صفحه : 1

الجزء الثالث عشر

تتمة كتاب النبوة

أبواب قصص موسي وهارون عليه السلام

باب 1-نقش خاتمهما وعلل تسميتهما وفضائلهما وسننهما وبعض أحوالهما

الآيات البقرةوَ لَقَد آتَينا مُوسَي الكِتابَ وَ قَفّينا مِن بَعدِهِ بِالرّسُلِآل عمران وَ أَنزَلَ التّوراةَ وَ الإِنجِيلَ مِن قَبلُ هُديً لِلنّاسِهودوَ مِن قَبلِهِ كِتابُ مُوسي إِماماً وَ رَحمَةً و قال وَ لَقَد آتَينا مُوسَي الكِتابَ فَاختُلِفَ فِيهِ وَ لَو لا كَلِمَةٌ سَبَقَت مِن رَبّكَ لقَضُيِ‌َ بَينَهُم وَ إِنّهُم لفَيِ‌ شَكّ مِنهُ مُرِيبٍ ابراهيم وَ لَقَد أَرسَلنا مُوسي بِآياتِنا أَن أَخرِج قَومَكَ مِنَ الظّلُماتِ إِلَي النّورِ وَ ذَكّرهُم بِأَيّامِ اللّهِ إِنّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلّ صَبّارٍ شَكُورٍمريم وَ اذكُر فِي الكِتابِ مُوسي إِنّهُ كانَ مُخلَصاً وَ كانَ رَسُولًا نَبِيّا وَ نادَيناهُ مِن جانِبِ الطّورِ الأَيمَنِ وَ قَرّبناهُ نَجِيّا وَ وَهَبنا لَهُ مِن رَحمَتِنا أَخاهُ هارُونَ نَبِيّاالأنبياءوَ لَقَد آتَينا مُوسي وَ هارُونَ الفُرقانَ وَ ضِياءً وَ ذِكراً لِلمُتّقِينَالتنزيل وَ لَقَد آتَينا مُوسَي الكِتابَ فَلا تَكُن فِي مِريَةٍ مِن لِقائِهِ وَ جَعَلناهُ هُديً


صفحه : 2

لبِنَيِ‌ إِسرائِيلَ وَ جَعَلنا مِنهُم أَئِمّةً يَهدُونَ بِأَمرِنا لَمّا صَبَرُوا وَ كانُوا بِآياتِنا يُوقِنُونَالأحزاب يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالّذِينَ آذَوا مُوسي فَبَرّأَهُ اللّهُ مِمّا قالُوا وَ كانَ عِندَ اللّهِ وَجِيهاًالصافات وَ لَقَد مَنَنّا عَلي مُوسي وَ هارُونَ وَ نَجّيناهُما وَ قَومَهُما مِنَ الكَربِ العَظِيمِ وَ نَصَرناهُم فَكانُوا هُمُ الغالِبِينَ وَ آتَيناهُمَا الكِتابَ المُستَبِينَ وَ هَدَيناهُمَا الصّراطَ المُستَقِيمَ وَ تَرَكنا عَلَيهِما فِي الآخِرِينَ سَلامٌ عَلي مُوسي وَ هارُونَ إِنّا كَذلِكَ نجَزيِ‌ المُحسِنِينَ إِنّهُما مِن عِبادِنَا المُؤمِنِينَالمؤمن وَ لَقَد آتَينا مُوسَي الهُدي وَ أَورَثنا بنَيِ‌ إِسرائِيلَ الكِتابَ هُديً وَ ذِكري لأِوُليِ‌ الأَلبابِالسجدةوَ لَقَد آتَينا مُوسَي الكِتابَ فَاختُلِفَ فِيهِالأحقاف وَ مِن قَبلِهِ كِتابُ مُوسي إِماماً وَ رَحمَةًتفسير قال الطبرسي‌ قدس سره إِماماً أي يؤتم به في أمور الدين وَ رَحمَةً أي نعمة من الله علي عباده أوذا رحمة أي سبب الرحمة لمن آمن به الكِتابَيعني‌ التوراةفَاختُلِفَ فِيهِ أي قومه اختلفوا في صحته وَ لَو لا كَلِمَةٌ سَبَقَت أي لو لاخبر الله السابق بأنه يؤخر الجزاء إلي يوم القيامة للمصلحةلقَضُيِ‌َ بَينَهُم أي لعجل الثواب والعقاب لأهله وَ إِنّهُم لفَيِ‌ شَكّ مِنهُ أي من وعد الله ووعيده بِأَيّامِ اللّهِ أي بوقائع الله في الأمم الخالية وإهلاك من هلك منهم أوبنعم الله في سائر أيامه كماروي‌ عن أبي عبد الله عليه السلام أوالأعم منهمافِي الكِتابِ أي القرآن إِنّهُ كانَ مُخلَصاًقرأ أهل الكوفة بفتح اللام أي أخلصه الله بالنبوة والباقون بكسرها أي أخلص العبادة لله أونفسه لأداء الرسالة


صفحه : 3

مِن جانِبِ الطّورِالطور جبل بالشام ناداه الله من جانبه اليمين و هويمين موسي وقيل من الجانب الأيمن من الطور يريد حيث أقبل من مدين ورأي النار في الشجرة و هو قوله يا مُوسي إنِيّ‌ أَنَا اللّهُ رَبّ العالَمِينَ.وَ قَرّبناهُ نَجِيّا أي مناجيا كليما قال ابن عباس قربه الله وكلمه ومعني هذاالتقريب أنه أسمعه كلامه وقيل قربه حتي سمع صرير القلم ألذي كتبت به التوراة وقيل قَرّبناهُ أي رفعنا منزلته حتي صار محله منا في الكرامة محل من قربه مولاه في مجلس كرامته فهو تقريب كرامة واصطفاء لاتقريب مسافة وإدناءوَ وَهَبنا لَهُ أي أنعمنا عليه بأخيه هارون وأشركناه في أمره الفُرقانَ أي التوراة يفرق بين الحق والباطل وقيل البرهان ألذي يفرق به بين حق موسي وباطل فرعون وقيل هوفلق البحروَ ضِياءً هو من صفة التوراة أيضا أي استضاءوا بها حتي اهتدوا في دينهم .فَلا تَكُن فِي مِريَةٍ مِن لِقائِهِ أي في شك من لقائك موسي ليلة الإسراء بك إلي السماء عَنِ ابنِ عَبّاسٍ وَ قَد وَرَدَ فِي الحَدِيثِ أَنّهُ قَالَ رَأَيتُ لَيلَةَ أسُريِ‌َ بيِ‌ مُوسَي بنَ عِمرَانَ رَجُلًا آدَمَ طِوَالًا جَعداً كَأَنّهُ مِن رِجَالِ شَبوَةَ وَ رَأَيتُ عِيسَي ابنَ مَريَمَ رَجُلًا مَربُوعَ الخَلقِ إِلَي الحُمرَةِ وَ البَيَاضِ سَبِطَ الرّأسِ

فعلي هذافقد وعدص أنه سيلقي موسي عليه السلام قبل أن يموت وقيل فلاتكن في مرية من لقاء موسي إياك في الآخرة وقيل


صفحه : 4

من لقاء موسي الكتاب وقيل من لقاء الأذي كمالقي‌ موسي وَ جَعَلناهُ أي موسي أوالكتاب وَ جَعَلنا مِنهُم أَئِمّةً أي رؤساء في الخير يقتدي بهم يهدون إلي أفعال الخير بإذن الله وقيل هم الأنبياء الذين كانوا فيهم لَمّا صَبَرُوا أي لماصبروا جعلوا أئمةوَ كانُوا بِآياتِنا يُوقِنُونَ لايشكون فيها.وَ لَقَد مَنَنّا عَلي مُوسي وَ هارُونَ أي بالنبوة والنجاة من فرعون وغيرهما من النعم الدنيوية والأخرويةمِنَ الكَربِ العَظِيمِ من تسخير قوم فرعون إياهم واستعمالهم في الأعمال الشاقة وقيل من الغرق الكِتابَ المُستَبِينَيعني‌ التوراة الداعي‌ إلي نفسه بما فيه من البيان وَ تَرَكنا عَلَيهِماالثناء الجميل فِي الآخِرِينَبأن قلناسَلامٌ عَلي مُوسي وَ هارُونَ موسي اسم مركب من اسمين بالقبطية فمو هوالماء وسي الشجر وسمي‌ بذلك لأن التابوت ألذي كان فيه موسي وجد عندالماء والشجر وجدته جواري‌ آسية و قدخرجن ليغتسلن و هو موسي بن عمران بن يصهر بن قاهث بن لاوي بن يعقوب عليه السلام . و قال الثعلبي‌ هو موسي بن عمران بن يصهر بن قاهث بن لاوي بن يعقوب عليه السلام قال أهل العلم بأخبار الأولين وسير الماضين ولد ليعقوب عليه السلام لاوي و قدمضي من عمره تسع وثمانون سنة ثم إن لاوي بن يعقوب نكح نابتة بنت ماوي‌ بن يشجر فولدت له عرشون ومرزي‌ ومردي‌ وقاهث بن لاوي وولد للاوي قاهث بعد أن مضي من عمره


صفحه : 5

ست وأربعون سنة فنكح قاهث بن لاوي قاهي‌ بنت مبنير بن بتويل بن إلياس فولدت له يصهر وتزوج يصهر شمبت بنت بتاويت بن بركيا بن يقشان بن ابراهيم فولدت له عمران و قدمضي من عمره ستون سنة و كان عمر يصهر مائة وسبعا وأربعين سنة فنكح عمران بن يصهر نخيب بنت أشموئيل بن بركيا بن يقشان بن ابراهيم فولدت له هارون و موسي واختلف في اسم أمهما فقال محمد بن إسحاق نخيب وقيل أفاحية وقيل بوخائيد و هوالمشهور و كان عمر عمران مائة وسبعا وثلاثين سنة وولد له موسي و قدمضي من عمره سبعون سنة ونحوه ذكر ابن الأثير في الكامل

1-فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ فِي خَبَرِ المِعرَاجِ عَنِ النّبِيّ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ ثُمّ صَعِدنَا إِلَي السّمَاءِ الخَامِسَةِ فَإِذَا فِيهَا رَجُلٌ كَهلٌ عَظِيمُ العَينِ لَم أَرَ كَهلًا أَعظَمَ مِنهُ حَولَهُ ثَلَاثَةٌ مِن أُمّتِهِ فأَعَجبَتَنيِ‌ كَثرَتُهُم فَقُلتُ مَن هَذَا يَا جَبرَئِيلُ فَقَالَ هَذَا المُجِيبُ لِقَومِهِ هَارُونُ بنُ عِمرَانَ فَسَلّمتُ عَلَيهِ وَ سَلّمَ عَلَيّ وَ استَغفَرتُ لَهُ وَ استَغفَرَ لِي وَ إِذَا فِيهَا مِنَ المَلَائِكَةِ الخُشُوعِ مِثلُ مَا فِي السّمَاوَاتِ


صفحه : 6

ثُمّ صَعِدنَا إِلَي السّمَاءِ السّادِسَةِ وَ إِذَا فِيهَا رَجُلٌ آدَمُ طَوِيلٌ كَأَنّهُ مِن شَبوَةَ وَ لَو أَنّ عَلَيهِ قَمِيصَينِ لَنَفَذَ شَعرُهُ فِيهِمَا وَ سَمِعتُهُ يَقُولُ يَزعُمُ بَنُو إِسرَائِيلَ أنَيّ‌ أَكرَمُ وُلدِ آدَمَ عَلَي اللّهِ وَ هَذَا رَجُلٌ أَكرَمُ عَلَي اللّهِ منِيّ‌ فَقُلتُ مَن هَذَا يَا جَبرَئِيلُ فَقَالَ أَخُوكَ مُوسَي بنُ عِمرَانَ فَسَلّمتُ عَلَيهِ وَ سَلّمَ عَلَيّ وَ استَغفَرتُ لَهُ وَ استَغفَرَ لِي وَ إِذَا فِيهَا مِنَ المَلَائِكَةِ الخُشُوعِ مِثلُ مَا فِي السّمَاوَاتِ

بيان شبوة أبوقبيلة وموضع بالبادية وحصن باليمن أوواد بين مأرب وحضرموت كذا ذكره الفيروزآبادي‌ ولعله ص شبهه بإحدي هذه الطوائف في الأدمة وطول القامة.

2-فس ،[تفسير القمي‌] فِي خَبَرِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ عَلَيهِمَا السّلَامُ مَعَ مَلِكِ الرّومِ أَنّهُ عَرَضَ عَلَي الحَسَنِ عَلَيهِ السّلَامُ صُوَرَ الأَنبِيَاءِ فَعَرَضَ عَلَيهِ صَنَماً قَالَ عَلَيهِ السّلَامُ هَذِهِ صِفَةُ مُوسَي بنِ عِمرَانَ وَ كَانَ عُمُرُهُ مِائَتَينِ وَ أَربَعِينَ سَنَةً وَ كَانَ بَينَهُ وَ بَينَ اِبرَاهِيمَ خَمسُمِائَةِ سَنَةٍ

3-ل ،[الخصال ] ابنُ إِدرِيسَ عَن أَبِيهِ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ الراّزيِ‌ّ عَنِ ابنِ أَبِي عُثمَانَ عَن مُوسَي بنِ بَكرٍ عَن أَبِي الحَسَنِ الأَوّلِ عَلَيهِ السّلَامُ عَنِ النّبِيّص قَالَ إِنّ اللّهَ اختَارَ مِنَ الأَنبِيَاءِ أَربَعَةً لِلسّيفِ اِبرَاهِيمَ وَ دَاوُدَ وَ مُوسَي وَ أَنَا وَ اختَارَ مِنَ البُيُوتَاتِ أَربَعَةً فَقَالَ عَزّ وَ جَلّإِنّ اللّهَ اصطَفي آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ اِبراهِيمَ وَ آلَ عِمرانَ عَلَي العالَمِينَالخَبَرَ

4-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] ع ،[علل الشرائع ]ل ،[الخصال ]سَأَلَ الشاّميِ‌ّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ عَلَيهِ السّلَامُ عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّيَومَ يَفِرّ المَرءُ مِن أَخِيهِ وَ أُمّهِ وَ أَبِيهِ وَ صاحِبَتِهِ وَ بَنِيهِ مَن هُم فَقَالَ عَلَيهِ السّلَامُ قَابِيلُ يَفِرّ مِن هَابِيلَ


صفحه : 7

وَ ألّذِي يَفِرّ مِن أُمّهِ مُوسَي وَ ألّذِي يَفِرّ مِن أَبِيهِ اِبرَاهِيمُ وَ ألّذِي يَفِرّ مِن صَاحِبَتِهِ لُوطٌ وَ ألّذِي يَفِرّ مِنِ ابنِهِ نُوحٌ يَفِرّ مِنِ ابنِهِ كَنعَانَ

قال الصدوق رحمه الله إنما يفر موسي من أمه خشية أن يكون قصر فيما وجب عليه من حقها.بيان يمكن أن يتجوز في الأم كماارتكب ذلك في الأب و يكون المراد بعض مربياته في بيت فرعون .

5-ل ،[الخصال ] فِي خَبَرِ أَبِي ذَرّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَوّلُ نبَيِ‌ّ مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ مُوسَي وَ آخِرُهُم عِيسَي وَ سِتّمِائَةِ نبَيِ‌ّ

أقول قدمر نقش خاتمه في نقوش خواتيم الأنبياء

6- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَنِ المُظَفّرِ بنِ مُحَمّدٍ الخرُاَساَنيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ العلَوَيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدِ بنِ جُمهُورٍ العمَيّ‌ّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن جَمِيلِ بنِ دَرّاجٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ أَوحَي اللّهُ إِلَي مُوسَي بنِ عِمرَانَ عَلَيهِ السّلَامُ أَ تدَريِ‌ يَا مُوسَي لِمَ انتَجَبتُكَ مِن خلَقيِ‌ وَ اصطَفَيتُكَ لكِلَاَميِ‌ فَقَالَ لَا يَا رَبّ فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ إنِيّ‌ اطّلَعتُ إِلَي الأَرضِ فَلَم أَجِد عَلَيهَا أَشَدّ تَوَاضُعاً لِي مِنكَ فَخَرّ مُوسَي سَاجِداً وَ عَفّرَ خَدّيهِ فِي التّرَابِ تَذَلّلًا مِنهُ لِرَبّهِ عَزّ وَ جَلّ فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ ارفَع رَأسَكَ يَا مُوسَي وَ أَمِرّ يَدَكَ فِي مَوضِعِ سُجُودِكَ وَ امسَح بِهَا وَجهَكَ وَ مَا نَالَتهُ مِن بَدَنِكَ فَإِنّهُ أَمَانٌ مِن كُلّ سُقمٍ وَ دَاءٍ وَ آفَةٍ وَ عَاهَةٍ

7- ع ،[علل الشرائع ]الطاّلقَاَنيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ زَكَرِيّا عَن مُحَمّدِ بنِ جَيلَانَ قَالَ حدَثّنَيِ‌ أَبِي عَن أَبِيهِ وَ جَدّهِ عَن غِيَاثِ بنِ أُسَيدٍ قَالَ حدَثّنَيِ‌ عَمّن سَمِعَ مُقَاتِلَ بنَ سُلَيمَانَ يَقُولُ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي بَارَكَ عَلَي مُوسَي بنِ عِمرَانَ عَلَيهِ السّلَامُ وَ هُوَ فِي بَطنِ أُمّهِ بِثَلَاثِمِائَةٍ وَ سِتّينَ


صفحه : 8

بَرَكَةً فَالتَقَطَهُ فِرعَونُ مِن بَينِ المَاءِ وَ الشّجَرِ وَ هُوَ التّابُوتُ فَمِن ثَمّ سمُيّ‌َ مُوسَي وَ بِلُغَةِ القِبطِ المَاءُ مُو وَ الشّجَرُ سَي فَسَمّوهُ مُوسَي لِذَلِكَ

8- ع ،[علل الشرائع ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن عَلِيّ بنِ يَقطِينٍ عَن رَجُلٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ أَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَي مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ أَ تدَريِ‌ لِمَا اصطَفَيتُكَ بكِلَاَميِ‌ دُونَ خلَقيِ‌ فَقَالَ مُوسَي لَا يَا رَبّ فَقَالَ يَا مُوسَي إنِيّ‌ قَلّبتُ عبِاَديِ‌ ظَهراً لِبَطنٍ فَلَم أَجِد فِيهِم أَحَداً أَذَلّ لِي مِنكَ نَفساً يَا مُوسَي إِنّكَ إِذَا صَلّيتَ وَضَعتَ خَدّيكَ عَلَي التّرَابِص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِإِسنَادِهِ إِلَي الصّدُوقِ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ

9- ع ،[علل الشرائع ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ يَقُولُ إِنّ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ احتُبِسَ عَنهُ الوحَي‌ُ أَربَعِينَ أَو ثَلَاثِينَ صَبَاحاً قَالَ فَصَعِدَ عَلَي جَبَلٍ بِالشّامِ يُقَالُ لَهُ أَرِيحَا فَقَالَ يَا رَبّ إِن كُنتَ حَبَستَ عنَيّ‌ وَحيَكَ وَ كَلَامَكَ لِذُنُوبِ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَغُفرَانُكَ القَدِيمُ قَالَ فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَيهِ يَا مُوسَي بنَ عِمرَانَ أَ تدَريِ‌ لِمَا اصطَفَيتُكَ لوِحَييِ‌ وَ كلَاَميِ‌ دُونَ خلَقيِ‌ فَقَالَ لَا عِلمَ لِي يَا رَبّ فَقَالَ يَا مُوسَي إنِيّ‌ اطّلَعتُ إِلَي خلَقيِ‌ اطّلَاعَةً فَلَم أَجِد فِي خلَقيِ‌ أَشَدّ تَوَاضُعاً لِي مِنكَ فَمِن ثَمّ خَصَصتُكَ بوِحَييِ‌ وَ كلَاَميِ‌ مِن بَينِ خلَقيِ‌ قَالَ وَ كَانَ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ إِذَا صَلّي لَم يَنفَتِل حَتّي يُلصِقَ خَدّهُ الأَيمَنَ بِالأَرضِ وَ الأَيسَرَ

10-فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَنِ النّضرِ عَن صَفوَانَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ أَنّ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ كَانُوا يَقُولُونَ لَيسَ لِمُوسَي مَا لِلرّجَالِ وَ كَانَ مُوسَي إِذَا أَرَادَ الِاغتِسَالَ ذَهَبَ إِلَي مَوضِعٍ لَا يَرَاهُ فِيهِ أَحَدٌ مِنَ النّاسِ وَ كَانَ يَوماً يَغتَسِلُ عَلَي شَطّ نَهَرٍ وَ قَد وَضَعَ ثِيَابَهُ عَلَي صَخرَةٍ فَأَمَرَ اللّهُ الصّخرَةَ فَتَبَاعَدَت عَنهُ حَتّي نَظَرَ بَنُو إِسرَائِيلَ إِلَيهِ فَعَلِمُوا أَنّهُ لَيسَ


صفحه : 9

كَمَا قَالُوا فَأَنزَلَ اللّهُيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالّذِينَ آذَوا مُوسي فَبَرّأَهُ اللّهُ مِمّا قالُوا إِلَي قَولِهِوَجِيهاً

بيان قال الشيخ الطبرسي‌ رحمه الله اختلفوا فيما أوذي‌ به موسي علي أقوال أحدها أن موسي وهارون صعدا الجبل فمات هارون فقالت بنو إسرائيل أنت قتلته فأمر الله الملائكة فحملته حتي مروا به علي بني‌ إسرائيل وتكلمت الملائكة بموته حتي عرفوا أنه قدمات وبرأه الله من ذلك عن علي عليه السلام و ابن عباس واختاره الجبائي‌ وثانيها أن موسي عليه السلام كان حييا يغتسل وحده فقالوا مايتستر منا إلالعيب بجلده إما برص وإما أدرة فذهب مرة يغتسل فوضع ثوبه علي حجر فمر الحجر بثوبه فطلبه موسي فرآه بنو إسرائيل عريانا كأحسن الرجال خلقافَبَرّأَهُ اللّهُ مِمّا قالُوارواه أبوهريرة مرفوعا و قال قوم إن ذلك لايجوز لأن فيهاإشهار النبي وإبداء سوأته علي رءوس الأشهاد و ذلك ينفر عنه وثالثها أن قارون استأجر مومسة لتقذف موسي بنفسها علي رءوس الملإ فعصمه الله تعالي من ذلك عن أبي العالية ورابعها أنهم آذوه من حيث إنهم نسبوه إلي السحر والجنون والكذب بعد مارأوا الآيات عن أبي مسلم انتهي والسيد قدس سره رد الثاني‌ بأنه ليس يجوز أن يفعل الله تعالي بنبيه ماذكروه من هتك العورة لتنزيهه من عاهة أخري فإنه تعالي قادر علي أن ينزهه مما قذفوه به علي وجه لايلحقه معه فضيحة أخري و ليس يرمي بذلك أنبياء الله من يعرف أقدارهم ثم قال و ألذي روي‌ في ذلك من الصحيح معروف و هو أن بني‌ إسرائيل لمامات هارون


صفحه : 10

عليه السلام قرفوه بأنه قتله لأنهم كانوا إلي هارون أميل فبرأه الله تعالي من ذلك بأن أمر الملائكة بأن حملت هارون ميتا ومرت به علي بني‌ إسرائيل ناطقة بموته ومبرئة لموسي عليه السلام من قتله و هذاالوجه يروي عن أمير المؤمنين عليه السلام وروي‌ أيضا أن موسي عليه السلام نادي أخاه هارون فخرج من قبره فسأله هل قتله فقال لا ثم عاد انتهي أقول بعدورود الخبر الحسن كالصحيح لايتجه الجزم ببطلانه إذا ليس فيه من الفضيحة بعدكونه لتبريه عما نسب إليه مايلزم الحكم بنفيها و الله يعلم

11- ع ،[علل الشرائع ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ مَعرُوفٍ عَن عَلِيّ بنِ مَهزِيَارَ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَن أَبَانٍ عَمّن أَخبَرَهُ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ قُلتُ لَهُ لِمَ سُمّيَتِ التّلبِيَةُ تَلبِيَةً قَالَ إِجَابَةً أَجَابَ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ رَبّهُ

12- ع ،[علل الشرائع ]بِهَذَا الإِسنَادِ عَن حَمّادٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ مُختَارٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامِ يَقُولُ مَرّ مُوسَي بنُ عِمرَانَ عَلَيهِ السّلَامُ فِي سَبعِينَ نَبِيّاً عَلَي فِجَاجِ الرّوحَاءِ عَلَيهِمُ العَبَاءُ القَطَوَانِيّةُ يَقُولُ لَبّيكَ عَبدُكَ وَ ابنُ عَبدِكَ لَبّيكَ

13- ع ،[علل الشرائع ] أَبِي عَنِ الحمِيرَيِ‌ّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مَهزِيَارَ عَن أَخِيهِ عَلِيّ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ الحَكَمِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ مَرّ مُوسَي النّبِيّ عَلَيهِ السّلَامُ بِصَفَائِحِ الرّوحَاءِ عَلَي جَمَلٍ أَحمَرَ خِطَامُهُ مِن لِيفٍ عَلَيهِ عَبَاءَتَانِ قَطَوَانِيّتَانِ وَ هُوَ يَقُولُ لَبّيكَ يَا كَرِيمُ لَبّيكَ الخَبَرَ

بيان الصفح من الجبل مضطجعه والجمع صفاح والصفائح حجارة عراض رقاق والروحاء موضع بين الحرمين علي ثلاثين أوأربعين ميلا من المدينة. والقطوانية عباءة بيضاء قصيرة الخمل منسوبة إلي قطوان محركة موضع بالكوفة.


