و جل جبرئيل ورفع ثيابه عن ظهره فبان خاتم النبوة بين كتفيه فسطع منه نور ساطع فلما رآه الراهب خر ساجدا هيبة من ذلك النور ثم رفع رأسه و قال هو أنت حقا ثم إن حمزة أنشأ يقول


أنت المظلل بالغمام و قدرأي .   الرهبان أنك ذاك وانكشف الخبر.

ربيت في بحبوح مكة بعد ما.   وضع الخليل وفاق فخرك من فخر.

ورضعت في سعد لثدي‌ حليمة.   كرما ففاض الثدي‌ نحوك وانحدر.

قال فشكره النبي ص وتفرق القوم إلي رحالهم و قدكمد أبوجهل غيظا وبقي‌ ميسرة والراهب مع النبي ص فقال الراهب ياسيدي‌ أبشر فإن الله يوطئ لك رقاب


صفحه : 44

العرب وتملك سائر البلاد وينزل عليك القرآن وتدين لك الأنام ودينك عند الله هوالإسلام وتنكس الأصنام وتمحق الأديان وتخمد النيران وتكسر الصلبان ويبقي ذكرك إلي آخر الزمان فأسألك ياسيدي‌ أن تتصدق علينا بالذمام لسائر الرهبان لتأخذ منهم أمتك الجزية في ذلك الزمان فيا ليتني‌ كنت معك حتي تبعث ياسيدي‌ فأعطاهم النبي ص الذمام وأكرمهم غاية الإكرام . و قال الراهب لميسرة ياميسرة اقرأ مولاتك مني‌ السلام واعلم أنها قدظفرت بسيد الأنام و أنه سيكون لك شأن من الشأن وتفضل علي سائر الخاص والعام وأحذّرها أن تفوتها القرب من هذاالسيد فإن الله تعالي سيجعل نسلها من نسله وتبقي ذكرها إلي آخر الزمان ويحسدها عليه كل أحد وأعلمها أنه لايدخل الجنة إلا من يؤمن به ويصدق برسالته و أنه أشرف الأنبياء وأفضلهم وأصفاهم سريرة واحذر عليه من أعدائه اليهود في الشام حتي يعود إلي البيت الحرام ثم ودع الراهب وخرج النبي ص ولحق بالقوم وساروا من وقتهم وساعتهم إلي أن نزلوا بأرض الشام وحطوا رحالهم فبادر أهل المدينة واشتروا بضاعتهم وباعت قريش بضائعها بأغلي أثمان في أحسن بيع و أما ما كان من النبي ص فإنه لم يبع شيئا من بضاعته فقال أبوجهل لعنه الله و الله مارأت خديجة سفرة أشأم من هذه لم يبع من بضاعتها شيئا فلما أصبح الصباح نادي العرب فلما أقبلت من كل جانب ومكان يريدون البضائع فلم


صفحه : 45

يجدوا إلابضائع خديجة فباعها النبي ص بأضعاف ماباعت قريش فاغتم أبوجهل لذلك غما شديدا و لم يبق من بضائع خديجة إلاحمل أديم فجاء رجل من اليهود يقال له سعيد بن قطمور و كان من أحبار اليهود وكهانهم و كان قداطلع علي صفة النبي ص فلما نظر إليه عرفه بالنور و قال هذا ألذي يسفه أحلامنا ويعطل أدياننا ويرمل نسواننا و أناأحتال علي قتله ثم دنا من النبي ص و قال ياسيدي‌ بكم هذاالحمل فقال بخمس مائة درهم لاينقص منها شيء قال اشتريت بشرط أن تسير معي‌ إلي منزلي‌ وتأكل من طعامي‌ حتي تحصل لنا البركة فقال النبي ص نعم فأخذ اليهودي‌ حمل الأديم وسار إلي منزله وسار النبي ص فلما قرب اليهودي‌ من منزله سبق إلي زوجته و قال لها أريد منك أن تساعديني‌ علي قتل هذا ألذي يعطل أدياننا قالت وكيف أصنع به قال خذي‌ فردة الرحي واقعدي‌ علي باب الدار فإذارأيتيه قبض منا ثمن حمل الأديم وخرج ارمي‌ عليه فردة الرحي حتي تقتليه ونستريح منه قال فأخذت زوجة اليهودي‌ الرحي وطلعت علي سطح الدار فلما خرج النبي ص همت أن تلقي‌ عليه الرحي فأمسك الله يديها ورجف قلبها و قدغشي‌ عليها من نور وجه رسول الله ص و كان لها ولدان قائمان بفناء الدار فسقطت الرحي عليهما فماتا فلما نظر اليهودي‌ إلي ماجري علي أولاده نادي بأعلي صوته يابني‌ قريظة فأجابوه من كل جانب ومكان وقالوا له ماوراءك قال اعلموا أنه قدحل


صفحه : 46

ببلدكم هذا الرجل ألذي يعطل أديانكم ويسفه أحلامكم و قددخل منزلي‌ وأكل من طعامي‌ وقتل أولادي‌ فلما سمعت اليهود ذلك منه ركبوا خيولهم وجردوا سيوفهم وحملوا علي قريش بأجمعهم فلما نظر أعمام النبي ص إلي اليهود لبسوا دروعهم وبيضهم وركبوا خيولهم العربية وارتفع الصياح وشهروا الصفاح وقالوا ماأبركه من صائح صاح وركب حمزة علي جواده و هوأشقر مضمر حسن المنظر مليح المخبر صافي‌ الجوهر من خيل قيصر وتقلد سيفه واعتقل رمحه ولبس درعه وحمل علي اليهود فهناك جاشت عليهم الخيل من كل مكان وحل بهم الوبال فأجمع رأيهم علي أن ينفذوا منهم سبعة رجال من رؤسائهم بلا سلاح فلما رأتهم قريش من غيرسلاح قالوا ماشأنكم قالوا يامعشر العرب إن هذا الرجل ألذي معكم يعنون بذلك النبي ص أول من يبد‌ئ بخراب دياركم وقتل رجالكم وتكسير أصنامكم والرأي‌ عندنا أن تسلموه لنا حتي نقتله ونستريح منه نحن وأنتم فلما سمع حمزة الكلام قال ياويلكم هيهات هيهات أن نسلمه إليكم فهو نورنا وسراجنا و لوتلفت فيه أرواحنا فهي‌ فداه دون أموالنا فلما سمع اليهود ذلك آيسوا من بلوغ مرادهم ورجعوا علي أعقابهم فلما عاين قريش اليهود و قدانقلب بعضهم علي بعض رأوها فرصة


صفحه : 47

فرحل القوم يجدون السير إلي ديارهم و قدغنموا أسلابا من اليهود وخيلهم وسلاحهم و قدفرحوا بالنصر والظفر فلما استقاموا علي الطريق قال لهم ميسرة مامنكم أحد ياقوم إلا و قدسافر مرة أومرتين أوأكثر فهل رأيتم أبرك من هذه السفرة وأكثر من ربحها و ما ذلك إلاببركة محمدص و هونشأ فيكم و هوقليل المال فهل لكم أن تجمعوا له شيئا من بينكم علي جهة الهدية حتي يستعين به علي حاله فقالوا له و الله لقد أصبت الرأي‌ ياميسرة ثم إن القوم نزلوا منزلا كثير الماء والأشجار والأنهار فاستخرج كل واحد منهم شيئا لطيفا وجاءوا به علي سبيل الهدية و كان يحب الهدية ويكره الصدقة فلما جمعوه بين يديه قالوا له خذها مباركة عليك فدفعها إلي ميسرة و لم يرد جوابا ثم إن القوم رحلوا يجدون السير ويقطعون الفيافي‌ والأودية إلي أن نزلوا دير الراهب و هوالوادي‌ ألذي تزودوا منه التمر ثم إنهم رحلوا حتي قربوا من مكة ونزلوا بحجفة الوداع فأخذ الناس ينفذون إلي أهاليهم يبشرونهم بقدومهم وغنمهم قال أبوجهل لعنه الله ياقوم مارأيت ربحا أكثر من سفرتنا هذه فقالوا نعم قال وأكثرنا أرباحا محمدص قال ماكنت أحسب أنه يجلبهم من أماكنهم ويبيع عليهم بأغلي الثمن ثم أخذ القوم في إنفاذ رسلهم ونفذ أبوجهل وغيره رسلا فأقبل ميسرة إلي النبي ص و قال ياقرة العين هل أرشدك إلي خير يصل إليك قال ما هو قال تسير من وقتك وساعتك إلي مولاتي‌ خديجة وتبشرها بسلامة أموالها فإنها تعطي‌ من يبشرها خيرا كثيرا و أناأحب أن يكون ذلك لك فقم الآن وسر إلي مكة وادخل علي مولاتي‌ خديجة وبشرها بسلامة أموالها فقام النبي ص و قال ياميسرة أوصيك بمالك ونفسك خيرا وركب مستقبل الطريق وحده يريد مكة وغاب عن الأبصار فبعث الله ملكا يطوي‌ له البعيد ويهون عليه الصعب الشديد فلما أشرف علي الجبال


صفحه : 48

أرسل الله عليه النوم فنام فأوحي الله تعالي إلي جبرئيل أن اهبط إلي جنات عدن وأخرج منها القبة التي‌ خلقتها لصفوتي‌ محمدص قبل أن أخلق آدم ع بألفي‌ عام وانشرها علي رأسه وكانت من الياقوت الأحمر معلقة بعلائق من اللؤلؤ الأبيض يري باطنها من ظاهرها وظاهرها من باطنها لها أربعة أركان وأربعة أبواب ركن من الزبرجد وركن من الياقوت وركن من العقيان وركن من اللؤلؤ وكذا الأبواب فنزل جبرئيل واستخرجها فتباشرت الحور العين وأشرفت من قصورها وقلن لك الحمد يارحمان هذاالآن يبعث صاحب القبة وهبت ريح الرحمة وصفقت الأشجار ونشر جبرئيل ع القبة علي رأس النبي ص وأحدقت الملائكة بأركانها ثم أعلنوا بالتقديس والتسبيح ونشر جبرئيل بين يديه ثلاثة أعلام وتطاولت الجبال ونادت الأشجار والأطيار والأملاك يقولون لاإله إلا الله محمد رسول الله ص هنيئا لك من عبد ماأكرمك علي الله تعالي قال وكانت خديجة متكئة علي موضع عال وجواريها حولها وعندها جماعة من نساء قريش وهي‌ تطيل النظر إلي شعاب مكة إذ كشف الله تعالي عن بصرها دون غيرها و قدنظرت نورا ساطعا وضياء لامعا من جهة باب المعلي ثم إنها حققت النظر فرأت القبة والمحدقين بهاناشرين أعلامها و النبي ص نائم بهافحارت في أمرها فجعلت تنظر إليه فقلن لها النسوة مالنا نراك باهتة يابنت العم فقالت يابنات العرب أنانائمة أم يقظانة فقلن نعيذك بالله بل أنت يقظانة قالت لهن انظروا إلي باب المعلي وانظروا إلي القبة قلن نعم رأينا قالت لهن و ما


صفحه : 49

ألذي ترون غير ذلك قلن نري نورا ساطعا وضياء لامعا قدبلغ عنان السماء قالت و ما ألذي ترون غير ذلك قلن لم نر شيئا قالت أ ماترون القبة والراكب والأطيار الخضر المحدقين بالقبة فقلن لها لم نر شيئا قالت أري راكبا أبهي من نور الشمس في قبة خضراء لم أر أحسن منها علي ناقة واسعة الخطا و لاشك أن الناقة هي‌ ناقتي‌ الصهباء والراكب محمدص فقلن ياسيدتنا و من أين لمحمدص ماتقولين و ليس يقدر علي هذاكسري و لاقيصر فقالت لهن فضل محمدأعظم من ذلك ثم إن الناقة دخلت بين الشعاب ثم قصدت باب المعلي ثم إن الملائكة عرجت إلي السماء وعرج جبرئيل ع بالقبة والأعلام وانتبه النبي ص من نومه ودخل مكة وقصد منزل خديجة فوجدها وهي‌ تقول متي يصل محمد حتي أمتع بالنظر إليه وهي‌ تقوم وتقعد و إذابالنبي‌ص قدقرع الباب قالت الجارية من بالباب قال أنا محمد قدجئت أبشر خديجة بقدوم أموالها وسلامتها فلما سمعت خديجة كلام رسول الله ص انحدرت إلي وسط الدار ووقفت بالحجاب وفتحت الجارية الباب فقال السلام عليكم يا أهل البيت فقالت خديجة هنيئا لك السلامة ياقرة عيني‌ قال و أنت يهنؤك سلامة أموالك قالت خديجة تهنئني‌ سلامتك أنت ياقرة العين فو الله أنت عندي‌ خير من جميع الأموال والأهل ثم قالت شعرا


جاء الحبيب ألذي أهواه من سفر.   والشمس قدأثرت في وجهه أثرا.

عجبت للشمس من تقبيل وجنته .   والشمس لاينبغي‌ أن تدرك القمرا.

ثم قالت ياحبيبي‌ أين خلفت الركب قال بالجحفة قالت ومتي عهدك بهم قال ساعتي‌ هذه فلما سمعت خديجة كلامه اقشعر جلدها وقالت سألتك بالله أنك فارقتهم بالجحفة قال نعم ولكن طوي الله لي البعيد قالت و الله ماكنت أحب أن تجي‌ء هكذا وحيدا إنما كنت أحب أن تكون أول القوم وأنظر إليك و أنت مقدم


صفحه : 50

الرجال وأرسل إليك جواري‌ علي رءوس الجبال بأيديهم المباخر والمعازف وآمر عبيدي‌ بالذبائح والعقائر و يكون لك يوم مشهور قال ياخديجة إني‌ أتيت و لم يعلم بي‌ أحد من أهل مكة فإن أمرتيني‌ بالرجوع رجعت من هذه الساعة وتفعلين مرادك فقالت له ياسيدي‌ أمهل قليلا ثم عملت له زادا ساخنا فوضعته في مزادة وكانت العرب تعرفه بنقائه وطيب ريحه وملأت له قربة من ماء زمزم وقالت له ارجع أودعتك من طوي لك البعيد من الأرض فرجع النبي ص ثم إن خديجة رجعت إلي موضعها لتنظر هل تعود القبة أم لا و إذابالقبة قدعادت وجبرئيل قدنزل والملائكة قدأحدقوا بهاكالأول ففرحت خديجة بذلك وأنشأت تقول


نعم لي منكم ملزم أي ملزم .   ووصل مدي الأيام لم يتصرم .

و لو لم يكن قلب المتيم فيكم .   جريحا لماسالت دموعي‌ بالدم .

و لم يخل طرفي‌ ساعة من خيالكم .   و من حبكم قلبي‌ و من ذكركم فمي‌.

و لوجبلا حملتموه بعادكم .   لمال و مازال جسمي‌ وأعظمي‌.

أشد علي كبدي‌ يدي‌ فيردها.   بما فيه من وجد من الشوق مضرم .

طويت الهوي والشوق ينشر طيه .   وكتمت أشجاني‌ فلم تتكتم .

فيا رب قدطالت بنا شقة النوي .   و أنت قدير تنظم الشمل فانظم .

قال ثم إن النبي ص سار قليلا والتحق بالقوم وبعضهم يقظان وبعضهم رقود فلما أحس به ميسرة قال من الطارق في هذاالليل العاكر قال


صفحه : 51

أنا محمد بن عبد الله قال ياسيدي‌ ماعهدتك أن تهزأ وعهدي‌ بك أنك سائر فما ألذي أرجعك ياسيدي‌ فقال له ياميسرة إني‌ سافرت ثم عدت فضحك ميسرة و قال سافرت إلي ذيل هذاالجبل ثم عدت قال النبي ص بل قصدت البيت الحرام فقال له ميسرة ماعهدت منك ياسيدي‌ إلاالصدق فقال ياميسرة ما قلت لك إلاالصدق فإن كان عندك شك فهذا خبز مولاتك خديجة و هذاماء زمزم فلما نظر ميسرة إلي ذلك نهض قائما علي قدميه ونادي يامعاشر قريش و يابني‌ النضر و يابني‌ زهرة و يابني‌ هاشم هل غاب محمدعنكم غيرساعتين أوأقل من ذلك فقالوا نعم قال قدسار إلي مكة ورجع و هذاخبز مولاتي‌ خديجة و هذاماء زمزم فتعجب القوم ودهشت عقولهم وصاح أبوجهل لعنه الله و قال لايبعد هذا علي الساحر فلما أصبح الصباح بلغ العرب وسبق الخبر بقدوم القافلة وخرج أهل مكة مبادرين وسبق عبيد خديجة وجواريها وتفرقوا في شعاب مكة وأوديتها بأيديهم المعازف والمباخر فكان النبي ص مايمر علي عبد من عبيد خديجة إلايعقر ناقة فرحا بقدومه ثم تفرق الناس إلي منازلهم ونظرت خديجة إلي جمالها و قدأقبلت كالعرائس وكانت معتادة أن يموت بعض جمالها ويجرب بعضها إلاتلك السفرة فإنها لم تنقص منها شعرة فوقف قريش متعجبين من تلك الجمال كلما مر بهم جمل بإزائه ناقة هيفاء فيقولون لمن هذافيقال هذا ما


صفحه : 52

أفاده محمدص لخديجة من الشام فذهلت عقول قريش لذلك فلما اجتمعت أموال خديجة فكوا رحالها وعرضوا الجميع علي خديجة وكانت جالسة خلف الحجاب و النبي ص جالس وسط الدار وميسرة يعرض عليها الأمتعة شيئا فشيئا فنظرت خديجة إلي شيء قدأدهشها فبعثت إلي أبيها تعرفه بذلك وترغبه في محمدص فلم تك إلاساعة واحدة و إذابخويلد قدأقبل ودخل منزل ابنته خديجة و هومتزين بالثياب متقلد سيفا فلما نظرت إليه قامت وأجلسته إلي جنبها وابتدأته بالترحيب وجعلت تعرض عليه البضائع وهي‌ تقول ياأبت هذاكله ببركة محمدص و الله ياأبتاه إنه مبارك الطلعة ميمون الغرة فما ربحت ربحا أغنم من هذه السفرة ثم التفتت إلي ميسرة وقالت حدثني‌ كيف كان سفركم و ما ألذي عاينتم من محمدص قال ياسيدتي‌ وهل أطيق أن أصف لك بعضا من صفاته و ماعاينت منه ص ثم أخبرها بحديث السيل والبئر والثعبان والنخل و ماأخبره الراهب و ماأوصاه إلي خديجة فقالت حسبك ياميسرة لقد زدتني‌ شوقا إلي محمدص اذهب فأنت حر لوجه الله وزوجتك وأولادك و لك عندي‌ مائتا درهم وراحلتان وخلعت عليه خلعة سنية و قدامتلأ سرورا وفرحا ثم إن خديجة التفتت إلي النبي ص وقالت ادن مني‌ فلاحجاب اليوم بيني‌ وبينك ثم رفعت عنها الحجاب وأمرت أن ينصب له كرسي‌ من العاج والآبنوس وأجلسته عليه وقالت ياسيدي‌ كيف كان سفركم فأخذ يحدثها بما باعه و ماشراه فرأت خديجة ربحا عظيما وقالت ياسيدي‌ لقد فرحتني‌ بطلعتك وأسعدتني‌ برؤيتك فلالقيت بؤسا و لارأيت نحوسا ثم جعلت تقول شعرا


فلو أنني‌ أمسيت في كل نعمة.   ودامت لي الدنيا وملك الأكاسرة.

فما سويت عندي‌ جناح بعوضة.   إذا لم يكن عيني‌ لعينك ناظرة.

قال ثم إن خديجة قالت ياسيدي‌ لك عندي‌ حق البشارة زيادة علي ما كان بيننا فهل لك الساعة من حاجة فتقضي قال ص حتي أستريح وأعود إليك ثم خرج و


صفحه : 53

دخل منزل عمه أبي طالب و كان أبوطالب فرحا بما عاين من ابن أخيه فقبل ما بين عينيه وجاءت أعمامه حوله و قال أبوطالب ياولدي‌ ما ألذي أعطتك خديجة قال وعدتني‌ الزيادة علي مابيننا قال هذه نعمة جليلة و قدعزمت أن أترك لك بعيرين تسافر عليهما وراحلتين تصلح بهما شأنك و أماالذهب والفضة أخطب لك بهما فتاة من نسوان قريش من قومك ثم لاأبالي‌ بالموت حيث أتي وكيف نزل فقال ياعماه افعل مابدا لك فلما كان وقت الغداة اغتسل النبي ص من وعك السفر وتطيب وسرح رأسه ولبس أفخر أثوابه وسار إلي منزل خديجة فلم يجد عندها سوي ميسرة فلما رأته فرحت بقدومه وجعلت تقول


دنا فرمي من قوس حاجبه سهما.   فصادفني‌ حتي قتلت به ظلما.

وأسفر عن وجه وأسبل شعره .   فبات يباهي‌ البدر في ليلة ظلماء.

و لم أدر حتي زار من غيرموعد.   علي رغم واش ماأحاط به علما.

وعلمني‌ من طيب حسن حديثه .   منادمة يستنطق الصخرة الصماء.

قال ثم التفتت إليه وقالت ياسيدي‌ نعمت الصباح ودامت لك الأفراح هل من حاجة فتقضي فاستحيا وطأطأ رأسه وعرق جبينه فأقبلت عليه تلاطفه في الكلام ثم قالت ياسيدي‌ إذاسألتك عن شيءتخبرني‌ قال نعم قالت خديجة إذاأخذت الجمال والمال من عندي‌ ماتريد أن تصنع به قال لها و ماتريدين بذلك ياخديجة قالت أزيدك و ماأقدر عليه قال اعلمي‌ أن عمي‌ أباطالب قدأشار علي أن يترك لي بعيرين أسافر بهما وبعيرين أصلح بهما شأني‌ والذهب والفضة يخطب لي بهما امرأة من قومي‌ تقنع مني‌ بالقليل و لاتكلفني‌ ما لاأطيق فتبسمت خديجة وقالت ياسيدي‌ أ ما


صفحه : 54

ترضي أني‌ أخطب لك امرأة تحسن بقلبي‌ قال نعم قالت قدوجدت لك زوجة وهي‌ من أهل مكة من قومك وهي‌ أكثرهن مالا وأحسنهن جمالا وأعظمهن كمالا وأعفهن فرجا وأبسطهن يدا طاهرة مصونة تساعدك علي الأمور وتقنع منك بالميسور و لاترضي من غيرك بالكثير وهي‌ قريبة منك في النسب يحسدك عليه جميع الملوك والعرب غيرأني‌ أصف لك عيبها كماوصفت لك خيرها قال و ما ذلك قالت عرفت قبلك رجلين وهي‌ أكبر منك سنا قال ص سميها لي قالت هي‌ مملوكتك خديجة فأطرق منها خجلا حتي عرق جبينه وأمسك عن الكلام فأعادت عليه القول مرة أخري وقالت ياسيدي‌ ما لك لاتجيب و أنت و الله لي حبيب وإني‌ لاأخالف لك أمرا وأنشأت تقول


ياسعد إن جزت بوادي‌ الأراك .   بلغ قليبا ضاع مني‌ هناك .

واستفت غزلان الفلا سائلا.   هل لأسير الحب منهم فكاك .

و إن تري [BA]تر]ركبا بوادي‌ الحمي .   سائلهم عني‌ و من لي بذاك .

نعم سروا واستصحبوا ناظري‌.   والآن عيني‌ تشتهي‌ أن تراك .

ما في من عضو و لامفصل .   إلا و قدركب منه هواك .

عذبتني‌ بالهجرة بعدالجفاء.   ياسيدي‌ ماذا جزاء بذاك .

فاحكم بما شئت و ماترتضي‌.   فالقلب مايرضيه إلارضاك .

صفحه : 55

قال ثم ألحت عليه بالكلام فقال لها ياابنة العم أنت امرأة ذات مال و أنافقير لاأملك إلا ماتجودين به علي و ليس مثلك من يرغب في مثلي‌ و أناأطلب امرأة يكون حالها كحالي‌ ومالها كمالي‌ و أنت ملكة لايصلح لك إلاالملوك فلما سمعت كلامه قالت و الله يا محمد إن كان مالك قليلا فمالي‌ كثير و من يسمح لك بنفسه كيف لايسمح لك بماله و أنا ومالي‌ وجواري‌ وجميع ماأملك بين يديك و في حكمك لاأمنعك منه شيئا وحق الكعبة والصفا ما كان ظني‌ أن تبعدني‌ عنك ثم ذرفت عبرتها وقالت شعرا


و الله ماهب نسيم الشمال .   إلاتذكرت ليالي‌ الوصال .

و لاأضا من نحوكم بارق .   إلاتوهمت لطيف الخيال .

أحبابنا ماخطرت خطرة.   منكم غداة الوصل مني‌ ببال .

جور الليالي‌ خصني‌ بالجفا.   منكم و من يأمن جور الليال .

رقوا وجودوا واعطفوا وارحموا.   لابد لي منكم علي كل حال .

قال ثم إن خديجة قالت ورب احتجب عن الأبصار وعلم حقيقة الأسرار


صفحه : 56

إني‌ محقة لك في هذاالأمر قم إلي عمومتك وقل لهم يخطبوني‌ لك من أبي و لاتخف من كثرة المهر فهو عندي‌ و أناأقوم لك بالهدايا والمصانعات فسر وأحسن الظن فيمن أحسن بك الظن فخرج النبي ص من عندها ودخل علي عمه أبي طالب والسرور في وجهه فوجد أعمامه مجتمعين فنظر إليه أبوطالب و قال يا ابن أخي‌ يهنؤك ماأعطتك خديجة وأظنها قدغمرتك من عطاياها قال محمدص ياعم لي إليك حاجة قال و ماهي‌ قال تنهض أنت وأعمامي‌ هذه الساعة إلي خويلد وتخطبون لي منه خديجة فلم يرد أحد منهم عليه جوابا غير أبي طالب فقال ياحبيبي‌ إليك نصير وبأمرك نستشير في أمورنا و أنت تعلم أن خديجة امرأة كاملة ميمونة فاضلة تخشي العار وتحذر الشنار و قدعرفت قبلك رجلين أحدهما عتيق بن عائذ والآخر عمرو الكندي‌ و قدرزقت منه ولدا وخطبها ملوك العرب ورؤساؤهم وصناديد قريش وسادات بني‌ هاشم وملوك اليمن وأكابر الطائف وبذلوا لها الأموال فلم ترغب في أحد منهم ورأت أنها أكبر منهم و أنت يا ابن أخي‌ فقير لامال لك و لاتجارة وخديجة امرأة مزاحة عليك فلاتعلل نفسك بمزاحها و لاتسمع قريشا هذاالأمر فقال أبولهب يا ابن أخي‌ لاتجعلنا في أفواه العرب و أنت لاتصلح لخديجة فقام إليه العباس وانتهره و قال و الله إنك لرذل الرجال ردي‌ الأفعال و ماعسي أن يقولوا في ابن أخي‌ و الله إنه أكثر منهم جمالا وأزيد كمالا وبما ذا تتكبر عليه خديجة لمالها أم لزيادة كمالها وجمالها فأقسم برب الكعبة لأن طلبت عليه مالا لأركبن جوادي‌ وأطوف في الفلوات ولأدخلن


صفحه : 57

علي الملوك حتي أجمع له ماتطلب عليه خديجة قال النبي ص يامعاشر الأعمام قدأطلتم الكلام فيما لافائدة فيه قوموا واخطبوا لي خديجة من أبيها فما عندكم من العلم مثل ماعندي‌ منها فنهضت صفية بنت عبدالمطلب رضي‌ الله عنها وقالت و الله أناأعلم أن ابن أخي‌ صادق فيما قاله ويمكن أن تكون خديجة مازحة عليه ولكن أناأروح وأبين لكم الأمر ثم لبست أفخر ثيابها وسارت نحو منزل خديجة فلقيتها بعض جواريها في الطريق فسبقتها إلي الدار وأعلمت خديجة بقدوم صفية بنت عبدالمطلب وكانت قدعزمت علي النوم فأخلت لها المكان و قدعثرت خديجة بذيلها فقالت لاأفلح من عاداك يا محمدفسمعت صفية كلام خديجة فقالت في نفسها أجاد الدليل ثم طرقت الباب ففتح وجاءت إلي خديجة فلقيتها بالرحب والتحية وأرادت أن تأتي‌ لها بطعام فقالت ياخديجة ماجئت لأكل طعام بل ياابنة العم جئت أسألك عن كلام أ هوصحيح أم لافقالت خديجة بل هوصحيح إن شئت تخفيه أوشئت تبديه و أنا قدخطبت محمدا لنفسي‌ وتحملت عنه مهري‌ فلاتكذبوه إن كان قدذكر لكم بشي‌ء وإني‌ قدعلمت أنه مؤيد من رب السماء فتبسمت صفية وقالت و الله إنك لمعذورة فيمن أحببت و الله ماشاهدت عيني‌ مثل نور جبينه و لاأعذب من كلام ابن أخي‌ و لاأحلي من لفظه ثم أنشأت تقول شعرا


الله أكبر كل الحسن في العرب .   كم تحت غرة هذاالبدر من عجب .

قوامه ثم إن مالت ذوائبه .   من خلفه فهي‌ تغنيه عن الأدب .

تبت يد اللائمي‌ فيه وحاسده .   و ليس لي في سواه قط من أرب .

صفحه : 58

قال ثم إن صفية رضي‌ الله عنها عزمت علي الخروج من بيتها فقالت لها خديجة أمهلي‌ قليلا ثم أخرجت خلعة سنية وخلعتها علي صفية وضمتها إلي صدرها وقالت ياصفية بالله عليك إلا ماأعنتيني‌ علي وصال محمدص قالت نعم ثم خرجت طالبة لإخوتها فقالوا لها ماوراءك ياصفية ياابنة الطيبين قالت ياإخوتي‌ قوموا إن كنتم قائمين فو الله إن لها في ابن أخيكم محمدص رغبة ليس تدرك ففرحوا بذلك كلهم غير أبي لهب فإن كلامها زاده غيظا وحسدا لمحمدص و ذلك بسبب الشقاوة السابقة فزعق بهم العباس و قال فما قعودكم إذ كان قدحصل الأمر فنهضوا جميعا إلي دار خويلد و قدعمد أبوطالب إلي النبي ص وألبسه أحسن الثياب وقلده سيفا وأركبه علي جواده ودار حوله عمومته وكلهم محدقون به فلقاهم أبوبكر بن أبي قحافة و قال إلي أين تريدون ياأولاد عبدالمطلب لقد كنت قاصدا إليكم في حاجة خطرت ببالي‌ فقال له العباس و ماهي‌ اذكرها قال رأيت في منامي‌ كأن نجما قدظهر في منزل أبي طالب وارتفع إلي أفق السماء وأنار واستنار إلي أن صار كالقمر الزاهر ثم نزل بين الجدران فتبعته فإذا هو قددخل في بيت خديجة بنت خويلد ودخل معها تحت الثياب فما تأويله قال له أبوطالب ها نحن لها قاصدون و علي خطبتها معولون ثم ساروا حتي وصلوا منزل خويلد فسبقتهم الجواري‌ إليه و كان يشرب الخمر و قدلعب الخمر في رأسه فلما نظر إلي بني‌ هاشم قام لهم و قال مرحبا وأهلا بأبناء آبائنا وأعز الخلق علينا فقال أبوطالب ياخويلد ماجئنا إلالحاجة و أنت تعلم قربنا منكم ونحن في هذاالحرم أبناء أب واحد و قدجئنا خاطبين ابنتك خديجة لسيدنا ونحن لها راغبون فقال خويلد


صفحه : 59

و من الخاطب منكم و من المخطوبة مني‌ فقال أبوطالب الخاطب منا محمد ابن أخي‌ والمخطوبة خديجة فلما سمع ذلك خويلد تغير لونه وكبر عليه و قال و الله إن فيكم الكفاية وأنتم أعز الخلق علينا ولكن خديجة قدملكت نفسها وعقلها أوفر من عقلي‌ و أنا لم تطب قلبي‌ إن خطبها الملوك فكيف و هذا محمدفقير صعلوك فقام إليه حمزة رضي‌ الله عنه فقال له لايقدر اليوم بأمس و لاتشاكل القمر بالشمس يابادي‌ الجهل و ياخسيف العقل أ ماعلمت أنك قدضل رشدك وغاب عقلك أتثلب ابن أخينا أ ماعلمت أنه إذاأراد أموالنا وأرواحنا قدمنا الكل بين يديه ولكن سوف يبين لك غب فعلك ثم نفض أثوابه ونهض ونهض إخوته وساروا إلي منازلهم وبلغ الخبر خديجة من جارية لها فقالت ماوراءك قالت أمر يغم القلوب فقالت لها ماذا ياويحك قالت إن أباك قدرد أولاد عبدالمطلب خائبين فلما سمعت خديجة كلامها قالت اطلبي‌ لي عمي‌ ورقة فخرجت الجارية وعادت ومعها ورقة فلما جاءها استقبلته بأحسن قبول وقالت مرحبا بك ياعم فلاغابت طلعتك عني‌ ثم طرقت إلي الأرض و قدقطب حاجباها[قطبت حاجبيها] فقال ورقة حاشاك ياخديجة من السوء ما ألذي حل بك قالت ياعم ماحال السائل و مانال [بال ]المسئول قال في أنحس حال قال ولكن أراك يا


صفحه : 60

خديجة تخاطبيني‌ بهذا الكلام كأنك تريدين الزواج قالت أجل قال ياخديجة لقد خطبك الملوك والصناديد و لم ترضي‌ بأحد منهم قالت ماأريد من يخرجني‌ من مكة فقال و الله مامنها أحد إلا و قدخطبك مثل شيبة بن ربيعة وعقبة بن أبي معيط و أبي جهل بن هشام والصلت بن أبي يهاب فأبيتي‌ عنهم جميعا قالت ماأريد من فيه عيب ثم قالت ياعم صف لي عيبهم قال ياخديجة أماشيبة ففيه سوء الظن و أماعقبة فهو كثير السن و أما أبوجهل فهو بخيل متكبر كريه النفس و أماالصلت فهو رجل مطلاق فقالت لعن الله من ذكرت وهل تعلم أنه خطبني‌ غيرهؤلاء قال سمعت أنه قدخطبك محمد بن عبد الله بن عبدالمطلب بن هاشم قالت ياعم صف لي عيبه و كان ورقة عنده علم من الكتب السالفة بما يكون من أمر محمدص فلما سمع كلامها طأطأ رأسه و قال أصف لك عيبه قالت نعم قال أصله أصيل وفرعه طويل وطرفه كحيل وخلقه جميل وفضله عميم وجوده عظيم و الله ياخديجة ماكذبت فيما قلت قالت ياعم صف لي عيبه كماوصفت لي خيره قال ياخديجة وجهه أقمر وجبينه أزهر وطرفه أحور ولفظه أعذب من المسك الأذفر وأحلي من السكر و إذامشي كأنه البدر إذابدر والوبل إذاأمطر قالت ياعم صف لي عيبه قال ياخديجة مخلوق من الحسن الشامخ والنسب الباذخ و هوأحسن العالم سيرة وأصفاهم سريرة إذامشي تخاله ينحدر من صبب شعره كالغيهب وخده أزهر من الورد الأحمر وريحه


صفحه : 61

أزكي من المسك الأذفر ولفظه أعذب من الشهد وأخير أشهدك ياخديجة أني‌ أحبه قالت ياعم أراك كلما قلت لك صف لي عيبه وصفت لي حسنه قال ياابنتي‌ وهل أناأقدر علي وصف خيره ثم أنشأ يقول


لقد علمت كل القبائل والملإ.   بأن حبيب الله أطهرهم قلبا.

وأصدق من في الأرض قولا وموعدا.   وأفضل خلق الله كلهم قربا.

فقالت ياورقة إن أكثر الناس يثلبونه قال ثلبهم له إنه فقير قالت ياعم أ ماسمعت قول الشاعر


إذاسلمت رءوس الرجال من الأذي   فما المال إلامثل قلم الأظافر

ولكن ياعم إذا كان ماله قليلا فمالي‌ كثير وإني‌ ياعم محبة له علي كل حال فقال لها إذن و الله تسعدين وترشدين وتحضين بنبي‌ كريم فقالت ياعم أنا ألذي خطبته لنفسي‌ فقال لها ورقة و ما ألذي تعطيني‌ و أناأزوجك في هذه الليلة بمحمد فقالت ياعم وهل لي شيءدونك أم يخفي عليك و هذه ذخائري‌ بين يديك ومنزلي‌ لك و أنا كما قال القائل شعرا


إذاتحققتم ما عندصاحبكم .   من الغرام فذاك العذر يكفيه .

أنتم سكنتم بقلبي‌ فهو منزلكم .   وصاحب البيت أدري بالذي‌ فيه .

ثم قال ورقة ياخديجة لست أريد شيئا من حطام الدنيا وإنما أريد أن تشفعي‌ لي عند محمدص يوم القيامة واعلمي‌ ياخديجة أن بين أيدينا حساب [حسابا] و كتاب [كتابا] وعقاب [عقابا] وعذاب [عذابا] و لاينجو إلا من تبع محمدا وصدق برسالته فيا ويل من زحزح عن الجنة وأدخل النار فلما سمعت خديجة كلامه قالت ياعم لك عندي‌ ماطلبت فخرج ورقة و


صفحه : 62

دخل علي أخيه خويلد و قدغلب عليه السكر فجلس ورقة و قدظهر الغيظ في وجهه و قال ياأخي‌ ماأغفلك عن نفسك تريد أن تقتلها أنت بنفسك فقال و من أين علمت ياأخي‌ فقال لقد خلفت بني‌ عبدالمطلب وقلوبهم تغلي‌ عليك كغلي‌ القدر و قدأراد حمزة أن يهجم عليك في دارك فقال خويلد ياأخي‌ و أي ذنب أذنبته عليهم حتي يفعلوا بي‌ ذلك قال سمعتهم يقولون إنك تثلب ابن أخيهم و هوعليك قبيح إن كان قدوقع منك ذلك و الله ماوطئ الحصي مثل محمد أنسيت ماجري له في صغره و مابان له في كبره و الله مايثلبه إلالئيم قال خويلد و الله ياأخي‌ ماثلبت الرجل وإنه خير مني‌ وإنما أراد أن يتزوج بخديجة فقال له أخوه ماذا تنكر منه قال خويلد و الله ياأخي‌ ماأقول فيه شيئا ولكن خشيت من وجهين الأول تسبني‌ العرب حيث إني‌ رددت أكابرهم وساداتهم وأزوجها الآن بفقير لامال له والثاني‌ أنها لاترضاه فقال ورقة إن العرب مامنهم أحد إلا ويحب أن يزوجه بابنته ويشتهي‌ أن يكون محمدنسيبه وقريبه و أماخديجة فمذ عاينت فضله رضيت به و أما أنت فقد جلبت لنفسك عداوة من بني‌ هاشم علي غير شيء وإنهم مايتركونك غيرساعة و لاسيما الأسد الهجوم حمزة القضاء المحتوم لايصده عنك صاد ويرده عنك راد و الله إن قبلت نصحي‌ وسرت معي‌ إلي بني‌ هاشم سألتهم أن يرفعوا عنك يد العداوة وتزوج محمداص بخديجة و الله ماتصلح إلا له و لايصلح إلالها فقال ياأخي‌ أخاف أن يهجموا بي‌ ويقتلوني‌ فقال ورقة ضمان هذاالأمر علي فلاتخف فنهضا جميعا وسارا حتي دخلا علي أولاد عبدالمطلب فوقفا علي الباب و كان من الأمر المقدر أن في ذلك الوقت كان أولاد عبدالمطلب جالسين و


صفحه : 63

بينهم النبي ص فنظر إليه حمزة و قال ياقرة العين ماتقول و الله لئن أمرتني‌ لآتينك في هذه الساعة برأس خويلد فقال خويلد لورقة اسمع ياأخي‌ فقال ورقة اسمع أنت فقال خويلد دعني‌ أرجع قال ورقة لا وانظر الآن ماأصنع دعنا نأتي‌ إليهم فإنهم لايبعدون من يأتي‌ إليهم ثم إن ورقة قرع الباب فقال النبي ص لقد جاءكم خويلد وأخوه ورقة فقام حمزة فأدخلهم ويد خويلد في يد ورقة ونادي نعمتم صباحا ومساء وكفيتم شر الأعداء ياأولاد زمزم والصفا فناداه أبوطالب و أنت ياخويلد كفيت ماتحذر وتخشي فانتهره حمزة و قال لاأهلا و لاسهلا لمن طلب منا بعدا وأرانا هجرا وصدا قال خويلد ما كان ذلك مني‌ ياسيدي‌ وأنتم تعلمون أن خديجة وافرة العقل مالكة نفسها وإنما تكلمت بهذا الكلام حتي أسمع ماتقول والآن عرفت أن المرأة فيكم راغبة فلاتؤاخذوني‌ بما جري ونحن كما قال الشاعر


و من عجب الأيام أنك هاجري‌.   و مازالت الأيام تبد‌ئ العجائبا.

و ما لي ذنب أستحق به الجفا.   و إن كان لي ذنب أتيتك تائبا.

والآن قدرضيت لرضاها ولأجل القرابة والنسب و قال شعرا


عودوني‌ الوصال فالوصل عذب .   وارحموا فالفراق والهجر صعب .

زعموا حين عاينوا أن جرمي‌.   فرط حبي‌ لهم و ماذاك ذنب .

لا وحق الخضوع عندالتلاقي‌.   ماجزي من يحب أن لايحب .

فقال عند ذلك حمزة ياخويلد أنت عندنا عزيز كريم ولكن ما كان يجوز منك إذاجئناك أن تبعدنا فقال ورقة إنا لنحب محمدا أشد محبة ونحن علي ماتقولون ولكني‌ أريد يابني‌ هاشم أن تكون هذه الخطبة في غداة غد علي رءوس الأنام حتي


صفحه : 64

يسمع الغائب والحاضر فقال حمزة لانخالفكم فيما تقولون فقال ورقة أعلمكم أن أخي‌ له لسان لايخلص به عندالعرب وأريد أن يوكلني‌ في أمر ابنته خديجة حتي أصير أناالمجاوب وأنتم تعلمون أني‌ قدقرأت سائر الكتب وعرفت سائر الأديان فقال حمزة وكله ياخويلد علي ذلك فقال خويلد أشهدكم ياأولاد هاشم أني‌ قدوكلت أخي‌ ورقة في أمر ابنتي‌ خديجة فقال ورقة أريد أن يكون هذاالأمر عندالكعبة فساروا جميعا إلي الكعبة فوجدوا العرب مجتمعين بين زمزم والمقام وهم جماعات كثيرة منهم الصلت بن أبي يهاب ولئيمة بن الحجاج وهشام بن المغيرة و أبوجهل بن هشام وعثمان بن مبارك العميري‌ وأسد بن غويلب الدارمي‌ وعقبة بن أبي معيط وأمية بن خلف و أبوسفيان بن حرب فناداهم ورقة نعمتم صباحا ياسكان حرم الله فقالوا كلهم أهلا وسهلا يا أباالبيان فقال ورقة يامعشر قريش ياجميع من حضر أني‌ أسألكم ماتقولون في خديجة بنت خويلد فنطق العرب بأجمعهم فقالوا بخ بخ لقد ذكرت و الله الشرف الأوفي والنسب الأعلي والرأي‌ الأزكي و من لايوجد لها نظير في نساء العرب والعجم فقال أتحمدون أن تكون بلا بعل فقالوا ليس بواجب و قدوجدنا الخطاب لها كثيرا وهي‌ تأبي قال ورقة ياسادات العرب ألا و إن هذاأخي‌ قدوكلني‌ في أمرها وهي‌ قدأمرتني‌ أن أزوجها وأعلمتني‌ أن لها رغبة في سيد من سادات قريش وسألتها أن تسميه لي فأبت وأحب أن تسمعوا الوكالة منه و أن تحضروا كلكم جميعا غداة غد في منزلها فما تسعكم غيردارها و كان لها دار واسعة تسع أهل مكة فلما سمعوا كلامه لم يبق أحد منهم إلا يقول أنا هوالمطلوب فقالوا


صفحه : 65

نعم الوكيل والكفيل أنت فقال ورقة لأخيه خويلد تكلم مادامت السادات حاضرين قال خويلد أشهدكم ياسادات العرب علي أني‌ قدنزعت نفسي‌ من أمر ابنتي‌ خديجة وجعلت وكيلي‌ وكفيلي‌ في هذاالأمر أخي‌ فلارأي‌ فوق رأيه و لاأمر فوق أمره فقال ورقة اسمعوا أيها السادات وإنه غيرمجنون و لامجبور و لامخمور وإني‌ أزوجها بمن شئت فقال العرب سمعنا وأطعنا وشهدنا وخرج خويلد و قدذهب حكمها من يده وسار ورقة إلي منزل خديجة و هوفرح مسرور فلما نظرت إليه قالت مرحبا وأهلا بك ياعم لعلك قضيت الحاجة قال نعم ياخديجة يهنؤك و قدرجعت أحكامك إلي‌ فأنا وكيلك و في غداة غد أزوجك إن شاء الله تعالي بمحمدص فلما سمعت خديجة كلامه فرحت وخلعت عليه خلعة قداشتراها عبدها ميسرة من الشام بخمسمائة دينار فقال ورقة لاترغبيني‌ في مثل هذافلست براغب فيه وإنما الرغبة في شفاعة محمدص فقالت لك ذلك ثم قال لها ياخديجة قومي‌ هذه الساعة وجهزي‌ أمرك وجملي‌ منزلك وأخرجي‌ ذخائرك وعلقي‌ ستورك وانشري‌ حللك واكمدي‌ عدوك فما يدخر المال إلالمثل هذااليوم واصنعي‌ وليمة لايعوزك فيها شيء فإن العرب في غداة غد يأتون كلهم إلي دارك فلما سمعت منه ذلك نادت في عبيدها وجواريها وأخرجوا الستور والمساند والوسائد والبسط المختلفة الألوان والحلل ذات الأثمان والعقود والقلائد ونشرت الرايات . و قدروت الرواة الذين شاهدوا تلك الليلة أن تلك العبيد والإماء الذين كانوا برسم الخدمة لحمل الآنية ثمانون عبدا وذبحت الذبائح وعقرت العقائر وعقدت الحلاوات من كل لون وجمعت الفواكه من كل فاكهة وقصد ورقة منزل أبي طالب فوجده وإخوته


صفحه : 66

مجتمعين فقال لهم نعمتم صباحا ومساء مايحبسكم عن إصلاح أمركم انهضوا في أمر خديجة فقد صار أمرها بيدي‌ فإذا كان غداة غد إن شاء الله تعالي أزوجها بمحمد صلي الله عليه وآله فعندها قال محمدص لاأنسي الله لك ذلك ياورقة وجزاك فوق صنيعك معنا ثم قال أبوطالب الآن و الله طاب قلبي‌ وعلمت أن أخي‌ قدبلغ المني وقام لعمل الوليمة وإخوته عنده فعند ذلك اهتز العرش والكرسي‌ وسجد الملائكة وأوحي الله تعالي إلي رضوان خازن الجنان أن يزينها ويصف الحور والولدان ويهيئ أقداح الشراب ويزين الكواعب والأتراب وأوحي إلي الأمين جبرئيل ع أن ينشر لواء الحمد علي الكعبة وتطاولت الجبال وسبحت بحمد الملك المتعال علي ماخص به محمداص وفرحت الأرض وباتت مكة تغلي‌ بأهلها كمايغلي‌ المرجل علي النار فلما أصبحوا أقبلت الطوائف والأكابر والقبائل والعشائر فلما دخلوا منزل خديجة وجدوها و قدأعدت لهم المساند والوسائد والكراسي‌ والمراتب وجعلت مجلس كل واحد منهم في مرتبته ومحله فدخل أبوجهل لعنه الله و هويختال في مشيته وزينته و قدأرخي ذوائبه من ورائه وحمائل سيفه علي منكبه و قدأحدقت به بنو مخزوم فنظر إلي صدر المجلس و قدنصب فيه كرسي‌ عظيم وتحته أحد عشر كرسيا في أعلي مكان مصفوفا لم ير أحسن منها فتقدم وأراد الجلوس علي ذلك السرير العالي‌ فصاح به ميسرة و قال له ياسيدي‌ تمهل قليلا و لاتعجل فقد وضعت منزلك عندبني‌ مخزوم فرجع هوخجلان وجلس فما كان إلاقليلا و إذابأصوات قدعلت والعرب قدتواثبت و قدأقبل العباس


صفحه : 67

وحمزة إلي جانبه وسيفه مجرد من غمده و أبوطالب يقدمهم وحمزة يقول يا أهل مكة الزموا الأدب وقللوا الكلام وانهضوا علي الأقدام ودعوا الكبر فإنه قدجاءكم صاحب الزمان محمدالمختار من الملك الجبار المتوج بالأنوار صاحب الهيبة والوقار قدورد عليكم فنظرت العرب و إذابالنبي‌ص قدجاء و هومعتم بعمامة سوداء تلوح ضياء جبينه من تحتها و عليه قميص عبدالمطلب وبردة إلياس و في رجليه نعلان لجده عبدالمطلب و في يده قضيب ابراهيم الخليل متختم بخاتم من العقيق الأحمر و الناس محدقون به ينظرون إليه و قدأحاطت به عشيرته وحمزة يحجبه عن أعين الناظرين و قدشخصت إليه جميع المخلوقات والموجودات بالإشارة يسلمون عليه و قدذهلت العرب مما رأوا منه وقام كل قاعد منهم علي قدميه وجلس النبي ص وأعمامه في أعلي موضع ومكان و هوالمكان ألذي نحي‌ عنه أبوجهل وأصحابه و لم يبق منهم جالس غير أبوجهل لعنه الله وأخزاه و قال إن كان الأمر لخديجة لتأخذن محمدا فتقدم إليه حمزة كالأسد وقبض علي أطرافه و قال له قم لاسلمت من النوائب و لانجوت من المصائب فأخذ أبوجهل يده وضربها في قائم سيفه فسبقه حمزة وقبض علي يده حتي نبع الدم من تحت أظفاره ووكزه الحارث و قال له ويلك يا ابن هشام ما أنت عديل من نهض إليك من جملة الناس ورأيت أنك أشرف منهم لئن لم تقعد لأخذ رأسك فخاف الفتنة وسكت وظن أنه زوج خديجة فلما استقر بالناس الجلوس إذابخويلد


صفحه : 68

قدأقبل ودخل علي خديجة وهي‌ تحت حجابها و قال ياخديجة أين عقلك وأين سؤددك أنا لم أرض لك بالملوك ورددتهم كبرا عليهم وترضين الآن لنفسك بصبي‌ صغير فقير يتيم ليس له مال أبدا قد كان لك أجيرا و هذااليوم يكون لك بعلا لا كان ذلك أبدا والآن إن قبلتيه لأعلينك بهذا السيف واليوم لاشك فيه تسفك الدماء ونهض علي قدميه وخرج كأنه مجنون حتي وقف علي صدر المجلس و قال يامعاشر العرب و ياذوي‌ المعالي‌ والرتب أشهدكم علي أني‌ لم أرض محمدا لابنتي‌ بعلا و لودفع لي وزن جبل أبي قبيس ذهبا فما بيني‌ وبينه إلاالسيوف فما مثلي‌ من يخدع بشرب المدام ثم قال


و لوأنها قالت نعم لعلوتها.   بشفرة حد للجماجم فاصل .

فمن رام تزويج ابنتي‌ بمحمد.   و إن رضيت ياقوم لست بقابل .

قال فلما سمع أعمام النبي ص كلامه والحاضرون قال حمزة لأخيه أبي طالب مع إخوته مابقي‌ للجلوس موضع قوموا بنا فبينا هم في ذلك إذ أقبلت جارية لخديجة وأشارت إلي أبي طالب فقام معها ووقف أبوطالب خلف الحجاب فسلمت عليه خديجة وقالت نعمت صباحا ومساء ياسيد الحرم لاتغتر بشقشقة أبي فإنه ينصلح بشي‌ء قليل ثم أعطته كيسا فيه ألفا دينار وقالت ياسيدي‌ خذ هذا وسر به إليه كأنك تعاتبه وصبه في حجره فإنه يرضي فسار أبوطالب و الناس حاضرون و قال له ياخويلد ادن مني‌ قال لاأدنو منك أبدا قال ياخويلد إنه كلام تسمعه فإن لم يرضك فما أحد يقهرك وفتح أبوطالب الكيس وصبه في حجر خويلد و قال له هذاعطية من ابن أخي‌ لك غيرمهر ابنتك فلما رأي خويلد المال انطفت ناره وأقبل ووقف في


صفحه : 69

الموقف الأول علي رءوس الجمع ونادي بأعلي صوته يامعاشر العرب وذوي‌ المعالي‌ والرتب فو الله ماأظلت الخضراء و لاأقلت الغبراء بأفضل من محمد ولقد رضيته لابنتي‌ بعلا وكفوا فكونوا علي ذلك من الشاهدين ثم قام العباس و قال يامعاشر العرب لم تنكرون الفضل لأهله هل سقيتم الغيث إلابابن أخي‌ وهل اخضر زرعكم إلا به وكم له عليكم من إياد كتمتموها ولزمتم له الحسد والعناد وبالله أقسم مافيكم من يعادل صيانته و لاأمانته واعلموا أن محمداص لم يخطب خديجة لمالها و لاجمالها إن المال زائل و إلي نفاد ثم إن خويلدا أقبل وجلس إلي جانب رسول الله ص وأمسك الناس عن الكلام حتي يسمعوا ما يقول خويلد فقال خويلد يا أباطالب ماالانتظار عما طلبتم اقضوا الأمر فإن الحكم لكم وأنتم الرؤساء والخطباء والبلغاء والفصحاء فليخطب خطيبكم و يكون العقد لنا ولكم فنهض أبوطالب وأشار إلي الناس أن أنصتوا فأنصتوا فقال الحمد لله ألذي جعلنا من نسل ابراهيم الخليل وأخرجنا من سلالة إسماعيل وفضلنا وشرفنا علي جميع العرب وجعلنا في حرمه وأسبغ علينا من نعمه وصرف عنا شر نقمه وساق إلينا الرزق من كل فج عميق ومكان سحيق والحمد لله علي ماأولانا و له الشكر علي ماأعطانا و ما به حبانا وفضلنا علي الأنام وعصمنا عن الحرام وأمرنا بالمقاربة والوصل و ذلك ليكثر منا النسل و بعدفاعلموا يامعاشر من حضر أن ابن أخينا محمد بن عبد الله خاطب كريمتكم الموصوفة بالسخاء والعفة وهي‌ فتاتكم المعروفة المذكور فضلها الشامخ خطبها و هو قدخطبها من أبيها خويلد علي مايحب من المال .


صفحه : 70

ثم نهض ورقة و كان إلي جانب أخيه خويلد و قال نريد مهرها المعجل دون المؤجل أربعمائة ألف دينار ذهبا ومائة ناقة سود الحدق حمر الوبر وعشر حلل وثمانية وعشرين عبدا وأمة و ليس ذلك بكثير علينا قال له أبوطالب رضينا بذلك فقال خويلد قدرضيت وزوجت خديجة بمحمد علي ذلك فقبل النبي ص عقد النكاح فنهض عند ذلك حمزة و كان معه دراهم فنثرها علي الحاضرين وكذلك أصحابه فقام أبوجهل لعنه الله و قال ياقوم رأينا الرجال يمهرون النساء أم النساء يمهرون الرجال فنهض أبوطالب رضي‌ الله عنه و قال ما لك يالكع الرجال و يارئيس الأرذال مثل محمدص يحمل إليه ويعطي ومثلك من يهدي‌ و لايقبل منه ثم سمع الناس مناديا ينادي‌ من السماء إن الله تعالي قدزوج بالطاهر الطاهرة وبالصادق الصادقة ثم رفع الحجاب وخرجت منه جوار بأيديهن نُثار ينثرن علي الناس وأمر الله عز و جل جبرئيل أن يرسل علي الناس الطيب علي البر والفاجر فكان الرجل يقول لصاحبه من أين لك هذاالطيب فيقول هذا من طيب محمد ثم نهض الناس إلي منازلهم ومضي رسول الله ص إلي منزل عمه أبي طالب رضي‌ الله عنه وأعمامه حوله و هوكالقمر فاجتمعت نسوان قريش ونسوان بني‌ عبدالمطلب وبني‌ هاشم في دار خديجة والفتيان يضربن الدفوف وبعثت خديجة من يومها أربعة آلاف دينار إلي رسول الله ص وقالت ياسيدي‌ أنفذها إلي عمك العباس ينفذها إلي أبي وأرسلت مع المال خلعة سنية فسار بهاالعباس و أبوطالب إلي منزل خويلد وألبساه الخلعة فقام خويلد من وقته وساعته إلي دار خديجة و قال يابنتي‌ ماالانتظار بالدخول جهزي‌ نفسك فهذا مهرك قدأتوا به إلي‌ وأعطوني‌ هذه الخلعة و الله


صفحه : 71

ماتزوج أحد بزوج مثلك لا في الحسن و لا في الجمال فسمع أبوجهل ذلك فقام في الناس يقول هذاالمال من عندخديجة فبلغ الخبر أباطالب فخرج من وقته وساعته متقلدا سيفه ووقف في الأبطح والعرب مجتمعون و قال يامعاشر العرب سمعنا قول قائل وعيب عائب فإن كانت النساء قدأقمن بواجب حقنا فليس ذلك بعيب وحق لمحمد أن يعطي ويهدي إليه فهذا جري منها علي رغم أنف من تكلم وتكلم بعض قريش من المبغضين بالإزراء علي خديجة حيث تزوجها محمدص وبلغ الخبر إلي خديجة فصنعت طعاما ودعت نساء المبغضين فلما اجتمعن وأكلن قالت لهن معاشر النساء بلغني‌ أن بعولتكن عابوا علي فيما فعلته من أني‌ تزوجت محمدا و أناأسألكم هل فيكم مثله أو في بطن مكة شكله من جماله وكماله وفضله وأخلاقه الرضية و أنا قدأخذته لأجل ما قدرأيت منه وسمعت منه أشياء ماأحد رآها فلايتكلم أحد فيما لايعنيه فكف كل منهن عن الكلام . ثم إن خديجة قالت لعمها ورقة خذ هذه الأموال وسر بها إلي محمدص وقل له إن هذه جميعها هدية له وهي‌ ملكه يتصرف فيهاكيف شاء وقل له إن مالي‌ وعبيدي‌ وجميع ماأملك و ما هوتحت يدي‌ فقد وهبته لمحمدص إجلالا وإعظاما له فوقف ورقة بين زمزم والمقام ونادي بأعلي صوته يامعاشر العرب إن خديجة تشهدكم علي أنها قدوهبت نفسها ومالها وعبيدها وخدمها وجميع ماملكت يمينها والمواشي‌ والصداق والهدايا لمحمدص وجميع مابذل لها مقبول منه و هوهدية منها إليه إجلالا له وإعظاما ورغبة فيه فكونوا عليها من الشاهدين ثم سار ورقة إلي منزل أبي طالب رضي‌ الله عنه وكانت خديجة قدبعثت جارية ومعها خلعة سنية وقالت أدخليها إلي محمدص فإذادخل عليه عمي‌ ورقة يخلعها عليه ليزداد فيه حبا فلما دخل ورقة عليهم قدم المال إليهم


صفحه : 72

و قال ألذي قالته خديجة فقام النبي ص وأفرغ عليه الخلعة وزاده خلعة أخري فلما خرج ورقة تعجب الناس من حسنه وجماله ثم أخذت خديجة في جهازها وأعتدت صوافي‌ الذهب والفضة و فيهاالطيب والمسك والعنبر فلما كانت الليلة الثالثة دخل عليها عمات النبي ص واجتمع السادات والأكابر في اليوم الثالث كعادتهم ونهض العباس و هو يقول


أبشروا بالمواهب آل فهر وغالب .   افخروا ياآل قومنا بالثناء والرغائب .

شاع في الناس فضلكم و علي في المراتب .   قدفخرتم بأحمد زين كل الأطايب .

فهو كالبدر نوره مشرق غيرغائب .   قدظفرتي‌ خديجة بجليل المواهب .

بفتي هاشم ألذي ما له من مناسب .   جمع الله شملكم فهو رب المطالب .

أحمدسيد الوري خير ماش وراكب .   فعليه الصلاة ماسار عيس براكب .

ثم إن خديجة قالت اعلموا أن شأن محمدص عظيم وفضله عميم وجوده جسيم ثم نثرت عليهن من المال والطيب مادهش الحاضرين وشجر طوبي تنثر في الجنة علي الحور العين فجعلن يلتقطن النثار ثم يتهادينه ثم إن خديجة أنفذت إلي أبي طالب غنما كثيرا ودنانير ودراهم وثيابا وطيبا وعمل أبوطالب وليمة عظيمة ووقف النبي ص وشد وسطه وألزم نفسه خدمة جميع الناس وأقام لأهل مكة الوليمة ثلاثة أيام وأعمام النبي ص تحته في الخدمة وأنفذت خديجة إلي الطائف وغيره ودعت أهل الصنائع إلي منزلها وصاغت المصاغ والحلي‌ وفصلت الثياب وعملت الشمع بالعنبر


صفحه : 73

علي هيئة الأشجار وأجرت عليه الذهب وعملت فيه التماثيل من المسك والعنبر و لم تزل تعمل في شغل العرس ستة أشهر حتي فرغت من جميع ماتحتاج إليه وعلقت ستور الديباج المطرز ونقشت فيهاصورة الشمس والقمر وفرشت المجالس ووضعت المساند والوسائد من الديباج والخز وفرشت لرسول الله ص مجلسا علي سرير تحت الإبريسم والوشي‌ والسرير من العاج والآبنوس مصفح بصفائح الذهب الوهاج وألبست جواريها وخدمها ثياب الحرير والديباج المختلفات الألوان ونظمت شعورهن باللؤلؤ والمرجان وسورتهن ووضعت في أعناقهن قلائد الذهب وأوقفت الخدم بأيديهن المجامر من الذهب و فيهاالطيب والعنبر والبخور من العود والند وجعلت في يد كل واحدة من الخدم مراوح منقوشة بالذهب مقصبة بالفضة وأوقفتهن عندمجلس رسول الله ص ودفعت إلي بعضهن الدفوف والشموع ونصبت في وسط الدار شمعا كثيرا علي أمثال النخيل فلما فرغت من ذلك دعت نسوان أهل مكة جميعهن فأقبلن إليها ورفعت مجلس عمات النبي ص ثم أرسلت إلي أبي طالب ليحضر وقت الزفاف فلما كان تلك الليلة أقبل النبي ص بين أعمامه و عليه ثياب من قباطي‌ مصر وعمامة حمراء وعبيد بني‌ هاشم بأيديهم الشموع والمصابيح و قدكثر الناس في شعاب مكة ينظرون إلي محمدص ومنهم من وقف علي السرادقات والنور يخرج من بين ثناياه


صفحه : 74

و من جبينه و من تحت ثيابه فلما وصلوا إلي دار خديجة دخل هوصلوات الله عليه وآله و هوكأنه القمر في تمامه قدخرج من الأفق وأعمامه محدقون به كأنهم أسود الشري في أحسن زينة وفرحة يكبرون الله ويحمدونه علي ماوصلوا إليه من الكرامة فدخلوا جميعا إلي دارها وجلس النبي ص في المجلس ألذي هيئ له في دار خديجة رضي‌ الله عنها ونوره قدعلا نور المصابيح فذهلت النساء مما رأين من حسنه وجماله ثم هيئوا خديجة للجلاء فخرجت أول مرة وعليها ثياب معمدة و علي رأسها تاج من الذهب الأحمر مرصع بالدر والجوهر و في رجليها خلخالان من الذهب منقوش بالفيروزج لم تر الأعين له نظيرا و عليه قلائد لاتحصي من الزمرد والياقوت فلما برزت ضربن النساء الدفوف وجعلت بعض النساء تقول شعرا


أضحي الفخار لنا و عزالشأن .   ولقد فخرنا يابني‌ العدنان .

أخديجة نلت العلا بين الوري .   وفخرت فيه جملة الثقلان .

أعني‌ محمدا ألذي لامثله .   ولد النساء في سائر الأزمان .

فيه المكارم والمعالي‌ والحياء.   ماناحت الأطيار في الأغصان .

صلوا عليه وسلموا وترحموا.   فهو المفضل من بني‌ عدنان .

فتطاولي‌ فيه خديجة واعلمي‌.   أن قدخصصت بصفوة الرحمن .

ثم أقبلن بهانساء بني‌ هاشم للجلوة الثانية علي رسول الله ص و قدأشرق من نور وجهها نور علا علي جميع المصابيح والشموع فتعجبت منها بنات عبدالمطلب حتي زاد فيهانور لم يري الراءون مثله و ذلك فضل لرسول الله ص وعطية من الله تعالي لها


صفحه : 75

وأقبلوا بها و قدفاقت علي جميع من حضر وعليها سقلاط أبيض مذهب مرصع بالجوهر الأحمر والأخضر والأصفر و من كل الألوان وكانت خديجة امرأة طويلة شامخة عريضة من النساء بيضاء لم ير في عصرها ألطف منها و لاأحسن وخرجت بين يديها صفية بنت عبدالمطلب رضي‌ الله عنها وقالت شعرا


جاء السرور مع الفرح .   ومضي النحوس مع الترح .

أنوارنا قدأقبلت .   والحال فيها قدنجح .

بمحمد المذكور في .   كل المفاوز والبطح .

لو أن يوازن أحمد.   بالخلق كلهم رجح .

ولقد بدا من فضله .   لقريش أمر قدوضح .

ثم السعود لأحمد.   والسعد عنه مابرح .

بخديجة نبت الكمال .   وبحر نائلها طفح .

ياحسنها في حليها.   والحلم منها مابرح .

هذا النبي محمد.   ما في مدائحه كلح .

صلوا عليه تسعدوا.   و الله عنكم قدصفح .

ثم أقبلن بهارضي‌ الله عنها حتي أوقفوها[أوقفنها] بين يدي‌ النبي ص ثم بعد ذلك أخذوا[أخذن ]التاج ورفعوه [رفعنه ] من رأسها ووضعوه [وضعنه ] علي رأس النبي ص ثم أتوا[أتين ]بالدفوف وهن يضربن لها وقلن لها ياخديجة لقد خصصت هذه الليلة بشي‌ء ماخص به غيرك و لاناله سواك من قبائل العرب والعجم فهنيئا لك بما أوتيته ووصل إليك من العز والشرف وخرجت في الجلوة الثالثة وعليها ثوب أصفر وعليها حلي‌ وجوهر و قدأضاء الموضع


صفحه : 76

من لمعان ذلك الجوهر ألذي في وسط الإكليل و في آخر الإكليل ياقوتة حمراء تضي‌ء و قدأشرقت الدار من ذلك الجوهر و من نورها وحسنها وأقبلت بين يديها صفية بنت عبدالمطلب رضي‌ الله عنها وهي‌ تقول شعرا


أخذ الشوق موثقات الفؤاد.   وألقت السهاد بعدالرقاد.

فليالي‌ اللقاء بنور التداني‌.   مشرقات خلاف طول البعاد.

فزت بالفخر ياخديجة إذ نلت .   من المصطفي عظيم الوداد.

فغدا شكره علي الناس فرضا.   شاملا كل حاضر ثم بادي‌.

كبر الناس والملائك جمعا.   جبرئيل لدي السماء ينادي‌.

فزت يا أحمدبكل الأماني‌.   فنحي الله عنك أهل العناد.

فعليك الصلاة ماسرت العيس .   وحطت لثقلها في البلاد.

قال ثم بعد ذلك أجلسوها[أجلسنها] مع النبي ص وخرج جميع الناس عنها وبقي‌ عندها في أحسن حال وأرخي بال و لم يأخذ عليها أحدا من النساء حتي ماتت بعد مابعث صلوات الله عليه وآله وآمنت به وصدقته وانتقلت إلي جنان عدن في أعلي عليين من قصور الجنة.أقول و في بعض النسخ بعدالأبيات وخلا رسول الله ص مع عروسه وأوحي الله إلي جبرئيل أن اهبط إلي الجنة وخذ قبضة من مسكها وقبضة من عنبرها وقبضة من كافورها وانثرها علي جبال مكة ففعل فامتلأت شعاب مكة وأوديتها ومنازلها وطرقها


صفحه : 77

من ذلك الطيب حتي أن الرجل يقول إذاخلا مع زوجته ما هذاالطيب فتقول هذا من طيب خديجة و محمدص .توضيح المزمم هو ألذي شد عليه الزمام و هو ألذي يقاد به البعير والعقيان من الذهب الخالص والإرقال ضرب من العدو و في بعض النسخ بالفاء من قولهم فلان يرفل في مشيته أي يتبختر والإغضاء إدناء الجفون وباح بسره أظهره والجوي الحرقة وشدة الوجد من عشق أوحزن والصبوة الميل إلي الجهل والمراس بالكسر الشدة والقوة ويقال لفت وجهه أي صرفه والصبابة رقة الشوق وحرارته ولوعة الحب حرقته والكمد بالتحريك الحزن المكتوم والحجفة الترس والوغد الرجل ألذي يخدم بطعام بطنه والنذل الخسيس والثلب التصريح بالعيب والتنقص والتغمغم الكلام لايبين وأغرم بالشي‌ء أولع به وخطر الرجل في مشيته رفع يديه ووضعهما وجفل أسرع والجافل المنزعج والغزالة الشمس والتيار الموج ويقال قطع عرقا تيارا أي سريعة الجري‌ واعتكر الليل وأعكر اشتد سواده والهيف بالتحريك ضمر البطن والخاصرة وفرس هيفاء ضامرة والسحيق البعيد والسقلاط شيء من صوف تلقيه المرأة علي هودجها أوثياب ككتان موشية و كان وشيه خاتم والعيس بالكسر الإبل البيض يخالط بياضها شيء من الشقرة.أقول إنما أوردت تلك الحكاية لاشتمالها علي بعض المعجزات والغرائب و إن لم نثق بجميع مااشتملت عليه لعدم الاعتماد علي سندها كماأومأنا إليه و إن كان مؤلفة من الأفاضل والأماثل

20-د،[العدد القوية] فِي الدّرّ أَنّ فَاطِمَةَ ع وُلِدَت بَعدَ مَا أَظهَرَ اللّهُ نُبُوّةَ أَبِيهَاص


صفحه : 78

بِخَمسِ سِنِينَ وَ قُرَيشٌ تبَنيِ‌ البَيتَ وَ روُيِ‌َ أَنّهَا وُلِدَت ع فِي جُمَادَي الآخِرَةِ يَومَ العِشرِينَ مِنهُ سَنَةَ خَمسٍ وَ أَربَعِينَ مِن مَولِدِ النّبِيّص

فِي المَنَاقِبِ،روُيِ‌َ أَنّ فَاطِمَةَ ع وُلِدَت بِمَكّةَ بَعدَ المَبعَثِ بِخَمسِ سِنِينَ وَ بَعدَ الأَسرَي[الإِسرَاءِ]بِثَلَاثِ سِنِينَ فِي العِشرِينَ مِن جُمَادَي الآخِرَةِ وَ وَلَدَتِ الحَسَنَ ع وَ لَهَا اثنَتَا عَشرَةَ سَنَةً وَ قِيلَ إِحدَي عَشرَةَ سَنَةً بَعدَ الهِجرَةِ وَ كَانَ بَينَ وِلَادَتِهَا الحَسَنَ وَ بَينَ حَملِهَا بِالحُسَينِ عَلَيهِ السّلَامُ خَمسُونَ يَوماً

وَ روُيِ‌َأَنّهَا وُلِدَت خَمسَ سِنِينَ قَبلَ ظُهُورِ الرّسَالَةِ وَ نُزُولِ الوحَي‌ِ وَ قِيلَ بَينَا النّبِيّص جَالِسٌ بِالأَبطَحِ وَ مَعَهُ عَمّارُ بنُ يَاسِرٍ وَ المُنذِرُ بنُ الضّحضَاحِ وَ أَبُو بَكرٍ وَ عُمَرُ وَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ وَ العَبّاسُ بنُ عَبدِ المُطّلِبِ وَ حَمزَةُ بنُ عَبدِ المُطّلِبِ إِذ هَبَطَ عَلَيهِ جَبرَئِيلُ ع فِي صُورَتِهِ العُظمَي قَد نَشَرَ أَجنِحَتَهُ حَتّي أَخَذَت مِنَ المَشرِقِ إِلَي المَغرِبِ فَنَادَاهُ يَا مُحَمّدُ العلَيِ‌ّ الأَعلَي يَقرَأُ عَلَيكَ السّلَامَ وَ هُوَ يَأمُرُكَ أَن تَعتَزِلَ عَن خَدِيجَةَ أَربَعِينَ صَبَاحاً فَشَقّ ذَلِكَ عَلَي النّبِيّص وَ كَانَ لَهَا مُحِبّاً وَ بِهَا وَامِقاً قَالَ فَأَقَامَ النّبِيّ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ أَربَعِينَ يَوماً يَصُومُ النّهَارَ وَ يَقُومُ اللّيلَ حَتّي إِذَا كَانَ فِي آخِرِ أَيّامِهِ تِلكَ بَعَثَ إِلَي خَدِيجَةَ بِعَمّارِ بنِ يَاسِرٍ وَ قَالَ قُل لَهَا يَا خَدِيجَةُ لَا تظَنُيّ‌ أَنّ انقطِاَعيِ‌ عَنكِ[هِجرَةٌ] وَ لَا قِلًي وَ لَكِن ربَيّ‌ عَزّ وَ جَلّ أمَرَنَيِ‌ بِذَلِكَ لتنفذ[لِيُنفِذَ]أَمرَهُ فَلَا تظَنُيّ‌ يَا خَدِيجَةُ إِلّا خَيراً فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ ليَبُاَهيِ‌ بِكِ كِرَامَ مَلَائِكَتِهِ كُلّ يَومٍ مِرَاراً فَإِذَا جَنّكِ اللّيلُ فأَجَيِفيِ‌ البَابَ وَ خذُيِ‌ مَضجَعَكِ مِن فِرَاشِكِ فإَنِيّ‌ فِي مَنزِلِ فَاطِمَةَ بِنتِ أَسَدٍ فَجَعَلَت خَدِيجَةُ تَحزَنُ فِي


صفحه : 79

كُلّ يَومٍ مِرَاراً لِفَقدِ رَسُولِ اللّهِص فَلَمّا كَانَ فِي كَمَالِ الأَربَعِينَ هَبَطَ جَبرَئِيلُ ع فَقَالَ يَا مُحَمّدُ العلَيِ‌ّ الأَعلَي يُقرِئُكَ السّلَامَ وَ هُوَ يَأمُرُكَ أَن تَتَأَهّبَ لِتَحِيّتِهِ وَ تُحفَتِهِ قَالَ النّبِيّص يَا جَبرَئِيلُ وَ مَا تُحفَةُ رَبّ العَالَمِينَ وَ مَا تَحِيّتُهُ قَالَ لَا عِلمَ لِي قَالَ فَبَينَا النّبِيّص كَذَلِكَ إِذ هَبَطَ مِيكَائِيلُ وَ مَعَهُ طَبَقٌ مُغَطّي بِمِندِيلِ سُندُسٍ أَو قَالَ إِستَبرَقٍ فَوَضَعَهُ بَينَ يدَيَ‌ِ النّبِيّص وَ أَقبَلَ جَبرَئِيلُ ع وَ قَالَ يَا مُحَمّدُ يَأمُرُكَ رَبّكَ أَن تَجعَلَ اللّيلَةَ إِفطَارَكَ عَلَي هَذَا الطّعَامِ فَقَالَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع كَانَ النّبِيّص إِذ[ إِذَا]أَرَادَ أَن يُفطِرَ أمَرَنَيِ‌ أَن أَفتَحَ البَابَ لِمَن يَرِدُ إِلَي الإِفطَارِ فَلَمّا كَانَ فِي تِلكَ اللّيلَةِ أقَعدَنَيِ‌ النّبِيّص عَلَي بَابِ المَنزِلِ وَ قَالَ يَا ابنَ أَبِي طَالِبٍ إِنّهُ طَعَامٌ مُحَرّمٌ إِلّا عَلَيّ قَالَ عَلِيّ ع فَجَلَستُ عَلَي البَابِ وَ خَلَا النّبِيّص بِالطّعَامِ وَ كَشَفَ الطّبَقَ فَإِذَا عِذقٌ مِن رُطَبٍ وَ عُنقُودٌ مِن عِنَبٍ فَأَكَلَ النّبِيّص مِنهُ شِبَعاً وَ شَرِبَ مِنَ المَاءِ رِيّاً وَ مَدّ يَدَهُ لِلغَسلِ فَأَفَاضَ المَاءَ عَلَيهِ جَبرَئِيلُ وَ غَسَلَ يَدَهُ مِيكَائِيلُ وَ تَمَندَلَهُ إِسرَافِيلُ وَ ارتَفَعَ فَاضِلُ الطّعَامِ مَعَ الإِنَاءِ إِلَي السّمَاءِ ثُمّ قَامَ النّبِيّص ليِصُلَيّ‌َ فَأَقبَلَ عَلَيهِ جَبرَئِيلُ وَ قَالَ الصّلَاةُ مُحَرّمَةٌ عَلَيكَ فِي وَقتِكَ حَتّي تأَتيِ‌َ إِلَي مَنزِلِ خَدِيجَةَ فَتُوَاقِعَهَا فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ آلَي عَلَي نَفسِهِ أَن يَخلُقَ مِن صُلبِكَ فِي هَذِهِ اللّيلَةِ ذُرّيّةً طَيّبَةً فَوَثَبَ رَسُولُ اللّهِص إِلَي مَنزِلِ خَدِيجَةَ قَالَت خَدِيجَةُ رِضوَانُ اللّهِ عَلَيهَا وَ كُنتُ قَد أَلِفتُ الوَحدَةَ فَكَانَ إِذَا جنَتّنيِ‌ اللّيلُ غَطّيتُ رأَسيِ‌ وَ أَسجَفتُ ستِريِ‌ وَ غَلّقتُ باَبيِ‌ وَ صَلّيتُ ورِديِ‌ وَ أَطفَأتُ مصِباَحيِ‌ وَ أَوَيتُ إِلَي فرِاَشيِ‌ فَلَمّا كَانَ فِي تِلكَ اللّيلَةِ لَم أَكُن بِالنّائِمَةِ وَ لَا بِالمُنتَبِهَةِ إِذ جَاءَ النّبِيّ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ فَقَرَعَ البَابَ فَنَادَيتُ مَن هَذَا ألّذِي يَقرَعُ حَلقَةً لَا يَقرَعُهَا إِلّا مُحَمّدٌص قَالَت خَدِيجَةُ فَنَادَي النّبِيّص بِعُذُوبَةِ كَلَامِهِ وَ حَلَاوَةِ مَنطِقِهِ افتحَيِ‌ يَا خَدِيجَةُ فإَنِيّ‌ مُحَمّدٌ قَالَت خَدِيجَةُ فَقُمتُ فَرِحَةً مُستَبشِرَةً باِلنبّيِ‌ّص وَ فَتَحتُ البَابَ وَ دَخَلَ


صفحه : 80

النّبِيّ المَنزِلَ وَ كَانَص إِذَا دَخَلَ المَنزِلَ دَعَا بِالإِنَاءِ فَتَطَهّرَ لِلصّلَاةِ ثُمّ يَقُومُ فيَصُلَيّ‌ رَكعَتَينِ يُوجِزُ فِيهِمَا ثُمّ يأَويِ‌ إِلَي فِرَاشِهِ فَلَمّا كَانَ فِي تِلكَ اللّيلَةِ لَم يَدعُ بِالإِنَاءِ وَ لَم يَتَأَهّب بِالصّلَاةِ غَيرَ أَنّهُ أَخَذَ بعِضَدُيِ‌ وَ أقَعدَنَيِ‌ عَلَي فِرَاشِهِ وَ داَعبَنَيِ‌ وَ ماَزحَنَيِ‌ وَ كَانَ بيَنيِ‌ وَ بَينَهُ مَا يَكُونُ بَينَ المَرأَةِ وَ بَعلِهَا فَلَا وَ ألّذِي سَمَكَ السّمَاءَ وَ أَنبَعَ المَاءَ مَا تَبَاعَدَ عنَيّ‌ النّبِيّص حَتّي حَسِستُ بِثِقلِ فَاطِمَةَ فِي بطَنيِ‌

وَ فِيهِ عَنِ المُفَضّلِ بنِ عُمَرَ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع كَيفَ كَانَت وِلَادَةُ فَاطِمَةَ ع قَالَ نَعَم إِنّ خَدِيجَةَ عَلَيهَا رِضوَانُ اللّهِ لَمّا تَزَوّجَ بِهَا رَسُولُ اللّهِص هَجَرَتهَا نِسوَةُ مَكّةَ فَكُنّ لَا يَدخُلنَ عَلَيهَا وَ لَا يُسَلّمنَ عَلَيهَا وَ لَا يَترُكنَ امرَأَةً تَدخُلُ عَلَيهَا فَاستَوحَشَت خَدِيجَةُ مِن ذَلِكَ فَلَمّا حَمَلَت بِفَاطِمَةَ ع صَارَت تُحَدّثُهَا فِي بَطنِهَا وَ تُصَبّرُهَا وَ كَانَت خَدِيجَةُ تَكتُمُ ذَلِكَ عَن رَسُولِ اللّهِص فَدَخَلَ يَوماً وَ سَمِعَ خَدِيجَةَ تُحَدّثُ فَاطِمَةَ فَقَالَ لَهَا يَا خَدِيجَةُ مَن يُحَدّثُكِ قَالَتِ الجَنِينُ ألّذِي فِي بطَنيِ‌ يحُدَثّنُيِ‌ وَ يؤُنسِنُيِ‌ فَقَالَ لَهَا هَذَا جَبرَئِيلُ يبُشَرّنُيِ‌ أَنّهَا أُنثَي وَ أَنّهَا النّسَمَةُ الطّاهِرَةُ المَيمُونَةُ وَ أَنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي سَيَجعَلُ نسَليِ‌ مِنهَا وَ سَيَجعَلُ مِن نَسلِهَا أَئِمّةً فِي الأُمّةِ يَجعَلُهُم خُلَفَاءَهُ فِي أَرضِهِ بَعدَ انقِضَاءِ وَحيِهِ فَلَم تَزَل خَدِيجَةُ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهَا عَلَي ذَلِكَ إِلَي أَن حَضَرَت وِلَادَتُهَا فَوَجّهَت إِلَي نِسَاءِ قُرَيشٍ وَ نِسَاءِ بنَيِ‌ هَاشِمٍ يَجِئنَ وَ يَلِينَ مِنهَا مَا تلَيِ‌ النّسَاءُ مِنَ النّسَاءِ فَأَرسَلنَ إِلَيهَا عَصَيتِينَا وَ لَم تقَبلَيِ‌ قَولَنَا وَ تَزَوّجتِ مُحَمّداً يَتِيمَ أَبِي طَالِبٍ فَقِيراً لَا مَالَ لَهُ فَلَسنَا نجَيِ‌ءُ وَ لَا نلَيِ‌ مِن أَمرِكِ شَيئاً فَاغتَمّت خَدِيجَةُ لِذَلِكَ فَبَينَا هيِ‌َ كَذَلِكَ إِذ دَخَلَ عَلَيهَا أَربَعُ نِسوَةٍ طِوَالٍ كَأَنّهُنّ مِن نِسَاءِ بنَيِ‌ هَاشِمٍ فَفَزِعَت مِنهُنّ فَقَالَت لَهَا إِحدَاهُنّ لَا تحَزنَيِ‌ يَا خَدِيجَةُ فَإِنّا رُسُلُ رَبّكِ إِلَيكِ وَ نَحنُ أَخَوَاتُكِ أَنَا سَارَةُ وَ هَذِهِ آسِيَةُ بِنتُ مُزَاحِمٍ وَ هيِ‌َ رَفِيقَتُكِ فِي الجَنّةِ وَ هَذِهِ مَريَمُ بِنتُ عِمرَانَ وَ هَذِهِ صَفرَاءُ[صَفُورَاءُ]بِنتُ شُعَيبٍ بَعَثَنَا اللّهُ تَعَالَي إِلَيكِ لنِلَيِ‌َ مِن أَمرِكِ مَا تلَيِ‌ النّسَاءُ مِنَ النّسَاءِ فَجَلَسَت وَاحِدَةٌ عَن يَمِينِهَا وَ الأُخرَي عَن يَسَارِهَا وَ الثّالِثَةُ مِن بَينِ يَدَيهَا وَ الرّابِعَةُ مِن خَلفِهَا فَوَضَعَت خَدِيجَةُ فَاطِمَةَ ع طَاهِرَةً مُطَهّرَةً فَلَمّا سَقَطَت إِلَي


صفحه : 81

الأَرضِ أَشرَقَ مِنهَا النّورُ حَتّي دَخَلَ بُيُوتَاتِ مَكّةَ وَ لَم يَبقَ فِي شَرقِ الأَرضِ وَ لَا غَربِهَا مَوضِعٌ إِلّا أَشرَقَ فِيهِ ذَلِكَ النّورُ فَتَنَاوَلَتهَا المَرأَةُ التّيِ‌ كَانَت بَينَ يَدَيهَا فَغَسَلَتهَا بِمَاءِ الكَوثَرِ وَ أَخرَجَت خِرقَتَينِ بَيضَاوَينِ أَشَدّ بَيَاضاً مِنَ اللّبَنِ وَ أَطيَبَ رَائِحَةً مِنَ المِسكِ وَ العَنبَرِ فَلَفّتهَا بِوَاحِدَةٍ وَ قَنّعَتهَا بِالأُخرَي ثُمّ استَنطَقَتهَا فَنَطَقَت فَاطِمَةُ ع بِشَهَادَةِ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ أَبِي رَسُولَ اللّهِص سَيّدُ الأَنبِيَاءِ وَ أَنّ بعَليِ‌ سَيّدُ الأَوصِيَاءِ وَ أَنّ ولُديِ‌ سَيّدُ الأَسبَاطِ ثُمّ سَلّمَت عَلَيهِنّ وَ سَمّت كُلّ وَاحِدَةٍ مِنهُنّ بِاسمِهَا وَ ضَحِكنَ إِلَيهَا وَ تَبَاشَرَتِ الحُورُ العِينُ وَ بَشّرَ أَهلُ الجَنّةِ بَعضُهُم بَعضاً بِوِلَادَةِ فَاطِمَةَ ع وَ حَدَثَ فِي السّمَاءِ نُورٌ زَاهِرٌ لَم تَرَهُ المَلَائِكَةُ قَبلَ ذَلِكَ اليَومِ فَلِذَلِكَ سُمّيَتِ الزّهرَاءَ ع وَ قَالَت خُذِيهَا يَا خَدِيجَةُ طَاهِرَةً مُطَهّرَةً زَكِيّةً مَيمُونَةً بُورِكَ فِيهَا وَ فِي نَسلِهَا فَتَنَاوَلَتهَا خَدِيجَةُ ع فَرِحَةً مُستَبشِرَةً فَأَلقَمَتهَا ثَديَهَا فَشَرِبَت فَدَرّ عَلَيهَا وَ كَانَت ع تنَميِ‌ فِي كُلّ يَومٍ كَمَا ينَميِ‌ الصبّيِ‌ّ فِي شَهرٍ وَ فِي شَهرٍ كَمَا ينَميِ‌ الصبّيِ‌ّ فِي سَنَةٍ صَلّي اللّهُ عَلَيهَا وَ عَلَي أَبِيهَا وَ بَعلِهَا وَ بَنِيهَا

كِتَابُ الدّرّ النّظِيمِ، مِثلَ مَا مَرّ مِنَ الرّوَايَاتِ كُلّهَا

أقول سيأتي‌ أحوال فاطمة صلوات الله عليها وولادتها في المجلد العاشر وأحوال سائر أولاد خديجة رضي‌ الله عنها في باب أحوال أولاد النبي ص


صفحه : 82

باب 6-أسمائه صلي الله عليه وآله وعللها ومعني كونه صلي الله عليه وآله أميا و أنه كان عالما بكل لسان وذكر خواتيمه ونقوشها وأثوابه وسلاحه ودوابّه وغيرها مما يتعلّق به صلي الله عليه وآله

الآيات الأعراف الّذِينَ يَتّبِعُونَ الرّسُولَ النّبِيّ الأمُيّ‌ّ و قال فَآمِنُوا بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ النّبِيّ الأمُيّ‌ّالتوبةلَقَد جاءَكُم رَسُولٌ مِن أَنفُسِكُم عَزِيزٌ عَلَيهِ ما عَنِتّم حَرِيصٌ عَلَيكُم بِالمُؤمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌهودإنِنّيِ‌ لَكُم مِنهُ نَذِيرٌ وَ بَشِيرٌالعنكبوت وَ ما كُنتَ تَتلُوا مِن قَبلِهِ مِن كِتابٍ وَ لا تَخُطّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لَارتابَ المُبطِلُونَالأحزاب يا أَيّهَا النّبِيّ إِنّا أَرسَلناكَ شاهِداً وَ مُبَشّراً وَ نَذِيراً وَ داعِياً إِلَي اللّهِ بِإِذنِهِ وَ سِراجاً مُنِيراًالفتح مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِالمزمل يا أَيّهَا المُزّمّلُ قُمِ اللّيلَ إِلّا قَلِيلًاالمدثريا أَيّهَا المُدّثّرُ قُم فَأَنذِر

تفسير قال الطبرسي‌ رحمه الله الأمُيّ‌ ذكر في معناه أقوال


صفحه : 83

أحدها ألذي لايكتب و لايقرأ. وثانيها أنه منسوب إلي الأمة والمعني أنه علي جبلّة الأمة قبل استفادة الكتابة وقيل إن المراد بالأمة العرب لأنها لم تكن تحسن الكتابة. وثالثها أنه منسوب إلي الأُمّ والمعني أنه علي ماولدته أُمّه قبل تعلّم الكتابة. ورابعها أنه منسوب إلي أُمّ القري و هومكّة و هوالمروي‌ عن أبي جعفر عليه السلام . و في قوله ما عَنِتّمشديد عليه عنتكم أي مايلحقكم من الضرر بترك الإيمان . و في قوله تعالي إِذاً لَارتابَ المُبطِلُونَ أي و لوكنت تقرأ كتابا أوتكتبه لوجد المبطلون طريقا إلي الشكّ في أمرك ولقالوا إنما يقرأ علينا ماجمعه من كتب الأولين قال السيد المرتضي قدّس الله روحه هذه الآية تدل علي أن النبي ص ما كان يحسن الكتابة قبل النبوة فأما بعدها فالذي‌ نعتقده في ذلك التجويز لكونه عالما بالقراءة والكتابة والتجويز لكونه غيرعالم بهما من غيرقطع علي أحد الأمرين وظاهر الآية يقتضي‌ أن النفي‌ قدتعلّق بما قبل النبوّة دون مابعدها ولأنّ التعليل في الآية يقتضي‌ اختصاص النفي‌ بما قبل النبوة لأن المبطلين إنما يرتابون في نبوته ص لو كان يحسن الكتابة قبل النبوة فأما بعدالنبوة فلاتعلق له بالريبة والتهمة فيجوز أن


صفحه : 84

يكون قدتعلمها من جبرئيل ع بعدالنبوة. و قال البيضاوي‌المُزّمّلُأصله المتزمل من تزمل بثيابه إذاتلفّف بهاسميّ‌ به النبي ص تهجينا لما كان عليه لأنه كان نائما أومرتعدا مما دهشه بدء الوحي‌ متزملا في قطيفة أوتحسينا له إذ روي‌ أنه ص كان يصليّ‌ متلفّفا ببقيّة مرط مفروش علي عائشة فنزل أوتشبيها له في تثاقله بالمتزمّل لأنه لم يتمرّن بعد في قيام الليل أو من تزمّل الزمل إذاتحمّل الحمل أي ألذي تحمّل أعباء النبوّة. و قال المُدّثّرُالمتدثّر و هولابس الدثار وسيأتي‌ بيانه في باب المبعث

1-ف ،[تحف العقول ]بِإِسنَادِهِ عَن سُلَيمِ بنِ قَيسٍ الهلِاَليِ‌ّ قَالَ لَمّا أَقبَلنَا مِن صِفّينَ مَعَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع نَزَلَ قَرِيباً مِن دَيرِ نصَراَنيِ‌ّ إِذ خَرَجَ عَلَينَا شَيخٌ مِنَ الدّيرِ جَمِيلُ الوَجهِ حَسَنُ الهَيئَةِ وَ السّمتِ مَعَهُ كِتَابٌ حَتّي أَتَي أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع فَسَلّمَ عَلَيهِ ثُمّ قَالَ إنِيّ‌ مِن نَسلِ حوَاَريِ‌ّ عِيسَي ابنِ مَريَمَ وَ كَانَ أَفضَلَ حوَاَريِ‌ّ عِيسَي ابنِ مَريَمَ الاِثنيَ‌ عَشَرَ وَ أَحَبّهُم إِلَيهِ وَ آثَرَهُم عِندَهُ وَ إِنّ عِيسَي أَوصَي إِلَيهِ وَ دَفَعَ إِلَيهِ كُتُبَهُ وَ عِلمَهُ وَ حِكمَتَهُ


صفحه : 85

فَلَم تَزَل أَهلُ هَذَا البَيتِ عَلَي دِينِهِ مُتَمَسّكِينَ عَلَيهِ لَم يَكفُرُوا وَ لَم يَرتَدّوا وَ لَم يُغَيّرُوا وَ تِلكَ الكُتُبُ عنِديِ‌ إِملَاءُ عِيسَي ابنِ مَريَمَ ع وَ خَطّ أَبِينَا بِيَدِهِ فِيهَا كُلّ شَيءٍ يَفعَلُ النّاسُ مِن بَعدِهِ وَ اسمُ مَلِكٍ مَلِكٍ وَ إِنّ اللّهَ يَبعَثُ رَجُلًا مِنَ العَرَبِ مِن وُلدِ اِبرَاهِيمَ خَلِيلِ اللّهِ ع مِن أَرضٍ يُقَالُ لَهَا تِهَامَةُ مِن قَريَةٍ يُقَالُ لَهَا مَكّةُ وَ سَاقَ الحَدِيثَ إِلَي أَن قَالَ اسمُهُ مُحَمّدٌ وَ عَبدُ اللّهِ وَ يس وَ الفَتّاحُ وَ الخَاتَمُ وَ الحَاشِرُ وَ العَاقِبُ وَ الماَحيِ‌ وَ القَائِدُ وَ نبَيِ‌ّ اللّهِ وَ صفَيِ‌ّ اللّهِ وَ جَنبُ اللّهِ وَ إِنّهُ يُذكَرُ إِذَا ذُكِرَ أَكرَمُ خَلقِ اللّهِ عَلَي اللّهِ وَ أَحَبّهُم إِلَي اللّهِ لَم يَخلُقِ اللّهُ مَلَكاً مُقَرّباً وَ لَا نَبِيّاً مُرسَلًا مِن آدَمَ ع فَمَن سِوَاهُ خَيراً عِندَ اللّهِ وَ لَا أَحَبّ إِلَي اللّهِ مِنهُ يُقعِدُهُ يَومَ القِيَامَةِ عَلَي عَرشِهِ وَ يُشَفّعُهُ فِي كُلّ مَن يَشفَعُ فِيهِ بِاسمِهِ جَرَي القَلَمُ فِي اللّوحِ المَحفُوظِ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ الخَبَرَ

2-فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ وَ أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَا كَانَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا صَلّي قَامَ عَلَي أَصَابِعِ رِجلَيهِ حَتّي تَوَرّمَت فَأَنزَلَ اللّهُ تَعَالَيطه وَ هيِ‌َ بِلُغَةِ طيَ‌ّ يَا مُحَمّدُما أَنزَلنا عَلَيكَ القُرآنَ لِتَشقي

3-كا،[الكافي‌]حُمَيدُ بنُ زِيَادٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدِ بنِ سَمَاعَةَ عَن وُهَيبِ بنِ حَفصٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع وَ سَاقَ الحَدِيثَ إِلَي أَن قَالَ وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَقُومُ


صفحه : 86

عَلَي أَطرَافِ أَصَابِعِ رِجلَيهِ فَأَنزَلَ اللّهُ سُبحَانَهُطه ما أَنزَلنا عَلَيكَ القُرآنَ لِتَشقي

4- مع ،[معاني‌ الأخبار] مُحَمّدُ بنُ هَارُونَ الزنّجاَنيِ‌ّ عَنِ المَعَاذِ بنِ المُثَنّي عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَسمَاءَ عَن جُوَيرِيَةَ عَن سُفيَانَ بنِ سَعِيدٍ عَنِ الصّادِقِ ع فِي خَبَرٍ طَوِيلٍ سيَأَتيِ‌ فِي كِتَابِ القُرآنِ قَالَ وَ أَمّاطه فَاسمٌ مِن أَسمَاءِ النّبِيّص وَ مَعنَاهُ يَا طَالِبَ الحَقّ الهاَديِ‌َ إِلَيهِ وَ أَمّايس فَاسمٌ مِن أَسمَاءِ النّبِيّص مَعنَاهُ يَا أَيّهَا السّامِعُ لوِحَييِ‌وَ القُرآنِ الحَكِيمِ إِنّكَ لَمِنَ المُرسَلِينَ عَلي صِراطٍ مُستَقِيمٍ

5-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] وَ بِجَاهِ ذُرّيّتِهِ الطّيّبَةِ الطّاهِرَةِ مِن آلِ طه وَ يس

6-فس ،[تفسير القمي‌] قَالَ الصّادِقُ ع يس اسمُ رَسُولِ اللّهِص وَ الدّلِيلُ عَلَيهِ قَولُهُإِنّكَ لَمِنَ المُرسَلِينَ عَلي صِراطٍ مُستَقِيمٍ قَالَ عَلَي الطّرِيقِ الوَاضِحِتَنزِيلَ العَزِيزِ الرّحِيمِ قَالَ القُرآنُلِتُنذِرَ قَوماً ما أُنذِرَ آباؤُهُم إِلَي قَولِهِعَلي أَكثَرِهِميعَنيِ‌ نَزَلَ بِهِ العَذَابُفَهُم لا يُؤمِنُونَ

7-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ]بِإِسنَادِهِ عَن سُلَيمَانَ بنِ قَيسٍ العاَمرِيِ‌ّ قَالَ سَمِعتُ عَلِيّاً ع يَقُولُ رَسُولُ اللّهِص يس وَ نَحنُ آلُهُ

8-كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن صَفوَانَ رَفَعَهُ إِلَي أَبِي جَعفَرٍ وَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ هَذَا مُحَمّدٌ أُذِنَ لَهُم فِي التّسمِيَةِ بِهِ فَمَن أَذِنَ لَهُم فِييس يعَنيِ‌


صفحه : 87

التّسمِيَةَ وَ هُوَ اسمُ النّبِيّص

9-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] عَنِ الرّيّانِ بنِ الصّلتِ عَنِ الرّضَا ع فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ فِي الفَرقِ بَينَ العِترَةِ وَ الأُمّةِ وَ سَاقَ الحَدِيثَ إِلَي أَن قَالَ ع أخَبرِوُنيِ‌ عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّيس وَ القُرآنِ الحَكِيمِفَمَن عَنَي بِقَولِهِيس قَالَتِ العُلَمَاءُيس مُحَمّدٌص لَم يَشُكّ فِيهِ أَحَدٌ قَالَ أَبُو الحَسَنِ ع فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَعطَي مُحَمّداً وَ آلَ مُحَمّدٍ مِن ذَلِكَ فَضلًا لَا يَبلُغُ أَحَدٌ كُنهَ وَصفِهِ إِلّا مَن عَقَلَهُ وَ ذَلِكَ أَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ لَم يُسَلّم عَلَي أَحَدٍ إِلّا عَلَي الأَنبِيَاءِ ع فَقَالَ تَعَالَيسَلامٌ عَلي نُوحٍ فِي العالَمِينَ وَ قَالَسَلامٌ عَلي اِبراهِيمَ وَ قَالَسَلامٌ عَلي مُوسي وَ هارُونَ وَ لَم يَقُل سَلَامٌ عَلَي آلِ نُوحٍ وَ لَم يَقُل سَلَامٌ عَلَي آلِ اِبرَاهِيمَ وَ لَا قَالَ سَلَامٌ عَلَي آلِ مُوسَي وَ هَارُونَ وَ قَالَ سَلَامٌ عَلَي آلِ يس يعَنيِ‌ آلَ مُحَمّدٍ وَ سَاقَ الحَدِيثَ إِلَي أَن قَالَ فِي قَولِهِ تَعَالَيقَد أَنزَلَ اللّهُ إِلَيكُم ذِكراً رَسُولًافَالذّكرُ رَسُولُ اللّهِ وَ نَحنُ أَهلُهُ أَقُولُ سيَأَتيِ‌ بِتَمَامِهِ فِي كِتَابِ الإِمَامَةِ

10-فس ،[تفسير القمي‌] سَلَامٌ عَلَي آلِ يس قَالَ يس مُحَمّدٌ وَ آلُ مُحَمّدٍ الأَئِمّةُ

11- مع ،[معاني‌ الأخبار]الطاّلقَاَنيِ‌ّ عَنِ الجلَوُديِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ سَهلٍ عَنِ الخَضِرِ بنِ أَبِي فَاطِمَةَ عَن وَهبِ بنِ نَافِعٍ عَن كَادِحٍ عَنِ الصّادِقِ ع عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع فِي قَولِهِ عَزّ وَ جَلّ سَلَامٌ عَلَي آلِ يس قَالَيس مُحَمّدٌ وَ نَحنُ آلُ يس

12-كا،[الكافي‌] أَحمَدُ بنُ مِهرَانَ وَ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ جَمِيعاً عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَنِ الحَسَنِ بنِ رَاشِدٍ عَن يَعقُوبَ بنِ جَعفَرِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِي الحَسَنِ مُوسَي ع فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ


صفحه : 88

سَأَلَهُ نصَراَنيِ‌ّ عَن قَولِهِ تَعَالَيحم وَ الكِتابِ المُبِينِ إِلَي قَولِهِمُنذِرِينَ مَا تَفسِيرُهَا فِي البَاطِنِ فَقَالَ أَمّاحم فَهُوَ مُحَمّدٌ وَ هُوَ فِي كِتَابِ هُودٍ ألّذِي أُنزِلَ عَلَيهِ وَ هُوَ مَنقُوصُ الحُرُوفِ وَ أَمّاالكِتابِ المُبِينِفَهُوَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ ع الخَبَرَ

13-فس ،[تفسير القمي‌] وَ النّجمِ إِذا هَوي قَالَ النّجمُ رَسُولُ اللّهِص إِذا هَوي لَمّا أسُريِ‌َ بِهِ إِلَي السّمَاءِ وَ هُوَ فِي الهَوَاءِ هَذَا رَدّ عَلَي مَن أَنكَرَ المِعرَاجَ وَ هُوَ قَسَمٌ بِرَسُولِ اللّهِص وَ هُوَ فَضلٌ لَهُ عَلَي الأَنبِيَاءِ

بيان هَويجاء بمعني هبط وبمعني صعد والمراد في الخبر الثاني‌

14-فس ،[تفسير القمي‌] وَ النّجمُ وَ الشّجَرُ يَسجُدانِ قَالَ النّجمُ رَسُولُ اللّهِص وَ قَد سَمّاهُ اللّهُ فِي غَيرِ مَوضِعٍ فَقَالَوَ النّجمِ إِذا هَوي وَ قَالَوَ عَلاماتٍ وَ بِالنّجمِ هُم يَهتَدُونَفَالعَلَامَاتُ الأَوصِيَاءُ وَ النّجمُ رَسُولُ اللّهِص قُلتُيَسجُدانِ قَالَ يَعبُدَانِ قَولُهُوَ السّماءَ رَفَعَها وَ وَضَعَ المِيزانَ قَالَ السّمَاءُ رَسُولُ اللّهِص رَفَعَهُ اللّهُ إِلَيهِ وَ المِيزَانُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع نَصَبَهُ لِخَلقِهِ قُلتُأَلّا تَطغَوا فِي المِيزانِ قَالَ لَا تَعصَوُا الإِمَامَ قُلتُوَ أَقِيمُوا الوَزنَ بِالقِسطِ قَالَ أَقِيمُوا الإِمَامَ العَدلَ قُلتُوَ لا تُخسِرُوا المِيزانَ قَالَ لَا تَبخَسُوا الإِمَامَ حَقّهُ وَ لَا تَظلِمُوهُ

15-كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ العَبّاسِ عَن عَلِيّ بنِ حُمرَانَ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ النّجمِ إِذا هَوي قَالَ أَقسَمَ بِقَبضِ مُحَمّدٍ إِذَا قُبِضَ الخَبَرَ

16-فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَن سُلَيمَانَ الديّلمَيِ‌ّ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَسَأَلتُهُ عَن قَولِ اللّهِوَ الشّمسِ وَ ضُحاها قَالَ الشّمسُ رَسُولُ اللّهِص أَوضَحَ اللّهُ بِهِ


صفحه : 89

لِلنّاسِ دِينَهُم قُلتُوَ القَمَرِ إِذا تَلاها قَالَ ذَاكَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع

17-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ]بِإِسنَادِهِ عَن عِكرِمَةَ وَ سُئِلَ عَن قَولِ اللّهِوَ الشّمسِ وَ ضُحاها وَ القَمَرِ إِذا تَلاها قَالَالشّمسِ وَ ضُحاها هُوَ مُحَمّدٌص وَ القَمَرِ إِذا تَلاها أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ النّهارِ إِذا جَلّاهاآلُ مُحَمّدٍ وَ هُمَا الحَسَنُ وَ الحُسَينُوَ اللّيلِ إِذا يَغشاهابَنُو أُمَيّةَ وَ قَالَ ابنُ عَبّاسٍ هَكَذَا وَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع هَكَذَا وَ قَالَ الحَارِثُ الأَعوَرُ لِلحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ أخَبرِنيِ‌ عَن قَولِ اللّهِ فِي كِتَابِهِ المُبِينِوَ الشّمسِ وَ ضُحاها قَالَ وَيحَكَ يَا حَارِثُ ذَلِكَ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِص قُلتُ قَولُهُوَ القَمَرِ إِذا تَلاها قَالَ ذَلِكَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع يَتلُو مُحَمّداًص الخَبَرَ

18-كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَن سَهلٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَسَأَلتُهُ عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ الشّمسِ وَ ضُحاها قَالَ الشّمسُ رَسُولُ اللّهِص أَوضَحَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِهِ لِلنّاسِ دِينَهُم قَالَ قُلتُوَ القَمَرِ إِذا تَلاها قَالَ ذَاكَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع


صفحه : 90

تَلَا رَسُولَ اللّهِص وَ نَفَثَهُ بِالعِلمِ نَفثاً الخَبَرَ

19-فس ،[تفسير القمي‌] وَ التّينِ وَ الزّيتُونِ وَ طُورِ سِينِينَ وَ هذَا البَلَدِ الأَمِينِ قَالَالتّينِ رَسُولُ اللّهِص وَ الزّيتُونِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ طُورِ سِينِينَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُوَ هذَا البَلَدِ الأَمِينِالأَئِمّةُ ع الخَبَرَ

20-فس ،[تفسير القمي‌] قَد أَنزَلَ اللّهُ إِلَيكُم ذِكراً رَسُولًا قَالَ الذّكرُ اسمُ رَسُولِ اللّهِ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ وَ نَحنُ أَهلُ الذّكرِ

21-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ عَنِ الرّضَا ع فِي مُنَاظَرَتِهِ ع مَعَ أَصحَابِ المَقَالَاتِ قَالَ ع لِرَأسِ الجَالُوتِ فِي الإِنجِيلِ مَكتُوبٌ ابنُ البَرّةِ ذَاهِبٌ وَ البَارَقَلِيطَا[الفَارَقَلِيطَا]جَاءٍ مِن بَعدِهِ وَ هُوَ يُخَفّفُ الآصَارَ وَ يُفَسّرُ لَكُم كُلّ شَيءٍ وَ يَشهَدُ لِي كَمَا شَهِدتُ لَهُ أَنَا جِئتُكُم بِالأَمثَالِ وَ هُوَ يَأتِيكُم بِالتّأوِيلِ أَ تُؤمِنُ بِهَذَا فِي الإِنجِيلِ قَالَ نَعَم لَا أُنكِرُهُ الخَبَرَ

22-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] فِي أَسئِلَةِ الشاّميِ‌ّ سَأَلَ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع عَن سِتّةٍ مِنَ الأَنبِيَاءِ لَهُم اسمَانِ فَقَالَ يُوشَعُ بنُ نُونٍ وَ هُوَ ذُو الكِفلِ وَ يَعقُوبُ بنُ إِسحَاقَ ع وَ هُوَ إِسرَائِيلُ وَ الخَضِرُ ع وَ هُوَ حلقيا وَ يُونُسُ ع وَ هُوَ ذُو النّونِ وَ عِيسَي ع وَ هُوَ المَسِيحُ وَ مُحَمّدٌص وَ هُوَ أَحمَدُ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم


صفحه : 91

23- مع ،[معاني‌ الأخبار] مُحَمّدُ بنُ عَمرٍو البصَريِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَلِيّ الكرَخيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ عَن عَبدِ الرّزّاقِ عَن مَعمَرٍ عَنِ الزهّريِ‌ّ عَن أَنَسٍ قَالَ صَلّي رَسُولُ اللّهِص صَلَاةَ الفَجرِ فَلَمّا انفَتَلَ مِن صَلَاتِهِ أَقبَلَ عَلَينَا بِوَجهِهِ الكَرِيمِ عَلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ ثُمّ قَالَ مَعَاشِرَ النّاسِ مَنِ افتَقَدَ الشّمسَ فَليَتَمَسّك بِالقَمَرِ وَ مَنِ افتَقَدَ القَمَرَ فَليَتَمَسّك بِالزّهَرَةِ وَ مَنِ افتَقَدَ الزّهَرَةَ فَليَتَمَسّك بِالفَرقَدَينِ ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَنَا الشّمسُ وَ عَلِيّ ع القَمَرُ وَ فَاطِمَةُ الزّهَرَةُ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ الفَرقَدَانِ

24-شي‌،[تفسير العياشي‌] مُحَمّدُ بنُ الفُضَيلِ عَن أَبِي الحَسَنِ ع فِي قَولِ اللّهِوَ عَلاماتٍ وَ بِالنّجمِ هُم يَهتَدُونَ قَالَ نَحنُ العَلَامَاتُ وَ النّجمُ رَسُولُ اللّهِص

25- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَنِ ابنِ قُولَوَيهِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن مَنصُورٍ بُزُرجَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ عَلاماتٍ وَ بِالنّجمِ هُم يَهتَدُونَ قَالَ النّجمُ رَسُولُ اللّهِص وَ العَلَامَاتُ الأَئِمّةُ مِن بَعدِهِ عَلَيهِ وَ عَلَيهِمُ السّلَامُ

26- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدِ بنِ الصّلتِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ سَعِيدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي بنِ هَارُونَ الضّرِيرِ عَن مُحَمّدِ بنِ زَكَرِيّا المكَيّ‌ّ عَن كَثِيرِ بنِ طَارِقٍ مِن وُلدِ قَنبَرٍ عَن زَيدِ بنِ عَلِيّ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لعِلَيِ‌ّ ع يَا عَلِيّ خُذ هَذَا الخَاتَمَ


صفحه : 92

وَ انقُش عَلَيهِ مُحَمّدَ بنَ عَبدِ اللّهِ فَأَخَذَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فَأَعطَاهُ النّقّاشَ وَ قَالَ لَهُ انقُش عَلَيهِ مُحَمّدَ بنَ عَبدِ اللّهِ فَنَقَشَ النّقّاشُ فَأَخطَأَت يَدُهُ فَنَقَشَ عَلَيهِ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ فَجَاءَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلَيهِ السّلَامُ فَقَالَ مَا فُعِلَ الخَاتَمُ فَقَالَ هُوَ ذَا فَأَخَذَهُ وَ نَظَرَ إِلَي نَقشِهِ فَقَالَ مَا أَمَرتُكَ بِهَذَا قَالَ صَدَقتَ وَ لَكِن يدَيِ‌ أَخطَأَت فَجَاءَ بِهِ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا نَقَشَ النّقّاشُ مَا أَمَرتَ بِهِ ذَكَرَ أَنّ يَدَهُ أَخطَأَت فأخذ[فَأَخَذَهُ] النّبِيّص وَ نَظَرَ إِلَيهِ فَقَالَ يَا عَلِيّ أَنَا مُحَمّدُ بنُ عَبدِ اللّهِ وَ أَنَا مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ وَ تَخَتّمَ بِهِ فَلَمّا أَصبَحَ النّبِيّص نَظَرَ إِلَي خَاتَمِهِ فَإِذَا تَحتَهُ مَنقُوشٌ عَلِيّ ولَيِ‌ّ اللّهِ فَتَعَجّبَ مِن ذَلِكَ النّبِيّص فَجَاءَ جَبرَئِيلُ فَقَالَ يَا جَبرَئِيلُ كَانَ كَذَا وَ كَذَا فَقَالَ يَا مُحَمّدُ كَتَبتَ مَا أَرَدتَ وَ كَتَبنَا مَا أَرَدنَا

27- ع ،[علل الشرائع ]ل ،[الخصال ] مع ،[معاني‌ الأخبار] مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ بنِ الشّاهِ عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرِ بنِ أَحمَدَ البغَداَديِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ السّختِ عَن مُحَمّدِ بنِ الأَسوَدِ الوَرّاقِ عَن أَيّوبَ بنِ سُلَيمَانَ عَن أَبِي البخَترَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ حُمَيدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ المُنكَدِرِ عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ أَنَا أَشبَهُ النّاسِ بِآدَمَ ع وَ اِبرَاهِيمُ ع أَشبَهُ النّاسِ بيِ‌ خَلقُهُ وَ خُلُقُهُ وَ سمَاّنيِ‌َ اللّهُ مِن فَوقِ عَرشِهِ عَشَرَةَ أَسمَاءٍ وَ بَيّنَ اللّهُ وصَفيِ‌ وَ بشَرّنَيِ‌ عَلَي لِسَانِ كُلّ رَسُولٍ بَعَثَهُ إِلَي قَومِهِ وَ سمَاّنيِ‌ وَ نَشَرَ فِي التّورَاةِ اسميِ‌ وَ بَثّ ذكِريِ‌ فِي أَهلِ التّورَاةِ وَ الإِنجِيلِ وَ علَمّنَيِ‌ كَلَامَهُ وَ رفَعَنَيِ‌ فِي سَمَائِهِ وَ شَقّ لِي اسميِ‌[اسماً] مِن أَسمَائِهِ فسَمَاّنيِ‌ مُحَمّداً وَ هُوَ مَحمُودٌ وَ أخَرجَنَيِ‌ فِي خَيرِ قَرنٍ مِن أمُتّيِ‌ وَ جَعَلَ اسميِ‌ فِي التّورَاةِ أَحيَدَ فَبِالتّوحِيدِ حَرّمَ أَجسَادَ أمُتّيِ‌ عَلَي النّارِ وَ سمَاّنيِ‌ فِي الإِنجِيلِ أَحمَدَ فَأَنَا مَحمُودٌ فِي أَهلِ السّمَاءِ وَ جَعَلَ أمُتّيِ‌َ الحَامِدِينَ وَ جَعَلَ اسميِ‌ فِي الزّبُورِ ماح [مَاحِياً]مَحَا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بيِ‌


صفحه : 93

مِنَ الأَرضِ عِبَادَةَ الأَوثَانِ وَ جَعَلَ اسميِ‌ فِي القُرآنِ مُحَمّداً فَأَنَا مَحمُودٌ فِي جَمِيعِ[ أَهلِ]القِيَامَةِ فِي فَصلِ القَضَاءِ لَا يَشفَعُ أَحَدٌ غيَريِ‌ وَ سمَاّنيِ‌ فِي القِيَامَةِ حَاشِراً يُحشَرُ النّاسُ عَلَي قدَمَيَ‌ّ وَ سمَاّنيِ‌َ المُوقِفَ أُوقِفُ النّاسَ بَينَ يدَيَ‌ِ اللّهِ جَلّ جَلَالُهُ وَ سمَاّنيِ‌َ العَاقِبَ أَنَا عَقِبُ النّبِيّينَ لَيسَ بعَديِ‌ رَسُولٌ وَ جعَلَنَيِ‌ رَسُولَ الرّحمَةِ وَ رَسُولَ التّوبَةِ وَ رَسُولَ المَلَاحِمِ وَ المقُفَيّ‌َ قَفّيتُ النّبِيّينَ جَمَاعَةً وَ أَنَا القَيّمُ الكَامِلُ الجَامِعُ وَ مَنّ عَلَيّ ربَيّ‌ وَ قَالَ لِي يَا مُحَمّدُ صَلّي اللّهُ عَلَيكَ فَقَد أَرسَلتُ كُلّ رَسُولٍ إِلَي أُمّتِهِ بِلِسَانِهَا وَ أَرسَلتُكَ إِلَي كُلّ أَحمَرَ وَ أَسوَدَ مِن خلَقيِ‌ وَ نَصَرتُكَ بِالرّعبِ ألّذِي لَم أَنصُر بِهِ أَحَداً وَ أَحلَلتُ لَكَ الغَنِيمَةَ وَ لَم تَحِلّ لِأَحَدٍ قَبلَكَ وَ أَعطَيتُكَ وَ لِأُمّتِكَ كَنزاً مِن كُنُوزِ عرَشيِ‌ فَاتِحَةَ الكِتَابِ وَ خَاتِمَةَ سُورَةِ البَقَرَةِ وَ جَعَلتُ لَكَ وَ لِأُمّتِكَ الأَرضَ كُلّهَا مَسجِداً وَ تُرَابَهَا طَهُوراً وَ أَعطَيتُ لَكَ وَ لِأُمّتِكَ التّكبِيرَ وَ قَرَنتُ ذِكرَكَ بذِكِريِ‌ حَتّي لَا يذَكرُنَيِ‌ أَحَدٌ مِن أُمّتِكَ إِلّا ذَكَرَكَ مَعَ ذكِريِ‌ فَطُوبَي لَكَ يَا مُحَمّدُ وَ لِأُمّتِكَ

توضيح قال شارح الشفاء للقاضي‌ عياض أحيد بضم الهمزة وفتح المهملة وسكون التحتية فدال مهملة وقيل بفتح الهمزة وسكون المهملة وفتح التحتية قال سميت أحيد لأني‌ أحيد بأمتي‌ عن نار جهنم أي أعدل بهم انتهي . و أما أحمد في اللغة فأفعل مبالغة من صفة الحمد و محمدمفعل مبالغة من كثرة الحمد فهوص أجل من حمد وأفضل من حمد وأكثر الناس حمدا فهو أحمدالمحمودين الحامدين فأحمد إما مبالغة من الفاعل أو من المفعول . قوله ص يحشر الناس علي قدمي‌ كناية عن أنه أول من يحشر من الخلق ثم يحشر الناس بعده وقيل أي في زمانه وعهده و لانبي‌ بعده وقيل أي يقدم الخلق في المحشر وهم خلفه والملاحم جمع الملحمة و هوالقتال .


صفحه : 94

و قال الجزري‌ في أسمائه ص المقفي‌ و هوالمولي‌ الذاهب و قدقفي يقفي‌ فهو مقف يعني‌ أنه آخر الأنبياء المتبع لهم فإذاقفي فلانبي‌ بعده قوله القيم أي الكثير القيام بأمور الخلق والمتولي‌ لإرشادهم ومصالحهم ويظهر من سائر الكتب أنه بالثاء المثلثة و أن الكامل الجامع تفسيره و هوبضم القاف وفتح الثاء قال الجزري‌ فيه أتاني‌ ملك فقال أنت قثم وخلقك قثم القثم المجتمع الخلق وقيل الجامع الكامل وقيل الجموع للخير و به سمي‌ الرجل قثم معدول عن قاثم و هوالكثير العطاء انتهي . و قال القاضي‌ في الشفاء روي‌ أنه ص قال أنا رسول الرحمة و رسول الراحة و رسول الملاحم و أناالمقفي‌ قفيت النبيين و أناقيم والقيم الجامع الكامل كذا وجدته و لم أروه وأري أن صوابه قثم بالثاء و هوأشبه بالتفسير انتهي

28- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ع ،[علل الشرائع ] مع ،[معاني‌ الأخبار]مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ الرقّيّ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ جَبَلَةَ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن آبَائِهِ عَن جَدّهِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ جَاءَ نَفَرٌ مِنَ اليَهُودِ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَسَأَلَهُ أَعلَمُهُم فِيمَا سَأَلَهُ فَقَالَ لَهُ لأِيَ‌ّ شَيءٍ سُمّيتَ مُحَمّداً وَ أَحمَدَ وَ أَبَا القَاسِمِ وَ بَشِيراً وَ نَذِيراً وَ دَاعِياً فَقَالَ النّبِيّص أَمّا مُحَمّدٌ فإَنِيّ‌ مَحمُودٌ فِي الأَرضِ وَ أَمّا أَحمَدُ فإَنِيّ‌ مَحمُودٌ فِي السّمَاءِ وَ أَمّا أَبُو القَاسِمِ فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَقسِمُ يَومَ القِيَامَةِ قِسمَةَ النّارِ فَمَن كَفَرَ بيِ‌ مِنَ الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ ففَيِ‌ النّارِ وَ يَقسِمُ قِسمَةَ الجَنّةِ فَمَن آمَنَ بيِ‌ وَ أَقَرّ بنِبُوُتّيِ‌ ففَيِ‌ الجَنّةِ وَ أَمّا الداّعيِ‌ فإَنِيّ‌ أَدعُو النّاسَ إِلَي دِينِ ربَيّ‌ عَزّ وَ جَلّ وَ أَمّا النّذِيرُ فإَنِيّ‌ أُنذِرُ بِالنّارِ مَن عصَاَنيِ‌ وَ أَمّا البَشِيرُ فإَنِيّ‌ أُبَشّرُ بِالجَنّةِ مَن أطَاَعنَيِ‌


صفحه : 95

أقول قدمر في باب نقوش الخواتيم في خبر الحسين بن خالد أنه كان نقش خاتم النبي ص لاإله إلا الله محمد رسول الله

29- ع ،[علل الشرائع ] مع ،[معاني‌ الأخبار]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]الطاّلقَاَنيِ‌ّ عَن أَحمَدَ الهمَداَنيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ بنِ فَضّالٍ عَن أَبِيهِ قَالَ سَأَلتُ الرّضَا ع فَقُلتُ لَهُ لِمَ كنُيّ‌َ النّبِيّص بأِبَيِ‌ القَاسِمِ فَقَالَ لِأَنّهُ كَانَ لَهُ ابنٌ يُقَالُ لَهُ قَاسِمٌ فكَنُيّ‌َ بِهِ قَالَ فَقُلتُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ فَهَل ترَاَنيِ‌ أَهلًا لِلزّيَادَةِ فَقَالَ نَعَم أَ مَا عَلِمتَ أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ أَنَا وَ عَلِيّ أَبَوَا هَذِهِ الأُمّةِ قُلتُ بَلَي قَالَ أَ مَا عَلِمتَ أَنّ رَسُولَ اللّهِص أَبٌ لِجَمِيعِ أُمّتِهِ وَ عَلِيّ بِمَنزِلَتِهِ فِيهِم قُلتُ بَلَي قَالَ أَ مَا عَلِمتَ أَنّ عَلِيّاً قَاسِمُ الجَنّةِ وَ النّارِ قُلتُ بَلَي قَالَ فَقِيلَ لَهُ أَبُو القَاسِمِ لِأَنّهُ أَبُو قَاسِمِ الجَنّةِ وَ النّارِ فَقُلتُ لَهُ وَ مَا مَعنَي ذَلِكَ فَقَالَ إِنّ شَفَقَةَ الرّسُولِ عَلَي أُمّتِهِ شَفَقَةُ الآبَاءِ عَلَي أَلأَولَادِ وَ أَفضَلُ أُمّتِهِ عَلِيّ ع وَ مِن بَعدِهِ شَفَقَةُ عَلِيّ ع عَلَيهِم كَشَفَقَتِهِ لِأَنّهُ وَصِيّهُ وَ خَلِيفَتُهُ وَ الإِمَامُ بَعدَهُ فَلِذَلِكَ قَالَص أَنَا وَ عَلِيّ أَبَوَا هَذِهِ الأُمّةِ وَ صَعِدَ النّبِيّص المِنبَرَ فَقَالَ مَن تَرَكَ دَيناً أَو ضَيَاعاً فعَلَيَ‌ّ وَ إلِيَ‌ّ وَ مَن تَرَكَ مَالًا فَلِوَرَثَتِهِ فَصَارَ بِذَلِكَ أَولَي بِهِم مِن آبَائِهِم وَ أُمّهَاتِهِم وَ صَارَ أَولَي بِهِم مِنهُم بِأَنفُسِهِم وَ كَذَلِكَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع بَعدَهُ جَرَي لَهُ مِثلُ مَا جَرَي لِرَسُولِ اللّهِص

بيان قال الجزري‌ فيه من ترك ضياعا فإلي‌ الضياع العيال وأصله مصدر ضاع يضيع فسمي‌ العيال بالمصدر كماتقول من مات وترك فقرا أي فقراء و إن كسرت الضاد كان جمع ضائع كجائع وجياع

30-ب ،[قرب الإسناد]هَارُونُ عَنِ ابنِ صَدَقَةَ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ ع أَنّ خَاتَمَ رَسُولِ اللّهِ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ كَانَ مِن فِضّةٍ وَ نَقشُهُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ قَالَ وَ كَانَ نَقشُ خَاتَمِ عَلِيّ ع


صفحه : 96

اللّهُ المَلِكُ وَ كَانَ نَقشُ خَاتَمِ واَلدِيِ‌ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ العِزّةُ لِلّهِ

31-ل ،[الخصال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَنِ ابنِ بُكَيرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ لِرَسُولِ اللّهِص عَشَرَةَ أَسمَاءٍ خَمسَةٌ مِنهَا فِي القُرآنِ وَ خَمسَةٌ لَيسَت فِي القُرآنِ فَأَمّا التّيِ‌ فِي القُرآنِ فَمُحَمّدٌ وَأَحمَدُ وَعَبدُ اللّهِ وَيس وَن وَ أَمّا التّيِ‌ لَيسَت فِي القُرآنِ فَالفَاتِحُ وَ الخَاتَمُ وَ الكَافّ وَ المقُفَيّ‌ وَ الحَاشِرُ

بيان إنما سمي‌ الفاتح لأنه أول النبيين أوجميع المخلوقات خلقا أو به فتح الله أبواب الوجود والجود علي العباد والكاف لأنه يكف ويدفع عن الناس البلايا والشرور في الدنيا والعذاب في الآخرة و في بعض النسخ الكافي‌

32-ل ،[الخصال ] ابنُ الوَلِيدِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ الراّزيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ سُلَيمَانَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عُبَيدِ اللّهِ الهاَشمِيِ‌ّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ أَبِي البِلَادِ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ لِرَسُولِ اللّهِص خَاتَمَانِ أَحَدُهُمَا مَكتُوبٌ عَلَيهِ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ وَ الآخَرُ صَدَقَ اللّهُ

33-فس ،[تفسير القمي‌] قَالَ وَ سَأَلَ بَعضُ اليَهُودِ رَسُولَ اللّهِص لِمَ سُمّيتَ مُحَمّداً وَ أَحمَدَ وَ بَشِيراً وَ نَذِيراً فَقَالَ أَمّا مُحَمّدٌ فإَنِيّ‌ فِي الأَرضِ مَحمُودٌ وَ أَمّا أَحمَدُ فإَنِيّ‌ فِي السّمَاءِ أَحمَدُ مِنهُ فِي الأَرضِ وَ أَمّا البَشِيرُ فَأُبَشّرُ مَن أَطَاعَ اللّهَ بِالجَنّةِ وَ أَمّا النّذِيرُ فَأُنذِرُ مَن عَصَي اللّهَ بِالنّارِ

34-فس ،[تفسير القمي‌]يا أَيّهَا المُزّمّلُ قَالَ هُوَ النّبِيّص كَانَ يَتَزَمّلُ بِثَوبِهِ وَ يَنَامُ


صفحه : 97

يا أَيّهَا المُدّثّرُ قَالَ تَدَثّرَ الرّسُولُ فَالمُدّثّرُ يعَنيِ‌ المُتَدَثّرَ بِثَوبِهِقُم فَأَنذِر هُوَ قِيَامُهُ فِي الرّجعَةِ يُنذِرُ فِيهَا

أَقُولُ سيَجَيِ‌ءُ فِي الأَخبَارِ أَنّهُ قَالَ النّبِيّص إِنّ اللّهَ خلَقَنَيِ‌ وَ عَلِيّاً مِن نُورٍ وَاحِدٍ وَ شَقّ لَنَا اسمَينِ مِن أَسمَائِهِ فَذُو العَرشِ مَحمُودٌ وَ أَنَا مُحَمّدٌ وَ اللّهُ الأَعلَي وَ هَذَا عَلِيّ

35- ع ،[علل الشرائع ] عَبدُ اللّهِ بنُ مُحَمّدٍ القرُشَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِي قُرَيشٍ عَن عَبدِ الجَبّارِ وَ مُحَمّدِ بنِ مَنصُورٍ الخَزّازِ مَعاً عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مَيمُونٍ القَدّاحِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ ع عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ أَنّ النّبِيّص كَانَ يَتَخَتّمُ بِيَمِينِهِ

36-ل ،[الخصال ] ابنُ مُوسَي عَنِ ابنِ زَكَرِيّا القَطّانِ عَنِ ابنِ حَبِيبٍ عَن عَبدِ الرّحِيمِ بنِ عَلِيّ الجبَلَيِ‌ّ وَ عَبدِ اللّهِ بنِ الصّلتِ عَنِ الحَسَنِ بنِ نَصرٍ الخَزّازِ عَن عَمرِو بنِ طَلحَةَ عَن أَسبَاطِ بنِ نَصرٍ عَن سِمَاكِ بنِ حَربٍ عَن عِكرِمَةَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ قَدِمَ يَهُودِيّانِ فَسَأَلَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع عَن أَشيَاءَ وَ سَأَلَا عَن وَصفِ النّبِيّص فَقَالَ فِيمَا قَالَ كَانَ عِمَامَتُهُ السّحَابُ وَ سَيفُهُ ذُو الفَقَارِ وَ بَغلَتُهُ دُلدُلُ وَ حِمَارُهُ يَعفُورٌ وَ نَاقَتُهُ العَضبَاءُ وَ فَرَسُهُ لِزَازٌ وَ قَضِيبُهُ المَمشُوقُ الخَبَرَ

بيان قال في النهاية فيه أنه كان اسم عمامة النبي ص السحاب سميت به تشبيها بسحاب المطر لانسحابه في الهواء و قال دلدل في الأرض ذهب ومر يدلدل ويتدلدل في مشيه إذااضطرب و منه الحديث كان اسم بغلته دلدل [دلدلا] و قال فيه إن اسم حمار النبي ص عفير هوتصغير تحقير لأعفر من العفرة وهي‌ الغبرة ولون التراب و في حديث سعد بن عبادة أنه خرج علي حماره يعفور ليعوده قيل سمي‌ يعفورا للونه من العفرة كماقيل في أخضر يخضور وقيل سمي‌ به تشبيها في عدوه باليعفور و هوالظبي‌ وقيل الخشف .


