صفحه : 1

الجزء الرابع عشر

تتمة كتاب النبوة

أبواب قصص داود ع

باب 1-عمره ووفاته وفضائله و ماأعطاه الله ومنحه وعلل تسميته وكيفية حكمه وقضائه

الآيات النساء والأسري وَ آتَينا داوُدَ زَبُوراًالمائدةلُعِنَ الّذِينَ كَفَرُوا مِن بنَيِ‌ إِسرائِيلَ عَلي لِسانِ داوُدَ وَ عِيسَي ابنِ مَريَمَ ذلِكَ بِما عَصَوا وَ كانُوا يَعتَدُونَ كانُوا لا يَتَناهَونَ عَن مُنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئسَ ما كانُوا يَفعَلُونَالأنعام وَ نُوحاً هَدَينا مِن قَبلُ وَ مِن ذُرّيّتِهِ داوُدَ وَ سُلَيمانَ وَ أَيّوبَ وَ يُوسُفَ وَ مُوسي وَ هارُونَ وَ كَذلِكَ نجَزيِ‌ المُحسِنِينَالأنبياءوَ داوُدَ وَ سُلَيمانَ إِذ يَحكُمانِ فِي الحَرثِ إِذ نَفَشَت فِيهِ غَنَمُ القَومِ وَ كُنّا لِحُكمِهِم شاهِدِينَ فَفَهّمناها سُلَيمانَ وَ كُلّا آتَينا حُكماً وَ عِلماً وَ سَخّرنا مَعَ داوُدَ الجِبالَ يُسَبّحنَ وَ الطّيرَ وَ كُنّا فاعِلِينَ وَ عَلّمناهُ صَنعَةَ لَبُوسٍ لَكُم لِتُحصِنَكُم مِن بَأسِكُم فَهَل أَنتُم شاكِرُونَالنمل وَ لَقَد آتَينا داوُدَ وَ سُلَيمانَ عِلماً وَ قالَا الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي فَضّلَنا عَلي كَثِيرٍ مِن عِبادِهِ المُؤمِنِينَسبأوَ لَقَد آتَينا داوُدَ مِنّا فَضلًا يا جِبالُ أوَبّيِ‌ مَعَهُ وَ الطّيرَ وَ أَلَنّا لَهُ الحَدِيدَ أَنِ اعمَل سابِغاتٍ وَ قَدّر فِي السّردِ وَ اعمَلُوا صالِحاً إنِيّ‌ بِما تَعمَلُونَ بَصِيرٌ


صفحه : 2

1-كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن مُحَمّدِ بنِ الفُضَيلِ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ يَزِيدَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَاتَ دَاوُدُ النّبِيّ ع يَومَ السّبتِ مَفجُوءاً فَأَظَلّتهُ الطّيرُ بِأَجنِحَتِهَا وَ مَاتَ مُوسَي كَلِيمُ اللّهِ فِي التّيهِ فَصَاحَ صَائِحٌ مِنَ السّمَاءِ مَاتَ مُوسَي وَ أَيّ نَفسٍ لَا تَمُوتُ

ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] محمد بن الحسين مثله

2-ل ،[الخصال ] ابنُ إِدرِيسَ عَن أَبِيهِ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ الراّزيِ‌ّ عَنِ ابنِ أَبِي عُثمَانَ عَن مُوسَي بنِ بَكرٍ عَن أَبِي الحَسَنِ الأَوّلِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ اللّهَ اختَارَ مِنَ الأَنبِيَاءِ أَربَعَةً لِلسّيفِ اِبرَاهِيمَ وَ دَاوُدَ وَ مُوسَي وَ أَنَا الخَبَرَ

3-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] ع ،[علل الشرائع ] سَأَلَ الشاّميِ‌ّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع عَمّن خَلَقَ اللّهُ مِنَ الأَنبِيَاءِ مَختُوناً فَقَالَ خَلَقَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ آدَمَ مَختُوناً وَ وُلِدَ شَيثٌ مَختُوناً وَ إِدرِيسُ وَ نُوحٌ وَ سَامُ بنُ نُوحٍ وَ اِبرَاهِيمُ وَ دَاوُدُ وَ سُلَيمَانُ وَ لُوطٌ وَ إِسمَاعِيلُ وَ مُوسَي وَ عِيسَي وَ مُحَمّدٌ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم

4- مع ،[معاني‌ الأخبار] مَعنَي دَاوُدَ أَنّهُ دَاوَي جُرحَهُ بِوُدّ وَ قَد قِيلَ دَاوَي وُدّهُ بِالطّاعَةِ حَتّي قِيلَ عَبدٌ

أقول سيأتي‌ الخبر في ذلك في قصة النملة

5-ل ،[الخصال ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَمّن ذَكَرَهُ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي لَم يَبعَث أَنبِيَاءَ مُلُوكاً فِي الأَرضِ إِلّا أَربَعَةً بَعدَ نُوحٍ ذُو القَرنَينِ وَ اسمُهُ عَيّاشٌ وَ دَاوُدُ وَ سُلَيمَانُ وَ يُوسُفُ ع فَأَمّا عَيّاشٌ فَمَلَكَ مَا بَينَ المَشرِقِ وَ المَغرِبِ وَ أَمّا دَاوُدُ فَمَلَكَ مَا بَينَ الشّامَاتِ إِلَي بِلَادِ إِصطَخرَ وَ كَذَلِكَ مَلَكَ سُلَيمَانُ وَ أَمّا يُوسُفُ فَمَلَكَ مِصرَ وَ بَرَارِيَهَا لَم يُجَاوِزهَا إِلَي غَيرِهَا


صفحه : 3

6-فس ،[تفسير القمي‌] وَ لَقَد آتَينا داوُدَ إِلَي قَولِهِالمُؤمِنِينَ قَالَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَعطَي دَاوُدَ وَ سُلَيمَانَ مَا لَم يُعطَ أَحَداً مِن أَنبِيَاءِ اللّهِ مِنَ الآيَاتِ عَلّمَهُمَا مَنطِقَ الطّيرِ وَ أَلَانَ لَهُمَا الحَدِيدَ وَ الصّفرَ مِن غَيرِ نَارٍ وَ جُعِلَتِ الجِبَالُ يُسَبّحنَ مَعَ دَاوُدَ وَ أَنزَلَ عَلَيهِ الزّبُورَ فِيهِ تَوحِيدٌ وَ تَمجِيدٌ وَ دُعَاءٌ وَ أَخبَارُ رَسُولِ اللّهِ وَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَا وَ الأَئِمّةِ ع وَ أَخبَارُ الرّجعَةِ وَ ذِكرُ القَائِمِ ع لِقَولِهِوَ لَقَد كَتَبنا فِي الزّبُورِ مِن بَعدِ الذّكرِ أَنّ الأَرضَ يَرِثُها عبِاديِ‌َ الصّالِحُونَ

7-فس ،[تفسير القمي‌] وَ لَقَد آتَينا داوُدَ مِنّا فَضلًا يا جِبالُ أوَبّيِ‌ مَعَهُ أَي سبَحّيِ‌ لِلّهِوَ الطّيرَ وَ أَلَنّا لَهُ الحَدِيدَ قَالَ كَانَ دَاوُدُ إِذَا مَرّ فِي البرَاَريِ‌ يَقرَأُ الزّبُورَ تُسَبّحُ الجِبَالُ وَ الطّيرُ مَعَهُ وَ الوُحُوشُ وَ أَلَانَ اللّهُ لَهُ الحَدِيدَ مِثلَ الشّمعِ حَتّي كَانَ يَتّخِذُ مِنهُ مَا أَحَبّ وَ قَالَ الصّادِقُ ع اطلُبُوا الحَوَائِجَ يَومَ الثّلَاثَاءِ فَإِنّهُ اليَومُ ألّذِي أَلَانَ اللّهُ فِيهِ الحَدِيدَ لِدَاوُدَ ع وَ قَولُهُأَنِ اعمَل سابِغاتٍ قَالَ الدّرُوعَوَ قَدّر فِي السّردِ قَالَ المَسَامِيرِ التّيِ‌ فِي الحَلقَةِوَ اعمَلُوا صالِحاً إنِيّ‌ بِما تَعمَلُونَ بَصِيرٌ

بيان قال الطبرسي‌ رحمه الله يا جِبالُ أوَبّيِ‌ مَعَهُ أي قلنا للجبال ياجبال سبحّي‌ معه عن ابن عباس و الحسن وقتادة ومجاهد قالوا أمر الله الجبال أن تسبح معه إذاسبح فسبحت معه وتأويله عند أهل اللغة رجعّي‌ معه التسبيح من آب يئوب ويجوز أن يكون سبحانه فعل في الجبال مايأتي‌ به منها التسبيح معجزا له و أماالطير فيجوز أن يسبح ويحصل له من التميز مايتأتي منه ذلك بأن يزيد الله في فطنته فيفهم ذلك انتهي .أقول يمكن أن يكون تسبيح الجبال كناية عن تسبيح الملائكة الساكنين بها أوبأن خلق الله الصوت فيها أو علي القول بأن للجمادات شعورا فلاحاجة إلي كثير تكلف


صفحه : 4

و أماالطيور فلادليل علي عدم تمييزها وقابليتها للتسبيح مع أن كثيرا من الأخبار دلت علي أن لها تسبيحا و ماسيأتي‌ من قصة النمل يؤيده . ثم قال رحمه الله وقيل معناه سيري‌ معه فكانت الجبال والطير تسير معه أينما سار والتأويب السير بالنهار وقيل معناه ارجعي‌ إلي مراد داود فيما يريده من حفر بئر واستنباط عين واستخراج معدن أَنِ اعمَل سابِغاتٍ أي قلنا له اعمل من الحديد دروعا تامات وَ قَدّر فِي السّردِ أي عدل في نسج الدروع و منه قيل لصانعها سراد وزراد والمعني لاتجعل المسامير دقاقا فتنفلق و لاغلاظا فتكسر الحلق وقيل السرد المسامير التي‌ في حلق الدروع

8-فس ،[تفسير القمي‌] وَ عَلّمناهُ صَنعَةَ لَبُوسٍ لَكُم أَيِ الزّرَدِلِتُحصِنَكُم مِن بَأسِكُم فَهَل أَنتُم شاكِرُونَ

بيان قال الطبرسي‌ رحمه الله في قوله تعالي وَ سَخّرنا مَعَ داوُدَ الجِبالَ يُسَبّحنَ وَ الطّيرَقيل معناه سيرنا الجبال مع داود حيث سار فعبر عن ذلك بالتسبيح لما فيه من الآية العظيمة التي‌ تدعو إلي تسبيح الله تعالي وتعظيمه وتنزيهه عن كل ما لايليق به وكذلك تسخير الطير له تسبيح يدل علي أن مسخرها قادر لايجوز عليه مايجوز علي العباد عن الجبائي‌ و علي بن عيسي وقيل إن الجبال كانت تجاوبه بالتسبيح وكذلك الطير تسبح معه بالغداة والعشي‌ معجزة له عن وهب و في قوله وَ عَلّمناهُ صَنعَةَ لَبُوسٍ لَكُم أي علمناه كيف يصنع الدرع قال قتادة أول من صنع الدرع داود إنما كانت صفائح جعل الله سبحانه الحديد في يده كالعجين فهو أول من سردها وحلقها فجمعت الخفة والتحصين و هو قوله لِتُحصِنَكُم مِن بَأسِكُم أي ليحرزكم ويمنعكم من وقع السلاح فيكم


صفحه : 5

عن السدي‌ وقيل معناه من حربكم أي في حالة الحرب والقتال وقيل إن سبب إلانة الحديد لداود ع أنه كان نبيا ملكا و كان يطوف في ولايته متنكرا يتعرف أحوال عماله ومتصرفيه فاستقبله جبرئيل ذات يوم علي صورة آدمي‌ وسلم عليه فرد السلام و قال ماسيرة داود فقال نعمت السيرة لو لاخصلة فيه قال و ماهي‌ قال إنه يأكل من بيت مال المسلمين فشكره وأثني عليه و قال لقد أقسم داود أنه لايأكل من بيت مال المسلمين فعلم الله سبحانه صدقه فألان له الحديد كما قال وَ أَلَنّا لَهُ الحَدِيدَ

9-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ البزَنَطيِ‌ّ عَنِ الرّضَا ع فِي قَولِهِ تَعَالَي لِدَاوُدَوَ أَلَنّا لَهُ الحَدِيدَ قَالَ هيِ‌َ الدّرعُ وَ السّردُ تَقدِيرُ الحَلقَةِ بَعدَ الحَلقَةِ

بيان كأنه تفسير لتقدير السرد

10-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَنِ ابنِ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عُثمَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ اذكُر عَبدَنا داوُدَ ذَا الأَيدِ قَالَ ذَا القُوّةِ

11-فس ،[تفسير القمي‌] إِنّا سَخّرنَا الجِبالَ مَعَهُ يُسَبّحنَ باِلعشَيِ‌ّ وَ الإِشراقِيعَنيِ‌ إِذَا طَلَعَتِ الشّمسُ

12-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن مُحَمّدٍ البرَقيِ‌ّ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِي بَكرٍ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ دَاوُدَ ع كَانَ يَدعُو أَن يُلهِمَهُ اللّهُ القَضَاءَ بَينَ النّاسِ بِمَا هُوَ عِندَهُ تَعَالَي الحَقّ فَأَوحَي إِلَيهِ يَا دَاوُدُ إِنّ النّاسَ


صفحه : 6

لَا يَحتَمِلُونَ ذَلِكَ وَ إنِيّ‌ سَأَفعَلُ وَ ارتَفَعَ إِلَيهِ رَجُلَانِ فَاستَعدَاهُ أَحَدُهُمَا عَلَي الآخَرِ فَأَمَرَ المُستَعدَي عَلَيهِ أَن يَقُومَ إِلَي المسُتعَديِ‌ فَيَضرِبَ عُنُقَهُ فَفَعَلَ فَاستَعظَمَت بَنُو إِسرَائِيلَ ذَلِكَ وَ قَالَت رَجُلٌ جَاءَ يَتَظَلّمُ مِن رَجُلٍ فَأَمَرَ الظّالِمَ أَن يَضرِبَ عُنُقَهُ فَقَالَ رَبّ أنَقذِنيِ‌ مِن هَذِهِ الوَرطَةِ قَالَ فَأَوحَي اللّهُ تَعَالَي إِلَيهِ يَا دَاوُدُ سأَلَتنَيِ‌ أَن أُلهِمَكَ القَضَاءَ بَينَ عبِاَديِ‌ بِمَا هُوَ عنِديِ‌َ الحَقّ وَ إِنّ هَذَا المسُتعَديِ‌َ قَتَلَ أَبَا هَذَا المُستَعدَي عَلَيهِ فَأَمَرتُ فَضَرَبتَ عُنُقَهُ قَوَداً بِأَبِيهِ وَ هُوَ مَدفُونٌ فِي حَائِطِ كَذَا وَ كَذَا تَحتَ شَجَرَةِ كَذَا فَأتِهِ فَنَادِهِ بِاسمِهِ فَإِنّهُ سَيُجِيبُكَ فَسَلهُ قَالَ فَخَرَجَ دَاوُدُ ع وَ قَد فَرِحَ فَرَحاً شَدِيداً لَم يَفرَح مِثلَهُ فَقَالَ لبِنَيِ‌ إِسرَائِيلَ قَد فَرّجَ اللّهُ فَمَشَي وَ مَشَوا مَعَهُ فَانتَهَي إِلَي الشّجَرَةِ فَنَادَي يَا فُلَانُ فَقَالَ لَبّيكَ يَا نبَيِ‌ّ اللّهِ قَالَ مَن قَتَلَكَ قَالَ فُلَانٌ فَقَالَت بَنُو إِسرَائِيلَ لَسَمِعنَاهُ يَقُولُ يَا نبَيِ‌ّ اللّهِ فَنَحنُ نَقُولُ كَمَا قَالَ فَأَوحَي اللّهُ تَعَالَي إِلَيهِ يَا دَاوُدُ إِنّ العِبَادَ لَا يُطِيقُونَ الحُكمَ بِمَا هُوَ عنِديِ‌َ الحُكمُ فَسَلِ المدُعّيِ‌َ البَيّنَةَ وَ أَضِفِ المُدّعَي عَلَيهِ إِلَي اسميِ‌

13-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَنِ ابنِ المُتَوَكّلِ عَنِ الحمِيرَيِ‌ّ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ الثمّاَليِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ دَاوُدَ ع سَأَلَ رَبّهُ أَن يُرِيَهُ قَضِيّةً مِن قَضَايَا الآخِرَةِ فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ يَا دَاوُدُ إِنّ ألّذِي سأَلَتنَيِ‌ لَم أُطلِع عَلَيهِ أَحَداً مِن خلَقيِ‌ وَ لَا ينَبغَيِ‌ لِأَحَدٍ أَن يقَضيِ‌َ بِهِ غيَريِ‌ قَالَ فَلَم يَمنَعهُ ذَلِكَ أَن عَادَ فَسَأَلَ اللّهَ أَن يُرِيَهُ قَضِيّةً مِن قَضَايَا الآخِرَةِ قَالَ فَأَتَاهُ جَبرَائِيلُ فَقَالَ لَقَد سَأَلتَ رَبّكَ شَيئاً مَا سَأَلَهُ قَبلَكَ نبَيِ‌ّ مِن أَنبِيَائِهِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم يَا دَاوُدُ إِنّ ألّذِي سَأَلتَ لَم يُطلِعِ اللّهُ عَلَيهِ أَحَداً مِن خَلقِهِ وَ لَا ينَبغَيِ‌ لِأَحَدٍ أَن يقَضيِ‌َ بِهِ غَيرُهُ فَقَد أَجَابَ اللّهُ تَعَالَي دَعوَتَكَ وَ أَعطَاكَ مَا سَأَلتَ إِنّ أَوّلَ خَصمَينِ يَرِدَانِ عَلَيكَ غَداً القَضِيّةُ فِيهِمَا مِن قَضَايَا الآخِرَةِ فَلَمّا أَصبَحَ


صفحه : 7

دَاوُدُ وَ جَلَسَ فِي مَجلِسِ القَضَاءِ أَتَي شَيخٌ مُتَعَلّقٌ بِشَابّ وَ مَعَ الشّابّ عُنقُودٌ مِن عِنَبٍ فَقَالَ الشّيخُ يَا نبَيِ‌ّ اللّهِ إِنّ هَذَا الشّابّ دَخَلَ بسُتاَنيِ‌ وَ خَرّبَ كرَميِ‌ وَ أَكَلَ مِنهُ بِغَيرِ إذِنيِ‌ قَالَ فَقَالَ دَاوُدُ لِلشّابّ مَا تَقُولُ فَأَقَرّ الشّابّ بِأَنّهُ قَد فَعَلَ ذَلِكَ فَأَوحَي اللّهُ تَعَالَي إِلَيهِ يَا دَاوُدُ إِن كَشَفتُ لَكَ مِن قَضَايَا الآخِرَةِ فَقَضَيتَ بِهَا بَينَ الشّيخِ وَ الغُلَامِ لَم يَحتَمِلهَا قَلبُكَ وَ لَا يَرضَي بِهَا قَومُكَ يَا دَاوُدُ إِنّ هَذَا الشّيخَ اقتَحَمَ عَلَي وَالِدِ هَذَا الشّابّ فِي بُستَانِهِ فَقَتَلَهُ وَ غَصَبَهُ بُستَانَهُ وَ أَخَذَ مِنهُ أَربَعِينَ أَلفَ دِرهَمٍ فَدَفَنَهَا فِي جَانِبِ بُستَانِهِ فَادفَع إِلَي الشّابّ سَيفاً وَ مُرهُ أَن يَضرِبَ عُنُقَ الشّيخِ وَ ادفَع إِلَيهِ البُستَانَ وَ مُرهُ أَن يَحفِرَ فِي مَوضِعِ كَذَا مِنَ البُستَانِ وَ يَأخُذَ مَالَهُ قَالَ فَفَزِعَ دَاوُدُ ع مِن ذَلِكَ وَ جَمَعَ عُلَمَاءَ أَصحَابِهِ وَ أَخبَرَهُمُ الخَبَرَ وَ أَمضَي القَضِيّةَ عَلَي مَا أَوحَي اللّهُ إِلَيهِ

كا،[الكافي‌] علي بن ابراهيم عن أبيه وعدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن محبوب مثله

14-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ بِإِسنَادِهِ إِلَي ابنِ أُورَمَةَ عَن فَضَالَةَ عَن دَاوُدَ بنِ فَرقَدٍ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ جَعفَرٍ قَالَاختَصَمَ رَجُلَانِ إِلَي دَاوُدَ النّبِيّ فِي بَقَرَةٍ فَجَاءَ هَذَا بِبَيّنَةٍ[ عَلَي أَنّهَا لَهُ] وَ جَاءَ هَذَا بِبَيّنَةٍ عَلَي أَنّهَا لَهُ فَدَخَلَ دَاوُدُ المِحرَابَ فَقَالَ يَا رَبّ قَد أعَياَنيِ‌ أَن أَحكُمَ بَينَ هَذَينِ فَكُن أَنتَ ألّذِي تَحكُمُ فَأَوحَي اللّهُ تَعَالَي اخرُج فَخُذِ البَقَرَةَ مِنَ ألّذِي هيِ‌َ فِي يَدِهِ وَ ادفَعهَا إِلَي آخَرَ وَ اضرِب عُنُقَهُ قَالَ فَضَجّت بَنُو إِسرَائِيلَ وَ قَالُوا جَاءَ هَذَا بِبَيّنَةٍ وَ جَاءَ هَذَا بِبَيّنَةٍ مِثلِ بَيّنَةِ هَذَا وَ كَانَ أَحَقّهُم بِإِعطَائِهَا ألّذِي هيِ‌َ فِي يَدِهِ فَأَخَذَهَا مِنهُ


صفحه : 8

وَ ضَرَبَ عُنُقَهُ وَ أَعطَاهَا لِلآخَرِ فَدَخَلَ دَاوُدُ المِحرَابَ فَقَالَ يَا رَبّ قَد ضَجّت بَنُو إِسرَائِيلَ بِمَا حَكَمتَ فَأَوحَي اللّهُ تَعَالَي إِلَيهِ أَنّ ألّذِي كَانَتِ البَقَرَةُ فِي يَدِهِ لقَيِ‌َ أَبَا الآخَرِ فَقَتَلَهُ وَ أَخَذَ البَقَرَةَ مِنهُ فَإِذَا جَاءَكَ مِثلُ هَذَا فَاحكُم بَينَهُم بِمَا تَرَي وَ لَا تسَألَنيِ‌ أَن أَحكُمَ بَينَهُم حَتّي الحِسَابِ

كا،[الكافي‌] محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة مثله

15-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ عَلَي عَهدِ دَاوُدَ ع سِلسِلَةٌ يَتَحَاكَمُ النّاسُ إِلَيهَا وَ إِنّ رَجُلًا أَودَعَ رَجُلًا جَوهَراً فَجَحَدَهُ إِيّاهُ فَدَعَاهُ إِلَي سِلسِلَةٍ[السّلسِلَةِ]فَذَهَبَ مَعَهُ إِلَيهَا وَ قَد أَدخَلَ الجَوهَرَ فِي قَنَاةٍ فَلَمّا أَرَادَ أَن يَتَنَاوَلَ السّلسِلَةَ قَالَ لَهُ أَمسِك هَذِهِ القَنَاةَ حَتّي آخُذَ السّلسِلَةَ فَأَمسَكَهَا وَ دَنَا الرّجُلُ مِنَ السّلسِلَةِ فَتَنَاوَلَهَا وَ أَخَذَهَا وَ صَارَت فِي يَدِهِ فَأَوحَي اللّهُ تَعَالَي إِلَي دَاوُدَ ع أَنِ احكُم بَينَهُم بِالبَيّنَاتِ وَ أَضِفهُم إِلَي اسميِ‌ يَحلِفُونَ بِهِ وَ رُفِعَتِ السّلسِلَةُ

16-ك ،[إكمال الدين ] أَبِي عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ وَ مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ يُوسُفَ التمّيِميِ‌ّ عَنِ الصّادِقِ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ ع عَنِ النّبِيّص قَالَ عَاشَ دَاوُدُ مِائَةَ سَنَةٍ مِنهَا أَربَعُونَ سَنَةً مُلكُهُ

17-كا،[الكافي‌] أَبُو عَلِيّ الأشَعرَيِ‌ّ عَن عِيسَي بنِ أَيّوبَ عَن عَلِيّ بنِ مَهزِيَارَ عَمّن ذَكَرَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَمّا عُرِضَ عَلَي آدَمَ وُلدُهُ نَظَرَ إِلَي دَاوُدَ فَأَعجَبَهُ فَزَادَهُ خَمسِينَ سَنَةً مِن عُمُرِهِ قَالَ وَ نَزَلَ عَلَيهِ جَبرَئِيلُ وَ مِيكَائِيلُ فَكَتَبَ عَلَيهِ مَلَكُ المَوتِ صَكّاً


صفحه : 9

بِالخَمسِينَ سَنَةً فَلَمّا حَضَرَتهُ الوَفَاةُ نَزَلَ عَلَيهِ مَلَكُ المَوتِ فَقَالَ آدَمُ قَد بقَيِ‌َ مِن عمُرُيِ‌ خَمسُونَ سَنَةً فَقَالَ فَأَينَ الخَمسُونَ التّيِ‌ جَعَلتَهَا لِابنِكَ دَاوُدَ قَالَ فَإِمّا أَن يَكُونَ نَسِيَهَا أَو أَنكَرَهَا فَنَزَلَ عَلَيهِ جَبرَئِيلُ وَ مِيكَائِيلُ وَ شَهِدَا عَلَيهِ فَقَبَضَهُ مَلَكُ المَوتِ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع وَ كَانَ أَوّلَ صَكّ كُتِبَ فِي الدّنيَا

18-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَبِي حَمزَةَ الثمّاَليِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي أَهبَطَ ظُلَلًا مِنَ المَلَائِكَةِ عَلَي آدَمَ وَ هُوَ بِوَادٍ يُقَالُ لَهُ الرّوحَاءُ وَ هُوَ وَادٍ بَينَ الطّائِفِ وَ مَكّةَ ثُمّ صَرَخَ بِذُرّيّتِهِ وَ هُم ذَرّ قَالَ فَخَرَجُوا كَمَا يَخرُجُ النّحلُ مِن كُورِهَا فَاجتَمَعُوا عَلَي شَفِيرِ الواَديِ‌ فَقَالَ اللّهُ لِآدَمَ انظُر مَا ذَا تَرَي فَقَالَ آدَمُ ذَرّاً كَثِيراً عَلَي شَفِيرِ الواَديِ‌ فَقَالَ اللّهُ يَا آدَمُ هَؤُلَاءِ ذُرّيّتُكَ أَخرَجتُهُم مِن ظَهرِكَ لِآخُذَ عَلَيهِمُ المِيثَاقَ لِي بِالرّبُوبِيّةِ وَ لِمُحَمّدٍ بِالنّبُوّةِ كَمَا أَخَذتُهُ عَلَيهِم فِي السّمَاءِ قَالَ آدَمُ يَا رَبّ وَ كَيفَ وَسِعَتهُم ظهَريِ‌ قَالَ اللّهُ يَا آدَمُ بِلُطفِ صنَيِعيِ‌ وَ نَافِذِ قدَرَيِ‌ قَالَ آدَمُ يَا رَبّ فَمَا تُرِيدُ مِنهُم فِي المِيثَاقِ قَالَ اللّهُ أَن لَا يُشرِكُوا بيِ‌ شَيئاً قَالَ آدَمُ فَمَن أَطَاعَكَ مِنهُم يَا رَبّ فَمَا جَزَاؤُهُ قَالَ اللّهُ أُسكِنُهُ جنَتّيِ‌ قَالَ آدَمُ فَمَن عَصَاكَ فَمَا جَزَاؤُهُ قَالَ أُسكِنُهُ


صفحه : 10

ناَريِ‌ قَالَ آدَمُ يَا رَبّ لَقَد عَدَلتَ فِيهِم وَ لَيَعصِيَنّكَ أَكثَرُهُم إِن لَم تَعصِمهُم قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع ثُمّ عَرَضَ اللّهُ عَلَي آدَمَ أَسمَاءَ الأَنبِيَاءِ وَ أَعمَارَهُم قَالَ فَمَرّ آدَمُ بِاسمِ دَاوُدَ النّبِيّ ع فَإِذَا عُمُرُهُ أَربَعُونَ سَنَةً فَقَالَ يَا رَبّ مَا أَقَلّ عُمُرَ دَاوُدَ وَ أَكثَرَ عمُرُيِ‌ يَا رَبّ إِن أَنَا زِدتُ دَاوُدَ مِن عمُرُيِ‌ ثَلَاثِينَ سَنَةً أَ يُنفَذُ ذَلِكَ لَهُ قَالَ نَعَم يَا آدَمُ قَالَ فإَنِيّ‌ قَد زِدتُهُ مِن عمُرُيِ‌ ثَلَاثِينَ سَنَةً فَأَنفِذ ذَلِكَ لَهُ وَ أَثبِتهَا لَهُ عِندَكَ وَ اطرَحهَا مِن عمُرُيِ‌ قَالَ فَأَثبَتَ اللّهُ لِدَاوُدَ مِن عُمُرِهِ ثَلَاثِينَ سَنَةً وَ لَم يَكُن لَهُ عِندَ اللّهِ مُثبَتاً وَ مَحَا مِن عُمُرِ آدَمَ ثَلَاثِينَ سَنَةً وَ كَانَت لَهُ عِندَ اللّهِ مُثبَتاً فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع فَذَلِكَ قَولُ اللّهِيَمحُوا اللّهُ ما يَشاءُ وَ يُثبِتُ وَ عِندَهُ أُمّ الكِتابِ قَالَ فَمَحَا اللّهُ مَا كَانَ عِندَهُ مُثبَتاً لِآدَمَ وَ أَثبَتَ لِدَاوُدَ مَا لَم يَكُن عِندَهُ مُثبَتاً قَالَ فَلَمّا دَنَا عُمُرُ آدَمَ هَبَطَ عَلَيهِ مَلَكُ المَوتِ ع لِيَقبِضَ رُوحَهُ فَقَالَ لَهُ آدَمُ ع يَا مَلَكَ المَوتِ قَد بقَيِ‌َ مِن عمُرُيِ‌ ثَلَاثِينَ سَنَةً فَقَالَ لَهُ مَلَكُ المَوتِ أَ لَم تَجعَلهَا لِابنِكَ دَاوُدَ النّبِيّ ع وَ طَرَحتَهَا مِن عُمُرِكَ حَيثُ عَرَضَ اللّهُ عَلَيكَ أَسمَاءَ الأَنبِيَاءِ مِن ذُرّيّتِكَ وَ عَرَضَ عَلَيكَ أَعمَارَهُم وَ أَنتَ بوِاَديِ‌ الرّوحَاءِ فَقَالَ آدَمُ يَا مَلَكَ المَوتِ مَا أَذكُرُ هَذَا فَقَالَ لَهُ مَلَكُ المَوتِ يَا آدَمُ لَا تَجهَل أَ لَم تَسأَلِ اللّهَ أَن يُثبِتَهَا لِدَاوُدَ وَ يَمحُوَهَا مِن عُمُرِكَ فَأَثبَتَهَا لِدَاوُدَ فِي الزّبُورِ وَ مَحَاهَا مِن عُمُرِكَ مِنَ الذّكرِ قَالَ فَقَالَ آدَمُ أَحضِرِ الكِتَابَ حَتّي أَعلَمَ ذَلِكَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع وَ كَانَ آدَمُ صَادِقاً لَم يَذكُر قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع فَمِن ذَلِكَ اليَومِ أَمَرَ اللّهُ العِبَادَ أَن يَكتُبُوا بَينَهُم إِذَا تَدَايَنُوا وَ تَعَامَلُوا إِلَي أَجَلٍ مُسَمّي لِنِسيَانِ آدَمَ وَ جُحُودِ مَا جَعَلَ عَلَي نَفسِهِ

أقول قدمضت الأخبار في ذلك في أبواب قصص آدم ع و في بعضها أنه زاد في عمر داود ع ستين سنة تمام المائة و هوأوفق بسائر الأخبار و الله يعلم

19-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن فَضَالَةَ بنِ أَيّوبَ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَمّن أَخبَرَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ فِي كِتَابِ عَلِيّ ع أَنّ نَبِيّاً مِنَ الأَنبِيَاءِ شَكَا إِلَي رَبّهِ القَضَاءَ فَقَالَ كَيفَ أقَضيِ‌ بِمَا لَم تَرَ عيَنيِ‌ وَ لَم تَسمَع أذُنُيِ‌ فَقَالَ اقضِ بَينَهُم بِالبَيّنَاتِ وَ أَضِفهُم إِلَي اسميِ‌ يَحلِفُونَ بِهِ وَ قَالَ إِنّ دَاوُدَ ع قَالَ يَا رَبّ أرَنِيِ‌


صفحه : 11

الحَقّ كَمَا هُوَ عِندَكَ حَتّي أقَضيِ‌َ بِهِ فَقَالَ إِنّكَ لَا تُطِيقُ ذَلِكَ فَأَلَحّ عَلَي رَبّهِ حَتّي فَعَلَ فَجَاءَهُ رَجُلٌ يسَتعَديِ‌ عَلَي رَجُلٍ فَقَالَ إِنّ هَذَا أَخَذَ ماَليِ‌ فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَي دَاوُدَ أَنّ هَذَا المسُتعَديِ‌َ قَتَلَ أَبَا هَذَا وَ أَخَذَ مَالَهُ فَأَمَرَ دَاوُدُ باِلمسُتعَديِ‌ فَقُتِلَ فَأَخَذَ مَالَهُ فَدَفَعَهُ إِلَي المُستَعدَي عَلَيهِ قَالَ فَعَجِبَ النّاسُ وَ تَحَدّثُوا حَتّي بَلَغَ دَاوُدَ ع وَ دَخَلَ عَلَيهِ مِن ذَلِكَ مَا كَرِهَ فَدَعَا رَبّهُ أَن يَرفَعَ ذَلِكَ فَفَعَلَ ثُمّ أَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَيهِ أَنِ احكُم بَينَهُم بِالبَيّنَاتِ وَ أَضِفهُم إِلَي اسميِ‌ يَحلِفُونَ بِهِ

20-يه ،[ من لايحضره الفقيه ] قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع دَخَلَ عَلِيّ ع المَسجِدَ فَاستَقبَلَهُ شَابّ وَ هُوَ يبَكيِ‌ وَ حَولَهُ قَومٌ يُسكِتُونَهُ فَقَالَ عَلِيّ ع مَا أَبكَاكَ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إِنّ شُرَيحاً قَضَي عَلَيّ بِقَضِيّةٍ مَا أدَريِ‌ مَا هيِ‌َ إِنّ هَؤُلَاءِ النّفَرَ خَرَجُوا بأِبَيِ‌ مَعَهُم فِي سَفَرِهِم فَرَجَعُوا وَ لَم يَرجِع أَبِي فَسَأَلتُهُم عَنهُ فَقَالُوا مَاتَ فَسَأَلتُهُم عَن مَالِهِ فَقَالُوا مَا تَرَكَ مَالًا فَقَدّمتُهُم إِلَي شُرَيحٍ فَاستَحلَفَهُم وَ قَد عَلِمتُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَنّ أَبِي خَرَجَ وَ مَعَهُ مَالٌ كَثِيرٌ فَقَالَ لَهُم أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع ارجِعُوا فَرَدّهُم جَمِيعاً وَ الفَتَي مَعَهُم إِلَي شُرَيحٍ فَقَالَ لَهُ يَا شُرَيحُ كَيفَ قَضَيتَ بَينَ هَؤُلَاءِ قَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ادّعَي هَذَا الفَتَي عَلَي هَؤُلَاءِ النّفَرِ أَنّهُم خَرَجُوا فِي سَفَرٍ وَ أَبُوهُ مَعَهُم فَرَجَعُوا وَ لَم يَرجِع أَبُوهُ فَسَأَلتُهُم عَنهُ فَقَالُوا مَاتَ وَ سَأَلتُهُم عَن مَالِهِ فَقَالُوا مَا خَلّفَ شَيئاً فَقُلتُ لِلفَتَي هَل لَكَ بَيّنَةٌ عَلَي مَا تدَعّيِ‌ قَالَ لَا فَاستَحلَفتُهُم فَقَالَ ع لِشُرَيحٍ يَا شُرَيحُ هَيهَاتَ هَكَذَا تَحكُمُ فِي مِثلِ هَذَا فَقَالَ كَيفَ هَذَا يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَقَالَ عَلِيّ ع يَا شُرَيحُ وَ اللّهِ لَأَحكُمَنّ فِيهِ بِحُكمٍ مَا حَكَمَ بِهِ خَلقٌ قبَليِ‌ إِلّا دَاوُدُ النّبِيّ ع يَا قَنبَرُ ادعُ لِي شُرطَةَ الخَمِيسِ فَدَعَاهُم فَوَكّلَ بِهِم


صفحه : 12

بِكُلّ وَاحِدٍ مِنهُم رَجُلًا مِنَ الشّرطَةِ ثُمّ نَظَرَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِلَي وُجُوهِهِم فَقَالَ مَا ذَا تَقُولُونَ أَ تَقُولُونَ إنِيّ‌ لَا أَعلَمُ مَا صَنَعتُم بِأَبِ هَذَا الفَتَي إنِيّ‌ إِذاً لَجَاهِلٌ ثُمّ قَالَ فَرّقُوهُم وَ غَطّوا رُءُوسَهُم فَفُرّقَ بَينَهُم وَ أُقِيمَ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُم إِلَي أُسطُوَانَةٍ مِن أَسَاطِينِ المَسجِدِ وَ رُءُوسُهُم مُغَطّاةٌ بِثِيَابِهِم ثُمّ دَعَا بِعُبَيدِ اللّهِ بنِ أَبِي رَافِعٍ كَاتِبِهِ فَقَالَ هَاتِ صَحِيفَةً وَ دَوَاتاً وَ جَلَسَ عَلِيّ ع فِي مَجلِسِ القَضَاءِ وَ اجتَمَعَ النّاسُ إِلَيهِ فَقَالَ إِذَا أَنَا كَبّرتُ فَكَبّرُوا ثُمّ قَالَ لِلنّاسِ أَفرِجُوا ثُمّ دَعَا بِوَاحِدٍ مِنهُم فَأَجلَسَهُ بَينَ يَدَيهِ فَكَشَفَ عَن وَجهِهِ ثُمّ قَالَ لِعُبَيدِ اللّهِ اكتُب إِقرَارَهُ وَ مَا يَقُولُ ثُمّ أَقبَلَ عَلَيهِ بِالسّؤَالِ ثُمّ قَالَ لَهُ فِي أَيّ يَومٍ خَرَجتُم مِن مَنَازِلِكُم وَ أَبُو هَذَا الفَتَي مَعَكُم فَقَالَ الرّجُلُ فِي يَومِ كَذَا وَ كَذَا فَقَالَ وَ فِي أَيّ شَهرٍ قَالَ فِي شَهرِ كَذَا وَ كَذَا قَالَ وَ إِلَي أَينَ بَلَغتُم مِن سَفَرِكُم حِينَ مَاتَ أَبُو هَذَا الفَتَي قَالَ إِلَي مَوضِعِ كَذَا وَ كَذَا قَالَ وَ فِي أَيّ مَنزِلٍ مَاتَ قَالَ فِي مَنزِلِ فُلَانِ بنِ فُلَانٍ قَالَ وَ مَا كَانَ مِن مَرَضِهِ قَالَ كَذَا وَ كَذَا قَالَ كَم يَوماً مَرِضَ قَالَ كَذَا وَ كَذَا يَوماً قَالَ فَمَن كَانَ يُمَرّضُهُ وَ فِي أَيّ يَومٍ مَاتَ وَ مَن غَسّلَهُ وَ أَينَ غَسّلَهُ وَ مَن كَفّنَهُ وَ بِمَا كَفّنتُمُوهُ وَ مَن صَلّي عَلَيهِ وَ مَن نَزَلَ قَبرَهُ فَلَمّا سَأَلَهُ عَن جَمِيعِ مَا يُرِيدُ كَبّرَ عَلِيّ ع وَ كَبّرَ النّاسُ مَعَهُ فَارتَابَ أُولَئِكَ البَاقُونَ وَ لَم يَشُكّوا أَنّ صَاحِبَهُم قَد أَقَرّ عَلَيهِم وَ عَلَي نَفسِهِ فَأَمَرَ أَن يُغَطّي رَأسُهُ وَ أَن يَنطَلِقُوا بِهِ إِلَي الحَبسِ ثُمّ دَعَا بِآخَرَ فَأَجلَسَهُ بَينَ يَدَيهِ وَ كَشَفَ عَن وَجهِهِ ثُمّ قَالَ كَلّا زَعَمتَ أنَيّ‌ لَا أَعلَمُ مَا صَنَعتُم فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ مَا أَنَا إِلّا وَاحِدٌ مِنَ القَومِ وَ لَقَد كُنتُ كَارِهاً لِقَتلِهِ فَأَقَرّ ثُمّ دَعَا بِوَاحِدٍ بَعدَ وَاحِدٍ وَ كُلّهُم يُقِرّ بِالقَتلِ وَ أَخذِ المَالِ ثُمّ رَدّ ألّذِي كَانَ أَمَرَ بِهِ إِلَي السّجنِ فَأَقَرّ أَيضاً فَأَلزَمَهُمُ المَالَ وَ الدّمَ وَ قَالَ شُرَيحٌ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ كَيفَ كَانَ حُكمُ دَاوُدَ ع فَقَالَ إِنّ دَاوُدَ النّبِيّ ع مَرّ بِغِلمَةٍ يَلعَبُونَ وَ يُنَادُونَ بَعضَهُم مَاتَ الدّينُ فَدَعَا مِنهُم غُلَاماً فَقَالَ لَهُ يَا غُلَامُ مَا اسمُكَ فَقَالَ اسميِ‌ مَاتَ الدّينُ فَقَالَ لَهُ دَاوُدُ مَن سَمّاكَ بِهَذَا الِاسمِ قَالَ أمُيّ‌


صفحه : 13

فَانطَلَقَ إِلَي أُمّهِ فَقَالَ يَا امرَأَةُ مَا اسمُ ابنِكِ هَذَا قَالَت مَاتَ الدّينُ فَقَالَ لَهَا وَ مَن سَمّاهُ بِهَذَا الِاسمِ قَالَت أَبُوهُ قَالَ وَ كَيفَ كَانَ ذَلِكَ قَالَت إِنّ أَبَاهُ خَرَجَ فِي سَفَرٍ لَهُ وَ مَعَهُ قَومٌ وَ هَذَا الصبّيِ‌ّ حَملٌ فِي بطَنيِ‌ فَانصَرَفَ القَومُ وَ لَم يَنصَرِف زوَجيِ‌ فَسَأَلتُهُم عَنهُ فَقَالُوا مَاتَ قُلتُ أَينَ مَا تَرَكَ قَالُوا لَم يُخَلّف مَالًا فَقُلتُ أَ وَصّاكُم بِوَصِيّةٍ فَقَالُوا نَعَم زَعَمَ أَنّكِ حُبلَي فَمَا وَلَدتِ مِن وَلَدٍ ذَكَرٍ أَو أُنثَي فَسَمّيهِ مَاتَ الدّينُ فَسَمّيتُهُ فَقَالَ أَ تَعرِفِينَ القَومَ الّذِينَ كَانُوا خَرَجُوا مَعَ زَوجِكِ قَالَت نَعَم قَالَ فَأَحيَاءٌ هُم أَم أَموَاتٌ قَالَت بَل أَحيَاءٌ قَالَ فاَنطلَقِيِ‌ بِنَا إِلَيهِم ثُمّ مَضَي مَعَهَا فَاستَخرَجَهُم مِن مَنَازِلِهِم فَحَكَمَ بَينَهُم بِهَذَا الحُكمِ فَثَبّتَ عَلَيهِمُ المَالَ وَ الدّمَ ثُمّ قَالَ لِلمَرأَةِ سمَيّ‌ ابنَكِ عَاشَ الدّينُ

يب ،[تهذيب الأحكام ] علي بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي جعفر ع مثله

21-يه ،[ من لايحضره الفقيه ]التفّليِسيِ‌ّ عَنِ السمّنَديِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَوحَي اللّهُ تَعَالَي إِلَي دَاوُدَ ع أَنّكَ نِعمَ العَبدُ لَو لَا أَنّكَ تَأكُلُ مِن بَيتِ المَالِ وَ لَا تَعمَلُ بِيَدِكَ شَيئاً قَالَ فَبَكَي دَاوُدُ ع فَأَوحَي اللّهُ تَعَالَي إِلَي الحَدِيدِ أَن لِن لعِبَديِ‌ دَاوُدَ فَأَلَانَ اللّهُ تَعَالَي لَهُ الحَدِيدَ فَكَانَ يَعمَلُ كُلّ يَومٍ دِرعاً فَيَبِيعُهَا بِأَلفِ دِرهَمٍ فَعَمِلَ ع ثَلَاثَ مِائَةٍ وَ سِتّينَ دِرعاً فَبَاعَهَا بِثَلَاثِ مِائَةٍ وَ سِتّينَ أَلفاً وَ استَغنَي عَن بَيتِ المَالِ

22-كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ وَ عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ جَمِيعاً عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمّدٍ عَن سُلَيمَانَ بنِ دَاوُدَ عَن حَفصِ بنِ غِيَاثٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن تَعَذّرَت عَلَيهِ الحَوَائِجُ فَليَلتَمِس طَلَبَهَا يَومَ الثّلَاثَاءِ فَإِنّهُ اليَومُ ألّذِي أَلَانَ اللّهُ فِيهِ الحَدِيدَ لِدَاوُدَ ع


صفحه : 14

23-شا،[الإرشاد]رَوَي عَبدُ اللّهِ بنُ عَجلَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِذَا قَامَ قَائِمُ آلِ مُحَمّدٍ عَلَيهِ وَ عَلَيهِمُ السّلَامُ حَكَمَ بَينَ النّاسِ بِحُكمِ دَاوُدَ لَا يَحتَاجُ إِلَي بَيّنَةٍ يُلهِمُهُ اللّهُ تَعَالَي فَيَحكُمُ بِعِلمِهِ

أقول قال صاحب الكامل كان داود بن إيشا من أولاد يهودا و كان قصيرا أزرق قليل الشعر فلما قتل طالوت أتي بنو إسرائيل داود وأعطوه خزائن طالوت وملكوه عليهم وقيل إن داود ملك قبل أن يقتل جالوت فلما ملك جعله الله نبيا ملكا وأنزل عليه الزبور وعلمه صنعة الدروع وألان له الحديد وأمر الجبال والطير أن يسبحن معه إذاسبح و لم يعط الله أحدا مثل صوته كان إذاقرأ الزبور تدنو الوحش حتي يؤخذ بأعناقها و كان شديد الاجتهاد كثير العبادة والبكاء و كان يقوم الليل ويصوم نصف الدهر و كان يحرسه كل يوم وليلة أربعة آلاف و كان يأكل من كسب يده أربعة آلاف قيل أصاب الناس في زمان داود ع طاعون جازف فخرج بهم إلي موضع بيت المقدس و كان يري الملائكة تعرج منه إلي السماء فلهذا قصده ليدعو فيه فلما وقف موضع الصخرة دعا الله تعالي في كشف الطاعون عنهم فاستجاب الله ورفع الطاعون فاتخذوا ذلك الموضع مسجدا و كان الشروع في بنائه لإحدي عشرة سنة مضت من ملكه وتوفي‌ قبل أن يستتم بناؤه وأوصي إلي سليمان بإتمامه . ثم إن داود ع توفي‌ وكانت له جارية تغلق الأبواب كل ليلة وتأتيه بالمفاتيح ويقوم إلي عبادته فأغلقتها ليلة فرأت في الدار رجلا فقالت من أدخلك الدار قال أنا ألذي أدخل علي الملوك بغير إذن فسمع داود ع قوله فقال أنت ملك الموت فهلا أرسلت إلي‌ فأستعد للموت قال قدأرسلنا إليك كثيرا قال من كان رسولك قال أين أبوك وأخوك وجارك ومعارفك قال ماتوا قال فهم كانوا رسلي‌ إليك بأنك تموت


صفحه : 15

كماماتوا ثم قبضه فلما مات ورث سليمان ملكه وعلمه ونبوته و كان له تسعة عشر ولدا فورثه سليمان دونهم و كان عمر داود ع لماتوفي‌ مائة صح ذلك عن النبي ص وكانت مدة ملكه أربعين سنة 24- كتاب البيان ،لابن شهرآشوب يقال إن داود ع جزأ ساعات الليل والنهار علي أهله فلم يكن ساعة إلا وإنسان من أولاده في الصلاة فقال تعالي اعمَلُوا آلَ داوُدَ شُكراً

25-نهج ،[نهج البلاغة] وَ إِن شِئتَ ثَلّثتُ بِدَاوُدَ ع صَاحِبِ المَزَامِيرِ وَ قاَر‌ِئِ أَهلِ الجَنّةِ فَلَقَد كَانَ يَعمَلُ سَفَائِفَ الخُوصِ بِيَدِهِ وَ يَقُولُ لِجُلَسَائِهِ أَيّكُم يكَفيِنيِ‌ بَيعَهَا وَ يَأكُلُ قُرصَ الشّعِيرِ مِن ثَمَنِهَا

بيان قال الفيروزآبادي‌ مزامير داود ع ما كان يتغني به من الزبور و قال ابن أبي الحديد إن داود ع أعطي‌ من طيب النغم ولذة ترجيع القراءة ماكانت الطيور لأجله تقع عليه و هو في محرابه والوحش تسمعه فتدخل بين الناس و لاتنفر منهم لما قداستغرقها من طيب صوته وسفائف الخوص جمع سفيفة وهي‌ النسيجة منه والخوص ورق النخل أقول لعل هذا كان قبل أن ألان الله له الحديد

26-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن أَبِي أَيّوبَ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص أَوّلَ مَا بُعِثَ كَانَ يَصُومُ حَتّي يُقَالُ مَا يُفطِرُ وَ يُفطِرُ حَتّي يُقَالُ مَا يَصُومُ ثُمّ تَرَكَ ذَلِكَ وَ صَامَ يَوماً وَ أَفطَرَ يَوماً وَ هُوَ صَومُ دَاوُدَ ع الخَبَرَ


صفحه : 16

الحسين بن محمد عن المعلي عن الوشاء عن حماد بن عثمان عنه ع مثله

27-كا،[الكافي‌] أَبُو عَلِيّ الأشَعرَيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الكوُفيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ مَهزِيَارَ عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَمّن رَوَاهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ دَاوُدَ ع لَمّا وَقَفَ المَوقِفَ بِعَرَفَةَ نَظَرَ إِلَي النّاسِ وَ كَثرَتِهِم فَصَعِدَ الجَبَلَ فَأَقبَلَ يَدعُو فَلَمّا قَضَي نُسُكَهُ أَتَاهُ جَبرَئِيلُ فَقَالَ لَهُ يَا دَاوُدُ يَقُولُ لَكَ رَبّكَ لِمَ صَعِدتَ الجَبَلَ ظَنَنتَ أَنّهُ يَخفَي عَلَيّ صَوتُ مَن صَوّتَ ثُمّ مَضَي بِهِ إِلَي البَحرِ إِلَي جُدّةَ فَرَسَبَ بِهِ فِي المَاءِ مَسِيرَةَ أَربَعِينَ صَبَاحاً فِي البَرّ فَإِذَا صَخرَةٌ فَفَلَقَهَا فَإِذَا فِيهَا دُودَةٌ فَقَالَ يَا دَاوُدُ يَقُولُ لَكَ رَبّكَ أَنَا أَسمَعُ صَوتَ هَذِهِ فِي بَطنِ هَذِهِ الصّخرَةِ فِي قَعرِ هَذَا البَحرِ فَظَنَنتَ أَنّهُ يَخفَي عَلَيّ صَوتُ مَن صَوّتَ

بيان لعله إنما ظن هذاغيره فنسب إليه ليعلم غيره ذلك أو أنه ظن أن من أدب الدعاء أن لاتكون الأصوات مختلطة فنبه بذلك علي خلافه أو أن فعله لما كان مظنة ذلك عوتب بذلك و إن لم يكن غرضه ذلك و الله يعلم

28-ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر]النّضرُ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن مُوسَي بنِ بَكرٍ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ دَاوُدُ النّبِيّ ع لَأَعبُدَنّ اللّهَ اليَومَ عِبَادَةً وَ لَأَقرَأَنّ قِرَاءَةً لَم أَفعَل مِثلَهَا قَطّ فَدَخَلَ مِحرَابَهُ فَفَعَلَ فَلَمّا فَرَغَ مِن صَلَاتِهِ إِذَا هُوَ بِضِفدَعٍ فِي المِحرَابِ فَقَالَ لَهُ يَا دَاوُدُ أَعجَبَكَ اليَومَ مَا فَعَلتَ مِن عِبَادَتِكَ وَ قِرَاءَتِكَ فَقَالَ نَعَم فَقَالَ لَا يُعجِبَنّكَ فإَنِيّ‌ أُسَبّحُ اللّهَ فِي كُلّ لَيلَةٍ أَلفَ تَسبِيحَةٍ يَتَشَعّبُ لِي مَعَ كُلّ تَسبِيحَةٍ ثَلَاثَةَ آلَافِ تَحمِيدَةٍ وَ إنِيّ‌ لَأَكُونُ فِي قَعرِ المَاءِ فَيُصَوّتُ الطّيرُ فِي الهَوَاءِ فَأَحسَبُهُ جَائِعاً فَأَطفُو لَهُ عَلَي المَاءِ ليِأَكلُنَيِ‌ وَ مَا لِي ذَنبٌ


صفحه : 17

29-ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] الحَسَنُ بنُ مُحَمّدٍ عَن أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ إِنّ دَاوُدَ النّبِيّ ع كَانَ ذَاتَ يَومٍ فِي مِحرَابِهِ إِذ مَرّت بِهِ دُودَةٌ حَمرَاءُ صَغِيرَةٌ تَدُبّ حَتّي انتَهَت إِلَي مَوضِعِ سُجُودِهِ فَنَظَرَ إِلَيهَا دَاوُدُ وَ حَدّثَ فِي نَفسِهِ لِمَ خُلِقَت هَذِهِ الدّودَةُ فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهَا تكَلَمّيِ‌ فَقَالَت لَهُ يَا دَاوُدُ هَل سَمِعتَ حسِيّ‌ أَوِ استَبَنتَ عَلَي الصّفَا أثَرَيِ‌ فَقَالَ لَهَا دَاوُدُ لَا قَالَت فَإِنّ اللّهَ يَسمَعُ دبَيِبيِ‌ وَ نفَسَيِ‌ وَ حسِيّ‌ وَ يَرَي أَثَرَ مشَييِ‌ فَاخفِض مِن صَوتِكَ

عَرَائِسُ الثعّلبَيِ‌ّ، قَالَ وَهبٌ إِنّ دَاوُدَ ع لَمّا تَابَ اللّهُ عَلَيهِ بَكَي عَلَي خَطِيئَتِهِ ثَلَاثِينَ سَنَةً لَا يَرقَأُ لَهُ دَمعَةٌ لَيلًا وَ لَا نَهَاراً فَقَسّمَ الدّهرَ عَلَي أَربَعَةِ أَيّامٍ يَومٌ لِلقَضَاءِ بَينَ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ وَ يَومٌ لِنِسَائِهِ وَ يَومٌ يُسَبّحُ فِيهِ فِي الفيَاَفيِ‌ وَ الجِبَالِ وَ السّاحِلِ وَ يَومٌ يَخلُو فِي دَارٍ لَهُ فِيهَا أَربَعَةُ آلَافِ مِحرَابٍ فَيَجتَمِعُ إِلَيهِ الرّهبَانُ فَيَنُوحُ مَعَهُم عَلَي نَفسِهِ وَ يُسَاعِدُونَهُ عَلَي ذَلِكَ فَإِذَا كَانَ يَومُ سِيَاحَتِهِ يَخرُجُ إِلَي الفيَاَفيِ‌ فَيَرفَعُ صَوتَهُ بِالمَزَامِيرِ فيَبَكيِ‌ وَ يبَكيِ‌ مَعَهُ الشّجَرُ وَ المَدَرُ وَ الرّمَالُ وَ الطّيرُ وَ الوُحُوشُ وَ الحِيتَانُ وَ دَوَابّ البَحرِ وَ طَيرُ المَاءِ وَ السّبَاعُ وَ يبَكيِ‌ مَعَهُ الجِبَالُ وَ الحِجَارَةُ وَ الدّوَابّ وَ الطّيرُ حَتّي يَسِيلَ مِن دُمُوعِهِم مِثلَ الأَنهَارِ ثُمّ يجَيِ‌ءُ إِلَي البِحَارِ فَيَرفَعُ صَوتَهُ بِالمَزَامِيرِ وَ يبَكيِ‌ فتَبَكيِ‌ مَعَهُ الحِيتَانُ وَ دَوَابّ البَحرِ فَإِذَا أَمسَي رَجَعَ وَ إِذَا كَانَ يَومُ نَوحِهِ عَلَي نَفسِهِ نَادَي مُنَادِيهِ أَنّ اليَومَ يَومُ نَوحِ دَاوُدَ عَلَي نَفسِهِ فَليَحضُر مَن يُسَاعِدُهُ قَالَ فَيَدخُلُ الدّارَ التّيِ‌ فِيهَا المَحَارِيبُ فَيُبسَطُ لَهُ ثَلَاثَةُ فُرُشٍ مِن مُسُوحٍ حَشوُهَا اللّيفُ فَيَجلِسُ عَلَيهَا وَ يجَيِ‌ءُ الرّهبَانُ أَربَعَةَ آلَافِ رَاهِبٍ عَلَيهِمُ البَرَانِسُ وَ فِي أَيدِيهِمُ العصِيِ‌ّ فَيَجلِسُونَ فِي تِلكَ المَحَارِيبِ ثُمّ يَرفَعُ دَاوُدُ صَوتَهُ بِالبُكَاءِ وَ النّوحِ عَلَي نَفسِهِ وَ يَرفَعُ الرّهبَانُ مَعَهُ أَصوَاتَهُم فَلَا يَزَالُ يبَكيِ‌ حَتّي يَغرِقَ الفِرَاشُ مِن


صفحه : 18

دُمُوعِهِ وَ يَقَعَ دَاوُدُ فِيهَا مِثلَ الفَرخِ يَضطَرِبُ فيَجَيِ‌ءُ ابنُهُ سُلَيمَانُ ع فَيَحمِلُهُ وَ يَأخُذُ دَاوُدُ مِن تِلكَ الدّمُوعِ بِكَفّيهِ ثُمّ يَمسَحُ بِهَا وَجهَهُ وَ يَقُولُ يَا رَبّ اغفِر مَا تَرَي فَلَو عُدِلَ بُكَاءُ دَاوُدَ وَ دُمُوعُهُ بِبُكَاءِ أَهلِ الدّنيَا وَ دُمُوعِهِم لَعَدَلَهَا وَ قَالَ وَهبٌ لَمّا تَابَ اللّهُ عَلَي دَاوُدَ ع كَانَ يَبدَأُ بِالدّعَاءِ وَ يَستَغفِرُ لِلخَاطِئِينَ قَبلَ نَفسِهِ فَيَقُولُ أللّهُمّ اغفِر لِلخَاطِئِينَ فَعَسَاكَ تَغفِرُ لِدَاوُدَ مَعَهُم وَ روُيِ‌َ أَنّهُ ع كَانَ بَعدَ الخَطِيئَةِ لَا يُجَالِسُ إِلّا الخَاطِئِينَ ثُمّ يَقُولُ تَعَالَوا إِلَي دَاوُدَ الخَاطِئِ وَ لَا يَشرَبُ شَرَاباً إِلّا وَ هُوَ مَمزُوجٌ بِدُمُوعِ عَينَيهِ وَ كَانَ يَذُرّ عَلَيهِ المِلحَ وَ الرّمَادَ فَيَقُولُ وَ هُوَ يَأكُلُ هَذَا أَكلُ الخَاطِئِينَ وَ كَانَ قَبلَ الخَطِيئَةِ يَقُومُ نِصفَ اللّيلِ وَ يَصُومُ نِصفَ الدّهرِ وَ بَعدَهَا صَامَ الدّهرَ كُلّهُ وَ قَامَ اللّيلَ كُلّهُ


صفحه : 19

باب 2-قصة داود عليه السلام وأوريا و ماصدر عنه من ترك الأولي و ماجري بينه و بين حزقيل عليهما السلام

الآيات ص 17-وَ اذكُر عَبدَنا داوُدَ ذَا الأَيدِ إِنّهُ أَوّابٌ إِنّا سَخّرنَا الجِبالَ مَعَهُ يُسَبّحنَ باِلعشَيِ‌ّ وَ الإِشراقِ وَ الطّيرَ مَحشُورَةً كُلّ لَهُ أَوّابٌ وَ شَدَدنا مُلكَهُ وَ آتَيناهُ الحِكمَةَ وَ فَصلَ الخِطابِ وَ هَل أَتاكَ نَبَأُ الخَصمِ إِذ تَسَوّرُوا المِحرابَ إِذ دَخَلُوا عَلي داوُدَ فَفَزِعَ مِنهُم قالُوا لا تَخَف خَصمانِ بَغي بَعضُنا عَلي بَعضٍ فَاحكُم بَينَنا بِالحَقّ وَ لا تُشطِط وَ اهدِنا إِلي سَواءِ الصّراطِ إِنّ هذا أخَيِ‌ لَهُ تِسعٌ وَ تِسعُونَ نَعجَةً وَ لِيَ نَعجَةٌ واحِدَةٌ فَقالَ أَكفِلنِيها وَ عزَنّيِ‌ فِي الخِطابِ قالَ لَقَد ظَلَمَكَ بِسُؤالِ نَعجَتِكَ إِلي نِعاجِهِ وَ إِنّ كَثِيراً مِنَ الخُلَطاءِ ليَبَغيِ‌ بَعضُهُم عَلي بَعضٍ إِلّا الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ وَ قَلِيلٌ ما هُم وَ ظَنّ داوُدُ أَنّما فَتَنّاهُ فَاستَغفَرَ رَبّهُ وَ خَرّ راكِعاً وَ أَنابَ فَغَفَرنا لَهُ ذلِكَ وَ إِنّ لَهُ عِندَنا لَزُلفي وَ حُسنَ مَآبٍ يا داوُدُ إِنّا جَعَلناكَ خَلِيفَةً فِي الأَرضِ فَاحكُم بَينَ النّاسِ بِالحَقّ وَ لا تَتّبِعِ الهَوي فَيُضِلّكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِنّ الّذِينَ يَضِلّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ لَهُم عَذابٌ شَدِيدٌ بِما نَسُوا يَومَ الحِسابِ.تفسيرالأَيدِالقوةأَوّابٌ أي رجاع إلي الله تعالي ومرضاته وَ الإِشراقِ هوحين تشرق الشمس أي تضي‌ء وتصفو شعاعها و هووقت الضحي أووقت شروق الشمس وطلوعها والحاصل وقت الرواح والصباح مَحشُورَةً أي مجموعة إليه تسبح الله معه كُلّ لَهُ من الجبال والطير لأجل تسبيحه رجاع إلي التسبيح وَ شَدَدنا مُلكَهُ أي قويناه بالهيبة والنصرة وكثرة الجنودوَ آتَيناهُ الحِكمَةَ أي النبوة أوكمال العلم وإتقان العمل وَ فَصلَ الخِطابِقيل يعني‌ الشهود والأيمان وقيل هوعلم القضاء والفهم إِذ تَسَوّرُوا المِحرابَ أي تصعدوا سور الغرفة تفعل من السورفَفَزِعَ مِنهُملأنهم


صفحه : 20

نزلوا عليه من فوق في يوم الاحتجاب والحرس علي الباب وَ لا تُشطِط أي و لَا تَجُر علينا في حكمك إِلي سَواءِ الصّراطِ أي وسطه و هوالعدل والنعجة الأنثي من الضأن أَكفِلنِيها أي ملكنيها وحقيقته اجعلني‌ أكفلها كماأكفل ماتحت يدي‌ وقيل اجعلها كفلي‌ أي نصيبي‌وَ عزَنّيِ‌ فِي الخِطابِ أي غلبني‌ في مخاطبته إياي‌ محاجة بأن جاء بحجاج و لم أقدر رده أو في مغالبته إياي‌ في الخطبةوَ قَلِيلٌ ما هُم أي وهم قليل و مامزيدة للإبهام والتعجب من قلتهم أَنّما فَتَنّاهُ أي امتحناه وخَرّ راكِعاً قال الأكثر أي ساجدا وقيل خر للسجود راكعا أي مصليا

1-فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامٍ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ إِنّ دَاوُدَ ع لَمّا جَعَلَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ خَلِيفَةً فِي الأَرضِ وَ أَنزَلَ عَلَيهِ الزّبُورَ أَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَي الجِبَالِ وَ الطّيرِ أَن يُسَبّحنَ مَعَهُ وَ كَانَ سَبَبُهُ أَنّهُ إِذَا صَلّي يَقُومُ وَزِيرُهُ بَعدَ مَا يَفرُغُ مِنَ الصّلَاةِ فَيَحمَدُ اللّهَ وَ يُسَبّحُهُ وَ يُكَبّرُهُ وَ يُهَلّلُهُ ثُمّ يَمدَحُ الأَنبِيَاءَ ع نَبِيّاً نَبِيّاً وَ يَذكُرُ مِن فَضلِهِم وَ أَفعَالِهِم وَ شُكرِهِم وَ عِبَادَتِهِم لِلّهِ سُبحَانَهُ وَ الصّبرِ عَلَي بَلَائِهِ وَ لَا يَذكُرُ دَاوُدَ ع فَنَادَي دَاوُدُ رَبّهُ فَقَالَ يَا رَبّ قَد أَثنَيتَ عَلَي الأَنبِيَاءِ بِمَا قَد أَثنَيتَ عَلَيهِم وَ لَم تُثنِ عَلَيّ فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَيهِ هَؤُلَاءِ عِبَادٌ ابتَلَيتُهُم فَصَبَرُوا وَ أَنَا أثُنيِ‌ عَلَيهِم بِذَلِكَ فَقَالَ يَا رَبّ فاَبتلَنِيِ‌ حَتّي أَصبِرَ فَقَالَ يَا دَاوُدُ تَختَارُ البَلَاءَ عَلَي العَافِيَةِ إنِيّ‌ أَبلَيتُ هَؤُلَاءِ وَ لَم أُعلِمهُم وَ أَنَا أُبلِيكَ وَ أُعلِمُكَ أَنّهُ يَأتِيكَ بلَاَئيِ‌ فِي سَنَةِ كَذَا وَ شَهرِ كَذَا فِي يَومِ كَذَا وَ كَانَ دَاوُدُ يُفَرّغُ نَفسَهُ لِعِبَادَتِهِ يَوماً وَ يَقعُدُ فِي مِحرَابِهِ وَ يَومٌ[يَوماً]يَقعُدُ لبِنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَيَحكُمُ بَينَهُم فَلَمّا كَانَ فِي اليَومِ ألّذِي وَعَدَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ اشتَدّت عِبَادَتُهُ وَ خَلَا فِي مِحرَابِهِ وَ حَجَبَ النّاسَ عَن نَفسِهِ وَ هُوَ فِي مِحرَابِهِ يصُلَيّ‌ فَإِذَا بِطَائِرٍ قَد وَقَعَ بَينَ يَدَيهِ جَنَاحَاهُ مِن زَبَرجَدٍ أَخضَرَ وَ رِجلَاهُ مِن يَاقُوتٍ أَحمَرَ وَ رَأسُهُ وَ مِنقَارُهُ مِنَ اللّؤلُؤِ وَ الزّبَرجَدِ فَأَعجَبَهُ جِدّاً وَ نسَيِ‌َ مَا كَانَ فِيهِ فَقَامَ لِيَأخُذَهُ فَطَارَ الطّائِرُ فَوَقَعَ عَلَي حَائِطٍ بَينَ دَاوُدَ وَ بَينَ أُورِيَا[أُورِيَاءَ] بنِ حَنَانٍ وَ كَانَ دَاوُدُ قَد بَعَثَ أُورِيَا[أُورِيَاءَ] فِي بَعثٍ فَصَعِدَ دَاوُدُ الحَائِطَ لِيَأخُذَ


صفحه : 21

الطّيرَ وَ إِذَا امرَأَةُ أُورِيَا[أُورِيَاءَ]جَالِسَةٌ تَغتَسِلُ فَلَمّا رَأَت ظِلّ دَاوُدَ نَشَرَت شَعرَهَا وَ غَطّت بِهِ بَدَنَهَا فَنَظَرَ إِلَيهَا دَاوُدُ وَ افتَتَنَ بِهَا وَ رَجَعَ إِلَي مِحرَابِهِ وَ نسَيِ‌َ مَا كَانَ فِيهِ وَ كَتَبَ إِلَي صَاحِبِهِ فِي ذَلِكَ البَعثِ أَن يَسِيرُوا[يَصِيرُوا] إِلَي مَوضِعِ كَيتَ وَ كَيتَ وَ يُوضَعَ التّابُوتُ بَينَهُم وَ بَينَ عَدُوّهِم وَ كَانَ التّابُوتُ فِي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ كَمَا قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّفِيهِ سَكِينَةٌ مِن رَبّكُم وَ بَقِيّةٌ مِمّا تَرَكَ آلُ مُوسي وَ آلُ هارُونَ تَحمِلُهُ المَلائِكَةُ وَ قَد كَانَ رُفِعَ بَعدَ مُوسَي ع إِلَي السّمَاءِ لَمّا عَمِلَت بَنُو إِسرَائِيلَ باِلمعَاَصيِ‌ فَلَمّا غَلَبَهُم جَالُوتُ وَ سَأَلُوا النّبِيّ أَن يَبعَثَ إِلَيهِم مَلِكاً يُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللّهِ تَقَدّسَ وَجهُهُ بَعَثَ إِلَيهِم طَالُوتَ وَ أَنزَلَ عَلَيهِمُ التّابُوتَ وَ كَانَ التّابُوتُ إِذَا وُضِعَ بَينَ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ وَ بَينَ أَعدَائِهِم وَ رَجَعَ عَنِ التّابُوتِ إِنسَانٌ كُفّرَ وَ قُتِلَ وَ لَا يَرجِعُ أَحَدٌ عَنهُ إِلّا وَ يُقتَلُ فَكَتَبَ دَاوُدُ إِلَي صَاحِبِهِ ألّذِي بَعَثَهُ أَن ضَعِ التّابُوتَ بَينَكَ وَ بَينَ عَدُوّكَ وَ قَدّم أُورِيَا[أُورِيَاءَ] بنَ حَنَانٍ بَينَ يدَيَ‌ِ التّابُوتِ فَقَدّمَهُ وَ قُتِلَ فَلَمّا قُتِلَ أُورِيَا[أُورِيَاءُ]دَخَلَ عَلَيهِ المَلَكَانِ وَ لَم يَكُن تَزَوّجَ امرَأَةَ أُورِيَا[أُورِيَاءَ] وَ كَانَت فِي عِدّتِهَا وَ دَاوُدُ فِي مِحرَابِهِ يَومَ عِبَادَتِهِ فَدَخَلَ عَلَيهِ المَلَكَانِ مِن سَقفِ البَيتِ وَ قَعَدَا بَينَ يَدَيهِ فَفَزِعَ دَاوُدُ مِنهُمَا فَقَالَالا تَخَف خَصمانِ بَغي بَعضُنا عَلي بَعضٍ فَاحكُم بَينَنا بِالحَقّ وَ لا تُشطِط وَ اهدِنا إِلي سَواءِ الصّراطِ وَ لِدَاوُدَ حِينَئِذٍ تِسعٌ وَ تِسعُونَ امرَأَةً مَا بَينَ مَهِيرَةٍ إِلَي جَارِيَةٍ فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِدَاوُدَإِنّ هذا أخَيِ‌ لَهُ تِسعٌ وَ تِسعُونَ نَعجَةً وَ لِيَ نَعجَةٌ واحِدَةٌ فَقالَ أَكفِلنِيها وَ عزَنّيِ‌ فِي الخِطابِ أَي ظلَمَنَيِ‌ وَ قهَرَنَيِ‌ فَقَالَ دَاوُدُ كَمَا حَكَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّلَقَد ظَلَمَكَ بِسُؤالِ نَعجَتِكَ إِلي نِعاجِهِ إِلَي قَولِهِوَ خَرّ راكِعاً وَ أَنابَ قَالَ فَضَحِكَ المُستَعدَي عَلَيهِ مِنَ المَلَائِكَةِ وَ قَالَ حَكَمَ الرّجُلُ عَلَي نَفسِهِ فَقَالَ دَاوُدُ أَ تَضحَكُ وَ قَد عَصَيتَ لَقَد هَمَمتُ أَن أَهشِمَ فَاكَ قَالَ فَعَرَجَا وَ قَالَ المَلَكُ المُستَعدَي عَلَيهِ لَو عَلِمَ دَاوُدُ أَنّهُ أَحَقّ بِهَشمِ فِيهِ منِيّ‌ فَفَهِمَ دَاوُدُ الأَمرَ وَ ذَكَرَ القَضِيّةَ فبَقَيِ‌َ أَربَعِينَ يَوماً سَاجِداً يبَكيِ‌ لَيلَهُ وَ نَهَارَهُ وَ لَا يَقُومُ إِلّا وَقتَ الصّلَاةِ حَتّي انخَرَقَ جَبِينُهُ وَ سَالَ الدّمُ مِن عَينَيهِ


صفحه : 22

فَلَمّا كَانَ بَعدَ أَربَعِينَ يَوماً نوُديِ‌َ يَا دَاوُدُ مَا لَكَ أَ جَائِعٌ أَنتَ فَنُشبِعَكَ أَم ظَمآنُ فَنُسقِيَكَ أَم عُريَانٌ فَنَكسُوَكَ أَم خَائِفٌ فَنُؤَمّنَكَ فَقَالَ أَي رَبّ وَ كَيفَ لَا أَخَافُ وَ قَد عَمِلتُ مَا عَلِمتَ وَ أَنتَ الحَكَمُ العَدلُ ألّذِي لَا يَجُوزُكَ ظُلمُ ظَالِمٍ فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَيهِ تُب يَا دَاوُدُ فَقَالَ أَي رَبّ وَ أَنّي لِي بِالتّوبَةِ قَالَ صِر إِلَي قَبرِ أُورِيَا[أُورِيَاءَ] حَتّي أَبعَثَهُ إِلَيكَ وَ اسأَلهُ أَن يَغفِرَ لَكَ فَإِن غَفَرَ لَكَ غَفَرتُ لَكَ قَالَ يَا رَبّ فَإِن لَم يَفعَل قَالَ أَستَوهِبُكَ مِنهُ فَخَرَجَ دَاوُدُ ع يمَشيِ‌ عَلَي قَدَمَيهِ وَ يَقرَأُ الزّبُورَ وَ كَانَ إِذَا قَرَأَ الزّبُورَ لَا يَبقَي حَجَرٌ وَ لَا شَجَرٌ وَ لَا جَبَلٌ وَ لَا طَائِرٌ وَ لَا سَبُعٌ إِلّا يُجَاوِبُهُ حَتّي انتَهَي إِلَي جَبَلٍ وَ عَلَيهِ نبَيِ‌ّ عَابِدٌ يُقَالُ لَهُ حِزقِيلُ فَلَمّا سَمِعَ دوَيِ‌ّ الجِبَالِ وَ صَوتَ السّبَاعِ عَلِمَ أَنّهُ دَاوُدُ فَقَالَ هَذَا النّبِيّ الخَاطِئُ فَقَالَ دَاوُدُ يَا حِزقِيلُ أَ تَأذَنُ لِي أَن أَصعَدَ إِلَيكَ قَالَ لَا فَإِنّكَ مُذنِبٌ فَبَكَي دَاوُدُ ع فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَي حِزقِيلَ يَا حِزقِيلُ لَا تُعَيّر دَاوُدَ بِخَطِيئَتِهِ وَ سلَنيِ‌ العَافِيَةَ فَنَزَلَ حِزقِيلُ وَ أَخَذَ بِيَدِ دَاوُدَ وَ أَصعَدَهُ إِلَيهِ فَقَالَ لَهُ دَاوُدُ يَا حِزقِيلُ هَل هَمَمتَ بِخَطِيئَةٍ قَطّ قَالَ لَا قَالَ فَهَل دَخَلَكَ العُجبُ مِمّا أَنتَ فِيهِ مِن عِبَادَةِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ قَالَ لَا قَالَ فَهَل رَكَنتَ إِلَي الدّنيَا فَأَحبَبتَ أَن تَأخُذَ مِن شَهَوَاتِهَا وَ لَذّاتِهَا قَالَ بَلَي رُبّمَا عَرَضَ ذَلِكَ بقِلَبيِ‌ قَالَ فَمَا تَصنَعُ قَالَ أَدخَلُ هَذَا الشّعبَ فَأَعتَبِرُ بِمَا فِيهِ قَالَ فَدَخَلَ دَاوُدُ ع الشّعبَ فَإِذَا بِسَرِيرٍ مِن حَدِيدٍ عَلَيهِ جُمجُمَةٌ بَالِيَةٌ وَ عِظَامٌ نَخِرَةٌ وَ إِذَا لَوحٌ مِن حَدِيدٍ وَ فِيهِ مَكتُوبٌ فَقَرَأَهُ دَاوُدُ فَإِذَا فِيهِ أَنَا أَروَي بنُ سَلَمٍ مَلَكتُ أَلفَ سَنَةٍ وَ بَنَيتُ أَلفَ مَدِينَةٍ وَ افتَضَضتُ أَلفَ جَارِيَةٍ وَ كَانَ آخِرَ أمَريِ‌ أَن صَارَ التّرَابُ فرِاَشيِ‌ وَ الحِجَارَةُ وسِاَديِ‌ وَ الحَيّاتُ وَ الدّيدَانُ جيِراَنيِ‌ فَمَن يرَاَنيِ‌ فَلَا يَغتَرّ بِالدّنيَا وَ مَضَي دَاوُدُ حَتّي أَتَي قَبرَ أُورِيَا[أُورِيَاءَ]فَنَادَاهُ فَلَم يُجِبهُ ثُمّ نَادَاهُ ثَانِيَةً فَلَم يُجِبهُ ثُمّ نَادَاهُ ثَالِثَةً فَقَالَ أُورِيَا[أُورِيَاءُ] مَا لَكَ يَا نبَيِ‌ّ اللّهِ لَقَد شغَلَتنَيِ‌ عَن سرُوُريِ‌ وَ قُرّةِ عيَنيِ‌ قَالَ يَا أُورِيَا[أُورِيَاءُ]اغفِر لِي وَ هَب لِي خطَيِئتَيِ‌ فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ يَا دَاوُدُ بَيّن لَهُ مَا كَانَ مِنكَ فَنَادَاهُ دَاوُدُ فَأَجَابَهُ فِي الثّالِثَةِ فَقَالَ يَا أُورِيَا[أُورِيَاءُ]فَعَلتُ كَذَا


صفحه : 23

وَ كَذَا وَ كَيتَ وَ كَيتَ فَقَالَ أُورِيَا[أُورِيَاءُ] أَ يَفعَلُ الأَنبِيَاءُ مِثلَ هَذَا فَنَادَاهُ فَلَم يُجِبهُ فَوَقَعَ دَاوُدُ ع عَلَي الأَرضِ بَاكِياً فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَي صَاحِبِ الفِردَوسِ لِيَكشِف عَنهُ فَكَشَفَ عَنهُ فَقَالَ أُورِيَا[أُورِيَاءُ]لِمَن هَذَا فَقَالَ لِمَن غَفَرَ لِدَاوُدَ خَطِيئَتَهُ فَقَالَ يَا رَبّ قَد وَهَبتُ لَهُ خَطِيئَتَهُ فَرَجَعَ دَاوُدُ ع إِلَي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ وَ كَانَ إِذَا صَلّي قَامَ وَزِيرُهُ يَحمَدُ اللّهَ وَ يثُنيِ‌ عَلَيهِ وَ يثُنيِ‌ عَلَي الأَنبِيَاءِ ع ثُمّ يَقُولُ كَانَ مِن فَضلِ نبَيِ‌ّ اللّهِ دَاوُدَ قَبلَ الخَطِيئَةِ كَيتَ وَ كَيتَ فَاغتَمّ دَاوُدُ ع فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَيهِ يَا دَاوُدُ قَد وَهَبتُ لَكَ خَطِيئَتَكَ وَ أَلزَمتُ عَارَ ذَنبِكَ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ قَالَ يَا رَبّ كَيفَ وَ أَنتَ الحَكَمُ العَدلُ ألّذِي لَا تَجُورُ قَالَ لِأَنّهُ لَم يُعَاجِلُوكَ النّكِيرَ وَ تَزَوّجَ دَاوُدُ ع بِامرَأَةِ أُورِيَا[أُورِيَاءَ] بَعدَ ذَلِكَ فَوُلِدَ لَهُ مِنهَا سُلَيمَانُ ع ثُمّ قَالَ عَزّ وَ جَلّفَغَفَرنا لَهُ ذلِكَ وَ إِنّ لَهُ عِندَنا لَزُلفي وَ حُسنَ مَآبٍ

وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِوَ ظَنّ داوُدُ أَي عَلِمَوَ أَنابَ أَي تَابَ وَ ذَكَرَ أَنّ دَاوُدَ كَتَبَ إِلَي صَاحِبِهِ أَن لَا تُقَدّم أُورِيَا[أُورِيَاءَ] بَينَ يدَيَ‌ِ التّابُوتِ وَ رُدّهُ فَقَدِمَ أُورِيَا[أُورِيَاءُ] إِلَي أَهلِهِ وَ مَكَثَ ثَمَانِيَةَ أَيّامٍ ثُمّ مَاتَ

بيان اعلم أن هذاالخبر محمول علي التقية لموافقته لماروته العامة في ذلك وسيأتي‌ تحقيق القول فيه

2-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]الهمَداَنيِ‌ّ وَ المُكَتّبُ وَ الوَرّاقُ جَمِيعاً عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمّدٍ البرَمكَيِ‌ّ عَن أَبِي الصّلتِ الهرَوَيِ‌ّ قَالَسَأَلَ الرّضَا ع عَلِيّ بنَ مُحَمّدِ بنِ الجَهمِ فَقَالَ مَا يَقُولُ مَن قِبَلَكُم فِي دَاوُدَ ع فَقَالَ يَقُولُونَ إِنّ دَاوُدَ ع كَانَ فِي مِحرَابِهِ يصُلَيّ‌ إِذ تَصَوّرَ لَهُ إِبلِيسُ عَلَي صُورَةِ طَيرٍ أَحسَنَ مَا يَكُونُ مِنَ الطّيُورِ فَقَطَعَ دَاوُدُ صَلَاتَهُ وَ


صفحه : 24

قَامَ لِيَأخُذَ الطّيرَ فَخَرَجَ الطّيرُ إِلَي الدّارِ فَخَرَجَ فِي أَثَرِهِ فَطَارَ الطّيرُ إِلَي السّطحِ فَصَعِدَ فِي طَلَبِهِ فَسَقَطَ الطّيرُ فِي دَارِ أُورِيَا[أُورِيَاءَ] بنِ حَنَانٍ فَاطّلَعَ دَاوُدُ ع فِي أَثَرِ الطّيرِ فَإِذَا بِامرَأَةِ أُورِيَا[أُورِيَاءَ]تَغتَسِلُ فَلَمّا نَظَرَ إِلَيهَا هَوَاهَا وَ كَانَ قَد أَخرَجَ أُورِيَا[أُورِيَاءُ] فِي بَعضِ غَزَوَاتِهِ فَكَتَبَ إِلَي صَاحِبِهِ أَن قَدّم أُورِيَا[أُورِيَاءَ]أَمَامَ الحَربِ فَقُدّمَ فَظَفِرَ أُورِيَا[أُورِيَاءُ]بِالمُشرِكِينَ فَصَعُبَ ذَلِكَ عَلَي دَاوُدَ فَكَتَبَ إِلَيهِ ثَانِيَةً أَن قَدّمهُ أَمَامَ التّابُوتِ فَقُدّمَ فَقُتِلَ أُورِيَا[أُورِيَاءُ]رَحِمَهُ اللّهُ وَ تَزَوّجَ دَاوُدُ بِامرَأَتِهِ قَالَ فَضَرَبَ ع بِيَدِهِ عَلَي جَبهَتِهِ وَ قَالَإِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَلَقَد نَسَبتُم نَبِيّاً مِن أَنبِيَاءِ اللّهِ ع إِلَي التّهَاوُنِ بِصَلَاتِهِ حِينَ خَرَجَ فِي أَثَرِ الطّيرِ ثُمّ بِالفَاحِشَةِ ثُمّ بِالقَتلِ فَقَالَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ فَمَا كَانَت خَطِيئَتُهُ فَقَالَ ع وَيحَكَ إِنّ دَاوُدَ ع إِنّمَا ظَنّ أَن مَا خَلَقَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ خَلقاً هُوَ أَعلَمُ مِنهُ فَبَعَثَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَيهِ المَلَكَينِ فَتَسَوّرَا المِحرَابَ فَقَالَاخَصمانِ بَغي بَعضُنا عَلي بَعضٍ فَاحكُم بَينَنا بِالحَقّ وَ لا تُشطِط وَ اهدِنا إِلي سَواءِ الصّراطِ إِنّ هذا أخَيِ‌ لَهُ تِسعٌ وَ تِسعُونَ نَعجَةً وَ لِيَ نَعجَةٌ واحِدَةٌ فَقالَ أَكفِلنِيها وَ عزَنّيِ‌ فِي الخِطابِفَعَجّلَ دَاوُدُ ع عَلَي المُدّعَي عَلَيهِ فَقَالَلَقَد ظَلَمَكَ بِسُؤالِ نَعجَتِكَ إِلي نِعاجِهِ وَ لَم يَسأَلِ المدُعّيِ‌َ البَيّنَةَ عَلَي ذَلِكَ وَ لَم يُقبِل عَلَي المُدّعَي عَلَيهِ فَيَقُولَ لَهُ مَا تَقُولُ فَكَانَ هَذَا خَطِيئَةُ حُكمٍ لَا مَا ذَهَبتُم إِلَيهِ أَ لَا تَسمَعُ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُيا داوُدُ إِنّا جَعَلناكَ خَلِيفَةً فِي الأَرضِ فَاحكُم بَينَ النّاسِ بِالحَقّ إِلَي آخِرِ الآيَةِ فَقَالَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ فَمَا قِصّتُهُ مَعَ أُورِيَا[أُورِيَاءَ] قَالَ الرّضَا ع إِنّ المَرأَةَ فِي أَيّامِ دَاوُدَ كَانَت إِذَا مَاتَ بَعلُهَا أَو قُتِلَ لَا تَتَزَوّجُ بَعدَهُ أَبَداً وَ أَوّلُ مَن أَبَاحَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَن يَتَزَوّجَ بِامرَأَةٍ قُتِلَ بَعلُهَا دَاوُدُ عَلَيهِ السّلَامُ فَتَزَوّجَ بِامرَأَةِ أُورِيَا[أُورِيَاءَ] لَمّا قُتِلَ وَ انقَضَت عِدّتُهَا مِنهُ فَذَلِكَ ألّذِي شُقّ عَلَي أُورِيَا[أُورِيَاءَ]فَذَلِكَ ألّذِي شُقّ عَلَي النّاسِ مِن قِبَلِ أُورِيَا[أُورِيَاءَ]

بيان قدمر الخبر بتمامه وبيانه مع أخبار أخر في باب عصمتهم


صفحه : 25

3-ك ،[إكمال الدين ] لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] أَبِي عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَنِ الصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَ إِنّ دَاوُدَ ع خَرَجَ ذَاتَ يَومٍ يَقرَأُ الزّبُورَ وَ كَانَ إِذَا قَرَأَ الزّبُورَ لَا يَبقَي جَبَلٌ وَ لَا حَجَرٌ وَ لَا طَائِرٌ وَ لَا سَبُعٌ إِلّا جَاوَبَهُ فَمَا زَالَ يَمُرّ حَتّي انتَهَي إِلَي جَبَلٍ فَإِذَا عَلَي ذَلِكَ الجَبَلِ نبَيِ‌ّ عَابِدٌ يُقَالُ لَهُ حِزقِيلُ فَلَمّا سَمِعَ دوَيِ‌ّ الجِبَالِ وَ أَصوَاتَ السّبَاعِ وَ الطّيرِ عَلِمَ أَنّهُ دَاوُدُ ع فَقَالَ دَاوُدُ يَا حِزقِيلُ أَ تَأذَنُ لِي فَأَصعَدَ إِلَيكَ قَالَ لَا فَبَكَي دَاوُدُ ع فَأَوحَي اللّهُ جَلّ جَلَالُهُ إِلَيهِ يَا حِزقِيلُ لَا تُعَيّر دَاوُدَ وَ سلَنيِ‌ العَافِيَةَ فَقَامَ حِزقِيلُ فَأَخَذَ بِيَدِ دَاوُدَ فَرَفَعَهُ إِلَيهِ فَقَالَ دَاوُدُ يَا حِزقِيلُ هَل هَمَمتَ بِخَطِيئَةٍ قَطّ قَالَ لَا قَالَ فَهَل دَخَلَكَ العُجبُ مِمّا أَنتَ فِيهِ مِن عِبَادَةِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ قَالَ لَا قَالَ فَهَل رَكَنتَ إِلَي الدّنيَا فَأَحبَبتَ أَن تَأخُذَ مِن شَهوَتِهَا وَ لَذّتِهَا قَالَ بَلَي رُبّمَا عَرَضَ بقِلَبيِ‌ قَالَ فَمَا ذَا تَصنَعُ إِذَا كَانَ ذَلِكَ قَالَ أَدخُلُ هَذَا الشّعبَ فَأَعتَبِرُ بِمَا فِيهِ قَالَ فَدَخَلَ دَاوُدُ النّبِيّ ع الشّعبَ فَإِذَا سَرِيرٌ مِن حَدِيدٍ عَلَيهِ جُمجُمَةٌ بَالِيَةٌ وَ عِظَامٌ فَانِيَةٌ وَ إِذَا لَوحٌ مِن حَدِيدٍ فِيهِ كِتَابَةٌ فَقَرَأَهَا دَاوُدُ ع فَإِذَا هيِ‌َ أَنَا أَروَي سَلَمٍ مَلَكتُ أَلفَ سَنَةٍ وَ بَنَيتُ أَلفَ مَدِينَةٍ وَ افتَضَضتُ أَلفَ بِكرٍ فَكَانَ آخِرَ أمَريِ‌ أَن صَارَ التّرَابُ فرِاَشيِ‌ وَ الحِجَارَةُ وسِاَدتَيِ‌ وَ الدّيدَانُ وَ الحَيّاتُ جيِراَنيِ‌ فَمَن رآَنيِ‌ فَلَا يَغتَرّ بِالدّنيَا

4-نبه ،[تنبيه الخاطر]دَخَلَ دَاوُدُ غَاراً مِن غِيرَانِ بَيتِ المَقدِسِ فَوَجَدَ حِزقِيلَ يَعبُدُ رَبّهُ وَ قَد يَبِسَ


صفحه : 26

جِلدُهُ عَلَي عَظمِهِ فَسَلّمَ عَلَيهِ فَقَالَ أَسمَعُ صَوتَ شَبعَانَ نَاعِمٍ فَمَن أَنتَ قَالَ أَنَا دَاوُدُ قَالَ ألّذِي لَهُ كَذَا وَ كَذَا امرَأَةً وَ كَذَا وَ كَذَا أَمَةً قَالَ نَعَم وَ أَنتَ فِي هَذِهِ الشّدّةِ قَالَ مَا أَنَا فِي شِدّةٍ وَ لَا أَنتَ فِي نِعمَةٍ حَتّي تَدخُلَ الجَنّةَ

5-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَن عَلِيّ بنِ أَحمَدَ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ الكوُفيِ‌ّ عَن مُوسَي النخّعَيِ‌ّ عَنِ الحُسَينِ بنِ أَبِي سَعِيدٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع مَا تَقُولُ فِيمَا يَقُولُ النّاسُ فِي دَاوُدَ وَ امرَأَةِ أُورِيَا[أُورِيَاءَ] فَقَالَ ذَلِكَ شَيءٌ تَقُولُهُ العَامّةُ

6-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَنِ الحُسَينِ بنِ المُختَارِ عَنِ الشّحّامِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَو أَخَذتُ أَحَداً يَزعُمُ أَنّ دَاوُدَ ع وَضَعَ يَدَهُ عَلَيهَا لَحَدَدتُهُ حَدّينِ حَدّاً لِلنّبُوّةِ وَ حَدّاً لِمَا رَمَاهُ بِهِ

أقول روت العامة مثله عن أمير المؤمنين ع

7-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَا بَكَي أَحَدٌ بُكَاءَ ثَلَاثَةٍ آدَمَ وَ يُوسُفَ وَ دَاوُدَ فَقُلتُ مَا بَلَغَ مِن بُكَائِهِم فَقَالَ أَمّا آدَمُ ع فَبَكَي حِينَ أُخرِجَ مِنَ الجَنّةِ وَ كَانَ رَأسُهُ فِي بَابٍ مِن أَبوَابِ السّمَاءِ فَبَكَي حَتّي تَأَذّي بِهِ أَهلُ السّمَاءِ فَشَكَوا ذَلِكَ إِلَي اللّهِ فَحَطّ مِن قَامَتِهِ فَأَمّا دَاوُدُ فَإِنّهُ بَكَي حَتّي هَاجَ العُشبُ مِن دُمُوعِهِ وَ إِن كَانَ لَيَزفِرُ الزّفرَةَ فَيُحرِقُ مَا نَبَتَ مِن دُمُوعِهِ وَ أَمّا يُوسُفُ ع فَإِنّهُ كَانَ يبَكيِ‌ عَلَي


صفحه : 27

أَبِيهِ يَعقُوبَ وَ هُوَ فِي السّجنِ فَتَأَذّي بِهِ أَهلُ السّجنِ فَصَالَحَهُم عَلَي أَن يبَكيِ‌َ يَوماً وَ يَسكُتَ يَوماً

8-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَسبَاطٍ عَن أَبِي إِسحَاقَ الخرُاَساَنيِ‌ّ عَن بَعضِ رِجَالِهِ قَالَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَوحَي إِلَي دَاوُدَ أنَيّ‌ قَد غَفَرتُ ذَنبَكَ وَ جَعَلتُ عَارَ ذَنبِكَ عَلَي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَقَالَ كَيفَ يَا رَبّ وَ أَنتَ لَا تَظلِمُ قَالَ إِنّهُم لَن يُعَاجِلُوكَ بِالنّكَرَةِ

عَرَائِسُ الثعّلبَيِ‌ّ، قَالَ لَمّا عَلِمَ دَاوُدُ بَعدَ نُزُولِ المَلَكَينِ أَنّهُمَا نَزَلَا لِتَنبِيهِهِ عَلَي الخَطَإِ خَرّ سَاجِداً أَربَعِينَ يَوماً لَا يَرفَعُ رَأسَهُ إِلّا لِحَاجَةٍ وَ لِوَقتِ صَلَاةٍ مَكتُوبَةٍ ثُمّ يَعُودُ سَاجِداً ثُمّ لَا يَرفَعُ رَأسَهُ إِلّا لِحَاجَةٍ لَا بُدّ مِنهَا ثُمّ يَعُودُ فَيَسجُدُ تَمَامَ أَربَعِينَ يَوماً لَا يَأكُلُ وَ لَا يَشرَبُ وَ هُوَ يبَكيِ‌ حَتّي نَبَتَ العُشبُ حَولَ رَأسِهِ وَ هُوَ ينُاَديِ‌ رَبّهُ عَزّ وَ جَلّ وَ يَسأَلُهُ التّوبَةَ وَ كَانَ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ سُبحَانَ المَلِكِ الأَعظَمِ ألّذِي يبَتلَيِ‌ الخَلقَ بِمَا يَشَاءُ سُبحَانَ خَالِقِ النّورِ إلِهَيِ‌ لَم أَتّعِظ بِمَا وَعَظتَ بِهِ غيَريِ‌ سُبحَانَ خَالِقِ النّورِ إلِهَيِ‌ أَنتَ خلَقَتنَيِ‌ وَ كَانَ فِي سَابِقِ عِلمِكَ مَا أَنَا صَائِرٌ إِلَيهِ سُبحَانَ خَالِقِ النّورِ إلِهَيِ‌ يُغسَلُ الثّوبُ فَيَذهَبُ دَرَنُهُ وَ وَسَخُهُ وَ الخَطِيئَةُ لَازِمَةٌ لِي لَا تَذهَبُ عنَيّ‌ سُبحَانَ خَالِقِ النّورِ إلِهَيِ‌ أمَرَتنَيِ‌ أَن أَكُونَ لِليَتِيمِ كَالأَبِ الرّحِيمِ وَ لِلأَرمَلَةِ كَالزّوجِ الرّحِيمِ فَنَسِيتُ عَهدَكَ


صفحه : 28

سُبحَانَ خَالِقِ النّورِ الوَيلُ لِدَاوُدَ إِذَا كُشِفَ عَنهُ الغِطَاءُ فَيُقَالُ هَذَا دَاوُدُ الخَاطِئُ سُبحَانَ خَالِقِ النّورِ إلِهَيِ‌ بأِيَ‌ّ عَينٍ أَنظُرُ إِلَيكَ يَومَ القِيَامَةِ وَ إِنّمَا يَنظُرُ الظّالِمُونَ مِن طَرفٍ خفَيِ‌ّ إلِهَيِ‌ بأِيَ‌ّ قَدَمٍ أَقُومُ أَمَامَكَ يَومَ تَزِلّ أَقدَامُ الخَاطِئِينَ سُبحَانَ خَالِقِ النّورِ إلِهَيِ‌ الخَطِيئَةُ لَازِمَةٌ لِي سُبحَانَ خَالِقِ النّورِ إلِهَيِ‌ مِن أَينَ يَطلُبُ العَبدُ المَغفِرَةَ إِلّا مِن عِندِ سَيّدِهِ سُبحَانَ خَالِقِ النّورِ إلِهَيِ‌ مَطَرَتِ السّمَاءُ وَ لَم تَمطُر حوَليِ‌ سُبحَانَ خَالِقِ النّورِ إلِهَيِ‌ أَعشَبَتِ الأَرضُ وَ لَم تَعشَب حوَليِ‌ لخِطَيِئتَيِ‌ سُبحَانَ خَالِقِ النّورِ إلِهَيِ‌ أَنَا ألّذِي لَا أُطِيقُ حَرّ شَمسِكَ فَكَيفَ أُطِيقُ حَرّ نَارِكَ سُبحَانَ خَالِقِ النّورِ إلِهَيِ‌ أَنَا ألّذِي لَا أُطِيقُ صَوتَ رَعدِكَ فَكَيفَ أُطِيقُ صَوتَ جَهَنّمَ سُبحَانَ خَالِقِ النّورِ إلِهَيِ‌ كَيفَ يَستَتِرُ الخَاطِئُونَ بِخَطَايَاهُم وَ أَنتَ شَاهِدُهُم حَيثُ كَانُوا سُبحَانَ خَالِقِ النّورِ إلِهَيِ‌ قَرِحَ الجَبِينُ وَ جَمَدَتِ العَينَانِ مِن مَخَافَةِ الحَرِيقِ عَلَي جسَدَيِ‌ سُبحَانَ خَالِقِ النّورِ إلِهَيِ‌ تُسَبّحُ لَكَ الطّيرُ بِأَصوَاتٍ ضِعَافٍ تَخَافُكَ وَ أَنَا العَبدُ الخَاطِئُ ألّذِي لَم أَرعَ وَصِيّتَكَ سُبحَانَ خَالِقِ النّورِ إلِهَيِ‌ الوَيلُ لِدَاوُدَ مِنَ الذّنبِ العَظِيمِ ألّذِي أَصَابَ سُبحَانَ خَالِقِ النّورِ إلِهَيِ‌ أَسأَلُكَ يَا إِلَهَ اِبرَاهِيمَ وَ إِسمَاعِيلَ وَ إِسحَاقَ وَ يَعقُوبَ أَن تعُطيِنَيِ‌ سؤُليِ‌ فَإِنّ إِلَيكَ رغَبتَيِ‌ سُبحَانَ خَالِقِ النّورِ أللّهُمّ بِرَحمَتِكَ اغفِر لِي ذنُوُبيِ‌ وَ لَا تبُاَعدِنيِ‌ مِن رَحمَتِكَ بهِوَاَي‌َ أللّهُمّ إنِيّ‌ أَعُوذُ بِكَ مِن دَعوَةٍ لَا تُستَجَابُ وَ صَلَاةٍ لَا تُقبَلُ وَ عَمَلٍ لَا يُقبَلُ سُبحَانَ خَالِقِ النّورِ أللّهُمّ اغفِر لِي بِنُورِ وَجهِكَ الكَرِيمِ ذنُوُبيِ‌َ التّيِ‌ أوَبقَتَنيِ‌ سُبحَانَ


صفحه : 29

خَالِقِ النّورِ إلِهَيِ‌ فَرَرتُ إِلَيكَ بذِنُوُبيِ‌ وَ اعتَرَفتُ بخِطَيِئتَيِ‌ فَلَا تجَعلَنيِ‌ مِنَ القَانِطِينَ وَ لَا تخُزنِيِ‌ يَومَ الدّينِ سُبحَانَ خَالِقِ النّورِ إلِهَيِ‌ قَرِحَ الجَبِينُ وَ فَنِيَتِ الدّمُوعُ وَ تَنَاثَرَ الدّودُ مِن ركُبتَيَ‌ّ وَ خطَيِئتَيِ‌ أَلزَمُ بيِ‌ مِن جلِديِ‌ سُبحَانَ خَالِقِ النّورِ قَالُوا فَأَتَاهُ نِدَاءٌ يَا دَاوُدُ أَ جَائِعٌ أَنتَ فَتُطعَمَ أَم ظَمآنُ أَنتَ فَتُسقَي أَ مَظلُومٌ أَنتَ فَتُنصَرَ وَ لَم يُجِبهُ فِي ذِكرِ خَطِيئَتِهِ فَصَاحَ صَيحَةً هَاجَ مَا حَولَهُ ثُمّ نَادَي يَا رَبّ الذّنبَ ألّذِي أَصَبتُ فنَوُديِ‌َ يَا دَاوُدُ ارفَع رَأسَكَ فَقَد غَفَرتُ لَكَ فَلَم يَرفَع رَأسَهُ حَتّي جَاءَهُ جَبرَئِيلُ فَرَفَعَهُ وَ روُيِ‌َ أَنّهُ لَمّا نَادَي أُورِيَا[أُورِيَاءَ]فَلَم يُجِبهُ بَعدَ ذِكرِ مَا فَعَلَ بِزَوجَتِهِ قَامَ عِندَ قَبرِهِ وَ جَعَلَ يَحثُو التّرَابَ عَلَي رَأسِهِ ثُمّ نَادَي الوَيلُ لِدَاوُدَ ثُمّ الوَيلُ لِدَاوُدَ سُبحَانَ خَالِقِ النّورِ الوَيلُ لِدَاوُدَ ثُمّ الوَيلُ لَهُ حِينَ يُؤخَذُ بِذَقَنِهِ فَيُدفَعُ إِلَي المَظلُومِ سُبحَانَ خَالِقِ النّورِ الوَيلُ لِدَاوُدَ ثُمّ الوَيلُ الطّوِيلُ لَهُ حِينَ يُسحَبُ عَلَي وَجهِهِ مَعَ الخَاطِئِينَ إِلَي النّارِ سُبحَانَ خَالِقِ النّورِ الوَيلُ لِدَاوُدَ ثُمّ الوَيلُ الطّوِيلُ لَهُ حِينَ تُقَرّبُهُ الزّبَانِيَةُ مَعَ الظّالِمِينَ إِلَي النّارِ سُبحَانَ خَالِقِ النّورِ قَالَ فَأَتَاهُ نِدَاءٌ مِنَ السّمَاءِ يَا دَاوُدُ قَد غَفَرتُ لَكَ ذَنبَكَ وَ رَحِمتُ بُكَاءَكَ وَ استَجَبتُ دُعَاءَكَ وَ أَقَلتُ عَثرَتَكَ وَ عَن أَبِي العَالِيَةِ قَالَ

كَانَ مِن دُعَاءِ دَاوُدَ ع سُبحَانَكَ إلِهَيِ‌ إِذَا ذَكَرتُ خطَيِئتَيِ‌ ضَاقَت عَلَيّ الأَرضُ بِرُحبِهَا وَ إِذَا ذَكَرتُ رَحمَتَكَ ارتَدّت إلِيَ‌ّ روُحيِ‌ إلِهَيِ‌ أَتَيتُ أَطِبّاءَ عِبَادِكَ لِيُدَاوُوا لِي خطَيِئتَيِ‌ فَكُلّهُم عَلَيكَ يدَلُنّيِ‌ وَ عَنِ النّبِيّص قَالَخَدّ الدّمُوعُ فِي وَجهِ دَاوُدَ ع خَدِيدَ المَاءِ فِي الأَرضِ


صفحه : 30

تذنيب قال الطبرسي‌ رحمه الله اختلف في استغفار داود ع من أي شيء كان فقيل إنه حصل منه علي سبيل الانقطاع إلي الله تعالي والخضوع له والتذلل بالعبادة والسجود كماحكي سبحانه عن ابراهيم ع بقوله وَ ألّذِي أَطمَعُ أَن يَغفِرَ لِي خطَيِئتَيِ‌ يَومَ الدّينِ و أما قوله فَغَفَرنا لَهُ ذلِكَفالمعني أناقبلناه منه وأثبناه عليه فأخرجه علي لفظ الجزاء مثل قوله يُخادِعُونَ اللّهَ وَ هُوَ خادِعُهُم و قوله اللّهُ يسَتهَز‌ِئُ بِهِم فلما كان المقصود من الاستغفار والتوبة القبول قيل في جوابه غفرنا و هذاقول من ينزه الأنبياء عن جميع الذنوب من الإمامية وغيرهم و من جوز علي الأنبياء الصغائر قال إن استغفاره ع كان لصغيرة. ثم إنهم اختلفوا في ذلك علي وجوه أحدها أن أوريا[أُورِيَاءَ] بن حنان خطب امرأة فكان أهلها أرادوا أن يزوجوها منه فبلغ داود جمالها فخطبها أيضا فزوجوها منه وقدموه علي أوريا[أُورِيَاءَ]فعوتب داود ع علي الحرص علي الدنيا عن الجبائي‌. وثانيها أنه أخرج أوريا[أُورِيَاءَ] إلي بعض ثغوره فقتل فلم يجزع عليه جزعه علي أمثاله من جنده إذ مالت نفسه إلي نكاح امرأته فعوتب علي ذلك بنزول الملكين . وثالثها أنه كان في شريعته أن الرجل إذامات وخلف امرأة فأولياؤه أحق بها إلا أن يرغبوا عن التزويج بهافحينئذ يجوز لغيرهم أن يتزوج بها فلما قتل أوريا[أُورِيَاءُ]خطب داود امرأته ومنعت هيبة داود وجلالته أولياءه أن يخطبوها فعوتب علي ذلك . ورابعها أن داود كان متشاغلا بالعبادة فأتاه رجل وامرأة محاكمين إليه فنظر إلي المرأة ليعرفها بعينها و ذلك نظر مباح فمالت نفسه ميل الطباع ففصل بينهما


صفحه : 31

وعاد إلي عبادة ربه فشغله الفكر في أمرها عن بعض نوافله فعوتب . وخامسها أنه عوتب علي عجلته في الحكم قبل التثبت و كان يجب عليه حين سمع الدعوي من أحد الخصمين أن يسأل الآخر عما عنده فيه و لايحكم عليه قبل ذلك وإنما أنساه التثبت في الحكم فزعه من دخولهما عليه في غيروقت العادة انتهي . و قال الرازي‌ بعدرد الرواية المشهورة والطعن فيها وإقامة الدلائل علي بطلانها وذكر بعض الوجوه السابقة وتزييفها.روي‌ أن جماعة من الأعداء طمعوا في أن يقتلوا نبي‌ الله داود ع و كان له يوم يخلو فيه بنفسه ويشتغل بطاعة ربه فانتهزوا الفرصة في ذلك اليوم وتَسَوّرُوا المِحرابَ فلما دخلوا عليه وجدوا عنده أقواما يمنعونه منهم فخافوا ووضعوا كذبا فقالواخَصمانِ بَغي بَعضُنا عَلي بَعضٍ إلي آخر القصة و ليس في لفظ القرآن مايمكن أن يحتج به في إلحاق الذنب بداود إلاألفاظ أربعة أحدها قوله وَ ظَنّ داوُدُ أَنّما فَتَنّاهُ وثانيها قوله فَاستَغفَرَ رَبّهُ وثالثها قوله وَ أَنابَ ورابعها قوله فَغَفَرنا لَهُ ذلِكَ ثم نقول و هذه الألفاظ لايدل شيءمنها علي ماذكروه وتقريره من وجوه .الأول أنه لمادخلوا عليه لطلب قتله بهذا الطريق وعلم داود ع دعاه الغضب إلي أن يشتغل بالانتقام منهم إلا أنه مال إلي التصفح والتجاوز عنهم طلبا لمرضاة الله تعالي فكانت هذه الواقعة هي‌ الفتنة لأنها جارية مجري الابتلاء والامتحان ثم إنه استغفر ربه مما هم به من الانتقام منهم وتاب عن ذلك الهم وَ أَنابَ فَغَفَرنا لَهُ ذلِكَالقَدرَ مِنَ الهَمّ وَ العَزمِ. والثاني‌ أنه و إن غلب علي ظنه أنهم دخلوا عليه ليقتلوه إلا أنه ندم علي ذلك الظن و قال لما لم تقم دلالة و لاأمارة علي أن الأمر كذلك فبئس ماعملت بهم حين ظننت بهم هذاالظن الردي‌ء فكان هذا هوالمراد من قوله وَ ظَنّ داوُدُ أَنّما فَتَنّاهُ فَاستَغفَرَ رَبّهُ وَ خَرّ راكِعاً وَ أَنابَ منه فغفر الله له ذلك .


صفحه : 32

الثالث أن دخولهم عليه كان فتنة لداود إلا أنه ع استغفر لذلك الداخل العازم علي قتله و قوله فَغَفَرنا لَهُ ذلِكَ أي لاحترام داود ع وتعظيمه انتهي . و قال البيضاوي‌ أقصي ما في هذه الإشعار بأنه ع ود أن يكون له مالغيره و كان له أمثاله فنبهه الله بهذه القضية فاستغفر وأناب عنه انتهي .أقول لماثبت بما قدمنا عصمتهم ع عن جميع الذنوب لابد من رد مايدل علي صدور ذنب عنه ع في ذلك و أماالوجوه التي‌ يمكن حملها علي ترك الأولي والأفضل كأكثر الوجوه السالفة فهي‌ محتملة و لايمكن القطع بها إلا بعدثبوتها و قدعرفت مايظهر من الأخبار و الله يعلم حقيقة الحال


صفحه : 33

باب 3- ماأوحي‌ إليه عليه السلام وصدر عنه من الحكم

الآيات الأنبياء 105-وَ لَقَد كَتَبنا فِي الزّبُورِ مِن بَعدِ الذّكرِ أَنّ الأَرضَ يَرِثُها عبِاديِ‌َ الصّالِحُونَتفسير قال الطبرسي‌ قدس الله سره فيه أقوال أحدها أن الزبور كتب الأنبياء والذكر اللوح المحفوظ. وثانيها أن الزبور الكتب المنزلة بعدالتوراة والذكر التوراة. وثالثها أن الزبور زبور داود والذكر التوراةأَنّ الأَرضَ أي أرض الجنة وقيل هي‌ الأرض المعروفة يرثها أمة محمدص وَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع هُم أَصحَابُ المهَديِ‌ّ ع فِي آخِرِ الزّمَانِ

1-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ نَزَلَ الزّبُورُ فِي لَيلَةِ ثَمَانَ عَشرَةَ مَضَت مِن شَهرِ رَمَضَانَ

وبإسناده عن داود بن حفص عنه ع عن النبي ص مثله

2- ع ،[علل الشرائع ]بِإِسنَادِهِ عَن يَزِيدَ بنِ سَلّامٍ أَنّهُ سَأَلَ النّبِيّص لِمَ سمُيّ‌َ الفُرقَانُ فُرقَاناً فَقَالَ لِأَنّهُ مُتَفَرّقُ الآيَاتِ وَ السّوَرِ أُنزِلَت فِي غَيرِ الأَلوَاحِ وَ غَيرِ الصّحُفِ وَ التّورَاةُ وَ الإِنجِيلُ وَ الزّبُورُ أُنزِلَت كُلّهَا جُملَةً فِي الأَلوَاحِ وَ الوَرَقِ الحَدِيثَ


صفحه : 34

3- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]الدّقّاقُ عَنِ الصوّفيِ‌ّ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ مُوسَي الطبّرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ الخَشّابِ عَن مُحَمّدِ بنِ مِحصَنٍ عَن يُونُسَ بنِ ظَبيَانَ عَنِ الصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي أَوحَي إِلَي دَاوُدَ ع مَا لِي أَرَاكَ وُحدَاناً قَالَ هَجَرتُ النّاسَ وَ هجَرَوُنيِ‌ فِيكَ قَالَ فَمَا لِي أَرَاكَ سَاكِتاً قَالَ خَشيَتُكَ أسَكتَتَنيِ‌ قَالَ فَمَا لِي أَرَاكَ نَصِباً قَالَ حُبّكَ أنَصبَنَيِ‌ قَالَ فَمَا لِي أَرَاكَ فَقِيراً وَ قَد أَفَدتُكَ قَالَ القِيَامُ بِحَقّكَ أفَقرَنَيِ‌ قَالَ فَمَا لِي أَرَاكَ مُتَذَلّلًا قَالَ عَظِيمُ جَلَالِكَ ألّذِي لَا يُوصَفُ ذلَلّنَيِ‌ وَ حَقّ ذَلِكَ لَكَ يَا سيَدّيِ‌ قَالَ اللّهُ جَلّ جَلَالُهُ فَأَبشِر بِالفَضلِ منِيّ‌ فَلَكَ مَا تُحِبّ يَومَ تلَقاَنيِ‌ خَالِطِ النّاسَ وَ خَالِقهُم بِأَخلَاقِهِم وَ زَايِلهُم فِي أَعمَالِهِم تَنَل مَا تُرِيدُ منِيّ‌ يَومَ القِيَامَةِ

وَ قَالَ الصّادِقُ ع أَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَي دَاوُدَ ع يَا دَاوُدُ بيِ‌ فَافرَح وَ بذِكِريِ‌ فَتَلَذّذ وَ بمِنُاَجاَتيِ‌ فَتَنَعّم فَعَن قَلِيلٍ أخُليِ‌ الدّارَ مِنَ الفَاسِقِينَ وَ أَجعَلُ لعَنتَيِ‌ عَلَي الظّالِمِينَ

ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ عَنِ الصّدُوقِ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ ابنِ أَبَانٍ عَنِ ابنِ أُورَمَةَ وَ عَن عَلِيّ بنِ أَحمَدَ عَن مُحَمّدِ بنِ هَارُونَ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ مُوسَي مِثلَهُ

4- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ المُغِيرَةِ عَن جَدّهِ عَن جَدّهِ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ النّبِيّص أَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَي دَاوُدَ ع يَا دَاوُدُ كَمَا لَا تَضِيقُ الشّمسُ عَلَي مَن جَلَسَ فِيهَا كَذَلِكَ لَا تَضِيقُ رحَمتَيِ‌ عَلَي مَن دَخَلَ فِيهَا وَ كَمَا لَا تَضُرّ الطّيَرَةُ مَن لَا يَتَطَيّرُ مِنهَا كَذَلِكَ لَا يَنجُو مِنَ الفِتنَةِ المُتَطَيّرُونَ وَ كَمَا أَنّ أَقرَبَ النّاسِ منِيّ‌ يَومَ القِيَامَةِ المُتَوَاضِعُونَ كَذَلِكَ أَبعَدُ النّاسِ منِيّ‌ يَومَ القِيَامَةِ المُتَكَبّرُونَ

5- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ النهّديِ‌ّ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ الصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَي دَاوُدَ ع أَنّ


صفحه : 35

العَبدَ مِن عبِاَديِ‌ ليَأَتيِنيِ‌ بِالحَسَنَةِ فَأُبِيحُهُ جنَتّيِ‌ قَالَ فَقَالَ دَاوُدُ ع يَا رَبّ وَ مَا تِلكَ الحَسَنَةُ قَالَ يُدخِلُ عَلَي عبَديِ‌َ المُؤمِنِ سُرُوراً وَ لَو بِتَمرَةٍ قَالَ فَقَالَ دَاوُدُ ع حَقّ لِمَن عَرَفَكَ أَن لَا يَقطَعَ رَجَاءَهُ مِنكَ

ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بإسناده إلي الصدوق مثله

6- مع ،[معاني‌ الأخبار]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]مَاجِيلَوَيهِ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن دَاوُدَ بنِ سُلَيمَانَ عَن عَلِيّ بنِ مُوسَي الرّضَا عَن أَبِيهِ عَنِ الصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَ أَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَي دَاوُدَ ع إِنّ العَبدَ مِن عبِاَديِ‌ ليَأَتيِنيِ‌ بِالحَسَنَةِ فَأُدخِلُهُ الجَنّةَ قَالَ يَا رَبّ وَ مَا تِلكَ الحَسَنَةُ قَالَ يُفَرّجُ عَنِ المُؤمِنِ كُربَتَهُ وَ لَو بِتَمرَةٍ قَالَ فَقَالَ دَاوُدُ ع حَقّ لِمَن عَرَفَكَ أَن لَا يَنقَطِعَ رَجَاؤُهُ مِنكَ

7-ب ،[قرب الإسناد] ابنُ طَرِيفٍ عَنِ ابنِ عُلوَانَ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص وَ ذَكَرَ نَحوَهُ وَ فِيهِ قَالَ كُربَةٌ يُنَفّسُهَا عَن مُؤمِنٍ بِقَدرِ تَمرَةٍ أَو شِقّ تَمرَةٍ

8-ب ،[قرب الإسناد]هَارُونُ عَنِ ابنِ صَدَقَةَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ ع أَنّ دَاوُدَ قَالَ لِسُلَيمَانَ يَا بنُيَ‌ّ إِيّاكَ وَ كَثرَةَ الضّحِكِ فَإِنّ كَثرَةَ الضّحِكِ تَترُكُ العَبدَ حَقِيراً يَومَ القِيَامَةِ يَا بنُيَ‌ّ عَلَيكَ بِطُولِ الصّمتِ إِلّا مِن خَيرٍ فَإِنّ النّدَامَةَ عَلَي طُولِ الصّمتِ مَرّةً وَاحِدَةً خَيرٌ مِنَ النّدَامَةِ عَلَي كَثرَةِ الكَلَامِ مَرّاتٍ يَا بنُيَ‌ّ لَو أَنّ الكَلَامَ كَانَ مِن فِضّةٍ كَانَ ينَبغَيِ‌ لِلصّمتِ أَن يَكُونَ مِن ذَهَبٍ


صفحه : 36

9- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدٍ التّمّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ القَاسِمِ الأنَباَريِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَنِ الحُسَينِ بنِ سُلَيمَانَ الزّاهِدِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ الطاّئيِ‌ّ الوَاعِظَ يَقُولُ سَمِعتُ وَهبَ بنَ مُنَبّهٍ يَقُولُ قَرَأتُ فِي زَبُورِ دَاوُدَ أَسطُراً مِنهَا مَا حَفِظتُ وَ مِنهَا مَا نَسِيتُ فَمَا حَفِظتُ قَولُهُ يَا دَاوُدُ اسمَع منِيّ‌ مَا أَقُولُ وَ الحَقّ أَقُولُ مَن أتَاَنيِ‌ وَ هُوَ يحُبِنّيِ‌ أَدخَلتُهُ الجَنّةَ يَا دَاوُدُ اسمَع عنَيّ‌ مَا أَقُولُ وَ الحَقّ أَقُولُ مَن أتَاَنيِ‌ وَ هُوَ مسُتحَي‌ٍ مِنَ المعَاَصيِ‌ التّيِ‌ عصَاَنيِ‌ بِهَا غَفَرتُهَا لَهُ وَ أَنسَيتُهَا حَافِظَيهِ يَا دَاوُدُ اسمَع منِيّ‌ مَا أَقُولُ وَ الحَقّ أَقُولُ مَن أتَاَنيِ‌ بِحَسَنَةٍ وَاحِدَةٍ أَدخَلتُهُ الجَنّةَ قَالَ دَاوُدُ يَا رَبّ وَ مَا هَذِهِ الحَسَنَةُ قَالَ مَن فَرّجَ عَن عَبدٍ مُسلِمٍ فَقَالَ دَاوُدُ إلِهَيِ‌ لِذَلِكَ لَا ينَبغَيِ‌ لِمَن عَرَفَكَ أَن يَقطَعَ رَجَاءَهُ مِنكَ

10- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَنِ الحَسَنِ بنِ حَمزَةَ العلَوَيِ‌ّ عَن مُحَمّدٍ الحمِيرَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن هَارُونَ عَنِ ابنِ زِيَادٍ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ فِي حِكمَةِ آلِ دَاوُدَ يَا ابنَ آدَمَ كَيفَ تَتَكَلّمُ بِالهُدَي وَ أَنتَ لَا تُفِيقُ عَنِ الرّدَي يَا ابنَ آدَمَ أَصبَحَ قَلبُكَ قَاسِياً وَ لِعَظَمَةِ اللّهِ نَاسِياً فَلَو كُنتَ بِاللّهِ عَالِماً وَ بِعَظَمَتِهِ عَارِفاً لَم تَزَل مِنهُ خَائِفاً وَ لِمَوعِدِهِ رَاجِياً وَيحَكَ كَيفَ لَا تَذكُرُ لَحدَكَ وَ انفِرَادَكَ فِيهِ وَحدَكَ

11- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن أَحمَدَ بنِ سَعِيدِ بنِ يَزِيدَ عَن مُحَمّدِ بنِ سَلَمَةَ الأمُوَيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ القَاسِمِ الأمُوَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ عَلَيهِمُ السّلَامُ قَالَ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ أَوحَي اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي إِلَي دَاوُدَ ع يَا دَاوُدُ إِنّ العَبدَ ليَأَتيِنيِ‌ بِالحَسَنَةِ يَومَ القِيَامَةِ فَأُحَكّمُهُ بِهَا فِي الجَنّةِ قَالَ دَاوُدُ ع يَا رَبّ وَ مَا هَذَا العَبدُ ألّذِي يَأتِيكَ بِالحَسَنَةِ يَومَ القِيَامَةِ فَتُحَكّمُهُ بِهَا فِي الجَنّةِ قَالَ عَبدٌ مُؤمِنٌ سَعَي فِي حَاجَةِ أَخِيهِ المُسلِمِ أَحَبّ قَضَاءَهَا قُضِيَت لَهُ أَم لَم تُقضَ


صفحه : 37

12-فس ،[تفسير القمي‌] وَ لَقَد كَتَبنا فِي الزّبُورِ مِن بَعدِ الذّكرِ قَالَ الكُتُبُ كُلّهَا ذِكرٌأَنّ الأَرضَ يَرِثُها عبِاديِ‌َ الصّالِحُونَ قَالَ القَائِمُ ع وَ أَصحَابُهُ قَالَ وَ الزّبُورُ فِيهِ مَلَاحِمُ وَ تَحمِيدٌ وَ تَمجِيدٌ وَ دُعَاءٌ

بيان قال المسعودي‌ أنزل الله عليه الزبور بالعبرانية مائة وخمسين سورة وجعله ثلاثة أثلاث فالثلث الأول فيه مايلقون من بختنصر و ما يكون من أمره في المستقبل و في الثلث الثاني‌ مايلقون من أهل الثور و في الثلث الثالث مواعظ وترغيب ليس فيه أمر و لانهي‌ و لاتحليل و لاتحريم

13-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن مَالِكِ بنِ عَطِيّةَ عَنِ الثمّاَليِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ اللّهَ تَعَالَي أَوحَي إِلَي دَاوُدَ ع أَن بَلّغ قَومَكَ أَنّهُ لَيسَ مِن عَبدٍ مِنهُم آمُرُهُ بطِاَعتَيِ‌ فيَطُيِعنُيِ‌ إِلّا كَانَ حَقّاً عَلَيّ أَن أُعِينَهُ عَلَي طاَعتَيِ‌ فَإِن سأَلَنَيِ‌ أَعطَيتُهُ وَ إِن دعَاَنيِ‌ أَجَبتُهُ وَ إِنِ اعتَصَمَ بيِ‌ عَصَمتُهُ وَ إِنِ استكَفاَنيِ‌ كَفَيتُهُ وَ إِن تَوَكّلَ عَلَيّ حَفِظتُهُ وَ إِن كَادَهُ جَمِيعُ خلَقيِ‌ كِدتُ دُونَهُ

14-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ ابنِ أَبَانٍ عَنِ ابنِ أُورَمَةَ وَ عَن عَلِيّ بنِ أَحمَدَ عَن مُحَمّدِ بنِ هَارُونَ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ مُوسَي عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن مُحَمّدِ بنِ مِحصَنٍ عَن يُونُسَ بنِ ظَبيَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ اللّهَ تَعَالَي أَوحَي إِلَي دَاوُدَ ع أَنّ العِبَادَ تَحَابّوا بِالأَلسُنِ وَ تَبَاغَضُوا بِالقُلُوبِ وَ أَظهَرُوا العَمَلَ لِلدّنيَا وَ أَبطَنُوا الغِشّ وَ الدّغَلَ

15-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِهَذَا الإِسنَادِ عَنِ ابنِ أُورَمَةَ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ رَفَعَهُ قَالَ أَوحَي اللّهُ تَعَالَي إِلَي دَاوُدَ ع اذكرُنيِ‌ فِي أَيّامِ سَرّائِكَ حَتّي أَستَجِيبَ لَكَ فِي أَيّامِ ضَرّائِكَ

16-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]الصّدُوقُ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ النّضرِ


صفحه : 38

عَن إِسرَائِيلَ رَفَعَهُ إِلَي النّبِيّص قَالَ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لِدَاوُدَ ع أحَبِنّيِ‌ وَ حبَبّنيِ‌ إِلَي خلَقيِ‌ قَالَ يَا رَبّ نَعَم أَنَا أُحِبّكَ فَكَيفَ أُحَبّبُكَ إِلَي خَلقِكَ قَالَ اذكُر أيَاَديِ‌ّ عِندَهُم فَإِنّكَ إِذَا ذَكَرتَ ذَلِكَ لَهُم أحَبَوّنيِ‌

17-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ الوَشّاءِ عَن عَلِيّ بنِ سُوقَةَ عَن عِيسَي الفَرّاءِ وَ أَبِي عَلِيّ العَطّارِ عَن رَجُلٍ عَنِ الثمّاَليِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ بَينَا دَاوُدُ ع جَالِسٌ وَ عِندَهُ شَابّ رَثّ الهَيئَةِ يُكثِرُ الجُلُوسَ عِندَهُ وَ يُطِيلُ الصّمتَ إِذ أَتَاهُ مَلَكُ المَوتِ فَسَلّمَ عَلَيهِ وَ أَحَدّ مَلَكُ المَوتِ النّظَرَ إِلَي الشّابّ فَقَالَ دَاوُدُ ع نَظَرتَ إِلَي هَذَا فَقَالَ نَعَم إنِيّ‌ أُمِرتُ بِقَبضِ رُوحِهِ إِلَي سَبعَةِ أَيّامٍ فِي هَذَا المَوضِعِ فَرَحِمَهُ دَاوُدُ فَقَالَ يَا شَابّ هَل لَكَ امرَأَةٌ قَالَ لَا وَ مَا تَزَوّجتُ قَطّ قَالَ دَاوُدُ ع فَأتِ فُلَاناً رَجُلًا كَانَ عَظِيمَ القَدرِ فِي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَقُل لَهُ إِنّ دَاوُدَ يَأمُرُكَ أَن تزُوَجّنَيِ‌ ابنَتَكَ وَ تُدخِلَهَا اللّيلَةَ وَ خُذ مِنَ النّفَقَةِ مَا تَحتَاجُ إِلَيهِ وَ كُن عِندَهَا فَإِذَا مَضَت سَبعَةُ أَيّامٍ فوَاَفنِيِ‌ فِي هَذَا المَوضِعِ فَمَضَي الشّابّ بِرِسَالَةِ دَاوُدَ ع فَزَوّجَهُ الرّجُلُ ابنَتَهُ وَ أَدخَلُوهَا عَلَيهِ وَ أَقَامَ عِندَهَا سَبعَةَ أَيّامٍ ثُمّ وَافَي دَاوُدَ يَومَ الثّامِنِ فَقَالَ لَهُ دَاوُدُ ع يَا شَابّ كَيفَ رَأَيتَ مَا كُنتَ فِيهِ قَالَ مَا كُنتُ فِي نِعمَةٍ وَ لَا سُرُورٍ قَطّ أَعظَمَ مِمّا كُنتُ فِيهِ قَالَ دَاوُدُ اجلِس فَجَلَسَ وَ دَاوُدُ يَنتَظِرُ أَن يُقبَضَ رُوحُهُ فَلَمّا طَالَ قَالَ انصَرِف إِلَي مَنزِلِكَ فَكُن مَعَ أَهلِكَ فَإِذَا كَانَ يَومُ الثّامِنِ فوَاَفنِيِ‌ هَاهُنَا فَمَضَي الشّابّ ثُمّ وَافَاهُ يَومَ الثّامِنِ وَ جَلَسَ عِندَهُ ثُمّ انصَرَفَ أُسبُوعاً آخَرَ ثُمّ أَتَاهُ وَ جَلَسَ فَجَاءَ مَلَكُ المَوتِ إِلَي دَاوُدَ ع فَقَالَ دَاوُدُ أَ لَستَ حدَثّتنَيِ‌ بِأَنّكَ أُمِرتَ بِقَبضِ رُوحِ هَذَا الشّابّ إِلَي سَبعَةِ أَيّامٍ قَالَ بَلَي فَقَالَ فَقَد مَضَت ثَمَانِيَةٌ وَ ثَمَانِيَةٌ وَ ثَمَانِيَةٌ قَالَ يَا دَاوُدُ إِنّ اللّهَ تَعَالَي رَحِمَهُ بِرَحمَتِكَ لَهُ فَأَخّرَ فِي أَجَلِهِ ثَلَاثِينَ سَنَةً

18-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ


صفحه : 39

أَبِي عُمَيرٍ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَنِ الحلَبَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَوحَي اللّهُ تَعَالَي إِلَي دَاوُدَ ع أَنّ خَلَادَةَ بِنتَ أَوسٍ بَشّرهَا بِالجَنّةِ وَ أَعلِمهَا أَنّهَا قَرِينَتُكَ فِي الجَنّةِ فَانطَلَقَ إِلَيهَا فَقَرَعَ البَابَ عَلَيهَا فَخَرَجَت وَ قَالَت هَل نَزَلَ فِيّ شَيءٌ قَالَ نَعَم قَالَت وَ مَا هُوَ قَالَ إِنّ اللّهَ تَعَالَي أَوحَي إلِيَ‌ّ وَ أخَبرَنَيِ‌ أَنّكِ قرَيِنتَيِ‌ فِي الجَنّةِ وَ أَن أُبَشّرَكِ بِالجَنّةِ قَالَت أَ وَ يَكُونُ اسمٌ وَافَقَ اسميِ‌ قَالَ إِنّكِ لَأَنتِ هيِ‌َ قَالَت يَا نبَيِ‌ّ اللّهِ مَا أُكَذّبُكَ وَ لَا وَ اللّهِ مَا أَعرِفُ مِن نفَسيِ‌ مَا وصَفَتنَيِ‌ بِهِ قَالَ دَاوُدُ ع أخَبرِيِنيِ‌ عَن ضَمِيرِكِ وَ سَرِيرَتِكِ مَا هُوَ قَالَت أَمّا هَذَا فَسَأُخبِرُكَ بِهِ أُخبِرُكَ أَنّهُ لَم يصُبِنيِ‌ وَجَعٌ قَطّ نَزَلَ بيِ‌ كَائِناً مَا كَانَ وَ مَا نَزَلَ ضُرّ بيِ‌ حَاجَةٌ وَ جُوعٌ كَائِناً مَا كَانَ إِلّا صَبَرتُ عَلَيهِ وَ لَم أَسأَلِ اللّهَ كَشفَهُ عنَيّ‌ حَتّي يُحَوّلَهُ اللّهُ عنَيّ‌ إِلَي العَافِيَةِ وَ السّعَةِ وَ لَم أَطلُب بِهَا بَدَلًا وَ شَكَرتُ اللّهَ عَلَيهَا وَ حَمِدتُهُ فَقَالَ دَاوُدُ ع فَبِهَذَا بَلَغتِ مَا بَلَغتِ ثُمّ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع وَ هَذَا دِينُ اللّهِ ألّذِي ارتَضَاهُ لِلصّالِحِينَ

19-ختص ،[الإختصاص ] قَالَ اللّهُ لِدَاوُدَ يَا دَاوُدُ احذَرِ القُلُوبَ المُعَلّقَةَ بِشَهَوَاتِ الدّنيَا فَإِنّ عُقُولَهَا مَحجُوبَةٌ عنَيّ‌

20-كا،[الكافي‌] أَبُو عَلِيّ الأشَعرَيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الكوُفيِ‌ّ عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَن سَعِيدِ بنِ يَسَارٍ عَن مَنصُورِ بنِ يُونُسَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ فِي حِكمَةِ آلِ دَاوُدَ ع عَلَي العَاقِلِ أَن يَكُونَ عَارِفاً بِزَمَانِهِ مُقبِلًا عَلَي شَأنِهِ حَافِظاً لِلِسَانِهِ

21-كا،[الكافي‌]عِدّةٌ مِن أَصحَابِنَا عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ القَاسِمِ عَن عَمرِو بنِ أَبِي المِقدَامِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ فِيمَا أَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَي دَاوُدَ ع يَا دَاوُدُ كَمَا أَنّ أَقرَبَ النّاسِ مِنَ اللّهِ المُتَوَاضِعُونَ كَذَلِكَ أَبعَدُ النّاسِ مِنَ اللّهِ المُتَكَبّرُونَ


صفحه : 40

22-كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن يُونُسَ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لِدَاوُدَ ع يَا دَاوُدُ بَشّرِ المُذنِبِينَ وَ أَنذِرِ الصّدّيقِينَ قَالَ كَيفَ أُبَشّرُ المُذنِبِينَ وَ أُنذِرُ الصّدّيقِينَ قَالَ يَا دَاوُدُ بَشّرِ المُذنِبِينَ أنَيّ‌ أَقبَلُ التّوبَةَ وَ أَعفُو عَنِ الذّنبِ وَ أَنذِرِ الصّدّيقِينَ أَن لَا يُعجَبُوا بِأَعمَالِهِم فَإِنّهُ لَيسَ عَبدٌ أَنصِبُهُ لِلحِسَابِ إِلّا هَلَكَ

23-إِرشَادُ القُلُوبِ، روُيِ‌َ أَنّ اللّهَ أَوحَي إِلَي دَاوُدَ ع مَن أَحَبّ حَبِيباً صَدّقَ قَولَهُ وَ مَن آنَسَ بِحَبِيبٍ قَبِلَ قَولَهُ وَ رضَيِ‌َ فِعلَهُ وَ مَن وَثِقَ بِحَبِيبٍ اعتَمَدَ عَلَيهِ وَ مَنِ اشتَاقَ إِلَي حَبِيبٍ جَدّ فِي السّيرِ إِلَيهِ يَا دَاوُدُ ذكِريِ‌ لِلذّاكِرِينَ وَ جنَتّيِ‌ لِلمُطِيعِينَ وَ زيِاَرتَيِ‌ لِلمُشتَاقِينَ وَ أَنَا خَاصّةٌ لِلمُطِيعِينَ

24- وَ إِنّ اللّهَ أَوحَي إِلَي دَاوُدَ قُل لِفُلَانٍ الجَبّارِ إنِيّ‌ لَم أَبعَثكَ لِتَجمَعَ الدّنيَا عَلَي الدّنيَا وَ لَكِن لِتَرُدّ عنَيّ‌ دَعوَةَ المَظلُومِ وَ تَنصُرَهُ فإَنِيّ‌ آلَيتُ عَلَي نفَسيِ‌ أَن أَنصُرَهُ وَ أَنتَصِرَ لَهُ مِمّن ظُلِمَ بِحَضرَتِهِ وَ لَم يَنصُرهُ

25- وَ أَوحَي اللّهُ إِلَي دَاوُدَ ع اشكرُنيِ‌ حَقّ شكُريِ‌ قَالَ إلِهَيِ‌ أَشكُرُكَ حَقّ شُكرِكَ وَ شكُريِ‌ إِيّاكَ نِعمَةٌ مِنكَ فَقَالَ الآنَ شكَرَتنَيِ‌ وَ قَالَ دَاوُدُ ع يَا رَبّ وَ كَيفَ كَانَ آدَمُ يَشكُرُكَ حَقّ شُكرِكَ وَ قَد جَعَلتَهُ أَبَ أَنبِيَائِكَ وَ صَفوَتَكَ وَ أَسجَدتَ لَهُ مَلَائِكَتَكَ فَقَالَ إِنّهُ عَرَفَ أَنّ ذَلِكَ مِن عنِديِ‌ فَكَانَ اعتِرَافُهُ بِذَلِكَ حَقّ شكُريِ‌

26- وَ روُيِ‌َ أَنّ دَاوُدَ ع خَرَجَ مُصحِراً مُنفَرِداً فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ يَا دَاوُدُ مَا لِي أَرَاكَ وَحدَانِيّاً فَقَالَ إلِهَيِ‌ اشتَدّ الشّوقُ منِيّ‌ إِلَي لِقَائِكَ وَ حَالَ بيَنيِ‌ وَ بَينَكَ خَلقُكَ


صفحه : 41

فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ ارجِع إِلَيهِم فَإِنّكَ إِن تأَتنِيِ‌ بِعَبدٍ آبِقٍ أُثبِتكَ فِي اللّوحِ حَمِيداً

27-نبه ،[تنبيه الخاطر] روُيِ‌َ أَنّهُ مَكتُوبٌ فِي حِكمَةِ آلِ دَاوُدَ حَقّ عَلَي العَاقِلِ أَن لَا يَغفُلَ عَن أَربَعِ سَاعَاتٍ فَسَاعَةٌ فِيهَا ينُاَجيِ‌ رَبّهُ وَ سَاعَةٌ فِيهَا يُحَاسِبُ نَفسَهُ وَ سَاعَةٌ يفُضيِ‌ إِلَي إِخوَانِهِ الّذِينَ يَصدُقُونَهُ عَن عُيُوبِ نَفسِهِ وَ سَاعَةٌ يخُلَيّ‌ بَينَ نَفسِهِ وَ لَذّتِهَا فِيمَا يَحِلّ وَ يُحمَدُ فَإِنّ هَذِهِ السّاعَةَ عَونٌ لِتِلكَ السّاعَاتِ

28-يه ،[ من لايحضره الفقيه ] فِي الصّحِيحِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ أَبِي البِلَادِ قَالَ كَانَتِ امرَأَةٌ عَلَي عَهدِ دَاوُدَ ع يَأتِيهَا رَجُلٌ يَستَكرِهُهَا عَلَي نَفسِهَا فَأَلقَي اللّهَ عَزّ وَ جَلّ فِي نَفسِهَا فَقَالَت لَهُ إِنّكَ لَا تأَتيِنيِ‌ مَرّةً إِلّا وَ عِندَ أَهلِكَ مَن يَأتِيهِم قَالَ فَذَهَبَ إِلَي أَهلِهِ فَوَجَدَ عِندَ أَهلِهِ رَجُلًا فَأَتَي بِهِ دَاوُدَ ع فَقَالَ يَا نبَيِ‌ّ اللّهِ أَتَي إلِيَ‌ّ مَا لَم يُؤتَ إِلَي أَحَدٍ قَالَ وَ مَا ذَاكَ قَالَ وَجَدتُ هَذَا الرّجُلَ عِندَ أهَليِ‌ فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَي دَاوُدَ قُل لَهُ كَمَا تَدِينُ تُدَانُ

29-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن مُفَضّلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَي دَاوُدَ ع مَا اعتَصَمَ بيِ‌ عَبدٌ مِن عبِاَديِ‌ دُونَ أَحَدٍ مِن خلَقيِ‌ عَرَفتُ ذَلِكَ مِن نِيّتِهِ ثُمّ تَكِيدُهُ السّمَاوَاتُ وَ الأَرضُ وَ مَن فِيهِنّ إِلّا جَعَلتُ لَهُ المَخرَجَ مِن بَينِهِنّ وَ مَا اعتَصَمَ عَبدٌ مِن عبِاَديِ‌ بِأَحَدٍ مِن خلَقيِ‌ عَرَفتُ ذَلِكَ مِن نِيّتِهِ إِلّا قَطَعتُ أَسبَابَ السّمَاوَاتِ مِن يَدَيهِ وَ أَسَختُ الأَرضَ مِن تَحتِهِ وَ لَم أُبَالِ بأِيَ‌ّ وَادٍ تَهَالَكَ


صفحه : 42

30-تم ،[فلاح السائل ] مُحَمّدُ بنُ الحَسَنِ عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَن سَلَمَةَ بنِ الخَطّابِ عَنِ القَاسِمِ بنِ يَحيَي عَن جَدّهِ الحَسَنِ عَن دَاوُدَ الرقّيّ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَوحَي اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي إِلَي دَاوُدَ ع قُل لِلجَبّارِينَ لَا يذَكرُوُنيِ‌ فَإِنّهُ لَا يذَكرُنُيِ‌ عَبدٌ إِلّا ذَكَرتُهُ وَ إِن ذكَرَوُنيِ‌ ذَكَرتُهُم فَلَعَنتُهُم

31-ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] ابنُ أَبِي البِلَادِ عَن سَعدٍ الإِسكَافِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ كَانَ فِي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ عَابِدٌ فَأُعجِبَ بِهِ دَاوُدُ ع فَأَوحَي اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي إِلَيهِ لَا يُعجِبكَ شَيءٌ مِن أَمرِهِ فَإِنّهُ مُرَاءٍ قَالَ فَمَاتَ الرّجُلُ فأَتُيِ‌َ دَاوُدُ فَقِيلَ لَهُ مَاتَ الرّجُلُ فَقَالَ ادفِنُوا صَاحِبَكُم قَالَ فَأَنكَرَت ذَلِكَ بَنُو إِسرَائِيلَ وَ قَالُوا كَيفَ لَم يَحضُرهُ قَالَ فَلَمّا غُسّلَ قَامَ خَمسُونَ رَجُلًا فَشَهِدُوا بِاللّهِ مَا يَعلَمُونَ مِنهُ إِلّا خَيراً فَلَمّا صَلّوا عَلَيهِ قَامَ خَمسُونَ رَجُلًا فَشَهِدُوا بِاللّهِ مَا يَعلَمُونَ إِلّا خَيراً فَلَمّا دَفَنُوهُ قَالَ فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَي دَاوُدَ ع مَا مَنَعَكَ أَن تَشهَدَ فُلَاناً قَالَ ألّذِي أطَلعَتنَيِ‌ عَلَيهِ مِن أَمرِهِ قَالَ إِن كَانَ لَكَذَلِكَ وَ لَكِن شَهِدَهُ قَومٌ مِنَ الأَحبَارِ وَ الرّهبَانِ فَشَهِدُوا لِي مَا يَعلَمُونَ إِلّا خَيراً فَأَجَزتُ شَهَادَتَهُم عَلَيهِ وَ غَفَرتُ لَهُ علِميِ‌ فِيهِ

32-ج ،[الإحتجاج ]يد،[التوحيد]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] عَنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدٍ النوّفلَيِ‌ّ عَنِ الرّضَا ع فِيمَا احتَجّ بِهِ عَلَي أَهلِ المِلَلِ قَالَ لِرَأسِ الجَالُوتِ قَالَ دَاوُدُ ع فِي زَبُورِهِ أللّهُمّ ابعَث مُقِيمَ السّنّةِ بَعدَ الفَترَةِ فَهَل تَعرِفُ نَبِيّاً أَقَامَ السّنّةَ بَعدَ الفَترَةِ غَيرَ مُحَمّدٍ

33-عدة،[عدة الداعي‌]فِيمَا أَوحَي اللّهُ إِلَي دَاوُدَ ع مَنِ انقَطَعَ إلِيَ‌ّ كَفَيتُهُ وَ مَن سأَلَنَيِ‌ أَعطَيتُهُ وَ مَن دعَاَنيِ‌ أَجَبتُهُ وَ إِنّمَا أُؤَخّرُ دَعوَتَهُ وَ هيِ‌َ مُعَلّقَةٌ وَ قَدِ استَجَبتُهَا حَتّي يَتِمّ قضَاَئيِ‌ فَإِذَا تَمّ قضَاَئيِ‌ أَنفَذتُ مَا سَأَلَ قُل لِلمَظلُومِ إِنّمَا أُؤَخّرُ دَعوَتَكَ وَ قَدِ استَجَبتُهَا لَكَ عَلَي


صفحه : 43

مَن ظَلَمَكَ لِضُرُوبٍ كَثِيرَةٍ غَابَت عَنكَ وَ أَنَا أَحكَمُ الحَاكِمِينَ إِمّا أَن تَكُونَ قَد ظَلَمتَ رَجُلًا فَدَعَا عَلَيكَ فَتَكُونُ هَذِهِ بِهَذِهِ لَا لَكَ وَ لَا عَلَيكَ وَ إِمّا أَن تَكُونَ لَكَ دَرَجَةٌ فِي الجَنّةِ لَا تَبلُغُهَا عنِديِ‌ إِلّا بِظُلمِهِ لَكَ لأِنَيّ‌ أَختَبِرُ عبِاَديِ‌ فِي أَموَالِهِم وَ أَنفُسِهِم وَ رُبّمَا أَمرَضتُ العَبدَ فَقَلّت صَلَاتُهُ وَ خِدمَتُهُ وَ لَصَوتُهُ إِذَا دعَاَنيِ‌ فِي كُربَتِهِ أَحَبّ إلِيَ‌ّ مِن صَلَاةِ المُصَلّينَ وَ لَرُبّمَا صَلّي العَبدُ فَأَضرِبُ بِهَا وَجهَهُ وَ أَحجُبُ عنَيّ‌ صَوتَهُ أَ تدَريِ‌ مَن ذَلِكَ يَا دَاوُدُ ذَلِكَ ألّذِي يُكثِرُ الِالتِفَاتَ إِلَي حُرَمِ المُؤمِنِينَ بِعَينِ الفِسقِ وَ ذَلِكَ ألّذِي حَدّثَتهُ نَفسُهُ لَو ولَيِ‌َ أَمراً لَضَرَبَ فِيهِ الأَعنَاقَ ظُلماً يَا دَاوُدُ نُح عَلَي خَطِيئَتِكَ كَالمَرأَةِ الثّكلَي عَلَي وَلَدِهَا لَو رَأَيتَ الّذِينَ يَأكُلُونَ النّاسَ بِأَلسِنَتِهِم وَ قَد بَسَطتُهَا بَسطَ الأَدِيمِ وَ ضَرَبتُ نوَاَحيِ‌َ أَلسِنَتِهِم بِمَقَامِعَ مِن نَارٍ ثُمّ سَلّطتُ عَلَيهِم مُوَبّخاً لَهُم يَقُولُ يَا أَهلَ النّارِ هَذَا فُلَانٌ السّلِيطُ فَاعرِفُوهُ كَم رَكعَةٍ طَوِيلَةٍ فِيهَا بُكَاءٌ بِخَشيَةٍ قَد صَلّاهَا صَاحِبُهَا لَا تسُاَويِ‌ عنِديِ‌ فَتِيلًا حِينَ نَظَرتُ فِي قَلبِهِ فَوَجَدتُهُ إِن سَلّمَ مِنَ الصّلَاةِ وَ بَرَزَت لَهُ امرَأَةٌ وَ عَرَضَت عَلَيهِ نَفسَهَا أَجَابَهَا وَ إِن عَامَلَهُ مُؤمِنٌ خَانَهُ

أَقُولُ قَالَ السّيّدُ قَدّسَ اللّهُ رُوحَهُ فِي كِتَابِ سَعدِ السّعُودِرَأَيتُ فِي زَبُورِ دَاوُدَ ع فِي السّورَةِ الثّانِيَةِ مَا هَذَا لَفظُهُ دَاوُدُ إنِيّ‌ جَعَلتُكَ خَلِيفَةً فِي الأَرضِ وَ جَعَلتُكَ مسُبَحّيِ‌ وَ نبَيِيّ‌ وَ سَيُتّخَذُ عِيسَي إِلَهاً مِن دوُنيِ‌ مِن أَجلِ مَا مَكّنتُ فِيهِ مِنَ القُوّةِ


صفحه : 44

وَ جَعَلتُهُ يحُييِ‌ المَوتَي بإِذِنيِ‌ دَاوُدُ صفِنيِ‌ لخِلَقيِ‌ بِالكَرَمِ وَ الرّحمَةِ وَ أنَيّ‌ عَلَي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ دَاوُدُ مَن ذَا ألّذِي انقَطَعَ إلِيَ‌ّ فَخَيّبتُهُ أَو مَن ذَا ألّذِي أَنَابَ إلِيَ‌ّ فَطَرَدتُهُ عَن بَابِ إنِاَبتَيِ‌ مَا لَكُم لَا تُقَدّسُونَ اللّهَ وَ هُوَ مُصَوّرُكُم وَ خَالِقُكُم عَلَي أَلوَانٍ شَتّي مَا لَكُم لَا تَحفَظُونَ طَاعَةَ اللّهِ آنَاءَ اللّيلِ وَ النّهَارِ وَ تَطرُدُونَ المعَاَصيِ‌َ عَن قُلُوبِكُم كَأَنّكُم لَا تَمُوتُونَ وَ كَأَنّ دُنيَاكُم بَاقِيَةٌ لَا تَزُولُ وَ لَا تَنقَطِعُ وَ لَكُم فِي الجَنّةِ عنِديِ‌ أَوسَعُ وَ أَخصَبُ لَو عَقَلتُم وَ تَفَكّرتُم وَ سَتَعلَمُونَ إِذَا حَضَرتُم وَ صِرتُم إلِيَ‌ّ أنَيّ‌ بِمَا تَعمَلُ الخَلقُ بَصِيرٌ سُبحَانَ خَالِقِ النّورِ وَ فِي السّورَةِ العَاشِرَةِ أَيّهَا النّاسُ لَا تَغفُلُوا عَنِ الآخِرَةِ وَ لَا تَغُرّنّكُمُ الحَيَاةُ لِبَهجَةِ الدّنيَا وَ نَضَارَتِهَا بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ لَو تَفَكّرتُم فِي مُنقَلَبِكُم وَ مَعَادِكُم وَ ذَكَرتُمُ القِيَامَةَ وَ مَا أَعدَدتُ فِيهَا لِلعَاصِينَ قَلّ ضَحِكُكُم وَ كَثُرَ بُكَاؤُكُم وَ لَكِنّكُم غَفَلتُم عَنِ المَوتِ وَ نَبَذتُم عهَديِ‌ وَرَاءَ ظُهُورِكُم وَ استَخفَفتُم بحِقَيّ‌ كَأَنّكُم لَستُم بِمُسِيئِينَ وَ لَا مُحَاسَبِينَ كَم تَقُولُونَ وَ لَا تَفعَلُونَ وَ كَم تَعِدُونَ فَتُخلِفُونَ وَ كَم تُعَاهِدُونَ فَتَنقُضُونَ لَو تَفَكّرتُم فِي خُشُونَةِ الثّرَي وَ وَحشَةِ القَبرِ وَ ظُلمَتِهِ لَقَلّ كَلَامُكُم وَ كَثُرَ ذِكرُكُم وَ اشتِغَالُكُم لِي إِنّ الكَمَالَ كَمَالُ الآخِرَةِ وَ أَمّا كَمَالُ الدّنيَا فَمُتَغَيّرٌ وَ زَائِلٌ لَا تَتَفَكّرُونَ فِي خَلقِ السّمَاوَاتِ وَ الأَرضِ وَ مَا أَعدَدتُ فِيهَا مِنَ الآيَاتِ وَ النّذُرِ وَ حَبَستُ الطّيرَ فِي جَوّ السّمَاءِ يُسَبّحنَ وَ يَسرَحنَ فِي رزِقيِ‌ وَ أَنَا الغَفُورُ الرّحِيمُ سُبحَانَ خَالِقِ النّورِ وَ فِي السّورَةِ السّابِعَةَ عَشَرَ دَاوُدُ اسمَع مَا أَقُولُ وَ مُر سُلَيمَانَ يَقُولُ بَعدَكَ إِنّ الأَرضَ أُورِثُهَا مُحَمّداً وَ أُمّتَهُ وَ هُم خِلَافُكُم وَ لَا تَكُونُ صَلَاتُهُم بِالطّنَابِيرِ وَ لَا يُقَدّسُونَ الأَوتَارَ فَازدَد مِن تَقدِيسِكَ وَ إِذَا زَمّرتُم بتِقَديِسيِ‌ فَأَكثِرُوا البُكَاءَ بِكُلّ سَاعَةٍ


صفحه : 45

دَاوُدُ قُل لبِنَيِ‌ إِسرَائِيلَ لَا تَجمَعُوا المَالَ مِنَ الحَرَامِ فإَنِيّ‌ لَا أَقبَلُ صَلَاتَهُم وَ اهجُر أَبَاكَ عَلَي المعَاَصيِ‌ وَ أَخَاكَ عَلَي الحَرَامِ وَ اتلُ عَلَي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ نَبَأَ رَجُلَينِ كَانَا عَلَي عَهدِ إِدرِيسَ فَجَاءَت لَهُمَا تِجَارَةٌ وَ قَد فُرِضَت عَلَيهِمَا صَلَاةٌ مَكتُوبَةٌ فَقَالَ الوَاحِدُ أَبدَأُ بِأَمرِ اللّهِ وَ قَالَ الآخَرُ أَبدَأُ بتِجِاَرتَيِ‌ وَ أَلحَقُ أَمرَ اللّهِ فَذَهَبَ هَذَا لِتِجَارَتِهِ وَ هَذَا لِصَلَاتِهِ فَأَوحَيتُ إِلَي السّحَابِ فَنَفَخَت وَ أَطلَقَت نَاراً وَ أَحَاطَت وَ اشتَغَلَ الرّجُلُ بِالسّحَابِ وَ الظّلمَةِ فَذَهَبَت تِجَارَتُهُ وَ صَلَاتُهُ وَ كُتِبَ عَلَي بَابِهِ انظُرُوا مَا تَصنَعُ الدّنيَا وَ التّكَاثُرُ بِصَاحِبِهِ دَاوُدُ إِنّ الكَبَائِرَ[التّكَاثُرَ] وَ الكِبرَ حَرَدٌ[حَربٌ] لَا يَتَغَيّرُ أَبَداً فَإِذَا رَأَيتَ ظَالِماً قَد رَفَعَتهُ الدّنيَا فَلَا تَغبِطهُ فَإِنّهُ لَا بُدّ لَهُ مِن أَحَدِ الأَمرَينِ إِمّا أَن أُسَلّطَ عَلَيهِ ظَالِماً أَظلَمَ مِنهُ فَيَنتَقِمَ مِنهُ وَ إِمّا أُلزِمَهُ رَدّ التّبِعَاتِ يَومَ القِيَامَةِ دَاوُدُ لَو رَأَيتَ صَاحِبَ التّبِعَاتِ قَد جُعِلَ فِي عُنُقِهِ طَوقٌ مِن نَارٍ فَحَاسِبُوا نُفُوسَكُم وَ أَنصِفُوا النّاسَ وَ دَعُوا الدّنيَا وَ زِينَتَهَا يَا أَيّهَا الغَفُولُ مَا تَصنَعُ بِدُنيَا يَخرُجُ مِنهَا الرّجُلُ صَحِيحاً وَ يَرجِعُ سَقِيماً وَ يَخرُجُ فَيَجبَي جِبَايَةً فَيُكَبّلُ بِالحَدِيدِ وَ الأَغلَالِ وَ يَخرُجُ الرّجُلُ صَحِيحاً فَيُرَدّ قَتِيلًا وَيحَكُم لَو رَأَيتُمُ الجَنّةَ وَ مَا أَعدَدتُ فِيهَا لأِوَليِاَئيِ‌ مِنَ النّعِيمِ لَمَا ذُقتُم دَوَاءَهَا بِشَهوَةٍ أَينَ المُشتَاقُونَ إِلَي لَذِيذِ الطّعَامِ وَ الشّرَابِ أَينَ الّذِينَ جَعَلُوا مَعَ الضّحِكِ بُكَاءً أَينَ الّذِينَ هَجَمُوا عَلَي مسَاَجدِيِ‌ فِي الصّيفِ وَ الشّتَاءِ انظُرُوا اليَومَ مَا تَرَي أَعيُنُكُم فَطَالَ مَا كُنتُم تَسهَرُونَ وَ النّاسُ نِيَامٌ فَاستَمتِعُوا اليَومَ مَا أَرَدتُم فإَنِيّ‌ قَد رَضِيتُ عَنكُم أَجمَعِينَ وَ لَقَد كَانَت أَعمَالُكُمُ الزّاكِيَةُ تَدفَعُ سخَطَيِ‌ عَن أَهلِ الدّنيَا يَا رِضوَانُ اسقِهِم مِنَ الشّرَابِ الآنَ فَيَشرَبُونَ وَ تَزدَادُ وُجُوهُهُم نَضرَةً فَيَقُولُ رِضوَانُ هَل تَدرُونَ لِمَ فَعَلتُ هَذَا لِأَنّهُ لَم تَطَأ فُرُوجُكُم فُرُوجَ الحَرَامِ وَ لَم


صفحه : 46

تَغبِطُوا المُلُوكَ وَ الأَغنِيَاءَ غَيرَ المَسَاكِينِ يَا رِضوَانُ أَظهِر لعِبِاَديِ‌ مَا أَعدَدتُ لَهُم ثَمَانِيَةَ أَلفِ ضِعفٍ يَا دَاوُدُ مَن تاَجرَنَيِ‌ فَهُوَ أَربَحُ التّاجِرِينَ وَ مَن صَرَعَتهُ الدّنيَا فَهُوَ أَخسَرُ الخَاسِرِينَ وَيحَكَ يَا ابنَ آدَمَ مَا أَقسَي قَلبَكَ أَبُوكَ وَ أُمّكَ يَمُوتَانِ وَ لَيسَ لَكَ عِبرَةٌ بِهِمَا يَا ابنَ آدَمَ أَ لَا تَنظُرُ إِلَي بَهِيمَةٍ مَاتَت فَانتَفَخَت وَ صَارَت جِيفَةً وَ هيِ‌َ بَهِيمَةٌ وَ لَيسَ لَهَا ذَنبٌ وَ لَو وُضِعَت أَوزَارُكَ عَلَي الجِبَالِ الرّاسِيَاتِ لَهَدّتهَا دَاوُدُ وَ عزِتّيِ‌ مَا شَيءٌ أَضَرّ عَلَيكُم مِن أَموَالِكُم وَ أَولَادِكُم وَ لَا أَشَدّهُ فِي قُلُوبِكُم فِتنَةً مِنهَا وَ العَمَلُ الصّالِحُ عنِديِ‌ مَرفُوعٌ وَ أَنَا بِكُلّ شَيءٍ مُحِيطٌ سُبحَانَ خَالِقِ النّورِ وَ فِي السّورَةِ الثّالِثَةِ وَ العِشرِينَ يَا بنَيِ‌ الطّينِ وَ المَاءِ المَهِينِ وَ بنَيِ‌ الغَفلَةِ وَ الغِرّةِ لَا تُكثِرُوا الِالتِفَاتَ إِلَي مَا حَرّمتُ عَلَيكُم فَلَو رَأَيتُم مجَاَريِ‌َ الذّنُوبِ لَاستَقذَرتُمُوهُ وَ لَو رَأَيتُمُ العَطِرَاتِ قَد عُوفِينَ مِن هَيَجَانِ الطّبَائِعِ فَهُنّ الرّاضِيَاتُ فَلَا يَسخَطنَ أَبَداً وَ هُنّ البَاقِيَاتُ فَلَا يَمُتنَ أَبَداً كُلّمَا اقتَضّهَا صَاحِبُهَا رَجَعَت بِكراً أَرطَبَ مِنَ الزّبدِ وَ أَحلَي مِنَ العَسَلِ بَينَ السّرِيرِ وَ الفِرَاشِ أَموَاجٌ تَتَلَاطَمُ مِنَ الخَمرِ وَ العَسَلِ كُلّ نَهَرٍ يَنفُذُ مِن آخَرَ وَيحَكَ إِنّ هَذَا لَهُوَ المُلكُ الأَكبَرُ وَ النّعِيمُ الأَطوَلُ وَ الحَيَاةُ الرّغِدَةُ وَ السّرُورُ الدّائِمُ وَ النّعِيمُ الباَقيِ‌ عنِديِ‌َ الدّهرُ كُلّهُ وَ أَنَا العَزِيزُ الحَكِيمُ سُبحَانَ خَالِقِ النّورِ وَ فِي الثّلَاثِينَ بنَيِ‌ آدَمَ رَهَائِنَ المَوتَي اعمَلُوا لِآخِرَتِكُم وَ اشتَرُوهَا بِالدّنيَا وَ لَا تَكُونُوا كَقَومٍ أَخَذُوهَا لَهواً وَ لَعِباً وَ اعلَمُوا أَنّ مَن قاَرضَنَيِ‌ نَمَت بِضَاعَتُهُ وَ تَوَفّرَ رِبحُهَا


صفحه : 47

وَ مَن قَارَضَ الشّيطَانَ قُرِنَ مَعَهُ مَا لَكُم تَتَنَافَسُونَ فِي الدّنيَا وَ تَعدِلُونَ عَنِ الحَقّ غَرّتكُم أَحسَابُكُم فَمَا حَسَبُ امر‌ِئٍ خُلِقَ مِنَ الطّينِ إِنّمَا الحَسَبُ عنِديِ‌ هُوَ التّقوَي بنَيِ‌ آدَمَ إِنّكُم وَ مَا تَعبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ فِي نَارِ جَهَنّمَ أَنتُم منِيّ‌ بُرَآءُ وَ أَنَا مِنكُم برَيِ‌ءٌ لَا حَاجَةَ لِي فِي عِبَادَتِكُم حَتّي تُسلِمُوا إِسلَاماً مُخلَصاً وَ أَنَا العَزِيزُ الحَكِيمُ سُبحَانَ خَالِقِ النّورِ وَ فِي السّادِسَةِ وَ الأَربَعِينَ بنَيِ‌ آدَمَ لَا تَستَخِفّوا بحِقَيّ‌ فَأَستَخِفّ بِكُم فِي النّارِ إِنّ أَكَلَةَ الرّبَا تُقَطّعُ أَمعَاؤُهُم وَ أَكبَادُهُم إِذَا نَاوَلتُمُ الصّدَقَاتِ فَاغسِلُوهَا بِمَاءِ اليَقِينِ فإَنِيّ‌ أَبسُطُ يمَيِنيِ‌ قَبلَ يَمِينِ الآخِذِ فَإِذَا كَانَت مِن حَرَامٍ حَذَفتُ بِهَا فِي وَجهِ المُتَصَدّقِ وَ إِن كَانَت مِن حَلَالٍ قُلتُ ابنُوا لَهُ قُصُوراً فِي الجَنّةِ وَ لَيسَتِ الرّئَاسَةُ رِئَاسَةَ المُلكِ إِنّمَا الرّئَاسَةُ رِئَاسَةُ الآخِرَةِ سُبحَانَ خَالِقِ النّورِ وَ فِي السّابِعَةِ وَ الأَربَعِينَ أَ تدَريِ‌ يَا دَاوُدُ لِمَ مَسَختُ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَجَعَلتُ مِنهُمُ القِرَدَةَ وَ الخَنَازِيرَ لِأَنّهُم إِذَا جَاءَ الغنَيِ‌ّ بِالذّنبِ العَظِيمِ سَاهَلُوهُ وَ إِذَا جَاءَ المِسكِينُ بِأَدنَي مِنهُ انتَقَمُوا مِنهُ وَجَبَت لعَنتَيِ‌ عَلَي كُلّ مُتَسَلّطٍ فِي الأَرضِ لَا يُقِيمُ الغنَيِ‌ّ وَ الفَقِيرَ بِأَحكَامٍ وَاحِدَةٍ إِنّكُم تَتّبِعُونَ الهَوَي فِي الدّنيَا أَينَ المَفَرّ منِيّ‌ إِذَا تَخَلّيتُ بِكُم كَم قَد نَهَيتُكُم عَنِ الِالتِفَاتِ إِلَي حُرَمِ المُؤمِنِينَ وَ طَالَت أَلسِنَتُكُم فِي أَعرَاضِ النّاسِ سُبحَانَ خَالِقِ النّورِ


صفحه : 48

وَ فِي الخَامِسَةِ وَ السّتّينَ أَفصَحتُم فِي الخُطبَةِ وَ قَصّرتُم فِي العَمَلِ فَلَو أَفصَحتُم فِي العَمَلِ وَ قَصّرتُم فِي الخُطبَةِ لَكَانَ أَرجَي لَكُم وَ لَكِنّكُم عَمَدتُم إِلَي آياَتيِ‌ فَاتّخَذتُمُوهَا هُزُءاً وَ إِلَي مظَاَلمِيِ‌ فَاشتَهَرتُم بِهَا وَ عَلِمتُم أَن لَا هَرَبَ منِيّ‌ وَ أَمِنتُم فَجَائِعَ الدّنيَا دَاوُدُ اتلُ عَلَي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ نَبَأَ رَجُلٍ دَانَت لَهُ أَقطَارُ الأَرضِ حَتّي استَوَي وَ سَعَي فِي الأَرضِ فَسَاداً وَ أَخمَدَ الحَقّ وَ أَظهَرَ البَاطِلَ وَ عَمّرَ الدّنيَا وَ حَصّنَ الحُصُونَ وَ حَبَسَ الأَموَالَ فَبَينَمَا هُوَ فِي غَضَارَةِ دُنيَاهُ إِذ أَوحَيتُ إِلَي زُنبُورٍ يَأكُلُ لَحمَةَ خَدّهِ وَ يَدخُلُ وَ ليَلدَغِ[يَلدَغُ]المَلِكَ فَدَخَلَ الزّنبُورُ وَ بَينَ يَدَيهِ سُتّارُهُ وَ وُزَرَاؤُهُ وَ أَعوَانُهُ فَضَرَبَ خَدّهُ فَتَوَرّمَت وَ تَفَجّرَت مِنهُ أَعيُنٌ دَماً وَ قَيحاً فثير[فَأُشِيرَ] عَلَيهِ بِقَطعٍ مِن لَحمِ وَجهِهِ حَتّي كَانَ كُلّ مَن يَجلِسُ عِندَهُ شَمّ مِنهُ نَتناً عَظِيماً حَتّي دُفِنَ جُثّةً بِلَا رَأسٍ فَلَو كَانَ لِلآدَمِيّينَ عِبرَةٌ تَردَعُهُم لَرَدَعَتهُم وَ لَكِنِ اشتَغَلُوا بِلَهوِ الدّنيَا وَ لَعِبِهِم فَذَرهُم يَخُوضُوا وَ يَلعَبُوا حَتّي يَأتِيَهُم أمَريِ‌ وَ لَا أُضِيعُ أَجرَ المُحسِنِينَ سُبحَانَ خَالِقِ النّورِ

أقول سيأتي‌ سائر مانقلنا من الزبور وسائر حكم داود ع في كتاب المواعظ إن شاء الله تعالي


صفحه : 49

باب 4-قصة أصحاب السبت

الآيات البقرة قال الله تعالي وَ لَقَد عَلِمتُمُ الّذِينَ اعتَدَوا مِنكُم فِي السّبتِ فَقُلنا لَهُم كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ فَجَعَلناها نَكالًا لِما بَينَ يَدَيها وَ ما خَلفَها وَ مَوعِظَةً لِلمُتّقِينَالنساءأَو نَلعَنَهُم كَما لَعَنّا أَصحابَ السّبتِ و قال تعالي قُلنا لَهُم لا تَعدُوا فِي السّبتِ وَ أَخَذنا مِنهُم مِيثاقاً غَلِيظاًأعراف وَ سئَلهُم عَنِ القَريَةِ التّيِ‌ كانَت حاضِرَةَ البَحرِ إِذ يَعدُونَ فِي السّبتِ إِذ تَأتِيهِم حِيتانُهُم يَومَ سَبتِهِم شُرّعاً وَ يَومَ لا يَسبِتُونَ لا تَأتِيهِم كَذلِكَ نَبلُوهُم بِما كانُوا يَفسُقُونَ وَ إِذ قالَت أُمّةٌ مِنهُم لِمَ تَعِظُونَ قَوماً اللّهُ مُهلِكُهُم أَو مُعَذّبُهُم عَذاباً شَدِيداً قالُوا مَعذِرَةً إِلي رَبّكُم وَ لَعَلّهُم يَتّقُونَ فَلَمّا نَسُوا ما ذُكّرُوا بِهِ أَنجَينَا الّذِينَ يَنهَونَ عَنِ السّوءِ وَ أَخَذنَا الّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذابٍ بَئِيسٍ بِما كانُوا يَفسُقُونَ فَلَمّا عَتَوا عَن ما نُهُوا عَنهُ قُلنا لَهُم كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَالنحل 124-إِنّما جُعِلَ السّبتُ عَلَي الّذِينَ اختَلَفُوا فِيهِ وَ إِنّ رَبّكَ لَيَحكُمُ بَينَهُم يَومَ القِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَختَلِفُونَتفسير قيل المعني إنما جعل السبت لعنة ومسخا علي الذين اختلفوا فيه فحرموه ثم استحلوه فمسخهم وقيل أي إنما فرض تعظيم السبت علي الذين اختلفوا في أمر الجمعة وهم اليهود وكانوا قدأمروا بتعظيم الجمعة فعدلوا عما أمروا به وقيل المختلفون هم اليهود والنصاري قال بعضهم السبت أعظم الأيام لأنه سبحانه فرغ فيه من خلق الأشياء و قال آخرون بل الأحد أعظم لأنه ابتدأ خلق الأشياء فيه ويؤيد الوسط ماسيأتي‌ من الخبر


صفحه : 50

1- ع ،[علل الشرائع ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ الحَجّالِ عَن عَلِيّ بنِ عُقبَةَ عَن رَجُلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ اليَهُودَ أُمِرُوا بِالإِمسَاكِ يَومَ الجُمُعَةِ فَتَرَكُوا يَومَ الجُمُعَةِ وَ أَمسَكُوا يَومَ السّبتِ فَحُرّمَ عَلَيهِمُ الصّيدُ يَومَ السّبتِ

شي‌،[تفسير العياشي‌] عن علي بن عقبة مثله

2-فس ،[تفسير القمي‌] إِنّ أَصحَابَ السّبتِ قَد كَانَ أَملَي اللّهُ لَهُم حَتّي أَثرَوا وَ قَالُوا إِنّ السّبتَ لَنَا حَلَالٌ وَ إِنّمَا كَانَ حُرّمَ عَلَي أَوّلِينَا وَ كَانُوا يُعَاقَبُونَ عَلَي استِحلَالِهِمُ السّبتَ فَأَمّا نَحنُ فَلَيسَ عَلَينَا حَرَامٌ وَ مَا زِلنَا بِخَيرٍ مُنذُ استَحلَلنَا وَ قَد كَثُرَت أَموَالُنَا وَ صَحّت أَبدَانُنَا ثُمّ أَخَذَهُمُ اللّهُ لَيلًا وَ هُم غَافِلُونَ

3-كا،[الكافي‌] الحُسَينُ بنُ مُحَمّدٍ عَن مُعَلّي بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الهمَدَاَنيِ‌ّ عَن سَمَاعَةَ بنِ مِهرَانَ عَنِ الكلَبيِ‌ّ النّسّابَةِ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَنِ الجرِيّ‌ّ فَقَالَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ مَسَخَ طَائِفَةً مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَمَا أَخَذَ مِنهُم بَحراً فَهُوَ الجرِيّ‌ّ وَ الزّمّيرُ وَ الماَرماَهيِ‌ وَ مَا سِوَي ذَلِكَ وَ مَا أَخَذَ مِنهُم بَرّاً فَالقِرَدَةُ وَ الخَنَازِيرُ وَ الوَبَرُ وَ الوَرَلُ وَ مَا سِوَي ذَلِكَ

بيان قال الجوهري‌ الورل دابة مثل الضب

4-كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ عَن آدَمَ بنِ إِسحَاقَ عَن عَبدِ الرّزّاقِ بنِ


صفحه : 51

مِهرَانَ عَنِ الحُسَينِ بنِ مَيمُونٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ قَالَ فَلَمّا استَجَابَ لِكُلّ نبَيِ‌ّ مَنِ استَجَابَ لَهُ مِن قَومِهِ مِنَ المُؤمِنِينَ جَعَلَ لِكُلّ نبَيِ‌ّ مِنهُم شِرعَةً وَ مِنهَاجاً وَ الشّرعَةُ وَ المِنهَاجُ سَبِيلٌ وَ سُنّةٌ وَ كَانَ مِنَ السّبِيلِ وَ السّنّةِ التّيِ‌ أَمَرَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِهَا مُوسَي أَن جَعَلَ عَلَيهِمُ السّبتَ وَ كَانَ مِن أَعظَمِ السّبتِ وَ لَم يَستَحِلّ أَن يَفعَلَ ذَلِكَ مِن خَشيَةِ اللّهِ مِن قَومِ ثَمُودَ سَبَقَتِ الحِيتَانُ إِلَيهِم يَومَ السّبتِ أَدخَلَهَا اللّهُ الجَنّةَ وَ مَنِ استَخَفّ بِحَقّهِ وَ استَحَلّ مَا حَرّمَ اللّهُ عَلَيهِ مِنَ العَمَلِ ألّذِي نَهَي اللّهُ عَنهُ فِيهِ أَدخَلَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ النّارَ وَ ذَلِكَ حَيثُ استَحَلّوا الحِيتَانَ وَ احتَبَسُوهَا وَ أَكَلُوهَا يَومَ السّبتِ غَضِبَ اللّهُ عَلَيهِم مِن غَيرِ أَن يَكُونَ أَشرَكُوا بِالرّحمَنِ وَ لَا شَكّوا فِي شَيءٍ مِمّا جَاءَ بِهِ مُوسَي ع قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ لَقَد عَلِمتُمُ الّذِينَ اعتَدَوا مِنكُم فِي السّبتِ فَقُلنا لَهُم كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَالخَبَرَ

5-فس ،[تفسير القمي‌]وَ سئَلهُم عَنِ القَريَةِ التّيِ‌ كانَت حاضِرَةَ البَحرِ إِذ يَعدُونَ فِي السّبتِ إِذ تَأتِيهِم حِيتانُهُم يَومَ سَبتِهِم شُرّعاً وَ يَومَ لا يَسبِتُونَ لا تَأتِيهِمفَإِنّهَا قَريَةٌ كَانَت لبِنَيِ‌ إِسرَائِيلَ قَرِيبَةٌ مِنَ البَحرِ وَ كَانَ المَاءُ يجَريِ‌ عَلَيهَا فِي المَدّ وَ الجَزرِ فَيَدخُلُ أَنهَارَهُم وَ زُرُوعَهُم وَ يَخرُجُ السّمَكُ مِنَ البَحرِ حَتّي يَبلُغَ آخِرَ زُرُوعِهِم وَ قَد كَانَ اللّهُ حَرّمَ عَلَيهِمُ الصّيدَ يَومَ السّبتِ فَكَانُوا يَضَعُونَ الشّبّاكَ فِي الأَنهَارِ لَيلَةَ الأَحَدِ وَ يَصِيدُونَ بِهَا السّمَكَ وَ كَانَ السّمَكُ يَخرُجُ يَومَ السّبتِ وَ يَومَ الأَحَدِ لَا يَخرُجُ وَ هُوَ قَولُهُإِذ تَأتِيهِم حِيتانُهُم يَومَ سَبتِهِم شُرّعاً وَ يَومَ لا يَسبِتُونَ لا تَأتِيهِمفَنَهَاهُم عُلَمَاؤُهُم عَن ذَلِكَ فَلَم يَنتَهُوا فَمُسِخُوا قِرَدَةً وَ خَنَازِيرَ وَ كَانَ العِلّةُ


صفحه : 52

فِي تَحرِيمِ الصّيدِ عَلَيهِم يَومَ السّبتِ أَنّ عِيدَ جَمِيعِ المُسلِمِينَ وَ غَيرِهِم كَانَ يَومَ الجُمُعَةِ فَخَالَفَ اليَهُودُ وَ قَالُوا عِيدُنَا السّبتُ فَحَرّمَ اللّهُ عَلَيهِمُ الصّيدَ يَومَ السّبتِ وَ مُسِخُوا قِرَدَةً وَ خَنَازِيرَ

حدَثّنَيِ‌ أَبِي عَنِ الحَسَنِ بنِ مَحبُوبٍ عَن عَلِيّ بنِ رِئَابٍ عَن أَبِي عُبَيدَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَوَجَدنَا فِي كِتَابِ عَلِيّ ع أَنّ قَوماً مِن أَهلِ أُبُلّةَ مِن قَومِ ثَمُودَ وَ أَنّ الحِيتَانَ كَانَت سَبَقَت إِلَيهِم يَومَ السّبتِ لِيَختَبِرَ اللّهُ طَاعَتَهُم فِي ذَلِكَ فَشَرَعَت إِلَيهِم يَومَ سَبتِهِم فِي نَادِيهِم وَ قُدّامَ أَبوَابِهِم فِي أَنهَارِهِم وَ سَوَاقِيهِم فَبَادَرُوا إِلَيهَا فَأَخَذُوا يَصطَادُونَهَا وَ لَبِثُوا فِي ذَلِكَ مَا شَاءَ اللّهُ لَا يَنهَاهُم عَنهَا الأَحبَارُ وَ لَا يَمنَعُهُمُ العُلَمَاءُ مِن صَيدِهَا ثُمّ إِنّ الشّيطَانَ أَوحَي إِلَي طَائِفَةٍ مِنهُم إِنّمَا نُهِيتُم عَن أَكلِهَا يَومَ السّبتِ وَ لَم تُنهَوا عَن صَيدِهَا فَاصطَادُوا يَومَ السّبتِ وَ كُلُوهَا فِيمَا سِوَي ذَلِكَ مِنَ الأَيّامِ فَقَالَت طَائِفَةٌ مِنهُمُ الآنَ نَصطَادُهَا فَعَتَت وَ انحَازَت طَائِفَةٌ أُخرَي مِنهُم ذَاتَ اليَمِينِ فَقَالُوا نَنهَاهُم عَن عُقُوبَةِ اللّهِ أَن تَتَعَرّضُوا بِخِلَافِ أَمرِهِ وَ اعتَزَلَت طَائِفَةٌ مِنهُم ذَاتَ اليَسَارِ


صفحه : 53

فَتَنَكّبَت[فَسَكَتَت]فَلَم تَعِظهُم فَقَالَت لِلطّائِفَةِ التّيِ‌ وَعَظَتهُملِمَ تَعِظُونَ قَوماً اللّهُ مُهلِكُهُم أَو مُعَذّبُهُم عَذاباً شَدِيداًفَقَالَتِ الطّائِفَةُ التّيِ‌ وَعَظَتهُممَعذِرَةً إِلي رَبّكُم وَ لَعَلّهُم يَتّقُونَ قَالَ فَقَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّفَلَمّا نَسُوا ما ذُكّرُوا بِهِيعَنيِ‌ لَمّا تَرَكُوا مَا وُعِظُوا بِهِ وَ مَضَوا عَلَي الخَطِيئَةِ فَقَالَتِ الطّائِفَةُ التّيِ‌ وَعَظَتهُم لَا وَ اللّهِ لَا نُجَامِعُكُم وَ لَا نُبَايِتُكُمُ اللّيلَةَ فِي مَدِينَتِكُم هَذِهِ التّيِ‌ عَصَيتُمُ اللّهَ فِيهَا مَخَافَةَ أَن يَنزِلَ بِكُمُ البَلَاءُ فَيَعُمّنَا مَعَكُم قَالَ فَخَرَجُوا عَنهُم مِنَ المَدِينَةِ مَخَافَةَ أَن يُصِيبَهُمُ البَلَاءُ فَنَزَلُوا قَرِيباً مِنَ المَدِينَةِ فَبَاتُوا تَحتَ السّمَاءِ فَلَمّا أَصبَحَ أَولِيَاءُ اللّهِ المُطِيعُونَ لِأَمرِ اللّهِ غَدَوا لِيَنظُرُوا مَا حَالُ أَهلِ المَعصِيَةِ فَأَتَوا بَابَ المَدِينَةِ فَإِذَا هُوَ مُصمَتٌ فَدَقّوهُ فَلَم يُجَابُوا وَ لَم يَسمَعُوا مِنهَا حِسّ أَحَدٍ فَوَضَعُوا سُلّماً عَلَي سُورِ المَدِينَةِ ثُمّ أَصعَدُوا رَجُلًا مِنهُم فَأَشرَفَ عَلَي المَدِينَةِ فَنَظَرَ فَإِذَا هُوَ بِالقَومِ قِرَدَةً يَتَعَاوَونَ فَقَالَ الرّجُلُ لِأَصحَابِهِ يَا قَومِ أَرَي وَ اللّهِ عَجَباً قَالُوا وَ مَا تَرَي قَالَ أَرَي القَومَ قَد صَارُوا قِرَدَةً يَتَعَاوَونَ لَهَا أَذنَابٌ فَكَسَرُوا البَابَ قَالَ فَعَرَفَتِ القِرَدَةُ أَنسَابَهَا مِنَ الإِنسِ وَ لَم تَعرِفِ الإِنسُ أَنسَابَهَا مِنَ القِرَدَةِ فَقَالَ القَومُ لِلقِرَدَةِ أَ لَم نَنهَكُم فَقَالَ عَلِيّ ع وَ اللّهِ ألّذِي فَلَقَ الحَبّةَ وَ بَرَأَ النّسَمَةَ إنِيّ‌ لَأَعرِفُ أَنسَابَهَا[أَشبَاهَهَا] مِن هَذِهِ الأُمّةِ لَا يُنكِرُونَ وَ لَا يُغَيّرُونَ[يُقِرّونَ][يَقِرّونَ]بَل تَرَكُوا مَا أُمِرُوا بِهِ فَتَفَرّقُوا وَ قَد قَالَ اللّهُ تَعَالَيفَبُعداً لِلقَومِ الظّالِمِينَ فَقَالَ اللّهُأَنجَينَا الّذِينَ يَنهَونَ عَنِ السّوءِ وَ أَخَذنَا الّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذابٍ بَئِيسٍ بِما كانُوا يَفسُقُونَ

توضيح قوله ليلة الأحد أي لئلا يرجع ماأتاهم يوم السبت لكنه مخالف لسائر الروايات والسير والظاهر أن فيه سقطا ولعله كان هكذا ليلة السبت ويصطادون يوم الأحد قوله ع إني‌ لأعرف أنسابها أي أشباهها مجازا أي أعرف جماعة من هذه الأمة أشباه الطائفة الذين لم ينهوا عن المنكر حتي مسخوا ويحتمل أن يكون


صفحه : 54

سماهم أنسابهم لتناسب طيناتهم و لايبعد أن يكون في الأصل أشباههم ويمكن إرجاع الضمير إلي هذه الأمة لكنه أبعد وأشد تكلفا. أقول قال السيد ابن طاوس رأيت في تفسير أبي العباس بن عقدة أنه روي عن علي بن الحسن عن عمرو بن عثمان عن الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب عن أبي عبيدة عن أبي جعفر ع مثله ثُمّ قَالَ إنِيّ‌ وَجَدتُ فِي نُسخَةِ حَدِيثٍ غَيرِ هَذَا

أَنّهُم كَانُوا ثَلَاثَ فِرَقٍ فِرقَةٌ بَاشَرَتِ المُنكَرَ وَ فِرقَةٌ أَنكَرَت عَلَيهِم وَ فِرقَةٌ دَاهَنَت أَهلَ المعَاَصيِ‌ فَلَم تُنكِر وَ لَم تُبَاشِرِ المَعصِيَةَ فَنَجّي اللّهُ الّذِينَ أَنكَرُوا وَ جَعَلَ الفِرقَةَ المُدَاهِنَةَ ذَرّاً وَ مَسَخَ الفِرقَةَ المُبَاشِرَةَ لِلمُنكَرِ قِرَدَةً ثُمّ قَالَ وَ لَعَلّ مَسخَ المُدَاهِنَةِ ذَرّاً لِتَصغِيرِهِم عَظَمَةَ اللّهِ وَ تَهوِينِهِم بِحُرمَةِ اللّهِ فَصَغّرَهُمُ اللّهُ

ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بالإسناد عن الصدوق عن ابن المتوكل عن الحميري‌ عن ابن عيسي عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن أبي عبيدةمثله مع اختصارشي‌،[تفسير العياشي‌] عن أبي عبيدةمثله

6-كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَن سَهلٍ عَن عَمرِو بنِ عُثمَانَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ المُغِيرَةِ عَن طَلحَةَ بنِ زَيدٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيفَلَمّا نَسُوا ما ذُكّرُوا بِهِ أَنجَينَا الّذِينَ يَنهَونَ عَنِ السّوءِ فَقَالَ كَانُوا ثَلَاثَةَ أَصنَافٍ صِنفٌ ائتَمَرُوا وَ أَمَرُوا فَنَجَوا وَ صِنفٌ ائتَمَرُوا وَ لَم يَأمُرُوا فَمُسِخُوا ذَرّاً وَ صِنفٌ لَم يَأتَمِرُوا وَ لَم يَأمُرُوا فَهَلَكُوا

بيان لعل المراد بهلاكهم صيرورتهم قردة

7-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِهَذَا الإِسنَادِ عَن أَبِي عُبَيدَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِ تَعَالَي


صفحه : 55

لُعِنَ الّذِينَ كَفَرُوا مِن بنَيِ‌ إِسرائِيلَ عَلي لِسانِ داوُدَ وَ عِيسَي ابنِ مَريَمَ فَقَالَ الخَنَازِيرُ عَلَي لِسَانِ دَاوُدَ ع وَ القِرَدَةُ عَلَي لِسَانِ عِيسَي ع وَ قَالَ إِنّ اليَهُودَ أُمِرُوا بِالإِمسَاكِ يَومَ الجُمُعَةِ فَتَرَكُوا وَ أَمسَكُوا يَومَ السّبتِ فَحُرّمَ عَلَيهِمُ الصّيدُ يَومَ السّبتِ فَعَمَدَ رِجَالٌ مِن سُفَهَاءِ القَريَةِ فَأَخَذُوا مِنَ الحِيتَانِ لَيلَةَ السّبتِ وَ بَاعُوا وَ لَم يَنزِل بِهِم عُقُوبَةٌ فَاستَبشَرُوا وَ فَعَلُوا ذَلِكَ سِنِينَ فَوَعَظَهُم طَوَائِفُ فَلَم يَسمَعُوا وَ قَالُوالِمَ تَعِظُونَ قَوماً اللّهُ مُهلِكُهُمفَأَصبَحُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ

8-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن عَبدِ الصّمَدِ بنِ بَرّارٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا الحَسَنِ ع يَقُولُ كَانَتِ القِرَدَةُ هُمُ اليَهُودُ الّذِينَ اعتَدَوا فِي السّبتِ فَمَسَخَهُمُ اللّهُ قُرُوداً

9-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ وَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِفَجَعَلناها نَكالًا لِما بَينَ يَدَيها وَ ما خَلفَها وَ مَوعِظَةً لِلمُتّقِينَ قَالَ لِمَا مَعَهَا يَنظُرُ إِلَيهَا مِن أَهلِ القُرَي وَ لِمَا خَلفَهَا قَالَ نَحنُ وَ لَنَا فِيهَا مَوعِظَةٌ

بيان هذاأحد الوجوه التي‌ ذكرت في تفسير الآية مرويا عن ابن عباس وغيره وقيل أي عقوبة للذنوب التي‌ تقدمت علي الاصطياد والذنوب التي‌ تأخرت عنه وقيل لما بين يديها من القري و ماخلفها من القري وسيأتي‌ تأويل آخر عن العسكري‌ ع

10-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَنِ الأَصبَغِ بنِ نُبَاتَةَ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ كَانَت مَدِينَةٌ حَاضِرَةَ البَحرِ فَقَالُوا لِنَبِيّهِم إِن كَانَ صَادِقاً فَليُحَوّلنَا رَبّنَا جِرّيثاً فَإِذَا المَدِينَةُ فِي وَسَطِ البَحرِ قَد غَرِقَت مِنَ اللّيلِ وَ إِذَا كُلّ رَجُلٍ مِنهُم مُسُوخاً جِرّيثاً يَدخُلُ الرّاكِبُ فِي فِيهَا

11-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن هَارُونَ بنِ عَبدِ العَزِيزِ رَفَعَهُ إِلَي أَحَدِهِم ع قَالَجَاءَ قَومٌ إِلَي


صفحه : 56

أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع بِالكُوفَةِ وَ قَالُوا لَهُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إِنّ هَذِهِ الجرَاَريِ‌ّ تُبَاعُ فِي أَسوَاقِنَا قَالَ فَتَبَسّمَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع ضَاحِكاً ثُمّ قَالَ قُومُوا لِأُرِيَكُم عَجَباً وَ لَا تَقُولُوا فِي وَصِيّكُم إِلّا خَيراً فَقَامُوا مَعَهُ فَأَتَوا شَاطِئَ الفُرَاتِ فَتَفَلَ فِيهِ تَفلَةً وَ تَكَلّمَ بِكَلِمَاتٍ فَإِذَا بِجِرّيثَةٍ رَافِعَةٍ رَأسَهَا فَاتِحَةٍ فَاهَا فَقَالَ لَهُ[لَهَا] أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مَن أَنتَ[ أَنتِ]الوَيلُ لَكَ[ لَكِ] وَ لِقَومِكَ[لِقَومِكِ] فَقَالَ[فَقَالَت]نَحنُ مِن أَهلِ القَريَةِ التّيِ‌ كَانَت حَاضِرَةَ البَحرِ إِذ يَقُولُ اللّهُ فِي كِتَابِهِإِذ تَأتِيهِم حِيتانُهُم يَومَ سَبتِهِم شُرّعاًالآيَةَ فَعَرَضَ اللّهُ عَلَينَا وَلَايَتَكَ فَقَعَدنَا عَنهَا فَمَسَخَنَا اللّهُ فَبَعضُنَا فِي البَرّ وَ بَعضُنَا فِي البَحرِ فَأَمّا الّذِينَ فِي البَحرِ فَنَحنُ الجرَاَريِ‌ّ وَ أَمّا الّذِينَ فِي البَرّ فَالضّبّ وَ اليَربُوعُ قَالَ ثُمّ التَفَتَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ إِلَينَا فَقَالَ أَ سَمِعتُم مَقَالَتَهَا قُلنَا أللّهُمّ نَعَم قَالَ وَ ألّذِي بَعَثَ مُحَمّداً بِالنّبُوّةِ لَتَحِيضُ كَمَا تَحِيضُ نِسَاؤُكُم

12-فس ،[تفسير القمي‌] فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِإِنّما جُعِلَ السّبتُ عَلَي الّذِينَ اختَلَفُوا فِيهِالآيَةَ وَ ذَلِكَ أَنّ مُوسَي أَمَرَ قَومَهُ أَن يَتَفَرّغُوا لِلّهِ فِي كُلّ سَبعَةِ أَيّامٍ يَوماً يَجعَلُهُ اللّهُ عَلَيهِم وَ هُمُ الّذِينَ اختَلَفُوا فِيهِ

13-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَالَ اللّهُ تَعَالَيوَ لَقَد عَلِمتُمُ الّذِينَ اعتَدَوا مِنكُم فِي السّبتِ لَمّا اصطَادُوا السّمَكَ فِيهِفَقُلنا لَهُم كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَمُبعَدِينَ عَن كُلّ خَيرٍفَجَعَلناهاتِلكَ المَسخَةَ التّيِ‌ أَخزَينَاهُم وَ لَعَنّاهُم بِهَانَكالًاعِقَاباً وَ رَدعاًلِما بَينَ يَدَيها بَينَ يدَيَ‌ِ المَسخَةِ مِن ذُنُوبِهِمُ المُوبِقَاتِ التّيِ‌ استَحَقّوا بِهَا العُقُوبَاتِوَ ما خَلفَهالِلقَومِ الّذِينَ شَاهَدُوهُم بَعدَ مَسخِهِم يَرتَدِعُونَ عَن مِثلِ أَفعَالِهِم لَمّا شَاهَدُوا مَا حَلّ بِهِم مِن عِقَابِنَاوَ مَوعِظَةً لِلمُتّقِينَالّذِينَ يَتّعِظُونَ بِهَا فَيُفَارِقُونَ المُخزِيَاتِ وَ يَعِظُونَ بِهَا النّاسَ وَ يُحَذّرُونَهُمُ المُردِيَاتِ

وَ قَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع كَانَ هَؤُلَاءِ قَوماً يَسكُنُونَ عَلَي شَاطِئِ بَحرٍ نَهَاهُمُ اللّهُ وَ أَنبِيَاؤُهُ عَنِ اصطِيَادِ السّمَكِ فِي يَومِ السّبتِ فَتَوَسّلُوا إِلَي حِيلَةٍ لِيُحِلّوا بِهَا لِأَنفُسِهِم مَا حَرّمَ


صفحه : 57

اللّهُ فَخَدّوا أَخَادِيدَ وَ عَمِلُوا طُرُقاً تؤُدَيّ‌ إِلَي حِيَاضٍ يَتَهَيّأُ لِلحِيتَانِ الدّخُولُ فِيهَا مِن تِلكَ الطّرُقِ وَ لَا يَتَهَيّأُ لَهَا الخُرُوجُ إِذَا هَمّت بِالرّجُوعِ فَجَاءَتِ الحِيتَانُ يَومَ السّبتِ جَارِيَةً عَلَي أَمَانِ اللّهِ لَهَا فَدَخَلَت فِي الأَخَادِيدِ وَ حَصَلَت فِي الحِيَاضِ وَ الغُدرَانِ فَلَمّا كَانَت عَشِيّةَ اليَومِ هَمّت بِالرّجُوعِ مِنهَا إِلَي اللّجَجِ لِتَأمَنَ صَائِدَهَا فَرَامَتِ الرّجُوعَ فَلَم تَقدِرُوا[تَقدِر]فَبَقِيَت لَيلَتَهَا فِي مَكَانٍ يَتَهَيّأُ أَخذُهَا بِلَا اصطِيَادٍ لِاستِرسَالِهَا فِيهِ وَ عَجزِهَا عَنِ الِامتِنَاعِ لِمَنعِ المَكَانِ لَهَا فَكَانُوا يَأخُذُونَهَا يَومَ الأَحَدِ وَ يَقُولُونَ مَا اصطَدنَا فِي السّبتِ وَ إِنّمَا اصطَدنَا فِي الأَحَدِ وَ كَذَبَ أَعدَاءُ اللّهِ بَل كَانُوا آخِذِينَ لَهَا بِأَخَادِيدِهِمُ التّيِ‌ عَمِلُوهَا يَومَ السّبتِ حَتّي كَثُرَ مِن ذَلِكَ مَالُهُم وَ ثَرَاؤُهُم وَ تَنَعّمُوا بِالنّسَاءِ وَ غَيرِهِنّ لِاتّسَاعِ أَيدِيهِم بِهِ فَكَانُوا فِي المَدِينَةِ نَيّفاً وَ ثَمَانِينَ أَلفاً فَعَلَ هَذَا مِنهُم سَبعُونَ أَلفاً وَ أَنكَرَ عَلَيهِمُ البَاقُونَ كَمَا نَصّ اللّهُ تَعَالَيوَ سئَلهُم عَنِ القَريَةِ التّيِ‌ كانَت حاضِرَةَ البَحرِ إِذ يَعدُونَ فِي السّبتِالآيَةَ وَ ذَلِكَ أَنّ طَائِفَةً مِنهُم وَعَظُوهُم وَ زَجَرُوهُم عَذَابَ اللّهِ وَ خَوّفُوهُم مِنِ انتِقَامِهِ وَ شَدِيدِ بَأسِهِ وَ حَذّرُوهُم فَأَجَابُوهُم عَن وَعظِهِملِمَ تَعِظُونَ قَوماً اللّهُ مُهلِكُهُمبِذُنُوبِهِم هَلَاكَ الِاصطِلَامِأَو مُعَذّبُهُم عَذاباً شَدِيداًفَأَجَابُوا القَائِلِينَ هَذَا لَهُممَعذِرَةً إِلي رَبّكُم هَذَا القَولُ مِنّا لَهُم مَعذِرَةٌ إِلَي رَبّكُم إِذ كَلّفَنَا الأَمرَ بِالمَعرُوفِ وَ


صفحه : 58

النهّي‌َ عَنِ المُنكَرِ فَنَحنُ نَنهَي عَنِ المُنكَرِ لِيَعلَمَ رَبّنَا مُخَالَفَتَنَا لَهُم وَ كَرَاهَتَنَا لِفِعلِهِم قَالُواوَ لَعَلّهُم يَتّقُونَ وَ نَعِظُهُم أَيضاً لَعَلّهُم تَنجَعُ فِيهِمُ المَوَاعِظُ فَيَتّقُوا هَذِهِ المُوبِقَةَ وَ يَحذَرُوا عُقُوبَتَهَا قَالَ اللّهُ تَعَالَيفَلَمّا عَتَواحَادّوا وَ أَعرَضُوا وَ تَكَبّرُوا عَن قَبُولِهِمُ الزّجرَعَن ما نُهُوا عَنهُ قُلنا لَهُم كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَمُبعَدِينَ عَنِ الخَيرِ مُقصَينَ قَالَ فَلَمّا نَظَرَ العَشَرَةُ آلَافٍ وَ النّيّفُ أَنّ السّبعِينَ أَلفاً لَا يَقبَلُونَ مَوَاعِظَهُم وَ لَا يَحفِلُونَ بِتَخوِيفِهِم إِيّاهُم وَ تَحذِيرِهِم لَهُم اعتَزَلُوهُم إِلَي قَريَةٍ أُخرَي قَرِيبَةٍ مِن قَريَتِهِم وَ قَالُوا إِنّا نَكرَهُ أَن يَنزِلَ بِهِم عَذَابُ اللّهِ وَ نَحنُ فِي خِلَالِهِم فَأَمسَوا لَيلَةً فَمَسَخَهُمُ اللّهُ كُلّهُم قِرَدَةً وَ بقَيِ‌َ بَابُ المَدِينَةِ مُغلَقاً لَا يَخرُجُ مِنهُم أَحَدٌ وَ لَا يَدخُلُ عَلَيهِم أَحَدٌ وَ تَسَامَعَ بِذَلِكَ أَهلُ القُرَي فَقَصَدُوهُم وَ تَسَنّمُوا حِيطَانَ البَلَدِ فَاطّلَعُوا عَلَيهِم فَإِذَا كُلّهُم رِجَالُهُم وَ نِسَاؤُهُم قِرَدَةٌ يَمُوجُ بَعضُهُم فِي بَعضٍ يَعرِفُ هَؤُلَاءِ النّاظِرُونَ مَعَارِفَهُم وَ قَرَابَاتِهِم وَ خُلَطَاءَهُم يَقُولُ المُطّلِعُ لِبَعضِهِم أَنتَ فُلَانٌ أَنتَ فُلَانٌ فَتَدمَعُ عَينُهُ وَ يُومِئُ بِرَأسِهِ أَن نَعَم فَمَا زَالُوا كَذَلِكَ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ ثُمّ بَعَثَ اللّهُ عَلَيهِم مَطَراً وَ رِيحاً فَجَرَفَتهُم إِلَي البَحرِ وَ مَا بقَيِ‌َ مَسخٌ بَعدَ ثَلَاثَةِ أَيّامٍ وَ أَمّا الّذِينَ تَرَونَ مِن هَذِهِ المُصَوّرَاتِ بِصُوَرِهَا فَإِنّمَا هيِ‌َ أَشبَاهُهَا لَا هيِ‌َ بِأَعيَانِهَا وَ لَا مِن نَسلِهَا ثُمّ قَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع إِنّ اللّهَ مَسَخَ هَؤُلَاءِ لِاصطِيَادِهِمُ السّمَكَ فَكَيفَ تَرَي عِندَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ حَالَ مَن قَتَلَ أَولَادَ رَسُولِ اللّهِ وَ هَتَكَ حُرمَتَهُ إِنّ اللّهَ تَعَالَي وَ إِن لَم


صفحه : 59

يَمسَخهُم فِي الدّنيَا فَإِنّ المُعَدّ لَهُم مِن عَذَابِ الآخِرَةِ أَضعَافُ عَذَابِ المَسخِ ثُمّ قَالَ ع أَمَا إِنّ هَؤُلَاءِ الّذِينَ اعتَدَوا فِي السّبتِ لَو كَانُوا حِينَ هَمّوا بِقَبِيحِ فِعَالِهِم سَأَلُوا رَبّهُم بِجَاهِ مُحَمّدٍ وَ آلِهِ الطّيّبِينَ أَن يَعصِمَهُم مِن ذَلِكَ لَعَصَمَهُم وَ كَذَلِكَ النّاهُونَ لَهُم لَو سَأَلُوا اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَن يَعصِمَهُم بِجَاهِ مُحَمّدٍ وَ آلِهِ الطّيّبِينَ لَعَصَمَهُم وَ لَكِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ لَم يُلهِمهُم ذَلِكَ وَ لَم يُوَفّقهُم لَهُ فَجَرَت مَعلُومَاتُ اللّهِ فِيهِم عَلَي مَا كَانَ سُطِرَ فِي اللّوحِ المَحفُوظِ

بيان قال الطبرسي‌ قدس الله روحه في قوله تعالي وَ لَقَد عَلِمتُمُ الّذِينَ اعتَدَوا مِنكُم فِي السّبتِ أي الذين جاوزوا ماأمروا به من ترك الصيد يوم السبت وكانت الحيتان تجتمع في يوم السبت لأمنها فحبسوها في السبت وأخذوها في الأحد فاعتدوا في السبت أي ظلموا وتجاوزوا ماحد لهم لأن صيدها هوحبسها. وروي‌ عن الحسن أنهم اصطادوا يوم السبت مستحلين بعد مانهوا عنه فَقُلنا لَهُم كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ هذاإخبار عن سرعة مسخه إياهم لا أن هناك أمرا ومعناه جعلناهم قردة كقوله فَقالَ لَها وَ لِلأَرضِ ائتِيا طَوعاً أَو كَرهاً. قال ابن عباس فمسخهم الله عقوبة لهم وكانوا يتعاوون وبقوا ثلاثة أيام لم يأكلوا و لم يشربوا و لم يتناسلوا ثم أهلكهم الله تعالي وجاءت ريح فهبت بهم فألقتهم في الماء و مامسخ الله أمة إلاأهلكها فهذه القردة والخنازير ليست من نسل أولئك ولكن مسخ أولئك علي صورة هؤلاء يدل عليه إجماع المسلمين علي أنه ليس في القردة والخنازير من هو من أولاد آدم و لوكانت من أولاد الممسوخين لكانت من بني‌ آدم و قال مجاهد لم يمسخوا قردة وإنما هومثل ضربه الله كما قال كَمَثَلِ الحِمارِ يَحمِلُ أَسفاراً وحكي‌ عنه أيضا أنه قال مسخت قلوبهم فجعلت كقلوب القردة لاتقبل وعظا و لاتتقي‌ زجرا وهذان القولان يخالفان الظاهر ألذي أكثر المفسرين عليه من غيرضرورة تدعو إليه .