صفحه : 11

14- ع ،[علل الشرائع ] أَبِي عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الحُسَينِ بنِ إِسحَاقَ التّاجِرِ عَن عَلِيّ بنِ مَهزِيَارَ عَنِ الحَسَنِ بنِ سَعِيدٍ عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي وَ عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَنِ المُفَضّلِ بنِ صَالِحٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ أَحرَمَ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ مِن رَملَةِ مِصرَ وَ مَرّ بِصَفَائِحِ الرّوحَاءِ مُحرِماً يَقُودُ نَاقَتَهُ بِخِطَامٍ مِن لِيفٍ فَلَبّي تُجِيبُهُ الجِبَالُ

15-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ] سُئِلَ الصّادِقُ عَلَيهِ السّلَامُ أَيّهُمَا مَاتَ هَارُونُ مَاتَ قَبلُ أَم مُوسَي صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَا قَالَ هَارُونُ مَاتَ قَبلَ مُوسَي وَ سُئِلَ أَيّهُمَا كَانَ أَكبَرُ هَارُونُ أَم مُوسَي قَالَ هَارُونُ قَالَ وَ كَانَ اسمُ ابنيَ‌ هَارُونَ شَبّرَ وَ شَبِيراً وَ تَفسِيرُهُمَا بِالعَرَبِيّةِ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ وَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص رَأَيتُ اِبرَاهِيمَ وَ مُوسَي وَ عِيسَي صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم فَأَمّا مُوسَي فَرَجُلٌ طُوَالٌ سَبِطٌ يُشبِهُ رِجَالَ الزّطّ وَ رِجَالَ أَهلِ شَبوَةَ وَ أَمّا عِيسَي فَرَجُلٌ أَحمَرُ جَعدٌ رَبعَةٌ قَالَ ثُمّ سَكَتَ وَ قِيلَ لَهُ يَا رَسُولَ اللّهِ فَإِبرَاهِيمُ قَالَ انظُرُوا إِلَي صَاحِبِكُم يعَنيِ‌ نَفسَهُص

16-كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ البزَنَطيِ‌ّ عَن أَبَانٍ عَن زَيدٍ الشّحّامِ عَمّن رَوَاهُ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ حَجّ مُوسَي بنُ عِمرَانَ وَ مَعَهُ سَبعُونَ نَبِيّاً مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ خُطُمُ إِبِلِهِم مِن لِيفٍ يُلَبّونَ وَ تُجِيبُهُمُ الجِبَالُ وَ عَلَي مُوسَي عَبَاءَتَانِ قَطَوَانِيّتَانِ يَقُولُ لَبّيكَ عَبدُكَ ابنُ عَبدِكَ

17-كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَن أَحمَدَ عَنِ الأهَواَزيِ‌ّ عَنِ ابنِ أَبِي البِلَادِ عَن أَبِي بِلَالٍ المكَيّ‌ّ قَالَ رَأَيتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ دَخَلَ الحِجرَ مِن نَاحِيَةِ البَابِ فَقَامَ يصُلَيّ‌ عَلَي قَدرِ ذِرَاعَينِ مِنَ البَيتِ فَقُلتُ لَهُ مَا رَأَيتُ أَحَداً مِن أَهلِ بَيتِكَ يصُلَيّ‌ بِحِيَالِ المِيزَابِ فَقَالَ هَذَا مُصَلّي شَبِيرٍ وَ شَبّرَ ابنيَ‌ هَارُونَ


صفحه : 12

18-صح ،[صحيفة الرضا عليه السلام ] عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ عَلَيهِمُ السّلَامُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ مُوسَي بنَ عِمرَانَ سَأَلَ رَبّهُ وَ رَفَعَ يَدَيهِ فَقَالَ يَا رَبّ أَينَ ذَهَبتَ أُوذِيتُ فَأَوحَي اللّهُ تَعَالَي إِلَيهِ يَا مُوسَي إِنّ فِي عَسكَرِكَ غَمّازاً فَقَالَ يَا رَبّ دلُنّيِ‌ عَلَيهِ فَأَوحَي اللّهُ تَعَالَي إِلَيهِ أنَيّ‌ أُبغِضُ الغَمّازَ فَكَيفَ أَغمِزُ

قال الثعلبي‌ قال كعب الأحبار كان هارون بن عمران نبي‌ الله رجلا فصيح اللسان بين الكلام و إذاتكلم تكلم بتؤدة وعلم و كان أطول من موسي و كان علي أرنبته شامة و علي طرف لسانه أيضا شامة و كان موسي بن عمران نبي‌ الله رجلا آدم جعدا طويلا كأنه من رجال أزدشنوءة و كان بلسانه عقدة ثقل وكانت فيه سرعة وعجلة و كان أيضا علي طرف لسانه شامة سوداء.بيان قال الفيروزآبادي‌ أزدشنوءة و قدتشدد الواو قبيلة سميت لشنآن بينهم .

19-فس ،[تفسير القمي‌] وَ ذَكّرهُم بِأَيّامِ اللّهِ قَالَ أَيّامُ اللّهِ ثَلَاثَةٌ يَومُ القَائِمِ وَ يَومُ المَوتِ وَ يَومُ القِيَامَةِ قَولُهُيَهدُونَ بِأَمرِنا لَمّا صَبَرُوا قَالَ كَانَ فِي عِلمِ اللّهِ أَنّهُم يَصبِرُونَ عَلَي مَا يُصِيبُهُم فَجَعَلَهُم أَئِمّةً

20-فس ،[تفسير القمي‌] وَ كانَ عِندَ اللّهِ وَجِيهاً أَي ذَا جَاهٍ

أَخبَرَنَا الحُسَينُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ المُعَلّي عَن أَحمَدَ بنِ النّضرِ عَن مُحَمّدِ بنِ مَروَانَ رَفَعَهُ إِلَيهِم قَالُوا يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لَا تُؤذُوا رَسُولَ اللّهِ فِي عَلِيّ وَ الأَئِمّةِ كَمَاآذَوا مُوسي فَبَرّأَهُ اللّهُ مِمّا قالُوا


صفحه : 13

باب 2-أحوال موسي عليه السلام من حين ولادته إلي نبوته

الآيات القصص نَتلُوا عَلَيكَ مِن نَبَإِ مُوسي وَ فِرعَونَ بِالحَقّ لِقَومٍ يُؤمِنُونَ إِنّ فِرعَونَ عَلا فِي الأَرضِ وَ جَعَلَ أَهلَها شِيَعاً يَستَضعِفُ طائِفَةً مِنهُم يُذَبّحُ أَبناءَهُم وَ يسَتحَييِ‌ نِساءَهُم إِنّهُ كانَ مِنَ المُفسِدِينَ وَ نُرِيدُ أَن نَمُنّ عَلَي الّذِينَ استُضعِفُوا فِي الأَرضِ وَ نَجعَلَهُم أَئِمّةً وَ نَجعَلَهُمُ الوارِثِينَ وَ نُمَكّنَ لَهُم فِي الأَرضِ وَ نرُيِ‌َ فِرعَونَ وَ هامانَ وَ جُنُودَهُما مِنهُم ما كانُوا يَحذَرُونَ وَ أَوحَينا إِلي أُمّ مُوسي أَن أَرضِعِيهِ فَإِذا خِفتِ عَلَيهِ فَأَلقِيهِ فِي اليَمّ وَ لا تخَافيِ‌ وَ لا تحَزنَيِ‌ إِنّا رَادّوهُ إِلَيكِ وَ جاعِلُوهُ مِنَ المُرسَلِينَ فَالتَقَطَهُ آلُ فِرعَونَ لِيَكُونَ لَهُم عَدُوّا وَ حَزَناً إِنّ فِرعَونَ وَ هامانَ وَ جُنُودَهُما كانُوا خاطِئِينَ وَ قالَتِ امرَأَتُ فِرعَونَ قُرّتُ عَينٍ لِي وَ لَكَ لا تَقتُلُوهُ عَسي أَن يَنفَعَنا أَو نَتّخِذَهُ وَلَداً وَ هُم لا يَشعُرُونَ وَ أَصبَحَ فُؤادُ أُمّ مُوسي فارِغاً إِن كادَت لتَبُديِ‌ بِهِ لَو لا أَن رَبَطنا عَلي قَلبِها لِتَكُونَ مِنَ المُؤمِنِينَ وَ قالَت لِأُختِهِ قُصّيهِ فَبَصُرَت بِهِ عَن جُنُبٍ وَ هُم لا يَشعُرُونَ وَ حَرّمنا عَلَيهِ المَراضِعَ مِن قَبلُ فَقالَت هَل أَدُلّكُم عَلي أَهلِ بَيتٍ يَكفُلُونَهُ لَكُم وَ هُم لَهُ ناصِحُونَ فَرَدَدناهُ إِلي أُمّهِ كيَ‌ تَقَرّ عَينُها وَ لا تَحزَنَ وَ لِتَعلَمَ أَنّ وَعدَ اللّهِ حَقّ وَ لكِنّ أَكثَرَهُم لا يَعلَمُونَ وَ لَمّا بَلَغَ أَشُدّهُ وَ استَوي آتَيناهُ حُكماً وَ عِلماً وَ كَذلِكَ نجَزيِ‌ المُحسِنِينَ وَ دَخَلَ المَدِينَةَ عَلي حِينِ غَفلَةٍ مِن أَهلِها فَوَجَدَ فِيها رَجُلَينِ يَقتَتِلانِ هذا مِن شِيعَتِهِ وَ هذا مِن عَدُوّهِ فَاستَغاثَهُ ألّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَي ألّذِي مِن عَدُوّهِ فَوَكَزَهُ مُوسي فَقَضي عَلَيهِ قالَ هذا مِن عَمَلِ الشّيطانِ إِنّهُ عَدُوّ مُضِلّ مُبِينٌ قالَ رَبّ إنِيّ‌ ظَلَمتُ نفَسيِ‌ فَاغفِر لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنّهُ هُوَ الغَفُورُ الرّحِيمُ قالَ رَبّ بِما أَنعَمتَ عَلَيّ فَلَن أَكُونَ ظَهِيراً لِلمُجرِمِينَ فَأَصبَحَ فِي المَدِينَةِ خائِفاً يَتَرَقّبُ فَإِذَا ألّذِي استَنصَرَهُ بِالأَمسِ يَستَصرِخُهُ قالَ لَهُ مُوسي إِنّكَ لغَوَيِ‌ّ مُبِينٌ فَلَمّا أَن أَرادَ أَن يَبطِشَ باِلذّيِ‌ هُوَ عَدُوّ لَهُما قالَ يا مُوسي أَ تُرِيدُ أَن تقَتلُنَيِ‌ كَما قَتَلتَ نَفساً بِالأَمسِ إِن تُرِيدُ إِلّا أَن تَكُونَ جَبّاراً فِي الأَرضِ وَ ما تُرِيدُ أَن تَكُونَ مِنَ المُصلِحِينَ وَ جاءَ رَجُلٌ مِن أَقصَي المَدِينَةِ يَسعي قالَ يا مُوسي إِنّ المَلَأَ يَأتَمِرُونَ بِكَ لِيَقتُلُوكَ فَاخرُج إنِيّ‌ لَكَ


صفحه : 14

مِنَ النّاصِحِينَ فَخَرَجَ مِنها خائِفاً يَتَرَقّبُ قالَ رَبّ نجَنّيِ‌ مِنَ القَومِ الظّالِمِينَ وَ لَمّا تَوَجّهَ تِلقاءَ مَديَنَ قالَ عَسي ربَيّ‌ أَن يهَديِنَيِ‌ سَواءَ السّبِيلِ وَ لَمّا وَرَدَ ماءَ مَديَنَ وَجَدَ عَلَيهِ أُمّةً مِنَ النّاسِ يَسقُونَ وَ وَجَدَ مِن دُونِهِمُ امرَأَتَينِ تَذُودانِ قالَ ما خَطبُكُما قالَتا لا نسَقيِ‌ حَتّي يُصدِرَ الرّعاءُ وَ أَبُونا شَيخٌ كَبِيرٌ فَسَقي لَهُما ثُمّ تَوَلّي إِلَي الظّلّ فَقالَ رَبّ إنِيّ‌ لِما أَنزَلتَ إلِيَ‌ّ مِن خَيرٍ فَقِيرٌ فَجاءَتهُ إِحداهُما تمَشيِ‌ عَلَي استِحياءٍ قالَت إِنّ أَبِي يَدعُوكَ لِيَجزِيَكَ أَجرَ ما سَقَيتَ لَنا فَلَمّا جاءَهُ وَ قَصّ عَلَيهِ القَصَصَ قالَ لا تَخَف نَجَوتَ مِنَ القَومِ الظّالِمِينَ قالَت إِحداهُما يا أَبَتِ استَأجِرهُ إِنّ خَيرَ مَنِ استَأجَرتَ القوَيِ‌ّ الأَمِينُ قالَ إنِيّ‌ أُرِيدُ أَن أُنكِحَكَ إِحدَي ابنتَيَ‌ّ هاتَينِ عَلي أَن تأَجرُنَيِ‌ ثمَانيِ‌َ حِجَجٍ فَإِن أَتمَمتَ عَشراً فَمِن عِندِكَ وَ ما أُرِيدُ أَن أَشُقّ عَلَيكَ ستَجَدِنُيِ‌ إِن شاءَ اللّهُ مِنَ الصّالِحِينَ قالَ ذلِكَ بيَنيِ‌ وَ بَينَكَ أَيّمَا الأَجَلَينِ قَضَيتُ فَلا عُدوانَ عَلَيّ وَ اللّهُ عَلي ما نَقُولُ وَكِيلٌ فَلَمّا قَضي مُوسَي الأَجَلَ وَ سارَ بِأَهلِهِ آنَسَ مِن جانِبِ الطّورِ ناراً قالَ لِأَهلِهِ امكُثُوا إنِيّ‌ آنَستُ ناراً لعَلَيّ‌ آتِيكُم مِنها بِخَبَرٍ أَو جَذوَةٍ مِنَ النّارِ لَعَلّكُم تَصطَلُونَ فَلَمّا أَتاها نوُديِ‌َ مِن شاطِئِ الوادِ الأَيمَنِ فِي البُقعَةِ المُبارَكَةِ مِنَ الشّجَرَةِ أَن يا مُوسي إنِيّ‌ أَنَا اللّهُ رَبّ العالَمِينَ وَ أَن أَلقِ عَصاكَ فَلَمّا رَآها تَهتَزّ كَأَنّها جَانّ وَلّي مُدبِراً وَ لَم يُعَقّب يا مُوسي أَقبِل وَ لا تَخَف إِنّكَ مِنَ الآمِنِينَ اسلُك يَدَكَ فِي جَيبِكَ تَخرُج بَيضاءَ مِن غَيرِ سُوءٍ وَ اضمُم إِلَيكَ جَناحَكَ مِنَ الرّهبِ فَذانِكَ بُرهانانِ مِن رَبّكَ إِلي فِرعَونَ وَ مَلَائِهِ إِنّهُم كانُوا قَوماً فاسِقِينَ قالَ رَبّ إنِيّ‌ قَتَلتُ مِنهُم نَفساً فَأَخافُ أَن يَقتُلُونِ وَ أخَيِ‌ هارُونُ هُوَ أَفصَحُ منِيّ‌ لِساناً فَأَرسِلهُ معَيِ‌ رِدءاً يصُدَقّنُيِ‌ إنِيّ‌ أَخافُ أَن يُكَذّبُونِ قالَ سَنَشُدّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَ نَجعَلُ لَكُما سُلطاناً فَلا يَصِلُونَ إِلَيكُما بِآياتِنا أَنتُما وَ مَنِ اتّبَعَكُمَا الغالِبُونَ

تفسير قال الطبرسي‌ نور الله ضريحه عَلا فِي الأَرضِ أي بغي وتجبر في أرض مصروَ جَعَلَ أَهلَها شِيَعاً أي فرقا يكرم أقواما ويذل آخرين أوجعل بني‌ إسرائيل أقواما في الخدمة والتسخيريَستَضعِفُ طائِفَةً مِنهُميعني‌ بني‌ إسرائيل يُذَبّحُ أَبناءَهُم وَ يسَتحَييِ‌ نِساءَهُميقتل الأبناء ويستبقي‌ البنات و لايقتلهن و ذلك أن بعض الكهنة قال له إن مولودا يولد في بني‌ إسرائيل يكون سبب ذهاب ملكك وقيل رأي فرعون في منامه أن نارا أقبلت من بيت المقدس حتي اشتملت علي بيوت مصر فأحرقت القبط وتركت بني‌


صفحه : 15

إسرائيل فسأل علماء قومه فقالوا يخرج من هذاالبلد رجل يكون هلاك مصر علي يده وَ نُرِيدُ أَن نَمُنّ عَلَي الّذِينَ استُضعِفُوا أي إن فرعون كان يريد إهلاك بني‌ إسرائيل ونحن نريد أن نمن عليهم وَ نَجعَلَهُم أَئِمّةً أي قادة ورؤساء في الخيروَ نَجعَلَهُمُ الوارِثِينَلديار فرعون وقومه وأموالهم وَ نُمَكّنَ لَهُم فِي الأَرضِ أي أرض مصرمِنهُم أي من بني‌ إسرائيل ما كانُوا يَحذَرُونَ من ذهاب الملك علي يد رجل منهم قال الضحاك عاش فرعون أربعمائة سنة و كان قصيرا دميما و هوأول من خضب بالسواد وعاش موسي عليه السلام مائة وعشرين سنة.وَ أَوحَينا إِلي أُمّ مُوسي أي ألهمناها وقذفناها في قلبها و ليس بوحي‌ نبوة وقيل أتاها جبرئيل عليه السلام بذلك وقيل كان الوحي‌ رؤيا منام عبر عنها من تثق به من علماء بني‌ إسرائيل أَن أَرضِعِيهِ ما لم تخافي‌ عليه الطلب فَإِذا خِفتِ عَلَيهِالقتل فَأَلقِيهِ فِي اليَمّ أي في البحر و هوالنيل وَ لا تخَافيِ‌ عليه الضيعةوَ لا تحَزنَيِ‌ عن فراقه إِنّا رَادّوهُ إِلَيكِسالما عن قريب . قال وهب لماحملت بموسي أمه كتمت أمرها عن جميع الناس و لم يطلع علي حملها أحد من خلق الله و ذلك شيءستره الله لماأراد أن يمن به علي بني‌ إسرائيل فلما كانت السنة التي‌ تولد فيها موسي بعث فرعون القوابل وتقدم إليهن أن يفتشن النساء تفتيشا لم يفتشنه قبل ذلك وحملت أم موسي فلم ينتأ بطنها و لم يتغير لونها و لم


صفحه : 16

يظهر لبنها فكانت القوابل لايعرضن لها فلما كانت الليلة التي‌ ولد فيها موسي ولدته أمه و لارقيب عليها و لاقابلة و لم يطلع عليها أحد إلاأخته مريم وأوحي الله تعالي إليهاأَن أَرضِعِيهِالآية قال وكتمته أمه ثلاثة أشهر ترضعه في حجرها لايبكي‌ و لايتحرك فلما خافت عليه عملت له تابوتا مطبقا ومهدت له فيه ثم ألقته في البحر ليلا كماأمرها الله تعالي .فَالتَقَطَهُ آلُ فِرعَونَ أي أصابوه وأخذوه من غيرطلب لِيَكُونَ لَهُم عَدُوّا وَ حَزَناً أي ليكون لهم في عاقبة أمره كذلك لاأنهم أخذوه لذلك وكانت القصة في ذلك أن النيل جاء بالتابوت إلي موضع فيه فرعون وامرأته علي شط النيل فأمر فرعون به وفتحت آسية بنت مزاحم بابه فلما نظرت إليه ألقي الله في قلبها محبة موسي وكانت آسية بنت مزاحم امرأة من بني‌ إسرائيل استنكحها فرعون وهي‌ من خيار النساء و من بنات الأنبياء وكانت أماللمؤمنين ترحمهم وتتصدق عليهم يدخلون عليها فلما نظر فرعون إلي موسي غاظه ذلك فقال كيف أخطأ هذاالغلام الذبح قالت آسية وهي‌ قاعدة إلي جنبه هذاالوليد أكبر من ابن سنة وإنما أمرت أن تذبح الولدان لهذه السنة فدعه يكن قُرّتُ عَينٍ لِي وَ لَكَ وإنما قالت ذلك لأنه لم يكن له ولد فأطمعته في الولدوَ هُم لا يَشعُرُونَ أن هلاكهم علي يديه فارِغاً أي خاليا من ذكر كل شيء إلا من ذكر موسي أو من الحزن سكونا إلي ماوعدها الله به أو من الوحي‌ ألذي أوحي‌ إليها بنسيانهاإِن كادَت لتَبُديِ‌ بِهِ أي إنها كادت تبدي‌ بذكر موسي فتقول ياابناه من شدة الوجد أوهمت بأن تقول إنها أمه لمارأته عنددعاء فرعون إياها للإرضاع لشدة سرورها به وَ قالَت أي أم موسي لِأُختِهِ أي أخت موسي واسمها كليمةقُصّيهِ


صفحه : 17

أي اتبعي‌ أثره وتعرفي‌ خبره فَبَصُرَت بِهِ عَن جُنُبٍتقديره فذهب أخت موسي فوجدت آل فرعون أخرجوا موسي فَبَصُرَت بِهِ عَن جُنُبٍ أي عن بعد وقيل عن جانب تنظر إليه وجعلت تدخل إليهم كأنها لاتريده وَ هُم لا يَشعُرُونَأنها أخته أوجاءت متعرفة عن خبره وَ حَرّمنا عَلَيهِ المَراضِعَ أي منعناهن منه وبغضناهن إليه فلايؤتي بمرضع فيقبلهامِن قَبلُ أي من قبل مجي‌ء أمه فَقالَت هَل أَدُلّكُم و هذايدل علي أن الله تعالي ألقي محبته في قلب فرعون فلغاية شفقته عليه طلب له المراضع و كان موسي عليه السلام لايقبل ثدي‌ واحدة منهن بعد أن أتاه مرضع بعدمرضع فلما رأت أخته وجدهم به ورأفتهم عليه قالت لهم هَل أَدُلّكُم عَلي أَهلِ بَيتٍ يَكفُلُونَهُ لَكُم أي يقبلون هذاالولد ويبذلون النصح في أمره ويحسنون تربيته وَ هُم لَهُ ناصِحُونَيشفقون عليه قيل إنها لماقالت ذلك قال هامان إن هذه المرأة تعرف أن هذاالولد من أي أهل بيت هوفقالت هي‌ إنما عنيت أنهم ناصحون للملك فأمسكوا عنها. ورددنا إلي أمه فانطلقت أخت موسي إلي أمها فجاءت بهاإليهم فلما وجد موسي ريح أمه قبل ثديها وسكن بكاؤه وقيل إن فرعون قال لأمه كيف ارتضع منك و لم يرتضع من غيرك قالت لأني‌ امرأة طيبة الريح طيبة اللبن لاأكاد أوتي‌ بصبي‌ إلاارتضع مني‌ فسر فرعون بذلك وَ لكِنّ أَكثَرَهُم لا يَعلَمُونَ إن وعد الله حق وَ لَمّا بَلَغَ أَشُدّهُ أي ثلاثا وثلاثين سنةوَ استَوي أي بلغ أربعين سنةآتَيناهُ حُكماً وَ عِلماً أي فقها وعقلا وعلما بدينه ودين آبائه فعلم موسي وحكم قبل أن يبعث نبيا وقيل نبوة وعلماوَ دَخَلَ المَدِينَةَيريد مصر وقيل مدينة ميق من أرض مصر وقيل علي فرسخين من مصرعَلي حِينِ غَفلَةٍ مِن أَهلِهاأراد به نصف النهار و


صفحه : 18

الناس قائلون وقيل بين العشاءين وقيل كان يوم عيد لهم و قداشتغلوا بلعبهم واختلفوا في سبب دخوله فقيل إنه كان موسي حين كبر يركب في مواكب فرعون فلما كان ذات يوم قيل له إن فرعون قدركب فركب في أثره فلما كان وقت القائلة دخل المدينة ليقيل وقيل إن بني‌ إسرائيل كانوا يجتمعون إلي موسي ويسمعون كلامه و لمابلغ أشده خالف قوم فرعون فاشتهر ذلك منه وأخافوه فكان لايدخل مصرا إلاخائفا فدخلها علي حين غفلة وقيل إن فرعون أمر بإخراجه من البلد فلم يدخل إلاالآن يَقتَتِلانِ أي يختصمان في الدين وقيل في أمر الدنياهذا مِن شِيعَتِهِ وَ هذا مِن عَدُوّهِ أي أحدهما إسرائيلي‌ والآخر قبطي‌ يسخر الإسرائيلي‌ ليحمل حطبا إلي مطبخ فرعون وقيل كان أحدهما مسلما والآخر كافرافَاستَغاثَهُ ألّذِي مِن شِيعَتِهِاستنصره لينصره عليه . وَ رَوَي أَبُو بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ أَنّهُ قَالَ لِيَهنِئكُمُ الِاسمُ قَالَ وَ مَا الِاسمُ قَالَ الشّيعَةُ أَ مَا سَمِعتَ اللّهَ سُبحَانَهُ يَقُولُفَاستَغاثَهُ ألّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَي ألّذِي مِن عَدُوّهِ فَوَكَزَهُ مُوسي