صفحه : 98

و قال فيه كان اسم ناقته العضباء هوعلم لها منقول من قولهم ناقة عضباء أي مشقوقة الأذن و لم تكن مشقوقة الأذن و قال بعضهم إنها كانت مشقوقة الأذن والأول أكثر. و قال الزمخشري‌ هومنقول من قولهم ناقة عضباء وهي‌ القصيرة اليد. و قال فيه كان لرسول الله ص فرس يقال له اللزاز سمي‌ به لشدة تلززه واجتماع خلقه ولز به الشي‌ء أي لزق به كأنه يلزق بالمطلوب لسرعته . و قال الفيروزآبادي‌ جارية ممشوقة حسنة القوام وقضيب ممشوق طويل دقيق

37- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الصّلتِ عَن يُونُسَ عَنِ ابنِ حُمَيدٍ عَنِ ابنِ قَيسٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ اسمَ رَسُولِ اللّهِص فِي صُحُفِ اِبرَاهِيمَ ع الماَحيِ‌ وَ فِي تَورَاةِ مُوسَي ع الحَادّ وَ فِي إِنجِيلِ عِيسَي ع أَحمَدُ وَ فِي القُرآنِمُحَمّدٌقِيلَ فَمَا تَأوِيلُ الماَحيِ‌ فَقَالَ الماَحيِ‌ صُورَةَ الأَصنَامِ وَ ماَحيِ‌ الأَوثَانِ وَ الأَزلَامِ وَ كُلّ مَعبُودٍ دُونَ الرّحمَنِ قِيلَ فَمَا تَأوِيلُ الحَادّ قَالَ يُحَادّ مَن حَادّ اللّهَ وَ دِينَهُ قَرِيباً كَانَ أَو بَعِيداً قِيلَ فَمَا تَأوِيلُ أَحمَدَ قَالَ حَسُنَ ثَنَاءُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ عَلَيهِ فِي الكُتُبِ بِمَا حُمِدَ مِن أَفعَالِهِ قِيلَ فَمَا تَأوِيلُ مُحَمّدٍ قَالَ إِنّ اللّهَ وَ مَلَائِكَتَهُ وَ جَمِيعَ أَنبِيَائِهِ وَ رُسُلِهِ وَ جَمِيعَ أُمَمِهِم يَحمَدُونَهُ وَ يُصَلّونَ عَلَيهِ وَ إِنّ اسمَهُ لَمَكتُوبٌ عَلَي العَرشِ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِص وَ كَانَص يَلبَسُ مِنَ القَلَانِسِ اليَمَنِيّةَ وَ البَيضَاءَ وَ المُضَرّبَةَ ذَاتَ الأُذُنَينِ فِي الحَربِ وَ كَانَت لَهُ عَنَزَةٌ يَتّكِئُ عَلَيهَا وَ يُخرِجُهَا فِي العِيدَينِ فَيَخطُبُ بِهَا وَ كَانَ لَهُ قَضِيبٌ يُقَالُ لَهُ المَمشُوقُ وَ كَانَ لَهُ فُسطَاطٌ يُسَمّي الكِنّ وَ كَانَت لَهُ قَصعَةٌ تُسَمّي المنبعة[السّعَةَ] وَ كَانَ لَهُ قَعبٌ يُسَمّي الريّ‌ّ وَ كَانَ لَهُ فَرَسَانِ يُقَالُ لِأَحَدِهِمَا المُرتَجِزُ وَ لِلآخَرِ السّكبُ وَ كَانَ لَهُ بَغلَتَانِ يُقَالُ لِأَحَدِهِمَا[لِإِحدَاهُمَا]دُلدُلُ وَ لِلأُخرَي الشّهبَاءُ وَ كَانَت لَهُ نَاقَتَانِ يُقَالُ لِأَحَدِهِمَا[لِإِحدَاهُمَا]العَضبَاءُ وَ لِلأُخرَي الجَدعَاءُ وَ كَانَ لَهُ سَيفَانِ يُقَالُ لِأَحَدِهِمَا ذُو الفَقَارِ وَ لِلآخَرِ العَونُ وَ كَانَ لَهُ سَيفَانِ آخَرَانِ يُقَالُ لِأَحَدِهِمَا المِخذَمُ وَ لِلآخَرِ


صفحه : 99

الرّسُومُ[الرّسُوبُ] وَ كَانَ لَهُ حِمَارٌ يُسَمّي يعفور[يَعفُوراً] وَ كَانَت لَهُ عِمَامَةٌ تُسَمّي السّحَابَ وَ كَانَ لَهُ دِرعٌ تُسَمّي ذَاتَ الفُضُولِ لَهَا ثَلَاثُ حَلَقَاتِ فِضّةٍ حَلقَةٌ بَينَ يَدَيهَا وَ حَلقَتَانِ خَلفَهَا وَ كَانَت لَهُ رَايَةٌ تُسَمّي العُقَابَ وَ كَانَ لَهُ بَعِيرٌ يَحمِلُ عَلَيهِ يُقَالُ لَهُ الدّيبَاجُ وَ كَانَ لَهُ لِوَاءٌ يُسَمّي المَعلُومَ وَ كَانَ لَهُ مِغفَرٌ يُقَالُ لَهُ الأَسعَدُ فَسَلّمَ ذَلِكَ كُلّهُ إِلَي عَلِيّ ع عِندَ مَوتِهِ وَ أَخرَجَ خَاتَمَهُ وَ جَعَلَهُ فِي إِصبَعِهِ فَذَكَرَ عَلِيّ ع أَنّهُ وَجَدَ فِي قَائِمَةِ سَيفٍ مِن سُيُوفِهِ صَحِيفَةً فِيهَا ثَلَاثَةُ أَحرُفٍ صِل مَن قَطَعَكَ وَ قُلِ الحَقّ وَ لَو عَلَي نَفسِكَ وَ أَحسِن إِلَي مَن أَسَاءَ إِلَيكَ قَالَ وَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص خَمسٌ لَا أَدَعُهُنّ حَتّي المَمَاتِ الأَكلُ عَلَي الحَضِيضِ مَعَ العَبِيدِ وَ ركُوُبيِ‌َ الحِمَارَ مُؤكَفاً وَ حلَبيِ‌َ العَنزَ بيِدَيِ‌ وَ لُبسُ الصّوفِ وَ التّسلِيمُ عَلَي الصّبيَانِ لِتَكُونَ سُنّةً مِن بعَديِ‌

يه ،[ من لايحضره الفقيه ] عَن يُونُسَ مِثلَهُ إِلَي قَولِهِ مَن أَسَاءَ إِلَيكَ

بيان ضرب النجاد المضربة خاطها ذكره الجوهري‌ و قال العنزة بالتحريك أطول من العصا وأقصر من الرمح و فيه زج كزج الرمح والكن


صفحه : 100

بالكسر وقاء كل شيء وستره والقعب قدح من خشب مقعر. و قال الجزري‌ فيه كان لرسول الله ص فرس يقال له المرتجز سمي‌ به لحسن صهيله . و قال فيه كان له فرس يسمي السكب يقال له فرس سكب أي كثير الجري‌ كأنما يصب جريه صبا وأصله من سكب الماء يسكبه . و قال الجوهري‌ الشهبة في الألوان البياض ألذي غلب علي السواد. و قال الجزري‌ فيه إنه خطب علي ناقته الجدعاء هي‌ المقطوعة الأذن وقيل لم تكن ناقته مقطوعة الأذن وإنما كان هذااسما و قال إنما سمي‌ سيفه ص ذا الفقار لأنه كان فيه حفر صغار حسان و قال الخذم القطع و به سمي‌ السيف مخذما. و قال الفيروزآبادي‌ الرسوم ألذي يبقي علي السير يوما وليلة والأصوب أنه بالباء كماسيأتي‌. قال في النهاية فيه كان لرسول الله ص سيف يقال له الرسوب أي يمضي‌ في الضريبة ويغيب فيها وهي‌ فعول من رسب إذاذهب إلي أسفل و إذاثبت . و فيه إنه كان اسم درعه ذات الفضول وقيل ذو الفضول لفضلة كان فيها وسعة و قال فيه إنه كان اسم رايته العقاب وهي‌ العلم الضخم .أقول سيأتي‌ في باب وصية النبي ص ذكر دوابه وسلاحه وأثوابه

38-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]الصّدُوقُ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ حَامِدٍ عَن أَحمَدَ بنِ حَمدَانَ عَن عَمرِو بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ مُؤَيّدٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عُقبَةَ عَن أَبِي حُذَيفَةَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ حَبِيبٍ الهذُلَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ الرّحمَنِ السلّمَيِ‌ّ عَن أَبِي مَنصُورٍ قَالَ لَمّا فَتَحَ اللّهُ عَلَي نَبِيّهِ خَيبَرَ أَصَابَهُ حِمَارٌ أَسوَدُ فَكَلّمَ النّبِيّص الحِمَارَ فَكَلّمَهُ وَ قَالَ أَخرَجَ اللّهُ مِن نَسلِ جدَيّ‌ سِتّينَ حِمَاراً لَم يَركَبهَا إِلّا نبَيِ‌ّ وَ لَم يَبقَ مِن نَسلِ جدَيّ‌ غيَريِ‌ وَ لَا مِنَ الأَنبِيَاءِ غَيرُكَ وَ قَد كُنتُ أَتَوَقّعُكَ كُنتُ قَبلَكَ ليِهَوُديِ‌ّ أَعثِرُ بِهِ عَمداً فَكَانَ يَضرِبُ بطَنيِ‌ وَ يَضرِبُ ظهَريِ‌ فَقَالَ النّبِيّص سَمّيتُكَ يعفور[يَعفُوراً] ثُمّ قَالَ تشَتهَيِ‌ الإِنَاثَ يَا يَعفُورُ قَالَ لَا وَ كُلّمَا قِيلَ


صفحه : 101

أَجِب رَسُولَ اللّهِص خَرَجَ إِلَيهِ فَلَمّا قُبِضَ رَسُولُ اللّهِص جَاءَ إِلَي بِئرٍ فَتَرَدّي فِيهَا فَصَارَ[فَصَارَت]قَبرَهُ جَزَعاً

39-ير،[بصائر الدرجات ] اِبرَاهِيمُ بنُ هَاشِمٍ عَن أَعمَشَ بنِ عِيسَي عَن حَمّادٍ الطيافي‌[الطنّاَفسِيِ‌ّ] عَنِ الكلَبيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ لِي كَم لِمُحَمّدٍ اسمٌ فِي القُرآنِ قَالَ قُلتُ اسمَانِ أَو ثَلَاثٌ فَقَالَ يَا كلَبيِ‌ّ لَهُ عَشَرَةُ أَسمَاءٍوَ ما مُحَمّدٌ إِلّا رَسُولٌ قَد خَلَت مِن قَبلِهِ الرّسُلُوَ مُبَشّراً بِرَسُولٍ يأَتيِ‌ مِن بعَديِ‌ اسمُهُ أَحمَدُ وَأَنّهُ لَمّا قامَ عَبدُ اللّهِ يَدعُوهُ كادُوا يَكُونُونَ عَلَيهِ لِبَداً وَطه ما أَنزَلنا عَلَيكَ القُرآنَ لِتَشقي وَيس وَ القُرآنِ الحَكِيمِ إِنّكَ لَمِنَ المُرسَلِينَ عَلي صِراطٍ مُستَقِيمٍ وَن وَ القَلَمِ وَ ما يَسطُرُونَ ما أَنتَ بِنِعمَةِ رَبّكَ بِمَجنُونٍ وَيا أَيّهَا المُزّمّلُ وَيا أَيّهَا المُدّثّرُ وَقَد أَنزَلَ اللّهُ إِلَيكُم ذِكراً رَسُولًافَالذّكرُ اسمٌ مِن أَسمَاءِ مُحَمّدٍص وَ نَحنُ أَهلُ الذّكرِ فَسَل يَا كلَبيِ‌ّ عَمّا بَدَا لَكَ قَالَ فَأُنسِيتُ وَ اللّهِ القُرآنَ كُلّهُ فَمَا حَفِظتُ مِنهُ حَرفاً أَسأَلُهُ عَنهُ

40-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] فِي أَسمَائِهِ وَ أَلقَابِهِص سَمّاهُ فِي القُرآنِ بِأَربَعِمِائَةِ اسمٍ العَالِمُوَ عَلّمَكَ ما لَم تَكُن تَعلَمُالحَاكِمُفَلا وَ رَبّكَ لا يُؤمِنُونَ حَتّي يُحَكّمُوكَالخَاتَمُوَ خاتَمَ النّبِيّينَالعَابِدُوَ اعبُد رَبّكَالسّاجِدُوَ كُن مِنَ السّاجِدِينَالشّاهِدُإِنّا أَرسَلناكَ شاهِداًالمُجَاهِدُيا أَيّهَا النّبِيّ جاهِدِ الكُفّارَالطّاهِرُطه ما أَنزَلناالشّاكِرُشاكِراً لِأَنعُمِهِالصّابِرُوَ اصبِر وَ ما صَبرُكَالذّاكِرُوَ اذكُرِ اسمَ رَبّكَالقاَضيِ‌إِذا قَضَي اللّهُ وَ رَسُولُهُالراّضيِ‌لَعَلّكَ تَرضيالداّعيِ‌وَ داعِياً إِلَي اللّهِالهاَديِ‌وَ إِنّكَ لتَهَديِ‌القاَر‌ِئُاقرَأ


صفحه : 102

بِاسمِ رَبّكَالتاّليِ‌يَتلُوا عَلَيهِمالناّهيِ‌وَ ما نَهاكُم عَنهُالآمِرُوَ أمُر أَهلَكَالصّادِعُفَاصدَع بِما تُؤمَرُالصّادِقُص وَ القُرآنِالقَانِتُأَمّن هُوَ قانِتٌالحَافِظُيَحفَظُونَهُ مِن أَمرِ اللّهِالغَالِبُوَ إِنّ جُندَناالعَائِلُوَ وَجَدَكَ عائِلًاالضّالّ أَي يهَدِيّ‌ بِهِ الضّالّوَ وَجَدَكَ ضَالّاالكَرِيمُإِنّهُ لَقَولُ رَسُولٍ كَرِيمٍالرّحِيمُرَؤُفٌ رَحِيمٌالعَظِيمُوَ إِنّكَ لَعَلي خُلُقٍاليَتِيمُأَ لَم يَجِدكَالمُستَقِيمُفَاستَقِم كَما أُمِرتَالمَعصُومُوَ اللّهُ يَعصِمُكَالبَشِيرُإِنّا أَرسَلناكَ بِالحَقّالنّذِيرُبَشِيراً وَ نَذِيراًالعَزِيزُلَقَد جاءَكُم رَسُولٌالشّهِيدُوَ جِئنا بِكَ شَهِيداًالحَرِيصُحَرِيصٌ عَلَيكُمالقَرِيبُق وَ القُرآنِالحَبِيبُ وَ المُحِبّ وَ المَحبُوبُ فِي سَبعِ مَوَاضِعَحم النّبِيّيا أَيّهَا النّبِيّالقوَيِ‌ّذيِ‌ قُوّةٍالوحَي‌ُوَ كَذلِكَ أَوحَينا إِلَيكَالأمُيّ‌ّالنّبِيّ الأمُيّ‌ّالأَمِينُمُطاعٍ ثَمّ أَمِينٍالمَكِينُعِندَ ذيِ‌ العَرشِالمُبِينُوَ قُل إنِيّ‌ أَنَا النّذِيرُالمُذَكّرُفَذَكّر إِنّما أَنتَالمُبَشّرُوَ مُبَشّراً بِرَسُولٍالمُنذِرُإِنّما أَنتَ مُنذِرٌالمُستَغفِرُوَ استَغفِر لِذَنبِكَالمُسَبّحُفَسَبّح بِحَمدِ رَبّكَالمصُلَيّ‌فَصَلّ لِرَبّكَالمُصَدّقُمُصَدّقاً لِما مَعَكُمالمُبَلّغُيا أَيّهَا الرّسُولُ بَلّغالمُحَدّثُوَ أَمّا بِنِعمَةِ رَبّكَالمُؤمِنُآمَنَ الرّسُولُالمُتَوَكّلُوَ تَوَكّل عَلَي الحيَ‌ّالمُزّمّلُيا أَيّهَا المُزّمّلُالمُدّثّرُيا أَيّهَا المُدّثّرُالمُتَهَجّدُوَ مِنَ اللّيلِ فَتَهَجّدالمنُاَديِ‌سَمِعنا مُنادِياًالمهُتدَيِ‌وَ هَداهُ إِلي صِراطٍالحَقّقَد جاءَكُمُ الحَقّالصّدقُوَ ألّذِي جاءَ بِالصّدقِالذّكرُقَد أَنزَلَ اللّهُ إِلَيكُم ذِكراًالبُرهَانُقَد جاءَكُم بُرهانٌالفَضلُقُل بِفَضلِ اللّهِالمُرسَلُإِنّكَ لَمِنَ المُرسَلِينَالمَبعُوثُهُوَ ألّذِي بَعَثَالمُختَارُوَ رَبّكَ يَخلُقُالمَعفُوّعَفَا اللّهُ عَنكَالمَغفُورُلِيَغفِرَ لَكَ اللّهُالمكَفيِ‌ّإِنّا كَفَيناكَالمَرفُوعُ وَ الرّفِيعُوَ رَفَعنا لَكَالمُؤَيّدُهُوَ ألّذِي أَيّدَكَالمَنصُورُوَ يَنصُرَكَ اللّهُالمُطَاعُمَكِينٍ مُطاعٍالحُسنَيوَ صَدّقَ بِالحُسنيالهُدَيوَ ما مَنَعَ النّاسَالرّسُولُيا أَيّهَا الرّسُولُالرّءُوفُبِالمُؤمِنِينَ رَؤُفٌالنّعمَةُيَعرِفُونَ نِعمَتَ اللّهِالرّحمَةُوَ ما أَرسَلناكَ إِلّا رَحمَةًالنّورُقَد جاءَكُم مِنَ اللّهِ نُورٌالفَجرُوَ الفَجرِ وَ لَيالٍالمِصبَاحُالمِصباحُ


صفحه : 103

فِي زُجاجَةٍ

السّرَاجُوَ سِراجاً مُنِيراًالضّحَيوَ الضّحي وَ اللّيلِالنّجمُوَ النّجمِ إِذا هَويالشّمسُثُمّ جَعَلنَا الشّمسَالبَدرُطه الظّلّأَ لَم تَرَ إِلي رَبّكَالبَشَرُبَشَرٌ مِثلُكُم النّاسُأَم يَحسُدُونَ النّاسَالإِنسَانُخَلَقَ الإِنسانَ الرّجُلُعَلي رَجُلٍ مِنكُمالصّاحِبُما ضَلّ صاحِبُكُمالعَبدُأَسري بِعَبدِهِالمُجتَبَيوَ لكِنّ اللّهَ يجَتبَيِ‌المقُتدَيِ‌فَبِهُداهُمُ اقتَدِهالمُرتَضَيإِلّا مَنِ ارتَضيالمُصطَفَياللّهُ يصَطفَيِ‌ أَحمَدُمِن بعَديِ‌ اسمُهُ مُحَمّدٌمُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِكهيعص يس طه حم عسق كُلّ حَرفٍ تَدُلّ عَلَي اسمٍ لَهُ مِثلُ الكاَفيِ‌ وَ الهاَديِ‌ وَ العَارِفِ وَ السخّيِ‌ّ وَ الطّاهِرِ وَ غَيرِ ذَلِكَ وَ أَسمَاؤُهُ فِي الأَخبَارِ العَاقِبُ وَ هُوَ ألّذِي يَعقُبُ الأَنبِيَاءَ الماَحيِ‌ ألّذِي يُمحَي بِهِ الكُفرُ وَ يُقَالُ يُمحَي بِهِ سَيّئَاتُ مَنِ اتّبَعَهُ وَ يُقَالُ ألّذِي لَا يَكُونُ بَعدَهُ أَحَدٌ الحَاشِرُ ألّذِي يُحشَرُ النّاسُ عَلَي قَدَمَيهِ المقُفَيّ‌ ألّذِي قَفّي النّبِيّينَ جَمَاعَةً المُوقِفُ يُوقِفُ النّاسَ بَينَ يدَيَ‌ِ اللّهِ القُثَمُ وَ هُوَ الكَامِلُ الجَامِعُ وَ مِنهُ النّاشِرُ وَ النّاصِحُ وَ الوفَيِ‌ّ وَ المُطَاعُ وَ النجّيِ‌ّ وَ المَأمُونُ وَ الحَنِيفُ وَ الحَبِيبُ وَ الطّيّبُ وَ السّيّدُ وَ المُقتَرِبُ وَ الدّافِعُ وَ الشّافِعُ وَ المُشَفّعُ وَ الحَامِدُ وَ المَحمُودُ وَ المُوَجّهُ وَ المُتَوَكّلُ وَ الغَيثُ وَ فِي التّورَاةِ مئيذ مئيذ أَي غَفُورٌ رَحِيمٌ وَ قِيلَ مئيد مئيد أَي مُحَمّدٌ وَ قِيلَ مود مود وَ فِي حِكَايَةٍ أَنّ اسمَهُ فِيهَا مرقوفا أَيِ المَحمُودُ وَ فِي الزّبُورِ قليطا مِثلُ أَبِي القَاسِمِ فَقَالُوا بلقيطا وَ قَالُوا فاروق وَ قَالُوا محياثا وَ فِي الإِنجِيلِ طاب طاب أَي أَحمَدُ وَ يُقَالُ يعَنيِ‌ طَيّبٌ طَيّبٌ


صفحه : 104

وَ فِي كِتَابِ شَعيَا نُورُ الأُمَمِ رُكنُ المُتَوَاضِعِينَ رَسُولُ التّوبَةِ رَسُولُ البَلَاءِ وَ فِي الصّحُفِ بلقيطا وَ فِي صُحُفِ شَيثٍ طاليسا وَ فِي صُحُفِ إِدرِيسَ بهيائيل وَ فِي صُحُفِ اِبرَاهِيمَ مود مود وَ فِي السّمَاءِ الدّنيَا المُجتَبَي وَ فِي الثّانِيَةِ المُرتَضَي وَ فِي الثّالِثَةِ المُزَكّي وَ فِي الرّابِعَةِ المُصطَفَي وَ فِي الخَامِسَةِ المُنتَجَبُ وَ فِي السّادِسَةِ المُطَهّرُ وَ المُجتَبَي وَ فِي السّابِعَةِ المُقَرّبُ وَ الحَبِيبُ وَ يُسَمّيهِ المُقَرّبُونَ عَبدَ الوَاحِدِ وَ السّفَرَةُ الأَوّلَ وَ البَرَرَةُ الآخِرَ وَ الكَرُوبِيّونَ الصّادِقَ وَ الرّوحَانِيّونَ الطّاهِرَ وَ الأَولِيَاءُ القَاسِمَ وَ الرّضوَانُ الأَكبَرَ وَ الجَنّةُ عَبدَ المَلِكِ وَ الحُورُ عَبدَ العَطَاءِ وَ أَهلُ الجَنّةِ عَبدَ الدّيّانِ وَ مَالِكٌ عَبدَ المُختَارِ وَ أَهلُ الجَحِيمِ عَبدَ النّجَاةِ وَ الزّبَانِيَةُ عَبدَ الرّحِيمِ وَ الجَحِيمُ عَبدَ المَنّانِ وَ عَلَي سَاقِ العَرشِ رَسُولُ اللّهِ وَ عَلَي الكرُسيِ‌ّ نبَيِ‌ّ اللّهِ وَ عَلَي طُوبَي صفَيِ‌ّ اللّهِ وَ عَلَي لِوَاءِ الحَمدِ صَفوَةُ اللّهِ وَ عَلَي بَابِ الجَنّةِ خِيَرَةُ اللّهِ وَ عَلَي القَمَرِ قَمَرُ الأَقمَارِ وَ عَلَي الشّمسِ نُورُ الأَنوَارِ وَ الشّيَاطِينُ عَبدَ الهَيبَةِ وَ الجِنّ عَبدَ الحَمِيدِ وَ المَوقِفُ الداّعيِ‌َ وَ المِيزَانُ الصّاحِبَ وَ الحِسَابُ الداّعيِ‌َ وَ المَقَامُ المَحمُودُ الخَطِيبَ وَ الكَوثَرُ الساّقيِ‌َ وَ العَرشُ المُفَضّلَ وَ الكرُسيِ‌ّ عَبدَ الكَرِيمِ وَ القَلَمُ عَبدَ الحَقّ وَ جَبرَئِيلُ عَبدَ الجَبّارِ وَ مِيكَائِيلُ عَبدَ الوَهّابِ وَ إِسرَافِيلُ عَبدَ الفَتّاحِ وَ عِزرَائِيلُ عَبدَ التّوّابِ وَ السّحَابُ عَبدَ السّلَامِ وَ الرّيحُ عَبدَ الأَعلَي وَ البَرقُ عَبدَ المُنعِمِ وَ الرّعدُ عَبدَ الوَكِيلِ وَ الأَحجَارُ عَبدَ الجَلِيلِ وَ التّرَابُ عَبدَ العَزِيزِ وَ الطّيُورُ عَبدَ القَادِرِ وَ السّبُعُ عَبدَ العَطَاءِ وَ الجَبَلُ عَبدَ الرّفِيعِ وَ البَحرُ عَبدَ المُؤمِنِ وَ الحِيتَانُ عَبدَ المُهَيمِنِ وَ أَهلُ الرّومِ الحَلِيمَ وَ أَهلُ مِصرَ المُختَارَ وَ أَهلُ مَكّةَ الأَمِينَ وَ أَهلُ المَدِينَةِ المَيمُونَ وَ الزّنجُ مهمت وَ التّركُ صاَنجيِ‌َ وَ العَرَبُ الأمُيّ‌ّ وَ العَجَمُ أَحمَدَ أَلقَابُهُ حَبِيبُ اللّهِ صفَيِ‌ّ اللّهِ نِعمَةُ اللّهِ عَبدُ اللّهِ خِيَرَةُ اللّهِ خَلقُ اللّهِ سَيّدُ المُرسَلِينَ إِمَامُ المُتّقِينَ خَاتَمُ النّبِيّينَ رَسُولُ الحَمّادِينَ رَحمَةُ العَالَمِينَ قَائِدُ الغُرّ المُحَجّلِينَ خَيرُ البَرِيّةِ نبَيِ‌ّ الرّحمَةِ صَاحِبُ المَلحَمَةِ مُحَلّلُ الطّيّبَاتِ مُحَرّمُ الخَبَائِثِ مِفتَاحُ الجَنّةِ دَعوَةُ اِبرَاهِيمَ بُشرَي عِيسَي خَلِيفَةُ اللّهِ فِي الأَرضِ زَينُ القِيَامَةِ وَ نُورُهَا وَ تَاجُهَا صَاحِبُ اللّوَاءِ يَومَ القِيَامَةِ


صفحه : 105

وَاضِعُ الإِصرِ وَ الأَغلَالِ أَفصَحُ العَرَبِ سَيّدُ وُلدِ آدَمَ ابنُ العَوَاتِكِ ابنُ الفَوَاطِمِ ابنُ الذّبِيحَينِ ابنُ بَطحَاءَ مَكّةَ العَبدُ المُؤَيّدُ وَ الرّسُولُ المُسَدّدُ وَ النّبِيّ المُهَذّبُ وَ الصفّيِ‌ّ


صفحه : 106

المُقَرّبُ وَ الحَبِيبُ المُنتَجَبُ وَ الأَمِينُ المُنتَخَبُ صَاحِبُ الحَوضِ وَ الكَوثَرِ وَ التّاجِ وَ المِغفَرِ وَ الخُطبَةِ وَ المِنبَرِ وَ الرّكنِ وَ المَعشَرِ وَ الوَجهِ الأَنوَرِ وَ الخَدّ الأَقمَرِ وَ الجَبِينِ الأَزهَرِ وَ الدّينِ الأَظهَرِ وَ الحَسَبِ الأَطهَرِ وَ النّسَبِ الأَشهَرِ مُحَمّدٌ خَيرُ البَشَرِ المُختَارُ لِلرّسَالَةِ المُوضِحُ لِلدّلَالَةِ المُصطَفَي للِوحَي‌ِ وَ النّبُوّةِ المُرتَضَي لِلعِلمِ وَ الفُتُوّةِ وَ المُعجِزَاتِ وَ الأَدِلّةِ نُورٌ فِي الحَرَمَينِ شَمسٌ بَينَ القَمَرَينِ شَفِيعُ مَن فِي الدّارَينِ نُورُهُ أَشهَرُ وَ قَلبُهُ أَطهَرُ وَ شَرَائِعُهُ أَظهَرُ وَ بُرهَانُهُ أَزهَرُ وَ بَيَانُهُ أَبهَرُ وَ أُمّتُهُ أَكثَرُ صَاحِبُ الفَضلِ وَ العَطَاءِ وَ الجُودِ وَ السّخَاءِ وَ التّذكِرَةِ وَ البُكَاءِ وَ الخُشُوعِ وَ الدّعَاءِ وَ الإِنَابَةِ وَ الصّفَاءِ وَ الخَوفِ وَ الرّجَاءِ وَ النّورِ وَ الضّيَاءِ وَ الحَوضِ وَ اللّوَاءِ وَ القَضِيبِ وَ الرّدَاءِ وَ النّاقَةِ العَضبَاءِ وَ البَغلَةِ الشّهبَاءِ قَائِدُ الخَلقِ يَومَ الجَزَاءِ سِرَاجُ الأَصفِيَاءِ تَاجُ الأَولِيَاءِ إِمَامُ الأَتقِيَاءِ خَاتَمُ الأَنبِيَاءِ صَاحِبُ المَنشُورِ وَ الكِتَابِ وَ الفُرقَانِ وَ الخِطَابِ وَ الحَقّ وَ الصّوَابِ وَ الدّعوَةِ وَ الجَوَابِ وَ قَائِدُ الخَلقِ يَومَ الحِسَابِ صَاحِبُ القَضِيبِ العَجِيبِ وَ الفِنَاءِ الرّحِيبِ وَ الرأّي‌ِ المُصِيبِ المُشفِقُ عَلَي البَعِيدِ وَ القَرِيبِ مُحَمّدٌ الحَبِيبُ صَاحِبُ القِبلَةِ اليَمَانِيّةِ وَ المِلّةِ الحَنِيفِيّةِ وَ الشّرِيعَةِ المَرضِيّةِ وَ الأُمّةِ المَهدِيّةِ وَ العِترَةِ الحَسَنِيّةِ وَ الحُسَينِيّةِ صَاحِبُ الدّينِ وَ الإِسلَامِ وَ البَيتِ الحَرَامِ وَ الرّكنِ وَ المَقَامِ وَ الصّلَاةِ وَ الصّيَامِ وَ الشّرِيعَةِ وَ الأَحكَامِ وَ الحِلّ وَ الحَرَامِ صَاحِبُ الحُجّةِ وَ البُرهَانِ وَ الحِكمَةِ وَ الفُرقَانِ وَ الحَقّ وَ البَيَانِ وَ الفَضلِ وَ الإِحسَانِ وَ الكَرَمِ وَ الِامتِنَانِ وَ المَحَبّةِ وَ العِرفَانِ صَاحِبُ الخُلُقِ الجلَيِ‌ّ وَ النّورِ المضُيِ‌ءِ وَ الكِتَابِ البهَيِ‌ّ وَ الدّينِ الرضّيِ‌ّ الرّسُولُ النّبِيّ الأمُيّ‌ّ صَاحِبُ الخُلُقِ العَظِيمِ وَ الدّينِ القَوِيمِ وَ الصّرَاطِ المُستَقِيمِ وَ الذّكرِ الحَكِيمِ وَ الرّكنِ وَ الحَطِيمِ صَاحِبُ الدّينِ وَ الطّاعَةِ وَ الفَصَاحَةِ وَ البَرَاعَةِ وَ


صفحه : 107

الكَرّ وَ الشّجَاعَةِ وَ التّوَكّلِ وَ القَنَاعَةِ وَ الحَوضِ وَ الشّفَاعَةِ صَاحِبُ الدّينِ الظّاهِرِ وَ الحَقّ الزّاهِرِ وَ الزّمَانِ البَاهِرِ وَ اللّسَانِ الذّاكِرِ وَ البَدَنِ الصّابِرِ وَ القَلبِ الشّاكِرِ وَ الأَصلِ الطّاهِرِ وَ الآبَاءِ الأَخَايِرِ وَ الأُمّهَاتِ الطّوَاهِرِ صَاحِبُ الضّيَاءِ وَ النّورِ وَ البَرَكَةِ وَ الحُبُورِ وَ اليُمنِ وَ السّرُورِ وَ اللّسَانِ الذّكُورِ وَ البَدَنِ الصّبُورِ وَ القَلبِ الشّكُورِ وَ البَيتِ المَعمُورِ كُنَاهُ أَبُو القَاسِمِ وَ أَبُو الطّاهِرِ وَ أَبُو الطّيّبِ وَ أَبُو المَسَاكِينِ أَبُو الدّرّتَينِ وَ أَبُو الرّيحَانَتَينِ وَ أَبُو السّبطَينِ وَ فِي التّورَاةِ أَبُو الأَرَامِلِ وَ كَنّاهُ جَبرَئِيلُ بأِبَيِ‌ اِبرَاهِيمَ لَمّا وُلِدَ اِبرَاهِيمُ وَ إِنّمَا يُكَنّي بأِبَيِ‌ القَاسِمِ بِأَوّلِ وَلَدٍ يُقَالُ لَهُ القَاسِمُ وَ يُقَالُ لِأَنّهُ يَقسِمُ الجَنّةَ يَومَ القِيَامَةِ صِفَاتُهُ رَاكِبُ الجَمَلِ آكِلُ الذّرَاعِ قَابِلُ الهَدِيّةِ مُحَرّمُ المَيتَةِ حَامِلُ الهِرَاوَةِ خَاتَمُ النّبُوّةِ نَسَبُهُ العرَبَيِ‌ّ التهّاَميِ‌ّ الأبَطحَيِ‌ّ اليثَربِيِ‌ّ المكَيّ‌ّ المدَنَيِ‌ّ القرُشَيِ‌ّ الهاَشمِيِ‌ّ المطُلّبِيِ‌ّ فَهُوَ مِن جِهَةِ الأَبِ هاَشمِيِ‌ّ وَ مِن جِهَةِ الأُمّ زهُريِ‌ّ وَ مِنَ الرّضَاعِ سعَديِ‌ّ وَ مِنَ المِيلَادِ مكَيّ‌ّ وَ مِنَ الإِنشَاءِ مدَنَيِ‌ّ

41-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]أفراسه الورد أهداه التميم الداري‌ والطرب سمي‌ لحسن صهيله ويقال هوالطرف واللزاز و قدأهداه المقوقس سمي‌ بذلك لأنه كان ملززا موثقا واللحيف أهداه ربيعة بن أبي البرا[البراء] وسمي‌ بذلك لأنه كان كالملتحف بعرفة والصحيح


صفحه : 108

أنه الورد ألذي أعطاه الداري‌ وسماه النبي ص اللحيف والمرتجز و هوالمشتري من الأعرابي‌ ألذي شهد فيه خزيمة والسكب و كان أول فرس ركبه وأول ماغزا عليه في أحد و كان ابتاعه من رجل من فزارة ويقال اسمه بريدة الملاح ومنها اليعسوب والسبحة وذو العقال والملاوح وقيل مراوح .بغاله أهدي إليه المقوقس دلدل وكانت شهباء فدفعها إلي علي ع ثم كانت للحسن ع ثم للحسين ع ثم كبرت وعميت وهي‌ أول بغلة ركبت في الإسلام و قال التاريخي‌ أهدي إليه فروة بن عمرو الجذامي‌ بغلة يقال لها فضة.حمره أهدي له المقوقس يعفور[يعفورا] مع دلدل وأعطاه فروة الجذامي‌ عفير[عفيرا] مع فضة.إبله العضباء وكانت لاتسبق والجدعاء والقصواء ويقال القضواء وهي‌ ناقة اشتراها النبي ص من أبي بكر بأربع مائة درهم وهاجر عليها ثم نفقت عنده والصهباء ومنها البغوم والغيم والنوق ومروة و كان له عشر لقاح يحلبها يسار كل ليلة قرينتين [قربتين ]عظيمتين يفرقهما علي نسائه منها مهرة أرسل بهاسعد بن عبادة والشقراء والريا ابتاعهما بسوق النبط والحباء والسمرا[السمراء] والعريس والسعدية والبغوم واليسيرة وبردة وكانت منائح رسول الله ص سبع أعنز يرعاهن ابن أم أيمن وهي‌ عجوة وزمزم وسقيا وبركة وورسة وأطلال وأطواف وكانت له مائة من الغنم و كان محزنبق [مخيريق ]أحد بني‌ النضير حبرا عالما أسلم وقاتل مع رسول الله وأوصي بماله


صفحه : 109

لرسول الله ص و هوسبع حوائط وهي‌ المبيت والصائفة والحسني وبرقة والعواف والكلا[الدلال ] ومشربة أم ابراهيم و كان له صفايا ثلاثة مال بني‌ النضير وخيبر وفدك فأعطي فدك والعوالي‌ فاطمة ع وروي‌ أنه وقف عليها و كان له من الغنيمة الخمس وصفي‌ يصطفيه من المغنم ماشاء قبل القسمة وسهمه مع المسلمين كرجل منهم وكانت له الأنفال و كان ورث من أبيه أم أيمن فأعتقها وورث خمسة أجمال أوارك [أوراك ] وقطعة غنم وسيفا.


صفحه : 110

سيوفه ذو الفقار والمخذم والرسوب ورثه من أبيه والعضب أعطاه سعد بن عبادة وأصاب من بني‌ قينقاع بتارا وحتفا وسيفا قلعيا.رماحه أصاب ثلاثا من بني‌ قينقاع و كان له رمح يقال له المستوفي‌ و كان له عنزة يقال لها المثني أنفذها النجاشي‌ ويقال إن النجاشي‌ أعطي للزبير عنزة فلما جاء إلي النبي ص أعطاه إياها فكان بلال يحملها بين يديه يوم العيد ويخرج بها في أسفاره فتركز بين يديه يصلي‌ إليها ويقولون هي‌ التي‌ تحمل المؤذنون بين يدي‌ الخلفاء.دروعه ذات الفضول أعطاها سعد بن عبادة والفضة ودرعان أصابهما من بني‌ قينقاع وهما السعدية وذات الوشاح ويقال كانت عنده درع داود التي‌ لبسها لماقتل جالوت .قسيه البيضاء و كان من شوحط والصفراء من نبع والروحاء أصاب هذه الثلاثة من بني‌ قينقاع والكرع ويقال كرار و كان له ترس يقال له الزلوق وترس فيه تمثال رأس كبش أذهبه الله و كان له جعبة يقال لها الكافورة ودخل مكة و علي رأسه مغفر يقال له ذو السبوغ ورايته العقاب ولواؤه أبيض و كان له قضيب يسمي الممشوق ومحجن ومخصرة تسمي العرجون ومنطقة من أديم مبشور فيهاثلاث حلق من فضة والإبزيم والطرف من فضة و كان له قدح مضبب بثلاث ضبات فضة وتور من حجارة يقال له المخضب وقدح من زجاج ومغتسل من صفر وقطيفة وقصعة وخاتم فضة نقشه محمد رسول الله وأهدي له النجاشي‌ خفين أسودين ساذجين فلبسهما وقالت عائشة كان فراش النبي ص ألذي يرقد فيه من أدم حشوه ليف وكانت ملحفته مصبوغة بورس أوزعفران و كان يلبس يوم الجمعة برده الأحمر ويعتم بالسحاب ودخل مكة يوم الفتح و عليه عمامة سوداء وكانت له ربعة فيهامشط عاج ومكحلة ومقراض ومسواك ويقال ترك يوم مات عشرة أثواب ثوب حبرة وإزارا عمانيا وثوبين صحاريين و


صفحه : 111

قميصا صحاريا وقميصا سحوليا وجبة يمنية وخميصة وكساء أبيض وقلانس صغارا لاطئة ثلاثا أوأربعا وإزارا طوله ثلاثة أشبار وتوفي‌ في إزار غليظ من هذه اليمانية وكساء يدعي بالملتدة و كان له سرير أعطاه أسعد بن زرارة و كان منبره ثلاثة مراقي‌ من الطرفاء استعملت امرأةٌ لغلامٍ لها نجارٍ اسمه ميمون و كان مسجده بلا منارة و كان بلال يؤذن علي الأرض و كان شعار أصحاب رسول الله ص يامنصور أمت و قال لمزنية[لمزينة] ماشعاركم قالوا حرام قال شعاركم حلال و كان شعار المهاجرين يوم أحد يابني‌ عبد الله والخزرج يابني‌ عبدالرحمن والأوس يابني‌ عبد الله توضيح في القاموس الورد من الخيل بين الكميت والأشقر و في المنتقي أن تميم [تميما]الداري‌ أهدي لرسول الله ص فرسا يقال له الورد. قوله لحسن صهيله يظهر منه أنه صححه بالطاء المهملة والمضبوط في سائر الكتب بالمعجمة قال في النهاية الظرب ككتف الجبل الصغير و فيه كان له ص فرس يقال له الظرب تشبيها بالجبل لقوته ويقال ظربت حوافر الدابة أي اشتدت وصلبت و قال فيه أنه كان اسم فرسه ص اللجيف رواه بعضهم بالجيم فإن صح فهو من السرعة لأن اللجيف سهم عريض النصل ورواه بعضهم بالحاء المهملة لطول ذنبه فعيل بمعني فاعل كأنه يلحف الأرض بذنبه أي يغطيها به . و قال فيه أنه كان يوم بدر علي فرس يقال له سبحة هو من قولهم فرس سابح إذا كان حسن مد اليدين في الجري‌ و في القاموس السبحة بالفتح فرس للنبي‌ص و في النهاية فيه أنه كان للنبي‌ص فرس يقال له ذو العقال العقال بالتشديد داء في رجلي‌ الدواب و قديخفف سمي‌ به لدفع عين السوء عنه و قال في أسماء دوابه صلي الله عليه وآله أن اسم فرسه ملاوح و هوالضامر ألذي لايسمن والسريع العطش والعظيم الألواح و قال في الحديث إنه خطب علي ناقته القصواء هولقب ناقته و


صفحه : 112

القصواء الناقة التي‌ قطع طرف أذنها و كل ماقطع من الأذن فهو جدع فإذابلغ الربع فهو قصو فإذاجاوز فهو عضب فإذااستؤصلت فهو صلم و لم تكن ناقته ص قصواء وإنما كان هذالقبا لها وقيل كانت مقطوعة الأذن انتهي . واللقاح جمع اللقوح وهي‌ الناقة الحلوب والمهرة بالضم ولد الفرس وغيره أول ماينتج والمنيحة والمنحة الغنم فيهالبن .أقول ذكر جماعة من اللغويين و أهل السير والمناقب من العامة أن العضباء والجدعاء والضرماء والصلماء والمخضرمة كلها واحدة وعدوا اللقاح حنا وسمر وعريس وسعدية ويعوم ويسير وربي ومهرية وبردة. والمنائح زمزم وسقيا وبركة ودرسينة وأطلال وأطراف وعجر قوله أوارك قال الكازروني‌ أي تأكل الأراك و قال الفيروزآبادي‌ العضب القطع والسيف و قال البتر القطع وسيف باتر وبتار والحتف الهلاك .أقول وعدوا من سيوفه القضيب وقالوا إنه أول سيف حمله والقضيب السيف اللطيف الدقيق ويقال أنه وصف بصاحب القضيب بهذا المعني . قوله يقال له المثني قيل هوالمثوي وقيل هما رمحان قال الجزري‌ فيه إن رمح النبي ص كان اسمه المثوي سمي‌ به لأنه يثبت المطعون به من الثوي الإقامة قوله السعدية منهم من صححها بالعين المهملة ومنهم بالمعجمة ومنهم بالصاد والمعجمة وزاد بعضهم في دروعه الخريق والبتراء والكازروني‌ صححه الخرنق بالنون كزبرج قال لعلها سميت بذلك تشبيها بالناقة إذاخرنقت وإنما يقال لها خرنقت إذاكثر لحم جنبيها كالخرنق و هوولد الأرنب و قال الجزري‌ فيه كان لرسول الله ص درع يقال لها البتراء سميت بذلك لقصرها انتهي والشوحط شجر يتخذ منه القسي‌ كالنبع وعد من قسيه الكتوم و قال الجزري‌ سميت به لانخفاض صوتها إذارمي‌ عنها ومنها السداد قال الجزري‌ سميت به تفؤلا بإصابة مايرمي عليها و قال فيه كان اسم ترسه ص الزلوق أي تزلق عنه السلاح فلايخرقه . قوله أذهبه الله روي‌ أنه أهدي‌ إليه ص ترس كان فيه تمثال كبش أوعقاب


صفحه : 113

و كان ص يكرهه فوضع يده عليه فمحاه الله وقيل إنه وضعه فلما أصبح لم ير فيه التمثال وعد من أتراسه ص الفتق والوفر واختلف في أن المصور كان أحد هذه الثلاثة أوغيرها و قال الجزري‌ فيه أنه كان اسم كنانته الكافور تشبيها بغلاف الطلع وأكمام الفواكه لأنها تسترها وتقيها كالسهام في الكنانة انتهي وقيل كان اسم الجعبة المنصلة وقيل كانت تسمي الجمع و قال الجزري‌ سمي‌ درعه ص ذو السبوغ لتمامها وسعتها و قال بعضهم كان ألويته ص بيضاء وربما جعل فيهاالسواد وربما كان من خمر نسائه والمحجن بالكسر عصا معوجة الرأس كالصولجان و قال الجزري‌ فيه أنه خرج إلي البقيع ومعه مخصرة له المخصرة مايختصر الإنسان بيده فيمسكه من عصا أوعكازة أومقرعة أوقضيب و قديتكئ عليه قوله مبشور أي مقشور قال الجزري‌ بشرت الأديم إذاأخذت باطنه بالشفرة و قال الفيروزآبادي‌ الإبزيم بالكسر ألذي في رأس المنطقة و ماأشبهه و هوذو لسان يدخل فيه الطرف الآخر انتهي والضب اللصوق والضبة حديدة عريضة يضبب بهاالباب والتور شبه الإجانة و قال الجزري‌ الورس نبت أصفر يصبغ به و قال الربعة إناء مربع كالجونة و قال فيه كفن رسول الله ص في ثوبين صحاريين صحار قرية باليمن نسب الثوب إليها وقيل هو من الصحرة وهي‌ حمرة خفية كالغبرة يقال ثوب أصحر وصحاري‌ و قال فيه أنه كفن في ثلاثة أثواب سحولية يروي بفتح السين وضمها فالفتح منسوب إلي السحول و هوالقصار أو إلي سحول وهي‌ قرية باليمن و أمابالضم فهو جمع سحل و هوالثوب الأبيض النقي‌ و لا يكون إلا من قطن وقيل اسم القرية بالضم أيضا و قال الخميصة ثوب خز أوصوف معلم وقيل لاتسمي خميصة إلا أن تكون سوداء معلمة قوله لاطئة أي لاصقة بالرأس والملبد المرقع

42-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] قَولُهُمُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ قَد سَمّاهُ اللّهُ بِهَذَا الِاسمِ فِي أَربَعَةِ مَوَاضِعَوَ ما مُحَمّدٌ إِلّا رَسُولٌما كانَ مُحَمّدٌ أَبا أَحَدٍوَ آمَنُوا بِما نُزّلَ عَلي مُحَمّدٍ وَمُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ قال


صفحه : 114

سيبويه أحمد علي وزن أفعل يدل علي فضله علي سائر الأنبياء لأنه ألف التفضيل و محمد علي وزن مفعل فالأنبياء محمودون و هوأكثر حمدا من المحمود واتشديد للمبالغة يدل علي أنه كان أفضلهم أَنَسٌ قَالَ رَجُلٌ فِي السّوقِ يَا أَبَا القَاسِمِ فَالتَفَتَ إِلَيهِ رَسُولُ اللّهِص فَقَالَ الرّجُلُ إِنّمَا أَدعُو ذَاكَ فَقَالَص سَمّوا باِسميِ‌ وَ لَا تَكتَنُوا بكِنُيتَيِ‌ أَبُو هُرَيرَةَ إِنّهُ قَالَ لَا تَجمَعُوا بَينَ اسميِ‌ وَ كنُيتَيِ‌ أَنَا أَبُو القَاسِمِ اللّهُ يعُطيِ‌ وَ أَنَا أَقسِمُ وَ روُيِ‌َ أَنّ قُرَيشاً لَمّا بَنَتِ البَيتَ وَ أَرَادَت وَضعَ الحَجَرِ تَشَاجَرُوا فِي وَضعِهِ حَتّي كَادَ القِتَالُ يَقَعُ فَدَخَلَ رَسُولُ اللّهِص فَقَالُوا يَا مُحَمّدُ الأَمِينَ قَد رَضِينَا بِكَ فَأَمَرَ بِثَوبٍ فَبَسَطَ وَ وَضَعَ الحَجَرَ فِي وَسَطِهِ ثُمّ أَمَرَ مِن كُلّ فَخذٍ مِن أَفخَاذِ قُرَيشٍ أَن يَأخُذَ جَانِبَ الثّوبِ ثُمّ رَفَعُوا فَأَخَذَهُ رَسُولُ اللّهِص بِيَدِهِ فَوَضَعَهُ وَ يُروَي أَنّهُ كَانَ يُسَمّي الأَمِينَ قَبلَ ذَلِكَ بِكَثِيرٍ وَ هُوَ الصّحِيحُ

43-عم ،[إعلام الوري ]البخُاَريِ‌ّ فِي الصّحِيحِ عَن جُبَيرِ بنِ مُطعِمٍ قَالَ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ إِنّ لِي أَسمَاءً أَنَا مُحَمّدٌ وَ أَنَا أَحمَدُ وَ أَنَا الماَحيِ‌ يَمحُو اللّهُ بيِ‌َ الكُفرَ وَ أَنَا الحَاشِرُ يُحشَرُ النّاسُ عَلَي قدَمَيَ‌ّ وَ أَنَا العَاقِبُ ألّذِي لَيسَ بَعدَهُ أَحَدٌ وَ قِيلَ إِنّ الماَحيِ‌َ ألّذِي يُمحَي بِهِ سَيّئَاتُ مَنِ اتّبَعَهُ وَ فِي خَبَرٍ آخَرَ المقُفَيّ‌ وَ نبَيِ‌ّ التّوبَةِ وَ نبَيِ‌ّ المَلحَمَةِ وَ الخَاتَمُ وَ الغَيثُ وَ المُتَوَكّلُ وَ أَسمَاؤُهُ فِي كُتُبِ اللّهِ السّالِفَةِ كَثِيرَةٌ مِنهَا مؤذ مؤذ بِالعِبرِيّةِ فِي التّورَاةِ وَ فَارِقٌ فِي الزّبُورِ

44-كشف ،[كشف الغمة] مِن أَسمَائِهِص أَحمَدُ وَ قَد نَطَقَ بِهِ القُرآنُ أَيضاً وَ اشتِقَاقُهُ مِنَ الحَمدِ كَأَحمَرَ مِنَ الحُمرَةِ وَ يَجُوزُ أَن يَكُونَ نَعتاً فِي الحَمدِ قَالَ ابنُ عَبّاسٍ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ


صفحه : 115

اسمُهُ فِي التّورَاةِ أَحمَدُ الضّحُوكُ القَتّالُ يَركَبُ البَعِيرَ وَ يَلبَسُ الشّملَةَ وَ يجَتزَيِ‌ بِالكِسرَةِ سَيفُهُ عَلَي عَاتِقِهِ وَ مِن أَسمَائِهِ الماَحيِ‌ عَن جُبَيرِ بنِ مُطعِمٍ عَن أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ لِي أَسمَاءً أَنَا مُحَمّدٌ وَ أَنَا أَحمَدُ وَ أَنَا الماَحيِ‌ يُمحَي بيِ‌َ الكُفرُ وَ قِيلَ يُمحَي بِهِ سَيّئَاتُ مَنِ اتّبَعَهُ وَ يَجُوزُ أَن يُمحَي بِهِ الكُفرُ وَ سَيّئَاتُ تَابِعِيهِ وَ أَنَا الحَاشِرُ يُحشَرُ النّاسُ عَلَي قدَمَيَ‌ّ وَ أَنَا العَاقِبُ وَ هُوَ ألّذِي لَا نبَيِ‌ّ بَعدَهُ وَ كُلّ شَيءٍ خَلّفَ شَيئاً فَهُوَ عَاقِبٌ وَ المقُفَيّ‌ وَ هُوَ بِمَعنَي العَاقِبِ لِأَنّهُ تَبَعُ الأَنبِيَاءِ يُقَالُ فُلَانٌ يَقفُو أَثَرَ فُلَانٍ أَي يَتبَعُهُ وَ مِن أَسمَائِهِص الشّاهِدُ لِأَنّهُ يَشهَدُ فِي القِيَامَةِ لِلأَنبِيَاءِ بِالتّبلِيغِ وَ عَلَي الأُمَمِ أَنّهُم بَلَغُوا قَالَ اللّهُ تَعَالَيفَكَيفَ إِذا جِئنا مِن كُلّ أُمّةٍ بِشَهِيدٍ وَ جِئنا بِكَ عَلي هؤُلاءِ شَهِيداً أَي شَاهِداً وَ قَالَ اللّهُ تَعَالَيوَ كَذلِكَ جَعَلناكُم أُمّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَي النّاسِ وَ يَكُونَ الرّسُولُ عَلَيكُم شَهِيداً وَ المُبَشّرُ مِنَ البِشَارَةِ لِأَنّهُ بَشّرَ أَهلَ الجَنّةِ بِالجَنّةِ وَ النّذِيرُ لِأَهلِ النّارِ باِلخزِي‌ِ نَعُوذُ بِاللّهِ العَظِيمِ وَ الداّعيِ‌ إِلَي اللّهِ لِدُعَائِهِ إِلَي اللّهِ وَ تَوحِيدِهِ وَ تَمجِيدِهِ وَ السّرَاجُ المُنِيرُ فَلِإِضَاءَةِ الدّنيَا بِهِ وَ مَحوِ الكُفرِ بِأَنوَارِ رِسَالَتِهِ كَمَا قَالَ العَبّاسُ عَمّهُ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ يَمدَحُهُ


وَ أَنتَ لَمّا وُلِدتَ أَشرَقَتِ   الأَرضُ وَ ضَاءَت بِنُورِكَ الأُفُقُ

فَنَحنُ فِي ذَلِكَ الضّيَاءِ وَ فِي   النّورِ وَ سُبُلِ الرّشَادِ نَختَرِقُ

وَ مِن أَسمَائِهِ نبَيِ‌ّ الرّحمَةِ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ ما أَرسَلناكَ إِلّا رَحمَةً لِلعالَمِينَ قَالَص إِنّمَا أَنَا رَحمَةٌ مُهدَاةٌ وَ الرّحمَةُ فِي كَلَامِ العَرَبِ العَطفُ وَ الرّأفَةُ وَ الإِشفَاقُ وَ كَانَ بِالمُؤمِنِينَ رَحِيماً كَمَا وَصَفَهُ اللّهُ تَعَالَي وَ قَالَ عَمّهُ أَبُو طَالِبٍ رَحِمَهُ اللّهُ يَمدَحُهُ


صفحه : 116


وَ أَبيَضَ يُستَسقَي الغَمَامُ بِوَجهِهِ   ثِمَالُ اليَتَامَي عِصمَةٌ لِلأَرَامِلِ

وَ مِن أَسمَائِهِ نبَيِ‌ّ المَلحَمَةِ وَرَدَ فِي الحَدِيثِ وَ المَلحَمَةُ الحَربُ وَ سمُيّ‌َ بِذَلِكَ لِأَنّهُ بُعِثَ بِالذّبحِ روُيِ‌َ أَنّهُ سَجَدَ يَوماً فَأَتَي بَعضُ الكُفّارِ بِسَلَي نَاقَةٍ فَأَلقَاهُ عَلَي ظَهرِهِ وَ السّلَي بِالقَصرِ الجِلدَةُ الرّقِيقَةُ التّيِ‌ يَكُونُ فِيهَا الوَلَدُ مِنَ الموَاَشيِ‌ فَقَالَ يَا مَعشَرَ قُرَيشٍ أَيّ جِوَارٍ هَذَا وَ ألّذِي نَفسُ مُحَمّدٍ بِيَدِهِ لَقَد جِئتُكُم بِالذّبحِ فَقَامَ إِلَيهِ أَبُو جَهلٍ وَ لَاذَ بِهِ مِن بَينِهِم وَ قَالَ يَا مُحَمّدُ مَا كُنتَ جَهُولًا وَ سمُيّ‌َ نبَيِ‌ّ المَلحَمَةِ بِذَلِكَ وَ مِن أَسمَائِهِص الضّحُوكُ كَمَا تَقَدّمَ أَنّهُ وَرَدَ فِي التّورَاةِ وَ إِنّمَا سمُيّ‌َ بِذَلِكَ لِأَنّهُ كَانَ طَيّبَ النّفسِ وَ قَد وَرَدَ أَنّهُ كَانَت فِيهِ دُعَابَةٌ وَ قَالَ إنِيّ‌ لَأَمزَحُ وَ لَا أَقُولُ إِلّا حَقّاً وَ قَالَ لِعَجُوزٍ الجَنّةُ لَا يَدخُلُهَا العُجُزُ فَبَكَت فَقَالَ إِنّهُنّ يَعُدنَ أَبكَاراً وَ روُيِ‌َ عَنهُ مِثلُ هَذَا كثير[كَثِيراً] وَ كَانَ يَضحَكُ حَتّي يَبدُوَ نَاجِذُهُ وَ قَد ذَكَرَ اللّهُ سُبحَانَهُ لِنَبِيّهِ لِينَهُ وَ رِقّتَهُ فَقَالَفَبِما رَحمَةٍ مِنَ اللّهِ لِنتَ لَهُم وَ لَو كُنتَ فَظّا غَلِيظَ القَلبِ لَانفَضّوا مِن حَولِكَ وَ كَذَلِكَ كَانَت صِفَتُهُص عَلَي كَثرَةِ مَن يَنتَابُهُ مِن جُفَاةِ العَرَبِ وَ أَجلَافِ البَادِيَةِ لَا يَرَاهُ أَحَدٌ ذَا ضَجَرٍ وَ لَا ذَا جَفَاءٍ وَ لَكِن لَطِيفاً فِي المَنطِقِ رَفِيقاً فِي المُعَامَلَاتِ لَيّناً عِندَ الجِوَارِ كَانَ وَجهُهُ إِذَا عَبَسَتِ الوُجُوهُ دَارَةَ القَمَرِ عِندَ امتِلَاءِ نُورِهِ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ الطّاهِرِينَ


صفحه : 117

وَ مِن أَسمَائِهِ القَتّالُ سَيفُهُ عَلَي عَاتِقِهِ سمُيّ‌َ بِذَلِكَ لِحِرصِهِ عَلَي الجِهَادِ وَ مُسَارَعَتِهِ إِلَي القِرَاعِ وَ دُءُوبُهُ فِي ذَاتِ اللّهِ وَ عَدَمِ إِحجَامِهِ وَ لِذَلِكَ قَالَ عَلِيّ ع كُنّا إِذَا احمَرّ البَأسُ اتّقَينَا بِرَسُولِ اللّهِص لَم يَكُن أَحَدٌ أَقرَبَ إِلَي العَدُوّ مِنهُ وَ ذَلِكَ مَشهُورٌ مِن فِعلِهِ يَومَ أُحُدٍ إِذ ذَهَبَ القَومُ فِي سَمعِ الأَرضِ وَ بَصَرِهَا وَ يَومَ حُنَينٍ إِذ وَلّوا مُدبِرِينَ وَ غَيرَ ذَلِكَ مِن أَيّامِهِص حَتّي أَذَلّ بِإِذنِ اللّهِ صَنَادِيدَهُم وَ قَتَلَ طَوَاغِيتَهُم وَ دَوّحَهُم وَ اصطَلَمَ جَمَاهِيرَهُم وَ كَلّفَهُ اللّهُ القِتَالَ بِنَفسِهِ فَقَالَلا تُكَلّفُ إِلّا نَفسَكَفسَمُيّ‌َص القَتّالَ وَ مِن أَسمَائِهِ المُتَوَكّلُ وَ هُوَ ألّذِي يَكِلُ أُمُورَهُ إِلَي اللّهِ فَإِذَا أَمَرَهُ بشِيَ‌ءٍ نَهَضَ غَيرَ هَيُوبٍ وَ لَا ضَرَعٍ وَ اشتِقَاقُهُ مِن قَولِنَا رَجُلٌ وَكَلٌ أَي ضَعِيفٌ وَ كَانَص إِذَا دَهِمَهُ أَمرٌ عَظِيمٌ أَو نَزَلَت بِهِ مُلِمّةٌ رَاجِعاً إِلَي اللّهِ جَلّ وَ عَزّ غَيرَ مُتَوَكّلٍ عَلَي حَولِ نَفسِهِ وَ قُوّتِهَا صَابِراً عَلَي الضّنكِ وَ الشّدّةِ غَيرَ مُستَرِيحٍ إِلَي الدّنيَا وَ لَذّاتِهَا لَا يَسحَبُ إِلَيهَا ذَيلًا وَ هُوَ القَائِلُ مَا لِي وَ لِلدّنيَا إِنّمَا مثَلَيِ‌ وَ الدّنيَا كَرَاكِبٍ أَدرَكَهُ المَقِيلُ فِي أَصلِ شَجَرَةٍ فَقَالَ فِي ظِلّهَا سَاعَةً وَ مَضَي وَ قَالَص إِذ أَصبَحتَ آمِناً فِي سَربِكَ مُعَافًي فِي بَدَنِكَ عِندَكَ قُوتُ يَومِكَ


صفحه : 118

فَعَلَي الدّنيَا العَفَاءُ وَ قَالَ لِبَعضِ نِسَائِهِ أَ لَم أَنهَكِ أَن تحَبسِيِ‌ شَيئاً لِغَدٍ فَإِنّ اللّهَ يأَتيِ‌ بِرِزقِ كُلّ غَدٍ وَ مِن أَسمَائِهِص القُثَمُ وَ لَهُ مَعنَيَانِ أَحَدُهُمَا مِنَ القَثمِ وَ هُوَ الإِعطَاءُ لِأَنّهُ كَانَ أَجوَدَ بِالخَيرِ مِنَ الرّيحِ الهَابّةِ يعُطيِ‌ فَلَا يَبخَلُ وَ يَمنَحُ فَلَا يَمنَعُ وَ قَالَ الأعَراَبيِ‌ّ ألّذِي سَأَلَهُ إِنّ مُحَمّداً يعُطيِ‌ عَطَاءَ مَن لَا يَخَافُ الفَقرَ وَ روُيِ‌َ أَنّهُ أَعطَي يَومَ هَوَازِنَ مِنَ العَطَايَا مَا قُوّمَ خَمسَمِائَةِ أَلفِ أَلفٍ وَ غَيرُ ذَلِكَ مِمّا لَا يُحصَي وَ الوَجهُ الآخَرُ أَنّهُ مِنَ القَثمِ وَ هُوَ الجَمعُ يُقَالُ لِلرّجُلِ الجَمُوعِ لِلخَيرِ قَثُومٌ وَ قُثَمٌ كَذَا حَدّثَ بِهِ الخَلِيلُ فَإِن كَانَ هَذَا الِاسمُ مِن هَذَا فَلَم تَبقَ مَنقَبَةٌ رَفِيعَةٌ وَ لَا خُلّةٌ جَلِيلَةٌ وَ لَا فَضِيلَةٌ نَبِيلَةٌ إِلّا وَ كَانَ لَهَا جَامِعاً قَالَ ابنُ فَارِسٍ وَ الأَوّلُ أَصَحّ وَ أَقرَبُ وَ مِن أَسمَائِهِ الفَاتِحُ لِفَتحِهِ أَبوَابَ الإِيمَانِ المُنسَدّةَ وَ إِنَارَتِهِ الظّلَمَ المُسوَدّةَ قَالَ اللّهُ تَعَالَي فِي قِصّةِ مَن قَالَرَبّنَا افتَح بَينَنا وَ بَينَ قَومِنا بِالحَقّ أَي احكُم فسَمُيّ‌َص فَاتِحاً لِأَنّ اللّهَ سُبحَانَهُ حَكّمَهُ فِي خَلقِهِ يَحمِلُهُم عَلَي المَحَجّةِ البَيضَاءِ وَ يَجُوزُ أَن يَكُونَ مِن فَتحِهِ مَا استَغلَقَ مِنَ العِلمِ وَ كَذَا روُيِ‌َ عَن عَلِيّ ع أَنّهُ كَانَ يَقُولُ فِي صِفَتِهِ الفَاتِحُ لِمَا استَغلَقَ وَ الوَجهَانِ مُتَقَارِبَانِ وَ مِن أَسمَائِهِص الأَمِينُ وَ هُوَ مَأخُوذٌ مِنَ الأَمَانَةِ وَ أَدَائِهَا وَ صِدقِ الوَعدِ وَ كَانَتِ العَرَبُ تُسَمّيهِ بِذَلِكَ قَبلَ مَبعَثِهِ لِمَا شَاهَدُوهُ مِن أَمَانَتِهِ وَ كُلّ مَن أَمِنتَ مِنهُ الخُلفَ وَ الكَذِبَ فَهُوَ أَمِينٌ وَ لِهَذَا وُصِفَ بِهِ جَبرَئِيلُ ع فَقَالَمُطاعٍ ثَمّ أَمِينٍ وَ مِن أَسمَائِهِص الخَاتَمُ قَالَ اللّهُ تَعَالَيوَ خاتَمَ النّبِيّينَ مِن قَولِكَ خَتَمتُ الشيّ‌ءَ أَي تَمّمتُهُ وَ بَلَغتُ آخِرَهُ وَ هيِ‌َ خَاتِمَةُ الشيّ‌ءِ وَ خِتَامُهُ وَ مِنهُ خَتمُ القُرآنِخِتامُهُ مِسكٌ أَي آخِرُ مَا يَستَطعِمُونَهُ عِندَ فَرَاغِهِم مِن شُربِهِ رِيحُ المِسكِ فسَمُيّ‌َ بِهِ لِأَنّهُ آخِرُ النّبِيّينَ بَعَثَهُ وَ إِن كَانَ فِي الفَضلِ أَوّلًا قَالَص نَحنُ الآخِرُونَ السّابِقُونَ يَومَ


صفحه : 119

القِيَامَةِ يُرِيدُ أَنّهُم أُتُوا الكِتَابَ مِن قَبلِنَا وَ أُوتِينَاهُ مِن بَعدِهِم فَأَمّا المُصطَفَي فَقَد شَارَكَهُ فِيهِ الأَنبِيَاءُ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ عَلَيهِم أَجمَعِينَ وَ مَعنَي الِاصطِفَاءِ الِاختِيَارُ وَ كَذَلِكَ الصّفوَةُ وَ الخِيَرَةُ إِلّا أَنّ اسمَ المُصطَفَي عَلَي الإِطلَاقِ لَيسَ إِلّا لَهُص لِأَنّا نَقُولُ آدَمُ مُصطَفًي نُوحٌ مُصطَفًي اِبرَاهِيمُ مُصطَفًي فَإِذَا قُلنَا المُصطَفَي تَعَيّنَص وَ ذَلِكَ مِن أَرفَعِ مَنَاقِبِهِ وَ أَعلَي مَرَاتِبِهِ وَ مِن أَسمَائِهِص الرّسُولُ النّبِيّ الأمُيّ‌ّ وَ الرّسُولُ وَ النّبِيّ قَد شَارَكَهُ فِيهِمَا الأَنبِيَاءُ ع وَ الرّسُولُ مِنَ الرّسَالَةِ وَ الإِرسَالِ وَ النّبِيّ يَجُوزُ أَن يَكُونَ مِن الإِنبَاءِ الإِخبَارِ وَ يَحتَمِلُ أَن يَكُونَ مِن نَبَأَ إِذَا ارتَفَعَ سمُيّ‌َ بِذَلِكَ لِعُلُوّ مَكَانِهِ وَ لِأَنّهُ خِيَرَةُ اللّهِ مِن خَلقِهِ وَ أَمّا الأمُيّ‌ّ فَقَالَ قَومٌ إِنّهُ مَنسُوبٌ إِلَي مَكّةَ وَ هيِ‌َ أُمّ القُرَي كَمَا قَالَ تَعَالَيبَعَثَ فِي الأُمّيّينَ رَسُولًا وَ قَالَ آخَرُونَ أَرَادَ ألّذِي لَا يَكتُبُ قَالَ ابنُ فَارِسٍ وَ هَذَا هُوَ الوَجهُ لِأَنّهُ أَدَلّ عَلَي مُعجِزِهِ وَ أَنّ اللّهَ عَلّمَهُ عِلمَ الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ وَ مِن عِلمِ الكَائِنَاتِ مَا لَا يَعلَمُهُ إِلّا اللّهُ تَعَالَي وَ هُوَ أمُيّ‌ّ وَ الدّلِيلُ عَلَيهِ قَولُهُ تَعَالَيوَ ما كُنتَ تَتلُوا مِن قَبلِهِ مِن كِتابٍ وَ لا تَخُطّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لَارتابَ المُبطِلُونَ وَ روُيِ‌َ عَنهُ نَحنُ أُمّةٌ أُمّيّةٌ لَا نَقرَأُ وَ لَا نَكتُبُ وَ قَد روُيِ‌َ غَيرُ هَذَا وَ مِن أَسمَائِهِص يا أَيّهَا المُزّمّلُيا أَيّهَا المُدّثّرُ وَ مَعنَاهُمَا وَاحِدٌ يُقَالُ زَمّلَهُ فِي ثَوبِهِ أَي لَفّهُ وَ تَزَمّلَ بِثِيَابِهِ أَي تَدَثّرَ وَ الكَرِيمُ فِي قَولِهِ تَعَالَيإِنّهُ لَقَولُ رَسُولٍ كَرِيمٍ وَ سَمّاهُ نُوراً فِي قَولِهِ تَعَالَيقَد جاءَكُم مِنَ اللّهِ نُورٌ وَ كِتابٌ مُبِينٌ وَ نِعمَةً فِي قَولِهِ تَعَالَييَعرِفُونَ نِعمَتَ اللّهِ ثُمّ يُنكِرُونَها وَ عَبداً فِي قَولِهِ تَعَالَينَزّلَ الفُرقانَ عَلي عَبدِهِ[ وَ قَالَص ] لَا تدَعنُيّ‌ إِلّا بِيَا عَبدَهُ فَإِنّهُ أَشرَفُ أسَماَئيِ‌ وَ رَءُوفاً وَ رَحِيماً فِي قَولِهِ تَعَالَيبِالمُؤمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ وَ سَمّاهُ عَبدَ اللّهِ فِي قَولِهِوَ أَنّهُ لَمّا قامَ عَبدُ اللّهِ يَدعُوهُ وَ سَمّاهُطه وَيس وَ مُنذِراً فِي قَولِهِ تَعَالَيإِنّما أَنتَ مُنذِرٌ وَ مُذَكّراً فِي قَولِهِ تَعَالَيإِنّما أَنتَ مُذَكّرٌ


صفحه : 120

وَ نبَيِ‌ّ التّوبَةِ وَ رَوَي البيَهقَيِ‌ّ فِي كِتَابِ دَلَائِلِ النّبُوّةِ بِإِسنَادِهِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ اللّهَ خَلَقَ الخَلَائِقَ قِسمَينِ فجَعَلَنَيِ‌ فِي خَيرِهِمَا قَسماً وَ ذَلِكَ قَولُهُ تَعَالَيوَ أَصحابُ اليَمِينِ وَأَصحابُ الشّمالِفَأَنَا مِن أَصحَابِ اليَمِينِ وَ أَنَا مِن خَيرِ أَصحَابِ اليَمِينِ ثُمّ جَعَلَ القِسمَينِ أَثلَاثاً فجَعَلَنَيِ‌ فِي خَيرِهَا ثُلُثاً وَ قَد رَوَاهُ ابنُ الأَخضَرِ الجنَاَبذِيِ‌ّ وَ ذَكَرَ فِي كِتَابِهِ مَعَالِمِ العِترَةِ النّبَوِيّةِ فَذَلِكَ قَولُهُفَأَصحابُ المَيمَنَةِ وَأَصحابُ المَشئَمَةِ وَالسّابِقُونَ السّابِقُونَفَأَنَا مِنَ السّابِقِينَ وَ أَنَا خَيرُ السّابِقِينَ ثُمّ جَعَلَ الأَثلَاثَ قَبَائِلَ فجَعَلَنَيِ‌ فِي خَيرِهَا قَبِيلَةً وَ ذَلِكَ قَولُهُ تَعَالَيجَعَلناكُم شُعُوباً وَ قَبائِلَفَأَنَا أَتقَي وُلدِ آدَمَ وَ أَكرَمُهُم عَلَي اللّهِ وَ لَا فَخرَ ثُمّ جَعَلَ القَبَائِلَ بُيُوتاً فجَعَلَنَيِ‌ فِي خَيرِهَا بَيتاً وَ ذَلِكَ قَولُهُ عَزّ وَ جَلّإِنّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرّجسَ أَهلَ البَيتِ وَ يُطَهّرَكُم تَطهِيراًفَأَنَا وَ أَهلُ بيَتيِ‌ مُطَهّرُونَ مِنَ الذّنُوبِ قَالَ عَمّهُ أَبُو طَالِبٍ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ


وَ شَقّ لَهُ مِن اسمِهِ كيَ‌ يُجِلّهُ   فَذُو العَرشِ مَحمُودٌ وَ هَذَا مُحَمّدٌ

وَ قِيلَ إِنّهُ لِحَسّانَ مِن قَصِيدَةٍ أَوّلُهَا


أَ لَم تَرَ أَنّ اللّهَ أَرسَلَ عَبدَهُ   وَ بُرهَانَهُ وَ اللّهُ أَعلَي وَ أَمجَدُ

وَ مِن صِفَاتِهِص التّيِ‌ وَرَدَت فِي الحَدِيثِ رَاكِبُ الجَمَلِ وَ مُحَرّمُ المَيتَةِ وَ خَاتَمُ النّبُوّةِ وَ حَامِلُ الهِرَاوَةِ وَ هيِ‌َ العَصَا الضّخمَةُ وَ الجَمعُ الهَرَاوَي بِفَتحِ الوَاوِ مِثَالُ المَطَايَا وَ رَسُولُ الرّحمَةِ وَ قِيلَ إِنّ اسمَهُ فِي التّورَاةِ ماد ماد وَ صَاحِبُ المَلحَمَةِ وَ كُنيَتُهُ أَبُو الأَرَامِلِ وَ اسمُهُ فِي الإِنجِيلِ الفَارَقَلِيطُ وَ قَالَ أَنَا الأَوّلُ وَ الآخِرُ أَوّلٌ فِي النّبُوّةِ وَ آخِرٌ فِي البِعثَةِ وَ كُنيَتُهُ أَبُو القَاسِمِ وَ رَوَي أَنَسٌ أَنّهُ لَمّا وُلِدَ لَهُ اِبرَاهِيمُ مِن مَارِيَةَ القِبطِيّةِ أَتَاهُ


صفحه : 121

جَبرَئِيلُ ع فَقَالَ السّلَامُ عَلَيكَ أَبَا اِبرَاهِيمَ أَو يَا أَبَا اِبرَاهِيمَ ع

توضيح قال في النهاية الموت الأحمر القتل لما فيه من حمرة الدم أولشدته يقال موت أحمر أي شديد و منه حديث علي ع كنا إذااحمر البأس اتقينا برسول الله ص

أي إذااشتدت الحرب استقبلنا العدو به وجعلناه لنا وقاية وقيل أراد إذااضطرمت نار الحرب وتسعرت كمايقال في الشر بين القوم اضطرمت نارهم تشبيها بحمرة النار وكثيرا مايطلقون الحمرة علي الشدة و قال في حديث قيلة لاتخبر أختي‌ فتتبع أخا بكر بن وائل سمع الأرض وبصرها يقال خرج فلان بين سمع الأرض وبصرها إذا لم يدر أين يتوجه لأنه يقع علي الطريق وقيل أرادت بين طول الأرض وعرضها وقيل أرادت بين سمع أهل الأرض وبصرها فحذفت المضاف ويقال للرجل إذاغرر بنفسه وألقاها حيث لايدري‌ أين هوألقي نفسه بين سمع الأرض وبصرها و قال الزمخشري‌ هوتمثيل أي لايسمع كلامهما و لايبصرهما إلا الأرض يعني‌ أختها والبكري‌ ألذي تصحبه و قال في قوله ع فعلي الدنيا العفاء أي الدروس وذهاب الأثر وقيل العفاء التراب

45-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَلبَسُ مِنَ القَلَانِسِ اليَمَنِيّةَ وَ البَيضَاءَ وَ المُضَرّبَةَ وَ ذَاتَ الأُذُنَينِ فِي الحَربِ وَ كَانَت عِمَامَتُهُ السّحَابَ وَ كَانَت لَهُ بُرنُسٌ يَتَبَرنَسُ بِهِ

بيان قال الجزري‌ البرنس هو كل ثوب رأسه منه ملتزق به من دراعة أوجبة أوممطر أوغيره قال الجوهري‌ هوقلنسوة طويلة كان يلبسها النساك في صدر الإسلام

46-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ


صفحه : 122

ع قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَلبَسُ قَلَنسُوَةً بَيضَاءَ مُضَرّبَةً وَ كَانَ يَلبَسُ فِي الحَربِ قَلَنسُوَةً لَهَا أُذُنَانِ

47-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ خَاتَمُ رَسُولِ اللّهِص مِن وَرِقٍ

48-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ وَ مُعَاوِيَةَ بنِ وَهبٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ خَاتَمُ رَسُولِ اللّهِص مِن وَرِقٍ قَالَ قُلتُ لَهُ كَانَ فِيهِ فَصّ قَالَ لَا

49-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ هَاشِمٍ عَن أَبِي خَدِيجَةَ قَالَ الفَصّ مُدَوّرٌ وَ قَالَ هَكَذَا كَانَ خَاتَمُ رَسُولِ اللّهِص

50-كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَن سَهلٍ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ الأشَعرَيِ‌ّ عَنِ ابنِ القَدّاحِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّ النّبِيّص كَانَ يَتَخَتّمُ بِيَمِينِهِ

51-ثو،[ثواب الأعمال ] أَبِي عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن يُوسُفَ بنِ السّختِ عَنِ الحَسَنِ بنِ سَهلٍ عَنِ ابنِ مَهزِيَارَ قَالَ دَخَلتُ عَلَي أَبِي الحَسَنِ مُوسَي ع فَرَأَيتُ فِي يَدِهِ خَاتَماً فَصّهُ فَيرُوزَجٌ نَقشُهُ اللّهُ المَلِكُ قَالَ فَأَدَمتُ النّظَرَ إِلَيهِ فَقَالَ مَا لَكَ تَنظُرُ فِيهِ هَذَا حَجَرٌ أَهدَاهُ جَبرَئِيلُ ع لِرَسُولِ اللّهِص مِنَ الجَنّةِ فَوَهَبَهُ رَسُولُ اللّهِص لعِلَيِ‌ّ ع

52-كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَن سَهلٍ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ عَن وَاصِلِ بنِ سُلَيمَانَ عَن عَبدِ اللّهِ


صفحه : 123

بنِ سِنَانٍ قَالَ ذَكَرنَا خَاتَمَ رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ تُحِبّ أَن أُرِيَكَهُ فَقُلتُ نَعَم فَدَعَا بِحُقّ مَختُومٍ فَفَتَحَهُ وَ أَخرَجَهُ فِي قُطنَةٍ فَإِذَا حَلقَةُ فِضّةٍ وَ فِيهِ فَصّ أَسوَدُ عَلَيهِ مَكتُوبٌ سَطرَانِ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ قَالَ ثُمّ قَالَ إِنّ فَصّ النّبِيّص أَسوَدُ

53-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ نَعلُ سَيفِ رَسُولِ اللّهِص وَ قَائِمَتُهُ فِضّةً وَ بَينَ ذَلِكَ حَلَقٌ مِن فِضّةٍ وَ لَبِستُ دِرعَ رَسُولِ اللّهِص فَكُنتُ أَسحَبُهَا وَ فِيهَا ثَلَاثُ حَلَقَاتِ فِضّةٍ مِن بَينِ يَدَيهَا وَ ثِنتَانِ مِن خَلفِهَا

بيان قال الجزري‌ فيه كان نعل سيف رسول الله ص من فضة نعل السيف الحديدة التي‌ تكون في أسفل القراب انتهي وقائم السيف وقائمته مقبضه

54-كا،[الكافي‌] الحُسَينُ بنُ مُحَمّدٍ عَن مُعَلّي بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الوَشّاءِ عَن مُثَنّي عَن حَاتِمِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّ حِليَةَ سَيفِ رَسُولِ اللّهِص كَانَ فِضّةً كُلّهَا قَائِمُهُ وَ قِبَاعُهُ

بيان قال الجزري‌ فيه كانت قبيعة سيف رسول الله ص من فضة هي‌ التي‌ تكون علي رأس قائم السيف وقيل هي‌ ماتحت شاربي‌ السيف

55-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن عَلِيّ بنِ عَطِيّةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَا تَخَتّمَ رَسُولُ اللّهِص إِلّا يَسِيراً حَتّي تَرَكَهُ

56-كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَن أَحمَدَ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع


صفحه : 124

قَالَ كَانَ نَقشُ خَاتَمِ النّبِيّص مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِص

57-العِدّةُ،[عدة الداعي‌] عَن سَهلٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ الحُسَينِ بنِ خَالِدٍ عَنِ الرّضَا ع مِثلَهُ

58-كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَن سَهلٍ عَنِ ابنِ شَمّونٍ عَنِ الأَصَمّ عَن مِسمَعِ بنِ عَبدِ المَلِكِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَت بُرَةُ نَاقَةِ رَسُولِ اللّهِص مِن فِضّةٍ

بيان البرة بالضم حلقة تجعل في لحم الأنف

59-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ عَن أَبَانٍ عَن رَجُلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ فِي مَنزِلِ رَسُولِ اللّهِص زَوجُ حَمَامٍ أَحمَرُ

60-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ أَشيَمَ عَن صَفوَانَ قَالَ سَأَلتُ أَبَا الحَسَنِ الرّضَا ع عَن ذيِ‌ الفَقَارِ سَيفِ رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ نَزَلَ بِهِ جَبرَئِيلُ ع مِنَ السّمَاءِ وَ كَانَت حَلقَتُهُ فِضّةً

61-كا،[الكافي‌]حُمَيدٌ عَن عُبَيدِ اللّهِ الدّهقَانِ عَنِ الطاّطرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ زِيَادٍ عَن أَبَانٍ عَن يَحيَي عَن أَبِي العَلَا قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ دِرعُ رَسُولِ اللّهِص ذَاتُ الفُضُولِ لَهَا حَلقَتَانِ مِن وَرِقٍ فِي مُقَدّمِهَا وَ حَلقَتَانِ مِن وَرِقٍ فِي مُؤَخّرِهَا وَ قَالَ لَبِسَهَا عَلِيّ ع يَومَ الجَمَلِ

62- وَ بِهَذَا الإِسنَادِ عَن أَبَانٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَكَانَت نَاقَةُ رَسُولِ اللّهِص


صفحه : 125

القَصوَاءَ إِذَا نَزَلَ عَنهَا عَلّقَ عَلَيهَا زِمَامَهَا قَالَ فَتَخرُجُ فتَأَتيِ‌ المُسلِمِينَ فَيُنَاوِلُهَا الرّجُلُ الشيّ‌ءَ وَ يُنَاوِلُهَا هَذَا الشيّ‌ءَ فَلَا تَلبَثُ أَن تَشبَعَ قَالَ فَأَدخَلَت رَأسَهَا فِي خِبَاءِ سَمُرَةَ بنِ جُندَبٍ فَتَنَاوَلَ عَنَزَةً فَضَرَبَ بِهَا عَلَي رَأسِهَا فَشَجّهَا فَخَرَجَت إِلَي النّبِيّص فَشَكَتهُ

63-أَقُولُ،رَوَي الكاَزرِوُنيِ‌ّ فِي المُنتَقَي بِإِسنَادِهِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ يَلبَسُ القَلَانِسَ تَحتَ العَمَائِمِ وَ بِغَيرِ العَمَائِمِ وَ يَلبَسُ العَمَائِمَ بِغَيرِ القَلَانِسِ وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَلبَسُ القَلَانِسَ اليَمَانِيّةَ وَ مِنَ البَضّ المُضَرّبَةَ وَ يَلبَسُ ذَوَاتِ الآذَانِ فِي الحَربِ مَا كَانَ مِنَ السّيجَانِ الخُضرِ وَ كَانَ رُبّمَا نَزَعَ قَلَنسُوَتَهُ فَجَعَلَهَا سُترَةً بَينَ يَدَيهِ وَ هُوَ يصُلَيّ‌ وَ كَانَ مِن خُلُقِ رَسُولِ اللّهِص أَن يسُمَيّ‌َ سِلَاحَهُ وَ مَتَاعَهُ وَ دَوَابّهُ وَ كَانَ للِنبّيِ‌ّ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ أَربَعَةُ أَسيَافٍ المِجذَمُ وَ الرّسُوبُ أَهدَاهُمَا لَهُ زَيدٌ الخَيرُ وَ كَانَ لَهُ أَيضاً القَضِيبُ وَ ذُو الفَقَارِ صَارَ إِلَيهِ يَومَ بَدرٍ وَ كَانَ لِلعَاصِ بنِ مُنَبّهِ بنِ الحَجّاجِ وَ كَانَ لَا يُفَارِقُهُ فِي الحَربِ وَ كَانَ قِبَاعُ سَيفِهِ وَ قَائِمَتُهُ وَ حَلقَتُهُ وَ ذُؤَابَتُهُ وَ بَكَرَاتُهُ وَ نَعلُهُ مِن فِضّةٍ وَ كَانَت لَهُ حَلقَتَانِ فِي الحَمَائِلِ فِي مَوضِعِهَا مِنَ الظّهرِ وَ كَانَت لَهُ أَربَعُ أَدرَاعٍ ذَاتُ الوِشَاحِ وَ البَترَاءُ وَ ذَاتُ الموَاَشيِ‌ وَ الخِرنِقُ وَ قِيلَ كَانَت عِندَهُ دِرعُ دَاوُدَ النّبِيّ ع التّيِ‌ كَانَ لَبِسَهَا يَومَ قَتَلَ جَالُوتَ وَ كَانَت لَهُ أَربَعَةُ أَفرَاسٍ المُرتَجِزُ وَ ذُو العِقَالِ وَ السّكبُ وَ الشّحَاءُ وَ يُقَالُ البَحرُ وَ كَانَ يَركَبُ البَحرَ وَ كَانَ كُمَيتاً وَ كَانَت مِنطَقَتُهُ مِن أَدِيمٍ مَبشُورٍ فِيهَا ثَلَاثُ حَلَقٍ مِن فِضّةٍ وَ الإِبزِيمِ وَ الحَلَقُ عَلَي صَنعَةِ الفُلكِ المَضرُوبَةُ مِن فِضّةٍ وَ كَانَ اسمُ رُمحِهِ المَثوَي وَ كَانَت لَهُ حَربَةٌ يُقَالُ لَهَا العَنَزَةُ وَ كَانَ يمَشيِ‌ بِهَا وَ يَدعُمُ عَلَيهَا وَ كَانَت تُحمَلُ بَينَ يَدَيهِ فِي الأَعيَادِ فَيَركُزُهَا أَمَامَهُ وَ يَستَتِرُ بِهَا وَ يصُلَيّ‌ وَ كَانَ لَهُ مِحجَنٌ قَدرَ ذِرَاعٍ يمَشيِ‌ بِهِ وَ يَركَبُ بِهِ وَ يُعَلّقُهُ بَينَ يَدَيهِ عَلَي بَعِيرِهِ


صفحه : 126

وَ فِي رِوَايَةٍ وَ يَأخُذُ الشيّ‌ءَ وَ كَانَت لَهُ مِخصَرَةٌ تُسَمّي العُرجُونَ وَ كَانَ اسمُ قَوسِهِ الكَتُومَ وَ اسمُ كِنَانَتِهِ الكَافُورَ وَ نَبلُهُ المُوتَصِلَةُ وَ تُرسُهُ الزّلُوقُ وَ مِغفَرُهُ ذُو السّبُوغِ وَ اسمُ عِمَامَتِهِ السّحَابُ وَ اسمُ رِدَائِهِ الفَتحُ وَ اسمُ رَايَتِهِ العُقَابُ وَ كَانَت سَودَاءَ مِن صُوفٍ وَ كَانَت أَلوِيَتُهُ بَيضَاءَ وَ رُبّمَا جُعِلَ فِيهَا السّوَادُ وَ رُبّمَا كَانَ مِن خُمُرِ نِسَائِهِ وَ كَانَت لَهُ بَغلَةٌ شَهبَاءُ يُقَالُ لَهَا الدّلدُلُ أَهدَاهَا لَهُ المُقَوقِسُ مَلِكُ الإِسكَندَرِيّةِ وَ هيِ‌َ التّيِ‌ قَالَ لَهَا فِي بَعضِ الأَمَاكِنِ اربضِيِ‌ دُلدُلُ فَرَبَضَت وَ كَانَ عَلِيّ ع يَركَبُهَا بَعدَ رَسُولِ اللّهِص

وَ قَالَ غَيرُ ابنِ عَبّاسٍ وَ كَانَ يَركَبُهَا الحَسَنُ بَعدَ عَلِيّ ثُمّ رَكِبَهَا الحُسَينُ وَ مُحَمّدُ بنُ الحَنَفِيّةِ حَتّي كَبِرَت وَ عَمِيَت فَدَخَلَت مَطبَخَةً لبِنَيِ‌ مَذحِجٍ فَرَمَاهَا رَجُلٌ بِسَهمٍ فَقَتَلَهَا وَ كَانَت لَهُ بَغلَةٌ يُقَالُ لَهَا الأَيلِيّةُ وَ كَانَت محذوفة طَوِيلَةً كَأَنّهَا تَقُومُ عَلَي رِمَاحٍ حَسَنَةَ السّيرِ فَأَعجَبَتهُ وَ كَانَ لَهُ حِمَارٌ يُدعَي عَفِيراً قَالَص لَهُ اليَعفُورَ وَ كَانَ أَخضَرَ وَ كَانَت لَهُ نَاقَةٌ تُسَمّي العَضبَاءَ وَ يُقَالُ القَصوَاءُ وَ كَانَت صَهبَاءَ وَ كَانَت لَهُ شَاةٌ يَشرَبُ لَبَنَهَا يُقَالُ لَهَا غينةُ وَ يُقَالُ غوثةُ وَ كَانَ لَهُ قَدَحَانِ اسمُ أَحَدِهِمَا الرّيّانُ وَ الآخَرُ المُضَبّبُ وَ كَانَ يَسَعُ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُمَا قَدرَ مُدّ فِيهِ ثَلَاثُ ضَبّاتِ حَدِيدٍ وَ حَلقَةٌ تَعَلّقُ بِهَا وَ كَانَ لَهُ تَورٌ مِن حِجَارَةٍ يُقَالُ لَهُ المِخضَبُ وَ المخضد يَتَوَضّأُ فِيهِ وَ كَانَ لَهُ مِخضَبٌ مِن شَبَهٍ يَكُونُ فِيهِ الحِنّاءُ وَ الكَتَمُ مِن حَرّ كَانَ يَجِدُهُ فِي رَأسِهِص وَ كَانَت لَهُ أَربَعَةُ إِسكَندَرَانِيَةَ أَهدَاهَا المُقَوقِسُ مَلِكُ مِصرَ وَ كَانَ لَهُ نَعلَانِ مِنَ السّبتِ وَ كَانَ لَهُ مِخصَرَةٌ ذَاتُ قِبَالَينِ وَ كَانَت صَفرَاءَ وَ كَانَ لَهُ خُفّانِ سَاذَجَانِ أَهدَاهُمَا النجّاَشيِ‌ّ مَلِكُ الحَبَشَةِ وَ كَانَ لَهُ سَرِيرٌ وَ قَطِيفَةٌ وَ قَصعَةٌ وَ جَارِيَةٌ اسمُهَا رَوضَةُ


صفحه : 127

وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي عَنِ ابنِ عَبّاسٍ أَيضاً أَنّهُ قَالَ كَانَ لِرَسُولِ اللّهِص سَيفٌ مُحَلّي قَائِمُهُ مِن فِضّةٍ وَ نَعلُهُ مِن فِضّةٍ وَ فِيهِ حَلَقٌ مِن فِضّةٍ وَ كَانَ يُسَمّي ذَا الفَقَارِ وَ كَانَت لَهُ قَوسُ نَبعٍ تُسَمّي السّدَادَ وَ كَانَت لَهُ كِنَانَةٌ تُسَمّي الجَمعَ وَ كَانَت لَهُ دِرعٌ وَشّجَهُ بِالنّحَاسِ تُسَمّي ذَاتَ الفُضُولِ وَ كَانَت لَهُ حَربَةٌ تُسَمّي البَيضَاءَ وَ كَانَ لَهُ مِجَنّ يُسَمّي الوَفرَ وَ كَانَ لَهُ فَرَسٌ أَدهَمُ يُسَمّي السّكبَ وَ كَانَت لَهُ بَغلَةٌ شَهبَاءُ تُسَمّي دُلدُلَ وَ كَانَت لَهُ نَاقَةٌ تُسَمّي العَضبَاءَ وَ كَانَ لَهُ حِمَارٌ يُسَمّي يَعفُوراً وَ كَانَ لَهُ فُسطَاطٌ يُسَمّي الترّكيِ‌ّ وَ كَانَ لَهُ عَنزٌ يُسَمّي اليمن وَ كَانَت لَهُ رَكوَةٌ تُسَمّي الصّادِرَ وَ كَانَت لَهُ مِرآةٌ تُسَمّي المدلة وَ كَانَت لَهُ مِقرَاضٌ تُسَمّي الجَامِعَ وَ كَانَت لَهُ قَضِيبٌ شَوحَطٌ يُسَمّي المَمشُوقَ

و في بعض الروايات أنه كان لرسول الله ص ناقة جدعاء و في رواية حزماء و في رواية صرماء و في رواية صلماء و في رواية مخضرمة وهي‌ التي‌ قطع طرف أذنها والتي‌ هاجر عليها رسول الله ص كانت القصواء وقيل الجدعاء ابتاعها أبوبكر بأربعمائة درهم فهاجرص عليها مع أبي بكر وكانت عنده حتي نفقت وكانت حين قدم رسول الله ص رباعية قال بعض المحققين من علمائنا هذه الصفات كلها كأنها لناقة واحدة كان بأذنها ماعبر كل واحد من الرواة عنه بما يغلب علي ظنه وبما يعرفه منها

وَ روُيِ‌َ عَن مُوسَي بنِ عُبَيدٍ أَنّهُ سَأَلَ ابنَ عُمَرَ يَا أَبَا عَبدِ الرّحمَنِ أَ كُنتُم تُرَاهِنُونَ عَلَي عَهدِ رَسُولِ اللّهِص قَالَ نَعَم لَقَد رَاهَنَ عَلَي فَرَسٍ يُقَالُ لَهُ سَبحَةُ فَجَاءَت سَابِقَةً فَلَهَشَ ذَلِكَ وَ أَعجَبَهُ

وَ فِي رِوَايَةٍ عَن سَهلِ بنِ سَعدٍ قَالَ كَانَ للِنبّيِ‌ّص عِندَ أَبِي سَعدٍ ثَلَاثَةُ أَفرَاسٍ يَعلِفُهُنّ وَ سَمِعتُ أَبِي يُسَمّيهِنّ اللّزَازَ وَ اللّحِيفَ وَ الظّرِبَ وَ قِيلَ اللّجِيفُ وَ قِيلَ إِنّ تميم [تَمِيماً]الداّريِ‌ّ أَهدَي لَهُص فَرَساً يُقَالُ لَهُ الوَردُ فَأَعطَاهُ عُمَرَ وَ قِيلَ أَوّلُ فَرَسٍ مَلَكَهُ رَسُولُ اللّهِ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ كَانَ فَرَساً ابتَاعَهُ بِالمَدِينَةِ مِن رَجُلٍ مِن بنَيِ‌ فَزَارَةَ بِعَشَرَةِ أَوَاقٍ وَ كَانَ


صفحه : 128

اسمُهُ الظّرِبَ فَسَمّاهُ السّكبَ وَ كَانَ أَوّلَ مَا غَزَا عَلَيهِ فِي أُحُدٍ وَ يُقَالُ إِنّ المُرتَجِزَ هُوَ ألّذِي اشتَرَاهُص مِن أعَراَبيِ‌ّ مِن بنَيِ‌ مُرّةَ فَجَحَدَهُ فَشَهِدَ لَهُ خُزَيمَةُ بنُ ثَابِتٍ وَ كَانَ فَرَساً أَبيَضَ ثُمّ قَالَ السّيجَانُ جَمعُ السّاجِ وَ هُوَ الطّيلَسَانُ قَولُهُ فَجَعَلَهَا سُترَةً بَينَ يَدَيهِ يَدُلّ عَلَي طُولِهَا لِأَنّهُص لَمّا سُئِلَ عَن قَدرِ مَا يَستُرُ المصُلَيّ‌ قَالَ مِثلَ آخِرَةِ الرّحلِ وَ القَضِيبُ السّيفُ اللّطِيفُ فِي قَولِ الأصَمعَيِ‌ّ تَشبِيهاً بِالقَضِيبِ مِنَ الشّجَرِ وَ قِيلَ بَلِ القَضِيبُ مِنَ القَضبِ بِمَعنَي المَقضُوبِ لَا يُسَمّي قَضِيباً إِلّا بَعدَ القَطعِ وَ القُبَاعُ مَا يُضَبّبُ طَرَفُ قَائِمَةِ السّيفِ وَ أَكثَرُ مَا يُقَالُ لَهُ القَبِيعَةُ وَ الذّؤَابَةُ مَا يُعَلّقُ بِهِ مِن قَائِمِهِ وَ البَكَرَاتُ الحَلَقُ وَ نَعلُ السّيفِ حَدِيدَةٌ تَكُونُ فِي آخِرِ الغِمدِ كَانَت فِضّةً فِي سَيفِ رَسُولِ اللّهِص وَ السّكبُ الوَاسِعُ الجرَي‌ِ كَأَنّهُ يَسكُبُ الأَرضَ أَي يَصُبّهَا

و قال الجزري‌ يقال ناقة شحوي أي واسعة الخطو و منه أنه كان للنبي‌ص فرس يقال له الشحاء هكذا روي‌ بالمد وفسر بأنه الواسع الخطو و قال الكازروني‌ وسمي‌ بالبحر لسعة جريه والفلك بكسر الفاء جمع فلكة للثدي‌ أوفلكة المغزل والعنزة رمح صغير ويدعم عليها أي يتكئ والعرجون من عيدان العنب والموتصلة من الوصل كأنه سمي‌ بذلك تفؤلا بوصوله إلي العدو والدلدل لعلها سميت به تشبيها بالدلدل و هوالقنفذ أوبشي‌ء يشبهه فلعلها شبهت به لقلة سكونها والإيلية منسوبة إلي قرية بالشام والمحذوفة المقطوعة الذنب والعفير تصغير الأعفر كسويد وأسود حذفت همزتهما والقياس أعيفر و هولون أبيض تعلوه حمرة ويعفور مثل أعفر كأخضر ويخضور والسبت بالكسر جلود البقر المدبوغة وإنما سميت الركوة بالصادر لأنه يصدر عنها بالري‌ والجامع في اسم المقراض لأنه يجمع مايراد قرضه به و ذلك من جودته قوله فلهش أي فلقد هش يقال هش للمعروف


صفحه : 129

أي اشتهاه و رجل هش طلق المحيا انتهي

64- وَ قَالَ القاَضيِ‌ عِيَاضٌ فِي الشّفَاءِ،روُيِ‌َ عَن مُحَمّدِ بنِ جُبَيرٍ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لِي خَمسَةُ أَسمَاءَ أَنَا مُحَمّدٌ وَ أَنَا أَحمَدُ وَ أَنَا الماَحيِ‌ ألّذِي يَمحُو اللّهُ بيِ‌َ الكُفرَ وَ أَنَا الحَاشِرُ ألّذِي يُحشَرُ النّاسُ عَلَي قدَمَيَ‌ّ وَ أَنَا العَاقِبُ قَد سَمّاهُ اللّهُ فِي كِتَابِهِ مُحَمّداً وَ أَحمَدَ فَمِن خَصَائِصِهِ تَعَالَي لَهُ أَن ضَمّنَ أَسمَاءَهُ ثَنَاءَهُ وَ طَوَي أَثنَاءَ ذِكرٍ[ذِكرِهِ]عَظِيمَ شُكرِهِ فَأَمّا اسمُهُ أَحمَدُ فَأَفعَلُ مُبَالَغَةٌ مِن صِفَةِ الحَمدِ وَ مُحَمّدٌ مُفَعّلٌ مُبَالَغَةٌ مِن كَثرَةِ الحَمدِ فَهُوَص أَجَلّ مَن حُمِدَ وَ أَفضَلُ مَن حُمِدَ وَ أَكثَرُ النّاسِ حَمداً فَهُوَ أَحمَدُ المَحمُودِينَ وَ أَحمَدُ الحَامِدِينَ وَ مَعَهُ لِوَاءُ الحَمدِ يَومَ القِيَامَةِ لِيَتِمّ لَهُ كَمَالُ الحَمدِ وَ يَتَشَهّرَ فِي تِلكَ العَرَصَاتِ بِصِفَةِ الحَمدِ وَ يَبعَثَهُ رَبّهُ هُنَاكَ مَقَاماً مَحمُوداً كَمَا وَعَدَهُ يَحمَدُهُ فِيهِ الأَوّلُونَ وَ الآخِرُونَ بِشَفَاعَتِهِ لَهُم وَ يُفتَحُ عَلَيهِ مِنَ المَحَامِدِ كَمَا قَالَص مَا لَم يُعطَ غَيرَهُ وَ سمُيّ‌َ أُمّتُهُ فِي كُتُبِ أَنبِيَائِهِ بِالحَامِدِينَ فَحَقِيقٌ أَن يُسَمّي مُحَمّداً وَ أَحمَدَ ثُمّ فِي هَذَينِ الِاسمَينِ مِن عَجَائِبِ خَصَائِصِهِ وَ بَدَائِعِ آيَاتِهِ فَنّ آخَرُ وَ هُوَ أَنّ اللّهَ جَلّ اسمُهُ حَمَي أَن يُسَمّي بِهِمَا أَحَدٌ قَبلَ زَمَانِهِ أَمّا أَحمَدُ ألّذِي أتُيِ‌َ فِي الكُتُبِ وَ بَشّرَت بِهِ الأَنبِيَاءُ فَمَنَعَ اللّهُ تَعَالَي بِحِكمَتِهِ أَن يُسَمّي بِهِ أَحَدٌ غَيرُهُ وَ لَا يُدعَي بِهِ مَدعُوّ قَبلَهُ حَتّي لَا يَدخُلَ لَبسٌ عَلَي ضَعِيفِ القَلبِ أَو شَكّ وَ كَذَلِكَ مُحَمّدٌ أَيضاً لَم يُسَمّ بِهِ أَحَدٌ مِنَ العَرَبِ وَ لَا غَيرِهِم إِلَي أَن شَاعَ قُبَيلَ وُجُودِهِ وَ مِيلَادِهِ أَنّ نَبِيّاً يُبعَثُ اسمُهُ مُحَمّدٌ فَسَمّي قَومٌ قَلِيلٌ أَبنَاءَهُم بِذَلِكَ لِرَجَاءِ أَن يَكُونَ أَحَدُهُم هُوَ وَاللّهُ أَعلَمُ حَيثُ يَجعَلُ رِسالَتَهُ وَ هُم مُحَمّدُ بنُ أُحَيحَةَ بنِ الجَلّاحِ الأوَسيِ‌ّ وَ مُحَمّدُ بنُ مَسلَمَةَ الأنَصاَريِ‌ّ وَ مُحَمّدُ بنُ بَرَاءٍ البكَريِ‌ّ وَ مُحَمّدُ بنُ سُفيَانَ بنِ مُجَاشِعٍ وَ مُحَمّدُ بنُ حُمرَانَ الجعُفيِ‌ّ وَ مُحَمّدُ بنُ خزُاَعيِ‌ّ


صفحه : 130

السلّمَيِ‌ّ لَا سَابِعَ لَهُم حَتّي تَحَقّقَتِ السّمَتَانِ لَهُص وَ لَم يُنَازَع فِيهِمَا وَ أَمّا قَولُهُ وَ أَنَا الماَحيِ‌ فَقَد وَرَدَ فِي الحَدِيثِ فِي تَفسِيرِهِ أَنّهُ ألّذِي مُحِيَت بِهِ سَيّئَاتُ مَنِ اتّبَعَهُ وَ قِيلَ مَعنَي عَلَي قدَمَيَ‌ّ أَي يُحشَرُ النّاسُ بمِشُاَهدَتَيِ‌ كَمَا قَالَلِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَي النّاسِ وَ يَكُونَ الرّسُولُ عَلَيكُم شَهِيداً وَ روُيِ‌َ عَنهُص لِي عَشَرَةُ أَسمَاءَ وَ ذَكَرَ مِنهُطه وَيس حَكَاهُ مكَيّ‌ّ وَ قَد قِيلَ فِي بَعضِ التّفَاسِيرِطه أَنّهُ يَا طَاهِرُ يَا هاَديِ‌ وَ فِييس يَا سَيّدُ حَكَاهُ السلّمَيِ‌ّ عَنِ الواَسطِيِ‌ّ وَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ وَ مِن أَسمَائِهِص رَسُولُ الرّحمَةِ وَ رَسُولُ الرّاحَةِ وَ رَسُولُ المَلَاحِمِ وَ فِي حَدِيثِهِص قَالَ أتَاَنيِ‌ مَلَكٌ فَقَالَ لِي أَنتَ قُثَمٌ أَي مُجتَمِعٌ وَ القَثُومُ الجَامِعُ لِلخَيرِ وَ مِن أَسمَائِهِص النّورُ وَ السّرَاجُ المُنِيرُ وَ المُنذِرُ وَ النّذِيرُ وَ المُبَشّرُ وَ البَشِيرُ وَ الشّاهِدُ وَ الشّهِيدُ وَ الحَقّ المُبِينُ وَ خَاتَمُ النّبِيّينَ وَ الرّءُوفُ الرّحِيمُ وَ الأَمِينُ وَ قَدَمُ صِدقٍ وَ رَحمَةٌ لِلعَالَمِينَ وَ نِعمَةُ اللّهِ وَ العُروَةُ الوُثقَي وَ الصّرَاطُ المُستَقِيمُ وَ النّجمُ الثّاقِبُ وَ الكَرِيمُ وَ النّبِيّ الأمُيّ‌ّ وَ داَعيِ‌ اللّهِ وَ المُصطَفَي وَ المُجتَبَي وَ أَبُو القَاسِمِ وَ الحَبِيبُ وَ رَسُولُ رَبّ العَالَمِينَ وَ الشّفِيعُ المُشَفّعُ وَ المتُقّيِ‌ وَ المُصلِحُ وَ الطّاهِرُ وَ المُهَيمِنُ وَ الصّادِقُ وَ المُصَدّقُ وَ الهاَديِ‌ وَ سَيّدُ وُلدِ آدَمَ وَ إِمَامُ المُتّقِينَ وَ قَائِدُ الغُرّ المُحَجّلِينَ وَ حَبِيبُ اللّهِ وَ خَلِيلُ الرّحمَنِ وَ صَاحِبُ الحَوضِ المَورُودِ وَ الشّفَاعَةِ وَ المَقَامِ المَحمُودِ وَ صَاحِبُ الوَسِيلَةِ وَ صَاحِبُ التّاجِ وَ المِعرَاجِ وَ اللّوَاءِ وَ القَضِيبِ وَ رَاكِبُ البُرَاقِ وَ النّاقَةِ وَ النّجِيبِ وَ صَاحِبُ الحُجّةِ وَ السّلطَانِ وَ الخَاتَمِ وَ العَلَامَةِ وَ البُرهَانِ وَ صَاحِبُ الهِرَاوَةِ وَ النّعلَينِ وَ مِن أَسمَائِهِص فِي الكُتُبِ المُتَوَكّلُ وَ المُختَارُ وَ مُقِيمُ السّنّةِ وَ المُقَدّسُ وَ رُوحُ القُدُسِ وَ هُوَ مَعنَي البَارَقَلِيطِ فِي الإِنجِيلِ وَ قَالَ تَغلِبُ البَارَقَلِيطُ ألّذِي يُفَرّقُ بَينَ الحَقّ وَ البَاطِلِ وَ مِن أَسمَائِهِص فِي الكُتُبِ السّالِفَةِ ماذ ماذ وَ مَعنَاهُ طَيّبٌ طَيّبٌ وَ حمطايا[حِميَاطَا] وَ


صفحه : 131

الخَاتِمُ وَ الخَاتَمُ حَكَاهُ كَعبُ الأَحبَارِ وَ قَالَ تَغلِبُ فَالخَاتِمُ ألّذِي خَتَمَ الأَنبِيَاءَ وَ الخَاتَمُ أَحسَنُ الأَنبِيَاءِ خَلقاً وَ خُلُقاً وَ يُسَمّي بِالسّريَانِيّةِ مشفح وَ المتخمنا وَ اسمُهُ أَيضاً فِي التّورَاةِ أحيد روُيِ‌َ ذَلِكَ عَنِ ابنِ سِيرِينَ وَ مَعنَي صَاحِبِ القَضِيبِ أَيِ السّيفِ وَقَعَ ذَلِكَ مُفَسّراً فِي الإِنجِيلِ قَالَ مَعَهُ قَضِيبٌ مِن حَدِيدٍ يُقَاتِلُ بِهِ وَ أُمّتُهُ كَذَلِكَ وَ قَد يُحمَلُ عَلَي أَنّهُ القَضِيبُ المَمشُوقُ ألّذِي كَانَ يُمسِكُهُ وَ أَمّا الهِرَاوَةُ فهَيِ‌َ العَصَا وَ أَرَاهَا العَصَا المَذكُورَةَ فِي حَدِيثِ الحَوضِ وَ أَمّا التّاجُ فَالمُرَادُ بِهِ العِمَامَةُ وَ لَم يَكُن حِينَئِذٍ إِلّا لِلعَرَبِ وَ العَمَائِمُ تِيجَانُ العَرَبِ وَ كَانَت كُنيَتُهُ المَشهُورَةُ أَبَا القَاسِمِ وَ عَن أَنَسٍ أَنّهُ لَمّا وُلِدَ لَهُ اِبرَاهِيمُ جَاءَ جَبرَئِيلُ ع فَقَالَ لَهُ السّلَامُ عَلَيكَ يَا أَبَا اِبرَاهِيمَ

65- ع ،[علل الشرائع ]العَطّارُ عَن سَعدٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَامِرٍ عَنِ ابنِ أَبِي نَجرَانَ عَن يَحيَي الحلَبَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سُئِلَ عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ أوُحيِ‌َ إلِيَ‌ّ هذَا القُرآنُ لِأُنذِرَكُم بِهِ وَ مَن بَلَغَ قَالَ بِكُلّ لِسَانٍ

ير،[بصائر الدرجات ] عبد الله بن عامر بيان اختلف في قوله تعالي و من بلغ فقيل المعني ولأخوف به من بلغه القرآن إلي يوم القيامة ورَوَي الحَسَنُ فِي تَفسِيرِهِ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ

مَن بَلَغَهُ أنَيّ‌ أَدعُو إِلَي أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ فَقَد بَلَغَهُ

يعني‌ بلغته الحجة وقامت عليه وسيأتي‌ الأخبار الكثيرة في أن معناه و من بلغ أن يكون إماما من آل محمدفهو ينذر بالقرآن كماأنذر به رسول الله ص و أما هذاالخبر فلعله ع حمله علي أحد المعنيين الأولين والتقدير لأنذر به من بلغه القرآن من أهل كل لسان و لايختص بالعرب أولأنذر كل من بلغه دعوتي‌ بلغتهم وأكلمهم بلسانهم و هوأظهر و الله يعلم

66- ع ،[علل الشرائع ] ابنُ الوَلِيدِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ وَ مُحَمّدٍ البرَقيِ‌ّ


صفحه : 132

عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ النّبِيّص يَقرَأُ الكِتَابَ وَ لَا يَكتُبُ

67- ع ،[علل الشرائع ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ البزَنَطيِ‌ّ عَن أَبَانٍ عَنِ الحَسَنِ الصّيقَلِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ كَانَ مِمّا مَنّ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِهِ عَلَي نَبِيّهِص أَنّهُ كَانَ أُمّيّاً لَا يَكتُبُ وَ يَقرَأُ الكِتَابَ

68-فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِهُوَ ألّذِي بَعَثَ فِي الأُمّيّينَ رَسُولًا مِنهُم قَالَ كَانُوا يَكتُبُونَ وَ لَكِن لَم يَكُن مَعَهُم كِتَابٌ مِن عِندِ اللّهِ وَ لَا بَعَثَ إِلَيهِم رَسُولًا فَنَسَبَهُم إِلَي الأُمّيّينَ

69-فس ،[تفسير القمي‌] قَالَ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ فِي قَولِهِ وَ ما كُنتَ تَتلُوا مِن قَبلِهِ مِن كِتابٍ وَ لا تَخُطّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لَارتابَ المُبطِلُونَ وَ هُوَ مَعطُوفٌ عَلَي قَولِهِ فِي سُورَةِ الفُرقَانِاكتَتَبَها فهَيِ‌َ تُملي عَلَيهِ بُكرَةً وَ أَصِيلًافَرَدّ اللّهُ عَلَيهِم فَقَالَ كَيفَ يَدّعُونَ أَنّ ألّذِي تَقرَؤُهُ أَو تُخبِرُ بِهِ تَكتُبُهُ عَن غَيرِكَ وَ أَنتَما كُنتَ تَتلُوا مِن قَبلِهِ مِن كِتابٍ وَ لا تَخُطّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لَارتابَ المُبطِلُونَ أَي شَكّوا

70- مع ،[معاني‌ الأخبار] ع ،[علل الشرائع ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن مُحَمّدٍ البرَقيِ‌ّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ الصوّفيِ‌ّ قَالَسَأَلتُ أَبَا جَعفَرٍ مُحَمّدَ بنَ عَلِيّ الرّضَا ع فَقُلتُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ لِمَ سمُيّ‌َ النّبِيّص الأمُيّ‌ّ فَقَالَ مَا تَقُولُ النّاسُ قُلتُ يَزعُمُونَ أَنّهُ إِنّمَا سمُيّ‌َ الأمُيّ‌ّ لِأَنّهُ لَم يُحسِن أَن يَكتُبَ فَقَالَ ع كَذَبُوا عَلَيهِم لَعنَةُ اللّهِ أَنّي ذَلِكَ وَ اللّهُ يَقُولُ فِي مُحكَمِ كِتَابِهِهُوَ ألّذِي بَعَثَ فِي الأُمّيّينَ رَسُولًا مِنهُم يَتلُوا عَلَيهِم آياتِهِ وَ يُزَكّيهِم وَ يُعَلّمُهُمُ الكِتابَ وَ الحِكمَةَفَكَيفَ كَانَ يُعَلّمُهُم مَا لَا يُحسِنُ وَ اللّهِ لَقَد كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَقرَأُ


صفحه : 133

وَ يَكتُبُ بِاثنَينِ وَ سَبعِينَ أَو قَالَ بِثَلَاثَةٍ وَ سَبعِينَ لِسَاناً وَ إِنّمَا سمُيّ‌َ الأمُيّ‌ّ لِأَنّهُ كَانَ مِن أَهلِ مَكّةَ وَ مَكّةُ مِن أُمّهَاتِ القُرَي وَ ذَلِكَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّلِتُنذِرَ أُمّ القُري وَ مَن حَولَها

ختص ،[الإختصاص ]ير،[بصائر الدرجات ] ابن عيسي مثله

71- ع ،[علل الشرائع ] ابنُ الوَلِيدِ عَن سَعدٍ عَنِ الخَشّابِ عَن عَلِيّ بنِ حَسّانَ وَ عَلِيّ بنِ أَسبَاطٍ وَ غَيرِهِ رَفَعَهُ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قُلتُ إِنّ النّاسَ يَزعُمُونَ أَنّ رَسُولَ اللّهِص لَم يَكتُب وَ لَا يَقرَأُ فَقَالَ كَذَبُوا لَعَنَهُمُ اللّهُ أَنّي يَكُونُ ذَلِكَ وَ قَد قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّهُوَ ألّذِي بَعَثَ فِي الأُمّيّينَ رَسُولًا مِنهُم يَتلُوا عَلَيهِم آياتِهِ وَ يُزَكّيهِم وَ يُعَلّمُهُمُ الكِتابَ وَ الحِكمَةَ وَ إِن كانُوا مِن قَبلُ لفَيِ‌ ضَلالٍ مُبِينٍفَيَكُونُ يُعَلّمُهُمُ الكِتَابَ وَ الحِكمَةَ وَ لَيسَ يُحسِنُ أَن يَقرَأَ أَو يَكتُبَ قَالَ قُلتُ فَلِمَ سمُيّ‌َ النّبِيّ الأمُيّ‌ّ قَالَ نُسِبَ إِلَي مَكّةَ وَ ذَلِكَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّلِتُنذِرَ أُمّ القُري وَ مَن حَولَهافَأُمّ القُرَي مَكّةُ فَقِيلَ أمُيّ‌ّ لِذَلِكَ

ير،[بصائر الدرجات ] عبد الله بن محمد عن الخشاب شي‌،[تفسير العياشي‌] عن ابن أسباط مثله

72- ع ،[علل الشرائع ] أَبِي عَن سَعدٍ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ حُكَيمٍ عَنِ البزَنَطيِ‌ّ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ مِمّا مَنّ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَلَي رَسُولِ اللّهِص أَنّهُ كَانَ يَقرَأُ وَ لَا يَكتُبُ فَلَمّا تَوَجّهَ أَبُو سُفيَانَ إِلَي أُحُدٍ كَتَبَ العَبّاسُ إِلَي النّبِيّص فَجَاءَهُ الكِتَابُ وَ هُوَ فِي بَعضِ حِيطَانِ المَدِينَةِ فَقَرَأَهُ وَ لَم يُخبِر أَصحَابَهُ وَ أَمَرَهُم أَن يَدخُلُوا المَدِينَةَ فَلَمّا


صفحه : 134

دَخَلُوا المَدِينَةَ أَخبَرَهُم

بيان يمكن الجمع بين هذه الأخبار بوجهين الأول أنه ص كان يقدر علي الكتابة ولكن كان لايكتب لضرب من المصلحة الثاني‌ أن نحمل أخبار عدم الكتابة والقراءة علي عدم تعلمها من البشر وسائر الأخبار علي أنه كان يقدر عليهما بالإعجاز وكيف لايعلم من كان عالما بعلوم الأولين والآخرين إن هذه النقوش موضوعة لهذه الحروف و من كان يقدر بإقدار الله تعالي له علي شق القمر وأكبر منه كيف لايقدر علي نقش الحروف والكلمات علي الصحائف والألواح و الله تعالي يعلم

73- ع ،[علل الشرائع ]الطاّلقَاَنيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ إِسحَاقَ المادرائي‌ عَن أَبِي قِلَابَةَ عَبدِ المَلِكِ بنِ مُحَمّدٍ عَن غَانِمِ بنِ الحَسَنِ السعّديِ‌ّ عَن مُسلِمِ بنِ خَالِدٍ المكَيّ‌ّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ مَا أَنزَلَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي كِتَاباً وَ لَا وَحياً إِلّا بِالعَرَبِيّةِ فَكَانَ يَقَعُ فِي مَسَامِعِ الأَنبِيَاءِ بِأَلسِنَةِ قَومِهِم وَ كَانَ يَقَعُ فِي مَسَامِعِ نَبِيّنَاص بِالعَرَبِيّةِ فَإِذَا كَلّمَ بِهِ قَومَهُم كَلّمَهُم بِالعَرَبِيّةِ فَيَقَعُ فِي مَسَامِعِهِم بِلِسَانِهِم وَ كَانَ أَحَدٌ لَا يُخَاطِبُ رَسُولَ اللّهِص بأِيَ‌ّ لِسَانٍ خَاطَبَهُ إِلّا وَقَعَ فِي مَسَامِعِهِ بِالعَرَبِيّةِ كُلّ ذَلِكَ يُتَرجِمُ جَبرَئِيلُ ع لَهُ وَ عَنهُ تَشرِيفاً مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ لَهُص

74-ير،[بصائر الدرجات ] الحَسَنُ بنُ عَلِيّ عَن أَحمَدَ بنِ هِلَالٍ عَن خَلَفِ بنِ حَمّادٍ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ الحَجّاجِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّ النّبِيّص كَانَ يَقرَأُ وَ يَكتُبُ وَ يَقرَأُ مَا لَم يُكتَب

75-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] قَولُهُالنّبِيّ الأمُيّ‌ّ ألّذِي يَجِدُونَهُ وَ قَالَ ع نَحنُ أُمّةٌ أُمّيّةٌ لَا نَكتُبُ وَ لَا نَحسُبُ


صفحه : 135

وَ قِيلَ أمُيّ‌ّ مَنسُوبَةٌ إِلَي أُمّةٍ يعَنيِ‌ جَمَاعَةً عَامّةً وَ العَامّةُ لَا تَعلَمُ الكِتَابَةَ وَ يُقَالُ سمُيّ‌َ بِذَلِكَ لِأَنّهُ مِنَ العَرَبِ وَ تُدعَي العَرَبُ الأُمّيّونَ[الأُمّيّينَ] قَولُهُهُوَ ألّذِي بَعَثَ فِي الأُمّيّينَ وَ قِيلَ لِأَنّهُ يَقُولُ يَومَ القِيَامَةِ أمُتّيِ‌ أمُتّيِ‌ وَ قِيلَ لِأَنّهُ الأَصلُ وَ هُوَ بِمَنزِلَةِ الأُمّ التّيِ‌ يَرجِعُ الأَولَادُ إِلَيهَا وَ مِنهُ أُمّ القُرَي وَ قِيلَ لِأَنّهُ لِأُمّتِهِ بِمَنزِلَةِ الوَالِدَةِ الشّفِيقَةِ بِوَلَدِهَا فَإِذَا نوُديِ‌َ فِي القِيَامَةِيَومَ يَفِرّ المَرءُ مِن أَخِيهِتُمسِكُ بِأُمّتِهِ وَ قِيلَ مَنسُوبَةٌ إِلَي أُمّ وَ هيِ‌َ لَا تَعلَمُ الكِتَابَةَ لِأَنّ الكِتَابَةَ مِن أَمَارَاتِ الرّجَالِ وَ قَالُوا نُسِبَ إِلَي أُمّةٍ يعَنيِ‌ الخِلقَةَ قَالَ الأَعشَي وَ إِنّ مُعَاوِيَةَ الأَكرَمِينَ حِسَانُ الوُجُوهِ طِوَالُ الأُمَمِ قَالَ المُرتَضَي فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ ما كُنتَ تَتلُوا مِن قَبلِهِ مِن كِتابٍالآيَةَ ظَاهِرُ الآيَةِ يقَتضَيِ‌ نفَي‌َ الكِتَابَةِ وَ القِرَاءَةِ بِمَا قَبلَ النّبُوّةِ دُونَ مَا بَعدَهَا وَ لِأَنّ التّعلِيلَ فِي الآيَةِ يقَتضَيِ‌ اختِصَاصَ النفّي‌ِ بِمَا قَبلَ النّبُوّةِ لِأَنّهُم إِنّمَا يَرتَابُونَ فِي نُبُوّتِهِ لَو كَانَ يُحسِنُهَا قَبلَ النّبُوّةِ فَأَمّا بَعدَهَا فَلَا تَعَلّقَ لَهُ بِالرّيبَةِ فَيَجُوزُ أَن يَكُونَ تَعَلّمَهُمَا مِن جَبرَئِيلَ بَعدَ النّبُوّةِ وَ يَجُوزُ أَن لَم يَتَعَلّم فَلَا يَعلَمَ قَالَ الشعّبيِ‌ّ وَ جَمَاعَةٌ مِن أَهلِ العِلمِ مَا مَاتَ رَسُولُ اللّهِص حَتّي كَتَبَ وَ قَرَأَ وَ قَد شَهَرَ فِي الصّحَاحِ وَ التّوَارِيخِ قَولُهُص ايتوُنيِ‌ بِدَوَاةٍ وَ كَتِفٍ أَكتُب لَكُم كِتَاباً لَن تَضِلّوا بَعدَهُ أَبَداً


صفحه : 136

باب 7-آخر نادر في معني كونه صلي الله عليه وآله يتيما وضالا وعائلا ومعني انشراح صدره وعلة يتمه والعلة التي‌ من أجلها لم يبق له صلي الله عليه وآله ولد ذكر

الآيات الضحي وَ الضّحي وَ اللّيلِ إِذا سَجي ما وَدّعَكَ رَبّكَ وَ ما قَلي وَ لَلآخِرَةُ خَيرٌ لَكَ مِنَ الأُولي وَ لَسَوفَ يُعطِيكَ رَبّكَ فَتَرضي أَ لَم يَجِدكَ يَتِيماً فَآوي وَ وَجَدَكَ ضَالّا فَهَدي وَ وَجَدَكَ عائِلًا فَأَغني فَأَمّا اليَتِيمَ فَلا تَقهَر وَ أَمّا السّائِلَ فَلا تَنهَر وَ أَمّا بِنِعمَةِ رَبّكَ فَحَدّثالانشراح بِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ أَ لَم نَشرَح لَكَ صَدرَكَ وَ وَضَعنا عَنكَ وِزرَكَ ألّذِي أَنقَضَ ظَهرَكَ وَ رَفَعنا لَكَ ذِكرَكَ فَإِنّ مَعَ العُسرِ يُسراً إِنّ مَعَ العُسرِ يُسراً فَإِذا فَرَغتَ فَانصَب وَ إِلي رَبّكَ فَارغَب

تفسير قال المفسرون في سبب نزول سورة الضحي قال ابن عباس احتبس الوحي‌ عنه ص خمسة عشر يوما فقال المشركون إن محمداص قدودعه ربه وقلاه و لو كان أمره من الله تعالي لتتابع عليه فنزلت وقيل إنما احتبس اثني‌ عشر يوما وقيل أربعين يوما وقيل سألت اليهود رسول الله ص عن ذي‌ القرنين وأصحاب الكهف و عن الروح فقال سأخبركم غدا و لم يقل إن شاء الله فاحتبس عنه الوحي‌ هذه الأيام فاغتم لشماتة الأعداء فنزلت تسلية لقلبه وَ الضّحي أي وقت ارتفاع الشمس أوالنهاروَ اللّيلِ إِذا سَجي أي سكن أهله أوركد ظلامةما وَدّعَكَ رَبّكَ ماقطعك ربك قطع المودع و هوجواب القسم وَ ما قَلي أي ماأبغضك وَ لَسَوفَ يُعطِيكَ رَبّكَ فَتَرضي أي من الحوض والشفاعة وسائر ماأعد له من الكرامة أو في الدنيا أيضا من إعلاء الدين وقمع الكافرين أَ لَم يَجِدكَ يَتِيماً فَآوي قال الطبرسي‌ رحمه الله في


صفحه : 137

معناه قولان أحدهما أنه تقرير لنعمة الله عليه حين مات أبوه وبقي‌ يتيما فآواه الله بأن سخر له عبدالمطلب ثم أباطالب و كان ص مات أبوه و هو في بطن أمه أو بعدولادته بمدة قليلة وماتت أمه و هو ابن سنتين ومات جده و هو ابن ثماني‌ سنين . وسئل الصادق ع لم أوتم النبي ص عن أبويه فقال لئلا يكون لمخلوق عليه حق . والآخر أن يكون المعني أ لم يجدك واحدا لامثل لك في شرفك وفضلك فآواك إلي نفسه واختصك برسالته من قولهم درة يتيمة إذا لم يكن لها مثل وقيل فآواك أي جعلك مأوي للأيتام بعد أن كنت يتيما وكفيلا للأنام بعد أن كنت مكفولا.وَ وَجَدَكَ ضَالّا فَهَدي فيه أقوال أحدها وجدك ضالا عما أنت عليه الآن من النبوة والشريعة أي كنت غافلا عنهما فهداك إليهما ونظيره ما كُنتَ تدَريِ‌ مَا الكِتابُ وَ لَا الإِيمانُ و قوله وَ إِن كُنتَ مِن قَبلِهِ لَمِنَ الغافِلِينَفمعني الضلال علي هذا هوالذهاب عن العلم مثل قوله تعالي أَن تَضِلّ إِحداهُما. وثانيها أن المعني وجدك متحيرا لاتعرف وجوه معاشك فهداك إليها فإن الرجل إذا لم يهتد إلي طريق مكسبه يقال إنه ضال . وثالثها أن المعني وجدك لاتعرف الحق فهداك إليه بإتمام العقل ونصب الأدلة والألطاف حتي عرفت الله بصفاته بين قوم ضلال مشركين . ورابعها وجدك ضالا في شعاب مكة فهداك إلي جدك عبدالمطلب فروي‌ أنه ضل في شعاب مكة و هوصغير فرآه أبوجهل ورده إلي جده عبدالمطلب فمن الله سبحانه بذلك عليه إذ رده إلي جده علي يدي‌ عدوه عن ابن عباس . وخامسها ماروي‌ أن حليمة بنت أبي ذؤيب لماأرضعته مدة وقضت حق الرضاع ثم أرادت رده إلي جده جاءت به حتي قربت من مكة فضل في الطريق فطلبته جزعة


صفحه : 138

وكانت تقول لئن لم أره لأرمين نفسي‌ عن شاهق وجعلت تصيح وا محمداه قالت فدخلت مكة علي تلك الحال فرأيت شيخا متوكئا علي عصا فسألني‌ عن حالي‌ فأخبرته فقال لاتبكي‌ فأنا أدلك علي من يرده عليك فأشار إلي هبل صنمهم الأعظم ودخل البيت وطاف بهبل وقبل رأسه و قال ياسيداه لم تزل منتك جسيمة رد محمدا علي هذه السعدية قال فتساقطت الأصنام لماتفوه باسم محمدص وسمع صوت إن هلاكنا علي يدي‌ محمدفخرج وأسنانه تصطك وخرجت إلي عبدالمطلب وأخبرته بالحال فخرج وطاف بالبيت ودعا الله سبحانه فنودي‌ وأشعر بمكانه فأقبل عبدالمطلب فتلقاه ورقة بن نوفل في الطريق فبينا هما يسيران إذا النبي ص قائم تحت شجرة يجذب الأغصان ويعبث بالورق فقال عبدالمطلب فداك نفسي‌ وحمله ورده إلي مكة. وسادسها ماروي‌ أنه ص خرج مع عمه أبي طالب في قافلة ميسرة غلام خديجة فبينا هوراكب ذات ليلة ظلماء إذ جاء إبليس فأخذ بزمام ناقته فعدل به عن الطريق فجاء جبرئيل ع فنفخ إبليس نفخة وقع منها إلي الحبشة ورده إلي القافلة فمن الله عليه بذلك . وسابعها أن المعني وجدك مضلولا عنك في قوم لايعرفون حقك فهداهم إلي معرفتك وأرشدهم إلي فضلك والاعتراف بصدقك والمراد أنك كنت خاملا لاتذكر و لاتعرف فعرفك الله إلي الناس حتي عرفوك وعظموك .وَ وَجَدَكَ عائِلًا أي فقيرا لامال لك فَأَغني أي فأغناك بمال خديجة ثم بالغنائم وقيل فأغناك بالقناعة ورضاك بما أعطاك وروي العياشي‌ بإسناده عن أبي الحسن الرضا ع في قوله أَ لَم يَجِدكَ يَتِيماً فَآوي قال ع فردا لامثل لك في المخلوقين فآوي الناس إليك .