صفحه : 60

و قوله خاسِئِينَ أي مبعدين عن الخير وقيل أذلاء صاغرين مطرودين و قال رحمه الله في قوله تعالي وَ سئَلهُم عَنِ القَريَةِ التّيِ‌ كانَت حاضِرَةَ البَحرِ أي مجاورة البحر وقريبة منه وهي‌ أبلة عن ابن عباس وقيل هي‌ مدين عنه أيضا وقيل الطبرية عن الزهري‌إِذ يَعدُونَ فِي السّبتِ أي يظلمون فيه بصيد السمك ويتجاوزون الحد في أمر السبت إِذ تَأتِيهِم حِيتانُهُم يَومَ سَبتِهِم شُرّعاً أي ظاهرة علي وجه الماء عن ابن عباس وقيل متتابعة عن الضحاك وقيل رافعة رءوسها قال الحسن كانت تشرع إلي أبوابهم مثل الكباش البيض لأنها كانت آمنة يومئذوَ يَومَ لا يَسبِتُونَ لا تَأتِيهِم أي و يوم لا يكون السبت كانت تغوص في الماء واختلف في أنهم كيف اصطادوا فقيل إنهم ألقوا الشبكة في الماء يوم السبت حتي كان يقع فيهاالسمك ثم كانوا لايخرجون الشبكة من الماء إلا يوم الأحد و هذاتسبب محظور و في رواية عكرمة عن ابن عباس اتخذوا الحياض فكانوا يسوقون الحيتان إليها و لايمكنها الخروج منها فيأخذونها يوم الأحد وقيل إنهم اصطادوها وتناولوها باليد في يوم السبت كَذلِكَ نَبلُوهُم أي مثل ذلك الاختبار الشديد نختبرهم بِما كانُوا يَفسُقُونَ أي بفسقهم وعصيانهم و علي المعني الآخر لاتأتيهم الحيتان مثل ذلك الإتيان ألذي كان منها يوم السبت ثم استأنف فقال نَبلُوهُم.وَ إِذ قالَت أُمّةٌ أي جماعةمِنهُم أي من بني‌ إسرائيل الذين لم يصطادوا وكانوا ثلاث فرق فرقة قانصة وفرقة ساكتة وفرقة واعظة فقال الساكتون للواعظين الناهين لِمَ تَعِظُونَ قَوماً اللّهُ مُهلِكُهُم أي يهلكهم الله و لم يقولوا ذلك كراهية لوعظهم ولكن لإياسهم أن يقبل هؤلاء القوم الوعظ فإن الأمر بالمعروف إنما يجب عندعدم اليأس عن القبول عن الجبائي‌ ومعناه ماينفع الوعظ ممن لايقبل و الله مهلكهم في الدنيا بمعصيتهم أَو مُعَذّبُهُم عَذاباً شَدِيداً في الآخرةقالُوا أي قال الواعظون في جوابهم


صفحه : 61

مَعذِرَةً إِلي رَبّكُممعناه موعظتنا إياهم معذرة إلي الله وتأدية لفرضه في النهي‌ عن المنكر لئلا يقول لنا لم لم تعظوهم وَ لَعَلّهُمبالوعظيَتّقُونَ ويرجعون فَلَمّا نَسُوا ما ذُكّرُوا بِهِ أي فلما ترك أهل القرية ماذكرهم الواعظون به و لم ينتهوا عن ارتكاب المعصية بصيد السمك أَنجَينَا الّذِينَ يَنهَونَ عَنِ السّوءِ أي خلصنا الذين ينهون عن المعصيةوَ أَخَذنَا الّذِينَ ظَلَمُواأنفسهم بِعَذابٍ بَئِيسٍ أي شديدبِما كانُوا يَفسُقُونَ أي بفسقهم و ذلك العذاب لحقهم قبل أن مسخوا قردة عن الجبائي‌ و لم يذكر حال الفرقة الثالثة هل كانت من الناجية أو من الهالكة. وروي‌ عن ابن عباس فيهم ثلاثة أقوال أحدها أنه نجت الفرقتان وهلكت الثالثة و به قال السدي‌ والثاني‌ أنه هلكت الفرقتان ونجت الفرقة الناهية و به قال ابن زيد وروي‌ ذلك عن أبي عبد الله ع والثالث التوقف فيه روي‌ عن عكرمة قال دخلت علي ابن عباس و بين يديه المصحف و هويبكي‌ ويقرأ هذه الآية ثم قال قدعلمت أن الله تعالي أهلك الذين أخذوا الحيتان وأنجي الذين نهوهم و لم أدر ماصنع بالذين لم ينهوهم و لم يواقعوا المعصية و هذاحالنا واختاره الجبائي‌ و قال الحسن إنه نجي الفرقة الثالثة لأنه ليس شيءأبلغ في الأمر بالمعروف والوعظ من ذكر الوعيد وهم قدذكروا الوعيد فقالوااللّهُ مُهلِكُهُم أَو مُعَذّبُهُم عَذاباً شَدِيداً و قال قتل المؤمن أعظم و الله من أكل الحيتان فَلَمّا عَتَوا عَن ما نُهُوا عَنهُ أي عن ترك مانهوا عنه يعني‌ لم يتركوا مانهوا عنه وتمردوا في الفساد والجرأة علي المعصية وأبوا أن يرجعوا عنهاقُلنا لَهُم كُونُوا قِرَدَةً أي جعلناهم قردةخاسِئِينَمبعدين مطرودين وإنما ذكر كن ليدل علي أنه سبحانه لايمتنع عليه شيء وأجاز الزجاج أن يكون قيل لهم ذلك بكلام سمعوه فيكون ذلك أبلغ في الآية النازلة بهم وحكي‌ ذلك عن أبي الهذيل قال قتادة صاروا قردة لها أذناب تعاووا بعد أن كانوا رجالا ونساء وقيل إنهم بقوا ثلاثة أيام ينظر إليهم الناس ثم هلكوا و لم يتناسلوا عن ابن عباس قال و لم يمكث مسخ فوق


صفحه : 62

ثلاثة أيام وقيل عاشوا سبعة أيام ثم ماتوا عن مقاتل وقيل إنهم توالدوا عن الحسن و ليس بالوجه لأن من المعلوم أن القردة ليست من أولاد آدم كما أن الكلاب ليست منهم وَ وَرَدَتِ الرّوَايَةُ عَنِ ابنِ مَسعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ اللّهَ تَعَالَي لَم يَمسَخ شَيئاً فَجَعَلَ لَهُ نَسلًا وَ عَقِباً

.القصة قيل كانت هذه القصة في زمن داود ع . و عن ابن عباس قال أمروا باليوم ألذي أمرتم به يوم الجمعة فتركوه واختاروا يوم السبت فابتلوا به وحرم عليهم فيه الصيد وأمروا بتعظيمه فكانت الحيتان تأتيهم يوم السبت شرعا بيضا سمانا حتي لايري الماء من كثرتها فمكثوا كذلك ماشاء الله لايصيدون ثم أتاهم الشيطان و قال إنما نهيتم عن أخذها يوم السبت فاتخذوا الحياض والشبكات فكانوا يسوقون الحيتان إليها يوم الجمعة ثم يأخذونها يوم الأحد و عن ابن زيد قال أخذ رجل منهم حوتا وربط في ذنبه خيطا وشده إلي الساحل ثم أخذه يوم الأحد وشواه فلاموه علي ذلك فلما لم يأته العذاب أخذوا ذلك وأكلوه وباعوه وكانوا نحوا من اثني‌ عشر ألفا فصار الناس ثلاث فرق علي ماتقدم ذكره فاعتزلتهم الفرقة الناهية و لم تساكنهم فأصبحوا يوما و لم يخرج من العاصية أحد فنظروا فإذاهم قردة ففتحوا الباب فدخلوا وكانت القردة تعرفهم وهم لايعرفونها فجعلت تبكي‌ فإذاقالوا لهم أ لم ننهكم قالت برءوسها أن نعم قال قتادة صارت الشبان قردة والشيوخ خنازير

14-كا،[الكافي‌]عِدّةٌ مِن أَصحَابِنَا عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ ابنِ رِئَابٍ عَن أَبِي عُبَيدَةَ الحَذّاءِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّلُعِنَ الّذِينَ كَفَرُوا مِن بنَيِ‌ إِسرائِيلَ عَلي لِسانِ داوُدَ وَ عِيسَي ابنِ مَريَمَ قَالَ الخَنَازِيرُ عَلَي لِسَانِ دَاوُدَ ع وَ القِرَدَةُ عَلَي لِسَانِ عِيسَي ابنِ مَريَمَ ع


صفحه : 63

شي‌،[تفسير العياشي‌] عن أبي عبيدة مثله

15-فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَن هَارُونَ بنِ مُسلِمٍ عَن مَسعَدَةَ بنِ صَدَقَةَ قَالَ سَأَلتُهُ عَن قَومٍ مِنَ الشّيعَةِ يَدخُلُونَ فِي أَعمَالِ السّلطَانِ وَ يَعمَلُونَ لَهُم وَ يَجبُونَ لَهُم وَ يُوَالُونَهُم قَالَ لَيسَ هُم مِنَ الشّيعَةِ وَ لَكِنّهُم مِن أُولَئِكَ ثُمّ قَرَأَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع هَذِهِ الآيَةَلُعِنَ الّذِينَ كَفَرُوا مِن بنَيِ‌ إِسرائِيلَ عَلي لِسانِ داوُدَ وَ عِيسَي ابنِ مَريَمَ إِلَي قَولِهِوَ لكِنّ كَثِيراً مِنهُم فاسِقُونَ قَالَ الخَنَازِيرُ عَلَي لِسَانِ دَاوُدَ وَ القِرَدَةُ عَلَي لِسَانِ عِيسَي

بيان اعلم أن تلك الروايات اتفقت علي خلاف ما هوالمشهور بين المفسرين والمؤرخين من كون المسخ ألذي كان في زمان داود ع بأنهم صاروا قردة وإنما مسخ أصحاب المائدة خنازير و قددل علي الجزء الأول قوله تعالي كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ والحمل علي سهو النساخ مع اتفاق التفسيرين والكافي‌ والقصص عليه بعيد والحمل علي غلط الرواة أيضا لايخلو من بعد ويمكن توجيهه بوجهين الأول أن لا يكون هذاالخبر إشارة إلي قصة أصحاب السبت بل إلي مسخ آخر وقع في زمان داود ع ولكن خبر القصص يأبي عنه إلابتكلف بعيد الثاني‌ أنه يمكن أن يكون مسخهم في الزمانين بالصنفين معا و يكون المقصود في الآية جعل بعضهم قردة و يكون التخصيص في الخبر لعدم توهم التخصيص في الآية مع كون الفرد الآخر مذكورا فيها و في الروايات المشهورة فلاحاجة إلي ذكره ويؤيده أن علي بن ابراهيم ذكر في الموضعين الصنفين معا. و قال البيضاوي‌ قيل أهل أبلة لمااعتدوا في السبت لعنهم الله علي لسان داود فمسخهم قردة وخنازير وأصحاب المائدة لماكفروا دعا عليهم عيسي ولعنهم فأصبحوا خنازير وكانوا خمسة آلاف رجل انتهي و قال الثعلبي‌ في أصحاب السبت قال قتادة


صفحه : 64

صار الشبان قرودا والشيوخ خنازير و مانجا إلاالذين نهوا. ثم اعلم أن الوجهين جاريان في خبري‌ العياشي‌ أعني‌ رواية ابن نباتة وهارون بن عبدالعزيز بأن يكونا إشارتين إلي قصة أخري و إن كان متعلقها تلك القرية التي‌ وقعت فيهاعقوبة السبت أوبأن يكونوا مسخوا بتلك الأصناف جميعا بتلك الأسباب كلها. و قال الطبرسي‌ رحمه الله قيل في معناه أقوال .أحدها أن معناه لعنوا علي لسان داود فصاروا قردة و علي لسان عيسي فصاروا خنازير وَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ البَاقِرُ ع أَمّا دَاوُدُ فَإِنّهُ لَعَنَ أَهلَ أُبُلّةَ لَمّا اعتَدَوا فِي سَبتِهِم وَ كَانَ اعتِدَاؤُهُم فِي زَمَانِهِ فَقَالَ أللّهُمّ أَلبِسهُمُ اللّعنَةَ مِثلَ الرّدَاءِ وَ مِثلَ المِنطَقَةِ عَلَي الحَقوَينِ فَمَسَخَهُمُ اللّهُ قِرَدَةً وَ أَمّا عِيسَي ع فَإِنّهُ لَعَنَ الّذِينَ أُنزِلَت عَلَيهِمُ المَائِدَةُ ثُمّ كَفَرُوا بَعدَ ذَلِكَ

. وثانيها ماقاله ابن عباس إنه يريد في الزبور و في الإنجيل ومعني هذا أن الله تعالي لعن في الزبور من يكفر من بني‌ إسرائيل و في الإنجيل كذلك . وثالثها أن يكون عيسي وداود ع أعلما أن محمدا نبي‌ مبعوث ولعنا من يكفر به انتهي . والأبّلة بضم الهمزة والباء المشددة موضع البصرة الآن وهي‌ إحدي الجنات الأربعة


صفحه : 65

أبواب قصص سليمان بن داود عليه السلام

باب 5-فضله ومكارم أخلاقه وجمل أحواله

الآيات النساءوَ أَوحَينا إِلي اِبراهِيمَ وَ إِسماعِيلَ وَ إِسحاقَ وَ يَعقُوبَ وَ الأَسباطِ وَ عِيسي وَ أَيّوبَ وَ يُونُسَ وَ هارُونَ وَ سُلَيمانَالأنعام وَ نُوحاً هَدَينا مِن قَبلُ وَ مِن ذُرّيّتِهِ داوُدَ وَ سُلَيمانَالأنبياءوَ لِسُلَيمانَ الرّيحَ عاصِفَةً تجَريِ‌ بِأَمرِهِ إِلي الأَرضِ التّيِ‌ بارَكنا فِيها وَ كُنّا بِكُلّ شَيءٍ عالِمِينَ وَ مِنَ الشّياطِينِ مَن يَغُوصُونَ لَهُ وَ يَعمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذلِكَ وَ كُنّا لَهُم حافِظِينَالنمل وَ لَقَد آتَينا داوُدَ وَ سُلَيمانَ عِلماً وَ قالَا الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي فَضّلَنا عَلي كَثِيرٍ مِن عِبادِهِ المُؤمِنِينَ وَ وَرِثَ سُلَيمانُ داوُدَ وَ قالَ يا أَيّهَا النّاسُ عُلّمنا مَنطِقَ الطّيرِ وَ أُوتِينا مِن كُلّ شَيءٍ إِنّ هذا لَهُوَ الفَضلُ المُبِينُسبأوَ لِسُلَيمانَ الرّيحَ غُدُوّها شَهرٌ وَ رَواحُها شَهرٌ وَ أَسَلنا لَهُ عَينَ القِطرِ وَ مِنَ الجِنّ مَن يَعمَلُ بَينَ يَدَيهِ بِإِذنِ رَبّهِ وَ مَن يَزِغ مِنهُم عَن أَمرِنا نُذِقهُ مِن عَذابِ السّعِيرِ يَعمَلُونَ لَهُ ما يَشاءُ مِن مَحارِيبَ وَ تَماثِيلَ وَ جِفانٍ كَالجَوابِ وَ قُدُورٍ راسِياتٍ اعمَلُوا آلَ داوُدَ شُكراً وَ قَلِيلٌ مِن عبِاديِ‌َ الشّكُورُص وَ لَقَد فَتَنّا سُلَيمانَ وَ أَلقَينا عَلي كُرسِيّهِ جَسَداً ثُمّ أَنابَ قالَ رَبّ اغفِر لِي وَ هَب لِي مُلكاً لا ينَبغَيِ‌ لِأَحَدٍ مِن بعَديِ‌ إِنّكَ أَنتَ الوَهّابُ فَسَخّرنا لَهُ الرّيحَ تجَريِ‌ بِأَمرِهِ رُخاءً حَيثُ أَصابَ وَ الشّياطِينَ كُلّ بَنّاءٍ وَ غَوّاصٍ وَ آخَرِينَ مُقَرّنِينَ فِي الأَصفادِ


صفحه : 66

هذا عَطاؤُنا فَامنُن أَو أَمسِك بِغَيرِ حِسابٍ وَ إِنّ لَهُ عِندَنا لَزُلفي وَ حُسنَ مَآبٍتفسير قال المفسرون الأَرضِ التّيِ‌ بارَكنا فِيهاهي‌ الشام ووجه وصف الريح تارة بالعاصفة وأخري بالرخاء بوجوه الأول أنها كانت تارة كذا وتارة كذا بحسب إرادته والثاني‌ أنها كانت في بدء الأمر عاصفة لرفع البساط وقلعه ثم كانت تصير رخاء عندتسييرها والثالث أن العصف عبارة عن سرعة سيرها والرخاوة عن كونها لينة طيبة في نفسها الرابع أن الرخاوة كناية عن انقيادها له في كل ماأمرها به . و قال الطبرسي‌ رحمه الله وقيل كانت الريح تجري‌ به في الغداة مسيرة شهر و في الرواح كذلك و كان يسكن بعلبك ويبني له بيت المقدس ويحتاج إلي الخروج إليها و إلي غيرها قال وهب و كان سليمان يخرج إلي مجلسه فتعكف عليه الطير ويقوم له الإنس والجن حتي يجلس علي سريره ويجتمع معه جنوده ثم تحمله الريح إلي حيث أراد. قوله تعالي مَن يَغُوصُونَ لَهُ أي في البحر فيخرجون له الجواهر واللآلي‌وَ يَعمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذلِكَ أي سوي ذلك من الأبنية كالمحاريب والتماثيل وغيرهماوَ كُنّا لَهُم حافِظِينَلئلا يهربوا منه ويمتنعوا عليه وقيل من أن يفسدوا ماعملوه . قوله عِلماً قال أي بالقضاء بين الخلق وبكلام الطير والدواب وَ وَرِثَ سُلَيمانُ فيه دلالة علي أن الأنبياء يورثون المال كتوريث غيرهم وقيل إنه ورثه علمه ونبوته وملكه دون سائر أولاده والصحيح عند أهل البيت ع هوالأول عُلّمنا مَنطِقَ الطّيرِ أهل العربية يقولون لايطلق النطق علي غيربني‌ آدم وإنما يقال الصوت


صفحه : 67

لأن النطق عبارة عن الكلام و لاكلام للطير إلا أنه لمافهم سليمان معني صوت الطير سماه منطقا مجازا وقيل إنه أراد حقيقة المنطق لأن من الطير ما له كلام يهجي‌ كالطوطي‌ و قال علي بن عيسي إن الطير كانت تكلم سليمان معجزة له كماأخبر عن الهدهد ومنطق الطير صوت يتفاهم به معانيها علي صيغة واحدة بخلاف منطق الناس ألذي يتفاهمون به المعاني‌ علي صيغ مختلفة ولذلك لم نفهم عنها مع طول مصاحبتها و لم تفهم هي‌ عنا لأن أفهامها مقصورة علي تلك الأمور المخصوصة و لماجعل سليمان يفهم عنها كان قدعلم منطقهاوَ أُوتِينا مِن كُلّ شَيءٍ أي من كل شيءيؤتي الأنبياء والملوك وقيل من كل شيءيطلبه طالب لحاجته إليه وانتفاعه به حَيثُ أَصابَ أي أراد من النواحي‌وَ الشّياطِينَ أي وسخرنا له الشياطين وَ آخَرِينَ مُقَرّنِينَ فِي الأَصفادِ أي وسخرنا له آخرين من الشياطين مشددين في الأغلال والسلاسل من الحديد و كان يجمع بين اثنين وثلاثة منهم في سلسلة لايمتنعون عليه إذاأراد ذلك بهم عندتمردهم وقيل إنه إنما كان يفعل ذلك بكفارهم فإذاآمنوا أطلقهم هذا أي ماتقدم من الملك عَطاؤُنا فَامنُن أَو أَمسِك أي فأعط من الناس من شئت وامنع من شئت بِغَيرِ حِسابٍ أي لاتحاسب يوم القيامة علي ماتعطي‌ وتمنع

1-فس ،[تفسير القمي‌] وَ لِسُلَيمانَ الرّيحَ عاصِفَةً قَالَ تجَريِ‌ مِن كُلّ جَانِبٍإِلي الأَرضِ التّيِ‌ بارَكنا فِيها قَالَ إِلَي بَيتِ المَقدِسِ وَ الشّامِ

2-ك ،[إكمال الدين ]القَطّانُ عَنِ السكّرّيِ‌ّ عَنِ الجوَهرَيِ‌ّ عَنِ ابنِ عُمَارَةَ عَن أَبِيهِ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ إِنّ دَاوُدَ ع أَرَادَ أَن يَستَخلِفَ سُلَيمَانَ ع لِأَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَوحَي إِلَيهِ يَأمُرُهُ بِذَلِكَ فَلَمّا أَخبَرَ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ ضَجّوا مِن ذَلِكَ وَ قَالُوا يَستَخلِفُ عَلَينَا


صفحه : 68

حَدَثاً وَ فِينَا مَن هُوَ أَكبَرُ مِنهُ فَدَعَا أَسبَاطَ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَقَالَ لَهُم قَد بلَغَتَنيِ‌ مَقَالَتُكُم فأَرَوُنيِ‌ عِصِيّكُم فأَيَ‌ّ عَصًا أَثمَرَت فَصَاحِبُهَا ولَيِ‌ّ الأَمرِ بعَديِ‌ فَقَالُوا رَضِينَا وَ قَالَ لِيَكتُب كُلّ وَاحِدٍ مِنكُم اسمَهُ عَلَي عَصَاهُ فَكَتَبُوا ثُمّ جَاءَ سُلَيمَانُ بِعَصَاهُ فَكَتَبَ عَلَيهَا اسمَهُ ثُمّ أُدخِلَت بَيتاً وَ أُغلِقَ البَابُ وَ حَرَسَهُ رُءُوسُ أَسبَاطِ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَلَمّا أَصبَحَ صَلّي بِهِمُ الغَدَاةَ ثُمّ أَقبَلَ فَفَتَحَ البَابَ فَأَخرَجَ عِصِيّهُم وَ قَد أَورَقَت عَصَا سُلَيمَانَ وَ قَد أَثمَرَت فَسَلّمُوا ذَلِكَ لِدَاوُدَ فَاختَبَرَهُ بِحَضرَةِ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَقَالَ لَهُ يَا بنُيَ‌ّ أَيّ شَيءٍ أَبرَدُ قَالَ عَفوُ اللّهِ عَنِ النّاسِ وَ عَفوُ النّاسِ بَعضُهُم عَن بَعضٍ قَالَ يَا بنُيَ‌ّ فأَيَ‌ّ شَيءٍ أَحلَي قَالَ المَحَبّةُ وَ هيِ‌َ رَوحُ اللّهِ فِي عِبَادِهِ فَافتَرّ دَاوُدُ ضَاحِكاً فَسَارَ بِهِ فِي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَقَالَ هَذَا خلَيِفتَيِ‌ فِيكُم مِن بعَديِ‌ ثُمّ أَخفَي سُلَيمَانُ بَعدَ ذَلِكَ أَمرَهُ وَ تَزَوّجَ بِامرَأَةٍ وَ استَتَرَ مِن شِيعَتِهِ مَا شَاءَ اللّهُ أَن يَستَتِرَ ثُمّ إِنّ امرَأَتَهُ قَالَت لَهُ ذَاتَ يَومٍ بأِبَيِ‌ أَنتَ وَ أمُيّ‌ مَا أَكمَلَ خِصَالَكَ وَ أَطيَبَ رِيحَكَ وَ لَا أَعلَمُ لَكَ خَصلَةً أَكرَهُهَا إِلّا أَنّكَ فِي مَئُونَةِ أَبِي فَلَو دَخَلتَ السّوقَ فَتَعَرّضتَ لِرِزقِ اللّهِ رَجَوتُ أَن لَا يُخَيّبَكَ فَقَالَ لَهَا سُلَيمَانُ إنِيّ‌ وَ اللّهِ مَا عَمِلتُ عَمَلًا قَطّ وَ لَا أُحسِنُهُ فَدَخَلَ السّوقَ فَجَالَ يَومَهُ ذَلِكَ ثُمّ رَجَعَ فَلَم يُصِب شَيئاً فَقَالَ لَهَا مَا أَصَبتُ شَيئاً قَالَت لَا عَلَيكَ إِن لَم يَكُنِ اليَومَ كَانَ غَداً فَلَمّا كَانَ مِنَ الغَدِ خَرَجَ إِلَي السّوقِ فَجَالَ فِيهِ فَلَم يَقدِر عَلَي شَيءٍ وَ رَجَعَ فَأَخبَرَهَا فَقَالَت يَكُونُ غَداً إِن شَاءَ اللّهُ فَلَمّا كَانَ فِي اليَومِ الثّالِثِ مَضَي حَتّي انتَهَي إِلَي سَاحِلِ البَحرِ فَإِذَا هُوَ بِصَيّادٍ فَقَالَ لَهُ هَل لَكَ أَن أُعِينَكَ وَ تُعطِيَنَا شَيئاً قَالَ نَعَم فَأَعَانَهُ فَلَمّا فَرَغَ أَعطَاهُ الصّيّادُ سَمَكَتَينِ فَأَخَذَهُمَا وَ حَمِدَ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ ثُمّ إِنّهُ شَقّ بَطنَ إِحدَاهُمَا فَإِذَا هُوَ بِخَاتَمٍ فِي بَطنِهَا فَأَخَذَهُ فَصَيّرَهُ فِي ثَوبِهِ وَ حَمِدَ اللّهَ وَ أَصلَحَ السّمَكَتَينِ وَ جَاءَ بِهِمَا إِلَي مَنزِلِهِ وَ فَرِحَتِ امرَأَتُهُ بِذَلِكَ وَ قَالَت لَهُ إنِيّ‌ أُرِيدُ أَن تَدعُوَ أبَوَيَ‌ّ حَتّي يَعلَمَا أَنّكَ قَد كَسَبتَ فَدَعَاهُمَا فَأَكَلَا مَعَهُ فَلَمّا فَرَغُوا قَالَ لَهُم هَل


صفحه : 69

تعَرفِوُنيِ‌ قَالُوا لَا وَ اللّهِ إِلّا أَنّا لَم نَرَ خَيراً مِنكَ فَأَخرَجَ خَاتَمَهُ فَلَبِسَهُ فَخَرّ عَلَيهِ الطّيرُ وَ الرّيحُ وَ غَشِيَهُ المُلكُ وَ حَمَلَ الجَارِيَةَ وَ أَبَوَيهَا إِلَي بِلَادِ إِصطَخرَ وَ اجتَمَعَت إِلَيهِ الشّيعَةُ وَ استَبشَرُوا بِهِ فَفَرّجَ اللّهُ عَنهُم مِمّا كَانُوا فِيهِ مِن حَيرَةِ غَيبَتِهِ فَلَمّا حَضَرَتهُ الوَفَاةُ أَوصَي إِلَي آصِفَ بنِ بَرخِيَا بِإِذنِ اللّهِ تَعَالَي ذِكرُهُ فَلَم يَزَل بَينَهُم يَختَلِفُ إِلَيهِ الشّيعَةُ وَ يَأخُذُونَ عَنهُ مَعَالِمَ دِينِهِم ثُمّ غَيّبَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ آصِفَ غَيبَةً طَالَ أَمَدُهَا ثُمّ ظَهَرَ لَهُم فبَقَيِ‌َ بَينَ قَومِهِ مَا شَاءَ اللّهُ ثُمّ إِنّهُ وَدّعَهُم فَقَالُوا لَهُ أَينَ المُلتَقَي قَالَ عَلَي الصّرَاطِ وَ غَابَ عَنهُم مَا شَاءَ اللّهُ وَ اشتَدّتِ البَلوَي عَلَي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ بِغَيبَتِهِ وَ تَسَلّطَ عَلَيهِم بُختَنَصّرُ أَقُولُ تَمَامُ الخَبَرِ فِي بَابِ قِصّةِ طَالُوتَ

ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ ابنِ أَبَانٍ عَنِ ابنِ أُورَمَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن حَنَانِ بنِ سَدِيرٍ عَن أَبِي الخَطّابِ عَنِ العَبدِ الصّالِحِ مِثلَهُ إِلَي قَولِهِ فَافتَرّ دَاوُدُ ضَاحِكاً

3- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] الحُسَينُ بنُ اِبرَاهِيمَ القزَويِنيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ وَهبَانَ عَن أَحمَدَ بنِ اِبرَاهِيمَ بنِ أَحمَدَ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الزعّفرَاَنيِ‌ّ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ سُلَيمَانَ ع لَمّا سُلِبَ مُلكَهُ خَرَجَ عَلَي وَجهِهِ فَضَافَ رَجُلًا عَظِيماً فَأَضَافَهُ وَ أَحسَنَ إِلَيهِ وَ نَزَلَ سُلَيمَانُ مِنهُ مَنزِلًا عَظِيماً لِمَا رَأَي مِن صَلَاتِهِ وَ فَضلِهِ قَالَ فَزَوّجَهُ بِنتَهُ فَقَالَ لَهُ بِنتُ الرّجُلِ حِينَ رَأَت مِنهُ مَا رَأَت بأِبَيِ‌ أَنتَ وَ أمُيّ‌ مَا أَطيَبَ رِيحَكَ وَ أَكمَلَ خِصَالَكَ لَا أَعلَمُ فِيكَ خَصلَةً أَكرَهُهَا إِلّا أَنّكَ فِي مَئُونَةِ أَبِي قَالَ فَخَرَجَ حَتّي أَتَي السّاحِلَ فَأَعَانَ صَيّاداً عَلَي سَاحِلِ البَحرِ فَأَعطَاهُ السّمَكَةَ التّيِ‌ وَجَدَ فِي بَطنِهَا خَاتَمَهُ

4-ج ،[الإحتجاج ] فِي حَدِيثِ الزّندِيقِ ألّذِي سَأَلَ الصّادِقَ ع عَن مَسَائِلَ كَانَ فِيمَا سَأَلَهُ


صفحه : 70

كَيفَ صَعِدَتِ الشّيَاطِينُ إِلَي السّمَاءِ وَ هُم أَمثَالُ النّاسِ فِي الخِلقَةِ وَ الكَثَافَةِ وَ قَد كَانُوا يَبنُونَ لِسُلَيمَانَ بنِ دَاوُدَ ع مِنَ البِنَاءِ مَا يَعجِزُ عَنهُ وُلدُ آدَمَ قَالَ ع غَلُظُوا لِسُلَيمَانَ كَمَا سُخّرُوا وَ هُم خَلقٌ رَقِيقٌ غِذَاؤُهُمُ التّنَسّمُ وَ الدّلِيلُ عَلَي ذَلِكَ صُعُودُهُم إِلَي السّمَاءِ لِاستِرَاقِ السّمعِ وَ لَا يَقدِرُ الجِسمُ الكَثِيفُ عَلَي الِارتِقَاءِ إِلَيهَا إِلّا بِسُلّمٍ أَو سَبَبٍ

5-كا،[الكافي‌]عِدّةٌ مِن أَصحَابِنَا عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ عَن أَبِيهِ أَو غَيرِهِ عَن سَعدِ بنِ سَعدٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ الجَهمِ عَن أَبِي الحَسَنِ ع قَالَ كَانَ لِسُلَيمَانَ بنِ دَاوُدَ ع أَلفُ امرَأَةٍ فِي قَصرٍ وَاحِدٍ ثَلَاثُ مِائَةٍ مَهِيرَةٌ وَ سَبعُمِائَةٍ سُرّيّةٌ

6-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ رَفَعَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ أَوّلَ مَنِ اتّخَذَ السّكّرَ سُلَيمَانُ بنُ دَاوُدَ ع

7-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]الصّدُوقُ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَنِ الثمّاَليِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ كَانَ مُلكُ سُلَيمَانَ مَا بَينَ الشّامَاتِ إِلَي بِلَادِ إِصطَخرَ

8-دَعَوَاتُ الراّونَديِ‌ّ، قَالَ الصّادِقُ ع كَانَ سُلَيمَانُ ع يُطعِمُ أَضيَافَهُ اللّحمَ بِالحُوّارَي وَ عِيَالَهُ الخُشكَارَ وَ يَأكُلُ هُوَ الشّعِيرَ غَيرَ مَنخُولٍ

بيان الخبز الحواري ألذي نخل مرة بعدمرة والخشكار لم أجده في أكثر كتب اللغة فكأنه معرب مولد و في كتب الطب وبعض كتب اللغة أنه الخبز المأخوذ من الدقيق غيرالمنخول وقيل إنه الخبز اليابس والأول هوالمراد هاهنا

9-نهج ،[نهج البلاغة] قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ لَو أَنّ أَحَداً يَجِدُ إِلَي البَقَاءِ سُلّماً أَو لِدَفعِ


صفحه : 71

المَوتِ سَبِيلًا لَكَانَ ذَلِكَ سُلَيمَانَ بنَ دَاوُدَ ع ألّذِي سُخّرَ لَهُ مُلكُ الجِنّ وَ الإِنسِ مَعَ النّبُوّةِ وَ عَظِيمِ الزّلفَةِ فَلَمّا استَوفَي طُعمَتَهُ وَ استَكمَلَ مُدّتَهُ رَمَتهُ قسِيِ‌ّ الفَنَاءِ بِنِبَالِ المَوتِ وَ أَصبَحَتِ الدّيَارُ مِنهُ خَالِيَةً وَ المَسَاكِنُ مُعَطّلَةً وَرِثَهَا قَومٌ آخَرُونَ

10-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ بِإِسنَادِهِ إِلَي زَيدٍ الشّحّامِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِ تَعَالَياعمَلُوا آلَ داوُدَ شُكراً قَالَ كَانُوا ثَمَانِينَ رَجُلًا وَ سَبعِينَ امرَأَةً مَا أَغَبّ المِحرَابَ رَجُلٌ وَاحِدٌ مِنهُم يصُلَيّ‌ فِيهِ وَ كَانُوا آلَ دَاوُدَ فَلَمّا قُبِضَ دَاوُدُ ع ولَيِ‌َ سُلَيمَانُ ع قَالَيا أَيّهَا النّاسُ عُلّمنا مَنطِقَ الطّيرِسَخّرَ اللّهُ لَهُ الجِنّ وَ الإِنسَ وَ كَانَ لَا يَسمَعُ بِمَلِكٍ فِي نَاحِيَةِ الأَرضِ إِلّا أَتَاهُ حَتّي يُذِلّهُ وَ يُدخِلَهُ فِي دِينِهِ وَ سَخّرَ الرّيحَ لَهُ فَكَانَ إِذَا خَرَجَ إِلَي مَجلِسِهِ عَكَفَ عَلَيهِ الطّيرُ وَ قَامَ الجِنّ وَ الإِنسُ وَ كَانَ إِذَا أَرَادَ أَن يَغزُوَ أَمَرَ بِمُعَسكَرِهِ فَضَرَبَ لَهُ بِسَاطاً مِنَ الخَشَبِ ثُمّ جَعَلَ عَلَيهِ النّاسَ وَ الدّوَابّ وَ آلَةَ الحَربِ كُلّهَا حَتّي إِذَا حَمَلَ مَعَهُ مَا يُرِيدُ أَمَرَ العَاصِفَ مِنَ الرّيحِ فَدَخَلَت تَحتَ الخَشَبِ فَحَمَلَهُ حَتّي ينَتهَيِ‌َ بِهِ إِلَي حَيثُ يُرِيدُ وَ كَانَ غُدُوّهَا شَهراً وَ رَوَاحُهَا شَهراً

بيان ماأغب المحراب أي لم يكونوا يأتون المحراب غبا بل كان كل منهم يواظبه


صفحه : 72

11-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي حَمزَةَ عَن الأَصبَغِ قَالَ خَرَجَ سُلَيمَانُ بنُ دَاوُدَ ع مِن بَيتِ المَقدِسِ مَعَ ثَلَاثِمِائَةِ أَلفِ كرُسيِ‌ّ عَن يَمِينِهِ عَلَيهَا الإِنسُ وَ ثَلَاثِمِائَةِ أَلفِ كرُسيِ‌ّ عَن يَسَارِهِ عَلَيهَا الجِنّ وَ أَمَرَ الطّيرَ فَأَظَلّتهُم وَ أَمَرَ الرّيحَ فَحَمَلَتهُم حَتّي وَرَدَت بِهِمُ المَدَائِنَ ثُمّ رَجَعَ وَ بَاتَ فِي إِصطَخرَ ثُمّ غَدَا فَانتَهَي إِلَي جَزِيرَةِ بَركَاوَانَ ثُمّ أَمَرَ الرّيحَ فَخَفَضَتهُم حَتّي كَادَت أَقدَامُهُم يُصِيبُهَا المَاءُ فَقَالَ بَعضُهُم لِبَعضٍ هَل رَأَيتُم مُلكاً أَعظَمَ مِن هَذَا فَنَادَي مَلَكٌ مِنَ السّمَاءِ لَثَوَابُ تَسبِيحَةٍ وَاحِدَةٍ أَعظَمُ مِمّا رَأَيتُم

فس ،[تفسير القمي‌] أبي عن ابن أبي نصر عن أبان عن أبي حمزة مثله

12-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَن أَبِي عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن أَبِي وَلّادٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ كَانَ لِسُلَيمَانَ ع حِصنٌ بَنَاهُ الشّيَاطِينُ لَهُ فِيهِ أَلفُ بَيتٍ فِي كُلّ بَيتٍ طَرُوقَةٌ مِنهُنّ سَبعُمِائَةِ أَمَةٍ قِبطِيّةٍ وَ ثَلَاثُمِائَةِ حُرّةٍ مَهِيرَةٍ فَأَعطَاهُ اللّهُ تَعَالَي قُوّةَ أَربَعِينَ رَجُلًا فِي مُبَاضَعَةِ النّسَاءِ وَ كَانَ يَطُوفُ بِهِنّ جَمِيعاً وَ يُسعِفُهُنّ قَالَ وَ كَانَ سُلَيمَانُ ع يَأمُرُ الشّيَاطِينَ فَتَحمِلُ لَهُ الحِجَارَةَ مِن مَوضِعٍ إِلَي مَوضِعٍ فَقَالَ لَهُم إِبلِيسُ كَيفَ أَنتُم قَالُوا مَا لَنَا طَاقَةٌ بِمَا نَحنُ


صفحه : 73

فِيهِ فَقَالَ إِبلِيسُ أَ لَيسَ تَذهَبُونَ بِالحِجَارَةِ وَ تَرجِعُونَ فَرَاغاً قَالُوا نَعَم قَالَ فَأَنتُم فِي رَاحَةٍ فَأَبلَغَتِ الرّيحُ سُلَيمَانَ مَا قَالَ إِبلِيسُ لِلشّيَاطِينِ فَأَمَرَهُم يَحمِلُونَ الحِجَارَةَ ذَاهِبِينَ وَ يَحمِلُونَ الطّينَ رَاجِعِينَ إِلَي مَوضِعِهَا فَتَرَاءَي لَهُم إِبلِيسُ فَقَالَ كَيفَ أَنتُم فَشَكَوا إِلَيهِ فَقَالَ أَ لَستُم تَنَامُونَ بِاللّيلِ قَالُوا بَلَي قَالَ فَأَنتُم فِي رَاحَةٍ فَأَبلَغَتِ الرّيحُ مَا قَالَتِ الشّيَاطِينُ وَ إِبلِيسُ فَأَمَرَهُم أَن يَعمَلُوا بِاللّيلِ وَ النّهَارِ فَمَا لَبِثُوا إِلّا يَسِيراً حَتّي مَاتَ سُلَيمَانُ وَ قَالَ خَرَجَ سُلَيمَانُ يسَتسَقيِ‌ وَ مَعَهُ الجِنّ وَ الإِنسُ فَمَرّ بِنَملَةٍ عَرجَاءَ نَاشِرَةً جَنَاحَهَا رَافِعَةً يَدَهَا وَ تَقُولُ أللّهُمّ إِنّا خَلقٌ مِن خَلقِكَ لَا غِنَي بِنَا عَن رِزقِكَ فَلَا تُؤَاخِذنَا بِذُنُوبِ بنَيِ‌ آدَمَ وَ اسقِنَا فَقَالَ سُلَيمَانُ ع لِمَن كَانَ مَعَهُ ارجِعُوا فَقَد شُفّعَ فِيكُم غَيرُكُم وَ فِي خَبَرٍ قَد كُفِيتُم بِغَيرِكُم

بيان قال الجوهري‌ طروقة الفحل أنثاه

13-سن ،[المحاسن ]اليقَطيِنيِ‌ّ عَنِ الدّهقَانِ عَن دُرُستَ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عَبدِ الحَمِيدِ عَن أَبِي الحَسَنِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع قَالَ مَا بَعَثَ اللّهُ نَبِيّاً قَطّ إِلّا عَاقِلًا وَ بَعضُ النّبِيّينَ أَرجَحُ مِن بَعضٍ وَ مَا استَخلَفَ دَاوُدُ سُلَيمَانَ حَتّي اختَبَرَ عَقلَهُ وَ استَخلَفَ دَاوُدُ سُلَيمَانَ وَ هُوَ ابنُ ثَلَاثَ عَشرَةَ سَنَةً وَ مَكَثَ فِي مُلكِهِ أَربَعِينَ سَنَةً وَ مَلَكَ ذُو القَرنَينِ وَ هُوَ ابنُ اثنتَيَ‌ عَشرَةَ سَنَةً وَ مَكَثَ فِي مُلكِهِ ثَلَاثِينَ سَنَةً

14-سن ،[المحاسن ] أَبِي وَ عَلِيّ بنُ عِيسَي الأنَصاَريِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ الديّلمَيِ‌ّ عَن أَبِي الحَسَنِ الثاّنيِ‌ ع قَالَ إِنّ سُلَيمَانَ بنَ دَاوُدَ ع أَتَتهُ امرَأَةٌ عَجُوزٌ مُستَعدِيَةً عَلَي


صفحه : 74

الرّيحِ فَدَعَا سُلَيمَانُ الرّيحَ فَقَالَ لَهَا مَا دَعَاكِ إِلَي مَا صَنَعتِ بِهَذِهِ المَرأَةِ قَالَت إِنّ رَبّ العِزّةِ بعَثَنَيِ‌ إِلَي سَفِينَةِ بنَيِ‌ فُلَانٍ لِأُنقِذَهَا مِنَ الغَرَقِ وَ كَانَت قَد أَشرَفَت عَلَي الغَرَقِ فَخَرَجتُ فِي سنُتّيِ‌ عَجلَي إِلَي مَا أمَرَنَيِ‌َ اللّهُ بِهِ وَ مَرَرتُ بِهَذِهِ المَرأَةِ وَ هيِ‌َ عَلَي سَطحِهَا فَعَثَرتُ بِهَا وَ لَم أُرِدهَا فَسَقَطَت فَانكَسَرَت يَدُهَا فَقَالَ سُلَيمَانُ يَا رَبّ بِمَا أَحكُمُ عَلَي الرّيحِ فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ يَا سُلَيمَانُ احكُم بِأَرشِ كَسرِ هَذِهِ المَرأَةِ عَلَي أَربَابِ السّفِينَةِ التّيِ‌ أَنقَذَتهَا الرّيحُ مِنَ الغَرَقِ فَإِنّهُ لَا يُظلَمُ لدَيَ‌ّ أَحَدٌ مِنَ العَالَمِينَ

15-سن ،[المحاسن ] عَلِيّ بنُ الحَكَمِ عَن أَبَانٍ عَن أَبِي العَبّاسِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِيَعمَلُونَ لَهُ ما يَشاءُ مِن مَحارِيبَ وَ تَماثِيلَ فَقَالَ وَ اللّهِ مَا هيِ‌َ تَمَاثِيلَ الرّجَالِ وَ النّسَاءِ وَ لَكِنِ الشّجَرِ وَ شِبهِهِ

كا،[الكافي‌]عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن داود بن الحصين عن الفضل بن العباس مثله

16-سر،[السرائر] مِن كِتَابِ أَبَانِ بنِ تَغلِبَ عَنِ ابنِ أَسبَاطٍ وَ ابنِ أَبِي نَجرَانَ وَ الوَشّاءِ جَمِيعاً عَن مُحَمّدِ بنِ حُمرَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَو عَن زُرَارَةَ عَنهُ ع قَالَ آخِرُ نبَيِ‌ّ يَدخُلُ الجَنّةَ سُلَيمَانُ بنُ دَاوُدَ ع وَ ذَلِكَ لِمَا أعُطيِ‌َ فِي الدّنيَا

17-مكا،[مكارم الأخلاق ] عَن زروان المدَاَئنِيِ‌ّ عَن أَبِي الحَسَنِ الثاّنيِ‌ ع قَالَ لَقَد كَانَ لِسُلَيمَانَ ع أَلفُ امرَأَةٍ فِي قَصرٍ ثَلَاثُمِائَةٍ مَهِيرَةٌ وَ سَبعُمِائَةٍ سُرّيّةٌ وَ كَانَ يُطِيفُ بِهِنّ فِي كُلّ يَومٍ وَ لَيلَةٍ


صفحه : 75

بيان طيف تطييفا أكثر الطواف و في بعض النسخ يطوف أي كان يأتيهن جميعا إما بالزيارة أوبالجماع أيضا

18-محص ،[التمحيص ] عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّ آخِرَ الأَنبِيَاءِ دُخُولًا إِلَي الجَنّةِ سُلَيمَانُ ع وَ ذَلِكَ لِمَا أعُطيِ‌َ مِنَ الدّنيَا

19-يه ،[ من لايحضره الفقيه ]بِإِسنَادِهِ الصّحِيحِ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ سُلَيمَانَ ع قَد حَجّ البَيتَ فِي الجِنّ وَ الإِنسِ وَ الطّيرِ وَ الرّيَاحِ وَ كَسَا البَيتَ القبَاَطيِ‌ّ

بيان القبطية ثوب ينسب إلي مصر والجمع قباطي‌ بالضم والكسر

20-يه ،[ من لايحضره الفقيه ]بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ أَوّلَ مَن كَسَا البَيتَ الثّيَابَ سُلَيمَانُ بنُ دَاوُدَ ع كَسَاهُ القبَاَطيِ‌ّ

21-فس ،[تفسير القمي‌] وَ لِسُلَيمانَ الرّيحَ غُدُوّها شَهرٌ وَ رَواحُها شَهرٌ قَالَ كَانَتِ الرّيحُ تَحمِلُ كرُسيِ‌ّ سُلَيمَانَ فَتَسِيرُ بِهِ فِي الغَدَاةِ مَسِيرَةَ شَهرٍ وَ باِلعشَيِ‌ّ مَسِيرَةَ شَهرٍوَ أَسَلنا لَهُ عَينَ القِطرِ أَيِ الصّفرِمَحارِيبَ وَ تَماثِيلَ قَالَ الشّجَرِوَ جِفانٍ كَالجَوابِ أَي جَفنَةٍ كَالحُفرَةِوَ قُدُورٍ راسِياتٍ أَي ثَابِتَاتٍ ثُمّ قَالَاعمَلُوا آلَ داوُدَ شُكراً قَالَ اعمَلُوا مَا تُشكَرُونَ عَلَيهِ

بيان يمكن قراءة تشكرون علي المعلوم والمجهول ولعل الأخير أظهر.تفسير قال الطبرسي‌ نور الله مضجعه وَ لِسُلَيمانَ الرّيحَ أي وسخرنا لسليمان الريح غُدُوّها شَهرٌ وَ رَواحُها شَهرٌ أي مسير غدو تلك الريح المسخرة له مسيرة شهر ومسير رواحها مسيرة شهر والمعني أنها كانت تسير في اليوم مسيرة شهرين للراكب قال قتادة كانت تغدو مسيرة شهر إلي نصف النهار وتروح مسيرة شهر إلي آخر النهار و قال الحسن كانت تغدو من


صفحه : 76

دمشق فيقيل بإصطخر من أرض أصفهان وبينهما مسيرة شهر للمسرع وتروح من إصطخر فتبيت بكابل وبينهما مسيرة شهر تحمله الريح مع جنوده أعطاه الله الريح بدلا من الصافنات الجيادوَ أَسَلنا لَهُ عَينَ القِطرِ أي أذبنا له عين النحاس وأظهرناها له قالوا جرت له عين الصفر ثلاثة أيام بلياليهن جعلها الله له كالماء وإنما يعمل الناس بما أعطي‌ لسليمان منه وَ مِنَ الجِنّ مَن يَعمَلُ بَينَ يَدَيهِ بِإِذنِ رَبّهِالمعني وسخرنا له من الجن من يعمل بحضرته وأمام عينه مايأمرهم به من الأعمال كمايعمل الآدمي‌ بين يدي‌ الآدمي‌ بأمر ربه تعالي و كان يكلفهم الأعمال الشاقة مثل عمل الطين وغيره و قال ابن عباس سخرهم الله لسليمان وأمرهم بطاعته فيما يأمرهم به و في هذادلالة علي أنه قد كان من الجن من هو غيرمسخر له وَ مَن يَزِغ مِنهُم عَن أَمرِنا نُذِقهُ مِن عَذابِ السّعِيرِالمعني و من يعدل من هؤلاء الجن الذين سخرناهم لسليمان عما أمرناهم به من طاعة سليمان نذقه من عذاب السعير أي عذاب النار في الآخرة عن أكثر المفسرين و في هذادلالة علي أنهم قدكانوا مكلفين وقيل معناه نذيقه العذاب في الدنيا و أن الله سبحانه وكل بهم ملكا بيده سوط من نار فمن زاغ منهم عن طاعة سليمان ضربه ضربة أحرقته يَعمَلُونَ لَهُ ما يَشاءُ مِن مَحارِيبَ وهي‌ البيوت الشريفة وقيل هي‌ القصور والمساجد يتعبد فيها عن قتادة والجبائي‌ قال و كان مما عملوه بيت المقدس و قد كان الله عز و جل سلط علي بني‌ إسرائيل الطاعون فهلك خلق كثير في يوم واحد فأمرهم داود ع أن يغتسلوا ويبرزوا إلي الصعيد بالذراري‌ والأهلين ويتضرعوا إلي الله تعالي لعله يرحمهم و ذلك صعيد بيت المقدس قبل بناء المسجد وارتفع داود ع فوق الصخرة فخر ساجدا يبتهل إلي الله سبحانه وسجدوا معه فلم يرفعوا رءوسهم حتي كشف الله عنهم الطاعون فلما أن شفع الله داود في بني‌ إسرائيل جمعهم داود بعدثلاث و قال لهم


صفحه : 77

إن الله تعالي قد من عليكم ورحمكم فجددوا له شكرا بأن تتخذوا من هذاالصعيد ألذي رحمكم فيه مسجدا ففعلوا وأخذوا في بناء بيت المقدس فكان داود ع ينقل الحجارة لهم علي عاتقه وكذلك خيار بني‌ إسرائيل حتي رفعوه قامة ولداود ع يومئذ سبع وعشرون ومائة سنة فأوحي الله تعالي إلي داود أن تمام بنائه يكون علي يد ابنه سليمان فلما صار داود ابن أربعين ومائة سنة توفاه الله واستخلف سليمان فأحب إتمام بيت المقدس فجمع الجن والشياطين فقسم عليهم الأعمال يخص كل طائفة منهم بعمل فأرسل الجن والشياطين في تحصيل الرخام والمها الأبيض الصافي‌ من معادنه وأمر ببناء المدينة من الرخام والصفاح وجعلها اثني‌ عشر ربضا وأنزل كل ربض منها سبطا من الأسباط فلما فرغ من بناء المدينة ابتدأ في بناء المسجد فوجه الشياطين فرقا فرقة يستخرجون الذهب واليواقيت من معادنها وفرقة يقلعون الجواهر والأحجار من أماكنها وفرقة يأتونه بالمسك والعنبر وسائر الطيب وفرقة يأتونه بالدر من البحار فأوتي‌ من ذلك بشي‌ء لايحصيه إلا الله تعالي ثم أحضر الصناع وأمرهم بنحت تلك الأحجار حتي صيروها ألواحا ومعالجة تلك الجواهر واللآلي‌ وبني سليمان المسجد بالرخام الأبيض والأصفر والأخضر وعمده بأساطين المَهَا الصافي‌ وسقفه بألواح الجواهر وفصص سقوفه وحيطانه باللآلي‌ واليواقيت والجواهر وبسط أرضه بألواح الفيروزج فلم يكن في الأرض بيت أبهي منه و لاأنور من ذلك المسجد كان يضي‌ء في الظلمة كالقمر ليلة البدر فلما فرغ منه جمع إليه خيار بني‌ إسرائيل فأعلمهم أنه بناه لله تعالي واتخذ ذلك اليوم ألذي فرغ منه عيدا فلم يزل بيت المقدس علي مابناه سليمان حتي إذاغزا بختنصر بني‌ إسرائيل فخرب المدينة وهدمها ونقض المسجد وأخذ ما في سقوفه وحيطانه من الذهب والدرر واليواقيت والجواهر فحملها إلي دار مملكته من أرض


صفحه : 78

العراق قال سعيد بن المسيب لمافرغ سليمان من بناء بيت المقدس تغلقت أبوابه فعالجها سليمان فلم تنفتح حتي قال في دعائه بصلوات أبي داود إلافتحت الأبواب ففرغ له سليمان عشرة آلاف من قراء بني‌ إسرائيل خمسة آلاف بالليل وخمسة آلاف بالنهار و لاتأتي‌ ساعة من ليل و لانهار إلا ويعبد الله فيهاوَ تَماثِيلَيعني‌ صورا من نحاس وشبه وزجاج ورخام كانت الجن تعملها. ثم اختلفوا فقال بعضهم كانت صورا للحيوانات و قال آخرون كانوا يعملون صور السباع والبهائم علي كرسيه ليكون أهيب له فذكروا أنهم صوروا أسدين أسفل كرسيه ونسرين فوق عمودي‌ كرسيه فكان إذاأراد أن يصعد علي الكرسي‌ بسط الأسدان ذراعيهما و إذاعلا علي الكرسي‌ نشر النسران أجنحتهما فظللاه من الشمس ويقال إن ذلك كان مما لايعرفه أحد من الناس فلما حاول بختنصر صعود الكرسي‌ بعدسليمان حين غلب علي بني‌ إسرائيل لم يعرف كيف كان يصعد سليمان ع فرفع الأسد ذراعيه فضرب ساقه فقدها فخر مغشيا عليه فما جسر أحد بعده أن يصعد ذلك الكرسي‌ قال الحسن و لم تكن يومئذ التصاوير محرمة وهي‌ محظورة في شريعة نبينا ع فإنه قال لعن الله المصورين ويجوز أن يكره ذلك في زمن دون زمن و قد بين الله سبحانه أن المسيح ع كان يصور بأمر الله من الطين كهيئة الطير و قال ابن عباس كانوا يعملون صور الأنبياء والعباد في المساجد ليقتدي بهم وَ روُيِ‌َ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ قَالَ وَ اللّهِ مَا هيِ‌َ تَمَاثِيلُ الرّجَالِ وَ النّسَاءِ وَ لَكِنّهَا الشّجَرُ وَ مَا أَشبَهَهُ

.وَ جِفانٍ كَالجَوابِ أي صحاف كالحياض التي‌ يجبي فيهاالماء أي يجمع و كان سليمان ع يصلح طعام جيشه في مثل هذه الجفان فإنه لم يمكنه أن يطعمهم في مثل قصع الناس لكثرتهم وقيل إنه كان يجمع علي كل جفنة ألف رجل يأكلون بين يديه وَ قُدُورٍ راسِياتٍ أي ثابتات لاتزلن عن أمكنتهن لعظمهن عن قتادة وكانت باليمن وقيل كانت عظيمة كالجبال يحملونها مع أنفسهم و كان سليمان ع يطعم جنده انتهي .


صفحه : 79

و قال صاحب الكامل لماتوفي‌ داود ع ملك بعده ابنه سليمان ع علي بني‌ إسرائيل و كان عمره ثلاث عشرة سنة وأتاه مع الملك النبوة وسخر له الجن والإنس والشياطين والطير والريح فكان إذاخرج من بيته إلي مجلسه عكفت عليه الطير وقام له الإنس والجن متي يجلس فيه وقيل إنه سخر له الريح والجن والشياطين والطير و غير ذلك بعد أن زال ملكه وأعاده الله إليه و كان أبيض جسيما كثير الشعر يلبس البياض و كان يأكل من كسبه و كان كثير الغزو و كان إذاأراد الغزو أمر فعمل بساط من خشب يسع عسكره فيركبون عليه هم ودوابهم و مايحتاجون إليه ثم أمر الريح فحملته فسار في غدوته مسيرة شهر و في روحته كذلك و كان له ثلاثمائة زوجة وسبعمائة سرية وأعطاه الله أخيرا أنه لايتكلم أحد بشي‌ء إلاحملته الريح فيعلم ما يقول انتهي

22-أَعلَامُ الدّينِ، قَالَ ابنُ شِهَابٍبَعَثَ سُلَيمَانُ بنُ دَاوُدَ ع بَعضَ عَفَارِيتِهِ وَ بَعَثَ مَعَهُ نَفَراً مِن أَصحَابِهِ فَقَالَ اذهَبُوا مَعَهُ وَ انظُرُوا مَا ذَا يَقُولُ فَمَرّوا بِهِ فِي السّوقِ فَرَفَعَ رَأسَهُ إِلَي السّمَاءِ وَ نَظَرَ إِلَي النّاسِ فَهَزّ رَأسَهُ وَ مَرّوا بِهِ عَلَي بَيتٍ يَبكُونَ عَلَي مَيّتٍ لَهُم فَضَحِكَ وَ مَرّوا بِهِ عَلَي الثّومِ يُكَالُ كَيلًا وَ عَلَي الفُلفُلِ يُوزَنُ وَزناً فَضَحِكَ وَ مَرّوا بِهِ عَلَي قَومٍ يَذكُرُونَ اللّهَ تَعَالَي وَ آخَرِينَ فِي بَاطِلٍ فَهَزّ رَأسَهُ ثُمّ رَدّوهُ إِلَي سُلَيمَانَ فَأَخبَرُوهُ بِمَا رَأَوا مِنهُ فَسَأَلَهُ سُلَيمَانُ ع أَ رَأَيتَ إِذ مَرّوا بِكَ فِي السّوقِ لِمَ رَفَعتَ رَأسَكَ إِلَي السّمَاءِ وَ نَظَرتَ إِلَي الأَرضِ وَ النّاسِ قَالَ عَجِبتُ مِنَ المَلَائِكَةِ عَلَي رُءُوسِ النّاسِ مَا أَسرَعَ مَا يَكتُبُونَ وَ مِنَ النّاسِ مَا أَسرَعَ مَا يَمَلّونَ قَالَ وَ مَرَرتُ عَلَي أَهلِ بَيتٍ يَبكُونَ عَلَي مَيّتٍ وَ قَد أَدخَلَهُ اللّهُ الجَنّةَ فَضَحِكتُ قَالَ وَ مَرَرتُ عَلَي الثّومِ يُكَالُ كَيلًا وَ مِنهُ التّريَاقُ


صفحه : 80

وَ عَلَي الفُلفُلِ يُوزَنُ وَزناً وَ هُوَ الدّاءُ فَتَعَجّبتُ وَ نَظَرتُ إِلَي قَومٍ يَذكُرُونَ اللّهَ وَ آخَرِينَ فِي بَاطِلٍ فَتَعَجّبتُ وَ ضَحِكتُ

أقول قدمر في الباب الأول وغيره في خبر الشامي‌ أن سليمان ع ممن ولد من الأنبياء مختونا و في الباب الثاني‌ عن الرضا ع أنه كان نقش خاتمه سبحان من ألجم الجن بكلماته و في أبواب قصص داود ع بعض مايتعلق بأحواله

23- وَ قَالَ الطبّرسِيِ‌ّ،رَحِمَهُ اللّهُ رَوَي الواَحدِيِ‌ّ بِالإِسنَادِ عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ أعُطيِ‌َ سُلَيمَانُ بنُ دَاوُدَ مُلكَ مَشَارِقِ الأَرضِ وَ مَغَارِبِهَا فَمَلَكَ سَبعَمِائَةِ سَنَةٍ وَ سَبعَةَ أَشهُرٍ مُلكَ أَهلِ الدّنيَا كُلّهِم مِنَ الجِنّ وَ الإِنسِ وَ الشّيَاطِينِ وَ الدّوَابّ وَ الطّيرِ وَ السّبَاعِ وَ أعُطيِ‌َ عِلمَ كُلّ شَيءٍ وَ مَنطِقَ كُلّ شَيءٍ وَ فِي زَمَانِهِ صُنِعَتِ الصّنَائِعُ المُعجِبَةُ التّيِ‌ سَمِعَ بِهَا النّاسُ وَ ذَلِكَ قَولُهُعُلّمنا مَنطِقَ الطّيرِ وَ أُوتِينا مِن كُلّ شَيءٍ إِنّ هذا لَهُوَ الفَضلُ المُبِينُ

أقول هذاالخبر غريب من حيث اشتماله علي ملك المشارق والمغارب وكون ملكه سبعمائة سنة ومخالف للأخبار المعتبرة من الجهتين معا لكن سيأتي‌ من إكمال الدين في باب وفاته ع مايؤيد الثاني‌. ثم قال رحمه الله قال محمد بن كعب بلغنا أن سليمان بن داود ع كان عسكره مائة فرسخ خمسة وعشرون للإنس وخمسة وعشرون للجن وخمسة وعشرون للوحش وخمسة وعشرون للطير و كان له ألف بيت من القوارير علي الخشب فيهاثلاثمائة مهيرة وسبعمائة سرية فيأمر الريح العاصف فترفعه ويأمر الرخاء فتسير به فأوحي الله تعالي إليه و هويسير بين السماء و الأرض أني‌ قدزدت في ملكك أنه لايتكلم أحد من


صفحه : 81

الخلائق بشي‌ء إلاجاءت به الريح فأخبرتك و قال مقاتل نسجت الشياطين لسليمان ع بساطا فرسخا في فرسخ ذهبا في إبريسم و كان يوضع فيه منبر من ذهب في وسط البساط فيقعد عليه وحوله ثلاثة آلاف كرسي‌ من ذهب وفضة فيقعد الأنبياء علي كراسي‌ الذهب والعلماء علي كراسي‌ الفضة وحولهم الناس وحول الناس الجن والشياطين وتظله الطير بأجنحتها حتي لاتقع عليه الشمس وترفع ريح الصبا البساط مسيرة شهر من الصباح إلي الرواح و من الرواح إلي الصباح .أقول روي ابن شهرآشوب في البيان الخبر الثاني‌ مختصرا وزاد فيه و له تخت من عاج ميل في ميل وروي ذلك كله في عدة الداعي‌ وزاد في آخره فيحكي أنه مر بحراث فقال لقد أوتي‌ ابن داود ملكا عظيما فألقاه الريح في أذنه فنزل ومشي إلي الحراث و قال إنما مشيت إليك لئلا تتمني ما لاتقدر عليه ثم قال لتسبيحة واحدة يقبلها الله تعالي خير مما أوتي‌ آل داود و في حديث آخر لأن ثواب التسبيحة يبقي وملك سليمان يفني

24-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن مُوسَي بنِ سَعدَانَ عَن أَبِي الحَسَنِ الأسَدَيِ‌ّ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ خَرَجَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع ذَاتَ لَيلَةٍ بَعدَ عَتَمَةٍ وَ هُوَ يَقُولُ هَمهَمَةٌ هَمهَمَةٌ وَ لَيلَةٌ مُظلِمَةٌ خَرَجَ عَلَيكُمُ الإِمَامُ عَلَيهِ قَمِيصُ آدَمَ وَ فِي يَدِهِ خَاتَمُ سُلَيمَانَ وَ عَصَا مُوسَي

25-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ سَيفٍ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَن أَبِي جَعفَرٍ الثاّنيِ‌ ع قَالَ قُلتُ لَهُ إِنّهُم يَقُولُونَ فِي حَدَاثَةِ سِنّكَ فَقَالَ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي أَوحَي إِلَي دَاوُدَ ع أَن يَستَخلِفَ سُلَيمَانَ وَ هُوَ صبَيِ‌ّ يَرعَي الغَنَمَ فَأَنكَرَ ذَلِكَ عُبّادُ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ وَ عُلَمَاؤُهُم فَأَوحَي اللّهُ تَعَالَي أَن خُذ عَصَا المُتَكَلّمِينَ وَ عَصَا سُلَيمَانَ وَ اجعَلهَا فِي بَيتٍ وَ اختِم عَلَيهَا بِخَوَاتِيمِ القَومِ فَإِذَا كَانَ مِنَ الغَدِ فَمَن كَانَت عَصَاهُ قَد أَورَقَت


صفحه : 82

وَ أَثمَرَت فَهُوَ الخَلِيفَةُ فَأَخبَرَهُم دَاوُدُ ع فَقَالُوا قَد رَضِينَا وَ سَلّمنَا

26-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ الحَسَنِ وَ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ الهاَشمِيِ‌ّ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَن سُلَيمَانَ بنِ جَعفَرٍ الجعَفرَيِ‌ّ عَن أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع قَالَ قَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع القُنزُعَةُ التّيِ‌ عَلَي رَأسِ القُنبُرَةِ مِن مَسحَةِ سُلَيمَانَ بنِ دَاوُدَ ع وَ ذَلِكَ أَنّ الذّكَرَ أَرَادَ أَن يَسفَدَ أُنثَاهُ فَامتَنَعَت عَلَيهِ فَقَالَ لَهَا لَا تمَتنَعِيِ‌ مَا أُرِيدُ إِلّا أَن يُخرِجَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ منِيّ‌ نَسَمَةً يُذكَرُ بِهِ فَأَجَابَتهُ إِلَي مَا طَلَبَ فَلَمّا أَرَادَت أَن تَبِيضَ قَالَ لَهَا أَينَ تُرِيدِينَ أَن تبَيِضيِ‌ فَقَالَت لَا أدَريِ‌ أُنَحّيهِ عَنِ الطّرِيقِ قَالَ لَهَا إنِيّ‌ أَخَافُ أَن يَمُرّ بِكِ مَارّ الطّرِيقِ وَ لكَنِيّ‌ أَرَي لَكِ أَن تبَيِضيِ‌ قُربَ الطّرِيقِ فَمَن يَرَاكِ قُربَهُ تَوَهّمَ أَنّكِ تَعرِضِينَ لِلَقطِ الحَبّ مِنَ الطّرِيقِ فَأَجَابَتهُ إِلَي ذَلِكَ وَ بَاضَت وَ حَضَنَت حَتّي أَشرَفَت عَلَي النّقَابِ فَبَينَا هُمَا كَذَلِكَ إِذ طَلَعَ سُلَيمَانُ بنُ دَاوُدَ ع فِي جُنُودِهِ وَ الطّيرُ تُظِلّهُ فَقَالَت لَهُ هَذَا سُلَيمَانُ قَد طَلَعَ عَلَينَا بِجُنُودِهِ وَ لَا آمَنُ أَن يَحطِمَنَا وَ يَحطِمَ بَيضَنَا فَقَالَ لَهَا إِنّ سُلَيمَانَ ع لَرَجُلٌ رَحِيمٌ فَهَل عِندَكِ شَيءٌ خَبَيتِهِ لِفِرَاخِكِ إِذَا نَقَبنَ قَالَت نَعَم عنِديِ‌ جَرَادَةٌ خَبَأتُهَا مِنكَ أَنتَظِرُ بِهَا فرِاَخيِ‌ إِذَا نَقَبنَ فَهَل عِندَكَ شَيءٌ قَالَ نَعَم عنِديِ‌ تَمرَةٌ خَبَأتُهَا مِنكِ لفِرِاَخيِ‌ قَالَت فَخُذ أَنتَ تَمرَتَكَ وَ آخُذُ أَنَا جرَاَدتَيِ‌ وَ نَعرِضُ لِسُلَيمَانَ ع فَنُهدِيهِمَا لَهُ فَإِنّهُ رَجُلٌ يُحِبّ الهَدِيّةَ فَأَخَذَ التّمرَةَ فِي مِنقَارِهِ وَ أَخَذَت هيِ‌َ الجَرَادَةَ فِي رِجلَيهَا ثُمّ تَعَرّضَا لِسُلَيمَانَ ع فَلَمّا رَآهُمَا وَ هُوَ عَلَي عَرشِهِ بَسَطَ يَدَهُ لَهُمَا فَأَقبَلَا فَوَقَعَ الذّكَرُ عَلَي اليَمِينِ وَ وَقَعَتِ الأُنثَي عَلَي اليَسَارِ وَ سَأَلَهُمَا عَن حَالِهِمَا فَأَخبَرَاهُ فَقَبِلَ هَدِيّتَهُمَا وَ جَنّبَ جُندَهُ عَنهُمَا وَ عَن بَيضِهِمَا وَ مَسَحَ عَلَي رَأسِهِمَا وَ دَعَا لَهُمَا


صفحه : 83

بِالبَرَكَةِ فَحَدَثَتِ القُنزُعَةُ عَلَي رَأسِهِمَا مِن مَسحَةِ سُلَيمَانَ ع

27-نبه ،[تنبيه الخاطر] روُيِ‌َ أَنّ سُلَيمَانَ بنَ دَاوُدَ ع مَرّ فِي مَوكِبِهِ وَ الطّيرُ تُظِلّهُ وَ الجِنّ وَ الإِنسُ عَن يَمِينِهِ وَ عَن شِمَالِهِ بِعَابِدٍ مِن عُبّادِ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَقَالَ وَ اللّهِ يَا ابنَ دَاوُدَ لَقَد آتَاكَ اللّهُ مُلكاً عَظِيماً فَسَمِعَهُ سُلَيمَانُ فَقَالَ لَتَسبِيحَةٌ فِي صَحِيفَةِ مُؤمِنٍ خَيرٌ مِمّا أعُطيِ‌َ ابنُ دَاوُدَ إِنّ مَا أعُطيِ‌َ ابنُ دَاوُدَ يَذهَبُ وَ إِنّ التّسبِيحَةَ تَبقَي

28- وَ كَانَ سُلَيمَانُ ع إِذَا أَصبَحَ تَصَفّحَ وُجُوهَ الأَغنِيَاءِ وَ الأَشرَافِ حَتّي يجَيِ‌ءَ إِلَي المَسَاكِينِ وَ يَقعُدُ مَعَهُم وَ يَقُولُ مِسكِينٌ مَعَ المَسَاكِينِ

29-إِرشَادُ القُلُوبِ، كَانَ سُلَيمَانُ ع مَعَ مَا هُوَ فِيهِ مِنَ المُلكِ يَلبَسُ الشّعرَ وَ إِذَا جَنّهُ اللّيلُ شَدّ يَدَيهِ إِلَي عُنُقِهِ فَلَا يَزَالُ قَائِماً حَتّي يُصبِحَ بَاكِياً وَ كَانَ قُوتُهُ مِن سَفَائِفِ الخُوصِ يَعمَلُهَا بِيَدِهِ وَ إِنّمَا سَأَلَ المُلكَ لِيَقهَرَ مُلُوكَ الكُفرِ

وَ رَوَي الثعّلبَيِ‌ّ فِي تَفسِيرِهِ بِإِسنَادِهِ عَن وَهبِ بنِ مُنَبّهٍ عَن كَعبٍ قَالَ إِنّ سُلَيمَانَ ع كَانَ إِذَا رَكِبَ حَمَلَ أَهلَهُ وَ سَائِرَ حَشَمِهِ وَ خَدَمِهِ وَ كُتّابَهُ فِي مَدِينَةٍ مِن قَوَارِيرَ لَهَا أَلفُ سَقفٍ وَ تِلكَ السّقُوفُ بَعضُهَا فَوقَ بَعضٍ عَلَي قَدرِ دَرَجَاتِهِم وَ قَدِ اتّخَذَ مَطَابِخَ وَ مَخَابِزَ يَحمِلُ فِيهَا تَنَانِيرَ الحَدِيدِ وَ قُدُورَ عِظَامٍ يَسَعُ كُلّ قِدرٍ عَشرَةَ جَزَائِرَ وَ قَدِ اتّخَذَ مَيَادِينَ لِلدّوَابّ أَمَامَهُ فَيَطبَخُ الطّبّاخُونَ وَ يَخبِزُ الخَبّازُونَ وَ تجَريِ‌ الدّوَابّ بَينَ يَدَيهِ بَينَ السّمَاءِ وَ الأَرضِ وَ الرّيحُ تهَويِ‌ بِهِم فَسَارَ مِن إِصطَخرَ إِلَي اليَمَنِ فَسَلَكَ المَدِينَةَ مَدِينَةَ الرّسُولِص فَقَالَ سُلَيمَانُ هَذَا دَارُ هِجرَةِ نبَيِ‌ّ فِي آخِرِ الزّمَانِ طُوبَي لِمَن آمَنَ بِهِ وَ طُوبَي لِمَنِ اتّبَعَهُ وَ طُوبَي لِمَنِ اقتَدَي بِهِ وَ رَأَي حَولَ البَيتِ أَصنَاماً تُعبَدُ مِن دُونِ اللّهِ


صفحه : 84

فَلَمّا جَاوَزَ سُلَيمَانُ البَيتَ بَكَي البَيتُ فَأَوحَي اللّهُ تَعَالَي إِلَي البَيتِ مَا يُبكِيكَ قَالَ يَا رَبّ أبَكاَنيِ‌ هَذَا نبَيِ‌ّ مِن أَنبِيَائِكَ وَ قَومٌ مِن أَولِيَائِكَ مَرّوا عَلَيّ فَلَم يَهبِطُوا فِيّ وَ لَم يُصَلّوا عنِديِ‌ وَ لَم يَذكُرُوكَ بحِضَرتَيِ‌ وَ الأَصنَامُ تُعبَدُ حوَليِ‌ مِن دُونِكَ فَأَوحَي اللّهُ تَعَالَي إِلَيهِ أَن لَا تَبكِ فإَنِيّ‌ سَوفَ أَملَؤُكَ وُجُوهاً سُجّداً وَ أُنزِلُ فِيكَ قُرآناً جَدِيداً وَ أَبعَثُ مِنكَ نَبِيّاً فِي آخِرِ الزّمَانِ أَحَبّ أنَبيِاَئيِ‌ إلِيَ‌ّ وَ أَجعَلُ فِيكَ عُمّاراً مِن خلَقيِ‌ يعَبدُوُننَيِ‌ وَ أَفرِضُ عَلَي عبِاَديِ‌ فَرِيضَةً يَدُفّونَ إِلَيكَ دَفِيفَ النّسُورِ إِلَي وُكُورِهَا وَ يَحِنّونَ إِلَيكَ حَنِينَ النّاقَةِ إِلَي وَلَدِهَا وَ الحَمَامَةِ إِلَي بَيضَتِهَا وَ أُطَهّرُكَ مِنَ الأَوثَانِ وَ عَبَدَةِ الشّيطَانِ قَالَ وَ روُيِ‌َ أَنّ سُلَيمَانَ لَمّا مَلَكَ بَعدَ أَبِيهِ أَمَرَ بِاتّخَاذِ كرُسيِ‌ّ لِيَجلِسَ عَلَيهِ لِلقَضَاءِ وَ أَمَرَ بِأَن يُعمَلَ بَدِيعاً مَهُولًا بِحَيثُ أَن لَو رَآهُ مُبطِلٌ أَو شَاهِدُ زُورٍ ارتَدَعَ وَ تَهَيّبَ قَالَ فَعُمِلَ لَهُ كرُسيِ‌ّ مِن أَنيَابِ الفِيَلَةِ وَ فَصّصُوهُ بِاليَاقُوتِ وَ اللّؤلُؤِ وَ الزّبَرجَدِ وَ أَنوَاعِ الجَوَاهِرِ وَ حَفّفُوهُ بِأَربَعِ نَخَلَاتٍ مِن ذَهَبٍ شَمَارِيخُهَا اليَاقُوتُ الأَحمَرُ وَ الزّمُرّدُ الأَخضَرُ عَلَي رَأسِ نَخلَتَينِ مِنهَا طَاوُوسَانِ مِن ذَهَبٍ وَ عَلَي رَأسِ الآخَرَينِ نَسرَانِ مِن ذَهَبٍ بَعضُهَا مُقَابِلًا لِبَعضٍ وَ جَعَلُوا مِن جنَبتَيَ‌ِ الكرُسيِ‌ّ أَسَدَينِ مِنَ الذّهَبِ عَلَي رَأسِ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُمَا عَمُودٌ مِنَ الزّمُرّدِ الأَخضَرِ وَ قَد عَقَدُوا عَلَي النّخَلَاتِ أَشجَارَ كُرُومٍ مِنَ الذّهَبِ الأَحمَرِ وَ اتّخَذُوا عَنَاقِيدَهَا مِنَ اليَاقُوتِ الأَحمَرِ بِحَيثُ يَظَلّ عَرِيشُ الكُرُومِ النّخلَ وَ الكرُسيِ‌ّ قَالَ وَ كَانَ سُلَيمَانُ ع إِذَا أَرَادَ صُعُودَهُ وَضَعَ قَدَمَيهِ عَلَي الدّرَجَةِ السّفلَي فَيَستَدِيرُ الكرُسيِ‌ّ كُلّهُ بِمَا فِيهِ دَوَرَانَ الرّحَي المُسرِعَةِ وَ تَنشُرُ تِلكَ النّسُورُ وَ الطّوَاوِيسُ أَجنِحَتَهَا وَ تَبسُطُ الأَسَدَانِ أَيدِيَهُمَا فَتَضرِبَانِ الأَرضَ بِأَذنَابِهِمَا فَكَذَلِكَ كُلّ دَرَجَةٍ يَصعَدُهَا سُلَيمَانُ ع فَإِذَا استَوَي بِأَعلَاهُ أَخَذَ النّسرَانِ اللّذَانِ عَلَي النّخلَتَينِ تَاجَ سُلَيمَانَ فَوَضَعَاهُ عَلَي رَأسِ سُلَيمَانَ


صفحه : 85

ع ثُمّ يَستَدِيرُ الكرُسيِ‌ّ بِمَا فِيهِ وَ يَدُورُ مَعَهُ النّسرَانِ وَ الطّاوُوسَانِ وَ الأَسَدَانِ قَائِلَاتٍ بِرُءُوسِهَا إِلَي سُلَيمَانَ يَنضَحنَ عَلَيهِ مِن أَجوَافِهَا المِسكَ وَ العَنبَرَ ثُمّ تَنَاوَلَت حَمَامَةٌ مِن ذَهَبٍ قَائِمَةٌ عَلَي عَمُودٍ مِن جَوهَرٍ مِن أَعمِدَةِ الكرُسيِ‌ّ التّورَاةَ فَيَفتَحُهَا سُلَيمَانُ ع وَ يَقرَؤُهَا عَلَي النّاسِ وَ يَدعُوهُم إِلَي فَصلِ القَضَاءِ وَ يَجلِسُ عُظَمَاءُ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ عَلَي كرَاَسيِ‌ّ مِنَ الذّهَبِ المُفَصّصَةِ بِالجَوهَرِ وَ هيِ‌َ أَلفُ كرُسيِ‌ّ عَن يَمِينِهِ وَ تجَيِ‌ءُ عُظَمَاءُ الجِنّ وَ تَجلِسُ عَلَي كرَاَسيِ‌ّ الفِضّةِ عَن يَسَارِهِ وَ هيِ‌َ أَلفُ كرُسيِ‌ّ حَافّينَ جَمِيعاً بِهِ ثُمّ يَحُفّ بِهِمُ الطّيرُ فَتُظِلّهُم وَ تَتَقَدّمُ إِلَيهِ النّاسُ لِلقَضَاءِ فَإِذَا دَعَا بِالبَيّنَاتِ وَ الشّهُودِ لَإِقَامَةِ الشّهَادَاتِ دَارَ الكرُسيِ‌ّ بِمَا فِيهِ مَعَ جَمِيعِ مَا حَولَهُ دَوَرَانَ الرّحَي المُسرِعَةِ وَ يَبسُطُ الأَسَدَانِ أَيدِيَهُمَا وَ يَضرِبَانِ الأَرضَ بَأَذنَابِهِمَا وَ يَنشُرُ النّسرَانِ وَ الطّاوُوسَانِ أَجنِحَتَهُمَا فَيَفزَعُ مِنهُ الشّهُودُ وَ يَدخُلُهُم مِن ذَلِكَ رُعبٌ وَ لَا يَشهَدُونَ إِلّا بِالحَقّ

باب 6-معني قول سليمان ع هَب لِي مُلكاً لا ينَبغَيِ‌ لِأَحَدٍ مِن بعَديِ‌

1- مع ،[معاني‌ الأخبار] ع ،[علل الشرائع ] أَحمَدُ بنُ يَحيَي المُكَتّبُ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ الوَرّاقِ عَن عَلِيّ بنِ هَارُونَ الحمِيرَيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ النوّفلَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ يَقطِينٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ الحَسَنِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع أَ يَجُوزُ أَن يَكُونَ نبَيِ‌ّ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ بَخِيلًا فَقَالَ لَا فَقُلتُ لَهُ فَقَولُ سُلَيمَانَرَبّ اغفِر لِي وَ هَب لِي مُلكاً لا ينَبغَيِ‌ لِأَحَدٍ مِن بعَديِ‌ مَا وَجهُهُ وَ مَعنَاهُ فَقَالَ المُلكُ مُلكَانِ مُلكٌ مَأخُوذٌ بِالغَلَبَةِ وَ الجَورِ وَ إِجبَارِ النّاسِ وَ مُلكٌ مَأخُوذٌ مِن قِبَلِ اللّهِ تَعَالَي ذِكرُهُ كَمُلكِ آلِ اِبرَاهِيمَ وَ مُلكِ طَالُوتَ وَ مُلكِ ذيِ‌ القَرنَينِ فَقَالَ سُلَيمَانُ ع هَب لِي مُلكاً لا ينَبغَيِ‌ لِأَحَدٍ مِن بعَديِ‌ أَن يَقُولَ إِنّهُ مَأخُوذٌ بِالغَلَبَةِ وَ الجَورِ


صفحه : 86

وَ إِجبَارِ النّاسِ فَسَخّرَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَهُ الرّيحَتجَريِ‌ بِأَمرِهِ رُخاءً حَيثُ أَصابَ وَ جَعَلَ غُدُوّهَا شَهراً وَ رَوَاحَهَا شَهراً وَ سَخّرَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَهُالشّياطِينَ كُلّ بَنّاءٍ وَ غَوّاصٍ وَ عُلّمَ مَنطِقَ الطّيرِ وَ مُكّنَ فِي الأَرضِ فَعَلِمَ النّاسُ فِي وَقتِهِ وَ بَعدَهُ أَنّ مُلكَهُ لَا يُشبِهُ مُلكَ المُلُوكِ المُختَارِينَ مِن قِبَلِ النّاسِ وَ المَالِكِينَ بِالغَلَبَةِ وَ الجَورِ قَالَ فَقُلتُ لَهُ فَقَولُ رَسُولِ اللّهِص رَحِمَ اللّهُ أخَيِ‌ سُلَيمَانَ بنَ دَاوُدَ مَا كَانَ أَبخَلَهُ فَقَالَ لِقَولِهِ ع وَجهَانِ أَحَدُهُمَا مَا كَانَ أَبخَلَهُ بِعِرضِهِ وَ سُوءِ القَولِ فِيهِ وَ الوَجهُ الآخَرُ يَقُولُ مَا كَانَ أَبخَلَهُ إِن كَانَ أَرَادَ مَا يَذهَبُ إِلَيهِ الجُهّالُ ثُمّ قَالَ ع قَد وَ اللّهِ أُوتِينَا مَا أوُتيِ‌َ سُلَيمَانُ وَ مَا لَم يُؤتَ سُلَيمَانُ وَ مَا لَم يُؤتَ أَحَدٌ مِنَ الأَنبِيَاءِ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِي قِصّةِ سُلَيمَانَهذا عَطاؤُنا فَامنُن أَو أَمسِك بِغَيرِ حِسابٍ وَ قَالَ عَزّ وَ جَلّ فِي قِصّةِ مُحَمّدٍص ما آتاكُمُ الرّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُم عَنهُ فَانتَهُوا

بيان تأويله ع للآية الكريمة يحتمل وجهين الأول أن يكون ع قدر في الآية شيئا و هو قوله أن يقول أي هَب لِي مُلكاً يكون لعظمته بحيث لايقدر أحد علي أن يقول إنه كملك سائر الملوك مأخوذ بالجور والغلبة ويؤيده الوجه الأول من وجهي‌ تأويل الخبر حيث بخل بعرضه في هذاالدعاء وسأل الله أن يرفع عنه ألسن الناس بأن ملكه مأخوذ بالجور و لا يكون عرضه عرضة لملام لئام الخلق .الثاني‌ أن يكون المعني أنه ع سأل ربه ملكا لايتهيأ للملوك الجائرين تحصيله بالجور والغلبة ليكون معجزا له علي نبوته وآية علي خلافته فلايمنع هذاالكلام أن يعطي‌ الله من بعده من الأنبياء والأوصياء أضعاف ماأعطاه فيكون قوله لا ينَبغَيِ‌ لِأَحَدٍ مِن بعَديِ‌ أن يقول بيانا لحاصل المعني ولازمه لاتقديرا في الكلام أي طلب


صفحه : 87

ملكا لم يقدر أحد علي تحصيله بقوته لئلا يقال إن ملكه مأخوذ بالغلبة فلا يكون معجزا له فعلي هذا يكون قوله ع ماأبخله بعرضه لأنه كان ذلك أيضا مقصودا له ضمنا و إن كان المقصود بالذات كونه معجزا والظاهر أنه ع كان يعلم أن الخبر موضوع وإنما أوله تحرزا عن طرح الخبر المشهور بينهم تقية ولذا ردد ع بين الوجهين و لو كان صادرا عنه ص لكان عالما بما أراده به و أماكون ماأعطاه الرسول أفضل فلأنه تعالي أعطي سليمان ماأعطي وفوض الأمر إليه في بذله ومنعه و لم يفوض إليه تعيين أمر بخلاف نبيناص فإنه فوض إليه الأمر وأمر الناس باتباعه في كل ما يقول و هذامبني‌ علي التفويض وسيأتي‌ تحقيقه في كتاب الإمامة. ويحتمل أن يكون الفضل بسبب أنه فوض إليه إعطاء الأمور الدنيوية ومنعها وأعطي النبي ص الرئاسة العامة في الدين والدنيا لجميع الخلق و فيه شيء. و قال الطبرسي‌ في قوله تعالي رُخاءً أي لينة سهلة وقيل طيبة سريعة وقيل أي مطيعةحَيثُ أَصابَ أي حيث أراد سليمان من النواحي‌

2-ب ،[قرب الإسناد] مُحَمّدُ بنُ عَبدِ الحَمِيدِ عَن أَبِي جَمِيلَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ سُلَيمَانَهَب لِي مُلكاً لا ينَبغَيِ‌ لِأَحَدٍ مِن بعَديِ‌ إِنّكَ أَنتَ الوَهّابُ قُلتُ فأَعُطيِ‌َ ألّذِي دَعَا بِهِ قَالَ نَعَم وَ لَم يُعطَ بَعدَهُ إِنسَانٌ مَا أعُطيِ‌َ نبَيِ‌ّ اللّهِ ع مِن غَلَبَةِ الشّيطَانِ فَخَنَقَهُ إِلَي


صفحه : 88

أُسطُوَانَةٍ حَتّي أَصَابَ بِلِسَانِهِ يَدَ رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ لَو لَا مَا دَعَا بِهِ سُلَيمَانُ لَأَرَيتُكُمُوهُ

تذييل قال الطبرسي‌ قدس الله روحه يسأل عن هذافيقال إن هذاالقول من سليمان يقتضي‌ الضنة والمنافسة لأنه لم يرض بأن يسأل الملك حتي أضاف إلي ذلك أن يمنع غيره منه وأجيب عنه بأجوبة أحدها أن الأنبياء لايسألون إلا مايؤذن لهم في مسألته وجائز أن يكون الله أعلم سليمان أنه إن سأل ملكا لا يكون لغيره كان أصلح له في الدين وأعلمه أنه لاصلاح لغيره في ذلك و لو أن أحدنا صرح في دعائه بهذا الشرط حتي يقول أللهم اجعلني‌ أكثر أهل زماني‌ مالا إذاعلمت أن ذلك أصلح لي لكان ذلك منه حسنا جائزا اختاره الجبائي‌. وثانيها أنه يجوز أن يكون ع التمس من الله آية لنبوته يبين بها من غيره وأراد لاينبغي‌ لأحد غيري‌ ممن أنامبعوث إليه و لم يرد من بعده إلي يوم القيامة من النبيين كمايقال أنا لاأطيع أحدا بعدك أي لاأطيع أحدا سواك . وثالثها ماقاله المرتضي قدس الله سره إنه يجوز أن يكون إنما سأل ملك الآخرة وثواب الجنة و يكون معني قوله لا ينَبغَيِ‌ لِأَحَدٍ مِن بعَديِ‌ لايستحقه بعدوصولي‌ إليه أحد من حيث لايصلح أن يعمل مايستحق به ذلك لانقطاع التكليف . ورابعها أنه التمس معجزة تختص به كما أن موسي ع اختص بالعصا واليد واختص صالح بالناقة و محمدص بالقرآن والمعراج وَ يَدُلّ عَلَيهِ مَا روُيِ‌َ مَرفُوعاً


صفحه : 89

عَنِ النّبِيّص أَنّهُ صَلّي صَلَاةً فَقَالَ إِنّ الشّيطَانَ عَرَضَ لِي لِيُفسِدَ عَلِيّ الصّلَاةَ فأَمَكنَنَيِ‌َ اللّهُ مِنهُ فَوَدَعتُهُ وَ لَقَد هَمَمتُ أَن أُوثِقَهُ إِلَي سَارِيَةٍ حَتّي تُصبِحُوا وَ تَنظُرُوا إِلَيهِ أَجمَعِينَ فَذَكَرتُ قَولَ سُلَيمَانَ رَبّهَب لِي مُلكاً لا ينَبغَيِ‌ لِأَحَدٍ مِن بعَديِ‌فَرَدّهُ اللّهُ خَاسِئاً خَائِباً أَورَدَهُ البخُاَريِ‌ّ وَ مُسلِمٌ فِي الصّحِيحَينِ انتَهَي

. و قال الرازي‌ أجاب القائلون بأن الشيطان استولي علي مملكته معناه أن يعطيه الله ملكا لايقدر الشياطين أن يقوموا مقامه ويسلبونه منه ثم قال بعد ماذكر بعض الأجوبة السابقة الثالث أن الاحتراز عن طيبات الدنيا مع القدرة عليها أشق من الاحتراز عنها حال عدم القدرة عليها فكأنه قال ياإلهي‌ أعطني‌ مملكة فائقة علي ممالك البشر بالكلية حتي أحترز عنها مع القدرة عليها ليصير ثوابي‌ أكمل وأفضل .الرابع من الناس من يقول الاحتراز عن لذات الدنيا عسر صعب لأن هذه اللذات حاضرة وسعادات الآخرة نسيئة والنقد يصعب بيعه بالنسيئة فقال سليمان أعطني‌ يارب مملكة تكون أعظم الممالك الممكنة للبشر حتي أني‌ أبقي مع تلك القدرة الكاملة في غاية الاحتراز ليظهر للخلق أن حصول الدنيا لايمنع من خدمة المولي انتهي . وذكر البيضاوي‌ وجها آخر و هو أن المعني لاينبغي‌ لأحد من بعدي‌ لعظمته كقولك لفلان ما ليس لأحد من الفضل والمال علي إرادة وصف الملك بالعظمة لا أن لايعطي أحد مثله .أقول بعدثبوت عصمة الأنبياء وجلالتهم لابد من حمل ماصدر عنهم علي محمل صحيح مجملا و إن لم يتعين في نظرنا و ماذكر من الوجوه محتملة و إن كان بعضها لايخلو من بعد و ماذكره الطبرسي‌ أولا أظهر الوجوه ويمكن أن يقال المنع عن غيره


صفحه : 90

لم يكن علي وجه الضنة بل علي وجه الشفقة لأن ملك الدنيا في نظرهم خسيس دني‌ لايليق بالمقربين قربه و لمارأي صلاح زمانه في ذلك سأله اضطرارا ومنعه عن غيره إشفاقا عليهم أويقال إن كلامه مخصوص بمن عدا الأنبياء والأوصياء و هوقريب من الثاني‌ ويحتمل وجوها أخر تركناها مخافة الإطناب

باب 7-قصة مروره عليه السلام بوادي‌ النمل وتكلمه معها وسائر ماوصل إليه من أصوات الحيوانات

الآيات النمل وَ حُشِرَ لِسُلَيمانَ جُنُودُهُ مِنَ الجِنّ وَ الإِنسِ وَ الطّيرِ فَهُم يُوزَعُونَ حَتّي إِذا أَتَوا عَلي وادِ النّملِ قالَت نَملَةٌ يا أَيّهَا النّملُ ادخُلُوا مَساكِنَكُم لا يَحطِمَنّكُم سُلَيمانُ وَ جُنُودُهُ وَ هُم لا يَشعُرُونَ فَتَبَسّمَ ضاحِكاً مِن قَولِها وَ قالَ رَبّ أوَزعِنيِ‌ أَن أَشكُرَ نِعمَتَكَ التّيِ‌ أَنعَمتَ عَلَيّ وَ عَلي والدِيَ‌ّ وَ أَن أَعمَلَ صالِحاً تَرضاهُ وَ أدَخلِنيِ‌ بِرَحمَتِكَ فِي عِبادِكَ الصّالِحِينَتفسير قال الطبرسي‌ رحمه الله عَلي وادِ النّملِ هوواد بالطائف وقيل بالشام قالَت نَملَةٌ أي صاحت بصوت خلق الله لها و لما كان الصوت مفهوما لسليمان ع عبر عنه بالقول وقيل كانت رئيسة النمل لا يَحطِمَنّكُم أي لايكسرنكم سُلَيمانُ وَ جُنُودُهُ وَ هُم لا يَشعُرُونَبحطمكم ووطئكم فإنهم لوعلموا بمكانكم لم يطئوكم و هذايدل علي أن سليمان وجنوده كانوا ركبانا ومشاة علي الأرض و لم تحملهم الريح لأن الريح لوحملتهم بين السماء و الأرض لماخافت النملة أن يطئوها بأرجلهم ولعل هذه القصة كانت قبل تسخير الله الريح لسليمان ع فإن قيل كيف عرفت النملة سليمان وجنوده حتي قالت هذه المقالة قلنا إذاكانت مأمورة بطاعته فلابد أن يخلق الله لها من الفهم ما


صفحه : 91

تعرف به أمور طاعته و لايمتنع أن يكون لها من الفهم ماتستدرك به ذلك و قدعلمنا أنها تشق ماتجمع من الحبوب بنصفين مخافة أن تصيبه الندي فينبت إلاالكزبرة فإنها تكسرها بأربع لأنها تنبت إذاقطعت بنصفين فمن هداها إلي هذافإنه يهديها إلي تمييز مايحطمها مما لايحطمها وقيل إن ذلك كان منها علي سبيل المعجز الخارق للعادة لسليمان عليه السلام قال ابن عباس فوقف سليمان ع بجنوده حتي دخل النمل مساكنه فتبسم ضاحكا من قولها وسبب ضحكه التعجب لأنه رأي ما لاعهد له به وقيل إنه تبسم بظهور عدله حتي عرفه النمل وقيل إن الريح أطارت كلامها إليه من ثلاثة أميال حتي سمع ذلك فانتهي إليها وهي‌ تأمر النمل بالمبادرة فتبسم من حذرهارَبّ أوَزعِنيِ‌ أي ألهمني‌.أقول قال الرازي‌ في تفسيره رأيت في بعض الكتب أن تلك النملة إنما أمرت غيرها بالدخول لأنها خافت أنها إذارأت سليمان علي جلالته فربما وقعت في كفران نعمة الله و هوالمراد بقوله لا يَحطِمَنّكُم سُلَيمانُفأمرتها بالدخول في مساكنها لئلا تري تلك النعم فلاتقع في كفران نعم الله

1-فس ،[تفسير القمي‌]وَ حُشِرَ لِسُلَيمانَ جُنُودُهُ مِنَ الجِنّ وَ الإِنسِ وَ الطّيرِقَعَدَ عَلَي كُرسِيّهِ وَ حَمَلَتهُ الرّيحُ عَلَي واَديِ‌ النّملِ وَ هُوَ وَادٍ يُنبِتُ الذّهَبَ وَ الفِضّةَ وَ قَد وَكّلَ اللّهُ بِهِ النّملَ وَ هُوَ قَولُ الصّادِقِ ع إِنّ لِلّهِ وَادِياً يُنبِتُ الذّهَبَ وَ الفِضّةَ قَد حَمَاهُ اللّهُ بِأَضعَفِ خَلقِهِ وَ هُوَ النّملُ لَو رَامَتهُ البخَاَتيِ‌ّ مَا قَدَرَت عَلَيهِ فَلَمّا انتَهَي سُلَيمَانُ إِلَي واَديِ‌ النّملِ فَقَالَت نَملَةٌيا أَيّهَا النّملُ ادخُلُوا مَساكِنَكُم لا يَحطِمَنّكُم سُلَيمانُ وَ جُنُودُهُ وَ هُم لا


صفحه : 92

يَشعُرُونَ فَتَبَسّمَ ضاحِكاً مِن قَولِها وَ قالَ رَبّ أوَزعِنيِ‌ أَن أَشكُرَ نِعمَتَكَ التّيِ‌ أَنعَمتَ عَلَيّ وَ عَلي والدِيَ‌ّ إِلَي قَولِهِفِي عِبادِكَ الصّالِحِينَ

وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِفَهُم يُوزَعُونَ قَالَ يُحبَسُ أَوّلُهُم عَلَي آخِرِهِم

بيان قال البيضاوي‌يُوزَعُونَ أي يحبسون بحبس أولهم علي آخرهم ليتلاحقوا

2-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] ع ،[علل الشرائع ] عَبدُ اللّهِ بنُ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الوَهّابِ القرُشَيِ‌ّ عَن مَنصُورِ بنِ عَبدِ اللّهِ الأصَفهَاَنيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ مَهرَوَيهِ القزَويِنيِ‌ّ عَن دَاوُدَ بنِ سُلَيمَانَ الغاَزيِ‌ قَالَ سَمِعتُ عَلِيّ بنَ مُوسَي الرّضَا ع يَقُولُ عَن أَبِيهِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع فِي قَولِهِ عَزّ وَ جَلّفَتَبَسّمَ ضاحِكاً مِن قَولِها قَالَ لَمّا قَالَتِ النّملَةُيا أَيّهَا النّملُ ادخُلُوا مَساكِنَكُم لا يَحطِمَنّكُم سُلَيمانُ وَ جُنُودُهُحَمَلَتِ الرّيحُ صَوتَ النّملَةِ إِلَي سُلَيمَانَ وَ هُوَ مَارّ فِي الهَوَاءِ وَ الرّيحُ قَد حَمَلَتهُ فَوَقَفَ وَ قَالَ عَلَيّ بِالنّملَةِ فَلَمّا أتُيِ‌َ بِهَا قَالَ سُلَيمَانُ يَا أَيّتُهَا النّملَةُ أَ مَا عَلِمتِ أنَيّ‌ نبَيِ‌ّ اللّهِ وَ أنَيّ‌ لَا أَظلِمُ أَحَداً قَالَتِ النّملَةُ بَلَي قَالَ سُلَيمَانُ فَلِمَ حَذّرتِنِيهِم ظلُميِ‌ وَ قُلتِيا أَيّهَا النّملُ ادخُلُوا مَساكِنَكُمقَالَتِ النّملَةُ خَشِيتُ أَن يَنظُرُوا إِلَي زِينَتِكَ فَيُفتَتَنُوا بِهَا فَيَبعُدُوا عَنِ اللّهِ تَعَالَي ذِكرُهُ ثُمّ قَالَتِ النّملَةُ أَنتَ أَكبَرُ أَم أَبُوكَ دَاوُدُ قَالَ سُلَيمَانُ ع بَل أَبِي دَاوُدُ قَالَتِ النّملَةُ فَلِمَ زِيدَ فِي حُرُوفِ اسمِكَ حَرفٌ عَلَي حُرُوفِ اسمِ أَبِيكَ دَاوُدَ قَالَ سُلَيمَانُ مَا لِي بِهَذَا عِلمٌ قَالَتِ النّملَةُ لِأَنّ أَبَاكَ دَاوُدَ دَاوَي جُرحَهُ بِوُدّ فسَمُيّ‌َ دَاوُدَ وَ أَنتَ يَا سُلَيمَانُ أَرجُو أَن تَلحَقَ بِأَبِيكَ


صفحه : 93

ثُمّ قَالَتِ النّملَةُ هَل تدَريِ‌ لِمَ سُخّرَت لَكَ الرّيحُ مِن بَينِ سَائِرِ المَملَكَةِ قَالَ سُلَيمَانُ مَا لِي بِهَذَا عِلمٌ قَالَتِ النّملَةُ يعَنيِ‌ عَزّ وَ جَلّ بِذَلِكَ لَو سَخّرتُ لَكَ جَمِيعَ المَملَكَةِ كَمَا سَخّرتُ لَكَ هَذِهِ الرّيحَ لَكَانَ زَوَالُهَا مِن يَدِكَ كَزَوَالِ الرّيحِ فَحِينَئِذٍ تَبَسّمَضاحِكاً مِن قَولِها

بيان قال الثعلبي‌ في تفسيره رأيت في بعض الكتب وذكر نحوه و فيه فقالت النملة هل علمت لم سمي‌ أبوك داود فقال لاقالت لأنه داوي جرحه بود هل تدري‌ لم سميت سليمان قال لاقالت لأنك سليم ركنت إلي ماأوتيت لسلامة صدرك وآن لك أن تلحق بأبيك .أقول التعليل ألذي ذكرته النملة يحتمل وجوها من التأويل .الأول و هو ألذي ارتضيته أن المعني أن أباك لماارتكب ترك الأولي وصار قلبه مجروحا بذلك فداواه بود الله تعالي ومحبته فلذا سمي‌ داود اشتقاقا من الدواء بالود و أنت لما لم ترتكب بعد و أنت سليم منه سميت سليمان فخصوص العلتين للتسميتين صارتا علة لزيادة اسمك علي اسم أبيك . ثم لما كان كلامها موهما لكونه من جهة السلامة أفضل من أبيه استدركت ذلك بأن ماصدر عنه لم يصر سببا لنقصه بل صار سببا لكمال محبته وتمام مودته وأرجو أن تلحق أنت أيضا بأبيك في ذلك ليكمل محبتك .الثاني‌ أن المعني أن أصل الاسم كان داوي جرحه بود و هوأكثر من اسمك وإنما صار بكثرة الاستعمال داود ثم دعا له ورجاه بقوله أرجو أن تلحق بأبيك أي في الكمال والفضل .الثالث ماذكره بعض المعاصرين و هو أن المراد أن هذاالاسم مشتمل علي سليم


صفحه : 94

أومأخوذ منه والسليم قديستعمل في الجريح كاللديغ تفؤلا بصحته وسلامته أو أنت سليم من المداواة التي‌ حصلت لأبيك فلهذا سميت سليمان فالحرف الزائد للدلالة علي وجود الجرح و كما أن الجرح زائد في البدن أوالنفس عن أصل الخلقة كان في الاسم حرف زائد للدلالة علي ذلك و فيه معني لطيف و هو أن هذه الزيادة في الاسم الدالة علي الزيادة في المسمي ليست مما يزيد به الاسم والمسمي كمالا بل قدتكون الزيادة لغير ذلك .الرابع مايفهم مما عنون الصدوق الباب ألذي أورد الخبر فيه به حيث قال باب العلة التي‌ من أجلها زيد في حروف اسم سليمان حرف من حروف اسم أبيه داود فلعله رحمه الله حمل الخبر علي أن المعني أنك لماكنت سليما أريد أن يشتق لك اسم يشتمل علي السلامة و لما كان أبوك داود داوي جرحه بالود وصار كاملا بذلك أراد الله تعالي أن يكون في اسمك حرف من حروف اسمه لتلحق به في الكمال فزيد فيه الألف و مايلزمه لتمام التركيب وصحته من النون فصار سليمان و إلالكان السليم كافيا للدلالة علي السلامة فلذا زيد حروف اسمك علي حروف اسم أبيك و لو كان في الخبر من حروف اسم أبيك كمارأينا في بعض النسخ كان ألصق بهذا المعني و قوله أرجو أن تلحق بأبيك أي لتلك الزيادة فيدل ضمنا وكناية علي أنه إنما زيد لذلك و لايخفي بعده

3-يه ،[ من لايحضره الفقيه ]بِإِسنَادِهِ إِلَي حَفصِ بنِ غِيَاثٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ قَالَ إِنّ سُلَيمَانَ بنَ دَاوُدَ ع خَرَجَ ذَاتَ يَومٍ مَعَ أَصحَابِهِ ليِسَتسَقيِ‌َ فَوَجَدَ نَملَةً قَد رَفَعَت قَائِمَةً مِن قَوَائِمِهَا إِلَي السّمَاءِ وَ هيِ‌َ تَقُولُ أللّهُمّ إِنّا خَلقٌ مِن خَلقِكَ لَا غِنَي بِنَا عَن رِزقِكَ فَلَا تُهلِكنَا بِذُنُوبِ بنَيِ‌ آدَمَ فَقَالَ سُلَيمَانُ ع لِأَصحَابِهِ ارجِعُوا لَقَد سُقِيتُم بِغَيرِكُم

أقول رَوَي البرُسيِ‌ّ فِي مَشَارِقِ الأَنوَارِ أَنّ سُلَيمَانَ ع كَانَ سِمَاطُهُ كُلّ يَومٍ سَبعَةَ أَكرَارٍ فَخَرَجَت دَابّةٌ مِن دَوَابّ البَحرِ يَوماً وَ قَالَت يَا سُلَيمَانُ أضَفِنيِ‌ اليَومَ فَأَمَرَ أَن يُجمَعَ لَهَا مِقدَارُ سِمَاطِهِ شَهراً فَلَمّا اجتَمَعَ ذَلِكَ عَلَي سَاحِلِ البَحرِ وَ صَارَ كَالَجَبَلِ العَظِيمِ


صفحه : 95

أَخرَجَتِ الحُوتُ رَأسَهَا وَ ابتَلَعَتهُ وَ قَالَت يَا سُلَيمَانُ أَينَ تَمَامُ قوُتيِ‌َ اليَومَ هَذَا بَعضُ قوُتيِ‌ فَعَجِبَ سُلَيمَانُ ع فَقَاَلَ لَهَا هَل فِي البَحرِ دَابّةٌ مِثلُكِ فَقَالَت أَلفُ أُمّةٍ فَقَاَلَ سُلَيمَانُ سُبحَانَ اللّهِ المَلِكِ العَظِيمِ. وَ رَوَي غَيرُهُ أَنّ سُلَيمَانَ ع رَأَي عُصفُوراً يَقُولُ لِعُصفُورَةٍ لِمَ تَمنَعِينَ نَفسَكِ منِيّ‌ وَ لَو شِئتُ أَخَذتُ قُبّةَ سُلَيمَانَ بمِنِقاَريِ‌ فَأَلقَيتُهَا فِي البَحرِ فَتَبَسّمَ سُلَيمَانُ ع مِن كَلَامِهِ ثُمّ دَعَاهُمَا وَ قَالَ لِلعُصفُورِ أَ تُطِيقُ أَن تَفعَلَ ذَلِكَ فَقَالَ لَا يَا رَسُولَ اللّهِ وَ لَكِنّ المَرءَ قَد يُزَيّنُ نَفسَهُ وَ يُعَظّمُهَا عِندَ زَوجَتِهِ وَ المُحِبّ لَا يُلَامُ عَلَي مَا يَقُولُ فَقَالَ سُلَيمَانُ ع لِلعُصفُورَةِ لِمَ تَمنَعِينَهُ مِن نَفسِكِ وَ هُوَ يُحِبّكِ فَقَالَت يَا نبَيِ‌ّ اللّهِ إِنّهُ لَيسَ مُحِبّاً وَ لَكِنّهُ مُدّعٍ لِأَنّهُ يُحِبّ معَيِ‌ غيَريِ‌ فَأَثّرَ كَلَامُ العُصفُورَةِ فِي قَلبِ سُلَيمَانَ وَ بَكَي بُكَاءً شَدِيداً وَ احتَجَبَ عَنِ النّاسِ أَربَعِينَ يَوماً يَدعُو اللّهَ أَن يُفَرّغَ قَلبَهُ لِمَحَبّتِهِ وَ أَن لَا يُخَالِطَهَا بِمَحَبّةِ غَيرِهِ. وَ روُيِ‌َ أَنّهُ ع سَمِعَ يَوماً عُصفُوراً يَقُولُ لِزَوجَتِهِ ادنيِ‌ منِيّ‌ حَتّي أُجَامِعَكِ لَعَلّ اللّهَ يَرزُقُنَا وَلَداً يَذكُرُ اللّهَ فَإِنّا كَبِرنَا فَتَعَجّبَ سُلَيمَانُ مِن كَلَامِهِ وَ قَالَ هَذِهِ النّيّةُ خَيرٌ مِن ممَلكَتَيِ‌. و قال البيضاوي‌ حكي‌ أنه مر ببلبل يتصوت ويترقص فقال يقول إذاأكلت نصف تمرة فعلي الدنيا العفاء وصاحت فاختة فقال إنها تقول ليت الخلق لم يخلقوا. و قال الزمخشري‌ روي‌ أن قتادة دخل الكوفة والتف عليه الناس فقال سلوا عما شئتم و كان أبوحنيفة حاضرا و هوغلام حدث فقال سلوه عن نملة سليمان أكانت ذكرا أم أنثي فسألوه فأفحم فقال أبوحنيفة كانت أنثي بدليل قوله تعالي


صفحه : 96

قالَت نَملَةٌ و ذلك أن النملة مثل الحمامة والشاة في وقوعها علي الذكر والأنثي فيميز بينهما بعلامة نحو قولهم حمامة ذكر وحمامة أنثي انتهي . و قال ابن الحاجب في بعض تصانيفه إن تأنيث مثل الشاة والنملة والحمامة من الحيوانات تأنيث لفظي‌ ولذلك كان قول من زعم أن النملة في قوله تعالي قالَت نَملَةٌأنثي لورود تاء التأنيث في قالت وهما لجواز أن يكون مذكرا في الحقيقة وورود تاء التأنيث كورودها في فعل المؤنث اللفظي‌ ولذا قيل إفحام قتادة خير من جواب أبي حنيفة.أقول هذا هوالحق و قدارتضاه الرضي‌ رضي‌ الله عنه وغيره والحمد لله ألذي فضح من أراد أن يدعي‌ رتبة أمير المؤمنين ع بهذه البضاعة من العلم و هذاالناصبي‌ الآخر ألذي أراد أعوانه إثبات علو شأنه بأنه تكلم في بدء شبابه بمثل ذلك . و قال الثعلبي‌ في تفسيره قال مقاتل كان سليمان ع جالسا إذ مر به طائر يطوف فقال لجلسائه هل تدرون ما يقول هذاالطائر ألذي مر بنا قالوا أنت أعلم فقال سليمان إنه قال لي السلام عليك أيها الملك المتسلط علي بني‌ إسرائيل أعطاك الله سبحانه و تعالي الكرامة وأظهرك علي عدوك إني‌ منطلق إلي فروخي‌ ثم أمر بك الثانية وإنه سيرجع إلينا الثانية فانظروا إلي رجوعه قال فنظر القوم طويلا إذ مر بهم فقال السلام عليك أيها الملك إن شئت أن تأذن لي كيما أكتسب علي فروخي‌ حتي يشبوا ثم آتيك فافعل بي‌ ماشئت فأخبرهم سليمان بما قال وأذن له . و عن كعب قال صاح وَرَشَانٌ عندسليمان فقال أتدرون ماتقول قالوا لا قال فإنها تقول لدوا للموت وابنوا للخراب وصاحت فاختة فقال تقول ليت الخلق


صفحه : 97

لم يخلقوا وصاح طاووس عنده فقال أتدرون ما يقول قالوا لا قال فإنه يقول كماتدين تدان وصاح هدهد عنده فقال إنه يقول من لايرحم لايرحم وصاح صرد عنده فقال تقول استغفروا الله يامذنبين وصاح طوطي‌ فقال يقول كل حي‌ ميت و كل جديد بال وصاح خطاف فقال يقول قدموا خيرا تجدوه وهدرت حمامة فقال تقول سبحان ربي‌ الأعلي مل ء سماواته وأرضه وصاح قمري‌ فقال يقول سبحان ربي‌ الأعلي قال والغراب يدعو علي العشار والحدأ يقول كُلّ شَيءٍ هالِكٌ إِلّا وَجهَهُ والقطا يقول من سكت سلم والببغاء و هوطائر أخضر يقول ويل لمن الدنيا همه والضفدع يقول سبحان ربي‌ القدوس والباز يقول سبحان ربي‌ وبحمده والضفدعة تقول سبحان المذكور بكل مكان . وَ روُيِ‌َ عَن مَكحُولٍ أَنّهُ صَاحَ دُرّاجٌ عِندَ سُلَيمَانَ بنِ دَاوُدَ ع فَقَالَ أَ تَدرُونَ مَا يَقُولُ قَالُوا لَا قَالَ فَإِنّهُ يَقُولُالرّحمنُ عَلَي العَرشِ استَوي

4-دَعَوَاتُ الراّونَديِ‌ّ،ذَكَرُوا أَنّ سُلَيمَانَ ع كَانَ جَالِساً عَلَي شَاطِئِ بَحرٍ فَبَصُرَ بِنَملَةٍ تَحمِلُ حَبّةَ قَمحٍ تَذهَبُ بِهَا نَحوَ البَحرِ فَجَعَلَ سُلَيمَانُ يَنظُرُ إِلَيهَا حَتّي بَلَغَتِ المَاءَ فَإِذَا بِضِفدِعَةٍ قَد أَخرَجَت رَأسَهَا مِنَ المَاءِ فَفَتَحَت فَاهَا فَدَخَلَتِ النّملَةُ فَاهَا وَ غَاصَتِ الضّفدِعَةُ فِي البَحرِ سَاعَةً طَوِيلَةً وَ سُلَيمَانُ يَتَفَكّرُ فِي ذَلِكَ مُتَعَجّباً ثُمّ إِنّهَا خَرَجَت مِنَ


صفحه : 98

المَاءِ وَ فَتَحَت فَاهَا فَخَرَجَتِ النّملَةُ مِن فِيهَا وَ لَم يَكُن مَعَهَا الحَبّةُ فَدَعَاهَا سُلَيمَانُ ع وَ سَأَلَهَا عَن حَالِهَا وَ شَأنِهَا وَ أَينَ كَانَت فَقَالَت يَا نبَيِ‌ّ اللّهِ إِنّ فِي قَعرِ هَذَا البَحرِ ألّذِي تَرَاهُ صَخرَةً مُجَوّفَةً وَ فِي جَوفِهَا دُودَةٌ عَميَاءُ وَ قَد خَلَقَهَا اللّهُ تَعَالَي هُنَالِكَ فَلَا تَقدِرُ أَن تَخرُجَ مِنهَا لِطَلَبِ مَعَاشِهَا وَ قَد وكَلّنَيِ‌َ اللّهُ بِرِزقِهَا فَأَنَا أَحمِلُ رِزقَهَا وَ سَخّرَ اللّهُ هَذِهِ الضّفدِعَةَ لتِحَملِنَيِ‌ فَلَا يضَرُنّيِ‌ المَاءُ فِي فِيهَا وَ تَضَعُ فَاهَا عَلَي ثَقبِ الصّخرَةِ وَ أَدخُلُهَا ثُمّ إِذَا أَوصَلتُ رِزقَهَا إِلَيهَا خَرَجتُ مِن ثَقبِ الصّخرَةِ إِلَي فِيهَا فتَخُرجِنُيِ‌ مِنَ البَحرِ قَالَ سُلَيمَانُ ع وَ هَل سَمِعتِ لَهَا مِن تَسبِيحَةٍ قَالَت نَعَم تَقُولُ يَا مَن لَا ينَساَنيِ‌ فِي جَوفِ هَذِهِ الصّخرَةِ تَحتَ هَذِهِ اللّجّةِ بِرِزقِكَ لَا تَنسَ عِبَادَكَ المُؤمِنِينَ بِرَحمَتِكَ

باب 8-تفسير قوله تعالي فطفق مسحا بالسوق والأعناق و قوله عز و جل وَ أَلقَينا عَلي كُرسِيّهِ جَسَداً ثُمّ أَنابَ

الآيات ص وَ وَهَبنا لِداوُدَ سُلَيمانَ نِعمَ العَبدُ إِنّهُ أَوّابٌ إِذ عُرِضَ عَلَيهِ باِلعشَيِ‌ّ الصّافِناتُ الجِيادُ فَقالَ إنِيّ‌ أَحبَبتُ حُبّ الخَيرِ عَن ذِكرِ ربَيّ‌ حَتّي تَوارَت بِالحِجابِ رُدّوها عَلَيّ فَطَفِقَ مَسحاً بِالسّوقِ وَ الأَعناقِ وَ لَقَد فَتَنّا سُلَيمانَ وَ أَلقَينا عَلي كُرسِيّهِ جَسَداً ثُمّ أَنابَتفسير قال الطبرسي‌ رحمه الله نِعمَ العَبدُ أي سليمان إِنّهُ أَوّابٌ أي رجاع إلي الله تعالي في أموره ابتغاء مرضاته إِذ عُرِضَ عَلَيهِمتعلق بنعم أوبِاُذكُرِ المقدرباِلعشَيِ‌ّ أي بعدزوال الشمس حُبّ الخَيرِ أي الخيل أوالمال عَن ذِكرِ ربَيّ‌ أي آثرته علي ذكر ربي‌

1-فس ،[تفسير القمي‌] قَالَ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ فِي قَولِهِوَ وَهَبنا لِداوُدَ سُلَيمانَ نِعمَ العَبدُ إِنّهُ أَوّابٌ إِلَي قَولِهِحَتّي تَوارَت بِالحِجابِ وَ ذَلِكَ أَنّ سُلَيمَانَ ع كَانَ يُحِبّ الخَيلَ


صفحه : 99

وَ يَستَعرِضُهَا فَعُرِضَت عَلَيهِ يَوماً إِلَي أَن غَابَتِ الشّمسُ وَ فَاتَتهُ صَلَاةُ العَصرِ فَاغتَمّ مِن ذَلِكَ غَمّاً شَدِيداً فَدَعَا اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَن يَرُدّ عَلَيهِ الشّمسَ حَتّي يصُلَيّ‌َ العَصرَ فَرَدّ اللّهُ سُبحَانَهُ عَلَيهِ الشّمسَ إِلَي وَقتِ صَلَاةِ العَصرِ حَتّي صَلّاهَا ثُمّ دَعَا بِالخَيلِ فَأَقبَلَ يَضرِبُ أَعنَاقَهَا وَ سُوقَهَا بِالسّيفِ حَتّي قَتَلَهَا كُلّهَا وَ هُوَ قَولُهُ عَزّ اسمُهُرُدّوها عَلَيّ فَطَفِقَ مَسحاً بِالسّوقِ وَ الأَعناقِ وَ لَقَد فَتَنّا سُلَيمانَ وَ أَلقَينا عَلي كُرسِيّهِ جَسَداً ثُمّ أَنابَ إِلَي قَولِهِإِنّكَ أَنتَ الوَهّابُ وَ هُوَ أَنّ سُلَيمَانَ لَمّا تَزَوّجَ بِاليَمَانِيّةِ وُلِدَ مِنهَا ابنٌ وَ كَانَ يُحِبّهُ فَنَزَلَ مَلَكُ المَوتِ عَلَي سُلَيمَانَ وَ كَانَ كَثِيراً مَا يَنزِلُ عَلَيهِ فَنَظَرَ إِلَي ابنِهِ نَظَراً حَدِيداً فَفَزِعَ سُلَيمَانُ مِن ذَلِكَ فَقَالَ لِأُمّهِ إِنّ مَلَكَ المَوتِ نَظَرَ إِلَي ابنيِ‌ نَظرَةً أَظُنّهُ قَد أُمِرَ بِقَبضِ رُوحِهِ فَقَالَ لِلجِنّ وَ الشّيَاطِينِ هَل لَكُم حِيلَةٌ فِي أَن تُفِرّوهُ مِنَ المَوتِ فَقَالَ وَاحِدٌ مِنهُم أَنَا أَضَعُهُ تَحتَ عَينِ الشّمسِ فِي المَشرِقِ فَقَالَ سُلَيمَانُ إِنّ مَلَكَ المَوتِ يُخرِجُ مَا بَينَ المَشرِقِ وَ المَغرِبِ فَقَالَ وَاحِدٌ مِنهُم أَنَا أَضَعُهُ فِي الأَرَضِينَ السّابِعَةِ فَقَالَ إِنّ مَلَكَ المَوتِ يَبلُغُ ذَلِكَ فَقَالَ آخَرُ أَنَا أَضَعُهُ فِي السّحَابِ وَ الهَوَاءِ فَرَفَعَهُ وَ وَضَعَهُ فِي السّحَابِ فَجَاءَ مَلَكُ المَوتِ فَقَبَضَ رُوحَهُ فِي السّحَابِ فَوَقَعَ مَيّتاً عَلَي كرُسيِ‌ّ سُلَيمَانَ فَعَلِمَ أَنّهُ قَد أَخطَأَ فَحَكَي اللّهُ ذَلِكَ فِي قَولِهِوَ أَلقَينا عَلي كُرسِيّهِ جَسَداً ثُمّ أَنابَ فَقَالَرَبّ اغفِر لِي وَ هَب لِي مُلكاً لا ينَبغَيِ‌ لِأَحَدٍ مِن بعَديِ‌ إِنّكَ أَنتَ الوَهّابُ فَسَخّرنا لَهُ الرّيحَ تجَريِ‌ بِأَمرِهِ رُخاءً حَيثُ أَصابَ وَ الرّخَاءُ اللّيّنَةُوَ الشّياطِينَ كُلّ بَنّاءٍ وَ غَوّاصٍ أَي فِي البَحرِوَ آخَرِينَ مُقَرّنِينَ فِي الأَصفادِيعَنيِ‌ مُقَيّدِينَ قَد شُدّ بَعضُهُم إِلَي بَعضٍ وَ هُمُ الّذِينَ عَصَوا سُلَيمَانَ ع حِينَ سَلَبَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مُلكَهُ وَ قَالَ الصّادِقُ ع جَعَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مُلكَ سُلَيمَانَ ع فِي خَاتَمِهِ فَكَانَ إِذَا لَبِسَهُ حَضَرَتهُ الجِنّ وَ الإِنسُ وَ الشّيَاطِينُ وَ جَمِيعُ الطّيرِ وَ الوَحشِ وَ أَطَاعُوهُ فَيَقعُدُ عَلَي كُرسِيّهِ وَ يَبعَثُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ رِيحاً تَحمِلُ الكرُسيِ‌ّ بِجَمِيعِ مَا عَلَيهِ مِنَ الشّيَاطِينِ وَ الطّيرِ وَ الإِنسِ وَ الدّوَابّ وَ الخَيلِ فَتَمُرّ بِهَا فِي الهَوَاءِ إِلَي مَوضِعٍ يُرِيدُهُ سُلَيمَانُ ع وَ كَانَ يصُلَيّ‌ الغَدَاةَ


صفحه : 100

بِالشّامِ وَ الظّهرَ بِفَارِسَ وَ كَانَ يَأمُرُ الشّيَاطِينَ أَن يَحمِلُوا الحِجَارَةَ مِن فَارِسَ يَبِيعُونَهَا بِالشّامِ فَلَمّا مَسَحَ أَعنَاقَ الخَيلِ وَ سُوقَهَا بِالسّيفِ سَلَبَهُ اللّهُ مُلكَهُ وَ كَانَ إِذَا دَخَلَ الخَلَاءَ دَفَعَ خَاتَمَهُ إِلَي بَعضِ مَن يَخدِمُهُ فَجَاءَ شَيطَانٌ فَخَدَعَ خَادِمَهُ وَ أَخَذَ مِن يَدِهِ الخَاتَمَ وَ لَبِسَهُ فَخَرّت عَلَيهِ الشّيَاطِينُ وَ الجِنّ وَ الإِنسُ وَ الطّيرُ وَ الوَحشُ وَ خَرَجَ سُلَيمَانُ ع فِي طَلَبِ الخَاتَمِ فَلَم يَجِدهُ فَهَرَبَ وَ مَرّ عَلَي سَاحِلِ البَحرِ وَ أَنكَرَت بَنُو إِسرَائِيلَ الشّيطَانَ ألّذِي تَصَوّرَ فِي صُورَةِ سُلَيمَانَ وَ صَارُوا إِلَي أُمّهِ فَقَالُوا لَهَا أَ تُنكِرِينَ مِن سُلَيمَانَ شَيئاً فَقَالَت كَانَ أَبَرّ النّاسِ بيِ‌ وَ هُوَ اليَومَ يعَصيِنيِ‌ وَ صَارُوا إِلَي جَوَارِيهِ وَ نِسَائِهِ وَ قَالُوا أَ تُنكِرنَ مِن سُلَيمَانَ شَيئاً قُلنَ لَم يَكُن يَأتِينَا فِي الحَيضِ وَ هُوَ يَأتِينَا فِي الحَيضِ فَلَمّا خَافَ الشّيطَانُ أَن يَفطُنُوا بِهِ أَلقَي الخَاتَمَ فِي البَحرِ فَبَعَثَ اللّهُ سَمَكَةً فَالتَقَمَتهُ وَ هَرَبَ الشّيطَانُ فَبَقُوا بَنُو إِسرَائِيلَ يَطلُبُونَ سُلَيمَانَ ع أَربَعِينَ يَوماً وَ كَانَ سُلَيمَانُ ع يَمُرّ عَلَي سَاحِلِ البَحرِ تَائِباً إِلَي اللّهِ مِمّا كَانَ مِنهُ فَلَمّا كَانَ بَعدَ أَربَعِينَ يَوماً مَرّ بِصَيّادٍ يَصِيدُ السّمَكَ فَقَالَ لَهُ أُعِينُكَ عَلَي أَن تعُطيِنَيِ‌ مِنِ السّمَكِ شَيئاً قَالَ نَعَم فَأَعَانَهُ سُلَيمَانُ ع فَلَمّا اصطَادَ دَفَعَ إِلَي سُلَيمَانَ ع سَمَكَةً فَأَخَذَهَا فَشَقّ بَطنَهَا وَ ذَهَبَ يَغسِلُهَا فَوَجَدَ الخَاتَمَ فِي بَطنِهَا فَلَبِسَهُ وَ حَوَت عَلَيهِ الشّيَاطِينُ وَ الجِنّ وَ الإِنسُ وَ الطّيرُ وَ الوُحُوشُ وَ رَجَعَ إِلَي مَا كَانَ وَ طَلَبَ ذَلِكَ الشّيطَانَ وَ جُنُودَهُ الّذِينَ كَانُوا مَعَهُ فَقَيّدَهُم وَ حَبَسَ بَعضَهُم فِي جَوفِ المَاءِ وَ بَعضَهُم فِي جَوفِ الصّخرِ بأِسَاَميِ‌ اللّهِ فَهُم مَحبُوسُونَ مُعَذّبُونَ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ قَالَ وَ لَمّا رَجَعَ سُلَيمَانُ إِلَي مُلكِهِ قَالَ لِآصَفَ بنِ بَرخِيَا وَ كَانَ آصَفُ كَاتِبَ سُلَيمَانَ وَ هُوَ ألّذِي كَانَ عِندَهُ عِلمٌ مِنَ الكِتَابِ قَد عَذَرتُ النّاسَ بِجَهَالَتِهِم فَكَيفَ أَعذِرُكَ فَقَالَ لَا تعَذرِنُيِ‌ فَلَقَد عَرَفتُ الحُوتَ[الجِنّ] ألّذِي أَخَذَ خَاتَمَكَ وَ أَبَاهُ وَ أُمّهُ وَ عَمّهُ وَ خَالَهُ وَ لَقَد قَالَ لِي اكتُب لِي فَقُلتُ لَهُ إِنّ قلَمَيِ‌ لَا يجَريِ‌ بِالجَورِ فَقَالَ اجلِس وَ لَا تَكتُب فَكُنتُ أَجلِسُ وَ لَا أَكتُبُ شَيئاً وَ لَكِن أخَبرِنيِ‌ عَنكَ يَا سُلَيمَانُ صِرتَ تُحِبّ الهُدهُدَ وَ هُوَ أَخَسّ


صفحه : 101

الطّيرِ مُنتِناً وَ أَخبَثُهُ رِيحاً قَالَ إِنّهُ يُبصِرُ المَاءَ مِن وَرَاءِ الصّفَا الأَصَمّ فَقَالَ وَ كَيفَ يُبصِرُ المَاءَ مِن وَرَاءِ الصّفَا وَ إِنّمَا يُوَارَي عَنهُ الفَخّ بِكَفّ مِن تُرَابٍ حَتّي يَأخُذُ بِعَقِبِهِ فَقَالَ سُلَيمَانُ قِف يَا وَقّافُ إِنّهُ إِذَا جَاءَ القَدَرُ حَالَ دُونَ البَصَرِ

بيان قوله حتي يأخذ بعقبه أي يأخذ الفخ برجله و في بعض النسخ بعنقه و في بعضها رقبته أي يأخذ الفخ أوالصائد رقبته . و قال الفيروزآبادي‌ الوقاف المتأني‌ والمحجم عن القتال .أقول ماذكره علي بن ابراهيم في تأويل تلك الآيات كلها موافقة لروايات المخالفين وإنما أولها علماؤنا علي وجوه أخر قَالَ الصّدُوقُ رَحِمَهُ اللّهُ فِي الفَقِيهِ، قَالَ زُرَارَةُ وَ الفُضَيلُ قُلنَا لأِبَيِ‌ جَعفَرٍ ع أَ رَأَيتَ قَولَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّإِنّ الصّلاةَ كانَت عَلَي المُؤمِنِينَ كِتاباً مَوقُوتاً قَالَ يعَنيِ‌ كِتَاباً مَفرُوضاً وَ لَيسَ يعَنيِ‌ وَقتَ فَوتِهَا إِن جَازَ ذَلِكَ الوَقتَ ثُمّ صَلّاهَا لَم تَكُن صَلَاةً مُؤَدّاةً وَ لَو كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ لَهَلَكَ سُلَيمَانُ بنُ دَاوُدَ ع حِينَ صَلّاهَا بِغَيرِ وَقتِهَا وَ لَكِنّهُ مَتَي ذَكَرَهَا صَلّاهَا

ثم قال رحمه الله إن الجهال من أهل الخلاف يزعمون أن سليمان ع اشتغل ذات يوم بعرض الخيل حتي توارت الشمس بالحجاب ثم أمر برد الخيل وأمر بضرب سوقها وأعناقها و قال إنها شغلتني‌ عن ذكر ربي‌ و ليس كمايقولون جل نبي‌ الله سليمان ع عن مثل هذاالفعل لأنه لم يكن للخيل ذنب فيضرب سوقها وأعناقها لأنها لم تعرض نفسها عليه و لم تشغله وإنما عرضت عليه وهي‌ بهائم غيرمكلفة

وَ الصّحِيحُ فِي ذَلِكَ مَا روُيِ‌َ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ قَالَ إِنّ سُلَيمَانَ بنَ دَاوُدَ ع عُرِضَ عَلَيهِ ذَاتَ يَومٍ باِلعشَيِ‌ّ الخَيلُ فَاشتَغَلَ بِالنّظَرِ إِلَيهَاحَتّي تَوارَتالشّمسُبِالحِجابِ فَقَالَ لِلمَلَائِكَةِ رُدّوا الشّمسَ عَلَيّ حَتّي أصُلَيّ‌َ صلَاَتيِ‌ فِي وَقتِهَا فَرَدّوهَا فَقَامَ فَطَفِقَ مَسحَ سَاقَيهِ وَ عُنُقِهِ وَ أَمَرَ أَصحَابَهُ الّذِينَ فَاتَتهُمُ الصّلَاةُ مَعَهُ بِمِثلِ ذَلِكَ وَ كَانَ ذَلِكَ وُضُوءَهُم


صفحه : 102

لِلصّلَاةِ ثُمّ قَامَ فَصَلّي فَلَمّا فَرَغَ غَابَتِ الشّمسُ وَ طَلَعَتِ النّجُومُ وَ ذَلِكَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ وَهَبنا لِداوُدَ سُلَيمانَ إِلَي قَولِهِفَطَفِقَ مَسحاً بِالسّوقِ وَ الأَعناقِ

و قدأخرجت هذاالحديث مسندا في كتاب الفوائد انتهي . و قال الطبرسي‌ رحمه الله الصّافِناتُالخيل الواقفة علي ثلاث قوائم الواضعة أطراف السنبك الرابع علي الأرض الجِيادُالسريعة المشي‌ الواسعة الخطو قال مقاتل إنه ورث من أبيه ألف فرس و كان أبوه قدأصاب ذلك من العمالقة و قال الكلبي‌ غزا سليمان دمشق ونصيبين فأصاب ألف فرس و قال الحسن كانت خيلا خرجت من البحر لها أجنحة و قال المراد بالخير الخيل هنا فإن العرب تسمي‌ الخيل الخير وقيل معناه حب المال و كان سليمان ع قدصلي الصلاة الأولي وقعد علي كرسيه والخيل تعرض عليه حتي غابت الشمس . و في روايات أصحابنا أنه فاته أول الوقت و قال الجبائي‌ لم يفته الفرض وإنما فاته نفل كان يفعله آخر النهار لاشتغاله بالخيل وقيل إن ذكر ربي‌ كناية عن كتاب التوراة انتهي . ولنذكر بعض ماذكر من وجوه التأويل في تلك الآيات قال السيد المرتضي قدس الله روحه ظاهر الآية لايدل علي إضافة قبيح إلي النبي والرواية إذاكانت مخالفة لماتقتضيه الأدلة لايلتفت إليها لوكانت قوية ظاهرة فكيف إذاكانت ضعيفة واهية و ألذي يدل علي ماذكرناه علي سبيل الجملة أن الله تعالي ابتدأ الآية بمدحه والثناء عليه فقال نِعمَ العَبدُ إِنّهُ أَوّابٌ و ليس يجوز أن يثني‌ عليه بهذا الثناء ثم يتبعه من غيرفصل بإضافة القبيح إليه و أنه تلهي بعرض الخيل عن فعل المفروض عليه من الصلاة و ألذي يقتضيه الظاهر أن حبه للخيل وشغفه بها كان عن إذن ربه وأمره وبتذكيره إياه لأن الله تعالي قدأمرنا بارتباط الخيل وإعدادها لمحاربة الأعداء فلاينكر أن يكون سليمان ع مأمورا بمثل ذلك انتهي .


صفحه : 103

ثم اعلم أنهم اختلفوا في مرجع الضمير في قوله تَوارَت بِالحِجابِ و قوله رُدّوها عَلَيّإذ يجوز بحسب ظاهر اللفظ إرجاع الضميرين إلي الشمس و إن لم يجر لها ذكر بقرينة المقام ولذكر ما له تعلق بها و هوالعشي‌ و إلي الخيل والأول إلي الشمس والثاني‌ إلي الخيل وبالعكس فقيل بإرجاعهما جميعا إلي الشمس كمامر فيما رواه الصدوق

وَ رَوَي الطبّرسِيِ‌ّ رَحِمَهُ اللّهُ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ أَنّهُ قَالَ سَأَلتُ عَلِيّاً ع عَن هَذِهِ الآيَةِ فَقَالَ مَا بَلَغَكَ فِيهَا يَا ابنَ عَبّاسٍ فَقُلتُ سَمِعتُ كَعباً يَقُولُ اشتَغَلَ سُلَيمَانُ بِعَرضِ الأَفرَاسِ حَتّي فَاتَتهُ الصّلَاةُ فَقَالَرُدّوها عَلَيّيعَنيِ‌ الأَفرَاسَ وَ كَانَت أَربَعَةَ عَشَرَ فَأَمَرَ بِضَربِ سُوقِهَا وَ أَعنَاقِهَا بِالسّيفِ فَقَتَلَهَا فَسَلَبَهُ اللّهُ مُلكَهُ أَربَعَةَ عَشَرَ يَوماً لِأَنّهُ ظَلَمَ الخَيلَ بِقَتلِهَا فَقَالَ عَلِيّ ع كَذَبَ كَعبٌ لَكِنِ اشتَغَلَ سُلَيمَانُ بِعَرضِ الأَفرَاسِ ذَاتَ يَومٍ لِأَنّهُ أَرَادَ جِهَادَ العَدُوّحَتّي تَوارَتالشّمسُبِالحِجابِ فَقَالَ بِأَمرِ اللّهِ تَعَالَي لِلمَلَائِكَةِ المُوَكّلِينَ بِالشّمسِرُدّوها عَلَيّفَرُدّت فَصَلّي العَصرَ فِي وَقتِهَا وَ إِنّ أَنبِيَاءَ اللّهِ لَا يَظلِمُونَ وَ لَا يَأمُرُونَ بِالظّلمِ لِأَنّهُم مَعصُومُونَ مُطَهّرُونَ

وقيل بإرجاعهما معا إلي الخيل و فيه وجهان الأول أنه أمر بإجراء الخيل حتي غابت عن بصره فأمر بردها فمسح سوقها وأعناقها صيانة لها وإكراما لمارأي من حسنها فمن عادة من عرضت عليه الخيل أن يمر يده علي أعرافها وأعناقها وقوائمها ويمكن أن يكون الغرض من ذلك المسح بيان أن إكرامها وحفظها مما يرغب فيه لكونها من أعظم الأعوان علي دفع العدو أو أنه أراد أن يظهر أنه في ضبط السياسة والملك يتصنع إلي حيث يباشر أكثر الأمور بنفسه أو أنه كان أعلم بأحوال الخيل وأمراضها وعيوبها فكان يمسحها ويمسح سوقها وأعناقها حتي يعلم هل فيها مايدل علي المرض .الثاني‌ أن يكون المسح هاهنا هوالغسل فإن العرب تسمي‌ الغسل مسحا فكأنه لمارأي حسنها أراد صيانتها وإكرامها فغسل قوائمها وأعناقها. وقيل بإرجاع الأول إلي الشمس والثاني‌ إلي الخيل و هذايحتمل وجوها الأول ماذكره السيد رضي‌ الله عنه أن المراد أنه عرقبها ومسح سوقها و


صفحه : 104

أعناقها بالسيف من حيث شغلته عن النافلة و لم يكن ذلك علي سبيل العقوبة لها لكن حتي لايتشاغل في المستقبل بها عن الطاعات لأن للإنسان أن يذبح فرسه لأكل لحمه فكيف إذاانضاف إلي ذلك وجه آخر لحسنه . و قدقيل إنه يجوز أن يكون لماكانت الخيل أعز ماله أراد أن يكفر عن تفريطه في النافلة بذبحها والتصدق بلحمها علي المساكين قالوا فلما رأي حسن الخيل وراقته وأعجبته أراد أن يتقرب إلي الله بالمعجب له الرائق في عينه ويشهد بصحة هذاالمذهب قوله تعالي لَن تَنالُوا البِرّ حَتّي تُنفِقُوا مِمّا تُحِبّونَ.الثاني‌ أنه مسح سوقها وأعناقها وجعلها مسبلة في سبيل الله .الثالث أن يكون قوله حَتّي تَوارَت بِالحِجابِبيانا لغاية عرض الخيل واستعادته بها من غير أن يكون فات عنه بسببها شيء وإنما أمر بردها إكراما لها كمامر و علي هذافقوله أَحبَبتُ حُبّ الخَيرِ عَن ذِكرِ ربَيّ‌يحتمل وجهين ذكرهما الرازي‌ في تفسيره .الأول أن يضمن أحببت معني فعل يتعدي بعن كأنه قيل أبنت حب الخير عن ذكر ربي‌ و هوالتوراة لأن ارتباط الخيل كما أنه في القرآن ممدوح فكذلك في التوراة ممدوح .الثاني‌ أن الإنسان قديحب شيئا ولكنه لايحب أن يحبه كالمريض ألذي يشتهي‌ مايضره في مرضه و أما من أحب شيئا وأحب أن يحبه كان ذلك غاية المحبة فقوله أَحبَبتُ حُبّ الخَيرِ أي أحببت حبي‌ لهذه الخيل ثم قال عَن ذِكرِ ربَيّ‌بمعني أن هذه المحبة الشديدة إنما حصلت عن ذكر الله وأمره لا عن الشهوة والهوي و أماالاحتمال الرابع فلم يقل به أحد و إن أمكن توجيهه ببعض الوجوه السابقة فإذا


صفحه : 105

أحطت خبرا بما حكيته لك علمت أنه يمكن تأويلها بوجوه كثيرة لايتضمن شيءمنها إثبات ذنب له ع . و أما قوله تعالي وَ لَقَد فَتَنّا سُلَيمانَفاختلف العلماء في فتنته وزلته والجسد ألذي ألقي‌ علي كرسيه علي أقوال .الأول ماذكره الرازي‌ عن بعض رواة المخالفين أن سليمان بلغه خبر مدينة في البحر فخرج إليها بجنوده تحمله الريح فأخذها وقتل ملكها وأخذ بنتا له اسمها جرادة من أحسن الناس وجها فاصطفاها لنفسه وأسلمت فأحبها وكانت تبكي‌ علي أبيها فأمر سليمان الشيطان فمثل لها صورة أبيها فكستها مثل كسوته وكانت تذهب إلي تلك الصورة بكرة وعشيا مع جواريها يسجدن له فأخبر آصف سليمان بذلك فكسر الصورة وعاقب المرأة ثم خرج وحده إلي بلاده وفرش الرماد وجلس عليه تائبا إلي الله تعالي وكانت له أم ولد يقال لها أمينة إذادخل للطهارة أولإصابة امرأة وضع خاتمه عندها فوضعه عندها يوما وأتاها الشيطان صاحب البحر علي صورة سليمان و قال ياأمينة خاتمي‌ فتختم به وجلس علي كرسي‌ سليمان فأتاه الطير والجن والإنس وتغيرت هيئة سليمان فأتي أمينة لطلب الخاتم فأنكرته فطردته فعرف أن الخطيئة قدأدركته فكان يدور علي البيوت ويتكفف و إذا قال أناسليمان حثوا عليه التراب وسبوه ثم أخذ يخدم الصيادين ينقل لهم السمك فيعطونه كل يوم سمكتين فمكث علي هذه الحالة أربعين يوما عدد ما عبدالوثن في بيته فأنكر آصف وعظماء بني‌ إسرائيل حكم الشيطان وسأل آصف نساء سليمان فقلن مايدع امرأة منا في دمها و لايغتسل من جنابة وقيل كان نفذ حكمه في كل شيء إلافيهن ثم طار الشيطان وقذف الخاتم في البحر فابتلعته سمكة ووقعت السمكة في يد سليمان فبقر بطنها فإذا هوبالخاتم فتختم به ووقع ساجدا لله ورجع


صفحه : 106

إلي ملكه وأخذ ذلك الشيطان فحبسها في صخرة وألقاها في البحر فهؤلاء قالوا قوله وَ أَلقَينا عَلي كُرسِيّهِ جَسَداً هوجلوس ذلك الشيطان علي كرسيه عقوبة له ثم قال واعلم أن أهل التحقيق استبعدوا هذاالكلام من وجوه الأول أن الشيطان لوقدر علي أن يتشبه بالصورة والخلقة بالأنبياء فحينئذ لايبقي اعتماد علي شيءقطعا فلعل هؤلاء الذين رأوهم الناس في صورة محمد و موسي وعيسي ع ماكانوا أولئك بل كانوا شياطين تشبهوا بهم في الصورة ومعلوم أن ذلك يبطل الدين بالكلية.الثاني‌ أن الشيطان لوقدر علي أن يعامل نبي‌ الله تعالي بمثل هذه المعاملة لوجب أن يقدر علي مثلها مع جميع العلماء والزهاد وحينئذ وجب أن يقتلهم ويمزق تصانيفهم ويخرب ديارهم .الثالث كيف يليق بحكمة الله وإحسانه أن يسلط الشيطان علي أزواج سليمان و لاشك أنه قبيح .الرابع لوقلنا إن سليمان ع أذن لتلك المرأة في عبادة تلك الصورة فهذا كفر منه و إن لم يأذن فيه فالذنب علي تلك المرأة فكيف يؤاخذ الله سليمان ع بفعل لم يصدر عنه و قال السيد قدس الله روحه أما مارواه القصاص الجهال في هذاالباب فليس مما يذهب علي عاقل بطلانه و أن مثله لايجوز علي الأنبياء ع و أن النبوة لاتكون في خاتم يسلبها الجني‌ و أن الله تعالي لايمكن الجني‌ من التمثل بصورة النبي و لا غير ذلك مما افتروا به علي النبي .أقول ثم ذكر رحمه الله وجوها ذكر الطبرسي‌ رحمة الله عليه مختصرا منها مع غيرها منها أن سليمان ع قال يوما في مجلسه لأطوفن الليلة علي سبعين امرأة تلد كل امرأة منهن غلاما يضرب بالسيف في سبيل الله و لم يقل إن شاء الله فطاف


صفحه : 107

عليهن فلم تحمل منهن إلاامرأة واحدة جاءت بشق ولد رَوَاهُ أَبُو هُرَيرَةَ عَنِ النّبِيّص قَالَ ثُمّ قَالَ فَوَ ألّذِي نَفسُ مُحَمّدٍ بِيَدِهِ لَو قَالَ إِن شَاءَ اللّهُ لَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللّهِ فُرسَاناً

فالجسد ألذي ألقي‌ علي كرسيه كان هذا ثم أناب إلي الله تعالي وفرغ إلي الصلاة والدعاء علي وجه الانقطاع إليه سبحانه و هذا لايقتضي‌ أنه وقع منه معصية صغيرة و لاكبيرة لأنه ع و إن لم يستثن ذكره لفظا فلابد من أن يكون استثناه ضميرا واعتقادا إذ لو كان قاطعا للقول بذلك لكان مطلقا لما لايأمن أن يكون كذبا إلا أنه لما لم يذكر لفظة الاستثناء عوتب علي ذلك من حيث ترك ما هومندوب إليه . ومنها ماروي‌ أن الجن والشياطين لماولد لسليمان ع ابن قال بعضهم لبعض إن عاش له ولد لنلقين منه مالقينا من أبيه من البلاء فأشفق ع منهم عليه فاسترضعه في المزن و هوالسحاب فلم يشعر إلا و قدوضع علي كرسيه ميتا تنبيها علي أن الحذر لاينفع عن القدر وإنما عوتب ع علي خوفه من الشياطين عن الشعبي‌ و هوالمروي‌ عن أبي عبد الله ع . ومنها أنه ولد له ميت جسد بلا روح فألقي‌ علي سريره عن الجبائي‌. ومنها أن الجسد المذكور هوجسد سليمان لمرض امتحنه الله تعالي به وتقدير الكلام وألقيناه علي كرسيه جسدا لشدة المرض فيكون جسدا منصوبا علي الحال والعرب تقول في الإنسان إذا كان ضعيفا هوجسد بلا روح ولحم علي وضم ثُمّ أَنابَ أي رجع إلي حال الصحة عن أبي مسلم و أما ماذكر عن ابن عباس أنه ألقي‌ شيطان اسمه صخر علي كرسيه و كان ماردا عظيما لايقوي عليه جميع الشياطين و كان نبي‌ الله سليمان لايدخل الكنيف بخاتمه فجاء صخر في صورة سليمان حتي أخذ الخاتم من امرأة من نسائه وأقام أربعين يوما في ملكه وسليمان هارب و عن مجاهد أن شيطانا اسمه


صفحه : 108

آصف قال له سليمان كيف تفتنون الناس قال أرني‌ خاتمك أخبرك بذلك فلما أعطاه إياه نبذه في البحر فذهب ملكه وقعد الشيطان علي كرسيه ومنعه الله تعالي نساء سليمان فلم يقربهن و كان سليمان يستطعم فلايطعم حتي أعطته امرأته يوما حوتا فشق بطنه فوجد خاتمه فيه فرد الله ملكه و عن السدي‌ أن اسم ذلك الشيطان خيفيق و ماذكر أن السبب في ذلك أن الله سبحانه أمره أن لايتزوج في غيربني‌ إسرائيل فتزوج من غيرهم وقيل بل السبب فيه أنه وطئ امرأة في حال الحيض فسال منها الدم فوضع خاتمه ودخل الحمام فجاء الشيطان وأخذه وقيل تزوج امرأة مشركة و لم يستطع أن يكرهها علي الإسلام فعبدت الصنم في داره أربعين يوما فابتلاه الله بحديث الشيطان والخاتم أربعين يوما وقيل احتجب ثلاثة أيام و لم ينظر في أمر الناس فابتلي‌ بذلك فإن جميع ذلك مما لايعول عليه لأن النبوة لاتكون في الخاتم و لايجوز أن يسلبها الله النبي و لا أن يمكن الشيطان من التمثل بصورة النبي والقعود علي سريره والحكم بين عباده وبالله التوفيق


صفحه : 109

باب 9-قصته عليه السلام مع بلقيس

الآيات النمل وَ تَفَقّدَ الطّيرَ فَقالَ ما لِيَ لا أَرَي الهُدهُدَ أَم كانَ مِنَ الغائِبِينَ لَأُعَذّبَنّهُ عَذاباً شَدِيداً أَو لَأَذبَحَنّهُ أَو ليَأَتيِنَيّ‌ بِسُلطانٍ مُبِينٍ فَمَكَثَ غَيرَ بَعِيدٍ فَقالَ أَحَطتُ بِما لَم تُحِط بِهِ وَ جِئتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ إنِيّ‌ وَجَدتُ امرَأَةً تَملِكُهُم وَ أُوتِيَت مِن كُلّ شَيءٍ وَ لَها عَرشٌ عَظِيمٌ وَجَدتُها وَ قَومَها يَسجُدُونَ لِلشّمسِ مِن دُونِ اللّهِ وَ زَيّنَ لَهُمُ الشّيطانُ أَعمالَهُم فَصَدّهُم عَنِ السّبِيلِ فَهُم لا يَهتَدُونَ أَلّا يَسجُدُوا لِلّهِ ألّذِي يُخرِجُ الخبَ ءَ فِي السّماواتِ وَ الأَرضِ وَ يَعلَمُ ما تُخفُونَ وَ ما تُعلِنُونَ اللّهُ لا إِلهَ إِلّا هُوَ رَبّ العَرشِ العَظِيمِ قالَ سَنَنظُرُ أَ صَدَقتَ أَم كُنتَ مِنَ الكاذِبِينَ اذهَب بكِتِابيِ‌ هذا فَأَلقِه إِلَيهِم ثُمّ تَوَلّ عَنهُم فَانظُر ما ذا يَرجِعُونَ قالَت يا أَيّهَا المَلَأُ إنِيّ‌ ألُقيِ‌َ إلِيَ‌ّ كِتابٌ كَرِيمٌ إِنّهُ مِن سُلَيمانَ وَ إِنّهُ بِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ أَلّا تَعلُوا عَلَيّ وَ أتوُنيِ‌ مُسلِمِينَ قالَت يا أَيّهَا المَلَأُ أفَتوُنيِ‌ فِي أمَريِ‌ ما كُنتُ قاطِعَةً أَمراً حَتّي تَشهَدُونِ قالُوا نَحنُ أُولُوا قُوّةٍ وَ أُولُوا بَأسٍ شَدِيدٍ وَ الأَمرُ إِلَيكِ فاَنظرُيِ‌ ما ذا تَأمُرِينَ قالَت إِنّ المُلُوكَ إِذا دَخَلُوا قَريَةً أَفسَدُوها وَ جَعَلُوا أَعِزّةَ أَهلِها أَذِلّةً وَ كَذلِكَ يَفعَلُونَ وَ إنِيّ‌ مُرسِلَةٌ إِلَيهِم بِهَدِيّةٍ فَناظِرَةٌ بِمَ يَرجِعُ المُرسَلُونَ فَلَمّا جاءَ سُلَيمانَ قالَ أَ تُمِدّونَنِ بِمالٍ فَما آتانيِ‌َ اللّهُ خَيرٌ مِمّا آتاكُم بَل أَنتُم بِهَدِيّتِكُم تَفرَحُونَ ارجِع إِلَيهِم فَلَنَأتِيَنّهُم بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُم بِها وَ لَنُخرِجَنّهُم مِنها أَذِلّةً وَ هُم صاغِرُونَ قالَ يا أَيّهَا المَلَؤُا أَيّكُم يأَتيِنيِ‌ بِعَرشِها قَبلَ أَن يأَتوُنيِ‌ مُسلِمِينَ قالَ عِفرِيتٌ مِنَ الجِنّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبلَ أَن تَقُومَ مِن مَقامِكَ وَ إنِيّ‌ عَلَيهِ لقَوَيِ‌ّ أَمِينٌ قالَ ألّذِي عِندَهُ عِلمٌ مِنَ الكِتابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبلَ أَن يَرتَدّ إِلَيكَ طَرفُكَ فَلَمّا رَآهُ مُستَقِرّا عِندَهُ قالَ هذا مِن فَضلِ ربَيّ‌ ليِبَلوُنَيِ‌ أَ أَشكُرُ أَم أَكفُرُ وَ مَن شَكَرَ فَإِنّما يَشكُرُ لِنَفسِهِ وَ مَن كَفَرَ فَإِنّ ربَيّ‌ غنَيِ‌ّ كَرِيمٌ قالَ نَكّرُوا لَها عَرشَها نَنظُر أَ تهَتدَيِ‌ أَم تَكُونُ مِنَ الّذِينَ لا يَهتَدُونَ فَلَمّا جاءَت قِيلَ أَ هكَذا عَرشُكِ قالَت كَأَنّهُ هُوَ وَ أُوتِينَا العِلمَ


صفحه : 110

مِن قَبلِها وَ كُنّا مُسلِمِينَ وَ صَدّها ما كانَت تَعبُدُ مِن دُونِ اللّهِ إِنّها كانَت مِن قَومٍ كافِرِينَ قِيلَ لَهَا ادخلُيِ‌ الصّرحَ فَلَمّا رَأَتهُ حَسِبَتهُ لُجّةً وَ كَشَفَت عَن ساقَيها قالَ إِنّهُ صَرحٌ مُمَرّدٌ مِن قَوارِيرَ قالَت رَبّ إنِيّ‌ ظَلَمتُ نفَسيِ‌ وَ أَسلَمتُ مَعَ سُلَيمانَ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ

1-ختص ،[الإختصاص ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ وَ فَضَالَةُ عَن أَبَانٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ وَ زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ مَا زَادَ العَالِمُ عَلَي النّظَرِ إِلَي مَا خَلفَهُ وَ مَا بَينَ يَدَيهِ مَدّ بَصَرِهِ ثُمّ نَظَرَ إِلَي سُلَيمَانَ ع ثُمّ مَدّ بِيَدِهِ فَإِذَا هُوَ مُمَثّلٌ بَينَ يَدَيهِ

2- وَ ذَكَرَ عَلِيّ بنُ مَهزِيَارَ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن حَمّادِ بنِ عُثمَانَ عَن زُرَارَةَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ مَا زَادَ صَاحِبُ سُلَيمَانَ عَلَي أَن قَالَ بِإِصبَعِهِ هَكَذَا فَإِذَا هُوَ قَد جَاءَ بَعَرشِ صَاحِبَةِ سَبَإٍ فَقَالَ لَهُ حُمرَانُ كَيفَ هَذَا أَصلَحَكَ اللّهُ فَقَالَ إِنّ أَبِي كَانَ يَقُولُ إِنّ الأَرضَ طُوِيَت لَهُ إِذَا أَرَادَ طَوَاهَا

3-فس ،[تفسير القمي‌] كَانَ سُلَيمَانُ ع إِذَا قَعَدَ عَلَي كُرسِيّهِ جَاءَت جَمِيعُ الطّيرِ التّيِ‌ سَخّرَهَا اللّهُ لِسُلَيمَانَ فَتُظِلّ الكرُسيِ‌ّ وَ البِسَاطَ بِجَمِيعِ مَن عَلَيهِ مِنَ الشّمسِ فَغَابَ عَنهُ الهُدهُدُ مِن بَينِ الطّيرِ فَوَقَعَتِ الشّمسُ مِن مَوضِعِهِ فِي حِجرِ سُلَيمَانَ فَرَفَعَ رَأسَهُ وَ قَالَ كَمَا حَكَي اللّهُما لِيَ لا أَرَي الهُدهُدَ إِلَي قَولِهِبِسُلطانٍ مُبِينٍ أَي بِحُجّةٍ قَوِيّةٍ فَلَم يَمكُث إِلّا قَلِيلًا إِذ جَاءَ الهُدهُدُ فَقَالَ لَهُ سُلَيمَانُ أَينَ كُنتَ قَالَأَحَطتُ بِما لَم تُحِط بِهِ وَ جِئتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ أَي بِخَبَرٍ صَحِيحٍإنِيّ‌ وَجَدتُ امرَأَةً تَملِكُهُم وَ أُوتِيَت مِن كُلّ شَيءٍ وَ هَذَا مِمّا لَفظُهُ عَامّ وَ مَعنَاهُ خَاصّ لِأَنّهَا لَم تُؤتَ أَشيَاءَ كَثِيرَةً مِنهَا الذّكَرُ وَ اللّحيَةُ ثُمّ قَالَوَجَدتُها وَ قَومَها يَسجُدُونَ لِلشّمسِ مِن دُونِ اللّهِ إِلَي قَولِهِفَهُم لا يَهتَدُونَ ثُمّ قَالَ الهُدهُدُأَلّا يَسجُدُوا لِلّهِ ألّذِي يُخرِجُ الخبَ ءَ فِي السّماواتِ أَيِ المَطَرَ وَ فِيالأَرضِالنّبَاتَ ثُمّ قَالَ سُلَيمَانُسَنَنظُرُ أَ صَدَقتَ أَم كُنتَ مِنَ الكاذِبِينَ إِلَي قَولِهِما ذا يَرجِعُونَ فَقَالَ الهُدهُدُ إِنّهَا فِي عَرشٍ عَظِيمٍ أَي سَرِيرٍ فَقَالَ سُلَيمَانُ أَلقِ الكِتَابَ عَلَي قُبّتِهَا فَجَاءَ الهُدهُدُ فَأَلقَي الكِتَابَ فِي حِجرِهَا فَارتَاعَت مِن ذَلِكَ وَ جَمَعَت جُنُودَهَا وَ قَالَت لَهُم كَمَا حَكَي اللّهُيا أَيّهَا المَلَأُ إنِيّ‌ ألُقيِ‌َ إلِيَ‌ّ كِتابٌ كَرِيمٌ


صفحه : 111

أَي مَختُومٌإِنّهُ مِن سُلَيمانَ وَ إِنّهُ بِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ أَلّا تَعلُوا عَلَيّ وَ أتوُنيِ‌ مُسلِمِينَ أَي لَا تَتَكَبّرُوا عَلَيّ ثُمّ قَالَتيا أَيّهَا المَلَأُ أفَتوُنيِ‌ فِي أمَريِ‌ ما كُنتُ قاطِعَةً أَمراً حَتّي تَشهَدُونِ قالُوالَهَا كَمَا حَكَي اللّهُنَحنُ أُولُوا قُوّةٍ وَ أُولُوا بَأسٍ شَدِيدٍ وَ الأَمرُ إِلَيكِ فاَنظرُيِ‌ ما ذا تَأمُرِينَفَقَالَت لَهُمإِنّ المُلُوكَ إِذا دَخَلُوا قَريَةً أَفسَدُوها وَ جَعَلُوا أَعِزّةَ أَهلِها أَذِلّةً فَقَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ كَذلِكَ يَفعَلُونَ ثُمّ قَالَت إِن كَانَ هَذَا نَبِيّاً مِن عِندِ اللّهِ كَمَا يدَعّيِ‌ فَلَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ فَإِنّ اللّهَ لَا يُغلَبُ وَ لَكِن سَأَبعَثُ إِلَيهِ بِهَدِيّةٍ فَإِن كَانَ مَلِكاً يَمِيلُ إِلَي الدّنيَا قَبِلَهَا وَ عَلِمتُ أَنّهُ لَا يَقدِرُ عَلَينَا فَبَعَثَت إِلَيهِ حُقّاً فِيهِ جَوهَرَةٌ عَظِيمَةٌ وَ قَالَت لِلرّسُولِ قُل لَهُ يَثقُبُ هَذِهِ الجَوهَرَةَ بِلَا حَدِيدٍ وَ لَا نَارٍ فَأَتَاهُ الرّسُولُ بِذَلِكَ فَأَمَرَ سُلَيمَانُ ع بَعضَ جُنُودِهِ مِنَ الدّيدَانِ فَأَخَذَ خَيطاً فِي فَمِهِ ثُمّ ثَقَبَهَا وَ أَخرَجَ الخَيطَ مِنَ الجَانِبِ الآخَرِ وَ قَالَ سُلَيمَانُ لِرَسُولِهَافَما آتانيِ‌َ اللّهُ خَيرٌ مِمّا آتاكُم بَل أَنتُم بِهَدِيّتِكُم تَفرَحُونَ ارجِع إِلَيهِم فَلَنَأتِيَنّهُم بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُم بِها أَي لَا طَاقَةَوَ لَنُخرِجَنّهُم مِنها أَذِلّةً وَ هُم صاغِرُونَفَرَجَعَ إِلَيهَا الرّسُولُ فَأَخبَرَهَا بِذَلِكَ وَ بِقُوّةِ سُلَيمَانَ فَعَلِمَت أَنّهُ لَا مَحِيصَ لَهَا فَارتَحَلَت وَ خَرَجَت نَحوَ سُلَيمَانَ فَلَمّا أَخبَرَ اللّهُ سُلَيمَانَ بِإِقبَالِهَا نَحوَهُ قَالَ لِلجِنّ وَ الشّيَاطِينِأَيّكُم يأَتيِنيِ‌ بِعَرشِها قَبلَ أَن يأَتوُنيِ‌ مُسلِمِينَ قالَ عِفرِيتٌ مِنَعَفَارِيتِالجِنّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبلَ أَن تَقُومَ مِن مَقامِكَ وَ إنِيّ‌ عَلَيهِ لقَوَيِ‌ّ أَمِينٌ قَالَ سُلَيمَانُ أُرِيدُ أَسرَعَ مِن ذَلِكَ فَقَالَ آصَفُ بنُ بَرخِيَاأَنَا آتِيكَ بِهِ قَبلَ أَن يَرتَدّ إِلَيكَ طَرفُكَفَدَعَا اللّهَ بِاسمِهِ الأَعظَمِ فَخَرَجَ السّرِيرُ مِن تَحتِ كرُسيِ‌ّ سُلَيمَانَ بنِ دَاوُدَ ع فَقَالَ سُلَيمَانُنَكّرُوا لَها عَرشَها أَي غَيّرُوهُنَنظُر أَ تهَتدَيِ‌ أَم تَكُونُ مِنَ الّذِينَ لا يَهتَدُونَ فَلَمّا جاءَت قِيلَ أَ هكَذا عَرشُكِ قالَت كَأَنّهُ هُوَ وَ كَانَ سُلَيمَانُ قَد أَمَرَ أَن يُتّخَذَ لَهَا بَيتٌ مِن قَوَارِيرَ وَ وَضَعَهُ عَلَي المَاءِ ثُمّقِيلَ لَهَا ادخلُيِ‌ الصّرحَفَظَنّت أَنّهُ مَاءٌ فَرَفَعَت ثَوبَهَا وَ أَبدَت سَاقَيهَا فَإِذَا عَلَيهَا شَعرٌ كَثِيرٌ فَقِيلَ لَهَاإِنّهُ صَرحٌ مُمَرّدٌ مِن قَوارِيرَ قالَت رَبّ إنِيّ‌ ظَلَمتُ نفَسيِ‌ وَ أَسلَمتُ مَعَ سُلَيمانَ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ


صفحه : 112

فَتَزَوّجَهَا سُلَيمَانُ وَ هيِ‌َ بِلقِيسُ بِنتُ الشّرحِ[بَلبَشرَحَ][شَرَاحِيلَ]الجُبَيرِيّةُ وَ قَالَ سُلَيمَانُ لِلشّيَاطِينِ اتّخِذُوا لَهَا شَيئاً يُذهِبُ هَذَا الشّعرَ عَنهَا فَعَمِلُوا الحَمّامَاتِ وَ طَبَخُوا النّورَةَ فَالحَمّامَاتُ وَ النّورَةُ مِمّا اتّخَذَتهُ الشّيَاطِينُ لِبِلقِيسَ وَ كَذَا الأَرحِيَةُ التّيِ‌ تَدُورُ عَلَي المَاءِ وَ قَالَ الصّادِقُ ع أعُطيِ‌َ سُلَيمَانُ بنُ دَاوُدَ ع مَعَ عِلمِهِ مَعرِفَةَ المَنطِقِ بِكُلّ لِسَانٍ وَ مَعرِفَةَ اللّغَاتِ وَ مَنطِقِ الطّيرِ وَ البَهَائِمِ وَ السّبَاعِ فَكَانَ إِذَا شَاهَدَ الحُرُوبَ تَكَلّمَ بِالفَارِسِيّةِ وَ إِذَا قَعَدَ لِعُمّالِهِ وَ جُنُودِهِ وَ أَهلِ مَملَكَتِهِ تَكَلّمَ بِالرّومِيّةِ فَإِذَا خَلَا مَعَ نِسَائِهِ تَكَلّمَ بِالسّريَانِيّةِ وَ النّبَطِيّةِ وَ إِذَا قَامَ فِي مِحرَابِهِ لِمُنَاجَاةِ رَبّهِ تَكَلّمَ بِالعَرَبِيّةِ وَ إِذَا جَلَسَ لِلوُفُودِ وَ الخُصَمَاءِ تَكَلّمَ بِالعِبرَانِيّةِ قَولُهُلَأُعَذّبَنّهُ عَذاباً شَدِيداً يَقُولُ لَأَنتِفَنّ رِيشَهُ قَولُهُأَلّا تَعلُوا عَلَيّ يَقُولُ لَا تَعظُمُوا عَلَيّ قَولُهُلا قِبَلَ لَهُم بِها يَقُولُ لَا طَاقَةَ لَهُم بِهَا وَ قَولُ سُلَيمَانَليِبَلوُنَيِ‌ أَ أَشكُرُ ألّذِي آتاَنيِ‌ مِنَ المُلكِأَم أَكفُرُ إِذَا رَأَيتُ مَن هُوَ دوُنيِ‌ أَفضَلَ منِيّ‌ عِلماً فَعَزَمَ اللّهُ لَهُ عَلَي الشّكرِ

4-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي زَاهِرٍ أَو غَيرِهِ عَن مُحَمّدِ بنِ حَمّادٍ عَن أَخِيهِ أَحمَدَ بنِ حَمّادٍ عَن اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي الحَسَنِ الأَوّلِ ع قَالَ قُلتُ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ أخَبرِنيِ‌ عَنِ النّبِيّص وَرِثَ النّبِيّينَ كُلّهُم قَالَ نَعَم قُلتُ مِن لَدُن آدَمَ حَتّي انتَهَي إِلَي نَفسِهِ قَالَ مَا بَعَثَ اللّهُ نَبِيّاً إِلّا وَ مُحَمّدٌص أَعلَمُ مِنهُ قَالَ قُلتُ إِنّ عِيسَي ابنَ مَريَمَ ع كَانَ يحُييِ‌ المَوتَي بِإِذنِ اللّهِ قَالَ صَدَقتَ وَ سُلَيمَانُ بنُ دَاوُدَ ع كَانَ يَفهَمُ مَنطِقَ الطّيرِ وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَقدِرُ عَلَي هَذِهِ المَنَازِلِ قَالَ فَقَالَ إِنّ سُلَيمَانَ بنَ دَاوُدَ ع قَالَ لِلهُدهُدِ حِينَ فَقَدَهُ وَ شَكّ فِي أَمرِهِ فَقَالَما لِيَ لا أَرَي الهُدهُدَ أَم كانَ مِنَ الغائِبِينَحِينَ فَقَدَهُ فَغَضِبَ عَلَيهِ فَقَالَلَأُعَذّبَنّهُ عَذاباً شَدِيداً أَو لَأَذبَحَنّهُ أَو ليَأَتيِنَيّ‌ بِسُلطانٍ مُبِينٍ وَ إِنّمَا غَضِبَ


صفحه : 113

لِأَنّهُ كَانَ يَدُلّهُ عَلَي المَاءِ فَهَذَا وَ هُوَ طَائِرٌ قَد أعُطيِ‌َ مَا لَم يُعطَ سُلَيمَانُ وَ قَد كَانَتِ الرّيحُ وَ النّملُ وَ الجِنّ وَ الإِنسُ وَ الشّيَاطِينُ وَ المَرَدَةُ لَهُ طَائِعِينَ وَ لَم يَكُن يَعرِفُ المَاءَ تَحتَ الهَوَاءِ وَ كَانَ الطّيرُ يَعرِفُهُ وَ إِنّ اللّهَ يَقُولُ فِي كِتَابِهِوَ لَو أَنّ قُرآناً سُيّرَت بِهِ الجِبالُ أَو قُطّعَت بِهِ الأَرضُ أَو كُلّمَ بِهِ المَوتي وَ قَد وَرِثنَا نَحنُ هَذَا القُرآنَ ألّذِي فِيهِ مَا تُسَيّرُ بِهِ الجِبَالُ وَ تُقَطّعُ بِهِ البُلدَانُ وَ تُحيَا بِهِ المَوتَي وَ نَحنُ نَعرِفُ المَاءَ تَحتَ الهَوَاءِ وَ إِنّ فِي كِتَابِ اللّهِ لَآيَاتٍ مَا يُرَادُ بِهَا أَمرٌ إِلّا أَن يَأذَنَ اللّهُ بِهِ الخَبَرَ

بيان تحت الهواء لعل المراد منه تحت الأرض كماسيأتي‌ فإن الأرض أيضا تحت الهواء أوالمراد معرفته حين كونهم علي البساط في الهواء

5-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي وَ غَيرُهُ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن مُحَمّدِ بنِ الفُضَيلِ عَن شُرَيسٍ الواَبشِيِ‌ّ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ اسمَ اللّهِ الأَعظَمَ عَلَي ثَلَاثَةٍ وَ سَبعِينَ حَرفاً وَ إِنّمَا كَانَ عِندَ آصَفَ مِنهَا حَرفٌ وَاحِدٌ فَتَكَلّمَ بِهِ فَخُسِفَ بِالأَرضِ مَا بَينَهُ وَ بَينَ سَرِيرِ بِلقِيسَ حَتّي تَنَاوَلَ السّرِيرَ بِيَدِهِ ثُمّ عَادَتِ الأَرضُ كَمَا كَانَت أَسرَعَ مِن طَرفَةِ العَينِ وَ نَحنُ عِندَنَا مِنَ الِاسمِ الأَعظَمِ اثنَانِ وَ سَبعُونَ حَرفاً وَ حَرفٌ عِندَ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي استَأثَرَ بِهِ فِي عِلمِ الغَيبِ عِندَهُ وَ لَا حَولَ وَ لَا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ العلَيِ‌ّ العَظِيمِ

6-كا،[الكافي‌] الحُسَينُ بنُ مُحَمّدٍ عَن مُعَلّي بنِ مُحَمّدٍ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ النوّفلَيِ‌ّ عَن أَبِي الحَسَنِ العسَكرَيِ‌ّ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ إِنّ اسمَ اللّهِ الأَعظَمَ ثَلَاثَةٌ وَ سَبعُونَ حَرفاً كَانَ عِندَ آصَفَ حَرفٌ فَتَكَلّمَ بِهِ فَانخَرَقَت لَهُ الأَرضُ فِيمَا بَينَهُ وَ بَينَ سَبَإٍ فَتَنَاوَلَ عَرشَ بِلقِيسَ حَتّي صَيّرَهُ إِلَي سُلَيمَانَ ثُمّ انبَسَطَتِ الأَرضُ فِي أَقَلّ مِن طَرفَةِ عَينٍ


صفحه : 114

7-ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن مُحَمّدِ بنِ الفُضَيلِ عَن سَعدٍ أَبِي عُمَرَ الجُلّابِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ اسمَ اللّهِ الأَعظَمَ عَلَي ثَلَاثَةٍ وَ سَبعِينَ حَرفاً كَانَ عِندَ آصَفَ مِنهَا حَرفٌ وَاحِدٌ فَتَكَلّمَ بِهِ فَخُسِفَ بِالأَرضِ مَا بَينَهُ وَ بَينَ سَرِيرِ بِلقِيسَ ثُمّ تَنَاوَلَ السّرِيرَ بِيَدِهِ ثُمّ عَادَتِ الأَرضُ كَمَا كَانَ أَسرَعَ مِن طَرفَةِ عَينٍ وَ عِندَنَا نَحنُ مِنَ الِاسمِ اثنَانِ وَ سَبعُونَ حَرفاً وَ حَرفٌ عِندَ اللّهِ تَعَالَي استَأثَرَ بِهِ فِي عِلمِ الغَيبِ المَكتُوبِ عِندَهُ

8-ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُوسَي عَن أَحمَدَ بنِ عُبدُوسٍ الخلَيِجيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن مُحَمّدِ بنِ الفُضَيلِ عَن سَعدٍ أَبِي عُمَرَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ اسمَ اللّهِ الأَعظَمَ عَلَي اثنَينِ وَ سَبعِينَ حَرفاً وَ إِنّمَا كَانَ عِندَ آصَفَ كَاتِبِ سُلَيمَانَ ع وَ كَانَ يُوحَي إِلَيهِ حَرفٌ وَاحِدٌ أَلِفٌ أَو وَاوٌ فَتَكَلّمَ فَانخَرَقَت لَهُ الأَرضُ حَتّي التَفّت فَتَنَاوَلَ السّرِيرَ وَ إِنّ عِندَنَا مِنَ الِاسمِ أَحَداً وَ سَبعِينَ حَرفاً وَ حَرفٌ عِندَ اللّهِ فِي غَيبِهِ

أقول قدأوردنا بعض الأخبار في أبواب الإمامة وبعضها في أبواب التوحيد

9-ير،[بصائر الدرجات ] مُحَمّدُ بنُ عِيسَي عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن مُحَمّدِ بنِ الفُضَيلِ عَن ضُرَيسٍ الواَبشِيِ‌ّ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قُلتُ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ قَولُ العَالِمِأَنَا آتِيكَ بِهِ قَبلَ أَن يَرتَدّ إِلَيكَ طَرفُكَ قَالَ فَقَالَ يَا جَابِرُ إِنّ اللّهَ جَعَلَ اسمَهُ الأَعظَمَ عَلَي ثَلَاثَةٍ وَ سَبعِينَ حَرفاً فَكَانَ عِندَ العَالِمِ مِنهَا حَرفٌ وَاحِدٌ فَانخَسَفَتِ الأَرضُ مَا بَينَهُ وَ بَينَ السّرِيرِ


صفحه : 115

حَتّي التَفّتِ[التَقَتِ]القِطعَتَانِ وَ حُوّلَ مِن هَذِهِ عَلَي هَذِهِ وَ عِندَنَا مِنِ اسمِ اللّهِ الأَعظَمِ اثنَانِ وَ سَبعُونَ حَرفاً وَ حَرفٌ فِي عِلمِ الغَيبِ المَكنُونِ عِندَهُ

10-كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ مُحَمّدِ بنِ بُندَارَ عَنِ السيّاّريِ‌ّ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَن أَرَادَ الِاطّلَاءَ بِالنّورَةِ فَأَخَذَ مِنَ النّورَةِ بِإِصبَعِهِ فَشَمّهُ وَ جَعَلَهُ عَلَي طَرَفِ أَنفِهِ وَ قَالَ صَلّي اللّهُ عَلَي سُلَيمَانَ بنِ دَاوُدَ كَمَا أَمَرَنَا بِالنّورَةِ لَم تُحرِقهُ النّورَةُ

11-مل ،[كامل الزيارات ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ الأهَواَزيِ‌ّ عَنِ النّضرِ عَن يَحيَي الحلَبَيِ‌ّ عَنِ ابنِ خَارِجَةَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ صَاحِبَ سُلَيمَانَ تَكَلّمَ بِاسمِ اللّهِ الأَعظَمِ فَخُسِفَ مَا بَينَ سَرِيرِ سُلَيمَانَ وَ بَينَ العَرشِ مِن سُهُولَةِ الأَرضِ وَ حُزُونَتِهَا حَتّي التَقَتِ القِطعَتَانِ فاَجتَرّ العَرشَ قَالَ سُلَيمَانُ يُخَيّلَ إلِيَ‌ّ أَنّهُ خَرَجَ مِن تَحتِ سرَيِريِ‌ قَالَ وَ دُحِيَت فِي أَسرَعَ مِن طَرفَةِ العَينِ

بيان ظاهر أكثر تلك الأخبار أن الأرض التي‌ كانت بينه و بين السرير انخسفت وتحركت الأرض التي‌ كان السرير عليها حتي أحضرته عنده فإن قيل كيف انخسفت الأبنية التي‌ كانت عليها قلنا يحتمل أن تكون تلك الأبنية تحركت بأمره تعالي يمينا وشمالا وكذا ماعليها من الحيوانات والأشجار وغيرها ويمكن أن يكون حركة السرير من تحت الأرض بأن غار في الأرض وطويت وتكاثفت الطبقة التحتانية حتي خرج من تحت سريره ثم دحيت تلك الطبقة من تحت الأرض

12-ختص ،[الإختصاص ] مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن أَبَانٍ الأَحمَرِ قَالَ قَالَ الصّادِقُ ع يَا أَبَانُ كَيفَ تُنكِرُ النّاسُ قَولَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع لَمّا قَالَ لَو شِئتُ لَرَفَعتُ رجِليِ‌ هَذِهِ فَضَرَبتُ بِهَا صَدرَ ابنِ أَبِي سُفيَانَ بِالشّامِ فَنَكَستُهُ عَن سَرِيرِهِ وَ لَا يُنكِرُونَ تَنَاوُلَ آصَفَ وصَيِ‌ّ سُلَيمَانَ عَرشَ بِلقِيسَ وَ إِتيَانَهُ سُلَيمَانَ بِهِ قَبلَ أَن يَرتَدّ إِلَيهِ طَرفُهُ أَ لَيسَ نَبِيّنَاص أَفضَلَ الأَنبِيَاءِ وَ وَصِيّهُ أَفضَلَ الأَوصِيَاءِ أَ فَلَا


صفحه : 116

جَعَلُوهُ كوَصَيِ‌ّ سُلَيمَانَ ع حَكَمَ اللّهُ بَينَنَا وَ بَينَ مَن جَحَدَ حَقّنَا وَ أَنكَرَ فَضلَنَا

أقول قال الشيخ أمين الدين الطبرسي‌ برد الله مضجعه في قوله تعالي وَ تَفَقّدَ الطّيرَ أي طلبه عندغيبته فَقالَ ما لِيَ لا أَرَي الهُدهُدَ أي ماللهدهد لاأراه واختلف في سبب تفقده فقيل إنه احتاج إليه في سفره ليدله علي الماء يقال إنه يري الماء في بطن الأرض كمانراه في القارورة عَنِ ابنِ عَبّاسٍ وَ رَوَي العيَاّشيِ‌ّ بِالإِسنَادِ قَالَ قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع كَيفَ تَفَقّدَ سُلَيمَانُ الهُدهُدَ مِن بَينِ الطّيرِ قَالَ لِأَنّ الهُدهُدَ يَرَي المَاءَ فِي بَطنِ الأَرضِ كَمَا يَرَي أَحَدُكُمُ الدّهنَ فِي القَارُورَةِ فَنَظَرَ أَبُو حَنِيفَةَ إِلَي أَصحَابِهِ وَ ضَحِكَ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَا يُضحِكُكَ قَالَ ظَفِرتُ بِكَ جُعِلتُ فِدَاكَ قَالَ وَ كَيفَ ذَاكَ قَالَ ألّذِي يَرَي المَاءَ فِي بَطنِ الأَرضِ لَا يَرَي الفَخّ فِي التّرَابِ حَتّي تَأخُذَ بِعُنُقِهِ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَا نُعمَانُ أَ مَا عَلِمتَ أَنّهُ إِذَا نَزَلَ القَدَرُ أَغشَي البَصَرَ

. وقيل إنما تفقده لإخلاله بنوبته عن وهب وقيل كانت الطيور تظله من الشمس فلما أخل الهدهد بمكانه بان بطلوع الشمس عليه أَم كانَ مِنَ الغائِبِينَمعناه أتأخر عصيانا أم غاب لعذر وحاجة قال المبرد لماتفقد سليمان الطير و لم ير الهدهدفَقالَ ما لِيَ لا أَرَي الهُدهُدَ علي تقدير أنه مع جنوده و هو لايراه ثم أدركه الشك فشك في غيبته عن ذلك الجمع بحيث لم يره فقال أَم كانَ مِنَ الغائِبِينَ أي بل أ كان من الغائبين كأنه ترك الكلام الأول واستفهم عن حاله وغيبته ثم أوعده علي غيبته فقال لَأُعَذّبَنّهُ عَذاباً شَدِيداً أي بنتف ريشه وإلقائه في الشمس عن ابن عباس وقتادة ومجاهد وقيل بأن أجعله بين أضداده و كماصح نطق الطير وتكليفه في زمانه معجزة له جازت معاتبته علي ماوقع منه من تقصير فإنه كان مأمورا بطاعته فاستحق العقاب علي غيبته أَو لَأَذبَحَنّهُ أولأقطعن حلقه عقوبة له علي عصيانه أَو ليَأَتيِنَيّ‌ بِسُلطانٍ مُبِينٍ أي بحجة واضحة تكون عذرا له في الغيبةفَمَكَثَ غَيرَ بَعِيدٍ أي فلم يلبث سليمان إلازمانا يسيرا حتي جاء الهدهد وقيل معناه فلبث الهدهد في غيبته قليلا ثم رجع و علي هذا


صفحه : 117

فيجوز أن يكون التقدير فمكث في مكان غيربعيد قال ابن عباس فأتاه الهدهد بحجةفَقالَ أَحَطتُ بِما لَم تُحِط بِهِ أي اطلعت علي ما لم تطلع عليه وَ جِئتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ أي بخبر صادق وسبأ مدينة بأرض اليمن عن قتادة وقيل إن الله بعث إلي سبإ اثني‌ عشر نبيا عن السدي‌.

وَ رَوَي عَلقَمَةُ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ سُئِلَ رَسُولُ اللّهِص عَن سَبَإٍ فَقَالَ هُوَ رَجُلٌ وُلِدَ لَهُ عَشَرَةٌ مِنَ العَرَبِ تَيَامَنَ مِنهُم سِتّةٌ وَ تَشَاءَمَ مِنهُم أَربَعَةٌ فَالّذِينَ تَشَاءَمُوا لَخمٌ وَ جُذَامٌ وَ غَسّانُ وَ عَامِلَةُ وَ الّذِينَ تَيَامَنُوا كِندَةُ وَ الأَشعَرُونَ وَ الأَزدُ وَ حِميَرٌ وَ مَذحِجٌ وَ أَنمَارٌ وَ مِنَ الأَنمَارِ خَثعَمٌ وَ بَجِيلَةُ

إنِيّ‌ وَجَدتُ امرَأَةً تَملِكُهُم أي تتصرف فيهم بحيث لايعترض عليها أحدوَ أُوتِيَت مِن كُلّ شَيءٍ و هذاإخبار عن سعة ملكها أي من كل شيء من الأموال و مايحتاج إليه الملوك من زينة الدنيا قال الحسن وهي‌ بلقيس بنت شراحيل ملكة سبإ وقيل شرحيل ولدها أربعون ملكا آخرهم أبوها قال قتادة و كان أولو مشورتها ثلاثمائة واثني‌ عشر قبيلا كل قبيل منهم تحت رايته ألف مقاتل وَ لَها عَرشٌ عَظِيمٌ أي سرير أعظم من سريرك و كان مقدمه من ذهب مرصع بالياقوت الأحمر والزمرد الأخضر ومؤخره من فضة مكللة بألوان الجواهر و عليه سبعة أبيات علي كل بيت باب مغلق و عن ابن عباس قال كان عرش بلقيس ثلاثين ذراعا في ثلاثين ذراعا وطوله في الهواء ثلاثون ذراعا و قال أبومسلم المراد بالعرش الملك وَجَدتُها وَ قَومَها يَسجُدُونَ لِلشّمسِ مِن دُونِ اللّهِ وَ زَيّنَ لَهُمُ الشّيطانُ أَعمالَهُم أي عبادتهم للشمس من دون الله فَصَدّهُم عَنِ السّبِيلِ أي صرفهم عن سبيل الحق فَهُم لا يَهتَدُونَ أَلّا يَسجُدُواقرأ أبو جعفر والكسائي‌ ورويس عن يعقوب ألا يسجدوا خفيفة اللام والباقون بالتشديد فعلي الأول إنما هو علي معني الأمر بالسجود ودخلت الياء للتنبيه أو علي تقدير ألا ياقوم اسجدوا لله وقيل إنه أمر من الله تعالي لجميع


صفحه : 118

خلقه بالسجود له وقيل إنه من كلام الهدهد قاله لقوم بلقيس حين وجدهم يسجدون لغير الله أوقاله لسليمان عندعوده إليه استنكارا لماوجدهم عليه والقراءة بالتشديد علي معني زين لهم الشيطان ضلالتهم لئلا يسجدوالِلّهِ ألّذِي يُخرِجُ الخبَ ءَ فِي السّماواتِ وَ الأَرضِالخب ء المخبوء و هو ماأحاط به غيره حتي منع من إدراكه و مايوجده الله فيخرجه من العدم إلي الوجود يكون بهذه المنزلة وقيل الخب ء الغيب وقيل إن خب ء السماوات المطر وخب ء الأرض النبات والأشجاروَ يَعلَمُ ما تُخفُونَ وَ ما تُعلِنُونَ أي يعلم السر والعلانيةاللّهُ لا إِلهَ إِلّا هُوَ رَبّ العَرشِ العَظِيمِ من كلام الهدهد أوابتداء إخبار من الله تعالي فلما سمع سليمان مااعتذر به الهدهد في تأخره قالَ سَنَنظُرُ أَ صَدَقتَ أَم كُنتَ مِنَ الكاذِبِينَ ثم كتب سليمان ع كتابا وختمه بخاتمه ودفعه إليه فذاك قوله اذهَب بكِتِابيِ‌ هذا فَأَلقِه إِلَيهِميعني‌ إلي أهل سبإثُمّ تَوَلّ عَنهُم أي استتر منهم قريبا بعدإلقاء الكتاب إليهم فَانظُر ما ذا يَرجِعُونَ أي يرجع بعضهم إلي بعض من القول فمضي الهدهد بالكتاب فألقاه إليهم فلما رأته بلقيس قالَتلقومهايا أَيّهَا المَلَأُ أي أيها الأشراف إنِيّ‌ ألُقيِ‌َ إلِيَ‌ّ كِتابٌ كَرِيمٌ قال قتادة أتاها الهدهد وهي‌ نائمة مستلقية علي قفاها فألقي الكتاب علي نحرها فقرأت الكتاب وقيل كانت لها كوة مستقبلة للشمس تقع الشمس عند ماتطلع فيها فإذانظرت إليها سجدت فجاء الهدهد إلي الكوة فسدها بجناحه فارتفعت الشمس و لم تعلم فقامت تنظر فرمي الكتاب إليها عن وهب و ابن زيد فلما أخذت الكتاب جمعت الأشراف وهم ثلاثمائة واثنا عشر قبيلا ثم قالت لهم إنِيّ‌ ألُقيِ‌َ إلِيَ‌ّ كِتابٌ كَرِيمٌسمته كريما لأنه كان مختوما عن ابن عباس ويؤيده الحديث إكرام الكتاب ختمه وقيل وصفته بالكريم لأنه صدره ببِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ وقيل لحسن خطه وجودة لفظه وبيانه وقيل لأنه كان ممن يملك الإنس والجن والطير و قدكانت سمعت بخبر سليمان فسمته كريما لأنه من كريم رفيع الملك عظيم الجاه إِنّهُ مِن سُلَيمانَ وَ إِنّهُ بِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِمعناه أن الكتاب من سليمان و أن المكتوب فيه بِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ أَلّا

تَعلُوا عَلَيّ وَ أتوُنيِ‌ مُسلِمِينَ

فإن هذاالقدر جملة ما في الكتاب يا أَيّهَا المَلَأُ أفَتوُنيِ‌ فِي أمَريِ‌ أي أشيروا علي بالصواب ما كُنتُ قاطِعَةً أَمراً حَتّي تَشهَدُونِ أي ماكنت ممضية أمرا حتي تحضرون و هذاملاطفة منها لقومهاقالُوالها في الجواب نَحنُ أُولُوا قُوّةٍ أي أصحاب قوة وقدرة و أهل عددوَ أُولُوا بَأسٍ شَدِيدٍ أي وأصحاب شجاعة شديدةوَ الأَمرُ إِلَيكِ أي إن الأمر مفوض إليك في القتال وتركه فاَنظرُيِ‌ ما ذا تَأمُرِينَ أي ما ألذي تأمريننا به لنمتثله فإن أمرت بالصلح صالحنا و إن أمرت بالقتال قاتلناقالَتمجيبة لهم عن التعريض بالقتال إِنّ المُلُوكَ إِذا دَخَلُوا قَريَةً أَفسَدُوها أي إذادخلوها عنوة عن قتال وغلبة أهلكوها وخربوهاوَ جَعَلُوا أَعِزّةَ أَهلِها أَذِلّةً أي أهانوا أشرافها وكبراءها كي‌ يستقيم لهم الأمر والمعني أنها حذرتهم مسير سليمان إليهم ودخوله بلادهم وانتهي الخبر عنها وصدقها الله فيما قالت فقال وَ كَذلِكَ أي و كماقالت هي‌يَفعَلُونَ وقيل إن الكلام متصل بعضه ببعض وَ كَذلِكَ يَفعَلُونَ من قولهاوَ إنِيّ‌ مُرسِلَةٌ إِلَيهِم أي إلي سليمان ع وقومه بِهَدِيّةٍأصانعه بذلك عن ملكي‌فَناظِرَةٌ أي منتظرةبِمَ يَرجِعُ المُرسَلُونَبقبول أم رد وإنما فعلت ذلك لأنها عرفت عادة الملوك في حسن موقع الهدايا عندهم و كان غرضها أن يتبين لها بذلك أنه ملك أونبي‌ فإن قبل الهدية تبين أنه ملك وعندها مايرضيه و إن ردها تبين أنه نبي‌. واختلف في الهدية فقيل أهدت إليه وصفاء ووصائف ألبستهم لباسا واحدا حتي لايعرف ذكر من أنثي عن ابن عباس وقيل أهدت مائتي‌ غلام ومائتي‌ جارية ألبست الغلمان لباس الجواري‌ وألبست الجواري‌ لباس الغلمان عن مجاهد وقيل أهدت له صفائح الذهب في أوعية الديباج فلما بلغ ذلك سليمان ع أمر الجن فموهوا له الآجر بالذهب ثم أمر به فألقي‌ في الطريق فلما جاءوا رأوه ملقي في الطريق في كل مكان فلما رأوا ذلك صغر في أعينهم ماجاءوا به عن ثابت البناني‌ وقيل إنها عمدت


صفحه : 120

إلي خمسمائة غلام وخمسمائة جارية فألبست الجواري‌ الأقبية والمناطق وألبست الغلمان في سواعدهم أساور من ذهب و في أعناقهم أطواقا من ذهب و في آذانهم أقراطا وشنوفا مرصعات بأنواع الجواهر وحملت الجواري‌ علي خمسمائة رمكة والغلمان علي خمسمائة برذون علي كل فرس لجام من ذهب مرصع بالجواهر وبعثت إليه خمسمائة لبنة من ذهب وخمسمائة لبنة من فضة وتاجا مكللا بالدر والياقوت المرتفع وعمدت إلي حقة فجعلت فيهادرة يتيمة غيرمثقوبة وخرزة جزعية مثقوبة معوجة الثقب ودعت رجلا من أشراف قومها اسمه المنذر بن عمرو وضمت إليه رجالا من قومها أصحاب رأي‌ وعقل وكتبت إليه كتابا بنسخة الهدية قالت فيها إن كنت نبيا فميز بين الوصفاء والوصائف وأخبر بما في الحقة قبل أن تفتحها واثقب الدرة ثقبا مستويا وأدخل الخرزة خيطا من غيرعلاج إنس و لاجن وقالت للرسول انظر إليه إذادخلت عليه فإن نظر إليك نظر غضب فاعلم أنه ملك فلايهولنك أمره فأنا أعز منه و إن نظر إليك نظر لطف فاعلم أنه نبي‌ مرسل .فانطلق الرسول بالهدايا وأقبل الهدهد مسرعا إلي سليمان فأخبره الخبر فأمر سليمان الجن أن يضربوا لبنات الذهب ولبنات الفضة ففعلوا ثم أمرهم أن يبسطوا من موضعه ألذي هو فيه إلي بضع فراسخ ميدانا واحدا بلبنات الذهب والفضة و أن يجعلوا حول الميدان حائطا شرفها من الذهب والفضة ففعلوا ثم قال للجن علي بأولادكم فاجتمع خلق كثير فأقامهم عن يمين الميدان ويساره ثم قعد سليمان ع في مجلسه علي سريره ووضع له أربعة آلاف كرسي‌ عن يمينه ومثلها عن يساره وأمر الشياطين أن يصطفوا صفوفا فراسخ وأمر الإنس فاصطفوا فراسخ وأمر الوحش والسباع والهوام والطير فاصطفوا فراسخ عن يمينه ويساره فلما دنا القوم من الميدان ونظروا إلي ملك سليمان تقاصرت إليهم أنفسهم ورموا بما معهم من الهدايا فلما وقفوا بين يدي‌


صفحه : 121

سليمان ع نظر إليهم نظرا حسنا بوجه طلق و قال ماوراءكم فأخبره رئيس القوم بما جاءوا به وأعطاه كتاب الملكة فنظر فيه و قال أين الحقة فأتي‌ بهافحركها وجاءه جبرئيل فأخبره بما في الحقة و قال إن فيهادرة يتيمة غيرمثقوبة وخرزة مثقوبة معوجة الثقب فقال الرسول صدقت فاثقب الدرة وأدخل الخيط في الخرزة فأرسل سليمان ع إلي الأرضة فجاءت فأخذت شعرة في فيهافدخلت فيها حتي خرجت من الجانب الآخر ثم قال من لهذه الخرزة يسلكها الخيط فقالت دودة بيضاء أنالها يا رسول الله فأخذت الدودة الخيط في فيها ودخلت الثقب حتي خرجت من الجانب الآخر ثم ميز بين الجواري‌ والغلمان بأن أمرهم أن يغلسوا وجوههم وأيديهم فكانت الجارية تأخذ الماء من الآنية بإحدي يديها ثم تجعله علي اليد الأخري ثم تضرب به الوجه والغلام يأخذ من الآنية يضرب به وجهه وكانت الجارية تصب علي باطن ساعدها والغلام علي ظهر الساعد وكانت الجارية تصب الماء صبا و كان الغلام يحدر الماء علي يده حدرا فميز بينهم بذلك هذاكله مروي‌ عن وهب وغيره وقيل إنها أيضا أنفذت مع هداياها عصا كانت تتوارثها ملوك حمير وقالت أريد أن تعرفني‌ رأسها من أسفلها وبقدح ماء وقالت تملؤها ماء رواء ليس من الأرض و لا من السماء فأرسل سليمان العصا إلي الهواء و قال أي الرأسين سبق إلي الأرض فهو أصلها وأمر بالخيل فأجريت حتي عرقت وملأ القدح من عرقها و قال هذا ليس من ماء الأرض و لا من ماء السماء.فَلَمّا جاءَ سُلَيمانَ أي فلما جاء الرسول سليمان قالَ أَ تُمِدّونَنِ بِمالٍ أي أتزيدونني‌ مالا و هذااستفهام إنكار يعني‌ أنه لايحتاج إلي مالهم فَما آتانيِ‌َ اللّهُ خَيرٌ مِمّا آتاكُم أي ماأعطاني‌ الله من الملك والنبوة والحكمة خير مما أعطاكم من الدنيا وأموالهابَل أَنتُم بِهَدِيّتِكُم تَفرَحُونَ إذاأهدي بعضكم إلي بعض و أما أنا فلاأفرح بها


صفحه : 122

أشار إلي قلة اكتراثه بأموال الدنيا ثم قال سليمان للرسول ارجِع إِلَيهِمبما جئت به من الهدايافَلَنَأتِيَنّهُم بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُم بِها أي لاطاقة لهم بها و لاقدرة لهم علي دفعهاوَ لَنُخرِجَنّهُم مِنها أَذِلّةً أي من تلك القرية و من تلك المملكة وقيل من أرضها وملكهاوَ هُم صاغِرُونَ أي ذليلون صغيروا القدر إن لم يأتوا مسلمين فلما رد سليمان ع الهدية وميز بين الغلمان والجواري‌ إلي غير ذلك علموا أنه نبي‌ مرسل و أنه ليس كالملوك الذين يغترون بالأموال . فلما رجع إليها الرسول وعرفت أنه نبي‌ وأنها لاتقاومه فتجهزت للمسير إليه وأخبر جبرئيل ع سليمان ع أنها خرجت من اليمن مقبلة إليه قالَسليمان لأماثل جنده وأشراف عسكره يا أَيّهَا المَلَؤُا أَيّكُم يأَتيِنيِ‌ بِعَرشِها قَبلَ أَن يأَتوُنيِ‌ مُسلِمِينَ. واختلف في السبب ألذي خص العرش بالطلب علي أقوال .أحدها أنه أعجبته صفته فأراد أن يراه وظهر له آثار إسلامها فأحب أن يملك عرشها قبل أَن تُسلِمَ فَيَحرُمَ عليه أَخذُ مَالِهَا عن قتادة وثانيها أنه أراد أن يختبر بذلك عقلها وفطنتها ويختبر هل تعرفه أوتنكره عن ابن زيد وقيل أراد أن يجعل دليلا ومعجزة علي صدقه ونبوته لأنها خلفته في دارها وأوثقته ووكلت به ثقات قومها يحرسونه ويحفظونه عن وهب و قال ابن عباس كان سليمان ع رجلا مهيبا لايبتد‌ئ بالكلام حتي يكون هو ألذي يسأل عنه فخرج يوما وجلس علي سريره فرأي رهجا قريبا منه أي غبارا فقال ما هذاقالوا بلقيس يا رسول الله فقال و قدنزلت منا بهذا المكان و كان ما بين الكوفة والحيرة علي قدر فرسخ فقال أَيّكُم يأَتيِنيِ‌ بِعَرشِها.


صفحه : 123

و قوله مُسلِمِينَ فيه وجهان أحدهما أنه أراد مؤمنين موحدين والآخر مستسلمين منقادين علي مامر بيانه قالَ عِفرِيتٌ مِنَ الجِنّ أي مارد قوي‌ عن ابن عباس أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبلَ أَن تَقُومَ مِن مَقامِكَ أي من مجلسك ألذي تقضي‌ فيه عن قتادةوَ إنِيّ‌ عَلَيهِ لقَوَيِ‌ّ أَمِينٌ أي وإني‌ علي حمله لقوي‌ و علي الإتيان به في هذه المدة قادر و علي ما فيه من الذهب والجواهر أمين و في هذادلالة علي أن القدرة قبل الفعل لأنه أخبر بأنه قوي‌ عليه قبل أن يجي‌ء به و كان سليمان ع يجلس في مجلسه للقضاء غدوة إلي نصف النهار فقال سليمان ع أريد أسرع من ذلك فعند ذلك قالَ ألّذِي عِندَهُ عِلمٌ مِنَ الكِتابِ و هوآصف بن برخيا و كان وزير سليمان و ابن أخته و كان صديقا يعرف اسم الله الأعظم ألذي إذادعي‌ به أجاب عن ابن عباس وقيل إن ذلك الاسم الله و ألذي يليه الرحمن وقيل هو ياحي‌ ياقيوم وبالعبرانية أهيا شراهيا وقيل هو ياذا الجلال والإكرام عن مجاهد وقيل إنه قال ياإلهنا وإله كل شيءإلها واحدا لاإله إلا أنت عن الزهري‌ وقيل إن ألّذِي عِندَهُ عِلمٌ مِنَ الكِتابِ كان رجلا من الإنس يعلم اسم الله الأعظم اسمه بلخيا عن مجاهد وقيل اسمه اسطوم عن قتادة وقيل هوالخضر ع عن أبي لهيعة وقيل إن ألّذِي عِندَهُ عِلمٌ مِنَ الكِتابِ هوجبرئيل ع أذن الله له في طاعة سليمان و أن يأتيه بالعرش ألذي طلبه و قال الجبائي‌ هوسليمان ع قال ذلك للعفريت ليريه نعمة الله عليه و هذاقول بعيد لم يؤثر عند أهل التفسير و أماالكتاب المعرف في الآية بالألف واللام فقيل إنه اللوح المحفوظ وقيل إن المراد به جنس كتب الله المنزلة علي أنبيائه و ليس المراد به كتابا بعينه والجنس قديعرف بالألف واللام وقيل المراد به كتاب سليمان ع إلي بلقيس أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبلَ أَن يَرتَدّ إِلَيكَ طَرفُكَاختلف في معناه فقيل يريد قبل أن يصل إليك من كان منك علي قدر مد البصر


صفحه : 124

عن قتادة وقيل معناه قبل أن يبلغ طرفك مداه وغايته ويرجع إليك قال سعيد بن جبير قال لسليمان انظر إلي السماء فما طرف حتي جاء به فوضعه بين يديه والمعني حتي يرتد إليك طرفك بعدمده إلي السماء وقيل ارتداد الطرف إدامة النظر حتي يرتد طرفه خاسئا عن مجاهد فعلي هذامعناه أن سليمان ع مد بصره إلي أقصاه و هويديم النظر فقبل أن ينقلب إليه بصره حسيرا يكون قدأتي‌ بالعرش و قال الكلبي‌ خر آصف ساجدا ودعا باسم الله الأعظم فغار عرشها تحت الأرض حتي نبع عندكرسي‌ سليمان وذكر العلماء في ذلك وجوها.أحدها أن الملائكة حملته بأمر الله تعالي . والثاني‌ أن الريح حملته . والثالث أن الله تعالي خلق فيه حركات متوالية. والرابع أنه انخرق مكانه حيث هوهناك ثم نبع بين يدي‌ سليمان . والخامس أن الأرض طويت له و هوالمروي‌ عن أبي عبد الله ع . والسادس أنه أعدمه الله في موضعه وأعاده في مجلس سليمان و هذا لايصح علي مذهب أبي هاشم ويصح علي مذهب أبي علي الجبائي‌ فإنه يجوز فناء بعض الأجسام دون بعض . و في الكلام حذف كثير لأن التقدير قال سليمان له افعل فسأل الله تعالي في ذلك فحضر العرش فرآه سليمان مستقرا عنده أي فلما رأي سليمان العرش محمولا إليه موضوعا بين يديه في مقدار رجع البصرقالَ هذا مِن فَضلِ ربَيّ‌ أي من نعمته علي وإحسانه لدي‌ لأن تيسير ذلك وتسخيره مع صعوبته وتعذره معجزة له ودلالة علي علو قدره وجلالته وشرف منزلته عند الله تعالي ليِبَلوُنَيِ‌ أَ أَشكُرُ أَم أَكفُرُ أي ليختبرني‌ هل أقوم بشكر هذه النعمة أم أكفر بهاوَ مَن شَكَرَ فَإِنّما يَشكُرُ لِنَفسِهِلأن عائدة شكره ومنفعته ترجعان إليه وتخصانه دون غيره و هذامثل قوله إِن أَحسَنتُم أَحسَنتُم لِأَنفُسِكُموَ مَن كَفَرَ فَإِنّ ربَيّ‌ غنَيِ‌ّيعني‌ غني‌ عن شكر العباد غيرمحتاج إليه بل هم


صفحه : 125

المحتاجون إليه لمالهم فيه من الثواب والأجركَرِيمٌ أي متفضل علي عباده شاكرهم وكافرهم وعاصيهم ومطيعهم لايمنعه كفرهم وعصيانهم من الإفضال عليهم والإحسان إليهم قالَسليمان نَكّرُوا لَها عَرشَها أي غيروا سريرها إلي حال تنكرها إذارأته وأراد بذلك اختبار عقلها علي ماقيل نَنظُر أَ تهَتدَيِ‌ أَم تَكُونُ مِنَ الّذِينَ لا يَهتَدُونَ أي أتهتدي‌ إلي معرفة عرشها بفطنتها بعدالتغيير أم لاتهتدي‌ إلي ذلك عن سعيد بن جبير وقتادة وقيل أَ تهَتدَيِ‌ أي أتستدل بعرشها علي قدرة الله وصحة نبوتي‌ وتهتدي‌ بذلك إلي طريق الإيمان والتوحيد أم لا عن الجبائي‌ قال ابن عباس فنزع ما كان علي العرش من الفصوص والجواهر و قال مجاهد غير ما كان أحمر وجعل أخضر و ما كان أخضر فجعل أحمر و قال عكرمة زيد فيه شيء ونقص منه شيءفَلَمّا جاءَت قِيلَ أَ هكَذا عَرشُكِ قالَت كَأَنّهُ هُوَفلم تثبته و لم تنكره فدل ذلك علي كمال عقلها حيث لم تقل لاإذ كان يشبه سريرها لأنها وجدت فيه ماتعرفه و لم تقل نعم إذ وجدت فيه ما غير وبدل ولأنها خلفته في بيتها وحمله في تلك المدة إلي ذلك الموضع غيرداخل في مقدور البشر قال مقاتل عرفته ولكن شبهوا عليها حين قالوا لهاأَ هكَذا عَرشُكِفشبهت حين قالت كَأَنّهُ هُوَ و لوقيل لها أ هذاعرشك لقالت نعم قال عكرمة كانت حكيمة قالت إن قلت هو هوخشيت أن أكذب و إن قلت لاخشيت أن أكذب فقالت كَأَنّهُ هُوَشبهته به فقيل لها فإنه عرشك فما أغني عنك إغلاق الأبواب وكانت قدخلفته وراء سبعة أبواب لماخرجت فقالت وَ أُوتِينَا العِلمَبصحة نبوة سليمان مِن قَبلِها أي من قبل الآية في العرش وَ كُنّا مُسلِمِينَطائعين لأمر سليمان وقيل إنه من كلام سليمان عن مجاهد ومعناه أوتينا العلم بإسلامها ومجيئها طائعة قبل مجيئهاوَ صَدّها ما كانَت تَعبُدُ مِن دُونِ اللّهِ أي منعها عبادة الشمس عن الإيمان بالله تعالي بعدرؤية تلك المعجزات عن مجاهد فعلي هذاتكون ماموصولة مرفوعة


صفحه : 126

الموضع بأنها فاعلة صد وقيل معناه وصدها سليمان عما كانت تعبده من دون الله وحال بينها وبينه ومنعها عنه فعلي هذاتكون ما في موضع النصب وقيل معناه منعها الإيمان والتوحيد عن ألذي كانت تعبده من دون الله و هوالشمس ثم استأنف فقال إِنّها كانَت مِن قَومٍ كافِرِينَ أي من قوم يعبدون الشمس قدنشأت فيما بينهم فلم تعرف إلاعبادة الشمس قِيلَ لَهَا ادخلُيِ‌ الصّرحَ والصرح هوالموضع المنبسط المنكشف من غيرسقف . وذكر أن سليمان ع لماأقبلت صاحبة سبإ أمر الشياطين ببناء الصرح و هوكهيئة السطح المنبسط من قوارير أجري‌ تحته الماء وجمع في الماء الحيتان والضفادع ودواب البحر ثم وضع له فيه سرير فجلس عليه وقيل إنه قصر من زجاج كأنه الماء بياضا و قال أبوعبيدة كل بناء من زجاج أوصخر أو غير ذلك مونق فهو صرح وإنما أمر سليمان ع بالصرح لأنه أراد أن يختبر عقلها وينظر هل تستدل علي معرفة الله تعالي بما تري من هذه الآية العظيمة وقيل إن الجن والشياطين خافت أن يتزوجها سليمان ع فلاينفكون من تسخير سليمان وذريته بعده لوتزوجها و ذلك أن أمها كانت جنية فأساءوا الثناء عليها ليزهدوه فيها وقالوا إن في عقلها شيئا و إن رجلها كحافر الحمار فلما امتحن ذلك وجدها علي خلاف ماقيل وقيل إنه ذكر له أن علي رجليها شعرا فلما كشفته بان الشعر فساءه ذلك فاستشار الجن في ذلك فعملوا الحمامات وطبخوا له النورة والزرنيخ و كان أول ماصنعت النورةفَلَمّا رَأَتهُ أي رأت بلقيس الصرح حَسِبَتهُ لُجّةً وهي‌ معظم الماءوَ كَشَفَت عَن ساقَيهالدخول الماء وقيل إنها لمارأت الصرح قالت ماوجد ابن داود عذابا يقتلني‌ به إلاالغرق وأنفت أن تجي‌ء فلاتدخل و لم يكن من عادتهم لبس الخفاف فلما كشفت عن ساقيهاقالَلها سليمان إِنّهُ صَرحٌ مُمَرّدٌ أي مملس مِن قَوارِيرَ و ليس بماء و لمارأت سرير سليمان والصرح قالَت رَبّ


صفحه : 127

إنِيّ‌ ظَلَمتُ نفَسيِ‌بالكفر ألذي كنت عليه وَ أَسلَمتُ مَعَ سُلَيمانَ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَفحسن إسلامها وقيل إنها لماجلست دعاها سليمان إلي الإسلام وكانت قدرأت الآيات والمعجزات فأجابته وأسلمت وقيل إنها لماظنت أن سليمان ع يغرقها ثم عرفت حقيقة الأمر قالت ظَلَمتُ نفَسيِ‌إذ توهمت علي سليمان ماتوهمت . واختلف في أمرها بعد ذلك فقيل إنها تزوجها سليمان وأقرها علي ملكها وقيل إنه زوجها من ملك يقال له تبع وردها إلي أرضها وأمر زوبعة أميرالجن باليمن أن يعمل له ويطيع فصنع له المصانع باليمن

13- وَ رَوَي العيَاّشيِ‌ّ فِي تَفسِيرِهِ بِالإِسنَادِ قَالَ التَقَي مُوسَي بنُ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ مُوسَي وَ يَحيَي بنُ أَكثَمَ فَسَأَلَهُ عَن مَسَائِلَ قَالَ فَدَخَلتُ عَلَي أخَيِ‌ عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ ع بَعدَ أَن دَارَ بيَنيِ‌ وَ بَينَهُ مِنَ المَوَاعِظِ حَتّي انتَهَيتُ إِلَي طَاعَتِهِ فَقُلتُ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ إِنّ يَحيَي بنَ أَكثَمَ سأَلَنَيِ‌ عَن مَسَائِلَ أُفتِيهِ فِيهَا فَضَحِكَ فَقَالَ فَهَل أَفتَيتَهُ فِيهَا قُلتُ لَا قَالَ وَ لِمَ قُلتُ لَم أَعرِفهَا قَالَ وَ مَا هيِ‌َ قُلتُ قَالَ أخَبرِنيِ‌ عَن سُلَيمَانَ أَ كَانَ مُحتَاجاً إِلَي عِلمِ آصَفَ بنِ بَرخِيَا ثُمّ ذَكَرَ المَسَائِلَ الأُخَرَ قَالَ اكتُب يَا أخَيِ‌بِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِسَأَلتَ عَن قَولِ اللّهِ فِي كِتَابِهِقالَ ألّذِي عِندَهُ عِلمٌ مِنَ الكِتابِفَهُوَ آصَفُ بنُ بَرخِيَا وَ لَم يَعجِز سُلَيمَانُ عَن مَعرِفَةِ مَا عَرَفَهُ آصَفُ لَكِنّهُ أَحَبّ أَن يُعَرّفَ أُمّتَهُ مِنَ الإِنسِ وَ الجِنّ أَنّهُ الحُجّةُ مِن بَعدِهِ وَ ذَلِكَ مِن عِلمِ سُلَيمَانَ أَودَعَهُ آصَفَ بِأَمرِ اللّهِ فَفَهّمَهُ اللّهُ ذَلِكَ لِئَلّا يُختَلَفَ فِي إِمَامَتِهِ وَ دَلَالَتِهِ كَمَا فُهّمَ سُلَيمَانُ ع فِي حَيَاةِ دَاوُدَ ع لِيَتَعَرّفَ إِمَامَتَهُ وَ نُبُوّتَهُ مِن بَعدِهِ لِتَأكِيدِ الحُجّةِ عَلَي الخَلقِ


صفحه : 128

ف ،[تحف العقول ]سأل يحيي بن أكثم وذكر نحوه

14-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] إِنّ اللّهَ خَصّ بِسُورَةِ الفَاتِحَةِ مُحَمّداًص وَ شَرّفَهُ بِهَا وَ لَم يُشرِك مَعَهُ فِيهَا أَحَداً مِن أَنبِيَائِهِ مَا خَلَا سُلَيمَانَ ع فَإِنّهُ أَعطَاهُ مِنهَابِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ أَ لَا تَرَاهُ يحَكيِ‌ عَن بِلقِيسَ حِينَ قَالَتإنِيّ‌ ألُقيِ‌َ إلِيَ‌ّ كِتابٌ كَرِيمٌ إِنّهُ مِن سُلَيمانَ وَ إِنّهُ بِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ

أقول و قال الثعلبي‌ في تفسيره قالت العلماء بسير الأنبياء إن نبي‌ الله سليمان ع لمافرغ من بناء بيت المقدس عزم علي الخروج إلي أرض الحرم فتجهز للمسير واستصحب من الجن والإنس والشياطين والطير والوحوش مابلغ معسكره مائة فرسخ فأمر الريح الرخاء فحملتهم فلما وافي الحرم أقام به ماشاء الله أن يقيم فكان ينحر كل يوم طول مقامه بمكة خمسة آلاف بدنة وخمسة آلاف ثور وعشرين ألف شاة و قال لمن حضر من أشراف قومه إن هذامكان يخرج منه نبي‌ عربي‌ صفته كذا وكذا يعطي النصر علي جميع من ناواه ويبلغ هيبته مسيرة شهر القريب والبعيد عنده في الحق سواء لاتأخذه في الله لومة لائم قالوا فبأي‌ دين يدين يانبي‌ الله قال بدين الحنيفية فطوبي لمن أدركه وآمن به وصدقه قالوا فكم بيننا و بين خروجه يانبي‌ الله قال ذهاب ألف عام فليبلغ الشاهد منكم الغائب فإنه سيد الأنبياء وخاتم الرسل و إن اسمه لمثبت في زبر الأنبياء قالوا فأقام بمكة حتي قضي نسكه ثم أحب أن يسير إلي أرض اليمن فخرج من مكة صباحا وسار نحو اليمين يوم نجم سهيل فوافي صنعاء وقت الزوال و ذلك مسيرة شهر فرأي أرض حسنة تزهر خضرتها فأحب النزول بهاليصلي‌ ويتغدي فطلبوا الماء فلم يجدوا و كان دليله علي الماء الهدهد كان يري الماء من تحت الأرض فينقر الأرض فيعرف موضع الماء وبعده ثم تجي‌ء الشياطين فيسلخونه كمايسلخ الإهاب ثم يستخرجون الماء قالوا فلما نزل قال الهدهد إن سليمان ع قداشتغل


صفحه : 129

بالنزول فارتفع نحو السماء فانظر إلي عرض الدنيا وطولها ففعل ذلك ونظر يمينا وشمالا فرأي بستانا لبلقيس فمال إلي الخضرة فوقع فيه فإذا هوبهدهد فهبط عليه و كان اسم هدهد سليمان يعفور واسم هدهد اليمن عنقير فقال عنقير ليعفور من أين أقبلت وأين تريد قال أقبلت من الشام مع صاحبي‌ سليمان بن داود قال و من سليمان بن داود قال ملك الجن والإنس والطير والوحوش والشياطين والرياح فمن أين أنت قال أنا من هذه البلاد قال و من ملكها قال امرأة يقال لها بلقيس و إن لصاحبكم سليمان ملكا عظيما و ليس ملك بلقيس دونه فإنها ملكة اليمن كلها وتحت يدها اثني‌ عشر ألف قائد تحت كل قائد مائة ألف مقاتل فهل أنت منطلق معي‌ حتي تنظر إلي ملكها قال أخاف أن يتفقدني‌ سليمان في وقت الصلاة إذااحتاج إلي الماء قال الهدهد اليماني‌ إن صاحبك ليسره أن تأتيه بخبر هذه الملكة فانطلق معه ونظر إلي بلقيس وملكها و مارجع إلي سليمان ع إلاوقت العصر فلما طلبه سليمان ع فلم يجده دعا عريف الطيور و هوالنسر فسأله عنه فقال ماأدري‌ أين هو و ماأرسلته مكانا ثم دعا بالعقاب فقال علي بالهدهد فارتفع فإذا هوبالهدهد مقبلا فانقض نحوه فناشده الهدهد بحق الله ألذي قواك وأغلبك علي إلارحمتني‌ و لم تتعرض لي بسوء قال فولي عنه العقاب و قال له ويلك ثكلتك أمك إن نبي‌ الله حلف أن يعذبك أويذبحك ثم طارا متوجهين نحو سليمان فلما انتهي إلي المعسكر تلقته النسر والطير فقالوا توعدك نبي‌ الله فقال الهدهد أ و مااستثني نبي‌ الله فقالوا بلي أَو ليَأَتيِنَيّ‌ بِسُلطانٍ مُبِينٍ فلما أتيا سليمان و هوقاعد علي كرسيه قال العقاب قدأتيتك به يانبي‌ الله فلما قرب الهدهد منه رفع رأسه وأرخي ذنبه وجناحيه يجرهما علي الأرض تواضعا لسليمان فأخذ برأسه فمده إليه فقال أين كنت فقال يانبي‌ الله


صفحه : 130

اذكر وقوفك بين يدي‌ الله تعالي فلما سمع ذلك سليمان ع ارتعد وعفا عنه وساق القصة إلي أن قال و قال مقاتل حمل الهدهد الكتاب بمنقاره حتي وقف علي رأس المرأة وحولها القادة والجنود فرفرف ساعة و الناس ينظرون حتي رفعت رأسها فألقي الكتاب في حجرها إلي آخر القصة

باب 01- ماأوحي‌ إليه وصدر عنه من الحكم و فيه قصة نفش الغنم

الآيات الأنبياءوَ داوُدَ وَ سُلَيمانَ إِذ يَحكُمانِ فِي الحَرثِ إِذ نَفَشَت فِيهِ غَنَمُ القَومِ وَ كُنّا لِحُكمِهِم شاهِدِينَ فَفَهّمناها سُلَيمانَ وَ كُلّا آتَينا حُكماً وَ عِلماًتفسير قال الطبرسي‌ رحمه الله اختلف في الحكم فقيل إنه زرع وقعت فيه الغنم ليلا فأكلته وقيل كان كرما قدبدت عناقيده عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع و قال الجبائي‌ أوحي الله إلي سليمان ع بما نسخ به حكم داود ع و لم يكن ذلك عن اجتهاد و هوالمعول عليه عندنا

1-ل ،[الخصال ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ القاَشاَنيِ‌ّ عَنِ الأصَبهَاَنيِ‌ّ عَنِ المنِقرَيِ‌ّ عَن سُفيَانَ بنِ نَجِيحٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ سُلَيمَانُ بنُ دَاوُدَ ع أُوتِينَا مَا أوُتيِ‌َ النّاسُ وَ مَا لَم يُؤتَوا وَ عُلّمنَا مَا عُلّمَ النّاسُ وَ مَا لَم يُعَلّمُوا فَلَم نَجِد شَيئاً أَفضَلَ مِن خَشيَةِ اللّهِ فِي المَغِيبِ وَ المَشهَدِ وَ القَصدِ فِي الغِنَي وَ الفَقرِ وَ كَلِمَةِ الحَقّ فِي الرّضَا وَ الغَضَبِ وَ التّضَرّعِ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ عَلَي كُلّ حَالٍ


صفحه : 131

2-فس ،[تفسير القمي‌] وَ داوُدَ وَ سُلَيمانَ إِذ يَحكُمانِ فِي الحَرثِ إِذ نَفَشَت فِيهِ غَنَمُ القَومِ وَ كُنّا لِحُكمِهِم شاهِدِينَ

فَإِنّهُ حدَثّنَيِ‌ أَبِي عَن عَبدِ اللّهِ بنِ يَحيَي عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ فِي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ رَجُلٌ كَانَ لَهُ كَرمٌ وَ نَفَشَت فِيهِ غَنَمٌ لِرَجُلٍ آخَرَ بِاللّيلِ وَ قَضَمَتهُ وَ أَفسَدَتهُ فَجَاءَ صَاحِبُ الكَرمِ إِلَي دَاوُدَ ع فَاستَعدَي عَلَي صَاحِبِ الغَنَمِ فَقَالَ دَاوُدُ ع اذهَبَا إِلَي سُلَيمَانَ لِيَحكُمَ بَينَكُمَا فَذَهَبَا إِلَيهِ فَقَالَ سُلَيمَانُ إِن كَانَتِ الغَنَمُ أَكَلَتِ الأَصلَ وَ الفَرعَ فَعَلَي صَاحِبِ الغَنَمِ أَن يَدفَعَ إِلَي صَاحِبِ الكَرمِ الغَنَمَ وَ مَا فِي بَطنِهَا وَ إِن كَانَت ذَهَبَت بِالفَرعِ وَ لَم تَذهَب بِالأَصلِ فَإِنّهُ يَدفَعُ وُلدَهَا إِلَي صَاحِبِ الكَرمِ وَ كَانَ هَذَا حُكمَ دَاوُدَ وَ إِنّمَا أَرَادَ أَن يُعَرّفَ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ أَنّ سُلَيمَانَ ع وَصِيّهُ بَعدَهُ وَ لَم يَختَلِفَا فِي الحُكمِ وَ لَوِ اختَلَفَ حُكمُهُمَا لَقَالَ وَ كُنّا لِحُكمِهِمَا شَاهِدِينَ

بيان نفشت الغنم أي رعت ليلا بلا راع

3-سن ،[المحاسن ]بَعضُ أَصحَابِنَا عَنِ البزَنَطيِ‌ّ عَن جَمِيلِ بنِ دَرّاجٍ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيوَ داوُدَ وَ سُلَيمانَ إِذ يَحكُمانِ فِي الحَرثِ قَالَ لَم يَحكُمَا إِنّمَا كَانَا يَتَنَاظَرَانِفَفَهّمناها سُلَيمانَ

يه ،[ من لايحضره الفقيه ]بسنده الصحيح عن جميل عن زرارة مثله

4-يه ،[ من لايحضره الفقيه ]بِسَنَدِهِ الصّحِيحِ عَنِ الوَشّاءِ عَن أَحمَدَ بنِ عُمَرَ الحلَبَيِ‌ّ قَالَ سَأَلتُ أَبَا الحَسَنِ ع عَن قَولِ اللّهِ تَعَالَيوَ داوُدَ وَ سُلَيمانَ إِذ يَحكُمانِ فِي الحَرثِ قَالَ كَانَ حُكمُ دَاوُدَ ع رِقَابَ الغَنَمِ وَ ألّذِي فَهّمَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ سُلَيمَانَ أَن يَحكُمَ لِصَاحِبِ الحَرثِ بِاللّبَنِ وَ الصّوفِ ذَلِكَ العَامَ كُلّهُ

5-يب ،[تهذيب الأحكام ] الحُسَينُ بنُ سَعِيدٍ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَنِ المُعَلّي أَبِي عُثمَانَ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَسَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ داوُدَ وَ سُلَيمانَ إِذ يَحكُمانِ فِي الحَرثِ إِذ نَفَشَت


صفحه : 132

فِيهِ غَنَمُ القَومِ فَقَالَ لَا يَكُونُ النّفشُ إِلّا بِاللّيلِ إِنّ عَلَي صَاحِبِ الحَرثِ أَن يَحفَظَ الحَرثَ بِالنّهَارِ وَ لَيسَ عَلَي صَاحِبِ المَاشِيَةِ حِفظُهَا بِالنّهَارِ إِنّمَا رَعيُهَا وَ إِرزَاقُهَا بِالنّهَارِ فَمَا أَفسَدَت فَلَيسَ عَلَيهَا وَ عَلَي صَاحِبِ المَاشِيَةِ حِفظُ المَاشِيَةِ بِاللّيلِ عَن حَرثِ النّاسِ فَمَا أَفسَدَت بِاللّيلِ فَقَد ضَمِنُوا وَ هُوَ النّفشُ وَ إِنّ دَاوُدَ ع حَكَمَ للِذّيِ‌ أَصَابَ[أَصَابَت]زَرعَهُ رِقَابَ[بِرِقَابِ]الغَنَمِ وَ حُكمُ سُلَيمَانَ ع الرّسلُ وَ الثّلّةُ وَ هُوَ اللّبَنُ وَ الصّوفُ فِي ذَلِكَ العَامِ

6-يب ،[تهذيب الأحكام ] الحُسَينُ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ بَحرٍ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قُلتُ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ داوُدَ وَ سُلَيمانَ إِذ يَحكُمانِ فِي الحَرثِ قُلتُ حِينَ حَكَمَا فِي الحَرثِ كَانَت قَضِيّةً وَاحِدَةً فَقَالَ إِنّهُ كَانَ أَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَي النّبِيّينَ قَبلَ دَاوُدَ إِلَي أَن بَعَثَ اللّهُ دَاوُدَ ع أَيّ غَنَمٍ نَفَشَت فِي الحَرثِ فَلِصَاحِبِ الحَرثِ رِقَابُ الغَنَمِ وَ لَا يَكُونُ النّفشُ إِلّا بِاللّيلِ وَ إِنّ عَلَي صَاحِبِ الزّرعِ أَن يَحفَظَ بِالنّهَارِ وَ عَلَي صَاحِبِ الغَنَمِ حِفظُ الغَنَمِ بِاللّيلِ فَحَكَمَ دَاوُدُ ع بِمَا حَكَمَت بِهِ الأَنبِيَاءُ ع مِن قَبلِهِ وَ أَوحَي اللّهُ تَعَالَي إِلَي سُلَيمَانَ أَيّ غَنَمٍ نَفَشَت فِي الزّرعِ فَلَيسَ لِصَاحِبِ الزّرعِ إِلّا مَا خَرَجَ مِن بُطُونِهَا وَ كَذَلِكَ جَرَتِ السّنّةُ بَعدَ سُلَيمَانَ ع وَ هُوَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ كُلّا آتَينا حُكماً وَ عِلماًفَحَكَمَ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُمَا بِحُكمِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ

7-كا،[الكافي‌] الحُسَينُ بنُ مُحَمّدٍ عَن مُعَلّي بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ عَن بَكرِ بنِ صَالِحٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ عَن عَيثَمِ بنِ أَسلَمَ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ الإِمَامَةَ عَهدٌ مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ مَعهُودٌ لِرِجَالٍ مُسَمّينَ لَيسَ لِلإِمَامِ أَن يَزوِيَهَا عَنِ ألّذِي يَكُونُ مِن بَعدِهِ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي أَوحَي إِلَي دَاوُدَ ع أَنِ اتّخِذ وَصِيّاً مِن أَهلِكَ فَإِنّهُ قَد سَبَقَ فِي علِميِ‌ أَن لَا أَبعَثَ نَبِيّاً إِلّا وَ لَهُ وصَيِ‌ّ مِن أَهلِهِ وَ كَانَ لِدَاوُدَ ع أَولَادٌ عِدّةٌ وَ فِيهِم غُلَامٌ كَانَت أُمّهُ عِندَ دَاوُدَ ع وَ كَانَ لَهَا مُحِبّاً فَدَخَلَ دَاوُدُ ع عَلَيهَا حِينَ أَتَاهُ الوحَي‌ُ فَقَالَ لَهَا إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَوحَي إلِيَ‌ّ يأَمرُنُيِ‌ أَن


صفحه : 133

أَتّخِذَ وَصِيّاً مِن أهَليِ‌ فَقَالَت لَهُ امرَأَتُهُ فَليَكُنِ ابنيِ‌ قَالَ ذَاكَ أُرِيدُ وَ كَانَ السّابِقُ فِي عِلمِ اللّهِ المَحتُومُ عِندَهُ أَنّهُ سُلَيمَانُ فَأَوحَي اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي إِلَي دَاوُدَ أَن لَا تَعجَل دُونَ أَن يَأتِيَكَ أمَريِ‌ فَلَم يَلبَث دَاوُدُ ع أَن وَرَدَ عَلَيهِ رَجُلَانِ يَختَصِمَانِ فِي الغَنَمِ وَ الكَرمِ فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَي دَاوُدَ ع أَنِ اجمَع وُلدَكَ فَمَن قَضَي بِهَذِهِ القَضِيّةِ فَأَصَابَ فَهُوَ وَصِيّكَ مِن بَعدِكَ فَجَمَعَ دَاوُدُ ع وُلدَهُ فَلَمّا أَنِ اقتَصّ الخَصمَانِ قَالَ سُلَيمَانُ ع يَا صَاحِبَ الكَرمِ مَتَي دَخَلَت غَنَمُ هَذَا الرّجُلِ كَرمَكَ قَالَ دَخَلَتهُ لَيلًا قَالَ قَد قَضَيتُ عَلَيكَ يَا صَاحِبَ الغَنَمِ بِأَولَادِ غَنَمِكَ وَ أَصوَافِهَا فِي عَامِكَ هَذَا ثُمّ قَالَ لَهُ دَاوُدُ ع فَكَيفَ لَم تَقضِ بِرِقَابِ الغَنَمِ وَ قَد قَوّمَ ذَلِكَ عُلَمَاءُ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَكَانَ ثَمَنُ الكَرمِ قِيمَةَ الغَنَمِ فَقَالَ سُلَيمَانُ ع إِنّ الكَرمَ لَم يُجتَثّ مِن أَصلِهِ وَ إِنّمَا أُكِلَ حِملُهُ وَ هُوَ عَائِدٌ فِي قَابِلٍ فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَي دَاوُدَ ع أَنّ القَضَاءَ فِي هَذِهِ القَضِيّةِ مَا قَضَي سُلَيمَانُ بِهِ يَا دَاوُدُ أَرَدتَ أَمراً وَ أَرَدنَا أَمراً غَيرَهُ فَدَخَلَ دَاوُدُ ع عَلَي امرَأَتِهِ فَقَالَ أَرَدنَا أَمراً وَ أَرَادَ اللّهُ غَيرَهُ وَ لَم يَكُن إِلّا مَا أَرَادَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فَقَد رَضِينَا بِأَمرِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ سَلّمنَا وَ كَذَلِكَ الأَوصِيَاءُ ع لَيسَ لَهُم أَن يَتَعَدّوا بِهَذَا الأَمرِ فَيُجَاوِزُونَ[فَيُجَاوِزُوا]صَاحِبَهُ إِلَي غَيرِهِ

بيان اعلم أنه لماثبت بالدلائل العقلية عدم جواز الاجتهاد والرأي‌ علي الأنبياء ع وأنهم لايحكمون إلابالوحي‌ فلذا ذهب بعض أصحابنا وبعض المعتزلة إلي أنه تعالي أوحي إلي سليمان ع مانسخ حكم داود ع و كان حكم داود ع أيضا بالوحي‌ ويرد عليه أن شريعة سليمان لم تكن ناسخة فكيف نسخت ماثبت في شريعة موسي ع . ويمكن الجواب عنه بأنه لم يثبت امتناع نسخ بعض جزئيات الأحكام في زمن


صفحه : 134

غيرأولي‌ العزم من الرسل و أماالنسخ الكلي‌ والإتيان بشريعة مبتدأة فهو مختص بأولي‌ العزم منهم مع أنه يمكن أن يكون موسي ع أخبر بأن هذاالحكم ثابت إلي زمن سليمان ع ثم يتغير الحكم والأصوب في الجواب أن يقال إن الآية لاتدل علي أن سليمان ع حكم بخلاف ماحكم به داود ع بل يحتمل أن يكون المراد إذ يريدان أن يحكما في الحرث كمادلت عليه رواية أبي بصير في التفسير ورواية زرارة فهما كانا يتناظران في ذلك منتظرين للوحي‌ أو كان داود ع عالما بالحكم و كان يسأل سليمان ع ليبين فضله علي الناس فأوحي الله ذلك إلي سليمان ع ويؤيده أن في خبر معاوية نسب الحكم برقاب الغنم إلي علماء بني‌ إسرائيل والسؤال ألذي اشتمل عليه الخبر محمول علي ماذكرنا من إرادة ظهور فضله علي بني‌ إسرائيل . و أماخبر الحلبي‌ فيمكن أن يكون محمولا علي التقية ويحتمل أيضا أن يكون المراد بحكم داود الحكم ألذي كان شائعا في زمانه أوالحكم ألذي كان يلقيه علي سليمان ليختبره ويظهر عقله وعلمه وكذا القول في سائر الأخبار و الله يعلم

8-يه ،[ من لايحضره الفقيه ] عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ الأنَصاَريِ‌ّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص قَالَت أُمّ سُلَيمَانَ بنِ دَاوُدَ لِسُلَيمَانَ ع يَا بنُيَ‌ّ إِيّاكَ وَ كَثرَةَ النّومِ بِاللّيلِ فَإِنّ كَثرَةَ النّومِ بِاللّيلِ تَدَعُ الرّجُلَ فَقِيراً يَومَ القِيَامَةِ

9-نبه ،[تنبيه الخاطر] قَالَ سُلَيمَانُ بنُ دَاوُدَ ع لِابنِهِ يَا بنُيَ‌ّ إِيّاكَ وَ المِرَاءَ فَإِنّهُ لَيسَت فِيهِ مَنفَعَةٌ وَ هُوَ يُهَيّجُ بَينَ الإِخوَانِ العَدَاوَةَ


صفحه : 135

باب 11-وفاته ع و ما كان بعده

الآيات البقرةوَ اتّبَعُوا ما تَتلُوا الشّياطِينُ عَلي مُلكِ سُلَيمانَ وَ ما كَفَرَ سُلَيمانُ وَ لكِنّ الشّياطِينَ كَفَرُوا يُعَلّمُونَ النّاسَ السّحرَسبأفَلَمّا قَضَينا عَلَيهِ المَوتَ ما دَلّهُم عَلي مَوتِهِ إِلّا دَابّةُ الأَرضِ تَأكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمّا خَرّ تَبَيّنَتِ الجِنّ أَن لَو كانُوا يَعلَمُونَ الغَيبَ ما لَبِثُوا فِي العَذابِ المُهِينِتفسير قال الطبرسي‌ رحمه الله وَ اتّبَعُوا أي اليهود الذين كانوا علي عهد النبي ص أو علي عهد سليمان ع أوالأعم أي اقتدوا بما كانت تَتلُوا الشّياطِينُ أي تتبع وتعمل به وقيل تقرأ وقيل تكذب يقال تلا عليه إذاكذب والشياطين شياطين الجن وقيل شياطين الإنس عَلي مُلكِ سُلَيمانَقيل أي في ملك سليمان علي وجهين أحدهما في عهده والثاني‌ في نفس ملك سليمان كمايقال فلان يطعن في ملك فلان وقيل معناه علي عهد ملك سليمان وَ ما كَفَرَ سُلَيمانُ بين بهذا أن ماكانت تتلوه الشياطين وترويه كان كفرا إذ بر‌ئ سليمان منه ثم بين أن ذلك الكفر كان من نوع السحر فإن اليهود أضافوا إلي سليمان السحر وزعموا أن ملكه كان به فبرأه الله منه وقيل في السبب ألذي لأجله أضافت السحر إلي سليمان ع أن سليمان ع كان قدجمع كتب السحرة ووضعها في خزائنه وقيل كتمها تحت كرسيه لئلا يطلع الناس عليها و لايعملوا بها فلما مات سليمان ع استخرجت السحرة تلك الكتب وقالوا إنما تم ملك سليمان ع بالسحر و به سخر الجن والإنس والطير وزينوا السحر في أعين الناس بالنسبة إلي سليمان ع وشاع ذلك في اليهود وقبلوه لعداوتهم لسليمان ع وَ لكِنّ الشّياطِينَ كَفَرُوابما استخرجوه من السحر أوبما نسبوه إلي سليمان ع أوبأنهم سحروا فعبر عن السحر بالكفر


صفحه : 136

يُعَلّمُونَ النّاسَ السّحرَ أي ألقوا السحر إليهم فتعلموه أودلوهم علي استخراجه من تحت الكرسي‌ فتعلموه ما دَلّهُم عَلي مَوتِهِ أي مادل الجن علي موته إلاالأرضة حيث أكلت عصاه فسقط فعلموا أنه ميت فَلَمّا خَرّ أي سقط ميتا

1- ع ،[علل الشرائع ]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]الهمَداَنيِ‌ّ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ مَعبَدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ خَالِدٍ عَن أَبِي الحَسَنِ عَلِيّ بنِ مُوسَي الرّضَا ع عَن أَبِيهِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَ إِنّ سُلَيمَانَ بنَ دَاوُدَ ع قَالَ ذَاتَ يَومٍ لِأَصحَابِهِ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي قَد وَهَبَ لِي مُلكاًلا ينَبغَيِ‌ لِأَحَدٍ مِن بعَديِ‌سَخّرَ لِيَ الرّيحَ وَ الإِنسَ وَ الجِنّ وَ الطّيرَ وَ الوُحُوشَ وَ علَمّنَيِ‌ مَنطِقَ الطّيرِ وَ آتاَنيِ‌ مِن كُلّ شَيءٍ وَ مَعَ جَمِيعِ مَا أُوتِيتُ مِنَ المُلكِ مَا تَمّ لِي سُرُورُ يَومٍ إِلَي اللّيلِ وَ قَد أَحبَبتُ أَن أَدخُلَ قصَريِ‌ فِي غَدٍ فَأَصعَدَ أَعلَاهُ وَ أَنظُرَ إِلَي ممَاَلكِيِ‌ فَلَا تَأذَنُوا لِأَحَدٍ عَلَيّ لِئَلّا يَرِدَ عَلَيّ مَا يُنَغّصُ عَلَيّ يوَميِ‌ قَالُوا نَعَم فَلَمّا كَانَ مِنَ الغَدِ أَخَذَ عَصَاهُ بِيَدِهِ وَ صَعِدَ إِلَي أَعلَي مَوضِعٍ مِن قَصرِهِ وَ وَقَفَ مُتّكِئاً عَلَي عَصَاهُ يَنظُرُ إِلَي مَمَالِكِهِ مَسرُوراً بِمَا أوُتيِ‌َ فَرِحاً بِمَا أعُطيِ‌َ إِذ نَظَرَ إِلَي شَابّ حَسَنِ الوَجهِ وَ اللّبَاسِ قَد خَرَجَ عَلَيهِ مِن بَعضِ زَوَايَا قَصرِهِ فَلَمّا بَصُرَ بِهِ سُلَيمَانُ ع قَالَ لَهُ مَن أَدخَلَكَ إِلَي هَذَا القَصرِ وَ قَد أَرَدتُ أَن أَخلُوَ فِيهِ اليَومَ فَبِإِذنِ مَن دَخَلتَ فَقَالَ الشّابّ أدَخلَنَيِ‌ هَذَا القَصرَ رَبّهُ وَ بِإِذنِهِ دَخَلتُ فَقَالَ رَبّهُ أَحَقّ بِهِ منِيّ‌ فَمَن أَنتَ قَالَ أَنَا مَلَكُ المَوتِ قَالَ وَ فِيمَا جِئتَ قَالَ جِئتُ لِأَقبِضَ رُوحَكَ قَالَ امضِ لِمَا أُمِرتَ بِهِ فَهَذَا يَومُ سرُوُريِ‌ وَ أَبَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَن يَكُونَ لِي سُرُورٌ دُونَ لِقَائِهِ فَقَبَضَ مَلَكُ المَوتِ رُوحَهُ وَ هُوَ مُتّكِئٌ عَلَي عَصَاهُ فبَقَيِ‌َ سُلَيمَانُ ع مُتّكِئاً عَلَي عَصَاهُ وَ هُوَ مَيّتٌ مَا شَاءَ اللّهُ وَ النّاسُ يَنظُرُونَ إِلَيهِ وَ هُم يُقَدّرُونَ أَنّهُ حيَ‌ّ فَافتَتَنُوا فِيهِ وَ اختَلَفُوا فَمِنهُم مَن قَالَ إِنّ سُلَيمَانَ ع قَد بقَيِ‌َ مُتّكِئاً عَلَي عَصَاهُ هَذِهِ الأَيّامَ الكَثِيرَةَ وَ لَم يَتعَب وَ لَم