أي دفع في صدره بجمع كفه وقيل ضربه بعصاه فَقَضي عَلَيهِ أي فقتله وفرغ من أمره .قالَ رَبّ إنِيّ‌ ظَلَمتُ نفَسيِ‌يعني‌ في هذاالقتل فإنهم لوعلموا بذلك لقتلوني‌رَبّ بِما أَنعَمتَ عَلَيّ أي بنعمتك علي من المغفرة وصرف بلاء الأعداء عني‌فَلَن أَكُونَ ظَهِيراً لِلمُجرِمِينَ أي فلك علي أن لاأكون مظاهرا ومعينا للمشركين فَأَصبَحَ موسي في اليوم الثاني‌فِي المَدِينَةِ خائِفاً من قتل القبطي‌يَتَرَقّبُ أي ينتظر الأخبار يعني‌ أنه خاف من فرعون وقومه أن يكونوا عرفوا أنه هو ألذي قتل القبطي‌ و كان يتجسس وينتظر الأخبار في شأنه فَإِذَا ألّذِي استَنصَرَهُ بِالأَمسِ يَستَصرِخُهُمعناه أن الإسرائيلي‌ ألذي كان قدخلصه بالأمس ووكز القبطي‌ من أجله يستصرخ ويستعين به علي رجل آخر من القبط خاصمه قال ابن عباس لمافشا قتل القبطي‌ قيل لفرعون إن بني‌ إسرائيل قتلوا رجلا منا قال أتعرفون قاتله و من يشهد عليه قالوا لافأمرهم بطلبه فبينا هم يطوفون إذ مر موسي عليه السلام من الغد ورأي ذلك الإسرائيلي‌ يطلب نصرته ويستغيث به


صفحه : 19

قالَ لَهُ مُوسي إِنّكَ لغَوَيِ‌ّ مُبِينٌ أي ظاهر الغواية قاتلت بالأمس رجلا وتقاتل اليوم آخر و لم يرد الغواية في الدين والمراد أن من خاصم آل فرعون مع كثرتهم فإنه غوي‌ أي خائب فيما يطلبه عادل عن الصواب فيما يقصده .فَلَمّا أَن أَرادَ أَن يَبطِشَ أي فلما أخذته الرقة علي الإسرائيلي‌ وأراد أن يدفع القبطي‌ ألذي هوعدو لموسي والإسرائيلي‌ عنه ويبطش به أي يأخذه بشدة ظن الإسرائيلي‌ أن موسي قصده لما قال له إِنّكَ لغَوَيِ‌ّ مُبِينٌ فقال أَ تُرِيدُ أَن تقَتلُنَيِ‌ وقيل هو من قول القبطي‌ لأنه قداشتهر أمر القتل بالأمس و أنه قتله بعض بني‌ إسرائيل إِن تُرِيدُ إِلّا أَن تَكُونَ جَبّاراً فِي الأَرضِ أي ماتريد إلا أن تكون جبارا عاليا في الأرض بالقتل والظلم و لما قال الإسرائيلي‌ ذلك علم القبطي‌ أن القاتل موسي فانطلق إلي فرعون فأخبره به فأمر فرعون بقتل موسي وبعث في طلبه .فَخَرَجَ مِنها أي من مدينة فرعون خائِفاً من أن يطلب فيقتل يَتَرَقّبُالطلب قال ابن عباس خرج متوجها نحو مدين و ليس له علم بالطريق إلاحسن ظنه بربه وقيل إنه خرج بغير زاد و لاحذاء و لاظهر و كان لايأكل إلا من حشيش الصحراء حتي بلغ ماء مدين وَ لَمّا تَوَجّهَ تِلقاءَ مَديَنَ قال الزجاج أي لماسلك في الطريق ألذي يلقي مدين فيها وهي‌ علي مسيرة ثمانية أيام من مصر نحو ما بين الكوفة إلي البصرة و لم يكن له بالطريق علم ولذلك قالَ عَسي ربَيّ‌ أَن يهَديِنَيِ‌ سَواءَ السّبِيلِ أي يرشدني‌ قصد السبيل إلي مدين وقيل إنه لم يقصد موضعا بعينه ولكنه أخذ في طريق مدين و قال عكرمة عرضت لموسي أربع طرق فلم يدر أيتها يسلك ولذلك قال عَسي ربَيّ‌ أَن يهَديِنَيِ‌ فلما دعا ربه استجاب له ودله علي الطريق المستقيم إلي مدين وقيل جاء ملك علي فرس بيده عنزة فانطلق به إلي مدين وقيل إنه خرج حافيا و لم يصل إلي مدين حتي وقع خف قدميه عن ابن جبيروَ لَمّا وَرَدَ ماءَ مَديَنَ و هوبئر كانت لهم


صفحه : 20

وَجَدَ عَلَيهِ أُمّةً مِنَ النّاسِ أي جماعة من الرعاةيَسقُونَمواشيهم الماء من البئرتَذُودانِ أي تحبسان وتمنعان غنمهما من الورود إلي الماء أو عن أن تختلط بأغنام الناس أوتذودان الناس عن مواشيهماقالَ موسي لهماما خَطبُكُما أي ماشأنكما و مالكما لاتسقيان مع الناس قالَتا لا نسَقيِ‌ عندالمزاحمة مع الناس حَتّي يُصدِرَ الرّعاءُقرأ أبو جعفر و أبوعمرو و ابن عامر يَصدُرَ بفتح الياء وضم الدال أي حتي يرجع الرعاء من سقيهم والباقون يُصدِرَبضم الياء وكسر الدال أي حتي يصدروا مواشيهم عن وردهم فإذاانصرف الناس سقينا مواشينا من فضول الحوض وَ أَبُونا شَيخٌ كَبِيرٌ لايقدر أن يتولي السقي‌ بنفسه من الكبر ولذلك احتجنا ونحن نساء أن نسقي‌ الغنم وإنما قالتا ذلك تعريضا للطلب من موسي أن يعينهما علي السقي‌ أواعتذارا في الخروج بغير محرم فَسَقي لَهُما أي فسقي موسي غنمهما الماء لأجلهما و هوإنه زحم القوم علي الماء حتي أخرجهم عنه ثم سقي لهما وقيل رفع لأجلهما حجرا عن بئر كان لايقدر علي رفع ذلك الحجر إلاعشرة رجال وسألهم أن يعطوه دلوا فنالوه دلوا وقالوا له انزح إن أمكنك و كان لاينزحها إلاعشرة فنزحها وحده وسقي أغنامهما و لم يسق إلاذنوبا واحدة حتي رويت الغنم ثُمّ تَوَلّي إِلَي الظّلّ أي ثم انصرف إلي ظل سمرة فجلس تحتها من شدة الحر و هوجائع فَقالَ رَبّ إنِيّ‌ لِما أَنزَلتَ إلِيَ‌ّ مِن خَيرٍ فَقِيرٌ قال ابن عباس سأل نبي‌ الله أكلة من خبز يقيم به صلبه و قال ابن إسحاق فرجعتا إلي أبيهما في ساعة كانا لاترجعان فيهافأنكر شأنهما وسألهما فأخبرتاه الخبر فقال لإحداهما علي به فرجعت الكبري إلي موسي لتدعوه فذلك قوله فَجاءَتهُ إِحداهُما تمَشيِ‌ عَلَي استِحياءٍ أي مستحيية معرضة عن عادة النساء الخفرات وقيل غطت وجهها بكم درعهاقالَت إِنّ أَبِي يَدعُوكَ لِيَجزِيَكَ أي ليكافئك علي سقيك لغنمنا. وأكثر المفسرين علي أن أباها شعيب عليه السلام و قال وهب و ابن جبير هويثروب


صفحه : 21

أخي‌ شعيب و كان شعيب قدمات قبل ذلك بعد ماكف بصره ودفن بين المقام وزمزم وقيل يثروب هواسم شعيب قال أبوحازم لماقالت لِيَجزِيَكَ أَجرَ ما سَقَيتَ لَناكره ذلك موسي عليه السلام وأراد أن لايتبعها و لم يجد بدا أن يتبعها لأنه كان في أرض مسبعة وخوف فخرج معها وكانت الريح تضرب ثوبها فيصف لموسي عجزها فجعل موسي يعرض عنها مرة ويغض مرة فناداها ياأمة الله كوني‌ خلفي‌ فأريني‌ السمت بقولك فلما دخل علي شعيب إذا هوبالعشاء مهيأ فقال له شعيب اجلس ياشاب فتعش فقال له موسي أعوذ بالله قال شعيب و لم ذاك ألست بجائع قال بلي ولكن أخاف أن يكون هذاعوضا لماسقيت لهما و أنا من أهل بيت لانبيع شيئا من عمل الآخرة بمل ء الأرض ذهبا فقال له شعيب لا و الله ياشاب ولكنها عادتي‌ وعادة آبائي‌ نقري‌ الضيف ونطعم الطعام قال فجلس موسي يأكل .نَجَوتَ مِنَ القَومِ الظّالِمِينَيعني‌ فرعون وقومه فإنهم لاسلطان لهم بأرضنا ولسنا من مملكته قالَت إِحداهُما أي إحدي ابنتيه واسمها صفورة وهي‌ التي‌ تزوج بها واسم الأخري ليا وقيل اسم الكبري صفراء واسم الصغري صفيراءيا أَبَتِ استَأجِرهُ أي اتخذه أجيراالقوَيِ‌ّ الأَمِينُ أي من يقوي علي العمل وأداء الأمانةعَلي أَن تأَجرُنَيِ‌ أي علي أن تكون أجيرا لي ثمان سنين فَمِن عِندِكَ أي ذلك تفضل منك و ليس بواجب عليك وَ ما أُرِيدُ أَن أَشُقّ عَلَيكَ في هذه الثماني‌ حجج و أن أكلفك خدمة سوي رعي‌ الغنم وقيل و ماأشق عليك بأن آخذك بإتمام عشر سنين ستَجَدِنُيِ‌ إِن شاءَ اللّهُ مِنَ الصّالِحِينَ في حسن الصحبة والوفاء بالعهد وحكي يحيي بن سلام أنه جعل لموسي كل سخلة توضع علي خلاف شية أمها فأوحي الله تعالي إلي موسي في المنام أن ألق عصاك في الماء ففعل فولدن كلهن علي خلاف شبههن وقيل إنه وعده أن يعطيه


صفحه : 22

تلك السنة من نتاج غنمه كل أدرع وإنما نتجت كلها درعاء. وَ رَوَي الحُسَينُ بنُ سَعِيدٍ عَن صَفوَانَ بنِ يَحيَي عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ سُئِلَ أَيّتُهُمَا التّيِ‌ قَالَتإِنّ أَبِي يَدعُوكَ قَالَ التّيِ‌ تَزَوّجَ بِهَا قِيلَ فأَيَ‌ّ الأَجَلَينِ قَضَي قَالَ أَوفَاهُمَا وَ أَبعَدَهُمَا عَشرَ سِنِينَ قِيلَ فَدَخَلَ بِهَا قَبلَ أَن يمَضيِ‌َ الشّرطُ أَو بَعدَ انقِضَائِهِ قَالَ قَبلَ أَن ينَقضَيِ‌َ قِيلَ لَهُ فَالرّجُلُ يَتَزَوّجُ المَرأَةَ وَ يَشتَرِطُ لِأَبِيهَا إِجَارَةَ شَهرَينِ أَ يَجُوزُ ذَلِكَ قَالَ إِنّ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ عَلِمَ أَنّهُ سَيُتِمّ لَهُ شَرطَهُ قِيلَ كَيفَ قَالَ إِنّهُ عَلِمَ أَنّهُ سَيَبقَي حَتّي يفَيِ‌َ

.قالَ موسي ذلِكَ بيَنيِ‌ وَ بَينَكَ أي ذلك ألذي شرطت علي فلك و ماشرطت لي من تزويج إحداهما فلي‌ وتم الكلام ثم قال أَيّمَا الأَجَلَينِ من الثماني‌ والعشرقَضَيتُ أي أتممت وفرغت منه فَلا عُدوانَ عَلَيّ أي فلاظلم علي بأن أكلف أكثر منهاوَ اللّهُ عَلي ما نَقُولُ وَكِيلٌ أي شهيد فيما بيني‌ وبينك فَلَمّا قَضي مُوسَي الأَجَلَ أي أوفاهما

وَ رَوَي الواَحدِيِ‌ّ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي ذَرّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا سُئِلتَ أَيّ الأَجَلَينِ قَضَي مُوسَي فَقُل خَيرَهُمَا وَ أَبَرّهُمَا وَ إِذَا سُئِلَ أَيّ المَرأَتَينِ تَزَوّجَ فَقُلِ الصّغرَي مِنهُمَا وَ هيِ‌َ التّيِ‌ جَاءَت فَقَالَيا أَبَتِ استَأجِرهُ

و قال وهب تزوج الكبري منهما و في الكلام حذف و هوفَلَمّا قَضي مُوسَي الأَجَلَ وتسلم زوجته ثم توجه نحو الشام وَ سارَ بِأَهلِهِ آنَسَ مِن جانِبِ الطّورِ ناراً وقيل إنه لمازوجها منه أمر الشيخ أن يعطي موسي عصا يدفع السباع عن غنمه بهافأعطي‌ العصا وقيل خرج آدم بالعصا من الجنة فأخذها جبرئيل عليه السلام بعدموت آدم وكانت معه حتي لقي‌ به موسي عليه السلام ليلا فدفعها إليه وقيل لم تزل الأنبياء يتوارثونها حتي وصلت إلي شعيب عليه السلام فأعطاها موسي وكانت عصي الأنبياء عنده .

وَ رَوَي عَبدُ اللّهِ بنُ سِنَانٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ يَقُولُ كَانَت عَصَا مُوسَي قَضِيبُ آسٍ مِنَ الجَنّةِ أَتَاهُ بِهِ جَبرَئِيلُ لَمّا تَوَجّهَ تِلقَاءَ مَديَنَ


صفحه : 23

و قال السدي‌ كانت تلك العصا استودعها شعيبا ملك في صورة رجل فأمر ابنته أن تأتيه بعصا فدخلت وأخذت العصا فأتته بها فلما رآها الشيخ قال ايتيه بغيرها فألقتها وأرادت أن تأخذ غيرها فكان لاتقع في يدها إلاهي‌ فعلت ذلك مرارا فأعطاها موسي . و قوله سارَ بِأَهلِهِقيل إنه مكث بعدانقضاء الأجل عندصهره عشرا أخري تمام عشرين ثم استأذنه في العود إلي مصر ليزور والدته وأخاه فأذن له فسار بأهله عن مجاهد وقيل إنه لماقضي العشر سار بأهله أي بامرأته وبأولاد الغنم التي‌ كانت له وكانت قطيعا فأخذ علي غيرالطريق مخافة ملوك الشام وامرأته في شهرها فسار في البرية غيرعارف بالطريق فألجأه المسير إلي جانب الطور الأيمن في ليلة مظلمة شديدة البرد وأخذ امرأته الطلق وضل الطريق وتفرقت ماشيته وأصابه المطر فبقي‌ لايدري‌ أين يتوجه فبينا هوكذلك إذاآنَسَ مِن جانِبِ الطّورِ ناراً.

وَ رَوَي أَبُو بَصِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ لَمّاقَضي مُوسَي الأَجَلَ وَ سارَ بِأَهلِهِنَحوَ بَيتِ المَقدِسِ أَخطَأَ الطّرِيقَ لَيلًا فَرَأَي نَاراً

.إنِيّ‌ آنَستُ ناراً أي أبصرت بِخَبَرٍ أي من الطريق ألذي أريد قصده وهل أنا علي صوبه أومنحرف عنه وقيل بخبر من النار هل هي‌ لخير نأنس به أولشر نحذره أَو جَذوَةٍ أي قطعة من النار وقيل بأصل شجرة فيهانارلَعَلّكُم تَصطَلُونَ أي تستدفئون بهامِن شاطِئِ الوادِ الأَيمَنِ أي من الجانب الأيمن للوادي‌فِي البُقعَةِ المُبارَكَةِ وهي‌ البقعة التي‌ قال الله تعالي فيهالموسي فَاخلَع نَعلَيكَ إِنّكَ بِالوادِ المُقَدّسِ طُويً وإنما كانت مباركة لأنها معدن الوحي‌ والرسالة وكلام الله تعالي أولكثرة الأشجار والثمار والخير والنعم بها والأول أصح مِنَ الشّجَرَةِإنما سمع موسي عليه السلام النداء والكلام من الشجرة لأن الله تعالي فعل الكلام فيها وجعل الشجرة محل الكلام لأن الكلام عرض يحتاج إلي محل وعلم موسي بالمعجزة أن ذلك كلامه تعالي و هذه أعلي منازل الأنبياء أعني‌ أن يسمعوا كلام الله من غيرواسطة ومبلغ و كان كلامه سبحانه أَن يا مُوسي إنِيّ‌ أَنَا اللّهُ رَبّ العالَمِينَ أي إن المكلم لك هو الله مالك العالمين تعالي وتقدس عن أن يحل في محل أو يكون في مكان لأنه ليس بعرض و لاجسم


صفحه : 24

وَ أَن أَلقِ عَصاكَإنما أعاد سبحانه هذه القصة وكررها في السور تقريرا للحجة علي أهل الكتاب واستمالة بهم إلي الحق و من أحب شيئا أحب ذكره والقوم كانوا يدعون محبة موسي عليه السلام و كل من ادعي اتباع سيده مال إلي ذكره بالفضل علي أن كل موضع من مواضع التكرار لايخلو من زيادة فائدةفَلَمّا رَآها تَهتَزّ أي تتحرك كَأَنّها جَانّ من سرعة حركتها أوشدة اهتزازهاوَلّي مُدبِراً موسي وَ لَم يُعَقّب أي لم يرجع فنودي‌يا مُوسي أَقبِل وَ لا تَخَف إِنّكَ مِنَ الآمِنِينَ من ضررهااسلُك يَدَكَ أي أدخلهامِن غَيرِ سُوءٍ أي من غيربرص وَ اضمُم إِلَيكَ جَناحَكَ مِنَ الرّهبِ أي ضم يدك إلي صدرك من الخوف فلاخوف عليك عن ابن عباس ومجاهد والمعني أن الله سبحانه أمره أن يضم يده إلي صدره فيذهب ماأصابه من الخوف عندمعاينة الحية وقيل أمره سبحانه بالعزم علي ماأراده منه وحثه علي الجد فيه لئلا يمنعه الخوف ألذي يغشاه في بعض الأحوال فيما أمره بالمضي‌ فيه و ليس يريد بقوله اضمُم يَدَكَالضم المزيل للفرجة بين الشيئين وقيل إنه لماألقي العصا وصارت حية بسط يده كالمتقي‌ وهما جناحاه فقيل له اضمُم إِلَيكَ جَناحَكَ أي مابسطته من يدك لأنك آمن من ضررها ويجوز أن يكون معناه اسكن و لاتخف فإن من هاله أمر أزعجه حتي كأنه يطيره وآلة الطيران الجناح فكأنه عليه السلام قدبلغ نهاية الخوف فقيل له ضم منشور جناحك من الخوف واسكن وقيل معناه إذاهالك أمر يدك لماتبصر من شعاعها فاضممها إليك لتسكن فَذانِكَ بُرهانانِ أي اليد والعصا حجتان من ربك علي نبوتك مرسلا بهما إلي فرعون وملئه . قوله هُوَ أَفصَحُ منِيّ‌ لِساناًإنما قال ذلك لعقدة كانت في لسانه فَأَرسِلهُ معَيِ‌ رِدءاً أي معينا لي علي تبليغ رسالتك يصُدَقّنُيِ‌ أي مصدقا لي علي ماأؤديه من الرسالة


صفحه : 25

وقيل أي لكي‌ يصدقني‌ فرعون قالَ سَنَشُدّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ أي سنجعله رسولا معك وننصرك به وَ نَجعَلُ لَكُما سُلطاناً أي حجة وقوة وبرهانافَلا يَصِلُونَ إِلَيكُما بِآياتِنا أي لايصل فرعون وقومه إلي الإضرار بكما بسبب مانعطيكما من الآيات و مايجري‌ علي أيديكما من المعجزات وقيل إن قوله بِآياتِناموضعه التقديم أي ونجعل لكما سلطانا بآياتنا فلايصلون إليكماأَنتُما وَ مَنِ اتّبَعَكُمَا الغالِبُونَ علي فرعون وقومه القاهرون لهم .أقول سيأتي‌ سائر الآيات وتفسيرها في الباب الآتي‌

1-خص ،[منتخب البصائر]بِإِسنَادِهِ إِلَي المُفَضّلِ بنِ عُمَرَ عَنِ الصّادِقِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ إِنّ بِقَاعَ الأَرضِ تَفَاخَرَت فَفَخَرَتِ الكَعبَةُ عَلَي البُقعَةِ بِكَربَلَاءَ فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهَا اسكتُيِ‌ وَ لَا تفَخرَيِ‌ عَلَيهَا فَإِنّهَا البُقعَةُ المُبَارَكَةُ التّيِ‌ نوُديِ‌َ مُوسَي مِنهَا مِنَ الشّجَرَةِ

2-فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ العَلَاءِ عَن مُحَمّدٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ إِنّ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ لَمّا حَمَلَت أُمّهُ بِهِ لَم يَظهَر حَملُهَا إِلّا عِندَ وَضعِهِ وَ كَانَ فِرعَونُ قَد وَكّلَ بِنِسَاءِ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ نِسَاءً مِنَ القِبطِ تَحفَظُهُنّ وَ ذَلِكَ أَنّهُ لَمّا كَانَ بَلَغَهُ عَن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ أَنّهُم يَقُولُونَ إِنّهُ يُولَدُ فِينَا رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ مُوسَي بنُ عِمرَانَ يَكُونُ هَلَاكُ فِرعَونَ وَ أَصحَابِهِ عَلَي يَدَيهِ فَقَالَ فِرعَونُ عِندَ ذَلِكَ لَأَقتُلَنّ ذُكُورَ أَولَادِهِم حَتّي لَا يَكُونَ مَا يُرِيدُونَ وَ فَرّقَ بَينَ الرّجَالِ وَ النّسَاءِ وَ حَبَسَ الرّجَالَ فِي المَحَابِسِ فَلَمّا وَضَعَت أُمّ مُوسَي بِمُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ نَظَرَت وَ حَزِنَت وَ اغتَمّت وَ بَكَت وَ قَالَت يُذبَحُ السّاعَةَ فَعَطَفَ اللّهُ قَلبَ المُوَكّلَةِ بِهَا عَلَيهِ فَقَالَت لِأُمّ مُوسَي مَا لَكِ قَدِ اصفَرّ لَونُكِ فَقَالَت أَخَافُ أَن يُذبَحَ ولَدَيِ‌ فَقَالَت لَا تخَاَفيِ‌ وَ كَانَ مُوسَي لَا يَرَاهُ أَحَدٌ إِلّا أَحَبّهُ وَ هُوَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ أَلقَيتُ عَلَيكَ مَحَبّةً منِيّ‌فَأَحَبّتهُ القِبطِيّةُ المُوَكّلَةُ بِهِ وَ أُنزِلَ عَلَي أُمّ مُوسَي التّابُوتُ وَ نُودِيَت ضَعهُ فِي التّابُوتِفَاقذِفِيهِ فِي اليَمّ وَ هُوَ البَحرُوَ لا تخَافيِ‌ وَ لا تحَزنَيِ‌ إِنّا رَادّوهُ إِلَيكِ