صفحه : 139

وَ وَجَدَكَ ضَالّا فَهَدي أي ضالة في قوم لايعرفون فضلك فهداهم إليك وَ وَجَدَكَ عائِلًاتعول أقواما بالعلم فأغناهم بك .فَأَمّا اليَتِيمَ فَلا تَقهَر أي لاتقهره علي ماله فتذهب بحقه لضعفه وقيل أي لاتحقر اليتيم فقد كنت يتيماوَ أَمّا السّائِلَ فَلا تَنهَر أي لاتنهره و لاترده إذاأتاك يسألك فقد كنت فقيرا فإما أن تطعمه وإما أن ترده ردّا ليّناوَ أَمّا بِنِعمَةِ رَبّكَ فَحَدّثمعناه اذكر نعم الله تعالي وأظهرها وحدث بهاانتهي كلامه رفع الله مقامه . و قال البيضاوي‌ في قوله تعالي أَ لَم نَشرَح لَكَ صَدرَكَ أ لم نفسحه حتي وسع مناجات الحق ودعوة الخلق فكان غائبا حاضرا أو أ لم نفسحه بما أودعنا فيه من الحكم وأزلنا عنه ضيق الجهل أوبما يسرنا لك تلقي‌ الوحي‌ بعد ما كان يشق عليك وقيل إنه إشارة إلي ماروي‌ أن جبرئيل أتي رسول الله ص في صباه أو يوم الميثاق فاستخرج قلبه وغسله ثم ملأه إيمانا وعلما ولعله إشارة إلي نحو ماسبق ومعني الاستفهام إنكار نفي‌ الانشراح مبالغة في إثباته ولذلك عطف عليه وَ وَضَعنا عَنكَ وِزرَكَعبأك الثقيل ألّذِي أَنقَضَ ظَهرَكَ ألذي حمله علي النقيض و هوصوت الرجل عندالانتقاض من ثقل الحمل و هو ماثقل عليه من فرطاته قبل البعثة أوجهله بالحكم والأحكام أوحيرته أوتلقي‌ الوحي‌ أو ما كان يري من ضلال قومه مع العجز عن إرشادهم أو من إصرارهم وتعديهم في إيذائه حين دعاهم إلي الإيمان .وَ رَفَعنا لَكَ ذِكرَكَبالنبوة وغيرهافَإِنّ مَعَ العُسرِكضيق الصدر والوزر المنقض للظهر وضلال القوم وإيذائهم يُسراًكالشرح والوضع والتوفيق للاهتداء والطاعة فلاتيأس من روح الله إذاعراك مايغمك إِنّ مَعَ العُسرِ يُسراًتكرير للتأكيد أواستئناف وعده بأن العسر مشفوع بيسر آخر كثواب الآخرةفَإِذا فَرَغتَ من التبليغ فَانصَبفأتعب في العبادة شكرا بما عددنا عليك من النعم السالفة ووعدنا بالنعم


صفحه : 140

الآتية وقيل فَإِذا فَرَغتَ من الغزوفَانصَب في العبادة أوفَإِذا فَرَغتَ من الصلاةفَانصَب في الدعاءوَ إِلي رَبّكَ فَارغَببالسؤال و لاتسأل غيره فإنه القادر وحده علي إسعافه .أقول اعلم أن شق بطنه ص في صغره في روايات العامة كثيرة مستفيضة كماعرفت و أمارواياتنا و إن لم يرد فيهابأسانيد معتبرة لم يرد نفيها أيضا و لايأبي عنه العقل أيضا فنحن في نفيه وإثباته من المتوقفين كماأعرض عنه أكثر علمائنا


صفحه : 141

المتقدمين و إن كان يغلب علي الظن وقوعه و الله تعالي يعلم وحججه ع

1-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِالأَسَانِيدِ الثّلَاثَةِ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ سُئِلَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ عَلَيهِ السّلَامُ لِمَ أُوتِمَ النّبِيّص مِن أَبَوَيهِ قَالَ لِئَلّا يَجِبَ عَلَيهِ حَقّ لِمَخلُوقٍ

2- مع ،[معاني‌ الأخبار] ع ،[علل الشرائع ]حَمزَةُ العلَوَيِ‌ّ عَن أَحمَدَ الهمَداَنيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ بنِ فَضّالٍ عَن أَخِيهِ أَحمَدَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ مَروَانَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَيتَمَ نَبِيّهُص لِئَلّا يَكُونَ لِأَحَدٍ عَلَيهِ طَاعَةٌ

3- ع ،[علل الشرائع ] عَلِيّ بنُ حَاتِمٍ القزَويِنيِ‌ّ فِيمَا كَتَبَ إلِيَ‌ّ عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمّدٍ عَن حَمدَانَ بنِ الحُسَينِ بنِ الوَلِيدِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ حَمّادٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قُلتُ لَهُ لأِيَ‌ّ عِلّةٍ لَم يَبقَ لِرَسُولِ اللّهِص وَلَدٌ قَالَ لِأَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ خَلَقَ مُحَمّداً صَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ نَبِيّاً وَ عَلِيّاً ع وَصِيّاً فَلَو كَانَ لِرَسُولِ اللّهِص وَلَدٌ مِن بَعدِهِ كَانَ أَولَي بِرَسُولِ اللّهِص مِن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَكَانَت لَا تَثبُتُ وَصِيّةُ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلَيهِ السّلَامُ

4- مع ،[معاني‌ الأخبار] ع ،[علل الشرائع ]القَطّانُ عَنِ ابنِ زَكَرِيّا القَطّانِ عَنِ ابنِ حَبِيبٍ عَنِ ابنِ بُهلُولٍ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي الحَسَنِ العبَديِ‌ّ عَن سُلَيمَانَ بنِ مِهرَانَ عَن عَبَايَةَ بنِ ربِعيِ‌ّ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَسُئِلَ عَن قَولِ اللّهِأَ لَم يَجِدكَ يَتِيماً فَآوي قَالَ إِنّمَا سمُيّ‌َ يَتِيماً لِأَنّهُ لَم يَكُن لَهُ نَظِيرٌ عَلَي وَجهِ الأَرضِ مِنَ الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ فَقَالَ عَزّ وَ جَلّ مُمتَنّاً عَلَيهِ


صفحه : 142

نِعَمَهُأَ لَم يَجِدكَ يَتِيماً أَي وَحِيداً لَا نَظِيرَ لَكَفَآويإِلَيكَ النّاسَ وَ عَرّفَهُم فَضلَكَ حَتّي عَرَفُوكَوَ وَجَدَكَ ضَالّا يَقُولُ مَنسُوباً عِندَ قَومِكَ إِلَي الضّلَالَةِ فَهَدَاهُم بِمَعرِفَتِكَوَ وَجَدَكَ عائِلًا يَقُولُ فَقِيراً عِندَ قَومِكَ يَقُولُونَ لَا مَالَ لَكَ فَأَغنَاكَ اللّهُ بِمَالِ خَدِيجَةَ ثُمّ زَادَكَ مِن فَضلِهِ فَجَعَلَ دُعَاءَكَ مُستَجَاباً حَتّي لَو دَعَوتَ عَلَي حَجَرٍ أَن يَجعَلَهُ اللّهُ لَكَ ذَهَباً لَنَقَلَ عَينَهُ إِلَي مُرَادِكَ وَ أَتَاكَ بِالطّعَامِ حَيثُ لَا طَعَامَ وَ أَتَاكَ بِالمَاءِ حَيثُ لَا مَاءَ وَ أَعَانَكَ بِالمَلَائِكَةِ حَيثُ لَا مُغِيثَ فَأَظفَرَكَ بِهِم عَلَي أَعدَائِكَ

5-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] فِي خَبَرِ ابنِ الجَهمِ عَنِ الرّضَا ع قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لِنَبِيّهِ مُحَمّدٍص أَ لَم يَجِدكَ يَتِيماً فَآوي يَقُولُ أَ لَم يَجِدكَ وَحِيداً فَآوَي إِلَيكَ النّاسَوَ وَجَدَكَ ضَالّايعَنيِ‌ عِندَ قَومِكَفَهَدي أَي هَدَاهُمُ إِلَي مَعرِفَتِكَوَ وَجَدَكَ عائِلًا فَأَغني يَقُولُ أَغنَاكَ بِأَن جَعَلَ دُعَاءَكَ مُستَجَاباً

6-فس ،[تفسير القمي‌] عَلِيّ بنُ الحُسَينِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن خَالِدِ بنِ يَزِيدَ عَن أَبِي الهَيثَمِ عَن زُرَارَةَ عَن الإِمَامَينِ ع فِي قَولِ اللّهِ تَعَالَيأَ لَم يَجِدكَ يَتِيماً فَآوي أَي فَآوَي إِلَيكَ النّاسَوَ وَجَدَكَ ضَالّا فَهَدي أَي هَدَي إِلَيكَ قَوماً لَا يَعرِفُونَكَ حَتّي عَرَفُوكَوَ وَجَدَكَ عائِلًا فَأَغني أَي وَجَدَكَ تَعُولُ أَقوَاماً فَأَغنَاهُم بِعِلمِكَ قَالَ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ ثُمّ قَالَأَ لَم يَجِدكَ يَتِيماً فَآوي قَالَ اليَتِيمُ ألّذِي لَا مِثلَ لَهُ وَ لِذَلِكَ سُمّيَتِ الدّرّةُ اليَتِيمَةَ لِأَنّهُ لَا مِثلَ لَهَاوَ وَجَدَكَ عائِلًا فَأَغنيباِلوحَي‌ِ فَلَا تَسأَلُ عَن شَيءٍ أَحَداًوَ وَجَدَكَ ضَالّا فَهَدي قَالَ وَجَدَكَ ضَالّا فِي قَومٍ لَا يَعرِفُونَ فَضلَ نُبُوّتِكَ فَهَدَاهُمُ اللّهُ بِكَ


صفحه : 143

7-صح ،[صحيفة الرضا عليه السلام ] عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ سُئِلَ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع لِمَ أُوتِمَ النّبِيّص مِن أَبَوَيهِ قَالَ لِئَلّا يُوجَدَ عَلَيهِ حَقّ لِمَخلُوقٍ

8-كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة] مُحَمّدُ بنُ العَبّاسِ عَن أَبِي دَاوُدَ عَن بَكّارٍ عَن عَبدِ الرّحمَنِ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن عَلِيّ بنِ عُبَيدِ اللّهِ بنِ العَبّاسِ قَالَ عُرِضَ عَلَي رَسُولِ اللّهِص مَا هُوَ مَفتُوحٌ عَلَي أُمّتِهِ مِن بَعدِهِ كَفراً كَفراً فَسُرّ بِذَلِكَ فَأَنزَلَ اللّهُ تَعَالَيوَ لَلآخِرَةُ خَيرٌ لَكَ مِنَ الأُولي وَ لَسَوفَ يُعطِيكَ رَبّكَ فَتَرضي قَالَ فَأَعطَاهُ اللّهُ أَلفَ قَصرٍ فِي الجَنّةِ تُرَابُهُ المِسكُ فِي كُلّ قَصرٍ مَا ينَبغَيِ‌ لَهُ مِنَ الأَزوَاجِ وَ الخَدَمِ

بيان قال الجزري‌ أهل الشام يسمون القرية كفرا و منه الحديث عرض علي رسول الله ص ما هومفتوح علي أمته بعده كفرا كفرا فسر بذلك أي قرية قرية

9-كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة] مُحَمّدُ بنُ العَبّاسِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ الحَكَمِ عَن مُحَمّدِ بنِ يُونُسَ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَنِ الصّادِقِ عَن أَبِيهِ ع عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ قَالَ دَخَلَ رَسُولُ اللّهِص عَلَي فَاطِمَةَ ع وَ هيِ‌َ تَطحَنُ بِالرّحَي وَ عَلَيهَا كِسَاءٌ مِن أَجِلّةِ الإِبِلِ فَلَمّا نَظَرَ إِلَيهَا بَكَي وَ قَالَ لَهَا يَا فَاطِمَةُ تعَجَلّيِ‌ مَرَارَةَ الدّنيَا لِنَعِيمِ الآخِرَةِ غَداً فَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيهِوَ لَلآخِرَةُ خَيرٌ لَكَ مِنَ الأُولي وَ لَسَوفَ يُعطِيكَ رَبّكَ فَتَرضي

10-كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة] مُحَمّدُ بنُ العَبّاسِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ النوّفلَيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ الكَاتِبِ عَن عِيسَي بنِ مِهرَانَ بِإِسنَادِهِ إِلَي زَيدِ بنِ عَلِيّ ع فِي قَولِ اللّهِ تَعَالَيوَ لَسَوفَ يُعطِيكَ رَبّكَ فَتَرضي قَالَ إِنّ رِضَا رَسُولِ اللّهِص إِدخَالُ اللّهِ أَهلَ بَيتِهِ وَ شِيعَتَهُمُ الجَنّةَ


صفحه : 144

باب 8-أوصافه ص في خلقته وشمائله وخاتم النبوة

1-ك ،[إكمال الدين ] لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]الطاّلقَاَنيِ‌ّ عَنِ الجلَوُديِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَطِيّةَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَمرٍو عَن هِشَامِ بنِ جَعفَرٍ عَن حَمّادٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سُلَيمَانَ وَ كَانَ قَارِئاً لِلكُتُبِ قَالَقَرَأتُ فِي الإِنجِيلِ يَا عِيسَي جِدّ فِي أمَريِ‌ وَ لَا تَهزُل وَ اسمَع وَ أَطِع يَا ابنَ الطّاهِرَةِ الطّهرِ البِكرِ البَتُولِ أَنتَ مِن غَيرِ فَحلٍ أَنَا خَلَقتُكَ آيَةً لِلعَالَمِينَ فإَيِاّي‌َ فَاعبُد وَ عَلَيّ فَتَوَكّل خُذِ الكِتَابَ بِقُوّةٍ فَسّر لِأَهلِ سُورِيَا السّريَانِيّةَ بَلّغ مَن بَينَ يَدَيكَ أنَيّ‌ أَنَا اللّهُ الدّائِمُ ألّذِي لَا أَزُولُ صَدّقُوا النّبِيّ الأمُيّ‌ّ صَاحِبَ الجَمَلِ وَ المِدرَعَةِ وَ التّاجِ وَ هيِ‌َ العِمَامَةُ وَ النّعلَينِ وَ الهِرَاوَةِ وَ هيِ‌َ القَضِيبُ الأَنجَلَ العَينَينِ الصّلتَ الجَبِينِ الوَاضِحَ الخَدّينِ الأَقنَي الأَنفِ مُفَلّجَ الثّنَايَا كَأَنّ عُنُقَهُ إِبرِيقُ فِضّةٍ كَأَنّ الذّهَبَ يجَريِ‌ فِي تَرَاقِيهِ لَهُ شَعَرَاتٌ مِن صَدرِهِ إِلَي سُرّتِهِ لَيسَ عَلَي بَطنِهِ وَ لَا عَلَي صَدرِهِ شَعرٌ أَسمَرُ اللّونِ دَقِيقُ المَسرُبَةِ شَثنُ الكَفّ وَ القَدَمِ إِذَا التَفَتَ التَفَتَ جَمِيعاً وَ إِذَا مَشَي كَأَنّمَا يَتَقَلّعُ


صفحه : 145

مِنَ الصّخرَةِ وَ يَنحَدِرُ مِن صَبَبٍ وَ إِذَا جَاءَ مَعَ القَومِ بَذّهُم عَرَقُهُ فِي وَجهِهِ كَاللّؤلُؤِ وَ رِيحُ المِسكِ يَنفَحُ مِنهُ لَم يُرَ قَبلَهُ مِثلُهُ وَ لَا بَعدَهُ طَيّبُ الرّيحِ نَكّاحُ النّسَاءِ ذُو النّسلِ القَلِيلِ إِنّمَا نَسلُهُ مِن مُبَارَكَةٍ لَهَا بَيتٌ فِي الجَنّةِ لَا صَخَبَ فِيهِ وَ لَا نَصَبَ يُكَفّلُهَا فِي آخِرِ الزّمَانِ كَمَا كَفّلَ زَكَرِيّا أُمّكَ لَهَا فَرخَانِ مُستَشهَدَانِ كَلَامُهُ القُرآنُ وَ دِينُهُ الإِسلَامُ وَ أَنَا السّلَامُ طُوبَي لِمَن أَدرَكَ زَمَانَهُ وَ شَهِدَ أَيّامَهُ وَ سَمِعَ كَلَامَهُ قَالَ عِيسَي يَا رَبّ وَ مَا طُوبَي قَالَ شَجَرَةٌ فِي الجَنّةِ أَنَا غَرَستُهَا تُظِلّ الجِنَانَ أَصلُهَا مِن رِضوَانَ مَاؤُهَا مِن تَسنِيمٍ بَردُهُ بَردُ الكَافُورِ وَ طَعمُهُ طَعمُ الزّنجَبِيلِ مَن يَشرَب مِن تِلكَ العَينِ شَربَةً لَا يَظمَأ بَعدَهَا أَبَداً فَقَالَ عِيسَي ع أللّهُمّ اسقنِيِ‌ مِنهَا قَالَ حَرَامٌ يَا عِيسَي عَلَي البَشَرِ أَن يَشرَبُوا مِنهَا حَتّي يَشرَبَ ذَلِكَ النّبِيّص وَ حَرَامٌ عَلَي الأُمَمِ أَن يَشرَبُوا مِنهَا حَتّي يَشرَبَ أُمّةُ ذَلِكَ النّبِيّص أَرفَعُكَ إلِيَ‌ّ ثُمّ أُهبِطُكَ فِي آخِرِ الزّمَانِ لِتَرَي مِن أُمّةِ ذَلِكَ النّبِيّص العَجَائِبَ وَ لِتُعِينَهُم عَلَي اللّعِينِ الدّجّالِ أُهبِطُكَ فِي وَقتِ الصّلَاةِ لتِصُلَيّ‌َ مَعَهُم إِنّهُم أُمّةٌ مَرحُومَةٌ

بيان لايبعد أن يكون سوريا في تلك اللغة اسم سوري قال في القاموس السوري كطوبي موضع بالعراق و هو من بلد السريانيين و قال المدرعة كمكنسة ثوب كالدراعة و لاتكون إلا من صوف و قال النجل بالتحريك سعة العين فهو أنجل قوله صلت الجبين قال الجزري‌ أي واسعة و قال الفيروزآبادي‌ رجل مفلج الثنايا منفرجها قوله كأن الذهب يجري‌ في تراقيه لعله كناية عن حمرة ترقوته ص أوسطوع النور منها قوله بذهم قال الجزري‌ فيه بذ العالمين أي سبقهم وغلبهم


صفحه : 146

أقول فالمعني أنه كان يغلبهم في الحسن والبهاء ويمتاز بينهم أويسبقهم في المشي‌ والأول أظهر إذ سيأتي‌ مايخالف الثاني‌ والصخب بالتحريك الصياح والجلبة

2-فس ،[تفسير القمي‌] الحُسَينُ بنُ عَبدِ اللّهِ السكّيَنيِ‌ّ عَن أَبِي سَعِيدٍ البجَلَيِ‌ّ عَن عَبدِ المَلِكِ بنِ هَارُونَ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع أَنّ مَلِكَ الرّومِ عَرَضَ عَلَي الحَسَنِ بنِ عَلِيّ ع صُوَرَ الأَنبِيَاءِ فَعَرَضَ عَلَيهِ صَنَماً يَلُوحُ[بِلَوحٍ] فَلَمّا نَظَرَ إِلَيهِ بَكَي بُكَاءً شَدِيداً فَقَالَ لَهُ المَلِكُ مَا يُبكِيكَ فَقَالَ هَذِهِ صِفَةُ جدَيّ‌ مُحَمّدٍص كَثّ اللّحيَةِ عَرِيضُ الصّدرِ طَوِيلُ العُنُقِ عَرِيضُ الجَبهَةِ أَقنَي الأَنفِ أَفلَجُ الأَسنَانِ حَسَنُ الوَجهِ قَطَطُ الشّعرِ طَيّبُ الرّيحِ حَسَنُ الكَلَامِ فَصِيحُ اللّسَانِ كَانَ يَأمُرُ بِالمَعرُوفِ وَ يَنهَي عَنِ المُنكَرِ بَلَغَ عُمُرُهُ ثَلَاثاً وَ سِتّينَ سَنَةً وَ لَم يُخَلّف بَعدَهُ إِلّا خَاتَمٌ مَكتُوبٌ عَلَيهِ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ وَ كَانَ يَتَخَتّمُ فِي يَمِينِهِ وَ خَلّفَ سَيفَهُ ذَا الفَقَارِ وَ قَضِيبَهُ وَ جُبّةَ صُوفٍ وَ كِسَاءَ صُوفٍ كَانَ يَتَسَروَلُ بِهِ لَم يَقطَعهُ وَ لَم يخيطه [يَخِطهُ] حَتّي لَحِقَ بِاللّهِ فَقَالَ المَلِكُ إِنّا نَجِدُ فِي الإِنجِيلِ أَنّهُ يَكُونُ لَهُ مَا يُتَصَدّقُ عَلَي سِبطَيهِ فَهَل كَانَ ذَلِكَ فَقَالَ لَهُ الحَسَنُ ع قَد كَانَ ذَلِكَ فَقَالَ المَلِكُ فبَقَيِ‌َ لَكُم ذَلِكَ فَقَالَ لَا قَالَ المَلِكُ أَوّلُ فِتنَةِ هَذِهِ الأُمّةِ عَلَيهَا ثُمّ عَلَي مُلكِ نَبِيّكُم وَ اختِيَارِهِم عَلَي ذُرّيّةِ نَبِيّهِم مِنكُمُ القَائِمُ بِالحَقّ الآمِرُ بِالمَعرُوفِ وَ الناّهيِ‌ عَنِ المُنكَرِ الخَبَرَ

بيان قوله ع قطط الشعر مناف لماسيأتي‌ من الأخبار ولعل المراد


صفحه : 147

عدم الاسترسال التام كماسيأتي‌ و لايبعد أن يكون تصحيف السبط

3- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] ابنُ الصّلتِ عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ قِرَاءَةً عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي العبَديِ‌ّ قَالَ حَدّثَنَا مَولَي عَلِيّ بنِ مُوسَي عَن عَلِيّ بنِ مُوسَي عَن أَبِيهِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن عَلِيّ ع أَنّهُم قَالُوا يَا عَلِيّ صِف لَنَا نَبِيّنَاص كَأَنّنَا نَرَاهُ فَإِنّا مُشتَاقُونَ إِلَيهِ فَقَالَ كَانَ نبَيِ‌ّ اللّهِص أَبيَضَ اللّونِ مُشرَباً حُمرَةً أَدعَجَ العَينِ سَبطَ الشّعرِ كثف [كَثّ]اللّحيَةِ ذَا وَفرَةٍ دَقِيقَ المَسرُبَةِ كَأَنّمَا عُنُقُهُ إِبرِيقُ فِضّةٍ يجَريِ‌ فِي تَرَاقِيهِ الذّهَبُ لَهُ شَعرٌ مِن لَبّتِهِ إِلَي سُرّتِهِ كَقَضِيبٍ خِيطَ إِلَي السّرّةِ وَ لَيسَ فِي بَطنِهِ وَ لَا صَدرِهِ شَعرٌ غَيرُهُ شَثنُ الكَفّينِ وَ القَدَمَينِ شَثنُ الكَعبَينِ إِذَا مَشَي كَأَنّمَا يَتَقَلّعُ مِن صَخرٍ إِذَا أَقبَلَ كَأَنّمَا يَنحَدِرُ مِن صَبَبٍ إِذَا التَفَتَ التَفَتَ جَمِيعاً بِأَجمَعِهِ كُلّهُ لَيسَ بِالقَصِيرِ المُتَرَدّدِ وَ لَا بِالطّوِيلِ المتمعط[المُمّغِطِ] وَ كَانَ فِي الوَجهِ تَدوِيرٌ إِذَا كَانَ فِي النّاسِ غَمَرَهُم كَأَنّمَا عَرَقُهُ فِي وَجهِهِ اللّؤلُؤُ عَرفُهُ أَطيَبُ مِن رِيحِ المِسكِ لَيسَ بِالعَاجِزِ وَ لَا بِاللّئِيمِ أَكرَمُ النّاسِ عِشرَةً وَ أَليَنُهُم عَرِيكَةً وَ أَجوَدُهُم كَفّاً مَن خَالَطَهُ بِمَعرِفَةٍ أَحَبّهُ وَ مَن رَآهُ بَدِيهَةً هَابَهُ عِزّهُ بَينَ عَينَيهِ يَقُولُ بَاغِتُهُ لَم أَرَ قَبلَهُ وَ لَا بَعدَهُ مِثلَهُ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ وَ سَلّمَ تَسلِيماً

بيان قال الجوهري‌ الإشراب خلط لون بلون كأن أحدهما سقي الآخر و إذاشدد يكون للتكثير والمبالغة ويقال اشرب الأبيض حمرة أي علاه ذلك و قال


صفحه : 148

الفيروزآبادي‌ الدعج بالتحريك والدعجة شدة سواد العين مع سعتها والأدعج الأسود و قال الجزري‌ في صفته ص في عينيه دعج يريد أن سواد عينيه كان شديد السواد وقيل الدعج شدة سواد العين في شدة بياضها و قال السبط من الشعر المنبسط المسترسل و قال الوفرة شعر الرأس إذاوصل إلي شحمة الأذن . قوله المتردد قال الجزري‌ أي المتناهي‌ في القصر كأنه تردد بعض خلقه علي بعض وتداخلت أجزاؤه و قال في صفته ص لم يكن بالطويل الممغط هوبتشديد الميم الثانية المتناهي‌ في الطول وامّغط النهار إذاامتد ومغطت الحبل وغيره إذامددته وأصله منمغط والنون للمطاوعة فقلبت ميما وأدغمت في الميم ويقال بالعين المهملة بمعناه قوله ع غمرهم قال الجزري‌ أي كان فوق كل من كان معه والعريكة الطبيعة قوله ع من رآه بديهة هابه قال الجزري‌ أي مفاجاة وبغتة يعني‌ من لقيه قبل الاختلاط به هابه لوقاره وسكونه و إذاجالسه وخالطه بان حسن خلقه قوله عزه بين عينيه تأكيد للسابق ويفسره اللاحق أي يظهر العز في وجهه أولا قبل أن يعرف يقول باغته بالباء الموحدة والغين المعجمة أي من رآه بغتة و في بعض النسخ غره بالغين المعجمة والراء المهملة ولعله من الغر بالفتح بمعني حد السيف فيرجع إلي الأول أو هوبالضم بمعني الغرة وهي‌ البياض في الجبهة و في بعض النسخ ناعته بالنون والعين المهملة و لايخفي توجيهه وسيأتي‌ شرح سائر الفقرات في الأخبار الآتية

4-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] الحَسَنُ بنُ عَبدِ اللّهِ بنِ سَعِيدٍ العسَكرَيِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ العَزِيزِ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ مُحَمّدِ بنِ إِسحَاقَ بنِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع بِمَدِينَةِ الرّسُولِص قَالَ حدَثّنَيِ‌ عَلِيّ بنُ مُوسَي بنِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع قَالَ قَالَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع سَأَلتُ خاَليِ‌ هِندَ بنَ أَبِي هَالَةَ عَن حِليَةِ رَسُولِ اللّهِص وَ كَانَ


صفحه : 149

وَصّافاً للِنبّيِ‌ّص فَقَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص فَخماً مُفَخّماً يَتَلَألَأُ وَجهُهُ تَلَألُؤَ القَمَرِ لَيلَةَ البَدرِ أَطوَلَ مِنَ المَربُوعِ وَ أَقصَرَ مِنَ المُشَذّبِ عَظِيمَ الهَامَةِ رَجِلَ الشّعرِ إِنِ انفَرَقَت عَقِيقَتُهُ فَرَقَ وَ إِلّا فَلَا يُجَاوِزُ شَعرُهُ شَحمَةَ أُذُنَيهِ إِذَا هُوَ وَفّرَهُ أَزهَرَ اللّونِ وَاسِعَ الجَبِينِ أَزَجّ الحَوَاجِبِ سَوَابِغَ فِي غَيرِ قَرَنٍ بَينَهُمَا لَهُ عِرقٌ يُدِرّهُ الغَضَبُ أَقنَي العِرنِينِ لَهُ نُورٌ يَعلُوهُ يَحسَبُهُ مَن لَم يَتَأَمّلهُ أَشَمّ كَثّ اللّحيَةِ سَهلَ الخَدّينِ ضَلِيعَ الفَمِ أَشنَبَ مُفَلّجَ الأَسنَانِ دَقِيقَ المَسرُبَةِ كَأَنّ عُنُقَهُ جِيدُ دُميَةٍ فِي صَفَاءِ الفِضّةِ مُعتَدِلَ الخَلقِ بَادِناً مُتَمَاسِكاً سَوَاءَ البَطنِ وَ الصّدرِ بَعِيدَ مَا بَينَ المَنكِبَينِ ضَخمَ الكَرَادِيسِ أَنوَرَ المُتَجَرّدِ مَوصُولَ مَا بَينَ اللّبّةِ وَ السّرّةِ بِشَعرٍ يجَريِ‌ كَالخَطّ عاَريِ‌َ الثّديَينِ وَ البَطنِ مِمّا سِوَي ذَلِكَ أَشعَرَ الذّرَاعَينِ وَ المَنكِبَينِ وَ أعَاَليِ‌َ الصّدرِ طَوِيلَ الزّندَينِ رَحبَ الرّاحَةِ شَثنَ الكَفّينِ وَ القَدَمَينِ سَائِلَ الأَطرَافِ سَبطَ القَصَبِ خُمصَانَ الأَخمَصَينِ مَسِيحَ القَدَمَينِ يَنبُو عَنهُمَا المَاءُ إِذَا زَالَ زَالَ قَلعاً يَخطُو تَكَفّؤاً وَ يمَشيِ‌ هَوناً ذَرِيعَ المِشيَةِ إِذَا مَشَي كَأَنّمَا يَنحَطّ فِي صَبَبٍ وَ إِذَا التَفَتَ التَفَتَ جَمِيعاً خَافِضَ الطّرفِ نَظَرُهُ إِلَي الأَرضِ أَطوَلُ مِن نَظَرِهِ إِلَي السّمَاءِ جُلّ نَظَرِهِ المُلَاحَظَةُ يَبدُرُ مَن لَقِيَهُ بِالسّلَامِ قَالَ قُلتُ فَصِف لِي مَنطِقَهُ فَقَالَ كَانَص مُوَاصِلَ الأَحزَانِ دَائِمَ الفِكرِ


صفحه : 150

لَيسَت لَهُ رَاحَةٌ وَ لَا يَتَكَلّمُ فِي غَيرِ حَاجَةٍ يَفتَتِحُ الكَلَامَ وَ يَختِمُهُ بِأَشدَاقِهِ يَتَكَلّمُ بِجَوَامِعِ الكَلِمِ فَصلًا لَا فُضُولَ فِيهِ وَ لَا تَقصِيرَ دَمِثاً لَيسَ باِلجاَفيِ‌ وَ لَا بِالمَهِينِ تَعظُمُ عِندَهُ النّعمَةُ وَ إِن دَقّت لَا يَذُمّ مِنهَا شَيئاً غَيرَ أَنّهُ كَانَ لَا يَذُمّ ذَوّاقاً وَ لَا يَمدَحُهُ وَ لَا تُغضِبُهُ الدّنيَا وَ مَا كَانَ لَهَا فَإِذَا تعُوُطيِ‌َ الحَقّ لَم يَعرِفهُ أَحَدٌ وَ لَم يَقُم لِغَضَبِهِ شَيءٌ حَتّي يُنتَصَرَ لَهُ إِذَا أَشَارَ أَشَارَ بِكَفّهِ كُلّهَا وَ إِذَا تَعَجّبَ قَلَبَهَا وَ إِذَا تَحَدّثَ اتّصَلَ بِهَا يَضرِبُ بِرَاحَتِهِ اليُمنَي بَاطِنَ إِبهَامِهِ اليُسرَي وَ إِذَا غَضِبَ أَعرَضَ وَ أَشَاحَ وَ إِذَا فَرِحَ غَضّ طَرفَهُ جُلّ ضِحكِهِ التّبَسّمُ يَفتَرّ عَن مِثلِ حَبّ الغَمَامِ قَالَ الحَسَنُ فَكَتَمتُهَا الحُسَينَ زَمَاناً ثُمّ حَدّثتُهُ فَوَجَدتُهُ قَد سبَقَنَيِ‌ إِلَيهِ وَ سَأَلَهُ عَمّا سَأَلتُهُ عَنهُ وَ وَجَدتُهُ قَد سَأَلَ أَبَاهُ عَن مَدخَلِ النّبِيّص وَ مَخرَجِهِ وَ مَجلِسِهِ وَ شَكلِهِ فَلَم يَدَع مِنهُ شَيئاً قَالَ الحُسَينُ ع سَأَلتُ أَبِي ع عَن مَدخَلِ رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ كَانَ دُخُولُهُ لِنَفسِهِ مَأذُوناً لَهُ فِي ذَلِكَ فَإِذَا أَوَي إِلَي مَنزِلِهِ جَزّأَ دُخُولَهُ ثَلَاثَةَ أَجزَاءٍ جُزءٍ لِلّهِ وَ جُزءٍ لِأَهلِهِ وَ جُزءٍ لِنَفسِهِ ثُمّ جَزّأَ جُزءَهُ بَينَهُ وَ بَينَ النّاسِ فَيَرُدّ ذَلِكَ بِالخَاصّةِ عَلَي العَامّةِ وَ لَا يَدّخِرُ عَنهُم مِنهُ شَيئاً وَ كَانَ مِن سِيرَتِهِ فِي جُزءِ


صفحه : 151

الأُمّةِ إِيثَارُ أَهلِ الفَضلِ بِإِذنِهِ وَ قَسمُهُ عَلَي قَدرِ فَضلِهِم فِي الدّينِ فَمِنهُم ذُو الحَاجَةِ وَ مِنهُم ذُو الحَاجَتَينِ وَ مِنهُم ذُو الحَوَائِجِ فَيَتَشَاغَلُ بِهِم وَ يَشغَلُهُم فِيمَا أَصلَحَهُم وَ الأُمّةَ مِن مَسأَلَتِهِ عَنهُم وَ إِخبَارِهِم باِلذّيِ‌ ينَبغَيِ‌ وَ يَقُولُ لِيُبلِغِ الشّاهِدُ مِنكُمُ الغَائِبَ وَ أبَلغِوُنيِ‌ حَاجَةَ مَن لَا يَقدِرُ عَلَي إِبلَاغِ حَاجَتِهِ فَإِنّهُ مَن أَبلَغَ سُلطَاناً حَاجَةَ مَن لَا يَقدِرُ عَلَي إِبلَاغِهَا ثَبّتَ اللّهُ قَدَمَيهِ يَومَ القِيَامَةِ لَا يَذكُرُ عِندَهُ إِلّا ذَلِكَ وَ لَا يُقَيّدُ[يُقِيلُ] مِن أَحَدٍ عَثرَةً يَدخُلُونَ رُوّاداً وَ لَا يَفتَرِقُونَ إِلّا عَن ذَوَاقٍ وَ يَخرُجُونَ أَدِلّةً فَسَأَلتُهُ عَن مَخرَجِ رَسُولِ اللّهِص كَيفَ كَانَ يَصنَعُ فِيهِ فَقَالَ كَانَص يَخزُنُ لِسَانَهُ إِلّا عَمّا يَعنِيهِ وَ يُؤلِفُهُم وَ لَا يُنَفّرُهُم وَ يُكرِمُ كَرِيمَ كُلّ قَومٍ وَ يُوَلّيهِ عَلَيهِم وَ يُحَذّرُ النّاسَ وَ يَحتَرِسُ مِنهُم مِن غَيرِ أَن يطَويِ‌َ عَن أَحَدٍ بُشرَهُ وَ لَا خُلُقَهُ وَ يَتَفَقّدُ أَصحَابَهُ وَ يَسأَلُ النّاسَ عَمّا فِي النّاسِ وَ يُحَسّنُ الحَسَنَ وَ يُقَوّيهِ وَ يُقَبّحُ القَبِيحَ وَ يُوهِنُهُ مُعتَدِلَ الأَمرِ غَيرَ مُختَلِفٍ لَا يَغفُلُ مَخَافَةَ أَن يَغفُلُوا أَو يَمِيلُوا وَ لَا يُقَصّرُ عَنِ الحَقّ وَ لَا يَجُوزُهُ الّذِينَ يَلُونَهُ مِنَ النّاسِ خِيَارُهُم أَفضَلُهُم عِندَهُ أَعَمّهُم نَصِيحَةً لِلمُسلِمِينَ وَ


صفحه : 152

أَعظَمُهُم عِندَهُ مَنزِلَةً أَحسَنُهُم مُوَاسَاةً وَ مُوَازَرَةً قَالَ وَ سَأَلتُهُ عَن مَجلِسِهِ فَقَالَ كَانَص لَا يَجلِسُ وَ لَا يَقُومُ إِلّا عَلَي ذِكرٍ وَ لَا يُوطِنُ الأَمَاكِنَ وَ يَنهَي عَن إِيطَانِهَا وَ إِذَا انتَهَي إِلَي قَومٍ جَلَسَ حَيثُ ينَتهَيِ‌ بِهِ المَجلِسُ وَ يَأمُرُ بِذَلِكَ وَ يعُطيِ‌ كُلّ جُلَسَائِهِ نَصِيبَهُ وَ لَا يَحسَبُ أَحَدٌ مِن جُلَسَائِهِ أَنّ أَحَداً أَكرَمُ عَلَيهِ مِنهُ مَن جَالَسَهُ صَابَرَهُ حَتّي يَكُونَ هُوَ المُنصَرِفَ عَنهُ مَن سَأَلَهُ حَاجَةً لَم يَرجِع إِلّا بِهَا أَو بِمَيسُورٍ مِنَ القَولِ قَد وَسِعَ النّاسَ مِنهُ خُلُقُهُ وَ صَارَ لَهُم أَباً وَ صَارُوا عِندَهُ فِي الحَقّ سَوَاءً مَجلِسُهُ مَجلِسُ حِلمٍ وَ حَيَاءٍ وَ صِدقٍ وَ أَمَانَةٍ لَا تُرفَعُ فِيهِ الأَصوَاتُ وَ لَا تُؤبَنُ فِيهِ الحُرَمُ وَ لَا تُنثَي فَلَتَاتُهُ مُتَعَادِلِينَ مُتَوَاصِلِينَ فِيهِ بِالتّقوَي مُتَوَاضِعِينَ يُوَقّرُونَ الكَبِيرَ وَ يَرحَمُونَ الصّغِيرَ وَ يُؤثِرُونَ ذَا الحَاجَةِ وَ يَحفَظُونَ الغَرِيبَ فَقُلتُ فَكَيفَ كَانَت سِيرَتُهُ فِي جُلَسَائِهِ فَقَالَ كَانَ دَائِمَ البِشرِ سَهلَ الخُلُقِ لَيّنَ الجَانِبِ لَيسَ بِفَظّ وَ لَا صَخّابٍ وَ لَا فَحّاشٍ وَ لَا عَيّابٍ وَ لَا مَدّاحٍ يَتَغَافَلُ عَمّا لَا يشَتهَيِ‌


صفحه : 153

فَلَا يُؤيِسُ مِنهُ وَ لَا يُخَيّبُ فِيهِ مُؤَمّلِيهِ قَد تَرَكَ نَفسَهُ مِن ثَلَاثٍ المِرَاءِ وَ الإِكثَارِ وَ مَا لَا يَعنِيهِ وَ تَرَكَ النّاسَ مِن ثَلَاثٍ كَانَ لَا يَذُمّ أَحَداً وَ لَا يُعَيّرُهُ وَ لَا يَطلُبُ عَورَتَهُ وَ لَا عَثَرَاتِهِ وَ لَا يَتَكَلّمُ إِلّا فِيمَا رَجَا ثَوَابَهُ إِذَا تَكَلّمَ أَطرَقَ جُلَسَاؤُهُ كَأَنّمَا عَلَي رُءُوسِهِمُ الطّيرُ وَ إِذَا سَكَتَ تَكَلّمُوا وَ لَا يَتَنَازَعُونَ عِندَهُ الحَدِيثَ مَن تَكَلّمَ أَنصَتُوا لَهُ حَتّي يَفرُغَ حَدِيثُهُم عِندَهُ حَدِيثُ أُولَيهُم يَضحَكُ مِمّا يَضحَكُونَ مِنهُ وَ يَتَعَجّبُ مِمّا يَتَعَجّبُونَ مِنهُ وَ يَصبِرُ لِلغَرِيبِ عَلَي الجَفوَةِ فِي مَسأَلَتِهِ وَ مَنطِقِهِ حَتّي أَن كَانَ أَصحَابُهُ لَيَستَجلِبُونَهُم وَ يَقُولُ إِذَا رَأَيتُم طَالِبَ الحَاجَةِ يَطلُبُهَا فَارفِدُوهُ وَ لَا يَقبَلُ الثّنَاءَ إِلّا مِن مُكَافِئٍ وَ لَا يَقطَعُ عَلَي أَحَدٍ كَلَامَهُ حَتّي يَجُوزَ[يَجُوزَهُ]فَيَقطَعَهُ بنِهَي‌ٍ أَو قِيَامٍ قَالَ فَسَأَلتُهُ عَن سُكُوتِ رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ كَانَ سُكُوتُهُ عَلَي أَربَعٍ عَلَي الحِلمِ وَ الحَذَرِ وَ التّقدِيرِ وَ التّفكِيرِ فَأَمّا التّقدِيرُ ففَيِ‌ تَسوِيَةِ النّظَرِ وَ الِاستِمَاعِ بَينَ النّاسِ وَ أَمّا تَفَكّرُهُ فَفِيمَا يَبقَي وَ يَفنَي وَ جُمِعَ لَهُ الحِلمُ فِي الصّبرِ فَكَانَ لَا يُغضِبُهُ شَيءٌ وَ لَا يَستَفِزّهُ وَ جُمِعَ لَهُ الحَذَرُ فِي أَربَعٍ أَخذِهِ الحَسَنَ لِيُقتَدَي بِهِ وَ تَركِهِ القَبِيحَ لِيُنتَهَي عَنهُ وَ اجتِهَادِهِ الرأّي‌َ فِي صَلَاحِ أُمّتِهِ وَ القِيَامِ فِيمَا[بِمَا]جَمَعَ لَهُم خَيرَ الدّنيَا وَ الآخِرَةِ


صفحه : 154

مع ،[معاني‌ الأخبار]الطاّلقَاَنيِ‌ّ عَنِ القَاسِمِ بنِ بُندَارَ المَعرُوفِ بأِبَيِ‌ صَالِحٍ الحَذّاءِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ نَصرِ بنِ عَبدِ العَزِيزِ عَن مَالِكِ بنِ إِسمَاعِيلَ النهّديِ‌ّ عَن جُمَيعِ بنِ عُمَيرٍ عَن عَبدِ الرّحمَنِ العجِليِ‌ّ قَالَ حدَثّنَيِ‌ رَجُلٌ بِمَكّةَ عَنِ ابنِ أَبِي هَالَةَ التمّيِميِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ قَالَ سَأَلتُ خاَليِ‌ هِندَ بنِ أَبِي هَالَةَ وَ كَانَ وَصّافاً عَن حِليَةِ رَسُولِ اللّهِص وَ حدَثّنَيِ‌ الحَسَنُ بنُ عَبدِ اللّهِ بنِ سَعِيدٍ العسَكرَيِ‌ّ وَ سَاقَ الإِسنَادَ ألّذِي مَضَي فِي ن

إِلَي قَولِهِ عَن حِليَةِ رَسُولِ اللّهِص ثُمّ قَالَ وَ حدَثّنَيِ‌ الحَسَنُ بنُ عَبدِ اللّهِ بنِ سَعِيدٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَحمَدَ بنِ عَبدَانَ وَ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ البَزّازِ البغَداَديِ‌ّ مَعاً عَن سُفيَانَ بنِ وَكِيعٍ عَن جُمَيعِ بنِ عُمَيرٍ عَن رَجُلٍ مِن بنَيِ‌ تَمِيمٍ مِن وُلدِ أَبِي هَالَةَ عَن أَبِيهِ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ ع قَالَسَأَلتُ خاَليِ‌ هِندَ بنَ أَبِي هَالَةَ التمّيِميِ‌ّ وَ كَانَ وَصّافاً للِنبّيِ‌ّص وَ أَنَا أشَتهَيِ‌ أَن يَصِفَ لِي مِنهُ شَيئاً لعَلَيّ‌ أَتَعَلّقُ بِهِ فَقَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص فَخماً مُفَخّماً وَ سَاقَ الحَدِيثَ إِلَي قَولِهِ مِثلِ حَبّ الغَمَامِ ثُمّ قَالَ إِلَي هَاهُنَا رَوَاهُ أَبُو القَاسِمِ بنُ مَنِيعٍ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ مُحَمّدِ بنِ إِسحَاقَ بنِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ وَ الباَقيِ‌ رِوَايَةُ عَبدِ الرّحمَنِ إِلَي آخِرِهِ ثُمّ قَالَ قَالَ الحَسَنُ فَكَتَمتُهَا الحُسَينَ وَ سَاقَ الحَدِيثَ إِلَي آخِرِهِ كَمَا نَقَلنَاهُ مِن ن ثُمّ قَالَ حَدّثَنَا أَبُو عَلِيّ أَحمَدُ بنُ يَحيَي المُؤَدّبُ قَالَ حَدّثَنَا مُحَمّدُ بنُ الهَيثَمِ قَالَ حَدّثَنَا عَبدُ اللّهِ بنُ الصّقرِ السكّرّيِ‌ّ أَبُو العَبّاسِ قَالَ حَدّثَنَا سُفيَانُ بنُ وَكِيعِ بنِ الجَرّاحِ قَالَ حدَثّنَيِ‌ جُمَيعُ بنُ عُمَيرٍ العجِليِ‌ّ إِملَاءً مِن كِتَابِهِ قَالَ حدَثّنَيِ‌ رَجُلٌ مِن بنَيِ‌ تَمِيمٍ مِن وُلدِ أَبِي هَالَةَ التمّيِميِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ سَأَلتُ خاَليِ‌ هِندَ بنَ أَبِي هَالَةَ التمّيِميِ‌ّ وَ كَانَ وَصّافاً للِنبّيِ‌ّص وَ أَنَا أشَتهَيِ‌ أَن يَصِفَ لِي مِنهُ شَيئاً لعَلَيّ‌ أَتَعَلّقُ بِهِ فَقَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص فَخماً مُفَخّماً وَ ذَكَرَ الحَدِيثَ بِطُولِهِ

مكا،[مكارم الأخلاق ]بِرِوَايَةِ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَا مِن كِتَابِ مُحَمّدِ بنِ اِبرَاهِيمَ بنِ إِسحَاقَ


صفحه : 155

الطاّلقَاَنيِ‌ّ عَن ثِقَاتِهِ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ ع قَالَ سَأَلتُ خاَليِ‌ هِندَ بنَ أَبِي هَالَةَ التمّيِميِ‌ّ إِلَي آخِرِ الخَبَرِ

قال الصدوق رحمه الله في مع سألت أبا أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري‌ عن تفسير هذاالخبر فقال قوله كان رسول الله فخما مفخما معناه كان عظيما معظما في الصدور والعيون و لم تكن خلقته في جسمه الضخامة وكثرة اللحم و قوله يتلألأ وجهه تلألؤ القمر معناه ينير ويشرق كإشراق القمر و قوله أطول من المربوع وأقصر من المشذب المشذب عندالعرب الطويل ألذي ليس بكثير اللحم يقال جذع مشذب إذاطرحت عنه قشوره و مايجري‌ مجراها ويقال لقشور الجذع التي‌ تقشر عنه الشذب قال الشاعر في صفة فرس


أما إذااستقبلته فكأنه .   في العين [BA]للعين ]جذع من أوال مشذب .

و قوله رجل الشعر معناه في شعره تكسر وتعقف ويقال شعر رجل إذا كان كذلك فإذا كان الشعر لاتكسر فيه قيل شعر سبط ورسل و قوله إن انفرقت عقيقته العقيقة الشعر المجتمع في الرأس وعقيقة المولود الشعر ألذي يكون علي رأسه من الرحم ويقال لشعر المولود المتجدد بعدالشعر الأول ألذي حلق عقيقة ويقال للذبيحة التي‌ تذبح عن المولود عقيقة و في الحديث كل مولود مرتهن بعقيقته وعق النبي ص عن نفسه بعد ماجاءته النبوة وعق عن الحسن و الحسين ع كبشين . و قوله أزهر اللون معناه نير اللون يقال أصفر يزهر إذا كان نيرا


صفحه : 156

والسراج يزهر معناه نير و قوله أزج الحواجب معناه طويل امتداد الحاجبين بوفور الشعر فيهما وجبينه إلي الصدغين قال الشاعر


إن ابتساما بالنقي‌ الأفلج .   ونظرا في الحاجب المزجج .

  ئنة من الفعال الأعوج .

مئنة علامة و في حديث النبي ص إن في طول صلاة الرجل وقصر خطبته مئنة من فقهه . و قوله أزج الحواجب و لم يقل الحاجبين فهو علي لغة من يوقع الجمع علي التثنية ويحتج بقول الله جل ثناؤه وَ كُنّا لِحُكمِهِم شاهِدِينَيريد لحكم داود وسليمان ع و قال النبي ص الاثنان و مافوقهما جماعة و قال بعض العلماء يجوز أن يكون جمعا فقال أزج الحواجب علي أن كل قطعة من الحاجب اسمها حاجب فأوقعت الحواجب علي القطع المختلفة كمايقال للمرأة حسنة الأجساد و قد قال الأعشي


ومثلك بيضاء ممكورة.   وصاك العبير بأجسادها.

صاك معناه لصق . و قوله في غيرقرن معناه أن الحاجبين إذا كان بينهما انكشاف وابيضاض يقال لهما البلج والبلجة يقال حاجبه أبلج إذا كان كذلك و إذااتصل الشعر في وسط الحاجب فهو القرن .


صفحه : 157

و قوله أقني العرنين القنا أن يكون في عظم الأنف احديداب في وسطه والعرنين الأنف و قوله كث اللحية معناه أن لحيته قصيرة كثيرة الشعر فيها و قوله ضليع الفم معناه كبير الفم و لم تزل العرب تمدح بكبر الفم وتهجو بصغره قال الشاعر يهجو رجلا


إن كان كدي‌ وإقدامي‌ لفي‌ جرذ.   بين العواسج أجني‌ حوله المصع .

معناه إن كان كدي‌ وإقدامي‌ لرجل فمه مثل فم الجرذ في الصغر والمصع ثمر العوسج و قال بعض الشعراء


  حا الله أفواه الدبا من قبيلة.

فعيرهم بصغر الأفواه كمامدحوا الخطباء بسعة الأشداق و إلي هذاالمعني يصرف قوله أيضا كان يفتتح الكلام ويختمه بأشداقه لأن الشدق جميل مستحسن عندهم يقال خطيب أهرت الشدقين وهريت الشدق وسمي‌ عمرو بن سعيد الأشدق و قال الخنساء ترثي‌ أخاها


وأحيا من مخبأة حياء.   وأجري من أبي ليث هزبر.

هريت الشدق ريقال [BA]ريبال ] إذا.   ماعدا لم ينه عدوته بزجر.

و قال ابن مقبل هرت الشقاشق ظلامون للجزر. و قوله الأشنب من صفة الفم قالوا إنه ألذي لريقه عذوبة وبرد وقالوا أيضا إن الشنب في الفم تحدر ورقة وحدة في أطراف الأسنان و لايكاد يكون هذا إلا مع الحداثة والشباب قال الشاعر


يابأبي‌ أنت وفوك الأشنب .   كأنما ذر عليه الزرنب .

صفحه : 158

و قوله دقيق المسربة فالمسربة الشعر المستدق الممتد من اللبة إلي السرة. قال الحارث بن وعلة الجومي‌


الآن لماابيض مسربتي‌.   وعضضت من نابي‌ علي جذم .

و قوله كان عنقه جيد دمية فالدمية الصورة وجمعها دمي . قال الشاعر


أودمية صور محرابها.   أودرة سيقت إلي تاجر.

والجيد العنق و قوله بادن متماسك معناه تام خلق الأعضاء ليس بمسترخي‌ اللحم و لابكثيره و قوله سواء البطن والصدر معناه أن بطنه ضامر وصدره عريض فمن هذه الجهة تساوي‌ بطنه صدره والكراديس رءوس العظام و قوله أنور المتجرد معناه نير الجسد ألذي تجرد من الثياب و قوله طويل الزندين في كل ذراع زندان وهما جانبا عظم الذراع فرأس الزند ألذي يلي‌ الإبهام يقال له الكوع ورأس الزند ألذي يلي‌ الخنصر يقال الكرسوع و قوله رحب الراحة معناه واسع الراحة كبيرها والعرب تمدح بكبر اليد وتهجو بصغرها قال الشاعر


فناطوا من الكذاب كفا صغيرة.   و ليس عليهم قتله بكبير.

ناطوا معناه علقوا وقالوا رحب الراحة أي كثير العطاء كماقالوا ضيق الباع في الذم . و قوله شثن الكفين معناه خشن الكفين والعرب تمدح الرجال بخشونة الكف والنساء بنعمة الكف و قوله سائل الأطراف أي تامها غيرطويلة و لاقصيرة و قوله سبط القصب معناه ممتد القصب غيرمتعقده والقصب العظام الجوف التي‌ فيهامخ نحو الساقين والذراعين و قوله خمصان الأخمصين معناه أن أخمص رجله شديد الارتفاع من الأرض والأخمص مايرتفع عن الأرض من وسط باطن الرجل وأسفلها و إذا كان


صفحه : 159

أسفل الرجل مستويا ليس فيهاأخمص فصاحبه أرحّ يقال رجل أرح إذا لم يكن لرجله أخمص و قوله مسيح القدمين معناه ليس بكثير اللحم فيهما و علي ظاهرهما فلذلك ينبو الماء عنهما و قوله زال قلعا معناه متثبتا يخطو تكفؤا معناه خطاه كأنه يتكبر فيها أويتبختر لقلة الاستعجال معها و لاتبختر فيها و لاخيلاء و قوله يمشي‌ هونا معناه السكينة والوقار و قوله ذريع المشية معناه واسع المشية من غير أن يظهر فيه استعجال وبدار يقال رجل ذريع في مشيه وامرأة ذراع إذاكانت واسعة اليدين بالغزل . و قوله كأنما ينحط في صبب الصبب الانحدار و قوله دمثا الدمث اللين الخلق فشبه بالدمث من الرمل و هواللين قال قيس بن الخطيم


يمشي‌ كمشي‌ الزهراء[BA]الزهر] في دمث .   الرمل إلي السهل دونه الجرف .

والمهين الحقير و قدرواه بعضهم المهين يعني‌ لايحتقر أصحابه و لايذلهم تعظم عنده النعمة معناه من حسن خطابه أومعونته بما يقل من الشأن كان عنده عظيما و قوله فإذاتعوطي‌ الحق معناه إذاتنوول غضب لله تبارك و تعالي قال الأعشي


تعاطي الضجيع إذاسامها.   بعيد الرقاد و عندالوسن .

معناه تناوله و قوله إذاغضب أعرض وأشاح قالوا في أشاح جد في الغضب وانكمش وقالوا جد وجزع واستعد لذلك قال الشاعر


وإعطائي‌ علي العلات مالي‌.   فضربي‌ هامة البطل المشيح .

و قوله يسوق أصحابه معناه يقدمهم بين يديه تواضعا وتكرمة لهم و من رواه يفوق أراد يفضلهم دينا وحلما وكرما و قوله يفتر عن مثل حب الغمام معناه يكشف شفتيه عن ثغر أبيض يشبه حب الغمام يقال قدفررت الفرس إذاكشفت عن أسنانه وفررت الرجل عما في قلبه إذاكشفته عنه و قوله لكل حال عنده عتاد والعتاد


صفحه : 160

العدة يعني‌ أنه أعد للأمور أشكالها ونظائرها و من رواه و لايقيد من أحد عثرة بالدال أي من جني عليه جناية اغتفرها وصفح عنها تصفحا وتكرما إذا كان تعطيلها لايضيع من حقوق الله شيئا و لايفسد متعبدا به و لامفترضا و من رواه يقيل باللام ذهب إلي أنه ص لايضيع حقوق الناس التي‌ يجب لبعضهم علي بعض . و قوله ثم يرد ذلك بالخاصة علي العامة معناه أنه كان يعتمد في هذه الحال علي أن الخاصة يرفع إلي العامة علومه وآدابه وفوائده و فيه قول آخر فيرد ذلك بالخاصة علي العامة أن يجعل المجلس للعامة بعدالخاصة فتنوب الباء عن من و علي عن إلي لقيام بعض الصفات مقام بعض و قوله يدخلون روادا الرواد جمع رائد و هو ألذي يتقدم القوم إلي المنزل يرتاد لهم الكلاء يعني‌ أنهم ينفعون بما يسمعون من النبي ص من ورائهم كماينفع الرائد من خلفه و قوله و لايفترقون إلا عن ذواق معناه عن علوم يذوقون من حلاوتها مايذاق من الطعام المشتهي والأدلة التي‌ تدل الناس علي أمور دينهم و قوله و لاتؤبن فيه الحرم أي لاتعاب أبنت الرجل فأنا آبن والمأبون المعيب والأبنة العيب قال أبوالدرداء إن نؤبن بما ليس فينا فربما زكينا بما ليس عندنا ولعل ذا أن يكون بذلك معناه إن نعيّب بما ليس فينا قال الأعشي


سلاجم كالنخل ألبستها.   قضيب سراء قليل الأبن .

و قوله و لاتنثي فلتاته معناه من غلط فيه غلطة لم يشنع و لم يتحدث بهايقال نثوت الحديث أنثوه نثوا إذاحدثت به و قوله إذاتكلم أطرق جلساؤه كأن علي رءوسهم الطير معناه أنهم كانوا لإجلالهم نبيهم ص لايتحركون فكانت صفتهم صفة من علي رأسه طائر يريد أن يصيده فهو يخاف إن تحرك طيران الطائر وذهابه و فيه قول آخر إنهم كانوا يسكنون و لايتحركون حتي يصيروا بذلك عندالطائر


صفحه : 161

كالجدران والأبنية التي‌ لايخاف الطير وقوعا عليها قال الشاعر


إذاحلت بيوتهم عكاظا.   حسبت علي رءوسهم الغرابا.

معناه لسكونهم تسقط الغربان علي رءوسهم وخص بالغراب لأنه من أشد الطير حذرا و قوله و لايقبل الثناء إلا من مكافئ معناه من صح عنده إسلامه حسن موقع ثنائه عليه عنده و من استشعر منه نفاقا وضعفا في ديانته ألقي ثناءه عليه و لم يحفل به و قوله إذاجاءكم طالب الحاجة يطلبها فارفدوه معناه فأعينوه وأسعفوه علي طلبته يقال رفدت الرجل رفدا بفتح الراء في المصدر والرفد بكسر الراء الاسم يعني‌ به الهبة والعطية تم الخبر بتفسيره والحمد لله كثيرا.بيان أقول هذاالخبر من الأخبار المشهورة روته العامة في أكثر كتبهم قوله فخما مفخما قال الجزري‌ وغيره أي عظيما معظما في الصدور والعيون و لم تكن خلقته في جسمه الضخامة وقيل الفخامة في وجهه نبله وامتلاؤه مع الجمال والمهابة والمربوع ألذي ليس بالطويل و لابالقصير وقالوا المشذب هوالطويل البائن الطول مع نقص في لحمه وأصله من النخلة الطويلة التي‌ شذب عنها جريدها أي قطع وفرق وأوال كسحاب جزيرة بالبحرين قوله رجل الشعر أي لم يكن شديد الجعودة و لاشديد السبوطة بل بينهما قوله إن انفرقت عقيقته قال الحسين بن مسعود الفراء في شرح السنة العقيقة اسم لشعر علي المولود حين يولد سمي‌ عقيقة لأنه يحلق وأصل العقّ الشقّ والقطع و منه قيل للذبيحة عندالولادة عقيقة لأنه يشق حلقومها ثم قيل للشعر ألذي ينبت بعد ذلك عقيقة أيضا علي الاستعارة و ذلك معناه هاهنا يقول إن انفرق شعر رأسه من ذات نفسه فرقه في مفرقه و إن لم ينفرق تركه وفرة واحدة علي حالها يقال فرقت الشعر أفرقه فرقا وقيل العقيقة اسم الشعر قبل أن يحلق فإذاحلق ثم نبت


صفحه : 162

زال عنه اسم العقيقة سمي‌ شعره عقيقة إذ لم ينقل أنه حلق في صباه ويروي عقيصته وهي‌ الشعر المعقوص و هونحو من المضفور والوفرة إلي شحمة الأذن والجمة إلي المنكب واللمة التي‌ المت بالمنكب . و قال الكازروني‌ في المنتقي العقيصة هي‌ الشعر المجموع المضفور كأنه يريد إن انفرق شعره بعد ماجمعه وعقصه فرق شعره وتركه كل شيء منه في منبته و إلايبقي [يبق ]معقوصا كان موضعه ألذي يجمعه فيه حذاء أذنيه ويرسله هناك و قال بعض علمائنا هذا في أول الإسلام يفعله كفعل أهل الكتاب ثم فرق بعد و هذاالفرق هو ألذي يعد في الخصال العشر من الفطرة وروي بعضهم عقيقته و هوتصحيف انتهي . و قال الزمخشري‌ العقيقة الشعر ألذي يولد به و كان تركها عندهم عيبا ولؤما وبنو هاشم أكرم و محمد بن عبد الله ص أكرم عليهم من أن يتركوه غيرمعقوق عنه ولكن هندا سمي شعره عقيقة لأنه منها ونباته من أصولها كماسمت العرب أشياء كثيرة بأسامي‌ ماهي‌ منه و من سببه وانفرق مطاوع فرق أي كان لاينفرق شعره إلا أن ينفرق هو و كان هذا في صدر الإسلام ويروي أنه إذا كان أمر لم يؤمر فيه بشي‌ء يفعله المشركون و أهل الكتاب أخذ فيه بفعل أهل الكتاب فسدل ناصيته ماشاء الله ثم فرق بعد ذلك وفرة قوله وفرة أي أعفاه عن الفرق يعني‌ أن شعره إذاترك فرقه لم يجاوز شحمة أذنيه و إذافرقه تجاوزها انتهي و قال الجزري‌ الأزهر الأبيض المستنير و قال الزجج تقويس في الحاجب مع طول في طرفه وامتداده و قال القرن بالتحريك التقاء الحاجبين و هذاخلاف ماروت أم معبد في صفته ص أزج أقرن أي مقرون الحاجبين والأول الصحيح في صفته وسوابغ حال من المجرور و هوالحواجب أي أنها رقت في حال سبوغها ووضع الحواجب موضع الحاجبين لأن التثنية جمع و قال في قوله يدره الغضب أي يمتلئ دما إذاغضب


صفحه : 163

كمايمتلئ الضرع لبنا إذادر. و قال الزمخشري‌ يدره الغضب أي يحركه من أدرت المرأة المغزل إذافتلته فتلا شديدا قوله ممكورة أي مطوية الخلق . قوله أقني العرنين قال الجزري‌ العرنين بالكسر الأنف وقيل رأسه والقنا في الأنف طوله ودقة أرنبته مع حدب في وسطه والشمم ارتفاع قصبة الأنف واستواء أعلاها وإشراف الأرنبة قليلا.أقول أي القنا ألذي كان فيه لم يكن فاحشا مفرطا بل كان لايعلم إلا بعدالتأمل قوله كث اللحية قالوا الكثاثة في اللحية أن تكون غيررقيقة و لاطويلة و فيهاكثافة يقال رجل كث اللحية بالفتح قوله سهل الخدين قال الجزري‌ أي سائل الخدين غيرمرتفع الوجنتين . و قال الكازروني‌ يجوز أن يريد به ليس في خديه نتو لأن السهل ضد الحزن وذكر بعضهم أنه يريد أسيل الخدين لم يكثر لحمه و لم تغلظ جلدته . قوله ضليع الفم قال الجزري‌ أي عظيمه وقيل واسعه والعرب تحمد عظم الفم وتذم صغره انتهي . وقيل أراد بالفم الأسنان فقد يكني بالفم عنها أي كان تام الأسنان شديدها في تراصف و لايخفي بعده والجرذ نوع من الفأر ويقال لحاه الله أي قبحه ولعنه والدبي بتخفيف الباء الجراد قبل أن يطير والشدق بالكسر جانب الفم والشدق بالتحريك سعة الشدق والهريت الواسع الشدقين قوله وأحيا أي أكثر حياء والمخبأة المرأة المستورة والريقال فيعال من أرقل إذاأسرع والشقشقة بالكسر شيءكالرية يخرجها البعير من فيه إذاهاج و إذاقالوا للخطيب ذو شقشقة فإنما يشبه بالفحل ذكره الجوهري‌ و قال ظلمت البعير إذانحرته من غيرداء قال ابن مقبل عاد الأذلة في دار و كان بها.هرت الشقاشق ظلامون للجزر.


صفحه : 164

و قال الزرنب ضرب من النبات طيب الرائحة ثم ذكر البيت و قال الجزري‌ الشنب البياض والبريق التحديد في الأسنان و قال الفلج فرجة ما بين الثنايا والرباعيات و قال الجوهري‌ الجذم بالكسر أصل الشي‌ء و قديفتح و قال وعضضت من نابي‌ علي جذم قوله جيد دمية قال الجزري‌ الدمية الصورة المصورة وجمعها دمي لأنها يتنوق في صنعتها ويبالغ في تحسينها انتهي . قوله معتدل الخلق أي كل شيء من بدنه يليق بما لديه في الحسن والتمام قوله بادنا قال الجزري‌ البادن الضخم فلما قال بادنا أردفه بقوله متماسكا و هو ألذي يمسك بعض أعضائه بعضها فهو معتدل الخلق و قال سواء البطن والصدر أي هما متساويان لاينبو أحدهما عن الآخر. و قال الزمخشري‌ يعني‌ أن بطنه غيرمستفيض فهو مساو لصدره وصدره عريض فهو مساو لبطنه و قال الجزري‌ الكراديس هورءوس العظام واحدها كردوس وقيل هي‌ ملتقي كل عظمين ضخمين كالركبتين والمرفقين والمنكبين أراد أنه ضخم الأعضاء قوله أنور المتجرد قال الجزري‌ أي ماجرد عنه الثياب من جسده وكشف يريد أنه كان مشرق الجسد. و قال الكازروني‌ المتجرد الموضع ألذي يستتر بالثياب فيتجرد عنها في بعض الأحيان يصفها بشدة البياض و قدورد في حديث آخر أنه كان أسمر و في حديث آخر أنه كان أبيض مشربا و في هذاالحديث أنه كان أزهر اللون ووجه الجمع بينها أن السمرة كانت فيما يبرز للشمس من بدنه والبياض فيما وراء الثياب و قوله أزهر يحمل علي إشراق اللون لا علي البياض وقيل إن المشرب إذاأشبع حكي سمرا فإذا ليس بينهما اختلاف و في حديث آخر لم يكن بالأبيض الأمهق و هو ألذي يشبه بياض الجص والأنور وضع موضع النير كقوله تعالي وَ هُوَ أَهوَنُ عَلَيهِ وكقولهم الله أكبر و قال اللبة بالفتح وتشديد الباء المنحر وعاري‌ الثديين أي لم يكن عليهما شعر


صفحه : 165

وقيل أراد لم يكن عليهما لحم فإنه قدجاء في صفته أشعر الذراعين والمنكبين وأعلي الصدر انتهي . و لايخفي بعدالأخير وعدم الحاجة إليه لعدم التنافي‌. قوله رحب الراحة قال الكازروني‌ يكنون به عن السخاء والكرم ويستدلون بهذه الخلقة علي الكرم . قوله فناطوا من الكذاب قال الزمخشري‌ قاله الأخطل في صلب المختار بن أبي عبيد. قوله شثن الكفين والقدمين قال الجزري‌ أي أنهما يميلان إلي الغلظ والقصر وقيل هو ألذي في أنامله غلظ بلا قصر ويحمد ذلك في الرجال لأنه أشد لقبضهم ويذم في النساء. و قال الصاحب ابن عباد في المحيط الشتون اللينة من الثياب الواحد شتن وروي‌ في الحديث في صفة النبي ص أنه كان شتن الكف بالتاء و من رواه بالثاء فقد صحف انتهي و هوغريب . قوله سائل الأطراف قال الزمخشري‌ أي لم تكن متعقدة و قال الجزري‌ أي ممتدها ورواه بعضهم بالنون بمعناه كجبريل وجبرين قوله سبط القصب قال الجزري‌ السبط بسكون الباء وكسرها الممتد ألذي ليس فيه تعقد و لانتو والقصب يريد بهاساعديه وساقيه و قال الأخمص من القدم الموضع ألذي لايلصق بالأرض منها عندالوطء والخمصان المبالغ منه أي إن ذلك الموضع من أسفل قدمه شديد التجافي‌ عن الأرض وسئل ابن الأعرابي‌ عنه فقال إذا كان خمص الأخمص بقدر لم يرتفع جدا و لم يستو أسفل القدم جدا فهو أحسن ما يكون و إذااستوي وارتفع جدا فهو ذم فيكون المعني أن أخمصه معتدل الخمص بخلاف الأول . و قال الجوهري‌ رجل أرح أي لاأخمص لقدميه كأرجل الزنج قوله مسيح القدمين أي ملساوان لينتان ليس فيهما تكسر و لاشقاق فإذاأصابهما الماء نبأ عنهما


صفحه : 166

أي يسيل ويمر سريعا لملاستهما. و قال الجزري‌ في صفته ص إذامشي تقلع أراد قوة مشيه كأنه يرفع رجليه من الأرض رفعا قويا لاكمن يمشي‌ اختيالا وتقارب خطاه فإن ذلك من مشي‌ النساء ويوصفن به و في حديث أبي هالة إذازال زال قلعا يروي بالفتح والضم فبالفتح هومصدر بمعني الفاعل أي يزول قالعا لرجله من الأرض و هوبالضم إما مصدر أواسم و هوبمعني الفتح و قال الهروي‌ قرأت هذاالحرف في كتاب غريب الحديث لابن الأنباري‌ قلعا بفتح القاف وكسر اللام وكذلك قرأته بخط الأزهري‌ و هو كماجاء في حديث آخر كأنما ينحط من صبب والانحدار من الصبب والتقلع من الأرض قريب بعضه من بعض أراد أنه يستعمل التثبت و لايبين منه في هذه الحال استعجال ومبادرة شديدة و قال في صفة مشيه ص كان إذامشي تكفي تكفيا أي تمايل إلي قدام هكذا روي‌ غيرمهموز والأصل الهمز وبعضهم يرويه مهموزا لأن مصدر تفعل من الصحيح كتقدم تقدما وتكفأ تكفؤا والهمزة حرف صحيح فأما إذااعتل انكسرت عين المستقبل منه نحو تخفي تخفيا فإذاخففت الهمزة التحقت بالمعتل فصار تكفيا بالكسر. و قال الكازروني‌ أي يتثبت في مشيته حتي كأنه يميد كمايميد الغصن إذاهبت به الريح أوالسفينة. و قال الجزري‌ الهون الرفق واللين والتثبت و قال ذريع المشي‌ أي واسع الخطو. و قال الكازروني‌ الذريع السريع وربما يظن هذااللفظ ضد الأول و لاتضاد فيه لأن معناه أنه كان ص مع تثبته في المشي‌ يتابع بين الخطوات ويسبق غيره كماورد في حديث آخر أنه كان يمشي‌ علي هينة وأصحابه يسرعون في المشي‌ فلايدركونه أو ما هذامعناه ويجوز أن يريد به نفي‌ التبختر في مشيه . و قال القاضي‌ في الشفاء التقلع رفع الرجل بقوة والتكفؤ الميل إلي سنن المشي‌ وقصده والهون الرفق والوقار والذريع الواسع الخطو أي أن مشيه كان يرفع فيه


صفحه : 167

رجليه بسرعة ويمد خطوه خلاف مشية المختال ويقصد سمته و كل ذلك برفق وتثبت دون عجلة كما قال كأنما ينحط من صبب . و قال الجزري‌ الصبب ماانحدر من الأرض . قوله و إذاالتفت التفت جميعا قال الجزري‌ أراد أنه لايسارق النظر وقيل أراد لايلوي‌ عنقه يمنة ويسرة إذانظر إلي الشي‌ء وإنما يفعل ذلك الطائش الخفيف ولكن كان يقبل جميعا ويدبر جميعا قوله جل نظره الملاحظة قال الجزري‌ هي‌ مفاعلة من اللحظ و هوالنظر بشق العين ألذي يلي‌ الصدغ و أما ألذي يلي‌ الأنف فالموق والماق .أقول و في الفائق وغيره من كتبهم بعد ذلك يسوق أصحابه وقالوا في تفسيره أي يقدمهم أمامه ويمشي‌ خلفهم تواضعا و لايدع أحدا يمشي‌ خلفه قال بعضهم و في حديث آخر أنه كان يقول اتركوا خلف ظهري‌ للملائكة قوله ليست له راحة أي فراغ من الفكر والعمل قوله بأشداقه قال الجزري‌ الأشداق جوانب الفم وإنما يكون ذلك لرحب شدقيه والعرب تمتدح بذلك انتهي . وقيل أي كان لايتشدق في الكلام بأن يفتح فاه كله قوله بجوامع الكلم قال الجزري‌ أي أنه كان كثير المعاني‌ قليل الألفاظ قوله فصلا أي بينا ظاهرا يفصل بين الحق والباطل وقيل أي الحكم ألذي لايعاب قائله قوله دمثا قال الجزري‌ أراد أنه كان لين الخلق في سهولة وأصله من الدمث و هو الأرض السهلة الرخوة والرمل ألذي ليس بمتلبد قوله ليس بالجافي‌ قال أي ليس بالغليظ الخلقة والطبع أو ليس بالذي‌ يجفو أصحابه والمهين يروي بضم الميم وفتحها فالضم علي الفاعل من أهان أي لايهين من صحبه والفتح علي المفعول من المهانة الحقارة و هومهين أي حقير قوله تعظم عنده النعمة في الفائق يعظم النعمة و قال أي لايستصغر شيئا أوتيه و إن كان صغيرا و قال الذواق اسم مايذاق أي لايصف الطعام بطيب و لا


صفحه : 168

ببشاعة و قال الجزري‌ الذواق المأكول والمشروب فعال بمعني مفعول من الذوق ويقع علي المصدر والاسم . قوله فإذاتعوطي‌ الحق قال الجزري‌ أي أنه كان من أحسن الناس خلقا مع أصحابه ما لم ير حقا يتعرض له بإهمال أوإبطال أوإفساد فإذارأي ذلك تنمر وتغير حتي أنكره من عرفه كل ذلك لنصرة الحق والتعاطي‌ التناول والجرأة علي الشي‌ء من عطا الشي‌ء يعطوه إذاأخذه وتناوله .أقول و في أكثر رواياتهم بعد قوله حتي ينتصر له لايغضب لنفسه و لاينتصر لها. قوله يضرب براحته اليمني في بعض رواياتهم بباطن راحته اليمني . و قال الكازروني‌ اتصل بهاتفسيره فيضرب بباطن راحته أي يشير بكفه إلي حديثه . وروي القاضي‌ في الشفاء هكذا و إذاتحدث اتصل بهافضرب بإبهامه اليمني راحة اليسري . قوله وأشاح قال الزمخشري‌ أي وجدّ في الإعراض وبالغ . و قال الجزري‌ فيه أنه ذكر النار ثم أعرض وأشاح المشيح الحذر والجاد في الأمر وقيل المقبل إليك المانع لماوراء ظهره فيجوز أن يكون أشاح أحد هذه المعاني‌ أي حذر النار كأنه ينظر إليها أوجدّ علي الإيصاء باتقائها أوأقبل إليك في خطابه و منه في صفته إذاغضب أعرض وأشاح قوله غض طرفه أي كسره وأطرق و لم يفتح عينه وإنما كان يفعل ذلك ليكون أبعد من الأشر والمرح . قوله جل ضحكه بالضم أي معظمه قوله ويفتر عن مثل حب الغمام أي


صفحه : 169

يتبسم ويكثر حتي تبدو أسنانه من غيرقهقهة و هو من فررت الدابة أفرها فرا إذاكشفت شفتها لتعرف سنها وافتر يفتر افتعل منه وأراد بحب الغمام البرد قوله ع وشكله قال الجزري‌ أي عن مذهبه وقصده وقيل عما يشاكل أفعاله والشكل بالكسر الدل وبالفتح المثل والمذهب . و قال الكازروني‌ الشكل بالفتح النحو والسيرة. قوله بالخاصة قال الجزري‌ وغيره أراد أن العامة كانت لاتصل إليه في هذاالوقت فكانت الخاصة تخبر العامة بما سمعت منه فكأنه أوصل الفوائد إلي العامة بالخاصة وقيل إن الباء بمعني من أي يجعل وقت العامة بعدوقت الخاصة وبدلا منهم قوله وقسمه معطوف علي الإيثار قوله روادا قال الجزري‌ أي طالبين العلم ملتمسين الحكم من عنده ويخرجون أدلة هداة للناس والرواد جمع رائد و هو ألذي يتقدم القوم يبصر لهم الكلاء ومساقط الغيث .أقول ومنهم من قرأ أذلة بالذال المعجمة أي يخرجون متعظين بما وعظوا متواضعين من قوله أَذِلّةٍ عَلَي المُؤمِنِينَ و هوتصحيف قوله إلا عن ذواق قال الجزري‌ ضرب الذواق مثلا لماينالون عنده من الخير أي لايتفرقون إلا عن علم وأدب يتعلمونه يقوم لأنفسهم مقام الطعام والشراب لأجسادهم . و قال القاضي‌ ويشبه أن يكون علي ظاهره أي في الغالب والأكثر قوله يحذر الناس بالتخفيف فقوله ويحترس منهم عطف تفسير له ومنهم من قرأ علي بناء التفعيل إيثارا للتأسيس علي التأكيد أي كان يحذر الناس بعضهم من بعض ويأمرهم بالحزم ويحذر هوأيضا منهم والأول أظهر قوله لايوطن الأماكن أي لايتخذ لنفسه مجلسا يعرف به فلايجلس إلا فيه و قدفسره بما بعده قوله من جالسه في بعض رواياتهم


صفحه : 170

بعد ذلك أوقاومه أي قام معه قوله و لاتؤبن فيه الحرم قال الجزري‌ أي لايذكرن بقبيح كان يصان مجلسه عن رفث القول يقال أبنت الرجل أبنة إذارميته بخلة سوء فهو مأبون و هومأخوذ من الأُبن و هوالعُقَد تكون في القسي‌ يفسدها وتعاب بها قوله سلاجم جمع سلجم وهي‌ الطويل والسراء بالفتح ممدودا شجر يتخذ منه القسي‌ و قال الجوهري‌ الأبنة بالضم العقدة في العود و منه قول الأعشي قضيب سراء كثير الأبن قوله لاتنثي فلتاته قال الجزري‌ أي لاتذاع يقال نثوت الحديث أنثوه نثوا والنثاء في الكلام يطلق علي القبيح و الحسن يقال ماأقبح نثاه و ماأحسنه والفلتات جمع فلتة وهي‌ الزلة أراد أنه لم يكن لمجلسه فلتات فتنثي .أقول الضمير في فلتاته راجع إلي المجلس . قوله متواصلين فيه بالتقوي في بعض رواياتهم يتواصون فيه بالتقوي و في بعضها يتعاطفون بالتقوي والفظ السيئ الخلق والصخب بالصاد والسين الضجة واضطراب الأصوات للخصام قوله كأنما علي رءوسهم الطير قال الجزري‌ وصفهم بالسكون والوقار وأنهم لم يكن فيهم طيش و لاخفة لأن الطير لاتكاد تقع إلا علي شيءساكن و قال الفيروزآبادي‌ كأن علي رءوسهم الطير أي ساكنون هيبة وأصله أن الغراب يقع علي رأس البعير فيلقط منه القراد فلايتحرك البعير لئلا ينفر عنه الغراب قوله لايتنازعون عنده الحديث أي إذاتكلم أحد منهم أمسكوا حتي يفرغ ثم يتكلم الآخر فما بعده تفسيره قوله حديثهم عنده حديث أولاهم و في بعض النسخ أولهم بالإفراد ولعله تأكيد للسابق أي لايتكلم إلا من سبق بالكلام قوله علي الجفوة أي غلظته وبعده من الآداب قوله ليستجلبونهم أي يجيئون معهم بالغرباء إلي مجلسه من كثرة احتماله عنهم وصبره علي ما يكون منهم في سؤالهم إياه و غير ذلك


صفحه : 171

والصحابة كانوا لايجترءون علي مثل ذلك و قال الجزري‌ رفدته أرفده إذاأعنته .أقول و في بعض رواياتهم فأرشدوه والأظهر أنه هنا فأوفدوه بالواو قوله إلا من مكافئ قال الجزري‌ قال القتيبي‌ معناه إذاأنعم علي رجل نعمة فكافأه بالثناء عليه قبل ثنائه و إذاأثني قبل أن ينعم عليه لم يقبله و قال ابن الأنباري‌ هذاغلط إذ كان أحد لاينفك من إنعام النبي ص لأن الله بعثه رحمة للناس كافة فلايخرج منها مكافئ و لا غيرمكافئ والثناء عليه فرض لايتم الإسلام إلا به وإنما المعني أنه لايقبل الثناء عليه إلا من رجل يعرف حقيقة إسلامه و لايدخل عنده في جملة المنافقين الذين يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم و قال الأزهري‌ فيه قول ثالث إلا من مكافئ أي مقارب غيرمجاوز حد مثله و لامقصر عما رفعه الله إليه . قوله حتي يجوزه أي يتجاوز عن ذلك الكلام ويتمه ويريد إنشاء كلام آخر فيقطعه النبي ص بنهي‌ أوقيام و في بعض النسخ ورواياتهم بانتهاء فيحتمل أن يكون المعني فيقطع السائل بانتهاء أوقيام و ليس في أكثر النسخ الضمير في يجوزه فيحتمل أن يكون بالراء المهملة أي إلا أن يجور ويتكلم بباطل كفحش أوغيبة فيقطعه ص بنهي‌ أوبقيام . ثم اعلم أن الصدوق رحمه الله ذكر في الشرح فقرتين لم يذكرهما في الرواية إذاالشرح شرح رواية أخري فذكره و لم يبال بعدم موافقته لماذكره من الرواية إحداهما قوله يسوق أصحابه و قدمرت الإشارة إليها و إلي موضعها والأخري قوله لكل حال عنده عتاد قبل قوله لايقصر عن الحق و قال الجزري‌ في بيانه أي مايصلح لكل مايقع من الأمور وإنما وصف الحسن ع هندا بأنه خاله لأن أباهالة كان زوج خديجة رضي‌ الله عنها قبل النبي ص فولدت له هندا وهالة كماسيأتي‌ في أحوال خديجة رضي‌ الله عنها


صفحه : 172

5-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِإِسنَادِ التمّيِميِ‌ّ عَنِ الرّضَا ع عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ مَا رَأَيتُ أَحَداً أَبعَدَ مَا بَينَ المَنكِبَينِ مِن رَسُولِ اللّهِص

6-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ] لَم يَمضِ النّبِيّص فِي طَرِيقٍ فَيَتبَعَهُ أَحَدٌ إِلّا عَرَفَ أَنّهُ سَلَكَهُ مِن طِيبِ عَرَقِهِ وَ لَم يَكُن يَمُرّ بِحَجَرٍ وَ لَا شَجَرٍ إِلّا سَجَدَ لَهُ

7-ير،[بصائر الدرجات ] الحَسَنُ بنُ عَلِيّ بنِ النّعمَانِ عَن يَحيَي بنِ عُمَرَ عَن أَبَانٍ الأَحمَرِ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّا مَعَاشِرَ الأَنبِيَاءِ تَنَامُ عُيُونُنَا وَ لَا تَنَامُ قُلُوبُنَا وَ نَرَي مِن خَلفِنَا كَمَا نَرَي مِن بَينِ أَيدِينَا

8-ير،[بصائر الدرجات ] مُحَمّدُ بنُ الحُسَينِ عَن صَفوَانَ بنِ يَحيَي عَن مَيمُونٍ القَدّاحِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ طَلَبَ أَبُو ذَرّ رَسُولَ اللّهِص فَقِيلَ لَهُ إِنّهُ فِي حَائِطِ كَذَا وَ كَذَا فَمَضَي يَطلُبُهُ فَدَخَلَ إِلَي الحَائِطِ وَ النّبِيّص نَائِمٌ فَأَخَذَ عَسِيباً يَابِساً وَ كَسَرَهُ ليِسَتبَر‌ِئَ بِهِ نَومَ رَسُولِ اللّهِص قَالَ فَفَتَحَ النّبِيّص عَينَهُ وَ قَالَ أَ تخَدعَنُيِ‌ عَن نفَسيِ‌ يَا أَبَا ذَرّ أَ مَا عَلِمتَ أنَيّ‌ أَرَاكُم فِي منَاَميِ‌ كَمَا أَرَاكُم فِي يقَظَتَيِ‌

بيان قال الفيروزآبادي‌ العسيب جريدة من النخل مستقيمة رقيقة يكشط خوصها و ألذي لم ينبت عليه الخوص من السعف انتهي والاستبراء كناية عن الامتحان أي فعل ذلك ليستعلم أنه ص نائم أم لا أوليعلم أنه يعلم في منامه مايقع عنده أم لا قوله ص أتخدعني‌ عن نفسي‌ أي أتمكر بي‌ في أمر نفسي‌ وتدعي‌ أنك تؤمن بي‌ وتفعل ماينافي‌ ذلك فإن فعلك يدل علي أنك تحسب أني‌ لاأري في منامي‌ ماأري في يقظتي‌ أوالمعني أتخفيني‌ عن نفسي‌ أي تحسبني‌ غافلا عما يفعل بي‌ وعندي‌ و علي أي حال لايخلو من تكلف فإن الشائع في هذاالكلام أنه يستعمل فيمن يريد أن يغوي‌ أحدا ويضله عن الحق ويوقعه فيما يضر بنفسه فيمكن أن يكون عبر عن الشي‌ء بلازمه أي فعلك هذايستلزم أن يمكن لأحد أن يخدعني‌ ويوقعني‌ فيما يضر بنفسي‌


صفحه : 173

9-ير،[بصائر الدرجات ] مُحَمّدُ بنُ الحُسَينِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ المُختَارِ عَن زَيدٍ الشّحّامِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ طَلَبَ أَبُو ذَرّ رَحِمَهُ اللّهُ رَسُولَ اللّهِص فَقِيلَ لَهُ إِنّهُ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ فِي حَائِطِ كَذَا وَ كَذَا فَتَوَجّهَ فِي طَلَبِهِ فَوَجَدَهُ نَائِماً فَأَعظَمَهُ أَن يُنَبّهَهُ فَأَرَادَ أَن يسَتبَر‌ِئَ نَومَهُص فَسَمِعَهُ رَسُولُ اللّهِص فَرَفَعَ رَأسَهُ فَقَالَ يَا أَبَا ذَرّ أَ تخَدعَنُيِ‌ أَ مَا عَلِمتَ أنَيّ‌ أَرَي أَعمَالَكُم فِي منَاَميِ‌ كَمَا أَرَاكُم فِي يقَظَتَيِ‌ إِنّ عيَنيِ‌ تَنَامُ وَ قلَبيِ‌ لَا يَنَامُ

يج ،[الخرائج والجرائح ]مرسلا مثله

10-ير،[بصائر الدرجات ] عَلِيّ بنُ إِسمَاعِيلَ عَن صَفوَانَ عَنِ العَلَاءِ عَن مُحَمّدٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَرَاكُم مِن خلَفيِ‌ كَمَا أَرَاكُم بَينَ يدَيَ‌ّ لَتُقِيمُنّ صُفُوفَكُم أَو لَيُخَالِفَنّ اللّهُ بَينَ قُلُوبِكُم

ير،[بصائر الدرجات ]أيوب بن نوح عن ابن المغيرة عن علا[علاء] عن محمد مثله

11-ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن حَمّادٍ عَنِ الحلَبَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ مِثلَهُ

12-ير،[بصائر الدرجات ] الحَسَنُ بنُ عَلِيّ عَن عُبَيسِ بنِ هِشَامٍ عَن أَبِي إِسمَاعِيلَ كَاتِبِ شُرَيحٍ عَن أَبِي عَتّابٍ زِيَادٍ مَولَي آلِ دَغشٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع مِثلَهُ


صفحه : 174

13-ير،[بصائر الدرجات ] مُحَمّدُ بنُ الحُسَينِ عَن يَزِيدَ بنِ إِسحَاقَ عَن هَارُونَ بنِ حَمزَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع مِثلَهُ

14-سن ،[المحاسن ]مُعَاوِيَةُ بنُ الحُكَيمِ عَنِ ابنِ المُغِيرَةِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُعرِضٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ عُمَرَ دَخَلَ عَلَي حَفصَةَ فَقَالَ كَيفَ رَسُولُ اللّهِص فِيمَا فِيهِ الرّجَالُ فَقَالَت مَا هُوَ إِلّا رَجُلٌ مِنَ الرّجَالِ فَأَنِفَ اللّهُ لِنَبِيّهِص فَأَنزَلَ إِلَيهِ صَحفَةً فِيهَا هَرِيسَةٌ مِن سُنبُلِ الجَنّةِ فَأَكَلَهَا فَزَادَ فِي بُضعِهِ بُضعَ أَربَعِينَ رَجُلًا

بيان البضع بالضم الجماع والثاني‌ يحتمل الضم والكسر أيضا والضم أظهر قال الجزري‌ فيه صلاة الجماعة تفضل صلاة الواحد ببضع وعشرين درجة البضع في العدد بالكسر و قديفتح ما بين الثلاث إلي التسع وقيل ما بين الواحد إلي العشرة و قال الجوهري‌ تقول بضع سنين وبضعة عشر رجلا فإذاجاوزت لفظ العشر لاتقول بضع وعشرون و هذايخالف ماجاء في الحديث انتهي وترك العاطف هنا يضعف أيضا الحمل علي الكسر

15-سن ،[المحاسن ] أَبِي عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن مَنصُورٍ الصّيقَلِ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي أَهدَي إِلَي رَسُولِهِ هَرِيسَةً مِن هَرَائِسِ الجَنّةِ غُرِسَت فِي رِيَاضِ الجَنّةِ وَ فَرَكَهَا الحُورُ العِينُ فَأَكَلَهَا رَسُولُ اللّهِص فَزَادَ فِي قُوّتِهِ بُضعَ أَربَعِينَ رَجُلًا وَ ذَلِكَ شَيءٌ أَرَادَ اللّهُ أَن يَسُرّ بِهِ نَبِيّهُص

16-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَنِ ابنِ عِيسَي عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ مِثلَهُ ثُمّ قَالَ وَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ رَفَعَهُ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص شَكَا إِلَي رَبّهِ جَلّ وَ عَزّ وَجَعَ الظّهرِ فَأَمَرَهُ بِأَكلِ الحَبّ بِاللّحمِ يعَنيِ‌ الهَرِيسَةَ

بيان الفرك الدلك

17-يج ،[الخرائج والجرائح ] مِن مُعجِزَاتِهِص أَنّ الأَخبَارَ تَوَاتَرَت وَ اعتَرَفَ بِهَا الكَافِرُ وَ المُؤمِنُ


صفحه : 175

بِخَاتَمِ النّبُوّةِ ألّذِي بَينَ كَتِفَيهِ عَلَي شَعَرَاتٍ مُتَرَاكِمَةٍ تَقَدّمَت بِهَا الأَنبِيَاءُ قَبلَ مَولِدِهِ بِالزّمَنِ الطّوِيلِ فَوَافَقَ ذَلِكَ مَا أَخبَرُوا بِهِ عَنهُ فِي صِفَتِهِص

18-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّ النّبِيّص قَالَ أَتِمّوا الرّكُوعَ وَ السّجُودَ فَوَ اللّهِ إنِيّ‌ لَأَرَاكُم مِن بَعدِ ظهَريِ‌ إِذَا رَكَعتُم وَ سَجَدتُم

19-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] كان النبي ص قبل المبعث موصوفا بعشرين خصلة من خصال الأنبياء لوانفرد واحد بأحدها لدل علي جلاله فكيف من اجتمعت فيه كان نبيا أمينا صادقا حاذقا أصيلا نبيلا مكينا فصيحا نصيحا عاقلا فاضلا عابدا زاهدا سخيا مكيا قانعا متواضعا حليما رحيما غيورا صبورا موافقا مرافقا لم يخالط منجما و لاكاهنا و لاعيافا و لماقالت قريش إنه ساحر علمنا أنه قدأراهم ما لم يقدروا علي مثله وقالوا هذامجنون لماهجم منه علي شيء لم يفكر في عاقبته منهم وقالوا هوكاهن لأنه أنبأ بالغائبات وقالُوا مُعَلّمٌلأنه قدأنبأهم بما يكتمونه من أسرارهم فثبت صدقه من حيث قصدوا تكذيبه و كان فيه خصال الضعفاء و من كان فيه بعضها لاينظم أمره كان يتيما فقيرا ضعيفا وحيدا غريبا بلا حصار و لاشوكة كثير الأعداء و مع جميع ذلك تعالي مكانه وارتفع شأنه فدل علي نبوته ص و كان الجلف البدوي‌ يري وجهه الكريم فيقول و الله ما هذاوجه كذاب و كان ص ثابتا في الشدائد و هومطلوب وصابرا علي البأساء والضراء و هومكروب محروب و كان زاهدا في الدنيا راغبا في الآخرة فثبت له الملك و كان يشهد كل عضو منه علي معجزة.


صفحه : 176

نوره كان إذامشي في ليلة ظلماء بدا له نور كأنه قمر قالت عائشة فقدت إبرة ليلة فما كان في منزلي‌ سراج فدخل النبي ص فوجدت الإبرة بنور وجهه .حمزة بن عمر الأسلمي‌ قال نفرنا مع النبي ص في ليلة ظلماء فأضاءت أصابعه عرفه .جابر بن عبد الله إنه كان لايمر في طريق فيمر فيه إنسان بعديومين إلاعرف أنه عبر فيه .مسلم كان النبي ص يقيل عندأم سلمة فكانت تجمع عرقه وتجعله في الطيب . عبدالجبار بن وائل عن أبيه قال أتي‌ رسول الله ص بدلو من ماء فشرب ثم توضأ فتمضمض ثم مج مجة في الدلو فصار مسكا أوأطيب من المسك .ظله لم يقع ظله علي الأرض لأن الظل من الظلمة و كان إذاوقف في الشمس والقمر والمصباح نوره يغلب أنوارها.قامته كلما مشي مع أحد كان أطول منه برأس و إن كان طويلا.رأسه كان يظله سحابة من الشمس وتسير لمسيره وتركد لركوده و لايطير الطير فوقه .عينيه [عينه ] كان يبصر من ورائه كمايبصر من أمامه ويري من خلفه كمايري من قدامه .أنفه لم يشم به منذ خلقه الله تعالي رائحة كريهة.فمه كان يمج في الكوز والبئر فيجدون له رائحة أطيب من المسك .


صفحه : 177

لسانه كان ينطق بلغات كثيرة.محاسنه كانت فيه سبع عشرة طاقة نور يتلألأ في عوارضه .أذنيه كان يسمع في منامه كمايسمع في انتباهه ويسمع كلام جبرئيل عند الناس و لايسمعونه .ربيع الأبرار أنه دخل أبوسفيان علي النبي ص و هويقاد فأحس بتكاثر الناس فقال في نفسه واللات والعزي يا ابن أبي كبشة لأملأنها عليك خيلا ورجلا وإني‌ لأرجو أن أرقي هذه الأعواد فقال النبي ص أ ويكفينا الله شرك يا أباسفيان .صدره لم يكن علي وجه الأرض أعلم منه .ظهره كان بين كتفيه خاتم النبوة كلما أبداه غطي نوره نور الشمس مكتوب عليه لاإله إلا الله وحده لاشريك له توجه حيث شئت فأنت منصور. في حديث جابر بن سمرة رأيت خاتمه غضروف كتفيه مثل بيض الحمامة. وسئل الخدري‌ عنه فقال بضعة ناشزة. أبوزيد الأنصاري‌ شعر مجتمع علي كتفيه .السائب بن يزيد مثل زرّ الحجلة و لماشك في موت رسول الله ص وضعت أسماء بنت عميس يدها بين كتفيه فقالت قدتوفي‌ رسول الله ص قدرفع الخاتم .بطنه كان يشد عليه الحجر من الغرث فيشبع قلبه كان تنام عيناه و لاينام قلبه .يداه فار الماء من بين أصابعه وسبح الحصي في كفه .ركبه ولد مسرورا مختونا و مااحتلم قط لأن ذلك من الشيطان و كان له شهوة أربعين نبيا.جلوسه عائشة قلت يا رسول الله إنك تدخل الخلاء فإذاخرجت دخلت علي


صفحه : 178

أثرك فما أري شيئا إلاأني‌ أجد رائحة المسك فقال إنا معاشر الأنبياء تنبت أجسادنا علي أرواح الجنة فما يخرج منه شيء إلاابتلعته الأرض وتبعه رجل علم مراده فقال ص إنا معاشر الأنبياء لا يكون منا ما يكون من البشر أم أيمن أصبح رسول الله ص فقال ياأم أيمن قومي‌ فأهرقي‌ ما في الفخارة يعني‌ البول قلت و الله شربت ما فيها وكنت عطشي قالت فضحك حتي بدت نواجذه ثم قال أماإنك لاتنجع بطنك أبدا. و منه حديث دم الفصد.فخذه كل دابة ركبها النبي ص بقيت علي سنها لاتهرم قط.رجليه [رجلاه ]أرسلهما في بئر ماؤه أجاج فعذب .قوته كان لايقاومه أحد.إسحاق بن بشار إن ركانة بن عبد بن زيد بن هاشم كان من أشد قريش فخلا فقال له النبي ص في وادي‌ أصم ياركانة أ لاتتقي‌ الله وتقبل ماأدعوك إليه قال إني‌ لوأعلم أنه حق لاتبعتك فقال النبي ص أفرأيت إن صرعتك أتعلم أن ماأقول حق قال نعم قال قم حتي أصارعك قال فقام إليه ركانة فصارعه فلما بطش به رسول الله ص أضجعه قال فعد فعاد فصرعه فقال إن ذا لعجب ياقوم إن صاحبكم أسحر أهل الأرض .حرمته كان القمر يحرك مهده في حال صباه و كان لايمر علي شجرة إلاسلمت عليه و لم يجلس عليه الذباب و لم تدن منه هامة و لاسامة.مشيه كان إذامشي علي الأرض السهلة لايبين لقدميه أثر و إذامشي علي الصلبة بان أثرهما.


صفحه : 179

هيبته كان عظيما مهيبا في النفوس حتي ارتاعت رسل كسري مع أنه كان بالتواضع موصوفا و كان محبوبا في القلوب حتي لايقليه مصاحب و لايتباعد عنه مقارب قال السدي‌ في قوله سنَلُقيِ‌ فِي قُلُوبِ الّذِينَ كَفَرُوا الرّعبَ لماارتحل أبوسفيان والمشركون يوم أُحد متوجهين إلي مكة قالوا ماصنعنا قتلناهم حتي لم يبق منهم إلاالشريد تركناهم إذ هموا وقالوا ارجعوا فاستأصلوهم فلما عزموا علي ذلك ألقي الله في قلوبهم الرعب حتي رجعوا عما هموا. وروي‌ أن الكفار دخلوا مكة كالمنهزمين مخافة أن يكون له الكرة عليهم و قال صلي الله عليه وآله نصرت بالرعب مسيرة شهر. قوله تعالي وَ كَفّ أيَديِ‌َ النّاسِ عَنكُم و ذلك أن النبي ص لماقصد خيبر وحاصر أهلها همت قبائل من أسد وغطفان أن يغيروا علي أهل المدينة فكف الله عنهم بإلقاء الرعب في قلوبهم قوله تعالي هُوَ ألّذِي أَيّدَكَ بِنَصرِهِ و قال ص لم نخل في ظفر إما في ابتداء الأمر وإما في انتهائه و كان جميل بن معمر الفهري‌ حفيظا لمايسمع و يقول إن في جوفي‌ لقلبين أعقل بكل واحد منهما أفضل من عقل محمدفكانت قريش تسميه ذا القلبين فتلقاه أبوسفيان يوم بدر و هوآخذ بيده إحدي نعليه والأخري في رجله فقال له يابا معمر ماالخبر قال انهزموا قال فما حال نعليك قال ماشعرت إلاأنها في رجلي‌ لهيبة محمدفنزل ما جَعَلَ اللّهُ لِرَجُلٍ مِن قَلبَينِ فِي جَوفِهِ.


صفحه : 180

أمير المؤمنين ع وينصر الله من لاقاه إن له .نصرا يمثل بالكفار إذ عندوا.بيان النبل بالضم الذكاء والنجابة والمكانة المنزلة والعرف بالفتح الريح الطيبة و قال الجزري‌ في صفة خاتم النبوة إنه مثل زر الحجلة الزر واحد الأزرار التي‌ تشد بهاالكلل والستور علي ما يكون في حجلة العروس وقيل إنما هوبتقديم الراء علي الزاي‌ ويريد بالحجلة القبجة مأخوذا من أرزت الجرادة إذاكبست ذنبها في الأرض فباضت ويشهد له مارواه الترمذي‌ في كتابه بإسناده عن جابر بن سمرة قال كان خاتم رسول الله ص ألذي بين كتفيه غدة حمراء مثل بيضة الحمامة انتهي . والغرث الجوع قوله علي أرواح الجنة في بعض النسخ بالمهملتين أي الأرواح التي‌ تدخل الجنة أوهي‌ جمع الريح أي أجسادنا طيبة كطيب ريح أهل الجنة و في بعض النسخ بالمعجمتين أي الحور و قال الفيروزآبادي‌ النجيع دم البطن

20-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]الترّمذِيِ‌ّ فِي الشّمَائِلِ وَ الطبّرَيِ‌ّ فِي التّارِيخِ وَ الزمّخَشرَيِ‌ّ فِي الفَائِقِ وَ الفَتّالُ فِي الرّوضَةِ رَوَوا صِفَةَ النّبِيّص بِرِوَايَاتٍ كَثِيرَةٍ مِنهَا عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ ابنِ عَبّاسٍ وَ أَبِي هُرَيرَةَ وَ جَابِرِ بنِ سَمُرَةَ وَ هِندِ بنِ أَبِي هَالَةَ أَنّهُ كَانَص فَخماً مُفَخّماً فِي العُيُونِ مُعَظّماً وَ فِي القُلُوبِ مُكَرّماً يَتَلَألَأُ وَجهُهُ تَلَألُؤَ القَمَرِ لَيلَةَ البَدرِ أَزهَرَ مُنَوّرَ اللّونِ مُشرَباً بِحُمرَةٍ لَم تَزرِ بِهِ مُقلَةٌ[صَعلَةٌ] لَم تَعِبهُ ثُجلَةٌ أَغَرّ أَبلَجَ أَحوَرَ أَدعَجَ أَكحَلَ أَزَجّ عَظِيمَ الهَامَةِ رَشِيقَ القَامَةِ مُقصِداً وَاسِعَ الجَبِينِ أَقنَي العِرنِينِ أَشكَلَ العَينَينِ مَقرُونَ الحَاجِبَينِ سَهلَ الخَدّينِ صَلتَهُمَا طَوِيلَ الزّندَينِ شَبحَ الذّرَاعَينِ عَظِيمَ مُشَاشَةِ المَنكِبَينِ طَوِيلَ مَا بَينَ المَنكِبَينِ شَثنَ الكَفّينِ ضَخمَ القَدَمَينِ عاَريِ‌َ الثّديَينِ خُمصَانَ الأَخمَصَينِ مخطوط المتيتين [مَحطُوطَ المَتنَينِ]أَهدَبَ الأَشفَارِ كَثّ اللّحيَةِ ذَا وَفرَةٍ وَافِرَ السّبَلَةِ أَخضَرَ الشّمَطِ


صفحه : 181

ضَلِيعَ الفَمِ أَشَمّ أَشنَبَ مُفَلّجَ الأَسنَانِ سَبِطَ الشّعرِ دَقِيقَ المَسرُبَةِ مُعتَدِلَ الخَلقِ مُفَاضَ البَطنِ عَرِيضَ الصّدرِ كَأَنّ عُنُقَهُ جِيدُ دُميَةٍ فِي صَفَاءِ الفِضّةِ سَائِلَ الأَطرَافِ مَنهُوسَ[مَنهُوشَ]العَقِبِ قَصِيرَ الحَنَكِ داَنيِ‌َ الجَبهَةِ ضَربَ اللّحمِ بَينَ الرّجلَينِ كَانَ فِي خَاصِرَتِهِ انفِتَاقٌ فَعمَ الأَوصَالِ لَم يَكُن بِالطّوِيلِ البَائِنِ وَ لَا بِالقَصِيرِ الشّائِنِ وَ لَا بِالطّوِيلِ المُمّغِطِ وَ لَا بِالقَصِيرِ المُتَرَدّدِ وَ لَا بِالجَعدِ القَطِطِ وَ لَا بِالسّبطِ وَ لَا بِالمُطَهّمِ وَ لَا بِالمُكَلثَمِ وَ لَا بِالأَبيَضِ الأَمهَقِ ضَخمَ الكَرَادِيسِ جَلِيلَ المُشَاشِ كنوز[مَكنُوزَ]المَنخِرِ لَم يَكُن فِي بَطنِهِ وَ لَا فِي صَدرِهِ شَعرٌ إِلّا مُوصِلُ مَا بَينَ اللّبّةِ إِلَي السّرّةِ كَالخَطّ جَلِيلَ الكَتَدِ أَجرَدَ ذَا مَسرُبَةٍ وَ كَانَ أَكثَرُ شَيبِهِ فِي فوَديَ‌ رَأسِهِ وَ كَانَ كَفّهُ كَفّ عَطّارٍ مَسّهَا بِطِيبٍ رَحبَ الرّاحَةِ سَبطُ القَصَبِ وَ كَانَ إِذَا رضَيِ‌َ وَ سُرّ فَكَأَنّ وَجهَهُ المِرآةُ وَ كَانَ فِيهِ شَيءٌ مِن صَوَرٍ يَخطُو تَكَفّؤاً وَ يمَشيِ‌ الهُوَينَا يَبدَأُ القَومَ إِذَا سَارَعَ إِلَي خَيرٍ وَ إِذَا مَشَي تَقَلّعَ كَأَنّمَا يَنحَدِرُ فِي صَبَبٍ إِذَا تَبَسّمَ يَتَبَسّمُ عَن مِثلِ المُنحَدِرِ عَن بُطُونِ الغَمَامِ وَ إِذَا افتَرّ افتَرّ عَن سَنَا البَرقِ إِذَا تَلَألَأَ لَطِيفَ الخَلقِ عَظِيمَ الخُلُقِ لَيّنَ الجَانِبِ إِذَا طَلَعَ بِوَجهِهِ عَلَي النّاسِ رَأَوا جَبِينَهُ كَأَنّهُ ضَوءُ السّرَاجِ المُتَوَقّدِ كَأَنّ عَرَقَهُ فِي وَجهِهِ اللّؤلُؤُ وَ رِيحُ عَرَقِهِ أَطيَبُ مِن رِيحِ المِسكِ الأَذفَرِ بَينَ كَتِفَيهِ خَاتَمُ النّبُوّةِ

أَبُو هُرَيرَةَ كَانَ يُقبِلُ جَمِيعاً وَ يُدبِرُ جَمِيعاً

جَابِرُ بنُ سَمُرَةَ كَانَت فِي سَاقِهِ حُمُوشَةٌ

أَبُو حجيفة [جُحَيفَةَ] كَانَ قَد سُمّطَ عَارِضَاهُ وَ عَنفَقَتُهُ بَيضَاءُ


صفحه : 182

أُمّ هاَنيِ‌ رَأَيتُ رَسُولَ اللّهِص ذَا ضَفَائِرَ أَربَعٍ وَ الصّحِيحُ أَنّهُ كَانَ لَهُ ذُؤَابَتَينِ وَ مَبدَؤُهَا مِن هَاشِمٍ

أَنَسٌ مَا عَدَدتُ فِي رَأسِ رَسُولِ اللّهِص وَ لِحيَتِهِ إِلّا أَربَعَ عَشرَةَ شَعرَةً بَيضَاءَ وَ يُقَالُ سَبعَ عَشرَةَ

ابنُ عُمَرَ إِنّمَا كَانَ شَيبُهُ نَحواً مِن عِشرِينَ شَعرَةً بَيضَاءَ

البَرَاءُ بنُ عَازِبٍ كَانَ يَضرِبُ شَعرُهُ كَتِفَيهِ

أَنَسٌ لَهُ لَمّةٌ إِلَي شَحمَةِ أُذُنَيهِ

عَائِشَةُ كَانَ شَعرُهُ فَوقَ الوَفرَةِ وَ دُونَ الجُمّةِ

بيان قال الجزري‌ في صفته ص كان أزهر اللون الأزهر الأبيض المستنير والزهر والزهرة البياض النير و هوأحسن الألوان انتهي ويقال زري عليه أي عابه وزري به أي تهاون والمقلة بالضم الحدقة و في رواياتهم بالصاد المهملة والقاف قال الجزري‌ في حديث أم معبد و لم تزر به صقلة أي دقة ونحول يقال صقلت الناقة إذ أضمرتها وقيل أرادت أنه لم يكن منتفخ الخاصرة جدا و لاناحلا جدا ويروي بالسين علي الإبدال من الصاد ويروي صعلة وهي‌ صغر الرأس وهي‌ أيضا الدقة والنحول في البدن و قال في قوله لم تعبه ثجلة أي ضخم بطن ويروي بالنون والحاء أي نحول ودقة و قال الجوهري‌ الثجلة بالضم عظم البطن وسعته قوله أغر أي أبيض صافي‌ اللون قوله أبلج أي مشرق الوجه مسفره ذكره الجزري‌ و قال الفيروزآبادي‌ الحور بالتحريك أن يشتد بياض بياض العين وسواد سوادها وتستدير حدقتها وترق جفونها ويبيض ماحواليها أوشدة بياضها وسوادها في شدة بياض الجسد و قال الكحل محركة أن يعلو منابت الأشفار سواد خلقة أو أن يسود مواضع الكحل كحل كفرح فهو أكحل والكحلاء الشديدة سواد العين أوالتي‌ كأنها مكحولة و إن لم تكحل و قال رجل رشق حسن القد لطيفه و قال الجزري‌ في صفته ص


صفحه : 183

كان أبيض مقصّدا هو ألذي ليس بطويل و لاقصير و لاجسيم كأن خلقه نحي [نحا]القصد من الأمور والمعتدل ألذي لايميل إلي طرفي‌ الإفراط والتفريط و قال في قوله أشكل العينين أي في بياضها شيء من حمرة و هومحمود محبوب يقال ماء أشكل إذاخالطه الدم و قال في صفته ص كان صلت الجبين أي واسعه وقيل الصلت الأملس وقيل البارز و في حديث آخر كان سهل الخدين صلتهما و قال في صفته ص إنه كان مشبوح الذراعين أي طويلهما وقيل عريضهما و في رواية كان شبح الذراعين والشبح مدّك الشي‌ء بين أوتاد كالجلد والحبل و قال الجوهري‌ رجل مشبوح الذراعين عريضهما وكذلك شبح الذراعين بالتسكين و قال الجزري‌ في صفته ص جليل المشاش أي عظيم رءوس العظام كالمرفقين والكعبين والركبتين و قال الجوهري‌ هي‌ رءوس العظام اللينة التي‌ يمكن مضغها قوله مخطوط المتيتين لم أجد له معني ولعله إما تصحيف الليتين من ليت العنق صفحته أوالمتنين من متني‌ الظهر و قال الجزري‌ في صفته ص كان أهدب الأشفار و في رواية هدب الأشفار أي طويل شعر الأجفان و قال فيه أنه كان وافر السبلة السبلة بالتحريك الشارب والجمع السبال قاله الجوهري‌ و قال الهروي‌ هي‌ الشعرات التي‌ تحت اللحي‌ الأسفل والسبلة عندالعرب مقدم اللحية و ماأسبل منها علي الصدر و قال في صفته ص كان أخضر الشمط أي كانت الشعرات التي‌ شابت منه قداخضرت بالطيب والدهن المروح انتهي أقول الأظهر أن الخضرة كانت للخضاب وإنما حمل علي ذلك لإنكار أكثرهم اختضابه ص و قال في قوله مفاض البطن أي مستوي البطن مع الصدر وقيل المفاض ما يكون فيه امتلاء من فيض الإناء ويريد به أسفل بطنه و قال في صفته ص منهوس الكعبين أي لحمهما قليل والنهس أخذ اللحم بأطراف الأسنان والنهش الأخذ بجميعها ويروي منهوس القدمين وبالشين أيضا و قال في صفة موسي ع إنه ضرب من الرجال هوالخفيف اللحم الممشوق المستدق و قال الجوهري‌ الضرب الرجل الخفيف اللحم و قال الجزري‌ في صفته ص كان في خاصرتيه انفتاق أي اتساع و هومحمود في


صفحه : 184

الرجال مذموم في النساء و قال في صفته ص كان فعم الأوصال أي ممتلئ الأعضاء يقال فعمت الإناء وأفعمته إذابالغت في ملئه و قال في البائن أي المفرط طولا ألذي بعد عن قدالرجال الطوال و قال المطهم المنتفخ الوجه وقيل الفاحش السمن وقيل النحيف الجسم و هو من الأضداد و قال المكلثم من الوجوه القصير الحنك الداني‌ الجبهة المستدير مع خفة اللحم أراد أنه كان أسيل الوجه و لم يكن مستديرا و قال الأمهق الكريه البياض كلون الجص يريد أنه كان نير البياض و قال الكتد بفتح التاء وكسرها مجتمع الكتفين و هوالكاهل و قال الأجرد ألذي ليس علي بدنه شعر و لم يكن كذلك وإنما أراد به أن الشعر كان في أماكن من بدنه كالمسربة والساعدين والساقين فإن ضد الأجرد الأشعر و هو ألذي علي جميع بدنه شعر و قال في فودي‌ رأسه أي ناحيته [ناحيتيه ] كل واحد منهما فود وقيل الفود معظم شعر الرأس و قال الهوينا تصغير الهوني تأنيث الأهون والغرض اللين والتثبت قوله كان يقبل جميعا قدعرفت ماقيل فيه و قدسمعت بعض مشايخي‌ يقول إنه كناية عن ضخامة جسمه ورصافة بدنه ص أي كان لايمكنه تحريك الرأس إلابتحريك البدن و هو من علامات الشجاعة كما هوالمشاهد في المعروفين بها والحموشة الدقة و قال الجزري‌ فيه أنه كان في عنفقته شعرات بيض العنفقة الشعر ألذي في الشفة السفلي وقيل الشعر ألذي بينها و بين الذقن انتهي والضفائر الذوائب المنسوجة و قال الجزري‌ فيه مارأيت ذا لمة أحسن من رسول الله ص اللمة من شعر الرأس دون الجمة وسميت بذلك لأنها ألمت بالمنكبين فإذازادت فهي‌ الجمة فقال الجمة من شعر الرأس ماسقط علي المنكبين

21-شي‌،[تفسير العياشي‌] فِي رِوَايَةِ صَفوَانَ الجَمّالِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع وَ عَن سَعدٍ الإِسكَافِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع جَاءَ أعَراَبيِ‌ّ أَحَدَ بنَيِ‌ عَامِرٍ فَسَأَلَ عَنِ النّبِيّص فَلَم يَجِدهُ قَالُوا هُوَ يفرج [بِقُزَحَ]فَطَلَبَهُ فَلَم يَجِدهُ قَالُوا هُوَ بِمِنًي قَالَ فَطَلَبَهُ فَلَم يَجِدهُ فَقَالُوا هُوَ


صفحه : 185

بِعَرَفَةَ فَطَلَبَهُ فَلَم يَجِدهُ قَالُوا هُوَ بِالمَشَاعِرِ قَالُوا فَوَجَدَهُ فِي المَوقِفِ قَالَ حَلّوا لِيَ النّبِيّص فَقَالَ النّاسُ يَا أعَراَبيِ‌ّ مَا أَنكَرَكَ إِذَا وَجَدتَ النّبِيّص وَسطَ القَومِ وَجَدتَهُ مُفَخّماً قَالَ بَل حَلّوهُ لِي حَتّي لَا أَسأَلَ عَنهُ أَحَداً قَالُوا فَإِنّ نبَيِ‌ّ اللّهِ أَطوَلُ مِنَ الرّبعَةِ وَ أَقصَرُ مِنَ الطّوِيلِ الفَاحِشِ كَأَنّ لَونَهُ فِضّةٌ وَ ذَهَبٌ أَرجَلُ النّاسِ جُمّةً وَ أَوسَعُ النّاسِ جَبهَةً بَينَ عَينَيهِ غُرّةٌ أَقنَي الأَنفِ وَاسِعُ الجَبِينِ كَثّ اللّحيَةِ مُفَلّجُ الأَسنَانِ عَلَي شَفَتِهِ السّفلَي خَالٌ كَأَنّ رَقَبَتَهُ إِبرِيقُ فِضّةٍ بَعِيدُ مَا بَينَ مُشَاشَةِ المَنكِبَينِ كَأَنّ بَطنَهُ وَ صَدرَهُ سَبَلٌ[سَوَاءٌ]سَبطُ البَنَانِ عَظِيمُ البَرَاثِنِ إِذَا مَشَي مَشَي مُتَكَفّئاً وَ إِذَا التَفَتَ التَفَتَ بِأَجمَعِهِ كَأَنّ يَدَهُ مِن لِينِهَا مَتنُ أَرنَبٍ إِذَا قَامَ مَعَ إِنسَانٍ لَم يَنفَتِل حَتّي يَنفَتِلَ صَاحِبُهُ وَ إِذَا جَلَسَ لَم يَحُلّ حِبوَتَهُ حَتّي يَقُومَ جَلِيسُهُ فَجَاءَ الأعَراَبيِ‌ّ فَلَمّا نَظَرَ إِلَي النّبِيّص عَرَفَهُ قَالَ[قَامَ]بِمِحجَنِهِ عَلَي رَأسِ نَاقَةِ رَسُولِ اللّهِص عِندَ ذَنَبِ نَاقَتِهِ فَأَقبَلَ النّاسُ تَقُولُ مَا أَجرَأَكَ يَا أعَراَبيِ‌ّ قَالَ النّبِيّص دَعُوهُ فَإِنّهُ أَرِبٌ ثُمّ قَالَ مَا حَاجَتُكَ قَالَ جَاءَتنَا رُسُلُكَ[ أَن]تُقِيمُوا الصّلَاةَ وَ تُؤتُوا الزّكَاةَ وَ تَحُجّوا البَيتَ وَ تَغتَسِلُوا مِنَ الجَنَابَةِ وَ بعَثَنَيِ‌ قوَميِ‌ إِلَيكَ رَائِداً أبَغيِ‌ أَن أَستَحلِفَكَ وَ أَخشَي أَن تَغضَبَ قَالَ لَا أَغضَبُ إنِيّ‌ أَنَا ألّذِي سمَاّنيِ‌َ اللّهُ فِي التّورَاةِ وَ الإِنجِيلِ محمد[مُحَمّداً] رَسُولَ اللّهِ المُجتَبَي المُصطَفَي لَيسَ


صفحه : 186

بِفَحّاشٍ وَ لَا سَخّابٍ فِي الأَسوَاقِ وَ لَا يُتبِعُ السّيّئَةَ السّيّئَةَ وَ لَكِن يُتبِعُ السّيّئَةَ الحَسَنَةَ فسَلَنيِ‌ عَمّا شِئتَ وَ أَنَا ألّذِي سمَاّنيِ‌َ اللّهُ فِي القُرآنِوَ لَو كُنتَ فَظّا غَلِيظَ القَلبِ لَانفَضّوا مِن حَولِكَفَسَل عَمّا شِئتَ قَالَ إِنّ اللّهَألّذِي رَفَعَ السّماواتِ بِغَيرِ عَمَدٍ هُوَ أَرسَلَكَ قَالَ نَعَم هُوَ أرَسلَنَيِ‌ قَالَ بِاللّهِ ألّذِي قَامَتِ السّمَاوَاتُ بِأَمرِهِ هُوَ ألّذِي أَنزَلَ عَلَيكَ الكِتَابَ وَ أَرسَلَكَ بِالصّلَاةِ المَفرُوضَةِ وَ الزّكَاةِ المَعقُولَةِ قَالَ نَعَم قَالَ وَ هُوَ أَمَرَكَ بِالِاغتِسَالِ مِنَ الجَنَابَةِ وَ بِالحُدُودِ كُلّهَا قَالَ نَعَم قَالَ فَإِنّا آمَنّا بِاللّهِ وَ رُسُلِهِ وَ كِتَابِهِ وَ اليَومِ الآخِرِ وَ البَعثِ وَ المِيزَانِ وَ المَوقِفِ وَ الحَلَالِ وَ الحَرَامِ صَغِيرِهِ وَ كَبِيرِهِ قَالَ فَاستَغفَرَ لَهُ النّبِيّص وَ دَعَا

توضيح قال الجزري‌ في صفته ص أطول من المربوع هو بين الطويل والقصير يقال رجل ربعة ومربوع و قال الفيروزآبادي‌ البرثن كقنفذ الكف مع الأصابع ومخلب الأسد أو هوللسبع كالإصبع للإنسان . وَ قَالَ الكاَزرِوُنيِ‌ّ فِي رِوَايَةٍ عَن عَلِيّ ع يَصِفُهُص لأِعَراَبيِ‌ّ إِذَا نَظَرتَ إِلَي رَسُولِ اللّهِص عَرَفتَهُ لَيسَ بِالطّوِيلِ المتُثَنَيّ‌ وَ لَا القَصِيرِ الفَاحِشِ أَبيَضُ مُشرَبٌ حُمرَةً رَبعَةٌ أَحسَنُ النّاسِ شَعرُهُ إِلَي شَحمَةِ أُذُنِهِ عَرِيضُ الجَبهَةِ ضَخمُ العَينَينِ أَقرَنُ الحَاجِبَينِ مُفَلّجُ الثّنَايَا أَسِيلُ الخَدّ كَثّ اللّحيَةِ عَلَي شَفَتِهِ السّفلَي خَالٌ كَأَنّ عُنُقَهُ إِبرِيقُ فِضّةٍ بَعِيدُ مَا بَينَ المَنكِبَينِ ضَخمُ البَرَاثِنِ كَذَا جَاءَ فِي الرّوَايَةِ

و قال بعض علمائنا وأظن الصواب ضخم الكراديس ليس علي ظهره و لابطنه إلاشعر كقضيب الفضة يجري‌ شثن الكفين كأن كفه من لينها متن أرنب إذامشي مشي متقلعا كأنه يهبط من صبب و إذاالتفت التفت بأجمعه و إذاصوفح لم ينزع يده حتي ينزع الآخر و إذااحتبي إليه رجل لم يحل حبوته حتي يكون الرجل هو ألذي يحل حبوته و إذاضحك تبسم يجزي‌ بالحسنة الحسنة وبالسيئة الحسنة ليس بسخاب في الأسواق . ثم قال المتثني‌ الذاهب طولا يستعمل في طول لاعرض له لايستمسك طوله من غيرعرض كأنه ينحني‌ قوله إذااحتبي إليه رجل من عادة العرب إذاجلس


صفحه : 187

أحدهم متمكنا أن يحتبي‌ بثوبه فإذاأراد أن يقوم حل حبوته يعني‌ إذاجلس إليه رجل لم يقم من عنده حتي يكون الرجل هو ألذي يبدأ بالقيام انتهي . و قال الجزري‌ فيه إن رجلا اعترض النبي ص يسأله فصاح به الناس فقال دعوا الرجل أرب ماله في هذه اللفظة ثلاث روايات أحدها أرب بوزن علم ومعناها الدعاء عليه أي أصيبت آرابه وسقطت وهي‌ كلمة لايراد بهاوقوع الأمر كمايقال تربت يداك وقاتلك الله وإنما ذكر في معني التعجب و في هذاالدعاء من رسول الله ص قولان أحدهما تعجبه من حرص السائل ومزاحمته والثاني‌ لمارآه بهذه الحال من الحرص غلبه طبع البشرية فدعا عليه وقيل معناه احتاج فسأل من أرب الرجل إذااحتاج ثم قال ما له أي أي شيء به و مايريد والرواية الثانية أرب ما له بوزن جمل أي حاجة له و مازائدة للتقليل أي له حاجة يسيرة وقيل معناه حاجة جاءت به فحذف ثم سأل فقال ما له والرواية الثالثة أرب بوزن كتف والأرب الحاذق الكامل أي هوأرب فحذف المبتدأ ثم سأل فقال ما له أي ماشأنه ومثله الحديث الآخر أنه جاءه رجل فقال دلني‌ علي عمل يدخلني‌ الجنة فقال أرب ما له أي أنه ذو خبرة وعلم انتهي .أقول كان في المنقول منه دعوه فإنه أديب بالدال المهملة والياء المثناة ثم الموحدة و كان يحتمل الراء أيضا و قدعرفت مما نقلنا تصحيحه وتوجيهه

22-كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَن سَهلٍ عَن مُحَمّدِ بنِ حَسَنِ بنِ شَمّونٍ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ النوّفلَيِ‌ّ عَن أَبِي الحَسَنِ ع قَالَ ذَكَرتُ الصّوتَ عِندَهُ فَقَالَ إِنّ عَلِيّ بنَ الحُسَينِ ع كَانَ يَقرَأُ فَرُبّمَا يَمُرّ بِهِ المَارّ فَصَعِقَ مِن حُسنِ صَوتِهِ وَ إِنّ الإِمَامَ لَو أَظهَرَ مِن ذَلِكَ


صفحه : 188

شَيئاً لَمَا احتَمَلَهُ النّاسُ مِن حُسنِهِ قُلتُ وَ لَم يَكُن رَسُولُ اللّهِص يصُلَيّ‌ بِالنّاسِ وَ يَرفَعُ صَوتَهُ بِالقُرآنِ فَقَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ يُحَمّلُ النّاسَ مِن خَلفِهِ[خُلُقِهِ] مَا يُطِيقُونَ

23-كا،[الكافي‌]عِدّةٌ مِن أَصحَابِنَا عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ سَيفٍ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ جَعفَرٍ ع صِف لِي نبَيِ‌ّ اللّهِص قَالَ كَانَ نبَيِ‌ّ اللّهِ أَبيَضَ مُشرَبَ حُمرَةٍ أَدعَجَ العَينَينِ مَقرُونَ الحَاجِبَينِ شَثنَ الأَطرَافِ كَأَنّ الذّهَبَ أُفرِغَ عَلَي بَرَاثِنِهِ عَظِيمَ مُشَاشَةِ المَنكِبَينِ إِذَا التَفَتَ يَلتَفِتُ جَمِيعاً مِن شِدّةِ استِرسَالِهِ سُربَتُهُ سَائِلَةٌ مِن لَبّتِهِ إِلَي سُرّتِهِ كَأَنّهَا وَسطُ الفِضّةِ المُصَفّاةِ وَ كَأَنّ عُنُقَهُ إِلَي كَاهِلِهِ إِبرِيقُ فِضّةٍ يَكَادُ أَنفُهُ إِذَا شَرِبَ أَن يَرِدَ المَاءَ وَ إِذَا مَشَي تَكَفّأَ كَأَنّهُ يَنزِلُ فِي صَبَبٍ لَم يُرَ مِثلُ نبَيِ‌ّ اللّهِ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ قَبلَهُ وَ لَا بَعدَهُص

بيان قوله ع كأن الذهب أفرغ علي براثنه لعل المراد وصف صلابة كفه ص وشدة قبضه مع عدم يبس ينافي‌ سهولة القبض فإن الذهب لها جهة صلابة ولين ويحتمل أن يكون التشبيه في الحمرة أو في النور و في إعلام الوري علي تراقيه و قدمر مثله قوله ع من شدة استرساله الاسترسال الاستيناس والطمأنينة إلي الإنسان والثقة به فيما يحدثه ذكره الجزري‌ و هذايدل علي أن التفاته ص جميعا إنما كان لعدم نخوته وشدة لطفه وحسن خلقه لا كماظنه الأكثر أنه إنما كان يفعل ذلك لمتانته ووقاره كمامر والسربة بالضم الشعر وسط الصدر إلي البطن و قوله ع كأنها وسط الفضة تشبيه بليغ حيث شبه هذاالخيط من الشعر في وسط البطن بما يتخيل الإنسان من خط أسود في وسط الفضة المصقولة إذاكانت فيهاحدبة فلاتغفل


صفحه : 189

24-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن حَمّادٍ عَن أَيّوبَ بنِ هَارُونَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قُلتُ لَهُ أَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَفرُقُ شَعرَهُ قَالَ لَا لِأَنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ إِذَا طَالَ شَعرُهُ كَانَ إِلَي شَحمَةِ أُذُنِهِ

25-كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَن سَهلٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن عَمرِو بنِ اِبرَاهِيمَ عَن خَلَفِ بنِ حَمّادٍ عَن عَمرِو بنِ ثَابِتٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قُلتُ إِنّهُم يَروُونَ أَنّ الفَرقَ مِنَ السّنّةِ قَالَ مِنَ السّنّةِ قُلتُ يَزعُمُونَ أَنّ النّبِيّص فَرَقَ قَالَ مَا فَرَقَ النّبِيّص وَ لَا كَانَتِ الأَنبِيَاءُ تُمسِكُ الشّعرَ

26-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ ابنِ أَبِي نَصرٍ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع الفَرقُ مِنَ السّنّةِ قَالَ لَا قُلتُ فَهَل فَرَقَ رَسُولُ اللّهِص قَالَ نَعَم قُلتُ كَيفَ فَرَقَ رَسُولُ اللّهِص وَ لَيسَ مِنَ السّنّةِ قَالَ مَن أَصَابَهُ مَا أَصَابَ رَسُولَ اللّهِص يَفرُقُ كَمَا فَرَقَ رَسُولُ اللّهِص وَ إِلّا فَلَا قُلتُ كَيفَ قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص لَمّا صُدّ عَنِ البَيتِ وَ قَد كَانَ سَاقَ الهدَي‌َ وَ أَحرَمَ أَرَاهُ اللّهُالرّؤيا بِالحَقّ لَتَدخُلُنّ المَسجِدَ الحَرامَ إِن شاءَ اللّهُ آمِنِينَ مُحَلّقِينَ رُؤُسَكُم وَ مُقَصّرِينَ لا تَخافُونَفَعَلِمَ رَسُولُ اللّهِص أَنّ اللّهَ سيَفَيِ‌ لَهُ بِمَا أَرَاهُ فَمِن ثَمّ وَفّرَ ذَلِكَ الشّعرَ ألّذِي كَانَ عَلَي رَأسِهِ حِينَ أَحرَمَ انتِظَاراً لِحَلقِهِ فِي الحَرَمِ حَيثُ وَعَدَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فَلَمّا حَلَقَهُ لَم يَعُد فِي تَوفِيرِ الشّعرِ وَ لَا كَانَ ذَلِكَ مِن قَبلِهِص

27-كا،[الكافي‌]عِدّةٌ مِن أَصحَابِنَا عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ


صفحه : 190

سِنَانٍ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ إِذَا رئُيِ‌َ فِي اللّيلَةِ الظّلمَاءِ رئُيِ‌َ لَهُ نُورٌ كَأَنّهُ شِقّةُ قَمَرٍ

أَقُولُ قَالَ الكاَزرِوُنيِ‌ّ فِي المُنتَقَي،روُيِ‌َ عَن عَلِيّ ع كَانَ النّبِيّص ضَخمَ الرّأسِ عَظِيمَ العَينَينِ هَدِبَ الأَشفَارِ مُشرَبَ العَينَينِ حُمرَةً كَثّ اللّحيَةِ أَزهَرَ اللّونِ شَثنَ الكَفّينِ وَ القَدَمَينِ إِذَا مَشَي تَكَفّأَ كَأَنّمَا يمَشيِ‌ فِي صَعَدٍ وَ إِذَا التَفَتَ التَفَتَ جَمِيعاً

وَ فِي رِوَايَةٍ عَنهُ ع أَيضاً قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص أَبيَضَ مُشرَباً بَيَاضُهُ حُمرَةً أَهدَبَ الأَشفَارِ أَسوَدَ الحَدَقَةِ لَا قَصِيرٌ وَ لَا طَوِيلٌ وَ هُوَ إِلَي الطّولِ أَقرَبُ لَا جَعدٌ وَ لَا سَبِطٌ عَظِيمُ المَنَاكِبِ فِي صَدرِهِ مَسرُبَةٌ شَثنُ الكَفّ وَ القَدَمِ كَأَنّ عَرَقَهُ اللّؤلُؤُ إِذَا مَشَي تَكَفّأَ كَأَنّهُ يمَشيِ‌ فِي صَعَدٍ لَم أَرَ قَبلَهُ وَ لَا بَعدَهُ مِثلَهُص

وَ عَنهُ ع أَيضاً قَالَ لَيسَ بِالذّاهِبِ طُولًا وَ فَوقَ الرّبعَةِ إِذَا جَاءَ مَعَ القَومِ غَمَرَهُم أَبيَضُ ضَخمُ الهَامَةِ أَغَرّ أَبلَجُ أَهدَبُ الأَشفَارِ شَثنُ الكَفّينِ وَ القَدَمَينِ إِذَا مَشَي يَتَقَلّعُ كَأَنّمَا يَنحَدِرُ مِن صَبَبٍ كَأَنّ العَرَقَ فِي وَجهِهِ اللّؤلُؤُ لَم أَرَ قَبلَهُ وَ لَا بَعدَهُ مِثلَهُ بأِبَيِ‌ هُوَ وَ أمُيّ‌ص

وَ فِي رِوَايَةٍ عَنهُ ع أَيضاً لَم يَكُن بِالطّوِيلِ المُمّغِطِ وَ لَا القَصِيرِ المُتَرَدّدِ كَأَنّهُ رَبعَةٌ مِنَ القَومِ وَ لَم يَكُن بِالجَعدِ القَطَطِ وَ لَا بِالسّبِطِ كَانَ جَعداً رَجِلًا وَ لَم يَكُن بِالمُطَهّمِ وَ لَا المُكَلثَمِ وَ كَانَ فِي الوَجهِ تَدوِيرٌ أَبيَضَ مُشرَبٍ أَدعَجَ العَينَينِ أَهدَبَ الأَشفَارِ جَلِيلَ المُشَاشِ وَ الكَتَدِ أَجرَدَ شَثنَ الكَفّينِ وَ القَدَمَينِ إِذَا مَشَي يَتَقَلّعُ كَأَنّمَا يمَشيِ‌ فِي صَبَبٍ وَ إِذَا التَفَتَ التَفَتَ جَمِيعُهُ بَينَ كَتِفَيهِ خَاتَمُ النّبُوّةِ وَ هُوَ خَاتَمُ النّبِيّينَ أَجوَدُ النّاسِ كَفّاً وَ أَرحَبُ النّاسِ صَدراً وَ أَصدَقُ النّاسِ لَهجَةً وَ أَوفَي النّاسِ ذِمّةً وَ أَليَنُهُم عَرِيكَةً وَ أَكرَمُهُم عِشرَةً مَن رَآهُ بَدِيهَةً هَابَهُ وَ مَن خَالَطَهُ مَعرِفَةً أَحَبّهُ يَقُولُ نَاعِتُهُ لَم أَرَ قَبلَهُ وَ لَا بَعدَهُ مِثلَهُ


صفحه : 191

ثم قال و قدفسر الأصمعي‌ هذاالحديث فقال الممغط الذاهب طولا ويروي هذابالغين والعين والمتردد الداخل بعضه في بعض قصرا والمطهم البادن الكثير اللحم والمكلثم المدور الوجه كذا ذكره الأصمعي‌ و قال غيره المكلثم من الوجه القصير الحنك الداني‌ الجبهة المستدير الوجه و لا يكون إلا مع كثرة اللحم و قال أبوعبيد كان أسيلا و لم يكن مستدير الوجه و هذاالاختلاف يكون إذا لم يكن بعده قوله و كان في الوجه تدوير والأوجه أن يقال لم يكن بالأسيل جدا و لاالمدور مع إفراط التدوير كان بين المدور والأسيل كأحسن ما يكون إذ كل شيء من خلقه كان معتدلا والإفراط غيرمستحب في شيء وَ عَن جَابِرِ بنِ سَمُرَةَ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص ضَلِيعَ الفَمِ أَشكَلَ العَينَينِ مَنهُوشَ العَقِبِ

قال الراوي‌ قلت لسماك راويه عن جابر مامعني ضليع الفم قال عظيم الفم قلت ماأشكل العينين قال طويل شق العين قلت مامنهوش العقب قال قليل لحم العقب والمنهوس بالسين المهملة قليل اللحم أيضا ويروي بالحرفين

وَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص أَفلَجَ الثّنِيّتَينِ إِذَا تَكَلّمَ رئُيِ‌َ كَالنّورِ يَخرُجُ مِن بَينَ ثَنَايَاهُ

وَ عَن أَنَسٍ قَالَ مَا عَدَدتُ فِي رَأسِ رَسُولِ اللّهِص وَ لِحيَتِهِ إِلّا أَربَعَ عَشرَةَ شَعرَةً بَيضَاءَ

وَ قِيلَ لِجَابِرِ بنِ سَمُرَةَ كَانَ فِي رَأسِ رَسُولِ اللّهِص شَيبٌ قَالَ لَم يَكُن فِي رَأسِ رَسُولِ اللّهِص شَيبٌ إِلّا شَعَرَاتٍ فِي مَفرَقِ رَأسِهِ إِذَا ادّهَنَ وَ أَرَاهُنّ الدّهنَ

وَ قَالَ عَبدُ اللّهِ بنُ بِشرٍ كَانَ فِي عَنفَقَتِهِ شَعَرَاتٌ بِيضٌ

وَ عَنِ ابنِ عُمَرَ قَالَ كَانَ شَيبُ رَسُولِ اللّهِص نَحواً مِن عِشرِينَ شَعرَةً

وَ فِي الترّمذِيِ‌ّ عَن أَبِي رَمثَةَ قَالَ أَتَيتُ النّبِيّص فَرَأَيتُ الشّيبَ أَحمَرَ

وَ عَن أَنَسٍ قَالَ مَا شَمِمتُ رَائِحَةً قَطّ مِسكَةً وَ لَا عَنبَرَةً أَطيَبَ مِن رَائِحَةِ النّبِيّ ع وَ لَا مَسِستُ شَيئاً قَطّ خَزّةً وَ لَا حَرِيرَةً أَليَنَ مِن كَفّ رَسُولِ اللّهِص

وَ قَالَ أَنَسٌكُنّا


صفحه : 192

نَعرِفُ رَسُولَ اللّهِص إِذَا أَقبَلَ بِطِيبِ رِيحِهِ

وَ عَن أَبِي هُرَيرَةَ أَنّ رَجُلًا أَتَي النّبِيّص فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ إنِيّ‌ زَوّجتُ ابنتَيِ‌ وَ إنِيّ‌ أُحِبّ أَن تعُيِننَيِ‌ بشِيَ‌ءٍ فَقَالَ مَا عِندَنَا شَيءٌ وَ لَكِن إِذَا كَانَ غَداً فَتَعَالَ وَ جئِنيِ‌ بِقَارُورَةٍ وَاسِعَةِ الرّأسِ وَ عُودِ شَجَرٍ وَ آيَةُ بيَنيِ‌ وَ بَينَكَ أنَيّ‌ أُجِيفُ البَابَ فَأَتَاهُ بِقَارُورَةٍ وَاسِعَةِ الرّأسِ وَ عُودِ شَجَرٍ فَجَعَلَ رَسُولُ اللّهِص يَسلُتُ العَرَقَ مِن ذِرَاعَيهِ حَتّي امتَلَأَتِ القَارُورَةُ فَقَالَ خُذهَا وَ أمُر ابنَتَكَ إِذَا أَرَادَت أَن تَطَيّبَ أَن تَغمِسَ العُودَ فِي القَارُورَةِ وَ تَطَيّبَ بِهَا وَ كَانَت إِذَا تَطَيّبَت شَمّ أَهلُ المَدِينَةِ ذَلِكَ الطّيبَ فَسُمّوا بَيتَ المُتَطَيّبِينَ