صفحه : 137

يَنَم وَ لَم يَأكُل وَ لَم يَشرَب إِنّهُ لَرَبّنَا ألّذِي يَجِبُ عَلَينَا أَن نَعبُدَهُ وَ قَالَ قَومٌ إِنّ سُلَيمَانَ ع سَاحِرٌ وَ إِنّهُ يُرِينَا أَنّهُ وَاقِفٌ مُتّكِئٌ عَلَي عَصَاهُ يَسحَرُ أَعيُنَنَا وَ لَيسَ كَذَلِكَ فَقَالَ المُؤمِنُونَ إِنّ سُلَيمَانَ هُوَ عَبدُ اللّهِ وَ نَبِيّهُ يُدَبّرُ اللّهُ أَمرَهُ بِمَا شَاءَ فَلَمّا اختَلَفُوا بَعَثَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ الأَرَضَةَ فَدَبّت فِي عَصَاهُ فَلَمّا أَكَلَت جَوفَهَا انكَسَرَتِ العَصَا وَ خَرّ سُلَيمَانُ ع مِن قَصرِهِ عَلَي وَجهِهِ فَشَكَرَتِ الجِنّ لِلأَرَضَةِ صَنِيعَهَا فَلِأَجلِ ذَلِكَ لَا تُوجَدُ الأَرَضَةُ فِي مَكَانٍ إِلّا وَ عِندَهَا مَاءٌ وَ طِينٌ وَ ذَلِكَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّفَلَمّا قَضَينا عَلَيهِ المَوتَ ما دَلّهُم عَلي مَوتِهِ إِلّا دَابّةُ الأَرضِ تَأكُلُ مِنسَأَتَهُيعَنيِ‌ عَصَاهُفَلَمّا خَرّ تَبَيّنَتِ الجِنّ أَن لَو كانُوا يَعلَمُونَ الغَيبَ ما لَبِثُوا فِي العَذابِ المُهِينِ ثُمّ قَالَ الصّادِقُ ع وَ اللّهِ مَا نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ هَكَذَا وَ إِنّمَا نَزَلَت فَلَمّا خَرّ تَبَيّنَتِ الإِنسُ أَنّ الجِنّ لَو كَانُوا يَعلَمُونَ الغَيبَ مَا لَبِثُوا فِي العَذَابِ المُهِينِ

بيان نسب صاحب الكشاف هذه القراءة إلي ابن مسعود و علي القراءة المشهورة قيل معناه علمت الجن بعد ماالتبس عليهم أنهم لايعلمون الغيب وقيل معناه علمت عامة الجن وضعفاؤهم أن رؤساءهم لايعلمون الغيب وقيل المعني ظهرت الجن و أن بما في حيزه بدل منه أي ظهر أن الجن لوكانوا يعلمون الغيب مالبثوا في العذاب

2- ع ،[علل الشرائع ] أَبِي عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن أَبَانٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَأَمَرَ سُلَيمَانُ بنُ دَاوُدَ ع الجِنّ فَصَنَعُوا لَهُ قُبّةً مِن قَوَارِيرَ فَبَينَمَا هُوَ مُتّكِئٌ عَلَي عَصَاهُ فِي القُبّةِ يَنظُرُ إِلَي الجِنّ كَيفَ يَعمَلُونَ وَ هُم يَنظُرُونَ إِلَيهِ إِذ حَانَت مِنهُ التِفَاتَةٌ فَإِذَا رَجُلٌ مَعَهُ فِي القُبّةِ قَالَ مَن أَنتَ قَالَ أَنَا ألّذِي لَا أَقبَلُ الرّشَاءَ وَ لَا أَهَابُ المُلُوكَ أَنَا مَلَكُ المَوتِ فَقَبَضَهُ وَ هُوَ قَائِمٌ مُتّكِئٌ عَلَي عَصَاهُ فِي القُبّةِ وَ الجِنّ


صفحه : 138

يَنظُرُونَ إِلَيهِ قَالَ فَمَكَثُوا سَنَةً وَ هُم يَدأَبُونَ لَهُ حَتّي بَعَثَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ الأَرَضَةَ فَأَكَلَت مِنسَأَتَهُ وَ هيِ‌َ العَصَافَلَمّا خَرّ تَبَيّنَتِ الجِنّ أَن لَو كانُوا يَعلَمُونَ الغَيبَ ما لَبِثُوا فِي العَذابِ المُهِينِ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع إِنّ الجِنّ يَشكُرُونَ الأَرَضَةَ مَا صَنَعَت بِعَصا سُلَيمَانَ فَمَا تَكَادُ تَرَاهَا فِي مَكَانٍ إِلّا وَ عِندَهَا مَاءٌ وَ طِينٌ

3-فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ مِثلَهُ إِلَي قَولِهِ وَ هيِ‌َ العَصَا فَلَمّا خَرّ تَبَيّنَتِ الإِنسُ أَن لَو كَانَ الجِنّ يَعلَمُونَ الغَيبَ مَا لَبِثُوا فِي العَذَابِ المُهِينِ فَالجِنّ تَشكُرُ الأَرَضَةَ بِمَا عَمِلَت بِعَصَا سُلَيمَانَ قَالَ فَلَا تَكَادُ تَرَاهَا فِي مَكَانٍ إِلّا وَ عِندَهَا مَاءٌ وَ طِينٌ فَلَمّا هَلَكَ سُلَيمَانُ ع وَضَعَ إِبلِيسُ السّحرَ وَ كُتُبَهُ فِي كِتَابٍ ثُمّ طَوَاهُ وَ كَتَبَ عَلَي ظَهرِهِ هَذَا مَا وَضَعَ آصَفُ بنُ بَرخِيَا لِلمَلِكِ سُلَيمَانَ بنِ دَاوُدَ مِن ذَخَائِرِ كُنُوزِ العِلمِ مَن أَرَادَ كَذَا وَ كَذَا فَليَفعَل كَذَا وَ كَذَا ثُمّ دَفَنَهُ تَحتَ السّرِيرِ ثُمّ استَشَارَهُ لَهُم فَقَرَءُوهُ فَقَالَ الكَافِرُونَ مَا كَانَ سُلَيمَانُ يَغلِبُنَا إِلّا بِهَذَا وَ قَالَ المُؤمِنُونَ بَل هُوَ عَبدُ اللّهِ وَ نَبِيّهُ فَقَالَ جَلّ ذِكرُهُوَ اتّبَعُوا ما تَتلُوا الشّياطِينُ عَلي مُلكِ سُلَيمانَ وَ ما كَفَرَ سُلَيمانُ وَ لكِنّ الشّياطِينَ كَفَرُوا يُعَلّمُونَ النّاسَ السّحرَ

شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ لَمّا هَلَكَ سُلَيمَانُ إلي آخر الخبر


صفحه : 139

4-فس ،[تفسير القمي‌] فَلَمّا قَضَينا عَلَيهِ المَوتَ ما دَلّهُم عَلي مَوتِهِ إِلّا دَابّةُ الأَرضِ تَأكُلُ مِنسَأَتَهُ قَالَ لَمّا أَوحَي اللّهُ تَعَالَي إِلَي سُلَيمَانَ ع إِنّكَ مَيّتٌ أَمَرَ الشّيَاطِينَ أَن يَتّخِذُوا لَهُ بَيتاً مِن قَوَارِيرَ وَ وَضَعُوهُ فِي لُجّةِ البَحرِ وَ دَخَلَهُ سُلَيمَانُ ع فَاتّكَأَ عَلَي عَصَاهُ وَ كَانَ يَقرَأُ الزّبُورَ وَ الشّيَاطِينُ حَولَهُ يَنظُرُونَ إِلَيهِ وَ لَا يَجسُرُونَ أَن يَبرَحُوا فَبَينَا هُوَ كَذَلِكَ إِذ حَانَت مِنهُ التِفَاتَةٌ فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ مَعَهُ فِي القُبّةِ فَفَزِعَ مِنهُ سُلَيمَانُ ع فَقَالَ لَهُ مَن أَنتَ قَالَ أَنَا ألّذِي لَا أَقبَلُ الرّشَاءَ وَ لَا أَهَابُ المُلُوكَ فَقَبَضَهُ وَ هُوَ مُتّكِئٌ عَلَي عَصَاهُ سَنَةً وَ الجِنّ يَعمَلُونَ لَهُ وَ لَا يَعلَمُونَ بِمَوتِهِ حَتّي بَعَثَ اللّهُ الأَرَضَةَ فَأَكَلَت مِنسَأَتَهُ فَلَمّا خَرّ عَلَي وَجهِهِ تَبَيّنَتِ الإِنسُ أَن لَو كَانَ الجِنّ يَعلَمُونَ الغَيبَ مَا لَبِثُوا فِي العَذَابِ المُهِينِ كَذَا نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ وَ ذَلِكَ أَنّ الإِنسَ كَانُوا يَقُولُونَ إِنّ الجِنّ يَعلَمُونَ الغَيبَ فَلَمّا سَقَطَ سُلَيمَانُ ع عَلَي وَجهِهِ عَلِمَ الإِنسُ أَن لَو عَلِمَ الجِنّ الغَيبَ لَم يَعمَلُوا سَنَةً لِسُلَيمَانَ ع وَ هُوَ مَيّتٌ وَ يَتَوَهّمُونَهُ حَيّاً قَالَ فَالجِنّ تَشكُرُ الأَرَضَةَ بِمَا عَمِلَت بِعَصَا سُلَيمَانَ ع وَ ذَكَرَ نَحوَ مَا مَرّ إِلَي قَولِهِ عَبدُ اللّهِ وَ نَبِيّهُ وَ فِي بَعضِ النّسَخِ مَا هُوَ مِن عِندِ اللّهِ وَ نَبِيّهِ وَ فِي بَعضِهَا إِنّمَا هُوَ

5- ع ،[علل الشرائع ]المُظَفّرُ العلَوَيِ‌ّ عَنِ ابنِ العيَاّشيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ نُصَيرٍ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ مَعرُوفٍ عَن عَلِيّ بنِ مَهزِيَارَ عَنِ البزَنَطيِ‌ّ وَ فَضَالَةَ عَن أَبَانٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ الجِنّ شَكَرُوا الأَرَضَةَ مَا صَنَعتَ بِعَصَا سُلَيمَانَ ع فَمَا تَكَادُ تَرَاهَا فِي مَكَانٍ إِلّا وَ عِندَهَا مَاءٌ وَ طِينٌ

6- ع ،[علل الشرائع ] أَبِي عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ ابنِ أَبَانٍ عَنِ ابنِ أُورَمَةَ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ عَن عَلِيّ بنِ عُقبَةَ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَلَقَد شَكَرَتِ الشّيَاطِينُ الأَرَضَةَ حِينَ أَكَلَت عَصَا سُلَيمَانَ حَتّي سَقَطَ وَ قَالُوا عَلَيكِ الخَرَابُ وَ عَلَينَا المَاءُ وَ الطّينُ


صفحه : 140

فَلَا تَكَادُ تَرَاهَا فِي مَوضِعٍ إِلّا رَأَيتَ مَاءً وَ طِيناً

7-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن جَمِيلِ بنِ صَالِحٍ عَنِ الوَلِيدِ بنِ صَبِيحٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ اللّهَ تَعَالَي أَوحَي إِلَي سُلَيمَانَ ع أَنّ آيَةَ مَوتِكَ أَنّ شَجَرَةً تَخرُجُ فِي بَيتِ المَقدِسِ يُقَالُ لَهَا الخُرنُوبَةُ قَالَ فَنَظَرَ سُلَيمَانُ ع يَوماً إِلَي شَجَرَةٍ قَد طَلَعَت فِي بَيتِ المَقدِسِ فَقَالَ لَهَا سُلَيمَانُ ع مَا اسمُكِ قَالَتِ الخُرنُوبَةُ فَوَلّي مُدبِراً إِلَي مِحرَابِهِ حَتّي قَامَ فِيهِ مُتّكِئاً عَلَي عَصَاهُ فَقَبَضَهُ اللّهُ مِن سَاعَتِهِ فَجَعَلَتِ الإِنسُ وَ الجِنّ يَخدُمُونَهُ وَ يَسعَونَ فِي أَمرِهِ كَمَا كَانُوا مِن قَبلُ وَ هُم يَظُنّونَ أَنّهُ حيَ‌ّ حَتّي دَبّتِ الأَرَضَةُ فِي عَصَاهُ فَأَكَلَت مِنسَأَتَهُ فَانكَسَرَت وَ وَقَعَ سُلَيمَانُ ع إِلَي الأَرضِ

كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ مِثلَهُ وَ زَادَ فِي آخِرِهِ أَ فَلَا تَسمَعُ لِقَولِهِ عَزّ وَ جَلّفَلَمّا خَرّ تَبَيّنَتِ الجِنّالآيَةَ

8-ك ،[إكمال الدين ] أَبِي عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ وَ مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ يُوسُفَ التمّيِميِ‌ّ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص عَاشَ سُلَيمَانُ بنُ دَاوُدَ سَبعَمِائَةِ سَنَةٍ وَ اثنتَيَ‌ عَشرَةَ سَنَةً


صفحه : 141

9-فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَنِ البزَنَطيِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ القَاسِمِ عَن أَبِي خَالِدٍ القَمّاطِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَت بَنُو إِسرَائِيلَ لِسُلَيمَانَ ع استَخلِف عَلَينَا ابنَكَ فَقَالَ لَهُم إِنّهُ لَا يَصلُحُ لِذَلِكَ فَأَلَحّوا عَلَيهِ فَقَالَ إنِيّ‌ سَائِلُهُ عَن مَسَائِلَ فَإِن أَحسَنَ الجَوَابَ فِيهَا استَخلَفتُهُ ثُمّ سَأَلَهُ فَقَالَ يَا بنُيَ‌ّ مَا طَعمُ المَاءِ وَ طَعمُ الخُبزِ وَ مِن أَيّ شَيءٍ ضَعفُ الصّوتِ وَ شِدّتُهُ وَ أَينَ مَوضِعُ العَقلِ مِنَ البَدَنِ وَ مِن أَيّ شَيءٍ القَسَاوَةُ وَ الرّقّةُ وَ مِمّ تَعَبُ البَدَنِ وَ دَعَتُهُ وَ مِمّ تَكَسّبُ البَدَنِ وَ حِرمَانُهُ فَلَم يُجِبهُ بشِيَ‌ءٍ مِنهَا فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع طَعمُ المَاءِ الحَيَاةُ وَ طَعمُ الخُبزِ القُوّةُ وَ ضَعفُ الصّوتِ وَ شِدّتُهُ مِن شَحمِ الكُليَتَينِ وَ مَوضِعُ العَقلِ الدّمَاغُ أَ لَا تَرَي أَنّ الرّجُلَ إِذَا كَانَ قَلِيلَ العَقلِ قِيلَ لَهُ مَا أَخَفّ دِمَاغَهُ وَ القَسوَةُ وَ الرّقّةُ مِنَ القَلبِ وَ هُوَ قَولُهُفَوَيلٌ لِلقاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِن ذِكرِ اللّهِ وَ تَعَبُ البَدَنِ وَ دَعَتُهُ مِنَ القَدَمَينِ إِذَا أُتعِبَا فِي المشَي‌ِ يَتعَبُ البَدَنُ وَ إِذَا أُودِعَا أُودِعَ البَدَنُ وَ كَسبُ البَدَنِ وَ حِرمَانُهُ مِنَ اليَدَينِ إِذَا عُمِلَ بِهِمَا رَدّتَا عَلَي البَدَنِ وَ إِذَا لَم يُعمَل بِهِمَا لَم تَرُدّا عَلَي البَدَنِ شَيئاً

تذنيب قال الطبرسي‌ رحمه الله قيل إن سليمان ع كان يعتكف في مسجد بيت المقدس السنة والسنتين والشهر والشهرين وأقل وأكثر يدخل فيه طعامه وشرابه ويتعبد فيه فلما كان في المرة التي‌ مات فيها لم يكن يصبح يوما إلا وتنبت شجرة كان يسألها سليمان ع فتخبره عن اسمها ونفعها وضرها فرأي يوما نبتا فقال مااسمك قال الخرنوب قال لأي‌ شيء أنت قال للخراب فعلم أنه سيموت فقال أللهم أعم علي الجن موتي‌ ليعلم الإنس أنهم لايعلمون الغيب و كان قدبقي‌ من بنائه سنة و قال لأهله لاتخبروا الجن بموتي‌ حتي يفرغوا من بنائه ودخل محرابه وقام متكئا علي


صفحه : 142

عصاه فمات وبقي‌ قائما سنة وتم البناء ثم سلط الله علي منسأته الأرضة حتي أكلتها فخر ميتا فعرف الجن موته وكانوا يحسبونه حيا لماكانوا يشاهدون من طول قيامه قبل ذلك . وقيل إن في إماتته قائما وبقائه كذلك أغراضا منها إتمام البناء ومنها أن يعلم الإنس أن الجن لايعلم الغيب وأنهم في ادعاء ذلك كاذبون ومنها أن يعلم أن من حضر أجله فلايتأخر إذ لم يتأخر سليمان ع مع جلالته وروي‌ أنه أطلعه الله سبحانه علي حضور وفاته فاغتسل وتحنط وتكفن والجن في عملهم وَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ آصَفُ يُدَبّرُ أَمرَهُ حَتّي دَبّتِ الأَرَضَةُ

. قال وذكر أهل التأريخ أن عمر سليمان ع كان ثلاثا وخمسين سنة مدة ملكه منها أربعون سنة وملك و هو ابن ثلاث عشرة سنة وابتدأ في بناء بيت المقدس بعدأربع سنين مضين من ملكه و قال رحمه الله و أماالوجه في عمل الجن تلك الأعمال العظيمة فهو أن الله تعالي زاد في أجسامهم وقوتهم و غيرخلقهم عن خلق الجن الذين لايرون للطافتهم ورقة أجسامهم علي سبيل الإعجاز الدال علي نبوة سليمان ع فكانوا بمنزلة الأسراء في يده وكانوا تتهيأ لهم الأعمال التي‌ كان يكلفها إياهم ثم لمامات ع جعل الله خلقهم علي ماكانوا عليه فلايتهيأ لهم في هذاالزمان شيء من ذلك انتهي .أقول لااستبعاد في أن يكونوا مخلوقين خلقة يمكنهم التصور بصورة مرئية و لااستحالة في أن يجعلهم الله مع لطافة أجسامهم قادرين علي الأعمال الصعبة كالملك وسيأتي‌ القول فيهم في كتاب السماء والعالم و قدمضي في الباب الأول نقلا عن الإحتجاج لذلك وجه


صفحه : 143

باب 21-قصة قوم سبإ و أهل الثرثار

الآيات سبألَقَد كانَ لِسَبَإٍ فِي مَسكَنِهِم آيَةٌ جَنّتانِ عَن يَمِينٍ وَ شِمالٍ كُلُوا مِن رِزقِ رَبّكُم وَ اشكُرُوا لَهُ بَلدَةٌ طَيّبَةٌ وَ رَبّ غَفُورٌ فَأَعرَضُوا فَأَرسَلنا عَلَيهِم سَيلَ العَرِمِ وَ بَدّلناهُم بِجَنّتَيهِم جَنّتَينِ ذوَاتيَ‌ أُكُلٍ خَمطٍ وَ أَثلٍ وَ شَيءٍ مِن سِدرٍ قَلِيلٍ ذلِكَ جَزَيناهُم بِما كَفَرُوا وَ هَل نجُازيِ‌ إِلّا الكَفُورَ وَ جَعَلنا بَينَهُم وَ بَينَ القُرَي التّيِ‌ بارَكنا فِيها قُريً ظاهِرَةً وَ قَدّرنا فِيهَا السّيرَ سِيرُوا فِيها ليَاليِ‌َ وَ أَيّاماً آمِنِينَ فَقالُوا رَبّنا باعِد بَينَ أَسفارِنا وَ ظَلَمُوا أَنفُسَهُم فَجَعَلناهُم أَحادِيثَ وَ مَزّقناهُم كُلّ مُمَزّقٍ إِنّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلّ صَبّارٍ شَكُورٍ

1-فس ،[تفسير القمي‌]لَقَد كانَ لِسَبَإٍ فِي مَسكَنِهِم آيَةٌ جَنّتانِ عَن يَمِينٍ وَ شِمالٍ قَالَ فَإِنّ بَحراً كَانَ مِنَ اليَمَنِ وَ كَانَ سُلَيمَانُ أَمَرَ جُنُودَهُ أَن يُجرُوا لَهُم[ لَهُ]خَلِيجاً مِنَ البَحرِ العَذبِ إِلَي بِلَادِ الهِندِ فَفَعَلُوا ذَلِكَ وَ عَقَدُوا لَهُ عُقدَةً عَظِيمَةً مِنَ الصّخرِ وَ الكِلسِ حَتّي يُفِيضَ عَلَي بِلَادِهِم وَ جَعَلُوا لِلخَلِيجِ مجَاَريِ‌َ وَ كَانُوا إِذَا أَرَادُوا أَن يُرسِلُوا مِنهُ المَاءَ أَرسَلُوهُ بِقَدرِ مَا يَحتَاجُونَ إِلَيهِ وَ كَانَت لَهُم جَنّتَانِ عَن يَمِينٍ وَ شِمَالٍ عَن مَسِيرَةِ عَشَرَةِ أَيّامٍ فِيمَن يَمُرّ لَا تَقَعُ عَلَيهِ الشّمسُ مِنِ التِفَافِهَا فَلَمّا عَمِلُوا باِلمعَاَصيِ‌ وَ عَتَوا عَن أَمرِ رَبّهِم وَ نَهَاهُمُ الصّالِحُونَ فَلَم يَنتَهُوا بَعَثَ اللّهُ عَلَي ذَلِكَ السّدّ الجُرَذَ وَ هيِ‌َ الفَأرَةُ الكَبِيرَةُ فَكَانَت تَقلَعُ الصّخرَةَ التّيِ‌ لَا يَستَقِلّهَا الرّجُلُ وَ ترَميِ‌ بِهَا فَلَمّا رَأَي ذَلِكَ قَومٌ مِنهُم هَرَبُوا وَ تَرَكُوا البِلَادَ فَمَا زَالَ الجُرَذُ تَقلَعُ الحَجَرَ حَتّي خَرّبُوا ذَلِكَ السّدّ فَلَم يَشعُرُوا حَتّي غَشِيَهُمُ السّيلُ وَ خَرّبَ بِلَادَهُم


صفحه : 144

وَ قَلَعَ أَشجَارَهُم وَ هُوَ قَولُهُلَقَد كانَ لِسَبَإٍ فِي مَسكَنِهِم آيَةٌ جَنّتانِ عَن يَمِينٍ وَ شِمالٍ إِلَي قَولِهِسَيلَ العَرِمِ أَيِ العَظِيمِ الشّدِيدِوَ بَدّلناهُم بِجَنّتَيهِم جَنّتَينِ ذوَاتيَ‌ أُكُلٍ خَمطٍ وَ هُوَ أُمّ غَيلَانَوَ أَثلٍ قَالَ هُوَ نَوعٌ مِنَ الطّرفَاءِوَ شَيءٍ مِن سِدرٍ قَلِيلٍ ذلِكَ جَزَيناهُم بِما كَفَرُوا إِلَي قَولِهِبارَكنا فِيها قَالَ مَكّةُفَقالُوا رَبّنا باعِد بَينَ أَسفارِنا وَ ظَلَمُوا أَنفُسَهُم فَجَعَلناهُم أَحادِيثَ إِلَي قَولِهِشَكُورٍ

2-سن ،[المحاسن ] عَن عَبدِ اللّهِ بنِ المُغِيرَةِ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إنِيّ‌ لَأَلعَقُ أصَاَبعِيِ‌ مِنَ المأدم [الأُدمِ] حَتّي أَخَافُ أَن يَرَي خاَدمِيِ‌ أَنّ ذَلِكَ مِن جَشَعٍ وَ لَيسَ ذَلِكَ كَذَلِكَ إِنّ قَوماً أُفرِغَت عَلَيهِمُ النّعمَةُ وَ هُم أَهلُ الثّرثَارِ فَعَمَدُوا إِلَي مُخّ الحِنطَةِ فَجَعَلُوهُ خُبزاً هَجَاءً فَجَعَلُوا يُنجُونَ بِهِ صِبيَانَهُم حَتّي اجتَمَعَ مِن ذَلِكَ جَبَلٌ قَالَ فَمَرّ رَجُلٌ صَالِحٌ عَلَي امرَأَةٍ وَ هيِ‌َ تَفعَلُ ذَلِكَ بصِبَيِ‌ّ لَهَا فَقَالَ وَيحَكُم اتّقُوا اللّهَ لَا تُغَيّرُوا مَا بِكُم مِن نِعمَةٍ فَقَالَت كَأَنّكَ تُخَوّفُنَا بِالجُوعِ أَمّا مَا دَامَ ثَرثَارُنَا يجَريِ‌ فَإِنّا لَا نَخَافُ الجُوعَ قَالَ فَأَسِفَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ وَ ضَعّفَ لَهُمُ الثّرثَارَ وَ حَبَسَ عَنهُم قَطرَ السّمَاءِ وَ نَبتَ الأَرضِ قَالَ فَاحتَاجُوا إِلَي مَا فِي أَيدِيهِم فَأَكَلُوهُ ثُمّ احتَاجُوا إِلَي ذَلِكَ الجَبَلِ فَإِن كَانَ لَيُقَسّمُ بَينَهُم بِالمِيزَانِ

أقول قدأوردنا أخبارا كثيرة في ذلك في باب آداب الاستنجاء

3-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن جَمِيلِ بنِ صَالِحٍ عَن سَدِيرٍ قَالَسَأَلَ رَجُلٌ أَبَا جَعفَرٍ ع عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّفَقالُوا رَبّنا باعِد بَينَ أَسفارِنا


صفحه : 145

وَ ظَلَمُوا أَنفُسَهُم فَقَالَ هَؤُلَاءِ قَومٌ كَانَت لَهُم قُرًي مُتّصِلَةٌ يَنظُرُ بَعضُهُم إِلَي بَعضٍ وَ أَنهَارٌ جَارِيَةٌ وَ أَموَالٌ ظَاهِرَةٌ فَكَفَرُوا بِأَنعُمِ اللّهِ وَ غَيّرُوا مَا بِأَنفُسِهِم فَأَرسَلَ اللّهُ عَلَيهِم سَيلَ العَرِمِ فَغَرّقَ قُرَاهُم وَ أَخرَبَ دِيَارَهُم وَ ذَهَبَ بِأَموَالِهِم وَ أَبدَلَهُم مَكَانَ جَنّاتِهِمجَنّتَينِ ذوَاتيَ‌ أُكُلٍ خَمطٍ وَ أَثلٍ وَ شَيءٍ مِن سِدرٍ قَلِيلٍ ثُمّ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّذلِكَ جَزَيناهُم بِما كَفَرُوا وَ هَل نجُازيِ‌ إِلّا الكَفُورَ

كا،[الكافي‌] علي بن ابراهيم عن أبيه عن ابن محبوب مثله ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بالإسناد عن الصدوق عن ابن المتوكل عن الحميري‌ عن ابن عيسي عن ابن محبوب

مثله قال الطبرسي‌ رحمه الله في قوله تعالي لَقَد كانَ لِسَبَإٍالمراد بسبإ هاهنا القبيلة الذين هم أولاد سبإ بن يشجب بن يعرب بن قحطان فِي مَسكَنِهِم أي في بلدهم آيَةٌ أي حجة علي وحدانية الله عزاسمه وكمال قدرته وعلامة علي سبوغ نعمه ثم فسر سبحانه الآية فقال جَنّتانِ عَن يَمِينٍ وَ شِمالٍ أي بستانان عن يمين من أتاهما وشماله وقيل عن يمين البلد وشماله وقيل إنه لم يرد جنتين اثنتين والمراد كانت ديارهم علي وتيرة واحدة إذ كانت البساتين عن يمينهم وشمالهم متصلة بعضها ببعض و كان من كثرة النعم أن المرأة كانت تمشي‌ والمكتل علي رأسها فيمتلئ بالفواكه من غير أن تمس بيدها شيئا وقيل الآية المذكورة هي‌ أنه لم يكن في قريتهم بعوضة و لاذباب و لابرغوث و لاعقرب و لاحية و كان الغريب إذادخل بلادهم و في ثيابه قمل ودواب ماتت عن ابن زيد


صفحه : 146

وقيل إن المراد بالآية خروج الأزهار والثمار من الأشجار علي اختلاف ألوانها وطعومها وقيل إنها كانت ثلاث عشرة قرية في كل قرية نبي‌ يدعوهم إلي الله سبحانه يقولون لهم كُلُوا مِن رِزقِ رَبّكُم وَ اشكُرُوا لَهُ أي كلوا مما رزقكم الله في هذه الجنان واشكروا له يزدكم من نعمه واستغفروه يغفر لكم بَلدَةٌ طَيّبَةٌ أي هذه بلدة مخصبة نزهة أرضها عذبة تخرج النبات وليست بسبخة و ليس فيها شيء من الهوام الموذية وقيل أراد به صحة هوائها وعذوبة مائها وسلامة تربتها و أنه ليس فيهاحر يؤذي‌ في القيظ و لابرد يؤذي‌ في الشتاءوَ رَبّ غَفُورٌ أي كثير المغفرة للذنوب فَأَعرَضُوا عن الحق و لم يشكروا الله سبحانه و لم يقبلوا ممن دعاهم إلي الله من أنبيائه فَأَرسَلنا عَلَيهِم سَيلَ العَرِمِ و ذلك أن الماء كان يأتي‌ أرض سبإ من أودية اليمن و كان هناك جبلان يجتمع ماء المطر والسيول بينهما فسدوا ما بين الجبلين فإذااحتاجوا إلي الماء نقبوا السد بقدر الحاجة فكانوا يسقون زروعهم وبساتينهم فلما كذبوا رسلهم وتركوا أمر الله بعث الله جرذا نقب ذلك الردم وفاض الماء عليهم فأغرقهم عن وهب . و قال البيضاوي‌سَيلَ العَرِمِ أي سيل الأمر العرم أي الصعب من عرم الرجل فهو عارم وعرم إذاشرس خلقه وصعب أوالمطر الشديد أوالجرذ أضاف إليه السيل لأنه نقب عليهم سكرا ضربت لهم بلقيس فحقنت به ماء الشجر وتركت فيه نقبا علي مقدار مايحتاجون إليه أوالمسناة التي‌ عقدت سكرا علي أنه جمع عرمة وهي‌ الحجارة المركومة وقيل اسم واد جاء السيل من قبله و كان ذلك بين عيسي ع و محمدص .وَ بَدّلناهُم بِجَنّتَيهِم جَنّتَينِ ذوَاتيَ‌ أُكُلٍ خَمطٍمر بشع فإن الخمط كل نبت أخذ طعما من مرارة وقيل الأراك أو كل شجر لاشوك له وَ أَثلٍ وَ شَيءٍ

مِن سِدرٍ قَلِيلٍ

والأثل هوالطرفاء و لاثمر له ووصف السدر بالقلة فإن جناه و هوالنبق مما يطيب أكله ولذلك يغرس في البساتين ذلِكَ جَزَيناهُم بِما كَفَرُوابكفرانهم النعمة أوبكفرهم بالرسل إذ روي‌ أنه بعث إليهم ثلاثة عشر نبيا فكذبوهم وَ هَل نجُازيِ‌ إِلّا الكَفُورَ وهل نجازي‌ بمثل مافعلنا بهم إلاالبليغ في الكفران أوالكفروَ جَعَلنا بَينَهُم وَ بَينَ القُرَي التّيِ‌ بارَكنا فِيهابالتوسعة علي أهلها وهي‌ قري الشام قُريً ظاهِرَةًمتواصلة يظهر بعضها لبعض أوراكبة متن الطريق ظاهرة لأبناء السبيل وَ قَدّرنا فِيهَا السّيرَبحيث يقيل الغادي‌ في قرية ويبيت الرائح في قرية إلي أن يبلغ الشام سِيرُوا فِيها علي إرادة القول بلسان الحال أوالمقال ليَاليِ‌َ وَ أَيّاماًمتي شئتم من ليل أونهارآمِنِينَ فَقالُوا رَبّنا باعِد بَينَ أَسفارِناأشروا النعمة وملوا العافية كبني‌ إسرائيل فسألوا الله أن يجعل بينهم و بين الشام مفاوز ليتطاولوا فيها علي الفقراء بركوب الرواحل وتزود الأزواد فأجابهم الله بتخريب القري المتوسطةوَ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمحيث بطروا النعمة و لم يعتدوا بهافَجَعَلناهُم أَحادِيثَيتحدث الناس بهم تعجبا وضرب مثل فيقولون تفرقوا أيدي‌ سبإوَ مَزّقناهُم كُلّ مُمَزّقٍففرقناهم غاية التفريق حتي لحق غسان منهم بالشام وأنمار بيثرب وجذام بتهامة والأزد بعمان . و قال الطبرسي‌ رحمه الله روي الكلبي‌ عن أبي صالح قال ألقت طريفة الكاهنة إلي عمرو بن عامر ألذي يقال له مزيقيا بن ماء السماء وكانت قدرأت في كهانتها أن سد مأرب سيخرب و أنه سيأتي‌ سيل العرم فيخرب الجنتين فباع عمرو بن عامر أمواله وسار هو وقومه حتي انتهوا إلي مكة فأقاموا بها و ماحولها فأصابتهم الحمي وكانوا ببلد لايدرون فيه ماالحمي فدعوا طريفة وشكوا إليها ألذي أصابهم فقالت لهم قدأصابني‌ ألذي تشتكون و هومفرق بيننا قالوا فما ذا تأمرين قالت من كان منكم ذا هم بعيد وجمل شديد ومزاد جديد فليلحق بقصر عمان المشيد فكانت أزد عمان ثم قالت من كان منكم ذا جلد وقسر وصبر علي أزمات الدهر فعليه بالأراك من بطن مر فكانت خزاعة ثم قالت


صفحه : 148

من كان منكم يريد الراسيات في الوحل المطعمات في المحل فليلحق بيثرب ذات النخل فكانت الأوس والخزرج ثم قالت من كان منكم يريد الخمر والخمير والملك والتأمير وملابس التاج والحرير فليلحق ببصري وعوير وهما من أرض الشام و كان الذين سكنوها آل جفنة بن غسان ثم قالت من كان منكم يريد الثياب الرقاق والخيل العتاق وكنوز الأرزاق والدم المهراق فليلحق بأرض العراق و كان الذين سكنوها آل جزيمة الأبرش و من كان بالحيرة وآل محرق

باب 31-قصة أصحاب الرس وحنظلة

الآيات الحج فَكَأَيّن مِن قَريَةٍ أَهلَكناها وَ هيِ‌َ ظالِمَةٌ فهَيِ‌َ خاوِيَةٌ عَلي عُرُوشِها وَ بِئرٍ مُعَطّلَةٍ وَ قَصرٍ مَشِيدٍالفرقان وَ عاداً وَ ثَمُودَ وَ أَصحابَ الرّسّق كَذّبَت قَبلَهُم قَومُ نُوحٍ وَ أَصحابُ الرّسّ

1- ع ،[علل الشرائع ]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]الهمَداَنيِ‌ّ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ الهرَوَيِ‌ّ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع قَالَأَتَي عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع قَبلَ مَقتَلِهِ بِثَلَاثَةِ أَيّامٍ رَجُلٌ مِن أَشرَافِ تَمِيمٍ يُقَالُ لَهُ عَمرٌو فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أخَبرِنيِ‌ عَن أَصحَابِ الرّسّ فِي أَيّ عَصرٍ كَانُوا وَ أَينَ كَانَت مَنَازِلُهُم وَ مَن كَانَ مَلِكَهُم وَ هَل بَعَثَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَيهِم رَسُولًا أَم لَا وَ بِمَا ذَا أُهلِكُوا فإَنِيّ‌ أَجِدُ فِي كِتَابِ اللّهِ ذِكرَهُم وَ لَا أَجِدُ خَبَرَهُم فَقَالَ لَهُ عَلِيّ ع لَقَد سَأَلتَ عَن حَدِيثٍ مَا سأَلَنَيِ‌ عَنهُ أَحَدٌ قَبلَكَ وَ لَا يُحَدّثُكَ بِهِ أَحَدٌ بعَديِ‌ إِلّا عنَيّ‌ وَ مَا فِي كِتَابِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ آيَةٌ إِلّا وَ أَنَا أَعرِفُ تَفسِيرَهَا وَ فِي أَيّ مَكَانٍ نَزَلَت مِن سَهلٍ أَو جَبَلٍ وَ فِي أَيّ وَقتٍ نَزَلَت مِن لَيلٍ أَو نَهَارٍ وَ إِنّ هَاهُنَا لَعِلماً


صفحه : 149

جَمّاً وَ أَشَارَ إِلَي صَدرِهِ وَ لَكِنّ طُلّابَهُ يَسِيرٌ وَ عَن قَلِيلٍ يَندَمُونَ لَو فقَدَوُنيِ‌ قَالَ كَانَ مِن قِصّتِهِم يَا أَخَا تَمِيمٍ أَنّهُم كَانُوا قَوماً يَعبُدُونَ شَجَرَةَ صَنَوبَرٍ يُقَالُ لَهَا شَاه دَرَخت كَانَ يَافِثُ بنُ نُوحٍ غَرَسَهَا عَلَي شَفِيرِ عَينٍ يُقَالُ لَهَا رُوشَابُ كَانَت أُنبِطَت لِنُوحٍ ع بَعدَ الطّوفَانِ وَ إِنّمَا سُمّوا أَصحَابَ الرّسّ لِأَنّهُم رَسّوا نَبِيّهُم فِي الأَرضِ وَ ذَلِكَ بَعدَ سُلَيمَانَ بنِ دَاوُدَ ع وَ كَانَت لَهُم اثنَتَا عَشرَةَ قَريَةً عَلَي شَاطِئِ نَهَرٍ يُقَالُ لَهُ الرّسّ مِن بِلَادِ المَشرِقِ وَ بِهِم سمُيّ‌َ ذَلِكَ النّهَرُ وَ لَم يَكُن يَومَئِذٍ فِي الأَرضِ نَهَرٌ أَغزَرُ مِنهُ وَ لَا أَعذَبُ مِنهُ وَ لَا قُرًي أَكثَرُ وَ لَا أَعمَرُ مِنهَا تُسَمّي إِحدَاهُنّ أَبَانَ وَ الثّانِيَةُ آذَرَ وَ الثّالِثَةُ ديَ‌ وَ الرّابِعَةُ بَهمَنَ وَ الخَامِسَةُ إِسفَندَارَ وَ السّادِسَةُ فَروَردِينَ وَ السّابِعَةُ أُردِيبِهِشتَ وَ الثّامِنَةُ خُردَادَ وَ التّاسِعَةُ مُردَادَ وَ العَاشِرَةُ تِيرَ وَ الحاَديِ‌ عَشرَةَ مِهرَ وَ الثاّنيِ‌ عَشرَةَ شَهرِيوَردَ[شَهرِيوَرَ] وَ كَانَت أَعظَمَ مَدَائِنِهِم إِسفَندَارُ وَ هيِ‌َ التّيِ‌ يَنزِلُهَا مَلِكُهُم وَ كَانَ يُسَمّي تركوذ بنَ غابور بنِ يارش بنِ سازن بنِ نُمرُودَ بنِ كَنعَانَ فِرعَونَ اِبرَاهِيمَ وَ بِهَا العَينُ وَ الصّنَوبَرَةُ وَ قَد غَرَسُوا فِي كُلّ قَريَةٍ مِنهَا حَبّةً مِن طَلعِ تِلكَ الصّنَوبَرَةِ وَ أَجرَوا إِلَيهَا نَهَراً مِنَ العَينِ التّيِ‌ عِندَ الصّنَوبَرَةِ فَنَبَتَتِ الحَبّةُ وَ صَارَت شَجَرَةً عَظِيمَةً وَ حَرّمُوا مَاءَ العَينِ وَ الأَنهَارِ فَلَا يَشرَبُونَ مِنهَا وَ لَا أَنعَامُهُم وَ مَن فَعَلَ ذَلِكَ قَتَلُوهُ وَ يَقُولُونَ هُوَ حَيَاةُ آلِهَتِنَا فَلَا ينَبغَيِ‌ لِأَحَدٍ أَن يَنقُصَ مِن حَيَاتِهَا وَ يَشرَبُونَ هُم وَ أَنعَامُهُم مِن نَهَرِ الرّسّ ألّذِي عَلَيهِ


صفحه : 150

قُرَاهُم وَ قَد جَعَلُوا فِي كُلّ شَهرٍ مِنَ السّنَةِ فِي كُلّ قَريَةٍ عِيداً يَجتَمِعُ إِلَيهِ أَهلُهَا فَيَضرِبُونَ عَلَي الشّجَرَةِ التّيِ‌ بِهَا كِلّهً مِن حَرِيرٍ فِيهَا مِن أَنوَاعِ الصّوَرِ ثُمّ يَأتُونَ بِشَاءٍ وَ بَقَرٍ فَيَذبَحُونَهَا قُربَاناً لِلشّجَرَةِ وَ يُشعِلُونَ فِيهَا النّيرَانَ بِالحَطَبِ فَإِذَا سَطَحَ دُخَانُ تِلكَ الذّبَائِحِ وَ قُتَارُهَا فِي الهَوَاءِ وَ حَالَ بَينَهُم وَ بَينَ النّظَرِ إِلَي السّمَاءِ خَرّوا لِلشّجَرَةِ سُجّداً يَبكُونَ وَ يَتَضَرّعُونَ إِلَيهَا أَن تَرضَي عَنهُم فَكَانَ الشّيطَانُ يجَيِ‌ءُ فَيُحَرّكُ أَغصَانَهَا وَ يَصِيحُ مِن سَاقِهَا صِيَاحَ الصبّيِ‌ّ إنِيّ‌ قَد رَضِيتُ عَنكُم عبِاَديِ‌ فَطِيبُوا نَفساً وَ قَرّوا عَيناً فَيَرفَعُونَ رُءُوسَهُم عِندَ ذَلِكَ وَ يَشرَبُونَ الخَمرَ وَ يَضرِبُونَ بِالمَعَازِفِ وَ يَأخُذُونَ الدّستبَندَ فَيَكُونُونَ عَلَي ذَلِكَ يَومَهُم وَ لَيلَتَهُم ثُمّ يَنصَرِفُونَ وَ إِنّمَا سَمّتِ العَجَمُ شُهُورَهَا بِأَبَان مَاهَ وَ آذَر مَاهَ وَ غَيرِهِمَا اشتِقَاقاً مِن أَسمَاءِ تِلكَ القُرَي لِقَولِ أَهلِهَا بَعضُهُم لِبَعضٍ هَذَا عِيدُ شَهرِ كَذَا وَ عِيدُ شَهرِ كَذَا حَتّي إِذَا كَانَ عِيدُ قَريَتِهِمُ العُظمَي اجتَمَعَ إِلَيهَا صَغِيرُهُم وَ كَبِيرُهُم فَضَرَبُوا عِندَ الصّنَوبَرَةِ وَ العَينِ سُرَادِقاً مِن دِيبَاجٍ عَلَيهِ مِن أَنوَاعِ الصّوَرِ وَ جَعَلُوا لَهُ اثنيَ‌ عَشَرَ بَاباً كُلّ بَابٍ لِأَهلِ قَريَةٍ مِنهُم وَ يَسجُدُونَ لِلصّنَوبَرَةِ خَارِجاً مِنَ السّرَادِقِ وَ يُقَرّبُونَ لَهَا الذّبَائِحَ أَضعَافَ مَا قَرّبُوا لِلشّجَرَةِ التّيِ‌ فِي قُرَاهُم فيَجَيِ‌ءُ إِبلِيسُ عِندَ ذَلِكَ فَيُحَرّكُ الصّنَوبَرَةَ تَحرِيكاً شَدِيداً وَ يَتَكَلّمُ مِن جَوفِهَا كَلَاماً جَهوَرِيّاً وَ يَعِدُهُم وَ يُمَنّيهِم بِأَكثَرَ مِمّا وَعَدَتهُم وَ مَنّتهُمُ الشّيَاطِينُ كُلّهَا فَيَرفَعُونَ رُءُوسَهُم مِنَ السّجُودِ وَ بِهِم مِنَ الفَرَحِ وَ النّشَاطِ مَا لَا يُفِيقُونَ وَ لَا يَتَكَلّمُونَ مِنَ الشّربِ وَ العَزفِ فَيَكُونُونَ عَلَي ذَلِكَ اثنيَ‌ عَشَرَ يَوماً وَ لَيَالِيَهَا بِعَدَدِ أَعيَادِهِم سَائِرَ السّنَةِ ثُمّ يَنصَرِفُونَ فَلَمّا طَالَ


صفحه : 151

كُفرُهُم بِاللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ عِبَادَتُهُم غَيرَهُ بَعَثَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَيهِم نَبِيّاً مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ مِن وُلدِ يَهُودَا بنِ يَعقُوبَ فَلَبِثَ فِيهِم زَمَاناً طَوِيلًا يَدعُوهُم إِلَي عِبَادَةِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ مَعرِفَةِ رُبُوبِيّتِهِ فَلَا يَتّبِعُونَهُ فَلَمّا رَأَي شِدّةَ تَمَادِيهِم فِي الغيَ‌ّ وَ الضّلَالِ وَ تَركَهُم قَبُولَ مَا دَعَاهُم إِلَيهِ مِنَ الرّشدِ وَ النّجَاحِ وَ حَضَرَ عِيدُ قَريَتِهِمُ العُظمَي قَالَ يَا رَبّ إِنّ عِبَادَكَ أَبَوا إِلّا تكَذيِبيِ‌ وَ الكُفرَ بِكَ وَ غَدَوا يَعبُدُونَ شَجَرَةً لَا تَنفَعُ وَ لَا تَضُرّ فَأَيبِس شَجَرَهُم أَجمَعَ وَ أَرِهِم قُدرَتَكَ وَ سُلطَانَكَ فَأَصبَحَ القَومُ وَ قَد يَبِسَ شَجَرُهُم كُلّهَا فَهَالَهُم ذَلِكَ وَ قُطِعَ بِهِم وَ صَارُوا فِرقَتَينِ فِرقَةٌ قَالَت سَحَرَ آلِهَتَكُم هَذَا الرّجُلُ ألّذِي زَعَمَ أَنّهُ رَسُولُ رَبّ السّمَاءِ وَ الأَرضِ إِلَيكُم لِيَصرِفَ وُجُوهَكُم عَن آلِهَتِكُم إِلَي إِلَهِهِ وَ فِرقَةٌ قَالَت لَا بَل غَضِبَت آلِهَتُكُم حِينَ رَأَت هَذَا الرّجُلَ يَعِيبُهَا وَ يَقَعُ فِيهَا وَ يَدعُوكُم إِلَي عِبَادَةِ غَيرِهَا فَحَجَبَت حُسنَهَا وَ بَهَاءَهَا لكِيَ‌ تَغضَبُوا لَهَا فَتَنتَصِرُوا مِنهُ فَأَجمَعَ رَأيُهُم عَلَي قَتلِهِ فَاتّخَذُوا أَنَابِيبَ طِوَالًا مِن رَصَاصٍ وَاسِعَةَ الأَفوَاهِ ثُمّ أَرسَلُوهَا فِي قَرَارِ العَينِ إِلَي أَعلَي المَاءِ وَاحِدَةً فَوقَ الأُخرَي مِثلَ البَرَابِخِ وَ نَزَحُوا مَا فِيهَا مِنَ المَاءِ ثُمّ حَفَرُوا فِي قَرَارِهَا بِئراً ضَيّقَةَ المَدخَلِ عَمِيقَةً وَ أَرسَلُوا فِيهَا نَبِيّهُم وَ أَلقَمُوا فَاهَا صَخرَةً عَظِيمَةً ثُمّ أَخرَجُوا الأَنَابِيبَ مِنَ المَاءِ وَ قَالُوا نَرجُو الآنَ أَن تَرضَي عَنّا آلِهَتُنَا إِذَا رَأَت أَنّا قَد قَتَلنَا مَن كَانَ يَقَعُ فِيهَا وَ يَصُدّنَا عَن عِبَادَتِهَا وَ دَفَنّاهُ تَحتَ كَبِيرِهَا يَتَشَفّي مِنهُ فَيَعُودَ لَنَا نُورُهَا وَ نَضرَتُهَا كَمَا كَانَ فَبَقُوا عَامّةَ يَومِهِم يَسمَعُونَ أَنِينَ نَبِيّهِم وَ هُوَ يَقُولُ سيَدّيِ‌ قَد تَرَي ضِيقَ مكَاَنيِ‌ وَ شِدّةَ كرَبيِ‌ فَارحَم ضَعفَ ركُنيِ‌ وَ قِلّةَ حيِلتَيِ‌ وَ عَجّل بِقَبضِ روُحيِ‌ وَ لَا تُؤَخّر إِجَابَةَ دعَوتَيِ‌ حَتّي مَاتَ فَقَالَ اللّهُ جَلّ جَلَالُهُ لِجَبرَئِيلَ يَا جَبرَئِيلُ أَ يَظُنّ عبِاَديِ‌ هَؤُلَاءِ الّذِينَ غَرّهُم


صفحه : 152

حلِميِ‌ وَ أَمِنُوا مكَريِ‌ وَ عَبَدُوا غيَريِ‌ وَ قَتَلُوا رسَوُليِ‌ أَن يَقُومُوا لغِضَبَيِ‌ أَو يَخرُجُوا مِن سلُطاَنيِ‌ كَيفَ وَ أَنَا المُنتَقِمُ مِمّن عصَاَنيِ‌ وَ لَم يَخشَ عقِاَبيِ‌ وَ إنِيّ‌ حَلَفتُ بعِزِتّيِ‌ لَأَجعَلَنّهُم عِبرَةً وَ نَكَالًا لِلعَالَمِينَ فَلَم يَرُعهُم وَ هُم فِي عِيدِهِم ذَلِكَ إِلّا بِرِيحٍ عَاصِفٍ شَدِيدَةِ الحُمرَةِ فَتَحَيّرُوا فِيهَا وَ ذُعِرُوا مِنهَا وَ تَضَامّ بَعضُهُم إِلَي بَعضٍ ثُمّ صَارَتِ الأَرضُ مِن تَحتِهِم حَجَرَ كِبرِيتٍ يَتَوَقّدُ وَ أَظَلّتهُم سَحَابَةٌ سَودَاءُ فَأَلقَت عَلَيهِم كَالقُبّةِ جَمراً يَلتَهِبُ فَذَابَت أَبدَانُهُم كَمَا يَذُوبُ الرّصَاصُ فِي النّارِ فَنَعُوذُ بِاللّهِ تَعَالَي ذِكرُهُ مِن غَضَبِهِ وَ نُزُولِ نَقِمَتِهِ وَ لَا حَولَ وَ لَا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ العلَيِ‌ّ العَظِيمِ

بيان روي الثعلبي‌ في العرائس هذه الرواية عن علي بن الحسين ع نحوا مما أوردنا. قوله ع وبهم سمي‌ ذلك النهر أي سمي‌ ذلك النهر الرس لفعلهم حيث رسوا نبيهم فيه قال الفيروزآبادي‌ الرس البئر المطوية بالحجارة وبئر كانت لبقية من ثمود كذبوا نبيهم ورسوه في بئر والحفر والدس ودفن الميت انتهي قوله ع وحرموا ماء العين يدل علي أن العين التي‌ كانت عندالصنوبرة غيرالرس ألذي كان عليه قراهم والكلة بالكسر الستر الرقيق يخاط كالبيت يتوقي فيه من البق والقترة بالفتح الغبرة والقتار بالضم ريح البخور والقدر والشواء والمعازف الملاهي‌ قوله ويأخذون الدستبند لعل المراد به مايسمي بالفارسية أيضا سنج ويحتمل أن يكون المراد التزين بالأسورة وكلام جهوري‌ أي عال ويظهر منه أن الذين كانوا يتكلمون في الأشجار الأخر كانوا غيرإبليس من أعوانه و في القاموس قطع بزيد كعني‌ فهو مقطوع به عجز من سفره بأي‌ سبب كان أوحيل بينه و بين مايؤمله والبربخ بالباءين الموحدتين والخاء المعجمة مايعمل من الخزف للبئر ومجاري‌ الماء

2-فس ،[تفسير القمي‌]أَصحَابُ الرّسّ هُمُ الّذِينَ هَلَكُوا لِأَنّهُم استَغنَوُا الرّجَالُ بِالرّجَالِ


صفحه : 153

وَ النّسَاءُ بِالنّسَاءِ وَ الرّسّ نَهَرٌ بِنَاحِيَةِ آذَربَايجَانَ

3- مع ،[معاني‌ الأخبار] مَعنَي أَصحَابِ الرّسّ أَنّهُم نُسِبُوا إِلَي نَهَرٍ يُقَالُ لَهُ الرّسّ مِن بِلَادِ المَشرِقِ وَ قَد قِيلَ إِنّ الرّسّ هُوَ البِئرُ وَ إِنّ أَصحَابَهُ رَسّوا نَبِيّهُم بَعدَ سُلَيمَانَ بنِ دَاوُدَ ع وَ كَانُوا قَوماً يَعبُدُونَ شَجَرَةَ صَنَوبَرٍ يُقَالُ لَهَا شَاه دِرَخت كَانَ غَرَسَهَا يَافِثُ بنُ نُوحٍ فَأَنبَتَت لِنُوحٍ بَعدَ الطّوفَانِ وَ كَانَ نِسَاؤُهُم يَشتَغِلنَ بِالنّسَاءِ عَنِ الرّجَالِ فَعَذّبَهُمُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِرِيحٍ عَاصِفٍ شَدِيدَةِ الحُمرَةِ وَ جَعَلَ الأَرضَ مِن تَحتِهِم حَجَرَ كِبرِيتٍ يَتَوَقّدُ وَ أَظَلّتهُم سَحَابَةٌ سَودَاءُ مُظلِمَةٌ فَانكَفّت عَلَيهِم كَالقُبّةِ جَمرَةً تَلتَهِبُ فَذَابَت أَبدَانُهُم كَمَا يَذُوبُ الرّصَاصُ فِي النّارِ

4-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَن أَبِيهِ وَ مَاجِيلَوَيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي القَاسِمِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن عَلِيّ بنِ العَبّاسِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ البلَخيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ رَاشِدٍ عَن يَعقُوبَ بنِ اِبرَاهِيمَ قَالَسَأَلَ رَجُلٌ أَبَا الحَسَنِ مُوسَي ع عَن أَصحَابِ الرّسّ الّذِينَ ذَكَرَهُمُ اللّهُ مَن هُم وَ مِمّن هُم وَ أَيّ قَومٍ كَانُوا فَقَالَ كَانَا رَسّينِ أَمّا أَحَدُهُمَا فَلَيسَ ألّذِي ذَكَرَهُ اللّهُ فِي كِتَابِهِ كَانَ أَهلُهُ أَهلَ بَدوٍ وَ أَصحَابَ شَاةٍ وَ غَنَمٍ فَبَعَثَ اللّهُ تَعَالَي إِلَيهِم صَالِحَ النّبِيّ ع رَسُولًا فَقَتَلُوهُ وَ بَعَثَ إِلَيهِم رَسُولًا آخَرَ فَقَتَلُوهُ ثُمّ بَعَثَ إِلَيهِم رَسُولًا آخَرَ وَ عَضَدَهُ بوِلَيِ‌ّ فَقَتَلُوا الرّسُولَ وَ جَاهَدَ الولَيِ‌ّ حَتّي أَفحَمَهُم وَ كَانُوا يَقُولُونَ إِلَهُنَا فِي البَحرِ وَ كَانُوا عَلَي شَفِيرِهِ وَ كَانَ لَهُم عِيدٌ فِي السّنَةِ يَخرُجُ حُوتٌ عَظِيمٌ مِنَ البَحرِ فِي تِلكَ اليَومِ فَيَسجُدُونَ لَهُ فَقَالَ ولَيِ‌ّ صَالِحٍ لَهُم لَا أُرِيدُ أَن تجَعلَوُنيِ‌ رَبّاً وَ لَكِن هَل تجُيِبوُنيِ‌ إِلَي مَا دَعَوتُكُم إِن أطَاَعنَيِ‌ ذَلِكَ الحُوتُ فَقَالُوا نَعَم وَ أَعطَوهُ عُهُوداً وَ مَوَاثِيقَ فَخَرَجَ حُوتٌ رَاكِبٌ عَلَي أَربَعَةِ أَحوَاتٍ فَلَمّا نَظَرُوا إِلَيهِ خَرّوا سُجّداً فَخَرَجَ ولَيِ‌ّ صَالِحٍ النّبِيّ إِلَيهِ وَ قَالَ لَهُ ائتنِيِ‌ طَوعاً أَو كَرهاً بِسمِ اللّهِ الكَرِيمِ فَنَزَلَ عَن أَحوَاتِهِ فَقَالَ الولَيِ‌ّ ايتنِيِ‌ عَلَيهِنّ لِئَلّا يَكُونَ مِنَ القَومِ فِي أمَريِ‌ شَكّ فَأَتَي الحُوتُ إِلَي البَرّ يَجُرّهَا وَ تَجُرّهُ إِلَي عِندِ ولَيِ‌ّ صَالِحٍ فَكَذّبُوهُ بَعدَ ذَلِكَ فَأَرسَلَ اللّهُ إِلَيهِم رِيحاً فَقَذَفَتهُم فِي اليَمّ أَيِ البَحرِ وَ مَوَاشِيَهُم


صفحه : 154

فَأَتَي الوحَي‌ُ إِلَي ولَيِ‌ّ صَالِحٍ بِمَوضِعِ ذَلِكَ البِئرِ وَ فِيهَا الذّهَبُ وَ الفِضّةُ فَانطَلَقَ فَأَخَذَهُ فَفَضّهُ عَلَي أَصحَابِهِ بِالسّوِيّةِ عَلَي الصّغِيرِ وَ الكَبِيرِ وَ أَمّا الّذِينَ ذَكَرَهُمُ اللّهُ فِي كِتَابِهِ فَهُم قَومٌ كَانَ لَهُم نَهَرٌ يُدعَي الرّسّ وَ كَانَ فِيهِم أَنبِيَاءُ كَثِيرَةٌ فَسَأَلَهُ رَجُلٌ وَ أَينَ الرّسّ فَقَالَ هُوَ نَهَرٌ بِمُنقَطَعِ آذَربِيجَانَ وَ هُوَ بَينَ حَدّ إِرمِينِيَةَ وَ آذَربِيجَانَ وَ كَانُوا يَعبُدُونَ الصّلبَانَ فَبَعَثَ اللّهُ إِلَيهِم ثَلَاثِينَ نَبِيّاً فِي مَشهَدٍ وَاحِدٍ فَقَتَلُوهُم جَمِيعاً فَبَعَثَ اللّهُ إِلَيهِم نَبِيّاً وَ بَعَثَ مَعَهُ وَلِيّاً فَجَاهَدَهُم وَ بَعَثَ اللّهُ مِيكَائِيلَ فِي أَوَانِ وُقُوعِ الحَبّ وَ الزّرعِ فَأَنضَبَ مَاءَهُم فَلَم يَدَع عَيناً وَ لَا نَهَراً وَ لَا مَاءً لَهُم إِلّا أَيبَسَهُ وَ أَمَرَ مَلَكَ المَوتِ فَأَمَاتَ مَوَاشِيَهُم وَ أَمَرَ اللّهُ الأَرضَ فَابتَلَعَت مَا كَانَ لَهُم مِن تِبرٍ أَو فِضّةٍ أَو آنِيَةٍ فَهُوَ لِقَائِمِنَا ع إِذَا قَامَ فَمَاتُوا كُلّهُم جُوعاً وَ عَطَشاً فَلَم يَبقَ مِنهُم بَاقِيَةٌ وَ بقَيِ‌َ مِنهُم قَومٌ مُخلِصُونَ فَدَعَوُا اللّهَ أَن يُنجِيَهُم بِزَرعٍ وَ مَاشِيَةٍ وَ مَاءٍ وَ يَجعَلَهُ قَلِيلًا لِئَلّا يَطغَوا فَأَجَابَهُمُ اللّهُ إِلَي ذَلِكَ لِمَا عَلِمَ مِن صِدقِ نِيّاتِهِم ثُمّ عَادَ القَومُ إِلَي مَنَازِلِهِم فَوَجَدُوهَا قَد صَارَت أَعلَاهَا أَسفَلَهَا وَ أَطلَقَ اللّهُ لَهُم نَهَرَهُم وَ زَادَهُم فِيهِ عَلَي مَا سَأَلُوا فَقَامُوا عَلَي الظّاهِرِ وَ البَاطِنِ فِي طَاعَةِ اللّهِ حَتّي مَضَي أُولَئِكَ القَومُ وَ حَدَثَ بَعدَ ذَلِكَ نَسلٌ أَطَاعُوا اللّهَ فِي الظّاهِرِ وَ نَافَقُوهُ فِي البَاطِنِ وَ عَصَوا بِأَشيَاءَ شَتّي فَبَعَثَ اللّهُ مَن أَسرَعَ فِيهِمُ القَتلَ فَبَقِيَت شِرذِمَةٌ مِنهُم فَسَلّطَ اللّهُ عَلَيهِمُ الطّاعُونَ فَلَم يُبقِ مِنهُم أَحَداً وَ بقَيِ‌َ نَهَرُهُم وَ مَنَازِلُهُم ماِئتَيَ‌ عَامٍ لَا يَسكُنُهَا أَحَدٌ ثُمّ أَتَي اللّهُ تَعَالَي بِقَومٍ بَعدَ ذَلِكَ فَنَزَلُوهَا وَ كَانُوا صَالِحِينَ ثُمّ أَحدَثَ قَومٌ مِنهُم فَاحِشَةً وَ اشتَغَلَ الرّجَالُ بِالرّجَالِ وَ النّسَاءُ بِالنّسَاءِ فَسَلّطَ اللّهُ عَلَيهِم صَاعِقَةً فَلَم يُبقِ مِنهُم بَاقِيَةً

بيان قوله بموضع ذلك البئر يظهر منه أنهم كانوا دفنوا أموالهم في بئر سيظهر مما سننقل من رواية الثعلبي‌ أن فيه تصحيفا


صفحه : 155

5-ثو،[ثواب الأعمال ] أَبِي عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ دَخَلَت عَلَيهِ نِسوَةٌ فَسَأَلَتهُ امرَأَةٌ عَنِ السّحقِ فَقَالَ حَدّهَا حَدّ الزاّنيِ‌ فَقَالَتِ امرَأَةٌ مَا ذَكَرَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ ذَلِكَ فِي القُرآنِ قَالَ بَلَي قَالَت وَ أَينَ هُوَ قَالَ هُوَأَصحابُ الرّسّ

6-كا،[الكافي‌] أَبُو عَلِيّ الأشَعرَيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الكوُفيِ‌ّ عَن عُبَيسِ بنِ هِشَامٍ عَن حُسَينِ بنِ أَحمَدَ المنِقرَيِ‌ّ عَن هِشَامٍ الصيّدلَاَنيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَأَلَهُ رَجُلٌ عَن هَذِهِ الآيَةِكَذّبَت قَبلَهُم قَومُ نُوحٍ وَ أَصحابُ الرّسّ فَقَالَ بِيَدِهِ هَكَذَا فَمَسَحَ إِحدَاهُمَا بِالأُخرَي فَقَالَ هُنّ اللوّاَتيِ‌ باِللوّاَتيِ‌ يعَنيِ‌ النّسَاءَ بِالنّسَاءِ

قال الثعلبي‌ في العرائس قال الله عز و جل وَ عاداً وَ ثَمُودَ وَ أَصحابَ الرّسّ و قال كَذّبَت قَبلَهُم قَومُ نُوحٍ وَ أَصحابُ الرّسّ.اختلف أهل التفسير وأصحاب الأقاصيص فيهم فقال سعيد بن جبير والكلبي‌ والخليل بن أحمددخل كلام بعضهم في بعض و كل أخبر بطائفة من حديث أصحاب الرس بقية ثمود قوم صالح ع وهم أصحاب البئر التي‌ ذكرها الله تعالي في قوله وَ بِئرٍ مُعَطّلَةٍ وَ قَصرٍ مَشِيدٍ وكانوا بفليح اليمامة نزولا علي تلك البئر و كل ركية لم


صفحه : 156

تطو بالحجارة والآجر فهو رس و كان لهم نبي‌ يقال له حنظلة بن صفوان و كان بأرضهم جبل يقال له فتح مصعدا في السماء ميلا وكانت العنقاء ينتابه وهي‌ كأعظم ما يكون من الطير و فيها من كل لون وسموها العنقاء لطول عنقها وكانت تكون في ذلك الجبل تنقض علي الطير تأكلها فجاعت ذات يوم فأعوزها الطير فانقضت علي صبي‌ فذهبت به ثم إنها انقضت علي جارية حين ترعرعت فأخذتها فضمتها إلي جناحين لها صغيرين سوي الجناحين الكبيرين فشكوا إلي نبيهم فقال أللهم خذها واقطع نسلها وسلط عليها آية تذهب بهافأصابتها صاعقة فاحترقت فلم ير لها أثر فضربتها العرب مثلا في أشعارها وحكمها وأمثالها ثم إن أصحاب الرس قتلوا نبيهم فأهلكهم الله تعالي . و قَالَ بَعضُ العُلَمَاءِ بلَغَنَيِ‌ أَنّهُ كَانَ رسان أَمّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ أَهلِهِ أَهلِ بُدُوّ وَ أَصحَابِ غَنَمٍ وَ مَوَاشٍ فَبَعَثَ اللّهُ إِلَيهِم نَبِيّاً فَقَتَلُوهُ ثُمّ بَعَثَ إِلَيهِم رَسُولًا آخَرَ وَ عَضُدِهِ بوِلَيِ‌ّ فَقَتَلُوا الرّسُولِ وَ جَاهِدهُم الولَيِ‌ّ حَتّي أفحمهم وَ كَانُوا يَقُولُونَ إِلَهَنَا فِي البَحرِ وَ كَانُوا عَلَي شفيره وَ كَانَ يَخرُجُ إِلَيهِم مِن البَحرِ شَيطَانٍ فِي كُلّ شَهرِ خُرجَةِ فَيَذبَحُونَ عِندَهُ وَ يَتّخِذُونَهُ عِيداً

فقال لهم الولي‌ أرأيتم إن خرج إلهكم الذين تدعونه وتعبدونه إلي‌ وأطاعني‌ أتجيبونني‌ إلي مادعوتكم إليه فقالوا بلي وأعطوه علي ذلك العهود والمواثيق فانتظر حتي خرج ذلك الشيطان علي صورة حوت راكبا أربعة أحوات و له عنق مستعلية و علي رأسه مثل التاج فلما نظروا إليه خروا له سجدا وخرج الولي‌ إليه فقال ائتني‌ طوعا أوكرها بسم الله الكريم فنزل عند ذلك عن أحواته فقال له الولي‌ ايتني‌ عليهن لئلا يكون من القوم في أمري‌ شك فأتي الحوت وأتين به حتي أفضين به إلي البر يجرونه [يجررنه ]فكذبوه بعد مارأوا ذلك ونقضوا العهد فأرسل الله تعالي عليهم ريحا فقذفتهم في البحر ومواشيهم جميعا و ماكانوا يملكون من ذهب وفضة فأتي الولي‌[ولي‌]الصالح إلي


صفحه : 157

البحر حتي أخذ التبر والفضة والأواني‌ فقسمها علي أصحابه بالسوية علي الصغير منهم والكبير وانقطع هذاالنسل . و أماالآخر فهم قوم كان لهم نهر يدعي الرس ينسبون إليه و كان فيهم أنبياء كثيرة قل يوم يقوم نبي‌ إلاقتل و ذلك النهر بمنقطع آذربيجان بينها و بين إرمينية فإذاقطعته مدبرا دخلت في حد إرمينية و إذاقطعته مقبلا دخلت في حد آذربيجان يعبدون النيران وهم كانوا يعبدون الجواري‌ العذاري فإذاتمت لإحداهن ثلاثين سنة قتلوها واستبدلوا غيرها و كان عرض نهرهم ثلاثة فراسخ و كان يرتفع في كل يوم وليلة حتي يبلغ أنصاف الجبال التي‌ حوله و كان لاينصبّ في بر و لابحر إذاخرج من حدهم يقف ويدور ثم يرجع إليهم فبعث الله تعالي إليهم ثلاثين نبيا في شهر واحد فقتلوهم جميعا فبعث الله عز و جل إليهم نبيا وأيده بنصره وبعث معه وليا فجاهدهم في الله حق جهاده فبعث الله تعالي إليه ميكائيل حين نابذوه و كان ذلك في أوان وقوع الحب في الزرع و كان إذ ذاك أحوج ماكانوا من الماء ففجر نهرهم في البحر فانصب ما في أسفله وأتي عيونه من فوق فسدها وبعث إليه خمسمائة ألف من الملائكة أعوانا له ففرقوا مابقي‌ في وسط النهر ثم أمر الله تعالي جبرائيل فنزل فلم يدع في أرضهم عينا و لانهرا إلاأيبسه بإذن الله عز و جل وأمر ملك الموت فانطلق إلي المواشي‌ فأماتهم ربضة واحدة وأمر الرياح الأربع الجنوب والشمال والدبور والصباء


صفحه : 158

فضمت ما كان لهم من متاع وألقي الله عز و جل عليهم السبات ثم حفت الرياح الأربع المتاع أجمع فهبته في رءوس الجبال وبطون الأودية فأما ما كان من حلي‌ أوتبر أوآنية فإن الله تعالي أمر الأرض فابتلعته فأصبحوا و لاشاة عندهم و لابقرة و لامال يعودون إليه و لاماء يشربونه و لاطعام يأكلونه فآمن بالله تعالي عند ذلك قليل منهم وهداهم إلي غار في جبل له طريق إلي خلفه فنجوا وكانوا أحدا وعشرين رجلا وأربع نسوة وصبيين و كان عدة الباقين من الرجال والنساء والذراري‌ ستمائة ألف فماتوا عطشا وجوعا و لم يبق منهم باقية ثم عاد القوم إلي منازلهم فوجدوها قدصار أعلاها أسفلها فدعا القوم عند ذلك مخلصين أن يجيئهم بزرع وماء وماشية ويجعله قليلا لئلا يطغوا فأجابهم الله تعالي إلي ذلك لماعلم من صدق نياتهم وعلم منهم الصدق وآلوا أن لايبعث رسولا ممن قاربهم إلاأعانوه وعضدوه وعلم الله تعالي منهم الصدق فأطلق الله لهم نهرهم وزادهم علي ماسألوا فأقام أولئك في طاعة الله ظاهرا وباطنا حتي مضوا وانقرضوا وحدث بعدهم من نسلهم قوم أطاعوا الله في الظاهر ونافقوه في الباطن فأملي الله تعالي لهم و كان عليهم قادرا ثم كثرت معاصيهم وخالفوا أولياء الله تعالي فبعث الله عز و جل عدوهم ممن فارقهم وخالفهم فأسرع فيهم القتل وبقيت منهم شرذمة فسلط الله عليهم الطاعون فلم يبق منهم أحدا وبقي‌ نهرهم ومنازلهم مائتي‌ عام لايسكنها أحد ثم أتي الله بقرن بعد ذلك فنزلوها وكانوا صالحين سنين ثم أحدثوا فاحشة جعل الرجل يدعو بنته وأخته وزوجته فينيلها جاره وأخاه وصديقه يلتمس بذلك البر والصلة ثم ارتفعوا من ذلك إلي نوع آخر ترك الرجال النساء حتي شبقن واستغنوا بالرجال فجاءت النساء


صفحه : 159

شيطانهن في صورة امرأة وهي‌ الدلهاث بنت إبليس وهي‌ أخت الشيصار كانتا في بيضة واحدة فشبهت إلي النساء ركوب بعضهن بعضا وعلمتهن كيف يصنعن فأصل ركوب النساء بعضهن بعضا من الدلهاث فسلط الله علي ذلك القرن صاعقة في أول الليل وخسفا في آخر الليل وصيحة مع الشمس فلم يبق منهم باقية وبادت مساكنهم و لاأحسب منازلهم اليوم تسكن

انتهي .أقول إنما أوردنا تلك الرواية بطولها لكونها كالشرح لروايتي‌ يعقوب وهشام بل لايبعد أن يكون من قوله قال بعض العلماء إلي آخره رواية يعقوب بعينها إذ كثيرا ماينقل الثعلبي‌ روايات الشيعة في كتابه هكذا والراوندي‌ رحمه الله دأبه الاختصار في الأخبار فكثيرا ماوجدناه ترك من خبر رواه عن الصدوق رحمه الله أكثر من ثلاثة أرباعه وإنما أوردنا قصة أصحاب الرس في هذاالموضع لماورد في الخبر أنهم كانوا بعدسليمان ع ومنهم من ذكرها قبل قصص ابراهيم ع بناء علي أنهم من بقية قوم ثمود والصدوق أوردهم بعدقصص ابراهيم وقبل يعقوب ع و قدذكرهم الله في سورة الفرقان بعدثمود و في سورة ق قبلهم . و قال الطبرسي‌ رحمه الله في قوله تعالي وَ أَصحابَ الرّسّ هوبئر رسوا فيهانبيهم أي ألقوه فيها عن عكرمة وقيل إنهم كانوا أصحاب مواش ولهم بئر يقعدون عليها وكانوا يعبدون الأصنام فبعث الله إليهم شعيبا فكذبوه فانهار البئر وانخسف بهم الأرض فهلكوا عن وهب وقيل الرس قرية باليمامة يقال لها فلح قتلوا نبيهم فأهلكهم الله عن قتادة وقيل كان لهم نبي‌ يسمي حنظلة فقتلوه فأهلكوا عن سعيد بن جبير والكلبي‌ وقيل هم أصحاب الرس والرس بئر بأنطاكية قتلوا فيهاحبيبا النجار


صفحه : 160

فنسبوا إليها عن كعب ومقاتل وقيل أصحاب الرس كان نساؤهم سحاقات عن أبي عبد الله ع . و قال رحمه الله في قوله تعالي وَ بِئرٍ مُعَطّلَةٍ قال الضحاك هذه البئر كانت بحضرموت في بلدة يقال لها حاضوراء نزل بهاأربعة آلاف ممن آمن بصالح ومعهم صالح فلما حضروا مات صالح فسمي‌ المكان حضرموت ثم إنهم كثروا فكفروا وعبدوا الأصنام فبعث الله إليهم نبيا يقال له حنظلة فقتلوه في السوق فأهلكهم الله فماتوا عن آخرهم وعطلت بئرهم وخرب قصر ملكهم

7-كَنزُ الفَوَائِدِ للِكرَاَجكُيِ‌ّ،روُيِ‌َ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ فِي حَدِيثٍ ذَكَرَ فِيهِ إِتيَانَ رَجُلٍ جهُنَيِ‌ّ إِلَي رَسُولِ اللّهِص وَ إِسلَامَهُ عَلَي يَدِهِ وَ أَنّهُم تَحَدّثُوا يَوماً فِي ذِكرِ القُبُورِ وَ الجهُنَيِ‌ّ حَاضِرٌ فَحَدّثَهُم أَنّ جُهَينَةَ بنَ العوسَانِ[القوصَانِ]أَخبَرَهُ عَن أَشيَاخِهِ أَنّ سَنَةً نَزَلَت بِهِم حَتّي أَكَلُوا ذَخَائِرَهُم فَخَرَجُوا مِن شِدّةِ الإِزلِ وَ هُم جَمَاعَةٌ فِي طَلَبِ النّبَاتِ فَجَنّهُمُ اللّيلُ فَأَوَوا إِلَي مَغَارَةٍ وَ كَانَتِ البِلَادُ مَسبَعَةً وَ هُم لَا يَعلَمُونَ قَالَ فحَدَثّنَيِ‌ رَجُلٌ مِنهُم يُقَالُ لَهُ مَالِكٌ قَالَ رَأَينَا فِي الغَارِ أَشبَالًا فَخَرَجنَا هَارِبِينَ حَتّي دَخَلنَا وَهدَةً مِن وِهَادِ الأَرضِ بَعدَ مَا تَبَاعَدنَا مِن ذَلِكَ المَوضِعِ فَأَصَبنَا عَلَي بَابِ الوَهدَةِ حَجَراً مُطَبّقاً فَتَعَاوَنّا عَلَيهِ حَتّي قَلَبنَاهُ فَإِذَا رَجُلٌ قَاعِدٌ عَلَيهِ جُبّةُ صُوفٍ وَ فِي يَدِهِ خَاتَمٌ عَلَيهِ مَكتُوبٌ أَنَا حَنظَلَةُ بنُ صَفوَانَ رَسُولُ اللّهِ وَ عِندَ رَأسِهِ كِتَابٌ فِي صَحِيفَةِ نُحَاسٍ فِيهِ بعَثَنَيِ‌َ اللّهُ إِلَي حِميَرٍ وَ هَمدَانَ وَ العَزِيزِ مِن أَهلِ اليَمَنِ بَشِيراً وَ نَذِيراً فكَذَبّوُنيِ‌ وَ قتَلَوُنيِ‌ فَأَعَادُوا الصّخرَةَ عَلَي مَا كَانَت عَلَيهِ فِي مَوضِعِهَا


صفحه : 161

باب 41-قصة شعيا وحيقوق ع

1-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ بِإِسنَادِهِ عَن جَابِرٍ عَنِ البَاقِرِ ع قَالَ قَالَ عَلِيّ ع أَوحَي اللّهُ تَعَالَي جَلّت قُدرَتُهُ إِلَي شَعيَا ع أنَيّ‌ مُهلِكٌ مِن قَومِكَ مِائَةَ أَلفٍ أَربَعِينَ أَلفاً مِن شِرَارِهِم وَ سِتّينَ أَلفاً مِن خِيَارِهِم فَقَالَ ع هَؤُلَاءِ الأَشرَارُ فَمَا بَالُ الأَخيَارِ فَقَالَ دَاهَنُوا أَهلَ المعَاَصيِ‌ فَلَم يَغضَبُوا لغِضَبَيِ‌

2-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ بِإِسنَادِهِ عَن وَهبِ بنِ مُنَبّهٍ قَالَ كَانَ فِي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ مَلِكٌ فِي زَمَانِ شَعيَا وَ هُم مُتَابِعُونَ مُطِيعُونَ لِلّهِ ثُمّ إِنّهُم ابتَدَعُوا البِدَعَ فَأَتَاهُم مَلِكُ بَابِلَ وَ كَانَ نَبِيّهُم يُخبِرُهُم بِغَضَبِ اللّهِ عَلَيهِم فَلَمّا نَظَرُوا إِلَي مَا لَا قِبَلَ لَهُم مِنَ الجُنُودِ تَابُوا وَ تَضَرّعُوا فَأَوحَي اللّهُ تَعَالَي إِلَي شَعيَا أنَيّ‌ قَبِلتُ تَوبَتَهُم لِصَلَاحِ آبَائِهِم وَ مَلِكُهُم كَانَ قَرحَةٌ بِسَاقِهِ وَ كَانَ عَبداً صَالِحاً فَأَوحَي اللّهُ تَعَالَي إِلَي شَعيَا ع أَن مُر مَلِكَ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَليُوصِ وَصِيّتَهُ[وَصِيّهُ] وَ ليَستَخلِف عَلَي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ مِن أَهلِ بَيتِهِ فإَنِيّ‌ قَابِضُهُ يَومَ كَذَا فَليَعهَد عَهدَهُ فَأَخبَرَهُ شَعيَا بِرِسَالَتِهِ تَعَالَي عَزّ وَ عَلَا فَلَمّا قَالَ لَهُ ذَلِكَ أَقبَلَ عَلَي التّضَرّعِ وَ الدّعَاءِ وَ البُكَاءِ فَقَالَ أللّهُمّ ابتدَأَتنَيِ‌ بِالخَيرِ مِن أَوّلِ يَومٍ وَ


صفحه : 162

سَبّبتَهُ لِي وَ أَنتَ فِيمَا أَستَقبِلُ رجَاَئيِ‌ وَ ثقِتَيِ‌ فَلَكَ الحَمدُ بِلَا عَمَلٍ صَالِحٍ سَلَفَ منِيّ‌ وَ أَنتَ أَعلَمُ منِيّ‌ بنِفَسيِ‌ أَسأَلُكَ أَن تُؤَخّرَ عنَيّ‌َ المَوتَ وَ تُنسِئَ لِي فِي عمُرُيِ‌ وَ تسَتعَملِنَيِ‌ بِمَا تُحِبّ وَ تَرضَي فَأَوحَي اللّهُ تَعَالَي إِلَي شَعيَا أنَيّ‌ رَحِمتُ تَضَرّعَهُ وَ استَجَبتُ دَعوَتَهُ وَ قَد زِدتُ فِي عُمُرِهِ خَمسَ عَشرَةَ سَنَةً فَمُرهُ فَليُدَاوِ قَرحَتَهُ بِمَاءِ التّينِ فإَنِيّ‌ قَد جَعَلتُهُ شِفَاءً مِمّا هُوَ فِيهِ وَ أنَيّ‌ قَد كَفَيتُهُ وَ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ مَئُونَةَ عَدُوّهِم فَلَمّا أَصبَحُوا وَجَدُوا جُنُودَ مَلَكِ بَابِلَ مَصرُوعِينَ فِي عَسكَرِهِم مَوتَي لَم يُفلِت مِنهُم أَحَدٌ إِلّا مَلِكُهُم وَ خَمسَةُ نَفَرٍ فَلَمّا نَظَرُوا إِلَي أَصحَابِهِم وَ مَا أَصَابَهُم كَرّوا مُنهَزِمِينَ إِلَي أَرضِ بَابِلَ وَ ثَبَتَ بَنُو إِسرَائِيلَ مُتَوَازِرِينَ عَلَي الخَيرِ فَلَمّا مَاتَ مَلِكُهُم ابتَدَعُوا البِدَعَ وَ دَعَا كُلّ إِلَي نَفسِهِ وَ شَعيَا ع يَأمُرُهُم وَ يَنهَاهُم فَلَا يَقبَلُونَ حَتّي أَهلَكَهُمُ اللّهُ

وَ عَن أَنَسٍ أَنّ عَبدَ اللّهِ بنَ سَلَامٍ سَأَلَ النّبِيّص عَن شَعيَا ع فَقَالَ هُوَ ألّذِي بَشّرَ بيِ‌ وَ بأِخَيِ‌ عِيسَي ابنِ مَريَمَ ع

أقول قال صاحب الكامل بعد أن ذكر نحوا مما رواه وهب قيل إن شعيا أوحي الله إليه ليقوم في بني‌ إسرائيل يذكرهم بما يوحي علي لسانه لماكثرت فيهم الأحداث ففعل فعدوا عليه ليقتلوه فهرب منهم فلقيته شجرة فانفلقت له فدخلها وأخذ الشيطان يهدب ثوبه وأراه بني‌ إسرائيل فوضعوا المنشار علي الشجرة فنشروها حتي قطعوه في وسطها أقول سيأتي‌ بعض أحواله في باب قصص بختنصر

3-ج ،[الإحتجاج ]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]يد،[التوحيد] عَنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدٍ النوّفلَيِ‌ّ عَنِ الرّضَا ع فِيمَا احتَجّ عَلَي أَربَابِ المِلَلِ قَالَ ع لِلجَاثَلِيقِ يَا نصَراَنيِ‌ّ كَيفَ عِلمُكَ بِكِتَابِ شَعيَا قَالَ أَعرِفُهُ حَرفاً حَرفاً فَقَالَ لَهُ وَ لِرَأسِ الجَالُوتِ أَ تَعرِفَانِ هَذَا مِن كَلَامِهِ يَا قَومِ إنِيّ‌ رَأَيتُ صُورَةَ رَاكِبِ الحِمَارِ


صفحه : 163

لَابِساً جَلَابِيبَ النّورِ وَ رَأَيتُ رَاكِبَ البَعِيرِ ضَوؤُهُ مِثلُ ضَوءِ القَمَرِ فَقَالَا قَد قَالَ ذَلِكَ شَعيَا ثُمّ قَالَ ع وَ قَالَ شَعيَا النّبِيّ فِيمَا تَقُولُ أَنتَ وَ أَصحَابُكَ فِي التّورَاةِ رَأَيتُ رَاكِبَينِ أَضَاءَ لَهُمَا الأَرضُ أَحَدُهُمَا عَلَي حِمَارٍ وَ الآخَرُ عَلَي جَمَلٍ فَمَن رَاكِبُ الحِمَارِ وَ مَن رَاكِبُ الجَمَلِ قَالَ رَأسُ الجَالُوتِ لَا أَعرِفُهُمَا فخَبَرّنيِ‌ بِهِمَا قَالَ أَمّا رَاكِبُ الحِمَارِ فَعِيسَي وَ أَمّا رَاكِبُ الجَمَلِ فَمُحَمّدٌص أَ تُنكِرُ هَذَا مِنَ التّورَاةِ قَالَ لَا مَا أُنكِرُهُ ثُمّ قَالَ الرّضَا ع هَل تَعرِفُ حَيقُوقَ النّبِيّص قَالَ نَعَم إنِيّ‌ بِهِ لَعَارِفٌ قَالَ فَإِنّهُ قَالَ وَ كِتَابُكُم يَنطِقُ بِهِ جَاءَ اللّهُ بِالبَيَانِ مِن جَبَلِ فَارَانَ وَ امتَلَأَتِ السّمَاوَاتُ مِن تَسبِيحِ أَحمَدَ وَ أُمّتِهِ يَحمِلُ خَيلَهُ فِي البَحرِ كَمَا يَحمِلُ فِي البَرّ يَأتِينَا بِكِتَابٍ جَدِيدٍ بَعدَ خَرَابِ بَيتِ المَقدِسِ يعَنيِ‌ بِالكِتَابِ القُرآنَ أَ تَعرِفُ هَذَا وَ تُؤمِنُ بِهِ قَالَ رَأسُ الجَالُوتِ قَد قَالَ ذَلِكَ حَيقُوقُ النّبِيّ وَ لَا نُنكِرُ قَولَهُ

باب 51-قصص زكريا ويحيي ع

الآيات آل عمران هُنالِكَ دَعا زَكَرِيّا رَبّهُ قالَ رَبّ هَب لِي مِن لَدُنكَ ذُرّيّةً طَيّبَةً إِنّكَ سَمِيعُ الدّعاءِ فَنادَتهُ المَلائِكَةُ وَ هُوَ قائِمٌ يصُلَيّ‌ فِي المِحرابِ أَنّ اللّهَ يُبَشّرُكَ بِيَحيي مُصَدّقاً بِكَلِمَةٍ مِنَ اللّهِ وَ سَيّداً وَ حَصُوراً وَ نَبِيّا مِنَ الصّالِحِينَ قالَ رَبّ أَنّي يَكُونُ لِي غُلامٌ وَ قَد بلَغَنَيِ‌َ الكِبَرُ وَ امرأَتَيِ‌ عاقِرٌ قالَ كَذلِكَ اللّهُ يَفعَلُ ما يَشاءُ قالَ رَبّ اجعَل لِي آيَةً قالَ آيَتُكَ أَلّا تُكَلّمَ النّاسَ ثَلاثَةَ أَيّامٍ إِلّا رَمزاً وَ اذكُر رَبّكَ كَثِيراً وَ سَبّح باِلعشَيِ‌ّ وَ الإِبكارِمريم كهيعص ذِكرُ رَحمَتِ رَبّكَ عَبدَهُ زَكَرِيّا إِذ نادي رَبّهُ نِداءً خَفِيّا قالَ رَبّ إنِيّ‌ وَهَنَ العَظمُ منِيّ‌ وَ اشتَعَلَ الرّأسُ شَيباً وَ لَم أَكُن بِدُعائِكَ رَبّ شَقِيّا وَ إنِيّ‌


صفحه : 164

خِفتُ الموَاليِ‌َ مِن ورَائيِ‌ وَ كانَتِ امرأَتَيِ‌ عاقِراً فَهَب لِي مِن لَدُنكَ وَلِيّا يرَثِنُيِ‌ وَ يَرِثُ مِن آلِ يَعقُوبَ وَ اجعَلهُ رَبّ رَضِيّا يا زَكَرِيّا إِنّا نُبَشّرُكَ بِغُلامٍ اسمُهُ يَحيي لَم نَجعَل لَهُ مِن قَبلُ سَمِيّا قالَ رَبّ أَنّي يَكُونُ لِي غُلامٌ وَ كانَتِ امرأَتَيِ‌ عاقِراً وَ قَد بَلَغتُ مِنَ الكِبَرِ عِتِيّا قالَ كَذلِكَ قالَ رَبّكَ هُوَ عَلَيّ هَيّنٌ وَ قَد خَلَقتُكَ مِن قَبلُ وَ لَم تَكُ شَيئاً قالَ رَبّ اجعَل لِي آيَةً قالَ آيَتُكَ أَلّا تُكَلّمَ النّاسَ ثَلاثَ لَيالٍ سَوِيّا فَخَرَجَ عَلي قَومِهِ مِنَ المِحرابِ فَأَوحي إِلَيهِم أَن سَبّحُوا بُكرَةً وَ عَشِيّا يا يَحيي خُذِ الكِتابَ بِقُوّةٍ وَ آتَيناهُ الحُكمَ صَبِيّا وَ حَناناً مِن لَدُنّا وَ زَكاةً وَ كانَ تَقِيّا وَ بَرّا بِوالِدَيهِ وَ لَم يَكُن جَبّاراً عَصِيّا وَ سَلامٌ عَلَيهِ يَومَ وُلِدَ وَ يَومَ يَمُوتُ وَ يَومَ يُبعَثُ حَيّاالأنبياءوَ زَكَرِيّا إِذ نادي رَبّهُ رَبّ لا تذَرَنيِ‌ فَرداً وَ أَنتَ خَيرُ الوارِثِينَ فَاستَجَبنا لَهُ وَ وَهَبنا لَهُ يَحيي وَ أَصلَحنا لَهُ زَوجَهُ إِنّهُم كانُوا يُسارِعُونَ فِي الخَيراتِ وَ يَدعُونَنا رَغَباً وَ رَهَباً وَ كانُوا لَنا خاشِعِينَ

1-فس ،[تفسير القمي‌] وَ أَصلَحنا لَهُ زَوجَهُ قَالَ كَانَت لَا تَحِيضُ فَحَاضَت

2-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]مَاجِيلَوَيهِ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ الرّيّانِ بنِ شَبِيبٍ قَالَ دَخَلتُ عَلَي الرّضَا ع فِي أَوّلِ يَومٍ مِنَ المُحَرّمِ فَقَالَ يَا ابنَ شَبِيبٍ أَ صَائِمٌ أَنتَ فَقُلتُ لَا فَقَالَ إِنّ هَذَا اليَومَ هُوَ اليَومُ ألّذِي دَعَا فِيهِ زَكَرِيّا ع رَبّهُ فَقَالَرَبّ هَب لِي مِن لَدُنكَ ذُرّيّةً طَيّبَةً إِنّكَ سَمِيعُ الدّعاءِفَاستَجَابَ اللّهُ لَهُ وَ أَمَرَ المَلَائِكَةَ فَنَادَت زَكَرِيّاوَ هُوَ قائِمٌ يصُلَيّ‌ فِي المِحرابِ أَنّ اللّهَ يُبَشّرُكَ بِيَحييفَمَن صَامَ هَذَا اليَومَ ثُمّ دَعَا اللّهَ عَزّ وَ جَلّ استَجَابَ اللّهُ لَهُ كَمَا استَجَابَ لِزَكَرِيّا ع

3-كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي سَعِيدٍ المكُاَريِ‌ عَن أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قُلتُ مَا عَنَي اللّهُ تَعَالَي بِقَولِهِ فِي يَحيَيوَ حَناناً مِن لَدُنّا وَ زَكاةً قَالَ تَحَنّنَ اللّهِ قَالَ قُلتُ فَمَا بَلَغَ مِن تَحَنّنِ اللّهِ عَلَيهِ قَالَ كَانَ إِذَا قَالَ يَا رَبّ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَهُ لَبّيكَ يَا يَحيَي


صفحه : 165

4- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]القَطّانُ عَن مُحَمّدِ بنِ سَعِيدِ بنِ أَبِي شَحمَةَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سَعِيدِ بنِ هِشَامٍ القنُاَنيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ صَالِحٍ عَن حَسّانَ بنِ عَبدِ اللّهِ الواَسطِيِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ لَهِيعَةَ عَن أَبِي قُبَيلٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص كَانَ مِن زُهدِ يَحيَي بنِ زَكَرِيّا ع أَنّهُ أَتَي بَيتَ المَقدِسِ فَنَظَرَ إِلَي المُجتَهِدِينَ مِنَ الأَحبَارِ وَ الرّهبَانِ عَلَيهِم مَدَارِعُ الشّعرِ وَ بَرَانِسُ الصّوفِ وَ إِذَا هُم قَد خَرَقُوا تَرَاقِيَهُم وَ سَلَكُوا فِيهَا السّلَاسِلَ وَ شَدّوهَا إِلَي سوَاَريِ‌ المَسجِدِ فَلَمّا نَظَرَ إِلَي ذَلِكَ أَتَي أُمّهُ فَقَالَ يَا أُمّاه انسجِيِ‌ لِي مِدرَعَةً مِن شَعرٍ وَ بُرنُساً مِن صُوفٍ حَتّي آتيِ‌َ بَيتَ المَقدِسِ فَأَعبُدَ اللّهَ مَعَ الأَحبَارِ وَ الرّهبَانِ فَقَالَت لَهُ أُمّهُ حَتّي يأَتيِ‌َ نبَيِ‌ّ اللّهِ وَ أُؤَامِرَهُ فِي ذَلِكَ فَلَمّا دَخَلَ زَكَرِيّا ع أَخبَرَتهُ بِمَقَالَةِ يَحيَي فَقَالَ لَهُ زَكَرِيّا يَا بنُيَ‌ّ مَا يَدعُوكَ إِلَي هَذَا وَ إِنّمَا أَنتَ صبَيِ‌ّ صَغِيرٌ فَقَالَ لَهُ يَا أَبَه أَ مَا رَأَيتَ مَن هُوَ أَصغَرُ سِنّاً منِيّ‌ قَد ذَاقَ المَوتَ قَالَ بَلَي ثُمّ قَالَ لِأُمّهِ انسجِيِ‌ لَهُ مِدرَعَةً مِن شَعرٍ وَ بُرنُساً مِن صُوفٍ فَفَعَلَت فَتَدَرّعَ المِدرَعَةَ عَلَي بَدَنِهِ وَ وَضَعَ البُرنُسَ عَلَي رَأسِهِ ثُمّ أَتَي بَيتَ المَقدِسِ فَأَقبَلَ يَعبُدُ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ مَعَ الأَحبَارِ حَتّي أَكَلَت مِدرَعَةُ الشّعرِ لَحمَهُ فَنَظَرَ ذَاتَ يَومٍ إِلَي مَا قَد نَحَلَ مِن جِسمِهِ فَبَكَي فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَيهِ يَا يَحيَي أَ تبَكيِ‌ مِمّا قَد نَحَلَ مِن جِسمِكَ وَ عزِتّيِ‌ وَ جلَاَليِ‌ لَوِ اطّلَعتَ إِلَي النّارِ اطّلَاعَةً لَتَدَرّعتَ مِدرَعَةَ الحَدِيدِ فَضلًا عَنِ المَنسُوجِ فَبَكَي حَتّي أَكَلَتِ الدّمُوعُ لَحمَ خَدّيهِ وَ بَدَا لِلنّاظِرِينَ أَضرَاسُهُ فَبَلَغَ ذَلِكَ أُمّهُ فَدَخَلَت عَلَيهِ وَ أَقبَلَ زَكَرِيّا ع وَ اجتَمَعَ الأَحبَارُ وَ الرّهبَانُ فَأَخبَرُوهُ بِذَهَابِ لَحمِ خَدّيهِ فَقَالَ مَا شَعَرتُ بِذَلِكَ فَقَالَ زَكَرِيّا ع يَا بنُيَ‌ّ مَا يَدعُوكَ إِلَي هَذَا إِنّمَا سَأَلتُ ربَيّ‌ أَن يَهَبَكَ لِي لِتَقَرّ بِكَ عيَنيِ‌ قَالَ أَنتَ أمَرَتنَيِ‌ بِذَلِكَ يَا أَبَه قَالَ وَ مَتَي ذَلِكَ يَا بنُيَ‌ّ قَالَ أَ لَستَ القَائِلَ إِنّ بَينَ الجَنّةِ وَ النّارِ لَعَقَبَةً لَا يَجُوزُهَا إِلّا البَكّاءُونَ مِن خَشيَةِ اللّهِ قَالَ بَلَي فَجِدّ وَ اجتَهِد وَ شَأنُكَ غَيرُ شأَنيِ‌ فَقَامَ يَحيَي فَنَفَضَ مِدرَعَتَهُ فَأَخَذَتهُ أُمّهُ


صفحه : 166

فَقَالَت أَ تَأذَنُ يَا بنُيَ‌ّ أَن أَتّخِذَ لَكَ قطِعتَيَ‌ لُبُودٍ تُوَارِيَانِ أَضرَاسَكَ وَ تُنَشّفَانِ دُمُوعَكَ فَقَالَ لَهَا شَأنَكِ فَاتّخَذَت لَهُ قطِعتَيَ‌ لُبُودٍ تُوَارِيَانِ أَضرَاسَهُ وَ تُنَشّفَانِ دُمُوعَهُ حَتّي ابتَلّتَا مِن دُمُوعِ عَينَيهِ فَحَسَرَ عَن ذِرَاعَيهِ ثُمّ أَخَذَهُمَا فَعَصَرَهُمَا فَتَحدِرُ الدّمُوعُ مِن بَينِ أَصَابِعِهِ فَنَظَرَ زَكَرِيّا ع إِلَي ابنِهِ وَ إِلَي دُمُوعِ عَينَيهِ فَرَفَعَ رَأسَهُ إِلَي السّمَاءِ فَقَالَ أللّهُمّ إِنّ هَذَا ابنيِ‌ وَ هَذِهِ دُمُوعُ عَينَيهِ وَ أَنتَ أَرحَمُ الرّاحِمِينَ وَ كَانَ زَكَرِيّا ع إِذَا أَرَادَ أَن يَعِظَ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ يَلتَفِتُ يَمِيناً وَ شِمَالًا فَإِن رَأَي يَحيَي ع لَم يَذكُر جَنّةً وَ لَا نَاراً فَجَلَسَ ذَاتَ يَومٍ يَعِظُ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ وَ أَقبَلَ يَحيَي قَد لَفّ رَأسَهُ بِعَبَاءَةٍ فَجَلَسَ فِي غُمَارِ النّاسِ وَ التَفَتَ زَكَرِيّا ع يَمِيناً وَ شِمَالًا فَلَم يَرَ يَحيَي فَأَنشَأَ يَقُولُ حدَثّنَيِ‌ حبَيِبيِ‌ جَبرَئِيلُ ع عَنِ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي إِنّ فِي جَهَنّمَ جَبَلًا يُقَالُ لَهُ السّكرَانُ فِي أَصلِ ذَلِكَ الجَبَلِ وَادٍ يُقَالُ لَهُ الغَضبَانُ لِغَضَبِ الرّحمَنِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي فِي ذَلِكَ الواَديِ‌ جُبّ قَامَتُهُ مِائَةُ عَامٍ فِي ذَلِكَ الجُبّ تَوَابِيتُ مِن نَارٍ فِي تِلكَ التّوَابِيتِ صَنَادِيقُ مِن نَارٍ وَ ثِيَابٌ مِن نَارٍ وَ سَلَاسِلُ مِن نَارٍ وَ أَغلَالٌ مِن نَارٍ فَرَفَعَ يَحيَي ع رَأسَهُ فَقَالَ وَا غَفلَتَاه مِنَ السّكرَانِ ثُمّ أَقبَلَ هَائِماً عَلَي وَجهِهِ فَقَامَ زَكَرِيّا ع مِن مَجلِسِهِ فَدَخَلَ عَلَي أُمّ يَحيَي فَقَالَ لَهَا يَا أُمّ يَحيَي قوُميِ‌ فاَطلبُيِ‌ يَحيَي فإَنِيّ‌ قَد تَخَوّفتُ أَن لَا نَرَاهُ إِلّا وَ قَد ذَاقَ المَوتَ فَقَامَت فَخَرَجَت فِي طَلَبِهِ حَتّي مَرّت بِفِتيَانٍ مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَقَالُوا لَهَا يَا أُمّ يَحيَي أَينَ تُرِيدِينَ قَالَت أُرِيدُ أَن أَطلُبَ ولَدَيِ‌ يَحيَي ذُكِرَتِ النّارُ بَينَ يَدَيهِ فَهَامَ عَلَي وَجهِهِ فَمَضَت أُمّ يَحيَي وَ الفِتيَةُ مَعَهَا حَتّي مَرّت برِاَعيِ‌ غَنَمٍ فَقَالَت لَهُ يَا راَعيِ‌ هَل رَأَيتَ شَابّاً مِن صِفَتِهِ كَذَا وَ كَذَا فَقَالَ لَهَا لَعَلّكِ تَطلُبِينَ يَحيَي بنَ زَكَرِيّا قَالَت نَعَم ذَاكَ ولَدَيِ‌ ذُكِرَتِ النّارُ بَينَ يَدَيهِ فَهَامَ عَلَي وَجهِهِ قَالَ إنِيّ‌ تَرَكتُهُ السّاعَةَ عَلَي عَقَبَةِ ثَنِيّةِ كَذَا وَ كَذَا نَاقِعاً قَدَمَيهِ فِي المَاءِ رَافِعاً بَصَرَهُ إِلَي السّمَاءِ يَقُولُ وَ عِزّتِكَ موَلاَي‌َ لَا ذُقتُ بَارِدَ الشّرَابِ


صفحه : 167

حَتّي أَنظُرَ إِلَي منَزلِتَيِ‌ مِنكَ فَأَقبَلَت أُمّهُ فَلَمّا رَأَتهُ أُمّ يَحيَي دَنَت مِنهُ فَأَخَذَت بِرَأسِهِ فَوَضَعَتهُ بَينَ ثَديَيهَا وَ هيِ‌َ تُنَاشِدُهُ بِاللّهِ أَن يَنطَلِقَ مَعَهَا إِلَي المَنزِلِ فَانطَلَقَ مَعَهَا حَتّي أَتَي المَنزِلَ فَقَالَت لَهُ أُمّ يَحيَي هَل لَكَ أَن تَخلَعَ مِدرَعَةَ الشّعرِ وَ تَلبَسَ مِدرَعَةَ الصّوفِ فَإِنّهُ أَليَنُ فَفَعَلَ وَ طُبِخَ لَهُ عَدَسٌ فَأَكَلَ وَ استَوفَي فَنَامَ فَذَهَبَ بِهِ النّومُ فَلَم يَقُم لِصَلَاتِهِ فنَوُديِ‌َ فِي مَنَامِهِ يَا يَحيَي بنَ زَكَرِيّا أَرَدتَ دَاراً خَيراً مِن داَريِ‌ وَ جِوَاراً خَيراً مِن جوِاَريِ‌ فَاستَيقَظَ فَقَامَ فَقَالَ يَا رَبّ أقَلِنيِ‌ عثَرتَيِ‌ إلِهَيِ‌ فَوَ عِزّتِكَ لَا أَستَظِلّ بِظِلّ سِوَي بَيتِ المَقدِسِ وَ قَالَ لِأُمّهِ ناَولِيِنيِ‌ مِدرَعَةَ الشّعرِ فَقَد عَلِمتُ أَنّكُمَا ستَوُردِاَنيِ‌َ المَهَالِكَ فَتَقَدّمَت أُمّهُ فَدَفَعَت إِلَيهِ المِدرَعَةَ وَ تَعَلّقَت بِهِ فَقَالَ لَهَا زَكَرِيّا يَا أُمّ يَحيَي دَعِيهِ فَإِنّ ولَدَيِ‌ قَد كُشِفَ لَهُ عَن قِنَاعِ قَلبِهِ وَ لَن يَنتَفِعَ بِالعَيشِ فَقَامَ يَحيَي ع فَلَبِسَ مِدرَعَتَهُ وَ وَضَعَ البُرنُسَ عَلَي رَأسِهِ ثُمّ أَتَي بَيتَ المَقدِسِ فَجَعَلَ يَعبُدُ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ مَعَ الأَحبَارِ حَتّي كَانَ مِن أَمرِهِ مَا كَانَ

بيان المدرعة بكسر الميم القميص والبرنس قلنسوة طويلة كان النساك يلبسونها في صدر الإسلام واللبود جمع اللبد وغمار الناس بالضم والفتح زحمتهم وكثرتهم وثنية الجبل منعطفه

5- مِن خَطّ الشّهِيدِ قُدّسَ سِرّهُ نَقلًا مِن كِتَابِ زُهدِ الصّادِقِ، عَنهُ ع قَالَ بَكَي يَحيَي بنُ زَكَرِيّا ع حَتّي ذَهَبَ لَحمُ خَدّيهِ مِنَ الدّمُوعِ فَوَضَعَ عَلَي العَظمِ لُبُوداً يجَريِ‌ عَلَيهَا الدّمُوعُ فَقَالَ لَهُ أَبُوهُ يَا بنُيَ‌ّ إنِيّ‌ سَأَلتُ اللّهَ تَعَالَي أَن يَهَبَكَ لِي لِتَقَرّ عيَنيِ‌ بِكَ فَقَالَ يَا أَبَه إِنّ عَلَي نِيرَانِ رَبّنَا مَعَاثِرَ لَا يَجُوزُهَا إِلّا البَكّاءُونَ مِن خَشيَةِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ أَتَخَوّفُ أَن آتِيَهَا فَأَزِلّ مِنهَا فَبَكَي زَكَرِيّا ع حَتّي غشُيِ‌َ عَلَيهِ مِنَ البُكَاءِ

6-فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَن حَنَانِ بنِ سَدِيرٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الفَضلِ الهمَداَنيِ‌ّ عَن


صفحه : 168

أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ مَرّ عَلَيهِ رَجُلٌ عَدُوّ لِلّهِ وَ لِرَسُولِهِ فَقَالَفَما بَكَت عَلَيهِمُ السّماءُ وَ الأَرضُ وَ ما كانُوا مُنظَرِينَ ثُمّ مَرّ عَلَيهِ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ ع فَقَالَ لَكِن هَذَا لَتَبكِيَنّ عَلَيهِ السّمَاءُ وَ الأَرضُ وَ قَالَ وَ مَا بَكَتِ السّمَاءُ وَ الأَرضُ إِلّا عَلَي يَحيَي بنِ زَكَرِيّا وَ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع

7-ب ،[قرب الإسناد]عَنهُمَا عَن حَنَانٍ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ زُورُوا الحُسَينَ ع وَ لَا تَجفُوهُ فَإِنّهُ سَيّدُ شَبَابِ الشّهَدَاءِ وَ سَيّدُ شَبَابِ أَهلِ الجَنّةِ وَ شَبِيهُ يَحيَي بنِ زَكَرِيّا ع وَ عَلَيهِمَا بَكَتِ السّمَاءُ وَ الأَرضُ

8-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع كَانَ يَقرَأُوَ إنِيّ‌ خِفتُ الموَاليِ‌َ مِن ورَائيِ‌يعَنيِ‌ أَنّهُ لَم يَكُن لَهُ وَارِثٌ حَتّي وَهَبَ اللّهُ لَهُ بَعدَ الكِبَرِ

9-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ]سَهلُ بنُ أَحمَدَ الديّنوَرَيِ‌ّ مُعَنعَناً عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع وَ سَاقَ الحَدِيثَ فِي أَحوَالِ القِيَامَةِ إِلَي أَن قَالَ ثُمّ ينُاَديِ‌ المنُاَديِ‌ وَ هُوَ جَبرَئِيلُ ع أَينَ فَاطِمَةُ بِنتُ مُحَمّدٍ أَينَ خَدِيجَةُ بِنتُ خُوَيلِدٍ أَينَ مَريَمُ بِنتُ عِمرَانَ أَينَ آسِيَةُ بِنتُ مُزَاحِمٍ أَينَ أُمّ كُلثُومٍ أُمّ يَحيَي بنِ زَكَرِيّا فَيَقُمنَ الحَدِيثَ

10-فس ،[تفسير القمي‌]هُنالِكَ دَعا زَكَرِيّا رَبّهُ قالَ رَبّ هَب لِي مِن لَدُنكَ ذُرّيّةً طَيّبَةً إِنّكَ


صفحه : 169

سَمِيعُ الدّعاءِ فَنادَتهُ المَلائِكَةُ وَ هُوَ قائِمٌ يصُلَيّ‌ فِي المِحرابِ أَنّ اللّهَ يُبَشّرُكَ بِيَحيي مُصَدّقاً بِكَلِمَةٍ مِنَ اللّهِ وَ سَيّداً وَ حَصُوراً وَ نَبِيّا مِنَ الصّالِحِينَالحَصُورُ ألّذِي لَا يأَتيِ‌ النّسَاءَقالَ رَبّ أَنّي يَكُونُ لِي غُلامٌ وَ قَد بلَغَنَيِ‌َ الكِبَرُ وَ امرأَتَيِ‌ عاقِرٌ وَ العَاقِرُ التّيِ‌ قَد يَئِسَت مِنَ المَحِيضِقالَ كَذلِكَ اللّهُ يَفعَلُ ما يَشاءُ قالَزَكَرِيّارَبّ اجعَل لِي آيَةً قالَ آيَتُكَ أَلّا تُكَلّمَ النّاسَ ثَلاثَةَ أَيّامٍ وَ ذَلِكَ أَنّ زَكَرِيّا ظَنّ أَنّ الّذِينَ بَشّرُوهُ هُمُ الشّيَاطِينُ وَقالَ رَبّ اجعَل لِي آيَةً قالَ آيَتُكَ أَلّا تُكَلّمَ النّاسَ ثَلاثَةَ أَيّامٍ إِلّا رَمزاًفَخَرِسَ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ

بيان قال الطبرسي‌ رحمه الله هُنالِكَ أي عند مارأي عندمريم ع فاكهة الصيف في الشتاء وفاكهة الشتاء في الصيف علي خلاف العادةدَعا زَكَرِيّا رَبّهُ قالَ رَبّ هَب لِي مِن لَدُنكَ ذُرّيّةً طَيّبَةً أي طمع في رزق الولد من العاقر و قوله طَيّبَةً أي مباركة وقيل صالحة تقية نقية العمل إِنّكَ سَمِيعُ الدّعاءِبمعني قابل الدعاء ومجيب له فَنادَتهُ المَلائِكَةُقيل ناداه جبرئيل أي أتاه النداء من هذاالجنس وقيل نادته جماعة من الملائكةوَ هُوَ قائِمٌ يصُلَيّ‌ فِي المِحرابِ أي في المسجد وقيل في محراب المسجدأَنّ اللّهَ يُبَشّرُكَ بِيَحييسماه الله بهذا الاسم قبل مولده واختلف فيه لم سمي‌ بيحيي فقيل لأن الله أحيا به عقر أمه عن ابن عباس وقيل لأن الله سبحانه أحياه بالإيمان عن قتادة وقيل لأنه سبحانه أحيا قلبه بالنبوة و لم يسم قبله أحدا بيحيي مُصَدّقاً بِكَلِمَةٍ مِنَ اللّهِ أي بعيسي و عليه جميع المفسرين إلا ماحكي‌ عن أبي عبيدة أنه قال بكتاب الله و كان يحيي أكبر سنا من عيسي ع بستة أشهر وكلف التصديق به و كان أول من صدقه وشهد أنه كلمة الله وروحه و كان ذلك إحدي معجزات عيسي وأقوي الأسباب لإظهار أمره فإن الناس كانوا يقبلون قول يحيي لمعرفتهم بصدقه وزهده


صفحه : 170

وَ سَيّداً في العلم والعبادة وقيل في الحلم والتقوي وحسن الخلق وقيل كريما علي ربه وقيل فقيها عالما وقيل مطيعا لربه وقيل مطاعا وقيل سيدا للمؤمنين بالرئاسة عليهم والجميع يرجع إلي أصل واحدوَ حَصُوراً و هو ألذي لايأتي‌ النساء عن ابن عباس و ابن مسعود و الحسن وقتادة و هوالمروي‌ عن أبي جعفر ع ومعناه أنه يحصر نفسه عن الشهوات أي يمنعها وقيل الحصور أنه لايدخل في اللعب والأباطيل عن المبرد وقيل العنين و هذا لايجوز علي الأنبياء لأنه عيب وذم ولأن الكلام خرج مخرج المدح وَ نَبِيّا مِنَ الصّالِحِينَ أي رسولا شريفا رفيع المنزلة من جملة الأنبياءقالَ رَبّ أَنّي يَكُونُ أي من أين يكون وقيل كيف يكون لِي غُلامٌ وَ قَد بلَغَنَيِ‌َ الكِبَرُ أي أصابني‌ الشيب ونالني‌ الهرم قال ابن عباس كان يومئذ ابن عشرين ومائة سنة وكانت امرأته بنت ثمان وتسعين سنةوَ امرأَتَيِ‌ عاقِرٌ أي عقيم لاتلد فإن قيل لم راجع زكريا هذه المراجعة و قدبشره الله بأن يهب له ذرية طيبة قيل إنما قال ذلك علي سبيل التعرف عن كيفية حصول الولد أيعطيهما وهما علي ماكانا عليه من الشيب أم يصرفهما إلي حال الشباب ثم يرزقهما الولد ويحتمل أن يكون اشتبه الأمر عليه أن يعطيه الولد من امرأته العجوز أم من امرأة أخري شابة فقال تعالي كَذلِكَ وتقديره كذلك الأمر ألذي أنتما عليه و علي تلك الحال اللّهُ يَفعَلُ ما يَشاءُمعناه يرزقك الله الولد منها فإنه هين عليه وقيل فيه وجه آخر و هو أنه إنما قال ذلك علي سبيل الاستعظام لمقدور الله تعالي والتعجب ألذي يحصل للإنسان عندظهور آية عظيمة كمن يقول لغيره كيف سمحت نفسك لإخراج ذلك المال النفيس من يدك تعجبا من جوده وقيل إنه قال ذلك علي وجه التعجب من أنه كيف أجابه الله إلي مراده فيما دعا وكيف استحق لذلك


صفحه : 171

و من زعم أنه إنما قال ذلك للوسوسة التي‌ خالطت قلبه من الشيطان أوخيلت إليه أن النداء كان من غيرالملائكة فقد أخطأ لأن الأنبياء لابد أن يعرفوا الفرق بين كلام الملك ووسوسة الشيطان و لايجوز أن يتلاعب الشيطان بهم حتي يختلط عليهم طريق الإفهام ثم سأل الله سبحانه علامة يعرف بهاوقت حمل امرأته ليزيد في العبادة شكرا وقيل ليتعجل السرورقالَ رَبّ اجعَل لِي آيَةً أي علامة لوقت الحمل والولد فجعل الله تلك العلامة في إمساك لسانه عن الكلام إلاإيماء من غيرآفة حدثت فيه بقوله قالَ آيَتُكَ أي قال الله أوجبرئيل أي علامتك أَلّا تُكَلّمَ النّاسَ ثَلاثَةَ أَيّامٍ إِلّا رَمزاً أي إيماء وقيل الرمز تحريك الشفتين وقيل أراد به صومه ثلاثة أيام لأنهم كانوا إذاصاموا لم يتكلموا إلارمزاوَ اذكُر رَبّكَ كَثِيراً أي في هذه الأيام الثلاثة ومعناه أنه لمامنع عن الكلام عرف أنه لم يمنع عن الذكر لله سبحانه والتسبيح له و ذلك أبلغ في الإعجازوَ سَبّح أي نزه الله وقيل معناه صل باِلعشَيِ‌ّ وَ الإِبكارِآخر النهار وأوله

11-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]ل ،[الخصال ] ابنُ الوَلِيدِ عَن سَعدٍ عَن أَحمَدَ بنِ حَمزَةَ الأشَعرَيِ‌ّ عَن يَاسِرٍ الخَادِمِ قَالَ سَمِعتُ الرّضَا ع يَقُولُ إِنّ أَوحَشَ مَا يَكُونُ هَذَا الخَلقُ فِي ثَلَاثَةِ مَوَاطِنَ يَومِ يَلِدُ فَيَخرُجُ مِن بَطنِ أُمّهِ فَيَرَي الدّنيَا وَ يَومِ يَمُوتُ فَيُعَايِنُ الآخِرَةَ وَ أَهلَهَا وَ يَومِ يُبعَثُ فَيَرَي أَحكَاماً لَم يَرَهَا فِي دَارِ الدّنيَا وَ قَد سَلّمَ اللّهُ عَلَي يَحيَي فِي هَذِهِ الثّلَاثَةِ المَوَاطِنِ وَ آمَنَ رَوعَتَهُ فَقَالَوَ سَلامٌ عَلَيهِ يَومَ وُلِدَ وَ يَومَ يَمُوتُ وَ يَومَ يُبعَثُ حَيّا وَ قَد سَلّمَ عِيسَي ابنُ مَريَمَ ع عَلَي نَفسِهِ فِي هَذِهِ الثّلَاثَةِ المَوَاطِنِ فَقَالَوَ السّلامُ عَلَيّ يَومَ وُلِدتُ وَ يَومَ أَمُوتُ وَ يَومَ أُبعَثُ حَيّا

12- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] ابنُ الصّلتِ عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَنِ الحَسَنِ بنِ القَاسِمِ عَن ثَبِيرِ بنِ


صفحه : 172

اِبرَاهِيمَ عَن سُلَيمِ بنِ بِلَالٍ المدَنَيِ‌ّ عَنِ الرّضَا عَن أَبِيهِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن آبَائِهِ ع أَنّ إِبلِيسَ كَانَ يأَتيِ‌ الأَنبِيَاءَ مِن لَدُن آدَمَ ع إِلَي أَن بَعَثَ اللّهُ المَسِيحَ ع يَتَحَدّثُ عِندَهُم وَ يُسَائِلُهُم وَ لَم يَكُن بِأَحَدٍ مِنهُم أَشَدّ أُنساً مِنهُ بِيَحيَي بنِ زَكَرِيّا ع فَقَالَ لَهُ يَحيَي يَا بَا مُرّةَ إِنّ لِي إِلَيكَ حَاجَةً فَقَالَ لَهُ أَنتَ أَعظَمُ قَدراً مِن أَن أَرُدّكَ بِمَسأَلَةٍ فسَلَنيِ‌ مَا شِئتَ فإَنِيّ‌ غَيرُ مُخَالِفِكَ فِي أَمرٍ تُرِيدُهُ فَقَالَ يَحيَي يَا بَا مُرّةَ أُحِبّ أَن تَعرِضَ عَلَيّ مَصَائِدَكَ وَ فُخُوخَكَ التّيِ‌ تَصطَادُ بِهَا بنَيِ‌ آدَمَ فَقَالَ لَهُ إِبلِيسُ حُبّاً وَ كَرَامَةً وَ وَاعَدَهُ لِغَدٍ فَلَمّا أَصبَحَ يَحيَي ع قَعَدَ فِي بَيتِهِ يَنتَظِرُ المَوعِدَ وَ أَغلَقَ عَلَيهِ البَابَ إِغلَاقاً فَمَا شَعَرَ حَتّي سَاوَاهُ مِن خَوخَةٍ كَانَت فِي بَيتِهِ فَإِذَا وَجهُهُ صُورَةُ وَجهِ القِردِ وَ جَسَدُهُ عَلَي صُورَةِ الخِنزِيرِ وَ إِذَا عَينَاهُ مَشقُوقَتَانِ طُولًا وَ إِذَا أَسنَانُهُ وَ فَمُهُ مَشقُوقٌ طُولًا عَظماً وَاحِداً بِلَا ذَقَنٍ وَ لَا لِحيَةٍ وَ لَهُ أَربَعَةُ أَيدٍ يَدَانِ فِي صَدرِهِ وَ يَدَانِ فِي مَنكِبِهِ وَ إِذَا عَرَاقِيبُهُ قَوَادِمُهُ وَ أَصَابِعُهُ خَلفَهُ وَ عَلَيهِ قَبَاءٌ وَ قَد شَدّ وَسَطَهُ بِمِنطَقَةٍ فِيهَا خُيُوطٌ مُعَلّقَةٌ بَينَ أَحمَرَ وَ أَصفَرَ وَ أَخضَرَ وَ جَمِيعِ الأَلوَانِ وَ إِذَا بِيَدِهِ جَرَسٌ عَظِيمٌ وَ عَلَي رَأسِهِ بَيضَةٌ وَ إِذَا فِي البَيضَةِ حَدِيدَةٌ مُعَلّقَةٌ شَبِيهَةٌ بِالكُلّابِ فَلَمّا تَأَمّلَهُ يَحيَي ع قَالَ لَهُ مَا هَذِهِ المِنطَقَةُ التّيِ‌ فِي وَسَطِكَ فَقَالَ هَذِهِ المَجُوسِيّةُ أَنَا ألّذِي سَنَنتُهَا وَ زَيّنتُهَا لَهُم فَقَالَ لَهُ فَمَا هَذِهِ الخُيُوطُ الأَلوَانُ قَالَ لَهُ هَذِهِ جَمِيعُ أَصبَاغِ النّسَاءِ لَا تَزَالُ المَرأَةُ تَصبَغُ الصّبغَ حَتّي تَقَعَ[يَقَعَ] مَعَ لَونِهَا فَأَفتَتِنَ النّاسَ بِهَا فَقَالَ لَهُ فَمَا هَذَا الجَرَسُ ألّذِي بِيَدِكَ قَالَ هَذَا مَجمَعُ كُلّ لَذّةٍ مِن طُنبُورٍ وَ بَربَطٍ وَ مِعزَفَةٍ وَ طَبلٍ وَ ناَي‌ٍ وَ صرُناَي‌ٍ وَ إِنّ القَومَ لَيَجلِسُونَ عَلَي شَرَابِهِم فَلَا يَستَلِذّونَهُ


صفحه : 173

فَأُحَرّكُ الجَرَسَ فِيمَا بَينَهُم فَإِذَا سَمِعُوهُ استَخَفّهُمُ الطّرَبُ فَمِن بَينِ مَن يَرقُصُ وَ مِن بَينِ مَن يُفَرقِعُ أَصَابِعَهُ وَ مِن بَينِ مَن يَشُقّ ثِيَابَهُ فَقَالَ لَهُ وَ أَيّ الأَشيَاءِ أَقَرّ لِعَينِكَ قَالَ النّسَاءُ هُنّ فخُوُخيِ‌ وَ مصَاَئدِيِ‌ فإَنِيّ‌ إِذَا اجتَمَعَت عَلَيّ دَعَوَاتُ الصّالِحِينَ وَ لَعَنَاتُهُم صِرتُ إِلَي النّسَاءِ فَطَابَت نفَسيِ‌ بِهِنّ فَقَالَ لَهُ يَحيَي ع فَمَا هَذِهِ البَيضَةُ التّيِ‌ عَلَي رَأسِكَ قَالَ بِهَا أَتَوَقّي دَعوَةَ المُؤمِنِينَ قَالَ فَمَا هَذِهِ الحَدِيدَةُ التّيِ‌ أَرَي فِيهَا قَالَ بِهَذِهِ أُقَلّبُ قُلُوبَ الصّالِحِينَ قَالَ يَحيَي ع فَهَل ظَفِرتَ بيِ‌ سَاعَةً قَطّ قَالَ لَا وَ لَكِن فِيكَ خَصلَةٌ تعُجبِنُيِ‌ قَالَ يَحيَي فَمَا هيِ‌َ قَالَ أَنتَ رَجُلٌ أَكُولٌ فَإِذَا أَفطَرتَ أَكَلتَ وَ بَشِمتَ فَيَمنَعُكَ ذَلِكَ مِن بَعضِ صَلَاتِكَ وَ قِيَامِكَ بِاللّيلِ قَالَ يَحيَي ع فإَنِيّ‌ أعُطيِ‌ اللّهَ عَهداً أَلّا أَشبَعَ مِنَ الطّعَامِ حَتّي أَلقَاهُ قَالَ لَهُ إِبلِيسُ وَ أَنَا أعُطيِ‌ اللّهَ عَهداً أنَيّ‌ لَا أَنصَحُ مُسلِماً حَتّي أَلقَاهُ ثُمّ خَرَجَ فَمَا عَادَ إِلَيهِ بَعدَ ذَلِكَ

بيان الخوخة كوة تؤدي‌ الضوء إلي البيت والعراقيب جمع العرقوب و هوعصب غليظ فوق عقب الإنسان و قال الفيروزآبادي‌ المعازف الملاهي‌ كالعود والطنبور والواحد عزف أومعزف كمنبر ومكنسة و قال البشم محركة التخمة والسأمة بشم كفرح

13-فس ،[تفسير القمي‌] فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِذِكرُ رَحمَتِ رَبّكَ عَبدَهُ زَكَرِيّا يَقُولُ ذَكَرَ رَبّكَ زَكَرِيّا فَرَحِمَهُإِذ نادي رَبّهُ نِداءً خَفِيّا قالَ رَبّ إنِيّ‌ وَهَنَ العَظمُ منِيّ‌ يَقُولُ ضَعُفَوَ لَم أَكُن بِدُعائِكَ رَبّ شَقِيّا يَقُولُ لَم يَكُن دعُاَئيِ‌ خَائِباً عِندَكَوَ إنِيّ‌ خِفتُ الموَاليِ‌َ مِن ورَائيِ‌ يَقُولُ خِفتُ الوَرَثَةَ مِن بعَديِ‌وَ كانَتِ امرأَتَيِ‌ عاقِراً وَ لَم يَكُن لِزَكَرِيّا يَومَئِذٍ وَلَدٌ يَقُومُ مَقَامَهُ وَ يَرِثُهُ وَ كَانَت هَدَايَا بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ وَ نُذُورُهُم لِلأَحبَارِ وَ كَانَ زَكَرِيّا رَئِيسَ الأَحبَارِ وَ كَانَتِ امرَأَةُ زَكَرِيّا أُختَ مَريَمَ بِنتِ


صفحه : 174

عِمرَانَ بنِ مَاثَانَ وَ يَعقُوبُ بنُ مَاثَانَ وَ بَنُو مَاثَانَ إِذ ذَاكَ رُؤَسَاءُ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ وَ بَنُو مُلُوكِهِم وَ هُم مِن وُلدِ سُلَيمَانَ بنِ دَاوُدَ ع فَقَالَ زَكَرِيّافَهَب لِي مِن لَدُنكَ وَلِيّا يرَثِنُيِ‌ وَ يَرِثُ مِن آلِ يَعقُوبَ وَ اجعَلهُ رَبّ رَضِيّا يا زَكَرِيّا إِنّا نُبَشّرُكَ بِغُلامٍ اسمُهُ يَحيي لَم نَجعَل لَهُ مِن قَبلُ سَمِيّا يَقُولُ لَم يُسَمّ بِاسمِ يَحيَي أَحَدٌ قَبلَهُقالَ رَبّ أَنّي يَكُونُ لِي غُلامٌ وَ كانَتِ امرأَتَيِ‌ عاقِراً وَ قَد بَلَغتُ مِنَ الكِبَرِ عِتِيّافَهُوَ البُؤسُقالَ كَذلِكَ قالَ رَبّكَ هُوَ عَلَيّ هَيّنٌ وَ قَد خَلَقتُكَ مِن قَبلُ وَ لَم تَكُ شَيئاً قالَ رَبّ اجعَل لِي آيَةً قالَ آيَتُكَ أَلّا تُكَلّمَ النّاسَ ثَلاثَ لَيالٍ سَوِيّاصَحِيحاً مِن غَيرِ مَرَضٍ

بيان قال الطبرسي‌ رحمه الله ذِكرُ رَحمَتِ رَبّكَ عَبدَهُ زَكَرِيّا أي هذاخبر رحمة ربك زكريا عبده ويعني‌ بالرحمة إجابته إياه حين دعاه وسأله الولد وزكريا اسم نبي‌ من أنبياء بني‌ إسرائيل كان من أولاد هارون بن عمران وقيل معناه ذكر ربك عبده بالرحمةإِذ نادي رَبّهُ نِداءً خَفِيّا أي سرا غيرجهر لايريد به رياء. وقيل إنما أخفاه لئلا يهزأ به الناس قالَ رَبّ إنِيّ‌ وَهَنَ العَظمُ منِيّ‌ أي ضعف وإنما أضاف إلي العظم لأنه مع صلابته إذاضعف فكيف باللحم والعصب وَ اشتَعَلَ الرّأسُ شَيباً أي إن الشيب قدعم الرأس وَ لَم أَكُن بِدُعائِكَ رَبّ شَقِيّا أي و لم أكن بدعائي‌ إياك فيما مضي مخيبا محروما والمعني أنك قدعودتني‌ حسن الإجابة فلاتخيبني‌ فيما أسألك وَ إنِيّ‌ خِفتُ الموَاليِ‌َ مِن ورَائيِ‌ وهم الكلالة عن ابن


صفحه : 175

عباس وقيل العصبة عن مجاهد وقيل هم العمومة وبنو العم عن أبي جعفر ع وقيل بنو العم وكانوا شرار بني‌ إسرائيل وَ كانَتِ امرأَتَيِ‌ عاقِراً أي عقيما لاتلدفَهَب لِي مِن لَدُنكَ وَلِيّاولدا يليني‌ و يكون أولي بميراثي‌يرَثِنُيِ‌ وَ يَرِثُ مِن آلِ يَعقُوبَ و هويعقوب بن ماثان وأخوه عمران بن ماثان أبومريم عن الكلبي‌ ومقاتل وقيل هويعقوب بن إسحاق بن ابراهيم وَ اجعَلهُ رَبّ رَضِيّا أي مرضيا عندك ممتثلا لأمرك فاستجاب الله دعاءه وأوحي إليه يا زَكَرِيّا إِنّا نُبَشّرُكَ بِغُلامٍ اسمُهُ يَحيي لَم نَجعَل لَهُ مِن قَبلُ سَمِيّا أي لم نسم قبله أحدا باسمه . وَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع وَ كَذَلِكَ الحُسَينُ ع لَم يَكُن لَهُ مِن قَبلُ سمَيِ‌ّ وَ لَم تَبكِ السّمَاءُ إِلّا عَلَيهِمَا أَربَعِينَ صَبَاحاً قِيلَ لَهُ وَ مَا بُكَاؤُهَا قَالَ كَانَت تَطلُعُ حَمرَاءَ وَ تَغِيبُ حَمرَاءَ وَ كَانَ قَاتِلُ يَحيَي ع وَلَدَ زِناً وَ قَاتِلُ الحُسَينِ ع وَلَدَ زِناً

وَ رَوَي سُفيَانُ بنُ عُيَينَةَ عَن عَلِيّ بنِ زَيدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع قَالَ خَرَجنَا مَعَ الحُسَينِ ع فَمَا نَزَلَ مَنزِلًا وَ لَا ارتَحَلَ مِنهُ إِلّا وَ ذَكَرَ يَحيَي بنَ زَكَرِيّا ع وَ قَالَ يَوماً مِن هَوَانِ الدّنيَا عَلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ أَنّ رَأسَ يَحيَي بنِ زَكَرِيّا أهُديِ‌َ إِلَي بغَيِ‌ّ مِن بَغَايَا بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ

وقيل إن معني قوله لَم نَجعَل لَهُ مِن قَبلُ سَمِيّا لم تلد العواقر مثله ولدا و هوكقوله هَل تَعلَمُ لَهُ سَمِيّا أي مثلا عن ابن عباس ومجاهدقالَ رَبّ أَنّي يَكُونُ لِي غُلامٌ وَ كانَتِ امرأَتَيِ‌ عاقِراً وَ قَد بَلَغتُ مِنَ الكِبَرِ عِتِيّا أي قدبلغت من كبر السن إلي حال اليبس


صفحه : 176

والجفاف ونحول العظم قال قتادة كان له بضع وسبعون سنةقالَ كَذلِكَ أي قال الله سبحانه الأمر علي ماأخبرتك من هبة الولد علي الكبرقالَ رَبّكَ هُوَ عَلَيّ هَيّنٌ وَ قَد خَلَقتُكَ مِن قَبلُ أي من قبل يحيي وَ لَم تَكُ شَيئاً أي شيئا موجودا.

وَ رَوَي الحَكَمُ بنُ عُتَيبَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّمَا وُلِدَ يَحيَي بَعدَ البِشَارَةِ لَهُ مِنَ اللّهِ بِخَمسِ سِنِينَ

.قالَ رَبّ اجعَل لِي آيَةً وعلامة أستدل بها علي وقت كونه قالَ الله سبحانه آيَتُكَ أَلّا تُكَلّمَ النّاسَ ثَلاثَ لَيالٍ سَوِيّا أي و أنت سوي‌ صحيح سليم فَخَرَجَ عَلي قَومِهِ مِنَ المِحرابِ أي من مصلاه فَأَوحي إِلَيهِم أي أشار إليهم وأومأ بيده وقيل كتب لهم في الأرض أَن سَبّحُوا بُكرَةً وَ عَشِيّا أي صلوا بكرة وعشيا وقيل أراد التسبيح بعينه قال ابن جريح أشرف عليهم زكريا ع من فوق غرفة كان يصلي‌ فيها لايصعد إليها إلابسلم وكانوا يصلون معه الفجر والعشاء فكان يخرج إليهم فيؤذن لهم بلسانه فلما اعتقل لسانه خرج علي عادته وأذن لهم بغير كلام فعرفوا عند ذلك أنه قدجاء وقت حمل امرأته بيحيي فمكث ثلاثة أيام لايقدر علي الكلام معهم ويقدر علي التسبيح والدعاء ثم قال سبحانه يا يَحيي خُذِ الكِتابَ بِقُوّةٍتقديره فوهبنا له يحيي وأعطيناه الفهم والعقل وقلنا له يا يَحيي خُذِ الكِتابَيعني‌ التوراة بما قواك الله عليه وأيدك به ومعناه و أنت قادر علي أخذه قوي‌ علي العمل وقيل معناه بجد وصحة عزيمة علي القيام بما فيه وَ آتَيناهُ الحُكمَ صَبِيّا أي وآتيناه النبوة في حال صباه و هو ابن ثلاث سنين عن ابن عباس .

وَ رَوَي العيَاّشيِ‌ّ بِإِسنَادِهِ عَن عَلِيّ بنِ أَسبَاطٍ قَالَقَدِمتُ المَدِينَةَ وَ أَنَا أُرِيدُ مِصرَ فَدَخَلتُ عَلَي أَبِي جَعفَرٍ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الرّضَا ع وَ هُوَ إِذ ذَاكَ خمُاَسيِ‌ّ فَجَعَلتُ أَتَأَمّلُهُ


صفحه : 177

لِأَصِفَهُ لِأَصحَابِنَا بِمِصرَ فَنَظَرَ إلِيَ‌ّ فَقَالَ يَا عَلِيّ إِنّ اللّهَ أَخَذَ فِي الإِمَامَةِ كَمَا أَخَذَ فِي النّبُوّةِ قَالَوَ لَمّا بَلَغَ أَشُدّهُ وَ استَوي آتَيناهُ حُكماً وَ عِلماً وَ قَالَوَ آتَيناهُ الحُكمَ صَبِيّافَقَد يَجُوزُ أَن يُعطَي الحُكمَ ابنُ أَربَعِينَ سَنَةً وَ يَجُوزُ أَن يُعطَاهُ الصبّيِ‌ّ

وقيل إن الحكم الفهم و عن معمر قال إن الصبيان قالوا ليحيي اذهب بنا نلعب فقال ماللعب خلقت فأنزل الله تعالي فيه وَ آتَيناهُ الحُكمَ صَبِيّا وروي‌ ذلك عن أبي الحسن الرضا ع وَ حَناناً مِن لَدُنّا والحنان العطف والرحمة أي وآتيناه رحمة من عندنا وقيل تحننا علي العباد ورقة قلب عليهم ليدعوهم إلي طاعة الله وقيل محبة منا وقيل تحنن الله عليه كان إذا قال يارب قال له لبيك يايحيي و هوالمروي‌ عن الباقر ع وقيل تعطفا مناوَ زَكاةً أي وعملا صالحا زاكيا أوزكاة لمن قبل دينه حتي يكونوا أزكياء وقيل يعني‌ بالزكاة طاعة الله والإخلاص وقيل وصدقة تصدق الله بها علي أبويه وقيل وزكيناه بحسن الثناء عليه وَ كانَ تَقِيّا أي مخلصا مطيعا متقيا لمانهي الله عنه قالوا و كان من تقواه أنه لم يعمل خطيئة و لم يهم بهاوَ بَرّا بِوالِدَيهِ أي بارا بهماوَ لَم يَكُن جَبّاراً أي متكبرا متطاولا علي الخلق عَصِيّا أي عاصيا لربه وَ سَلامٌ عَلَيهِ يَومَ وُلِدَ وَ يَومَ يَمُوتُ وَ يَومَ يُبعَثُ حَيّا أي سلام عليه منا في هذه الأحوال وقيل سلامة وأمان له منا انتهي ملخص تفسيره رحمه الله .أقول قول علي بن ابراهيم ويعقوب بن ماثان إما عطف علي زكريا أي كانت الرئاسة في ذلك الزمان لزكريا ويعقوب عم زوجته أويعقوب مبتدأ و ابن ماثان خبره أي يعقوب ألذي ذكره الله هو ابن ماثان لا ابن إسحاق أو هومبتدأ وبنو ماثان معطوف


صفحه : 178

عليه و قوله رؤساء خبرهما فيكون من قبيل عطف العام علي الخاص . و قال البيضاوي‌ قيل يعقوب كان أخا زكريا أوعمران بن ماثان من نسل سليمان انتهي . و أماتفسيره العتي‌ بالبؤس أواليأس فلعله بيان لحاصل المعني ولازمه قال الجوهري‌ عتي [عتا]الشيخ كبر وولّي

14-ج ،[الإحتجاج ]سَأَلَ سَعدُ بنُ عَبدِ اللّهِ القَائِمَ ع عَن تَأوِيلِكهيعص قَالَ ع هَذِهِ الحُرُوفُ مِن أَنبَاءِ الغَيبِ أَطلَعَ اللّهُ عَلَيهَا عَبدَهُ زَكَرِيّا ثُمّ قَصّهَا عَلَي مُحَمّدٍص وَ ذَلِكَ أَنّ زَكَرِيّا سَأَلَ رَبّهُ أَن يُعَلّمَهُ أَسمَاءَ الخَمسَةِ فَأَهبَطَ عَلَيهِ جَبرَئِيلَ ع فَعَلّمَهُ إِيّاهَا فَكَانَ زَكَرِيّا ع إِذَا ذَكَرَ مُحَمّداًص وَ عَلِيّاً وَ فَاطِمَةَ وَ الحَسَنَ ع سرُيّ‌َ عَنهُ هَمّهُ وَ انجَلَي كَربُهُ وَ إِذَا ذَكَرَ اسمَ الحُسَينِ ع خَنَقَتهُ العَبرَةُ وَ وَقَعَت عَلَيهِ البُهرَةُ فَقَالَ ع ذَاتَ يَومٍ إلِهَيِ‌ مَا باَليِ‌ إِذ ذَكَرتُ أَربَعَةً مِنهُم تَسَلّيتُ بِأَسمَائِهِم مِن همُوُميِ‌ وَ إِذَا ذَكَرتُ الحُسَينَ تَدمَعُ عيَنيِ‌ وَ تَثُورُ زفَرتَيِ‌ فَأَنبَأَهُ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي عَن قِصّتِهِ فَقَالَكهيعص فَالكَافُ اسمُ كَربَلَاءَ وَ الهَاءُ هَلَاكُ العِترَةِ وَ اليَاءُ يَزِيدُ وَ هُوَ ظَالِمُ الحُسَينِ ع وَ العَينُ عَطَشُهُ وَ الصّادُ صَبرُهُ فَلَمّا سَمِعَ ذَلِكَ زَكَرِيّا ع لَم يُفَارِق مَسجِدَهُ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ وَ مَنَعَ فِيهِنّ النّاسَ مِن الدّخُولِ عَلَيهِ وَ أَقبَلَ عَلَي البُكَاءِ وَ النّحِيبِ وَ كَانَ يُرثِيهِ إلِهَيِ‌ أَ تُفجِعُ خَيرَ جَمِيعِ خَلقِكَ بِوَلَدِهِ إلِهَيِ‌ أَ تُنزِلُ بَلوَي هَذِهِ الرّزِيّةِ بِفِنَائِهِ إلِهَيِ‌ أَ تُلبِسُ عَلِيّاً وَ فَاطِمَةَ ثِيَابَ هَذِهِ المُصِيبَةِ إلِهَيِ‌ أَ تَحُلّ كُربَةَ هَذِهِ المُصِيبَةِ بِسَاحَتِهَا ثُمّ كَانَ يَقُولُ إلِهَيِ‌ ارزقُنيِ‌ وَلَداً تَقَرّ بِهِ عيَنيِ‌ عَلَي الكِبَرِ فَإِذَا رَزَقتَنِيهِ فاَفتنِيّ‌


صفحه : 179

بِحُبّهِ ثُمّ افجعَنيِ‌ بِهِ كَمَا تَفجَعُ مُحَمّداً حَبِيبَكَ بِوَلَدِهِ فَرَزَقَهُ اللّهُ يَحيَي وَ فَجَعَهُ بِهِ وَ كَانَ حَملُ يَحيَي ع سِتّةَ أَشهُرٍ وَ حَملُ الحُسَينِ ع كَذَلِكَ الخَبَرَ

بيان سري‌ عنه الهم علي بناء التفعيل مجهولا انكشف والبهرة بالضم تتابع النفس وانقطاعه من الإعياء وزفر أخرج نفسه بعدمده إياه

15- ع ،[علل الشرائع ]بِالإِسنَادِ إِلَي وَهبٍ قَالَ انطَلَقَ إِبلِيسُ يسَتقَريِ‌ مَجَالِسَ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ أَجمَعَ مَا يَكُونُونَ وَ يَقُولُ فِي مَريَمَ وَ يَقذِفُهَا بِزَكَرِيّا ع حَتّي التَحَمَ الشّرّ وَ شَاعَتِ الفَاحِشَةُ عَلَي زَكَرِيّا ع فَلَمّا رَأَي زَكَرِيّا ع ذَلِكَ هَرَبَ وَ أَتبَعَهُ سُفَهَاؤُهُم وَ شِرَارُهُم وَ سَلَكَ فِي وَادٍ كَثِيرِ النّبتِ حَتّي إِذَا تَوَسّطَهُ انفَرَجَ لَهُ جِذعُ شَجَرَةٍ فَدَخَلَ ع فِيهِ وَ انطَبَقَت عَلَيهِ الشّجَرَةُ وَ أَقبَلَ إِبلِيسُ يَطلُبُهُ مَعَهُم حَتّي انتَهَي إِلَي الشّجَرَةِ التّيِ‌ دَخَلَ فِيهَا زَكَرِيّا ع فَقَاسَ لَهُم إِبلِيسُ الشّجَرَةَ مِن أَسفَلِهَا إِلَي أَعلَاهَا حَتّي إِذَا وَضَعَ يَدَهُ عَلَي مَوضِعِ القَلبِ مِن زَكَرِيّا ع أَمَرَهُم فَنَشَرُوا بِمِنشَارِهِم وَ قَطَعُوا الشّجَرَةَ وَ قَطَعُوهُ فِي وَسَطِهَا ثُمّ تَفَرّقُوا عَنهُ وَ تَرَكُوهُ وَ غَابَ عَنهُم إِبلِيسُ حِينَ فَرَغَ مِمّا أَرَادَ فَكَانَ آخِرَ العَهدِ مِنهُم بِهِ وَ لَم يُصِب زَكَرِيّا ع مِن أَلَمِ المِنشَارِ شَيءٌ ثُمّ بَعَثَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ المَلَائِكَةَ فَغَسّلُوا زَكَرِيّا وَ صَلّوا عَلَيهِ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ مِن قَبلِ أَن يُدفَنَ وَ كَذَلِكَ الأَنبِيَاءُ ع لَا يَتَغَيّرُونَ وَ لَا يَأكُلُهُمُ التّرَابُ وَ يُصَلّي عَلَيهِم ثَلَاثَةَ أَيّامٍ ثُمّ يُدفَنُونَ

16-ك ،[إكمال الدين ]القَطّانُ عَنِ السكّرّيِ‌ّ عَنِ الجوَهرَيِ‌ّ عَنِ ابنِ عُمَارَةَ عَن أَبِيهِ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَأفُضيِ‌َ الأَمرُ بَعدَ دَانِيَالَ ع إِلَي عُزَيرٍ ع وَ كَانُوا يَجتَمِعُونَ إِلَيهِ وَ يَأنَسُونَ بِهِ وَ يَأخُذُونَ عَنهُ مَعَالِمَ دِينِهِم فَغَيّبَ اللّهُ عَنهُم شَخصَهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمّ بَعَثَهُ وَ غَابَتِ الحُجَجُ بَعدَهُ وَ اشتَدّتِ البَلوَي عَلَي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ حَتّي وُلِدَ يَحيَي بنُ زَكَرِيّا ع وَ تَرَعرَعَ فَظَهَرَ وَ لَهُ سَبعُ سِنِينَ فَقَامَ فِي النّاسِ خَطِيباً فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ وَ ذَكّرَهُم بِأَيّامِ


صفحه : 180

اللّهِ وَ أَخبَرَهُم أَنّ مِحَنَ الصّالِحِينَ إِنّمَا كَانَت لِذُنُوبِ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ وَ أَنّ العَاقِبَةَ لِلمُتّقِينَ وَ وَعَدَهُمُ الفَرَجَ بِقِيَامِ المَسِيحِ ع بَعدَ نَيّفٍ وَ عِشرِينَ سَنَةً مِن هَذَا القَولِ

أقول تمامه في باب قصة طالوت

17-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]الصّدُوقُ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن أَبَانٍ عَن أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ لَمّا وُلِدَ يَحيَي ع رُفِعَ إِلَي السّمَاءِ فغَذُيّ‌َ بِأَنهَارِ الجَنّةِ حَتّي فُطِمَ ثُمّ نَزَلَ إِلَي أَبِيهِ وَ كَانَ البَيتُ يضُيِ‌ءُ بِنُورِهِ

18-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِهَذَا الإِسنَادِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن رَجُلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ دَعَا زَكَرِيّا ع رَبّهُ فَقَالَفَهَب لِي مِن لَدُنكَ وَلِيّا يرَثِنُيِ‌ وَ يَرِثُ مِن آلِ يَعقُوبَفَبَشّرَهُ اللّهُ تَعَالَي بِيَحيَي فَلَم يَعلَم أَنّ ذَلِكَ الكَلَامَ مِن عِندِ اللّهِ تَعَالَي جَلّ ذِكرُهُ وَ خَافَ أَن يَكُونَ مِنَ الشّيطَانِ فَقَالَ أَنّي يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَ قَالَرَبّ اجعَل لِي آيَةًفَأُسكِتَ فَعَلِمَ أَنّهُ مِنَ اللّهِ تَعَالَي

19-تَفسِيرُ النعّماَنيِ‌ّ،بِإِسنَادِهِ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع حِينَ سَأَلُوهُ عَن مَعنَي الوحَي‌ِ فَقَالَ مِنهُ وحَي‌ُ النّبُوّةِ وَ مِنهُ وحَي‌ُ الإِلهَامِ وَ مِنهُ وحَي‌ُ الإِشَارَةِ وَ سَاقَهُ إِلَي أَن قَالَ وَ أَمّا وحَي‌ُ الإِشَارَةِ فَقَولُهُ عَزّ وَ جَلّفَخَرَجَ عَلي قَومِهِ مِنَ المِحرابِ فَأَوحي إِلَيهِم أَن سَبّحُوا بُكرَةً وَ عَشِيّا أَي أَشَارَ إِلَيهِم لِقَولِهِ تَعَالَيأَلّا تُكَلّمَ النّاسَ ثَلاثَةَ أَيّامٍ إِلّا رَمزاً

20-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَن مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ عَنِ الكوُفيِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ الحَجّالِ عَن أَبِي إِسحَاقَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ هِلَالٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ مَلِكاً كَانَ عَلَي عَهدِ يَحيَي بنِ زَكَرِيّا ع لَم يَكفِهِ مَا كَانَ عَلَيهِ مِنَ الطّرُوقَةِ حَتّي تَنَاوَلَ امرَأَةً بَغِيّاً فَكَانَت تَأتِيهِ حَتّي أَسَنّت فَلَمّا أَسَنّت هَيّأَت ابنَتَهَا ثُمّ قَالَت لَهَا إنِيّ‌ أُرِيدُ أَن آتيِ‌َ بِكِ المَلِكَ فَإِذَا وَاقَعَكِ فَيَسأَلُكِ مَا حَاجَتُكِ فقَوُليِ‌ حاَجتَيِ‌ أَن تَقتُلَ يَحيَي بنَ


صفحه : 181

زَكَرِيّا ع فَلَمّا وَاقَعَهَا سَأَلَهَا عَن حَاجَتِهَا فَقَالَت قَتلُ يَحيَي بنِ زَكَرِيّا ع فَلَمّا كَانَ فِي الثّالِثَةِ بَعَثَ إِلَي يَحيَي فَجَاءَ بِهِ فَدَعَا بِطَستِ ذَهَبٍ فَذَبَحَهُ فِيهَا وَ صَبّوهُ عَلَي الأَرضِ فَيَرتَفِعُ الدّمُ وَ يَعلُو وَ أَقبَلَ النّاسُ يَطرَحُونَ عَلَيهِ التّرَابَ فَيَعلُو عَلَيهِ الدّمُ حَتّي صَارَ تَلّا عَظِيماً وَ مَضَي ذَلِكَ القَرنُ فَلَمّا كَانَ مِن أَمرِ بُختَنَصّرَ مَا كَانَ رَأَي ذَلِكَ الدّمَ فَسَأَلَ عَنهُ فَلَم يَجِد أَحَداً يَعرِفُهُ حَتّي دُلّ عَلَي شَيخٍ كَبِيرٍ فَسَأَلَهُ فَقَالَ أخَبرَنَيِ‌ أَبِي عَن جدَيّ‌ أَنّهُ كَانَ مِن قِصّةِ يَحيَي بنِ زَكَرِيّا ع كَذَا وَ كَذَا وَ قَصّ عَلَيهِ القِصّةَ وَ الدّمُ دَمُهُ فَقَالَ بُختَنَصّرُ لَا جَرَمَ لَأَقتُلَنّ عَلَيهِ حَتّي يَسكُنَ فَقَتَلَ عَلَيهِ سَبعِينَ أَلفاً فَلَمّا وَفَي عَلَيهِ سَكَنَ الدّمُ

21- وَ فِي خَبَرٍ آخَرَ إِنّ هَذِهِ البغَيِ‌ّ كَانَت زَوجَةَ مَلِكٍ جَبّارٍ قَبلَ هَذَا المَلِكِ وَ تَزَوّجَهَا هَذَا بَعدَهُ فَلَمّا أَسَنّت وَ كَانَ لَهَا ابنَةٌ مِنَ المَلِكِ الأَوّلِ قَالَت لِهَذَا المَلِكِ تَزَوّج أَنتَ بِهَا فَقَالَ لَأَسأَلُ يَحيَي بنَ زَكَرِيّا ع عَن ذَلِكَ فَإِن أَذِنَ فَعَلتُ فَسَأَلَهُ عَنهُ فَقَالَ لَا يَجُوزُ فَهَيّأَت بِنتَهَا وَ زَيّنَتهَا فِي حَالِ سُكرِهِ وَ عَرَضَتهَا عَلَيهِ فَكَانَ مِن حَالِ قَتلِ يَحيَي ع مَا ذُكِرَ فَكَانَ مَا كَانَ

22-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ] أَبِي عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ زَكَرِيّا ع كَانَ خَائِفاً فَهَرَبَ فَالتَجَأَ إِلَي شَجَرَةٍ فَانفَرَجَت لَهُ وَ قَالَت يَا زَكَرِيّا ادخُل فِيّ فَجَاءَ حَتّي دَخَلَ فِيهَا فَطَلَبُوهُ فَلَم يَجِدُوهُ فَأَتَاهُم إِبلِيسُ وَ كَانَ رَآهُ فَدَلّهُم عَلَيهِ فَقَالَ لَهُم هُوَ فِي هَذِهِ الشّجَرَةِ فَاقطَعُوهَا وَ قَد كَانُوا يَعبُدُونَ تِلكَ الشّجَرَةَ فَقَالُوا لَا نَقطَعُهَا فَلَم يَزَل بِهِم حَتّي شَقّوهَا وَ شَقّوا زَكَرِيّا ع

23-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي القَاسِمِ عَنِ الكوُفيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ الخَيّاطِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ القَاسِمِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ إِذَا أَرَادَ أَن يَنتَصِرَ لِأَولِيَائِهِ انتَصَرَ لَهُم بِشِرَارِ خَلقِهِ وَ إِذَا أَرَادَ أَن يَنتَصِرَ لِنَفسِهِ انتَصَرَ بِأَولِيَائِهِ وَ لَقَدِ انتَصَرَ لِيَحيَي بنِ زَكَرِيّا ع بِبُختَنَصّرَ


صفحه : 182

24-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ] فِي خَبَرٍ آخَرَ أَنّ عِيسَي ابنَ مَريَمَ ع بَعَثَ يَحيَي بنَ زَكَرِيّا ع فِي اثنيَ‌ عَشَرَ مِنَ الحَوَارِيّينَ يُعَلّمُونَ النّاسَ وَ يَنهَاهُم عَن نِكَاحِ ابنَةِ الأُختِ قَالَ وَ كَانَ لِمَلِكِهِم بِنتُ أُختٍ تُعجِبُهُ وَ كَانَ يُرِيدُ أَن يَتَزَوّجَهَا فَلَمّا بَلَغَ أُمّهَا أَنّ يَحيَي ع نَهَي عَن مِثلِ هَذَا النّكَاحِ أَدخَلَت بِنتَهَا عَلَي المَلِكِ مُزَيّنَةً فَلَمّا رَآهَا سَأَلَهَا عَن حَاجَتِهَا قَالَت حاَجتَيِ‌ أَن تَذبَحَ يَحيَي بنَ زَكَرِيّا فَقَالَ سلَيِ‌ غَيرَ هَذَا فَقَالَت لَا أَسأَلُكَ غَيرَ هَذَا فَلَمّا أَبَت عَلَيهِ دَعَا بِطَشتٍ وَ دَعَا بِيَحيَي ع فَذَبَحَهُ فَبَدَرَت قَطرَةٌ مِن دَمِهِ فَوَقَعَت عَلَي الأَرضِ فَلَم تَزَل تَعلُو حَتّي بَعَثَ اللّهُ بُختَنَصّرَ عَلَيهِم فَجَاءَتهُ عَجُوزٌ مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَدَلّتهُ عَلَي ذَلِكَ الدّمِ فَأَلقَي فِي نَفسِهِ أَن يَقتُلَ عَلَي ذَلِكَ الدّمِ مِنهُم حَتّي يَسكُنَ فَقَتَلَ عَلَيهَا سَبعِينَ أَلفاً فِي سَنَةٍ وَاحِدَةٍ حَتّي سَكَنَ

25-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ عَاقِرَ نَاقَةِ صَالِحٍ كَانَ أَزرَقَ ابنَ بغَيِ‌ّ وَ إِنّ قَاتِلَ يَحيَي بنِ زَكَرِيّا ع ابنُ بغَيِ‌ّ وَ إِنّ قَاتِلَ عَلِيّ ع ابنُ بغَيِ‌ّ وَ كَانَت مُرَادُ تَقُولُ مَا نَعرِفُ لَهُ فِينَا أَباً وَ لَا نَسَباً وَ إِنّ قَاتِلَ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع ابنُ بغَيِ‌ّ وَ إِنّهُ لَم يَقتُلِ الأَنبِيَاءَ وَ لَا أَولَادَ الأَنبِيَاءِ إِلّا أَولَادُ البَغَايَا وَ قَالَ فِي قَولِهِ تَعَالَي جَلّ ذِكرُهُلَم نَجعَل لَهُ مِن قَبلُ سَمِيّا قَالَ يَحيَي بنُ زَكَرِيّا ع لَم يَكُن لَهُ سمَيِ‌ّ قَبلَهُ وَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ ع لَم يَكُن لَهُ سمَيِ‌ّ قَبلَهُ وَ بَكَتِ السّمَاءُ عَلَيهِمَا أَربَعِينَ صَبَاحاً وَ كَذَلِكَ بَكَتِ الشّمسُ عَلَيهِمَا وَ بُكَاؤُهَا أَن تَطلُعَ حَمرَاءَ وَ تَغِيبَ حَمرَاءَ وَ قِيلَ أَي بَكَي أَهلُ السّمَاءِ وَ هُمُ المَلَائِكَةُ

بيان قديوجه بكاء السماء و الأرض كماذكره الراوندي‌ رحمه الله يمكن أن يقال كناية عن شدة المصيبة حتي كأنه بكي عليه السماء و الأرض أو عن


صفحه : 183

أنه وصل ضرر تلك المصيبة إلي السماء و الأرض وأثرت فيهما وظهر بهاآثار التغير فيهما أو أنه أمطرت السماء دما و كان يتفجر الأرض دما عبيطا فهذا بكاؤهما كمافسر به في الخبر ولعل الأخير أظهر

26-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ] عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّ الحُسَينَ بنَ عَلِيّ ع بَكَي لِقَتلِهِ السّمَاءُ وَ الأَرضُ وَ احمَرّتَا وَ لَم يَبكِيَا عَلَي أَحَدٍ قَطّ إِلّا عَلَي يَحيَي بنِ زَكَرِيّا ع

27-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن أَبِي جَمِيلَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الحلَبَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيفَما بَكَت عَلَيهِمُ السّماءُ وَ الأَرضُ قَالَ لَم تَبكِ السّمَاءُ عَلَي أَحَدٍ قَبلَ قَتلِ يَحيَي بنِ زَكَرِيّا ع وَ بَعدَهُ حَتّي قُتِلَ الحُسَينُ ع فَبَكَت عَلَيهِ

28-مل ،[كامل الزيارات ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن مَروَانَ بنِ مُسلِمٍ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ كَثِيرٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ كَانَ قَاتِلُ


صفحه : 184

الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع وَلَدَ زِناً وَ كَانَ قَاتِلُ يَحيَي بنِ زَكَرِيّا ع وَلَدَ زِناً وَ لَم تَبكِ السّمَاءُ وَ الأَرضُ إِلّا لَهُمَا وَ ذَكَرَ الحَدِيثَ

29-مل ،[كامل الزيارات ] مُحَمّدُ بنُ جَعفَرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن صَفوَانَ عَن دَاوُدَ بنِ فَرقَدٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ ألّذِي قَتَلَ الحُسَينَ بنَ عَلِيّ ع وَلَدَ زِناً وَ ألّذِي قَتَلَ يَحيَي بنَ زَكَرِيّا ع وَلَدَ زِناً

30-مل ،[كامل الزيارات ] أَبِي وَ ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَنِ ابنِ بُكَيرٍ عَن زُرَارَةَ عَن عَبدِ الخَالِقِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع مِثلَهُ

أقول أوردنا بعض الأخبار في ذلك في باب أحوال الحسين ع

31-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ زَكَرِيّا لَمّا دَعَا رَبّهُ أَن يَهَبَ لَهُ فَنَادَتهُ المَلَائِكَةُ بِمَا نَادَتهُ بِهِ فَأَحَبّ أَن يَعلَمَ أَنّ ذَلِكَ الصّوتَ مِنَ اللّهِ أوُحيِ‌َ إِلَيهِ أَنّ آيَةَ ذَلِكَ أَن يُمسَكَ لِسَانُهُ عَنِ الكَلَامِ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ قَالَ لَمّا أُمسِكَ لِسَانُهُ وَ لَم يَتَكَلّم


صفحه : 185

عَلِمَ أَنّهُ لَا يَقدِرُ عَلَي ذَلِكَ إِلّا اللّهُ وَ ذَلِكَ قَولُ اللّهِرَبّ اجعَل لِي آيَةً قالَ آيَتُكَ أَلّا تُكَلّمَ النّاسَ ثَلاثَةَ أَيّامٍ إِلّا رَمزاً

بيان يمكن أن يقال اشتبه عليه في خصوص هذاالموضع لحكمة فاحتاج إلي استعلام ذلك أويقال إنه ع إنما فعل ذلك لزيادة اليقين كما في سؤال ابراهيم ع

32-ل ،[الخصال ] ع ،[علل الشرائع ]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] فِي أَسئِلَةِ الشاّميِ‌ّ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ وَ يَومَ الأَربِعَاءِ قُتِلَ يَحيَي بنُ زَكَرِيّا ع

33-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن حَمّادٍ عَمّن حَدّثَهُ عَن أَحَدِهِمَا ع قَالَ لَمّا سَأَلَ رَبّهُ أَن يَهَبَ لَهُ ذَكَراً فَوَهَبَ اللّهُ لَهُ يَحيَي فَدَخَلَهُ مِن ذَلِكَ فَقَالَرَبّ اجعَل لِي آيَةً قالَ آيَتُكَ أَلّا تُكَلّمَ النّاسَ ثَلاثَةَ أَيّامٍ إِلّا رَمزاًفَكَانَ يُومِئُ بِرَأسِهِ وَ هُوَ الرّمزُ

34-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن إِسمَاعِيلَ الجعُفيِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع وَ سَيّداً وَ حَصُوراًالحَصُورُ ألّذِي لَا يأَتيِ‌ النّسَاءَوَ نَبِيّا مِنَ الصّالِحِينَ

35-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن حُسَينِ بنِ أَحمَدَ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ إِنّ طَاعَةَ اللّهِ خِدمَتُهُ فِي الأَرضِ فَلَيسَ شَيءٌ مِن خِدمَتِهِ تَعدِلُ الصّلَاةَ فَمِن ثَمّ نَادَتِ المَلَائِكَةُ زَكَرِيّاوَ هُوَ قائِمٌ يصُلَيّ‌ فِي المِحرابِ

36-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَالَ اللّهُ تَعَالَي فِي قِصّةِ يَحيَييا زَكَرِيّا إِنّا نُبَشّرُكَ بِغُلامٍ اسمُهُ يَحيي لَم نَجعَل لَهُ مِن قَبلُ سَمِيّا قَالَ لَم يَخلُق أَحَداً قَبلَهُ اسمُهُ يَحيَي فَحَكَي اللّهُ قِصّتَهُ إِلَي قَولِهِيا يَحيي خُذِ الكِتابَ بِقُوّةٍ وَ آتَيناهُ الحُكمَ صَبِيّا قَالَ وَ مِن ذَلِكَ الحُكمِ أَنّهُ كَانَ صَبِيّاً فَقَالَ لَهُ الصّبيَانُ هَلُمّ نَلعَب فَقَالَ أَوّه وَ اللّهِ مَا لِلّعِبِ خُلِقنَا وَ إِنّمَا خُلِقنَا


صفحه : 186

لِلجِدّ لِأَمرٍ عَظِيمٍ ثُمّ قَالَوَ حَناناً مِن لَدُنّايعَنيِ‌ تَحَنّناً وَ رَحمَةً عَلَي وَالِدَيهِ وَ سَائِرِ عِبَادِنَاوَ زَكاةًيعَنيِ‌ طَهَارَةً لِمَن آمَنَ بِهِ وَ صَدّقَهُوَ كانَ تَقِيّايتَقّيِ‌ الشّرُورَ وَ المعَاَصيِ‌َوَ بَرّا بِوالِدَيهِمُحسِناً إِلَيهِمَا مُطِيعاً لَهُمَاوَ لَم يَكُن جَبّاراً عَصِيّايَقتُلُ عَلَي الغَضَبِ وَ يَضرِبُ عَلَي الغَضَبِ لَكِنّهُ مَا مِن عَبدٍ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ إِلّا وَ قَد أَخطَأَ أَو هَمّ بِخَطِيئَةٍ مَا خَلَا يَحيَي بنَ زَكَرِيّا ع فَإِنّهُ لَم يُذنِب وَ لَم يَهُمّ بِذَنبٍ ثُمّ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ سَلامٌ عَلَيهِ يَومَ وُلِدَ وَ يَومَ يَمُوتُ وَ يَومَ يُبعَثُ حَيّا وَ قَالَ أَيضاً فِي قِصّةِ يَحيَيهُنالِكَ دَعا زَكَرِيّا رَبّهُ قالَ رَبّ هَب لِي مِن لَدُنكَ ذُرّيّةً طَيّبَةً إِنّكَ سَمِيعُ الدّعاءِيعَنيِ‌ لَمّا رَأَي زَكَرِيّا ع عِندَ مَريَمَ فَاكِهَةَ الشّتَاءِ فِي الصّيفِ وَ فَاكِهَةَ الصّيفِ فِي الشّتَاءِ وَ قَالَ لَهَايا مَريَمُ أَنّي لَكِ هذا قالَت هُوَ مِن عِندِ اللّهِ إِنّ اللّهَ يَرزُقُ مَن يَشاءُ بِغَيرِ حِسابٍ وَ أَيقَنَ زَكَرِيّا أَنّهُ مِن عِندِ اللّهِ إِذ كَانَ لَا يَدخُلُ عَلَيهَا أَحَدٌ غَيرُهُ قَالَ عِندَ ذَلِكَ فِي نَفسِهِ إِنّ ألّذِي يَقدِرُ أَن يأَتيِ‌َ مَريَمَ بِفَاكِهَةِ الشّتَاءِ فِي الصّيفِ وَ فَاكِهَةِ الصّيفِ فِي الشّتَاءِ لَقَادِرٌ أَن يَهَبَ لِي وَلَداً وَ إِن كُنتُ شَيخاًوَ كانَتِ امرأَتَيِ‌ عاقِراًفَهُنالِكَ دَعا زَكَرِيّا رَبّهُفَقالَ رَبّ هَب لِي مِن لَدُنكَ ذُرّيّةً طَيّبَةً إِنّكَ سَمِيعُ الدّعاءِ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّفَنادَتهُ المَلائِكَةُيعَنيِ‌ نَادَت زَكَرِيّاوَ هُوَ قائِمٌ يصُلَيّ‌ فِي المِحرابِ أَنّ اللّهَ يُبَشّرُكَ بِيَحيي مُصَدّقاً بِكَلِمَةٍ مِنَ اللّهِ قَالَ مُصَدّقاً بِعِيسَي يُصَدّقُ يَحيَي بِعِيسَيوَ سَيّداًيعَنيِ‌ رَئِيساً فِي طَاعَةِ اللّهِ عَلَي أَهلِ طَاعَتِهِوَ حَصُوراً وَ هُوَ ألّذِي لَا يأَتيِ‌ النّسَاءَوَ نَبِيّا مِنَ الصّالِحِينَ قَالَ وَ كَانَ أَوّلُ تَصدِيقِ يَحيَي بِعِيسَي أَنّ زَكَرِيّا كَانَ لَا يَصعَدُ إِلَي مَريَمَ فِي تِلكَ الصّومَعَةِ غَيرُهُ يَصعَدُ إِلَيهَا بِسُلّمٍ فَإِذَا نَزَلَ أَقفَلَ عَلَيهَا ثُمّ فَتَحَ لَهَا مِن فَوقِ البَابِ كُوّةً صَغِيرَةً يَدخُلُ عَلَيهَا مِنهَا الرّيحُ فَلَمّا وَجَدَ مَريَمَ وَ قَد حَبِلَت سَاءَهُ ذَلِكَ وَ قَالَ فِي نَفسِهِ مَا كَانَ يَصعَدُ إِلَي هَذِهِ أَحَدٌ غيَريِ‌ وَ قَد حَبِلَت وَ الآنَ أَفتَضِحُ فِي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ لَا يَشُكّونَ أنَيّ‌ أَحبَلتُهَا فَجَاءَ إِلَي امرَأَتِهِ فَقَالَ لَهَا ذَلِكَ فَقَالَت يَا زَكَرِيّا لَا تَخَف فَإِنّ


صفحه : 187

اللّهَ لَن يَصنَعَ بِكَ إِلّا خَيراً وَ ائتنِيِ‌ بِمَريَمَ أَنظُر إِلَيهَا وَ أَسأَلهَا عَن حَالِهَا فَجَاءَ بِهَا زَكَرِيّا ع إِلَي امرَأَتِهِ فَكَفَي اللّهُ مَريَمَ مَئُونَةَ الجَوَابِ عَنِ السّؤَالِ فَلَمّا دَخَلَت إِلَي أُختِهَا وَ هيِ‌َ الكُبرَي وَ مَريَمُ الصّغرَي لَم تَقُم إِلَيهَا امرَأَةُ زَكَرِيّا فَأَذِنَ اللّهُ لِيَحيَي وَ هُوَ فِي بَطنِ أُمّهِ فَنَخَسَ فِي بَطنِهَا وَ أَزعَجَهَا وَ نَادَي أُمّهُ تَدخُلُ إِلَيكِ سَيّدَةُ نِسَاءِ العَالَمِينَ مُشتَمِلَةً عَلَي سَيّدِ رِجَالِ العَالَمِينَ فَلَا تَقُومِينَ إِلَيهَا فَانزَعَجَت وَ قَامَت إِلَيهَا وَ سَجَدَ يَحيَي وَ هُوَ فِي بَطنِ أُمّهِ لِعِيسَي ابنِ مَريَمَ فَذَلِكَ أَوّلُ تَصدِيقِهِ فَكَذَلِكَ قَولُ رَسُولِ اللّهِص فِي الحَسَنِ وَ الحُسَينِ ع إِنّهُمَا سَيّدَا شَبَابِ أَهلِ الجَنّةِ إِلّا مَا كَانَ مِنِ ابنيَ‌ِ الخَالَةِ يَحيَي وَ عِيسَي

بيان نخسه أي غرزه بعود أوإصبع أونحوهما و في بعض النسخ بيده ثم اعلم أن المؤرخين اختلفوا في أن إيشاع أم يحيي هل كانت أخت مريم أوخالته والخبر يدل علي الأول وسيأتي‌ تأويل آخر الخبر في قصة المباهلة

37-كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن رَبِيعِ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سُلَيمٍ العاَمرِيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ عِيسَي ابنَ مَريَمَ ع جَاءَ إِلَي قَبرِ يَحيَي بنِ زَكَرِيّا ع وَ كَانَ سَأَلَ رَبّهُ أَن يُحيِيَهُ لَهُ فَدَعَاهُ فَأَجَابَهُ وَ خَرَجَ إِلَيهِ مِنَ القَبرِ فَقَالَ لَهُ مَا تُرِيدُ منِيّ‌ فَقَالَ لَهُ أُرِيدُ أَن تؤُنسِنَيِ‌ كَمَا كُنتَ فِي الدّنيَا فَقَالَ لَهُ يَا عِيسَي مَا سَكَنَت عنَيّ‌ حَرَارَةُ المَوتِ وَ أَنتَ تُرِيدُ أَن تعُيِدنَيِ‌ إِلَي الدّنيَا وَ تَعُودَ إلِيَ‌ّ حَرَارَةُ المَوتِ فَتَرَكَهُ فَعَادَ إِلَي قَبرِهِ

38-إِرشَادُ القُلُوبِ، كَانَ يَحيَي ع لِبَاسُهُ اللّيفَ وَ أَكلُهُ وَرَقَ الشّجَرَةِ


صفحه : 188

39-يه ،[ من لايحضره الفقيه ] قَالَ الصّادِقُ ع إِنّ رَجُلًا جَاءَ إِلَي عِيسَي ابنِ مَريَمَ ع فَقَالَ لَهُ يَا رُوحَ اللّهِ إنِيّ‌ زَنَيتُ فطَهَرّنيِ‌ فَأَمَرَ عِيسَي ع أَن يُنَادَي فِي النّاسِ لَا يَبقَي أَحَدٌ إِلّا خَرَجَ لِتَطهِيرِ فُلَانٍ فَلَمّا اجتَمَعَ وَ اجتَمَعُوا وَ صَارَ الرّجُلُ فِي الحُفرَةِ نَادَي الرّجُلُ فِي الحُفرَةِ لَا يحَدُنّيِ‌ مَن لِلّهِ تَعَالَي فِي جَنبِهِ حَدّ فَانصَرَفَ النّاسُ كُلّهُم إِلّا يَحيَي وَ عِيسَي ع فَدَنَا مِنهُ يَحيَي فَقَالَ لَهُ يَا مُذنِبُ عظِنيِ‌ فَقَالَ لَهُ لَا تُخَلّيَنّ بَينَ نَفسِكَ وَ بَينَ هَوَاهَا فَتَردَي قَالَ زدِنيِ‌ قَالَ لَا تُعَيّرَنّ خَاطِئاً بِخَطِيئَتِهِ قَالَ زدِنيِ‌ قَالَ لَا تَغضَب قَالَ حسَبيِ‌

40-كا،[الكافي‌]عِدّةٌ مِن أَصحَابِنَا عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ الجَهمِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مِهزَمٍ عَن أَبِي الحَسَنِ الأَوّلِ ع قَالَ كَانَ يَحيَي بنُ زَكَرِيّا ع يبَكيِ‌ وَ لَا يَضحَكُ وَ كَانَ عِيسَي ابنُ مَريَمَ ع يَضحَكُ وَ يبَكيِ‌ وَ كَانَ ألّذِي يَصنَعُ عِيسَي ع أَفضَلَ مِنَ ألّذِي كَانَ يَصنَعُ يَحيَي ع

41-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]الصّدُوقُ بِإِسنَادِهِ إِلَي ابنِ أُورَمَةَ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ عَنِ الحَسَنِ بنِ الجَهمِ عَنِ الرّضَا ع مِثلَهُ

أقول قال صاحب الكامل لمادعا زكريا ربه وسأله الولد بينا هويصلي‌ في المذبح ألذي لهم فإذابرجل شاب و هوجبرئيل ع ففزع زكريا منه فقال إن اللّهَ يُبَشّرُكَ بِيَحيي مُصَدّقاً بِكَلِمَةٍ مِنَ اللّهِ ويحيي أول من آمن بعيسي وصدقه و ذلك أن أمه كانت حاملا فاستقبلت مريم وهي‌ حامل بعيسي ع فقالت لها يا


صفحه : 189

مريم أحامل أنت قالت لماذا تسأليني‌ قالت إني‌ أري ما في بطني‌ يسجد لما في بطنك فذلك تصديقه وقيل صدق المسيح ع و له ثلاث سنين وإنما ولد قبل المسيح ع بثلاث سنين وقيل بستة أشهر و كان يأكل العشب وأوراق الشجر وقيل كان يأكل خبز الشعير فمر به إبليس ومعه رغيف شعير فقال أنت تزعم أنك زاهد و قدادخرت رغيف شعير فقال يحيي ياملعون هوالقوت فقال إبليس إن أقل من القوت يكفي‌ لمن يموت فأوحي الله إليه اعقل ما يقول لك ونبئ صغيرا فكان يدعو الناس إلي عبادة الله ويلبس الشعر و لم يكن له دينار و لادرهم و لابيت يسكن إليه أينما جنه الليل أقام و لم يكن له عبد و لاأمة فنهي ملك زمانه عن تزويج بنت أخيه أوبنت زوجته فقتله فلما سمع أبوه بقتله فر هاربا فدخل بستانا عندبيت المقدس فيه أشجار فأرسل الملك في طلبه فمر زكريا ع بشجرة فنادته هلم إلي‌ يانبي‌ الله فلما أتاها انشقت فدخل فيهافانطبقت عليه فبقي‌ في وسطها فأتي عدو الله إبليس فأخذ هدب ردائه فأخرجه من الشجرة ليصدقوه إذاأخبرهم ثم لقي‌ الطّلّبَ فقال لهم ماتريدون فقالوا نلتمس زكريا فقال إنه سحر هذه الشجرة فانشقت له فدخلها قالوا لانصدقك فأراهم طرف ردائه فأخذوا الفأس وقطعوا الشجرة وشقوها بالمنشار فمات زكريا ع فيهافسلط الله عليهم أخبث أهل الأرض فانتقم به منهم وقيل إن السبب في قتله أن إبليس جاء إلي مجالس بني‌ إسرائيل فقذف زكريا بمريم و قال لهم ماأحبلها غيره و هو ألذي كان يدخل عليها فطلبوه فهرب إلي آخر مامر.أقول قال الشيخ في المصباح في أول يوم من المحرم استجاب الله تعالي دعوة


صفحه : 190

زكريا ع وكذا روي السيد في الإقبال عن المفيد ورواه الصدوق في الفقيه أيضا وسيأتي‌ بعض أخبار هذاالباب في أبواب قصص مريم وعيسي ع وبعضها في باب أحوال بختنصر

42-ك ،[إكمال الدين ]بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي رَافِعٍ عَنِ النّبِيّ ع قَالَ لَمّا رَفَعَ اللّهُ عِيسَي ابنَ مَريَمَ ع وَ استَخلَفَ فِي قَومِهِ شَمعُونَ بنَ حَمّونَ فَلَم يَزَل شَمعُونُ فِي قَومِهِ يَقُومُ بِأَمرِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ حَتّي استَخلَصَ رَبّنَا تَبَارَكَ وَ تَعَالَي وَ بَعَثَ فِي عِبَادِهِ نَبِيّاً مِنَ الصّالِحِينَ وَ هُوَ يَحيَي بنُ زَكَرِيّا ع فَمَضَي شَمعُونُ وَ مَلَكَ عِندَ ذَلِكَ أَردَشِيرُ بنُ أشكاس [أَشكَانَ]أَربَعَ عَشرَةَ سَنَةً وَ عَشَرَةَ أَشهُرٍ وَ فِي ثَمَانِ سِنِينَ مِن مُلكِهِ قَتَلَتِ اليَهُودُ يَحيَي بنَ زَكَرِيّا ع فَلَمّا أَرَادَ اللّهُ أَن يَقبِضَهُ أَوحَي إِلَيهِ أَن يَجعَلَ الوَصِيّةَ فِي وُلدِ شَمعُونَ إِلَي آخِرِ مَا سيَأَتيِ‌ فِي بَابِ أَحوَالِ مُلُوكِ الأَرضِ

بيان الجمع بين الأخبار الدالة علي تقدم وفاة يحيي ع علي رفع عيسي ع و بين مادل علي تأخرها عنه مشكل إلا أن يحمل بعضها علي التقية أويقال إن الله أحيا يحيي بعدموته وبعثه إليهم و الله يعلم


صفحه : 191

أبواب قصص عيسي وأمه وأبويها

باب 61-قصص مريم وولادتها وبعض أحوالها صلوات الله عليها وأحوال أبيها عمران

الآيات آل عمران إِنّ اللّهَ اصطَفي آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ اِبراهِيمَ وَ آلَ عِمرانَ عَلَي العالَمِينَ ذُرّيّةً بَعضُها مِن بَعضٍ وَ اللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ إِذ قالَتِ امرَأَتُ عِمرانَ رَبّ إنِيّ‌ نَذَرتُ لَكَ ما فِي بطَنيِ‌ مُحَرّراً فَتَقَبّل منِيّ‌ إِنّكَ أَنتَ السّمِيعُ العَلِيمُ فَلَمّا وَضَعَتها قالَت رَبّ إنِيّ‌ وَضَعتُها أُنثي وَ اللّهُ أَعلَمُ بِما وَضَعَت وَ لَيسَ الذّكَرُ كَالأُنثي وَ إنِيّ‌ سَمّيتُها مَريَمَ وَ إنِيّ‌ أُعِيذُها بِكَ وَ ذُرّيّتَها مِنَ الشّيطانِ الرّجِيمِ فَتَقَبّلَها رَبّها بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَ أَنبَتَها نَباتاً حَسَناً وَ كَفّلَها زَكَرِيّا كُلّما دَخَلَ عَلَيها زَكَرِيّا المِحرابَ وَجَدَ عِندَها رِزقاً قالَ يا مَريَمُ أَنّي لَكِ هذا قالَت هُوَ مِن عِندِ اللّهِ إِنّ اللّهَ يَرزُقُ مَن يَشاءُ بِغَيرِ حِسابٍ و قال تعالي وَ إِذ قالَتِ المَلائِكَةُ يا مَريَمُ إِنّ اللّهَ اصطَفاكِ وَ طَهّرَكِ وَ اصطَفاكِ عَلي نِساءِ العالَمِينَ يا مَريَمُ اقنتُيِ‌ لِرَبّكِ وَ اسجدُيِ‌ وَ اركعَيِ‌ مَعَ الرّاكِعِينَ ذلِكَ مِن أَنباءِ الغَيبِ نُوحِيهِ إِلَيكَ وَ ما كُنتَ لَدَيهِم إِذ يُلقُونَ أَقلامَهُم أَيّهُم يَكفُلُ مَريَمَ وَ ما كُنتَ لَدَيهِم إِذ يَختَصِمُونَ إِذ قالَتِ المَلائِكَةُ يا مَريَمُ إِنّ اللّهَ يُبَشّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنهُ اسمُهُ المَسِيحُ عِيسَي ابنُ مَريَمَ وَجِيهاً فِي الدّنيا وَ الآخِرَةِ وَ مِنَ المُقَرّبِينَ وَ يُكَلّمُ النّاسَ فِي المَهدِ وَ كَهلًا وَ مِنَ الصّالِحِينَ قالَت رَبّ أَنّي يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَ لَم يمَسسَنيِ‌ بَشَرٌ قالَ كَذلِكِ اللّهُ يَخلُقُ ما يَشاءُ إِذا قَضي أَمراً فَإِنّما يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ وَ يُعَلّمُهُ الكِتابَ وَ الحِكمَةَ وَ التّوراةَ وَ الإِنجِيلَ وَ رَسُولًا إِلي بنَيِ‌ إِسرائِيلَ أنَيّ‌ قَد جِئتُكُم بِآيَةٍ مِن رَبّكُم أنَيّ‌ أَخلُقُ لَكُم مِنَ الطّينِ كَهَيئَةِ


صفحه : 192

الطّيرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيراً بِإِذنِ اللّهِ وَ أبُر‌ِئُ الأَكمَهَ وَ الأَبرَصَ وَ أحُي‌ِ المَوتي بِإِذنِ اللّهِ وَ أُنَبّئُكُم بِما تَأكُلُونَ وَ ما تَدّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُم إِنّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لَكُم إِن كُنتُم مُؤمِنِينَ وَ مُصَدّقاً لِما بَينَ يدَيَ‌ّ مِنَ التّوراةِ وَ لِأُحِلّ لَكُم بَعضَ ألّذِي حُرّمَ عَلَيكُم وَ جِئتُكُم بِآيَةٍ مِن رَبّكُم فَاتّقُوا اللّهَ وَ أَطِيعُونِ إِنّ اللّهَ ربَيّ‌ وَ رَبّكُم فَاعبُدُوهُ هذا صِراطٌ مُستَقِيمٌ

1-كا،[الكافي‌]حُمَيدُ بنُ زِيَادٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدٍ الكنِديِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ الحَسَنِ الميِثمَيِ‌ّ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَن عَبدِ الأَعلَي مَولَي آلِ سَامٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ تُؤتَي بِالمَرأَةِ الحَسنَاءِ يَومَ القِيَامَةِ التّيِ‌ قَدِ افتَتَنَت فِي حُسنِهَا فَتَقُولُ يَا رَبّ حَسّنتَ خلَقيِ‌ حَتّي لَقِيتُ مَا لَقِيتُ فَيُجَاءُ بِمَريَمَ ع فَيُقَالُ أَنتِ أَحسَنُ أَم هَذِهِ قَد حَسّنّاهَا فَلَم تَفتَتِن

أقول قدمر تمامه في باب قصص أيوب ع

2-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَنِ الحَكَمِ بنِ عُيَينَةَ قَالَسَأَلتُ أَبَا جَعفَرٍ ع عَن قَولِ اللّهِ فِي الكِتَابِإِذ قالَتِ المَلائِكَةُ يا مَريَمُ إِنّ اللّهَ اصطَفاكِ وَ طَهّرَكِ وَ اصطَفاكِ عَلي نِساءِ العالَمِينَاصطَفَاهَا مَرّتَينِ وَ الِاصطِفَاءُ إِنّمَا هُوَ مَرّةٌ وَاحِدَةٌ قَالَ فَقَالَ لِي يَا حَكَمُ إِنّ لِهَذَا تَأوِيلًا وَ تَفسِيراً فَقُلتُ لَهُ فَفَسّرهُ لَنَا أَبقَاكَ اللّهُ قَالَ يعَنيِ‌ اصطَفَاهَا أَوّلًا مِن ذُرّيّةِ الأَنبِيَاءِ المُصطَفَينَ المُرسَلِينَ وَ طَهّرَهَا مِن أَن يَكُونَ فِي وِلَادَتِهَا مِن آبَائِهَا وَ أُمّهَاتِهَا سِفَاحٌ وَ اصطَفَاهَا بِهَذَا فِي القُرآنِيا مَريَمُ اقنتُيِ‌ لِرَبّكِ وَ اسجدُيِ‌ وَ اركعَيِ‌شُكراً لِلّهِ ثُمّ قَالَ لِنَبِيّهِ مُحَمّدٍص يُخبِرُهُ بِمَا غَابَ عَنهُ مِن خَبَرِ مَريَمَ وَ عِيسَي يَا مُحَمّدُذلِكَ مِن أَنباءِ الغَيبِ نُوحِيهِ إِلَيكَ فِي مَريَمَ وَ ابنِهَا وَ بِمَا خَصّهُمَا اللّهُ بِهِ وَ فَضّلَهُمَا وَ أَكرَمَهُمَا حَيثُ قَالَوَ ما كُنتَ لَدَيهِم يَا مُحَمّدُإِذ يُلقُونَ أَقلامَهُم أَيّهُم يَكفُلُ مَريَمَحِينَ إِيتِمَت مِن أَبِيهَا وَ فِي رِوَايَةِ ابنِ خُرّزَادَ أَيّهُم يَكفُلُ مَريَمَ حِينَ إِيتِمَت مِن أَبَوَيهَاوَ ما كُنتَ لَدَيهِم يَا مُحَمّدُإِذ يَختَصِمُونَ فِي مَريَمَ عِندَ وِلَادَتِهَا بِعِيسَي أَيّهُم يَكفُلُهَا وَ يَكفُلُ وَلَدَهَا قَالَ فَقُلتُ لَهُ أَبقَاكَ اللّهُ فَمَن كَفّلَهَا فَقَالَ أَ مَا تَسمَعُ لِقَولِهِوَ كَفّلَها زَكَرِيّاالآيَةَ


صفحه : 193

وَ زَادَ عَلِيّ بنُ مَهزِيَارَ فِي حَدِيثِهِفَلَمّا وَضَعَتها قالَت رَبّ إنِيّ‌ وَضَعتُها أُنثي وَ اللّهُ أَعلَمُ بِما وَضَعَت وَ لَيسَ الذّكَرُ كَالأُنثي وَ إنِيّ‌ سَمّيتُها مَريَمَ وَ إنِيّ‌ أُعِيذُها بِكَ وَ ذُرّيّتَها مِنَ الشّيطانِ الرّجِيمِ قَالَ قُلتُ أَ كَانَ يُصِيبُ مَريَمَ مَا يُصِيبُ النّسَاءَ مِنَ الطّمثِ قَالَ نَعَم مَا كَانَت إِلّا امرَأَةً مِنَ النّسَاءِ وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَيإِذ يُلقُونَ أَقلامَهُم أَيّهُم يَكفُلُ مَريَمَ قَالَ قَالَ استَهَمُوا عَلَيهَا فَخَرَجَ سَهمُ زَكَرِيّا فَكَفَلَ بِهَا وَ قَالَ زَيدُ بنُ رُكَانَةَ اختَصَمُوا فِي بِنتِ حَمزَةَ كَمَا اختَصَمُوا فِي مَريَمَ قَالَ قُلتُ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ حَمزَةُ استَنّ السّنَنَ وَ الأَمثَالَ كَمَا اختَصَمُوا فِي مَريَمَ اختَصَمُوا فِي بِنتِ حَمزَةَ قَالَ نَعَموَ اصطَفاكِ عَلي نِساءِ العالَمِينَ قَالَ نِسَاءُ عَالَمِيهَا قَالَ وَ كَانَت فَاطِمَةُ ع سَيّدَةَ نِسَاءِ العَالَمِينَ

بيان قال الطبرسي‌ رحمه الله في قوله تعالي يا مَريَمُ إِنّ اللّهَ اصطَفاكِ أي اختارك وألطف لك حتي تفرغت لعبادته واتباع مرضاته وقيل معناه اصطفاك لولادة المسيح وَ طَهّرَكِبالإيمان عن الكفر وبالطاعة عن المعصية أوطهرك عن الأدناس والأقذار التي‌ تعرض للنساء مثل الحيض والنفاس حتي صرت صالحة لخدمة المسجد أوطهرك عن الأخلاق الذميمة والطبائع الرديئةوَ اصطَفاكِ عَلي نِساءِ العالَمِينَ أي علي نساء عالمي‌ زمانك لأن فاطمة ع سيدة نساء العالمين وَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع مَعنَي الآيَةِ اصطَفَاكِ مِن ذُرّيّةِ الأَنبِيَاءِ وَ طَهّرَكِ مِنَ السّفَاحِ وَ اصطَفَاكِ لِوِلَادَةِ عِيسَي مِن غَيرِ فَحلٍ

وخرج بهذا من أن يكون تكرارا.أقول يظهر مما رواه أن فيما عندنا من نسخة العياشي‌ سقطا. ثم قال يا مَريَمُ اقنتُيِ‌ لِرَبّكِ أي اعبديه وأخلصي‌ له العبادة أوأديمي‌ الطاعة له أوأطيلي‌ القيام في الصلاةوَ اسجدُيِ‌ وَ اركعَيِ‌ مَعَ الرّاكِعِينَ أي كمايعمل الراكعون


صفحه : 194

والساجدون أو يكون ذلك أمرا لها بأن تعمل السجود والركوع معهم في الجماعة وقيل معناه واسجدي‌ لله شكرا واركعي‌ أي وصلي‌ مع المصلين ثم قال وَ ما كُنتَ لَدَيهِم إِذ يُلقُونَ أَقلامَهُمالتي‌ يكتبون بهاالتوراة في الماء وقيل أقلامهم أقداحهم للاقتراع جعلوا عليها علامات يعرفون بها من يكفل مريم علي جهة القرعةأَيّهُم يَكفُلُ مَريَمَ وَ ما كُنتَ لَدَيهِم إِذ يَختَصِمُونَ فيه دلالة علي أنهم قدبلغوا في التشاح عليها إلي حد الخصومة و في وقت التشاح قولان .أحدهما حين ولادتها وحمل أمها إياها إلي الكنيسة فتشاحوا في ألذي يحضنها ويكفل تربيتها و قال بعضهم كان ذلك وقت كبرها وعجز زكريا عن تربيتها. و قال رحمه الله في قوله تعالي إِذ قالَتِ امرَأَتُ عِمرانَاسمها حَنّةُ جدة عيسي وكانتا أختين إحداهما عندعمران بن أشهم من ولد سليمان بن داود ع وقيل هوعمران بن ماثان عن ابن عباس ومقاتل و ليس عمران أبا موسي وبينهما ألف وثمان مائة سنة و كان بنو ماثان رءوس بني‌ إسرائيل والأخري كانت عندزكريا ايشاع واسم أبيها فاقود بن فتيل فيحيي ومريم ابنا خالةرَبّ إنِيّ‌ نَذَرتُ لَكَ ما فِي بطَنيِ‌ مُحَرّراً أي أوجبت لك أن أجعل ما في بطني‌ محررا أي خادما للبيعة يخدم في متعبداتنا وقيل محررا للعبادة أي مخلصا لها وقيل عتيقا خالصا لطاعتك لاأستعمله في منافعي‌ و لاأصرفه في الحوائج قالوا و كان المحرر إذاحرر جعل في الكنيسة يقوم عليها ويكنسها ويخدمها لايبرح حتي يبلغ الحلم ثم يخير فإن أحب أن يقيم فيه أقام و إن أحب أن يذهب ذهب حيث شاء قالوا وكانت حَنّةُ قدأمسك عنها الولد حتي آيست


صفحه : 195

فبينما هي‌ تحت شجرة إذ رأت طائرا يزق فرخا له فتحرك نفسها للولد فدعت الله أن يرزقها ولدا فحملت بمريم فَتَقَبّل منِيّ‌ أي نذري‌ قبول رضاإِنّكَ أَنتَ السّمِيعُ لماأقول العَلِيمُبما أنوي‌فَلَمّا وَضَعَتهاخجلت واستحيت وقالَتمنكسة رأسهارَبّ إنِيّ‌ وَضَعتُها أُنثي وقيل فيه قولان .أحدهما أن المراد به الاعتذار من العدول عن النذر لأنها أنثي والآخر أن المراد تقديم الذكر في السؤال لها بأنها أنثي لأن سعيها أضعف وعملها أنقص فقدم ذكرها ليصح القصد لها في السؤال بقولهاوَ إنِيّ‌ أُعِيذُها بِكَوَ اللّهُ أَعلَمُ بِما وَضَعَت وَ لَيسَ الذّكَرُ كَالأُنثيلأنها لاتصلح لمايصلح له الذكر وإنما كان يجوز لهم التحرير في الذكور دون الإناث لأنها لاتصلح لمايصلح الذكر له من التحرير لخدمة بيت المقدس لمايلحقها من الحيض والنفاس والصيانة عن التبرج للناس و قال قتادة لم يكن التحرير إلا في الغلمان فيما جرت به العادة وقيل أرادت أن الذكر أفضل من الأنثي علي العموم وأصلح للأشياءوَ إنِيّ‌ سَمّيتُها مَريَمَ وهي‌ بلغتهم العابدة والخادمة فيما قيل

وَ رَوَي الثعّلبَيِ‌ّ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي هُرَيرَةَ أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ حَسبُكَ مِن نِسَاءِ العَالَمِينَ أَربَعٌ مَريَمُ بِنتُ عِمرَانَ وَ آسِيَةُ امرَأَةُ فِرعَونَ وَ خَدِيجَةُ بِنتُ خُوَيلِدٍ وَ فَاطِمَةُ بِنتُ مُحَمّدٍ

.وَ إنِيّ‌ أُعِيذُها بِكَ وَ ذُرّيّتَها مِنَ الشّيطانِ الرّجِيمِخافت عليها مايغلب علي النساء من الآفات فقالت ذلك وقيل إنما استعاذتها من طعنة الشيطان في جنبها التي‌ لها يستهل الصبي‌ صارخا فوقاها الله وولدها عيسي ع منه بحجاب وقيل إنما استعاذت من إغواء الشيطان الرجيم إياهافَتَقَبّلَها رَبّها مع أنوثتها ورضي‌ بها في النذر التي‌ نذرته حَنّةُ للعبادة في بيت المقدس و لم يتقبل قبلها أنثي في ذلك المعني


صفحه : 196

وقيل معناه تكفل بها في تربيتها والقيام بشأنها عن الحسن وقبوله إياها أنه ماعرتها علة ساعة في ليل أونهاربِقَبُولٍ حَسَنٍأصله بتقبل حسن وقيل معناه سلك بهاطريق السعداء عن ابن عباس وَ أَنبَتَها نَباتاً حَسَناً أي جعل نشوءها نشوءا حسنا وقيل سوي خلقها فكانت تنبت في يوم ماينبت غيرها في عام عن ابن عباس وقيل أنبتها في رزقها وغذائها حتي تمت امرأة بالغة تامة عن ابن جريح . و قال ابن عباس لمابلغت تسع سنين صامت النهار وقامت الليل وتبتلت حتي غلبت الأحباروَ كَفّلَها زَكَرِيّابالتشديد أي ضمها الله عزاسمه إلي زكريا وجعله كفيلها ليقوم بها وبالتخفيف معناه ضمها زكريا إلي نفسه وضمن القيام بأمرها وقالوا إن أم مريم أتت بهاملفوفة في خرقة إلي المسجد وقالت دونكم النذيرة فتنافس فيهاالأحبار لأنها كانت بنت إمامهم وصاحب قربانهم فقال لهم زكريا ع أناأحق بهالأن خالتها عندي‌ فقالت له الأحبار إنها لوتركت لأحق الناس بهالتركت لأمها التي‌ ولدتها ولكنا نقرع عليها فتكون عند من خرج سهمه فانطلقوا وهم تسعة وعشرون رجلا إلي نهر جار فألقوا أقلامهم في الماء فارتفع قلم زكريا فوق الماء ورسبت أقلامهم عن ابن إسحاق وجماعة وقيل بل تلبث قلم زكريا وقام فوق الماء كأنه في طين وجرت أقلامهم مع جرية الماء فذهب بهاالماء عن السدي‌ فسهمهم زكريا وقرعهم و كان رأس الأحبار ونبيهم فذلك قوله تعالي وَ كَفّلَها زَكَرِيّا.قالوا فلما ضم زكريا مريم إلي نفسه بني لها بيتا واسترضع لها و قال محمد بن إسحاق ضمها إلي خالتها أم يحيي حتي إذاشبت وبلغت مبلغ النساء بني لها محرابا في المسجد وجعل بابه في وسطها لايرقي إليها إلابسلم مثل باب الكعبة و لايصعد إليها غيره و كان يأتيها بطعامها وشرابها ودهنها كل يوم كُلّما دَخَلَ عَلَيها زَكَرِيّا المِحرابَ وَجَدَ عِندَها رِزقاًيعني‌ وجد زكريا عندها فاكهة في غيرأوانها فاكهة الصيف في الشتاء وفاكهة الشتاء في الصيف غضا طريا وقيل إنها لم ترضع قط وإنما كان يأتيها رزقها من الجنةقالَ يا مَريَمُ أَنّي لَكِ هذايعني‌ قال لها زكريا كيف لك و من أين لك هذا


صفحه : 197

كالمتعجب منه قالَت هُوَ مِن عِندِ اللّهِ أي من الجنة و هذه تكرمة من الله لها و إن كان ذلك خارقا للعادة فإن عندنا يجوز أن تظهر الآيات الخارقة للعادة علي غيرالأنبياء من الأولياء والأصفياء و من منع ذلك من المعتزلة قالوا فيه قولين .أحدهما أنه كان ذلك تأسيسا لنبوة عيسي ع عن البلخي‌ والآخر أنه كان بدعاء زكريا ع لها بالرزق في الجملة وكانت معجزة له عن الجبائي‌إِنّ اللّهَ يَرزُقُ مَن يَشاءُ بِغَيرِ حِسابٍ

3-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ سَالِمٍ عَن مُفَضّلِ بنِ عُمَرَ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع مَن غَسّلَ فَاطِمَةَ ع قَالَ ذَاكَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع كَأَنّمَا استَفظَعتُ ذَلِكَ مِن قَولِهِ فَقَالَ لِي كَأَنّكَ ضِقتَ مِمّا أَخبَرتُكَ فَقُلتُ قَد كَانَ جُعِلتُ فِدَاكَ فَقَالَ لَا تَضِيقَنّ فَإِنّهَا صِدّيقَةٌ لَم يَكُن يُغَسّلُهَا إِلّا صِدّيقٌ أَ مَا عَلِمتَ أَنّ مَريَمَ ع لَم يُغَسّلهَا إِلّا عِيسَي ع

4-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن سَيفٍ عَن نَجمٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ فَاطِمَةَ ع ضَمِنَت لعِلَيِ‌ّ ع عَمَلَ البَيتِ وَ العَجِينَ وَ الخُبزَ وَ قَمّ البَيتِ وَ ضَمِنَ لَهَا عَلِيّ ع مَا كَانَ خَلفَ البَابِ نَقلَ الحَطَبِ وَ أَن يجَيِ‌ءَ بِالطّعَامِ فَقَالَ لَهَا يَوماً يَا فَاطِمَةُ هَل عِندَكِ شَيءٌ قَالَت وَ ألّذِي عَظّمَ حَقّكَ مَا كَانَ عِندَنَا مُنذُ ثَلَاثٍ إِلّا شَيءٌ آثَرتُكَ بِهِ قَالَ أَ فَلَا أخَبرَتنِيِ‌ قَالَت كَانَ رَسُولُ اللّهِص نهَاَنيِ‌ أَن أَسأَلَكَ شَيئاً فَقَالَ لَا تسَألَيِ‌ ابنَ عَمّكِ شَيئاً إِن جَاءَكِ بشِيَ‌ءٍ عَفواً وَ إِلّا فَلَا تَسأَلِيهِ قَالَ فَخَرَجَ ع فلَقَيِ‌َ رَجُلًا فَاستَقرَضَ مِنهُ دِينَاراً ثُمّ أَقبَلَ بِهِ وَ قَد أَمسَي فلَقَيِ‌َ المِقدَادَ بنَ الأَسوَدِ فَقَالَ لِلمِقدَادِ مَا أَخرَجَكَ فِي هَذِهِ السّاعَةِ قَالَ الجُوعُ وَ ألّذِي عَظّمَ حَقّكَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَالَ فَهُوَ أخَرجَنَيِ‌ وَ قَدِ


صفحه : 198

استَقرَضتُ دِينَاراً وَ سَأُؤثِرُكَ بِهِ فَدَفَعَهُ إِلَيهِ فَأَقبَلَ فَوَجَدَ رَسُولَ اللّهِص جَالِساً وَ فَاطِمَةَ تصُلَيّ‌ وَ بَينَهُمَا شَيءٌ مُغَطّي فَلَمّا فَرَغَت أَحضَرَت ذَلِكَ الشيّ‌ءَ فَإِذَا جَفنَةٌ مِن خُبزٍ وَ لَحمٍ قَالَ يَا فَاطِمَةُأَنّي لَكِ هذا قالَت هُوَ مِن عِندِ اللّهِ إِنّ اللّهَ يَرزُقُ مَن يَشاءُ بِغَيرِ حِسابٍ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أَ لَا أُحَدّثُكَ بِمَثَلِكَ وَ مَثَلِهَا قَالَ بَلَي قَالَ مَثَلُ زَكَرِيّا إِذ دَخَلَ عَلَي مَريَمَ المِحرَابَ فَوَجَدَ عِندَها رِزقاً قالَ يا مَريَمُ أَنّي لَكِ هذا قالَت هُوَ مِن عِندِ اللّهِ إِنّ اللّهَ يَرزُقُ مَن يَشاءُ بِغَيرِ حِسابٍفَأَكَلُوا مِنهَا شَهراً وَ هيِ‌َ الجَفنَةُ التّيِ‌ يَأكُلُ مِنهَا القَائِمُ ع وَ هُوَ عِندَهُ

5-ل ،[الخصال ]الفاَميِ‌ّ وَ ابنُ مَسرُورٍ مَعاً عَنِ ابنِ بُطّةَ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ مَعرُوفٍ عَن حَمّادٍ عَن حَرِيزٍ عَمّن أَخبَرَهُ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ أَوّلُ مَن سُوهِمَ عَلَيهِ مَريَمُ بِنتُ عِمرَانَ وَ هُوَ قَولُ اللّهِوَ ما كُنتَ لَدَيهِم إِذ يُلقُونَ أَقلامَهُم أَيّهُم يَكفُلُ مَريَمَ وَ السّهَامُ سِتّةٌ الخَبَرَ

يه ،[ من لايحضره الفقيه ] أبي عن سعد عن ابن هاشم و ابن يزيد عن حماد بن عيسي عمن أخبره عن حريز عنه ع مثله بيان قوله ع والسهام ستة ظاهره أن السهام في تلك الواقعة كانت ستة لكون المتنازعين ستة فيدل علي بطلان مامر في كلام الطبرسي‌ رحمه الله أنهم كانوا تسعة وعشرين ويحتمل أن يكون المراد كون سهام القرعة مطلقا ستة إذا لم يزد المطلوب عليها بضم السهام المبهمة كمادل عليه بعض الأخبار لكنه بعيد

6-فس ،[تفسير القمي‌] وَ التّيِ‌ أَحصَنَت فَرجَها قَالَ مَريَمُ لَم يَنظُر إِلَيهَا شَيءٌفَنَفَخنا فِيها مِن رُوحِنا قَالَ رُوحٌ مَخلُوقَةٌ لِلّهِ


صفحه : 199

7-فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَن دَاوُدَ بنِ مُحَمّدٍ النهّديِ‌ّ قَالَ دَخَلَ أَبُو سَعِيدٍ المكُاَريِ‌ عَلَي أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع فَقَالَ لَهُ أَ بَلَغَ مِن قَدرِكَ أَن تدَعّيِ‌َ مَا ادّعَي آبَاؤُكَ فَقَالَ لَهُ الرّضَا ع مَا لَكَ أَطفَأَ اللّهُ نُورَكَ وَ أَدخَلَ الفَقرَ بَيتَكَ أَ مَا عَلِمتَ أَنّ اللّهَ أَوحَي إِلَي عِمرَانَ أنَيّ‌ وَاهِبٌ لَكَ ذَكَراً فَوَهَبَ لَهُ مَريَمَ وَ وَهَبَ لِمَريَمَ عِيسَي فَعِيسَي ابنُ مَريَمَ مِن مَريَمَ وَ مَريَمُ مِن عِيسَي وَ مَريَمُ وَ عِيسَي وَاحِدٌ وَ أَنَا مِن أَبِي وَ أَبِي منِيّ‌ وَ أَنَا وَ أَبِي شَيءٌ وَاحِدٌ الخَبَرَ

مع ،[معاني‌ الأخبار] أبي عن محمدالعطار عن الأشعري‌ عن ابراهيم بن هاشم عن داود بن محمدالنهدي‌ مثله

8-فس ،[تفسير القمي‌] إِذ قالَتِ امرَأَتُ عِمرانَ رَبّ إنِيّ‌ نَذَرتُ لَكَ ما فِي بطَنيِ‌ مُحَرّراً فَتَقَبّل منِيّ‌ إِنّكَ أَنتَ السّمِيعُ العَلِيمُ فَإِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي أَوحَي إِلَي عِمرَانَ أنَيّ‌ وَاهِبٌ لَكَ ذَكَراً يبُر‌ِئُ الأَكمَهَ وَ الأَبرَصَ وَ يحُييِ‌ المَوتَي بِإِذنِ اللّهِ فَبَشّرَ عِمرَانُ زَوجَتَهُ بِذَلِكَ فَحَمَلَت فَقَالَترَبّ إنِيّ‌ نَذَرتُ لَكَ ما فِي بطَنيِ‌ مُحَرّراًلِلمِحرَابِ وَ كَانُوا إِذَا نَذَرُوا نَذراً مُحَرّراً جَعَلُوا وُلدَهُم لِلمِحرَابِفَلَمّا وَضَعَتها قالَت رَبّ إنِيّ‌ وَضَعتُها أُنثي وَ اللّهُ أَعلَمُ بِما وَضَعَت وَ لَيسَ الذّكَرُ كَالأُنثي وَ أَنتَ وعَدَتنَيِ‌ ذَكَراًوَ إنِيّ‌ سَمّيتُها مَريَمَ وَ إنِيّ‌ أُعِيذُها بِكَ وَ ذُرّيّتَها مِنَ الشّيطانِ الرّجِيمِفَوَهَبَ اللّهُ لِمَريَمَ عِيسَي ع

قَالَ وَ حدَثّنَيِ‌ أَبِي


صفحه : 200

عَنِ الحَسَنِ بنِ مَحبُوبٍ عَن عَلِيّ بنِ رِئَابٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِن قُلنَا لَكُم فِي الرّجُلِ مِنّا قَولًا فَلَم يَكُن فِيهِ وَ كَانَ فِي وَلَدِهِ أَو وَلَدِ وَلَدِهِ فَلَا تُنكِرُوا ذَلِكَ إِنّ اللّهَ أَوحَي إِلَي عِمرَانَ أنَيّ‌ وَاهِبٌ لَكَ ذَكَراً مُبَارَكاً يبُر‌ِئُ الأَكمَهَ وَ الأَبرَصَ وَ يحُييِ‌ المَوتَي بإِذِنيِ‌ وَ جَاعِلُهُ رَسُولًا إِلَي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَحَدّثَ امرَأَتَهُ حَنّةَ بِذَلِكَ وَ هيِ‌َ أُمّ مَريَمَ فَلَمّا حَمَلَت بِهَا كَانَ حَملُهَا عِندَ نَفسِهَا غُلَاماًفَلَمّا وَضَعَتهاأُنثَيقالَت رَبّ إنِيّ‌ وَضَعتُها أُنثيوَ لَيسَ الذّكَرُ كَالأُنثيلِأَنّ البِنتَ لَا تَكُونُ رَسُولًا يَقُولُ اللّهُوَ اللّهُ أَعلَمُ بِما وَضَعَت فَلَمّا وَهَبَ اللّهُ لِمَريَمَ عِيسَي ع كَانَ هُوَ ألّذِي بَشّرَ اللّهُ بِهِ عِمرَانَ وَ وَعَدَهُ إِيّاهُ فَإِذَا قُلنَا لَكُم فِي الرّجُلِ مِنّا شَيئاً وَ كَانَ فِي وَلَدِهِ أَو وَلَدِ وَلَدِهِ فَلَا تُنكِرُوا ذَلِكَ فَلَمّا بَلَغَت مَريَمُ صَارَت فِي المِحرَابِ وَ أَرخَت عَلَي نَفسِهَا سِتراً وَ كَانَ لَا يَرَاهَا أَحَدٌ وَ كَانَ يَدخُلُ عَلَيهَا زَكَرِيّا المِحرَابَ فَيَجِدُ عِندَهَا فَاكِهَةَ الصّيفِ فِي الشّتَاءِ وَ فَاكِهَةَ الشّتَاءِ فِي الصّيفِ فَكَانَ يَقُولُ لَهَاأَنّي لَكِ هذافَتَقُولُهُوَ مِن عِندِ اللّهِ إِنّ اللّهَ يَرزُقُ مَن يَشاءُ بِغَيرِ حِسابٍوَ إِذ قالَتِ المَلائِكَةُ يا مَريَمُ إِنّ اللّهَ اصطَفاكِ وَ طَهّرَكِ وَ اصطَفاكِ عَلي نِساءِ العالَمِينَ قَالَ اصطَفَاهَا مَرّتَينِ أَمّا الأُولَي فَاصطَفَاهَا أَيِ اختَارَهَا وَ أَمّا الثّانِيَةُ فَإِنّهَا حَمَلَت مِن غَيرِ فَحلٍ فَاصطَفَاهَا بِذَلِكَ عَلَي نِسَاءِ العَالَمِينَ قَولُهُيا مَريَمُ اقنتُيِ‌ لِرَبّكِ وَ اسجدُيِ‌ وَ اركعَيِ‌ مَعَ الرّاكِعِينَ وَ إِنّمَا هُوَ وَ اركعَيِ‌ وَ اسجدُيِ‌ ثُمّ قَالَ اللّهُ لِنَبِيّهِذلِكَ مِن أَنباءِ الغَيبِ نُوحِيهِ إِلَيكَ يَا مُحَمّدُوَ ما كُنتَ لَدَيهِم إِذ يُلقُونَ أَقلامَهُم أَيّهُم يَكفُلُ مَريَمَ وَ ما كُنتَ لَدَيهِم إِذ يَختَصِمُونَ قَالَ لَمّا وُلِدَت اختَصَمُوا آلُ عِمرَانَ فِيهَا وَ كُلّهُم قَالُوا نَحنُ نَكفُلُهَا فَخَرَجُوا وَ ضَرَبُوا بِالسّهَامِ بَينَهُم فَخَرَجَ سَهمُ زَكَرِيّا ع فَكَفّلَهَا زَكَرِيّا ع قَولُهُوَجِيهاً فِي الدّنيا وَ الآخِرَةِ وَ مِنَ المُقَرّبِينَ أَي ذُو وَجهٍ وَ جَاهٍ

9-ل ،[الخصال ] مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن أَبِي القَاسِمِ بنِ مَنِيعٍ عَن شَيبَانَ بنِ


صفحه : 201

فَرّوخٍ عَن دَاوُدَ بنِ أَبِي الفُرَاتِ عَن عِلبَاءِ بنِ أَحمَرَ عَن عِكرِمَةَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ خَطّ رَسُولُ اللّهِص أَربَعَ خُطَطٍ فِي الأَرضِ وَ قَالَ أَ تَدرُونَ مَا هَذَا قُلنَا اللّهُ وَ رَسُولُهُ أَعلَمُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ أَفضَلُ نِسَاءِ الجَنّةِ أَربَعٌ خَدِيجَةُ بِنتُ خُوَيلِدٍ وَ فَاطِمَةُ بِنتُ مُحَمّدٍ وَ مَريَمُ بِنتُ عِمرَانَ وَ آسِيَةُ بِنتُ مُزَاحِمٍ امرَأَةُ فِرعَونَ

10-ل ،[الخصال ]سُلَيمَانُ بنُ أَحمَدَ بنِ أَيّوبَ اللحّميِ‌ّ[اللخّميِ‌ّ] عَن عَلِيّ بنِ عَبدِ العَزِيزِ عَن حَجّاجِ بنِ المِنهَالِ عَن دَاوُدَ بنِ أَبِي الفُرَاتِ عَن عِلبَاءٍ عَن عِكرِمَةَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ خَطّ رَسُولُ اللّهِص أَربَعَ خُطُوطٍ ثُمّ قَالَ خَيرُ نِسَاءِ الجَنّةِ مَريَمُ بِنتُ عِمرَانَ وَ خَدِيجَةُ بِنتُ خُوَيلِدٍ وَ فَاطِمَةُ بِنتُ مُحَمّدٍ وَ آسِيَةُ بِنتُ مُزَاحِمٍ امرَأَةُ فِرعَونَ

11-ل ،[الخصال ] ابنُ إِدرِيسَ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ الراّزيِ‌ّ عَنِ ابنِ أَبِي عُثمَانَ عَن مُوسَي بنِ بَكرٍ عَن أَبِي الحَسَنِ الأَوّلِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ اختَارَ مِنَ النّسَاءِ أَربَعاً مَريَمَ وَ آسِيَةَ وَ خَدِيجَةَ وَ فَاطِمَةَ الخَبَرَ

12- ع ،[علل الشرائع ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَن إِسمَاعِيلَ الجعُفيِ‌ّ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ جَعفَرٍ ع إِنّ المُغِيرَةَ يَزعُمُ أَنّ الحَائِضَ تقَضيِ‌ الصّلَاةَ كَمَا تقَضيِ‌ الصّومَ فَقَالَ مَا لَهُ لَا وَفّقَهُ اللّهُ إِنّ امرَأَةَ عِمرَانَ قَالَترَبّ إنِيّ‌ نَذَرتُ لَكَ ما فِي بطَنيِ‌ مُحَرّراً وَ المُحَرّرُ لِلمَسجِدِ لَا يَخرُجُ مِنهُ أَبَداً فَلَمّا


صفحه : 202

وَضَعَت مَريَمُ قَالَترَبّ إنِيّ‌ وَضَعتُها أُنثي...وَ لَيسَ الذّكَرُ كَالأُنثي فَلَمّا وَضَعَتهَا أَدخَلَتهَا المَسجِدَ فَلَمّا بَلَغَت مَبلَغَ النّسَاءِ أُخرِجَت مِنَ المَسجِدِ أَنّي كَانَت تَجِدُ أَيّاماً تَقضِيهَا وَ هيِ‌َ عَلَيهَا أَن تَكُونَ الدّهرَ فِي المَسجِدِ

شي‌،[تفسير العياشي‌] عن إسماعيل بن عبدالرحمن الجعفي‌ مثله

13-كا،[الكافي‌] الحُسَينُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ المُعَلّي عَنِ الوَشّاءِ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَن إِسمَاعِيلَ الجعُفيِ‌ّ مِثلَهُ وَ فِيهِ فَلَمّا وَضَعَتهَا أَدخَلَتهَا المَسجِدَ فَسَاهَمَت عَلَيهَا الأَنبِيَاءُ فَأَصَابَتِ القُرعَةُ زَكَرِيّا ع فَكَفّلَهَا زَكَرِيّا ع فَلَم تَخرُج مِنَ المَسجِدِ حَتّي بَلَغَت فَلَمّا بَلَغَت مَا تَبلُغُ النّسَاءُ خَرَجَت فَهَل كَانَت تَقدِرُ عَلَي أَن تقَضيِ‌َ تِلكَ الأَيّامَ التّيِ‌ خَرَجَت وَ هيِ‌َ عَلَيهَا أَن تَكُونَ الدّهرَ فِي المَسجِدِ

أقول سيأتي‌ شرحه في كتاب الصلاة إن شاء الله

14-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَنِ ابنِ المُتَوَكّلِ عَنِ الحمِيرَيِ‌ّ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ ابنِ رِئَابٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا جَعفَرٍ ع عَن عِمرَانَ أَ كَانَ نَبِيّاً فَقَالَ نَعَم كَانَ نَبِيّاً مُرسَلًا إِلَي قَومِهِ وَ كَانَت حَنّةُ امرَأَةُ عِمرَانَ وَ حَنّانَةُ امرَأَةُ زَكَرِيّا أُختَينِ فَوُلِدَ لِعِمرَانَ مِن حَنّةَ مَريَمُ وَ وُلِدَ لِزَكَرِيّا مِن حَنّانَةَ يَحيَي ع وَ وَلَدَت مَريَمُ عِيسَي ع وَ كَانَ عِيسَي ع ابنَ بِنتِ خَالَتِهِ وَ كَانَ يَحيَي ع ابنَ خَالَةِ مَريَمَ وَ خَالَةُ الأُمّ بِمَنزِلَةِ الخَالَةِ

بيان أي فلذا كان يقال إن يحيي ابن خالة عيسي . ثم اعلم أن هذامخالف لمامر وسيأتي‌ أن مريم كانت أخت أم يحيي ولعل أحدهما محمول علي التقية ويمكن حمل الأخت الوارد في تلك الأخبار علي المجاز أيضا ويمكن إرجاع ضمير أختها في خبر إسماعيل الآتي‌ إلي أم مريم


صفحه : 203

15-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِهَذَا الإِسنَادِ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ اللّهَ تَعَالَي جَلّ جَلَالُهُ أَوحَي إِلَي عِمرَانَ أنَيّ‌ وَاهِبٌ لَكَ ذَكَراً مُبَارَكاً يبُر‌ِئُ الأَكمَهَ وَ الأَبرَصَ وَ يحُييِ‌ المَوتَي بِإِذنِ اللّهِ وَ أنَيّ‌ جَاعِلُهُ رَسُولًا إِلَي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ قَالَ فَحَدّثَ عِمرَانُ امرَأَتَهُ حَنّةَ بِذَلِكَ وَ هيِ‌َ أُمّ مَريَمَ فَلَمّا حَمَلَت كَانَ حَملُهَا عِندَ نَفسِهَا غُلَاماً فَقَالَترَبّ إنِيّ‌ نَذَرتُ لَكَ ما فِي بطَنيِ‌ مُحَرّراًفَوَضَعَت أُنثَي فَقَالَتوَ لَيسَ الذّكَرُ كَالأُنثي إِنّ البِنتَ لَا تَكُونُ رَسُولًا فَلَمّا أَن وَهَبَ اللّهُ لِمَريَمَ عِيسَي بَعدَ ذَلِكَ كَانَ هُوَ ألّذِي بَشّرَ اللّهُ بِهِ عِمرَانَ

كا،[الكافي‌] محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد و علي بن ابراهيم عن أبيه جميعا عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن أبي بصير مثله

16-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ بِإِسنَادِهِ عَنِ ابنِ أُورَمَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي صَالِحٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدِ بنِ أَبِي طَلحَةَ قَالَ قُلتُ لِلرّضَا ع أَ يأَتيِ‌ الرّسُلُ عَنِ اللّهِ بشِيَ‌ءٍ ثُمّ تأَتيِ‌ بِخِلَافِهِ قَالَ نَعَم إِن شِئتَ حَدّثتُكَ وَ إِن شِئتَ أَتَيتُكَ بِهِ مِن كِتَابِ اللّهِ تَعَالَي جَلّت عَظَمَتُهُادخُلُوا الأَرضَ المُقَدّسَةَ التّيِ‌ كَتَبَ اللّهُ لَكُمالآيَةَ فَمَا دَخَلُوهَا وَ دَخَلَ أَبنَاءُ أَبنَائِهِم وَ قَالَ عِمرَانُ إِنّ اللّهِ وعَدَنَيِ‌ أَن يَهَبَ لِي غُلَاماً نَبِيّاً فِي سنَتَيِ‌ هَذِهِ وَ شهَريِ‌ هَذَا ثُمّ غَابَ وَ وَلَدَتِ امرَأَتُهُ مَريَمَ وَ كَفّلَهَا زَكَرِيّا فَقَالَت طَائِفَةٌ صَدَقَ نبَيِ‌ّ اللّهِ وَ قَالَتِ الآخَرُونَ كَذَبَ فَلَمّا وَلَدَت مَريَمُ عِيسَي ع قَالَتِ الطّائِفَةُ التّيِ‌ أَقَامَت عَلَي صِدقِ عِمرَانَ هَذَا ألّذِي وَعَدَنَا اللّهُ