صفحه : 26

وَ جاعِلُوهُ مِنَ المُرسَلِينَفَوَضَعَتهُ فِي التّابُوتِ وَ أَطبَقَت عَلَيهِ وَ أَلقَتهُ فِي النّيلِ وَ كَانَ لِفِرعَونَ قَصرٌ عَلَي شَطّ النّيلِ مُتَنَزّهٌ فَنَظَرَ مِن قَصرِهِ وَ مَعَهُ آسِيَةُ امرَأَتُهُ إِلَي سَوَادٍ فِي النّيلِ تَرفَعُهُ الأَموَاجُ وَ تَضرِبُهُ الرّيَاحُ حَتّي جَاءَت بِهِ عَلَي بَابِ قَصرِ فِرعَونَ فَأَمَرَ فِرعَونُ بِأَخذِهِ فَأُخِذَ التّابُوتُ وَ رُفِعَ إِلَيهِ فَلَمّا فَتَحَهُ وَجَدَ فِيهِ صَبِيّاً فَقَالَ هَذَا إسِراَئيِليِ‌ّ فَأَلقَي اللّهُ فِي قَلبِ فِرعَونَ لِمُوسَي مَحَبّةً شَدِيدَةً وَ كَذَلِكَ فِي قَلبِ آسِيَةَ وَ أَرَادَ أَن يَقتُلَهُ فَقَالَت آسِيَةُلا تَقتُلُوهُ عَسي أَن يَنفَعَنا أَو نَتّخِذَهُ وَلَداً وَ هُم لا يَشعُرُونَ أَنّهُ مُوسَي وَ لَم يَكُن لِفِرعَونَ وَلَدٌ فَقَالَ التَمِسُوا لَهُ ظِئراً تُرَبّيهِ فَجَاءُوا بِعِدّةِ نِسَاءٍ قَد قُتِلَ أَولَادُهُنّ فَلَم يَشرَب لَبَنَ أَحَدٍ مِنَ النّسَاءِ وَ هُوَ قَولُ اللّهِوَ حَرّمنا عَلَيهِ المَراضِعَ مِن قَبلُ وَ بَلَغَ أُمّهُ أَنّ فِرعَونَ قَد أَخَذَهُ فَحَزِنَت وَ بَكَت كَمَا قَالَ اللّهُوَ أَصبَحَ فُؤادُ أُمّ مُوسي فارِغاً إِن كادَت لتَبُديِ‌ بِهِيعَنيِ‌ كَادَت أَن تُخبِرَهُم بِخَبَرِهِ أَو تَمُوتَ ثُمّ ضَبَطَت نَفسَهَا فَكَانَت كَمَا قَالَلَو لا أَن رَبَطنا عَلي قَلبِها لِتَكُونَ مِنَ المُؤمِنِينَ ثُمّقالَتلِأُختِ مُوسَيقُصّيهِ أَيِ اتّبِعِيهِ فَجَاءَت أُختُهُ إِلَيهِفَبَصُرَت بِهِ عَن جُنُبٍ أَي عَن بُعدٍوَ هُم لا يَشعُرُونَ فَلَمّا لَم يَقبَل مُوسَي بِأَخذِ ثدَي‌ِ أَحَدٍ مِنَ النّسَاءِ اغتَمّ فِرعَونُ غَمّاً شَدِيداًفَقالَتأُختُهُهَل أَدُلّكُم عَلي أَهلِ بَيتٍ يَكفُلُونَهُ لَكُم وَ هُم لَهُ ناصِحُونَفَقَالُوا نَعَم فَجَاءَت بِأُمّهِ فَلَمّا أَخَذَتهُ فِي حِجرِهَا وَ أَلقَمَتهُ ثَديَهَا التَقَمَهُ وَ شَرِبَ فَفَرِحَ فِرعَونُ وَ أَهلُهُ وَ أَكرَمُوا أُمّهُ فَقَالُوا لَهَا رَبّيهِ لَنَا فَإِنّا نَفعَلُ بِكِ وَ نَفعَلُ وَ ذَلِكَ قَولُ اللّهِفَرَدَدناهُ إِلي أُمّهِ كيَ‌ تَقَرّ عَينُها وَ لا تَحزَنَ وَ لِتَعلَمَ أَنّ وَعدَ اللّهِ حَقّ وَ لكِنّ أَكثَرَهُم لا يَعلَمُونَ وَ كَانَ فِرعَونُ يَقتُلُ أَولَادَ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ كُلّ مَا يَلِدُونَ وَ يرُبَيّ‌ مُوسَي وَ يُكرِمُهُ وَ لَا يَعلَمُ أَنّ هَلَاكَهُ عَلَي يَدِهِ فَلَمّا دَرَجَ مُوسَي كَانَ يَوماً عِندَ فِرعَونَ فَعَطَسَ مُوسَي فَقَالَ الحَمدُ لِلّهِ رَبّ العَالَمِينَ فَأَنكَرَ فِرعَونُ ذَلِكَ عَلَيهِ وَ لَطَمَهُ وَ قَالَ مَا هَذَا ألّذِي تَقُولُ فَوَثَبَ مُوسَي عَلَي لِحيَتِهِ وَ كَانَ طَوِيلَ اللّحيَةِ


صفحه : 27

فَهَلَبَهَا أَي قَلَعَهَا فَهَمّ فِرعَونُ بِقَتلِهِ فَقَالَتِ امرَأَتُهُ غُلَامٌ حَدَثٌ لَا يدَريِ‌ مَا يَقُولُ وَ قَد لَطَمتَهُ بِلَطمَتِكَ إِيّاهُ فَقَالَ فِرعَونُ بَل يدَريِ‌ فَقَالَت لَهُ ضَع بَينَ يَدَيكَ تَمراً وَ جَمراً فَإِن مَيّزَ بَينَهُمَا فَهُوَ ألّذِي تَقُولُ فَوَضَعَ بَينَ يَدَيهِ تَمراً وَ جَمراً فَقَالَ لَهُ كُل فَمَدّ يَدَهُ إِلَي التّمرِ فَجَاءَ جَبرَئِيلُ فَصَرَفَهَا إِلَي الجَمرِ فِي فِيهِ فَاحتَرَقَ لِسَانُهُ فَصَاحَ وَ بَكَي فَقَالَت آسِيَةُ لِفِرعَونَ أَ لَم أَقُل لَكَ إِنّهُ لَا يَعقِلُ فَعَفَا عَنهُ قَالَ الراّويِ‌ فَقُلتُ لأِبَيِ‌ جَعفَرٍ ع فَكَم مَكَثَ مُوسَي غَائِباً عَن أُمّهِ حَتّي رَدّهُ اللّهُ عَلَيهَا قَالَ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ فَقُلتُ وَ كَانَ هَارُونُ أَخَا مُوسَي لِأَبِيهِ وَ أُمّهِ قَالَ نَعَم أَ مَا تَسمَعُ اللّهَ يَقُولُيَا بنَ أُمّ لا تَأخُذ بلِحِيتَيِ‌ وَ لا برِأَسيِ‌فَقُلتُ فَأَيّهُمَا كَانَ أَكبَرَ سِنّاً قَالَ هَارُونُ فَقُلتُ وَ كَانَ الوحَي‌ُ يَنزِلُ عَلَيهِمَا جَمِيعاً قَالَ كَانَ الوحَي‌ُ يَنزِلُ عَلَي مُوسَي وَ مُوسَي يُوحِيهِ إِلَي هَارُونَ فَقُلتُ لَهُ أخَبرِنيِ‌ عَنِ الأَحكَامِ وَ القَضَاءِ وَ الأَمرِ وَ النهّي‌ِ أَ كَانَ ذَلِكَ إِلَيهِمَا قَالَ كَانَ مُوسَي ألّذِي ينُاَجيِ‌ رَبّهُ وَ يَكتُبُ العِلمَ وَ يقَضيِ‌ بَينَ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ وَ هَارُونُ يَخلُفُهُ إِذَا غَابَ عَن قَومِهِ لِلمُنَاجَاةِ قُلتُ فَأَيّهُمَا مَاتَ قَبلَ صَاحِبِهِ قَالَ مَاتَ هَارُونُ قَبلَ مُوسَي ع وَ مَاتَا جَمِيعاً فِي التّيهِ قُلتُ وَ كَانَ لِمُوسَي وَلَدٌ قَالَ لَا كَانَ الوَلَدُ لِهَارُونَ وَ الذّرّيّةُ لَهُ قَالَ فَلَم يَزَل مُوسَي عِندَ فِرعَونَ فِي أَكرَمِ كَرَامَةٍ حَتّي بَلَغَ مَبلَغَ الرّجَالِ وَ كَانَ يُنكِرُ عَلَيهِ مَا يَتَكَلّمُ بِهِ مُوسَي مِنَ التّوحِيدِ حَتّي هَمّ بِهِ فَخَرَجَ مُوسَي مِن عِندِهِ وَ دَخَلَ المَدِينَةَ فَإِذَا رَجُلَانِ يَقتَتِلَانِ أَحَدُهُمَا يَقُولُ بِقَولِ مُوسَي وَ الآخَرُ يَقُولُ بِقَولِ فِرعَونَ فَاستَغَاثَهُ ألّذِي هُوَ مِن شِيعَتِهِ فَجَاءَ مُوسَي فَوَكَزَ صَاحِبَهُ فَقَضَي عَلَيهِ وَ تَوَارَي فِي المَدِينَةِ فَلَمّا كَانَ مِنَ الغَدِ جَاءَ آخَرُ فَتَشَبّثَ بِذَلِكَ الرّجُلِ ألّذِي يَقُولُ بِقَولِ مُوسَي فَاستَغَاثَ بِمُوسَي فَلَمّا


صفحه : 28

نَظَرَ صَاحِبُهُ إِلَي مُوسَي قَالَ لَهُأَ تُرِيدُ أَن تقَتلُنَيِ‌ كَما قَتَلتَ نَفساً بِالأَمسِفَخَلّي صَاحِبَهُ وَ هَرَبَ وَ كَانَ خَازِنُ فِرعَونَ مُؤمِناً بِمُوسَي قَد كَتَمَ إِيمَانَهُ سِتّمِائَةِ سَنَةٍ وَ هُوَ ألّذِي قَالَ اللّهُوَ قالَ رَجُلٌ مُؤمِنٌ مِن آلِ فِرعَونَ يَكتُمُ إِيمانَهُ أَ تَقتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ ربَيّ‌َ اللّهُ وَ بَلَغَ فِرعَونَ خَبَرُ قَتلِ مُوسَي الرّجُلَ فَطَلَبَهُ لِيَقتُلَهُ فَبَعَثَ المُؤمِنُ إِلَي مُوسَيإِنّ المَلَأَ يَأتَمِرُونَ بِكَ لِيَقتُلُوكَ فَاخرُج إنِيّ‌ لَكَ مِنَ النّاصِحِينَفَخَرَجَ مِنهَا كَمَا حَكَي اللّهُخائِفاً يَتَرَقّبُ قَالَ يَلتَفِتُ يَمنَةً وَ يَسرَةً وَ يَقُولُرَبّ نجَنّيِ‌ مِنَ القَومِ الظّالِمِينَ وَ مَرّ نَحوَ مَديَنَ وَ كَانَ بَينَهُ وَ بَينَ مَديَنَ مَسِيرَةُ ثَلَاثَةِ أَيّامٍ فَلَمّا بَلَغَ بَابَ مَديَنَ رَأَي بِئراً يسَتقَيِ‌ النّاسُ مِنهَا لِأَغنَامِهِم وَ دَوَابّهِم فَقَعَدَ نَاحِيَةً وَ لَم يَكُن أَكَلَ مُنذُ ثَلَاثَةِ أَيّامٍ شَيئاً فَنَظَرَ إِلَي جَارِيَتَينِ فِي نَاحِيَةٍ وَ مَعَهُمَا غُنَيمَاتٌ لَا تَدنُوَانِ مِنَ البِئرِ فَقَالَ لَهُمَا مَا لَكُمَا لَا تَستَقِيَانِ فَقَالَتَا كَمَا حَكَي اللّهُحَتّي يُصدِرَ الرّعاءُ وَ أَبُونا شَيخٌ كَبِيرٌفَرَحِمَهُمَا مُوسَي وَ دَنَا مِنَ البِئرِ فَقَالَ لِمَن عَلَي البِئرِ أسَتقَيِ‌ لِي دَلواً وَ لَكُم دَلواً وَ كَانَ الدّلوُ يَمُدّهُ عَشَرَةُ رِجَالٍ فَاستَقَي وَحدَهُ دَلواً لِمَن عَلَي البِئرِ وَ دَلواً لبِنِتيَ‌ شُعَيبٍ وَ سَقَي أَغنَامَهُمَاثُمّ تَوَلّي إِلَي الظّلّ فَقالَ رَبّ إنِيّ‌ لِما أَنزَلتَ إلِيَ‌ّ مِن خَيرٍ فَقِيرٌ وَ كَانَ شَدِيدَ الجُوعِ وَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِنّ مُوسَي كَلِيمَ اللّهِ حَيثُ سَقَي لَهُمَاثُمّ تَوَلّي إِلَي الظّلّ فَقالَ رَبّ إنِيّ‌ لِما أَنزَلتَ إلِيَ‌ّ مِن خَيرٍ فَقِيرٌ وَ اللّهِ مَا سَأَلَ اللّهَ إِلّا خُبزاً يَأكُلُ لِأَنّهُ كَانَ يَأكُلُ بَقلَةَ الأَرضِ وَ لَقَد رَأَوا خُضرَةَ البَقلِ مِن صِفَاقِ بَطنِهِ مِن هُزَالِهِ فَلَمّا رَجَعَتَا ابنَتَا شُعَيبٍ إِلَي شُعَيبٍ قَالَ لَهُمَا أَسرَعتُمَا الرّجُوعَ فَأَخبَرَتَاهُ بِقِصّةِ مُوسَي وَ لَم تَعرِفَاهُ فَقَالَ شُعَيبٌ لِوَاحِدَةٍ مِنهُمَا اذهبَيِ‌ إِلَيهِ فَادعِيهِ لِنَجزِيَهُ أَجرَ مَا سَقَي لَنَا فَجَاءَت إِلَيهِ كَمَا حَكَي اللّهُتمَشيِ‌ عَلَي استِحياءٍفَقَالَت لَهُإِنّ أَبِي يَدعُوكَ لِيَجزِيَكَ أَجرَ ما سَقَيتَ لَنافَقَامَ


صفحه : 29

مُوسَي ع مَعَهَا فَمَشَت أَمَامَهُ فَسَفَقَتهَا الرّيَاحُ فَبَانَ عَجُزُهَا فَقَالَ لَهَا مُوسَي تأَخَرّيِ‌ وَ دلُيّنيِ‌ عَلَي الطّرِيقِ بِحَصَاةٍ تُلقِيهَا أمَاَميِ‌ أَتبَعُهَا فَأَنَا مِن قَومٍ لَا يَنظُرُونَ فِي أَدبَارِ النّسَاءِ فَلَمّا دَخَلَ عَلَي شُعَيبٍ قَصّ عَلَيهِ قِصّتَهُ فَقَالَ لَهُ شُعَيبٌلا تَخَف نَجَوتَ مِنَ القَومِ الظّالِمِينَقَالَت إِحدَي بَنَاتِ شُعَيبٍيا أَبَتِ استَأجِرهُ إِنّ خَيرَ مَنِ استَأجَرتَ القوَيِ‌ّ الأَمِينُ فَقَالَ لَهَا شُعَيبٌ أَمّا قُوّتُهُ فَقَد عَرَفتِهِ بسِقَي‌ِ الدّلوِ وَحدَهُ فَبِمَ عَرَفتِ أَمَانَتَهُ فَقَالَت إِنّهُ قَالَ لِي تأَخَرّيِ‌ عنَيّ‌ وَ دلُيّنيِ‌ عَلَي الطّرِيقِ فَأَنَا مِن قَومٍ لَا يَنظُرُونَ فِي أَدبَارِ النّسَاءِ عَرَفتُ أَنّهُ لَيسَ مِنَ القَومِ الّذِينَ يَنظُرُونَ فِي أَعجَازِ النّسَاءِ فَهَذِهِ أَمَانَتُهُ فَقَالَ لَهُ شُعَيبٌإنِيّ‌ أُرِيدُ أَن أُنكِحَكَ إِحدَي ابنتَيَ‌ّ هاتَينِ عَلي أَن تأَجرُنَيِ‌ ثمَانيِ‌َ حِجَجٍ فَإِن أَتمَمتَ عَشراً فَمِن عِندِكَ وَ ما أُرِيدُ أَن أَشُقّ عَلَيكَ ستَجَدِنُيِ‌ إِن شاءَ اللّهُ مِنَ الصّالِحِينَ فَقَالَ لَهُ مُوسَيذلِكَ بيَنيِ‌ وَ بَينَكَ أَيّمَا الأَجَلَينِ قَضَيتُ فَلا عُدوانَ عَلَيّ أَي لَا سَبِيلَ عَلَيّ إِن عَمِلتُ عَشرَ سِنِينَ أَو ثمَاَنيِ‌َ سِنِينَ فَقَالَ مُوسَياللّهُ عَلي ما نَقُولُ وَكِيلٌ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع أَيّ الأَجَلَينِ قَضَي قَالَ أَتَمّهُمَا عَشرَ حِجَجٍ قُلتُ لَهُ فَدَخَلَ بِهَا قَبلَ أَن يمَضيِ‌َ الأَجَلُ أَو بَعدُ قَالَ قَبلُ قُلتُ فَالرّجُلُ يَتَزَوّجُ المَرأَةَ وَ يَشتَرِطُ لِأَبِيهَا إِجَارَةَ شَهرَينِ يَجُوزُ ذَلِكَ قَالَ إِنّ مُوسَي ع عَلِمَ أَنّهُ يُتِمّ لَهُ شَرطَهُ فَكَيفَ لِهَذَا أَن يَعلَمَ أَنّهُ يَبقَي حَتّي يفَيِ‌َ قُلتُ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ أَيّتُهُمَا زَوّجَهُ شُعَيبٌ مِن بَنَاتِهِ قَالَ التّيِ‌ ذَهَبَت إِلَيهِ فَدَعَتهُ وَ قَالَت لِأَبِيهَايا أَبَتِ استَأجِرهُ إِنّ خَيرَ مَنِ استَأجَرتَ القوَيِ‌ّ الأَمِينُفَلَمّا قَضي مُوسَي الأَجَلَ قَالَ لِشُعَيبٍ لَا بُدّ لِي أَن أَرجِعَ إِلَي وطَنَيِ‌ وَ أمُيّ‌ وَ أَهلِ بيَتيِ‌ فَمَا لِي عِندَكَ فَقَالَ شُعَيبٌ مَا وَضَعَت أغَناَميِ‌ فِي هَذِهِ السّنَةِ مِن غَنَمٍ بُلقٍ فَهُوَ لَكَ فَعَمَدَ مُوسَي عِندَ مَا أَرَادَ أَن يُرسِلَ الفَحلَ عَلَي الغَنَمِ إِلَي عَصَاهُ فَقَشَرَ مِنهُ بَعضَهُ وَ تَرَكَ بَعضَهُ وَ عَزّرَهُ فِي وَسَطِ مَربِضِ الغَنَمِ وَ أَلقَي عَلَيهِ كِسَاءً أَبلَقَ ثُمّ أَرسَلَ الفَحلَ عَلَي الغَنَمِ فَلَم


صفحه : 30

تَضَعِ الغَنَمُ فِي تِلكَ السّنَةِ إِلّا بُلقاً فَلَمّا حَالَ عَلَيهِ الحَولُ حَمَلَ مُوسَي امرَأَتَهُ وَ زَوّدَهُ شُعَيبٌ مِن عِندِهِ وَ سَاقَ غَنَمَهُ فَلَمّا أَرَادَ الخُرُوجَ قَالَ لِشُعَيبٍ أبَغيِ‌ عَصًا تَكُونُ معَيِ‌ وَ كَانَت عَصَي الأَنبِيَاءِ عِندَهُ قَد وَرِثَهَا مَجمُوعَةً فِي بَيتٍ فَقَالَ لَهُ شُعَيبٌ ادخُل هَذَا البَيتَ وَ خُذ عَصًا مِن بَينَ تِلكَ العصِيِ‌ّ فَدَخَلَ فَوَثَبَت عَلَيهِ عَصَا نُوحٍ وَ اِبرَاهِيمَ ع وَ صَارَت فِي كَفّهِ فَأَخرَجَهَا وَ نَظَرَ إِلَيهَا شُعَيبٌ فَقَالَ رُدّهَا وَ خُذ غَيرَهَا فَرَدّهَا لِيَأخُذَ غَيرَهَا فَوَثَبَت إِلَيهِ تِلكَ بِعَينِهَا فَرَدّهَا حَتّي فَعَلَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرّاتٍ فَلَمّا رَأَي شُعَيبٌ ذَلِكَ قَالَ لَهُ اذهَب فَقَد خَصّكَ اللّهُ بِهَا فَسَاقَ غَنَمَهُ فَخَرَجَ يُرِيدُ مِصرَ فَلَمّا صَارَ فِي مَفَازَةٍ وَ مَعَهُ أَهلُهُ أَصَابَهُم بَردٌ شَدِيدٌ وَ رِيحٌ وَ ظُلمَةٌ وَ قَد جَنّهُمُ اللّيلُ وَ نَظَرَ مُوسَي إِلَي نَارٍ قَد ظَهَرَت كَمَا قَالَ اللّهُفَلَمّا قَضي مُوسَي الأَجَلَ وَ سارَ بِأَهلِهِ آنَسَ مِن جانِبِ الطّورِ ناراً قالَ لِأَهلِهِ امكُثُوا إنِيّ‌ آنَستُ ناراً لعَلَيّ‌ آتِيكُم مِنها بِخَبَرٍ أَو جَذوَةٍ مِنَ النّارِ لَعَلّكُم تَصطَلُونَفَأَقبَلَ نَحوَ النّارِ يَقتَبِسُ فَإِذَا شَجَرَةٌ وَ نَارٌ تَلتَهِبُ عَلَيهَا فَلَمّا ذَهَبَ نَحوَ النّارِ يَقتَبِسُ مِنهَا أَهوَت إِلَيهِ فَفَزِعَ مِنهَا وَ عَدَا وَ رَجَعَتِ النّارُ إِلَي الشّجَرَةِ فَالتَفَتَ إِلَيهَا وَ قَد رَجَعَت إِلَي الشّجَرَةِ فَرَجَعَ الثّانِيَةَ لِيَقتَبِسَ فَأَهوَت نَحوَهُ فَعَدَا وَ تَرَكَهَا ثُمّ التَفَتَ وَ قَد رَجَعَت إِلَي الشّجَرَةِ فَرَجَعَ إِلَيهَا الثّالِثَةَ فَأَهوَت إِلَيهِ فَعَدَا وَ لَم يُعَقّب أَي لَم يَرجِع فَنَادَاهُ اللّهُأَن يا مُوسي إنِيّ‌ أَنَا اللّهُ رَبّ العالَمِينَ قَالَ مُوسَي ع فَمَا الدّلِيلُ عَلَي ذَلِكَ قَالَ اللّهُ مَا فِي يَمِينِكَ يَا مُوسَيقالَ هيِ‌َ عصَاي‌َقالَ أَلقِها يا مُوسي فَأَلقاهافَصَارَت حَيّةً فَفَزِعَ مِنهَا مُوسَي وَ عَدَا فَنَادَاهُ اللّهُخُذها وَ لا تَخَفإِنّكَ مِنَ الآمِنِينَ اسلُك يَدَكَ فِي جَيبِكَ تَخرُج بَيضاءَ مِن غَيرِ سُوءٍ أَي مِن غَيرِ عِلّةٍ وَ ذَلِكَ أَنّ مُوسَي ع كَانَ شَدِيدَ السّمرَةِ فَأَخرَجَ يَدَهُ مِن جَيبِهِ فَأَضَاءَت لَهُ الدّنيَا فَقَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّفَذانِكَ بُرهانانِ مِن رَبّكَ إِلي فِرعَونَ وَ مَلَائِهِ إِنّهُم كانُوا قَوماً فاسِقِينَ فَقَالَ مُوسَي كَمَا حَكَي اللّهُرَبّ إنِيّ‌ قَتَلتُ مِنهُم نَفساً فَأَخافُ أَن يَقتُلُونِ وَ أخَيِ‌ هارُونُ هُوَ أَفصَحُ منِيّ‌ لِساناً فَأَرسِلهُ معَيِ‌ رِدءاً يصُدَقّنُيِ‌ إنِيّ‌ أَخافُ أَن يُكَذّبُونِ قالَ سَنَشُدّ


صفحه : 31

عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَ نَجعَلُ لَكُما سُلطاناً فَلا يَصِلُونَ إِلَيكُما بِآياتِنا أَنتُما وَ مَنِ اتّبَعَكُمَا الغالِبُونَ

بيان قوله فارِغاً قال البيضاوي‌ أي صفرا من العقل لمادهاها من الخوف والحيرة حين سمعت بوقوعه في يد فرعون كقوله تعالي وَ أَفئِدَتُهُم هَواءٌ أي خلاء لاعقول فيهاإِن كادَت لتَبُديِ‌ بِهِإنها كادت لتظهر بموسي أي بأمره وقصته من فرط الزجرة أوالفرح بتبنّيهلَو لا أَن رَبَطنا عَلي قَلبِهابالصبر والثبات لِتَكُونَ مِنَ المُؤمِنِينَ من المصدقين علي الله أو من الواثقين بحفظه لابتبنيّ‌ فرعون وعطفه انتهي قوله عليه السلام فهلبها قال الجزري‌ الهلب الشعر وقيل هو ماغلظ من شعر الذنب وغيره يقال هلبت الفرس إذانتفت هلبه قوله فوكز صاحبه أي ضربه بجميع كفّه فقضي عليه أي قتله و قال البيضاوي‌إنِيّ‌ لِما أَنزَلتَ إلِيَ‌ّلأي‌ شيءأنزلت مِن خَيرٍقليل أوكثير وحمله الأكثرون علي الطعام فَقِيرٌمحتاج سائل ولذلك عديّ‌ باللام وقيل معناه أني‌ لماأنزلت إلي‌ من خير الدين صرت فقيرا في الدنيا لأنه كان في سعة عندفرعون انتهي . وسفقت الباب وأسفقته أي رددته قوله بِخَبَرٍ أي بخبر الطريق أَو جَذوَةٍ أي عود غليظ سواء كان في رأسه نار أو لم يكن ولذلك بينه بقوله مِنَ النّارِ لَعَلّكُم تَصطَلُونَ أي تستدفئون بها قوله تعالي رِدءاً أي معينا قوله تعالي بِآياتِنا قال البيضاوي‌ متعلّق بمحذوف أي اذهبا بآياتنا أوبنجعل أي نسلّطكما بها أوبمعني لايصلون أي تمتنعون منهم أوقسم جوابه لايصلون أوبيان للغالبون .