وَ ذَكَرَ البخُاَريِ‌ّ فِي تَارِيخِهِ الكَبِيرِ، عَن جَابِرٍ قَالَ لَم يَكُنِ النّبِيّص يَمُرّ فِي طَرِيقٍ فَتَبِعَهُ أَحَدٌ إِلّا عَرَفَ أَنّهُ سَلَكَهُ مِن طِيبِهِ

وَ ذَكَرَ إِسحَاقُ بنُ رَاهَوَيهِ أَنّ ذَلِكَ رَائِحَتُهُ بِلَا طِيبٍ

وَ روُيِ‌َ أَنّهُص كَانَ إِذَا أَرَادَ أَن يَتَغَوّطَ انشَقّتِ الأَرضُ فَابتَلَعَت غَائِطَهُ وَ بَولَهُ وَ فَاحَت لِذَلِكَ رَائِحَةُ طِيبِهِ

28-ل ،[الخصال ] لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] مُحَمّدُ بنُ أَحمَدَ الأسَدَيِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ زَيدَانَ وَ عَلِيّ بنِ العَبّاسِ البَجَلِيّينِ عَن أَبِي كُرَيبٍ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ هِشَامٍ عَن شَيبَانَ عَن عِكرِمَةَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ قَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللّهِ أَسرَعَ إِلَيكَ الشّيبُ قَالَ شيَبّتَنيِ‌ هُودُ وَ الوَاقِعَةُ وَ المُرسَلَاتُ وَ عَمّ يَتَسَاءَلُونَ

29- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] ابنُ مَخلَدٍ عَنِ ابنِ السّمَاكِ عَن يَحيَي بنِ أَبِي طَالِبٍ عَن حَمّادِ بنِ سُهَيلٍ عَن أَبِي نُعَيمٍ عَن سُفيَانَ عَن رَبِيعَةَ قَالَ سَمِعتُ أَنَساً يَقُولُ كَانَ فِي رَأسِ رَسُولِ اللّهِص وَ لِحيَتِهِ عِشرُونَ طَاقَةً بَيضَاءَ


صفحه : 193

30- ع ،[علل الشرائع ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ هَاشِمٍ عَنِ ابنِ المُغِيرَةِ عَمّن ذَكَرَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ استَأذَنَت زَلِيخَا عَلَي يُوسُفَ وَ سَاقَ الحَدِيثَ إِلَي أَن قَالَ قَالَ لَهَا يَا زَلِيخَا مَا ألّذِي دَعَاكِ إِلَي مَا كَانَ قَالَت حُسنُ وَجهِكَ يَا يُوسُفُ فَقَالَ كَيفَ لَو رَأَيتِ نَبِيّاً يُقَالُ لَهُ مُحَمّدٌ يَكُونُ فِي آخِرِ الزّمَانِ أَحسَنَ منِيّ‌ وَجهاً وَ أَحسَنَ منِيّ‌ خُلُقاً وَ أَسمَحَ منِيّ‌ كَفّاً قَالَت صَدَقتَ قَالَ وَ كَيفَ عَلِمتِ أنَيّ‌ صَدَقتُ قَالَت لِأَنّكَ حِينَ ذَكَرتَهُ وَقَعَ حُبّهُ فِي قلَبيِ‌ فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَي يُوسُفَ أَنّهَا قَد صَدَقَت وَ قَد أَحبَبتُهَا لِحُبّهَا مُحَمّداً فَأَمَرَهُ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي أَن تَزَوّجهَا[يَتَزَوّجَهَا]

31-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِإِسنَادِهِ إِلَي الصّدُوقِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ حَامِدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ حَمدَوَيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الكَرِيمِ عَن وَهبِ بنِ جَرِيرٍ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسحَاقَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ بنِ أَبِي الحُسَينِ عَن شَهرِ بنِ حَوشَبٍ قَالَ لَمّا قَدِمَ رَسُولُ اللّهِص المَدِينَةَ أَتَاهُ رَهطٌ مِنَ اليَهُودِ فَقَالُوا إِنّا سَائِلُوكَ عَن أَربَعِ خِصَالٍ وَ سَاقَ الحَدِيثَ إِلَي أَن قَالَ قَالُوا أَخبِرنَا عَن نَومِكَ كَيفَ هُوَ قَالَ أَنشُدُكُم بِاللّهِ هَل تَعلَمُونَ مِن صِفَةِ هَذَا الرّجُلِ ألّذِي تَزعُمُونَ أنَيّ‌ لَستُ بِهِ تَنَامُ عَينُهُ وَ قَلبُهُ يَقظَانُ قَالُوا أللّهُمّ نَعَم قَالَ وَ كَذَا نوَميِ‌ الخَبَرَ

32-كا،[الكافي‌]حُمَيدُ بنُ زِيَادٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدٍ الكنِديِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ الحَسَنِ الميِثمَيِ‌ّ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَن نُعمَانَ الراّزيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَانهَزَمَ النّاسُ يَومَ أُحُدٍ عَن رَسُولِ اللّهِص فَغَضِبَ غَضَباً شَدِيداً قَالَ وَ كَانَ إِذَا غَضِبَ انحَدَرَ عَن جَبِينِهِ مِثلُ


صفحه : 194

اللّؤلُؤِ مِنَ العَرَقِ

33- كِتَابُ الغَارَاتِ،لِإِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ الثقّفَيِ‌ّ بِإِسنَادِهِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ مِن وُلدِ عَلِيّ ع قَالَ كَانَ عَلِيّ ع إِذَا نَعَتَ النّبِيّص قَالَ لَم يَكُ بِالطّوِيلِ المُمّغِطِ وَ لَا القَصِيرِ المُتَرَدّدِ وَ كَانَ رَبعَةً مِنَ القَومِ وَ لَم يَكُ بِالجَعدِ القَطَطِ وَ لَا السّبِطِ كَانَ جَعداً رَجِلًا وَ لَم يَكُ بِالمُطَهّمِ وَ لَا المُكَلثَمِ وَ كَانَ فِي الوَجهِ تَدوِيراً أَبيَضَ مُشرَبٍ أَدعَجَ العَينِ أَهدَبَ الأَشفَارِ جَلِيلَ المُشَاشِ وَ الكَتَدِ أَجرَدَ ذَا مَسرُبَةٍ شَثنَ الكَفّينِ وَ القَدَمَينِ إِذَا مَشَي تَقَلّعَ كَأَنّمَا يمَشيِ‌ فِي صَبَبٍ وَ إِذَا التَفَتَ التَفَتَ مَعاً بَينَ كَتِفَيهِ خَاتَمُ النّبُوّةِ وَ هُوَ خَاتَمُ النّبِيّينَ أَجوَدُ النّاسِ كَفّاً وَ أَجرَأُ النّاسِ صَدراً وَ أَصدَقُ النّاسِ لَهجَةً وَ أَوفَي النّاسِ ذِمّةً وَ أَليَنُهُم عَرِيكَةً وَ أَكرَمُهُم عَشِيرَةً بأِبَيِ‌ مَن لَم يَشبَع ثَلَاثاً مُتَوَالِيَةً مِن خُبزِ بُرّ حَتّي فَارَقَ الدّنيَا وَ لَم يَنخُل دَقِيقَةً

أقول قدمضت الأخبار في وصف خاتم النبوة في الأبواب السابقة فلانعيدها

باب 9-مكارم أخلاقه وسيره وسننه صلي الله عليه وآله و ماأدبه الله تعالي به

الآيات آل عمران فَبِما رَحمَةٍ مِنَ اللّهِ لِنتَ لَهُم وَ لَو كُنتَ فَظّا غَلِيظَ القَلبِ لَانفَضّوا مِن حَولِكَ فَاعفُ عَنهُم وَ استَغفِر لَهُم وَ شاوِرهُم فِي الأَمرِ فَإِذا عَزَمتَ فَتَوَكّل عَلَي اللّهِ إِنّ اللّهَ يُحِبّ المُتَوَكّلِينَالأنعام قُل لا أَقُولُ لَكُم عنِديِ‌ خَزائِنُ اللّهِ وَ لا أَعلَمُ الغَيبَ وَ لا أَقُولُ لَكُم إنِيّ‌ مَلَكٌ إِن أَتّبِعُ إِلّا ما يُوحي إلِيَ‌ّ


صفحه : 195

الأعراف خُذِ العَفوَ وَ أمُر بِالعُرفِ وَ أَعرِض عَنِ الجاهِلِينَالتوبةوَ مِنهُمُ الّذِينَ يُؤذُونَ النّبِيّ وَ يَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُل أُذُنُ خَيرٍ لَكُم يُؤمِنُ بِاللّهِ وَ يُؤمِنُ لِلمُؤمِنِينَ وَ رَحمَةٌ لِلّذِينَ آمَنُوا مِنكُمالنحل وَ اصبِر وَ ما صَبرُكَ إِلّا بِاللّهِ وَ لا تَحزَن عَلَيهِم وَ لا تَكُ فِي ضَيقٍ مِمّا يَمكُرُونَالكهف فَلَعَلّكَ باخِعٌ نَفسَكَ عَلي آثارِهِم إِن لَم يُؤمِنُوا بِهذَا الحَدِيثِ أَسَفاً و قال تعالي الكهف فَلا تُمارِ فِيهِم إِلّا مِراءً ظاهِراً وَ لا تَستَفتِ فِيهِم مِنهُم أَحَداً وَ لا تَقُولَنّ لشِيَ‌ءٍ إنِيّ‌ فاعِلٌ ذلِكَ غَداً إِلّا أَن يَشاءَ اللّهُ وَ اذكُر رَبّكَ إِذا نَسِيتَ وَ قُل عَسي أَن يَهدِيَنِ ربَيّ‌ لِأَقرَبَ مِن هذا رَشَداًطه طه ما أَنزَلنا عَلَيكَ القُرآنَ لِتَشقي إِلّا تَذكِرَةً لِمَن يَخشي و قال تعالي طه فَاصبِر عَلي ما يَقُولُونَ وَ سَبّح بِحَمدِ رَبّكَ قَبلَ طُلُوعِ الشّمسِ وَ قَبلَ غُرُوبِها وَ مِن آناءِ اللّيلِ فَسَبّح وَ أَطرافَ النّهارِ لَعَلّكَ تَرضي وَ لا تَمُدّنّ عَينَيكَ إِلي ما مَتّعنا بِهِ أَزواجاً مِنهُم زَهرَةَ الحَياةِ الدّنيا لِنَفتِنَهُم فِيهِ وَ رِزقُ رَبّكَ خَيرٌ وَ أَبقي وَ أمُر أَهلَكَ بِالصّلاةِ وَ اصطَبِر عَلَيها لا نَسئَلُكَ رِزقاً نَحنُ نَرزُقُكَ وَ العاقِبَةُ لِلتّقويالشعراءوَ أَنذِر عَشِيرَتَكَ الأَقرَبِينَ وَ اخفِض جَناحَكَ لِمَنِ اتّبَعَكَ مِنَ المُؤمِنِينَ فَإِن عَصَوكَ فَقُل إنِيّ‌ برَيِ‌ءٌ مِمّا تَعمَلُونَ وَ تَوَكّل عَلَي العَزِيزِ الرّحِيمِ ألّذِي يَراكَ حِينَ تَقُومُ وَ تَقَلّبَكَ فِي السّاجِدِينَ إِنّهُ هُوَ السّمِيعُ العَلِيمُالنمل وَ لا تَحزَن عَلَيهِم وَ لا تَكُن فِي ضَيقٍ مِمّا يَمكُرُونَ إلي قوله تعالي فَتَوَكّل عَلَي اللّهِ إِنّكَ عَلَي الحَقّ المُبِينِ و قال تعالي النمل إِنّما أُمِرتُ أَن أَعبُدَ رَبّ هذِهِ البَلدَةِ ألّذِي حَرّمَها وَ لَهُ كُلّ شَيءٍ وَ أُمِرتُ أَن أَكُونَ مِنَ المُسلِمِينَ وَ أَن أَتلُوَا القُرآنَالعنكبوت اتلُ ما أوُحيِ‌َ إِلَيكَ مِنَ الكِتابِ وَ أَقِمِ الصّلاةَ إِنّ الصّلاةَ

تَنهي عَنِ الفَحشاءِ وَ المُنكَرِ وَ لَذِكرُ اللّهِ أَكبَرُ وَ اللّهُ يَعلَمُ ما تَصنَعُونَالروم فَاصبِر إِنّ وَعدَ اللّهِ حَقّ وَ لا يَستَخِفّنّكَ الّذِينَ لا يُوقِنُونَالأحزاب وَ بَشّرِ المُؤمِنِينَ بِأَنّ لَهُم مِنَ اللّهِ فَضلًا كَبِيراً وَ لا تُطِعِ الكافِرِينَ وَ المُنافِقِينَ وَ دَع أَذاهُم وَ تَوَكّل عَلَي اللّهِ وَ كَفي بِاللّهِ وَكِيلًافاطرفَلا تَذهَب نَفسُكَ عَلَيهِم حَسَراتٍ إِنّ اللّهَ عَلِيمٌ بِما يَصنَعُونَيس وَ ما عَلّمناهُ الشّعرَ وَ ما ينَبغَيِ‌ لَهُ إِن هُوَ إِلّا ذِكرٌ وَ قُرآنٌ مُبِينٌ إلي قوله تعالي فَلا يَحزُنكَ قَولُهُم إِنّا نَعلَمُ ما يُسِرّونَ وَ ما يُعلِنُونَالمؤمن فَاصبِر إِنّ وَعدَ اللّهِ حَقّ وَ استَغفِر لِذَنبِكَ وَ سَبّح بِحَمدِ رَبّكَ باِلعشَيِ‌ّ وَ الإِبكارِالسجدةوَ لا تسَتوَيِ‌ الحَسَنَةُ وَ لَا السّيّئَةُ ادفَع باِلتّيِ‌ هيِ‌َ أَحسَنُ فَإِذَا ألّذِي بَينَكَ وَ بَينَهُ عَداوَةٌ كَأَنّهُ ولَيِ‌ّ حَمِيمٌ وَ ما يُلَقّاها إِلّا الّذِينَ صَبَرُوا وَ ما يُلَقّاها إِلّا ذُو حَظّ عَظِيمٍ وَ إِمّا يَنزَغَنّكَ مِنَ الشّيطانِ نَزغٌ فَاستَعِذ بِاللّهِ إِنّهُ هُوَ السّمِيعُ العَلِيمُالزخرف وَ قِيلِهِ يا رَبّ إِنّ هؤُلاءِ قَومٌ لا يُؤمِنُونَ فَاصفَح عَنهُم وَ قُل سَلامٌ فَسَوفَ يَعلَمُونَالأحقاف فَاصبِر كَما صَبَرَ أُولُوا العَزمِ مِنَ الرّسُلِ وَ لا تَستَعجِل لَهُم كَأَنّهُم يَومَ يَرَونَ ما يُوعَدُونَ لَم يَلبَثُوا إِلّا ساعَةً مِن نَهارٍ بَلاغٌ فَهَل يُهلَكُ إِلّا القَومُ الفاسِقُونَ محمدفَاعلَم أَنّهُ لا إِلهَ إِلّا اللّهُ وَ استَغفِر لِذَنبِكَ وَ لِلمُؤمِنِينَ وَ المُؤمِناتِ وَ اللّهُ يَعلَمُ مُتَقَلّبَكُم وَ مَثواكُمق فَاصبِر عَلي ما يَقُولُونَ وَ سَبّح بِحَمدِ رَبّكَ قَبلَ طُلُوعِ الشّمسِ وَ قَبلَ الغُرُوبِ وَ مِنَ اللّيلِ فَسَبّحهُ وَ أَدبارَ السّجُودِ إلي قوله تعالي نَحنُ أَعلَمُ بِما يَقُولُونَ وَ ما أَنتَ عَلَيهِم بِجَبّارٍ فَذَكّر بِالقُرآنِ مَن يَخافُ وَعِيدِالطوروَ اصبِر لِحُكمِ رَبّكَ فَإِنّكَ بِأَعيُنِنا وَ سَبّح بِحَمدِ رَبّكَ حِينَ تَقُومُ

وَ مِنَ اللّيلِ فَسَبّحهُ وَ إِدبارَ النّجُومِ

القلم ن وَ القَلَمِ وَ ما يَسطُرُونَ ما أَنتَ بِنِعمَةِ رَبّكَ بِمَجنُونٍ وَ إِنّ لَكَ لَأَجراً غَيرَ مَمنُونٍ وَ إِنّكَ لَعَلي خُلُقٍ عَظِيمٍ فَسَتُبصِرُ وَ يُبصِرُونَ بِأَيّكُمُ المَفتُونُ إلي قوله تعالي فَاصبِر لِحُكمِ رَبّكَ وَ لا تَكُن كَصاحِبِ الحُوتِ إِذ نادي وَ هُوَ مَكظُومٌالمعارج فَاصبِر صَبراً جَمِيلًاالجن قُل إِنّما أَدعُوا ربَيّ‌ وَ لا أُشرِكُ بِهِ أَحَداً قُل إنِيّ‌ لا أَملِكُ لَكُم ضَرّا وَ لا رَشَداً قُل إنِيّ‌ لَن يجُيِرنَيِ‌ مِنَ اللّهِ أَحَدٌ وَ لَن أَجِدَ مِن دُونِهِ مُلتَحَداً إِلّا بَلاغاً مِنَ اللّهِ وَ رِسالاتِهِ وَ مَن يَعصِ اللّهَ وَ رَسُولَهُ فَإِنّ لَهُ نارَ جَهَنّمَ خالِدِينَ فِيها أَبَداً حَتّي إِذا رَأَوا ما يُوعَدُونَإِمّا العَذابَ وَ إِمّا السّاعَةَفَسَيَعلَمُونَ مَن أَضعَفُ ناصِراً وَ أَقَلّ عَدَداً قُل إِن أدَريِ‌ أَ قَرِيبٌ ما تُوعَدُونَ أَم يَجعَلُ لَهُ ربَيّ‌ أَمَداً عالِمُ الغَيبِ فَلا يُظهِرُ عَلي غَيبِهِ أَحَداً إِلّا مَنِ ارتَضي مِن رَسُولٍ فَإِنّهُ يَسلُكُ مِن بَينِ يَدَيهِ وَ مِن خَلفِهِ رَصَداً لِيَعلَمَ أَن قَد أَبلَغُوا رِسالاتِ رَبّهِم وَ أَحاطَ بِما لَدَيهِم وَ أَحصي كُلّ شَيءٍ عَدَداًالمزمل يا أَيّهَا المُزّمّلُ قُمِ اللّيلَ إِلّا قَلِيلًا نِصفَهُ أَوِ انقُص مِنهُ قَلِيلًا أَو زِد عَلَيهِ وَ رَتّلِ القُرآنَ تَرتِيلًا إِنّا سنَلُقيِ‌ عَلَيكَ قَولًا ثَقِيلًا إِنّ ناشِئَةَ اللّيلِ هيِ‌َ أَشَدّ وَطئاً وَ أَقوَمُ قِيلًا إِنّ لَكَ فِي النّهارِ سَبحاً طَوِيلًا وَ اذكُرِ اسمَ رَبّكَ وَ تَبَتّل إِلَيهِ تَبتِيلًا رَبّ المَشرِقِ وَ المَغرِبِ لا إِلهَ إِلّا هُوَ فَاتّخِذهُ وَكِيلًا وَ اصبِر عَلي ما يَقُولُونَ وَ اهجُرهُم هَجراً جَمِيلًا وَ ذرَنيِ‌ وَ المُكَذّبِينَ أوُليِ‌ النّعمَةِ وَ مَهّلهُم قَلِيلًا إلي قوله تعالي إِنّ رَبّكَ يَعلَمُ أَنّكَ تَقُومُ أَدني مِن ثلُثُيَ‌ِ اللّيلِ وَ نِصفَهُ وَ ثُلُثَهُ وَ طائِفَةٌ مِنَ الّذِينَ مَعَكَ وَ اللّهُ يُقَدّرُ اللّيلَ وَ النّهارَ عَلِمَ أَن لَن تُحصُوهُ فَتابَ عَلَيكُم فَاقرَؤُا ما تَيَسّرَ مِنَ القُرآنِ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَرضي وَ آخَرُونَ يَضرِبُونَ فِي الأَرضِ يَبتَغُونَ مِن فَضلِ اللّهِ وَ آخَرُونَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ


صفحه : 198

المدثريا أَيّهَا المُدّثّرُ قُم فَأَنذِر وَ رَبّكَ فَكَبّر وَ ثِيابَكَ فَطَهّر وَ الرّجزَ فَاهجُر وَ لا تَمنُن تَستَكثِرُ وَ لِرَبّكَ فَاصبِرالدهرإِنّا نَحنُ نَزّلنا عَلَيكَ القُرآنَ تَنزِيلًا فَاصبِر لِحُكمِ رَبّكَ وَ لا تُطِع مِنهُم آثِماً أَو كَفُوراً وَ اذكُرِ اسمَ رَبّكَ بُكرَةً وَ أَصِيلًا وَ مِنَ اللّيلِ فَاسجُد لَهُ وَ سَبّحهُ لَيلًا طَوِيلًا

تفسير قال الطبرسي‌ رحمه الله فَبِما رَحمَةٍ مازائدةمِنَ اللّهِ لِنتَ لَهُم أي إن لينك لهم مما يوجب دخولهم في الدين وَ لَو كُنتَ فَظّا أي جافيا سيئ الخلق غَلِيظَ القَلبِ أي قاسي‌ الفؤاد غيرذي‌ رحمةلَانفَضّوا مِن حَولِكَلتفرق أصحابك عنك فَاعفُ عَنهُم مابينك وبينهم وَ استَغفِر لَهُم مابينهم وبيني‌وَ شاوِرهُم فِي الأَمرِ أي استخراج آرائهم [استخرج آراءهم ] واعلم ماعندهم واختلف في فائدة مشاورته إياهم مع استغنائه بالوحي‌ علي أقوال .أحدها أن ذلك علي وجه التطييب لنفوسهم والتألف لهم والرفع من أقدارهم وثانيها أن ذلك ليقتدي‌ به أمته في المشاورة و لايرونها نقيصة كمامدحوا بأن أمرهم شُوري بَينَهُم. وثالثها أن ذلك لأمرين لإجلال أصحابه وليقتدي‌ أمته به في ذلك . ورابعها أن ذلك ليمتحنهم بالمشاورة ليتميز الناصح من الغاش . وخامسها أن ذلك في أمور الدنيا ومكايد الحرب ولقاء العدو و في مثل ذلك يجوز أن يستعين بآرائهم فإذاعزمت أي فإذاعقدت قلبك علي الفعل وإمضائه ورووا عن جعفر بن محمد و عن جابر بن يزيد فإذاعزمت بالضم فالمعني إذاعزمت لك ووفقتك وأرشدتك فَتَوَكّل عَلَي اللّهِ أي فاعتمد علي الله وثق به وفوض أمرك إليه و في هذه الآية دلالة علي تخصيص نبيناص بمكارم الأخلاق ومحاسن الأفعال


صفحه : 199

و من عجيب أمره أنه كان أجمع الناس لدواعي‌ الترفع ثم كان أدناهم إلي التواضع و ذلك أنه ص كان أوسط الناس نسبا وأوفرهم حسبا وأسخاهم وأشجعهم وأزكاهم وأفصحهم و هذه كلها من دواعي‌ الترفع ثم كان من تواضعه أنه كان يرقع الثوب ويخصف النعل ويركب الحمار ويعلف الناضح ويجيب دعوة المملوك ويجلس في الأرض ويأكل في الأرض و كان يدعو إلي الله من غيرزبر و لاكهر و لازجر ولقد أحسن من مدحه في قوله


فما حملت من ناقة فوق ظهرها.   أبر وأوفي ذمة من محمد.

و في قوله تعالي قُل لا أَقُولُ لَكُم عنِديِ‌ خَزائِنُ اللّهِ أي خزائن رحمته أومقدوراته أوأرزاق الخلائق وَ لا أَعلَمُ الغَيبَ ألذي يختص الله تعالي بعلمه وإنما أعلم ماعلمني‌وَ لا أَقُولُ لَكُم إنِيّ‌ مَلَكٌ أي لاأقدر علي مايقدر عليه الملك فأشاهد من أمر الله وغيبه ماتشاهده الملائكةإِن أَتّبِعُ إِلّا ما يُوحي إلِيَ‌ّيريد ماأخبركم إلابما أنزل الله إلي‌.أقول الحاصل أني‌ لاأقدر أن آتيكم بمعجزة وآية إلابما أقدرني‌ الله عليه وأذن لي فيه و لاأعلم شيئا إلابتعليمه تعالي و لاأعلم شيئا من قبل نفسي‌ إلابإلهام أووحي‌ منه تعالي و لاأقول إني‌ مبرأ من الصفات البشرية من الأكل والشرب و غير ذلك . و قال الطبرسي‌ رحمه الله في قوله تعالي خُذِ العَفوَ أي ماعفا من أموال الناس أي مافضل من النفقة فكان رسول الله ص يأخذ الفضل من أموالهم ليس فيها شيءموقت ثم نزلت آية الزكاة فصار منسوخا بها وقيل معناه خُذِ العَفوَ من أخلاق الناس


صفحه : 200

واقبل الميسور منها وقيل هوالعفو في قبول العذر من المعتذر وترك المؤاخذة بالإساءةوَ أمُر بِالعُرفِيعني‌ بالمعروف و هو كل ماحسن في العقل أوالشرع وَ أَعرِض عَنِ الجاهِلِينَ أي أعرض عنهم عندقيام الحجة عليهم والإياس من قبولهم و لاتقابلهم بالسفه صيانة لقدرك و في قوله تعالي وَ مِنهُمُ الّذِينَ يُؤذُونَ النّبِيّ وَ يَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ أي يستمع إلي مايقال له ويصغي‌ إليه ويقبله قُل أُذُنُ خَيرٍ لَكُم أي يستمع إلي ما هوخير لكم و هوالوحي‌ أو هويسمع الخير ويعمل به ومنهم من قرأ أذن خير لكم بالرفع والتنوين فيهما فالمعني أن كونه أذنا أصلح لكم لأنه يقبل عذركم ويستمع إليكم و لو لم يقبل عذركم لكان شرا لكم فكيف تعيبونه بما هوأصلح لكم يُؤمِنُ بِاللّهِ وَ يُؤمِنُ لِلمُؤمِنِينَ أي لايضره كونه أذنا فإنه أذن خير فلايقبل إلاالخير الصادق من الله ويصدق المؤمنين أيضا فيما يخبرونه ويقبل منهم دون المنافقين وقيل يُؤمِنُ لِلمُؤمِنِينَ أي يؤمنهم فيما يلقي‌ إليهم من الأمان وَ رَحمَةٌ لِلّذِينَ آمَنُوا مِنكُم أي و هورحمة لهم لأنهم إنما نالوا الإيمان بهدايته ودعائه إياهم . و في قوله تعالي وَ اصبِر أي فيما تبلغه من الرسالة وفيما تلقاه من الأذي وَ ما صَبرُكَ إِلّا بِاللّهِ أي بتوفيقه وتيسيره وترغيبه فيه وَ لا تَحزَن عَلَيهِم أي علي المشركين في إعراضهم عنك فإنه يكون الظفر والنصرة لك عليهم و لاعتب عليك في إعراضهم وَ لا تَكُ فِي ضَيقٍ مِمّا يَمكُرُونَ أي لايكن صدرك في ضيق من مكرهم بك وبأصحابك فإن الله يرد كيدهم في نحورهم . و في قوله فَلَعَلّكَ باخِعٌ نَفسَكَ عَلي آثارِهِم أي مهلك وقاتل نفسك علي آثارهم قومك الذين قالُوا لَن نُؤمِنَ لَكَ حَتّي تَفجُرَ لَنا مِنَ الأَرضِ يَنبُوعاًتمردا منهم علي ربهم


صفحه : 201

إِن لَم يُؤمِنُوا بِهذَا الحَدِيثِ أي القرآن أَسَفاً أي حزنا وتلهفا. و في قوله تعالي فَلا تُمارِ فِيهِم أي فلاتجادل الخائضين في أمر الفتية وعددهم إِلّا مِراءً ظاهِراً أي إلابما أظهرنا لك من أمرهم أي إلابحجة ودلالة وإخبار من الله سبحانه أوالأمراء يشهده الناس ويحضرونه فلو أخبرتهم في غيرمرأي من الناس لكذبوا عليك ولبسوا علي الضعفة فادعوا أنهم كانوا يعرفونه لأن ذلك من غوامض علومهم وَ لا تَستَفتِ فِيهِم مِنهُم أَحَداً أي لاتستخبر في أهل الكهف وعددهم من أهل الكتاب أحدا والخطاب له ص والمراد غيره وَ لا تَقُولَنّ لشِيَ‌ءٍ إنِيّ‌ فاعِلٌ ذلِكَ غَداً إِلّا أَن يَشاءَ اللّهُ فيه وجهان .أحدهما أنه نهي‌ من الله سبحانه لنبيه ص أن يقول إني‌ أفعل شيئا في الغد إلا أن يقيد ذلك بمشية الله تعالي فيقول إن شاء الله تعالي و فيه إضمار القول . وثانيهما أن قوله أَن يَشاءَ اللّهُبمعني المصدر وتقديره و لاتقولن إني‌ فاعل شيئا غدا إلابمشية الله والمعني لاتقل إني‌ أفعل إلا مايشاء الله ويريده من الطاعات وَ اذكُر رَبّكَ إِذا نَسِيتَ أي إذانسيت الاستثناء ثم تذكرت فقل إن شاء الله و إن كان بعد يوم أوشهر أوسنة و قدروي‌ ذلك عن أئمتنا ع ويمكن أن يكون الوجه فيه أنه إذااستثني بعدالنسيان فإنه يحصل له ثواب المستثني‌ من غير أن يؤثر الاستثناء بعدانفصال الكلام في الكلام و في إبطال الحنث وسقوط الكفارة في اليمين وقيل معناه واذكر ربك إذاغضبت بالاستغفار ليزول عنك الغضب وقيل إنه أمر بالانقطاع إلي الله تعالي ومعناه وَ اذكُر رَبّكَ إِذا نَسِيتَشيئا بك إليه حاجة يذكره لك وقيل المراد به الصلاة والمعني إذانسيت صلاة فصلها إذاذكرتها.


صفحه : 202

أقول يحتمل أن يكون الخطاب متوجها إليه ص والمراد به غيره ويمكن أن يكون المراد بالنسيان الترك وسيأتي‌ الكلام فيه إن شاء الله تعالي . ثم قال في قوله وَ قُل عَسي أَن يَهدِيَنِ ربَيّ‌ لِأَقرَبَ مِن هذا رَشَداً أي قل عسي أن يعطيني‌ ربي‌ من الآيات والدلالات علي النبوة ما يكون أقرب إلي الرشد وأدل من قصة أصحاب الكهف . قوله تعالي طه ذهب أكثر المفسرين إلي أن معناه يا رجل بلسان الحبشية أوالنبطية وقيل هو من أسماء النبي ص و قال الطبرسي‌ روي‌ عن الحسن أنه قرأ طه بفتح الطاء وسكون الهاء فإن صح فأصله طأ فأبدل من الهمزة هاء ومعناه طأ الأرض بقدميك جميعا فقد روي‌ أن النبي ص كان يرفع إحدي رجليه في الصلاة ليزيد تعبه فأنزل الله طه ما أَنزَلنا عَلَيكَ القُرآنَ لِتَشقيفوضعها وروي‌ ذلك عن أبي عبد الله ع و قال قتادة كان يصلي‌ الليل كله ويعلق صدره بحبل حتي لايغلبه النوم فأمره الله سبحانه أن يخفف عن نفسه وذكر أنه ماأنزل عليه الوحي‌ ليتعب كل هذاالتعب . قوله تعالي ما أَنزَلنا عَلَيكَ القُرآنَ لِتَشقي قال البيضاوي‌ ماأنزلناه عليك لتتعب بفرط تأسفك علي كفر قريش إذ ماعليك إلا أن تبلغ أوبكثرة الرياضة وكثرة التهجد والقيام علي ساق والشقاء شائع بمعني التعب وقيل رد وتكذيب للكفرة فإنهم لمارأوا كثرة عبادته قالوا إنك لتشقي بترك ديننا و إن القرآن أنزل عليك لتشقي به إِلّا تَذكِرَةًلكن تذكيرا وانتصابه علي الاستثناء المنقطع لِمَن يَخشيلمن في قلبه خشية ورقة يتأثر بالإنذار أولمن علم الله منه أنه يخشي بالتخويف منه فإنه المنتفع به .


صفحه : 203

قوله تعالي وَ سَبّح بِحَمدِ رَبّكَقيل أي وصل و أنت حامد لربك علي هدايته وتوفيقه أونزهه عن الشرك و عن سائر مايضيفون إليه من النقائص حامدا له علي ماميزك بالهدي معترفا بأنه المولي للنعم كلهاقَبلَ طُلُوعِ الشّمسِيعني‌ الفجروَ قَبلَ غُرُوبِهايعني‌ الظهر والعصر لأنهما في آخر النهار أوالعصر وحده وَ مِن آناءِ اللّيلِساعاته فَسَبّحيعني‌ المغرب والعشاء وقيل صلاة الليل وَ أَطرافَ النّهارِتكرير لصلاتي‌ الصبح والمغرب إرادة الاختصاص أوأمر بصلاة الظهر فإنه نهاية النصف الأول من النهار وبداية النصف الأخيرلَعَلّكَ تَرضي أي سبح في هذه الأوقات طمعا أن تنال عند الله ما به ترضي نفسك وَ لا تَمُدّنّ عَينَيكَ أي نظر عينيك إِلي ما مَتّعنا بِهِاستحسانا وتمنيا أن يكون لك مثله أَزواجاً مِنهُمأصنافا من الكفرةزَهرَةَ الحَياةِ الدّنياالزهرة الزينة والبهجة منصوب بمحذوف دل عليه متعنا أو به علي تضمينه معني أعطينالِنَفتِنَهُم فِيهِ أي لنبلوهم ونختبرهم فيه أولنعذبهم في الآخرة بسببه وَ رِزقُ رَبّكَ و ماادخره لك في الآخرة أو مارزقك من الهدي والنبوةخَيرٌمما منحهم في الدنياوَ أَبقيفإنه لاينقطع .وَ أمُر أَهلَكَ بِالصّلاةِ قال الطبرسي‌ أي أهل بيتك و أهل دينك بالصلاة روي أبوسعيد الخدري‌ قال لمانزلت هذه الآية كان رسول الله ص يأتي‌ باب فاطمة و علي تسعة أشهر وقت كل صلاة فيقول الصلاة يرحمكم الله إِنّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرّجسَ أَهلَ البَيتِ وَ يُطَهّرَكُم تَطهِيراً ورواه ابن عقدة من طرق كثيرة عن أهل البيت ع و عن غيرهم مثل أبي بردة و أبي رافع . و قال أبو جعفر ع أمره الله تعالي أن يخص أهله دون الناس ليعلم الناس أن لأهله عند الله منزلة ليست للناس فأمرهم مع الناس عامة وأمرهم خاصة.


صفحه : 204

وَ اصطَبِر عَلَيها أي واصبر علي فعلها و علي أمرهم بهالا نَسئَلُكَ رِزقاًلخلقنا و لالنفسك بل كلفناك للعبادة وأداء الرسالة وضمنا رزق جميع العبادنَحنُ نَرزُقُكَالخطاب للنبي‌ص والمراد به جميع الخلق أي نرزق جميعهم و لانسترزقهم وَ العاقِبَةُ لِلتّقوي أي العاقبة المحمودة لأهل التقوي . قوله تعالي وَ اخفِض جَناحَكَ أي لين جانبك لهم مستعار من خفض الطائر جناحه إذاأراد أن ينحطألّذِي يَراكَ حِينَ تَقُومُ أي إلي التهجد أوللإنذاروَ تَقَلّبَكَ فِي السّاجِدِينَ أي ترددك في تصفح أحوال المتهجدين كماروي‌ أنه ص لمانسخ فرض قيام الليل طاف تلك الليلة ببيوت أصحابه لينظر مايصنعون حرصا علي كثرة طاعاتهم فوجدها كبيوت الزنابير لماسمع من دندنتهم بذكر الله والتلاوة أوتصرفك فيما بين المصلين بالقيام والركوع والسجود والقعود إذاأمهم . قال الطبرسي‌ وقيل معناه وتقلبك في أصلاب الموحدين من نبي‌ إلي نبي‌ حتي أخرجك نبيا و هوالمروي‌ عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع قالا في أصلاب النبيين نبي‌ بعدنبي‌ حتي أخرجه من صلب أبيه من نكاح غيرسفاح من لدن آدم . قوله تعالي إِنّ الصّلاةَ تَنهي عَنِ الفَحشاءِ وَ المُنكَرِ أي سبب للانتهاء عن المعاصي‌ حال الاشتغال بها وغيرها من حيث إنها تذكر الله وتورث للنفس خشية منه أوالصلاة الكاملة هي‌ التي‌ تكون كذلك فإن لم تكن كذلك فكأنها ليست بصلاة كماروي الطبرسي‌ مرسلا عن أبي عبد الله ع قال من أحب أن يعلم أقبلت صلاته أم لم


صفحه : 205

تقبل فلينظر هل منعته صلاته عن الفحشاء والمنكر فبقدر مامنعته قبلت منه وَ لَذِكرُ اللّهِ أَكبَرُ أي ذكر الله إياكم برحمته أكبر من ذكركم إياه بطاعته أوذكر العبد لله في جميع الأحوال أكبر الطاعات أوأكبر في النهي‌ عن الفحشاء والمنكر وسيأتي‌ لها في كتاب الإمامة تأويلات أخر. قوله تعالي فَاصبِر أي علي أذاهم إِنّ وَعدَ اللّهِبنصرتك وإظهار دينك علي الدين كله حَقّ وَ لا يَستَخِفّنّكَ أي و لايحملنك علي الخفة والقلق الّذِينَ لا يُوقِنُونَبتكذيبهم . قوله تعالي وَ بَشّرِ المُؤمِنِينَ بِأَنّ لَهُم مِنَ اللّهِ فَضلًا كَبِيراً علي سائر الأمم وَ لا تُطِعِ الكافِرِينَ وَ المُنافِقِينَتهييج له علي ما هو عليه مخالفتهم وَ دَع أَذاهُم أي إيذاءهم إياك و لاتحتفل به أوإيذاؤك إياهم مجازاة ومؤاخذة علي كفرهم ولذلك قيل إنه منسوخ وَ كَفي بِاللّهِ وَكِيلًاموكولا إليه الأمر في الأحوال كلها قوله تعالي فَلا تَذهَب نَفسُكَ عَلَيهِم حَسَراتٍ أي فلاتهلك نفسك عليهم للحسرات علي غيهم وإصرارهم علي التكذيب إِنّ اللّهَ عَلِيمٌ بِما يَصنَعُونَفيجازيهم عليه . قوله تعالي وَ ما عَلّمناهُ الشّعرَ قال البيضاوي‌ رد لقولهم إن محمدا شاعر أي ماعلمناه الشعر بتعليم القرآن فإنه غيرمقفي و لاموزون و ليس معناه مايتوخاه الشعراء من التخييلات المرغبة والمنفرةوَ ما ينَبغَيِ‌ لَهُ و مايصح له الشعر و لايتأتي له إن أراد قرضه علي مااختبرتم طبعه نحوا من أربعين سنة و قوله


أنا النبي لاكذب .   أنا ابن عبدالمطلب .

و قوله


هل أنت إلاإصبع دميت .   و في سبيل الله مالقيت .

اتفاقي‌ من غيرتكلف وقصد منه إلي ذلك و قديقع مثله كثيرا في تضاعيف المنثورات علي أن الخليل ماعد المشطور من الرجز شعرا وروي‌ أنه حرك الباءين و


صفحه : 206

كسر التاء الأولي بلا إشباع وسكن الثانية وقيل الضمير للقرآن أي و مايصح للقرآن أن يكون شعرا. و في قوله تعالي وَ استَغفِر لِذَنبِكَ وأقبل علي أمر دينك وتدارك فرطاتك بترك الأولي والاهتمام بأمر العدي بالاستغفار فإنه تعالي كافيك في النصر وإظهار الأمروَ سَبّح بِحَمدِ رَبّكَ باِلعشَيِ‌ّ وَ الإِبكارِ ودم علي التسبيح والتحميد لربك وقيل صل لهذين الوقتين إذ كان الواجب بمكة ركعتان بكرة وركعتان عشاء. و في قوله تعالي وَ لا تسَتوَيِ‌ الحَسَنَةُ وَ لَا السّيّئَةُ أي في الجزاء وحسن العاقبةادفَع أي السيئة حيث اعترضتك باِلتّيِ‌ هيِ‌َ أَحسَنُمنها وهي‌ الحسنة أوبأحسن مايمكن رفعها به من الحسنات فَإِذَا ألّذِي بَينَكَ وَ بَينَهُ عَداوَةٌ كَأَنّهُ ولَيِ‌ّ حَمِيمٌ أي إذافعلت ذلك صار عدوك المشاق مثل الولي‌ الشفيق وَ ما يُلَقّاها أي هذه السجية وهي‌ مقابلة الإساءة بالإحسان إِلّا الّذِينَ صَبَرُوافإنها تحبس النفس عن الانتقام وَ ما يُلَقّاها إِلّا ذُو حَظّ عَظِيمٍ من الخير وكمال النفس وقيل الحظ العظيم الجنةوَ إِمّا يَنزَغَنّكَ مِنَ الشّيطانِ نَزغٌ أي نخس شبه به وسوسته لأنها بعث علي ما لاينبغي‌ كالدفع بما هوأسوأفَاستَعِذ بِاللّهِ من شره و لاتطعه إِنّهُ هُوَ السّمِيعُلاستعاذتك العَلِيمُبنيتك أوبصلاحك . و في قوله تعالي وَ قِيلِهِعطف علي الساعة أي وقول الرسول فَاصفَح عَنهُمفأعرض عن دعوتهم آيسا عن إيمانهم وَ قُل سَلامٌتسلم منكم ومتاركةفَسَوفَ


صفحه : 207

يَعلَمُونَتسلية للرسول وتهديد لهم . و في قوله تعالي وَ لا تَستَعجِل لَهُم أي لكفار قريش بالعذاب فإنه نازل بهم في وقته لامحالةكَأَنّهُم يَومَ يَرَونَ ما يُوعَدُونَ لَم يَلبَثُوا إِلّا ساعَةً مِن نَهارٍاستقصروا من هوله مدة لبثهم في الدنيا حتي يحسبونها ساعةبَلاغٌ أي هذا ألذي وعظتم به أو هذه السورة كفاية أوتبليغ من الرسول ص . قوله تعالي فَاعلَم أَنّهُ لا إِلهَ إِلّا اللّهُ قال الطبرسي‌ رحمه الله أي أقم علي هذاالعلم واثبت عليه وقيل يتعلق بما قبله أي إذاجاءتهم الساعة فاعلم أنه لاإله إلا الله أي يبطل الممالك عند ذلك فلاملك و لاحكم لأحد إلا الله وقيل إن هذاإخبار بموته أي فاعلم أن الحي‌ ألذي لايموت هو الله وحده وقيل إنه ص كان ضيق الصدر من أذي قومه فقيل له فاعلم أنه لاكاشف لذلك إلا الله وَ استَغفِر لِذَنبِكَالخطاب له والمراد به الأمة وقيل المراد به الانقطاع إلي الله تعالي فإن الاستغفار عبادة يستحق به الثواب وَ اللّهُ يَعلَمُ مُتَقَلّبَكُم وَ مَثواكُم أي متصرفكم في أعمالكم في الدنيا ومصيركم في الآخرة إلي الجنة أو إلي النار وقيل متقلبكم في أصلاب الآباء إلي أرحام الأمهات وَ مَثواكُم أي مقامكم في الأرض وقيل مُتَقَلّبَكُم من ظهر إلي بطن وَ مَثواكُم في القبور وقيل متصرفكم بالنهار ومضجعكم بالليل . و قال البيضاوي‌ في قوله تعالي وَ سَبّح بِحَمدِ رَبّكَ أي نزهه عن العجز عما يمكن والوصف بما يوجب التشبيه حامدا له علي ماأنعم عليك من إصابة الحق وغيرهاقَبلَ طُلُوعِ الشّمسِ وَ قَبلَ الغُرُوبِيعني‌ الفجر والعصروَ مِن آناءِ اللّيلِ فَسَبّح أي


صفحه : 208

وسبحه بعض الليل وَ أَدبارَ السّجُودِ وأعقاب الصلاة وقيل المراد بالتسبيح الصلاة فالصلاة قبل الطلوع الصبح وقبل الغروب الظهر والعصر و من الليل العشاءان والتهجدوَ أَدبارَ السّجُودِالنوافل بعدالمكتوبات وقيل الوتر بعدالعشاء. و قال الطبرسي‌ رحمه الله وَ أَدبارَ السّجُودِ فيه أقوال أحدها أن المراد به الركعتان بعدالمغرب وَ إِدبارَ النّجُومِالركعتان قبل الفجر عن علي و الحسن بن علي ع . وثانيها أنه التسبيح بعد كل صلاة. وثالثها أنه النوافل بعدالمفروضات . ورابعها أنه الوتر من آخر الليل وروي‌ ذلك عن أبي عبد الله ع . قوله تعالي وَ ما أَنتَ عَلَيهِم بِجَبّارٍ قال البيضاوي‌ أي بمسلط تقسرهم علي الإيمان أوتفعل بهم ماتريد وإنما أنت داع . و في قوله تعالي وَ اصبِر لِحُكمِ رَبّكَبإمهالهم وإبقائك في عنائهم فَإِنّكَ بِأَعيُنِنا في حفظنا بحيث نراك ونكلؤك وَ سَبّح بِحَمدِ رَبّكَ حِينَ تَقُومُ عن أي مكان قمت أو من منامك أو إلي الصلاةوَ مِنَ اللّيلِ فَسَبّحهُ فإن العبادة فيه أشق علي النفس وأبعد عن الرئاءوَ إِدبارَ النّجُومِ و إذاأدبرت النجوم من آخر الليل . و قال الطبرسي‌ رحمه الله يعني‌ الركعتين قبل صلاة الفجر و هوالمروي‌ عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع .


صفحه : 209

و قال البيضاوي‌ في قوله تعالي ن من أسماء الحروف وقيل اسم الحوت والمراد به الجنس أواليهموت و هو ألذي عليه الأرض أوالدواة فإن بعض الحيتان يستخرج منه شيءأسود يكتب به . و قال الطبرسي‌ روي‌ مرفوعا إلي النبي ص قال هونهر في الجنة قال الله له كن مدادا فجمد و كان أبيض من اللبن وأحلي من الشهد ثم قال للقلم اكتب فكتب القلم ما كان و ما هوكائن إلي يوم القيامة عن أبي جعفرالباقر ع .وَ القَلَمِ قال البيضاوي‌ هو ألذي خط اللوح أو ألذي يخط به أقسم به لكثرة فوائده وَ ما يَسطُرُونَ و مايكتبون والضمير للقلم بالمعني الأول علي التعظيم أوبالمعني الثاني‌ علي إرادة الجنس وإسناد الفعل إلي الآلة وإجرائه مجري أولي‌ العلم لإقامته مقامه أولأصحابه أوللحفظة و مامصدرية أوموصولةما أَنتَ بِنِعمَةِ رَبّكَ بِمَجنُونٍجواب القسم والمعني ما أنت بمجنون منعما عليك بالنبوة وحصافة الرأي‌وَ إِنّ لَكَ لَأَجراً علي الاحتمال أوالإبلاغ غَيرَ مَمنُونٍمقطوع أوممنون به عليك من الناس فإنه تعالي يعطيك بلا توسطوَ إِنّكَ لَعَلي خُلُقٍ عَظِيمٍإذ تحتمل من قومك ما لايحتمله أمثالك فَسَتُبصِرُ وَ يُبصِرُونَ بِأَيّكُمُ المَفتُونُأيكم ألذي فتن بالجنون والباء مزيدة أوبأيكم الجنون علي أن المَفتُونُمصدر أوبأي‌ الفريقين منكم الجنون أبفريق المؤمنين أوبفريق الكافرين أي في أيهما من يستحق هذاالاسم فَاصبِر لِحُكمِ رَبّكَ و هوإمهالهم وتأخير نصرتك عليهم وَ لا تَكُن كَصاحِبِ


صفحه : 210

الحُوتِ

يونس إِذ نادي في بطن الحوت وَ هُوَ مَكظُومٌمملو غيظا في الضجرة فتبتلي‌ ببلائه . و قال الطبرسي‌ رحمه الله إِنّكَ لَعَلي خُلُقٍ عَظِيمٍ أي علي دين عظيم وقيل معناه أنك متخلق بأخلاق الإسلام و علي طبع كريم وقيل سمي‌ خلقه عظيما لاجتماع مكارم الأخلاق فيه ويعضده ماروي‌ عنه ص أنه قال إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق و قال ص أدبني‌ ربي‌ فأحسن تأديبي‌ و قال وأخبرني‌ السيد أبوالحمد مهدي‌ بن نزار الحسيني‌ عن أبي القاسم الحسكاني‌ بإسناده عن الضحاك بن مزاحم قال لمارأت قريش تقديم النبي ص عليا ع وإعظامه له نالوا من علي ع وقالوا قدافتتن به محمدص فأنزل الله تعالي ن وَ القَلَمِ وَ ما يَسطُرُونَقسم أقسم الله به ما أَنتَ يا محمدبِنِعمَةِ رَبّكَ بِمَجنُونٍوَ إِنّكَ لَعَلي خُلُقٍ عَظِيمٍيعني‌ القرآن إلي قوله بِمَن ضَلّ عَن سَبِيلِهِ وهم النفر الذين قالوا ماقالواوَ هُوَ أَعلَمُ بِالمُهتَدِينَ علي بن أبي طالب ع . و قال البيضاوي‌ في قوله تعالي مُلتَحَداً أي منحرفا وملتجئاإِلّا بَلاغاً مِنَ اللّهِاستثناء من قوله لا أَملِكُ فإن التبليغ إرشاد وإنفاع أو من مُلتَحَداً ورِسالاتِهِعطف علي بَلاغاً مِنَ اللّهِ.وَ مَن يَعصِ اللّهَ وَ رَسُولَهُ في الأمر بالتوحيد إذ الكلام فيه حَتّي إِذا رَأَوا ما يُوعَدُونَ في الدنيا كوقعة بدر أو في الآخرةقُل إِن أدَريِ‌ أي ماأدري‌أَم يَجعَلُ لَهُ ربَيّ‌ أَمَداًغاية يطول مدتها كأنه لماسمع المشركون حَتّي إِذا رَأَوا ما يُوعَدُونَقالوا متي يكون إنكارا فقيل قل إنه كائن لامحالة ولكن لاأدري‌ وقته فَلا يُظهِرُ فلايطلع


صفحه : 211

عَلي غَيبِهِ أَحَداً أي علي الغيب المخصوص به علمه إِلّا مَنِ ارتَضييعلم بعضه حتي يكون له معجزةمِن رَسُولٍبيان لمن .فَإِنّهُ يَسلُكُ مِن بَينِ يَدَيهِ من بين يدي‌ المرتضي وَ مِن خَلفِهِ رَصَداًحرسا من الملائكة يحرسونه من اختطاف الشياطين وتخاليطهم لِيَعلَمَ أَن قَد أَبلَغُوا أي ليعلم النبي الموحي إليه أن قدأبلغ جبرئيل والملائكة النازلون بالوحي‌ أوليعلم الله أن أبلغ الأنبياء بمعني ليتعلق علمه به موجودارِسالاتِ رَبّهِم كماهي‌ محروسة عن التغييروَ أَحاطَ بِما لَدَيهِمبما عندالرسل وَ أَحصي كُلّ شَيءٍ عَدَداً حتي القطر والرمل و في قوله تعالي يا أَيّهَا المُزّمّلُ قُمِ اللّيلَ أي قم إلي الصلاة أوداوم عليهاإِلّا قَلِيلًا نِصفَهُ أَوِ انقُص مِنهُ قَلِيلًا أَو زِد عَلَيهِالاستثناء من الليل ونصفه بدل من قليلا وقلته بالنسبة إلي الكل والتخيير بين قيام النصف والزائد عليه كالثلثين والناقص عنه كالثلث أونصفه بدل من الليل والاستثناء منه والضمير في منه و عليه للأقل من النصف كالثلث فيكون التخيير بينه و بين الأقل منه كالربع والأكثر منه كالنصف أوللنصف والتخيير بين أن يقوم أقل منه علي البت و أن يختار أحد الأمرين من الأقل والأكثر أوالاستثناء من أعداد الليل فإنه عام والتخيير بين قيام النصف والناقص عنه والزائد عليه وَ رَتّلِ القُرآنَ تَرتِيلًااقرأه علي تؤدة وتبيين حروف بحيث يتمكن السامع من عدهاإِنّا سنَلُقيِ‌ عَلَيكَ قَولًا ثَقِيلًايعني‌ القرآن فإنه لما فيه من التكاليف الشاقة ثقيل علي المكلفين أورصين لرزانة لفظه ومتانة معناه أوثقيل علي المتأمل فيه لافتقاره إلي مزيد تصفية للسر وتحديد للنظر أوثقيل في الميزان أو علي الكفار والفجار أوثقيل تلقيه لقول عائشة رأيته ينزل عليه الوحي‌ في اليوم


صفحه : 212

الشديد البرد فينفصم عنه و إن جبينه ليرفض عرقاإِنّ ناشِئَةَ اللّيلِ إن النفس التي‌ تنشأ من مضجعها إلي العبادة من نشأ من مكانه إذانهض أوقيام الليل علي أن الناشئة له أوالعبادة التي‌ تنشأ بالليل أي تحدث أوساعات الليل فإنها تحدث واحدة بعدأخري أوساعاتها الأول من نشأت إذاابتدأت هيِ‌َ أَشَدّ وَطئاً أي كلفة أوثبات قدم وَ أَقوَمُ قِيلًا وأسد مقالا أوأثبت قراءة لحضور القلب وهدوء الأصوات إِنّ لَكَ فِي النّهارِ سَبحاً طَوِيلًاتقلبا في مهامك واشتغالا بهافعليك بالتهجد فإن مناجات الحق تستدعي‌ فراغاوَ اذكُرِ اسمَ رَبّكَ ودم علي ذكره ليلا ونهاراوَ تَبَتّل إِلَيهِ تَبتِيلًا وانقطع إليه بالعبادة وجرد نفسك عما سواه رَبّ المَشرِقِ وَ المَغرِبِخبر محذوف أومبتدأ خبره لا إِلهَ إِلّا هُوَ فَاتّخِذهُ وَكِيلًامسبب عن التهليلة فإن توحده بالألوهية يقتضي‌ أن توكل إليه الأموروَ اصبِر عَلي ما يَقُولُونَ من الخرافات وَ اهجُرهُم هَجراً جَمِيلًابأن تجانبهم وتداريهم و لاتكافيهم وتكل أمرهم إلي الله كما قال وَ ذرَنيِ‌ وَ المُكَذّبِينَدعني‌ وإياهم و كل إلي‌ أمرهم أوُليِ‌ النّعمَةِأرباب التنعم يريد صناديد قريش وَ مَهّلهُم قَلِيلًازمانا أوإمهالاإِنّ رَبّكَ يَعلَمُ أَنّكَ تَقُومُ أَدني مِن ثلُثُيَ‌ِ اللّيلِ وَ نِصفَهُ وَ ثُلُثَهُاستعار الأدني للأقل لأن الأقرب إلي الشي‌ء أقل بعدا منه ونصفه وثلثه عطف علي أدني .وَ طائِفَةٌ مِنَ الّذِينَ مَعَكَ ويقوم ذلك جماعة من أصحابك وَ اللّهُ يُقَدّرُ اللّيلَ وَ النّهارَ لايعلم مقادير ساعاتهما كماهي‌ إلا الله عَلِمَ أَن لَن تُحصُوهُ أي لن تحصوا تقدير الأوقات ولن تستطيعوا ضبط الساعات فَتابَ عَلَيكُمبالترخيص في ترك القيام المقدور ورفع التبعة


صفحه : 213

فيه فَاقرَؤُا ما تَيَسّرَ مِنَ القُرآنِفصلوا ماتيسر عليكم من صلاة الليل عبر عن الصلاة بالقراءة كماعبر عنها بسائر أركانها قيل كان التهجد واجبا علي التخيير المذكور فعسر عليهم القيام به فنسخ به ثم نسخ هذابالصلوات الخمس أوفاقرءوا القرآن بعينه كيفما تيسر عليكم عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَرضياستئناف يبين حكمة أخري مقتضية للترخيص والتخفيف ولذلك كرر الحكم مرتبا عليه و قال وَ آخَرُونَ يَضرِبُونَ فِي الأَرضِ يَبتَغُونَ مِن فَضلِ اللّهِ والضرب في الأرض ابتغاء للفضل أوالمسافرة للتجارة وتحصيل العلم .يا أَيّهَا المُدّثّرُ أي المتدثر و هولابس الدثار وسيأتي‌ القول فيه قُم من مضجعك أوقم قيام عزم وجدفَأَنذِرمطلق للتعميم أومقدر بمفعول دل عليه قوله وَ أَنذِر عَشِيرَتَكَ الأَقرَبِينَ.وَ رَبّكَ فَكَبّر وخصص ربك بالتكبير و هووصفه بالكبرياء عقدا وقولاوَ ثِيابَكَ فَطَهّر من النجاسات فإن التطهير واجب في الصلاة محبوب في غيرها و ذلك بغسلها أوبحفظها عن النجاسة كتقصيرها مخافة جر الذيول فيها و هوأول ماأمر به من رفض العادات المذمومة أوطهر نفسك من الأخلاق والأفعال الذميمة أوفطهر دثار النبوة عما يدنسه من الحقد والضجر وقلة الصبروَ الرّجزَ فَاهجُر واهجر العذاب بالثبات علي هجر مايؤدي‌ إليه من الشرك وغيره من القبائح وَ لا تَمنُن تَستَكثِرُ و لاتعط مستكثرا نهي عن الاستغزار و هو أن يهب شيئا طامعا في عوض أكثر نهي‌ تنزيه أونهيا خاصا به ص أو لاتمنن علي الله بعبادتك مستكثرا إياها أو علي الناس بالتبليغ مستكثرا به الأجر منهم أومستكثرا إياه وَ لِرَبّكَ ولوجهه أوأمره فَاصبِرفاستعمل الصبر أوفاصبر علي مشاق التكاليف وأذي المشركين . و في قوله تعالي وَ لا تُطِع مِنهُم آثِماً أَو كَفُوراً أي كل واحد من مرتكب


صفحه : 214

الإثم الداعي‌ لك إليه و من الغالي‌ في الكفر الداعي‌ إليه وَ اذكُرِ اسمَ رَبّكَ بُكرَةً وَ أَصِيلًا أي وداوم علي ذكره أودم علي صلاة الفجر والظهر والعصر فإن الأصيل يتناول وقتيهماوَ مِنَ اللّيلِ فَاسجُد لَهُ وبعض الليل فصل له ولعل المراد به صلاة المغرب والعشاءوَ سَبّحهُ لَيلًا طَوِيلًا وتهجد له طائفة طويلة من الليل

1-ل ،[الخصال ] لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] أَبِي عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن أَبَانٍ الأَحمَرِ عَنِ الصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَجَاءَ رَجُلٌ إِلَي رَسُولِ اللّهِص وَ قَد بلَيِ‌َ ثَوبُهُ فَحَمَلَ إِلَيهِ اثنيَ‌ عَشَرَ دِرهَماً فَقَالَ يَا عَلِيّ خُذ هَذِهِ الدّرَاهِمَ فَاشتَرِ لِي ثَوباً أَلبَسُهُ قَالَ عَلِيّ ع فَجِئتُ إِلَي السّوقِ فَاشتَرَيتُ لَهُ قَمِيصاً باِثنيَ‌ عَشَرَ دِرهَماً وَ جِئتُ بِهِ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَنَظَرَ إِلَيهِ فَقَالَ يَا عَلِيّ غَيرُ هَذَا أَحَبّ إلِيَ‌ّ أَ تَرَي صَاحِبَهُ يُقِيلُنَا فَقُلتُ لَا أدَريِ‌ فَقَالَ انظُر فَجِئتُ إِلَي صَاحِبِهِ فَقُلتُ إِنّ رَسُولَ اللّهِص قَد كَرِهَ هَذَا يُرِيدُ ثَوباً دُونَهُ فَأَقِلنَا فِيهِ فَرَدّ عَلَيّ الدّرَاهِمَ وَ جِئتُ بِهِ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَمَشَي معَيِ‌ إِلَي السّوقِ لِيَبتَاعَ قَمِيصاً فَنَظَرَ إِلَي جَارِيَةٍ قَاعِدَةٍ عَلَي الطّرِيقِ تبَكيِ‌ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللّهِص مَا شَأنُكِ قَالَت يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّ أَهلَ بيَتيِ‌ أعَطوَنيِ‌ أَربَعَةَ دَرَاهِمَ لأِشَترَيِ‌َ لَهُم بِهَا حَاجَةً فَضَاعَت فَلَا أَجسُرُ أَن أَرجِعَ إِلَيهِم فَأَعطَاهَا رَسُولُ اللّهِص أَربَعَةَ دَرَاهِمَ وَ قَالَ ارجعِيِ‌ إِلَي أَهلِكِ وَ مَضَي رَسُولُ اللّهِص إِلَي السّوقِ فَاشتَرَي قَمِيصاً بِأَربَعَةِ دَرَاهِمَ وَ لَبِسَهُ وَ حَمِدَ اللّهَ وَ خَرَجَ فَرَأَي رَجُلًا عُريَاناً يَقُولُ مَن كسَاَنيِ‌ كَسَاهُ اللّهُ مِن ثِيَابِ الجَنّةِ فَخَلَعَ رَسُولُ اللّهِص قَمِيصَهُ ألّذِي اشتَرَاهُ وَ كَسَاهُ السّائِلَ ثُمّ رَجَعَ إِلَي السّوقِ فَاشتَرَي بِالأَربَعَةِ التّيِ‌ بَقِيَت قَمِيصاً آخَرَ فَلَبِسَهُ وَ حَمِدَ اللّهَ وَ رَجَعَ إِلَي مَنزِلِهِ وَ إِذَا الجَارِيَةُ قَاعِدَةٌ عَلَي الطّرِيقِ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللّهِ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ مَا لَكِ لَا تَأتِينَ أَهلَكِ قَالَت يَا رَسُولَ اللّهِ إنِيّ‌ قَد أَبطَأتُ عَلَيهِم


صفحه : 215

وَ أَخَافُ أَن يضَربِوُنيِ‌ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص مرُيّ‌ بَينَ يدَيَ‌ّ وَ دلُيّنيِ‌ عَلَي أَهلِكِ فَجَاءَ رَسُولُ اللّهِص حَتّي وَقَفَ عَلَي بَابِ دَارِهِم ثُمّ قَالَ السّلَامُ عَلَيكُم يَا أَهلَ الدّارِ فَلَم يُجِيبُوهُ فَأَعَادَ السّلَامَ فَلَم يُجِيبُوهُ فَأَعَادَ السّلَامَ فَقَالُوا عَلَيكَ السّلَامُ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ فَقَالَ لَهُم مَا لَكُم تَرَكتُم إجِاَبتَيِ‌ فِي أَوّلِ السّلَامِ وَ الثاّنيِ‌ قَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ سَمِعنَا سَلَامَكَ فَأَحبَبنَا أَن تَستَكثِرَ مِنهُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ هَذِهِ الجَارِيَةَ أَبطَأَت عَلَيكُم فَلَا تُؤَاخِذُوهَا فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ هيِ‌َ حُرّةٌ لِمَمشَاكَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص الحَمدُ لِلّهِ مَا رَأَيتُ اثنيَ‌ عَشَرَ دِرهَماً أَعظَمَ بَرَكَةً مِن هَذِهِ كَسَا اللّهُ بِهَا عُريَانَينِ وَ أَعتَقَ بِهَا نَسَمَةً

2- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الصّلتِ عَن يُونُسَ عَنِ ابنِ حُمَيدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ قَيسٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص خَمسٌ لَا أَدَعُهُنّ حَتّي المَمَاتِ الأَكلُ عَلَي الحَضِيضِ مَعَ العَبِيدِ وَ ركُوُبيِ‌َ الحِمَارَ مُؤكَفاً وَ حلَبيِ‌َ العَنزَ بيِدَيِ‌ وَ لُبسُ الصّوفِ وَ التّسلِيمُ عَلَي الصّبيَانِ لِتَكُونَ سُنّةً مِن بعَديِ‌

3-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] ع ،[علل الشرائع ]المُظَفّرُ العلَوَيِ‌ّ عَنِ ابنِ العيَاّشيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ بنِ فَضّالٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الوَلِيدِ عَنِ العَبّاسِ بنِ هِلَالٍ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ عَلَيهِمُ السّلَامُ مِثلَهُ

ل ،[الخصال ] ابن المتوكل عن السعدآبادي‌ عن الرقي‌ عن أبيه عن ابن أبي عمير وصفوان معا عن الحسين بن مصعب عن أبي عبد الله عن آبائه عليهم السلام مثله


صفحه : 216

بيان الأكل علي الحضيض الأكل علي الأرض من غير أن يكون خوان قال الجوهري‌ والحضيض القرار من الأرض عندمنقطع الجبل و في الحديث أَنّهُ أهُديِ‌َ إِلَي رَسُولِ اللّهِص هَدِيّةٌ فَلَم يَجِد شَيئاً يَضَعُهُ عَلَيهِ فَقَالَ ضَعهُ بِالحَضِيضِ فَإِنّمَا أَنَا عَبدٌ آكُلُ كَمَا يَأكُلُ العَبدُ

يعني‌ بالأرض . و قال الفيروزآبادي‌ إكاف الحمار ككتاب وغراب ووكافه برذعته والأكاف صانعه وآكف الحمار إيكافا وأكفه تأكيفا شده عليه .أقول سيأتي‌ شرح الخبر بتمامه في كتاب الآداب والسنن إن شاء الله تعالي

4- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]العَطّارُ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن أَبِيهِ عَن صَفوَانَ بنِ يَحيَي عَنِ العِيصِ بنِ القَاسِمِ قَالَ قُلتُ لِلصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع حَدِيثٌ يُروَي عَن أَبِيكَ ع أَنّهُ قَالَ مَا شَبِعَ رَسُولُ اللّهِص مِن خُبزِ بُرّ قَطّ أَ هُوَ صَحِيحٌ فَقَالَ لَا مَا أَكَلَ رَسُولُ اللّهِ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ وَ سَلّمَ خُبزَ بُرّ قَطّ وَ لَا شَبِعَ مِن خُبزِ شَعِيرٍ قَطّ

5- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ إِدرِيسَ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي الخَزّازِ عَن مُوسَي بنِ إِسمَاعِيلَ عَن أَبِيهِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ ع عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ إِنّ يَهُودِيّاً كَانَ لَهُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص دَنَانِيرُ فَتَقَاضَاهُ فَقَالَ لَهُ يَا يهَوُديِ‌ّ مَا عنِديِ‌ مَا أُعطِيكَ فَقَالَ فإَنِيّ‌ لَا أُفَارِقُكَ يَا مُحَمّدُ حَتّي تقَضيِنَيِ‌ فَقَالَ إِذاً أَجلِسُ مَعَكَ فَجَلَسَ مَعَهُ حَتّي صَلّي فِي ذَلِكَ المَوضِعِ الظّهرَ وَ العَصرَ وَ المَغرِبَ وَ العِشَاءَ الآخِرَةَ وَ الغَدَاةَ وَ كَانَ أَصحَابُ رَسُولِ اللّهِص يَتَهَدّدُونَهُ وَ يَتَوَاعَدُونَهُ فَنَظَرَ رَسُولُ اللّهِص إِلَيهِم فَقَالَ مَا ألّذِي تَصنَعُونَ بِهِ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ يهَوُديِ‌ّ يَحبِسُكَ فَقَالَص لَم يبَعثَنيِ‌ ربَيّ‌ عَزّ وَ جَلّ بِأَن أَظلِمَ مُعَاهَداً وَ لَا غَيرَهُ فَلَمّا عَلَا النّهَارُ قَالَ اليهَوُديِ‌ّ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ وَ شَطرُ ماَليِ‌ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمَا وَ اللّهِ مَا فَعَلتُ بِكَ ألّذِي فَعَلتُ إِلّا لِأَنظُرَ إِلَي نَعتِكَ فِي التّورَاةِ فإَنِيّ‌ قَرَأتُ نَعتَكَ فِي التّورَاةِ مُحَمّدُ بنُ عَبدِ اللّهِ مَولِدُهُ بِمَكّةَ


صفحه : 217

وَ مُهَاجَرُهُ بِطَيبَةَ وَ لَيسَ بِفَظّ وَ لَا غَلِيظٍ وَ لَا سَخّابٍ وَ لَا مُتَزَيّنٍ بِالفُحشِ وَ لَا قَولِ الخَنَاءِ وَ أَنَا أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّكَ رَسُولُ اللّهِص وَ هَذَا ماَليِ‌ فَاحكُم فِيهِ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَ كَانَ اليهَوُديِ‌ّ كَثِيرَ المَالِ ثُمّ قَالَ ع كَانَ فِرَاشُ رَسُولِ اللّهِص عَبَاءَةً وَ كَانَت مِرفَقَتُهُ أَدَمٌ حَشوُهَا لِيفٌ فَثُنِيَت لَهُ ذَاتَ لَيلَةٍ فَلَمّا أَصبَحَ قَالَ لَقَد منَعَنَيِ‌ الفِرَاشُ اللّيلَةَ الصّلَاةَ فَأَمَرَ ع أَن يُجعَلَ بِطَاقٍ وَاحِدٍ

بيان قال الجزري‌ فيه من قتل معاهدا لم يقبل الله منه صرفا و لاعدلا يجوز أن يكون بكسر الهاء وفتحها علي الفاعل والمفعول و هو في الحديث بالفتح أشهر وأكثر والمعاهد من كان بينك وبينه عهد وأكثر مايطلق في الحديث علي أهل الذمة و قديطلق علي غيرهم من الكفار إذاصولحوا علي ترك الحرب مدة ما و قال الشطر النصف . و قال الجوهري‌ طيبة علي وزن شيبة اسم مدينة الرسول ص والصخب بالصاد وبالسين الضجة واضطراب الأصوات للخصام قوله ع و لامتزين في بعض النسخ بالزاء المعجمة أي لم يجعل الفحش زينة كمايتخذه اللئام و في بعضها بالراء أي لايدنس نفسه بذلك والخناء أيضا الفحش في القول والمرفقة بالكسر الوسادة

6-فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص فِي بَيتِ أُمّ سَلَمَةَ فِي لَيلَتِهَا فَفَقَدَتهُ مِنَ الفِرَاشِ فَدَخَلَهَا فِي ذَلِكَ مَا يَدخُلُ النّسَاءَ فَقَامَت تَطلُبُهُ فِي جَوَانِبِ البَيتِ حَتّي انتَهَت إِلَيهِ وَ هُوَ فِي جَانِبٍ مِنَ البَيتِ قَائِمٌ رَافِعٌ يَدَيهِ يبَكيِ‌ وَ هُوَ يَقُولُ أللّهُمّ لَا تَنزِع منِيّ‌ صَالِحَ مَا أعَطيَتنَيِ‌ أَبَداً


صفحه : 218

أللّهُمّ لَا تُشمِت بيِ‌ عَدُوّاً وَ لَا حَاسِداً أَبَداً أللّهُمّ وَ لَا ترَدُنّيِ‌ فِي سُوءٍ استنَقذَتنَيِ‌ مِنهُ أَبَداً أللّهُمّ وَ لَا تكَلِنيِ‌ إِلَي نفَسيِ‌ طَرفَةَ عَينٍ أَبَداً قَالَ فَانصَرَفَت أُمّ سَلَمَةَ تبَكيِ‌ حَتّي انصَرَفَ رَسُولُ اللّهِص لِبُكَائِهَا فَقَالَ لَهَا مَا يُبكِيكِ يَا أُمّ سَلَمَةَ فَقَالَت بأِبَيِ‌ أَنتَ وَ أمُيّ‌ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ لِمَ لَا أبَكيِ‌ وَ أَنتَ بِالمَكَانِ ألّذِي أَنتَ بِهِ مِنَ اللّهِ قَد غَفَرَ اللّهُ لَكَما تَقَدّمَ مِن ذَنبِكَ وَ ما تَأَخّرَتَسأَلُهُ أَن لَا يَشمَتَ بِكَ عَدُوّاً أَبَداً وَ أَن لَا يَرُدّكَ فِي سُوءٍ استَنقَذَكَ مِنهُ أَبَداً وَ أَن لَا يَنزِعَ مِنكَ صَالِحاً أَعطَاكَ أَبَداً وَ أَن لَا يَكِلَكَ إِلَي نَفسِكَ طَرفَةَ عَينٍ أَبَداً فَقَالَ يَا أُمّ سَلَمَةَ وَ مَا يؤُمنِنُيِ‌ وَ إِنّمَا وَكَلَ اللّهُ يُونُسَ بنَ مَتّي إِلَي نَفسِهِ طَرفَةَ عَينٍ وَ كَانَ مِنهُ مَا كَانَ

7-ب ،[قرب الإسناد] ابنُ طَرِيفٍ عَنِ ابنِ عُلوَانَ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَجَاءَ إِلَي النّبِيّص سَائِلٌ يَسأَلُهُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص هَل مِن أَحَدٍ عِندَهُ سَلَفٌ فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الأَنصَارِ مِن بنَيِ‌ الجبَلَيِ‌ّ فَقَالَ عنِديِ‌ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ فَأَعطِ هَذَا السّائِلَ أَربَعَةَ أَوسَاقِ تَمرٍ قَالَ فَأَعطَاهُ قَالَ ثُمّ جَاءَ الأنَصاَريِ‌ّ بَعدُ إِلَي النّبِيّص يَتَقَاضَاهُ فَقَالَ لَهُ يَكُونُ إِن شَاءَ اللّهُ ثُمّ عَادَ إِلَيهِ فَقَالَ يَكُونُ إِن شَاءَ اللّهُ ثُمّ عَادَ إِلَيهِ الثّالِثَةَ فَقَالَ يَكُونُ إِن شَاءَ اللّهُ فَقَالَ قَد أَكثَرتَ يَا رَسُولَ اللّهِ مِن قَولِ يَكُونُ إِن شَاءَ اللّهُ قَالَ فَضَحِكَ رَسُولُ اللّهِ وَ قَالَ هَل مِن رَجُلٍ عِندَهُ سَلَفٌ قَالَ فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ لَهُ عنِديِ‌


صفحه : 219

يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ وَ كَم عِندَكَ قَالَ مَا شِئتَ قَالَ فَأَعطِ هَذَا ثَمَانِيَةَ أَوسُقٍ مِن تَمرٍ فَقَالَ الأنَصاَريِ‌ّ إِنّمَا لِي أَربَعَةٌ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ رَسُولُ اللّهِص وَ أَربَعَةٌ أَيضاً

8-ب ،[قرب الإسناد] ابنُ طَرِيفٍ عَنِ ابنِ عُلوَانَ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ ع أَنّ رَسُولَ اللّهِص لَم يُوَرّث دِينَاراً وَ لَا دِرهَماً وَ لَا عَبداً وَ لَا وَلِيدَةً وَ لَا شَاةً وَ لَا بَعِيراً وَ لَقَد قُبِضَص وَ إِنّ دِرعَهُ مَرهُونَةٌ عِندَ يهَوُديِ‌ّ مِن يَهُودِ المَدِينَةِ بِعِشرِينَ صَاعاً مِن شَعِيرٍ استلفها[استَسلَفَهَا]نَفَقَةً لِأَهلِهِ

9-ب ،[قرب الإسناد] أَبُو البخَترَيِ‌ّ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ ع أَنّ المَسَاكِينَ كَانُوا يَبِيتُونَ فِي المَسجِدِ عَلَي عَهدِ رَسُولِ اللّهِص فَأَفطَرَ النّبِيّص مَعَ المَسَاكِينِ الّذِينَ فِي المَسجِدِ ذَاتَ لَيلَةٍ عِندَ المِنبَرِ فِي بُرمَةٍ فَأَكَلَ مِنهَا ثَلَاثُونَ رَجُلًا ثُمّ رُدّت إِلَي أَزوَاجِهِ شِبعُهُنّ

10-ب ،[قرب الإسناد] مُحَمّدُ بنُ الوَلِيدِ عَنِ ابنِ بُكَيرٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَنِ الصّلَاةِ قَاعِداً أَو يَتَوَكّأُ عَلَي عَصًا أَو عَلَي حَائِطٍ فَقَالَ لَا مَا شَأنُ أَبِيكَ وَ شَأنُ هَذَا مَا بُلّغَ أَبُوكَ هَذَا بَعدُ أَنّ رَسُولَ اللّهِص بَعدَ مَا عَظُمَ أَو بَعدَ مَا ثَقُلَ كَانَ يصُلَيّ‌ وَ هُوَ قَائِمٌ وَ رَفَعَ إِحدَي رِجلَيهِ حَتّي أَنزَلَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيطه ما أَنزَلنا عَلَيكَ القُرآنَ لِتَشقيفَوَضَعَهَا

بيان لعل تحمل هذه الأثقال في العبادة كان في الشريعة ثم نسخ

11-ل ،[الخصال ] مُحَمّدُ بنُ عُمَرَ الحَافِظُ البغَداَديِ‌ّ عَن إِسحَاقَ بنِ جَعفَرٍ العلَوَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ العلَوَيِ‌ّ المَعرُوفِ بِالمُشَلّلِ عَن سُلَيمَانَ بنِ مُحَمّدٍ القرُشَيِ‌ّ


صفحه : 220

عَن إِسحَاقَ بنِ أَبِي زِيَادٍ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص خَمسٌ لَستُ بِتَارِكِهِنّ حَتّي المَمَاتِ لبِاَسيِ‌َ الصّوفُ وَ ركُوُبيِ‌َ الحِمَارَ مُؤكَفاً وَ أكَليِ‌ مَعَ العَبِيدِ وَ خصَفيِ‌َ النّعلَ بيِدَيِ‌ وَ تسَليِميِ‌ عَلَي الصّبيَانِ لِتَكُونَ سُنّةً مِن بعَديِ‌

12-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِالأَسَانِيدِ الثّلَاثَةِ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أتَاَنيِ‌ مَلَكٌ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ إِنّ رَبّكَ يُقرِئُكَ السّلَامَ وَ يَقُولُ إِن شِئتَ جَعَلتُ لَكَ بَطحَاءَ مَكّةَ ذَهَباً قَالَ فَرَفَعَ رَأسَهُ إِلَي السّمَاءِ وَ قَالَ يَا رَبّ أَشبَعُ يَوماً فَأَحمَدُكَ وَ أَجُوعُ يَوماً فَأَسأَلُكَ

صح ،[صحيفة الرضا عليه السلام ] عنه ع مثله جا،[المجالس للمفيد]عمر بن محمد عن ابن مهرويه عن داود بن سليمان عنه ع

مثله

13-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِإِسنَادِ التمّيِميِ‌ّ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ كَانَ النّبِيّص يضُحَيّ‌ بِكَبشَينِ أَملَحَينِ أَقرَنَينِ

14-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ إِنّ النّبِيّص كَانَ يَتَخَتّمُ فِي يَمِينِهِ

15-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] وَ بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ مَا شَبِعَ النّبِيّص مِن خُبزِ بُرّ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ حَتّي مَضَي لِسَبِيلِهِ


صفحه : 221

16-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] الحُسَينُ بنُ أَحمَدَ البيَهقَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي الصوّليِ‌ّ عَن سَهلِ بنِ القَاسِمِ النوّشجاَنيِ‌ّ قَالَ قَالَ رَجُلٌ لِلرّضَا ع يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ إِنّهُ يُروَي عَن عُروَةَ بنِ زُبَيرٍ أَنّهُ قَالَ توُفُيّ‌َ النّبِيّص وَ هُوَ فِي تَقِيّةٍ فَقَالَ أَمّا بَعدَ قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّيا أَيّهَا الرّسُولُ بَلّغ ما أُنزِلَ إِلَيكَ مِن رَبّكَ وَ إِن لَم تَفعَل فَما بَلّغتَ رِسالَتَهُ وَ اللّهُ يَعصِمُكَ مِنَ النّاسِفَإِنّهُ أَزَالَ كُلّ تَقِيّةٍ بِضَمَانِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ لَهُ وَ بَيّنَ أَمرَ اللّهِ وَ لَكِنّ قُرَيشاً فَعَلَت مَا اشتَهَت بَعدَهُ وَ أَمّا قَبلَ نُزُولِ هَذِهِ الآيَةِ فَلَعَلّهُ

17- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدٍ التّمّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسكَابٍ عَن مُصعَبِ بنِ المِقدَامِ بنِ شُرَيحٍ عَن أَبِيهِ عَن عَائِشَةَ أَنّ النّبِيّص كَانَ إِذَا رَأَي نَاشِئاً تَرَكَ كُلّ شَيءٍ وَ إِن كَانَ فِي صَلَاةٍ وَ قَالَ أللّهُمّ إنِيّ‌ أَعُوذُ بِكَ مِن شَرّ مَا فِيهِ فَإِن ذَهَبَ حَمِدَ اللّهَ وَ إِن أَمطَرَ قَالَ أللّهُمّ اجعَلهُ نَاشِئاً نَافِعاً وَ النّاشِئُ السّحَابُ وَ المُخِيلَةُ أَيضاً السّحَابَةُ

بيان قوله والناشئ إلي آخر الكلام إما كلام الشيخ أوبعض الرواة و قال الجزري‌ فيه كان إذارأي ناشئا في أفق السماء أي سحابا لم يتكامل اجتماعه واصطحابه

18- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] ابنُ حَشِيشٍ عَن أَحمَدَ عَن سُلَيمَانَ بنِ أَحمَدَ الطبّرَاَنيِ‌ّ عَن عَمرِو بنِ ثَورٍ عَن مُحَمّدِ بنِ يُوسُفَ عَن سُفيَانَ الثوّريِ‌ّ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ قَاسِمٍ عَن أَبِيهِ عَن عَائِشَةَ قَالَ مَا شَبِعَ آلُ مُحَمّدٍ ع ثَلَاثَةَ أَيّامٍ تِبَاعاً حَتّي لَحِقَ بِاللّهِ عَزّ وَ جَلّ


صفحه : 222

19- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] ابنُ مَخلَدٍ عَنِ الخاَلدِيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ القَطّانِ عَن عَبّادِ بنِ مُوسَي عَن اِبرَاهِيمَ بنِ سُلَيمَانَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُسلِمٍ عَن سَعِيدِ بنِ جُبَيرٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَجلِسُ عَلَي الأَرضِ وَ يَأكُلُ عَلَي الأَرضِ وَ يَعتَقِلُ الشّاةَ وَ يُجِيبُ دَعوَةَ المَملُوكِ عَلَي خُبزِ الشّعِيرِ

20- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]حَمّوَيهِ بنِ عَلِيّ عَن مُحَمّدِ بنِ مُحَمّدِ بنِ بَكرٍ الهزالي‌[الهزِاّنيِ‌ّ] عَنِ الفَضلِ بنِ الحُبَابِ عَن سَلَمٍ عَن أَبِي هِلَالٍ عَن بَكرِ بنِ عَبدِ اللّهِ أَنّ عُمَرَ بنَ الخَطّابِ دَخَلَ عَلَي النّبِيّص وَ هُوَ مَوقُوذٌ أَو قَالَ مَحمُومٌ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا أَشَدّ وَعَكَكَ أَو حُمّاكَ فَقَالَ مَا منَعَنَيِ‌ ذَلِكَ أَن قَرَأتُ اللّيلَةَ ثَلَاثِينَ سُورَةً فِيهِنّ السّبعُ الطّوَلُ فَقَالَ عُمَرُ يَا رَسُولَ اللّهِ غَفَرَ اللّهُ لَكَما تَقَدّمَ مِن ذَنبِكَ وَ ما تَأَخّرَ وَ أَنتَ تَجتَهِدُ هَذَا الِاجتِهَادَ فَقَالَ يَا عُمَرُ أَ فَلَا أَكُونُ عَبداً شَكُوراً

بيان قال الفيروزآبادي‌ الموقوذ الشديد المرض المشرف ووقذه صرعه وسكنه وغلبه وتركه عليلا كأوقذه و قال الوعك أدني الحمي ووجعها ومغثها في البدن وألم من شدة التعب

21- ع ،[علل الشرائع ] عَلِيّ بنُ حَاتِمٍ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَنِ الحُسَينِ بنِ


صفحه : 223

مُوسَي عَن أَبِيهِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص مُكَفّراً لَا يُشكَرُ مَعرُوفُهُ وَ لَقَد كَانَ مَعرُوفُهُ عَلَي القرُشَيِ‌ّ وَ العرَبَيِ‌ّ وَ العجَمَيِ‌ّ وَ مَن كَانَ أَعظَمُ مَعرُوفاً مِن رَسُولِ اللّهِص عَلَي هَذَا الخَلقِ وَ كَذَلِكَ نَحنُ أَهلَ البَيتِ مُكَفّرُونَ وَ لَا يُشكَرُ مَعرُوفُنَا وَ خِيَارُ المُؤمِنِينَ مُكَفّرُونَ لَا يُشكَرُ مَعرُوفُهُم

22- ع ،[علل الشرائع ] أَبِي عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ النهّاَونَديِ‌ّ عَن صَالِحِ بنِ رَاهَوَيهِ عَن أَبِي جويد مَولَي الرّضَا ع عَنِ الرّضَا ع قَالَ نَزَلَ جَبرَئِيلُ عَلَي النّبِيّص فَقَالَ يَا مُحَمّدُ إِنّ رَبّكَ يُقرِئُكَ السّلَامَ وَ يَقُولُ إِنّ الأَبكَارَ مِنَ النّسَاءِ بِمَنزِلَةِ الثّمَرِ عَلَي الشّجَرِ فَإِذَا أَينَعَ الثّمَرُ فَلَا دَوَاءَ لَهُ إِلّا اجتِنَاؤُهُ وَ إِلّا أَفسَدَتهُ الشّمسُ وَ غَيّرَتهُ الرّيحُ وَ إِنّ الأَبكَارَ إِذَا أَدرَكنَ مَا تُدرِكُ النّسَاءُ فَلَا دَوَاءَ لَهُنّ إِلّا البُعُولُ وَ إِلّا لَم يُؤمَن عَلَيهِنّ الفِتنَةُ فَصَعِدَ رَسُولُ اللّهِص المِنبَرَ فَجَمَعَ النّاسَ ثُمّ أَعلَمَهُم مَا أَمَرَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِهِ فَقَالُوا مِمّن يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ مِنَ الأَكفَاءِ فَقَالُوا وَ مَنِ الأَكفَاءُ فَقَالَ المُؤمِنُونَ بَعضُهُم أَكفَاءُ بَعضٍ ثُمّ لَم يَنزِل حَتّي زَوّجَ ضُبَاعَةَ مِنَ المِقدَادِ بنِ الأَسوَدِ ثُمّ قَالَ أَيّهَا النّاسُ إنِيّ‌ زَوّجتُ ابنَةَ عمَيّ‌ المِقدَادَ لِيَتّضِعَ النّكَاحُ

23-ير،[بصائر الدرجات ] مُحَمّدُ بنُ الحُسَينِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ يُونُسَ عَن حَمّادِ بنِ عُثمَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ النّبِيّص كَانَ فِي مَكَانٍ وَ مَعَهُ رَجُلٌ مِن أَصحَابِهِ وَ أَرَادَ قَضَاءَ حَاجَةٍ فَقَامَ إِلَي الأَشَاءَينِ يعَنيِ‌ النّخلَتَينِ فَقَالَ لَهُمَا اجتَمِعَا فَاستَتَرَ بِهِمَا النّبِيّص فَقَضَي حَاجَتَهُ ثُمّ قَامَ فَجَاءَ الرّجُلُ فَلَم يَرَ شَيئاً

بيان قال الجوهري‌ الأشاء بالفتح والمد صغار النخل

24-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]الصّدُوقُ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ حَامِدٍ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي أَبِي صَالِحٍ عَنِ اللّيثِ عَن يُونُسَ عَنِ ابنِ شِهَابٍ عَن أَبِي سَلَمَةَ أَنّ جَابِرَ بنَ عَبدِ اللّهِ


صفحه : 224

قَالَ كُنّا مَعَ رَسُولِ اللّهِص بِمَرّ الظّهرَانِ يَرعَي الغَنَمَ وَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ عَلَيكُم بِالأَسوَدِ مِنهُ فَإِنّهُ أَطيَبُهُ قَالُوا تَرعَي الغَنَمَ قَالَ نَعَم وَ هَل نبَيِ‌ّ إِلّا رَعَاهَا

25-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]الصّدُوقُ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن سَيفِ بنِ حَاتِمٍ عَن رَجُلٍ مِن وُلدِ عَمّارٍ يُقَالُ لَهُ أَبُو لُؤلُؤَةَ سَمّاهُ عَن آبَائِهِ قَالَ قَالَ عَمّارٌ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ كُنتُ أَرعَي غُنَيمَةَ أهَليِ‌ وَ كَانَ مُحَمّدٌص يَرعَي أَيضاً فَقُلتُ يَا مُحَمّدُ هَل لَكَ فِي فَخّ فإَنِيّ‌ تَرَكتُهَا رَوضَةَ بُرَقٍ قَالَ نَعَم فَجِئتُهَا مِنَ الغَدِ وَ قَد سبَقَنَيِ‌ مُحَمّدٌص وَ هُوَ قَائِمٌ يَذُودُ غَنَمَهُ عَنِ الرّوضَةِ قَالَ إنِيّ‌ كُنتُ وَاعَدتُكَ فَكَرِهتُ أَن أَرعَي قَبلَكَ

بيان قال الفيروزآبادي‌ البرق محركة الحمل معرب برة و قال الأبرق غلظ فيه حجارة ورمل وطين مختلطة والبرقة بالضم غلظ الأبرق وبرق ديار العرب تنيف علي مائة منها برقة الأثمار والأوجال والأجداد وعدها إلي أن قال والنجد ويثرب واليمامة هذه برق العرب

26-سن ،[المحاسن ] أَبِي عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص خَلَقَ اللّهُ العَقلَ فَقَالَ لَهُ أَدبِر فَأَدبَرَ ثُمّ قَالَ لَهُ أَقبِل فَأَقبَلَ ثُمّ قَالَ مَا خَلَقتُ خَلقاً أَحَبّ إلِيَ‌ّ مِنكَ فَأَعطَي اللّهُ مُحَمّداً تِسعَةً وَ تِسعِينَ جُزءاً ثُمّ قَسَمَ بَينَ العِبَادِ جُزءاً وَاحِداً

27-صح ،[صحيفة الرضا عليه السلام ] عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص ضَعُفتُ عَنِ


صفحه : 225

الصّلَاةِ وَ الجِمَاعِ فَنَزَلَت عَلَيّ قِدرٌ مِنَ السّمَاءِ فَأَكَلتُ مِنهَا فَزَادَ فِي قوُتّيِ‌ قُوّةَ أَربَعِينَ رَجُلًا فِي البَطشِ وَ الجِمَاعِ

28-صح ،[صحيفة الرضا عليه السلام ] عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع كُنّا مَعَ النّبِيّص فِي حَفرِ الخَندَقِ إِذ جَاءَت فَاطِمَةُ وَ مَعَهَا كُسَيرَةٌ مِن خُبزٍ فَدَفَعَتهَا إِلَي النّبِيّ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ فَقَالَ النّبِيّص مَا هَذِهِ الكُسَيرَةُ فَقَالَت خَبَزتُهُ قُرصاً لِلحَسَنِ وَ الحُسَينِ جِئتُكَ مِنهُ بِهَذِهِ الكُسَيرَةِ فَقَالَ النّبِيّص يَا فَاطِمَةُ أَمَا إِنّهُ أَوّلُ طَعَامٍ دَخَلَ جَوفَ أَبِيكَ مُنذُ ثَلَاثٍ

ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بالأسانيد الثلاثة عنه ع مثله

29-سن ،[المحاسن ] عَلِيّ بنُ الحَكَمِ عَن أَبِي المَغرَاءِ عَنِ ابنِ خَارِجَةَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَأكُلُ أَكلَ العَبدِ وَ يَجلِسُ جُلُوسَ العَبدِ وَ يَعلَمُ أَنّهُ عَبدٌ

بيان أكل العبد الأكل علي الأرض كمامر وجلوس العبد الجلوس علي الركبتين

30-سن ،[المحاسن ] أَبِي عَن أَحمَدَ بنِ النّضرِ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَأكُلُ أَكلَ العَبدِ وَ يَجلِسُ جِلسَةَ العَبدِ وَ كَانَ يَأكُلُ عَلَي الحَضِيضِ وَ يَنَامُ عَلَي الحَضِيضِ

31-سن ،[المحاسن ]صَفوَانُ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَنِ الحَسَنِ الصّيقَلِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ يَقُولُمَرّتِ امرَأَةٌ بَدَوِيّةٌ بِرَسُولِ اللّهِص وَ هُوَ يَأكُلُ وَ هُوَ جَالِسٌ عَلَي


صفحه : 226

الحَضِيضِ فَقَالَت يَا مُحَمّدُ وَ اللّهِ إِنّكَ لَتَأكُلُ أَكلَ العَبدِ وَ تَجلِسُ جُلُوسَهُ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللّهِص وَيحَكِ أَيّ عَبدٍ أَعبَدُ منِيّ‌ قَالَت فنَاَولِنيِ‌ لُقمَةً مِن طَعَامِكَ فَنَاوَلَهَا فَقَالَت لَا وَ اللّهِ إِلّا التّيِ‌ فِي فَمِكَ فَأَخرَجَ رَسُولُ اللّهِص اللّقمَةَ مِن فَمِهِ فَنَاوَلَهَا فَأَكَلَتهَا قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع فَمَا أَصَابَهَا دَاءٌ حَتّي فَارَقَتِ الدّنيَا

مكا،[مكارم الأخلاق ] من كتاب النبوة عن أبي عبد الله ع مثله كا،[الكافي‌] علي عن أبيه عن صفوان

مثله

32-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّ رَسُولَ اللّهِص أَقبَلَ إِلَي الجِعرَانَةِ فَقَسَمَ فِيهَا الأَموَالَ وَ جَعَلَ النّاسُ يَسأَلُونَهُ فَيُعطِيهِم حَتّي أَلجَئُوهُ إِلَي الشّجَرَةِ فَأَخَذَت بُردَهُ وَ خَدَشَت ظَهرَهُ حَتّي جَلَوهُ عَنهَا وَ هُم يَسأَلُونَهُ فَقَالَ أَيّهَا النّاسُ رُدّوا عَلَيّ برُديِ‌ وَ اللّهِ لَو كَانَ عنِديِ‌ عَدَدُ شَجَرِ تِهَامَةَ نَعَماً لَقَسَمتُهُ بَينَكُم ثُمّ مَا ألَفيَتمُوُنيِ‌ جَبَاناً وَ لَا بَخِيلًا ثُمّ خَرَجَ مِنَ الجِعرَانَةِ فِي ذيِ‌ القَعدَةِ قَالَ فَمَا رَأَيتُ تِلكَ الشّجَرَةَ إِلّا خَضرَاءَ كَأَنّمَا يُرَشّ عَلَيهَا المَاءُ

33- وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي حَتّي انتَزَعَتِ الشّجَرَةُ رِدَاءَهُ وَ خَدَشَتِ الشّجَرَةُ ظَهرَهُ

بيان قال الجوهري‌ جلوا عن أوطانهم وجلوتهم أنايتعدي و لايتعدي

34-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] أَمّا آدَابُهُص فَقَد جَمَعَهَا بَعضُ العُلَمَاءِ وَ التَقَطَهَا مِنَ الأَخبَارِ كَانَ النّبِيّص أَحكَمَ النّاسِ وَ أَحلَمَهُم وَ أَشجَعَهُم وَ أَعدَلَهُم وَ أَعطَفَهُم لَم تَمَسّ يَدُهُ يَدَ امرَأَةٍ


صفحه : 227

لَا تَحِلّ وَ أَسخَي النّاسِ لَا يَثبُتُ عِندَهُ دِينَارٌ وَ لَا دِرهَمٌ فَإِن فَضَلَ وَ لَم يَجِد مَن يُعطِيهِ وَ يَجُنّهُ اللّيلُ لَم يَأوِ إِلَي مَنزِلِهِ حَتّي يَتَبَرّأَ مِنهُ إِلَي مَن يَحتَاجُ إِلَيهِ لَا يَأخُذُ مِمّا آتَاهُ اللّهُ إِلّا قُوتَ عَامِهِ فَقَط مِن يَسِيرِ مَا يَجِدُ مِنَ التّمرِ وَ الشّعِيرِ وَ يَضَعُ سَائِرَ ذَلِكَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَ لَا يُسأَلُ شَيئاً إِلّا أَعطَاهُ ثُمّ يَعُودُ إِلَي قُوتِ عَامِهِ فَيُؤثِرُ مِنهُ حَتّي رُبّمَا احتَاجَ قَبلَ انقِضَاءِ العَامِ إِن لَم يَأتِهِ شَيءٌ وَ كَانَ يَجلِسُ عَلَي الأَرضِ وَ يَنَامُ عَلَيهَا وَ يَأكُلُ عَلَيهَا وَ كَانَ يَخصِفُ النّعلَ وَ يَرقَعُ الثّوبَ وَ يَفتَحُ البَابَ وَ يَحلُبُ الشّاةَ وَ يَعقِلُ البَعِيرَ فَيَحلِبُهَا وَ يَطحَنُ مَعَ الخَادِمِ إِذَا أَعيَا وَ يَضَعُ طَهُورَهُ بِاللّيلِ بِيَدِهِ وَ لَا يَتَقَدّمُهُ مُطرِقٌ وَ لَا يَجلِسُ مُتّكِئاً وَ يَخدُمُ فِي مِهنَةِ أَهلِهِ وَ يَقطَعُ اللّحمَ وَ إِذَا جَلَسَ عَلَي الطّعَامِ جَلَسَ مُحَقّراً وَ كَانَ يَلطَعُ أَصَابِعَهُ وَ لَم يَتَجَشّأ قَطّ وَ يُجِيبُ دَعوَةَ الحُرّ وَ العَبدِ وَ لَو عَلَي ذِرَاعٍ أَو كُرَاعٍ وَ يَقبَلُ الهَدِيّةَ وَ لَو أَنّهَا جُرعَةُ لَبَنٍ وَ يَأكُلُهَا وَ لَا يَأكُلُ الصّدَقَةَ لَا يَثبُتُ بَصَرُهُ فِي وَجهِ أَحَدٍ يَغضَبُ لِرَبّهِ وَ لَا يَغضَبُ لِنَفسِهِ وَ كَانَ يُعَصّبُ الحَجَرَ عَلَي بَطنِهِ مِنَ الجُوعِ يَأكُلُ مَا حَضَرَ وَ لَا يَرُدّ مَا وَجَدَ لَا يَلبَسُ ثَوبَينِ يَلبَسُ بُرداً حِبَرَةً يَمَنِيّةً وَ شَملَةً جُبّةَ صُوفٍ وَ الغَلِيظَ مِنَ القُطنِ وَ الكَتّانِ وَ أَكثَرُ ثِيَابِهِ البَيَاضُ وَ يَلبَسُ العِمَامَةَ وَ يَلبَسُ القَمِيصَ مِن قِبَلِ مَيَامِنِهِ وَ كَانَ لَهُ ثَوبٌ لِلجُمُعَةِ خَاصّةً وَ كَانَ إِذَا لَبِسَ جَدِيداً أَعطَي خَلَقَ ثِيَابِهِ مِسكِيناً وَ كَانَ لَهُ عَبَاءٌ يُفرَشُ لَهُ حَيثُ مَا يَنقُلُ تُثنَي ثَنيَتَينِ يَلبَسُ خَاتَمَ فِضّةٍ فِي خِنصِرِهِ الأَيمَنِ يُحِبّ البِطّيخَ وَ يَكرَهُ الرّيحَ الرّدِيّةَ وَ يَستَاكُ عِندَ الوُضُوءِ يُردِفُ خَلفَهُ عَبدَهُ أَو غَيرَهُ يَركَبُ مَا أَمكَنَهُ مِن فَرَسٍ أَو بَغلَةٍ أَو حِمَارٍ وَ يَركَبُ الحِمَارَ بِلَا سَرجٍ وَ عَلَيهِ العِذَارُ وَ يمَشيِ‌ رَاجِلًا وَ


صفحه : 228

حَافِياً بِلَا رِدَاءٍ وَ لَا عِمَامَةٍ وَ لَا قَلَنسُوَةٍ وَ يُشَيّعُ الجَنَائِزَ وَ يَعُودُ المَرضَي فِي أَقصَي المَدِينَةِ يُجَالِسُ الفُقَرَاءَ وَ يُؤَاكِلُ المَسَاكِينَ وَ يُنَاوِلُهُم بِيَدِهِ وَ يُكرِمُ أَهلَ الفَضلِ فِي أَخلَاقِهِم وَ يَتَأَلّفُ أَهلَ الشّرَفِ بِالبِرّ لَهُم يَصِلُ ذوَيِ‌ رَحِمِهِ مِن غَيرِ أَن يُؤثِرَهُم عَلَي غَيرِهِم إِلّا بِمَا أَمَرَ اللّهُ وَ لَا يَجفُو عَلَي أَحَدٍ يَقبَلُ مَعذِرَةَ المُعتَذِرِ إِلَيهِ وَ كَانَ أَكثَرَ النّاسِ تَبَسّماً مَا لَم يُنَزّل عَلَيهِ قُرآنٌ أَو لَم تَجرِ عِظَةٌ وَ رُبّمَا ضَحِكَ مِن غَيرِ قَهقَهَةٍ لَا يَرتَفِعُ عَلَي عَبِيدِهِ وَ إِمَائِهِ فِي مَأكَلٍ وَ لَا مَلبَسٍ مَا شَتَمَ أَحَداً بِشَتمَةٍ وَ لَا لَعَنَ امرَأَةً وَ لَا خَادِماً بِلَعنَةٍ وَ لَا لَامُوا أَحَداً إِلّا قَالَ دَعُوهُ وَ لَا يَأتِيهِ أَحَدٌ حُرّ أَو عَبدٌ أَو أَمَةٌ إِلّا قَامَ مَعَهُ فِي حَاجَتِهِ لَا فَظّ وَ لَا غَلِيظٌ وَ لَا صَخّابٌ فِي الأَسوَاقِ وَ لَا يجَزيِ‌ بِالسّيّئَةِ السّيّئَةَ وَ لَكِن يَغفِرُ وَ يَصفَحُ يَبدَأُ مَن لَقِيَهُ بِالسّلَامِ وَ مَن رَامَهُ بِحَاجَةٍ صَابَرَهُ حَتّي يَكُونَ هُوَ المُنصَرِفَ مَا أَخَذَ أَحَدٌ يَدَهُ فَيُرسِلَ يَدَهُ حَتّي يُرسِلَهَا وَ إِذَا لقَيِ‌َ مُسلِماً بَدَأَهُ بِالمُصَافَحَةِ وَ كَانَ لَا يَقُومُ وَ لَا يَجلِسُ إِلّا عَلَي ذِكرِ اللّهِ وَ كَانَ لَا يَجلِسُ إِلَيهِ أَحَدٌ وَ هُوَ يصُلَيّ‌ إِلّا خَفّفَ صَلَاتَهُ وَ أَقبَلَ عَلَيهِ وَ قَالَ أَ لَكَ حَاجَةٌ وَ كَانَ أَكثَرُ جُلُوسِهِ أَن يَنصِبَ سَاقَيهِ جَمِيعاً يَجلِسُ حَيثُ ينَتهَيِ‌ بِهِ المَجلِسُ وَ كَانَ أَكثَرُ مَا يَجلِسُ مُستَقبِلَ القِبلَةِ وَ كَانَ يُكرِمُ مَن يَدخُلُ عَلَيهِ حَتّي رُبّمَا بَسَطَ ثَوبَهُ وَ يُؤثِرُ الدّاخِلَ بِالوَسَادَةِ التّيِ‌ تَحتَهُ وَ كَانَ فِي الرّضَا وَ الغَضَبِ لَا يَقُولُ إِلّا حَقّاً وَ كَانَ يَأكُلُ القِثّاءَ بِالرّطَبِ وَ المِلحِ وَ كَانَ أَحَبّ الفَوَاكِهِ الرّطبَةِ إِلَيهِ البِطّيخَ وَ العِنَبَ وَ أَكثَرُ طَعَامِهِ المَاءَ وَ التّمرَ وَ كَانَ يَتَمَجّعُ اللّبَنَ بِالتّمرِ وَ يُسَمّيهِمَا الأَطيَبَينِ وَ كَانَ أَحَبّ الطّعَامِ إِلَيهِ اللّحمَ وَ يَأكُلُ الثّرِيدَ بِاللّحمِ وَ كَانَ يُحِبّ القَرعَ وَ كَانَ يَأكُلُ لَحمَ الصّيدِ وَ لَا يَصِيدُهُ وَ كَانَ يَأكُلُ الخُبزَ وَ السّمنَ وَ كَانَ يُحِبّ مِنَ الشّاةِ الذّرَاعَ وَ الكَتِفَ وَ مِنَ القِدرِ الدّبّاءَ وَ مِنَ الصّبَاغِ الخَلّ وَ مِنَ التّمرِ العَجوَةَ وَ مِنَ البُقُولِ الهِندَبَاءَ وَ البَاذَرُوجَ وَ البَقلَةَ اللّيّنَةَ


صفحه : 229

بيان قوله لايتقدمه مطرق أي كان أكثر الناس إطراقا إلي الأرض حياء يقال أطرق أي سكت و لم يكلم وأرخي عينيه ينظر إلي الأرض والمهنة بالفتح والكسر الخدمة ولطع الأصابع لحسها ومصها بعدالطعام والكراع كغراب من البقر والغنم مستدق الساق و قال الفيروزآبادي‌ المجيع تمر يعجن بلبن وتمجع أكل التمر اليابس باللبن معا وأكل التمر وشرب عليه اللبن

35-مكا،[مكارم الأخلاق ] فِي تَوَاضُعِهِ وَ حَيَائِهِ عَن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَعُودُ المَرِيضَ وَ يَتبَعُ الجَنَازَةَ وَ يُجِيبُ دَعوَةَ المَملُوكِ وَ يَركَبُ الحِمَارَ وَ كَانَ يَومَ خَيبَرَ وَ يَومَ قُرَيظَةَ وَ النّضِيرِ عَلَي حِمَارٍ مَخطُومٍ بِحَبلٍ مِن لِيفٍ تَحتَهُ إِكَافٌ مِن لِيفٍ

وَ عَن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ قَالَ لَم يَكُن شَخصٌ أَحَبّ إِلَيهِم مِن رَسُولِ اللّهِ وَ كَانُوا إِذَا رَأَوهُ لَم يَقُومُوا إِلَيهِ لِمَا يَعرِفُونَ مِن كَرَاهِيَتِهِ

وَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَجلِسُ عَلَي الأَرضِ وَ يَأكُلُ عَلَي الأَرضِ وَ يَعتَقِلُ الشّاةَ وَ يُجِيبُ دَعوَةَ المَملُوكِ

وَ عَن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص مَرّ عَلَي صِبيَانٍ فَسَلّمَ عَلَيهِم وَ هُوَ مُغِذّ

عَن أَسمَاءَ بِنتِ يَزِيدَ أَنّ النّبِيّص مَرّ بِنِسوَةٍ فَسَلّمَ عَلَيهِنّ

وَ عَنِ ابنِ مَسعُودٍ قَالَ أَتَي النّبِيّص رَجُلٌ يُكَلّمُهُ فَأُرعِدَ فَقَالَ هَوّن عَلَيكَ فَلَستُ بِمَلِكٍ إِنّمَا أَنَا ابنُ امرَأَةٍ كَانَت تَأكُلُ القَدّ

عَن أَبِي ذَرّ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَجلِسُ بَينَ ظهَراَنيَ‌ أَصحَابِهِ فيَجَيِ‌ءُ الغَرِيبُ فَلَا يدَريِ‌ أَيّهُم هُوَ حَتّي يَسأَلَ فَطَلَبنَا إِلَي النّبِيّص أَن يَجعَلَ مَجلِساً يَعرِفُهُ الغَرِيبُ إِذَا أَتَاهُ فَبَنَينَا لَهُ دُكّاناً مِن طِينٍ وَ كَانَ يَجلِسُ عَلَيهِ وَ نَجلِسُ بِجَانِبَيهِ


صفحه : 230

وَ سُئِلَت عَائِشَةُ مَا كَانَ النّبِيّص يَصنَعُ إِذَا خَلَا قَالَت يَخِيطُ ثَوبَهُ وَ يَخصِفُ نَعلَهُ وَ يَصنَعُ مَا يَصنَعُ الرّجُلُ فِي أَهلِهِ

وَ عَنهَا أَحَبّ العَمَلِ إِلَي رَسُولِ اللّهِص الخِيَاطَةُ

وَ عَن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ قَالَ خَدَمتُ النّبِيّص تِسعَ سِنِينَ فَمَا أَعلَمُهُ قَالَ لِي قَطّ هَلّا فَعَلتَ كَذَا وَ كَذَا وَ لَا عَابَ عَلَيّ شَيئاً قَطّ

وَ عَن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ قَالَ صَحِبتُ رَسُولَ اللّهِص عَشرَ سِنِينَ وَ شَمِمتُ العِطرَ كُلّهُ فَلَم أَشَمّ نَكهَةً أَطيَبَ مِن نَكهَتِهِ وَ كَانَ إِذَا لَقِيَهُ وَاحِدٌ مِن أَصحَابِهِ قَامَ مَعَهُ فَلَم يَنصَرِف حَتّي يَكُونَ الرّجُلُ يَنصَرِفُ عَنهُ وَ إِذَا لَقِيَهُ أَحَدٌ مِن أَصحَابِهِ فَتَنَاوَلَ يَدَهُ نَاوَلَهَا إِيّاهُ فَلَم يَنزِع عَنهُ حَتّي يَكُونَ الرّجُلُ هُوَ ألّذِي يَنزِعُ عَنهُ وَ مَا أَخرَجَ رُكبَتَيهِ بَينَ جَلِيسٍ لَهُ قَطّ وَ مَا قَعَدَ إِلَي رَسُولِ اللّهِص رَجُلٌ قَطّ فَقَامَ حَتّي يَقُومَ

وَ عَن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ قَالَ إِنّ النّبِيّص أَدرَكَهُ أعَراَبيِ‌ّ فَأَخَذَ بِرِدَائِهِ فَجَبَذَهُ جَبذَةً شَدِيدَةً حَتّي نَظَرتُ إِلَي صَفحَةِ عُنُقِ رَسُولِ اللّهِص وَ قَد أَثّرَت بِهِ حَاشِيَةُ الرّدَاءِ مِن شِدّةِ جَبذَتِهِ ثُمّ قَالَ لَهُ يَا مُحَمّدُ مُر لِي مِن مَالِ اللّهِ ألّذِي عِندَكَ فَالتَفَتَ إِلَيهِ رَسُولُ اللّهِص فَضَحِكَ وَ أَمَرَ لَهُ بِعَطَاءٍ

عَن أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِ‌ّ يَقُولُ كَانَ رَسُولُ اللّهِص حَيِيّاً لَا يُسأَلُ شَيئاً إِلّا أَعطَاهُ

وَ عَنهُ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص أَشَدّ حَيَاءً مِنَ العَذرَاءِ فِي خِدرِهَا وَ كَانَ إِذَا كَرِهَ شَيئاً عَرَفنَاهُ فِي وَجهِهِ

وَ عَنِ ابنِ مَسعُودٍ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا يبُلغِنيِ‌ أَحَدٌ مِنكُم عَن أصَحاَبيِ‌ شَيئاً


صفحه : 231

فإَنِيّ‌ أُحِبّ أَن أَخرُجَ إِلَيكُم وَ أَنَا سَلِيمُ الصّدرِ

في جوده

عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص أَجوَدَ النّاسِ كَفّاً وَ أَكرَمَهُم عِشرَةً مَن خَالَطَهُ فَعَرَفَهُ أَحَبّهُ

مِن كِتَابِ النّبُوّةِ، عَنِ ابنِ عَبّاسٍ عَنِ النّبِيّص قَالَ أَنَا أَدِيبُ اللّهِ وَ عَلِيّ أدَيِبيِ‌ أمَرَنَيِ‌ ربَيّ‌ بِالسّخَاءِ وَ البِرّ وَ نهَاَنيِ‌ عَنِ البُخلِ وَ الجَفَاءِ وَ مَا شَيءٌ أَبغَضَ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ مِنَ البُخلِ وَ سُوءِ الخُلُقِ وَ إِنّهُ لَيُفسِدُ العَمَلَ كَمَا يُفسِدُ الطّينُ[الخَلّ]العَسَلَ

وَ بِرِوَايَةٍ أُخرَي عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع كَانَ إِذَا وَصَفَ رَسُولَ اللّهِص قَالَ كَانَ أَجوَدَ النّاسِ كَفّاً وَ أَجرَأَ النّاسِ صَدراً وَ أَصدَقَ النّاسِ لَهجَةً وَ أَوفَاهُم ذِمّةً وَ أَليَنَهُم عَرِيكَةً وَ أَكرَمَهُم عِشرَةً وَ مَن رَآهُ بَدِيهَةً هَابَهُ وَ مَن خَالَطَهُ فَعَرَفَهُ أَحَبّهُ لَم أَرَ مِثلَهُ قَبلَهُ وَ لَا بَعدَهُ

وَ عَنِ ابنِ عُمَرَ قَالَ مَا رَأَيتُ أَحَداً أَجوَدَ وَ لَا أَنجَدَ وَ لَا أَشجَعَ وَ لَا أَوضَأَ مِن رَسُولِ اللّهِص

وَ عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ قَالَ مَا سُئِلَ رَسُولُ اللّهِص شيء[شَيئاً]قَطّ قَالَ لَا

وَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ كَانَ المُسلِمُونَ لَا يَنظُرُونَ إِلَي أَبِي سُفيَانَ وَ لَا يُقَاعِدُونَهُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ ثَلَاثٌ أَعطِنِيهِنّ قَالَ نَعَم قَالَ عنِديِ‌ أَحسَنُ العَرَبِ وَ أَجمَلُهُ أُمّ حَبِيبَةَ أُزَوّجُكَهَا قَالَ نَعَم قَالَ وَ مُعَاوِيَةُ تَجعَلُهُ كَاتِباً بَينَ يَدَيكَ قَالَ نَعَم قَالَ مرُنيِ‌


صفحه : 232

حَتّي أُقَاتِلَ الكُفّارَ كَمَا قَاتَلتُ المُسلِمِينَ قَالَ نَعَم قَالَ ابنُ زُمَيلٍ وَ لَو لَا أَنّهُ طَلَبَ ذَلِكَ مِنَ النّبِيّ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ مَا أَعطَاهُ لِأَنّهُ لَم يَكُن يُسأَلُ شَيئاً قَطّ إِلّا قَالَ نَعَم

وَ عَن عُمَرَ أَنّ رَجُلًا أَتَي النّبِيّص فَقَالَ مَا عنِديِ‌ شَيءٌ وَ لَكِنِ ابتَع عَلَيّ فَإِذَا جَاءَنَا شَيءٌ قَضَينَاهُ قَالَ عُمَرُ فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا كَلّفَكَ اللّهُ مَا لَا تَقدِرُ عَلَيهِ قَالَ فَكَرِهَ النّبِيّص فَقَالَ الرّجُلُ أَنفِق وَ لَا تَخَف مِن ذيِ‌ العَرشِ إِقلَالًا قَالَ فَتَبَسّمَ النّبِيّص وَ عُرِفَ السّرُورُ فِي وَجهِهِ

في شجاعته

عَن عَلِيّ ع قَالَ لَقَد رأَيَتنُيِ‌ يَومَ بَدرٍ وَ نَحنُ نَلُوذُ باِلنبّيِ‌ّص وَ هُوَ أَقرَبُنَا إِلَي العَدُوّ وَ كَانَ مِن أَشَدّ النّاسِ يَومَئِذٍ بَأساً

وَ عَنهُ ع قَالَ كُنّا إِذَا احمَرّ البَأسُ وَ لقَيِ‌َ القَومُ القَومَ اتّقَينَا بِرَسُولِ اللّهِص فَمَا يَكُونُ أَحَدٌ أَقرَبَ إِلَي العَدُوّ مِنهُ

وَ عَن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ قَالَ كَانَ بِالمَدِينَةِ فَزَعٌ فَرَكِبَ النّبِيّص فَرَساً لأِبَيِ‌ طَلحَةَ فَقَالَ مَا رَأَينَا مِن شَيءٍ وَ إِن وَجَدنَاهُ لَبَحراً

وَ بِرِوَايَةٍ أُخرَي عَن أَنَسٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص أَشجَعَ النّاسِ وَ أَحسَنَ النّاسِ وَ أَجوَدَ النّاسِ قَالَ فَزِعَ أَهلُ المَدِينَةِ لَيلَةً فَانطَلَقَ النّاسُ قِبَلَ الصّوتِ قَالَ فَتَلَقّاهُم رَسُولُ اللّهِص وَ قَد سَبَقَهُم وَ هُوَ يَقُولُ لَن تُرَاعُوا وَ هُوَ عَلَي فَرَسٍ لأِبَيِ‌ طَلحَةَ وَ فِي عُنُقِهِ السّيفُ قَالَ فَجَعَلَ يَقُولُ لِلنّاسِ لَم تُرَاعُوا وَجَدنَاهُ بَحراً أَو إِنّهُ لَبَحرٌ

في علامة رضاه وغضبه

عَنِ ابنِ عُمَرَ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يُعرَفُ رِضَاهُ وَ غَضَبُهُ فِي وَجهِهِ كَانَ إِذَا رضَيِ‌َ فَكَأَنّمَا تُلَاحِكُ الجذر[الجُدُرُ]وَجهَهُ وَ إِذَا غَضِبَ خَسَفَ لَونُهُ وَ اسوَدّ


صفحه : 233

عَن كَعبِ بنِ مَالِكٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا سَرّهُ الأَمرُ استَنَارَ وَجهُهُ كَأَنّهُ دَارَةُ القَمَرِ

عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا رَأَي مَا يُحِبّ قَالَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي بِنِعمَتِهِ تَتِمّ الصّالِحَاتُ

عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مَسعُودٍ يَقُولُ شَهِدتُ مِنَ المِقدَادِ مَشهَداً لَأَن أَكُونَ أَنَا صَاحِبَهُ أَحَبّ إلِيَ‌ّ مِمّا فِي الأَرضِ مِن شَيءٍ قَالَ كَانَ النّبِيّص إِذَا غَضِبَ احمَرّ وَجهُهُ

عَنِ ابنِ عُمَرَ قَالَ كَانَ النّبِيّص يُعرَفُ رِضَاهُ وَ غَضَبُهُ بِوَجهِهِ كَانَ إِذَا رضَيِ‌َ فَكَأَنّمَا تُلَاحِكُ الجُدُرُ وَجهَهُ وَ إِذَا غَضِبَ خَسَفَ لَونُهُ وَ اسوَدّ

قال أبوالبدر سمعت أباالحكم الليثي‌ يقول هي‌ المرآة توضع في الشمس فيري ضوؤها علي الجدار يعني‌ قوله تلاحك الجدر

في الرفق بأمته

عَن أَنَسٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا فَقَدَ الرّجُلَ مِن إِخوَانِهِ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ سَأَلَ عَنهُ فَإِن كَانَ غَائِباً دَعَا لَهُ وَ إِن كَانَ شَاهِداً زَارَهُ وَ إِن كَانَ مَرِيضاً عَادَهُ

عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ قَالَغَزَا رَسُولُ اللّهِص إِحدَي وَ عِشرِينَ غَزوَةً بِنَفسِهِ شَاهَدتُ مِنهَا تِسعَةَ عَشَرَ وَ غِبتُ عَنِ اثنَتَينِ فَبَينَا أَنَا مَعَهُ فِي بَعضِ غَزَوَاتِهِ إِذ أَعيَا ناَضحِيِ‌ تحَتيِ‌ بِاللّيلِ فَبَرَكَ وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص فِي آخِرِنَا فِي أُخرَيَاتِ النّاسِ فيَزُجيِ‌ الضّعِيفَ وَ يُردِفُ وَ يَدعُو لَهُم فَانتَهَي إلِيَ‌ّ وَ أَنَا أَقُولُ يَا لَهفَ أُمّيَاه وَ مَا زَالَ لَنَا نَاضِحَ سَوءٍ فَقَالَ مَن هَذَا فَقُلتُ أَنَا جَابِرٌ بأِبَيِ‌ أَنتَ وَ أمُيّ‌ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ مَا


صفحه : 234

شَأنُكَ قُلتُ أَعيَا ناَضحِيِ‌ فَقَالَ أَ مَعَكَ عَصًا فَقُلتُ نَعَم فَضَرَبَهُ ثُمّ بَعَثَهُ ثُمّ أَنَاخَهُ وَ وَطِئَ عَلَي ذِرَاعِهِ وَ قَالَ اركَب فَرَكِبتُ فَسَايَرتُهُ فَجَعَلَ جمَلَيِ‌ يَسبِقُهُ فَاستَغفَرَ لِي تِلكَ اللّيلَةَ خَمساً وَ عِشرِينَ مَرّةً فَقَالَ لِي مَا تَرَكَ عَبدُ اللّهِ مِنَ الوَلَدِ يعَنيِ‌ أَبَاهُ قُلتُ سَبعَ نِسوَةٍ قَالَ أَبُوكَ عَلَيهِ دَينٌ قُلتُ نَعَم قَالَ فَإِذَا قَدِمتَ المَدِينَةَ فَقَاطِعهُم فَإِن أَبَوا فَإِذَا حَضَرَ جَذَاذُ نَخلِكُم فآَذنِيّ‌ وَ قَالَ هَل تَزَوّجتَ قُلتُ نَعَم قَالَ بِمَن قُلتُ بِفُلَانَةَ بِنتِ فُلَانٍ بِأَيّمٍ كَانَت بِالمَدِينَةِ قَالَ فَهَلّا فَتَاةً تُلَاعِبُهَا وَ تُلَاعِبُكَ قُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ كُنّ عنِديِ‌ نِسوَةٌ خُرقٌ يعَنيِ‌ أَخَوَاتِهِ فَكَرِهتُ أَن آتِيَهُنّ بِامرَأَةٍ خَرقَاءَ فَقُلتُ هَذِهِ أَجمَعُ لأِمَريِ‌ قَالَ أَصَبتَ وَ رَشِدتَ فَقَالَ بِكَمِ اشتَرَيتَ جَمَلَكَ فَقُلتُ بِخَمسِ أَوَاقٍ مِن ذَهَبٍ قَالَ قَد أَخَذنَاهُ فَلَمّا قَدِمَ المَدِينَةَ أَتَيتُهُ بِالجَمَلِ فَقَالَ يَا بِلَالُ أَعطِهِ خَمسَ أَوَاقٍ مِن ذَهَبٍ يَستَعِينُ بِهِ فِي دَينِ عَبدِ اللّهِ وَ زِدهُ ثَلَاثاً وَ اردُد عَلَيهِ جَمَلَهُ قَالَ هَل قَاطَعتَ غُرَمَاءَ عَبدِ اللّهِ قُلتُ لَا يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ أَ تَرَكَ وَفَاءً قُلتُ لَا قَالَ لَا عَلَيكَ إِذَا حَضَرَ جَذَاذُ نَخلِكُم فآَذنِيّ‌ فَآذَنتُهُ فَجَاءَ فَدَعَا لَنَا فَجَذَذنَا وَ استَوفَي كُلّ غَرِيمٍ مَا كَانَ يَطلُبُ تَمراً وَفَاءً وَ بقَيِ‌َ لَنَا مَا كُنّا نَجُذّ وَ أَكثَرُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص ارفَعُوا وَ لَا تَكِيلُوا فَرَفَعنَاهُ وَ أَكَلنَا مِنهُ زَمَاناً

وَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا حَدّثَ الحَدِيثَ أَو سأل [سُئِلَ] عَنِ الأَمرِ كَرّرَهُ ثَلَاثاً لِيَفهَمَ وَ يُفهَمَ عَنهُ


صفحه : 235

وَ عَنِ ابنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ لَبّيكَ

وَ روُيِ‌َ عَن زَيدِ بنِ ثَابِتٍ أَنّ النّبِيّص كُنّا إِذَا جَلَسنَا إِلَيهِ إِن أَخَذنَا بِحَدِيثٍ فِي ذِكرِ الآخِرَةِ أَخَذَ مَعَنَا وَ إِن أَخَذنَا فِي الدّنيَا أَخَذَ مَعَنَا وَ إِن أَخَذنَا فِي ذِكرِ الطّعَامِ وَ الشّرَابِ أَخَذَ مَعَنَا فَكُلّ هَذَا أُحَدّثُكُم عَن رَسُولِ اللّهِص

عَن أَبِي الحُمَيسَاءِ قَالَ بَايَعتُ النّبِيّص قَبلَ أَن يُبعَثَ فَوَاعَدَنِيهِ مَكَاناً فَنَسِيتُهُ يوَميِ‌ وَ الغَدَ فَأَتَيتُهُ يَومَ الثّالِثِ فَقَالَص يَا فَتَي لَقَد شَقَقتَ عَلَيّ أَنَا هَاهُنَا مُنذُ ثَلَاثَةِ أَيّامٍ

عَن جَرِيرِ بنِ عَبدِ اللّهِ أَنّ النّبِيّص دَخَلَ بَعضَ بُيُوتِهِ فَامتَلَأَ البَيتُ وَ دَخَلَ جَرِيرٌ فَقَعَدَ خَارِجَ البَيتِ فَأَبصَرَهُ النّبِيّص فَأَخَذَ ثَوبَهُ فَلَفّهُ فَرَمَي بِهِ إِلَيهِ وَ قَالَ اجلِس عَلَي هَذَا فَأَخَذَ جَرِيرٌ فَوَضَعَهُ عَلَي وَجهِهِ فَقَبّلَهُ

عَن سَلمَانَ الفاَرسِيِ‌ّ قَالَ دَخَلتُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص وَ هُوَ مُتّكِئٌ عَلَي وِسَادَةٍ فَأَلقَاهَا إلِيَ‌ّ ثُمّ قَالَ يَا سَلمَانُ مَا مِن مُسلِمٍ دَخَلَ عَلَي أَخِيهِ المُسلِمِ فيَلُقيِ‌ لَهُ الوِسَادَةَ إِكرَاماً لَهُ إِلّا غَفَرَ اللّهُ لَهُ

في بكائه

ص عَن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ قَالَ رَأَيتُ اِبرَاهِيمَ بنَ رَسُولِ اللّهِص وَ هُوَ يَجُودُ بِنَفسِهِ فَدَمَعَت عَينَاهُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص تَدمَعُ العَينُ وَ يَحزَنُ القَلبُ وَ لَا أَقُولُ إِلّا مَا يَرضَي رَبّنَا وَ إِنّا بِكَ يَا اِبرَاهِيمُ لَمَحزُونُونَ

عَن خَالِدِ بنِ سَلَمَةَ المخَزوُميِ‌ّ قَالَ لَمّا أُصِيبَ زَيدُ بنُ حَارِثَةَ انطَلَقَ رَسُولُ اللّهِص


صفحه : 236

إِلَي مَنزِلِهِ فَلَمّا رَأَتهُ ابنَتُهُ جَهَشَت فَانتَحَبَ رَسُولُ اللّهِص وَ قَالَ لَهُ بَعضُ أَصحَابِهِ مَا هَذَا يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ هَذَا شَوقُ الحَبِيبِ إِلَي الحَبِيبِ

في مشيه ص

عَن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا مَشَي تَكَفّأَ تَكَفّؤاً كَأَنّمَا يَتَقَلّعُ مِن صَبَبٍ لَم أَرَ قَبلَهُ وَ لَا بَعدَهُ مِثلَهُ

عَن جَابِرٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا خَرَجَ مَشَي أَصحَابُهُ أَمَامَهُ وَ تَرَكُوا ظَهرَهُ لِلمَلَائِكَةِ

عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا مَشَي مَشَي مَشياً يُعرَفُ أَنّهُ لَيسَ بمِشَي‌ِ عَاجِزٍ وَ لَا بِكَسلَانَ

عَن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ قَالَ كُنّا إِذَا أَتَينَا النّبِيّص جَلَسنَا حَلقَةً

وَ روُيِ‌َ أَنّ رَسُولَ اللّهِ لَا يَدَعُ أَحَداً يمَشيِ‌ مَعَهُ إِذَا كَانَ رَاكِباً حَتّي يَحمِلَهُ مَعَهُ فَإِن أَبَي قَالَ تَقَدّم أمَاَميِ‌ وَ أدَركِنيِ‌ فِي المَكَانِ ألّذِي تُرِيدُ وَ دَعَاهُص قَومٌ مِن أَهلِ المَدِينَةِ إِلَي طَعَامٍ صَنَعُوهُ لَهُ وَ لِأَصحَابٍ لَهُ خَمسَةٍ فَأَجَابَ دَعوَتَهُم فَلَمّا كَانَ فِي بَعضِ الطّرِيقِ أَدرَكَهُم سَادِسٌ فَمَاشَاهُم فَلَمّا دَنَوا مِن بَيتِ القَومِ قَالَ لِلرّجُلِ السّادِسِ إِنّ القَومَ لَم يَدعُوكَ فَاجلِس حَتّي نَذكُرَ لَهُم مَكَانَكَ وَ نَستَأذِنَهُم بِكَ

في جمل من أحواله وأخلاقه

مِن كِتَابِ النّبُوّةِ عَن عَلِيّ ع قَالَ مَا صَافَحَ رَسُولُ اللّهِص أَحَداً قَطّ فَنَزَعَ يَدَهُ مِن يَدِهِ حَتّي يَكُونَ هُوَ ألّذِي يَنزِعُ يَدَهُ وَ مَا فَاوَضَهُ أَحَدٌ قَطّ فِي حَاجَةٍ أَو حَدِيثٍ فَانصَرَفَ حَتّي يَكُونَ الرّجُلُ يَنصَرِفُ وَ مَا نَازَعَهُ الحَدِيثَ حَتّي يَكُونَ هُوَ ألّذِي يَسكُتُ وَ مَا رئُيِ‌َ مُقَدّماً رِجلَهُ بَينَ يدَيَ‌ جَلِيسٍ لَهُ قَطّ وَ لَا عَرَضَ لَهُ


صفحه : 237

قَطّ أَمرَانِ إِلّا أَخَذَ بِأَشَدّهِمَا وَ مَا انتَصَرَ نَفسَهُ مِن مَظلِمَةٍ حَتّي يُنتَهَكَ مَحَارِمُ اللّهِ فَيَكُونَ حِينَئِذٍ غَضَبُهُ لِلّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي وَ مَا أَكَلَ مُتّكِئاً قَطّ حَتّي فَارَقَ الدّنيَا وَ مَا سُئِلَ شَيئاً قَطّ فَقَالَ لَا وَ مَا رَدّ سَائِلًا حَاجَةً إِلّا بِهَا أَو بِمَيسُورٍ مِنَ القَولِ وَ كَانَ أَخَفّ النّاسِ صَلَاةً فِي تَمَامٍ وَ كَانَ أَقصَرَ النّاسِ خُطبَةً وَ أَقَلّهُ هَذَراً وَ كَانَ يُعرَفُ بِالرّيحِ الطّيّبِ إِذَا أَقبَلَ وَ كَانَ إِذَا أَكَلَ مَعَ القَومِ كَانَ أَوّلَ مَن يَبدَأُ وَ آخِرَ مَن يَرفَعُ يَدَهُ وَ كَانَ إِذَا أَكَلَ أَكَلَ مِمّا يَلِيهِ فَإِذَا كَانَ الرّطَبُ وَ التّمرُ جَالَت يَدُهُ وَ إِذَا شَرِبَ شَرِبَ ثَلَاثَةَ أَنفَاسٍ وَ كَانَ يَمَصّ المَاءَ مَصّاً وَ لَا يَعُبّهُ عَبّاً وَ كَانَ يَمِينُهُ لِطَعَامِهِ وَ شَرَابِهِ وَ أَخذِهِ وَ إِعطَائِهِ كَانَ لَا يَأخُذُهُ إِلّا بِيَمِينِهِ وَ لَا يعُطيِ‌ إِلّا بِيَمِينِهِ وَ كَانَ شِمَالُهُ لِمَا سِوَي ذَلِكَ مِن بَدَنِهِ وَ كَانَ يُحِبّ التّيَمّنَ فِي كُلّ أُمُورِهِ فِي لُبسِهِ وَ تَنَعّلِهِ وَ تَرَجّلِهِ وَ كَانَ إِذَا دَعَا دَعَا ثَلَاثاً وَ إِذَا تَكَلّمَ تَكَلّمَ وَتراً وَ إِذَا استَأذَنَ استَأذَنَ ثَلَاثاً وَ كَانَ كَلَامُهُ فَصلًا يَتَبَيّنُهُ كُلّ مَن سَمِعَهُ وَ إِذَا تَكَلّمَ رئُيِ‌َ كَالنّورِ يَخرُجُ مِن بَينِ ثَنَايَاهُ وَ إِذَا رَأَيتَهُ قُلتَ أَفلَجُ الثّنِيّتَينِ وَ لَيسَ بِأَفلَجَ وَ كَانَ نَظَرُهُ اللّحظَ بِعَينِهِ وَ كَانَ لَا يُكَلّمُ أَحَداً بشِيَ‌ءٍ يَكرَهُهُ وَ كَانَ إِذَا مَشَي يَنحَطّ مِن صَبَبٍ وَ كَانَ يَقُولُ إِنّ خِيَارَكُم أَحسَنُكُم أَخلَاقاً وَ كَانَ لَا يَذُمّ ذَوّاقاً وَ لَا يَمدَحُهُ وَ لَا يَتَنَازَعُ أَصحَابُهُ الحَدِيثَ عِندَهُ وَ كَانَ المُحَدّثُ عَنهُ يَقُولُ لَم أَرَ بعِيَنيِ‌ مِثلَهُ قَبلَهُ وَ لَا بَعدَهُ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ

عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص إِذَا رئُيِ‌َ فِي اللّيلَةِ الظّلمَاءِ رئُيِ‌َ لَهُ نُورٌ كَأَنّهُ شُقّةُ قَمَرٍ


صفحه : 238

عَنهُ ع قَالَ نَزَلَ جَبرَئِيلُ ع عَلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ إِنّ اللّهَ جَلّ جَلَالُهُ يُقرِئُكَ السّلَامَ وَ يَقُولُ لَكَ هَذِهِ بَطحَاءُ مَكّةَ تَكُونُ لَكَ رَضرَاضُهُ ذَهَباً قَالَ فَنَظَرَ النّبِيّص إِلَي السّمَاءِ ثَلَاثاً ثُمّ قَالَ لَا يَا رَبّ وَ لَكِن أَشبَعُ يَوماً فَأَحمَدُكَ وَ أَجُوعُ يَوماً فَأَسأَلُكَ

وَ عَنهُ ع قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَحلُبُ عَنزَ أَهلِهِ

وَ عَنهُ ع قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يُحِبّ الرّكُوبَ عَلَي الحِمَارِ مُؤكَفاً وَ الأَكلَ عَلَي الحَضِيضِ مَعَ العَبِيدِ وَ مُنَاوَلَةَ السّائِلِ بِيَدَيهِ

وَ عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ قَالَ فِي رَسُولِ اللّهِص خِصَالٌ لَم يَكُن فِي طَرِيقٍ فَيَتبَعُهُ أَحَدٌ إِلّا عَرَفَ أَنّهُ قَد سَلَكَهُ مِن طِيبِ عَرفِهِ أَو رِيحِ عَرَقِهِ وَ لَم يَكُن يَمُرّ بِحَجَرٍ وَ لَا مَدَرٍ إِلّا سَجَدَ لَهُ

وَ عَن ثَابِتِ بنِ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ أَزهَرَ اللّونِ كَانَ لَونُهُ اللّؤلُؤَ وَ إِذَا مَشَي تَكَفّأَ وَ مَا شَمِمتُ رَائِحَةَ مِسكٍ وَ لَا عَنبَرٍ أَطيَبَ مِن رَائِحَتِهِ وَ لَا مَسِستُ دِيبَاجَةً وَ لَا حَرِيراً أَليَنَ مِن كَفّ رَسُولِ اللّهِص كَانَ أَخَفّ النّاسِ صَلَاةً فِي تَمَامٍ

عَن جَرِيرِ بنِ عَبدِ اللّهِ قَالَ لَمّا بُعِثَ النّبِيّص أَتَيتُهُ لِأُبَايِعَهُ فَقَالَ لِي يَا جَرِيرُ


صفحه : 239

لأِيَ‌ّ شَيءٍ جِئتَ قَالَ قُلتُ جِئتُ لِأُسلِمَ عَلَي يَدَيكَ يَا رَسُولَ اللّهِ فَأَلقَي لِي كِسَاءَهُ ثُمّ أَقبَلَ عَلَي أَصحَابِهِ فَقَالَ إِذَا أَتَاكُم كَرِيمُ قَومٍ فَأَكرِمُوهُ

وَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص وَعَدَ رَجُلًا إِلَي الصّخرَةِ فَقَالَ أَنَا لَكَ هَاهُنَا حَتّي تأَتيِ‌َ فَاشتَدّتِ الشّمسُ عَلَيهِ فَقَالَ لَهُ أَصحَابُهُ يَا رَسُولَ اللّهِ لَو أَنّكَ تَحَوّلتَ إِلَي الظّلّ قَالَ وَعَدتُهُ إِلَي هَاهُنَا وَ إِن لَم يَجِئ كَانَ مِنهُ الجَشَرُ

وَ عَن عَائِشَةَ قَالَ قُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ لوأنك [إِنّكَ] إِذَا دَخَلتَ الخَلَاءَ فَخَرَجتَ دَخَلتُ فِي أَثَرِكَ فَلَم أَرَ شَيئاً خَرَجَ مِنكَ غَيرَ أنَيّ‌ أَجِدُ رَائِحَةَ المِسكِ قَالَ يَا عَائِشَةُ إِنّا مَعشَرَ الأَنبِيَاءِ يَنبُتُ[بُنِيَت]أَجسَادُنَا عَلَي أَروَاحِ أَهلِ الجَنّةِ فَمَا خَرَجَ مِنّا مِن شَيءٍ ابتَلَعَتهُ الأَرضُ

وَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص دَخَلَ عَلَيهِ عُمَرُ وَ هُوَ عَلَي حَصِيرٍ قَد أَثّرَ فِي جَنبَيهِ فَقَالَ يَا نبَيِ‌ّ اللّهِ لَوِ اتّخَذتَ فِرَاشاً فَقَالَ مَا لِي وَ لِلدّنيَا مَا مثَلَيِ‌ وَ مَثَلُ الدّنيَا إِلّا كَرَاكِبٍ سَارَ فِي يَومٍ صَائِفٍ فَاستَظَلّ تَحتَ شَجَرَةٍ سَاعَةً مِن نَهَارٍ ثُمّ رَاحَ وَ تَرَكَهَا

وَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص توُفُيّ‌َ وَ دِرعُهُ مَرهُونَةٌ عِندَ رَجُلٍ مِنَ اليَهُودِ عَلَي ثَلَاثِينَ صَاعاً مِن شَعِيرٍ أَخَذَهَا رِزقاً لِعِيَالِهِ

وَ عَن أَبِي رَافِعٍ قَالَ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ إِذَا سَمّيتُم مُحَمّداً فَلَا تُقَبّحُوهُ


صفحه : 240

وَ لَا تَجبَهُوهُ وَ تَضرِبُوهُ بُورِكَ لِبَيتٍ فِيهِ مُحَمّدٌ وَ مَجلِسٍ فِيهِ مُحَمّدٌ وَ رُفقَةٍ فِيهَا مُحَمّدٌ

في جلوسه وأمر أصحابه في آداب الجلوس

وَ كَانَص يُؤتَي باِلصبّيِ‌ّ الصّغِيرِ لِيَدعُوَ لَهُ بِالبَرَكَةِ أَو يُسَمّيَهُ فَيَأخُذُهُ فَيَضَعُهُ فِي حِجرِهِ تَكرِمَةً لِأَهلِهِ فَرُبّمَا بَالَ الصبّيِ‌ّ عَلَيهِ فَيَصِيحُ بَعضُ مَن رَآهُ حِينَ بَالَ فَيَقُولُص لَا تَزرَمُوا[تُزرِمُوا]باِلصبّيِ‌ّ فَيَدَعُهُ حَتّي يقَضيِ‌َ بَولَهُ ثُمّ يَفرُغُ لَهُ مِن دُعَائِهِ أَو تَسمِيَتِهِ وَ يَبلُغُ سُرُورُ أَهلِهِ فِيهِ وَ لَا يَرَونَ أَنّهُ يَتَأَذّي بِبَولِ صَبِيّهِم فَإِذَا انصَرَفُوا غَسَلَ ثَوبَهُ بَعدُ وَ دَخَلَ رَجُلٌ المَسجِدَ وَ هُوَ جَالِسٌ وَحدَهُ فَتَزَحزَحَ لَهُ فَقَالَ الرّجُلُ فِي المَكَانِ سَعَةٌ يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَص إِنّ حَقّ المُسلِمِ عَلَي المُسلِمِ إِذَا رَآهُ يُرِيدُ الجُلُوسَ إِلَيهِ أَن يَتَزَحزَحَ لَهُ

وَ روُيِ‌َ أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ مَن أَحَبّ أَن يَمثُلَ لَهُ الرّجَالُ فَليَتَبَوّأ مَقعَدَهُ فِي النّارِ

وَ قَالَص لَا تَقُومُوا كَمَا تَقُومُ الأَعَاجِمُ بَعضُهُم لِبَعضٍ

وَ روُيِ‌َ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع مِن كِتَابِ المَحَاسِنِ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا دَخَلَ مَنزِلًا قَعَدَ فِي أَدنَي المَجلِسِ حِينَ يَدخُلُ

وَ عَنهُ ع قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِ أَكثَرُ مَا يَجلِسُ تُجَاهَ القِبلَةِ

وَ روُيِ‌َ عَنهُ ع أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ إِذَا أَتَي أَحَدُكُم مَجلِساً فَليَجلِس حَيثُ مَا انتَهَي مَجلِسُهُ


صفحه : 241

وَ روُيِ‌َ أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ إِذَا قَامَ أَحَدُكُم مِن مَجلِسِهِ مُنصَرِفاً فَليُسَلّم فَلَيسَ الأُولَي بِأَولَي مِنَ الأُخرَي

وَ روُيِ‌َ عَنهُ ع أَنّهُ قَالَ إِذَا قَامَ أَحَدُكُم مِن مَجلِسِهِ ثُمّ رَجَعَ فَهُوَ أَولَي بِمَكَانِهِ

وَ روُيِ‌َ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ أَعطُوا المَجَالِسَ حَقّهَا قِيلَ وَ مَا حَقّهَا قَالَ غُضّوا أَبصَارَكُم وَ رُدّوا السّلَامَ وَ أَرشِدُوا الأَعمَي وَ أمُرُوا بِالمَعرُوفِ وَ انهَوا عَنِ المُنكَرِ

عَن أَبِي أُمَامَةَ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا جَلَسَ جَلَسَ القُرفُصَاءَ

مِن كِتَابِ المَحَاسِنِ، وَ كَانَ النّبِيّص يَجلِسُ ثَلَاثاً يَجلِسُ القُرفُصَاءَ وَ هيِ‌َ أَن يُقِيمَ سَاقَيهِ وَ يَستَقبِلَهُمَا بِيَدَيهِ فَيَشُدّ يَدَهُ فِي ذِرَاعِهِ وَ كَانَ يَجثُو عَلَي رُكبَتَيهِ وَ كَانَ يثَنيِ‌ رِجلًا وَاحِدَةً وَ يَبسُطُ عَلَيهَا الأُخرَي وَ لَم يُرَ مُتَرَبّعاً قَطّ وَ كَانَ يَجثُو عَلَي رُكبَتَيهِ وَ لَا يَتّكِئُ

في صفة أخلاقه في مطعمه

مِن كِتَابِ مَوَالِيدِ الصّادِقِينَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَأكُلُ كُلّ الأَصنَافِ مِنَ الطّعَامِ وَ كَانَ يَأكُلُ مَا أَحَلّ اللّهُ لَهُ مَعَ أَهلِهِ وَ خَدَمِهِ إِذَا أَكَلُوا وَ مَعَ مَن يَدعُوهُ مِنَ المُسلِمِينَ عَلَي الأَرضِ وَ عَلَي مَا أَكَلُوا عَلَيهِ وَ مِمّا أَكَلُوا إِلّا أَن يَنزِلَ بِهِ ضَيفٌ فَيَأكُلَ مَعَ ضَيفِهِ وَ كَانَ أَحَبّ الطّعَامِ إِلَيهِ مَا كَانَ عَلَي ضَفَفٍ وَ لَقَد قَالَ ذَاتَ يَومٍ وَ عِندَهُ أَصحَابُهُ أللّهُمّ إِنّا نَسأَلُكَ مِن فَضلِكَ وَ رَحمَتِكَ اللّذَينِ لَا يَملِكُهُمَا غَيرُكَ فَبَينَا هُم كَذَلِكَ إِذ أهُديِ‌َ إِلَي النّبِيّص شَاةٌ مَشوِيّةٌ فَقَالَ خُذُوا هَذَا مِن فَضلِ اللّهِ وَ نَحنُ نَنتَظِرُ رَحمَتَهُ وَ كَانَص إِذَا وُضِعَتِ المَائِدَةُ بَينَ يَدَيهِ قَالَ بِسمِ اللّهِ أللّهُمّ اجعَلهَا نِعمَةً مَشكُورَةً تَصِلُ بِهَا نِعمَةَ الجَنّةِ وَ كَانَ


صفحه : 242

كَثِيراً إِذَا جَلَسَ يَأكُلُ مَا بَينَ يَدَيهِ وَ يَجمَعُ رُكبَتَيهِ وَ قَدَمَيهِ كَمَا يَجلِسُ المصُلَيّ‌ فِي اثنَتَينِ إِلّا أَنّ الرّكبَةَ فَوقَ الرّكبَةِ وَ القَدَمَ عَلَي القَدَمِ وَ يَقُولُص أَنَا عَبدٌ آكُلُ كَمَا يَأكُلُ العَبدُ وَ أَجلِسُ كَمَا يَجلِسُ العَبدُ

عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَا أَكَلَ رَسُولُ اللّهِص مُتّكِئاً مُنذُ بَعَثَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ نَبِيّاً حَتّي قَبَضَهُ اللّهُ إِلَيهِ مُتَوَاضِعاً لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ كَانَص إِذَا وَضَعَ يَدَهُ فِي الطّعَامِ قَالَ بِسمِ اللّهِ بَارِك لَنَا فِيمَا رَزَقتَنَا وَ عَلَيكَ خَلَفُهُ

مِن مَجمُوعِ أَبِي عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع أَنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ إِذَا أَفطَرَ قَالَ أللّهُمّ لَكَ صُمنَا وَ عَلَي رِزقِكَ أَفطَرنَا فَتَقَبّلهُ مِنّا ذَهَبَ الظّمَاءُ وَ ابتَلّتِ العُرُوقُ وَ بقَيِ‌َ الأَجرُ

وَ قَالَ وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا أَكَلَ عِندَ قَومٍ قَالَ أَفطَرَ عِندَكُمُ الصّائِمُونَ وَ أَكَلَ طَعَامَكُمُ الأَبرَارُ

وَ قَالَ دَعوَةُ الصّائِمِ يُستَجَابُ عِندَ إِفطَارِهِ

وَ قَد جَاءَتِ الرّوَايَةُ أَنّ النّبِيّص كَانَ يُفطِرُ عَلَي التّمرِ وَ كَانَ إِذَا وَجَدَ السّكّرَ أَفطَرَ عَلَيهِ

عَنِ الصّادِقِ ع أَنّ النّبِيّص كَانَ يُفطِرُ عَلَي الحُلوِ فَإِذَا لَم يَجِد يُفطِرُ عَلَي المَاءِ الفَاتِرِ وَ كَانَ يَقُولُ إِنّهُ ينُقَيّ‌ الكَبِدَ وَ المَعِدَةَ وَ يُطَيّبُ النّكهَةَ وَ الفَمَ وَ يقُوَيّ‌ الأَضرَاسَ وَ الحَدَقَ وَ يُحَدّدُ النّاظِرَ وَ يَغسِلُ الذّنُوبَ غَسلًا وَ يُسَكّنُ العُرُوقَ الهَائِجَةَ وَ المِرّةَ الغَالِبَةَ وَ يَقطَعُ البَلغَمَ وَ يُطفِئُ الحَرَارَةَ عَنِ المَعِدَةِ وَ يَذهَبُ بِالصّدَاعِ وَ كَانَص لَا يَأكُلُ الحَارّ حَتّي يَبرُدَ وَ يَقُولُ إِنّ اللّهَ لَم يُطعِمنَا نَاراً إِنّ الطّعَامَ الحَارّ غَيرُ ذيِ‌ بَرَكَةٍ فَأَبرِدُوهُ


صفحه : 243

وَ كَانَص إِذَا أَكَلَ سَمّي وَ يَأكُلُ بِثَلَاثِ أَصَابِعَ وَ مِمّا يَلِيهِ وَ لَا يَتَنَاوَلُ مِن بَينِ يدَيَ‌ غَيرِهِ وَ يُؤتَي بِالطّعَامِ فَيَشرَعُ قَبلَ القَومِ ثُمّ يَشرَعُونَ وَ كَانَ يَأكُلُ بِأَصَابِعِهِ الثّلَاثِ الإِبهَامِ وَ التّيِ‌ يَلِيهَا وَ الوُسطَي وَ رُبّمَا استَعَانَ بِالرّابِعَةِ وَ كَانَص يَأكُلُ بِكَفّهِ كُلّهَا وَ لَم يَأكُل بِإِصبَعَينِ وَ يَقُولُ إِنّ الأَكلَ بِإِصبَعَينِ هُوَ أَكلَةُ الشّيطَانِ وَ لَقَد جَاءَهُ بَعضُ أَصحَابِهِ يَوماً بِفَالُوذَجٍ فَأَكَلَ مِنهُ وَ قَالَ مِمّ هَذَا يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ فَقَالَ بأِبَيِ‌ أَنتَ وَ أمُيّ‌ نَجعَلُ السّمنَ وَ العَسَلَ فِي البُرمَةِ وَ نَضَعُهَا عَلَي النّارِ ثُمّ نُغلِيهِ ثُمّ نَأخُذُ مُخّ الحِنطَةِ إِذَا طُحِنَت فَنُلقِيهِ عَلَي السّمنِ وَ العَسَلِ ثُمّ نَسُوطُهُ حَتّي يَنضَجَ فيَأَتيِ‌َ كَمَا تَرَي فَقَالَص إِنّ هَذَا الطّعَامَ طَيّبٌ وَ لَقَد كَانَ يَأكُلُ الشّعِيرَ إِذَا كَانَ غَيرَ مَنخُولٍ خُبزاً أَو عَصِيدَةً فِي حَالَةِ كُلّ ذَلِكَ كَانَ يَأكُلُص

وَ مِن كِتَابِ رَوضَةِ الوَاعِظِينَ، قَالَ العِيصُ بنُ القَاسِمِ قُلتُ لِلصّادِقِ ع حَدِيثٌ يُروَي عَن أَبِيكَ ع أَنّهُ قَالَ مَا شَبِعَ رَسُولُ اللّهِص مِن خُبزِ بُرّ قَطّ أَ هُوَ صَحِيحٌ فَقَالَ لَا مَا أَكَلَ رَسُولُ اللّهِص خُبزَ بُرّ قَطّ وَ لَا شَبِعَ مِن خُبزِ شَعِيرٍ قَطّ وَ قَالَت عَائِشَةُ مَا شَبِعَ رَسُولُ اللّهِص مِن خُبزِ الشّعِيرِ يَومَينِ حَتّي مَاتَ وَ روُيِ‌َ أَنّ رَسُولَ اللّهِص لَم يَأكُل عَلَي خِوَانٍ قَطّ حَتّي مَاتَ وَ لَا أَكَلَ خُبزاً مُرَقّقاً حَتّي مَاتَ وَ قَالَت عَائِشَةُ مَا زَالَتِ الدّنيَا عَلَينَا عَسِرَةً كَدِرَةً حَتّي قُبِضَ رَسُولُ اللّهِص فَلَمّا


صفحه : 244

قُبِضَ صُبّتِ الدّنيَا عَلَينَا صَبّاً

وَ مِن كِتَابِ النّبُوّةِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَا زَالَ طَعَامُ رَسُولِ اللّهِص الشّعِيرَ حَتّي قَبَضَهُ اللّهُ إِلَيهِ

عَن أَنَسٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يُجِيبُ دَعوَةَ المَملُوكِ وَ يُردِفُهُ خَلفَهُ وَ يَضَعُ طَعَامَهُ عَلَي الأَرضِ وَ كَانَ يَأكُلُ القِثّاءَ بِالرّطَبِ وَ القِثّاءَ بِالمِلحِ وَ كَانَ يَأكُلُ الفَاكِهَةَ الرّطبَةَ وَ كَانَ أَحَبّهَا إِلَيهِ البِطّيخَ وَ العِنَبَ وَ كَانَ يَأكُلُ البِطّيخَ بِالخُبزِ وَ رُبّمَا أَكَلَ بِالسّكّرِ وَ كَانَص رُبّمَا أَكَلَ البِطّيخَ بِالرّطَبِ فَيَستَعِينُ بِاليَدَينِ جَمِيعاً وَ لَقَد جَلَسَ يَوماً يَأكُلُ رُطَباً فَيَأكُلُ بِيَمِينِهِ وَ أَمسَكَ النّوَي بِيَسَارِهِ وَ لَم يُلقِهِ فِي الأَرضِ فَمَرّت بِهِ شَاةٌ قَرِيبَةٌ مِنهُ فَأَشَارَ إِلَيهَا بِالنّوَي ألّذِي فِي كَفّهِ فَدَنَت إِلَيهِ وَ جَعَلَت تَأكُلُ مِن كَفّهِ اليُسرَي وَ يَأكُلُ هُوَ بِيَمِينِهِ وَ يلُقيِ‌ إِلَيهَا النّوَي حَتّي فَرَغَ وَ انصَرَفَ الشّاةُ حِينَئِذٍ وَ كَانَص إِذَا كَانَ صَائِماً يُفطِرُ عَلَي الرّطَبِ فِي زَمَانِهِ وَ كَانَ رُبّمَا أَكَلَ العِنَبَ حَبّةً حَبّةً وَ كَانَص رُبّمَا أَكَلَهُ خَرطاً حَتّي تُرَي رُوَالٌ عَلَي لِحيَتِهِ كَتَحَدّرِ اللّؤلُؤِ وَ الرّوَالُ المَاءُ ألّذِي يَخرُجُ مِن تَحتِ القِشرِ وَ كَانَص يَأكُلُ الحَيسَ وَ كَانَص يَأكُلُ التّمرَ وَ يَشرَبُ عَلَيهِ المَاءَ وَ كَانَ التّمرُ وَ المَاءُ أَكثَرَ طَعَامِهِ وَ كَانَ يَتَمَجّعُ اللّبَنَ وَ التّمرَ وَ يُسَمّيهِمَا الأَطيَبَينِ وَ كَانَ يَأكُلُ العَصِيدَةَ مِنَ الشّعِيرِ بِإِهَالَةِ الشّحمِ وَ كَانَص يَأكُلُ الهَرِيسَةَ أَكثَرَ مَا يَأكُلُ وَ يَتَسَحّرُ بِهَا وَ كَانَ جَبرَئِيلُ قَد جَاءَهُ بِهَا مِنَ الجَنّةِ يَتَسَحّرُ بِهَا وَ كَانَ يَأكُلُ فِي بَيتِهِ مِمّا يَأكُلُ


صفحه : 245

النّاسُ وَ كَانَص يَأكُلُ اللّحمَ طَبِيخاً بِالخُبزِ وَ يَأكُلُهُ مَشوِيّاً بِالخُبزِ وَ كَانَ يَأكُلُ القَدِيدَ وَحدَهُ وَ رُبّمَا أَكَلَهُ بِالخُبزِ وَ كَانَ أَحَبّ الطّعَامِ إِلَيهِ اللّحمَ وَ يَقُولُ هُوَ يَزِيدُ فِي السّمعِ وَ البَصَرِ وَ كَانَ يَقُولُص اللّحمُ سَيّدُ الطّعَامِ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ فَلَو سَأَلتُ ربَيّ‌ أَن يُطعِمَنِيهِ كُلّ يَومٍ لَفَعَلَ وَ كَانَ يَأكُلُ الثّرِيدَ بِالقَرعِ وَ اللّحمِ وَ كَانَ يُحِبّ القَرعَ وَ يَقُولُ إِنّهَا شَجَرَةُ أخَيِ‌ يُونُسَ وَ كَانَص يُعجِبُهُ الدّبّاءُ وَ يَلتَقِطُهُ مِنَ الصّحفَةِ وَ كَانَص يَأكُلُ الدّجَاجَ وَ لَحمَ الوَحشِ وَ لَحمَ الطّيرِ ألّذِي يُصَادُ وَ كَانَ لَا يَبتَاعُهُ وَ لَا يَصِيدُهُ وَ يُحِبّ أَن يُصَادَ لَهُ وَ يُؤتَي بِهِ مَصنُوعاً فَيَأكُلَهُ أَو غَيرَ مَصنُوعٍ فَيُصنَعَ لَهُ فَيَأكُلَهُ وَ كَانَ إِذَا أَكَلَ اللّحمَ لَم يُطَأطِئ رَأسَهُ إِلَيهِ وَ يَرفَعُهُ إِلَي فِيهِ ثُمّ يَنتَهِسُهُ انتِهَاساً وَ كَانَ يَأكُلُ الخُبزَ وَ السّمنَ وَ كَانَ يُحِبّ مِنَ الشّاةِ الذّرَاعَ وَ الكَتِفَ وَ مِنَ الصّبَاغِ الخَلّ وَ مِنَ البُقُولِ الهِندَبَاءَ وَ البَاذَرُوجَ وَ بَقلَةَ الأَنصَارِ وَ يُقَالُ إِنّهَا الكُرنُبُ وَ كَانَص لَا يَأكُلُ الثّومَ وَ لَا البَصَلَ وَ لَا الكُرّاثَ وَ لَا العَسَلَ ألّذِي فِيهِ المَغَافِيرُ وَ المَغَافِيرُ مَا يَبقَي مِنَ الشّجَرِ فِي بُطُونِ النّحلِ فَيُلقِيهِ فِي العَسَلِ فَيَبقَي لَهُ رِيحٌ فِي الفَمِ وَ مَا ذَمّ رَسُولُ اللّهِص طَعَاماً قَطّ كَانَ إِذَا أَعجَبَهُ أَكَلَهُ وَ إِذَا كَرِهَهُ تَرَكَهُ وَ كَانَص مَا عَافَ مِن شَيءٍ فَإِنّهُ لَا يُحَرّمُهُ عَلَي غَيرِهِ وَ لَا يُبغِضُهُ إِلَيهِ وَ كَانَص يَلحَسُ الصّحفَةَ وَ يَقُولُ آخِرُ الصّحفَةِ أَعظَمُ الطّعَامِ بَرَكَةً وَ كَانَص إِذَا فَرَغَ مِن طَعَامِهِ لَعِقَ أَصَابِعَهُ الثّلَاثَ التّيِ‌ أَكَلَ بِهَا فَإِن بقَيِ‌َ فِيهَا شَيءٌ عَاوَدَهُ فَلَعِقَهَا حَتّي يَتَنَظّفَ وَ لَا يَمسَحُ يَدَهُ بِالمِندِيلِ حَتّي يَلعَقَهَا وَاحِدَةً وَاحِدَةً وَ يَقُولُ لَا يُدرَي فِي أَيّ الأَصَابِعِ البَرَكَةُ وَ كَانَص يَأكُلُ البَرَدَ وَ يَتَفَقّدُ


صفحه : 246

ذَلِكَ أَصحَابُهُ فَيَلتَقِطُونَهُ لَهُ فَيَأكُلُهُ وَ يَقُولُ إِنّهُ يَذهَبُ بِأَكِلَةِ الأَسنَانِ وَ كَانَص يَغسِلُ يَدَيهِ مِنَ الطّعَامِ حَتّي يُنَقّيَهُمَا فَلَا يُوجَدَ لِمَا أَكَلَ رِيحٌ وَ كَانَص إِذَا أَكَلَ الخُبزَ وَ اللّحمَ خَاصّةً غَسَلَ يَدَيهِ غَسلًا جَيّداً ثُمّ مَسَحَ بِفَضلِ المَاءِ ألّذِي فِي يَدِهِ وَجهَهُ وَ كَانَص لَا يَأكُلُ وَحدَهُ مَا يُمكِنُهُ وَ قَالَ أَ لَا أُنَبّئُكُم بِشِرَارِكُم قَالُوا بَلَي قَالَ مَن أَكَلَ وَحدَهُ وَ ضَرَبَ عَبدَهُ وَ مَنَعَ رِفدَهُ

في صفة أخلاقه في مشربه ص

وَ كَانَص إِذَا شَرِبَ بَدَأَ فَسَمّي وَ حَسَا حَسوَةً وَ حَسوَتَينِ ثُمّ يَقطَعُ فَيَحمَدُ اللّهَ ثُمّ يَعُودُ فيَسُمَيّ‌ ثُمّ يَزِيدُ فِي الثّالِثَةِ ثُمّ يَقطَعُ فَيَحمَدُ اللّهَ وَ كَانَ لَهُ فِي شُربِهِ ثَلَاثُ تَسمِيَاتٍ وَ ثَلَاثُ تَحمِيدَاتٍ وَ يَمَصّ المَاءَ مَصّاً وَ لَا يَعُبّهُ عَبّاً وَ يَقُولُ إِنّ الكُبَادَ مِنَ العَبّ وَ كَانَص لَا يَتَنَفّسُ فِي الإِنَاءِ إِذَا شَرِبَ فَإِن أَرَادَ أَن يَتَنَفّسَ أَبعَدَ الإِنَاءَ عَن فِيهِ حَتّي يَتَنَفّسَ وَ كَانَ رُبّمَا شَرِبَ بِنَفَسٍ وَاحِدٍ حَتّي يَفرُغَ وَ كَانَص يَشرَبُ فِي أَقدَاحِ القَوَارِيرِ التّيِ‌ يُؤتَي بِهَا مِنَ الشّامِ وَ يَشرَبُ فِي الأَقدَاحِ التّيِ‌ يُتّخَذُ مِنَ الخَشَبِ وَ فِي الجُلُودِ وَ يَشرَبُ فِي الخَزَفِ وَ يَشرَبُ بِكَفّيهِ يَصُبّ المَاءَ فِيهِمَا وَ يَشرَبُ وَ يَقُولُ لَيسَ إِنَاءٌ أَطيَبَ مِنَ اليَدِ وَ يَشرَبُ مِن أَفوَاهِ القِرَبِ وَ الأدَاَويِ‌ وَ لَا يَختَنِثُهَا اختِنَاثاً وَ يَقُولُ إِنّ اختِنَاثَهَا يُنَتّنُهَا وَ كَانَص يَشرَبُ قَائِماً وَ رُبّمَا شَرِبَ رَاكِباً وَ رُبّمَا قَامَ فَشَرِبَ مِنَ القِربَةِ أَوِ الجَرّةِ أَوِ الإِدَاوَةِ وَ فِي كُلّ إِنَاءٍ يَجِدُهُ وَ فِي يَدَيهِ وَ كَانَص يَشرَبُ المَاءَ ألّذِي حُلِبَ عَلَيهِ اللّبَنُ وَ يَشرَبُ السّوِيقَ وَ كَانَص أَحَبّ الأَشرِبَةِ إِلَيهِ الحُلوُ وَ فِي رِوَايَةٍ أَحَبّ الشّرَابِ إِلَي رَسُولِ اللّهِص الحُلوُ البَارِدُ وَ كَانَ يَشرَبُ المَاءَ عَلَي العَسَلِ وَ كَانَ يُمَاثُ لَهُ الخُبزُ فَيَشرَبُهُ أَيضاً وَ


صفحه : 247

كَانَص يَقُولُ سَيّدُ الأَشرِبَةِ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ المَاءُ

وَ قَالَ أَنَسُ بنُ مَالِكٍ كَانَت لِرَسُولِ اللّهِص شَربَةٌ يُفطِرُ عَلَيهَا وَ شَربَةٌ لِلسّحَرِ وَ رُبّمَا كَانَت وَاحِدَةً وَ رُبّمَا كَانَت لَبَناً وَ رُبّمَا كَانَتِ الشّربَةُ خُبزاً يُمَاثُ فَهَيّأتُهَا لَهُص ذَاتَ لَيلَةٍ فَاحتُبِسَ النّبِيّص فَظَنَنتُ أَنّ بَعضَ أَصحَابِهِ دَعَاهُ فَشَرِبتُهَا حِينَ احتُبِسَ فَجَاءَص بَعدَ العِشَاءِ بِسَاعَةٍ فَسَأَلتُ بَعضَ مَن كَانَ مَعَهُ هَل كَانَ النّبِيّص أَفطَرَ فِي مَكَانٍ أَو دَعَاهُ أَحَدٌ فَقَالَ لَا فَبِتّ بِلَيلَةٍ لَا يَعلَمُهَا إِلّا اللّهُ مِن غَمّ أَن يَطلُبَهَا منِيّ‌ النّبِيّص وَ لَا يَجِدَهَا فَيَبِيتَ جَائِعاً فَأَصبَحَ صَائِماً وَ مَا سأَلَنَيِ‌ عَنهَا وَ لَا ذَكَرَهَا حَتّي السّاعَةِ وَ لَقَد قُرّبَ إِلَيهِ إِنَاءٌ فِيهِ لَبَنٌ وَ ابنُ عَبّاسٍ عَن يَمِينِهِ وَ خَالِدُ بنُ الوَلِيدِ عَن يَسَارِهِ فَشَرِبَ ثُمّ قَالَ لِعَبدِ اللّهِ بنِ عَبّاسٍ إِنّ الشّربَةَ لَكَ أَ فَتَأذَنُ أَن أعُطيِ‌َ خَالِدَ بنَ الوَلِيدِ يُرِيدُ السّنّ[الأَسَنّ] فَقَالَ ابنُ عَبّاسٍ لَا وَ اللّهِ لَا أُوثِرُ بِفَضلِ رَسُولِ اللّهِص أَحَداً فَتَنَاوَلَ ابنُ عَبّاسٍ القَدَحَ فَشَرِبَهُ وَ لَقَد جَاءَهُص ابنُ خوَلَيِ‌ّ بِإِنَاءٍ فِيهِ عَسَلٌ وَ لَبَنٌ فَأَتَي أَن يَشرَبَهُ فَقَالَ شَربَتَانِ فِي شَربَةٍ وَ إِنَاءَانِ فِي إِنَاءٍ وَاحِدٍ فَأَبَي أَن يَشرَبَهُ ثُمّ قَالَ مَا أُحَرّمُهُ وَ لكَنِيّ‌ أَكرَهُ الفَخرَ وَ الحِسَابَ بِفُضُولِ الدّنيَا غَداً وَ أُحِبّ التّوَاضُعَ فَإِنّ مَن تَوَاضَعَ لِلّهِ رَفَعَهُ اللّهُ

في صفة أخلاقه في الطيب والدهن ولبس الثياب و في غسل رأسه ص

وَ كَانَص إِذَا غَسَلَ رَأسَهُ وَ لِحيَتَهُ غَسَلَهُمَا بِالسّدرِ

في دهنه

وَ كَانَ يُحِبّ الدّهنَ وَ يَكرَهُ الشّعَثَ وَ يَقُولُ إِنّ الدّهنَ يَذهَبُ بِالبُؤسِ كَانَ يَدّهِنُ بِأَصنَافٍ مِنَ الدّهنِ وَ كَانَ إِذَا ادّهَنَ بَدَأَ بِرَأسِهِ وَ لِحيَتِهِ وَ يَقُولُ إِنّ


صفحه : 248

الرّأسَ قَبلَ اللّحيَةِ وَ كَانَ يَدّهِنُ بِالبَنَفسَجِ وَ يَقُولُ هُوَ أَفضَلُ الأَدهَانِ وَ كَانَص إِذَا ادّهَنَ بَدَأَ بِحَاجِبَيهِ ثُمّ بِشَارِبَيهِ ثُمّ يُدخِلُ فِي أَنفِهِ وَ يَشَمّهُ ثُمّ يَدّهِنُ رَأسَهُ وَ كَانَص يَدّهِنُ حَاجِبَيهِ مِنَ الصّدَاعِ وَ يَدّهِنُ شَارِبَيهِ بِدُهنٍ سِوَي دُهنِ لِحيَتِهِ

في تسريحه

وَ كَانَص يَمتَشِطُ وَ يُرَجّلُ رَأسَهُ بِالمِدرَي وَ تُرَجّلُهُ نِسَاؤُهُ وَ تَتَفَقّدُ نِسَاؤُهُ تَسرِيحَهُ إِذَا سَرّحَ رَأسَهُ وَ لِحيَتَهُ فَيَأخُذنَ المُشَاطَةَ فَيُقَالُ إِنّ الشّعرَ ألّذِي فِي أيَديِ‌ النّاسِ مِن تِلكَ المُشَاطَاتِ فَأَمّا مَا حُلِقَ فِي عُمرَتِهِ وَ حِجّتِهِ فَإِنّ جَبرَئِيلَ ع كَانَ يَنزِلُ فَيَأخُذُهُ فَيَعرُجُ بِهِ إِلَي السّمَاءِ وَ لَرُبّمَا سَرّحَ لِحيَتَهُ فِي اليَومِ مَرّتَينِ وَ كَانَص يَضَعُ المُشطَ تَحتَ وَسَادَتِهِ إِذَا امتَشَطَ بِهِ وَ يَقُولُ إِنّ المُشطَ يَذهَبُ بِالوَبَاءِ وَ كَانَص يُسَرّحُ تَحتَ لِحيَتِهِ أَربَعِينَ مَرّةً وَ مِن فَوقِهَا سَبعَ مَرّاتٍ وَ يَقُولُ إِنّهُ يَزِيدُ فِي الذّهنِ وَ يَقطَعُ البَلغَمَ

وَ فِي رِوَايَةٍ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ مَن أَمَرّ المُشطَ عَلَي رَأسِهِ وَ لِحيَتِهِ وَ صَدرِهِ سَبعَ مَرّاتٍ لَم يُقَارِبهُ دَاءٌ أَبَداً

في طيبه

وَ كَانَص يَتَطَيّبُ بِالمِسكِ حَتّي يُرَي وَبِيصُهُ فِي مَفرَقِهِ وَ كَانَص يَتَطَيّبُ بِذُكُورِ الطّيبِ وَ هُوَ المِسكُ وَ العَنبَرُ وَ كَانَص يَتَطَيّبُ بِالغَالِيَةِ تُطَيّبُهُ بِهَا نِسَاؤُهُ بِأَيدِيهِنّ وَ كَانَص يَستَجمِرُ بِالعُودِ القمَاَريِ‌ّ وَ كَانَ يُعرَفُ فِي اللّيلَةِ المُظلِمَةِ قَبلَ أَن يُرَي بِالطّيبِ فَيُقَالُ هَذَا النّبِيّص

عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يُنفِقُ عَلَي الطّيبِ أَكثَرَ مِمّا يُنفِقُ عَلَي الطّعَامِ


صفحه : 249

وَ قَالَ البَاقِرُ ع كَانَ فِي رَسُولِ اللّهِص ثَلَاثُ خِصَالٍ لَم يَكُن فِي أَحَدٍ غَيرِهِ لَم يَكُن لَهُ فيَ‌ءٌ وَ كَانَ لَا يَمُرّ فِي طَرِيقٍ فَيُمَرّ فِيهِ بَعدَ يَومَينِ أَو ثَلَاثَةٍ إِلّا عُرِفَ أَنّهُ قَد مَرّ فِيهِ لِطِيبِ عَرفِهِ وَ كَانَ لَا يَمُرّ بِحَجَرٍ وَ لَا بِشَجَرٍ إِلّا سَجَدَ لَهُ وَ كَانَص لَا يُعرَضُ عَلَيهِ طِيبٌ إِلّا تَطَيّبَ بِهِ وَ يَقُولُ هُوَ طَيّبٌ رِيحُهُ خَفِيفٌ مَحمِلُهُ وَ إِن لَم يَتَطَيّب وَضَعَ إِصبَعَهُ فِي ذَلِكَ الطّيبِ ثُمّ لَعِقَ مِنهُ وَ كَانَص يَقُولُ جُعِلَ لذَتّيِ‌ فِي النّسَاءِ وَ الطّيبِ وَ جُعِلَ قُرّةُ عيَنيِ‌ فِي الصّلَاةِ وَ الصّومِ

في تكحله

وَ كَانَص يَكتَحِلُ فِي عَينِهِ اليُمنَي ثَلَاثاً وَ فِي اليُسرَي ثِنتَينِ وَ قَالَ مَن شَاءَ اكتَحَلَ ثَلَاثاً وَ كُلّ حِينٍ وَ مَن فَعَلَ دُونَ ذَلِكَ أَو فَوقَهُ فَلَا حَرَجَ وَ رُبّمَا اكتَحَلَ وَ هُوَ صَائِمٌ وَ كَانَت لَهُ مُكحُلَةٌ يَكتَحِلُ بِهَا بِاللّيلِ وَ كَانَ كُحلُهُ الإِثمِدَ

في نظره في المرآة

وَ كَانَص يَنظُرُ فِي المِرآةِ وَ يُرَجّلُ جُمّتَهُ وَ يَمتَشِطُ وَ رُبّمَا نَظَرَ فِي المَاءِ وَ سَوّي جُمّتَهُ فِيهِ وَ لَقَد كَانَ يَتَجَمّلُ لِأَصحَابِهِ فَضلًا عَلَي تَجَمّلِهِ لِأَهلِهِ وَ قَالَ ذَلِكَ لِعَائِشَةَ حِينَ رَأَتهُ يَنظُرُ فِي رَكوَةٍ فِيهَا مَاءٌ فِي حُجرَتِهَا وَ يسُوَيّ‌ فِيهَا جُمّتَهُ وَ هُوَ يَخرُجُ إِلَي أَصحَابِهِ فَقَالَت بأِبَيِ‌ أَنتَ وَ أمُيّ‌ تَتَمَرّأُ فِي الرّكوَةِ وَ تسُوَيّ‌ جُمّتَكَ وَ أَنتَ النّبِيّ وَ خَيرُ خَلقِهِ فَقَالَ إِنّ اللّهَ تَعَالَي يُحِبّ مِن عَبدِهِ إِذَا خَرَجَ إِلَي إِخوَانِهِ أَن يَتَهَيّأَ لَهُم وَ يَتَجَمّلَ

في اطلائه

وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يطَليِ‌ فَيَطلِيهِ مَن يَطلِيهِ حَتّي إِذَا بَلَغَ مَا تَحتَ


صفحه : 250

الإِزَارِ تَوَلّاهُ بِنَفسِهِ وَ كَانَص لَا يُفَارِقُهُ فِي أَسفَارِهِ قَارُورَةُ الدّهنِ وَ المُكحُلَةُ وَ المِقرَاضُ وَ المِرآةُ وَ المِسوَاكُ وَ المُشطُ

وَ فِي رِوَايَةٍ تَكُونُ مَعَهُ الخُيُوطُ وَ الإِبرَةُ وَ المِخصَفُ وَ السّيُورُ فَيَخِيطُ ثِيَابَهُ وَ يَخصِفُ نَعلَهُ وَ كَانَص إِذَا استَاكَ استَاكَ عَرضاً

في لباسه

وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَلبَسُ الشّملَةَ يَأتَزِرُ بِهَا وَ يَلبَسُ النّمِرَةَ يَأتَزِرُ بِهَا فَيَحسُنُ عَلَيهِ النّمِرَةُ لِسَوَادِهَا عَلَي بَيَاضِ مَا يَبدُو مِن سَاقَيهِ وَ قَدَمَيهِ وَ قِيلَ لَقَد قَبَضَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ وَ إِنّ لَهُ لَنَمِرَةً تُنسَجُ فِي بنَيِ‌ عَبدِ الأَشهَلِ لِيَلبَسَهَاص وَ رُبّمَا كَانَص يصُلَيّ‌ بِالنّاسِ وَ هُوَ لَابِسُ الشّملَةِ

وَ قَالَ أَنَسٌ رُبّمَا رَأَيتُهُ يصُلَيّ‌ بِنَا الظّهرَ فِي شَملَةٍ عَاقِداً طَرَفَيهَا بَينَ كَتِفَيهِ

في عمامته وقلنسوته

وَ كَانَص يَلبَسُ القَلَانِسَ تَحتَ العَمَائِمِ وَ يَلبَسُ القَلَانِسَ بِغَيرِ العَمَائِمِ وَ العَمَائِمَ بِغَيرِ القَلَانِسِ وَ كَانَ يَلبَسُ البُرطُلّةَ وَ كَانَص يَلبَسُ مِنَ القَلَانِسِ التّيهِيّةَ اليَمَنِيّةَ وَ مِنَ البَيضِ المِصرِيّةِ وَ يَلبَسُ القَلَانِسَ ذَوَاتِ الآذَانِ فِي الحَربِ مِنهَا مَا يَكُونُ مِنَ السّيجَانِ الخُضرِ وَ كَانَ رُبّمَا نَزَعَ قَلَنسُوَتَهُ فَجَعَلَهَا سُترَةً بَينَ يَدَيهِ يصُلَيّ‌ إِلَيهَا وَ كَانَص كَثِيراً مَا يَتَعَمّمُ العَمَائِمَ الخَزّ السّودَ فِي أَسفَارِهِ وَ غَيرِهَا وَ يَعتَجِرُ اعتِجَاراً وَ رُبّمَا لَم يَكُن لَهُ العِمَامَةُ فَيَشُدّ العِصَابَةَ عَلَي رَأسِهِ أَو عَلَي جَبهَتِهِ وَ كَانَ شَدّ العِصَابَةِ مِن فِعَالِهِ كَثِيراً مَا يُرَي عَلَيهِ وَ كَانَت لَهُ عِمَامَةٌ يَعتَمّ بِهَا يُقَالُ لَهَا السّحَابُ


صفحه : 251

فَكَسَاهَا عَلِيّاً ع وَ كَانَ رُبّمَا طَلَعَ عَلِيّ فِيهَا فَيَقُولُ أَتَاكُم عَلِيّ ع فِي السّحَابِ يعَنيِ‌ عِمَامَتَهُ التّيِ‌ وَهَبَ لَهُ

وَ قَالَت عَائِشَةُ وَ لَقَد لَبِسَ رَسُولُ اللّهِص جُبّةَ صُوفٍ وَ عِمَامَةَ صُوفٍ ثُمّ خَرَجَ فَخَطَبَ النّاسَ عَلَي المِنبَرِ فَمَا رَأَيتُ شَيئاً مِمّا خَلَقَ اللّهُ تَعَالَي أَحسَنَ مِنهُ فِيهَا

في كيفية لبسه

وَ كَانَص إِذَا لَبِسَ ثَوباً جَدِيداً قَالَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي كسَاَنيِ‌ مَا يوُاَريِ‌ عوَرتَيِ‌ وَ أَتَجَمّلُ بِهِ فِي النّاسِ وَ كَانَ إِذَا نَزَعَهُ نَزَعَ مِن مَيَاسِرِهِ أَوّلًا وَ كَانَ مِن فِعلِهِ إِذَا لَبِسَ الثّوبَ الجَدِيدَ حَمِدَ اللّهَ ثُمّ يَدعُو مِسكِيناً فَيُعطِيهِ خُلقَانَهُ ثُمّ يَقُولُ مَا مِن مُسلِمٍ يَكسُو مُسلِماً مِن سَمَلِ ثِيَابِهِ لَا يَكسُوهُ إِلّا لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ إِلّا كَانَ فِي ضَمَانِ اللّهِ وَ حِرزِهِ وَ حَيّزِهِ مَا وَارَاهُ حَيّاً وَ مَيّتاً وَ كَانَص إِذَا لَبِسَ ثِيَابَهُ وَ استَوَي قَائِماً قَبلَ أَن يَخرُجَ قَالَ أللّهُمّ بِكَ استَتَرتُ وَ إِلَيكَ تَوَجّهتُ وَ بِكَ اعتَصَمتُ وَ عَلَيكَ تَوَكّلتُ أللّهُمّ أَنتَ ثقِتَيِ‌ وَ أَنتَ رجَاَئيِ‌ أللّهُمّ اكفنِيِ‌ مَا أهَمَنّيِ‌ وَ مَا لَا أَهتَمّ بِهِ وَ مَا أَنتَ أَعلَمُ بِهِ منِيّ‌ عَزّ جَارُكَ وَ جَلّ ثَنَاؤُكَ وَ لَا إِلَهَ غَيرُكَ أللّهُمّ زوَدّنيِ‌ التّقوَي وَ اغفِر لِي ذنَبيِ‌ وَ وجَهّنيِ‌ لِلخَيرِ حَيثُ مَا تَوَجّهتُ ثُمّ يَندَفِعُ لِحَاجَتِهِ وَ كَانَ لَهُص ثَوبَانِ لِلجُمُعَةِ خَاصّةً سِوَي ثِيَابِهِ فِي غَيرِ الجُمُعَةِ وَ كَانَت لَهُ خِرقَةٌ وَ مِندِيلٌ يَمسَحُ بِهِ وَجهَهُ مِنَ الوُضُوءِ وَ رُبّمَا لَم يَكُن مَعَهُ المِندِيلُ فَيَمسَحُ وَجهَهُ بِطَرَفِ الرّدَاءِ ألّذِي يَكُونُ عَلَيهِ

في خاتمه

وَ كَانَص لَبِسَ خَاتَماً مِن فِضّةٍ وَ كَانَ فَصّهُ حبشي‌[حَبَشِيّاً]فَجَعَلَ الفَصّ مِمّا يلَيِ‌ بَطنَ الكَفّ وَ لَبِسَ خَاتَماً مِن حَدِيدٍ مَلوِيّاً عَلَيهِ فِضّةٌ أَهدَاهَا لَهُ مُعَاذُ بنُ جَبَلٍ فِيهِ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ وَ لَبِسَ رَسُولُ اللّهِ خَاتَمَهُ فِي يَدِهِ اليُمنَي ثُمّ نَقَلَهُ إِلَي شِمَالِهِ


صفحه : 252

وَ كَانَ خَاتَمُهُ الآخَرُ ألّذِي قُبِضَ وَ هُوَ فِي يَدِهِ خَاتَمَ فِضّةٍ فَصّهُ فِضّةٌ ظَاهِراً كَمَا يَلبَسُ النّاسُ خَوَاتِيمَهُم وَ فِيهِ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يسَتنَجيِ‌ بِيَسَارِهِ وَ هُوَ فِيهَا

وَ يُروَي أَنّهُ لَم يَزَل كَانَ فِي يَمِينِهِ إِلَي أَن قُبِضَ وَ كَانَص رُبّمَا جَعَلَ خَاتَمَهُ فِي إِصبَعِهِ الوُسطَي فِي المَفصِلِ الثاّنيِ‌ مِنهَا وَ رُبّمَا لَبِسَهُ كَذَلِكَ فِي الإِصبَعِ التّيِ‌ تلَيِ‌ الإِبهَامَ وَ كَانَ رُبّمَا خَرَجَ عَلَي أَصحَابِهِ وَ فِي خَاتَمِهِ خَيطٌ مَربُوطٌ لِيَستَذكِرَ بِهِ الشيّ‌ءَ وَ كَانَص يَختِمُ بِخَوَاتِيمِهِ عَلَي الكُتُبِ وَ يَقُولُ الخَاتَمُ عَلَي الكِتَابِ حِرزٌ مِنَ التّهَمَةِ

في نعله

وَ كَانَص يَلبَسُ النّعلَينِ بِقُبَالَتَينِ وَ كَانَت مُخَصّرَةً مُعَقّبَةً حَسَنَةَ التّخصِيرِ مِمّا يلَيِ‌ مُقَدّمَ العَقِبِ مُستَوِيَةً لَيسَت بِمُلَسّنَةٍ وَ كَانَ مِنهَا مَا يَكُونُ فِي مَوضِعِ الشيّ‌ءِ الخَارِجِ قَلِيلًا وَ كَانَ كَثِيراً مَا يَلبَسُ السّبتِيّةَ التّيِ‌ لَيسَ لَهَا شَعرٌ وَ كَانَ إِذَا لَبِسَ بَدَأَ بِاليُمنَي وَ إِذَا خَلَعَ بَدَأَ بِاليُسرَي وَ كَانَ يَأمُرُ بِلُبسِ النّعلَينِ جَمِيعاً وَ تَركِهِمَا جَمِيعاً كَرَاهَةَ أَن يُلبَسَ وَاحِدَةٌ دُونَ أُخرَي وَ كَانَ يَلبَسُ مِنَ الخِفَافِ مِن كُلّ ضَربٍ

في فراشه

ألّذِي قُبِضَ وَ هُوَ عِندَهُ مِن أَسمَالِ[أَشمَالِ]واَديِ‌ القُرَي مَحشُوّاً وَبَراً وَ قِيلَ كَانَ طُولُهُ ذِرَاعَينِ أَو نَحوَهُمَا وَ عَرضُهُ ذِرَاعٌ وَ شِبرٌ

عَن عَلِيّ ع كَانَ فِرَاشُ رَسُولِ اللّهِص عَبَاءَةً وَ كَانَت مِرفَقَتُهُ أَدَمٌ حَشوُهَا لِيفٌ فَثُنِيَت ذَاتَ لَيلَةٍ فَلَمّا أَصبَحَ قَالَ لَقَد منَعَنَيِ‌ اللّيلَةَ الفِرَاشُ الصّلَاةَ فَأَمَرَ ع أَن يُجعَلَ بِطَاقٍ وَاحِدٍ وَ كَانَ لَهُ فِرَاشٌ مِن أَدَمٍ حَشوُهُ لِيفٌ وَ كَانَت لَهُص عَبَاءَةٌ تُفرَشُ لَهُ حَيثُمَا انتَقَلَ


صفحه : 253

وَ تُثنَي ثِنيَينِ[ثَنيَتَينِ] وَ كَانَص كَثِيراً مَا يَتَوَسّدُ وِسَادَةً لَهُ مِن أَدَمٍ حَشوُهَا لِيفٌ وَ يَجلِسُ عَلَيهَا وَ كَانَت لَهُ قَطِيفَةٌ فَدَكِيّةٌ يَلبَسُهَا يَتَخَشّعُ بِهَا وَ كَانَت لَهُ قَطِيفَةٌ مِصرِيّةٌ قَصِيرَةُ الخَملِ وَ كَانَ لَهُ بِسَاطٌ مِن شَعرٍ يَجلِسُ عَلَيهِ وَ رُبّمَا صَلّي عَلَيهِ

في نومه

وَ كَانَ يَنَامُ عَلَي الحَصِيرِ لَيسَ تَحتَهُ شَيءٌ غَيرُهُ وَ كَانَ يَستَاكُ إِذَا أَرَادَ أَن يَنَامَ وَ يَأخُذَ مَضجَعَهُ وَ كَانَص إِذَا أَوَي إِلَي فِرَاشِهِ اضطَجَعَ عَلَي شِقّهِ الأَيمَنِ وَ وَضَعَ يَدَهُ اليُمنَي تَحتَ خَدّهِ الأَيمَنِ ثُمّ يَقُولُ أللّهُمّ قنِيِ‌ عَذَابَكَ يَومَ تَبعَثُ عِبَادَكَ

في دعائه عندمضجعه

وَ كَانَ لَهُ أَصنَافٌ مِنَ الأَقَاوِيلِ يَقُولُهَا إِذَا أَخَذَ مَضجَعَهُ فَمِنهَا أَنّهُ كَانَ يَقُولُ أللّهُمّ إنِيّ‌ أَعُوذُ بِكَ بِمُعَافَاتِكَ مِن عُقُوبَتِكَ وَ أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِن سَخَطِكَ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنكَ أللّهُمّ إنِيّ‌ لَا أَستَطِيعُ أَن أَبلُغَ فِي الثّنَاءِ عَلَيكَ وَ لَو حَرَصتُ أَنتَ كَمَا أَثنَيتَ عَلَي نَفسِكَ وَ كَانَص يَقُولُ عِندَ مَنَامِهِ بِسمِ اللّهِ أَمُوتُ وَ أَحيَا وَ إِلَي اللّهِ المَصِيرُ أللّهُمّ آمِن روَعتَيِ‌ وَ استُر عوَرتَيِ‌ وَ أَدّ عنَيّ‌ أمَاَنتَيِ‌ ما يقول عندنومه كَانَ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ يَقرَأُ آيَةَ الكرُسيِ‌ّ عِندَ مَنَامِهِ وَ يَقُولُ أتَاَنيِ‌ جَبرَئِيلُ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ إِنّ عِفرِيتاً مِنَ الجِنّ يَكِيدُكَ فِي مَنَامِكَ فَعَلَيكَ بِآيَةِ الكرُسيِ‌ّ

عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ مَا استَيقَظَ رَسُولُ اللّهِص مِن نَومٍ قَطّ إِلّا خَرّ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ سَاجِداً

وَ روُيِ‌َ أَنّهُص لَا يَنَامُ إِلّا وَ السّوَاكُ عِندَ رَأسِهِ فَإِذَا نَهَضَ بَدَأَ بِالسّوَاكِ وَ قَالَص لَقَد أُمِرتُ بِالسّوَاكِ حَتّي خَشِيتُ أَن يُكتَبَ عَلَيّ وَ كَانَص مِمّا يَقُولُ إِذَا استَيقَظَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي أحَياَنيِ‌ بَعدَ موَتيِ‌ إِنّ ربَيّ‌ لَغَفُورٌ شَكُورٌ وَ كَانَ يَقُولُص أللّهُمّ إنِيّ‌ أَسأَلُكَ خَيرَ هَذَا اليَومِ وَ نُورَهُ وَ هُدَاهُ وَ بَرَكَتَهُ وَ طَهُورَهُ وَ مُعَافَاتَهُ أللّهُمّ إنِيّ‌


صفحه : 254

أَسأَلُكَ خَيرَهُ وَ خَيرَ مَا فِيهِ وَ أَعُوذُ بِكَ مِن شَرّهِ وَ شَرّ مَا بَعدَهُ

في سواكه

وَ كَانَص يَستَاكُ كُلّ لَيلَةٍ ثَلَاثَ مَرّاتٍ مَرّةً قَبلَ نَومِهِ وَ مَرّةً إِذَا قَامَ مِن نَومِهِ إِلَي وِردِهِ وَ مَرّةً قَبلَ خُرُوجِهِ إِلَي صَلَاةِ الصّبحِ وَ كَانَ يَستَاكُ بِالأَرَاكِ أَمَرَهُ بِذَلِكَ جَبرَئِيلُ ع

وَ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ إنِيّ‌ لَأَكرَهُ لِلرّجُلِ أَن يَمُوتَ وَ قَد بَقِيَت خَلّةٌ مِن خِلَالِ رَسُولِ اللّهِص لَم يَأتِ بِهَا

بيان قوله و هومغذ أي مسرع من قولهم أغذ إغذاذا إذاأسرع في السير والقد بالفتح جلد السخلة الماعزة وبالكسر سير يقد من جلد غيرمدبوغ والقديد اللحم المقدد و في النهاية فيه كانوا يأكلون القد يريد جلد السخلة في الجدب انتهي والجبذ الجذب والنجدة الشجاعة و قال الجزري‌ فيه لوتعلمون ما في هذه الأمة من الموت الأحمر يعني‌ القتل لما فيه من حمرة الدم أولشدته يقال موت أحمر أي شديد و منه حَدِيثُ عَلِيّ ع كُنّا إِذَا احمَرّ البَأسُ اتّقَينَا بِرَسُولِ اللّهِص

أي إذااشتدت الحرب استقبلنا العدو به وجعلناه لنا وقاية وقيل أراد إذااضطرمت نار الحرب وتسعرت كمايقال في الشر بين القوم اضطرمت نارهم تشبيها بحمرة النار وكثيرا مايطلقون الحمرة علي الشدة و قال و

فِيهِ أَنّهُ رَكِبَ فَرَساً لأِبَيِ‌ طَلحَةَ فَقَالَ إِن وَجَدنَاهُ لَبَحراً

أي واسع الجري‌ وسمي‌ البحر بحرا لسعته انتهي . قوله ص لن تراعوا هو من الروع بمعني الفزع و قال الجزري‌ في صفته ص إذاسر فكأن وجهه المرآة وكأن الجدر تلاحك وجهه الملاحكة شدة الملائمة أي يري شخص الجدر في وجهه و قال الجوهري‌ الدارة التي‌ حول القمر وهي‌ الهالة قوله فيزجي‌ الضعيف أي يسوقه ليلحقه بالرفاق والناضح البعير ألذي يستقي عليه قوله جالت يده أي أخذ من كل جانب قوله لاتزرموا بالصبي‌ من باب الإفعال أي لاتقطعوا عليه بوله ومثل الرجل يمثل مثولا إذاانتصب قائما و قال الجزري‌ فيه أنه لم يشبع من خبز ولحم إلا علي ضفف الضفف الضيق والشدة أي لم يشبع منها إلا عن ضيق وقيل


صفحه : 255

الضفف اجتماع الناس يقال ضف القوم علي الماء يضفون ضفا وضففا أي لم يأكل خبزا ولحما وحده ولكن يأكل مع الناس وقيل الضفف أن تكون الأكلة أكثر من مقدار الطعام والخفف أن يكونوا بمقداره و قال الحيس هوالطعام المتخذ من التمر والأقط والسمن و قديجعل عوض الأقط الدقيق أوالفتيت و قال كل شيءمما يؤتدم به إهالة وقيل هو ماأذيب من الألية والشحم و قال النهس أكل اللحم بأطراف الأسنان والنهش الأخذ بجميعها و قال الفيروزآبادي‌ بقلة الأنصار الكرنب والكرنب بالضم وكسمند السلق أونوع منه أحلي والكباد بالضم وجع الكبد و قال الجزري‌ فيه نهي‌ عن اختناث الأسقية خنثت السقاء إذاثنيت فمه إلي خارج وشربت منه و قال المدري شيءيعمل من حديد أوخشب علي شكل سن من أسنان المشط وأطول منه يسرح به الشعر الملبد ويستعمله من لامشط له انتهي . والمشاطة بالضم الشعر ألذي يسقط من الرأس واللحية عندالتسريح بالمشط والوباء بالقصر والمد الطاعون والمرض العام والوبيص بالمهملة البريق و قال الجزري‌

فِي حَدِيثِ عَائِشَةَ أَنّهُ كَانَ يَتَطَيّبُ بِذِكَارَةِ الطّيبِ

الذكارة بالكسر مايصلح للرجل كالمسك والعنبر والعود وهي‌ جمع ذكر والذكورة مثله و منه الحديث كانوا يكرهون المؤنث من الطيب و لايرون بذكورته بأسا هو ما لالون له كالعود والكافور والعنبر والمؤنث طيب النساء كالخلوق والزعفران انتهي والإثمد بالكسر حجر الكحل و قال الجزري‌ فيه لايتمرأ أحدكم في الدنيا أي لاينظر فيها هويتفعل من الرؤية والميم زائدة و في القاموس الشملة بالفتح كساء دون القطيفة يشتمل به و قال النمرة كفرحة شملة فيهاخطوط بيض وسود أوبردة من صوف تلبسها الأعراب انتهي . والبرطلة قلنسوة طويلة والساج الطيلسان الأخضر والجمع سيجان واعتجار العمامة هو أن يلفها علي رأسه ويرد طرفها علي وجهه و لايعمل منها شيئا تحت ذقنه


صفحه : 256

والسمل بالتحريك الخلق من الثياب و قال الجزري‌ في حديث خاتم النبي ص فيه فص حبشي‌ يحتمل أنه أراد من الجزع أوالعقيق لأن معدنهما اليمن والحبشة أونوعا آخر ينسب إليهما قوله و هو فيهاحمل علي التقية أو علي أنه من موضوعات العامة وربما حمل علي بيان الجواز وكذا الاستذكار إما من الموضوعات أومحمول علي أنه ص إنما فعله للتعليم والقبال بالكسر زمام النعل و هوالسير ألذي يكون بين الإصبعين قوله مخصرة أي مستدقة الوسط والمعقبة هي‌ التي‌ لها نتو من عقبه من جهة الفوق ويحتمل من جهة التحت علي بعد والملسنة كمعظمة ما فيهاطول ولطافة كهيئة اللسان . قال الزمخشري‌ في الفائق فيه إن نعله ص كانت معقبة مخصرة ملسنة أي مصيرا لها عقب مستدقة الخصر و هووسطها مخرطة الصدر مرققته من أعلاه علي شكل اللسان انتهي . قوله و كان منها لعل المعني أن بعضها كانت ملسنة لكن قليلا و قال الجوهري‌ السبت بالكسر جلود البقر المدبوغة بالقرظ يحذي منه النعال السبتية

36-جا،[المجالس للمفيد] أَبُو غَالِبٍ الزرّاَريِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي الخَزّازِ عَن غِيَاثِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَنِ الصّادِقِ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ ع قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا خَطَبَ حَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ ثُمّ قَالَ أَمّا بَعدُ فَإِنّ أَصدَقَ الحَدِيثِ كِتَابُ اللّهِ وَ أَفضَلَ الهدَي‌ِ هدَي‌ُ مُحَمّدٍص وَ شَرّ الأُمُورِ مُحدَثَاتُهَا وَ كُلّ بِدعَةٍ ضَلَالَةٌ وَ يَرفَعُ صَوتَهُ وَ تَحمَارّ وَجنَتَاهُ وَ يَذكُرُ السّاعَةَ وَ قِيَامَهَا حَتّي كَأَنّهُ مُنذِرُ جَيشٍ يَقُولُ صَبّحَتكُمُ السّاعَةُ مَسّتكُمُ السّاعَةُ ثُمّ يَقُولُ بُعِثتُ أَنَا وَ السّاعَةُ كَهَاتَينِ وَ يَجمَعُ بَينَ سَبّابَتَيهِ مَن تَرَكَ مَالًا فَلِأَهلِهِ وَ مَن تَرَكَ دَيناً فعَلَيَ‌ّ وَ إلِيَ‌ّ

37-مكا،[مكارم الأخلاق ] فِي كِتَابِ مَوَالِيدِ الصّادِقِينَ قَالَ مُحَمّدُ بنُ اِبرَاهِيمَ الطاّلقَاَنيِ‌ّ وَ خُبّرتُ


صفحه : 257

أَنّهُ اعتَزَلَص نِسَاءَهُ فِي مَشرَبَةٍ وَ المَشرَبَةُ العِلّيّةُ[العُلّيّةُ]فَدَخَلَ عَلَيهِ عُمَرُ وَ فِي البَيتِ أُهُبٌ عَطِنَةٌ وَ قَرَظٌ وَ النّبِيّص نَائِمٌ عَلَي حَصِيرٍ قَد أَثّرَ فِي جَنبِهِ فَوَجَدَ عُمَرُ رِيحَ الأُهُبِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا هَذِهِ الرّيحُ قَالَ يَا عُمَرُ هَذَا مَتَاعُ الحيَ‌ّ فَلَمّا جَلَسَ النّبِيّص [ وَ كَانَ] قَد أَثّرَ الحَصِيرُ فِي جَنبِهِ فَقَالَ عُمَرُ أَمّا أَنَا فَأَشهَدُ أَنّكَ رَسُولُ اللّهِ وَ لَأَنتَ أَكرَمُ عَلَي اللّهِ مِن قَيصَرَ وَ كِسرَي وَ هُمَا فِيمَا هُمَا فِيهِ مِنَ الدّنيَا وَ أَنتَ عَلَي الحَصِيرِ قَد أَثّرَ فِي جَنبِكَ فَقَالَ النّبِيّص أَ مَا تَرضَي أَن يَكُونَ لَهُمُ الدّنيَا وَ لَنَا الآخِرَةُ

بيان العلية بضم العين وتشديد اللام المكسورة والياء الغرفة و قال الجوهري‌ الأهب بضم الهمزة والهاء وبفتحهما جمع إهاب و هوالجلد وقيل إنما يقال للجلد إهاب قبل الدبغ فأما بعده فلا والعطنة المنتنة التي‌ هي‌ في دباغها انتهي والقرظ بالتحريك ورق السلم يدبغ به

38-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] جَعفَرُ بنُ أَحمَدَ مُعَنعَناً عَن مُحَمّدِ بنِ كَعبٍ القرُظَيِ‌ّ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَتَحَارَسُهُ أَصحَابُهُ فَأَنزَلَ اللّهُ تَعَالَي إِلَيهِيا أَيّهَا الرّسُولُ بَلّغ ما أُنزِلَ إِلَيكَ مِن رَبّكَ إِلَي آخِرِ الآيَةِ قَالَ فَتَرَكَ الحَرَسَ حِينَ أَخبَرَهُ اللّهُ تَعَالَي أَنّهُ يَعصِمُهُ مِنَ النّاسِ بِقَولِهِوَ اللّهُ يَعصِمُكَ مِنَ النّاسِ

39-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن أَبِي الحَسَنِ الأنَباَريِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَحمَدُ اللّهَ فِي كُلّ يَومٍ ثَلَاثَمِائَةٍ وَ سِتّينَ مَرّةً عَدَدَ عُرُوقِ الجَسَدِ يَقُولُالحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَكَثِيراً عَلَي كُلّ حَالٍ


صفحه : 258

40-كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن طَلحَةَ بنِ زَيدٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ لَا يَقُومُ مِن مَجلِسٍ وَ إِن خَفّ حَتّي يَستَغفِرَ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ خَمساً وَ عِشرِينَ مَرّةً

41-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ عَنِ الحَارِثِ بنِ المُغِيرَةِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَستَغفِرُ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ كُلّ يَومٍ سَبعِينَ مَرّةً وَ يَتُوبُ إِلَي اللّهِ سَبعِينَ مَرّةً

42-كا،[الكافي‌] الحُسَينُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ المُعَلّي عَنِ الوَشّاءِ عَن أَبَانٍ عَنِ ابنِ مَيمُونٍ القَدّاحِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إنِيّ‌ لَأَعجَبُ كَيفَ لَا أَشِيبُ إِذَا قَرَأتُ القُرآنَ

43-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ ابنِ أُذَينَةَ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَدَخَلَ يهَوُديِ‌ّ عَلَي رَسُولِ اللّهِص وَ عَائِشَةُ عِندَهُ فَقَالَ السّامُ عَلَيكُم فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ عَلَيكَ ثُمّ دَخَلَ آخَرُ فَقَالَ مِثلَ ذَلِكَ فَرَدّ عَلَيهِ كَمَا رَدّ عَلَي صَاحِبِهِ ثُمّ دَخَلَ آخَرُ فَقَالَ مِثلَ ذَلِكَ فَرَدّ رَسُولُ اللّهِص كَمَا رَدّ عَلَي صَاحِبِهِ فَغَضِبَت عَائِشَةُ فَقَالَت عَلَيكُمُ السّامُ وَ الغَضَبُ وَ اللّعنَةُ يَا مَعشَرَ اليَهُودِ يَا إِخوَةَ القِرَدَةِ وَ الخَنَازِيرِ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللّهِص يَا عَائِشَةُ إِنّ الفُحشَ لَو كَانَ مُمَثّلًا لَكَانَ مِثَالَ سَوءٍ إِنّ الرّفقَ لَم يُوضَع عَلَي شَيءٍ قَطّ إِلّا زَانَهُ وَ لَم يُرفَع عَنهُ قَطّ إِلّا شَانَهُ قَالَ قَالَت يَا رَسُولَ اللّهِ أَ مَا سَمِعتَ إِلَي قَولِهِم السّامُ عَلَيكُم فَقَالَ بَلَي أَ مَا سَمِعتِ مَا رَدَدتُ عَلَيهِم قُلتُ عَلَيكُم فَإِذَا سَلّمَ عَلَيكُم مُسلِمٌ فَقُولُوا السّلَامُ عَلَيكُم وَ إِذَا سَلّمَ


صفحه : 259

عَلَيكُم كَافِرٌ فَقُولُوا عَلَيكَ

44-كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَن عَبدِ العَظِيمِ بنِ عَبدِ اللّهِ العلَوَيِ‌ّ رَفَعَهُ قَالَ كَانَ النّبِيّص يَجلِسُ ثَلَاثاً القُرفُصَاءَ وَ هُوَ أَن يُقِيمَ سَاقَيهِ وَ يَستَقبِلَهُمَا بِيَدَيهِ وَ يَشُدّ يَدَهُ فِي ذِرَاعِهِ وَ كَانَ يَجثُو عَلَي رُكبَتَيهِ وَ كَانَ يثَنيِ‌ رِجلًا وَاحِدَةً وَ يَبسُطُ عَلَيهَا الأُخرَي وَ لَم يُرَص مُتَرَبّعاً قَطّ

45-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَنِ ابنِ عِيسَي عَن مُعَمّرِ بنِ خَلّادٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا الحَسَنِ ع فَقُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ الرّجُلُ يَكُونُ مَعَ القَومِ فيَجَريِ‌ بَينَهُم كَلَامٌ يَمزَحُونَ وَ يَضحَكُونَ فَقَالَ لَا بَأسَ مَا لَم يَكُن فَظَنَنتُ أَنّهُ عَنَي الفُحشَ ثُمّ قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ يَأتِيهِ الأعَراَبيِ‌ّ فيَهُديِ‌ لَهُ الهَدِيّةَ ثُمّ يَقُولُ مَكَانَهُ أَعطِنَا ثَمَنَ هَدِيّتِنَا فَيَضحَكُ رَسُولُ اللّهِص وَ كَانَ إِذَا اغتَمّ يَقُولُ مَا فَعَلَ الأعَراَبيِ‌ّ لَيتَهُ أَتَانَا

46-كا،[الكافي‌] الحُسَينُ بنُ مُحَمّدٍ عَن مُعَلّي بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ عَن حَمّادِ بنِ عُثمَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ رَأَي رَسُولُ اللّهِص امرَأَةً فَأَعجَبَتهُ فَدَخَلَ عَلَي أُمّ سَلَمَةَ وَ كَانَ يَومُهَا فَأَصَابَ مِنهَا وَ خَرَجَ إِلَي النّاسِ وَ رَأسُهُ يَقطُرُ فَقَالَ أَيّهَا النّاسُ إِنّمَا النّظَرُ مِنَ الشّيطَانِ فَمَن وَجَدَ مِن ذَلِكَ شَيئاً فَليَأتِ أَهلَهُ

بيان لعله ص إنما فعل ذلك وأظهر لتعليم غيره

47-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الوَشّاءِ عَن جَمِيلِ بنِ دَرّاجٍ


صفحه : 260

عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَقسِمُ لَحَظَاتِهِ بَينَ أَصحَابِهِ فَيَنظُرُ إِلَي ذَا وَ يَنظُرُ إِلَي ذَا بِالسّوِيّةِ قَالَ وَ لَم يَبسُط رَسُولُ اللّهِص رِجلَيهِ بَينَ أَصحَابِهِ قَطّ وَ إِن كَانَ لَيُصَافِحُهُ الرّجُلُ فَمَا يَترُكُ رَسُولُ اللّهِص يَدَهُ مِن يَدِهِ حَتّي يَكُونَ هُوَ التّارِكَ فَلَمّا فَطِنُوا لِذَلِكَ كَانَ الرّجُلُ إِذَا صَافَحَهُ قَالَ بِيَدِهِ فَنَزَعَهَا مِن يَدِهِ

48-كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ العَلَاءِ عَن مُحَمّدٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ النّبِيّص مَا زَالَ جَبرَئِيلُ يوُصيِنيِ‌ بِالسّوَاكِ حَتّي خِفتُ أَن أُحفَي أَو أُدرَدَ

بيان قال الجزري‌ فيه لزمت السواك حتي كدت أخفي‌ فمي‌ أي أستقصي‌ علي أسناني‌ فأذهبها بالتسوك و قال فيه لزمت السواك حتي خشيت أن يدردني‌ أي يذهب بأسناني‌ والدرد سقوط الأسنان

49-كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَنِ البرَقيِ‌ّ وَ عَلِيّ عَن أَبِيهِ جَمِيعاً عَنِ الأصَفهَاَنيِ‌ّ عَنِ المنِقرَيِ‌ّ عَن سُفيَانَ بنِ عُتَيبَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّ النّبِيّص قَالَ أَنَا أَولَي بِكُلّ مُؤمِنٍ مِن نَفسِهِ وَ عَلِيّ أَولَي بِهِ مِن بعَديِ‌ فَقِيلَ لَهُ مَا مَعنَي ذَلِكَ فَقَالَ قَولُ النّبِيّص مَن تَرَكَ دَيناً أَو ضَيَاعاً فعَلَيَ‌ّ وَ مَن تَرَكَ مَالًا فَلِوَرَثَتِهِ فَالرّجُلُ لَيسَت لَهُ عَلَي نَفسِهِ وِلَايَةٌ إِذَا لَم يَكُن لَهُ مَالٌ وَ لَيسَ لَهُ عَلَي عِيَالِهِ أَمرٌ وَ لَا نهَي‌ٌ إِذَا لَم يُجرِ عَلَيهِمُ النّفَقَةَ وَ النّبِيّ وَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ مَن بَعدَهُمَا أَلزَمَهُم[لَزِمَهُم] هَذَا فَمِن هُنَاكَ صَارُوا أَولَي بِهِم مِن أَنفُسِهِم وَ مَا كَانَ سَبَبُ إِسلَامِ عَامّةِ اليَهُودِ إِلّا مِن بَعدِ هَذَا القَولِ مِن رَسُولِ اللّهِص وَ إِنّهُم آمَنُوا عَلَي


صفحه : 261

أَنفُسِهِم وَ عَلَي عِيَالَاتِهِم

بيان قال الجزري‌ فيه من ترك ضياعا فإلي‌ الضياع العيال وأصله مصدر ضاع يضيع ضياعا فسمي‌ العيال بالمصدر و إن كسرت الضاد كان جمع ضائع كجائع وجياع انتهي . قوله ع ليست له علي نفسه ولاية لأنه إما أن يصير أجيرا لغيره فيكون لغيره عليه الولاية أويشتغل بسائر المكاسب وجوبا فليس له الاشتغال بفضول الطاعات والمباحات أوليست له علي نفسه ولاية أن يمنعها عن السؤال والطلب أوالمعني أن الإمام لما كان منفقا عليه حينئذ فله الولاية عليه فليس له حقيقة علي نفسه ولاية أو أنه لما لم يكن له مال يجعله بضاعة للكسب فلاولاية له علي نفسه بأن يكلف نفسه الكسب و أماعدم الأمر والنهي‌ له علي عياله فلأنه ليس له منعهم عن الخروج من البيت و لاالأمر بالخدمات لأنه يجب عليهم الخروج لتحصيل المعاش

50-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن عُمَرَ بنِ أُذَينَةَ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَصنَعُ بِمَن مَاتَ مِن بنَيِ‌ هَاشِمٍ خَاصّةً شَيئاً لَا يَصنَعُهُ بِأَحَدٍ مِنَ المُسلِمِينَ كَانَ إِذَا صَلّي عَلَي الهاَشمِيِ‌ّ وَ نَضَحَ قَبرَهُ بِالمَاءِ وَضَعَ رَسُولُ اللّهِص كَفّهُ عَلَي القَبرِ حَتّي تُرَي أَصَابِعُهُ فِي الطّينِ فَكَانَ الغَرِيبُ يَقدَمُ أَوِ المُسَافِرُ مِن أَهلِ المَدِينَةِ فَيَرَي القَبرَ الجَدِيدَ عَلَيهِ أَثَرُ كَفّ رَسُولِ اللّهِص فَيَقُولُ مَن مَاتَ مِن آلِ مُحَمّدٍص

51-كا،[الكافي‌] الحُسَينُ بنُ مُحَمّدٍ عَن مُعَلّي بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الوَشّاءِ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَن زَيدٍ الشّحّامِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَا أَكَلَ رَسُولُ اللّهِص مُتّكِئاً مُنذُ بَعَثَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ حَتّي قُبِضَ وَ كَانَ يَأكُلُ إِكلَةَ العَبدِ وَ يَجلِسُ جِلسَةَ العَبدِ قُلتُ وَ لِمَ ذَاكَ قَالَ تَوَاضُعاً لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ


صفحه : 262

52-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن أَبِي المَعزَاءِ عَن هَارُونَ بنِ خَارِجَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَأكُلُ أَكلَ العَبدِ وَ يَجلِسُ جِلسَةَ العَبدِ وَ يَعلَمُ أَنّهُ عَبدٌ

53-كا،[الكافي‌] الحُسَينُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ المُعَلّي عَنِ الوَشّاءِ عَن أَحمَدَ بنِ عَائِذٍ عَن أَبِي خَدِيجَةَ قَالَ سَأَلَ بَشِيرٌ الدّهّانُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع وَ أَنَا حَاضِرٌ فَقَالَ هَل كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَأكُلُ مُتّكِئاً عَلَي يَمِينِهِ وَ عَلَي يَسَارِهِ فَقَالَ مَا كَانَ رَسُولُ اللّهِ يَأكُلُ مُتّكِئاً عَلَي يَمِينِهِ وَ لَا عَلَي يَسَارِهِص وَ لَكِن يَجلِسُ جِلسَةَ العَبدِ قُلتُ وَ لِمَ ذَلِكَ قَالَ تَوَاضُعاً لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ

54-كا،[الكافي‌] أَبُو عَلِيّ الأشَعرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الجَبّارِ عَن صَفوَانَ عَن مُعَلّي أَبِي عُثمَانَ عَنِ المُعَلّي بنِ خُنَيسٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَا أَكَلَ نبَيِ‌ّ اللّهِ وَ هُوَ مُتّكِئٌ مُنذُ بَعَثَهُ اللّهُ جَلّ وَ عَزّ وَ كَانَ يَكرَهُ أَن يَتَشَبّهَ بِالمُلُوكِ وَ نَحنُ لَا نَستَطِيعُ أَن نَفعَلَ

55-كا،[الكافي‌] أَبُو عَلِيّ الأشَعرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الجَبّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ سَالِمٍ عَن أَحمَدَ بنِ النّضرِ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَأكُلُ


صفحه : 263

أَكلَ العَبدِ وَ يَجلِسُ جِلسَةَ العَبدِ وَ كَانَ يَأكُلُ عَلَي الحَضِيضِ وَ يَنَامُ عَلَي الحَضِيضِ

56-كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ القاَساَنيِ‌ّ عَن أَبِي أَيّوبَ سُلَيمَانَ بنِ مُقبِلٍ المدَيِنيِ‌ّ عَن دَاوُدَ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ الجعَفرَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ أَنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ فِي بَعضِ مَغَازِيهِ فَمَرّ بِهِ رَكبٌ وَ هُوَ يصُلَيّ‌ فَوَقَفُوا عَلَي أَصحَابِ رَسُولِ اللّهِص فَسَاءَلُوهُم عَن رَسُولِ اللّهِص وَ دَعَوا وَ أَثنَوا وَ قَالُوا لَو لَا أَنّا عِجَالٌ لَانتَظَرنَا رَسُولَ اللّهِص فَأَقرِءُوهُ مِنّا السّلَامَ وَ مَضَوا فَانفَتَلَ رَسُولُ اللّهِص مُغضَباً ثُمّ قَالَ لَهُم يَقِفُ عَلَيكُمُ الرّكبُ وَ يَسأَلُونَكُم عنَيّ‌ وَ يبُلَغّوُنيّ‌ السّلَامَ وَ لَا تَعرِضُونَ عَلَيهِمُ الغَدَاءَ لَيَعِزّ عَلَي قَومٍ فِيهِم خلَيِليِ‌ جَعفَرٌ أَن يَجُوزُوهُ حَتّي يَتَغَدّوا عِندَهُ

57-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ مَحبُوبٍ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ وَهبٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَجعَلُ العَنَزَةَ بَينَ يَدَيهِ إِذَا صَلّي

بيان قال الجوهري‌ العنزة بالتحريك أطول من العصا وأقصر من الرمح و فيه زج كزج الرمح

58-كا،[الكافي‌]عِدّةٌ مِن أَصحَابِنَا عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ طُولُ رَحلِ رَسُولِ اللّهِص ذِرَاعاً وَ كَانَ إِذَا صَلّي وَضَعَهُ بَينَ يَدَيهِ لِيَستَتِرَ بِهِ مِمّن يَمُرّ بَينَ يَدَيهِ

59-كا،[الكافي‌]حُمَيدُ بنُ زِيَادٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدِ بنِ سَمَاعَةَ عَن وُهَيبِ بنِ حَفصٍ عَن


صفحه : 264

أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص عِندَ عَائِشَةَ لَيلَتَهَا فَقَالَت يَا رَسُولَ اللّهِ لِمَ تُتعِبُ نَفسَكَ وَ قَد غَفَرَ اللّهُ لَكَما تَقَدّمَ مِن ذَنبِكَ وَ ما تَأَخّرَ فَقَالَ يَا عَائِشَةُ أَ لَا أَكُونُ عَبداً شَكُوراً قَالَ وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَقُومُ عَلَي أَطرَافِ أَصَابِعِ رِجلَيهِ فَأَنزَلَ اللّهُ سُبحَانَهُطه ما أَنزَلنا عَلَيكَ القُرآنَ لِتَشقي

60-كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُسكَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ فِي سَفَرٍ يَسِيرُ عَلَي نَاقَةٍ لَهُ إِذ نَزَلَ فَسَجَدَ خَمسَ سَجَدَاتٍ فَلَمّا رَكِبَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّا رَأَينَاكَ صَنَعتَ شَيئاً لَم تَصنَعهُ فَقَالَص نَعَم استقَبلَنَيِ‌ جَبرَئِيلُ ع فبَشَرّنَيِ‌ بِبِشَارَاتٍ مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَسَجَدتُ لِلّهِ شُكراً لِكُلّ بُشرَي سَجدَةً

61-كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن حَمّادٍ عَن حَرِيزٍ عَن بَحرٍ السّقّاءِ قَالَ قَالَ لِي أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَا بَحرُ حُسنُ الخُلُقِ يُسرٌ ثُمّ قَالَ أَ لَا أُخبِرُكَ بِحَدِيثٍ مَا هُوَ فِي يدَيَ‌ أَحَدٍ مِن أَهلِ المَدِينَةِ قُلتُ بَلَي قَالَ بَينَمَا رَسُولُ اللّهِص ذَاتَ يَومٍ جَالِسٌ فِي المَسجِدِ إِذ جَاءَت جَارِيَةٌ لِبَعضِ الأَنصَارِ وَ هُوَ قَائِمٌ فَأَخَذَت بِطَرَفِ ثَوبِهِ فَقَامَ لَهَا النّبِيّص فَلَم تَقُل شَيئاً وَ لَم يَقُل لَهَا النّبِيّص شَيئاً حَتّي فَعَلَت ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرّاتٍ فَقَامَ لَهَا النّبِيّص فِي الرّابِعَةِ وَ هيِ‌َ خَلفَهُ فَأَخَذَت هُدبَةً مِن ثَوبِهِ ثُمّ رَجَعَت فَقَالَ لَهَا النّاسُ فَعَلَ اللّهُ بِكِ وَ فَعَلَ حَبَستِ رَسُولَ اللّهِ ثَلَاثَ مَرّاتٍ لَا تَقُولِينَ لَهُ شَيئاً وَ لَا هُوَ يَقُولُ لَكِ شَيئاً مَا كَانَت حَاجَتُكِ إِلَيهِ قَالَت إِنّ لَنَا مَرِيضاً فأَرَسلَنَيِ‌ أهَليِ‌ لِآخُذَ هُدبَةً مِن ثَوبِهِ ليِسَتشَفيِ‌َ بِهَا فَلَمّا أَرَدتُ أَخذَهَا رآَنيِ‌ فَقَامَ فَاستَحيَيتُ أَن آخُذَهَا وَ هُوَ يرَاَنيِ‌ وَ أَكرَهُ أَن أَستَأمِرَهُ فِي أَخذِهَا فَأَخَذتُهَا


صفحه : 265

بيان هدبة الثوب طرفه مما يلي‌ طرته

62-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَنِ ابنِ بُكَيرٍ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص أتُيِ‌َ بِاليَهُودِيّةِ التّيِ‌ سَمّتِ الشّاةَ للِنبّيِ‌ّص فَقَالَ لَهَا مَا حَمَلَكِ عَلَي مَا صَنَعتِ فَقَالَت قُلتُ إِن كَانَ نَبِيّاً لَم يَضُرّهُ وَ إِن كَانَ مَلِكاً أَرَحتُ النّاسَ مِنهُ قَالَ فَعَفَا رَسُولُ اللّهِص عَنهَا

63-كا،[الكافي‌]حُمَيدُ بنُ زِيَادٍ عَنِ الخَشّابِ عَنِ ابنِ بَقّاحٍ عَن عَمرِو بنِ جُمَيعٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ دَخَلَ رَسُولُ اللّهِص عَلَي عَائِشَةَ فَرَأَي كِسرَةً كَادَ أَن يَطَأَهَا فَأَخَذَهَا وَ أَكَلَهَا وَ قَالَ يَا حُمَيرَي[حُمَيرَاءُ]أكَرمِيِ‌ جِوَارَ نِعَمِ اللّهِ عَلَيكِ فَإِنّهَا لَم تَنفِر مِن قَومٍ فَكَادَت تَعُودُ إِلَيهِم

64-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ الحَجّاجِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَفطَرَ رَسُولُ اللّهِ عَشِيّةَ خَمِيسٍ فِي مَسجِدِ قُبَاءَ فَقَالَ هَل مِن شَرَابٍ فَأَتَاهُ أَوسُ بنُ خوَلَيِ‌ّ الأنَصاَريِ‌ّ بِعُسّ مَخِيضٍ بِعَسَلٍ فَلَمّا وَضَعَهُ عَلَي فِيهِ نَحّاهُ ثُمّ قَالَ شَرَابَانِ يُكتَفَي بِأَحَدِهِمَا مِن صَاحِبِهِ لَا أَشرَبُهُ وَ لَا أُحَرّمُهُ وَ لَكِن أَتَوَاضَعُ لِلّهِ فَإِنّ مَن تَوَاضَعَ لِلّهِ رَفَعَهُ اللّهُ وَ مَن تَكَبّرَ خَفَضَهُ اللّهُ وَ مَنِ اقتَصَدَ فِي مَعِيشَتِهِ رَزَقَهُ اللّهُ وَ مَن بَذّرَ حَرَمَهُ اللّهُ وَ مَن أَكثَرَ ذِكرَ المَوتِ أَحَبّهُ اللّهُ

ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] ابن أبي عمير مثله

65-كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَنِ العَلَاءِ بنِ رَزِينٍ عَن مُحَمّدِ بنِ


صفحه : 266

مُسلِمٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَذكُرُ أَنّهُ أَتَي رَسُولَ اللّهِص مَلَكٌ فَقَالَ إِنّ اللّهَ تَعَالَي يُخَيّرُكَ أَن تَكُونَ عَبداً رَسُولًا مُتَوَاضِعاً أَو مَلِكاً رَسُولًا قَالَ فَنَظَرَ إلِيَ‌ّ جَبرَئِيلُ وَ أَومَأَ بِيَدِهِ أَن تَوَاضَع فَقَالَ عَبداً مُتَوَاضِعاً رَسُولًا فَقَالَ الرّسُولُ مَعَ أَنّهُ لَا يَنقُصُكَ مِمّا عِندَ رَبّكَ شَيئاً قَالَ وَ مَعَهُ مَفَاتِيحُ خَزَائِنِ الأَرضِ

66-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي الخثَعمَيِ‌ّ عَن طَلحَةَ بنِ زَيدٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَا أَعجَبَ رَسُولَ اللّهِص شَيءٌ مِنَ الدّنيَا إِلّا أَن يَكُونَ فِيهَا جَائِعاً خَائِفاً

67-كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَنِ القَاسِمِ بنِ يَحيَي عَن جَدّهِ الحَسَنِ بنِ رَاشِدٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ خَرَجَ النّبِيّص وَ هُوَ مَحزُونٌ فَأَتَاهُ مَلَكٌ وَ مَعَهُ مَفَاتِيحُ خَزَائِنِ الأَرضِ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ هَذِهِ مَفَاتِيحُ خَزَائِنِ الدّنيَا يَقُولُ لَكَ رَبّكَ افتَح وَ خُذ مِنهَا مَا شِئتَ مِن غَيرِ أَن يَنقُصَ شَيئاً عنِديِ‌ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص الدّنيَا دَارُ مَن لَا دَارَ لَهُ وَ لَهَا يَجمَعُ مَن لَا عَقلَ لَهُ فَقَالَ المَلَكُ وَ ألّذِي بَعَثَكَ بِالحَقّ لَقَد سَمِعتُ هَذَا الكَلَامَ مِن مَلَكٍ يَقُولُهُ فِي السّمَاءِ الرّابِعَةِ حِينَ أُعطِيتُ المَفَاتِيحَ

68-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ عِيسَي عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن طَلحَةَ بنِ زَيدٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ ع أَنّ رَسُولَ اللّهِص أَجرَي الخَيلَ التّيِ‌ أُضمِرَت مِن الحَصبَاءِ إِلَي مَسجِدِ بنَيِ‌ زُرَيقٍ وَ سَبَقَهَا مِن ثَلَاثِ نَخَلَاتٍ فَأَعطَي السّابِقَ عَذقاً وَ أَعطَي المصُلَيّ‌َ عَذقاً وَ أَعطَي الثّالِثَ عَذقاً


صفحه : 267

كا،[الكافي‌] علي عن أبيه عن محمد بن يحيي عن طلحة بن زيد عن أبي عبد الله ع مثله

69-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ أَحَبّ الأَصبَاغِ إِلَي رَسُولِ اللّهِص الخَلّ وَ الزّيتَ

70-كا،[الكافي‌] الحُسَينُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ المُعَلّي عَنِ الوَشّاءِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ دَخَلَ رَسُولُ اللّهِص إِلَي أُمّ سَلَمَةَ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهَا فَقَرّبَت إِلَيهِ كِسرَةً فَقَالَ هَل عِندَكِ إِدَامٌ فَقَالَت لَا يَا رَسُولَ اللّهِ مَا عنِديِ‌ إِلّا خَلّ فَقَالَص نِعمَ الإِدَامُ الخَلّ مَا افتَقَرَ[أَقفَرَ]بَيتٌ فِيهِ خَلّ

بيان قوله ماافتقر في بعض النسخ بتقدم القاف علي الفاء و في بعضها بالعكس والأول أظهر قال الجزري‌ فيه ماأقفر بيت فيه خل أي ماخلا من الإدام و ماعدم أهله الإدام والقفار الطعام بلا أدم وأقفر الرجل إذاأكل الخبز وحده من القفر والقفار وهي‌ الأرض الخالية التي‌ لاماء بها

71-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ النّبِيّص أتُيِ‌َ بِطَعَامٍ حَارّ جِدّاً فَقَالَ مَا كَانَ اللّهُ لِيُطعِمَنَا النّارَ أَقِرّوهُ حَتّي يَبرُدَ وَ يُمكِنَ فَإِنّهُ طَعَامٌ مَمحُوقُ البَرَكَةِ وَ لِلشّيطَانِ فِيهِ نَصِيبٌ

72-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ القاَساَنيِ‌ّ عَن أَبِي أَيّوبَ المدَيِنيِ‌ّ عَن سُلَيمَانَ الجعَفرَيِ‌ّ عَنِ الرّضَا ع أَنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ يُعجِبُهُ النّظَرُ إِلَي الأُترُجّ الأَخضَرِ وَ التّفّاحِ الأَحمَرِ


صفحه : 268

73-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِ يَأكُلُ الرّطَبَ بِالخِربِزِ

74-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَأكُلُ البِطّيخَ بِالتّمرِ

75-كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَن سَهلٍ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ الأشَعرَيِ‌ّ عَنِ ابنِ القَدّاحِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ النّبِيّص يُعجِبُهُ الرّطَبُ بِالخِربِزِ

76-كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن عُبَيدِ اللّهِ الدّهقَانِ عَن دُرُستَ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عَبدِ الحَمِيدِ عَن أَبِي الحَسَنِ الأَوّلِ ع قَالَ أَكَلَ رَسُولُ اللّهِص البِطّيخَ بِالسّكّرِ وَ أَكَلَص البِطّيخَ بِالرّطَبِ

77-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع كَانَ يُعجِبُ رَسُولَ اللّهِص مِنَ البُقُولِ الحَوكُ

بيان قال الفيروزآبادي‌ الحوك الباذروج والبقلة الحمقاء

78-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن سَهلٍ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ الأشَعرَيِ‌ّ عَنِ ابنِ القَدّاحِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا شَرِبَ المَاءَ قَالَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي سَقَانَا عَذباً زُلَالًا وَ لَم يَسقِنَا مِلحاً أُجَاجاً وَ لَم يُؤَاخِذنَا بِذُنُوبِنَا

79-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن اِبرَاهِيمَ الكرَخيِ‌ّ عَن طَلحَةَ بنِ زَيدٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَشرَبُ فِي الأَقدَاحِ الشّامِيّةِ يُجَاءُ بِهَا مِنَ الشّامِ وَ تُهدَي لَهُص

80-كا،[الكافي‌]بِهَذَا الإِسنَادِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ النّبِيّص يُعجِبُهُ أَن يَشرَبَ فِي القَدَحِ الشاّميِ‌ّ وَ كَانَ يَقُولُ هَذَا أَنظَفُ آنِيَتِكُم


صفحه : 269

81-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ عَن عَنبَسَةَ بنِ مُصعَبٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ أتُيِ‌َ النّبِيّص بشِيَ‌ءٍ فَقَسَمَهُ فَلَم يَسَع أَهلَ الصّفّةِ جَمِيعاً فَخَصّ بِهِ أُنَاساً مِنهُم فَخَافَ رَسُولُ اللّهِص أَن يَكُونَ قَد دَخَلَ قُلُوبَ الآخَرِينَ شَيءٌ فَخَرَجَ إِلَيهِم فَقَالَ مَعذِرَةً إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ إِلَيكُم يَا أَهلَ الصّفّةِ إِنّا أُوتِينَا بشِيَ‌ءٍ فَأَرَدنَا أَن نَقسِمَهُ بَينَكُم فَلَم يَسَعكُم فَخَصَصتُ بِهِ أُنَاساً مِنكُم خَشِينَا جَزَعَهُم وَ هَلَعَهُم

82-كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَن سَهلٍ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ مِهرَانَ عَن أَيمَنَ بنِ مُحرِزٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَا صَافَحَ رَسُولُ اللّهِص رَجُلًا قَطّ فَنَزَعَ يَدَهُ حَتّي يَكُونَ هُوَ ألّذِي يَنزِعُ يَدَهُ مِنهُ

83-كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَن سَهلٍ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ الأشَعرَيِ‌ّ عَنِ ابنِ القَدّاحِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لقَيِ‌َ النّبِيّص حُذَيفَةَ فَمَدّ النّبِيّص يَدَهُ فَكَفّ حُذَيفَةُ يَدَهُ فَقَالَ النّبِيّص يَا حُذَيفَةُ بَسَطتُ يدَيِ‌ إِلَيكَ فَكَفَفتَ يَدَكَ عنَيّ‌ فَقَالَ حُذَيفَةُ يَا رَسُولَ اللّهِ بِيَدِكَ الرّغبَةُ وَ لكَنِيّ‌ كُنتُ جُنُباً فَلَم أُحِبّ أَن تَمَسّ يدَيِ‌ يَدَكَ وَ أَنَا جُنُبٌ فَقَالَ النّبِيّص أَ مَا تَعلَمُ أَنّ المُسلِمِينَ إِذَا التَقَيَا فَتَصَافَحَا تَحَاتّت ذُنُوبُهُمَا كَمَا يَتَحَاتّ وَرَقُ الشّجَرِ

84-كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ مِهرَانَ عَن أَيمَنَ بنِ مُحرِزٍ عَن زَيدٍ الشّحّامِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ مَا مَنَعَ رَسُولُ اللّهِ


صفحه : 270

ص سَائِلًا قَطّ إِن كَانَ عِندَهُ أَعطَي وَ إِلّا قَالَ يأَتيِ‌ اللّهُ بِهِ

85-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن أَبِي أَيّوبَ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص أَوّلَ مَا بُعِثَ يَصُومُ حَتّي يُقَالُ مَا يُفطِرُ وَ يُفطِرُ حَتّي يُقَالُ مَا يَصُومُ ثُمّ تَرَكَ ذَلِكَ وَ صَامَ يَوماً وَ أَفطَرَ يَوماً وَ هُوَ صَومُ دَاوُدَ ع ثُمّ تَرَكَ ذَلِكَ وَ صَامَ الثّلَاثَةَ الأَيّامِ الغُرّ ثُمّ تَرَكَ ذَلِكَ وَ فَرّقَهَا فِي كُلّ عَشَرَةٍ يَومَا خَمِيسَينِ بَينَهُمَا أَربِعَاءُ فَقُبِضَ عَلَيهِ وَ آلِهِ السّلَامُ وَ هُوَ يَعمَلُ ذَلِكَ

بيان الأيام الغر الأيام البيض في وسط الشهر

86-كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَن سَهلٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ مَحبُوبٍ عَن جَمِيلِ بنِ صَالِحٍ عَن مُحَمّدِ بنِ مَروَانَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَصُومُ حَتّي يُقَالُ لَا يُفطِرُ ثُمّ صَامَ يَوماً وَ أَفطَرَ يَوماً ثُمّ صَامَ الإِثنَينَ وَ الخَمِيسَ ثُمّ آلَ مِن ذَلِكَ إِلَي صِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيّامٍ فِي الشّهرِ الخَمِيسِ فِي أَوّلِ الشّهرِ وَ أَربِعَاءَ فِي وَسَطِ الشّهرِ وَ خَمِيسٍ فِي آخِرِ الشّهرِ وَ كَانَ يَقُولُ ذَلِكَ صَومُ الدّهرِ وَ قَد كَانَ أَبِي يَقُولُ مَا مِن أَحَدٍ أَبغَضَ إلِيَ‌ّ مِن رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَفعَلُ كَذَا وَ كَذَا فَيَقُولُ لَا يعُذَبّنُيِ‌ اللّهُ عَلَي أَن أَجتَهِدَ فِي الصّلَاةِ كَأَنّهُ يَرَي أَنّ رَسُولَ اللّهِص تَرَكَ شَيئاً مِنَ الفَضلِ عَجزاً عَنهُ

87-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن حَفصِ بنِ البخَترَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَكُنّ نِسَاءُ النّبِيّص إِذَا كَانَ عَلَيهِنّ صِيَامٌ أَخّرنَ ذَلِكَ إِلَي شَعبَانَ كَرَاهَةَ أَن يَمنَعنَ رَسُولَ اللّهِص فَإِذَا كَانَ شَعبَانُ صُمنَ وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَقُولُ


صفحه : 271

شَعبَانُ شهَريِ‌

88-كا،[الكافي‌] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ عَن أَحمَدَ بنِ صُبحٍ عَن عَنبَسَةَ العَابِدِ قَالَ قُبِضَ النّبِيّص عَلَي صَومِ شَعبَانَ وَ رَمَضَانَ وَ ثَلَاثَةِ أَيّامٍ فِي كُلّ شَهرٍ أَوّلِ خَمِيسٍ وَ أَوسَطِ أَربِعَاءَ وَ آخِرِ خَمِيسٍ

89-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ عُثمَانَ عَن رَجُلٍ مِن أَهلِ اليَمَامَةِ كَانَ مَعَ أَبِي الحَسَنِ أَيّامَ حُبِسَ بِبَغدَادَ قَالَ قَالَ أَبُو الحَسَنِ ع إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ قَالَ لِنَبِيّهِص وَ ثِيابَكَ فَطَهّر وَ كَانَت ثِيَابُهُ طَاهِرَةً وَ إِنّمَا أَمَرَهُ بِالتّشمِيرِ

90-كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَنِ النّضرِ عَن مُوسَي بنِ بَكرٍ عَن عَجلَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ لَا يَسأَلُهُ أَحَدٌ مِنَ الدّنيَا شَيئاً إِلّا أَعطَاهُ فَأَرسَلَت إِلَيهِ امرَأَةٌ ابناً لَهَا فَقَالَتِ انطَلِق إِلَيهِ فَاسأَلهُ فَإِن قَالَ لَكَ لَيسَ عِندَنَا شَيءٌ فَقُل أعَطنِيِ‌ قَمِيصَكَ قَالَ فَأَخَذَ قَمِيصَهُ فَرَمَي بِهِ إِلَيهِ

وَ فِي نُسخَةٍ أُخرَي وَ أَعطَاهُ فَأَدّبَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَلَي القَصدِ فَقَالَوَ لا تَجعَل يَدَكَ مَغلُولَةً إِلي عُنُقِكَ وَ لا تَبسُطها كُلّ البَسطِ فَتَقعُدَ مَلُوماً مَحسُوراً

91-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ وَ مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن سُلَيمَانَ الفزَاَريِ‌ّ عَن رَجُلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَكتَحِلُ بِالإِثمِدِ إِذَا أَوَي إِلَي فِرَاشِهِ وَتراً وَتراً

92-كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَن سَهلٍ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ الأشَعرَيِ‌ّ عَنِ ابنِ القَدّاحِ عَن


صفحه : 272

أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَا زَالَ جَبرَئِيلُ ع يوُصيِنيِ‌ بِالسّوَاكِ حَتّي خَشِيتُ أَن أُدرَدَ وَ أُحفَي

93-كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن مُوسَي بنِ القَاسِمِ عَن صَفوَانَ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِ كَانَ يَكتَحِلُ قَبلَ أَن يَنَامَ أَربَعاً فِي اليُمنَي وَ ثَلَاثاً فِي اليُسرَي

توضيح لعل المعني أنه ص قد كان يفعل كذلك لئلا ينافي‌ الخبر السابق ويحتمل أن يكون المراد بالسابق كونهما معا وترا فيكون التكرير للتأكيد أوالليالي‌ لكنه بعيد ويمكن حمل السابق علي التقية لكونه أوفق بأخبار المخالفين إذ أكثرهم رووا أنه ص كان يكتحل في كل عين ثلاثا

94-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَنِ الحُسَينِ بنِ أَبِي العَلَاءِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص مَرّ فِي بَعضِ طُرُقِ المَدِينَةِ وَ سَودَاءُ تَلقُطُ السّرقِينَ فَقِيلَ لَهَا تنَحَيّ‌ عَن طَرِيقِ رَسُولِ اللّهِص فَقَالَت إِنّ الطّرِيقَ لَمَعرَضٌ فَهَمّ بِهَا بَعضُ القَومِ أَن يَتَنَاوَلَهَا فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص دَعُوهَا فَإِنّهَا جَبّارَةٌ

95-ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] عَبدُ اللّهِ بنُ سِنَانٍ عَن عَلِيّ بنِ شَجَرَةَ عَن عَمّهِ بَشِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع مِثلَهُ

96-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ النّبِيّص إِذَا خَرَجَ فِي الصّيفِ مِنَ البَيتِ خَرَجَ يَومَ الخَمِيسِ وَ إِذَا أَرَادَ أَن يَدخُلَ فِي الشّتَاءِ مِنَ البَردِ دَخَلَ يَومَ الجُمُعَةِ وَ روُيِ‌َ أَيضاً كَانَ دُخُولُهُ وَ خُرُوجُهُ لَيلَةَ الجُمُعَةِ


صفحه : 273

97-كا،[الكافي‌] أَحمَدُ بنُ عَبدِ اللّهِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن عَبدَلِ بنِ مَالِكٍ عَن هَارُونَ بنِ الجَهمِ عَنِ الكاَهلِيِ‌ّ عَن مُعَاذٍ بَيّاعِ الأَكسِيَةِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَحلُبُ عَنزَ أَهلِهِ

98-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ عَمّن ذَكَرَهُ عَن مَنصُورِ بنِ العَبّاسِ عَن صَفوَانَ بنِ يَحيَي عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُسكَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا أَفطَرَ بَدَأَ بِحَلوَاءَ يُفطِرُ عَلَيهَا فَإِن لَم يَجِد فَسُكّرَةٍ أَو تَمَرَاتٍ فَإِذَا أَعوَزَ ذَلِكَ كُلّهُ فَمَاءٍ فَاتِرٍ

99-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مِهزَمٍ عَن طَلحَةَ بنِ زَيدٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يُفطِرُ عَلَي التّمرِ فِي زَمَنِ التّمرِ وَ عَلَي الرّطَبِ فِي زَمَنِ الرّطَبِ

100-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن جَعفَرِ بنِ عَبدِ اللّهِ الأشَعرَيِ‌ّ عَنِ ابنِ القَدّاحِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص أَوّلُ مَا يُفطِرُ عَلَيهِ فِي زَمَنِ الرّطَبِ الرّطَبُ وَ فِي زَمَنِ التّمرِ التّمرُ

101-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَن سَمَاعَةَ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع كَانَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا دَخَلَ العَشرُ الأَوَاخِرُ شَدّ المِئزَرَ وَ اجتَنَبَ النّسَاءَ وَ أَحيَا اللّيلَ وَ تَفَرّغَ لِلعِبَادَةِ

102-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن حَمّادٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا كَانَ العَشرُ الأَوَاخِرُ اعتَكَفَ فِي المَسجِدِ وَ ضُرِبَت لَهُ قُبّةٌ مِن


صفحه : 274

شَعرٍ وَ شَمّرَ المِئزَرَ وَ طَوَي فِرَاشَهُ فَقَالَ بَعضُهُم وَ اعتَزَلَ النّسَاءَ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع أَمّا اعتِزَالُ النّسَاءِ فَلَا

بيان طي‌ الفراش كناية عن اجتناب النساء أوالنوم والأول أظهر والاعتزال المنفي‌ الاعتزال بالكلية

103-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن حَمّادٍ عَنِ الحلَبَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَت بَدرٌ فِي شَهرِ رَمَضَانَ فَلَم يَعتَكِف رَسُولُ اللّهِص فَلَمّا أَن كَانَ مِن قَابِلٍ اعتَكَفَ عِشرِينَ عَشراً لِعَامِهِ وَ عَشراً قَضَاءً لِمَا فَاتَهُ

104-كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَن سَهلٍ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن دَاوُدَ بنِ الحُصَينِ عَن أَبِي العَبّاسِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ اعتَكَفَ رَسُولُ اللّهِص فِي شَهرِ رَمَضَانَ فِي العَشرِ الأَوّلِ ثُمّ اعتَكَفَ فِي الثّانِيَةِ فِي العَشرِ الوُسطَي ثُمّ اعتَكَفَ فِي الثّالِثَةِ فِي العَشرِ الأَوَاخِرِ ثُمّ لَم يَزَل يَعتَكِفُ فِي العَشرِ الأَوَاخِرِ

105-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن أَبِي الفَرَجِ قَالَ سَأَلَ أَبَانٌ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع أَ كَانَ لِرَسُولِ اللّهِص طَوَافٌ يُعرَفُ بِهِ فَقَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَطُوفُ بِاللّيلِ وَ النّهَارِ عَشَرَةَ أَسَابِيعَ ثَلَاثَةً أَوّلَ اللّيلِ وَ ثَلَاثَةً آخِرَ اللّيلِ وَ اثنَينِ إِذَا أَصبَحَ وَ اثنَينِ بَعدَ الظّهرِ وَ كَانَ فِيمَا بَينَ ذَلِكَ رَاحَتُهُ

106-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَذبَحُ يَومَ الأَضحَي كَبشَينِ أَحَدَهُمَا عَن نَفسِهِ وَ الآخَرَ عَمّن لَم يَجِد مِن أُمّتِهِ

107-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ مَرّارٍ عَن يُونُسَ عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَا بَأسَ بِالرّجُلِ يَمُرّ عَلَي الثّمَرَةِ وَ يَأكُلُ مِنهَا وَ لَا يُفسِدُ وَ قَد نَهَي


صفحه : 275

رَسُولُ اللّهِص أَن تُبنَي الحِيطَانُ بِالمَدِينَةِ لِمَكَانِ المَارّةِ

108-كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَنِ القاَساَنيِ‌ّ عَمّن حَدّثَهُ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ القَاسِمِ الجعَفرَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ قَالَ كَانَ النّبِيّص إِذَا بَلَغَتِ الثّمَارُ أَمَرَ بِالحِيطَانِ فَثُلِمَت

109-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَنِ ابنِ القَدّاحِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ قَالَ كَانَ النّبِيّص يُعجِبُهُ الدّبّاءُ وَ يَلتَقِطُهُ مِنَ الصّحفَةِ

110-محص ،[التمحيص ] عَن أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِ‌ّ أَنّهُ وَضَعَ يَدَهُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص وَ عَلَيهِ حُمّي فَوَجَدَهَا مِن فَوقِ اللّحَافِ فَقَالَ مَا أَشَدّهَا عَلَيكَ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ إِنّا كَذَلِكَ يَشتَدّ عَلَينَا البَلَاءُ وَ يُضَعّفُ لَنَا الأَجرُ

111-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ النّضرِ عَن يَحيَي الحلَبَيِ‌ّ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ وَهبٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَاتَ رَسُولُ اللّهِص وَ عَلَيهِ دَينٌ

112-كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَنِ ابنِ مِهرَانَ عَنِ ابنِ عَمِيرَةَ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَأكُلُ الهَدِيّةَ وَ لَا يَأكُلُ الصّدَقَةَ

113-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَو أهُديِ‌َ إلِيَ‌ّ كُرَاعٌ لَقَبِلتُهُ


صفحه : 276

114-كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَن سَهلٍ عَنِ النهّديِ‌ّ عَن مُوسَي بنِ عُمَرَ بنِ بَزِيعٍ عَنِ الرّضَا ع قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ إِذَا أَخَذَ فِي طَرِيقٍ رَجَعَ فِي غَيرِهِ

115-يب ،[تهذيب الأحكام ] مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ بنِ مَحبُوبٍ عَنِ ابنِ مَعرُوفٍ عَنِ ابنِ المُغِيرَةِ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ وَهبٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ وَ ذَكَرَ صَلَاةَ النّبِيّص قَالَ كَانَ يأَتيِ‌ بِطَهُورٍ فيتحمر[فَيُخَمّرُ] عِندَ رَأسِهِ وَ يُوضَعُ سِوَاكُهُ تَحتَ فِرَاشِهِ ثُمّ يَنَامُ مَا شَاءَ اللّهُ فَإِذَا استَيقَظَ جَلَسَ ثُمّ قَلَبَ بَصَرَهُ فِي السّمَاءِ ثُمّ تَلَا الآيَاتِ مِن آلِ عِمرَانَإِنّ فِي خَلقِ السّماواتِ وَ الأَرضِالآيَةَ ثُمّ يَستَنّ وَ يَتَطَهّرُ ثُمّ يَقُومُ إِلَي المَسجِدِ فَيَركَعُ أَربَعَ رَكَعَاتٍ عَلَي قَدرِ قِرَاءَتِهِ رُكُوعُهُ وَ سُجُودُهُ عَلَي قَدرِ رُكُوعِهِ يَركَعُ حَتّي يُقَالُ مَتَي يَرفَعُ رَأسَهُ وَ يَسجُدُ حَتّي يُقَالُ مَتَي يَرفَعُ رَأسَهُ ثُمّ يَعُودُ إِلَي فِرَاشِهِ فَيَنَامُ مَا شَاءَ اللّهُ ثُمّ يَستَيقِظُ فَيَجلِسُ فَيَتلُو الآيَاتِ مِن آلِ عِمرَانَ وَ يَقلِبُ بَصَرَهُ فِي السّمَاءِ ثُمّ يَستَنّ وَ يَتَطَهّرُ وَ يَقُومُ إِلَي المَسجِدِ فيَصُلَيّ‌ أَربَعَ رَكَعَاتٍ كَمَا رَكَعَ قَبلَ ذَلِكَ ثُمّ يَعُودُ إِلَي فِرَاشِهِ فَيَنَامُ مَا شَاءَ اللّهُ ثُمّ يَستَيقِظُ فَيَجلِسُ فَيَتلُو الآيَاتِ مِن آلِ عِمرَانَ وَ يَقلِبُ بَصَرَهُ فِي السّمَاءِ ثُمّ يَستَنّ وَ يَتَطَهّرُ وَ يَقُومُ إِلَي المَسجِدِ فَيُوتِرُ وَ يصُلَيّ‌ الرّكعَتَينِ ثُمّ يَخرُجُ إِلَي الصّلَاةِ


صفحه : 277

بيان الاستنان استعمال السواك

116-كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَن سَهلٍ وَ أَبُو عَلِيّ الأشَعرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الجَبّارِ جَمِيعاً عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن عَلِيّ بنِ عُقبَةَ عَن سَعِيدِ بنِ عَمرٍو الجعُفيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ قَالَدَخَلتُ عَلَي أَبِي جَعفَرٍ ع ذَاتَ يَومٍ وَ هُوَ يَأكُلُ مُتّكِئاً قَالَ وَ قَد كَانَ يَبلُغُنَا أَنّ ذَلِكَ يُكرَهُ فَجَعَلتُ أَنظُرُ إِلَيهِ فدَعَاَنيِ‌ إِلَي طَعَامِهِ فَلَمّا فَرَغَ قَالَ يَا مُحَمّدُ لَعَلّكَ تَرَي أَنّ رَسُولَ اللّهِص رَأَتهُ عَينٌ يَأكُلُ وَ هُوَ مُتّكٍ مُنذُ أَن بَعَثَهُ اللّهُ إِلَي أَن قَبَضَهُ ثُمّ رَدّ عَلَي نَفسِهِ فَقَالَ لَا وَ اللّهِ مَا رَأَتهُ عَينٌ يَأكُلُ وَ هُوَ مُتّكٍ مُنذُ أَن بَعَثَهُ اللّهُ إِلَي أَن قَبَضَهُ ثُمّ قَالَ يَا مُحَمّدُ لَعَلّكَ تَرَي أَنّهُ شَبِعَ مِن خُبزِ البُرّ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ مُتَوَالِيَةٍ مُنذُ أَن بَعَثَهُ اللّهُ إِلَي أَن قَبَضَهُ ثُمّ إِنّهُ رَدّ عَلَي نَفسِهِ ثُمّ قَالَ لَا وَ اللّهِ مَا شَبِعَ مِن خُبزِ البُرّ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ مُتَوَالِيَةٍ مُنذُ بَعَثَهُ اللّهُ تَعَالَي إِلَي أَن قَبَضَهُ أَمَا إنِيّ‌ لَا أَقُولُ إِنّهُ كَانَ لَا يَجِدُ لَقَد كَانَ يُجِيزُ الرّجُلَ الوَاحِدَ بِالمِائَةِ مِنَ الإِبِلِ فَلَو أَرَادَ أَن يَأكُلَ لَأَكَلَ وَ لَقَد أَتَاهُ جَبرَئِيلُ ع بِمَفَاتِيحِ خَزَائِنِ الأَرضِ ثَلَاثَ مَرّاتٍ يُخَيّرُهُ مِن غَيرِ أَن يَنقُصَهُ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي مِمّا أَعَدّ اللّهُ لَهُ يَومَ القِيَامَةِ شَيئاً فَيَختَارُ التّوَاضُعَ لِرَبّهِ جَلّ وَ عَزّ وَ مَا سُئِلَ شَيئاً قَطّ فَيَقُولَ لَا إِن كَانَ أَعطَي وَ إِن لَم يَكُن قَالَ يَكُونُ وَ مَا أَعطَي عَلَي اللّهِ شَيئاً قَطّ إِلّا سَلّمَ ذَلِكَ إِلَيهِ حَتّي أَن كَانَ ليَعُطيِ‌ الرّجُلَ الجَنّةَ فَيُسَلّمُ اللّهُ ذَلِكَ لَهُ ثُمّ تنَاَولَنَيِ‌ بِيَدِهِ وَ قَالَ وَ إِن كَانَ صَاحِبُكُم لَيَجلِسُ جِلسَةَ العَبدِ وَ يَأكُلُ إِكلَةَ العَبدِ وَ يُطعِمُ النّاسَ خُبزَ البُرّ وَ اللّحمَ وَ يَرجِعُ إِلَي


صفحه : 278

أَهلِهِ فَيَأكُلُ الخُبزَ وَ الزّيتَ وَ إِن كَانَ ليَشَترَيِ‌ القَمِيصَ السنّبلُاَنيِ‌ّ ثُمّ يُخَيّرُ غُلَامَهُ خَيرَهُمَا ثُمّ يَلبَسُ الباَقيِ‌َ فَإِذَا جَازَ أَصَابِعَهُ قَطَعَهُ وَ إِذَا جَازَ كَعبَهُ حَذَفَهُ وَ مَا وَرَدَ عَلَيهِ أَمرَانِ قَطّ كِلَاهُمَا لِلّهِ رِضًا إِلّا أَخَذَ بِأَشَدّهِمَا عَلَي بَدَنِهِ وَ لَقَد ولُيّ‌َ النّاسَ خَمسَ سِنِينَ فَمَا وَضَعَ آجُرّةً عَلَي آجُرّةٍ وَ لَا لَبِنَةً عَلَي لَبِنَةٍ وَ لَا أَقطَعَ قَطِيعَةً وَ لَا أَورَثَ بَيضَاءَ وَ لَا حَمرَاءَ إِلّا سَبعَمِائَةِ دِرهَمٍ فَضَلَت مِن عَطَايَاهُ أَرَادَ أَن يَبتَاعَ لِأَهلِهِ بِهَا خَادِماً وَ مَا أَطَاقَ أَحَدٌ عَمَلَهُ لَقَد كَانَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع لَيَنظُرُ فِي الكِتَابِ مِن كُتُبِ عَلِيّ ع فَيَضرِبُ بِهِ الأَرضَ وَ يَقُولُ مَن يُطِيقُ هَذَا

ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] الحسين بن ابراهيم القزويني‌ عن محمد بن وهبان عن محمد بن أحمد بن زكريا عن الحسن بن فضال عن علي بن عقبة مثله

117-كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَن سَهلٍ عَنِ البزَنَطيِ‌ّ عَن حَمّادِ بنِ عُثمَانَ قَالَ حدَثّنَيِ‌ عَلِيّ بنُ المُغِيرَةِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِنّ جَبرَئِيلَ ع أَتَي رَسُولَ اللّهِص فَخَيّرَهُ وَ أَشَارَ عَلَيهِ بِالتّوَاضُعِ وَ كَانَ لَهُ نَاصِحاً فَكَانَ رَسُولُ اللّهِص يَأكُلُ إِكلَةَ العَبدِ وَ يَجلِسُ جِلسَةَ العَبدِ تَوَاضُعاً لِلّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي ثُمّ أَتَاهُ عِندَ المَوتِ بِمَفَاتِيحِ خَزَائِنِ الدّنيَا فَقَالَ هَذِهِ مَفَاتِيحُ خَزَائِنِ الدّنيَا بَعَثَ بِهَا إِلَيكَ رَبّكَ لِيَكُونَ لَكَ مَا أَقَلّتِ الأَرضُ مِن غَيرِ أَن يَنقُصَكَ شَيئاً فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص فِي الرّفِيقِ الأَعلَي

بيان قال الجزري‌ في حديث الدعاء وألحقني‌ بالرفيق الأعلي الرفيق جماعة


صفحه : 279

الأنبياء يسكنون أعلي عليين و هواسم جاء علي فعيل و هومعناه الجماعة كالصديق والخليط يقع علي الواحد والجمع و منه قوله تعالي وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً وقيل معني ألحقني‌ بالرفيق الأعلي أي بالله تعالي يقال الله رفيق بعباده من الرفق والرأفة و مِنهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ سَمِعتُهُ يَقُولُ عِندَ مَوتِهِ بَلِ الرّفِيقَ الأَعلَي

و ذلك أنه خير بين البقاء في الدنيا و بين ما عند الله فاختار ما عند الله

118-كا،[الكافي‌]سَهلٌ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن عَلِيّ بنِ عُقبَةَ عَن عَبدِ المُؤمِنِ الأنَصاَريِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص عُرِضَت عَلَيّ بَطحَاءُ مَكّةَ ذَهَباً فَقُلتُ يَا رَبّ لَا وَ لَكِن أَشبَعُ يَوماً وَ أَجُوعُ يَوماً فَإِذَا شَبِعتُ حَمِدتُكَ وَ شَكَرتُكَ وَ إِذَا جُعتُ دَعَوتُكَ وَ ذَكَرتُكَ

ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] الحسين بن ابراهيم القزويني‌ عن محمد بن وهبان عن محمد بن أحمد بن زكريا عن ابن فضال مثله

119-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ ابنِ هِشَامٍ وَ غَيرِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَا كَانَ شَيءٌ أَحَبّ إِلَي رَسُولِ اللّهِص مِن أَن يَظِلّ خَائِفاً جَائِعاً فِي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ

120-كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن أَبِي المَغرَاءِ عَن


صفحه : 280

زَيدٍ الشّحّامِ عَن عَمرِو بنِ سَعِيدِ بنِ هِلَالٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ قَالَ إِيّاكَ أَن تُطمِحَ نَفسَكَ إِلَي مَن فَوقَكَ وَ كَفَي بِمَا قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لِرَسُولِ اللّهِص فَلا تُعجِبكَ أَموالُهُم وَ لا أَولادُهُم وَ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لِرَسُولِهِوَ لا تَمُدّنّ عَينَيكَ إِلي ما مَتّعنا بِهِ أَزواجاً مِنهُم زَهرَةَ الحَياةِ الدّنيا فَإِن خِفتَ شَيئاً مِن ذَلِكَ فَاذكُر عَيشَ رَسُولِ اللّهِص فَإِنّمَا كَانَ قُوتُهُ الشّعِيرَ وَ حَلوَاهُ التّمرَ وَ وَقُودُهُ السّعَفَ إِذَا وَجَدَهُ

كا،[الكافي‌] محمد بن يحيي عن ابن عيسي عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن الشحام مثله ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر]فضالة عن أبي المغراء

مثله

121-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عُمَرَ بنِ عَبدِ العَزِيزِ عَن جَمِيلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَقسِمُ لَحَظَاتِهِ بَينَ أَصحَابِهِ يَنظُرُ إِلَي ذَا وَ يَنظُرُ إِلَي ذَا بِالسّوِيّةِ

122-كا،[الكافي‌] مُحَمّدٌ عَن أَحمَدَ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَا كَلّمَ رَسُولُ اللّهِص العِبَادَ بِكُنهِ عَقلِهِ قَطّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّا مَعشَرَ الأَنبِيَاءِ


صفحه : 281

أُمِرنَا أَن نُكَلّمَ النّاسَ عَلَي قَدرِ عُقُولِهِم

123-ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر]حَمّادٌ عَنِ العقَرَقوُفيِ‌ّ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ بَينَا رَسُولُ اللّهِص ذَاتَ يَومٍ عِندَهُ عَائِشَةُ فَاستَأذَنَ عَلَيهِ رَجُلٌ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص بِئسَ أَخُو العَشِيرَةِ وَ قَامَت عَائِشَةُ فَدَخَلَتِ البَيتَ وَ أَذِنَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص فَدَخَلَ فَأَقبَلَ رَسُولُ اللّهِص عَلَيهِ حَتّي إِذَا فَرَغَ مِن حَدِيثِهِ خَرَجَ فَقَالَت لَهُ عَائِشَةُ يَا رَسُولَ اللّهِ بَينَا أَنتَ تَذكُرُهُ إِذ أَقبَلتَ عَلَيهِ بِوَجهِكَ وَ بِشرِكَ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللّهِص إِنّ مِن أَشَرّ عِبَادِ اللّهِ مَن يُكرَهُ مُجَالَسَتُهُ لِفُحشِهِ

124-ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] مُحَمّدُ بنُ سِنَانٍ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَنِ الصّيقَلِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَرّت بِرَسُولِ اللّهِص امرَأَةٌ بَذِيّةٌ وَ هُوَ يَأكُلُ فَقَالَت يَا مُحَمّدُ إِنّكَ لَتَأكُلُ أَكلَ العَبدِ وَ تَجلِسُ جُلُوسَهُ فَقَالَ لَهَا وَيحَكِ وَ أَيّ عَبدٍ أَعبَدُ منِيّ‌ قَالَت إمّا لَا فنَاَولِنيِ‌ لُقمَةً مِن طَعَامِكَ فَنَاوَلَهَا رَسُولُ اللّهِص لُقمَةً مِن طَعَامِهِ فَقَالَت لَا وَ اللّهِ إِلّا إِلَي فِيّ مِن فِيكَ قَالَ فَأَخرَجَ اللّقمَةَ مِن فِيهِ فَنَاوَلَهَا إِيّاهَا فَأَكَلَتهَا قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع فَمَا أَصَابَت بداء[بَذَاءً] حَتّي فَارَقَتِ الدّنيَا

125-ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] ابنُ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ النّبِيّص كَانَ قُوتُهُ الشّعِيرَ مِن غَيرِ أُدمٍ

126-ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر]فَضَالَةُ عَنِ ابنِ عَمِيرَةَ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن عَمّارِ بنِ حَيّانَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّ رَسُولَ اللّهِص أَتَتهُ أُختٌ لَهُ مِنَ الرّضَاعَةِ فَلَمّا أَن نَظَرَ إِلَيهَا سُرّ بِهَا وَ بَسَطَ رِدَاءَهُ لَهَا فَأَجلَسَهَا عَلَيهِ ثُمّ أَقبَلَ يُحَدّثُهَا وَ يَضحَكُ فِي وَجهِهَا ثُمّ قَامَت فَذَهَبَت ثُمّ جَاءَ أَخُوهَا فَلَم يَصنَع بِهِ مَا صَنَعَ بِهَا فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللّهِ صَنَعتَ بِأُختِهِ مَا لَم تَصنَع


صفحه : 282

بِهِ وَ هُوَ رَجُلٌ فَقَالَ لِأَنّهَا كَانَت أَبَرّ بِأَبِيهَا مِنهُ

127-ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر]فَضَالَةُ عَن أَبَانٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ طَلحَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ استَقبَلَ رَسُولَ اللّهِص رَجُلٌ مِن بنَيِ‌ فَهدٍ وَ هُوَ يَضرِبُ عَبداً لَهُ وَ العَبدُ يَقُولُ أَعُوذُ بِاللّهِ فَلَم يُقلِعِ الرّجُلُ عَنهُ فَلَمّا أَبصَرَ العَبدُ بِرَسُولِ اللّهِص قَالَ أَعُوذُ بِمُحَمّدٍ فَأَقلَعَ عَنهُ الضّربَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص يَتَعَوّذُ بِاللّهِ فَلَا تُعِيذُهُ وَ يَتَعَوّذُ بِمُحَمّدٍ فَتُعِيذُهُ وَ اللّهُ أَحَقّ أَن يُجَارَ عَائِذُهُ مِن مُحَمّدٍ فَقَالَ الرّجُلُ هُوَ حُرّ لِوَجهِ اللّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص وَ ألّذِي بعَثَنَيِ‌ بِالحَقّ نَبِيّاً لَو لَم تَفعَل لَوَاقَعَ وَجهُكَ حَرّ النّارِ

128-ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر]فَضَالَةُ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَن سَلَمَةَ بنِ أَبِي حَفصٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ ع عَن جَابِرٍ قَالَ مَرّ رَسُولُ اللّهِص بِالسّوقِ وَ أَقبَلَ يُرِيدُ العَالِيَةَ وَ النّاسُ يَكتَنِفُهُ فَمَرّ بجِدَي‌ٍ أَسَكّ عَلَي مَزبَلَةٍ مُلقًي وَ هُوَ مَيّتٌ فَأَخَذَ بِأُذُنِهِ فَقَالَ أَيّكُم يُحِبّ أَن يَكُونَ هَذَا لَهُ بِدِرهَمٍ قَالُوا مَا نُحِبّ أَنّهُ لَنَا بشِيَ‌ءٍ وَ مَا نَصنَعُ بِهِ قَالَ أَ فَتُحِبّونَ أَنّهُ لَكُم قَالُوا لَا حَتّي قَالَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرّاتٍ فَقَالُوا وَ اللّهِ لَو كَانَ حَيّاً كَانَ عَيباً فَكَيفَ وَ هُوَ مَيّتٌ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ الدّنيَا عَلَي اللّهِ أَهوَنُ مِن هَذَا عَلَيكُم

بيان قال الجزري‌ فيه أنه مر بجدي‌ أسك أي مصطلم الأذنين مقطوعهما قولهم كان عيبا أي معيبا كذا فيما عندنا من النسخة وكذا وجدت في كتاب رياض الصالحين للنووي‌ رواه عن جابر ولعل فيه تصحيفا

129-ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر]النّضرُ عَنِ ابنِ سِنَانٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُدَخَلَ عَلَي النّبِيّص رَجُلٌ وَ هُوَ عَلَي حَصِيرٍ قَد أَثّرَ فِي جِسمِهِ وَ وِسَادَةِ لِيفٍ قَد أَثّرَت فِي خَدّهِ فَجَعَلَ يَمسَحُ وَ يَقُولُ مَا رضَيِ‌َ بِهَذَا كِسرَي وَ لَا قَيصَرُ إِنّهُم يَنَامُونَ عَلَي الحَرِيرِ وَ الدّيبَاجِ وَ أَنتَ عَلَي هَذَا الحَصِيرِ قَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لَأَنَا خَيرٌ مِنهُمَا


صفحه : 283

وَ اللّهِ لَأَنَا أَكرَمُ مِنهُمَا وَ اللّهِ مَا أَنَا وَ الدّنيَا إِنّمَا مَثَلُ الدّنيَا كَمَثَلِ رَاكِبٍ مَرّ عَلَي شَجَرَةٍ وَ لَهَا فيَ‌ءٌ فَاستَظَلّ تَحتَهَا فَلَمّا أَن مَالَ الظّلّ عَنهَا ارتَحَلَ فَذَهَبَ وَ تَرَكَهَا

130-ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر]النّضرُ عَن عَاصِمٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص جاَءنَيِ‌ مَلَكٌ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ رَبّكَ يُقرِئُكَ السّلَامَ وَ يَقُولُ لَكَ إِن شِئتَ جَعَلتُ لَكَ بَطحَاءَ مَكّةَ رَضرَاضَ ذَهَبٍ قَالَ فَرَفَعَ النّبِيّص رَأسَهُ إِلَي السّمَاءِ فَقَالَ يَا رَبّ أَشبَعُ يَوماً فَأَحمَدُكَ وَ أَجُوعُ يَوماً فَأَسأَلُكَ

131-ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر]بَعضُ أَصحَابِنَا عَن عَلِيّ بنِ شَجَرَةَ عَن عَمّهِ بَشِيرٍ النّبّالِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ قَدِمَ أعَراَبيِ‌ّ النّبِيّص فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ تسُاَبقِنُيِ‌ بِنَاقَتِكَ هَذِهِ فَسَابَقَهُ فَسَبَقَهُ الأعَراَبيِ‌ّ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّكُم رَفَعتُمُوهَا فَأَحَبّ اللّهُ أَن يَضَعَهَا إِنّ الجِبَالَ تَطَاوَلَت لِسَفِينَةِ نُوحٍ ع وَ كَانَ الجوُديِ‌ّ أَشَدّ تَوَاضُعاً فحب الله بهاالجودي‌[فَحَطّ اللّهُ بِهَا عَلَي الجوُديِ‌ّ]

132-ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر]صَفوَانُ بنُ يَحيَي عَنِ النضّريِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَتُوبُ إِلَي اللّهِ فِي كُلّ يَومٍ سَبعِينَ مَرّةً مِن غَيرِ ذَنبٍ كَانَ يَقُولُ أَتُوبُ إِلَي اللّهِ