17-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ الصّادِقُ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ مَريَمَ ابنَتَ عِمرانَ التّيِ‌ أَحصَنَت فَرجَها قَالَ أَحصَنَت فَرجَهَا قَبلَ أَن تَلِدَ عِيسَي خَمسَمِائَةِ عَامٍ قَالَ فَأَوّلُ مَن سُوهِمَ عَلَيهِ مَريَمُ ابنَةُ عِمرَانَ نَذَرَت أُمّهَا مَا فِي بَطنِهَا مُحَرّراً لِلكَنِيسَةِ فَوَضَعَتهَا أُنثَي فَشَبّت فَكَانَت تَخدُمُ العُبّادَ تُنَاوِلُهُم حَتّي بَلَغَت وَ أَمَرَ زَكَرِيّا ع أَن يُتّخَذَ لَهَا حِجَاباً دُونَ العُبّادِ فَكَانَ زَكَرِيّا ع يَدخُلُ عَلَيهَا


صفحه : 204

فَيَرَي عِندَهَا ثَمَرَةَ الشّتَاءِ فِي الصّيفِ وَ ثَمَرَةَ الصّيفِ فِي الشّتَاءِقالَ يا مَريَمُ أَنّي لَكِ هذا قالَت هُوَ مِن عِندِ اللّهِ تَعَالَي وَ قَالَ عَاشَت مَريَمُ بَعدَ عِمرَانَ خَمسَمِائَةِ سَنَةٍ

بيان لايخفي ما في هذاالخبر من الشذوذ والغرابة والمخالفة لسائر الأخبار والآثار

18-شي‌،[تفسير العياشي‌] أَبُو خَالِدٍ القَمّاطُ عَن إِسمَاعِيلَ الجعُفيِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ امرَأَةَ عِمرَانَ لَمّا نَذَرَت مَا فِي بَطنِهَا مُحَرّراً قَالَ وَ المُحَرّرُ لِلمَسجِدِ إِذَا وَضَعَتهُ دَخَلَ المَسجِدَ فَلَم يَخرُج مِنَ المَسجِدِ أَبَداً فَلَمّا وَلَدَت مَريَمَ قَالَترَبّ إنِيّ‌ وَضَعتُها أُنثي وَ اللّهُ أَعلَمُ بِما وَضَعَت وَ لَيسَ الذّكَرُ كَالأُنثي وَ إنِيّ‌ سَمّيتُها مَريَمَ وَ إنِيّ‌ أُعِيذُها بِكَ وَ ذُرّيّتَها مِنَ الشّيطانِ الرّجِيمِفَسَاهَمَ عَلَيهَا النّبِيّونَ فَأَصَابَ القُرعَةُ زَكَرِيّا وَ هُوَ زَوجُ أُختِهَا وَ كَفّلَهَا وَ أَدخَلَهَا المَسجِدَ فَلَمّا بَلَغَت مَا تَبلُغُ النّسَاءُ مِنَ الطّمثِ وَ كَانَت أَجمَلَ النّسَاءِ وَ كَانَت تصُلَيّ‌ فتَضُيِ‌ءُ المِحرَابَ لِنُورِهَا فَدَخَلَ عَلَيهَا زَكَرِيّا فَإِذَا عِندَهَا فَاكِهَةُ الشّتَاءِ فِي الصّيفِ وَ فَاكِهَةُ الصّيفِ فِي الشّتَاءِ فَقَالَأَنّي لَكِ هذا قالَت هُوَ مِن عِندِ اللّهِفَهُنَالِكَدَعا زَكَرِيّا رَبّهُ قَالَإنِيّ‌ خِفتُ الموَاليِ‌َ مِن ورَائيِ‌ إِلَي مَا ذَكَرَ اللّهُ مِن قِصّةِ زَكَرِيّا وَ يَحيَي

19-شي‌،[تفسير العياشي‌]حَفصُ بنُ البخَترَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِإنِيّ‌ نَذَرتُ لَكَ ما فِي بطَنيِ‌ مُحَرّراًالمُحَرّرُ يَكُونُ فِي الكَنِيسَةِ وَ لَا يَخرُجُ مِنهَافَلَمّا وَضَعَتهاأُنثَيقالَت رَبّ إنِيّ‌ وَضَعتُها أُنثي...وَ لَيسَ الذّكَرُ كَالأُنثي إِنّ الأُنثَي تَحِيضُ فَتَخرُجُ مِنَ المَسجِدِ وَ المُحَرّرُ لَا يَخرُجُ مِنَ المَسجِدِ

20-شي‌،[تفسير العياشي‌] فِي رِوَايَةِ حَرِيزٍ عَن أَحَدِهِمَا ع قَالَنَذَرَت مَا فِي بَطنِهَا لِلكَنِيسَةِ


صفحه : 205

أَن تَخدُمَ العُبّادَوَ لَيسَ الذّكَرُ كَالأُنثي فِي الخِدمَةِ قَالَ فَشَبّت وَ كَانَت تَخدُمُهُم وَ تُنَاوِلُهُم حَتّي بَلَغَت فَأُمِرَ زَكَرِيّا ع أَن يَتّخِذَ لَهَا حِجَاباً دُونَ العِبَادِ فَكَانَ يَدخُلُ عَلَيهَا فَيَرَي عِندَهَا ثَمَرَةَ الشّتَاءِ فِي الصّيفِ وَ ثَمَرَةَ الصّيفِ فِي الشّتَاءِ فَهُنَالِكَ دَعَا وَ سَأَلَ رَبّهُ زَكَرِيّا فَوَهَبَ لَهُ يَحيَي

21-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ أَوحَي اللّهُ إِلَي عِمرَانَ أنَيّ‌ وَاهِبٌ لَكَ ذَكَراً مُبَارَكاً يبُر‌ِئُ الأَكمَهَ وَ الأَبرَصَ وَ يحُييِ‌ المَوتَي بِإِذنِ اللّهِ وَ رَسُولًا إِلَي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَأَخبَرَ بِذَلِكَ امرَأَتَهُ حَنّةَ فَحَمَلَت فَوَضَعَت مَريَمَ فَقَالَترَبّ إنِيّ‌ وَضَعتُها أُنثي وَ الأُنثَي لَا تَكُونُ رَسُولًا وَ قَالَ لَهَا عِمرَانُ إِنّهُ ذَكَرٌ يَكُونُ نَبِيّاً فَلَمّا رَأَت ذَلِكَ قَالَت مَا قَالَت فَقَالَ اللّهُ وَ قَولُهُ الحَقّوَ اللّهُ أَعلَمُ بِما وَضَعَت فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع فَكَانَ ذَلِكَ عِيسَي ابنَ مَريَمَ ع فَإِن قُلنَا لَكُم إِنّ الأَمرَ يَكُونُ فِي أَحَدِنَا فَكَانَ فِي ابنِهِ وَ ابنِ ابنِهِ أَوِ ابنِ ابنِ ابنِهِ فَقَد كَانَ فِيهِ فَلَا تُنكِرُوا ذَلِكَ

أقول سيأتي‌ بعض أخبارها في أبواب أحوال فاطمة ع

22- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]بِإِسنَادِهِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ رَوَاهُ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ فِي فَاطِمَةَ ع وَ مَا يُصِيبُهَا مِنَ الظّلمِ بَعدَهُ ثُمّ تَرَي نَفسَهَا ذَلِيلَةً بَعدَ أَن كَانَت فِي أَيّامِ أَبِيهَا عَزِيزَةً فَعِندَ ذَلِكَ يُؤنِسُهَا اللّهُ تَعَالَي بِالمَلَائِكَةِ فَنَادَتهَا بِمَا نَادَت بِهِ مَريَمَ بِنتَ عِمرَانَ فَتَقُولُ يَا فَاطِمَةُإِنّ اللّهَ اصطَفاكِ وَ طَهّرَكِ وَ اصطَفاكِ عَلي نِساءِ العالَمِينَ يَا فَاطِمَةُاقنتُيِ‌ لِرَبّكِ وَ اسجدُيِ‌ وَ اركعَيِ‌ مَعَ الرّاكِعِينَ ثُمّ يبَتدَ‌ِئُ بِهَا الوَجَعُ فَتَمرَضُ فَيَبعَثُ اللّهُ إِلَيهَا مَريَمَ بِنتَ عِمرَانَ تُمَرّضُهَا وَ تُؤنِسُهَا فِي عِلّتِهَا إِلَي آخِرِ الخَبَرِ


صفحه : 206

23- ع ،[علل الشرائع ]بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّمَا سُمّيَت فَاطِمَةُ مُحَدّثَةً لِأَنّ المَلَائِكَةَ كَانَت تَهبِطُ مِنَ السّمَاءِ فَتُنَادِيهَا كَمَا تنُاَديِ‌ مَريَمَ بِنتَ عِمرَانَ فَتَقُولُ يَا فَاطِمَةُإِنّ اللّهَ اصطَفاكِ وَ طَهّرَكِ وَ اصطَفاكِ عَلي نِساءِ العالَمِينَ يَا فَاطِمَةُاقنتُيِ‌ لِرَبّكِ وَ اسجدُيِ‌ وَ اركعَيِ‌ مَعَ الرّاكِعِينَفَتُحَدّثُهُم وَ يُحَدّثُونَهَا فَقَالَت لَهُم ذَاتَ لَيلَةٍ أَ لَيسَتِ المُفَضّلَةُ عَلَي نِسَاءِ العَالَمِينَ مَريَمَ بِنتَ عِمرَانَ فَقَالُوا إِنّ مَريَمَ كَانَت سَيّدَةَ نِسَاءِ عَالَمِهَا وَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ جَعَلَكِ سَيّدَةَ نِسَاءِ عَالَمِكِ وَ عَالَمِهَا وَ سَيّدَةَ نِسَاءِ الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ

باب 71-ولادة عيسي ع

الآيات آل عمران إِنّ مَثَلَ عِيسي عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرابٍ ثُمّ قالَ لَهُ كُن فَيَكُونُمريم وَ اذكُر فِي الكِتابِ مَريَمَ إِذِ انتَبَذَت مِن أَهلِها مَكاناً شَرقِيّا فَاتّخَذَت مِن دُونِهِم حِجاباً فَأَرسَلنا إِلَيها رُوحَنا فَتَمَثّلَ لَها بَشَراً سَوِيّا قالَت إنِيّ‌ أَعُوذُ بِالرّحمنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيّا قالَ إِنّما أَنَا رَسُولُ رَبّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلاماً زَكِيّا قالَت أَنّي يَكُونُ لِي غُلامٌ وَ لَم يمَسسَنيِ‌ بَشَرٌ وَ لَم أَكُ بَغِيّا قالَ كَذلِكِ قالَ رَبّكِ هُوَ عَلَيّ هَيّنٌ وَ لِنَجعَلَهُ آيَةً لِلنّاسِ وَ رَحمَةً مِنّا وَ كانَ أَمراً مَقضِيّا فَحَمَلَتهُ فَانتَبَذَت بِهِ مَكاناً قَصِيّا فَأَجاءَهَا المَخاضُ إِلي جِذعِ النّخلَةِ قالَت يا ليَتنَيِ‌ مِتّ قَبلَ هذا وَ كُنتُ نَسياً مَنسِيّا فَناداها مِن تَحتِها أَلّا تحَزنَيِ‌ قَد جَعَلَ رَبّكِ تَحتَكِ سَرِيّا وَ هزُيّ‌ إِلَيكِ بِجِذعِ النّخلَةِ تُساقِط عَلَيكِ رُطَباً جَنِيّا فكَلُيِ‌ وَ اشربَيِ‌ وَ قرَيّ‌ عَيناً فَإِمّا تَرَيِنّ مِنَ البَشَرِ أَحَداً فقَوُليِ‌ إنِيّ‌ نَذَرتُ لِلرّحمنِ صَوماً فَلَن أُكَلّمَ اليَومَ إِنسِيّا فَأَتَت بِهِ قَومَها تَحمِلُهُ قالُوا يا مَريَمُ لَقَد جِئتِ شَيئاً فَرِيّا يا أُختَ هارُونَ ما كانَ


صفحه : 207

أَبُوكِ امرَأَ سَوءٍ وَ ما كانَت أُمّكِ بَغِيّا فَأَشارَت إِلَيهِ قالُوا كَيفَ نُكَلّمُ مَن كانَ فِي المَهدِ صَبِيّا قالَ إنِيّ‌ عَبدُ اللّهِ آتانيِ‌َ الكِتابَ وَ جعَلَنَيِ‌ نَبِيّا وَ جعَلَنَيِ‌ مُبارَكاً أَينَ ما كُنتُ وَ أوَصانيِ‌ بِالصّلاةِ وَ الزّكاةِ ما دُمتُ حَيّا وَ بَرّا بوِالدِتَيِ‌ وَ لَم يجَعلَنيِ‌ جَبّاراً شَقِيّا وَ السّلامُ عَلَيّ يَومَ وُلِدتُ وَ يَومَ أَمُوتُ وَ يَومَ أُبعَثُ حَيّا ذلِكَ عِيسَي ابنُ مَريَمَ قَولَ الحَقّ ألّذِي فِيهِ يَمتَرُونَ ما كانَ لِلّهِ أَن يَتّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبحانَهُ إِذا قَضي أَمراً فَإِنّما يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ.الأنبياءوَ التّيِ‌ أَحصَنَت فَرجَها فَنَفَخنا فِيها مِن رُوحِنا وَ جَعَلناها وَ ابنَها آيَةً لِلعالَمِينَ.التحريم وَ مَريَمَ ابنَتَ عِمرانَ التّيِ‌ أَحصَنَت فَرجَها فَنَفَخنا فِيهِ مِن رُوحِنا وَ صَدّقَت بِكَلِماتِ رَبّها وَ كُتُبِهِ وَ كانَت مِنَ القانِتِينَ

1-فس ،[تفسير القمي‌] وَ مَريَمَ ابنَتَ عِمرانَ التّيِ‌ أَحصَنَت فَرجَها قَالَ لَم يُنظَر إِلَيهَافَنَفَخنا فِيهِ مِن رُوحِنا أَي رُوحِ اللّهِ مَخلُوقَةًوَ كانَت مِنَ القانِتِينَ أَي مِنَ الدّاعِينَ

2-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَمرٍو الزّيّاتِ عَن رَجُلٍ مِن أَصحَابِنَا عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَم يُولَد لِسِتّةِ أَشهُرٍ إِلّا عِيسَي ابنُ مَريَمَ وَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ ع

3- ع ،[علل الشرائع ] أَحمَدُ بنُ الحَسَنِ عَن أَحمَدَ بنِ يَحيَي عَن بَكرِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ حَبِيبٍ عَن تَمِيمِ بنِ بُهلُولٍ عَن عَلِيّ بنِ حَسّانَ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ المُثَنّي الهاَشمِيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَم يَعِش مَولُودٌ قَطّ لِسِتّةِ أَشهُرٍ غَيرَ الحُسَينِ وَ عِيسَي ابنِ مَريَمَ


صفحه : 208

4-فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ فِي صِفَةِ المِعرَاجِ وَ سَاقَ الحَدِيثَ إِلَي أَن قَالَ ثُمّ قَالَ لِي جَبرَئِيلُ انزِل فَصَلّ فَنَزَلتُ وَ صَلّيتُ فَقَالَ لِي تدَريِ‌ أَينَ صَلّيتَ فَقُلتُ لَا فَقَالَ صَلّيتَ بِطُورِ سِينَا[سِينَاءَ]حَيثُ كَلّمَ اللّهُ مُوسَي تَكلِيماً ثُمّ رَكِبتُ فَمَضَينَا مَا شَاءَ اللّهُ ثُمّ قَالَ لِي انزِل فَصَلّ فَنَزَلتُ وَ صَلّيتُ فَقَالَ لِي أَ تدَريِ‌ أَينَ صَلّيتَ فَقُلتُ لَا فَقَالَ صَلّيتَ فِي بَيتِ لَحمٍ وَ بَيتُ لَحمٍ بِنَاحِيَةِ بَيتِ المَقدِسِ حَيثُ وُلِدَ عِيسَي ابنُ مَريَمَ ع الخَبَرَ

5-كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ وَ عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ جَمِيعاً عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمّدٍ عَن سُلَيمَانَ بنِ دَاوُدَ المنِقرَيِ‌ّ عَن حَفصِ بنِ غِيَاثٍ قَالَ رَأَيتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَتَخَلّلُ بَسَاتِينَ الكُوفَةِ فَانتَهَي إِلَي نَخلَةٍ فَتَوَضّأَ عِندَهَا ثُمّ رَكَعَ وَ سَجَدَ فَأَحصَيتُ فِي سُجُودِهِ خَمسَمِائَةِ تَسبِيحَةٍ ثُمّ استَنَدَ إِلَي النّخلَةِ فَدَعَا بِدَعَوَاتٍ ثُمّ قَالَ يَا حَفصُ إِنّهَا وَ اللّهِ النّخلَةُ التّيِ‌ قَالَ اللّهُ جَلّ ذِكرُهُ لِمَريَمَوَ هزُيّ‌ إِلَيكِ بِجِذعِ النّخلَةِ تُساقِط عَلَيكِ رُطَباً جَنِيّا

6-فس ،[تفسير القمي‌]وَ اذكُر فِي الكِتابِ مَريَمَ إِذِ انتَبَذَت مِن أَهلِها مَكاناً شَرقِيّا قَالَ خَرَجَت إِلَي النّخلَةِ اليَابِسَةِفَاتّخَذَت مِن دُونِهِم حِجاباً قَالَ فِي مِحرَابِهَافَأَرسَلنا إِلَيها رُوحَنايعَنيِ‌ جَبرَئِيلَ ع فَتَمَثّلَ لَها بَشَراً سَوِيّا قالَت إنِيّ‌ أَعُوذُ بِالرّحمنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيّا فَقَالَ لَهَا جَبرَئِيلُإِنّما أَنَا رَسُولُ رَبّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلاماً زَكِيّافَأَنكَرَت ذَلِكَ لِأَنّهُ لَم يَكُن فِي العَادَةِ أَن تَحمِلَ المَرأَةُ مِن غَيرِ فَحلٍ فَقَالَتأَنّي يَكُونُ لِي غُلامٌ وَ لَم يمَسسَنيِ‌ بَشَرٌ وَ لَم أَكُ بَغِيّا وَ لَم يَعلَم جَبرَئِيلُ أَيضاً كَيفِيّةَ القُدرَةِ فَقَالَ لَهَاكَذلِكِ قالَ رَبّكِ هُوَ عَلَيّ هَيّنٌ وَ لِنَجعَلَهُ آيَةً لِلنّاسِ وَ رَحمَةً مِنّا وَ كانَ أَمراً مَقضِيّا قَالَ فَنَفَخَ فِي جَيبِهَا فَحَمَلَت بِعِيسَي ع بِاللّيلِ فَوَضَعَتهُ بِالغَدَاةِ وَ كَانَ حَملُهَا تِسعَ سَاعَاتٍ


صفحه : 209

جَعَلَ اللّهُ الشّهُورَ لَهَا سَاعَاتٍ ثُمّ نَادَاهَا جَبرَئِيلُوَ هزُيّ‌ إِلَيكِ بِجِذعِ النّخلَةِ أَي هزُيّ‌ النّخلَةَ اليَابِسَةَ فَهَزّت وَ كَانَ ذَلِكَ اليَومَ سُوقاً[سُوقٌ]فَاستَقبَلَهَا الحَاكَةُ وَ كَانَتِ الحِيَاكَةُ أَنبَلَ صِنَاعَةٍ فِي ذَلِكَ الزّمَانِ فَأَقبَلُوا عَلَي بِغَالٍ شُهبٍ فَقَالَت لَهُم مَريَمُ أَينَ النّخلَةُ اليَابِسَةُ فَاستَهزَءُوا بِهَا وَ زَجَرُوهَا فَقَالَت لَهُم جَعَلَ اللّهُ كَسبَكُم نَزراً وَ جَعَلَكُم فِي النّاسِ عَاراً ثُمّ استَقبَلَهَا قَومٌ مِنَ التّجّارِ فَدَلّوهَا عَلَي النّخلَةِ اليَابِسَةِ فَقَالَت لَهُم جَعَلَ اللّهُ البَرَكَةَ فِي كَسبِكُم وَ أَحوَجَ النّاسَ إِلَيكُم فَلَمّا بَلَغَتِ النّخلَةَ أَخَذَهَا المَخَاضُ فَوَضَعَت بِعِيسَي فَلَمّا نَظَرَت إِلَيهِ قَالَتيا ليَتنَيِ‌ مِتّ قَبلَ هذا وَ كُنتُ نَسياً مَنسِيّا مَا ذَا أَقُولُ لخِاَليِ‌ وَ مَا ذَا أَقُولُ لبِنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَنَادَاهَا عِيسَي مِن تَحتِهَاأَلّا تحَزنَيِ‌ قَد جَعَلَ رَبّكِ تَحتَكِ سَرِيّا أَي نَهَراًوَ هزُيّ‌ إِلَيكِ بِجِذعِ النّخلَةِ أَي حرَكّيِ‌ النّخلَةَتُساقِط عَلَيكِ رُطَباً جَنِيّا أَي طَيّباً وَ كَانَتِ النّخلَةُ قَد يَبِسَت مُنذُ دَهرٍ طَوِيلٍ فَمَدّت يَدَهَا إِلَي النّخلَةِ فَأَورَقَت وَ أَثمَرَت وَ سَقَطَ عَلَيهَا الرّطَبُ الطرّيِ‌ّ وَ طَابَت نَفسُهَا فَقَالَ لَهَا عِيسَي قمَطّيِنيِ‌ وَ سوَيّنيِ‌ ثُمّ افعلَيِ‌ كَذَا وَ كَذَا فَقَمّطَتهُ وَ سَوّتهُ وَ قَالَ لَهَا عِيسَيفكَلُيِ‌ وَ اشربَيِ‌ وَ قرَيّ‌ عَيناً فَإِمّا تَرَيِنّ مِنَ البَشَرِ أَحَداً فقَوُليِ‌ إنِيّ‌ نَذَرتُ لِلرّحمنِ صَوماً وَ صَمتاً كَذَا نَزَلَتفَلَن أُكَلّمَ اليَومَ إِنسِيّافَفَقَدُوهَا فِي المِحرَابِ فَخَرَجُوا فِي طَلَبِهَا وَ خَرَجَ خَالُهَا زَكَرِيّا ع فَأَقبَلَت وَ هُوَ فِي صَدرِهَا وَ أَقبَلنَ مُؤمِنَاتُ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ يَبزُقنَ فِي وَجهِهَا فَلَم تُكَلّمهُنّ حَتّي دَخَلَت فِي مِحرَابِهَا فَجَاءَ إِلَيهَا بَنُو إِسرَائِيلَ وَ زَكَرِيّا فَقَالُوا لَهَايا مَريَمُ لَقَد جِئتِ شَيئاً فَرِيّا يا أُختَ هارُونَ ما كانَ أَبُوكِ امرَأَ سَوءٍ وَ ما كانَت أُمّكِ بَغِيّا وَ مَعنَي قَولِهِم يَا أُختَ هَارُونَ أَنّ هَارُونَ كَانَ رَجُلًا فَاسِقاً زَانِياً فَشَبّهُوهَا بِهِ مِن أَينَ هَذَا البَلَاءُ ألّذِي جِئتِ بِهِ وَ العَارُ ألّذِي أَلزَمتِهِ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَأَشَارَت إِلَي عِيسَي فِي المَهدِ فَقَالُوا لَهَاكَيفَ نُكَلّمُ مَن كانَ فِي المَهدِ صَبِيّافَأَنطَقَ اللّهُ عِيسَي ع فَقَالَإنِيّ‌ عَبدُ اللّهِ آتانيِ‌َ الكِتابَ وَ جعَلَنَيِ‌ نَبِيّا وَ جعَلَنَيِ‌ مُبارَكاً أَينَ ما كُنتُ وَ أوَصانيِ‌ بِالصّلاةِ وَ الزّكاةِ ما دُمتُ حَيّا وَ بَرّا بوِالدِتَيِ‌ وَ لَم يجَعلَنيِ‌ جَبّاراً


صفحه : 210

شَقِيّا وَ السّلامُ عَلَيّ يَومَ وُلِدتُ وَ يَومَ أَمُوتُ وَ يَومَ أُبعَثُ حَيّا ذلِكَ عِيسَي ابنُ مَريَمَ قَولَ الحَقّ ألّذِي فِيهِ يَمتَرُونَ أَي يَتَخَاصَمُونَ فَقَالَ الصّادِقُ ع فِي قَولِهِوَ أوَصانيِ‌ بِالصّلاةِ وَ الزّكاةِ قَالَ زَكَاةُ الرّءُوسِ لِأَنّ كُلّ النّاسِ لَيسَت لَهُم أَموَالٌ وَ إِنّمَا الفِطرَةُ عَلَي الغنَيِ‌ّ وَ الفَقِيرِ وَ الصّغِيرِ وَ الكَبِيرِحدَثّنَيِ‌ مُحَمّدُ بنُ جَعفَرٍ قَالَ حدَثّنَيِ‌ مُحَمّدُ بنُ أَحمَدَ عَن يَعقُوبَ بنِ يَزِيدَ عَن يَحيَي بنِ المُبَارَكِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ جَبَلَةَ عَن رَجُلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع

فِي قَولِهِوَ جعَلَنَيِ‌ مُبارَكاً أَينَ ما كُنتُ قَالَ نَفّاعاً

أقول في بعض النسخ بعد قوله فِي المَهدِ صَبِيّازيادة وهي‌ قوله فنطق عيسي ع بإذن الله بلسان فصيح و قال إنِيّ‌ عَبدُ اللّهِ آتانيِ‌َ الكِتابَ أي قدر لي أن أكون صاحب شرع له وَ جعَلَنَيِ‌ نَبِيّا إلي قوله وَ يَومَ أُبعَثُ حَيّاقيل لا يكون علي الإنسان شيءأشد من هذه المواطن الثلاثة عندالولادة و قدفارق رفاهية اعتدال الحرارة الغريزية وصدم أهوال الدنيا ولمس الأيدي‌ له و هوموجب لصراخه و عندالممات و مايجده من سكرات الموت وفراق الأحبة والمسكن ومجاورة الأموات الذين لايتعارفون و لايتزاورون و عندالحشر و ما يكون من أهوال يوم القيامة فأخبر عيسي ع أن الله تعالي قدسلمه وآمنه من الآلام والأهوال في هذه الأحوال الثلاث

7- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَن عَلِيّ بنِ بِلَالٍ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ عَلِيّ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ عَن أَبِيهِ عَن عِيسَي بنِ حُمَيدٍ الطاّئيِ‌ّ عَن أَبِيهِ حُمَيدِ بنِ قَيسٍ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع قَالَ


صفحه : 211

إِنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع لَمّا رَجَعَ مِن وَقعَةِ الخَوَارِجِ اجتَازَ بِالزّورَاءِ فَقَالَ لِلنّاسِ إِنّهَا الزّورَاءُ فَسِيرُوا وَ جَنّبُوا عَنهَا فَإِنّ الخَسفَ أَسرَعُ إِلَيهَا مِنَ الوَتَدِ فِي النّخَالَةِ فَلَمّا أَتَي يَمنَةَ السّوَادِ إِذَا هُوَ بِرَاهِبٍ فِي صَومَعَةٍ لَهُ فَقَالَ لَهُ الرّاهِبُ لَا تَنزِل هَذِهِ الأَرضَ بِجَيشِكَ قَالَ وَ لِمَ قَالَ لِأَنّهَا لَا يَنزِلُهَا إِلّا نبَيِ‌ّ أَو وصَيِ‌ّ نبَيِ‌ّ يُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ هَكَذَا نَجِدُ فِي كُتُبِنَا فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع أَنَا وصَيِ‌ّ سَيّدِ الأَنبِيَاءِ وَ سَيّدُ الأَوصِيَاءِ فَقَالَ لَهُ الرّاهِبُ فَأَنتَ إِذَن أَصلَعُ قُرَيشٍ وَ وصَيِ‌ّ مُحَمّدٍ فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع أَنَا ذَلِكَ فَنَزَلَ الرّاهِبُ إِلَيهِ فَقَالَ خُذ عَلَيّ شَرَائِعَ الإِسلَامِ إنِيّ‌ وَجَدتُ فِي الإِنجِيلِ نَعتَكَ وَ أَنّكَ تَنزِلُ أَرضَ بَرَاثَا بَيتَ مَريَمَ وَ أَرضَ عِيسَي ع فَأَتَي أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مَوضِعاً


صفحه : 212

فَلَكَزَهُ بِرِجلِهِ فَانبَجَسَت عَينٌ خَرّارَةٌ فَقَالَ هَذِهِ عَينُ مَريَمَ التّيِ‌ أُنبِعَت لَهَا ثُمّ قَالَ اكشِفُوا هَاهُنَا عَلَي سَبعَةَ عَشَرَ ذِرَاعاً فَكُشِفَ فَإِذَا بِصَخرَةٍ بَيضَاءَ فَقَالَ ع عَلَي هَذِهِ وَضَعَت مَريَمُ عِيسَي ع مِن عَاتِقِهَا وَ صَلّت هَاهُنَا ثُمّ قَالَ أَرضُ بَرَاثَا هَذِهِ بَيتُ مَريَمَ ع

8-يب ،[تهذيب الأحكام ] مُحَمّدُ بنُ أَحمَدَ بنِ دَاوُدَ عَن مُحَمّدِ بنِ هَمّامٍ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ مَالِكٍ عَن سَعدِ بنِ عَمرٍو الزهّريِ‌ّ عَن بَكرِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِيهِ عَنِ الثمّاَليِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيفَحَمَلَتهُ فَانتَبَذَت بِهِ مَكاناً قَصِيّا قَالَ خَرَجَت مِن دِمَشقَ حَتّي أَتَت كَربَلَاءَ فَوَضَعَتهُ فِي مَوضِعِ قَبرِ الحُسَينِ ع ثُمّ رَجَعَت مِن لَيلَتِهَا

9- ع ،[علل الشرائع ]بِالإِسنَادِ إِلَي وَهبٍ قَالَ لَمّا أَجَاءَ المَخَاضُ مَريَمَ ع إِلي جِذعِ النّخلَةِاشتَدّ عَلَيهَا البَردُ فَعَمَدَ يُوسُفُ النّجّارُ إِلَي حَطَبٍ فَجَعَلَهُ حَولَهَا كَالحَظِيرَةِ ثُمّ أَشعَلَ فِيهِ النّارَ فَأَصَابَتهَا سُخُونَةُ الوَقُودِ مِن كُلّ نَاحِيَةٍ حَتّي دَفِئَت وَ كَسَرَ لَهَا سَبعَ جَوزَاتٍ وَجَدَهُنّ فِي خُرجِهِ فَأَطعَمَهَا فَمِن أَجلِ ذَلِكَ تُوقِدُ النّصَارَي النّارَ فِي لَيلَةِ المِيلَادِ وَ تَلعَبُ بِالجَوزِ


صفحه : 213

10-ك ،[إكمال الدين ]القَطّانُ عَنِ السكّرّيِ‌ّ عَنِ الجوَهرَيِ‌ّ عَنِ ابنِ عُمَارَةَ عَن أَبِيهِ عَنِ الصّادِقِ قَالَ لَمّا وُلِدَ المَسِيحُ أَخفَي اللّهُ وِلَادَتَهُ وَ غَيّبَ شَخصَهُ لِأَنّ مَريَمَ لَمّا حَمَلَتهُ انتَبَذَتبِهِ مَكاناً قَصِيّا ثُمّ إِنّ زَكَرِيّا وَ خَالَتَهَا أَقبَلَا يَقُصّانِ أَثَرَهَا حَتّي هَجَمَا عَلَيهَا وَ قَد وَضَعَت مَا فِي بَطنِهَا وَ هيِ‌َ تَقُولُيا ليَتنَيِ‌ مِتّ قَبلَ هذا وَ كُنتُ نَسياً مَنسِيّافَأَطلَقَ اللّهُ تَعَالَي ذِكرُهُ لِسَانَهُ بِعُذرِهَا وَ إِظهَارِ حُجّتِهَا فَلَمّا ظَهَرَ اشتَدّتِ البَلوَي وَ الطّلَبُ عَلَي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ وَ أَكَبّ الجَبَابِرَةُ وَ الطّوَاغِيتُ عَلَيهِم حَتّي كَانَ مِن أَمرِ المَسِيحِ ع مَا قَد أَخبَرَ اللّهُ بِهِ وَ استَتَرَ شَمعُونُ بنُ حَمّونَ وَ الشّيعَةُ حَتّي أَفضَي بِهِمُ الِاستِتَارُ إِلَي جَزِيرَةٍ مِن جَزَائِرِ البَحرِ فَأَقَامُوا بِهَا فَفَجّرَ لَهُم فِيهَا العُيُونَ العَذبَةَ وَ أَخرَجَ لَهُم مِن كُلّ الثّمَرَاتِ وَ جَعَلَ لَهُم فِيهَا المَاشِيَةَ وَ بَعَثَ إِلَيهِم سَمَكَةً تُدعَي القُمُدّ لَا لَحمَ لَهَا وَ لَا عَظمَ وَ إِنّمَا هيِ‌َ جِلدٌ وَ دَمٌ فَخَرَجَت مِنَ البَحرِ فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَي النّحلِ أَن يَركَبَهَا فَرَكِبَهَا فَأَتَتِ النّحلُ إِلَي تِلكَ الجَزِيرَةِ وَ نَهَضَ النّحلُ وَ تَعَلّقَ بِالشّجَرِ فغرس [فَعَرَشَ] وَ بَنَي وَ كَثُرَ العَسَلُ وَ لَم يَكُونُوا يَفقِدُونَ شَيئاً مِن أَخبَارِ المَسِيحِ

أقول تمامه في قصة طالوت

11-كا،[الكافي‌] أَحمَدُ بنُ مِهرَانَ وَ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ جَمِيعاً عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَنِ الحَسَنِ بنِ رَاشِدٍ عَن يَعقُوبَ بنِ جَعفَرِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِي الحَسَنِ مُوسَي ع فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ قَالَ أَمّا أُمّ مَريَمَ فَاسمُهَا مَرتَا وَ هيِ‌َ وَهِيبَةُ بِالعَرَبِيّةِ وَ أَمّا اليَومُ ألّذِي حَمَلَت فِيهِ مَريَمُ فَهُوَ يَومُ الجُمُعَةِ لِلزّوَالِ وَ هُوَ اليَومُ ألّذِي هَبَطَ فِيهِ الرّوحُ الأَمِينُ وَ لَيسَ لِلمُسلِمِينَ عِيدٌ كَانَ


صفحه : 214

أَولَي مِنهُ وَ أَمّا اليَومُ ألّذِي وَلَدَت فِيهِ مَريَمُ فَهُوَ يَومُ الثّلَاثَاءِ لِأَربَعِ سَاعَاتٍ وَ نِصفٍ مِنَ النّهَارِ وَ النّهَرُ ألّذِي وَلَدَت عَلَيهِ مَريَمُ عِيسَي هُوَ الفُرَاتُ فَحَجَبَت لِسَانَهَا وَ نَادَي قَيدُوسُ وُلدَهُ وَ أَشيَاعَهُ فَأَعَانُوهُ وَ أَخرَجُوا آلَ عِمرَانَ لِيَنظُرُوا إِلَي مَريَمَ فَقَالُوا لَهَا مَا قَصّ اللّهُ فِي كِتَابِهِ

12-يب ،[تهذيب الأحكام ]بِإِسنَادِهِ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ زُرَارَةَ عَنِ البزَنَطيِ‌ّ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَن كَثِيرٍ النّوّاءِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ يَومُ عَاشُورَاءَ هُوَ اليَومُ ألّذِي وُلِدَ فِيهِ عِيسَي ابنُ مَريَمَ ع

13-يه ،[ من لايحضره الفقيه ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ عِيسَي وَ ابنِ هَاشِمٍ عَنِ الوَشّاءِ عَنِ الرّضَا ع قَالَ لَيلَةُ خَمسٍ وَ عِشرِينَ مِن ذيِ‌ القَعدَةِ وُلِدَ فِيهَا اِبرَاهِيمُ ع وَ وُلِدَ فِيهَا عِيسَي ابنُ مَريَمَ ع الخَبَرَ


صفحه : 215

بيان لعل الخبر الأول الدال علي كون ولادته في يوم عاشوراء محمول علي التقية كمايشهد به بعض الأخبار وكذا الأخبار المختلفة الواردة في زمان الحمل وموضع الولادة لعل بعضها محمولة علي التقية لاشتهارها بين المخالفين و الله يعلم

14-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ] قَالَ البَاقِرُ ع إِنّ مَريَمَ بُشّرَت بِعِيسَي فَبَينَا هيِ‌َ فِي المِحرَابِ إِذ تَمَثّلَ لَهَا الرّوحُ الأَمِينُ بَشَراً سَوِيّاًقالَت إنِيّ‌ أَعُوذُ بِالرّحمنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيّا قالَ إِنّما أَنَا رَسُولُ رَبّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلاماً زَكِيّافَتَفَلَ فِي جَيبَهَا فَحَمَلَت بِعِيسَي فَلَم يَلبَث أَن وَلَدَت وَ قَالَ لَم يَكُن عَلَي وَجهِ الأَرضِ شَجَرَةٌ إِلّا يُنتَفَعُ بِهَا وَ لَهَا ثَمَرَةٌ وَ لَا شَوكَ لَهَا حَتّي قَالَت فَجَرَةُ بنَيِ‌ آدَمَ كَلِمَةَ السّوءِ فَاقشَعَرّتِ الأَرضُ وَ شَاكَتِ الشّجَرُ وَ أَتَي إِبلِيسُ تِلكَ اللّيلَةَ فَقِيلَ لَهُ وُلِدَ اللّيلَةَ وَلَدٌ لَم يَبقَ عَلَي وَجهِ الأَرضِ صَنَمٌ إِلّا خَرّ لِوَجهِهِ وَ أَتَي المَشرِقَ وَ المَغرِبَ يَطلُبُهُ فَوَجَدَهُ فِي بَيتِ دَيرٍ قَد حَفّت بِهِ المَلَائِكَةُ فَذَهَبَ يَدنُو فَصَاحَتِ المَلَائِكَةُ تَنَحّ فَقَالَ لَهُم مَن أَبُوهُ فَقَالَت فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ آدَمَ فَقَالَ إِبلِيسُ لَأُضِلّنّ بِهِ أَربَعَةَ أَخمَاسِ النّاسِ

15-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]الصّدُوقُ عَنِ ابنِ المُتَوَكّلِ عَنِ الحمِيرَيِ‌ّ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن أَبِي أَيّوبَ عَن زِيَادِ بنِ سُوقَةَ عَنِ الحَكَمِ بنِ عُيَينَةَ قَالَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع لَمّا قَالَتِ العَوَاتِقُ الفِريَةَ وَ هُنّ سَبعُونَ لِمَريَمَلَقَد جِئتِ شَيئاً فَرِيّاأَنطَقَ اللّهُ عِيسَي ع عِندَ ذَلِكَ فَقَالَ لَهُنّ وَيلَكُنّ تَفتَرِينَ عَلَي أمُيّ‌ أَنَاعَبدُ اللّهِ آتانيِ‌َ الكِتابَ وَ أُقسِمُ بِاللّهِ لَأَضرِبَنّ كُلّ امرَأَةٍ مِنكُنّ حَدّاً بِافتِرَائِكُنّ عَلَي أمُيّ‌ قَالَ الحَكَمُ فَقُلتُ لِلبَاقِرِ ع أَ فَضَرَبَهُنّ عِيسَي ع بَعدَ ذَلِكَ قَالَ نَعَم وَ لِلّهِ الحَمدُ وَ المِنّةُ

16- ع ،[علل الشرائع ]بِإِسنَادِهِ عَن وَهبٍ اليمَاَنيِ‌ّ قَالَ إِنّ يَهُودِيّاً سَأَلَ النّبِيّ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ أَ كُنتَ فِي أُمّ الكِتَابِ نَبِيّاً قَبلَ أَن تُخلَقَ قَالَ نَعَم قَالَ وَ هَؤُلَاءِ أَصحَابُكَ المُؤمِنُونَ مُثبَتُونَ مَعَكَ قَبلَ أَن يُخلَقُوا قَالَ نَعَم قَالَ فَمَا شَأنُكَ لَم تَتَكَلّم بِالحِكمَةِ حِينَ خَرَجتَ


صفحه : 216

مِن بَطنِ أُمّكَ كَمَا تَكَلّمَ عِيسَي ابنُ مَريَمَ عَلَي زَعمِكَ وَ قَد كُنتَ قَبلَ ذَلِكَ نَبِيّاً فَقَالَ النّبِيّص إِنّهُ لَيسَ أمَريِ‌ كَأَمرِ عِيسَي ابنِ مَريَمَ ع إِنّ عِيسَي ابنَ مَريَمَ خَلَقَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مِن أُمّ لَيسَ لَهُ أَبٌ كَمَا خَلَقَ آدَمَ مِن غَيرِ أَبٍ وَ لَا أُمّ وَ لَو أَنّ عِيسَي ع حِينَ خَرَجَ مِن بَطنِ أُمّهِ لَم يَنطِق بِالحِكمَةِ لَم يَكُن لِأُمّهِ عُذرٌ عِندَ النّاسِ وَ قَد أَتَت بِهِ مِن غَيرِ أَبٍ وَ كَانُوا يَأخُذُونَهَا كَمَا يَأخُذُونَ بِهِ مِنَ المُحصَنَاتِ فَجَعَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مَنطِقَهُ عُذراً لِأُمّهِ

17-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]الصّدُوقُ عَنِ ابنِ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ القَاسِمِ بنِ يَحيَي عَن جَدّهِ الحَسَنِ بنِ رَاشِدٍ عَن يَحيَي بنِ عَبدِ اللّهِ قَالَ كُنّا بِالحِيرَةِ فَرَكِبتُ مَعَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَلَمّا صِرنَا حِيَالَ قَريَةٍ فَوقَ المَاصِرِ قَالَ هيِ‌َ هيِ‌َ حِينَ قَرُبَ مِنَ الشّطّ وَ صَارَ عَلَي شَفِيرِ الفُرَاتِ ثُمّ نَزَلَ فَصَلّي رَكعَتَينِ ثُمّ قَالَ أَ تدَريِ‌ أَينَ وُلِدَ عِيسَي ع قُلتُ لَا قَالَ فِي هَذَا المَوضِعِ ألّذِي أَنَا فِيهِ جَالِسٌ ثُمّ قَالَ أَ تدَريِ‌ أَينَ كَانَتِ النّخلَةُ قُلتُ لَا فَمَدّ يَدَهُ خَلفَهُ فَقَالَ فِي هَذَا المَكَانِ ثُمّ قَالَ أَ تدَريِ‌ مَا القَرَارُ وَ مَا المَاءُ المَعِينُ قُلتُ لَا قَالَ هَذَا هُوَ الفُرَاتُ ثُمّ قَالَ أَ تدَريِ‌ مَا الرّبوَةُ قُلتُ لَا فَأَشَارَ بِيَدِهِ عَن يَمِينِهِ فَقَالَ هَذَا هُوَ الجَبَلُ إِلَي النّجَفِ وَ قَالَ إِنّ مَريَمَ ظَهَرَ حَملُهَا وَ كَانَت فِي وَادٍ فِيهِ خَمسُمِائَةِ بِكرٍ يَتَعَبّدنَ وَ قَالَ حَمَلَتهُ تِسعَ سَاعَاتٍ فَلَمّا ضَرَبَهَا الطّلقُ خَرَجَت مِنَ المِحرَابِ إِلَي بَيتِ دَيرٍ لَهُمفَأَجاءَهَا المَخاضُ إِلي جِذعِ النّخلَةِفَوَضَعَتهُ فَحَمَلَتهُ فَذَهَبَت بِهِ إِلَي قَومِهَا فَلَمّا رَأَوهَا فَزِعُوا فَاختَلَفَ فِيهِ بَنُو إِسرَائِيلَ فَقَالَ بَعضُهُم هُوَ ابنُ اللّهِ وَ قَالَ بَعضُهُم هُوَ عَبدُ اللّهِ وَ نَبِيّهُ وَ قَالَتِ اليَهُودُ بَل هُوَ ابنُ الهَنَةِ وَ يُقَالُ لِلنّخلَةِ التّيِ‌ أُنزِلَت عَلَي مَريَمَ العَجوَةُ

بيان المآصر بالمد جمع المأصر كمجلس أي المحبس ولعل المراد محابس الماء والماصر بغير مد الحاجز بين الشيئين والحد بين الأرضين و ابن الهنة كناية عن ولد الزنا بأن يكون المراد بالهنة الشر والقبيح كماتطلق عليه كثيرا و قديكني به عن كل جنس فالمعني ابن رجل

18-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ بِإِسنَادِهِ إِلَي ابنِ أُورَمَةَ عَن أَحمَدَ بنِ خَالِدٍ


صفحه : 217

الكرَخيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن سُلَيمَانَ الجعَفرَيِ‌ّ عَن أَبِي الحَسَنِ ع قَالَ أَ تدَريِ‌ بِمَا حَمَلَت مَريَمُ قُلتُ لَا قَالَ مِن تَمرِ صَرَفَانٍ أَتَاهَا بِهِ جَبرَئِيلُ ع

سن ،[المحاسن ] أَبِي وَ بَكرُ بنُ صَالِحٍ عَن سُلَيمَانَ الجعَفرَيِ‌ّ عَنهُ ع مِثلَهُ وَ فِي آخِرِهِ نَزَلَ بِهَا جَبرَئِيلُ فَأَطعَمَهَا فَحَمَلَت

19-ير،[بصائر الدرجات ] عَلِيّ بنُ الحُسَينِ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن سُلَيمَانَ بنِ نَهِيكٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ آوَيناهُما إِلي رَبوَةٍ ذاتِ قَرارٍ وَ مَعِينٍ قَالَ الرّبوَةُ نَجَفُ الكُوفَةِ وَ المَعِينُ الفُرَاتُ

20-كا،[الكافي‌] أَحمَدُ بنُ مِهرَانَ وَ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ جَمِيعاً عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَنِ الحَسَنِ بنِ رَاشِدٍ عَن يَعقُوبَ بنِ جَعفَرِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِي الحَسَنِ مُوسَي ع فِي مَسَائِلِهِ التّيِ‌ سَأَلَ النصّراَنيِ‌ّ عَنهَا فَقَالَ لَهُ أَبُو اِبرَاهِيمَ ع وَ النّهَرُ ألّذِي وَلَدَت عَلَيهِ مَريَمُ عِيسَي هَل تَعرِفُهُ قَالَ لَا قَالَ هُوَ الفُرَاتُ الخَبَرَ

21-سن ،[المحاسن ] أَبِي عَن مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص سِتّةٌ كَرِهَهَا اللّهُ تَعَالَي لِي فَكَرِهتُهَا لِلأَئِمّةِ مِن ذرُيّتّيِ‌ وَ عَدّ مِنهَا الرّفَثَ فِي الصّومِ قَالَ وَ مَا الرّفَثُ فِي الصّيَامِ قَالَ مَا كَرِهَ اللّهُ لِمَريَمَ فِي قَولِهِإنِيّ‌ نَذَرتُ لِلرّحمنِ صَوماً فَلَن أُكَلّمَ اليَومَ إِنسِيّا قَالَ قُلتُ صَمَتَت مِن أَيّ شَيءٍ قَالَ مِنَ الكَذِبِ

22-نجم ،[ كتاب النجوم ]ذكر أبو جعفر بن بابويه في كتاب النبوة في باب سياقة حديث عيسي ابن


صفحه : 218

مريم ع فقال ما هذالفظه وقدم عليها وفد من عظماء المجوس زائرين معظمين لأمر ابنها وقالوا إنا قوم ننظر في النجوم فلما ولد ابنك طلع بمولوده نجم من نجوم الملك فنظرنا فيه فإذاملكه ملك نبوة لايزول عنه و لايفارقه حتي يرفعه إلي السماء فيجاور ربه عز و جل ماكانت الدنيا مكانها ثم يصير إلي ملك هوأطول وأبقي مما كان فيه فخرجنا من قبل المشرق حتي رفعنا إلي هذاالمكان فوجدنا النجم متطلعا عليه من فوقه فبذلك عرفنا موضعه و قدأهدينا له هدية جعلناها له قربانا لم يقرب مثله لأحد قط و ذلك أناوجدنا هذاالقربان يشبه أمره و هوالذهب والمر واللبان لأن الذهب سيد المتاع كله وكذلك ابنك هوسيد الناس ما كان حيا ولأن المر جبار الجراحات وكذلك ابنك يبر‌ئ الله به الجراحات والأمراض والجنون والعاهات كلها ولأن اللبان يبلغ دخانه السماء ولن يبلغها دخان شيءغيره وكذلك ابنك يرفعه الله عز و جل إلي السماء و ليس يرفع من أهل زمانه غيره

23- ع ،[علل الشرائع ]الدّقّاقُ عَنِ الأسَدَيِ‌ّ عَنِ النخّعَيِ‌ّ عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع لِمَ خَلَقَ اللّهُ عِيسَي مِن غَيرِ أَبٍ وَ خَلَقَ سَائِرَ النّاسِ مِنَ الآبَاءِ وَ الأُمّهَاتِ فَقَالَ لِيَعلَمَ النّاسُ تَمَامَ قُدرَتِهِ وَ كَمَالَهَا وَ يَعلَمُوا أَنّهُ قَادِرٌ عَلَي أَن يَخلُقَ خَلقاً مِن أُنثَي مِن غَيرِ ذَكَرٍ كَمَا هُوَ قَادِرٌ عَلَي أَن يَخلُقَهُ مِن غَيرِ ذَكَرٍ وَ لَا أُنثَي وَ إِنّهُ عَزّ وَ جَلّ فَعَلَ ذَلِكَ لِيُعلَمَ أَنّهُ عَلَي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ

24-كا،[الكافي‌]عِدّةٌ مِن أَصحَابِنَا عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ ابنِ أُذَينَةَ عَنِ الأَحوَلِ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَنِ الرّوحِ التّيِ‌ فِي آدَمَ قَولُهُفَإِذا سَوّيتُهُ وَ نَفَختُ فِيهِ مِن روُحيِ‌ قَالَ هَذِهِ رُوحٌ مَخلُوقَةٌ وَ الرّوحُ التّيِ‌ فِي عِيسَي مَخلُوقَةٌ


صفحه : 219

25-كا،[الكافي‌]عِدّةٌ مِن أَصحَابِنَا عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ الحَجّالِ عَن ثَعلَبَةَ بنِ مَيمُونٍ عَن حُمرَانَ قَالَ سَأَلتُ أَبَا جَعفَرٍ ع عَن قَولِ اللّهِوَ رُوحٌ مِنهُ قَالَ هيِ‌َ رُوحُ اللّهِ مَخلُوقَةٌ خَلَقَهَا فِي آدَمَ وَ عِيسَي ع

أقول قدمضت الأخبار في تفسير الروح في كتاب التوحيد وستأتي‌ في كتاب الإمامة إن شاء الله تعالي

26- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] أَبِي عَنِ ابنِ قُتَيبَةَ عَن حَمدَانَ بنِ سُلَيمَانَ عَن نُوحِ بنِ شُعَيبٍ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن صَالِحِ بنِ عَلقَمَةَ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ قَالَ فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ أَ لَم يَنسُبُوا مَريَمَ بِنتَ عِمرَانَ إِلَي أَنّهَا حَمَلَت بِعِيسَي مِن رَجُلٍ نَجّارٍ اسمُهُ يُوسُفُ الخَبَرَ

27- وَ بِإِسنَادِهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ دعَاَنيِ‌ رَسُولُ اللّهِص فَقَالَ يَا عَلِيّ إِنّ فِيكَ شَبَهاً مِن عِيسَي ابنِ مَريَمَ ع أَحَبّتهُ النّصَارَي حَتّي أَنزَلُوهُ بِمَنزِلَةٍ لَيسَ بِهَا وَ أَبغَضَتهُ اليَهُودُ حَتّي بَهَتُوا أُمّهُ

28-كا،[الكافي‌]حُمَيدُ بنُ زِيَادٍ عَن أَبِي العَبّاسِ عُبَيدِ اللّهِ بنِ أَحمَدَ الدّهقَانِ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ الطاّطرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ زِيَادٍ بَيّاعِ الساّبرِيِ‌ّ عَن أَبَانٍ عَن رَجُلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ مَريَمَ حَمَلَت بِعِيسَي ع تِسعَ سَاعَاتٍ كُلّ سَاعَةٍ شَهراً

29-كا،[الكافي‌]عِدّةٌ مِن أَصحَابِنَا عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ النّضرِ بنِ سُوَيدٍ عَنِ القَاسِمِ بنِ سُلَيمَانَ عَن جَرّاحٍ المدَاَئنِيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ


صفحه : 220

الصّيَامَ لَيسَ مِنَ الطّعَامِ وَ الشّرَابِ وَحدَهُ ثُمّ قَالَ قَالَت مَريَمُإنِيّ‌ نَذَرتُ لِلرّحمنِ صَوماً أَي صَمتاً

30-كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ عَنِ الوَشّاءِ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَنهُ ع مِثلَهُ

31-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُعَمّرِ بنِ خَلّادٍ عَن أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع قَالَ كَانَت نَخلَةُ مَريَمَ ع العَجوَةَ وَ نَزَلَت فِي كَانُونَ

32-فض ،[ كتاب الروضة]ضه ،[روضة الواعظين ] عَن مُجَاهِدٍ عَن أَبِي عَمرٍو وَ أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِ‌ّ فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ فِي وِلَادَةِ عَلِيّ ع عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ هَذَا عِيسَي ابنُ مَريَمَ ع قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِيهِفَناداها مِن تَحتِها أَلّا تحَزنَيِ‌ قَد جَعَلَ رَبّكِ تَحتَكِ سَرِيّا إِلَي قَولِهِإِنسِيّافَكَلّمَ أُمّهُ وَقتَ مَولِدِهِ وَ قَالَ حِينَ أَشَارَت إِلَيهِ فَقالُوا كَيفَ نُكَلّمُ مَن كانَ فِي المَهدِ صَبِيّا...إنِيّ‌ عَبدُ اللّهِ آتانيِ‌َ الكِتابَ إِلَي آخِرِ الآيَةِ فَتَكَلّمَ ع فِي وَقتِ وِلَادَتِهِ فأَعُطيِ‌َ الكِتَابَ وَ النّبُوّةَ وَ أوُصيِ‌َ بِالصّلَاةِ وَ الزّكَاةِ فِي ثَلَاثَةِ أَيّامٍ مِن مَولِدِهِ وَ كَلّمَهُم فِي اليَومِ الثاّنيِ‌ مِن مَولِدِهِ

تذنيب قال الطبرسي‌ رحمه الله في قوله تعالي إِذ قالَتِ المَلائِكَةُ قال ابن عباس يريد جبرئيل يا مَريَمُ إِنّ اللّهَ يُبَشّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنهُففيه قولان أحدهما أنه المسيح سماه كلمة عن ابن عباس وقتادة وجماعة من المفسرين وإنما سمي‌ بذلك لأنه كان بكلمة من الله من غيروالد و هو قوله كُن فَيَكُونُيدل عليه قوله تعالي


صفحه : 221

إِنّ مَثَلَ عِيسي عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرابٍ ثُمّ قالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ وقيل سمي‌ بذلك لأن الله تعالي بشر به في الكتب السالفة كما يقول ألذي يخبر بالأمر إذاخرج موافقا لأمره قدجاء كلامي‌ ومما جاء من البشارة به في التوراة أتانا الله من سيناء وأشرق من ساعير واستعلن من جبال فاران وساعير هوالموضع ألذي بعث منه المسيح ع وقيل لأن الله يهدي‌ به كمايهدي‌ بكلمته . والقول الثاني‌ إن الكلمة بمعني البشارة كأنه قال ببشارة منه ولد اسمه المسيح والأول أقوي ويؤيده قوله إِنّمَا المَسِيحُ عِيسَي ابنُ مَريَمَ رَسُولُ اللّهِ وَ كَلِمَتُهُ أَلقاها إِلي مَريَمَ وَ رُوحٌ مِنهُ وإنما ذكر الضمير في اسمه و هوعائد إلي الكلمة لأنه واقع علي مذكر فذهب إلي المعني . واختلف في أنه لم سمي‌ بالمسيح فقيل لأنه مسح باليمن والبركة عن الحسن وقتادة وسعيد وقيل لأنه مسح بالتطهير من الذنوب وقيل لأنه مسح بدهن زيت بورك فيه وكانت الأنبياء تتمسح به عن الجبائي‌ وقيل لأنه مسحه جبرئيل بجناحه وقت ولادته ليكون عوذة من الشيطان وقيل لأنه كان يمسح رأس اليتامي لله وقيل لأنه يمسح عين الأعمي فيبصره عن الكلبي‌ وقيل لأنه كان لايمسح ذا عاهة بيده إلاأبرأه عن ابن عباس في رواية عطاء والضحاك و قال أبوعبيدة و هوبالسريانية مشيحا فعربته العرب عيسي ابن مريم نسبه إلي أمه ردا علي النصاري قولهم إنه ابن الله وَجِيهاًذا جاه وقدر وشرف فِي الدّنيا وَ الآخِرَةِ وَ مِنَ المُقَرّبِينَ إلي ثواب الله وكرامته وَ يُكَلّمُ النّاسَ فِي المَهدِ أي صغيرا والمهد الموضع ألذي يمهد لنوم الصبي‌ ويعني‌ بكلامه في المهدإنِيّ‌ عَبدُ اللّهِ آتانيِ‌َ الكِتابَالآية ووجه كلامه في المهد أنه تنزيه لأمه مما قذفت به وجلالة له بالمعجزة التي‌ ظهرت فيه وَ كَهلًا أي يكلمهم كهلا بالوحي‌ ألذي يأتيه من الله


صفحه : 222

أعلمنا الله سبحانه أنه يبقي إلي حال الكهولة و في ذلك إعجاز لكون المخبر في وفق الخبر. وقيل المراد به الرد علي النصاري بما كان فيه من التقلب في الأحوال لأن ذلك مناف لصفة الإله وَ مِنَ الصّالِحِينَ أي و من النبيين مثل ابراهيم و موسي ع وقيل إن المراد بالآية ويكلمهم في المهد دعاء إلي الله وكهلا بعدنزوله من السماء ليقتل الدجال و ذلك لأنه رفع إلي السماء و هو ابن ثلاث وثلاثين سنة و ذلك قبل الكهولة عن زيد بن أسلم . و في ظهور المعجزة في المهد قولان أحدهما أنها كانت مقرونة بنبوة المسيح ع لأنه سبحانه أكمل عقله في تلك الحال وجعله نبيا وأوحي إليه بما تكلم به عن الجبائي‌ وقيل كان ذلك علي التأسيس والإرهاص لنبوته عن ابن الإخشيد ويجوز عندنا الوجهان ويجوز أن يكون معجزة لمريم تدل علي طهارتها وبراءة ساحتها إذ لامانع لذلك و قددلت الأدلة الواضحة علي جوازه وإنما جحدت النصاري كلام المسيح في المهد مع كونه آية ومعجزة لأن في ذلك إبطال مذهبهم لأنه قال إنِيّ‌ عَبدُ اللّهِ و هوينافي‌ قولهم إنه ابن الله فاستمروا علي تكذيب من أخبر بذلك قالَتمريم أَنّي يَكُونُ لِي أي كيف يكون لي وَلَدٌ وَ لَم يمَسسَنيِ‌ بَشَرٌ لم تقل ذلك استبعادا واستنكارا بل إنما قالت استفهاما واستعظاما لقدرة الله تعالي لأن في طبع البشر التعجب مما خرج عن المعتاد وقيل إنما قالت ذلك لتعلم أن الله سبحانه يرزقها الولد وهي‌ علي حالتها لم يمسسها بشر أويقدر لها زوجا ثم يرزقها الولد علي مجري العادةقالَ كَذلِكِ اللّهُ يَخلُقُ ما يَشاءُ أي يخلق مايشاء مثل ذلك فهي‌ حكاية ما قال لها الملك أي يرزقك الولد و أنت علي هذه الحالة لم يمسك بشرإِذا قَضي أَمراً أي خلق أمرا وقيل إذاقدر أمرافَإِنّما يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ وقيل في معناه قولان أحدهما أنه إخبار بسرعة حصول مراد الله تعالي في كل شيءأراد حصوله من غيرمهلة و لامعاناة


صفحه : 223

و لاتكلف سبب و لاأداة وإنما كني بهذه اللفظة لأنه لايدخل في وهم العباد شيءأسرع من كن فيكون والآخر أن هذه الكلمة جعلها الله علامة للملائكة فيما يريد إحداثه وإيجاده لما فيه من المصلحة والاعتبار وإنما استعمل لفظة الأمر فيما ليس بأمر هنا ليدل ذلك علي أن فعله بمنزلة فعل المأمور في أنه لاكلفة فيه علي الآمر. و قال رحمه الله في قوله وَ اذكُر فِي الكِتابِ مَريَمَ إِذِ انتَبَذَت مِن أَهلِها مَكاناً شَرقِيّا أي انفردت من أهلها إلي مكان في جهة المشرق وقعدت ناحية منهم قال ابن عباس إنما اتخذت النصاري المشرق قبلة لأنها انتبذت مكانا شرقيا وقيل اتخذت مكانا تنفرد فيه للعبادة لئلا تشتغل بكلام الناس عن الجبائي‌ وقيل تباعدت عن قومها حتي لايروها عن الأصم و أبي مسلم وقيل إنها تمنت أن تجد خلوة فتفلي‌ رأسها فخرجت في يوم شديد البرد فجلست في مشرقة للشمس عن عطاءفَاتّخَذَت مِن دُونِهِم حِجاباً أي فضربت من دون أهلها لئلا يروها سترا وحاجزا بينها وبينهم فَأَرسَلنا إِلَيها رُوحَنايعني‌ جبرئيل ع عن ابن عباس و الحسن وقتادة وغيرهم وسماه الله روحا لأنه روحاني‌ وأضافه إلي نفسه تشريفا له فَتَمَثّلَ لَها بَشَراً سَوِيّامعناه فأتاها جبرئيل فانتصب بين يديها في صورة آدمي‌ صحيح لم ينقص منه شيء و قال أبومسلم إن الروح ألذي خلق منه المسيح ع تصور لها إنسانا والأول هوالوجه لإجماع المفسرين عليه و قال عكرمة كانت مريم إذاحاضت خرجت من المسجد وكانت عندخالتها امرأة زكريا أيام حيضها فإذاطهرت عادت إلي بيتها في المسجد فبينما هي‌ في مشرقة لها في ناحية الدار و قدضربت بينها و بين أهلها سترا لتغتسل وتمتشط إذ دخل عليها جبرئيل في صورة رجل شاب أمرد سوي‌ الخلق فأنكرته فاستعاذت بالله منه قالَت إنِيّ‌ أَعُوذُ بِالرّحمنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيّامعناه إني‌ أعتصم بالرحمن من شرك فاخرج من عندي‌ إن كنت تقيا.سؤال كيف شرطت في التعوذ منه أن يكون تقيا والتقي‌ لايحتاج أن يتعوذ منه وإنما يتعوذ من غيرالتقي‌.


صفحه : 224

والجواب أن التقي‌ إذاتعوذ بالرحمن منه ارتدع عما يسخط الله ففي‌ ذلك تخويف وترهيب له و هذا كماتقول إن كنت مؤمنا فلاتظلمني‌ فالمعني إن كنت تقيا فاتعظ واخرج . وَ روُيِ‌َ عَن عَلِيّ ع أَنّهُ قَالَ عَلِمَت أَن التّقَي يَنهَاهُ عَنِ المَعصِيَةِ

وقيل إن معني قوله إِن كُنتَ تَقِيّا ماكنت تقيا حيث استحللت النظر إلي‌ وخلوت بي‌ فلما سمع جبرئيل منه هذاالقول قالَلهاإِنّما أَنَا رَسُولُ رَبّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلاماً زَكِيّا أي ولدا طاهرا من الأدناس وقيل ناميا في أفعال الخير وقيل يريد نبيا عن ابن عباس قالَتمريم أَنّي يَكُونُ لِي غُلامٌ أي كيف يكون لي ولدوَ لَم يمَسسَنيِ‌ بَشَرٌ علي وجه الزوجيةوَ لَم أَكُ بَغِيّا أي و لم أكن زانية وإنما قالت ذلك لأن الولد في العادة يكون من إحدي هاتين الجهتين والمعني أني‌ لست بذات زوج و غيرذات الزوج لاتلد إلا عن فجور ولست فاجرة وإنما يقال للفاجرة بغي‌ بمعني أنها تبغي‌ الزنا أي تطلبه . و في هذه الآية دلالة علي جواز إظهار الكرامات علي غيرالأنبياء ع لأن من المعلوم أن مريم ليست بنبية و أن رؤية الملك علي صورة البشر وبشارة الملك إياها وولادتها من غيروطء إلي غيرها من الآيات التي‌ أبانها الله بها من أكبر المعجزات و من لم يجوز إظهار المعجزات علي غير النبي اختلفت أقوالهم في ذلك فقال الجبائي‌ وابنه إنها معجزات لزكريا و قال البلخي‌ إنها معجزات لعيسي علي سبيل الإرهاص والتأسيس لنبوته قالَ كَذلِكِ أي قال لها جبرئيل حين سمع تعجبها من هذه البشارة الأمر كذلك أي كماوصفت لك قالَ رَبّكِ هُوَ عَلَيّ هَيّنٌ وَ لِنَجعَلَهُ آيَةً لِلنّاسِمعناه ولنجعله علامة ظاهرة وآية باهرة للناس علي نبوته ودلالة علي براءة أمه وَ رَحمَةً مِنّا أي ولنجعله نعمة منا علي الخلق يهتدون بسنته وَ كانَ أَمراً مَقضِيّا أي و كان خلق


صفحه : 225

عيسي ع من غيرذكر أمرا كائنا مفروغا منه محتوما قضي الله سبحانه بأنه يكون وحكم به فَحَمَلَتهُ أي فحملت مريم بعيسي وحبلت في الحال قيل إن جبرئيل أخذ ردن قميصها بإصبعه فنفخ فيه فحملت مريم من ساعتها ووجدت حس الحمل عن ابن عباس وقيل نفخ في كمها فحملت عن ابن جريح .

وَ روُيِ‌َ عَنِ البَاقِرِ ع أَنّهُ تَنَاوَلَ جَيبَ مِدرَعَتِهَا فَنَفَخَ نَفخَةً فَكَمَلَ الوَلَدُ فِي الرّحِمِ مِن سَاعَتِهِ كَمَا يَكمُلُ الوَلَدُ فِي أَرحَامِ النّسَاءِ تِسعَةَ أَشهُرٍ فَخَرَجَت مِنَ المُستَحَمّ وَ هيِ‌َ حَامِلٌ مُثقِلٌ فَنَظَرَت إِلَيهَا خَالَتُهَا فَأَنكَرَتهَا وَ مَضَت مَريَمُ عَلَي وَجهِهَا مُستَحيِيَةً مِن خَالَتِهَا وَ مِن زَكَرِيّا

فَانتَبَذَت بِهِ مَكاناً قَصِيّا أي تنحت بالحمل إلي مكان بعيد وقيل معناه انفردت به مكانا بعيدا من قومها حياء من أهلها وخوفا من أن يتهموها بسوء. واختلفوا في مدة حملها فقيل ساعة واحدة قال ابن عباس لم يكن بين الانتباذ والحمل إلاساعة واحدة لأنه تعالي لم يذكر بينهما فصلا لأنه قال فَحَمَلَتهُ فَانتَبَذَت بِهِ...فَأَجاءَهَا والفاء للتعقيب وقيل حملت به في ساعة وصور في ساعة ووضعته في ساعة حين زاغت الشمس من يومها وهي‌ بنت عشر سنين عن مقاتل وقيل كانت مدة حملها تسع ساعات و هذامروي‌ عن أبي عبد الله وقيل ستة أشهر وقيل ثمانية أشهر و كان ذلك آية و ذلك أنه لم يعش مولود وضع لثمانية أشهر غيره فَأَجاءَهَا المَخاضُ أي أجاءها الطلق أي وجع الولادةإِلي جِذعِ النّخلَةِفالتجأت إليها لتستند إليها عن ابن عباس ومجاهد وقتادة والسدي‌ قال ابن عباس نظرت مريم إلي أكمة فصعدت مسرعة فإذاعليها جذع النخلة ليس عليها سعف والجذع ساق النخلة والألف واللام دخلت للعهد لاللجنس أي النخلة المعروفة فلما ولدت قالَت يا ليَتنَيِ‌ مِتّ قَبلَ هذا وَ كُنتُ نَسياً مَنسِيّا أي شيئا حقيرا متروكا عن ابن عباس وقيل شيئا لايذكر و لايعرف عن قتادة وقيل حيضة ملقاة عن عكرمة والضحاك ومجاهد قال ابن عباس فسمع جبرئيل كلامها


صفحه : 226

وعرف جزعهافَناداها مِن تَحتِها و كان أسفل منها تحت الأكمةأَلّا تحَزنَيِ‌ و هوقول السدي‌ وقتادة والضحاك إن المنادي‌ جبرئيل ناداها من سفح الجبل وقيل ناداها عيسي عن مجاهد و الحسن ووهب وسعيد بن جبير و ابن زيد و ابن جرير والجبائي‌ وإنما تمنت الموت كراهية لأن يعصي الله فيها وقيل استحياء من الناس أن يظنوا بهاسوءا عن السدي‌

وَ روُيِ‌َ عَنِ الصّادِقِ ع لِأَنّهَا لَم تَرَ فِي قَومِهَا رَشِيداً ذَا فِرَاسَةٍ يُنَزّهُهَا عَنِ السّوءِ

قَد جَعَلَ رَبّكِ تَحتَكِ سَرِيّا أي ناداها جبرئيل أوعيسي ليزول ماعندها من الغم والجزع لاتغتمي‌ قدجعل ربك تحت قدميك نهرا تشربين منه وتطهرين من النفاس عن ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير قالوا و كان نهرا قدانقطع الماء عنه فأرسل الله الماء فيه لمريم وأحيا ذلك الجذع حتي أثمر وأورق وقيل ضرب جبرئيل برجله فظهر ماء عذب وقيل بل ضرب عيسي برجله فظهر عين ماء تجري‌ و هوالمروي‌ عن أبي جعفر ع وقيل السري‌ عيسي ع عن الحسن و ابن زيد والجبائي‌ والسري‌ هوالرفيع الشريف قال الحسن كان و الله عبدا سرياوَ هزُيّ‌ إِلَيكِ بِجِذعِ النّخلَةِمعناه اجذبي‌ إليك والباء مزيدة و قال الفراء تقول العرب هزه وهز به تُساقِط عَلَيكِ رُطَباً جَنِيّاالجني‌ بمعني المجتني من جنيت الثمرة واجتنيتها إذاقطعتها

وَ قَالَ البَاقِرُ ع لَم تَستَشفِ النّفَسَاءُ بِمِثلِ الرّطَبِ إِنّ اللّهَ تَعَالَي أَطعَمَهُ مَريَمَ فِي نِفَاسِهَا

قال إن الجذع كان يابسا لاثمر عليه إذ لو كان عليه ثمر لهزته من غير أن تؤمر به و كان في الشتاء فصار معجزة لخروج الرطب في غيرأوانه ولخروجه دفعة واحدة فإن العادة أن يكون نورا أولا ثم يصير بلحا ثم بسرا وروي‌ أنه لم يكن للجذع رأس وضربته برجلها فأورق وأثمر وانتثر عليها الرطب جنيا والشجرة التي‌ لارأس لها لاتثمر في العادة.


صفحه : 227

وقيل إن تلك النخلة كانت برنية وقيل كانت عجوة و هوالمروي‌ عن أبي عبد الله ع فكَلُيِ‌ وَ اشربَيِ‌ أي كلي‌ يامريم من هذاالرطب واشربي‌ من هذاالماءوَ قرَيّ‌ عَيناًجاء في التفسير وطيبي‌ نفسا وقيل معناه لتبرد عينك سرورا بهذا الولد ألذي ترين لأن دمعة السرور باردة ودمعة الحزن حارة وقيل معناه لتسكن عينك سكون سرور برؤيتك ماتحبين فَإِمّا تَرَيِنّ مِنَ البَشَرِ أَحَداًفسألك عن ولدك فقَوُليِ‌ إنِيّ‌ نَذَرتُ لِلرّحمنِ صَوماً أي صمتا عن ابن عباس والمعني أوجبت علي نفسي‌ لله أن لاأتكلم وقيل صوما أي إمساكا عن الطعام والشراب والكلام عن قتادة وإنما أمرت بالصمت ليكفيها الكلام ولدها بما يبر‌ئ ساحتها عن ابن مسعود و ابن زيد ووهب وقيل كان في بني‌ إسرائيل من أراد أن يجتهد صام عن الكلام كمايصوم عن الطعام فلايتكلم الصائم حتي يمسي‌ يدل علي هذا قوله فَلَن أُكَلّمَ اليَومَ إِنسِيّا أي إني‌ صائمة فلاأكلم اليوم أحدا و كان قدأذن لها أن تتكلم بهذا القدر ثم تسكت و لاتتكلم بشي‌ء آخر عن السدي‌ وقيل كان الله تعالي أمرها أن تنذر لله الصمت و إذاكلمها أحد تومئ بأنها نذرت صمتا لأنه لايجوز أن يأمرها بأن تخبر بأنها نذرت و لم تنذر لأن ذلك كذب عن الجبائي‌فَأَتَت بِهِ قَومَها تَحمِلُهُ أي فأتت مريم بعيسي حاملة له و ذلك أنها لفته في خرقة وحملته إلي قومهاقالُوا يا مَريَمُ لَقَد جِئتِ شَيئاً فَرِيّا أي أمرا عظيما بديعا إذ لم تلد أنثي قبلك من غير رجل عن قتادة ومجاهد والسدي‌ وقيل أمرا قبيحا منكرا من الافتراء و هوالكذب عن الجبائي‌.يا أُختَ هارُونَقيل فيه أقوال أحدهما أن هارون كان رجلا صالحا في بني‌ إسرائيل ينسب إليه كل من عرف بالصلاح عن ابن عباس وقتادة وكعب و ابن زيد والمغيرة بن شعبة رفعه إلي النبي ص وقيل إنه لمامات شيع جنازته أربعون ألفا كلهم يسمي هارون فقولهم يا أُختَ هارُونَمعناه ياشبيهة هارون في الصلاح ما كان هذامعروفا منك


صفحه : 228

وثانيها أن هارون كان أخاها لأبيها ليس من أمها و كان معروفا بحسن الطريقة عن الكلبي‌. وثالثها أنه هارون أخو موسي ع فنسبت إليه لأنها من ولده كمايقال ياأخا تميم عن السدي‌. ورابعها أنه كان رجلا فاسقا مشهورا بالعهر والفساد فنسبت إليه وقيل لها ياشبيهته في قبح فعله عن سعيد بن جبير.ما كانَ أَبُوكِ امرَأَ سَوءٍ وَ ما كانَت أُمّكِ بَغِيّا أي كان أبواك صالحين فمن أين جئت بهذا الولدفَأَشارَت إِلَيهِ أي فأومأت إلي عيسي بأن كلموه واستشهدوه علي براءة ساحتي‌ فتعجبوا من ذلك ثم قالُوا كَيفَ نُكَلّمُ مَن كانَ فِي المَهدِ صَبِيّامعناه كيف نكلم صبيا في المهد وقيل صبيا في الحجر رضيعا و كان المهد حجر أمه ألذي تربيه فيه إذ لم تكن هيأت له مهدا عن قتادة وقيل إنهم غضبوا عندإشارتها إليه وقالوا لسخريتها بنا أشد علينا من زناها فلما تكلم عيسي ع قالوا إن هذاالأمر عظيم عن السدي‌.قالَعيسي ابن مريم إنِيّ‌ عَبدُ اللّهِقدم إقراره بالعبودية ليبطل به قول من يدعي‌ له الربوبية و كان الله سبحانه أنطقه بذلك لعلمه بما يقوله الغالون فيه ثم قال آتانيِ‌َ الكِتابَ وَ جعَلَنَيِ‌ نَبِيّا أي حكم لي بإيتاء الكتاب والنبوة وقيل إن الله سبحانه أكمل عقله في صغره وأرسله إلي عباده و كان نبيا مبعوثا إلي الناس في ذلك الوقت مكلفا عاقلا ولذلك كانت له تلك المعجزة عن الحسن والجبائي‌ وقيل إنه كلمهم و هو ابن أربعين يوما عن وهب وقيل يوم ولد عن ابن عباس وأكثر المفسرين و هوالظاهر وقيل إن معناه أني‌ عبد الله سيؤتيني‌ الكتاب وسيجعلني‌ نبيا و كان ذلك معجزة لمريم ع علي براءة ساحتهاوَ جعَلَنَيِ‌ مُبارَكاً أَينَ ما كُنتُ أي وجعلني‌ معلما للخير عن مجاهد وقيل نفاعا حيثما توجهت والبركة نماء الخير والمبارك ألذي ينمي‌ الخير به وقيل ثابتا دائما علي الإيمان والطاعة وأصل البركة الثبوت عن


صفحه : 229

الجبائي‌وَ أوَصانيِ‌ بِالصّلاةِ وَ الزّكاةِ أي بإقامتهماما دُمتُ حَيّا أي مابقيت حيا مكلفاوَ بَرّا بوِالدِتَيِ‌ أي جعلني‌ بارا بهاأؤدي‌ شكرهاوَ لَم يجَعلَنيِ‌ جَبّاراً أي متجبراشَقِيّا والمعني أني‌ بتوفيقه كنت محسنا إليها حتي لم أكن من الجبابرة الأشقياءوَ السّلامُ عَلَيّ أي والسلامة علي من الله يَومَ وُلِدتُ وَ يَومَ أَمُوتُ وَ يَومَ أُبعَثُ حَيّا أي في هذه الأحوال الثلاث قيل و لماكلمهم عيسي ع بذلك علموا براءة مريم ثم سكت عيسي فلم يتكلم بعد ذلك حتي بلغ المدة التي‌ يتكلم فيهاالصبيان انتهي ملخص تفسيره رحمه الله . و قال البيضاوي‌ذلِكَ عِيسَي ابنُ مَريَمَ أي ألذي تقدم نعته هوعيسي ابن مريم لا ماتصفه النصاري قَولَ الحَقّخبر محذوف أي هوقول الحق ألذي لاريب فيه والإضافة للبيان والضمير للكلام السابق أولتمام القصة وقيل صفة عيسي أوبدله أوخبر ثان ومعناه كلمة الله وقرأ عاصم و ابن عامر ويعقوب قول بالنصب علي أنه مصدر مؤكدألّذِي فِيهِ يَمتَرُونَ أي في أمره يشكون أويتنازعون فقالت اليهود ساحر وقالت النصاري ابن الله إِذا قَضي أَمراًتبكيت لهم بأن من إذاأراد شيئا أوجده بكن كان منزها عن شبه الخلق في الحاجة في اتخاذ الولد بإحبال الإناث وَ التّيِ‌ أَحصَنَت فَرجَها من الحلال والحرام يعني‌ مريم فَنَفَخنا فِيها في عيسي فيها أي أحييناه في جوفها وقيل فعلنا النفخ فيهامِن رُوحِنا من الروح ألذي هوبأمرنا وحده أو من جهة روحنا جبرئيل وَ جَعَلناها وَ ابنَها أي قصتهما أوحالهماآيَةً لِلعالَمِينَ فإن من تأمل حالهما تحقق كمال قدرة الصانع تعالي


صفحه : 230

باب 81-فضله ورفعة شأنه ومعجزاته وتبليغه ومدة عمره ونقش خاتمه وجمل أحواله

الآيات البقرة قال الله تعالي وَ آتَينا عِيسَي ابنَ مَريَمَ البَيّناتِ وَ أَيّدناهُ بِرُوحِ القُدُسِمرتين آل عمران وَ أَنزَلَ التّوراةَ وَ الإِنجِيلَ مِن قَبلُ هُديً لِلنّاسِ.المائدةوَ قَفّينا عَلي آثارِهِم بِعِيسَي ابنِ مَريَمَ مُصَدّقاً لِما بَينَ يَدَيهِ مِنَ التّوراةِ وَ آتَيناهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُديً وَ نُورٌ وَ مُصَدّقاً لِما بَينَ يَدَيهِ مِنَ التّوراةِ وَ هُديً وَ مَوعِظَةً لِلمُتّقِينَ و قال تعالي لَقَد كَفَرَ الّذِينَ قالُوا إِنّ اللّهَ هُوَ المَسِيحُ ابنُ مَريَمَ وَ قالَ المَسِيحُ يا بنَيِ‌ إِسرائِيلَ اعبُدُوا اللّهَ ربَيّ‌ وَ رَبّكُم إِنّهُ مَن يُشرِك بِاللّهِ فَقَد حَرّمَ اللّهُ عَلَيهِ الجَنّةَ وَ مَأواهُ النّارُ وَ ما لِلظّالِمِينَ مِن أَنصارٍ لَقَد كَفَرَ الّذِينَ قالُوا إِنّ اللّهَ ثالِثُ ثَلاثَةٍ وَ ما مِن إِلهٍ إِلّا إِلهٌ واحِدٌ وَ إِن لَم يَنتَهُوا عَمّا يَقُولُونَ لَيَمَسّنّ الّذِينَ كَفَرُوا مِنهُم عَذابٌ أَلِيمٌ أَ فَلا يَتُوبُونَ إِلَي اللّهِ وَ يَستَغفِرُونَهُ وَ اللّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ مَا المَسِيحُ ابنُ مَريَمَ إِلّا رَسُولٌ قَد خَلَت مِن قَبلِهِ الرّسُلُ وَ أُمّهُ صِدّيقَةٌ كانا يَأكُلانِ الطّعامَ انظُر كَيفَ نُبَيّنُ لَهُمُ الآياتِ ثُمّ انظُر أَنّي يُؤفَكُونَ و قال تعالي لُعِنَ الّذِينَ كَفَرُوا مِن بنَيِ‌ إِسرائِيلَ عَلي لِسانِ داوُدَ وَ عِيسَي ابنِ مَريَمَ ذلِكَ بِما عَصَوا وَ كانُوا يَعتَدُونَ و قال تعالي إِذ قالَ اللّهُ يا عِيسَي ابنَ مَريَمَ اذكُر نعِمتَيِ‌ عَلَيكَ وَ عَلي والِدَتِكَ إِذ أَيّدتُكَ بِرُوحِ القُدُسِ تُكَلّمُ النّاسَ فِي المَهدِ وَ كَهلًا وَ إِذ عَلّمتُكَ الكِتابَ وَ الحِكمَةَ وَ التّوراةَ وَ الإِنجِيلَ وَ إِذ تَخلُقُ مِنَ الطّينِ كَهَيئَةِ الطّيرِ بإِذِنيِ‌ فَتَنفُخُ فِيها فَتَكُونُ طَيراً بإِذِنيِ‌ وَ تبُر‌ِئُ الأَكمَهَ وَ الأَبرَصَ بإِذِنيِ‌ وَ إِذ تُخرِجُ المَوتي بإِذِنيِ‌ وَ إِذ كَفَفتُ بنَيِ‌ إِسرائِيلَ عَنكَ إِذ جِئتَهُم بِالبَيّناتِ فَقالَ الّذِينَ كَفَرُوا مِنهُم إِن هذا إِلّا سِحرٌ مُبِينٌ وَ إِذ أَوحَيتُ إِلَي الحَوارِيّينَ أَن آمِنُوا بيِ‌ وَ برِسَوُليِ‌ قالُوا آمَنّا وَ اشهَد بِأَنّنا مُسلِمُونَ إِذ قالَ الحَوارِيّونَ يا عِيسَي ابنَ مَريَمَ هَل يَستَطِيعُ رَبّكَ أَن يُنَزّلَ


صفحه : 231

عَلَينا مائِدَةً مِنَ السّماءِ قالَ اتّقُوا اللّهَ إِن كُنتُم مُؤمِنِينَ قالُوا نُرِيدُ أَن نَأكُلَ مِنها وَ تَطمَئِنّ قُلُوبُنا وَ نَعلَمَ أَن قَد صَدَقتَنا وَ نَكُونَ عَلَيها مِنَ الشّاهِدِينَ قالَ عِيسَي ابنُ مَريَمَ أللّهُمّ رَبّنا أَنزِل عَلَينا مائِدَةً مِنَ السّماءِ تَكُونُ لَنا عِيداً لِأَوّلِنا وَ آخِرِنا وَ آيَةً مِنكَ وَ ارزُقنا وَ أَنتَ خَيرُ الرّازِقِينَ قالَ اللّهُ إنِيّ‌ مُنَزّلُها عَلَيكُم فَمَن يَكفُر بَعدُ مِنكُم فإَنِيّ‌ أُعَذّبُهُ عَذاباً لا أُعَذّبُهُ أَحَداً مِنَ العالَمِينَالمؤمنون وَ جَعَلنَا ابنَ مَريَمَ وَ أُمّهُ آيَةً وَ آوَيناهُما إِلي رَبوَةٍ ذاتِ قَرارٍ وَ مَعِينٍيس وَ اضرِب لَهُم مَثَلًا أَصحابَ القَريَةِ إِذ جاءَهَا المُرسَلُونَ إِذ أَرسَلنا إِلَيهِمُ اثنَينِ فَكَذّبُوهُما فَعَزّزنا بِثالِثٍ فَقالُوا إِنّا إِلَيكُم مُرسَلُونَ قالُوا ما أَنتُم إِلّا بَشَرٌ مِثلُنا وَ ما أَنزَلَ الرّحمنُ مِن شَيءٍ إِن أَنتُم إِلّا تَكذِبُونَ قالُوا رَبّنا يَعلَمُ إِنّا إِلَيكُم لَمُرسَلُونَ وَ ما عَلَينا إِلّا البَلاغُ المُبِينُ قالُوا إِنّا تَطَيّرنا بِكُم لَئِن لَم تَنتَهُوا لَنَرجُمَنّكُم وَ لَيَمَسّنّكُم مِنّا عَذابٌ أَلِيمٌ قالُوا طائِرُكُم مَعَكُم أَ إِن ذُكّرتُم بَل أَنتُم قَومٌ مُسرِفُونَ وَ جاءَ مِن أَقصَا المَدِينَةِ رَجُلٌ يَسعي قالَ يا قَومِ اتّبِعُوا المُرسَلِينَ اتّبِعُوا مَن لا يَسئَلُكُم أَجراً وَ هُم مُهتَدُونَ وَ ما لِيَ لا أَعبُدُ ألّذِي فطَرَنَيِ‌ وَ إِلَيهِ تُرجَعُونَ أَ أَتّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدنِ الرّحمنُ بِضُرّ لا تُغنِ عنَيّ‌ شَفاعَتُهُم شَيئاً وَ لا يُنقِذُونِ إنِيّ‌ إِذاً لفَيِ‌ ضَلالٍ مُبِينٍ إنِيّ‌ آمَنتُ بِرَبّكُم فَاسمَعُونِ قِيلَ ادخُلِ الجَنّةَ قالَ يا لَيتَ قوَميِ‌ يَعلَمُونَ بِما غَفَرَ لِي ربَيّ‌ وَ جعَلَنَيِ‌ مِنَ المُكرَمِينَ وَ ما أَنزَلنا عَلي قَومِهِ مِن بَعدِهِ مِن جُندٍ مِنَ السّماءِ وَ ما كُنّا مُنزِلِينَ إِن كانَت إِلّا صَيحَةً واحِدَةً فَإِذا هُم خامِدُونَالزخرف إِن هُوَ إِلّا عَبدٌ أَنعَمنا عَلَيهِ وَ جَعَلناهُ مَثَلًا لبِنَيِ‌ إِسرائِيلَ و قال تعالي وَ لَمّا جاءَ عِيسي بِالبَيّناتِ قالَ قَد جِئتُكُم بِالحِكمَةِ وَ لِأُبَيّنَ لَكُم بَعضَ ألّذِي تَختَلِفُونَ فِيهِ فَاتّقُوا اللّهَ وَ أَطِيعُونِ إِنّ اللّهَ هُوَ ربَيّ‌ وَ رَبّكُم فَاعبُدُوهُ هذا صِراطٌ مُستَقِيمٌ فَاختَلَفَ الأَحزابُ مِن بَينِهِم فَوَيلٌ لِلّذِينَ ظَلَمُوا مِن عَذابِ يَومٍ أَلِيمٍالصف وَ إِذ قالَ عِيسَي ابنُ مَريَمَ يا بنَيِ‌ إِسرائِيلَ إنِيّ‌ رَسُولُ اللّهِ إِلَيكُم مُصَدّقاً لِما بَينَ يدَيَ‌ّ مِنَ التّوراةِ وَ مُبَشّراً بِرَسُولٍ يأَتيِ‌ مِن بعَديِ‌ اسمُهُ أَحمَدُ


صفحه : 232

تفسير قال الطبرسي‌ رحمه الله وَ آتَينا عِيسَي ابنَ مَريَمَ البَيّناتِ أي المعجزات وقيل الإنجيل وَ أَيّدناهُ بِرُوحِ القُدُسِ أي قويناه بجبرئيل وقيل أي الإنجيل وقيل هوالاسم ألذي كان عيسي يحيي‌ به الموتي وقيل هوالروح ألذي نفخ فيه فأضافه إلي نفسه تشريفا والقدس الطهر وقيل البركة وقيل هو الله تعالي .وَ جَعَلنَا ابنَ مَريَمَ وَ أُمّهُ آيَةً أي حجة علي قدرتنا علي الاختراع وَ آوَيناهُما إِلي رَبوَةٍ أي وجعلنا مأواهما مكانا مرتفعا مستويا واسعا والربوة هي‌ الرملة من فلسطين وقيل دمشق وقيل مصر وقيل بيت المقدس وقيل هي‌ حيرة الكوفة وسوادها والقرار مسجد الكوفة والمعين الفرات عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع وقيل ذاتِ قَرارٍ أي ذات موضع استقرار أي هي‌ أرض مستوية يستقر عليها ساكنوها وقيل ذات ثمار إذ لأجلها يستقر فيهاساكنوهاوَ مَعِينٍ أي ماء جار ظاهر للعيون أَنعَمنا عَلَيهِ أي بالخلق من غيرأب وبالنبوةوَ جَعَلناهُ مَثَلًا لبِنَيِ‌ إِسرائِيلَ أي آية لهم ودلالة يعرفون بهاقدرة الله تعالي علي مايريد حيث خلقه من غيرأب فهو مثل لهم يشبهون به مايريدون من أعاجيب صنع الله بِالحِكمَةِ أي بالنبوة وقيل بالعلم بالتوحيد والعدل والشرائع بَعضَ ألّذِي تَختَلِفُونَ فِيهِقيل أي كله كقول لبيد أويخترم بعض النفوس حمامها أي كل النفوس والصحيح أن البعض لا يكون في معني


صفحه : 233

الكل و ألذي جاء به عيسي في الإنجيل إنما هوبعض ألذي اختلفوا فيه و بين لهم في غيرالإنجيل مااحتاجوا إليه وقيل معناه لأبين لكم ماتختلفون فيه من أمور الدين دون أمور الدنيا و هوالمقصودفَاختَلَفَ الأَحزابُيعني‌ اليهود والنصاري في أمر عيسي

1-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَنِ الهذُلَيِ‌ّ عَن رَجُلٍ قَالَ مَكَثَ عِيسَي ع حَتّي بَلَغَ سَبعَ سِنِينَ أَو ثَمَانَ سِنِينَ فَجَعَلَ يُخبِرُهُم بِمَا يَأكُلُونَ وَ مَا يَدّخِرُونَ فِي بُيُوتِهِم فَأَقَامَ بَينَ أَظهُرِهِم يحُييِ‌ المَوتَي وَ يبُر‌ِئُ الأَكمَهَ وَ الأَبرَصَ وَ يُعَلّمُهُمُ التّورَاةَ وَ أَنزَلَ اللّهُ عَلَيهِ الإِنجِيلَ لَمّا أَرَادَ اللّهُ أَن يَتّخِذَ عَلَيهِم حُجّةً

2-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي عُمَيرٍ عَمّن ذَكَرَهُ رَفَعَهُ قَالَ إِنّ أَصحَابَ عِيسَي ع سَأَلُوهُ أَن يحُييِ‌َ لَهُم مَيّتاً قَالَ فَأَتَي بِهِم إِلَي قَبرِ سَامِ بنِ نُوحٍ فَقَالَ لَهُ قُم بِإِذنِ اللّهِ يَا سَامَ بنَ نُوحٍ قَالَ فَانشَقّ القَبرُ ثُمّ أَعَادَ الكَلَامَ فَتَحَرّكَ ثُمّ أَعَادَ الكَلَامَ فَخَرَجَ سَامُ بنُ نُوحٍ فَقَالَ لَهُ عِيسَي أَيّهُمَا أَحَبّ إِلَيكَ تَبقَي أَو تَعُودُ قَالَ فَقَالَ يَا رُوحَ اللّهِ بَل أَعُودُ إنِيّ‌ لَأَجِدُ حُرقَةَ المَوتِ أَو قَالَ لَدغَةَ المَوتِ فِي جوَفيِ‌ إِلَي يوَميِ‌ هَذَا

ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]مرسلا مثله

3-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَبَانِ بنِ تَغلِبَ قَالَسُئِلَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع هَل كَانَ عِيسَي ابنُ مَريَمَ أَحيَا أَحَداً بَعدَ مَوتِهِ حَتّي كَانَ لَهُ أَكلٌ وَ رِزقٌ وَ مُدّةٌ وَ وَلَدٌ قَالَ فَقَالَ نَعَم إِنّهُ كَانَ لَهُ صَدِيقٌ مُوَاخٍ لَهُ فِي اللّهِ وَ كَانَ عِيسَي يَمُرّ بِهِ فَيَنزِلُ عَلَيهِ وَ إِنّ عِيسَي ع غَابَ عَنهُ حِيناً ثُمّ مَرّ بِهِ لِيُسَلّمَ عَلَيهِ فَخَرَجَت إِلَيهِ أُمّهُ فَسَأَلَهَا عَنهُ فَقَالَت أُمّهُ مَاتَ يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ لَهَا أَ تُحِبّينَ أَن تَرَيهِ قَالَت نَعَم قَالَ لَهَا إِذَا كَانَ غَداً[غَدٌ]أَتَيتُكِ حَتّي أُحيِيَهُ لَكِ بِإِذنِ اللّهِ فَلَمّا كَانَ مِنَ الغَدِ أَتَاهَا فَقَالَ لَهَا انطلَقِيِ‌ معَيِ‌ إِلَي قَبرِهِ فَانطَلَقَا حَتّي أَتَيَا قَبرَهُ فَوَقَفَ عِيسَي ع ثُمّ دَعَا اللّهَ فَانفَرَجَ القَبرُ وَ خَرَجَ ابنُهَا حَيّاً فَلَمّا رَأَتهُ


صفحه : 234

أُمّهُ وَ رَآهَا بَكَيَا فَرَحِمَهُمَا عِيسَي ع فَقَالَ لَهُ أَ تُحِبّ أَن تَبقَي مَعَ أُمّكَ فِي الدّنيَا قَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ بِأَكلٍ وَ بِرِزقٍ وَ مُدّةٍ أَو بِغَيرِ مُدّةٍ وَ لَا رِزقٍ وَ لَا أَكلٍ فَقَالَ لَهُ عِيسَي ع بَل بِرِزقٍ وَ أَكلٍ وَ مُدّةٍ تُعَمّرُ عِشرِينَ سَنَةً وَ تَزَوّجُ وَ يُولَدُ لَكَ قَالَ فَنَعَم إِذاً قَالَ فَدَفَعَهُ عِيسَي إِلَي أُمّهِ فَعَاشَ عِشرِينَ سَنَةً وَ تَزَوّجَ وَ وُلِدَ لَهُ

كا،[الكافي‌] محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد بن عيسي عن الحسن بن محبوب عن أبي جميلة عن أبان بن تغلب وغيره عنه ع مثله

4-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن مُحَمّدٍ الحلَبَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ بَينَ دَاوُدَ وَ عِيسَي ابنِ مَريَمَ ع أَربَعُمِائَةِ سَنَةٍ وَ كَانَ شَرِيعَةُ عِيسَي أَنّهُ بُعِثَ بِالتّوحِيدِ وَ الإِخلَاصِ وَ بِمَا أوَصيِ‌َ بِهِ نُوحٌ وَ اِبرَاهِيمُ وَ مُوسَي ع وَ أُنزِلَ عَلَيهِ الإِنجِيلُ وَ أُخِذَ عَلَيهِ المِيثَاقُ ألّذِي أُخِذَ عَلَي النّبِيّينَ وَ شُرّعَ لَهُ فِي الكِتَابِ إِقَامُ الصّلَاةِ مَعَ الدّينِ وَ الأَمرُ بِالمَعرُوفِ وَ النهّي‌ُ عَنِ المُنكَرِ وَ تَحرِيمُ الحَرَامِ وَ تَحلِيلُ الحَلَالِ وَ أُنزِلَ عَلَيهِ فِي الإِنجِيلِ مَوَاعِظُ وَ أَمثَالٌ وَ لَيسَ فِيهَا قِصَاصٌ وَ لَا أَحكَامُ حُدُودٍ وَ لَا فَرضُ مَوَارِيثَ وَ أُنزِلَ عَلَيهِ تَخفِيفُ مَا كَانَ نَزَلَ عَلَي مُوسَي ع فِي التّورَاةِ وَ هُوَ قَولُ اللّهِ فِي ألّذِي قَالَ عِيسَي ابنُ مَريَمَ لبِنَيِ‌ إِسرَائِيلَوَ لِأُحِلّ لَكُم بَعضَ ألّذِي حُرّمَ عَلَيكُم وَ أَمَرَ عِيسَي مَن مَعَهُ مِمّنِ اتّبَعَهُ مِنَ المُؤمِنِينَ أَن يُؤمِنُوا بِشَرِيعَةِ التّورَاةِ وَ الإِنجِيلِ

5-شي‌،[تفسير العياشي‌]البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ رَفَعَهُ فِي قَولِ اللّهِوَ أُمّهُ صِدّيقَةٌ كانا يَأكُلانِ الطّعامَ قَالَ كَانَا يَتَغَوّطَانِ


صفحه : 235

بيان قال الطبرسي‌ رحمه الله قيل فيه قولان أحدهما أنه احتجاج علي النصاري بأن من ولدته النساء ويأكل الطعام لا يكون إلها للعباد أي أنهما كانا يعيشان بالغذاء كمايعيش سائر الخلق فكيف يكون إلها من لايقيمه إلاأكل الطعام والثاني‌ أن ذلك كناية عن قضاء الحاجة

6-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَبِي عُبَيدَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لُعِنَ الّذِينَ كَفَرُوا مِن بنَيِ‌ إِسرائِيلَ عَلي لِسانِ داوُدَ وَ عِيسَي ابنِ مَريَمَ قَالَ الخَنَازِيرُ عَلَي لِسَانِ دَاوُدَ ع وَ القِرَدَةُ عَلَي لِسَانَ عِيسَي ابنِ مَريَمَ

كا،[الكافي‌]عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن أبي عبيدة مثله بيان قدمر شرحه في باب قصة أصحاب السبت

7-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَنِ الفَيضِ بنِ المُختَارِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ لَمّا أُنزِلَتِ المَائِدَةُ عَلَي عِيسَي ع قَالَ لِلحَوَارِيّينَ لَا تَأكُلُوا مِنهَا حَتّي آذَنَ لَكُم فَأَكَلَ مِنهَا رَجُلٌ مِنهُم فَقَالَ بَعضُ الحَوَارِيّينَ يَا رُوحَ اللّهِ أَكَلَ مِنهَا فُلَانٌ فَقَالَ لَهُ عِيسَي ع أَكَلتَ مِنهَا قَالَ لَهُ لَا فَقَالَ الحَوَارِيّونَ بَلَي وَ اللّهِ يَا رُوحَ اللّهِ لَقَد أَكَلَ مِنهَا فَقَالَ لَهُ عِيسَي صَدّق أَخَاكَ وَ كَذّب بَصَرَكَ

8-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا عِبَادَ اللّهِ إِنّ قَومَ عِيسَي لَمّا سَأَلُوهُ أَن يُنَزّلَ عَلَيهِم مَائِدَةً مِنَ السّمَاءِقالَ اللّهُ إنِيّ‌ مُنَزّلُها عَلَيكُم فَمَن يَكفُر بَعدُ مِنكُم فإَنِيّ‌ أُعَذّبُهُ عَذاباً لا أُعَذّبُهُ أَحَداً مِنَ العالَمِينَفَأَنزَلَهَا عَلَيهِم فَمَن كَفَرَ مِنهُم بَعدُ مَسَخَهُ اللّهُ إِمّا خِنزِيراً وَ إِمّا قِرداً وَ إِمّا دُبّاً وَ إِمّا هِرّاً وَ إِمّا عَلَي صُورَةِ بَعضِ الطّيُورِ وَ الدّوَابّ التّيِ‌ فِي


صفحه : 236

البَرّ وَ البَحرِ حَتّي مُسِخُوا عَلَي أَربَعِمِائَةِ نَوعٍ مِنَ المَسخِ

9-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن عِيسَي العلَوَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ المَائِدَةُ التّيِ‌ نَزَلَت عَلَي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ مُدلَاةٌ بِسَلَاسِلَ مِن ذَهَبٍ عَلَيهَا تِسعَةُ أَلوَانٍ وَ تِسعَةُ أَرغِفَةٍ

10-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَنِ الفُضَيلِ بنِ يَسَارٍ عَن أَبِي الحَسَنِ ع قَالَ إِنّ الخَنَازِيرَ مِن قَومِ عِيسَي ع سَأَلُوا نُزُولَ المَائِدَةِ فَلَم يُؤمِنُوا فَمَسَخَهُمُ اللّهُ خَنَازِيرَ

11-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن عَبدِ الصّمَدِ بنِ بذار[بُندَارَ] قَالَ سَمِعتُ أَبَا الحَسَنِ ع يَقُولُ كَانَتِ الخَنَازِيرُ قَوماً مِنَ القَصّارِينَ كَذّبُوا بِالمَائِدَةِ فَمُسِخُوا خَنَازِيرَ

12-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن ثَعلَبَةَ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي لِعِيسَيأَ أَنتَ قُلتَ لِلنّاسِ اتخّذِوُنيِ‌ وَ أمُيّ‌ إِلهَينِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ لَم يَقُلهُ وَ سَيَقُولُهُ إِنّ اللّهَ إِذَا عَلِمَ أَنّ شَيئاً كَائِنٌ أَخبَرَ عَنهُ خَبَرَ مَا قَد كَانَ

13-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن سُلَيمَانَ بنِ خَالِدٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع قَولَ اللّهِ لِعِيسَيأَ أَنتَ قُلتَ لِلنّاسِ اتخّذِوُنيِ‌ وَ أمُيّ‌ إِلهَينِ مِن دُونِ اللّهِ فَقَالَ إِنّ اللّهَ إِذَا أَرَادَ أَمراً أَن يَكُونَ قَصّهُ قَبلَ أَن يَكُونَ كَأَن قَد كَانَ


صفحه : 237

14-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن جَابِرٍ الجعُفيِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي تَفسِيرِ هَذِهِ الآيَةِتَعلَمُ ما فِي نفَسيِ‌ وَ لا أَعلَمُ ما فِي نَفسِكَ إِنّكَ أَنتَ عَلّامُ الغُيُوبِ قَالَ إِنّ اسمَ اللّهِ الأَكبَرَ ثَلَاثَةٌ وَ سَبعُونَ حَرفاً فَاحتَجَبَ الرّبّ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي مِنهَا بِحَرفٍ فَمِن ثَمّ لَا يَعلَمُ أَحَدٌ مَا فِي نَفسِهِ عَزّ وَ جَلّ أَعطَي آدَمَ اثنَينِ وَ سَبعِينَ حَرفاً فَتَوَارَثَتهَا الأَنبِيَاءُ حَتّي صَارَت إِلَي عِيسَي فَذَلِكَ قَولُ عِيسَيتَعلَمُ ما فِي نفَسيِ‌يعَنيِ‌ اثنَينِ وَ سَبعِينَ حَرفاً مِنَ الِاسمِ الأَكبَرِ يَقُولُ أَنتَ عَلّمتَنِيهَا فَأَنتَ تَعلَمُهَاوَ لا أَعلَمُ ما فِي نَفسِكَ يَقُولُ لِأَنّكَ احتَجَبتَ عَن خَلقِكَ بِذَلِكَ الحَرفِ فَلَا يَعلَمُ أَحَدٌ مَا فِي نَفسِكَ

بيان قال الطبرسي‌ رحمه الله وَ إِذ قالَ اللّهُ والمعني إذ يقول الله يوم القيامة لعيسي يا عِيسَي ابنَ مَريَمَ أَ أَنتَ قُلتَ لِلنّاسِ اتخّذِوُنيِ‌ وَ أمُيّ‌ إِلهَينِ مِن دُونِ اللّهِ هذا و إن خرج مخرج الاستفهام فهو تقريع وتهديد لمن ادعي ذلك عليه من النصاري وقيل أراد بهذا القول تعريف عيسي ع إن قوما قداعتقدوا فيه و في أمه أنهما إلهان واعترض علي قوله إِلهَينِفقيل لم يعلم في النصاري من اتخذ مريم إلها والجواب عنه من وجوه .أحدها أنهم لماجعلوا المسيح إلها ألزمهم أن يجعلوا والدته أيضا إلها لأن الولد يكون من جنس الوالدة فهذا علي طريق الإلزام لهم . والثاني‌ أنهم لماعظموهما تعظيم الآلهة أطلق اسم الإله عليهما. والثالث أنه يحتمل أن يكون فيهم من قال بذلك ويعضده ماحكاه الشيخ أبو جعفرقدس الله روحه عن بعض النصاري أنه قد كان فيما مضي قوم يقال لهم المريمية يعتقدون في مريم أنها إله . و قال رحمه الله في قوله تعالي تَعلَمُ ما فِي نفَسيِ‌ وَ لا أَعلَمُ ما فِي نَفسِكَ أي تعلم


صفحه : 238

غيبي‌ وسري‌ و لاأعلم غيبك وسرك وإنما ذكر النفس لمزاوجة الكلام والعادة جارية بأن الإنسان يسر في نفسه فصار قوله ما فِي نفَسيِ‌عبارة عن الإخفاء ثم قال ما فِي نَفسِكَ علي جهة المقابلة و إلافالله منزه عن أن يكون له نفس أوقلب تحل فيه المعاني‌

15-يه ،[ من لايحضره الفقيه ] قَالَ الصّادِقُ ع قِيلَ لِعِيسَي ابنِ مَريَمَ مَا لَكَ لَا تَتَزَوّجُ فَقَالَ وَ مَا أَصنَعُ بِالتّزوِيجِ قَالُوا يُولَدُ لَكَ قَالَ وَ مَا أَصنَعُ بِالأَولَادِ إِن عَاشُوا فَتَنُوا وَ إِن مَاتُوا حَزَنُوا

بيان حزنه بمعني أحزنه

16-نهج ،[نهج البلاغة] قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فِي بَعضِ خُطَبِهِ وَ إِن شِئتَ قُلتُ فِي عِيسَي ابنِ مَريَمَ ع فَلَقَد كَانَ يَتَوَسّدُ الحَجَرَ وَ يَلبَسُ الخَشِنَ وَ كَانَ إِدَامُهُ الجُوعَ وَ سِرَاجُهُ بِاللّيلِ القَمَرَ وَ ظِلَالُهُ فِي الشّتَاءِ مَشَارِقَ الأَرضِ وَ مَغَارِبَهَا وَ فَاكِهَتُهُ وَ رَيحَانُهُ مَا تُنبِتُ الأَرضُ لِلبَهَائِمِ وَ لَم تَكُن لَهُ زَوجَةٌ تَفتِنُهُ وَ لَا وَلَدٌ يَحزُنُهُ وَ لَا مَالٌ يَلفِتُهُ وَ لَا طَمَعٌ يُذِلّهُ دَابّتُهُ رِجلَاهُ وَ خَادِمُهُ يَدَاهُ

بيان كان إدامه الجوع لعل المعني أن الإنسان إنما يحتاج إلي الإدام لأنه يعسر علي النفس أكل الخبز خاليا عنه فأما مع الجوع الشديد فيلتذ بالخبز و لايطلب غيره فهو بمنزلة الإدام أو أنه كان يأكل الخبز دون الشبع فكان الجوع مخلوطا به كالإدام ولفته يلفته لواه وصرفه عن رأيه


صفحه : 239

17-إِرشَادُ القُلُوبِ، قَالَ عِيسَي ع خاَدمِيِ‌ يدَاَي‌َ وَ داَبتّيِ‌ رجِلاَي‌َ وَ فرِاَشيِ‌ الأَرضُ وَ وسِاَديِ‌ الحَجَرُ وَ دفِئيِ‌ فِي الشّتَاءِ مَشَارِقُ الأَرضِ وَ سرِاَجيِ‌ بِاللّيلِ القَمَرُ وَ إدِاَميِ‌َ الجُوعُ وَ شعِاَريِ‌َ الخَوفُ وَ لبِاَسيِ‌َ الصّوفُ وَ فاَكهِتَيِ‌ وَ ريَحاَنتَيِ‌ مَا أَنبَتَتِ الأَرضُ لِلوُحُوشِ وَ الأَنعَامِ أَبِيتُ وَ لَيسَ لِي شَيءٌ وَ أُصبِحُ وَ لَيسَ لِي شَيءٌ وَ لَيسَ عَلَي وَجهِ الأَرضِ أَحَدٌ أَغنَي منِيّ‌

18- مع ،[معاني‌ الأخبار]المُظَفّرُ العلَوَيِ‌ّ عَنِ ابنِ العيَاّشيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَنِ الحُسَينِ بنِ إِشكِيبَ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ حَمّادٍ عَن أَحمَدَ بنِ الحَسَنِ عَن صَدَقَةَ بنِ حَسّانَ عَن مِهرَانَ بنِ أَبِي نَصرٍ عَن يَعقُوبَ بنِ شُعَيبٍ عَن أَبِي سَعِيدٍ الإِسكَافِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ آوَيناهُما إِلي رَبوَةٍ ذاتِ قَرارٍ وَ مَعِينٍ قَالَ الرّبوَةُ الكُوفَةُ وَ القَرَارُ المَسجِدُ وَ المَعِينُ الفُرَاتُ

19-فس ،[تفسير القمي‌] قَالَ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ فِي قَولِهِوَ جَعَلنَا ابنَ مَريَمَ وَ أُمّهُ آيَةً إِلَي قَولِهِوَ مَعِينٍ قَالَ الرّبوَةُ الحِيرَةُ وَ ذَاتُ قَرَارٍ وَ مَعِينٍ الكُوفَةُ

بيان لعل المعني أن القرار هوالكوفة والمعين ماؤها أي الفرات والحيرة أي كربلاء لقربها منهما أضيفت إليهما.


صفحه : 240

أَقُولُ سيَأَتيِ‌ فِي كِتَابِ الغَيبَةِ فِي حَدِيثِ المُفَضّلِ بنِ عُمَرَ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّ بِقَاعَ الأَرضِ تَفَاخَرَت فَفَخَرَتِ الكَعبَةُ عَلَي البُقعَةِ بِكَربَلَاءَ فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهَا اسكتُيِ‌ وَ لَا تفَخرَيِ‌ عَلَيهَا فَإِنّهَا البُقعَةُ المُبَارَكَةُ التّيِ‌ نوُديِ‌َ مِنهَا مُوسَي مِنَ الشّجَرَةِ وَ إِنّهَا الرّبوَةُ التّيِ‌ آوَيتُ إِلَيهَا مَريَمَ وَ المَسِيحَ وَ إِنّ الدّالِيَةَ التّيِ‌ غُسِلَ فِيهَا رَأسُ الحُسَينِ ع فِيهَا وَ فِيهَا غَسَلَت مَريَمُ عِيسَي ع وَ اغتَسَلَت لِوِلَادَتِهَا

20-فس ،[تفسير القمي‌] وَ اضرِب لَهُم مَثَلًا أَصحابَ القَريَةِ إِذ جاءَهَا المُرسَلُونَ إِلَي قَولِهِإِنّا إِلَيكُم مُرسَلُونَ

أَبِي عَنِ الحَسَنِ بنِ مَحبُوبٍ عَن مَالِكِ بنِ عَطِيّةَ عَن أَبِي حَمزَةَ الثمّاَليِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَسَأَلتُهُ عَن تَفسِيرِ هَذِهِ الآيَةِ فَقَالَ بَعَثَ اللّهُ رَجُلَينِ إِلَي أَهلِ مَدِينَةِ أَنطَاكِيَةَ فَجَاءَاهُم بِمَا لَا يَعرِفُونَهُ فَغَلّظُوا عَلَيهِمَا فَأَخَذُوهُمَا وَ حَبَسُوهُمَا فِي بَيتِ الأَصنَامِ فَبَعَثَ اللّهُ الثّالِثَ فَدَخَلَ المَدِينَةَ فَقَالَ أرَشدِوُنيِ‌ إِلَي بَابِ المَلِكِ قَالَ فَلَمّا وَقَفَ عَلَي بَابِ المَلِكِ قَالَ أَنَا رَجُلٌ كُنتُ أَتَعَبّدُ فِي فَلَاةٍ مِنَ الأَرضِ وَ قَد أَحبَبتُ أَن أَعبُدَ إِلَهَ المَلِكِ فَأَبلَغُوا كَلَامَهُ المَلِكَ فَقَالَ أَدخِلُوهُ إِلَي بَيتِ الآلِهَةِ فَأَدخَلُوهُ فَمَكَثَ سَنَةً مَعَ صَاحِبَيهِ فَقَالَ لَهُمَا بِهَذَا نَنقُلُ قَوماً مِن دِينٍ إِلَي دِينٍ لَا بِالخُرقِ أَ فَلَا رَفَقتُمَا ثُمّ قَالَ لَهُمَا لَا تُقِرّانِ بمِعَرفِتَيِ‌ ثُمّ أُدخِلَ عَلَي المَلِكِ فَقَالَ لَهُ المَلِكُ بلَغَنَيِ‌ أَنّكَ كُنتَ تَعبُدُ إلِهَيِ‌ فَلَم أَزَل وَ أَنتَ أخَيِ‌ فسَلَنيِ‌ حَاجَتَكَ قَالَ مَا لِي حَاجَةٌ أَيّهَا المَلِكُ وَ لَكِن رَجُلَينِ رَأَيتُهُمَا فِي بَيتِ الآلِهَةِ فَمَا حَالُهُمَا قَالَ المَلِكُ هَذَانِ رَجُلَانِ أتَيَاَنيِ‌ يُضِلّانِ عَن ديِنيِ‌ وَ يَدعُوَانِ إِلَي إِلَهٍ سمَاَويِ‌ّ فَقَالَ أَيّهَا المَلِكُ فَمُنَاظَرَةٌ جَمِيلَةٌ فَإِن يَكُنِ الحَقّ لَهُمَا اتّبَعنَاهُمَا وَ إِن يَكُنِ الحَقّ لَنَا دَخَلَا مَعَنَا فِي دِينِنَا فَكَانَ لَهُمَا مَا لَنَا وَ عَلَيهِمَا مَا عَلَينَا قَالَ فَبَعَثَ المَلِكُ إِلَيهِمَا فَلَمّا دَخَلَا إِلَيهِ قَالَ لَهُمَا صَاحِبُهُمَا مَا ألّذِي جئِتمُاَنيِ‌ بِهِ قَالَا جِئنَا نَدعُو إِلَي عِبَادَةِ اللّهِ ألّذِي خَلَقَ السّمَاوَاتِ وَ الأَرضَ وَ يَخلُقُ فِي الأَرحَامِ مَا يَشَاءُ وَ يُصَوّرُ كَيفَ يَشَاءُ وَ أَنبَتَ الأَشجَارَ وَ الثّمَارَ وَ أَنزَلَ القَطرَ مِنَ السّمَاءِ قَالَ فَقَالَ لَهُمَا


صفحه : 241

إِلَهُكُمَا هَذَا ألّذِي تَدعُوَانِ إِلَيهِ وَ إِلَي عِبَادَتِهِ إِن جِئنَاكُمَا بِأَعمَي يَقدِرُ أَن يَرُدّهُ صَحِيحاً قَالَا إِن سَأَلنَاهُ أَن يَفعَلَ فَعَلَ إِن شَاءَ قَالَ أَيّهَا المَلِكُ عَلَيّ بِأَعمَي لَا يُبصِرُ قَطّ قَالَ فأَتُيِ‌َ بِهِ فَقَالَ لَهُمَا ادعُوا إِلَهَكُمَا أَن يُرَدّ بَصَرَ هَذَا فَقَامَا وَ صَلّيَا رَكعَتَينِ فَإِذَا عَينَاهُ مَفتُوحَتَانِ وَ هُوَ يَنظُرُ إِلَي السّمَاءِ فَقَالَ أَيّهَا المَلِكُ عَلَيّ بِأَعمَي آخَرَ فأَتُيِ‌َ بِهِ قَالَ فَسَجَدَ سَجدَةً ثُمّ رَفَعَ رَأسَهُ فَإِذَا الأَعمَي بَصِيرٌ فَقَالَ أَيّهَا المَلِكُ حُجّةٌ بِحُجّةٍ عَلَيّ بِمُقعَدٍ فأَتُيِ‌َ بِهِ فَقَالَ لَهُمَا مِثلَ ذَلِكَ فَصَلّيَا وَ دَعَوَا اللّهَ فَإِذَا المُقعَدُ قَد أُطلِقَت رِجلَاهُ وَ قَامَ يمَشيِ‌ فَقَالَ أَيّهَا المَلِكُ عَلَيّ بِمُقعَدٍ آخَرَ فأَتُيِ‌َ بِهِ فَصَنَعَ بِهِ كَمَا صَنَعَ أَوّلَ مَرّةٍ فَانطَلَقَ المُقعَدُ فَقَالَ أَيّهَا المَلِكُ قَد أَتَيَا بِحُجّتَينِ وَ أَتَينَا بِمِثلِهِمَا وَ لَكِن بقَيِ‌َ شَيءٌ وَاحِدٌ فَإِن كَانَ هُمَا فَعَلَاهُ دَخَلتُ مَعَهُمَا فِي دِينِهِمَا ثُمّ قَالَ أَيّهَا المَلِكُ بلَغَنَيِ‌ أَنّهُ كَانَ لِلمَلِكِ ابنٌ وَاحِدٌ وَ مَاتَ فَإِن أَحيَاهُ إِلَهُهُمَا دَخَلتُ مَعَهُمَا فِي دِينِهِمَا فَقَالَ لَهُ المَلِكُ وَ أَنَا أَيضاً مَعَكَ ثُمّ قَالَ لَهُمَا قَد بَقِيَت هَذِهِ الخَصلَةُ الوَاحِدَةُ قَد مَاتَ ابنُ المَلِكِ فَادعُوا إِلَهَكُمَا أَن يُحيِيَهُ قَالَ فَخَرّا سَاجِدَينِ لِلّهِ وَ أَطَالَا السّجُودَ ثُمّ رَفَعَا رَأسَيهِمَا وَ قَالَا لِلمَلِكِ ابعَث إِلَي قَبرِ ابنِكَ تَجِدهُ قَد قَامَ مِن قَبرِهِ إِن شَاءَ اللّهُ قَالَ فَخَرَجَ النّاسُ يَنظُرُونَ فَوَجَدُوهُ قَد خَرَجَ مِن قَبرِهِ يَنفُضُ رَأسَهُ مِنَ التّرَابِ قَالَ فأَتُيِ‌َ بِهِ إِلَي المَلِكِ فَعَرَفَ أَنّهُ ابنُهُ فَقَالَ لَهُ مَا حَالُكَ يَا بنُيَ‌ّ قَالَ كُنتُ مَيّتاً فَرَأَيتُ رَجُلَينِ بَينَ يدَيَ‌ ربَيّ‌َ السّاعَةَ سَاجِدَينِ يَسأَلَانِهِ أَن يحُييِنَيِ‌ فأَحَياَنيِ‌ قَالَ يَا بنُيَ‌ّ فَتَعرِفُهُمَا إِذَا رَأَيتَهُمَا قَالَ نَعَم قَالَ فَأَخرَجَ النّاسَ جُملَةً إِلَي الصّحرَاءِ فَكَانَ يَمُرّ عَلَيهِ رَجُلٌ رَجُلٌ فَيَقُولُ لَهُ أَبُوهُ انظُر فَيَقُولُ لَا لَا ثُمّ مَرّ عَلَيهِ بِأَحَدِهِمَا بَعدَ جَمعٍ كَثِيرٍ فَقَالَ هَذَا أَحَدُهُمَا وَ أَشَارَ بِيَدِهِ إِلَيهِ ثُمّ مَرّ أَيضاً بِقَومٍ كَثِيرِينَ حَتّي رَأَي صَاحِبَهُ الآخَرَ فَقَالَ وَ هَذَا الآخَرُ قَالَ فَقَالَ النّبِيّ صَاحِبُ


صفحه : 242

الرّجُلَينِ أَمّا أَنَا فَقَد آمَنتُ بِإِلَهِكُمَا وَ عَلِمتُ أَنّ مَا جِئتُمَا بِهِ هُوَ الحَقّ فَقَالَ المَلِكُ وَ أَنَا أَيضاً آمَنتُ بِإِلَهِكُمَا وَ آمَنَ أَهلُ مَملَكَتِهِ كُلّهُم

بيان قال الطبرسي‌ رحمه الله في قوله تعالي وَ اضرِب لَهُم مَثَلًا أَصحابَ القَريَةِ إِذ جاءَهَا المُرسَلُونَ أي حين بعث الله إليهم المرسلين إِذ أَرسَلنا إِلَيهِمُ اثنَينِ أي رسولين من رسلنافَكَذّبُوهُما قال ابن عباس ضربوهما وسجنوهمافَعَزّزنا بِثالِثٍ أي فقوينا وشددنا ظهورهما برسول ثالث قال شعبة كان اسم الرسولين شمعون ويوحنا والثالث بولس و قال ابن عباس وكعب صادق وصدوق والثالث سلوم وقيل إنهم رسل عيسي وهم الحواريون عن وهب وكعب قالا وإنما أضافهم إلي نفسه لأن عيسي ع أرسلهم بأمره فَقالُوا إِنّا إِلَيكُم مُرسَلُونَ قالُوايعني‌ أهل القريةما أَنتُم إِلّا بَشَرٌ مِثلُنا فلاتصلحون للرسالةوَ ما أَنزَلَ الرّحمنُ مِن شَيءٍ إِن أَنتُم إِلّا تَكذِبُونَ قالُوا رَبّنا يَعلَمُ إِنّا إِلَيكُم لَمُرسَلُونَ وإنما قالوا ذلك بعد ماقامت الحجة بظهور المعجزة فلم يقبلوهاوَ ما عَلَينا إِلّا البَلاغُ المُبِينُ قالُوا أي هؤلاء الكفارإِنّا تَطَيّرنا بِكُم أي تشاءمنا بكم لَئِن لَم تَنتَهُوا لَنَرجُمَنّكُمبالحجارة أولنشتمنكم وَ لَيَمَسّنّكُم مِنّا عَذابٌ أَلِيمٌ قالُوايعني‌ الرسل طائِرُكُم مَعَكُم أي الشؤم كله معكم بإقامتكم علي الكفر بالله تعالي أَ إِن ذُكّرتُم أي أئن ذكرتم قلتم هذاالقول وقيل معناه لئن ذكرناكم هددتمونا و هومثل الأول وقيل معناه إن تدبرتم عرفتم صحة ماقلناه لكم بَل أَنتُم قَومٌ مُسرِفُونَمعناه ليس فينا مايوجب التشاؤم بنا ولكنكم متجاوزون عن الحد في التكذيب للرسل والمعصيةوَ جاءَ مِن أَقصَا المَدِينَةِ رَجُلٌ يَسعي و كان اسمه حبيبا النجار عن ابن عباس وجماعة من المفسرين و كان قدآمن بالرسل عندورودهم القرية و كان منزله عندأقصي باب من أبواب المدينة فلما بلغه أن قومه قدكذبوا الرسل وهموا بقتلهم جاء يعدو ويشتدقالَ يا قَومِ اتّبِعُوا المُرسَلِينَ وإنما علم نبوتهم لأنهم لمادعوه قال أتأخذون علي ذلك أجرا قالوا لا وقيل إنه كان به زمانة أوجذام فأبرءوه فآمن بهم عن ابن عباس .


صفحه : 243

اتّبِعُوا مَن لا يَسئَلُكُم أَجراً وَ هُم مُهتَدُونَقيل فلما قال هذاأخذوه فرفعوه إلي الملك فقال له الملك أفأنت تتبعهم قال وَ ما لِيَ لا أَعبُدُ ألّذِي فطَرَنَيِ‌ وَ إِلَيهِ تُرجَعُونَ أي تردون عندالبعث أَ أَتّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدنِ الرّحمنُ بِضُرّ أي إن أراد الله إهلاكي‌ والإضرار بي‌لا تُغنِ عنَيّ‌ شَفاعَتُهُم شَيئاً أي لاتدفع شفاعتهم عني‌ شيئاوَ لا يُنقِذُونِ و لايخلصوني‌ من ذلك إنِيّ‌ إِذاً لفَيِ‌ ضَلالٍ مُبِينٍ إنِيّ‌ آمَنتُ بِرَبّكُم فَاسمَعُونِ أي فاسمعوا قولي‌ واقبلوه . ثم إن قومه لماسمعوا ذلك القول منه وطئوه بأرجلهم حتي مات فأدخله الله الجنة و هوحي‌ فيهايرزق و هو قوله قِيلَ ادخُلِ الجَنّةَ وقيل رجموه حتي قتلوه عن قتادة وقيل إن القوم لماأرادوا أن يقتلوه رفعه الله إليه فهو في الجنة و لايموت إلابفناء الدنيا وهلاك الجنة عن الحسن ومجاهد وقالا إن الجنة التي‌ دخلها يجوز هلاكها وقيل إنهم قتلوه إلا أن الله سبحانه أحياه وأدخله الجنة فلما دخلهاقالَ يا لَيتَ قوَميِ‌ يَعلَمُونَ بِما غَفَرَ لِي ربَيّ‌تمني أن يعلم قومه ماأعطاه الله من المغفرة وجزيل الثواب ليرغبوا في مثله ويؤمنوا لينالوا ذلك وَ جعَلَنَيِ‌ مِنَ المُكرَمِينَ أي من المدخلين الجنة. ثم حكي سبحانه ماأنزله بقومه من العذاب فقال وَ ما أَنزَلنا عَلي قَومِهِ مِن بَعدِهِ أي من بعدقتله أورفعه مِن جُندٍ مِنَ السّماءِيعني‌ الملائكة أي لم ننتصر منهم بجند من السماءوَ ما كُنّا مُنزِلِينَ أي و ماكنا ننزلهم علي الأمم إذاأهلكناهم وقيل معناه و ماأنزلناه علي قومه من بعده رسالة من السماء قطع الله عنهم الرسالة حين قتلوا رسله إِن كانَت إِلّا صَيحَةً واحِدَةً أي كان إهلاكهم عن آخرهم بأيسر أمر صيحة واحدة حتي هلكوا بأجمعهم فَإِذا هُم خامِدُونَ أي ساكنون قدماتوا.قيل إنهم لماقتلوا حبيب بن موسي النجار غضب الله عليهم فبعث جبرئيل


صفحه : 244

حتي أخذ بعضادتي‌ باب المدينة ثم صاح بهم صيحة فماتوا عن آخرهم لايسمع لهم حس كالنار إذاطفئت انتهي . و قال الثعلبي‌ في تفسيره هوحبيب بن مري‌ و قال ابن عباس ومقاتل حبيب بن إسرائيل النجار و قال وهب كان رجلا أسرع فيه الجذام و كان مؤمنا ذا صدقة يجمع كسبه إذاأمسي فيقسمه نصفين فيطعم نصفه عياله ويتصدق بنصفه و قال قتادة كان حبيب في غار يعبد ربه فلما بلغه خبر الرسل أتاهم وأظهر دينه و ما هو عليه من التوحيد وعبادة الله فوثب القوم إليه فقتلوه

21-محص ،[التمحيص ] عَن سَدِيرٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ جَعفَرٍ ع هَل يبَتلَيِ‌ اللّهُ المُؤمِنَ فَقَالَ وَ هَل يُبتَلَي إِلّا المُؤمِنُ حَتّي إِنّ صَاحِبَ يس قَالَيا لَيتَ قوَميِ‌ يَعلَمُونَ كَانَ مُكَنّعاً قُلتُ وَ مَا المُكَنّعُ قَالَ كَانَ بِهِ جُذَامٌ

22- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] عَلِيّ بنُ عِيسَي عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ مَاجِيلَوَيهِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن أَحمَدَ بنِ النّصرِ الطّحّانِ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ الصّادِقَ جَعفَرَ بنَ مُحَمّدٍ ع أَنّ عِيسَي رُوحَ اللّهِ مَرّ بِقَومٍ مُجَلّبِينَ فَقَالَ مَا لِهَؤُلَاءِ قِيلَ يَا رُوحَ اللّهِ إِنّ فُلَانَةَ بِنتَ فُلَانٍ تُهدَي إِلَي فُلَانِ بنِ فُلَانٍ فِي لَيلَتِهَا هَذِهِ قَالَ يُجَلّبُونَ اليَومَ وَ يَبكُونَ غَداً فَقَالَ قَائِلٌ مِنهُم وَ لِمَ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ لِأَنّ صَاحِبَتَهُم مَيّتَةٌ فِي لَيلَتِهَا هَذِهِ فَقَالَ القَائِلُونَ بِمَقَالَتِهِ صَدَقَ اللّهُ وَ صَدَقَ رَسُولُهُ وَ قَالَ أَهلُ النّفَاقِ مَا أَقرَبَ غَداً فَلَمّا أَصبَحُوا جَاءُوا


صفحه : 245

فَوَجَدُوهَا عَلَي حَالِهَا لَم يَحدُث بِهَا شَيءٌ فَقَالُوا يَا رُوحَ اللّهِ إِنّ التّيِ‌ أَخبَرتَنَا أَمسِ أَنّهَا مَيّتَةٌ لَم تَمُت فَقَالَ عِيسَي ع يَفعَلُ اللّهُ مَا يَشَاءُ فَاذهَبُوا بِنَا إِلَيهَا فَذَهَبُوا يَتَسَابَقُونَ حَتّي قَرَعُوا البَابَ فَخَرَجَ زَوجُهَا فَقَالَ لَهُ عِيسَي ع استَأذِن لِي عَلَي صَاحِبَتِكَ قَالَ فَدَخَلَ عَلَيهَا فَأَخبَرَهَا أَنّ رُوحَ اللّهِ وَ كَلِمَتَهُ بِالبَابِ مَعَ عِدّةٍ قَالَ فَتَخَدّرَت فَدَخَلَ عَلَيهَا فَقَالَ لَهَا مَا صَنَعتِ لَيلَتَكِ هَذِهِ قَالَت لَم أَصنَع شَيئاً إِلّا وَ قَد كُنتُ أَصنَعُهُ فِيمَا مَضَي إِنّهُ كَانَ يَعتَرِينَا سَائِلٌ فِي كُلّ لَيلَةِ جُمُعَةٍ فَنُنِيلُهُ مَا يَقُوتُهُ إِلَي مِثلِهَا وَ إِنّهُ جاَءنَيِ‌ فِي ليَلتَيِ‌ هَذِهِ وَ أَنَا مَشغُولَةٌ بأِمَريِ‌ وَ أهَليِ‌ فِي مَشَاغِيلَ فَهَتَفَ فَلَم يُجِبهُ أَحَدٌ ثُمّ هَتَفَ فَلَم يُجَب حَتّي هَتَفَ مِرَاراً فَلَمّا سَمِعتُ مَقَالَتَهُ قُمتُ مُتَنَكّرَةً حَتّي أَنَلتُهُ كَمَا كُنّا نُنِيلُهُ فَقَالَ لَهَا تنَحَيّ‌ عَن مَجلِسِكِ فَإِذَا تَحتَ ثِيَابِهَا أَفعًي مِثلُ جِذعَةٍ عَاضّ عَلَي ذَنَبِهِ فَقَالَ ع بِمَا صَنَعتِ صُرِفَ عَنكِ هَذَا

بيان الجلبة اختلاط الصوت والجذعة بالكسر ساق النخلة

23-ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن رَجُلٍ مِنَ الكُوفِيّينَ عَن مُحَمّدِ بنِ عُمَرَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الوَلِيدِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَا يَقُولُ أَصحَابُكَ فِي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ عِيسَي وَ مُوسَي ع أَيّهُم أَعلَمُ قَالَ قُلتُ مَا يُقَدّمُونَ عَلَي أوُليِ‌ العَزمِ أَحَداً قَالَ أَمَا إِنّكَ لَو خَاصَمتَهُم بِكِتَابِ اللّهِ لَحَجَجتَهُم قَالَ قُلتُ وَ أَينَ هَذَا فِي كِتَابِ اللّهِ قَالَ إِنّ اللّهَ قَالَ فِي مُوسَيوَ كَتَبنا لَهُ فِي الأَلواحِ مِن كُلّ شَيءٍ مَوعِظَةً وَ لَم يَقُل كُلّ شَيءٍ وَ قَالَ فِي عِيسَيوَ لِأُبَيّنَ لَكُم بَعضَ ألّذِي تَختَلِفُونَ فِيهِ وَ لَم يَقُل كُلّ شَيءٍ وَ قَالَ فِي صَاحِبِكُمكَفي بِاللّهِ شَهِيداً بيَنيِ‌ وَ بَينَكُم وَ مَن عِندَهُ عِلمُ الكِتابِ

24-ج ،[الإحتجاج ] عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَجَاءَ نَفَرٌ مِنَ اليَهُودِ إِلَي النّبِيّص فَقَالُوا فِيمَا قَالُوا عِيسَي خَيرٌ مِنكَ قَالَ وَ لِمَ ذَاكَ قَالُوا لِأَنّ عِيسَي ابنَ مَريَمَ ع كَانَ ذَاتَ يَومٍ بِعَقَبَةِ بَيتِ المَقدِسِ فَجَاءَتهُ الشّيَاطِينُ لِيَحمِلُوهُ فَأَمَرَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ جَبرَئِيلَ أَنِ اضرِب بِجَنَاحِكَ الأَيمَنِ


صفحه : 246

وُجُوهَ الشّيَاطِينِ وَ أَلقِهِم فِي النّارِ فَضَرَبَ بِأَجنِحَتِهِ وُجُوهَهُم وَ أَلقَاهُم فِي النّارِ قَالَ النّبِيّص لَقَد أُعطِيتُ أَنَا أَفضَلَ مِن ذَلِكَ الخَبَرَ

25-فس ،[تفسير القمي‌] أنَيّ‌ أَخلُقُ لَكُم مِنَ الطّينِ كَهَيئَةِ الطّيرِ أَي أُقَدّرُ وَ هُوَ خَلقُ تَقدِيرٍ حَدّثَنَا أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ الهمَداَنيِ‌ّ عَن جَعفَرِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن كَثِيرِ بنِ عَيّاشٍ عَن أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِوَ أُنَبّئُكُم بِما تَأكُلُونَ وَ ما تَدّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُم فَإِنّ عِيسَي كَانَ يَقُولُ لبِنَيِ‌ إِسرَائِيلَإنِيّ‌ رَسُولُ اللّهِ إِلَيكُم وَ إنِيّ‌أَخلُقُ لَكُم مِنَ الطّينِ كَهَيئَةِ الطّيرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيراً بِإِذنِ اللّهِ وَ أبُر‌ِئُ الأَكمَهَ وَ الأَبرَصَالأَكمَهُ هُوَ الأَعمَي قَالُوا مَا نَرَي ألّذِي تَصنَعُ إِلّا سِحراً فَأَرِنَا آيَةً نَعلَمُ أَنّكَ صَادِقٌ قَالَ أَ رَأَيتُم إِن أَخبَرتُكُمبِما تَأكُلُونَ وَ ما تَدّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُم يَقُولُ مَا أَكَلتُم فِي بُيُوتِكُم قَبلَ أَن تَخرُجُوا وَ مَا ادّخَرتُم إِلَي اللّيلِ تَعلَمُونَ أنَيّ‌ صَادِقٌ قَالُوا نَعَم فَكَانَ يَقُولُ لِلرّجُلِ أَكَلتَ كَذَا وَ كَذَا وَ شَرِبتَ كَذَا وَ كَذَا وَ رَفَعتَ كَذَا وَ كَذَا فَمِنهُم مَن يَقبَلُ مِنهُ فَيُؤمِنُ وَ مِنهُم مَن يَكفُرُ وَ كَانَ لَهُم فِي ذَلِكَ آيَةٌ إِن كَانُوا مُؤمِنِينَ وَ قَالَ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ فِي قَولِهِوَ لِأُحِلّ لَكُم بَعضَ ألّذِي حُرّمَ عَلَيكُم هُوَ السّبتُ وَ الشّحُومُ وَ الطّيرُ ألّذِي حَرّمَهُ اللّهُ عَلَي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ

26-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]ل ،[الخصال ] ابنُ الوَلِيدِ عَن سَعدٍ عَن أَحمَدَ بنِ حَمزَةَ الأشَعرَيِ‌ّ عَن يَاسِرٍ الخَادِمِ قَالَ سَمِعتُ الرّضَا ع يَقُولُ إِنّ أَوحَشَ مَا يَكُونُ هَذَا الخَلقُ فِي ثَلَاثَةِ مَوَاطِنَ يَومَ يَلِدُ فَيَخرُجُ مِن بَطنِ أُمّهِ فَيَرَي الدّنيَا وَ يَومَ يَمُوتُ فَيُعَايِنُ الآخِرَةَ وَ أَهلَهَا وَ يَومَ يُبعَثُ فَيَرَي أَحكَاماً لَم يَرَهَا فِي دَارِ الدّنيَا وَ قَد سَلّمَ اللّهُ عَلَي يَحيَي ع فِي هَذِهِ الثّلَاثَةِ المَوَاطِنِ وَ آمَنَ رَوعَتَهُ فَقَالَوَ سَلامٌ عَلَيهِ يَومَ وُلِدَ وَ يَومَ يَمُوتُ وَ يَومَ يُبعَثُ حَيّا وَ قَد سَلّمَ عِيسَي ابنُ مَريَمَ عَلَي نَفسِهِ فِي هَذِهِ الثّلَاثَةِ المَوَاطِنِ فَقَالَوَ السّلامُ عَلَيّ يَومَ وُلِدتُ وَ يَومَ أَمُوتُ وَ يَومَ أُبعَثُ حَيّا


صفحه : 247

27-فس ،[تفسير القمي‌] الحُسَينُ بنُ عَبدِ اللّهِ السكّيَنيِ‌ّ عَن أَبِي سَعِيدٍ البجَلَيِ‌ّ عَن عَبدِ المَلِكِ بنِ هَارُونَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ ع فِيمَا نَاظَرَ بِهِ مَلِكَ الرّومِ كَانَ عُمُرُ عِيسَي ع فِي الدّنيَا ثَلَاثاً وَ ثَلَاثِينَ سَنَةً ثُمّ رَفَعَهُ اللّهُ إِلَي السّمَاءِ وَ يَهبِطُ إِلَي الأَرضِ بِدِمَشقَ وَ هُوَ ألّذِي يَقتُلُ الدّجّالَ

28- ع ،[علل الشرائع ] أَبِي عَنِ الحمِيرَيِ‌ّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مَهزِيَارَ عَن أَخِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ الحَكَمِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَرّ عِيسَي ابنُ مَريَمَ ع بِصَفَائِحِ الرّوحَاءِ وَ هُوَ يَقُولُ لَبّيكَ عَبدُكَ وَ ابنُ أَمَتِكَ لَبّيكَ الخَبَرَ

كا،[الكافي‌] علي عن أبيه عن ابن أبي عمير مثله

29- مع ،[معاني‌ الأخبار] مَعنَي المَسِيحِ أَنّهُ كَانَ يَسِيحُ فِي الأَرضِ وَ يَصُومُ

30- مع ،[معاني‌ الأخبار] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَن يَحيَي بنِ المُبَارَكِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ جَبَلَةَ عَن رَجُلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ جعَلَنَيِ‌ مُبارَكاً أَينَ ما كُنتُ قَالَ نفاعا

فس ،[تفسير القمي‌] محمد بن جعفر عن محمد بن أحمد عن ابن يزيد مثله

31-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِإِسنَادِهِ عَنِ الرّضَا ع قَالَ كَانَ نَقشُ خَاتَمِ عِيسَي ع حَرفَينِ اشتَقّهُمَا مِنَ الإِنجِيلِ طُوبَي لِعَبدٍ ذُكِرَ اللّهُ مِن أَجلِهِ وَ وَيلٌ لِعَبدٍ نسُيِ‌َ اللّهُ مِن أَجلِهِ

32-ج ،[الإحتجاج ]حُمرَانُ بنُ أَعيَنَ قَالَ سَأَلتُ أَبَا جَعفَرٍ ع عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ رُوحٌ مِنهُ قَالَ هيِ‌َ مَخلُوقَةٌ خَلَقَهُ اللّهُ بِحِكمَتِهِ فِي آدَمَ وَ عِيسَي ع


صفحه : 248

33-فس ،[تفسير القمي‌] إِذ قالَ الحَوارِيّونَ يا عِيسَي ابنَ مَريَمَ هَل يَستَطِيعُ رَبّكَ أَن يُنَزّلَ عَلَينا مائِدَةً مِنَ السّماءِ فَقَالَ عِيسَياتّقُوا اللّهَ إِن كُنتُم مُؤمِنِينَ قالُوا كَمَا حَكَي اللّهُنُرِيدُ أَن نَأكُلَ مِنها وَ تَطمَئِنّ قُلُوبُنا وَ نَعلَمَ أَن قَد صَدَقتَنا وَ نَكُونَ عَلَيها مِنَ الشّاهِدِينَ فَقَالَ عِيسَيأللّهُمّ رَبّنا أَنزِل عَلَينا مائِدَةً مِنَ السّماءِ تَكُونُ لَنا عِيداً لِأَوّلِنا وَ آخِرِنا وَ آيَةً مِنكَ وَ ارزُقنا وَ أَنتَ خَيرُ الرّازِقِينَ فَقَالَ اللّهُ احتِجَاجاً عَلَيهِمإنِيّ‌ مُنَزّلُها عَلَيكُم فَمَن يَكفُر بَعدُ مِنكُم فإَنِيّ‌ أُعَذّبُهُ عَذاباً لا أُعَذّبُهُ أَحَداً مِنَ العالَمِينَفَكَانَت تَنزِلُ المَائِدَةُ عَلَيهِم فَيَجتَمِعُونَ عَلَيهَا وَ يَأكُلُونَ حَتّي يَشبَعُوا ثُمّ تُرفَعُ فَقَالَ كُبَرَاؤُهُم وَ مُترَفُوهُم لَا نَدَعُ سَفِلَتَنَا يَأكُلُونَ مِنهَا فَرَفَعَ اللّهُ المَائِدَةَ وَ مُسِخُوا القِرَدَةَ وَ الخَنَازِيرَ

34-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن يَحيَي الحلَبَيِ‌ّ فِي قَولِهِهَل يَستَطِيعُ رَبّكَ قَالَ قِرَاءَتُهَا هَل تَستَطِيعُ رَبّكَ يعَنيِ‌ هَل تَستَطِيعُ أَن تَدعُوَ رَبّكَ

بيان هذاقراءة الكسائي‌ حيث قرأ تستطيع بصيغة الخطاب وربك بالنصب أي تستطيع سؤال ربك

35-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ] عَنِ الصّادِقِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص رَأَيتُ اِبرَاهِيمَ وَ مُوسَي وَ عِيسَي ع فَأَمّا مُوسَي ع فَرَجُلٌ طُوَالٌ سَبِطٌ يُشبِهُ رِجَالَ الزّطّ وَ رِجَالَ أَهلِ شَنُوّةَ وَ أَمّا عِيسَي ع فَرَجُلٌ أَحمَرُ جَعدٌ رَبعَةٌ قَالَ ثُمّ سَكَتَ فَقِيلَ لَهُ يَا رَسُولَ اللّهِ فَإِبرَاهِيمُ قَالَ انظُرُوا إِلَي صَاحِبِكُم يعَنيِ‌ نَفسَهُ

36-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ عَنِ الصّدُوقِ عَن مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ عَنِ الكوُفيِ‌ّ عَن عِيسَي بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَالمَائِدَةُ التّيِ‌ نَزَلَت عَلَي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ كَانَت


صفحه : 249

مُدلَاةً بِسَلَاسِلَ مِن ذَهَبٍ عَلَيهَا تِسعَةُ أَحوَاتٍ وَ تِسعَةُ أَرغِفَةٍ فَحَسبُ

شي‌،[تفسير العياشي‌] عن عيسي العلوي‌ عن أبيه مثله

37-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَالَ النّبِيّص إِنّ اللّهَ أَنزَلَ مَائِدَةً عَلَي عِيسَي ع وَ بَارَكَ لَهُ فِي أَرغِفَةٍ وَ سُمَيكَاتٍ حَتّي أَكَلَ وَ شَبِعَ مِنهَا أَربَعَةُ آلَافٍ وَ سَبعُمِائَةٍ

38-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]الصّدُوقُ بِإِسنَادِهِ إِلَي ابنِ أُورَمَةَ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ عَنِ الحَسَنِ بنِ الجَهمِ عَنِ الرّضَا ع قَالَ كَانَ عِيسَي ع يبَكيِ‌ وَ يَضحَكُ وَ كَانَ يَحيَي ع يبَكيِ‌ وَ لَا يَضحَكُ وَ كَانَ ألّذِي يَفعَلُ عِيسَي ع أَفضَلَ

39-ك ،[إكمال الدين ] أَبِي وَ ابنُ الوَلِيدِ مَعاً عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَعرُوفٍ عَنِ ابنِ مَهزِيَارَ عَنِ الحَسَنِ بنِ سَعِيدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ القرُشَيِ‌ّ عَمّن حَدّثَهُ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ أَبِي رَافِعٍ عَن أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ جَبرَئِيلَ نَزَلَ عَلَيّ بِكِتَابٍ فِيهِ خَبَرُ المُلُوكِ مُلُوكِ الأَرضِ قبَليِ‌ وَ خَبَرُ مَن بُعِثَ قبَليِ‌ مِنَ الأَنبِيَاءِ وَ الرّسُلِ وَ هُوَ حَدِيثٌ طَوِيلٌ أَخَذنَا مِنهُ مَوضِعَ الحَاجَةِ إِلَيهِ قَالَ لَمّا مَلَكَ أَشبَخُ بنُ أَشجَانَ وَ كَانَ يُسَمّي الكَيّسَ وَ مَلَكَ ماِئتَيَ‌ سَنَةٍ وَ سِتّاً وَ سِتّينَ سَنَةً ففَيِ‌ سَنَةِ إِحدَي وَ خَمسِينَ مِن مُلكِهِ بَعَثَ اللّهُ عِيسَي ابنَ مَريَمَ ع وَ استَودَعَهُ النّورَ وَ العِلمَ وَ الحِكمَةَ وَ جَمِيعَ عُلُومِ الأَنبِيَاءِ قَبلَهُ وَ زَادَهُ الإِنجِيلَ وَ بَعَثَهُ إِلَي بَيتِ المَقدِسِ إِلَي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ يَدعُوهُم إِلَي كِتَابِهِ وَ حِكمَتِهِ وَ إِلَي الإِيمَانِ بِاللّهِ وَ بِرَسُولِهِ


صفحه : 250

فَأَبَي أَكثَرُهُم إِلّا طُغيَاناً وَ كُفراً فَلَمّا لَم يُؤمِنُوا بِهِ دَعَا رَبّهُ وَ عَزَمَ عَلَيهِم فَمُسِخَ مِنهُم شَيَاطِينُ لِيُرِيَهُم آيَةً فَيَعتَبِرُوا فَلَم يَزِدهُم إِلّا طُغيَاناً وَ كُفراً فَأَتَي بَيتَ المَقدِسِ يَدعُوهُم وَ يُرَغّبُهُم فِيمَا عِندَ اللّهِ ثَلَاثاً وَ ثَلَاثِينَ سَنَةً حَتّي طَلَبَتهُ اليَهُودُ وَ ادّعَت أَنّهَا عَذّبَتهُ وَ دَفَنَتهُ فِي الأَرضِ حَيّاً وَ ادّعَي بَعضُهُم أَنّهُم قَتَلُوهُ وَ صَلَبُوهُ وَ مَا كَانَ اللّهُ لِيَجعَلَ لَهُم عَلَيهِ سُلطَاناً وَ إِنّمَا شُبّهَ لَهُم وَ مَا قَدَرُوا عَلَي عَذَابِهِ وَ دَفنِهِ وَ لَا عَلَي قَتلِهِ وَ صَلبِهِ قَولُهُ عَزّ وَ جَلّإنِيّ‌ مُتَوَفّيكَ وَ رافِعُكَ إلِيَ‌ّ وَ مُطَهّرُكَ مِنَ الّذِينَ كَفَرُوافَلَم يَقتَدِرُوا عَلَي قَتلِهِ وَ صَلبِهِ لِأَنّهُم لَو قَدَرُوا عَلَي ذَلِكَ كَانَ تَكذِيباً لِقَولِهِ وَ لَكِن رَفَعَهُ اللّهُ إِلَيهِ بَعدَ أَن تَوَفّاهُ فَلَمّا أَرَادَ اللّهُ أَن يَرفَعَهُ أَوحَي إِلَيهِ أَن يَستَودِعَ نُورَ اللّهِ وَ حِكمَتَهُ وَ عِلمَ كِتَابِهِ شَمعُونَ بنَ حَمّونَ الصّفَا خَلِيفَتَهُ عَلَي المُؤمِنِينَ فَفَعَلَ ذَلِكَ فَلَم يَزَل شَمعُونُ يَقُومُ بِأَمرٍ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ يهَتدَيِ‌ بِجَمِيعِ مَقَالِ عِيسَي ع فِي قَومِهِ مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ وَ يُجَاهِدُ الكُفّارَ فَمَن أَطَاعَهُ وَ آمَنَ بِهِ وَ بِمَا جَاءَ بِهِ كَانَ مُؤمِناً وَ مَن جَحَدَهُ وَ عَصَاهُ كَانَ كَافِراً حَتّي استَخلَصَهُ رَبّنَا عَزّ وَ جَلّ وَ بَعَثَ فِي عِبَادِهِ نَبِيّاً مِنَ الصّالِحِينَ وَ هُوَ يَحيَي بنُ زَكَرِيّا ع فَمَضَي شَمعُونُ وَ مَلَكَ عِندَ ذَلِكَ أَردَشِيرُ

أقول تمامه في باب أحوال الملوك

40-ك ،[إكمال الدين ]الطاّلقَاَنيِ‌ّ عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ بنِ فَضّالٍ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ الفُضَيلِ عَنِ الثمّاَليِ‌ّ عَنِ البَاقِرِ ع قَالَ إِنّ اللّهَ أَرسَلَ عِيسَي إِلَي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ خَاصّةً وَ كَانَت نُبُوّتُهُ بِبَيتِ المَقدِسِ وَ كَانَ مَن بَعدَهُ مِنَ الحَوَارِيّينَ اثنيَ‌ عَشَرَ الخَبَرَ

41-ل ،[الخصال ]بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي ذَرّ عَنِ النّبِيّص قَالَأَوّلُ نبَيِ‌ّ مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ


صفحه : 251

مُوسَي وَ آخِرُهُم عِيسَي وَ سِتّمِائَةِ نبَيِ‌ّ الخَبَرَ

42-يد،[التوحيد]بِإِسنَادِهِ عَن فَتحِ بنِ يَزِيدَ الجرُجاَنيِ‌ّ عَن أَبِي الحَسَنِ ع قَالَ قُلتُ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ وَ غَيرُ الخَالِقِ الجَلِيلِ خَالِقٌ قَالَ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي يَقُولُفَتَبارَكَ اللّهُ أَحسَنُ الخالِقِينَفَقَد أَخبَرَ أَنّ فِي عِبَادِهِ خَالِقِينَ وَ غَيرَ خَالِقِينَ مِنهُم عِيسَي ع خَلَقَ مِنَ الطّينِ كَهَيئَةِ الطّيرِ بِإِذنِ اللّهِ فَنَفَخَ فِيهِ فَصَارَ طَائِراً بِإِذنِ اللّهِ وَ الساّمرِيِ‌ّ خَلَقَ لَهُمعِجلًا جَسَداً لَهُ خُوارٌ إِلَي آخِرِ مَا مَرّ فِي كِتَابِ التّوحِيدِ

43-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]الصّدُوقُ بِإِسنَادِهِ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ البزَنَطيِ‌ّ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَن مُحَمّدٍ الحلَبَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ بَينَ دَاوُدَ وَ عِيسَي ع أَربَعُمِائَةِ سَنَةٍ وَ ثَمَانُونَ سَنَةً وَ أُنزِلَ عَلَي عِيسَي فِي الإِنجِيلِ مَوَاعِظُ وَ أَمثَالٌ وَ حُدُودٌ لَيسَ فِيهَا قِصَاصٌ وَ لَا أَحكَامُ حُدُودٍ وَ لَا فَرضُ مَوَارِيثَ وَ أُنزِلَ عَلَيهِ تَخفِيفُ مَا كَانَ نَزَلَ عَلَي مُوسَي ع فِي التّورَاةِ وَ هُوَ قَولُهُ تَعَالَي حِكَايَةً عَن عِيسَي أَنّهُ قَالَ لبِنَيِ‌ إِسرَائِيلَوَ لِأُحِلّ لَكُم بَعضَ ألّذِي حُرّمَ عَلَيكُم وَ أَمَرَ عِيسَي مَن مَعَهُ مِمّن تَبِعَهُ مِنَ المُؤمِنِينَ أَن يُؤمِنُوا بِشَرِيعَةِ التّورَاةِ وَ شَرَائِعِ جَمِيعِ النّبِيّينَ وَ الإِنجِيلِ قَالَ وَ مَكَثَ عِيسَي ع حَتّي بَلَغَ سَبعَ سِنِينَ أَو ثَمَانِياً فَجَعَلَ يُخبِرُهُم بِمَا يَأكُلُونَ وَ مَا يَدّخِرُونَ فِي بُيُوتِهِم فَأَقَامَ بَينَ أَظهُرِهِم يحُييِ‌ المَوتَي وَ يبُر‌ِئُ الأَكمَهَ وَ الأَبرَصَ وَ يُعَلّمُهُمُ التّورَاةَ وَ أَنزَلَ اللّهُ عَلَيهِ الإِنجِيلَ لَمّا أَرَادَ أَن يَتّخِذَ عَلَيهِم حُجّةً وَ كَانَ يَبعَثُ إِلَي الرّومِ رَجُلًا لَا يدُاَويِ‌ أَحَداً إِلّا بَرَأَ مِن مَرَضِهِ وَ يبُر‌ِئُ الأَكمَهَ وَ الأَبرَصَ حَتّي ذُكِرَ ذَلِكَ لِمَلِكِهِم فَأُدخِلَ عَلَيهِ فَقَالَ أَ تبُر‌ِئُ الأَكمَهَ وَ الأَبرَصَ قَالَ نَعَم قَالَ أتُيِ‌َ بِغُلَامٍ مُنخَسِفِ الحَدَقَةِ لَم يَرَ شَيئاً قَطّ فَأَخَذَ بُندُقَتَينِ فَبَندَقَهُمَا ثُمّ جَعَلَهُمَا فِي عَينَيهِ وَ دَعَا فَإِذَا هُوَ بَصِيرٌ


صفحه : 252

فَأَقعَدَهُ المَلِكُ مَعَهُ وَ قَالَ كُن معَيِ‌ وَ لَا تَخرُج مِن مصِريِ‌ فَأَنزَلَهُ مَعَهُ بِأَفضَلِ المَنَازِلِ ثُمّ إِنّ المَسِيحَ ع بَعَثَ آخَرَ وَ عَلّمَهُ مَا بِهِ يحُييِ‌ المَوتَي فَدَخَلَ الرّومَ وَ قَالَ أَنَا أَعلَمُ مِن طَبِيبِ المَلِكِ فَقَالُوا لِلمَلِكِ ذَلِكَ قَالَ اقتُلُوهُ فَقَالَ الطّبِيبُ لَا تَفعَلهُ أَدخِلهُ فَإِن عَرَفتَ خَطَأَهُ قَتَلتَهُ وَ لَكَ الحُجّةُ فَأُدخِلَ عَلَيهِ فَقَالَ أَنَا أحُييِ‌ المَوتَي فَرَكِبَ المَلِكُ وَ النّاسُ إِلَي قَبرِ ابنِ المَلِكِ وَ كَانَ قَد مَاتَ فِي تِلكَ الأَيّامِ فَدَعَا رَسُولُ المَسِيحِ وَ أَمّنَ طَبِيبُ المَلِكِ ألّذِي هُوَ رَسُولُ المَسِيحِ أَيضاً الأَوّلُ فَانشَقّ القَبرُ فَخَرَجَ ابنُ المَلِكِ ثُمّ جَاءَ يمَشيِ‌ حَتّي جَلَسَ فِي حِجرِ أَبِيهِ فَقَالَ يَا بنُيَ‌ّ مَن أَحيَاكَ قَالَ فَنَظَرَ فَقَالَ هَذَا وَ هَذَا فَقَامَا فَقَالَا إِنّا رَسُولُ المَسِيحِ إِلَيكَ وَ إِنّكَ كُنتَ لَا تَسمَعُ مِن رُسُلِهِ إِنّمَا تَأمُرُ بِقَتلِهِم إِذَا أَتَوكَ فَتَابَعَ وَ أَعظَمُوا أَمرَ المَسِيحِ ع حَتّي قَالَ فِيهِ أَعدَاءُ اللّهِ مَا قَالُوا وَ اليَهُودُ يُكَذّبُونَهُ وَ يُرِيدُونَ قَتلَهُ

44-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ جَابِرٍ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّ عِيسَي ع لَمّا أَرَادَ وَدَاعَ أَصحَابِهِ جَمَعَهُم وَ أَمَرَهُم بِضُعَفَاءِ الخَلقِ وَ نَهَاهُم عَنِ الجَبَابِرَةِ فَوَجّهَ اثنَينِ إِلَي أَنطَاكِيَةَ فَدَخَلَا فِي يَومِ عِيدٍ لَهُم فَوَجَدَاهُم قَد كَشَفُوا عَنِ الأَصنَامِ وَ هُم يَعبُدُونَهَا فَعَجّلَا عَلَيهِم بِالتّعنِيفِ فَشُدّا بِالحَدِيدِ وَ طُرِحَا فِي السّجنِ فَلَمّا عَلِمَ شَمعُونُ بِذَلِكَ أَتَي أَنطَاكِيَةَ حَتّي دَخَلَ عَلَيهِمَا فِي السّجنِ وَ قَالَ أَ لَم أَنهَكُمَا عَنِ الجَبَابِرَةِ ثُمّ خَرَجَ مِن عِندِهِمَا وَ جَلَسَ مَعَ النّاسِ مَعَ الضّعَفَاءِ فَأَقبَلَ يَطرَحُ كَلَامَهُ الشيّ‌ءَ بَعدَ الشيّ‌ءِ فَأَقبَلَ الضّعِيفُ يَدفَعُ كَلَامَهُ إِلَي مَن هُوَ أَقوَي مِنهُ وَ أَخفَوا كَلَامَهُ إِخفَاءً شَدِيداً فَلَم يَزَل يَتَرَاقَي الكَلَامُ حَتّي انتَهَي إِلَي المَلِكِ فَقَالَ مُنذُ مَتَي هَذَا الرّجُلُ فِي ممَلكَتَيِ‌ قَالُوا مُنذُ شَهرَينِ فَقَالَ عَلَيّ بِهِ فَأَتَوهُ فَلَمّا نَظَرَ إِلَيهِ وَقَعَت عَلَيهِ مَحَبّتُهُ فَقَالَ لَا أَجلِسُ إِلّا وَ هُوَ معَيِ‌ فَرَأَي فِي مَنَامِهِ شَيئاً أَفزَعَهُ فَسَأَلَ شَمعُونَ عَنهُ فَأَجَابَ بِجَوَابٍ حَسَنٍ فَرِحَ بِهِ ثُمّ ألُقيِ‌َ عَلَيهِ فِي المَنَامِ مَا أَهَالَهُ فَأَوّلَهَا لَهُ بِمَا ازدَادَ بِهِ سُرُوراً فَلَم يَزَل يُحَادِثُهُ حَتّي استَولَي عَلَيهِ ثُمّ قَالَ إِنّ فِي


صفحه : 253

حَبسِكَ رَجُلَينِ عَابَا عَلَيكَ قَالَ نَعَم قَالَ فعَلَيَ‌ّ بِهِمَا فَلَمّا أتُيِ‌َ بِهِمَا قَالَ مَا إِلَهُكُمَا ألّذِي تَعبُدَانِ قَالَا اللّهُ قَالَ يَسمَعُكُمَا إِذَا سَأَلتُمَاهُ وَ يُجِيبُكُمَا إِذَا دَعَوتُمَاهُ قَالَا نَعَم قَالَ شَمعُونُ فَأَنَا أُرِيدُ أَن أسَتبَر‌ِئَ ذَلِكَ مِنكُمَا قَالَا قُل قَالَ هَل يشَفيِ‌ لَكُمَا الأَبرَصَ قَالَا نَعَم قَالَ فأَتُيِ‌َ بِأَبرَصَ فَقَالَ سَلَاهُ أَن يشَفيِ‌َ هَذَا قَالَ فَمَسَحَاهُ فَبَرَأَ قَالَ وَ أَنَا أَفعَلُ مِثلَ مَا فَعَلتُمَا قَالَ فأَتُيِ‌َ بِآخَرَ فَمَسَحَهُ شَمعُونُ فَبَرَأَ قَالَ بَقِيَت خَصلَةٌ إِن أجَبَتمُاَنيِ‌ إِلَيهَا آمَنتُ بِإِلَهِكُمَا قَالَا وَ مَا هيِ‌َ قَالَ مَيّتٌ تُحيِيَانِهِ قَالَا نَعَم فَأَقبَلَ عَلَي المَلِكِ وَ قَالَ مَيّتٌ يَعنِيكَ أَمرُهُ قَالَ نَعَم ابنيِ‌ قَالَ اذهَب بِنَا إِلَي قَبرِهِ فَإِنّهُمَا قَد أَمكَنَاكَ مِن أَنفُسِهِمَا فَتَوَجّهُوا إِلَي قَبرِهِ فَبَسَطَا أَيدِيَهُمَا فَبَسَطَ شَمعُونُ يَدَيهِ فَمَا كَانَ بِأَسرَعَ مِن أَن صُدِعَ القَبرُ وَ قَامَ الفَتَي فَأَقبَلَ عَلَي أَبِيهِ فَقَالَ أَبُوهُ مَا حَالُكَ قَالَ كُنتُ مَيّتاً فَفَزِعتُ فَزعَةً فَإِذَا ثَلَاثَةٌ قِيَامٌ بَينَ يدَيَ‌ِ اللّهِ بَاسِطُو أَيدِيهِم يَدعُونَ اللّهَ أَن يحُييِنَيِ‌ وَ هُمَا هَذَانِ وَ هَذَا فَقَالَ شَمعُونُ أَنَا لِإِلَهِكُمَا مِنَ المُؤمِنِينَ فَقَالَ المَلِكُ أَنَا باِلذّيِ‌ آمَنتَ بِهِ يَا شَمعُونُ مِنَ المُؤمِنِينَ وَ قَالَ وُزَرَاءُ المَلِكِ وَ نَحنُ باِلذّيِ‌ آمَنَ بِهِ سَيّدُنَا مِنَ المُؤمِنِينَ فَلَم يَزَلِ الضّعِيفُ يَتبَعُ القوَيِ‌ّ فَلَم يَبقَ بِالأَنطَاكِيَةِ أَحَدٌ إِلّا آمَنَ بِهِ

45-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ] فِي رِوَايَةٍ أَتَت عِيسَي امرَأَةٌ مِن كَنعَانَ بِابنٍ لَهَا مُزمَنٍ فَقَالَت يَا نبَيِ‌ّ اللّهِ ابنيِ‌ هَذَا زَمِنٌ ادعُ اللّهَ لَهُ قَالَ إِنّمَا أُمِرتُ أَن أبُر‌ِئَ زَمنَي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ قَالَت يَا رُوحَ اللّهِ إِنّ الكِلَابَ تَنَالُ مِن فُضُولِ مَوَائِدِ أَربَابِهَا إِذَا رَفَعُوا مَوَائِدَهُم فَأَنِلنَا مِن حِكمَتِكَ مَا نَنتَفِعُ بِهِ فَاستَأذَنَ اللّهَ تَعَالَي فِي الدّعَاءِ فَأَذِنَ لَهُ فَأَبرَأَهُ

46-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ بِإِسنَادِهِ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ قَالَسَأَلَ أَبِي أَبَا عَبدِ اللّهِ ع هَل كَانَ عِيسَي يُصِيبُهُ مَا يُصِيبُ وُلِدَ آدَمَ قَالَ نَعَم وَ لَقَد كَانَ يُصِيبُهُ وَجَعُ الكِبَارِ فِي صِغَرِهِ وَ يُصِيبُهُ وَجَعُ الصّغَارِ فِي كِبَرِهِ وَ يُصِيبُهُ المَرَضُ وَ كَانَ


صفحه : 254

إِذَا مَسّهُ وَجَعُ الخَاصِرَةِ فِي صِغَرِهِ وَ هُوَ مِن عِلَلِ الكِبَارِ قَالَ لِأُمّهِ ابغيِ‌ لِي عَسَلًا وَ شُونِيزاً وَ زَيتاً فتعجني‌[فاَعجنِيِ‌] بِهِ ثُمّ ائتنِيِ‌[ائتيِنيِ‌] بِهِ فَأَتَتهُ بِهِ فَكَرِهَهُ فَتَقُولُ لِمَ تَكرَهُهُ وَ قَد طَلَبتَهُ فَيَقُولُ هَاتِيهِ نَعَتّهُ لَكِ بِعِلمِ النّبُوّةِ وَ أكرهته [أَكرَهُهُ]لِجَزَعِ الصّبَا وَ يَشَمّ الدّوَاءَ ثُمّ يَشرَبُهُ بَعدَ ذَلِكَ

47-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ] فِي رِوَايَةِ إِسمَاعِيلَ بنِ جَابِرٍ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّ عِيسَي ابنَ مَريَمَ ع كَانَ يبَكيِ‌ بُكَاءً شَدِيداً فَلَمّا أَعيَت مَريَمَ كَثرَةُ بُكَائِهِ قَالَ لَهَا خذُيِ‌ مِن لِحَا هَذِهِ الشّجَرَةِ فاَجعلَيِ‌ وَجُوراً ثُمّ اسقِينِيهِ فَإِذَا سقُيِ‌َ بَكَي بُكَاءً شَدِيداً فَتَقُولُ مَريَمُ مَا ذَا أمَرَتنَيِ‌ فَيَقُولُ يَا أُمّاه عِلمُ النّبُوّةِ وَ ضَعفُ الصّبَا

48-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِالأَسَانِيدِ الثّلَاثَةِ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص عَلَيكُم بِالعَدَسِ فَإِنّهُ مُبَارَكٌ مُقَدّسٌ يُرَقّقُ القَلبَ وَ يُكثِرُ الدّمعَةَ وَ قَد بَارَكَ فِيهِ سَبعُونَ نَبِيّاً آخِرُهُم عِيسَي ابنُ مَريَمَ ع

49-كا،[الكافي‌]عِدّةٌ مِن أَصحَابِنَا عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن دَاوُدَ الرقّيّ‌ّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُاتّقُوا اللّهَ وَ لَا يَحسُد بَعضُكُم بَعضاً إِنّ عِيسَي ابنَ مَريَمَ ع كَانَ مِن شَرَائِعِهِ السّيحُ فِي البِلَادِ فَخَرَجَ فِي بَعضِ سَيحِهِ وَ مَعَهُ رَجُلٌ مِن أَصحَابِهِ قَصِيرٌ وَ كَانَ كَثِيرَ اللّزُومِ لِعِيسَي ابنِ مَريَمَ ع فَلَمّا انتَهَي عِيسَي إِلَي البَحرِ قَالَ بِسمِ اللّهِ بِصِحّةِ يَقِينٍ مِنهُ فَمَشَي عَلَي ظَهرِ المَاءِ فَقَالَ الرّجُلُ القَصِيرُ حِينَ نَظَرَ إِلَي عِيسَي ع جَازَهُ بِسمِ اللّهِ بِصِحّةِ يَقِينٍ مِنهُ فَمَشَي عَلَي المَاءِ فَلَحِقَ بِعِيسَي ع فَدَخَلَهُ العُجبُ بِنَفسِهِ فَقَالَ هَذَا عِيسَي رُوحُ اللّهِ يمَشيِ‌ عَلَي المَاءِ وَ أَنَا أمَشيِ‌ عَلَي المَاءِ فَمَا فَضلُهُ


صفحه : 255

عَلَيّ قَالَ فَرُمِسَ فِي المَاءِ فَاستَغَاثَ بِعِيسَي ع فَتَنَاوَلَهُ مِنَ المَاءِ فَأَخرَجَهُ ثُمّ قَالَ لَهُ مَا قُلتَ يَا قَصِيرُ قَالَ قُلتُ هَذَا رُوحُ اللّهِ يمَشيِ‌ عَلَي المَاءِ وَ أَنَا أمَشيِ‌ فدَخَلَنَيِ‌ مِن ذَلِكَ عُجبٌ فَقَالَ لَهُ عِيسَي ع لَقَد وَضَعتَ نَفسَكَ فِي غَيرِ المَوضِعِ ألّذِي وَضَعَكَ اللّهُ فِيهِ فَمَقَتَكَ اللّهُ عَلَي مَا قُلتَ فَتُب إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ مِمّا قُلتَ قَالَ فَتَابَ الرّجُلُ وَ عَادَ إِلَي مَرتَبَتِهِ التّيِ‌ وَضَعَهُ اللّهُ فِيهَا فَاتّقُوا اللّهَ وَ لَا يَحسُدَنّ بَعضُكُم بَعضاً

50-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ الحَكَمِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَرّ عِيسَي ابنُ مَريَمَ ع بِصَفَائِحِ الرّوحَاءِ وَ هُوَ يَقُولُ لَبّيكَ عَبدُكَ ابنُ أَمَتِكَ

51-كا،[الكافي‌]عِدّةٌ مِن أَصحَابِنَا عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن يَزِيدَ الكنُاَسيِ‌ّ قَالَسَأَلتُ أَبَا جَعفَرٍ ع كَانَ عِيسَي ابنُ مَريَمَ حِينَ تَكَلّمَ فِي المَهدِ حُجّةَ اللّهِ عَلَي أَهلِ زَمَانِهِ فَقَالَ كَانَ يَومَئِذٍ نَبِيّاً حُجّةَ اللّهِ غَيرَ مُرسَلٍ أَ مَا تَسمَعُ لِقَولِهِ حِينَ قَالَإنِيّ‌ عَبدُ اللّهِ آتانيِ‌َ الكِتابَ وَ جعَلَنَيِ‌ نَبِيّا وَ جعَلَنَيِ‌ مُبارَكاً أَينَ ما كُنتُ وَ أوَصانيِ‌ بِالصّلاةِ وَ الزّكاةِ ما دُمتُ حَيّا قُلتُ فَكَانَ يَومَئِذٍ حُجّةَ اللّهِ عَلَي زَكَرِيّا ع فِي تِلكَ الحَالِ وَ هُوَ فِي المَهدِ فَقَالَ كَانَ عِيسَي فِي تِلكَ الحَالِ آيَةً لِلنّاسِ وَ رَحمَةً مِنَ اللّهِ لِمَريَمَ حِينَ تَكَلّمَ فَعَبّرَ عَنهَا وَ كَانَ نَبِيّاً حُجّةً عَلَي مَن سَمِعَ كَلَامَهُ فِي تِلكَ الحَالِ ثُمّ صَمَتَ فَلَم يَتَكَلّم


صفحه : 256

حَتّي مَضَت لَهُ سَنَتَانِ وَ كَانَ زَكَرِيّا ع الحُجّةَ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ عَلَي النّاسِ بَعدَ صَمتِ عِيسَي ع بِسَنَتَينِ ثُمّ مَاتَ زَكَرِيّا ع فَوَرِثَهُ ابنُهُ يَحيَي الكِتَابَ وَ الحِكمَةَ وَ هُوَ صبَيِ‌ّ صَغِيرٌ أَ مَا تَسمَعُ لِقَولِهِ عَزّ وَ جَلّيا يَحيي خُذِ الكِتابَ بِقُوّةٍ وَ آتَيناهُ الحُكمَ صَبِيّا فَلَمّا بَلَغَ عِيسَي سَبعَ سِنِينَ تَكَلّمَ بِالنّبُوّةِ وَ الرّسَالَةِ حِينَ أَوحَي اللّهُ تَعَالَي إِلَيهِ فَكَانَ عِيسَي الحُجّةَ عَلَي يَحيَي وَ عَلَي النّاسِ أَجمَعِينَ وَ لَيسَ تَبقَي الأَرضُ يَا بَا خَالِدٍ يَوماً وَاحِداً بِغَيرِ حُجّةٍ لِلّهِ عَلَي النّاسِ مُنذُ يَومَ خَلَقَ اللّهُ آدَمَ ع وَ أَسكَنَهُ الأَرضَ

ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]الصدوق عن أبيه عن سعد عن ابن عيسي مثله

52-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن صَفوَانَ بنِ يَحيَي قَالَ قُلتُ لِلرّضَا ع قَد كُنّا نَسأَلُكَ قَبلَ أَن يَهَبَ اللّهُ لَكَ أَبَا جَعفَرٍ فَكُنتَ تَقُولُ يَهَبُ اللّهُ لِي غُلَاماً فَقَد وَهَبَ اللّهُ لَكَ فَقَرّ عُيُونُنَا فَلَا أَرَانَا اللّهُ يَومَكَ فَإِن كَانَ كَونٌ فَإِلَي مَن فَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَي أَبِي جَعفَرٍ ع وَ هُوَ قَائِمٌ بَينَ يَدَيهِ فَقُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ هَذَا ابنُ ثَلَاثِ سِنِينَ قَالَ وَ مَا يَضُرّهُ مِن ذَلِكَ شَيءٌ قَد قَامَ عِيسَي ع بِالحُجّةِ وَ هُوَ ابنُ ثَلَاثِ سِنِينَ

بيان هذاالخبر بظاهره ينافي‌ خبر الكناسي‌ ويمكن أن يوجه بأنه نزل عليه الكتاب في السنة الثالثة و لم يؤمر بتبليغه إلي السابعة أو يكون المعني أنه كان في ثلاث سنين نبيا و إن كان قبله أيضا كذلك ويحتمل أن يكون ضمير هوراجعا إلي أبي جعفر ع أي كان عيسي ع حجة في المهد فلايستبعد أن يكون أبو جعفر ع إماما و هو ابن ثلاث سنين

53-كا،[الكافي‌] الحُسَينُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ الخيَراَنيِ‌ّ عَن أَبِيهِ قَالَكُنتُ وَاقِفاً بَينَ يدَيَ‌ أَبِي الحَسَنِ ع بِخُرَاسَانَ فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ يَا سيَدّيِ‌ إِن كَانَ كَونٌ فَإِلَي مَن قَالَ إِلَي أَبِي جَعفَرٍ ابنيِ‌ فَكَأَنّ القَائِلَ استَصغَرَ سِنّ أَبِي جَعفَرٍ ع فَقَالَ أَبُو الحَسَنِ ع


صفحه : 257

إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي بَعَثَ عِيسَي ابنَ مَريَمَ ع رَسُولًا نَبِيّاً صَاحِبَ شَرِيعَةٍ مُبتَدَأَةٍ فِي أَصغَرَ مِنَ السّنّ ألّذِي فِيهِ أَبُو جَعفَرٍ

54-نص ،[كفاية الأثر] عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرٍ الحمِيرَيِ‌ّ عَنِ الرّضَا ع قَالَ إِنّ اللّهَ تَعَالَي احتَجّ بِعِيسَي ع وَ هُوَ ابنُ سَنَتَينِ

55-كا،[الكافي‌]عِدّةٌ مِن أَصحَابِنَا عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ عَن سَعدَانَ بنِ مُسلِمٍ عَن مُعَلّي بنِ خُنَيسٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ عِيسَي ابنَ مَريَمَ ع لَمّا أَن مَرّ عَلَي شَاطِئِ البَحرِ رَمَي بِقُرصٍ مِن قُوتِهِ فِي المَاءِ فَقَالَ لَهُ بَعضُ الحَوَارِيّينَ يَا رُوحَ اللّهِ وَ كَلِمَتَهُ لِمَ فَعَلتَ هَذَا وَ إِنّمَا هُوَ مِن قُوتِكَ قَالَ فَعَلتُ هَذَا لِدَابّةٍ تَأكُلُهُ مِن دَوَابّ المَاءِ وَ ثَوَابُهُ عِندَ اللّهِ عَظِيمٌ

56-يه ،[ من لايحضره الفقيه ] عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ الأنَصاَريِ‌ّ أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع سَأَلَ عَنِ الديّراَنيِ‌ّ ألّذِي كَانَ فِي مَسجِدِ بَرَاثَا وَ أَسلَمَ عَلَي يَدَيهِ مَن صَلّي هَاهُنَا قَالَ صَلّي عِيسَي ابنُ مَريَمَ ع


صفحه : 258

وَ أُمّهُ فَقَالَ لَهُ عَلِيّ ع أَ فَأُخبِرُكَ مَن صَلّي هَاهُنَا قَالَ نَعَم قَالَ الخَلِيلُ ع

أقول قدمضي بعض أحوال عيسي في باب قصص زكريا ويحيي ع وسيأتي‌ خبر الظباء في أرض كربلاء في باب إخبار الأنبياء بشهادة الحسين ع وَ قَد مَرّ فِي بَابِ جَوَامِعِ أَحوَالِ الأَنبِيَاءِ عَنِ الرّضَا ع عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فِي خَبَرِ الشاّميِ‌ّ أَنّهُ ع قَالَ سِتّةٌ لَم يَركُضُوا فِي رَحِمٍ وَ عَدّ مِنهَا الخُفّاشَ ألّذِي عَمِلَهُ عِيسَي ابنُ مَريَمَ ع وَ طَارَ بِإِذنِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ عَنِ الصّادِقِ ع

أَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَعطَي عِيسَي حَرفَينِ مِنَ الأَسمَاءِ العِظَامِ كَانَ يحُييِ‌ بِهِمَا المَوتَي وَ يبُر‌ِئُ بِهِمَا الأَكمَهَ وَ الأَبرَصَ

. و قال الطبرسي‌ رحمه الله في قوله تعالي في وصف عيسي ع وَ يُعَلّمُهُ الكِتابَأراد الكتابة عن ابن جريح قال أعطي الله تعالي عيسي تسعة أجزاء من الخط وسائر الناس جزءا وقيل أراد به بعض الكتب التي‌ أنزلها الله تعالي علي أنبيائه سوي التوراة والإنجيل مثل الزبور وغيره عن أبي علي الجبائي‌ و هوأليق بالظاهروَ الحِكمَةَ أي الفقه وعلم الحلال والحرام عن ابن عباس وقيل أراد بذلك جميع ماعلمه من أصول الدين وَ التّوراةَ وَ الإِنجِيلَإنما أفردهما تنبيها علي جلالة موقعهماوَ رَسُولًا إِلي بنَيِ‌ إِسرائِيلَ أنَيّ‌ قَد جِئتُكُم أي قال لهم ذلك لمابعث إليهم بِآيَةٍ أي بدلالة وحجةمِن رَبّكُمدالة علي نبوتي‌أنَيّ‌ أَخلُقُ لَكُم مِنَ الطّينِ كَهَيئَةِ الطّيرِمعناه و هذه الآية أني‌ أقدر لكم وأصور لكم من الطين مثل صورة الطيرفَأَنفُخُ فِيهِ أي في الطير المقدر من الطين . و قال في موضع آخرفِيها أي في الهيئة المقدرةفَيَكُونُ طَيراً بِإِذنِ اللّهِ وقدرته وقيل بأمر الله تعالي وإنما وصل قوله بِإِذنِ اللّهِبقوله فَيَكُونُ طَيراًدون ماقبله لأن تصوير الطين علي هيئة الطير والنفخ فيه مما يدخل تحت مقدور العباد فأما جعل الطين طيرا حتي يكون لحما ودما وخلق الحياة فيه فمما لايقدر عليه غير الله


صفحه : 259

تعالي فقال بِإِذنِ اللّهِليعلم أنه فعله تعالي و ليس بفعل عيسي ع و في التفسير أنه صنع من الطين كهيئة الخفاش ونفخ فيه فصار طائراوَ أبُر‌ِئُ الأَكمَهَ أي ألذي ولد أعمي عن ابن عباس وقتادة وقيل هوالأعمي عن الحسن والسدي‌وَ الأَبرَصَ ألذي به وضح . قال وهب وربما اجتمع علي عيسي ع من المرضي في اليوم خمسون ألفا من أطاق منهم أن يبلغه بلغه و من لم يطق أتاه عيسي ع يمشي‌ إليه وإنما كان يداويهم بالدعاء علي شرط الإيمان وَ أحُي‌ِ المَوتي بِإِذنِ اللّهِإنما أضاف الإحياء إلي نفسه علي وجه المجاز والتوسع لأن الله كان يحيي‌ الموتي عنددعائه وقيل إنه أحيا أربعة أنفس عازر و كان صديقا له و كان قدمات منذ ثلاثة أيام فقال لأخته انطلقي‌ بنا إلي قبره ثم قال أللهم رب السماوات السبع ورب الأرضين السبع إنك أرسلتني‌ إلي بني‌ إسرائيل أدعوهم إلي دينك وأخبرهم أني‌ أحيي‌ الموتي فأحي‌ عازر فخرج من قبره وبقي‌ وولد له و ابن العجوز مر به ميتا علي سريره فدعا الله عيسي فجلس علي سريره ونزل علي أعناق الرجال ولبس ثيابه ورجع إلي أهله وبقي‌ وولد له وابنة العاشر قيل له أتحييها و قدماتت أمس فدعا الله فعاشت وبقيت وولدت وسام بن نوح دعا باسم الله الأعظم فخرج من قبره و قدشاب نصف رأسه فقال قدقامت القيامة قال لا ولكني‌ دعوتك باسم الله الأعظم قال و لم يكونوا يشيبون في ذلك الزمان لأن سام بن نوح قدعاش خمسمائة سنة و هوشاب ثم قال له مت قال بشرط أن يعيذني‌ الله من سكرات الموت فدعا الله سبحانه ففعل . و قال الكلبي‌ كان عيسي ع يحيي‌ الأموات بيا حي‌ ياقيوم وَ أُنَبّئُكُم بِما تَأكُلُونَ وَ ما تَدّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُم كان يقول للرجل تغديت بكذا وكذا ورفعت إلي بيتك كذاإِنّ فِي ذلِكَ لَآيَةً أي حجة ومعجزة ودلالةلَكُم إِن كُنتُم مُؤمِنِينَبالله لأن العلم بالمرسل لابد و أن يكون قبل العلم بالرسول .


صفحه : 260

و قال رحمه الله في قوله تعالي إِذ قالَ الحَوارِيّونَ يا عِيسَي ابنَ مَريَمَ هَل يَستَطِيعُ رَبّكَ أَن يُنَزّلَ عَلَينا مائِدَةً مِنَ السّماءِقيل فيه أقوال أحدها أن يكون معناه هل يفعل ربك ذلك بمسألتك إياه لتكون علما علي صدقك و لايجوز أن يكونوا شكوا في قدرة الله سبحانه علي ذلك لأنهم كانوا عارفين مؤمنين وكأنهم سألوه ذلك ليعرفوا صدقه وصحة أمره من حيث لايعترض عليهم فيه إشكال و لاشبهة و من ثم قالواوَ تَطمَئِنّ قُلُوبُنا كما قال ابراهيم ع وَ لكِن لِيَطمَئِنّ قلَبيِ‌ عن أبي علي الفارسي‌. وثانيها أن المراد هل يقدر ربك و كان هذا في ابتداء أمرهم قبل أن يستحكم معرفتهم بالله ولذلك أنكر عليهم عيسي ع فقال اتّقُوا اللّهَ إِن كُنتُم مُؤمِنِينَلأنهم لم يستكمل إيمانهم في ذلك الوقت . وثالثها أن يكون معناه هل يستجيب لك ربك و إليه ذهب السدي‌ في قوله يريد هل يطيعك ربك إن سألته و هذا علي أن يكون استطاع بمعني أطاع كما يكون استجاب بمعني أجاب . قال الزجاج يحتمل مسألة الحواريين عيسي المائدة ضربين أحدهما أن يكونوا أرادوا أن يزدادوا تثبيتا كما قال ابراهيم ع رَبّ أرَنِيِ‌ كَيفَ تحُي‌ِ المَوتي وجائز أن تكون مسألتهم المائدة قبل علمهم أنه أبرأ الأكمه والأبرص وأحيا الموتي .قالَ اتّقُوا اللّهَ إِن كُنتُم مُؤمِنِينَمعناه اتقوا الله أن تسألوه شيئا لم تسأله الأمم قبلكم وقيل معناه الأمر بالتقوي مطلقا كماأمر الله سبحانه المؤمنين بها في قوله يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا اتّقُوا اللّهَ عن أبي علي الفارسي‌ وقيل أمرهم أن لايقترحوا


صفحه : 261

الآيات و أن لايقدموا بين يدي‌ الله ورسوله لأن الله تعالي قدأراهم البراهين والمعجزات بإحياء الموتي وغيره مما هوأوكد مما سألوه وطلبوه عن الزجاج .قالُوا أي قال الحواريون نُرِيدُ أَن نَأكُلَ مِنهاقيل في معناه قولان أحدهما أن يكون الإرادة التي‌ هي‌ من أفعال القلوب و يكون التقدير فيه نريد السؤال من أجل هذا ألذي ذكرنا والآخر أن تكون الإرادة هنا بمعني المحبة التي‌ هي‌ ميل الطباع أي نحب ذلك وَ تَطمَئِنّ قُلُوبُنايجوز أن يكونوا قالوه وهم مستبصرون في دينهم ومعناه نريد أن نزداد يقينا و ذلك أن الدلائل كلما كثرت مكنت المعرفة في النفس عن عطاءوَ نَعلَمَ أَن قَد صَدَقتَنابأنك رسول الله و هذايقوي‌ قول من قال إن هذا كان في ابتداء أمرهم والصحيح أنهم طلبوا المعاينة والعلم الضروري‌ والتأكيد في الإعجازوَ نَكُونَ عَلَيها مِنَ الشّاهِدِينَلله بالتوحيد و لك بالنبوة وقيل من الشاهدين لك عندبني‌ إسرائيل إذارجعنا إليهم ثم أخبر سبحانه عن سؤال عيسي إياه فقال قالَ عِيسَي ابنُ مَريَمَ عن قومه لماالتمسوا عنه وقيل إنه إنما سأل ربه ذلك حين أذن له في السؤال أللّهُمّ رَبّنا أَنزِل عَلَينا مائِدَةً مِنَ السّماءِ أي خوانا عليه طعام من السماءتَكُونُ لَنا عِيداًقيل في معناه قولان أحدهما نتخذ اليوم ألذي تنزل فيه عيدا نعظمه نحن و من يأتي‌ بعدنا عن السدي‌ وقتادة و ابن جريح و هوقول أبي علي الجبائي‌ الثاني‌ أن معناه يكون عائدة فضل من الله ونعمة منه لنا والأول هوالوجه لِأَوّلِنا وَ آخِرِنا أي لأهل زماننا و من يجي‌ء بعدنا وقيل معناه يأكل منها آخر الناس كمايأكل أولهم عن ابن عباس وَ آيَةً مِنكَ أي دلالة منك عظيمة الشأن في إزعاج قلوب العباد إلي الإقرار بمدلولها والاعتراف بالحق ألذي يشهد به ظاهرها يدل علي توحيدك وصحة نبوة نبيك وَ ارزُقنا أي واجعل ذلك رزقا لنا وقيل معناه وارزقنا الشكر عليها عن الجبائي‌وَ أَنتَ خَيرُ الرّازِقِينَ و في هذادلالة علي أن العباد قديرزق بعضهم بعضا لأنه لو لم يكن كذلك لم يصح أن يقال له سبحانه أَنتَ خَيرُ الرّازِقِينَ


صفحه : 262

كما لايجوز أن يقال أنت خير الآلهة لما لم يكن غيره إلهاقالَ اللّهُمجيبا له إلي ماالتمسه إنِيّ‌ مُنَزّلُهايعني‌ المائدةعَلَيكُم فَمَن يَكفُر بَعدُ مِنكُم بعدإنزالها عليكم فإَنِيّ‌ أُعَذّبُهُ عَذاباً لا أُعَذّبُهُ أَحَداً مِنَ العالَمِينَقيل في معناه أقوال .أحدها أراد عالمي‌ زمانهم فجحد القوم وكفروا بعدنزولها فمسخوا قردة وخنازير عن قتادة وروي‌ عن أبي الحسن موسي ع أنهم مسخوا خنازير. وثانيها أنه أراد عذاب الاستيصال . وثالثها أنه أراد جنسا من العذاب لايعذب به أحدا غيرهم وإنما استحقوا هذاالنوع من العذاب بعدنزول المائدة لأنهم كفروا بعد مارأوا الآية التي‌ هي‌ من أزجر الآيات عن الكفر بعدسؤالهم لها فاقتضت الحكمة اختصاصهم بفن من العذاب عظيم الموقع كمااختصت آيتهم بفن من الزجر عظيم الموقع .القصة اختلف العلماء في المائدة هل نزلت أم لا فقال الحسن ومجاهد إنها لم تنزل و إن القوم لماسمعوا الشرط استعفوا من نزولها وقالوا لانريدها و لاحاجة لنا فيهافلم تنزل والصحيح أنها نزلت لقوله سبحانه إنِيّ‌ مُنَزّلُها عَلَيكُم و لايجوز أن يقع في خبره الخلف ولأن الأخبار قداستفاضت عن النبي والصحابة والتابعين في أنها نزلت قال كعب إنها نزلت يوم الأحد ولذلك اتخذه النصاري عيدا واختلفوا في كيفية نزولها و ماعليها فرَوُيِ‌َ عَن عَمّارِ بنِ يَاسِرٍ عَنِ النّبِيّص قَالَ نَزَلَتِ المَائِدَةُ خُبزاً وَ لَحماً وَ ذَلِكَ أَنّهُم سَأَلُوا عِيسَي ع طَعَاماً لَا يَنفَدُ يَأكُلُونَ مِنهَا قَالَ فَقِيلَ لَهُم فَإِنّهَا مُقِيمَةٌ لَكُم مَا لَم تَخُونُوا أَو تَخبَئُوا وَ تَرفَعُوا فَإِن فَعَلتُم ذَلِكَ عُذّبتُم قَالَ فَمَا مَضَي يَومُهُم حَتّي خَبَئُوا وَ رَفَعُوا وَ خَانُوا

. و قال ابن عباس إن عيسي ابن مريم قال لبني‌ إسرائيل صوموا ثلاثين يوما ثم سلوا الله ماشئتم يعطكموه فصاموا ثلاثين يوما فلما فرغوا قالوا ياعيسي إنا لوعملنا


صفحه : 263

لأحد من الناس فقضينا عمله لأطعمنا طعاما وإنا صمنا وجعنا فادع الله أن ينزل علينا مائدة من السماء فأقبلت الملائكة بمائدة يحملونها عليها سبعة أرغفة وسبعة أحوات حتي وضعتها بين أيديهم فأكل منها آخر الناس كماأكل أولهم و هوالمروي‌ عن أبي جعفر ع وروي عطاء بن السائب عن زاذان وميسرة قالا كانت إذاوضعت المائدة لبني‌ إسرائيل اختلفت عليهم الأيدي‌ من السماء بكل طعام إلااللحم وروي سعيد بن جبير عن ابن عباس قال أنزل علي المائدة كل شيء إلاالخبز واللحم و قال عطاء نزل عليها كل شيء إلاالسمك واللحم و قال عطية العوفي‌ نزل من السماء سمكة فيهاطعم كل شيء و قال عمار وقتادة كان عليها ثمر من ثمار الجنة و قال قتادة كانت تنزل عليهم بكرة وعشيا حيث كانوا كالمن والسلوي لبني‌ إسرائيل و قال يمان بن رئاب كانوا يأكلون منها ماشاءوا وروي عطاء بن أبي رياح عن سلمان الفارسي‌ أنه قال و الله ماتبع عيسي ع شيئا من المساوي‌ قط و لاانتهر شيئا و لاقهقه ضحكا و لاذب ذبابا عن وجهه و لاأخذ علي أنفه من شيءنتن قط و لاعبث قط و لماسأله الحواريون أن ينزل عليهم مائدة لبس صوفا وبكي و قال أللّهُمّ رَبّنا أَنزِل عَلَينا مائِدَةًالآية فنزلت سفرة حمراء بين غمامتين وهم ينظرون إليها وهي‌ تهوي‌ منقضة حتي سقطت بين أيديهم فبكي عيسي ع و قال أللهم اجعلني‌ من الشاكرين أللهم اجعلها رحمة و لاتجعلها مثلة وعقوبة واليهود ينظرون إليها ينظرون إلي شيء لم يروا مثله قط و لم يجدوا ريحا أطيب من ريحه فقام عيسي ع فتوضأ وصلي صلاة طويلة ثم كشف المنديل عنها و قال بسم الله خير الرازقين فإذا هوسمكة مشوية ليس عليها فلوسها تسيل سيلا من الدسم و عندرأسها ملح و عندذنبها خل وحولها من أنواع البقول ماعدا الكراث و إذاخمسة أرغفة علي واحد منها زيتون و علي الثاني‌ عسل و علي الثالث سمن و علي الرابع جبن و علي الخامس قديد فقال شمعون ياروح الله أ من طعام الدنيا هذاأم من طعام الآخرة فقال عيسي ليس شيءمما ترون من طعام الدنيا و لا من طعام الآخرة ولكنه شيءافتعله الله


صفحه : 264

تعالي بالقدرة الغالبة كلوا مما سألتم يمددكم ويزدكم من فضله و قال الحواريون ياروح الله لوأريتنا من هذه الآية اليوم آية أخري فقال عيسي ع ياسمكة احيي‌ بإذن الله فاضطربت السمكة وعاد عليها فلوسها وشوكها ففزعوا منها فقال عيسي ع مالكم تسألون أشياء إذاأعطيتموها كرهتموها ماأخوفني‌ عليكم أن تعذبوا ياسمكة عودي‌ كماكنت بإذن الله فعادت السمكة مشوية كماكانت قالوا ياروح الله كن أول من يأكل منها ثم نأكل نحن فقال عيسي معاذ الله أن آكل منها ولكن يأكل منها من سألها فخافوا أن يأكلوا منها فدعا لها عيسي ع أهل الفاقة والزمني والمرضي والمبتلين فقال كلوا منها ولكم الهناء ولغيركم البلاء فأكل منها ألف وثلاثمائة رجل وامرأة من فقير ومريض ومبتلي وكلهم شبعان يتجشي ثم نظر عيسي ع إلي السمكة فإذاهي‌ كهيئتها كمانزلت من السماء ثم طارت المائدة صعدا وهم ينظرون إليها حتي توارت عنهم فلم يأكل منها يومئذ زمن إلاصح و لامريض إلابرأ و لافقير إلااستغني و لم يزل غنيا حتي مات وندم الحواريون و من لم يأكل منها وكانت إذانزلت اجتمع الأغنياء والفقراء والصغار والكبار يتزاحمون عليها فلما رأي ذلك عيسي ع جعلها نوبة بينهم فلبثت أربعين صباحا تنزل ضحي فلاتزال منصوبة يؤكل منها حتي إذافاء الفي‌ء طارت صعدا وهم ينظرون في ظلها حتي توارت عنهم وكانت تنزل غبا يوما ويوما لافأوحي الله تعالي إلي عيسي ع اجعل مائدتي‌ للفقراء دون الأغنياء فعظم ذلك علي الأغنياء حتي شكوا وشككوا الناس فيهافأوحي الله تعالي إلي عيسي أني‌ شرطت علي المكذبين شرطا أن من كفر بعدنزولهاأُعَذّبُهُ عَذاباً لا أُعَذّبُهُ أَحَداً مِنَ العالَمِينَ فقال عيسي إِن تُعَذّبهُم فَإِنّهُم عِبادُكَ وَ إِن تَغفِر لَهُم فَإِنّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُفمسخ منهم ثلاثمائة وثلاثة وثلاثين رجلا باتوا من ليلهم علي فرشهم مع نسائهم في ديارهم فأصبحوا خنازير يسعون في الطرقات والكناسات ويأكلون العذرة في الحشوش فلما رأي الناس ذلك فزعوا إلي عيسي ع وبكوا وبكي علي الممسوخين


صفحه : 265

أهلوهم فعاشوا ثلاثة أيام ثم هلكوا. و في تفسير أهل البيت عليهم الصلاة و السلام كانت المائدة تنزل عليهم فيجتمعون عليها ويأكلون منها ثم يرفع فقال كبراؤهم ومترفوهم لاندع سفلتنا يأكلون منها معنا فرفع الله المائدة ببغيهم ومسخوا قردة وخنازير انتهي كلامه رحمه الله . و قال الثعلبي‌ في تفسيره قالت العلماء بأخبار الأنبياء بعث عيسي ع رسولين من الحواريين إلي أنطاكية فلما قربا من المدينة رأيا شيخا يرعي غنيمات له و هوحبيب صاحب ياسين فسلما عليه فقال الشيخ لهما من أنتما قالا رسولا عيسي ندعوكم من عبادة الأوثان إلي عبادة الرحمن فقال أمعكما آية قالا نعم نحن نشفي‌ المريض ونبر‌ئ الأكمه والأبرص بإذن الله فقال الشيخ إن لي ابنا مريضا صاحب فراش منذ سنين قالا فانطلق بنا إلي منزلك نتطلع حاله فأتي بهما إلي منزله فمسحا ابنه فقام في الوقت بإذن الله صحيحا ففشا الخبر في المدينة وشفي الله علي يديهما كثيرا من المرضي و كان لهم ملك يقال له شلاحن و كان من ملوك الروم يعبد الأصنام قالوا فأنهي الخبر إليه فدعاهما فقال لهما من أنتما قالا رسولا عيسي قال فما آيتكما قالا نبر‌ئ الأكمه والأبرص ونشفي‌ المرضي بإذن الله قال وفيم جئتما قالا جئناك ندعوك من عبادة ما لايسمع و لايبصر إلي عبادة من يسمع ويبصر فقال الملك ولنا إله سوي آلهتنا قالا نعم من أوجدك وآلهتك قال قوما حتي أنظر في أمركما فتتبعهما ناس فأخذوهما وضربوهما في السوق . و قال وهب بن منبه بعث عيسي ع هذين الرسولين إلي أنطاكية فأتياها و لم يصلا إلي ملكها فطالت مدة مقامهما فخرج الملك ذات يوم فكبرا وذكرا الله فغضب الملك وأمر بهما فأخذا وحبسا وجلد كل واحد منهما مائة جلدة قالوا فلما كذب الرسولان وضربا بعث عيسي رأس الحواريين شمعون الصفا علي أثرهما لينصرهما فدخل


صفحه : 266

شمعون البلدة متنكرا وجعل يعاشر حاشية الملك حتي أنسوا به فرفع خبره إلي الملك فدعاه فرضي‌ عشرته وأنس به وأكرمه ثم قال له ذات يوم أيها الملك بلغني‌ أنك حبست رجلين في السجن وضربتهما حين دعواك إلي غيردينك فهل كلمتهما وسمعت قولهما فقال الملك حال الغضب بيني‌ و بين ذلك قال فإن رأي الملك دعاهما حتي يتطلع ماعندهما فدعاهما الملك فقال لهما شمعون من أرسلكما إلي هاهنا قالا الله ألذي خلق كل شيء و ليس له شريك قال لهما شمعون فصفاه وأوجزا فقالا إنه يفعل مايشاء ويحكم مايريد قال شمعون و ماآيتكما قالا له ماتتمناه فأمر الملك حتي جاءوا بغلام مطموس العينين موضع عينيه كالجبهة فما زالا يدعوان ربهما حتي انشق موضع البصر فأخذا بندقتين من الطين فوضعاهما في حدقتيه فصارتا مقلتين يبصر بهما فتعجب الملك فقال شمعون للملك إن أنت سألت إلهك حتي يصنع صنيعا مثل هذافيكون لك ولإلهك شرفا فقال له الملك ليس لي عنك سر إن إلهنا ألذي نعبده لايبصر و لايسمع و لايضر و لاينفع و كان شمعون إذادخل الملك بيت الصنم يدخل بدخوله ويصلي‌ كثيرا ويتضرع حتي ظنوا أنه علي ملتهم فقال الملك للرسولين إن قدر إلهكما ألذي تعبدانه علي إحياء ميت آمنا به وبكما قالا إلهنا قادر علي كل شيء فقال الملك إن هاهنا ميتا مات منذ سبعة أيام ابن لدهقان و أناأخذته و لم أدفنه حتي يرجع أبوه و كان غائبا فجاءوا بالميت و قدتغير وأروح وجعلا يدعوان ربهما علانية وجعل شمعون يدعو ربه سرا فقام الميت و قال إني‌ قمت منذ سبعة أيام وأدخلت في سبعة أودية من النار و أناأحذركم ماأنتم فيه فآمنوا بالله ثم قال فتحت أبواب السماء فنظرت فرأيت شابا حسن الوجه يشفع لهؤلاء الثلاثة قال الملك و من الثلاثة قال شمعون وهذان وأشار إلي صاحبيه فتعجب الملك فلما علم شمعون أن قوله قدأثر في الملك أخبره بالحال ودعاه فآمن قوم و كان الملك فيمن آمن


صفحه : 267

وكفر آخرون انتهي . وذكر الطبرسي‌ رحمه الله هذه القصة إلي هذاالموضع ثم قال و قدروي مثل ذلك العياشي‌ بإسناده عن الثمالي‌ وغيره عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع إلا أن في بعض الروايات بعث الله الرسولين إلي أهل أنطاكية ثم بعث الثالث و في بعضها أن عيسي أوحي الله إليه أن يبعثهما ثم بعث وصيه شمعون ليخلصهما و أن الميت ألذي أحياه الله بدعائهما كان ابن الملك وساق الخبر إلي آخر ماأورده علي بن ابراهيم ثم قال و قال ابن إسحاق بل كفر الملك وأجمع هو وقومه علي قتل الرسل فبلغ ذلك حبيبا و هو علي باب المدينة الأقصي فجاء يسعي إليهم يذكرهم ويدعوهم إلي طاعة الرسل انتهي . و قال صاحب الكامل والثعلبي‌ في العرائس لماكانت مريم بمصر نزلت علي دهقان وكانت داره يأوي‌ إليها الفقراء والمساكين فسرق له مال فلم يتهم إلاالمساكين فحزنت مريم فلما رأي عيسي ع حزن أمه قال أتريدين أن أدله علي ماله قالت نعم قال إنه أخذه الأعمي والمقعد اشتركا فيه حمل الأعمي المقعد فأخذه فقيل للأعمي ليحمل المقعد فأظهر المقعد العجز فقال له المسيح كيف قويت علي حمله البارحة لماأخذتما المال فاعترفا فأعاداه ونزل بالدهقان أضياف و لم يكن عنده شراب فاهتم لذلك فلما رآه عيسي ع دخل


صفحه : 268

بيتا للدهقان فيه صفان من جرار فأمر عيسي ع يده علي أفواهها و هويمشي‌ فامتلأت شرابا وعمره حينئذ اثنتا عشرة سنة و كان في الكتاب يحدث الصبيان بما يصنع أهلوهم وبما يأكلون قال وهب بينما عيسي ع يلعب مع الصبيان إذ وثب غلام علي صبي‌ فضربه علي رجله فقتله فألقاه بين رجلي‌ المسيح متلطخا بالدم فانطلقوا به إلي الحاكم في ذلك البلد وقالوا قتل صبينا فسأله الحاكم فقال ماقتلته فأرادوا أن يبطشوا به فقال ايتوني‌ بالصبي‌ حتي أسأله من قتله فعجبوا من قوله وأحضروه عندالقتيل فدعا الله تعالي وأحياه فقال من قتلك فقال قتلني‌ فلان فقال بنو إسرائيل للقتيل من هذا قال عيسي ابن مريم ثم مات من ساعته . و قال عطاء سلمت مريم عيسي ع إلي صباغ يتعلم عنده فاجتمع عندالصباغ ثياب وعرض له حاجة فقال للمسيح ع هذه ثياب مختلفة الألوان و قدجعلت في كل ثوب خيطا علي اللون ألذي تصبغ به فاصبغها حتي أعود من حاجتي‌ هذه فأخذها المسيح وألقاها في حب واحد فلما عاد الصباغ سأله عن الثياب فقال صبغتها فقال أين هي‌ قال في هذاالحب قال كلها قال نعم قال قدأفسدتها علي أصحابها وتغيظ عليه فقال له المسيح لاتعجل وانظر إليها فقام وأخرج كل ثوب منها علي اللون ألذي أراد صاحبه فتعجب الصباغ منه وعلم أن ذلك من الله تعالي . و لماعاد عيسي وأمه إلي الشام نزلا بقرية يقال لها ناصرة و بهاسميت


صفحه : 269

النصاري فأقام إلي أن بلغ ثلاثين سنة فأوحي الله إليه أن يبرز للناس ويدعوهم إلي الله تعالي ويداوي‌ الزمني والمرضي والأكمه والأبرص وغيرهم من المرضي ففعل ماأمر به فأحبه الناس وكثر أتباعه وحضر يوما طعام بعض الملوك كان دعا الناس إليه فقعد علي قصعة يأكل منها و لاينقص قال الملك من أنت قال أناعيسي ابن مريم فنزل الملك وأتبعه في نفر من أصحابه فكانوا الحواريين وقيل إن الحواريين هم الصباغ ألذي تقدم ذكره وأصحاب له وقيل كانوا صيادين وقيل كانوا قصارين وقيل ملاحين و الله أعلم .أقول و قال السيد بن طاوس في سعد السعود رأيت في الإنجيل أن عيسي ع صعد السفينة ومعه تلاميذه و إذااضطراب عظيم في البحر حتي كادت السفينة تتغطي بالأمواج و كان هوكالنائم فتقدم إليه تلاميذه وأيقظوه وقالوا ياسيدنا نجنا لكيلا نهلك فقال لهم ياقليلي‌ الإيمان ماأخوفكم فعند ذلك قام وانتهر الرياح فصار هدءا عظيما فتعجب الناس وقالوا كيف هذا إن الرياح والبحر لتسمعان منه


صفحه : 270

باب 91- ماجري بينه ع و بين إبليس لعنه الله

1- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ شَاذَوَيهِ عَن مُحَمّدٍ الحمِيرَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَن أَبَانِ بنِ تَغلِبَ عَن عِكرِمَةَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ لَمّا مَضَي لِعِيسَي ع ثَلَاثُونَ سَنَةً بَعَثَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَلَقِيَهُ إِبلِيسُ عَلَي عَقَبَةِ بَيتِ المَقدِسِ وَ هيِ‌َ عَقَبَةُ أَفِيقٍ فَقَالَ لَهُ يَا عِيسَي أَنتَ ألّذِي بَلَغَ مِن عِظَمِ رُبُوبِيّتِكَ أَن تَكَوّنتَ مِن غَيرِ أَبٍ قَالَ عِيسَي بَلِ العَظَمَةُ للِذّيِ‌ كوَنّنَيِ‌ وَ كَذَلِكَ كَوّنَ آدَمَ وَ حَوّاءَ قَالَ إِبلِيسُ يَا عِيسَي فَأَنتَ ألّذِي بَلَغَ مِن عِظَمِ رُبُوبِيّتِكَ أَنّكَ تَكَلّمتَ فِي المَهدِ صَبِيّاً قَالَ عِيسَي يَا إِبلِيسُ بَلِ العَظَمَةُ للِذّيِ‌ أنَطقَنَيِ‌ فِي صغِرَيِ‌ وَ لَو شَاءَ لأَبَكمَنَيِ‌ قَالَ إِبلِيسُ فَأَنتَ ألّذِي بَلَغَ مِن عِظَمِ رُبُوبِيّتِكَ أَنّكَ تَخلُقُ مِنَ الطّينِ كَهَيئَةِ الطّيرِ فَتَنفُخُ فِيهِ فَيَصِيرُ طَيراً قَالَ عِيسَي بَلِ العَظَمَةُ للِذّيِ‌ خلَقَنَيِ‌ وَ خَلَقَ مَا سَخّرَ لِي قَالَ إِبلِيسُ فَأَنتَ ألّذِي بَلَغَ مِن عِظَمِ رُبُوبِيّتِكَ أَنّكَ تشَفيِ‌ المَرضَي قَالَ عِيسَي بَلِ العَظَمَةُ للِذّيِ‌ بِإِذنِهِ أَشفِيهِم وَ إِذَا شَاءَ أمَرضَنَيِ‌ قَالَ إِبلِيسُ فَأَنتَ ألّذِي بَلَغَ مِن عِظَمِ رُبُوبِيّتِكَ أَنّكَ تحُييِ‌ المَوتَي قَالَ عِيسَي بَلِ العَظَمَةُ للِذّيِ‌ بِإِذنِهِ أُحيِيهِم وَ لَا بُدّ مِن أَن يُمِيتَ مَا أَحيَيتُ وَ يمُيِتنَيِ‌ قَالَ إِبلِيسُ يَا عِيسَي فَأَنتَ ألّذِي بَلَغَ مِن عِظَمِ رُبُوبِيّتِكَ أَنّكَ تَعبُرُ البَحرَ فَلَا تَبتَلّ قَدَمَاكَ وَ لَا تَرسُخُ فِيهِ قَالَ عِيسَي بَلِ العَظَمَةُ للِذّيِ‌ ذَلّلَهُ لِي وَ لَو شَاءَ أغَرقَنَيِ‌ قَالَ إِبلِيسُ يَا عِيسَي فَأَنتَ ألّذِي بَلَغَ مِن عِظَمِ رُبُوبِيّتِكَ أَنّهُ سيَأَتيِ‌ عَلَيكَ يَومٌ تَكُونُ السّمَاوَاتُ وَ الأَرضُ وَ مَن فِيهِنّ دُونَكَ وَ أَنتَ فَوقَ ذَلِكَ كُلّهِ تُدَبّرُ الأَمرَ وَ تُقَسّمُ الأَرزَاقَ فَأَعظَمَ عِيسَي ع ذَلِكَ مِن قَولِ إِبلِيسَ الكَافِرِ اللّعِينِ فَقَالَ عِيسَي سُبحَانَ اللّهِ ملِ ءَ سَمَاوَاتِهِ وَ أَرضِهِ وَ مِدَادَ كَلِمَاتِهِ وَ زِنَةَ عَرشِهِ وَ رِضَي نَفسِهِ قَالَ فَلَمّا سَمِعَ إِبلِيسُ لَعَنَهُ اللّهُ ذَلِكَ ذَهَبَ عَلَي وَجهِهِ لَا يَملِكُ مِن نَفسِهِ شَيئاً حَتّي وَقَعَ فِي اللّجّةِ الخَضرَاءِ


صفحه : 271

قَالَ ابنُ عَبّاسٍ فَخَرَجَتِ امرَأَةٌ مِنَ الجِنّ تمَشيِ‌ عَلَي شَاطِئِ البَحرِ فَإِذَا هيِ‌َ بِإِبلِيسَ سَاجِداً عَلَي صَخرَةٍ صَمّاءَ تَسِيلُ دُمُوعُهُ عَلَي خَدّيهِ فَقَامَت تَنظُرُ إِلَيهِ تَعَجّباً ثُمّ قَالَت لَهُ وَيحَكَ يَا إِبلِيسُ مَا تَرجُو بِطُولِ السّجُودِ فَقَالَ لَهَا أَيّتُهَا المَرأَةُ الصّالِحَةُ ابنَةُ الرّجُلِ الصّالِحِ أَرجُو إِذ أَبَرّ ربَيّ‌ عَزّ وَ جَلّ قَسَمَهُ وَ أدَخلَنَيِ‌ نَارَ جَهَنّمَ أَن يخُرجِنَيِ‌ مِنَ النّارِ بِرَحمَتِهِ

2-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]الصّدُوقُ بِإِسنَادِهِ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن عَلِيّ بنِ عُقبَةَ عَن بُرَيدٍ القصَراَنيِ‌ّ قَالَ قَالَ لِي أَبُو عَبدِ اللّهِ ع صَعِدَ عِيسَي ع عَلَي جَبَلٍ بِالشّامِ يُقَالُ لَهُ أَرِيحَا فَأَتَاهُ إِبلِيسُ فِي صُورَةِ مَلِكِ فِلَسطِينَ فَقَالَ لَهُ يَا رُوحَ اللّهِ أَحيَيتَ المَوتَي وَ أَبرَأتَ الأَكمَهَ وَ الأَبرَصَ فَاطرَح نَفسَكَ عَنِ الجَبَلِ فَقَالَ عِيسَي ع إِنّ ذَلِكَ أُذِنَ لِي فِيهِ وَ هَذَا لَم يُؤذَن لِي فِيهِ

3-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]الصّدُوقُ عَنِ ابنِ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ جَاءَ إِبلِيسُ إِلَي عِيسَي ع فَقَالَ أَ لَيسَ تَزعُمُ أَنّكَ تحُييِ‌ المَوتَي قَالَ عِيسَي بَلَي قَالَ إِبلِيسُ فَاطرَح نَفسَكَ مِن فَوقِ الحَائِطِ فَقَالَ عِيسَي وَيلَكَ إِنّ العَبدَ لَا يُجَرّبُ رَبّهُ وَ قَالَ إِبلِيسُ يَا عِيسَي هَل يَقدِرُ رَبّكَ عَلَي أَن يُدخِلَ الأَرضَ فِي بَيضَةٍ وَ البَيضَةُ كَهَيئَتِهَا فَقَالَ إِنّ اللّهَ تَعَالَي لَا يُوصَفُ بِعَجزٍ وَ ألّذِي قُلتَ لَا يَكُونُ يعَنيِ‌ هُوَ مُستَحِيلٌ فِي نَفسِهِ كَجَمعِ الضّدّينِ

4-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن سَعدٍ الإِسكَافِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ لقَيِ‌َ إِبلِيسُ عِيسَي ابنَ مَريَمَ ع فَقَالَ هَل ناَلنَيِ‌ مِن حَبَائِلِكَ شَيءٌ قَالَ جَدّتُكَ التّيِ‌ قَالَترَبّ إنِيّ‌ وَضَعتُها أُنثي إِلَي قَولِهِمِنَ الشّيطانِ الرّجِيمِ

بيان يعني‌ كيف ينالك من حبائلي‌ وجدتك دعت حين ولدت والدتك أن يعيذها الله وذريتها من شر الشيطان الرجيم و أنت من ذريتها


صفحه : 272

باب 02-حواريه وأصحابه وأنهم لم سموا حواريين و أنه لم سمي‌ النصاري نصاري

الآيات آل عمران فَلَمّا أَحَسّ عِيسي مِنهُمُ الكُفرَ قالَ مَن أنَصاريِ‌ إِلَي اللّهِ قالَ الحَوارِيّونَ نَحنُ أَنصارُ اللّهِ آمَنّا بِاللّهِ وَ اشهَد بِأَنّا مُسلِمُونَ رَبّنا آمَنّا بِما أَنزَلتَ وَ اتّبَعنَا الرّسُولَ فَاكتُبنا مَعَ الشّاهِدِينَ وَ مَكَرُوا وَ مَكَرَ اللّهُ وَ اللّهُ خَيرُ الماكِرِينَالحديدوَ قَفّينا بِعِيسَي ابنِ مَريَمَ وَ آتَيناهُ الإِنجِيلَ وَ جَعَلنا فِي قُلُوبِ الّذِينَ اتّبَعُوهُ رَأفَةً وَ رَحمَةً وَ رَهبانِيّةً ابتَدَعُوها ما كَتَبناها عَلَيهِم إِلّا ابتِغاءَ رِضوانِ اللّهِ فَما رَعَوها حَقّ رِعايَتِها فَآتَينَا الّذِينَ آمَنُوا مِنهُم أَجرَهُم وَ كَثِيرٌ مِنهُم فاسِقُونَالصف يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنصارَ اللّهِ كَما قالَ عِيسَي ابنُ مَريَمَ لِلحَوارِيّينَ مَن أنَصاريِ‌ إِلَي اللّهِ قالَ الحَوارِيّونَ نَحنُ أَنصارُ اللّهِ فَآمَنَت طائِفَةٌ مِن بنَيِ‌ إِسرائِيلَ وَ كَفَرَت طائِفَةٌ فَأَيّدنَا الّذِينَ آمَنُوا عَلي عَدُوّهِم فَأَصبَحُوا ظاهِرِينَ

1-فس ،[تفسير القمي‌]رَوَي ابنُ أَبِي عُمَيرٍ عَن رَجُلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِفَلَمّا أَحَسّ عِيسي مِنهُمُ الكُفرَ أَي لَمّا سَمِعَ وَ رَأَي أَنّهُم يَكفُرُونَ وَ الحَوَاسّ الخَمسُ التّيِ‌ قَدّرَهَا اللّهُ فِي النّاسِ السّمعُ لِلصّوتِ وَ البَصَرُ لِلأَلوَانِ وَ تَمَيّزِهَا وَ الشّمّ لِمَعرِفَةِ الرّوَائِحِ الطّيّبَةِ وَ المُنتِنَةِ وَ الذّوقُ لِلطّعُومِ وَ تَمَيّزِهَا وَ اللّمسُ لِمَعرِفَةِ الحَارّ وَ البَارِدِ وَ اللّيّنِ وَ الخَشِنِ

2- ع ،[علل الشرائع ]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]الطاّلقَاَنيِ‌ّ عَن أَحمَدَ الهمَداَنيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ بنِ فَضّالٍ عَن أَبِيهِ قَالَ قُلتُ لِلرّضَا ع لِمَ سمُيّ‌َ الحَوَارِيّونَ الحَوَارِيّينَ قَالَ أَمّا عِندَ النّاسِ فَإِنّهُم سُمّوا حَوَارِيّينَ لِأَنّهُم كَانُوا قَصّارِينَ يُخَلّصُونَ الثّيَابَ مِنَ الوَسَخِ بِالغَسلِ وَ هُوَ


صفحه : 273

اسمٌ مُشتَقّ مِنَ الخُبزِ الحُوّارَي وَ أَمّا عِندَنَا فسَمُيّ‌َ الحَوَارِيّونَ حَوَارِيّينَ لِأَنّهُم كَانُوا مُخلَصِينَ فِي أَنفُسِهِم وَ مُخلِصِينَ لِغَيرِهِم مِن أَوسَاخِ الذّنُوبِ بِالوَعظِ وَ التّذكِيرِ قَالَ فَقُلتُ لَهُ فَلِمَ سمُيّ‌َ النّصَارَي نَصَارَي قَالَ لِأَنّهُم مِن قَريَةٍ اسمُهَا نَاصِرَةُ مِن بِلَادِ الشّامِ نَزَلَتهَا مَريَمُ وَ عِيسَي ع بَعدَ رُجُوعِهِمَا مِن مِصرَ

مع ،[معاني‌ الأخبار]مرسلا مثله

3-ل ،[الخصال ] عَبدُ اللّهِ بنُ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الوَهّابِ عَن أَحمَدَ بنِ الفَضلِ بنِ المُغِيرَةِ عَن مَنصُورِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ اِبرَاهِيمَ الأصَبهَاَنيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ هَارُونَ بنِ حُمَيدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ المُغِيرَةِ الشهّرزَوُريِ‌ّ عَن يَحيَي بنِ الحُسَينِ المدَاَئنِيِ‌ّ عَنِ ابنِ لَهِيعَةَ عَن أَبِي الزّبَيرِ عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص ثَلَاثَةٌ لَم يَكفُرُوا باِلوحَي‌ِ طَرفَةَ عَينٍ مُؤمِنُ آلِ يس وَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ وَ آسِيَةُ امرَأَةُ فِرعَونَ

9-أَقُولُ رَوَي الثعّلبَيِ‌ّ فِي تَفسِيرِهِ عَن أَبِي بَكرٍ عَبدِ الرّحمَنِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ عَلِيّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ فَارِسِ بنِ مُحَمّدٍ العمَريِ‌ّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ الفَضلِ بنِ مَالِكٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ بنِ أَبِي لَيلَي عَن عَمرِو بنِ جُمَيعٍ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي لَيلَي عَن أَخِيهِ عِيسَي عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ أَبِي لَيلَي عَن أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص سُبّاقُ الأُمَمِ ثَلَاثٌ لَم يَكفُرُوا بِاللّهِ طَرفَةَ عَينٍ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ وَ صَاحِبُ يس وَ مُؤمِنُ آلِ فِرعَونَ فَهُمُ


صفحه : 274

الصّدّيقُونَ حَبِيبٌ النّجّارُ مُؤمِنُ آلِ يس وَ حِزبِيلُ مُؤمِنُ آلِ فِرعَونَ وَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ وَ هُوَ أَفضَلُهُم

4-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن مَروَانَ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ ذَكَرَ النّصَارَي وَ عَدَاوَتَهُم فَقَالَ قَولُ اللّهِذلِكَ بِأَنّ مِنهُم قِسّيسِينَ وَ رُهباناً وَ أَنّهُم لا يَستَكبِرُونَ قَالَ أُولَئِكَ كَانُوا قَوماً بَينَ عِيسَي وَ مُحَمّدٍ يَنتَظِرُونَ مجَيِ‌ءَ مُحَمّدٍص

5-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن مُحَمّدِ بنِ يُوسُفَ الصنّعاَنيِ‌ّ عَن أَبِيهِ قَالَ سَأَلتُ أَبَا جَعفَرٍ ع إِذ أَوحَيتُ إِلَي الحَوارِيّينَ قَالَ أُلهِمُوا

6-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن صَفوَانَ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ عَن نَاجِيَةَ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ جَعفَرٍ ع إِنّ المُغِيرَةَ يَقُولُ إِنّ المُؤمِنَ لَا يُبتَلَي بِالجُذَامِ وَ لَا بِالبَرَصِ وَ لَا بِكَذَا وَ لَا بِكَذَا فَقَالَ إِن كَانَ لَغَافِلًا عَن صَاحِبِ يس إِنّهُ كَانَ مُكَنّعاً ثُمّ رُدّ أَصَابِعُهُ فَقَالَ كأَنَيّ‌ أَنظُرُ إِلَي تَكنِيعِهِ أَتَاهُم فَأَنذَرَهُم ثُمّ عَادَ إِلَيهِم مِنَ الغَدِ فَقَتَلُوهُ

بيان كنعت أصابعه أي تشنجت ويبست وكنع يده تكنيعا جعلها شلا

7-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ وَ عِدّةٌ مِن أَصحَابِنَا عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ جَمِيعاً عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن أَبِي يَحيَي كَوكَبِ الدّمِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ حوَاَريِ‌ّ عِيسَي ع كَانُوا شِيعَتَهُ وَ إِنّ شِيعَتَنَا حَوَارِيّونَا وَ مَا كَانَ حوَاَريِ‌ّ عِيسَي ع بِأَطوَعَ لَهُ مِن حَوَارِيّنَا لَنَا وَ إِنّمَا قَالَ عِيسَي ع لِلحَوَارِيّينَمَن أنَصاريِ‌ إِلَي اللّهِ قالَ الحَوارِيّونَ نَحنُ أَنصارُ اللّهِ فَلَا وَ اللّهِ مَا نَصَرُوهُ مِنَ اليَهُودِ وَ لَا قَاتَلُوهُم دُونَهُ وَ شِيعَتُنَا وَ اللّهِ


صفحه : 275

لَم يَزَالُوا مُنذُ قَبَضَ اللّهُ عَزّ ذِكرُهُ رَسُولَهُص يَنصُرُونّا وَ يُقَاتِلُونَ دُونَنَا وَ يُحرَقُونَ وَ يُعَذّبُونَ وَ يُشَرّدُونَ فِي البُلدَانِ جَزَاهُمُ اللّهُ عَنّا خَيراً

بيان قال الطبرسي‌ رحمه الله فَلَمّا أَحَسّ أي وجد وقيل أبصر ورأي وقيل علم عِيسي مِنهُمُ الكُفرَ وأنهم لايزدادون إلاإصرارا علي الكفر بعدظهور الآيات والمعجزات امتحن المؤمنين من قومه بالسؤال والتعرف عما في اعتقادهم من نصرته قالَ مَن أنَصاريِ‌ إِلَي اللّهِ وقيل إنه لماعرف منهم العزم علي قتله قال من أنصاري‌ إلي الله و فيه أقوال .أحدها أن معناه من أعواني‌ علي هؤلاء الكفار مع معونة الله تعالي عن السدي‌ و ابن جريح . والثاني‌ أن معناه من أنصاري‌ في السبيل إلي الله عن الحسن لأنه دعاهم إلي سبيل الله . والثالث أن معناه من أعواني‌ علي إقامة الدين المؤدي‌ إلي الله أي إلي نيل ثوابه كقوله إنِيّ‌ ذاهِبٌ إِلي ربَيّ‌ سَيَهدِينِ ومما يسأل علي هذا أن عيسي إنما بعث للوعظ دون الحرب فلما استنصر عليهم فيقال لهم للحماية من الكافرين الذين أرادوا قتله عندإظهار الدعوة عن الحسن ومجاهد وقيل أيضا يجوز أن يكون طلب النصرة للتمكين من إقامة الحجة ولتميز الموافق والمخالف .قالَ الحَوارِيّونَ واختلف في سبب تسميتهم بذلك علي أقوال أحدها أنهم سموا بذلك لنقاء ثيابهم عن سعيد بن جبير. وثانيها أنهم كانوا قصارين يبيضون الثياب عن أبي نجيح عن أبي أرطاة.