3-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن أَبِي جَمِيلَةَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ يَقُولُكُن لِمَا لَا تَرجُو أَرجَي مِنكَ لِمَا تَرجُو فَإِنّ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ ذَهَبَ


صفحه : 32

يَقتَبِسُ نَاراً فَانصَرَفَ إِلَيهِم وَ هُوَ نبَيِ‌ّ مُرسَلٌ

4- ع ،[علل الشرائع ] أَبِي عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ بنِ جَعفَرٍ الضبّيّ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن بَعضِ مَشَايِخِهِ قَالَ أَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَي مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ وَ عزِتّيِ‌ يَا مُوسَي لَو أَنّ النّفسَ التّيِ‌ قَتَلتَ أَقَرّت لِي طَرفَةَ عَينٍ أنَيّ‌ لَهَا خَالِقٌ وَ رَازِقٌ أَذَقتُكَ طَعمَ العَذَابِ وَ إِنّمَا عَفَوتُ عَنكَ أَمرَهَا لِأَنّهَا لَم تُقِرّ بيِ‌ طَرفَةَ عَينٍ أنَيّ‌ لَهَا خَالِقٌ وَ رَازِقٌ

5-يه ،[ من لايحضر الفقيه ] عَن صَفوَانَ بنِ يَحيَي عَن أَبِي الحَسَنِ عَلَيهِ السّلَامُ فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّيا أَبَتِ استَأجِرهُ إِنّ خَيرَ مَنِ استَأجَرتَ القوَيِ‌ّ الأَمِينُ قَالَ قَالَ لَهَا شُعَيبٌ يَا بُنَيّةِ هَذَا قوَيِ‌ّ قَد عَرَفتِهِ بِدَفعِ الصّخرَةِ الأَمِينُ مِن أَينَ عَرَفتِهِ قَالَت يَا أَبَتِ إنِيّ‌ مَشَيتُ قُدّامَهُ فَقَالَ امشيِ‌ مِن خلَفيِ‌ فَإِن ضَلَلتُ فأَرَشدِيِنيِ‌ إِلَي الطّرِيقِ فَإِنّا قَومٌ لَا نَنظُرُ فِي أَدبَارِ النّسَاءِ

6-ج ،[الإحتجاج ]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] فِي خَبَرِ ابنِ الجَهمِ قَالَسَأَلَ المَأمُونُ الرّضَا عَلَيهِ السّلَامُ عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّفَوَكَزَهُ مُوسي فَقَضي عَلَيهِ قالَ هذا مِن عَمَلِ الشّيطانِ قَالَ الرّضَا عَلَيهِ السّلَامُ إِنّ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ دَخَلَ مَدِينَةً مِن مَدَائِنِ فِرعَونَعَلي حِينِ غَفلَةٍ مِن أَهلِها وَ ذَلِكَ بَينَ المَغرِبِ وَ العِشَاءِفَوَجَدَ فِيها رَجُلَينِ يَقتَتِلانِ هذا مِن شِيعَتِهِ وَ هذا مِن عَدُوّهِ فَاستَغاثَهُ ألّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَي ألّذِي مِن عَدُوّهِفَقَضَي مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ عَلَي العَدُوّ بِحُكمِ اللّهِ تَعَالَي ذِكرُهُفَوَكَزَهُفَمَاتَقالَ هذا مِن عَمَلِ الشّيطانِيعَنيِ‌ الِاقتِتَالَ ألّذِي كَانَ وَقَعَ بَينَ الرّجُلَينِ لَا مَا فَعَلَهُ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ مِن قَتلِهِإِنّهُيعَنيِ‌ الشّيطَانَعَدُوّ مُضِلّ مُبِينٌ قَالَ المَأمُونُ فَمَا مَعنَي قَولِ مُوسَيرَبّ إنِيّ‌ ظَلَمتُ نفَسيِ‌ فَاغفِر لِي قَالَ يَقُولُ إنِيّ‌ وَضَعتُ نفَسيِ‌ غَيرَ مَوضِعِهَا بدِخُوُليِ‌ هَذِهِ المَدِينَةَفَاغفِر لِي أَيِ استرُنيِ‌


صفحه : 33

مِن أَعدَائِكَ لِئَلّا يَظفَرُوا بيِ‌ فيَقَتلُوُنيِ‌فَغَفَرَ لَهُ إِنّهُ هُوَ الغَفُورُ الرّحِيمُ قالَ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُرَبّ بِما أَنعَمتَ عَلَيّ مِنَ القُوّةِ حَتّي قَتَلتُ رَجُلًا بِوَكزَةٍفَلَن أَكُونَ ظَهِيراً لِلمُجرِمِينَبَل أُجَاهِدُ فِي سَبِيلِكَ بِهَذِهِ القُوّةِ حَتّي تَرضَيفَأَصبَحَ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُفِي المَدِينَةِ خائِفاً يَتَرَقّبُ فَإِذَا ألّذِي استَنصَرَهُ بِالأَمسِ يَستَصرِخُهُ عَلَي آخَرَقالَ لَهُ مُوسي إِنّكَ لغَوَيِ‌ّ مُبِينٌقَاتَلتَ رَجُلًا بِالأَمسِ وَ تُقَاتِلُ هَذَا اليَومَ لَأُؤَدّبَنّكَ وَ أَرَادَ أَن يَبطِشَ بِهِفَلَمّا أَن أَرادَ أَن يَبطِشَ باِلذّيِ‌ هُوَ عَدُوّ لَهُما وَ هُوَ مِن شِيعَتِهِقالَ يا مُوسي أَ تُرِيدُ أَن تقَتلُنَيِ‌ كَما قَتَلتَ نَفساً بِالأَمسِ إِن تُرِيدُ إِلّا أَن تَكُونَ جَبّاراً فِي الأَرضِ وَ ما تُرِيدُ أَن تَكُونَ مِنَ المُصلِحِينَ قَالَ المَأمُونُ جَزَاكَ اللّهُ خَيراً يَا أَبَا الحَسَنِ فَمَا مَعنَي قَولِ مُوسَي لِفِرعَونَفَعَلتُها إِذاً وَ أَنَا مِنَ الضّالّينَ قَالَ الرّضَا عَلَيهِ السّلَامُ إِنّ فِرعَونَ قَالَ لِمُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ لَمّا أَتَاهُوَ فَعَلتَ فَعلَتَكَ التّيِ‌ فَعَلتَ وَ أَنتَ مِنَ الكافِرِينَبيِ‌ قَالَ مُوسَيفَعَلتُها إِذاً وَ أَنَا مِنَ الضّالّينَ عَنِ الطّرِيقِ بوِقُوُعيِ‌ إِلَي مَدِينَةٍ مِن مَدَائِنِكَفَفَرَرتُ مِنكُم لَمّا خِفتُكُم فَوَهَبَ لِي ربَيّ‌ حُكماً وَ جعَلَنَيِ‌ مِنَ المُرسَلِينَالخَبَرَ

بيان قال الرازي‌ احتج بهذه الآية من طعن في عصمة الأنبياء بأن ذلك القبطي‌ إما أن يقال إنه كان مستحق القتل أو لم يكن كذلك فإن كان الأول فلم قال هذا مِن عَمَلِ الشّيطانِ و لم قال رَبّ إنِيّ‌ ظَلَمتُ نفَسيِ‌ فَاغفِر لِي و لم قال في سورة أخري فَعَلتُها إِذاً وَ أَنَا مِنَ الضّالّينَ و إن كان الثاني‌ كان قتله معصية وذنبا والجواب أنه لم لايجوز أن يقال إنه كان لكفره مباح الدم و أما قوله هذا مِن عَمَلِ الشّيطانِففيه وجوه أحدها أن الله تعالي و إن أباح قتل الكفار إلا أنه كان الأولي تأخير قتلهم إلي زمان آخر فلما قتل فقد ترك ذلك المندوب فهو قوله هذا مِن عَمَلِ الشّيطانِ. وثانيها أن قوله هذاإشارة إلي عمل المقتول لا إلي عمل نفسه فقوله


صفحه : 34

هذا مِن عَمَلِ الشّيطانِ أي عمل هذاالمقتول من عمل الشيطان والمراد منه بيان كونه مخالفا لله تعالي مستحقا للقتل . وثالثها أن يكون قوله هذاإشارة إلي المقتول يعني‌ أنه من جند الشيطان وحزبه يقال فلان من عمل السلطان أي من أحزابه . و أما قوله رَبّ إنِيّ‌ ظَلَمتُ نفَسيِ‌ فَاغفِر لِيفعلي نهج قول آدم عليه السلام رَبّنا ظَلَمنا أَنفُسَنا والمراد أحد وجهين إما علي سبيل الانقطاع إلي الله تعالي والاعتراف بالتقصير عن القيام بحقوقه و إن لم يكن هناك ذنب قط أو من حيث حرم نفسه الثواب بترك المندوب . و أما قوله فَاغفِر لِي أي فاغفر لي ترك هذاالمندوب و فيه وجه آخر و هو أن يكون المرادرَبّ إنِيّ‌ ظَلَمتُ نفَسيِ‌حيث قتلت هذاالملعون فإن فرعون لوعرف ذلك لقتلني‌ به فَاغفِر لِيفاستره علي و لاتوصل خبره إلي فرعون فَغَفَرَ لَهُ أي ستره عن الوصول إلي فرعون ويؤيده أنه قال عقيبه رَبّ بِما أَنعَمتَ عَلَيّ فَلَن أَكُونَ ظَهِيراً لِلمُجرِمِينَ و لوكانت إعانة المؤمن هاهنا سببا للمعصية لما قال ذلك . و أما قوله فَعَلتُها إِذاً وَ أَنَا مِنَ الضّالّينَفلم يقل إني‌ صرت بذلك ضالا ولكن فرعون لماادعي أنه كان كافرا في حال القتل نفي عن نفسه كونه كافرا في ذلك الوقت واعترف بأنه كان ضالا أي متحيرا لايدري‌ مايجب عليه أن يفعله و مايدين به في ذلك انتهي . و قال السيد المرتضي قدس الله روحه مما يجاب به عن هذاالسؤال أن موسي عليه السلام لم يتعمد القتل و لاأراد وإنما اجتاز فاستغاثه رجل من شيعته علي رجل من عدوه بغي عليه وظلمه وقصد إلي قتله فأراد موسي أن يخلصه من يده ويدفع عنه مكروهه


صفحه : 35

فأدي ذلك إلي القتل من غيرقصد إليه و كل ألم يقع علي سبيل المدافعة للظالم من غير أن يكون مقصودا فهو حسن غيرقبيح و لايستحقّ العوض به و لافرق بين أن تكون المدافعة من الإنسان عن نفسه و بين أن يكون عن غيره في هذاالباب . ثم ذكر نحوا من الأجوبة التي‌ ذكرها الرازي‌ ثم قال فإن قيل فما معني قول فرعون لموسي عليه السلام وَ فَعَلتَ فَعلَتَكَ التّيِ‌ فَعَلتَ وَ أَنتَ مِنَ الكافِرِينَ و قوله عليه السلام فَعَلتُها إِذاً وَ أَنَا مِنَ الضّالّينَ وكيف نسب عليه السلام الضلال إلي نفسه و لم يكن عندكم في وقت من الأوقات ضالا الجواب أما قوله وَ أَنتَ مِنَ الكافِرِينَفإنما أراد به الكافرين لنعمتي‌ وحقّ تربيتي‌ فإن فرعون كان المربيّ‌ لموسي إلي أن كبر وبلغ أ لاتري إلي قوله تعالي حكاية عنه أَ لَم نُرَبّكَ فِينا وَلِيداً وَ لَبِثتَ فِينا مِن عُمُرِكَ سِنِينَ.فأما قول موسي عليه السلام فَعَلتُها إِذاً وَ أَنَا مِنَ الضّالّينَفإنما أراد به من الذاهبين عن أن الوكزة تأتي‌ علي النفس أوالمدافعة تفضي‌ إلي القتل فقد يسمي الذاهب عن الشي‌ء أنه ضالّ عنه ويجوز أيضا أن يريد أني‌ ضللت عن فعل المندوب إليه من الكفّ عن القتل في تلك الحال والفوز بمنزلة الثواب . ثم قال فإن قيل كيف يجوز لموسي عليه السلام أن يقول لرجل من شيعته يستصرخه إِنّكَ لغَوَيِ‌ّ مُبِينٌالجواب أن قوم موسي كانوا غلاظا جفاة أ لاتري إلي قولهم بعدمشاهدة الآيات لمارأوا من يعبد الأصنام اجعَل لَنا إِلهاً كَما لَهُم آلِهَةٌ وإنما خرج موسي عليه السلام خائفا علي نفسه من قوم فرعون بسبب قتل القبطي‌ّ فرأي ذلك الرجل يخاصم رجلا من أصحاب فرعون واستنصر موسي عليه السلام فقال له عند ذلك إِنّكَ لغَوَيِ‌ّ مُبِينٌ وأراد أنك خائب في طلب ما لاتدركه وتكلف ما لاتطيقه ثم قصد إلي نصرته كمانصره بالأمس علي الآخر فظن أنه يريده بالبطش لبعد فهمه فقال له أَ تُرِيدُ أَن تقَتلُنَيِ‌ كَما قَتَلتَ نَفساً بِالأَمسِ إِن تُرِيدُ إِلّا أَن تَكُونَ جَبّاراً فِي الأَرضِ وَ ما تُرِيدُ أَن تَكُونَ


صفحه : 36

مِنَ المُصلِحِينَفعدل عن قتله وصار ذلك سببا لشياع خبر القبطي‌ بالأمس انتهي .أقول ماذكره رحمه الله أحد الوجهين في تفسير الآية والوجه الآخر أن قوله يا مُوسي أَ تُرِيدُ أَن تقَتلُنَيِ‌كلام القبطي‌ّ لاكلام الإسرائيلي‌ كمامر في رواية علي بن ابراهيم ولعل الأظهر في الخبر هوالأول ويحتمل الثاني‌ أيضا كما لايخفي بعدالتأمّل

7-ك ،[إكمال الدين ] ابنُ إِدرِيسَ عَن أَبِيهِ عَن سَهلٍ عَن مُحَمّدِ بنِ آدَمَ النسّاَئيِ‌ّ عَن أَبِيهِ آدَمَ بنِ إِيَاسٍ عَنِ المُبَارَكِ بنِ فَضَالَةَ عَن سَعِيدِ بنِ جُبَيرٍ عَن سَيّدِ العَابِدِينَ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ عَن أَبِيهِ سَيّدِ الشّهَدَاءِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ عَن أَبِيهِ سَيّدِ الوَصِيّينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَمّا حَضَرَت يُوسُفَ الوَفَاةُ جَمَعَ شِيعَتَهُ وَ أَهلَ بَيتِهِ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ ثُمّ حَدّثَهُم بِشِدّةٍ تَنَالُهُم يُقتَلُ فِيهَا الرّجَالُ وَ تُشَقّ بُطُونُ الحَبَالَي وَ تُذبَحُ الأَطفَالُ حَتّي يُظهِرَ اللّهُ الحَقّ فِي القَائِمِ مِن وُلدِ لَاوَي بنِ يَعقُوبَ وَ هُوَ رَجُلٌ أَسمَرُ طَوِيلٌ وَ وَصَفَهُ لَهُم بِنَعتِهِ فَتَمَسّكُوا بِذَلِكَ وَ وَقَعَتِ الغَيبَةُ وَ الشّدّةُ ببِنَيِ‌ إِسرَائِيلَ وَ هُم يَنتَظِرُونَ قِيَامَ القَائِمِ أَربَعَمِائَةِ سَنَةٍ حَتّي إِذَا بُشّرُوا بِوِلَادَتِهِ وَ رَأَوا عَلَامَاتِ ظُهُورِهِ اشتَدّتِ البَلوَي عَلَيهِم وَ حُمِلَ عَلَيهِم بِالخَشَبِ وَ الحِجَارَةِ وَ طُلِبَ الفَقِيهُ ألّذِي كَانُوا يَستَرِيحُونَ إِلَي أَحَادِيثِهِ فَاستَتَرَ وَ تَرَاسَلُوهُ وَ قَالُوا كُنّا مَعَ الشّدّةِ نَستَرِيحُ إِلَي حَدِيثِكَ فَخَرَجَ بِهِم إِلَي بَعضِ الصحّاَريِ‌ وَ جَلَسَ يُحَدّثُهُم حَدِيثَ القَائِمِ وَ نَعتَهُ وَ قُربَ الأَمرِ وَ كَانَت لَيلَةٌ قَمرَاءُ فَبَينَمَا هُم كَذَلِكَ إِذ طَلَعَ عَلَيهِم مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ وَ كَانَ فِي ذَلِكَ الوَقتِ حَدِيثَ السّنّ وَ قَد خَرَجَ مِن دَارِ فِرعَونَ يُظهِرُ النّزهَةَ فَعَدَلَ عَن مَوكَبِهِ وَ أَقبَلَ إِلَيهِم وَ تَحتَهُ بَغلَةٌ وَ عَلَيهِ طَيلَسَانُ خَزّ فَلَمّا رَآهُ الفَقِيهُ عَرَفَهُ بِالنّعتِ فَقَامَ إِلَيهِ وَ انكَبّ عَلَي قَدَمَيهِ فَقَبّلَهُمَا ثُمّ قَالَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي لَم يمُتِنيِ‌ حَتّي أَرَانِيَكَ فَلَمّا رَأَي الشّيعَةُ ذَلِكَ عَلِمُوا أَنّهُ صَاحِبُهُم فَأَكَبّوا عَلَي الأَرضِ شُكراً لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ فَلَم يَزِدهُم عَلَي أَن قَالَ أَرجُو أَن يُعَجّلَ اللّهُ فَرَجَكُم ثُمّ غَابَ بَعدَ ذَلِكَ وَ خَرَجَ إِلَي مَدِينَةِ مَديَنَ فَأَقَامَ عِندَ شُعَيبٍ مَا أَقَامَ فَكَانَتِ الغَيبَةُ الثّانِيَةُ أَشَدّ عَلَيهِم


صفحه : 37

مِنَ الأُولَي وَ كَانَت نَيّفاً وَ خَمسِينَ سَنَةً وَ اشتَدّتِ البَلوَي عَلَيهِم وَ استَتَرَ الفَقِيهُ فَبَعَثُوا إِلَيهِ أَنّهُ لَا صَبرَ لَنَا عَلَي استِتَارِكَ عَنّا فَخَرَجَ إِلَي بَعضِ الصحّاَريِ‌ وَ استَدعَاهُم وَ طَيّبَ قُلُوبَهُم وَ أَعلَمَهُم أَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَوحَي إِلَيهِ أَنّهُ مُفَرّجٌ عَنهُم بَعدَ أَربَعِينَ سَنَةً فَقَالُوا بِأَجمَعِهِم الحَمدُ لِلّهِ فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ قُل لَهُم قَد جَعَلتُهَا ثَلَاثِينَ سَنَةً لِقَولِهِم الحَمدُ لِلّهِ فَقَالُوا كُلّ نِعمَةٍ مِنَ اللّهِ فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ قُل لَهُم قَد جَعَلتُهَا عِشرِينَ سَنَةً فَقَالُوا لَا يأَتيِ‌ بِالخَيرِ إِلّا اللّهُ فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ قُل لَهُم قَد جَعَلتُهَا عَشراً فَقَالُوا لَا يَصرِفُ الشّرّ إِلّا اللّهُ فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ قُل لَهُم لَا تَبرَحُوا فَقَد آذَنتُ فِي فَرَجِكُم فَبَينَا هُم كَذَلِكَ إِذ طَلَعَ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ رَاكِباً حِمَاراً فَأَرَادَ الفَقِيهُ أَن يُعَرّفَ الشّيعَةَ مَا يَستَبصِرُونَ بِهِ فِيهِ وَ جَاءَ مُوسَي حَتّي وَقَفَ عَلَيهِم فَسَلّمَ عَلَيهِم فَقَالَ لَهُ الفَقِيهُ مَا اسمُكَ فَقَالَ مُوسَي قَالَ ابنُ مَن قَالَ ابنُ عِمرَانَ قَالَ ابنُ مَن قَالَ ابنُ وَهبِ بنِ لَاوَي بنِ يَعقُوبَ قَالَ بِمَا ذَا جِئتَ قَالَ بِالرّسَالَةِ مِن عِندِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَقَامَ إِلَيهِ فَقَبّلَ يَدَهُ ثُمّ جَلَسَ بَينَهُم وَ طَيّبَ نُفُوسَهُم وَ أَمَرَهُم أَمرَهُ ثُمّ فَرّقَهُم فَكَانَ بَينَ ذَلِكَ الوَقتِ وَ بَينَ فَرَجِهِم بِغَرقِ فِرعَونَ أَربَعُونَ سَنَةً

بيان قوله عليه السلام وكانت نيّفا وخمسين سنة أي كان المقدر أولا هكذا ولذا أخبرهم بعدمضي‌ نيف وعشر سنين ببقاء أربعين سنة ثم خفف الله عنهم مرات حتي أظهر لهم موسي عليه السلام في الساعة بعدرجوعه عن مدين و كان بقاؤه فيهاعشر سنين ومدة ذهابه وإيابه نيفا

8-كا،[الكافي‌]عِدّةٌ مِن أَصحَابِنَا عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ وَ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ جَمِيعاً عَنِ البزَنَطيِ‌ّ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ الحَسَنِ عَلَيهِ السّلَامُ قَولُ شُعَيبٍ عَلَيهِ السّلَامُإنِيّ‌ أُرِيدُ أَن أُنكِحَكَ إِحدَي ابنتَيَ‌ّ هاتَينِ عَلي أَن تأَجرُنَيِ‌ ثمَانيِ‌َ حِجَجٍ فَإِن أَتمَمتَ عَشراً فَمِن عِندِكَ أَيّ الأَجَلَينِ قَضَي قَالَ وَفَي مِنهُمَا بِأَبعَدِهِمَا عَشرَ سِنِينَ قُلتُ فَدَخَلَ بِهَا قَبلَ أَن ينَقضَيِ‌َ الشّرطُ أَو بَعدَ انقِضَائِهِ قَالَ قَبلَ أَن ينَقضَيِ‌َ قَالَ قُلتُ لَهُ فَالرّجُلُ يَتَزَوّجُ المَرأَةَ وَ يَشتَرِطُ لِأَبِيهَا إِجَارَةَ شَهرَينِ


صفحه : 38

يَجُوزُ ذَلِكَ فَقَالَ إِنّ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ عَلِمَ أَنّهُ سَيُتِمّ لَهُ شَرطَهُ فَكَيفَ لِهَذَا بِأَن يَعلَمَ أَنّهُ سَيَبقَي حَتّي يفَيِ‌َ لَهُ

9-ك ،[إكمال الدين ] أَبِي وَ ابنُ الوَلِيدِ مَعاً عَن سَعدٍ وَ الحمِيرَيِ‌ّ وَ مُحَمّدٍ العَطّارِ وَ أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ جَمِيعاً عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ البزَنَطيِ‌ّ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَن مُحَمّدٍ الحلَبَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ إِنّ يُوسُفَ بنَ يَعقُوبَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَا حِينَ حَضَرَتهُ الوَفَاةُ جَمَعَ آلَ يَعقُوبَ وَ هُم ثَمَانُونَ رَجُلًا فَقَالَ إِنّ هَؤُلَاءِ القِبطَ سَيَظهَرُونَ عَلَيكُم وَيَسُومُونَكُم سُوءَ العَذابِ وَ إِنّمَا يُنَجّيكُمُ اللّهُ مِن أَيدِيهِم بِرَجُلٍ مِن وُلدِ لَاوَي بنِ يَعقُوبَ اسمُهُ مُوسَي بنُ عِمرَانَ غُلَامٌ طَوِيلٌ جَعدٌ آدَمُ فَجَعَلَ الرّجُلُ مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ يسُمَيّ‌ ابنَهُ عِمرَانَ وَ يسُمَيّ‌ عِمرَانُ ابنَهُ مُوسَي

فَذَكَرَ أَبَانُ بنُ عُثمَانَ عَن أَبِي الحُصَينِ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ أَنّهُ قَالَ مَا خَرَجَ مُوسَي حَتّي خَرَجَ قَبلَهُ خَمسُونَ كَذّاباً مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ كُلّهُم يدَعّيِ‌ أَنّهُ مُوسَي بنُ عِمرَانَ فَبَلَغَ فِرعَونَ أَنّهُم يَرجُفُونَ بِهِ وَ يَطلُبُونَ هَذَا الغُلَامَ وَ قَالَ لَهُ كَهَنَتُهُ وَ سَحَرَتُهُ إِنّ هَلَاكَ دِينِكَ وَ قَومِكَ عَلَي يدَيَ‌ هَذَا الغُلَامِ ألّذِي يُولَدُ العَامَ فِي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَوَضَعَ القَوَابِلَ عَلَي النّسَاءِ وَ قَالَ لَا يُولَدُ العَامَ غُلَامٌ إِلّا ذُبِحَ وَ وَضَعَ عَلَي أُمّ مُوسَي قَابِلَةً فَلَمّا رَأَي ذَلِكَ بَنُو إِسرَائِيلَ قَالُوا إِذَا ذَبَحَ الغِلمَانَ وَ استَحيَا النّسَاءَ هَلَكنَا فَلَم نَبقَ فَتَعَالَوا لَا نَقرَبُ النّسَاءَ فَقَالَ عِمرَانُ أَبُو مُوسَي بَل بَاشِرُوهُنّ فَإِنّ أَمرَ اللّهِ وَاقِعٌ وَ لَو كَرِهَ المُشرِكُونَ أللّهُمّ مَن حَرّمَهُ فإَنِيّ‌ لَا أُحَرّمُهُ وَ مَن تَرَكَهُ فإَنِيّ‌ لَا أَترُكُهُ وَ بَاشَرَ أُمّ مُوسَي فَحَمَلَت بِهِ فَوَضَعَ عَلَي أُمّ مُوسَي قَابِلَةً تَحرُسُهَا فَإِذَا قَامَت قَامَت وَ إِذَا قَعَدَت قَعَدَت فَلَمّا حَمَلَتهُ أُمّهُ وَقَعَت عَلَيهَا المَحَبّةُ وَ كَذَلِكَ حُجَجُ اللّهِ عَلَي خَلقِهِ فَقَالَت لَهَا القَابِلَةُ مَا لَكِ يَا بُنَيّةِ تَصفَرّينَ وَ تَذُوبِينَ قَالَت لَا تلَوُميِنيِ‌ فإَنِيّ‌ إِذَا وَلَدتُ أُخِذَ ولَدَيِ‌ فَذُبِحَ قَالَت فَلَا تحَزنَيِ‌ فإَنِيّ‌ سَوفَ أَكتُمُ عَلَيكِ فَلَم تُصَدّقهَا فَلَمّا أَن وَلَدَت التَفَتَت إِلَيهَا وَ هيِ‌َ مُقبِلَةٌ فَقَالَت مَا شَاءَ اللّهُ فَقَالَت لَهَا أَ لَم أَقُل إنِيّ‌