133-محص ،[التمحيص ] عَنِ ابنِ أَبِي يَعفُورٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِنّ رَجُلًا مِنَ


صفحه : 284

الأَنصَارِ أَهدَي إِلَي رَسُولِ اللّهِص صَاعاً مِن رُطَبٍ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لِلخَادِمِ التّيِ‌ جَاءَت بِهِ ادخلُيِ‌ فاَنظرُيِ‌ هَل تَجِدِينَ فِي البَيتِ قَصعَةً أَو طَبَقاً فتَأَتيِنَيِ‌ بِهِ فَدَخَلَت ثُمّ خَرَجَت إِلَيهِ فَقَالَت مَا أَصَبتُ قَصعَةً وَ لَا طَبَقاً فَكَنَسَ رَسُولُ اللّهِص بِثَوبِهِ مَكَاناً مِنَ الأَرضِ ثُمّ قَالَ لَهَا ضَعِيهِ هَاهُنَا عَلَي الحَضِيضِ ثُمّ قَالَ وَ ألّذِي نفَسيِ‌ بِيَدِهِ لَو كَانَتِ الدّنيَا تَعدِلُ عِندَ اللّهِ مِثقَالَ جَنَاحِ بَعُوضَةٍ مَا أَعطَي كَافِراً وَ لَا مُنَافِقاً مِنهَا شَيئاً

134-نهج ،[نهج البلاغة] إِلَي أَن بَعَثَ اللّهُ سُبحَانَهُ مُحَمّداًص لِإِنجَازِ عِدَتِهِ وَ تَمَامِ نُبُوّتِهِ مَأخُوذاً عَلَي النّبِيّينَ مِيثَاقُهُ مَشهُورَةً سِمَاتُهُ كَرِيماً مِيلَادُهُ

135-نهج ،[نهج البلاغة] حَتّي بَعَثَ اللّهُ مُحَمّداًص شَهِيداً وَ بَشِيراً وَ نَذِيراً خَيرَ البَرِيّةِ طِفلًا وَ أَنجَبَهَا كَهلًا أَطهَرَ المُطَهّرِينَ شِيمَةً وَ أَجوَدَ المُستَمطِرِينَ دِيمَةً

بيان الشيمة بالكسر الخلق والطبيعة والاستمطار طلب المطر وطلب العطاء الكثير مجازا والديمة بالكسر المطر الدائم فيمكن أن يقرأ علي بناء المفعول أي أجود من طلب منه العطاء الدائم الكثير أو علي بناء الفاعل إشارة إلي استجابة دعائه في الاستسقاء فيحتمل أن يكون أجود مأخوذا من الجود بمعني المطر الكثير و الله يعلم

136-نهج ،[نهج البلاغة] وَ لَقَد كَانَ فِي رَسُولِ اللّهِص كَافٍ لَكَ فِي الأُسوَةِ وَ دَلِيلٌ لَكَ عَلَي ذَمّ الدّنيَا وَ عَيبِهَا وَ كَثرَةِ مَخَازِيهَا وَ مَسَاوِيهَا إِذ قُبِضَت عَنهُ أَطرَافُهَا وَ وُطّئَت لِغَيرِهِ أَكنَافُهَا وَ فُطِمَ مِن رَضَاعِهَا وَ زوُيِ‌َ عَن زَخَارِفِهَا وَ سَاقَهَا إِلَي قَولِهِ ع فَتَأَسّ بِنَبِيّكَ


صفحه : 285

الأَطهَرِ الأَطيَبِص فَإِنّ فِيهِ أُسوَةً لِمَن تَأَسّي وَ عَزَاءً لِمَن تَعَزّي وَ أَحَبّ العِبَادِ إِلَي اللّهِ تَعَالَي المتُأَسَيّ‌ بِنَبِيّهِص وَ المُقتَصّ لِأَثَرِهِ قَضِمَ الدّنيَا قَضماً وَ لَم يُعِرهَا طَرفاً أَهضَمُ أَهلِ الدّنيَا كَشحاً وَ أَخمَصُهُم مِنَ الدّنيَا بَطناً عُرِضَت عَلَيهِ الدّنيَا فَأَبَي أَن يَقبَلَهَا وَ عَلِمَ أَنّ اللّهَ سُبحَانَهُ أَبغَضَ شَيئاً فَأَبغَضَهُ وَ حَقّرَ شَيئاً فَحَقّرَهُ وَ صَغّرَ شَيئاً فَصَغّرَهُ وَ لَو لَم يَكُن فِينَا إِلّا حُبّنَا مَا أَبغَضَ اللّهُ وَ تَعظِيمُنَا مَا صَغّرَ اللّهُ لَكَفَي بِهِ شِقَاقاً لِلّهِ وَ مُحَادّةً عَن أَمرِ اللّهِ وَ لَقَد كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَأكُلُ عَلَي الأَرضِ وَ يَجلِسُ جِلسَةَ العَبدِ وَ يَخصِفُ بِيَدِهِ نَعلَهُ وَ يَرقَعُ بِيَدِهِ ثَوبَهُ وَ يَركَبُ الحِمَارَ العاَريِ‌َ وَ يُردِفُ خَلفَهُ وَ يَكُونُ السّترُ عَلَي بَابِ بَيتِهِ فَتَكُونُ فِيهِ التّصَاوِيرُ فَيَقُولُ يَا فُلَانَةُ لِإِحدَي أَزوَاجِهِ غَيّبِيهِ عنَيّ‌ فإَنِيّ‌ إِذَا نَظَرتُ إِلَيهِ ذَكَرتُ الدّنيَا وَ زَخَارِفَهَا فَأَعرَضَ عَنِ الدّنيَا بِقَلبِهِ وَ أَمَاتَ ذِكرَهَا مِن نَفسِهِ وَ أَحَبّ أَن تَغِيبَ زِينَتُهَا عَن عَينِهِ لِكَيلَا يَتّخِذَ مِنهَا رِيَاشاً وَ لَا يَعتَقِدَهَا قَرَاراً وَ لَا يَرجُوَ فِيهَا مُقَاماً فَأَخرَجَهَا مِنَ النّفسِ وَ أَشخَصَهَا عَنِ القَلبِ وَ غَيّبَهَا عَنِ البَصَرِ وَ كَذَلِكَ مَن أَبغَضَ شَيئاً أَبغَضَ أَن يَنظُرَ إِلَيهِ وَ أَن يُذكَرَ عِندَهُ وَ لَقَد كَانَ فِي رَسُولِ اللّهِص مَا يَدُلّكَ عَلَي مسَاَويِ‌ الدّنيَا وَ عُيُوبِهَا إِذ جَاعَ فِيهَا مَعَ خَاصّتِهِ وَ زُوِيَت عَنهُ زَخَارِفُهَا مَعَ عَظِيمِ زُلفَتِهِ فَليَنظُر نَاظِرٌ بِعَقلِهِ أَكرَمَ اللّهُ مُحَمّداًص بِذَلِكَ أَم أَهَانَهُ فَإِن قَالَ أَهَانَهُ فَقَد كَذَبَ وَ العَظِيمِ وَ إِن قَالَ أَكرَمَهُ فَليَعلَم أَنّ اللّهَ قَد أَهَانَ غَيرَهُ حَيثُ بَسَطَ الدّنيَا لَهُ وَ زَوَاهَا عَن أَقرَبِ النّاسِ مِنهُ فَتَأَسّي مُتَأَسّ بِنَبِيّهِ وَ اقتَصّ أَثَرَهُ وَ وَلَجَ مَولِجَهُ وَ إِلّا فَلَا يَأمَنِ الهَلَكَةَ فَإِنّ اللّهَ جَعَلَ مُحَمّداًص عَلَماً لِلسّاعَةِ وَ مُبَشّراً بِالجَنّةِ وَ مُنذِراً بِالعُقُوبَةِ خَرَجَ مِنَ الدّنيَا خَمِيصاً وَ وَرَدَ الآخِرَةَ سَلِيماً لَم يَضَع حَجَراً عَلَي حَجَرٍ حَتّي


صفحه : 286

مَضَي لِسَبِيلِهِ وَ أَجَابَ داَعيِ‌َ رَبّهِ فَمَا أَعظَمَ مِنّةَ اللّهِ عِندَنَا حِينَ أَنعَمَ عَلَينَا بِهِ سَلَفاً نَتّبِعُهُ وَ قَائِداً نَطَأُ عَقِبَهُ

بيان المخازي‌ المقابح قوله ع وطئت بالتشديد أي هيأت وبالتخفيف من قولهم وطئت لك المجلس أي جعلته سهلا لينا قوله ع زوي‌ أي قبض قوله ع قضم الدنيا في أكثر النسخ بالضاد المعجمة و هوأكل الشي‌ء اليابس بأطراف الأسنان أي تناول منها قدر الكفاف و ماتدعو إليه الضرورة والتنوين في قضما للتقليل و في بعضها بالصاد المهملة بمعني الكسر قوله ع و لم يعرها طرفا من الإعارة أي لم يلتفت إليها نظر إعارة فكيف بأن يجعلها مطمح نظره ويقال رجل أهضم إذا كان خميصا لقلة الأكل والكشح الخاصرة قوله جلسة العبد قال ابن أبي الحديد هي‌ أن يضع قصبتي‌ ساقيه علي الأرض ويعتمد عليها بباطن فخذيه يقال لها بالفارسية دو زانو والرياش إما جمع الريش أومرادفه و هواللباس الفاخر ويطلق علي المال والخصب والمعاش قوله ع خميصا أي جائعا

137- ع ،[علل الشرائع ] ابنُ الوَلِيدِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ الرّيّانِ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ عَبدِ اللّهِ الواَسطِيِ‌ّ عَن وَاصِلِ بنِ سُلَيمَانَ أَو عَن دُرُستَ يَرفَعُهُ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قُلتُ لَهُ لِمَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يُحِبّ الذّرَاعَ أَكثَرَ مِن حُبّهِ لِسَائِرِ أَعضَاءِ الشّاةِ قَالَ فَقَالَ لِأَنّ آدَمَ قَرّبَ قُربَاناً عَنِ الأَنبِيَاءِ مِن ذُرّيّتِهِ فَسَمّي لِكُلّ نبَيِ‌ّ عُضواً وَ سَمّي لِرَسُولِ اللّهِص الذّرَاعَ فَمِن ثَمّ كَانَ يُحِبّ الذّرَاعَ وَ يَشتَهِيهَا وَ يُحِبّهَا وَ يُفَضّلُهَا

138- وَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ أَنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ يُحِبّ الذّرَاعَ لِقُربِهَا مِنَ المَرعَي وَ بُعدِهَا مِنَ المَبَالِ

139-ير،[بصائر الدرجات ] اِبرَاهِيمُ بنُ هَاشِمٍ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ القَدّاحِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ


صفحه : 287

ع قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يُحِبّ الذّرَاعَ وَ الكَتِفَ وَ يَكرَهُ الوَرِكَ لِقُربِهَا مِنَ المَبَالِ

140-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَنِ ابنِ بُكَيرٍ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يُعجِبُهُ الذّرَاعُ

141- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ حَفصِ بنِ عُمَرَ العسَكرَيِ‌ّ بِالمَصّيصَةِ مِن أَصلِ كِتَابِهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الهَيثَمِ الأنَماَطيِ‌ّ عَنِ الحُسَينِ بنِ عُلوَانَ الكلَبيِ‌ّ عَن عَمرِو بنِ خَالِدٍ الواَسطِيِ‌ّ عَن مُحَمّدٍ وَ زَيدٍ ابنيَ‌ عَلِيّ عَن أَبِيهِمَا ع عَن أَبِيهِ الحُسَينِ ع قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَرفَعُ يَدَيهِ إِذَا ابتَهَلَ وَ دَعَا كَمَا يَستَطعِمُ المِسكِينُ

142- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن أَحمَدَ بنِ عَبدِ الرّحِيمِ بنِ سَعدٍ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ مُحَمّدٍ العلَوَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ إِسحَاقَ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ مُوسَي عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ سَمِعتُ النّبِيّص يَقُولُ بُعِثتُ بِمَكَارِمِ الأَخلَاقِ وَ مَحَاسِنِهَا

143- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ العلَوَيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ عَبدِ المُنعِمِ الصيّداَويِ‌ّ عَن حُسَينِ بنِ شَدّادٍ الجعُفيِ‌ّ عَن أَبِيهِ شَدّادِ بنِ رُشَيدٍ عَن عَمرِو بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ هِندٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع


صفحه : 288

إِنّ جدَيّ‌ رَسُولَ اللّهِص قَد غَفَرَ اللّهُ لَهُ مَا تَقَدّمَ مِن ذَنبِهِ وَ مَا تَأَخّرَ فَلَم يَدَعِ الِاجتِهَادَ لَهُ وَ تَعَبّدَ بأِبَيِ‌ هُوَ وَ أمُيّ‌ حَتّي انتَفَخَ السّاقُ وَ وَرِمَ القَدَمُ وَ قِيلَ لَهُ أَ تَفعَلُ هَذَا وَ قَد غَفَرَ اللّهُ لَكَما تَقَدّمَ مِن ذَنبِكَ وَ ما تَأَخّرَ قَالَ أَ فَلَا أَكُونُ عَبداً شَكُوراً الخَبَرَ

144- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن غِيَاثِ بنِ مُصعَبٍ الخجُنَديِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ حَمّادٍ الشاّشيِ‌ّ عَن حَاتِمٍ الأَصَمّ عَن شَقِيقٍ البلَخيِ‌ّ عَمّن أَخبَرَهُ مِن أَهلِ العِلمِ قَالَ قِيلَ للِنبّيِ‌ّص كَيفَ أَصبَحتَ قَالَ بِخَيرٍ مِن رَجُلٍ لَم يُصبِح صَائِماً وَ لَم يَعُد مَرِيضاً وَ لَم يَشهَد جِنَازَةً

145- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ مُوسَي البجَلَيِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عُمَرَ بنِ أَبَانٍ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ هِشَامٍ عَن سُفيَانَ الثوّريِ‌ّ عَن حَبِيبِ بنِ أَبِي ثَابِتٍ عَن عطا[عَطَاءٍ] عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ قِيلَ للِنبّيِ‌ّص كَيفَ أَصبَحتَ قَالَ بِخَيرٍ مِن قَومٍ لَم يَشهَدُوا جِنَازَةً وَ لَم يَعُودُوا مَرِيضاً

بيان الظاهر أن من في الخبر السابق في قوله من رجل بيانية و هوتميز عن الضمير في أصبحت كقولهم لله درك من فارس و عز من قائل و يا لك من ليل و في الثاني‌ يحتمل ذلك بأن يكون أصبحت في قوة أصبحنا و أن تكون تبعيضية و يكون حالا عن الضمير أي حال كوني‌ من قومهم كذلك

146- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] الحُسَينُ بنُ اِبرَاهِيمَ القزَويِنيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ وَهبَانَ عَن أَحمَدَ بنِ اِبرَاهِيمَ بنِ أَحمَدَ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الزعّفرَاَنيِ‌ّ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي أُسَامَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قُلتُ لَهُ بَلَغَنَا أَنّ رَسُولَ اللّهِ


صفحه : 289

ص لَم يَشبَع مِن خُبزِ بُرّ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ قَطّ قَالَ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَا أَكَلَهُ قَطّ قُلتُ فأَيَ‌ّ شَيءٍ كَانَ يَأكُلُ قَالَ كَانَ طَعَامُ رَسُولِ اللّهِص الشّعِيرَ إِذَا وَجَدَهُ وَ حَلوَاهُ التّمرَ وَ وَقُودُهُ السّعَفَ

147- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] أَحمَدُ بنُ عُبدُونٍ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ الزّبَيرِ عَن عَلِيّ بنِ فَضّالٍ عَنِ العَبّاسِ بنِ عَامِرٍ عَن أَحمَدَ بنِ رِزقٍ عَنِ الفُضَيلِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ خَرَجَ رَسُولُ اللّهِص يُرِيدُ حَاجَةً فَإِذَا بِالفَضلِ بنِ العَبّاسِ قَالَ فَقَالَ احمِلُوا هَذَا الغُلَامَ خلَفيِ‌ قَالَ فَاعتَنَقَ رَسُولُ اللّهِص بِيَدِهِ مِن خَلفِهِ عَلَي الغُلَامِ ثُمّ قَالَ يَا غُلَامُ خَفِ اللّهَ تَجِدهُ أَمَامَكَ يَا غُلَامُ خَفِ اللّهَ يَكفِكَ مَا سِوَاهُ إِلَي آخِرِ مَا سيَأَتيِ‌ فِي بَابِ مَوَاعِظِهِص

148-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن أَبِي جَمِيلَةَ عَن مُحَمّدٍ الحلَبَيِ‌ّ وَ زُرَارَةَ وَ مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ وَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ اذكُر رَبّكَ إِذا نَسِيتَ قَالَ إِذَا حَلَفَ الرّجُلُ فنَسَيِ‌َ أَن يسَتثَنيِ‌َ فَليَستَثنِ إِذَا ذَكَرَ

149-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ وَ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ جَمِيعاً عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ الأَحوَلِ عَن سَلّامِ بنِ المُستَنِيرِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ لَقَد عَهِدنا إِلي آدَمَ مِن قَبلُ فنَسَيِ‌َ وَ لَم نَجِد لَهُ عَزماً قَالَ فَقَالَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ لَمّا قَالَ لآِدَمَ ادخُلِ الجَنّةَ قَالَ لَهُ يَا آدَمُ لَا تَقرَب هَذِهِ الشّجَرَةَ قَالَ وَ أَرَاهُ


صفحه : 290

إِيّاهَا فَقَالَ آدَمُ لِرَبّهِ كَيفَ أَقرَبُهَا وَ لَقَد نهَيَتنَيِ‌ عَنهَا أَنَا وَ زوَجتَيِ‌ قَالَ فَقَالَ لَهُمَا لَا تَقرَبَاهَا يعَنيِ‌ لَا تَأكُلَا مِنهَا فَقَالَ آدَمُ وَ زَوجَتُهُ نَعَم يَا رَبّنَا لَا نَقرَبُهَا وَ لَا نَأكُلُ مِنهَا وَ لَم يَستَثنِيَا فِي قَولِهِمَا نَعَم فَوَكَلَهُمَا اللّهُ فِي ذَلِكَ إِلَي أَنفُسِهِمَا وَ إِلَي ذِكرِهِمَا قَالَ وَ قَد قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لِنَبِيّهِص فِي الكِتَابِوَ لا تَقُولَنّ لشِيَ‌ءٍ إنِيّ‌ فاعِلٌ ذلِكَ غَداً إِلّا أَن يَشاءَ اللّهُ أَن لَا أَفعَلَهُ فَتَسبِقَ مَشِيّةُ اللّهِ فِي أَن لَا أَفعَلَهُ فَلَا أَقدِرَ عَلَي أَن أَفعَلَهُ قَالَ فَلِذَلِكَ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ اذكُر رَبّكَ إِذا نَسِيتَ أَي استَثنِ مَشِيّةَ اللّهِ فِي فِعلِكَ

150-كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي البخَترَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّ رَسُولَ اللّهِ كَانَ يَتَطَيّبُ بِالمِسكِ حَتّي يُرَي وَبِيصُهُ فِي مَفَارِقِهِ

بيان الوبيص البريق

151-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَت لِرَسُولِ اللّهِص مُمَسّكَةٌ إِذَا هُوَ تَوَضّأَ أَخَذَهَا بِيَدِهِ وَ هيِ‌َ رَطبَةٌ فَكَانَ إِذَا خَرَجَ عَرَفُوا أَنّهُ رَسُولُ اللّهِص بِرَائِحَتِهِ

152-كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن نُوحِ بنِ شُعَيبٍ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَن أَبِي الحَسَنِ ع قَالَ كَانَ يُرَي وَبِيصُ المِسكِ فِي مَفرِقِ رَسُولِ اللّهِص

153-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن غَيرِ وَاحِدٍ عَنِ الخَشّابِ عَن غِيَاثِ بنِ كَلّوبٍ عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ إِذَا اشتَكَي رَأسَهُ استَعَطَ بِدُهنِ الجُلجُلَانِ وَ هُوَ السّمسِمُ

154-كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ عَنِ ابنِ أُختِ الأوَزاَعيِ‌ّ عَن


صفحه : 291

مَسعَدَةَ بنِ اليَسَعِ عَن قَيسٍ الباَهلِيِ‌ّ أَنّ النّبِيّص كَانَ يُحِبّ أَن يَستَعِطَ بِدُهنِ السّمسِمِ

155-كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَن سَهلٍ عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَن عِيسَي بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عُمَرَ بنِ عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ قَالَ كَانَت مِن أَيمَانِ رَسُولِ اللّهِص لَا وَ أَستَغفِرُ اللّهَ

156-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن أَبِي أَيّوبَ الخَزّازِ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ قَالَ إِنّ العَقرَبَ لَدَغَت رَسُولَ اللّهِص فَقَالَ لَعَنَكِ اللّهُ فَمَا تُبَالِينَ مُؤمِناً أَذّيتِ أَم كَافِراً ثُمّ دَعَا بِالمِلحِ فَدَلَكَهُ فَهَدَأَت ثُمّ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع لَو يَعلَمُ النّاسُ مَا فِي المِلحِ مَا بَغَوا مَعَهُ دِريَاقاً

157-كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ وَ عَمرِو بنِ اِبرَاهِيمَ جَمِيعاً عَن خَلَفِ بنِ حَمّادٍ عَن يَعقُوبَ بنِ شُعَيبٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَدَغَت رَسُولَ اللّهِص عَقرَبٌ فَنَفَضَهَا وَ قَالَ لَعَنَكِ اللّهُ فَمَا يَسلَمُ مِنكِ مُؤمِنٌ وَ لَا كَافِرٌ ثُمّ دَعَا بِمِلحٍ فَوَضَعَهُ عَلَي مَوضِعِ اللّدغَةِ ثُمّ عَصَرَهُ بِإِبهَامِهِ حَتّي ذَابَ ثُمّ قَالَ لَو يَعلَمُ النّاسُ مَا فِي المِلحِ مَا احتَاجُوا مَعَهُ إِلَي تِريَاقٍ

158-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ وَطِئَ رَسُولُ اللّهِص الرّمضَاءَ فَأَحرَقَتهُ فَوَطِئَ عَلَي الرّجلَةِ وَ هيِ‌َ البَقلَةُ الحَمقَاءُ فَسَكَنَ عَنهُ حَرّ الرّمضَاءِ فَدَعَا لَهَا وَ كَانَ يُحِبّهَا وَ يَقُولُ مِن بَقلَةٍ مَا أَبرَكَهَا


صفحه : 292

159-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ وَ مُحَمّدُ بنُ إِسمَاعِيلَ عَنِ الفَضلِ جَمِيعاً عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ وَ صَفوَانَ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ النّبِيّص مَدّ يَدَهُ إِلَي الحَجَرِ فَلَسَعَتهُ عَقرَبٌ فَقَالَ لَعَنَكِ اللّهُ لَا بَرّاً تَدَعِينَ وَ لَا فَاجِراً

160-فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَن أَحمَدَ بنِ النّضرِ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ كَانَ بَينَا رَسُولُ اللّهِص جَالِساً وَ عِندَهُ جَبرَئِيلُ إِذ حَانَت مِن جَبرَئِيلَ نَظِرَةٌ قِبَلَ السّمَاءِ فَانتُقِعَ لَونُهُ حَتّي صَارَ كَأَنّهُ كُركُمٌ ثُمّ لَاذَ بِرَسُولِ اللّهِص فَنَظَرَ رَسُولُ اللّهِص إِلَي حَيثُ نَظَرَ جَبرَئِيلُ ع فَإِذَا شَيءٌ قَد مَلَأَ بَينَ الخَافِقَينِ مُقبِلًا حَتّي كَانَ كَقَابِ الأَرضِ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ إنِيّ‌ رَسُولُ اللّهِ إِلَيكَ أُخَيّرُكَ أَن تَكُونَ مَلِكاً رَسُولًا أَحَبّ إِلَيكَ أَو تَكُونَ عَبداً رَسُولًا فَالتَفَتَ رَسُولُ اللّهِص إِلَي جَبرَئِيلَ وَ قَد رَجَعَ إِلَيهِ لَونُهُ فَقَالَ جَبرَئِيلُ بَل كُن عَبداً رَسُولًا فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص بَل أَكُونُ عَبداً رَسُولًا فَرَفَعَ المَلَكُ رِجلَهُ اليُمنَي فَوَضَعَهَا فِي كَبِدِ السّمَاءِ الدّنيَا ثُمّ رَفَعَ الأُخرَي فَوَضَعَهَا فِي الثّانِيَةِ ثُمّ رَفَعَ اليُمنَي فَوَضَعَهَا فِي الثّالِثَةِ ثُمّ هَكَذَا حَتّي انتَهَي إِلَي السّمَاءِ السّابِعَةِ كُلّ سَمَاءٍ خُطوَةٌ وَ كُلّمَا ارتَفَعَ صَغُرَ حَتّي صَارَ آخِرَ ذَلِكَ مِثلَ الصّرّ فَالتَفَتَ رَسُولُ اللّهِص إِلَي جَبرَئِيلَ فَقَالَ لَقَد رَأَيتُ مِنكَ ذُعراً وَ مَا رَأَيتُ شَيئاً كَانَ أَذعَرَ لِي مِن تَغَيّرِ لَونِكَ فَقَالَ يَا نبَيِ‌ّ اللّهِ لَا تلَمُنيِ‌ أَ تدَريِ‌ مَن هَذَا قَالَ لَا قَالَ هَذَا إِسرَافِيلُ حَاجِبُ الرّبّ وَ لَم يَنزِل مِن مَكَانِهِ مُنذُ خَلَقَ اللّهُ السّمَاوَاتِ وَ الأَرضَ فَلَمّا رَأَيتُهُ مُنحَطّاً ظَنَنتُ أَنّهُ جَاءَ بِقِيَامِ السّاعَةِ فَكَانَ ألّذِي رَأَيتَ مِن تَغَيّرِ لوَنيِ‌ لِذَلِكَ فَلَمّا رَأَيتُ مَا اصطَفَاكَ اللّهُ بِهِ رَجَعَ إلِيَ‌ّ لوَنيِ‌ وَ نفَسيِ‌ أَ مَا رَأَيتَهُ كُلّمَا ارتَفَعَ صَغُرَ إِنّهُ لَيسَ شَيءٌ يَدنُو مِنَ الرّبّ إِلّا صَغُرَ لِعَظَمَتِهِ إِنّ هَذَا حَاجِبُ


صفحه : 293

الرّبّ وَ أَقرَبُ خَلقِ اللّهِ مِنهُ وَ اللّوحُ بَينَ عَينَيهِ مِن يَاقُوتَةٍ حَمرَاءَ فَإِذَا تَكَلّمَ الرّبّ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي باِلوحَي‌ِ ضَرَبَ اللّوحَ جَبِينَهُ فَنَظَرَ فِيهِ ثُمّ أَلقَي إِلَينَا نَسعَي بِهِ فِي السّمَاوَاتِ وَ الأَرضِ إِنّهُ لَأَدنَي خَلقِ الرّحمَنِ مِنهُ وَ بَينَهُ وَ بَينَهُ تِسعُونَ حِجَاباً مِن نُورٍ يُقطَعُ دُونَهَا الأَبصَارُ مَا يُعَدّ وَ لَا يُوصَفُ وَ إنِيّ‌ لَأَقرَبُ الخَلقِ مِنهُ وَ بيَنيِ‌ وَ بَينَهُ مَسِيرَةَ أَلفِ عَامٍ

بيان يقال انتقع لونه علي بناء المجهول إذاتغير من خوف أوألم والكُركُم بالضم الزعفران قوله من الرب أي من موضع ظهور عظمته وجلاله وصدور أمره ونهيه ووحيه

160-نَوَادِرُ الراّونَديِ‌ّ،بِإِسنَادِهِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ عَلِيّ ع بَينَا رَسُولُ اللّهِص يَتَوَضّأُ إِذ لَاذَ بِهِ هِرّ البَيتِ وَ عَرَفَ رَسُولُ اللّهِص أَنّهُ عَطشَانُ فَأَصغَي إِلَيهِ الإِنَاءَ حَتّي شَرِبَ مِنهُ الهِرّ وَ تَوَضّأَ بِفَضلِهِ

161- وَ بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا أَكَلَ عِندَ القَومِ قَالَ أَفطَرَ عِندَكُمُ الصّائِمُونَ وَ أَكَلَ طَعَامَكُمُ الأَبرَارُ وَ صَلّت عَلَيكُمُ المَلَائِكَةُ الأَخيَارُ

162-أَسرَارُ الصّلَاةِ، قَالَ أَبُو ذَرّ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُقَامَ رَسُولُ اللّهِص لَيلَةً يُرَدّدُ قَولَهُ تَعَالَيإِن تُعَذّبهُم فَإِنّهُم عِبادُكَ وَ إِن تَغفِر لَهُم فَإِنّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ


صفحه : 294

وَ لَمّا قَالَ رَسُولُ اللّهِص لِابنِ مَسعُودٍ اقرَأ عَلَيّ قَالَ فَفَتَحتُ سُورَةَ النّسَاءِ فَلَمّا بَلَغتُفَكَيفَ إِذا جِئنا مِن كُلّ أُمّةٍ بِشَهِيدٍ وَ جِئنا بِكَ عَلي هؤُلاءِ شَهِيداًرَأَيتُ عَينَاهُ تَذرِفَانِ مِنَ الدّمعِ فَقَالَ لِي حَسبُكَ الآنَ

باب 01-نادر فيه ذكر مزاحه وضحكه ص و هو من الباب الأول

1-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] كَانَص يَمزَحُ وَ لَا يَقُولُ إِلّا حَقّاً قَالَ أَنَسٌ مَاتَ نُغَيرٌ لأِبَيِ‌ عُمَيرٍ وَ هُوَ ابنٌ لِأُمّ سُلَيمٍ فَجَعَلَ النّبِيّص يَقُولُ يَا بَا عُمَيرٍ مَا فَعَلَ النُغَيرُ وَ كَانَ حاَديِ‌َ بَعضِ نِسوَتِهِ خَادِمُهُ أَنجَشَةُ فَقَالَ لَهُ يَا أَنجَشَةُ ارفُق بِالقَوَارِيرِ وَ فِي رِوَايَةٍ لَا تَكسِرِ القَوَارِيرَ وَ كَانَ لَهُ عَبدٌ أَسوَدُ فِي سَفَرٍ فَكَانَ كُلّ مَن أَعيَا أَلقَي عَلَيهِ بَعضَ مَتَاعِهِ حَتّي حَمَلَ شَيئاً كَثِيراً فَمَرّ بِهِ النّبِيّص فَقَالَ أَنتَ سَفِينَةٌ فَأَعتَقَهُ وَ قَالَ رَجُلٌ احملِنيِ‌ يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ إِنّا حَامِلُوكَ عَلَي وَلَدِ نَاقَةٍ فَقَالَ مَا أَصنَعُ بِوَلَدِ نَاقَةٍ قَالَص وَ هَل يَلِدُ الإِبِلَ إِلّا النّوقُ وَ استَدبَرَ رَجُلًا مِن وَرَائِهِ وَ أَخَذَ بِعَضُدِهِ وَ قَالَ مَن يشَترَيِ‌ هَذَا العَبدَ يعَنيِ‌ أَنّهُ عَبدُ اللّهِ وَ قَالَص لِأَحَدٍ لَا تَنسَ يَا ذَا الأُذُنَينِ زَيدُ بنُ أَسلَمَ أَنّهُ قَالَ لِامرَأَةٍ وَ ذَكَرَت زَوجَهَا أَ هَذَا ألّذِي فِي عَينَيهِ بَيَاضٌ فَقَالَت لَا مَا بِعَينَيهِ بَيَاضٌ وَ حَكَت لِزَوجِهَا فَقَالَ أَ مَا تَرَينَ بَيَاضَ عيَنيِ‌ أَكثَرَ مِن سَوَادِهَا وَ رَأَيص جَمَلًا عَلَيهِ حِنطَةٌ فَقَالَ تمَشيِ‌ الهَرِيسَةُ


صفحه : 295

وَ رَأَي بِلَالًا وَ قَد خَرَجَ بَطنُهُ فَقَالَص أُمّ حُبَينٍ وَ أُمّ حُبَينٍ ضَربٌ مِنَ العَظَايَةِ وَ يُقَالُ إِنّهَا الحِربَاءُ وَ قَالَص لِلحُسَينِ حُزُقّةٌ حُزُقّةٌ تَرَقّ عَينَ بَقّةَ ابنُ عَبّاسٍ إِنّهُص كَسَا بَعضَ نِسَائِهِ ثَوباً وَاسِعاً فَقَالَ لَهَا البَسِيهِ وَ احمدَيِ‌ اللّهَ وَ جَرّي مِنهُ ذَيلًا كَذَيلِ العَرُوسِ وَ قَالَت عَجُوزٌ مِنَ الأَنصَارِ للِنبّيِ‌ّص ادعُ لِي بِالجَنّةِ فَقَالَص إِنّ الجَنّةَ لَا يَدخُلُهَا العُجُزُ فَبَكَتِ المَرأَةُ فَضَحِكَ النّبِيّص وَ قَالَ أَ مَا سَمِعتَ قَولَ اللّهِ تَعَالَيإِنّا أَنشَأناهُنّ إِنشاءً فَجَعَلناهُنّ أَبكاراً وَ قَالَ لِلعَجُوزِ الأَشجَعِيّةِ يَا أَشجَعِيّةُ لَا تَدخُلُ العَجُوزُ الجَنّةَ فَرَآهَا بِلَالٌ بَاكِيَةً فَوَصَفَهَا للِنبّيِ‌ّص فَقَالَ وَ الأَسوَدُ كَذَلِكَ فَجَلَسَا يَبكِيَانِ فَرَآهُمَا العَبّاسُ فَذَكَرَهُمَا لَهُ فَقَالَ وَ الشّيخُ كَذَلِكَ ثُمّ دَعَاهُم وَ طَيّبَ قُلُوبَهُم وَ قَالَ يُنشِئُهُمُ اللّهُ كَأَحسَنِ مَا كَانُوا وَ ذَكَرَ أَنّهُم يَدخُلُونَ الجَنّةَ شُبّاناً مُنَوّرِينَ وَ قَالَ إِنّ أَهلَ الجَنّةِ جُردٌ مُردٌ مُكَحّلُونَ وَ قَالَص لِرَجُلٍ حِينَ قَالَ أَنتَ نبَيِ‌ّ اللّهِ حَقّاً نَعلَمُهُ وَ دِينُكَ الإِسلَامُ دِيناً نُعَظّمُهُ نبَغيِ‌ مَعَ الإِسلَامِ شَيئاً نَقضَمُهُ وَ نَحنُ حَولَ هَذَا نُدَندِنُ يَا عَلِيّ اقضِ حَاجَتَهُ فَأَشبَعَهُ عَلِيّ ع وَ أَعطَاهُ نَاقَةً وَ جُلّةَ تَمرٍ وَ جَاءَ أعَراَبيِ‌ّ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ بَلَغَنَا أَنّ المَسِيحَ يعَنيِ‌ الدّجّالَ يأَتيِ‌ النّاسَ بِالثّرِيدِ وَ قَد هَلَكُوا جَمِيعاً جُوعاً أَ فَتَرَي بأِبَيِ‌ أَنتَ وَ أمُيّ‌ أَن أَكُفّ مِن ثَرِيدِهِ تَعَفّفاً وَ تَزَهّداً فَضَحِكَ رَسُولُ اللّهِص ثُمّ قَالَ بَل يُغنِيكَ اللّهُ بِمَا يغُنيِ‌ بِهِ المُؤمِنِينَ وَ قَبّلَ جَدّ خَالِدٍ القسَريِ‌ّ امرَأَةً فَشَكَت إِلَي النّبِيّص فَأَرسَلَ إِلَيهِ فَاعتَرَفَ وَ قَالَ إِن شَاءَت أَن تَقتَصّ فَلتَقتَصّ فَتَبَسّمَ رَسُولُ اللّهِص وَ أَصحَابُهُ وَ قَالَ أَ وَ لَا تَعُودُ


صفحه : 296

فَقَالَ لَا وَ اللّهِ يَا رَسُولَ اللّهِ فَتَجَاوَزَ عَنهُ وَ رَأَيص صُهَيباً يَأكُلُ تَمراً فَقَالَص أَ تَأكُلُ التّمرَ وَ عَينُكَ رَمِدَةٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ إنِيّ‌ أَمضَغُهُ مِن هَذَا الجَانِبِ وَ تشَتكَيِ‌ عيَنيِ‌ مِن هَذَا الجَانِبِ وَ نَهَيص أَبَا هُرَيرَةَ عَن مِزَاحِ العَرَبِ فَسَرَقَ نَعلَ النّبِيّص وَ رَهَنَ بِالتّمرِ وَ جَلَسَ بِحِذَائِهِص يَأكُلُ فَقَالَص يَا أَبَا هُرَيرَةَ مَا تَأكُلُ فَقَالَ نَعلَ رَسُولِ اللّهِص

وَ قَالَ سُوَيبِطٌ المهُاَجرِيِ‌ّ لِنُعَيمَانَ البدَريِ‌ّأطَعمِنيِ‌ وَ كَانَ عَلَي الزّادِ فِي سَفَرٍ فَقَالَ حَتّي تجَيِ‌ءَ الأَصحَابُ فَمَرّوا بِقَومٍ فَقَالَ لَهُم سُوَيبِطٌ تَشتَرُونَ منِيّ‌ عَبداً لِي قَالُوا نَعَم قَالَ إِنّهُ عَبدٌ لَهُ كَلَامٌ وَ هُوَ قَائِلٌ لَكُم إنِيّ‌ حُرّ فَإِن سَمِعتُم مَقَالَهُ تُفسِدُوا عَلَيّ عبَديِ‌ فَاشتَرُوهُ بِعَشَرَةِ قَلَائِصَ ثُمّ جَاءُوا فَوَضَعُوا فِي عُنُقِهِ حَبلًا فَقَالَ نُعَيمَانُ هَذَا يسَتهَز‌ِئُ بِكُم وَ إنِيّ‌ حُرّ فَقَالُوا قَد عَرَفنَا خَبَرَكَ وَ انطَلَقُوا بِهِ حَتّي أَدرَكَهُمُ القَومُ وَ خَلّصُوهُ فَضَحِكَ النّبِيّص مِن ذَلِكَ حِيناً وَ كَانَ نُعَيمَانُ هَذَا أَيضاً مَزّاحاً فَسَمِعَ مُحرِمَةَ بنَ نَوفَلٍ وَ قَد كُفّ بَصَرُهُ يَقُولُ أَ لَا رَجُلٌ يقَوُدنُيِ‌ حَتّي أَبُولَ فَأَخَذَ نُعَيمَانُ بِيَدِهِ فَلَمّا بَلَغَ مُؤَخّرَ المَسجِدِ قَالَ هَاهُنَا فَبُل فَبَالَ فَصِيحَ بِهِ فَقَالَ مَن قاَدنَيِ‌ قِيلَ نُعَيمَانُ قَالَ اللّهُ عَلَيّ أَن أَضرِبَهُ بعِصَاَي‌َ هَذِهِ فَبَلَغَ نُعَيمَانُ فَقَالَ هَل لَكَ فِي نُعَيمَانَ قَالَ نَعَم قَالَ قُم فَقَامَ مَعَهُ فَأَتَي بِهِ عُثمَانَ وَ هُوَ يصُلَيّ‌ فَقَالَ دُونَكَ الرّجُلُ فَجَمَعَ يَدَيهِ بِالعَصَا ثُمّ ضَرَبَهُ فَقَالَ النّاسُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ فَقَالَ مَن قاَدنَيِ‌ قَالُوا نُعَيمَانُ قَالَ لَا أَعُودُ إِلَي نُعَيمَانَ أَبَداً وَ رَأَي نُعَيمَانُ مَعَ أعَراَبيِ‌ّ عُكّةَ عَسَلٍ فَاشتَرَاهَا مِنهُ وَ جَاءَ بِهَا إِلَي بَيتِ عَائِشَةَ فِي يَومِهَا وَ قَالَ خُذُوهَا فَتَوَهّمَ النّبِيّص أَنّهُ أَهدَاهَا لَهُ وَ مَرّ نُعَيمَانُ وَ الأعَراَبيِ‌ّ عَلَي البَابِ فَلَمّا طَالَ قُعُودُهُ قَالَ يَا هَؤُلَاءِ رُدّوهَا عَلَيّ إِن لَم تَحضُر قِيمَتُهَا فَعَلِمَ رَسُولُ اللّهِص القِصّةَ فَوَزَنَ لَهُ الثّمَنَ وَ قَالَ لِنُعَيمَانَ مَا حَمَلَكَ عَلَي مَا فَعَلتَ فَقَالَ رَأَيتُ رَسُولَ اللّهِص يُحِبّ العَسَلَ وَ رَأَيتُ الأعَراَبيِ‌ّ مَعَهُ العُكّةُ فَضَحِكَ النّبِيّص


صفحه : 297

وَ لَم يَظهَر لَهُ نُكراً

بيان قال الجزري‌ فيه أنه قال لأبي‌ عمير أخي‌ أنس يابا عمير مافعل النغير هوتصغير النغر و هوطائر يشبه العصفور أحمر المنقار. و قال في حديث أنجشة في رواية البراء بن مالك رويدك رفقا بالقوارير أراد النساء شبههن بالقوارير من الزجاج لأنه يسرع إليها الكسر و كان أنجشة يحدو وينشد القرائض والرجز فلم يأمن أن يصيبهن أويقع في قلوبهن حداؤه فأمره بالكف عن ذلك و في المثل الغناء رقية الزنا وقيل إن الإبل إذاسمعت الحداء أسرعت في المشي‌ واشتدت فأزعجت الراكب وأتعبته فنهاه عن ذلك لأن النساء يضعفن عن شدة الحركة و قال أم حبين هي‌ دويبة كالحرباء عظيمة البطن إذامشت تطأطئ رأسها كثيرا وترفعه لعظم بطنها فهي‌ تقع علي رأسها وتقوم و منه الحديث أنه رأي بلالا و قدخرج بطنه فقال أم حبين تشبيها له بها و هذا من مزحه ص . و قال فيه أنه ص كان يرقص الحسن و الحسين ع و يقول حزقة حزقه ترق عين بقه فترقي الغلام حتي وضع قدميه علي صدره الحزقة الضعيف المقارب الخطو من ضعفه وقيل القصير العظيم البطن فذكرها له علي سبيل المداعبة والتأنيس له وترق بمعني اصعد وعين بقة كناية عن صغر العين وحزقة مرفوع علي مبتدإ محذوف تقديره أنت حزقة وحزقة الثاني‌ كذلك أو أنه خبر مكرر و من لم ينون حزقة فحذف حرف النداء وهي‌ في الشذوذ كقولهم أطرق كري‌ّ لأن حرف النداء إنما يحذف من العلم المضموم والمضاف انتهي . والعجز بضمتين جمع العجوزة والجرد جمع الأجرد و هو ألذي لاشعر عليه والمرد جمع الأمرد والقضم الأكل بأطراف الأسنان . قال الجزري‌ فيه أنه سأل رجلا ماتدعو في صلاتك فقال أدعو بكذا وكذا وأسأل ربي‌ الجنة وأتعوذ به من النار و أمادندنتك ودندنة معاذ فلانحسنها


صفحه : 298

فقال ص حولهما ندندن الدندنة أن يتكلم الرجل بالكلام تسمع نغمته و لايفهم والضمير في حولهما للجنة والنار أي حولهما ندندن و في طلبهما انتهي . والعكة بالضم وعاء من جلود مستدير يجعل فيه العسل والسمن

2-مكا،[مكارم الأخلاق ]روُيِ‌َ أَنّ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ إنِيّ‌ لَأَمزَحُ وَ لَا أَقُولُ إِلّا حَقّاً

وَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ أَنّ رَجُلًا سَأَلَهُ أَ كَانَ النّبِيّص يَمزَحُ فَقَالَ كَانَ النّبِيّص يَمزَحُ

وَ عَن حَسَنِ بنِ عَلِيّ ع قَالَ سَأَلتُ خاَليِ‌ هِنداً عَن صِفَةِ رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ إِذَا كَانَ غَضِبَ أَعرَضَ وَ أَشَاحَ وَ إِذَا فَرِحَ غَضّ طَرفَهُ جُلّ ضِحكِهِ التّبَسّمُ يَفتَرّ عَن مِثلِ حَبّةِ الغَمَامِ

عَن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ قَالَ رَأَيتُ رَسُولَ اللّهِص تَبَسّمَ حَتّي بَدَت نَوَاجِذُهُ

عَن أَبِي الدّردَاءِ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا حَدّثَ بِحَدِيثٍ تَبَسّمَ فِي حَدِيثِهِ

عَن يُونُسَ الشيّباَنيِ‌ّ قَالَ قَالَ لِي أَبُو عَبدِ اللّهِ ع كَيفَ مُدَاعَبَةُ بَعضِكُم بَعضاً قُلتُ قَلِيلًا قَالَ فَلَا تَفعَلُوا فَإِنّ المُدَاعَبَةَ مِن حُسنِ الخُلُقِ وَ إِنّكَ لَتُدخِلُ بِهَا السّرُورَ عَلَي أَخِيكَ وَ لَقَد كَانَ النّبِيّص يُدَاعِبُ الرّجُلَ يُرِيدُ بِهِ أَن يَسُرّهُ

3-نَوَادِرُ الراّونَديِ‌ّ،بِإِسنَادِهِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ عَلِيّ ع بَصُرَ رَسُولُ اللّهِص امرَأَةً عَجُوزاً دَردَاءَ فَقَالَ أَمَا إِنّهُ لَا يَدخُلُ الجَنّةَ عَجُوزٌ دَردَاءُ فَبَكَت فَقَالَص لَهَا مَا يُبكِيكِ فَقَالَت يَا رَسُولَ اللّهِ إنِيّ‌ دَردَاءُ فَضَحِكَ رَسُولُ اللّهِص وَ قَالَ لَا تَدخُلِينَ الجَنّةَ عَلَي حَالِكِ


صفحه : 299

4- وَ بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ قَالَ عَلِيّ ع نَظَرَ رَسُولُ اللّهِص إِلَي امرَأَةٍ رَمصَاءِ العَينَينِ فَقَالَ أَمَا إِنّهُ لَا تَدخُلُ الجَنّةَ رَمصَاءُ العَينَينِ فَبَكَت وَ قَالَت يَا رَسُولَ اللّهِ وَ إنِيّ‌ لفَيِ‌ النّارِ فَقَالَ لَا وَ لَكِن لَا تَدخُلِينَ الجَنّةَ عَلَي مِثلِ صُورَتِكِ هَذِهِ ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا يَدخُلُ الجَنّةَ أَعوَرُ وَ لَا أَعمَي عَلَي هَذَا المَعنَي

أقول سيأتي‌ عدد حججه وعمره ص في باب حجة الوداع

باب 11-فضائله وخصائصه ص و ماامتن الله به علي عباده

الآيات البقرةإِنّا أَرسَلناكَ بِالحَقّ بَشِيراً وَ نَذِيراً وَ لا تُسئَلُ عَن أَصحابِ الجَحِيمِآل عمران إِنّ أَولَي النّاسِ بِإِبراهِيمَ لَلّذِينَ اتّبَعُوهُ وَ هذَا النّبِيّ وَ الّذِينَ آمَنُوا وَ اللّهُ ولَيِ‌ّ المُؤمِنِينَالأعراف فَآمِنُوا بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ النّبِيّ الأمُيّ‌ّ ألّذِي يُؤمِنُ بِاللّهِ وَ كَلِماتِهِ وَ اتّبِعُوهُ لَعَلّكُم تَهتَدُونَ و قال تعالي الأعراف قُل لا أَملِكُ لنِفَسيِ‌ نَفعاً وَ لا ضَرّا إِلّا ما شاءَ اللّهُ وَ لَو كُنتُ أَعلَمُ الغَيبَ لَاستَكثَرتُ مِنَ الخَيرِ وَ ما مسَنّيِ‌َ السّوءُ إِن أَنَا إِلّا نَذِيرٌ وَ بَشِيرٌ لِقَومٍ يُؤمِنُونَالأنفال وَ اذكُرُوا إِذ أَنتُم قَلِيلٌ مُستَضعَفُونَ فِي الأَرضِ تَخافُونَ أَن يَتَخَطّفَكُمُ النّاسُ فَآواكُم وَ أَيّدَكُم بِنَصرِهِ وَ رَزَقَكُم مِنَ الطّيّباتِ لَعَلّكُم تَشكُرُونَ و قال تعالي الأنفال وَ ما كانَ اللّهُ لِيُعَذّبَهُم وَ أَنتَ فِيهِم وَ ما كانَ اللّهُ مُعَذّبَهُم وَ هُم يَستَغفِرُونَالتوبةوَ الّذِينَ يُؤذُونَ رَسُولَ اللّهِ لَهُم عَذابٌ أَلِيمٌ إلي قوله التوبةوَ اللّهُ وَ رَسُولُهُ أَحَقّ أَن يُرضُوهُ إِن كانُوا مُؤمِنِينَ أَ لَم يَعلَمُوا أَنّهُ مَن

يُحادِدِ اللّهَ وَ رَسُولَهُ فَأَنّ لَهُ نارَ جَهَنّمَ خالِداً فِيها ذلِكَ الخزِي‌ُ العَظِيمُ و قال تعالي التوبةلَقَد جاءَكُم رَسُولٌ مِن أَنفُسِكُم عَزِيزٌ عَلَيهِ ما عَنِتّم حَرِيصٌ عَلَيكُم بِالمُؤمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ فَإِن تَوَلّوا فَقُل حسَبيِ‌َ اللّهُ لا إِلهَ إِلّا هُوَ عَلَيهِ تَوَكّلتُ وَ هُوَ رَبّ العَرشِ العَظِيمِهودأَ فَمَن كانَ عَلي بَيّنَةٍ مِن رَبّهِ وَ يَتلُوهُ شاهِدٌ مِنهُ وَ مِن قَبلِهِ كِتابُ مُوسي إِماماً وَ رَحمَةً أُولئِكَ يُؤمِنُونَ بِهِ وَ مَن يَكفُر بِهِ مِنَ الأَحزابِ فَالنّارُ مَوعِدُهُ فَلا تَكُ فِي مِريَةٍ مِنهُ إِنّهُ الحَقّ مِن رَبّكَ وَ لكِنّ أَكثَرَ النّاسِ لا يُؤمِنُونَالحجرلَعَمرُكَ إِنّهُم لفَيِ‌ سَكرَتِهِم يَعمَهُونَالأسري وَ ما مَنَعَنا أَن نُرسِلَ بِالآياتِ إِلّا أَن كَذّبَ بِهَا الأَوّلُونَ إلي قوله تعالي وَ ما نُرسِلُ بِالآياتِ إِلّا تَخوِيفاً و قال تعالي الأسري وَ مِنَ اللّيلِ فَتَهَجّد بِهِ نافِلَةً لَكَ عَسي أَن يَبعَثَكَ رَبّكَ مَقاماً مَحمُوداً وَ قُل رَبّ أدَخلِنيِ‌ مُدخَلَ صِدقٍ وَ أخَرجِنيِ‌ مُخرَجَ صِدقٍ وَ اجعَل لِي مِن لَدُنكَ سُلطاناً نَصِيراً وَ قُل جاءَ الحَقّ وَ زَهَقَ الباطِلُ إِنّ الباطِلَ كانَ زَهُوقاً و قال تعالي الأسري وَ ما أَرسَلناكَ إِلّا مُبَشّراً وَ نَذِيراًالأنبياءوَ ما أَرسَلناكَ إِلّا رَحمَةً لِلعالَمِينَالأحزاب النّبِيّ أَولي بِالمُؤمِنِينَ مِن أَنفُسِهِم وَ أَزواجُهُ أُمّهاتُهُم وَ أُولُوا الأَرحامِ بَعضُهُم أَولي بِبَعضٍ فِي كِتابِ اللّهِ و قال تعالي الأحزاب ما كانَ مُحَمّدٌ أَبا أَحَدٍ مِن رِجالِكُم وَ لكِن رَسُولَ اللّهِ وَ خاتَمَ النّبِيّينَ وَ كانَ اللّهُ بِكُلّ شَيءٍ عَلِيماً و قال تعالي الأحزاب يا أَيّهَا النّبِيّ إِنّا أَرسَلناكَ شاهِداً وَ مُبَشّراً وَ نَذِيراً وَ داعِياً إِلَي اللّهِ بِإِذنِهِ وَ سِراجاً مُنِيراًسبأوَ ما أَرسَلناكَ إِلّا كَافّةً لِلنّاسِ بَشِيراً وَ نَذِيراً وَ لكِنّ أَكثَرَ النّاسِ لا يَعلَمُونَالفتح هُوَ ألّذِي أَرسَلَ رَسُولَهُ بِالهُدي وَ دِينِ الحَقّ لِيُظهِرَهُ عَلَي الدّينِ كُلّهِ

وَ كَفي بِاللّهِ شَهِيداً مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِالنجم وَ النّجمِ إِذا هَوي ما ضَلّ صاحِبُكُم وَ ما غَوي وَ ما يَنطِقُ عَنِ الهَوي إِن هُوَ إِلّا وحَي‌ٌ يُوحي عَلّمَهُ شَدِيدُ القُوي ذُو مِرّةٍ فَاستَويالحشروَ ما آتاكُمُ الرّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُم عَنهُ فَانتَهُوا وَ اتّقُوا اللّهَ إِنّ اللّهَ شَدِيدُ العِقابِالجمعةهُوَ ألّذِي بَعَثَ فِي الأُمّيّينَ رَسُولًا مِنهُم يَتلُوا عَلَيهِم آياتِهِ وَ يُزَكّيهِم وَ يُعَلّمُهُمُ الكِتابَ وَ الحِكمَةَ وَ إِن كانُوا مِن قَبلُ لفَيِ‌ ضَلالٍ مُبِينٍ وَ آخَرِينَ مِنهُم لَمّا يَلحَقُوا بِهِم وَ هُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ ذلِكَ فَضلُ اللّهِ يُؤتِيهِ مَن يَشاءُ وَ اللّهُ ذُو الفَضلِ العَظِيمِالطلاق الّذِينَ آمَنُوا قَد أَنزَلَ اللّهُ إِلَيكُم ذِكراً رَسُولًا يَتلُوا عَلَيكُم آياتِ اللّهِ مُبَيّناتٍ لِيُخرِجَ الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ مِنَ الظّلُماتِ إِلَي النّورِالكوثرإِنّا أَعطَيناكَ الكَوثَرَ فَصَلّ لِرَبّكَ وَ انحَر إِنّ شانِئَكَ هُوَ الأَبتَرُ

تفسيروَ لا تُسئَلُ عَن أَصحابِ الجَحِيمِ فيه تسلية للرسول بأنه ليس عليه إجبارهم علي القبول و ليس عليه إلاالبلاغ و أنه لايؤاخذ بذنبهم إِنّ أَولَي النّاسِ بِإِبراهِيمَ أي أخصهم به وأقربهم منه أوأحقهم بنصرته بالحجة أوبالمعونةلَلّذِينَ اتّبَعُوهُ من أمته وَ هذَا النّبِيّ وَ الّذِينَ آمَنُوالموافقتهم له في أكثر ماشرع لهم علي الإصابة أويتولون نصرته بالحجة لما كان عليه من الحق وَ اللّهُ ولَيِ‌ّ المُؤمِنِينَينصرهم ويجازيهم الحسني لإيمانهم وَ كَلِماتِهِ أي ماأنزل عليه و علي سائر الرسل من كتبه ووحيه وسيأتي‌ في الأخبار أن الأئمة ع كلمات الله قُل لا أَملِكُ لنِفَسيِ‌ نَفعاً وَ لا ضَرّا أي جلب نفع و لادفع ضرر و هوإظهار للعبودية والتبري‌ من ادعاء العلم


صفحه : 302

بالغيوب من قبل نفسه إِلّا ما شاءَ اللّهُ من ذلك فيلهمني‌ إياه ويوفقني‌ له وَ لَو كُنتُ أَعلَمُ الغَيبَ أي لوكنت أعلمه لخالفت حالي‌ ماهي‌ عليه من استكثار المنافع واجتناب المضار حتي لايمسني‌ سوء ويحتمل أن يكون المعني لوكنت أعلم الغيب من قبل نفسي‌ بغير وحي‌ من الله لكنت أستعمله في جلب المنافع ودفع المضار ولكني‌ لماكنت أعلمه بالوحي‌ لاجرم أني‌ راض بقضائه تعالي و لاأسعي في دفع ماأعلم وقوعه علي من المصائب بقضائه تعالي فلاينافي‌ ماسيأتي‌ أنهم ع كانوا يعلمون ما كان و ما يكون إلي يوم القيامة كذا خطر بالبال و الله يعلم حقيقة الحال وَ اذكُرُواالخطاب للمهاجرين أوللعرب إِذ أَنتُم قَلِيلٌ مُستَضعَفُونَ في أرض مكة تستضعفكم قريش أوالعرب كانوا أذلاء في أيدي‌ الروم تَخافُونَ أَن يَتَخَطّفَكُمُ النّاسُالتخطف الأخذ بسرعة و الناس كفار قريش أو من عداهم فإنهم كانوا جميعا معادين مضادين لهم فَآواكُم إلي المدينة أوجعل لكم مأوي يتحصنون به عن أعاديكم وَ أَيّدَكُم بِنَصرِهِ علي الكفار أوبمظاهرة الأنصار أوبإمداد الملائكة يوم بدروَ رَزَقَكُم مِنَ الطّيّباتِيعني‌ الغنائم أحلها لكم و لم يحلها لأحد قبلكم أوالأعم مما أعطاهم من الأطعمة اللذيذةلَعَلّكُم تَشكُرُونَ هذه النعم وَ ما كانَ اللّهُ لِيُعَذّبَهُم وَ أَنتَ فِيهِم أي ما كان الله يعذب أهل مكة بعذاب الاستيصال و أنت مقيم بين أظهرهم لفضلك ويحتمل الأعم كماسيأتي‌ في الأخبار أنه ص و أهل بيته ع أمان لأهل الأرض من عذاب الاستيصال وَ ما كانَ اللّهُ مُعَذّبَهُم وَ هُم يَستَغفِرُونَالمراد باستغفارهم إما استغفار من بقي‌ فيهم من المؤمنين لم يهاجروا فلما خرجوا أذن الله في فتح مكة أوالأعم بالنسبة إلي جميع أهل البلاد والأزمان مَن يُحادِدِ اللّهَالمحادة المشاقة والمخالفة.لَقَد جاءَكُم رَسُولٌ مِن أَنفُسِكُم قال الطبرسي‌ رحمه الله القراءة المشهورةمِن أَنفُسِكُمبضم الفاء وقرأ ابن عباس و ابن علية و ابن حصين والزهري‌ مِن أَنفَسِكُم بفتح الفاء وقيل إنها قراءة فاطمة ع أي من أشرافكم و من خياركم و علي


صفحه : 303

المشهور أي من جنسكم قيل ليس في العرب قبيلة إلا و قدولدت النبي ص و له فيهم نسب وقيل معناه أنه من نكاح لم يصبه شيء من ولادة الجاهلية عن الصادق ع عَزِيزٌ عَلَيهِ ما عَنِتّم أي شديد عليه عنتكم و مايلحقكم من الضرر بترك الإيمان حَرِيصٌ عَلَيكُم أي علي من لم يؤمن أن يؤمن بِالمُؤمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌالرأفة شدة الرحمة قال الطبرسي‌ قيل رءوف بالمطيعين رحيم بالمذنبين أورءوف بأقربائه رحيم بأوليائه أورءوف بمن رآه رحيم بمن لم يره و قال بعض السلف لم يجمع الله لأحد من الأنبياء بين اسمين من أسمائه إلاللنبي‌ص فإنه قال بِالمُؤمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ و قال إِنّ اللّهَ بِالنّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ.فَإِن تَوَلّواعنك وأعرضوا عن قبول قولك والإقرار بنبوتك فَقُل حسَبيِ‌َ اللّهُ أي الله كافي‌. قوله تعالي أَ فَمَن كانَ عَلي بَيّنَةٍ مِن رَبّهِالمراد به النبي ص والبينة القرآن أوالأعم منه و من المعجزات والبراهين أوالمؤمنون والبينة الحجةوَ يَتلُوهُ شاهِدٌ مِنهُ أي ويتبعه من يشهد بصحته منه فقيل هوجبرئيل يتلو القرآن علي النبي ص وسيأتي‌ الأخبار المستفيضة بأنه أمير المؤمنين ع وذهب إليه كثير من مفسري‌ الخاصة والعامة وقيل هوملك يسدده ويحفظه وقيل هوالقرآن علي الاحتمال الأخيروَ مِن قَبلِهِ أي قبل القرآن أو محمدص كِتابُ مُوسييشهد له إِماماًيؤتم به في أمور الدين وَ رَحمَةً أي نعمة من الله علي عباده أُولئِكَ يُؤمِنُونَ بِهِ أي النبي والشاهد أوالشاهد باعتبار الجنس فإنه يشمل الأئمة ع أوالمؤمنون يؤمنون بالنبي‌ أوالقرآن وَ مَن يَكفُر بِهِ مِنَ الأَحزابِ أي من مشركي‌ العرب وفرق الكفارفَالنّارُ مَوعِدُهُمصيره ومستقره فَلا تَكُ فِي مِريَةٍ أي في شك مِنهُ أي من القرآن أوالموعد والخطاب للنبي‌ص والمراد به الأمة أوعام . قوله تعالي لَعَمرُكَ قال الطبرسي‌ رحمه الله أي وحياتك يا محمد ومدة بقائك


صفحه : 304

قال ابن عباس ماخلق الله عز و جل و لاذرأ و لابرأ نفسا أكرم عليه من محمدص و ماسمعت الله أقسم بحياة أحد إلابحياته . قوله تعالي وَ ما مَنَعَنا أَن نُرسِلَ بِالآياتِ أي التي‌ اقترحتها قريش من قلب الصفا ذهبا وإحياء الموتي و غير ذلك إِلّا أَن كَذّبَ بِهَا الأَوّلُونَ من الأمم السابقة فعذبوا بعذاب الاستيصال إذ عادة الله تعالي في الأمم أن من اقترح منهم آية فأجيب إليها ثم لم يؤمن أن يعاجل بعذاب الاستيصال و قدصرفه الله تعالي عن هذه الأمة ببركة النبي ص وَ ما نُرسِلُ بِالآياتِ إِلّا تَخوِيفاً أي لانرسل الآيات المقترحة إلاتخويفا من نزول العذاب العاجل كالطليعة والمقدمة له فإن لم يخافوا وقع عليهم ويحتمل أن يكون المراد القرآن والمعجزات الواقعة فإنها تخويف وإنذار بعذاب الآخرة.وَ مِنَ اللّيلِ فَتَهَجّد بِهِ قال الطبرسي‌ رحمه الله خطاب للنبي‌ص أي فصل بالقرآن و لا يكون التهجد إلا بعدالنوم عن مجاهد وأكثر المفسرين و قال بعضهم مايتقلب به في كل الليل يسمي تهجدا والمتهجد ألذي يلقي‌ الهجود أي النوم عن نفسه كمايقال المتحرج والمتأثم نافِلَةً لَكَ أي زيادة لك علي الفرائض لأن صلاة الليل كانت فريضة علي النبي ص وفضيلة لغيره وقيل كانت واجبة عليه فنسخ وجوبها بهذه الآية وقيل إن معناه فضيلة لك وكفارة لغيرك وقيل نافلة لك ولغيرك وإنما اختصه بالخطاب لما في ذلك من دعاء الغير للاقتداء به عَسي أَن يَبعَثَكَ رَبّكَ مَقاماً مَحمُوداًعسي من الله واجبة والمقام بمعني البعث فهو مصدر من غيرجنسه أي يبعثك يوم القيامة بعثا أنت محمود فيه ويجوز أن يجعل البعث بمعني الإقامة أي يقيمك ربك مقاما تحمدك فيه الأولون والآخرون و هومقام الشفاعة يشرف فيه


صفحه : 305

علي جميع الخلائق يسأل فيعطي ويشفع فيشفع و قدأجمع المفسرون علي أن المقام المحمود هومقام الشفاعة و هوالمقام ألذي يشفع فيه للناس و هوالمقام ألذي يعطي فيه لواء الحمد فيوضع في كفه وتجتمع تحته الأنبياء والملائكة فيكون ص أول شافع وأول مشفع وَ قُل يا محمدرَبّ أدَخلِنيِ‌ مُدخَلَ صِدقٍ وَ أخَرجِنيِ‌ مُخرَجَ صِدقٍالمدخل والمخرج مصدر الإدخال والإخراج فالتقدير أدخلني‌ إدخال صدق وأخرجني‌ إخراج صدق و في معناه أقوال .أحدها أن المعني أدخلني‌ في جميع ماأرسلتني‌ به إدخال صدق وأخرجني‌ منه سالما إخراج صدق . وثانيها أدخلني‌ المدينة وأخرجني‌ منها إلي مكة للفتح . وثالثها أنه أمر بهذا الدعاء إذادخل في أمر أوخرج من أمر والمراد أدخلني‌ في كل أمر مدخل صدق . ورابعها أدخلني‌ القبر مدخل صدق وأخرجني‌ منه عندالبعث مخرج صدق ومدخل الصدق ماتحمد عاقبته في الدنيا والدين وَ اجعَل لِي مِن لَدُنكَ سُلطاناً نَصِيراً أي اجعل لي عزا أمتنع به ممن يحاول صدي‌ عن إقامة فرائضك وقوة تنصرني‌ بها علي من عاداني‌ فيك وقيل اجعل لي ملكا عزيزا أقهر به العصاة فنصر بالرعب حتي خافه العدو علي مسيرة شهر وقيل حجة بينة أتقوي بها علي سائر الأديان وسماه نصيرا لأنه يقع به النصرة علي الأعداء فهو كالمعين وَ قُل جاءَ الحَقّ أي ظهر الحق و هوالإسلام والدين وَ زَهَقَ أي بطل الباطِلُ و هوالشرك وروي‌ عن عبد الله بن مسعود أنه قال دخل النبي ص مكة وحول البيت ثلاثمائة وستون صنما فجعل يطعنها و يقول جاءَ الحَقّ وَ زَهَقَ الباطِلُ إِنّ الباطِلَ كانَ زَهُوقاًأورده البخاري‌ في الصحيح قال الكلبي‌ فجعل ينكب لوجهه إذا قال ذلك و أهل مكة يقولون مارأينا رجلا


صفحه : 306

أسحر من محمدإِنّ الباطِلَ كانَ زَهُوقاً أي مضمحلا ذاهبا هالكا لاثبات له . و في قوله تعالي وَ ما أَرسَلناكَ إِلّا رَحمَةً لِلعالَمِينَ أي نعمة عليهم قال ابن عباس رحمة للبر والفاجر والمؤمن والكافر فهو رحمة للمؤمن في الدنيا والآخرة ورحمة للكافر بأن عوفي‌ مما أصاب الأمم من الخسف والمسخ وروي‌ أن النبي ص قال لجبرئيل لمانزلت هذه الآية هل أصابك من هذه الرحمة شيء قال نعم إني‌ كنت أخشي عاقبة الأمر فآمنت بك لماأثني علي بقوله ذيِ‌ قُوّةٍ عِندَ ذيِ‌ العَرشِ مَكِينٍ و قد قال ص إنما أنارحمة مهداة وقيل إن الوجه في أنه نعمة علي الكافر أنه عرضه للإيمان والثواب الدائم وهداه و إن لم يهتد كمن قدم الطعام إلي جائع فلم يأكل فإنه منعم عليه و إن لم يقبل . و في قوله تعالي النّبِيّ أَولي بِالمُؤمِنِينَ مِن أَنفُسِهِمقيل فيه أقوال أحدها أنه أحق بتدبيرهم وحكمه عليهم أنفذ من حكمهم علي أنفسهم لوجوب طاعته . وثانيها أنه أولي بهم في الدعوة فإذادعاهم النبي ص إلي شيء ودعتهم أنفسهم إلي شيءكانت طاعته أولي لهم من طاعة أنفسهم . وثالثها أن حكمه أنفذ عليهم من حكم بعضهم علي بعض وروي‌ أن النبي ص لماأراد غزوة تبوك وأمر الناس بالخروج قال قوم نستأذن آباءنا وأمهاتنا فنزلت وروي‌ عن أبي و ابن مسعود و ابن عباس أنهم كانوا يقرءون النبي أولي بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم و هوأب لهم وكذلك هو في مصحف أبي وروي‌ ذلك عن


صفحه : 307

أبي جعفر و أبي عبد الله ع قال مجاهد و كل نبي‌ أب لأمته ولذلك صار المؤمنين [المؤمنون ]إخوة. و في قوله تعالي ما كانَ مُحَمّدٌ أَبا أَحَدٍ مِن رِجالِكُمالذين لم يلدهم و في هذابيان أنه ليس بأب لزيد فيحرم عليه زوجته فلهذا أشار إليهم فقال مِن رِجالِكُم و قدولد له ص أولاد ذكور ابراهيم والقاسم والطيب والمطهر فكان أباهم و قدصح أنه قال للحسن ع إن ابني‌ هذاسيد و قال أيضا للحسن و الحسين ع ابناي‌ هذان إمامان قاما أوقعدا و قال ص إن كل بني‌ بنت ينسبون إلي أبيهم إلاأولاد فاطمة فإني‌ أناأبوهم وقيل أراد بقوله رِجالِكُمالبالغين من رجال ذلك الوقت و لم يكن أحد من أبنائه رجلا في ذلك الوقت وَ لكِن رَسُولَ اللّهِ أي ولكن كان رسول الله لايترك ماأباحه الله تعالي بقول الجهال وقيل إن الوجه في اتصاله بما قبله أنه أراد سبحانه ليس يلزم طاعته ص وتعظيمه لمكان النسب بينه وبينكم ولمكان الأبوة بل إنما يجب ذلك عليكم لمكان النبوةوَ خاتَمَ النّبِيّينَ أي وآخر النبيين ختمت النبوة به فشريعته باقية إلي يوم الدين . و في قوله تعالي إِنّا أَرسَلناكَ شاهِداً علي أمتك فيما يفعلونه من طاعة ومعصية وإيمان وكفر لتشهد لهم وعليهم يوم القيامةوَ مُبَشّراًلمن أطاعني‌ وأطاعك بالجنةوَ نَذِيراًلمن عصاني‌ وعصاك بالناروَ داعِياً إِلَي اللّهِ والإقرار بوحدانيته وامتثال أوامره ونواهيه بِإِذنِهِ أي بعلمه وأمره وَ سِراجاً مُنِيراًيهتدي بك في الدين كمايهتدي بالسراج والمنير ألذي يصدر النور من جهته إما بفعله وإما لأنه سبب له فالقمر منير والسراج منير بهذا المعني و الله منير السماوات و الأرض وقيل عني بالسراج المنير القرآن والتقدير ذا سراج .


صفحه : 308

و في قوله تعالي إِلّا كَافّةً لِلنّاسِ أي عامة للناس كلهم العرب والعجم وسائر الأمم ويؤيده الحديث المروي‌ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ عَنِ النّبِيّص أُعطِيتُ خَمساً وَ لَا أَقُولُ فَخراً بُعِثتُ إِلَي الأَحمَرِ وَ الأَسوَدِ وَ جُعِلَت لِيَ الأَرضُ طَهُوراً وَ مَسجِداً وَ أُحِلّ لِيَ المَغنَمُ وَ لَم يُحَلّ لِأَحَدٍ قبَليِ‌ وَ نُصِرتُ بِالرّعبِ فَهُوَ يَسِيرُ أمَاَميِ‌ مَسِيرَةَ شَهرٍ وَ أُعطِيتُ الشّفَاعَةَ فَادّخَرتُهَا لأِمُتّيِ‌ يَومَ القِيَامَةِ.

وقيل معناه جامعا للناس بالإنذار والدعوة وقيل كافا للناس أي مانعا لهم عما هم عليه من الكفر والمعاصي‌ بالوعد والوعيد والهاء للمبالغة. و في قوله تعالي بِالهُدي أي بالدليل الواضح أوبالقرآن وَ دِينِ الحَقّ أي الإسلام لِيُظهِرَهُ عَلَي الدّينِ كُلّهِ أي ليظهر دين الإسلام بالحجج والبراهين علي جميع الأديان وقيل بالغلبة والقهر والانتشار في البلدان وقيل إن تمام ذلك عندخروج المهدي‌ ع فلايبقي في الأرض دين سوي دين الإسلام . و في قوله تعالي وَ النّجمِ إِذا هَوي فيه أقوال أحدها أن الله أقسم بالقرآن إذ أنزل نجوما متفرقة علي رسول الله ص في ثلاث وعشرين سنة فسمي‌ القرآن نجما لتفرقه في النزول . وثانيها أنه أراد به الثريا أقسم بها إذاسقطت وغابت مع الفجر والعرب تطلق اسم النجم علي الثريا خاصة. وثالثها أن المراد به جماعة النجوم إذاهوت أي سقطت وغابت وخفيت عن الحس وأراد به الجنس . ورابعها أنه يعني‌ به الرجوم من النجوم و هو مايرمي به الشياطين عنداستراق السمع

وَ رَوَتِ العَامّةُ عَن جَعفَرٍ الصّادِقِ ع أَنّ رَسُولَ اللّهِص نَزَلَ مِنَ السّمَاءِ


صفحه : 309

السّابِعَةِ لَيلَةَ المِعرَاجِ وَ لَمّا نَزَلَتِ السّورَةُ أُخبِرَ بِذَلِكَ عُتبَةُ بنُ أَبِي لَهَبٍ فَجَاءَ إِلَي النّبِيّص وَ طَلّقَ ابنَتَهُ وَ تَفَلَ فِي وَجهِهِ وَ قَالَ كَفَرتُ بِالنّجمِ وَ بِرَبّ النّجمِ فَدَعَاص عَلَيهِ وَ قَالَ أللّهُمّ سَلّط عَلَيهِ كَلباً مِن كِلَابِكَ فَخَرَجَ عُتبَةُ إِلَي الشّامِ فَنَزَلَ فِي بَعضِ الطّرِيقِ وَ أَلقَي اللّهُ عَلَيهِ الرّعبَ فَقَالَ لِأَصحَابِهِ أنَيِموُنيِ‌ بَينَكُم فَفَعَلُوا فَجَاءَ أَسَدٌ فَافتَرَسَهُ مِن بَينِ النّاسِ.

ما ضَلّ صاحِبُكُم وَ ما غَوييعني‌ النبي ص أي ماعدل عن الحق و مافارق الهدي و ماغوي فيما يؤديه إليكم ومعني غوي ضل وإنما أعاده تأكيدا وقيل معناه ماخاب عن إصابة الرشد وقيل ماخاب سعيه بل ينال ثواب الله وكرامته وَ ما يَنطِقُ عَنِ الهَوي أي و ليس ينطق بالهوي وميل الطبع إِن هُوَ إِلّا وحَي‌ٌ يُوحي أي ماالقرآن و ماينطق به من الأحكام إلاوحي‌ من الله يوحي إليه أي يأتيه به جبرئيل و هو قوله عَلّمَهُ شَدِيدُ القُوييعني‌ جبرئيل أي القوي‌ في نفسه وخلقته ذُو مِرّةٍ أي ذو قوة وشدة في خلقه عن الكلبي‌ قال و من قوته أنه اقتلع قري قوم لوط من الماء الأسود فرفعها إلي السماء ثم قلبها و من شدته صيحته لقوم ثمود حتي هلكوا وقيل معناه ذو صحة وخلق حسن وقيل شَدِيدُ القُوي في ذات الله ذُو مِرّةٍ أي صحة من الجسم سليم من الآفات والعيوب وقيل ذُو مِرّةٍ أي ذو مرور في الهواء ذهابا وجائيا ونازلا وصاعدا فاستوي جبرئيل ع علي صورته التي‌ خلق عليها بعدانحداره إلي محمد و في قوله تعالي وَ ما آتاكُمُ الرّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُم عَنهُ فَانتَهُوا أي ماأعطاكم الرسول من الفي‌ء فخذوه وارضوا به و ماأمركم به فافعلوه و مانهاكم عنه فانتهوا فإنه لايأمر و لاينهي‌ إلا عن أمر الله

وَ رَوَي زَيدٌ الشّحّامُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَا أَعطَي اللّهُ نَبِيّاً مِنَ الأَنبِيَاءِ شَيئاً إِلّا وَ قَد أَعطَي مُحَمّداًص قَالَ لِسُلَيمَانَ ع فَامنُن


صفحه : 310

أَو أَمسِك بِغَيرِ حِسابٍ وَ قَالَ لِرَسُولِ اللّهِص ما آتاكُمُ الرّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُم عَنهُ فَانتَهُوا

. و في قوله تعالي هُوَ ألّذِي بَعَثَ فِي الأُمّيّينَيعني‌ العرب وكانت أمة أمية لاتكتب و لاتقرأ و لم يبعث إليهم نبي‌ وقيل يعني‌ أهل مكة لأن مكة تسمي أم القري رَسُولًا مِنهُميعني‌ محمداص نسبه نسبهم و هو من جنسهم ووجه النعمة في أنه جعل النبوة في أمي‌ موافقة لماتقدمت البشارة به في كتب الأنبياء السالفة ولأنه أبعد من توهم الاستعانة علي ماأتي به من الحكمة بالحكم التي‌ تلاها والكتب التي‌ قرأها وأقرب إلي العلم بأن مايخبرهم به من أخبار الأمم الماضية والقرون الخالية علي وفق ما في كتبهم ليس ذلك إلابالوحي‌يَتلُوا عَلَيهِم آياتِهِ أي يقرأ عليهم القرآن وَ يُزَكّيهِم أي ويطهرهم من الكفر والذنوب ويدعوهم إلي مايصيرون به أزكياءوَ يُعَلّمُهُمُ الكِتابَ وَ الحِكمَةَالكتاب القرآن والحكمة الشرائع وقيل إن الحكمة تعم الكتاب والسنة و كل ماأراده الله تعالي فإن الحكمة هي‌ العلم ألذي يعمل عليه فيما يجتبي أويجتنب من أمور الدين والدنياوَ إِن كانُوا مِن قَبلُ لفَيِ‌ ضَلالٍ مُبِينٍمعناه و ماكانوا من قبل بعثه إليهم إلا في عدول عن الحق وذهاب عن الدين بين ظاهروَ آخَرِينَ مِنهُم أي ويعلم آخرين من المؤمنين لَمّا يَلحَقُوا بِهِم وهم كل من بعدالصحابة إلي يوم القيامة فإن الله سبحانه بعث النبي ص إليهم وشريعته تلزمهم و إن لم يلحقوا بزمان الصحابة وقيل هم الأعاجم و من لايتكلم بلغة العرب وروي‌ ذلك عن أبي جعفر ع

وَ روُيِ‌َ أَنّ النّبِيّص قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ فَقِيلَ لَهُ مَن هَؤُلَاءِ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَي كَتِفِ سَلمَانَ وَ قَالَ لَو كَانَ الدّينُ فَي الثّرَيّا لَنَالَتهُ رِجَالٌ مِن هَؤُلَاءِ.

و علي هذافإنما قال مِنهُملأنهم إذاأسلموا صاروا منهم وقيل إن قوله لَمّا يَلحَقُوا بِهِميعني‌ في الفضل والسابقة فإن التابعين لايدركون شأن السابقين من


صفحه : 311

الصحابة وخيار المؤمنين وَ هُوَ العَزِيزُ ألذي لايغالب الحَكِيمُ في جميع أفعاله ذلِكَ فَضلُ اللّهِيعني‌ النبوة التي‌ خص الله بهارسوله يُؤتِيهِ أي يعطيه مَن يَشاءُبحسب مايعلمه من صلاحه للبعثة وتحمل أعباء الرسالةوَ اللّهُ ذُو الفَضلِ العَظِيمِذو المن العظيم علي خلقه ببعث محمدص . و في قوله تعالي قَد أَنزَلَ اللّهُ إِلَيكُم ذِكراًيعني‌ القرآن وقيل يعني‌ الرسول روي‌ ذلك عن أبي عبد الله ع رَسُولًاإما بدل من ذِكراًفالرسول إما جبرئيل أو محمدص أومفعول محذوف أي أرسل رسولا فالرسول محمدص أومفعول قوله ذِكراً أي أنزل إليكم أن ذكر رسولا فالرسول يحتمل الوجهين ويجوز علي الأول أن يكون المراد بالذكر الشرف أي ذا ذكر والظلمات الكفر والجهل والنور الإيمان والعلم . و في قوله تعالي إِنّا أَعطَيناكَ الكَوثَرَاختلفوا في تفسير الكوثر فقيل هونهر في الجنة

وَ روُيِ‌َ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ قَالَ نَهرٌ فِي الجَنّةِ أَعطَاهُ اللّهُ نَبِيّهُ عِوَضاً مِنِ ابنِهِ.

وقيل هوحوض النبي ص ألذي يكثر الناس عليه يوم القيامة وقيل الكوثر الخير الكثير وقيل هوالنبوة والكتاب وقيل هوالقرآن وقيل هوكثرة الأشياع والأتباع وقيل هوكثرة النسل والذرية وقيل هوالشفاعة رووه عن الصادق ع واللفظ محتمل للكل فيجب أن يحمل علي جميع ماذكر من الأقوال فقد أعطاه الله سبحانه الخير الكثير في الدنيا ووعده الخير الكثير في الآخرةفَصَلّ لِرَبّكَ وَ انحَرأمره سبحانه بالشكر علي هذه النعمة العظيمة بأن قال فصل صلاة العيد وانحر


صفحه : 312

هديك وقيل فصل لربك صلاة الغداة المفروضة بجمع وانحر البدن بمني وقيل صل المكتوبة واستقبل القبلة بنحرك وتقول العرب منازلنا تتناحر أي هذاينحر هذا أي يستقبله .

وَ عَن عَلِيّ ع مَعنَاهُ ارفَع يَدَيكَ إِلَي النّحرِ فِي صَلَاتِكَ

وَ عَن عُمَرَ بنِ يَزِيدَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ فِي قَولِهِفَصَلّ لِرَبّكَ وَ انحَر هُوَ رَفعُ يَدَيكَ حِذَاءَ وَجهِكَ

وَ رَوَي عَنهُ ع عَبدُ اللّهِ بنُ سِنَانٍ مِثلَهُ

وَ عَن جَمِيلٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع فَصَلّ لِرَبّكَ وَ انحَر فَقَالَ بِيَدِهِ هَكَذَا يعَنيِ‌ استَقبَلَ بِيَدَيهِ حَذوَ وَجهِهِ القِبلَةَ فِي افتِتَاحِ الصّلَاةِ

وَ عَن حَمّادِ بنِ عُثمَانَ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَنِ النّحرِ فَرَفَعَ يَدَهُ إِلَي صَدرِهِ فَقَالَ هَكَذَا ثُمّ رَفَعَهَا فَوقَ ذَلِكَ فَقَالَ هَكَذَا يعَنيِ‌ استَقبَلَ بِيَدَيهِ القِبلَةَ فِي استِفتَاحِ الصّلَاةِ

.إِنّ شانِئَكَ هُوَ الأَبتَرُمعناه أن مبغضك هوالمنقطع عن الخير و هوالعاص بن وائل وقيل معناه أنه الأقل الأذل بانقطاعه عن كل خير وقيل معناه أنه لاولد له علي الحقيقة و أن من ينتسب إليه ليس بولد له قال مجاهدالأَبتَرُ ألذي لاعقب له و هوجواب لقول قريش إن محمدا لاعقب له يموت فنستريح منه ويدرس ذكره إذ لايقوم مقامه من يدعو إليه فينقطع أمره و في هذه السورة دلالات علي صدق نبيناص


صفحه : 313

وصحة نبوته أحدها أنه أخبر عما في نفوس أعدائه و ماجري علي ألسنتهم و لم يكن بلغه ذلك فكان كماأخبره . وثانيها أنه قال أَعطَيناكَ الكَوثَرَفانظر كيف انتشر دينه وعلا أمره وكثرت ذريته حتي صار نسبه أكثر من كل نسب و لم يكن شيء من ذلك في تلك الحال . وثالثها أن جميع فصحاء العرب والعجم قدعجزوا عن الإتيان بمثل هذه السورة علي وجازة ألفاظها مع تحديه إياهم بذلك وحرصهم علي بطلان أمره منذ بعث ص إلي يوم الناس هذا و هذاغاية الإعجاز. ورابعها أنه سبحانه وعده بالنصر علي أعدائه وأخبره بسقوط أمرهم وانقطاع دينهم أوعقبهم فكان المخبر علي ماأخبر به هذا و في هذه السورة الوجيزة من تشاكل المقاطع للفواصل وسهولة مخارج الحروف بحسن التأليف والتقابل لكل من معانيها بما هوأولي به ما لايخفي علي من عرف مجاري‌ كلام العرب

1- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ ابنِ أَبَانٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن حَمّادِ بنِ عُثمَانَ عَن إِسمَاعِيلَ الجعُفيِ‌ّ أَنّهُ سَمِعَ أَبَا جَعفَرٍ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أُعطِيتُ خَمساً لَم يُعطَهَا أَحَدٌ قبَليِ‌ جُعِلَت لِيَ الأَرضُ مَسجِداً وَ طَهُوراً وَ أُحِلّ لِيَ المَغنَمُ وَ نُصِرتُ بِالرّعبِ وَ أُعطِيتُ جَوَامِعَ الكَلَامِ وَ أُعطِيتُ الشّفَاعَةَ

بيان قوله ص مسجدا أي مصلي بخلاف الأمم السابقة فإنهم كانوا لايجوز لهم الصلاة اختيارا إلا في بيعهم وكنائسهم أو مايصح السجود عليه والأول أشهر وطهورا أي مايتطهر به من الأحداث بالتيمم و من الأخباث لبعض الأشياء كباطن القدم والخف ومخرج النجو في الاستنجاء بالأحجار والمدر والمغنم بالفتح مايصاب


صفحه : 314

من أموال المشركين في الحرب والمشهور أن حل المغنم من خصائصه وخصائص أمته ص و أن الأمم المتقدمة منهم من لم يبح لهم جهاد الكفار ومنهم من أبيح لهم لكن لم يبح لهم الغنائم وكانت غنائمهم توضع فتأتي‌ نار فتحرقها وأباحها الله لهذه الأمة قوله ونصرت بالرعب كان مما خصه الله تعالي به أنه كان يخافه العدو وبينه وبينه مسيرة شهر وقيل المراد بجوامع الكلام القرآن حيث جمع الله فيه معاني‌ كثيرة بألفاظ يسيرة وقيل سائر كلماته الموجزة المشتملة علي حكم عظيمة ومعاني‌ كثيرة

2- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]الدّقّاقُ عَنِ الأسَدَيِ‌ّ عَنِ النخّعَيِ‌ّ عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن يَحيَي بنِ أَبِي إِسحَاقَ عَنِ الصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن أَبِيهِ ع قَالَ سُئِلَ النّبِيّص أَينَ كُنتَ وَ آدَمُ فِي الجَنّةِ قَالَ كُنتُ فِي صُلبِهِ وَ هُبِطَ بيِ‌ إِلَي الأَرضِ فِي صُلبِهِ وَ رَكِبتُ السّفِينَةَ فِي صُلبِ أَبِي نُوحٍ وَ قُذِفَ بيِ‌ فِي النّارِ فِي صُلبِ أَبِي اِبرَاهِيمَ لَم يَلتَقِ لِي أَبَوَانِ عَلَي سِفَاحٍ قَطّ لَم يَزَلِ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ ينَقلُنُيِ‌ مِنَ الأَصلَابِ الطّيّبَةِ إِلَي الأَرحَامِ الطّاهِرَةِ هَادِياً مَهدِيّاً حَتّي أَخَذَ اللّهُ بِالنّبُوّةِ عهَديِ‌ وَ بِالإِسلَامِ ميِثاَقيِ‌ وَ بَيّنَ كُلّ شَيءٍ مِن صفِتَيِ‌ وَ أَثبَتَ فِي التّورَاةِ وَ الإِنجِيلِ ذكِريِ‌ وَ رَقَا بيِ‌ إِلَي سَمَائِهِ وَ شَقّ لِي اسماً مِن أَسمَائِهِ أمُتّيِ‌ الحَمّادُونَ فَذُو العَرشِ مَحمُودٌ وَ أَنَا مُحَمّدٌ

3- مع ،[معاني‌ الأخبار]القَطّانُ عَنِ السكّرّيِ‌ّ عَنِ الجوَهرَيِ‌ّ عَنِ ابنِ عُمَارَةَ عَن أَبِيهِ عَن جَابِرٍ الجعُفيِ‌ّ


صفحه : 315

عَن جَابِرٍ الأنَصاَريِ‌ّ قَالَ سُئِلَ رَسُولُ اللّهِص وَ ذَكَرَ مِثلَهُ

ثم قال الصدوق و قدرويت هذاالحديث من طرق كثيرة

4- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]الطاّلقَاَنيِ‌ّ عَنِ الجلَوُديِ‌ّ عَن يَحيَي بنِ عَبدِ الحَمِيدِ الحمِاّنيِ‌ّ عَنِ الحُسَينِ بنِ الرّبِيعِ عَنِ الأَعمَشِ عَن عَبَايَةَ بنِ ربِعيِ‌ّ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ قَسَمَ الخَلقَ قِسمَينِ فجَعَلَنَيِ‌ فِي خَيرِهِمَا قِسماً وَ ذَلِكَ قَولُهُ عَزّ وَ جَلّ فِي ذِكرِ أَصحَابِ اليَمِينِ وَ أَصحَابِ الشّمَالِ وَ أَنَا مِن أَصحَابِ اليَمِينِ وَ أَنَا خَيرُ أَصحَابِ اليَمِينِ ثُمّ جَعَلَ القِسمَينِ أَثلَاثاً فجَعَلَنَيِ‌ فِي خَيرِهِمَا ثُلُثاً وَ ذَلِكَ قَولُهُ عَزّ وَ جَلّفَأَصحابُ المَيمَنَةِ ما أَصحابُ المَيمَنَةِ وَ أَصحابُ المَشئَمَةِ ما أَصحابُ المَشئَمَةِ وَ السّابِقُونَ السّابِقُونَ وَ أَنَا مِنَ السّابِقِينَ وَ أَنَا خَيرُ السّابِقِينَ ثُمّ جَعَلَ الأَثلَاثَ قَبَائِلَ فجَعَلَنَيِ‌ فِي خَيرِهَا قَبِيلَةً وَ ذَلِكَ قَولُهُ عَزّ وَ جَلّوَ جَعَلناكُم شُعُوباً وَ قَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنّ أَكرَمَكُم عِندَ اللّهِ أَتقاكُمفَأَنَا أَتقَي وُلدِ آدَمَ وَ أَكرَمُهُم عَلَي اللّهِ جَلّ ثَنَاؤُهُ وَ لَا فَخرَ ثُمّ جَعَلَ القَبَائِلَ بُيُوتاً فجَعَلَنَيِ‌ فِي خَيرِهَا بَيتاً وَ ذَلِكَ قَولُهُ عَزّ وَ جَلّإِنّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرّجسَ أَهلَ البَيتِ وَ يُطَهّرَكُم تَطهِيراً

5-فس ،[تفسير القمي‌] الحَسَنُ بنُ عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ الحَسَنِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ عُلوَانَ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ العبَديِ‌ّ عَن أَبِي هَارُونَ العبَديِ‌ّ عَن رَبِيعَةَ السعّديِ‌ّ


صفحه : 316

عَن حُذَيفَةَ بنِ اليَمَانِ عَنِ النّبِيّص مِثلَهُ مَعَ زِيَادَاتٍ

بيان قوله ص و لافخر أي أقوله معتدا بالنعمة لافخرا واستكبارا

6- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ رِيَاحٍ عَن أَبِي عَلِيّ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ ابنِ رِئَابٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع قَالَ إِنّ أَبَا ذَرّ وَ سَلمَانَ خَرَجَا فِي طَلَبِ رَسُولِ اللّهِص فَقِيلَ لَهُمَا إِنّهُ تَوَجّهَ إِلَي نَاحِيَةِ قُبَاءَ فَاتّبَعَاهُ فَوَجَدَاهُ سَاجِداً تَحتَ شَجَرَةٍ فَجَلَسَا يَنتَظِرَانِهِ حَتّي ظَنّا أَنّهُ نَائِمٌ فَأَهوَيَا لِيُوقِظَاهُ فَرَفَعَ رَأسَهُ إِلَيهِمَا ثُمّ قَالَ قَد رَأَيتُ مَكَانَكُمَا وَ سَمِعتُ مَقَالَتَكُمَا وَ لَم أَكُن رَاقِداً إِنّ اللّهَ بَعَثَ كُلّ نبَيِ‌ّ كَانَ قبَليِ‌ إِلَي أُمّتِهِ بِلِسَانِ قَومِهِ وَ بعَثَنَيِ‌ إِلَي كُلّ أَسوَدَ وَ أَحمَرَ بِالعَرَبِيّةِ وَ أعَطاَنيِ‌ فِي أمُتّيِ‌ خَمسَ خِصَالٍ لَم يُعطِهَا نَبِيّاً كَانَ قبَليِ‌ نصَرَنَيِ‌ بِالرّعبِ تَسمَعُ بيِ‌َ القَومُ وَ بيَنيِ‌ وَ بَينَهُم مَسِيرَةُ شَهرٍ فَيُؤمِنُونَ بيِ‌ وَ أُحِلّ لِيَ المَغنَمُ وَ جُعِلَ لِيَ الأَرضُ مَسجِداً وَ طَهُوراً أَينَمَا كُنتُ مِنهَا أَتَيَمّمُ مِن تُربَتِهَا وَ أصُلَيّ‌ عَلَيهَا وَ جَعَلَ لِكُلّ نبَيِ‌ّ مَسأَلَةً فَسَأَلُوهُ إِيّاهَا فَأَعطَاهُم ذَلِكَ فِي الدّنيَا وَ أعَطاَنيِ‌ مَسأَلَةً فَأَخّرتُ مسَألَتَيِ‌ لِشَفَاعَةِ المُؤمِنِينَ مِن أمُتّيِ‌ يَومَ القِيَامَةِ فَفَعَلَ ذَلِكَ وَ أعَطاَنيِ‌ جَوَامِعَ العِلمِ وَ مَفَاتِيحَ الكَلَامِ وَ لَم يُعطِ


صفحه : 317

مَا أعَطاَنيِ‌ نَبِيّاً قبَليِ‌ فمَسَألَتَيِ‌ بَالِغَةٌ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ لِمَن لقَيِ‌َ اللّهَ لَا يُشرِكُ بِهِ شَيئاً مُؤمِناً بيِ‌ مُوَالِياً لوِصَيِيّ‌ مُحِبّاً لِأَهلِ بيَتيِ‌

بشا،[بشارة المصطفي ] الحسن بن الحسين بن بابويه عن شيخ الطائفة عن المفيد عن محمد بن علي بن رياح عن أبيه عن الحسن بن محمد مثله بيان قوله ص بلسان قومه لعل المراد أن كل نبي‌ من أولي‌ العزم وغيرهم إنما كان يبعث أولا إلي قوم بلسانهم و إن كان أولو العزم منهم يعم دينهم بعدهم أهل سائر اللغات بتوسط غيرأولي‌ العزم من الأنبياء والأوصياء أو كان في زمانهم أيضا يبعث نبي‌ آخر إلي قوم بلسانهم فيبلغهم دين هذا النبي ص و أمانبيناص فإنه قدبعث إلي الجميع بلسانه وبلغهم ذلك في زمانه بنفسه فبعث إلي كسري وقيصر وسائر الفرق وبلغهم رسالته . قوله ص فمسألتي‌ بالغة أي دعوتي‌ وشفاعتي‌ كاملة تبلغ إلي يوم القيامة لهم فأدعو لهم في الدنيا وأشفع لهم في الآخرة

7- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَن أَحمَدَ بنِ الوَلِيدِ عَن أَبِيهِ عَن سَعِيدِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ مُوسَي عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ العرَزمَيِ‌ّ عَنِ المُعَلّي بنِ هِلَالٍ عَنِ الكلَبيِ‌ّ عَن أَبِي صَالِحٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ العَبّاسِ قَالَ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُأعَطاَنيِ‌َ اللّهُ تَعَالَي خَمساً وَ أَعطَي عَلِيّاً ع خَمساً أعَطاَنيِ‌ جَوَامِعَ الكَلِمِ وَ أَعطَي عَلِيّاً جَوَامِعَ العِلمِ وَ جعَلَنَيِ‌ نَبِيّاً وَ جَعَلَهُ


صفحه : 318

وَصِيّاً وَ أعَطاَنيِ‌ الكَوثَرَ وَ أَعطَاهُ السّلسَبِيلَ وَ أعَطاَنيِ‌ الوحَي‌َ وَ أَعطَاهُ الإِلهَامَ وَ أَسرَي بيِ‌ إِلَيهِ وَ فُتِحَ لَهُ أَبوَابُ السّمَاءِ وَ الحُجُبُ حَتّي نَظَرَ إلِيَ‌ّ وَ نَظَرتُ إِلَيهِ قَالَ ثُمّ بَكَي رَسُولُ اللّهِص فَقُلتُ لَهُ مَا يُبكِيكَ فِدَاكَ أَبِي وَ أمُيّ‌ فَقَالَ يَا ابنَ عَبّاسٍ إِنّ أَوّلَ مَا كلَمّنَيِ‌ بِهِ أَن قَالَ يَا مُحَمّدُ انظُر تَحتَكَ فَنَظَرتُ إِلَي الحُجُبِ قَدِ انخَرَقَت وَ إِلَي أَبوَابِ السّمَاءِ قَد فُتِحَت وَ نَظَرتُ إِلَي عَلِيّ وَ هُوَ رَافِعٌ رَأسَهُ إلِيَ‌ّ فكَلَمّنَيِ‌ وَ كَلّمتُهُ وَ كلَمّنَيِ‌ ربَيّ‌ عَزّ وَ جَلّ فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ بِمَ كَلّمَكَ رَبّكَ قَالَ قَالَ لِي يَا مُحَمّدُ إنِيّ‌ جَعَلتُ عَلِيّاً وَصِيّكَ وَ وَزِيرَكَ وَ خَلِيفَتَكَ مِن بَعدِكَ فَأَعلِمهُ فَهَا هُوَ يَسمَعُ كَلَامَكَ فَأَعلَمتُهُ وَ أَنَا بَينَ يدَيَ‌ ربَيّ‌ عَزّ وَ جَلّ فَقَالَ لِي قَد قَبِلتَ وَ أَطَعتَ فَأَمَرَ اللّهُ المَلَائِكَةَ أَن تُسَلّمَ عَلَيهِ فَفَعَلَت فَرَدّ عَلَيهِمُ السّلَامَ وَ رَأَيتُ المَلَائِكَةَ يَتَبَاشَرُونَ بِهِ وَ مَا مَرَرتُ بِمَلَائِكَةٍ مِن مَلَائِكَةِ السّمَاءِ إِلّا هنَئّوُنيِ‌ وَ قَالُوا لِي يَا مُحَمّدُ وَ ألّذِي بَعَثَكَ بِالحَقّ لَقَد دَخَلَ السّرُورُ عَلَي جَمِيعِ المَلَائِكَةِ بِاستِخلَافِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ لَكَ ابنَ عَمّكَ وَ رَأَيتُ حَمَلَةَ العَرشِ قَد نَكَسُوا رُءُوسَهُم إِلَي الأَرضِ فَقُلتُ يَا جَبرَئِيلُ لِمَ نَكَسَ حَمَلَةُ العَرشِ رُءُوسَهُم فَقَالَ يَا مُحَمّدُ مَا مِن مَلَكٍ مِنَ المَلَائِكَةِ إِلّا وَ قَد نَظَرَ إِلَي وَجهِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ استِبشَاراً بِهِ مَا خَلَا حَمَلَةَ العَرشِ فَإِنّهُم استَأذَنُوا اللّهَ عَزّ وَ جَلّ فِي هَذِهِ السّاعَةِ فَأَذِنَ لَهُم أَن يَنظُرُوا إِلَي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ فَنَظَرُوا إِلَيهِ فَلَمّا هَبَطتُ جَعَلتُ أُخبِرُهُ بِذَلِكَ وَ هُوَ يخُبرِنُيِ‌ بِهِ فَعَلِمتُ أنَيّ‌ لَم أَطَأ مَوطِئاً إِلّا وَ قَد كُشِفَ لعِلَيِ‌ّ عَنهُ حَتّي نَظَرَ إِلَيهِ قَالَ ابنُ عَبّاسٍ قُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ أوَصنِيِ‌ فَقَالَ عَلَيكَ بِمَوَدّةِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَ ألّذِي بعَثَنَيِ‌ بِالحَقّ نَبِيّاً لَا يَقبَلُ اللّهُ مِن عَبدٍ حَسَنَةً حَتّي يَسأَلَهُ عَن حُبّ عَلِيّ بنِ


صفحه : 319

أَبِي طَالِبٍ وَ هُوَ تَعَالَي أَعلَمُ فَإِن جَاءَهُ بِوَلَايَتِهِ قَبِلَ عَمَلَهُ عَلَي مَا كَانَ مِنهُ وَ إِن لَم يَأتِ بِوَلَايَتِهِ لَم يَسأَلهُ عَن شَيءٍ ثُمّ أَمَرَ بِهِ إِلَي النّارِ يَا ابنَ عَبّاسٍ وَ ألّذِي بعَثَنَيِ‌ بِالحَقّ نَبِيّاً إِنّ النّارَ لَأَشَدّ غَضَباً عَلَي مُبغِضِ عَلِيّ مِنهَا عَلَي مَن زَعَمَ أَنّ لِلّهِ وَلَداً يَا ابنَ عَبّاسٍ لَو أَنّ المَلَائِكَةَ المُقَرّبِينَ وَ الأَنبِيَاءَ المُرسَلِينَ اجتَمَعُوا عَلَي بُغضِهِ وَ لَن يَفعَلُوا لَعَذّبَهُمُ اللّهُ بِالنّارِ قُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ هَل يُبغِضُهُ أَحَدٌ قَالَ يَا ابنَ عَبّاسٍ نَعَم يُبغِضُهُ قَومٌ يَذكُرُونَ أَنّهُم مِن أمُتّيِ‌ لَم يَجعَلِ اللّهُ لَهُم فِي الإِسلَامِ نَصِيباً يَا ابنَ عَبّاسٍ إِنّ مِن عَلَامَةِ بُغضِهِم لَهُ تَفضِيلَهُم مَن هُوَ دُونَهُ عَلَيهِ وَ ألّذِي بعَثَنَيِ‌ بِالحَقّ مَا بَعَثَ اللّهُ نَبِيّاً أَكرَمَ عَلَيهِ منِيّ‌ وَ لَا وَصِيّاً أَكرَمَ عَلَيهِ مِن وصَيِيّ‌ عَلِيّ قَالَ ابنُ عَبّاسٍ فَلَم أَزَل لَهُ كَمَا أمَرَنَيِ‌ رَسُولُ اللّهِص وَ أوَصاَنيِ‌ بِمَوَدّتِهِ وَ إِنّهُ لَأَكبَرُ عمَلَيِ‌ عنِديِ‌ قَالَ ابنُ عَبّاسٍ ثُمّ مَضَي مِنَ الزّمَانِ مَا مَضَي وَ حَضَرَت رَسُولَ اللّهِص الوَفَاةُ حَضَرتُهُ فَقُلتُ فِدَاكَ أَبِي وَ أمُيّ‌ يَا رَسُولَ اللّهِ قَد دَنَا أَجَلُكَ فَمَا تأَمرُنُيِ‌ فَقَالَ يَا ابنَ عَبّاسٍ خَالِف مَن خَالَفَ عَلِيّاً وَ لَا


صفحه : 320

تَكُونَنّ لَهُ ظَهِيراً وَ لَا وَلِيّاً قُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ فَلِمَ لَا تَأمُرُ النّاسَ بِتَركِ مُخَالَفَتِهِ قَالَ فَبَكَي عَلَيهِ وَ آلِهِ السّلَامُ حَتّي أغُميِ‌َ عَلَيهِ ثُمّ قَالَ يَا ابنَ عَبّاسٍ سَبَقَ فِيهِم عِلمُ ربَيّ‌ وَ ألّذِي بعَثَنَيِ‌ بِالحَقّ نَبِيّاً لَا يَخرُجُ أَحَدٌ مِمّن خَالَفَهُ مِنَ الدّنيَا وَ أَنكَرَ حَقّهُ حَتّي يُغَيّرَ اللّهُ تَعَالَي مَا بِهِ مِن نِعمَةٍ يَا ابنَ عَبّاسٍ إِذَا أَرَدتَ أَن تَلقَي اللّهَ وَ هُوَ عَنكَ رَاضٍ فَاسلُك طَرِيقَةَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَ مِل مَعَهُ حَيثُ مَالَ وَ ارضَ بِهِ إِمَاماً وَ عَادِ مَن عَادَاهُ وَ وَالِ مَن وَالَاهُ يَا ابنَ عَبّاسٍ احذَر أَن يَدخُلَكَ شَكّ فِيهِ فَإِنّ الشّكّ فِي عَلِيّ كُفرٌ بِاللّهِ تَعَالَي

فض ،[ كتاب الروضة]يل ،[الفضائل لابن شاذان ]بالإسناد عن ابن مسعود و ابن عباس مثله بيان قوله ص ولن يفعلوا أي والحال أنهم لايفعلون ذلك أبدا قوله صلي الله عليه وآله وإنه لأكبر عملي‌ أي أعد ولايته أكبر أعمالي‌

8-ب ،[قرب الإسناد] ابنُ طَرِيفٍ عَنِ ابنِ عُلوَانَ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي جَعَلَ النّاسَ نِصفَينِ فَكُنتُ فِي النّصفِ الخَيرِ ثُمّ قَسَمَ النّصفَ الخَيرَ ثَلَاثَةً فَكُنتُ فِي ثُلُثِ الخَيرِ وَ مَا عَرّقَ فِيّ عِرقَ سِفَاحٍ قَطّ وَ مَا عَرّقَ فِيّ إِلّا عِرقَ نِكَاحٍ كَنِكَاحِ الإِسلَامِ حَتّي آدَمَ

توضيح قوله ص ثم قسم النصف الخير ثلاثة المراد بنصف الخير أصحاب اليمين ولعل المراد أنه قسمه نصفين حتي صارا مع أصحاب الشمال ثلاثة كمامر أوالثلاثة باعتبار التسمية بالسابقين والمقربين أوقسمة السابقين إلي الأنبياء وغيرهم


صفحه : 321

أو إلي أولي‌ العزم وغيرهم و قال الفيروزآبادي‌ عرق في الأرض ذهب وأعرق الشجر اشتدت عروقه في الأرض

9-ل ،[الخصال ] ابنُ بُندَارَ عَن مُحَمّدِ بنِ جُمهُورٍ الحمَاّديِ‌ّ عَن صَالِحِ بنِ مُحَمّدٍ البغَداَديِ‌ّ عَن سَعِيدِ بنِ سُلَيمَانَ وَ مُحَمّدِ بنِ بَكّارٍ وَ إِسمَاعِيلَ بنِ اِبرَاهِيمَ قَالُوا حَدّثَنَا الفَرَجُ بنُ فَضَالَةَ عَن لُقمَانَ بنِ عَامِرٍ عَن أَبِي أُمَامَةَ قَالَ قُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا كَانَ بَدءُ أَمرِكَ قَالَ دَعوَةَ أَبِي اِبرَاهِيمَ وَ بُشرَي عِيسَي ابنِ مَريَمَ وَ رَأَت أمُيّ‌ أَنّهُ خَرَجَ مِنهَا شَيءٌ أَضَاءَت مِنهُ قُصُورُ الشّامِ

بيان قوله ما كان بدء أمرك أي ابتداء ظهوره ودعوة ابراهيم ع قوله رَبّنا وَ ابعَث فِيهِم رَسُولًا مِنهُم يَتلُوا عَلَيهِم آياتِكَ وبشارة عيسي ع قوله وَ مُبَشّراً بِرَسُولٍ يأَتيِ‌ مِن بعَديِ‌ اسمُهُ أَحمَدُ

10-ل ،[الخصال ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الجَبّارِ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ فَضّالٍ عَن ظَرِيفِ بنِ نَاصِحٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ يَحيَي قَالَ حدَثّنَيِ‌ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص قَسَمَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي أَهلَ الأَرضِ قِسمَينِ فجَعَلَنَيِ‌ فِي خَيرِهِمَا ثُمّ قَسَمَ النّصفَ الآخَرَ عَلَي ثَلَاثَةٍ فَكُنتُ خَيرَ الثّلَاثَةِ ثُمّ اختَارَ العَرَبَ مِنَ النّاسِ ثُمّ اختَارَ قُرَيشاً مِنَ العَرَبِ ثُمّ اختَارَ بنَيِ‌ هَاشِمٍ مِن قُرَيشٍ ثُمّ اختَارَ بنَيِ‌ عَبدِ المُطّلِبِ مِن بنَيِ‌ هَاشِمٍ ثُمّ اختاَرنَيِ‌ مِن بنَيِ‌ عَبدِ المُطّلِبِ

11-ل ،[الخصال ] ابنُ بُندَارَ عَن مُجَاهِدِ بنِ أَعيَنَ عَن أَبِي بَكرِ بنِ أَبِي العَوّامِ عَن بُرَيدَةَ عَن سُلَيمَانَ التمّيِميِ‌ّ عَن سَيّارٍ عَن أَبِي أُمَامَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص فُضّلتُ بِأَربَعٍ جُعِلَت لأِمُتّيِ‌ الأَرضُ مَسجِداً وَ طَهُوراً وَ أَيّمَا رَجُلٍ مِن أمُتّيِ‌ أَرَادَ الصّلَاةَ فَلَم يَجِد


صفحه : 322

مَاءً وَ وَجَدَ الأَرضَ فَقَد جُعِلَت لَهُ مَسجِداً وَ طَهُوراً وَ نُصِرتُ بِالرّعبِ مَسِيرَةَ شَهرٍ يَسِيرُ بَينَ يدَيَ‌ّ وَ أُحِلّت لأِمُتّيِ‌َ الغَنَائِمُ وَ أُرسِلتُ إِلَي النّاسِ كَافّةً

بيان ظاهره أن البعثة إلي الناس كافة من خصائصه ص و هومخالف لما هوالمشهور من أن بعض أولي‌ العزم أيضا كانوا كذلك ويمكن أن يحمل علي أن المراد إرساله إلي كل من في زمانه و من يأتي‌ بعده من غيرنسخ لشريعته علي أن التفضيل بتلك الأمور لاينافي‌ شركة غيره معه فيها و الله يعلم

12- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَن أَحمَدَ بنِ الوَلِيدِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ هَارُونَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ العرَزمَيِ‌ّ عَنِ المُعَلّي بنِ هِلَالٍ عَنِ الكلَبيِ‌ّ عَن أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ أعَطاَنيِ‌َ اللّهُ خَمساً وَ أَعطَي عَلِيّاً خَمساً أعَطاَنيِ‌ جَوَامِعَ الكَلِمِ وَ أَعطَي عَلِيّاً جَوَامِعَ العِلمِ وَ جعَلَنَيِ‌ نَبِيّاً وَ جَعَلَ عَلِيّاً وَصِيّاً وَ أعَطاَنيِ‌ الكَوثَرَ وَ أَعطَي عَلِيّاً السّلسَبِيلَ وَ أعَطاَنيِ‌ الوحَي‌َ وَ أَعطَي عَلِيّاً الإِلهَامَ وَ أَسرَي بيِ‌ إِلَيهِ وَ فُتِحَت لَهُ أَبوَابُ السّمَاءِ حَتّي رَأَي مَا رَأَيتُ وَ نَظَرَ إِلَي مَا نَظَرتُ إِلَيهِ ثُمّ قَالَ يَا ابنَ عَبّاسٍ خَالِف مَن خَالَفَ عَلِيّاً وَ لَا تَكُونَنّ لَهُ ظَهِيراً وَ لَا وَلِيّاً فَوَ ألّذِي بعَثَنَيِ‌ بِالحَقّ مَا يُخَالِفُهُ أَحَدٌ إِلّا غَيّرَ اللّهُ مَا بِهِ مِن نِعمَةٍ وَ شَوّهَ خَلقَهُ قَبلَ إِدخَالِهِ النّارَ يَا ابنَ عَبّاسٍ لَا تَشُكّ فِي عَلِيّ فَإِنّ الشّكّ فِيهِ كُفرٌ يُخرِجُ عَنِ الإِيمَانِ وَ يُوجِبُ الخُلُودَ فِي النّارِ

ل ،[الخصال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُوسَي بنِ هَارُونَ المفُتيِ‌ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ العرَزمَيِ‌ّ إِلَي قَولِهِ إِلَي مَا نَظَرتُ إِلَيهِ ثُمّ قَالَ وَ الحَدِيثُ طَوِيلٌ


صفحه : 323

13-ل ،[الخصال ] ابنُ إِدرِيسَ عَن أَبِيهِ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ الراّزيِ‌ّ عَنِ ابنِ أَبِي عُثمَانَ عَن مُوسَي بنِ بَكرٍ عَن أَبِي الحَسَنِ الأَوّلِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي اختَارَ مِنَ الأَنبِيَاءِ أَربَعَةً لِلسّيفِ اِبرَاهِيمَ وَ دَاوُدَ وَ مُوسَي وَ أَنَا الخَبَرَ

14-ل ،[الخصال ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ وَ سَعدٍ مَعاً عَنِ ابنِ عِيسَي وَ البرَقيِ‌ّ مَعاً عَن مُحَمّدٍ البرَقيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي الجَارُودِ عَن سَعِيدِ بنِ جُبَيرٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أُعطِيتُ خَمساً لَم يُعطَهَا أَحَدٌ قبَليِ‌ جُعِلَت لِيَ الأَرضُ مَسجِداً وَ طَهُوراً وَ نُصِرتُ بِالرّعبِ وَ أُحِلّ لِيَ المَغنَمُ وَ أُعطِيتُ جَوَامِعَ الكَلِمِ وَ أُعطِيتُ الشّفَاعَةَ

15- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَن عُمَرَ بنِ مُحَمّدٍ الزّيّاتِ عَن عَلِيّ بنِ عَبّاسٍ عَن أَحمَدَ بنِ مَنصُورٍ الرقّاَديِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ مُصعَبٍ عَنِ الأوَزاَعيِ‌ّ عَن شَدّادٍ أَبِي عَمّارٍ عَن وَاثِلَةَ بنِ الأَصقَعِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ اللّهَ اصطَفَي إِسمَاعِيلَ مِن وُلدِ اِبرَاهِيمَ وَ اصطَفَي كِنَانَةَ مِن بنَيِ‌ إِسمَاعِيلَ وَ اصطَفَي قُرَيشاً مِن بنَيِ‌ كِنَانَةَ وَ اصطَفَي هَاشِماً مِن قُرَيشٍ وَ اصطفَاَنيِ‌ مِن هَاشِمٍ

16- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن مُحَمّدِ بنِ مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ عَن عَبدِ السّلَامِ بنِ عَبدِ الحَمِيدِ إِمَامِ حَرّانٍ عَن مُوسَي بنِ أَعيَنَ قَالَ أَبُو المُفَضّلِ وَ حدَثّنَيِ‌ نَصرُ بنُ الجَهمِ عَن مُحَمّدِ


صفحه : 324

بنِ مُسلِمِ بنِ وَارَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمِ بنِ أَعيَنَ عَن أَبِيهِ عَن عَطَاءِ بنِ السّائِبِ عَن أَبِي جَعفَرٍ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم أَجمَعِينَ عَنِ النّبِيّص قَالَ أُعطِيتُ خَمساً لَم يُعطَهُنّ نبَيِ‌ّ كَانَ قبَليِ‌ أُرسِلتُ إِلَي الأَبيَضِ وَ الأَسوَدِ وَ الأَحمَرِ وَ جُعِلَت لِيَ الأَرضُ مَسجِداً وَ نُصِرتُ بِالرّعبِ وَ أُحِلّت لِيَ الغَنَائِمُ وَ لَم تُحَلّ لِأَحَدٍ أَو قَالَ لنِبَيِ‌ّ قبَليِ‌ وَ أُعطِيتُ جَوَامِعَ الكَلِمِ قَالَ عَطَاءٌ فَسَأَلتُ أَبَا جَعفَرٍ ع قُلتُ مَا جَوَامِعُ الكَلِمِ قَالَ القُرآنُ قَالَ أَبُو المُفَضّلِ هَذَا حَدِيثُ حَرّانٍ وَ لَم يُحَدّث بِهِ فِي هَذَا الطّرِيقِ إِلّا مُوسَي بنُ جَعفَرٍ الحرَاّنيِ‌ّ

أقول الأبواب مشحونة بأخبار فضائله ص و قدمر خبر جابر في باب أسمائه ص في ذلك

17- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] ابنُ بُسرَانَ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ مُحَمّدٍ الصّفّارِ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَرَفَةَ عَن هَاشِمِ بنِ القَاسِمِ عَن سُلَيمَانَ بنِ المُغِيرَةِ عَن ثَابِتٍ البنُاَنيِ‌ّ عَن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص آتيِ‌ يَومَ القِيَامَةِ بَابَ الجَنّةِ فَأَستَفتِحُ فَيَقُولُ الخَازِنُ مَن أَنتَ


صفحه : 325

فَأَقُولُ أَنَا مُحَمّدٌ فَيَقُولُ بِكَ أُمِرتُ أَن لَا أَفتَحَ لِأَحَدٍ قَبلَكَ

18-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن زُرَارَةَ وَ حُمرَانَ عَن أَبِي جَعفَرٍ وَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إنِيّ‌ أَوحَيتُ إِلَيكَ كَمَا أَوحَيتُ إِلَي نُوحٍ وَ النّبِيّينَ مِن بَعدِهِ فَجُمِعَ لَهُ كُلّ وحَي‌ٍ

بيان في القرآن إِنّا أَوحَينا إِلَيكَ كَما أَوحَينا ولعل في قراءتهم ع كان هكذا أونقل للآية بالمعني والغرض أن المراد بالتشبيه التشبيه الكامل فكل ماأوحي‌ إليهم أوحي‌ إليه ص

19-جا،[المجالس للمفيد]المرَاَغيِ‌ّ عَن عَبدِ الكَرِيمِ بنِ مُحَمّدٍ عَن عُثمَانَ بنِ أَبِي شَيبَةَ عَن مُصعَبٍ عَنِ الأوَزاَعيِ‌ّ عَن شَدّادٍ أَبِي عَمّارٍ عَن وَاثِلَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ اللّهَ اصطَفَي مِن وُلدِ اِبرَاهِيمَ إِسمَاعِيلَ وَ اصطَفَي مِن إِسمَاعِيلَ كِنَانَةَ وَ اصطَفَي مِن كِنَانَةَ قُرَيشاً وَ اصطَفَي مِن قُرَيشٍ بنَيِ‌ هَاشِمٍ وَ اصطفَاَنيِ‌ مِن بنَيِ‌ هَاشِمٍ

20-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي دَارِمٍ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ عَنِ النّبِيّص قَالَ أَنَا خَاتَمُ النّبِيّينَ وَ عَلِيّ خَاتَمُ الوَصِيّينَ

21-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِالأَسَانِيدِ الثّلَاثَةِ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَنَا سَيّدُ وُلدِ آدَمَ وَ لَا فَخرَ


صفحه : 326

22- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] أَبُو عَمرٍو عَبدُ الوَاحِدِ بنُ مُحَمّدِ بنِ مهَديِ‌ّ عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَنِ الحَسَنِ بنِ جَعفَرِ بنِ مِدرَارٍ عَن عَمّهِ طَاهِرٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَمّارٍ عَن عَمرِو بنِ مُرّةَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحَارِثِ عَن عَلِيّ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَنَا سَيّدُ وُلدِ آدَمَ يَومَ القِيَامَةِ وَ لَا فَخرَ وَ أَنَا أَوّلُ مَن تَنشَقّ الأَرضُ عَنهُ وَ لَا فَخرَ وَ أَنَا أَوّلُ شَافِعٍ وَ أَوّلُ مُشَفّعٍ

23-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن مَنصُورِ بنِ حَازِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَم يَزَل رَسُولُ اللّهِص يَقُولُإنِيّ‌ أَخافُ إِن عَصَيتُ ربَيّ‌ عَذابَ يَومٍ عَظِيمٍ حَتّي نَزَلَت سُورَةُ الفَتحِ فَلَم يَعُد إِلَي ذَلِكَ الكَلَامِ

بيان إنما لم يعدص إلي هذاالقول لقوله تعالي لِيَغفِرَ لَكَ اللّهُ ما تَقَدّمَ مِن ذَنبِكَ وَ ما تَأَخّرَ

24-ل ،[الخصال ]إِسمَاعِيلُ بنُ مَنصُورٍ القَصّارُ عَن مُحَمّدِ بنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ العلَوَيِ‌ّ عَن سُلَيمَانَ بنِ عَبدِ اللّهِ الدمّشَقيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ أَبَانٍ عَن عَبدِ العَزِيزِ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُوسَي بنِ عُبَيدَةَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ دِينَارٍ عَن أُمّ هاَنيِ‌ بِنتِ أَبِي طَالِبٍ قَالَت قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَظهَرَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي الإِسلَامَ عَلَي يدَيِ‌ وَ أَنزَلَ الفُرقَانَ عَلَيّ وَ فَتَحَ الكَعبَةَ عَلَي يدَيِ‌ وَ فضَلّنَيِ‌ عَلَي جَمِيعِ خَلقِهِ وَ جعَلَنَيِ‌ فِي الدّنيَا سَيّدَ وُلدِ آدَمَ وَ فِي الآخِرَةِ زَينَ القِيَامَةِ وَ حَرّمَ دُخُولَ الجَنّةِ عَلَي الأَنبِيَاءِ حَتّي أَدخُلَهَا أَنَا وَ حَرّمَهَا عَلَي أُمَمِهِم حَتّي تَدخُلَهَا أمُتّيِ‌ وَ جَعَلَ الخِلَافَةَ فِي أَهلِ بيَتيِ‌ مِن بعَديِ‌ إِلَي النّفخِ فِي الصّورِ فَمَن كَفَرَ بِمَا أَقُولُ فَقَد كَفَرَ بِاللّهِ العَظِيمِ


صفحه : 327

25-ج ،[الإحتجاج ] عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَخَرَجَ مِنَ المَدِينَةِ أَربَعُونَ رَجُلًا مِنَ اليَهُودِ قَالُوا انطَلِقُوا بِنَا إِلَي هَذَا الكَاهِنِ الكَذّابِ حَتّي نُوَبّخَهُ فِي وَجهِهِ وَ نُكَذّبَهُ بِأَنّهُ يَقُولُ أَنَا رَسُولُ اللّهِ رَبّ العَالَمِينَ فَكَيفَ يَكُونُ رَسُولًا وَ آدَمُ خَيرٌ مِنهُ وَ نُوحٌ خَيرٌ مِنهُ وَ ذَكَرُوا الأَنبِيَاءَ ع فَقَالَ النّبِيّص لِعَبدِ اللّهِ بنِ سَلَامٍ التّورَاةُ بيَنيِ‌ وَ بَينَكُم فَرَضِيَتِ اليَهُودُ بِالتّورَاةِ فَقَالَتِ اليَهُودُ آدَمُ خَيرٌ مِنكَ لِأَنّ اللّهَ تَعَالَي خَلَقَهُ بِيَدِهِوَ نَفَخَ فِيهِ مِن رُوحِهِ فَقَالَ النّبِيّص آدَمُ النّبِيّ أَبِي وَ قَد أُعطِيتُ أَنَا أَفضَلَ مِمّا أعُطيِ‌َ آدَمُ فَقَالَتِ اليَهُودُ وَ مَا ذَاكَ قَالَ إِنّ المنُاَديِ‌ ينُاَديِ‌ كُلّ يَومٍ خَمسَ مَرّاتٍ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ وَ لَم يَقُل آدَمُ رَسُولُ اللّهِ وَ لِوَاءَ الحَمدِ بيِدَيِ‌ يَومَ القِيَامَةِ وَ لَيسَ بِيَدِ آدَمَ فَقَالَتِ اليَهُودُ صَدَقتَ يَا مُحَمّدُ وَ هُوَ مَكتُوبٌ فِي التّورَاةِ قَالَ هَذِهِ وَاحِدَةٌ قَالَتِ اليَهُودُ مُوسَي خَيرٌ مِنكَ قَالَ النّبِيّص وَ لِمَ قَالُوا لِأَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ كَلّمَهُ بِأَربَعَةِ آلَافِ كَلِمَةٍ وَ لَم يُكَلّمكَ بشِيَ‌ءٍ فَقَالَ النّبِيّص لَقَد أُعطِيتُ أَنَا أَفضَلَ مِن ذَلِكَ قَالُوا وَ مَا ذَاكَ قَالَ قَولُهُ عَزّ وَ جَلّسُبحانَ ألّذِي أَسري بِعَبدِهِ لَيلًا مِنَ المَسجِدِ الحَرامِ إِلَي المَسجِدِ الأَقصَي ألّذِي بارَكنا حَولَهُ وَ حُمِلتُ عَلَي جَنَاحِ جَبرَئِيلَ ع حَتّي انتَهَيتُ إِلَي السّمَاءِ السّابِعَةِ فَجَاوَزتُ سِدرَةَ المُنتَهَيعِندَها جَنّةُ المَأوي حَتّي تَعَلّقتُ بِسَاقِ العَرشِ فَنُودِيتُ مِن سَاقِ العَرشِ إنِيّ‌ أَنَا اللّهُ لَا إِلَهَ إِلّا أَنَا السّلَامُ المُؤمِنُ المُهَيمِنُ العَزِيزُ الجَبّارُ المُتَكَبّرُ الرّءُوفُ الرّحِيمُ وَ رَأَيتُهُ بقِلَبيِ‌ وَ مَا رَأَيتُهُ بعِيَنيِ‌ فَهَذَا أَفضَلُ مِن ذَلِكَ فَقَالَتِ اليَهُودُ صَدَقتَ يَا مُحَمّدُ وَ هُوَ مَكتُوبٌ فِي التّورَاةِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص هَذَا اثنَانِ قَالُوا نُوحٌ خَيرٌ مِنكَ قَالَ النّبِيّص وَ لِمَ ذَلِكَ قَالُوا لِأَنّهُ رَكِبَ فِي السّفِينَةِ فَجَرَت عَلَي الجوُديِ‌ّ قَالَ النّبِيّص لَقَد أُعطِيتُ أَنَا أَفضَلَ مِن ذَلِكَ قَالُوا وَ مَا ذَاكَ قَالَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أعَطاَنيِ‌


صفحه : 328

نَهَراً فِي السّمَاءِ مَجرَاهُ مِن تَحتِ العَرشِ وَ عَلَيهِ أَلفُ أَلفِ قَصرٍ لَبِنَةٌ مِن ذَهَبٍ وَ لَبِنَةٌ مِن فِضّةٍ حَشِيشُهَا الزّعفَرَانُ وَ رُضَاضُهَا الدّرّ وَ اليَاقُوتُ وَ أَرضُهَا المِسكُ الأَبيَضُ فَذَاكَ خَيرٌ لِي وَ لأِمُتّيِ‌ وَ ذَلِكَ قَولُهُ تَعَالَيإِنّا أَعطَيناكَ الكَوثَرَقَالُوا صَدَقتَ يَا مُحَمّدُ وَ هُوَ مَكتُوبٌ فِي التّورَاةِ هَذَا خَيرٌ مِن ذَاكَ قَالَ النّبِيّص هَذِهِ ثَلَاثَةٌ قَالُوا اِبرَاهِيمُ خَيرٌ مِنكَ قَالَ وَ لِمَ ذَاكَ قَالُوا لِأَنّ اللّهِ اتّخَذَهُ خَلِيلًا قَالَ النّبِيّص إِن كَانَ اِبرَاهِيمُ خَلِيلَهُ فَأَنَا حَبِيبُهُ مُحَمّدٌ قَالُوا وَ لِمَ سُمّيتَ مُحَمّداً قَالَ سمَاّنيِ‌َ اللّهُ مُحَمّداً وَ شَقّ اسميِ‌ مِنِ اسمِهِ هُوَ المَحمُودُ وَ أَنَا مُحَمّدٌ وَ أمُتّيِ‌ الحَامِدُونَ قَالَتِ اليَهُودُ صَدَقتَ يَا مُحَمّدُ هَذَا خَيرٌ مِن ذَاكَ قَالَص هَذِهِ أَربَعَةٌ قَالَتِ اليَهُودُ عِيسَي خَيرٌ مِنكَ قَالَص وَ لِمَ ذَاكَ قَالُوا لِأَنّ عِيسَي ابنَ مَريَمَ ع كَانَ ذَاتَ يَومٍ بِعَقَبَةِ بَيتِ المَقدِسِ فَجَاءَتهُ الشّيَاطِينُ لِيَحمِلُوهُ فَأَمَرَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ جَبرَئِيلَ أَنِ اضرِب بِجَنَاحِكَ الأَيمَنِ وُجُوهَ الشّيَاطِينِ وَ ألقاهم [أَلقِهِم] فِي النّارِ فَضَرَبَ بِأَجنِحَتِهِ وُجُوهَهُم وَ أَلقَاهُم فِي النّارِ قَالَ النّبِيّص أَنَا أُعطِيتُ أَفضَلَ مِن ذَلِكَ قَالُوا وَ مَا هُوَ قَالَ أَقبَلتُ يَومَ بَدرٍ مِن قِتَالِ المُشرِكِينَ وَ أَنَا جَائِعٌ شَدِيدَ الجَوعِ فَلَمّا وَرَدتُ المَدِينَةَ استقَبلَتَنيِ‌ امرَأَةٌ يَهُودِيّةٌ وَ عَلَي رَأسِهَا جَفنَةٌ وَ فِي الجَفنَةِ جدَي‌ٌ مشَويِ‌ّ وَ فِي كُمّهَا شَيءٌ مِن سُكّرٍ فَقَالَتِ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي مَنَحَكَ السّلَامَةَ وَ أَعطَاكَ النّصرَ وَ الظّفَرَ عَلَي الأَعدَاءِ وَ إنِيّ‌ قَد كُنتُ نَذَرتُ لِلّهِ نَذراً إِن أَقبَلتَ سَالِماً غَانِماً مِن غَزَاةِ بَدرٍ لَأَذبَحَنّ هَذَا الجدَي‌َ وَ لَأَشوِيَنّهُ وَ لَأَحمِلَنّهُ إِلَيكَ لِتَأكُلَهُ قَالَ النّبِيّص فَنَزَلتُ عَن بغَلتَيِ‌ الشّهبَاءِ فَضَرَبتُ بيِدَيِ‌ إِلَي الجدَي‌ِ لِآكُلَهُ فَاستَنطَقَ اللّهُ الجدَي‌َ فَاستَوَي عَلَي أَربَعِ قَوَائِمَ وَ قَالَ يَا مُحَمّدُ لَا تأَكلُنيِ‌ فإَنِيّ‌ مَسمُومٌ قَالُوا صَدَقتَ يَا مُحَمّدُ هَذَا خَيرٌ مِن ذَاكَ قَالَ النّبِيّص هَذِهِ خَمسَةٌ قَالُوا بَقِيَت وَاحِدَةٌ ثُمّ نَقُومُ مِن عِندِكَ قَالَ هَاتُوا قَالُوا سُلَيمَانُ خَيرٌ مِنكَ قَالَ وَ لِمَ ذَاكَ قَالُوا لِأَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ سَخّرَ لَهُ الشّيَاطِينَ وَ الإِنسَ وَ الجِنّ وَ الرّيَاحَ


صفحه : 329

وَ السّبَاعَ فَقَالَ النّبِيّص فَقَد سَخّرَ اللّهُ لِيَ البُرَاقَ وَ هُوَ خَيرٌ مِنَ الدّنيَا بِحَذَافِيرِهَا وَ هيِ‌َ دَابّةٌ مِن دَوَابّ الجَنّةِ وَجهُهَا مِثلُ وَجهِ آدمَيِ‌ّ وَ حَوَافِرُهَا مِثلُ حَوَافِرِ الخَيلِ وَ ذَنَبُهَا مِثلُ ذَنَبِ البَقَرِ فَوقَ الحِمَارِ وَ دُونَ البَغلِ سَرجُهُ مِن يَاقُوتَةٍ حَمرَاءَ وَ رِكَابُهُ مِن دُرّةٍ بَيضَاءَ مَزمُومَةٌ بِسَبعِينَ أَلفَ زِمَامٍ مِن ذَهَبٍ عَلَيهِ جَنَاحَانِ مُكَلّلَانِ بِالدّرّ وَ اليَاقُوتِ وَ الزّبَرجَدِ مَكتُوبٌ بَينَ عَينَيهِ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ قَالَتِ اليَهُودُ صَدَقتَ يَا مُحَمّدُ وَ هُوَ مَكتُوبٌ فِي التّورَاةِ هَذَا خَيرٌ مِن ذَاكَ يَا مُحَمّدُ نَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّكَ رَسُولُ اللّهِ قَالَ لَهُم رَسُولُ اللّهِ لَقَد أَقَامَ نُوحٌ فِي قَومِهِ وَ دَعَاهُمأَلفَ سَنَةٍ إِلّا خَمسِينَ عاماً ثُمّ وَصَفَهُمُ اللّهُ فَقَلّلَهُم فَقَالَوَ ما آمَنَ مَعَهُ إِلّا قَلِيلٌ وَ لَقَد تبَعِنَيِ‌ فِي سنِيِ‌ القَلِيلَةِ مَا لَم يَتبَع نُوحاً فِي طُولِ عُمُرِهِ وَ كِبَرِ سِنّهِ وَ إِنّ فِي الجَنّةِ عِشرِينَ وَ مِائَةَ أَلفِ صَفّ أمُتّيِ‌ مِنهَا ثَمَانُونَ صَفّاً وَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ جَعَلَ كتِاَبيِ‌َ المُهَيمِنَ عَلَي كُتُبِهِمُ النّاسِخَ لَهَا وَ لَقَد جِئتُ بِتَحلِيلِ مَا حَرّمُوا وَ بِتَحرِيمِ بَعضِ مَا حَلّلُوا مِن ذَلِكَ أَنّ مُوسَي جَاءَ بِتَحرِيمِ صَيدِ الحِيتَانِ يَومَ السّبتِ حَتّي إِنّ اللّهَ قَالَ لِمَنِ اعتَدَي مِنهُمكُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَفَكَانُوا وَ لَقَد جِئتُ بِتَحلِيلِ صَيدِهَا حَتّي صَارَ صَيدُهَا حَلَالًا قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّأُحِلّ لَكُم صَيدُ البَحرِ وَ طَعامُهُ مَتاعاً لَكُم وَ جِئتُ بِتَحلِيلِ الشّحُومِ كُلّهَا وَ كُنتُم لَا تَأكُلُونَهَا ثُمّ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ صَلّي عَلَيّ فِي كِتَابِهِ قَالَ اللّهُإِنّ اللّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَي النّبِيّ يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا صَلّوا عَلَيهِ وَ سَلّمُوا تَسلِيماً ثُمّ وصَفَنَيِ‌َ اللّهُ تَعَالَي بِالرّأفَةِ وَ الرّحمَةِ وَ ذَكَرَ