صفحه : 276

وثالثها أنهم كانوا صيادين يصيدون السمك عن ابن عباس والسدي‌. ورابعها أنهم كانوا خاصة الأنبياء عن قتادة والضحاك و هذاأوجه لأنهم مدحوا بهذا الاسم كأنه ذهب إلي نقاء قلوبهم كنقاء الثوب الأبيض بالتحوير و قال الحسن الحواري‌ الناصر والحواريون الأنصار و قال الكلبي‌ الحواريون أصفياء عيسي ع وكانوا اثني‌ عشر رجلا و قال عبد الله بن المبارك سموا حواريين لأنهم كانوا نورانيين عليهم أثر العباد ونورها وحسنها كما قال تعالي سِيماهُم فِي وُجُوهِهِم مِن أَثَرِ السّجُودِ.نَحنُ أَنصارُ اللّهِمعناه نحن أعوان الله علي الكافرين من قومك أي أعوان رسول الله أوأعوان دين الله آمَنّا بِاللّهِ أي صدقنا أنه واحد لاشريك له وَ اشهَد ياعيسي بِأَنّا مُسلِمُونَ أي كن شهيدا لنا عند الله أشهدوه علي إسلامهم لأن الأنبياء شهداء الله علي خلقه يوم القيامة كما قال سبحانه وَ يَومَ نَبعَثُ مِن كُلّ أُمّةٍ شَهِيداً.رَبّنا أي ياربناآمَنّا بِما أَنزَلتَ علي عيسي وَ اتّبَعنَا الرّسُولَ فَاكتُبنا مَعَ الشّاهِدِينَ أي في جملة الشاهدين بجميع ماأنزلت لنفوز بما فازوا به وننال مانالوا من كرامتك وقيل معناه واجعلنا مع محمدص وأمته عن ابن عباس و قدسماهم الله شهداء بقوله لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَي النّاسِ أي من الشاهدين بالحق من عندك هذاكله حكاية قول الحواريين . وروي‌ أنهم اتبعوا عيسي وكانوا إذاجاعوا قالوا ياروح الله جعنا فيضرب بيده علي الأرض سهلا كان أوجبلا فيخرج لكل إنسان منهم رغيفين يأكلهما فإذاعطشوا قالوا ياروح الله عطشنا فيضرب بيده علي الأرض سهلا كان أوجبلا فيخرج ماء فيشربون قالوا ياروح الله من أفضل منا إذاشئنا أطعمتنا و إذاشئنا سقيتنا و قدآمنا بك واتبعناك قال أفضل منكم من يعمل بيده ويأكل من كسبه فصاروا يغسلون الثياب بالكراء.


صفحه : 277

فِي قُلُوبِ الّذِينَ اتّبَعُوهُ في دينه يعني‌ الحواريين وأتباعهم اتبعوا عيسي ع رَأفَةً وهي‌ أشد الرقةوَ رَهبانِيّةً ابتَدَعُوهاهي‌ الخصلة من العبادة يظهر فيهامعني الرهبة إما في لبسة أوانفراد عن الجماعة أو غير ذلك من الأمور التي‌ يظهر فيهانسك صاحبه والمعني ابتدعوا رهبانية لم نكتبها عليهم وقيل هي‌ رفض النساء واتخاذ الصوامع وقيل هي‌ لحاقهم بالبراري‌ والجبال في خبر مرفوع عن النبي ص فما رعاها الذين من بعدهم حق رعايتها و ذلك لتكذيبهم بمحمدص وقيل إن الرهبانية هي‌ الانقطاع عن الناس للانفراد بالعبادةما كَتَبناها أي مافرضناهاعَلَيهِم. وَ روُيِ‌َ عَنِ ابنِ مَسعُودٍ قَالَ كُنتُ رَدِيفَ رَسُولِ اللّهِص عَلَي حِمَارٍ فَقَالَ يَا ابنَ أُمّ عَبدٍ هَل تدَريِ‌ مِن أَينَ أَحدَثَت بَنُو إِسرَائِيلَ الرّهبَانِيّةَ فَقُلتُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ أَعلَمُ فَقَالَ ظَهَرَت عَلَيهِمُ الجَبَابِرَةُ بَعدَ عِيسَي ع يَعمَلُونَ بمِعَاَصيِ‌ اللّهِ فَغَضِبَ أَهلُ الإِيمَانِ فَقَاتَلُوهُم فَهُزِمَ أَهلُ الإِيمَانِ ثَلَاثَ مَرّاتٍ فَلَم يَبقَ مِنهُم إِلّا القَلِيلُ فَقَالُوا إِن ظَهَرَنَا هَؤُلَاءِ أَفنَونَا وَ لَم يَبقَ لِلدّينِ أَحَدٌ يَدعُو إِلَيهِ فَتَعَالَوا نَتَفَرّق فِي الأَرضِ إِلَي أَن يَبعَثَ اللّهُ النّبِيّ ألّذِي وَعَدَنَا بِهِ عِيسَي ع يَعنُونَ مُحَمّداًص فَتَفَرّقُوا فِي غِيرَانِ الجِبَالِ وَ أَحدَثُوا رَهبَانِيّةً فَمِنهُم مَن تَمَسّكَ بِدِينِهِ وَ مِنهُم مَن كَفَرَ ثُمّ تَلَا هَذِهِ الآيَةَوَ رَهبانِيّةً ابتَدَعُوهاالآيَةَ ثُمّ قَالَ يَا ابنَ أُمّ عَبدٍ أَ تدَريِ‌ مَا رَهبَانِيّةُ أمُتّيِ‌ قُلتُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ أَعلَمُ قَالَ الهِجرَةُ وَ الجِهَادُ وَ الصّلَاةُ وَ الصّومُ وَ الحَجّ وَ العُمرَةُ

.مَن أنَصاريِ‌ إِلَي اللّهِ أي مع الله أوفيما يقرب إلي الله نَحنُ أَنصارُ اللّهِ أي أنصار دينه فَآمَنَت طائِفَةٌ أي صدقت بعيسي ع وَ كَفَرَت طائِفَةٌأخري به قال ابن عباس يعني‌ في زمن عيسي ع و ذلك أنه لمارفع تفرق قومه ثلاث فرق فرقة قالت كان الله فارتفع وفرقة قالت كان ابن الله فرفعه إليه وفرقة قالوا كان عبد الله ورسوله فرفعه إليه وهم المؤمنون واتبع كل فرقة طائفة من الناس فاقتتلوا وظهرت


صفحه : 278

الفرقتان الكافرتان علي المؤمنين حتي بعث محمدص فظهرت الفرقة المؤمنة علي الكافرين و ذلك قوله فَأَيّدنَا إلي قوله ظاهِرِينَ أي عالين غالبين وقيل معناه أصبحت حجة من آمن بعيسي ع ظاهرة بتصديق محمدص بأن عيسي كلمة الله وروحه وقيل بل أيدوا في زمانهم علي من كفر بعيسي ع وقيل فآمنت طائفة بمحمدص وكفرت طائفة به فأصبحوا قاهرين لعدوهم بالحجة والقهر والغلبة

8-كا،[الكافي‌] أَحمَدُ بنُ عَبدِ اللّهِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ البرَقيِ‌ّ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ عِيسَي ابنُ مَريَمَ ع يَا مَعشَرَ الحَوَارِيّينَ لِي إِلَيكُم حَاجَةٌ اقضُوهَا لِي قَالُوا قُضِيَت حَاجَتُكَ يَا رُوحَ اللّهِ فَقَامَ فَغَسَلَ أَقدَامَهُم فَقَالُوا كُنّا نَحنُ أَحَقّ بِهَذَا يَا رُوحَ اللّهِ فَقَالَ إِنّ أَحَقّ النّاسِ بِالخِدمَةِ العَالِمُ إِنّمَا تَوَاضَعتُ هَكَذَا لِكَيمَا تَتَوَاضَعُوا بعَديِ‌ فِي النّاسِ كتَوَاَضعُيِ‌ لَكُم ثُمّ قَالَ عِيسَي ع بِالتّوَاضُعِ تُعمَرُ الحِكمَةُ لَا بِالتّكَبّرِ وَ كَذَلِكَ فِي السّهلِ يَنبُتُ الزّرعُ لَا فِي الجَبَلِ

9-كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ مُحَمّدِ بنِ بُندَارَ عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ الثقّفَيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ المُعَلّي عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمّدٍ رَفَعَهُ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قِيلَ لَهُ مَا بَالُ أَصحَابِ عِيسَي ع كَانُوا يَمشُونَ عَلَي المَاءِ وَ لَيسَ ذَلِكَ فِي أَصحَابِ مُحَمّدٍص قَالَ إِنّ أَصحَابَ عِيسَي ع كُفُوا المَعَاشَ وَ إِنّ هَؤُلَاءِ ابتُلُوا بِالمَعَاشِ

10-كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَنِ ابنِ أَسبَاطٍ عَنِ العَلَاءِ عَن مُحَمّدٍ عَن أَحَدِهِمَا ع قَالَ قُلتُ إِنّا لَنَرَي الرّجُلَ لَهُ عِبَادَةٌ وَ اجتِهَادٌ وَ خُشُوعٌ وَ لَا يَقُولُ بِالحَقّ فَهَل يَنفَعُهُ ذَلِكَ شَيئاً فَقَالَ يَا مُحَمّدُ إِنّمَا مَثَلُ أَهلِ البَيتِ مَثَلُ أَهلِ بَيتٍ كَانُوا فِي بنَيِ‌


صفحه : 279

إِسرَائِيلَ كَانَ لَا يَجتَهِدُ أَحَدٌ مِنهُم أَربَعِينَ لَيلَةً إِلّا دَعَا فَأُجِيبَ وَ إِنّ رَجُلًا مِنهُمُ اجتَهَدَ أَربَعِينَ لَيلَةً ثُمّ دَعَا فَلَم يُستَجَب لَهُ فَأَتَي عِيسَي ابنَ مَريَمَ ع يَشكُو إِلَيهِ مَا هُوَ فِيهِ وَ يَسأَلُهُ الدّعَاءَ لَهُ قَالَ فَتَطَهّرَ عِيسَي ع وَ صَلّي رَكعَتَينِ ثُمّ دَعَا اللّهَ عَزّ وَ جَلّ فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَيهِ يَا عِيسَي إِنّ عبَديِ‌ أتَاَنيِ‌ مِن غَيرِ البَابِ ألّذِي أُوتَي مِنهُ إِنّهُ دعَاَنيِ‌ وَ فِي قَلبِهِ شَكّ مِنكَ فَلَو دعَاَنيِ‌ حَتّي يَنقَطِعَ عُنُقُهُ وَ تَنتَثِرَ أَنَامِلُهُ مَا استَجَبتُ لَهُ قَالَ فَالتَفَتَ إِلَيهِ عِيسَي ع فَقَالَ ع تَدعُو رَبّكَ وَ أَنتَ فِي شَكّ مِن نَبِيّهِ فَقَالَ يَا رُوحَ اللّهِ وَ كَلِمَتَهُ قَد كَانَ وَ اللّهِ مَا قُلتَ فَادعُ اللّهَ أَن يَذهَبَ بِهِ عنَيّ‌ قَالَ فَدَعَا لَهُ عِيسَي ع فَتَابَ اللّهُ عَلَيهِ وَ قَبِلَ مِنهُ وَ صَارَ فِي حَدّ أَهلِ بَيتِهِ

11-ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] أَبُو الحَسَنِ بنُ عَبدِ اللّهِ عَنِ ابنِ أَبِي يَعفُورٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ مُوسَي ع حَدّثَ قَومَهُ بِحَدِيثٍ لَم يَحتَمِلُوهُ عَنهُ فَخَرَجُوا عَلَيهِ بِمِصرَ فَقَاتَلُوهُ فَقَاتَلَهُم فَقَتَلَهُم وَ إِنّ عِيسَي ع حَدّثَ قَومَهُ بِحَدِيثٍ فَلَم يَحتَمِلُوهُ عَنهُ فَخَرَجُوا عَلَيهِ بِتَكرِيتَ فَقَاتَلُوهُ فَقَاتَلَهُم فَقَتَلَهُم وَ هُوَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّفَآمَنَت طائِفَةٌ مِن بنَيِ‌ إِسرائِيلَ وَ كَفَرَت طائِفَةٌ فَأَيّدنَا الّذِينَ آمَنُوا عَلي عَدُوّهِم فَأَصبَحُوا ظاهِرِينَ

12-يد،[التوحيد]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]ج ،[الإحتجاج ] عَنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدٍ النوّفلَيِ‌ّ فِي خَبَرٍ طَوِيلٍ يَذكُرُ فِيهِ احتِجَاجَ الرّضَا ع عَلَي أَربَابِ المِلَلِ قَالَ قَالَ الجَاثَلِيقُ لِلرّضَا ع أخَبرِنيِ‌ عَن حوَاَريِ‌ّ عِيسَي ابنِ مَريَمَ كَم كَانَ عِدّتُهُم وَ عَن عُلَمَاءِ الإِنجِيلِ كَم كَانُوا قَالَ الرّضَا ع عَلَي الخَبِيرِ سَقَطتَ أَمّا الحَوَارِيّونَ فَكَانُوا اثنيَ‌ عَشَرَ رَجُلًا وَ كَانَ أَفضَلُهُم وَ أَعلَمُهُم أَلُوقَا وَ أَمّا عُلَمَاءُ النّصَارَي فَكَانُوا ثَلَاثَةَ رِجَالٍ يُوحَنّا الأَكبَرُ بأج [بِأُخّي] وَ يُوحَنّا بِقِرقِيسِيَاءَ


صفحه : 280

وَ يُوحَنّا الديّلمَيِ‌ّ بِزجار[بِرَجّانَ] وَ عِندَهُ كَانَ ذِكرُ النّبِيّص وَ ذِكرُ أَهلِ بَيتِهِ وَ أُمّتِهِ وَ هُوَ ألّذِي بَشّرَ أُمّةَ عِيسَي وَ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ بِهِ

أقول وجدت في بعض الكتب أن عيسي ع كان مع بعض الحواريين في بعض سياحته فمروا علي بلد فلما قربوا منه وجدوا كنزا علي الطريق فقال من معه ائذن لنا ياروح الله أن نقيم هاهنا ونحوز هذاالكنز لئلا يضيع فقال ع لهم أقيموا هاهنا و أناأدخل البلد و لي فيه كنز أطلبه فلما دخل البلد وجال فيه رأي دارا خربة فدخلها فوجد فيهاعجوزة فقال لها أناضيفك في هذه الليلة وهل في هذه الدار أحد غيرك قالت نعم لي ابن مات أبوه وبقي‌ يتيما في حجري‌ و هويذهب إلي الصحاري‌ ويجمع الشوك ويأتي‌ البلد فيبيعها ويأتيني‌ بثمنها نتعيش به فهيأت لعيسي ع بيتا فلما جاء ولدها قالت له بعث الله في هذه الليلة ضيفا صالحا يسطع من جبينه أنوار الزهد والصلاح فاغتنم خدمته وصحبته فدخل الابن علي عيسي ع وخدمه وأكرمه فلما كان في بعض الليل سأل عيسي ع الغلام عن حاله ومعيشته وغيرها فتفرس ع فيه آثار العقل والفطانة والاستعداد للترقي‌ علي مدارج الكمال لكن وجد فيه أن قلبه مشغول بهم عظيم فقال له ياغلام أري قلبك مشغولا بهم لايبرح فأخبرني‌ به لعله يكون عندي‌ دواء دائك فلما بالغ عيسي ع قال نعم في قلبي‌ هم وداء لايقدر علي دوائه أحد إلا الله تعالي فقال أخبرني‌ به لعل الله يلهمني‌ مايزيله عنك فقال الغلام إني‌ كنت يوما أحمل الشوك إلي البلد فمررت بقصر ابنة الملك فنظرت إلي القصر فوقع نظري‌ عليها فدخل حبها شغاف قلبي‌ و هويزداد كل يوم و لاأري لذلك دواء إلاالموت فقال عيسي ع إن كنت تريدها أناأحتال لك حتي تتزوجها فجاء الغلام إلي أمه وأخبرها بقوله فقالت أمه ياولدي‌ إني‌ لاأظن هذا الرجل يعد بشي‌ء


صفحه : 281

لايمكنه الوفاء به فاسمع له وأطعه في كل ما يقول فلما أصبحوا قال عيسي ع للغلام اذهب إلي باب الملك فإذاأتي خواص الملك ووزراؤه ليدخلوا عليه قل لهم أبلغوا الملك عني‌ أني‌ جئته خاطبا كريمته ثم ائتني‌ وأخبرني‌ بما جري بينك و بين الملك فأتي الغلام باب الملك فلما قال ذلك لخاصة الملك ضحكوا وتعجبوا من قوله ودخلوا علي الملك وأخبروه بما قال الغلام مستهزئين به فاستحضره الملك فلما دخل علي الملك وخطب ابنته قال الملك مستهزئا به أنا لاأعطيك ابنتي‌ إلا أن تأتيني‌ من اللآلي‌ واليواقيت والجواهر الكبار كذا وكذا ووصف له ما لايوجد في خزانة ملك من ملوك الدنيا فقال الغلام أناأذهب وآتيك بجواب هذاالكلام فرجع إلي عيسي ع فأخبره بما جري فذهب به عيسي ع إلي خربة كانت فيهاأحجار ومدر كبار فدعا الله تعالي فصيرها كلها من جنس ماطلب الملك وأحسن منها فقال ياغلام خذ منها ماتريد واذهب به إلي الملك فلما أتي الملك بهاتحير الملك و أهل مجلسه في أمره وقالوا لايكفينا هذافرجع إلي عيسي ع فأخبره فقال اذهب إلي الخربة وخذ منها ماتريد واذهب بهاإليهم فلما رجع بأضعاف ماأتي به أولا زادت حيرتهم و قال الملك إن لهذا شأنا غريبا فخلا بالغلام واستخبره عن الحال فأخبره بكل ماجري بينه و بين عيسي ع و ما كان من عشقه لابنته فعلم الملك أن الضيف هوعيسي ع فقال قل لضيفك يأتيني‌ ويزوجك ابنتي‌ فحضر عيسي ع وزوجها منه وبعث الملك ثيابا فاخرة إلي الغلام فألبسها إياه وجمع بينه و بين ابنته تلك الليلة فلما أصبح طلب الغلام وكلمه فوجده عاقلا فهما ذكيا و لم يكن للملك ولد غير هذه الابنة فجعل الغلام ولي‌ عهده ووارث ملكه وأمر خواصه وأعيان مملكته ببيعته وطاعته . فلما كانت الليلة الثانية مات الملك فجأة وأجلسوا الغلام علي سرير الملك وأطاعوه وسلموا إليه خزائنه فأتاه عيسي ع في اليوم الثالث ليودعه فقال الغلام أيها الحكيم إن لك علي حقوقا لاأقوم بشكر واحد منها لوبقيت أبد الدهر ولكن عرض في قلبي‌ البارحة أمر لو لم تجبني‌ عنه لاأنتفع بشي‌ء مما حصلتها لي فقال و ما هو قال


صفحه : 282

الغلام إنك إذاقدرت علي أن تنقلني‌ من تلك الحالة الخسيسة إلي تلك الدرجة الرفيعة في يومين فلم لاتفعل هذابنفسك وأراك في تلك الثياب و في هذه الحالة فلما أحفي في السؤال قال له عيسي ع إن العالم بالله وبدار كرامته وثوابه والبصير بفناء الدنيا وخستها ودناءتها لايرغب إلي هذاالملك الزائل و هذه الأمور الفانية و إن لنا في قربه تعالي ومعرفته ومحبته لذات روحانية لانعد تلك اللذات الفانية عندها شيئا فلما أخبره بعيوب الدنيا وآفاتها ونعيم الآخرة ودرجاتها قال له الغلام فلي‌ عليك حجة أخري لم اخترت لنفسك ما هوأولي وأحري وأوقعتني‌ في هذه البلية الكبري فقال له عيسي إنما اخترت لك ذلك لأمتحنك في عقلك وذكائك وليكون لك الثواب في ترك هذه الأمور الميسرة لك أكثر وأوفي وتكون حجة علي غيرك فترك الغلام الملك ولبس أثوابه البالية وتبع عيسي ع فلما رجع عيسي إلي الحواريين قال هذاكنزي‌ ألذي كنت أظنه في هذاالبلد فوجدته والحمد لله . وذكر الثعلبي‌ في العرائس نحوا من ذلك مع اختصار إلي أن قال فكان معه ابن العجوز إلي أن مات فمر به ميتا علي سرير فدعا الله عز و جل عيسي فجلس علي سريره ونزل عن أعناق الرجال ولبس ثيابه وحمل السرير علي عنقه ورجع إلي أهله فبقي‌ وولد له


صفحه : 283

باب 12-مواعظه وحكمه و ماأوحي‌ إليه صلوات الله علي نبينا وآله و عليه

الآيات المائدةوَ إِذ قالَ اللّهُ يا عِيسَي ابنَ مَريَمَ أَ أَنتَ قُلتَ لِلنّاسِ اتخّذِوُنيِ‌ وَ أمُيّ‌ إِلهَينِ مِن دُونِ اللّهِ قالَ سُبحانَكَ ما يَكُونُ لِي أَن أَقُولَ ما لَيسَ لِي بِحَقّ إِن كُنتُ قُلتُهُ فَقَد عَلِمتَهُ تَعلَمُ ما فِي نفَسيِ‌ وَ لا أَعلَمُ ما فِي نَفسِكَ إِنّكَ أَنتَ عَلّامُ الغُيُوبِ ما قُلتُ لَهُم إِلّا ما أمَرَتنَيِ‌ بِهِ أَنِ اعبُدُوا اللّهَ ربَيّ‌ وَ رَبّكُم وَ كُنتُ عَلَيهِم شَهِيداً ما دُمتُ فِيهِم فَلَمّا توَفَيّتنَيِ‌ كُنتَ أَنتَ الرّقِيبَ عَلَيهِم وَ أَنتَ عَلي كُلّ شَيءٍ شَهِيدٌ إِن تُعَذّبهُم فَإِنّهُم عِبادُكَ وَ إِن تَغفِر لَهُم فَإِنّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ

1-فس ،[تفسير القمي‌] وَ إِذ قالَ اللّهُ يا عِيسَي ابنَ مَريَمَ أَ أَنتَ قُلتَفَلَفظُ الآيَةِ مَاضٍ وَ مَعنَاهُ مُستَقبِلٌ وَ لَم يَقُلهُ بَعدُ وَ سَيَقُولُهُ وَ ذَلِكَ أَنّ النّصَارَي زَعَمُوا أَنّ عِيسَي ع قَالَ لَهُم إنِيّ‌ وَ أمُيّ‌ إِلَهَينِ مِن دُونِ اللّهِ فَإِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ يَجمَعُ اللّهُ بَينَ النّصَارَي وَ بَينَ عِيسَي فَيَقُولُ لَهُ أَ أَنتَ قُلتَ لَهُم مَا يَدّعُونَ عَلَيكَ فَيَقُولُ عِيسَيسُبحانَكَ ما يَكُونُ لِي أَن أَقُولَالآيَةَ وَ الدّلِيلُ عَلَي أَنّ عِيسَي لَم يَقُل لَهُم ذَلِكَ قَولُهُهذا يَومُ يَنفَعُ الصّادِقِينَ صِدقُهُم

2-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ وَ مُحَمّدُ بنُ القَاسِمِ عَن مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ عَن دَاوُدَ عَن حَفصِ بنِ غِيَاثٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ النّبِيّص أُنزِلَ الإِنجِيلُ لِثَلَاثَ عَشرَةَ لَيلَةً خَلَت مِن شَهرِ رَمَضَانَ

3- وَ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ الجوَهرَيِ‌ّ عَنِ البطَاَئنِيِ‌ّ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ نَزَلَ الإِنجِيلُ فِي اثنتَيَ‌ عَشرَةَ لَيلَةً مَضَت مِن شَهرِ رَمَضَانَ


صفحه : 284

بيان لعل الخبر الأول محمول علي نزوله إلي بيت المعمور كمايشعر به صدره ألذي تركناه والثاني‌ علي نزوله إلي الأرض

4- ع ،[علل الشرائع ]بِإِسنَادِهِ عَن يَزِيدَ بنِ سَلّامٍ أَنّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللّهِص لِمَ سمُيّ‌َ الفُرقَانُ فُرقَاناً قَالَ لِأَنّهُ مُتَفَرّقُ الآيَاتِ وَ السّوَرِ أُنزِلَت فِي غَيرِ الأَلوَاحِ وَ غَيرِ الصّحُفِ وَ التّورَاةِ وَ الإِنجِيلِ وَ الزّبُورِ أُنزِلَت كُلّهَا جُملَةً فِي الأَلوَاحِ وَ الوَرَقِ

5- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ القرُشَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ طَلحَةَ وَ إِسمَاعِيلَ بنِ جَابِرٍ وَ عَمّارِ بنِ مَروَانَ عَنِ الصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع أَنّ عِيسَي ابنَ مَريَمَ ع تَوَجّهَ فِي بَعضِ حَوَائِجِهِ وَ مَعَهُ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ مِن أَصحَابِهِ فَمَرّ بِلَبِنَاتٍ ثَلَاثٍ مِن ذَهَبٍ عَلَي ظَهرِ الطّرِيقِ فَقَالَ عِيسَي ع لِأَصحَابِهِ إِنّ هَذَا يَقتُلُ النّاسَ ثُمّ مَضَي فَقَالَ أَحَدُهُم إِنّ لِي حَاجَةً قَالَ فَانصَرَفَ ثُمّ قَالَ الآخَرُ إِنّ لِي حَاجَةً فَانصَرَفَ ثُمّ قَالَ الآخَرُ لِي حَاجَةٌ فَانصَرَفَ فَوَافَوا عِندَ الذّهَبِ ثَلَاثَتُهُم فَقَالَ اثنَانِ لِوَاحِدٍ اشتَرِ لَنَا طَعَاماً فَذَهَبَ يشَترَيِ‌ لَهُمَا طَعَاماً فَجَعَلَ فِيهِ سَمّاً لِيَقتُلَهُمَا كَيلَا يُشَارِكَاهُ فِي الذّهَبِ وَ قَالَ الِاثنَانِ إِذَا جَاءَ قَتَلنَاهُ كيَ‌ لَا يُشَارِكَنَا فَلَمّا جَاءَ قَامَا إِلَيهِ فَقَتَلَاهُ ثُمّ تَغَذّيَا فَمَاتَا فَرَجَعَ إِلَيهِم عِيسَي ع وَ هُم مَوتَي حَولَهُ فَأَحيَاهُم بِإِذنِ اللّهِ تَعَالَي ذِكرُهُ ثُمّ قَالَ أَ لَم أَقُل لَكُم إِنّ هَذَا يَقتُلُ النّاسَ

6- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]الطاّلقَاَنيِ‌ّ عَنِ الجلَوُديِ‌ّ عَن هِشَامِ بنِ جَعفَرٍ عَن حَمّادٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سُلَيمَانَ وَ كَانَ قَارِئاً لِلكُتُبِ قَالَقَرَأتُ فِي الإِنجِيلِ يَا عِيسَي جِدّ فِي أمَريِ‌ وَ لَا تَهزَل وَ اسمَع وَ أَطِع يَا ابنَ الطّاهِرَةِ الطّهرِ البِكرِ البَتُولِ أَنتَ مِن غَيرِ فَحلٍ أَنَا خَلَقتُكَ آيَةً لِلعَالَمِينَ


صفحه : 285

فإَيِاّي‌َ فَاعبُد وَ عَلَيّ فَتَوَكّل خُذِ الكِتَابَ بِقُوّةٍ فَسّر لِأَهلِ سُورِيَا بِالسّريَانِيّةِ بَلّغ مَن بَينَ يَدَيكَ أنَيّ‌ أَنَا اللّهُ الدّائِمُ ألّذِي لَا أَزُولُ صَدّقُوا النّبِيّ الأمُيّ‌ّ صَاحِبَ الجَمَلِ وَ المِدرَعَةِ وَ التّاجِ وَ هيِ‌َ العِمَامَةُ وَ النّعلَينِ وَ الهِرَاوَةِ وَ هيِ‌َ القَضِيبُ الأَنجَلَ العَينَينِ الصّلتَ الجَبِينِ الوَاضِحَ الخَدّينِ الأَقنَي الأَنفِ مُفَلّجَ الثّنَايَا كَأَنّ عُنُقَهُ إِبرِيقُ فِضّةٍ كَأَنّ الذّهَبَ يجَريِ‌ فِي تَرَاقِيهِ لَهُ شَعَرَاتٌ مِن صَدرِهِ إِلَي سُرّتِهِ لَيسَ عَلَي بَطنِهِ وَ لَا عَلَي صَدرِهِ شَعرٌ أَسمَرَ اللّونِ دَقِيقَ المَسرُبَةِ شَثنَ الكَفّ وَ القَدَمِ إِذَا التَفَتَ التَفَتَ جَمِيعاً وَ إِذَا مَشَي كَأَنّمَا يَتَقَلّعُ مِنَ الصّخرَةِ وَ يَنحَدِرُ مِن صَبَبٍ وَ إِذَا جَاءَ مَعَ القَومِ بَذّهُم عَرَقُهُ فِي وَجهِهِ كَاللّؤلُؤِ وَ رِيحُ المِسكِ يَنفَحُ مِنهُ لَم يُرَ قَبلَهُ مِثلُهُ وَ لَا بَعدَهُ طَيّبُ الرّيحِ نَكّاحُ النّسَاءِ ذُو النّسلِ القَلِيلِ إِنّمَا نَسلُهُ مِن مُبَارَكَةٍ لَهَا بَيتٌ فِي الجَنّةِ لَا صَخَبَ فِيهِ وَ لَا نَصَبَ يَكفُلُهَا فِي آخِرِ الزّمَانِ كَمَا كَفَلَ زَكَرِيّا أُمّكَ لَهَا فَرخَانِ مُستَشهَدَانِ كَلَامُهُ القُرآنُ وَ دِينُهُ الإِسلَامُ وَ أَنَا السّلَامُ طُوبَي لِمَن أَدرَكَ زَمَانَهُ وَ شَهِدَ أَيّامَهُ وَ سَمِعَ كَلَامَهُ قَالَ عِيسَي يَا رَبّ وَ مَا طُوبَي قَالَ شَجَرَةٌ فِي الجَنّةِ أَنَا غَرَستُهَا تُظِلّ الجِنَانَ أَصلُهَا مِن رِضوَانٍ مَاؤُهَا مِن تَسنِيمٍ بَردُهُ بَردُ الكَافُورِ وَ طَعمُهُ


صفحه : 286

طَعمُ الزّنجَبِيلِ مَن يَشرَب مِن تِلكَ العَينِ شَربَةً لَا يَظمَأ بَعدَهَا أَبَداً فَقَالَ عِيسَي أللّهُمّ اسقنِيِ‌ مِنهَا قَالَ حَرَامٌ يَا عِيسَي عَلَي البَشَرِ أَن يَشرَبُوا مِنهَا حَتّي يَشرَبَ ذَلِكَ النّبِيّ وَ حَرَامٌ عَلَي الأُمَمِ أَن يَشرَبُوا مِنهَا حَتّي يَشرَبَ أُمّةُ ذَلِكَ النّبِيّ أَرفَعُكَ إلِيَ‌ّ ثُمّ أُهبِطُكَ فِي آخِرِ الزّمَانِ لِتَرَي مِن أُمّةِ ذَلِكَ النّبِيّ العَجَائِبَ وَ لِتُعِينَهُم عَلَي اللّعِينِ الدّجّالِ أُهبِطُكَ فِي وَقتِ الصّلَاةِ لتِصُلَيّ‌َ مَعَهُم إِنّهُم أُمّةٌ مَرحُومَةٌ

أقول سيأتي‌ شرحه في باب شمائل النبي ص

7- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]الوَرّاقُ عَن سَعدٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مَهزِيَارَ عَن أَخِيهِ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ الأَحوَلِ عَن جَمِيلِ بنِ صَالِحٍ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ قَامَ عِيسَي ابنُ مَريَمَ ع فِي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَقَالَ يَا بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ لَا تُحَدّثُوا بِالحِكمَةِ الجُهّالَ فَتَظلِمُوهَا وَ لَا تَمنَعُوهَا أَهلَهَا فَتَظلِمُوهُم وَ لَا تُعِينُوا الظّالِمَ عَلَي ظُلمِهِ فَيَبطُلَ فَضلَكُم الخَبَرَ

8-يد،[التوحيد] مع ،[معاني‌ الأخبار] لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]الطاّلقَاَنيِ‌ّ عَن أَحمَدَ الهمَداَنيِ‌ّ عَن جَعفَرِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرٍ العلَوَيِ‌ّ عَن كَثِيرِ بنِ عَيّاشٍ القَطّانِ عَن أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ لَمّا وُلِدَ عِيسَي ابنُ مَريَمَ ع كَانَ ابنَ يَومٍ كَأَنّهُ ابنُ شَهرَينِ فَلَمّا كَانَ ابنَ سَبعَةِ أَشهُرٍ أَخَذَت وَالِدَتُهُ بِيَدِهِ وَ جَاءَت بِهِ إِلَي الكِتَابِ وَ أَقعَدَتهُ بَينَ يدَيَ‌ِ المُؤَدّبِ فَقَالَ لَهُ المُؤَدّبُ قُل بِسمِ اللّهِ الرّحمَنِ الرّحِيمِ فَقَالَ عِيسَي ع بِسمِ اللّهِ الرّحمَنِ الرّحِيمِ فَقَالَ لَهُ المُؤَدّبُ قُل أَبجَد فَرَفَعَ عِيسَي رَأسَهُ فَقَالَ وَ هَل تدَريِ‌ مَا أَبجَد فَعَلَاهُ بِالدّرّةِ لِيَضرِبَهُ فَقَالَ يَا مُؤَدّبُ لَا تضَربِنيِ‌ إِن كُنتَ تدَريِ‌ وَ إِلّا فاَسألَنيِ‌ حَتّي أُفَسّرَ لَكَ فَقَالَ فَسّر لِي فَقَالَ عِيسَي أَمّا الأَلِفُ آلَاءُ اللّهِ وَ البَاءُ بَهجَةُ اللّهِ وَ الجِيمُ جَمَالُ اللّهِ وَ الدّالُ دِينُ اللّهِ هَوّز الهَاءُ هَولُ جَهَنّمَ وَ الوَاوُ وَيلٌ لِأَهلِ النّارِ وَ الزّاءُ زَفِيرُ جَهَنّمَ حطُيّ‌ حُطّتِ الخَطَايَا عَنِ المُستَغفِرِينَ كَلَمَن كَلَامُ اللّهِ لَا مُبَدّلَ لِكَلِمَاتِهِ سَعفَص صَاعٌ بِصَاعٍ وَ الجَزَاءُ بِالجَزَاءِ قَرَشَت


صفحه : 287

قَرَشَهُم فَحَشَرَهُم فَقَالَ المُؤَدّبُ أَيّتُهَا المَرأَةُ خذُيِ‌ بِيَدِ ابنِكِ فَقَد عُلّمَ وَ لَا حَاجَةَ لَهُ فِي المُؤَدّبِ

9-ل ،[الخصال ]بِإِسنَادِهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ الحَوَارِيّونَ لِعِيسَي ابنِ مَريَمَ ع يَا مُعَلّمَ الخَيرِ عَلّمنَا أَيّ الأَشيَاءِ أَشَدّ فَقَالَ أَشَدّ الأَشيَاءِ غَضَبُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ قَالُوا فَبِمَ يُتّقَي غَضَبُ اللّهِ قَالَ بِأَن لَا تَغضَبُوا قَالُوا وَ مَا بَدءُ الغَضَبِ قَالَ الكِبرُ وَ التّجَبّرُ وَ مَحقَرَةُ النّاسِ

10- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ مَسرُورٍ عَن مُحَمّدٍ الحمِيرَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَنِ ابنِ أَسبَاطٍ عَن عَمّهِ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ قَالَ عِيسَي ابنُ مَريَمَ ع لِبَعضِ أَصحَابِهِ مَا لَا تُحِبّ أَن يُفعَلُ بِكَ فَلَا تَفعَلهُ بِأَحَدٍ وَ إِن لَطَمَ أَحَدٌ خَدّكَ الأَيمَنَ فَأَعطِ الأَيسَرَ

11- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] أَبِي عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الكوُفيِ‌ّ عَن شَرِيفِ بنِ سَابِقٍ التفّليِسيِ‌ّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَرّ عِيسَي ابنُ مَريَمَ ع بِقَبرٍ يُعَذّبُ صَاحِبُهُ ثُمّ مَرّ بِهِ مِن قَابِلٍ فَإِذَا هُوَ لَيسَ يُعَذّبُ فَقَالَ يَا رَبّ مَرَرتُ بِهَذَا القَبرِ عَامَ أَوّلَ فَكَانَ صَاحِبُهُ يُعَذّبُ ثُمّ مَرَرتُ بِهِ العَامَ فَإِذَا هُوَ لَيسَ يُعَذّبُ فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَيهِ يَا رُوحَ اللّهِ إِنّهُ أَدرَكَ لَهُ وَلَدٌ صَالِحٌ فَأَصلَحَ طَرِيقاً وَ آوَي يَتِيماً فَغَفَرتُ لَهُ بِمَا عَمِلَ ابنُهُ قَالَ وَ قَالَ عِيسَي بنُ مَريَمَ ع لِيَحيَي بنِ زَكَرِيّا ع إِذَا قِيلَ فِيكَ مَا فِيكَ فَاعلَم أَنّهُ ذَنبٌ ذُكّرتَهُ فَاستَغفِرِ اللّهَ مِنهُ وَ إِن قِيلَ فِيكَ مَا لَيسَ فِيكَ فَاعلَم أَنّهَا حَسَنَةٌ كُتِبَت لَكَ لَم تَتعَب فِيهَا


صفحه : 288

12- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ إِدرِيسَ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الجَبّارِ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن سَيفِ بنِ عَمِيرَةَ عَن مَنصُورِ بنِ حَازِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ الصّادِقِ ع قَالَ كَانَ عِيسَي ابنُ مَريَمَ ع يَقُولُ لِأَصحَابِهِ يَا بنَيِ‌ آدَمَ اهرَبُوا مِنَ الدّنيَا إِلَي اللّهِ وَ أَخرِجُوا قُلُوبَكُم عَنهَا فَإِنّكُم لَا تَصلُحُونَ لَهَا وَ لَا تَصلُحُ لَكُم وَ لَا تَبقَونَ فِيهَا وَ لَا تَبقَي لَكُم هيِ‌َ الخَدّاعَةُ الفَجّاعَةُ المَغرُورُ مَنِ اغتَرّ بِهَا المَغبُونُ مَنِ اطمَأَنّ إِلَيهَا الهَالِكُ مَن أَحَبّهَا وَ أَرَادَهَا فَتُوبُوا إِلَي بَارِئِكُم وَاتّقُوا رَبّكُم وَ اخشَوا يَوماً لا يجَزيِ‌ والِدٌ عَن وَلَدِهِ وَ لا مَولُودٌ هُوَ جازٍ عَن والِدِهِ شَيئاًأَينَ آبَاؤُكُم أَينَ أُمّهَاتُكُم أَينَ إِخوَتُكُم أَينَ أَخَوَاتُكُم أَينَ أَولَادُكُم دُعُوا فَأَجَابُوا وَ استُودِعُوا الثّرَي وَ جَاوَرُوا المَوتَي وَ صَارُوا فِي الهَلكَي خَرَجُوا عَنِ الدّنيَا وَ فَارَقُوا الأَحِبّةَ وَ احتَاجُوا إِلَي مَا قَدّمُوا وَ استَغنَوا عَمّا خَلّفُوا فَكَم تُوعَظُونَ وَ كَم تُزجَرُونَ وَ أَنتُم لَاهُونَ سَاهُونَ مَثَلُكُم فِي الدّنيَا مَثَلُ البَهَائِمِ هِمّتُكُم بُطُونُكُم وَ فُرُوجُكُم أَ مَا تَستَحيُونَ مِمّن خَلَقَكُم وَ قَد أَوعَدَ مَن عَصَاهُ النّارَ وَ لَستُم مِمّن يَقوَي عَلَي النّارِ وَ وَعَدَ مَن أَطَاعَهُ الجَنّةَ وَ مُجَاوَرَتَهُ فِي الفِردَوسِ الأَعلَي فَتَنَافَسُوا فِيهِ وَ كُونُوا مِن أَهلِهِ وَ أَنصِفُوا مِن أَنفُسِكُم وَ تَعَطّفُوا عَلَي ضُعَفَائِكُم وَ أَهلِ الحَاجَةِ مِنكُم وَتُوبُوا إِلَي اللّهِ تَوبَةً نَصُوحاً وَ كُونُوا عَبِيداً أَبرَاراً وَ لَا تَكُونُوا مُلُوكاً جَبَابِرَةً وَ لَا مِنَ العُتَاةِ الفَرَاعِنَةِ المُتَمَرّدِينَ عَلَي مَن قَهَرَهُم بِالمَوتِ جَبّارِ الجَبَابِرَةِ رَبّ السّمَاوَاتِ وَ رَبّ الأَرَضِينَ وَ إِلَهِ الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ مَالِكِ يَومِ الدّينِ شَدِيدِ العِقَابِ أَلِيمِ العَذَابِ لَا يَنجُو مِنهُ ظَالِمٌ وَ لَا يَفُوتُهُ شَيءٌ وَ لَا يَعزُبُ عَنهُ شَيءٌ وَ لَا يَتَوَارَي مِنهُ شَيءٌ أَحصَي كُلّ شَيءٍ عِلمَهُ وَ أَنزَلَهُ مَنزِلَتَهُ فِي جَنّةٍ أَو نَارٍ ابنَ آدَمَ الضّعِيفَ أَينَ تَهرُبُ مِمّن يَطلُبُكَ فِي سَوَادِ لَيلِكَ وَ بَيَاضِ نَهَارِكَ وَ فِي كُلّ


صفحه : 289

حَالٍ مِن حَالَاتِكَ قَد أَبلَغَ مَن وَعَظَ وَ أَفلَحَ مَنِ اتّعَظَ

13-كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ أَسبَاطٍ عَنهُم ع لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَنِ الحمِيرَيِ‌ّ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَنِ ابنِ أَسبَاطٍ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ الصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَ كَانَ فِيمَا وَعَظَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي بِهِ عِيسَي ابنَ مَريَمَ ع أَن قَالَ لَهُ يَا عِيسَي أَنَا رَبّكَ وَ رَبّ آبَائِكَ اسميِ‌ وَاحِدٌ وَ أَنَا الأَحَدُ المُتَفَرّدُ بِخَلقِ كُلّ شَيءٍ وَ كُلّ شَيءٍ مِن صنُعيِ‌ وَ كُلّ خلَقيِ‌ إلِيَ‌ّ رَاجِعُونَ يَا عِيسَي أَنتَ المَسِيحُ بأِمَريِ‌ وَ أَنتَ تَخلُقُ مِنَ الطّينِ كَهَيئَةِ الطّيرِ بإِذِنيِ‌ وَ أَنتَ تحُييِ‌ المَوتَي بكِلَاَميِ‌ فَكُن إلِيَ‌ّ رَاغِباً وَ منِيّ‌ رَاهِباً فَإِنّكَ لَن تَجِدَ منِيّ‌ مَلجَأً إِلّا إلِيَ‌ّ يَا عِيسَي أُوصِيكَ وَصِيّةَ المُتَحَنّنِ عَلَيكَ بِالرّحمَةِ حِينَ حَقّت لَكَ منِيّ‌ الوَلَايَةُ بِتَحَرّيكَ منِيّ‌ المَسَرّةَ فَبُورِكتَ كَبِيراً وَ بُورِكتَ صَغِيراً حَيثُمَا كُنتَ أَشهَدُ أَنّكَ عبَديِ‌ ابنُ أمَتَيِ‌ يَا عِيسَي أنَزلِنيِ‌ مِن نَفسِكَ كَهَمّكَ وَ اجعَل ذكِريِ‌ لِمَعَادِكَ وَ تَقَرّب إلِيَ‌ّ بِالنّوَافِلِ وَ تَوَكّل عَلَيّ أَكفِكَ وَ لَا تَوَلّ غيَريِ‌ فَأَخذُلَكَ يَا عِيسَي اصبِر عَلَي البَلَاءِ وَ ارضَ بِالقَضَاءِ وَ كُن كمَسَرَتّيِ‌ فِيكَ فَإِنّ مسَرَتّيِ‌ أَن أُطَاعَ فَلَا أُعصَي يَا عِيسَي أحَي‌ِ ذكِريِ‌ بِلِسَانِكَ وَ ليَكُن ودُيّ‌ فِي قَلبِكَ يَا عِيسَي تَيَقّظ فِي سَاعَاتِ الغَفلَةِ وَ احكُم لِي بِلَطِيفِ الحِكمَةِ يَا عِيسَي كُن رَاغِباً وَ رَاهِباً وَ أَمِت قَلبَكَ بِالخَشيَةِ يَا عِيسَي رَاعِ اللّيلَ لتِحَرَيّ‌ مسَرَتّيِ‌ وَ أَظمِئ نَهَارَكَ لِيَومِ حَاجَتِكَ عنِديِ‌ يَا عِيسَي نَافِس فِي الخَيرِ جُهدَكَ لِتُعرَفَ بِالخَيرِ حَيثُمَا تَوَجّهتَ يَا عِيسَي احكُم فِي عبِاَديِ‌ بنِصُحيِ‌ وَ قُم فِيهِم بعِدَليِ‌ فَقَد أَنزَلتُ عَلَيكَ شِفَاءً لِمَا فِي الصّدُورِ مِن مَرَضِ الشّيطَانِ


صفحه : 290

كا،[الكافي‌] يَا عِيسَي لَا تَكُن جَلِيساً لِكُلّ مَفتُونٍ

كا،[الكافي‌] لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] يَا عِيسَي حَقّاً أَقُولُ مَا آمَنَت بيِ‌ خَلِيقَةٌ إِلّا خَشَعَت لِي وَ مَا خَشَعَت لِي إِلّا رَجَت ثوَاَبيِ‌ فَأُشهِدُكَ أَنّهَا آمِنَةٌ مِن عقِاَبيِ‌ مَا لَم تُغَيّر أَو تُبَدّل سنُتّيِ‌ يَا عِيسَي ابنَ البِكرِ البَتُولِ ابكِ عَلَي نَفسِكَ بُكَاءَ مَن قَد وَدّعَ الأَهلَ وَ قَلَي الدّنيَا وَ تَرَكَهَا لِأَهلِهَا وَ صَارَت رَغبَتُهُ فِيمَا عِندَ اللّهِ يَا عِيسَي كُن مَعَ ذَلِكَ تُلِينُ الكَلَامَ وَ تفُشيِ‌ السّلَامَ يَقظَانَ إِذَا نَامَت عُيُونُ الأَبرَارِ حَذّاراً لِلمَعَادِ وَ الزّلَازِلِ الشّدَادِ وَ أَهوَالِ يَومِ القِيَامَةِ حَيثُ لَا يَنفَعُ أَهلٌ وَ لَا وَلَدٌ وَ لَا مَالٌ يَا عِيسَي اكحُل عَينَيكَ بِمِيلِ الحُزنِ إِذَا ضَحِكَ البَطّالُونَ يَا عِيسَي كُن خَاشِعاً صَابِراً فَطُوبَي لَكَ إِن نَالَكَ مَا وُعِدَ الصّابِرُونَ يَا عِيسَي رُح مِنَ الدّنيَا يَوماً فَيَوماً وَ ذُق مَا قَد ذَهَبَ طَعمُهُ فَحَقّاً أَقُولُ مَا أَنتَ إِلّا بِسَاعَتِكَ وَ يَومِكَ فَرُح مِنَ الدّنيَا بِالبُلغَةِ وَ ليَكفِكَ الخَشِنُ الجَشِبُ فَقَد رَأَيتَ إِلَي مَا تَصِيرُ وَ مَكتُوبٌ مَا أَخَذتَ وَ كَيفَ أَتلَفتَ يَا عِيسَي إِنّكَ مَسئُولٌ فَارحَمِ الضّعِيفَ كرَحَمتَيِ‌ إِيّاكَ وَ لَا تَقهَرِ اليَتِيمَ يَا عِيسَي ابكِ عَلَي نَفسِكَ فِي الصّلَاةِ وَ انقُل قَدَمَيكَ إِلَي مَوَاضِعِ الصّلَوَاتِ وَ أسَمعِنيِ‌ لَذَاذَةَ نُطقِكَ بذِكِريِ‌ فَإِنّ صنَيِعيِ‌ إِلَيكَ حَسَنٌ يَا عِيسَي كَم مِن أُمّةٍ قَد أَهلَكتُهَا بِسَالِفِ ذَنبٍ قَد عَصَمتُكَ مِنهُ يَا عِيسَي ارفُق بِالضّعِيفِ وَ ارفَع طَرفَكَ الكَلِيلَ إِلَي السّمَاءِ وَ ادعنُيِ‌ فإَنِيّ‌ مِنكَ قَرِيبٌ وَ لَا تدَعنُيِ‌ إِلّا مُتَضَرّعاً إلِيَ‌ّ وَ هَمّكَ هَمّ وَاحِدٌ فَإِنّكَ مَتَي تدَعنُيِ‌ كَذَلِكَ أُجِبكَ يَا عِيسَي إنِيّ‌ لَم أَرضَ بِالدّنيَا ثَوَاباً لِمَن كَانَ قَبلَكَ وَ لَا عِقَاباً لِمَنِ انتَقَمتُ مِنهُ يَا عِيسَي إِنّكَ تَفنَي وَ أَنَا أَبقَي وَ منِيّ‌ رِزقُكَ وَ عنِديِ‌ مِيقَاتُ


صفحه : 291

أَجَلِكَ وَ إلِيَ‌ّ إِيَابُكَ وَ عَلَيّ حِسَابُكَ فاَسألَنيِ‌ وَ لَا تَسأَل غيَريِ‌ فَيَحسُنَ مِنكَ الدّعَاءُ وَ منِيّ‌ الإِجَابَةُ يَا عِيسَي مَا أَكثَرَ البَشَرَ وَ أَقَلّ عَدَدَ مَن صَبَرَ الأَشجَارُ كَثِيرَةٌ وَ طَيّبُهَا قَلِيلٌ فَلَا يَغُرّنّكَ حُسنُ شَجَرَةٍ حَتّي تَذُوقَ ثَمَرَتَهَا يَا عِيسَي لَا يَغُرّنّكَ المُتَمَرّدُ عَلَيّ بِالعِصيَانِ يَأكُلُ رزِقيِ‌ وَ يَعبُدُ غيَريِ‌ ثُمّ يدَعوُنيِ‌ عِندَ الكَربِ فَأُجِيبُهُ ثُمّ يَرجِعُ إِلَي مَا كَانَ أَ فعَلَيَ‌ّ يَتَمَرّدُ أَم لسِخَطَيِ‌ يَتَعَرّضُ فبَيِ‌ حَلَفتُ لَآخُذَنّهُ أَخذَةً لَيسَ لَهُ مِنهَا مَنجًي وَ لَا دوُنيِ‌ مُلتَجَأٌ أَينَ يَهرُبُ مِن سمَاَئيِ‌ وَ أرَضيِ‌ يَا عِيسَي قُل لِظَلَمَةِ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ لَا تدَعوُنيِ‌ وَ السّحتُ تَحتَ أَحضَانِكُم وَ الأَصنَامُ فِي بُيُوتِكُم فإَنِيّ‌ وَأَيتُ أَن أُجِيبَ مَن دعَاَنيِ‌ وَ أَن أَجعَلَ إجِاَبتَيِ‌ إِيّاهُم لَعناً عَلَيهِم حَتّي يَتَفَرّقُوا يَا عِيسَي كَم أُجمِلُ النّظَرَ وَ أُحسِنُ الطّلَبَ وَ القَومُ فِي غَفلَةٍ لَا يَرجِعُونَ تَخرُجُ الكَلِمَةُ مِن أَفوَاهِهِم لَا تَعِيهَا قُلُوبُهُم يَتَعَرّضُونَ لمِقَتيِ‌ وَ يَتَحَبّبُونَ بيِ‌ إِلَي المُؤمِنِينَ يَا عِيسَي لِيَكُن لِسَانُكَ فِي السّرّ وَ العَلَانِيَةِ وَاحِداً وَ كَذَلِكَ فَليَكُن قَلبُكَ وَ بَصَرُكَ وَ اطوِ قَلبَكَ وَ لِسَانَكَ عَنِ المَحَارِمِ وَ غُضّ طَرفَكَ عَمّا لَا خَيرَ فِيهِ فَكَم نَاظِرِ نَظرَةٍ زَرَعَت فِي قَلبِهِ شَهوَةً وَ وَرَدَت بِهِ مَوَارِدَ الهَلَكَةِ يَا عِيسَي كُن رَحِيماً مُتَرَحّماً وَ كُن لِلعِبَادِ كَمَا تَشَاءُ أَن يَكُونَ العِبَادُ لَكَ وَ أَكثِر ذِكرَ المَوتِ وَ مُفَارَقَةَ الأَهلِينَ وَ لَا تَلهُ فَإِنّ اللّهوَ يُفسِدُ صَاحِبَهُ وَ لَا تَغفُل فَإِنّ الغَافِلَ منِيّ‌ بَعِيدٌ وَ اذكرُنيِ‌ بِالصّالِحَاتِ حَتّي أَذكُرَكَ يَا عِيسَي تُب إلِيَ‌ّ بَعدَ الذّنبِ وَ ذَكّر بيِ‌َ الأَوّابِينَ وَ آمِن بيِ‌ وَ تَقَرّب إِلَي


صفحه : 292

المُؤمِنِينَ وَ مُرهُم يدَعوُنيِ‌ مَعَكَ وَ إِيّاكَ وَ دَعوَةَ المَظلُومِ فإَنِيّ‌ وَأَيتُ عَلَي نفَسيِ‌ أَن أَفتَحَ لَهَا بَاباً مِنَ السّمَاءِ وَ أَن أُجِيبَهُ وَ لَو بَعدَ حِينٍ يَا عِيسَي اعلَم أَنّ صَاحِبَ السّوءِ يغُويِ‌ وَ أَنّ قَرِينَ السّوءِ يرُديِ‌ فَاعلَم مَن تُقَارِنُ وَ اختَر لِنَفسِكَ إِخوَاناً مِنَ المُؤمِنِينَ يَا عِيسَي تُب إلِيَ‌ّ فَإِنّهُ لَا يتَعَاَظمَنُيِ‌ ذَنبٌ أَن أَغفِرَهُ وَ أَنَا أَرحَمُ الرّاحِمِينَ يَا عِيسَي اعمَل لِنَفسِكَ فِي مُهلَةٍ مِن أَجَلِكَ قَبلَ أَن لَا يَعمَلَ لَهَا غَيرُكَ وَ اعبدُنيِ‌ لِيَومٍ كَأَلفِ سَنَةٍ مِمّا تَعُدّونَ فإَنِيّ‌ أجَزيِ‌ بِالحَسَنَةِ أَضعَافَهَا وَ إِنّ السّيّئَةَ تُوبِقُ صَاحِبَهَا وَ تَنَافَس فِي العَمَلِ الصّالِحِ فَكَم مِن مَجلِسٍ قَد نَهَضَ أَهلُهُ وَ هُم مُجَارُونَ مِنَ النّارِ يَا عِيسَي ازهَد فِي الفاَنيِ‌ المُنقَطِعِ وَ طَأ رُسُومَ مَنَازِلِ مَن كَانَ قَبلَكَ فَادعُهُم وَ نَاجِهِمهَل تُحِسّ مِنهُم مِن أَحَدٍفَخُذ مَوعِظَتَكَ مِنهُم وَ اعلَم أَنّكَ سَتَلحَقُهُم فِي اللّاحِقِينَ يَا عِيسَي قُل لِمَن تَمَرّدَ بِالعِصيَانِ وَ عَمِلَ بِالإِدهَانِ يَستَوقِعُ عقُوُبتَيِ‌ وَ يَنتَظِرُ إهِلاَكيِ‌ إِيّاهُ سَيُصطَلَمُ مَعَ الهَالِكِينَ طُوبَي لَكَ يَا ابنَ مَريَمَ ثُمّ طُوبَي لَكَ إِن أَخَذتَ بِأَدَبِ إِلَهِكَ ألّذِي يَتَحَنّنُ عَلَيكَ تَرَحّماً وَ بَدَأَكَ بِالنّعَمِ مِنهُ تَكَرّماً وَ كَانَ لَكَ فِي الشّدَائِدِ لَا تَعصِهِ يَا عِيسَي فَإِنّهُ لَا يَحِلّ لَكَ عِصيَانُهُ قَد عَهِدتُ إِلَيكَ كَمَا عَهِدتُ إِلَي مَن كَانَ قَبلَكَ وَ أَنَا عَلَي ذَلِكَ مِنَ الشّاهِدِينَ يَا عِيسَي مَا أَكرَمتُ خَلِيقَةً بِمِثلِ ديِنيِ‌ وَ لَا أَنعَمتُ عَلَيهَا بِمِثلِ رحَمتَيِ‌ يَا عِيسَي اغسِل بِالمَاءِ مِنكَ مَا ظَهَرَ وَ دَاوِ بِالحَسَنَاتِ مِنكَ مَا بَطَنَ فَإِنّكَ إلِيَ‌ّ رَاجِعٌ

كا،[الكافي‌] يَا عِيسَي أَعطَيتُكَ مَا أَنعَمتُ بِهِ عَلَيكَ فَيضاً مِن غَيرِ تَكدِيرٍ وَ طَلَبتُ مِنكَ قَرضاً لِنَفسِكَ فَبَخِلتَ بِهِ


صفحه : 293

عَلَيهَا لِتَكُونَ مِنَ الهَالِكِينَ يَا عِيسَي تَزَيّن بِالدّينِ وَ حُبّ المَسَاكِينِ وَ امشِ عَلَي الأَرضِ هَوناً وَ صَلّ عَلَي البِقَاعِ فَكُلّهَا طَاهِرٌ

كا،[الكافي‌] لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] يَا عِيسَي شَمّر فَكُلّ مَا هُوَ آتٍ قَرِيبٌ وَ اقرَأ كتِاَبيِ‌ وَ أَنتَ طَاهِرٌ وَ أسَمعِنيِ‌ مِنكَ صَوتاً حَزِيناً

كا،[الكافي‌] يَا عِيسَي لَا خَيرَ فِي لَذَاذَةٍ لَا تَدُومُ وَ عَيشٍ مِن صَاحِبِهِ يَزُولُ يَا ابنَ مَريَمَ لَو رَأَت عَينُكَ مَا أَعدَدتُ لأِوَليِاَئيِ‌َ الصّالِحِينَ ذَابَ قَلبُكَ وَ زَهَقَت نَفسُكَ شَوقاً إِلَيهِ فَلَيسَ كَدَارِ الآخِرَةِ دَارٌ تَجَاوَرَ فِيهَا الطّيّبُونَ وَ يَدخُلُ عَلَيهِم فِيهَا المَلَائِكَةُ المُقَرّبُونَ وَ هُم مِمّا يأَتيِ‌ يَومَ القِيَامَةِ مِن أَهوَالِهَا آمِنُونَ دَارٌ لَا يَتَغَيّرُ فِيهَا النّعِيمُ وَ لَا يَزُولُ عَن أَهلِهَا يَا ابنَ مَريَمَ نَافِس فِيهَا مَعَ المُتَنَافِسِينَ فَإِنّهَا أُمنِيّةُ المُتَمَنّينَ حَسَنَةُ المَنظَرِ طُوبَي لَكَ يَا ابنَ مَريَمَ إِن كُنتَ لَهَا مِنَ العَامِلِينَ مَعَ آبَائِكَ آدَمَ وَ اِبرَاهِيمَ فِي جَنّاتٍ وَ نَعِيمٍ لَا تبَغيِ‌ لَهَا بَدَلًا وَ لَا تَحوِيلًا كَذَلِكَ أَفعَلُ بِالمُتّقِينَ يَا عِيسَي اهرُب إلِيَ‌ّ مَعَ مَن يَهرُبُ مِن نَارٍ ذَاتِ لَهَبٍ وَ نَارٍ ذَاتِ أَغلَالٍ وَ أَنكَالٍ لَا يَدخُلُهَا رَوحٌ وَ لَا يَخرُجُ مِنهَا غَمّ أَبَداً قِطَعٌ كَقِطَعِ اللّيلِ المُظلِمِ مَن يَنجُ مِنهَا يَفُز وَ لَن يَنجُوَ مِنهَا مَن كَانَ مِنَ الهَالِكِينَ هيِ‌َ دَارُ الجَبّارِينَ وَ العُتَاةِ الظّالِمِينَ وَ كُلّ فَظّ غَلِيظٍ وَ كُلّ مُختَالٍ فَخُورٍ يَا عِيسَي بِئسَتِ الدّارُ لِمَن رَكَنَ إِلَيهَا وَ بِئسَ القَرَارُ دَارُ الظّالِمِينَ إنِيّ‌ أُحَذّرُكَ نَفسَكَ فَكُن بيِ‌ خَبِيراً يَا عِيسَي كُن حَيثُمَا كُنتَ مُرَاقِباً لِي وَ اشهَد عَلَي أنَيّ‌ خَلَقتُكَ وَ أَنتَ عبَديِ‌ وَ أنَيّ‌ صَوّرتُكَ وَ إِلَي الأَرضِ أَهبَطتُكَ يَا عِيسَي لَا يَصلُحُ لِسَانَانِ فِي فَمٍ وَاحِدٍ وَ لَا قَلبَانِ فِي صَدرٍ وَاحِدٍ وَ كَذَلِكَ الأَذهَانُ يَا عِيسَي لَا تَستَيقِظَنّ عَاصِياً وَ لَا تَستَنبِهَنّ لَاهِياً وَ افطِم نَفسَكَ عَنِ الشّهَوَاتِ المُوبِقَاتِ وَ كُلّ شَهوَةٍ تُبَاعِدُكَ منِيّ‌ فَاهجُرهَا وَ اعلَم أَنّكَ منِيّ‌ بِمَكَانِ الرّسُولِ الأَمِينِ فَكُن منِيّ‌ عَلَي حَذَرٍ وَ اعلَم أَنّ دُنيَاكَ مُؤَدّيَتُكَ إلِيَ‌ّ وَ أنَيّ‌ آخُذُكَ بعِلِميِ‌ وَ كُن ذَلِيلَ النّفسِ عِندَ ذكِريِ‌ خَاشِعَ القَلبِ حِينَ تذَكرُنُيِ‌ يَقظَانَ عِندَ نَومِ الغَافِلِينَ يَا عِيسَي هَذِهِ نصَيِحتَيِ‌ إِيّاكَ وَ موَعظِتَيِ‌ لَكَ فَخُذهَا منِيّ‌ فإَنِيّ‌ رَبّ العَالَمِينَ يَا عِيسَي إِذَا صَبَرَ عبَديِ‌ فِي جنَبيِ‌ كَانَ ثَوَابُ عَمَلِهِ عَلَيّ وَ كُنتُ عِندَهُ حِينَ يدَعوُنيِ‌ وَ كَفَي


صفحه : 294

بيِ‌ مُنتَقِماً مِمّن عصَاَنيِ‌ أَينَ يَهرُبُ منِيّ‌ الظّالِمُونَ يَا عِيسَي أَطِبِ الكَلَامَ وَ كُن حَيثُمَا كُنتَ عَالِماً مُتَعَلّماً يَا عِيسَي أَفضِ بِالحَسَنَاتِ إلِيَ‌ّ حَتّي يَكُونَ لَكَ ذِكرُهَا عنِديِ‌ وَ تَمَسّك بوِصَيِتّيِ‌ فَإِنّ فِيهَا شِفَاءً لِلقُلُوبِ

لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] قَالَ وَ كَانَ فِيمَا وَعَظَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِهِ عِيسَي ابنَ مَريَمَ ع أَيضاً أَن قَالَ لَهُ

كا،[الكافي‌] لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] يَا عِيسَي لَا تَأمَن إِذَا مَكَرتَ مكَريِ‌ وَ لَا تَنسَ عِندَ خَلوَتِكَ بِالذّنبِ ذكِريِ‌

كا،[الكافي‌] يَا عِيسَي حَاسِب نَفسَكَ بِالرّجُوعِ إلِيَ‌ّ حَتّي تَتَنَجّزَ ثَوَابَ مَا عَمِلَهُ العَامِلُونَ أُولَئِكَ يُؤتَونَ أَجرَهُم وَ أَنَا خَيرُ المُؤتِينَ يَا عِيسَي كُنتَ خَلقاً بكِلَاَميِ‌ وَلَدَتكَ مَريَمُ بأِمَريِ‌َ المُرسَلُ إِلَيهَا روُحيِ‌ جَبرَئِيلُ الأَمِينُ مِن ملَاَئكِتَيِ‌ حَتّي قُمتَ عَلَي الأَرضِ حَيّاً تمَشيِ‌ كُلّ ذَلِكَ فِي سَابِقِ علِميِ‌ يَا عِيسَي زَكَرِيّا بِمَنزِلَةِ أَبِيكَ وَ كَفِيلُ أُمّكَ إِذ يَدخُلُ عَلَيهَا المِحرَابَ فَيَجِدُ عِندَهَا رِزقاً وَ نَظِيرُكَ يَحيَي مِن خلَقيِ‌ وَهَبتُهُ لِأُمّهِ بَعدَ الكِبَرِ مِن غَيرِ قُوّةٍ بِهَا أَرَدتُ بِذَلِكَ أَن يَظهَرَ لَهَا سلُطاَنيِ‌ وَ تَظهَرَ فِيكَ قدُرتَيِ‌ أَحَبّكُم إلِيَ‌ّ أَطوَعُكُم لِي وَ أَشَدّكُم خَوفاً منِيّ‌

كا،[الكافي‌] لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] يَا عِيسَي تَيَقّظ وَ لَا تَيأَس مِن روَحيِ‌ وَ سبَحّنيِ‌ مَعَ مَن يسُبَحّنُيِ‌ وَ بِطَيّبِ الكَلَامِ فقَدَسّنيِ‌

كا،[الكافي‌] يَا عِيسَي كَيفَ يَكفُرُ العِبَادُ بيِ‌ وَ نَوَاصِيهِم فِي قبَضتَيِ‌ وَ تَقَلّبُهُم فِي أرَضيِ‌ يَجهَلُونَ نعِمتَيِ‌ وَ يَتَوَلّونَ عدَوُيّ‌ وَ كَذَلِكَ يَهلِكُ الكَافِرُونَ

كا،[الكافي‌] لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] يَا عِيسَي إِنّ الدّنيَا سِجنٌ مُنتِنُ الرّيحِ وَحشٌ وَ فِيهَا مَا قَد تَرَي مِمّا قَد أَلَحّ عَلَيهِ الجَبّارُونَ وَ إِيّاكَ وَ الدّنيَا فَكُلّ نَعِيمِهَا يَزُولُ وَ مَا نَعِيمُهَا إِلّا قَلِيلٌ

كا،[الكافي‌] يَا عِيسَي ابغنِيِ‌ عِندَ وِسَادِكَ تجَدِنيِ‌ وَ ادعنُيِ‌ وَ أَنتَ لِي مُحِبّ فإَنِيّ‌ أَسمَعُ السّامِعِينَ أَستَجِيبُ


صفحه : 295

لِلدّاعِينَ إِذَا دعَوَنيِ‌ يَا عِيسَي خفَنيِ‌ وَ خَوّف بيِ‌ عبِاَديِ‌ لَعَلّ المُذنِبِينَ أَن يُمسِكُوا عَمّا هُم عَامِلُونَ بِهِ فَلَا يَهلِكُوا إِلّا وَ هُم يَعلَمُونَ يَا عِيسَي ارهبَنيِ‌ رَهبَتَكَ مِنَ السّبُعِ وَ المَوتِ ألّذِي أَنتَ لَاقِيهِ فَكُلّ هَذَا أَنَا خَلَقتُهُفإَيِاّي‌َ فَارهَبُونِ

كا،[الكافي‌] لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] يَا عِيسَي إِنّ المُلكَ لِي وَ بيِدَيِ‌ وَ أَنَا المَلِكُ فَإِن تطُعِنيِ‌ أَدخَلتُكَ جنَتّيِ‌ فِي جِوَارِ الصّالِحِينَ

كا،[الكافي‌] يَا عِيسَي إنِيّ‌ إِن غَضِبتُ عَلَيكَ لَم يَنفَعكَ رِضَا مَن رضَيِ‌َ عَنكَ وَ إِن رَضِيتُ عَنكَ لَم يَضُرّكَ غَضَبُ المُغضَبِينَ يَا عِيسَي اذكرُنيِ‌ فِي نَفسِكَ أَذكُركَ فِي نفَسيِ‌ وَ اذكرُنيِ‌ فِي مَلَئِكَ أَذكُركَ فِي مَلَإٍ خَيرٍ مِن مَلَإِ الآدَمِيّينَ

كا،[الكافي‌] يَا عِيسَي ادعنُيِ‌ دُعَاءَ الغَرِيقِ ألّذِي لَيسَ لَهُ مُغِيثٌ يَا عِيسَي لَا تَحلِف باِسميِ‌ كَاذِباً فَيَهتَزّ عرَشيِ‌ غَضَباً يَا عِيسَي الدّنيَا قَصِيرَةُ العُمُرِ طَوِيلَةُ الأَمَلِ وَ عنِديِ‌ دَارٌ خَيرٌ مِمّا يَجمَعُونَ يَا عِيسَي قُل لِظَلَمَةِ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ كَيفَ أَنتُم صَانِعُونَ إِذَا أَخرَجتُ لَكُم كِتَاباً يَنطِقُ بِالحَقّ فَتَنكَشِفُ سَرَائِرُ قَد كَتَمتُمُوهَا

كا،[الكافي‌] وَ أَعمَالٌ كُنتُم بِهَا عَامِلِينَ

كا،[الكافي‌] لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] يَا عِيسَي قُل لِظَلَمَةِ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ غَسَلتُم وُجُوهَكُم وَ دَنّستُم قُلُوبَكُم أَ بيِ‌ تَغتَرّونَ أَم عَلَيّ تَجتَرِءُونَ تَتَطَيّبُونَ بِالطّيبِ لِأَهلِ الدّنيَا وَ أَجوَافُكُم عنِديِ‌ بِمَنزِلَةِ الجِيَفِ المُنتِنَةِ كَأَنّكُم أَقوَامٌ مَيّتُونَ يَا عِيسَي قُل لَهُم قَلّمُوا أَظفَارَكُم مِن كَسبِ الحَرَامِ وَ أَصِمّوا أَسمَاعَكُم عَن ذِكرِ الخَنَاءِ وَ أَقبِلُوا عَلَيّ بِقُلُوبِكُم فإَنِيّ‌ لَستُ أُرِيدُ صُوَرَكُم يَا عِيسَي افرَح بِالحَسَنَةِ فَإِنّهَا لِي رِضاً وَ ابكِ عَلَي السّيّئَةِ فَإِنّهَا لِي سَخَطٌ وَ مَا لَا تُحِبّ أَن يُصنَعَ بِكَ فَلَا تَصنَعهُ بِغَيرِكَ وَ إِن لُطِمَ خَدّكَ الأَيمَنُ فَأَعطِ


صفحه : 296

الأَيسَرَ وَ تَقَرّب إلِيَ‌ّ بِالمَوَدّةِ جُهدَكَ وَ أَعرِض عَنِ الجَاهِلِينَ

كا،[الكافي‌] يَا عِيسَي ذِلّ لِأَهلِ الحَسَنَةِ وَ شَارِكهُم فِيهَا وَ كُن عَلَيهِم شَهِيداً وَ قُل لِظَلَمَةِ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ يَا أَخدَانَ السّوءِ وَ الجُلَسَاءَ عَلَيهِ إِن لَم تَنتَهُوا أَمسَخكُم قِرَدَةً وَ خَنَازِيرَ

كا،[الكافي‌] لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] يَا عِيسَي قُل لِظَلَمَةِ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ الحِكمَةُ تبَكيِ‌ فَرَقاً منِيّ‌ وَ أَنتُم بِالضّحِكِ تَهجُرُونَ أَتَتكُم برَاَءتَيِ‌ أَم لَدَيكُم أَمَانٌ مِن عذَاَبيِ‌ أَم تَتَعَرّضُونَ لعِقُوُبتَيِ‌ فبَيِ‌ حَلَفتُ لَأَترُكَنّكُم مَثَلًا لِلغَابِرِينَ ثُمّ إنِيّ‌ أُوصِيكَ يَا ابنَ مَريَمَ البِكرِ البَتُولِ بِسَيّدِ المُرسَلِينَ وَ حبَيِبيِ‌ مِنهُم أَحمَدَ صَاحِبِ الجَمَلِ الأَحمَرِ وَ الوَجهِ الأَقمَرِ المُشرِقِ بِالنّورِ الطّاهِرِ القَلبِ الشّدِيدِ البَأسِ الحيَيِ‌ّ المُتَكَرّمِ فَإِنّهُ رَحمَةٌ لِلعَالَمِينَ وَ سَيّدُ وُلدِ آدَمَ عنِديِ‌ يَومَ يلَقاَنيِ‌ أَكرَمُ السّابِقِينَ عَلَيّ وَ أَقرَبُ المُرسَلِينَ منِيّ‌ العرَبَيِ‌ّ الأمُيّ‌ّ الدّيّانُ بدِيِنيِ‌ الصّابِرُ فِي ذاَتيِ‌ المُجَاهِدُ لِلمُشرِكِينَ بِبَدَنِهِ عَن ديِنيِ‌ يَا عِيسَي آمُرُكَ أَن تُخبِرَ بِهِ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ وَ تَأمُرَهُم أَن يُصَدّقُوا بِهِ وَ يُؤمِنُوا بِهِ وَ يَتّبِعُوهُ وَ يَنصُرُوهُ قَالَ عِيسَي إلِهَيِ‌ مَن هُوَ قَالَ يَا عِيسَي ارضَهُ فَلَكَ الرّضَا قَالَ أللّهُمّ رَضِيتُ فَمَن هُوَ قَالَ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ إِلَي النّاسِ كَافّةً أَقرَبُهُم منِيّ‌ مَنزِلَةً وَ أَوجَبُهُم عنِديِ‌ شَفَاعَةً طُوبَاهُ مِن نبَيِ‌ّ وَ طُوبَاهُ لِأُمّتِهِ


صفحه : 297

إِن هُم لقَوُنيِ‌ عَلَي سَبِيلِهِ يَحمَدُهُ أَهلُ الأَرضِ وَ يَستَغفِرُ لَهُ أَهلُ السّمَاءِ أَمِينٌ مَيمُونٌ مُطَيّبٌ خَيرُ المَاضِينَ وَ البَاقِينَ عنِديِ‌ يَكُونُ فِي آخِرِ الزّمَانِ إِذَا خَرَجَ أَرخَتِ السّمَاءُ عَزَالِيَهَا وَ أَخرَجَتِ الأَرضُ زَهرَتَهَا

كا،[الكافي‌] حَتّي يَرَوُا البَرَكَةَ

كا،[الكافي‌] لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] وَ أُبَارِكُ فِيمَا وَضَعَ يَدَهُ عَلَيهِ كَثِيرُ الأَزوَاجِ قَلِيلُ الأَولَادِ يَسكُنُ بَكّةَ مَوضِعَ أَسَاسِ اِبرَاهِيمَ يَا عِيسَي دِينُهُ الحَنَفِيّةُ وَ قِبلَتُهُ مَكّيّةٌ وَ هُوَ مِن حزِبيِ‌ وَ أَنَا مَعَهُ فَطُوبَاهُ طُوبَاهُ لَهُ الكَوثَرُ وَ المَقَامُ الأَكبَرُ مِن جَنّاتِ عَدنٍ يَعِيشُ أَكرَمَ مَعَاشٍ وَ يُقبَضُ شَهِيداً لَهُ حَوضٌ أَبعَدُ مِن مَكّةَ إِلَي مَطلَعِ الشّمسِمِن رَحِيقٍ مَختُومٍ فِيهِ آنِيَةٌ مِثلُ نُجُومِ السّمَاءِ

كا،[الكافي‌] وَ أَكوَابٌ مِثلُ مَدَرِ الأَرضِ

لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] مَاؤُهُ

كا،[الكافي‌] لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] عَذبٌ فِيهِ مِن كُلّ شَرَابٍ وَ طَعمُ كُلّ ثِمَارٍ فِي الجَنّةِ مَن شَرِبَ مِنهُ شَربَةً لَم يَظمَأ بَعدَهَا أَبَداً أَبعَثُهُ عَلَي فَترَةٍ بَينَكَ وَ بَينَهُ يُوَافِقُ سِرّهُ عَلَانِيَتَهُ وَ قَولُهُ فِعلَهُ لَا يَأمُرُ النّاسَ إِلّا بِمَا يَبدَؤُهُم بِهِ دِينُهُ الجِهَادُ فِي عُسرٍ وَ يُسرٍ تَنقَادُ لَهُ البِلَادُ وَ يَخضَعُ لَهُ صَاحِبُ الرّومِ عَلَي دِينِهِ وَ دِينِ أَبِيهِ اِبرَاهِيمَ وَ يسُمَيّ‌ عِندَ الطّعَامِ وَ يفُشيِ‌ السّلَامَ وَ يصُلَيّ‌ وَ النّاسُ نِيَامٌ لَهُ كُلّ يَومٍ خَمسُ صَلَوَاتٍ مُتَوَالِيَاتٍ

كا،[الكافي‌] ينُاَديِ‌ إِلَي الصّلَاةِ كَنِدَاءِ الجَيشِ بِالشّعَارِ وَ

كا،[الكافي‌] لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]يَفتَتِحُ بِالتّكبِيرِ وَ يَختَتِمُ بِالتّسلِيمِ وَ يَصُفّ قَدَمَيهِ فِي الصّلَاةِ كَمَا تَصُفّ المَلَائِكَةُ أَقدَامَهَا وَ يَخشَعُ


صفحه : 298

لِي قَلبُهُ

كا،[الكافي‌] وَ رَأسُهُ

كا،[الكافي‌] لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] النّورُ فِي صَدرِهِ وَ الحَقّ فِي لِسَانِهِ وَ هُوَ مَعَ الحَقّ حَيثُمَا كَانَ

كا،[الكافي‌] أَصلُهُ يَتِيمٌ ضَالّ بُرهَةً مِن زَمَانِهِ عَمّا يُرَادُ بِهِ

كا،[الكافي‌] لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] تَنَامُ عَينَاهُ وَ لَا يَنَامُ قَلبُهُ لَهُ الشّفَاعَةُ وَ عَلَي أُمّتِهِ تَقُومُ السّاعَةُ وَ يدَيِ‌ فَوقَ أَيدِيهِم إِذَا بَايَعُوهُفَمَن نَكَثَ فَإِنّما يَنكُثُ عَلي نَفسِهِ وَ مَن أَوفي

كا،[الكافي‌] بِما عاهَدَ عَلَيهُ

كا،[الكافي‌] لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] وَفَيتُ لَهُ بِالجَنّةِ فَمُر ظَلَمَةَ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ لَا يَدرُسُوا كُتُبَهُ وَ لَا يُحَرّفُوا سُنّتَهُ وَ أَن يُقرِءُوهُ السّلَامَ فَإِنّ لَهُ فِي المَقَامِ شَأناً مِنَ الشّأنِ يَا عِيسَي كُلّ مَا يُقَرّبُكَ منِيّ‌ فَقَد دَلَلتُكَ عَلَيهِ وَ كُلّ مَا يُبَاعِدُكَ منِيّ‌ قَد نَهَيتُكَ عَنهُ فَارتَد لِنَفسِكَ يَا عِيسَي إِنّ الدّنيَا حُلوَةٌ وَ إِنّمَا استَعمَلتُكَ فِيهَا لتِطُيِعنَيِ‌ فَجَانِب مِنهَا مَا حَذّرتُكَ وَ خُذ مِنهَا مَا أَعطَيتُكَ عَفواً

كا،[الكافي‌] يَا عِيسَي

كا،[الكافي‌] لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] انظُر فِي عَمَلِكَ نَظَرَ العَبدِ المُذنِبِ الخَاطِئِ وَ لَا تَنظُر فِي عَمَلِ غَيرِكَ نَظَرَ الرّبّ وَ كُن فِيهَا زَاهِداً وَ لَا تَرغَب فِيهَا فَتَعطَبَ يَا عِيسَي اعقِل وَ تَفَكّر وَ انظُر فِي نوَاَحيِ‌ الأَرضِ كَيفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظّالِمِينَ يَا عِيسَي كُلّ وصَيِتّيِ‌ نَصِيحَةٌ لَكَ وَ كُلّ قوَليِ‌

كا،[الكافي‌] لَكَ

كا،[الكافي‌] لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]حَقّ وَ أَنَا الحَقّ المُبِينُ وَ حَقّاً أَقُولُ لَئِن أَنتَ عصَيَتنَيِ‌ بَعدَ أَن أَنبَأتُكَ مَا لَكَ مِن دوُنيِ‌ ولَيِ‌ّ وَ لَا نَصِيرٌ يَا عِيسَي ذَلّل قَلبَكَ بِالخَشيَةِ وَ انظُر إِلَي مَن هُوَ أَسفَلَ مِنكَ وَ لَا تَنظُر إِلَي مَن هُوَ فَوقَكَ وَ اعلَم أَنّ رَأسَ كُلّ خَطِيئَةٍ وَ ذَنبٍ حُبّ الدّنيَا فَلَا تُحِبّهَا فإَنِيّ‌ لَا أُحِبّهَا يَا عِيسَي أَطِب بيِ‌ قَلبَكَ وَ أَكثِر ذكِريِ‌ فِي الخَلَوَاتِ وَ اعلَم أَنّ سرُوُريِ‌ أَن تُبَصبِصَ إلِيَ‌ّ وَ كُن فِي ذَلِكَ حَيّاً وَ لَا تَكُن مَيّتاً


صفحه : 299

يَا عِيسَي لَا تُشرِك بيِ‌ شَيئاً وَ كُن منِيّ‌ عَلَي حَذَرٍ وَ لَا تَغتَرّ بِالصّحّةِ وَ لَا تُغَبّط نَفسَكَ فَإِنّ الدّنيَا كفَيَ‌ءٍ زَائِلٍ وَ مَا أَقبَلَ مِنهَا كَمَا أَدبَرَ فَنَافِس فِي الصّالِحَاتِ جُهدَكَ وَ كُن مَعَ الحَقّ حَيثُمَا كَانَ وَ إِن قُطّعتَ وَ أُحرِقتَ بِالنّارِ فَلَا تَكفُر بيِ‌ بَعدَ المَعرِفَةِ وَ لَا تَكُن مَعَ الجَاهِلِينَ

كا،[الكافي‌] فَإِنّ الشيّ‌ءَ يَكُونُ مَعَ الشيّ‌ءِ

كا،[الكافي‌] لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] يَا عِيسَي صُبّ

كا،[الكافي‌] إلِيَ‌ّ[ لِيَ]

كا،[الكافي‌] لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] الدّمُوعَ مِن عَينَيكَ وَ اخشَع لِي بِقَلبِكَ يَا عِيسَي استغَفرِنيِ‌ فِي حَالَاتِ الشّدّةِ فإَنِيّ‌ أُغِيثُ المَكرُوبِينَ وَ أُجِيبُ المُضطَرّينَ وَ أَنَا أَرحَمُ الرّاحِمِينَ

بيان قال الجزري‌ قدتكرر فيه ذكر المسيح ع فسمي‌ به لأنه كان لايمسح بيده ذا عاهة إلابر‌ئ وقيل لأنه كان أمسح الرجل لاأخمص له وقيل لأنه خرج من بطن أمه ممسوحا بالدهن وقيل لأنه كان يمسح الأرض أي يقطعها وقيل المسيح الصديق وقيل هوبالعبرانية مشيحا فعربت . قوله تعالي وصية المتحنن أي أوصيك و قدأحسنت إليك برحمتي‌ وربيتك في درجات الكمال بلطفي‌ حين حقت و في الكافي‌ حتي حقت أي ثبتت ووجبت لك ولايتي‌ ومحبتي‌ بسبب أنك تطلب مسرتي‌ و لاتفعل إلا مايوجب رضاي‌. قوله فبوركت البركة النمو والزيادة أي زيد في علمك وقربك وكمالك في صغرك وكبرك أوجعلتك ذا بركة في اليد واللسان بإحياء الموتي وإبراء ذوي‌ العاهات وتكثير القليل من الطعام والشراب قوله كهمك أي اجعلني‌ واتخذني‌ قريبا منك كقرب همك و مايخطر ببالك منك أواهتم بأوامري‌ كماتهتم بأمور نفسك قوله و لاتول غيري‌ أي لاتتخذ غيري‌ ولي‌ أمرك أو لاتجعل حبك لغيري‌ قوله واحكم أي اقض بين الناس بما علمتك من لطائف الحكمة قوله نافس المنافسة الرغبة في الشي‌ء والانفراد به قوله بنصحي‌ أي بما علمتك للحكم بينهم لنصحي‌ لهم أو كماأني‌ لك ناصح فكن أنت ناصحا لهم . و قال الفيروزآبادي‌ البتول المنقطعة عن الرجال ومريم العذراء وفاطمة بنت


صفحه : 300

سيد المرسلين عليهما الصلاة و السلام لانقطاعها عن نساء زمانها ونساء الأمة فضلا ودينا وحسبا والمنقطعة عن الدنيا إلي الله . قوله وقلي الدنيا أي أبغضها قوله رح من الدنيا أي اقطع عنك كل يوم شيئا من علائق الدنيا لكيلا يصعب عليك مفارقتها عندحلول أجلك قوله ما أنت إلابساعتك أي لاتعلم بقاءك بعدتلك الساعة و هذااليوم فاغتنمها. قوله فرح من الدنيا أي اترك الدنيا واكتف منها بالبلاغ والكفاف أوكن بحيث إذافارقت الدنيا لم تكن أخذت منها سوي البلغة ويحتمل أن يكون المراد بالبلغة مايبلغ الإنسان من زاد الآخرة إلي درجاتها الرفيعة. قوله وليكفك الخشن أي من الثياب الجشب أي من الطعام والظاهر كونهما إما صفة للثياب أولهما والجشب الغليظ قوله إلي مايصير أي الثوب والطعام فإن مصير الأول إلي البلي والثاني‌ إلي ماتري . قوله كرحمتي‌ الكاف إما للتشبيه في أصل الرحمة لا في كيفيتها وقدرها أوللتعليل أي لرحمتي‌ إياك قوله لذاذة نطقك أي نطقك اللذيذ أوالتذاذك بذكري‌ قوله طرفك الكليل قال الجزري‌ طرف كليل إذا لم يحقق المنظور به أي لاتحدق النظر إلي السماء حياء بل انظر بتخشع ويحتمل أن يكون وصف الطرف بالكلال لبيان عجز قوي المخلوقين . قوله تحت أحضانكم جمع الحضن و هو مادون الإبط إلي الكشح و هوكناية عن ضبط الحرام بحفظه وعدم رده إلي أهله ولعل المراد بالأصنام الدراهم والدنانير والذخائر التي‌ كانوا يحرزونها في بيوتهم و لايؤدون حق الله منها كَمَا وَرَدَ فِي الخَبَرِ مَلعُونٌ مَن عَبَدَ الدّينَارَ وَ الدّرهَمَ

قوله لعنا عليهم أي إجابتي‌ للظالمين فيما يطلبون من دنياهم موجب لبعدهم عن رحمتي‌ واستدراج مني‌ لهم والتفرق إما عن الدعاء أوبالموت .


صفحه : 301

قوله مترحما الرحم رقة القلب والترحم إعمالها وإظهارها قوله واذكرني‌ بالصالحات أي بفعل الأعمال الصالحة فإنها مسببة عن ذكره تعالي وذكره تعالي له إثابته أوذكره في الملإ الأعلي بخير قوله يغوي‌ و في الكافي‌ يعدي‌ أي يؤثر أخلاقه الذميمة فيمن يصاحبه يقال أعداه الداء و هو أن يصيبه مثل مابصاحب الداء. قوله يردي‌ أي يهلك من يقارنه قوله تعالي هَل تُحِسّ مِنهُم مِن أَحَدٍ أي هل تشعر بأحد منهم وتراه أوتسمع صوته والاصطلام الاستيصال قوله بأدب إلهك أي بالآداب التي‌ أمرك بهاإلهك أوالمراد التخلق بأخلاق الله قوله بمثل رحمتي‌ أي الجنة أوالمغفرة قوله فيضا أي كثيرا واسعا والظاهر أن المقصود بهذا الخطاب أمته ع كقوله تعالي لنبيناص لَئِن أَشرَكتَ لَيَحبَطَنّ عَمَلُكَ. والهون السكينة والوقار قوله وصل علي البقاع هذاخلاف ما هوالمشهور من أن جواز الصلاة في كل البقاع من خصائص نبيناص بل كان يلزمهم الصلاة في معابدهم فيمكن أن يكون هذاالحكم فيهم مختصا بالفرائض أوبغيره من أمته . قوله شمر أي جد في العبادة فإن الموت آت و كل ما هوآت قريب قوله وزهقت أي هلكت واضمحلت قوله مع آبائك أي تكون معهم أوطوبي لك معهم والأنكال جمع النكل بالكسر و هوالقيد الشديد قوله فكن بي‌ أي بمعونتي‌ خبيرا بعيوب نفسك أوكن عالما بي‌ وبرحمتي‌ ونعمتي‌ وعقوبتي‌ حتي لاتغلبك نفسك قوله مراقبا لي أي تنتظر فضلي‌ وإحساني‌ وتخاف عذابي‌ وتعلم أني‌ مطلع علي سرائر أمرك قوله تعالي لايصلح لسانان في فم واحد أي بأن تقول في حضور القوم شيئا و في غيبتهم غيره أوتمزج الحق بالباطل و لاقلبان في صدر واحد أي لايجتمع حبه تعالي وحب غيره في قلب واحد فلايجتمعان إلابأن يكون لك قلبان و هومحال كما قال تعالي ما جَعَلَ اللّهُ لِرَجُلٍ مِن قَلبَينِ فِي جَوفِهِ. قوله تعالي وكذلك الأذهان أي لايجتمع شيئان متضادان في ذهن واحد


صفحه : 302

كالتوجه إلي الله و إلي الدنيا والتوكل علي الله و علي غيره ويحتمل أن يكون ذكر اللسان والقلب تمهيدا لبيان الأخير أي كما لايمكن أن يكون في فم لسانان و في صدر قلبان فكذلك لايجوز أن يكون في ذهن واحد أمران متضادان يصيران منشأين لأمور مختلفة متباينة قوله تعالي لاتستيقظن عاصيا أي لاتنبه غيرك والحال أنك عاص بل ابدأ بإصلاح نفسك قبل إصلاح غيرك وكذا الفقرة الثانية ويشكل بأن الاستيقاظ لم يرد متعديا فيحتمل أن يكون المراد لايكن تيقظك تيقظا ناقصا مخلوطا بالعصيان أو لايكن تيقظك عندالموت بعدالعصيان فتكون الفقرة الثانية تأسيسا و هوأولي من التأكيد قوله مؤديتك إلي‌ أي تردك إلي‌ بالموت وأعاقبك بما عملت من معاصيك قوله في جنبي‌ أي في قربي‌ أوطاعتي‌ قوله تعالي وأفض من الإفضاء بمعني الإيصال أو من الإفاضة بمعني الاندفاع والإسراع في السير أي أقبل إلي‌ بسبب حسناتك أومعها. قوله تعالي بالرجوع إلي‌ أي بسبب أن مرجعك إلي‌ قوله بكلامي‌ أي بلفظ كن من غيروالد قوله ونظيرك يحيي أي في الزهد والعبادة وسائر الكمالات أو في الولادة فإنه من حيث تولده من شيخ كبير يئس من الولد فكأنه أيضا خلق من غيروالد قوله من غيرقوة بها أي كانت يائسة لاتستعد بحسب القوي البشرية عادة لتولده منها. قوله قدألح في الكافي‌ قدتذابح قال الفيروزآبادي‌ تذابحوا ذبح بعضهم بعضا قوله ابغني‌ عندوسادك أي اطلبني‌ وتقرب إلي‌ عند ماتتكئ علي وسادك للنوم بذكري‌ تجدني‌ لك حافظا في نومك أوقريبا منك مجيبا في تلك الحال أيضا أواطلبني‌ بالعبادة عندإرادة التوسد أو في الوقت ألذي يتوسد فيه الناس تجدني‌ مفيضا عليك مترحما قوله أذكرك في نفسي‌ أي أفيض عليك من رحماتي‌ الخاصة من غير أن يطلع عليها غيري‌ قوله عن ذكر الخناء أي الفحش في القول والأخدان جمع الخدن بالكسر و هوالصديق قوله تعالي الحكمة تبكي‌ إسناد البكاء إلي الحكمة مجازي‌


صفحه : 303

لأنها سببه ويمكن أن يقدر مضاف أي أهل الحكمة ويحتمل علي بعد أن يقرأ علي باب الإفعال قوله تهجرون من الهجر و هوالهزء وقبيح الكلام . قوله للغابرين أي للباقين قوله يوم يلقاني‌ أي تظهر سيادته في ذلك اليوم ويحتمل تعلقه بما بعده الديان بديني‌ الديان القهار والحاكم والقاضي‌ أي يقهرهم علي الدخول في دين الله أويحكم بينهم بحكم الله أويتعبد الله بدين الحق من دان بمعني عبد والعزلاء فم المزادة الأسفل والجمع العزالي‌ بكسر اللام وفتحها وإرخاؤها كناية عن كثرة الأمطار والخصب والسعة قوله من رحيق مختوم أي من جنسه قال الجزري‌ الرحيق من أسماء الخمر يريد به خمر الجنة والمختوم المصون ألذي لم يبتذل لأجل ختامه . و قال الفيروزآبادي‌ الكوب بالضم كوز لاعروة له أو لاخرطوم والجمع أكواب و قال الجزري‌ في الحديث إن شعار أصحاب النبي ص في الغزو يامنصور أمت أمت أي علامتهم التي‌ كانوا يتعارفون بها في الحرب قوله يتيم أي بلا أب أوبلا نظير أومنفرد عن الخلق ضال برهة أي طائفة من زمانه عما يراد به أي الوحي‌ والبعثة أوضال من بين قومه لايعرفونه بالنبوة فكأنه ضل عنهم ثم وجدوه وسيأتي‌ شرحه في كتاب أحوال النبي ص قوله فارتد لنفسك الارتياد الطلب أي اطلب لنفسك ما هوخير لك قوله عفوا أي فضلا وإحسانا أوحلالا طيبا. قال الفيروزآبادي‌ العفو أحل المال وأطيبه وخيار الشي‌ء وأجوده والفضل والمعروف قوله نظر الرب أي النظر في أعمال الغير ومحاسبتها شأن الرب لاشأن العبد قوله وكن فيها أي في تلك النظرة أو في الدنيا قوله أطب بي‌ قلبك أي كن محبا لي راضيا عني‌ يقال طابت نفسه بكذا أي رضيها وأحبها قوله أن تبصبص إلي‌ قال الجزري‌ يقال بصبص الكلب بذنبه إذاحركه وإنما يفعل ذلك من خوف أوطمع قوله و لاتغبط نفسك الظاهر أنه علي بناء التفعيل يقال غبطهم أي حملهم


صفحه : 304

علي الغبطة أي لاتجعل نفسك في أمور الدنيا بحيث يغبطها الناس أو لاتجعل نفسك بحيث تغبط الناس علي ما في أيديهم والأول أظهر قوله فإن الشي‌ء يكون مع الشي‌ء أي لكل عمل جزاء أو كل شيء يكون مع مجانسه فلاتكن مع الجاهلين تكن مثلهم

14- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ المُغِيرَةِ عَن طَلحَةَ بنِ زَيدٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ الصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَ مَرّ عِيسَي ابنُ مَريَمَ ع عَلَي قَومٍ يَبكُونَ فَقَالَ عَلَي مَا يبَكيِ‌ هَؤُلَاءِ فَقِيلَ يَبكُونَ عَلَي ذُنُوبِهِم قَالَ فَليَدَعُوهَا يُغفَر لَهُم

15- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ ابنِ أَبَانٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الخَزّازِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا الحَسَنِ الرّضَا ع يَقُولُ قَالَ عِيسَي ابنُ مَريَمَ ع لِلحَوَارِيّينَ يَا بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ لَا تَأسَوا عَلَي مَا فَاتَكُم مِن دُنيَاكُم إِذَا سَلِمَ دِينُكُم كَمَا لَا يَأسَي أَهلُ الدّنيَا عَلَي مَا فَاتَهُم مِن دِينِهِم إِذَا سَلِمَت دُنيَاهُم

ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] الحسن بن علي مثله

16-ف ،[تحف العقول ]مَوَاعِظُ المَسِيحِ ع فِي الإِنجِيلِ وَ غَيرِهِ وَ مِن حِكَمِهِ طُوبَي لِلمُتَرَاحِمِينَ أُولَئِكَ هُمُ المَرحُومُونَ يَومَ القِيَامَةِ طُوبَي لِلمُصلِحِينَ بَينَ النّاسِ أُولَئِكَ هُمُ المُقَرّبُونَ يَومَ القِيَامَةِ طُوبَي لِلمُطَهّرَةِ قُلُوبُهُم أُولَئِكَ يَزُورُونَ اللّهَ يَومَ القِيَامَةِ طُوبَي لِلمُتَوَاضِعِينَ فِي الدّنيَا أُولَئِكَ يَرِثُونَ مَنَابِرَ المُلكِ يَومَ القِيَامَةِ طُوبَي لِلمَسَاكِينِ لَهُم مَلَكُوتُ السّمَاءِ طُوبَي لِلمَحزُونِينَ هُمُ الّذِينَ يَسُرّونَ طُوبَي لِلّذِينَ يَجُوعُونَ وَ يَظمَئُونَ خُشُوعاً هُمُ الّذِينَ يَسبِقُونَ طُوبَي لِلمَسبُوبِينَ مِن أَجلِ الطّهَارَةِ فَإِنّ لَهُم مَلَكُوتُ السّمَاءِ طُوبَاكُم إِذَا حُسِدتُم وَ شُتِمتُم وَ قِيلَ فِيكُم كُلّ كَلِمَةٍ قَبِيحَةٍ كَاذِبَةٍ حِينَئِذٍ فَافرَحُوا وَ ابتَهِجُوا فَإِنّ أَجرَكُم قَد كَثُرَ فِي السّمَاءِ


صفحه : 305

وَ قَالَ يَا عَبِيدَ السّوءِ تَلُومُونَ النّاسَ عَلَي الظّنّ وَ لَا تَلُومُونَ أَنفُسَكُم عَلَي اليَقِينِ يَا عَبِيدَ الدّنيَا تَحلِقُونَ رُءُوسَكُم تُقَصّرُونَ قُمُصَكُم وَ تَنكِسُونَ رُءُوسَكُم وَ لَا تَنزِعُونَ الغِلّ مِن قُلُوبِكُم يَا عَبِيدَ الدّنيَا مَثَلُكُم كَمَثَلِ القُبُورِ المُشَيّدَةِ يُعجِبُ النّاظِرَ ظَهرُهَا وَ دَاخِلُهَا عِظَامُ المَوتَي مَملُوءَةٌ خَطَايَا يَا عَبِيدَ الدّنيَا إِنّمَا مَثَلُكُم كَمَثَلِ السّرَاجِ يضُيِ‌ءُ لِلنّاسِ وَ يُحرِقُ نَفسَهُ يَا بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ زَاحِمُوا العُلَمَاءَ فِي مَجَالِسِهِم وَ لَو جَثواً عَلَي الرّكَبِ فَإِنّ اللّهَ يحُييِ‌ القُلُوبَ المَيتَةَ بِنُورِ الحِكمَةِ كَمَا يحُييِ‌ الأَرضَ المَيتَةَ بِوَابِلِ المَطَرِ يَا بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ قِلّةُ المَنطِقِ حُكمٌ عَظِيمٌ فَعَلَيكُم بِالصّمتِ فَإِنّهُ دَعَةٌ حَسَنَةٌ وَ قِلّةُ وِزرٍ وَ خِفّةٌ مِنَ الذّنُوبِ فَحَصّنُوا بَابَ العِلمِ فَإِنّ بَابَهُ الصّبرُ وَ إِنّ اللّهَ يُبغِضُ الضّحّاكَ مِن غَيرِ عَجَبٍ وَ المَشّاءَ إِلَي غَيرِ أَرَبٍ وَ يُحِبّ الواَليِ‌َ ألّذِي يَكُونُ كاَلراّعيِ‌ لَا يَغفُلُ عَن رَعِيّتِهِ فَاستَحيُوا اللّهَ فِي سَرَائِرِكُم كَمَا تَستَحيُونَ النّاسَ فِي عَلَانِيَتِكُم وَ اعلَمُوا أَنّ كَلِمَةَ الحِكمَةِ ضَالّةُ المُؤمِنِ فَعَلَيكُم قَبلَ أَن يُرفَعَ[تُرفَعَ] وَ رَفعُهُ[رَفعُهَا] أَن يَذهَبُ رُوَاتُهُ[رُوَاتُهَا] يَا صَاحِبَ العِلمِ عَظّمِ العُلَمَاءَ لِعِلمِهِم وَ دَع مُنَازَعَتَهُم وَ صَغّرِ الجُهّالَ لِجَهلِهِم وَ لَا تَطرُدهُم وَ لَكِن قَرّبهُم وَ عَلّمهُم يَا صَاحِبَ العِلمِ اعلَم أَنّ كُلّ نِعمَةٍ عَجَزتَ عَن شُكرِهَا بِمَنزِلَةِ سَيّئَةٍ تُؤَاخَذُ عَلَيهَا يَا صَاحِبَ العِلمِ اعلَم أَنّ كُلّ مَعصِيَةٍ عَجَزتَ عَن تَوبَتِهَا بِمَنزِلَةِ عُقُوبَةٍ تُعَاقَبُ بِهَا يَا صَاحِبَ العِلمِ كُرَبٌ لَا تدَريِ‌ مَتَي تَغشَاكَ فَاستَعِدّ لَهَا قَبلَ أَن تَفجَأَكَ وَ قَالَ لِأَصحَابِهِ أَ رَأَيتُم لَو أَنّ أَحَداً مَرّ بِأَخِيهِ فَرَأَي ثَوبَهُ قَدِ انكَشَفَ عَن عَورَتِهِ


صفحه : 306

أَ كَانَ كَاشِفاً عَنهَا أَم يَرُدّ عَلَي مَا انكَشَفَ مِنهَا قَالُوا بَل يَرُدّ عَلَي مَا انكَشَفَ مِنهَا قَالَ كَلّا بَل تَكشِفُونَ عَنهَا فَعَرَفُوا أَنّهُ مَثَلٌ ضَرَبَهُ لَهُم فَقَالُوا يَا رُوحَ اللّهِ وَ كَيفَ ذَاكَ قَالَ ذَاكَ الرّجُلُ مِنكُم يَطّلِعُ عَلَي العَورَةِ مِن أَخِيهِ فَلَا يَستُرُهَا بِحَقّ أَقُولُ لَكُم أُعَلّمُكُم لِتَعلَمُوا وَ لَا أُعَلّمُكُم لِتُعجَبُوا بِأَنفُسِكُم إِنّكُم لَن تَنَالُوا مَا تُرِيدُونَ إِلّا بِتَركِ مَا تَشتَهُونَ وَ لَن تَظفَرُوا بِمَا تَأمُلُونَ إِلّا بِالصّبرِ عَلَي مَا تَكرَهُونَ إِيّاكُم وَ النّظرَةَ فَإِنّهَا تَزرَعُ فِي القُلُوبِ الشّهوَةَ وَ كَفَي بِهَا لِصَاحِبِهَا فِتنَةً طُوبَي لِمَن جُعِلَ بَصَرُهُ فِي قَلبِهِ وَ لَم يُجعَل بَصَرُهُ فِي نَظَرِ عَينِهِ لَا تَنظُرُوا فِي عُيُوبِ النّاسِ كَالأَربَابِ وَ انظُرُوا فِي عُيُوبِهِم كَهَيئَةِ عَبِيدِ النّاسِ إِنّمَا النّاسُ رَجُلَانِ مُبتَلًي وَ مُعَافًي فَارحَمُوا المُبتَلَي وَ احمَدُوا اللّهَ عَلَي العَافِيَةِ يَا بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ أَ مَا تَستَحيُونَ مِنَ اللّهِ إِنّ أَحَدَكُم لَا يَسُوغُ لَهُ شَرَابُهُ حَتّي يُصَفّيَهُ مِنَ القَذَي وَ لَا يبُاَليِ‌ أَن يَبلُغَ أَمثَالَ الغِيلَةِ أَ لَم تَسمَعُوا أَنّهُ قِيلَ لَكُم فِي التّورَاةِ صِلُوا أَرحَامَكُم وَ كَافُوا أَرحَامَكُم وَ أَنَا أَقُولُ لَكُم صِلُوا مَن قَطَعَكُم وَ أَعطُوا مَن مَنَعَكُم وَ أَحسِنُوا إِلَي مَن أَسَاءَ إِلَيكُم وَ سَلّمُوا عَلَي مَن سَبّكُم وَ أَنصِفُوا مَن خَاصَمَكُم وَ اعفُوا عَمّن ظَلَمَكُم كَمَا أَنّكُم تُحِبّونَ أَن يُعفَي عَن إِسَاءَتِكُم فَاعتَبِرُوا بِعَفوِ اللّهِ عَنكُم أَ لَا تَرَونَ أَنّ شَمسَهُ أَشرَقَت عَلَي الأَبرَارِ وَ الفُجّارِ مِنكُم وَ أَنّ مَطَرَهُ يَنزِلُ عَلَي الصّالِحِينَ وَ الخَاطِئِينَ مِنكُم فَإِن كُنتُم لَا تُحِبّونَ إِلّا مَن أَحَبّكُم وَ لَا تُحسِنُونَ إِلّا إِلَي مَن أَحسَنَ إِلَيكُم وَ لَا تُكَافِئُونَ إِلّا مَن أَعطَاكُم فَمَا فَضلُكُم إِذاً عَلَي غَيرِكُم قَد يَصنَعُ هَذَا السّفَهَاءُ الّذِينَ لَيسَت عِندَهُم فُضُولٌ وَ لَا لَهُم أَحلَامٌ وَ لَكِن إِن أَرَدتُم أَن تَكُونُوا أَحِبّاءَ اللّهِ وَ أَصفِيَاءَ اللّهِ فَأَحسِنُوا إِلَي مَن أَسَاءَ إِلَيكُم وَ اعفُوا عَمّن ظَلَمَكُم وَ سَلّمُوا عَلَي مَن أَعرَضَ عَنكُم اسمَعُوا قوَليِ‌ وَ احفَظُوا وصَيِتّيِ‌ وَ ارعَوا عهَديِ‌ كَيمَا تَكُونُوا عُلَمَاءَ فُقَهَاءَ بِحَقّ أَقُولُ لَكُم إِنّ قُلُوبَكُم بِحَيثُ تَكُونُ كُنُوزَكُم وَ كَذَلِكَ النّاسُ يُحِبّونَ


صفحه : 307

أَموَالَهُم وَ تَتُوقُ إِلَيهَا أَنفُسُهُم فَضَعُوا كُنُوزَكُم فِي السّمَاءِ حَيثُ لَا يَأكُلُهَا السّوسُ وَ لَا يَنَالُهَا اللّصُوصُ بِحَقّ أَقُولُ لَكُم إِنّ العَبدَ لَا يَقدِرُ عَلَي أَن يَخدُمَ رَبّينِ وَ لَا مَحَالَةَ أَن يُؤثِرَ أَحَدَهُمَا عَلَي الآخَرِ وَ إِن جَهَدَ كَذَلِكَ لَا يَجتَمِعُ لَكُم حُبّ اللّهِ وَ حُبّ الدّنيَا بِحَقّ أَقُولُ لَكُم إِنّ شَرّ النّاسِ لَرَجُلٌ عَالِمٌ آثَرَ دُنيَاهُ عَلَي عِلمِهِ فَأَحَبّهَا وَ طَلَبَهَا وَ جَهَدَ عَلَيهَا حَتّي لَوِ استَطَاعَ أَن يَجعَلَ النّاسَ فِي حَيرَةٍ لَفَعَلَ وَ مَا ذَا يغُنيِ‌ عَنِ الأَعمَي سَعَةُ نُورِ الشّمسِ وَ هُوَ لَا يُبصِرُهَا كَذَلِكَ لَا يغُنيِ‌ عَنِ العَالِمِ عِلمُهُ إِذَا هُوَ لَم يَعمَل بِهِ مَا أَكثَرَ ثِمَارَ الشّجَرِ وَ لَيسَ كُلّهَا يَنفَعُ وَ لَا يُؤكَلُ وَ مَا أَكثَرَ العُلَمَاءَ وَ لَيسَ كُلّهُم يَنتَفِعُ بِمَا عَلِمَ وَ مَا أَوسَعَ الأَرضَ وَ لَيسَ كُلّهَا تُسكَنُ وَ مَا أَكثَرَ المُتَكَلّمِينَ وَ لَيسَ كُلّ كَلَامِهِم يُصَدّقُ فَاحتَفِظُوا مِنَ العُلَمَاءِ الكَذَبَةَ الّذِينَ عَلَيهِم ثِيَابُ الصّوفِ مُنَكّسُو رُءُوسِهِم إِلَي الأَرضِ يُزَوّرُونَ بِهِ الخَطَايَا يَطرِفُونَ مِن تَحتِ حَوَاجِبِهِم كَمَا تَرمُقُ الذّئَابُ وَ قَولُهُم يُخَالِفُ فِعلَهُم وَ هَل يُجتَنَي مِنَ العَوسَجِ العِنَبُ وَ مِنَ الحَنظَلِ التّينُ وَ كَذَلِكَ لَا يُؤَثّرُ قَولُ العَالِمِ الكَاذِبِ إِلّا زُوراً وَ لَيسَ كُلّ مَن يَقُولُ يَصدُقُ بِحَقّ أَقُولُ لَكُم إِنّ الزّرعَ يَنبُتُ فِي السّهلِ وَ لَا يَنبُتُ فِي الصّفَا وَ كَذَلِكَ الحِكمَةُ تَعمُرُ فِي قَلبِ المُتَوَاضِعِ وَ لَا تَعمُرُ فِي قَلبِ المُتَكَبّرِ الجَبّارِ أَ لَم تَعلَمُوا أَنّهُ مَن شَمَخَ بِرَأسِهِ إِلَي السّقفِ شَجّهُ وَ مَن خَفَضَ بِرَأسِهِ عَنهُ استَظَلّ تَحتَهُ وَ أَكَنّهُ وَ كَذَلِكَ مَن لَم يَتَوَاضَع لِلّهِ خَفَضَهُ وَ مَن تَوَاضَعَ لِلّهِ رَفَعَهُ إِنّهُ لَيسَ عَلَي كُلّ حَالٍ يَصلُحُ العَسَلُ فِي الزّقَاقِ وَ كَذَلِكَ القُلُوبُ لَيسَ عَلَي كُلّ حَالٍ تَعمُرُ الحِكمَةُ فِيهَا إِنّ الزّقّ مَا لَم يَنخَرِق أَو يَقحَل أَو يَتفَل فَسَوفَ يَكُونُ لِلعَسَلِ وِعَاءً وَ كَذَلِكَ القُلُوبُ مَا لَم تَخرِقهَا الشّهَوَاتُ وَ يُدَنّسهَا الطّمَعُ وَ يُقسِيهَا[يُقسِهَا]النّعِيمُ فَسَوفَ تَكُونُ أَوعِيَةً لِلحِكمَةِ


صفحه : 308

بِحَقّ أَقُولُ لَكُم إِنّ الحَرِيقَ لَيَقَعُ فِي البَيتِ الوَاحِدِ فَلَا يَزَالُ يَنتَقِلُ مِن بَيتٍ إِلَي بَيتٍ حَتّي تَحتَرِقَ بُيُوتٌ كَثِيرَةٌ إِلّا أَن يُستَدرَكَ البَيتُ الأَوّلُ فَيُهدَمَ مِن قَوَاعِدِهِ فَلَا تَجِدَ فِيهِ النّارُ مَحَلّا وَ كَذَلِكَ الظّالِمُ الأَوّلُ لَو أُخِذَ عَلَي يَدَيهِ لَم يُوجَد مِن بَعدِهِ إِمَامٌ ظَالِمٌ فَيَأتَمّونَ[فَيَأتَمّوا] بِهِ كَمَا لَو لَم تَجِدِ النّارُ فِي البَيتِ الأَوّلِ خَشَباً وَ أَلوَاحاً لَم تُحرِق شَيئاً بِحَقّ أَقُولُ لَكُم مَن نَظَرَ إِلَي الحَيّةِ تَؤُمّ أَخَاهُ لِتَلدَغَهُ وَ لَم يُحَذّرهُ حَتّي قَتَلَتهُ فَلَا يَأمَن أَن يَكُونَ قَد شَرِكَ فِي دَمِهِ وَ كَذَلِكَ مَن نَظَرَ إِلَي أَخِيهِ يَعمَلُ الخَطِيئَةَ وَ لَم يُحَذّرهُ عَاقِبَتَهَا حَتّي أَحَاطَت بِهِ فَلَا يَأمَن أَن يَكُونَ قَد شَرِكَ فِي إِثمِهِ وَ مَن قَدَرَ عَلَي أَن يُغَيّرَ الظّالِمَ ثُمّ لَم يُغَيّرهُ فَهُوَ كَفَاعِلِهِ وَ كَيفَ يَهَابُ الظّالِمُ وَ قَد أَمِنَ بَينَ أَظهُرِكُم لَا يُنهَي وَ لَا يُغَيّرُ عَلَيهِ وَ لَا يُؤخَذُ عَلَي يَدَيهِ فَمِن أَينَ يُقَصّرُ الظّالِمُونَ أَم كَيفَ لَا يَغتَرّونَ فَحَسبُ أَحَدِكُم أَن يَقُولَ لَا أَظلِمُ وَ مَن شَاءَ فَليَظلِم وَ يَرَي الظّلمَ فَلَا يُغَيّرَهُ فَلَو كَانَ الأَمرُ عَلَي مَا تَقُولُونَ لَم تُعَاقَبُوا مَعَ الظّالِمِينَ الّذِينَ لَم تَعمَلُوا بِأَعمَالِهِم حِينَ تَنزِلُ بِهِمُ العَثرَةُ فِي الدّنيَا وَيلَكُم يَا عَبِيدَ السّوءِ كَيفَ تَرجُونَ أَن يُؤمِنَكُمُ اللّهُ مِن فَزَعِ يَومِ القِيَامَةِ وَ أَنتُم تَخَافُونَ النّاسَ فِي طَاعَةِ اللّهِ وَ تُطِيعُونَهُم فِي مَعصِيَتِهِ وَ تَفُونَ لَهُم بِالعُهُودِ النّاقِضَةِ لِعَهدِهِ بِحَقّ أَقُولُ لَكُم لَا يُؤمِنُ اللّهُ مِن فَزَعِ ذَلِكَ اليَومِ مَنِ اتّخَذَ العِبَادَ أَربَاباً مِن دُونِهِ وَيلَكُم يَا عَبِيدَ السّوءِ مِن أَجلِ دُنيَا دَنِيّةٍ وَ شَهوَةٍ رَدِيئَةٍ تُفَرّطُونَ فِي مُلكِ الجَنّةِ وَ تَنسَونَ هَولَ يَومِ القِيَامَةِ وَيلَكُم يَا عَبِيدَ الدّنيَا مِن أَجلِ نِعمَةٍ زَائِلَةٍ وَ حَيَاةٍ مُنقَطِعَةٍ تَفِرّونَ مِنَ اللّهِ وَ تَكرَهُونَ لِقَاءَهُ فَكَيفَ يُحِبّ اللّهُ لِقَاءَكُم وَ أَنتُم تَكرَهُونَ لِقَاءَهُ وَ إِنّمَا يُحِبّ اللّهُ لِقَاءَ مَن يُحِبّ لِقَاءَهُ وَ يَكرَهُ لِقَاءَ مَن يَكرَهُ لِقَاءَهُ وَ كَيفَ تَزعُمُونَ أَنّكُم أَولِيَاءُ اللّهِ مِن دُونِ النّاسِ وَ أَنتُم تَفِرّونَ مِنَ المَوتِ وَ تَعتَصِمُونَ بِالدّنيَا فَمَا ذَا يغُنيِ‌ عَنِ المَيّتِ طِيبُ رِيحِ حُنُوطِهِ وَ بَيَاضُ أَكفَانِهِ وَ كُلّ ذَلِكَ يَكُونُ فِي التّرَابِ كَذَلِكَ لَا يغُنيِ‌ عَنكُم بَهجَةُ دُنيَاكُمُ التّيِ‌ زُيّنَت لَكُم وَ كُلّ ذَلِكَ إِلَي سَلبٍ وَ زَوَالٍ مَا ذَا يغُنيِ‌ عَنكُم نَقَاءُ أَجسَادِكُم وَ صَفَاءُ أَلوَانِكُم وَ إِلَي المَوتِ تَصِيرُونَ وَ فِي التّرَابِ تُنسَونَ وَ فِي ظُلمَةِ القَبرِ تُغمَرُونَ وَيلَكُم يَا عَبِيدَ الدّنيَا


صفحه : 309

تَحمِلُونَ السّرَاجَ فِي ضَوءِ الشّمسِ وَ ضَوؤُهَا كَانَ يَكفِيكُم وَ تَدَعُونَ أَن تَستَضِيئُوا بِهَا فِي الظّلَمِ وَ مِن أَجلِ ذَلِكَ سُخّرَت لَكُم كَذَلِكَ استَضَأتُم بِنُورِ العِلمِ لِأَمرِ الدّنيَا وَ قَد كُفِيتُمُوهُ وَ تَرَكتُم أَن تَستَضِيئُوا بِهِ لِأَمرِ الآخِرَةِ وَ مِن أَجلِ ذَلِكَ أُعطِيتُمُوهُ تَقُولُونَ إِنّ الآخِرَةَ حَقّ وَ أَنتُم تُمَهّدُونَ الدّنيَا وَ تَقُولُونَ إِنّ المَوتَ حَقّ وَ أَنتُم تَفِرّونَ مِنهُ وَ تَقُولُونَ إِنّ اللّهَ يَسمَعُ وَ يَرَي وَ لَا تَخَافُونَ إِحصَاءَهُ عَلَيكُم فَكَيفَ يُصَدّقُكُم مَن سَمِعَكُم فَإِنّ مَن كَذَبَ مِن غَيرِ عِلمٍ أَعذَرُ مِمّن كَذَبَ عَلَي عِلمٍ وَ إِن كَانَ لَا عُذرَ فِي شَيءٍ مِنَ الكَذِبِ بِحَقّ أَقُولُ لَكُم إِنّ الدّابّةَ إِذَا لَم تُركَب وَ لَم تُمتَهَن وَ تُستَعمَل لَتَصعُبُ وَ يَتَغَيّرُ خُلُقُهَا وَ كَذَلِكَ القُلُوبُ إِذَا لَم تُرَقّق بِذِكرِ المَوتِ وَ يَتبَعهَا دُؤُوبُ العِبَادَةِ تَقسُو وَ تَغلُظُ مَا ذَا يغُنيِ‌ عَنِ البَيتِ المُظلِمِ أَن يُوضَعَ السّرَاجُ فَوقَ ظَهرِهِ وَ جَوفُهُ وَحشٌ مُظلِمٌ كَذَلِكَ لَا يغُنيِ‌ عَنكُم أَن يَكُونَ نُورُ العِلمِ بِأَفوَاهِكُم وَ أَجوَافُكُم مِنهُ وَحشَةٌ مُعَطّلَةٌ فَأَسرِعُوا إِلَي بُيُوتِكُمُ المُظلِمَةِ فَأَنِيرُوا فِيهَا كَذَلِكَ فَأَسرِعُوا إِلَي قُلُوبِكُمُ القَاسِيَةِ بِالحِكمَةِ قَبلَ أَن تَرِينَ عَلَيهَا الخَطَايَا فَتَكُونَ أَقسَي مِنَ الحِجَارَةِ كَيفَ يُطِيقُ حَملَ الأَثقَالِ مَن لَا يَستَعِينُ عَلَي حَملِهَا أَم كَيفَ تُحَطّ أَوزَارُ مَن لَا يَستَغفِرُ اللّهَ مِنهَا أَم كَيفَ تَنقَي ثِيَابُ مَن لَا يَغسِلُهَا وَ كَيفَ يَبرَأُ مِنَ الخَطَايَا مَن لَا يُكَفّرُهَا أَم كَيفَ يَنجُو مِن غَرَقِ البَحرِ مَن يَعبُرُ بِغَيرِ سَفِينَةٍ وَ كَيفَ يَنجُو مِن فِتَنِ الدّنيَا مَن لَم يُدَاوِهَا بِالجِدّ وَ الِاجتِهَادِ وَ كَيفَ يَبلُغُ مَن يُسَافِرُ بِغَيرِ دَلِيلٍ وَ كَيفَ يَصِيرُ إِلَي الجَنّةِ مَن لَا يُبصِرُ مَعَالِمَ الدّينِ وَ كَيفَ يَنَالُ مَرضَاةَ اللّهِ مَن لَا يُطِيعُهُ وَ كَيفَ يُبصِرُ عَيبَ وَجهِهِ مَن لَا يَنظُرُ فِي المِرآةِ وَ كَيفَ يَستَكمِلُ حُبّ خَلِيلِهِ مَن لَا يَبذُلُ لَهُ بَعضَ مَا عِندَهُ وَ كَيفَ يَستَكمِلُ حُبّ رَبّهِ مَن لَا يُقرِضُهُ بَعضَ مَا رَزَقَهُ بِحَقّ أَقُولُ لَكُم إِنّهُ كَمَا لَا يَنقُصُ البَحرَ أَن تَغرَقَ فِيهِ السّفِينَةُ وَ لَا يَضُرّهُ ذَلِكَ شَيئاً كَذَلِكَ لَا تَنقُصُونَ اللّهَ بِمَعَاصِيكُم شَيئاً وَ لَا تَضُرّونَهُ بَل أَنفُسَكُم تَضُرّونَ وَ إِيّاهَا تَنقُصُونَ


صفحه : 310

وَ كَمَا لَا يَنقُصُ نُورَ الشّمسِ كَثرَةُ مَن يَتَقَلّبُ فِيهَا بَل بِهِ يَعِيشُ وَ يَحيَا كَذَلِكَ لَا يَنقُصُ اللّهَ كَثرَةُ مَا يُعطِيكُم وَ يَرزُقُكُم بَل بِرِزقِهِ تَعِيشُونَ وَ بِهِ تَحيَونَ يَزِيدُ مَن شَكَرَهُ إِنّهُ شَاكِرٌ عَلِيمٌ وَيلَكُم يَا أُجَرَاءَ السّوءِ الأَجرَ تَستَوفُونَ وَ الرّزقَ تَأكُلُونَ وَ الكِسوَةَ تَلبَسُونَ وَ المَنَازِلَ تَبنُونَ وَ عَمَلَ مَنِ استَأجَرَكُم تُفسِدُونَ يُوشِكُ رَبّ هَذَا العَمَلِ أَن يُطَالِعَكُم فَيَنظُرَ فِي عَمَلِهِ ألّذِي أَفسَدتُم فَيُنزِلَ بِكُم مَا يُخزِيكُم وَ يَأمُرَ بِرِقَابِكُم فَتُجَذّ مِن أُصُولِهَا وَ يَأمُرَ بِأَيدِيكُم فَتُقطَعَ مِن مَفَاصِلِهَا ثُمّ يَأمُرَ بِجُثّتِكُم فَتُجَرّ عَلَي بُطُونِهَا حَتّي تُوضَعَ عَلَي قَوَارِعِ الطّرِيقِ حَتّي تَكُونُوا عِظَةً لِلمُتّقِينَ وَ نَكَالًا لِلظّالِمِينَ وَيلَكُم يَا عُلَمَاءَ السّوءِ لَا تُحَدّثُوا أَنفُسَكُم أَنّ آجَالَكُم تَستَأخِرُ مِن أَجلِ أَنّ المَوتَ لَم يَنزِل بِكُم فَكَأَنّهُ قَد حَلّ بِكُم فَأَظعَنَكُم فَمِنَ الآنَ فَاجعَلُوا الدّعوَةَ فِي آذَانِكُم وَ مِنَ الآنَ فَنُوحُوا عَلَي أَنفُسِكُم وَ مِنَ الآنَ فَابكُوا عَلَي خَطَايَاكُم وَ مِنَ الآنَ فَتَجَهّزُوا وَ خُذُوا أُهبَتَكُم وَ بَادِرُوا التّوبَةَ إِلَي رَبّكُم بِحَقّ أَقُولُ لَكُم إِنّهُ كَمَا يَنظُرُ المَرِيضُ إِلَي طَيّبِ الطّعَامِ فَلَا يَلتَذّهُ مَعَ مَا يَجِدُهُ مِن شِدّةِ الوَجَعِ كَذَلِكَ صَاحِبُ الدّنيَا لَا يَلتَذّ بِالعِبَادَةِ وَ لَا يَجِدُ حَلَاوَتَهَا مَعَ مَا يَجِدُ مِن حُبّ المَالِ وَ كَمَا يَلتَذّ المَرِيضُ نَعتَ الطّبِيبِ العَالِمِ بِمَا يَرجُو فِيهِ مِنَ الشّفَاءِ فَإِذَا ذَكَرَ مَرَارَةَ الدّوَاءِ وَ طَعمَهُ كَدّرَ عَلَيهِ الشّفَاءَ كَذَلِكَ أَهلُ الدّنيَا يَلتَذّونَ بِبَهجَتِهَا وَ أَنوَاعِ مَا فِيهَا فَإِذَا ذَكَرُوا فَجأَةَ المَوتِ كَدّرَهَا عَلَيهِم وَ أَفسَدَهَا بِحَقّ أَقُولُ لَكُم إِنّ كُلّ النّاسِ يُبصِرُ النّجُومَ وَ لَكِن لَا يهَتدَيِ‌ بِهَا إِلّا مَن يَعرِفُ مَجَارِيَهَا وَ مَنَازِلَهَا وَ كَذَلِكَ تَدرُسُونَ الحِكمَةَ وَ لَكِن لَا يهَتدَيِ‌ لَهَا مِنكُم إِلّا مَن عَمِلَ بِهَا وَيلَكُم يَا عَبِيدَ الدّنيَا نَقّوا القَمحَ وَ طَيّبُوهُ وَ أَدِقّوا طَحنَهُ تَجِدُوا طَعمَهُ وَ يَهنِئكُم أَكلُهُ


صفحه : 311

كَذَلِكَ فَأَخلِصُوا الإِيمَانَ وَ أَكمِلُوهُ تَجِدُوا حَلَاوَتَهُ وَ يَنفَعكُم غِبّهُ بِحَقّ أَقُولُ لَكُم لَو وَجَدتُم سِرَاجاً يَتَوَقّدُ بِالقَطِرَانِ فِي لَيلَةٍ مُظلِمَةٍ لَاستَضَأتُم بِهِ فَلَم يَمنَعكُم مِنهُ رِيحُ قَطِرَانِهِ كَذَلِكَ ينَبغَيِ‌ لَكُم أَن تَأخُذُوا الحِكمَةَ مِمّن وَجَدتُمُوهَا مَعَهُ وَ لَا يَمنَعكُم مِنهُ سُوءُ رَغبَتِهِ فِيهَا وَيلَكُم يَا عَبِيدَ الدّنيَا لَا كَحُكَمَاءَ تَعقِلُونَ وَ لَا كَحُلَمَاءَ تَفقَهُونَ وَ لَا كَعُلَمَاءَ تَعلَمُونَ وَ لَا كَعَبِيدٍ أَتقِيَاءَ وَ لَا كَأَحرَارٍ كِرَامٍ تُوشِكُ الدّنيَا أَن تَقتَلِعَكُم مِن أُصُولِكُم فَتُقَلّبَكُم عَلَي وُجُوهِكُم ثُمّ تَكُبّكُم عَلَي مَنَاخِرِكُم ثُمّ تَأخُذَ خَطَايَاكُم بِنَوَاصِيكُم وَ يَدفَعَكُمُ العِلمُ مِن خَلفِكُم حَتّي يُسَلّمَاكُم إِلَي المَلِكِ الدّيّانِ عُرَاةً فُرَادَي فَيُجزِيَكُم بِسُوءِ أَعمَالِكُم وَيلَكُم يَا عَبِيدَ الدّنيَا أَ لَيسَ بِالعِلمِ أُعطِيتُمُ السّلطَانَ عَلَي جَمِيعِ الخَلَائِقِ فَنَبَذتُمُوهُ فَلَم تَعمَلُوا بِهِ وَ أَقبَلتُم عَلَي الدّنيَا فَبِهَا تَحكُمُونَ وَ لَهَا تُمَهّدُونَ وَ إِيّاهَا تُؤثِرُونَ وَ تَعمُرُونَ فَحَتّي مَتَي أَنتُم لِلدّنيَا لَيسَ لِلّهِ فِيكُم نَصِيبٌ بِحَقّ أَقُولُ لَكُم لَا تُدرِكُونَ شَرَفَ الآخِرَةِ إِلّا بِتَركِ مَا تُحِبّونَ فَلَا تَنتَظِرُوا بِالتّوبَةِ غَداً فَإِنّ دُونَ غَدٍ يَوماً وَ لَيلَةً قَضَاءُ اللّهِ فِيهِمَا يَغدُو وَ يَرُوحُ بِحَقّ أَقُولُ لَكُم إِنّ صِغَارَ الخَطَايَا وَ مُحَقّرَاتِهَا لَمِن مَكَايِدِ إِبلِيسَ يُحَقّرُهَا لَكُم وَ يُصَغّرُهَا فِي أَعيُنِكُم وَ تَجتَمِعُ فَتَكثُرُ وَ تُحِيطُ بِكُم بِحَقّ أَقُولُ لَكُم إِنّ المِدحَةَ بِالكَذِبِ وَ التّزكِيَةَ فِي الدّينِ لَمِن رَأسِ الشّرُورِ المَعلُومَةِ وَ إِنّ حُبّ الدّنيَا لَرَأسُ كُلّ خَطِيئَةٍ بِحَقّ أَقُولُ لَكُم لَيسَ شَيءٌ أَبلَغَ فِي شَرَفِ الآخِرَةِ وَ أَعوَنَ عَلَي حَوَادِثِ الدّنيَا مِنَ الصّلَاةِ الدّائِمَةِ وَ لَيسَ شَيءٌ أَقرَبَ إِلَي الرّحمَنِ مِنهَا فَدُومُوا عَلَيهَا وَ استَكثِرُوا مِنهَا وَ كُلّ عَمَلٍ صَالِحٍ يُقَرّبُ إِلَي اللّهِ فَالصّلَاةُ أَقرَبُ إِلَيهِ وَ آثَرُ عِندَهُ بِحَقّ أَقُولُ لَكُم إِنّ كُلّ عَمَلِ المَظلُومِ ألّذِي لَم يَنتَصِر بِقَولٍ وَ لَا فِعلٍ وَ لَا حِقدٍ هُوَ فِي مَلَكُوتِ السّمَاءِ عَظِيمٌ أَيّكُم رَأَي نُوراً اسمُهُ ظُلمَةٌ أَو ظُلمَةً اسمُهَا نُورٌ كَذَلِكَ لَا يَجتَمِعُ لِلعَبدِ أَن يَكُونَ مُؤمِناً كَافِراً وَ لَا مُؤثِراً لِلدّنيَا رَاغِباً فِي الآخِرَةِ وَ هَل زَرّاعُ شَعِيرٍ يَحصُدُ قَمحاً


صفحه : 312

أَو زَرّاعُ قَمحٍ يَحصُدُ شَعِيراً كَذَلِكَ يَحصُدُ كُلّ عَبدٍ فِي الآخِرَةِ مَا زَرَعَ وَ يُجزَي بِمَا عَمِلَ بِحَقّ أَقُولُ لَكُم إِنّ النّاسَ فِي الحِكمَةِ رَجُلَانِ فَرَجُلٌ أَتقَنَهَا بِقَولِهِ وَ ضَيّعَهَا بِسُوءِ فِعلِهِ وَ رَجُلٌ أَتقَنَهَا بِقَولِهِ وَ صَدّقَهَا بِفِعلِهِ وَ شَتّانَ بَينَهُمَا فَطُوبَي لِلعُلَمَاءِ بِالفِعلِ وَ وَيلٌ لِلعُلَمَاءِ بِالقَولِ بِحَقّ أَقُولُ لَكُم مَن لَا ينُقَيّ‌ مِن زَرعِهِ الحَشِيشَ يَكثُرُ فِيهِ حَتّي يَغمُرَهُ فَيُفسِدَهُ وَ كَذَلِكَ مَن لَا يُخرِجُ مِن قَلبِهِ حُبّ الدّنيَا يَغمُرُهُ حَتّي لَا يَجِدَ لِحُبّ الآخِرَةِ طَعماً وَيلَكُم يَا عَبِيدَ الدّنيَا اتّخِذُوا مَسَاجِدَ رَبّكُم سُجُوناً لِأَجسَادِكُم وَ اجعَلُوا قُلُوبَكُم بُيُوتاً لِلتّقوَي وَ لَا تَجعَلُوا قُلُوبَكُم مَأوًي لِلشّهَوَاتِ بِحَقّ أَقُولُ لَكُم أَجزَعُكُم عَلَي البَلَاءِ لَأَشَدّكُم حُبّاً لِلدّنيَا وَ إِنّ أَصبَرَكُم عَلَي البَلَاءِ لَأَزهَدُكُم فِي الدّنيَا وَيلَكُم يَا عُلَمَاءَ السّوءِ أَ لَم تَكُونُوا أَموَاتاً فَأَحيَاكُم فَلَمّا أَحيَاكُم مِتّم وَيلَكُم أَ لَم تَكُونُوا أُمّيّينَ فَعَلّمَكُم فَلَمّا عَلّمَكُم نَسِيتُم وَيلَكُم أَ لَم تَكُونُوا جُفَاةً فَفَقّهَكُمُ اللّهُ فَلَمّا فَقّهَكُم جَهِلتُم وَيلَكُم أَ لَم تَكُونُوا ضُلّالًا فَهَدَاكُم فَلَمّا هَدَاكُم ضَلَلتُم وَيلَكُم أَ لَم تَكُونُوا عُمياً فَبَصّرَكُم فَلَمّا بَصّرَكُم عَمِيتُم وَيلَكُم أَ لَم تَكُونُوا صُمّاً فَأَسمَعَكُم فَلَمّا أَسمَعَكُم صَمَمتُم وَيلَكُم أَ لَم تَكُونُوا بُكماً فَأَنطَقَكُم فَلَمّا أَنطَقَكُم بَكِمتُم وَيلَكُم أَ لَم تَستَفتِحُوا فَلَمّا فَتَحَ لَكُم نَكَصتُم عَلَي أَعقَابِكُم


صفحه : 313

وَيلَكُم أَ لَم تَكُونُوا أَذِلّةً فَأَعَزّكُم فَلَمّا عَزَزتُم قَهَرتُم وَ اعتَدَيتُم وَ عَصَيتُم وَيلَكُم أَ لَم تَكُونُوا مُستَضعَفِينَفِي الأَرضِ تَخافُونَ أَن يَتَخَطّفَكُمُ النّاسُفَنَصَرَكُم وَ أَيّدَكُم فَلَمّا نَصَرَكُم استَكبَرتُم وَ تَجَبّرتُم فَيَا وَيلَكُم مِن ذُلّ يَومِ القِيَامَةِ كَيفَ يُهِينُكُم وَ يُصَغّرُكُم وَ يَا وَيلَكُم يَا عُلَمَاءَ السّوءِ إِنّكُم لَتَعمَلُونَ عَمَلَ المُلحِدِينَ وَ تَأمُلُونَ أَمَلَ الوَارِثِينَ وَ تَطمَئِنّونَ بِطُمَأنِينَةِ الآمِنِينَ وَ لَيسَ أَمرُ اللّهِ عَلَي مَا تَتَمَنّونَ وَ تَتَخَيّرُونَ بَل لِلمَوتِ تَتَوَالَدُونَ وَ لِلخَرَابِ تَبنُونَ وَ تَعمُرُونَ وَ لِلوَارِثِينَ تُمَهّدُونَ بِحَقّ أَقُولُ لَكُم إِنّ مُوسَي كَانَ يَأمُرُكُم أَن لَا تَحلِفُوا بِاللّهِ كَاذِبِينَ وَ أَنَا أَقُولُ لَا تَحلِفُوا بِاللّهِ صَادِقِينَ وَ لَا كَاذِبِينَ وَ لَكِن قُولُوا لَا وَ نَعَم يَا بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ عَلَيكُم بِالبَقلِ البرَيّ‌ّ وَ خُبزِ الشّعِيرِ وَ إِيّاكُم وَ خُبزَ البُرّ فإَنِيّ‌ أَخَافُ عَلَيكُم أَن لَا تَقُومُوا بِشُكرِهِ بِحَقّ أَقُولُ لَكُم إِنّ النّاسَ مُعَافًي وَ مُبتَلًي فَاحمَدُوا اللّهَ عَلَي العَافِيَةِ وَ ارحَمُوا أَهلَ البَلَاءِ بِحَقّ أَقُولُ لَكُم إِنّ كُلّ كَلِمَةٍ سَيّئَةٍ تَقُولُونَ بِهَا تُعطَونَ جَوَابَهَا يَومَ القِيَامَةِ يَا عَبِيدَ السّوءِ إِذَا قَرّبَ أَحَدُكُم قُربَانَهُ لِيَذبَحَهُ فَذَكَرَ أَنّ أَخَاهُ وَاجِدٌ عَلَيهِ فَليَترُك قُربَانَهُ وَ ليَذهَب إِلَي أَخِيهِ فَليُرضِهِ ثُمّ ليَرجِع إِلَي قُربَانِهِ فَليَذبَحهُ يَا عَبِيدَ السّوءِ إِذَا أُخِذَ قَمِيصُ أَحَدِكُم فَليُعطِ رِدَاءَهُ مَعَهُ وَ مَن لُطِمَ خَدّهُ مِنكُم فَليُمَكّن مِن خَدّهِ الآخَرِ وَ مَن سُخّرَ مِنكُم مِيلًا فَليَذهَب مِيلًا آخَرَ مَعَهُ


صفحه : 314

بِحَقّ أَقُولُ لَكُم مَا ذَا يغُنيِ‌ عَنِ الجَسَدِ إِذَا كَانَ ظَاهِرُهُ صَحِيحاً وَ بَاطِنُهُ فَاسِداً وَ مَا يغُنيِ‌ عَنكُم أَجسَادُكُم إِذَا أَعجَبَتكُم وَ قَد فَسَدَت قُلُوبُكُم وَ مَا يغُنيِ‌ عَنكُم أَن تُنَقّوا جُلُودَكُم وَ قُلُوبُكُم دَنِسَةٌ بِحَقّ أَقُولُ لَكُم لَا تَكُونُوا كَالمُنخُلِ يُخرِجُ الدّقِيقَ الطّيّبَ وَ يُمسِكُ النّخَالَةَ كَذَلِكَ أَنتُم تُخرِجُونَ الحِكمَةَ مِن أَفوَاهِكُم وَ يَبقَي الغِلّ فِي صُدُورِكُم بِحَقّ أَقُولُ لَكُم ابدَءُوا بِالشّرّ فَاترُكُوهُ ثُمّ اطلُبُوا الخَيرَ يَنفَعكُم فَإِنّكُم إِذَا جَمَعتُمُ الخَيرَ مَعَ الشّرّ لَم يَنفَعكُمُ الخَيرُ بِحَقّ أَقُولُ لَكُم إِنّ ألّذِي يَخُوضُ النّهَرَ لَا بُدّ أَن يُصِيبَ ثَوبَهُ المَاءُ وَ إِن جَهَدَ أَن لَا يُصِيبَهُ كَذَلِكَ مَن يُحِبّ الدّنيَا لَا يَنجُو مِنَ الخَطَايَا بِحَقّ أَقُولُ لَكُم طُوبَي لِلّذِينَ يَتَهَجّدُونَ مِنَ اللّيلِ أُولَئِكَ الّذِينَ يَرِثُونَ النّورَ الدّائِمَ مِن أَجلِ أَنّهُم قَامُوا فِي ظُلمَةِ اللّيلِ عَلَي أَرجُلِهِم فِي مَسَاجِدِهِم يَتَضَرّعُونَ إِلَي رَبّهِم رَجَاءَ أَن يُنجِيَهُم فِي الشّدّةِ غَداً بِحَقّ أَقُولُ لَكُم إِنّ الدّنيَا خُلِقَت مَزرَعَةً يَزرَعُ فِيهَا العِبَادُ الحُلوَ وَ المُرّ وَ الشّرّ


صفحه : 315

وَ الخَيرَ الخَيرُ لَهُ مَغَبّةٌ نَافِعَةٌ يَومَ الحِسَابِ وَ الشّرّ لَهُ عَنَاءٌ وَ شَقَاءٌ يَومَ الحَصَادِ بِحَقّ أَقُولُ لَكُم إِنّ الحَكِيمَ يَعتَبِرُ بِالجَاهِلِ وَ الجَاهِلَ يَعتَبِرُ بِهَوَاهُ أُوصِيكُم أَن تَختِمُوا عَلَي أَفوَاهِكُم بِالصّمتِ حَتّي لَا يَخرُجَ مِنهَا مَا لَا يَحِلّ لَكُم بِحَقّ أَقُولُ لَكُم إِنّكُم لَا تُدرِكُونَ مَا تَأمُلُونَ إِلّا بِالصّبرِ عَلَي مَا تَكرَهُونَ وَ لَا تَبلُغُونَ مَا تُرِيدُونَ إِلّا بِتَركِ مَا تَشتَهُونَ بِحَقّ أَقُولُ لَكُم يَا عَبِيدَ الدّنيَا كَيفَ يُدرِكُ الآخِرَةَ مَن لَا تَنقُصُ شَهوَتُهُ مِنَ الدّنيَا وَ لَا تَنقَطِعُ مِنهَا رَغبَتُهُ بِحَقّ أَقُولُ لَكُم يَا عَبِيدَ الدّنيَا مَا الدّنيَا تُحِبّونَ وَ لَا الآخِرَةَ تَرجُونَ لَو كُنتُم تُحِبّونَ الدّنيَا أَكرَمتُمُ العَمَلَ ألّذِي بِهِ أَدرَكتُمُوهَا وَ لَو كُنتُم تُرِيدُونَ الآخِرَةَ عَمِلتُم عَمَلَ مَن يَرجُوهَا بِحَقّ أَقُولُ لَكُم يَا عَبِيدَ الدّنيَا إِنّ أَحَدَكُم يُبغِضُ صَاحِبَهُ عَلَي الظّنّ وَ لَا يُبغِضُ نَفسَهُ عَلَي اليَقِينِ وَ أَقُولُ لَكُم إِنّ أَحَدَكُم لَيَغضَبُ إِذَا ذُكِرَ لَهُ بَعضُ عُيُوبِهِ وَ هيِ‌َ حَقّ وَ يَفرَحُ إِذَا مُدِحَ بِمَا لَيسَ فِيهِ بِحَقّ أَقُولُ لَكُم إِنّ أَروَاحَ الشّيَاطِينِ مَا عُمّرَت فِي شَيءٍ مَا عُمّرَت فِي قُلُوبِكُم وَ إِنّمَا أَعطَاكُمُ اللّهُ الدّنيَا لِتَعمَلُوا فِيهَا لِلآخِرَةِ وَ لَم يُعطِكُمُوهَا لِتَشغَلَكُم عَنِ الآخِرَةِ وَ إِنّمَا بَسَطَهَا لَكُم لِتَعلَمُوا أَنّهُ أَعَانَكُم بِهَا عَلَي العِبَادَةِ وَ لَم يُعِنكُم بِهَا عَلَي الخَطَايَا وَ إِنّمَا أَمَرَكُم فِيهَا بِطَاعَتِهِ وَ لَم يَأمُركُم فِيهَا بِمَعصِيَتِهِ وَ إِنّمَا أَعَانَكُم بِهَا عَلَي الحَلَالِ وَ لَم يُحِلّ لَكُم بِهَا الحَرَامَ وَ إِنّمَا وَسّعَهَا لَكُم لِتَوَاصَلُوا فِيهَا وَ لَم يُوَسّعهَا لَكُم لِتَقَاطَعُوا فِيهَا بِحَقّ أَقُولُ لَكُم إِنّ الأَجرَ مَحرُوصٌ عَلَيهِ وَ لَا يُدرِكُهُ إِلّا مَن عَمِلَ لَهُ بِحَقّ أَقُولُ لَكُم إِنّ الشّجَرَةَ لَا تَكمُلُ إِلّا بِثَمَرَةٍ طَيّبَةٍ كَذَلِكَ لَا يَكمُلُ الدّينُ إِلّا بِالتّحَرّجِ عَنِ المَحَارِمِ


صفحه : 316

بِحَقّ أَقُولُ لَكُم إِنّ الزّرعَ لَا يَصلُحُ إِلّا بِالمَاءِ وَ التّرَابِ كَذَلِكَ الإِيمَانُ لَا يَصلُحُ إِلّا بِالعِلمِ وَ العَمَلِ بِحَقّ أَقُولُ لَكُم إِنّ المَاءَ يُطفِئُ النّارَ كَذَلِكَ الحِلمُ يُطفِئُ الغَضَبَ بِحَقّ أَقُولُ لَكُم إِنّهُ لَا يَجتَمِعُ المَاءُ وَ النّارُ فِي إِنَاءٍ وَاحِدٍ كَذَا لَا يَجتَمِعُ الفِقهُ وَ الغيَ‌ّ فِي قَلبٍ وَاحِدٍ بِحَقّ أَقُولُ لَكُم إِنّهُ لَا يَكُونُ مَطَرٌ بِغَيرِ سَحَابٍ كَذَلِكَ لَا يَكُونُ عَمَلٌ فِي مَرضَاةِ الرّبّ إِلّا بِقَلبٍ تقَيِ‌ّ بِحَقّ أَقُولُ لَكُم إِنّ النّفسَ نُورُ كُلّ شَيءٍ وَ إِنّ الحِكمَةَ نُورُ كُلّ قَلبٍ وَ التّقوَي رَأسُ كُلّ حِكمَةٍ وَ الحَقّ بَابُ كُلّ خَيرٍ وَ رَحمَةَ اللّهِ بَابُ كُلّ حَقّ وَ مَفَاتِيحُ ذَلِكَ الدّعَاءُ وَ التّضَرّعُ وَ العَمَلُ وَ كَيفَ يُفتَحُ بَابٌ بِغَيرِ مِفتَاحٍ بِحَقّ أَقُولُ لَكُم إِنّ الرّجُلَ الحَكِيمَ لَا يَغرِسُ شَجَرَةً إِلّا شَجَرَةً يَرضَاهَا وَ لَا يَحمِلُ عَلَي خَيلِهِ إِلّا فَرَساً يَرضَاهُ كَذَلِكَ المُؤمِنُ العَالِمُ لَا يَعمَلُ إِلّا عَمَلًا يَرضَاهُ رَبّهُ بِحَقّ أَقُولُ لَكُم إِنّ الصّقَالَةَ تُصلِحُ السّيفَ وَ تَجلُوهُ كَذَلِكَ الحِكمَةُ لِلقَلبِ تَصقُلُهُ وَ تَجلُوهُ وَ هيِ‌َ فِي قَلبِ الحَكِيمِ مِثلُ المَاءِ فِي الأَرضِ المَيتَةِ تحُييِ‌ قَلبَهُ كَمَا يحُييِ‌ المَاءُ الأَرضَ المَيتَةَ وَ هيِ‌َ فِي قَلبِ الحَكِيمِ مِثلُ النّورِ فِي الظّلمَةِ يمَشيِ‌ بِهَا فِي النّاسِ بِحَقّ أَقُولُ لَكُم إِنّ نَقلَ الحِجَارَةِ مِن رُءُوسِ الجِبَالِ أَفضَلُ مِن أَن تُحَدّثَ مَن لَا يَعقِلُ عَنكَ حَدِيثَكَ كَمَثَلِ ألّذِي يَنقَعُ الحِجَارَةِ لِتَلِينَ وَ كَمَثَلِ ألّذِي يَصنَعُ الطّعَامَ لِأَهلِ القُبُورِ طُوبَي لِمَن حَبَسَ الفَضلَ مِن قَولِهِ ألّذِي يَخَافُ عَلَيهِ المَقتَ مِن رَبّهِ وَ لَا يُحَدّثُ حَدِيثاً لَا يَفهَمُهُ وَ لَا يَغبِطُ امرَأً فِي قَولِهِ حَتّي يَستَبِينَ لَهُ فِعلُهُ طُوبَي لِمَن تَعَلّمَ


صفحه : 317

مِنَ العُلَمَاءِ مَا جَهِلَ وَ عَلّمَ الجَاهِلَ مِمّا عُلّمَ طُوبَي لِمَن عَظّمَ العُلَمَاءَ لِعِلمِهِم وَ تَرَكَ مُنَازَعَتَهُم وَ صَغّرَ الجُهّالَ لِجَهلِهِم وَ لَا يَطرُدُهُم وَ لَكِن يُقَرّبُهُم وَ يُعَلّمُهُم بِحَقّ أَقُولُ لَكُم يَا مَعشَرَ الحَوَارِيّينَ إِنّكُمُ اليَومَ فِي النّاسِ كَالأَحيَاءِ مِنَ المَوتَي فَلَا تَمُوتُوا بِمَوتِ الأَحيَاءِ

وَ قَالَ المَسِيحُ يَقُولُ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي يَحزَنُ عبَديِ‌َ المُؤمِنُ أَن أَصرِفَ عَنهُ الدّنيَا وَ ذَلِكَ أَحَبّ مَا يَكُونُ إلِيَ‌ّ وَ أَقرَبُ مَا يَكُونُ منِيّ‌ وَ يَفرَحُ أَن أُوَسّعَ عَلَيهِ فِي الدّنيَا وَ ذَلِكَ أَبغَضُ مَا يَكُونُ إلِيَ‌ّ وَ أَبعَدُ مَا يَكُونُ منِيّ‌وَ الحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ وَ صَلّي اللّهُ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ وَ سَلّمَ تَسلِيماً

بيان قوله فضول أي فضل علم وكمال و قوله إن قلوبكم بحيث تكون كنوزكم أي قلب كل أحد يكون دائما متعلقا بكنزه ألذي يدخره فإن كان كنزكم الأعمال الصالحة التي‌ تكنزونها في السماء تكون قلوبكم سماوية والغرض أن تعلق القلب بكنوز الدنيا وزخارفها لايجتمع مع حبه تعالي قوله يطرفون أي ينظرون ورمقته أرمقه أي نظرت إليه قوله أويقحل بالقاف والحاء المهملة أي ييبس وتفل كفرح تغيرت رائحته قوله أمل الوارثين أي الّذِينَ يَرِثُونَ الفِردَوسَ قوله و من سخر علي بناء المجهول من باب التفعيل والتسخير هوالتكليف والحمل علي العمل بغير أجرة قوله والجاهل يعتبر لعله علي بناء المجهول ويحتمل المعلوم أيضا أي بعد مايتبع هواه ويجد سوء عاقبته يعتبر به و قال الجزري‌ فيه تحرجوا أن يأكلوا معهم أي ضيقوا علي أنفسهم وتحرج فلان إذافعل فعلا يخرج به من الحرج أي الإثم والضيق .أَقُولُ قَالَ السّيّدُ ابنُ طَاوُسٍ رَحِمَهُ اللّهُ فِي سَعدِ السّعُودِقَرَأتُ فِي الإِنجِيلِ قَالَ عِيسَي ع سَمِعتُم مَا قِيلَ لِلأَوّلِينَ لَا تَزنُوا وَ أَنَا أَقُولُ لَكُم إِنّ مَن نَظَرَ إِلَي امرَأَةٍ فَاشتَهَاهَا فَقَد زَنَي بِهَا فِي قَلبِهِ إِن خَانَتكَ عَينُكَ اليُمنَي فَاقلَعهَا وَ أَلقِهَا عَنكَ لِأَنّهُ خَيرٌ


صفحه : 318

لَكَ أَن تُهلِكَ أَحَدَ أَعضَائِكَ وَ لَا تلُقيِ‌َ جَسَدَكَ كُلّهُ فِي نَارِ جَهَنّمَ وَ إِن شَكّكَتكَ يَدُكَ اليُمنَي فَاقطَعهَا وَ أَلقِهَا عَنكَ فَإِنّهُ خَيرٌ لَكَ أَن تُهلِكَ أَحَدَ أَعضَائِكَ مِن أَن يَذهَبَ كُلّ جَسَدِكَ فِي جَهَنّمَ. وَ فِي مَوضِعٍ آخَرَ قَالَ ع أَقُولُ لَكُم لَا تَهتَمّوا مَا ذَا تَأكُلُونَ وَ لَا مَا ذَا تَشرَبُونَ وَ لَا لِأَجسَادِكُم مَا تَلبَسُ أَ لَيسَ النّفسُ أَفضَلَ مِنَ المَأكَلِ وَ الجَسَدُ أَفضَلَ مِنَ اللّبَاسِ انظُرُوا إِلَي طُيُورِ السّمَاءِ التّيِ‌ لَا تَزرَعُ وَ لَا تَحصُدُ وَ لَا تَحزَنُ وَ رَبّكُمُ السمّاَويِ‌ّ يَقُوتُهَا أَ لَيسَ أَنتُم أَفضَلَ مِنهُم مَن مِنكُم يَهتَمّ فَيَقدِرَ أَن يَزِيدَ عَلَي قَامَتِهِ ذِرَاعاً وَاحِدَةً فَلِمَا ذَا تَهتَمّونَ بِاللّبَاسِ وَ قَالَ ع فِي مَوضِعٍ آخَرَ أَيّ إِنسَانٍ مِنكُم يَسأَلُهُ ابنُهُ خُبزاً فَيُعطِيَهِ حَجَراً أَو يَسأَلُهُ شَملَةً فَيُعطِيَهِ حَيّةً فَإِذَا كُنتُم أَنتُم الأَشرَارُ تَعرِفُونَ تُعطُونَ العَطَايَا الصّالِحَةَ لِأَبنَائِكُم فَكَانَ بِالأَحرَي رَبّكُم أَن يُعطِيَكُمُ الخَيرَاتِ لِمَن يَسأَلُهُ وَ فِي مَوضِعٍ آخَرَ قَالَ وَاحِدٌ مِن تَلَامِيذِهِ ائذَن لِي أَوّلًا يَا سيَدّيِ‌ أَن أمَضيِ‌َ فأَوُاَريِ‌َ أَبِي فَقَالَ لَهُ عِيسَي ع دَعِ المَوتَي يَدفِنُونَ مَوتَاهُم وَ اتبّعِنيِ‌

17- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ هَاشِمٍ عَنِ الدّهقَانِ عَن دُرُستَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ المَسِيحُ ع يَقُولُ مَن كَثُرَ هَمّهُ سَقِمَ بَدَنُهُ وَ مَن سَاءَ خُلُقُهُ عَذّبَ نَفسَهُ وَ مَن كَثُرَ كَلَامُهُ كَثُرَ سَقَطُهُ وَ مَن كَثُرَ كَذِبُهُ ذَهَبَ بَهَاؤُهُ وَ مَن


صفحه : 319

لَاحَي الرّجَالَ ذَهَبَت مُرُوءَتُهُ

18- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ هَاشِمٍ عَنِ ابنِ مَرّارٍ عَن يُونُسَ عَنِ ابنِ أَسبَاطٍ عَنِ البطَاَئنِيِ‌ّ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَوحَي إِلَي عِيسَي ابنِ مَريَمَ ع يَا عِيسَي مَا أَكرَمتُ خَلِيقَةً بِمِثلِ ديِنيِ‌ وَ لَا أَنعَمتُ عَلَيهَا بِمِثلِ رحَمتَيِ‌ اغسِل بِالمَاءِ مِنكَ مَا ظَهَرَ وَ دَاوِ بِالحَسَنَاتِ مَا بَطَنَ فَإِنّكَ إلِيَ‌ّ رَاجِعٌ فَشَمّر فَكُلّ مَا هُوَ آتٍ قَرِيبٌ وَ أسَمعِنيِ‌ مِنكَ صَوتاً حَزِيناً

19-فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمّدٍ عَن سُلَيمَانَ بنِ دَاوُدَ رَفَعَهُ إِلَي عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع قَالَ مَكتُوبٌ فِي الإِنجِيلِ لَا تَطلُبُوا عِلمَ مَا لَا تَعلَمُونَ وَ لَمّا عَمِلتُم[ لَمّا تَعمَلُوا]بِمَا عَلِمتُم فَإِنّ العِلمَ إِذَا لَم يُعمَل بِهِ لَم يَزدَد مِنَ اللّهِ إِلّا بُعداً الخَبَرَ

20-ل ،[الخصال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ الأصَبهَاَنيِ‌ّ عَنِ المنِقرَيِ‌ّ عَن سُفيَانَ بنِ عُيَينَةَ عَنِ الزهّريِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع قَالَ قَالَ المَسِيحُ ع لِلحَوَارِيّينَ إِنّمَا الدّنيَا قَنطَرَةٌ فَاعبُرُوهَا وَ لَا تَعمُرُوهَا

21-ل ،[الخصال ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَنِ السعّدآَباَديِ‌ّ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن زِيَادِ بنِ المُنذِرِ عَنِ ابنِ طَرِيفٍ عَنِ ابنِ نُبَاتَةَ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ قَالَ عِيسَي ابنُ مَريَمَ ع الدّينَارُ دَاءُ الدّينِ وَ العَالِمُ طَبِيبُ الدّينِ فَإِذَا رَأَيتُمُ الطّبِيبَ يَجُرّ الدّاءَ إِلَي نَفسِهِ فَاتّهِمُوهُ وَ اعلَمُوا أَنّهُ غَيرُ نَاصِحٍ لِغَيرِهِ

22-ل ،[الخصال ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَنِ الحمِيرَيِ‌ّ عَنِ ابنِ هَاشِمٍ عَنِ ابنِ مَيمُونٍ عَن جَعفَرِ


صفحه : 320

بنِ مُحَمّدٍ عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ قَالَ عِيسَي ابنُ مَريَمَ ع طُوبَي لِمَن كَانَ صَمتُهُ فِكراً وَ نَظَرُهُ عِبَراً وَ وَسِعَهُ بَيتُهُ وَ بَكَي عَلَي خَطِيئَتِهِ وَ سَلِمَ النّاسُ مِن يَدِهِ وَ لِسَانِهِ

23- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَنِ الصّدُوقِ عَنِ ابنِ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَنِ ابنِ أَسبَاطٍ عَنِ البطَاَئنِيِ‌ّ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَوحَي اللّهُ إِلَي عِيسَي ابنِ مَريَمَ ع يَا عِيسَي هَب لِي مِن عَينَيكَ الدّمُوعَ وَ مِن قَلبِكَ الخُشُوعَ وَ اكحُل عَينَيكَ بِمِيلِ الحُزنِ إِذَا ضَحِكَ البَطّالُونَ وَ قُم عَلَي قُبُورِ الأَموَاتِ فَنَادِهِم بِالصّوتِ الرّفِيعِ لَعَلّكَ تَأخُذُ مَوعِظَتَكَ مِنهُم وَ قُل إنِيّ‌ لَاحِقٌ فِي اللّاحِقِينَ

24- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَن أَحمَدَ بنِ الوَلِيدِ عَن أَبِيهِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ القاَساَنيِ‌ّ عَنِ الأصَبهَاَنيِ‌ّ عَنِ المنِقرَيِ‌ّ عَن حَفصٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ قَالَ عِيسَي ابنُ مَريَمَ ع لِأَصحَابِهِ تَعمَلُونَ لِلدّنيَا وَ أَنتُم تُرزَقُونَ فِيهَا بِغَيرِ عَمَلٍ وَ لَا تَعمَلُونَ لِلآخِرَةِ وَ لَا تُرزَقُونَ فِيهَا إِلّا بِالعَمَلِ وَيلَكُم عُلَمَاءَ السّوءِ الأُجرَةَ تَأخُذُونَ وَ العَمَلَ لَا تَصنَعُونَ يُوشِكُ رَبّ العَمَلِ أَن يَطلُبَ عَمَلَهُ وَ تُوشِكُوا أَن تَخرُجُوا مِنَ الدّنيَا إِلَي ظُلمَةِ القَبرِ كَيفَ يَكُونُ مِن أَهلِ العِلمِ مَن مَصِيرُهُ إِلَي آخِرَتِهِ وَ هُوَ مُقبِلٌ عَلَي دُنيَاهُ وَ مَا يَضُرّهُ أَشهَي إِلَيهِ مِمّا يَنفَعُهُ

25- ع ،[علل الشرائع ]بِإِسنَادِ العمَريِ‌ّ عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع أَنّ النّبِيّص قَالَمَرّ أخَيِ‌ عِيسَي ع بِمَدِينَةٍ وَ فِيهَا رَجُلٌ وَ امرَأَةٌ يَتَصَايَحَانِ فَقَالَ مَا شَأنُكُمَا قَالَ يَا نبَيِ‌ّ اللّهِ هَذِهِ امرأَتَيِ‌ وَ لَيسَ بِهَا بَأسٌ صَالِحَةٌ وَ لكَنِيّ‌ أُحِبّ فِرَاقَهَا قَالَ فأَخَبرِنيِ‌ عَلَي كُلّ حَالٍ مَا شَأنُهَا قَالَ هيِ‌َ خَلَقَةُ الوَجهِ مِن غَيرِ كِبَرٍ قَالَ لَهَا يَا امرَأَةُ أَ تُحِبّينَ أَن يَعُودَ مَاءُ وَجهِكِ طَرِيّاً قَالَت نَعَم قَالَ لَهَا إِذَا أَكَلتِ فَإِيّاكِ أَن تشَبعَيِ‌ لِأَنّ الطّعَامَ إِذَا


صفحه : 321

تَكَاثَرَ عَلَي الصّدرِ فَزَادَ فِي القَدرِ ذَهَبَ مَاءُ الوَجهِ فَفَعَلَت ذَلِكَ فَعَادَ وَجهُهَا طَرِيّاً

26- وَ قَالَص مَرّ أخَيِ‌ عِيسَي ع بِمَدِينَةٍ وَ إِذَا فِي ثِمَارِهَا الدّودُ فَشَكَوا إِلَيهِ مَا بِهِم فَقَالَ دَوَاءُ هَذَا مَعَكُم وَ لَيسَ تَعلَمُونَ أَنتُم قَومٌ إِذَا غَرَستُمُ الأَشجَارَ صَبَبتُمُ التّرَابَ ثُمّ صَبَبتُمُ المَاءَ وَ لَيسَ هَكَذَا يَجِبُ بَل ينَبغَيِ‌ أَن تَصُبّوا المَاءَ فِي أُصُولِ الشّجَرِ ثُمّ تَصُبّوا التّرَابَ لِكَيلَا يَقَعَ فِيهِ الدّودُ فَاستَأنَفُوا كَمَا وَصَفَ فَذَهَبَ ذَلِكَ عَنهُم

27- وَ قَالَص مَرّ أخَيِ‌ عِيسَي ع بِمَدِينَةٍ وَ إِذَا وُجُوهُهُم صُفرٌ وَ عُيُونُهُم زُرقٌ فَصَاحُوا إِلَيهِ وَ شَكَوا مَا بِهِم مِنَ العِلَلِ فَقَالَ دَوَاؤُهُ مَعَكُم أَنتُم إِذَا أَكَلتُمُ اللّحمَ طَبَختُمُوهُ غَيرَ مَغسُولٍ وَ لَيسَ يَخرُجُ شَيءٌ مِنَ الدّنيَا إِلّا بِجَنَابَةٍ فَغَسَلُوا بَعدَ ذَلِكَ لُحُومَهُم فَذَهَبَت أَمرَاضُهُم

28- وَ قَالَ مَرّ أخَيِ‌ عِيسَي ع بِمَدِينَةٍ وَ إِذَا أَهلُهَا أَسنَانُهُم مُنتَثِرَةٌ وَ وُجُوهُهُم مُنتَفِخَةٌ فَشَكَوا إِلَيهِ فَقَالَ أَنتُم إِذَا نِمتُم تُطبِقُونَ أَفوَاهَكُم فتَغَليِ‌ الرّيحُ فِي الصّدُورِ حَتّي تَبلُغَ إِلَي الفَمِ فَلَا يَكُونُ لَهَا مَخرَجٌ فَتُرَدّ إِلَي أُصُولِ الأَسنَانِ فَيَفسُدُ الوَجهُ فَإِذَا نِمتُم فَافتَحُوا شِفَاهَكُم وَ صَيّرُوهُ لَكُم خُلُقاً فَفَعَلُوا فَذَهَبَ ذَلِكَ عَنهُم

29- مع ،[معاني‌ الأخبار] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ حَدِيدٍ عَمّن ذَكَرَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ عِيسَي ابنُ مَريَمَ ع فِي خُطبَتِهِ قَامَ لَهَا فِي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ أَصبَحتُ فِيكُم وَ إدِاَميِ‌َ الجُوعُ وَ طعَاَميِ‌ مَا تُنبِتُ الأَرضُ لِلوُحُوشِ وَ الأَنعَامِ وَ سرِاَجيِ‌َ القَمَرُ وَ فرِاَشيِ‌َ التّرَابُ وَ وسِاَدتَيِ‌َ الحَجَرُ لَيسَ لِي بَيتٌ يَخرُبُ وَ لَا مَالٌ يَتلَفُ وَ لَا وَلَدٌ يَمُوتُ وَ لَا امرَأَةٌ تَحزَنُ أَصبَحتُ وَ لَيسَ لِي شَيءٌ وَ أَمسَيتُ وَ لَيسَ لِي شَيءٌ وَ أَنَا أَغنَي وُلدِ آدَمَ

30- مع ،[معاني‌ الأخبار] أَبِي عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن أَحمَدَ بنِ سَهلٍ الأزَديِ‌ّ


صفحه : 322

العَابِدِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا فَروَةَ الأنَصاَريِ‌ّ وَ كَانَ مِنَ السّائِحِينَ يَقُولُ قَالَ عِيسَي ابنُ مَريَمَ ع يَا مَعشَرَ الحَوَارِيّينَ بِحَقّ أَقُولُ لَكُم إِنّ النّاسَ يَقُولُونَ إِنّ البِنَاءَ بِأَسَاسِهِ وَ أَنَا لَا أَقُولُ لَكُم كَذَلِكَ قَالُوا فَمَا ذَا تَقُولُ يَا رُوحَ اللّهِ قَالَ بِحَقّ أَقُولُ لَكُم إِنّ آخِرَ حَجَرٍ يَضَعُهُ العَامِلُ هُوَ الأَسَاسُ قَالَ أَبُو فَروَةَ إِنّمَا أَرَادَ خَاتِمَةَ الأَمرِ

31- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ بِإِسنَادِهِ عَن شَقِيقٍ البلَخيِ‌ّ عَمّن أَخبَرَهُ مِن أَهلِ العِلمِ قَالَ قِيلَ لِعِيسَي ابنِ مَريَمَ ع كَيفَ أَصبَحتَ يَا رُوحَ اللّهِ قَالَ أَصبَحتُ وَ ربَيّ‌ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي مِن فوَقيِ‌ وَ النّارُ أمَاَميِ‌ وَ المَوتُ فِي طلَبَيِ‌ لَا أَملِكُ مَا أَرجُو وَ لَا أُطِيقُ دَفعَ مَا أَكرَهُ فأَيَ‌ّ فَقِيرٍ أَفقَرُ منِيّ‌ الخَبَرَ

32- مع ،[معاني‌ الأخبار] أَبِي عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَن يَعقُوبَ بنِ يَزِيدَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَمرٍو عَن صَالِحِ بنِ سَعِيدٍ عَن أَخِيهِ سَهلٍ الحلُواَنيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَبَينَا عِيسَي ابنُ مَريَمَ فِي سِيَاحَتِهِ إِذ مَرّ بِقَريَةٍ فَوَجَدَ أَهلَهَا مَوتَي فِي الطّرِيقِ وَ الدّورِ قَالَ فَقَالَ إِنّ هَؤُلَاءِ مَاتُوا بِسَخطَةٍ وَ لَو مَاتُوا بِغَيرِهَا تَدَافَنُوا قَالَ فَقَالَ أَصحَابُهُ وَدِدنَا أَنّا عَرَفنَا قِصّتَهُم فَقِيلَ لَهُ نَادِهِم يَا رُوحَ اللّهِ قَالَ فَقَالَ يَا أَهلَ القَريَةِ قَالَ فَأَجَابَهُ مُجِيبٌ مِنهُم لَبّيكَ يَا رُوحَ اللّهِ قَالَ مَا حَالُكُم وَ مَا قِصّتُكُم قَالَ أَصبَحنَا فِي عَافِيَةٍ وَ بِتنَا فِي الهَاوِيَةِ قَالَ فَقَالَ وَ مَا الهَاوِيَةُ فَقَالَ بِحَارٌ مِن نَارٍ فِيهَا جِبَالٌ مِنَ النّارِ قَالَ وَ مَا بَلَغَ بِكُم مَا أَرَي قَالَ حُبّ الدّنيَا وَ عِبَادَةُ الطّاغُوتِ قَالَ وَ مَا بَلَغَ مِن حُبّكُمُ الدّنيَا قَالَ كَحُبّ الصبّيِ‌ّ لِأُمّهِ إِذَا أَقبَلَت فَرِحَ وَ إِذَا أَدبَرَت حَزِنَ قَالَ وَ مَا بَلَغَ مِن عِبَادَتِكُمُ الطّوَاغِيتَ قَالَ كَانُوا إِذَا أَمَرُونَا أَطَعنَاهُم قَالَ فَكَيفَ أَنتَ أجَبَتنَيِ‌ مِن بَينِهِم قَالَ لِأَنّهُم مُلجَمُونَ بِلُجُمٍ مِن نَارٍ عَلَيهِم مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ وَ إنِيّ‌ كُنتُ فِيهِم وَ لَم أَكُن مِنهُم فَلَمّا أَصَابَهُمُ العَذَابُ أصَاَبنَيِ‌ مَعَهُم فَأَنَا مُتَعَلّقٌ بِشَعرَةٍ عَلَي شَفِيرِ جَهَنّمَ أَخَافُ أَن أُكَبكَبَ فِي النّارِ قَالَ


صفحه : 323

فَقَالَ عِيسَي ع لِأَصحَابِهِ إِنّ النّومَ عَلَي المَزَابِلِ وَ أَكلَ خُبزِ الشّعِيرِ خَيرٌ كَثِيرٌ مَعَ سَلَامَةِ الدّينِ

33-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ بِإِسنَادِهِ إِلَي ابنِ أُورَمَةَ عَن عِيسَي بنِ العَبّاسِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الكَرِيمِ التفّليِسيِ‌ّ عَن عَبدِ المُؤمِنِ بنِ مُحَمّدٍ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَوحَي اللّهُ تَعَالَي جَلّت عَظَمَتُهُ إِلَي عِيسَي ع جِدّ فِي أمَريِ‌ وَ لَا تَترُك إنِيّ‌ خَلَقتُكَ مِن غَيرِ فَحلٍ آيَةً لِلعَالَمِينَ أَخبِرهُم آمِنُوا بيِ‌ وَ برِسَوُليِ‌َ النّبِيّ الأمُيّ‌ّ نَسلُهُ مِن مُبَارَكَةٍ وَ هيِ‌َ مَعَ أُمّكَ فِي الجَنّةِ طُوبَي لِمَن سَمِعَ كَلَامَهُ وَ أَدرَكَ زَمَانَهُ وَ شَهِدَ أَيّامَهُ قَالَ عِيسَي يَا رَبّ وَ مَا طُوبَي قَالَ شَجَرَةٌ فِي الجَنّةِ تَحتَهَا عَينٌ مَن شَرِبَ مِنهَا شَربَةً لَم يَظمَأ بَعدَهَا أَبَداً قَالَ عِيسَي يَا رَبّ اسقنِيِ‌ مِنهَا شَربَةً قَالَ كَلّا يَا عِيسَي إِنّ تِلكَ العَينَ مُحَرّمَةٌ عَلَي الأَنبِيَاءِ حَتّي يَشرَبَهَا ذَلِكَ النّبِيّ وَ تِلكَ الجَنّةَ مُحَرّمَةٌ عَلَي الأُمَمِ حَتّي يَدخُلَهَا أُمّةُ ذَلِكَ النّبِيّ

34-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]الصّدُوقُ بِإِسنَادِهِ عَنِ ابنِ سِنَانٍ قَالَ قَالَ الصّادِقُ ع قَالَ عِيسَي ابنُ مَريَمَ ع لِجَبرَئِيلَ مَتَي قِيَامُ السّاعَةِ فَانتَفَضَ جَبرَئِيلُ انتِفَاضَةً أغُميِ‌َ عَلَيهِ مِنهَا فَلَمّا أَفَاقَ قَالَ يَا رُوحَ اللّهِ مَا المَسئُولُ أَعلَمَ بِهَا مِنَ السّائِلِ وَ لَهُ مَن[ فِي]السّمَاوَاتِ وَ الأَرضِ لَا تَأتِيكُم إِلّا بَغتَةً وَ قَالَ الحَوَارِيّونَ لِعِيسَي يَا مُعَلّمَ الخَيرِ عَلّمنَا أَيّ الأَشيَاءِ أَشَدّ قَالَ أَشَدّ الأَشيَاءِ غَضَبُ اللّهِ قَالُوا فَبِمَا يُتّقَي غَضَبُ اللّهِ قَالَ بِأَن لَا تَغضَبُوا قَالُوا وَ مَا بَدءُ الغَضَبِ قَالَ الكِبرُ وَ التّجَبّرُ وَ مَحقَرَةُ النّاسِ

35-ختص ،[الإختصاص ]الصّدُوقُ عَنِ ابنِ المُتَوَكّلِ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ البزَنَطيِ‌ّ عَن عَبدِ الكَرِيمِ بنِ عَمرٍو عَن أَبِي الرّبِيعِ الشاّميِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ عِيسَي ابنَ مَريَمَ ع قَالَ دَاوَيتُ المَرضَي فَشَفَيتُهُم بِإِذنِ اللّهِ وَ أَبرَأتُ الأَكمَهَ وَ الأَبرَصَ بِإِذنِ اللّهِ وَ عَالَجتُ


صفحه : 324

المَوتَي فَأَحيَيتُهُم بِإِذنِ اللّهِ وَ عَالَجتُ الأَحمَقَ فَلَم أَقدِر عَلَي إِصلَاحِهِ فَقِيلَ يَا رُوحَ اللّهِ وَ مَا الأَحمَقُ قَالَ المُعجَبُ بِرَأيِهِ وَ نَفسِهِ ألّذِي يَرَي الفَضلَ كُلّهُ لَهُ لَا عَلَيهِ وَ يُوجِبُ الحَقّ كُلّهُ لِنَفسِهِ وَ لَا يُوجِبُ عَلَيهَا حَقّاً فَذَلِكَ الأَحمَقُ ألّذِي لَا حِيلَةَ فِي مُدَاوَاتِهِ

36-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ بِإِسنَادِهِ عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَنِ البزَنَطيِ‌ّ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ إِنّ عِيسَي ع مَرّ بِقَومٍ مُجَلّبِينَ فَسَأَلَ عَنهُم فَقِيلَ بِنتُ فُلَانٍ تُهدَي إِلَي بَيتِ فُلَانٍ فَقَالَ صَاحِبَتُهُم مَيّتَةٌ مِن لَيلَتِهِم فَلَمّا كَانَ مِنَ الغَدِ قِيلَ إِنّهَا حَيّةٌ فَذَهَبَ مَعَ النّاسِ إِلَي دَارِهَا فَخَرَجَ زَوجُهَا فَقَالَ لَهُ سَل زَوجَتَكَ مَا فَعَلَتِ البَارِحَةَ مِنَ الخَيرِ فَقَالَت مَا فَعَلتُ شَيئاً إِلّا أَنّ سَائِلًا كَانَ يأَتيِنيِ‌ كُلّ لَيلَةِ جُمُعَةٍ فِيمَا مَضَي وَ إِنّهُ جَاءَنَا لَيلَتَنَا فَهَتَفَ فَلَم يُجَب فَقَالَ عَزّ عَلَيّ أَنّهَا لَا تَسمَعُ صوَتيِ‌ وَ عيِاَليِ‌ يَبقُونَ اللّيلَةَ جِيَاعاً فَقُمتُ مُتَنَكّرَةً فَأَنَلتُهُ مِقدَارَ مَا كُنتُ أُنِيلُهُ فِيمَا مَضَي قَالَ عِيسَي ع تنَحَيّ‌ عَن مَجلِسِكِ فَتَنَحّت فَإِذَا تَحتَ ثِيَابِهَا أَفعًي عَاضّ عَلَي ذَنَبِهِ فَقَالَ بِمَا تَصَدّقتِ صُرِفَ عَنكِ هَذَا

37-جا،[المجالس للمفيد] أَحمَدُ بنُ الوَلِيدِ عَن أَبِيهِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ مَعرُوفٍ عَنِ ابنِ مَهزِيَارَ عَن رَجُلٍ عَن وَاصِلِ بنِ سُلَيمَانَ عَنِ ابنِ سِنَانٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ كَانَ المَسِيحُ ع يَقُولُ لِأَصحَابِهِ إِن كُنتُم أحَبِاّئيِ‌ وَ إخِواَنيِ‌ فَوَطّنُوا أَنفُسَكُم عَلَي العَدَاوَةِ وَ البَغضَاءِ مِنَ النّاسِ فَإِن لَم تَفعَلُوا فَلَستُم بإِخِواَنيِ‌ إِنّمَا أُعَلّمُكُم لِتَعمَلُوا وَ لَا أُعَلّمُكُم لِتُعجَبُوا إِنّكُم لَن تَنَالُوا مَا تُرِيدُونَ إِلّا بِتَركِ مَا تَشتَهُونَ وَ بِصَبرِكُم عَلَي مَا


صفحه : 325

تَكرَهُونَ وَ إِيّاكُم وَ النّظرَةَ فَإِنّهَا تَزرَعُ فِي قَلبِ صَاحِبِهَا الشّهوَةَ وَ كَفَي بِهَا لِصَاحِبِهَا فِتنَةً يَا طُوبَي لِمَن يَرَي بِعَينَيهِ الشّهَوَاتِ وَ لَم يَعمَل بِقَلبِهِ المعَاَصيِ‌َ مَا أَبعَدَ مَا قَد فَاتَ وَ أَدنَي مَا هُوَ آتٍ وَيلٌ لِلمُغتَرّينَ لَو قَد آزَفَهُم مَا يَكرَهُونَ وَ فَارَقَهُمُ مَا يُحِبّونَ وَ جَاءَهُم مَا يُوعَدُونَ فِي خَلقِ هَذَا اللّيلِ وَ النّهَارِ مُعتَبَرٌ وَيلٌ لِمَن كَانَتِ الدّنيَا هَمّهُ وَ الخَطَايَا عَمَلَهُ كَيفَ يَفتَضِحُ غَداً عِندَ رَبّهِ وَ لَا تُكثِرُوا الكَلَامَ فِي غَيرِ ذِكرِ اللّهِ فَإِنّ الّذِينَ يُكثِرُونَ الكَلَامَ فِي غَيرِ ذِكرِ اللّهِ قَاسِيَةٌ قُلُوبُهُم وَ لَكِن لَا يَعلَمُونَ لَا تَنظُرُوا إِلَي عُيُوبِ النّاسِ كَأَنّكُم رئايا[رَعَايَا]عَلَيهِم وَ لَكِنِ انظُرُوا فِي خَلَاصِ أَنفُسِكُم فَإِنّمَا أَنتُم عَبِيدٌ مَملُوكُونَ إِلَي كَم يَسِيلُ المَاءُ عَلَي الجَبَلِ لَا يَلِينُ إِلَي كَم تَدرُسُونَ الحِكمَةَ لَا يَلِينُ عَلَيهَا قُلُوبُكُم عَبِيدُ السّوءِ فَلَا عَبِيدٌ أَتقِيَاءُ وَ لَا أَحرَارٌ كِرَامٌ إِنّمَا مَثَلُكُم كَمَثَلِ الدّفلَي يُعجَبُ بِزَهرِهَا مَن يَرَاهَا وَ يُقتَلُ مَن طَعِمَهَا وَ السّلَامُ

بيان قال الفيروزآبادي‌ الدفل بالكسر وكذكري نبت مر فارسيته خرزهره قتال زهره كالورد الأحمر وحمله كالخرنوب

38-عدة،[عدة الداعي‌] قَالَ عِيسَي ع بِحَقّ أَقُولُ لَكُم كَمَا نظر[يَنظُرُ]المَرِيضُ إِلَي الطّعَامِ فَلَا يَلتَذّ بِهِ مِن شِدّةِ الوَجَعِ كَذَلِكَ صَاحِبُ الدّنيَا لَا يَلتَذّ بِالعِبَادَةِ وَ لَا يَجِدُ حَلَاوَتَهَا مَعَ مَا يَجِدُهُ مِن حَلَاوَةِ الدّنيَا بِحَقّ أَقُولُ لَكُم كَمَا أَنّ الدّابّةَ إِذَا لَم تُركَب وَ تُمتَهَن تَصَعّبَت وَ تَغَيّرَ خُلُقُهَا كَذَلِكَ القُلُوبُ إِذَا لَم تُرَقّق بِذِكرِ المَوتِ وَ بِنَصَبِ العِبَادَةِ تَقسُو وَ تَغلُظُ


صفحه : 326

وَ بِحَقّ أَقُولُ لَكُم إِنّ الزّقّ إِذَا لَم يَنخَرِق يُوشِكُ أَن يَكُونَ وِعَاءَ العَسَلِ كَذَلِكَ القُلُوبُ إِذَا لَم تَخرِقهَا الشّهَوَاتُ أَو يُدَنّسهَا الطّمَعُ أَو يُقسِهَا النّعِيمُ فَسَوفَ تَكُونُ أَوعِيَةَ الحِكمَةِ

39- وَ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ فِي الإِنجِيلِ أَنّ عِيسَي ع قَالَ أللّهُمّ ارزقُنيِ‌ غُدوَةً رَغِيفاً مِن شَعِيرٍ وَ عَشِيّةً رَغِيفاً مِن شَعِيرٍ وَ لَا ترَزقُنيِ‌ فَوقَ ذَلِكَ فَأَطغَي

40-نبه ،[تنبيه الخاطر] أَوحَي اللّهُ إِلَي عِيسَي ع أَن كُن لِلنّاسِ فِي الحِلمِ كَالأَرضِ تَحتَهُم وَ فِي السّخَاءِ كَالمَاءِ الجاَريِ‌ وَ فِي الرّحمَةِ كَالشّمسِ وَ القَمَرِ فَإِنّهُمَا يَطلُعَانِ عَلَي البَرّ وَ الفَاجِرِ

41- وَ قَالَ ع مَن ذَا ألّذِي يبَنيِ‌ عَلَي مَوجِ البَحرِ دَاراً تِلكُمُ الدّنيَا فَلَا تَتّخِذُوهَا قَرَاراً

42- وَ صَنَعَ عِيسَي ع لِلحَوَارِيّينَ طَعَاماً فَلَمّا أَكَلُوا وَضّأَهُم بِنَفسِهِ قَالُوا يَا رُوحَ اللّهِ نَحنُ أَولَي أَن نَفعَلَهُ مِنكَ قَالَ إِنّمَا فَعَلتُ هَذَا لِتَفعَلُوهُ بِمَن تُعَلّمُونَ

43- وَ قَالَ ع هَولٌ لَا تدَريِ‌ مَتَي يَغشَاكَ لِمَ لَا تَستَعِدّ لَهُ قَبلَ أَن يَفجَأَكَ

44- وَ قِيلَ لَهُ ع مَن أَدّبَكَ قَالَ مَا أدَبّنَيِ‌ أَحَدٌ رَأَيتُ قُبحَ الجَهلِ فَجَانَبتُهُ


صفحه : 327

45- وَ قَالَ ع طُوبَي لِمَن تَرَكَ شَهوَةً حَاضِرَةً لِمَوعُودٍ لَم يَرَهُ

46- وَ روُيِ‌َ أَنّهُ ع مَرّ مَعَ الحَوَارِيّينَ عَلَي جِيفَةٍ فَقَالَ الحَوَارِيّونَ مَا أَنتَنَ رِيحَ هَذَا الكَلبِ فَقَالَ عِيسَي ع مَا أَشَدّ بَيَاضَ أَسنَانِهِ

47- وَ قَالَ ع لَا تَتّخِذُوا الدّنيَا رَبّاً فَتَتّخِذَكُم عَبِيداً اكنِزُوا كَنزَكُم عِندَ مَن لَا يُضَيّعُهُ فَإِنّ صَاحِبَ كَنزِ الدّنيَا يُخَافُ عَلَيهِ الآفَةُ وَ صَاحِبُ كَنزِ اللّهِ لَا يُخَافُ عَلَيهِ الآفَةُ

48- وَ قَالَ ع يَا مَعشَرَ الحَوَارِيّينَ إنِيّ‌ قَد أَكبَبتُ لَكُمُ الدّنيَا عَلَي وَجهِهَا فَلَا تَنعَشُوهَا بعَديِ‌ فَإِنّ مِن خُبثِ الدّنيَا أَن عصُيِ‌َ اللّهُ فِيهَا وَ إِنّ مِن خُبثِ الدّنيَا أَنّ الآخِرَةَ لَا تُدرَكُ إِلّا بِتَركِهَا فَاعبُرُوا الدّنيَا وَ لَا تَعمُرُوهَا وَ اعلَمُوا أَنّ أَصلَ كُلّ خَطِيئَةٍ حُبّ الدّنيَا وَ رُبّ شَهوَةٍ أَورَثَت أَهلَهَا حُزناً طَوِيلًا

49- وَ قَالَ ع إنِيّ‌ بَطَحتُ لَكُمُ الدّنيَا وَ جَلَستُم عَلَي ظَهرِهَا فَلَا يُنَازِعَنّكُم فِيهَا إِلّا المُلُوكُ وَ النّسَاءُ فَأَمّا المُلُوكُ فَلَا تُنَازِعُوهُمُ الدّنيَا فَإِنّهُم لَم يَتَعَرّضُوا لَكُم مَا تَرَكتُم دُنيَاهُم وَ أَمّا النّسَاءُ فَاتّقُوهُنّ بِالصّومِ وَ الصّلَاةِ

50- وَ قَالَ ع لَا يَستَقِيمُ حُبّ الدّنيَا وَ الآخِرَةِ فِي قَلبِ مُؤمِنٍ كَمَا لَا يَستَقِيمُ المَاءُ وَ النّارُ فِي إِنَاءٍ وَاحِدٍ

51- وَ قِيلَ لَهُ ع لَو اتّخَذتَ بَيتاً قَالَ يَكفِينَا خُلقَانُ مَن كَانَ قَبلَنَا


صفحه : 328

52- وَ روُيِ‌َ أَنّ عِيسَي ع اشتَدّ بِهِ المَطَرُ وَ الرّعدُ يَوماً فَجَعَلَ يَطلُبُ شَيئاً يَلجَأُ إِلَيهِ فَرُفِعَت لَهُ خَيمَةٌ مِن بَعِيدٍ فَأَتَاهَا فَإِذَا فِيهَا امرَأَةٌ فَحَادّ عَنهَا فَإِذَا هُوَ بِكَهفٍ فِي جَبَلٍ فَأَتَاهُ فَإِذَا فِيهِ أَسَدٌ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيهِ وَ قَالَ إلِهَيِ‌ لِكُلّ شَيءٍ مَأوًي وَ لَم تَجعَل لِي مَأوًي فَأَوحَي اللّهُ تَعَالَي إِلَيهِ مَأوَاكَ فِي مُستَقَرّ رحَمتَيِ‌ وَ عزِتّيِ‌ لَأُزَوّجَنّكَ يَومَ القِيَامَةِ مِائَةَ حُورِيّةٍ خَلَقتُهَا بيِدَيِ‌ وَ لَأُطعِمَنّ فِي عُرسِكَ أَربَعَةَ آلَافِ عَامٍ يَومٌ مِنهَا كَعُمُرِ الدّنيَا وَ لَآمُرَنّ مُنَادِياً ينُاَديِ‌ أَينَ الزّهّادُ فِي الدّنيَا احضُرُوا عُرسَ الزّاهِدِ عِيسَي ابنِ مَريَمَ

53- وَ قَالَ عِيسَي وَيلٌ لِصَاحِبِ الدّنيَا كَيفَ يَمُوتُ وَ يَترُكُهَا وَ يَأمَنُهَا وَ تَغُرّهُ وَ يَثِقُ بِهَا وَ تَخذُلُهُ وَيلٌ لِلمُغتَرّينَ كَيفَ رَهَقَهُم مَا يَكرَهُونَ وَ فَارَقَهُمُ مَا يُحِبّونَ وَ جَاءَهُم مَا يُوعَدُونَ وَ وَيلٌ لِمَنِ الدّنيَا هَمّهُ وَ الخَطَايَا أَمَلُهُ كَيفَ يَفتَضِحُ غَداً عِندَ اللّهِ

54- وَ قِيلَ لِعِيسَي ع عَلّمنَا عَمَلًا وَاحِداً يُحِبّنَا اللّهُ عَلَيهِ قَالَ أَبغِضُوا الدّنيَا يُحبِبكُمُ اللّهُ

55- وَ روُيِ‌َ أَنّ عِيسَي ع كُوشِفَ بِالدّنيَا فَرَآهَا فِي صُورَةِ عَجُوزٍ هَتمَاءَ عَلَيهَا مِن كُلّ زِينَةٍ فَقَالَ لَهَا كَم تَزَوّجتِ فَقَالَت لَا أُحصِيهِم قَالَ وَ كُلّهُم مَاتَ عَنكِ أَو كُلّهُم طَلّقَكِ قَالَت بَل كُلّهُم قَتَلتُ فَقَالَ عِيسَي ع بُؤساً لِأَزوَاجِكِ البَاقِينَ كَيفَ تُهلِكُهُم وَاحِداً وَاحِداً وَ لَم يَكُونُوا مِنكِ عَلَي حَذَرٍ

بيان قال الفيروزآبادي‌ هتم كفرح انكسرت ثناياه من أصولها فهو أهتم

56-نبه ،[تنبيه الخاطر] أَوحَي اللّهُ تَعَالَي إِلَي عِيسَي إِذَا أَنعَمتُ عَلَيكَ بِنِعمَةٍ فَاستَقبِلهَا بِالِاستِكَانَةِ أُتمِمهَا عَلَيكَ


صفحه : 329

57- وَ قِيلَ بَينَمَا عِيسَي ابنُ مَريَمَ ع جَالِسٌ وَ شَيخٌ يَعمَلُ بِمِسحَاةٍ وَ يُثِيرُ الأَرضَ فَقَالَ عِيسَي ع أللّهُمّ انزِع مِنهُ الأَمَلَ فَوَضَعَ الشّيخُ المِسحَاةَ وَ اضطَجَعَ فَلَبِثَ سَاعَةً فَقَالَ عِيسَي أللّهُمّ اردُد إِلَيهِ الأَمَلَ فَقَامَ فَجَعَلَ يَعمَلُ فَسَأَلَهُ عِيسَي عَن ذَلِكَ فَقَالَ بَينَمَا أَنَا أَعمَلُ إِذ قَالَت لِي نفَسيِ‌ إِلَي مَتَي تَعمَلُ وَ أَنتَ شَيخٌ كَبِيرٌ فَأَلقَيتُ المِسحَاةَ وَ اضطَجَعتُ ثُمّ قَالَت لِي نفَسيِ‌ وَ اللّهِ لَا بُدّ لَكَ مِن عَيشٍ مَا بَقِيتَ فَقُمتُ إِلَي مسِحاَتيِ‌

58- وَ قَالَ ع بِمَا ذَا نَفَعَ امرُؤٌ نَفسَهُ بَاعَهَا بِجَمِيعِ مَا فِي الدّنيَا ثُمّ تَرَكَ مَا بَاعَهَا بِهِ مِيرَاثاً لِغَيرِهِ وَ أَهلَكَ نَفسَهُ وَ لَكِن طُوبَي لاِمر‌ِئٍ خَلّصَ نَفسَهُ وَ اختَارَهَا عَلَي جَمِيعِ الدّنيَا

59- وَ روُيِ‌َ أَنّهُ ع ذَمّ المَالَ وَ قَالَ فِيهِ ثَلَاثُ خِصَالٍ فَقِيلَ وَ مَا هُنّ يَا رُوحَ اللّهِ قَالَ يَكسِبُهُ المَرءُ مِن غَيرِ حِلّهِ وَ إِن هُوَ كَسَبَهُ مِن حِلّهِ مَنَعَهُ مِن حَقّهِ وَ إِن هُوَ وَضَعَهُ فِي حَقّهِ شَغَلَهُ إِصلَاحُهُ عَن عِبَادَةِ رَبّهِ

60- وَ كَانَ ع إِذَا مَرّ بِدَارٍ قَد مَاتَ أَهلُهَا وَ خَلَفَ فِيهَا غَيرُهُم يَقُولُ وَيحاً لِأَربَابِكِ الّذِينَ وَرِثُوكِ كَيفَ لَم يَعتَبِرُوا بِإِخوَانِهِمُ المَاضِينَ

61- وَ كَانَ يَقُولُ يَا دَارُ تَخرَبِينَ وَ تَفنَي سُكّانُكِ وَ يَا نَفسُ اعملَيِ‌ ترُزقَيِ‌ وَ يَا جَسَدُ انصَب تَستَرِح

62- وَ كَانَ ع يَقُولُ يَا ابنَ آدَمَ الضّعِيفَ اتّقِ رَبّكَ وَ أَلقِ طَمَعَكَ وَ كُن فِي الدّنيَا ضَعِيفاً وَ عَن شَهوَتِكَ عَفِيفاً عَوّد جِسمَكَ الصّبرَ وَ قَلبَكَ الفِكرَ وَ لَا تَحبِس لِغَدٍ رِزقاً فَإِنّهَا خَطِيئَةٌ عَلَيكَ وَ أَكثِر حَمدَ اللّهِ عَلَي الفَقرِ فَإِنّ مِنَ العِصمَةِ أَن لَا تَقدِرَ عَلَي مَا تُرِيدُ


صفحه : 330

63- وَ قَالَ ع النّومُ عَلَي المَزَابِلِ وَ أَكلُ كِسَرِ خُبزِ الشّعِيرِ فِي طَلَبِ الفِردَوسِ يَسِيرٌ

64- وَ كَانَ ع يَقُولُ يَا مَعشَرَ الحَوَارِيّينَ تَحَبّبُوا إِلَي اللّهِ بِبُغضِ أَهلِ المعَاَصيِ‌ وَ تَقَرّبُوا إِلَي اللّهِ بِالتّبَاعُدِ مِنهُم وَ التَمِسُوا رِضَاهُ بِسَخَطِهِم

65- وَ قَالَ ع لِأَصحَابِهِ استَكثِرُوا مِنَ الشيّ‌ءِ ألّذِي لَا تَأكُلُهُ النّارُ قَالُوا وَ مَا هُوَ قَالَ المَعرُوفُ

66-ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] ابنُ المُغِيرَةِ عَن طَلحَةَ بنِ زَيدٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ تَمَثّلَتِ الدّنيَا لِعِيسَي ع فِي صُورَةِ امرَأَةٍ زَرقَاءَ فَقَالَ لَهَا كَم تَزَوّجتِ قَالَت كَثِيراً قَالَ فَكُلّ طَلّقَكِ قَالَت بَل كُلّا قَتَلتُ قَالَ فَوَيحَ أَزوَاجِكِ البَاقِينَ كَيفَ لَا يَعتَبِرُونَ بِالمَاضِينَ

67-ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر]فَضَالَةُ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَنِ الصّادِقِ عَن أَبِيهِ ع قَالَ كَانَ عِيسَي ع يَقُولُ هَولٌ لَا تدَريِ‌ مَتَي يَلقَاكَ مَا يَمنَعُكَ أَن تَستَعِدّ لَهُ قَبلَ أَن يَفجَأَكَ

68-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ وَ عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ جَمِيعاً عَنِ الأصَفهَاَنيِ‌ّ عَنِ المنِقرَيِ‌ّ عَن حَفصٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ عِيسَي ع اشتَدّت مَئُونَةُ الدّنيَا وَ مَئُونَةُ الآخِرَةِ أَمّا مَئُونَةُ الدّنيَا فَإِنّكَ لَا تَمُدّ يَدَكَ إِلَي شَيءٍ مِنهَا إِلّا وَجَدتَ فَاجِراً قَد سَبَقَكَ إِلَيهَا وَ أَمّا مَئُونَةُ الآخِرَةِ فَإِنّكَ لَا تَجِدُ أَعوَاناً يُعِينُونَكَ عَلَيهَا

69-كا،[الكافي‌]عِدّةٌ مِن أَصحَابِنَا عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ عَنِ الحَسَنِ بنِ طَرِيفٍ


صفحه : 331

عَن أَبِيهِ عَمّن ذَكَرَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ عِيسَي ابنُ مَريَمَ ع مَن كَثُرَ كَذِبُهُ ذَهَبَ بَهَاؤُهُ

70-كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ وَ عِدّةٌ مِن أَصحَابِنَا عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِي العَبّاسِ الكوُفيِ‌ّ جَمِيعاً عَن عَمرِو بنِ عُثمَانَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ اجتَمَعَ الحَوَارِيّونَ إِلَي عِيسَي ع فَقَالُوا لَهُ يَا مُعَلّمَ الخَيرِ أَرشِدنَا فَقَالَ لَهُم إِنّ مُوسَي كَلِيمَ اللّهِ ع أَمَرَكُم أَن لَا تَحلِفُوا بِاللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي كَاذِبِينَ وَ أَنَا آمُرُكُم أَن لَا تَحلِفُوا بِاللّهِ كَاذِبِينَ وَ لَا صَادِقِينَ قَالُوا يَا رُوحَ اللّهِ زِدنَا فَقَالَ إِنّ مُوسَي نبَيِ‌ّ اللّهِ ع أَمَرَكُم أَن لَا تَزنُوا وَ أَنَا آمُرُكُم أَن لَا تُحَدّثُوا أَنفُسَكُم بِالزّنَا فَضلًا عَن أَن تَزنُوا فَإِنّ مَن حَدّثَ نَفسَهُ بِالزّنَا كَانَ كَمَن أَوقَدَ فِي بَيتٍ مُزَوّقٍ فَأَفسَدَ التّزَاوِيقَ الدّخَانُ وَ إِن لَم يَحتَرِقِ البَيتُ

71-كا،[الكافي‌]عِدّةٌ مِن أَصحَابِنَا عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ البرَقيِ‌ّ عَن شَرِيفِ بنِ سَابِقٍ عَنِ الفَضلِ بنِ أَبِي قُرّةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص قَالَتِ الحَوَارِيّونَ لِعِيسَي يَا رُوحَ اللّهِ مَن نُجَالِسُ قَالَ مَن يُذَكّرُكُمُ اللّهَ رُؤيَتُهُ وَ يَزِيدُ فِي عِلمِكُم مَنطِقُهُ وَ يُرَغّبُكُم فِي الآخِرَةِ عَمَلُهُ

72-كا،[الكافي‌]حُمَيدُ بنُ زِيَادٍ عَنِ الخَشّابِ عَنِ ابنِ بَقّاحٍ عَن مُعَاذِ بنِ ثَابِتٍ عَن عَمرِو بنِ جُمَيعٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ المَسِيحُ ع يَقُولُ لَا تُكثِرُوا الكَلَامَ فِي غَيرِ ذِكرِ اللّهِ فَإِنّ الّذِينَ يُكثِرُونَ الكَلَامَ قَاسِيَةٌ قُلُوبُهُم وَ لَكِن لَا يَعلَمُونَ

73-ج ،[الإحتجاج ]يد،[التوحيد]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] عَنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدٍ النوّفلَيِ‌ّ فِي خَبَرٍ طَوِيلٍ يَذكُرُ فِيهِ احتِجَاجَ الرّضَا ع عَلَي أَربَابِ المِلَلِ قَالَ قَالَ الرّضَا ع لِلجَاثَلِيقِ يَا نصَراَنيِ‌ّ هَل تَعرِفُ


صفحه : 332

فِي الإِنجِيلِ قَولَ عِيسَي ع إنِيّ‌ ذَاهِبٌ إِلَي رَبّكُم وَ ربَيّ‌ وَ البَارِقلِيطَا جاَئيِ‌[جَاءٍ] هُوَ ألّذِي يَشهَدُ لِي بِالحَقّ كَمَا شَهِدتُ لَهُ وَ هُوَ ألّذِي يُفَسّرُ لَكُم كُلّ شَيءٍ وَ هُوَ ألّذِي يبُديِ‌ فَضَائِحَ الأُمَمِ وَ هُوَ ألّذِي يَكسِرُ عَمُودَ الكُفرِ فَقَالَ الجَاثَلِيقُ مَا ذَكَرتَ شَيئاً فِي الإِنجِيلِ إِلّا وَ نَحنُ مُقِرّونَ بِهِ فَقَالَ أَ تَجِدُ هَذَا فِي الإِنجِيلِ ثَابِتاً قَالَ نَعَم قَالَ الرّضَا ع يَا جَاثَلِيقُ أَ لَا تخُبرِنُيِ‌ عَنِ الإِنجِيلِ الأَوّلِ حِينَ افتَقَدتُمُوهُ عِندَ مَن وَجَدتُمُوهُ وَ مَن وَضَعَ لَكُم هَذَا الإِنجِيلَ قَالَ لَهُ مَا افتَقَدنَا الإِنجِيلَ إِلّا يَوماً وَاحِداً حَتّي وَجَدنَاهُ غَضّاً طَرِيّاً فَأَخرَجَهُ إِلَينَا يُوحَنّا وَ مَتّي فَقَالَ لَهُ الرّضَا ع مَا أَقَلّ مَعرِفَتَكَ بِسِرّ الإِنجِيلِ وَ عُلَمَائِهِ فَإِن كَانَ هَذَا كَمَا تَزعُمُ فَلِمَ اختَلَفتُم فِي الإِنجِيلِ وَ إِنّمَا وَقَعَ الِاختِلَافُ فِي هَذَا الإِنجِيلِ ألّذِي فِي أَيدِيكُمُ اليَومَ فَلَو كَانَ عَلَي العَهدِ الأَوّلِ لَم تَختَلِفُوا فِيهِ وَ لكَنِيّ‌ مُفِيدُكَ عِلمَ ذَلِكَ اعلَم أَنّهُ لَمّا افتُقِدَ الإِنجِيلُ الأَوّلُ اجتَمَعَتِ النّصَارَي إِلَي عُلَمَائِهِم فَقَالُوا لَهُم قُتِلَ عِيسَي ابنُ مَريَمَ وَ افتَقَدنَا الإِنجِيلَ وَ أَنتُمُ العُلَمَاءُ فَمَا عِندَكُم فَقَالَ لَهُم أَلُوقَا وَ مرقابوس إِنّ الإِنجِيلَ فِي صُدُورِنَا وَ نَحنُ نُخرِجُهُ إِلَيكُم سِفراً سِفراً فِي كُلّ أَحَدٍ فَلَا تَحزَنُوا عَلَيهِ وَ لَا تُخلُوا الكَنَائِسَ فَإِنّا سَنَتلُوهُ عَلَيكُم فِي كُلّ أَحَدٍ سِفراً سِفراً حَتّي نَجمَعَهُ كُلّهُ فَقَعَدَ أَلُوقَا وَ مرقابوس وَ يُوحَنّا وَ مَتّي فَوَضَعُوا لَكُم هَذَا الإِنجِيلَ بَعدَ مَا افتَقَدتُمُ الإِنجِيلَ الأَوّلَ وَ إِنّمَا كَانَ هَؤُلَاءِ الأَربَعَةُ تَلَامِيذاً[تَلَامِيذَ]لِتَلَامِيذِ الأَوّلِينَ أَ عَلِمتَ ذَلِكَ قَالَ الجَاثَلِيقُ أَمّا هَذَا فَلَم أَعلَمهُ وَ قَد عَلِمتُهُ الآنَ وَ قَد بَانَ لِي مِن فَضلِ عِلمِكَ بِالإِنجِيلِ وَ سَمِعتُ أَشيَاءَ مِمّا عَلِمتُهُ شَهِدَ قلَبيِ‌ أَنّهَا حَقّ فَاستَزَدتُ كَثِيراً مِنَ الفَهمِ


صفحه : 333

فَقَالَ لَهُ الرّضَا ع فَكَيفَ شَهَادَةُ هَؤُلَاءِ عِندَكَ قَالَ جَائِزَةٌ هَؤُلَاءِ عُلَمَاءُ الإِنجِيلِ وَ كُلّ مَا شَهِدُوا بِهِ فَهُوَ حَقّ فَقَالَ الرّضَا ع لِلمَأمُونِ وَ مَن حَضَرَهُ مِن أَهلِ بَيتِهِ اشهَدُوا عَلَيهِ قَالُوا قَد شَهِدنَا ثُمّ قَالَ لِلجَاثَلِيقِ بِحَقّ الِابنِ وَ أُمّهِ هَل تَعلَمُ أَنّ مَتّي قَالَ إِنّ المَسِيحَ هُوَ دَاوُدُ بنُ اِبرَاهِيمَ بنِ إِسحَاقَ بنِ يَعقُوبَ بنِ يَهُوذَا بنِ خضرون وَ قَالَ مرقابوس فِي نِسبَةِ عِيسَي ابنِ مَريَمَ أَنّهُ كَلِمَةُ اللّهِ أَحَلّهَا فِي الجَسَدِ الآدمَيِ‌ّ فَصَارَت إِنسَاناً وَ قَالَ أَلُوقَا إِنّ عِيسَي ابنَ مَريَمَ وَ أُمّهُ كَانَا إِنسَانَينِ مِن لَحمٍ وَ دَمٍ فَدَخَلَ فِيهِمَا رُوحُ القُدُسِ ثُمّ إِنّكَ تَقُولُ مِن شَهَادَةِ عِيسَي ع عَلَي نَفسِهِ حَقّاً أَقُولُ لَكُم إِنّهُ لَا يَصعَدُ إِلَي السّمَاءِ إِلّا مَن نَزَلَ مِنهَا إِلّا رَاكِبُ البَعِيرِ خَاتَمُ الأَنبِيَاءِ فَإِنّهُ يَصعَدُ إِلَي السّمَاءِ وَ يَنزِلُ فَمَا تَقُولُ فِي هَذَا القَولِ قَالَ الجَاثَلِيقُ هَذَا قَولُ عِيسَي لَا نُنكِرُهُ قَالَ الرّضَا ع فَمَا تَقُولُ فِي شَهَادَةِ أَلُوقَا وَ مرقابوس وَ مَتّي عَلَي عِيسَي وَ مَا نَسَبُوهُ إِلَيهِ قَالَ الجَاثَلِيقُ كَذَبُوا عَلَي عِيسَي قَالَ الرّضَا ع يَا قَومِ أَ لَيسَ قَد زَكّاهُم وَ شَهِدَ أَنّهُم عُلَمَاءُ الإِنجِيلِ وَ قَولُهُم حَقّ فَقَالَ الجَاثَلِيقُ يَا عَالِمَ المُسلِمِينَ أُحِبّ أَن تعُفيِنَيِ‌ مِن أَمرِ هَؤُلَاءِ وَ سَاقَ الحَدِيثَ إِلَي أَن قَالَ ع لِرَأسِ الجَالُوتِ فِي الإِنجِيلِ مَكتُوبٌ أَنّ ابنَ البَرّةِ ذَاهِبٌ وَ البَارِقلِيطَا جائي‌[جَاءٍ] مِن بَعدِهِ وَ هُوَ يُخَفّفُ الآصَارَ وَ يُفَسّرُ لَكُم كُلّ شَيءٍ وَ يَشهَدُ لِي كَمَا شَهِدتُ لَكُم أَنَا جِئتُكُم بِالأَمثَالِ وَ هُوَ يَأتِيكُم بِالتّأوِيلِ أَ تُؤمِنُ بِهَذَا فِي الإِنجِيلِ قَالَ نَعَم


صفحه : 334

باب 22-تفسير الناقوس

1- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] مع ،[معاني‌ الأخبار]صَالِحُ بنُ عِيسَي العجِليِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الفَقِيهِ عَن أَبِي نَصرٍ الشعّراَنيِ‌ّ عَن سَلَمَةَ بنِ الوَضّاحِ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي إِسرَائِيلَ عَن أَبِي إِسحَاقَ عَن عَاصِمِ بنِ ضَمُرَةَ عَنِ الحَارِثِ الأَعوَرِ قَالَ بَينَا أَنَا أَسِيرُ مَعَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فِي الحِيرَةِ إِذَا نَحنُ بدِيَراَنيِ‌ّ يَضرِبُ بِالنّاقُوسِ قَالَ فَقَالَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع يَا حَارِثُ أَ تدَريِ‌ مَا يَقُولُ هَذَا النّاقُوسُ قُلتُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ ابنُ عَمّ رَسُولِهِ أَعلَمُ قَالَ إِنّهُ يَضرِبُ مَثَلَ الدّنيَا وَ خَرَابِهَا وَ يَقُولُ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ حَقّاً حَقّاً صِدقاً صِدقاً إِنّ الدّنيَا قَد غَرّتنَا وَ شَغَلَتنَا وَ استَهوَتنَا وَ استَغوَتنَا يَا ابنَ الدّنيَا مَهلًا مَهلًا يَا ابنَ الدّنيَا دَقّاً دَقّاً يَا ابنَ الدّنيَا جَمعاً جَمعاً تَفنَي الدّنيَا قَرناً قَرناً مَا مِن يَومٍ يمَضيِ‌ عَنّا إِلّا أَوهَي مِنّا رُكناً قَد ضَيّعنَا دَاراً تَبقَي وَ استَوطَنّا دَاراً تَفنَي لَسنَا ندَريِ‌ مَا فَرّطنَا فِيهَا إِلّا لَو قَد مِتنَا قَالَ الحَارِثُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ النّصَارَي يَعلَمُونَ ذَلِكَ قَالَ لَو عَلِمُوا ذَلِكَ لَمَا اتّخَذُوا المَسِيحَ إِلَهاً مِن دُونِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ قَالَ فَذَهَبتُ إِلَي الديّراَنيِ‌ّ فَقُلتُ لَهُ بِحَقّ المَسِيحِ عَلَيكَ لَمّا ضَرَبتَ بِالنّاقُوسِ عَلَي الجِهَةِ التّيِ‌ تَضرِبُهَا قَالَ فَأَخَذَ يَضرِبُ وَ أَنَا أَقُولُ حَرفاً حَرفاً حَتّي بَلَغَ إِلَي قَولِهِ إِلّا لَو قَد مِتنَا فَقَالَ بِحَقّ نَبِيّكُم مَن أَخبَرَكَ بِهَذَا قُلتُ هَذَا الرّجُلُ ألّذِي كَانَ معَيِ‌ أَمسِ قَالَ وَ هَل بَينَهُ وَ بَينَ النّبِيّ مِن قَرَابَةٍ قُلتُ هُوَ ابنُ عَمّهِ قَالَ بِحَقّ نَبِيّكُم أَ سَمِعَ هَذَا مِن نَبِيّكُم قَالَ قُلتُ نَعَم فَأَسلَمَ ثُمّ قَالَ لِي وَ اللّهِ إنِيّ‌ وَجَدتُ فِي التّورَاةِ أَنّهُ يَكُونُ فِي آخِرِ الأَنبِيَاءِ نبَيِ‌ّ وَ هُوَ يُفَسّرُ مَا يَقُولُ النّاقُوسُ


صفحه : 335

باب 32-رفعه إلي السماء

الآيات آل عمران إِذ قالَ اللّهُ يا عِيسي إنِيّ‌ مُتَوَفّيكَ وَ رافِعُكَ إلِيَ‌ّ وَ مُطَهّرُكَ مِنَ الّذِينَ كَفَرُوا وَ جاعِلُ الّذِينَ اتّبَعُوكَ فَوقَ الّذِينَ كَفَرُوا إِلي يَومِ القِيامَةِ ثُمّ إلِيَ‌ّ مَرجِعُكُم فَأَحكُمُ بَينَكُم فِيما كُنتُم فِيهِ تَختَلِفُونَ فَأَمّا الّذِينَ كَفَرُوا فَأُعَذّبُهُم عَذاباً شَدِيداً فِي الدّنيا وَ الآخِرَةِ وَ ما لَهُم مِن ناصِرِينَ وَ أَمّا الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ فَيُوَفّيهِم أُجُورَهُم وَ اللّهُ لا يُحِبّ الظّالِمِينَالنساءوَ بِكُفرِهِم وَ قَولِهِم عَلي مَريَمَ بُهتاناً عَظِيماً وَ قَولِهِم إِنّا قَتَلنَا المَسِيحَ عِيسَي ابنَ مَريَمَ رَسُولَ اللّهِ وَ ما قَتَلُوهُ وَ ما صَلَبُوهُ وَ لكِن شُبّهَ لَهُم وَ إِنّ الّذِينَ اختَلَفُوا فِيهِ لفَيِ‌ شَكّ مِنهُ ما لَهُم بِهِ مِن عِلمٍ إِلّا اتّباعَ الظّنّ وَ ما قَتَلُوهُ يَقِيناً بَل رَفَعَهُ اللّهُ إِلَيهِ وَ كانَ اللّهُ عَزِيزاً حَكِيماً وَ إِن مِن أَهلِ الكِتابِ إِلّا لَيُؤمِنَنّ بِهِ قَبلَ مَوتِهِ وَ يَومَ القِيامَةِ يَكُونُ عَلَيهِم شَهِيداً

1- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]بِإِسنَادِهِ عَن حَبِيبِ بنِ عَمرٍو قَالَ لَمّا توُفُيّ‌َ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع قَامَ الحَسَنُ ع خَطِيباً فَقَالَ أَيّهَا النّاسُ فِي هَذِهِ اللّيلَةِ رُفِعَ عِيسَي ابنُ مَريَمَ الخَبَرَ

2-د،[العدد القوية] فِي لَيلَةِ إِحدَي وَ عِشرِينَ مِن رَمَضَانَ رُفِعَ عِيسَي ابنُ مَريَمَ ع

3-ك ،[إكمال الدين ]بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي رَافِعٍ عَنِ النّبِيّص قَالَ لَمّا مَلَكَ أسيخُ بنُ أَشكَانَ


صفحه : 336

وَ مَلَكَ مِائَتَينِ وَ سِتّاً وَ سِتّينَ سَنَةً ففَيِ‌ سَنَةِ إِحدَي وَ خَمسِينَ مِن مُلكِهِ بَعَثَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عِيسَي ابنَ مَريَمَ ع وَ استَودَعَهُ النّورَ وَ العِلمَ وَ الحِكمَةَ وَ جَمِيعَ عُلُومِ الأَنبِيَاءِ قَبلَهُ وَ زَادَهُ الإِنجِيلَ وَ بَعَثَهُ إِلَي بَيتِ المَقدِسِ إِلَي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ يَدعُوهُم إِلَي كِتَابِهِ وَ حِكمَتِهِ وَ إِلَي الإِيمَانِ بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ فَأَبَي أَكثَرُهُم إِلّا طُغيَاناً وَ كُفراً وَ أَتَي بَيتَ المَقدِسِ فَمَكَثَ يَدعُوهُم وَ يُرَغّبُهُم فِيمَا عِندَ اللّهِ ثَلَاثاً وَ ثَلَاثِينَ سَنَةً حَتّي طَلَبَتهُ اليَهُودُ وَ ادّعَت أَنّهَا عَذّبَتهُ وَ دَفَنَتهُ فِي الأَرضِ حَيّاً وَ ادّعَي بَعضُهُم أَنّهُم قَتَلُوهُ وَ صَلَبُوهُ وَ مَا كَانَ اللّهُ لِيَجعَلَ لَهُم سُلطَاناً عَلَيهِ وَ إِنّمَا شُبّهَ لَهُم وَ مَا قَدَرُوا عَلَي عَذَابِهِ وَ دَفنِهِ وَ لَا عَلَي قَتلِهِ وَ صَلبِهِ لِقَولِهِ تَعَالَيإنِيّ‌ مُتَوَفّيكَ وَ رافِعُكَ إلِيَ‌ّ وَ مُطَهّرُكَ مِنَ الّذِينَ كَفَرُوافَلَم يَقدِرُوا عَلَي قَتلِهِ وَ صَلبِهِ لِأَنّهُم لَو قَدَرُوا عَلَي ذَلِكَ كَانَ تَكذِيباً لِقَولِهِبَل رَفَعَهُ اللّهُ إِلَيهِ بَعدَ أَن تَوَفّاهُ فَلَمّا أَرَادَ أَن يَرفَعَهُ أَوحَي إِلَيهِ أَنِ استَودِع نُورَ اللّهِ وَ حِكمَتَهُ وَ عِلمَ كِتَابِهِ شَمعُونَ بنَ حَمّونَ الصّفَا إِلَي آخِرِ مَا سيَأَتيِ‌ فِي بَابِ أَحوَالِ مُلُوكِ الأَرضِ

4-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع لَمّا كَانَتِ اللّيلَةُ التّيِ‌ قُتِلَ فِيهَا عَلِيّ ع لَم يُرفَع عَن وَجهِ الأَرضِ حَجَرٌ إِلّا وُجِدَ تَحتَهُ دَمٌ عَبِيطٌ حَتّي طَلَعَ الفَجرُ وَ كَذَلِكَ كَانَتِ اللّيلَةُ التّيِ‌ قُتِلَ فِيهَا يُوشَعُ بنُ نُونٍ ع وَ كَذَلِكَ كَانَتِ اللّيلَةُ التّيِ‌ رُفِعَ فِيهَا عِيسَي ابنُ مَريَمَ ع وَ كَذَلِكَ اللّيلَةُ التّيِ‌ قُتِلَ فِيهَا الحُسَينُ ع

5-فس ،[تفسير القمي‌] قَولُهُبُهتاناً عَظِيماً أَي قَولُهُم إِنّهَا فَجَرَت قَولُهُوَ قَولِهِم إِنّا قَتَلنَا المَسِيحَ لَمّا رَفَعَهُ اللّهُ إِلَيهِوَ ما قَتَلُوهُ وَ ما صَلَبُوهُ وَ لكِن شُبّهَ لَهُم

6-فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن جَمِيلِ بنِ صَالِحٍ عَن حُمرَانَ بنِ أَعيَنَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ عِيسَي ع وَعَدَ أَصحَابَهُ لَيلَةَ رَفَعَهُ اللّهُ إِلَيهِ فَاجتَمَعُوا إِلَيهِ


صفحه : 337

عِندَ المَسَاءِ وَ هُم اثنَا عَشَرَ رَجُلًا فَأَدخَلَهُم بَيتاً ثُمّ خَرَجَ عَلَيهِم مِن عَينٍ فِي زَاوِيَةِ البَيتِ وَ يَنفُضُ رَأسَهُ مِنَ المَاءِ فَقَالَ إِنّ اللّهَ أَوحَي إلِيَ‌ّ أَنّهُ راَفعِيِ‌ إِلَيهِ السّاعَةَ وَ مطُهَرّيِ‌ مِنَ اليَهُودِ فَأَيّكُم يُلقَي عَلَيهِ شبَحَيِ‌ فَيُقتَلَ وَ يُصلَبَ وَ يَكُونَ معَيِ‌ فِي درَجَتَيِ‌ فَقَالَ شَابّ مِنهُم أَنَا يَا رُوحَ اللّهِ قَالَ فَأَنتَ هُوَ ذَا فَقَالَ لَهُم عِيسَي أَمَا إِنّ مِنكُم لَمَن يَكفُرُ بيِ‌ قَبلَ أَن يُصبِحَ اثنتَيَ‌ عَشرَةَ كَفرَةً فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنهُم أَنَا هُوَ يَا نبَيِ‌ّ اللّهِ فَقَالَ لَهُ عِيسَي أَ تُحِسّ بِذَلِكَ فِي نَفسِكَ فَلتَكُن هُوَ ثُمّ قَالَ لَهُم عِيسَي ع أَمَا إِنّكُم سَتَفتَرِقُونَ بعَديِ‌ عَلَي ثَلَاثِ فِرَقٍ فِرقَتَينِ مُفتَرِيَتَينِ عَلَي اللّهِ فِي النّارِ وَ فِرقَةٍ تَتبَعُ شَمعُونَ صَادِقَةً عَلَي اللّهِ فِي الجَنّةِ ثُمّ رَفَعَ اللّهُ عِيسَي إِلَيهِ مِن زَاوِيَةِ البَيتِ وَ هُم يَنظُرُونَ إِلَيهِ ثُمّ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع إِنّ اليَهُودَ جَاءَت فِي طَلَبِ عِيسَي مِن لَيلَتِهِم فَأَخَذُوا الرّجُلَ ألّذِي قَالَ لَهُ عِيسَي ع إِنّ مِنكُم لَمَن يَكفُرُ بيِ‌ قَبلَ أَن يُصبِحَ اثنتَيَ‌ عَشرَةَ كَفرَةً وَ أَخَذُوا الشّابّ ألّذِي ألُقيِ‌َ عَلَيهِ شَبَحُ عِيسَي فَقُتِلَ وَ صُلِبَ وَ كَفَرَ ألّذِي قَالَ لَهُ عِيسَي تَكفُرُ قَبلَ أَن تُصبِحَ اثنتَيَ‌ عَشرَةَ كَفرَةً

7-فس ،[تفسير القمي‌] يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنصارَ اللّهِ كَما قالَ عِيسَي ابنُ مَريَمَ لِلحَوارِيّينَ مَن أنَصاريِ‌ إِلَي اللّهِ قالَ الحَوارِيّونَ نَحنُ أَنصارُ اللّهِ فَآمَنَت طائِفَةٌ مِن بنَيِ‌ إِسرائِيلَ وَ كَفَرَت طائِفَةٌ قَالَ التّيِ‌ كَفَرَت هيِ‌َ التّيِ‌ قَتَلَت شَبِيهَ عِيسَي وَ صَلَبَتهُ وَ التّيِ‌ آمَنَت هيِ‌َ التّيِ‌ قَبِلَت شَبِيهَ عِيسَي حَتّي يُقتَلَفَأَيّدنَا الّذِينَ آمَنُواهيِ‌َ التّيِ‌ لَم تَقتُل شَبِيهَ عِيسَي عَلَي الأُخرَي فَقَتَلُوهُمعَلي عَدُوّهِم فَأَصبَحُوا ظاهِرِينَ

8-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَن حَمزَةَ العلَوَيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ يُوشَعَ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ الجزَيِريِ‌ّ عَن حَمزَةَ بنِ يَزِيدَ عَن عُمَرَ عَن جَعفَرٍ


صفحه : 338

عَن آبَائِهِ عَنِ النّبِيّص قَالَ لَمّا اجتَمَعَتِ اليَهُودُ عَلَي عِيسَي ع لِيَقتُلُوهُ بِزَعمِهِم أَتَاهُ جَبرَئِيلُ ع فَغَشّاهُ بِجَنَاحِهِ وَ طَمَحَ عِيسَي بِبَصَرِهِ فَإِذَا هُوَ بِكِتَابٍ فِي جَنَاحِ جَبرَئِيلَ أللّهُمّ إنِيّ‌ أَدعُوكَ بِاسمِكَ الوَاحِدِ الأَعَزّ وَ أَدعُوكَ أللّهُمّ بِاسمِكَ الصّمَدِ وَ أَدعُوكَ أللّهُمّ بِاسمِكَ العَظِيمِ الوَترِ وَ أَدعُوكَ أللّهُمّ بِاسمِكَ الكَبِيرِ المُتَعَالِ ألّذِي ثَبّتَ أَركَانَكَ كُلّهَا أَن تَكشِفَ عنَيّ‌ مَا أَصبَحتُ وَ أَمسَيتُ فِيهِ فَلَمّا دَعَا بِهِ عِيسَي ع أَوحَي اللّهُ تَعَالَي إِلَي جَبرَئِيلَ ارفَعهُ إِلَي عنِديِ‌ ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا بنَيِ‌ عَبدِ المُطّلِبِ سَلُوا رَبّكُم بِهَؤُلَاءِ الكَلِمَاتِ فَوَ ألّذِي نفَسيِ‌ بِيَدِهِ مَا دَعَا بِهِنّ عَبدٌ بِإِخلَاصِ دِينِهِ إِلّا اهتَزّ لَهُ العَرشُ وَ إِلّا قَالَ اللّهُ لِمَلَائِكَتِهِ اشهَدُوا أنَيّ‌ قَدِ استَجَبتُ لَهُ بِهِنّ وَ أَعطَيتُهُ سُؤلَهُ فِي عَاجِلِ دُنيَاهُ وَ آجِلِ آخِرَتِهِ ثُمّ قَالَ لِأَصحَابِهِ سَلُوا بِهَا وَ لَا تَستَبطِئُوا الإِجَابَةَ

9-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَنِ ابنِ عُمَرَ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَن رَجُلٍ حَدّثَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ رُفِعَ عِيسَي ابنُ مَريَمَ ع بِمِدرَعَةِ صُوفٍ مِن غَزلِ مَريَمَ وَ مِن نَسجِ مَريَمَ وَ مِن خِيَاطَةِ مَريَمَ فَلَمّا انتَهَي إِلَي السّمَاءِ نوُديِ‌َ يَا عِيسَي أَلقِ عَنكَ زِينَةَ الدّنيَا

10-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَولُهُ عَزّ وَ جَلّوَ أَيّدناهُ بِرُوحِ القُدُسِ هُوَ جَبرَئِيلُ وَ ذَلِكَ حِينَ رَفَعَهُ مِن رَوزَنَةِ بَيتِهِ إِلَي السّمَاءِ وَ أَلقَي شِبهَهُ عَلَي مَن رَامَ قَتلَهُ فَقُتِلَ بَدَلًا مِنهُ

11-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]الطاّلقَاَنيِ‌ّ عَن الكوُفيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ بنِ فَضّالٍ عَن أَبِيهِ عَنِ الرّضَا ع أَنّهُ قَالَ فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ فِي وَصفِ الأَئِمّةِ ع وَ أَنّهُم يُقتَلُونَ بِالسّيفِ أَو بِالسّمّ وَ سَاقَ الحَدِيثَ إِلَي أَن قَالَ ع مَا شُبّهَ أَمرُ أَحَدٍ مِن أَنبِيَاءِ اللّهِ وَ حُجَجِهِ عَلَيهِمُ السّلَامُ لِلنّاسِ إِلّا أَمرُ عِيسَي ابنِ مَريَمَ وَحدَهُ لِأَنّهُ رُفِعَ مِنَ الأَرضِ حَيّاً وَ قُبِضَ رُوحُهُ بَينَ السّمَاءِ وَ الأَرضِ ثُمّ رُفِعَ إِلَي السّمَاءِ وَ رُدّ عَلَيهِ رُوحُهُ وَ ذَلِكَ قَولُهُ عَزّ وَ جَلّإِذ قالَ اللّهُ يا عِيسي إنِيّ‌ مُتَوَفّيكَ وَ رافِعُكَ إلِيَ‌ّ وَ مُطَهّرُكَ مِنَ الّذِينَ كَفَرُوا وَ قَالَ عَزّ وَ جَلّ حِكَايَةً


صفحه : 339

لِقَولِ عِيسَي ع وَ كُنتُ عَلَيهِم شَهِيداً ما دُمتُ فِيهِم فَلَمّا توَفَيّتنَيِ‌ كُنتَ أَنتَ الرّقِيبَ عَلَيهِم وَ أَنتَ عَلي كُلّ شَيءٍ شَهِيدٌالخَبَرَ

12-ك ،[إكمال الدين ]بِإِسنَادِهِ عَن سَدِيرٍ الصيّرفَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ وَ أَمّا غَيبَةُ عِيسَي فَإِنّ اليَهُودَ وَ النّصَارَي اتّفَقَت عَلَي أَنّهُ قُتِلَ فَكَذّبَهُمُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِقَولِهِوَ ما قَتَلُوهُ وَ ما صَلَبُوهُ وَ لكِن شُبّهَ لَهُم

13- وَ بِإِسنَادِهِ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ فِي القَائِمِ مِن أَهلِ بَيتِ مُحَمّدٍص شَبَهاً مِن خَمسَةٍ مِنَ الرّسُلِ وَ سَاقَ الحَدِيثَ إِلَي أَن قَالَ وَ أَمّا شَبَهُهُ مِن عِيسَي ع فَاختِلَافُ مَنِ اختَلَفَ فِيهِ قَالَت طَائِفَةٌ مِنهُم مَا وُلِدَ وَ قَالَت طَائِفَةٌ مَاتَ وَ طَائِفَةٌ قَالَت قُتِلَ وَ صُلِبَ

14- وَ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ فِي صَاحِبِ هَذَا الأَمرِ أَربَعُ سُنَنٍ مِن أَربَعَةِ أَنبِيَاءَ وَ سَاقَ الحَدِيثَ إِلَي أَن قَالَ وَ أَمّا مِن عِيسَي فَيُقَالُ إِنّهُ مَاتَ وَ لَم يَمُت

أقول سيأتي‌ الأخبار الكثيرة في ذلك في كتاب الغيبة و قدمر في باب جوامع أحوالهم ع عَنِ الرّضَا ع أَنّ عِيسَي لَمّا أَرَادَ اليَهُودُ قَتلَهُ دَعَا اللّهَ بِحَقّنَا فَنَجّاهُ مِنَ القَتلِ وَ رَفَعَهُ إِلَيهِ

15- وَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ قَالَ يَنزِلُ عَلَي القَائِمِ ع تِسعَةُ آلَافِ مَلَكٍ وَ ثَلَاثُمِائَةٍ وَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ مَلَكاً وَ هُمُ الّذِينَ كَانُوا مَعَ عِيسَي لَمّا رَفَعَهُ اللّهُ إِلَيهِ


صفحه : 340

بيان قال الطبرسي‌ رحمه الله في قوله تعالي وَ بِكُفرِهِم أي بجحود هؤلاء بعيسي وَ قَولِهِم عَلي مَريَمَ بُهتاناً عَظِيماً أي أعظم كذب وأشنعه و هورميهم إياها بالفاحشة عن ابن عباس والسدي‌ قال الكلبي‌ مر عيسي ع برهط فقال بعضهم لبعض قدجاءكم الساحر ابن الساحرة والفاعل ابن الفاعلة فقذفوه بأمه فسمع ذلك عيسي ع فقال أللهم أنت ربي‌ خلقتني‌ و لم أتهم من تلقاء نفسي‌ أللهم العن من سبني‌ وسب والدتي‌ فاستجاب الله دعوته فمسخهم خنازيروَ قَولِهِم إِنّا قَتَلنَا المَسِيحَ عِيسَي ابنَ مَريَمَ رَسُولَ اللّهِيعني‌ وقول اليهود إنا قتلنا عيسي ابن مريم رسول الله حكاه الله سبحانه عنهم أي رسول الله في زعمه وقيل إنه من قول الله سبحانه لا علي وجه الحكاية لهم وتقديره ألذي هورسولي‌وَ ما قَتَلُوهُ وَ ما صَلَبُوهُ وَ لكِن شُبّهَ لَهُماختلفوا في كيفية التشبيه فروي‌ عن ابن عباس أنه قال لمامسخ الله الذين سبوا عيسي وأمه بدعائه بلغ ذلك يهودا و هورأس اليهود فخاف أن يدعو عليه فجمع اليهود واتفقوا علي قتله فبعث الله جبرئيل يمنعه منهم ويعينه عليهم و ذلك معني قوله وَ أَيّدناهُ بِرُوحِ القُدُسِفاجتمع اليهود حول عيسي ع فجعلوا يسألونه فيقول لهم يامعشر اليهود إن الله تعالي يبغضكم فثاروا إليه ليقتلوه فأدخله جبرئيل ع خوخة البيت الداخل لها روزنة في سقفها فرفعه جبرئيل إلي السماء فبعث يهودا رأس اليهود رجلا من أصحابه اسمه ططيانوس ليدخل عليه الخوخة فيقتله فدخل فلم يره فأبطأ عليهم فظنوا أنه يقاتله في الخوخة فألقي الله عليه شبه عيسي ع فلما خرج علي أصحابه قتلوه وصلبوه وقيل ألقي‌ عليه شبه وجه عيسي و لم يلق عليه شبه جسده فقال بعض القوم إن الوجه وجه عيسي والجسد جسد ططيانوس و قال بعضهم إن كان هذاططيانوس فأين عيسي و إن كان هذاعيسي فأين ططيانوس فاشتبه الأمر عليهم و قال وهب بن منبه أتي عيسي ع ومعه سبعة عشر من الحواريين في بيت فأحاطوا بهم فلما دخلوا عليهم صيرهم الله


صفحه : 341

كلهم علي صورة عيسي فقالوا لهم سحرتمونا لتبرزن لنا عيسي أولنقتلنكم جميعا فقال عيسي ع لأصحابه من يشري‌ نفسه منكم اليوم بالجنة فقال رجل منهم اسمه سرجس أنافخرج إليهم فقال أناعيسي فأخذوه وقتلوه وصلبوه ورفع الله عيسي من يومه ذلك و به قال قتادة ومجاهد و ابن إسحاق و إن اختلفوا في عدد الحواريين و لم يذكر أحد غيروهب أن شبهه ألقي‌ علي جميعهم بل قالوا ألقي‌ شبهه علي واحد ورفع الله عيسي من بينهم قال الطبري‌ وقول وهب أقوي لأنه لوألقي‌ شبهه علي واحد منهم مع قول عيسي أيكم يلقي عليه شبهي‌ فله الجنة ثم رأوا عيسي رفع من بينهم لمااشتبه عليهم و لمااختلفوا و إن جاز أن يشتبه علي أعدائهم من اليهود الذين ماعرفوه لكن ألقي‌ شبهه علي جميعهم وكانوا يرون كل واحد منهم بصورة عيسي فلما قتل أحدهم اشتبه الحال عليهم . و قال أبو علي الجبائي‌ إن رؤساء اليهود أخذوا إنسانا فقتلوه وصلبوه علي موضع عال و لم يمكنوا أحدا من الدنو إليه فتغيرت حليته وقالوا قدقتلنا عيسي ليوهموا بذلك علي عوامهم لأنهم كانوا أحاطوا بالبيت ألذي فيه عيسي فلما دخلوه كان عيسي قدرفع من بينهم فخافوا أن يكون ذلك سببا لإيمان اليهود به ففعلوا ذلك والذين اختلفوا فيه هم غيرالذين صلبوا من صلبوه وإنما هم باقي‌ اليهود وقيل إن ألذي دلهم عليه و قال هذاعيسي أحد الحواريين أخذ علي ذلك ثلاثين درهما و كان منافقا ثم إنه ندم علي ذلك واختنق حتي قتل نفسه و كان اسمه بورس زكريا نوطا و هوملعون في النصاري وبعض النصاري يقول إن بورس زكريا نوطا هو ألذي شبه لهم فصلبوه و هو يقول لست بصاحبكم أنا ألذي دللتكم عليه وقيل إنهم حبسوا المسيح مع عشرة من أصحابه في بيت فدخل عليهم رجل من اليهود فألقي الله عليه شبه عيسي ورفع عيسي فقتلوا الرجل عن السدي‌.