صفحه : 39

سَوفَ أَكتُمُ عَلَيكِ ثُمّ حَمَلَتهُ فَأَدخَلَتهُ المِخدَعَ وَ أَصلَحَت أَمرَهُ ثُمّ خَرَجَت إِلَي الحَرَسِ فَقَالَتِ انصَرِفُوا وَ كَانُوا عَلَي البَابِ فَإِنّهُ خَرَجَ دَمٌ مُنقَطِعٌ فَانصَرَفُوا فَأَرضَعَتهُ فَلَمّا خَافَت عَلَيهِ الصّوتَ أَوحَي اللّهُ إِلَيهَا اعملَيِ‌ التّابُوتَ ثُمّ اجعَلِيهِ فِيهِ ثُمّ أَخرِجِيهِ لَيلًا فَاطرَحِيهِ فِي نِيلِ مِصرَ فَوَضَعَتهُ فِي التّابُوتِ ثُمّ دَفَعَتهُ فِي اليَمّ فَجَعَلَ يَرجِعُ إِلَيهَا وَ جَعَلَت تَدفَعُهُ فِي الغَمرِ وَ إِنّ الرّيحَ ضَرَبَتهُ فَانطَلَقَت بِهِ فَلَمّا رَأَتهُ قَد ذَهَبَ بِهِ المَاءُ هَمّت أَن تَصِيحَ فَرَبَطَ اللّهُ عَلَي قَلبِهَا قَالَ وَ كَانَتِ المَرأَةُ الصّالِحَةُ امرَأَةَ فِرعَونَ مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ قَالَت لِفِرعَونَ إِنّهَا أَيّامُ الرّبِيعِ فأَخَرجِنيِ‌ وَ اضرِب لِي قُبّةً عَلَي شَطّ النّيلِ حَتّي أَتَنَزّهَ هَذِهِ الأَيّامَ فَضَرَبَ لَهَا قُبّةً عَلَي شَطّ النّيلِ إِذ أَقبَلَ التّابُوتُ يُرِيدُهَا فَقَالَت مَا تَرَونَ مَا أَرَي عَلَي المَاءِ قَالُوا إيِ‌ وَ اللّهِ يَا سَيّدَتَنَا إِنّا لَنَرَي شَيئاً فَلَمّا دَنَا مِنهَا قَامَت إِلَي المَاءِ فَتَنَاوَلَتهُ بِيَدِهَا وَ كَادَ المَاءُ يَغمُرُهَا حَتّي تَصَايَحُوا عَلَيهَا فَجَذَبَتهُ فَأَخرَجَتهُ مِنَ المَاءِ فَأَخَذَتهُ فَوَضَعَتهُ فِي حِجرِهَا فَإِذَا غُلَامٌ أَجمَلُ النّاسِ وَ أَسَرّهُم فَوَقَعَت عَلَيهِ مِنهَا مَحَبّةٌ فَوَضَعَتهُ فِي حِجرِهَا وَ قَالَت هَذَا ابنيِ‌ فَقَالُوا إيِ‌ وَ اللّهِ أَي سَيّدَتَنَا مَا لَكِ وَلَدٌ وَ لَا لِلمَلِكِ فاَتخّذِيِ‌ هَذَا وَلَداً فَقَامَت إِلَي فِرعَونَ فَقَالَت إنِيّ‌ أَصَبتُ غُلَاماً طَيّباً حُلواً نَتّخِذُهُ وَلَداً فَيَكُونُ قُرّةَ عَينٍ لِي وَ لَكَ فَلَا تَقتُلهُ قَالَ وَ مِن أَينَ هَذَا الغُلَامُ قَالَت لَا وَ اللّهِ مَا أدَريِ‌ إِلّا أَنّ المَاءَ جَاءَ بِهِ فَلَم تَزَل بِهِ حَتّي رضَيِ‌َ فَلَمّا سَمِعَ النّاسُ أَنّ المَلِكَ قَد تَبَنّي ابناً لَم يَبقَ أَحَدٌ مِن رُءُوسِ مَن كَانَ مَعَ فِرعَونَ إِلّا بَعَثَ إِلَيهِ امرَأَتَهُ لِتَكُونَ لَهُ ظِئراً أَو تَحضُنَهُ فَأَبَي أَن يَأخُذَ مِنِ امرَأَةٍ مِنهُنّ ثَدياً قَالَتِ امرَأَةُ فِرعَونَ اطلُبُوا لاِبنيِ‌ ظِئراً وَ لَا تُحَقّرُوا أَحَداً فَجَعَلَ لَا يَقبَلُ مِنِ امرَأَةٍ مِنهُنّ فَقالَتأُمّ مُوسَيلِأُختِهِ قُصّيهِانظرُيِ‌ أَ تَرَينَ لَهُ أَثَراً فَانطَلَقَت حَتّي أَتَت بَابَ المَلِكِ فَقَالَت قَد بلَغَنَيِ‌ أَنّكُم تَطلُبُونَ ظِئراً وَ هَاهُنَا امرَأَةٌ صَالِحَةٌ تَأخُذُ وَلَدَكُم وَ تَكفُلُهُ لَكُم فَقَالَت أَدخِلُوهَا فَلَمّا دَخَلَت قَالَت لَهَا امرَأَةُ فِرعَونَ مِمّن أَنتِ قَالَت مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ قَالَتِ اذهبَيِ‌ يَا بُنَيّةِ فَلَيسَ لَنَا فِيكِ حَاجَةٌ فَقَالَ لَهَا النّسَاءُ


صفحه : 40

عَافَاكِ اللّهُ انظرُيِ‌ هَل يَقبَلُ أَو لَا يَقبَلُ فَقَالَتِ امرَأَةُ فِرعَونَ أَ رَأَيتُم لَو قَبِلَ هَل يَرضَي فِرعَونُ أَن يَكُونَ الغُلَامُ مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ وَ المَرأَةُ مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ يعَنيِ‌ الظّئرَ لَا يَرضَي قُلنَ فاَنظرُيِ‌ يَقبَلُ أَو لَا يَقبَلُ قَالَتِ امرَأَةُ فِرعَونَ فاَذهبَيِ‌ فَادعِيهَا فَجَاءَت إِلَي أُمّهَا فَقَالَت إِنّ امرَأَةَ المَلِكِ تَدعُوكِ فَدَخَلَت عَلَيهَا فَدُفِعَ إِلَيهَا مُوسَي فَوَضَعَتهُ فِي حِجرِهَا ثُمّ أَلقَمَتهُ ثَديَهَا فَإِذاً قَحَمَ اللّبَنُ فِي حَلقِهِ فَلَمّا رَأَتِ امرَأَةُ فِرعَونَ أَنّ ابنَهَا قَد قَبِلَ قَامَت إِلَي فِرعَونَ فَقَالَت إنِيّ‌ قَد أَصَبتُ لاِبنيِ‌ ظِئراً وَ قَد قَبِلَ مِنهَا فَقَالَ وَ مِمّن هيِ‌َ قَالَت مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ قَالَ فِرعَونُ هَذَا مِمّا لَا يَكُونُ أَبَداً الغُلَامُ مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ وَ الظّئرُ مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَلَم تَزَل تُكَلّمُهُ فِيهِ وَ تَقُولُ مَا تَخَافُ مِن هَذَا الغُلَامِ إِنّمَا هُوَ ابنُكَ يَنشَأُ فِي حِجرِكَ حَتّي قَلَبَتهُ عَن رَأيِهِ وَ رضَيِ‌َ فَنَشَأَ مُوسَي فِي آلِ فِرعَونَ وَ كَتَمَت أُمّهُ خَبَرَهُ وَ أُختُهُ وَ القَابِلَةُ حَتّي هَلَكَت أُمّهُ وَ القَابِلَةُ التّيِ‌ قَبِلَتهُ فَنَشَأَ لَا يَعلَمُ بِهِ بَنُو إِسرَائِيلَ قَالَ وَ كَانَت بَنُو إِسرَائِيلَ تَطلُبُهُ وَ تَسأَلُ عَنهُ فَيَعمَي عَلَيهِم خَبَرُهُ قَالَ فَبَلَغَ فِرعَونَ أَنّهُم يَطلُبُونَهُ وَ يَسأَلُونَ عَنهُ فَأَرسَلَ إِلَيهِم فَزَادَ فِي العَذَابِ عَلَيهِم وَ فَرّقَ بَينَهُم وَ نَهَاهُم عَنِ الإِخبَارِ بِهِ وَ السّؤَالِ عَنهُ قَالَ فَخَرَجَت بَنُو إِسرَائِيلَ ذَاتَ لَيلَةٍ مُقمِرَةٍ إِلَي شَيخٍ لَهُم عِندَهُ عِلمٌ فَقَالُوا قَد كُنّا نَستَرِيحُ إِلَي الأَحَادِيثِ فَحَتّي مَتَي وَ إِلَي مَتَي نَحنُ فِي هَذَا البَلَاءِ قَالَ وَ اللّهِ إِنّكُم لَا تَزَالُونَ حَتّي يجَيِ‌ءَ اللّهُ تَعَالَي ذِكرُهُ بِغُلَامٍ مِن وُلدِ لَاوَي بنِ يَعقُوبَ اسمُهُ مُوسَي بنُ عِمرَانَ غُلَامٌ طُوَالٌ جَعدٌ فَبَينَا هُم كَذَلِكَ إِذ أَقبَلَ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ يَسِيرُ عَلَي بَغلَةٍ حَتّي وَقَفَ عَلَيهِم فَرَفَعَ الشّيخُ رَأسَهُ فَعَرَفَهُ بِالصّفَةِ فَقَالَ لَهُ مَا اسمُكَ يَرحَمُكَ اللّهُ فَقَالَ مُوسَي قَالَ ابنُ مَن قَالَ ابنُ عِمرَانَ فَوَثَبَ إِلَيهِ الشّيخُ فَأَخَذَ بِيَدِهِ فَقَبّلَهَا وَ ثَارُوا إِلَي رِجلَيهِ يُقَبّلُونَهَا فَعَرَفَهُم وَ عَرَفُوهُ وَ اتّخَذَ شِيعَةً وَ مَكَثَ بَعدَ ذَلِكَ مَا شَاءَ اللّهُ ثُمّ خَرَجَ فَدَخَلَ مَدِينَةً لِفِرعَونَ فِيهَا رَجُلٌ مِن شِيعَتِهِ يُقَاتِلُ رَجُلًا مِن آلِ فِرعَونَ مِنَ القِبطِفَاستَغاثَهُ ألّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَي ألّذِي مِن عَدُوّهِالقبِطيِ‌ّفَوَكَزَهُ مُوسي فَقَضي عَلَيهِ


صفحه : 41

وَ كَانَ مُوسَي قَد أعُطيِ‌َ بَسطَةً فِي الجِسمِ وَ شِدّةً فِي البَطشِ فَذَكَرَهُ النّاسُ وَ شَاعَ أَمرُهُ وَ قَالُوا إِنّ مُوسَي قَتَلَ رَجُلًا مِن آلِ فِرعَونَفَأَصبَحَ فِي المَدِينَةِ خائِفاً يَتَرَقّبُ فَلَمّا أَصبَحُوا مِنَ الغَدِ إِذَا الرّجُلُألّذِي استَنصَرَهُ بِالأَمسِ يَستَصرِخُهُ عَلَي آخَرَقالَ لَهُ مُوسي إِنّكَ لغَوَيِ‌ّ مُبِينٌبِالأَمسِ رَجُلٌ وَ اليَومَ رَجُلٌفَلَمّا أَن أَرادَ أَن يَبطِشَ باِلذّيِ‌ هُوَ عَدُوّ لَهُما قالَ يا مُوسي أَ تُرِيدُ أَن تقَتلُنَيِ‌ كَما قَتَلتَ نَفساً بِالأَمسِ إِن تُرِيدُ إِلّا أَن تَكُونَ جَبّاراً فِي الأَرضِ وَ ما تُرِيدُ أَن تَكُونَ مِنَ المُصلِحِينَ وَ جاءَ رَجُلٌ مِن أَقصَي المَدِينَةِ يَسعي قالَ يا مُوسي إِنّ المَلَأَ يَأتَمِرُونَ بِكَ لِيَقتُلُوكَ فَاخرُج إنِيّ‌ لَكَ مِنَ النّاصِحِينَ فَخَرَجَ مِنها خائِفاً يَتَرَقّبُفَخَرَجَ مِن مِصرَ بِغَيرِ ظَهرٍ وَ لَا دَابّةٍ وَ لَا خَادِمٍ تَخفِضُهُ أَرضٌ وَ تَرفَعُهُ أُخرَي حَتّي أَتَي إِلَي أَرضِ مَديَنَ فَانتَهَي إِلَي أَصلِ شَجَرَةٍ فَنَزَلَ فَإِذَا تَحتَهَا بِئرٌ وَ إِذَا عِندَهَا أُمّةٌمِنَ النّاسِ يَسقُونَ فَإِذَا جَارِيَتَانِ ضَعِيفَتَانِ وَ إِذَا مَعَهُمَا غُنَيمَةٌ لَهُمَا فَقالَ ما خَطبُكُما قالَتا...أَبُونا شَيخٌ كَبِيرٌ وَ نَحنُ جَارِيَتَانِ ضَعِيفَتَانِ لَا نَقدِرُ أَن نُزَاحِمَ الرّجَالَ فَإِذَا سَقَي النّاسُ سَقَينَا فَرَحِمَهُمَا مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ فَأَخَذَ دَلوَهُمَا وَ قَالَ لَهُمَا قَدّمَا غَنَمَكُمَافَسَقي لَهُما ثُمّ رَجَعَتَا بُكرَةً قَبلَ النّاسِ ثُمّ أَقبَلَ مُوسَي إِلَي الشّجَرَةِ فَجَلَسَ تَحتَهَا وَ قَالَرَبّ إنِيّ‌ لِما أَنزَلتَ إلِيَ‌ّ مِن خَيرٍ فَقِيرٌفرَوُيِ‌َ أَنّهُ قَالَ ذَلِكَ وَ هُوَ مُحتَاجٌ إِلَي شِقّ تَمرَةٍ فَلَمّا رَجَعَتَا إِلَي أَبِيهِمَا قَالَ مَا أَعجَلَكُمَا فِي هَذِهِ السّاعَةِ قَالَتَا وَجَدنَا رَجُلًا صَالِحاً رَحِيماً فَسَقَي لَنَا فَقَالَ لِإِحدَاهُمَا اذهبَيِ‌ فَادعِيهِ لِي فَجَاءَتهُتمَشيِ‌ عَلَي استِحياءٍ قالَت إِنّ أَبِي يَدعُوكَ لِيَجزِيَكَ أَجرَ ما سَقَيتَ لَنافرَوُيِ‌َ أَنّ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ لَهَا وجَهّيِنيِ‌ إِلَي الطّرِيقِ وَ امشيِ‌ خلَفيِ‌ فَإِنّا بَنُو يَعقُوبَ لَا نَنظُرُ فِي أَعجَازِ النّسَاءِفَلَمّا جاءَهُ وَ قَصّ عَلَيهِ القَصَصَ قالَ لا تَخَف نَجَوتَ مِنَ القَومِ الظّالِمِينَ قالَت إِحداهُما يا أَبَتِ استَأجِرهُ إِنّ خَيرَ مَنِ استَأجَرتَ القوَيِ‌ّ الأَمِينُ قالَ إنِيّ‌ أُرِيدُ أَن أُنكِحَكَ إِحدَي ابنتَيَ‌ّ هاتَينِ عَلي أَن تأَجرُنَيِ‌ ثمَانيِ‌َ حِجَجٍ فَإِن أَتمَمتَ عَشراً فَمِن عِندِكَفرَوُيِ‌َ أَنّهُ قَضَي أَتَمّهُمَا لِأَنّ الأَنبِيَاءَ لَا يَأخُذُونَ إِلّا بِالأَفضَلِ وَ التّمَامِفَلَمّا قَضي مُوسَي الأَجَلَ وَ سارَ بِأَهلِهِنَحوَ بَيتِ المَقدِسِ أَخطَأَ الطّرِيقَ لَيلًا فَرَأَيناراً فَقالَ لِأَهلِهِ امكُثُوا إنِيّ‌ آنَستُ ناراً لعَلَيّ‌ آتِيكُم مِنها بِقَبَسٍ أَو خَبَرٍ مِنَ الطّرِيقِ فَلَمّا


صفحه : 42

انتَهَي إِلَي النّارِ فَإِذَا شَجَرَةٌ تَضطَرِمُ مِن أَسفَلِهَا إِلَي أَعلَاهَا فَلَمّا دَنَا مِنهَا تَأَخّرَت عَنهُ فَرَجَعَ وَ أَوجَسَ فِي نَفسِهِ خِيفَةً ثُمّ دَنَت مِنهُ الشّجَرَةُ فَنوُديِ‌َ مِن شاطِئِ الوادِ الأَيمَنِ فِي البُقعَةِ المُبارَكَةِ مِنَ الشّجَرَةِ أَن يا مُوسي إنِيّ‌ أَنَا اللّهُ رَبّ العالَمِينَ وَ أَن أَلقِ عَصاكَ فَلَمّا رَآها تَهتَزّ كَأَنّها جَانّ وَلّي مُدبِراً وَ لَم يُعَقّب فَإِذَا حَيّةٌ مِثلُ الجَذَعِ لِأَنيَابِهَا صَرِيرٌ يَخرُجُ مِنهَا مِثلُ لَهَبِ النّارِ فَوَلّي مُدبِراً فَقَالَ لَهُ رَبّهُ عَزّ وَ جَلّ ارجِع فَرَجَعَ وَ هُوَ يَرتَعِدُ وَ رُكبَتَاهُ تَصطَكّانِ فَقَالَ إلِهَيِ‌ هَذَا الكَلَامُ ألّذِي أَسمَعُ كَلَامُكَ قَالَ نَعَم فَلَا تَخَف فَوَقَعَ عَلَيهِ الأَمَانُ فَوَضَعَ رِجلَهُ عَلَي ذَنَبِهَا ثُمّ تَنَاوَلَ لِحيَتَهَا فَإِذَا يَدُهُ فِي شُعبَةِ العَصَا قَد عَادَت عَصًا وَ قِيلَ لَهُ اخلَعنَعلَيكَ إِنّكَ بِالوادِ المُقَدّسِ طُويًفرَوُيِ‌َ أَنّهُ أُمِرَ بِخَلعِهِمَا بِأَنّهُمَا كَانَتَا مِن جِلدِ حِمَارٍ مَيّتٍ وَ روُيِ‌َ فِي قَولِهِ عَزّ وَ جَلّفَاخلَع نَعلَيكَ أَي خَوفَيكَ خَوفَكَ مِن ضِيَاعِ أَهلِكَ وَ خَوفَكَ مِن فِرعَونَ ثُمّ أَرسَلَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَي فِرعَونَ وَ مَلَئِهِ بِآيَتَينِ يَدِهِ وَ العَصَا

فرَوُيِ‌َ عَنِ الصّادِقِ عَلَيهِ السّلَامُ أَنّهُ قَالَ لِبَعضِ أَصحَابِهِ كُن لِمَا لَا تَرجُو أَرجَي مِنكَ لِمَا تَرجُو فَإِنّ مُوسَي بنَ عِمرَانَ عَلَيهِ السّلَامُ خَرَجَ لِيَقتَبِسَ لِأَهلِهِ نَاراً فَرَجَعَ إِلَيهِم وَ هُوَ رَسُولٌ نبَيِ‌ّ فَأَصلَحَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي أَمرَ عَبدِهِ وَ نَبِيّهِ مُوسَي فِي لَيلَةٍ وَ كَذَا يَفعَلُ اللّهُ تَعَالَي بِالقَائِمِ الثاّنيِ‌َ عَشَرَ مِنَ الأَئِمّةِ عَلَيهِمُ السّلَامُ يُصلِحُ اللّهُ أَمرَهُ فِي لَيلَةٍ كَمَا أَصلَحَ اللّهُ أَمرَ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ وَ يُخرِجُهُ مِنَ الحَيرَةِ وَ الغَيبَةِ إِلَي نُورِ الفَرَجِ وَ الظّهُورِ

ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ] علي بن عبدالصمد عن أبيه عن السيد أبي البركات عن الصدوق مثله مع اختصار بيان الغمر الماء الكثير ومعظم البحر والتبني‌ اتخاذ ولد الغير ابنا فإذاقحم اللبن لعله كناية عن كثرة سيلان اللبن من قولهم قحم في الأمر رمي بنفسه فيه فجاءه من غيرروية و في بعض النسخ يجم أي يكثر و في بعضها فازدحم


صفحه : 43

قوله تعالي وَ جاءَ رَجُلٌ مِن أَقصَي المَدِينَةِ أي آخرها واختصر طريقا قريبا حتي سبقهم إلي موسي يَسعي أي يسرع في المشي‌ فأخبره بذلك وأنذره و كان الرجل خربيل مؤمن آل فرعون وقيل رجل اسمه شمعون وقيل شمعان قالَ يا مُوسي إِنّ المَلَأَ أي الأشراف من آل فرعون يَأتَمِرُونَ بِكَ أي يتشاورون فيك وقيل يأمر بعضهم بعضا. قوله تعالي تَهتَزّ أي تتحرك قوله تعالي كَأَنّها جَانّ قال السيد المرتضي رحمه الله في كتاب الغرر والدرر فإن سأل سائل فقال ماتقولون في قوله تعالي فَأَلقي عَصاهُ فَإِذا هيِ‌َ ثُعبانٌ مُبِينٌ و قوله كَأَنّها جَانّ والثعبان هي‌ الحية العظيمة الخلقة والجان الصغير من الحيات وبأي‌ شيءتزيلون التناقض عن هذاالكلام والجواب أول مانقوله أن الحالتين مختلفتان فحالة كونها كالجان كانت في ابتداء النبوة وقبل مسير موسي ع إلي فرعون وحالة كونها ثعبانا كانت عندلقائه فرعون وإبلاغه الرسالة والتلاوة تدل علي ذلك و قدذكر المفسرون وجهين أحدهما أنه تعالي إنما شبهها بالثعبان في إحدي الآيتين لعظم خلقها وكبر جسمها وهول منظرها وشبهها في الآية الأخري بالجان لسرعة حركتها ونشاطها وخفتها فاجتمع لها مع أنها في جسم الثعبان وكبر خلقه نشاط الجان وسرعة حركته و هذاأبهر في باب الإعجاز وأبلغ في خرق العادة. والثاني‌ أنه تعالي لم يرد بذكر الجان في الآية الأخري الحية وإنما أراد أحد الجن فكأنه تعالي أخبر بأن العصا صارت ثعبانا في الخلقة وعظم الجسم وكانت مع ذلك كأحد الجن في هول المنظر وإفزاعها لمن شاهدها ويمكن أن يكون للآية تأويل آخر و هو أن العصا لماانقلبت حية صارت أولا بصفة الجان و علي صورته ثم صارت بصفة الثعبان علي تدريج و لم تصر كذلك ضربة واحدة.


صفحه : 44

و قال رحمه الله في كتاب تنزيه الأنبياء فإن قيل مامعني قول شعيب ع إنِيّ‌ أُرِيدُ أَن أُنكِحَكَ إِحدَي ابنتَيَ‌ّ هاتَينِالآية وكيف يجوز في الصداق هذاالتخيير والتفويض و أي فائدة للبنت فيما شرطه هولنفسه و ليس يعود عليها من ذلك نفع قلنا يجوز أن تكون الغنم كانت لشعيب ع وكانت الفائدة باستيجار من يرعاها عائدة عليه إلا أنه أراد أن يعوض بنته عن قيمة رعيها فيكون ذلك مهرا لها فأما التخيير فلم يكن إلافيما زاد علي الثماني‌ حجج و لم يكن فيما شرطه مقترحا تخيير وإنما كان فيما تجاوزه وتعداه . ووجه آخر و هو أنه يجوز أن تكون الغنم كانت للبنت و كان الأب المتولي‌ لأمرها والقابض لصداقها لأنه لاخلاف أن قبض الأب مهر بنته البكر البالغ جائز و ليس لأحد من الأولياء ذلك غيره وأجمعوا علي أن بنت شعيب ع كانت بكرا. ووجه آخر و هو أنه حذف ذكر الصداق وذكر ماشرطه لنفسه مضافا إلي الصداق لأنه جائز أن يشرط الولي‌ لنفسه مايخرج عن الصداق و هذايخالف الظاهر. ووجه آخر و هو أنه يجوز أن يكون من شريعته ع العقد بالتراضي‌ من غيرصداق معين و يكون قوله عَلي أَن تأَجرُنَيِ‌ علي غيروجه الصداق و ماتقدم من الوجوه أقوي .