صفحه : 330

فِي كِتَابِهِلَقَد جاءَكُم رَسُولٌ مِن أَنفُسِكُم عَزِيزٌ عَلَيهِ ما عَنِتّم حَرِيصٌ عَلَيكُم بِالمُؤمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌفَأَنزَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَن لَا يكُلَمّوُنيِ‌ حَتّي يَتَصَدّقُوا بِصَدَقَةٍ وَ مَا كَانَ ذَلِكَ لنِبَيِ‌ّ قَطّ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيتُمُ الرّسُولَ فَقَدّمُوا بَينَ يدَيَ‌ نَجواكُم صَدَقَةً ثُمّ وَضَعَهَا عَنهُم بَعدَ أَن فَرَضَهَا عَلَيهِم بِرَحمَتِهِ

26-سن ،[المحاسن ] أَبُو إِسحَاقَ الثقّفَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ مَروَانَ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَمّن ذَكَرَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي أَعطَي مُحَمّداً شَرَائِعَ نُوحٍ وَ اِبرَاهِيمَ وَ مُوسَي وَ عِيسَي ع التّوحِيدَ وَ الإِخلَاصَ وَ خَلعَ الأَندَادِ وَ الفِطرَةَ الحَنِيفِيّةَ السّمحَةَ لَا رَهبَانِيّةَ وَ لَا سِيَاحَةَ أَحَلّ فِيهَا الطّيّبَاتِ وَ حَرّمَ فِيهَا الخَبِيثَاتِ وَ وَضَعَعَنهُم


صفحه : 331

إِصرَهُم وَ الأَغلالَ التّيِ‌ كانَت عَلَيهِمفَعَرّفَ فَضلَهُ بِذَلِكَ ثُمّ افتَرَضَ عَلَيهِ فِيهَا الصّلَاةَ وَ الزّكَاةَ وَ الصّيَامَ وَ الحَجّ وَ الأَمرَ بِالمَعرُوفِ وَ النهّي‌َ عَنِ المُنكَرِ وَ الحَلَالَ وَ الحَرَامَ وَ المَوَارِيثَ وَ الحُدُودَ وَ الفَرَائِضَ وَ الجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَ زَادَهُ الوُضُوءَ وَ فَضّلَهُ بِفَاتِحَةِ الكِتَابِ وَ بِخَوَاتِيمِ سُورَةِ البَقَرَةِ وَ المُفَصّلِ وَ أَحَلّ لَهُ المَغنَمَ وَ الفيَ‌ءَ وَ نَصَرَهُ بِالرّعبِ وَ جَعَلَ لَهُ الأَرضَ مَسجِداً وَ طَهُوراً وَ أَرسَلَهُ كَافّةً إِلَي الأَبيَضِ وَ الأَسوَدِ وَ الجِنّ وَ الإِنسِ وَ أَعطَاهُ الجِزيَةَ وَ أَسرَ المُشرِكِينَ وَ فِدَاهُم ثُمّ كُلّفَ مَا لَم يُكَلّف أَحَدٌ مِنَ الأَنبِيَاءِ أَنزَلَ عَلَيهِ سَيفاً مِنَ السّمَاءِ فِي غَيرِ غِمدٍ وَ قِيلَ لَهُفَقاتِل فِي سَبِيلِ اللّهِ لا تُكَلّفُ إِلّا نَفسَكَ

كا،[الكافي‌] علي عن أبيه عن البزنطي‌ والعدة عن البرقي‌ عن ابراهيم بن محمدالثقفي‌ عن محمد بن مروان جميعا عن أبان بن عثمان مثله بيان الظاهر أن المراد بالشرائع أصول الدين و قوله التوحيد والإخلاص وخلع الأنداد بيان لها والفطرة الحنيفية معطوف علي الشرائع وإنما خص ع ما به الاشتراك بهذه الثلاثة مع اشتراك كثير من العبادات بينه صلي الله عليه وآله وبينهم لاختلاف الكيفيات فيهادون هذه الثلاثة ويحتمل أن يكون المراد بهاالأصول وأصول الفروع المشتركة و إن اختلف في الخصوصيات والكيفيات وحينئذ يكون جميع تلك الفقرات إلي قوله ع وزاده بيانا للشرائع ويشكل بالرهبانية والسياحة إذ المشهور أن


صفحه : 332

عدمهما من خصائصه ص إلا أن يقال المراد عدم الوجوب و هومشترك أويقال إنهما لم يكونا في شريعة عيسي ع أيضا بل كانتا من مبتدعات أمته كمايومئ إليه قوله تعالي وَ رَهبانِيّةً ابتَدَعُوها ما كَتَبناها عَلَيهِم أويقال ذكر هذا من خصائصه ص بين الكلام لبيان الفرق و أماالجهاد فيمكن أن يكون واجبا علي عيسي ع بشرط لم يتحقق فلذا لم يجاهد والأول أظهر و إن كان قوله وزاده وفضله بالأخير أوفق والإصر بالكسر الذنب والثقل والمراد بالإصر والأغلال التكاليف الشاقة التي‌ كانت علي الأمم السالفة وخواتيم سورة البقرة من قوله تعالي آمَنَ الرّسُولُ إلي آخر السورة والمفصل من سورة محمد إلي آخر القرآن

27-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]فَارَقَ نَبِيّنَاص جَمَاعَةَ النّبِيّينَ بِمِائَةٍ وَ خَمسِينَ خَصلَةً مِنهَا فِي بَابِ النّبُوّةِ قَولَهُوَ خاتَمَ النّبِيّينَ وَ قَولَهُ أُعطِيتُ جَوَامِعَ الكَلِمِ وَ قَولَهُ أُرسِلتُ إِلَي الخَلقِ كَافّةً وَ بَقَاءَ دَولَتِهِلِيُظهِرَهُ عَلَي الدّينِ كُلّهِ وَ العَجزَ عَنِ الإِتيَانِ بِمِثلِ كِتَابِهِقُل لَئِنِ اجتَمَعَتِ الإِنسُ وَ الجِنّ وَ كَانَ مَمنُوعاً مِنَ الشّعرِ وَ رِوَايَتِهِوَ ما عَلّمناهُ الشّعرَ وَ تَسهِيلَ شَرِيعَتِهِما جَعَلَ عَلَيكُم فِي الدّينِ مِن حَرَجٍ وَ إِضعَافَ ثَوَابِ الطّاعَةِمَن جاءَ بِالحَسَنَةِ فَلَهُ عَشرُ أَمثالِها وَ رَفعَ العَذَابِوَ ما كانَ اللّهُ لِيُعَذّبَهُم وَ أَنتَ فِيهِم وَ فَرضَ مَحَبّةِ أَهلِ بَيتِهِقُل لا أَسئَلُكُم عَلَيهِ أَجراً وَ فِي بَابِ أُمّتِهِكُنتُم خَيرَ أُمّةٍهُوَ سَمّاكُمُ المُسلِمِينَإِنّمَا المُؤمِنُونَالّذِينَ اصطَفَينا مِن عِبادِناهُوَ اجتَباكُماللّهُ ولَيِ‌ّ الّذِينَ آمَنُواهُوَ ألّذِي يصُلَيّ‌ عَلَيكُم


صفحه : 333

وَ يَستَغفِرُونَ لِلّذِينَ آمَنُوايعَنيِ‌ المَلَائِكَةَ وَ إِفشَاءُ السّلَامِوَ إِذا جاءَكَ الّذِينَ يُؤمِنُونَ بِآياتِنا وَ فِي بَابِ الطّهَارَةِ كَمَالَ الوُضُوءِ وَ التّيَمّمَ وَ الِاستِنجَاءَ بِالحِجَارَةِ وَ أَنّ المَاءَ مُزِيلٌ لِلنّجَاسَاتِ وَ أَن لَا يُؤَثّرَ النّجَاسَةُ فِي المَاءِ الكَثِيرِ وَ قَولَهُ جُعِلَت لِيَ الأَرضُ مَسجِداً وَ تُرَابُهَا طَهُوراً وَ كَانَ يَنَامُ ثُمّ يصُلَيّ‌ وَ يَقُولُ تَنَامُ عيَنيِ‌ وَ لَا تَنَامُ قلَبيِ‌ وَ يُقَالُ فُرِضَ عَلَيهِ السّوَاكُ وَ هُوَ قَد سَنّهُ لَنَا وَ فِي بَابِ الصّلَاةِ الأَذَانَ وَ الإِقَامَةَ وَ الجُمُعَةَ وَ الجَمَاعَةَ وَ الرّكُوعَ وَ السّجدَتَينِ وَ التّشَهّدَ وَ السّلَامَ وَ صَلَاةَ اللّيلِ وَ الوَترِ وَ صَلَاةَ الكُسُوفَينِ وَ الِاستِسقَاءِ وَ صَلَاةَ العِشَاءِ الآخِرَةِ وَ فِي بَابِ الزّكَاةِ حُرّمَ عَلَيهِ الزّكَاةُ وَ الصّدَقَةُ وَ هَدِيّةُ الكَافِرِ وَ أُحِلّ لَهُ الخُمُسُ وَ الأَنفَالُ وَ الغَنِيمَةُ وَ جُعِلَ زَكَاةُ المَالِ رُبُعَ الخُمُسِ لَا رُبُعَ المَالِ وَ فِي بَابِ الصّيَامِشَهرُ رَمَضانَ ألّذِي أُنزِلَ فِيهِ القُرآنُ وَ لَيلَةَ القَدرِ وَ العِيدَينِ وَ تَحلِيلَ الطّعَامِ وَ الشّرَابِ وَ اللّمسِ لَيَالِ[ليَاَليِ‌َ]الصّيَامِ إِلَي وَقتِ الصّبحِ وَ حُرّمَ صَومُ الوِصَالِ وَ قَالُوا أُبِيحَ لَهُ الوِصَالُ فِي الصّومِ وَ كُتِبَ عَلَيهِ الأُضحِيّةُ وَ سَنّهَا لَنَا وَ كَذَلِكَ الفِطرَةُ عَلَي وَجهٍ وَ فِي بَابِ الحَجّ يُقَالُ أُحِلّ لَهُ دُخُولُ مَكّةَ بِغَيرِ إِحرَامٍ وَ عَقدُ النّكَاحِ وَ هُوَ مُحرِمٌ وَ فِي بَابِ الجِهَادِيُمدِدكُم رَبّكُم وَ قَولَهُ نُصِرتُ بِالرّعبِ وَ أُحِلّت لِيَ الغَنَائِمُ وَ كَانَ إِذَا لَبِسَ لَأمَتَهُ لَم يَنزِعهَا حَتّي يُقَاتِلَ وَ لَا يَرجِعُ إِذَا خَرَجَ وَ لَا يَنهَزِمُ إِذَا لقَيِ‌َ العَدُوّ وَ إِن كَثُرُوا عَلَيهِ وَ أَنّهُ أَفرَسُ العَالَمِينَ وَ خُصّ بِالحِمَي وَ فِي بَابِ النّكَاحِ حُرّمَ عَلَيهِ نِكَاحُ الإِمَاءِ وَ الذّمّيّاتِ وَ الإِمسَاكُ بِمَن كُرِهَت نِكَاحُهُ وَ حُرّمَ أَزوَاجُهُ عَلَي الخَلقِ وَ خُصّ بِإِسقَاطِ المَهرِ وَ العَقدِ بِلَفظِ الهِبَةِ وَ العَدَدِ مَا شَاءَ بَعدَ


صفحه : 334

التّخيِيرِ وَ العَزلِ عَمّن أَرَادَ وَ كَانَ طَلَاقُهُ زَائِداً عَلَي طَلَاقِ أُمّتِهِ وَ الوَاحِدَةُ مِن نِسَائِهِ إِذَا أَتَت بِفَاحِشَةٍ ضُعّفَ لَهَا العَذَابُ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِلا يَحِلّ لَكَ النّساءُ مِن بَعدُيعَنيِ‌ قَولَهُحُرّمَت عَلَيكُم أُمّهاتُكُمالآيَةَ وَ فِي بَابِ الأَحكَامِ تَخفِيفَ الأَمرِ عَلَي أُمّتِهِ وَ القُربَانَ بِغَيرِ الفَضِيحَةِ وَ تَيسِيرَ التّوبَةِ بِغَيرِ القَتلِ وَ سَترَ المَعصِيَةِ عَلَي المُذنِبِ وَ رَفعَ الخَطَاءِ وَ النّسيَانِ وَ مَا استُكرِهَ عَلَيهِ وَ التّخيِيرَ بَينَ القِصَاصِ وَ الدّيَةِ وَ العَفوِ وَ الفَرقَ بَينَ الخَطَاءِ وَ العَمدِ وَ التّوبَةَ مِنَ الذّنبِ دُونَ إِبَانَةِ العُضوِ وَ تَحلِيلَ مُجَالَسَةِ الحَائِضِ وَ الِانتِفَاعِ بِمَا نَالَتهُ وَ تَحلِيلَ تَزوِيجِ نِسَاءِ أَهلِ الكِتَابِ لِأُمّتِهِ وَ فِي بَابِ الآدَابِ لَم يَكُن لَهُ خَائِنَةُ الأَعيُنِ يعَنيِ‌ الغَمزَ بِالعَينِ وَ الرّمزَ بِاليَدِ وَ حُرّمَ عَلَيهِ أَكلُ الثّومِ عَلَي وَجهٍ وَ فِي بَابِ الآخِرَةِ وَ ذَلِكَ أَنّهُ أَوّلُ مَن تَنشَقّ عَنهُ الأَرضُ وَ أَوّلُ مَن يَدخُلُ الجَنّةَ وَ أَنّهُ يَشهَدُ لِجَمِيعِ الأَنبِيَاءِ بِالأَدَاءِ وَ لَهُ الشّفَاعَةُ وَ لِوَاءُ الحَمدِ وَ الحَوضُ وَ الكَوثَرُ وَ يَسأَلُ فِي غَيرِهِ يَومَ القِيَامَةِ وَ كُلّ النّاسِ يَسأَلُونَ فِي أَنفُسِهِم وَ أَنّهُ أَرفَعُ النّبِيّينَ دَرَجَةً وَ أَكثَرُهُم أُمّةً

28-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] كَانَ لَهُ اثنَتَانِ وَ عِشرُونَ خَاصِيَةً كَانَ أَحسَنَ الخَلَائِقِألّذِي خَلَقَكَ فَسَوّاكَ وَ أَجمَلَهُملَقَد خَلَقنَا الإِنسانَ فِي أَحسَنِ تَقوِيمٍ وَ أَطهَرَهُمطه ما أَنزَلنا وَ أَفضَلَهُموَ كانَ فَضلُ اللّهِ عَلَيكَ عَظِيماً وَ أَعَزّهُملَقَد جاءَكُم رَسُولٌ


صفحه : 335

وَ أَشرَفَهُمإِنّا أَرسَلناكَ وَ أَظهَرَ مُعجِزَةًقُل لَئِنِ اجتَمَعَتِ الإِنسُ وَ الجِنّ وَ أَهيَبَ النّاسِسنَلُقيِ‌ فِي قُلُوبِ الّذِينَ وَ أَكمَلَهُم سَعَادَةًعَسي أَن يَبعَثَكَ رَبّكَ وَ أَكرَمَهُم كَرَامَةًسُبحانَ ألّذِي أَسري وَ أَقرَبَهُم مَنزِلَةًثُمّ دَنا فَتَدَلّي وَ أَقوَاهُم نُصرَةًوَ يَنصُرَكَ اللّهُ نَصراً وَ أَصَحّهُم رُؤيَالَقَد صَدَقَ اللّهُ رَسُولَهُ الرّؤيا وَ أَكمَلَهُم رِسَالَةًاللّهُ نَزّلَ أَحسَنَ الحَدِيثِ وَ أَحسَنَهُم دَعوَةًفَبَشّر عِبادِ الّذِينَ وَ أَعصَمَهُم عِصمَةًوَ اللّهُ يَعصِمُكَ وَ أَبعَدَهُم صِيتاًوَ رَفَعنا لَكَ ذِكرَكَ وَ أَحسَنَهُم خُلُقاًوَ إِنّكَ لَعَلي خُلُقٍ وَ أَبقَاهُم وِلَايَةًلِيُظهِرَهُ عَلَي الدّينِ كُلّهِ وَ أَعلَاهُم خَاصِيَةًلَعَمرُكَ وَ أَجَلّهُم خَلِيفَةًإِنّما وَلِيّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الّذِينَ آمَنُوا وَ أَطهَرَهُم أَولَاداًإِنّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرّجسَ وَ إِنّ اللّهَ تَعَالَي وَضَعَ ثَلَاثَةَ أَشيَاءَ عَلَي هَوَي الرّسُولِ الصّلَاةَوَ مِن آناءِ اللّيلِ فَسَبّح وَ أَطرافَ النّهارِ وَ الشّفَاعَةَوَ لَسَوفَ يُعطِيكَ رَبّكَ وَ القِبلَةَفَلَنُوَلّيَنّكَ قِبلَةًكَقَولِ النّاسِ مِن حُبّ فُلَانٍ لِفُلَانٍ أَنّهُ إِن أَمَرَهُ بِتَحوِيلِ القِبلَةِ لَحَوّلَهَا وَ أَعطَي التّورَاةَ لِمُوسَي ع وَ الإِنجِيلَ لِعِيسَي ع وَ الزّبُورَ لِدَاوُدَ ع وَ قَالَ النّبِيّص أُوتِيتُ السّبعَ الطّوَالَ مَكَانَ التّورَاةِ وَ المِئِينَ مَكَانَ الإِنجِيلِ وَ المثَاَنيِ‌َ مَكَانَ الزّبُورِ وَ فضَلّنَيِ‌ ربَيّ‌ بِالمُفَصّلِ وَ إِنّهُ


صفحه : 336

شَارَكَهُ مَعَ نَفسِهِ فِي عَشَرَةِ مَوَاضِعَوَ لِلّهِ العِزّةُ وَ لِرَسُولِهِأَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرّسُولَوَ مَن يَعصِ اللّهَ وَ رَسُولَهُإِنّ الّذِينَ يُؤذُونَ اللّهَ وَ رَسُولَهُاستَجِيبُوا لِلّهِ وَ لِلرّسُولِوَ يَنصُرُونَ اللّهَ وَ رَسُولَهُإِذا نَصَحُوا لِلّهِ وَ رَسُولِهِفَأذَنُوا بِحَربٍ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِفَآمِنُوا بِاللّهِ وَ رَسُولِهِوَ مَن يَتَوَلّ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ مِن جَلَالَةِ قَدرِهِ أَنّ اللّهَ نَسَخَ بِشَرِيعَتِهِ سَائِرَ الشّرَائِعِ وَ لَم يَنسَخ شَرِيعَتَهُ وَ نَهَي الخَلقَ أَن يَدعُوهُ بِاسمِهِلا تَجعَلُوا دُعاءَ الرّسُولِ بَينَكُم كَدُعاءِ بَعضِكُم بَعضاً وَ إِنّمَا كَانَ ينَبغَيِ‌ أَن يُدعَي لَهُ يَا أَيّهَا الرّسُولُ يَا أَيّهَا النّبِيّ وَ لَم يَأذَن بِالجَهرِ عَلَيهِيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لا تَرفَعُوا أَصواتَكُم فَوقَ صَوتِ النّبِيّ وَ إِنّ اللّهَ تَعَالَي أَرسَلَ سَائِرَ الأَنبِيَاءِ إِلَي طَائِفَةٍ دُونَ أُخرَي قَولُهُوَ ما أَرسَلنا مِن رَسُولٍ إِلّا بِلِسانِ قَومِهِ كَمَا قَالَ


صفحه : 337

إِنّا أَرسَلنا نُوحاً إِلي قَومِهِوَ إِلي عادٍ أَخاهُم هُوداًوَ إِلي ثَمُودَ أَخاهُم صالِحاًقَريَةٌ وَاحِدَةٌ لَم يَكمُل[تَكمُل] له أَربَعِينَ بَيتاًوَ إِلي مَديَنَ أَخاهُم شُعَيباً وَ لَم تَكمُل أَربَعِينَ بَيتاًثُمّ أَرسَلنا مُوسي وَ أَخاهُ هارُونَ إِلَي مِصرَ وَحدَهَا وَ أَرسَلَ اِبرَاهِيمَ ع بِكُوثَي وَ هيِ‌َ قَريَةٌ مِنَ السّوَادِ وَ كَانَ بَعدَهُ لِإِسحَاقَ ع وَ يَعقُوبَ ع فِي أَرضِ كَنعَانَ وَ يُوسُفَ ع فِي أَرضِ مِصرَ وَ يُوشَعَ ع إِلَي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فِي البَرّيّةِ وَ إِليَاسَ ع فِي الجِبَالِ وَ أَرسَلَ نَبِيّنَاص إِلَي النّاسِ كَافّةً قَولُهُنَذِيراً لِلبَشَرِ وَ إِلَي الجِنّ أَيضاً قَولُهُوَ إِذ صَرَفنا إِلَيكَ نَفَراً مِنَ الجِنّ وَ إِلَي الشّيَاطِينِ أَيضاً قَالَص إِنّ اللّهَ أعَاَننَيِ‌ عَلَي شَيطَانٍ حَتّي أَسلَمَ عَلَي يدَيَ‌ّ قَولُهُوَ ما أَرسَلناكَ إِلّا كَافّةً وَ قَالَ قَولُهُص بُعِثتُ إِلَي الأَحمَرِ وَ الأَسوَدِ وَ الأَبيَضِ وَ قَالَص بُعِثتُ إِلَي الثّقَلَينِ وَ إِنّهُ عَلّقَ خَمسَةَ أَشيَاءَ بِاتّبَاعِهِ المَحَبّةَفاَتبّعِوُنيِ‌ يُحبِبكُمُ اللّهُ وَ يَغفِر لَكُم ذُنُوبَكُم


صفحه : 338

وَ الفَلَاحَ فَاتّبِعُوهُ لَعَلّكُم تُفلِحُونَ وَ الهِدَايَةَفَمَنِ اتّبَعَ هدُاي‌َ فَلا يَضِلّ وَ لا يَشقي وَ الرّحمَةَفَسَأَكتُبُها لِلّذِينَالآيَةَ وَ إِنّهُ مَدَحَ كُلّ عُضوٍ مِن أَعضَائِهِ نَفسَهُلا تُكَلّفُ إِلّا نَفسَكَرَأسَهُيا أَيّهَا المُدّثّرُشَعرَهُوَ اللّيلِ إِذا سَجيعَينَهُوَ لا تَمُدّنّ عَينَيكَبَصَرَهُما زاغَ البَصَرُأُذُنَهُوَ يَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌلِسَانَهُفَإِنّما يَسّرناهُ بِلِسانِكَكَلَامَهُوَ ما يَنطِقُ عَنِ الهَويوَجهَهُقَد نَري تَقَلّبَ وَجهِكَخَدّهُوَ لا تُصَعّر خَدّكَفُؤَادَهُما كَذَبَ الفُؤادُقَلبَهُعَلي


صفحه : 339

قَلبِكَ

صَدرَهُأَ لَم نَشرَح لَكَ صَدرَكَظَهرَهُألّذِي أَنقَضَ ظَهرَكَيَدَهُوَ لا تَجعَل يَدَكَقِيَامَهُحِينَ تَقُومُصَوتَهُفَوقَ صَوتِ النّبِيّرِجلَهُطه ما أَنزَلنايعَنيِ‌ طَأِ الأَرضَ بِقَدَمَيكَ رُوحَهُلَعَمرُكَ إِنّهُم لفَيِ‌ سَكرَتِهِم يَعمَهُونَخُلُقَهُوَ إِنّكَ لَعَلي خُلُقٍ عَظِيمٍثَوبَهُوَ ثِيابَكَ فَطَهّرعِلمَهُوَ عَلّمَكَ ما لَم تَكُن تَعلَمُصَلَاتَهُفَتَهَجّد بِهِ نافِلَةً لَكَصَومَهُإِنّ لَكَ فِي النّهارِكِتَابَهُوَ إِنّهُ لَكِتابٌ عَزِيزٌدِينَهُدِينَهُمُ ألّذِي ارتَضي لَهُمأُمّتَهُكُنتُم خَيرَ أُمّةٍقِبلَتَهُفَلَنُوَلّيَنّكَ قِبلَةًبَلَدَهُلا أُقسِمُ بِهذَا البَلَدِقَضَايَاهُإِذا قَضَي اللّهُ وَ رَسُولُهُجُندَهُوَ العادِياتِ ضَبحاًعِزّتَهُوَ لِلّهِ العِزّةُ وَ لِرَسُولِهِعِصمَتَهُوَ اللّهُ يَعصِمُكَ مِنَ النّاسِشَفَاعَتَهُلَعَلّكَ تَرضيصَلَابَتَهُبَراءَةٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِوَصِيّهُإِنّما وَلِيّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ أَهلَ بَيتِهِلِيُذهِبَ عَنكُمُ الرّجسَ أَهلَ البَيتِ


صفحه : 340

29-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن سُلَيمَانَ بنِ خَالِدٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع قَولَ النّاسِ لعِلَيِ‌ّ ع إِن كَانَ لَهُ حَقّ فَمَا مَنَعَهُ أَن يَقُومَ بِهِ قَالَ فَقَالَ إِنّ اللّهَ لَم يُكَلّف هَذَا إِلّا إِنسَاناً وَاحِداً رَسُولَ اللّهِص قَالَفَقاتِل فِي سَبِيلِ اللّهِ لا تُكَلّفُ إِلّا نَفسَكَ وَ حَرّضِ المُؤمِنِينَفَلَيسَ هَذَا إِلّا لِلرّسُولِ وَ قَالَ لِغَيرِهِإِلّا مُتَحَرّفاً لِقِتالٍ أَو مُتَحَيّزاً إِلي فِئَةٍفَلَم يَكُن يَومَئِذٍ فِئَةٌ يُعِينُونَهُ عَلَي أَمرِهِ

30-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن زَيدٍ الشّحّامِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ قَالَ مَا سُئِلَ رَسُولُ اللّهِص شَيئاً قَطّ فَقَالَ لَا إِن كَانَ عِندَهُ أَعطَاهُ وَ إِن لَم يَكُن عِندَهُ قَالَ يَكُونُ إِن شَاءَ اللّهُ وَ لَا كَافَأَ بِالسّيّئَةِ قَطّ وَ مَا أَلقَي سَرِيّةً مُذ نَزَلَت عَلَيهِفَقاتِل فِي سَبِيلِ اللّهِ لا تُكَلّفُ إِلّا نَفسَكَ إِلّا ولَيِ‌َ بِنَفسِهِ

31-شي‌،[تفسير العياشي‌]أَبَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع لَمّا نَزَلَت رَسُولَ اللّهِص لا تُكَلّفُ إِلّا نَفسَكَ قَالَ كَانَ أَشجَعُ النّاسِ مَن لَاذَ بِرَسُولِ اللّهِ عَلَيهِ وَ آلِهِ السّلَامُ

بيان أي كان ع بحيث يكون أشجع الناس من لحق به ولجأ إليه لأنه كان أقرب الناس وأجرأهم عليهم كماروي‌ عن أمير المؤمنين ع أنه كان يقول كنا إذااحمر البأس اتقينا برسول الله ص فما يكون أحد أقرب إلي العدو منه

32-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَنِ الثمّاَليِ‌ّ عَن عِيصٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ رَسُولُ اللّهِص كُلّفَ مَا لَم يُكَلّف أَحَدٌ أَن يُقَاتَلَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَحدَهُ وَ قَالَحَرّضِ المُؤمِنِينَ عَلَي القِتالِ وَ قَالَ إِنّمَا كُلّفتُمُ اليَسِيرَ مِنَ الأَمرِ أَن تَذكُرُوا اللّهَ


صفحه : 341

33-إِرشَادُ القُلُوبِ،بِالإِسنَادِ يَرفَعُهُ إِلَي الإِمَامِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ حدَثّنَيِ‌ أَبِي جَعفَرٌ عَن أَبِيهِ قَالَ حدَثّنَيِ‌ أَبِي عَلِيّ قَالَ حدَثّنَيِ‌ أَبِي الحُسَينُ بنُ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَبَينَمَا أَصحَابُ رَسُولِ اللّهِص جُلُوسٌ فِي مَسجِدِهِ بَعدَ وَفَاتِهِ ع يَتَذَاكَرُونَ فَضلَ رَسُولِ اللّهِص إِذ دَخَلَ عَلَينَا حِبرٌ مِن أَحبَارِ يَهُودِ أَهلِ الشّامِ قَد قَرَأَ التّورَاةَ وَ الإِنجِيلَ وَ الزّبُورَ وَ صُحُفَ اِبرَاهِيمَ وَ الأَنبِيَاءِ وَ عَرَفَ دَلَائِلَهُم فَسَلّمَ عَلَينَا وَ جَلَسَ ثُمّ لَبِثَ هُنَيئَةً[هُنَيهَةً] ثُمّ قَالَ يَا أُمّةَ مُحَمّدٍ مَا تَرَكتُم لنِبَيِ‌ّ دَرَجَةً وَ لَا لِمُرسَلٍ فَضِيلَةً إِلّا وَ قَد تَحَمّلتُمُوهَا لِنَبِيّكُم فَهَل عِندَكُم جَوَابٌ إِن أَنَا سَأَلتُكُم فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع سَل يَا أَخَا اليَهُودِ مَا أَحبَبتَ فإَنِيّ‌ أُجِيبُكَ عَن كُلّ مَا تَسأَلُ بِعَونِ اللّهِ تَعَالَي وَ مَنّهِ فَوَ اللّهِ مَا أَعطَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ نَبِيّاً وَ لَا مُرسَلًا دَرَجَةً وَ لَا فَضِيلَةً إِلّا وَ قَد جَمَعَهَا لِمُحَمّدٍص وَ زَادَهُ عَلَي الأَنبِيَاءِ وَ المُرسَلِينَ أَضعَافاً مُضَاعَفَةً وَ لَقَد كَانَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا ذَكَرَ لِنَفسِهِ فَضِيلَةً قَالَ وَ لَا فَخرَ وَ أَنَا أَذكُرُ لَكَ اليَومَ مِن فَضلِهِ مِن غَيرِ إِزرَاءٍ عَلَي أَحَدٍ مِنَ الأَنبِيَاءِ مَا يُقِرّ اللّهُ بِهِ أَعيُنَ المُؤمِنِينَ شُكراً لِلّهِ عَلَي مَا أَعطَي مُحَمّداًص الآنَ فَاعلَم يَا أَخَا اليَهُودِ إِنّهُ كَانَ مِن فَضلِهِ عِندَ رَبّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي وَ شَرَفِهِ مَا أَوجَبَ المَغفِرَةَ وَ العَفوَ لِمَن خَفَضَ الصّوتَ عِندَهُ فَقَالَ جَلّ ثَنَاؤُهُ فِي كِتَابِهِإِنّ الّذِينَ يَغُضّونَ أَصواتَهُم عِندَ رَسُولِ اللّهِ أُولئِكَ الّذِينَ امتَحَنَ اللّهُ قُلُوبَهُم لِلتّقوي لَهُم مَغفِرَةٌ وَ أَجرٌ عَظِيمٌ ثُمّ قَرَنَ طَاعَتَهُ بِطَاعَتِهِ فَقَالَمَن يُطِعِ الرّسُولَ فَقَد أَطاعَ اللّهَ ثُمّ قَرّبَهُ مِن قُلُوبِ المُؤمِنِينَ وَ حَبّبَهُ إِلَيهِم


صفحه : 342

وَ كَانَ يَقُولُص حبُيّ‌ خَالَطَ دِمَاءَ أمُتّيِ‌ فَهُم يؤُثرِوُنيّ‌ عَلَي الآبَاءِ وَ عَلَي الأُمّهَاتِ وَ عَلَي أَنفُسِهِم وَ لَقَد كَانَ أَقرَبَ النّاسِ وَ أَرأَفَهُم فَقَالَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيلَقَد جاءَكُم رَسُولٌ مِن أَنفُسِكُم عَزِيزٌ عَلَيهِ ما عَنِتّم حَرِيصٌ عَلَيكُم بِالمُؤمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ وَ قَالَ عَزّ وَ جَلّالنّبِيّ أَولي بِالمُؤمِنِينَ مِن أَنفُسِهِم وَ أَزواجُهُ أُمّهاتُهُم وَ اللّهِ لَقَد بَلَغَ مِن فَضلِهِص فِي الدّنيَا وَ مِن فَضلِهِص فِي الآخِرَةِ مَا تَقصُرُ عَنهُ الصّفَاتُ وَ لَكِن أُخبِرُكَ بِمَا يَحمِلُهُ قَلبُكَ وَ لَا يَدفَعُهُ عَقلُكَ وَ لَا تُنكِرُهُ بِعِلمٍ إِن كَانَ عِندَكَ لَقَد بَلَغَ مِن فَضلِهِص أَنّ أَهلَ النّارِ يَهتِفُونَ وَ يَصرُخُونَ بِأَصوَاتِهِم نَدَماً أَن لَا يَكُونُوا أَجَابُوهُ فِي الدّنيَا فَقَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّيَومَ تُقَلّبُ وُجُوهُهُم فِي النّارِ يَقُولُونَ يا لَيتَنا أَطَعنَا اللّهَ وَ أَطَعنَا الرّسُولَا وَ لَقَد ذَكَرَهُ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي مَعَ الرّسُلِ فَبَدَأَ بِهِ وَ هُوَ آخِرُهُم لِكَرَامَتِهِص فَقَالَ جَلّ ثَنَاؤُهُوَ إِذ أَخَذنا مِنَ النّبِيّينَ مِيثاقَهُم وَ مِنكَ وَ مِن نُوحٍ وَ قَالَإِنّا أَوحَينا إِلَيكَ كَما أَوحَينا إِلي نُوحٍ وَ النّبِيّينَ مِن بَعدِهِ وَ النّبِيّونَ قَبلَهُ فَبَدَأَ بِهِ وَ هُوَ آخِرُهُم وَ لَقَد فَضّلَهُ اللّهُ عَلَي جَمِيعِ الأَنبِيَاءِ وَ فَضّلَ أُمّتَهُ عَلَي جَمِيعِ الأُمَمِ فَقَالَ عَزّ وَ جَلّكُنتُم خَيرَ أُمّةٍ أُخرِجَت لِلنّاسِ تَأمُرُونَ بِالمَعرُوفِ وَ تَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ فَقَالَ اليهَوُديِ‌ّ إِنّ آدَمَ ع أَسجَدَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَهُ مَلَائِكَتَهُ فَهَل فَضّلَ لِمُحَمّدٍص مِثلَ ذَلِكَ فَقَالَ ع قَد كَانَ ذَلِكَ وَ لَئِن أَسجَدَ اللّهُ لآِدَمَ مَلَائِكَتَهُ فَإِنّ ذَلِكَ لِمَا أَودَعَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ صُلبَهُ مِنَ الأَنوَارِ وَ الشّرَفِ إِذ كَانَ هُوَ الوِعَاءَ وَ لَم يَكُن سُجُودُهُم عِبَادَةً لَهُ وَ إِنّمَا كَانَ سُجُودُهُم طَاعَةً لِأَمرِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ تَكرِمَةً وَ تَحِيّةً مِثلَ السّلَامِ مِنَ الإِنسَانِ عَلَي الإِنسَانِ وَ اعتِرَافاً لآِدَمَ ع بِالفَضِيلَةِ وَ قَد أَعطَي اللّهُ مُحَمّداًص أَفضَلَ مِن ذَلِكَ وَ هُوَ أَنّ اللّهَ صَلّي عَلَيهِ وَ أَمَرَ مَلَائِكَتَهُ أَن يُصَلّوا


صفحه : 343

عَلَيهِ وَ تَعَبّدَ جَمِيعَ خَلقِهِ بِالصّلَاةِ عَلَيهِ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ فَقَالَ جَلّ ثَنَاؤُهُإِنّ اللّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَي النّبِيّ يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا صَلّوا عَلَيهِ وَ سَلّمُوا تَسلِيماً فَلَا يصُلَيّ‌ عَلَيهِ أَحَدٌ فِي حَيَاتِهِ وَ لَا بَعدَ وَفَاتِهِ إِلّا صَلّي اللّهُ عَلَيهِ بِذَلِكَ عَشراً وَ أَعطَاهُ مِن الحَسَنَاتِ عَشراً بِكُلّ صَلَاةٍ صَلّي عَلَيهِ وَ لَا يصُلَيّ‌ عَلَيهِ أَحَدٌ بَعدَ وَفَاتِهِ إِلّا وَ هُوَ يَعلَمُ بِذَلِكَ وَ يَرُدّ عَلَي المصُلَيّ‌ وَ المُسَلّمِ مِثلَ ذَلِكَ ثُمّ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ جَعَلَ دُعَاءَ أُمّتِهِ فِيمَا يَسأَلُونَ رَبّهُم جَلّ ثَنَاؤُهُ مَوقُوفاً عَنِ الإِجَابَةِ حَتّي يُصَلّوا فِيهِ عَلَيهِص فَهَذَا أَكبَرُ وَ أَعظَمُ مِمّا أَعطَي اللّهُ آدَمَ ع وَ لَقَد أَنطَقَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ صُمّ الصّخُورِ وَ الشّجَرَ بِالسّلَامِ وَ التّحِيّةِ لَهُ وَ كُنّا نَمُرّ مَعَهُص فَلَا يَمُرّ بِشِعبٍ وَ لَا شَجَرٍ إِلّا قَالَت السّلَامُ عَلَيكَ يَا رَسُولَ اللّهِ تَحِيّةً لَهُ وَ إِقرَاراً بِنُبُوّتِهِص وَ زَادَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ تَكرِمَةً بِأَخذِ مِيثَاقِهِ قَبلَ النّبِيّينَ وَ أَخذِ مِيثَاقِ النّبِيّينَ بِالتّسلِيمِ وَ الرّضَا وَ التّصدِيقِ لَهُ فَقَالَ جَلّ ثَنَاؤُهُوَ إِذ أَخَذنا مِنَ النّبِيّينَ مِيثاقَهُم وَ مِنكَ وَ مِن نُوحٍ وَ اِبراهِيمَ وَ قَالَ عَزّ وَ جَلّوَ إِذ أَخَذَ اللّهُ مِيثاقَ النّبِيّينَ لَما آتَيتُكُم مِن كِتابٍ وَ حِكمَةٍ ثُمّ جاءَكُم رَسُولٌ مُصَدّقٌ لِما مَعَكُم لَتُؤمِنُنّ بِهِ وَ لَتَنصُرُنّهُ قالَ أَ أَقرَرتُم وَ أَخَذتُم عَلي ذلِكُم إصِريِ‌ قالُوا أَقرَرنا قالَ فَاشهَدُوا وَ أَنَا مَعَكُم مِنَ الشّاهِدِينَ وَ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّالنّبِيّ أَولي بِالمُؤمِنِينَ مِن أَنفُسِهِم وَ قَالَ اللّهُ تَعَالَيوَ رَفَعنا لَكَ ذِكرَكَ فَلَا يَرفَعُ رَافِعٌ صَوتَهُ بِكَلِمَةِ الإِخلَاصِ بِشَهَادَةِ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ حَتّي يَرفَعَ صَوتَهُ مَعَهَا بِأَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ فِي الأَذَانِ وَ الإِقَامَةِ وَ الصّلَاةِ وَ الأَعيَادِ وَ الجُمَعِ وَ مَوَاقِيتِ الحَجّ وَ فِي كُلّ خُطبَةٍ حَتّي فِي خُطَبِ النّكَاحِ وَ فِي الأَدعِيَةِ ثُمّ ذَكَرَ اليهَوُديِ‌ّ مَنَاقِبَ الأَنبِيَاءِ وَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يُثبِتُ للِنبّيِ‌ّص مَا هُوَ أَعظَمُ مِنهَا تَرَكنَا ذِكرَهَا طَلَباً


صفحه : 344

لِلِاختِصَارِ حَتّي وَصَلَ إِلَي أَن قَالَ اليهَوُديِ‌ّ فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ نَاجَي مُوسَي عَلَي جَبَلِ طُورِ سَينَاءَ بِثَلَاثِمِائَةٍ وَ ثَلَاثَ عَشرَةَ كَلِمَةً يَقُولُ لَهُ فِيهَايا مُوسي إنِيّ‌ أَنَا اللّهُفَهَل فَعَلَ بِمُحَمّدٍ شَيئاً مِن ذَلِكَ قَالَ عَلِيّ ع لَقَد كَانَ كَذَلِكَ وَ مُحَمّدٌص نَاجَاهُ اللّهُ جَلّ ثَنَاؤُهُ فَوقَ سَبعِ سَمَاوَاتٍ رَفَعَهُ عَلَيهِنّ فَنَاجَاهُ فِي مَوطِنَينِ أَحَدُهُمَاعِندَ سِدرَةِ المُنتَهي وَ كَانَ لَهُ هُنَاكَ مَقَامٌ مَحمُودٌ ثُمّ عَرَجَ بِهِ حَتّي انتَهَي إِلَي سَاقِ العَرشِ فَقَالَ عَزّ وَ جَلّثُمّ دَنا فَتَدَلّي وَ دَنّي لَهُ رَفرَفاً أَخضَرَ أغشي‌[غشُيِ‌َ] عَلَيهِ نُورٌ عَظِيمٌ حَتّي كَانَ فِي دُنُوّهِ كَقَابِ قَوسَينِ أَو أَدنَي وَ هُوَ مِقدَارُ مَا بَينَ الحَاجِبِ إِلَي الحَاجِبِ وَ نَاجَاهُ بِمَا ذَكَرَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِي كِتَابِهِ قَالَ تَعَالَيلِلّهِ ما فِي السّماواتِ وَ ما فِي الأَرضِ وَ إِن تُبدُوا ما فِي أَنفُسِكُم أَو تُخفُوهُ يُحاسِبكُم بِهِ اللّهُ فَيَغفِرُ لِمَن يَشاءُ وَ يُعَذّبُ مَن يَشاءُ وَ كَانَت هَذِهِ الآيَةُ قَد عُرِضَت عَلَي سَائِرِ الأُمَمِ مِن لَدُن آدَمَ إِلَي أَن بُعِثَ مُحَمّدٌص فَأَبَوا جَمِيعاً أَن يَقبَلُوهَا مِن ثِقلِهَا وَ قَبِلَهَا مُحَمّدٌ فَلَمّا رَأَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مِنهُ وَ مِن أُمّتِهِ القَبُولَ خَفّفَ عَنهُ ثِقلَهَا فَقَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّآمَنَ الرّسُولُ بِما أُنزِلَ إِلَيهِ مِن رَبّهِ ثُمّ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ تَكَرّمَ عَلَي مُحَمّدٍ وَ أَشفَقَ عَلَي أُمّتِهِ مِن تَشدِيدِ الآيَةِ التّيِ‌ قَبِلَهَا هُوَ وَ أُمّتُهُ فَأَجَابَ عَن نَفسِهِ وَ أُمّتِهِ فَقَالَوَ المُؤمِنُونَ كُلّ آمَنَ


صفحه : 345

بِاللّهِ وَ مَلائِكَتِهِ وَ كُتُبِهِ وَ رُسُلِهِ لا نُفَرّقُ بَينَ أَحَدٍ مِن رُسُلِهِ

فَقَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَهُمُ المَغفِرَةُ وَ الجَنّةُ إِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ فَقَالَ النّبِيّص سَمِعنا وَ أَطَعنا غُفرانَكَ رَبّنا وَ إِلَيكَ المَصِيرُيعَنيِ‌ المَرجِعَ فِي الآخِرَةِ فَأَجَابَهُ قَد فَعَلتُ بتِاَئبِيِ‌ أُمّتِكَ قَد أَوجَبتُ لَهُمُ المَغفِرَةَ ثُمّ قَالَ اللّهُ تَعَالَي أَمّا إِذَا قَبِلتَهَا أَنتَ وَ أُمّتُكَ وَ قَد كَانَت عُرِضَت مِن قَبلُ عَلَي الأَنبِيَاءِ وَ الأُمَمِ فَلَم يَقبَلُوهَا فَحَقّ عَلَيّ أَن أَرفَعَهَا عَن أُمّتِكَ فَقَالَ اللّهُ تَعَالَيلا يُكَلّفُ اللّهُ نَفساً إِلّا وُسعَها لَها ما كَسَبَت مِن خَيرٍوَ عَلَيها مَا اكتَسَبَت مِن شَرّ ثُمّ أَلهَمَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ نَبِيّهُ أَن قَالَرَبّنا لا تُؤاخِذنا إِن نَسِينا أَو أَخطَأنا فَقَالَ اللّهُ سُبحَانَهُ أَعطَيتُكَ لِكَرَامَتِكَ يَا مُحَمّدُ إِنّ الأُمَمَ السّالِفَةَ كَانُوا إِذَا نَسُوا مَا ذُكّرُوا فَتَحتُ عَلَيهِم أَبوَابَ عذَاَبيِ‌ وَ رَفَعتُ ذَلِكَ عَن أُمّتِكَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص رَبّنا وَ لا تَحمِل عَلَينا إِصراً كَما حَمَلتَهُ عَلَي الّذِينَ مِن قَبلِنايعَنيِ‌ بِالآصَارِ الشّدَائِدَ التّيِ‌ كَانَت عَلَي الأُمَمِ مِمّن كَانَ قَبلَ مُحَمّدٍ فَقَالَ عَزّ وَ جَلّ لَقَد رَفَعتُ عَن أُمّتِكَ الآصَارَ التّيِ‌ كَانَت عَلَي الأُمَمِ السّالِفَةِ وَ ذَلِكَ أنَيّ‌ جَعَلتُ عَلَي الأُمَمِ أَن لَا أَقبَلَ فِعلًا إِلّا فِي بِقَاعِ الأَرضِ التّيِ‌ اختَرتُهَا لَهُم وَ إِن بَعُدَت وَ قَد جَعَلتُ الأَرضَ لَكَ وَ لِأُمّتِكَ طَهُوراً وَ مَسجِداً فَهَذِهِ مِنَ الآصَارِ وَ قَد رَفَعتُهَا عَن أُمّتِكَ وَ قَد كَانَتِ الأُمَمُ السّالِفَةُ تَحمِلُ قَرَابِينَهَا عَلَي أَعنَاقِهَا إِلَي البَيتِ المَقدِسِ فَمَن قَبِلتُ ذَلِكَ مِنهُ أَرسَلتُ عَلَي قُربَانِهِ نَاراً تَأكُلهُ وَ إِن لَم أَقبَل ذَلِكَ مِنهُ رَجَعَ بِهِ مَثبُوراً وَ قَد جَعَلتُ قُربَانَ أُمّتِكَ فِي بُطُونِ فُقَرَائِهَا وَ مَسَاكِينِهَا فَمَن قَبِلتُ ذَلِكَ مِنهُ أُضَاعِفُ لَهُ الثّوَابَ أَضعَافاً مُضَاعَفَةً وَ إِن لَم أَقبَل ذَلِكَ مِنهُ رَفَعتُ عَنهُ بِهِ عُقُوبَاتِ الدّنيَا وَ قَد رَفَعتُ ذَلِكَ عَن أُمّتِكَ وَ هيِ‌َ مِنَ الآصَارِ التّيِ‌ كَانَت وَ كَانَتِ الأُمَمُ السّالِفَةُ مَفرُوضاً عَلَيهِم صَلَاتُهَا فِي كَبِدِ


صفحه : 346

اللّيلِ وَ أَنصَافِ النّهَارِ وَ هيِ‌َ مِنَ الشّدَائِدِ التّيِ‌ كَانَت وَ قَد رَفَعتُهَا عَن أُمّتِكَ وَ فَرَضتُ عَلَيهِم صَلَاتَهُم فِي أَطرَافِ اللّيلِ وَ النّهَارِ فِي أَوقَاتِ نَشَاطِهِم وَ كَانَتِ الأُمَمُ السّالِفَةُ مَفرُوضاً عَلَيهِم خَمسُونَ صَلَاةً فِي خَمسِينَ وَقتاً وَ هيِ‌َ مِنَ الآصَارِ التّيِ‌ كَانَت عَلَيهِم وَ قَد رَفَعتُهَا عَن أُمّتِكَ وَ كَانَتِ الأُمَمُ السّالِفَةُ حَسَنَتُهُم بِحَسَنَةٍ وَاحِدَةٍ وَ سَيّئَتُهُم بِسَيّئَةٍ وَاحِدَةٍ وَ جَعَلتُ لِأُمّتِكَ الحَسَنَةَ بِعَشرِ أَمثَالِهَا وَ السّيّئَةَ بِوَاحِدَةٍ وَ كَانَتِ الأُمَمُ السّالِفَةُ إِذَا نَوَي أَحَدُهُم حَسَنَةً لَم تُكتَب لَهُم وَ إِذَا هَمّ بِالسّيّئَةِ كَتَبتُهَا عَلَيهِم وَ إِن لَم يَفعَلهَا وَ قَد رَفَعتُ ذَلِكَ عَن أُمّتِكَ فَإِذَا هَمّ أَحَدُهُم بِسَيّئَةٍ وَ لَم يَعمَلهَا لَم تُكتَب عَلَيهِ وَ إِذَا هَمّ أَحَدُهُم بِحَسَنَةٍ وَ لَم يَعمَلهَا كُتِبَت لَهُ حَسَنَةٌ وَ كَانَتِ الأُمَمُ السّالِفَةُ إِذَا أَذنَبُوا كَتَبتُ ذُنُوبَهُم عَلَي أَبوَابِهِم وَ جَعَلتُ تَوبَتَهُم مِنَ الذّنبِ أَن أُحَرّمَ عَلَيهِم بَعدَ التّوبَةِ أَحَبّ الطّعَامِ إِلَيهِم وَ كَانَتِ الأُمَمُ السّالِفَةُ يَتُوبُ أَحَدُهُم مِنَ الذّنبِ الوَاحِدِ المِائَةَ سَنَةٍ وَ الماِئتَيَ‌ سَنَةٍ ثُمّ لَم أَقبَل تَوبَتَهُ دُونَ أَن أُعَاقِبَهُ فِي الدّنيَا بِعُقُوبَةٍ وَ قَد رَفَعتُ ذَلِكَ عَن أُمّتِكَ وَ إِنّ الرّجُلَ مِن أُمّتِكَ لَيُذنِبُ المِائَةَ سَنَةٍ ثُمّ يَتُوبُ وَ يَندَمُ طَرفَةَ عَينٍ فَأَغفِرُ لَهُ ذَلِكَ كُلّهُ وَ أَقبَلُ تَوبَتَهُ وَ كَانَتِ الأُمَمُ السّالِفَةُ إِذَا أَصَابَهُم أَذَي نَجَسٍ قَرَضُوهُ مِن أَجسَادِهِم وَ قَد جَعَلتُ المَاءَ طَهُوراً لِأُمّتِكَ مِن جَمِيعِ الأَنجَاسِ وَ الصّعِيدَ فِي الأَوقَاتِ وَ هَذِهِ الآصَارُ التّيِ‌ كَانَت عَلَيهِم رَفَعتُهَا عَن أُمّتِكَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أللّهُمّ إِذ قَد فَعَلتَ ذَلِكَ بيِ‌ فزَدِنيِ‌ فَأَلهَمَهُ اللّهُ سُبحَانَهُ أَن قَالَ


صفحه : 347

رَبّنا وَ لا تُحَمّلنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ قَد فَعَلتُ ذَلِكَ بِأُمّتِكَ وَ قَد رَفَعتُ عَنهُم عَظِيمَ بَلَايَا الأُمَمِ وَ ذَلِكَ حكُميِ‌ فِي جَمِيعِ الأُمَمِ أَن لَا أُكَلّفَ نَفساً فَوقَ طَاقَتِهَا قَالَوَ اعفُ عَنّا وَ اغفِر لَنا وَ ارحَمنا أَنتَ مَولانا قَالَ قَالَ اللّهُ تَعَالَي قَد فَعَلتُ ذَلِكَ بتِاَئبِيِ‌ أُمّتِكَ ثُمّ قَالَفَانصُرنا عَلَي القَومِ الكافِرِينَ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ قَد فَعَلتُ ذَلِكَ وَ جَعَلتُ أُمّتَكَ يَا مُحَمّدُ كَالشّامَةِ البَيضَاءِ فِي الثّورِ الأَسوَدِ هُمُ القَادِرُونَ وَ هُمُ القَاهِرُونَ يَستَخدِمُونَ وَ لَا يُستَخدَمُونَ لِكَرَامَتِكَ وَ حَقّ عَلَيّ أَن أُظهِرَ دِينَكَ عَلَي الأَديَانِ حَتّي لَا يَبقَي فِي شَرقِ الأَرضِ وَ لَا غَربِهَا دِينٌ إِلّا دِينُكَ وَ يُؤَدّونَ إِلَي أَهلِ دِينِكَ الجِزيَةَ وَ هُم صَاغِرُونَوَ لَقَد رَآهُ نَزلَةً أُخري عِندَ سِدرَةِ المُنتَهي عِندَها جَنّةُ المَأوي إِذ يَغشَي السّدرَةَ ما يَغشي ما زاغَ البَصَرُ وَ ما طَغي لَقَد رَأي مِن آياتِ رَبّهِ الكُبريفَهَذَا أَعظَمُ يَا أَخَا اليَهُودِ مِن مُنَاجَاتِهِ لِمُوسَي ع عَلَي طُورِ سَينَاءَ ثُمّ زَادَ اللّهُ لِمُحَمّدٍص أَن مَثّلَ النّبِيّينَ فَصَلّي بِهِم وَ هُم خَلفَهُ يَقتَدُونَ بِهِ وَ لَقَد عَايَنَ تِلكَ اللّيلَةَ الجَنّةَ وَ النّارَ وَ عُرِجَ بِهِ إِلَي سَمَاءٍ سَمَاءٍ فَسَلّمَت عَلَيهِ المَلَائِكَةُ فَهَذَا أَكثَرُ مِن ذَلِكَ قَالَ اليهَوُديِ‌ّ فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَلقَي عَلَي مُوسَي مَحَبّةً مِنهُ فَقَالَ ع لَهُ لَقَد كَانَ كَذَلِكَ وَ مُحَمّدٌص أَلقَي عَلَيهِ مَحَبّةً مِنهُ فَسَمّاهُ حَبِيباً وَ ذَلِكَ أَنّ اللّهَ تَعَالَي جَلّ ثَنَاؤُهُ أَرَي اِبرَاهِيمَ صُورَةَ مُحَمّدٍ وَ أُمّتِهِ فَقَالَ يَا رَبّ مَا رَأَيتُ مِن أُمَمِ الأَنبِيَاءِ أَنوَرَ وَ لَا أَزهَرَ مِن هَذِهِ الأُمّةِ فَمَن هَذَا فنَوُديِ‌َ هَذَا مُحَمّدٌ حبَيِبيِ‌ لَا حَبِيبَ لِي مِن خلَقيِ‌ غَيرُهُ أَجرَيتُ ذِكرَهُ قَبلَ أَن أَخلُقَ سمَاَئيِ‌ وَ أرَضيِ‌ وَ سَمّيتُهُ نَبِيّاً وَ أَبُوكَ آدَمُ يَومَئِذٍ مِنَ الطّينِ مَا


صفحه : 348

أَجرَيتُ فِيهِ رُوحَهُ وَ لَقَد أُلقِيتَ أَنتَ مَعَهُ فِي الذّروَةِ الأُولَي وَ أَقسَمَ بِحَيَاتِهِ فِي كِتَابِهِ فَقَالَ جَلّ ثَنَاؤُهُلَعَمرُكَ إِنّهُم لفَيِ‌ سَكرَتِهِم يَعمَهُونَ أَي وَ حَيَاتِكَ يَا مُحَمّدُ وَ كَفَي بِهَذَا رِفعَةً وَ شَرَفاً مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ رُتبَةً قَالَ اليهَوُديِ‌ّ فأَخَبرِنيِ‌ عَمّا فَضّلَ اللّهُ بِهِ أُمّتَهُ عَلَي سَائِرِ الأُمَمِ قَالَ ع لَقَد فَضّلَ اللّهُ أُمّتَهُص عَلَي سَائِرِ الأُمَمِ بِأَشيَاءَ كَثِيرَةٍ أَنَا أَذكُرُ لَكَ مِنهَا قَلِيلًا مِن كَثِيرٍ مِن ذَلِكَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّكُنتُم خَيرَ أُمّةٍ أُخرِجَت لِلنّاسِ وَ مِن ذَلِكَ أَنّهُ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ وَ جَمَعَ اللّهُ الخَلقَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ سَأَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ النّبِيّينَ هَل بَلّغتُم فَيَقُولُونَ نَعَم فَيَسأَلُ الأُمَمَ فَيَقُولُونَما جاءَنا مِن بَشِيرٍ وَ لا نَذِيرٍفَيَقُولُ اللّهُ جَلّ ثَنَاؤُهُ وَ هُوَ أَعلَمُ بِذَلِكَ لِلنّبِيّينَ مَن شُهَدَاؤُكُمُ اليَومَ فَيَقُولُونَ مُحَمّدٌ وَ أُمّتُهُ فَتَشهَدُ لَهُم أُمّةُ مُحَمّدٍ بِالتّبلِيغِ وَ تُصَدّقُ شَهَادَتُهُم وَ شَهَادَةُ مُحَمّدٍص فَيُؤمِنُونَ عِندَ ذَلِكَ وَ ذَلِكَ قَولُهُ تَعَالَيلِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَي النّاسِ وَ يَكُونَ الرّسُولُ عَلَيكُم شَهِيداً يَقُولُ يَكُونُ مُحَمّدٌ عَلَيكُم شَهِيداً أَنّكُم قَد بَلّغتُمُ الرّسَالَةَ وَ مِنهَا أَنّهُم أَوّلُ النّاسِ حِسَاباً وَ أَسرَعُهُم دُخُولًا إِلَي الجَنّةِ قَبلَ سَائِرِ الأُمَمِ كُلّهَا وَ مِنهَا أَيضاً أَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ فَرَضَ عَلَيهِم فِي اللّيلِ وَ النّهَارِ خَمسَ صَلَوَاتٍ فِي خَمسَةِ أَوقَاتٍ اثنَتَانِ بِاللّيلِ وَ ثَلَاثٌ بِالنّهَارِ ثُمّ جَعَلَ هَذِهِ الخَمسَ صَلَوَاتٍ تَعدِلُ خَمسِينَ صَلَاةً وَ جَعَلَهَا كَفّارَةَ خَطَايَاهُم فَقَالَ عَزّ وَ جَلّإِنّ الحَسَناتِ يُذهِبنَ السّيّئاتِ يَقُولُ صَلَاةُ الخَمسِ تُكَفّرُ الذّنُوبَ مَا اجتُنِبَتِ الكَبَائِرُ وَ مِنهَا أَيضاً أَنّ اللّهَ تَعَالَي جَعَلَ لَهُمُ الحَسَنَةَ الوَاحِدَةَ التّيِ‌ يَهُمّ بِهَا العَبدُ وَ لَا يَعمَلُهَا


صفحه : 349

حَسَنَةً وَاحِدَةً يَكتُبُهَا لَهُ فَإِن عَمِلَهَا كُتِبَت لَهُ عَشرُ حَسَنَاتٍ وَ أَمثَالُهَا إِلَي سَبعِمِائَةِ ضِعفٍ فَصَاعِداً وَ مِنهَا أَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يُدخِلُ الجَنّةَ مِن أَهلِ هَذِهِ الأُمّةِ سَبعِينَ أَلفاً بِغَيرِ حِسَابٍ وَ وُجُوهُهُم مِثلُ القَمَرِ لَيلَةَ البَدرِ وَ الّذِينَ يَلُونَهُم عَلَي أَحسَنِ مَا يَكُونُ الكَوكَبُ الدرّيّ‌ّ فِي أُفُقِ السّمَاءِ وَ الّذِينَ يَلُونَهُم عَلَي أَشَدّ كَوكَبٍ فِي السّمَاءِ إِضَاءَةً وَ لَا اختِلَافَ بَينَهُم وَ لَا تَبَاغُضَ بَينَهُم وَ مِنهَا أَنّ القَاتِلَ مِنهُم عَمداً إِن شَاءَ أَولِيَاءُ المَقتُولِ أَن يَعفُوا عَنهُ فَعَلُوا وَ إِن شَاءُوا قَبِلُوا الدّيَةَ وَ عَلَي أَهلِ التّورَاةِ وَ هُم أَهلُ دِينِكَ يُقتَلُ القَاتِلُ وَ لَا يُعفَي عَنهُ وَ لَا تُؤخَذُ مِنهُ دِيَةٌ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّذلِكَ تَخفِيفٌ مِن رَبّكُم وَ رَحمَةٌ وَ مِنهَا أَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ جَعَلَ فَاتِحَةَ الكِتَابِ نِصفَهَا لِنَفسِهِ وَ نِصفَهَا لِعَبدِهِ قَالَ اللّهُ تَعَالَي قَسَمتُ بيَنيِ‌ وَ بَينَ عبَديِ‌ هَذِهِ السّورَةَ فَإِذَا قَالَ أَحَدُهُمالحَمدُ لِلّهِفَقَد حمَدِنَيِ‌ وَ إِذَا قَالَرَبّ العالَمِينَفَقَد عرَفَنَيِ‌ وَ إِذَا قَالَالرّحمنِ الرّحِيمِفَقَد مدَحَنَيِ‌ وَ إِذَا قَالَمالِكِ يَومِ الدّينِفَقَد أَثنَي عَلَيّ وَ إِذَا قَالَإِيّاكَ نَعبُدُ وَ إِيّاكَ نَستَعِينُفَقَد صَدَقَ عبَديِ‌ فِي عبِاَدتَيِ‌ بَعدَ مَا سأَلَنَيِ‌ وَ بَقِيّةُ هَذِهِ السّورَةِ لَهُ وَ مِنهَا أَنّ اللّهَ تَعَالَي بَعَثَ جَبرَائِيلَ ع إِلَي النّبِيّص أَن بَشّر أُمّتَكَ بِالزّينِ وَ السّنَاءِ وَ الرّفعَةِ وَ الكَرَامَةِ وَ النّصرِ


صفحه : 350

وَ مِنهَا أَنّ اللّهَ سُبحَانَهُ أَبَاحَهُم صَدَقَاتِهِم يَأكُلُونَهَا وَ يَجعَلُونَهَا فِي بُطُونِ فُقَرَائِهِم يَأكُلُونَ مِنهَا وَ يُطعِمُونَ وَ كَانَت صَدَقَاتُ مَن قَبلَهُم مِنَ الأُمَمِ المُؤمِنِينَ يَحمِلُونَهَا إِلَي مَكَانٍ قصَيِ‌ّ فَيُحرِقُونَهَا بِالنّارِ وَ مِنهَا أَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ جَعَلَ الشّفَاعَةَ لَهُم خَاصّةً دُونَ الأُمَمِ وَ اللّهُ تَعَالَي يَتَجَاوَزُ عَن ذُنُوبِهِمُ العِظَامِ لِشَفَاعَةِ نَبِيّهِمص وَ مِنهَا أَن يُقَالَ يَومَ القِيَامَةِ لِيَتَقَدّمِ الحَامِدُونَ فَتَقَدّمُ أُمّةُ مُحَمّدٍص قَبلَ الأُمَمِ وَ هُوَ مَكتُوبٌ أُمّةُ مُحَمّدٍ الحَامِدُونَ يَحمَدُونَ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ عَلَي كُلّ مَنزِلَةٍ وَ يُكَبّرُونَهُ عَلَي كُلّ نحد[نَجدٍ]مُنَادِيهِم فِي جَوفِ السّمَاءِ لَهُ دوَيِ‌ّ كدَوَيِ‌ّ النّحلِ وَ مِنهَا أَنّ اللّهَ لَا يُهلِكُهُم بِجُوعٍ وَ لَا يَجمَعُهُم عَلَي ضَلَالَةٍ وَ لَا يُسَلّطُ عَلَيهِم عَدُوّاً مِن غَيرِهِم وَ لَا يُسَاخُ بِبَقِيّتِهِم وَ جَعَلَ لَهُمُ الطّاعُونَ شَهَادَةً وَ مِنهَا أَنّ اللّهَ جَعَلَ لِمَن صَلّي عَلَي نَبِيّهِ عَشرَ حَسَنَاتٍ وَ مَحَا عَنهُ عَشرَ سَيّئَاتٍ


صفحه : 351

وَ رَدّ اللّهُ سُبحَانَهُ عَلَيهِ مِثلَ صَلَاتِهِ عَلَي النّبِيّص وَ مِنهَا أَنّهُ جَعَلَهُم أَزوَاجاً ثَلَاثَةً أُمَماًفَمِنهُم ظالِمٌ لِنَفسِهِ وَ مِنهُم مُقتَصِدٌ وَ مِنهُم سابِقٌ بِالخَيراتِ وَ السّابِقُ بِالخَيرَاتِ يَدخُلُ الجَنّةَ بِغَيرِ حِسَابٍ وَ المُقتَصِدُيُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً وَ الظّالِمُ لِنَفسِهِ مَغفُورٌ لَهُ إِن شَاءَ اللّهُ وَ مِنهَا أَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ جَعَلَ تَوبَتَهُمُ النّدَمَ وَ الِاستِغفَارَ وَ التّركَ لِلإِصرَارِ وَ كَانَت بَنُو إِسرَائِيلَ تَوبَتُهُم قَتلَ النّفسِ وَ مِنهَا قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ لِنَبِيّهِص أُمّتُكَ هَذِهِ مَرحُومَةٌ عَذَابُهَا فِي الدّنيَا الزّلزَلَةُ وَ الفَقرُ وَ مِنهَا أَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَكتُبُ لِلمَرِيضِ الكَبِيرَ مِنَ الحَسَنَاتِ عَلَي حَسَبِ مَا كَانَ يَعمَلُ فِي شَبَابِهِ وَ صِحّتِهِ مِن أَعمَالِ الخَيرِ يَقُولُ اللّهُ سُبحَانَهُ لِلمَلَائِكَةِ استَكتِبُوا لعِبَديِ‌ مِثلَ حَسَنَاتِهِ قَبلَ ذَلِكَ مَا دَامَ فِي وثَاَقيِ‌ وَ مِنهَا أَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَلزَمَ أُمّةَ مُحَمّدٍص كَلِمَةَ التّقوَي وَ جَعَلَ بَدءَ الشّفَاعَةِ لَهُم فِي الآخِرَةِ وَ مِنهَا أَنّ النّبِيّص رَأَي فِي السّمَاءِ لَيلَةَ عُرِجَ بِهِ إِلَيهَا مَلَائِكَةً قِيَاماً وَ رُكُوعاً مُنذُ خُلِقُوا فَقَالَ يَا جَبرَئِيلُ هَذِهِ هيِ‌َ العِبَادَةُ فَقَالَ جَبرَئِيلُ صَدَقتَ يَا مُحَمّدُ فَاسأَل رَبّكَ أَن يعُطيِ‌َ أُمّتَكَ القُنُوتَ وَ الرّكُوعَ وَ السّجُودَ فِي صَلَاتِهِم فَأَعطَاهُمُ اللّهُ تَعَالَي ذَلِكَ فَأُمّةُ مُحَمّدٍص يَقتَدُونَ بِالمَلَائِكَةِ الّذِينَ فِي السّمَاءِ قَالَ النّبِيّص إِنّ اليَهُودَ


صفحه : 352

يَحسُدُونَكُم عَلَي صَلَاتِكُم وَ رُكُوعِكُم وَ سُجُودِكُم

بيان الإزراء التحقير والتهاون والعيب قوله ع والنبيون من قبله أي كان نبيون من قبل نوح فلم يذكرهم بعدنوح بل ذكر بعده من جاء بعده وبدأ بنبينا قبل من تقدمه ويحتمل إرجاع الضمير في قبله إلي النبي ص أي النبيون الذين ذكر الله أنهم بعدنوح كانوا قبله ص و قدبدأ الله به قبل نوح وقبلهم في الآية الأولي ولعله أظهر ويؤيده أن كلمة من ليست في بعض النسخ والشامة الخال قوله ولقد ألقيت أنت معه علي بناء المجهول في الذروة الأولي لعله من ذرو الريح وذرو الحب أي نثره أي ألقيتك معه حين أخرجت ذرية آدم من صلبه ونثرتهم وأخذت عليهم الميثاق و لايبعد أن يكون في الأصل والتقيت معه في الذروة الأولي أي لقيته في عالم الذر السابق حين أخذت ميثاقه منك و من سائر النبيين قوله علي كل نجد أي مكان مرتفع

34-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] مُحَمّدُ بنُ أَحمَدَ مُعَنعِناً عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع إِنّ النّبِيّص أوُتيِ‌َ عِلمَ النّبِيّينَ وَ عِلمَ الوَصِيّينَ وَ عِلمَ مَا هُوَ كَائِنٌ إِلَي أَن تَقُومَ السّاعَةُ ثُمّ تَلَا هَذِهِ الآيَةَ يَقُولُ اللّهُ لِنَبِيّهِص هذا ذِكرُ مَن معَيِ‌َ وَ ذِكرُ مَن قبَليِ‌

35-ختص ،[الإختصاص ]جَمَاعَةٌ مِن أَصحَابِنَا عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ المُؤَدّبِ عَن عِدّةٍ مِن أَصحَابِنَا عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَنِ ابنِ أَسبَاطٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ زِيَادٍ عَن صَفوَانَ الجَمّالِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ لِي يَا صَفوَانُ هَل تدَريِ‌ كَم بَعَثَ اللّهُ مِن نبَيِ‌ّ قَالَ قُلتُ مَا أدَريِ‌ قَالَ بَعَثَ اللّهُ مِائَةَ أَلفِ نبَيِ‌ّ وَ أَربَعَةً وَ أَربَعِينَ أَلفَ نبَيِ‌ّ وَ مِثلَهُم أَوصِيَاءَ بِصِدقِ


صفحه : 353

الحَدِيثِ وَ أَدَاءِ الأَمَانَةِ وَ الزّهدِ فِي الدّنيَا وَ مَا بَعَثَ اللّهُ نَبِيّاً خَيراً مِن مُحَمّدٍص وَ لَا وَصِيّاً خَيراً مِن وَصِيّهِ

36-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ مَحبُوبٍ عَن صَالِحِ بنِ سَهلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّ بَعضَ قُرَيشٍ قَالَ لِرَسُولِ اللّهِص بأِيَ‌ّ شَيءٍ سَبَقتَ الأَنبِيَاءَ وَ أَنتَ بُعِثتَ آخِرَهُم وَ خَاتَمَهُم قَالَ إنِيّ‌ كُنتُ أَوّلَ مَن آمَنَ برِبَيّ‌ وَ أَوّلَ مَن أَجَابَ حَيثُ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النّبِيّينَوَ أَشهَدَهُم عَلي أَنفُسِهِم أَ لَستُ بِرَبّكُمفَكُنتُ أَنَا أَوّلَ نبَيِ‌ّ قَالَ بَلَي فَسَبَقتُهُم بِالإِقرَارِ بِاللّهِ عَزّ وَ جَلّ

37-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن عَلِيّ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن سَعدَانَ بنِ مُسلِمٍ عَن صَالِحِ بنِ سَهلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سُئِلَ رَسُولُ اللّهِص بأِيَ‌ّ شَيءٍ سَبَقتَ وُلدَ آدَمَ قَالَ إنِنّيِ‌ أَوّلُ مَن أَقَرّ برِبَيّ‌ إِنّ اللّهَ أَخَذَ مِيثَاقَ النّبِيّينَوَ أَشهَدَهُم عَلي أَنفُسِهِم أَ لَستُ بِرَبّكُم قالُوا بَليفَكُنتُ أَوّلَ مَن أَجَابَ

38-كا،[الكافي‌]عِدّةٌ مِن أَصحَابِنَا عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَن سَمَاعَةَ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع قَولَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّفَاصبِر كَما صَبَرَ أُولُوا العَزمِ مِنَ الرّسُلِ فَقَالَ نُوحٌ وَ اِبرَاهِيمُ وَ مُوسَي وَ عِيسَي ع وَ مُحَمّدٌص قُلتُ كَيفَ صَارُوا أُولِي العَزمِ قَالَ لِأَنّ نُوحاً بُعِثَ بِكِتَابٍ وَ شَرِيعَةٍ وَ كُلّ مَن جَاءَ بَعدَ نُوحٍ أَخَذَ بِكِتَابِ نُوحٍ وَ شَرِيعَتِهِ وَ مِنهَاجِهِ حَتّي جَاءَ اِبرَاهِيمُ ع بِالصّحُفِ وَ بِعَزِيمَةِ تَركِ كِتَابِ


صفحه : 354

نُوحٍ ع لَا كُفراً بِهِ فَكُلّ نبَيِ‌ّ جَاءَ بَعدَ اِبرَاهِيمَ ع أَخَذَ بِشَرِيعَةِ اِبرَاهِيمَ ع وَ مِنهَاجِهِ وَ بِالصّحُفِ حَتّي جَاءَ مُوسَي ع بِالتّورَاةِ وَ شَرِيعَتِهِ وَ مِنهَاجِهِ وَ بِعَزِيمَةِ تَركِ الصّحُفِ فَكُلّ نبَيِ‌ّ جَاءَ بَعدَ مُوسَي ع أَخَذَ بِالتّورَاةِ وَ شَرِيعَتِهِ وَ مِنهَاجِهِ حَتّي جَاءَ المَسِيحُ ع بِالإِنجِيلِ وَ بِعَزِيمَةِ تَركِ شَرِيعَةِ مُوسَي ع وَ مِنهَاجِهِ فَكُلّ نبَيِ‌ّ جَاءَ بَعدَ المَسِيحِ ع أَخَذَ بِشَرِيعَتِهِ وَ مِنهَاجِهِ حَتّي جَاءَ مُحَمّدٌص فَجَاءَ بِالقُرآنِ وَ بِشَرِيعَتِهِ وَ مِنهَاجِهِ فَحَلَالُهُ حَلَالٌ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ وَ حَرَامُهُ حَرَامٌ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ

39-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِالأَسَانِيدِ الثّلَاثَةِ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ مُوسَي ع سَأَلَ رَبّهُ عَزّ وَ جَلّ فَقَالَ يَا رَبّ اجعلَنيِ‌ مِن أُمّةِ مُحَمّدٍص فَأَوحَي اللّهُ تَعَالَي إِلَيهِ يَا مُوسَي إِنّكَ لَا تَصِلُ إِلَي ذَلِكَ

صح ،[صحيفة الرضا عليه السلام ] عنه ع مثله

40-ل ،[الخصال ] فِي وَصِيّةِ النّبِيّص لعِلَيِ‌ّ ع يَا عَلِيّ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَشرَفَ عَلَي الدّنيَا فاَختاَرنَيِ‌ مِنهَا عَلَي رِجَالِ العَالَمِينَ ثُمّ اطّلَعَ الثّانِيَةَ فَاختَارَكَ عَلَي رِجَالِ العَالَمِينَ بعَديِ‌ ثُمّ اطّلَعَ الثّالِثَةَ فَاختَارَ الأَئِمّةَ مِن وُلدِكَ عَلَي رِجَالِ العَالَمِينَ بَعدَكَ ثُمّ اطّلَعَ الرّابِعَةَ فَاختَارَ فَاطِمَةَ عَلَي نِسَاءِ العَالَمِينَ

41-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] عَن سُلَيمَانَ الديّلمَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيفَأُولئِكَ


صفحه : 355

مَعَ الّذِينَ أَنعَمَ اللّهُ عَلَيهِم مِنَ النّبِيّينَ وَ الصّدّيقِينَ وَ الشّهَداءِ وَ الصّالِحِينَفَرَسُولُ اللّهِ فِي الآيَةِ النّبِيّينَ وَ نَحنُ فِي هَذَا المَوضِعِ الصّدّيقِينَ وَ الشّهَدَاءِ وَ أَنتُمُ الصّالِحُونَ الخَبَرَ

42-يد،[التوحيد] مع ،[معاني‌ الأخبار] اِبرَاهِيمُ بنُ هَارُونَ الهيِتيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ أَبِي الثّلجِ عَنِ الحُسَينِ بنِ أَيّوبَ عَن مُحَمّدِ بنِ غَالِبٍ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ عَنِ الحَسَنِ بنِ أَيّوبَ عَنِ الحُسَينِ بنِ سُلَيمَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ مَروَانَ الذهّلَيِ‌ّ عَنِ الفُضَيلِ بنِ يَسَارٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ الصّادِقِ ع اللّهُ نُورُ السّماواتِ وَ الأَرضِ قَالَ كَذَلِكَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ قَالَ قُلتُمَثَلُ نُورِهِ قَالَ لِي مُحَمّدٌص قُلتُكَمِشكاةٍ قَالَ صَدرُ مُحَمّدٍص قُلتُفِيها مِصباحٌ قَالَ فِيهِ نُورُ العِلمِ يعَنيِ‌ النّبُوّةَ قُلتُالمِصباحُ فِي زُجاجَةٍ قَالَ عِلمُ رَسُولِ اللّهِص صَدَرَ إِلَي قَلبِ عَلِيّ ع قُلتُكَأَنّها قَالَ لأِيَ‌ّ شَيءٍ تَقرَأُكَأَنّها قُلتُ وَ كَيفَ جُعِلتُ فِدَاكَ قَالَ كَأَنّهُ كَوكَبٌ درُيّ‌ّ قُلتُيُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَيتُونَةٍ لا شَرقِيّةٍ وَ لا غَربِيّةٍ قَالَ ذَاكَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ


صفحه : 356

ع لَا يهَوُديِ‌ّ وَ لَا نصَراَنيِ‌ّ قُلتُيَكادُ زَيتُها يضُيِ‌ءُ وَ لَو لَم تَمسَسهُ نارٌ قَالَ يَكَادُ العِلمُ يَخرُجُ مِن فَمِ العَالِمِ مِن آلِ مُحَمّدٍ مِن قَبلِ أَن يَنطِقَ بِهِ قُلتُنُورٌ عَلي نُورٍ قَالَ الإِمَامُ عَلَي أَثَرِ الإِمَامِ

43-فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَن عَبدِ اللّهِ بنِ جُندَبٍ عَنِ الرّضَا ع أَنّهُ كَتَبَ إِلَيهِ مَثَلُنَا فِي كِتَابِ اللّهِ كَمَثَلِ المِشكَاةِ وَ المِشكَاةُ فِي القِندِيلِ فَنَحنُ المِشكَاةُفِيها مِصباحٌالمِصبَاحُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِص المِصباحُ فِي زُجاجَةٍ مِن عُنصُرِهِ الطاهرة[الطّاهِرِ] إِلَي قَولِهِ تَعَالَيلا شَرقِيّةٍ وَ لا غَربِيّةٍ لَا دَعِيّةٍ وَ لَا مُنكَرَةٍيَكادُ زَيتُها يضُيِ‌ءُ وَ لَو لَم تَمسَسهُ نارٌالقُرآنُنُورٌ عَلي نُورٍإِمَامٌ بَعدَ إِمَامٍيهَديِ‌ اللّهُ لِنُورِهِ مَن يَشاءُالآيَةَ فَالنّورُ عَلِيّ يهَديِ‌ اللّهُ لِوِلَايَتِنَا مَن أَحَبّ حَقّ عَلَي اللّهِ أَن يَبعَثَ وَلِيّنَا مُشرِقاً وَجهُهُ نَيّراً بُرهَانُهُ ظَاهِرَةً عِندَ اللّهِ حُجّتُهُ الخَبَرَ

44-ختص ،[الإختصاص ]ير،[بصائر الدرجات ] مُحَمّدُ بنُ الحُسَينِ عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَن عَمّارِ بنِ مَروَانَ عَنِ المُنَخّلِ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَولُهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَياللّهُ نُورُ السّماواتِ وَ الأَرضِ مَثَلُ نُورِهِفَهُوَ مُحَمّدٌص فِيها مِصباحٌ وَ هُوَ العِلمُالمِصباحُ فِي زُجاجَةٍفَزُعِمَ أَنّ الزّجَاجَةَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ عِلمَ نبَيِ‌ّ اللّهِ عِندَهُ

45-كشف ،[كشف الغمة] مِن دَلَائِلِ الحمِيرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدٍ الرقّاَشيِ‌ّ قَالَ كَتَبتُ إِلَي أَبِي مُحَمّدٍ ع أَسأَلُهُ عَنِ المِشكَاةِ فَرَجَعَ الجَوَابُ المِشكَاةُ قَلبُ مُحَمّدٍص

أقول سيأتي‌ سائر الأخبار في ذلك مع شرحها في كتاب الإمامة و قدمر بعضها في كتاب التوحيد


صفحه : 357

46-كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة]بِإِسنَادِهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سُلَيمَانَ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع قَولَهُ تَعَالَيقَد جاءَكُم بُرهانٌ مِن رَبّكُم وَ أَنزَلنا إِلَيكُم نُوراً مُبِيناً قَالَ البُرهَانُ رَسُولُ اللّهِص وَ النّورُ المُبِينُ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع

47-كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي الخثَعمَيِ‌ّ عَن هِشَامٍ عَنِ ابنِ أَبِي يَعفُورٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ سَادَةُ النّبِيّينَ وَ المُرسَلِينَ خَمسَةٌ وَ هُمأُولُوا العَزمِ مِنَ الرّسُلِ وَ عَلَيهِم دَارَتِ الرّحَي نُوحٌ وَ اِبرَاهِيمُ وَ مُوسَي وَ عِيسَي وَ مُحَمّدٌ صَلّي اللّهُ عَلَيهِم وَ عَلَي جَمِيعِ الأَنبِيَاءِ

48-كا،[الكافي‌] الحُسَينُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ المُعَلّي عَنِ الوَشّاءِ عَن أَحمَدَ بنِ عَائِذٍ عَنِ ابنِ أُذَينَةَ عَن بُرَيدٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ كَذلِكَ جَعَلناكُم أُمّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَي النّاسِ فَقَالَ نَحنُ الأُمّةُ الوُسطَي وَ نَحنُ شُهَدَاءُ لِلّهِ عَلَي خَلقِهِ وَ حُجَجُهُ فِي أَرضِهِ قُلتُ قَولَ اللّهِ جَلّ وَ عَزّمِلّةَ أَبِيكُم اِبراهِيمَ قَالَ إِيّانَا عَنَي خَاصّةًهُوَ سَمّاكُمُ المُسلِمِينَ مِن قَبلُ فِي الكُتُبِ التّيِ‌ مَضَتوَ فِي هذاالقُرآنِلِيَكُونَ الرّسُولُ شَهِيداً عَلَيكُمفَرَسُولُ اللّهِص الشّهِيدُ عَلَينَا بِمَا بَلّغَنَا عَنِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ نَحنُ الشّهَدَاءُ عَلَي النّاسِ فَمَن صَدّقَ صَدّقنَاهُ يَومَ القِيَامَةِ وَ مَن كَذّبَ كَذّبنَاهُ

49- وَ بِهَذَا الإِسنَادِ عَنِ الوَشّاءِ عَن أَحمَدَ بنِ عُمَرَ الحَلّالِ قَالَسَأَلتُ أَبَا الحَسَنِ


صفحه : 358

ع عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّأَ فَمَن كانَ عَلي بَيّنَةٍ مِن رَبّهِ وَ يَتلُوهُ شاهِدٌ مِنهُ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع الشّاهِدُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص وَ رَسُولُ اللّهِص عَلَي بَيّنَةٍ مِن رَبّهِ

50-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ ابنِ أُذَينَةَ عَن بُرَيدٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّإِنّما أَنتَ مُنذِرٌ وَ لِكُلّ قَومٍ هادٍ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص المُنذِرُ وَ لِكُلّ زَمَانٍ مِنّا هَادٍ يَهدِيهِم إِلَي مَا جَاءَ بِهِ نبَيِ‌ّ اللّهِص ثُمّ الهُدَاةُ مِن بَعدِهِ عَلِيّ ثُمّ الأَوصِيَاءُ وَاحِدٌ بَعدَ وَاحِدٍ

51-كا،[الكافي‌] أَحمَدُ بنُ مِهرَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ وَ مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ جَمِيعاً عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَنِ المُفَضّلِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَا جَاءَ بِهِ عَلِيّ ع آخُذُ بِهِ وَ مَا نَهَي عَنهُ أنَتهَيِ‌ عَنهُ جَرَي لَهُ مِنَ الفَضلِ مَا جَرَي لِمُحَمّدٍص وَ لِمُحَمّدٍص الفَضلُ عَلَي جَمِيعِ مَن خَلَقَ اللّهُ الخَبَرَ

كا،[الكافي‌] الحسين بن محمد عن المعلي عن محمد بن جمهور عن ابن سنان مثله

52-كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ وَ مُحَمّدُ بنُ الحَسَنِ عَن سَهلٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الوَلِيدِ شَبَابٍ الصيّرفَيِ‌ّ عَن سَعِيدٍ الأَعرَجِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع مِثلَهُ

53-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي وَ أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن عَلِيّ بنِ حَسّانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ الريّاَحيِ‌ّ عَن أَبِي الصّامِتِ الحلُواَنيِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَفُضّلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مَا جَاءَ بِهِ آخُذُ بِهِ وَ مَا نَهَي عَنهُ أنَتهَيِ‌ عَنهُ جَرَي لَهُ مِنَ الطّاعَةِ بَعدَ


صفحه : 359

رَسُولِ اللّهِص مَا لِرَسُولِ اللّهِص وَ الفَضلُ لِمُحَمّدٍص المُتَقَدّمُ بَينَ يَدَيهِ كَالمُتَقَدّمِ بَينَ يدَيَ‌ِ اللّهِ وَ رَسُولِهِ وَ المُتَفَضّلُ عَلَيهِ كَالمُتَفَضّلِ عَلَي رَسُولِ اللّهِص وَ الرّادّ عَلَيهِ فِي صَغِيرَةٍ أَو كَبِيرَةٍ عَلَي حَدّ الشّركِ بِاللّهِ فَإِنّ رَسُولَ اللّهِص بَابُ اللّهِ ألّذِي لَا يُؤتَي إِلّا مِنهُ وَ سَبِيلُهُ ألّذِي مَن سَلَكَهُ وَصَلَ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ كَذَلِكَ كَانَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مِن بَعدِهِ الخَبَرَ

54-كا،[الكافي‌] الحُسَينُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ المُعَلّي عَن أَبِي دَاوُدَ المُستَرِقّ عَن دَاوُدَ الجَصّاصِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ وَ عَلاماتٍ وَ بِالنّجمِ هُم يَهتَدُونَ قَالَ النّجمُ رَسُولُ اللّهِص وَ العَلَامَاتُ هُمُ الأَئِمّةُ

55-كا،[الكافي‌] الحُسَينُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ المُعَلّي عَنِ الوَشّاءِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَجلَانَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّفَسئَلُوا أَهلَ الذّكرِ إِن كُنتُم لا تَعلَمُونَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص الذّكرُ أَنَا وَ الأَئِمّةُ ع أَهلُ الذّكرِ وَ قَولُهُ عَزّ وَ جَلّوَ إِنّهُ لَذِكرٌ لَكَ وَ لِقَومِكَ وَ سَوفَ تُسئَلُونَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع نَحنُ قَومُهُ وَ نَحنُ المَسئُولُونَ

56-كا،[الكافي‌] الحُسَينُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ المُعَلّي عَنِ ابنِ أُورَمَةَ عَن عَلِيّ بنِ حَسّانَ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ كَثِيرٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّأَ لَم تَرَ إِلَي الّذِينَ بَدّلُوا نِعمَتَ اللّهِ كُفراًالآيَةَ قَالَ عَنَي بِهَا قُرَيشاً قَاطِبَةً الّذِينَ عَادَوا رَسُولَ اللّهِص وَ نَصَبُوا لَهُ الحَربَ وَ جَحَدُوا وَصِيّةَ وَصِيّهِ


صفحه : 360

57-كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ بَحرٍ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ الأَئِمّةُ بِمَنزِلَةِ رَسُولِ اللّهِص إِلّا أَنّهُم لَيسُوا بِأَنبِيَاءَ وَ لَا يَحِلّ لَهُم مِنَ النّسَاءِ مَا يَحِلّ للِنبّيِ‌ّص فَهُم بِمَنزِلَةِ رَسُولِ اللّهِص

بيان ظاهره اشتراك سائر الخصائص بينه ص وبينهم ع و هوخلاف المشهور ويحتمل أن يكون ذكر النساء علي سبيل المثال والمراد جميع الخصائص

58-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي زَاهِرٍ عَنِ الخَشّابِ عَن عَلِيّ بنِ حَسّانَ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ كَثِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ الّذِينَ آمَنُوا وَ اتّبَعَتهُم ذُرّيّتُهُم بِإِيمانٍ أَلحَقنا بِهِم ذُرّيّتَهُم وَ ما أَلَتناهُم مِن عَمَلِهِم مِن شَيءٍ قَالَ الّذِينَ آمَنُوا النّبِيّص وَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ ذُرّيّتَهُ الأَئِمّةَ وَ الأَوصِيَاءَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم أَلحَقنَا بِهِم وَ لَم نَنقُص ذُرّيّتَهُمُ الحُجّةَ التّيِ‌ جَاءَ بِهَا مُحَمّدٌص فِي عَلِيّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ وَ حُجّتُهُم وَاحِدَةٌ وَ طَاعَتُهُم وَاحِدَةٌ

59-كا،[الكافي‌] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ عَن عَلِيّ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن صَفوَانَ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَنِ الحَارِثِ بنِ المُغِيرَةِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللّهِص نَحنُ فِي الأَمرِ وَ الفَهمِ وَ الحَلَالِ وَ الحَرَامِ نجَريِ‌ مَجرَي وَاحِدٍ فَأَمّا رَسُولُ اللّهِص وَ عَلِيّ ع فَلَهُمَا فَضلُهُمَا

60- مع ،[معاني‌ الأخبار] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ الأصَبهَاَنيِ‌ّ عَنِ المنِقرَيِ‌ّ عَن حَفصٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَجَاءَ إِبلِيسُ إِلَي مُوسَي بنِ عِمرَانَ ع وَ هُوَ ينُاَجيِ‌ رَبّهُ فَقَالَ لَهُ


صفحه : 361

مَلَكٌ مِنَ المَلَائِكَةِ مَا تَرجُو مِنهُ وَ هُوَ عَلَي هَذِهِ الحَالِ ينُاَجيِ‌ رَبّهُ فَقَالَ أَرجُو مِنهُ مَا رَجَوتُ مِن أَبِيهِ آدَمَ وَ هُوَ فِي الجَنّةِ وَ كَانَ فِيمَا نَاجَاهُ أَن قَالَ لَهُ يَا مُوسَي لَا أَقبَلُ الصّلَاةَ إِلّا لِمَن تَوَاضَعَ لعِظَمَتَيِ‌ وَ أَلزَمَ قَلبَهُ خوَفيِ‌ وَ قَطَعَ نَهَارَهُ بذِكِريِ‌ وَ لَم يَبِت مُصِرّاً عَلَي الخَطِيئَةِ وَ عَرَفَ حَقّ أوَليِاَئيِ‌ وَ أحَبِاّئيِ‌ فَقَالَ يَا رَبّ تعَنيِ‌ بِأَحِبّائِكَ وَ أَولِيَائِكَ اِبرَاهِيمَ وَ إِسحَاقَ وَ يَعقُوبَ فَقَالَ هُم كَذَلِكَ يَا مُوسَي إِلّا أنَيّ‌ أَرَدتُ مَن مِن أَجلِهِ خَلَقتُ آدَمَ وَ حَوّاءَ وَ مَن مِن أَجلِهِ خَلَقتُ الجَنّةَ وَ النّارَ فَقَالَ مُوسَي وَ مَن هُوَ يَا رَبّ قَالَ مُحَمّدٌ أَحمَدُ شَقَقتُ اسمَهُ مِنِ اسميِ‌ لأِنَيّ‌ أَنَا المَحمُودُ فَقَالَ مُوسَي يَا رَبّ اجعلَنيِ‌ مِن أُمّتِهِ قَالَ أَنتَ يَا مُوسَي مِن أُمّتِهِ إِذَا عَرَفتَهُ وَ عَرَفتَ مَنزِلَتَهُ وَ مَنزِلَةَ أَهلِ بَيتِهِ إِنّ مَثَلَهُ وَ مَثَلَ أَهلِ بَيتِهِ وَ مَن خَلَقتُ كَمَثَلِ الفِردَوسِ فِي الجِنَانِ لَا يَيبَسُ وَرَقُهَا وَ لَا يَتَغَيّرُ طَعمُهَا فَمَن عَرَفَهُم وَ عَرَفَ حَقّهُم جَعَلتُ لَهُ عِندَ الجَهلِ حِلماً وَ عِندَ الظّلمَةِ نُوراً وَ أُجِيبُهُ قَبلَ أَن يَدعُوَ وَ أُعطِيهِ قَبلَ أَن يسَألَنَيِ‌ وَ الحَدِيثُ طَوِيلٌ أَخَذنَا مِنهُ مَوضِعَ الحَاجَةِ

61-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] عَن عُبَيدِ بنِ كَثِيرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الجُنَيدِ عَن يَحيَي بنِ مُعَلّي عَن إِسرَائِيلَ عَن جَابِرٍ الجعُفيِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَمّا أسُريِ‌َ بيِ‌ إِلَي السّمَاءِ قَالَ لِيَ العَزِيزُ الجَبّارُ يَا مُحَمّدُ إنِيّ‌ اطّلَعتُ إِلَي الأَرضِ اطّلَاعَةً فَاختَرتُكَ مِنهَا وَ اشتَقَقتُ لَكَ اسماً مِن أسَماَئيِ‌ لَا أُذكَرُ فِي مَكَانٍ إِلّا ذُكِرتَ معَيِ‌ فَأَنَا مَحمُودٌ وَ أَنتَ مُحَمّدٌ ثُمّ اطّلَعتُ الثّانِيَةَ اطّلَاعَةً فَاختَرتُ مِنهَا عَلِيّاً وَ اشتَقَقتُ لَهُ اسماً مِن أسَماَئيِ‌ فَأَنَا الأَعلَي وَ هُوَ عَلِيّ يَا مُحَمّدُ خَلَقتُكَ وَ خَلَقتُ عَلِيّاً وَ فَاطِمَةَ وَ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ أَشبَاحَ نُورٍ


صفحه : 362

مِن نوُريِ‌ وَ عَرَضتُ وِلَايَتَكُم عَلَي السّمَاوَاتِ وَ عَلَي الأَرَضِينَ وَ مَن فِيهِنّ فَمَن قَبِلَ وِلَايَتَكُم كَانَ عنِديِ‌ مِنَ الأَظفَرِينَ وَ مَن جَحَدَهَا كَانَ عنِديِ‌ مِنَ الكُفّارِ يَا مُحَمّدُ لَو أَنّ عَبداً عبَدَنَيِ‌ حَتّي يَنقَطِعَ أَو يَصِيرَ كَالشّنّ الباَليِ‌ ثُمّ أتَاَنيِ‌ جَاحِداً لِوِلَايَتِكُم مَا غَفَرتُ لَهُ حَتّي يُقِرّ بِوِلَايَتِكُم الخَبَرَ

62-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] ابنُ عُبدُوسٍ عَنِ ابنِ قُتَيبَةَ عَن حَمدَانَ بنِ سُلَيمَانَ عَنِ الهرَوَيِ‌ّ عَنِ الرّضَا ع فِي خَبَرٍ طَوِيلٍ قَالَ إِنّ آدَمَ ع لَمّا أَكرَمَهُ اللّهُ تَعَالَي بِإِسجَادِ مَلَائِكَتِهِ وَ بِإِدخَالِ الجَنّةِ قَالَ فِي نَفسِهِ هَل خَلَقَ اللّهُ بَشَراً أَفضَلَ منِيّ‌ فَعَلِمَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مَا وَقَعَ فِي نَفسِهِ فَنَادَاهُ ارفَع رَأسَكَ يَا آدَمُ فَانظُر إِلَي سَاقِ عرَشيِ‌ فَرَفَعَ آدَمُ ع رَأسَهُ فَنَظَرَ إِلَي سَاقِ العَرشِ فَوَجَدَ عَلَيهِ مَكتُوباً لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ زَوجَتُهُ فَاطِمَةُ سَيّدَةُ نِسَاءِ العَالَمِينَ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ سَيّدَا شَبَابِ أَهلِ الجَنّةِ فَقَالَ آدَمُ ع يَا رَبّ مَن هَؤُلَاءِ فَقَالَ عَزّ وَ جَلّ هَؤُلَاءِ مِن ذُرّيّتِكَ وَ هُم خَيرٌ مِنكَ وَ مِن جَمِيعِ خلَقيِ‌ وَ لَولَاهُم مَا خَلَقتُكَ وَ لَا خَلَقتُ الجَنّةَ وَ النّارَ وَ لَا السّمَاءَ وَ الأَرضَ فَإِيّاكَ أَن تَنظُرَ إِلَيهِم بِعَينِ الحَسَدِ فَأُخرِجُكَ عَن جوَاَريِ‌ فَنَظَرَ إِلَيهِم بِعَينِ الحَسَدِ وَ تَمَنّي مَنزِلَتَهُم فَتَسَلّطَ عَلَيهِ الشّيطَانُ حَتّي أَكَلَ مِنَ الشّجَرَةِ التّيِ‌ نَهَي عَنهَا وَ تَسَلّطَ عَلَي حَوّاءَ لِنَظَرِهَا إِلَي فَاطِمَةَ ع بِعَينِ الحَسَدِ حَتّي أَكَلَت مِنَ الشّجَرَةِ كَمَا أَكَلَ آدَمُ فَأَخرَجَهُمَا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَن جَنّتِهِ وَ أَهبَطَهُمَا عَن جِوَارِهِ إِلَي الأَرضِ


صفحه : 363

أقول سيأتي‌ أخبار كثيرة في فضله ص في كتاب الإمامة وأبواب فضائل أصحاب الكساء وفضائل أمير المؤمنين ع

63-ب ،[قرب الإسناد] ابنُ عِيسَي عَنِ البزَنَطيِ‌ّ عَنِ الرّضَا ع أَنّهُ ع كَتَبَ إِلَيهِ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع لَا يَستَكمِلُ عَبدٌ الإِيمَانَ حَتّي يَعرِفَ أَنّهُ يجَريِ‌ لآِخِرِهِم مَا يجَريِ‌ لِأَوّلِهِم فِي الحُجّةِ وَ الطّاعَةِ وَ الحَلَالِ وَ الحَرَامِ سَوَاءً وَ لِمُحَمّدٍص وَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ فصلهما[فَضلُهُمَا]

64-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] فِيمَا بَيّنَ الرّضَا ع عِندَ المَأمُونِ مِن فَضلِ العِترَةِ الطّاهِرَةِ قَالَ الذّكرُ رَسُولُ اللّهِص وَ نَحنُ أَهلُهُ وَ ذَلِكَ بَيّنٌ فِي كِتَابِ اللّهِ حَيثُ يَقُولُالّذِينَ آمَنُوا قَد أَنزَلَ اللّهُ إِلَيكُم ذِكراً رَسُولًا يَتلُوا عَلَيكُم آياتِ اللّهِ مُبَيّناتٍفَالذّكرُ رَسُولُ اللّهِص وَ نَحنُ أَهلُهُ

65- مع ،[معاني‌ الأخبار]الطاّلقَاَنيِ‌ّ عَنِ الجلَوُديِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ العبُسيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ هِلَالٍ عَن نَائِلِ بنِ نَجِيحٍ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا جَعفَرٍ ع عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّكَشَجَرَةٍ طَيّبَةٍ أَصلُها ثابِتٌ وَ فَرعُها فِي السّماءِ تؤُتيِ‌ أُكُلَها كُلّ حِينٍ بِإِذنِ رَبّها قَالَ أَمّا الشّجَرَةُ فَرَسُولُ اللّهِص وَ فَرعُهَا عَلِيّ ع وَ غُصنُ الشّجَرَةِ فَاطِمَةُ بِنتُ رَسُولِ اللّهِص وَ ثَمَرُهَا أَولَادُهَا ع وَ وَرَقُهَا شِيعَتُنَا ثُمّ قَالَ ع إِنّ المُؤمِنَ مِن شِيعَتِنَا لَيَمُوتُ فَيَسقُطُ مِنَ الشّجَرَةِ وَرَقَةٌ وَ إِنّ المَولُودَ مِن شِيعَتِنَا لَيُولَدُ فَتُورِقُ الشّجَرَةُ وَرَقَةً

أقول سيأتي‌ مثله بأسانيد في كتاب الإمامة


صفحه : 364

66-ك ،[إكمال الدين ]الهمَداَنيِ‌ّ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ مَعبَدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ خَالِدٍ عَن أَبِي الحَسَنِ مُوسَي ع عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَنَا سَيّدُ مَن خَلَقَ اللّهُ وَ أَنَا خَيرٌ مِن جَبرَئِيلَ وَ إِسرَافِيلَ وَ حَمَلَةِ العَرشِ وَ جَمِيعِ المَلَائِكَةِ المُقَرّبِينَ وَ أَنبِيَاءِ اللّهِ المُرسَلِينَ وَ أَنَا صَاحِبُ الشّفَاعَةِ وَ الحَوضِ الشّرِيفِ وَ أَنَا وَ عَلِيّ أَبَوا هَذِهِ الأُمّةِ مَن عَرَفَنَا فَقَد عَرَفَ اللّهَ وَ مَن أَنكَرَنَا فَقَد أَنكَرَ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ وَ مِن عَلِيّ سِبطَا أمُتّيِ‌ وَ سَيّدَا شَبَابِ أَهلِ الجَنّةِ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ وَ مِن وُلدِ الحُسَينِ أَئِمّةٌ تِسعَةٌ طَاعَتُهُم طاَعتَيِ‌ وَ مَعصِيَتُهُم معَصيِتَيِ‌ تَاسِعُهُم قَائِمُهُم وَ مَهدِيّهُم

67-شف ،[كشف اليقين ] مِن كِتَابِ الإِمَامَةِ عَن بَيدَارَ بنِ عَاصِمٍ عَمّن حَدّثَهُ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَمّا خَلَقَ اللّهُ العَرشَ خَلَقَ مَلَكَينِ فَاكتَنَفَاهُ فَقَالَ اشهَدَا أَن لَا إِلَهَ إِلّا أَنَا فَشَهِدَا ثُمّ قَالَ اشهَدَا أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ فَشَهِدَا ثُمّ قَالَ اشهَدَا أَنّ عَلِيّاً أَمِيرُ المُؤمِنِينَ فَشَهِدَا

68-إِرشَادُ القُلُوبِ، عَن أَبِي ذَرّ الغفِاَريِ‌ّ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ قَالَ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُافتَخَرَ إِسرَافِيلُ عَلَي جَبرَائِيلَ فَقَالَ أَنَا خَيرٌ مِنكَ قَالَ وَ لِمَ أَنتَ خَيرٌ منِيّ‌ قَالَ لأِنَيّ‌ صَاحِبُ الثّمَانِيَةِ حَمَلَةِ العَرشِ وَ أَنَا صَاحِبُ النّفخَةِ فِي الصّورِ وَ أَنَا أَقرَبُ المَلَائِكَةِ إِلَي اللّهِ تَعَالَي قَالَ جَبرَائِيلُ ع أَنَا خَيرٌ مِنكَ فَقَالَ بِمَا أَنتَ خَيرٌ منِيّ‌ قَالَ لأِنَيّ‌ أَمِينُ اللّهِ عَلَي وَحيِهِ وَ أَنَا رَسُولُهُ إِلَي الأَنبِيَاءِ وَ المُرسَلِينَ وَ أَنَا صَاحِبُ الخُسُوفِ وَ[الكُسُوفِ]القذوف وَ مَا أَهلَكَ اللّهُ أُمّةً مِنَ الأُمَمِ إِلّا عَلَي يدَيَ‌ّ فَاختَصَمَا إِلَي اللّهِ تَعَالَي فَأَوحَي إِلَيهِمَا اسكُتَا فَوَ عزِتّيِ‌ وَ جلَاَليِ‌ لَقَد خَلَقتُ مَن هُوَ خَيرٌ مِنكُمَا قَالَا يَا رَبّ


صفحه : 365

أَ وَ تَخلُقُ خَيراً مِنّا وَ نَحنُ خُلِقنَا مِن نُورٍ قَالَ اللّهُ تَعَالَي نَعَم وَ أَوحَي إِلَي حُجُبِ القُدرَةِ انكشَفِيِ‌ فَانكَشَفَت فَإِذَا عَلَي سَاقِ العَرشِ الأَيمَنِ مَكتُوبٌ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُحَمّدٌ وَ عَلِيّ وَ فَاطِمَةُ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ خَيرُ خَلقِ اللّهِ فَقَالَ جَبرَائِيلُ يَا رَبّ فإَنِيّ‌ أَسأَلُكَ بِحَقّهِم عَلَيكَ إِلّا جعَلَتنَيِ‌ خَادِمَهُم قَالَ اللّهُ تَعَالَي قَد جَعَلتُ فَجَبرَائِيلُ مِن أَهلِ البَيتِ وَ إِنّهُ لَخَادِمُنَا

69-فس ،[تفسير القمي‌] الحُسَينُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ المُعَلّي عَن بِسطَامَ بنِ مُرّةَ عَن إِسحَاقَ بنِ حَسّانَ عَنِ الهَيثَمِ بنِ وَاقِدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ العبَديِ‌ّ عَن سَعدٍ الإِسكَافِ عَنِ الأَصبَغِ أَنّهُ سَأَلَ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّسَبّحِ اسمَ رَبّكَ الأَعلَي فَقَالَ مَكتُوبٌ عَلَي قَائِمَةِ العَرشِ قَبلَ أَن يَخلُقَ اللّهُ السّمَاوَاتِ وَ الأَرَضِينَ بأِلَفيَ‌ عَامٍ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ فَاشهَدُوا بِهِمَا وَ أَنّ عَلِيّاً ع وصَيِ‌ّ مُحَمّدٍص

70-شف ،[كشف اليقين ] مِن كِتَابِ الإِمَامَةِ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن الحَارِثِ بنِ المُغِيرَةِ النضّريِ‌ّ قَالَ حَولَ العَرشِ كِتَابٌ جَلِيلٌ مَسطُورٌ إنِيّ‌ أَنَا اللّهُ لَا إِلَهَ إِلّا أَنَا مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ عَلِيّ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ

71-صح ،[صحيفة الرضا عليه السلام ] عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّا أَهلُ بَيتٍ


صفحه : 366

لَا تَحِلّ لَنَا الصّدَقَةُ وَ أُمِرنَا بِإِسبَاغِ الوُضُوءِ وَ أَن لَا ننُزيِ‌َ حِمَاراً عَلَي عَتِيقَةٍ وَ لَا نَمسَحَ عَلَي خُفّ

72-جع ،[جامع الأخبار] لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ عَن أَحمَدَ بنِ هِلَالٍ عَنِ الفَضلِ بنِ دُكَينٍ عَن مُعَمّرِ بنِ رَاشِدٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ أَتَي يهَوُديِ‌ّ النّبِيّص فَقَامَ بَينَ يَدَيهِ يُحِدّ النّظَرَ إِلَيهِ فَقَالَ يَا يهَوُديِ‌ّ حَاجَتُكَ قَالَ أَنتَ أَفضَلُ أَم مُوسَي بنُ عِمرَانَ النّبِيّ ألّذِي كَلّمَهُ اللّهُ وَ أَنزَلَ عَلَيهِ التّورَاةَ وَ العَصَا وَ فَلَقَ لَهُ البَحرَ وَ أَظَلّهُ بِالغَمَامِ فَقَالَ لَهُ النّبِيّص إِنّهُ يُكرَهُ لِلعَبدِ أَن يزُكَيّ‌َ نَفسَهُ وَ لكَنِيّ‌ أَقُولُ إِنّ آدَمَ ع لَمّا أَصَابَ الخَطِيئَةَ كَانَت تَوبَتُهُ أَن قَالَ أللّهُمّ إنِيّ‌ أَسأَلُكَ بِحَقّ مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ لَمّا غَفَرتَ لِي فَغَفَرَهَا اللّهُ لَهُ وَ إِنّ نُوحاً لَمّا رَكِبَ فِي السّفِينَةِ وَ خَافَ الغَرَقَ قَالَ أللّهُمّ إنِيّ‌ أَسأَلُكَ بِحَقّ مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ لَمّا أنَجيَتنَيِ‌ مِنَ الغَرَقِ فَنَجّاهُ اللّهُ عَنهُ وَ إِنّ اِبرَاهِيمَ ع لَمّا ألُقيِ‌َ فِي النّارِ قَالَ أللّهُمّ إنِيّ‌ أَسأَلُكَ بِحَقّ مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ لَمّا أنَجيَتنَيِ‌ مِنهَا فَجَعَلَهَا اللّهُ عَلَيهِ بَرداً وَ سَلَاماً وَ إِنّ مُوسَي ع لَمّا أَلقَي عَصَاهُ وَ أَوجَسَ فِي نَفسِهِ خِيفَةً قَالَ أللّهُمّ إنِيّ‌ أَسأَلُكَ بِحَقّ مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ لَمّا أمَنّتنَيِ‌ فَقَالَ اللّهُ جَلّ جَلَالُهُلا تَخَف إِنّكَ أَنتَ الأَعلي يَا يهَوُديِ‌ّ إِنّ مُوسَي لَو أدَركَنَيِ‌ ثُمّ لَم يُؤمِن بيِ‌ وَ بنِبُوُتّيِ‌ مَا نَفَعَهُ إِيمَانُهُ شَيئاً وَ لَا نَفَعَتهُ النّبُوّةُ يَا يهَوُديِ‌ّ وَ مِن ذرُيّتّيِ‌ المهَديِ‌ّ إِذَا خَرَجَ نَزَلَ عِيسَي ابنُ مَريَمَ لِنُصرَتِهِ وَ قَدّمَهُ وَ صَلّي خَلفَهُ

ج ،[الإحتجاج ] عن معمر مثله


صفحه : 367

73-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ عَنِ الصّدُوقِ عَن هاَنيِ‌ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ بُطّةَ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الوَهّابِ عَن أَبِي الحَارِثِ الفهِريِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ أَبِي زَيدِ بنِ أَسلَمَ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن عُمَرَ بنِ الخَطّابِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَمّا أَكَلَ آدَمُ مِنَ الشّجَرَةِ رَفَعَ رَأسَهُ إِلَي السّمَاءِ فَقَالَ أَسأَلُكَ بِحَقّ مُحَمّدٍ إِلّا رحَمِتنَيِ‌ فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ وَ مَن مُحَمّدٌ فَقَالَ تَبَارَكَ اسمُكَ لَمّا خلَقَتنَيِ‌ رَفَعتُ رأَسيِ‌ إِلَي عَرشِكَ فَإِذَا فِيهِ مَكتُوبٌ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ فَعَلِمتُ أَنّهُ لَيسَ أَحَدٌ أَعظَمَ عِندَكَ قَدراً مِمّن جَعَلتَ اسمَهُ مَعَ اسمِكَ فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ يَا آدَمُ إِنّهُ لَآخِرُ النّبِيّينَ مِن ذُرّيّتِكَ فَلَو لَا مُحَمّدٌ مَا خَلَقتُكَ

74-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي بنِ عَبدِ اللّهِ العلَوَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ الكَلِمَاتُ التّيِ‌ تَلَقّاهَا آدَمُ مِن رَبّهِ قَالَ يَا رَبّ أَسأَلُكَ بِحَقّ مُحَمّدٍ لَمّا تُبتَ عَلَيّ قَالَ وَ مَا عِلمُكَ بِمُحَمّدٍ قَالَ رَأَيتُهُ فِي سُرَادِقِكَ الأَعظَمِ مَكتُوباً وَ أَنَا فِي الجَنّةِ

أقول سيأتي‌ جل الأخبار في ذلك في كتاب الإمامة

75-ب ،[قرب الإسناد]الطيّاَلسِيِ‌ّ عَن فُضَيلِ بنِ عُثمَانَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ اتّقُوا اللّهَ وَ عَظّمُوا اللّهَ وَ عَظّمُوا رَسُولَهُ وَ لَا تُفَضّلُوا عَلَي رَسُولِ اللّهِص أَحَداً فَإِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي قَد فَضّلَهُ الخَبَرَ


صفحه : 368

76-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدِ بنِ أخَيِ‌ حَمّادٍ الكَاتِبِ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَبدِ اللّهِ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع كَانَ رَسُولُ اللّهِ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ سَيّدَ وُلدِ آدَمَ فَقَالَ كَانَ وَ اللّهِ سَيّدَ مَن خَلَقَ اللّهُ وَ مَا بَرَأَ اللّهُ بَرِيّةً خَيراً مِن مُحَمّدٍص

77-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحَجّالِ عَن حَمّادٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع وَ ذَكَرَ رَسُولَ اللّهِص فَقَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ مَا بَرَأَ اللّهُ نَسَمَةً خَيراً مِن مُحَمّدٍص

78-كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ عَن سَهلٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الوَلِيدِ عَن يُونُسَ بنِ يَعقُوبَ عَن سِنَانِ بنِ طَرِيفٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَنَا أَوّلُ أَهلِ بَيتٍ نَوّهَ اللّهُ بِأَسمَائِنَا إِنّهُ لَمّا خَلَقَ السّمَاوَاتِ وَ الأَرضَ أَمَرَ مُنَادِياً فَنَادَي أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ ثَلَاثاً أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ ثَلَاثاً أَشهَدُ أَنّ عَلِيّاً أَمِيرَ المُؤمِنِينَ حَقّاً ثَلَاثاً

79-كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ وَ غَيرُهُ عَن سَهلٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الوَلِيدِ شَبَابٍ الصيّرفَيِ‌ّ عَن مَالِكِ بنِ إِسمَاعِيلَ المهَديِ‌ّ عَن عَبدِ السّلَامِ بنِ حَارِثٍ عَن سَالِمِ بنِ أَبِي حَفصَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ كَانَ فِي رَسُولِ اللّهِص ثَلَاثَةٌ لَم تَكُن فِي أَحَدٍ غَيرِهِ لَم يَكُن لَهُ فيَ‌ءٌ وَ كَانَ لَا يَمُرّ فِي طَرِيقٍ فَيُمَرّ فِيهِ بَعدَ يَومَينِ أَو ثَلَاثَةٍ إِلّا عُرِفَ أَنّهُ قَد مَرّ فِيهِ لِطِيبِ عَرفِهِ وَ كَانَ لَا يَمُرّ بِحَجَرٍ وَ لَا شَجَرٍ إِلّا سَجَدَ لَهُ

بيان العرف بالفتح الريح الطيبة وسيأتي‌ في بعض الأخبار أن بعض الأصحاب رأوا بعض الأئمة ع بلا في‌ء فيمكن أن يكون دوام ذلك من خواصه ص أو يكون الحصر إضافيا بالنسبة إلي غيرهم ع


صفحه : 369

80-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ الحَسَنِ بنِ مَحبُوبٍ عَن إِسحَاقَ بنِ غَالِبٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي خُطبَةٍ لَهُ خَاصّةً يَذكُرُ فِيهَا حَالَ النّبِيّص وَ الأَئِمّةِ ع وَ صِفَاتِهِم فَلَم يَمنَع رَبّنَا لِحِلمِهِ وَ أَنَاتِهِ وَ عَطفِهِ مَا كَانَ مِن عَظِيمِ جُرمِهِم وَ قَبِيحِ أَفعَالِهِم أَنِ انتَجَبَ لَهُم أَحَبّ أَنبِيَائِهِ إِلَيهِ وَ أَكرَمَهُم عَلَيهِ مُحَمّدَ بنَ عَبدِ اللّهِص فِي حَومَةِ العِزّ مَولِدُهُ وَ فِي دَومَةِ الكَرَمِ مَحتِدُهُ غَيرَ مَشُوبٍ حَسَبُهُ وَ لَا مَمزُوجٍ نَسَبُهُ وَ لَا مَجهُولٍ عِندَ أَهلِ العِلمِ صِفَتُهُ بَشّرَت بِهِ الأَنبِيَاءُ فِي كُتُبِهَا وَ نَطَقَت بِهِ العُلَمَاءُ بِنَعتِهَا وَ تَأَمّلَتهُ الحُكَمَاءُ بِوَصفِهَا مُهَذّبٌ لَا يُدَانَي هاَشمِيِ‌ّ لَا يُوَازَي أبَطحَيِ‌ّ لَا يُسَامَي شِيمَتُهُ الحَيَاءُ وَ طَبِيعَتُهُ السّخَاءُ مَجبُولٌ عَلَي أَوقَارِ النّبُوّةِ وَ أَخلَاقِهَا مَطبُوعٌ عَلَي أَوصَافِ الرّسَالَةِ وَ أَحلَامِهَا إِلَي أَنِ انتَهَت بِهِ أَسبَابُ مَقَادِيرِ اللّهِ إِلَي أَوقَاتِهَا وَ جَرَي بِأَمرِ اللّهِ القَضَاءُ فِيهِ إِلَي نِهَايَاتِهَا أَدّاهُ مَحتُومُ قَضَاءِ اللّهِ إِلَي غَايَاتِهَا تُبَشّرُ بِهِ كُلّ أُمّةٍ مَن بَعدَهَا وَ يَدفَعُهُ كُلّ أَبٍ إِلَي أَبٍ مِن ظَهرٍ إِلَي ظَهرٍ لَم يَخلِطهُ فِي عُنصُرِهِ سِفَاحٌ وَ لَم يُنَجّسهُ فِي وِلَادَتِهِ نِكَاحٌ مِن لَدُن آدَمَ ع إِلَي أَبِيهِ عَبدِ اللّهِ فِي خَيرِ فِرقَةٍ وَ أَكرَمِ سِبطٍ وَ أَمنَعِ رَهطٍ وَ أَكلَإِ حَملٍ وَ أَودَعِ حِجرٍ اصطَفَاهُ اللّهُ وَ ارتَضَاهُ وَ اجتَبَاهُ وَ آتَاهُ مِنَ العِلمِ مَفَاتِيحَهُ وَ مِنَ الحُكمِ يَنَابِيعَهُ ابتَعَثَهُ رَحمَةً لِلعِبَادِ وَ رَبِيعاً لِلبِلَادِ وَ أَنزَلَ اللّهُ إِلَيهِ الكِتَابَ فِيهِ البَيَانُ وَ التّبيَانُقُرآناً عَرَبِيّا غَيرَ ذيِ‌ عِوَجٍ لَعَلّهُم يَتّقُونَ قَد بَيّنَهُ لِلنّاسِ وَ نَهَجَهُ بِعِلمٍ قَد فَصّلَهُ وَ دِينٍ قَد أَوضَحَهُ وَ فَرَائِضَ قَد أَوجَبَهَا وَ حُدُودٍ حَدّهَا لِلنّاسِ وَ بَيّنَهَا وَ أُمُورٍ قَد كَشَفَهَا لِخَلقِهِ وَ أَعلَنَهَا فِيهَا دَلَالَةٌ إِلَي النّجَاةِ وَ مَعَالِمُ تَدعُو إِلَي هُدَاهُ فَبَلّغَ رَسُولُ اللّهِص مَا أُرسِلَ بِهِ وَ صَدَعَ بِمَا أُمِرَ وَ أَدّي مَا حُمّلَ مِن أَثقَالِ النّبُوّةِ وَ صَبَرَ لِرَبّهِ وَ جَاهَدَ فِي سَبِيلِهِ وَ نَصَحَ لِأُمّتِهِ وَ دَعَاهُم إِلَي النّجَاةِ وَ حَثّهُم عَلَي الذّكرِ وَ دَلّهُم عَلَي سَبِيلِ الهُدَي بِمَنَاهِجَ وَ دَوَاعٍ أَسّسَ لِلعِبَادِ أَسَاسَهَا وَ مَنَارٍ رَفَعَ لَهُم أَعلَامَهَا كَيلَا يَضِلّوا مِن بَعدِهِ وَ كَانَ بِهِم رَءُوفاً رَحِيماً


صفحه : 370

بيان حومة البحر والرمل والقتال وغيره معظمه وأشد موضع منه ودومة الشي‌ء بالضم والفتح أصله وكذا المحتد بكسر التاء الأصل وحتد بالمكان أقام به ولعل المراد بالأول نسل ابراهيم أوهاشم وبالثاني‌ مكة شرفها الله أوالأول ابراهيم ع والثاني‌ هاشم أوهما مكة والأول أظهر والمراد بالحسب إما الأخلاق الكريمة أوالأنساب الشريفة أوهما معا قوله بنعتها الضمير راجع إلي العلماء والإضافة إلي الفاعل وكذا الفقرة التالية لها قوله لايداني علي بناء المجهول أي لايدانيه في الكمال أحد وكذا لايوازي و لايسامي والمساماة المفاخرة والشيمة بالكسر الخلق وأوقار النبوة أثقالها كناية عن الشرائط العظيمة التي‌ لاتكون النبوة بدونها أي صارت تلك الأخلاق جبلته وطبعه وعليها خلق وأحلامها عقولها أوجمع الحلم في مقابلة السفه والخرق قوله ع إلي أوقاتها الضمير راجع إلي المقادير أي أوصلته أسباب مقادير الله إلي أوقات حصول ماقدر فيه من وجوده أووفاته وانقضاء مدته والأول أظهر وكذا ضمير نهاياتها وغاياتها راجعان إلي القضاء أوالمقادير و قوله تبشر به استئناف أوعطف بيان للجمل السابقة قوله نكاح أي باطل من أنكحة الجاهلية والسبط بالكسر ولد الولد والقبيلة العظيمة والكلاءة الحفظ والحراسة والحجر حجر عبدالمطلب و أبي طالب ونهجه بالتخفيف أي أوضحه و قوله بعلم إما متعلق بقوله بينه أوحال عن الكتاب والمستتر في قوله وفصله وقرائنه إما راجع إلي الله أوالرسول أوالكتاب قوله فيها أي في تلك الأمور و قوله معالم إما مرفوع معطوف علي دلالة أومجرور معطوف علي النجاة ويمكن أن يقرأ هداة بالتاء والضمير أظهر ويقال صدع بالحجة إذاتكلم بهاجهارا والمراد بالذكر إما القرآن أوالأعم والضمير في قوله أساسها راجع إلي المناهج والدواعي‌ والمراد بالتأسيس إما الوضع أوالإحكام والإتقان وبسبيل الهدي منهج الشرع وبالمناهج والدواعي‌ أوصياؤه صلوات الله عليهم والمراد بالتأسيس نصب الأدلة علي خلافتهم ويمكن أن يراد بالمناهج الأئمة وبالدواعي‌ الأدلة علي وجوب متابعتهم وكذا المنار كناية عن الأئمة ع ورفع الأعلام عن نصب الأدلة


صفحه : 371

81-كا،[الكافي‌] ابنُ مَحبُوبٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ أللّهُمّ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ صَفِيّكَ وَ خَلِيلِكَ وَ نَجِيّكَ المُدَبّرِ لِأَمرِكَ

82- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] الحُسَينُ بنُ اِبرَاهِيمَ القزَويِنيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ وَهبَانَ عَن عَلِيّ بنِ جَيشٍ عَنِ العَبّاسِ بنِ مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن أَبِيهِ عَن صَفوَانَ بنِ يَحيَي عَنِ الحُسَينِ بنِ أَبِي غُندَرٍ عَنِ المُفَضّلِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَا بَعَثَ اللّهُ نَبِيّاً أَكرَمَ مِن مُحَمّدٍص وَ لَا خَلَقَ اللّهُ قَبلَهُ أَحَداً وَ لَا أَنذَرَ اللّهُ خَلقَهُ بِأَحَدٍ مِن خَلقِهِ قَبلَ مُحَمّدٍ فَذَلِكَ قَولُهُ تَعَالَيهذا نَذِيرٌ مِنَ النّذُرِ الأُولي وَ قَالَإِنّما أَنتَ مُنذِرٌ وَ لِكُلّ قَومٍ هادٍفَلَم يَكُن قَبلَهُ مُطَاعٌ فِي الخَلقِ وَ لَا يَكُونُ بَعدَهُ إِلَي أَن تَقُومَ السّاعَةُ فِي كُلّ قَرنٍ إِلَي أَن يَرِثَ اللّهُ الأَرضَ وَ مَن عَلَيهَا

بيان قوله ع و لاخلق الله قبله أحدا أي هوأول المخلوقات كمامرت الأخبار الكثيرة في ذلك قوله ع و لاأنذر الله خلقه بأحد من خلقه قبل محمدص أي كان منذرا في عالم الذر فكان إنذاره قبل كل أحد والاستشهاد بالآية الأولي إما بحملها علي أن المراد بها أن هذا أي محمداص من جملة النذر السابقة و ليس إنذاره مختصا بهذا الزمان أوبحملها علي أن المعني‌ بهاإنما أنت منذر للنذر الأولي في عالم الذر بأن تكون كلمة من للتعليل كقوله تعالي مِمّا خَطِيئاتِهِم أوبمعني علي كقوله تعالي وَ نَصَرناهُ مِنَ القَومِ وَ يُؤَيّدُ الوَجهَينِ مَا رَوَاهُ الصّفّارُ بِإِسنَادِهِ إِلَي عَلِيّ


صفحه : 372

بنِ مَعمَرٍ عَن أَبِيهِ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن قَولِ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيهذا نَذِيرٌ مِنَ النّذُرِ الأُولي قَالَ يعَنيِ‌ بِهِ مُحَمّداً حَيثُ دَعَاهُم إِلَي الإِقرَارِ بِاللّهِ فِي الذّرّ الأَوّلِ

وبالآية الثانية لأن مفادها علي المشهور بين المفسرين إنما أنت منذر وهاد لكل قوم فيكون هاديا للأنبياء وأممهم ويحتمل أن يكون غرضه ع حصر الإنذار فيه ص أي لم يكن من أنذر قبله منذرا حقيقة وإنما المنذر والمطاع علي الإطلاق هوص كمايدل عليه آخر الخبر فالاستشهاد بالآية الأولي إما بحملها علي الأخير من المعنيين فإنه لما كان منذرا للنذر فهو المنذر للجميع حقيقة وإنما كانوا نوابه في الإنذار كما أن من بعده من الأوصياء كذلك أوبحملها علي أن المراد به الحصر أي هذامنذر حسب من جملة من يسمون بالنذر من الأنبياء السابقة وبالثانية بحملها علي أن قوله وَ لِكُلّ قَومٍ هادٍ من قبيل عطف الجملة علي الجملة و يكون المراد بالجزء الأول حصر الإنذار فيه ص علي سبيل القلب أي ليس المنذر إلا أنت و أماغيرك فهم هادون من قبلك أو علي الوجه ألذي قررناه في الوجه الأول ولعله أقل تكلفا هذا ماخطر بالبال في حل هذاالخبر ألذي حير الأفهام و الله يعلم أسرار أئمة الأنام . و قال الصدوق رحمه الله في الهداية يجب أن يعتقد أن النبوة حق كمااعتقدنا أن التوحيد حق و أن الأنبياء الذين بعثهم الله مائة ألف نبي‌ وأربعة وعشرون ألف نبي‌ جاءوا بالحق من عندالحق و أن قولهم قول الله وأمرهم أمر الله وطاعتهم طاعة الله ومعصيتهم معصية الله وأنهم لم ينطقوا إلا عن الله عز و جل و عن وحيه و أن سادة الأنبياء خمسة الذين عليهم دارت الرحي وهم أصحاب الشرائع وهم أولو العزم نوح و ابراهيم و موسي وعيسي و محمدصلوات الله عليه وعليهم و أن محمدا سيدهم وأفضلهم و أنه جاءَ بِالحَقّ وَ صَدّقَ المُرسَلِينَ و أن الذين آمَنُوا بِهِ وَ عَزّرُوهُ وَ نَصَرُوهُ وَ اتّبَعُوا النّورَ

ألّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُولئِكَ هُمُ المُفلِحُونَ ويجب أن يعتقد أن الله تبارك و تعالي لم يخلق خلقا أفضل من محمدص و من بعده الأئمة صلوات الله عليهم وأنهم أحب الخلق إلي الله عز و جل وأكرمهم عليه وأولهم إقرارا به لماأخذ الله ميثاق النبيين في الذروَ أَشهَدَهُم عَلي أَنفُسِهِم أَ لَستُ بِرَبّكُم قالُوا بَلي و أن الله بعث نبيه ص إلي الأنبياء ع في الذر و أن الله أعطي ماأعطي كل نبي‌ علي قدر معرفته نبيناص وسبقه إلي الإقرار به ونعتقد أن الله تبارك و تعالي خلق جميع ماخلق له ولأهل بيته صلوات الله عليهم و أنه لولاهم ماخلق الله السماء و الأرض و لاالجنة و لاالنار و لاآدم و لاحواء و لاالملائكة و لاشيئا مما خلق صلوات الله عليهم أجمعين

83-كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَن سَهلٍ وَ أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ جَمِيعاً عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن اِبرَاهِيمَ الكرَخيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَو أهُديِ‌َ إلِيَ‌ّ كُرَاعٌ لَقَبِلتُ وَ كَانَ ذَلِكَ مِنَ الدّينِ وَ لَو أَنّ كَافِراً أَو مُنَافِقاً أَهدَي إلِيَ‌ّ وَسقاً مَا قَبِلتُ وَ كَانَ ذَلِكَ مِنَ الدّينِ أَبَي اللّهُ تَعَالَي لِي زَبدَ المُشرِكِينَ وَ المُنَافِقِينَ وَ طَعَامَهُم

بيان هذاالخبر يدل علي حرمة هدية المشركين عليه ص فيكون من خصائصه كماذكره ابن شهرآشوب ويدل عليه خبر آخر سيأتي‌ في باب قصة صديقه قبل البعثة و لم يذكره الأكثر لمااشتهر من أنه ص قبل هدية النجاشي‌ والمقوقس وأكيدر بل كسري أيضا كما رَوَاهُ الصّدُوقُ فِي الفَقِيهِ عَن ثُوَيرِ بنِ أَبِي فَاختَةَ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ أَهدَي كِسرَي للِنبّيِ‌ّص فَقَبِلَ مِنهُ وَ أَهدَي قَيصَرُ للِنبّيِ‌ّص فَقَبِلَ مِنهُ وَ أَهدَت لَهُ المُلُوكُ فَقَبِلَ مِنهُم.