صفحه : 342

وَ إِنّ الّذِينَ اختَلَفُوا فِيهِ لفَيِ‌ شَكّ مِنهُقيل إنه يعني‌ بذلك عامتهم لأن علماءهم علموا أنه غيرمقتول عن الجبائي‌ وقيل أراد بذلك جماعتهم اختلفوا فقال بعضهم قتلناه و قال بعضهم لم نقتله ما لَهُم بِهِ مِن عِلمٍ إِلّا اتّباعَ الظّنّ أي لم يكن لهم بمن قتلوه علم لكنهم اتبعوا ظنهم فقتلوه ظنا منهم أنه عيسي و لم يكن به وإنما شكّوا في ذلك لأنهم عرفوا عدة من في البيت فلما دخلوا عليهم وفقدوا واحدا منهم التبس عليهم أمر عيسي وقتلوا من قتلوه علي شك منهم في أمر عيسي هذا علي قول من قال لم يتفرق أصحابه حتي دخل عليهم اليهود و أما من قال تفرق أصحابه عنه فإنه يقول كان اختلافهم في أن عيسي ع هل كان فيمن بقي‌ أوفيمن خرج اشتبه الأمر عليهم . و قال الحسن معناه اختلفوا في عيسي ع فقالوا مرة هو عبد الله ومرة هو ابن الله ومرة هو الله و قال الزجاج معني اختلاف النصاري فيه أن منهم من ادعي أنه إله لم يقتل ومنهم من قال قتل .وَ ما قَتَلُوهُ يَقِيناًاختلف في الهاء في قتلوه فقيل إنه يعود إلي الظن أي ماقتلوا ظنهم يقينا كمايقال قتلته علما عن ابن عباس وجويبر ومعناه ماقتلوا ظنهم الذين اتبعوا في المقتول ألذي قتلوه وهم يحسبونه عيسي يقينا أنه عيسي و لا أنه غيره لكنهم كانوا منه علي شبهة وقيل إن الهاء عائد إلي عيسي ع يعني‌ ماقتلوه يقينا أي حقا فهو من تأكيد الخبر عن الحسن أراد أن الله سبحانه نفي عن عيسي القتل علي وجه التحقيق واليقين بَل رَفَعَهُ اللّهُ إِلَيهِيعني‌ بل رفع الله عيسي إليه و لم يصلبوه و لم يقتلوه وَ كانَ اللّهُ عَزِيزاً حَكِيماًمعناه لم يزل الله منتقما من أعدائه حكيما في أفعاله وتقديراته فاحذروا أيها السائلون محمدا أن ينزل عليكم كتابا من السماء حلول عقوبة بكم كماحل بأوائلكم في تكذيبهم رسله عن ابن عباس و مامر في تفسير هذه الآية من أن الله ألقي شبه عيسي ع علي غيره فإن ذلك من


صفحه : 343

مقدور الله سبحانه بلا خلاف بين المسلمين فيه ويجوز أن يفعله الله سبحانه علي وجه التغليظ للمحنة والتشديد في التكليف و إن كان ذلك خارقا للعادة فإنه يكون معجزا للمسيح ع كماروي‌ أن جبرئيل ع كان يأتي‌ نبيناص في صورة دحية الكلبي‌. ومما يسأل علي هذه الآية أن يقال قدتواترت اليهود والنصاري مع كثرتهم واجتمعت علي أن المسيح قتل وصلب فكيف يجوز عليهم أن يخبروا عن الشي‌ء بخلاف ما هو به و لوجاز ذلك فكيف يوثق بشي‌ء من الأخبار. والجواب أن هؤلاء دخلت عليهم الشبهة كماأخبر الله سبحانه عنهم بذلك فلم يكن اليهود يعرفون عيسي ع بعينه وإنما أخبروا أنهم قتلوا رجلا قيل لهم إنه عيسي فهم في خبرهم صادقون و إن لم يكن المقتول عيسي وإنما اشتبه الأمر علي النصاري لأن شبه عيسي ألقي‌ علي غيره فرأوا من هو علي صورته مقتولا مصلوبا فلم يخبر أحد من الفريقين إلاعما رآه وظن أن الأمر علي ماأخبر به فلايؤدي‌ ذلك إلي بطلان الأخبار بحال . و قال رحمه الله في قوله تعالي إِذ قالَ اللّهُ يا عِيسي إنِيّ‌ مُتَوَفّيكَ وَ رافِعُكَ إلِيَ‌ّقيل في معناه أقوال .أحدها أن المراد به أني‌ قابضك برفعك من الأرض إلي السماء من غيروفاة بموت عن الحسن وكعب و ابن جريح و ابن زيد والكلبي‌ وغيرهم و علي هذاالقول يكون للمتوفي‌ تأويلان .أحدهما إني‌ رافعك إلي‌ وافيا لم ينالوا منك شيئا من قولهم توفيت كذا واستوفيته أي أخذته تاما والآخر إني‌ متسلمك من قولهم توفيت منك كذا أي تسلمته . وثانيها إني‌ متوفيك وفاة نوم ورافعك إلي‌ في النوم عن الربيع قال رفعه نائما ويدل عليه قوله وَ هُوَ ألّذِي يَتَوَفّاكُم بِاللّيلِ أي ينيمكم إن النوم أخو


صفحه : 344

الموت و قوله اللّهُ يَتَوَفّي الأَنفُسَ حِينَ مَوتِها وَ التّيِ‌ لَم تَمُت فِي مَنامِها. وثالثها إني‌ متوفيك وفاة موت عن ابن عباس ووهب قالا أماته الله ثلاث ساعات . و أماالنحويون فيقولون هو علي التقديم والتأخير أي إني‌ رافعك ومتوفيك لأن الواو لاتوجب الترتيب بدلالة قوله فَكَيفَ كانَ عذَابيِ‌ وَ نُذُرِ والنذر قبل العذاب و هذامروي‌ عن الضحاك . وَ يَدُلّ عَلَيهِ مَا روُيِ‌َ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ عِيسَي ع لَم يَمُت وَ أَنّهُ رَاجِعٌ إِلَيكُم قَبلَ يَومِ القِيَامَةِ وَ قَد صَحّ عَنهُ ع أَنّهُ قَالَ كَيفَ أَنتُم إِذَا نَزَلَ ابنُ مَريَمَ فِيكُم وَ إِمَامُكُم مِنكُم رَوَاهُ البخُاَريِ‌ّ وَ مُسلِمٌ فِي الصّحِيحَينِ

فعلي هذا يكون تقديره إني‌ قابضك بالموت بعدنزولك من السماء. و قوله وَ رافِعُكَ إلِيَ‌ّ فيه قولان أحدهما إني‌ رافعك إلي سمائي‌. والآخر أن معناه رافعك إلي كرامتي‌وَ مُطَهّرُكَ مِنَ الّذِينَ كَفَرُوابإخراجك من بينهم فإنهم أرجاس وقيل تطهيره منعه من كفر يفعلونه بالقتل ألذي كانوا هموا به لأن ذلك رجس طهره الله منه وَ جاعِلُ الّذِينَ اتّبَعُوكَ فَوقَ الّذِينَ كَفَرُوا إِلي يَومِ القِيامَةِبالظفر والنصرة أوبالحجة والبرهان قال ابن زيد ولهذا لاتري اليهود حيث


صفحه : 345

كانوا إلاأذل من النصاري ولهذا أزال الله الملك عنهم و إن كان ثابتا في النصاري وقيل المعني‌ به أمة محمدص وإنما سماهم تبعا و إن كانت لهم شريعة علي حدة لأنه وجد فيهم التبعية صورة ومعني أماالصورة فلأنه يقال فلان يتبع فلانا إذاجاء بعده و أماالمعني فلأن نبيناص كان مصدقا لعيسي وكتابه و علي أن شريعة نبينا وسائر الأنبياء متحدة في أبواب التوحيد

باب 42- ماحدث بعدرفعه وزمان الفترة بعده ونزوله من السماء وقصص وصيه شمعون بن حمون الصفا

الآيات الزخرف وَ إِنّهُ لَعِلمٌ لِلسّاعَةِ فَلا تَمتَرُنّ بِهاتفسير المشهور بين المفسرين أن الضمير راجع إلي عيسي ع أي نزول عيسي من أشراط الساعة يعلم به قربهافَلا تَمتَرُنّ بِها أي بالساعة وقيل الضمير راجع إلي القرآن

1-ك ،[إكمال الدين ]بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي رَافِعٍ عَنِ النّبِيّص قَالَ لَمّا أَرَادَ اللّهُ أَن يَرفَعَ عِيسَي ع أَوحَي إِلَيهِ أَنِ استَودِع نُورَ اللّهِ وَ حِكمَتَهُ وَ عِلمَ كِتَابِهِ شَمعُونَ بنَ حَمّونَ الصّفَا خَلِيفَتَهُ عَلَي المُؤمِنِينَ فَفَعَلَ ذَلِكَ فَلَم يَزَل شَمعُونُ فِي قَومِهِ يَقُومُ بِأَمرِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ يهَتدَيِ‌ بِجَمِيعِ مَقَالِ عِيسَي ع فِي قَومِهِ مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ وَ يُجَاهِدُ الكُفّارَ فَمَن أَطَاعَهُ وَ آمَنَ بِمَا جَاءَ بِهِ كَانَ مُؤمِناً وَ مَن جَحَدَهُ وَ عَصَاهُ كَانَ كَافِراً حَتّي استَخلَصَ رَبّنَا تَبَارَكَ وَ تَعَالَي وَ بَعَثَ فِي عِبَادِهِ نَبِيّاً مِنَ الصّالِحِينَ وَ هُوَ يَحيَي بنُ زَكَرِيّا ع فَمَضَي شَمعُونُ وَ مَلَكَ


صفحه : 346

عِندَ ذَلِكَ أَردَشِيرُ بنُ أشكاس أَربَعَ عَشرَةَ سَنَةً وَ عَشرَةَ أَشهُرٍ وَ فِي ثَمَانِ سِنِينَ مِن مُلكِهِ قَتَلَتِ اليَهُودُ يَحيَي بنَ زَكَرِيّا ع فَلَمّا أَرَادَ اللّهُ أَن يَقبِضَهُ أَوحَي إِلَيهِ أَن يَجعَلَ الوَصِيّةَ فِي وُلدِ شَمعُونَ وَ يَأمُرَ الحَوَارِيّينَ وَ أَصحَابَ عِيسَي بِالقِيَامِ مَعَهُ فَفَعَلَ ذَلِكَ إِلَي آخِرِ مَا سيَأَتيِ‌ فِي بَابِ أَحوَالِ مُلُوكِ الأَرضِ

2-ج ،[الإحتجاج ] سَأَلَ نَافِعٌ مَولَي ابنِ عُمَرَ أَبَا جَعفَرٍ ع كَم بَينَ عِيسَي ع وَ مُحَمّدٍص مِن سَنَةٍ قَالَ ع أُجِيبُكَ بِقَولِكَ أَم بقِوَليِ‌ قَالَ أجَبِنيِ‌ بِالقَولَينِ قَالَ أَمّا بقِوَليِ‌ فَخَمسُمِائَةِ سَنَةٍ وَ أَمّا قَولُكَ فَسِتّمِائَةِ سَنَةٍ

فس ،[تفسير القمي‌] أبي عن ابن محبوب عن الثمالي‌ عن أبي الربيع مثله

3-ل ،[الخصال ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدِ بنِ الهَيثَمِ عَنِ ابنِ زَكَرِيّا عَنِ ابنِ حَبِيبٍ عَنِ ابنِ بُهلُولٍ عَن أَبِي مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعمَشِ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ النّبِيّص إِنّ أُمّةَ عِيسَي افتَرَقَت بَعدَهُ عَلَي اثنَتَينِ وَ سَبعِينَ فِرقَةً فِرقَةٌ مِنهَا نَاجِيَةٌ وَ إِحدَي وَ سَبعُونَ فِي النّارِ الخَبَرَ

4-ل ،[الخصال ]بِإِسنَادِهِ عَن أَنَسٍ عَنِ النّبِيّص قَالَ إِنّ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ تَفَرّقَت عَلَي عِيسَي إِحدَي وَ سَبعِينَ فِرقَةً فَهَلَكَ سَبعُونَ فِرقَةً وَ يَتَخَلّصُ فِرقَةٌ الخَبَرَ

5-ك ،[إكمال الدين ]كَانَت لِلمَسِيحِ ع غَيبَاتٌ يَسِيحُ فِيهَا فِي الأَرضِ وَ لَا يَعرِفُ قَومُهُ وَ شِيعَتُهُ خَبَرَهُ ثُمّ ظَهَرَ فَأَوصَي إِلَي شَمعُونَ بنِ حَمّونَ ع فَلَمّا مَضَي شَمعُونُ غَابَتِ الحُجَجُ


صفحه : 347

بَعدَهُ فَاشتَدّ الطّلَبُ وَ عَظُمَتِ البَلوَي وَ دُرِسَ الدّينُ وَ أُضِيعَتِ الحُقُوقُ وَ أُمِيتَتِ الفُرُوضُ وَ السّنَنُ وَ ذَهَبَ النّاسُ يَمِيناً وَ شِمَالًا لَا يَعرِفُونَ أَيّاً مِن أَيّ فَكَانَتِ الغَيبَةُ مِائَتَينِ وَ خَمسِينَ سَنَةً

6-ك ،[إكمال الدين ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ وَ سَعدٍ مَعاً عَن أَيّوبَ بنِ نُوحٍ عَنِ ابنِ المُغِيرَةِ عَن سَعدِ بنِ أَبِي خَلَفٍ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع بقَيِ‌َ النّاسُ بَعدَ عِيسَي ابنِ مَريَمَ ع خَمسِينَ سَنَةً وَ ماِئتَيَ‌ سَنَةٍ بِلَا حُجّةٍ ظَاهِرَةٍ

7-ك ،[إكمال الدين ] أَبِي عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن سَعدِ بنِ أَبِي خَلَفٍ عَن يَعقُوبَ بنِ شُعَيبٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ بَينَ عِيسَي ع وَ بَينَ مُحَمّدٍص خَمسُمِائَةِ عَامٍ مِنهَا مِائَتَانِ وَ خَمسُونَ عَاماً لَيسَ فِيهَا نبَيِ‌ّ وَ لَا عَالِمٌ ظَاهِرٌ قُلتُ فَمَا كَانُوا قَالَ كَانُوا مُستَمسِكِينَ بِدِينِ عِيسَي قُلتُ فَمَا كَانُوا قَالَ مُؤمِنِينَ ثُمّ


صفحه : 348

قَالَ ع وَ لَا تَكُونُ الأَرضُ إِلّا وَ فِيهَا عَالِمٌ

8-ك ،[إكمال الدين ] عَن إِسمَاعِيلَ بنِ أَبِي رَافِعٍ عَن أَبِيهِ عَنِ النّبِيّص قَالَ كَانَتِ الفَترَةُ بَينَ عِيسَي ع وَ بَينَ مُحَمّدٍص أَربَعَمِائَةِ سَنَةٍ وَ ثَمَانِينَ سَنَةً

أقول تمامه بإسناده في باب أحوال الملوك والمعول علي الأخبار الأولة ويمكن تأويل هذاالخبر بأن يقال لم يحسب بعض زمان الفترة من أولها لقرب العهد بالدين

9-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَبِي الصّهبَاءِ البكَريِ‌ّ قَالَ سَمِعتُ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع وَ دَعَا رَأسَ الجَالُوتِ وَ أُسقُفّ النّصَارَي فَقَالَ إنِيّ‌ سَائِلُكُمَا عَن أَمرٍ وَ أَنَا أَعلَمُ بِهِ مِنكُمَا فَلَا تَكتُمَا ثُمّ دَعَا أُسقُفّ النّصَارَي فَقَالَ أَنشُدُكَ بِاللّهِ ألّذِي أَنزَلَ الإِنجِيلَ عَلَي عِيسَي ع وَ جَعَلَ عَلَي رِجلِهِ البَرَكَةَ وَ كَانَ يبُر‌ِئُ الأَكمَهَ وَ الأَبرَصَ وَ أَزَالَ أَلَمَ العَينِ وَ أَحيَا المَيّتَ وَ صَنَعَ لَكُم مِنَ الطّينِ طُيُوراً وَ أَنبَأَكُم بِمَا تَأكُلُونَ وَ مَا تَدّخِرُونَ فَقَالَ دُونَ هَذَا أَ صَدَقَ فَقَالَ عَلِيّ ع بِكَمِ افتَرَقَت بَنُو إِسرَائِيلَ بَعدَ عِيسَي فَقَالَ لَا وَ اللّهِ وَ لَا فِرقَةٌ وَاحِدَةٌ[ إِلّا فِرقَةً وَاحِدَةً] فَقَالَ عَلِيّ ع كَذَبتَ وَ ألّذِي لَا إِلَهَ إِلّا هُوَ لَقَدِ افتَرَقَت عَلَي اثنَتَينِ وَ سَبعِينَ فِرقَةً كُلّهَا فِي النّارِ إِلّا فِرقَةً وَاحِدَةً إِنّ اللّهَ يَقُولُمِنهُم أُمّةٌ مُقتَصِدَةٌ وَ كَثِيرٌ مِنهُم ساءَ ما يَعمَلُونَفَهَذِهِ التّيِ‌ تَنجُو

10-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ الفزَاَريِ‌ّ رَفَعَهُ إِلَي أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ يَا خَيثَمَةُ


صفحه : 349

سيَأَتيِ‌ عَلَي النّاسِ زَمَانٌ لَا يَعرِفُونَ اللّهَ مَا هُوَ وَ التّوحِيدَ حَتّي يَكُونَ خُرُوجُ الدّجّالِ وَ حَتّي يَنزِلَ عِيسَي ابنُ مَريَمَ ع مِنَ السّمَاءِ وَ يَقتُلَ اللّهُ الدّجّالَ عَلَي يَدَيهِ وَ يصُلَيّ‌َ بِهِم رَجُلٌ مِنّا أَهلَ البَيتِ أَ لَا تَرَي أَنّ عِيسَي ع يصُلَيّ‌ خَلفَنَا وَ هُوَ نبَيِ‌ّ إِلّا وَ نَحنُ أَفضَلُ مِنهُ

11-ل ،[الخصال ]مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ عَن أَحمَدَ بنِ هِلَالٍ عَنِ الفَضلِ بنِ دُكَينٍ عَن مُعَمّرِ بنِ رَاشِدٍ عَنِ النّبِيّص قَالَ مِن ذرُيّتّيِ‌ المهَديِ‌ّ إِذَا خَرَجَ نَزَلَ عِيسَي ابنُ مَريَمَ لِنُصرَتِهِ فَقَدّمَهُ وَ صَلّي خَلفَهُ

12-عم ،[إعلام الوري ]حَنَانُ بنُ سَدِيرٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن أَبِي سَعِيدٍ عَقِيصَا عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ أَنّهُ قَالَ مَا مِنّا أَحَدٌ إِلّا وَ يَقَعُ فِي عُنُقِهِ بَيعَةٌ لِطَاغِيَةِ زَمَانِهِ إِلّا القَائِمَ ألّذِي يصُلَيّ‌ رُوحُ اللّهِ عِيسَي ابنُ مَريَمَ خَلفَهُ

أقول الأخبار الدالة علي أن عيسي ع ينزل ويصلي‌ خلف القائم عجل الله فرجه كثيرة و قدأوردتها الخاصة والعامة بطرق مختلفة وسيأتي‌ بعضها في كتاب الغيبة

13-فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمّدٍ عَن سُلَيمَانَ بنِ دَاوُدَ المنِقرَيِ‌ّ عَن أَبِي حَمزَةَ عَن شَهرِ بنِ حَوشَبٍ قَالَ قَالَ لِيَ الحَجّاجُ يَا شَهرُ آيَةٌ فِي كِتَابِ اللّهِ قَد أعَيتَنيِ‌ فَقُلتُ أَيّهَا الأَمِيرُ أَيّةُ آيَةٍ هيِ‌َ فَقَالَ قَولُهُوَ إِن مِن أَهلِ الكِتابِ إِلّا لَيُؤمِنَنّ بِهِ قَبلَ مَوتِهِ وَ اللّهِ إنِيّ‌ لَآمُرُ باِليهَوُديِ‌ّ وَ النصّراَنيِ‌ّ فَتُضرَبُ عُنُقُهُ ثُمّ أَرمَقُهُ بعِيَنيِ‌ فَمَا أَرَاهُ


صفحه : 350

يُحَرّكُ شَفَتَيهِ حَتّي يَخمُدَ فَقُلتُ أَصلَحَ اللّهُ الأَمِيرَ لَيسَ عَلَي مَا تَأَوّلتَ قَالَ كَيفَ هُوَ قُلتُ إِنّ عِيسَي ع يَنزِلُ قَبلَ يَومِ القِيَامَةِ إِلَي الدّنيَا فَلَا يَبقَي أَهلُ مِلّةٍ يهَوُديِ‌ّ وَ لَا نصَراَنيِ‌ّ إِلّا آمَنَ بِهِ قَبلَ مَوتِهِ وَ يصُلَيّ‌ خَلفَ المهَديِ‌ّ قَالَ وَيحَكَ أَنّي لَكَ هَذَا وَ مِن أَينَ جِئتَ بِهِ فَقُلتُ حدَثّنَيِ‌ بِهِ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَقَالَ جِئتَ وَ اللّهِ بِهَا مِن عَينٍ صَافِيَةٍ

بيان قال الطبرسي‌ رحمه الله اختلف فيه علي أقوال أحدها أن كلا الضميرين يعودان إلي المسيح أي ليس يبقي أحد من أهل الكتاب من اليهود والنصاري إلا ويؤمنن بالمسيح قبل موت المسيح إذاأنزله الله إلي الأرض وقت خروج المهدي‌ في آخر الزمان لقتل الدجال فتصير الملل كلها ملة واحدة وهي‌ ملة الإسلام الحنيفية دين ابراهيم ع عن ابن عباس و أبي مالك و الحسن وقتادة و ابن زيد و ذلك حين لاينفعهم الإيمان واختاره الطبري‌ قال والآية خاصة لمن يكون منهم في ذلك الزمان ثم ذكر رواية علي بن ابراهيم و قال وذكر أبوالقاسم البلخي‌ مثل ذلك وضعف الزجاج هذاالوجه قال إن الذين يبقون إلي زمن عيسي ع من أهل الكتاب قليل والآية تقتضي‌ عموم إيمان أهل الكتاب إلا أن تحمل علي أن جميعهم يقولون إن عيسي ألذي ينزل في آخر الزمان نحن نؤمن به . وثانيها أن الضمير في به يعود إلي المسيح والضمير في موته إلي الكتابي‌ ومعناه لا يكون أحد من أهل الكتاب يخرج من الدنيا إلا ويؤمن بعيسي ع قبل موته إذازال تكليفه وتحقق الموت ولكن لاينفعه الإيمان . وثالثها أن يكون المعني ليؤمنن بمحمدص قبل موت الكتابي‌ عن عكرمة ورواه أيضا أصحابنا انتهي .أقول يمكن أن يكون الوجه الأول مبنيا علي الرجعة فلا يكون مختصا بأهل الكتاب الموجودين في ذلك الزمان


صفحه : 351

باب 52-قصص أرميا ودانيال وعزير وبختنصر

الآيات البقرةأَو كاَلذّيِ‌ مَرّ عَلي قَريَةٍ وَ هيِ‌َ خاوِيَةٌ عَلي عُرُوشِها قالَ أَنّي يحُييِ‌ هذِهِ اللّهُ بَعدَ مَوتِها فَأَماتَهُ اللّهُ مِائَةَ عامٍ ثُمّ بَعَثَهُ قالَ كَم لَبِثتَ قالَ لَبِثتُ يَوماً أَو بَعضَ يَومٍ قالَ بَل لَبِثتَ مِائَةَ عامٍ فَانظُر إِلي طَعامِكَ وَ شَرابِكَ لَم يَتَسَنّه وَ انظُر إِلي حِمارِكَ وَ لِنَجعَلَكَ آيَةً لِلنّاسِ وَ انظُر إِلَي العِظامِ كَيفَ نُنشِزُها ثُمّ نَكسُوها لَحماً فَلَمّا تَبَيّنَ لَهُ قالَ أَعلَمُ أَنّ اللّهَ عَلي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌالإسراءوَ قَضَينا إِلي بنَيِ‌ إِسرائِيلَ فِي الكِتابِ لَتُفسِدُنّ فِي الأَرضِ مَرّتَينِ وَ


صفحه : 352

لَتَعلُنّ عُلُوّا كَبِيراً فَإِذا جاءَ وَعدُ أُولاهُما بَعَثنا عَلَيكُم عِباداً لَنا أوُليِ‌ بَأسٍ شَدِيدٍ فَجاسُوا خِلالَ الدّيارِ وَ كانَ وَعداً مَفعُولًا ثُمّ رَدَدنا لَكُمُ الكَرّةَ عَلَيهِم وَ أَمدَدناكُم بِأَموالٍ وَ بَنِينَ وَ جَعَلناكُم أَكثَرَ نَفِيراً إِن أَحسَنتُم أَحسَنتُم لِأَنفُسِكُم وَ إِن أَسَأتُم فَلَها فَإِذا جاءَ وَعدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُا وُجُوهَكُم وَ لِيَدخُلُوا المَسجِدَ كَما دَخَلُوهُ أَوّلَ مَرّةٍ وَ لِيُتَبّرُوا ما عَلَوا تَتبِيراًتفسير قال البيضاوي‌وَ قَضَينا أي أوحينا إليهم قضاء مقضيا في التوراةمَرّتَينِإفسادتين أولاهما مخالفة أحكام التوراة وقتل شعياء وقتل أرميا وثانيتهما قتل زكريا ويحيي وقصد قتل عيسي ع وَعدُ أُولاهُما أي وعد عقاب أولاهماعِباداً لَنابختنصر عامل لهراسف إلي بابل وجنوده وقيل جالوت وقيل سخاريب من أهل نينوي فَجاسُواترددوا لطلبكم خِلالَ الدّيارِوسطها للقتل والغارةالكَرّةَ أي الدولة والغلبةعَلَيهِم علي الذين بعثوا عليكم و ذلك بأن ألقي الله في قلب بهمن بن إسفنديار لماورث الملك من جده كشتاسف بن لهراسف شفقة عليهم فرد أسراءهم إلي الشام وملك دانيال عليهم فاستولوا علي من كان فيها من أتباع بختنصر أوبأن سلط داود علي جالوت فقتله والنفير من ينفر مع الرجل من قومه فَإِذا جاءَ وَعدُ الآخِرَةِوعد عقوبة المرة الآخرةلِيَسُوؤُا وُجُوهَكُم أي بعثناهم ليسوءوا وجوهكم ليجعلوها بادية آثار المساءة فيهاوَ لِيُتَبّرُواليهلكواما عَلَوا ماغلبوه واستولوا عليه أومدة علوهم و ذلك بأن سلط الله عليهم الفرس مرة أخري فغزاهم ملك بابل من ملوك الطوائف اسمه


صفحه : 353

جوذر وقيل خردوس قيل دخل صاحب الجيش مذبح قرابينهم فوجد فيه دما يغلي‌ فسألهم عنه فقالوا دم قربان لم يقبل منا فقال ماصدقوني‌ فقتل عليه ألوفا منهم فلم يهدأ الدم ثم قال إن لم تصدقوني‌ ماتركت منكم أحدا فقالوا إنه دم يحيي فقال لمثل هذاينتقم منكم ربكم ثم قال يايحيي قدعلم ربي‌ وربك ماأصاب قومك من أجلك فاهدأ بإذن الله قبل أن لاأبقي‌ منكم أحدا فسكن . و قال الطبرسي‌ رحمه الله اختلف المفسرون في الكرتين قالوا لماعتا بنو إسرائيل في المرة الأولي سلط الله عليهم ملك فارس وقيل بختنصر وقيل ملكا من ملوك بابل فخرج إليهم وحاصرهم وفتح بيت المقدس وقيل إن بختنصر ملك بابل بعدسخاريب و كان من جيش نمرود و كان لزنية لاأب له فظهر علي بيت المقدس وخرب المسجد وأحرقت التوراة وألقي الجيف في المسجد وقتل علي دم يحيي ع سبعين ألفا وسبي ذراريهم وأغار عليهم وأخرج أحوالهم وسبي سبعين ألفا وذهب بهم إلي بابل وبقوا في مدة مائة سنة تستعبدهم المجوس وأولادهم ثم تفضل الله عليهم بالرحمة وأمر ملكا من ملوك فارس عارفا بالله سبحانه فردهم إلي بيت المقدس فأقامهم به مائة سنة علي الطريقة المستقيمة والطاعة ثم عادوا إلي الفساد والمعاصي‌ فجاءهم ملك من ملوك الروم اسمه أنطياخيوس فخرب بيت المقدس وسبي أهله وقيل غزاهم ملك الرومية وسباهم عن حذيفة و قال محمد بن إسحاق كانت بنو إسرائيل يعصون الله تعالي وفيهم الأحداث و الله يتجاوز عنهم و كان أول مانزل بهم بسبب ذنوبهم أن الله بعث إليهم شعيا قبل مبعث زكريا و كان لبني‌ إسرائيل ملك كان شعيا يرشده ويسدده فمرض الملك وجاء


صفحه : 354

سخاريب إلي باب بيت المقدس بستمائة ألف راية فدعا الله شعيا فبرأ الملك ومات جمع سخاريب و لم ينج منهم إلاخمسة نفر منهم سخاريب فهرب وأرسلوا خلفه من أخذه ثم أمر الله بإطلاقه ليخبر قومه بما نزل بهم فأطلقوه وملك سخاريب بعد ذلك سبع سنين واستخلف بختنصر ابن ابنه فلبث سبع عشرة سنة وهلك ملك بني‌ إسرائيل ومرج أمرهم وتنافسوا في الملك وقتل بعضهم بعضا فقام شعيا فيهم خطيبا فوعظهم فهموا بقتله فهرب ودخل شجرة فقطعوا الشجرة بالمنشار فبعث الله إليهم أرميا من سبط هارون ثم خرج من بينهم لمارأي من أمرهم ودخل بختنصر وجنوده بيت المقدس وفعل مافعل ثم رجع إلي بابل بسبايا بني‌ إسرائيل فكانت هذه الدفعة الأولي وقيل أيضا إن سبب ذلك كان قتل يحيي بن زكريا ع وإنه دم يحيي لم يزل يغلي‌ حتي قتل بختنصر منهم سبعين ألفا أواثنين وسبعين ألفا ثم سكن الدم وذكر الجميع أن يحيي بن زكريا ع هوالمقتول في الفساد الثاني‌ قال مقاتل و كان بين الفساد الثاني‌ والأول مائتا سنة وعشر سنين وقيل إنما غزا بني‌ إسرائيل في المرة الأولي بختنصر والمرة الثانية ملوك فارس والروم و ذلك حين قتلوا يحيي ع فقتلوا منهم مائة ألف وثمانين ألفا وخرب بيت المقدس فلم يزل بعد ذلك خرابا حتي بناه عمر بن الخطاب فلم يدخله بعد ذلك رومي‌ إلاخائفا وقيل إنما غزاهم في المرة الأولي جالوت و في الثانية بختنصر انتهي . و قال صاحب الكامل ماروي‌ من أن بختنصر هو ألذي خرب بيت المقدس وقتل بني‌ إسرائيل عندقتلهم يحيي بن زكريا ع باطل عند أهل السير والتواريخ و أهل العلم بأمور الماضين و ذلك بأنهم مجمعون علي أن بختنصر غزا بني‌ إسرائيل عندقتل نبيهم شعيا في عهد أرميا و بين عهد أرميا وقتل يحيي أربعمائة سنة وإحدي و


صفحه : 355

ستون سنة عنداليهود والنصاري ويذكرون أن ذلك في كتبهم وأسفارهم ويوافقهم المجوس في مدة غزو بختنصر بني‌ إسرائيل إلي موت الإسكندر ويخالفهم في مدة ما بين موت الإسكندر ومولد يحيي فيزعمون أن مدة ذلك إحدي وخمسون سنة انتهي .أقول ستعرف أن أخبارنا أيضا مختلفة في ذلك لأنه يظهر من خبر ابن عمارة وخبر ملاقاة داود دانيال وغيرهما كون بختنصر متصلا بزمان سليمان ع ويظهر من خبر هارون بن خارجة و أبي بصير وغيرهما كون خروج بختنصر بعدقتل يحيي ع و لايبعد كون بختنصر معمرا وكذا دانيال فيكونا قدأدركا الوقتين معا ويمكن أن يكون إحداهما محمولة علي التقية والأخبار الدالة علي كون خروجه بعدقتل يحيي ع أقوي سندا و قدسبق بعضها في قصة يحيي و الله يعلم


صفحه : 356

1-فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَنِ النّضرِ عَن يَحيَي الحلَبَيِ‌ّ عَن هَارُونَ بنِ خَارِجَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَمّا عَمِلَت بَنُو إِسرَائِيلَ باِلمعَاَصيِ‌ وَ عَتَوا عَن أَمرِ رَبّهِم أَرَادَ اللّهُ أَن يُسَلّطَ عَلَيهِم مَن يُذِلّهُم وَ يَقتُلُهُم فَأَوحَي اللّهُ إِلَي أَرمِيَا يَا أَرمِيَا مَا بَلَدٌ انتَخَبتُهُ مِن بَينِ البُلدَانِ وَ غَرَستُ فِيهِ مِن كَرَائِمِ الشّجَرِ فَأَخلَفَ فَأَنبَتَ خُرنُوباً فَأَخبَرَ أَرمِيَا أَحبَارَ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَقَالُوا لَهُ رَاجِع رَبّكَ لِيُخبِرَنَا مَا مَعنَي هَذَا المَثَلِ فَصَامَ أَرمِيَا سَبعاً فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ يَا أَرمِيَا أَمّا البَلَدُ فَبَيتُ المَقدِسِ وَ أَمّا مَا أَنبَتَ فِيهِ فَبَنُو إِسرَائِيلَ الّذِينَ أَسكَنتُهُم فِيهَا فَعَمِلُوا باِلمعَاَصيِ‌ وَ غَيّرُوا ديِنيِ‌ وَ بَدّلُوا نعِمتَيِ‌ كُفراً فبَيِ‌ حَلَفتُ لَأَمتَحِنَنّهُم بِفِتنَةٍ يَظَلّ الحَكِيمُ فِيهَا حَيرَانَ وَ لَأُسَلّطَنّ عَلَيهِم شَرّ عبِاَديِ‌ وِلَادَةً وَ شَرّهُم طَعَاماً فَليَتَسَلّطَنّ عَلَيهِم بِالجَبرِيّةِ فَيَقتُلُ مُقَاتِلِيهِم وَ يسَبيِ‌ حَرِيمَهُم وَ يُخرِبُ بَيتَهُمُ ألّذِي يَعتَزّونَ بِهِ وَ يلُقيِ‌ حَجَرَهُمُ ألّذِي يَفتَخِرُونَ بِهِ عَلَي النّاسِ فِي المَزَابِلِ مِائَةَ سَنَةٍ فَأَخبَرَ أَرمِيَا أَحبَارَ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَقَالُوا لَهُ رَاجِع رَبّكَ فَقُل لَهُ مَا ذَنبُ الفُقَرَاءِ وَ المَسَاكِينِ وَ الضّعَفَاءِ فَصَامَ أَرمِيَا سَبعاً ثُمّ أَكَلَ أَكلَةً فَلَم يُوحَ إِلَيهِ شَيءٌ ثُمّ صَامَ سَبعاً وَ أَكَلَ أَكلَةً وَ لَم يُوحَ إِلَيهِ شَيءٌ ثُمّ صَامَ سَبعاً فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ يَا أَرمِيَا لَتَكُفّنّ عَن هَذَا أَو لَأَرُدّنّ وَجهَكَ إِلَي قَفَاكَ قَالَ ثُمّ أَوحَي اللّهُ إِلَيهِ قُل لَهُم لِأَنّكُم رَأَيتُمُ المُنكَرَ فَلَم تُنكِرُوهُ فَقَالَ أَرمِيَا رَبّ أعَلمِنيِ‌ مَن هُوَ حَتّي آتِيَهُ وَ آخُذَ لنِفَسيِ‌ وَ أَهلِ بيَتيِ‌ مِنهُ أَمَاناً قَالَ ايتِ مَوضِعَ كَذَا وَ كَذَا فَانظُر إِلَي غُلَامٍ أَشَدّهُم زَمَانَةً وَ أَخبَثُهُم وِلَادَةً وَ أَضعَفُهُم جِسماً وَ أَشَرّهُم غِذَاءً فَهُوَ ذَاكَ فَأَتَي أَرمِيَا ذَلِكَ البَلَدَ فَإِذَا هُوَ بِغُلَامٍ فِي خَانٍ زَمِنٍ مُلقًي عَلَي مَزبَلَةٍ وَسطَ الخَانِ وَ إِذَا لَهُ أُمّ تزُبَيّ‌ بِالكِسَرِ وَ تَفُتّ الكِسَرَ فِي القَصعَةِ وَ تَحلُبُ عَلَيهِ خِنزِيرَةً لَهَا ثُمّ تُدنِيهِ مِن ذَلِكَ الغُلَامِ فَيَأكُلُهُ فَقَالَ أَرمِيَا إِن كَانَ فِي الدّنيَا ألّذِي وَصَفَهُ اللّهُ فَهُوَ هَذَا فَدَنَا مِنهُ فَقَالَ لَهُ مَا اسمُكَ فَقَالَ بُختَنَصّرُ فَعَرَفَ أَنّهُ هُوَ فَعَالَجَهُ حَتّي برَ‌ِئَ ثُمّ قَالَ لَهُ أَ تعَرفِنُيِ‌


صفحه : 357

قَالَ لَا أَنتَ رَجُلٌ صَالِحٌ قَالَ أَنَا أَرمِيَا نبَيِ‌ّ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ أخَبرَنَيِ‌َ اللّهُ أَنّهُ سَيُسَلّطُكَ عَلَي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَتَقتُلُ رِجَالَهُم وَ تَفعَلُ بِهِم كَذَا وَ كَذَا قَالَ فَتَاهَ فِي نفَسيِ‌ فِي ذَلِكَ الوَقتِ ثُمّ قَالَ أَرمِيَا اكتُب لِي كِتَاباً بِأَمَانٍ مِنكَ فَكَتَبَ لَهُ كِتَاباً وَ كَانَ يَخرُجُ فِي الجَبَلِ وَ يَحتَطِبُ وَ يُدخِلُهُ المَدِينَةَ وَ يَبِيعُهُ فَدَعَا إِلَي حَربِ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ وَ كَانَ مَسكَنُهُم فِي بَيتِ المَقدِسِ وَ بُختَنَصّرُ فِيمَن أَجَابَهُ نَحوَ بَيتِ المَقدِسِ وَ قَدِ اجتَمَعَ إِلَيهِ بَشَرٌ كَثِيرٌ فَلَمّا بَلَغَ أَرمِيَا إِقبَالُهُ نَحوَ بَيتِ المَقدِسِ استَقبَلَهُ عَلَي حِمَارٍ لَهُ وَ مَعَهُ الأَمَانُ ألّذِي كَتَبَهُ لَهُ بُختَنَصّرُ فَلَم يَصِل إِلَيهِ أَرمِيَا مِن كَثرَةِ جُنُودِهِ وَ أَصحَابِهِ فَصَيّرَ الأَمَانَ عَلَي قَصَبَةٍ أَو خَشَبَةٍ وَ رَفَعَهَا فَقَالَ مَن أَنتَ فَقَالَ أَنَا أَرمِيَا النّبِيّ ألّذِي بَشّرتُكَ بِأَنّكَ سَيُسَلّطُكَ اللّهُ عَلَي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ وَ هَذَا أَمَانُكَ لِي قَالَ أَمّا أَنتَ فَقَد آمَنتُكَ وَ أَمّا أَهلُ بَيتِكَ فإَنِيّ‌ أرَميِ‌ مِن هَاهُنَا إِلَي بَيتِ المَقدِسِ فَإِن وَصَلَت رمَيتَيِ‌ إِلَي بَيتِ المَقدِسِ فَلَا أَمَانَ لَهُم عنِديِ‌ وَ إِن لَم تَصِل فَهُم آمِنُونَ وَ انتَزَعَ قَوسَهُ وَ رَمَي نَحوَ بَيتِ المَقدِسِ فَحَمَلَتِ الرّيحُ النّشّابَةَ حَتّي عَلّقَتهَا فِي بَيتِ المَقدِسِ فَقَالَ لَا أَمَانَ لَهُم عنِديِ‌ فَلَمّا وَافَي نَظَرَ إِلَي جَبَلٍ مِن تُرَابٍ وَسطَ المَدِينَةِ وَ إِذَا دَمٌ يغَليِ‌ وَسطَهُ كُلّمَا ألُقيِ‌َ عَلَيهِ التّرَابُ خَرَجَ وَ هُوَ يغَليِ‌ فَقَالَ مَا هَذَا فَقَالُوا هَذَا نبَيِ‌ّ كَانَ لِلّهِ فَقَتَلَهُ مُلُوكُ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ وَ دَمُهُ يغَليِ‌ وَ كُلّمَا أَلقَينَا عَلَيهِ التّرَابَ خَرَجَ يغَليِ‌ فَقَالَ بُختَنَصّرُ لَأَقتُلَنّ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ أَبَداً حَتّي يَسكُنَ هَذَا الدّمُ وَ كَانَ ذَلِكَ الدّمُ دَمَ يَحيَي بنِ زَكَرِيّا ع وَ كَانَ فِي زَمَانِهِ مَلِكٌ جَبّارٌ يزَنيِ‌ بِنَسَاءِ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ وَ كَانَ يَمُرّ بِيَحيَي بنِ زَكَرِيّا ع فَقَالَ لَهُ يَحيَي اتّقِ اللّهَ أَيّهَا المَلِكُ لَا يَحِلّ لَكَ هَذَا فَقَالَت لَهُ مَرأَةٌ مِنَ اللوّاَتيِ‌ كَانَ يزَنيِ‌ بِهِنّ حِينَ سَكِرَ أَيّهَا المَلِكُ اقتُل يَحيَي فَأَمَرَ أَن يُؤتَي بِرَأسِهِ فَأَتَوا بِرَأسِ يَحيَي ع فِي الطّستِ وَ كَانَ الرّأسُ يُكَلّمُهُ


صفحه : 358

وَ يَقُولُ لَهُ يَا هَذَا اتّقِ اللّهَ لَا يَحِلّ لَكَ هَذَا ثُمّ غَلَي الدّمُ فِي الطّستِ حَتّي فَاضَ إِلَي الأَرضِ فَخَرَجَ يغَليِ‌ وَ لَا يَسكُنُ وَ كَانَ بَينَ قَتلِ يَحيَي وَ خُرُوجِ بُختَنَصّرَ مِائَةُ سَنَةٍ وَ لَم يَزَل بُختَنَصّرُ يَقتُلُهُم وَ كَانَ يَدخُلُ قَريَةً قَريَةً فَيَقتُلُ الرّجَالَ وَ النّسَاءَ وَ الصّبيَانَ وَ كُلّ حَيَوَانٍ وَ الدّمُ يغَليِ‌ حَتّي أَفنَي مَن ثَمّ فَقَالَ بقَيِ‌َ أَحَدٌ فِي هَذِهِ البِلَادِ قَالُوا عَجُوزٌ فِي مَوضِعِ كَذَا وَ كَذَا فَبَعَثَ إِلَيهَا فَضَرَبَ عُنُقَهَا عَلَي الدّمِ فَسَكَنَ وَ كَانَت آخِرَ مَن بقَيِ‌َ ثُمّ أَتَي بَابِلَ فَبَنَي بِهَا مَدِينَةً وَ أَقَامَ وَ حَفَرَ بِئراً فَأَلقَي فِيهَا دَانِيَالَ وَ أَلقَي مَعَهُ اللّبوَةَ فَجَعَلَتِ اللّبوَةُ تَأكُلُ طِينَ البِئرِ وَ يَشرَبُ دَانِيَالُ لَبَنَهَا فَلَبِثَ بِذَلِكَ زَمَاناً فَأَوحَي اللّهُ إِلَي النّبِيّ ألّذِي كَانَ بِبَيتِ المَقدِسِ أَنِ اذهَب بِهَذَا الطّعَامِ وَ الشّرَابِ إِلَي دَانِيَالَ وَ أَقرِئهُ منِيّ‌ السّلَامَ قَالَ وَ أَينَ دَانِيَالُ يَا رَبّ فَقَالَ فِي بِئرِ بَابِلَ فِي مَوضِعِ كَذَا وَ كَذَا قَالَ فَأَتَاهُ فَأَطلَعَ فِي البِئرِ فَقَالَ يَا دَانِيَالُ قَالَ لَبّيكَ صَوتٌ غَرِيبٌ قَالَ إِنّ رَبّكَ يُقرِؤُكَ السّلَامَ وَ قَد بَعَثَ إِلَيكَ بِالطّعَامِ وَ الشّرَابِ فَدَلّاهُ إِلَيهِ قَالَ فَقَالَ دَانِيَالُ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي لَا يَنسَي مَن ذَكَرَهُ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي لَا يُخَيّبُ مَن دَعَاهُ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي مَن تَوَكّلَ عَلَيهِ كَفَاهُ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي مَن وَثِقَ بِهِ لَم يَكِلهُ إِلَي غَيرِهِ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي يجَزيِ‌ بِالإِحسَانِ إِحسَاناً الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي يجَزيِ‌ بِالصّبرِ نَجَاةً الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي يَكشِفُ ضُرّنَا عِندَ كُربَتِنَا وَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي هُوَ ثِقَتُنَا حِينَ يَنقَطِعُ[تَنقَطِعُ]الحِيَلُ مِنّا وَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي هُوَ رَجَاؤُنَا حِينَ سَاءَ ظَنّنَا بِأَعمَالِنَا قَالَ فأَرُيِ‌َ بُختَنَصّرُ فِي نَومِهِ كَأَنّ رَأسَهُ مِن حَدِيدٍ وَ رِجلَيهِ مِن نُحَاسٍ وَ صَدرَهُ مِن ذَهَبٍ قَالَ فَدَعَا المُنَجّمِينَ فَقَالَ لَهُم مَا رَأَيتُ فَقَالُوا مَا ندَريِ‌ وَ لَكِن قُصّ عَلَينَا مَا


صفحه : 359

رَأَيتَ فِي المَنَامِ فَقَالَ وَ أَنَا أجُريِ‌ عَلَيكُمُ الأَرزَاقَ مُنذُ كَذَا وَ كَذَا وَ لَا تَدرُونَ مَا رَأَيتُ فِي المَنَامِ فَأَمَرَ بِهِم فَقُتِلُوا قَالَ فَقَالَ لَهُ بَعضُ مَن كَانَ عِندَهُ إِن كَانَ عِندَ أَحَدٍ شَيءٌ فَعِندَ صَاحِبِ الجُبّ فَإِنّ اللّبوَةَ لَم تَتَعَرّض لَهُ وَ هيِ‌َ تَأكُلُ الطّينَ وَ تُرضِعُهُ فَبَعَثَ إِلَي دَانِيَالَ فَقَالَ مَا رَأَيتُ فِي المَنَامِ فَقَالَ رَأَيتَ كَأَنّ رَأسَكَ مِن حَدِيدٍ وَ رِجلَيكَ مِن نُحَاسٍ وَ صَدرَكَ مِن ذَهَبٍ قَالَ هَكَذَا رَأَيتُ فَمَا ذَاكَ قَالَ قَد ذَهَبَ مُلكُكَ وَ أَنتَ مَقتُولٌ إِلَي ثَلَاثَةِ أَيّامٍ يَقتُلُكَ رَجُلٌ مِن وُلدِ فَارِسَ قَالَ فَقَالَ لَهُ إِنّ عَلَيّ لَسَبعَ مَدَائِنَ عَلَي بَابِ كُلّ مَدِينَةٍ حَرَسٌ وَ مَا رَضِيتُ بِذَلِكَ حَتّي وَضَعتُ بَطّةً مِن نُحَاسٍ عَلَي بَابِ كُلّ مَدِينَةٍ لَا يَدخُلُ غَرِيبٌ إِلّا صَاحَت عَلَيهِ حَتّي يُؤخَذَ قَالَ فَقَالَ لَهُ إِنّ الأَمرَ كَمَا قُلتُ لَكَ قَالَ فَبَثّ الخَيلَ وَ قَالَ لَا تَلقَونَ أَحَداً مِنَ الخَلقِ إِلّا قَتَلتُمُوهُ كَائِناً مَن كَانَ وَ كَانَ دَانِيَالُ جَالِساً عِندَهُ وَ قَالَ لَا تفُاَرقِنُيِ‌ هَذِهِ الثّلَاثَةَ الأَيّامَ فَإِن مَضَت قَتَلتُكَ فَلَمّا كَانَ فِي اليَومِ الثّالِثِ مُمسِياً أَخَذَهُ الغَمّ فَخَرَجَ فَتَلَقّاهُ غُلَامٌ كَانَ اتّخَذَهُ ابناً لَهُ مِن أَهلِ فَارِسَ وَ هُوَ لَا يَعلَمُ أَنّهُ مِن أَهلِ فَارِسَ فَدَفَعَ إِلَيهِ سَيفَهُ وَ قَالَ لَهُ يَا غُلَامُ لَا تَلقَي أَحَداً مِنَ الخَلقِ إِلّا وَ قَتَلتَهُ وَ إِن لقَيِتنَيِ‌ أَنَا فاَقتلُنيِ‌ فَأَخَذَ الغُلَامُ سَيفَهُ فَضَرَبَ بِهِ بُختَنَصّرَ ضَربَةً فَقَتَلَهُ فَخَرَجَ أَرمِيَا عَلَي حِمَارِهِ وَ مَعَهُ تِينٌ قَد تَزَوّدَهُ وَ شَيءٌ مِن عَصِيرٍ فَنَظَرَ إِلَي سِبَاعِ البَرّ وَ سِبَاعِ البَحرِ وَ سِبَاعِ الجَوّ تَأكُلُ تِلكَ الجِيَفَ فَفَكّرَ فِي نَفسِهِ سَاعَةً ثُمّ قَالَ أَنّي يحُييِ‌ هَذِهِ اللّهُ بَعدَ مَوتِهَا وَ قَد أَكَلَتهُمُ السّبَاعُ فَأَمَاتَهُ اللّهُ مَكَانَهُ وَ هُوَ قَولُ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيأَو


صفحه : 360

كاَلذّيِ‌ مَرّ عَلي قَريَةٍ وَ هيِ‌َ خاوِيَةٌ عَلي عُرُوشِها قالَ أَنّي يحُييِ‌ هذِهِ اللّهُ بَعدَ مَوتِها فَأَماتَهُ اللّهُ مِائَةَ عامٍ ثُمّ بَعَثَهُ أَي أَحيَاهُ فَلَمّا رَحِمَ اللّهُ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ وَ أَهلَكَ بُختَنَصّرَ رَدّ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ إِلَي الدّنيَا وَ كَانَ عُزَيرٌ لَمّا سَلّطَ اللّهُ بُختَنَصّرَ عَلَي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ هَرَبَ وَ دَخَلَ فِي عَينٍ وَ غَابَ فِيهَا وَ بقَيِ‌َ أَرمِيَا مَيّتاً مِائَةَ سَنَةٍ ثُمّ أَحيَاهُ اللّهُ فَأَوّلُ مَا أَحيَا مِنهُ عَينَيهِ فِي مِثلِ غِرقِئِ البَيضِ فَنَظَرَ فَأَوحَي اللّهُ تَعَالَي إِلَيهِكَم لَبِثتَ قالَ لَبِثتُ يَوماً ثُمّ نَظَرَ إِلَي الشّمسِ وَ قَدِ ارتَفَعَت فَقَالَأَو بَعضَ يَومٍ فَقَالَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيبَل لَبِثتَ مِائَةَ عامٍ فَانظُر إِلي طَعامِكَ وَ شَرابِكَ لَم يَتَسَنّه أَي لَم يَتَغَيّروَ انظُر إِلي حِمارِكَ وَ لِنَجعَلَكَ آيَةً لِلنّاسِ وَ انظُر إِلَي العِظامِ كَيفَ نُنشِزُها ثُمّ نَكسُوها لَحماًفَجَعَلَ يَنظُرُ إِلَي العِظَامِ البَالِيَةِ المُنفَطِرَةِ تَجتَمِعُ إِلَيهِ وَ إِلَي اللّحمِ ألّذِي قَد أَكَلَتهُ السّبَاعُ يَتَأَلّفُ إِلَي العِظَامِ مِن هَاهُنَا وَ هَاهُنَا وَ يَلتَزِقُ بِهَا حَتّي قَامَ وَ قَامَ حِمَارُهُ فَقَالَأَعلَمُ أَنّ اللّهَ عَلي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ

بيان قوله فأخلف أي فسد من قولهم أخلف الطعام إذاتغير طعمه ورائحته وأخلف فلان أي فسد أو لم يأت بما هوعادته من قولهم أخلف الوعد أو من قولهم أخلفت النجوم أمحلت فلم يكن فيهامطر ويحتمل أن يكون المراد تغير أهل القرية وفسادهم والكسر كعنب جمع الكسرة أي الخبز المتكسر اليابس قوله فتاه أي تكبر أوتحير والنشاب النبل واللبوة الأنثي من الأسد. قوله و كان عزير هذاإنكار لماذكره الأكثر من أن القائل كان عزيرا والغرقئ كزبرج القشرة الملتزقة ببياض البيض أوالبياض ألذي يؤكل . و قال الطبرسي‌ رحمه الله في قوله تعالي أَو كاَلذّيِ‌ مَرّ عَلي قَريَةٍ و هوعزير عن قتادة وعكرمة والسدي‌ و هوالمروي‌ عن أبي عبد الله ع وقيل هوأرميا عن وهب و هوالمروي‌ عن أبي جعفر ع وقيل هوالخضر عن ابن إسحاق والقرية التي‌


صفحه : 361

مر عليها هي‌ بيت المقدس لماخربه بختنصر عن وهب وقتادة والربيع وعكرمة وقيل هي‌ الأرض المقدسة عن الضحاك وقيل هي‌ القرية التي‌ خرج منها الألوف حذر الموت عن أبي زيدوَ هيِ‌َ خاوِيَةٌ عَلي عُرُوشِها أي خالية وقيل خراب وقيل ساقطة علي أبنيتها وسقوفها كأن السقوف سقطت ووقع البنيان عليهاقالَ أَنّي يحُييِ‌ هذِهِ اللّهُ بَعدَ مَوتِها أي كيف يعمر الله هذه القرية بعدخرابها وقيل كيف يحيي‌ الله أهلها بعد ماماتوا و لم يقل ذلك إنكارا و لاتعجبا و لاارتيابا ولكنه أحب أن يريه الله إحياءها مشاهدة ليحصل له العلم به ضرورةفَأَماتَهُ اللّهُ مِائَةَ عامٍ ثُمّ بَعَثَهُأحياه قالَ كَم لَبِثتَ في التفسير أنه سمع نداء من السماء كم لبثت يعني‌ في منامك وقيل إن القائل له نبي‌ وقيل ملك وقيل بعض المعمرين ممن شاهده عندموته وإحيائه قالَ لَبِثتُ يَوماً أَو بَعضَ يَومٍلأن الله تعالي أماته في أول النهار وأحياه بعدمائة سنة في آخر النهار فقال يَوماً ثم التفت فرأي بقية من الشمس فقال أَو بَعضَ يَومٍ ثم قال بَل لَبِثتَ مِائَةَ عامٍمعناه بل لبثت في مكانك مائة سنةفَانظُر إِلي طَعامِكَ وَ شَرابِكَ لَم يَتَسَنّه أي لم تغيره السنون وإنما قال لَم يَتَسَنّه علي الواحد لأنه أراد جنس الطعام والشراب وقيل أراد به الشراب لأنه أقرب المذكورين إليه وقيل أراد عصيرا وتينا وعنبا و هذه الثلاثة أسرع الأشياء تغيرا وفسادا فوجد العصير حلوا والتين والعنب كماجنيا لم يتغيراوَ انظُر إِلي حِمارِكَكيف تفرقت أجزاؤه وتبددت عظامه ثم انظر كيف يحييه الله وإنما قال ذلك ليستدل بذلك علي طول مماته وَ لِنَجعَلَكَ آيَةً لِلنّاسِفعلنا ذلك وقيل معناه فعلنا ذلك إجابة لك إلي ماأردت وَ لِنَجعَلَكَ آيَةً لِلنّاسِ أي حجة للناس في البعث وَ انظُر إِلَي العِظامِ كَيفَ نُنشِزُهاكيف نحييها وبالزاي‌ كيف نرفعها من الأرض فنردها إلي أماكنها من الجسد ونركب بعضها علي بعض ثُمّ نَكسُوها أي نلبسهالَحماً واختلف فيه فقيل أراد عظام حماره وقيل أراد عظامه قالوا أول ماأحيا الله منه عينه و هو في مثل غرقئ البيض فجعل ينظر إلي العظام البالية المتفرقة تجتمع إليه و إلي اللحم


صفحه : 362

ألذي قدأكلته السباع تأتلف إلي العظام من هاهنا و من هاهنا وتلتزق بها حتي قام وقام حماره فَلَمّا تَبَيّنَ لَهُيعني‌ ظهر وعلم وقيل إنه رجع و قدأحرق بختنصر التوراة فأملاها من ظهر قلبه فقال رجل منهم حدثني‌ أبي عن جدي‌ أنه دفن التوراة في كرم فإن أريتموني‌ كرم جدي‌ أخرجتها لكم فأروه فأخرجها فعارضوا ذلك بما أملي فما اختلفا في حرف فقالوا فما جعل الله التوراة في قلبه إلا و هوابنه فقالواعُزَيرٌ ابنُ اللّهِ فقال أَعلَمُ أَنّ اللّهَ عَلي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ أي لم أقل ما قلت عن شك وارتياب أو أنه ازداد لماعاين وشاهد يقينا وعلما إذ كان قبل ذلك علم استدلال فصار علم ضرورة ومعاينة

2-ل ،[الخصال ] ابنُ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ رَفَعَهُ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَلَكَ الأَرضَ كُلّهَا أَربَعَةٌ مُؤمِنَانِ وَ كَافِرَانِ فَأَمّا المُؤمِنَانِ فَسُلَيمَانُ بنُ دَاوُدَ وَ ذُو القَرنَينِ ع وَ الكَافِرَانِ نُمرُودُ وَ بُختَنَصّرُ

3-ج ،[الإحتجاج ]هِشَامُ بنُ الحَكَمِ فِي خَبَرِ الزّندِيقِ قَالَ الصّادِقُ ع أَمَاتَ اللّهُ أَرمِيَا النّبِيّ ألّذِي نَظَرَ إِلَي خَرَابِ بَيتِ المَقدِسِ وَ مَا حَولَهُ حِينَ غَزَاهُم بُختَنَصّرُ وَقالَ أَنّي يحُييِ‌ هذِهِ اللّهُ بَعدَ مَوتِها فَأَماتَهُ اللّهُ مِائَةَ عامٍ ثُمّ أَحيَاهُ وَ نَظَرَ إِلَي أَعضَائِهِ كَيفَ تَلتَئِمُ وَ كَيفَ تُلبَسُ اللّحمَ وَ إِلَي مَفَاصِلِهِ وَ عُرُوقِهِ كَيفَ تُوصَلُ فَلَمّا استَوَي قَاعِداً قَالَأَعلَمُ أَنّ اللّهَ عَلي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ

4- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]الفَحّامُ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي بنِ هَارُونَ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عَبدِ الصّمَدِ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ قَالَ قَالَ سَيّدُنَا الصّادِقُ ع مَنِ اهتَمّ لِرِزقِهِ كُتِبَ عَلَيهِ خَطِيئَةٌ إِنّ دَانِيَالَ كَانَ فِي زَمَنِ مَلِكٍ جَبّارٍ عَاتٍ أَخَذَهُ فَطَرَحَهُ فِي جُبّ وَ طَرَحَ مَعَهُ السّبَاعَ فَلَم تدنو[تَدنُ]


صفحه : 363

مِنهُ وَ لَم يُخرِجهُ فَأَوحَي اللّهُ إِلَي نبَيِ‌ّ مِن أَنبِيَائِهِ أَنِ ائتِ دَانِيَالَ بِطَعَامٍ قَالَ يَا رَبّ وَ أَينَ دَانِيَالُ قَالَ تَخرُجُ مِنَ القَريَةِ فَيَستَقبِلُكَ ضَبُعٌ فَاتّبِعهُ فَإِنّهُ يَدُلّكَ إِلَيهِ فَأَتَت بِهِ الضّبُعُ إِلَي ذَلِكَ الجُبّ فَإِذَا فِيهِ دَانِيَالُ فَأَدلَي إِلَيهِ الطّعَامَ فَقَالَ دَانِيَالُ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي لَا يَنسَي مَن ذَكَرَهُ وَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي لَا يُخَيّبُ مَن دَعَاهُ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي مَن تَوَكّلَ عَلَيهِ كَفَاهُ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي مَن وَثِقَ بِهِ لَم يَكِلهُ إِلَي غَيرِهِ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي يجَزيِ‌ بِالإِحسَانِ إِحسَاناً وَ بِالصّبرِ نَجَاةً ثُمّ قَالَ الصّادِقُ ع إِنّ اللّهَ أَبَي إِلّا أَن يَجعَلَ أَرزَاقَ المُتّقِينَ مِن حَيثُ لَا يَحتَسِبُونَ وَ أَن لَا يَقبَلَ لِأَولِيَائِهِ شَهَادَةً فِي دَولَةِ الظّالِمِينَ

ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]الصدوق عن ابن الوليد عن الصفار عن القاساني‌ عن الأصبهاني‌ عن المنقري‌ عن حفص عن أبي عبد الله ع مثله

5-ك ،[إكمال الدين ]القَطّانُ عَنِ السكّرّيِ‌ّ عَنِ الجوَهرَيِ‌ّ عَنِ ابنِ عُمَارَةَ عَن أَبِيهِ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ إِنّ سُلَيمَانَ ع لَمّا حَضَرَتهُ الوَفَاةُ أَوصَي إِلَي آصَفَ بنِ بَرخِيَا بِإِذنِ اللّهِ تَعَالَي ذِكرُهُ فَلَم يَزَل بَينَهُم تَختَلِفُ إِلَيهِ الشّيعَةُ وَ يَأخُذُونَ عَنهُ مَعَالِمَ دِينِهِم ثُمّ غَيّبَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ آصَفَ غَيبَةً طَالَ أَمَدُهَا ثُمّ ظَهَرَ لَهُم فبَقَيِ‌َ بَينَ قَومِهِ مَا شَاءَ اللّهُ ثُمّ إِنّهُ وَدّعَهُم فَقَالُوا لَهُ أَينَ المُلتَقَي قَالَ عَلَي الصّرَاطِ وَ غَابَ عَنهُم مَا شَاءَ اللّهُ وَ اشتَدّتِ البَلوَي عَلَي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ بِغَيبَتِهِ وَ تَسَلّطَ عَلَيهِم بُختَنَصّرُ فَجَعَلَ يَقتُلُ مَن يَظفَرُ بِهِ مِنهُم وَ يَطلُبُ مَن يَهرُبُ وَ يسَبيِ‌ ذَرَارِيّهُم فَاصطَفَي مِنَ السبّي‌ِ مِن أَهلِ بَيتِ يَهُودَا أَربَعَةَ نَفَرٍ فِيهِم دَانِيَالُ وَ اصطَفَي مِن وُلدِ هَارُونَ عُزَيراً وَ هُم حِينَئِذٍ صِبيَةٌ صِغَارٌ فَمَكَثُوا فِي يَدِهِ وَ بَنُو إِسرَائِيلَ فِي العَذَابِ المُهِينِ وَ الحُجّةُ دَانِيَالُ أَسِيرٌ فِي يَدِ بُختَنَصّرَ تِسعِينَ سَنَةً فَلَمّا عَرَفَ فَضلَهُ وَ سَمِعَ أَنّ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ يَنتَظِرُونَ خُرُوجَهُ وَ يَرجُونَ الفَرَجَ فِي ظُهُورِهِ وَ عَلَي


صفحه : 364

يَدِهِ أَمَرَ أَن يُجعَلَ فِي جُبّ عَظِيمٍ وَاسِعٍ وَ يُجعَلَ مَعَهُ الأَسَدُ لِيَأكُلَهُ فَلَم يَقرَبهُ وَ أَمَرَ أَن لَا يُطعَمَ فَكَانَ اللّهُ تَعَالَي يَأتِيهِ بِطَعَامِهِ وَ شَرَابِهِ عَلَي يَدِ نبَيِ‌ّ مِن أَنبِيَاءِ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَكَانَ يَصُومُ دَانِيَالُ النّهَارَ وَ يُفطِرُ اللّيلَ عَلَي مَا يُدلَي إِلَيهِ مِنَ الطّعَامِ وَ اشتَدّتِ البَلوَي عَلَي شِيعَتِهِ وَ قَومِهِ المُنتَظِرِينَ لِظُهُورِهِ وَ شَكّ أَكثَرُهُم فِي الدّينِ لِطُولِ الأَمَدِ فَلَمّا تَنَاهَي البَلَاءُ بِدَانِيَالَ وَ بِقَومِهِ رَأَي بُختَنَصّرُ فِي المَنَامِ كَأَنّ مَلَائِكَةً مِنَ السّمَاءِ قَد هَبَطَت إِلَي الأَرضِ أَفوَاجاً إِلَي الجُبّ ألّذِي فِيهِ دَانِيَالُ مُسَلّمِينَ عَلَيهِ يُبَشّرُونَهُ بِالفَرَجِ فَلَمّا أَصبَحَ نَدِمَ عَلَي مَا أَتَي إِلَي دَانِيَالَ فَأَمَرَ أَن يُخرَجَ مِنَ الجُبّ فَلَمّا أُخرِجَ اعتَذَرَ إِلَيهِ مِمّا ارتَكَبَ مِنهُ مِنَ التّعذِيبِ ثُمّ فَوّضَ إِلَيهِ النّظَرَ فِي أُمُورِ مَمَالِكِهِ وَ القَضَاءَ بَينَ النّاسِ فَظَهَرَ مَن كَانَ مُستَتِراً مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ وَ رَفَعُوا رُءُوسَهُم وَ اجتَمَعُوا إِلَي دَانِيَالَ ع مُوقِنِينَ بِالفَرَجِ فَلَم يَلبَث إِلّا القَلِيلُ عَن تِلكَ الحَالِ حَتّي مَضَي لِسَبِيلِهِ وَ أَفضَي الأَمرُ بَعدَهُ إِلَي عُزَيرٍ وَ كَانُوا يَجتَمِعُونَ إِلَيهِ وَ يَأنَسُونَ بِهِ وَ يَأخُذُونَ عَنهُ مَعَالِمَ دِينِهِم فَغَيّبَ اللّهُ عَنهُم شَخصَهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمّ بَعَثَهُ وَ غَابَتِ الحُجَجُ بَعدَهُ وَ اشتَدّتِ البَلوَي عَلَي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ حَتّي ظَهَرَ يَحيَي ع

أقول تمام الخبر في باب قصة طالوت

6-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ بِإِسنَادِهِ إِلَي وَهبِ بنِ مُنَبّهٍ قَالَ كَانَ بُختَنَصّرُ مُنذُ مَلَكَ يَتَوَقّعُ فَسَادَ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ وَ يَعلَمُ أَنّهُ لَا يُطِيقُهُم إِلّا بِمَعصِيَتِهِم فَلَم يَزَل يَأتِيهِ العُيُونُ بِأَخبَارِهِم حَتّي تَغَيّرَت حَالُهُم وَ فَشَت فِيهِمُ المعَاَصيِ‌ وَ قَتَلُوا أَنبِيَاءَهُم وَ ذَلِكَ قَولُهُ تَعَالَي جَلّ ذِكرُهُوَ قَضَينا إِلي بنَيِ‌ إِسرائِيلَ فِي الكِتابِ لَتُفسِدُنّ فِي الأَرضِ مَرّتَينِ إِلَي قَولِهِفَإِذا جاءَ وَعدُ أُولاهُمايعَنيِ‌ بُختَنَصّرَ وَ جُنُودَهُ أَقبَلُوا فَنَزَلُوا بِسَاحَتِهِم فَلَمّا رَأَوا ذَلِكَ فَزِعُوا إِلَي رَبّهِم وَ تَابُوا وَ ثَابَرُوا عَلَي الخَيرِ وَ أَخَذُوا عَلَي أيَديِ‌ سُفَهَائِهِم وَ أَنكَرُوا المُنكَرَ وَ أَظهَرُوا المَعرُوفَ فَرَدّ اللّهُ لَهُمُ الكَرّةَ عَلَي بُختَنَصّرَ وَ انصَرَفُوا بَعدَ مَا فَتَحُوا المَدِينَةَ وَ كَانَ سَبَبُ انصِرَافِهِم أَنّ سَهماً وَقَعَ فِي جَبِينِ فَرَسِ بُختَنَصّرَ فَجَمَحَ بِهِ حَتّي أَخرَجَهُ


صفحه : 365

مِن بَابِ المَدِينَةِ ثُمّ إِنّ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ تَغَيّرُوا فَمَا بَرِحُوا حَتّي كَرّ عَلَيهِم وَ ذَلِكَ قَولُهُ تَعَالَيفَإِذا جاءَ وَعدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُا وُجُوهَكُمفَأَخبَرَهُم أَرمِيَا ع أَنّ بُختَنَصّرَ يَتَهَيّأُ لِلمَسِيرِ إِلَيكُم وَ قَد غَضِبَ اللّهُ عَلَيكُم وَ أَنّ اللّهَ تَعَالَي جَلّت عَظَمَتُهُ يَستَتِيبُكُم لِصَلَاحِ آبَائِكُم وَ يَقُولُ هَل وَجَدتُم أَحَداً عصَاَنيِ‌ فَسَعِدَ بمِعَصيِتَيِ‌ أَم هَل عَلِمتُم أَحَداً أطَاَعنَيِ‌ فشَقَيِ‌َ بطِاَعتَيِ‌ وَ أَمّا أَحبَارُكُم وَ رُهبَانُكُم فَاتّخَذُوا عبِاَديِ‌ خَوَلًا يَحكُمُونَ فِيهِم بِغَيرِ كتِاَبيِ‌ حَتّي أَنسَوهُم ذكِريِ‌ وَ أَمّا مُلُوكُكُم وَ أُمَرَاؤُكُم فَبَطِرُوا نعِمتَيِ‌ وَ غَرّتهُمُ الحَيَاةُ الدّنيَا وَ أَمّا قُرّاؤُكُم وَ فُقَهَاؤُكُم فَهُم مُنقَادُونَ لِلمُلُوكِ يُبَايِعُونَهُم عَلَي البِدَعِ وَ يُطِيعُونَهُم فِي معَصيِتَيِ‌ وَ أَمّا الأَولَادُ فَيَخُوضُونَ مَعَ الخَائِضِينَ وَ فِي كُلّ ذَلِكَ أُلبِسُهُمُ العَافِيَةَ فَلَأُبدِلَنّهُم بِالعِزّ ذُلّا وَ بِالأَمنِ خَوفاً إِن دعَوَنيِ‌ لَم أُجِبهُم وَ إِن بَكَوا لَم أَرحَمهُم. فَلَمّا بَلّغَهُم ذَلِكَ نَبِيّهُم كَذّبُوهُ وَ قَالُوا لَقَد أَعظَمتَ الفِريَةَ عَلَي اللّهِ تَزعُمُ أَنّ اللّهَ مُعَطّلٌ مَسَاجِدَهُ مِن عِبَادَتِهِ فَقَيّدُوهُ وَ سَجَنُوهُ فَأَقبَلَ بُختَنَصّرُ وَ حَاصَرَهُم سَبعَةَ أَشهُرٍ حَتّي أَكَلُوا خَلَاهُم وَ شَرِبُوا أَبوَالَهُم ثُمّ بَطَشَ بِهِم بَطشَ الجَبّارِينَ بِالقَتلِ وَ الصّلبِ وَ الإِحرَاقِ وَ جَذعِ[جَدعِ]الأُنُوفِ وَ نَزعِ الأَلسُنِ وَ الأَنيَابِ وَ وَقفِ النّسَاءِ فَقِيلَ لَهُ إِنّ لَهُم صَاحِباً كَانَ يُحَذّرُهُم بِمَا أَصَابَهُم فَاتّهَمُوهُ وَ سَجَنُوهُ فَأَمَرَ بُختَنَصّرُ فَأُخرِجَ مِنَ السّجنِ فَقَالَ لَهُ أَ كُنتَ تُحَذّرُ هَؤُلَاءِ قَالَ نَعَم قَالَ وَ أَنّي عَلِمتَ ذَلِكَ قَالَ أرَسلَنَيِ‌َ اللّهُ بِهِ إِلَيهِم قَالَ فَكَذّبُوكَ وَ ضَرَبُوكَ قَالَ نَعَم قَالَ لَبِئسَ القَومُ قَومٌ ضَرَبُوا نَبِيّهُم وَ كَذّبُوا رِسَالَةَ رَبّهِم فَهَل لَكَ أَن تَلحَقَ بيِ‌ فَأُكرِمَكَ وَ إِن أَحبَبتَ أَن تُقِيمَ فِي بِلَادِكَ آمَنتُكَ قَالَ أَرمِيَا ع إنِيّ‌ لَم أَزَل فِي أَمَانِ اللّهِ مُنذُ كُنتُ لَم أَخرُج مِنهُ وَ لَو أَنّ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ لَم يَخرُجُوا مِن أَمَانِهِ لَم يَخَافُوكَ فَأَقَامَ أَرمِيَا ع مَكَانَهُ بِأَرضِ إِيلِيَا وَ هيِ‌َ حِينَئِذٍ خَرَابٌ قَد هُدِمَ بَعضُهَا فَلَمّا سَمِعَ بِهِ مَن بقَيِ‌َ مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ اجتَمَعُوا إِلَيهِ فَقَالُوا عَرَفنَا أَنّكَ نَبِيّنَا فَانصَح لَنَا فَأَمَرَهُم أَن يُقِيمُوا مَعَهُ فَقَالُوا نَنطَلِقُ إِلَي مَلَكِ مِصرَ نَستَجِيرُ فَقَالَ أَرمِيَا ع إِنّ ذِمّةَ اللّهِ أَوفَي الذّمَمِ فَانطَلَقُوا إِلَي مِصرَ وَ تَرَكُوا أَرمِيَا فَقَالَ لَهُمُ المَلِكُ أَنتُم فِي ذمِتّيِ‌


صفحه : 366

فَسَمِعَ ذَلِكَ بُختَنَصّرُ فَأَرسَلَ إِلَي مَلِكِ مِصرَ ابعَث بِهِم إلِيَ‌ّ مُصَفّدِينَ وَ إِلّا آذَنتُكَ بِالحَربِ. فَلَمّا سَمِعَ أَرمِيَا ع بِذَلِكَ أَدرَكَتهُ الرّحمَةُ لَهُم فَبَادَرَ إِلَيهِم لِيُنقِذَهُم فَوَرَدَ عَلَيهِم وَ قَالَ إِنّ اللّهَ تَعَالَي جَلّ ذِكرُهُ أَوحَي إلِيَ‌ّ أنَيّ‌ مُظهِرٌ بُختَنَصّرَ عَلَي هَذَا المَلِكِ وَ آيَةُ ذَلِكَ أَنّهُ تَعَالَي أرَاَنيِ‌ مَوضِعَ سَرِيرِ بُختَنَصّرَ ألّذِي يَجلِسُ عَلَيهِ بَعدَ مَا يَظفَرُ بِمِصرَ ثُمّ عَمَدَ فَدَفَنَ أَربَعَةَ أَحجَارٍ فِي نَاحِيَةٍ مِنَ الأَرضِ فَصَارَ إِلَيهِم بُختَنَصّرُ فَظَفِرَ بِهِم وَ أَسَرَهُم فَلَمّا أَرَادَ أَن يَقسِمَ الفيَ‌ءَ وَ يَقتُلَ الأُسَارَي وَ يُعتِقَ مِنهُم كَانَ مِنهُم أَرمِيَا فَقَالَ لَهُ بُختَنَصّرُ أَرَاكَ مَعَ أعَداَئيِ‌ بَعدَ مَا عَرّضتُكَ لَهُ مِنَ الكَرَامَةِ فَقَالَ لَهُ أَرمِيَا ع إنِيّ‌ جِئتُهُم مُخَوّفاً أُخبِرُهُم خَبَرَكَ وَ قَد وَضَعتُ لَهُم عَلَامَةً تَحتَ سَرِيرِكَ هَذَا وَ أَنتَ بِأَرضِ بَابِلَ ارفَع سَرِيرَكَ فَإِنّ تَحتَ كُلّ قَائِمَةٍ مِن قَوَائِمِهِ حَجَراً دَفَنتُهُ بيِدَيِ‌ وَ هُم يَنظُرُونَ فَلَمّا رَفَعَ بُختَنَصّرُ سَرِيرَهُ وَجَدَ مِصدَاقَ مَا قَالَ فَقَالَ لِأَرمِيَا ع إنِيّ‌ لَأَقتُلَنّهُم إِذ كَذّبُوكَ وَ لَم يُصَدّقُوكَ فَقَتَلَهُم وَ لَحِقَ بِأَرضِ بَابِلَ فَأَقَامَ أَرمِيَا بِمِصرَ مُدّةً فَأَوحَي اللّهُ تَعَالَي إِلَيهِ الحَق بِإِيلِيَا فَانطَلَقَ حَتّي إِذَا رُفِعَ لَهُ شَخصُ بَيتِ المَقدِسِ وَ رَأَي خَرَاباً عَظِيماًقالَ أَنّي يحُييِ‌ هذِهِ اللّهُفَنَزَلَ فِي نَاحِيَةٍ وَ اتّخَذَ مَضجَعاً ثُمّ نَزَعَ اللّهُ رُوحَهُ وَ أَخفَي مَكَانَهُ عَلَي جَمِيعِ الخَلَائِقِ مِائَةَ عَامٍ وَ كَانَ قَد وَعَدَهُ اللّهُ أَن سَيُعِيدُ فِيهَا المُلكَ وَ العِمرَانَ فَلَمّا مَضَي سَبعُونَ عَاماً أَذِنَ اللّهُ فِي عِمَارَةِ إِيلِيَا فَأَرسَلَ اللّهُ مَلَكاً إِلَي مَلِكٍ مِن مُلُوكِ فَارِسَ يُقَالُ لَهُ كُوشَكُ فَقَالَ إِنّ اللّهَ يَأمُرُكَ أَن تَنفِرَ بِقُوّتِكَ وَ رِجَالِكَ حَتّي تَنزِلَ إِيلِيَا فَتَعمُرَهَا فَنَدَبَ الفاَرسِيِ‌ّ لِذَلِكَ ثَلَاثِينَ أَلفَ قَهرَمَانٍ وَ دَفَعَ إِلَي كُلّ قَهرَمَانٍ أَلفَ عَامِلٍ بِمَا يَصلُحُ لِذَلِكَ مِنَ الآلَةِ وَ النّفَقَةِ فَسَارَ بِهِم فَلَمّا تَمّت عِمَارَتُهَا بَعدَ ثَلَاثِينَ سَنَةً أَمَرَ عِظَامَ أَرمِيَا أَن يَحيَا فَقَامَ حَيّاً كَمَا ذَكَرَهُ اللّهُ فِي كِتَابِهِ.

بيان ثابر واظب


صفحه : 367

7-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ المَذكُورِ عَن وَهبِ بنِ مُنَبّهٍ أَنّهُ لَمّا انطَلَقَ بُختَنَصّرُ باِلسبّي‌ِ وَ الأُسَارَي مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ وَ فِيهِم دَانِيَالُ وَ عُزَيرٌ ع وَ وَرَدَ أَرضَ بَابِلَ اتّخَذَ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ خَوَلًا وَ لَبِثَ سَبعَ سِنِينَ ثُمّ إِنّهُ رَأَي رُؤيَا عَظِيماً[عَظِيمَةً]امتَلَأَ مِنهَا رُعباً وَ نَسِيَهَا فَجَمَعَ قَومَهُ وَ قَالَ تُخبِرُونَ بِتَأوِيلِ رؤُياَي‌َ المَنسِيّةِ إِلَي ثَلَاثَةِ أَيّامٍ وَ إِلّا صَلَبتُكُم وَ بَلَغَ دَانِيَالَ ذَلِكَ مِن شَأنِ الرّؤيَا وَ كَانَ فِي السّجنِ فَقَالَ لِصَاحِبِ السّجنِ إِنّكَ أَحسَنتَ صحُبتَيِ‌ فَهَل لَكَ أَن تُخبِرَ المَلِكَ أَنّ عنِديِ‌ عِلمَ رُؤيَاهُ وَ تَأوِيلَهُ فَخَرَجَ صَاحِبُ السّجنِ وَ ذَكَرَ لِبُختَنَصّرَ فَدَعَا بِهِ وَ كَانَ لَا يَقِفُ بَينَ يَدَيهِ أَحَدٌ إِلّا سَجَدَ لَهُ فَلَمّا طَالَ قِيَامُ دَانِيَالَ وَ هُوَ لَا يَسجُدُ لَهُ قَالَ لِلحَرَسِ اخرُجُوا وَ اترُكُوهُ فَخَرَجُوا فَقَالَ يَا دَانِيَالُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسجُدَ لِي فَقَالَ إِنّ لِي رَبّاً آتاَنيِ‌ هَذَا العِلمَ عَلَي أنَيّ‌ لَا أَسجُدُ لِغَيرِهِ فَلَو سَجَدتُ لَكَ انسَلَخَ عنَيّ‌َ العِلمُ فَلَم تَنتَفِع بيِ‌ فَتَرَكتُ السّجُودَ نَظَراً إِلَي ذَلِكَ قَالَ بُختَنَصّرُ وَفَيتَ لِإِلَهِكَ فَصِرتَ آمِناً منِيّ‌ فَهَل لَكَ عِلمٌ بِهَذِهِ الرّؤيَا قَالَ نَعَم رَأَيتَ صَنَماً عَظِيماً رِجلَاهُ فِي الأَرضِ وَ رَأسُهُ فِي السّمَاءِ أَعلَاهُ مِن ذَهَبٍ وَ وَسَطُهُ مِن فِضّةٍ وَ أَسفَلُهُ مِن نُحَاسٍ وَ سَاقَاهُ مِن حَدِيدٍ وَ رِجلَاهُ مِن فَخّارٍ فَبَينَا أَنتَ تَنظُرُ إِلَيهِ وَ قَد أَعجَبَكَ حُسنُهُ وَ عِظَمُهُ وَ إِحكَامُ صَنعَتِهِ وَ الأَصنَافُ التّيِ‌ رُكّبَت فِيهِ إِذ قَذَفَهُ مَلَكٌ بِحَجَرٍ مِنَ السّمَاءِ فَوَقَعَ عَلَي رَأسِهِ فَدَقّهُ حَتّي طَحَنَهُ فَاختَلَطَ ذَهَبُهُ وَ فِضّتُهُ وَ نُحَاسُهُ وَ حَدِيدُهُ وَ فَخّارُهُ حَتّي خُيّلَ لَكَ أَنّهُ لَوِ اجتَمَعَ الجِنّ وَ الإِنسُ عَلَي أَن يُمَيّزُوا بَعضَهُ مِن بَعضٍ لَم يَقدِرُوا وَ حَتّي خُيّلَ لَكَ أَنّهُ لَو هَبّت أَدنَي رِيحٍ لَذَرّتهُ لِشِدّةِ مَا انطَحَنَ ثُمّ نَظَرتَ إِلَي الحَجَرِ ألّذِي قُذِفَ بِهِ يَعظُمُ فَيَنتَثِرُ حَتّي مَلَأَ الأَرضَ كُلّهَا فَصِرتَ لَا تَرَي إِلّا السّمَاءَ وَ الحَجَرَ قَالَ بُختَنَصّرُ صَدَقتَ هَذِهِ الرّؤيَا التّيِ‌ رَأَيتُهَا فَمَا تَأوِيلُهَا قَالَ دَانِيَالُ ع أَمّا الصّنَمُ ألّذِي رَأَيتَ فَإِنّهَا أُمَمٌ تَكُونُ فِي أَوّلِ الزّمَانِ وَ أَوسَطِهِ وَ آخِرِهِ وَ أَمّا الذّهَبُ فَهُوَ هَذَا الزّمَانُ وَ هَذِهِ الأُمّةُ التّيِ‌ أَنتَ فِيهَا وَ أَنتَ مَلِكُهَا وَ أَمّا الفِضّةُ فَإِنّهُ يَكُونُ ابنُكَ يَلِيهَا مِن بَعدِكَ وَ أَمّا النّحَاسُ فَأُمّةُ الرّومِ وَ أَمّا الحَدِيدُ فَأُمّةُ فَارِسَ وَ أَمّا الفَخّارُ فَأُمّتَانِ تَملِكُهُمَا امرَأَتَانِ إِحدَاهُمَا فِي شرَقيِ‌ّ اليَمَنِ وَ أُخرَي فِي غرَبيِ‌ّ الشّامِ أَمّا الحَجَرُ ألّذِي قُذِفَ بِهِ الصّنَمُ فَدِينٌ يُفقِدُهُ اللّهُ بِهِ هَذِهِ


صفحه : 368

فِي الأُمّةِ آخِرَ الزّمَانِ[يُفقِدُهُ اللّهُ بِهِ فِي هَذِهِ الأُمّةِ آخِرَ الزّمَانِ]لِيُظهِرَهُ عَلَيهَا يَبعَثُ اللّهُ نَبِيّاً أُمّيّاً مِنَ العَرَبِ فَيُذِلّ اللّهُ لَهُ الأُمَمَ وَ الأَديَانَ كَمَا رَأَيتَ الحَجَرَ ظَهَرَ عَلَي الأَرضِ فَانتَثَرَ فِيهَا. فَقَالَ بُختَنَصّرُ مَا لِأَحَدٍ عنِديِ‌ يَدٌ أَعظَمُ مِن يَدِكَ وَ أَنَا أُرِيدُ أَن أَجزِيَكَ إِن أَحبَبتَ أَن أَرُدّكَ إِلَي بِلَادِكَ وَ أَعمُرَهَا لَكَ وَ إِن أَحبَبتَ أَن تُقِيمَ معَيِ‌ فَأُكرِمَكَ فَقَالَ دَانِيَالُ ع أَمّا بلِاَديِ‌ أَرضٌ كَتَبَ اللّهُ عَلَيهَا الخَرَابَ إِلَي وَقتٍ وَ الإِقَامَةُ مَعَكَ أَوثَقُ لِي فَجَمَعَ بُختَنَصّرُ وُلدَهُ وَ أَهلَ بَيتِهِ وَ خَدَمَهُ وَ قَالَ لَهُم هَذَا رَجُلٌ حَكِيمٌ قَد فَرّجَ اللّهُ بِهِ عنَيّ‌ كُربَةً قَد عَجَزتُم عَنهَا وَ قَد وَلّيتُهُ أَمرَكُم وَ أمَريِ‌ يَا بنَيِ‌ّ خُذُوا مِن عِلمِهِ وَ إِن جَاءَكُم رَسُولَانِ أَحَدُهُمَا لِي وَ الآخَرُ لَهُ فَأَجِيبُوا دَانِيَالَ قبَليِ‌ فَكَانَ لَا يَقطَعُ أَمراً دُونَهُ وَ لَمّا رَأَوا قَومَ بُختَنَصّرَ ذَلِكَ حَسَدُوا دَانِيَالَ ثُمّ اجتَمَعُوا إِلَيهِ وَ قَالُوا كَانَت لَكَ الأَرضُ وَ يَزعُمُ عَدُوّنَا أَنّكَ أَنكَرتَ عَقلَكَ قَالَ إنِيّ‌ أَستَعِينُ برِأَي‌ِ هَذَا الإسِراَئيِليِ‌ّ لِإِصلَاحِ أَمرِكُم فَإِنّ رَبّهُ يُطلِعُهُ عَلَيهِ قَالُوا نَتّخِذُ إِلَهاً يَكفِيكَ مَا أَهَمّكَ وَ تسَتغَنيِ‌ عَن دَانِيَالَ فَقَالَ أَنتُم وَ ذَاكَ فَعَمِلُوا صَنَماً عَظِيماً وَ صَنَعُوا عِيداً وَ ذَبَحُوا لَهُ وَ أَوقَدُوا نَاراً عَظِيمَةً كَنَارِ نُمرُودَ وَ دَعَوُا النّاسَ بِالسّجُودِ لِذَلِكَ الصّنَمِ فَمَن لَم يَسجُد لَهُ ألُقيِ‌َ فِيهَا. وَ كَانَ مَعَ دَانِيَالَ ع أَربَعَةُ فِتيَةٍ مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ يوشالُ وَ يوحينُ وَ غيصوا وَ مريوسُ وَ كَانُوا مُخلِصِينَ مُوَحّدِينَ فأَتُيِ‌َ بِهِم لِيَسجُدُوا لِلصّنَمِ فَقَالَتِ الفِتيَةُ هَذَا لَيسَ بِإِلَهٍ وَ لَكِن خَشَبَةٌ صَمّاءُ عَمِلَهَا الرّجَالُ فَإِن شِئتُم أَن نَسجُدَ للِذّيِ‌ خَلَقَهَا فَعَلنَا فَكَتَفُوهُم ثُمّ رَمَوا بِهِم فِي النّارِ فَلَمّا أَصبَحُوا طَلَعَ عَلَيهِم بُختَنَصّرُ فَوقَ قَصرٍ فَإِذَا مَعَهُم خَامِسٌ وَ إِذَا بِالنّارِ قَد عَادَت جَلِيداً فَامتَلَأَ رُعباً فَدَعَا دَانِيَالَ ع فَسَأَلَهُ عَنهُم فَقَالَ أَمّا الفِتيَةُ فَعَلَي ديِنيِ‌ يَعبُدُونَ إلِهَيِ‌ وَ لِذَلِكَ أَجَارَهُم وَ الخَامِسُ بَحرُ البَردِ أَرسَلَهُ اللّهُ تَعَالَي جَلّت عَظَمَتُهُ إِلَي هَؤُلَاءِ نُصرَةً لَهُم فَأَمَرَ بُختَنَصّرُ فَأُخرِجُوا فَقَالَ لَهُم كَيفَ بِتّم قَالُوا


صفحه : 369

بِتنَا بِأَفضَلِ لَيلَةٍ مُنذُ خُلِقنَا فَأَلحَقَهُم بِدَانِيَالَ وَ أَكرَمَهُم بِكَرَامَتِهِ حَتّي مَرّت بِهِم ثَلَاثُونَ سَنَةً

8-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ المُتَقَدّمِ عَن وَهبٍ قَالَ ثُمّ إِنّ بُختَنَصّرَ رَأَي رُؤيَا أَهوَلَ مِنَ الرّؤيَا الأُولَي وَ نَسِيَهَا أَيضاً فَدَعَا عُلَمَاءَ قَومِهِ قَالَ رَأَيتُ رُؤيَا أَخشَي أَن يَكُونَ فِيهَا هَلَاكُكُم وَ هلَاَكيِ‌ فَمَا تَأوِيلُهَا فَعَجَزُوا وَ جَعَلُوا عِلّةَ عَجزِهِم دَانِيَالَ فَأَخرَجَهُم وَ دَعَا دَانِيَالَ ع فَسَأَلَهُ فَقَالَ رَأَيتَ شَجَرَةً عَظِيمَةً شَدِيدَةَ الخُضرَةِ فَرعُهَا فِي السّمَاءِ عَلَيهَا طَيرُ السّمَاءِ وَ فِي ظِلّهَا وُحُوشُ الأَرضِ وَ سِبَاعُهَا فَبَينَمَا أَنتَ تَنظُرُ إِلَيهَا قَد أَعجَبَتكَ بَهجَتُهَا إِذ أَقبَلَ مَلَكٌ يَحمِلُ حَدِيدَةً كَالفَأسِ عَلَي عُنُقِهِ وَ صَرَخَ بِمَلَكٍ آخَرَ فِي بَابٍ مِن أَبوَابِ السّمَاءِ يَقُولُ لَهُ كَيفَ أَمَرَكَ اللّهُ أَن تَفعَلَ بِالشّجَرَةِ أَمَرَكَ أَن تَجتَثّهَا مِن أَصلِهَا أَم أَمَرَكَ أَن تَأخُذَ بَعضَهَا فَنَادَاهُ المَلَكُ الأَعلَي إِنّ اللّهَ تَعَالَي يَقُولُ خُذ مِنهَا وَ أَبقِ فَنَظَرتَ إِلَي المَلَكِ حَتّي ضَرَبَ رَأسَهَا بِفَأسِهِ فَانقَطَعَ وَ تَفَرّقَ مَا كَانَ عَلَيهَا مِنَ الطّيرِ وَ مَا كَانَ تَحتَهَا مِنَ السّبَاعِ وَ الوُحُوشِ وَ بقَيِ‌َ الجِذعُ لَا هَيئَةَ لَهُ وَ لَا حُسنَ فَقَالَ بُختَنَصّرُ فَهَذِهِ الرّؤيَا رَأَيتُهَا فَمَا تَأوِيلُهَا قَالَ أَنتَ الشّجَرَةُ وَ مَا رَأَيتَ فِي رَأسِهَا مِنَ الطّيُورِ فَوُلدُكَ وَ أَهلُكَ وَ أَمّا مَا رَأَيتَ فِي ظِلّهَا مِنَ السّبَاعِ وَ الوُحُوشِ فَخَوَلُكَ وَ رَعِيّتُكَ وَ كُنتَ قَد أَغضَبتَ اللّهَ فِيمَا تَابَعتَ قَومَكَ مِن عَمَلِ الصّنَمِ فَقَالَ بُختَنَصّرُ كَيفَ يَفعَلُ رَبّكَ بيِ‌ قَالَ يَبتَلِيكَ بِبَدَنِكَ فَيَمسَخُكَ سَبعَ سِنِينَ فَإِذَا مَضَت رَجَعتَ إِنسَاناً كَمَا كُنتَ أَوّلَ مَرّةٍ فَقَعَدَ بُختَنَصّرُ يبَكيِ‌ سَبعَةَ أَيّامٍ فَلَمّا فَرَغَ مِنَ البُكَاءِ ظَهَرَ فَوقَ بَيتِهِ فَمَسَخَهُ اللّهُ عُقَاباً فَطَارَ وَ كَانَ دَانِيَالُ ع يَأمُرُ وُلدَهُ وَ أَهلَ مَملَكَتِهِ أَن لَا يُغَيّرُوا مِن أَمرِهِ شَيئاً حَتّي يَرجِعَ إِلَيهِم ثُمّ مَسَخَهُ اللّهُ فِي آخِرِ عُمُرِهِ بَعُوضَةً فَأَقبَلَ يَطِيرُ حَتّي دَخَلَ بَيتَهُ فَحَوّلَهُ اللّهُ إِنسَاناً فَاغتَسَلَ بِالمَاءِ وَ لَبِسَ المُسُوحَ ثُمّ أَمَرَ بِالنّاسِ فَجُمِعُوا فَقَالَ إنِيّ‌ وَ إِيّاكُم كُنّا نَعبُدُ مِن دُونِ اللّهِ مَا لَا يَنفَعُنَا وَ لَا يَضُرّنَا وَ إِنّهُ قَد تَبَيّنَ لِي مِن قُدرَةِ اللّهِ تَعَالَي جَلّ وَ عَلَا فِي نفَسيِ‌ أَنّهُ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ إِلَهُ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَفَمَن تبَعِنَيِ‌ فَإِنّهُ منِيّ‌ وَ أَنَا وَ هُوَ فِي الحَقّ سَوَاءٌ وَ مَن خاَلفَنَيِ‌ ضَرَبتُهُ بسِيَفيِ‌ حَتّي يَحكُمَ اللّهُ بيَنيِ‌ وَ بَينَكُم وَ إنِيّ‌ قَد أَجّلتُكُم إِلَي اللّيلَةِ فَإِذَا أَصبَحتُم فأَجَيِبوُنيِ‌ ثُمّ انصَرَفَ وَ دَخَلَ بَيتَهُ وَ


صفحه : 370

قَعَدَ عَلَي فِرَاشِهِ فَقَبَضَ اللّهُ تَعَالَي رُوحَهُ وَ قَصّ وَهبٌ قِصّتَهُ هَذِهِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ ثُمّ قَالَ مَا أَشبَهَ إِيمَانَهُ بِإِيمَانِ السّحَرَةِ

9-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ] لَمّا توُفُيّ‌َ بُختَنَصّرُ تَابَعَ النّاسُ ابنَهُ وَ كَانَتِ الأوَاَنيِ‌ التّيِ‌ عَمِلَتِ الشّيَاطِينُ لِسُلَيمَانَ بنِ دَاوُدَ ع مِنَ اللّؤلُؤِ وَ اليَاقُوتِ غَاصَ عَلَيهَا الشّيَاطِينُ حَتّي استَخرَجُوهَا مِن قُعُورِ الأَبحُرِ الصّمّ التّيِ‌ لَا تَعبُرُ فِيهَا السّفُنُ وَ كَانَ بُختَنَصّرُ غَنِمَ كُلّ ذَلِكَ مِن بَيتِ المَقدِسِ وَ أَورَدَهَا أَرضَ بَابِلَ وَ استَعمَرَ فِيهِ دَانِيَالَ ع فَقَالَ إِنّ هَذِهِ الآنِيَةَ طَاهِرَةٌ مُقَدّسَةٌ صَنَعَهَا النّبِيّ ابنُ النّبِيّ لِيَسجُدَ رَبّهُ[ ألّذِي يَسجُدُ لِرَبّهِ] عَزّ وَ عَلَا فَلَا تُدَنّسهَا بِلَحمِ الخَنَازِيرِ وَ غَيرِهَا فَإِنّ لَهَا رَبّاً سَيُعِيدُهَا حَيثُ كَانَت فَلَم يُطِعهُ وَ اعتَزَلَ دَانِيَالَ وَ أَقصَاهُ وَ جَفَاهُ وَ كَانَت لَهُ امرَأَةٌ حَكِيمَةٌ نَشَأَت فِي تَأدِيبِ دَانِيَالَ تَعِظُهُ وَ تَقُولُ إِنّ أَبَاكَ كَانَ يَستَغِيثُ بِدَانِيَالَ فَأَبَي ذَلِكَ فَعَمِلَ فِي كُلّ عَمَلِ سَوءٍ[فَعَمِلَ فِي كُلّ عَمَلَ سَوءٍ] حَتّي عَجّتِ الأَرضُ مِنهُ إِلَي اللّهِ تَعَالَي جَلّت عَظَمَتُهُ فَبَينَا هُوَ فِي عِيدٍ إِذَا بِكَفّ مَلَكٍ يَكتُبُ عَلَي الجِدَارِ ثَلَاثَةَ أَحرُفٍ ثُمّ غَابَتِ الكَفّ وَ القَلَمُ وَ بُهِتُوا فَسَأَلُوا دَانِيَالَ بِحَقّ تَأوِيلِ ذَلِكَ المَكتُوبِ وَ كَانَ كَتَبَ وُزِنَ فَخَفّ وَ وَعَدَ فَأَنجَزَ وَ جَمَعَ فَتَفَرّقَ فَقَالَ أَمّا الأَوّلُ فَإِنّهُ عَقلُكَ وُزِنَ فَخَفّ فَكَانَ خَفِيفاً فِي المِيزَانِ وَ الثاّنيِ‌ وَعَدَ أَن يُمَلّكَ فَأَنجَزَهُ اليَومَ وَ الثّالِثُ فَإِنّ اللّهَ كَانَ قَد جَمَعَ لَكَ وَ لِوَالِدِكَ مِن قَبلِكَ مُلكاً عَظِيماً ثُمّ تَفَرّقَ اليَومَ فَلَا يَجتَمِعُ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ فَقَالَ لَهُ ثُمّ مَا ذَا قَالَ يُعَذّبُكَ اللّهُ فَأَقبَلَت بَعُوضَةٌ تَطِيرُ حَتّي دَخَلَت فِي إِحدَي مَنخِرَيهِ فَوَصَلَت إِلَي دِمَاغِهِ وَ تُؤذِيهِ فَأَحَبّ النّاسِ عِندَهُ مَن حَمَلَ مِرزَبَةً يَضرِبُ بِهَا رَأسَهُ وَ يَزدَادُ كُلّ يَومٍ أَلَماً إِلَي أَربَعِينَ لَيلَةً حَتّي مَاتَ وَ صَارَ إِلَي النّارِ

بيان هذه القصص المنقولة عن وهب ليست مما يعتمد عليه وإيمان بختنصر


صفحه : 371

مخالف لظواهر الأخبار المعتبرة و أمامسخه فقد وَرَدَ فِي تَوحِيدِ المُفَضّلِ بنِ عُمَرَ المرَويِ‌ّ عَنِ الصّادِقِ ع مَا يُومِئُ إِلَيهِ حَيثُ قَالَ ع وَ تَرَي كَثِيراً مِنَ الفُسّاقِ يُعَاجَلُونَ بِالعُقُوبَةِ إِذَا تَفَاقَمَ طُغيَانُهُم وَ عَظُمَ ضَرَرُهُم عَلَي النّاسِ وَ عَلَي أَنفُسِهِم كَمَا عُوجِلَ فِرعَونُ بِالغَرَقِ وَ بُختَنَصّرُ بِالتّيهِ وَ بِلبِيسُ بِالقَتلِ

10-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]الصّدُوقُ عَنِ السكّرّيِ‌ّ عَنِ الجوَهرَيِ‌ّ عَنِ ابنِ عُمَارَةَ عَن جَابِرٍ الجعُفيِ‌ّ عَنِ البَاقِرِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ قَالَ سَأَلتُهُ عَن تَعبِيرِ الرّؤيَا عَن دَانِيَالَ ع أَ هُوَ صَحِيحٌ قَالَ نَعَم كَانَ يُوحَي إِلَيهِ وَ كَانَ نَبِيّاً وَ كَانَ مِمّن عَلّمَهُ اللّهُ تَأوِيلَ الأَحَادِيثِ وَ كَانَ صِدّيقاً حَكِيماً وَ كَانَ وَ اللّهِ يَدِينُ بِمَحَبّتِنَا أَهلَ البَيتِ قَالَ جَابِرٌ بِمَحَبّتِكُم أَهلَ البَيتِ قَالَ إيِ‌ وَ اللّهِ وَ مَا مِن نبَيِ‌ّ وَ لَا مَلَكٍ إِلّا وَ كَانَ يَدِينُ بِمَحَبّتِنَا

11-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]الصّدُوقُ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَنِ السيّاّريِ‌ّ عَن إِسحَاقَ بنِ اِبرَاهِيمَ عَنِ الرّضَا ع قَالَ إِنّ المَلِكَ قَالَ لِدَانِيَالَ أشَتهَيِ‌ أَن يَكُونَ لِي ابنٌ مِثلُكَ فَقَالَ مَا محَلَيّ‌ مِن قَلبِكَ قَالَ أَجَلّ مَحَلّ وَ أَعظَمُهُ قَالَ دَانِيَالُ فَإِذَا جَامَعتَ فَاجعَل هِمّتَكَ فِيّ قَالَ فَفَعَلَ المَلِكُ ذَلِكَ فَوُلِدَ لَهُ ابنٌ أَشبَهُ خَلقِ اللّهِ بِدَانِيَالَ

12-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]الصّدُوقُ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ شَاذَانَ عَن أَبِيهِ عَنِ الفَضلِ عَن مُحَمّدِ بنِ زِيَادٍ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَن أَبَانِ بنِ تَغلِبَ عَن عِكرِمَةَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ عُزَيرٌ يَا رَبّ إنِيّ‌ نَظَرتُ فِي جَمِيعِ أُمُورِكَ وَ إِحكَامِهَا فَعَرَفتُ عَدلَكَ بعِقَليِ‌ وَ بقَيِ‌َ بَابٌ لَم أَعرِفهُ إِنّكَ تَسخَطُ عَلَي أَهلِ البَلِيّةِ فَتَعُمّهُم بِعَذَابِكَ وَ فِيهِمُ الأَطفَالُ فَأَمَرَهُ اللّهُ تَعَالَي أَن يَخرُجَ إِلَي البَرّيّةِ وَ كَانَ الحَرّ شَدِيداً فَرَأَي شَجَرَةً فَاستَظَلّ بِهَا وَ نَامَ فَجَاءَت نَملَةٌ فَقَرَصَتهَا[فَقَرَصَتهُ]فَدَلَكَ الأَرضَ بِرِجلِهِ فَقَتَلَ مِنَ النّملِ كَثِيراً فَعَرَفَ أَنّهُ مَثَلٌ ضُرِبَ فَقِيلَ لَهُ يَا عُزَيرُ إِنّ القَومَ إِذَا استَحَقّوا عذَاَبيِ‌ قَدّرتُ نُزُولَهُ عِندَ انقِضَاءِ آجَالِ الأَطفَالِ فَمَاتُوا أُولَئِكَ بِآجَالِهِم وَ هَلَكَ هَؤُلَاءِ بعِذَاَبيِ‌


صفحه : 372

بيان قال الفيروزآبادي‌ القرص أخذك لحم إنسان بإصبعك حتي تؤلمه ولسع البراغيث والقبض والقطع

13-ك ،[إكمال الدين ] أَبِي وَ ابنُ الوَلِيدِ مَعاً عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَعرُوفٍ عَنِ ابنِ مَهزِيَارَ عَنِ الحَسَنِ بنِ سَعِيدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ القرُشَيِ‌ّ عَمّن حَدّثَهُ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ أَبِي رَافِعٍ عَن أَبِيهِ عَنِ النّبِيّص قَالَ مَلَكَ بُختَنَصّرُ مِائَةَ سَنَةٍ وَ سَبعاً وَ ثَمَانِينَ سَنَةً وَ قَتَلَ مِنَ اليَهُودِ سَبعِينَ أَلفَ مُقَاتِلٍ عَلَي دَمِ يَحيَي بنِ زَكَرِيّا ع وَ خَرّبَ بَيتَ المَقدِسِ وَ تَفَرّقَتِ اليَهُودُ فِي البُلدَانِ وَ فِي سَبعٍ وَ أَربَعِينَ سَنَةً مِن مُلكِهِ بَعَثَ اللّهُ العُزَيرَ نَبِيّاً إِلَي أَهلِ القُرَي التّيِ‌ أَمَاتَ اللّهُ أَهلَهَا ثُمّ بَعَثَهُم لَهُ وَ كَانَ[كَانُوا] مِن قُرًي شَتّي فَهَرَبُوا فَرَقاً مِنَ المَوتِ فَنَزَلُوا فِي جِوَارِ عُزَيرٍ وَ كَانُوا مُؤمِنِينَ وَ كَانَ عُزَيرٌ يَختَلِفُ إِلَيهِم وَ يَسمَعُ كَلَامَهُم وَ إِيمَانَهُم وَ أَحَبّهُم عَلَي ذَلِكَ وَ آخَاهُم عَلَيهِ فَغَابَ عَنهُم يَوماً وَاحِداً ثُمّ أَتَاهُم فَوَجَدَهُم مَوتَي صَرعَي فَحَزِنَ عَلَيهِم وَ قَالَأَنّي يحُييِ‌ هذِهِ اللّهُ بَعدَ مَوتِهاتَعَجّباً مِنهُ حَيثُ أَصَابَهُم وَ قَد مَاتُوا أَجمَعِينَ فِي يَومٍ وَاحِدٍفَأَماتَهُ اللّهُ عِندَ ذَلِكَمِائَةَ عامٍ وَ هيِ‌َ مِائَةُ سَنَةٍثُمّ بَعَثَهُ اللّهُ وَ إِيّاهُم وَ كَانُوا مِائَةَ أَلفِ مُقَاتِلٍ ثُمّ قَتَلَهُمُ اللّهُ أَجمَعِينَ لَم يَفلِت مِنهُم وَاحِدٌ عَلَي يدَيَ‌ بُختَنَصّرَ ثُمّ مَلَكَ مَهرَوَيهِ بنُ بُختَنَصّرَ سِتّ عَشرَةَ سَنَةً وَ عِشرِينَ يَوماً فَأَخَذَ عِندَ ذَلِكَ دَانِيَالَ ع وَ خَدّ لَهُ خَدّاً فِي الأَرضِ وَ طَرَحَ فِيهِ دَانِيَالَ وَ أَصحَابَهُ وَ شِيعَتَهُ مِنَ المُؤمِنِينَ وَ أَلقَي عَلَيهِمُ النّيرَانَ فَلَمّا رَأَي أَنّ النّارَ لَا تَقرَبُهُم وَ لَا تُحرِقُهُم استَودَعَهُمُ الجُبّ وَ فِيهِ الأُسُدُ وَ السّبَاعُ وَ عَذّبَهُم بِكُلّ نَوعٍ مِنَ العَذَابِ حَتّي خَلّصَهُمُ اللّهُ مِنهُ وَ هُمُ الّذِينَ ذَكَرَهُمُ اللّهُ فِي كِتَابِهِ فَقَالَقُتِلَ أَصحابُ الأُخدُودِ النّارِ ذاتِ الوَقُودِ فَلَمّا أَرَادَ اللّهُ أَن يَقبِضَ دَانِيَالَ ع أَمَرَهُ أَن يَستَودِعَ نُورَ اللّهِ وَ حِكمَتَهُ مكيخا بنَ دَانِيَالَ فَفَعَلَ


صفحه : 373

14-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِأَو كاَلذّيِ‌ مَرّ عَلي قَريَةٍ وَ هيِ‌َ خاوِيَةٌ عَلي عُرُوشِها قالَ أَنّي يحُييِ‌ هذِهِ اللّهُ بَعدَ مَوتِها فَقَالَ إِنّ اللّهَ بَعَثَ عَلَي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ نَبِيّاً يُقَالُ لَهُ أَرمِيَا فَقَالَ قُل لَهُم مَا بَلَدٌ تَنَقّيتُهُ مِن كَرَائِمِ البُلدَانِ وَ غَرَستُ فِيهِ مِن كَرَائِمِ الغَرسِ وَ نَقّيتُهُ مِن كُلّ غَرِيبَةٍ فَأَخلَفَ فَأَنبَتَ خُرنُوباً قَالَ فَضَحِكُوا وَ استَهزَءُوا بِهِ فَشَكَاهُم إِلَي اللّهِ قَالَ فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ أَن قُل لَهُم إِنّ البَلَدَ بَيتُ المَقدِسِ وَ الغَرسَ بَنُو إِسرَائِيلَ تَنَقّيتُهُ مِن كُلّ غَرِيبَةٍ وَ نَحّيتُ عَنهُم كُلّ جَبّارٍ فَأَخلَفُوا فَعَمِلُوا بمِعَاَصيِ‌ اللّهِ فَلَأُسَلّطَنّ عَلَيهِم فِي بَلَدِهِم مَن يَسفِكُ دِمَاءَهُم وَ يَأخُذُ أَموَالَهُم فَإِن بَكَوا إلِيَ‌ّ فَلَم أَرحَمَ بُكَاءَهُم وَ إِن دَعَوا لَم أَستَجِب دُعَاءَهُم ثُمّ لَأُخرِبَنّهَا مِائَةَ عَامٍ ثُمّ لَأَعمُرَنّهَا فَلَمّا حَدّثَهُم جَزِعَتِ العُلَمَاءُ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ مَا ذَنبُنَا نَحنُ وَ لَم نَكُن نَعمَلُ بِعَمَلِهِم فَعَاوِد لَنَا رَبّكَ فَصَامَ سَبعاً فَلَم يُوحَ إِلَيهِ شَيءٌ فَأَكَلَ أَكلَةً ثُمّ صَامَ سَبعاً فَلَم يُوحَ إِلَيهِ شَيءٌ فَأَكَلَ أَكلَةً ثُمّ صَامَ سَبعاً فَلَمّا أَن كَانَ يَومُ الوَاحِدِ وَ العِشرِينَ أَوحَي اللّهُ إِلَيهِ لَتَرجِعَنّ عَمّا تَصنَعُ أَ ترُاَجعِنُيِ‌ فِي أَمرٍ قَضَيتُهُ أَو لَأَرُدّنّ وَجهَكَ عَلَي دُبُرِكَ ثُمّ أَوحَي إِلَيهِ قُل لَهُم لِأَنّكُم رَأَيتُمُ المُنكَرَ فَلَم تُنكِرُوهُ فَسَلّطَ اللّهُ عَلَيهِم بُختَنَصّرَ فَصَنَعَ بِهِم مَا قَد بَلَغَكَ ثُمّ بَعَثَ بُختَنَصّرُ إِلَي النّبِيّ فَقَالَ إِنّكَ قَد نُبّئتَ عَن رَبّكَ وَ حَدّثتَهُم بِمَا أَصنَعُ بِهِم فَإِن شِئتَ فَأَقِم عنِديِ‌ فِيمَن شِئتَ وَ إِن شِئتَ فَاخرُج فَقَالَ لَا بَل أَخرُجُ فَتَزَوّدَ عَصِيراً وَ تِيناً وَ خَرَجَ فَلَمّا أَن كَانَ مَدّ البَصَرِ التَفَتَ إِلَيهَا فَقَالَأَنّي يحُييِ‌ هذِهِ اللّهُ بَعدَ مَوتِها فَأَماتَهُ اللّهُ مِائَةَ عامٍأَمَاتَهُ غُدوَةً وَ بَعَثَهُ عَشِيّةً قَبلَ أَن تَغِيبَ الشّمسُ وَ كَانَ أَوّلَ شَيءٍ خُلِقَ مِنهُ عَينَاهُ فِي مِثلِ غِرقِئِ البَيضِ ثُمّ قِيلَ لَهُكَم لَبِثتَ قالَ لَبِثتُ يَوماً فَلَمّا نَظَرَ إِلَي الشّمسِ لَم تَغِب قَالَأَو بَعضَ يَومٍ قالَ بَل لَبِثتَ مِائَةَ عامٍ فَانظُر إِلي طَعامِكَ وَ شَرابِكَ لَم يَتَسَنّه وَ انظُر إِلي حِمارِكَ وَ لِنَجعَلَكَ آيَةً لِلنّاسِ وَ انظُر إِلَي العِظامِ كَيفَ نُنشِزُها ثُمّ نَكسُوها لَحماً قَالَ فَجَعَلَ يَنظُرُ إِلَي عِظَامِهِ كَيفَ يَصِلُ بَعضُهَا إِلَي بَعضٍ وَ يَرَي العُرُوقَ كَيفَ يجَريِ‌ فَلَمّا استَوَي قَائِماً قَالَأَعلَمُ أَنّ اللّهَ عَلي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ وَ فِي رِوَايَةِ هَارُونَ فَتَزَوّدَ عَصِيراً وَ لَبَناً


صفحه : 374

15-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ اليقَطيِنيِ‌ّ عَنِ النّضرِ عَن يَحيَي الحلَبَيِ‌ّ عَن هَارُونَ بنِ خَارِجَةَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع مِثلَهُ وَ فِيهِ فَسَلّطَ اللّهُ عَلَيهِم بُختَنَصّرَ وَ سمُيّ‌َ بِهِ لِأَنّهُ رَضَعَ بِلَبَنِ كَلبَةٍ وَ كَانَ اسمُ الكَلبِ بُختَ وَ اسمُ صَاحِبِهِ نَصّرَ وَ كَانَ مَجُوسِيّاً أَغلَفَ أَغَارَ عَلَي بَيتِ المَقدِسِ وَ دَخَلَهُ فِي سِتّمِائَةِ أَلفِ عَلَمٍ ثُمّ بَعَثَ بُختَنَصّرُ إِلَي النّبِيّ فَقَالَ إِنّكَ نُبّئتَ عَن رَبّكَ وَ خَبّرتَهُم بِمَا أَصنَعُ بِهِم فَإِن شِئتَ فَأَقِم عنِديِ‌ وَ إِن شِئتَ فَاخرُج قَالَ بَل أَخرُجُ فَتَزَوّدَ عَصِيراً وَ لَبَناً وَ خَرَجَ

ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر]النّضرُ مِثلَهُ إِلَي قَولِهِ فَصَنَعَ بِهِم مَا قَد بَلَغَكَ

16-شي‌،[تفسير العياشي‌] أَبُو طَاهِرٍ العلَوَيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ العلَوَيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ مَرزُوقٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ قَالَ ذَكَرَ جَمَاعَةٌ مِن أَهلِ العِلمِ أَنّ ابنَ الكَوّاءِ قَالَ لعِلَيِ‌ّ ع يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ مَا وَلَدٌ أَكبَرُ مِن أَبِيهِ مِن أَهلِ الدّنيَا قَالَ نَعَم أُولَئِكَ وُلدُ عُزَيرٍ حَيثُ مَرّ عَلَي قَريَةٍ خَرِبَةٍ وَ قَد جَاءَ مِن ضَيعَةٍ لَهُ تَحتَهُ حِمَارٌ وَ مَعَهُ شَنّةٌ فِيهَا قَتَرٌ وَ كُوزٌ فِيهِ عَصِيرٌ فَمَرّ عَلَي قَريَةٍ خَرِبَةٍ فَقَالَأَنّي يحُييِ‌ هذِهِ اللّهُ بَعدَ مَوتِها فَأَماتَهُ اللّهُ مِائَةَ عامٍفَتَوَالَدَ وُلدُهُ وَ تَنَاسَلُوا ثُمّ بَعَثَ اللّهُ إِلَيهِ فَأَحيَاهُ فِي المَولِدِ ألّذِي أَمَاتَهُ فِيهِ فَأُولَئِكَ وُلدُهُ أَكبَرُ مِن أَبِيهِم

17-خص ،[منتخب البصائر] ابنُ عِيسَي عَنِ الحَسَنِ عَنِ الحُسَينِ بنِ عُلوَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ دَاوُدَ العبَديِ‌ّ عَنِ الأَصبَغِ بنِ نُبَاتَةَ أَنّ عَبدَ اللّهِ بنَ الكَوّاءِ اليشَكرُيِ‌ّ قَامَ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إِنّ أَبَا المُعتَمِرِ تَكَلّمَ آنِفاً بِكَلَامٍ لَا يَحتَمِلُهُ قلَبيِ‌ فَقَالَ وَ مَا ذَاكَ قَالَ يَزعُمُ أَنّكَ حَدّثتَهُ أَنّكَ سَمِعتَ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ إِنّا قَد رَأَينَا أَو سَمِعنَا بِرَجُلٍ


صفحه : 375

أَكبَرَ سِنّاً مِن أَبِيهِ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فَهَذَا ألّذِي كَبُرَ عَلَيكَ قَالَ نَعَم فَهَل تُؤمِنُ أَنتَ بِهَذَا وَ تَعرِفُهُ فَقَالَ نَعَم وَيلَكَ يَا ابنَ الكَوّاءِ افقَه عنَيّ‌ أُخبِركَ عَن ذَلِكَ إِنّ عُزَيراً خَرَجَ مِن أَهلِهِ وَ امرَأَتُهُ فِي شَهرِهَا وَ لَهُ يَومَئِذٍ خَمسُونَ سَنَةً فَلَمّا ابتَلَاهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِذَنبِهِ وَ أَمَاتَهُمِائَةَ عامٍ ثُمّ بَعَثَهُفَرَجَعَ إِلَي أَهلِهِ وَ هُوَ ابنُ خَمسِينَ سَنَةً فَاستَقبَلَهُ ابنُهُ وَ هُوَ ابنُ مِائَةِ سَنَةٍ وَ رَدّ اللّهُ عُزَيراً فِي السّنّ ألّذِي كَانَ بِهِ فَقَالَ مَا يُرِيدُ

18-كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ وَهبٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ عَلِيّ ع إِنّ دَانِيَالَ ع كَانَ يَتِيماً لَا أُمّ لَهُ وَ لَا أَبَ وَ إِنّ امرَأَةً مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ عَجُوزاً كَبِيرَةً ضَمّتهُ فَرَبّتهُ وَ إِنّ مَلِكاً مِن مُلُوكِ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ كَانَ لَهُ قَاضِيَانِ وَ كَانَ لَهُمَا صَدِيقٌ وَ كَانَ رَجُلًا صَالِحاً وَ كَانَ لَهُ امرَأَةٌ بَهِيّةٌ جَمِيلَةٌ وَ كَانَ يأَتيِ‌ المَلِكَ فَيُحَدّثُهُ وَ احتَاجَ المَلِكُ إِلَي رَجُلٍ يَبعَثُهُ فِي بَعضِ أُمُورِهِ فَقَالَ لِلقَاضِيَينِ اختَارَا رَجُلًا أُرسِلهُ فِي بَعضِ أمُوُريِ‌ فَقَالَا فُلَانٌ فَوَجّهَهُ المَلِكُ فَقَالَ الرّجُلُ لِلقَاضِيَينِ أُوصِيكُمَا باِمرأَتَيِ‌ خَيراً فَقَالَا نَعَم فَخَرَجَ الرّجُلُ فَكَانَ القَاضِيَانِ يَأتِيَانِ بَابَ الصّدِيقِ فَعَشِقَا امرَأَتَهُ فَرَاوَدَاهَا عَن نَفسِهَا فَأَبَت فَقَالَا لَهَا وَ اللّهِ لَئِن لَم تَفعَل[تفَعلَيِ‌]لَنَشهَدَنّ عَلَيكِ عِندَ المَلِكِ بِالزّنَا ثُمّ لَنَرجُمَنّكِ فَقَالَت افعَلَا مَا أَحبَبتُمَا فَأَتَيَا المَلِكَ فَأَخبَرَاهُ وَ شَهِدَا عِندَهُ أَنّهَا بَغَت فَدَخَلَ المَلِكَ مِن ذَلِكَ أَمرٌ عَظِيمٌ وَ اشتَدّ بِهَا غَمّهُ وَ كَانَ بِهَا مُعجَباً فَقَالَ لَهُمَا إِنّ قَولَكُمَا مَقبُولٌ وَ لَكِنِ ارجُمُوهَا بَعدَ ثَلَاثَةِ أَيّامٍ وَ نَادَي فِي البَلَدِ ألّذِي هُوَ فِيهِ احضُرُوا قَتلَ فُلَانَةَ العَابِدَةَ فَإِنّهَا قَد بَغَت فَإِنّ القَاضِيَينِ قَد شَهِدَا عَلَيهَا بِذَلِكَ فَأَكثَرَ النّاسُ فِي ذَلِكَ وَ قَالَ المَلِكُ لِوَزِيرِهِ مَا عِندَكَ فِي هَذَا مِن حِيلَةٍ فَقَالَ مَا عنِديِ‌ فِي ذَلِكَ مِن شَيءٍ فَخَرَجَ الوَزِيرُ يَومَ الثّالِثِ وَ هُوَ آخِرُ أَيّامِهَا فَإِذَا هُوَ بِغِلمَانٍ عُرَاةٍ يَلعَبُونَ وَ فِيهِم دَانِيَالُ لَا يَعرِفُهُ فَقَالَ دَانِيَالُ يَا مَعشَرَ الصّبيَانِ تَعَالَوا حَتّي أَكُونَ أَنَا المَلِكَ وَ تَكُونَ


صفحه : 376

أَنتَ يَا فُلَانُ العَابِدَةَ وَ يَكُونَ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ القَاضِيَينِ شَاهِدَينِ عَلَيهَا ثُمّ جَمَعَ تُرَاباً وَ جَعَلَ سَيفاً مِن قَصَبٍ وَ قَالَ لِلصّبيَانِ خُذُوا بِيَدِ هَذَا فَنَحّوهُ إِلَي مَكَانِ كَذَا وَ كَذَا وَ خُذُوا بِيَدِ هَذَا فَنَحّوهُ إِلَي مَكَانِ كَذَا وَ كَذَا ثُمّ دَعَا بِأَحَدِهِمَا وَ قَالَ لَهُ قُل حَقّاً فَإِنّكَ إِن لَم تَقُل حَقّاً قَتَلتُكَ وَ الوَزِيرُ قَائِمٌ يَنظُرُ وَ يَسمَعُ فَقَالَ إِنّهَا بَغَت فَقَالَ مَتَي فَقَالَ يَومَ كَذَا وَ كَذَا قَالَ مَعَ مَن قَالَ مَعَ فُلَانِ بنِ فُلَانٍ قَالَ وَ أَينَ قَالَ مَوضِعَ كَذَا وَ كَذَا قَالَ رُدّوهُ إِلَي مَكَانِهِ وَ هَاتُوا الآخَرَ فَرَدّوهُ إِلَي مَكَانِهِ وَ جَاءُوا بِالآخَرِ فَقَالَ لَهُ بِمَا تَشهَدُ فَقَالَ أَشهَدُ أَنّهَا بَغَت قَالَ مَتَي قَالَ يَومَ كَذَا وَ كَذَا قَالَ مَعَ مَن قَالَ مَعَ فُلَانِ بنِ فُلَانٍ قَالَ وَ أَينَ قَالَ مَوضِعَ كَذَا وَ كَذَا فَخَالَفَ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ فَقَالَ دَانِيَالُ اللّهُ أَكبَرُ شَهِدَا بِزُورٍ يَا فُلَانُ نَادِ فِي النّاسِ أَنّهُمَا شَهِدَا عَلَي فُلَانَةَ بِزُورٍ فَاحضُرُوا قَتلَهُمَا فَذَهَبَ الوَزِيرُ إِلَي المَلِكِ مُبَادِراً فَأَخبَرَهُ الخَبَرَ فَبَعَثَ المَلِكُ إِلَي القَاضِيَينِ فَاختَلَفَا كَمَا اختَلَفَ الغُلَامَانِ فَنَادَي المَلِكُ فِي النّاسِ وَ أَمَرَ بِقَتلِهِمَا

19-كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ وَ عِدّةٌ مِن أَصحَابِنَا عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ جَمِيعاً عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَوحَي إِلَي دَاوُدَ ع أَنِ ائتِ عبَديِ‌ دَانِيَالَ فَقُل لَهُ إِنّكَ عصَيَتنَيِ‌ فَغَفَرتُ لَكَ وَ عصَيَتنَيِ‌ فَغَفَرتُ لَكَ وَ عصَيَتنَيِ‌ فَغَفَرتُ لَكَ فَإِن أَنتَ عصَيَتنَيِ‌َ الرّابِعَةَ لَم أَغفِر لَكَ فَأَتَاهُ دَاوُدُ ع فَقَالَ يَا دَانِيَالُ إنِيّ‌ رَسُولُ اللّهِ إِلَيكَ وَ هُوَ يَقُولُ لَكَ إِنّكَ عصَيَتنَيِ‌ فَغَفَرتُ لَكَ وَ عصَيَتنَيِ‌ فَغَفَرتُ لَكَ وَ عصَيَتنَيِ‌ فَغَفَرتُ لَكَ فَإِن أَنتَ عصَيَتنَيِ‌َ الرّابِعَةَ لَم أَغفِر لَكَ فَقَالَ لَهُ دَانِيَالُ قَد أَبلَغتَ يَا نبَيِ‌ّ اللّهِ فَلَمّا كَانَ فِي السّحَرِ قَامَ دَانِيَالُ فَنَاجَي رَبّهُ فَقَالَ يَا رَبّ إِنّ دَاوُدَ نَبِيّكَ أخَبرَنَيِ‌ عَنكَ أنَنّيِ‌ قَد عَصَيتُكَ فَغَفَرتَ لِي وَ عَصَيتُكَ فَغَفَرتَ لِي وَ عَصَيتُكَ فَغَفَرتَ لِي وَ أخَبرَنَيِ‌ عَنكَ أنَيّ‌ إِن


صفحه : 377

عَصَيتُكَ الرّابِعَةَ لَم تَغفِر لِي فَوَ عِزّتِكَ وَ جَلَالِكَ لَئِن لَم تعَصمِنيِ‌ لَأَعصِيَنّكَ ثُمّ لَأَعصِيَنّكَ ثُمّ لَأَعصِيَنّكَ

ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] ابن محبوب مثله

20-كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن هَارُونَ بنِ مُسلِمٍ عَن مَسعَدَةَ بنِ صَدَقَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ النّبِيّص أَكرِمُوا الخُبزَ فَإِنّهُ قَد عَمِلَ فِيهِ مَا بَينَ العَرشِ إِلَي الأَرضِ وَ مَا فِيهَا مِن كَثِيرٍ مِن خَلقِهِ ثُمّ قَالَ لِمَن حَولَهُ أَ لَا أُحَدّثُكُم قَالُوا بَلَي يَا رَسُولَ اللّهِ فِدَاكَ الآبَاءُ وَ الأُمّهَاتُ فَقَالَ إِنّهُ كَانَ نبَيِ‌ّ فِيمَا كَانَ قَبلَكُم يُقَالُ لَهُ دَانِيَالُ وَ إِنّهُ أَعطَي صَاحِبَ مِعبَرٍ رَغِيفاً لكِيَ‌ يَعبُرَ بِهِ فَرَمَي صَاحِبُ المِعبَرِ بِالرّغِيفِ وَ قَالَ مَا أَصنَعُ بِالخُبزِ هَذَا الخُبزُ عِندَنَا قَد يُدَاسُ بِالأَرجُلِ فَلَمّا رَأَي دَانِيَالُ ذَلِكَ مِنهُ رَفَعَ يَدَهُ إِلَي السّمَاءِ وَ قَالَ أللّهُمّ أَكرِمِ الخُبزَ فَقَد رَأَيتَ يَا رَبّ مَا صَنَعَ هَذَا العَبدُ وَ مَا قَالَ فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَي السّمَاءِ أَن تَحبِسَ[ أَنِ احبسِيِ‌]الغَيثَ وَ أَوحَي إِلَي الأَرضِ أَن كوُنيِ‌ طَبَقاً كَالفَخّارِ قَالَ فَلَم يُمطَر شَيءٌ حَتّي أَنّهُ بَلَغَ مِن أَمرِهِم أَنّ بَعضَهُم أَكَلَ بَعضاً فَلَمّا بَلَغَ مِنهُم مَا أَرَادَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مِن ذَلِكَ قَالَتِ امرَأَةٌ لِأُخرَي وَ لَهُمَا وَلَدَانِ فُلَانَةُ تعَاَليَ‌ حَتّي نَأكُلَ أَنَا وَ أَنتِ اليَومَ ولَدَيِ‌ فَإِذَا جُعنَا غَداً أَكَلنَا وَلَدَكِ قَالَت لَهَا نَعَم فَأَكَلَتَاهُ فَلَمّا أَن جَاعَتَا مِن بَعدُ رَاوَدَتِ الأُخرَي عَلَي أَكلِ وَلَدِهَا فَامتَنَعَت عَلَيهَا فَقَالَت لَهَا بيَنيِ‌ وَ بَينَكِ نبَيِ‌ّ اللّهِ فَاختَصَمَا إِلَي دَانِيَالَ فَقَالَ لَهُمَا وَ قَد بَلَغَ الأَمرُ إِلَي مَا أَرَي قَالَتَا لَهُ


صفحه : 378

نَعَم يَا نبَيِ‌ّ اللّهِ وَ أَشَرّ فَرَفَعَ يَدَهُ إِلَي السّمَاءِ فَقَالَ أللّهُمّ عُد عَلَينَا بِفَضلِكَ وَ فَضلِ رَحمَتِكَ وَ لَا تُعَاقِبِ الأَطفَالَ وَ مَن فِيهِ خَيرٌ بِذَنبِ صَاحِبِ المِعبَرِ وَ أَضرَابِهِ لِنِعمَتِكَ قَالَ فَأَمَرَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي السّمَاءَ أَنِ امطرُيِ‌ عَلَي الأَرضِ وَ أَمَرَ الأَرضَ أَن أنَبتِيِ‌ لخِلَقيِ‌ مَا قَد فَاتَهُم مِن خَيرِكِ فإَنِيّ‌ قَد رَحِمتُهُم بِالطّفلِ الصّغِيرِ

21-كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ جُمهُورٍ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ إِذَا لَقِيتَ السّبُعَ فَقُل أَعُوذُ بِرَبّ دَانِيَالَ وَ الجُبّ مِن شَرّ كُلّ أَسَدٍ مُستَأسِدٍ

22-فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَن إِسمَاعِيلَ بنِ أَبَانٍ عَن عُمَرَ بنِ عَبدِ اللّهِ الثقّفَيِ‌ّ قَالَ لَمّا أَخرَجَ هِشَامُ بنُ عَبدِ المَلِكِ أَبَا جَعفَرٍ ع إِلَي الشّامِ سَأَلَهُ عَالِمُ النّصَارَي عَن مَسَائِلَ فَكَانَ فِيمَا سَأَلَهُ أخَبرِنيِ‌ عَن رَجُلٍ دَنَا مِنِ امرَأَتِهِ فَحَمَلَت بِابنَينِ جَمِيعاً حَمَلَتهُمَا فِي سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ وَ وَلَدَتهُمَا فِي سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ وَ مَاتَا فِي سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ وَ دُفِنَا فِي سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ فِي قَبرٍ وَاحِدٍ فَعَاشَ أَحَدُهُمَا خَمسِينَ وَ مِائَةَ سَنَةٍ وَ عَاشَ الآخَرُ خَمسِينَ سَنَةً مَن هُمَا فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع هُمَا عُزَيرٌ وَ عَزرَةُ كَانَ حَملُ أُمّهِمَا عَلَي مَا وَصَفتَ وَ وَضَعَتهُمَا عَلَي مَا وَصَفتَ وَ عَاشَ عَزرَةُ مَعَ عُزَيرٍ ثَلَاثِينَ سَنَةً ثُمّ أَمَاتَ اللّهُ عُزَيراً مِائَةَ سَنَةٍ وَ بقَيِ‌َ عَزرَةُ يَحيَا ثُمّ بَعَثَ اللّهُ عُزَيراً فَعَاشَ مَعَ عَزرَةَ عِشرِينَ سَنَةً الخَبَرَ

بيان قدعرفت اختلاف القوم في أن ألذي أماته الله مائة عام هل هوأرميا أوعزير و قددلت الروايات علي كل منهما أيضا ولعل الأخبار الدالة علي كونه عزيرا محمولة علي التقية أو علي مايوافق روايات أهل الكتاب بأن يكونوا أجابوهم علي معتقدهم ويمكن القول بوقوعه علي كل منهما و إن كانت الآية وردت في أحدهما

23-كا،[الكافي‌] الحُسَينُ بنُ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ سَعدٍ رَفَعَهُ عَن أَبِي حَمزَةَ عَن عَلِيّ


صفحه : 379

بنِ الحُسَينِ ع قَالَ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي أَوحَي إِلَي دَانِيَالَ ع أَنّ أَمقَتَ عبَيِديِ‌ إلِيَ‌ّ الجَاهِلُ المُستَخِفّ بِحَقّ أَهلِ العِلمِ التّارِكُ لِلِاقتِدَاءِ بِهِم وَ أَنّ أَحَبّ عبَيِديِ‌ إلِيَ‌ّ التقّيِ‌ّ الطّالِبُ لِلثّوَابِ الجَزِيلِ اللّازِمُ لِلعُلَمَاءِ التّابِعُ لِلحُلَمَاءِ القَابِلُ عَنِ الحُكَمَاءِ

24-ل ،[الخصال ] ع ،[علل الشرائع ]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] سَأَلَ الشاّميِ‌ّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع عَنِ الأَربِعَاءِ وَ مَا يُتَطَيّرُ مِنهُ فَقَالَ ع آخِرُ أَربِعَاءَ مِنَ الشّهرِ إِلَي أَن قَالَ وَ يَومُ الأَربِعَاءِ خُرّبَ بَيتُ المَقدِسِ وَ يَومُ الأَربِعَاءِ أُحرِقَ مَسجِدُ سُلَيمَانَ بنِ دَاوُدَ بِإِصطَخرَ مِن كُورَةِ فَارِسَ

25-دَعَوَاتُ الراّونَديِ‌ّ، قَالَ أَوحَي اللّهُ إِلَي عُزَيرٍ ع يَا عُزَيرُ إِذَا وَقَعتَ فِي مَعصِيَةٍ فَلَا تَنظُر إِلَي صِغَرِهَا وَ لَكِنِ انظُر مَن عَصَيتَ وَ إِذَا أُوتِيتَ رِزقاً منِيّ‌ فَلَا تَنظُر إِلَي قِلّتِهِ وَ لَكِنِ انظُر مَن أَهدَاهُ وَ إِذَا نَزَلَت بِكَ بَلِيّةٌ فَلَا تَشكُ إِلَي خلَقيِ‌ كَمَا لَا أَشكُوكَ إِلَي ملَاَئكِتَيِ‌ عِندَ صُعُودِ مَسَاوِيكَ وَ فَضَائِحِكَ

باب 62-قصص يونس و أبيه متي

الآيات يونس فَلَو لا كانَت قَريَةٌ آمَنَت فَنَفَعَها إِيمانُها إِلّا قَومَ يُونُسَ لَمّا آمَنُوا كَشَفنا عَنهُم عَذابَ الخزِي‌ِ فِي الحَياةِ الدّنيا وَ مَتّعناهُم إِلي حِينٍالأنبياءوَ ذَا النّونِ إِذ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنّ أَن لَن نَقدِرَ عَلَيهِ فَنادي فِي الظّلُماتِ أَن لا إِلهَ إِلّا أَنتَ سُبحانَكَ إنِيّ‌ كُنتُ مِنَ الظّالِمِينَ فَاستَجَبنا لَهُ وَ نَجّيناهُ مِنَ الغَمّ وَ كَذلِكَ ننُجيِ‌ المُؤمِنِينَ


صفحه : 380

الصافات وَ إِنّ يُونُسَ لَمِنَ المُرسَلِينَ إِذ أَبَقَ إِلَي الفُلكِ المَشحُونِ فَساهَمَ فَكانَ مِنَ المُدحَضِينَ فَالتَقَمَهُ الحُوتُ وَ هُوَ مُلِيمٌ فَلَو لا أَنّهُ كانَ مِنَ المُسَبّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطنِهِ إِلي يَومِ يُبعَثُونَ فَنَبَذناهُ بِالعَراءِ وَ هُوَ سَقِيمٌ وَ أَنبَتنا عَلَيهِ شَجَرَةً مِن يَقطِينٍ وَ أَرسَلناهُ إِلي مِائَةِ أَلفٍ أَو يَزِيدُونَ فَآمَنُوا فَمَتّعناهُم إِلي حِينٍن وَ لا تَكُن كَصاحِبِ الحُوتِ إِذ نادي وَ هُوَ مَكظُومٌ لَو لا أَن تَدارَكَهُ نِعمَةٌ مِن رَبّهِ لَنُبِذَ بِالعَراءِ وَ هُوَ مَذمُومٌ فَاجتَباهُ رَبّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصّالِحِينَتفسيروَ لا تَكُن كَصاحِبِ الحُوتِ قال الطبرسي‌ يعني‌ يونس ع أي لاتكن مثله في استعجال عقاب قومه و لاتخرج من بين قومك قبل أن يأذن الله لك كماخرج إِذ نادي وَ هُوَ مَكظُومٌ أي دعا ربه في جوف الحوت و هومحبوس عن التصرف في الأمور وقيل مكظوم أي مختنق بالغم إذ لم يجد لغيظه شفاءلَو لا أَن تَدارَكَهُ نِعمَةٌ مِن رَبّهِ أي لو لا أن أدركته رحمة من ربه بإجابة دعائه وتخليصه من بطن الحوت لَنُبِذَ أي طرح بِالعَراءِ أي بالفضاءوَ هُوَ مَذمُومٌ قدأتي بما يلام عليه لكن الله تعالي تداركه بنعمة من عنده فنبذ بالعراء و هو غيرمذموم

1-فس ،[تفسير القمي‌] كَصاحِبِ الحُوتِيعَنيِ‌ يُونُسَ ع لَمّا دَعَا عَلَي قَومِهِ ثُمّذَهَبَ مُغاضِباًلِلّهِ وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِإِذ ناديرَبّهُوَ هُوَ مَكظُومٌ أَي مَغمُومٌ وَ قَالَ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ فِي قَولِهِلَو لا أَن تَدارَكَهُ نِعمَةٌ مِن رَبّهِ قَالَ النّعمَةُ الرّحمَةُلَنُبِذَ بِالعَراءِ قَالَ العَرَاءُ المَوضِعُ ألّذِي لَا سَقفَ لَهُ

2-فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن جَمِيلٍ قَالَ قَالَ لِي أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَا رَدّ اللّهُ العَذَابَ إِلّا عَن قَومِ يُونُسَ وَ كَانَ يُونُسُ يَدعُوهُم إِلَي الإِسلَامِ فَيَأبَونَ ذَلِكَ فَهَمّ


صفحه : 381

أَن يَدعُوَ عَلَيهِم وَ كَانَ فِيهِم رَجُلَانِ عَابِدٌ وَ عَالِمٌ وَ كَانَ اسمُ أَحَدِهِمَا مَلِيخَا وَ الآخَرُ اسمُهُ رُوبِيلُ فَكَانَ العَابِدُ يُشِيرُ عَلَي يُونُسَ بِالدّعَاءِ عَلَيهِم وَ كَانَ العَالِمُ يَنهَاهُ وَ يَقُولُ لَا تَدعُ عَلَيهِم فَإِنّ اللّهَ يَستَجِيبُ لَكَ وَ لَا يُحِبّ هَلَاكَ عِبَادِهِ فَقَبِلَ قَولَ العَابِدِ وَ لَم يَقبَل مِنَ العَالِمِ فَدَعَا عَلَيهِم فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ يَأتِيهِمُ العَذَابُ فِي سَنَةِ كَذَا وَ كَذَا فِي شَهرِ كَذَا وَ كَذَا فِي يَومِ كَذَا وَ كَذَا فَلَمّا قَرُبَ الوَقتُ خَرَجَ يُونُسُ مِن بَينِهِم مَعَ العَابِدِ وَ بقَيِ‌َ العَالِمُ فِيهَا فَلَمّا كَانَ فِي ذَلِكَ اليَومِ نَزَلَ العَذَابُ فَقَالَ العَالِمُ لَهُم يَا قَومِ افزَعُوا إِلَي اللّهِ فَلَعَلّهُ يَرحَمُكُم وَ يَرُدّ العَذَابَ عَنكُم فَقَالُوا كَيفَ نَصنَعُ قَالَ اجتَمِعُوا وَ اخرُجُوا إِلَي المَفَازَةِ وَ فَرّقُوا بَينَ النّسَاءِ وَ الأَولَادِ وَ بَينَ الإِبِلِ وَ أَولَادِهَا وَ بَينَ البَقَرِ وَ أَولَادِهَا وَ بَينَ الغَنَمِ وَ أَولَادِهَا ثُمّ ابكُوا وَ ادعُوا فَذَهَبُوا وَ فَعَلُوا ذَلِكَ وَ ضَجّوا وَ بَكَوا فَرَحِمَهُمُ اللّهُ وَ صَرَفَ عَنهُمُ العَذَابَ وَ فَرّقَ العَذَابَ عَلَي الجِبَالِ وَ قَد كَانَ نَزَلَ وَ قَرُبَ مِنهُم فَأَقبَلَ يُونُسُ يَنظُرُ كَيفَ أَهلَكَهُمُ اللّهُ فَرَأَي الزّارِعُونَ يَزرَعُونَ فِي أَرضِهِم قَالَ لَهُم مَا فَعَلَ قَومُ يُونُسَ فَقَالُوا لَهُ وَ لَم يَعرِفُوهُ إِنّ يُونُسَ دَعَا عَلَيهِم فَاستَجَابَ اللّهُ لَهُ وَ نَزَلَ العَذَابُ عَلَيهِم فَاجتَمَعُوا وَ بَكَوا فَدَعَوا فَرَحِمَهُمُ اللّهُ وَ صَرَفَ ذَلِكَ عَنهُم وَ فَرّقَ العَذَابَ عَلَي الجِبَالِ فَهُم إِذاً يَطلُبُونَ يُونُسَ لِيُؤمِنُوا بِهِ فَغَضِبَ يُونُسُ وَ مَرّ عَلَي وَجهِهِ مُغَاضِباً بِهِ كَمَا حَكَي اللّهُ حَتّي انتَهَي إِلَي سَاحِلِ البَحرِ فَإِذَا سَفِينَةٌ قَد شُحِنَت وَ أَرَادُوا أَن يَدفَعُوهَا فَسَأَلَهُم يُونُسُ أَن يَحمِلُوهُ فَحَمَلُوهُ فَلَمّا تَوَسّطُوا البَحرَ بَعَثَ اللّهُ حُوتاً عَظِيماً فَحَبَسَ عَلَيهِمُ السّفِينَةَ مِن قُدّامِهَا فَنَظَرَ إِلَيهِ يُونُسُ فَفَزِعَ مِنهُ وَ صَارَ إِلَي مُؤَخّرِ السّفِينَةِ فَدَارَ إِلَيهِ الحُوتُ وَ فَتَحَ فَاهُ فَخَرَجَ أَهلُ السّفِينَةِ فَقَالُوا فِينَا عَاصٍ فَتَسَاهَمُوا


صفحه : 382

فَخَرَجَ سَهمُ يُونُسَ وَ هُوَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّفَساهَمَ فَكانَ مِنَ المُدحَضِينَفَأَخرَجُوهُ فَأَلقَوهُ فِي البَحرِفَالتَقَمَهُ الحُوتُ وَ مَرّ بِهِ فِي المَاءِ وَ قَد سَأَلَ بَعضُ اليَهُودِ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع عَن سِجنٍ طَافَ أَقطَارَ الأَرضِ بِصَاحِبِهِ فَقَالَ يَا يهَوُديِ‌ّ أَمّا السّجنُ ألّذِي طَافَ الأَرضَ بِصَاحِبِهِ فَإِنّهُ الحُوتُ ألّذِي حَبَسَ يُونُسَ فِي بَطنِهِ فَدَخَلَ فِي بَحرِ القُلزُمِ ثُمّ خَرَجَ إِلَي بَحرِ مِصرَ ثُمّ دَخَلَ إِلَي بَحرِ طَبَرِستَانَ ثُمّ خَرَجَ فِي دِجلَةَ الغَورَاءِ قَالَ ثُمّ مَرّت[مَرّ] بِهِ تَحتَ الأَرضِ حَتّي لَحِقَت[لَحِقَ]بِقَارُونَ وَ كَانَ قَارُونُ هَلَكَ فِي أَيّامِ مُوسَي ع وَ وَكّلَ اللّهُ بِهِ مَلَكاً يُدخِلُ[يُدخِلُهُ] فِي الأَرضِ كُلّ يَومٍ قَامَةَ رَجُلٍ وَ كَانَ يُونُسُ فِي بَطنِ الحُوتِ يُسَبّحُ اللّهَ وَ يَستَغفِرُهُ فَسَمِعَ قَارُونُ صَوتَهُ فَقَالَ لِلمَلَكِ المُوَكّلِ بِهِ أنَظرِنيِ‌ فإَنِيّ‌ أَسمَعُ كَلَامَ آدمَيِ‌ّ فَأَوحَي اللّهُ إِلَي المَلَكِ المُوَكّلِ بِهِ أَنظِرهُ فَأَنظَرَهُ ثُمّ قَالَ قَارُونُ مَن أَنتَ قَالَ يُونُسُ أَنَا المُذنِبُ الخَاطِئُ يُونُسُ بنُ مَتّي قَالَ فَمَا فَعَلَ الشّدِيدُ الغَضِبُ لِلّهِ مُوسَي بنُ عِمرَانَ قَالَ هَيهَاتَ هَلَكَ قَالَ فَمَا فَعَلَ الرّءُوفُ الرّحِيمُ عَلَي قَومِهِ هَارُونُ بنُ عِمرَانَ قَالَ هَلَكَ قَالَ فَمَا فَعَلَت كُلثُمُ بِنتُ عِمرَانَ التّيِ‌ كَانَت سُمّيَت لِي قَالَ هَيهَاتَ مَا بقَيِ‌َ مِن آلِ عِمرَانَ أَحَدٌ فَقَالَ قَارُونُ وَا أَسَفَاه عَلَي آلِ عِمرَانَ فَشَكَرَ اللّهُ لَهُ ذَلِكَ فَأَمَرَ اللّهُ المَلَكَ المُوَكّلَ بِهِ أَن يَرفَعَ عَنهُ العَذَابَ أَيّامَ الدّنيَا فَرَفَعَ عَنهُ فَلَمّا رَأَي يُونُسُ ذَلِكَ نَادَيفِي الظّلُماتِ أَن لا إِلهَ إِلّا أَنتَ سُبحانَكَ إنِيّ‌ كُنتُ مِنَ الظّالِمِينَفَاستَجَابَ اللّهُ لَهُ وَ أَمَرَ الحُوتَ فَلَفَظَهُ عَلَي سَاحِلِ البَحرِ وَ قَد ذَهَبَ جِلدُهُ وَ لَحمُهُ وَ أَنبَتَ اللّهُعَلَيهِ شَجَرَةً مِن يَقطِينٍ وَ هيِ‌َ الدّبّاءُ فَأَظَلّتهُ مِنَ الشّمسِ فَسَكَنَ ثُمّ أَمَرَ اللّهُ الشّجَرَةَ فَتَنَحّت عَنهُ وَ وَقَعَتِ الشّمسُ عَلَيهِ فَجَزِعَ فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ يَا يُونُسُ لَم تَرحَم مِائَةَ أَلفٍ أَو يَزِيدُونَ وَ أَنتَ تَجزَعُ مِن أَلَمِ سَاعَةٍ فَقَالَ يَا رَبّ عَفوَكَ عَفوَكَ فَرَدّ اللّهُ بَدَنَهُ وَ رَجَعَ إِلَي قَومِهِ وَ آمَنُوا بِهِ وَ هُوَ قَولُهُفَلَو لا كانَت قَريَةٌ آمَنَت فَنَفَعَها إِيمانُها


صفحه : 383

إِلّا قَومَ يُونُسَ لَمّا آمَنُوا كَشَفنا عَنهُم عَذابَ الخزِي‌ِ فِي الحَياةِ الدّنيا وَ مَتّعناهُم إِلي حِينٍفَقَالُوا[ قَالَ]فَمَكَثَ يُونُسُ فِي بَطنِ الحُوتِ تِسعَ سَاعَاتٍ ثُمّ قَالَ اللّهُ لِنَبِيّهِص وَ لَو شاءَ رَبّكَ لَآمَنَ مَن فِي الأَرضِ كُلّهُم جَمِيعاً أَ فَأَنتَ تُكرِهُ النّاسَ حَتّي يَكُونُوا مُؤمِنِينَيعَنيِ‌ لَو شَاءَ اللّهُ أَن يَجبُرَ النّاسَ كُلّهُم عَلَي الإِيمَانِ لَفَعَلَ

وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَلَبِثَ يُونُسُ فِي بَطنِ الحُوتِ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ وَ نَادَيفِي الظّلُماتِظُلمَةِ بَطنِ الحُوتِ وَ ظُلمَةِ اللّيلِ وَ ظُلمَةِ البَحرِأَن لا إِلهَ إِلّا أَنتَ سُبحانَكَ إنِيّ‌ كُنتُ مِنَ الظّالِمِينَفَاستَجَابَ لَهُ رَبّهُ فَأَخرَجَهُ الحُوتُ إِلَي السّاحِلِ ثُمّ قَذَفَهُ فَأَلقَاهُ بِالسّاحِلِ وَ أَنبَتَ اللّهُعَلَيهِ شَجَرَةً مِن يَقطِينٍ وَ هُوَ القَرعُ فَكَانَ يَمَصّهُ وَ يَستَظِلّ بِهِ بِوَرَقِهِ وَ كَانَ تَسَاقَطَ شَعرُهُ وَ رَقّ جِلدُهُ وَ كَانَ يُونُسُ ع يُسَبّحُ وَ يَذكُرُ اللّهَ اللّيلَ وَ النّهَارَ فَلَمّا أَن قوَيِ‌َ وَ اشتَدّ بَعَثَ اللّهُ دُودَةً فَأَكَلَت أَسفَلَ القَرعِ فَذَبَلَتِ القَرعَةُ ثُمّ يَبِسَت فَشَقّ ذَلِكَ عَلَي يُونُسَ فَظَلّ حَزِيناً فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ مَا لَكَ حَزِيناً يَا يُونُسُ قَالَ يَا رَبّ هَذِهِ الشّجَرَةُ التّيِ‌ تنَفعَنُيِ‌ سَلّطتَ عَلَيهَا دُودَةً فَيَبِسَت قَالَ يَا يُونُسُ أَ حَزِنتَ لِشَجَرَةٍ لَم تَزرَعهَا وَ لَم تَسقِهَا وَ لَم تَعنَ بِهَا أَن يَبِسَت حِينَ استَغنَيتَ عَنهَا وَ لَم تَحزَن لِأَهلِ نَينَوَي أَكثَرَ مِن مِائَةِ أَلفٍ أَرَدتَ أَن يَنزِلَ عَلَيهِمُ العَذَابُ إِنّ أَهلَ نَينَوَي قَد آمَنُوا وَ اتّقَوا فَارجِع إِلَيهِم فَانطَلَقَ يُونُسُ ع إِلَي قَومِهِ فَلَمّا دَنَا مِن نَينَوَي استَحيَا أَن يَدخُلَ فَقَالَ لِرَاعٍ لَقِيَهُ ايتِ أَهلَ نَينَوَي فَقُل لَهُم إِنّ هَذَا يُونُسَ قَد جَاءَ قَالَ الراّعيِ‌ أَ تَكذِبُ أَ مَا تسَتحَييِ‌ وَ يُونُسُ قَد غَرِقَ فِي البَحرِ وَ ذَهَبَ قَالَ لَهُ يُونُسُ


صفحه : 384

أللّهُمّ إِنّ هَذِهِ الشّاةَ تَشهَدُ لَكَ أنَيّ‌ يُونُسُ فَلَمّا أَتَي الراّعيِ‌ قَومَهُ وَ أَخبَرَهُم أَخَذُوهُ وَ هَمّوا بِضَربِهِ فَقَالَ إِنّ لِي بَيّنَةً بِمَا أَقُولُ قَالُوا مَن يَشهَدُ قَالَ هَذِهِ الشّاةُ تَشهَدُ فَشَهِدَت بِأَنّهُ صَادِقٌ وَ أَنّ يُونُسَ قَد رَدّهُ اللّهُ إِلَيهِم فَخَرَجُوا يَطلُبُونَهُ فَوَجَدُوهُ فَجَاءُوا بِهِ وَ آمَنُوا وَ حَسُنَ إِيمَانُهُم فَمَتّعَهُمُ اللّهُإِلي حِينٍ وَ هُوَ المَوتُ وَ أَجَارَهُم مِن ذَلِكَ العَذَابِ

وَ قَالَ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ فِي قَولِهِوَ ذَا النّونِ إِذ ذَهَبَ مُغاضِباً قَالَ هُوَ يُونُسُ وَ مَعنَي ذَا النّونِ أَي ذَا الحُوتِ قَولُهُفَظَنّ أَن لَن نَقدِرَ عَلَيهِ قَالَ أَنزَلَهُ عَلَي أَشَدّ الأَمرَينِ فَظَنّ بِهِ أَشَدّ الظّنّ وَ قَالَ إِنّ جَبرَئِيلَ استَثنَي فِي هَلَاكِ قَومِ يُونُسَ وَ لَم يَسمَعهُ يُونُسُ قُلتُ مَا كَانَ حَالُ يُونُسَ لَمّا ظَنّ أَنّ اللّهَ لَن يَقدِرَ عَلَيهِ قَالَ كَانَ مِن أَمرٍ شَدِيدٍ قُلتُ وَ مَا كَانَ سَبَبُهُ حَتّي ظَنّ أَنّ اللّهَ لَن يَقدِرَ عَلَيهِ قَالَ وَكَلَهُ إِلَي نَفسِهِ طَرفَةَ عَينٍ قَالَ وَ حدَثّنَيِ‌ أَبِي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَمِعَت أُمّ سَلَمَةَ النّبِيّص يَقُولُ فِي دُعَائِهِ أللّهُمّ وَ لَا تكَلِنيِ‌ إِلَي نفَسيِ‌ طَرفَةَ عَينٍ أَبَداً فَسَأَلَتهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَص يَا أُمّ سَلَمَةَ وَ مَا يؤُمنِنُيِ‌ وَ إِنّمَا وَكَلَ اللّهُ يُونُسَ بنَ مَتّي إِلَي نَفسِهِ طَرفَةَ عَينٍ فَكَانَ مِنهُ مَا كَانَ


صفحه : 385

وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِوَ ذَا النّونِ إِذ ذَهَبَ مُغاضِباً يَقُولُ مِن أَعمَالِ قَومِهِفَظَنّ أَن لَن نَقدِرَ عَلَيهِ يَقُولُ ظَنّ أَن لَن يُعَاقَبَ بِمَا صَنَعَ

بيان قوله تعالي فَلَو لا كانَت قَريَةٌ قال الطبرسي‌ رحمه الله قيل إن معناه فهلا كان أهل قرية آمنوا في وقت ينفعهم إيمانهم أعلم الله سبحانه أن الإيمان لاينفع عندوقوع العذاب و لا عندحضور الموت ألذي لايشك فيه لكن قوم يونس لَمّا آمَنُوا كَشَفنا عَنهُمالعذاب عن الزجاج قال وقوم يونس لم يقع بهم العذاب إنما رأوا الآية التي‌ تدل علي العذاب فمثلهم مثل العليل ألذي يرجو العافية ويخاف الموت وقيل إن معناه فما كانت قَريَةٌ آمَنَت فَنَفَعَها إِيمانُهايريد بذلك لم يكن هذامعروفا لأمة من الأمم كفرت ثم آمنت عندنزول العذاب وكشف عنهم أي لم أفعل هذابأمة قطإِلّا قَومَ يُونُسَ لَمّا آمَنُوا عندنزول العذاب كشفت عنهم العذاب بعد ماتدلي عليهم عن قتادة و ابن عباس وقيل إنه أراد بقوله فَلَو لا كانَت قَريَةٌ آمَنَتقوم ثمود فإنه قدجاءهم العذاب يوما فيوما كماجاء قوم يونس إلا أن قوم يونس استدركوا ذلك بالتوبة وأولئك لم يستدركوا فوصف أهل القرية بأنهم سوي قوم يونس ليعرفهم به بعض التعريف إذ كان أخبر عنهم علي سبيل الإخبار عن النكرة عن الجبائي‌ و هذاإنما يصح إذا كان إِلّا قَومَ يُونُسَمرفوعا انتهي . قوله أنزله علي أشد الأمرين ظاهره أن المراد أن الله تعالي لماكلفه أمرا شديدا و هوالصبر علي وقوع خلاف ماأخبر به ظن به تعالي ظنا شديدا لايليق به أوالمعني أنه لماوكله الله إلي نفسه و هوأشد الأمور ظن بالله أشد الظن بفرط الرجاء حيث غفل عن عقابه تعالي وسيأتي‌ بسط القول في تأويل الآية

3- ع ،[علل الشرائع ]الدّقّاقُ عَنِ الأسَدَيِ‌ّ عَنِ النخّعَيِ‌ّ عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ سَالِمٍ


صفحه : 386

عَن أَبِيهِ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع لأِيَ‌ّ عِلّةٍ صَرَفَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ العَذَابَ عَن قَومِ يُونُسَ وَ قَد أَظَلّهُم وَ لَم يَفعَل ذَلِكَ بِغَيرِهِم مِنَ الأُمَمِ فَقَالَ لِأَنّهُ كَانَ فِي عِلمِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ أَنّهُ سَيَصرِفُهُ عَنهُم لِتَوبَتِهِم وَ إِنّمَا تَرَكَ إِخبَارَ يُونُسَ بِذَلِكَ لِأَنّهُ عَزّ وَ جَلّ أَرَادَ أَن يُفَرّغَهُ لِعِبَادَتِهِ فِي بَطنِ الحُوتِ فَيَستَوجِبَ بِذَلِكَ ثَوَابَهُ وَ كَرَامَتَهُ

شي‌،[تفسير العياشي‌] عن أبي بصير مثله بيان يمكن توجيه الخبر بوجهين الأول أن يكون السؤال عن علة عدم نزول العذاب عليهم دفعة بل بأن أظلهم و لم ينزل بهم حتي تابوا فالجواب أنه لماعلم الله أنهم يتوبون بعدرؤيته جعله مظلا بهم حتي تابوا فصرف عنهم .الثاني‌ أن يكون السؤال علي ظاهره و يكون الجواب أنهم لماتابوا صرف عنهم والتعرض لحديث العلم لبيان أنه كان عالما بتوبتهم وإنما لم يخبر يونس للحكمة المذكورة والأول أظهر لاسيما في الخبر الآتي‌

4- ع ،[علل الشرائع ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ بنِ فَضّالٍ عَن أَبِي المَغرَاءِ عَن سَمَاعَةَ أَنّهُ سَمِعَهُ ع وَ هُوَ يَقُولُ مَا رَدّ اللّهُ العَذَابَ عَن قَومٍ قَد أَظَلّهُم إِلّا قَومِ يُونُسَ فَقُلتُ أَ كَانَ قَد أَظَلّهُم فَقَالَ نَعَم حَتّي نَالُوهُ بِأَكُفّهِم قُلتُ فَكَيفَ كَانَ ذَلِكَ قَالَ كَانَ فِي العِلمِ المُثبَتِ عِندَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ ألّذِي لَم يَطّلِع عَلَيهِ أَحَدٌ أَنّهُ سَيَصرِفُهُ عَنهُم

5- ع ،[علل الشرائع ] أَبِي عَنِ الحمِيرَيِ‌ّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مَهزِيَارَ عَن أَخِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي


صفحه : 387

عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ الحَكَمِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَرّ يُونُسُ بنُ مَتّي ع بِصَفَائِحِ الرّوحَاءِ وَ هُوَ يَقُولُ لَبّيكَ كَشّافَ الكُرَبِ العِظَامِ لَبّيكَ الخَبَرَ

كا،[الكافي‌] علي عن أبيه عن ابن أبي عمير مثله

6-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن سجيم [سُحَيمٍ] عَنِ ابنِ أَبِي يَعفُورٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ وَ هُوَ رَافِعٌ يَدَهُ إِلَي السّمَاءِ رَبّ لَا تكَلِنيِ‌ إِلَي نفَسيِ‌ طَرفَةَ عَينٍ أَبَداً لَا أَقَلّ مِن ذَلِكَ وَ لَا أَكثَرَ قَالَ فَمَا كَانَ بِأَسرَعَ مِن أَن تَحَدّرَ الدّمُوعُ مِن جَوَانِبِ لِحيَتِهِ ثُمّ أَقبَلَ عَلَيّ فَقَالَ يَا ابنَ أَبِي يَعفُورٍ إِنّ يُونُسَ بنَ مَتّي وَكَلَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَي نَفسِهِ أَقَلّ مِن طَرفَةِ عَينٍ فَأَحدَثَ ذَلِكَ الظّنّ قُلتُ فَبَلَغَ بِهِ كُفراً أَصلَحَكَ اللّهُ قَالَ لَا وَ لَكِنّ المَوتَ عَلَي تِلكَ الحَالِ هَلَاكٌ

7-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] فِي خَبَرِ ابنِ الجَهمِ أَنّهُ سَأَلَ المَأمُونُ الرّضَا ع عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ ذَا النّونِ إِذ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنّ أَن لَن نَقدِرَ عَلَيهِ فَقَالَ الرّضَا ع ذَلِكَ يُونُسُ بنُ مَتّي ع ذَهَبَ مُغَاضِباً لِقَومِهِفَظَنّبِمَعنَي استَيقَنَأَن لَن نَقدِرَ عَلَيهِ أَي لَن نُضَيّقَ عَلَيهِ رِزقَهُ وَ مِنهُ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ أَمّا إِذا مَا ابتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيهِ رِزقَهُ أَي ضَيّقَ عَلَيهِ فَقَتَرَفَنادي فِي الظّلُماتِظُلمَةِ اللّيلِ وَ ظُلمَةِ البَحرِ وَ بَطنِ الحُوتِأَن لا إِلهَ إِلّا أَنتَ سُبحانَكَ إنِيّ‌ كُنتُ مِنَ الظّالِمِينَبتِرَكيِ‌ مِثلَ هَذِهِ العِبَادَةِ التّيِ‌ قَد فرَغّتنَيِ‌ لَهَا فِي بَطنِ الحُوتِ فَاستَجَابَ اللّهُ لَهُ وَ قَالَ عَزّ وَ جَلّفَلَو لا أَنّهُ كانَ مِنَ المُسَبّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطنِهِ إِلي يَومِ يُبعَثُونَ


صفحه : 388

بيان بتركي‌ مثل هذه العبادة أي لما عبد الله تعالي في بطن الحوت أحسن العبادة وذكره أحسن الذكر لفراغ باله عن الشواغل خضع لله وأقر بالظلم حيث ترك قبل دخوله في بطن الحوت مثل تلك العبادة ولعل ذكر الآية الأخيرة لبيان أنه كان مشتغلا بالتسبيح في بطن الحوت ويحتمل أن يكون ع تأول الآية بأنه لو لم يكن خارجا من بطن الحوت من المسبحين للبث في بطنه لأنه كان أصلح له وأفرغ لعبادته ولكنه لما كان في الخارج أيضا من المسبحين و كان يترتب علي خروجه هداية الخلق أيضا فلذا أخرجناه . ولنذكر بعض ماقيل من التأويلات في تلك الآيات قال السيد قدس الله روحه أما من ظن أن يونس ع خرج مغاضبا لربه من حيث لم ينزل بقومه العذاب فقد خرج في الافتراء علي الأنبياء بسوء الظن بهم عن الحد و ليس يجوز أن يغاضب ربه إلا من كان معاديا وجاهلا بأن الحكمة في سائر أفعاله و هذا لايليق بأتباع الأنبياء من المؤمنين فضلا عمن عصمه الله ورفع درجته وأقبح من ذلك ظن الجهال أنه ظن أن ربه لايقدر عليه من جهة القدرة التي‌ يصح بهاالفعل ويكاد يخرج عندنا من ظن بالأنبياء مثل ذلك عن باب التمييز والتكليف ولكن كان غضبه ع علي قومه لمقامهم علي تكذيبه وإصرارهم علي الكفر ويأسه من إقلاعهم وتوبتهم فخرج من بينهم خوفا من أن ينزل العذاب بهم و هومقيم بينهم فأما قوله فَظَنّ أَن لَن نَقدِرَ عَلَيهِفمعناه أنا لانضيق عليه المسلك ونشدد عليه المحنة والتكليف لأن ذلك مما يجوز أن يظنه النبي و لاشك في أن قول القائل قدرت وقدرت بالتشديد والتخفيف معناه التضييق قال الله تعالي وَ مَن قُدِرَ عَلَيهِ رِزقُهُ فَليُنفِق مِمّا آتاهُ اللّهُ و قال تعالي اللّهُ يَبسُطُ الرّزقَ لِمَن يَشاءُ وَ يَقدِرُ و قال تعالي وَ أَمّا


صفحه : 389

إِذا مَا ابتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيهِ رِزقَهُ والتضييق ألذي قدره الله عليه هو مالحقه من الحصول في بطن الحوت و مالحقه في ذلك من المشقة الشديدة إلي أن نجاه الله تعالي منها و أما قوله تعالي فَنادي فِي الظّلُماتِ أَن لا إِلهَ إِلّا أَنتَ سُبحانَكَ إنِيّ‌ كُنتُ مِنَ الظّالِمِينَفهو علي سبيل الانقطاع إلي الله تعالي والخضوع بين يديه و ليس لأحد أن يقول كيف يعترف بأنه كان من الظالمين و لم يقع منه ظلم و ذلك أنه يمكن أن يريد أني‌ من الذين يقع منهم الظلم فيكون صدقا و إن ورد علي سبيل الخشوع والخضوع لأن جنس البشر لايمتنع منه وقوع الظلم والفائدة في ذلك التطأمن لله تعالي والتخاضع ونفي‌ التكبر والتجبر كما يقول الإنسان إذاأراد أن يكسر نفسه إنما أنا من البشر ولست من الملائكة و أناممن يخطئ ويصيب و هو لايريد إضافة الخطاء إلي نفسه انتهي .أقول علي ماذكره رحمه الله يحتمل أن يكون الغرض عد نعمه تعالي عليه بأني‌ مع كوني‌ ممن يقع منه الظلم عصمتني‌ عنه فلو وكلتني‌ إلي نفسي‌ لكنت مثلهم ظالما ولكن بعصمتك نجيتني‌ و من آداب الدعاء والمسألة عد النعم السالفة للمنعم علي السائل . ثم قال رحمه الله ووجه آخر و هو أنا قدبينا في قصة آدم ع أن المراد بذلك أنانقصنا الثواب وبخسنا حظنا منه لأن الظلم في أصل اللغة النقص والثلم و من ترك المندوب فقد ظلم نفسه من حيث نقصها ثواب ذلك و أما قوله تعالي فَاصبِر لِحُكمِ رَبّكَ وَ لا تَكُن كَصاحِبِ الحُوتِفليس علي ماظنه الجهال من أنه ثقل عليه أعباء النبوة لضيق خلقه فقذفها وإنما الصحيح أن يونس لم يقو علي الصبر علي تلك المحنة التي‌ ابتلاه الله بهالغاية الثواب فشكا إلي الله تعالي منها وسأله الفرج والخلاص


صفحه : 390

و لوصبر لكان أفضل فأراد الله لنبيه ص أفضل المنازل وأعلاها انتهي .أقول لما كان الظاهر من أكثر الأخبار أنه كان هجرته عن القوم بعدالعلم بتوبتهم وصرف العذاب عنهم فيحتمل أن يكون غضبه كناية عن حزنه وأسفه علي طلب العذاب لهم وخوفه من أن يكذبوه بعدرجوعه إليهم حيث لم يقع ماأخبر به و أما قوله تعالي فَظَنّ أَن لَن نَقدِرَ عَلَيهِفالأكثر علي أنه بمعني التضييق كمامر و قدقيل فيه وجوه أخر.الأول أن يكون هذا من باب التمثيل يعني‌ كانت حاله ومثله كحالة من ظن أن لن نقدر عليه في خروجه من قومه من غيرانتظار لأمر الله . والثاني‌ أن يفسر القدر بالقضاء فالمعني فظن أن لن نقضي‌ عليه بشدة و هوقول مجاهد وقتادة والضحاك والكلبي‌ ورواية العوفي‌ عن ابن عباس واختيار الفراء والزجاج ويؤيده أنه قر‌ئ في الشواذ بضم النون وتشديد الدال المكسورة. والثالث أن المعني فظن أن لن نعمل فيه قدرتنا لأن بين القدرة والفعل مناسبة فلايبعد جعل أحدهما مجازا عن الآخر.الرابع أنه استفهام بمعني التوبيخ . ثم اختلفوا في الظلمات فقيل أي في الظلمة الشديدة المتكاثفة في بطن الحوت وقيل ظلمة الليل والبحر والحوت وقيل كان حوت في بطن حوت

8-ل ،[الخصال ]الفاَميِ‌ّ وَ ابنُ مَسرُورٍ عَنِ ابنِ بُطّةَ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ مَعرُوفٍ عَن حَمّادٍ عَن حَرِيزٍ عَمّن أَخبَرَهُ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ أَوّلُ مَن سُوهِمَ عَلَيهِ مَريَمُ بِنتُ عِمرَانَ وَ هُوَ قَولُ اللّهِ تَعَالَيوَ ما كُنتَ لَدَيهِم إِذ يُلقُونَ أَقلامَهُم أَيّهُم يَكفُلُ مَريَمَ وَ السّهَامُ سِتّةٌ ثُمّ استَهَمُوا فِي يُونُسَ لَمّا رَكِبَ مَعَ القَومِ فَوَقَفَتِ السّفِينَةُ فِي اللّجّةِ فَاستَهَمُوا فَوَقَعَ السّهمُ عَلَي يُونُسَ ثَلَاثَ مَرّاتٍ قَالَ فَمَضَي يُونُسُ إِلَي صَدرِ السّفِينَةِ فَإِذَا الحُوتُ فَاتِحٌ فَاهُ فَرَمَي بِنَفسِهِ الخَبَرَ


صفحه : 391

9- مع ،[معاني‌ الأخبار] مَعنَي يُونُسَ أَنّهُ كَانَ مُستَأنِساً لِرَبّهِ مُغَاضِباً لِقَومِهِ وَ صَارَ مُؤنِساً لِقَومِهِ بَعدَ رُجُوعِهِ إِلَيهِم

10-ير،[بصائر الدرجات ] ابنُ مَعرُوفٍ عَن سَعدَانَ عَن صَبّاحٍ المزُنَيِ‌ّ عَنِ الحَارِثِ بنِ حَصِيرَةَ عَن حَبّةَ العرُنَيِ‌ّ قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِنّ اللّهَ عَرَضَ ولَاَيتَيِ‌ عَلَي أَهلِ السّمَاوَاتِ وَ عَلَي أَهلِ الأَرضِ أَقَرّ بِهَا مَن أَقَرّ وَ أَنكَرَهَا مَن أَنكَرَ أَنكَرَهَا يُونُسُ فَحَبَسَهُ اللّهُ فِي بَطنِ الحُوتِ حَتّي أَقَرّ بِهَا

بيان المراد بالإنكار عدم القبول التام و مايلزمه من الاستشفاع والتوسل بهم

11-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ بِإِسنَادِهِ إِلَي ابنِ أُورَمَةَ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ عَن رَجُلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ قَالَ خَرَجَ يُونُسُ ع مُغَاضِباً مِن قَومِهِ لَمّا رَأَي مِن مَعَاصِيهِم حَتّي رَكِبَ مَعَ قَومٍ فِي سَفِينَةٍ فِي اليَمّ فَعَرَضَ لَهُم حُوتٌ لِيُغرِقَهُم فَسَاهَمُوا ثَلَاثَ مَرّاتٍ فَقَالَ يُونُسُ إيِاّي‌َ أَرَادَ فاَقذفِوُنيِ‌ وَ لَمّا أَخَذَتِ السّمَكَةُ يُونُسَ أَوحَي اللّهُ تَعَالَي جَلّ وَ عَلَا إِلَيهَا أنَيّ‌ لَم أَجعَلهُ لَكِ رِزقاً فَلَا تَكسِر[ فَلَا تكَسرِيِ‌] لَهُ عَظماً وَ لَا تَأكُل[ لَا تأَكلُيِ‌] لَهُ لَحماً قَالَ فَطَافَت بِهِ البِحَارَفَنادي فِي الظّلُماتِ أَن لا إِلهَ إِلّا أَنتَ سُبحانَكَ إنِيّ‌ كُنتُ مِنَ الظّالِمِينَ وَ قَالَ لَمّا صَارَتِ السّمَكَةُ فِي البَحرِ ألّذِي فِيهِ قَارُونُ سَمِعَ قَارُونُ صَوتاً لَم يَسمَعهُ فَقَالَ لِلمَلَكِ المُوَكّلِ بِهِ مَا هَذَا الصّوتُ قَالَ هُوَ يُونُسُ النّبِيّ ع فِي بَطنِ الحُوتِ قَالَ فَتَأذَنُ لِي أَن أُكَلّمَهُ قَالَ نَعَم قَالَ يَا يُونُسُ مَا فَعَلَ هَارُونُ قَالَ مَاتَ فَبَكَي قَارُونُ قَالَ مَا فَعَلَ مُوسَي قَالَ مَاتَ فَبَكَي قَارُونُ فَأَوحَي اللّهُ تَعَالَي جَلّت عَظَمَتُهُ إِلَي المَلَكِ المُوَكّلِ بِهِ أَن خَفّفِ العَذَابَ عَلَي قَارُونَ لِرِقّتِهِ عَلَي قَرَابَتِهِ


صفحه : 392

وَ فِي خَبَرٍ آخَرَ ارفَع عَنهُ العَذَابَ بَقِيّةَ أَيّامِ الدّنيَا لِرِقّتِهِ عَلَي قَرَابَتِهِ ثُمّ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّ النّبِيّص يَقُولُ مَا ينَبغَيِ‌ لِأَحَدٍ أَن يَقُولَ أَنَا خَيرٌ مِن يُونُسَ بنِ مَتّي ع

بيان لعل المعني علي تقدير صحة الخبر أنه لاينبغي‌ أن يقول أحد أناخير من يونس من حيث المعراج بأن يظن أني‌ صرت من حيث العروج إلي السماء أقرب إلي الله تعالي منه فإن نسبته تعالي إلي السماء و الأرض والبحار نسبة واحدة وإنما أراني‌ الله تعالي عجائب خلقه في السماوات وأري يونس عجائب خلقه في البحار وإني‌ عبدت الله في السماء و هو عبد الله في ظلمات البحار ولكن التفضيل من جهات أخر

12-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَبِي عُبَيدَةَ الحَذّاءِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُوَجَدنَا فِي بَعضِ كُتُبِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ حدَثّنَيِ‌ رَسُولُ اللّهِص أَنّ جَبرَئِيلَ ع حَدّثَهُ أَنّ يُونُسَ بنَ مَتّي ع بَعَثَهُ اللّهُ إِلَي قَومِهِ وَ هُوَ ابنُ ثَلَاثِينَ سَنَةً وَ كَانَ رَجُلًا يَعتَرِيهِ الحِدّةُ وَ كَانَ قَلِيلَ الصّبرِ عَلَي قَومِهِ وَ المُدَارَاةِ لَهُم عَاجِزاً عَمّا حُمّلَ مِن ثِقَلِ حَملِ أَوقَارِ النّبُوّةِ وَ أَعلَامِهَا وَ أَنّهُ يُفسَخُ تَحتَهَا كَمَا يُفسَخُ الجَذَعُ تَحتَ حِملِهِ وَ أَنّهُ أَقَامَ فِيهِم يَدعُوهُم إِلَي الإِيمَانِ بِاللّهِ وَ التّصدِيقِ بِهِ وَ اتّبَاعِهِ ثَلَاثاً وَ ثَلَاثِينَ سَنَةً فَلَم يُؤمِن بِهِ وَ لَم يَتّبِعهُ مِن قَومِهِ إِلّا رَجُلَانِ اسمُ أَحَدِهِمَا رُوبِيلُ وَ اسمُ الآخَرِ تَنُوخَا وَ كَانَ رُوبِيلُ مِن أَهلِ بَيتِ العِلمِ وَ النّبُوّةِ وَ الحِكمَةِ وَ كَانَ قَدِيمَ الصّحبَةِ لِيُونُسَ بنِ مَتّي مِن قَبلِ أَن يَبعَثَهُ اللّهُ بِالنّبُوّةِ وَ كَانَ تَنُوخَا رَجُلًا مُستَضعَفاً عَابِداً زَاهِداً مُنهَمِكاً فِي العِبَادَةِ وَ لَيسَ لَهُ


صفحه : 393

عِلمٌ وَ لَا حُكمٌ وَ كَانَ رُوبِيلُ صَاحِبَ غَنَمٍ يَرعَاهَا وَ يَتَقَوّتُ مِنهَا وَ كَانَ تَنُوخَا رَجُلًا حَطّاباً يَحتَطِبُ عَلَي رَأسِهِ وَ يَأكُلُ مِن كَسبِهِ وَ كَانَ لِرُوبِيلَ مَنزِلَةٌ مِن يُونُسَ غَيرُ مَنزِلَةِ تَنُوخَا لَعِلمِ رُوبِيلَ وَ حِكمَتِهِ وَ قَدِيمِ صُحبَتِهِ فَلَمّا رَأَي يُونُسُ ع أَنّ قَومَهُ لَا يُجِيبُونَهُ وَ لَا يُؤمِنُونَ بِهِ ضَجِرَ وَ عَرَفَ مِن نَفسِهِ قِلّةَ الصّبرِ فَشَكَا ذَلِكَ إِلَي رَبّهِ وَ كَانَ فِيمَا شَكَا أَن قَالَ يَا رَبّ إِنّكَ بعَثَتنَيِ‌ إِلَي قوَميِ‌ وَ لِي ثَلَاثُونَ سَنَةً فَلَبِثتُ فِيهِم أَدعُوهُم إِلَي الإِيمَانِ بِكَ وَ التّصدِيقِ برِسِاَلاَتيِ‌ وَ أُخَوّفُهُم عَذَابَكَ وَ نَقِمَتَكَ ثَلَاثاً وَ ثَلَاثِينَ سَنَةً فكَذَبّوُنيِ‌ وَ لَم يُؤمِنُوا بيِ‌ وَ جَحَدُوا نبُوُتّيِ‌ وَ استَخَفّوا برِسِاَلاَتيِ‌ وَ قَد توَاَعدَوُنيِ‌ وَ خِفتُ أَن يقَتلُوُنيِ‌ فَأَنزِل عَلَيهِم عَذَابَكَ فَإِنّهُم قَومٌ لَا يُؤمِنُونَ قَالَ فَأَوحَي اللّهُ إِلَي يُونُسَ أَنّ فِيهِمُ الحَملَ وَ الجَنِينَ وَ الطّفلَ وَ الشّيخَ الكَبِيرَ وَ المَرأَةَ الضّعِيفَةَ وَ المُستَضعَفَ المَهِينَ وَ أَنَا الحَكَمُ العَدلُ سَبَقَت رحَمتَيِ‌ غضَبَيِ‌ لَا أُعَذّبُ الصّغَارَ بِذُنُوبِ الكِبَارِ مِن قَومِكَ وَ هُم يَا يُونُسُ عبِاَديِ‌ وَ خلَقيِ‌ وَ برَيِتّيِ‌ فِي بلِاَديِ‌ وَ فِي عيَلتَيِ‌ أُحِبّ أَن أَتَأَنّاهُم وَ أَرفُقَ بِهِم وَ أَنتَظِرُ تَوبَتَهُم وَ إِنّمَا بَعَثتُكَ إِلَي قَومِكَ لِتَكُونَ حيطاً عَلَيهِم تَعطَفَ عَلَيهِم بِالرّحِمِ المَاسّةِ مِنهُم وَ تَأَنّاهُم بِرَأفَةِ النّبُوّةِ وَ تَصبِرَ مَعَهُم بِأَحلَامِ الرّسَالَةِ وَ تَكُونَ لَهُم كَهَيئَةِ الطّبِيبِ المدُاَويِ‌ العَالِمِ بِمُدَاوَاةِ الدّاءِ فَخَرَقتَ بِهِم وَ لَم تَستَعمِل قُلُوبَهُم بِالرّفقِ وَ لَم تَسُسهُم بِسِيَاسَةِ المُرسَلِينَ ثُمّ سأَلَتنَيِ‌ عَن سُوءِ نَظَرِكَ العَذَابَ لَهُم عِندَ قِلّةَ الصّبرِ مِنكَ وَ عبَديِ‌ نُوحٌ كَانَ أَصبَرَ مِنكَ عَلَي قَومِهِ وَ أَحسَنَ صُحبَةً وَ أَشَدّ تَأَنّياً فِي الصّبرِ عنِديِ‌ وَ أَبلَغَ فِي العُذرِ فَغَضِبتُ لَهُ حِينَ غَضِبَ لِي وَ أَجَبتُهُ حِينَ دعَاَنيِ‌ فَقَالَ يُونُسُ يَا رَبّ إِنّمَا غَضِبتُ عَلَيهِم فِيكَ وَ إِنّمَا دَعَوتُ عَلَيهِم حِينَ عَصَوكَ فَوَ عِزّتِكَ لَا أَتَعَطّفُ عَلَيهِم بِرَأفَةٍ أَبَداً وَ لَا أَنظُرُ إِلَيهِم بِنَصِيحَةِ شَفِيقٍ بَعدَ كُفرِهِم وَ تَكذِيبِهِم إيِاّي‌َ وَ جَحدِهِم بنِبُوُتّيِ‌ فَأَنزِل عَلَيهِم عَذَابَكَ فَإِنّهُم لَا يُؤمِنُونَ أَبَداً فَقَالَ اللّهُ يَا يُونُسُ إِنّهُم مِائَةُ أَلفٍ أَو يَزِيدُونَ مِن خلَقيِ‌ يَعمُرُونَ بلِاَديِ‌ وَ يَلِدُونَ عبِاَديِ‌ وَ محَبَتّيِ‌ أَن


صفحه : 394

أَتَأَنّاهُم للِذّيِ‌ سَبَقَ مِن علِميِ‌ فِيهِم وَ فِيكَ وَ تقَديِريِ‌ وَ تدَبيِريِ‌ غَيرُ عِلمِكَ وَ تَقدِيرِكَ وَ أَنتَ المُرسَلُ وَ أَنَا الرّبّ الحَكِيمُ وَ علِميِ‌ فِيهِم يَا يُونُسُ بَاطِنٌ فِي الغَيبِ عنِديِ‌ لَا تَعلَمُ مَا مُنتَهَاهُ وَ عِلمُكَ فِيهِم ظَاهِرٌ لَا بَاطِنَ لَهُ يَا يُونُسُ قَد أَجَبتُكَ إِلَي مَا سَأَلتَ مِن إِنزَالِ العَذَابِ عَلَيهِم وَ مَا ذَلِكَ يَا يُونُسُ بِأَوفَرَ لِحَظّكَ عنِديِ‌ وَ لَا أَجمَلَ لِشَأنِكَ وَ سَيَأتِيهِم عَذَابٌ فِي شَوّالٍ يَومَ الأَربِعَاءِ وَسَطَ الشّهرِ بَعدَ طُلُوعِ الشّمسِ فَأَعلِمهُم ذَلِكَ قَالَ فَسُرّ بِذَلِكَ يُونُسُ وَ لَم يَسُؤهُ وَ لَم يَدرِ مَا عَاقِبَتُهُ فَانطَلَقَ يُونُسُ إِلَي تَنُوخَا العَابِدِ فَأَخبَرَهُ بِمَا أَوحَي اللّهُ إِلَيهِ مِن نُزُولِ العَذَابِ عَلَي قَومِهِ فِي ذَلِكَ اليَومِ وَ قَالَ لَهُ انطَلِق حَتّي أُعلِمَهُم بِمَا أَوحَي اللّهُ إلِيَ‌ّ مِن نُزُولِ العَذَابِ فَقَالَ تَنُوخَا فَدَعهُم فِي غَمرَتِهِم وَ مَعصِيَتِهِم حَتّي يُعَذّبَهُمُ اللّهُ فَقَالَ لَهُ يُونُسُ بَل نَلقَي رُوبِيلَ فَنُشَاوِرُهُ فَإِنّهُ رَجُلٌ عَالِمٌ حَكِيمٌ مِن أَهلِ بَيتِ النّبُوّةِ فَانطَلَقَا إِلَي رُوبِيلَ فَأَخبَرَهُ يُونُسُ ع بِمَا أَوحَي اللّهُ إِلَيهِ مِن نُزُولِ العَذَابِ عَلَي قَومِهِ فِي شَوّالٍ يَومَ الأَربِعَاءِ فِي وَسَطِ الشّهرِ بَعدَ طُلُوعِ الشّمسِ فَقَالَ لَهُ مَا تَرَي انطَلِق بِنَا حَتّي أُعلِمَهُم ذَلِكَ فَقَالَ لَهُ رُوبِيلُ ارجِع إِلَي رَبّكَ رَجعَةَ نبَيِ‌ّ حَكِيمٍ وَ رَسُولٍ كَرِيمٍ وَ سَلهُ أَن يَصرِفَ عَنهُمُ العَذَابَ فَإِنّهُ غنَيِ‌ّ عَن عَذَابِهِم وَ هُوَ يُحِبّ الرّفقَ بِعِبَادِهِ وَ مَا ذَلِكَ بِأَضَرّ لَكَ عِندَهُ وَ لَا أَسوَأَ لِمَنزِلَتِكَ لَدَيهِ وَ لَعَلّ قَومَكَ بَعدَ مَا سَمِعتَ وَ رَأَيتَ مِن كُفرِهِم وَ جُحُودِهِم يُؤمِنُونَ يَوماً فَصَابِرهُم وَ تَأَنّهُم فَقَالَ لَهُ تَنُوخَا وَيحَكَ يَا رُوبِيلُ مَا أَشَرتَ عَلَي يُونُسَ وَ أَمَرتَهُ بَعدَ كُفرِهِم بِاللّهِ وَ جَحدِهِم لِنَبِيّهِ وَ تَكذِيبِهِم إِيّاهُ وَ إِخرَاجِهِم إِيّاهُ مِن مَسَاكِنِهِ وَ مَا هَمّوا بِهِ مِن رَجمِهِ فَقَالَ رُوبِيلُ لِتَنُوخَا اسكُت فَإِنّكَ رَجُلٌ عَابِدٌ لَا عِلمَ لَكَ ثُمّ أَقبَلَ عَلَي يُونُسَ فَقَالَ أَ رَأَيتَ يَا يُونُسُ إِذَا أَنزَلَ اللّهُ العَذَابَ عَلَي قَومِكَ أَنزَلَهُ فَيُهلِكُهُم جَمِيعاً أَو يُهلِكُ بَعضاً وَ يَبقَي بَعضٌ فَقَالَ لَهُ يُونُسُ بَل يُهلِكُهُم جَمِيعاً وَ كَذَلِكَ سَأَلتُهُ مَا دخَلَتَنيِ‌ لَهُم رَحمَةُ تَعَطّفٍ فَأُرَاجِعَ اللّهَ فِيهِم وَ أَسأَلَهُ أَن يَصرِفَ عَنهُم فَقَالَ لَهُ رُوبِيلُ


صفحه : 395

أَ تدَريِ‌ يَا يُونُسُ لَعَلّ اللّهَ إِذَا أَنزَلَ عَلَيهِمُ العَذَابَ فَأَحَسّوا بِهِ أَن يَتُوبُوا إِلَيهِ وَ يَستَغفِرُوا فَيَرحَمَهُم فَإِنّهُ أَرحَمُ الرّاحِمِينَ وَ يَكشِفَ عَنهُمُ العَذَابَ مِن بَعدِ مَا أَخبَرتَهُم عَنِ اللّهِ أَنّهُ يُنزِلُ عَلَيهِمُ العَذَابَ يَومَ الأَربِعَاءِ فَتَكُونَ بِذَلِكَ عِندَهُم كَذّاباً فَقَالَ لَهُ تَنُوخَا وَيحَكَ يَا رُوبِيلُ لَقَد قُلتَ عَظِيماً يُخبِرُكَ النّبِيّ المُرسَلُ أَنّ اللّهَ أَوحَي إِلَيهِ أَنّ العَذَابَ يَنزِلُ عَلَيهِم فَتَرُدّ قَولَ اللّهِ وَ تَشُكّ فِيهِ وَ فِي قَولِ رَسُولِ اللّهِ فَقَد حَبِطَ عَمَلُكَ فَقَالَ رُوبِيلُ لِتَنُوخَا لَقَد فَشِلَ رَأيُكَ ثُمّ أَقبَلَ عَلَي يُونُسَ فَقَالَ إِذَا نَزَلَ الوحَي‌ُ وَ الأَمرُ مِنَ اللّهِ فِيهِم عَلَي مَا أَنزَلَ عَلَيكَ فِيهِم مِن إِنزَالِ العَذَابِ عَلَيهِم وَ قَولُهُ الحَقّ أَ رَأَيتَ إِذَا كَانَ ذَلِكَ فَهَلَكَ قَومُكَ كُلّهُم وَ خَرِبَت قَريَتُهُم أَ لَيسَ يَمحُو اللّهُ اسمَكَ مِنَ النّبُوّةِ وَ تَبطُلُ رِسَالَتُكَ وَ تَكُونُ كَبَعضِ ضُعَفَاءِ النّاسِ وَ يَهلِكُ عَلَي يَدَيكَ مِائَةُ أَلفٍ مِنَ النّاسِ فَأَبَي يُونُسُ أَن يَقبَلَ وَصِيّتَهُ فَانطَلَقَ وَ مَعَهُ تَنُوخَا مِنَ القَريَةِ وَ تَنَحّيَا عَنهُم غَيرَ بَعِيدٍ وَ رَجَعَ يُونُسُ إِلَي قَومِهِ فَأَخبَرَهُم أَنّ اللّهَ أَوحَي إِلَيهِ أَنّهُ يُنزِلُ العَذَابَ عَلَيكُم يَومَ الأَربِعَاءِ فِي شَوّالٍ فِي وَسَطِ الشّهرِ بَعدَ طُلُوعِ الشّمسِ فَرَدّوا عَلَيهِ قَولَهُ فَكَذّبُوهُ وَ أَخرَجُوهُ مِن قَريَتِهِم إِخرَاجاً عَنِيفاً فَخَرَجَ يُونُسُ ع وَ مَعَهُ تَنُوخَا مِنَ القَريَةِ وَ تَنَحّيَا عَنهُم غَيرَ بَعِيدٍ وَ أَقَامَا يَنتَظِرَانِ العَذَابَ وَ أَقَامَ رُوبِيلُ مَعَ قَومِهِ فِي قَريَتِهِم حَتّي إِذَا دَخَلَ عَلَيهِم شَوّالٌ صَرَخَ رُوبِيلُ بِأَعلَي صَوتِهِ فِي رَأسِ الجَبَلِ إِلَي القَومِ أَنَا رُوبِيلُ شَفِيقٌ عَلَيكُم رَحِيمٌ بِكُم هَذَا شَوّالٌ قَد دَخَلَ عَلَيكُم وَ قَد أَخبَرَكُم يُونُسُ نَبِيّكُم وَ رَسُولُ رَبّكُم أَنّ اللّهَ أَوحَي إِلَيهِ أَنّ العَذَابَ يَنزِلُ عَلَيكُم فِي شَوّالٍ فِي وَسَطِ الشّهرِ يَومَ الأَربِعَاءِ بَعدَ طُلُوعِ الشّمسِوَ لَن يُخلِفَ اللّهُ وَعدَهُرُسُلَهُ فَانظُرُوا مَا أَنتُم صَانِعُونَ فَأَفزَعَهُم كَلَامُهُ وَ وَقَعَ فِي قُلُوبِهِم تَحقِيقُ نُزُولِ العَذَابِ فَأَجفَلُوا نَحوَ رُوبِيلَ وَ قَالُوا لَهُ مَا ذَا أَنتَ تُشِيرُ بِهِ عَلَينَا يَا رُوبِيلُ فَإِنّكَ رَجُلٌ عَالِمٌ حَكِيمٌ لَم نَزَل نَعرِفُكَ بِالرّقّةِ عَلَينَا وَ الرّحمَةِ لَنَا وَ قَد بَلَغَنَا مَا أَشَرتَ بِهِ عَلَي يُونُسَ فِينَا فَمُرنَا


صفحه : 396

بِأَمرِكَ وَ أَشِر عَلَينَا بِرَأيِكَ فَقَالَ لَهُم رُوبِيلُ فإَنِيّ‌ أَرَي لَكُم وَ أُشِيرُ عَلَيكُم أَن تَنظُرُوا وَ تَعمَدُوا إِذَا طَلَعَ الفَجرُ يَومَ الأَربِعَاءِ فِي وَسَطِ الشّهرِ أَن تَعدِلُوا[تَعزِلُوا]الأَطفَالَ عَنِ الأُمّهَاتِ فِي أَسفَلِ الجَبَلِ فِي طَرِيقِ الأَودِيَةِ وَ تَقِفُوا النّسَاءَ فِي سَفحِ الجَبَلِ يَكُونُ هَذَا كُلّهُ قَبلَ طُلُوعِ الشّمسِ فَإِذَا رَأَيتُم رِيحاً صَفرَاءَ أَقبَلَت مِنَ المَشرِقِ فَعِجّوا الكَبِيرُ مِنكُم وَ الصّغِيرُ بِالصّرَاخِ وَ البُكَاءِ وَ التّضَرّعِ إِلَي اللّهِ وَ التّوبَةِ إِلَيهِ وَ الِاستِغفَارِ لَهُ وَ ارفَعُوا رُءُوسَكُم إِلَي السّمَاءِ وَ قُولُوا رَبّنَا ظَلَمنَا وَ كَذّبنَا نَبِيّكَ وَ تُبنَا إِلَيكَ مِن ذُنُوبِنَا وَ إِن لَا تَغفِر لَنَا وَ تَرحَمنَالَنَكُونَنّ مِنَ الخاسِرِينَالمُعَذّبِينَ فَاقبَل تَوبَتَنَا وَ ارحَمنَا يَا أَرحَمَ الرّاحِمِينَ ثُمّ لَا تَمَلّوا مِنَ البُكَاءِ وَ الصّرَاخِ وَ التّضَرّعِ إِلَي اللّهِ وَ التّوبَةِ إِلَيهِ حَتّي تَتَوَارَي الشّمسُ بِالحِجَابِ أَو يَكشِفَ اللّهُ عَنكُمُ العَذَابَ قَبلَ ذَلِكَ فَأَجمَعَ رأَي‌ُ القَومِ جَمِيعاً عَلَي أَن يَفعَلُوا مَا أَشَارَ بِهِ عَلَيهِم رُوبِيلُ فَلَمّا كَانَ يَومُ الأَربِعَاءِ ألّذِي تَوَقّعُوا العَذَابَ تَنَحّي رُوبِيلُ مِنَ القَريَةِ حَيثُ يَسمَعُ صُرَاخَهُم وَ يَرَي العَذَابَ إِذَا نَزَلَ فَلَمّا طَلَعَ الفَجرُ يَومَ الأَربِعَاءِ فَعَلَ قَومُ يُونُسَ مَا أَمَرَهُم رُوبِيلُ بِهِ فَلَمّا بَزَغَتِ الشّمسُ أَقبَلَت رِيحٌ صَفرَاءُ مُظلِمَةٌ مُسرِعَةٌ لَهَا صَرِيرٌ وَ حَفِيفٌ وَ هَدِيرٌ فَلَمّا رَأَوهَا عَجّوا جَمِيعاً بِالصّرَاخِ وَ البُكَاءِ وَ التّضَرّعِ إِلَي اللّهِ وَ تَابُوا إِلَيهِ وَ استَغفَرُوهُ وَ صَرَخَتِ الأَطفَالُ بِأَصوَاتِهَا تَطلُبُ أُمّهَاتِهَا وَ عَجّت سِخَالُ البَهَائِمِ تَطلُبُ اللّبَنَ وَ عَجّتِ الأَنعَامُ تَطلُبُ الرعّي‌َ فَلَم يَزَالُوا بِذَلِكَ وَ يُونُسُ وَ تَنُوخَا يَسمَعَانِ صَيحَتَهُم وَ صُرَاخَهُم وَ يَدعُوَانِ اللّهَ عَلَيهِم بِتَغلِيظِ العَذَابِ عَلَيهِم وَ رُوبِيلُ فِي مَوضِعِهِ يَسمَعُ صُرَاخَهُم وَ عَجِيجَهُم وَ


صفحه : 397

يَرَي مَا نَزَلَ وَ هُوَ يَدعُو اللّهَ بِكَشفِ العَذَابِ عَنهُم فَلَمّا أَن زَالَتِ الشّمسُ وَ فُتِحَت أَبوَابُ السّمَاءِ وَ سَكَنَ غَضَبُ الرّبّ تَعَالَي وَ رَحِمَهُمُ الرّحمَنُ فَاستَجَابَ دُعَاءَهُم وَ قَبِلَ تَوبَتَهُم وَ أَقَالَهُم عَثرَتَهُم وَ أَوحَي إِلَي إِسرَافِيلَ أَنِ اهبِط إِلَي قَومِ يُونُسَ فَإِنّهُم قَد عَجّوا إلِيَ‌ّ بِالبُكَاءِ وَ التّضَرّعِ وَ تَابُوا إلِيَ‌ّ وَ استَغفَرُوا لِي فَرَحِمتُهُم وَ تُبتُ عَلَيهِم وَ أَنَا اللّهُ التّوّابُ الرّحِيمُ أَسرَعُ إِلَي قَبُولِ تَوبَةِ عبَديِ‌َ التّائِبِ مِنَ الذّنُوبِ وَ قَد كَانَ عبَديِ‌ يُونُسُ وَ رسَوُليِ‌ سأَلَنَيِ‌ نُزُولَ العَذَابِ عَلَي قَومِهِ وَ قَد أَنزَلتُهُ عَلَيهِم وَ أَنَا اللّهُ أَحَقّ مَن وَفَي بِعَهدِهِ وَ قَد أَنزَلتُهُ عَلَيهِم وَ لَم يَكُنِ اشتَرَطَ يُونُسُ حِينَ سأَلَنَيِ‌ أَن أُنزِلَ عَلَيهِمُ العَذَابَ أَن أُهلِكَهُم فَاهبِط إِلَيهِم فَاصرِف عَنهُم مَا قَد نَزَلَ بِهِم مِن عذَاَبيِ‌ فَقَالَ إِسرَافِيلُ يَا رَبّ إِنّ عَذَابَكَ قَد بَلَغَ أَكتَافَهُم وَ كَادَ أَن يُهلِكَهُم وَ مَا أَرَاهُ إِلّا وَ قَد نَزَلَ بِسَاحَتِهِم فَكَيفَ أَنزِلُ أَصرِفُهُ فَقَالَ اللّهُ كَلّا إنِيّ‌ قَد أَمَرتُ ملَاَئكِتَيِ‌ أَن يَصرِفُوهُ وَ لَا يُنزِلُوهُ عَلَيهِم حَتّي يَأتِيَهُم أمَريِ‌ فِيهِم وَ عزَيِمتَيِ‌َ فَاهبِط يَا إِسرَافِيلُ عَلَيهِم وَ اصرِفهُ عَنهُم وَ اصرِف بِهِ إِلَي الجِبَالِ بِنَاحِيَةِ مَفَاوِضِ العُيُونِ وَ مجَاَريِ‌ السّيُولِ فِي الجِبَالِ العَادِيَةِ المُستَطِيلَةِ عَلَي الجِبَالِ فَأَذِلّهَا بِهِ وَ لَيّنهَا حَتّي تَصِيرَ مُلَيّنَةً حَدِيداً جَامِداً فَهَبَطَ إِسرَافِيلُ عَلَيهِم فَنَشَرَ أَجنِحَتَهُ فَاستَاقَ بِهَا ذَلِكَ العَذَابَ حَتّي ضَرَبَ بِهَا تِلكَ الجِبَالَ التّيِ‌ أَوحَي اللّهُ إِلَيهِ أَن يَصرِفَهُ إِلَيهَا قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع وَ هيِ‌َ الجِبَالُ التّيِ‌ بِنَاحِيَةِ المُوصِلِ اليَومَ فَصَارَت حَدِيداً إِلَي يَومِ القِيَامَةِ فَلَمّا رَأَي قَومُ يُونُسَ أَنّ العَذَابَ قَد صُرِفَ عَنهُم هَبَطُوا إِلَي مَنَازِلِهِم عَن رُءُوسِ الجِبَالِ وَ ضَمّوا إِلَيهِم نِسَاءَهُم وَ أَولَادَهُم وَ أَموَالَهُم وَ حَمِدُوا اللّهَ عَلَي مَا صَرَفَ عَنهُم وَ أَصبَحَ يُونُسُ وَ تَنُوخَا يَومَ الخَمِيسِ فِي مَوضِعِهِمَا ألّذِي كَانَا فِيهِ لَا يَشُكّانِ أَنّ العَذَابَ قَد نَزَلَ بِهِم وَ أَهلَكَهُم جَمِيعاً لَمّا خَفِيَت أَصوَاتُهُم عِندَهُمَا فَأَقبَلَا نَاحِيَةَ القَريَةِ يَومَ الخَمِيسِ مَعَ


صفحه : 398

طُلُوعِ الشّمسِ يَنظُرَانِ إِلَي مَا صَارَ إِلَيهِ القَومُ فَلَمّا دَنَوا مِنَ القَومِ وَ استَقبَلَتهُمُ الحَطّابُونَ وَ الحُمَاةُ وَ الرّعَاةُ بِأَغنَامِهِم وَ نَظَرُوا إِلَي أَهلِ القَريَةِ مُطمَئِنّينَ قَالَ يُونُسُ لِتَنُوخَا يَا تَنُوخَا كذَبَنَيِ‌َ الوحَي‌ُ وَ كَذَبتُ وعَديِ‌َ لقِوَميِ‌ وَ لَا عِزّةَ لِي وَ لَا يَرَونَ لِي وَجهاً أَبَداً بَعدَ مَا كذَبَنَيِ‌َ الوحَي‌ُ فَانطَلَقَ يُونُسُ هَارِباً عَلَي وَجهِهِ مُغَاضِباً لِرَبّهِ نَاحِيَةَ البَحرِ مُستَنكِراً فِرَاراً مِن أَن يَرَاهُ أَحَدٌ مِن قَومِهِ فَيَقُولَ لَهُ يَا كَذّابُ فَلِذَلِكَ قَالَ اللّهُوَ ذَا النّونِ إِذ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنّ أَن لَن نَقدِرَ عَلَيهِالآيَةَ وَ رَجَعَ تَنُوخَا إِلَي القَريَةِ فلَقَيِ‌َ رُوبِيلَ فَقَالَ لَهُ يَا تَنُوخَا أَيّ الرّأيَينِ كَانَ أَصوَبَ وَ أَحَقّ أَن يُتّبَعَ رأَييِ‌ أَو رَأيُكَ فَقَالَ لَهُ تَنُوخَا بَل رَأيُكَ كَانَ أَصوَبَ وَ لَقَد كُنتَ أَشَرتَ برِأَي‌ِ الحُكَمَاءِ العُلَمَاءِ فَقَالَ لَهُ تَنُوخَا أَمَا إنِيّ‌ لَم أَزَل أَرَي أنَيّ‌ أَفضَلُ مِنكَ لزِهُديِ‌ وَ فَضلِ عبِاَدتَيِ‌ حَتّي استَبَانَ فَضلُكَ لِفَضلِ عِلمِكَ وَ مَا أَعطَاكَ اللّهُ رَبّكَ مِنَ الحِكمَةِ مَعَ التّقوَي أَفضَلُ مِنَ الزّهدِ وَ العِبَادَةِ بِلَا عِلمٍ فَاصطَحَبَا فَلَم يَزَالَا مُقِيمَينِ مَعَ قَومِهِمَا وَ مَضَي يُونُسُ عَلَي وَجهِهِ مُغَاضِباً لِرَبّهِ فَكَانَ مِن قِصّتِهِ مَا أَخبَرَ اللّهُ بِهِ فِي كِتَابِهِ إِلَي قَولِهِفَآمَنُوا فَمَتّعناهُم إِلي حِينٍ قَالَ أَبُو عُبَيدَةَ قُلتُ لأِبَيِ‌ جَعفَرٍ ع كَم كَانَ غَابَ يُونُسُ عَن قَومِهِ حَتّي رَجَعَ إِلَيهِم بِالنّبُوّةِ وَ الرّسَالَةِ فَآمَنُوا بِهِ وَ صَدّقُوهُ قَالَ أَربَعَةَ أَسَابِيعَ سَبعاً مِنهَا فِي ذَهَابِهِ إِلَي البَحرِ وَ سَبعاً مِنهَا فِي رُجُوعِهِ إِلَي قَومِهِ فَقُلتُ لَهُ وَ مَا هَذِهِ الأَسَابِيعُ شُهُورٌ أَو أَيّامٌ أَو سَاعَاتٌ فَقَالَ يَا عُبَيدَةُ إِنّ العَذَابَ أَتَاهُم يَومَ الأَربِعَاءِ فِي النّصفِ مِن شَوّالٍ وَ صُرِفَ عَنهُم مِن يَومِهِم ذَلِكَ فَانطَلَقَ يُونُسُ مُغَاضِباً فَمَضَي يَومَ الخَمِيسِ سَبعَةَ أَيّامٍ فِي مَسِيرِهِ إِلَي البَحرِ وَ سَبعَةَ أَيّامٍ فِي بَطنِ الحُوتِ وَ سَبعَةَ أَيّامٍ تَحتَ الشّجَرِ بِالعَرَاءِ وَ سَبعَةَ أَيّامٍ فِي


صفحه : 399

رُجُوعِهِ إِلَي قَومِهِ فَكَانَ ذَهَابُهُ وَ رُجُوعُهُ مَسِيرَةَ ثَمَانٍ وَ عِشرِينَ يَوماً ثُمّ أَتَاهُم فَآمَنُوا بِهِ وَ صَدّقُوهُ وَ اتّبَعُوهُ فَلِذَلِكَ قَالَ اللّهُفَلَو لا كانَت قَريَةٌ آمَنَت فَنَفَعَها إِيمانُها إِلّا قَومَ يُونُسَ لَمّا آمَنُوا كَشَفنا عَنهُم عَذابَ الخزِي‌ِ ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَنِ ابنِ المُتَوَكّلِ عَنِ الحمِيرَيِ‌ّ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن جَمِيلِ بنِ صَالِحٍ عَن أَبِي عُبَيدَةَ عَنهُ ع مِثلَهُ مَعَ اختِصَارٍ

بيان قوله يفسخ الفسخ بالسين المهملة والخاء المعجمة الطرح والنقض والتفريق وبالشين المعجمة والحاء المهملة تفريج ما بين الرجلين ويقال فشح عنه أي عدل وبالشين المعجمة والجيم أيضا معناه قريب مما ذكر ويقال أفسج عني‌ بالسين المهملة والجيم أي تركني‌ وخلا عني‌ والكل لايخلو من مناسبة والجذع الناقة الشابة أو مادخلت في الخامسة والفشل الضعف والجبن وأجفلوا إليه أي انقلعوا وأسرعوا إليه . و قوله ع بعد ماكذبني‌ الوحي‌ أي باعتقاد القوم و قوله مغاضبا لربه أي علي قومه لربه تعالي أي كان غضبه لله تعالي لاللهوي أوخائفا تكذيب قومه لماتخلف عنه من وعد ربه

13-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَنِ الثمّاَليِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ يُونُسَ لَمّا آذَاهُ قَومُهُ دَعَا اللّهَ عَلَيهِم فَأَصبَحُوا أَوّلَ يَومٍ وَ وُجُوهُهُم مُصفَرّةٌ وَ أَصبَحُوا اليَومَ الثاّنيِ‌َ وَ وُجُوهُهُم مُسوَدّةٌ قَالَ وَ كَانَ اللّهُ وَاعَدَهُم أَن يَأتِيَهُمُ العَذَابُ حَتّي نَالُوهُ بِرِمَاحِهِم فَفَرّقُوا بَينَ النّسَاءِ وَ أَولَادِهِنّ وَ البَقَرِ وَ أَولَادِهَا وَ لَبِسُوا المُسُوحَ وَ الصّوفَ وَ وَضَعُوا الحِبَالَ فِي أَعنَاقِهِم وَ الرّمَادَ عَلَي رُءُوسِهِم وَ ضَجّوا ضَجّةً وَاحِدَةً إِلَي رَبّهِم وَ قَالُوا آمَنّا بِإِلَهِ يُونُسَ قَالَ


صفحه : 400

فَصَرَفَ اللّهُ عَنهُمُ العَذَابَ إِلَي جِبَالِ آمِدَ قَالَ وَ أَصبَحَ يُونُسُ وَ هُوَ يَظُنّ أَنّهُم هَلَكُوا فَوَجَدَهُم فِي عَافِيَةٍ فَغَضِبَ وَ خَرَجَ كَمَا قَالَ اللّهُ مُغَاضِباً حَتّي رَكِبَ سَفِينَةً فِيهَا رَجُلَانِ فَاضطَرَبَتِ السّفِينَةُ فَقَالَ المَلّاحُ يَا قَومِ فِي سفَيِنتَيِ‌ لَمَطلُوبٌ فَقَالَ يُونُسُ أَنَا هُوَ وَ قَامَ ليِلُقيِ‌َ نَفسَهُ فَأَبصَرَ السّمَكَةَ وَ قَد فَتَحَت فَاهَا فَهَابَهَا وَ تَعَلّقَ بِهِ الرّجُلَانِ وَ قَالَا لَهُ أَنتَ وَيحَكَ وَ نَحنُ رَجُلَانِ فَسَاهَمَهُم فَوَقَعَتِ السّهَامُ عَلَيهِ فَجَرَتِ السّنّةُ بِأَنّ السّهَامَ إِذَا كَانَت ثَلَاثَ مَرّاتٍ أَنّهَا لَا تُخطِئُ فَأَلقَي نَفسَهُ فَالتَقَمَهُ الحُوتُ فَطَافَ بِهِ البِحَارَ سَبعَةً حَتّي صَارَ إِلَي البَحرِ المَسجُورِ وَ بِهِ يُعَذّبُ قَارُونُ فَسَمِعَ قَارُونُ دَوِيّاً فَسَأَلَ المَلَكَ عَن ذَلِكَ فَأَخبَرَهُ أَنّهُ يُونُسُ وَ أَنّ اللّهَ حَبَسَهُ فِي بَطنِ الحُوتِ فَقَالَ لَهُ قَارُونُ أَ تَأذَنُ لِي أَن أُكَلّمَهُ فَأَذِنَ لَهُ فَسَأَلَهُ عَن مُوسَي ع فَأَخبَرَهُ أَنّهُ مَاتَ فَبَكَي ثُمّ سَأَلَهُ عَن هَارُونَ ع فَأَخبَرَهُ أَنّهُ مَاتَ فَبَكَي وَ جَزِعَ جَزَعاً شَدِيداً وَ سَأَلَهُ عَن أُختِهِ كُلثُمَ وَ كَانَت مُسَمّاةً لَهُ فَأَخبَرَهُ أَنّهَا مَاتَت فَبَكَي وَ جَزِعَ جَزَعاً شَدِيداً قَالَ فَأَوحَي اللّهُ إِلَي المَلَكِ المُوَكّلِ بِهِ أَنِ ارفَع عَنهُ العَذَابَ بَقِيّةَ الدّنيَا لِرِقّتِهِ عَلَي قَرَابَتِهِ

14-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن مُعَمّرٍ قَالَ قَالَ أَبُو الحَسَنِ الرّضَا ع إِنّ يُونُسَ لَمّا أَمَرَهُ اللّهُ بِمَا أَمَرَهُ فَأَعلَمَ قَومَهُ فَأَظَلّهُمُ العَذَابُ فَفَرّقُوا بَينَهُم وَ بَينَ أَولَادِهِم وَ بَينَ البَهَائِمِ وَ أَولَادِهَا ثُمّ


صفحه : 401

عَجّوا إِلَي اللّهِ وَ ضَجّوا فَكَفّ اللّهُ العَذَابَ عَنهُم فَذَهَبَ يُونُسُ ع مُغَاضِباًفَالتَقَمَهُ الحُوتُفَطَافَ بِهِ سَبعَةَ أَبحُرٍ فَقُلتُ لَهُ كَم بقَيِ‌َ فِي بَطنِ الحُوتِ قَالَ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ ثُمّ لَفَظَهُ الحُوتُ وَ قَد ذَهَبَ جِلدُهُ وَ شَعرُهُ فَأَنبَتَ اللّهُعَلَيهِ شَجَرَةً مِن يَقطِينٍفَأَظَلّتهُ فَلَمّا قوَيِ‌َ أَخَذَت فِي اليُبسِ فَقَالَ يَا رَبّ شَجَرَةٌ أظَلَتّنيِ‌ يَبِسَت فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ يَا يُونُسُ تَجزَعُ لِشَجَرَةٍ أَظَلّتكَ وَ لَا تَجزَعُ لِمِائَةِ أَلفٍ أَو يَزِيدُونَ مِنَ العَذَابِ

بيان الاختلاف ألذي وقع في تلك الأخبار في مدة مكثه في بطن الحوت يشكل رفعه ولعل بعضها محمولة علي التقية

15-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]الثمّاَليِ‌ّ قَالَدَخَلَ عَبدُ اللّهِ بنُ عُمَرَ عَلَي زَينِ العَابِدِينَ ع وَ قَالَ يَا ابنَ الحُسَينِ أَنتَ ألّذِي تَقُولُ إِنّ يُونُسَ بنَ مَتّي إِنّمَا لقَيِ‌َ مِنَ الحُوتِ مَا لقَيِ‌َ لِأَنّهُ عُرِضَت عَلَيهِ وَلَايَةُ جدَيّ‌ فَتَوَقّفَ عِندَهَا قَالَ بَلَي ثَكِلَتكَ أُمّكَ قَالَ فأَرَنِيِ‌ آيَةَ ذَلِكَ إِن كُنتَ مِنَ الصّادِقِينَ فَأَمَرَ بِشَدّ عَينَيهِ بِعِصَابَةٍ وَ عيَنيَ‌ّ بِعِصَابَةٍ ثُمّ أَمَرَ بَعدَ سَاعَةٍ بِفَتحِ أَعيُنِنَا فَإِذَا نَحنُ عَلَي شَاطِئِ البَحرِ تَضرِبُ أَموَاجُهُ فَقَالَ ابنُ عُمَرَ يَا سيَدّيِ‌ دمَيِ‌ فِي رَقَبَتِكَ اللّهَ اللّهَ فِي نفَسيِ‌ فَقَالَ هِيهِ وَ أَرِيهِ إِن كُنتَ[هِيَه وَ أُرِيه أَن كُنتُ] مِنَ الصّادِقِينَ ثُمّ قَالَ يَا أَيّهَا الحُوتُ قَالَ فَأَطلَعَ الحُوتُ رَأسَهُ مِنَ البَحرِ مِثلَ الجَبَلِ العَظِيمِ وَ هُوَ يَقُولُ لَبّيكَ لَبّيكَ يَا ولَيِ‌ّ اللّهِ فَقَالَ مَن أَنتَ قَالَ أَنَا حُوتُ يُونُسَ يَا سيَدّيِ‌ قَالَ أَنبِئنَا بِالخَبَرِ قَالَ يَا سيَدّيِ‌ إِنّ اللّهَ تَعَالَي لَم يَبعَث نَبِيّاً مِن آدَمَ إِلَي أَن صَارَ جَدّكَ مُحَمّدٌ إِلّا وَ قَد عَرَضَ عَلَيهِ وَلَايَتَكُم أَهلَ البَيتِ فَمَن قَبِلَهَا مِنَ الأَنبِيَاءِ سَلِمَ وَ تَخَلّصَ وَ مَن تَوَقّفَ عَنهَا وَ تَمَنّعَ مِن حَملِهَا لقَيِ‌َ مَا لقَيِ‌َ آدَمُ ع مِنَ المَعصِيَةِ وَ مَا لقَيِ‌َ نُوحٌ ع


صفحه : 402

مِنَ الغَرَقِ وَ مَا لقَيِ‌َ اِبرَاهِيمُ ع مِنَ النّارِ وَ مَا لقَيِ‌َ يُوسُفُ ع مِنَ الجُبّ وَ مَا لقَيِ‌َ أَيّوبُ ع مِنَ البَلَاءِ وَ مَا لقَيِ‌َ دَاوُدُ ع مِنَ الخَطِيئَةِ إِلَي أَن بَعَثَ اللّهُ يُونُسَ ع فَأَوحَي اللّهُ أَن يَا يُونُسُ تَوَلّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ عَلِيّاً وَ الأَئِمّةَ الرّاشِدِينَ مِن صُلبِهِ فِي كَلَامٍ لَهُ قَالَ فَكَيفَ أَتَوَلّي مَن لَم أَرَهُ وَ لَم أَعرِفهُ وَ ذَهَبَ مُغتَاظاً فَأَوحَي اللّهُ تَعَالَي إلِيَ‌ّ أَنِ التقَمِيِ‌ يُونُسَ وَ لَا توُهنِيِ‌ لَهُ عَظماً فَمَكَثَ فِي بطَنيِ‌ أَربَعِينَ صَبَاحاً يَطُوفُ معَيِ‌َ البِحَارَ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ينُاَديِ‌ أَنّهُلا إِلهَ إِلّا أَنتَ سُبحانَكَ إنِيّ‌ كُنتُ مِنَ الظّالِمِينَ قَد قَبِلتُ وَلَايَةَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَ الأَئِمّةِ الرّاشِدِينَ مِن وُلدِهِ فَلَمّا أَن آمَنَ بِوَلَايَتِكُم أمَرَنَيِ‌ ربَيّ‌ فَقَذَفتُهُ عَلَي سَاحِلِ البَحرِ فَقَالَ زَينُ العَابِدِينَ ع ارجِع أَيّهَا الحُوتُ إِلَي وَكرِكَ وَ استَوَي المَاءُ

بيان قوله ع هيه وأريه الظاهر أن الهاءين للسكت أي هي‌ السمكة أريكها إن كنت من الصادقين كما قلت ويحتمل أن تكون أن مخففة بحذف اللام

16-نبه ،[تنبيه الخاطر] عَلِيّ بنُ الحَكَمِ عَمّن رَفَعَهُ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ دَاوُدَ النّبِيّ ع قَالَ يَا رَبّ أخَبرِنيِ‌ بقِرَيِنيِ‌ فِي الجَنّةِ وَ نظَيِريِ‌ فِي منَاَزلِيِ‌ فَأَوحَي اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي إِلَيهِ أَنّ ذَلِكَ مَتّي أَبَا يُونُسَ قَالَ فَاستَأذَنَ اللّهَ فِي زِيَارَتِهِ فَأَذِنَ لَهُ فَخَرَجَ هُوَ وَ سُلَيمَانُ ابنُهُ ع حَتّي أَتَيَا مَوضِعَهُ فَإِذَا هُمَا بِبَيتٍ مِن سَعَفٍ فَقِيلَ لَهُمَا هُوَ فِي السّوقِ فَسَأَلَا عَنهُ فَقِيلَ لَهُمَا اطلُبَاهُ فِي الحَطّابِينَ فَسَأَلَا عَنهُ فَقَالَ لَهُمَا جَمَاعَةٌ مِنَ النّاسِ نَحنُ نَنتَظِرُهُ الآنَ يجَيِ‌ءُ فَجَلَسَا يَنتَظِرَانِهِ إِذَا أَقبَلَ وَ عَلَي رَأسِهِ وِقرٌ مِن حَطَبٍ فَقَامَ إِلَيهِ النّاسُ فَأَلقَي عَنهُ الحَطَبَ وَ حَمِدَ اللّهَ وَ قَالَ مَن يشَترَيِ‌ طَيّباً بِطَيّبٍ فَسَاوَمَهُ وَاحِدٌ وَ زَادَهُ آخَرُ حَتّي بَاعَهُ مِن بَعضِهِم قَالَ فَسَلّمَا عَلَيهِ فَقَالَ انطَلِقَا بِنَا إِلَي المَنزِلِ وَ اشتَرَي طَعَاماً بِمَا كَانَ مَعَهُ ثُمّ طَحَنَهُ وَ عَجَنَهُ فِي نَقِيرٍ لَهُ ثُمّ أَجّجَ نَاراً وَ أَوقَدَهَا ثُمّ جَعَلَ العَجِينَ فِي تِلكَ النّارِ وَ جَلَسَ مَعَهُمَا يَتَحَدّثُ ثُمّ قَامَ وَ قَد نَضِجَت خُبَيزَتُهُ فَوَضَعَهَا فِي النّقِيرِ وَ


صفحه : 403

فَلَقَهَا وَ ذَرّ عَلَيهَا مِلحاً وَ وَضَعَ إِلَي جَنبِهِ مِطهَرَةً ملأ[مَلِئَت]مَاءً وَ جَلَسَ عَلَي رُكبَتَيهِ وَ أَخَذَ لُقمَةً فَلَمّا رَفَعَهَا إِلَي فِيهِ قَالَ بِسمِ اللّهِ فَلَمّا ازدَرَدَهَا قَالَ الحَمدُ لِلّهِ ثُمّ فَعَلَ ذَلِكَ بِأُخرَي وَ أُخرَي ثُمّ أَخَذَ المَاءَ فَشَرِبَ مِنهُ فَذَكَرَ اسمَ اللّهِ فَلَمّا وَضَعَهُ قَالَ الحَمدُ لِلّهِ يَا رَبّ مَن ذَا ألّذِي أَنعَمتَ عَلَيهِ وَ أَولَيتَهُ مِثلَ مَا أوَليَتنَيِ‌ قَد صَحّحتَ بصَرَيِ‌ وَ سمَعيِ‌ وَ بدَنَيِ‌ وَ قوَيّتنَيِ‌ حَتّي ذَهَبتُ إِلَي الشّجَرِ لَم أَغرِسهُ وَ لَم أَهتَمّ لِحِفظِهِ جَعَلتَهُ لِي رِزقاً وَ سُقتَ إلِيَ‌ّ مَنِ اشتَرَاهُ منِيّ‌ فَاشتَرَيتُ بِثَمَنِهِ طَعَاماً لَم أَزرَعهُ وَ سَخّرتَ لِيَ النّارَ فَأَنضَجَتهُ وَ جعَلَتنَيِ‌ آكُلُهُ بِشَهوَةٍ أَقوَي بِهِ عَلَي طَاعَتِكَ فَلَكَ الحَمدُ قَالَ ثُمّ بَكَي قَالَ دَاوُدُ يَا بنُيَ‌ّ قُم فَانصَرِف بِنَا فإَنِيّ‌ لَم أَرَ عَبداً قَطّ أَشكَرَ لِلّهِ مِن هَذَا

بيان قال الجزري‌ النقير أصل النخلة ينقر وسطه ثم ينبذ فيه التمر ويلقي عليه الماء ليصير نبيذا

17-فس ،[تفسير القمي‌] وَ إِنّ يُونُسَ لَمِنَ المُرسَلِينَ إِذ أَبَقَيعَنيِ‌ هَرَبَإِلَي الفُلكِ المَشحُونِ فَساهَمَ أَي أَلقَي السّهَامَفَكانَ مِنَ المُدحَضِينَ أَي مِنَ المَغُوصِينَفَالتَقَمَهُ الحُوتُ وَ هُوَ مُلِيمٌوَ أَنبَتنا عَلَيهِ شَجَرَةً مِن يَقطِينٍ قَالَ الدّبّاءُ

تفسير قال الطبرسي‌ رحمه الله إِذ أَبَقَ إِلَي الفُلكِ المَشحُونِ أي فر من قومه إلي السفينة المملوءة من الناس والأحمال خوفا من أن ينزل العذاب و هومقيم فيهم فَساهَمَيونس القوم بأن ألقوا السهام علي سبيل القرعة أي قارعهم فَكانَ مِنَ المُدحَضِينَ أي من المقروعين عن الحسن و ابن عباس وقيل من المسهومين عن مجاهد والمراد من الملقين في البحر واختلف في سبب ذلك فقيل إنهم أشرفوا علي الغرق فرأوا أنهم إن طرحوا


صفحه : 404

واحدا منهم في البحر لم يغرق الباقون وقيل إن السفينة احتبست فقال الملاحون إن هاهنا عبدا آبقا فإن من عادة السفينة إذا كان فيهاآبق لاتجري‌ فلذلك اقترعوا فوقعت القرعة علي يونس ثلاث مرات فعلموا أنه المطلوب فألقي نفسه في البحر وقيل إنه لماوقعت القرعة عليه ألقوه في البحرفَالتَقَمَهُ الحُوتُ أي ابتلعه وقيل إن الله سبحانه أوحي إلي الحوت أني‌ لم أجعل عبدي‌ رزقا لك ولكني‌ جعلت بطنك له مسجدا فلاتكسرن له عظما و لاتخدشن له جلداوَ هُوَ مُلِيمٌ أي مستحق اللوم لوم العتاب لالوم العقاب علي خروجه من بين قومه من غيرأمر ربه وعندنا أن ذلك إنما وقع منه تركا للمندوب و قديلام الرجل علي ترك المندوب و من يجوز الصغيرة علي الأنبياء قال قدوقع ذلك صغيرة مكفرة. واختلف في مدة لبثه في بطن الحوت فقيل كان ثلاثة أيام عن مقاتل بن حيان وقيل سبعة أيام عن عطاء وقيل عشرين يوما عن الضحاك وقيل أربعين يوما عن السدي‌ ومقاتل بن سليمان والكلبي‌فَلَو لا أَنّهُ كانَ مِنَ المُسَبّحِينَ أي كان من المصلين في حال الرخاء فنجاه الله عندالبلاء عن قتادة وقيل كان تسبيحه أنه كان يقول لا إِلهَ إِلّا أَنتَ سُبحانَكَ إنِيّ‌ كُنتُ مِنَ الظّالِمِينَ عن سعيد بن جبير. وقيل مِنَ المُسَبّحِينَ أي من المنزهين الله عما لايليق به لَلَبِثَ فِي بَطنِهِ إِلي يَومِ يُبعَثُونَ أي لصار بطن الحوت قبرا له إلي يوم القيامةفَنَبَذناهُ بِالعَراءِ أي طرحناه بالمكان الخالي‌ ألذي لانبت فيه و لاشجر وقيل بالساحل ألهم الله الحوت حتي قذفه ورماه من جوفه علي وجه الأرض وَ هُوَ سَقِيمٌ أي مريض حين ألقاه الحوت وَ أَنبَتنا عَلَيهِ شَجَرَةً مِن يَقطِينٍ و هوالقرع عن ابن مسعود وقيل هو كل نبت يبسط علي وجه الأرض و لاساق له عن ابن عباس و الحسن . وروي ابن مسعود قال خرج يونس من بطن الحوت كهيئة فرخ ليس عليه ريش فاستظل بالشجرة من الشمس وَ أَرسَلناهُ إِلي مِائَةِ أَلفٍ أَو يَزِيدُونَقيل إن الله سبحانه أرسله إلي أهل نينوي من أرض الموصل عن قتادة وكانت رسالته هذه بعد مانبذه


صفحه : 405

الحوت عن ابن عباس فعلي هذايجوز أن يكون أرسل علي قوم بعدقوم ويجوز أن يكون أرسل إلي الأولين بشريعة فآمنوا بها. وقيل في معني أو في قوله أَو يَزِيدُونَوجوه .أحدها أنه علي طريق الإبهام علي المخاطبين كأنه قال أرسلناه إلي إحدي العدتين وثانيها أن أوتخيير كأن الرائي‌ خير بين أن يقول هم مائة ألف أويزيدون عن سيبويه والمعني أنهم كانوا عددا لونظر إليهم الناظر لقال هم مائة ألف أويزيدون . وثالثها أن أوبمعني الواو كأنه قال ويزيدون عن بعض الكوفيين و قال بعضهم معناه بل يزيدون وهذان القولان الأخيران غيرمرضيين عندالمحققين وأجود الأقوال الأول والثاني‌. واختلف في الزيادة علي مائة ألف كم هي‌ فقيل عشرون ألفا عن ابن عباس ومقاتل وقيل بضع وثلاثون ألفا عن الحسن والربيع وقيل سبعون ألفا عن مقاتل بن حيان .فَآمَنُوا فَمَتّعناهُم إِلي حِينٍحكي سبحانه عنهم أنهم آمنوا بالله وراجعوا التوبة فكشف عنهم العذاب ومتعهم بالمنافع واللذات إلي انقضاء آجالهم . و قال رحمه الله إن قوم يونس كانوا بأرض نينوي من أرض الموصل و كان يدعوهم إلي الإسلام فأبوا فأخبرهم أن العذاب مُصَبّحُهُم إلي ثلاث إن لم يتوبوا فقالوا إنا لم نجرب عليه كذبا فإن بات فيكم تلك الليلة فليس بشي‌ء و إن لم يبت فاعلموا أن العذاب مصبحكم فلما كان في جوف الليل خرج يونس من بين أظهرهم فلما أصبحوا تغشاهم العذاب قال وهب أغامت السماء غيما أسود هائلا يدخن دخانا شديدا فهبط حتي غشي‌ مدينتهم واسودت سطوحهم .