10-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِإِسنَادِهِ عَنِ الصّدُوقِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ البزَنَطيِ‌ّ قَالَسَأَلتُ الرّضَا ع عَن قَولِهِ تَعَالَيإِنّ أَبِي يَدعُوكَ لِيَجزِيَكَ أَجرَ ما سَقَيتَ لَنا أَ هيِ‌َ التّيِ‌ تَزَوّجَ بِهَا قَالَ نَعَم وَ لَمّا قَالَتاستَأجِرهُ إِنّ خَيرَ مَنِ استَأجَرتَ القوَيِ‌ّ الأَمِينُ قَالَ أَبُوهَا كَيفَ عَلِمتَ ذَلِكَ قَالَت لَمّا أَتَيتُهُ بِرِسَالَتِكَ فَأَقبَلَ معَيِ‌ قَالَ كوُنيِ‌ خلَفيِ‌ وَ دلُيّنيِ‌ عَلَي الطّرِيقِ فَكُنتُ خَلفَهُ أَرشُدُهُ كَرَاهَةَ أَن يَرَي منِيّ‌ شَيئاً وَ لَمّا أَرَادَ مُوسَي الِانصِرَافَ قَالَ شُعَيبٌ ادخُلِ البَيتَ وَ خُذ مِن تِلكَ العصِيِ‌ّ عَصًا تَكُونُ مَعَكَ تَدرَأُ بِهَا


صفحه : 45

السّبَاعَ وَ قَد كَانَ شُعَيبٌ أَخبَرَ بِأَمرِ العَصَا التّيِ‌ أَخَذَهَا مُوسَي فَلَمّا دَخَلَ مُوسَي البَيتَ وَثَبَت إِلَيهِ العَصَا فَصَارَت فِي يَدِهِ فَخَرَجَ بِهَا فَقَالَ لَهُ شُعَيبٌ خُذ غَيرَهَا فَعَادَ مُوسَي إِلَي البَيتِ وَ وَثَبَت إِلَيهِ العَصَا فَصَارَ فِي يَدِهِ فَخَرَجَ بِهَا فَقَالَ لَهُ شُعَيبٌ أَ لَم أَقُل لَكَ خُذ غَيرَهَا قَالَ لَهُ مُوسَي قَد رَدَدتُهَا ثَلَاثَ مَرّاتٍ كُلّ ذَلِكَ تَصِيرُ فِي يدَيِ‌ فَقَالَ لَهُ شُعَيبٌ خُذهَا وَ كَانَ شُعَيبٌ يَزُورُ مُوسَي كُلّ سَنَةٍ فَإِذَا أَكَلَ قَامَ مُوسَي عَلَي رَأسِهِ وَ كَسَرَ لَهُ الخُبزَ

11-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن سَلَمَةَ بنِ الخَطّابِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ عَن مَنِيعِ بنِ الحَجّاجِ عَن مُجَاشِعٍ عَن مُعَلّي عَن مُحَمّدِ بنِ الفَيضِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ كَانَت عَصَا مُوسَي ع لآِدَمَ فَصَارَت إِلَي شُعَيبٍ ثُمّ صَارَت إِلَي مُوسَي بنِ عِمرَانَ وَ إِنّهَا لَعِندَنَا وَ إِنّ عهَديِ‌ بِهَا آنِفاً وَ هيِ‌َ خَضرَاءُ كَهَيئَتِهَا حِينَ انتُزِعَت مِن شَجَرَتِهَا وَ إِنّهَا لَتَنطِقُ إِذَا استُنطِقَت أُعِدّت لِقَائِمِنَا ع يَصنَعُ بِهَا مَا كَانَ يَصنَعُ مُوسَي ع وَ إِنّهَا لَتَرُوعُ وَتَلقَفُ ما يَأفِكُونَ وَ تَصنَعُ مَا تُؤمَرُ بِهِ إِنّهَا حَيثُ أَقبَلَت تَلقَفُ مَا يَأفِكُونَ تُفَتّحُ لَهَا شُعبَتَانِ إِحدَاهُمَا فِي الأَرضِ وَ الأُخرَي فِي السّقفِ وَ بَينَهُمَا أَربَعُونَ ذِرَاعاًتَلقَفُ ما يَأفِكُونَبِلِسَانِهَا

أقول قال السيد بن طاوس قدس الله روحه في كتاب سعد السعود رأيت في تفسير منسوب إلي الباقر ع كانت عصا موسي هي‌ عصا آدم ع بلغنا و الله أعلم أنه هبط بها من الجنة كانت من عوسج الجنة وكانت عصا لها شعبتان وبلغني‌ أنها


صفحه : 46

في فراش شعيب فدخل موسي فأخذها فقال له شعيب لقد كنت عندي‌ أمينا أخذت العصا بغير أمري‌ فقال له موسي لا إن العصا لو لاأنها كانت لي ماأخذتها فأقر شعيب ورضي‌ وعرف أنه لم يأخذها إلا و هونبي‌

12-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَمّن ذَكَرَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَلقَي اللّهُ تَعَالَي مِن مُوسَي عَلَي فِرعَونَ وَ امرَأَتِهِ المَحَبّةَ قَالَ وَ كَانَ فِرعَونُ طَوِيلَ اللّحيَةِ فَقَبَضَ مُوسَي عَلَيهَا فَجَهَدُوا أَن يُخَلّصُوهَا مِن يَدِ مُوسَي فَلَم يَقدِرُوا عَلَي ذَلِكَ حَتّي خَلَاهَا فَأَرَادَ فِرعَونُ قَتلَهُ فَقَالَت لَهُ امرَأَتُهُ إِنّ هُنَا أَمراً تَستَبِينُ بِهِ هَذَا الغُلَامُ ادعُ بِجَمرَةٍ وَ دِينَارٍ فَضَعهُمَا بَينَ يَدَيهِ فَفَعَلَ فَأَهوَي مُوسَي إِلَي الجَمرَةِ وَ وَضَعَ يَدَهُ عَلَيهَا فَأَحرَقَتهَا فَلَمّا وَجَدَ حَرّ النّارِ وَضَعَ يَدَهُ عَلَي لِسَانِهِ فَأَصَابَتهُ لَغثَةٌ وَ قَد قَالَ فِي قَولِهِ تَعَالَيأَيّمَا الأَجَلَينِ قَضَيتُقَضَي أَوفَاهُمَا وَ أَفضَلَهُمَا

بيان الألغث الثقيل البطي‌ء والمراد هنا البطء في الكلام

13-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ] سُئِلَ الصّادِقُ ع عَن مُوسَي ع لَمّا وُضِعَ فِي البَحرِ كَم غَابَ عَن أُمّهِ حَتّي رَدّهُ اللّهُ تَعَالَي إِلَيهَا قَالَ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ

14-فض ،[ كتاب الروضة]ضه ،[روضة الواعظين ]رَوَي مُجَاهِدٌ عَنِ ابنِ عَمرٍو وَ أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِ‌ّ عَنِ النّبِيّص فِي خَبَرٍ طَوِيلٍ قَالَ إِنّ مُوسَي بنَ عِمرَانَ ع كَانَ فِرعَونُ فِي طَلَبِهِ يَبقُرُ بُطُونَ النّسَاءِ الحَوَامِلِ وَ يَذبَحُ الأَطفَالَ لِيَقتُلَ مُوسَي ع فَلَمّا وَلَدَتهُ أُمّهُ أَمَرَهَا أَن تَأخُذَهُ مِن تَحتِهَا وَ تَقذِفَهُ فِي التّابُوتِ وَ تلُقيِ‌َ التّابُوتَ فِي اليَمّ فَقَالَت وَ هيِ‌َ ذَعِرَةٌ مِن كَلَامِهِ يَا بنُيَ‌ّ إنِيّ‌ أَخَافُ


صفحه : 47

عَلَيكِ الغَرَقَ فَقَالَ لَهَا لَا تحَزنَيِ‌ إِنّ اللّهَ يرَدُنّيِ‌ إِلَيكِ فَبَقِيَت حَيرَانَةً حَتّي كَلّمَهَا مُوسَي وَ قَالَ لَهَا يَا أُمّ اقذفِيِنيِ‌ فِي التّابُوتِ وَ ألَقيِ‌ التّابُوتَ فِي اليَمّ قَالَ فَفَعَلَت مَا أُمِرَت بِهِ فبَقَيِ‌َ فِي اليَمّ إِلَي أَن قَذَفَهُ اللّهُ فِي السّاحِلِ وَ رَدّهُ إِلَي أُمّهِ بِرُمّتِهِ لَا يَطعَمُ طَعَاماً وَ لَا يَشرَبُ شَرَاباً مَعصُوماً مُدّةً وَ روُيِ‌َ أَنّ المُدّةَ كَانَت سَبعِينَ يَوماً وَ روُيِ‌َ سَبعَةَ أَشهُرٍ

15-ك ،[إكمال الدين ] مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ بنِ حَاتِمٍ عَن أَحمَدَ بنِ عِيسَي الوَشّاءِ عَن أَحمَدَ بنِ طَاهِرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي بنِ سَهلٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَارِثِ عَن سَعدِ بنِ مَنصُورٍ عَن أَحمَدَ بنِ عَلِيّ البدَيِليِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن سَدِيرٍ الصيّرفَيِ‌ّ عَنِ الصّادِقِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ إِنّ فِرعَونَ لَمّا وَقَفَ عَلَي أَنّ زَوَالَ مُلكِهِ عَلَي يَدِ مُوسَي أَمَرَ بِإِحضَارِ الكَهَنَةِ فَدَلّوهُ عَلَي نَسَبِهِ وَ أَنّهُ مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَلَم يَزَل يَأمُرُ أَصحَابَهُ بِشَقّ بُطُونِ الحَوَامِلِ مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ حَتّي قَتَلَ فِي طَلَبِهِ نَيّفاً وَ عِشرِينَ أَلفَ مَولُودٍ وَ تَعَذّرَ عَلَيهِ الوُصُولُ إِلَي قَتلِ مُوسَي لِحِفظِ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي إِيّاهُ

أقول تمامه في أبواب الغيبة

16-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَالَ عَزّ وَ جَلّوَ إِذ نَجّيناكُم مِن آلِ فِرعَونَ يَسُومُونَكُم سُوءَ العَذابِ يُذَبّحُونَ أَبناءَكُم وَ يَستَحيُونَ نِساءَكُم وَ فِي ذلِكُم بَلاءٌ مِن رَبّكُم عَظِيمٌ قَالَ الإِمَامُ قَالَ اللّهُ تَعَالَي وَ اذكُرُوا يَا بنَيِ‌ إِسرَائِيلَإِذ نَجّيناكُمأَنجَينَا أَسلَافَكُممِن آلِ فِرعَونَ وَ هُمُ الّذِينَ كَانُوا يُوَالُونَ إِلَيهِ بِقَرَابَتِهِ وَ بِدِينِهِ وَ بِمَذهَبِهِيَسُومُونَكُمكَانُوا يُعَذّبُونَكُمسُوءَ العَذابِشِدّةَ العِقَابِ كَانُوا يَحمِلُونَهُ عَلَيكُم قَالَ وَ كَانَ مِن عَذَابِهِمُ الشّدِيدِ أَنّهُ كَانَ فِرعَونُ يُكَلّفُهُم عَمَلَ البِنَاءِ وَ الطّينِ وَ يَخَافُ أَن يَهرَبُوا عَنِ العَمَلِ فَأَمَرَهُم بِتَقيِيدِهِم وَ كَانُوا يَنقُلُونَ ذَلِكَ الطّينَ عَلَي السّلَالِيمِ إِلَي السّطُوحِ فَرُبّمَا سَقَطَ الوَاحِدُ مِنهُم فَمَاتَ أَو زَمِنَ لَا يَحفِلُونَ بِهِم إِلَي أَن أَوحَي اللّهُ إِلَي مُوسَي قُل لَهُم لَا يَبتَدِءُونَ عَمَلًا إِلّا بِالصّلَاةِ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ الطّيّبِينَ لِيَخِفّ عَلَيهِم فَكَانُوا يَفعَلُونَ ذَلِكَ فَيَخِفّ عَلَيهِم وَ أَمَرَ كُلّ مَن سَقَطَ فَزَمِنَ


صفحه : 48

مِمّن نسَيِ‌َ الصّلَاةَ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ الطّيّبِينَ أَن يَقُولَهَا عَلَي نَفسِهِ إِن أَمكَنَهُ أَيِ الصّلَاةَ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ أَو يُقَالَ عَلَيهِ إِن لَم يُمكِنهُ فَإِنّهُ يَقُومُ وَ لَا تَقلِبُهُ يَدٌ فَفَعَلُوهَا فَسَلِمُوايُذَبّحُونَ أَبناءَكُم وَ ذَلِكَ لَمّا قِيلَ لِفِرعَونَ إِنّهُ يُولَدُ فِي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ مَولُودٌ يَكُونُ عَلَي يَدِهِ هَلَاكُكَ وَ زَوَالُ مُلكِكَ فَأَمَرَ بِذَبحِ أَبنَائِهِم فَكَانَتِ الوَاحِدَةُ مِنهُنّ تُصَانِعُ القَوَابِلَ عَن نَفسِهَا كَيلَا تَنِمّ عَلَيهَا وَ يَتِمّ حَملُهَا ثُمّ تلُقيِ‌ وَلَدَهَا فِي صَحرَاءَ أَو غَارِ جَبَلٍ أَو مَكَانٍ غَامِضٍ وَ يَقُولُ عَلَيهِ عَشرَ مَرّاتٍ الصّلَاةُ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ فَيُقَيّضُ اللّهُ لَهُ مَلَكاً يُرَبّيهِ وَ يُدِرّ مِن إِصبَعٍ لَهُ لَبَناً يَمُصّهُ وَ مِن إِصبَعٍ طَعَاماً لَيّناً يَتَغَذّاهُ إِلَي أَن نَشَأَ بَنُو إِسرَائِيلَ وَ كَانَ مَن سَلِمَ مِنهُم وَ نَشَأَ أَكثَرَ مِمّن قُتِلَوَ يَستَحيُونَ نِساءَكُميَبقُونَهُنّ وَ يَتّخِذُونَهُنّ إِمَاءً فَضَجّوا إِلَي مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ وَ قَالُوا يَفتَرِعُونَ بَنَاتِنَا وَ أَخَوَاتِنَا فَأَمَرَ اللّهُ تِلكَ البَنَاتِ كُلّمَا رَآهُنّ مِن ذَلِكَ رَيبٌ صَلّينَ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ الطّيّبِينَ وَ كَانَ اللّهُ يَرُدّ عَنهُنّ أُولَئِكَ الرّجَالَ إِمّا بِشُغُلٍ أَو مَرَضٍ أَو زَمَانَةٍ أَو لُطفٍ مِن أَلطَافِهِ فَلَم تَفتَرِش مِنهُنّ امرَأَةً بَل دَفَعَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ ذَلِكَ عَنهُنّ بِصَلَاتِهِنّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ الطّيّبِينَ ثُمّ قَالَ عَزّ وَ جَلّوَ فِي ذلِكُم فِي ذَلِكَ الإِنجَاءِ ألّذِي أَنجَاكُم مِنهُم رَبّكُمبَلاءٌنِعمَةٌمِن رَبّكُم عَظِيمٌكَبِيرٌ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ يَا بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ اذكُرُوا إِذَا كَانَ البَلَاءُ يُصرَفُ عَن أَسلَافِكُم وَ يَخِفّ بِالصّلَاةِ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ الطّيّبِينَ أَ فَمَا تَعلَمُونَ أَنّكُم إِذَا شَاهَدتُمُوهُ وَ آمَنتُم بِهِ كَانَتِ النّعمَةُ عَلَيكُم أَعظَمَ وَ أَفضَلَ وَ فَضلُ اللّهِ لَدَيكُم أَجزَلَ


صفحه : 49

بيان قوله لايحفلون بهم أي لايبالون بهم قوله عليه السلام و لايقلبه يد الجملة حالية أي يقوم من غير أن تقلبه يد ويداويه أحد قوله تصانع المصانعة الرشوة و قوله تنم بالنون من النميمة والافتراع إزالة البكارة

17-مل ،[كامل الزيارات ]بِإِسنَادِهِ عَن ربِعيِ‌ّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ شَاطِئُ الوَادِ الأَيمَنِ ألّذِي ذَكَرَهُ اللّهُ فِي كِتَابِهِ هُوَ الفُرَاتُ وَ البُقعَةُ المُبَارَكَةُ هيِ‌َ كَربَلَاءُ وَ الشّجَرَةُ هيِ‌َ مُحَمّدٌ

18-عدة،[عدة الداعي‌] روُيِ‌َ أَنّهُ لَمّا بَعَثَ اللّهُ مُوسَي وَ هَارُونَ إِلَي فِرعَونَ قَالَ لَهُمَا لَا يَرُوعُكُمَا لِبَاسُهُ فَإِنّ نَاصِيَتَهُ بيِدَيِ‌ وَ لَا يُعجِبُكُمَا مَا مُتّعَ بِهِ مِن زَهرَةِ الحَيَاةِ الدّنيَا وَ زِينَةِ المُسرِفِينَ فَلَو شِئتُ زَيّنتُكُمَا بِزِينَةٍ يَعرِفُ فِرعَونُ حِينَ يَرَاهَا أَنّ مَقدُرَتَهُ تَعجِزُ عَنهَا وَ لكَنِيّ‌ أَرغَبُ بِكُمَا عَن ذَلِكَ فأَزَويِ‌ الدّنيَا عَنكُمَا وَ كَذَلِكَ أَفعَلُ بأِوَليِاَئيِ‌ إنِيّ‌ لَأَذُودُهُم عَن نَعِيمِهَا كَمَا يَذُودُ الراّعيِ‌ غَنَمَهُ عَن مَرَاتِعِ الهَلَكَةِ وَ إنِيّ‌ لَأُجَنّبُهُم سُلُوكَهَا كَمَا يُجَنّبُ الراّعيِ‌ الشّفِيقُ إِبِلَهُ مِن مَوَارِدِ الغِرّةِ وَ مَا ذَاكَ لِهَوَانِهِم عَلَيّ وَ لَكِن لِيَستَكمِلُوا نَصِيبَهُم مِن كرَاَمتَيِ‌ سَالِماً مُوَفّراً إِنّمَا يَتَزَيّنُ لِي أوَليِاَئيِ‌ بِالذّلّ وَ الخُشُوعِ وَ الخَوفِ ألّذِي يَنبُتُ فِي قُلُوبِهِم فَيَظهَرُ عَلَي أَجسَادِهِم فَهُوَ شِعَارُهُم وَ دِثَارُهُمُ ألّذِي يَستَشعِرُونَ وَ نَجَاتُهُمُ التّيِ‌ بِهَا يَفُوزُونَ وَ دَرَجَاتُهُمُ التّيِ‌ يَأمَلُونَ وَ مَجدُهُمُ ألّذِي بِهِ يَفخَرُونَ وَ سِيمَاهُمُ التّيِ‌ بِهَا يُعرَفُونَ فَإِذَا لَقِيتَهُم يَا مُوسَي فَاخفِض لَهُم جَنَاحَكَ وَ أَلِن لَهُم جَانِبَكَ وَ ذَلّل لَهُم قَلبَكَ وَ لِسَانَكَ وَ اعلَم أَنّهُ مَن أَخَافَ لِي أوَليِاَئيِ‌ فَقَد باَرزَنَيِ‌ بِالمُحَارَبَةِ ثُمّ أَنَا الثّائِرُ لَهُم يَومَ القِيَامَةِ

19- مع ،[معاني‌ الأخبار] أَبِي عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ هِلَالٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ رِبَاطٍ عَن مُحَمّدِ بنِ النّعمَانِ الأَحوَلِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ لَمّا بَلَغَ أَشُدّهُ وَ استَوي قَالَ أَشُدّهُ ثمَاَنيِ‌َ عَشرَةَ سَنَةً وَ استَوَي التَحَي


صفحه : 50

بيان قال البيضاوي‌وَ لَمّا بَلَغَ أَشُدّهُ أي مبلغه ألذي لايزيد عليه نشوؤه و ذلك من ثلاثين إلي أربعين سنة فإن العقل يكمل حينئذ وروي‌ أنه لم يبعث نبي‌ إلا علي رأس أربعين واستوي قده أوعقله أقول المعتمد ماورد في الخبر

20-نهج ،[نهج البلاغة] قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلَيهِ السّلَامُ بَعدَ الحَثّ عَلَي التأّسَيّ‌ بِالرّسُولِ وَ إِن شِئتَ ثَنّيتُ بِمُوسَي كَلِيمِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ إِذ يَقُولُرَبّ إنِيّ‌ لِما أَنزَلتَ إلِيَ‌ّ مِن خَيرٍ فَقِيرٌ وَ اللّهِ مَا سَأَلَهُ إِلّا خُبزاً يَأكُلُهُ لِأَنّهُ كَانَ يَأكُلُ بَقلَةَ الأَرضِ وَ لَقَد كَانَت خُضرَةُ البَقلِ تُرَي مِن شَفِيفِ صِفَاقِ بَطنِهِ لِهُزَالِهِ وَ تَشَذّبِ لَحمِهِ

بيان الصفاق الجلد الباطن ألذي فوقه الجلد الظاهر من البطن وشفيفه رقته وتشذب اللحم تفرقه

21-نهج ،[نهج البلاغة] ألّذِي كَلّمَ مُوسَي تَكلِيماً وَ أَرَاهُ مِن آيَاتِهِ عَظِيماً بِلَا جَوَارِحَ وَ لَا أَدَوَاتٍ وَ لَا نُطقٍ وَ لَا لَهَوَاتٍ

أقول قال الثعلبي‌ في كتاب عرائس المجالس لمامات الريان بن الوليد فرعون مصر الأول صاحب يوسف عليه السلام و هو ألذي ولي يوسف عليه السلام خزائن أرضه وأسلم علي يديه فلما مات ملك بعده قابوس بن مصعب صاحب يوسف الثاني‌ فدعاه يوسف إلي الإسلام فأبي و كان جبارا وقبض الله تعالي يوسف عليه السلام في ملكه وطال ملكه ثم هلك وقام بالملك بعده أخوه أبوالعباس الوليد بن مصعب بن الريان بن أراشة بن ثروان بن عمرو بن فاران بن عملاق بن لاوذ بن سام بن نوح و كان أعتي من قابوس وأكبر وأفجر وامتدت أيام ملكه وأقام بنو إسرائيل بعدوفاة يوسف عليه السلام و قدنشروا وكثروا وهم تحت أيدي‌ العمالقة وهم علي بقايا من دينهم مما كان يوسف ويعقوب وإسحاق و ابراهيم شرعوا فيهم من الإسلام متمسكين به حتي كان فرعون موسي ألذي بعثه الله إليه و قدذكرنا اسمه ونسبه و لم يكن منهم فرعون أعتي علي الله تعالي و لاأعظم قولا و لاأقسي قلبا و لاأطول عمرا في ملكه و لاأسوأ


صفحه : 51

ملكة لبني‌ إسرائيل منه و كان يعذبهم ويستعبدهم فجعلهم خدما وخولا وصنفهم في أعماله فصنف يبنون وصنف يحرسون وصنف يتولون الأعمال القذرة و من لم يكن من أهل العمل فعليه الجزية كما قال تعالي يَسُومُونَكُم سُوءَ العَذابِ و قداستنكح فرعون منهم امرأة يقال لها آسية بنت مزاحم من خيار النساء المعدودات ويقال بل هي‌ آسية بنت مزاحم بن الريان بن الوليد فرعون يوسف الأول فأسلمت علي يدي‌ موسي عليه السلام . قال مقاتل و لم يسلم من أهل مصر إلاثلاثة آسية وخربيل ومريم بنت ناموساء التي‌ دلت موسي علي قبر يوسف عليه السلام فعمر فرعون وهم تحت يديه عمرا طويلا يقال أربعمائة سنة يسومونهم سوء العذاب فلما أراد الله تعالي أن يفرج عنهم بعث موسي عليه السلام و كان بدء ذلك علي ماذكره السدي‌ عن رجاله أن فرعون رأي في منامه أن نارا قدأقبلت من بيت المقدس حتي اشتملت علي بيوت مصر فأخربتها وأحرقت القبط وتركت بني‌ إسرائيل فدعا فرعون السحرة والكهنة والمعبرين والمنجمين وسألهم عن رؤياه فقالوا إنه يولد في بني‌ إسرائيل غلام يسلبك ملكك ويغلبك علي سلطانك ويخرجك وقومك من أرضك ويبدل دينك و قدأظلك زمانه ألذي يولد فيه قال فأمر فرعون بقتل كل غلام يولد في بني‌ إسرائيل وجمع القوابل من نساء أهل مملكته فقال لهن لايسقطن علي أيديكن غلام من بني‌ إسرائيل إلاقتلتنه و لاجارية إلاتركتنها ووكل بهن فكن يفعلن ذلك قال مجاهد لقد ذكر لي أنه كان يأمر بالقصب فيشق حتي يجعل أمثال الشفار ثم يصف بعضها إلي بعض ثم يؤتي بالحبالي من بني‌ إسرائيل فيوقعن فتحز أقدامهن حتي أن المرأة منهن لتضع ولدها فيقع بين رجليها فتظل تطأه تتقي‌ به حد القصب عن رجلها لمابلغ من جهدها فكان يقتل الغلمان الذين كانوا في وقته ويقتل