فقيل إنه كان حراما فنسخ ويحتمل أن يكون الحرمة مع عدم المصلحة في قبولها مع أنه يحتمل أن يكون هؤلاء الذين قبل ص هديتهم كانوا أسلموا و لم يظهروا


صفحه : 374

إسلامهم لقومهم تقية كما هوالظاهر من أحوال النجاشي‌ لكن هذا في بعضهم ككسري بعيد قال في النهاية فيه أنا لانقبل زبد المشركين الزبد بسكون الباء الرفد والعطاء قال الخطابي‌ يشبه أن يكون هذاالحديث منسوخا لأنه قدقبل هدية غيرواحد من المشركين أهدي له المقوقس مارية والبغلة أهدي له أكيدر دومة فقبل منهما وقيل إنما رد هديته ليغيظه بردها فيحمله ذلك علي الإسلام وقيل ردها لأن للهدية موضعا من القلب و لايجوز عليه أن يميل بقلبه إلي مشرك فردها قطعا لسبب الميل و ليس ذلك مناقضا لقبوله هدية النجاشي‌ والمقوقس وأكيدر لأنهم أهل الكتاب انتهي

84-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] الحُسَينُ بنُ سَعِيدٍ وَ أَحمَدُ بنُ الحَسَنِ مُعَنعَناً عَن أَبِي جَعفَرٍ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ ع قَولُهُ[ فِي قَولِهِ] تَعَالَيألّذِي يَراكَ حِينَ تَقُومُ وَ تَقَلّبَكَ فِي السّاجِدِينَ قَالَ يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ بِأَمرِهِ وَ تَقَلّبَكَ فِي أَصلَابِ الأَنبِيَاءِ نبَيِ‌ّ بَعدَ نبَيِ‌ّ

85-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] عَلِيّ بنُ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ عُمَرَ الزهّريِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَبّاسٍ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ قَالَقَامَ رَسُولُ اللّهِص فِينَا خَطِيباً فَقَالَ الحَمدُ لِلّهِ عَلَي آلَائِهِ وَ بَلَائِهِ عِندَنَا أَهلَ البَيتِ وَ أَستَعِينُ اللّهَ عَلَي نَكِبَاتِ الدّنيَا وَ مُوبِقَاتِ الآخِرَةِ وَ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أنَيّ‌ مُحَمّدٌ عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ أرَسلَنَيِ‌ بِرِسَالَتِهِ إِلَي جَمِيعِ خَلقِهِلِيَهلِكَ مَن هَلَكَ عَن بَيّنَةٍ وَ يَحيي مَن حيَ‌ّ عَن بَيّنَةٍ وَ اصطفَاَنيِ‌ عَلَي جَمِيعِ العَالَمِينَ مِنَ الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ أعَطاَنيِ‌ مَفَاتِيحَ خَزَائِنِهِ كُلّهَا وَ استوَدعَنَيِ‌ سِرّهُ وَ أمَرَنَيِ‌ بِأَمرِهِ فَكَانَ القَائِمَ وَ أَنَا الخَاتَمُ وَ لَا حَولَ وَ لَا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ العلَيِ‌ّ العَظِيمِ وَاتّقُوا اللّهَ حَقّ تُقاتِهِ وَ لا تَمُوتُنّ إِلّا


صفحه : 375

وَ أَنتُم مُسلِمُونَ وَ اعلَمُوا أَنّ اللّهَبِكُلّ شَيءٍ مُحِيطٌ وَأَنّ اللّهَ بِكُلّ شَيءٍ عَلِيمٌأَيّهَا النّاسُ إِنّهُ سَيَكُونُ بعَديِ‌ قَومٌ يَكذِبُونَ عَلَيّ فَلَا تَقبَلُوا مِنهُم ذَلِكَ وَ أُمُورٌ يأَتيِ‌ مِن بعَديِ‌ يَزعُمُ أَهلُهَا أَنّهَا عنَيّ‌ وَ مَعَاذَ اللّهِ أَن أَقُولَ عَلَي اللّهِ إِلّا حَقّاً فَمَا أَمَرتُكُم إِلّا بِمَا أمَرَنَيِ‌ بِهِ وَ لَا دَعَوتُكُم إِلّا إِلَيهِوَ سَيَعلَمُ الّذِينَ ظَلَمُوا أَيّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ قَالَ فَقَامَ إِلَيهِ عُبَادَةُ بنُ الصّامِتِ فَقَالَ مَتَي ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ مَن هَؤُلَاءِ عَرّفنَاهُم لِنَحذَرَهُم فَقَالَ أَقوَامٌ قَدِ استَعَدّوا لِلخِلَافَةِ مِن يَومِهِم هَذَا وَ سَيَظهَرُونَ لَكُم إِذَا بَلَغَتِ النّفسُ منِيّ‌ هَاهُنَا وَ أَومَأَ بِيَدِهِ إِلَي حَلقِهِ فَقَالَ لَهُ عُبَادَةُ بنُ الصّامِتِ إِذَا كَانَ كَذَلِكَ فَإِلَي مَن يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فَعَلَيكُم بِالسّمعِ وَ الطّاعَةِ لِلسّابِقِينَ مِن عتِرتَيِ‌ فَإِنّهُم يَصُدّونَكُم عَنِ البغَي‌ِ وَ يَهدُونَكُم إِلَي الرّشدِ وَ يَدعُونَكُم إِلَي الحَقّ فَيُحيُونَ كتِاَبيِ‌ وَ سنُتّيِ‌ وَ حدَيِثيِ‌ وَ يُمَوّتُونَ البِدَعَ وَ يَقمَعُونَ بِالحَقّ أَهلَهَا وَ يَزُولُونَ مَعَ الحَقّ حَيثُ مَا زَالَ فَلَن يُخَيّلَ إلِيَ‌ّ أَنّكُم تَعمَلُونَ وَ لكَنِيّ‌ مُحتَجّ عَلَيكُم إِذَا أَنَا أَعلَمتُكُم ذَلِكَ فَقَد أَعلَمتُكُم أَيّهَا النّاسُ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي خلَقَنَيِ‌ وَ أَهلَ بيَتيِ‌ مِن طِينَةٍ لَم يَخلُق مِنهَا أَحَداً غَيرَنَا فَكُنّا أَوّلَ مَنِ ابتَدَأَ مِن خَلقِهِ فَلَمّا خَلَقَنَا فَتَقَ بِنُورِنَا كُلّ ظُلمَةٍ وَ أَحيَا بِنَا كُلّ طِينَةٍ طَيّبَةٍ وَ أَمَاتَ بِنَا كُلّ طِينَةٍ خَبِيثَةٍ ثُمّ قَالَ هَؤُلَاءِ خِيَارُ خلَقيِ‌ وَ حَمَلَةُ عرَشيِ‌ وَ خُزّانُ علِميِ‌ وَ سَادَةُ أَهلِ السّمَاءِ وَ الأَرضِ هَؤُلَاءِ الأَبرَارُ المُهتَدُونَ المُهتَدَي بِهِم مَن جاَءنَيِ‌ بِطَاعَتِهِم وَ وَلَايَتِهِم أَولَجتُهُ جنَتّيِ‌ وَ كرَاَمتَيِ‌ وَ مَن جاَءنَيِ‌ بِعَدَاوَتِهِم وَ البَرَاءَةِ مِنهُم أَولَجتُهُ ناَريِ‌ وَ ضَاعَفتُ عَلَيهِ عذَاَبيِ‌وَ ذلِكَ جَزاءُ الظّالِمِينَ ثُمّ قَالَ نَحنُ أَهلُ


صفحه : 376

الإِيمَانِ بِاللّهِ مِلَاكُهُ وَ تَمَامُهُ حَقّاً حَقّاً وَ بِنَا سُدّدَ الأَعمَالُ الصّالِحَةُ وَ نَحنُ وَصِيّةُ اللّهِ فِي الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ وَ إِنّ مِنّا الرّقِيبَ عَلَي خَلقِ اللّهِ وَ نَحنُ قَسَمُ اللّهِ أَقسَمَ بِنَا حَيثُ يَقُولُ اللّهُ تَعَالَياتّقُوا اللّهَ ألّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَ الأَرحامَ إِنّ اللّهَ كانَ عَلَيكُم رَقِيباًأَيّهَا النّاسُ إِنّا أَهلَ البَيتِ عَصَمَنَا اللّهُ مِن أَن نَكُونَ مَفتُونِينَ أَو فَاتِنِينَ أَو مُفتَنِينَ أَو كَذّابِينَ أَو كَاهِنِينَ أَو سَاحِرِينَ أَو عَائِفِينَ أَو خَائِنِينَ أَو زَاجِرِينَ أَو مُبتَدِعِينَ أَو مُرتَابِينَ أَو صَادِفِينَ عَنِ الحَقّ مُنَافِقِينَ فَمَن كَانَ فِيهِ شَيءٌ مِن هَذِهِ الخِصَالِ فَلَيسَ مِنّا وَ لَا نَحنُ مِنهُ وَ اللّهُ مِنهُ برَيِ‌ءٌ وَ نَحنُ مِنهُ بُرَآءُ وَ مَن برَ‌ِئَ اللّهُ مِنهُ أَدخَلَهُ جَهَنّمَوَ بِئسَ المِهادُ وَ إِنّا أَهلَ البَيتِ طَهّرَنَا اللّهُ مِن كُلّ نَجَسٍ فَنَحنُ الصّادِقُونَ إِذَا نَطَقُوا وَ العَالِمُونَ إِذَا سُئِلُوا وَ الحَافِظُونَ لِمَا استُودِعُوا جَمَعَ اللّهُ لَنَا عَشرَ خِصَالٍ لَم يَجتَمِعنَ لِأَحَدٍ قَبلَنَا وَ لَا يَكُونُ لِأَحَدٍ غَيرِنَا العِلمَ وَ الحِلمَ وَ الحُكمَ وَ اللّبّ وَ النّبُوّةَ وَ الشّجَاعَةَ وَ الصّدقَ وَ الصّبرَ وَ الطّهَارَةَ وَ العَفَافَ فَنَحنُ كَلِمَةُ التّقوَي وَ سَبِيلُ الهُدَي وَ المَثَلُ الأَعلَي وَ الحُجّةُ العُظمَي وَ العُروَةُ الوُثقَيفَما ذا بَعدَ الحَقّ إِلّا الضّلالُ فَأَنّي تُصرَفُونَ


صفحه : 377

بيان العائف المتكهن قاله الجوهري‌ و قال الزجر العيافة و هوضرب من التكهن تقول زجرت أنه يكون كذا وكذا وصدف أعرض وسيأتي‌ تفسير سائر الفقرات في كتاب الإمامة

86-يب ،[تهذيب الأحكام ] مُحَمّدُ بنُ أَحمَدَ بنِ يَحيَي عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ عَبدِ اللّهِ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن مَروَانَ عَن عَمّارٍ الساّباَطيِ‌ّ قَالَ كُنّا جُلُوساً عِندَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع بِمِنًي فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مَا تَقُولُ فِي النّوَافِلِ فَقَالَ فَرِيضَةٌ قَالَ فَفَزِعنَا وَ فَزِعَ الرّجُلُ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّمَا أعَنيِ‌ صَلَاةَ اللّيلِ عَلَي رَسُولِ اللّهِص إِنّ اللّهَ يَقُولُوَ مِنَ اللّيلِ فَتَهَجّد بِهِ نافِلَةً لَكَ

87-كا،[الكافي‌] أَبُو عَلِيّ الأشَعرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الجَبّارِ عَن عَلِيّ بنِ حَدِيدٍ عَن مُرَازِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ اللّهَ كَلّفَ رَسُولَ اللّهِ مَا لَم يُكَلّف أَحَداً مِن خَلقِهِ كَلّفَهُ أَن يَخرُجَ عَلَي النّاسِ كُلّهِم وَحدَهُ بِنَفسِهِ إِن لَم يَجِد فِئَةً تُقَاتِلُ مَعَهُ وَ لَم يُكَلّف هَذَا أَحَداً مِن خَلقِهِ قَبلَهُ وَ لَا بَعدَهُ ثُمّ تَلَا هَذِهِ الآيَةَفَقاتِل فِي سَبِيلِ اللّهِ لا تُكَلّفُ إِلّا نَفسَكَ ثُمّ قَالَ وَ جَعَلَ اللّهُ لَهُ أَن يَأخُذَ لَهُ مَا أَخَذَ لِنَفسِهِ فَقَالَ عَزّ وَ جَلّمَن جاءَ بِالحَسَنَةِ فَلَهُ عَشرُ أَمثالِها وَ جُعِلَتِ الصّلَاةُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص بِعَشرِ حَسَنَاتٍ

88-ختص ،[الإختصاص ] عَن عَلِيّ بنِ سُوَيدٍ الساّئيِ‌ّ عَن أَبِي الحَسَنِ الأَوّلِ ع قَالَ مَا خَلَقَ اللّهُ خَلقاً أَفضَلَ مِن مُحَمّدٍ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ وَ لَا خَلَقَ خَلقاً بَعدَ مُحَمّدٍ أَفضَلَ مِن عَلِيّ ع

89-ختص ،[الإختصاص ] عَن جَابِرِ بنِ يَزِيدَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي


صفحه : 378

عَسي أَن يَبعَثَكَ رَبّكَ مَقاماً مَحمُوداً قَالَ يُجلِسُهُ عَلَي العَرشِ

90-نهج ،[نهج البلاغة] اجعَل شَرَائِفَ صَلَوَاتِكَ وَ نوَاَميِ‌َ بَرَكَاتِكَ عَلَي مُحَمّدٍ عَبدِكَ وَ رَسُولِكَ الخَاتِمِ لِمَا سَبَقَ وَ الفَاتِحِ لِمَا انغَلَقَ وَ المُعلِنِ الحَقّ بِالحَقّ وَ الدّافِعِ جَيشَاتِ الأَبَاطِيلِ وَ الدّامِغِ صَولَاتِ الأَضَالِيلِ كَمَا حُمّلَ فَاضطَلَعَ قَائِماً بِأَمرِكَ مُستَوفِزاً فِي مَرضَاتِكَ غَيرَ نَاكِلٍ عَن قُدُمٍ وَ لَا وَاهٍ فِي عَزمٍ وَاعِياً لِوَحيِكَ حَافِظاً عَلَي عَهدِكَ مَاضِياً عَلَي نَفَاذِ أَمرِكَ حَتّي أَورَي قَبَسَ القَابِسِ وَ أَضَاءَ الطّرِيقَ لِلخَابِطِ وَ هُدِيَت بِهِ القُلُوبُ بَعدَ خَوضَاتِ الفِتَنِ وَ الإِثمِ وَ أَقَامَ مُوضِحَاتِ الأَعلَامِ وَ نَيّرَاتِ الأَحكَامِ فَهُوَ أَمِينُكَ المَأمُونُ وَ خَازِنُ عِلمِكَ المَخزُونِ وَ شَهِيدُكَ يَومَ الدّينِ وَ بَعِيثُكَ بِالحَقّ وَ رَسُولُكَ إِلَي الخَلقِ

تبيين الخاتم لماسبق أي الوحي‌ والرسالة والفاتح لماانغلق يقال انغلق واستغلق إذاعسر فتحه أي فتح ماانغلق وأبهم علي الناس من مسائل الدين والتوحيد والشرائع والسبيل إلي الله تعالي والمعلن الحق بالحق أي مظهر الدين بالمعجزات أوبالحرب والخصومة يقال حاق فلانا فحقه أي خاصمه فغلبه أوبالبيان الواضح أوبعضه ببعض فإن بالأصول تظهر الفروع أوبمعونة الحق تعالي والجيشات جمع جيشة من جاشت القدر إذاارتفع غليانها والأباطيل جمع باطل علي غيرقياس أي دافع ثوران الباطل وفتن المشركين و ماكانت عادة لهم من الغارات والحروب والدامغ المهلك من دمغه إذاشجه حتي بلغ الدماغ و فيه الهلاك والأضاليل أيضا جمع ضال علي غيرقياس والصولة الحملة والوثبة والسطوة قوله ع كماحمل الكاف للتعليل أي صل عليه لذلك أوللتشبيه أي صلاة تشبه وتناسب مافعل قوله فاضطلع أي قوي‌ علي حمله من الضلاعة و هوالقوة قوله مستوفزا أي مستعجلا والنكول الرجوع والقدم بالضم التقدم والإقدام أي لم يرجع عن التقدم في الجهاد وغيره من أمور الدين والوهي‌ الضعف وتقول وعيت الحديث إذاحفظته وفهمته ومضي في الأمر نفذ أي كان


صفحه : 379

مصرا في إنفاذ أمرك وإجرائه ويقال وري‌ الزند أي خرجت ناره وأوريته أنا والقبس الشعلة والقابس ألذي يطلب النار والمراد بالقبس هنا نور الحق أي أشعل أنوار الدين حتي ظهر الحق للمقتبسين قوله للخابط أي ألذي يخبط لو لاضوء نوره قوله بعدخوضات الفتن خاض الماء دخله أي بعد أن خاضوا في الفتن أطوارا والأعلام جمع علم و هو مايستدل به علي الطريق من منار وجبل ونحوهما والموضحات يحتمل الفتح والكسر كما لايخفي ونيرات الأحكام أي الأحكام الواضحة الحقة والمأمون تأكيد والمراد بالعلم المخزون الأمور التي‌ لاتتعلق بالتكاليف لأنها لايخزن عن المكلفين قوله ع وشهيدك أي شاهدك علي الخلق قوله وبعيثك أي مبعوثك بالدين الثابت

91-نهج ،[نهج البلاغة] فَاستَودَعَهُم فِي أَفضَلِ مُستَودَعٍ وَ أَقَرّهُم فِي خَيرِ مُستَقَرّ تَنَاسَخَتهُم كَرَائِمُ الأَصلَابِ إِلَي مُطَهّرَاتِ الأَرحَامِ كُلّمَا مَضَي سَلَفٌ قَامَ مِنهُم بِدِينِ اللّهِ خَلَفٌ حَتّي أَفضَت كَرَامَةُ اللّهِ سُبحَانَهُ إِلَي مُحَمّدٍص فَأَخرَجَهُ مِن أَفضَلِ المَعَادِنِ مَنبِتاً وَ أَعَزّ الأَرُومَاتِ مَغرِساً مِنَ الشّجَرَةِ التّيِ‌ صَدَعَ مِنهَا أَنبِيَاءَهُ وَ انتَجَبَ مِنهَا أُمَنَاءَهُ عِترَتُهُ خَيرُ العِتَرِ وَ أُسرَتُهُ خَيرُ الأُسَرِ وَ شَجَرَتُهُ خَيرُ الشّجَرِ نَبَتَت فِي حَرَمٍ وَ بَسَقَت فِي كَرَمٍ لَهَا فُرُوعٌ طِوَالٌ وَ ثَمَرٌ لَا يُنَالُ فَهُوَ إِمَامُ مَنِ اتّقَي وَ بَصِيرَةُ مَنِ اهتَدَي سِرَاجٌ لَمَعَ ضَوؤُهُ وَ شِهَابٌ سَطَعَ نُورُهُ وَ زَندٌ بَرَقَ لَمعُهُ سِيرَتُهُ القَصدُ وَ سُنّتُهُ الرّشدُ وَ كَلَامُهُ الفَصلُ وَ حُكمُهُ العَدلُ أَرسَلَهُ عَلَي حِينِ فَترَةٍ مِنَ الرّسُلِ وَ هَفوَةٍ عَنِ العَمَلِ وَ غَبَاوَةٍ مِنَ الأُمَمِ

بيان قوله ع في أفضل مستودع الظاهر أن المراد بالمستودع والمستقرّ الأصلاب والأرحام فيكون مابعده بيانا له ويحتمل أن يكون المراد محل أرواحهم في عالم الذرّ قوله تناسختهم أي تناقلتهم قوله حتي أفضت أي انتهت والأرومة الأصل ويحتمل أن يكون المراد بأفضل المعادن وأعز الأرومات شجرة النبوة وقيل


صفحه : 380

مكة شرفها الله وقيل نسبه وعشيرته والصدع الشقّ والعترة أخصّ من الأسرة والأسرة الرهط الأدنون وقيل أراد بالشجر في الموضعين ابراهيم ع وقيل أراد هاشما بقرينة قوله نبتت في حرم أي مكة كذا قيل والأظهر أن تحمل الشجرة ثانيا علي نفسه و أهل بيته كماورد في أخبار كثيرة في تفسير الشجرة الطيبة والمراد بالفروع الأئمة وطولها كناية عن بلوغهم في الشرف والفضل الغاية البعيدة والمراد بالثمر علومهم ومعارفهم وعدم النيل لغموض أسرارها بحيث لاتصل العقول إليها والزند العود ألذي يقدح به النار والقصد الوسط والاعتدال في الأمور من غيرإفراط وتفريط والفصل الفاصل بين الحق والباطل والهفوة الزلة والغباوة الجهل وقلة الفطنة

92-نهج ،[نهج البلاغة] مُستَقَرّهُ خَيرُ مُستَقَرّ وَ مَنبِتُهُ أَشرَفُ مَنبِتٍ فِي مَعَادِنِ الكَرَامَةِ وَ مَمَاهِدِ السّلَامَةِ قَد صُرِفَت نَحوَهُ أَفئِدَةُ الأَبرَارِ وَ ثُنِيَت إِلَيهِ أَزِمّةُ الأَبصَارِ دَفَنَ بِهِ الضّغَائِنَ وَ أَطفَأَ بِهِ النّوَائِرَ أَلّفَ بِهِ إِخوَاناً وَ فَرّقَ بِهِ أَقرَاناً أَعَزّ بِهِ الذّلّةَ وَ أَذَلّ بِهِ العِزّةَ كَلَامُهُ بَيَانٌ وَ صَمتُهُ لِسَانٌ

بيان يحتمل زائدا علي ماتقدم أن يكون المراد بالمستقر المدينة وبالمنبت مكة زادهما الله تعالي شرفا قوله ع ومماهد السلامة قال ابن الميثم المهاد الفراش و لما قال في معادن وهي‌ جمع معدن قال بحكم القرينة والازدواج ومماهد و إن لم يكن الواحد منها ممهدا كماقالوا الغدايا والعشايا ومأجورات ومأزورات ونحو ذلك ويعني‌ بالسلامة هاهنا البراءة من العيوب أي في نسب طاهر غيرمأبون و لامعيب ويحتمل أن يراد بمعادن الكرامة ومماهد السلامة مكة والمدينة فإنهما محل العبادة والسلامة من عذابه والفوز بكرامته ويحتمل أن يراد بمماهد السلامة مانشأ عليه من مكارم الأخلاق الممهدة للسلامة من سخط الله قوله وثنيت أي عطفت وصرفت قوله دفن به أي أخفي وأذهب والضغائن جمع ضغينة وهي‌ الحقد والنوائر جمع نائرة وهي‌ العداوة


صفحه : 381

والمراد بالذلة ذلة الإسلام وبالعزة عزة الشرك قوله ع وصمته لسان فيه وجهان أحدهما أنه كان يسكت عما لاينبغي‌ من القول فيعلم الناس السكوت عما لايعنيهم وثانيهما أن سكوته ص عن بعض أفعال الصحابة وعدم النهي‌ عنها كان تقريرا لها ودليلا علي الإباحة

93-نهج ،[نهج البلاغة] حَتّي أَورَي قَبَساً لِقَابِسٍ وَ أَنَارَ عَلَماً لِحَابِسٍ فَهُوَ أَمِينُكَ وَ شَهِيدُكَ يَومَ الدّينِ وَ بَعِيثُكَ نِعمَةً وَ رَسُولُكَ بِالحَقّ رَحمَةً أللّهُمّ اقسِم لَهُ مَقسَماً مِن عَدلِكَ وَ اجزِهِ مُضَاعَفَاتِ الخَيرِ مِن فَضلِكَ أللّهُمّ أَعلِ عَلَي بِنَاءِ البَانِينَ بِنَاءَهُ وَ أَكرِم لَدَيكَ نُزُلَهُ وَ شَرّف عِندَكَ مَنزِلَهُ وَ آتِهِ الوَسِيلَةَ وَ أَعطِهِ السّنَاءَ وَ الفَضِيلَةَ وَ احشُرنَا فِي زُمرَتِهِ غَيرَ خَزَايَا وَ لَا نَادِمِينَ وَ لَا نَاكِبِينَ وَ لَا نَاكِثِينَ وَ لَا ضَالّينَ وَ لَا مَفتُونِينَ

بيان الحابس الواقف في مكانه ألذي حبس ناقته ضلالا فهو يخبط و لايدري‌ كيف يهتدي‌ والمراد ببنائه قواعد دينه أوكمالاته والنزل بالضم مايهيأ للضيف

94-نهج ،[نهج البلاغة]اختَارَهُ مِن شَجَرَةِ الأَنبِيَاءِ وَ مِشكَاةِ الضّيَاءِ وَ ذُؤَابَةِ العَليَاءِ وَ سُرّةِ


صفحه : 382

البَطحَاءِ وَ مَصَابِيحِ الظّلمَةِ وَ يَنَابِيعِ الحِكمَةِ

95-نهج ،[نهج البلاغة] وَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً نَجِيبُ اللّهِ وَ سَفِيرُ وَحيِهِ وَ رَسُولُ رَحمَتِهِ

96-نهج ،[نهج البلاغة] وَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ سَيّدُ عِبَادِهِ كُلّمَا نَسَخَ اللّهُ الخَلقَ فِرقَتَينِ جَعَلَهُ فِي خَيرِهِمَا لَم يُسهِم فِيهِ عَاهِرٌ وَ لَا ضَرَبَ فِيهِ فَاجِرٌ

بيان النسخ الإزالة والتغيير استعير هنا للقسمة لأنها إزالة للمقسوم وتغيير له والعاهر الزاني‌ ويطلق علي الذكر والأنثي وكذلك الفاجر.تذنيب أقول قدذكر علماؤنا رضي‌ الله عنهم بعض خصائصه ص في كتبهم وجمعها العلامة رحمه الله في كتاب التذكرة فلنورد ملخص ماذكروه رحمهم الله قال في التذكرة فأما الواجبات عليه دون غيره من أمته أمور الأول السواك الثاني‌ الوتر الثالث الأضحية روُيِ‌َ عَنهُص أَنّهُ قَالَ ثَلَاثٌ كُتِبَ عَلَيّ وَ لَم يُكتَب عَلَيكُم السّوَاكُ وَ الوَترُ وَ الأُضحِيّةُ

وَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ كُتِبَ عَلَيّ الوَترُ وَ لَم يُكتَب عَلَيكُم وَ كُتِبَ عَلَيّ السّوَاكُ وَ لَم يُكتَب عَلَيكُم وَ كُتِبَت عَلَيّ الأُضحِيّةُ وَ لَم تُكتَب عَلَيكُم

. وتردد الشافعي‌ في وجوب السواك عليه ص .الرابع قيام الليل لقوله تعالي وَ مِنَ اللّيلِ فَتَهَجّد بِهِ نافِلَةً لَكَ و إن أشعر لفظ النافلة بالسنة ولكنها في اللغة الزيادة ولأن السنة جبر للفريضة و كان ص معصوما من النقصان في الفرائض واختلف الشافعية فقال بعضهم كان ذلك واجبا عليه


صفحه : 383

و قال بعضهم كان واجبا عليه و علي أمته فنسخ .أقول ذكر الوتر مع قيام الليل يشتمل علي تكرار ظاهرا والأصل فيه أن العامة رووا حديثا عن عائشة أن النبي ص قال ثلاث علي فريضة ولكم سنة الوتر والسواك وقيام الليل ولذا جمعوا بينهما تبعا للرواية كمايظهر من شارح الوجيزة وتبعهم أصحابنا رضوان الله عليهم . و قال الشهيد الثاني‌ قدس سره اعلم أن بين قيام الليل و بين الوتر الواجبين عليه مغايرة العموم والخصوص المطلق لأن قيام الليل بالتهجد يحصل بالوتر وبغيره فلايلزم من وجوبه وجوبه و أماالوتر فلما كان من العبادات الواقعة بالليل فهو من جملة التهجد بل أفضله فقد يقال إن إيجابه يغني‌ عن إيجاب قيام الليل وجوابه أن قيام الليل و إن تحقق بالوتر لكن مفهومه مغاير لمفهومه لأن الواجب من القيام لما كان يتأدي به وبغيره وبالكثير منه والقليل كان كل فرد يأتي‌ به منه موصوفا بالوجوب لأنه أحد أفراد الواجب الكلي‌ و هذاالقدر لايتأدي بإيجاب الوتر خاصة و لايفيد فائدته فلابد من الجمع بينهما. ثم قال في التذكرة الخامس قضاء دين من مات معسرا لقوله ص من مات وخلف مالا فلورثته و من مات وخلف دينا أوكلا فعلي‌ و إلي هذامذهب الجمهور و قال بعضهم كان ذلك كرما منه و هذااللفظ لايمكن حمله علي الضمان لأن من صحح ضمان المجهول لم يصحح علي هذاالوجه وللشافعية وجهان في أن الإمام هل يجب عليه قضاء دين المعسر إذامات و كان في بيت المال سعة تزيد علي حاجة الأحياء لما في إيجابه من الترغيب في اقتراض المحتاجين .السادس مشاورة أولي‌ النهي لقوله تعالي وَ شاوِرهُم فِي الأَمرِ وقيل إنه لم يكن واجبا عليه بل أمر لاستمالة قلوبهم و هوالمعتمد فإن عقل النبي ص أوفر من عقول كل البشر.


صفحه : 384

السابع إنكار المنكر إذارآه وإظهاره لأن إقراره علي ذلك يوجب جوازه فإن الله تعالي ضمن له النصر والإظهار.الثامن كان عليه تخيير نسائه بين مفارقته ومصاحبته بقوله تعالي يا أَيّهَا النّبِيّ قُل لِأَزواجِكَ إِن كُنتُنّ تُرِدنَ الحَياةَ الدّنيا وَ زِينَتَها فَتَعالَينَ أُمَتّعكُنّ وَ أُسَرّحكُنّ سَراحاً جَمِيلًا وَ إِن كُنتُنّ تُرِدنَ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ الدّارَ الآخِرَةَ فَإِنّ اللّهَ أَعَدّ لِلمُحسِناتِ مِنكُنّ أَجراً عَظِيماً والأصل فيه أن النبي ص آثر لنفسه الفقر والصبر عليه فأمر بتخيير نسائه بين مفارقته واختيار زينة الدنيا و بين اختياره والصبر علي ضر الفقر لئلا يكون مكرها لهن علي الضر والفقر هذا هوالمشهور وللشافعية وجه في التخيير لم يكن واجبا عليه وإنما كان مندوبا والمشهور الأول ثم إن رسول الله ص لماخيرهن اخترنه والدار الآخرة فحرم الله تعالي علي رسوله التزويج عليهن والتبدل بهن من أزواج ثم نسخ ذلك ليكون المنة لرسول الله ص بترك التزوج عليهن بقوله تعالي إِنّا أَحلَلنا لَكَ أَزواجَكَ اللاّتيِ‌ آتَيتَ أُجُورَهُنّقالت عائشة إن النبي ص لم يمت حتي أحل له النساء تعني‌ اللاتي‌ حظرن عليه و قال أبوحنيفة إن التحريم باق لم ينسخ و قدروي‌ أن بعض نساء النبي ص طلبت منه حلقة من ذهب فصاغ لها حلقة من فضة وطلاها بالزعفران فقالت لاأريد إلا من ذهب فاغتم النبي ص لذلك فنزلت آية التخيير. وقيل إنما خيره لأنه لم يمكنه التوسعة عليهن فربما يكون فيهن من يكره المقام معه فنزهه عن ذلك . وَ روُيِ‌َ أَنّ النّبِيّص كَانَ يُطَالَبُ بِأُمُورٍ لَا يَملِكُهَا وَ كَانَ نِسَاؤُهُ يُكثِرنَ مُطَالَبَتَهُ حَتّي قَالَ عُمَرُ كُنّا مَعَاشِرَ المُهَاجِرِينَ مُتَسَلّطِينَ عَلَي نِسَائِنَا بِمَكّةَ وَ كَانَت نِسَاءُ الأَنصَارِ مُتَسَلّطَاتٍ عَلَي الأَزوَاجِ فَاختَلَطَ نِسَاؤُنَا فِيهِنّ فَتَخَلّقنَ بِأَخلَاقِهِنّ وَ كَلّمتُ امرأَتَيِ‌


صفحه : 385

يَوماً فرَاَجعَتَنيِ‌ فَرَفَعتُ يدَيِ‌ لِأَضرِبَهَا وَ قُلتُ أَ ترُاَجعِيِنيِ‌ يَا لَكعَاءُ فَقَالَت إِنّ نِسَاءَ رَسُولِ اللّهِص يُرَاجِعنَهُ وَ هُوَ خَيرٌ مِنكَ فَقُلتُ خَابَت حَفصَةُ وَ خَسِرَت ثُمّ أَتَيتُ حَفصَةَ وَ سَأَلتُهَا فَقَالَت إِنّ رَسُولَ اللّهِص قَد يَظَلّ عَلَي بَعضِ نِسَائِهِ طُولَ نَهَارِهِ غَضبَانَ فَقُلتُ لَا تغَترَيّ‌ بِابنَةِ أَبِي قُحَافَةَ فَإِنّهَا حِبّةُ رَسُولِ اللّهِص يَحمِلُ مِنهَا مَا لَا يَحمِلُ مِنكِ وَ قَالَ عُمَرُ كُنتُ قَد نَاوَبتُ رَجُلًا مِنَ الأَنصَارِ حُضُورَ مَجلِسِ رَسُولِ اللّهِص لِيُخبِرَ كُلّ وَاحِدٍ مِنّا صَاحِبَهُ فِيمَا يجَريِ‌ فَقَرَعَ الأنَصاَريِ‌ّ بَابَ الدّارِ يَوماً فَقُلتُ أَ جَاءَنَا غَسّانُ وَ كَانَ قَد أُخبِرنَا بِأَنّ غَسّانَ تَنَعّلَ خُيُولَهَا لِتَغزُوَنَا فَقَالَ أَمرٌ أَفظَعُ مِن ذَلِكَ طَلّقَ رَسُولُ اللّهِص جَمِيعَ نِسَائِهِ فَخَرَجتُ مِنَ البَيتِ وَ رَأَيتُ أَصحَابَ رَسُولِ اللّهِص يَبكُونَ حَولَهُ وَ هُوَ جَالِسٌ وَ كَانَ أَنَسٌ عَلَي البَيتِ فَقُلتُ استَأذِن لِي فَلَم يُجِب فَانصَرَفتُ فنَاَزعَتَنيِ‌ نفَسيِ‌ وَ عَاوَدتُ فَلَم يُجِب حَتّي فَعَلتُ ذَلِكَ ثَلَاثاً فَسَمِعَ رَسُولُ اللّهِص صوَتيِ‌ فَأَذِنَ فَدَخَلتُ فَرَأَيتُهُ نَائِماً عَلَي حَصِيرٍ مِنَ اللّيفِ فَاستَوَي وَ أَثّرَ اللّيفُ فِي جَنبَيهِ فَقُلتُ إِنّ قَيصَرَ وَ كِسرَي يَفرُشَانِ الدّيبَاجَ وَ الحَرِيرَ فَقَالَ أَ فِي شَكّ أَنتَ يَا عُمَرُ أَ مَا عَلِمتَ أَنّهَا لَهُم فِي الدّنيَا وَ لَنَا فِي الآخِرَةِ ثُمّ قَصَصتُ عَلَيهِ القِصّةَ فَابتَسَمَ لَمّا سَمِعَ قوَليِ‌ لِحَفصَةَ لَا تغَترَيّ‌ بِابنَةِ أَبِي قُحَافَةَ ثُمّ قُلتُ طَلّقتَ نِسَاءَكَ فَقَالَ لَا

وَ روُيِ‌َ أَنّهُ كَانَ آلَي مِن نِسَائِهِ شَهراً فَمَكَثَ فِي غُرفَةٍ شَهراً فَنَزَلَ قَولُهُ تَعَالَييا أَيّهَا النّبِيّ قُل لِأَزواجِكَالآيَةَ فَبَدَأَ رَسُولُ اللّهِص بِعَائِشَةَ وَ قَالَ إنِيّ‌ مَلِقٌ إِلَيكِ أَمراً فَلَا تبُاَدرِيِنيِ‌ بِالجَوَابِ حَتّي تؤُاَمرِيِ‌ أَبَوَيكِ وَ تَلَا الآيَةَ فَقَالَت أَ فِيكَ أُؤَامِرُ أبَوَيَ‌ّ اختَرتُ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ الدّارَ الآخِرَةَ ثُمّ قَالَت لَا تُخبِر أَزوَاجَكَ بِذَلِكَ وَ كَانَت تُرِيدُ أَن يَختَرنَ فَيُفَارِقَهُنّ رَسُولُ اللّهِص فَدَارَص عَلَي نِسَائِهِ وَ كَانَ يُخبِرُهُنّ


صفحه : 386

بِمَا جَرَي لِعَائِشَةَ فَاختَرنَ بِأَجمَعِهِنّ اللّهَ وَ رَسُولَهُ

و هذاالتخيير عندالعامة كناية في الطلاق وعندنا أنه ليس له حكم . و قال الشهيد الثاني‌ والشيخ علي رحمهما الله هذاالتخيير عندالعامة القائلين بوقوع الطلاق بالكناية كناية عن الطلاق و قال بعضهم إنه صريح فيه وعندنا ليس له حكم بنفسه بل ظاهر الآية أن من اختارت الحياة الدنيا وزينتها يطلقها لقوله تعالي إِن كُنتُنّ تُرِدنَ الحَياةَ الدّنيا وَ زِينَتَها فَتَعالَينَ أُمَتّعكُنّ وَ أُسَرّحكُنّ سَراحاً جَمِيلًا.أقول سيأتي‌ القول فيه في بابه . ثم قال في التذكرة و أماالمحرمات فقسمان الأول ماحرم عليه خاصة في غيرالنكاح و هوأمور الأول الزكاة المفروضة صيانة لمنصبه العلي‌ عن أوساخ أموال الناس التي‌ تعطي علي سبيل الترحم وتنبئ عن ذل الآخذ وأبدل بالفي‌ء ألذي يؤخذ علي سبيل القهر والغلبة المنبئ عن عزالآخذ وذل المأخوذ منه ويشركه في حرمتها أولو القربي لكن التحريم عليهم بسببه أيضا فالخاصة عائدة إليه

قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّا أَهلُ بَيتٍ لَا تَحِلّ لَنَا الصّدَقَةُ.

أقول قال الشهيد الثاني‌ رحمه الله بعدذكر هذاالوجه مع أنها لاتحرم عليهم مطلقا بل من غيرالهاشمي‌ مع وفاء نصيبهم من الخمس بكفايتهم و أما عليه ص فإنها تحرم مطلقا ولعل هذاأولي من الجواب السابق لأن ذاك مبني‌ علي مساواتهم له في ذلك كماتراه العامة فاشتركوا في ذلك الجواب والجواب الثاني‌ مختص بقاعدتنا.رجعنا إلي كلام التذكرة الثاني‌ الصدقة المندوبة الأقرب تحريمها علي رسول الله ص لماتقدم و هو


صفحه : 387

أحد قولي‌ الشافعي‌ تعظيما له وتكريما و في الثاني‌ يجوز وحكم الإمام عندنا حكم النبي ص .الثالث أنه كان ص لايأكل الثوم والبصل والكراث وهل كان محرما عليه الأقرب لا وللشافعية وجهان لكنه كان يمتنع منها لئلا يتأذي بها من يناجيه من الملائكة

روُيِ‌َ أَنّهُص أتُيِ‌َ بِقِدرٍ فِيهَا بُقُولٌ فَوَجَدَ لَهَا رِيحاً فَقَرّبَهَا إِلَي بَعضِ أَصحَابِهِ وَ قَالَ لَهُ كُل فإَنِيّ‌ أنُاَجيِ‌ مَن لَا تنُاَجيِ‌

.الرابع أنه ص كان لايأكل متكئا

روُيِ‌َ أَنّهُص قَالَ أَنَا آكُلُ كَمَا تَأكُلُ العَبِيدُ وَ أَجلِسُ كَمَا تَجلِسُ العَبِيدُ

. وهل كان ذلك محرما عليه أومكروها كما في حق الأمة الأقرب الثاني‌ وللشافعي‌ وجهان .الخامس يحرم عليه الخط والشعر تأكيدا لحجته وبيانا لمعجزته قال الله تعالي وَ لا تَخُطّهُ بِيَمِينِكَ و قال تعالي وَ ما عَلّمناهُ الشّعرَ و قداختلف في أنه ص كان يحسنهما أم لا وأصح قولي‌ الشافعي‌ الثاني‌ وإنما يتجه التحريم علي الأول .السادس كان ص إذالبس لأمة الحرب يحرم عليه نزعها حتي يلقي العدو ويقاتل

قَالَص مَا كَانَ لنِبَيِ‌ّ إِذَا لَبِسَ لَأمَتَهُ أَن يَنزَعَهَا حَتّي يَلقَي العَدُوّ

و هوالمشهور عندالشافعية ولهم وجه أنه كان مكروها لامحرما.السابع كان ص إذاابتدأ بتطوع حرم عليه تركه قبل إتمامه و فيه خلاف .الثامن كان يحرم أن يمد عينيه إلي مامتع الله به الناس قال الله تعالي لا تَمُدّنّ عَينَيكَالآية.


صفحه : 388

التاسع كان يحرم عليه خائنة الأعين

قَالَص مَا كَانَ لنِبَيِ‌ّ أَن يَكُونَ لَهُ خَائِنَةُ الأَعيُنِ

وفسروها بالإيماء إلي مباح من ضرب أوقتل علي خلاف مايظهر ويشعر به الحال وإنما قيل له خائنة الأعين لأنه سبب الخيانة من حيث إنه يخفي و لايحرم ذلك علي غيره إلا في محظور وبالجملة أن يظهر خلاف مايضمر وطرد بعض الفقهاء ذلك في مكايدة الحروب و هوضعيف

و قدصح أَنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ إِذَا أَرَادَ سَفَراً وَرّي بِغَيرِهِ.

العاشر اختلفوا في أنه هل كان يحرم عليه أن يصلي‌ علي من عليه دين أم لا علي قولين .الحادي‌ عشر اختلفوا في أنه هل كان يجوز أن يصلي‌ علي من عليه دين مع وجود الضامن .الثاني‌ عشر لم يكن له أن يمن ليستكثر قال الله تعالي وَ لا تَمنُن تَستَكثِرُ أي لاتعط شيئا لتنال أكثر منه قال المفسرون إنه كان من خواصه ص .الثاني‌ ماحرم عليه خاصة في النكاح و هوأمور الأول إمساك من تكره نكاحه وترغب عنه لأنه ص نكح امرأة ذات جمال فلقنت أن تقول لرسول الله صلي الله عليه وآله أعوذ بالله منك وقيل لها إن هذاالكلام يعجبه فلما قالت ذلك قال ص لقد استعذت بمعاذ وطلقها. وللشافعية وجه غريب إن كان لايحرم إمساكها لكن فارقها تكرما منه ومات رسول الله ص عن تسع نسوة عائشة وحفصة وأم سلمة بنت ابن أمية المخزومي‌ وأم حبيبة بنت أبي سفيان وميمونة بنت الحارث الهلالية وجويرية بنت الحارث الخزاعية وسودة بنت زمعة وصفية بنت حي‌ بن أخطب الخيبرية وزينب بنت جحش وجميع من تزوج بهن خمسة عشر وجمع بين إحدي عشرة ودخل بثلاث عشرة وفارق امرأتين في حياته إحداهما الكلبية وهي‌ التي‌ رأي بكشحها بياضا فقال لها


صفحه : 389

ألحقي‌ بأهلك والأخري التي‌ تعوذت منه و قال أبوعبيد تزوج رسول الله ص ثماني‌ عشرة امرأة واتخذ من الإماء ثلاثا.الثاني‌ نكاح الكفار عندنا لايصح للمسلم علي الأقوي لقوله تعالي وَ لا تَنكِحُوا المُشرِكاتِ حَتّي يُؤمِنّ و قال وَ لا تُمسِكُوا بِعِصَمِ الكَوافِرِ و قال بعض علمائنا إنه يصح و هومذهب جماعة من العامة فعندنا التحريم بطريق الأولي ثابت في حق النبي ص واختلف في مشروعيته له من جوز من العامة في حق الأمة علي قولين أحدهما المنع

لِقَولِهِص زوَجاَتيِ‌ فِي الدّنيَا زوَجاَتيِ‌ فِي الآخِرَةِ وَ الجَنّةُ مُحَرّمَةٌ عَلَي الكَافِرِينَ

ولأنه أشرف من أن يضع ماءه في رحم كافرة و الله تعالي أكرم زوجاته إذ جعلهن أمهات المؤمنين والكافرة لاتصلح لذلك لأن هذه أسوة الكرامة ولقوله تعالي إِنّمَا المُشرِكُونَ نَجَسٌ و

لقوله كُلّ سَبَبٍ وَ نَسَبٍ يَنقَطِعُ يَومَ القِيَامَةِ إِلّا سبَبَيِ‌ وَ نسَبَيِ‌

و ذلك لايصح في الكافرة. والثاني‌ الجواز لأن ذبائحهم له حلال فكذلك نساؤهم والمقدمة الأولي ممنوعة فإن ذبائح أهل الكتاب عندنا محرمة و أمانكاح الأمة فلم يجز له بلا خلاف بين الأكثر و أماوطء الأمة فكان سائغا له مسلمة كانت أوكتابية لقوله تعالي أَو ما مَلَكَت أَيمانُكُم و قوله تعالي وَ ما مَلَكَت يَمِينُكَ و لم يفصل وملك ص مارية القبطية وكانت مسلمة وملك صفية وهي‌ مشركة فكانت عنده إلي أن أسلمت فأعتقها وتزوجها وجوز بعضهم نكاح الأمة المسلمة له ص بالعقد كمايجوز بالملك والنكاح أوسع منه من الأمة ولكن الأكثر علي المنع لأن نكاح الأمة مشروط بالخوف من


صفحه : 390

العنت و النبي ص معصوم وبفقدان طول الحرة ونكاحه ص مستغني‌[مستغن ] عن المهر ابتداء وانتهاء وبأن من نكح أمة كان ولده منها رقيقا عندجماعة ومنصب النبي ص منزه عن ذلك لكن من جوز له نكاح الأمة قال خوف العنت إنما يشترط في حق الأمة ومنع من اشتراط فقدان الطول و أمارق الولد فقد التزم بعض الشافعية وجها مستبعدا فيه بذلك والصحيح خلافه لأنه عندنا يتبع أشرف الطرفين . و أماالتخفيفات فقسمان الأول مايتعلق بغير النكاح وهي‌ أمور الأول الوصال في الصوم كان مباحا للنبي‌ص وحرام علي أمته ومعناه أنه يطوي‌ الليل بلا أكل وشرب مع صيام النهار لا أن يكون صائما لأن الصوم في الليل لاينعقد بل إذادخل الليل صار الصائم مفطرا إجماعا فلما نهي النبي ص أمته عن الوصال قيل له إنك تواصل

فَقَالَ إنِيّ‌ لَستُ كَأَحَدِكُم إنِيّ‌ أَظَلّ عِندَ ربَيّ‌ يطُعمِنُيِ‌ وَ يسَقيِنيِ‌.

و في رواية إنِيّ‌ أَبِيتُ عِندَ ربَيّ‌ يطُعمِنُيِ‌ وَ يسَقيِنيِ‌

قيل معناه يسقيني‌ ويغذيني‌ بوحيه . و قال الشهيد الثاني‌ نور الله ضريحه الوصال يتحقق بأمرين أحدهما الجمع بين الليل والنهار عن تروك الصوم بالنية والثاني‌ تأخير عشائه إلي سحوره بالنية كذلك بحيث يكون صائما مجموع ذلك الوقت والوصال بمعنييه محرم علي أمته


صفحه : 391

ومباح له ص ثم نقل كلام التذكرة و قال ليس بجيد لأن الأكل بالليل ليس بواجب و قدصرح به هو في المنتهي فقال لوأمسك عن الطعام يومين لابنية الصيام بل بنية الإفطار فيه فالأقوي عدم التحريم و علي ماذكره هنا لافرق بينه ص و بين غيره بل المراد الصوم فيهما معا بالنية فإن هذاحكم مختص به محرم علي غيره .أقول ماذكره رحمه الله هوالمطابق لكلام الأكثر لكن الأخبار الواردة في تفسيره تقتضي‌ التحريم مطلقا وأيضا لو كان المراد مع النية فلاوجه للتخصيص بهذين الفردين بل الظاهر أنه لونوي دخول ساعة من الليل مثلا في الصوم كان تشريعا محرما وسيأتي‌ تمام القول في ذلك في كتاب الصوم إن شاء الله تعالي . ثم قال في التذكرة الثاني‌ اصطفاء مايختاره من الغنيمة قبل القسمة كجارية حسنة وثوب مترفع وفرس جواد و غير ذلك ويقال لذلك ألذي اختاره الصفي‌ والصفية والجمع الصفايا و من صفاياه صفية بنت حيي‌ اصطفاها وأعتقها وتزوجها وذو الفقار.الثالث خمس الفي‌ء والغنيمة كان لرسول الله ص الاستبداد به وأربعة أخماس الفي‌ء كانت له أيضا.الرابع أبيح له دخول مكة بغير إحرام خلافا لأمته فإنه محرم عليهم علي خلاف .الخامس أبيحت له ولأمته كرامة له الغنائم وكانت حراما علي من قبله من الأنبياء بل أمروا بجمعها فتنزل نار من السماء فتأكلها وإنه كان يقضي‌ لنفسه و في غيره خلاف و أن يحكم لنفسه ولولده و أن يشهد لنفسه ولولده و أن يقبل شهادة من شهد له .السادس أبيح له أن يحمي‌ لنفسه الأرض لرعي‌ ماشيته و كان حراما علي من


صفحه : 392

قبله من الأنبياء ع والأئمة بعده ليس لهم أن يحموا لأنفسهم . و قال المحقق الثاني‌ رحمه الله في شرح القواعد و هذاعندنا مشترك بينه و بين الأئمة ع وقول المصنف رحمه الله في التذكرة والأئمة بعده ليس لهم أن يحموا لأنفسهم ليس جاريا علي مذهبنا. ثم قال في التذكرة السابع أبيح له أن يأخذ الطعام والشراب من المالك و إن اضطر إليها لأن حفظه لنفسه الشريفة أولي من حفظ نفس غيره و عليه البذل والفداء بمهجته مهجة رسول الله ص لأنه ص أَولي بِالمُؤمِنِينَ مِن أَنفُسِهِم. و قال المحقق في شرح القواعد وينبغي‌ أن يكون الإمام كذلك كمايرشد إليه التعليل و لم أقف علي تصريح في ذلك . ثم قال في التذكرة الثامن كان لاينتقض وضوؤه بالنوم و به قال الشافعية وحكي أبوالعباس منهم وجها آخر غريبا وكذلك حكي وجهين في انتقاض وضوئه باللمس .التاسع كان يجوز له أن يدخل المسجد جنبا ومنعه بعض الشافعية و قال لاإخاله صحيحا.العاشر قيل إنه كان يجوز له أن يقتل من آمنه و هوغلط فإنه من يحرم عليه خائنة الأعين كيف يجوز له قتل من آمنه .الحادي‌ عشر قيل إنه كان يجوز له لعن من شاء من غيرسبب يقتضيه لأن لعنه رحمة واستبعده الجماعة

وَ رَوَي أَبُو هُرَيرَةَ أَنّ النّبِيّص قَالَ أللّهُمّ إنِيّ‌ أَتّخِذُ عِندَكَ عَهداً لَن تُخلِفَهُ إِنّمَا أَنَا بَشَرٌ فأَيَ‌ّ المُؤمِنِينَ آذَيتُهُ بِتُهَمَةٍ وَ لَعنَةٍ فَاجعَلهَا لَهُ صَلَاةً وَ زَكَاةً وَ قُربَةً يَتَقَرّبُ بِهَا إِلَيكَ يَومَ القِيَامَةِ

و هوعندنا باطل لأنه معصوم لايجوز منه لعن الغير وسبه بغير سبب والحديث لوسلم إنما هولسبب .


صفحه : 393

و من التخفيفات مايتعلق بالنكاح وهي‌ أمور الأول الزيادة علي أربع نسوة فإنه ص مات عن تسع وهل كان له الزيادة علي تسع الأولي الجواز لامتناع الجور عليه وللشافعية وجهان هذاأصحهما والثاني‌ المنع و أماانحصار طلاقه في الثلاث فالوجه في ذلك كما في حق الأمة و هوأحد وجهي‌ الشافعية والثاني‌ العدم كما لم ينحصر عدد زوجاته ص .الثاني‌ العقد بلفظ الهبة لقوله تعالي وَ امرَأَةً مُؤمِنَةً إِن وَهَبَت نَفسَها للِنبّيِ‌ّ فلايجب المهر حينئذ بالعقد و لابالدخول لاابتداء و لاانتهاء كما هوقضية الهبة و هوأظهر وجهي‌ الشافعية والثاني‌ المنع كما في حق الأمة و علي الأول هل يشترط لفظ النكاح من جهة النبي ص للشافعية وجهان أحدهما نعم لظاهر قوله تعالي أَن يَستَنكِحَها والثاني‌ لايشترط في حق الواهبة وهل ينعقد نكاحه بمعني الهبة حتي لايجب المهر ابتداء و لاانتهاء وجهان للشافعية ولهم وجه غريب أنه يجب المهر في حق الواهبة وخاصية النبي ص ليست في إسقاط المهر بل في الانعقاد بلفظ الهبة.الثالث كان إذارغب ص في نكاح امرأة فإن كانت خلية فعليها الإجابة ويحرم علي غيره خطبتها وللشافعية وجه أنه لايحرم و إن كانت ذات زوج وجب علي الزوج طلاقها لينكحها لقضية زيد ولعل السر فيه من جانب الزوج امتحان إيمانه واعتقاده بتكليفه النزول عن أهله و من جانب النبي ص ابتلاؤه ببلية البشرية ومنعه من خائنة الأعين و من الإضمار ألذي يخالف الإظهار كما قال تعالي وَ تخُفيِ‌ فِي نَفسِكَ مَا اللّهُ مُبدِيهِ و لا شيءأدعي إلي غض البصر وحفظه لمجاريه الاتفاقية من هذا


صفحه : 394

التكليف و ليس هذا من باب التخفيفات كماقاله الفقهاء بل هو في حقه غاية التشديد إذ لوكلف بذلك آحاد الناس لمافتحوا أعينهم في الشوارع خوفا من ذلك ولهذا قالت عائشة لو كان ص يخفي‌ آية لأخفي هذه .الرابع انعقاد نكاحه بغير ولي‌ وشهود و هوعندنا ثابت في حقه ص وحق أمته إذ لانشترط نحن ذلك وللشافعية وجهان .الخامس انعقاد نكاحه في الإحرام وللشافعية فيه وجهان أحدهما الجواز لماروي‌ أنه ص نكح ميمونة محرما والثاني‌ المنع كما لم يحل له الوطء في الإحرام والمشهور عندهم أنه نكح ميمونة حلالا.السادس هل كان يجب عليه القسم بين زوجاته بحيث إذاباتت عندواحدة منهن ليلة وجب عليه أن يبيت عندالباقيات كذلك أم لايجب قال الشهيد الثاني‌ رحمه الله اختلف العلماء في ذلك فقال بعضهم لايجب عليه ذلك لقوله تعالي ترُجيِ‌ مَن تَشاءُ مِنهُنّ وَ تؤُويِ‌ إِلَيكَ مَن تَشاءُ وَ مَنِ ابتَغَيتَ مِمّن عَزَلتَ فَلا جُناحَ عَلَيكَ ومعني ترجي‌ تؤخر


صفحه : 395

وتترك إيواءه إليك ومضاجعته بقرينة قسيمه و هو قوله وَ تؤُويِ‌ إِلَيكَ مَن تَشاءُ أي تضمه إليك وتضاجعه ثم لايتعين ذلك عليك بل لك بعدالإرجاء أن تبتغي‌ ممن عزلت ماشئت وتؤويه إليك و هذاظاهر في عدم وجوب القسمة عليه ص حتي روي‌ أن بعدنزول الآية ترك القسمة لجماعة من نسائه وآوي إليه جماعة منهن معينات و قال آخرون بل تجب القسمة عليه كغيره لعموم الأدلة الدالة عليها ولأنه لم يزل يقسم بين نسائه حتي كان يطاف به و هومريض عليهن و يقول هذاقسمي‌ فيما أملك و أنت أعلم بما لاأملك يعني‌ قلبه ص والمحقق رحمه الله استضعف الاستدلال بالآية علي عدم وجوب القسمة بأنه كمايحتمل أن يكون المشية في الإرجاء والإيواء لجميع نسائه يحتمل أن يكون متعلقا بالواهبات أنفسهن خاصة فلا يكون دليلا علي التخيير مطلقا وحينئذ فيكون اختيار قول ثالث و هووجوب القسمة لمن تزوجهن بالعقد وعدمها لمن وهبت نفسها و في هذاعندي‌ نظر لأن ضمير الجمع المؤنث في قوله ترُجيِ‌ مَن تَشاءُ مِنهُنّ واللفظ العام في قوله وَ مَنِ ابتَغَيتَ لايصح عوده للواهبات لأنه لم يتقدم ذكر الهبة إلالامرأة واحدة وهي‌ قوله وَ امرَأَةً مُؤمِنَةً إِن وَهَبَت نَفسَها للِنبّيِ‌ّ إِن أَرادَ النّبِيّ أَن يَستَنكِحَهافوحد ضمير الهبة في مواضع من الآية ثم عقبه بقوله ترُجيِ‌ مَن تَشاءُ مِنهُنّ فلايحسن عوده إلي الواهبات إذ لم يسبق لهن ذكر علي وجه الجمع بل إلي جميع الأزواج المذكورات في هذه الآية وهي‌ قوله تعالي يا أَيّهَا النّبِيّ إِنّا أَحلَلنا لَكَ أَزواجَكَ اللاّتيِ‌ آتَيتَ أُجُورَهُنّ وَ ما مَلَكَت يَمِينُكَ مِمّا أَفاءَ اللّهُ عَلَيكَ وَ بَناتِ عَمّكَ وَ بَناتِ عَمّاتِكَ وَ بَناتِ خالِكَ وَ بَناتِ خالاتِكَ اللاّتيِ‌ هاجَرنَ مَعَكَ وَ امرَأَةً مُؤمِنَةً إِن وَهَبَت نَفسَها للِنبّيِ‌ّالآية ثم عقبها بقوله ترُجيِ‌ مَن تَشاءُ مِنهُنّالآية و هذا هوظاهر في عود ضمير النسوة المخير فيهن إلي من سبق من أزواجه جمع وأيضا فإن النبي ص لم يتزوج بالهبة إلاامرأة واحدة علي ماذكره المحدثون والمفسرون و هوالمناسب لسياق الآية فكيف يجعل ضمير الجمع عائدا إلي الواهبات و ليس له منهن إلاواحدة ثم لوتنزلنا وسلمنا جواز عوده إلي الواهبات لماجاز حمله عليه بمجرد الاحتمال مع وجود اللفظ العام


صفحه : 396

الشامل لجميعهن وأيضا فإن غاية الهبة أن تزويجه ص يجوز بلفظ الهبة من جانب المرأة أو من الطرفين و ذلك لايخرج الواهبة عن أن تكون زوجة فيلحقها مايلحق غيرها من أزواجه لاأنها تصير بسبب الهبة بمنزلة الأمة وحينئذ فتخصيص الحكم بالواهبات لاوجه له أصلا و أمافعله ص فجاز كونه بطريق التفضل والإنصاف وجبر القلوب كما قال الله تعالي ذلِكَ أَدني أَن تَقَرّ أَعيُنُهُنّ وَ لا يَحزَنّ وَ يَرضَينَ بِما آتَيتَهُنّ كُلّهُنّانتهي كلامه رحمه الله . ورجعنا إلي كلام التذكرة السابع أنه كان يجوز للنبي‌ص تزويج المرأة ممن شاء بغير إذن وليها وتزويجها من نفسه وتولي‌ الطرفين من غيرإذن وليهما وهل كان يجب عليه نفقة زوجاته وجهان لهم بناء علي الخلاف في المهر وكانت المرأة تحل له بتزويج الله تعالي قال سبحانه في قصة زيدفَلَمّا قَضي زَيدٌ مِنها وَطَراً زَوّجناكَها وقيل إنه نكحها بمهر وحملوازَوّجناكَها علي إحلال الله تعالي له نكاحها وأعتق صلي الله عليه وآله صفية رضي‌ الله عنها وتزوجها وجعل عتقها صداقها و هوثابت عندنا في حق أمته وجوز بعض الشافعية له الجمع بين المرأة وعمتها أوخالتها و أنه كان يجوز له الجمع بين الأختين وكذا في الجمع بين الأم وبنتها و هوعندنا بعيد لأن خطاب الله تعالي يدخل فيه النبي ص . و أماالفضل والكرامات فقسمان الأول في النكاح و هوأمور الأول تحريم زوجاته علي غيره قال الشهيد الثاني‌ قدس الله سره من جملة خواصه ص تحريم أزواجه من بعده علي غيره لقوله تعالي وَ ما كانَ لَكُم أَن تُؤذُوا رَسُولَ اللّهِ وَ لا أَن تَنكِحُوا أَزواجَهُ مِن بَعدِهِ أَبَداً وهي‌ متناولة بعمومها لمن مات عنها من أزواجه سواء


صفحه : 397

كانت مدخولا بهاأم لالصدق الزوجية عليهما و لم يمت ص عن زوجة في عصمته إلامدخولا بها ونقل المحقق الإجماع علي تحريم المدخول بها والخلاف في غيرها ليس بجيد لعدم الخلاف أولا وعدم الفرض الثاني‌ ثانيا وإنما الخلاف فيمن فارقها في حياته بفسخ أوطلاق كالتي‌ وجد بكشحها بياضا والمستعيذة فإن فيه أوجها أصحها عندنا تحريمها مطلقا لصدق نسبة زوجيتها إليه ص بعدالفراق في الجملة فيدخل في عموم الآية والثاني‌ أنها لاتحرم مطلقا لأنه يصدق في حياته أن يقال ليست زوجته الآن ولإعراضه ص عنها وانقطاع اعتنائه بها. والثالث إن كانت مدخولا بهاحرمت و إلا فلا لماروي‌ أن الأشعث بن قيس نكح المستعيذة في زمان عمر فهم برجمها فأخبر أن النبي ص فارقها قبل أن يمسها فخلاها و لم ينكر عليه أحد من الصحابة. وَ رَوَي الكلُيَنيِ‌ّ فِي الحَسَنِ عَن عُمَرَ بنِ أُذَينَةَ فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ إِنّ النّبِيّص فَارَقَ المُستَعِيذَةَ وَ امرَأَةً أُخرَي مِن كِندَةَ قَالَت لَمّا مَاتَ وَلَدُهُ اِبرَاهِيمُ لَو كَانَ نَبِيّاً مَا مَاتَ ابنُهُ فَتَزَوّجَتَا بَعدَهُ بِإِذنِ الأَوّلَينِ وَ إِنّ أَبَا جَعفَرٍ ع قَالَ مَا نَهَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَن شَيءٍ إِلّا وَ قَد عصُيِ‌َ فِيهِ لَقَد نَكَحُوا أَزوَاجَ رَسُولِ اللّهِص مِن بَعدِهِ وَ ذَكَرَ هَاتَينِ العَامِرِيّةَ وَ الكِندِيّةَ ثُمّ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع لَو سَأَلتُم عَن رَجُلٍ تَزَوّجَ امرَأَةً فَطَلّقَهَا قَبلَ أَن يَدخُلَ بِهَا أَ تَحِلّ لِابنِهِ لَقَالُوا لَا فَرَسُولُ اللّهِ أَعظَمُ حُرمَةً مِن آبَائِهِم

وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي عَن زُرَارَةَ عَنهُ ع نَحوَهُ وَ قَالَ فِي حَدِيثِهِ وَ هُم يَستَحِلّونَ أَن يَتَزَوّجُوا أُمّهَاتِهِم وَ إِنّ أَزوَاجَ النّبِيّص فِي الحُرمَةِ مِثلُ أُمّهَاتِهِم إِن كَانُوا مُؤمِنِينَ

. إذاتقرر ذلك فنقول تحريم أزواجه ص لماذكرناه من النهي‌ المؤكد عنه في


صفحه : 398

القرآن لالتسميتهن أمهات المؤمنين في قوله تعالي وَ أَزواجُهُ أُمّهاتُهُم و لالتسميته ص والدا لأن ذلك وقع علي وجه المجاز لاالحقيقة كناية عن تحريم نكاحهن ووجوب احترامهن و من ثم لم يجز النظر إليهن و لاالخلوة بهن و لايقال لبناتهن أخوات المؤمنين لأنهن لايحرمن علي المؤمنين فقد زوج رسول الله ص فاطمة ع بعلي‌ ع وأختيها رقية وأم كلثوم عثمان وكذا لايقال لآبائهن وأمهاتهن أجداد المؤمنين وجداتهم و لالإخوانهن وأخواتهن أخوال المؤمنين وخالاتهم وللشافعية وجه ضعيف في إطلاق ذلك كله و هو في غاية البعد انتهي . ثم قال رحمه الله في التذكرة الثاني‌ أن أزواجه أمهات المؤمنين سواء فيه من ماتت تحت النبي و من مات النبي ص وهي‌ تحته وليست الأمومة هنا حقيقة ثم ذكر نحوا مما ذكره الشهيد الثاني‌ رحمه الله في ذلك .الثالث تفضيل زوجاته علي غيرهن بأن جعل ثوابهن وعقابهن علي الضعف .الرابع لايحل لغيرهن من الرجال أن يسألهن شيئا إلا من وراء حجاب لقوله تعالي إِذا سَأَلتُمُوهُنّ مَتاعاً فَسئَلُوهُنّ مِن وَراءِ حِجابٍ و أماغيرهن فيجوز أن يسألن مشافهة.الثاني‌ في غيرالنكاح و هوأمور الأول أنه خاتم النبيين ص .الثاني‌ إن له خير الأمم لقوله تعالي كُنتُم خَيرَ أُمّةٍتكرمة له ص وتشريفا.الثالث نسخ جميع الشرائع بشريعته .الرابع جعل شريعته مؤبدة.الخامس جعل كتابه معجزا بخلاف كتب سائر الأنبياء ع .


صفحه : 399

السادس حفظ كتابه عن التبديل والتغيير وأقيم بعده حجة علي الناس ومعجزات غيره من الأنبياء انقرضت بانقراضهم .السابع نصر بالرعب علي مسيرة شهر فكان العدو يرهبه من مسيرة شهر.الثامن جعلت له الأرض مسجدا وترابها طهورا.التاسع أحلت له الغنائم دون غيره من الأنبياء ع .العاشر يشفع في أهل الكبائر

لقوله ص ذَخَرتُ شفَاَعتَيِ‌ لِأَهلِ الكَبَائِرِ مِن أمُتّيِ‌.

الحادي‌ عشر بعث إلي الناس عامة.الثاني‌ عشر سيد ولد آدم يوم القيامة.الثالث عشر أول من تنشق عنه الأرض .الرابع عشر أول شافع ومشفع .الخامس عشر أول من يقرع باب الجنة.السادس عشر أكثر الأنبياء تبعا.السابع عشر أمته معصومة لاتجتمع علي الضلالة.أقول قال المحقق في شرح القواعد في عد هذا من الخصائص نظر لأن الحديث غيرمعلوم الثبوت وأمته ص مع دخول المعصوم ع فيهم لاتجتمع علي ضلالة لكن باعتبار المعصوم فقط و لادخل لغيره في ذلك وبدونه هم كسائر الأمم علي أن الأمم الماضين مع أوصياء أنبيائهم كهذه الأمة مع المعصوم فلااختصاص . ثم قال في التذكرة الثامن عشر صفوف أمته كصفوف الملائكة.التاسع عشر تنام عينه و لاينام قلبه .العشرون كان يري من ورائه كمايري من قدامه بمعني التحفظ والحس وكذلك

قوله ص تَنَامُ عيَناَي‌َ وَ لَا يَنَامُ قلَبيِ‌.


صفحه : 400

الحادي‌ والعشرون كان تطوعه بالصلاة قاعدا كتطوعه قائما و إن لم يكن عذر و في حق غيره ذلك علي النصف من هذا.الثاني‌ والعشرون مخاطبة المصلي‌ بقوله السلام عليك ورحمة الله وبركاته و لايخاطب سائر الناس .الثالث والعشرون يحرم علي غيره رفع صوته علي صوت النبي .الرابع والعشرون يحرم علي غيره نداؤه من وراء الحجرات للآية.الخامس والعشرون نادي الله تعالي الأنبياء وحكي عنهم بأسمائهم فقال تعالي يُوسُفُ أَعرِض عَن هذاأَن يا اِبراهِيمُيا نُوحُ وميز نبيناص بالنداء بألقابه الشريفة فقال تعالي يا أَيّهَا النّبِيّيا أَيّهَا الرّسُولُيا أَيّهَا المُزّمّلُيا أَيّهَا المُدّثّرُ و لم يذكر اسمه في القرآن إلا في أربعة مواضع شهد له فيهابالرسالة لافتقار الشهادة إلي ذكر اسمه فقال مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِما كانَ مُحَمّدٌ أَبا أَحَدٍ مِن رِجالِكُم وَ لكِن رَسُولَ اللّهِ وَ خاتَمَ النّبِيّينَوَ الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ وَ آمَنُوا بِما نُزّلَ عَلي مُحَمّدٍ وَ هُوَ الحَقّ مِن رَبّهِمبِرَسُولٍ يأَتيِ‌ مِن بعَديِ‌ اسمُهُ أَحمَدُ و كان يحرم أن ينادي باسمه


صفحه : 401

فيقول يا محمد يا أحمد ولكن يقول يانبي‌ الله يا رسول الله ياخيرة الله إلي غير ذلك من صفاته الجليلة.السادس والعشرون كان يستشفي به .السابع والعشرون كان يتبرك ببوله ودمه .الثامن والعشرون من زني بحضرته أواستهان به كفر.التاسع والعشرون يجب علي المصلي‌ إذادعاه يجيبه و لاتبطل صلاته وللشافعية وجه أنه لايجب وتبطل به الصلاة.الثلاثون كان أولاد بناته ينسبون إليه وأولاد بنات غيره لاينسبون إليه

لقوله ص كُلّ سَبَبٍ وَ نَسَبٍ يَنقَطِعُ يَومَ القِيَامَةِ إِلّا سبَبَيِ‌ وَ نسَبَيِ‌

وقيل معناه أنه لاينتفع يومئذ بسائر الأنساب وينتفع بالنسبة إليه ص .مسألة

قال ص سَمّوا باِسميِ‌ وَ لَا تُكَنّوا بكِنُيتَيِ‌

واختلفوا فقال الشافعي‌ إنه ليس لأحد أن يكني بأبي‌ القاسم سواء كان اسمه محمدا أو لم يكن ومنهم من حمله علي كراهة الجمع بين الاسم والكنية وجوزوا الإفراد و هوالوجه لأن الناس لم يزالوا بكنيته ص يكنون في جميع الأعصار من غيرإنكار انتهي .

وَ يُؤَيّدُ مَا اختَارَهُ رَحِمَهُ اللّهُ مَا رَوَاهُ الكلُيَنيِ‌ّ وَ الشّيخُ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّ النّبِيّص نَهَي عَن أَربَعِ كُنًي عَن أَبِي عِيسَي وَ عَن أَبِي الحَكَمِ وَ عَن أَبِي مَالِكٍ وَ عَن أَبِي القَاسِمِ إِذَا كَانَ الِاسمُ مُحَمّداً

.أقول هذاجملة ماذكره أصحابنا وأكثر مخالفينا من خصائصه ص و لم نتعرض للكلام عليها و إن كان لبعضها مجال للقول فيه لقلة الجدوي ولأنا أوردنا من الأخبار في هذاالباب وغيره مايظهر به جلية الحال لمن أراد الاطلاع عليه و الله الموفق للسداد


صفحه : 402

باب 21-نادر في اللطائف في فضل نبيناص في الفضائل والمعجزات علي الأنبياء ع

1-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] إِن كَانَ لِآدَمَ ع سُجُودُ المَلَائِكَةِ مَرّةً فَلِمُحَمّدٍ صَلَوَاتُ اللّهِ وَ المَلَائِكَةِ وَ النّاسِ أَجمَعِينَ كُلّ سَاعَةٍ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ وَ إِن كَانَ آدَمُ قِبلَةَ المَلَائِكَةِ فَجَعَلَهُ اللّهُ إِمَامَ الأَنبِيَاءِ لَيلَةَ المِعرَاجِ فَصَارَ إِمامَ آدَمَ ع وَ إِن خُلِقَ آدَمُ ع مِن طِينٍ فَإِنّهُ خُلِقَ مِنَ النّورِ قَولُهُ كُنتُ نَبِيّاً وَ آدَمُ بَينَ المَاءِ وَ الطّينِ وَ إِن كَانَ آدَمُ أَوّلَ الخَلقِ فَقَد صَارَ مُحَمّدٌ قَبلَهُ قَولُهُ إِنّ اللّهَ خلَقَنَيِ‌ مِن نُورٍ وَ خَلَقَ ذَلِكَ النّورَ قَبلَ آدَمَ بأِلَفيَ‌ أَلفِ سَنَةٍ وَ إِن كَانَ آدَمَ ع أَبُو البَشَرِ[آدَمُ ع أَبَا البَشَرِ]فَمُحَمّدٌص سَيّدُ النّذُرِ قَولُهُص آدَمُ وَ مَن دُونَهُ تَحتَ لوِاَئيِ‌ يَومَ القِيَامَةِ وَ إِن كَانَ آدَمُ ع أَوّلَ الأَنبِيَاءِ فَنُبُوّةُ مُحَمّدٍ أَقدَمُ مِنهُ قَولُهُ كُنتُ نَبِيّاً وَ آدَمُ ع مَنخُولٌ فِي طِينَتِهِ وَ إِن عَجَزَتِ المَلَائِكَةُ عَن آدَمَ ع فأَعُطيِ‌َ القُرآنَ ألّذِي عَجَزَ عَنهُ الأَوّلُونَ وَ الآخِرُونَ وَ إِن قِيلَ لآِدَمَ ع فَتَلَقّي آدَمُ مِن رَبّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيهِ فَقَالَ لَهُلِيَغفِرَ لَكَ اللّهُ وَ إِن دَخَلَ آدَمُ فِي الجَنّةِ فَقَد عُرِجَ بِهِ إِلَي قَابِ قَوسَينِ أَو أَدنَي إِدرِيسُ قَولُهُوَ رَفَعناهُ مَكاناً عَلِيّا أَيِ السّمَاءَ وَ للِنبّيِ‌ّوَ رَفَعنا لَكَ ذِكرَكَ وَ نَاجَي إِدرِيسُ ع رَبّهُ وَ نَادَي اللّهُ مُحَمّداًفَأَوحي إِلي عَبدِهِ ما أَوحي وَ أَطعَمَ إِدرِيسَ ع بَعدَ وَفَاتِهِ وَ قَد أَطعَمَهُ اللّهُ فِي حَالِ حَيَاتِهِ قَولُهُص إنِيّ‌ لَستُ كَأَحَدِكُم


صفحه : 403

إنِيّ‌ أَبِيتُ عِندَ ربَيّ‌ وَ يطُعمِنُيِ‌ وَ يسَقيِنيِ‌ نُوحٌ ع جَرَت لَهُ السّفِينَةُ عَلَي المَاءِ وَ هيِ‌َ تجَريِ‌ لِلكَافِرِ وَ المُؤمِنِ وَ لِمُحَمّدٍص جَرَي الحَجَرُ عَلَي المَاءِ وَ ذَلِكَ أَنّهُ كَانَ عَلَي شَفِيرِ غَدِيرٍ وَ وَرَاءَ الغَدِيرِ تَلّ عَظِيمٌ فَقَالَ عِكرِمَةُ بنُ أَبِي جَهلٍ يَا مُحَمّدُ إِن كُنتَ نَبِيّاً فَادعُ مِن صُخُورِ ذَلِكَ التّلّ حَتّي يَخُوضَ المَاءَ فَيَعبَرَ فَدَعَا بِالصّخرَةِ فَجَعَلَت تأَتيِ‌ عَلَي وَجهِ المَاءِ حَتّي مَثُلَت بَينَ يَدَيهِ فَأَمَرَهَا بِالرّجُوعِ فَرَجَعَت كَمَاَ جَاَءَت وَ أُجِيبَت دَعوَتُهُ عَلَي قَومِهِلا تَذَر عَلَي الأَرضِفَهَطَلَت لَهُ السّمَاءُ بِالعُقُوبَةِ وَ أُجِيبَت لِمُحَمّدٍ بِالرّحمَةِ حَيثُ قَالَ حَوَالَينَا وَ لَا عَلَينَا فَنُوحٌ ع رَسُولُ العُقُوبَةِ وَ مُحَمّدٌص رَسُولُ الرّحمَةِوَ ما أَرسَلناكَ إِلّا رَحمَةًدَعَا نُوحٌ لِنَفسِهِ وَ لِنَفَرٍ يَسِيرٍرَبّ اغفِر لِي وَ لوِالدِيَ‌ّ وَ مُحَمّدٌ دَعَا لِأُمّتِهِ مَن وُلِدَ مِنهُم وَ مَن لَم يُولَدوَ اعفُ عَنّا وَ قَالَ لَهُوَ جَعَلنا ذُرّيّتَهُ هُمُ الباقِينَ وَ قَالَ لِمُحَمّدٍذُرّيّةً بَعضُها مِن بَعضٍكَانَت سَفِينَةُ نُوحٍ ع سَبَبَ النّجَاةِ فِي الدّنيَا وَ ذُرّيّةُ مُحَمّدٍص سَبَبُ النّجَاةِ فِي العُقبَي قَولُهُ مَثَلُ أَهلِ بيَتيِ‌ كَسَفِينَةِ نُوحٍ الخَبَرَ وَ قَالَ نُوحٌ ع إِنّ ابنيِ‌ مِن أهَليِ‌فَقِيلَ لَهُإِنّهُ لَيسَ مِن أَهلِكَ وَ مُحَمّدٌ لَمّا عَلَنَت مِن قَومِهِ المُعَانَدَةُ شَهَرَ عَلَيهِم سَيفَ النّقِمَةِ وَ لَم يَنظُر إِلَيهِم بِعَينِ المِقَةِ قَالَ حَسّانُ


وَ إِن كَانَ نُوحٌ نَجَا سَالِماً   عَلَي الفُلكِ بِالقَومِ لَمّا نَجَا

فَإِنّ النّبِيّ نَجَا سَالِماً   إِلَي الغَارِ فِي اللّيلِ لَمّا دَجَا

صفحه : 404

هُودٌ ع انتَصَرَ مِن أَعدَائِهِ بِالرّيحِ قَولُهُوَ فِي عادٍ إِذ أَرسَلنا عَلَيهِمُ وَ مُحَمّدٌ نَصَرَهُ اللّهُ يَومَ الأَحزَابِ وَ الخَندَقِ بِالرّيحِ وَ المَلَائِكَةِ قَولُهُبِجُنُودٍ لَم تَرَوهافَزَادَ اللّهُ مُحَمّداً عَلَي هُودٍ بِثَلَاثَةِ آلَافِ مَلَكٍ وَ فَضّلَهُ عَلَي هُودٍ بِأَنّ رِيحَ عَادٍ رِيحُ سَخَطٍ وَ رِيحُ مُحَمّدٍص رِيحُ رَحمَةٍ قَولُهُيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا اذكُرُوا نِعمَةَ اللّهِ عَلَيكُم إِذ جاءَتكُمالآيَةَ وَ صَبَرَ هُودٌ فِي ذَاتِ اللّهِ وَ أَعذَرَ قَومَهُ إِذ كُذّبَ وَ النّبِيّص صَبَرَ فِي ذَاتِ اللّهِ وَ أَعذَرَ قَومَهُ إِذ كُذّبَ وَ شُرّدَ وَ حُصِبَ بِالحَصَي وَ عَلَاهُ أَبُو جَهلٍ بِسَلَي شَاةٍ فَأَوحَي اللّهُ إِلَي جَاجَائِيلَ مَلَكِ الجِبَالِ أَن شُقّ الجِبَالَ وَ انتَهِ إِلَي أَمرِ مُحَمّدٍص فَأَتَاهُ فَقَالَ لَهُ قَد أُمِرتُ لَكَ بِالطّاعَةِ فَإِن أَمَرتَ أَطبَقتُ عَلَيهِمُ الجِبَالَ فَأَهلَكتُهُم بِهَا قَالَ إِنّمَا بُعِثتُ رَحمَةً اهدِ قوَميِ‌ فَإِنّهُم لَا يَعلَمُونَ صَالِحٌ ع خَرَجَت لِصَالِحٍ نَاقَةٌ عُشَرَاءُ مِن بَينِ صَخرَةٍ صَمّاءَ وَ أُخرِجَ لِنَبِيّنَاص رَجُلٌ مِن وَسطِ الجَبَلِ يَدعُو لَهُ وَ يَقُولُ أللّهُمّ ارفَع لَهُ ذِكراً أللّهُمّ أَوجِب لَهُ أَجراً أللّهُمّ احطُط عَنهُ وِزراً وَ عُقِرَ نَاقَتُهُ وَ عُقِرَ أَولَادُ مُحَمّدٍ قَالَ أَبُو القَاسِمِ البَارِعُ لِنَاقَةِ صَالِحٍ نَادَت أُنَاسٌ وَ قَد جَسَرُوا عَلَي قَتلِ الحُسَينِ وَ كَانَ صَالِحٌ يُنذِرُ قَومَهُ فَقِيلَ لَهُ يَا صَالِحُ ائتِنَا بِعَذَابِ اللّهِ وَ مُحَمّدٌ نبَيِ‌ّ الرّحمَةِ قَولُهُوَ ما أَرسَلناكَ إِلّا رَحمَةً وَ النّاقَةُ لَم تُنَاطِقهُ وَ لَم تَشهَد لَهُ بِالنّبُوّةِ وَ قَد تَكَلّمَ مَعَ النّبِيّص نُوقٌ كَثِيرَةٌ لُوطٌ قَالَ حَسّانُ بنُ ثَابِتٍ


صفحه : 405


وَ إِن كَانَ لُوطٌ دَعَا رَبّهُ   عَلَي القَومِ فَاستَوصَلُوا بِالبَلَاءِ

فَإِنّ النّبِيّ بِبَدرٍ دَعَا   عَلَي المُشرِكِينَ بِسَيفِ الفَنَاءِ

فَنَادَاهُ جِبرِيلُ مِن فَوقِهِ   بِلَبّيكَ لَبّيكَ سَل مَا تَشَاءُ

اِبرَاهِيمُ ع نَظَرَ مِنَ المُلكِ إِلَي الملك [المَلَكُوتِ]وَ كَذلِكَ نرُيِ‌ اِبراهِيمَ وَ الحَبِيبُ نَظَرَ مِنَ الملك [المَلَكُوتِ] إِلَي المِلكِأَ لَم تَرَ إِلي رَبّكَ كَيفَ مَدّ الظّلّالخَلِيلُ ع طَالِبٌ قَالَإنِيّ‌ ذاهِبٌ إِلي ربَيّ‌ وَ الحَبِيبُ مَطلُوبٌأَسري بِعَبدِهِ لَيلًا قَالَ الخَلِيلُ ع وَ ألّذِي أَطمَعُ أَن يَغفِرَ لِي وَ قِيلَ لِلحَبِيبِلِيَغفِرَ لَكَ اللّهُ وَ قَالَ الخَلِيلُوَ لا تخُزنِيِ‌ وَ لِلحَبِيبِيَومَ لا يخُزيِ‌ اللّهُ وَ قَالَ الخَلِيلُ ع وَسطَ النّارِ حسَبيِ‌َ اللّهُ وَ قِيلَ لِلحَبِيبِيا أَيّهَا النّبِيّ حَسبُكَ اللّهُ قَالَ الخَلِيلُ ع وَ اجعَل لِي لِسانَ صِدقٍ وَ قِيلَ لِلحَبِيبِص وَ رَفَعنا لَكَ ذِكرَكَ قَالَ الخَلِيلُ ع وَ أَرِنا مَناسِكَنا وَ قِيلَ لِلحَبِيبِص لِنُرِيَهُ[ قَالَ]الخَلِيلُ ع وَ اجعلَنيِ‌ مِن وَرَثَةِ جَنّةِ النّعِيمِ وَ لِلحَبِيبِص وَ لَلآخِرَةُ خَيرٌ لَكَالخَلِيلُ ع وَ ألّذِي هُوَ يطُعمِنُيِ‌ وَ لِلحَبِيبِص أَطعَمَهُم مِن جُوعٍلِأَجلِكَ الخَلِيلُ ع بَخِلَ عَلَي أَعدَائِهِ بِالرّزقِوَ ارزُق أَهلَهُ مِنَ الثّمَراتِ وَ الحَبِيبُص سَخَا بِهَا عَلَي الأَعدَاءِ حَتّي عُوتِبَوَ لا تَبسُطها كُلّ البَسطِالخَلِيلُ ع أَقسَمَ بِاللّهِوَ تَاللّهِ لَأَكِيدَنّ أَصنامَكُم وَ أَقسَمَ اللّهُ بِالحَبِيبِلَعَمرُكَ


صفحه : 406

إِنّهُم وَ اتّخَذَ مَقَامَ الخَلِيلِ قِبلَةًوَ اتّخِذُوا مِن مَقامِ اِبراهِيمَ وَ جَعَلَ أَحوَالَ الحَبِيبِ وَ أَفعَالَهُ وَ أَقوَالَهُ قِبلَةًلَقَد كانَ لَكُم فِي رَسُولِ اللّهِ أُسوَةٌالخَلِيلُ ع كَسَرَ أَصنَامَ قَومٍ بِالخُفيَةِ غَضَباً لِلّهِ وَ الحَبِيبُ كَسَرَ عَنِ الكَعبَةِ ثَلَاثَمِائَةٍ وَ سِتّينَ صَنَماً وَ أَذَلّ مَن عَبَدَهَا بِالسّيفِ اصطَفَي الخَلِيلَ ع بَعدَ الِابتِلَاءِوَ لَقَدِ اصطَفَيناهُ وَ اصطَفَي الحَبِيبَص قَبلَ الِابتِلَاءِاللّهُ يصَطفَيِ‌الخَلِيلُ ع بَذَلَ مَالَهُ لِأَجلِ الجَلِيلِ وَ خَلَقَ الجَلِيلُ العَالَمَ لِأَجلِ الحَبِيبِص مَقَامُ الخَلِيلِ ع مَقَامُ الخِدمَةِوَ اتّخِذُوا مِن مَقامِ اِبراهِيمَ وَ مَقَامُ الحَبِيبِص مَقَامُ الشّفَاعَةِعَسي أَن يَبعَثَكَ وَ الشّفِيعُ أَفضَلُ مِن الخَادِمِ الخَلِيلُ ع طَلَبَ ابتِدَاءً الوُصلَةَ قَالَهذا ربَيّ‌ وَ الحَبِيبُص طَلَبَ بَقَاءَ الوُصلَةِوَ أُمِرتُ أَن أَكُونَ مِنَ المُسلِمِينَ وَ لِلبَقَاءِ فَضلٌ عَلَي الِابتِدَاءِ صَيّرَ اللّهُ حَرّ النّارِ عَلَي الخَلِيلِ ع بَرداً وَ سَلَاماً وَ صَيّرَ السّمّ فِي جَوفِهِ سَلَاماً حِينَ سَمّتهُ الخَيبَرِيّةُ ثُمّ سَخّرَ لَهُ نَارَ جَهَنّمَ التّيِ‌ كَانَت نَارُ الدّنيَا كُلّهَا جُزءاً مِنهَا كَانَ الخَلِيلُ ع مُنَادِياً بِالحَجّ وَ القُربَانِوَ أَذّن فِي النّاسِ بِالحَجّ وَ الحَبِيبُ مُنَادِياً بِالإِسلَامِ وَ الإِيمَانِمُنادِياً ينُاديِ‌ لِلإِيمانِ أَن آمِنُوا بِرَبّكُم قَالَ لِلخَلِيلِ ع أَ وَ لَم تُؤمِن وَ قَالَ لِلحَبِيبِآمَنَ الرّسُولُ قَالَ الخَلِيلُفَإِنّهُم عَدُوّ لِي وَ قِيلَ لِلحَبِيبِص لَولَاكَ لَمَا خَلَقتُ الأَفلَاكَ وَ قِيلَ لِلخَلِيلِ ع وَ فَدَيناهُ بِذِبحٍ وَ الحَبِيبُص فدُيِ‌َ أَبُوهُ عَبدُ اللّهِ بِمِائَةِ نَاقَةٍ وَ بَارَكَ فِي أَولَادِ الخَلِيلِ ع حَتّي عَفَوا فَأَمَرَ دَاوُدُ ع فِي أَيّامِهِ بِإِحصَائِهِم فَعَجَزُوا عَن ذَلِكَ فَأَوحَي


صفحه : 407

اللّهُ تَعَالَي إِلَيهِ لَمّا أطَاَعنَيِ‌ بِذَبحِ وَلَدِهِ كَثّرتُ ذُرّيّتَهُ وَ الحَبِيبُص لَمّا ابتلُيِ‌َ أَيضاً بِذَبحِ ابنِهِ الحُسَينِ ع كَثّرتُ أَولَادَهُ وَصَلَ الخَلِيلُ إِلَي الجَلِيلِ بِالوَاسِطَةِوَ كَذلِكَ نرُيِ‌ اِبراهِيمَ وَ وَصَلَ الحَبِيبُص بِلَا وَاسِطَةٍثُمّ دَنا فَتَدَلّيأَرَادَ الخَلِيلُ ع رِضَا المَلِكِ فِي رَفعِ الكَعبَةِوَ إِذ يَرفَعُ اِبراهِيمُ القَواعِدَ مِنَ البَيتِ وَ أَرَادَ اللّهُ القِبلَةَ فِي رِضَا الحَبِيبِفَلَنُوَلّيَنّكَ قِبلَةً تَرضاها كَانَ الِابتِلَاءُ لِلخَلِيلِ أَوّلًا وَ الِاجتِبَاءُ آخِراًوَ إِذِ ابتَلي اِبراهِيمَ رَبّهُ بِكَلِماتٍ وَ الحَبِيبُص ابتِدَاؤُهُ بِشَارَةٌلِيُظهِرَهُ عَلَي الدّينِسَأَلَ الخَلِيلُوَ اجنبُنيِ‌ وَ بنَيِ‌ّ أَن نَعبُدَ الأَصنامَ وَ قَالَ لِلحَبِيبِص إِنّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرّجسَالخَلِيلُ مَن يُخَالّكَ وَ الحَبِيبُ مَن تُخَالّهُ فَلَا جَرَمَوَ لَسَوفَ يُعطِيكَ رَبّكَ فَتَرضيالخَلِيلُ المُرِيدُ وَ الحَبِيبُ المُرَادُ الخَلِيلُ عَطشَانُ وَ الحَبِيبُ رَيّانُ قَالَ صَاحِبُ العَينِ مَخرَجُ الحَاءِ أَقصَي مِن مَخرَجِ الخَاءِ بِدَرَجَةٍ فَإِنّ الخَاءَ مِنَ الحَلقِ وَ الحَاءَ مِنَ الفُؤَادِ فَإِذَا ذَكَرتَ الخَلِيلَ لَم تَملَأ فَاكَ لِأَنّهُ مِنَ الحَلقِ وَ إِذَا ذَكَرتَ الحَبِيبَ مَلَأتَ فَاكَ وَ قَلبَكَ لِأَنّهُ مِنَ الفُؤَادِ قَالُوا أَظهَرَ اللّهُ الخَلِيلَ وَ لَم يُظهِرِ الحَبِيبَ الجَوَابُ أَنّهُ أَظهَرَ المَحَبّةَ لِمُتّبِعِيهِ فَكَيفَ المَتبُوعُ قَولُهُإِن كُنتُم تُحِبّونَ اللّهَ فاَتبّعِوُنيِ‌ يُحبِبكُمُ اللّهُيَعقُوبُ كَانَ لَهُ اثنَا عَشَرَ ابناً وَ مُحَمّدٌ كَانَ لَهُ اثنَا عَشَرَ وَصِيّاً وَ جَعَلَ الأَسبَاطَ مِن سُلَالَةِ صُلبِهِ وَ مَريَمَ بِنتَ عِمرَانَ مِن بَنَاتِهِ وَ الهُدَاةَ فِي ذُرّيّتِهِ قَولُهُوَ وَهَبنا لَهُ إِسحاقَ وَ يَعقُوبَوَ جَعَلنا فِي ذُرّيّتِهِمَا النّبُوّةَ وَ الكِتابَ وَ


صفحه : 408

مُحَمّدٌ أَرفَعُ ذِكراً مِن ذَلِكَ جُعِلَت فَاطِمَةُ ع سَيّدَةُ نِسَاءِ العَالَمِينَ مِن بَنَاتِهِ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ع مِن ذُرّيّتِهِ وَ آتَاهُ الكِتَابَ المَحفُوظَ لَا يُبَدّلُ وَ لَا يُغَيّرُ وَ صَبَرَ يَعقُوبُ ع عَلَي فِرَاقِ وَلَدِهِ حَتّي كَادَ يَحرُضُ وَ صَبَرَ مُحَمّدٌص عَلَي وَفَاةِ اِبرَاهِيمَ وَ عَلَي مَا عَلِمَ مِن فَحوَي مَا يجَريِ‌ عَلَي ذُرّيّتِهِ يُوسُفُ ع إِن كَانَ لَهُ جَمَالٌ فَلِمُحَمّدٍص مَلَاحَةٌ وَ كَمَالٌ قَولُهُص كَانَ يُوسُفُ ع أَحسَنَ وَ لكَنِنّيِ‌ أَملَحُ وَ إِن كَانَ يُوسُفُ فِي اللّيلِ نُورَانِيّاً فَمُحَمّدٌص فِي الدّنيَا وَ العُقبَي نوُراَنيِ‌ّ ففَيِ‌ الدّنيَايهَديِ‌ اللّهُ لِنُورِهِ وَ فِي العُقبَيانظُرُونا نَقتَبِسيُوسُفُ ع دَعَا لِمَالِكِ بنِ ذُعرٍ[دُعرٍ]لِيَكثُرَ مَالُهُ وَ وُلدُهُ قَالَ النّبِيّص سَتُدرِكُ وَلَداً لِي يُسَمّي البَاقِرَ فَإِذَا لَقِيتَهُ فَأَقرِئهُ منِيّ‌ السّلَامَ وَ قَالَ لِأَنَسٍ أللّهُمّ أَطِل عُمُرَهُ وَ أَكثِر مَالَهُ وَ وُلدَهُ فبَقَيِ‌َ إِلَي أَيّامِ عُمَرَ بنِ عَبدِ العَزِيزِ وَ لَهُ عِشرُونَ مِنَ الذّكُورِ وَ ثَمَانُونَ مِنَ الإِنَاثِ وَ كَانَت شَجَرَاتُهُ كُلّ حَولٍ ذَوَاتِ ثَمَرَتَينِ صَبَرَ يُوسُفُ ع فِي الجُبّ وَ الحَبسِ وَ الفُرقَةِ وَ المَعصِيَةِ وَ مُحَمّدٌ قَاسَي مِن كَثرَةِ الغُربَةِ وَ الفُرقَةِ وَ حُبِسَ فِي الشّعبِ ثَلَاثَ سِنِينَ وَ فِي الغَارِ ثَلَاثَ لَيَالٍ وَ كَانَ لِيُوسُفَ ع رُؤيَاهُ وَ لِمُحَمّدٍلَقَد صَدَقَ اللّهُ رَسُولَهُ الرّؤيا بِالحَقّ لَتَدخُلُنّ المَسجِدَ الحَرامَ مُوسَي ع أَعطَاهُ اللّهُ اثنتَيَ‌ عَشرَةَ عَيناً قَولُهُفَانفَجَرَت مِنهُ اثنَتا عَشرَةَ عَيناً وَ مُحَمّدٌ أَمَرَ البَرَاءَ بنَ عَازِبٍ بِغَرسِ سَهمِهِ يَومَ المِيضَاةِ بِالحُدَيبِيَةِ فِي قَلِيبٍ جَافّةٍ فَتَفَجّرَت اثنَتَا عَشرَةَ عَيناً حَتّي كَفَت ثَمَانِيَةَ آلَافِ رَجُلٍ وَ كَانَ لِمُوسَي ع انفِجَارُ المَاءِ مِنَ الحَجَرِ وَ لِمُحَمّدٍ ع انفِجَارُ المَاءِ مِن بَينِ أَصَابِعِهِ وَ هَذَا أَعجَبُ وَ أَنزَلَ اللّهُ لِمُوسَي


صفحه : 409

عَمُوداً مِنَ السّمَاءِ يضُيِ‌ءُ لَهُم لَيلَتَهُم وَ يَرتَفِعُ نَهَارَهُم وَ رَسُولُ اللّهِ أَعطَي بَعضَ أَصحَابِهِ عَصاً تضُيِ‌ءُ أَمَامَهُ وَ بَينَ يَدَيهِ وَ أَعطَي قَتَادَةَ بنَ النّعمَانِ عُرجُوناً فَكَانَ العُرجُونُ يضُيِ‌ءُ أَمَامَهُ عَشراً قَولُهُوَ لَقَد آتَينا مُوسي تِسعَ آياتٍ بَيّناتٍ قَالَ ابنُ عَبّاسٍ وَ الضّحّاكُ اليَدُ وَ العَصَا وَ الحَجَرُ وَ البَحرُ وَ الطّوفَانُ وَ الجَرَادُ وَ القُمّلُ وَ الضّفَادِعُ وَ الدّمُ يُروَي أَنّ النّبِيّص استَتَرَ لِلوُضُوءِ فِي بَعضِ أَسفَارِهِ إِلَي الشّامِ فَأَحَاطَ بِهِ اليَهُودُ بِالسّيُوفِ فَأَثَارَ اللّهُ مِن تَحتِ رِجلِهِ جَرَاداً فَاحتَوَشَتهُم وَ جَعَلَت تَأكُلُهُم حَتّي أَتَت عَلَي جُملَتِهِم وَ كَانُوا ماِئتَيَ‌ نَفَرٍ وَ قَالَ ع إِنّ بَينَ الرّكنِ وَ الصّفَا قُبُورَ سَبعِينَ نَبِيّاً مَا مَاتُوا إِلّا بِضُرّ الجُوعِ وَ القَملِ وَ تَبِعَهُ قَومٌ يَوماً خَالِياً فَنَظَرَ أَحَدُهُم إِلَي ثِيَابِ نَفسِهِ وَ فِيهَا قَملٌ ثُمّ جَعَلَ بَدَنَهُ يَحُكّهُ فَأَنِفَ مِن أَصحَابِهِ وَ انسَلّ وَ أَبصَرَ آخَرُ وَ آخَرُ مِثلَ ذَلِكَ حَتّي وَجَدَ كُلّهُم مِن نَفسِهِ ثُمّ زَادَ ذَلِكَ عَلَيهِم حَتّي استَولَي ذَلِكَ عَلَيهِم فَمَاتُوا كُلّهُم مِن خَمسَةِ أَيّامٍ إِلَي شَهرَينِ وَ هَمّ جَمَاعَةٌ بِقَتلِهِ فَخَرَجُوا نَحوَ المَدِينَةِ مِن مَكّةَ فَسَلّطَ اللّهُ عَلَي مَزَاوِدِهِم وَ رَوَايَاهُم وَ سَطَائِحِهِم الجِرذَانَ فَخَرَقَتهَا وَ نَقَبَتهَا وَ سَالَ مِيَاهُهَا فَلَمّا عَطِشُوا شَعَرُوا فَرَجَعُوا القَهقَرَي إِلَي الحِيَاضِ التّيِ‌ كَانُوا تَزَوّدُوا مِنهَا تِلكَ المِيَاهَ وَ إِذَا الجِرذَانُ قَد سَبَقَتهُم إِلَيهَا فَنَقَبَت أُصُولَهَا وَ سَالَ فِي الحَرّةِ مِيَاهُهَا فَتَمَاوَتُوا وَ لَم يَنفَلِت مِنهُم إِلّا وَاحِدٌ لَا يَزَالُ يَقُولُ يَا رَبّ مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ قَد تُبتُ مِن أَذَاهُ فَفَرّج عنَيّ‌ بِجَاهِ مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ فَوَرَدَت عَلَيهِ قَافِلَةٌ فَسَقَوهُ وَ حَمَلُوهُ وَ أَمتِعَةَ القَومِ فَآمَنَ باِلنبّيِ‌ّص فَجَعَلَ رَسُولُ اللّهِص لَهُ تِلكَ الجِمَالَ وَ الأَموَالَ وَ احتَجَمَ النّبِيّص مَرّةً فَدَفَعَ الدّمُ الخَارِجُ مِنهُ إِلَي أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِ‌ّ وَ قَالَ غَيّبهُ فَذَهَبَ فَشَرِبَهُ فَقَالَ مَا ذَا صَنَعتَ بِهِ قَالَ شَرِبتُهُ قَالَ أَ وَ لَم


صفحه : 410

أَقُل لَكَ غَيّبهُ فَقَالَ قَد غَيّبتُهُ فِي وِعَاءِ حَرِيزٍ فَقَالَ إِيّاكَ وَ أَن تَعُودَ لِمِثلِ هَذَا ثُمّ اعلَم أَنّ اللّهَ قَد حَرّمَ عَلَي النّارِ لَحمَكَ وَ دَمَكَ لَمّا اختَلَطَ بدِمَيِ‌ وَ لحَميِ‌ وَ استَهَزَأَ بِهِ أَربَعُونَ نَفَراً مِنَ المُنَافِقِينَ فَقَالَص أَمَا إِنّ اللّهَ يُعَذّبُهُم بِالدّمِ فَلَحِقَهُمُ الرّعَافُ الدّائِمُ وَ سَيَلَانُ الدّمَاءِ مِن أَضرَاسِهِم فَكَانَ طَعَامُهُم وَ شَرَابُهُم يَختَلِطُ بِدِمَائِهِم فَبَقُوا كَذَلِكَ أَربَعِينَ صَبَاحاً ثُمّ هَلَكُوا قَولُهُاسلُك يَدَكَ فِي جَيبِكَ تَخرُج بَيضاءَ وَ أعُطيِ‌َ أَفضَلَ مِنهُ وَ هُوَ أَنّ نُوراً كَانَ عَن يَمِينِهِ حَيثُ مَا جَلَسَ وَ كَانَ يَرَاهُ النّاسُ كُلّهُم وَ قَد بقَيِ‌َ ذَلِكَ النّورُ إِلَي قِيَامِ السّاعَةِ وَ كَانَ يُحِبّ أَن يَأتِيَهُ الحَسَنَانِ فَيُنَادِيهِمَا هَلُمّا إلِيَ‌ّ فَيُقبِلَانِ نَحوَهُ مِنَ البُعدِ قَد بَلَغَهُمَا صَوتُهُ فَيَقُولُ بِسَبّابَتِهِ هَكَذَا يُخرِجُهُمَا مِنَ البَابِ فتَضُيِ‌ءُ لَهُمَا أَحسَنَ مِن ضَوءِ القَمَرِ وَ الشّمسِ فَيَأتِيَانِ ثُمّ تَعُودُ الإِصبَعُ كَمَا كَانَت وَ تَفعَلُ فِي انصِرَافِهِمَا مِثلَ ذَلِكَ قَولُهُوَ أَن أَلقِ عَصاكَ وَ لَهُ مَا روُيِ‌َ أَنّ الزّبَيرَ بنَ العَوّامِ انكَسَرَ سَيفُهُ فِي بَعضِ الغَزَوَاتِ فَأَخَذَ النّبِيّص خَشَبَةً فَمَسَحَهَا مِن جَانِبَيهِ فَصَارَت سَيفاً أَجوَدَ مَا يَكُونُ وَ أَضرَبَهَا فَكَانَ يُقَاتِلُ بِهِ وَ إِنّ اللّهَ تَعَالَي قَلَبَ جُذُوعَ سُقُوفِ يَهُودَ نَازَعُوهُ أفَاَعيِ‌َ وَ هيِ‌َ أَكثَرُ مِن مِائَةِ جِذعٍ وَ قَصَدَت نَحوَهُم وَ التَقَمَت مَتَاعَ بَيتِهِم فَمَاتَ مِنهُم أَربَعَةٌ وَ خُبِلَ جَمَاعَةٌ وَ أَسلَمَ آخَرُونَ وَ قَالُوا أللّهُمّ بِجَاهِ مُحَمّدٍ ألّذِي اصطَفَيتَهُ وَ عَلِيّ ألّذِي ارتَضَيتَهُ وَ أَولِيَائِهِمَا الّذِينَ مَن سَلّمَ لَهُم أَمرَهُم اجتَبَيتَهُ فَأَنشَرَ اللّهُ الأَربَعَةَ قَولُهُاضرِب بِعَصاكَ البَحرَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع خَرَجنَا مَعَهُ يعَنيِ‌ النّبِيّص إِلَي خَيبَرَ فَإِذَا نَحنُ بِوَادٍ يَشخُبُ فَقَدّرنَاهُ فَإِذَا هُوَ أَربَعَ عَشرَةَ قَامَةً فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ العَدُوّ مِن وَرَائِنَا وَ الواَديِ‌ أَمَامَنَا كَمَا قَالَ أَصحَابُ مُوسَي ع إِنّا لَمُدرَكُونَفَنَزَلَ رَسُولُ اللّهِص ثُمّ قَالَ أللّهُمّ إِنّكَ جَعَلتَ لِكُلّ مُرسَلٍ دَلَالَةً


صفحه : 411

فأَرَنِيِ‌ قُدرَتَكَ وَ رَكِبَ فَعَبَرَتِ الخَيلُ لَا تَندَي حَوَافِرُهَا وَ الإِبِلُ لَا تَندَي أَخفَافُهَا فَرَجَعنَا فَكَانَ فَتَحَهَا وَ فِي رِوَايَةِ أَنَسٍ إِنّهُ مَطَرَتِ السّمَاءُ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ وَ لَيَالِيَهَا بوِاَديِ‌ الخزان فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ هَولٌ عَظِيمٌ فَقَالَ أَيّهَا النّاسُ اتبّعِوُنيِ‌ وَ كُنتُ آخِرَ النّاسِ وَ لَقَد رَأَيتُ المَاءَ مَا بَلّ أَخفَافَ الإِبِلِ قَولُهُوَ لَقَد أَخَذنا آلَ فِرعَونَ بِالسّنِينَ وَ روُيِ‌َ أَنّ النّبِيّص قَالَ أللّهُمّ العَن رِعلًا وَ ذَكوَانَ أللّهُمّ اشدُد وَطأَتَكَ عَلَي مُضَرَ أللّهُمّ اجعَل سِنِيهِم كسَنِيِ‌ يُوسُفَ ففَيِ‌ الخَبَرِ أَنّ الرّجُلَ كَانَ مِنهُم يَلحَقُ صَاحِبَهُ فَلَا يُمكِنُهُ الدّنُوّ فَإِذَا دَنَا مِنهُ لَا يُبصِرُهُ مِن شِدّةِ دُخَانِ الجُوعِ وَ كَانَ يُجلَبُ إِلَيهِم مِن كُلّ نَاحِيَةٍ فَإِذَا اشتَرَوهُ وَ قَبَضُوهُ لَم يَصِلُوا بِهِ إِلَي بُيُوتِهِم حَتّي يَتَسَوّسَ وَ يُنتِنَ فَأَكَلُوا الكِلَابَ المَيتَةَ وَ الجِيَفَ وَ الجُلُودَ وَ نَبَشُوا القُبُورَ وَ أَحرَقُوا عِظَامَ المَوتَي فَأَكَلُوهَا وَ أَكَلَتِ المَرأَةُ طِفلَهَا وَ كَانَ الدّخَانُ مُتَرَاكِماً بَينَ السّمَاءِ وَ الأَرضِ وَ ذَلِكَ قَولُهُفَارتَقِب يَومَ تأَتيِ‌ السّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ يَغشَي النّاسَ هذا عَذابٌ أَلِيمٌ فَقَالَ أَبُو سُفيَانَ وَ رُؤَسَاءُ قُرَيشٍ يَا مُحَمّدُ أَ تَأمُرُنَا بِصِلَةِ الرّحِمِ فَأَدرِك قَومَكَ فَقَد هَلَكُوا فَدَعَا لَهُم وَ ذَلِكَ قَولُهُرَبّنَا اكشِف عَنّا العَذابَ إِنّامُوقِنُونَ فَقَالَ اللّهُ تَعَالَيإِنّا كاشِفُوا العَذابِ قَلِيلًا إِنّكُم عائِدُونَفَعَادَ إِلَيهِمُ الخِصبُ وَ الدّعَةُ وَ هُوَ


صفحه : 412

قَولُهُفَليَعبُدُوا رَبّ هذَا البَيتِالآيَةَ انتَقَمَ اللّهُ لِمُوسَي ع مِن فِرعَونَ وَ انتَقَمَ لِمُحَمّدٍص مِنَ الفَرَاعِنَةِسَيُهزَمُ الجَمعُ وَ يُوَلّونَ الدّبُرَ كَانَ لِمُوسَي ع عَصًا وَ لِمُحَمّدٍص ذُو الفَقَارِ خَلّفَ مُوسَي ع هَارُونَ ع فِي قَومِهِ وَ خَلّفَ مُحَمّدٌص عَلِيّاً ع فِي قَومِهِ أَنتَ منِيّ‌ بِمَنزِلَةِ هَارُونَ مِن مُوسَي وَ كَانَ لِمُوسَي ع اثنَا عَشَرَ نَقِيباً وَ لِمُحَمّدٍص اثنَا عَشَرَ إِمَاماً كَانَ لِمُوسَي ع انفِلَاقُ البَحرِ فِي الأَرضِفَانفَلَقَ فَكانَ كُلّ فِرقٍ وَ لِمُحَمّدٍص انشِقَاقُ القَمَرِ فِي السّمَاءِ وَ ذَلِكَ أَعجَبُاقتَرَبَتِ السّاعَةُ وَ انشَقّ القَمَرُالعَصَا بَلَغَتِ البَحرَ فَانفَلَقَأَنِ اضرِب بِعَصاكَ البَحرَ وَ أَشَارَ بِالإِصبَعِ إِلَي القَمَرِ فَانشَقّ وَ قَالَ مُوسَي ع رَبّ اشرَح لِي صدَريِ‌ وَ قَالَ اللّهُ لَهُأَ لَم نَشرَح لَكَ صَدرَكَ وَ قَالَ لِمُوسَي وَ هَارُونَ ع فَقُولا لَهُ قَولًا لَيّناً وَ قَالَ لِمُحَمّدٍص وَ اغلُظ عَلَيهِموَ لا تُطِع كُلّ حَلّافٍ وَ أَعطَي اللّهُ مُوسَي ع المَنّ وَ السّلوَي وَ أَحَلّ الغَنَائِمَ لِمُحَمّدٍص وَ لِأُمّتِهِ وَ لَم يَحِلّ لِأَحَدٍ قَبلَهُ وَ قَالَ فِي حَقّ مُوسَيوَ ظَلّلنا عَلَيهِمُ الغَمامَيعَنيِ‌ فِي التّيهِ وَ النّبِيّص كَانَ يَسِيرُ الغَمَامُ فَوقَهُوَ كَلّمَ اللّهُ مُوسي تَكلِيماً عَلَي طُورِ سَينَاءَ وَ نَاجَي اللّهُ مُحَمّداًعِندَ سِدرَةِ المُنتَهي وَ كَانَ وَاسِطَةٌ بَينَ الحَقّ وَ بَينَ مُوسَي ع وَ لَم يَكُن بَينَ مُحَمّدٍص وَ رَبّهِ أَحَدٌفَأَوحي إِلي عَبدِهِ وَ لَيسَ مَن مَشَي بِرِجلَيهِ كَمَن أسُريِ‌َ بِسِرّهِ وَ لَيسَ مَن نَادَاهُ كَمَن نَاجَاهُ وَ مَن بَعُدَ نوُديِ‌َ وَ مَن قَرُبَ نوُجيِ‌َ وَ لَم يُكَلّم مُوسَي ع إِلّا بَعدَ أَربَعِينَ لَيلَةً وَ مُحَمّدٌص كَانَ نَائِماً فِي بَيتِ أُمّ هاَنيِ‌ فَعُرِجَ بِهِ وَ مِعرَاجُ مُوسَي ع بَعدَ المَوعُودِ وَ مِعرَاجُ مُحَمّدٍص بِلَا وَعدٍوَ اختارَ مُوسي قَومَهُ سَبعِينَ رَجُلًا وَ اختِيرَ مُحَمّدٌ وَ هُوَ فَرِيدٌ وَ لَم يَحتَمِل مُوسَي ع


صفحه : 413

مَا رَآهُوَ خَرّ مُوسي صَعِقاً وَ احتَمَلَ مُحَمّدٌ ذَلِكَلَقَد رَأي مِن آياتِ رَبّهِمِعرَاجُ مُوسَي ع نَهَاراً وَ مِعرَاجُ مُحَمّدٍص لَيلًا مِعرَاجُ مُوسَي عَلَي الأَرضِ وَ مِعرَاجُ مُحَمّدٍص فَوقَ السّمَاوَاتِ السّبعِ أَخبَرَ بِمَا جَرَي بَينَهُ وَ بَينَ مُوسَي ع وَ كَتَمَ مَا جَرَي بَينَهُ وَ بَينَ مُحَمّدٍفَأَوحي إِلي عَبدِهِ ما أَوحي قَولُهُوَ لَمّا جاءَ مُوسي لِمِيقاتِناكَأَنّهُ جَاءَ مِن عِندِ فِرعَونَلَقَد جاءَكُم رَسُولٌكَأَنّهُ جَاءَ مِن عِندِ اللّهِ وَ قَالَ لِمُوسَيوَ أَوحَينا إِلي مُوسي وَ أَخِيهِ أَن تَبَوّءا لِقَومِكُما بِمِصرَ بُيُوتاً وَ أَخرَجَ النّبِيّ مِن مَسجِدِهِ مَا خَلَا العِترَةَ وَ فِي هَذَا تِبيَانُ قَولِهِ أَنتَ منِيّ‌ بِمَنزِلَةِ هَارُونَ مِن مُوسَي حَسّانُ


لَئِن كَلّمَ اللّهُ مُوسَي عَلَي   شَرِيفٍ مِنَ الطّورِ يَومَ النّدَاءِ

فَإِنّ النّبِيّ أَبَا قَاسِمٍ   حبُيِ‌َ بِالرّسَالَةِ فَوقَ السّمَاءِ

وَ قَد صَارَ بِالقُربِ مِن رَبّهِ   عَلَي قَابِ قَوسَينِ لَمّا دَنَا

وَ إِن فَجّرَ المَاءَ مُوسَي لَكُم   عُيُوناً مِنَ الصّخرِ ضَربَ العَصَا

فَمِن كَفّ أَحمَدَ قَد فُجّرَت   عُيُونٌ مِنَ المَاءِ يَومَ الظّمَا

وَ إِن كَانَ هَارُونُ مِن بَعدِهِ   حبُيِ‌َ بِالوِزَارَةِ يَومَ المَلَا

فَإِنّ الوِزَارَةَ قَد نَالَهَا   عَلِيّ بِلَا شَكّ يَومَ النّدَا

كَعبُ بنُ مَالِكٍ الأنَصاَريِ‌ّ


فَإِن يَكُ مُوسَي كَلّمَ اللّهُ جَهرَةً   عَلَي جَبَلِ الطّورِ المُنِيفِ المُعَظّمِ

فَقَد كَلّمَ اللّهُ النّبِيّ مُحَمّداً   عَلَي المَوضِعِ الأَعلَي الرّفِيعِ المُسَوّمِ

دَاوُدُ ع كَانَ لَهُ سِلسِلَةُ الحُكُومَةِ لِيَمِيزَ الحَقّ مِنَ البَاطِلِ وَ لِمُحَمّدٍص القُرآنُ


صفحه : 414

ما فَرّطنا فِي الكِتابِ مِن شَيءٍ وَ لَيسَتِ السّلسِلَةُ كَالكِتَابِ وَ السّلسِلَةُ قَد فَنِيَت وَ القُرآنُ بقَيِ‌َ إِلَي آخِرِ الدّهرِ وَ كَانَ لَهُ النّغمَةُ وَ لِمُحَمّدٍص الحَلَاوَةُوَ إِذا سَمِعُوا ما أُنزِلَ إِلَي الرّسُولِ وَ كَانَ لَهُ ثَلَاثُونَ أَلفَ حَرَسٍ وَ كَانَ حَارِسُ مُحَمّدٍ هُوَ اللّهَ تَعَالَيوَ اللّهُ يَعصِمُكَ مِنَ النّاسِ وَ سَبّحَت لَهُ الوُحُوشُ وَ الطّيُورُ وَ الجِبَالُ فَاللّهُ تَعَالَي وَ مَلَائِكَتُهُ يَشهَدُونَ لِمُحَمّدٍوَ كَفي بِاللّهِ شَهِيداًمُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ وَ قَالَ لَهُوَ أَلَنّا لَهُ الحَدِيدَ وَ أَلَانَ قَلبَ مُحَمّدٍ بِالرّحمَةِ وَ الشّفَاعَةِفَبِما رَحمَةٍ مِنَ اللّهِ لِنتَ لَهُم وَ أَلَانَ لَهُمُ الصّمّ الصّخُورَ الصّلَابَ وَ جَعَلَهَا غَاراً وَ كَانَ يَحلُبُ الشّاةَ المَجهُودَةَ وَ يَمسَحُ ضَرعَهَا فَيَحلُبُ مِنهَا كَيفَ شَاءَ وَ سَخّرَ لَهُ الجِبَالَ وَ كَانَ يُسَبّحنَ وَ أَخَذَ النّبِيّ أَحجَاراً فَأَمسَكَهَا فَسَبّحنَ فِي كَفّهِ وَ لَهُالطّيرَ مَحشُورَةً كُلّ لَهُ أَوّابٌ وَ لِمُحَمّدٍ البُرَاقَ وَ قَالَ لَهُوَ شَدَدنا مُلكَهُ وَ شَدَدَ مُلكَ مُحَمّدٍ حَتّي نَسَخَ بِشَرِيعَتِهِ سَائِرَ الشّرَائِعِ وَ قَالَ لِدَاوُدَوَ لا تَتّبِعِ الهَوي وَ قَالَ لِمُحَمّدٍص ما ضَلّ صاحِبُكُمحَسّانُ


وَ إِن كَانَ دَاوُدُ قَد أَوّبَت   جِبَالٌ لَدَيهِ وَ طَيرُ الهَوَا

ففَيِ‌ كَفّ أَحمَدَ قَد سَبّحَت   بِتَقدِيسِ ربَيّ‌ صِغَارُ الحَصَي

سُلَيمَانُ سُخّرَت لَهُ الرّيحُغُدُوّها شَهرٌ وَ رَواحُها شَهرٌيُقَالُ إِنّهُ غَدَا مِنَ العِرَاقِ وَ قَالَ بِمَروٍ وَ أَمسَي بِبَلخٍ وَ أَكرَمَ مُحَمّداً بِالبُرَاقِ خُطوَتُهُ مَدّ البَصَرِ وَ قَالَعُلّمنا مَنطِقَ الطّيرِ وَ روُيِ‌َ أَنّ الحُمّرَةَ فُجِعَت بِأَحَدِ وُلدِهَا فَجَاءَت إِلَي


صفحه : 415

النّبِيّص وَ قَد جَعَلَت تَرِفّ عَلَي رَأسِ رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ أَيّكُم فَجَعَ هَذِهِ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ القَومِ أَنَا أَخَذتُ بَيضَهَا فَقَالَ النّبِيّص اردُدهَا وَ مِنهُ كَلَامُ البَعِيرِ وَ العِجلِ وَ الضبّي‌ِ وَ الشّاةِ وَ الذّئبِ وَ الذّبّ وَ سُخّرَت لَهُ الجِنّ وَ الشّيَاطِينُ وَ قَالَ للِنبّيِ‌ّص قُل أوُحيِ‌َ إلِيَ‌ّ أَنّهُ استَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الجِنّ وَ قَولُهُوَ إِذ صَرَفنا إِلَيكَ نَفَراً مِنَ الجِنّ وَ هُمُ التّسعَةُ مِن أَشرَافِ الجِنّ بِنَصِيبِينَ وَ اليَمَنِ مِن بنَيِ‌ عَمرِو بنِ عَامِرٍ مِنهُم شصاه وَ مصاه وَ الهملكان وَ المَرزُبَانُ وَ المازمان وَ نضاه وَ هَاضِبٌ وَ عَمرٌو وَ بَايَعُوهُ عَلَي العِبَادَاتِ وَ اعتَذَرُوا بِأَنّهُم قَالُوا عَلَي اللّهِ شَطَطاً وَ سُلَيمَانُ ع كَانَ يَصفِدُهُم لِعِصيَانِهِم وَ نَبِيّنَا أَتَوهُ طَائِعِينَ رَاغِبِينَ وَ سَأَلَ سُلَيمَانُ مُلكاً دَنِيّاً رَبّهَب لِي مُلكاً وَ عُرِضَ مَفَاتِيحُ خَزَائِنِ الدّنيَا عَلَي مُحَمّدٍص فَرَدّهَا فَشَتّانَ بَينَ مَن يَسأَلُ وَ بَينَ مَن يُعطَي فَلَا يَقبَلُ فَأَعطَاهُ اللّهُ الكَوثَرَ وَ الشّفَاعَةَ وَ المَقَامَ المَحمُودَوَ لَسَوفَ يُعطِيكَ رَبّكَ فَتَرضي وَ قَالَ لِسُلَيمَانَفَامنُن أَو أَمسِك بِغَيرِ حِسابٍ وَ قَالَ لِنَبِيّنَاما آتاكُمُ الرّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُم عَنهُ فَانتَهُواحَسّانُ بنُ ثَابِتٍ


وَ إِن كَانَتِ الجِنّ قَد سَاسَهَا   سُلَيمَانُ وَ الرّيحُ تجَريِ‌ رَخَا

فَشَهرٌ غُدُوّ بِهِ دَائِباً   وَ شَهرٌ رَوَاحٌ بِهِ إِن يَشَا

فَإِنّ النّبِيّ سَرَي لَيلَةً   مِنَ المَسجِدَينِ إِلَي المُرتَقَي

كَعبُ بنُ مَالِكٍ


وَ إِن تَكُ نَملُ البَرّ بِالوَهمِ كَلّمَت   سُلَيمَانَ ذَا المُلكِ ألّذِي لَيسَ باِلعمَيِ‌

فَهَذَا نبَيِ‌ّ اللّهِ أَحمَدُ سَبّحَت   صِغَارُ الحَصَي فِي كَفّهِ بِالتّرّنُمِ

يَحيَي ع قَالَ اللّهُ تَعَالَي لَهُوَ آتَيناهُ الحُكمَ صَبِيّا وَ كَانَ فِي عَصرٍ لَا جَاهِلِيّةَ


صفحه : 416

فِيهِ وَ مُحَمّدٌص أوُتيِ‌َ الحُكمَ وَ الفَهمَ صَبِيّاً بَينَ عَبَدَةِ الأَوثَانِ وَ حِزبِ الشّيطَانِ وَ كَانَ يَحيَي ع أَعبَدَ أَهلِ زَمَانِهِ وَ أَزهَدَهُم وَ مُحَمّدٌ أَزهَدَ الخَلَائِقِ وَ أَعبَدَهُم حَتّي قِيلَطه ما أَنزَلناحَسّانُ بنُ ثَابِتٍ


وَ إِن كَانَ يَحيَي بَكَت عَينُهُ   صَغِيراً وَ طَهّرَهُ فِي الصّبَا

فَإِنّ النّبِيّ بَكَي قَائِماً   حَزِيناً عَلَي الرّجلِ خَوفَ الرّجَا

فَنَادَاهُ أَن طه أَبَا قَاسِمٍ   وَ لَا تَشقَ باِلوحَي‌ِ لَمّا أَتَي

عِيسَي ع وَ أبُر‌ِئُ الأَكمَهَ وَ الأَبرَصَ وَ نَبِيّنَاص أَتَاهُ مُعَاذُ بنُ عَفرَا[عَفرَاءَ] فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ إنِيّ‌ قَد تَزَوّجتُ وَ قَالُوا لِلزّوجَةِ إِنّ بجِنَبيِ‌ بَيَاضاً فَكَرِهَت أَن تُزَفّ إلِيَ‌ّ فَقَالَ اكشِف لِي عَن جَنبِكَ فَكَشَفَ لَهُ عَن جَنبِهِ فَمَسَحَهُ بِعُودٍ فَذَهَبَ مَا بِهِ مِنَ البَرَصِ وَ لَقَد أَتَاهُ مِن جُهَينَةَ أَجذَمُ يَتَقَطّعُ مِنَ الجُذَامِ فَشَكَا إِلَيهِ فَأَخَذَ قَدَحاً مِن مَاءٍ فَتَفَلَ فِيهِ ثُمّ قَالَ امسَح بِهِ جَسَدَكَ فَفَعَلَ فَبَرَأَ وَ أَبرَأَ صَاحِبَ السّلعَةِ وَ أَتَتهُ امرَأَةٌ فَقَالَت يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّ ابنيِ‌ قَد أَشرَفَ عَلَي حِيَاضِ المَوتِ كُلّمَا أَتَيتُهُ بِطَعَامٍ وَقَعَ عَلَيهِ التّثَاؤُبُ فَقَامَ وَ قُمنَا مَعَهُ فَلَمّا أَتَينَاهُ قَالَ لَهُ جَانِب يَا عَدُوّ اللّهِ ولَيِ‌ّ اللّهِ فَأَنَا رَسُولُ اللّهِ فَجَانَبَهُ الشّيطَانُ فَقَامَ صَحِيحاً وَ أَتَاهُ رَجُلٌ وَ بِهِ أُدرَةٌ عَظِيمَةٌ فَقَالَ هَذِهِ الأُدرَةُ تمَنعَنُيِ‌ مِنَ التّطهِيرِ وَ الوُضُوءِ فَدَعَا بِمَاءٍ فَبَرَكَ فِيهِ وَ دَعَاهُ وَ تَفَلَ فِيهِ ثُمّ أَمَرَهُ أَن يُفِيضَ عَلَيهِ فَفَعَلَ الرّجُلُ وَ أَغفَي إِغفَاءَةً وَ انتَبَهَ فَإِذَا هيِ‌َ قَد تَقَلّصَت وَ جَاءَتِ امرَأَةٌ وَ مَعَهَا


صفحه : 417

عُكّةُ سَمنٍ وَ أَقِطٍ وَ مَعَهَا ابنَةٌ لَهَا فَقَالَت يَا رَسُولَ اللّهِ وَلَدتُ هَذِهِ كمها[كَمهَاءَ]فَأَخَذَ رَسُولُ اللّهِص عُوداً فَمَسَحَ بِهِ عَينَيهَا فَأَبصَرَتَا وَ مِنهُ حَدِيثُ قَتَادَةَ بنِ ربِعيِ‌ّ وَ مُحَمّدِ بنِ مَسلَمَةَ وَ عَبدِ اللّهِ بنِ أَنِيسٍ قَولُهُوَ أحُي‌ِ المَوتي بِإِذنِ اللّهِ قَالَ الكلَبيِ‌ّ كَانَ عِيسَي ع يحُييِ‌ الأَموَاتَ بِيَا حيَ‌ّ يَا قَيّومُ وَ قِيلَ إِنّهُ أَحيَا أَربَعَةَ أَنفُسٍ وَ هُم عَاذِرٌ وَ ابنُ العَجُوزِ وَ ابنَةُ العَاشِرِ وَ سَامُ بنُ نُوحٍ قَالَ الرّضَا ع لَقَدِ اجتَمَعَت قُرَيشٌ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَسَأَلُوهُ أَن يحُييِ‌َ لَهُم مَوتَاهُم فَوَجّهَ مَعَهُم عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع فَقَالَ اذهَب إِلَي الجَبّانَةِ فَنَادِ بِاسمِ هَؤُلَاءِ الرّهطِ الّذِينَ يَسأَلُونَ عَنهُم بِأَعلَي صَوتِكَ يَا فُلَانُ وَ يَا فُلَانُ وَ يَا فُلَانُ يَقُولُ لَكُم رَسُولُ اللّهِ قُومُوا بِإِذنِ اللّهِ فَقَامُوا يَنفُضُونَ التّرَابَ عَن رُءُوسِهِم فَأَقبَلَت قُرَيشٌ تَسأَلُهُم عَن أُمُورِهِم ثُمّ أَخبَرُوهُم أَنّ مُحَمّداً قَد بُعِثَ نَبِيّاً فَقَالُوا وَدِدنَا أَنّا أَدرَكنَاهُ فَنُؤمِنُ بِهِ وَ أَحيَاص النّفَرَ الّذِينَ قُتِلُوا يَومَ بَدرٍ فَخَاطَبَهُم وَ كَلّمَهُم وَ عَيّرَهُم بِكُفرِهِم قَولُهُوَ أُنَبّئُكُم بِما تَأكُلُونَ وَ ما تَدّخِرُونَ وَ مُحَمّدٌص كَانَ يُنَبّئُ بِأَشيَاءَ كَثِيرَةٍ مِنهَا قِصّةُ حَاطِبِ بنِ أَبِي بَلتَعَةَ وَ إِنفَاذِ كِتَابِهِ إِلَي مَكّةَ وَ مِنهَا قِصّةُ عَبّاسٍ وَ سَبَبُ إِسلَامِهِ ابنُ جَرِيحٍ فِي قَولِهِوَ يُعَلّمُهُ الكِتابَ وَ الحِكمَةَ إِنّ اللّهَ تَعَالَي أَعطَي عِيسَي ع تِسعَةَ أَشيَاءَ مِنَ الحَظّ وَ لِسَائِرِ النّاسِ جُزءاً وَ روُيِ‌َ عَنِ النّبِيّص أُوتِيتُ القُرآنَ وَ مِثلَيهِ أَنشَدَ


وَ إِن كَانَ مَن مَاتَ يَحيَا لَكُم   يُنَادِيهِ عِيسَي بِرَبّ العُلَي

صفحه : 418


فَإِنّ الذّرَاعَ لَقَد سَمّهَا   يَهُودُ لِأَحمَدَ يَومَ القِرَي

فَنَادَتهُ إنِيّ‌ لَمَسمُومَةٌ   فَلَا تقَربَنَيّ‌ وُقِيتَ الأَذَي

بيان الحمرة بضم الحاء وتشديد الميم المفتوحة ضرب من الطير كالعصفور

2-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] قَد مَدَحَ اللّهُ اثنيَ‌ عَشَرَ مِنَ الأَنبِيَاءِ باِثنيَ‌ عَشَرَ نَوعاً مِنَ الطّاعَةِ مَدَحَ إِسحَاقَ ع وَ يَعقُوبَ ع بِالطّاعَةِوَ وَهَبنا لَهُ إِسحاقَ وَ يَعقُوبَ وَ لِعِيسَي بِالزّهَادَةِ قِيلَ لَهُ لَوِ اتّخَذتَ مَنزِلًا أَوِ اشتَرَيتَ دَابّةً فَقَالَ مَا قَالَ وَ لِسُلَيمَانَ بِالسّخَاءِ وَ كَانَ يُطعِمُ كُلّ يَومٍ سَبعَمِائَةِ جَرِيبٍ مِنَ الحوَاَريِ‌ وَ هُوَ يَأكُلُ الخُشكَارَ وَ لِإِبرَاهِيمَ ع بِالرّحمَةِإِنّ اِبراهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوّاهٌ مُنِيبٌ وَ فِيهِ قِصّةُ المَجُوسِ الّذِينَ أَسلَمُوا مِن ضِيَافَتِهِ وَ لِنُوحٍ ع بِالصّلَابَةِرَبّ لا تَذَر عَلَي الأَرضِ وَ أَيضاً مِن مُوسَي وَ هَارُونَ ع رَبّنا إِنّكَ آتَيتَ فِرعَونَفَبَالَغَ نَبِيّنَاص فِي هَذِهِ الخِصَالِ حَتّي نَهَاهُ عَن ذَلِكَ الِاستِغفَارِاستَغفِر لَهُم أَو لا تَستَغفِر لَهُمالمُجَاهَدَةِوَ لا تَعجَل بِالقُرآنِالعِبَادَةِطه ما أَنزَلناالزّهدِلِمَ تُحَرّمُ ما أَحَلّ اللّهُ لَكَ وَ فِيهِ حَدِيثُ مَارِيَةَ وَ عَرَضَ عَلَيهِ مَفَاتِيحَ الدّنيَا فَأَبَي السّخَاءِوَ لا تَجعَل يَدَكَ مَغلُولَةًالرّحمَةِوَ اغلُظ عَلَيهِم وَ قَالَفَلَعَلّكَ باخِعٌ نَفسَكَالصّلَابَةِلَستَ عَلَيهِم بِمُصَيطِرٍيا أَيّهَا النّبِيّ جاهِدِ


صفحه : 419

الكُفّارَ وَ فِيهِ قِصّةُ ابنِ مَكتُومٍ الإِنذَارِنَبّئ عبِاديِ‌ أنَيّ‌ أَنَا الغَفُورُ الرّحِيمُعَيبِ آلِهَتِهِموَ لا تَسُبّوا الّذِينَ يَدعُونَ مِن دُونِ اللّهِ وَ إِنّهُ تَعَالَي أَقسَمَ لِأَجلِهِ بِخَمسَةَ عَشَرَ قَسَماً بِهِدَايَتِهِوَ النّجمِ إِذا هَويبِرِسَالَتِهِيس وَ القُرآنِ الحَكِيمِبوِلَيِ‌ّ عَهدِهِوَ العادِياتِ ضَبحاًبِمِعرَاجِهِلَتَركَبُنّ طَبَقاً عَن طَبَقٍبِشَرِيعَتِهِوَ العَصرِ إِنّ الإِنسانَ لفَيِ‌ خُسرٍبِكِتَابِهِق وَ القُرآنِ المَجِيدِبِخَلقِهِلَقَد خَلَقنَا الإِنسانَ فِي أَحسَنِ تَقوِيمٍبِخُلُقِهِن وَ القَلَمِبِزِيَادَةِ نَوَافِلِهِطه ما أَنزَلنابِطَهَارَتِهِفَلا أُقسِمُ بِما تُبصِرُونَبِبَلَدِهِلا أُقسِمُ بِهذَا البَلَدِبِمَحَبّتِهِوَ الضّحي وَ اللّيلِبِتَهدِيدِ مُوذِيهِكَلّا لَئِن لَم يَنتَهِبِعُقُوبَةِ أَعدَائِهِكَلّا إِنّهُم عَن رَبّهِم يَومَئِذٍبِعُمُرِهِلَعَمرُكَ إِنّهُم لفَيِ‌ سَكرَتِهِم يَعمَهُونَ وَ مِن شِدّةِ فَرطِ المُحِبّ أَن يَحلِفَ بِعُمُرِ حَبِيبِهِ وَ كُلّ مَا سَأَلَ الأَنبِيَاءُ مِنَ اللّهِ تَعَالَي أَعطَاهُ اللّهُ بِلَا سُؤَالٍ آدَمُ ع وَ إِن لَم تَغفِر لَنا وَ لَهُلِيَغفِرَ لَكَ اللّهُنُوحٌ ع لا تَذَر عَلَي الأَرضِ وَ لَهُإِنّا كَفَيناكَ المُستَهزِئِينَ اِبرَاهِيمُ ع وَ لا تخُزنِيِ‌ يَومَ يُبعَثُونَ وَ لَهُيَومَ لا يخُزيِ‌ اللّهُ النّبِيّشُعَيبٌ ع رَبّنَا افتَح بَينَنا وَ لَهُإِنّا فَتَحنا لَكَلُوطٌ ع رَبّ انصرُنيِ‌ عَلَي


صفحه : 420

القَومِ وَ لَهُوَ يَنصُرَكَ اللّهُ مُوسَي ع قالَ رَبّ اشرَح لِي صدَريِ‌ وَ لَهُأَ لَم نَشرَح لَكَ مُوسَي ع اخلفُنيِ‌ فِي قوَميِ‌ وَ لَهُإِنّما وَلِيّكُمُ اللّهُالمَقَامُ أَربَعَةٌ مَقَامُ الشّوقِ لِشُعَيبٍ ع حَيثُ بَكَي مِن خَوفِ اللّهِ وَ مَقَامُ السّلَامِ لِإِبرَاهِيمَ ع إِذ جاءَ رَبّهُ بِقَلبٍ سَلِيمٍ وَ مَقَامُ المُنَاجَاةِ لِمُوسَي ع وَ قَرّبناهُ نَجِيّا وَ مَقَامُ المَحَبّةِ للِنبّيِ‌ّص فَكانَ قابَ قَوسَينِ وَ سَمّي اللّهُ تَعَالَي نُوحاً شَكُوراًإِنّهُ كانَ عَبداً شَكُوراً وَ اِبرَاهِيمَ ع حَلِيماًإِنّ اِبراهِيمَ لَحَلِيمٌ وَ مُوسَي ع كَلِيماًوَ كَلّمَ اللّهُ مُوسي تَكلِيماً وَ جَمَعَ لَهُ كَمَا جَمَعَ لِنَفسِهِ فَقَالَإِنّ اللّهَ بِالنّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ وَ لَهُبِالمُؤمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌقِيلَ هُمَا وَاحِدٌ وَ قِيلَ الرّءُوفُ شِدّةُ الرّحمَةِ رَءُوفٌ بِالمُطِيعِينَ رَحِيمٌ بِالمُذنِبِينَ رَءُوفٌ بِأَقرِبَائِهِ رَحِيمٌ بِأَصحَابِهِ رَءُوفٌ بِعِترَتِهِ رَحِيمٌ بِأُمّتِهِ رَءُوفٌ بِمَن رَآهُ رَحِيمٌ بِمَن لَم يَرَهُ