صفحه : 406

و قال ابن عباس كان العذاب فوق رءوسهم قدر ثلثي‌ ميل فلما رأوا ذلك أيقنوا بالهلاك فطلبوا نبيهم فلم يجدوه فخرجوا إلي الصعيد بأنفسهم ونسائهم وصبيانهم ودوابهم ولبسوا المسوح وأظهروا التوبة وفرقوا بين كل والدة وولدها. قال ابن مسعود بلغ من توبة أهل نينوي أن ترادوا المظالم بينهم حتي أن كان الرجل يأتي‌ إلي الحجر و قدوضع عليه أساس بنيانه فيقلعه ويرده وروي‌ أنه قال شيخ من بقية علمائهم قولوا ياحي‌[حيا]حين لاحي‌ و ياحي‌ محيي‌ الموتي و ياحي‌ لاإله إلا أنت فقالوها فكشف عنهم العذاب و قال ابن مسعود لماابتلعه الحوت ابتلع الحوت حوت آخر فأهوي به إلي قرار الأرض و كان في بطنه أربعين ليلةفَنادي فِي الظّلُماتِ أَن لا إِلهَ إِلّا أَنتَ سُبحانَكَ إنِيّ‌ كُنتُ مِنَ الظّالِمِينَفاستجاب الله له فأمر الحوت فنبذه علي ساحل البحر و هوكالفرخ المتمعط فأنبت الله عَلَيهِ شَجَرَةً مِن يَقطِينٍفجعل يستظل تحتها ووكل الله به وعلا يشرب من لبنها إلي أن رده الله إلي قومه وقيل إنه ع أرسل إلي قوم غيرقومه الأولين انتهي . و قال صاحب الكامل كان يقطر عليه من شجرة اليقطين اللبن . و قال الشيخ في المصباح في اليوم التاسع من المحرم أخرج الله يونس من بطن الحوت


صفحه : 407

باب 72-قصة أصحاب الكهف والرقيم

الآيات الكهف أَم حَسِبتَ أَنّ أَصحابَ الكَهفِ وَ الرّقِيمِ كانُوا مِن آياتِنا عَجَباً إِذ أَوَي الفِتيَةُ إِلَي الكَهفِ فَقالُوا رَبّنا آتِنا مِن لَدُنكَ رَحمَةً وَ هَيّئ لَنا مِن أَمرِنا رَشَداً فَضَرَبنا عَلَي آذانِهِم فِي الكَهفِ سِنِينَ عَدَداً ثُمّ بَعَثناهُم لِنَعلَمَ أَيّ الحِزبَينِ أَحصي لِما لَبِثُوا أَمَداً نَحنُ نَقُصّ عَلَيكَ نَبَأَهُم بِالحَقّ إِنّهُم فِتيَةٌ آمَنُوا بِرَبّهِم وَ زِدناهُم هُديً وَ رَبَطنا عَلي قُلُوبِهِم إِذ قامُوا فَقالُوا رَبّنا رَبّ السّماواتِ وَ الأَرضِ لَن نَدعُوَا مِن دُونِهِ إِلهاً لَقَد قُلنا إِذاً شَطَطاً هؤُلاءِ قَومُنَا اتّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَو لا يَأتُونَ عَلَيهِم بِسُلطانٍ بَيّنٍ فَمَن أَظلَمُ مِمّنِ افتَري عَلَي اللّهِ كَذِباً وَ إِذِ اعتَزَلتُمُوهُم وَ ما يَعبُدُونَ إِلّا اللّهَ فَأوُوا إِلَي الكَهفِ يَنشُر لَكُم رَبّكُم مِن رَحمَتِهِ وَ يُهَيّئ لَكُم مِن أَمرِكُم مِرفَقاً وَ تَرَي الشّمسَ إِذا طَلَعَت تَتَزاوَرُ عَن كَهفِهِم ذاتَ اليَمِينِ وَ إِذا غَرَبَت تَقرِضُهُم ذاتَ الشّمالِ وَ هُم فِي فَجوَةٍ مِنهُ ذلِكَ مِن آياتِ اللّهِ مَن يَهدِ اللّهُ فَهُوَ المُهتَدِ وَ مَن يُضلِل فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيّا مُرشِداً وَ تَحسَبُهُم أَيقاظاً وَ هُم رُقُودٌ وَ نُقَلّبُهُم ذاتَ اليَمِينِ وَ ذاتَ الشّمالِ وَ كَلبُهُم باسِطٌ ذِراعَيهِ بِالوَصِيدِ لَوِ اطّلَعتَ عَلَيهِم لَوَلّيتَ مِنهُم فِراراً وَ لَمُلِئتَ مِنهُم رُعباً وَ كَذلِكَ بَعَثناهُم لِيَتَسائَلُوا بَينَهُم قالَ قائِلٌ مِنهُم كَم لَبِثتُم قالُوا لَبِثنا يَوماً أَو بَعضَ يَومٍ قالُوا رَبّكُم أَعلَمُ بِما لَبِثتُم فَابعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُم هذِهِ إِلَي المَدِينَةِ فَليَنظُر أَيّها أَزكي طَعاماً فَليَأتِكُم بِرِزقٍ مِنهُ وَ ليَتَلَطّف وَ لا يُشعِرَنّ بِكُم أَحَداً إِنّهُم إِن يَظهَرُوا عَلَيكُم يَرجُمُوكُم أَو يُعِيدُوكُم فِي مِلّتِهِم وَ لَن تُفلِحُوا إِذاً أَبَداً وَ كَذلِكَ أَعثَرنا عَلَيهِم لِيَعلَمُوا أَنّ وَعدَ اللّهِ حَقّ وَ أَنّ السّاعَةَ لا رَيبَ فِيها إِذ يَتَنازَعُونَ بَينَهُم أَمرَهُم فَقالُوا ابنُوا عَلَيهِم بُنياناً رَبّهُم أَعلَمُ بِهِم قالَ الّذِينَ غَلَبُوا عَلي أَمرِهِم لَنَتّخِذَنّ عَلَيهِم مَسجِداً سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رابِعُهُم كَلبُهُم وَ يَقُولُونَ خَمسَةٌ سادِسُهُم كَلبُهُم رَجماً بِالغَيبِ وَ يَقُولُونَ سَبعَةٌ


صفحه : 408

وَ ثامِنُهُم كَلبُهُم قُل ربَيّ‌ أَعلَمُ بِعِدّتِهِم ما يَعلَمُهُم إِلّا قَلِيلٌ فَلا تُمارِ فِيهِم إِلّا مِراءً ظاهِراً وَ لا تَستَفتِ فِيهِم مِنهُم أَحَداً وَ لا تَقُولَنّ لشِيَ‌ءٍ إنِيّ‌ فاعِلٌ ذلِكَ غَداً إِلّا أَن يَشاءَ اللّهُ وَ اذكُر رَبّكَ إِذا نَسِيتَ وَ قُل عَسي أَن يَهدِيَنِ ربَيّ‌ لِأَقرَبَ مِن هذا رَشَداً وَ لَبِثُوا فِي كَهفِهِم ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَ ازدَادُوا تِسعاً قُلِ اللّهُ أَعلَمُ بِما لَبِثُوا لَهُ غَيبُ السّماواتِ وَ الأَرضِ أَبصِر بِهِ وَ أَسمِع ما لَهُم مِن دُونِهِ مِن ولَيِ‌ّ وَ لا يُشرِكُ فِي حُكمِهِ أَحَداًتفسير قال المفسرون اختلف في معني الرقيم فقيل إنه كان اسم الوادي‌ ألذي كان فيه الكهف وقيل هواسم الجبل وقيل هوالقرية التي‌ خرجوا منها وقيل هولوح من حجارة كتبوا فيه قصتهم ثم وضعوه علي باب الكهف وقيل جعل ذلك اللوح في خزائن الملوك لأنه من عجائب الأمور وقيل الرقيم اسم كلبهم وقيل الرقيم كتاب ولذلك الكتاب خبر و لم يخبر الله عما فيه وقيل إن أصحاب الرقيم هم الثلاثة الذين دخلوا في غار فانسد عليهم كماسيأتي‌ شرحه وَ هَيّئ لَنا مِن أَمرِنا أي من الأمر ألذي نحن عليه من مفارقة الكفاررَشَداًنصير بسببه راشدين مهتدين أواجعل أمرنا كله رشدا كقولك رأيت منك أسدافَضَرَبنا عَلَي آذانِهِم أي ضربنا عليها حجابا يمنع السماع أي أنمناهم إنامة لاينبههم فيهاالأصوات فحذف المفعول ثُمّ بَعَثناهُمأيقظناهم لِنَعلَمَليتعلق علمنا تعلقا حاليا مطابقا لتعلقه أولا تعلقا استقبالياأَيّ الحِزبَينِ من المؤمنين والكافرين من قوم أصحاب الكهف حين وقع بينهم التنازع في مدة لبثهم وقيل يعني‌ بالحزبين أصحاب الكهف لمااستيقظوا اختلفوا في مقدار لبثهم إِنّهُم فِتيَةٌقالوا أي شبان وسيأتي‌ في الخبر تفسيره وَ رَبَطنا عَلي قُلُوبِهِم أي قويناها وشددنا عليها بالألطاف والخواطر المقوية للإيمان حتي وطنوا أنفسهم علي إظهار الحق والثبات علي الدين والصبر علي المشاق إِذ قامُوا بين يدي‌ ملكهم لَقَد قُلنا إِذاً شَطَطاً


صفحه : 409

و الله قدقلنا قولا ذا شطط أي ذا بعد عن الحق مفرط في الظلم عَلَيهِم أي علي عبادتهم بِسُلطانٍ بَيّنٍ أي ببرهان ساطع ظاهروَ إِذِ اعتَزَلتُمُوهُم هذاخطاب بعضهم لبعض و قال ابن عباس هذاقول تمليخامِن أَمرِكُم مِرفَقاً أي ماترفقون وتنتفعون به تَتَزاوَرُ عَن كَهفِهِمتميل عنه و لايقع شعاعها عليهم فيؤذيهم لأن الكهف كان جنوبيا أولأن الله زورها عنهم والزور الميل ذاتَ اليَمِينِ أي جهة اليمين تَقرِضُهُم أي تعدل عنهم وتتركهم وَ هُم فِي فَجوَةٍ مِنهُ أي في متسع من الكهف يعني‌ في وسطه بحيث ينالهم روح الهواء و لايؤذيهم كرب الغار و لاحر الشمس و ذلك أن باب الكهف كان في مقابلة بنات نعش وأقرب المشارق والمغارب إلي محاذاته مشرق رأس السرطان ومغربه و أن الشمس إذا كان مدارها مداره تطلع مائلة عنه مقابلة لجانبه الأيمن و هو ألذي يلي‌ المغرب وتغرب محاذية لجانبه الأيسر فيقع شعاعها علي جنبيه ويحلل عفونته ويعدل هواه و لايقع عليهم فيؤذي‌ أجسادهم ويبلي‌ ثيابهم وقيل بل الله صرف عنهم الشمس بقدرته وَلِيّا مُرشِداً من يليه ويرشده وَ تَحسَبُهُم أَيقاظاًلانفتاح عيونهم أولكثرة تقلبهم وَ هُم رُقُودٌ أي نيام ونقلبهم كيلا تأكل الأرض مايليها من أبدانهم وَ كَلبُهُم أي كلب الراعي‌ ألذي تبعهم وقيل إنهم مروا بكلب فتبعهم فطردوه فعاد ففعلوا ذلك مرارا فقال لهم ماتريدون مني‌ لاتخشوا خيانتي‌ فأنا أحب أولياء الله فنوموا حتي أحرسكم وقيل كان كلب صيدهم بِالوَصِيدِبفناء الكهف وقيل الوصيد الباب وقيل العتبةوَ لَمُلِئتَ مِنهُم رُعباًخوفا يملأ صدرك لماألبسهم الله من الهيبة أولعظم أجرامهم وانفتاح عيونهم وقيل لوحشة مكانهم . و قال الطبرسي‌ روي سعيد بن جبير عن ابن عباس قال غزوت مع معاوية نحو الروم فمروا بالكهف ألذي فيه أصحاب الكهف فقال معاوية لوكشف لنا عن هؤلاء فنظرنا إليهم فقلت له ليس هذا لك فقد منع ذلك من هوخير منك قال الله لَوِ اطّلَعتَالآية فقال معاوية لاأنتهي‌ حتي أعلم علمهم فبعث رجالا فلما دخلوا الكهف أرسل الله عليهم ريحا أخرجتهم .


صفحه : 410

وَ كَذلِكَ بَعَثناهُم أي و كماأنمناهم آية بعثناهم آية علي كمال قدرتنالِيَتَسائَلُوا بَينَهُمليسأل بعضهم بعضا فيتعرفوا حالهم و ماصنع الله بهم فيزدادوا يقينا. قال المفسرون إنهم دخلوا الكهف غدوة وبعثهم الله في آخر النهار فلذلك قالوايَوماً فلما رأوا الشمس قالواأَو بَعضَ يَومٍ قالُوا رَبّكُم قال ابن عباس القائل هوتمليخا رئيسهم بِوَرِقِكُمالورق الدراهم فَليَنظُر أَيّها أي أي أهلهاأَزكي طَعاماًأحل وأطيب أوأكثر وأرخص وَ ليَتَلَطّف وليتكلف اللطف في المعاملة حتي لايغبن أو في التخفي‌ حتي لايعرف يَرجُمُوكُميقتلوكم بالرجم أويؤذوكم أويشتموكم أَعثَرنا عَلَيهِم أي أطلعنا عليهم لِيَعلَمُوا أَنّ وَعدَ اللّهِبالبعث حَقّلأن نومهم وانتباههم كحال من يموت ثم يبعث إِذ يَتَنازَعُونَ أي فعلنا ذلك حين تنازعوا في البعث فمنهم من أنكره ومنهم من قال ببعث الأرواح دون الأجساد ومنهم من أثبت البعث فيهما وقيل إن معناه إذ يتنازعون في قدر مكثهم و في عددهم وفيما يفعل بهم بعد أن اطلعوا عليهم فسقطوا ميتين فقال بعضهم ماتوا و قال بعضهم ناموا نومهم أول مرة وقالت طائفة نبني‌ عليهم بنيانا يسكنه الناس ويتخذونه قرية و قال آخرون لنتخذن عليهم مسجدا يصلي فيه . و قوله رَبّهُم أَعلَمُ بِهِماعتراض إما من الله ردا علي الخائضين في أمرهم من أولئك المتنازعين أو من المتنازعين فيهم علي عهد الرسول أو من المتنازعين للرد إلي الله بعد ماتذاكروا أمرهم وتناقلوا الكلام في أنسابهم وأحوالهم فلم يتحقق لهم ذلك سَيَقُولُونَ أي الخائضون في قصتهم في عهد الرسول من أهل الكتاب و المؤمنين ثَلاثَةٌ رابِعُهُم كَلبُهُمقيل هوقول اليهود وقيل قول السيد من نصاري نجران وَ يَقُولُونَ خَمسَةٌقالته النصاري أوالعاقب رَجماً بِالغَيبِيرمون رميا بالخبر الخفي‌ ألذي لامطلع لهم عليه أوظنا بالغيب وَ يَقُولُونَ سَبعَةٌقاله المسلمون واستدل علي هذاباتباعه بقوله قُل ربَيّ‌ واتباع الأولين بقوله رَجماً بِالغَيبِ.ما يَعلَمُهُم إِلّا قَلِيلٌ من الناس قال ابن عباس أنا من ذلك القليل هم سبعة وثامنهم كلبهم فَلا تُمارِ فِيهِم إِلّا مِراءً ظاهِراً فلاتجادل في شأن الفتية إلاجدالا ظاهرا


صفحه : 411

غيرمتعمق و هو أن تقص عليهم ما في القرآن من غيرتجهيل لهم أو إلامراء يشهده الناس ويحضرونه وَ لا تَستَفتِ و لاتسأل أحدا منهم عن قصتهم سؤال مسترشد. واختلف في قوله وَ لَبِثُوا فِي كَهفِهِمفقيل إنه إخبار عن الواقع وقيل إنه حكاية لكلام أهل الكتاب بقرينة قوله قُلِ اللّهُ أَعلَمُ.أَبصِر بِهِ وَ أَسمِع أي ماأبصره و ماأسمعه فلايخفي عليه شيءمِن ولَيِ‌ّ أي من يتولي أمورهم

1-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ] ابنُ بَابَوَيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ يُوسُفَ بنِ عَلِيّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ نَضرٍ الطرّسَوُسيِ‌ّ عَن أَبِي الحَسَنِ بنِ قَرعَةَ القاَضيِ‌ بِالبَصرَةِ عَن زِيَادِ بنِ عَبدِ اللّهِ البكَاّئيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسحَاقَ عَن إِسحَاقَ بنِ يَسَارٍ عَن عِكرِمَةَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ لَمّا كَانَ فِي عَهدِ خِلَافَةِ عُمَرَ أَتَاهُ قَومٌ مِن أَحبَارِ اليَهُودِ فَسَأَلُوهُ عَن أَقفَالِ السّمَاوَاتِ مَا هيِ‌َ وَ عَن مَفَاتِيحِ السّمَاوَاتِ مَا هيِ‌َ وَ عَن قَبرٍ سَارَ بِصَاحِبِهِ مَا هُوَ وَ عَمّن أَنذَرَ قَومَهُ لَيسَ مِنَ الجِنّ وَ لَا مِنَ الإِنسِ وَ عَن خَمسَةِ أَشيَاءَ مَشَت عَلَي وَجهِ الأَرضِ لَن يُخلَقُوا فِي الأَرحَامِ وَ مَا يَقُولُ الدّرّاجُ فِي صِيَاحِهِ وَ مَا يَقُولُ الدّيكُ وَ الفَرَسُ وَ الحِمَارُ وَ الضّفدِعُ وَ القُنبُرُ فَنَكَسَ عُمَرُ رَأسَهُ وَ


صفحه : 412

قَالَ يَا أَبَا الحَسَنِ مَا أَرَي جَوَابَهُم إِلّا عِندَكَ فَقَالَ لَهُم عَلِيّ ع إِنّ لِي عَلَيكُم شَرِيطَةً إِذَا أَنَا أَخبَرتُكُم بِمَا فِي التّورَاةِ دَخَلتُم فِي دِينِنَا قَالُوا نَعَم فَقَالَ ع أَمّا أَقفَالُ السّمَاوَاتِ هُوَ الشّركُ بِاللّهِ فَإِنّ العَبدَ وَ الأَمَةَ إِذَا كَانَا مُشرِكَينِ مَا يُرفَعُ لَهُمَا إِلَي اللّهِ سُبحَانَهُ عَمَلٌ فَقَالُوا مَا مَفَاتِيحُهَا فَقَالَ عَلِيّ ع شَهَادَةُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ فَقَالُوا أَخبِرنَا عَن قَبرٍ سَارَ بِصَاحِبِهِ قَالَ ذَاكَ الحُوتُ حِينَ ابتَلَعَ يُونُسَ ع فَدَارَ بِهِ فِي البِحَارِ السّبعَةِ فَقَالُوا أَخبِرنَا عَمّن أَنذَرَ قَومَهُ لَا مِنَ الجِنّ وَ لَا مِنَ الإِنسِ قَالَ تِلكَ نَملَةُ سُلَيمَانَ إِذ قَالَتيا أَيّهَا النّملُ ادخُلُوا مَساكِنَكُم لا يَحطِمَنّكُم سُلَيمانُ وَ جُنُودُهُقَالُوا فَأَخبِرنَا عَن خَمسَةِ أَشيَاءَ مَشَت عَلَي الأَرضِ مَا خُلِقُوا فِي الأَرحَامِ قَالَ ذَاكَ آدَمُ وَ حَوّاءُ وَ نَاقَةُ صَالِحٍ وَ كَبشُ اِبرَاهِيمَ وَ عَصَا مُوسَي قَالُوا فَأَخبِرنَا مَا تَقُولُ هَذِهِ الحَيَوَانَاتُ قَالَ الدّرّاجُ يَقُولُالرّحمنُ عَلَي العَرشِ استَوي وَ الدّيكُ يَقُولُ اذكُرُوا اللّهَ يَا غَافِلِينَ وَ الفَرَسُ يَقُولُ إِذَا مَشَي المُؤمِنُونَ إِلَي الكَافِرِينَ أللّهُمّ انصُر عِبَادَكَ المُؤمِنِينَ عَلَي عِبَادِكَ الكَافِرِينَ وَ الحِمَارُ يَلعَنُ العَشّارَ وَ يَنهَقُ فِي عَينِ الشّيطَانِ وَ الضّفدِعُ يَقُولُ سُبحَانَ ربَيّ‌َ المَعبُودِ المُسَبّحِ فِي لُجَجِ البِحَارِ وَ القُنبُرُ يَقُولُ أللّهُمّ العَن مبُغضِيِ‌ مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ قَالَ وَ كَانَتِ الأَحبَارُ ثَلَاثَةً فَوَثَبَ اثنَانِ وَ قَالَا أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ قَالَ فَوَقَفَ الحِبرُ الآخَرُ وَ قَالَ يَا عَلِيّ لَقَد وَقَعَ فِي قلَبيِ‌ مَا وَقَعَ فِي قُلُوبِ أصَحاَبيِ‌ وَ لَكِن بَقِيَت خَصلَةٌ أَسأَلُكَ عَنهَا فَقَالَ عَلِيّ ع سَل قَالَ أخَبرِنيِ‌ عَن قَومٍ كَانُوا فِي أَوّلِ الزّمَانِ فَمَاتُوا ثَلَاثَمِائَةٍ وَ تِسعَ سِنِينَ ثُمّ أَحيَاهُمُ اللّهُ مَا كَانَ قِصّتُهُم فَابتَدَأَ عَلِيّ ع وَ أَرَادَ أَن يَقرَأَ سُورَةَ الكَهفِ فَقَالَ الحِبرُ مَا أَكثَرَ مَا سَمِعنَا قُرآنَكُم فَإِن كُنتَ عَالِماً بِهِم أَخبِرنَا بِقِصّةِ هَؤُلَاءِ وَ بِأَسمَائِهِم وَ عَدَدِهِم وَ اسمِ كَلبِهِم وَ اسمِ كَهفِهِم وَ اسمِ مَلِكِهِم وَ اسمِ مَدِينَتِهِم


صفحه : 413

فَقَالَ عَلِيّ ع لَا حَولَ وَ لَا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ العلَيِ‌ّ العَظِيمِ يَا أَخَا اليَهُودِ حدَثّنَيِ‌ مُحَمّدٌص أَنّهُ كَانَ بِأَرضِ الرّومِ مَدِينَةٌ يُقَالُ لَهَا أُقسُوسُ[أَفسُوسُ] وَ كَانَ لَهَا مَلِكٌ صَالِحٌ فَمَاتَ مَلِكُهُم فَاختَلَفَت كَلِمَتُهُم فَسَمِعَ بِهِم مَلِكٌ مِن مُلُوكِ فَارِسَ يُقَالُ لَهُ دَقيَانُوسُ فَأَقبَلَ فِي مِائَةِ أَلفٍ حَتّي دَخَلَ مَدِينَةَ أُقسُوسَ[أَفسُوسَ]فَاتّخَذَهَا دَارَ مَملَكَتِهِ وَ اتّخَذَ فِيهَا قَصراً طُولُهُ فَرسَخٌ فِي عَرضِ فَرسَخٍ وَ اتّخَذَ فِي ذَلِكَ القَصرِ مَجلِساً طُولُهُ أَلفُ ذِرَاعٍ فِي عَرضِ مِثلِ ذَلِكَ مِنَ الرّخَامِ المُمَرّدِ وَ اتّخَذَ فِي ذَلِكَ المَجلِسِ أَربَعَةَ آلَافِ أُسطُوَانَةٍ مِن ذَهَبٍ وَ اتّخَذَ أَلفَ قِندِيلٍ مِن ذَهَبٍ لَهَا سَلَاسِلُ مِنَ اللّجَينِ تُسرَجُ بِأَطيَبِ الأَدهَانِ وَ اتّخَذَ فِي شرَقيِ‌ّ المَجلِسِ ثَمَانِينَ كَوّةً وَ لِغَربِيّهِ كَذَلِكَ وَ كَانَتِ الشّمسُ إِذَا طَلَعَت طَلَعَت فِي المَجلِسِ كَيفَمَا دَارَت وَ اتّخَذَ فِيهِ سَرِيراً مِن ذَهَبٍ طُولُهُ ثَمَانُونَ ذِرَاعاً فِي عَرضِ أَربَعِينَ ذِرَاعاً لَهُ قَوَائِمُ مِن فِضّةٍ مُرَصّعَةً بِالجَوَاهِرِ وَ عَلَاهُ بِالنّمَارِقِ وَ اتّخَذَ مِن يَمِينِ السّرِيرِ ثَمَانِينَ كُرسِيّاً مِنَ الذّهَبِ مُرَصّعَةً بِالزّبَرجَدِ الأَخضَرِ فَأَجلَسَ عَلَيهَا بَطَارِقَتَهُ وَ اتّخَذَ مِن يَسَارِ السّرِيرِ ثَمَانِينَ كُرسِيّاً مِنَ الفِضّةِ مُرَصّعَةً بِاليَاقُوتِ الأَحمَرِ فَأَجلَسَ عَلَيهَا هَرَاقِلَتَهُ ثُمّ عَلَا السّرِيرَ فَوَضَعَ التّاجَ عَلَي رَأسِهِ فَوَثَبَ اليهَوُديِ‌ّ فَقَالَ مِمّ كَانَ تَاجُهُ قَالَ مِنَ الذّهَبِ المُشَبّكِ لَهُ سَبعَةُ أَركَانٍ عَلَي كُلّ رُكنٍ لُؤلُؤَةٌ بَيضَاءُ تضُيِ‌ءُ كَضَوءِ المِصبَاحِ فِي اللّيلَةِ الظّلمَاءِ وَ اتّخَذَ خَمسِينَ غُلَاماً


صفحه : 414

مِن أَولَادِ الهَرَاقِلَةِ فَقَرطَقَهُم بِقَرَاطِقِ الدّيبَاجِ الأَحمَرِ وَ سَروَلَهُم بِسَرَاوِيلَاتِ الحَرِيرِ الأَخضَرِ وَ تَوّجَهُم وَ دَملَجَهُم وَ خَلخَلَهُم وَ أَعطَاهُم أَعمِدَةً مِنَ الذّهَبِ وَ وَقّفَهُم عَلَي رَأسِهِ وَ اتّخَذَ سِتّةَ غِلمَةٍ وُزَرَاءَهُ فَأَقَامَ ثَلَاثَةً عَن يَمِينِهِ وَ ثَلَاثَةً عَن يَسَارِهِ فَقَالَ اليهَوُديِ‌ّ مَا كَانَ أَسمَاءُ الثّلَاثَةِ وَ الثّلَاثَةِ فَقَالَ عَلِيّ ع الّذِينَ عَن يَمِينِهِ أَسمَاؤُهُم تمليخا وَ مكسلمينا وَ ميشيلينا وَ أَمّا الّذِينَ عَن يَسَارِهِ فَأَسمَاؤُهُم مرنوس وَ ديرنوس وَ شاذريوس وَ كَانَ يَستَشِيرُهُم فِي جَمِيعِ أُمُورِهِ وَ كَانَ يَجلِسُ فِي كُلّ يَومٍ فِي صَحنِ دَارِهِ وَ البَطَارِقَةُ عَن يَمِينِهِ وَ الهَرَاقِلَةُ[الهَرَابِذَةُ] عَن يَسَارِهِ وَ يَدخُلُ ثَلَاثَةُ غِلمَةٍ فِي يَدِ أَحَدِهِم جَامٌ مِن ذَهَبٍ مَملُوءٌ مِنَ المِسكِ المَسحُوقِ وَ فِي يَدِ الآخَرِ جَامٌ مِن فِضّةٍ مَملُوءٌ مِن مَاءِ الوَردِ وَ فِي يَدِ الآخَرِ طَائِرٌ أَبيَضُ لَهُ مِنقَارٌ أَحمَرُ فَإِذَا نَظَرَ المَلِكُ إِلَي ذَلِكَ الطّائِرِ صَفّرَ بِهِ فَيَطِيرُ الطّائِرُ حَتّي يَقَعَ فِي جَامِ مَاءِ الوَردِ فَيَتَمَرّغُ فِيهِ ثُمّ يَقَعُ عَلَي جَامِ المِسكِ فَيَحمِلُ مَا فِي الجَامِ بِرِيشِهِ وَ جَنَاحِهِ ثُمّ يُصَفّرُ بِهِ الثّانِيَةَ فَيَطِيرُ الطّائِرُ عَلَي تَاجِ المَلِكِ فَيَنفُذُ مَا فِي رِيشِهِ وَ جَنَاحِهِ عَلَي رَأسِ المَلِكِ فَلَمّا نَظَرَ المَلِكُ إِلَي ذَلِكَ عَتَا وَ تَجَبّرَ فَادّعَي الرّبُوبِيّةَ مِن دُونِ اللّهِ وَ دَعَا إِلَي ذَلِكَ


صفحه : 415

وُجُوهَ قَومِهِ فَكُلّ مَن أَطَاعَهُ عَلَي ذَلِكَ أَعطَاهُ وَ حَبَاهُ وَ كَسَاهُ وَ كُلّ مَن لَم يُبَايِعهُ قَتَلَهُ فَاستَجَابُوا لَهُ رَأساً وَ اتّخَذَ لَهُم عِيداً فِي كُلّ سَنَةٍ مَرّةً فَبَينَا هُم ذَاتَ يَومٍ فِي عِيدٍ وَ البَطَارِقَةُ عَن يَمِينِهِ وَ الهَرَاقِلَةُ[الهَرَابِذَةُ] عَن يَسَارِهِ إِذ أَتَاهُ بِطرِيقٌ فَأَخبَرَهُ أَن عَسَاكِرَ الفُرسِ قَد غَشِيَهُ فَاغتَمّ لِذَلِكَ حَتّي سَقَطَ التّاجُ عَن رَأسِهِ فَنَظَرَ إِلَيهِ أَحَدُ الثّلَاثَةِ الّذِينَ كَانُوا عَن يَمِينِهِ يُقَالُ لَهُ تمليخا وَ كَانَ غُلَاماً فَقَالَ فِي نَفسِهِ لَو كَانَ دَقيَانُوسُ إِلَهاً كَمَا يَزعُمُ إِذاً مَا كَانَ يَغتَمّ وَ لَا يَفزَعُ وَ مَا كَانَ يَبُولُ وَ لَا يَتَغَوّطُ وَ مَا كَانَ يَنَامُ وَ لَيسَ هَذِهِ مِن فِعلِ الإِلَهِ قَالَ وَ كَانَ الفِتيَةُ السّتّةُ كُلّ يَومٍ عِندَ أَحَدِهِم وَ كَانُوا ذَلِكَ اليَومَ عِندَ تمليخا فَاتّخَذَ لَهُم مِن طَيّبِ الطّعَامِ ثُمّ قَالَ لَهُم يَا إِخوَتَاه قَد وَقَعَ فِي قلَبيِ‌ شَيءٌ منَعَنَيِ‌َ الطّعَامَ وَ الشّرَابَ وَ المَنَامَ قَالُوا وَ مَا ذَاكَ يَا تمليخا قَالَ أَطَلتُ فكِريِ‌ فِي هَذِهِ السّمَاءِ فَقُلتُ مَن رَفَعَ سَقفَهَا مَحفُوظَةً بِلَا عَمَدٍ وَ لَا عِلَاقَةٍ مِن فَوقِهَا وَ مَن أَجرَي فِيهَا شَمساً وَ قَمَراً آيَتَانِ مُبصِرَتَانِ[آيَتَينِ مُبصِرَتَينِ] وَ مَن زَيّنَهَا بِالنّجُومِ ثُمّ أَطَلتُ الفِكرَ فِي الأَرضِ فَقُلتُ مَن سَطَحَهَا عَلَي ظَهرِ اليَمّ الزّاخِرِ وَ مَن حَبَسَهَا بِالجِبَالِ أَن تَمِيدَ عَلَي كُلّ شَيءٍ وَ أَطَلتُ فكِريِ‌ فِي نفَسيِ‌ مَن أخَرجَنَيِ‌ جَنِيناً مِن بَطنِ أمُيّ‌ وَ مَن غذَاّنيِ‌ وَ مَن ربَاّنيِ‌ إِنّ لَهَا صَانِعاً وَ مُدَبّراً غَيرَ دَقيُوسَ المَلِكِ وَ مَا هُوَ إِلّا مَلِكُ المُلُوكِ وَ جَبّارُ السّمَاوَاتِ فَانكَبّتِ الفِتيَةُ عَلَي رِجلَيهِ يُقَبّلُونَهَا وَ قَالُوا بِكَ هَدَانَا اللّهُ مِنَ الضّلَالَةِ إِلَي الهُدَي فَأَشِر عَلَينَا قَالَ فَوَثَبَ تمليخا فَبَاعَ تَمراً مِن حَائِطٍ لَهُ بِثَلَاثَةِ آلَافِ دِرهَمٍ وَ صَرّهَا فِي رُدنِهِ وَ رَكِبُوا خُيُولَهُم وَ خَرَجُوا مِنَ المَدِينَةِ


صفحه : 416

فَلَمّا سَارُوا ثَلَاثَةَ أَميَالٍ قَالَ لَهُم تمليخا يَا إِخوَتَاه جَاءَت مَسكَنَةُ الآخِرَةِ وَ ذَهَبَ مُلكُ الدّنيَا انزِلُوا عَن خُيُولِكُم وَ امشُوا عَلَي أَرجُلِكُم لَعَلّ اللّهَ أَن يَجعَلَ لَكُم مِن أَمرِكُم فَرَجاً وَ مَخرَجاً فَنَزَلُوا عَن خُيُولِهِم وَ مَشَوا عَلَي أَرجُلِهِم سَبعَةَ فَرَاسِخَ فِي ذَلِكَ اليَومِ فَجَعَلَت أَرجُلُهُم تَقطُرُ دَماً قَالَ فَاستَقبَلَهُم رَاعٍ فَقَالُوا يَا أَيّهَا الراّعيِ‌ هَل مِن شَربَةِ لَبَنٍ أَو مَاءٍ فَقَالَ الراّعيِ‌ عنِديِ‌ مَا تُحِبّونَ وَ لَكِن أَرَي وُجُوهَكُم وُجُوهَ المُلُوكِ وَ مَا أَظُنّكُم إِلّا هُرّاباً مِن دَقيُوسَ المَلِكِ قَالُوا يَا أَيّهَا الراّعيِ‌ لَا يَحِلّ لَنَا الكَذِبُ أَ فَيُنجِينَا مِنكَ الصّدقُ فَأَخبَرُوهُ بِقِصّتِهِم فَانكَبّ الراّعيِ‌ عَلَي أَرجُلِهِم يُقَبّلُهَا وَ يَقُولُ يَا قَومِ لَقَد وَقَعَ فِي قلَبيِ‌ مَا وَقَعَ فِي قُلُوبِكُم وَ لَكِن أمَهلِوُنيِ‌ حَتّي أَرُدّ الأَغنَامَ عَلَي أَربَابِهَا وَ أَلحَقَ بِكُم فَتَوَقّفُوا لَهُ فَرَدّ الأَغنَامَ وَ أَقبَلَ يَسعَي يَتبَعُهُ الكَلبُ لَهُ قَالَ فَوَثَبَ اليهَوُديِ‌ّ فَقَالَ يَا عَلِيّ مَا كَانَ اسمُ الكَلبِ وَ مَا لَونُهُ فَقَالَ عَلِيّ ع لَا حَولَ وَ لَا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ العلَيِ‌ّ العَظِيمِ أَمّا لَونُ الكَلبِ فَكَانَ أبلقا[أَبلَقَ]بِسَوَادٍ وَ أَمّا اسمُ الكَلبِ فَقِطمِيرٌ فَلَمّا نَظَرَ الفِتيَةُ إِلَي الكَلبِ قَالَ بَعضُهُم إِنّا نَخَافُ أَن يَفضَحَنَا بِنِبَاحِهِ فَأَلَحّوا عَلَيهِ بِالحِجَارَةِ فَأَنطَقَ اللّهُ تَعَالَي جَلّ ذِكرُهُ الكَلبَ ذرَوُنيِ‌ حَتّي أَحرُسَكُم مِن عَدُوّكُم فَلَم يَزَلِ الراّعيِ‌ يَسِيرُ بِهِم حَتّي عَلَاهُم جَبَلًا فَانحَطّ بِهِم عَلَي كَهفٍ يُقَالُ لَهُ الوَصِيدُ فَإِذَا بِفِنَاءِ الكَهفِ عُيُونٌ وَ أَشجَارٌ مُثمِرَةٌ فَأَكَلُوا مِنَ الثّمَرِ وَ شَرِبُوا مِنَ المَاءِ وَ جَنّهُمُ اللّيلُ فَأَوَوا إِلَي الكَهفِ وَ رَبَضَ الكَلبُ عَلَي بَابِ الكَهفِ وَ مَدّ يَدَيهِ عَلَيهِ فَأَوحَي اللّهُ تَعَالَي عَزّ وَ عَلَا إِلَي مَلَكِ المَوتِ بِقَبضِ أَروَاحِهِم وَ وَكّلَ اللّهُ بِكُلّ رَجُلٍ مَلَكَينِ يُقَلّبَانِهِ مِن ذَاتِ اليَمِينِ إِلَي ذَاتِ الشّمَالِ وَ مِن ذَاتِ الشّمَالِ إِلَي اليَمِينِ فَأَوحَي اللّهُ تَعَالَي عَزّ وَ عَلَا إِلَي خُزّانِ الشّمسِ فَكَانَت تَزَاوَرُ عَن كَهفِهِم ذَاتَ اليَمِينِ وَ تَقرِضُهُم ذَاتَ الشّمَالِ


صفحه : 417

فَلَمّا رَجَعَ دَقيُوسُ مِن عِيدِهِ سَأَلَ عَنِ الفِتيَةِ فَأُخبِرَ أَنّهُم خَرَجُوا هُرّاباً فَرَكِبَ فِي ثَمَانِينَ أَلفَ حِصَانٍ فَلَم يَزَل يَقفُو أَثَرَهُم حَتّي عَلَا فَانحَطّ إِلَي كَهفِهِم فَلَمّا نَظَرَ إِلَيهِم إِذَا هُم نِيَامٌ فَقَالَ المَلِكُ لَو أَرَدتُ أَن أُعَاقِبَهُم بشِيَ‌ءٍ لَمَا عَاقَبتُهُم بِأَكثَرَ مِمّا عَاقَبُوا بِهِ أَنفُسَهُم وَ لَكِنِ ايتوُنيِ‌ بِالبَنّائِينَ فَسَدّ بَابَ الكَهفِ بِالكِلسِ وَ الحِجَارَةِ وَ قَالَ لِأَصحَابِهِ قُولُوا لَهُم يَقُولُوا لِإِلَهِهِمُ ألّذِي فِي السّمَاءِ لِيُنَجّيَهُم وَ أَن يُخرِجَهُم مِن هَذَا المَوضِعِ قَالَ عَلِيّ ع يَا أَخَا اليَهُودِ فَمَكَثُوا ثَلَاثَمِائَةِ سَنَةٍ وَ تِسعَ سِنِينَ فَلَمّا أَرَادَ اللّهُ أَن يُحيِيَهُم أَمَرَ إِسرَافِيلَ المَلَكَ أَن يَنفُخَ فِيهِمُ الرّوحَ فَنَفَخَ فَقَامُوا مِن رَقدَتِهِم فَلَمّا أَن بَزَغَتِ الشّمسُ قَالَ بَعضُهُم قَد غَفَلنَا فِي هَذِهِ اللّيلَةِ عَن عِبَادَةِ إِلَهِ السّمَاءِ فَقَامُوا فَإِذَا العَينُ قَد غَارَت وَ إِذَا الأَشجَارُ قَد يَبِسَت فَقَالَ بَعضُهُم إِنّ أُمُورَنَا لَعَجَبٌ مِثلُ تِلكَ العَينِ الغَزِيرَةِ قَد غَارَت وَ الأَشجَارُ قَد يَبِسَت فِي لَيلَةٍ وَاحِدَةٍ وَ مَسّهُمُ الجُوعُ فَقَالُوا ابعَثُوابِوَرِقِكُم هذِهِ إِلَي المَدِينَةِ فَليَنظُر أَيّها أَزكي طَعاماً فَليَأتِكُم بِرِزقٍ مِنهُ وَ ليَتَلَطّف وَ لا يُشعِرَنّ بِكُم أَحَداً قَالَ تمليخا لَا يَذهَبُ فِي حَوَائِجِكُم غيَريِ‌ وَ لَكِنِ ادفَع أَيّهَا الراّعيِ‌ ثِيَابَكَ إلِيَ‌ّ قَالَ فَدَفَعَ الراّعيِ‌ ثِيَابَهُ وَ مَضَي يَؤُمّ المَدِينَةَ فَجَعَلَ يَرَي مَوَاضِعَ لَا يَعرِفُهَا وَ طَرِيقاً هُوَ يُنكِرُهَا حَتّي أَتَي بَابَ المَدِينَةِ وَ إِذَا عَلَيهِ عَلَمٌ أَخضَرُ مَكتُوبٌ عَلَيهِ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ عِيسَي رَسُولُ اللّهِ قَالَ فَجَعَلَ يَنظُرُ إِلَي العَلَمِ وَ جَعَلَ يَمسَحُ عَينَيهِ وَ يَقُولُ أرَاَنيِ‌ نَائِماً ثُمّ دَخَلَ المَدِينَةَ حَتّي أَتَي السّوقَ فَأَتَي رَجُلًا خَبّازاً فَقَالَ أَيّهَا الخَبّازُ مَا اسمُ مَدِينَتِكُم هَذِهِ قَالَ أُقسُوسُ[أَفسُوسُ] قَالَ وَ مَا اسمُ مَلِكِكُم قَالَ عَبدُ الرّحمَنِ قَالَ ادفَع إلِيَ‌ّ بِهَذِهِ الوَرِقِ طَعَاماً فَجَعَلَ الخَبّازُ يَتَعَجّبُ مِن ثِقلِ الدّرَاهِمِ وَ مِن كِبَرِهَا قَالَ فَوَثَبَ اليهَوُديِ‌ّ وَ قَالَ يَا عَلِيّ وَ مَا كَانَ وَزنُ كُلّ دِرهَمٍ مِنهَا قَالَ وَزنُ كُلّ دِرهَمٍ عَشَرَةُ دَرَاهِمَ وَ ثلثي‌[ثُلُثَا]دِرهَمٍ فَقَالَ الخَبّازُ يَا هَذَا أَنتَ أَصَبتَ كَنزاً فَقَالَ تمليخا مَا هَذَا إِلّا ثَمَنُ تَمرٍ بِعتُهَا مُنذُ ثَلَاثٍ وَ خَرَجتُ مِن هَذِهِ


صفحه : 418

المَدِينَةِ وَ تَرَكتُ النّاسَ يَعبُدُونَ دَقيُوسَ المَلِكَ قَالَ فَأَخَذَ الخَبّازُ بِيَدِ تمليخا وَ أَدخَلَهُ عَلَي المَلِكِ فَقَالَ مَا شَأنُ هَذَا الفَتَي قَالَ الخَبّازُ هَذَا رَجُلٌ أَصَابَ كَنزاً فَقَالَ المَلِكُ يَا فَتَي لَا تَخَف فَإِنّ نَبِيّنَا عِيسَي ع أَمَرَنَا أَن لَا نَأخُذَ مِنَ الكَنزِ إِلّا خُمُسَهَا فأَعَطنِيِ‌ خُمُسَهَا وَ امضِ سَالِماً فَقَالَ تمليخا انظُر أَيّهَا المَلِكُ فِي أمَريِ‌ مَا أَصَبتُ كَنزاً أَنَا رَجُلٌ مِن أَهلِ هَذِهِ المَدِينَةِ فَقَالَ المَلِكُ أَنتَ مِن أَهلِهَا قَالَ نَعَم قَالَ فَهَل تَعرِفُ بِهَا أَحَداً قَالَ نَعَم قَالَ مَا اسمُكَ قَالَ اسميِ‌ تمليخا قَالَ وَ مَا هَذِهِ الأَسمَاءُ أَسمَاءَ أَهلِ زَمَانِنَا فَقَالَ المَلِكُ فَهَل لَكَ فِي هَذِهِ المَدِينَةِ دَارٌ قَالَ نَعَم اركَب أَيّهَا المَلِكُ معَيِ‌ قَالَ فَرَكِبَ المَلِكُ وَ النّاسُ مَعَهُ فَأَتَي بِهِم أَرفَعَ دَارٍ فِي المَدِينَةِ قَالَ تمليخا هَذِهِ الدّارُ لِي فَقَرَعَ البَابَ فَخَرَجَ إِلَيهِم شَيخٌ وَ قَد وَقَعَ حَاجِبَاهُ عَلَي عَينَيهِ مِنَ الكِبَرِ فَقَالَ مَا شَأنُكُم فَقَالَ المَلِكُ أَتَانَا هَذَا الغُلَامُ بِالعَجَائِبِ يَزعُمُ أَنّ هَذِهِ الدّارَ دَارُهُ فَقَالَ لَهُ الشّيخُ مَن أَنتَ قَالَ أَنَا تمليخا بنُ قسطيكين قَالَ فَانكَبّ الشّيخُ عَلَي رِجلَيهِ يُقَبّلُهُمَا وَ يَقُولُ هُوَ جدَيّ‌ وَ رَبّ الكَعبَةِ فَقَالَ أَيّهَا المَلِكُ هَؤُلَاءِ السّتّةُ الّذِينَ خَرَجُوا هُرّاباً مِن دَقيُوسَ المَلِكِ قَالَ فَنَزَلَ المَلِكُ عَن فَرَسِهِ وَ حَمَلَهُ عَلَي عَاتِقِهِ وَ جَعَلَ النّاسُ يُقَبّلُونَ يَدَيهِ وَ رِجلَيهِ فَقَالَ يَا تمليخا مَا فَعَلَ أَصحَابُكَ فَأَخبَرَ أَنّهُم فِي الكَهفِ وَ كَانَ يَومَئِذٍ بِالمَدِينَةِ مَلِكٌ مُسلِمٌ


صفحه : 419

وَ مَلِكٌ يهَوُديِ‌ّ فَرَكِبُوا فِي أَصحَابِهِم فَلَمّا صَارُوا قَرِيباً مِنَ الكَهفِ قَالَ لَهُم تمليخا إنِيّ‌ أَخَافُ أَن تَسمَعَ أصَحاَبيِ‌ أَصوَاتَ حَوَافِرِ الخُيُولِ فَيَظُنّونَ أَنّ دَقيُوسَ المَلِكَ قَد جَاءَ فِي طَلَبِهِم وَ لَكِن أمَهلِوُنيِ‌ حَتّي أَتَقَدّمَ فَأُخبِرَهُم فَوَقَفَ النّاسُ فَأَقبَلَ تمليخا حَتّي دَخَلَ الكَهفَ فَلَمّا نَظَرُوا إِلَيهِ اعتَنَقُوهُ وَ قَالُوا الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي نَجّاكَ مِن دَقيُوسَ قَالَ تمليخا دعَوُنيِ‌ عَنكُم وَ عَن دَقيُوسِكُم قَالَكَم لَبِثتُم قالُوا لَبِثنا يَوماً أَو بَعضَ يَومٍ قَالَ تمليخا بَل لَبِثتُم ثَلَاثَمِائَةٍ وَ تِسعَ سِنِينَ وَ قَد مَاتَ دَقيُوسُ وَ انقَرَضَ قَرنٌ بَعدَ قَرنٍ وَ بَعَثَ اللّهُ نَبِيّاً يُقَالُ لَهُ المَسِيحُ عِيسَي ابنُ مَريَمَ ع وَ رَفَعَهُ اللّهُ إِلَيهِ وَ قَد أَقبَلَ إِلَينَا المَلِكُ وَ النّاسُ مَعَهُ قَالُوا يَا تمليخا أَ تُرِيدُ أَن تَجعَلَنَا فِتنَةً لِلعَالَمِينَ قَالَ تمليخا فَمَا تُرِيدُونَ قَالُوا ادعُ اللّهَ جَلّ ذِكرُهُ وَ نَدعُوهُ مَعَكَ حَتّي يَقبِضَ أَروَاحَنَا فَرَفَعُوا أَيدِيَهُم فَأَمَرَ اللّهُ تَعَالَي بِقَبضِ أَروَاحِهِم وَ طَمَسَ اللّهُ بَابَ الكَهفِ عَلَي النّاسِ فَأَقبَلَ المَلِكَانِ يَطُوفَانِ عَلَي بَابِ الكَهفِ سَبعَةَ أَيّامٍ لَا يَجِدَانِ لِلكَهفِ بَاباً فَقَالَ المَلِكُ المُسلِمُ مَاتُوا عَلَي دِينِنَا أبَنيِ‌ عَلَي بَابِ الكَهفِ مَسجِداً وَ قَالَ اليهَوُديِ‌ّ لَا بَل مَاتُوا عَلَي ديِنيِ‌ أبَنيِ‌ عَلَي بَابِ الكَهفِ كَنِيسَةً فَاقتَتَلَا فَغَلَبَ المُسلِمُ وَ بَنَي مَسجِداً عَلَيهِ يَا يهَوُديِ‌ّ أَ يُوَافِقُ هَذَا مَا فِي تَورَاتِكُم قَالَ مَا زِدتَ حَرفاً وَ لَا نَقَصتَ وَ أَنَا أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ

بيان هذامختصر مما رواه الثعلبي‌ في عرائسه . واللجين مصغرا الفضة والنمرقة بضم النون والراء وبكسرهما الوسادة قوله كيفما دارت أقول وجدت في بعض الكتب هكذا واتخذ لشرقي‌ المجلس مائتي‌


صفحه : 420

كوة ولغربيه كذلك فكانت الشمس من حين تطلع إلي حين تغيب تدور في المجلس كيفما دارت ولعله أصوب والبطريق القائد من قواد الروم و هومعرب والجمع البطارقة والهرقل بكسر الهاء والقاف ملك الروم . و قال الجزري‌ القرطق قباء معرب كرته و قدتضم طاؤه و قال الفيروزآبادي‌ القرطق كجندب معرب كرته وقرطقته فتقرطق ألبسته إياه فلبسه انتهي والدملج والدملوج المعضد. قوله ع واتخذ ستة غلمة أقول في بعض الكتب واصطفي ستة أغلمة من أولاد العلماء فجعلهم وزراء و فيه فأسماء الذين عن يمينه يمليخا ومكسلمينا ومخسمينا والذين عن يساره مرطوش وكشطونش وساذنوش

2-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]الصّدُوقُ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ القَاسِمِ بنِ يَحيَي عَن جَدّهِ الحَسَنِ بنِ رَاشِدٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَصَلّي النّبِيّص ذَاتَ لَيلَةٍ ثُمّ تَوَجّهَ إِلَي البَقِيعِ فَدَعَا أَبَا بَكرٍ وَ عُمَرَ وَ عُثمَانَ وَ عَلِيّاً فَقَالَ امضُوا حَتّي تَأتُوا أَصحَابَ الكَهفِ وَ تُقرِءُوهُم منِيّ‌َ السّلَامَ وَ تَقَدّم أَنتَ يَا أَبَا بَكرٍ فَإِنّكَ أَسَنّ القَومِ ثُمّ أَنتَ يَا عُمَرُ ثُمّ أَنتَ يَا عُثمَانُ فَإِن أَجَابُوا وَاحِداً مِنكُم وَ إِلّا تَقَدّم أَنتَ يَا عَلِيّ كُن آخِرَهُم ثُمّ أَمَرَ الرّيحَ فَحَمَلَتهُم حَتّي وَضَعَتهُم عَلَي بَابِ الكَهفِ فَتَقَدّمَ أَبُو بَكرٍ فَسَلّمَ فَلَم يَرُدّوا فَتَنَحّي فَتَقَدّمَ عُمَرُ فَسَلّمَ فَلَم يَرُدّوا عَلَيهِ وَ تَقَدّمَ عُثمَانُ وَ سَلّمَ فَلَم يَرُدّوا عَلَيهِ وَ تَقَدّمَ عَلِيّ وَ قَالَ السّلَامُ عَلَيكُم وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ أَهلَ الكَهفِ الّذِينَ آمَنُوا بِرَبّهِم وَ زَادَهُم هُدًي وَ رَبَطَ عَلَي قُلُوبِهِم أَنَا رَسُولُ رَسُولِ اللّهِ إِلَيكُم فَقَالُوا مَرحَباً بِرَسُولِ اللّهِ وَ بِرَسُولِهِ وَ عَلَيكَ السّلَامُ يَا وصَيِ‌ّ رَسُولِ اللّهِ وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ قَالَ فَكَيفَ عَلِمتُم أنَيّ‌ وصَيِ‌ّ النّبِيّ فَقَالُوا إِنّهُ ضُرِبَ عَلَي آذَانِنَا أَلّا نُكَلّمَ إِلّا نَبِيّاً أَو وصَيِ‌ّ نبَيِ‌ّ فَكَيفَ تَرَكتَ رَسُولَ اللّهِ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ وَ كَيفَ حَشَمُهُ وَ كَيفَ حَالُهُ وَ بَالَغُوا فِي السّؤَالِ وَ قَالُوا خَبّر أَصحَابَكَ هَؤُلَاءِ أَنّا لَا نُكَلّمُ إِلّا نَبِيّاً أَو وصَيِ‌ّ نبَيِ‌ّ فَقَالَ لَهُم أَ سَمِعتُم مَا يَقُولُونَ قَالُوا نَعَم قَالَ فَاشهَدُوا ثُمّ حَوّلُوا وُجُوهَهُم قِبَلَ المَدِينَةِ فَحَمَلَتهُمُ الرّيحُ حَتّي وَضَعَتهُم


صفحه : 421

بَينَ يدَيَ‌ رَسُولِ اللّهِ فَأَخبَرُوهُ باِلذّيِ‌ كَانَ فَقَالَ لَهُمُ النّبِيّص قَد رَأَيتُم وَ سَمِعتُم فَاشهَدُوا قَالُوا نَعَم فَانصَرَفَ النّبِيّ إِلَي مَنزِلِهِ وَ قَالَ لَهُم احفَظُوا شَهَادَتَكُم

أقول رواه الثعلبي‌ في تفسيره بتغيير ما وسيأتي‌ بأسانيد في معجزات النبي و أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليهما

3- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] ابنُ بُشرَانَ عَنِ الحَسَنِ بنِ صَفوَانَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِي خَيثَمَةَ عَن يَعقُوبَ بنِ اِبرَاهِيمَ بنِ سَعدٍ عَن أَبِيهِ عَن صَالِحِ بنِ كَيسَانَ عَن نَافِعٍ أَنّ عَبدَ اللّهِ بنَ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص بَينَمَا ثَلَاثَةُ رَهطٍ يَتَمَاشَونَ أَخَذَهُمُ المَطَرُ فَآوَوا إِلَي غَارٍ فِي جَبَلٍ فَبَينَمَا هُم فِيهِ انحَطّت صَخرَةٌ فَأَطبَقَت عَلَيهِم فَقَالَ بَعضُهُم لِبَعضٍ انظُرُوا أَفضَلَ أَعمَالٍ عَمِلتُمُوهَا فَسَلُوهُ بِهَا لَعَلّهُ يُفَرّجُ عَنكُم قَالَ أَحَدُهُم أللّهُمّ إِنّهُ كَانَ لِي وَالِدَانِ كَبِيرَانِ وَ كَانَت لِيَ امرَأَةٌ وَ أَولَادٌ صِغَارٌ فَكُنتُ أَرعَي عَلَيهِم فَإِذَا أَرَحتُ عَلَيهِم غنَمَيِ‌ بَدَأتُ بوِاَلدِيَ‌ّ فَسَقَيتُهُمَا فَلَم آتِ حَتّي نَامَ أبَوَاَي‌َ فَطَيّبتُ الإِنَاءَ ثُمّ حَلَبتُ ثُمّ قُمتُ بحِلِاَبيِ‌ عِندَ رَأسِ أبَوَيَ‌ّ وَ الصّبيَةُ يَنضَاعُونَ عِندَ رجِليِ‌ أَكرَهُ أَن أَبدَأَ بِهِم قَبلَ أبَوَيَ‌ّ وَ أَكرَهُ أَن أُوقِظَهُمَا مِن نَومِهِمَا فَلَم أَزَل كَذَلِكَ حَتّي أَضَاءَ الفَجرُ أللّهُمّ إِن كُنتَ تَعلَمُ أنَيّ‌ فَعَلتُ ذَلِكَ ابتِغَاءَ وَجهِكَ فَافرُج عَنّا فُرجَةً نَرَي مِنهَا السّمَاءَ فَفَرّجَ لَهُم فُرجَةً فَرَأَوا مِنهَا السّمَاءَ وَ قَالَ الآخَرُ أللّهُمّ إِنّهُ كَانَت لِي بِنتُ عَمّ فَأَحبَبتُهَا حُبّاً كَانَت أَعَزّ النّاسِ إلِيَ‌ّ فَسَأَلتُهَا نَفسَهَا فَقَالَت لَا حَتّي تأَتيِنَيِ‌ بِمِائَةِ دِينَارٍ فَسَعَيتُ حَتّي جَمَعتُ مِائَةَ دِينَارٍ فَأَتَيتُهَا بِهَا فَلَمّا كُنتُ بَينَ رِجلَيهَا قَالَت اتّقِ اللّهَ وَ لَا تَفتَحِ الخَاتَمَ إِلّا بِحَقّهِ فَقُمتُ عَنهَا أللّهُمّ إِن كُنتَ تَعلَمُ أنَيّ‌ فَعَلتُ ذَلِكَ ابتِغَاءَ وَجهِكَ فَافرُج عَنّا فِيهَا فُرجَةً فَفَرّجَ اللّهُ لَهُم فِيهَا فُرجَةً وَ قَالَ الثّالِثُ أللّهُمّ إنِيّ‌ كُنتُ استَأجَرتُ أَجِيراً بِفَرَقِ ذُرَةٍ فَلَمّا قَضَي عَمَلَهُ عَرَضتُ عَلَيهِ فَأَبَي أَن يَأخُذَهَا وَ رَغِبَ عَنهُ فَلَم أَزَل أَعتَمِلُ بِهِ حَتّي جَمَعتُ مِنهُ بَقَراً وَ رُعَاتَهَا فجَاَءنَيِ‌ وَ قَالَ اتّقِ اللّهَ وَ أعَطنِيِ‌ حقَيّ‌ وَ لَا تظَلمِنيِ‌ فَقُلتُ لَهُ اذهَب إِلَي تِلكَ البَقَرِ وَ رُعَاتِهَا فَخُذهَا


صفحه : 422

فَذَهَبَ وَ استَاقَهَا أللّهُمّ إِن كُنتَ تَعلَمُ أنَيّ‌ فَعَلتُ ذَلِكَ ابتِغَاءَ وَجهِكَ فَافرُج عَنّا مَا بقَيِ‌َ مِنهَا فَفَرّجَ اللّهُ عَنهُم فَخَرَجُوا يَتَمَاشَونَ

بيان قال الجوهري‌ أراح إبله أي ردها إلي المراح وأرحت علي الرجل حقه إذارددته عليه انتهي وانضاع الفرخ صاح وتلوي عندالجوع و في النهاية الفرق بالتحريك مكيال يسع ستة عشر رطلا انتهي و في بعض النسخ يفرق بصيغة الفعل ولعله تصحيف

4-فس ،[تفسير القمي‌] أَم حَسِبتَ أَنّ أَصحابَ الكَهفِ وَ الرّقِيمِ كانُوا مِن آياتِنا عَجَباً يَقُولُ قَد آتَينَاكَ مِنَ الآيَاتِ مَا هُوَ أَعجَبُ مِنهُ وَ هُم فِتيَةٌ كَانُوا فِي الفَترَةِ بَينَ عِيسَي ابنِ مَريَمَ ع وَ مُحَمّدٍص وَ أَمّا الرّقِيمُ فَهُمَا لَوحَانِ مِن نُحَاسٍ مَرقُومٌ أَي مَكتُوبٌ فِيهِمَا أَمرُ الفِتيَةِ وَ أَمرُ إِسلَامِهِم وَ مَا أَرَادَ مِنهُم دَقيَانُوسُ المَلِكُ وَ كَيفَ كَانَ أَمرُهُم وَ حَالُهُم

قَالَ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ فحَدَثّنَيِ‌ أَبِي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ سَبَبُ نُزُولِ سُورَةِ الكَهفِ أَنّ قُرَيشاً بَعَثُوا ثَلَاثَةَ نَفَرٍ إِلَي نَجرَانَ النّضرَ بنَ حَارِثِ بنِ كَلَدَةَ وَ عُقبَةَ بنَ أَبِي مُعَيطٍ وَ العَاصَ بنَ وَائِلٍ السهّميِ‌ّ لِيَتَعَلّمُوا مِنَ اليَهُودِ وَ النّصَارَي مَسَائِلَ يَسأَلُونَهَا رَسُولَ اللّهِص فَخَرَجُوا إِلَي نَجرَانَ إِلَي عُلَمَاءِ اليَهُودِ فَسَأَلُوهُمُ فَقَالُوا اسأَلُوهُ عَن ثَلَاثِ مَسَائِلَ فَإِن أَجَابَكُم فِيهَا عَلَي مَا عِندَنَا فَهُوَ صَادِقٌ ثُمّ سَلُوهُ عَن مَسأَلَةٍ وَاحِدَةٍ فَإِنِ ادّعَي عِلمَهَا فَهُوَ كَاذِبٌ قَالُوا وَ مَا هَذِهِ المَسَائِلُ قَالُوا اسأَلُوهُ عَن فِتيَةٍ كَانُوا فِي الزّمَنِ الأَوّلِ فَخَرَجُوا وَ غَابُوا وَ نَامُوا كَم بَقُوا فِي نَومِهِم حَتّي انتَبَهُوا وَ كَم كَانَ عَدَدُهُم وَ أَيّ شَيءٍ كَانَ مَعَهُم مِن غَيرِهِم وَ مَا كَانَ قِصّتُهُم وَ اسأَلُوهُ عَن مُوسَي حِينَ أَمَرَهُ اللّهُ أَن يَتّبِعَ العَالِمَ وَ يَتَعَلّمَ مِنهُ مَن هُوَ وَ كَيفَ تَبِعَهُ وَ مَا كَانَ قِصّتُهُ مَعَهُ وَ اسأَلُوهُ عَن طَائِفٍ طَافَ مِن مَغرِبِ الشّمسِ وَ مَطلَعِهَا حَتّي بَلَغَ سَدّ يَأجُوجَ وَ مَأجُوجَ مَن هُوَ وَ كَيفَ كَانَ قِصّتُهُ ثُمّ أَملَوا عَلَيهِم أَخبَارَ هَذِهِ الثّلَاثِ المَسَائِلِ وَ قَالُوا لَهُم إِن أَجَابَكُم بِمَا قَد أَملَينَا عَلَيكُم فَهُوَ صَادِقٌ وَ إِن أَخبَرَكُم بِخِلَافِ ذَلِكَ فَلَا تُصَدّقُوهُ قَالُوا


صفحه : 423

فَمَا المَسأَلَةُ الرّابِعَةُ قَالُوا اسأَلُوهُ مَتَي تَقُومُ السّاعَةُ فَإِنِ ادّعَي عِلمَهَا فَهُوَ كَاذِبٌ فَإِنّ قِيَامَ السّاعَةِ لَا يَعلَمُهُ إِلّا اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي فَرَجَعُوا إِلَي مَكّةَ وَ اجتَمَعُوا إِلَي أَبِي طَالِبٍ فَقَالُوا يَا أَبَا طَالِبٍ إِنّ ابنَ أَخِيكَ يَزعُمُ أَنّ خَبَرَ السّمَاءِ يَأتِيهِ وَ نَحنُ نَسأَلُهُ عَن مَسَائِلَ فَإِن أَجَابَنَا عَنهَا عَلِمنَا أَنّهُ صَادِقٌ وَ إِن لَم يُخبِرنَا عَلِمنَا أَنّهُ كَاذِبٌ فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ سَلُوهُ عَمّا بَدَا لَكُم فَسَأَلُوهُ عَنِ الثّلَاثِ المَسَائِلِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص غَداً أُخبِرُكُم وَ لَم يَستَثنِ فَاحتَبَسَ الوحَي‌ُ عَنهُ أَربَعِينَ يَوماً حَتّي اغتَمّ النّبِيّ وَ شَكّ أَصحَابُهُ الّذِينَ كَانُوا آمَنُوا بِهِ وَ فَرِحَت قُرَيشٌ وَ استَهزَءُوا وَ آذَوا وَ حَزِنَ أَبُو طَالِبٍ فَلَمّا أَن كَانَ بَعدَ أَربَعِينَ يَوماً نَزَلَ عَلَيهِ جَبرَئِيلُ بِسُورَةِ الكَهفِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ يَا جَبرَئِيلُ لَقَد أَبطَأتَ فَقَالَ إِنّا لَا نَقدِرُ أَن نَنزِلَ إِلّا بِإِذنِ اللّهِ فَأَنزَلَأَم حَسِبتَ يَا مُحَمّدُأَنّ أَصحابَ الكَهفِ وَ الرّقِيمِ كانُوا مِن آياتِنا عَجَباً ثُمّ قَصّ قِصّتَهُم فَقَالَإِذ أَوَي الفِتيَةُ إِلَي الكَهفِ فَقالُوا رَبّنا آتِنا مِن لَدُنكَ رَحمَةً وَ هَيّئ لَنا مِن أَمرِنا رَشَداً

فَقَالَ الصّادِقُ ع إِنّ أَصحَابَ الكَهفِ وَ الرّقِيمِ كَانُوا فِي زَمَنِ مَلِكٍ جَبّارٍ عَاتٍ وَ كَانَ يَدعُو أَهلَ مَملَكَتِهِ إِلَي عِبَادَةِ الأَصنَامِ فَمَن لَم يُجِبهُ قَتَلَهُ وَ كَانَ هَؤُلَاءِ قَوماً مُؤمِنِينَ يَعبُدُونَ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ وَ وَكّلَ المَلِكُ بِبَابِ المَدِينَةِ حَرَساً وَ لَم يَدَع أَحَداً يَخرُجُ حَتّي يَسجُدَ الأَصنَامَ وَ خَرَجَ هَؤُلَاءِ بِعِلّةِ الصّيدِ وَ ذَلِكَ أَنّهُم مَرّوا بِرَاعٍ فِي طَرِيقِهِم فَدَعَوهُ إِلَي أَمرِهِم فَلَم يُجِبهُم وَ كَانَ مَعَ الراّعيِ‌ كَلبٌ فَأَجَابَهُمُ الكَلبُ وَ خَرَجَ مَعَهُم فَقَالَ الصّادِقُ ع فَلَا يَدخُلُ الجَنّةَ مِنَ البَهَائِمِ إِلّا ثَلَاثَةٌ حِمَارُ بَلعَمَ بنِ بَاعُورَاءَ وَ ذِئبُ يُوسُفَ وَ كَلبُ أَصحَابِ الكَهفِ


صفحه : 424

فَخَرَجَ أَصحَابُ الكَهفِ مِنَ المَدِينَةِ بِعِلّةِ الصّيدِ هَرَباً مِن دِينِ ذَلِكَ المَلِكِ فَلَمّا أَمسَوا دَخَلُوا ذَلِكَ الكَهفَ وَ الكَلبُ مَعَهُم فَأَلقَي اللّهُ عَلَيهِمُ النّعَاسَ كَمَا قَالَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيفَضَرَبنا عَلَي آذانِهِم فِي الكَهفِ سِنِينَ عَدَداًفَنَامُوا حَتّي أَهلَكَ اللّهُ ذَلِكَ المَلِكَ وَ أَهلَ مَملَكَتِهِ وَ ذَهَبَ ذَلِكَ الزّمَانُ وَ جَاءَ زَمَانٌ آخَرُ وَ قَومٌ آخَرُونَ ثُمّ انتَبَهُوا فَقَالَ بَعضُهُم لِبَعضٍ كَم نِمنَا هَاهُنَا فَنَظَرُوا إِلَي الشّمسِ قَدِ ارتَفَعَت فَقَالُوا نِمنَا يَوماً أَو بَعضَ يَومٍ ثُمّ قَالُوا لِوَاحِدٍ مِنهُم خُذ هَذَا الوَرِقَ وَ ادخُلِ المَدِينَةَ مُتَنَكّراً لَا يَعرِفُوكَ فَاشتَرِ لَنَا طَعَاماً فَإِنّهُم إِن عَلِمُوا بِنَا وَ عَرَفُونَا قَتَلُونَا أَو رَدّونَا فِي دِينِهِم فَجَاءَ ذَلِكَ الرّجُلُ فَرَأَي المَدِينَةَ بِخِلَافِ ألّذِي عَهِدَهَا وَ رَأَي قَوماً بِخِلَافِ أُولَئِكَ لَم يَعرِفهُم وَ لَم يَعرِفُوا لُغَتَهُ وَ لَم يَعرِف لُغَتَهُم فَقَالُوا لَهُ مَن أَنتَ وَ مِن أَينَ جِئتَ فَأَخبَرَهُم فَخَرَجَ مَلِكُ تِلكَ المَدِينَةِ مَعَ أَصحَابِهِ وَ الرّجُلُ مَعَهُم حَتّي وَقَفُوا عَلَي بَابِ الكَهفِ وَ أَقبَلُوا يَتَطَلّعُونَ فِيهِ فَقَالَ بَعضُهُم هَؤُلَاءِ ثَلَاثَةٌ وَرابِعُهُم كَلبُهُم وَ قَالَ بَعضُهُم هُم خَمسَةٌ وَسادِسُهُم كَلبُهُم وَ قَالَ بَعضُهُم هُمسَبعَةٌ وَ ثامِنُهُم كَلبُهُم وَ حَجَبَهُمُ اللّهُ بِحِجَابٍ مِنَ الرّعبِ فَلَم يَكُن أَحَدٌ يَقدَمُ بِالدّخُولِ عَلَيهِم غَيرُ صَاحِبِهِم وَ إِنّهُ لَمّا دَخَلَ عَلَيهِم وَجَدَهُم خَائِفِينَ أَن يَكُونُوا أَصحَابَ دَقيَانُوسَ شَعَرُوا بِهِم فَأَخبَرَهُم صَاحِبُهُم أَنّهُم كَانُوا نَائِمِينَ هَذَا الزّمَنَ الطّوِيلَ وَ أَنّهُم آيَةٌ لِلنّاسِ فَبَكَوا وَ سَأَلُوا اللّهَ تَعَالَي أَن يُعِيدَهُم إِلَي مَضَاجِعِهِم نَائِمِينَ كَمَا كَانُوا ثُمّ قَالَ المَلِكُ ينَبغَيِ‌ أَن نبَنيِ‌َ هَاهُنَا مَسجِداً وَ نَزُورَهُ فَإِنّ هَؤُلَاءِ قَومٌ مُؤمِنُونَ فَلَهُم فِي كُلّ سَنَةٍ نَقلَتَينِ يَنَامُونَ سِتّةَ أَشهُرٍ عَلَي جُنُوبِهِمُ اليُمنَي وَ سِتّةَ أَشهُرٍ عَلَي جُنُوبِهِمُ اليُسرَي وَ الكَلبُ مَعَهُم قَد بَسَطَ ذِرَاعَيهِ بِفِنَاءِ الكَهفِ وَ ذَلِكَ قَولُهُنَحنُ نَقُصّ عَلَيكَ نَبَأَهُم بِالحَقّ أَي خَبَرَهُم إِلَي قَولِهِبِالوَصِيدِ أَي بِالفِنَاءِوَ كَذلِكَ بَعَثناهُم أَي أَنبَهنَاهُم إِلَي قَولِهِوَ كَذلِكَ أَعثَرنا عَلَيهِم وَ هُمُ الّذِينَ ذَهَبُوا إِلَي بَابِ الكَهفِ إِلَي قَولِهِسَبعَةٌ وَ ثامِنُهُم كَلبُهُم فَقَالَ اللّهُ لِنَبِيّهِص


صفحه : 425

قُللَهُمربَيّ‌ أَعلَمُ بِعِدّتِهِم ما يَعلَمُهُم إِلّا قَلِيلٌ ثُمّ انقَطَعَ خَبَرُهُم فَقَالَفَلا تُمارِ فِيهِم إِلَي قَولِهِإِلّا أَن يَشاءَ اللّهُأَخبَرَهُ أَنّهُ إِنّمَا حُبِسَ الوحَي‌ُ أَربَعِينَ صَبَاحاً لِأَنّهُ قَالَ لِقُرَيشٍ غَداً أُخبِرُكُم بِجَوَابِ مَسَائِلِكُم وَ لَم يَستَثنِ فَقَالَ اللّهُوَ لا تَقُولَنّ إِلَي قَولِهِرَشَداً ثُمّ عَطَفَ عَلَي الخَبَرِ الأَوّلِ ألّذِي حَكَي عَنهُم أَنّهُم يَقُولُونَثَلاثَةٌ رابِعُهُم كَلبُهُم فَقَالَوَ لَبِثُوا فِي كَهفِهِم ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَ ازدَادُوا تِسعاً وَ هُوَ حِكَايَةٌ عَنهُم وَ لَفظُهُ خَبَرٌ وَ الدّلِيلُ عَلَي أَنّهُ حِكَايَةٌ عَنهُم قَولُهُقُلِ اللّهُ أَعلَمُ بِما لَبِثُوا

وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِلَن نَدعُوَا مِن دُونِهِ إِلهاً لَقَد قُلنا إِذاً شَطَطاًيعَنيِ‌ جَوراً عَلَي اللّهِ إِن قُلنَا إِنّ لَهُ شَرِيكاً وَ قَولُهُلَو لا يَأتُونَ عَلَيهِم بِسُلطانٍ بَيّنٍيعَنيِ‌ بِحُجّةٍ بَيّنَةٍ أَنّ مَعَهُ شَرِيكاً وَ قَولُهُوَ تَحسَبُهُم أَيقاظاً وَ هُم رُقُودٌ يَقُولُ تَرَي أَعيُنَهُم مَفتُوحَةًوَ هُم رُقُودٌيعَنيِ‌ نِيَامٌوَ نُقَلّبُهُم ذاتَ اليَمِينِ وَ ذاتَ الشّمالِ فِي كُلّ عَامٍ مَرّتَينِ لِئَلّا تَأكُلَهُمُ الأَرضُ وَ قَولُهُفَليَنظُر أَيّها أَزكي طَعاماً يَقُولُ أَيّهَا أَطيَبُ طَعَاماً وَ قَولُهُوَ كَذلِكَ أَعثَرنا عَلَيهِميعَنيِ‌ أَطلَعنَا عَلَي الفِتيَةِلِيَعلَمُوا أَنّ وَعدَ اللّهِ حَقّ فِي البَعثِوَ أَنّ السّاعَةَ لا رَيبَ فِيهايعَنيِ‌ لَا شَكّ فِيهَا بِأَنّهَا كَائِنَةٌ وَ قَولُهُرَجماً بِالغَيبِيعَنيِ‌ ظَنّاً بِالغَيبِ مَا يَستَفتُونَهُم وَ قَولُهُفَلا تُمارِ فِيهِم إِلّا مِراءً ظاهِراً يَقُولُ حَسبُكَ مَا قَصَصنَا عَلَيكَ مِن أَمرِهِموَ لا تَستَفتِ فِيهِم مِنهُم أَحَداً يَقُولُ لَا تَسأَل عَن أَصحَابِ الكَهفِ أَحَداً مِن أَهلِ الكِتَابِ

5-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ بِإِسنَادِهِ إِلَي ابنِ أُورَمَةَ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدٍ الحضَرمَيِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ يَحيَي الكاَهلِيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع وَ ذَكَرَ أَصحَابَ الكَهفِ فَقَالَ لَو كَلّفَكُم قَومُكُم مَا كَلّفَهُم قَومُهُم فَافعَلُوا فِعلَهُم فَقِيلَ لَهُ وَ مَا كَلّفَهُم قَومُهُم قَالَ كَلّفُوهُمُ الشّركَ بِاللّهِ فَأَظهَرُوهُ لَهُم وَ أَسَرّوا الإِيمَانَ حَتّي جَاءَهُمُ الفَرَجُ وَ قَالَ إِنّ أَصحَابَ الكَهفِ كَذَبُوا فَآجَرَهُم وَ صَدَقُوا فَآجَرَهُمُ اللّهُ وَ قَالَ كَانُوا صَيَارِفَةَ كَلَامٍ وَ لَم يَكُونُوا صَيَارِفَةَ الدّرَاهِمِ وَ قَالَ خَرَجَ أَصحَابُ الكَهفِ عَلَي غَيرِ مِيعَادٍ فَلَمّا صَارُوا


صفحه : 426

فِي الصّحرَاءِ أَخَذَ هَذَا عَلَي هَذَا وَ هَذَا عَلَي هَذَا العَهدَ وَ المِيثَاقَ ثُمّ قَالَ أَظهِرُوا أَمرَكُم فَأَظهَرُوهُ فَإِذَا هُم عَلَي أَمرٍ وَاحِدٍ وَ قَالَ إِنّ أَصحَابَ الكَهفِ أَسَرّوا الإِيمَانَ وَ أَظهَرُوا الكُفرَ فَكَانُوا عَلَي إِظهَارِهِمُ الكُفرَ أَعظَمَ أَجراً مِنهُم عَلَي إِسرَارِهِمُ الإِيمَانَ وَ قَالَ مَا بَلَغَت تَقِيّةُ أَحَدٍ مَا بَلَغَت تَقِيّةُ أَصحَابِ الكَهفِ وَ إِن كَانُوا لَيَشُدّونَ الزّنَانِيرَ وَ يَشهَدُونَ الأَعيَادَ فَأَعطَاهُمُ اللّهُ أَجرَهُم مَرّتَينِ

شي‌،[تفسير العياشي‌] عن الكاهلي‌ مثله بيان قوله صيارفة كلام أي كانوا يميزون كلام الحق من الباطل

6-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي ابنِ أُورَمَةَ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ مَروَانَ عَنِ الفُضَيلِ بنِ يَسَارٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ أَصحَابَ الكَهفِ كَذَبُوا المَلِكَ فَأُجِرُوا وَ صَدَقُوا فَأُجِرُوا

7-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ عَنِ ابنِ أُورَمَةَ عَنِ البزَنَطيِ‌ّ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيأَم حَسِبتَ أَنّ أَصحابَ الكَهفِ وَ الرّقِيمِ قَالَ هُم قَومٌ فُقِدُوا فَكَتَبَ مَلِكُ ذَلِكَ الزّمَانِ أَسمَاءَهُم وَ أَسمَاءَ آبَائِهِم وَ عَشَائِرِهِم فِي صُحُفٍ مِن رَصَاصٍ

شي‌،[تفسير العياشي‌] عن محمد عن أحمد بن علي عنه ع مثله

8-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]الصّدُوقُ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مَهزِيَارَ عَن أَخِيهِ عَن


صفحه : 427

أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَن أَبِي جَمِيلَةَ عَن جَابِرِ بنِ يَزِيدَ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ الحَارِثِ البرادي‌ عَنِ ابنِ أَبِي أَوفَي قَالَ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ خَرَجَ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ يَسِيحُونَ فِي الأَرضِ فَبَينَمَا هُم يَعبُدُونَ اللّهَ فِي كَهفٍ فِي قُلّةِ جَبَلٍ حَتّي بَدَت صَخرَةٌ مِن أَعلَي الجَبَلِ حَتّي التَقَت بَابَ الكَهفِ فَقَالَ بَعضُهُم يَا عِبَادَ اللّهِ وَ اللّهِ لَا يُنجِيكُم مِنهَا وَ بَقِيتُم فِيهِ إِلّا أَن تَصدُقُوا عَنِ اللّهِ فَهَلُمّوا مَا عَمِلتُم خَالِصاً لِلّهِ فَقَالَ أَحَدُهُم أللّهُمّ إِن كُنتَ تَعلَمُ أنَيّ‌ طَلَبتُ جَيّدَةً لِحُسنِهَا وَ جَمَالِهَا وَ أَعطَيتُ فِيهَا مَالًا ضَخماً حَتّي إِذَا قَدَرتُ عَلَيهَا وَ جَلَستُ مِنهَا مَجلِسَ الرّجُلِ مِنَ المَرأَةِ ذَكَرتُ النّارَ فَقُمتُ عَنهَا فَرَقاً مِنكَ فَارفَع عَنّا هَذِهِ الصّخرَةَ قَالَ فَانصَدَعَت حَتّي نَظَرُوا إِلَي الضّوءِ ثُمّ قَالَ آخَرُ أللّهُمّ إِن كُنتَ تَعلَمُ أنَيّ‌ استَأجَرتُ قَوماً كُلّ رَجُلٍ مِنهُم بِنِصفِ دِرهَمٍ فَلَمّا فَرَغُوا أَعطَيتُهُم أُجُورَهُم فَقَالَ رَجُلٌ لَقَد عَمِلتُ عَمَلَ رَجُلَينِ وَ اللّهِ لَا آخُذُ إِلّا دِرهَماً ثُمّ ذَهَبَ وَ تَرَكَ مَالَهُ عنِديِ‌ فَبَذَرتُ بِذَلِكَ النّصفِ الدّرهَمِ فِي الأَرضِ فَأَخرَجَ اللّهُ بِهِ رِزقاً وَ جَاءَ صَاحِبُ النّصفِ الدّرهَمِ فَأَرَادَهُ فَدَفَعتُ إِلَيهِ عَشَرَةَ آلَافِ دِرهَمٍ حَقّهُ فَإِن كُنتَ تَعلَمُ أَنّمَا فَعَلتُ ذَلِكَ مَخَافَةً مِنكَ فَارفَع عَنّا هَذِهِ الصّخرَةَ قَالَ فَانفَرَجَت حَتّي نَظَرَ بَعضُهُم إِلَي بَعضٍ ثُمّ قَالَ الآخَرُ أللّهُمّ إِن كُنتَ تَعلَمُ أَنّ أَبِي وَ أمُيّ‌ كَانَا نَائِمَينِ فَأَتَيتُهُمَا بِقَصعَةٍ مِن لَبَنٍ فَخِفتُ أَن أَضَعَهُ فَيَقَعَ فِيهِ هَامّةٌ وَ كَرِهتُ أَن أُنَبّهَهُمَا مِن نَومِهِمَا فَيَشُقّ ذَلِكَ عَلَيهِمَا فَلَم أَزَل بِذَلِكَ حَتّي استَيقَظَا فَشَرِبَا أللّهُمّ إِن كُنتَ تَعلَمُ أنَيّ‌ فَعَلتُ ذَلِكَ ابتِغَاءً لِوَجهِكَ فَارفَع عَنّا هَذِهِ الصّخرَةَ فَانفَرَجَت حَتّي سَهّلَ اللّهُ لَهُمُ المَخرَجَ ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن صَدَقَ اللّهَ نَجَا


صفحه : 428

9-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ أَصحَابَ الكَهفِ أَسَرّوا الإِيمَانَ وَ أَظهَرُوا الكُفرَ فَآجَرَهُمُ اللّهُ مَرّتَينِ

10-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن سُلَيمَانَ بنِ جَعفَرٍ الهذُلَيِ‌ّ قَالَ قَالَ لِي جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ ع يَا سُلَيمَانُ مَنِ الفَتَي قَالَ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ الفَتَي عِندَنَا الشّابّ قَالَ لِي أَ مَا عَلِمتَ أَنّ أَصحَابَ الكَهفِ كَانُوا كُلّهُم كُهُولًا فَسَمّاهُمُ اللّهُ فِتيَةً بِإِيمَانِهِم يَا سُلَيمَانُ مَن آمَنَ بِاللّهِ وَ اتّقَي فَهُوَ الفَتَي

11-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَبِي بَكرٍ الحضَرمَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ خَرَجَ أَصحَابُ الكَهفِ عَلَي غَيرِ مَعرِفَةٍ وَ لَا مِيعَادٍ فَلَمّا صَارُوا فِي الصّحرَاءِ أَخَذَ بَعضُهُم عَلَي بَعضٍ العُهُودَ وَ المَوَاثِيقَ فَأَخَذَ هَذَا عَلَي هَذَا وَ هَذَا عَلَي هَذَا ثُمّ قَالُوا أَظهِرُوا أَمرَكُم فَأَظهَرُوهُ فَإِذَا هُم عَلَي أَمرٍ وَاحِدٍ

12-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن دُرُستَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ ذَكَرَ أَصحَابَ الكَهفِ فَقَالَ كَانُوا صَيَارِفَةَ كَلَامٍ وَ لَم يَكُونُوا صَيَارِفَةَ دَرَاهِمَ

13-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَنِ البطِيّخيِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِلَوِ اطّلَعتَ عَلَيهِم لَوَلّيتَ مِنهُم فِراراً وَ لَمُلِئتَ مِنهُم رُعباً قَالَ إِنّ ذَلِكَ لَم يَعنِ بِهِ النّبِيّص إِنّمَا عَنَي بِهِ المُؤمِنِينَ بَعضَهُم لِبَعضٍ لَكِنّهُ حَالُهُمُ التّيِ‌ هُم عَلَيهَا

14-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ عَن دُرُستَ الواَسطِيِ‌ّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَا بَلَغَت تَقِيّةُ أَحَدٍ تَقِيّةَ أَصحَابِ الكَهفِ إِن كَانُوا لَيَشهَدُونَ الأَعيَادَ وَ يَشُدّونَ الزّنَانِيرَ فَأَعطَاهُمُ اللّهُ أَجرَهُم مَرّتَينِ

شي‌،[تفسير العياشي‌] عن درست مثله


صفحه : 429

15-كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَن صَالِحِ بنِ السنّديِ‌ّ عَن جَعفَرِ بنِ بَشِيرٍ عَن خَالِدِ بنِ عُمَارَةَ عَن سَدِيرٍ الصيّرفَيِ‌ّ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ جَعفَرٍ ع حَدِيثٌ بلَغَنَيِ‌ عَنِ الحَسَنِ البصَريِ‌ّ فَإِن كَانَ حَقّاً فَإِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَ قَالَ وَ مَا هُوَ قُلتُ بلَغَنَيِ‌ أَنّ الحَسَنَ البصَريِ‌ّ كَانَ يَقُولُ لَو غَلَي دِمَاغُهُ مِن حَرّ الشّمسِ مَا استَظَلّ بِحَائِطِ صيَرفَيِ‌ّ وَ لَو تَفَرّثَ كَبِدُهُ عَطَشاً لَم يَستَسقِ مِن دَارِ صيَرفَيِ‌ّ مَاءً وَ هُوَ عمَلَيِ‌ وَ تجِاَرتَيِ‌ وَ عَلَيهِ نَبَتَ لحَميِ‌ وَ دمَيِ‌ وَ مِنهُ حجَيّ‌ وَ عمُرتَيِ‌ فَجَلَسَ ثُمّ قَالَ كَذَبَ الحَسَنُ خُذ سَوَاءً وَ أَعطِ سَوَاءً فَإِذَا حَضَرَتِ الصّلَاةُ دَع مَا بِيَدِكَ وَ انهَض إِلَي الصّلَاةِ أَ مَا عَلِمتَ أَنّ أَصحَابَ الكَهفِ كَانُوا صَيَارِفَةً

بيان لعله ع إنما ذكر ذلك إلزاما عليهم حيث ظنوا أنهم كانوا صيارفة الدراهم لئلا ينافي‌ ماسبق والصدوق رحمه الله قال في الفقيه بعدإيراد الخبر يعني‌ صيارفة الكلام و لم يعن صيارفة الدراهم ولعله رحمه الله ذهب عليه أن هذاالمعني لايناسب هذاالمقام و قديوجه الخبر علي ماحمله عليه بوجوه .الأول أن أصحاب الكهف كانوا صيارفة الكلام يميزون بين الحق والباطل فينبغي‌ أن تكون أيضا كذلك فلم تنقل هذاالكلام عن الحسن مع أن قوله ليس بحجة و مع ذلك ظاهر الفساد لأن الاستظلال بظل الكافر والاستسقاء من داره جائز والصيرفي‌ لا يكون شرا منه وأيضا بيع الصرف من الأمور الضرورية التي‌ تجب كفاية.الثاني‌ أن يقرأ يعني‌ و لم يعن علي بناء المجهول فالمراد أن الحسن وهم في تأويل ماروي‌ في ذم الصيارفة فإن المعني‌ بهاصيارفة الكلام قال ابن الأثير في حديث الخولاني‌ من طلب صرف الحديث يبتغي‌ به إقبال وجوه الناس إليه أراد بصرف


صفحه : 430

الحديث مايتكلفه الإنسان من الزيادة فيه علي قدر الحاجة وإنما كره ذلك لمايدخله من الرياء والتصنع لماتخالطه من الكذب انتهي .أقول و علي هذايمكن أن يقرأ علي بناء المعلوم أيضا بأن يكون الضميران راجعين إلي الرسول ص .الثالث أن يكون المعني أن أصحاب الكهف كانوا صيارفة الكلام كمايقال فلان يحسن صرف الكلام أي تفضيل بعضه علي بعض فأصل الصرف والتمييز ليس بحرام بل هو من الكلام وإنما الحرام مايصدر عن بعض الصيارفة من الغش والرباء وغيرهما.الرابع أن يكون ذكره ع ذلك بعدرد قول الحسن أمرا بالتقية بأن أصحاب الكهف كانوا صيارفة كلام يصرفونه عن ظاهره في مقام التقية و عليه يمكن أن يحمل خبر الكاهلي‌.تتمة قال الثعلبي‌ في تفسيره قال محمد بن إسحاق مرج أهل الإنجيل وكثرت فيهم الخطايا حتي عبدوا الأصنام وذبحوا للطواغيت وفيهم بقايا علي دين المسيح ع متمسكين بعبادة الله عز و جل وتوحيده حتي ظهر فيهم ملك يقال له دقيانوس كان ينزل قري الروم و لايترك في قرية ينزلها أحدا إلافتنه أن يعبد الأصنام ويذبح للطواغيت حتي نزل مدينة أصحاب الكهف وهي‌ أفسوس [أقسوس ] فلما نزلها كبر ذلك علي أهل الإيمان وهربوا في كل وجه فبعث الشرط يتبعونهم فيقدمهم إلي الجامع ألذي يذبح فيه للطواغيت فيخيرهم بين القتل و بين عبادة الأصنام والذبح للطواغيت فمنهم من يرغب في الحياة ومنهم من يأبي أن يعبد غير الله تعالي فيقتل فلما رأي ذلك أهل الشدة في الإيمان بالله عز و جل جعلوا يسلمون أنفسهم للعذاب والقتل فيقتلون ويقطعون ثم يربط ماقطع من أجسادهم علي سور المدينة من نواحيها كلها و علي كل باب من أبوابها


صفحه : 431

حتي عظمت الفتنة فلما رأي ذلك الفتية حزنوا حزنا شديدا فقاموا وصاموا واشتغلوا بالدعاء والتسبيح لله عز و جل وكانوا من أشراف الروم وكانوا ثمانية نفر فبكوا وتضرعوا وجعلوا يقولون رَبّنا رَبّ السّماواتِ وَ الأَرضِ لَن نَدعُوَا مِن دُونِهِ إِلهاً لَقَد قُلنا إِذاً شَطَطاًاكشف عن عبادك المؤمنين هذه الفتنة فبينا هم علي ذلك إذ أدركهم الشرط وكانوا قددخلوا في مصلي لهم فوجدوهم سجودا علي وجوههم يبكون ويتضرعون إلي الله عز و جل ويسألونه أن ينجيهم من دقيانوس وفئته فلما رأوهم رفعوا أمرهم إلي دقيانوس وقالوا هؤلاء الفتية من أهل بيتك يسخرون منك ويعصون أمرك فلما سمع ذلك أتي بهم تفيض أعينهم من الدمع معفرة وجوههم في التراب فقال لهم اختاروا إما أن تذبحوا لآلهتنا وإما أن أقتلكم فقال مكسلمينا و كان أكبرهم إن لنا إلها ملأ السماوات و الأرض عظمته لن ندعو من دونه إلها أبدا اصنع بنا مابدا لك وكذا قال أصحابه فأمر بهم فنزع منهم لبوسهم و كان عليهم من لبوس عظمائهم و قال إني‌ سأؤخركم لأني‌ أراكم شبانا فلاأحب أن أهلككم حتي أجعل لكم أجلا تذكرون فيه وتراجعون عقولكم ثم أمر بحلية كانت عليهم من ذهب وفضة فنزعت منهم ثم أخرجوا وانطلق دقيانوس إلي مدينة أخري قريبا منهم فلما رأي الفتية ذلك ائتمروا بينهم أن يأخذ كل رجل نفقة من بيت أبيه فيتصدقوا بها ويتزودوا مما بقي‌ ثم ينطلقوا إلي كهف قريب من المدينة في جبل يقال له ينجلوس فيعبدون الله حتي إذاجاء دقيانوس أتوه فيصنع بهم ماشاء ففعلوا ذلك واتبعهم كلب كان لهم فاشتغلوا فيه بالصلاة والصيام والتسبيح والتكبير والتحميد وكانوا كلما نفدت نفقتهم يذهب يمليخا و كان أجملهم وأجلدهم ويضع ثيابا كان عليه ويأخذ ثيابا كثياب المساكين الذين يستطعمون فينطلق إلي المدينة فيشتري‌ طعاما ويتسمع ويتجسس لهم الأخبار فلبثوا بذلك مالبثوا ثم قدم الجبار إلي المدينة فأمر العظماء فذبحوا للطواغيت و كان يمليخا بالمدينة يشتري‌ لأصحابه


صفحه : 432

طعامهم وشرابهم فرجع إلي أصحابه و هويبكي‌ ومعه طعام قليل فلما أخبرهم فزعوا ووقعوا سجودا يتضرعون إلي الله تعالي فقال يمليخا ياإخوتاه ارفعوا رءوسكم فاطعموا منه وتوكلوا علي ربكم فرفعوا رءوسهم وأعينهم تفيض من الدمع حزنا وخوفا علي أنفسهم فطعموا منه و ذلك مع غروب الشمس ثم جلسوا يتحدثون ويتدارسون ويذكر بعضهم بعضا فبينا هم علي ذلك إذ ضرب الله علي آذانهم في الكهف وكلبهم باسط ذراعيه بباب الكهف فأصابه ماأصابهم ونفقتهم عندرءوسهم فلما كان من الغد تفقدهم دقيانوس فأرسل إلي آبائهم فسألهم عنهم فقالوا له أمانحن فلم نعصك فلم تقتلنا بقوم مردة قدذهبوا بأموالنا فأهلكوها في أسواق المدينة ثم انطلقوا فارتقوا إلي جبل يدعي ينجلوس فأمر بالكهف أن يسد عليهم و قال دعوهم كماهم في الكهف يموتوا جوعا وعطشا. ثم إن رجلين مؤمنين كانا في بيت الملك يكتمان إيمانهما اسمهما يندروس وروياس ائتمرا أن يكتبا شأن الفتية وأنسابهم وأسماءهم وخبرهم في لوح من رصاص ثم يجعلانه في تابوت من نحاس ثم يجعلان التابوت في البنيان وقالا لعل الله يظهر علي هؤلاء الفتية قوما مؤمنين قبل يوم القيامة فيعلم من فتح عليهم حين يقرأ هذاالكتاب ففعلا ثم بنيا عليه فبقي‌ دقيانوس مابقي‌ ثم مات وقومه وقرون بعده كثيرة وخلفت الملوك بعدالملوك . و قال عبيد بن عمير كانوا فتيانا مطوقين مسورين ذوي‌ ذوائب و كان معهم كلب صيدهم فخرجوا في عيد لهم عظيم في زي‌ وموكب وأخرجوا معهم آلهتهم و قدقذف الله في قلوبهم الإيمان و كان أحدهم وزير الملك فآمنوا وأخفي كل منهم إيمانه من أصحابه فتفرقوا وعزم كل منهم علي أن يخرج من بين القوم فاجتمعوا تحت شجرة فأظهروا أمرهم فإذاهم علي أمر واحد فانطلقوا إلي الكهف ففقدهم قومهم فطلبوهم فأعمي الله عليهم أخبارهم فكتبوا أسماءهم وأنسابهم في لوح فلان وفلان وفلان أبناء ملوكنا فقدناهم في شهر كذا من سنة كذا في مملكة فلان بن فلان ووضعوا اللوح في خزانة الملك .


صفحه : 433

و قال وهب جاء حواري‌ عيسي ع إلي مدينة أصحاب الكهف فأراد أن يدخلها فقيل له إن علي بابها صنما لايدخلها أحد إلاسجد له فكره أن يدخلها فأتي حماما قريبا من تلك المدينة فكان يؤاجر نفسه من الحمامي‌ ويعمل فيه ورأي صاحب الحمام في حمامه البركة وجعل يقوم عليه وعلقه فتية من أهل المدينة فجعل يخبرهم خبر السماء و الأرض وخبر الآخرة حتي آمنوا به وصدقوه وكانوا علي مثل حاله و كان يشترط علي صاحب الحمام أن الليل لايحول بيني‌ وبينه أحد و لا بين الصلاة و كان علي ذلك حتي أتي ابن الملك بامرأة فدخل بهاالحمام فعيره الحواري‌ و قال له أنت ابن الملك تدخل مع هذه فاستحيا فذهب فرجع مرة أخري فقال له مثل ذلك فسبه وانتهره و لم يلتفت حتي دخلا معا وماتا جميعا في الحمام فأتي الملك فقيل له قتل صاحب الحمام ابنك فالتمس فلم يقدر عليه فقال من كان يصحبه فسمي‌ الفتية فالتمسوا فخرجوا من المدينة فمروا بصاحب لهم في زرع و هو علي مثل إيمانهم فذكروا له أنهم التمسوا فانطلق معهم ومعه كلب حتي آواهم الليل إلي الكهف فدخلوا وقالوا نبيت هاهنا ونصبح إن شاء الله فترون رأيكم فضرب الله علي آذانهم فخرج الملك في أصحابه يتبعونهم حتي وجدوهم قددخلوا الكهف وكلما أراد الرجل منهم دخوله أرعب فلم يطق أحد دخوله و قال قائل أ ليس لوكنت قدرت عليهم قتلتهم قال بلي قال فابن عليهم باب الكهف واتركهم فيه يموتوا عطشا وجوعا ففعل . قال وهب وصبروا بعد ماسد عليهم باب الكهف زمانا بعدزمان ثم إن راعيا أدركه المطر عندالكهف فقال لوفتحت هذاالكهف فأدخلته غنمي‌ من المطر فلم يزل يعالجه حتي فتح ورد الله إليهم أرواحهم من الغد حين أصبحوا. و قال محمد بن إسحاق ثم ملك أهل تلك البلاد رجل صالح يقال له تندوسيس


صفحه : 434

فلما ملك بقي‌ في ملكه ثمانيا وثلاثين سنة فتحزب الناس في ملكه أحزابا منهم من يؤمن بالله ويعلم أن الساعة حق ومنهم من يكذب بها وكبر ذلك علي الملك وبكي إلي الله عز و جل وتضرع إليه وحزن حزنا شديدا فلما فشا ذلك في ملكه دخل بيته وأغلقه عليه ولبس مسحا وجعل تحته رمادا وجعل يتضرع إلي الله ليله ونهاره ويبكي‌ مما يري فيه الناس فأحيا الله الفتية فجلسوا فرحين مسفرة وجوههم طيبة أنفسهم فسلم بعضهم علي بعض كأنما استيقظوا من ساعتهم التي‌ كانوا يستيقظون لها إذاأصبحوا من ليلتهم ثم قاموا إلي الصلاة فصلوا فلما قضوا صلاتهم قال بعضهم لبعض كَم لَبِثتُم قالُوا لَبِثنا يَوماً أَو بَعضَ يَومٍ قالُوا رَبّكُم أَعلَمُ بِما لَبِثتُم و كل ذلك في أنفسهم يسير فقال لهم يمليخا افتقدتم والتمستم بالمدينة و هويريد أن يؤتي بكم اليوم فتذبحون للطواغيت أويقتلكم فما شاء الله بعد ذلك فعل فقال لهم مكسملينا ياإخوتاه اعلموا أنكم ملاقو الله و لاتكفروا بعدإيمانكم إذادعاكم غدا ثم قالوا ليمليخا انطلق إلي المدينة فتسمع مايقال لنا بهااليوم و ما ألذي نذكر به عنددقيانوس وتلطف و لايشعرن بنا أحد وابتع لنا طعاما فأتنا به وزدنا علي الطعام ألذي جئتنا به أمس فإنه كان قليلا فقد أصبحنا جياعا.فانطلق يمليخا في الثياب التي‌ كان يتنكر فيها فلما أتي باب المدينة رأي فوق ظهر الباب علامة تكون لأهل الإيمان فعجب من ذلك فتحول إلي باب آخر فرأي مثل ذلك ورأي ناسا كثيرا محدثين لم يكن رآهم قبل ذلك فجعل يمشي‌ ويعجب ثم دخل المدينة فسمع الناس يحلفون باسم عيسي ابن مريم فزاده فرقا فقال في نفسه لعل هذه المدينة ليست بالمدينة التي‌ أعرف ثم لقي‌ فتي من أهلها فقال له مااسم هذه المدينة يافتي فقال أفسوس [أقسوس ] فقال في نفسه لعل بي‌ مسا أوأمرا أذهب عقلي‌ و الله يحق لي أن أسرع الخروج منها قبل أن أخزي أويصيبني‌ شر فدنا من الذين يبيعون الطعام


صفحه : 435

فأخرج الورقة التي‌ كانت معه فأعطاها رجلا منهم فقال يا عبد الله بعني‌ بهذا الورق طعاما فأخذها الرجل فنظر إلي ضرب الورق ونقشها فتعجب منها ثم طرحها إلي رجل من أصحابه فنظر إليها ثم جعلوا يتطارحونها من رجل إلي رجل ويتعجبون منها ثم جعلوا يتسارون بينهم و يقول بعضهم لبعض إن هذا الرجل قدأصاب كنزا خبيئا في الأرض منذ زمان ودهر طويل فلما رآهم يتسارون فرق فرقا شديدا وجعل يرتعد ويظن أنهم عرفوه وإنما يريدون أن يذهبوا به إلي ملكهم دقيانوس وجعل ناس آخر يأتونه فيتعرفونه فقالوا له من أنت يافتي و ماشأنك و الله لقد وجدت كنزا من كنوز الأولين و أنت تريد أن تخفيه منا فشاركنا فيه نخف عليك ماوجدت فإنك إن لم تفعل نأت بك السلطان فنسلمك إليه فيقتلك فقال في نفسه قدوقعت في كل شيءأحذر منه . ثم قالوا يافتي إنك لاتستطيع أن تكتم ماوجدت فجعل يمليخا مايدري‌ ما يقول لهم و مايرجع إليهم وفرق حتي لايحير جوابا فأخذوا كساءه فطووا في عنقه ثم جعلوا يقودونه في سكك المدينة ملبيا حتي سمع به من فيهافقيل أخذ رجل عنده كنز واجتمع عليه أهل المدينة صغيرهم وكبيرهم فجعلوا ينظرون إليه ويقولون و الله ما هذاالفتي من أهل هذه المدينة و مانعرفه و كان يمليخا ينتظر أن يأتي‌ أبوه وإخوته فيخلصوه منهم ويخاف أن يذهبوا به إلي دقيانوس حتي ذهبوا به إلي رأسي‌ المدينة أربوس وأسلطيوس وكانا رجلين صالحين فقال أحدهما أين الكنز ألذي وجدت هذاالورق يشهد عليك أنك وجدت كنزا فقال ماوجدت كنزا ولكن هذاالورق ورق آبائي‌ ونقش هذه المدينة وضربها ولكن و الله ماأدري‌ ماشأني‌ و ماأقول لكما فقال أحدهما ممن أنت فقال أما ماأري فكنت أري أني‌ من أهل المدينة قالوا فمن أبوك و من يعرفك بهافأنبأهم باسم أبيه فلم يجدوا له أحدا يعرفه و لاأباه فقال له أحدهما أتظن أنانرسلك ونصدقك ونقش هذاالورق وضربها أكثر من ثلاثمائة سنة و أنت غلام شاب تظن أنك تأفكنا وتسخر بنا فقال يمليخا أنبئوني‌ عن شيءأسألكم عنه قالوا سل


صفحه : 436

قال مافعل الملك دقيانوس قالا له ليس نعرف اليوم ملكا يسمي دقيانوس علي وجه الأرض و لم يكن إلاملك قدهلك منذ زمان ودهر طويل وهلكت بعده قرون كثيرة فقال يمليخا و الله ما هوبمصدقي‌ أحد من الناس بما أقول لقد كنا فتية و إن الملك أكرهنا علي عبادة الأوثان والذبح للطواغيت فهربنا منه عشية أمس فنمنا فلما انتبهنا خرجت لأشتري‌ لأصحابي‌ وأتجسس الأخبار فإذا أنا كماترون فانطلقوا معي‌ إلي الكهف ألذي في جبل ينجلوس أريكم أصحابي‌. فلما سمع أربوس ذلك قال ياقوم هذه آية من آيات الله عز و جل جعلها لكم علي يدي‌ هذاالفتي فانطلقوا جميعا معه نحو أصحاب الكهف فلما رأي الفتية أن يمليخا قداحتبس عليهم بطعامهم ظنوا أنه قدأخذه دقيانوس فبينا هم يظنون ويتخوفون إذ سمعوا الأصوات وظنوا أنهم رسل دقيانوس فقاموا إلي الصلاة وسلم بعضهم إلي بعض وقالوا انطلقوا بنا نأت أخانا يمليخا فإنه الآن بين يدي‌ الجبار فلم يروا إلاأربوس وأصحابه وقوفا علي باب الكهف وسبقهم يمليخا فدخل عليهم يبكي‌ وقص عليهم النبأ كله فعرفوا عند ذلك أنهم كانوا نياما بأمر الله ذلك الزمان كله وإنما أوقظوا ليكونوا آية للناس وتصديقا للبعث . ثم دخل أربوس فرأي تابوتا من نحاس مختوما بخاتم من فضة ففتح التابوت فوجدوا فيه لوحين من رصاص مكتوب فيهما إن مكسملينا ومجسملينا ويمليخا ومرطونس وكسوطونس وبيورس وبكرنوس وبطينوس كانوا فتية هربوا من ملكهم دقيانوس الجبار مخافة أن يفتنهم عن دينهم فدخلوا هذاالكهف فلما أخبر بمكانهم أمر بالكهف فسد عليهم بالحجارة وإنا كتبنا شأنهم وخبرهم ليعلمه من بعدهم إن عثر عليهم فلما رأوه عجبوا وحمدوا الله ألذي أراهم آية البعث ثم دخلوا عليهم فوجدوهم جلوسا مشرقة وجوههم لم تبل ثيابهم فخر أربوس وأصحابه سجدا.


صفحه : 437

فبعث أربوس بريدا إلي ملكهم الصالح تندوسيس أن اعجل لعلك تنظر إلي آية من آيات الله أظهرها الله في ملكك وجعلها آية للعالمين ليكون نورا وضياء وتصديقا للبعث فاعجل علي فتية بعثهم الله و قد كان توفاهم أكثر من ثلاثمائة سنة فلما أتي الملك الخبر قام ورجع إليه عقله وذهب عنه همه و قال أحمدك الله رب السماوات و الأرض وأعبدك وأسبح لك تطولت علي ورحمتني‌ برحمتك فلم تطفئ النور ألذي كنت جعلت لآبائي‌ فأتاهم مع أهل مدينته . فلما رأي الفتية تندوسيس فرحوا به وخروا سجدا علي وجوههم وقام الملك قدامهم ثم اعتنقهم وبكي وهم جلوس بين يديه علي الأرض يسبحون الله عز و جل ويحمدونه ثم قالوا للملك نستودعك الله ونقرأ عليك السلام حفظك الله وحفظ ملكك ونعيذك بالله من شر الجن والإنس فبينا الملك قائم إذ رجعوا إلي مضاجعهم فناموا وتوفي الله أنفسهم وقام الملك إليهم فجعل ثيابه عليهم وأمر أن يجعلوا لكل رجل منهم تابوتا من ذهب فلما أمسوا ونام أتوه في المنام فقالوا إنا لم نخلق من ذهب و لافضة ولكنا خلقنا من تراب و إلي التراب نصير فاتركنا كماكنا في الكهف علي التراب حتي يبعثنا الله عز و جل منه فأمر الملك حينئذ بتوابيت من ساج فجعلوا فيها وحجبهم الله تعالي حين خرجوا من عندهم بالرعب فلم يقدر أحد علي أن يدخل عليهم وأمر الملك فجعل علي باب الكهف مسجدا يصلي فيه وجعل لهم عيدا عظيما وأمر أن يؤتي كل سنة


صفحه : 438

باب 82-قصة أصحاب الأخدود

الآيات البروج وَ السّماءِ ذاتِ البُرُوجِ وَ اليَومِ المَوعُودِ وَ شاهِدٍ وَ مَشهُودٍ قُتِلَ أَصحابُ الأُخدُودِ النّارِ ذاتِ الوَقُودِ إِذ هُم عَلَيها قُعُودٌ وَ هُم عَلي ما يَفعَلُونَ بِالمُؤمِنِينَ شُهُودٌ وَ ما نَقَمُوا مِنهُم إِلّا أَن يُؤمِنُوا بِاللّهِ العَزِيزِ الحَمِيدِ ألّذِي لَهُ مُلكُ السّماواتِ وَ الأَرضِ وَ اللّهُ عَلي كُلّ شَيءٍ شَهِيدٌتفسير قال البيضاوي‌الأُخدُودِالشق في الأرض النّارِبدل من الأخدود بدل اشتمال ذاتِ الوَقُودِصفة لها بالعظمة وكثرة مايرتفع به لهبهاإِذ هُم عَلَيها علي حافة النار قاعدون شُهُودٌيشهد بعضهم لبعضهم عندالملك بأنه لم يقصر فيما أمره به أويشهدون علي مايفعلون يوم القيامة حين تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وَ ما نَقَمُوا مِنهُم و ماأنكروا منهم

1-فس ،[تفسير القمي‌]وَ اليَومِ المَوعُودِ أَي يَومِ القِيَامَةِوَ شاهِدٍ وَ مَشهُودٍ قَالَ الشّاهِدُ يَومُ الجُمُعَةِ وَ المَشهُودُ يَومُ القِيَامَةِقُتِلَ أَصحابُ الأُخدُودِ قَالَ كَانَ سَبَبُهُم أَنّ ألّذِي هَيّجَ الحَبَشَةَ عَلَي غَزوَةِ اليَمَنِ ذَا نُوَاسٍ وَ هُوَ آخِرُ مَن مَلَكَ مِن حِميَرٍ تَهَوّدَ وَ اجتَمَعَت مَعَهُ حِميَرٌ عَلَي اليَهُودِيّةِ وَ سَمّي نَفسَهُ يُوسُفَ وَ أَقَامَ عَلَي ذَلِكَ حِيناً مِنَ الدّهرِ ثُمّ أُخبِرَ أَنّ بِنَجرَانَ بَقَايَا قَومٍ عَلَي دِينِ النّصرَانِيّةِ وَ كَانُوا عَلَي دِينِ عِيسَي ع وَ عَلَي حُكمِ الإِنجِيلِ وَ رَأسُ ذَلِكَ الدّينِ عَبدُ اللّهِ بنُ بريامن [يَامِنٍ][ثَامِرٍ][تَامِرٍ]حَمَلَهُ أَهلُ دِينِهِ عَلَي أَن يَسِيرَ إِلَيهِم وَ يَحمِلَهُم عَلَي


صفحه : 439

اليَهُودِيّةِ وَ يُدخِلَهُم فِيهَا فَسَارَ حَتّي قَدِمَ نَجرَانَ فَجَمَعَ مَن كَانَ بِهَا عَلَي دِينِ النّصرَانِيّةِ ثُمّ عَرَضَ عَلَيهِم دِينَ اليَهُودِيّةِ وَ الدّخُولَ فِيهَا فَأَبَوا عَلَيهِ فَجَادَلَهُم وَ عَرَضَ عَلَيهِم وَ حَرَصَ الحِرصَ كُلّهُ فَأَبَوا عَلَيهِ وَ امتَنَعُوا مِنَ اليَهُودِيّةِ وَ الدّخُولِ فِيهَا وَ اختَارُوا القَتلَ فَخَدّ لَهُم خُدُوداً وَ جَمَعَ فِيهَا الحَطَبَ وَ أَشعَلَ فِيهِ النّارَ فَمِنهُم مَن أُحرِقَ بِالنّارِ وَ مِنهُم مَن قُتِلَ بِالسّيفِ وَ مَثّلَ بِهِم كُلّ مُثلَةٍ فَبَلَغَ عَدَدُ مَن قُتِلَ وَ أُحرِقَ بِالنّارِ عِشرِينَ أَلفاً وَ أَفلَتَ رَجُلٌ مِنهُم يُدعَي دَوسٌ عَلَي فَرَسٍ لَهُ وَ رَكَضَهُ وَ اتّبَعُوهُ حَتّي أَعجَزَهُم فِي الرّملِ وَ رَجَعَ ذُو نُوَاسٍ إِلَي ضَيعَةٍ فِي جُنُودِهِ فَقَالَ اللّهُقُتِلَ أَصحابُ الأُخدُودِ إِلَي قَولِهِالعَزِيزِ الحَمِيدِ قَولُهُإِنّ الّذِينَ فَتَنُوا المُؤمِنِينَ وَ المُؤمِناتِ أَي أَحرَقُوهُمثُمّ لَم يَتُوبُوا فَلَهُم عَذابُ جَهَنّمَ وَ لَهُم عَذابُ الحَرِيقِ

2-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَن مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ عَنِ الكوُفيِ‌ّ عَن أَبِي جَمِيلَةَ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ أُسقُفّ نَجرَانَ دَخَلَ عَلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَجَرَي ذِكرُ أَصحَابِ الأُخدُودِ فَقَالَ ع بَعَثَ اللّهُ تَعَالَي نَبِيّاً حَبَشِيّاً إِلَي قَومِهِ وَ هُم حَبَشِيّةٌ فَدَعَاهُم إِلَي اللّهِ تَعَالَي فَكَذّبُوهُ وَ حَارَبُوهُ وَ ظَفِرُوا بِهِ وَ خَدّوا الخُدُودَ وَ جَعَلُوا فِيهَا الحَطَبَ وَ النّارَ فَلَمّا كَانَ حَرّاً قَالُوا لِمَن كَانَ عَلَي دِينِ ذَلِكَ النّبِيّ اعتَزِلُوا وَ إِلّا طَرَحنَاكُم فِيهَا فَاعتَزَلَ قَومٌ كَثِيرٌ وَ قُذِفَ فِيهَا خَلقٌ كَثِيرٌ حَتّي وَقَعَتِ امرَأَةٌ وَ مَعَهَا ابنٌ لَهَا مِن شَهرَينِ فَقِيلَ لَهَا إِمّا أَن ترَجعِيِ‌ وَ إِمّا أَن تقُذفَيِ‌ فِي النّارِ فَهَمّت تَطرَحُ نَفسَهَا فَلَمّا رَأَتِ ابنَهَا رَحِمَتهُ فَأَنطَقَ اللّهُ تَعَالَي الصبّيِ‌ّ وَ قَالَ يَا أُمّاه ألَقيِ‌ نَفسَكِ وَ إيِاّي‌َ فِي النّارِ فَإِنّ هَذَا فِي اللّهِ قَلِيلٌ وَ تَلَا عِندَ الصّادِقِ ع رَجُلٌقُتِلَ أَصحابُ الأُخدُودِ فَقَالَ قَتَلَ أَصحَابَ الأُخدُودِ وَ سُئِلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع عَنِ المَجُوسِ أَيّ أَحكَامٍ تجَريِ‌ فِيهِم قَالَ هُم أَهلُ الكِتَابِ كَانَ لَهُم كِتَابٌ وَ كَانَ لَهُم مَلِكٌ سَكِرَ يَوماً فَوَقَعَ عَلَي أُختِهِ وَ أُمّهِ فَلَمّا أَفَاقَ نَدِمَ وَ شَقّ ذَلِكَ عَلَيهِ


صفحه : 440

فَقَالَ لِلنّاسِ هَذَا حَلَالٌ فَامتَنَعُوا عَلَيهِ فَجَعَلَ يَقتُلُهُم وَ حَفَرَ لَهُمُ الأُخدُودَ وَ يُلقِيهِم فِيهَا

بيان لعل الصادق ع قرأ قتل علي بناء المعلوم فالمراد بأصحاب الأخدود الكفار كما هوأحد احتمالي‌ القراءة المشهورة و لم ينقل في الشواذ

3-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]الصّدُوقُ عَن مَاجِيلَوَيهِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ ابنِ أَبَانٍ عَنِ ابنِ أُورَمَةَ عَن عَلِيّ بنِ هِلَالٍ الصّيقَلِ عَن شَرِيكِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن جَابِرِ بنِ يَزِيدَ الجعُفيِ‌ّ عَنِ البَاقِرِ ع قَالَ وَلّي عُمَرُ رَجُلًا كُورَةً مِنَ الشّامِ فَافتَتَحَهَا وَ إِذَا أَهلُهَا أَسلَمُوا فَبَنَي لَهُم مَسجِداً فَسَقَطَ ثُمّ بَنَي فَسَقَطَ ثُمّ بَنَاهُ فَسَقَطَ فَكَتَبَ إِلَي عُمَرَ بِذَلِكَ فَلَمّا قَرَأَ الكِتَابَ سَأَلَ أَصحَابَ مُحَمّدٍص هَل عِندَكُم فِي هَذَا عِلمٌ قَالُوا لَا فَبَعَثَ إِلَي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَأَقرَأَهُ الكِتَابَ فَقَالَ هَذَا نبَيِ‌ّ كَذّبَهُ قَومُهُ فَقَتَلُوهُ وَ دَفَنُوهُ فِي هَذَا المَسجِدِ وَ هُوَ مُتَشَحّطٌ فِي دَمِهِ فَاكتُب إِلَي صَاحِبِكَ فَليَنبُشهُ فَإِنّهُ سَيَجِدُهُ طَرِيّاً لِيُصَلّ عَلَيهِ وَ لِيَدفِنهُ فِي مَوضِعِ كَذَا ثُمّ لِيَبنِ مَسجِداً فَإِنّهُ سَيَقُومُ فَفَعَلَ ذَلِكَ ثُمّ بَنَي المَسجِدَ فَثَبَتَ

4- وَ فِي رِوَايَةٍ، اكتُب إِلَي صَاحِبِكَ أَن يَحفِرَ مَيمَنَةَ أَسَاسِ المَسجِدِ فَإِنّهُ سَيُصِيبُ فِيهَا رَجُلًا قَاعِداً يَدُهُ عَلَي أَنفِهِ وَ وَجهِهِ فَقَالَ عُمَرُ مَن هُوَ قَالَ عَلِيّ فَاكتُب إِلَي صَاحِبِكَ فَليَعمَل مَا أَمَرتُهُ فَإِن وَجَدَهُ كَمَا وَصَفتُ لَكَ أَعلَمتُكَ إِن شَاءَ اللّهُ فَلَم يَلبَث إِذ كَتَبَ العَامِلُ أَصَبتُ الرّجُلَ عَلَي مَا وَصَفتَ فَصَنَعتُ ألّذِي أَمَرتَ فَثَبَتَ البِنَاءُ فَقَالَ عُمَرُ لعِلَيِ‌ّ ع مَا حَالُ هَذَا الرّجُلِ فَقَالَ هَذَا نبَيِ‌ّ أَصحَابِ الأُخدُودِ وَ قِصّتُهُم مَعرُوفَةٌ فِي تَفسِيرِ القُرآنِ

5-سن ،[المحاسن ] أَبِي عَن هَارُونَ بنِ الجَهمِ عَنِ المُفَضّلِ بنِ صَالِحٍ عَن جَابِرٍ الجعُفيِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَبَعَثَ اللّهُ نَبِيّاً حَبَشِيّاً إِلَي قَومِهِ فَقَاتَلَهُم فَقُتِلَ أَصحَابُهُ وَ أُسِرُوا وَ خَدّوا لَهُم أُخدُوداً مِن نَارٍ ثُمّ نَادَوا مَن كَانَ مِن أَهلِ مِلّتِنَا فَليَعتَزِل وَ مَن كَانَ عَلَي دِينِ هَذَا النّبِيّ فَليَقتَحِمِ النّارَ فَجَعَلُوا يَقتَحِمُونَ وَ أَقبَلَتِ امرَأَةٌ مَعَهَا صبَيِ‌ّ لَهَا فَهَابَتِ النّارَ


صفحه : 441

فَقَالَ لَهَا اقتحَمِيِ‌ قَالَ فَاقتَحَمَتِ النّارَ وَ هُمأَصحابُ الأُخدُودِ

أَقُولُ قَالَ الطبّرسِيِ‌ّ رَحِمَهُ اللّهُ رَوَي مُسلِمٌ فِي الصّحِيحِ عَن هَدِيّةَ بنِ خَالِدٍ عَن حَمّادِ بنِ سَلَمَةَ عَن ثَابِتٍ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ أَبِي لَيلَي عَن صُهَيبٍ عَن رَسُولِ اللّهِص قَالَ كَانَ مَلِكٌ فِيمَن كَانَ قَبلَكُم لَهُ سَاحِرٌ فَلَمّا مَرِضَ السّاحِرُ قَالَ إنِيّ‌ قَد حَضَرَ أجَلَيِ‌ فَادفَع إلِيَ‌ّ غُلَاماً أُعَلّمُهُ السّحرَ فَدَفَعَ إِلَيهِ غُلَاماً وَ كَانَ يَختَلِفُ إِلَيهِ وَ بَينَ السّاحِرِ وَ المَلِكِ رَاهِبٌ فَمَرّ الغُلَامُ بِالرّاهِبِ فَأَعجَبَهُ كَلَامُهُ وَ أَمرُهُ فَكَانَ يُطِيلُ عِندَهُ القُعُودَ فَإِذَا أَبطَأَ عَنِ السّاحِرِ ضَرَبَهُ وَ إِذَا أَبطَأَ عَن أَهلِهِ ضَرَبُوهُ فَشَكَا ذَلِكَ إِلَي الرّاهِبِ فَقَالَ يَا بنُيَ‌ّ إِذَا استَبطَأَكَ السّاحِرُ فَقُل حبَسَنَيِ‌ أهَليِ‌ وَ إِذَا استَبطَأَكَ أَهلُكَ فَقُل حبَسَنَيِ‌َ السّاحِرُ فَبَينَمَا هُوَ ذَاتَ يَومٍ إِذَا بِالنّاسِ قَد غَشِيَتهُم دَابّةٌ عَظِيمَةٌ فَظِيعَةٌ فَقَالَ اليَومَ أَعلَمُ أَمرُ السّاحِرِ أَفضَلُ أَم أَمرُ الرّاهِبِ فَأَخَذَ حَجَراً فَقَالَ أللّهُمّ إِن كَانَ أَمرُ الرّاهِبِ أَحَبّ إِلَيكَ فَاقتُل هَذِهِ الدّابّةَ فَرَمَي فَقَتَلَهَا وَ مَضَي النّاسُ فَأُخبِرَ بِذَلِكَ الرّاهِبُ فَقَالَ أَي بنُيَ‌ّ إِنّكَ سَتُبتَلَي فَإِذَا ابتُلِيتَ فَلَا تَدُلّ عَلَيّ قَالَ وَ جَعَلَ يدُاَويِ‌ النّاسَ فيَبُر‌ِئُ الأَكمَهَ وَ الأَبرَصَ فَبَينَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذ عمَيِ‌َ


صفحه : 442

جَلِيسٌ لِلمَلِكِ فَأَتَاهُ وَ حَمَلَ إِلَيهِ مَالًا كَثِيراً فَقَالَ اشفنِيِ‌ وَ لَكَ مَا هَاهُنَا فَقَالَ إنِيّ‌ لَا أشَفيِ‌ أَحَداً وَ لَكِن يشَفيِ‌ اللّهُ فَإِن آمَنتَ بِاللّهِ دَعَوتُ اللّهَ فَشَفَاكَ قَالَ فَآمَنَ فَدَعَا اللّهَ لَهُ فَشَفَاهُ فَذَهَبَ فَجَلَسَ إِلَي المَلِكِ فَقَالَ يَا فُلَانُ مَن شَفَاكَ قَالَ ربَيّ‌ قَالَ أَنَا قَالَ لَا ربَيّ‌ وَ رَبّكَ اللّهُ قَالَ أَ وَ إِنّ لَكَ رَبّاً غيَريِ‌ قَالَ نَعَم ربَيّ‌ وَ رَبّكَ اللّهُ فَأَخَذَهُ فَلَم يَزَل بِهِ حَتّي دَلّهُ عَلَي الغُلَامِ فَبَعَثَ إِلَي الغُلَامِ فَقَالَ لَقَد بَلَغَ مِن أَمرِكَ أَن تشَفيِ‌َ الأَكمَهَ وَ الأَبرَصَ قَالَ مَا أشَفيِ‌ أَحَداً وَ لَكِن ربَيّ‌ يشَفيِ‌ قَالَ أَ وَ إِنّ لَكَ رَبّاً غيَريِ‌ قَالَ نَعَم ربَيّ‌ وَ رَبّكَ اللّهُ فَأَخَذَهُ فَلَم يَزَل بِهِ حَتّي دَلّهُ عَلَي الرّاهِبِ فَوَضَعَ المِنشَارَ عَلَيهِ فَنَشَرَهُ حَتّي وَقَعَ شِقّينِ وَ قَالَ لِلغُلَامِ ارجِع عَن دِينِكَ فَأَبَي فَأَرسَلَ مَعَهُ نَفَراً فَقَالَ اصعَدُوا بِهِ جَبَلَ كَذَا وَ كَذَا فَإِن رَجَعَ عَن دِينِهِ وَ إِلّا فَدَهدِهُوهُ مِنهُ قَالَ فَعَلَوا بِهِ الجَبَلَ فَقَالَ أللّهُمّ اكفِنِيهِم بِمَ شِئتَ قَالَ فَرَجَفَ بِهِمُ الجَبَلُ فَتَدَهدَهُوا أَجمَعُونَ وَ جَاءَ إِلَي المَلِكِ فَقَالَ مَا صَنَعَ أَصحَابُكَ قَالَ كَفَانِيهِمُ اللّهُ فَأَرسَلَ بِهِ مَرّةً أُخرَي قَالَ انطَلِقُوا بِهِ فَلَجّجُوهُ فِي البَحرِ فَإِن رَجَعَ وَ إِلّا فَغَرّقُوهُ فَانطَلَقُوا بِهِ فِي قُرقُورٍ فَلَمّا تَوَسّطُوا بِهِ البَحرَ قَالَ أللّهُمّ اكفِنِيهِم بِمَا شِئتَ قَالَ فَانكَفَأَت بِهِمُ السّفِينَةُ وَ جَاءَ حَتّي قَامَ بَينَ يدَيَ‌ِ المَلِكِ فَقَالَ مَا صَنَعَ أَصحَابُكَ قَالَ كَفَانِيهِمُ اللّهُ ثُمّ قَالَ إِنّكَ لَستَ بقِاَتلِيِ‌ حَتّي تَفعَلَ مَا آمُرُكَ بِهِ اجمَعِ النّاسَ ثُمّ اصلبِنيِ‌ عَلَي جِذعٍ ثُمّ خُذ سَهماً مِن كنِاَنتَيِ‌ ثُمّ ضَعهُ عَلَي كَبِدِ القَوسِ ثُمّ قُل بِاسمِ رَبّ الغُلَامِ فَإِنّكَ ستَقَتلُنُيِ‌ قَالَ فَجَمَعَ النّاسَ وَ صَلَبَهُ ثُمّ أَخَذَ سَهماً مِن كِنَانَتِهِ فَوَضَعَهُ عَلَي كَبِدِ القَوسِ وَ قَالَ بِاسمِ رَبّ الغُلَامِ وَ رَمَي فَوَقَعَ السّهمُ فِي صُدغِهِ وَ مَاتَ فَقَالَ النّاسُ آمَنّا بِرَبّ الغُلَامِ فَقِيلَ لَهُ


صفحه : 443

أَ رَأَيتَ مَا كُنتَ تَخَافُ قَد نَزَلَ وَ اللّهِ بِكَ آمَنَ النّاسُ فَأَمَرَ بِالأُخدُودِ فَخُدّدَت عَلَي أَفوَاهِ السّكَكِ ثُمّ أَضرَمَهَا نَاراً فَقَالَ مَن رَجَعَ عَن دِينِهِ فَدَعُوهُ وَ مَن أَبَي فَأَقحِمُوهُ فِيهَا فَجَعَلُوا يَقتَحِمُونَهَا وَ جَاءَتِ امرَأَةٌ بِابنٍ لَهَا فَقَالَ لَهَا يَا أُمّه اصبرِيِ‌ فَإِنّكِ عَلَي الحَقّ

وَ قَالَ ابنُ المُسَيّبِ كُنّا عِندَ عُمَرَ بنِ الخَطّابِ إِذ وَرَدَ عَلَيهِ أَنّهُمُ احتَفَرُوا فَوَجَدُوا ذَلِكَ الغُلَامَ وَ هُوَ وَاضِعٌ يَدَهُ عَلَي صُدغِهِ فَكُلّمَا مُدّت يَدُهُ عَادَت إِلَي صُدغِهِ فَكَتَبَ عُمَرُ وَارُوهُ حَيثُ وَجَدتُمُوهُ

وَ رَوَي سَعِيدُ بنُ جُبَيرٍ قَالَ لَمّا انهَزَمَ أَهلُ إِسفَندَهَانَ[إِسفِيدهَانَ] قَالَ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ مَا هُم بِيَهُودَ وَ لَا نَصَارَي وَ لَا لَهُم كِتَابٌ وَ كَانُوا مَجُوساً فَقَالَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع بَلَي قَد كَانَ لَهُم كِتَابٌ وَ لَكِنّهُ رُفِعَ وَ ذَلِكَ أَنّ مَلِكاً لَهُم سَكِرَ فَوَقَعَ عَلَي ابنَتِهِ أَو قَالَ عَلَي أُختِهِ فَلَمّا أَفَاقَ قَالَ لَهَا كَيفَ المَخرَجُ مِمّا وَقَعتُ فِيهِ قَالَت تَجمَعُ أَهلَ مَملَكَتِكَ وَ تُخبِرُهُم أَنّكَ تَرَي نِكَاحَ البَنَاتِ وَ تَأمُرُهُم أَن يُحِلّوهُ فَجَمَعَهُم فَأَخبَرَهُم فَأَبَوا أَن يُتَابِعُوهُ فَخَدّ لَهُم أُخدُوداً فِي الأَرضِ وَ أَوقَدَ فِيهِ النّيرَانَ وَ عَرَضَهُم عَلَيهَا فَمَن أَبَي قَبُولَ ذَلِكَ قَذَفَهُ فِي النّارِ وَ مَن أَجَابَ خَلّي سَبِيلَهُ

وَ قَالَ الحَسَنُ كَانَ النّبِيّص إِذَا ذُكِرَ عِندَهُ أَصحَابُ الأُخدُودِ تَعَوّذَ بِاللّهِ مِن جَهدِ البَلَاءِ

وَ رَوَي العيَاّشيِ‌ّ بِإِسنَادِهِ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَأَرسَلَ عَلِيّ ع إِلَي أُسقُفّ نَجرَانَ يَسأَلُهُ عَن أَصحَابِ الأُخدُودِ فَأَخبَرَهُ بشِيَ‌ءٍ فَقَالَ عَلِيّ ع لَيسَ كَمَا ذَكَرتَ وَ لَكِن سَأُخبِرُكَ عَنهُم إِنّ اللّهَ بَعَثَ رَجُلًا حَبَشِيّاً نَبِيّاً وَ هُم حَبَشِيّةٌ فَكَذّبُوهُ فَقَاتَلَهُم فَقَتَلُوا أَصحَابَهُ وَ أَسَرُوهُ وَ أَسَرُوا أَصحَابَهُ ثُمّ بَنَوا لَهُ حَيراً ثُمّ مَلَئُوهُ نَاراً ثُمّ جَمَعُوا النّاسَ فَقَالُوا مَن كَانَ عَلَي دِينِنَا وَ أَمرِنَا فَليَعتَزِل وَ مَن كَانَ عَلَي دِينِ هَؤُلَاءِ فَليَرمِ نَفسَهُ فِي النّارِ مَعَهُ فَجَعَلَ أَصحَابُهُ يَتَهَافَتُونَ فِي النّارِ فَجَاءَتِ امرَأَةٌ مَعَهَا صبَيِ‌ّ لَهَا ابنُ شَهرٍ فَلَمّا هَجَمَت عَلَي النّارِ هَابَت وَ رَقّت عَلَي ابنِهَا فَنَادَاهَا الصبّيِ‌ّ لَا تهَاَبيِ‌ وَ ارميِ‌ بيِ‌ وَ بِنَفسِكِ


صفحه : 444

فِي النّارِ فَإِنّ هَذَا وَ اللّهِ فِي اللّهِ قَلِيلٌ فَرَمَت بِنَفسِهَا فِي النّارِ وَ صَبِيّهَا وَ كَانَ مِمّن تَكَلّمَ فِي المَهدِ

وَ بِإِسنَادِهِ عَن مِيثَمٍ التّمّارِ قَالَ سَمِعتُ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع وَ ذَكَرَ أَصحَابَ الأُخدُودِ فَقَالَ كَانُوا عَشَرَةً وَ عَلَي مِثَالِهِم عَشَرَةٌ يُقتَلُونَ فِي هَذَا السّوقِ

و قال مقاتل كان أصحاب الأخدود ثلاثة واحد منهم بنجران والآخر بالشام والآخر بفارس حرقوا بالنار أما ألذي بالشام فهو أنطياخوس الرومي‌ و أما ألذي بفارس فهو بختنصر و أما ألذي بأرض العرب فهو يوسف بن ذي‌ نواس فأما ما كان بفارس والشام فلم ينزل الله تعالي فيهما قرآنا وأنزل في ألذي كان بنجران و ذلك أن رجلين مسلمين ممن يقرءون الإنجيل أحدهما بأرض تهامة والآخر بنجران اليمن آجر أحدهما نفسه في عمل يعمله وجعل يقرأ الإنجيل فرأت ابنة المستأجر النور يضي‌ء من قراءة الإنجيل فذكرت ذلك لأبيها فرمق حتي رآه فسأله فلم يخبره فلم يزل به حتي أخبره بالدين والإسلام فتابعه مع سبعة وثمانين إنسانا من رجل وامرأة و هذا بعد مارفع عيسي ع إلي السماء فسمع يوسف بن ذي‌ نواس بن سراحيل بن تبع الحميري‌ فخد لهم في الأرض وأوقد فيهافعرضهم علي الكفر فمن أبي قذفه في النار و من رجع عن دين عيسي ع لم يقذف فيها و إذاامرأة جاءت ومعها ولد صغير لايتكلم فلما قامت علي شفير الخندق نظرت إلي ابنها فرجعت فقال لها ياأماه إني‌ أري أمامك نارا لاتطفأ فلما سمعت من ابنها ذلك قذفا في النار فجعلها الله وابنها في الجنة وقذف في النار سبعة وسبعون . قال ابن عباس من أبي أن يقع في النار ضرب بالسياط فأدخل أرواحهم إلي الجنة قبل أن تصل أجسامهم إلي النار


صفحه : 445

باب 92-قصة جرجيس ع

1-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]الصّدُوقُ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ شَاذَانَ عَن أَبِيهِ عَنِ الفَضلِ عَن مُحَمّدِ بنِ زِيَادٍ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَن أَبَانِ بنِ تَغلِبَ عَن عِكرِمَةَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ قَالَبَعَثَ اللّهُ جِرجِيسَ ع إِلَي مَلِكٍ بِالشّامِ يُقَالُ لَهُ دَاذَانَةُ يَعبُدُ صَنَماً فَقَالَ لَهُ أَيّهَا المَلِكُ اقبَل نصَيِحتَيِ‌ لَا ينَبغَيِ‌ لِلخَلقِ أَن يَعبُدُوا غَيرَ اللّهِ تَعَالَي وَ لَا يَرغَبُوا إِلّا إِلَيهِ فَقَالَ لَهُ المَلِكُ مِن أَيّ أَرضٍ أَنتَ قَالَ مِنَ الرّومِ قَاطِنِينَ بِفِلَسطِينَ فَأَمَرَ بِحَبسِهِ ثُمّ مَشّطَ جَسَدَهُ بِأَمشَاطٍ مِن حَدِيدٍ حَتّي تَسَاقَطَ لَحمُهُ وَ نَضَحَ جَسَدَهُ بِالخَلّ وَ دَلَكَهُ بِالمُسُوحِ الخَشِنَةِ ثُمّ أَمَرَ بمِكَاَويِ‌ مِن حَدِيدٍ تُحمَي فَيُكوَي بِهَا جَسَدُهُ وَ لَمّا لَم يُقتَل أَمَرَ بِأَوتَادٍ مِن حَدِيدٍ فَضَرَبُوهَا فِي فَخِذَيهِ وَ رُكبَتَيهِ وَ تَحتَ قَدَمَيهِ فَلَمّا رَأَي أَنّ ذَلِكَ لَم يَقتُلهُ أَمَرَ بِأَوتَادٍ طُوَالٍ مِن حَدِيدٍ فَوُقِذَت فِي رَأسِهِ فَسَالَ مِنهَا دِمَاغُهُ وَ أَمَرَ بِالرّصَاصِ فَأُذِيبَ وَ صُبّ عَلَي أَثَرِ ذَلِكَ ثُمّ أَمَرَ بِسَارِيَةٍ مِن حِجَارَةٍ كَانَت فِي السّجنِ لَم يَنقُلهَا إِلّا ثَمَانِيَةَ عَشَرَ رَجُلًا فَوُضِعَت عَلَي بَطنِهِ فَلَمّا أَظلَمَ اللّيلُ وَ تَفَرّقَ عَنهُ النّاسُ رَآهُ أَهلُ السّجنِ وَ قَد جَاءَهُ مَلَكٌ فَقَالَ لَهُ يَا جِرجِيسُ إِنّ اللّهَ تَعَالَي جَلّت عَظَمَتُهُ يَقُولُ اصبِر وَ أَبشِر وَ لَا تَخَف إِنّ


صفحه : 446

اللّهَ مَعَكَ يُخَلّصُكَ وَ إِنّهُم يَقتُلُونَكَ أَربَعَ مَرّاتٍ فِي كُلّ ذَلِكَ أَرفَعُ عَنكَ الأَلَمَ وَ الأَذَي فَلَمّا أَصبَحَ المَلِكُ دَعَاهُ فَجَلَدَهُ بِالسّيَاطِ عَلَي الظّهرِ وَ البَطنِ ثُمّ رَدّهُ إِلَي السّجنِ ثُمّ كَتَبَ إِلَي أَهلِ مَملَكَتِهِ أَن يَبعَثُوا إِلَيهِ بِكُلّ سَاحِرٍ فَبَعَثُوا بِسَاحِرٍ استَعمَلَ كُلّ مَا قَدَرَ عَلَيهِ مِنَ السّحرِ فَلَم يَعمَل فِيهِ ثُمّ عَمِلَ إِلَي سَمّ فَسَقَاهُ فَقَالَ جِرجِيسُ بِسمِ اللّهِ ألّذِي يَضِلّ عِندَ صِدقِهِ كَذِبُ الفَجَرَةِ وَ سِحرُ السّحَرَةِ فَلَم يَضُرّهُ فَقَالَ السّاحِرُ لَو أنَيّ‌ سَقَيتُ بِهَذَا أَهلَ الأَرضِ لَنُزِعَت قُوَاهُم وَ شُوّهَت خَلقُهُم وَ عَمِيَت أَبصَارُهُم فَأَنتَ يَا جِرجِيسُ النّورُ المضُيِ‌ءُ وَ السّرَاجُ المُنِيرُ وَ الحَقّ اليَقِينُ أَشهَدُ أَنّ إِلَهَكَ حَقّ وَ مَا دُونَهُ بَاطِلٌ آمَنتُ بِهِ وَ صَدّقتُ رُسُلَهُ وَ إِلَيهِ أَتُوبُ بِمَا فَعَلتُ فَقَتَلَهُ المَلِكُ ثُمّ أَعَادَ جِرجِيسَ ع إِلَي السّجنِ وَ عَذّبَهُ بِأَلوَانِ العَذَابِ ثُمّ قَطّعَهُ أَقطَاعاً وَ أَلقَاهَا فِي جُبّ ثُمّ خَلَا المَلِكُ المَلعُونُ وَ أَصحَابُهُ عَلَي طَعَامٍ لَهُ وَ شَرَابٍ فَأَمَرَ اللّهُ تَعَالَي جَلّ وَ عَلَا إِعصَاراً أَنشَأَت سَحَابَةً سَودَاءَ وَ جَاءَت بِالصّوَاعِقِ وَ رَجَفَتِ الأَرضُ وَ تَزَلزَلَتِ الجِبَالُ حَتّي أَشفَقُوا أَن يَكُونَ هَلَاكُهُم وَ أَمَرَ اللّهُ مِيكَائِيلَ فَقَامَ عَلَي رَأسِ الجُبّ وَ قَالَ قُم يَا جِرجِيسُ بِقُوّةِ اللّهِ ألّذِي خَلَقَكَ فَسَوّاكَ فَقَامَ جِرجِيسُ حَيّاً سَوِيّاً وَ أَخرَجَهُ مِنَ الجُبّ وَ قَالَ اصبِر وَ أَبشِر فَانطَلَقَ جِرجِيسُ حَتّي قَامَ بَينَ يدَيَ‌ِ المَلِكِ وَ قَالَ بعَثَنَيِ‌َ اللّهُ لِيَحتَجّ بيِ‌ عَلَيكُم فَقَامَ صَاحِبُ الشّرطَةِ وَ قَالَ آمَنتُ بِإِلَهِكَ ألّذِي بَعَثَكَ بَعدَ مَوتِكَ وَ شَهِدتُ أَنّهُ الحَقّ وَ جَمِيعَ الآلِهَةِ دُونَهُ بَاطِلٌ وَ اتّبَعَهُ أَربَعَةُ آلَافٍ آمَنُوا وَ صَدّقُوا جِرجِيسَ ع فَقَتَلَهُمُ المَلِكُ جَمِيعاً بِالسّيفِ ثُمّ أَمَرَ بِلَوحٍ مِن نُحَاسٍ أُوقِدَ عَلَيهِ النّارُ حَتّي احمَرّ فَبُسِطَ عَلَيهِ جِرجِيسُ وَ أَمَرَ بِالرّصَاصِ فَأُذِيبَ وَ صُبّ فِي فِيهِ ثُمّ ضُرِبَ الأَوتَادُ فِي عَينَيهِ وَ رَأسِهِ ثُمّ يُنزَعُ وَ يُفرَغُ بِالرّصَاصِ مَكَانَهُ فَلَمّا رَأَي أَنّ


صفحه : 447

ذَلِكَ لَم يَقتُلهُ فَأُوقِدَ عَلَيهِ النّارُ حَتّي مَاتَ وَ أَمَرَ بِرَمَادِهِ فَذُرّ فِي الرّيَاحِ فَأَمَرَ اللّهُ تَعَالَي رِيَاحَ الأَرَضِينَ فِي اللّيلَةِ فَجَمَعَت رَمَادَهُ فِي مَكَانٍ فَأَمَرَ مِيكَائِيلَ فَنَادَي جِرجِيسَ فَقَامَ حَيّاً سَوِيّاً بِإِذنِ اللّهِ فَانطَلَقَ جِرجِيسُ إِلَي المَلِكِ وَ هُوَ فِي أَصحَابِهِ فَقَامَ رَجُلٌ وَ قَالَ إِنّ تَحتَنَا أَربَعَةَ عَشَرَ مِنبَراً وَ مَائِدَةً بَينَ أَيدِينَا وَ هيِ‌َ مِن عِيدَانٍ شَتّي مِنهَا مَا يُثمِرُ وَ مِنهَا مَا لَا يُثمِرُ فَسَل رَبّكَ أَن يُلبِسَ كُلّ شَجَرَةٍ مِنهَا لِحَاهَا وَ يُنبِتَ فِيهَا وَرَقَهَا وَ ثَمَرَهَا فَإِن فَعَلَ ذَلِكَ فإَنِيّ‌ أُصَدّقُكَ فَوَضَعَ جِرجِيسُ رُكبَتَيهِ عَلَي الأَرضِ وَ دَعَا رَبّهُ تَعَالَي عَظُمَ شَأنُهُ فَمَا بَرِحَ مَكَانَهُ حَتّي أَثمَرَ كُلّ عُودٍ فِيهَا ثَمَرَةً فَأَمَرَ بِهِ المَلِكُ فَمُدّ بَينَ الخَشَبَتَينِ وَ وُضِعَ المِنشَارُ عَلَي رَأسِهِ فَنُشِرَ حَتّي سَقَطَ المِنشَارُ مِن تَحتِ رِجلَيهِ ثُمّ أَمَرَ بِقِدرٍ عَظِيمَةٍ فأَلُقيِ‌َ فِيهَا زِفتٌ وَ كِبرِيتٌ وَ رَصَاصٌ وَ ألُقيِ‌َ فِيهَا جَسَدُ جِرجِيسَ فَطُبِخَ حَتّي اختَلَطَ ذَلِكَ كُلّهُ جَمِيعاً فَأَظلَمَتِ الأَرضُ لِذَلِكَ وَ بَعَثَ اللّهُ إِسرَافِيلَ فَصَاحَ صَيحَةً خَرّ مِنهَا النّاسُ لِوُجُوهِهِم ثُمّ قَلَبَ إِسرَافِيلُ القِدرَ فَقَالَ قُم يَا جِرجِيسُ بِإِذنِ اللّهِ فَقَامَ حَيّاً سَوِيّاً بِقُدرَةِ اللّهِ وَ انطَلَقَ جِرجِيسُ إِلَي المَلِكِ وَ لَمّا رَأَي النّاسُ عَجِبُوا مِنهُ فَجَاءَتهُ امرَأَةٌ وَ قَالَت أَيّهَا العَبدُ الصّالِحُ كَانَ لَنَا ثَورٌ نَعِيشُ بِهِ فَمَاتَ فَقَالَ لَهَا جِرجِيسُ خذُيِ‌ عصَاَي‌َ هَذِهِ فَضَعِيهَا عَلَي ثَورِكِ وَ قوُليِ‌ إِنّ جِرجِيسَ يَقُولُ قُم بِإِذنِ اللّهِ فَفَعَلَت فَقَامَ حَيّاً فَآمَنَت بِاللّهِ فَقَالَ المَلِكُ إِن تَرَكتُ هَذَا السّاحِرَ أَهلَكَ قوَميِ‌ فَاجتَمَعُوا كُلّهُم أَن يَقتُلُوهُ فَأَمَرَ بِهِ أَن يُخرَجَ وَ يُقتَلَ بِالسّيفِ فَقَالَ جِرجِيسُ ع لَمّا أُخرِجَ لَا تَعجَلُوا عَلَيّ فَقَالَ أللّهُمّ إِن أَهلَكتَ أَنتَ عَبَدَةَ الأَوثَانِ أَسأَلُكَ أَن تَجعَلَ اسميِ‌ وَ ذكِريِ‌ صَبراً لِمَن يَتَقَرّبُ إِلَيكَ عِندَ كُلّ هَولٍ وَ بَلَاءٍ ثُمّ ضَرَبُوا عُنُقَهُ فَمَاتَ ثُمّ أَسرَعُوا إِلَي القَريَةِ فَهَلَكُوا كُلّهُم

أقول هذه القصة مذكورة في التواريخ أطول من ذلك تركنا إيرادها لعدم الاعتماد علي سندها


صفحه : 448

باب 03-قصة خالد بن سنان العبسي‌ ع

1-كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ وَ أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ الكوُفيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ عَمرِو بنِ أَعيَنَ جَمِيعاً عَن مُحَسّنِ بنِ أَحمَدَ بنِ مُعَاذٍ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَن بَشِيرٍ النّبّالِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ بَينَا رَسُولُ اللّهِص جَالِسٌ إِذ جَاءَتهُ امرَأَةٌ فَرَحّبَ بِهَا وَ أَخَذَ بِيَدِهَا وَ أَقعَدَهَا ثُمّ قَالَ ابنَةُ نبَيِ‌ّ ضَيّعَهُ قَومُهُ خَالِدِ بنِ سِنَانٍ دَعَاهُم فَأَبَوا أَن يُؤمِنُوا وَ كَانَت نَارٌ يُقَالُ لَهَا نَارُ الحَدَثَانِ[الحَرّتَينِ]تَأتِيهِم كُلّ سَنَةٍ فَتَأكُلُ بَعضَهُم وَ كَانَت تَخرُجُ فِي وَقتٍ مَعلُومٍ فَقَالَ لَهُم إِن رَدَدتُهَا عَنكُم تُؤمِنُونَ قَالُوا نَعَم قَالَ فَجَاءَت فَاستَقبَلَهَا بِثَوبِهِ فَرَدّهَا ثُمّ تَبِعَهَا حَتّي دَخَلَت كَهفَهَا وَ دَخَلَ مَعَهَا وَ جَلَسُوا عَلَي بَابِ الكَهفِ وَ هُم يَرَونَ أَن لَا يَخرُجُ أَبَداً فَخَرَجَ وَ هُوَ يَقُولُ هَذَا هَذَا وَ كُلّ هَذَا مِن ذَا زَعَمَت بَنُو عَبسٍ أنَيّ‌ لَا أَخرُجُ وَ جبَيِنيِ‌ يَندَي ثُمّ قَالَ تُؤمِنُونَ بيِ‌ قَالُوا لَا قَالَ فإَنِيّ‌ مَيّتٌ يَومَ كَذَا وَ كَذَا فَإِذَا أَنَا مِتّ فاَدفنِوُنيِ‌ فَإِنّهُ سيَجَيِ‌ءُ عَانَةٌ مِن حُمُرٍ يَقدُمُهَا عَيرٌ أَبتَرُ حَتّي يَقِفَ عَلَي قبَريِ‌ فاَنبشُوُنيِ‌ وَ سلَوُنيِ‌ عَمّا شِئتُم فَلَمّا مَاتَ دَفَنُوهُ وَ كَانَ ذَلِكَ اليَومُ إِذ جَاءَتِ العَانَةُ اجتَمَعُوا وَ جَاءُوا يُرِيدُونَ نَبشَهُ فَقَالُوا مَا آمَنتُم بِهِ فِي حَيَاتِهِ فَكَيفَ تُؤمِنُونَ بِهِ بَعدَ وَفَاتِهِ وَ لَئِن نَبَشتُمُوهُ لَيَكُونَنّ سُبّةً عَلَيكُم فَاترُكُوهُ فَتَرَكُوهُ

بيان قال السيوطي‌ في شرح شواهد المغني‌ ناقلا عن العسكري‌ في ذكر أقسام النار نار الحرتين كانت في بلاد عبس تخرج من الأرض فتؤذي‌ من مر بها وهي‌ التي‌ دفنها خالد بن سنان النبي ص . قال خليل كنار الحرتين لها زفير تصم مسامع الرجل السميع انتهي .


صفحه : 449

و قال القزويني‌ في كتاب عجائب المخلوقات نار الحرتين كانت ببلاد عبس و إذا كان الليل تسطع من الماء وكانت بنو طي‌ء تنفس منها إبلها من مسيرة ثلاث وربما بدرت منها عنق فتأتي‌ كل شيءيقربها فتحرقها و إذا كان النهار كانت دخانا فبعث الله تعالي خالد بن سنان العبسي‌ و هوأول نبي‌ من بني‌ إسماعيل فاحتفر لها بئرا وأدخلها فيها و إن الناس ينظرون حتي غيبها و قال الصفدي‌ في شرح لامية العجم قال بعضهم النار عندالعرب أربعة عشر نارا إلي أن قال ونار الحرتين التي‌ أطفأها الله بخالد بن سنان العبسي‌ احتفر لها بئرا ثم أدخلها فيها و الناس يرونه ثم اقتحم فيها حتي غيبها وخرج منها انتهي .فظهر أنه كان نار الحرتين فصحف بما تري قوله هذا هذا أي شأني‌ وأمري‌ هذا و كل هذا من ذا أي من الله تعالي قوله يندي كيرضي أي يبتل من العرق . وروي صاحب الكامل هكذا لأدخلنها وهي‌ تلظي ولأخرجن منها وبناني‌ تندي . والعانة القطيع من حمر الوحش والعير الحمار الوحشي‌ والأبتر المقطوع الذنب والسبة بالضم العار أي نبش قبر نبيكم عار لكم أوعدم إيمانكم به مع ظهور تلك المعجزات عار لكم ويؤيد الأول مارواه صاحب الكامل حيث قال وكره


صفحه : 450

ذلك بعض لهم وقالوا نخاف إن نبشناه نسبنا العرب بأنا نبشنا ميتا لنا فتركوه

2-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]الصّدُوقُ عَنِ ابنِ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ شَجَرَةَ عَن عَمّهِ عَن بَشِيرٍ النّبّالِ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ بَينَا رَسُولُ اللّهِص جَالِسٌ إِذَا امرَأَةٌ أَقبَلَت تمَشيِ‌ حَتّي انتَهَت إِلَيهِ فَقَالَ لَهَا مَرحَباً بِابنَةِ نبَيِ‌ّ ضَيّعَهُ قَومُهُ أخَيِ‌ خَالِدِ بنِ سِنَانٍ العبَسيِ‌ّ ثُمّ قَالَ إِنّ خَالِداً دَعَا قَومَهُ فَأَبَوا أَن يُجِيبُوهُ وَ كَانَت نَارٌ تَخرُجُ فِي كُلّ يَومٍ فَتَأكُلُ مَا تَلِيهَا مِن مَوَاشِيهِم وَ مَا أَدرَكَت لَهُم فَقَالَ لِقَومِهِ أَ رَأَيتُم إِن رَدَدتُهَا عَنكُم أَ تُؤمِنُونَ بيِ‌ وَ تصُدَقّوُننَيِ‌ قَالُوا نَعَم فَاستَقبَلَهَا فَرَدّهَا بِقُوّةٍ حَتّي أَدخَلَهَا غَاراً وَ هُم يَنظُرُونَ فَدَخَلَ مَعَهَا فَمَكَثَ حَتّي طَالَ ذَلِكَ عَلَيهِم فَقَالُوا إِنّا لَنَرَاهَا قَد أَكَلَتهُ فَخَرَجَ مِنهَا فَقَالَ أَ تجُيِبوُننَيِ‌ وَ تُؤمِنُونَ بيِ‌ قَالُوا نَارٌ خَرَجَت وَ دَخَلَت لِوَقتٍ فَأَبَوا أَن يُجِيبُوهُ فَقَالَ لَهُم إنِيّ‌ مَيّتٌ بَعدَ كَذَا فَإِذَا أَنَا مِتّ فاَدفنِوُنيِ‌ ثُمّ دعَوُنيِ‌ أَيّاماً فاَنبشُوُنيِ‌ ثُمّ سلَوُنيِ‌ أُخبِركُم بِمَا كَانَ وَ مَا يَكُونُ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ فَلَمّا كَانَ الوَقتُ جَاءَ وَ مَا قَالَ فَقَالَ بَعضُهُم لَم نُصَدّقهُ حَيّاً نُصَدّقُهُ مَيّتاً فَتَرَكُوهُ وَ إِنّهُ كَانَ بَينَ النّبِيّص وَ عِيسَي ع وَ لَم يَكُن بَينَهُمَا فَترَةٌ

بيان أي لم تكن فترة كاملة بحيث لايبعث نبي‌ أصلا

3-ك ،[إكمال الدين ] ابنُ الوَلِيدِ عَن مُحَمّدِ بنِ الوَلِيدِ الخَزّازِ وَ السنّديِ‌ّ بنِ مُحَمّدٍ مَعاً عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ الأَحمَرِ عَن بَشِيرٍ النّبّالِ عَن أَبِي جَعفَرٍ البَاقِرِ وَ أَبِي عَبدِ اللّهِ الصّادِقِ ع قَالَ جَاءَت ابنَةُ خَالِدِ بنِ سِنَانٍ العبَسيِ‌ّ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ لَهَا مَرحَباً يَا بِنتَ أخَيِ‌ وَ صَافَحَهَا وَ أَدنَاهَا وَ بَسَطَ لَهَا رِدَاءَهُ ثُمّ أَجلَسَهَا عَلَيهِ إِلَي جَنبِهِ ثُمّ قَالَ هَذِهِ ابنَةُ نبَيِ‌ّ ضَيّعَهُ قَومُهُ خَالِدِ بنِ سِنَانٍ العبَسيِ‌ّ وَ كَانَت اسمُهَا مُحَيّاةَ ابنَةَ خَالِدِ بنِ سِنَانٍ


صفحه : 451

4-ج ،[الإحتجاج ] قَالَ الصّادِقُ ع فِي أَسئِلَةِ الزّندِيقِ ألّذِي سَأَلَهُ عَن مَسَائِلَ فَكَانَ فِيمَا سَأَلَهُ أخَبرِنيِ‌ عَنِ المَجُوسِ هَل بُعِثَ إِلَيهِم خَالِدُ بنُ سِنَانٍ قَالَ ع إِنّ خَالِداً كَانَ عَرَبِيّاً بَدَوِيّاً وَ مَا كَانَ نَبِيّاً وَ إِنّمَا ذَلِكَ شَيءٌ يَقُولُهُ النّاسُ

بيان الأخبار الدالة علي نبوته أقوي وأكثر

باب 13- ماورد بلفظ نبي‌ من الأنبياء وبعض نوادر أحوالهم وأحوال أممهم و فيه ذكر نبي‌ المجوس

الآيات آل عمران وَ كَأَيّن مِن نبَيِ‌ّ قاتَلَ مَعَهُ رِبّيّونَ كَثِيرٌ فَما وَهَنُوا لِما أَصابَهُم فِي سَبِيلِ اللّهِ وَ ما ضَعُفُوا وَ مَا استَكانُوا وَ اللّهُ يُحِبّ الصّابِرِينَ وَ ما كانَ قَولَهُم إِلّا أَن قالُوا رَبّنَا اغفِر لَنا ذُنُوبَنا وَ إِسرافَنا فِي أَمرِنا وَ ثَبّت أَقدامَنا وَ انصُرنا عَلَي القَومِ الكافِرِينَ فَآتاهُمُ اللّهُ ثَوابَ الدّنيا وَ حُسنَ ثَوابِ الآخِرَةِ وَ اللّهُ يُحِبّ المُحسِنِينَالأنعام وَ لَقَدِ استهُز‌ِئَ بِرُسُلٍ مِن قَبلِكَ فَحاقَ بِالّذِينَ سَخِرُوا مِنهُم ما كانُوا بِهِ يَستَهزِؤُنَ و قال تعالي وَ لَقَد كُذّبَت رُسُلٌ مِن قَبلِكَ فَصَبَرُوا عَلي ما كُذّبُوا وَ أُوذُوا حَتّي أَتاهُم نَصرُنا و قال تعالي وَ لَقَد أَرسَلنا إِلي أُمَمٍ مِن قَبلِكَ فَأَخَذناهُم بِالبَأساءِ وَ الضّرّاءِ لَعَلّهُم يَتَضَرّعُونَ فَلَو لا إِذ جاءَهُم بَأسُنا تَضَرّعُوا وَ لكِن قَسَت قُلُوبُهُم وَ زَيّنَ لَهُمُ الشّيطانُ ما كانُوا يَعمَلُونَ فَلَمّا نَسُوا ما ذُكّرُوا بِهِ فَتَحنا عَلَيهِم أَبوابَ كُلّ شَيءٍ حَتّي إِذا فَرِحُوا بِما أُوتُوا أَخَذناهُم بَغتَةً فَإِذا هُم مُبلِسُونَ فَقُطِعَ دابِرُ القَومِ الّذِينَ ظَلَمُوا وَ الحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ و قال وَ كَذلِكَ جَعَلنا لِكُلّ نبَيِ‌ّ عَدُوّا شَياطِينَ الإِنسِ وَ الجِنّ يوُحيِ‌ بَعضُهُم إِلي بَعضٍ زُخرُفَ القَولِ غُرُوراً


صفحه : 452

الأعراف وَ كَم مِن قَريَةٍ أَهلَكناها فَجاءَها بَأسُنا بَياتاً أَو هُم قائِلُونَ فَما كانَ دَعواهُم إِذ جاءَهُم بَأسُنا إِلّا أَن قالُوا إِنّا كُنّا ظالِمِينَيونس وَ لَقَد أَهلَكنَا القُرُونَ مِن قَبلِكُم لَمّا ظَلَمُوا وَ جاءَتهُم رُسُلُهُم بِالبَيّناتِ وَ ما كانُوا لِيُؤمِنُوا كَذلِكَ نجَزيِ‌ القَومَ المُجرِمِينَ و قال تعالي وَ لِكُلّ أُمّةٍ رَسُولٌ فَإِذا جاءَ رَسُولُهُم قضُيِ‌َ بَينَهُم بِالقِسطِ وَ هُم لا يُظلَمُونَهودذلِكَ مِن أَنباءِ القُري نَقُصّهُ عَلَيكَ مِنها قائِمٌ وَ حَصِيدٌ وَ ما ظَلَمناهُم وَ لكِن ظَلَمُوا أَنفُسَهُم فَما أَغنَت عَنهُم آلِهَتُهُمُ التّيِ‌ يَدعُونَ مِن دُونِ اللّهِ مِن شَيءٍ لَمّا جاءَ أَمرُ رَبّكَ وَ ما زادُوهُم غَيرَ تَتبِيبٍ وَ كَذلِكَ أَخذُ رَبّكَ إِذا أَخَذَ القُري وَ هيِ‌َ ظالِمَةٌ إِنّ أَخذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ و قال تعالي فَلَو لا كانَ مِنَ القُرُونِ مِن قَبلِكُم أُولُوا بَقِيّةٍ يَنهَونَ عَنِ الفَسادِ فِي الأَرضِ إِلّا قَلِيلًا مِمّن أَنجَينا مِنهُم وَ اتّبَعَ الّذِينَ ظَلَمُوا ما أُترِفُوا فِيهِ وَ كانُوا مُجرِمِينَ وَ ما كانَ رَبّكَ لِيُهلِكَ القُري بِظُلمٍ وَ أَهلُها مُصلِحُونَالرعدوَ لَقَدِ استهُز‌ِئَ بِرُسُلٍ مِن قَبلِكَ فَأَملَيتُ لِلّذِينَ كَفَرُوا ثُمّ أَخَذتُهُم فَكَيفَ كانَ عِقابِالإسراءوَ كَم أَهلَكنا مِنَ القُرُونِ مِن بَعدِ نُوحٍمريم وَ كَم أَهلَكنا قَبلَهُم مِن قَرنٍ هُم أَحسَنُ أَثاثاً وَ رِءياً و قال تعالي وَ كَم أَهلَكنا قَبلَهُم مِن قَرنٍ هَل تُحِسّ مِنهُم مِن أَحَدٍ أَو تَسمَعُ لَهُم رِكزاًطه أَ فَلَم يَهدِ لَهُم كَم أَهلَكنا قَبلَهُم مِنَ القُرُونِ يَمشُونَ فِي مَساكِنِهِم إِنّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لأِوُليِ‌ النّهيالأنبياءوَ كَم قَصَمنا مِن قَريَةٍ كانَت ظالِمَةً وَ أَنشَأنا بَعدَها قَوماً آخَرِينَ فَلَمّا أَحَسّوا بَأسَنا إِذا هُم مِنها يَركُضُونَ لا تَركُضُوا وَ ارجِعُوا إِلي ما أُترِفتُم فِيهِ وَ مَساكِنِكُم لَعَلّكُم تُسئَلُونَ قالُوا يا وَيلَنا إِنّا كُنّا ظالِمِينَ فَما زاَلَت تِلكَ دَعواهُم حَتّي جَعَلناهُم حَصِيداً خامِدِينَ و قال تعالي وَ لَقَدِ استهُز‌ِئَ بِرُسُلٍ مِن قَبلِكَ فَحاقَ بِالّذِينَ سَخِرُوا مِنهُم ما كانُوا بِهِ يَستَهزِؤُنَالحج وَ كَأَيّن مِن قَريَةٍ أَملَيتُ لَها وَ هيِ‌َ ظالِمَةٌ ثُمّ أَخَذتُها وَ إلِيَ‌ّ المَصِيرُ


صفحه : 453

و قال تعالي وَ ما أَرسَلنا مِن قَبلِكَ مِن رَسُولٍ وَ لا نبَيِ‌ّ إِلّا إِذا تَمَنّي أَلقَي الشّيطانُ فِي أُمنِيّتِهِ فَيَنسَخُ اللّهُ ما يلُقيِ‌ الشّيطانُ ثُمّ يُحكِمُ اللّهُ آياتِهِ وَ اللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ لِيَجعَلَ ما يلُقيِ‌ الشّيطانُ فِتنَةً لِلّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَرَضٌ وَ القاسِيَةِ قُلُوبُهُم وَ إِنّ الظّالِمِينَ لفَيِ‌ شِقاقٍ بَعِيدٍالشعراء 108-وَ ما أَهلَكنا مِن قَريَةٍ إِلّا لَها مُنذِرُونَ ذِكري وَ ما كُنّا ظالِمِينَالنمل قُل سِيرُوا فِي الأَرضِ فَانظُرُوا كَيفَ كانَ عاقِبَةُ المُجرِمِينَالقصص وَ كَم أَهلَكنا مِن قَريَةٍ بَطِرَت مَعِيشَتَها فَتِلكَ مَساكِنُهُم لَم تُسكَن مِن بَعدِهِم إِلّا قَلِيلًا وَ كُنّا نَحنُ الوارِثِينَ وَ ما كانَ رَبّكَ مُهلِكَ القُري حَتّي يَبعَثَ فِي أُمّها رَسُولًا يَتلُوا عَلَيهِم آياتِنا وَ ما كُنّا مهُلكِيِ‌ القُري إِلّا وَ أَهلُها ظالِمُونَالتنزيل أَ وَ لَم يَهدِ لَهُم كَم أَهلَكنا مِن قَبلِهِم مِنَ القُرُونِ يَمشُونَ فِي مَساكِنِهِم إِنّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ أَ فَلا يَسمَعُونَسبأوَ ما أَرسَلنا فِي قَريَةٍ مِن نَذِيرٍ إِلّا قالَ مُترَفُوها إِنّا بِما أُرسِلتُم بِهِ كافِرُونَ وَ قالُوا نَحنُ أَكثَرُ أَموالًا وَ أَولاداً وَ ما نَحنُ بِمُعَذّبِينَص كَم أَهلَكنا مِن قَبلِهِم مِن قَرنٍ فَنادَوا وَ لاتَ حِينَ مَناصٍالمؤمن أَ وَ لَم يَسِيرُوا فِي الأَرضِ فَيَنظُرُوا كَيفَ كانَ عاقِبَةُ الّذِينَ كانُوا مِن قَبلِهِم كانُوا هُم أَشَدّ مِنهُم قُوّةً وَ آثاراً فِي الأَرضِ فَأَخَذَهُمُ اللّهُ بِذُنُوبِهِم وَ ما كانَ لَهُم مِنَ اللّهِ مِن واقٍ ذلِكَ بِأَنّهُم كانَت تَأتِيهِم رُسُلُهُم بِالبَيّناتِ فَكَفَرُوا فَأَخَذَهُمُ اللّهُ إِنّهُ قوَيِ‌ّ شَدِيدُ العِقابِالزخرف وَ كَم أَرسَلنا مِن نبَيِ‌ّ فِي الأَوّلِينَ وَ ما يَأتِيهِم مِن نبَيِ‌ّ إِلّا كانُوا بِهِ يَستَهزِؤُنَ فَأَهلَكنا أَشَدّ مِنهُم بَطشاً وَ مَضي مَثَلُ الأَوّلِينَ و قال تعالي وَ كَذلِكَ ما أَرسَلنا مِن قَبلِكَ فِي قَريَةٍ مِن نَذِيرٍ إِلّا قالَ مُترَفُوها إِنّا وَجَدنا آباءَنا عَلي أُمّةٍ وَ إِنّا عَلي آثارِهِم مُقتَدُونَ قالَ أَ وَ لَو جِئتُكُم بِأَهدي مِمّا وَجَدتُم عَلَيهِ آباءَكُم قالُوا إِنّا بِما أُرسِلتُم بِهِ كافِرُونَ فَانتَقَمنا مِنهُم فَانظُر كَيفَ كانَ عاقِبَةُ المُكَذّبِينَ


صفحه : 454

ق وَ كَم أَهلَكنا قَبلَهُم مِن قَرنٍ هُم أَشَدّ مِنهُم بَطشاً فَنَقّبُوا فِي البِلادِ هَل مِن مَحِيصٍالذاريات كَذلِكَ ما أَتَي الّذِينَ مِن قَبلِهِم مِن رَسُولٍ إِلّا قالُوا ساحِرٌ أَو مَجنُونٌالتغابن أَ لَم يَأتِكُم نَبَأُ الّذِينَ كَفَرُوا مِن قَبلُ فَذاقُوا وَبالَ أَمرِهِم وَ لَهُم عَذابٌ أَلِيمٌ ذلِكَ بِأَنّهُ كانَت تَأتِيهِم رُسُلُهُم بِالبَيّناتِ فَقالُوا أَ بَشَرٌ يَهدُونَنا فَكَفَرُوا وَ تَوَلّوا وَ استَغنَي اللّهُ وَ اللّهُ غنَيِ‌ّ حَمِيدٌ

1-فس ،[تفسير القمي‌] الرّبّيّونَ الجُمُوعُ الكَثِيرَةُ وَ الرّبّةُ الوَاحِدَةُ عَشَرَةُ آلَافٍفَما وَهَنُوا لِما أَصابَهُم فِي سَبِيلِ اللّهِ مِن قَتلِ نَبِيّهِموَ إِسرافَنا فِي أَمرِنايَعنُونَ خَطَايَاهُموَ كَذلِكَ جَعَلنا لِكُلّ نبَيِ‌ّيعَنيِ‌ مَا بَعَثَ اللّهُ نَبِيّاً إِلّا وَ فِي أُمّتِهِ شَياطِينُالإِنسِ وَ الجِنّ يوُحيِ‌ بَعضُهُم إِلي بَعضٍ أَي يَقُولُ بَعضُهُم لِبَعضٍ لَا تُؤمِنُوا بِزُخرُفِ القَولِ غُرُوراً فَهَذَا وحَي‌ُ كَذِبٍ قَولُهُفَجاءَها بَأسُنا بَياتاً أَي عَذَاباً بِاللّيلِأَو هُم قائِلُونَيعَنيِ‌ وَقتَ القَيلُولَةِ نِصفَ النّهَارِ

و قال البيضاوي‌مِنها قائِمٌ أي باق كالزرع القائم وَ حَصِيدٌ أي ومنها عافي‌ الأثر كالزرع المحصود

2-فس ،[تفسير القمي‌] غَيرَ تَتبِيبٍ أَي غَيرَ تَخسِيرٍفَأَملَيتُ لِلّذِينَ كَفَرُوا ثُمّ أَخَذتُهُم أَي طَوّلتُ لَهُمُ الأَمَلَ ثُمّ أَهلَكتُهُم

أقول لعله بيان لحاصل المعني والإملاء الإمهال


صفحه : 455

3-فس ،[تفسير القمي‌] قَالَ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ فِي قَولِهِهُم أَحسَنُ أَثاثاً وَ رِءياً قَالَ عَنَي بِهِ الثّيَابَ وَ الأَكلَ وَ الشّربَ

وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ الأَثَاثُ المَتَاعُ وَ رِءياً الجَمَالُ وَ المَنظَرُ الحَسَنُ

4-فس ،[تفسير القمي‌] تَسمَعُ لَهُم رِكزاً أَي حِسّاً

حَدّثَنَا جَعفَرُ بنُ أَحمَدَ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ مُوسَي عَنِ ابنِ البطَاَئنِيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قُلتُ قَولُهُوَ كَم أَهلَكناالآيَةَ قَالَ أَهلَكَ اللّهُ مِنَ الأُمَمِ مَا لَا يُحصَونَ فَقَالَ يَا مُحَمّدُهَل تُحِسّ مِنهُم مِن أَحَدٍ أَو تَسمَعُ لَهُم رِكزاً أَي ذِكراً

بيان قال البيضاوي‌ الركز الصوت الخفي‌

5-فس ،[تفسير القمي‌] أَ فَلَم يَهدِ لَهُم يَقُولُ يُبَيّنُ لَهُم

و قال البيضاوي‌يَركُضُونَيهربون مسرعين راكضين دوابهم أومشبهين بهم من فرط إسراعهم حَصِيداًمثل الحصيد و هوالنبت المحصودخامِدِينَميتين من خمدت النار قوله تعالي بَطِرَت مَعِيشَتَها أي بسبب معيشتها قال البيضاوي‌فِي أُمّها أي في أصلها التي‌ هي‌ أعمالها لأن أهلها يكون أفطن وأنبل

6-فس ،[تفسير القمي‌] وَ لاتَ حِينَ مَناصٍ أَي لَيسَ هُوَ وَقتَ مَفَرّ

و قال البيضاوي‌


صفحه : 456

لاهي‌ المشبهة بليس زيدت عليها تاء التأنيث للتأكيد و قال فَنَقّبُوا فِي البِلادِ أي فخرقوا في البلاد وتصرفوا فيها أوجالوا في الأرض كل مجال حذر الموت هَل مِن مَحِيصٍلهم من الله أو من الموت

7-فس ،[تفسير القمي‌] قَولُهُوَ كَذلِكَ جَعَلنا لِكُلّ نبَيِ‌ّ عَدُوّايعَنيِ‌ مَا بَعَثَ اللّهُ نَبِيّاً إِلّا وَ فِي أُمّتِهِ شَياطِينُالإِنسِ وَ الجِنّ يوُحيِ‌ بَعضُهُم إِلي بَعضٍ أَي يَقُولُ بَعضُهُم لِبَعضٍ لَا تُؤمِنُوا بِزُخرُفِ القَولِ غُرُوراً فَهَذَا وحَي‌ُ كَذِبٍ قَولُهُبَياتاً أَي عَذَاباً بِاللّيلِأَو هُم قائِلُونَيعَنيِ‌ نِصفَ النّهَارِ قَولُهُبَطِرَت مَعِيشَتَها أَي كَفَرَت قَولُهُمِن واقٍ أَي مِن دَافِعٍ قَولُهُأَشَدّ مِنهُم بَطشاً أَي مِن قُرَيشٍ قَولُهُفَنَقّبُوا فِي البِلادِ أَي مَرّوا

8- ع ،[علل الشرائع ]بِإِسنَادِ العلَوَيِ‌ّ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ نَبِيّاً مِن أَنبِيَاءِ اللّهِ بَعَثَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَي قَومِهِ فبَقَيِ‌َ فِيهِم أَربَعِينَ سَنَةً فَلَم يُؤمِنُوا بِهِ فَكَانَ لَهُم عِيدٌ فِي كَنِيسَةٍ فَأَتبَعَهُم ذَلِكَ النّبِيّ فَقَالَ لَهُم آمِنُوا بِاللّهِ قَالُوا لَهُ إِن كُنتَ نَبِيّاً فَادعُ لَنَا اللّهَ أَن يَجِيئَنَا بِطَعَامٍ عَلَي لَونِ ثِيَابِنَا وَ كَانَت ثِيَابُهُم صَفرَاءَ فَجَاءَ بِخَشَبَةٍ يَابِسَةٍ فَدَعَا اللّهَ عَزّ وَ جَلّ عَلَيهَا فَاخضَرّت وَ أَينَعَت وَ جَاءَت بِالمِشمِشِ حِملًا فَأَكَلُوا فَكُلّ مَن أَكَلَ وَ نَوَي أَن يُسلِمَ عَلَي يَدِ ذَلِكَ النّبِيّ خَرَجَ مَا فِي جَوفِ النّوَي مِن فِيهِ حُلواً وَ مَن نَوَي أَنّهُ لَا يُسلِمُ خَرَجَ مَا فِي جَوفِ النّوَي مِن فِيهِ مُرّاً

9-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]تَمِيمٌ القرُشَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَنِ الأنَصاَريِ‌ّ عَنِ الهرَوَيِ‌ّ قَالَ سَمِعتُ عَلِيّ


صفحه : 457

بنَ مُوسَي الرّضَا ع يَقُولُ أَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَي نبَيِ‌ّ مِن أَنبِيَائِهِ إِذَا أَصبَحتَ فَأَوّلُ شَيءٍ يَستَقبِلُكَ فَكُلهُ وَ الثاّنيِ‌ فَاكتُمهُ وَ الثّالِثُ فَاقبَلهُ وَ الرّابِعُ فَلَا تُؤيِسهُ وَ الخَامِسُ فَاهرُب مِنهُ قَالَ فَلَمّا أَصبَحَ مَضَي فَاستَقبَلَهُ جَبَلٌ أَسوَدُ عَظِيمٌ فَوَقَفَ وَ قَالَ أمَرَنَيِ‌ ربَيّ‌ أَن آكُلَ هَذَا وَ بقَيِ‌َ مُتَحَيّراً ثُمّ رَجَعَ إِلَي نَفسِهِ فَقَالَ إِنّ ربَيّ‌ جَلّ جَلَالُهُ لَا يأَمرُنُيِ‌ إِلّا بِمَا أُطِيقُ فَمَشَي إِلَيهِ لِيَأكُلَهُ فَكُلّمَا دَنَا مِنهُ صَغُرَ حَتّي انتَهَي إِلَيهِ فَوَجَدَهُ لُقمَةً فَأَكَلَهَا فَوَجَدَهَا أَطيَبَ شَيءٍ أَكَلَهُ ثُمّ مَضَي فَوَجَدَ طَستاً مِن ذَهَبٍ فَقَالَ أمَرَنَيِ‌ ربَيّ‌ أَن أَكتُمَ هَذَا فَحَفَرَ لَهُ وَ جَعَلَهُ فِيهِ وَ أَلقَي عَلَيهِ التّرَابَ ثُمّ مَضَي فَالتَفَتَ فَإِذَا الطّستُ قَد ظَهَرَ فَقَالَ قَد فَعَلتُ مَا أمَرَنَيِ‌ ربَيّ‌ عَزّ وَ جَلّ فَمَضَي فَإِذَا هُوَ بِطَيرٍ وَ خَلفَهُ باَزيِ‌ّ فَطَافَ الطّيرُ حَولَهُ فَقَالَ أمَرَنَيِ‌ ربَيّ‌ أَن أَقبَلَ هَذَا فَفَتَحَ كُمّهُ فَدَخَلَ الطّيرُ فِيهِ فَقَالَ لَهُ الباَزيِ‌ّ أَخَذتَ صيَديِ‌ وَ أَنَا خَلفَهُ مُنذُ أَيّامٍ فَقَالَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أمَرَنَيِ‌ أَن لَا أُؤيِسَ هَذَا فَقَطَعَ مِن فَخِذِهِ قِطعَةً فَأَلقَاهَا إِلَيهِ ثُمّ مَضَي فَلَمّا مَضَي إِذَا هُوَ بِلَحمِ مَيتَةٍ مُنتِنٍ مَدُودٍ فَقَالَ أمَرَنَيِ‌ ربَيّ‌ عَزّ وَ جَلّ أَن أَهرُبَ مِن هَذَا فَهَرَبَ مِنهُ وَ رَجَعَ وَ رَأَي فِي المَنَامِ كَأَنّهُ قَد قِيلَ لَهُ إِنّكَ قَد فَعَلتَ مَا أُمِرتَ بِهِ فَهَل تدَريِ‌ مَا ذَا كَانَ قَالَ لَا قَالَ لَهُ أَمّا الجَبَلُ فَهُوَ الغَضَبُ إِنّ العَبدَ إِذَا غَضِبَ لَم يَرَ نَفسَهُ وَ جَهِلَ قَدرَهُ مِن عِظَمِ الغَضَبِ فَإِذَا حَفِظَ نَفسَهُ وَ عَرَفَ قَدرَهُ وَ سَكَنَ غَضَبُهُ كَانَت عَاقِبَتُهُ كَاللّقمَةِ الطّيّبَةِ التّيِ‌ أَكَلتَهَا وَ أَمّا الطّستُ فَهُوَ العَمَلُ الصّالِحُ إِذَا كَتَمَهُ العَبدُ وَ أَخفَاهُ أَبَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلّا أَن يُظهِرَهُ لِيُزَيّنَهُ بِهِ مَعَ مَا يَدّخِرُ لَهُ مِن ثَوَابِ الآخِرَةِ وَ أَمّا الطّيرُ فَهُوَ الرّجُلُ ألّذِي يَأتِيكَ بِنَصِيحَةٍ فَاقبَلهُ وَ اقبَل نَصِيحَتَهُ وَ أَمّا الباَزيِ‌ّ فَهُوَ الرّجُلُ ألّذِي يَأتِيكَ فِي حَاجَةٍ فَلَا تُؤيِسهُ وَ أَمّا اللّحمُ المُنتِنُ فهَيِ‌َ الغِيبَةُ فَاهرُب مِنهَا

10-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]الصّدُوقُ عَنِ ابنِ مُوسَي عَن مُحَمّدِ بنِ هَارُونَ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ مُوسَي عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن مُحَمّدِ بنِ مِحصَنٍ عَن يُونُسَ بنِ ظَبيَانَ قَالَ قَالَ الصّادِقُ ع إِنّ اللّهَ تَعَالَي أَوحَي إِلَي نبَيِ‌ّ مِن أَنبِيَاءِ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ إِن أَحبَبتَ أَن تلَقاَنيِ‌ غَداً فِي حَظِيرَةِ القُدسِ فَكُن فِي الدّنيَا وَحِيداً غَرِيباً مَهمُوماً مَحزُوناً مُستَوحِشاً مِنَ النّاسِ بِمَنزِلَةِ الطّيرِ الوَاحِدِ


صفحه : 458

فَإِذَا كَانَ اللّيلُ آوَي وَحدَهُ استَوحَشَ مِنَ الطّيُورِ استَأنَسَ بِرَبّهِ

11-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِ اللّهِفَأَتَي اللّهُ بُنيانَهُم مِنَ القَواعِدِ قَالَ كَانَ بَيتَ غَدرٍ يَجتَمِعُونَ فِيهِ

12-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَبِي السّفَاتِجِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ قَرَأَ فَأَتَي اللّهُ بَيتَهُم مِنَ القَوَاعِدِ يعَنيِ‌ بَيتَ مَكرِهِم

13-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ وَ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ جَمِيعاً عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ الهَيثَمِ بنِ وَاقِدٍ الجزَرَيِ‌ّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ بَعَثَ نَبِيّاً مِن أَنبِيَائِهِ إِلَي قَومِهِ وَ أَوحَي إِلَيهِ أَن قُل لِقَومِكَ إِنّهُ لَيسَ مِن أَهلِ قَريَةٍ وَ لَا نَاسٍ كَانُوا عَلَي طاَعتَيِ‌ فَأَصَابَهُم فِيهَا سَرّاءُ فَتَحَوّلُوا عَمّا أُحِبّ إِلَي مَا أَكرَهُ إِلّا تَحَوّلتُ لَهُم عَمّا يُحِبّونَ إِلَي مَا يَكرَهُونَ وَ لَيسَ مِن أَهلِ قَريَةٍ وَ لَا أَهلِ بَيتٍ كَانُوا عَلَي معَصيِتَيِ‌ فَأَصَابَهُم فِيهَا ضَرّاءُ فَتَحَوّلُوا عَمّا أَكرَهُ إِلَي مَا أُحِبّ إِلّا تَحَوّلتُ لَهُم عَمّا يَكرَهُونَ إِلَي مَا يُحِبّونَ وَ قُل لَهُم إِنّ رحَمتَيِ‌ سَبَقَت غضَبَيِ‌ فَلَا تَقنَطُوا مِن رحَمتَيِ‌ فَإِنّهُ لَا يَتَعَاظَمُ عنِديِ‌ ذَنبٌ أَغفِرُهُ وَ قُل لَهُم لَا يَتَعَرّضُوا مُعَانِدِينَ لسِخَطَيِ‌ وَ لَا يَستَخِفّوا بأِوَليِاَئيِ‌ فَإِنّ لِي سَطَوَاتٍ عِندَ غضَبَيِ‌ لَا يَقُومُ لَهَا شَيءٌ مِن خلَقيِ‌

14- كِتَابُ المُحتَضَرِ لِلحَسَنِ بنِ سُلَيمَانَ، مِن كِتَابِ الشّفَاءِ وَ الجَلَاءِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَمَرّ نبَيِ‌ّ مِن أَنبِيَاءِ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ بِرَجُلٍ بَعضُهُ تَحتَ حَائِطٍ وَ بَعضُهُ خَارِجٌ قَد


صفحه : 459

نَقَبَتهُ الطّيرُ وَ مَزّقَتهُ الكِلَابُ ثُمّ مَضَي فَرُفِعَت لَهُ مَدِينَةٌ فَدَخَلَهَا فَإِذَا هُوَ عَظِيمٌ مِن عُظَمَائِهَا مَيّتٌ عَلَي سَرِيرٍ مُسَجّي بِالدّيبَاجِ حَولَهُ المَجَامِرُ فَقَالَ يَا رَبّ أَشهَدُ أَنّكَ حَكَمٌ عَدلٌ لَا تَجُورُ عَبدُكَ لَم يُشرِك بِكَ طَرفَةَ عَينٍ أَمَتّهُ بِتِلكَ المِيتَةِ وَ هَذَا عَبدُكَ لَم يُؤمِن بِكَ طَرفَةَ عَينٍ أَمَتّهُ بِهَذِهِ المِيتَةِ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عبَديِ‌ أَنَا كَمَا قُلتَ حَكَمٌ عَدلٌ لَا أَجُورُ ذَاكَ عبَديِ‌ كَانَت لَهُ عنِديِ‌ سَيّئَةٌ وَ ذَنبٌ أَمَتّهُ بِتِلكَ المِيتَةِ لكِيَ‌ يلَقاَنيِ‌ وَ لَم يَبقَ عَلَيهِ شَيءٌ وَ هَذَا عبَديِ‌ كَانَت لَهُ عنِديِ‌ حَسَنَةٌ فَأَمَتّهُ بِهَذِهِ المِيتَةِ لكِيَ‌ يلَقاَنيِ‌ وَ لَيسَ لَهُ عنِديِ‌ شَيءٌ

15-كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ الهاَشمِيِ‌ّ عَن جَدّهِ مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن سُلَيمَانَ الجعَفرَيِ‌ّ عَنِ الرّضَا ع قَالَ أَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَي نبَيِ‌ّ مِنَ الأَنبِيَاءِ إِذَا أُطِعتُ رَضِيتُ وَ إِذَا رَضِيتُ بَارَكتُ وَ لَيسَ لبِرَكَتَيِ‌ نِهَايَةٌ وَ إِذَا عُصِيتُ غَضِبتُ وَ إِذَا غَضِبتُ لَعَنتُ وَ لعَنتَيِ‌ تَبلُغُ السّابِعَ مِنَ الوَرَاءِ

بيان الوراء ولد الولد

16-كا،[الكافي‌]عِدّةٌ مِن أَصحَابِنَا عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ الدّهقَانِ عَن دُرُستَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ شَكَا نبَيِ‌ّ مِنَ الأَنبِيَاءِ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ الضّعفَ فَقِيلَ لَهُ اطبُخِ اللّحمَ بِاللّبَنِ فَإِنّهُمَا يَشُدّانِ الجِسمَ

17-كا،[الكافي‌]بِالإِسنَادِ المُقَدّمِ عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَنهُ ع قَالَ إِنّ نَبِيّاً مِنَ الأَنبِيَاءِ شَكَا إِلَي اللّهِ الضّعفَ وَ قِلّةَ الجِمَاعِ فَأَمَرَهُ بِأَكلِ الهَرِيسَةِ


صفحه : 460

18-كا،[الكافي‌]بِهَذَا الإِسنَادِ عَنهُ ع قَالَ شَكَا نبَيِ‌ّ مِنَ الأَنبِيَاءِ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ قِلّةَ النّسلِ فَقَالَ كُلِ اللّحمَ بِالبَيضِ

19-كا،[الكافي‌]عِدّةٌ مِن أَصحَابِنَا عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ عَن فُرَاتِ بنِ أَحنَفَ أَنّ بَعضَ أَنبِيَاءِ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ شَكَا إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ قَسوَةَ القَلبِ وَ قِلّةَ الدّمعَةِ فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ أَن كُلِ العَدَسَ فَأَكَلَ العَدَسَ فَرَقّ قَلبُهُ وَ كَثُرَت دَمعَتُهُ

20-كا،[الكافي‌]عِدّةٌ مِن أَصحَابِنَا عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن بَكرِ بنِ صَالِحٍ رَفَعَهُ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ قَالَ شَكَا نبَيِ‌ّ مِنَ الأَنبِيَاءِ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ الغَمّ فَأَمَرَهُ عَزّ وَ جَلّ بِأَكلِ العِنَبِ

21-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ عَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ سُلَيمَانَ بنِ رُشَيدٍ عَن مَروَكِ بنِ عُبَيدٍ عَمّن ذَكَرَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَا بَعَثَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ نَبِيّاً إِلّا وَ مَعَهُ رَائِحَةُ السّفَرجَلِ

22-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن يُونُسَ بنِ يَعقُوبَ عَن أَبِي أُسَامَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ العِطرُ مِن سُنَنِ المُرسَلِينَ

23-ل ،[الخصال ]الأَربَعُمِائَةِ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع الطّيبُ فِي الشّارِبِ مِن أَخلَاقِ النّبِيّينَ


صفحه : 461

24-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن طَلحَةَ بنِ زَيدٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ ثَلَاثٌ أُعطِيَهُنّ الأَنبِيَاءُ العِطرُ وَ الأَزوَاجُ وَ السّوَاكُ

25-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن عَلِيّ بنِ عُقبَةَ عَن مهَديِ‌ّ عَن أَبِي الحَسَنِ مُوسَي ع قَالَ مَا بَعَثَ اللّهُ نَبِيّاً وَ لَا وَصِيّاً إِلّا سَخِيّاً

26- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]القَطّانُ وَ الدّقّاقُ وَ السنّاَنيِ‌ّ جَمِيعاً عَنِ ابنِ زَكَرِيّا القَطّانِ عَن مُحَمّدِ بنِ العَبّاسِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي السرّيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ يُونُسَ عَنِ ابنِ طَرِيفٍ عَنِ ابنِ نُبَاتَةَ قَالَ قَالَ عَلِيّ ع عَلَي المِنبَرِ سلَوُنيِ‌ قَبلَ أَن تفَقدِوُنيِ‌ فَقَامَ إِلَيهِ الأَشعَثُ بنُ قَيسٍ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ كَيفَ تُؤخَذُ مِنَ المَجُوسِ الجِزيَةُ وَ لَم يُنزَل عَلَيهِم كِتَابٌ وَ لَم يُبعَث إِلَيهِم نبَيِ‌ّ فَقَالَ بَلَي يَا أَشعَثُ قَد أَنزَلَ اللّهُ عَلَيهِم كِتَاباً وَ بَعَثَ إِلَيهِم نَبِيّاً وَ كَانَ لَهُم مَلِكٌ سَكِرَ ذَاتَ لَيلَةٍ فَدَعَا بِابنَتِهِ إِلَي فِرَاشِهِ فَارتَكَبَهَا فَلَمّا أَصبَحَ تَسَامَعَ بِهِ قَومُهُ فَاجتَمَعُوا إِلَي بَابِهِ فَقَالُوا أَيّهَا المَلِكُ دَنّستَ عَلَينَا دِينَنَا فَأَهلَكتَهُ فَاخرُج بِظَهرِكَ نُقِم عَلَيكَ الحَدّ فَقَالَ لَهُمُ اجتَمِعُوا وَ اسمَعُوا كلَاَميِ‌ فَإِن يَكُن لِي مَخرَجٌ مِمّا ارتَكَبتُ وَ إِلّا فَشَأنَكُم فَاجتَمَعُوا فَقَالَ لَهُم هَل عَلِمتُم أَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ لَم يَخلُق خَلقاً أَكرَمَ عَلَيهِ مِن أَبِينَا آدَمَ وَ أُمّنَا حَوّاءَ قَالُوا صَدَقتَ أَيّهَا المَلِكُ قَالَ أَ فَلَيسَ قَد زَوّجَ بَنِيهِ بَنَاتِهِ وَ بَنَاتِهِ مِن بَنِيهِ قَالُوا صَدَقتَ هَذَا هُوَ الدّينُ فَتَعَاقَدُوا عَلَي ذَلِكَ فَمَحَا اللّهُ مَا فِي صُدُورِهِم مِنَ العِلمِ وَ رَفَعَ عَنهُمُ الكِتَابَ فَهُمُ الكَفَرَةُ يَدخُلُونَ النّارَ بِغَيرِ حِسَابٍ وَ المُنَافِقُونَ أَشَدّ حَالًا مِنهُم فَقَالَ الأَشعَثُ وَ اللّهِ مَا سَمِعتُ بِمِثلِ هَذَا الجَوَابِ وَ اللّهِ لَا عُدتُ إِلَي مِثلِهَا أَبَداً الخَبَرَ

27-ج ،[الإحتجاج ] فِي خَبَرِ الزّندِيقِ ألّذِي سَأَلَ الصّادِقَ ع عَن مَسَائِلَ فَكَانَ فِيمَا سَأَلَهُ أخَبرِنيِ‌ عَنِ المَجُوسِ أَ بَعَثَ اللّهُ إِلَيهِم نَبِيّاً فإَنِيّ‌ أَجِدُ لَهُم كُتُباً مُحكَمَةً وَ مَوَاعِظَ بَلِيغَةً وَ أَمثَالًا شَافِيَةً يُقِرّونَ بِالثّوَابِ وَ العِقَابِ وَ لَهُم شَرَائِعُ يَعمَلُونَ بِهَا فَقَالَ ع مَا مِن أُمّةٍ


صفحه : 462

إِلّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ وَ قَد بُعِثَ إِلَيهِم نبَيِ‌ّ بِكِتَابٍ مِن عِندِ اللّهِ فَأَنكَرُوهُ وَ جَحَدُوا كِتَابَهُ قَالَ وَ مَن هُوَ فَإِنّ النّاسَ يَزعُمُونَ أَنّهُ خَالِدُ بنُ سِنَانٍ قَالَ ع إِنّ خَالِداً كَانَ عَرَبِيّاً بَدَوِيّاً مَا كَانَ نَبِيّاً وَ إِنّمَا ذَلِكَ شَيءٌ يَقُولُهُ النّاسُ قَالَ أَ فَزَردُشتُ قَالَ إِنّ زَردُشتَ أَتَاهُم بِزَمزَمَةٍ وَ ادّعَي النّبُوّةَ فَآمَنَ مِنهُم قَومٌ وَ جَحَدَهُ قَومٌ فَأَخرَجُوهُ فَأَكَلَتهُ السّبَاعُ فِي بَرّيّةٍ مِنَ الأَرضِ قَالَ فأَخَبرِنيِ‌ عَنِ المَجُوسِ كَانُوا أَقرَبَ إِلَي الصّوَابِ فِي دَهرِهِم أَمِ العَرَبُ قَالَ العَرَبُ فِي الجَاهِلِيّةِ كَانَت أَقرَبَ إِلَي الدّينِ الحنَيِفيِ‌ّ مِنَ المَجُوسِ وَ ذَلِكَ أَنّ المَجُوسَ كَفَرَت بِكُلّ الأَنبِيَاءِ وَ جَحَدَت كُتُبَهَا وَ أَنكَرَت بَرَاهِينَهَا وَ لَم تَأخُذ بشِيَ‌ءٍ مِن سُنَنِهَا وَ آثَارِهَا وَ إِنّ كَيخُسرُوَ مَلِكَ المَجُوسِ فِي الدّهرِ الأَوّلِ قَتَلَ ثَلَاثَمِائَةِ نبَيِ‌ّ وَ كَانَتِ المَجُوسُ لَا تَغتَسِلُ مِنَ الجَنَابَةِ وَ العَرَبُ كَانَت تَغتَسِلُ وَ الِاغتِسَالُ مِن خَالِصِ شَرَائِعِ الحَنِيفِيّةِ وَ كَانَتِ المَجُوسُ لَا تَختَتِنُ وَ هُوَ مِن سُنَنِ الأَنبِيَاءِ وَ إِنّ أَوّلَ مَن فَعَلَ ذَلِكَ اِبرَاهِيمُ خَلِيلُ اللّهِ وَ كَانَتِ المَجُوسُ لَا تُغَسّلُ مَوتَاهَا وَ لَا تُكَفّنُهَا وَ كَانَتِ العَرَبُ تَفعَلُ ذَلِكَ وَ كَانَتِ المَجُوسُ ترَميِ‌ المَوتَي فِي الصحّاَريِ‌ وَ النّوَاوِيسِ وَ العَرَبُ تُوَارِيهَا فِي قُبُورِهَا وَ تَلحَدُ لَهَا وَ كَذَلِكَ السّنّةُ عَلَي الرّسُلِ إِنّ أَوّلَ مَن حُفِرَ لَهُ قَبرٌ آدَمُ أَبُو البَشَرِ وَ أُلحِدَ لَهُ لَحدٌ وَ كَانَتِ المَجُوسُ تأَتيِ‌ الأُمّهَاتِ وَ تَنكِحُ البَنَاتِ وَ الأَخَوَاتِ وَ حَرّمَت ذَلِكَ العَرَبُ وَ أَنكَرَتِ المَجُوسُ بَيتَ اللّهِ الحَرَامَ وَ سَمّتهُ بَيتَ الشّيطَانِ وَ العَرَبُ كَانَت تَحُجّهُ وَ تُعَظّمُهُ وَ تَقُولُ بَيتُ رَبّنَا وَ تُقِرّ بِالتّورَاةِ وَ الإِنجِيلِ وَ تَسأَلُ أَهلَ الكِتَابِ وَ تَأخُذُ وَ كَانَتِ العَرَبُ فِي كُلّ الأَسبَابِ أَقرَبَ إِلَي الدّينِ الحَنِيفِ مِن المَجُوسِ قَالَ فَإِنّهُم احتَجّوا بِإِتيَانِ الأَخَوَاتِ أَنّهَا سُنّةٌ مِن آدَمَ قَالَ فَمَا حُجّتُهُم فِي إِتيَانِ البَنَاتِ وَ الأُمّهَاتِ وَ قَد حَرّمَ ذَلِكَ آدَمُ وَ كَذَلِكَ نُوحٌ وَ اِبرَاهِيمُ وَ مُوسَي وَ عِيسَي وَ سَائِرُ الأَنبِيَاءِ ع


صفحه : 463

28-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِي يَحيَي الواَسطِيِ‌ّ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا قَالَ سُئِلَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع عَنِ المَجُوسِ أَ كَانَ لَهُم نبَيِ‌ّ فَقَالَ نَعَم أَ مَا بَلَغَكَ كِتَابُ رَسُولِ اللّهِ إِلَي أَهلِ مَكّةَ أَن أَسلِمُوا وَ إِلّا نَابَذتُكُم بِحَربٍ فَكَتَبُوا إِلَي النّبِيّص أَن خُذ مِنّا الجِزيَةَ وَ دَعنَا عَلَي عِبَادَةِ الأَوثَانِ فَكَتَبَ إِلَيهِمُ النّبِيّص أنَيّ‌ لَستُ آخُذُ الجِزيَةَ إِلّا مِن أَهلِ الكِتَابِ فَكَتَبُوا إِلَيهِ يُرِيدُونَ بِذَلِكَ تَكذِيبَهُ زَعَمتَ أَنّكَ لَا تَأخُذُ الجِزيَةَ إِلّا مِن أَهلِ الكِتَابِ ثُمّ أَخَذتَ الجِزيَةَ مِن مَجُوسِ هَجَرَ فَكَتَبَ إِلَيهِمُ النّبِيّص أَنّ المَجُوسَ كَانَ لَهُم نبَيِ‌ّ فَقَتَلُوهُ وَ كِتَابٌ أَحرَقُوهُ أَتَاهُم نَبِيّهُم بِكِتَابِهِم فِي اثنيَ‌ عَشَرَ أَلفَ جِلدِ ثَورٍ

29-يه ،[ من لايحضره الفقيه ] المَجُوسُ تُؤخَذُ مِنهُمُ الجِزيَةُ لِأَنّ النّبِيّص قَالَ سَنّوا بِهِم سُنّةَ أَهلِ الكِتَابِ وَ كَانَ لَهُم نبَيِ‌ّ فَقَتَلُوهُ وَ كِتَابٌ يُقَالُ لَهُ جَامَاستُ كَانَ يَقَعُ فِي اثنيَ‌ عَشَرَ أَلفَ جِلدِ ثَورٍ فَحَرّقُوهُ

30-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ قَوماً فِيمَا مَضَي قَالُوا لنِبَيِ‌ّ لَهُمُ ادعُ لَنَا رَبّكَ يَرفَع عَنّا المَوتَ فَدَعَا لَهُم فَرَفَعَ اللّهُ عَنهُمُ المَوتَ فَكَثُرُوا حَتّي ضَاقَت عَلَيهِمُ المَنَازِلُ وَ كَثُرَ النّسلُ وَ يُصبِحُ الرّجُلُ يُطعِمُ أَبَاهُ وَ جَدّهُ وَ أُمّهُ وَ جَدّ جَدّهِ وَ يُوَضّئُهُم وَ يَتَعَاهَدُهُم فَشُغِلُوا عَن طَلَبِ المَعَاشِ فَقَالُوا سَل لَنَا رَبّكَ أَن يَرُدّنَا إِلَي حَالِنَا التّيِ‌ كُنّا عَلَيهَا فَسَأَلَ نَبِيّهُم رَبّهُ فَرَدّهُم إِلَي حَالِهِم

31-كا،[الكافي‌] الحُسَينُ بنُ مُحَمّدٍ رَفَعَهُ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع إنِيّ‌ لَأَكرَهُ الصّلَاةَ فِي مَسَاجِدِهِم فَقَالَ لَا تَكرَه فَمَا مِن مَسجِدٍ بنُيِ‌َ إِلّا عَلَي قَبرِ نبَيِ‌ّ أَو وصَيِ‌ّ نبَيِ‌ّ قُتِلَ فَأَصَابَ تِلكَ البُقعَةَ رَشّهٌ مِن دَمِهِ فَأَحَبّ اللّهُ أَن يُذكَرَ


صفحه : 464

فِيهَا فَأَدّ فِيهَا الفَرِيضَةَ وَ النّوَافِلَ وَ اقضِ فِيهَا مَا فَاتَكَ

32-كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَنِ اليقَطيِنيِ‌ّ عَن يُونُسَ عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ اللّهَ لَم يُعَذّب أُمّةً فِيمَا مَضَي إِلّا يَومَ الأَربِعَاءِ وَسَطَ الشّهرِ

33-كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ أَبِي نَجرَانَ عَنِ المُفَضّلِ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ صَلّي فِي مَسجِدِ الخَيفِ سَبعُمِائَةِ نبَيِ‌ّ وَ إِنّ مَا بَينَ الرّكنِ وَ المَقَامِ لَمَشحُونٌ مِن قُبُورِ الأَنبِيَاءِ وَ إِنّ آدَمَ لفَيِ‌ حَرَمِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ

34-كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَن سَهلٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الوَلِيدِ عَن شَبَابٍ الصيّرفَيِ‌ّ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ دُفِنَ مَا بَينَ الرّكنِ اليمَاَنيِ‌ّ وَ الحَجَرِ الأَسوَدِ سَبعُونَ نَبِيّاً أَمَاتَهُمُ اللّهُ جُوعاً وَ ضُرّاً

35-كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَن سَهلٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الحَمِيدِ عَن يَحيَي بنِ عَمرٍو عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَوحَي اللّهُ إِلَي بَعضِ أَنبِيَائِهِ الخُلُقُ الحَسَنُ يَمِيثُ الخَطِيئَةَ كَمَا تَمِيثُ الشّمسُ الجَلِيدَ

36-كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَوحَي إِلَي نبَيِ‌ّ مِن أَنبِيَائِهِ فِي مَملَكَةِ جَبّارٍ مِنَ الجَبّارِينَ أَنِ ائتِ هَذَا الجَبّارَ فَقُل لَهُ إنِيّ‌ لَم أَستَعمِلكَ عَلَي سَفكِ الدّمَاءِ وَ اتّخَاذِ الأَموَالِ وَ إِنّمَا استَعمَلتُكَ لِتَكُفّ عنَيّ‌ أَصوَاتَ المَظلُومِينَ فإَنِيّ‌ لَم أَدَع ظُلَامَتَهُم وَ إِن كَانُوا كُفّاراً


صفحه : 465

37-نهج ،[نهج البلاغة]الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي لَبِسَ العِزّ وَ الكِبرِيَاءَ وَ اختَارَهُمَا لِنَفسِهِ دُونَ خَلقِهِ وَ جَعَلَهُمَا حِمًي وَ حَرَماً عَلَي غَيرِهِ وَ اصطَفَاهُمَا لِجَلَالِهِ وَ جَعَلَ اللّعنَةَ عَلَي مَن نَازَعَهُ فِيهِمَا مِن عِبَادِهِ ثُمّ اختَبَرَ بِذَلِكَ مَلَائِكَتَهُ المُقَرّبِينَ لِيَمِيزَ المُتَوَاضِعِينَ مِنهُم مِنَ المُستَكبِرِينَ فَقَالَ سُبحَانَهُ وَ هُوَ العَالِمُ بِمُضمَرَاتِ القُلُوبِ وَ مَحجُوبَاتِ الغُيُوبِإنِيّ‌ خالِقٌ بَشَراً مِن طِينٍ فَإِذا سَوّيتُهُ وَ نَفَختُ فِيهِ مِن روُحيِ‌ فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ فَسَجَدَ المَلائِكَةُ كُلّهُم أَجمَعُونَ إِلّا إِبلِيسَاعتَرَضَتهُ الحَمِيّةُ فَافتَخَرَ عَلَي آدَمَ بِخَلقِهِ وَ تَعَصّبَ عَلَيهِ لِأَصلِهِ فَعَدُوّ اللّهِ إِمَامُ المُتَعَصّبِينَ وَ سَلَفُ المُستَكبِرِينَ ألّذِي وَضَعَ أَسَاسَ العَصَبِيّةِ وَ نَازَعَ اللّهَ رِدَاءَ الجَبرِيّةِ وَ ادّرَعَ لِبَاسَ التّعَزّزِ وَ خَلَعَ قِنَاعَ التّذَلّلِ أَ لَا تَرَونَ كَيفَ صَغّرَهُ اللّهُ بِتَكَبّرِهِ وَ وَضَعَهُ بِتَرَفّعِهِ فَجَعَلَهُ فِي الدّنيَا مَدحُوراً وَ أَعَدّ لَهُ فِي الآخِرَةِ سَعِيراً وَ لَو أَرَادَ اللّهُ سُبحَانَهُ أَن يَخلُقَ آدَمَ مِن نُورٍ يَخطَفُ الأَبصَارَ ضِيَاؤُهُ وَ يَبهَرُ العُقُولَ رُوَاؤُهُ وَ طِيبٍ يَأخُذُ الأَنفَاسَ عَرفُهُ لَفَعَلَ وَ لَو فَعَلَ لَظَلّت لَهُ الأَعنَاقُ خَاضِعَةً وَ لَخَفّتِ البَلوَي فِيهِ عَلَي المَلَائِكَةِ وَ لَكِنّ اللّهَ سُبحَانَهُ يبَتلَيِ‌ خَلقَهُ بِبَعضِ مَا يَجهَلُونَ أَصلَهُ تَميِيزاً بِالِاختِبَارِ لَهُم وَ نَفياً لِلِاستِكبَارِ عَنهُم وَ إِبعَاداً لِلخُيَلَاءِ مِنهُم فَاعتَبِرُوا بِمَا كَانَ مِن فِعلِ اللّهِ بِإِبلِيسَ إِذ أَحبَطَ عَمَلَهُ الطّوِيلَ وَ جَهدَهُ الجَهِيدَ وَ كَانَ قَد عَبَدَ اللّهَ سِتّةَ آلَافِ سَنَةٍ لَا يُدرَي أَ مِن سنِيِ‌ الدّنيَا أَو مِن سنِيِ‌ الآخِرَةِ عَن كِبرِ


صفحه : 466

سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ فَمَن ذَا بَعدَ إِبلِيسَ يَسلَمُ عَلَي اللّهِ سُبحَانَهُ بِمِثلِ مَعصِيَتِهِ كَلّا مَا كَانَ اللّهُ سُبحَانَهُ لِيُدخِلَ الجَنّةَ بَشَراً بِأَمرٍ أَخرَجَ بِهِ مِنهَا مَلَكاً إِنّ حُكمَهُ فِي أَهلِ السّمَاءِ وَ أَهلِ الأَرضِ لَوَاحِدٌ وَ مَا بَينَ اللّهِ وَ بَينَ أَحَدٍ مِن خَلقِهِ هَوَادَةٌ فِي إِبَاحَةِ حِمًي حَرّمَهُ عَلَي العَالَمِينَ فَاحذَرُوا عِبَادَ اللّهِ أَن يُعدِيَكُم بِدَائِهِ وَ أَن يَستَفِزّكُم بِخَيلِهِ وَ رَجِلِهِ فلَعَمَريِ‌ لَقَد فَوّقَ لَكُم سَهمَ الوَعِيدِ وَ أَغرَقَ لَكُم بِالنّزعِ الشّدِيدِ وَ رَمَاكُم مِن مَكَانٍ قَرِيبٍ وَ قَالَرَبّ بِما أغَويَتنَيِ‌ لَأُزَيّنَنّ لَهُم فِي الأَرضِ وَ لَأُغوِيَنّهُم أَجمَعِينَقَذفاً بِغَيبٍ بَعِيدٍ وَ رَجماً بِظَنّ مُصِيبٍ فَصَدّقَهُ بِهِ أَبنَاءُ الحَمِيّةِ وَ إِخوَانُ العَصَبِيّةِ وَ فُرسَانُ الكِبرِ وَ الجَاهِلِيّةِ حَتّي إِذَا انقَادَت لَهُ الجَامِحَةُ مِنكُم وَ استَحكَمَتِ الطّمَاعِيَةُ مِنهُ فِيكُم فَنَجَمَتِ الحَالُ مِنَ السّرّ الخفَيِ‌ّ إِلَي الأَمرِ الجلَيِ‌ّ استَفحَلَ سُلطَانُهُ عَلَيكُم وَ دَلَفَ بِجُنُودِهِ نَحوَكُم فَأَقحَمُوكُم وَلَجَاتِ الذّلّ وَ أَحَلّوكُم وَرَطَاتِ القَتلِ وَ أَوطَئُوكُم إِثخَانَ الجِرَاحَةِ طَعناً فِي عُيُونِكُم وَ حَزّاً فِي حُلُوقِكُم وَ دَقّاً لِمَنَاخِرِكُم وَ قَصداً لِمَقَاتِلِكُم وَ سَوقاً بِخَزَائِمِ القَهرِ إِلَي النّارِ المُعَدّةِ لَكُم فَأَصبَحَ أَعظَمَ فِي دِينِكُم جُرحاً وَ أَورَي فِي دُنيَاكُم قَدحاً مِنَ الّذِينَ أَصبَحتُم لَهُم مُنَاصِبِينَ وَ عَلَيهِم مُتَأَلّبِينَ فَاجعَلُوا عَلَيهِ حَدّكُم وَ لَهُ جِدّكُم فَلَعَمرُ اللّهِ لَقَد فَخَرَ عَلَي أَصلِكُم وَ وَقَعَ فِي حَسَبِكُم وَ دَفَعَ فِي نَسَبِكُم وَ أَجلَبَ بِخَيلِهِ عَلَيكُم وَ قَصَدَ بِرَجِلِهِ سَبِيلَكُم يَقتَنِصُونَكُم بِكُلّ مَكَانٍ وَ يَضرِبُونَ مِنكُم كُلّ بَنَانٍ لَا تَمتَنِعُونَ بِحِيلَةٍ وَ لَا تَدفَعُونَ بِعَزِيمَةٍ فِي حَومَةِ ذُلّ وَ حَلقَةِ ضِيقٍ وَ عَرصَةِ مَوتٍ وَ جَولَةِ بَلَاءٍ فَأَطفِئُوا مَا كَمَنَ فِي قُلُوبِكُم مِن نِيرَانِ العَصَبِيّةِ


صفحه : 467

وَ أَحقَادِ الجَاهِلِيّةِ فَإِنّمَا تِلكَ الحَمِيّةُ تَكُونُ فِي المُسلِمِ مِن خَطَرَاتِ الشّيطَانِ وَ نَخَوَاتِهِ وَ نَزَغَاتِهِ وَ نَفَثَاتِهِ وَ اعتَمِدُوا وَضعَ التّذَلّلِ عَلَي رُءُوسِكُم وَ إِلقَاءَ التّعَزّزِ تَحتَ أَقدَامِكُم وَ خَلعَ التّكَبّرِ مِن أَعنَاقِكُم وَ اتّخِذُوا التّوَاضُعَ مَسلَحَةً بَينَكُم وَ بَينَ عَدُوّكُم إِبلِيسَ وَ جُنُودِهِ فَإِنّ لَهُ مِن كُلّ أُمّةٍ جُنُوداً وَ أَعوَاناً وَ رَجِلًا وَ فُرسَاناً وَ لَا تَكُونُوا كَالمُتَكَبّرِ عَلَي ابنِ أُمّهِ مِن غَيرِ مَا فَضلٍ جَعَلَهُ اللّهُ فِيهِ سِوَي مَا أَلحَقَتِ العَظَمَةُ بِنَفسِهِ مِن عَدَاوَةِ الحَسَدِ وَ قَدَحَتِ الحَمِيّةُ فِي قَلبِهِ مِن نَارِ الغَضَبِ وَ نَفَخَ الشّيطَانُ فِي أَنفِهِ مِن رِيحِ الكِبرِ ألّذِي أَعقَبَهُ اللّهُ بِهِ النّدَامَةَ وَ أَلزَمَهُ آثَامَ القَاتِلِينَ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ أَلَا وَ قَد أَمعَنتُم فِي البغَي‌ِ وَ أَفسَدتُم فِي الأَرضِ مُصَارَحَةً لِلّهِ بِالمُنَاصَبَةِ وَ مُبَارَزَةً لِلمُؤمِنِينَ بِالمُحَارَبَةِ فَاللّهَ اللّهَ فِي كِبرِ الحَمِيّةِ وَ فَخرِ الجَاهِلِيّةِ فَإِنّهُ مَلَاقِحُ الشّنَآنِ وَ مَنَافِخُ الشّيطَانِ اللاّتيِ‌ خَدَعَ بِهَا الأُمَمَ المَاضِيَةَ وَ القُرُونَ الخَالِيَةَ حَتّي أَعنَقُوا فِي حَنَادِسِ جَهَالَتِهِ وَ مهَاَويِ‌ ضَلَالَتِهِ ذُلُلًا عَلَي سِيَاقِهِ سُلُساً فِي قِيَادِهِ أَمراً تَشَابَهَتِ القُلُوبُ فِيهِ وَ تَتَابَعَتِ القُرُونُ عَلَيهِ وَ كِبراً تَضَايَقَتِ الصّدُورُ بِهِ أَلَا فَالحَذَرَ الحَذَرَ مِن طَاعَةِ سَادَاتِكُم وَ كُبَرَائِكُمُ الّذِينَ تَكَبّرُوا عَن حَسَبِهِم وَ تَرَفّعُوا فَوقَ نَسَبِهِم وَ أَلقَوُا الهَجِينَةَ عَلَي رَبّهِم وَ جَاحَدُوا اللّهَ عَلَي مَا صَنَعَ بِهِم مُكَابَرَةً لِقَضَائِهِ وَ مُغَالَباً[مُغَالَبَةً]لِآلَائِهِ فَإِنّهُم قَوَاعِدُ أَسَاسِ العَصَبِيّةِ وَ دَعَائِمُ أَركَانِ الفِتنَةِ وَ سُيُوفُ اعتِزَاءِ الجَاهِلِيّةِ فَاتّقُوا اللّهَ وَ لَا تَكُونُوا لِنِعَمِهِ عَلَيكُم أَضدَاداً وَ لَا لِفَضلِهِ عِندَكُم حُسّاداً وَ لَا تُطِيعُوا الأَدعِيَاءَ الّذِينَ شَرِبتُم بِصَفوِكُم كَدَرَهُم وَ خَلَطتُم بِصِحّتِكُم مَرَضَهُم وَ أَدخَلتُم فِي


صفحه : 468

حَقّكُم بَاطِلَهُم وَ هُم أَسَاسُ الفُسُوقِ وَ أَحلَاسُ العُقُوقِ اتّخَذَهُم إِبلِيسُ مَطَايَا ضَلَالٍ وَ جُنداً بِهِم يَصُولُ عَلَي النّاسِ وَ تَرَاجِمَةً يَنطِقُ عَلَي أَلسِنَتِهِم استِرَاقاً لِعُقُولِكُم وَ دُخُولًا فِي عُيُونِكُم نَفثاً فِي أَسمَاعِكُم فَجَعَلَكُم مَرمَي نَبلِهِ وَ موَطيِ ءَ قَدَمِهِ وَ مَأخَذَ يَدِهِ فَاعتَبِرُوا بِمَا أَصَابَ الأُمَمَ المُستَكبِرِينَ مِن قَبلِكُم مِن بَأسِ اللّهِ وَ صَولَاتِهِ وَ وَقَائِعِهِ وَ مَثُلَاتِهِ وَ اتّعِظُوا بمِثَاَويِ‌ خُدُودِهِم وَ مَصَارِعِ جُنُوبِهِم وَ استَعِيذُوا بِاللّهِ مِن لَوَاقِحِ الكِبرِ كَمَا تَستَعِيذُونَهُ مِن طَوَارِقِ الدّهرِ فَلَو رَخّصَ اللّهُ فِي الكِبرِ لِأَحَدٍ مِن عِبَادِهِ لَرَخّصَ فِيهِ لِخَاصّةِ أَنبِيَائِهِ وَ رُسُلِهِ وَ لَكِنّهُ سُبحَانَهُ كَرّهَ إِلَيهِمُ التّكَابُرَ وَ رضَيِ‌َ لَهُمُ التّوَاضُعَ فَأَلصَقُوا بِالأَرضِ خُدُودَهُم وَ عَفّرُوا فِي التّرَابِ وُجُوهَهُم وَ خَفَضُوا أَجنِحَتَهُم لِلمُؤمِنِينَ وَ كَانُوا أَقوَاماً مُستَضعَفِينَ قَدِ اختَبَرَهُمُ اللّهُ بِالمَخمَصَةِ وَ ابتَلَاهُم بِالمَجهَدَةِ وَ امتَحَنَهُم بِالمَخَاوِفِ وَ مَخَضَهُم بِالمَكَارِهِ فَلَا تَعتَبِرُوا الرّضَا وَ السّخطَ بِالمَالِ وَ الوَلَدِ جَهلًا بِمَوَاقِعِ الفِتنَةِ وَ الِاختِبَارِ فِي مَوَاضِعِ الغِنَي وَ الإِقتَارِ فَقَد قَالَ سُبحَانَهُ وَ تَعَالَيأَ يَحسَبُونَ أَنّما نُمِدّهُم بِهِ مِن مالٍ وَ بَنِينَ نُسارِعُ لَهُم فِي الخَيراتِ بَل لا يَشعُرُونَ فَإِنّ اللّهَ سُبحَانَهُ يَختَبِرُ عِبَادَهُ المُستَكبِرِينَ فِي أَنفُسِهِم بِأَولِيَائِهِ المُستَضعَفِينَ فِي أَعيُنِهِم وَ لَقَد دَخَلَ مُوسَي بنُ عِمرَانَ وَ مَعَهُ أَخُوهُ هَارُونُ ع عَلَي فِرعَونَ وَ عَلَيهِمَا مَدَارِعُ الصّوفِ وَ بِأَيدِيهِمَا العصِيِ‌ّ فَشَرَطَا لَهُ إِن أَسلَمَ بَقَاءَ مُلكِهِ وَ دَوَامَ عِزّهِ فَقَالَ أَ لَا تَعجَبُونَ مِن هَذَينِ يَشرِطَانِ لِي دَوَامَ العِزّ وَ بَقَاءَ المُلكِ


صفحه : 469

وَ هُمَا بِمَا تَرَونَ مِن حَالِ الفَقرِ وَ الذّلّ فَهَلّا ألُقيِ‌َ عَلَيهِمَا أَسَاوِرَةٌ مِن ذَهَبٍ إِعظَاماً لِلذّهَبِ وَ جَمعِهِ وَ احتِقَاراً لِلصّوفِ وَ لُبسِهِ وَ لَو أَرَادَ اللّهُ سُبحَانَهُ بِأَنبِيَائِهِ حَيثُ بَعَثَهُم أَن يَفتَحَ لَهُم كُنُوزَ الذّهبَانِ وَ مَعَادِنَ العِقيَانِ وَ مَغَارِسَ الجِنَانِ وَ أَن يَحشُرَ مَعَهُم طَيرَ السّمَاءِ وَ وُحُوشَ الأَرضِ لَفَعَلَ وَ لَو فَعَلَ لَسَقَطَ البَلَاءُ وَ بَطَلَ الجَزَاءُ وَ اضمَحَلّ[اضمَحَلّتِ]الأَنبَاءُ وَ لَمَا وَجَبَ لِلمُقَابِلِينَ[لِلقَابِلِينَ]أُجُورُ المُبتَلَينَ وَ لَا استَحَقّ المُؤمِنُونَ ثَوَابَ المُحسِنِينَ وَ لَا لَزِمَتِ الأَسمَاءُ مَعَانِيَهَا وَ لَكِنّ اللّهَ سُبحَانَهُ جَعَلَ رُسُلَهُ أوُليِ‌ قُوّةٍ فِي عَزَائِمِهِم وَ ضَعَفَةً فِيمَا تَرَي الأَعيُنُ مِن حَالَاتِهِم مَعَ قَنَاعَةٍ تَملَأُ القُلُوبَ وَ العُيُونَ غِنًي وَ خَصَاصَةٍ تَملَأُ الأَبصَارَ وَ الأَسمَاعَ أَذًي وَ لَو كَانَتِ الأَنبِيَاءُ ع أَهلَ قُوّةٍ لَا تُرَامُ وَ عِزّةٍ لَا تُضَامُ وَ مُلكٍ تَمتَدّ نَحوَهُ أَعنَاقُ الرّجَالِ وَ تُشَدّ إِلَيهِ عُقَدُ الرّحَالِ لَكَانَ ذَلِكَ أَهوَنَ عَلَي الخَلقِ فِي الِاعتِبَارِ وَ أَبعَدَ لَهُم فِي الِاستِكبَارِ وَ لَآمَنُوا عَن رَهبَةٍ قَاهِرَةٍ لَهُم أَو رَغبَةٍ مَائِلَةٍ بِهِم فَكَانَتِ النّيّاتُ مُشتَرَكَةً وَ الحَسَنَاتُ مُقتَسَمَةً وَ لَكِنّ اللّهَ سُبحَانَهُ أَرَادَ أَن يَكُونَ الِاتّبَاعُ لِرُسُلِهِ وَ التّصدِيقُ بِكُتُبِهِ وَ الخُشُوعُ لِوَجهِهِ وَ الِاستِكَانَةُ لِأَمرِهِ وَ الِاستِسلَامُ لِطَاعَتِهِ أُمُوراً لَهُ خَاصّةً لَا يَشُوبُهَا مِن غَيرِهَا شَائِبَةٌ وَ كُلّمَا كَانَتِ البَلوَي وَ الِاختِبَارُ أَعظَمَ كَانَتِ المَثُوبَةُ وَ الجَزَاءُ أَجزَلَ أَ لَا تَرَونَ أَنّ اللّهَ سُبحَانَهُ اختَبَرَ الأَوّلِينَ مِن لَدُن آدَمَ ع إِلَي الآخِرِينَ مِن هَذَا العَالَمِ بِأَحجَارٍ لَا تَضُرّ وَ لَا تَنفَعُ وَ لَا تُبصِرُ وَ لَا تَسمَعُ فَجَعَلَهَا بَيتَهُ الحَرَامَ ألّذِي جَعَلَهُ اللّهُ لِلنّاسِ قِيَاماً ثُمّ وَضَعَهُ بِأَوعَرِ بِقَاعِ الأَرضِ حَجَراً وَ أَقَلّ نَتَائِقِ الدّنيَا مَدَراً وَ أَضيَقِ بُطُونِ الأَودِيَةِ قُطراً بَينَ جِبَالٍ خَشِنَةٍ وَ رِمَالٍ دَمِثَةٍ وَ عُيُونٍ وَشِلَةٍ وَ قُرًي مُنقَطِعَةٍ لَا يَزكُو بِهَا خُفّ وَ لَا حَافِرٌ وَ لَا ظِلفٌ


صفحه : 470

ثُمّ أَمَرَ سُبحَانَهُ آدَمَ ع وَ وُلدَهُ أَن يَثنُوا أَعطَافَهُم نَحوَهُ فَصَارَ مَثَابَةً لِمُنتَجَعِ أَسفَارِهِم وَ غَايَةً لِمُلقَي رِحَالِهِم تهَويِ‌ إِلَيهِ ثِمَارُ الأَفئِدَةِ مِن مَفَاوِزِ قِفَارٍ سَحِيقَةٍ وَ مهَاَويِ‌ فِجَاجٍ عَمِيقَةٍ وَ جَزَائِرِ بِحَارٍ مُنقَطِعَةٍ حَتّي يَهُزّوا مَنَاكِبَهُم ذُلُلًا يُهِلّونَ[يُهَلّلُونَ]لِلّهِ حَولَهُ وَ يَرمُلُونَ عَلَي أَقدَامِهِم شُعثاً غُبراً لَهُ قَد نَبَذُوا السّرَابِيلَ وَرَاءَ ظُهُورِهِم وَ شَوّهُوا بِإِعفَاءِ الشّعُورِ مَحَاسِنَ خَلقِهِمُ ابتِلَاءً عَظِيماً وَ امتِحَاناً شَدِيداً وَ اختِبَاراً مُبِيناً وَ تَمحِيصاً بَلِيغاً جَعَلَهُ اللّهُ تَعَالَي سَبَباً لِرَحمَتِهِ وَ وُصلَةً إِلَي جَنّتِهِ وَ لَو أَرَادَ سُبحَانَهُ أَن يَضَعَ بَيتَهُ الحَرَامَ وَ مَشَاعِرَهُ العِظَامَ بَينَ جَنّاتٍ وَ أَنهَارٍ وَ سَهلٍ وَ قَرَارٍ جَمّ الأَشجَارِ داَنيِ‌َ الثّمَارِ مُلتَفّ البُنَي مُتّصِلَ القُرَي بَينَ بُرّةٍ سَمرَاءَ وَ رَوضَةٍ خَضرَاءَ وَ أَريَافٍ مُحدِقَةٍ وَ عِرَاصٍ مُغدِقَةٍ وَ زُرُوعٍ نَاضِرَةٍ وَ طُرُقٍ عَامِرَةٍ لَكَانَ قَد صَغُرَ قَدرُ الجَزَاءِ عَلَي حَسَبِ ضَعفِ البَلَاءِ وَ لَو كَانَتِ الإِسَاسُ المَحمُولُ عَلَيهَا وَ الأَحجَارُ المَرفُوعُ بِهَا بَينَ زُمُرّدَةٍ خَضرَاءَ وَ يَاقُوتَةٍ حَمرَاءَ وَ نُورٍ وَ ضِيَاءٍ لَخَفّفَ ذَلِكَ مُضَارَعَةَ الشّكّ فِي الصّدُورِ وَ لَوَضَعَ مُجَاهَدَةَ إِبلِيسَ عَنِ القُلُوبِ وَ لَنَفَي مُعتَلَجَ الرّيبِ مِنَ النّاسِ وَ لَكِنّ اللّهَ سُبحَانَهُ يَختَبِرُ


صفحه : 471

عِبَادَهُ بِأَنوَاعِ الشّدَائِدِ وَ يَتَعَبّدُهُم بِأَلوَانِ المَجَاهِدِ وَ يَبتَلِيهِم بِضُرُوبِ المَكَارِهِ إِخرَاجاً لِلتّكَبّرِ مِن قُلُوبِهِم وَ إِسكَاناً لِلتّذَلّلِ فِي نُفُوسِهِم وَ لِيَجعَلَ ذَلِكَ أَبوَاباً فُتُحاً إِلَي فَضلِهِ وَ أَسبَاباً ذُلُلًا لِعَفوِهِ فَاللّهَ اللّهَ فِي عَاجِلِ البغَي‌ِ وَ آجِلِ وَخَامَةِ الظّلمِ وَ سُوءِ عَاقِبَةِ الكِبرِ فَإِنّهَا مِصيَدَةُ إِبلِيسَ العُظمَي وَ مَكِيدَتُهُ الكُبرَي التّيِ‌ تُسَاوِرُ قُلُوبَ الرّجَالِ مُسَاوَرَةَ السّمُومِ القَاتِلَةِ فَمَا تكُديِ‌ أَبَداً وَ لَا تشُويِ‌ أَحَداً لَا عَالِماً لِعِلمِهِ وَ لَا مُقِلّا فِي طِمرِهِ وَ عَن ذَلِكَ مَا حَرَسَ اللّهُ عِبَادَهُ المُؤمِنِينَ بِالصّلَوَاتِ وَ الزّكَوَاتِ وَ مُجَاهَدَةِ الصّيَامِ فِي الأَيّامِ المَفرُوضَاتِ تَسكِيناً لِأَطرَافِهِم وَ تَخشِيعاً لِأَبصَارِهِم وَ تَذلِيلًا لِنُفُوسِهِم وَ تَخفِيضاً لِقُلُوبِهِم وَ إِذهَاباً لِلخُيَلَاءِ عَنهُم لِمَا فِي ذَلِكَ مِن تَعفِيرِ عِتَاقِ الوُجُوهِ بِالتّرَابِ تَوَاضُعاً وَ التِصَاقِ كَرَائِمِ الجَوَارِحِ بِالأَرضِ تَصَاغُراً وَ لُحُوقِ البُطُونِ بِالمُتُونِ مِنَ الصّيَامِ تَذَلّلًا مَعَ مَا فِي الزّكَاةِ مِن صَرفِ ثَمَرَاتِ الأَرضِ وَ غَيرِ ذَلِكَ إِلَي أَهلِ المَسكَنَةِ وَ الفَقرِ انظُرُوا إِلَي مَا فِي هَذِهِ الأَفعَالِ مِن قَمعِ نَوَاجِمِ الفَخرِ وَ قَدعِ طَوَالِعِ الكِبرِ وَ لَقَد نَظَرتُ فَمَا وَجَدتُ أَحَداً مِنَ العَالَمِينَ يَتَعَصّبُ لشِيَ‌ءٍ مِنَ الأَشيَاءِ إِلّا عَن عِلّةٍ تَحتَمِلُ تَموِيهَ الجُهَلَاءِ أَو حُجّةٍ تَلِيطُ بِعُقُولِ السّفَهَاءِ غَيرَكُم فَإِنّكُم تَتَعَصّبُونَ لِأَمرٍ مَا يُعرَفُ لَهُ سَبَبٌ وَ لَا عِلّةٌ أَمّا إِبلِيسُ فَتَعَصّبَ عَلَي آدَمَ ع لِأَصلِهِ وَ طَعَنَ عَلَيهِ فِي خِلقَتِهِ فَقَالَ أَنَا ناَريِ‌ّ وَ أَنتَ طيِنيِ‌ّ وَ أَمّا الأَغنِيَاءُ مِن مُترَفَةِ الأُمَمِ فَتَعَصّبُوا لِآثَارِ مَوَاقِعِ النّعَمِ فَقَالُوا


صفحه : 472

نَحنُ أَكثَرُ أَموالًا وَ أَولاداً وَ ما نَحنُ بِمُعَذّبِينَ فَإِن كَانَ لَا بُدّ مِنَ العَصَبِيّةِ فَليَكُن تَعَصّبُكُم لِمَكَارِمِ الخِصَالِ وَ مَحَامِدِ الأَفعَالِ وَ مَحَاسِنِ الأُمُورِ التّيِ‌ تَفَاضَلَت فِيهَا المُجَدَاءُ وَ النّجَدَاءُ مِن بُيُوتَاتِ العَرَبِ وَ يَعَاسِيبِ القَبَائِلِ بِالأَخلَاقِ الرّغِيبَةِ وَ الأَحلَامِ العَظِيمَةِ وَ الأَخطَارِ الجَلِيلَةِ وَ الآثَارِ المَحمُودَةِ فَتَعَصّبُوا لِخِلَالِ الحَمدِ مِنَ الحِفظِ لِلجِوَارِ وَ الوَفَاءِ بِالذّمَامِ وَ الطّاعَةِ لِلبِرّ وَ المَعصِيَةِ لِلكِبرِ وَ الأَخذِ بِالفَضلِ وَ الكَفّ عَنِ البغَي‌ِ وَ الإِعظَامِ لِلقَتلِ وَ الإِنصَافِ لِلخَلقِ وَ الكَظمِ لِلغَيظِ وَ اجتِنَابِ الفَسَادِ فِي الأَرضِ وَ احذَرُوا مَا نَزَلَ بِالأُمَمِ قَبلَكُم مِنَ المَثُلَاتِ بِسُوءِ الأَفعَالِ وَ ذَمِيمِ الأَعمَالِ فَتَذَكّرُوا فِي الخَيرِ وَ الشّرّ أَحوَالَهُم وَ احذَرُوا أَن تَكُونُوا أَمثَالَهُم فَإِذَا تَفَكّرتُم فِي تَفَاوُتِ حَالَيهِم فَالزَمُوا كُلّ أَمرٍ لَزِمَتِ العِزّةُ بِهِ شَأنَهُم وَ زَاحَتِ الأَعدَاءُ لَهُ عَنهُم وَ مُدّتِ العَافِيَةُ فِيهِ عَلَيهِم وَ انقَادَتِ النّعمَةُ لَهُ مَعَهُم وَ وَصَلَتِ الكَرَامَةُ عَلَيهِ حَبلَهُم مِنَ الِاجتِنَابِ لِلفُرقَةِ وَ اللّزُومِ لِلأُلفَةِ وَ التّحَاضّ عَلَيهَا وَ التوّاَصيِ‌ بِهَا وَ اجتَنِبُوا كُلّ أَمرٍ كَسَرَ فِقرَتَهُم وَ أَوهَنَ مُنّتَهُم مِن تَضَاغُنِ القُلُوبِ وَ تَشَاحُنِ الصّدُورِ وَ تَدَابُرِ النّفُوسِ وَ تَخَاذُلِ الأيَديِ‌ وَ تَدَبّرُوا أَحوَالَ المَاضِينَ مِنَ المُؤمِنِينَ قَبلَكُم كَيفَ كَانُوا فِي حَالِ التّمحِيصِ وَ البَلَاءِ أَ لَم يَكُونُوا أَثقَلَ الخَلَائِقِ أَعبَاءً وَ أَجهَدَ العِبَادِ بَلَاءً وَ أَضيَقَ أَهلِ الدّنيَا حَالًا اتّخَذَتهُمُ الفَرَاعِنَةُ عَبِيداً فَسَامُوهُم سُوءَ العَذَابِ وَ جَرّعُوهُمُ المُرَارَ فَلَم تَبرَحِ الحَالُ بِهِم فِي ذُلّ الهَلَكَةِ وَ قَهرِ الغَلَبَةِ لَا يَجِدُونَ حِيلَةً فِي امتِنَاعٍ وَ لَا سَبِيلًا إِلَي


صفحه : 473

دِفَاعٍ حَتّي إِذ رَأَي اللّهُ جِدّ الصّبرِ مِنهُم عَلَي الأَذَي فِي مَحَبّتِهِ وَ الِاحتِمَالَ لِلمَكرُوهِ مِن خَوفِهِ جَعَلَ لَهُم مِن مَضَائِقِ[مَضَايِقِ]البَلَاءِ فَرَجاً فَأَبدَلَهُمُ العِزّ مَكَانَ الذّلّ وَ الأَمنَ مَكَانَ الخَوفِ فَصَارُوا مُلُوكاً حُكّاماً وَ أَئِمّةً أَعلَاماً وَ بَلَغَتِ الكَرَامَةُ مِنَ اللّهِ لَهُم مَا لَم تَذهَبِ الآمَالُ إِلَيهِ بِهِم فَانظُرُوا كَيفَ كَانُوا حَيثُ كَانَتِ الأَملَاءُ مُجتَمِعَةً وَ الأَهوَاءُ مُتّفِقَةً وَ القُلُوبُ مُعتَدِلَةً وَ الأيَديِ‌ مُتَرَادِفَةً وَ السّيُوفُ مُتَنَاصِرَةً وَ البَصَائِرُ نَافِذَةً وَ العَزَائِمُ وَاحِدَةً أَ لَم يَكُونُوا أَربَاباً فِي أَقطَارِ الأَرَضِينَ وَ مُلُوكاً عَلَي رِقَابِ العَالَمِينَ فَانظُرُوا إِلَي مَا صَارُوا إِلَيهِ فِي آخِرِ أُمُورِهِم حِينَ وَقَعَتِ الفُرقَةُ وَ تَشَتّتِ الأُلفَةُ وَ اختَلَفَتِ الكَلِمَةُ وَ الأَفئِدَةُ وَ تَشَعّبُوا مُختَلِفِينَ وَ تَفَرّقُوا مُتَحَازِبِينَ[مُتَحَارِبِينَ] قَد خَلَعَ اللّهُ عَنهُم لِبَاسَ كَرَامَتِهِ وَ سَلَبَهُم غَضَارَةَ نِعمَتِهِ وَ بقَيِ‌َ قَصَصُ أَخبَارِهِم فِيكُم عِبَراً لِلمُعتَبِرِينَ مِنكُم فَاعتَبِرُوا بِحَالِ وَلَدِ إِسمَاعِيلَ وَ بنَيِ‌ إِسحَاقَ وَ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ ع فَمَا أَشَدّ اعتِدَالَ الأَحوَالِ وَ أَقرَبَ اشتِبَاهَ الأَمثَالِ تَأَمّلُوا أَمرَهُم فِي حَالِ تَشَتّتِهِم وَ تَفَرّقِهِم ليَاَليِ‌َ كَانَتِ الأَكَاسِرَةُ وَ القَيَاصِرَةُ أَربَاباً لَهُم يَحتَازُونَهُم عَن رِيفِ الآفَاقِ وَ بَحرِ العِرَاقِ وَ خُضرَةِ الدّنيَا إِلَي مَنَابِتِ الشّيحِ وَ مهَاَفيِ‌ الرّيحِ وَ نَكَدِ المَعَاشِ فَتَرَكُوهُم عَالَةً مَسَاكِينَ إِخوَانَ دَبَرٍ وَ وَبَرٍ أَذَلّ الأُمَمِ دَاراً وَ أَجدَبَهُم قَرَاراً لَا يَأوُونَ إِلَي جَنَاحِ دَعوَةٍ يَعتَصِمُونَ بِهَا وَ لَا إِلَي ظِلّ أُلفَةٍ يَعتَمِدُونَ عَلَي عِزّهَا فَالأَحوَالُ مُضطَرِبَةٌ وَ الأيَديِ‌ مُختَلِفَةٌ وَ الكَثرَةُ مُتَفَرّقَةٌ فِي بَلَاءِ أَزلٍ وَ أَطبَاقِ جَهلٍ مِن بَنَاتٍ مَوءُودَةٍ وَ أَصنَامٍ مَعبُودَةٍ وَ أَرحَامٍ مَقطُوعَةٍ وَ غَارَاتٍ مَشنُونَةٍ فَانظُرُوا إِلَي مَوَاقِعِ نِعَمِ اللّهِ عَلَيهِم حِينَ بَعَثَ إِلَيهِم رَسُولًا فَعَقَدَ بِمِلّتِهِ طَاعَتَهُم


صفحه : 474

وَ جَمَعَ عَلَي دَعوَتِهِ أُلفَتَهُم كَيفَ نَشَرَتِ النّعمَةُ عَلَيهِم جَنَاحَ كَرَامَتِهَا وَ أَسَالَت لَهُم جَدَاوِلَ نَعِيمِهَا وَ التَفّتِ المِلّةُ بِهِم فِي عَوَائِدِ بَرَكَتِهَا فَأَصبَحُوا فِي نِعمَتِهَا غَرِقِينَ وَ عَن خُضرَةِ عَيشِهَا فَكِهِينَ قَد تَرَبّعَتِ الأُمُورُ بِهِم فِي ظِلّ سُلطَانٍ قَاهِرٍ وَ آوَتهُمُ الحَالُ إِلَي كَنَفِ عِزّ غَالِبٍ وَ تَعَطّفَتِ الأُمُورُ عَلَيهِم فِي ذُرَي مُلكٍ ثَابِتٍ فَهُم حُكّامٌ عَلَي العَالَمِينَ وَ مُلُوكٌ فِي أَطرَافِ الأَرَضِينَ يَملِكُونَ الأُمُورَ عَلَي مَن كَانَ يَملِكُهَا عَلَيهِم وَ يُمضُونَ الأَحكَامَ فِيمَن كَانَ يُمضِيهَا فِيهِم لَا تُغمَزُ لَهُم قَنَاةٌ وَ لَا تُقرَعُ لَهُم صَفَاةٌ أَلَا وَ إِنّكُم قَد نَفَضتُم أَيدِيَكُم مِن حَبلِ الطّاعَةِ وَ ثَلَمتُم حِصنَ اللّهِ المَضرُوبَ عَلَيكُم بِأَحكَامِ الجَاهِلِيّةِ وَ إِنّ اللّهَ سُبحَانَهُ قَدِ امتَنّ عَلَي جَمَاعَةِ هَذِهِ الأُمّةِ فِيمَا عَقَدَ بَينَهُم مِن حَبلِ هَذِهِ الأُلفَةِ التّيِ‌ يَنتَقِلُونَ فِي ظِلّهَا وَ يَأوُونَ إِلَي كَنَفِهَا بِنِعمَةٍ لَا يَعرِفُ أَحَدٌ مِنَ المَخلُوقِينَ لَهَا قِيمَةً لِأَنّهَا أَرجَحُ مِن كُلّ ثَمَنٍ وَ أَجَلّ مِن كُلّ خَطَرٍ وَ اعلَمُوا أَنّكُم صِرتُم بَعدَ الهِجرَةِ أَعرَاباً وَ بَعدَ المُوَالَاةِ أَحزَاباً مَا تَتَعَلّقُونَ مِنَ الإِسلَامِ إِلّا بِاسمِهِ وَ لَا تَعرِفُونَ مِنَ الإِيمَانِ إِلّا رَسمَهُ تَقُولُونَ النّارَ وَ لَا العَارَ كَأَنّكُم تُرِيدُونَ أَن تُكفِئُوا الإِسلَامَ عَلَي وَجهِهِ انتِهَاكاً لِحَرِيمِهِ وَ نَقضاً لِمِيثَاقِهِ ألّذِي وَضَعَهُ اللّهُ لَكُم حَرَماً فِي أَرضِهِ وَ أَمناً بَينَ خَلقِهِ وَ إِنّكُم إِن لَجَأتُم إِلَي غَيرِهِ حَارَبَكُم أَهلُ الكُفرِ ثُمّ لَا جَبرَئِيلُ وَ لَا مِيكَائِيلُ وَ لَا مُهَاجِرُونَ وَ لَا أَنصَارٌ يَنصُرُونَكُم إِلّا المُقَارَعَةَ بِالسّيفِ حَتّي يَحكُمَ اللّهُ بَينَكُم وَ إِنّ عِندَكُمُ الأَمثَالَ مِن بَأسِ اللّهِ وَ قَوَارِعِهِ وَ أَيّامِهِ وَ وَقَائِعِهِ فَلَا تَستَبطِئُوا وَعِيدَهُ جَهلًا بِأَخذِهِ وَ تَهَاوُناً بِبَطشِهِ وَ يَأساً مِن بَأسِهِ فَإِنّ اللّهَ سُبحَانَهُ لَم يَلعَنِ القَرنَ الماَضيِ‌َ بَينَ أَيدِيكُم إِلّا لِتَركِهِمُ الأَمرَ بِالمَعرُوفِ وَ النهّي‌َ عَنِ المُنكَرِ فَلَعَنَ السّفَهَاءَ


صفحه : 475

لِرُكُوبِ المعَاَصيِ‌ وَ الحُلَمَاءَ لِتَركِ التنّاَهيِ‌ أَلَا وَ قَد قَطَعتُم قَيدَ الإِسلَامِ وَ عَطّلتُم حُدُودَهُ وَ أَمَتّم أَحكَامَهُ أَلَا وَ قَد أمَرَنَيِ‌َ اللّهُ بِقِتَالِ أَهلِ البغَي‌ِ وَ النّكثِ وَ الفَسَادِ فِي الأَرضِ فَأَمّا النّاكِثُونَ فَقَد قَاتَلتُ وَ أَمّا القَاسِطُونَ فَقَد جَاهَدتُ وَ أَمّا المَارِقَةُ فَقَد دَوّختُ وَ أَمّا شَيطَانُ الرّدهَةِ فَقَد كُفِيتُهُ بِصَعقَةٍ سُمِعَت لَهَا وَجبَةُ قَلبِهِ وَ رَجّةُ صَدرِهِ وَ بَقِيَت بَقِيّةٌ مِن أَهلِ البغَي‌ِ وَ لَئِن أَذِنَ اللّهُ تَعَالَي فِي الكَرّةِ عَلَيهِم لَأُدِيلَنّ مِنهُم إِلّا مَا يَتَشَذّرُ فِي أَطرَافِ البِلَادِ تَشَذّراً أَنَا وَضَعتُ فِي الصّغَرِ بِكَلَاكِلِ العَرَبِ وَ كَسَرتُ نَوَاجِمَ قُرُونِ رَبِيعَةَ وَ مُضَرَ وَ قَد عَلِمتُم موَضعِيِ‌ مِن رَسُولِ اللّهِص بِالقَرَابَةِ القَرِيبَةِ وَ المَنزِلَةِ الخَصِيصَةِ وضَعَنَيِ‌ فِي حِجرِهِ وَ أَنَا وَلِيدٌ[وَلَدٌ]يضَمُنّيِ‌ إِلَي صَدرِهِ وَ يكَنفُنُيِ‌ فِي فِرَاشِهِ وَ يمُسِنّيِ‌ جَسَدَهُ وَ يشُمِنّيِ‌ عَرفَهُ وَ كَانَ يَمضَغُ الشيّ‌ءَ ثُمّ يُلقِمُنِيهِ وَ مَا وَجَدَ لِي كَذبَةً فِي قَولٍ وَ لَا خَطلَةً فِي فِعلٍ وَ لَقَد قَرَنَ اللّهُ سُبحَانَهُ بِهِ مِن لَدُن أَن كَانَ فَطِيماً أَعظَمَ مَلَكٍ مِن مَلَائِكَتِهِ يَسلُكُ بِهِ طَرِيقَ المَكَارِمِ وَ مَحَاسِنَ أَخلَاقِ العَالَمِ لَيلَهُ وَ نَهَارَهُ وَ لَقَد كُنتُ أَتّبِعُهُ اتّبَاعَ الفَصِيلِ أَثَرَ أُمّهِ يَرفَعُ لِي فِي كُلّ يَومٍ عَلَماً مِن أَخلَاقِهِ وَ يأَمرُنُيِ‌ بِالِاقتِدَاءِ بِهِ وَ لَقَد كَانَ يُجَاوِرُ فِي كُلّ سَنَةٍ بِحِرَاءَ فَأَرَاهُ وَ لَا يَرَاهُ غيَريِ‌ وَ لَم يَجمَع بَيتٌ وَاحِدٌ يَومَئِذٍ فِي الإِسلَامِ غَيرَ رَسُولِ


صفحه : 476

اللّهِص وَ خَدِيجَةَ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهَا وَ أَنَا ثَالِثُهُمَا أَرَي نُورَ الوحَي‌ِ وَ الرّسَالَةِ وَ أَشُمّ رِيحَ النّبُوّةِ وَ لَقَد سَمِعتُ رَنّةَ الشّيطَانِ حِينَ نَزَلَ الوحَي‌ُ عَلَيهِص فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا هَذِهِ الرّنّةُ فَقَالَ هَذَا الشّيطَانُ قَد أَيِسَ مِن عِبَادَتِهِ إِنّكَ تَسمَعُ مَا أَسمَعُ وَ تَرَي مَا أَرَي إِلّا أَنّكَ لَستَ بنِبَيِ‌ّ وَ لَكِنّكَ وَزِيرٌ وَ إِنّكَ لَعَلَي خَيرٍ وَ لَقَد كُنتُ مَعَهُص لَمّا أَتَاهُ المَلَأُ مِن قُرَيشٍ فَقَالُوا لَهُ يَا مُحَمّدُ إِنّكَ قَدِ ادّعَيتَ عَظِيماً لَم يَدّعِهِ آبَاؤُكَ وَ لَا أَحَدٌ مِن بَيتِكَ وَ نَحنُ نَسأَلُكَ أَمراً إِن أَجَبتَنَا إِلَيهِ وَ أَرَيتَنَاهُ عَلِمنَا أَنّكَ نبَيِ‌ّ وَ رَسُولٌ وَ إِن لَم تَفعَل عَلِمنَا أَنّكَ سَاحِرٌ كَذّابٌ فَقَالَص لَهُم وَ مَا تَسأَلُونَ قَالُوا تَدعُو لَنَا هَذِهِ الشّجَرَةَ حَتّي تَنقَلِعَ بِعُرُوقِهَا وَ تَقِفَ بَينَ يَدَيكَ فَقَالَص إِنّ اللّهَ عَلي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ فَإِن فَعَلَ اللّهُ ذَلِكَ لَكُم أَ تُؤمِنُونَ وَ تَشهَدُونَ بِالحَقّ قَالُوا نَعَم قَالَ فإَنِيّ‌ سَأُرِيكُم مَا تَطلُبُونَ وَ إنِيّ‌ لَأَعلَمُ أَنّكُم لَا تَفِيئُونَ إِلَي خَيرٍ وَ أَنّ فِيكُم مَن يُطرَحُ فِي القَلِيبِ وَ مَن يُحَزّبُ الأَحزَابَ ثُمّ قَالَ يَا أَيّتُهَا الشّجَرَةُ إِن كُنتِ تُؤمِنِينَ بِاللّهِ وَ اليَومِ الآخِرِ وَ تَعلَمِينَ أنَيّ‌ رَسُولُ اللّهِ فاَنقلَعِيِ‌ بِعُرُوقِكِ حَتّي تقَفِيِ‌ بَينَ يدَيَ‌ّ بِإِذنِ اللّهِ فَوَ ألّذِي بَعَثَهُ بِالحَقّ لَانقَلَعَت بِعُرُوقِهَا وَ جَاءَت وَ لَهَا دوَيِ‌ّ شَدِيدٌ وَ قَصفٌ كَقَصفِ أَجنِحَةِ الطّيرِ حَتّي وَقَفَت بَينَ يدَيَ‌ رَسُولِ اللّهِص مُرَفرِفَةً وَ أَلقَت بِغُصنِهَا الأَعلَي عَلَي رَسُولِ اللّهِص وَ بِبَعضِ أَغصَانِهَا عَلَي منَكبِيِ‌ وَ كُنتُ عَن يَمِينِهِص فَلَمّا نَظَرَ القَومُ إِلَي ذَلِكَ قَالُوا عُلُوّاً وَ استِكبَاراً فَمُرهَا فَليَأتِكَ نِصفُهَا وَ يَبقَي نِصفُهَا فَأَمَرَهَا بِذَلِكَ فَأَقبَلَ إِلَيهِ نِصفُهَا كَأَعجَبِ إِقبَالٍ وَ أَشَدّهِ دَوِيّاً فَكَادَت تَلتَفّ بِرَسُولِ اللّهِص فَقَالُوا كُفراً وَ عُتُوّاً فَمُر هَذَا النّصفَ فَليَرجِع إِلَي نِصفِهِ كَمَا كَانَ فَأَمَرَهُص فَرَجَعَ فَقُلتُ أَنَا لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ إنِيّ‌ أَوّلُ مُؤمِنٍ بِكَ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ أَوّلُ مَن أَقَرّ بِأَنّ الشّجَرَ فَعَلَت مَا فَعَلَت بِأَمرِ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي


صفحه : 477

تَصدِيقاً لِنُبُوّتِكَ وَ إِجلَالًا لِكَلِمَتِكَ فَقَالَ القَومُ كُلّهُم بَل سَاحِرٌ كَذّابٌ عَجِيبُ السّحرِ خَفِيفٌ فِيهِ وَ هَل يُصَدّقُكَ فِي أَمرِكَ إِلّا مِثلُ هَذَا يعَنوُننَيِ‌ وَ إنِيّ‌ لَمِن قَومٍ لَا تَأخُذُهُم فِي اللّهِ لَومَةُ لَائِمٍ سِيمَاهُم سِيمَاءُ الصّدّيقِينَ وَ كَلَامُهُم كَلَامُ الأَبرَارِ عُمّارُ اللّيلِ وَ مَنَارُ النّهَارِ مُتَمَسّكُونَ بِحَبلِ القُرآنِ يُحيُونَ سُنَنَ اللّهِ وَ سُنَنَ رَسُولِهِص لَا يَستَكبِرُونَ وَ لَا يَعلُونَ وَ لَا يَغُلّونَ وَ لَا يُفسِدُونَ قُلُوبُهُم فِي الجِنَانِ وَ أَجسَادُهُم فِي العَمَلِ

بيان بهره غلبه والرواء بضم الراء والهمز والمد المنظر الحسن والعرف بالفتح الريح الطيبة قوله ع لايدري أي لايدريه أكثر الناس . قوله ع بأمر الباء للاستصحاب قوله ع ملكا أي في الظاهر لكونه في السماء ومخلوطا بهم . و قال الجزري‌ الهوادة الرخصة والسكون والمحاباة و قال هذا شيءحمي أي محظور لايقرب وأعداه الداء أي أصابه مثل مابصاحب الداء والاستفزاز الإزعاج والاستنهاض علي خفة وإسراع و الرجل اسم جمع لراجل . قوله ع لقد فوق أي وضع فوق سهمه علي الوتر وأغرق أي استوفي مد القوس وبالغ في نزعها ليكون مرماه أبعد ووقع سهامه أشد. قوله من مكان قريب لقربه بهم وجريانه منهم مجري الدم قوله ع بظن مصيب في بعض النسخ غيرمصيب ووجه بوجوه .الأول أنه قال ما قال لا علي وجه العلم بل علي سبيل التوهم والمصيب الحق هوالعلم دون التوهم أوالظن و إن اتفق وقوعهما.الثاني‌ أن قوله لَأُغوِيَنّهُمبمعني الشرك أوالكفر والذين استثناهم المعصومون من المعاصي‌ و لاريب في كون هذاظن غيرمصيب .الثالث أنه ع إنما قال ذلك لأن غوايتهم كان منهم اختبارا وتصديق أبناء


صفحه : 478

الحمية له يعود إلي وقوع الغواية منهم علي وفق ظنه فكان ظنه في نسبتها إليه خطأ وبعبارة أخري لماظن أنه قادر علي إجبارهم علي المعاصي‌ وسلب اختيارهم حكم ع بخطائه ولعل هذاأصوب . قوله ع الجامحة أي النفوس الجامحة من جمح الفرس إذااعتز راكبه وغلبه و كل ماطلع وظهر فقد نجم واستفحل أي قوي‌ واشتد ودلف أي تقدم وقحم في الأمر رمي بنفسه فيه من غيرروية. والولجة بالتحريك موضع أوكهف يستتر فيه المارة من مطر وغيره والورطات المهالك . قوله ع إثخان الجراحة أي جعلكم واطئين لإثخانها و هوكثرتها كماقيل فهو مفعول ثان للإيطاء ويحتمل أن يكون مفعولا أولا و هوأظهر. والحز القطع والخزائم جمع خزامة وهي‌ حلقة من شعر تجعل في وترة أنف البعير فيشد فيهاالزمام ووري الزند أي خرجت ناره والقدح إخراجها من الزند وتألبوا تجمعوا. قوله ع يقتنصونكم أي يتصيدونكم والحومة معظم الماء والحرب وغيرهما وموضع الجار والمجرور نصب علي الحال أي يقتنصونكم في حومة ذل والجولة الموضع ألذي تجول فيه والنزغ الإفساد و في النهاية المسلحة القوم الذين يحفظون الثغر من العدو لأنهم يكونون ذوي‌ سلاح أولأنهم يسكنون المسلحة وهي‌ كالثغر والمرقب يرقبون العدو لئلا يطرقهم علي غفلة انتهي . وكلمة ما في قوله ع من غير مافضل زائدة للتأكيد وأمعن في الطلب أي جد وأبعد والمصارحة المكاشفة والمناصبة المعاداة وأعنق أسرع وليلة ظلماء حندس أي شديدة الظلمة والمهواة الوهدة يتردي الصيد فيها وذللا بضمتين جمع ذلول وسلسا كذلك جمع سلس وهما بمعني سهل الانقياد.


صفحه : 479

قوله ع أمرا أي اعتمدوا أمرا قوله ع تضايقت الصدور به كناية عن كثرته قوله ع تكبروا عن حسبهم قيل أي جهلوا أصلهم أنه الطين المنتن فتكبروا. قوله ع وألقوا الهجينة أي نسبوا ما في الإنسان من القبائح إلي ربهم أونسبوا الخطاء إليه تعالي فيما اختار لهم من خليفة الحق . قوله ع مكابرة لقضائه أي لحكمه عليهم بمتابعة أئمة الحق أو لماأوجب عليهم من شكر النعمة والآلاء الأنبياء والأوصياء ع . واعتزاء الجاهلية نداؤهم يالفلان فيسمون قبيلتهم فيدعونهم إلي المقاتلة وإثارة الفتنة قوله لنعمه عليكم أضدادا لعل المعني أن تلك الخصال توجب زوال النعم عنكم فكأنكم أضداد وحساد لنعم الله عليكم . قوله ع شربتم بصفوكم أي شربتم كدرهم مستبدلين ذلك بصفوكم أومتلبسين بصفوكم والأحلاس جمع حلس بالكسر و هوكساء رقيق يكون علي ظهر البعير ملازما له فقيل لكل ملازم أمر هوحلس ذلك الأمر ذكره الجزري‌. والنفث النفخ استعير هنا لوساوس الشيطان و في بعض النسخ نثا من نث الحديث إذاأفشاه ومصارع جنوبهم مساقطها ولواقح الكبر مايوجب حصوله . وخفض الجناح كناية عن لين الجانب وحسن الخلق والشفقة والمخمصة الجوع والمجهدة المشقة ومحصهم بالمهملتين أي خلصهم وطهرهم وبالمعجمتين أي حركهم وزلزلهم والذهبان بالضم والكسر جمع الذهب والعقيان بالكسر الذهب الخالص والبلاء الامتحان والإنباء الإخبار بالوعد والوعيد. قوله ع و لالزمت الأسماء معانيها أي كانت تنفك الأسماء عن المعاني‌ فتصدق الأسماء بدون مسمياتها كالمؤمن والمسلم والزاهد وغيرها والخصاصة الفقر


صفحه : 480

وضامه حقه انتقصه والضيم الظلم . قوله ع تمتد نحوه أي يؤمله المؤملون ويرجوه الراجون فإن كل من أمل شيئا يطمح إليه بصره ويسافر برغبته إليه فكني‌ عن ذلك بمد العنق وشد عقد الرحال . قوله ع فكانت النيات مشتركة أي بين الله و بين مايأملون من الشهوات غيرخالصة له تعالي وحسناتهم مقتسمة بينه تعالي و بين تلك الشهوات أوالمعني أنهم لوكانوا كذلك لآمن بهم جل الخلق للرغبة والرهبة فلم يتميز المؤمن والمنافق والمخلص والمرائي‌ وجبل وعر أي غليظ حزن . قوله ع وأقل نتائق الدنيا قال ابن أبي الحديد أصل هذه اللفظة من قولهم امرأة نتاق أي كثيرة الحبل والولادة يقال ضيعة منتاق أي كثيرة الريع فجعل ع الضياع ذوات المدر التي‌ يثار للحرث نتائق و قال إن مكة أقلها صلاحا للزرع لأن أرضها حجرية والقطر الجانب . قوله ع دمثة أي سهلة وكلما كان الرمل أسهل كان أبعد من أن ينبت و من أن يزكو به الدواب لأنها تتعب في المشي‌ به قوله وشلة أي قليلة الماء قوله أعطافهم عطفا الرجل جانباه أي يميلوا جوانبهم معرضين عن كل شيءمتوجهين نحوه والمثابة المرجع والنجعة في الأصل طلب الكلاء ثم سمي‌ كل من قصد أمرا يروم النفع فيه منتجعا وثمرة الفؤاد هي‌ سويداء القلب والسحيق البعيد والفج الطريق بين الجبلين وهز المناكب كناية عن السفر إليه مشتاقين و قوله يهلون أي يرفعون


صفحه : 481

أصواتهم بالتلبية والرمل سعي‌ فوق المشي‌ والسرابيل جمع السربال و هوالقميص أي خلعوا المخيط. قوله ملتف البني أي مشتبك العمارة والبرة الواحدة من البر و هوالحنطة والأرياف جمع ريف و هو كل أرض فيهازرع ونخل وقيل هو ماقارب الماء من الأرض والمحدقة المطيفة والغدق الماء الكثير والنضارة الحسن ومضارعة الشك مقاربته و في بعض النسخ بالصاد المهملة والاعتلاج الاضطراب . قوله ع فتحا بضمتين أي مفتوحة و قوله ذللا أي سهلة ووخامة العاقبة رداءتها. قوله ع فإنها قيل الضمير يعود إلي مجموع البغي‌ والظلم والكبر وقيل إلي الأخير باعتبار جعله مصيدة وهي‌ بسكون الصاد وفتح الياء آلة يصطاد بها والمساورة المواثبة قوله ع ماتكدي‌ أي لاترد عن تأثيرها ويقال رمي فأشوي إذا لم يصب المقتل . قوله ع ماحرس الله مازائدة قوله ع عتاق الوجوه إما من العتق بمعني الحرية أوبمعني الكرم والعتيق الكريم من كل شيء والخيار من كل شيء والنواجم جمع ناجمة و هو مايطلع ويظهر من الكبر والقدع الكف والمنع ويقال لاط حبه بقلبي‌ يليط إذالصق ومواقع النعم الأموال والأولاد وآثارها هي‌ الترفه والغناء والتلذذ بها ويحتمل أن يكون الموقع مصدرا والمجداء جمع ماجد والمجد الشرف في الآباء والحسب والكرم يكونان في الرجل و إن لم يكونا في آبائه والنجداء الشجعان واحدهم نجيد وبيوتات العرب قبائلها واليعسوب السيد والرئيس والمقدم والرغيبة المرغوبة قوله ع لخلال الحمد أي الخصال المحمودة.


صفحه : 482

قوله ع ومدت العافية علي البناء للمفعول و هوظاهر أو علي البناء للفاعل من قولهم مد الماء إذاجري وسال قوله ع ووصلت استعار الوصل لاجتماعهم عن كرامة الله لهم حال كونهم علي ذلك الأمر ورشح بذكر الحبل والتحاض تفاعل من الحض و هوالحث والتحريص وتواصي القوم أي أوصي بعضهم بعضا والفقرة واحدة فقر الظهر ويقال لمن أصابته مصيبة شديدة قدكسرت فقرته والمنة بالضم القوة والأعباء الأثقال . قوله ع فساموهم أي ألزموهم والمرار بالضم شجر مر واستعير شرب الماء المر لكل من يلقي شدة. قوله ع وبلغت الكرامة قوله بهم متعلق بقوله بلغت و قوله لهم بالكرامة و قوله إليه بقوله لم تذهب والأملاء جمع الملأ أي الجماعات والأشراف والترافد التعاون . قوله ع متحازبين أي مختلفين أحزابا وغضارة النعمة طيبها ولذتها قوله ع فما أشد اعتدال الأحوال أي ماأشبه الأشياء بعضها ببعض و إن حالكم لشبيهة بحال أولئك . قوله ع يحتازونهم أي يبعدونهم وبحر العراق دجلة والفرات أماالأكاسرة فطردوهم عن بحر العراق والقياصرة عن الشام و ما فيه من المراعي‌ والمنتجع والشيح نبت معروف ومنابت الشيح أرض العرب ومهافي‌ الريح المواضع التي‌ تهفو فيهاالريح أي تهب وهي‌ الفيافي‌ والصحاري‌ ونكد المعاش ضيقه وقلته والعالة جمع عائل و هوالفقير والدبر بالتحريك الجرح ألذي يكون في ظهر البعير والجدب قلة الزرع والشجر والأزل الضيق والشدة. قوله وإطباق جهل بكسر الهمزة أي جهل عام مطبق عليهم أوبفتحها أي


صفحه : 483

جهل متراكم بعضه فوق بعض ووأد البنات قتلهن وشن الغارة عليهم تفريقها عليهم من جميع جهاتهم قوله ع والتفت الملة أي كانوا متفرقين فالتفت ملة محمدص بهم فجمعتهم يقال التف الحبل بالحطب أي جمعه والتف الحطب بالحبل أي اجتمع به و قوله في عوائد حال أي جمعتهم الملة كائنة في عوائد بركتها. قوله ع فكهين أي أشرين مرحين فكاهة صادرة عن خضرة عيش النعمة قوله ع قدتربعت أي أقامت ويقال تعطف الدهر علي فلان أي أقبل حظه وسعادته بعد أن لم يكن كذلك والذري الأعالي‌. قوله ع لايغمز يقال غمزه بيده أي نخسه والقناة الرمح ويكني عن العزيز ألذي لايضام فيقال لايغمز له قناة أي هوصلب والقناة إذا لم تلن في يد الغامز كانت أبعد عن الحطم والكسر. و قوله لاتقرع لهم صفاة مثل يضرب لمن لايطمع في جانبه لعزته وقوته والصفاة الصخرة والحجر الأملس . و قوله بأحكام متعلق بثلمتم و قوله بنعمة متعلق بقوله امتن قوله النار و لاالعار أي ادخلوا النار و لاتلتزموا العار. و قال الجوهري‌ كفأت الإناء قلبته وزعم ابن الأعرابي‌ أن أكفأته لغة وكفأت القوم كفاء إذاأرادوا وجها فصرفتهم عنه إلي غيره قوله إلي غيره الضمير عائد إلي الإسلام أو إلي الله قوله فلاتستبطئوا أي فلاتستبعدوا قوله لترك التناهي‌ يقال تناهوا عن المنكر أي نهي بعضهم بعضا ودوخه أي ذلله وشيطان الردهة هوذو الثدية


صفحه : 484

فقد روي‌ أنه رماه الله يوم النهر بصاعقة والردهة نقرة في الجبل يجتمع فيهاالماء وإنما سمي‌ بذلك لأنه وجد بعدموته في حفرة وقيل هوأحد الأبالسة والوجبة اضطراب القلب والرجة الحركة والزلزلة وأدلت من فلان أي قهرته وغلبته والتشذر التبدد والتفرق والكلاكل الصدور الواحدة كلكل أي أناأذللتهم وصرعتهم إلي الأرض والنواجم جمع ناجمة وهي‌ ماعلا قدره وطار صيته والخطل خفة وسرعة ويقال للأحمق العجل خطل قوله لاتفيئون أي لاترجعون . قوله ع في القليب أي قليب بدر والدوي‌ صوت ليس بالعالي‌ وقصف الطير اشتد صوته ورفرف الطائر بجناحيه إذابسطهما عندالسقوط علي شيءيحوم عليه ليقع فوقه والعتو التكبر والتجبر. قوله خفيف فيه أي سريع قوله ع و لايغلون كل من خان خفية في شيءفقد غل .أقول إنما أوردت هذه الخطبة الشريفة بطولها لاشتمالها علي جمل قصص الأنبياء ع وعلل أحوالهم وأطوارهم وبعثتهم والتنبيه علي فائدة الرجوع إلي قصصهم والنظر في أحوالهم وأحوال أممهم و غير ذلك من الفوائد التي‌ لاتحصي و لاتخفي علي من تأمل فيهاصلوات الله علي الخطيب بها

38-كا،[الكافي‌]بَعضُ أَصحَابِنَا عَن عَلِيّ بنِ العَبّاسِ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ عَن أَبِي الحَسَنِ ع قَالَ إِنّ الأَحلَامَ لَم تَكُن فِيمَا مَضَي فِي أَوّلِ الخَلقِ وَ إِنّمَا حَدَثَت فَقُلتُ وَ مَا العِلّةُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ إِنّ اللّهَ عَزّ ذِكرُهُ بَعَثَ رَسُولًا إِلَي أَهلِ زَمَانِهِ فَدَعَاهُم إِلَي عِبَادَةِ اللّهِ وَ طَاعَتِهِ فَقَالُوا إِن فَعَلنَا ذَلِكَ فَمَا لَنَا فَوَ اللّهِ مَا أَنتَ بِأَكثَرِنَا مَالًا وَ لَا


صفحه : 485

بِأَعَزّنَا عَشِيرَةً فَقَالَ إِن أطَعَتمُوُنيِ‌ أَدخَلَكُمُ اللّهُ الجَنّةَ وَ إِن عصَيَتمُوُنيِ‌ أَدخَلَكُمُ اللّهُ النّارَ فَقَالُوا وَ مَا الجَنّةُ وَ النّارُ فَوَصَفَ لَهُم ذَلِكَ فَقَالُوا مَتَي نَصِيرُ إِلَي ذَلِكَ فَقَالَ إِذَا مِتّم فَقَالُوا لَقَد رَأَينَا أَموَاتَنَا صَارُوا عِظَاماً وَ رُفَاتاً فَازدَادُوا لَهُ تَكذِيباً وَ بِهِ استِخفَافاً فَأَحدَثَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِيهِمُ الأَحلَامَ فَأَتَوهُ فَأَخبَرُوهُ بِمَا رَأَوا وَ مَا أَنكَرُوا مِن ذَلِكَ فَقَالَ إِنّ اللّهَ عَزّ ذِكرُهُ أَرَادَ أَن يَحتَجّ عَلَيكُم بِهَذَا هَكَذَا تَكُونُ أَروَاحُكُم إِذَا مِتّم وَ إِن بَلِيَت أَبدَانُكُم تَصِيرُ الأَروَاحُ إِلَي عِقَابٍ حَتّي تُبعَثَ الأَبدَانُ

39-دَعَوَاتُ الراّونَديِ‌ّ، روُيِ‌َ أَنّ اللّهَ أَوحَي إِلَي نبَيِ‌ّ مِنَ الأَنبِيَاءِ فِي الزّمَنِ الأَوّلِ أَنّ لِرَجُلٍ فِي أُمّتِهِ دَعَوَاتٍ مُستَجَابَةً فَأَخبَرَ بِهِ ذَلِكَ الرّجُلَ فَانصَرَفَ مِن عِندِهِ إِلَي بَيتِهِ فَأَخبَرَ زَوجَتَهُ بِذَلِكَ فَأَلَحّت عَلَيهِ أَن يَجعَلَ دَعوَةً لَهَا فرَضَيِ‌َ فَقَالَ[فَقَالَت]سَلِ اللّهَ أَن يجَعلَنَيِ‌ أَجمَلَ نِسَاءِ الزّمَانِ فَدَعَا الرّجُلُ فَصَارَت كَذَلِكَ ثُمّ إِنّهَا لَمّا رَأَت رَغبَةَ المُلُوكِ وَ الشّبّانِ المُتَنَعّمِينَ فِيهَا مُتَوَفّرَةً زَهِدَت فِي زَوجِهَا الشّيخِ الفَقِيرِ وَ جَعَلَت تُغَالِظُهُ وَ تُخَاشِنُهُ وَ هُوَ يُدَارِيهَا وَ لَا يَكَادُ يُطِيقُهَا فَدَعَا اللّهَ أَن يَجعَلَهَا كَلبَةً فَصَارَت كَذَلِكَ ثُمّ أَجمَعَ أَولَادُهَا يَقُولُونَ يَا أَبَه إِنّ النّاسَ يُعَيّرُونّا أَنّ أُمّنَا كَلبَةٌ نَائِحَةٌ وَ جَعَلُوا يَبكُونَ وَ يَسأَلُونَهُ أَن يَدعُوَ اللّهَ أَن يَجعَلَهَا كَمَا كَانَت فَدَعَا اللّهَ تَعَالَي فَصَيّرَهَا مِثلَ التّيِ‌ كَانَت فِي الحَالَةِ الأُولَي فَذَهَبَتِ الدّعَوَاتُ الثّلَاثُ ضَيَاعاً


صفحه : 486

باب 23-نوادر أخبار بني‌ إسرائيل

الآيات البقرةيا بنَيِ‌ إِسرائِيلَ اذكُرُوا نعِمتَيِ‌َ التّيِ‌ أَنعَمتُ عَلَيكُم وَ أنَيّ‌ فَضّلتُكُم عَلَي العالَمِينَالمائدةوَ لَقَد جاءَتهُم رُسُلُنا بِالبَيّناتِ ثُمّ إِنّ كَثِيراً مِنهُم بَعدَ ذلِكَ فِي الأَرضِ لَمُسرِفُونَ و قال تعالي لَقَد أَخَذنا مِيثاقَ بنَيِ‌ إِسرائِيلَ وَ أَرسَلنا إِلَيهِم رُسُلًا كُلّما جاءَهُم رَسُولٌ بِما لا تَهوي أَنفُسُهُم فَرِيقاً كَذّبُوا وَ فَرِيقاً يَقتُلُونَ وَ حَسِبُوا أَلّا تَكُونَ فِتنَةٌ فَعَمُوا وَ صَمّوا ثُمّ تابَ اللّهُ عَلَيهِم ثُمّ عَمُوا وَ صَمّوا كَثِيرٌ مِنهُم وَ اللّهُ بَصِيرٌ بِما يَعمَلُونَالجاثيةوَ لَقَد آتَينا بنَيِ‌ إِسرائِيلَ الكِتابَ وَ الحُكمَ وَ النّبُوّةَ وَ رَزَقناهُم مِنَ الطّيّباتِ وَ فَضّلناهُم عَلَي العالَمِينَ وَ آتَيناهُم بَيّناتٍ مِنَ الأَمرِ فَمَا اختَلَفُوا إِلّا مِن بَعدِ ما جاءَهُمُ العِلمُ بَغياً بَينَهُم إِنّ رَبّكَ يقَضيِ‌ بَينَهُم يَومَ القِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَختَلِفُونَالحشركَمَثَلِ الشّيطانِ إِذ قالَ لِلإِنسانِ اكفُر فَلَمّا كَفَرَ قالَ إنِيّ‌ برَيِ‌ءٌ مِنكَ إنِيّ‌ أَخافُ اللّهَ رَبّ العالَمِينَ فَكانَ عاقِبَتَهُما أَنّهُما فِي النّارِ خالِدَينِ فِيها وَ ذلِكَ جَزاءُ الظّالِمِينَتفسير قال الطبرسي‌ رحمه الله عن ابن عباس قال كان في بني‌ إسرائيل عابد اسمه برصيصا عبد الله زمانا من الدهر حتي كان يؤتي بالمجانين يداويهم ويعوذهم فيبرءون علي يده وإنه أتي‌ بامرأة في شرف قدجنت و كان لها إخوة فأتوه بها وكانت عنده فلم يزل به الشيطان يزين له حتي وقع عليها فحملت فلما استبان حملها قتلها ودفنها فلما فعل ذلك ذهب الشيطان حتي لقي‌ أحد إخوتها فأخبره بالذي‌ فعل الراهب و أنه دفنها في مكان كذا ثم أتي بقية إخوتها رجلا رجلا فذكر ذلك له فجعل الرجل يلقي


صفحه : 487

أخاه فيقول و الله لقد أتاني‌ آت ذكر لي شيئا يكبر علي ذكره فذكره بعضهم لبعض حتي بلغ ذلك ملكهم فسار الملك و الناس فاستنزلوه فأقر لهم بالذي‌ فعل فأمر به فصلب فلما رفع علي خشبته تمثل له الشيطان فقال أنا ألذي ألقيتك في هذافهل أنت مطيعي‌ فيما أقول لك أخلصك مما أنت فيه قال نعم قال اسجد لي سجدة واحدة فقال كيف أسجد لك و أنا علي هذه الحالة فقال أكتفي‌ منك بالإيماء فأومأ له بالسجود فكفر بالله وقتل الرجل فأشار الله تعالي إلي قصته في هذه الآية

1-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ الوَشّاءِ عَن أَبِي جَمِيلَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ كَانَ فِي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ عَابِدٌ يُقَالُ لَهُ جُرَيحٌ وَ كَانَ يَتَعَبّدُ فِي صَومَعَةٍ فَجَاءَتهُ أُمّهُ وَ هُوَ يصُلَيّ‌ فَدَعَتهُ فَلَم يُجِبهَا فَانصَرَفَت ثُمّ أَتَتهُ وَ دَعَتهُ فَلَم يَلتَفِت إِلَيهَا فَانصَرَفَت ثُمّ أَتَتهُ وَ دَعَتهُ فَلَم يُجِبهَا وَ لَم يُكَلّمهَا فَانصَرَفَت وَ هيِ‌َ تَقُولُ أَسأَلُ إِلَهَ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ أَن يَخذُلَكَ فَلَمّا كَانَ مِنَ الغَدِ جَاءَت فَاجِرَةٌ وَ قَعَدَت عِندَ صَومَعَتِهِ قَد أَخَذَهَا الطّلقُ فَادّعَت أَنّ الوَلَدَ مِن جُرَيحٍ فَفَشَا فِي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ أَنّ مَن كَانَ يَلُومُ النّاسَ عَلَي الزّنَا قَد زَنَي وَ أَمَرَ المَلِكُ بِصَلبِهِ فَأَقبَلَت أُمّهُ إِلَيهِ تَلطِمُ وَجهَهَا فَقَالَ لَهَا اسكتُيِ‌ إِنّمَا هَذَا لِدَعوَتِكِ فَقَالَ النّاسُ لَمّا سَمِعُوا ذَلِكَ مِنهُ وَ كَيفَ لَنَا بِذَلِكَ قَالَ هَاتُوا الصبّيِ‌ّ فَجَاءُوا بِهِ فَأَخَذَهُ فَقَالَ مَن أَبُوكَ فَقَالَ فُلَانٌ الراّعيِ‌ لبِنَيِ‌ فُلَانٍ فَأَكذَبَ اللّهُ الّذِينَ قَالُوا مَا قَالُوا فِي جُرَيحٍ فَحَلَفَ جُرَيحٌ أَلّا يُفَارِقَ أُمّهُ يَخدُمُهَا

2-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَنِ ابنِ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَنِ الحَكَمِ بنِ مِسكِينٍ عَنِ النّعمَانِ بنِ يَحيَي الأَزرَقِ عَن أَبِي حَمزَةَ الثمّاَليِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ مَلِكاً مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ قَالَ لَأَبنِيَنّ مَدِينَةً لَا يَعِيبُهَا أَحَدٌ فَلَمّا فَرَغَ مِن بِنَائِهَا اجتَمَعَ رَأيُهُم عَلَي أَنّهُم لَم يَرَوا مِثلَهَا قَطّ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ لَو أمَنِتنَيِ‌ عَلَي


صفحه : 488

نفَسيِ‌ أَخبَرتُكَ بِعَيبِهَا فَقَالَ لَكَ الأَمَانُ فَقَالَ لَهَا عَيبَانِ أَحَدُهُمَا أَنّكَ تَهلِكُ عَنهَا وَ الثاّنيِ‌ أَنّهَا تَخرَبُ مِن بَعدِكَ فَقَالَ المَلِكُ وَ أَيّ عَيبٍ أَعيَبُ مِن هَذَا ثُمّ قَالَ فَمَا نَصنَعُ قَالَ تبَنيِ‌ مَا يَبقَي وَ لَا يَفنَي وَ تَكُونُ شَابّاً لَا تَهرَمُ أَبَداً فَقَالَ المَلِكُ لِابنَتِهِ ذَلِكَ فَقَالَت مَا صَدَقَكَ أَحَدٌ غَيرُهُ مِن أَهلِ مَملَكَتِكَ

3-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ ابنِ بُكَيرٍ عَن عَبدِ المَلِكِ بنِ أَعيَنَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ كَانَ فِي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ رَجُلٌ وَ كَانَ لَهُ بِنتَانِ فَزَوّجَهُمَا مِن رَجُلَينِ وَاحِدٌ زَرّاعٌ وَ آخَرُ يَعمَلُ الفَخّارَ ثُمّ إِنّهُ زَارَهُمَا فَبَدَأَ بِامرَأَةِ الزّرّاعٍ فَقَالَ لَهَا كَيفَ حَالُكِ قَالَت قَد زَرَعَ زوَجيِ‌ زَرعاً كَثِيراً فَإِن جَاءَ اللّهُ بِالسّمَاءِ فَنَحنُ أَحسَنُ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ حَالًا ثُمّ ذَهَبَ إِلَي الأُخرَي فَسَأَلَهَا عَن حَالِهَا فَقَالَت قَد عَمِلَ زوَجيِ‌ فَخّاراً كَثِيراً فَإِن أَمسَكَ اللّهُ السّمَاءَ عَنّا فَنَحنُ أَحسَنُ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ حَالًا فَانصَرَفَ وَ هُوَ يَقُولُ أللّهُمّ أَنتَ لَهُمَا

4-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ الوَشّاءِ عَنِ الحَسَنِ بنِ الجَهمِ عَن رَجُلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ فِي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ رَجُلٌ يُكثِرُ أَن يَقُولَ الحَمدُ لِلّهِ رَبّ العَالَمِينَ وَ العَاقِبَةُ لِلمُتّقِينَ فَغَاظَ إِبلِيسَ ذَلِكَ فَبَعَثَ إِلَيهِ شَيطَاناً فَقَالَ قُلِ العَاقِبَةُ لِلأَغنِيَاءِ فَجَاءَهُ فَقَالَ ذَلِكَ فَتَحَاكَمَا إِلَي أَوّلِ مَن يَطلُعُ عَلَيهِمَا عَلَي قَطعِ يَدِ ألّذِي يَحكُمُ عَلَيهِ فَلَقِيَا شَخصاً فَأَخبَرَاهُ بِحَالِهِمَا فَقَالَ العَاقِبَةُ لِلأَغنِيَاءِ فَرَجَعَ وَ هُوَ يَحمَدُ اللّهَ وَ يَقُولُ العَاقِبَةُ لِلمُتّقِينَ فَقَالَ لَهُ تَعُودُ أَيضاً فَقَالَ نَعَم عَلَي يدَيِ‌َ الأُخرَي فَخَرَجَا فَطَلَعَ الآخَرُ فَحَكَمَ عَلَيهِ أَيضاً فَقُطِعَت يَدُهُ الأُخرَي وَ عَادَ أَيضاً يَحمَدُ اللّهَ وَ يَقُولُ العَاقِبَةُ لِلمُتّقِينَ فَقَالَ لَهُ تحُاَكمِنُيِ‌ عَلَي ضَربِ العُنُقِ فَقَالَ نَعَم فَخَرَجَا فَرَأَيَا مِثَالًا فَوَقَفَا عَلَيهِ فَقَالَ إنِيّ‌ كُنتُ حَاكَمتُ هَذَا وَ قَصّا عَلَيهِ قِصّتَهُمَا


صفحه : 489

قَالَ فَمَسَحَ يَدَيهِ فَعَادَتَا ثُمّ ضَرَبَ عُنُقَ ذَلِكَ الخَبِيثِ وَ قَالَ هَكَذَا العَاقِبَةُ لِلمُتّقِينَ

5-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَنِ ابنِ المُتَوَكّلِ عَنِ الحمِيرَيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الثمّاَليِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ كَانَ قَاضٍ فِي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ وَ كَانَ يقَضيِ‌ بِالحَقّ فِيهِم فَلَمّا حَضَرَتهُ الوَفَاةُ قَالَ لِامرَأَتِهِ إِذَا مِتّ فاَغسلِيِنيِ‌ وَ كفَنّيِنيِ‌ وَ غطَيّ‌ وجَهيِ‌ وَ ضعَيِنيِ‌ عَلَي سرَيِريِ‌ فَإِنّكِ لَا تَرَينَ سُوءاً إِن شَاءَ اللّهُ تَعَالَي فَلَمّا مَاتَ فَعَلَت مَا كَانَ أَمَرَهَا بِهِ ثُمّ مَكَثَت بَعدَ ذَلِكَ حِيناً ثُمّ إِنّهَا كَشَفَت عَن وَجهِهِ فَإِذَا دُودَةٌ تَقرِضُ مِن مَنخِرِهِ فَفَزِعَت مِن ذَلِكَ فَلَمّا كَانَ بِاللّيلِ أَتَاهَا فِي مَنَامِهَا يعَنيِ‌ رَأَتهُ فِي النّومِ فَقَالَ لَهَا فَزِعتِ مِمّا رَأَيتِ قَالَت أَجَل قَالَ وَ اللّهِ مَا هُوَ إِلّا فِي أَخِيكِ وَ ذَلِكِ أَنّهُ أتَاَنيِ‌ وَ مَعَهُ خَصمٌ لَهُ فَلَمّا جَلَسَا قُلتُ أللّهُمّ اجعَلِ الحَقّ لَهُ فَلَمّا اختَصَمَا كَانَ الحَقّ لَهُ فَفَرِحتُ فأَصَاَبنَيِ‌ مَا رَأَيتِ لِمَوضِعِ هوَاَي‌َ مَعَ مُوَافَقَةِ الحَقّ لَهُ

6-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّ قَوماً مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ قَالُوا لنِبَيِ‌ّ لَهُمُ ادعُ لَنَا رَبّكَ يُمطِرُ عَلَينَا السّمَاءَ إِذَا أَرَدنَا فَسَأَلَ رَبّهُ ذَلِكَ فَوَعَدَهُ أَن يَفعَلَ فَأَمطَرَ السّمَاءَ عَلَيهِم كُلّمَا أَرَادُوا فَزَرَعُوا فَنَمَت زُرُوعُهُم وَ حَسُنَت فَلَمّا حَصَدُوا لَم يَجِدُوا شَيئاً فَقَالُوا إِنّمَا سَأَلنَا المَطَرَ لِلمَنفَعَةِ فَأَوحَي اللّهُ تَعَالَي أَنّهُم لَم يَرضَوا بتِدَبيِريِ‌ لَهُم أَو نَحوَ هَذَا


صفحه : 490

7- وَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع كَانَ وَرَشَانٌ يُفرِخُ فِي شَجَرَةٍ وَ كَانَ رَجُلٌ يَأتِيهِ إِذَا أَدرَكَ الفَرخَانِ فَيَأخُذُ الفَرخَينِ فَشَكَا ذَلِكَ الوَرَشَانُ إِلَي اللّهِ تَعَالَي فَقَالَ إنِيّ‌ سَأَكفِيكَهُ قَالَ فَأَفرَخَ الوَرَشَانُ وَ جَاءَ الرّجُلُ وَ مَعَهُ رَغِيفَانِ فَصَعِدَ الشّجَرَةَ وَ عَرَضَ لَهُ سَائِلٌ فَأَعطَاهُ أَحَدَ الرّغِيفَينِ ثُمّ صَعِدَ فَأَخَذَ الفَرخَينِ وَ نَزَلَ بِهِمَا فَسَلّمَهُ اللّهُ لِمَا تَصَدّقَ بِهِ

8-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن عُمَرَ بنِ يَزِيدَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ رَجُلًا كَانَ فِي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ قَد دَعَا اللّهَ أَن يَرزُقَهُ غُلَاماً يَدعُو ثَلَاثاً وَ ثَلَاثِينَ سَنَةً فَلَمّا رَأَي أَنّ اللّهَ تَعَالَي لَا يُجِيبُهُ قَالَ يَا رَبّ أَ بَعِيدٌ أَنَا مِنكَ فَلَا تَسمَعُ منِيّ‌ أَم قَرِيبٌ أَنتَ فَلَا تجُيِبنُيِ‌ فَأَتَاهُ آتٍ فِي مَنَامِهِ فَقَالَ لَهُ إِنّكَ تَدعُو اللّهَ بِلِسَانٍ بذَيِ‌ّ وَ قَلبٍ عَلَقٍ[غَلِقٍ] غَيرِ نقَيِ‌ّ وَ بِنِيّةٍ غَيرِ صَادِقَةٍ فَاقلَع مِن بَذَائِكَ وَ ليَتّقِ اللّهَ قَلبُكَ وَ لتَحسُن نِيّتُكَ قَالَ فَفَعَلَ الرّجُلُ ذَلِكَ فَدَعَا اللّهَ عَزّ وَ جَلّ فَوُلِدَ لَهُ غُلَامٌ

كا،[الكافي‌] محمد بن يحيي عن ابن عيسي مثله

9-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن مَالِكِ بنِ عَطِيّةَ عَنِ الثمّاَليِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ كَانَ فِي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ رَجُلٌ عَاقِلٌ كَثِيرُ المَالِ وَ كَانَ لَهُ ابنٌ يُشبِهُهُ فِي الشّمَائِلِ مِن زَوجَةٍ عَفِيفَةٍ وَ كَانَ لَهُ ابنَانِ مِن زَوجَةٍ غَيرِ عَفِيفَةٍ فَلَمّا حَضَرَتهُ الوَفَاةُ قَالَ لَهُم هَذَا ماَليِ‌ لِوَاحِدٍ مِنكُم فَلَمّا توُفُيّ‌َ قَالَ


صفحه : 491

الكَبِيرُ أَنَا ذَلِكَ الوَاحِدُ وَ قَالَ الأَوسَطُ أَنَا ذَلِكَ وَ قَالَ الأَصغَرُ أَنَا ذَلِكَ فَاختَصَمُوا إِلَي قَاضِيهِم قَالَ لَيسَ عنِديِ‌ فِي أَمرِكُم شَيءٌ انطَلِقُوا إِلَي بنَيِ‌ غَنّامٍ الإِخوَةِ الثّلَاثَةِ فَانتَهَوا إِلَي وَاحِدٍ مِنهُم فَرَأَوا شَيخاً كَبِيراً فَقَالَ لَهُم ادخُلُوا إِلَي أخَيِ‌ فُلَانٍ فَهُوَ أَكبَرُ منِيّ‌ فَاسأَلُوهُ فَدَخَلُوا عَلَيهِ فَخَرَجَ شَيخٌ كَهلٌ فَقَالَ سَلُوا أخَيِ‌َ الأَكبَرَ منِيّ‌ فَدَخَلُوا عَلَي الثّالِثِ فَإِذَا هُوَ فِي المَنظَرِ أَصغَرُ فَسَأَلُوهُ أَوّلًا عَن حَالِهِم ثُمّ مُبَيّناً لَهُم فَقَالَ أَمّا أخَيِ‌َ ألّذِي رَأَيتُمُوهُ أَوّلًا هُوَ الأَصغَرُ وَ إِنّ لَهُ امرَأَةَ سَوءٍ تَسُوؤُهُ وَ قَد صَبَرَ عَلَيهَا مَخَافَةَ أَن يُبتَلَي بِبَلَاءٍ لَا صَبرَ لَهُ عَلَيهِ فَهَرّمَتهُ وَ أَمّا الثاّنيِ‌ أخَيِ‌ فَإِنّ عِندَهُ زَوجَةً تَسُوؤُهُ وَ تَسُرّهُ فَهُوَ مُتَمَاسِكُ الشّبَابِ وَ أَمّا أَنَا فزَوَجتَيِ‌ تسَرُنّيِ‌ وَ لَا تسَوُؤنُيِ‌ وَ لَم يلَزمَنيِ‌ مِنهَا مَكرُوهٌ قَطّ مُنذُ صحَبِتَنيِ‌ فشَبَاَبيِ‌ مَعَهَا مُتَمَاسِكٌ وَ أَمّا حَدِيثُكُمُ ألّذِي هُوَ حَدِيثُ أَبِيكُم فَانطَلِقُوا أَوّلًا وَ بَعثِرُوا قَبرَهُ وَ استَخرِجُوا عِظَامَهُ وَ أَحرِقُوهَا ثُمّ عُودُوا لأِقَضيِ‌َ بَينَكُم فَانصَرَفُوا فَأَخَذَ الصبّيِ‌ّ سَيفَ أَبِيهِ وَ أَخَذَ الأَخَوَانِ المَعَاوِلَ فَلَمّا أَن هَمّا بِذَلِكَ قَالَ لَهُمُ الصّغِيرُ لَا تُبَعثِرُوا قَبرَ أَبِي وَ أَنَا أَدَعُ لَكُمَا حصِتّيِ‌ فَانصَرَفُوا إِلَي القاَضيِ‌ فَقَالَ يُقَنّعُكُمَا هَذَا ائتوُنيِ‌ بِالمَالِ فَقَالَ لِلصّغِيرِ خُذِ المَالَ فَلَو كَانَا ابنَيهِ لَدَخَلَهُمَا مِنَ الرّقّةِ كَمَا دَخَلَ عَلَي الصّغِيرِ

10-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِهَذَا الإِسنَادِ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ الحَجّاجِ عَن أَبِي الحَسَنِ مُوسَي ع قَالَ كَانَ فِي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ رَجُلٌ صَالِحٌ وَ كَانَت لَهُ امرَأَةٌ صَالِحَةٌ فَرَأَي فِي النّومِ أَنّ اللّهَ تَعَالَي قَد وَقّتَ لَكَ مِنَ العُمُرِ كَذَا وَ كَذَا سَنَةً وَ جَعَلَ نِصفَ عُمُرِكَ


صفحه : 492

فِي سَعَةٍ وَ جَعَلَ النّصفَ الآخَرَ فِي ضِيقٍ فَاختَر لِنَفسِكَ إِمّا النّصفَ الأَوّلَ وَ إِمّا النّصفَ الأَخِيرَ فَقَالَ الرّجُلُ إِنّ لِي زَوجَةً صَالِحَةً وَ هيِ‌َ شرَيِكيِ‌ فِي المَعَاشِ فَأُشَاوِرُهَا فِي ذَلِكَ وَ تَعُودُ إلِيَ‌ّ فَأُخبِرُكَ فَلَمّا أَصبَحَ الرّجُلُ قَالَ لِزَوجَتِهِ رَأَيتُ فِي النّومِ كَذَا وَ كَذَا فَقَالَت يَا فُلَانُ اختَرِ النّصفَ الأَوّلَ وَ تَعَجّلِ العَافِيَةَ لَعَلّ اللّهَ سَيَرحَمُنَا وَ يُتِمّ لَنَا النّعمَةَ فَلَمّا كَانَ فِي اللّيلَةِ الثّانِيَةِ أَتَي الآتيِ‌ فَقَالَ مَا اختَرتَ فَقَالَ اختَرتُ النّصفَ الأَوّلَ فَقَالَ ذَلِكَ لَكَ فَأَقبَلَتِ الدّنيَا عَلَيهِ مِن كُلّ وَجهٍ وَ لَمّا ظَهَرَت نِعمَتُهُ قَالَت لَهُ زَوجَتُهُ قَرَابَتُكَ وَ المُحتَاجُونَ فَصِلهُم وَ بِرّهُم وَ جَارُكَ وَ أَخُوكَ فُلَانٌ فَهَبهُم فَلَمّا مَضَي نِصفُ العُمُرِ وَ جَازَ حَدّ الوَقتِ رَأَي الرّجُلُ ألّذِي رَآهُ أَوّلًا فِي النّومِ فَقَالَ إِنّ اللّهَ تَعَالَي قَد شَكَرَ لَكَ ذَلِكَ وَ لَكَ تَمَامَ عُمُرِكَ سَعَةٌ مِثلُ مَا مَضَي

11-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِهَذَا الإِسنَادِ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ خَرَجَتِ امرَأَةٌ بَغِيّ عَلَي شَبَابٍ مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَأَفتَنَتهُم فَقَالَ بَعضُهُم لَو كَانَ العَابِدُ فُلَاناً رَآهَا أَفتَنَتهُ وَ سَمِعَت مَقَالَتَهُم فَقَالَت وَ اللّهِ لَا أَنصَرِفُ إِلَي منَزلِيِ‌ حَتّي أُفتِنَهُ فَمَضَت نَحوَهُ فِي اللّيلِ فَدَقّت عَلَيهِ فقال [فَقَالَت]آويِ‌ عِندَكَ فَأَبَي عَلَيهَا فَقَالَت إِنّ بَعضَ شَبَابِ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ راَودَوُنيِ‌ عَن نفَسيِ‌ فَإِن أدَخلَتنَيِ‌ وَ إِلّا لحَقِوُنيِ‌ وَ فضَحَوُنيِ‌ فَلَمّا سَمِعَ مَقَالَتَهَا فَتَحَ لَهَا فَلَمّا دَخَلَت عَلَيهِ رَمَت بِثِيَابِهَا فَلَمّا رَأَي جَمَالَهَا وَ هَيئَتَهَا وَقَعَت فِي نَفسِهِ فَضَرَبَ يَدَهُ عَلَيهَا ثُمّ رَجَعَت إِلَيهِ نَفسُهُ وَ قَد كَانَ يُوقِدُ تَحتَ قِدرٍ لَهُ فَأَقبَلَ حَتّي وَضَعَ يَدَهُ عَلَي النّارِ فَقَالَت أَيّ شَيءٍ تَصنَعُ فَقَالَ أُحرِقُهَا لِأَنّهَا عَمِلَتِ العَمَلَ فَخَرَجَت حَتّي أَتَت جَمَاعَةَ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَقَالَتِ الحَقُوا فُلَاناً فَقَد وَضَعَ يَدَهُ عَلَي النّارِ فَأَقبَلُوا فَلَحِقُوهُ وَ قَدِ احتَرَقَت يَدُهُ

12-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ] عَن هَارُونَ بنِ خَارِجَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّ عَابِداً كَانَ فِي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَأَضَافَ امرَأَةً مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَهَمّ بِهَا فَأَقبَلَ كُلّمَا هَمّ بِهَا قَرّبَ إِصبَعاً مِن أَصَابِعِهِ


صفحه : 493

إِلَي النّارِ فَلَم يَزَل ذَلِكَ دَأبَهُ حَتّي أَصبَحَ قَالَ لَهَا اخرجُيِ‌ لَبِئسَ الضّيفُ كُنتِ لِي

13-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ] عَن حَفصِ بنِ غِيَاثٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ فِي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ رَجُلٌ وَ كَانَ مُحتَاجاً فَأَلَحّت عَلَيهِ امرَأَتُهُ فِي طَلَبِ الرّزقِ فَابتَهَلَ إِلَي اللّهِ فِي الرّزقِ فَرَأَي فِي النّومِ أَيّمَا أَحَبّ إِلَيكَ دِرهَمَانِ مِن حِلّ أَو أَلفَانِ مِن حَرَامٍ فَقَالَ دِرهَمَانِ مِن حِلّ فَقَالَ تَحتَ رَأسِكَ فَانتَبَهَ فَرَأَي الدّرهَمَينِ تَحتَ رَأسِهِ فَأَخَذَهُمَا وَ اشتَرَي بِدِرهَمٍ سَمَكَةً فَأَقبَلَ إِلَي مَنزِلِهِ فَلَمّا رَأَتهُ المَرأَةُ أَقبَلَت عَلَيهِ كَاللّائِمَةِ وَ أَقسَمَت أَن لَا تَمَسّهَا فَقَامَ الرّجُلُ إِلَيهَا فَلَمّا شَقّ بَطنَهَا إِذَا بِدُرّتَينِ فَبَاعَهُمَا بِأَربَعِينَ أَلفَ دِرهَمٍ

14-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ عَنِ الصّدُوقِ عَن مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ عَنِ الكوُفيِ‌ّ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن جَمِيلِ بنِ صَالِحٍ عَن حُمرَانَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ كَانَ فِي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ جَبّارٌ وَ إِنّهُ أُقعِدَ فِي قَبرِهِ وَ رُدّ إِلَيهِ رُوحُهُ فَقِيلَ لَهُ إِنّا جَالِدُوكَ مِائَةَ جَلدَةٍ مِن عَذَابِ اللّهِ قَالَ لَا أُطِيقُهَا فَلَم يَزَالُوا يَنقُصُونَهُ مِنَ الجَلدِ وَ هُوَ يَقُولُ لَا أُطِيقُ حَتّي صَارُوا إِلَي وَاحِدَةٍ قَالَ لَا أُطِيقُهَا قَالُوا لَن نَصرِفَهَا عَنكَ قَالَ فَلِمَا ذَا تجَلدِوُننَيِ‌ قَالُوا مَرَرتَ يَوماً بِعَبدٍ لِلّهِ ضَعِيفٍ مِسكِينٍ مَقهُورٍ فَاستَغَاثَ بِكَ فَلَم تُغِثهُ وَ لَم تَدفَع عَنهُ قَالَ فَجَلَدُوهُ جَلدَةً وَاحِدَةً فَامتَلَأَ قَبرُهُ نَاراً

15-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]الصّدُوقُ عَنِ ابنِ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَنِ ابنِ أَسبَاطٍ عَن أَبِي إِسحَاقَ الخرُاَساَنيِ‌ّ عَن وَهبِ بنِ مُنَبّهٍ قَالَ رَوَوا أَنّ رَجُلًا مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ بَنَي قَصراً فَجَوّدَهُ وَ شَيّدَهُ ثُمّ صَنَعَ طَعَاماً فَدَعَا الأَغنِيَاءَ وَ تَرَكَ الفُقَرَاءَ فَكَانَ إِذَا جَاءَ الفَقِيرُ قِيلَ لِكُلّ وَاحِدٍ مِنهُم إِنّ هَذَا طَعَامٌ لَم يُصنَع لَكَ وَ لَا لِأَشبَاهِكَ قَالَ فَبَعَثَ اللّهُ مَلَكَينِ فِي زيِ‌ّ الفُقَرَاءِ فَقِيلَ لَهُمَا مِثلُ ذَلِكَ ثُمّ أَمَرَهُمَا اللّهُ تَعَالَي بِأَن يَأتِيَا فِي زيِ‌ّ الأَغنِيَاءِ فَأُدخِلَا وَ أُكرِمَا وَ أُجلِسَا فِي الصّدرِ فَأَمَرَهُمَا اللّهُ تَعَالَي أَن يَخسِفَا المَدِينَةَ وَ مَن فِيهَا


صفحه : 494

16- وَ بِإِسنَادِهِ أَنّ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ الصّغِيرَ مِنهُم وَ الكَبِيرَ كَانُوا يَمشُونَ باِلعصِيِ‌ّ مَخَافَةَ أَن يَختَالَ أَحَدٌ فِي مِشيَتِهِ

17-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ عَنِ الصّدُوقِ عَن مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ عَنِ الكوُفيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ زُرَارَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ الفُضَيلِ عَن أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ كَانَ فِي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ عَابِدٌ وَ كَانَ مُحَارَفاً تُنفِقُ عَلَيهِ امرَأَتُهُ فَجَاءَهَا يَوماً فَدَفَعَت إِلَيهِ غَزلًا فَذَهَبَ فَلَا يشَترَيِ‌ بشِيَ‌ءٍ فَجَاءَ إِلَي البَحرِ فَإِذَا هُوَ بِصَيّادٍ قَدِ اصطَادَ سَمَكاً كَثِيراً فَأَعطَاهُ الغَزلَ وَ قَالَ انتَفِع فِي شَبَكَتِكَ فَدَفَعَ إِلَيهِ سَمَكَةً فَأَخَذَهَا وَ خَرَجَ بِهَا إِلَي زَوجَتِهِ فَلَمّا شَقّهَا بَدَت مِن جَوفِهَا لُؤلُؤَةٌ فَبَاعَهَا بِعِشرِينَ أَلفَ دِرهَمٍ

18-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ بِإِسنَادِهِ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن دَاوُدَ الرقّيّ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ أَبُو جَعفَرٍ ع يَقُولُ نِعمَ الأَرضُ الشّامُ وَ بِئسَ القَومُ أَهلُهَا اليَومَ وَ بِئسَ البِلَادُ مِصرُ أَمَا إِنّهَا سِجنُ مَن سَخِطَ اللّهُ عَلَيهِ مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ وَ لَم يَكُن دَخَلَ بَنُو إِسرَائِيلَ مِصرَ إِلّا مِن سَخطَةٍ وَ مَعصِيَةٍ مِنهُم لِلّهِ لِأَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ قَالَادخُلُوا الأَرضَ المُقَدّسَةَ التّيِ‌ كَتَبَ اللّهُ لَكُميعَنيِ‌ الشّامَ فَأَبَوا أَن يَدخُلُوهَا وَ عَصَوا فَتَاهُوا فِي الأَرضِ أَربَعِينَ سَنَةً قَالَ وَ مَا كَانَ خُرُوجُهُم مِن مِصرَ وَ دُخُولُهُمُ الشّامَ إِلّا مِن بَعدِ تَوبَتِهِم وَ رِضَي اللّهِ عَنهُم ثُمّ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ إنِيّ‌ أَكرَهُ أَن آكُلَ شَيئاً طُبِخَ فِي فَخّارِ مِصرَ وَ مَا أُحِبّ أَن أَغسِلَ رأَسيِ‌ مِن طِينِهَا مَخَافَةَ أَن توُرثِنَيِ‌ تُربَتُهَا الذّلّ وَ تَذهَبَ بغِيَرتَيِ‌

19-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَن أَبِي عِيسَي عَنِ الحُسَينِ بنِ سَيفٍ عَن أَخِيهِ عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ مَارِدٍ عَن عَبدِ الأَعلَي بنِ أَعيَنَ قَالَ


صفحه : 495

قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع حَدِيثٌ يَروِيهِ النّاسُ أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ حَدّث[حَدّثُوا] عَن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ وَ لَا حَرَجَ قَالَ نَعَم قُلتُ فَنُحَدّثُ بِمَا سَمِعنَا عَن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ وَ لَا حَرَجَ عَلَينَا قَالَ أَ مَا سَمِعتَ مَا قَالَ كَفَي بِالمَرءِ كَذِباً أَن يُحَدّثَ بِكُلّ مَا سَمِعَ قُلتُ كَيفَ هَذَا قَالَ مَا كَانَ فِي الكِتَابِ أَنّهُ كَانَ فِي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَحَدّث أَنّهُ كَانَ فِي هَذِهِ الأُمّةِ وَ لَا حَرَجَ

بيان قال الجزري‌ فيه حدثوا عن بني‌ إسرائيل و لاحرج أي لابأس و لاإثم عليكم أن تحدثوا عنهم ماسمعتم و إن استحال أن يكون في هذه الأمة مثل ماروي‌ أن ثيابهم كانت تطول و أن النار كانت تنزل من السماء فتأكل القربان و غير ذلك لا أن يحدث عنهم بالكذب ويشهد لهذا التأويل ماجاء في بعض رواياته فإن فيهم العجائب . وقيل معناه أن الحديث عنهم إذاأديته كماسمعته حقا كان أوباطلا لم يكن عليك إثم لطول العهد ووقوع الفترة بخلاف الحديث عن النبي ص لأنه إنما يكون بعدالعلم بصحة روايته وعدالة راويه . وقيل معناه أن الحديث عنهم ليس علي الوجوب لأن قوله ص في أول الحديث بلغوا عني‌ علي الوجوب ثم أتبعه بقوله وحدثوا عن بني‌ إسرائيل و لاحرج أي لاحرج عليكم إن لم تحدثوا عنهم

20-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَمّن أَخبَرَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ عَابِدٌ فِي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ لَم يُقَارِف مِن أَمرِ الدّنيَا شَيئاً فَنَخَرَ إِبلِيسُ نَخرَةً فَاجتَمَعَ إِلَيهِ جُنُودُهُ فَقَالَ مَن لِي بِفُلَانٍ فَقَالَ بَعضُهُم أَنَا فَقَالَ مِن أَينَ تَأتِيهِ فَقَالَ مِن نَاحِيَةِ النّسَاءِ قَالَ لَستَ لَهُ لَم يُجَرّبِ النّسَاءَ


صفحه : 496

فَقَالَ لَهُ آخَرُ فَأَنَا لَهُ قَالَ مِن أَينَ تَأتِيهِ قَالَ مِن نَاحِيَةِ الشّرَابِ وَ اللّذّاتِ قَالَ لَستَ لَهُ لَيسَ هَذَا بِهَذَا قَالَ آخَرُ فَأَنَا لَهُ قَالَ مِن أَينَ تَأتِيهِ قَالَ مِن نَاحِيَةِ البِرّ قَالَ انطَلِق فَأَنتَ صَاحِبُهُ فَانطَلَقَ إِلَي مَوضِعِ الرّجُلِ فَأَقَامَ حِذَاءَهُ يصُلَيّ‌ قَالَ وَ كَانَ الرّجُلُ يَنَامُ وَ الشّيطَانُ لَا يَنَامُ وَ يَستَرِيحُ وَ الشّيطَانُ لَا يَستَرِيحُ فَتَحَوّلَ إِلَيهِ الرّجُلُ وَ قَد تَقَاصَرَت إِلَيهِ نَفسُهُ وَ استَصغَرَ عَمَلَهُ فَقَالَ يَا عَبدَ اللّهِ بأِيَ‌ّ شَيءٍ قَوِيتَ عَلَي هَذِهِ الصّلَاةِ فَلَم يُجِبهُ ثُمّ أَعَادَ عَلَيهِ فَلَم يُجِبهُ ثُمّ أَعَادَ عَلَيهِ فَقَالَ يَا عَبدَ اللّهِ إنِيّ‌ أَذنَبتُ ذَنباً وَ أَنَا تَائِبٌ مِنهُ فَإِذَا ذَكَرتُ الذّنبَ قَوِيتُ عَلَي الصّلَاةِ قَالَ فأَخَبرِنيِ‌ بِذَنبِكَ حَتّي أَعمَلَهُ وَ أَتُوبَ فَإِذَا فَعَلتُهُ قَوِيتُ عَلَي الصّلَاةِ قَالَ ادخُلِ المَدِينَةَ فَسَل عَن فُلَانَةَ البَغِيّةِ فَأَعطِهَا دِرهَمَينِ وَ نَل مِنهَا قَالَ وَ مِن أَينَ لِي دِرهَمَينِ مَا أدَريِ‌ مَا الدّرهَمَينِ فَتَنَاوَلَ الشّيطَانُ مِن تَحتِ قَدَمِهِ دِرهَمَينِ فَنَاوَلَهُ إِيّاهُمَا فَقَامَ فَدَخَلَ المَدِينَةَ بِجَلَابِيبِهِ يَسأَلُ عَن مَنزِلِ فُلَانَةَ البَغِيّةِ فَأَرشَدَهُ النّاسُ وَ ظَنّوا أَنّهُ جَاءَ يَعِظُهَا فَأَرشَدُوهُ فَجَاءَ إِلَيهَا فَرَمَي إِلَيهَا بِالدّرهَمَينِ وَ قَالَ قوُميِ‌ فَقَامَت فَدَخَلَت مَنزِلَهَا وَ قَالَتِ ادخُل وَ قَالَت إِنّكَ جئِتنَيِ‌ فِي هَيئَةٍ لَيسَ يُؤتَي مثِليِ‌ فِي مِثلِهَا فأَخَبرِنيِ‌ بِخَبَرِكَ فَأَخبَرَهَا فَقَالَت لَهُ يَا عَبدَ اللّهِ إِنّ تَركَ الذّنبِ أَهوَنُ مِن طَلَبِ التّوبَةِ وَ لَيسَ كُلّ مَن طَلَبَ التّوبَةَ وَجَدَهَا وَ إِنّمَا ينَبغَيِ‌ أَن يَكُونَ هَذَا شَيطَاناً مُثّلَ لَكَ فَانصَرِف فَإِنّكَ لَا تَرَي شَيئاً فَانصَرَفَ وَ مَاتَت مِن لَيلَتِهَا فَأَصبَحَت فَإِذَا عَلَي بَابِهَا مَكتُوبٌ احضُرُوا فُلَانَةَ فَإِنّهَا مِن أَهلِ الجَنّةِ فَارتَابَ النّاسُ فَمَكَثُوا ثَلَاثاً لَا يَدفِنُونَهَا ارتِيَاباً فِي أَمرِهَا فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَي نبَيِ‌ّ مِنَ الأَنبِيَاءِ لَا أَعلَمُهُ إِلّا مُوسَي بنَ عِمرَانَ ع أَنِ ائتِ فُلَانَةَ فَصَلّ عَلَيهَا وَ مُرِ النّاسَ أَن يُصَلّوا عَلَيهَا فإَنِيّ‌ قَد غَفَرتُ لَهَا وَ أَوجَبتُ لَهَا الجَنّةَ بِتَثبِيطِهَا عبَديِ‌ فُلَاناً عَن معَصيِتَيِ‌

إيضاح فنخر إبليس أي مد الصوت في خياشيمه و قوله تقاصرت إليه نفسه أي ظهر له التقصير من نفسه يقال تقاصر أي أظهر القصر والجلباب القميص وثوب


صفحه : 497

واسع للمرأة دون الملحفة أو ماتغطي‌ به ثيابها من فوق كالملحفة و قوله لاأعلمه الشك فيه من الراوي‌

21-كا،[الكافي‌] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ زُرَارَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ الفُضَيلِ عَن أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ كَانَ فِي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ رَجُلٌ عَابِدٌ وَ كَانَ مُحَارَفاً لَا يَتَوَجّهُ فِي شَيءٍ فَيُصِيبَ فِيهِ شَيئاً فَأَنفَقَت عَلَيهِ امرَأَتُهُ حَتّي لَم يَبقَ عِندَهَا شَيءٌ فَجَاءُوا[فَجَاعُوا]يَوماً مِنَ الأَيّامِ فَدَفَعَت إِلَيهِ نَصلًا مِن غَزلٍ وَ قَالَت لَهُ مَا عنِديِ‌ غَيرُهُ انطَلِق فَبِعهُ وَ اشتَرِ لَنَا شَيئاً نَأكُلهُ فَانطَلَقَ بِالنّصلِ الغَزلِ لِيَبِيعَهُ فَوَجَدَ السّوقَ قَد غُلِقَت وَ وَجَدَ المُشتَرِينَ قَد قَامُوا وَ انصَرَفُوا فَقَالَ لَو أَتَيتُ هَذَا المَاءَ فَتَوَضّأتُ مِنهُ وَ صَبَبتُ عَلَيّ مِنهُ وَ انصَرَفتُ فَجَاءَ إِلَي البَحرِ وَ إِذَا هُوَ بِصَيّادٍ قَد أَلقَي شَبَكَتَهُ فَأَخرَجَهَا وَ لَيسَ فِيهَا إِلّا سَمَكَةٌ رَدِيئَةٌ قَد مَكَثَت عِندَهُ حَتّي صَارَت رِخوَةً مُنتِنَةً فَقَالَ لَهُ بعِنيِ‌ هَذِهِ السّمَكَةَ وَ أُعطِيكَ هَذَا الغَزلَ تَنتَفِعُ بِهِ فِي شَبَكَتِكَ قَالَ نَعَم فَأَخَذَ السّمَكَةَ وَ دَفَعَ إِلَيهِ الغَزلَ وَ انصَرَفَ بِالسّمَكَةِ إِلَي مَنزِلِهِ فَأَخبَرَ زَوجَتَهُ الخَبَرَ فَأَخَذَتِ السّمَكَةَ لِتُصلِحَهَا فَلَمّا شَقّتهَا بَدَت مِن جَوفِهَا لُؤلُؤَةٌ فَدَعَت زَوجَهَا فَأَرَتهُ إِيّاهَا فَأَخَذَهَا فَانطَلَقَ بِهَا إِلَي السّوقِ فَبَاعَهَا بِعِشرِينَ أَلفَ دِرهَمٍ وَ انصَرَفَ إِلَي مَنزِلِهِ بِالمَالِ فَوَضَعَهُ فَإِذَا سَائِلٌ يَدُقّ البَابَ وَ يَقُولُ يَا أَهلَ الدّارِ تَصَدّقُوا رَحِمَكُمُ اللّهُ عَلَي المِسكِينِ فَقَالَ لَهُ الرّجُلُ ادخُل فَدَخَلَ فَقَالَ لَهُ خُذ إِحدَي الكِيسَينِ فَأَخَذَ أَحَدَ الكِيسَينِ وَ انطَلَقَ فَقَالَت لَهُ امرَأَتُهُ سُبحَانَ اللّهِ بَينَمَا نَحنُ مَيَاسِيرُ إِذ ذَهَبتَ بِنِصفِ يَسَارِنَا فَلَم يَكُن ذَلِكَ بِأَسرَعَ مِن أَن دَقّ السّائِلُ البَابَ فَقَالَ لَهُ الرّجُلُ ادخُل فَدَخَلَ فَوَضَعَ الكِيسَ فِي مَكَانِهِ ثُمّ قَالَ كُل هَنِيئاً مَرِيئاً إِنّمَا أَنَا مَلَكٌ مِن مَلَائِكَةِ رَبّكَ إِنّمَا أَرَادَ رَبّكَ أَن يَبلُوَكَ فَوَجَدَكَ شَاكِراً ثُمّ ذَهَبَ

توضيح رجل محارف أي محدود محروم و هوخلاف قولك مبارك والنصل الغزل قدخرج من المغزل

22-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي وَ أَبُو عَلِيّ الأشَعرَيِ‌ّ عَن


صفحه : 498

مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الجَبّارِ جَمِيعاً عَن عَلِيّ بنِ حَدِيدٍ عَن جَمِيلٍ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ سَأَلَهُ حُمرَانُ فَقَالَ جعَلَنَيِ‌َ اللّهُ فِدَاكَ لَو حَدّثتَنَا مَتَي يَكُونُ هَذَا الأَمرُ فَسُرِرنَا بِهِ قَالَ يَا حُمرَانُ إِنّ لَكَ أَصدِقَاءَ وَ إِخوَاناً وَ مَعَارِفَ إِنّ رَجُلًا كَانَ فِيمَا مَضَي مِنَ العُلَمَاءِ وَ كَانَ لَهُ ابنٌ لَم يَكُن يَرغَبُ فِي عِلمِ أَبِيهِ وَ لَا يَسأَلُهُ عَن شَيءٍ وَ كَانَ لَهُ جَارٌ يَأتِيهِ وَ يَسأَلُهُ وَ يَأخُذُ عَنهُ فَحَضَرَ الرّجُلَ المَوتُ فَدَعَا ابنَهُ فَقَالَ يَا بنُيَ‌ّ إِنّكَ قَد كُنتَ تَزهَدُ فِيمَا عنِديِ‌ وَ تَقِلّ رَغبَتُكَ فِيهِ وَ لَم تَكُن تسَألَنُيِ‌ عَن شَيءٍ وَ لِي جَارٌ قَد كَانَ يأَتيِنيِ‌ وَ يسَألَنُيِ‌ وَ يَأخُذُ منِيّ‌ وَ يَحفَظُ عنَيّ‌ فَإِنِ احتَجتَ إِلَي شَيءٍ فَأتِهِ وَ عَرّفَهُ جَارَهُ فَهَلَكَ الرّجُلُ وَ بقَيِ‌َ ابنُهُ فَرَأَي مَلِكُ ذَلِكَ الزّمَانِ رُؤيَا فَسَأَلَ عَنِ الرّجُلِ فَقِيلَ لَهُ قَد هَلَكَ فَقَالَ المَلِكُ هَل تَرَكَ وَلَداً فَقِيلَ لَهُ نَعَم تَرَكَ ابناً فَقَالَ ايتوُنيِ‌ بِهِ فَبُعِثَ إِلَيهِ ليِأَتيِ‌َ المَلِكَ فَقَالَ الغُلَامُ وَ اللّهِ مَا أدَريِ‌ لِمَا يدَعوُنيِ‌ المَلِكُ وَ مَا عنِديِ‌ عِلمٌ وَ لَئِن سأَلَنَيِ‌ عَن شَيءٍ لَأَفتَضِحَنّ فَذَكَرَ مَا كَانَ أَوصَاهُ أَبُوهُ بِهِ فَأَتَي الرّجُلَ ألّذِي كَانَ يَأخُذُ العِلمَ مِن أَبِيهِ فَقَالَ لَهُ إِنّ المَلِكَ قَد بَعَثَ إلِيَ‌ّ يسَألَنُيِ‌ وَ لَستُ أدَريِ‌ فِيمَ بَعَثَ إلِيَ‌ّ وَ قَد كَانَ أَبِي أمَرَنَيِ‌ أَن آتِيَكَ إِنِ احتَجتُ إِلَي شَيءٍ فَقَالَ الرّجُلُ وَ لكَنِيّ‌ أدَريِ‌ فِيمَا بَعَثَ إِلَيكَ فَإِن أَخبَرتُكَ فَمَا أَخرَجَ اللّهُ لَكَ مِن شَيءٍ فَهُوَ بيَنيِ‌ وَ بَينَكَ فَقَالَ نَعَم فَاستَحلَفَهُ وَ استَوثَقَ مِنهُ أَن يفَيِ‌َ فَأَوثَقَ لَهُ الغُلَامُ فَقَالَ إِنّهُ يُرِيدُ أَن يَسأَلَكَ عَن رُؤيَا رَآهَا أَيّ زَمَانٍ هَذَا فَقُل لَهُ هَذَا زَمَانُ الذّئبِ فَأَتَاهُ الغُلَامُ فَقَالَ لَهُ المَلِكُ أَ تدَريِ‌ لِمَا أَرسَلتُ إِلَيكَ فَقَالَ أَرسَلتَ إلِيَ‌ّ تُرِيدُ أَن تسَألَنَيِ‌ عَن رُؤيَا رَأَيتَهَا أَيّ زَمَانٍ هَذَا فَقَالَ لَهُ المَلِكُ صَدَقتَ فأَخَبرِنيِ‌ أَيّ زَمَانٍ هَذَا فَقَالَ لَهُ زَمَانُ الذّئبِ فَأَمَرَ لَهُ بِجَائِزَةٍ فَقَبَضَهَا الغُلَامُ وَ انصَرَفَ إِلَي مَنزِلِهِ وَ أَبَي أَن يفَيِ‌َ لِصَاحِبِهِ وَ قَالَ لعَلَيّ‌ لَا أُنفِدُ هَذَا المَالَ وَ لَا آكُلُهُ حَتّي أَهلِكَ وَ لعَلَيّ‌ لَا أَحتَاجُ وَ لَا أُسأَلُ عَن مِثلِ هَذَا ألّذِي سُئِلتُ عَنهُ فَمَكَثَ مَا شَاءَ اللّهُ ثُمّ إِنّ المَلِكَ رَأَي رُؤيَا فَبَعَثَ إِلَيهِ يَدعُوهُ فَنَدِمَ عَلَي مَا صَنَعَ وَ قَالَ وَ اللّهِ مَا عنِديِ‌ عِلمٌ آتِيهِ بِهِ وَ مَا أدَريِ‌ كَيفَ أَصنَعُ بصِاَحبِيِ‌ وَ قَد غَدَرتُ بِهِ وَ لَم أَفِ لَهُ ثُمّ قَالَ لَآتِيَنّهُ عَلَي كُلّ حَالٍ وَ لَأَعتَذِرَنّ إِلَيهِ وَ لَأَحلِفَنّ لَهُ فَلَعَلّهُ يخُبرِنُيِ‌ فَأَتَاهُ فَقَالَ إنِيّ‌ قَد صَنَعتُ


صفحه : 499

ألّذِي صَنَعتُ وَ لَم أَفِ لَكَ بِمَا كَانَ بيَنيِ‌ وَ بَينَكَ وَ تَفَرّقَ مَا كَانَ فِي يدَيِ‌ وَ قَدِ احتَجتُ إِلَيكَ فَأَنشُدُكَ اللّهَ أَن لَا تخَذلُنَيِ‌ أَنَا أُوثِقُ لَكَ أَن لَا يَخرُجَ لِي شَيءٌ إِلّا كَانَ بيَنيِ‌ وَ بَينَكَ وَ قَد بَعَثَ إلِيَ‌ّ المَلِكُ وَ لَستُ أدَريِ‌ عَمّا يسَألَنُيِ‌ فَقَالَ إِنّهُ يُرِيدُ أَن يَسأَلَكَ عَن رُؤيَا رَآهَا أَيّ زَمَانٍ هَذَا فَقُل لَهُ إِنّ هَذَا زَمَانُ الكَبشِ فَأَتَي المَلِكَ فَدَخَلَ عَلَيهِ فَقَالَ لِمَا بَعَثتُ إِلَيكَ فَقَالَ إِنّكَ رَأَيتَ رُؤيَا وَ إِنّكَ تُرِيدُ أَن تسَألَنَيِ‌ أَيّ زَمَانٍ هَذَا فَقَالَ لَهُ صَدَقتَ فأَخَبرِنيِ‌ أَيّ زَمَانٍ هَذَا فَقَالَ هَذَا زَمَانُ الكَبشِ فَأَمَرَ لَهُ بِصِلَةٍ فَقَبَضَهَا وَ انصَرَفَ إِلَي مَنزِلِهِ وَ تَدَبّرَ رَأيَهُ فِي أَن يفَيِ‌َ لِصَاحِبِهِ أَو لَا يفَيِ‌َ فَهَمّ مَرّةً أَن يَفعَلَ وَ مَرّةً أَن لَا يَفعَلَ ثُمّ قَالَ لعَلَيّ‌ لَا أَحتَاجُ إِلَيهِ بَعدَ هَذِهِ المَرّةِ أَبَداً وَ أَجمَعَ رَأيَهُ عَلَي الغَدرِ وَ تَركِ الوَفَاءِ فَمَكَثَ مَا شَاءَ اللّهُ ثُمّ إِنّ المَلِكَ رَأَي رُؤيَا فَبَعَثَ إِلَيهِ فَنَدِمَ عَلَي مَا صَنَعَ فِيمَا بَينَهُ وَ بَينَ صَاحِبِهِ وَ قَالَ بَعدَ غَدرٍ مَرّتَينِ كَيفَ أَصنَعُ وَ لَيسَ عنِديِ‌ عِلمٌ ثُمّ أَجمَعَ رَأيَهُ عَلَي إِتيَانِ الرّجُلِ فَأَتَاهُ فَنَاشَدَهُ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي وَ سَأَلَهُ أَن يُعَلّمَهُ وَ أَخبَرَهُ أَنّ هَذِهِ المَرّةَ يفَيِ‌ لَهُ وَ أَوثَقَ لَهُ وَ قَالَ لَا تدَعَنيِ‌ عَلَي هَذِهِ الحَالِ فإَنِيّ‌ لَا أَعُودُ إِلَي الغَدرِ وَ سأَفَيِ‌ لَكَ فَاستَوثَقَ مِنهُ فَقَالَ إِنّهُ يَدعُوكَ يَسأَلُكَ عَن رُؤيَا رَآهَا أَيّ زَمَانٍ هَذَا فَإِذَا سَأَلَكَ فَأَخبِرهُ أَنّهُ زَمَانُ المِيزَانِ قَالَ فَأَتَي المَلِكَ فَدَخَلَ عَلَيهِ فَقَالَ لَهُ لِمَ بَعَثتُ إِلَيكَ فَقَالَ إِنّكَ رَأَيتَ رُؤيَا وَ تُرِيدُ أَن تسَألَنَيِ‌ أَيّ زَمَانٍ هَذَا فَقَالَ صَدَقتَ فأَخَبرِنيِ‌ أَيّ زَمَانٍ هَذَا قَالَ هَذَا زَمَانُ المِيزَانِ فَأَمَرَ لَهُ بِصِلَةٍ فَقَبَضَهَا وَ انطَلَقَ بِهَا إِلَي الرّجُلِ فَوَضَعَهَا بَينَ يَدَيهِ وَ قَالَ قَد جِئتُكَ بِمَا خَرَجَ لِي فَقَاسِمنِيهِ فَقَالَ لَهُ العَالِمُ إِنّ الزّمَانَ الأَوّلَ كَانَ زَمَانَ الذّئبِ وَ إِنّكَ كُنتَ مِنَ الذّئَابِ وَ إِنّ الزّمَانَ الثاّنيِ‌َ كَانَ زَمَانَ الكَبشِ يَهُمّ وَ لَا يَفعَلُ وَ كَذَلِكَ كُنتَ أَنتَ تَهُمّ وَ لَا تفَيِ‌ وَ كَانَ هَذَا زَمَانَ المِيزَانِ وَ كُنتَ فِيهِ عَلَي الوَفَاءِ فَاقبِض مَالَكَ لَا حَاجَةَ لِي فِيهِ وَ رَدّهُ عَلَيهِ


صفحه : 500

بيان قوله ع إن لك أصدقاء وإخوانا لعل المقصود من إيراد الحكاية بيان أن هذاالزمان ليس زمان الوفاء بالعهود فإن عرفتك زمان ظهور الأمر فلك أصدقاء ومعارف فتحدثهم به فيشيع الخبر بين الناس وينتهي‌ إلي الفساد والعهد بالكتمان لاينفع لأنك لاتفي‌ به إذ لم يأت بعدزمان الميزان . أوالمعني أن لك معارف فانظر إليهم هل يوافقونك في أمر أويفون بعهدك في شيءفكيف يظهر الإمام ع في مثل هذاالزمان . أوالمراد أنه يمكنك استعلام ذلك فانظر في حال معارفك وإخوانك فمهما رأيت منهم العزم علي الانقياد والطاعة والتسليم التام لإمامهم فاعلم أنه زمان ظهور القائم عجل الله تعالي فرجه فإن قيامه مشروط بذلك و أهل كل زمان يكون عامتهم علي حالة واحدة كمايظهر من القصة. قوله ولكني‌ أدري‌ لعل علمه كان بإخبار ذلك العالم و كان العالم أخذه من الأنبياء حيث أخبروا بوحي‌ السماء أن الملك سيري تلك الأحلام و هذه تعبيرها أوبأن أخذ من العالم نوعا من العلم يمكنه استنباط أمثال تلك الأمور به علي أنه يحتمل أن يكون نبيا علم ذلك بالوحي‌

23-كا،[الكافي‌]عِدّةٌ مِن أَصحَابِنَا عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ الجَهمِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا الحَسَنِ ع يَقُولُ إِنّ رَجُلًا فِي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ عَبَدَ اللّهَ أَربَعِينَ سَنَةً ثُمّ قَرّبَ قُربَاناً فَلَم يُقبَل مِنهُ فَقَالَ لِنَفسِهِ وَ مَا أُوتِيتُ[أُتِيتُ] إِلّا مِنكِ وَ مَا الذّنبُ إِلّا لَكِ قَالَ فَأَوحَي اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي إِلَيهِ ذَمّكَ لِنَفسِكَ أَفضَلُ مِن عِبَادَتِكَ أَربَعِينَ سَنَةً

24-نبه ،[تنبيه الخاطر]بَنَي مَلِكٌ فِي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ مَدِينَةً فَتَنَوّقَ فِي بِنَائِهَا ثُمّ صَنَعَ لِلنّاسِ طَعَاماً وَ نَصَبَ عَلَي بَابِ المَدِينَةِ مَن يَسأَلُ عَنهَا فَلَم يَعِبهَا إِلّا ثَلَاثَةٌ عَلَيهِمُ الأَكسِيَةُ


صفحه : 501

فَإِنّهُم قَالُوا رَأَينَا عَيبَينِ فَسَأَلَهُم فَقَالُوا تَخرَبُ وَ يَمُوتُ صَاحِبُهَا فَقَالَ هَل تَعلَمُونَ دَاراً تَسلَمُ مِن هَذَينِ العَيبَينِ قَالُوا نَعَم الآخِرَةَ فَخَلّي مُلكَهُ وَ تَعَبّدَ مَعَهُم زَمَاناً ثُمّ وَدّعَهُم فَقَالُوا هَل رَأَيتَ مِنّا مَا تَكرَهُهُ قَالَ لَا وَ لَكِن عرَفَتمُوُنيِ‌ فَإِنّكُم تكُرمِوُنيّ‌ فَأَصحَبُ مَن لَا يعَرفِنُيِ‌

25-كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن أَبِي أَيّوبَ عَن يَزِيدَ الكنُاَسيِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ فِتيَةً مِن أَولَادِ مُلُوكِ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ كَانُوا مُتَعَبّدِينَ وَ كَانَتِ العِبَادَةُ فِي أَولَادِ مُلُوكِ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ وَ إِنّهُم خَرَجُوا يَسِيرُونَ فِي البِلَادِ لِيَعتَبِرُوا فَمَرّوا بِقَبرٍ عَلَي ظَهرِ طَرِيقٍ قَد سَفَي عَلَيهِ الساّفيِ‌ لَيسَ يَتَبَيّنُ مِنهُ إِلّا رَسمُهُ فَقَالُوا لَو دَعَونَا اللّهَ السّاعَةَ فَيَنشُرَ لَنَا صَاحِبَ هَذَا القَبرِ فَسَاءَلنَاهُ كَيفَ وَجَدَ طَعمَ المَوتِ فَدَعَوُا اللّهَ وَ كَانَ دُعَاؤُهُمُ ألّذِي دَعَوُا اللّهَ بِهِ أَنتَ إِلَهُنَا يَا رَبّنَا لَيسَ لَنَا إِلَهٌ غَيرُكَ وَ البَدِيعُ الدّائِمُ غَيرُ الغَافِلِ الحيَ‌ّ ألّذِي لَا يَمُوتُ لَكَ فِي كُلّ يَومٍ شَأنٌ تَعلَمُ كُلّ شَيءٍ بِغَيرِ تَعلِيمٍ انشُر لَنَا هَذَا المَيّتَ بِقُدرَتِكَ قَالَ فَخَرَجَ مِن ذَلِكَ القَبرِ رَجُلٌ أَبيَضُ الرّأسِ وَ اللّحيَةِ يَنفُضُ رَأسَهُ مِنَ التّرَابِ فَزِعاً شَاخِصاً بَصَرَهُ إِلَي السّمَاءِ فَقَالَ لَهُم مَا يُوقِفُكُم عَلَي قبَريِ‌ فَقَالُوا دَعَونَاكَ لِنَسأَلَكَ كَيفَ وَجَدتَ طَعمَ المَوتِ فَقَالَ لَهُم لَقَد سَكَنتُ فِي قبَريِ‌ تِسعاً وَ تِسعِينَ سَنَةً مَا ذَهَبَ عنَيّ‌ أَلَمُ المَوتِ وَ كَربُهُ وَ لَا خَرَجَ مَرَارَةُ طَعمِ المَوتِ مِن حلَقيِ‌ فَقَالُوا لَهُ مِتّ يَومَ مِتّ وَ أَنتَ عَلَي مَا نَرَي أَبيَضُ الرّأسِ وَ اللّحيَةِ قَالَ لَا وَ لَكِن لَمّا سَمِعتُ الصّيحَةَ اخرُج اجتَمَعَت تُربَةُ عظِاَميِ‌ إِلَي روُحيِ‌ فَبَقِيتُ فِيهِ فَخَرَجتُ فَزِعاً شَاخِصاً بصَرَيِ‌ مُهطِعاً إِلَي صَوتِ الداّعيِ‌ فَابيَضّ لِذَلِكَ رأَسيِ‌ وَ لحِيتَيِ‌

26-كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن غَيرِ وَاحِدٍ عَن عَلِيّ بنِ


صفحه : 502

أَسبَاطٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ الجَهمِ قَالَ قَالَ أَبُو الحَسَنِ ع قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع إِنّ رَجُلًا مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ كَانَ لَهُ ابنٌ وَ كَانَ لَهُ مُحِبّاً فأَتُيِ‌َ فِي مَنَامِهِ فَقِيلَ لَهُ إِنّ ابنَكَ لَيلَةَ يَدخُلُ بِأَهلِهِ يَمُوتُ قَالَ فَلَمّا كَانَ تِلكَ اللّيلَةُ وَ بَنَي عَلَيهِ أَبُوهُ تَوَقّعَ أَبُوهُ ذَلِكَ فَأَصبَحَ ابنُهُ سَلِيماً فَأَتَاهُ أَبُوهُ فَقَالَ يَا بنُيَ‌ّ هَل عَمِلتَ البَارِحَةَ شَيئاً مِنَ الخَيرِ قَالَ لَا إِلّا أَنّ سَائِلًا أَتَي البَابَ وَ قَد كَانُوا ادّخَرُوا لِي طَعَاماً فَأَعطَيتُهُ السّائِلَ فَقَالَ بِهَذَا دُفِعَ عَنكَ

27-كا،[الكافي‌] الحُسَينُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ المُعَلّي عَنِ الوَشّاءِ عَن أَبِي الحَسَنِ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ كَانَ رَجُلٌ مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ وَ لَم يَكُن لَهُ وَلَدٌ فَوُلِدَ لَهُ غُلَامٌ وَ قِيلَ لَهُ إِنّهُ يَمُوتُ لَيلَةَ عُرسِهِ فَمَكَثَ الغُلَامُ فَلَمّا كَانَ لَيلَةُ عُرسِهِ نَظَرَ إِلَي شَيخٍ كَبِيرٍ ضَعِيفٍ فَرَحِمَهُ الغُلَامُ فَدَعَاهُ فَأَطعَمَهُ فَقَالَ لَهُ السّائِلُ أحَييَتنَيِ‌ أَحيَاكَ اللّهُ قَالَ فَأَتَاهُ آتٍ فِي النّومِ فَقَالَ لَهُ سَلِ ابنَكَ مَا صَنَعَ فَسَأَلَهُ فَخَبّرَهُ بِصُنعِهِ قَالَ فَأَتَاهُ الآتيِ‌ مَرّةً أُخرَي فِي النّومِ فَقَالَ لَهُ إِنّ اللّهَ أَحيَا لَكَ ابنَكَ بِمَا صَنَعَ بِالشّيخِ

28- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] الحُسَينُ بنُ اِبرَاهِيمَ القزَويِنيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ وَهبَانَ عَن عَلِيّ بنِ حُبَيشٍ عَن عَبّاسِ بنِ مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن أَبِيهِ عَن صَفوَانَ بنِ يَحيَي عَنِ الحُسَينِ بنِ أَبِي غُندَرٍ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ رَجُلٌ شَيخٌ نَاسِكٌ يَعبُدُ اللّهَ فِي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَبَينَا هُوَ يصُلَيّ‌ وَ هُوَ فِي عِبَادَتِهِ إِذ بَصُرَ بِغُلَامَينِ صَبِيّينِ قَد أَخَذَا دِيكاً وَ هُمَا يَنتِفَانِ رِيشَهُ فَأَقبَلَ عَلَي مَا هُوَ فِيهِ مِنَ العِبَادَةِ وَ لَم يَنهَهُمَا عَن ذَلِكَ فَأَوحَي اللّهُ إِلَي الأَرضِ أَن سيِخيِ‌


صفحه : 503

بعِبَديِ‌ فَسَاخَت بِهِ الأَرضُ فَهُوَ يهَويِ‌ أَبَدَ الآبِدِينَ وَ دَهرَ الدّاهِرِينَ

29- وَ بِهَذَا الإِسنَادِ عَنِ الحُسَينِ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ إِنّ اللّهَ أَهبَطَ مَلَكَينِ إِلَي قَريَةٍ لِيُهلِكَهُم فَإِذَا هُمَا بِرَجُلٍ تَحتَ اللّيلِ قَائِمٌ يَتَضَرّعُ إِلَي اللّهِ وَ يَتَعَبّدُ قَالَ فَقَالَ أَحَدُ المَلَكَينِ لِلآخَرِ إنِيّ‌ أُعَاوِدُ ربَيّ‌ فِي هَذَا الرّجُلِ وَ قَالَ الآخَرُ بَل تمَضيِ‌ لِمَا أُمِرتَ وَ لَا تُعَاوِد ربَيّ‌ فِيمَا قَد أَمَرَ بِهِ قَالَ فَعَاوَدَ الآخَرُ رَبّهُ فِي ذَلِكَ فَأَوحَي اللّهُ إِلَي ألّذِي لَم يُعَاوِد رَبّهُ فِيمَا أَمَرَهُ أَن أَهلِكهُ مَعَهُم فَقَد حَلّ بِهِ مَعَهُم سخَطَيِ‌ إِنّ هَذَا لَم يَتَمَعّر وَجهُهُ قَطّ غَضَباً لِي وَ المَلَكُ ألّذِي عَاوَدَ رَبّهُ فِيمَا أُمِرَ سَخِطَ اللّهُ عَلَيهِ فَأُهبِطَ فِي جَزِيرَةٍ فَهُوَ حَتّي السّاعَةِ فِيهَا سَاخِطٌ عَلَيهِ رَبّهُ

بيان تمعر وجهه تغير

30-كا،[الكافي‌]عِدّةٌ مِن أَصحَابِنَا عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَنِ الحَكَمِ بنِ مِسكِينٍ عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ مَلِكٌ فِي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ وَ كَانَ لَهُ قَاضٍ وَ للِقاَضيِ‌ أَخٌ وَ كَانَ رَجُلَ صِدقٍ وَ لَهُ امرَأَةٌ قَد وَلَدَتهَا الأَنبِيَاءُ فَأَرَادَ المَلِكُ أَن يَبعَثَ رَجُلًا فِي حَاجَةٍ فَقَالَ للِقاَضيِ‌ ابغنِيِ‌ رَجُلًا ثِقَةً فَقَالَ مَا أَعلَمُ أَحَداً أَوثَقَ مِن أخَيِ‌ فَدَعَاهُ لِيَبعَثَهُ فَكَرِهَ ذَلِكَ الرّجُلُ وَ قَالَ لِأَخِيهِ إنِيّ‌ أَكرَهُ أَن أُضَيّعَ امرأَتَيِ‌ فَعَزَمَ عَلَيهِ فَلَم يَجِد بُدّاً مِنَ الخُرُوجِ فَقَالَ لِأَخِيهِ يَا أخَيِ‌ إنِيّ‌ لَستُ أُخَلّفُ شَيئاً أَهَمّ عَلَيّ مِنِ امرأَتَيِ‌ فاَخلفُنيِ‌ فِيهَا وَ تَوَلّ قَضَاءَ حَاجَتِهَا قَالَ نَعَم فَخَرَجَ الرّجُلُ وَ قَد كَانَتِ المَرأَةُ كَارِهَةً لِخُرُوجِهِ فَكَانَ القاَضيِ‌ يَأتِيهَا وَ يَسأَلُهَا عَن حَوَائِجِهَا وَ يَقُومُ لَهَا فَأَعجَبَتهُ فَدَعَاهَا إِلَي نَفسِهِ فَأَبَت عَلَيهِ فَحَلَفَ عَلَيهَا لَئِن لَم تَفعَل لَيُخبِرَنّ المَلِكَ أَنّهَا قَد فَجَرَت فَقَالَتِ اصنَع مَا بَدَا لَكَ لَستُ أُجِيبُكَ إِلَي شَيءٍ مِمّا طَلَبتَ فَأَتَي المَلِكَ فَقَالَ إِنّ امرَأَةَ أخَيِ‌ قَد فَجَرَت وَ قَد حَقّ ذَلِكَ عنِديِ‌ فَقَالَ لَهُ المَلِكُ طَهّرهَا فَجَاءَ إِلَيهَا فَقَالَ إِنّ المَلِكَ قَد أمَرَنَيِ‌


صفحه : 504

بِرَجمِكِ فَمَا تَقُولِينَ تجيبني‌[تجُيِبيِنيِ‌] وَ إِلّا رَجَمتُكِ فَقَالَت لَستُ أُجِيبُكَ فَاصنَع مَا بَدَا لَكَ فَأَخرَجَهَا فَحَفَرَ لَهَا فَرَجَمَهَا وَ مَعَهُ النّاسُ فَلَمّا ظَنّ أَنّهَا قَد مَاتَت تَرَكَهَا وَ انصَرَفَ وَ جَنّ بِهَا اللّيلُ وَ كَانَ بِهَا رَمَقٌ فَتَحَرّكَت فَخَرَجَت مِنَ الحَفِيرَةِ ثُمّ مَشَت عَلَي وَجهِهَا حَتّي خَرَجَت مِنَ المَدِينَةِ فَانتَهَت إِلَي دَيرٍ فِيهِ ديَراَنيِ‌ّ فَنَامَت عَلَي بَابِ الدّيرِ فَلَمّا أَصبَحَ الديّراَنيِ‌ّ فَتَحَ البَابَ فَرَآهَا فَسَأَلَهَا عَن قِصّتِهَا فَخَبّرَتهُ فَرَحِمَهَا فَأَدخَلَهَا الدّيرَ وَ كَانَ لَهُ ابنٌ صَغِيرٌ لَم يَكُن لَهُ غَيرُهُ وَ كَانَ حَسَنَ الحَالِ فَدَاوَاهَا حَتّي بَرَأَت مِن عِلّتِهَا وَ اندَمَلَت ثُمّ دَفَعَ إِلَيهَا ابنَهُ فَكَانَت تُرَبّيهِ وَ كَانَ للِديّراَنيِ‌ّ قَهرَمَانٌ يَقُومُ بِأَمرِهِ فَأَعجَبَتهُ فَدَعَاهَا إِلَي نَفسِهِ فَأَبَت فَجَهَدَ بِهَا فَأَبَت فَقَالَ لَئِن لَم تفَعلَيِ‌ لَأَجهَدَنّ فِي قَتلِكِ فَقَالَت اصنَع مَا بَدَا لَكَ فَعَمَدَ إِلَي الصبّيِ‌ّ فَدَقّ عُنُقَهُ وَ أَتَي الديّراَنيِ‌ّ[الديّراَنيِ‌ّ فَقَالَ عَمَدتَ إِلَي فَاجِرَةٍ قَد فَجَرَت فَدَفَعتَ إِلَيهَا ابنَكَ فَقَتَلَتهُ فَجَاءَ الديّراَنيِ‌ّ] فَلَمّا رَآهُ[رَآهَا] قَالَ لَهَا مَا هَذَا فَقَد تَعلَمِينَ صنَيِعيِ‌ بِكِ فَأَخبَرَتهُ بِالقِصّةِ فَقَالَ لَهَا لَيسَ تَطِيبُ نفَسيِ‌ أَن تكَوُنيِ‌ عنِديِ‌ فاَخرجُيِ‌ فَأَخرَجَهَا لَيلًا وَ دَفَعَ إِلَيهَا عِشرِينَ دِرهَماً وَ قَالَ لَهَا تزَوَدّيِ‌ هَذِهِ اللّهُ حَسبُكِ فَخَرَجَت لَيلًا فَأَصبَحَت فِي قَريَةٍ فَإِذَا فِيهَا مَصلُوبٌ عَلَي خَشَبَةٍ وَ هُوَ حيَ‌ّ فَسَأَلَت عَن قِصّتِهِ فَقَالُوا عَلَيهِ دَينٌ عِشرُونَ دِرهَماً وَ مَن كَانَ عَلَيهِ دَينٌ عِندَنَا لِصَاحِبِهِ صُلِبَ حَتّي يؤُدَيّ‌َ إِلَي صَاحِبِهِ فَأَخرَجَتِ العِشرِينَ دِرهَماً وَ دَفَعَتهَا إِلَي غَرِيمِهِ وَ قَالَت لَا تَقتُلُوهُ فَأَنزَلُوهُ عَنِ الخَشَبَةِ فَقَالَ لَهَا مَا أَحَدٌ أَعظَمَ عَلَيّ مِنّةً مِنكِ نجَيّتنِيِ‌ مِنَ الصّلبِ وَ مِنَ المَوتِ فَأَنَا مَعَكِ حَيثُمَا ذَهَبتِ فَمَضَي مَعَهَا وَ مَضَت حَتّي انتَهَيَا إِلَي سَاحِلِ البَحرِ فَرَأَي جَمَاعَةً وَ سُفُناً فَقَالَ لَهَا اجلسِيِ‌ حَتّي أَذهَبَ أَنَا أَعمَلُ لَهُم وَ أَستَطعِمُ وَ آتِيكِ بِهِ فَأَتَاهُم فَقَالَ لَهُم مَا فِي سَفِينَتِكُم هَذِهِ قَالُوا فِي هَذِهِ تِجَارَاتٌ وَ جَوهَرٌ وَ عَنبَرٌ وَ أَشيَاءُ مِنَ التّجَارَةِ وَ أَمّا هَذِهِ فَنَحنُ فِيهَا قَالَ وَ كَم يَبلُغُ مَا فِي سَفِينَتِكُم قَالُوا كَثِيراً لَا نُحصِيهِ قَالَ فَإِنّ


صفحه : 505

معَيِ‌ شَيئاً هُوَ خَيرٌ مِمّا فِي سَفِينَتِكُم قَالُوا وَ مَا مَعَكَ قَالَ جَارِيَةٌ لَم تَرَوا مِثلَهَا قَطّ قَالُوا فَبِعنَاهَا قَالَ نَعَم عَلَي شَرطِ أَن يَذهَبَ بَعضُكُم فَيَنظُرَ إِلَيهَا ثُمّ يجَيِئنَيِ‌ فَيَشتَرِيَهَا وَ لَا يُعلِمَهَا وَ يَدفَعَ إلِيَ‌ّ الثّمَنَ وَ لَا يُعلِمَهَا حَتّي أمَضيِ‌َ أَنَا فَقَالُوا ذَلِكَ لَكَ فَبَعَثُوا مَن نَظَرَ إِلَيهَا فَقَالَ مَا رَأَيتُ مِثلَهَا قَطّ فَاشتَرَوهَا مِنهُ بِعَشَرَةِ آلَافِ دِرهَمٍ وَ دَفَعُوا إِلَيهِ الدّرَاهِمَ فَمَضَي بِهَا فَلَمّا أَمعَنَ أَتَوهَا فَقَالُوا لَهَا قوُميِ‌ وَ ادخلُيِ‌ السّفِينَةَ قَالَت وَ لِمَ قَالُوا قَدِ اشتَرَينَاكِ مِن مَولَاكِ قَالَت مَا هُوَ بمِوَلاَي‌َ قَالُوا لَتَقُومِينَ أَو لَنَحمِلَنّكِ فَقَامَت وَ مَضَت مَعَهُم فَلَمّا انتَهَوا إِلَي السّاحِلِ لَم يَأمَن بَعضُهُم بَعضاً عَلَيهَا فَجَعَلُوهَا فِي السّفِينَةِ التّيِ‌ فِيهَا الجَوهَرُ وَ التّجَارَةُ وَ رَكِبُوا هُم فِي السّفِينَةِ الأُخرَي فَدَفَعُوهَا فَبَعَثَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَلَيهِم رِيَاحاً فَغَرّقَتهُم وَ سَفِينَتَهُم وَ نَجَتِ السّفِينَةُ التّيِ‌ كَانَت فِيهَا حَتّي انتَهَت إِلَي جَزِيرَةٍ مِن جَزَائِرِ البَحرِ وَ رَبَطَتِ السّفِينَةَ ثُمّ دَارَت فِي الجَزِيرَةِ فَإِذَا فِيهَا مَاءٌ وَ شَجَرٌ فِيهِ ثَمَرٌ فَقَالَت هَذَا مَاءٌ أَشرَبُ مِنهُ وَ ثَمَرٌ آكُلُ مِنهُ أَعبُدُ اللّهَ فِي هَذَا المَوضِعِ فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَي نبَيِ‌ّ مِن أَنبِيَاءِ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ أَن يأَتيِ‌َ ذَلِكَ المَلِكَ فَيَقُولَ إِنّ فِي جَزِيرَةٍ مِن جَزَائِرِ البَحرِ خَلقاً مِن خلَقيِ‌ فَاخرُج أَنتَ وَ مَن فِي مَملَكَتِكَ حَتّي تَأتُوا خلَقيِ‌ هَذَا فَتُقِرّوا لَهُ بِذُنُوبِكُم ثُمّ تَسأَلُوا ذَلِكَ الخَلقَ أَن يَغفِرَ لَكُم فَإِن غَفَرَ لَكُم غَفَرتُ لَكُم فَخَرَجَ المَلِكُ بِأَهلِ مَملَكَتِهِ إِلَي تِلكَ الجَزِيرَةِ فَرَأَوُا امرَأَةً فَتَقَدّمَ إِلَيهَا المَلِكُ فَقَالَ لَهَا إِنّ قاَضيِ‌ّ هَذَا أتَاَنيِ‌ فخَبَرّنَيِ‌ أَنّ امرَأَةَ أَخِيهِ فَجَرَت فَأَمَرتُهُ بِرَجمِهَا وَ لَم يُقِم عنِديِ‌َ البَيّنَةَ فَأَخَافُ أَن أَكُونَ قَد تَقَدّمتُ عَلَي مَا لَا يَحِلّ لِي فَأُحِبّ أَن تسَتغَفرِيِ‌ لِي فَقَالَت غَفَرَ اللّهُ لَكَ اجلِس ثُمّ أَتَي زَوجُهَا وَ لَا يَعرِفُهَا فَقَالَ إِنّهُ كَانَ لِيَ امرَأَةٌ وَ كَانَ مِن فَضلِهَا وَ صَلَاحِهَا وَ إنِيّ‌ خَرَجتُ عَنهَا وَ هيِ‌َ كَارِهَةٌ لِذَلِكِ فَاستَخلَفتُ أخَيِ‌ عَلَيهَا فَلَمّا رَجَعتُ سَأَلتُ عَنهَا فأَخَبرَنَيِ‌ أخَيِ‌ أَنّهَا فَجَرَت فَرَجَمَهَا وَ أَنَا أَخَافُ أَن أَكُونَ قَد ضَيّعتُهَا فاَستغَفرِيِ‌ لِي فَقَالَت


صفحه : 506

غَفَرَ اللّهُ لَكَ اجلِس فَأَجلَسَتهُ إِلَي جَنبِ المَلِكِ ثُمّ أَتَي القاَضيِ‌ فَقَالَ إِنّهُ كَانَ لأِخَيِ‌ امرَأَةٌ وَ إِنّهَا أعَجبَتَنيِ‌ فَدَعَوتُهَا إِلَي الفُجُورِ فَأَبَت فَأَعلَمتُ المَلِكَ أَنّهَا قَد فَجَرَت وَ أمَرَنَيِ‌ بِرَجمِهَا فَرَجَمتُهَا وَ أَنَا كَاذِبٌ عَلَيهَا فاَستغَفرِيِ‌ لِي قَالَت غَفَرَ اللّهُ لَكَ ثُمّ أَقبَلَت عَلَي زَوجِهَا فَقَالَت اسمَع ثُمّ تَقَدّمَ الديّراَنيِ‌ّ فَقَصّ قِصّتَهُ وَ قَالَ أَخرَجتُهَا بِاللّيلِ وَ أَنَا أَخَافُ أَن تَكُونَ قَد لَقِيَهَا سَبُعٌ فَقَتَلَهَا فَقَالَت غَفَرَ اللّهُ لَكَ اجلِس ثُمّ تَقَدّمَ القَهرَمَانُ فَقَصّ قِصّتَهُ فَقَالَت للِديّراَنيِ‌ّ اسمَع غَفَرَ اللّهُ لَكَ ثُمّ تَقَدّمَ المَصلُوبُ فَقَصّ قِصّتَهُ فَقَالَت لَا غَفَرَ اللّهُ لَكَ قَالَ ثُمّ أَقبَلَت عَلَي زَوجِهَا فَقَالَت أَنَا امرَأَتُكَ وَ كُلّ مَا سَمِعتَ فَإِنّمَا هُوَ قصِتّيِ‌ وَ لَيسَت لِي حَاجَةٌ فِي الرّجَالِ فَأَنَا أُحِبّ أَن تَأخُذَ هَذِهِ السّفِينَةَ وَ مَا فِيهَا وَ تخُلَيّ‌َ سبَيِليِ‌ فَأَعبُدَ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ فِي هَذِهِ الجَزِيرَةِ فَقَد تَرَي مَا لَقِيتُ مِنَ الرّجَالِ فَفَعَلَ وَ أَخَذَ السّفِينَةَ وَ مَا فِيهَا وَ خَلّي سَبِيلَهَا وَ انصَرَفَ المَلِكُ وَ أَهلُ مَملَكَتِهِ

31-كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ إِسحَاقَ الأَحمَرِ عَن مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ الديّلمَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع فُلَانٌ مِن عِبَادَتِهِ وَ دِينِهِ وَ فَضلِهِ كَذَا فَقَالَ كَيفَ عَقلُهُ قُلتُ لَا أدَريِ‌ فَقَالَ إِنّ الثّوَابَ عَلَي قَدرِ العَقلِ إِنّ رَجُلًا مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ كَانَ يَعبُدُ اللّهَ فِي جَزِيرَةٍ مِن جَزَائِرِ البَحرِ خَضرَاءَ نَضِرَةٍ كَثِيرَةِ الشّجَرِ طَاهِرَةِ[ظَاهِرَةِ]المَاءِ وَ إِنّ مَلَكاً مِنَ المَلَائِكَةِ مَرّ بِهِ فَقَالَ يَا رَبّ أرَنِيِ‌ ثَوَابَ عَبدِكَ هَذَا فَأَرَاهُ اللّهُ ذَلِكَ فَاستَقَلّهُ المَلَكُ فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ أَنِ اصحَبهُ فَأَتَاهُ المَلَكُ فِي صُورَةِ إنِسيِ‌ّ فَقَالَ لَهُ مَن أَنتَ فَقَالَ أَنَا رَجُلٌ عَابِدٌ بلَغَنَيِ‌ مَكَانُكَ وَ عِبَادَتُكَ فِي هَذَا المَكَانِ فَأَتَيتُكَ لِأَعبُدَ اللّهَ مَعَكَ فَكَانَ مَعَهُ يَومَهُ ذَلِكَ فَلَمّا أَصبَحَ قَالَ لَهُ المَلَكُ إِنّ مَكَانَكَ لَنَزِهٌ وَ مَا يَصلُحُ إِلّا لِلعِبَادَةِ فَقَالَ لَهُ العَابِدُ إِنّ لِمَكَانِنَا هَذَا عَيباً فَقَالَ لَهُ وَ مَا هُوَ قَالَ لَيسَ لِرَبّنَا


صفحه : 507

بَهِيمَةٌ فَلَو كَانَ لَهُ حِمَارٌ رَعَينَاهُ فِي هَذَا المَوضِعِ فَإِنّ هَذَا الحَشِيشَ يَضِيعُ فَقَالَ لَهُ المَلَكُ وَ مَا لِرَبّكَ حِمَارٌ فَقَالَ لَو كَانَ لَهُ حِمَارٌ مَا كَانَ يَضِيعُ مِثلُ هَذَا الحَشِيشِ فَأَوحَي اللّهُ إِلَي المَلَكِ إِنّمَا أُثِيبُهُ عَلَي قَدرِ عَقلِهِ

32-كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ الحُسَينِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي سَعِيدٍ المكُاَريِ‌ عَن أَبِي حَمزَةَ الثمّاَليِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع قَالَ إِنّ رَجُلًا رَكِبَ البَحرَ بِأَهلِهِ فَكُسِرَ بِهِم فَلَم يَنجُ مِمّن كَانَ فِي السّفِينَةِ إِلّا امرَأَةُ الرّجُلِ فَإِنّهَا نَجَت عَلَي لَوحٍ مِن أَلوَاحِ السّفِينَةِ حَتّي أَلجَأَت إِلَي جَزِيرَةٍ مِن جَزَائِرِ البَحرِ وَ كَانَ فِي تِلكَ الجَزِيرَةِ رَجُلٌ يَقطَعُ الطّرِيقَ وَ لَم يَدَع لِلّهِ حُرمَةً إِلّا انتَهَكَهَا فَلَم يَعلَم إِلّا وَ المَرأَةُ قَائِمَةٌ عَلَي رَأسِهِ فَرَفَعَ رَأسَهُ إِلَيهَا فَقَالَ إِنسِيّةٌ أَم جِنّيّةٌ فَقَالَت إِنسِيّةٌ فَلَم يُكَلّمهَا كَلِمَةً حَتّي جَلَسَ مِنهَا مَجلِسَ الرّجُلِ مِن أَهلِهِ فَلَمّا أَن هَمّ بِهَا اضطَرَبَت فَقَالَ لَهَا مَا لَكِ تَضطَرِبِينَ فَقَالَت أَفرَقُ مِن هَذَا وَ أَومَأَت بِيَدِهَا إِلَي السّمَاءِ قَالَ فَصَنَعتِ مِن هَذَا شَيئاً قَالَت لَا وَ عِزّتِهِ قَالَ فَأَنتِ تَفرَقِينَ مِنهُ هَذَا الفَرَقَ وَ لَم تصَنعَيِ‌ مِن هَذَا شَيئاً وَ إِنّمَا استَكرَهتُكِ استِكرَاهاً فَأَنَا وَ اللّهِ أَولَي بِهَذَا الفَرَقِ وَ الخَوفِ وَ أَحَقّ مِنكِ قَالَ فَقَامَ وَ لَم يُحدِث شَيئاً وَ رَجَعَ إِلَي أَهلِهِ وَ لَيسَ لَهُ هِمّةٌ إِلّا التّوبَةُ وَ المُرَاجَعَةُ فَبَينَمَا هُوَ يمَشيِ‌ إِذ صَادَفَهُ رَاهِبٌ يمَشيِ‌ فِي الطّرِيقِ فَحَمِيَت عَلَيهِمَا الشّمسُ فَقَالَ الرّاهِبُ لِلشّابّ ادعُ اللّهَ يُظِلّنَا بِغَمَامَةٍ فَقَد حَمِيَت عَلَينَا الشّمسُ فَقَالَ الشّابّ مَا أَعلَمُ أَنّ لِي عِندَ ربَيّ‌ حَسَنَةً فَأَتَجَاسَرَ عَلَي أَن أَسأَلَهُ شَيئاً قَالَ فَأَدعُو أَنَا وَ تُؤَمّنُ أَنتَ قَالَ نَعَم فَأَقبَلَ الرّاهِبُ يَدعُو وَ الشّابّ يُؤَمّنُ فَمَا كَانَ بِأَسرَعَ مِن أَن أَظَلّتهُمَا غَمَامَةٌ فَمَشَيَا تَحتَهَا مَلِيّاً مِنَ


صفحه : 508

النّهَارِ ثُمّ انفَرَجَتِ الجَادّةُ جَادّتَينِ فَأَخَذَ الشّابّ فِي وَاحِدَةٍ وَ أَخَذَ الرّاهِبُ فِي وَاحِدَةٍ فَإِذَا السّحَابُ مَعَ الشّابّ فَقَالَ الرّاهِبُ أَنتَ خَيرٌ منِيّ‌ لَكَ استُجِيبَ وَ لَم يُستَجَب لِي فخَبَرّنيِ‌ مَا قِصّتُكَ فَأَخبَرَهُ بِخَبَرِ المَرأَةِ فَقَالَ غُفِرَ لَكَ مَا مَضَي حَيثُ دَخَلَكَ الخَوفُ فَانظُر كَيفَ تَكُونُ فِيمَا تَستَقبِلُ

33-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ البزَنَطيِ‌ّ عَنِ الرّضَا ع قَالَ إِنّ الرّجُلَ كَانَ إِذَا تَعَبّدَ فِي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ لَم يُعَدّ عَابِداً حَتّي يَصمُتَ قَبلَ ذَلِكَ عَشرَ سِنِينَ

34-كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي عُمَارَةَ قَالَ رُوّينَا أَنّ عَابِدَ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ كَانَ إِذَا بَلَغَ الغَايَةَ فِي العِبَادَةِ صَارَ مَشّاءً فِي حَوَائِجِ النّاسِ عانبا[عَانِياً]بِمَا يُصلِحُهُم

35-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ وَ مُحَمّدُ بنُ إِسمَاعِيلَ عَنِ الفَضلِ جَمِيعاً عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن حَفصِ بنِ البخَترَيِ‌ّ قَالَأَبطَأتُ عَنِ الحَجّ فَقَالَ لِي أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَا بَطَأَ[أَبطَأَ]بِكَ عَنِ الحَجّ فَقُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ تَكَفّلتُ بِرَجُلٍ فخَفَرَنَيِ‌ فَقَالَ مَا لَكَ وَ الكَفَالَاتِ أَ مَا عَلِمتَ أَنّهَا أَهلَكَتِ القُرُونَ الأُولَي


صفحه : 509

ثُمّ قَالَ إِنّ قَوماً أَذنَبُوا ذُنُوباً كَثِيرَةً فَأَشفَقُوا مِنهَا وَ خَافُوا خَوفاً شَدِيداً فَجَاءَ آخَرُونَ فَقَالُوا ذُنُوبُكُم عَلَينَا فَأَنزَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَلَيهِمُ العَذَابَ ثُمّ قَالَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي خاَفوُنيِ‌ وَ اجتَرَأتُم عَلَيّ

36-دَعَوَاتُ الراّونَديِ‌ّ، روُيِ‌َ أَنّ عَابِداً فِي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ سَأَلَ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي فَقَالَ يَا رَبّ مَا حاَليِ‌ عِندَكَ أَ خَيرٌ فَأَزدَادَ فِي خيَريِ‌ أَو شَرّ فَأَستَعتِبَ قَبلَ المَوتِ قَالَ فَأَتَاهُ آتٍ فَقَالَ لَهُ لَيسَ لَكَ عِندَ اللّهِ خَيرٌ قَالَ يَا رَبّ وَ أَينَ عمَلَيِ‌ قَالَ كُنتَ إِذَا عَمِلتَ خَيراً أَخبَرتَ النّاسَ بِهِ فَلَيسَ لَكَ مِنهُ إِلّا ألّذِي رَضِيتَ بِهِ لِنَفسِكَ قَالَ فَشَقّ ذَلِكَ عَلَيهِ وَ أَحزَنَهُ قَالَ فَكَرّرَ اللّهُ إِلَيهِ الرّسُولَ فَقَالَ يَقُولُ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي فَمِنَ الآنَ فَاشتَرِ منِيّ‌ نَفسَكَ فِيمَا تَستَقبِلُ بِصَدَقَةٍ تُخرِجُهَا عَن كُلّ عِرقٍ كُلّ يَومٍ صَدَقَةً قَالَ يَا رَبّ أَ وَ يُطِيقُ هَذَا أَحَدٌ فَقَالَ تَعَالَي لَستُ أُكَلّفُكَ إِلّا مَا تُطِيقُ قَالَ فَمَا ذَا يَا رَبّ فَقَالَ سُبحَانَ اللّهِ وَ الحَمدُ لِلّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ اللّهُ أَكبَرُ وَ لَا حَولَ وَ لَا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ تَقُولُ هَذَا كُلّ يَومٍ ثَلَاثَ مِائَةٍ وَ سِتّينَ مَرّةً يَكُونُ كُلّ كَلِمَةٍ صَدَقَةً عَن كُلّ عِرقٍ مِن عُرُوقِكَ قَالَ فَلَمّا رَأَي بِشَارَةَ ذَلِكَ قَالَ يَا رَبّ زدِنيِ‌ قَالَ إِن زِدتَ زِدتُكَ

37-ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر]النّضرُ عَن دُرُستَ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ اللّهَ بَعَثَ مَلَكَينِ إِلَي أَهلِ مَدِينَةٍ لِيَقلِبَاهَا عَلَي أَهلِهَا فَلَمّا انتَهَيَا إِلَي المَدِينَةِ وَجَدَا رَجُلًا يَدعُو اللّهَ وَ يَتَضَرّعُ إِلَيهِ فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِلآخَرِ أَ مَا تَرَي هَذَا الداّعيِ‌َ فَقَالَ قَد رَأَيتُهُ وَ لَكِن أمَضيِ‌ لِمَا أمَرَنَيِ‌ بِهِ ربَيّ‌ فَقَالَ وَ لكَنِيّ‌ لَا أُحدِثُ شَيئاً حَتّي أَرجِعَ إِلَي ربَيّ‌ فَعَادَ إِلَي اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي فَقَالَ يَا رَبّ إنِيّ‌ انتَهَيتُ إِلَي المَدِينَةِ فَوَجَدتُ عَبدَكَ فُلَاناً يَدعُوكَ وَ يَتَضَرّعُ إِلَيكَ فَقَالَ امضِ لِمَا أَمَرتُكَ بِهِ فَإِنّ ذَلِكَ رَجُلٌ لَم يَتَمَعّر وَجهُهُ غَضَباً لِي قَطّ


صفحه : 510

كا،[الكافي‌] محمد بن يحيي عن الحسين بن إسحاق عن علي بن مهزيار عن النضر مثله

38-ختص ،[الإختصاص ]الصّدُوقُ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي القَاسِمِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الكوُفيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن عَلِيّ بنِ جَمِيلِ الغنَوَيِ‌ّ عَن أَبِي حَمزَةَ الثمّاَليِ‌ّ قَالَ كَانَ رَجُلٌ مِن أَبنَاءِ النّبِيّينَ لَهُ ثَروَةٌ مِن مَالٍ وَ كَانَ يُنفِقُ عَلَي أَهلِ الضّعفِ وَ أَهلِ المَسكَنَةِ وَ أَهلِ الحَاجَةِ فَلَم يَلبَث أَن مَاتَ فَقَامَتِ امرَأَتُهُ فِي مَالِهِ كَقِيَامِهِ فَلَم يَلبَثِ المَالُ أَن نَفِدَ وَ نَشَأَ لَهُ ابنٌ فَلَم يَمُرّ عَلَي أَحَدٍ إِلّا تَرَحّمَ عَلَي أَبِيهِ وَ سَأَلَ اللّهَ أَن يَخِيرَهُ فَجَاءَ إِلَي أُمّهِ فَقَالَ مَا كَانَ حَالُ أَبِي فإَنِيّ‌ لَا أَمُرّ عَلَي أَحَدٍ إِلّا تَرَحّمَ عَلَيهِ وَ سَأَلَ اللّهَ أَن يخَيِرنَيِ‌ فَقَالَت إِنّ أَبَاكَ كَانَ رَجُلًا صَالِحاً وَ كَانَ لَهُ مَالٌ كَثِيرٌ فَكَانَ يُنفِقُ عَلَي أَهلِ الضّعفِ وَ أَهلِ المَسكَنَةِ وَ أَهلِ الحَاجَةِ فَلَمّا أَن مَاتَ قُمتُ فِي مَالِهِ كَقِيَامِهِ فَلَم يَلبَثِ المَالُ أَن نَفِدَ قَالَ لَهَا يَا أُمّه إِنّ أَبِي كَانَ مَأجُوراً فِيمَا يُنفِقُ وَ كُنتِ آثِمَةً قَالَت وَ لِمَ يَا بنُيَ‌ّ فَقَالَ كَانَ أَبِي يُنفِقُ مَالَهُ وَ كُنتِ تُنفِقِينَ مَالَ غَيرِكِ قَالَت صَدَقتَ يَا بنُيَ‌ّ وَ مَا أَرَاكَ تُضَيّقُ عَلَيّ قَالَ أَنتِ فِي حِلّ وَ سَعَةٍ فَهَل عِندَكِ شَيءٌ نَلتَمِسُ بِهِ مِن فَضلِ اللّهِ قَالَت عنِديِ‌ مِائَةُ دِرهَمٍ فَقَالَ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي إِذَا أَرَادَ أَن يُبَارِكَ فِي شَيءٍ بَارَكَ فَأَعطَتهُ المِائَةَ دِرهَمٍ فَأَخَذَهَا ثُمّ خَرَجَ يَلتَمِسُ مِن فَضلِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَمَرّ بِرَجُلٍ مَيّتٍ عَلَي ظَهرِ الطّرِيقِ مِن أَحسَنِ مَا يَكُونُ هَيئَةً فَقَالَ أُرِيدُ تِجَارَةً بَعدَ هَذَا أَن آخُذَهُ وَ أُغَسّلَهُ وَ أُكَفّنَهُ وَ أصُلَيّ‌َ عَلَيهِ وَ أَقبِرَهُ فَفَعَلَ فَأَنفَقَ عَلَيهِ ثَمَانِينَ دِرهَماً وَ بَقِيَت مَعَهُ عِشرُونَ دِرهَماً فَخَرَجَ عَلَي وَجهِهِ يَلتَمِسُ بِهِ مِن فَضلِ اللّهِ فَاستَقبَلَهُ رَجُلٌ فَقَالَ أَينَ تُرِيدُ يَا عَبدَ اللّهِ فَقَالَ أُرِيدُ أَلتَمِسُ مِن فَضلِ اللّهِ قَالَ وَ مَا مَعَكَ شَيءٌ تَلتَمِسُ مِن فَضلِ اللّهِ قَالَ نَعَم معَيِ‌ عِشرُونَ


صفحه : 511

دِرهَماً قَالَ وَ أَينَ يَقَعُ مِنكَ عِشرُونَ دِرهَماً قَالَ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي إِذَا أَرَادَ أَن يُبَارِكَ، فِي شَيءٍ بَارَكَ فِيهِ قَالَ صَدَقتَ ثُمّ قَالَ فَأُرشِدُكَ وَ تشُركِنُيِ‌ قَالَ نَعَم قَالَ فَإِنّ أَهلَ هَذِهِ الدّارِ يُضِيفُونَكَ فَاستَضِفهُم فَإِنّهُ كُلّمَا جَاءَكَ الخَادِمُ مَعَهُ هِرّ أَسوَدُ فَقُل لَهُ تَبِيعُ هَذَا الهِرّ وَ أَلِحّ عَلَيهِ فَإِنّكَ سَتُضجِرُهُ فَيَقُولُ أَبِيعُكَهُ بِعِشرِينَ دِرهَماً فَإِذَا بَاعَكَهُ فَأَعطِهِ العِشرِينَ دِرهَماً وَ خُذهُ فَاذبَحهُ وَ خُذ رَأسَهُ فَأَحرِقهُ ثُمّ خُذ دِمَاغَهُ ثُمّ تَوَجّه إِلَي مَدِينَةِ كَذَا وَ كَذَا فَإِنّ مَلِكَهُم أَعمَي فَأَخبِرهُم أَنّكَ تُعَالِجُهُ وَ لَا يُرهِبَنّكَ مَا تَرَي مِنَ القَتلَي وَ المُصَلّبِينَ فَإِنّ أُولَئِكَ كَانَ يَختَبِرُهُم عَلَي عِلَاجِهِ فَإِذَا لَم يَرَ شَيئاً قَتَلَهُم فَلَا يَهُولَنّكَ وَ أَخبِر بِأَنّكَ تُعَالِجُهُ وَ اشتَرِط عَلَيهِ فَعَالِجهُ وَ لَا تَزِدهُ أَوّلَ يَومٍ مِن كَحلَةٍ فَإِنّهُ سَيَقُولُ لَكَ زدِنيِ‌ فَلَا تَفعَل ثُمّ اكحُلهُ مِنَ الغَدِ أُخرَي فَإِنّكَ سَتَرَي مَا تُحِبّ فَيَقُولُ لَكَ زدِنيِ‌ فَلَا تَفعَل فَلَمّا أَن فَعَلَ ذَلِكَ برَ‌ِئَ فَقَالَ أفَدَتنَيِ‌ ملِكيِ‌ وَ رَدَدتَهُ عَلَيّ وَ قَد زَوّجتُكَ ابنتَيِ‌ قَالَ إِنّ لِي أُمّاً قَالَ فَأَقِم معَيِ‌ مَا بَدَا لَكَ فَإِذَا أَرَدتَ الخُرُوجَ فَاخرُج قَالَ فَأَقَامَ فِي مُلكِهِ سَنَةً يُدَبّرُهُ بِأَحسَنِ تَدبِيرٍ وَ أَحسَنِ سِيرَةٍ فَلَمّا أَن حَالَ عَلَيهِ الحَولُ قَالَ لَهُ إنِيّ‌ أُرِيدُ الِانصِرَافَ فَلَم يَدَع شَيئاً إِلّا زَوّدَهُ مِن كُرَاعٍ وَ غَنَمٍ وَ آنِيَةٍ وَ مَتَاعٍ ثُمّ خَرَجَ حَتّي انتَهَي إِلَي المَوضِعِ ألّذِي رَأَي فِيهِ الرّجُلَ فَإِذَا الرّجُلُ قَاعِدٌ عَلَي حَالِهِ فَقَالَ مَا وَفَيتَ فَقَالَ الرّجُلُ فاَجعلَنيِ‌ فِي حِلّ مِمّا مَضَي قَالَ ثُمّ جَمَعَ الأَشيَاءَ فَفَرّقَهَا فِرقَتَينِ ثُمّ قَالَ تَخَيّر فَتَخَيّرَ أَحَدَهُمَا ثُمّ قَالَ وَفَيتُ قَالَ لَا قَالَ وَ لِمَ قَالَ المَرأَةُ مِمّا أَصَبتَ قَالَ صَدَقتَ فَخُذ مَا فِي يدَيِ‌ لَكَ مَكَانَ المَرأَةِ قَالَ وَ لَا آخُذُ مَا لَيسَ لِي وَ لَا أَتَكَثّرُ بِهِ قَالَ فَوَضَعَ عَلَي رَأسِهَا المِنشَارَ


صفحه : 512

ثُمّ قَالَ اختَر فَقَالَ قَد وَفَيتَ وَ كُلّ مَا مَعَكَ وَ كُلّ مَا جِئتَ بِهِ فَهُوَ لَكَ وَ إِنّمَا بعَثَنَيِ‌َ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي لِأُكَافِيَكَ عَنِ المَيّتِ ألّذِي كَانَ عَلَي الطّرِيقِ فَهَذَا مُكَافَاتُكَ عَلَيهِ

39-كَنزُ الفَوَائِدِ،للِكرَاَجكُيِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مَوهَبٍ قَالَ أَصَابَ بَعضُ عُمّالِ مُعَاوِيَةَ مَحفَراً بِمِصرَ احتَفَرَهُ بَعضُ أَهلِهَا لِحَاجَتِهِم فَأَفضَي بِهِم ذَلِكَ إِلَي مِخضَبٍ عَظِيمٍ مُطبَقٍ فَظَنّوهُ مَالًا فَبَعَثَ العَامِلُ إِلَيهِ أُمَنَاءَهُ لِيَحفِرُوا مَا فِيهِ فَلَمّا فَتَحُوهُ أَصَابُوا شَابّاً عَلَيهِ جُبّةُ صُوفٍ وَ كِسَاءُ صُوفٍ وَ خُفّ إِلَي نِصفِ سَاقِهِ وَ أَصَابُوا عِندَ رَأسِهِ كِتَاباً بِالعِبرَانِيَةِ فِيهِ أَنَا حَبِيبُ بنُ نَاجِزٍ صَاحِبُ رَسُولِ اللّهِ مُوسَي بنِ عِمرَانَ ع مَن أَرَادَ أَن يَأخُذَ بِالنّامُوسِ الأَكبَرِ فَليُخَالِف بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَإِنّهُم قَد تؤاكلوا[تَوَاكَلُوا]الحُكمَ وَ عَمِلُوا بِالهَوَي وَ بَاعُوا الرّضَا وَ تَرَكُوا المِنهَاجَ ألّذِي أُخِذَ عَلَيهِ مِيثَاقُهُم


صفحه : 513

باب 33-بعض أحوال ملوك الأرض

الآيات الدخان أَ هُم خَيرٌ أَم قَومُ تُبّعٍ وَ الّذِينَ مِن قَبلِهِم أَهلَكناهُم إِنّهُم كانُوا مُجرِمِينَق وَ أَصحابُ الأَيكَةِ وَ قَومُ تُبّعٍ كُلّ كَذّبَ الرّسُلَ فَحَقّ وَعِيدِتفسير قال الطبرسي‌ رحمه الله أَ هُم خَيرٌ أَم قَومُ تُبّعٍ أي أمشركو قريش أظهر نعمة وأكثر أموالا وأعز في القوة والقدرة أم قوم تبع الحميري‌ ألذي سار بالجيوش حتي حيز الحيرة ثم أتي سمرقند فهدمها ثم بناها و كان إذاكتب كتب باسم ألذي ملك برا وبحرا وضحا وريحا عن قتادة وسمي‌ تبعا لكثرة أتباعه من الناس وقيل سمي‌ تبعا لأنه تبع من قبله من ملوك اليمن والتبابعة اسم ملوك اليمن فتبع لقب له كمايقال خاقان لملك الترك وقيصر لملك الروم واسمه أسعد أبوكرب . وَ رَوَي سَهلُ بنُ سَعدٍ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ لَا تَسُبّوا تُبّعاً فَإِنّهُ كَانَ قَد أَسلَمَ

و قال كعب نعم الرجل الصالح ذم الله قومه و لم يذمه .

وَ رَوَي الوَلِيدُ بنُ صَبِيحٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ تُبّعاً قَالَ لِلأَوسِ وَ الخَزرَجِ كُونُوا هَاهُنَا حَتّي يَخرُجَ هَذَا النّبِيّ أَمَا أَنَا لَو أَدرَكتُهُ لَخَدَمتُهُ وَ خَرَجتُ مَعَهُ

1- ع ،[علل الشرائع ]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]سَأَلَ الشاّميِ‌ّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع لِمَ سمُيّ‌َ تُبّعٌ تُبّعاً فَقَالَ لِأَنّهُ كَانَ غُلَاماً كَاتِباً وَ كَانَ يَكتُبُ لِمَلِكٍ كَانَ قَبلَهُ فَكَانَ إِذَا كَتَبَ كَتَبَ بِسمِ اللّهِ ألّذِي خَلَقَ ضِحّاً[صُبحاً] وَ رِيحاً فَقَالَ المَلِكُ اكتُب وَ ابدَأ بِاسمِ مَلِكِ الرّعدِ فَقَالَ لَا أَبدَأُ إِلّا بِاسمِ


صفحه : 514

إلِهَيِ‌ ثُمّ أَعطِفُ عَلَي حَاجَتِكَ فَشَكَرَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَهُ ذَلِكَ فَأَعطَاهُ مُلكَ ذَلِكَ المَلِكِ فَتَابَعَهُ النّاسُ عَلَي ذَلِكَ فسَمُيّ‌َ تُبّعاً

2- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] ويُروَي أَنّ عُبَيدَ بنَ الأَبرَصِ الأسَدَيِ‌ّ قَالَ لِلمُنذِرِ بنِ مَاءِ السّحَابِ[السّمَاءِ]حِينَ حيره [خَيّرَهُ] وَ أَرَادَ قَتلَهُ[فَتلَهُ] إِن شِئتَ مِنَ الأَكحَلِ وَ إِن شِئتَ مِنَ الأَبجَلِ وَ إِن شِئتَ مِنَ الوَرِيدِ فَقَالَ أَبَيتَ اللّعنَ ثَلَاثُ خِصَالٍ كَسَحَائِبِ عَادٍ وَ لَا خَيرَ فِيهَا لِمُرتَادٍ

بيان الأكحل هوعرق الحياة أوعرق في اليد والأبجل عرق غليظ في الرجل أو في اليد بإزاء الأكحل والوريدان عرقان في العنق و قال الجزري‌ في قوله أبيت اللعن كان هذا في تحايا الملوك في الجاهلية والدعاء لهم ومعناه أبيت أن تفعل فعلا تلعن بسببه وتذم

3-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَنِ ابنِ المُتَوَكّلِ عَنِ الحمِيرَيِ‌ّ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن مَالِكِ بنِ عَطِيّةَ عَن مَعرُوفِ بنِ خَرّبُوذَ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ عَلَيهِمَا السّلَامُ عَن جَابِرٍ عَن سَلمَانَ الفاَرسِيِ‌ّ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُمَا يُحَدّثُ أَنّهُ كَانَ فِي مُلُوكِ فَارِسَ مَلِكٌ يُقَالُ لَهُ روذين جَبّارٌ عَنِيدٌ عَاتٍ فَلَمّا اشتَدّ فِي مُلكِهِ فَسَادُهُ فِي الأَرضِ ابتَلَاهُ اللّهُ بِالصّدَاعِ فِي شِقّ رَأسِهِ الأَيمَنِ حَتّي مَنَعَهُ مِنَ المَطعَمِ وَ المَشرَبِ فَاستَغَاثَ وَ ذَلّ وَ دَعَا وُزَرَاءَهُ فَشَكَا إِلَيهِم ذَلِكَ فَأَسقَوهُ الأَدوِيَةَ وَ أَيِسَ مِن سُكُونِهِ فَعِندَ ذَلِكَ بَعَثَ اللّهُ نَبِيّاً فَقَالَ لَهُ اذهَب إِلَي روذين عبَديِ‌َ الجَبّارِ فِي هَيئَةِ الأَطِبّاءِ وَ ابتَدِئهُ بِالتّعظِيمِ لَهُ وَ الرّفقِ بِهِ وَ مَنّهِ سُرعَةَ الشّفَاءِ بِلَا دَوَاءٍ تَسقِيهِ وَ لَا كيَ‌ّ تَكوِيهِ فَإِذَا رَأَيتَهُ قَد أَقبَلَ بِوَجهِهِ إِلَيكَ فَقُل إِنّ شِفَاءَ دَائِكَ فِي دَمِ صبَيِ‌ّ رَضِيعٍ بَينَ أَبَوَيهِ يَذبَحَانِهِ لَكَ طَائِعَينِ غَيرَ مُكرَهَينِ فَتَأخُذُ مِن دَمِهِ ثَلَاثَ قَطَرَاتٍ فَتَسعَطُ بِهِ فِي مَنخِرِكَ الأَيمَنِ تَبرَأُ مِن سَاعَتِكَ فَفَعَلَ النّبِيّ


صفحه : 515

ذَلِكَ فَقَالَ المَلِكُ مَا أَعرِفُ فِي النّاسِ هَذَا قَالَ إِن بَذَلتَ العَطِيّةَ وَجَدتَ البُغيَةَ قَالَ فَبَعَثَ المَلِكُ بِالرّسُلِ فِي ذَلِكَ فَوَجَدُوا جَنِيناً بَينَ أَبَوَيهِ مُحتَاجَينِ فَأَرغَبَهُمَا فِي العَطِيّةِ فَانطَلَقَا باِلصبّيِ‌ّ إِلَي المَلِكِ فَدَعَا بِطَاسٍ مِن فِضّةٍ وَ شَفرَةٍ وَ قَالَ لِأُمّهِ أمَسكِيِ‌ ابنَكِ فِي حَجرِكِ فَأَنطَقَ اللّهُ الصبّيِ‌ّ وَ قَالَ أَيّهَا المَلِكُ كُفّهُمَا عَن ذبَحيِ‌ فَبِئسَ الوَالِدَانِ هُمَا أَيّهَا المَلِكُ إِنّ الصبّيِ‌ّ الضّعِيفَ إِذَا ضِيمَ كَانَ أَبَوَاهُ يَدفَعَانِ عَنهُ وَ إِنّ أبَوَيَ‌ّ ظلَمَاَنيِ‌ فَإِيّاكَ أَن تُعِينَهُمَا عَلَي ظلُميِ‌ فَفَزِعَ المَلِكُ فَزَعاً شَدِيداً أَذهَبَ عَنهُ الدّاءَ وَ نَامَ روذين فِي تِلكَ الحَالَةِ فَرَأَي فِي النّومِ مَن يَقُولُ لَهُ إِنّ الإِلَهَ الأَعظَمَ أَنطَقَ الصبّيِ‌ّ وَ مَنَعَكَ وَ مَنَعَ أَبَوَيهِ مِن ذَبحِهِ وَ هُوَ ابتَلَاكَ بِالشّقِيقَةِ لِنَزعِكَ مِن سُوءِ السّيرَةِ فِي البِلَادِ وَ هُوَ ألّذِي رَدّكَ إِلَي الصّحّةِ وَ وَعَظَكَ بِمَا أَسمَعَكَ فَانتَبَهَ وَ لَم يَجِد وَجَعاً وَ عَلِمَ أَنّ كُلّهُ مِنَ اللّهِ تَعَالَي فَسَارَ فِي البِلَادِ بِالعَدلِ

4-ك ،[إكمال الدين ] أَبِي وَ ابنُ الوَلِيدِ مَعاً عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَعرُوفٍ عَنِ ابنِ مَهزِيَارَ عَنِ الحَسَنِ بنِ سَعِيدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ القرُشَيِ‌ّ عَمّن حَدّثَهُ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ أَبِي رَافِعٍ عَن أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ جَبرَئِيلَ نَزَلَ عَلَيّ بِكِتَابٍ فِيهِ خَبَرُ المُلُوكِ مُلُوكِ الأَرضِ قبَليِ‌ وَ خَبَرُ مَن بُعِثَ قبَليِ‌ مِنَ الأَنبِيَاءِ وَ الرّسُلِ وَ هُوَ حَدِيثٌ طَوِيلٌ أَخَذنَا مِنهُ مَوضِعَ الحَاجَةِ إِلَيهِ قَالَ لَمّا مَلَكَ أَشبَخُ[أَشَجّ] بنُ أَشجَانَ وَ كَانَ يُسَمّي الكَيّسَ وَ مَلَكَ مِائَتَينِ وَ سِتّاً وَ سِتّينَ سَنَةً ففَيِ‌ سَنَةِ إِحدَي وَ خَمسِينَ مِن مُلكِهِ بَعَثَ اللّهُ عِيسَي ابنَ مَريَمَ ع وَ استَودَعَهُ النّورَ وَ العِلمَ وَ الحِكمَةَ وَ جَمِيعَ عُلُومِ الأَنبِيَاءِ قَبلَهُ وَ زَادَهُ الإِنجِيلَ وَ بَعَثَهُ إِلَي بَيتِ المَقدِسِ إِلَي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ يَدعُوهُم إِلَي كِتَابِهِ وَ حِكمَتِهِ وَ إِلَي الإِيمَانِ بِاللّهِ وَ بِرَسُولِهِ فَأَبَي أَكثَرُهُم إِلّا طُغيَاناً وَ كُفراً فَلَمّا لَم يُؤمِنُوا بِهِ دَعَا رَبّهُ وَ


صفحه : 516

عَزَمَ عَلَيهِ فَمَسَخَ مِنهُم شَيَاطِينَ لِيُرِيَهُم آيَةً فَيَعتَبِرُوا فَلَم يَزِدهُم ذَلِكَ إِلّا طُغيَاناً وَ كُفراً فَأَتَي بَيتَ المَقدِسِ يَدعُوهُم وَ يُرَغّبُهُم فِيمَا عِندَ اللّهِ ثَلَاثاً وَ ثَلَاثِينَ سَنَةً حَتّي طَلَبَتهُ اليَهُودُ وَ ادّعَت أَنّهَا عَذّبَتهُ وَ دَفَنَتهُ فِي الأَرضِ حَيّاً وَ ادّعَي بَعضُهُم أَنّهُم قَتَلُوهُ وَ صَلَبُوهُ وَ مَا كَانَ اللّهُ لِيَجعَلَ لَهُم عَلَيهِ سُلطَاناً وَ إِنّمَا شُبّهَ لَهُم وَ مَا قَدَرُوا عَلَي عَذَابِهِ وَ دَفنِهِ وَ لَا عَلَي قَتلِهِ وَ صَلبِهِ قَولُهُ عَزّ وَ جَلّإنِيّ‌ مُتَوَفّيكَ وَ رافِعُكَ إلِيَ‌ّ وَ مُطَهّرُكَ مِنَ الّذِينَ كَفَرُوافَلَم يَقتَدِرُوا عَلَي قَتلِهِ وَ صَلبِهِ لِأَنّهُم لَو قَدَرُوا عَلَي ذَلِكَ كَانَ تَكذِيباً لِقَولِهِبَل رَفَعَهُ اللّهُ إِلَيهِ بَعدَ أَن تَوَفّاهُ ع فَلَمّا أَرَادَ اللّهُ أَن يَرفَعَهُ أَوحَي إِلَيهِ أَن يَستَودِعَ نُورَ اللّهِ وَ حِكمَتَهُ وَ عِلمَ كِتَابِهِ شَمعُونَ بنَ حَمّونَ الصّفَا خَلِيفَتَهُ عَلَي المُؤمِنِينَ فَفَعَلَ ذَلِكَ فَلَم يَزَل شَمعُونُ يَقُومُ بِأَمرِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ يهَتدَيِ‌ بِجَمِيعِ مَقَالِ عِيسَي ع فِي قَومِهِ مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ وَ يُجَاهِدُ الكُفّارَ فَمَن أَطَاعَهُ وَ آمَنَ بِهِ وَ بِمَا جَاءَ بِهِ كَانَ مُؤمِناً وَ مَن جَحَدَهُ وَ عَصَاهُ كَانَ كَافِراً حَتّي استَخلَصَ رَبّنَا عَزّ وَ جَلّ وَ بَعَثَ فِي عِبَادِهِ نَبِيّاً مِنَ الصّالِحِينَ وَ هُوَ يَحيَي بنُ زَكَرِيّا ع فَمَضَي شَمعُونُ وَ مَلَكَ عِندَ ذَلِكَ أَردَشِيرُ بنُ أَشكَانَ أَربَعَ عَشرَةَ سَنَةً وَ عَشَرَةَ أَشهُرٍ وَ فِي ثَمَانِيَةِ سِنِينَ مِن مُلكِهِ قَتَلَتِ اليَهُودُ يَحيَي بنَ زَكَرِيّا ع فَلَمّا أَرَادَ اللّهُ أَن يَقبِضَهُ أَوحَي إِلَيهِ أَن يَجعَلَ الوَصِيّةَ فِي وُلدِ شَمعُونَ وَ يَأمُرَ الحَوَارِيّينَ وَ أَصحَابَ عِيسَي ع بِالقِيَامِ مَعَهُ فَفَعَلَ ذَلِكَ وَ عِندَهَا مَلَكَ سَابُورُ بنُ أَردَشِيرَ ثَلَاثِينَ سَنَةً


صفحه : 517

حَتّي قَتَلَهُ اللّهُ وَ عِلمُ اللّهِ وَ نُورُهُ وَ تَفصِيلُ حِكمَتِهِ فِي ذُرّيّةِ يَعقُوبَ بنِ شَمعُونَ وَ مَعَهُ الحَوَارِيّونَ مِن أَصحَابِ عِيسَي ع وَ عِندَ ذَلِكَ مَلَكَ بُختَنَصّرُ مِائَةَ سَنَةٍ وَ سَبعاً وَ ثَمَانِينَ سَنَةً وَ قَتَلَ مِنَ اليَهُودِ سَبعِينَ أَلفَ مُقَاتِلٍ عَلَي دَمِ يَحيَي بنِ زَكَرِيّا ع وَ خَرّبَ بَيتَ المَقدِسِ وَ تَفَرّقَتِ اليَهُودُ فِي البُلدَانِ وَ فِي سَبعٍ وَ أَربَعِينَ سَنَةً مِن مُلكِهِ بَعَثَ اللّهُ العُزَيرَ نَبِيّاً إِلَي أَهلِ القُرَي التّيِ‌ أَمَاتَ اللّهُ أَهلَهَا ثُمّ بَعَثَهُم لَهُ وَ كَانُوا مِن قُرًي شَتّي فَهَرَبُوا فَرَقاً مِنَ المَوتِ فَنَزَلُوا فِي جِوَارِ عُزَيرٍ وَ كَانُوا مُؤمِنِينَ وَ كَانَ عُزَيرٌ يَختَلِفُ إِلَيهِم وَ يَسمَعُ كَلَامَهُم وَ إِيمَانَهُم وَ أَحَبّهُم عَلَي ذَلِكَ وَ آخَاهُم عَلَيهِ فَغَابَ عَنهُم يَوماً وَاحِداً ثُمّ أَتَاهُم فَوَجَدَهُم مَوتَي صَرعَي فَحَزِنَ عَلَيهِم وَ قَالَأَنّي يحُييِ‌ هذِهِ اللّهُ بَعدَ مَوتِهاتَعَجّباً مِنهُ حَيثُ أَصَابَهُم وَ قَد مَاتُوا أَجمَعِينَ فِي يَومٍ وَاحِدٍفَأَماتَهُ اللّهُ عِندَ ذَلِكَمِائَةَ عامٍ وَ هيِ‌َ مِائَةُ سَنَةٍثُمّ بَعَثَهُ اللّهُ وَ إِيّاهُم وَ كَانُوا مِائَةَ أَلفِ مُقَاتِلٍ ثُمّ قَتَلَهُمُ اللّهُ أَجمَعِينَ لَم يُفلِت مِنهُم وَاحِدٌ عَلَي يدَيَ‌ بُختَنَصّرَ ثُمّ مَلَكَ مَهرَوَيهِ بنُ بُختَنَصّرَ سِتّ عَشرَةَ سَنَةً وَ عِشرِينَ يَوماً فَأَخَذَ عِندَ ذَلِكَ دَانِيَالَ وَ حَفَرَ لَهُ جُبّاً فِي الأَرضِ وَ طَرَحَ فِيهِ دَانِيَالَ وَ أَصحَابَهُ وَ شِيعَتَهُ مِنَ المُؤمِنِينَ وَ أَلقَي عَلَيهِمُ النّيرَانَ فَلَمّا رَأَي أَنّ النّارَ لَا تَقرَبُهُم وَ لَا تُحرِقُهُم استَودَعَهُمُ الجُبّ وَ فِيهِ الأَسَدُ وَ السّبَاعُ وَ عَذّبَهُم بِكُلّ نَوعٍ مِنَ العَذَابِ حَتّي خَلّصَهُمُ اللّهُ مِنهُ وَ هُمُ الّذِينَ


صفحه : 518

ذَكَرَهُمُ اللّهُ فِي كِتَابِهِ فَقَالَقُتِلَ أَصحابُ الأُخدُودِ النّارِ ذاتِ الوَقُودِ فَلَمّا أَرَادَ اللّهُ أَن يَقبِضَ دَانِيَالَ ع أَمَرَهُ أَن يَستَودِعَ نُورَ اللّهِ وَ حِكمَتَهُ مكيخا بنَ دَانِيَالَ فَفَعَلَ وَ عِندَ ذَلِكَ مَلَكَ هُرمُزُ ثَلَاثاً وَ سِتّينَ سَنَةً وَ ثَلَاثَةَ أَشهُرٍ وَ أَربَعَةَ أَيّامٍ وَ مَلَكَ بَعدَهُ بَهرَامُ سِتّاً وَ عِشرِينَ وَ ولَيِ‌َ أَمرَ اللّهِ مكيخا بنُ دَانِيَالَ وَ أَصحَابُهُ المُؤمِنُونَ وَ شِيعَتُهُ الصّدّيقُونَ غَيرَ أَنّهُم لَا يَستَطِيعُونَ أَن يُظهِرُوا الإِيمَانَ فِي ذَلِكَ الزّمَانِ وَ لَا أَن يَنطِقُوا بِهِ وَ عِندَ ذَلِكَ مَلَكَ بَهرَامُ بنُ بَهرَامَ سَبعَ سِنِينَ وَ فِي زَمَانِهِ انقَطَعَتِ الرّسُلُ وَ كَانَتِ الفَترَةُ وَ ولَيِ‌َ أَمرَ اللّهِ يَومَئِذٍ مكيخا بنُ دَانِيَالَ وَ أَصحَابُهُ المُؤمِنُونَ فَلَمّا أَرَادَ اللّهُ أَن يَقبِضَهُ أَوحَي إِلَيهِ فِي مَنَامِهِ أَن يَستَودِعَ نُورَ اللّهِ وَ حِكمَتَهُ أنشوا[أنشو] بنَ مكيخا وَ كَانَتِ الفَترَةُ بَينَ عِيسَي عَلَيهِ السّلَامُ وَ بَينَ مُحَمّدٍص أَربَعَمِائَةِ سَنَةٍ وَ ثَمَانِينَ سَنَةً وَ أَولِيَاءُ اللّهِ يَومَئِذٍ فِي الأَرضِ ذُرّيّةُ أنشوا[أنشو] بنِ مكيخا يَرِثُ ذَلِكَ مِنهُم وَاحِدٌ بَعدَ وَاحِدٍ مِمّن يَختَارُهُ الجَبّارُ عَزّ وَ جَلّ فَعِندَ ذَلِكَ مَلَكَ سَابُورُ بنُ هُرمُزَ اثنَتَينِ وَ تِسعِينَ سَنَةً وَ هُوَ أَوّلُ مَن عَقَدَ التّاجَ وَ لَبِسَهُ وَ ولَيِ‌َ أَمرَ اللّهِ يَومَئِذٍ أنشوا[أنشو] بنُ مكيخا وَ مَلَكَ بَعدَ أَردَشِيرَ أَخُو سَابُورَ سَنَتَينِ وَ فِي زَمَانِهِ بَعَثَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ الفِتيَةَ أَهلَ الكَهفِ وَ الرّقِيمِ وَ ولَيِ‌َ أَمرَ اللّهِ يَومَئِذٍ دسيحا بنُ أنشوا[أنشو] بنِ مكيخا وَ عِندَ ذَلِكَ مَلَكَ سَابُورُ بنُ أَردَشِيرَ خَمسِينَ سَنَةً وَ ولَيِ‌َ أَمرَ اللّهِ يَومَئِذٍ فِي الأَرضِ دسيحا بنُ أنشوا[أنشو] وَ مَلَكَ بَعدَهُ يَزدَجَردُ بنُ سَابُورَ إِحدَي وَ عِشرِينَ سَنَةً وَ خَمسَةَ


صفحه : 519

أَشهُرٍ وَ تِسعَةَ عَشَرَ يَوماً وَ ولَيِ‌َ أَمرَ اللّهِ يَومَئِذٍ فِي الأَرضِ دسيحا بنُ أنشوا[أنشو] فَلَمّا أَرَادَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي أَن يَقبِضَ دسيحا[دسيخا]أَوحَي إِلَيهِ فِي مَنَامِهِ أَن يَستَودِعَ عِلمَ اللّهِ وَ نُورَهُ وَ تَفصِيلَ حِكمَتِهِ نسطورس بنَ دسيحا[دسيخا]فَفَعَلَ وَ عِندَ ذَلِكَ مَلَكَ بَهرَامُ جُورَ سِتّاً وَ عِشرِينَ سَنَةً وَ ثَلَاثَةَ أَشهُرٍ وَ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ يَوماً وَ ولَيِ‌َ أَمرَ اللّهِ فِي الأَرضِ نسطورس بنُ دسيحا[دسيخا] وَ عِندَ ذَلِكَ مَلَكَ فَيرُوزُ بنُ يَزدَجَردَ بنِ بَهرَامَ سَبعاً وَ عِشرِينَ سَنَةً وَ ولَيِ‌َ أَمرَ اللّهِ فِي الأَرضِ نسطورس بنُ دسيحا[دسيخا] وَ أَصحَابُهُ المُؤمِنُونَ فَلَمّا أَرَادَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَن يَقبِضَهُ إِلَيهِ أَوحَي إِلَيهِ فِي مَنَامِهِ أَن يَستَودِعَ عِلمَ اللّهِ وَ نُورَهُ وَ حِكمَتَهُ وَ كُتُبَهُ مرعيدا وَ عِندَ ذَلِكَ مَلَكَ فلاس بنُ فَيرُوزَ أَربَعَ سِنِينَ وَ ولَيِ‌َ أَمرَ اللّهِ مرعيدا وَ مَلَكَ قُبَادُ بنُ فَيرُوزَ ثَلَاثاً وَ أَربَعِينَ سَنَةً وَ مَلَكَ بَعدَهُ جَامَاسفُ[جَامَاسبُ]أَخُو قُبَادَ سِتّاً وَ أَربَعِينَ سَنَةً وَ ولَيِ‌َ أَمرَ اللّهِ فِي الأَرضِ يَومَئِذٍ مرعيدا وَ عِندَ ذَلِكَ مَلَكَ كِسرَي بنُ قُبَادَ سِتّاً وَ أَربَعِينَ سَنَةً وَ ثَمَانِيَةَ أَشهُرٍ وَ ولَيِ‌َ أَمرَ اللّهِ يَومَئِذٍ مرعيدا وَ أَصحَابُهُ وَ شِيعَتُهُ المُؤمِنُونَ فَلَمّا أَرَادَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَن يَقبِضَ مرعيدا أَوحَي إِلَيهِ فِي مَنَامِهِ أَن يَستَودِعَ نُورَ اللّهِ وَ حِكمَتَهُ بَحِيرَا[بَحِيرَاءَ]الرّاهِبَ فَفَعَلَ وَ عِندَ ذَلِكَ مَلَكَ هُرمُزُ بنُ كِسرَي ثَمَانَ وَ ثَلَاثِينَ سَنَةً وَ ولَيِ‌َ أَمرَ اللّهِ يَومَئِذٍ بَحِيرَا[بَحِيرَاءُ] وَ أَصحَابُهُ المُؤمِنُونَ وَ شِيعَتُهُ الصّدّيقُونَ وَ عِندَ ذَلِكَ مَلَكَ كِسرَي بنُ هُرمُزَ أَبرَوَيزَ وَ ولَيِ‌َ أَمرَ اللّهِ يَومَئِذٍ فِي الأَرضِ بَحِيرَا[بَحِيرَاءُ] حَتّي إِذَا طَالَتِ المُدّةُ وَ انقَطَعَ الوحَي‌ُ وَ استُخِفّ بِالنّعَمِ وَ استُوجِبَ الغِيَرُ وَ دُرِسَ الدّينُ وَ تُرِكَتِ الصّلَاةُ وَ اقتَرَبَتِ السّاعَةُ وَ كَثُرَتِ الفِرَقُ وَ صَارَ النّاسُ


صفحه : 520

فِي حَيرَةٍ وَ ظُلمَةٍ وَ أَديَانٍ مُختَلِفَةٍ وَ أُمُورٍ مُتَشَتّتَةٍ وَ سُبُلٍ مُلتَبَسَةٍ وَ مَضَت تِلكَ القُرُونُ كُلّهَا فَمَضَي صَدرٌ مِنهَا عَلَي مِنهَاجِ نَبِيّهَا وَ بَدّلَ آخِرُهَا نِعمَةَ اللّهِ كُفراً وَ طَاعَتَهُ عُدوَاناً فَعِندَ ذَلِكَ استَخلَصَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لِنُبُوّتِهِ وَ رِسَالَتِهِ مِنَ الشّجَرَةِ المُشَرّفَةِ الطّيّبَةِ وَ الجُرثُومَةِ المُتَخَيّرَةِ التّيِ‌ اصطَفَاهَا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِي سَابِقِ عِلمِهِ وَ نَافِذِ قَولِهِ قَبلَ ابتِدَاءِ خَلقِهَا وَ جَعَلَهَا مُنتَهَي خِيَرَتِهِ وَ غَايَةَ صَفوَتِهِ وَ مَعدِنَ خَاصّتِهِ مُحَمّداًص وَ اختَصّهُ بِالنّبُوّةِ وَ اصطَفَاهُ بِالرّسَالَةِ وَ أَظهَرَ بِدِينِهِ الحَقّ لِيَفصِلَ بَينَ عِبَادِ اللّهِ القَضَاءَ وَ يعُطيِ‌َ فِي الحَقّ جَزِيلَ العَطَاءِ وَ يُحَارِبَ أَعدَاءَ رَبّ السّمَاءِ وَ جَمَعَ عِندَ ذَلِكَ رَبّنَا تَبَارَكَ وَ تَعَالَي لِمُحَمّدٍص عِلمَ المَاضِينَ وَ زَادَهُ مِن عِندِهِ القُرآنَ الحَكِيمَ بِلِسَانٍ عرَبَيِ‌ّ مُبِينٍ لَا يَأتِيهِ البَاطِلُ مِن بَينِ يَدَيهِ وَ لَا مِن خَلفِهِ تَنزِيلٌ مِن حَكِيمٍ حَمِيدٍ فِيهِ خَبَرُ المَاضِينَ وَ عِلمُ البَاقِينَ

بيان جرثومة الشي‌ء بالضم أصله

5-ك ،[إكمال الدين ] عَلِيّ بنُ عَبدِ اللّهِ الأسَواَريِ‌ّ عَن مكَيّ‌ّ بنِ أَحمَدَ قَالَسَمِعتُ إِسحَاقَ بنَ اِبرَاهِيمَ الطوّسيِ‌ّ يَقُولُ وَ كَانَ قَد أَتَي عَلَيهِ سَبعٌ وَ تِسعُونَ سَنَةً عَلَي بَابِ يَحيَي بنِ مَنصُورٍ قَالَ رَأَيتُ سَربَايك[سَربَاتك][سَربَانك]مَلِكَ الهِندِ فِي بَلَدٍ تُسَمّي صوح فَسَأَلَتهُ كَم أَتَي عَلَيكَ


صفحه : 521

مِنَ السّنِينَ قَالَ تِسعُمِائَةِ سَنَةٍ وَ خَمسٌ وَ عِشرُونَ سَنَةً وَ هُوَ مُسلِمٌ فَزَعَمَ أَنّ النّبِيّص أَنفَذَ إِلَيهِ عَشَرَةً مِن أَصحَابِهِ مِنهُم حُذَيفَةُ بنُ اليَمَانِ وَ عَمرُو بنُ العَاصِ وَ أُسَامَةُ بنُ زَيدٍ وَ أَبُو مُوسَي الأشَعرَيِ‌ّ وَ صُهَيبٌ الروّميِ‌ّ وَ سَفِينَةُ وَ غَيرُهُم يَدعُونَهُ فَدَعَوهُ إِلَي الإِسلَامِ فَأَجَابَ وَ أَسلَمَ وَ قَبِلَ كِتَابَ النّبِيّص فَقُلتُ لَهُ كَيفَ تصُلَيّ‌ مَعَ هَذَا بِهَذَا الضّعفِ فَقَالَ لِي قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّالّذِينَ يَذكُرُونَ اللّهَ قِياماً وَ قُعُوداً وَ عَلي جُنُوبِهِمالآيَةَ فَقُلتُ لَهُ مَا طَعَامُكَ فَقَالَ لِي آكُلُ مَاءَ اللّحمِ وَ الكُرّاثَ وَ سَأَلتُهُ هَل يَخرُجُ مِنكَ شَيءٌ فَقَالَ فِي كُلّ أُسبُوعٍ مَرّةً شَيءٌ يَسِيرٌ وَ سَأَلتُهُ عَن أَسنَانِهِ فَقَالَ أَبدَلتُهَا عِشرِينَ مَرّةً وَ رَأَيتُ لَهُ فِي إِسطَبلِهِ شَيئاً مِنَ الدّوَابّ أَكبَرَ مِنَ الفِيلِ يُقَالُ لَهُ زَندَفِيلٌ فَقُلتُ لَهُ مَا تَصنَعُ بِهَذَا قَالَ يَحمِلُ ثِيَابَ الخَدَمِ إِلَي القَصّارِ وَ مَملَكَتُهُ مَسِيرَةُ أَربَعِ سِنِينَ فِي مِثلِهَا وَ مَدِينَتُهُ طُولُهَا خَمسُونَ فَرسَخاً فِي مِثلِهَا وَ عَلَي كُلّ بَابٍ مِنهَا عَسكَرُ مِائَةِ أَلفٍ وَ عِشرِينَ أَلفاً إِذَا وَقَعَ فِي إِحدَي الأَبوَابِ حَدَثٌ خَرَجَت تِلكَ الفِرقَةُ إِلَي الحَربِ لَا تَستَعِينُ بِغَيرِهَا وَ هُوَ فِي وَسَطِ المَدِينَةِ وَ سَمِعتُهُ يَقُولُ دَخَلتُ المَغرِبَ فَبَلَغتُ إِلَي الرّملِ رَملِ عَالِجٍ وَ صِرتُ إِلَي قَومِ مُوسَي ع فَرَأَيتُ سُطُوحَ بُيُوتِهِم مُستَوِيَةً وَ بَيدَرَ الطّعَامِ خَارِجَ القَريَةِ يَأخُذُونَ مِنهُ القُوتَ وَ الباَقيِ‌َ يَترُكُونَهُ هُنَاكَ وَ قُبُورَهُم فِي دُورِهِم وَ بَسَاتِينَهُم مِنَ المَدِينَةِ عَلَي فَرسَخَينِ لَيسَ فِيهِم شَيخٌ وَ لَا شَيخَةٌ وَ لَم أَرَ فِيهِم عِلّةً وَ لَا يَعتَلّونَ إِلَي أَن يَمُوتُوا وَ لَهُم أَسوَاقٌ إِذَا أَرَادَ الإِنسَانُ مِنهُم شِرَاءَ شَيءٍ صَارَ إِلَي السّوقِ فَوَزَنَ لِنَفسِهِ وَ أَخَذَ مَا يُصِيبُهُ وَ صَاحِبُهُ غَيرُ حَاضِرٍ وَ إِذَا أَرَادُوا الصّلَاةَ حَضَرُوا فَصَلّوا وَ انصَرَفُوا لَا يَكُونُ بَينَهُم خُصُومَةٌ وَ لَا كَلَامٌ يُكرَهُ إِلّا ذِكرَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ الصّلَاةَ وَ ذِكرَ المَوتِ

6-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَنِ الحُسَينِ بنِ المُختَارِ قَالَ حدَثّنَيِ‌ إِسمَاعِيلُ بنُ جَابِرٍ قَالَكُنتُ فِيمَا بَينَ مَكّةَ وَ المَدِينَةِ أَنَا وَ صَاحِبٌ لِي فَتَذَاكَرنَا الأَنصَارَ فَقَالَ أَحَدُنَا هُم نُزّاعٌ مِن قَبَائِلَ وَ قَالَ أَحَدُنَا هُم مِن أَهلِ اليَمَنِ قَالَ فَانتَهَينَا إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع وَ هُوَ جَالِسٌ فِي ظِلّ شَجَرَةٍ فَابتَدَأَ الحَدِيثَ وَ لَم نَسأَلهُ فَقَالَ إِنّ تُبّعاً


صفحه : 522

لَمّا أَن جَاءَ مِن قِبَلِ العِرَاقِ جَاءَ مَعَهُ العُلَمَاءُ وَ أَبنَاءُ الأَنبِيَاءِ فَلَمّا انتَهَي إِلَي هَذَا الواَديِ‌ لِهُذَيلٍ أَتَاهُ نَاسٌ مِن بَعضِ القَبَائِلِ فَقَالُوا إِنّكَ تأَتيِ‌ أَهلَ بَلدَةٍ قَد لَعِبُوا بِالنّاسِ زَمَاناً طَوِيلًا حَتّي اتّخَذُوا بِلَادَهُم حَرَماً وَ بُنيَتَهُم رَبّاً أَو رَبّةً فَقَالَ إِن كَانَ كَمَا تَقُولُونَ قَتَلتُ مُقَاتِلِيهِم وَ سَبَيتُ ذُرّيّتَهُم وَ هَدَمتُ بُنيَتَهُم قَالَ فَسَالَت عَينَاهُ حَتّي وَقَعَتَا عَلَي خَدّيهِ قَالَ فَدَعَا العُلَمَاءَ وَ أَبنَاءَ الأَنبِيَاءِ فَقَالَ انظرُوُنيِ‌ فأَخَبرِوُنيِ‌ لِمَا أصَاَبنَيِ‌ هَذَا قَالَ فَأَبَوا أَن يُخبِرُوهُ حَتّي عَزَمَ عَلَيهِم قَالُوا حَدّثنَا بأِيَ‌ّ شَيءٍ حَدّثتَ نَفسَكَ قَالَ حَدّثتُ نفَسيِ‌ أَن أَقتُلَ مُقَاتِلِيهِم وَ أسَبيِ‌َ ذُرّيّتَهُم وَ أَهدِمَ بُنيَتَهُم فَقَالُوا إِنّا لَا نَرَي ألّذِي أَصَابَكَ إِلّا لِذَلِكَ قَالَ وَ لِمَ هَذَا قَالُوا لِأَنّ البَلَدَ حَرَمُ اللّهِ وَ البَيتَ بَيتُ اللّهِ وَ سُكّانَهُ ذُرّيّةُ اِبرَاهِيمَ خَلِيلِ الرّحمَنِ ع فَقَالَ صَدَقتُم فَمَا مخَرجَيِ‌ مِمّا وَقَعتُ فِيهِ قَالُوا تُحَدّثُ نَفسَكَ بِغَيرِ ذَلِكَ فَعَسَي اللّهُ أَن يَرُدّ عَلَيكَ قَالَ فَحَدّثَ نَفسَهُ بِخَيرٍ فَرَجَعَت حَدَقَتَاهُ حَتّي ثَبَتَتَا مَكَانَهُمَا قَالَ فَدَعَا بِالقَومِ الّذِينَ أَشَارُوا عَلَيهِ بِهَدمِهَا فَقَتَلَهُم ثُمّ أَتَي البَيتَ وَ كَسَاهُ وَ أَطعَمَ الطّعَامَ ثَلَاثِينَ يَوماً كُلّ يَومٍ مِائَةَ جَزُورٍ حَتّي حُمِلَتِ الجِفَانُ إِلَي السّبَاعِ فِي رُءُوسِ الجِبَالِ وَ نُثِرَتِ الأَعلَافُ فِي الأَودِيَةِ لِلوَحشِ ثُمّ انصَرَفَ مِن مَكّةَ إِلَي المَدِينَةِ فَأَنزَلَ بِهَا قَوماً مِن أَهلِ اليَمَنِ مِن غَسّانَ وَ هُمُ الأَنصَارُ وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي كَسَاهُ النّطَاعَ وَ طَيّبَهُ

إلي هنا انتهي ماأردت إيراده في المجلد الخامس من بحار الأنوار في شهر الله المعظم المكرم شهر رمضان من شهور سنة سبع وسبعين وألف من الهجرة المقدسة والحمد لله أولا وآخرا وصلي الله علي محمدسيد المرسلين و أهل بيته الطاهرين المكرمين ولعنة الله علي أعدائهم أجمعين