صفحه : 52

من يولد منهم ويعذب الحبالي حتي يضعن ما في بطونهن وأسرع الموت في مشيخة بني‌ إسرائيل فدخل رءوس القبط علي فرعون فقالوا له إن الموت قدوقع في بني‌ إسرائيل و أنت تذبح صغارهم ويموت كبارهم فيوشك أن يقع العمل علينا فأمر فرعون أن يذبحوا سنة ويتركوا سنة فولد هارون في السنة التي‌ لايذبحون فيهافترك وولد موسي في السنة التي‌ يذبحون فيهاقالوا فولدت هارون أمه علانية آمنة فلما كان العام المقبل حملت بموسي فلما أرادت وضعه حزنت من شأنه واشتد غمها فأوحي الله تعالي إليها وحي‌ إلهام أَن أَرضِعِيهِ فَإِذا خِفتِ عَلَيهِ فَأَلقِيهِ فِي اليَمّ وَ لا تخَافيِ‌ وَ لا تحَزنَيِ‌ إِنّا رَادّوهُ إِلَيكِ وَ جاعِلُوهُ مِنَ المُرسَلِينَ فلما وضعته في خفية أرضعته ثم اتخذت له تابوتا وجعلت مفتاح التابوت من داخل وجعلته فيه . قال مقاتل و كان ألذي صنع التابوت خربيل مؤمن آل فرعون وقيل إنه كان من بردي‌ فاتخذت أم موسي التابوت وجعلت فيه قطنا محلوجا ووضعت فيه موسي وقيرت رأسه وخصاصه ثم ألقته في النيل فلما فعلت ذلك وتواري عنها ابنها أتاها الشيطان لعنه الله ووسوس إليها فقالت في نفسها ماذا صنعت بابني‌ لوذبح عندي‌ فواريته وكفنته كان أحب إلي‌ من أن ألقيه بيدي‌ إلي دواب البحر فعصمها الله تعالي وانطلق الماء بموسي يرفعه الموج مرة ويخفضه أخري حتي أدخله بين أشجار عنددار فرعون إلي فرضة وهي‌ مستقي جواري‌ آل فرعون و كان يشرب منها نهر كبير في دار فرعون وبستانه فخرجت جواري‌ آسية يغتسلن ويسقين فوجدن التابوت فأخذنه وظنن أن فيه مالا فحملنه كهيئته حتي أدخلنه علي آسية فلما فتحته ورأت الغلام فألقي الله تعالي


صفحه : 53

عليه محبة منها فرحمته آسية وأحبته حبا شديدا فلما سمع الذباحون أمره أقبلوا علي آسية بشفارهم ليذبحوا الصبي‌ فقالت آسية للذباحين انصرفوا فإن هذاالواحد لايزيد في بني‌ إسرائيل فآتي‌ فرعون فأستوهبه إياه فإن وهبه لي كنتم قدأحسنتم و إن أمر بذبحه لم ألمكم فأتت به وقالت قُرّتُ عَينٍ لِي وَ لَكَ لاتقتله عَسي أَن يَنفَعَنا أَو نَتّخِذَهُ وَلَداً فقال فرعون قرة عين لك فأما أنا فلاحاجة لي فيه . فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص وَ ألّذِي يُحلَفُ بِهِ لَو أَقَرّ فِرعَونُ أَن يَكُونَ قُرّةَ عَينٍ كَمَا أَقَرّت بِهِ لَهَدَاهُ اللّهُ تَعَالَي كَمَا هَدَي بِهِ امرَأَتَهُ وَ لَكِنّ اللّهَ تَعَالَي حَرّمَهُ ذَلِكَ

قالوا فأراد فرعون أن يذبحه و قال إني‌ أخاف أن يكون هذا من بني‌ إسرائيل و أن يكون هذا هو ألذي علي يديه هلاكنا وزوال ملكنا فلم تزل آسية تكلمه حتي وهبه لها فلما أمنت آسية أرادت أن تسميه باسم اقتضاه حاله و هوموشي لأنه وجد بين الماء والشجر ومو بلغة القبط الماء والشا الشجر فعرب فقيل موسي . وروي‌ عن ابن عباس أن بني‌ إسرائيل لماكثروا بمصر استطالوا علي الناس وعملوا بالمعاصي‌ ووافق خيارهم شرارهم و لم يأمروا بالمعروف و لم ينهوا عن المنكر فسلط الله عليهم القبط فاستضعفوهم وساموهم سوء العذاب وذبحوا أبناءهم و قال وهب بلغني‌ أنه ذبح في طلب موسي سبعين ألف وليد. و عن ابن عباس أن أمّ موسي لماتقارب ولادتها وكانت قابلة من القوابل مصافية لها فلما ضربها الطلق أرسلت إليها فأتتها وقبلتها فلما أن وقع موسي بالأرض هالها نور بين عيني‌ موسي فارتعش كل مفصل منها ودخل حبه قلبها ثم قالت لها يا هذه ماجئت إليك حين دعوتني‌ إلا و من رأيي‌ قتل مولودك وإخبار فرعون بذلك ولكن وجدت لابنك هذاحبا ماوجدت مثله قط فاحفظي‌ فإنه هوعدونا فلما خرجت القابلة من


صفحه : 54

عندها أبصرها بعض العيون فجاءوا إلي بابها ليدخلوا علي أم موسي فقالت أخته هذه الحرس بالباب فطاش عقلها فلم تعقل ماتصنع خوفا عليه فلفته في خرقة ووضعته في التنور و هومسجور بإلهامه تعالي فدخلوا فإذاالتنور مسجور. وروي‌ أن أم موسي لم يتغير لها لون و لم يظهر لها لبن فقالوا ماأدخل عليك القابلة قالت هي‌ مصافية لي فدخلت علي زائرة فخرجوا من عندها فرجع إليها عقلها فقالت لأخت موسي فأين الصبي‌ قالت لاأدري‌ فسمعت بكاء الصبي‌ من التنور فانطلقت إليه و قدجعل الله النار عليه بردا وسلاما فاحتملته . و عن ابن عباس قال انطلقت أم موسي إلي نجار من قوم فرعون فاشترت منه تابوتا صغيرا فقال لها ماتصنعين به قالت ابن لي أخبؤه فيه وكرهت أن تكذب فانطلق النجار إلي الذباحين ليخبرهم بأمرها فلما هم بالكلام أمسك الله لسانه وجعل يشير بيده فلم يدر الأمناء فلما أعياهم أمره قال كبيرهم اضربوه فضربوه وأخرجوه فوقع في واد يهوي‌ فيه حيران فجعل الله عليه أن رد لسانه وبصره أن لايدل عليه و يكون معه يحفظه فرد الله عليه بصره ولسانه فآمن به وصدقه فانطلقت أم موسي وألقته في البحر و ذلك بعد ماأرضعته ثلاثة أشهر و كان لفرعون يومئذ بنت و لم يكن له ولد غيرها وكانت من أكرم الناس عليه و كان بهابرص شديد و قدقالت أطباء المصر والسحرة إنها لاتبرأ إلا من قبل البحر يوجد منه شبه الإنسان فيؤخذ من ريقه فيلطخ به برصها فتبرأ من ذلك و ذلك في يوم كذا وساعة كذا حين تشرق فلما كان يوم الإثنين غدا فرعون إلي مجلس كان له علي شفير النيل ومعه آسية فأقبلت بنت فرعون في جواريها حتي جلست علي شاطئ النيل مع جواريها تلاعبهن إذاأقبل النيل بالتابوت تضربه الأمواج فأخذوه فدنت آسية فرأت في جوف التابوت نورا لم يره غيرها للذي‌ أراد الله أن يكرمها فعالجته ففتحت الباب فإذانوره بين عينيه و قد


صفحه : 55

جعل الله تعالي رزقه في إبهامه يمصه لبنا فألقي الله حبه في قلبها وأحبه فرعون فلما أخرجوه عمدت بنت فرعون إلي ما كان يسيل من ريقه فلطخت به برصها فبرأت فقبلته وضمته إلي صدرها فقال الغواة من قوم فرعون أيها الملك إنا نظن أن ذلك المولود ألذي تحذر منه من بني‌ إسرائيل هو هذارمي‌ به في البحر فرقا منك فهم فرعون بقتله فاستوهبته آسية فوهبه لها ثم قال لها سميه فقالت سميته موشي لأنه وجد بين الماء والشجر.قالواوَ قالَتأمّ موسي لِأُختِهِ وكانت تسمّي مريم قُصّيهِ أي اتبعي‌ أثره واطلبيه هل تسمعين له ذكرا أحي‌ّ ابني‌ أم قدأكلته دوابّ البحر ونسيت وعد الله تعالي فَبَصُرَت بِهِ عَن جُنُبٍ وَ هُم لا يَشعُرُونَأنها أخته فلما امتنع أن يأخذ من المراضع ثديا قالت هَل أَدُلّكُم عَلي أَهلِ بَيتٍ يَكفُلُونَهُ لَكُم وَ هُم لَهُ ناصِحُونَ فلما أتت بأمه ثار إلي ثديها حتي امتلأ جنباه فقالت امكثي‌ عندي‌ ترضعين ابني‌ هذافقالت لاأستطيع أن أدع


صفحه : 56

بيتي‌ وولدي‌ فإن طابت نفسك أن تعطيني‌ فاذهب به إلي بيتي‌ لاآلوه خيرا فعلت وذكرت أم موسي وعد الله تعالي فرجعت به إلي بيتها من يومها وقيل كانت غيبة موسي عن أمه ثلاثة أيام فلما جاءت أمه به إلي بيتها كادت تقول هوابني‌ فعصمها الله تعالي و ذلك قوله تعالي إِن كادَت لتَبُديِ‌ بِهِ لَو لا أَن رَبَطنا عَلي قَلبِها فلما ترعرع قالت امرأة فرعون لأم موسي أحب أن تريني‌ ابني‌ فوعدتها يوما تراها إياه فقالت لحواضنها وقهارمتها لاتبقين منكم أحد إلااستقبل ابني‌ بهدية وكرامة فلم تزل الهدايا والتحف تستقبله من حين أخرج من بيت أمه أن أدخل علي امرأة فرعون فأكرمته وفرحت به فلما أدخل علي فرعون تناول لحيته ونتف منها ويقال إنه لطم وجهه و في بعض الروايات أنه كان يلعب بين يدي‌ فرعون وبيده قضيب صغير يلعب به إذ ضرب علي رأس فرعون فغضب غضبا شديدا وتطير منه و قال هذاعدوي‌ فأرسل إلي الذباحين فقالت امرأته إنما هوصبي‌ لايعقل وإني‌ أجعل بيني‌ وبينك أمرا تعرف فيه الحق أضع له حليا من الذهب وأضع له جمرا فإن أخذ الياقوت فهو يعقل فلما حول جبرئيل يده إلي الجمر قبضها وطرحها في فيه فوضعها علي لسانه فأحرقته فذلك ألذي يقول وَ احلُل عُقدَةً مِن لسِانيِ‌فكف عن قتله وحببه الله تعالي إليه و إلي الناس كلهم . و قال أهل السير لمابلغ موسي عليه السلام أشده وكبر كان يركب مراكب فرعون ويلبس مايلبس فرعون و كان إنما يدعي موسي بن فرعون وامتنع به بنو إسرائيل من كثير من


صفحه : 57

الظلم فركب فرعون ذات يوم فركب موسي في أثره فأدركه المقيل بأرض يقال لها منف فدخلها نصف النهار و قدغلقت أسواقها و ليس في طرقها أحد و ذلك قوله تعالي عَلي حِينِ غَفلَةٍ مِن أَهلِهافبينا هويمشي‌ في ناحية المدينة إذا هوبرجلين يقتتلان أحدهما من بني‌ إسرائيل والآخر من آل فرعون وألّذِي مِن شِيعَتِهِيقال إنه السامري‌ وألّذِي مِن عَدُوّهِ كان خبازا لفرعون واسمه قاثون و كان اشتري حطبا للمطبخ فسخر السامري‌ ليحمله فامتنع فلما مر بهما موسي استغاث به فقال موسي للقبطي‌ دعه فقال الخباز إنما آخذه لعمل أبيك فأبي أن يخلي‌ سبيله فغضب موسي فبطش وخلص السامري‌ من يده فنازعه القبطي‌فَوَكَزَهُ مُوسيفقتله و هو لايريد قتله قالوا و لماقتل لم يرهما إلا الله تعالي والإسرائيلي‌فَأَصبَحَ فِي المَدِينَةِ خائِفاً يَتَرَقّبُالأخبار فأتي فرعون فقيل له إن بني‌ إسرائيل قدقتلوا رجلا من آل فرعون فخذ لنا بحقنا فقال ائتوني‌ بقاتله و من يشهد عليه فطلبوا ذلك فبينا هم يطوفون إذ مر موسي من الغد فرأي ذلك الإسرائيلي‌ يقاتل فرعونيا فاستغاثه علي الفرعوني‌ فصادف موسي و قدندم علي ما كان منه بالأمس وكره ألذي رأي فغضب موسي فمد يده و هويريد أن يبطش بالفرعوني‌ فقال للإسرائيلي‌إِنّكَ لغَوَيِ‌ّ مُبِينٌففرق الإسرائيلي‌ من موسي أن يبطش به من أجل أنه أغلظ له الكلام فظن أنه يريد قتله فقال له يا مُوسي أَ تُرِيدُ أَن تقَتلُنَيِ‌الآية وإنما قال ذلك مخافة من موسي وظنا أن يكون إياه أراد وإنما أراد الفرعوني‌ فتتاركا وذهب إلي فرعون وأخبره بما سمع من الإسرائيلي‌ فأرسل فرعون الذباحين وأمرهم بقتل موسي و قال لهم اطلبوه في بنيات الطريق فإنه غلام لايهتدي‌ إلي الطريق فجاءه رجل من أقصي المدينة من شيعته يقال له خربيل و كان علي بقية من دين ابراهيم الخليل عليه السلام و كان أول من صدق بموسي وآمن به


صفحه : 58

وَ قَد روُيِ‌َ عَن رَسُولِ اللّهِص أَنّهُ قَالَ سُبّاقُ الأُمَمِ ثَلَاثَةٌ لَم يَكفُرُوا بِاللّهِ طَرفَةَ عَينٍ خِربِيلُ مُؤمِنُ آلِ فِرعَونَ وَ حَبِيبٌ النّجّارُ صَاحِبُ يَاسِينَ وَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيهِ السّلَامُ وَ هُوَ أَفضَلُهُم

.قالوا فجاء خربيل فاختصر طريقا قريبا حتي سبق الذباحين إليه وأخبره بما هَمّ به فرعون فذلك قوله تعالي وَ جاءَ رَجُلٌ مِن أَقصَي المَدِينَةِالآية فتحير موسي و لم يدر أين يذهب فجاء ملك علي فرس بيده عنزة فقال له اتبعني‌ فاتبعه فهداه إلي مدين . و عن ابن عباس أنه خرج من مصر إلي مدين وبينهما مسيرة ثمان ليال ويقال نحو من كوفة إلي البصرة و لم يكن له طعام إلاورق الشجر فما وصل إليها حتي وقع خف قدميه و إن خضرة البقل تتراءي من بطنه قالت العلماء لماانتهي موسي إلي أرض مدين في ثمان ليال نزل في أصل شجرة و إذاتحتها بئر وهي‌ التي‌ قال الله تعالي وَ لَمّا وَرَدَ ماءَ مَديَنَ وَجَدَ عَلَيهِ أُمّةً مِنَ النّاسِ يَسقُونَ وَ وَجَدَ مِن دُونِهِمُ امرَأَتَينِ تَذُودانِ أي تحبسان أغنامهما فقال لهماما خَطبُكُما قالَتا لا نسَقيِ‌ حَتّي يُصدِرَ الرّعاءُلأنا امرأتان ضعيفتان لانقدر علي مزاحمة الرعاء فإذاسقوا مواشيهم سقينا أغنامنا من فضول حياضهم وَ أَبُونا شَيخٌ كَبِيرٌتعنيان شعيبا. و عن ابن عباس قال اسم أب امرأة موسي ألذي استأجره يثرون صاحب مدين ابن أخي‌ شعيب عليه السلام واسم إحدي الجاريتين ليا ويقال حنونا واسم الأخري صفوراء وهي‌ امرأة موسي فلما قالتا ذلك رحمهما و كان هناك بئر و علي رأسها صخرة و كان نفر من الرجال يجتمعون عليها حتي يرفعوها عن رأسها وقيل إن تلك البئر غيرالبئر التي‌ يستقي‌ منها الرعاء قالوا فرفع موسي الصخرة عن رأسها وأخذ دلوا لهمافَسَقي لَهُماأغنامهما فرجعتا إلي أبيهما سريعا قبل الناس وتولي موسي إلي ظل الشجرة فقال رَبّ إنِيّ‌ لِما أَنزَلتَ إلِيَ‌ّ مِن خَيرٍ فَقِيرٌ. فقال ابن عباس لقد قال ذلك موسي عليه السلام و لوشاء إنسان أن ينظر إلي خضرة


صفحه : 59

أمعائه من شدة الجوع لنظر مايسأل الله تعالي إلاأكلة. و

قَالَ أَبُو جَعفَرٍ البَاقِرُ عَلَيهِ السّلَامُ لَقَد قَالَهَا وَ إِنّهُ لَمُحتَاجٌ إِلَي شِقّ تَمرَةٍ

قالوا فلما رجعتا إلي أبيهما قال لهما ماأعجلكما قالتا وجدنا رجلا صالحا رحمنا فسقي لنا أغنامنا فقال لإحداهما فاذهبي‌ فادعيه إلي‌ وهي‌ التي‌ تزوجها موسي فَجاءَتهُ إِحداهُما تمَشيِ‌ عَلَي استِحياءٍفقالَت له إِنّ أَبِي يَدعُوكَ لِيَجزِيَكَ أَجرَ ما سَقَيتَ لَنافقام موسي عليه السلام وتقدمته و هويتبعها فهبت ريح فألزقت ثوب المرأة بردفها فقال لها امشي‌ خلفي‌ ودليني‌ علي الطريق فإن أخطأت فارمي‌ قدامي‌ بحصاة فإنا بني‌ يعقوب لاننظر في أعجاز النساء فنعتت له الطريق إلي منزل أبيها ومشت خلفه حتي دخلا علي شعيب فسأله عن حاله فأخبره فقالَ لا تَخَف نَجَوتَ مِنَ القَومِ الظّالِمِينَفقالَت إِحداهُما وهي‌ التي‌ كانت الرسول إلي موسي يا أَبَتِ استَأجِرهُ إِنّ خَيرَ مَنِ استَأجَرتَ القوَيِ‌ّ الأَمِينُ وإنما قالت القوي‌ لأنه أزال الحجر ألذي كان يرفعه ثلاثون أوأربعون رجلا فقال لها أبوها فما علمك بأمانته فأخبرت أباها بما أمرها به موسي من استدبارها إياه .قالوافَلَمّا قَضي مُوسَي عليه السلام أتم الأجلين وَ سارَ بِأَهلِهِمنفصلا من أرض مدين يؤم الشام ومعه أغنامه وامرأته وهي‌ في شهرها لاتدري‌ أليلا تضع أم نهارا فانطلق في برية الشام عادلا عن المدائن والعمران مخافة الملوك الذين كانوا بالشام و كان أكبر همه يومئذ أخاه هارون وإخراجه من مصر فسار موسي عليه السلام في البرية غيرعارف بطرقها فأجاءه المسير إلي جانب الطور الغربي‌ الأيمن في عشية شاتية شديدة البرد وأظلم عليه الليل وأخذت السماء ترعد وتبرق وتمطر وأخذ امرأته الطلق فعمد موسي إلي زنده وقدحه مرات فلم تور فتحير وقام وقعد وأخذ يتأمل ماقرب و بعدتحيرا وضجرا فبينا هوكذلك إذآنَسَ مِن جانِبِ الطّورِ ناراًفحسبه نارافَقالَ لِأَهلِهِ امكُثُوا إنِيّ‌ آنَستُ ناراً لعَلَيّ‌ آتِيكُم مِنها بِقَبَسٍ أَو أَجِدُ عَلَي النّارِ هُديًيعني‌ من يدلني‌ علي الطريق و كان قدضل الطريق فَلَمّا أَتاهارأي نورا عظيما ممتدا من عنان السماء إلي شجرة عظيمة هناك و.


صفحه : 60

اختلفوا فيهافقيل العوسجة وقيل العناب فتحير موسي وارتعدت مفاصله حيث رأي نارا عظيمة ليس لها دخان تلتهب وتشتعل من جوف شجرة خضراء لاتزداد النار إلاعظما و لاالشجرة إلاخضرة ونضرة فلما دنا استأخرت عنه فخاف عنها ورجع ثم ذكر حاجته إلي النار فرجع إليها فدنت منه فنوُديِ‌َ مِن شاطِئِ الوادِ الأَيمَنِ فِي البُقعَةِ المُبارَكَةِ مِنَ الشّجَرَةِ أَن يا مُوسيفنظر فلم ير أحدا فنودي‌إنِيّ‌ أَنَا اللّهُ رَبّ العالَمِينَ فلما سمع ذلك علم أنه ربه فناداه ربه أن ادن واقترب فلما قرب منه وسمع النداء ورأي تلك الهيبة خفق قلبه و كل لسانه وضعفت متنه وصار حيا كميت فأرسل الله سبحانه إليه ملكا يشد ظهره ويقوي قلبه فلما تاب إليه نودي‌فَاخلَع نَعلَيكَ إِنّكَ بِالوادِ المُقَدّسِ طُويً ثم قال الله سبحانه تسكينا لقلبه وإذهابا لدهشته وَ ما تِلكَ بِيَمِينِكَ إلي قوله تعالي مَآرِبُ أُخري. واختلف في اسم العصا فقال ابن جبير اسمها ماشاء الله و قال مقاتل اسمها نفعة وقيل غياث وقيل عليق و أماصفتها والمآرب التي‌ فيهالموسي عليه السلام فقال أهل العلم بأخبار الماضين كان لعصا موسي شعبتان ومحجن في أصل الشعبتين وسنان حديد في أسفلها و كان موسي عليه السلام إذادخل مفازة ليلا و لم يكن قمر تضي‌ء شعبتاها كالشعبتين من نور تضيئان له مد البصر و كان إذاأعوز الماء أدلاها في البئر فجعلت تمتد إلي مقدار قعر البئر وتصير في رأسها شبه الدلو يستقي‌ و إذااحتاج إلي الطعام ضرب الأرض بعصاه فيخرج مايأكل يومه و كان إذااشتهي فاكهة من الفواكه غرزها في الأرض فتغصنت أغصان تلك الشجرة التي‌ اشتهي موسي فاكهتها وأثمرت له من ساعتها ويقال كان عصاه من اللوز فكان إذاجاع ركزها في الأرض فأورقت وأثمرت وأطعمت فكان يأكل منها اللوز و كان إذاقاتل عدوه يظهر علي شعبتيها تنينان يتناضلان و كان يضرب علي الجبل


صفحه : 61

الصعب الوعر المرتقي و علي الشجر والعشب والشوك فينفرج و إذاأراد عبور نهر من الأنهار بلا سفينة ضربها عليه فانفلق وبدا له طريق مهيع يمشي‌ فيه و كان يشرب أحيانا من إحدي الشعبتين اللبن و من الآخر العسل و كان إذاأعيا في طريقه يركبها فتحملها إلي أي موضع شاء من غيرركض و لاتحريك رجل وكانت تدله علي الطريق وتقاتل أعداءه و إذااحتاج موسي إلي الطيب فاح منها الطيب حتي يتطيب ثوبه و إذا كان في طريق فيه لصوص تخشي الناس جانبهم تكلمه العصا وتقول له خذ جانب كذا و كان يهش بها علي غنمه ويدفع بهاالسباع والحيات والحشرات و إذاسافر وضعها علي عاتقه وعلق عليها جهازه ومتاعه ومخلاته ومقلاعه وكساءه وطعامه وسقاءه . قال مقاتل بن حيان قال شعيب لموسي حين زوج ابنته وسلم إليه أغنامه يرعاها اذهب بهذه الأغنام فإذابلغت مفرق الطريق فخذ علي يسارك و لاتأخذ علي يمينك و إن كان الكلأ بهاأكثر فإن هناك تنينا عظيما أخشي عليك و علي الأغنام منه فذهب موسي بالأغنام فلما بلغ مفرق الطريقين أخذت الأغنام ذات اليمين فاجتهد موسي علي أن يصرفها إلي ذات الشمال فلم تطعه فنام موسي والأغنام ترعي فإذابالتنين قدجاء فقامت عصا موسي فحاربته فقتلته وأتت فاستلقت علي جنب موسي وهي‌ دامية فلما استيقظ موسي عليه السلام رأي العصا دامية والتنين مقتولا فعلم أن في تلك العصا لله تعالي قدرة وعرف أن لها شأنا فهذه مآرب موسي فيها إذاكانت عصا فأما إذاألقاها موسي فيري أنها تنقلب حية كأعظم ما يكون من التنانين سوداء مدلهمة تدب علي أربع قوائم تصير شعبتاها فمها و فيه اثنا عشر أنيابا وأضراسا لها صريف وصرير يخرج منها لهب النار فتصير محجنها عرفا لها كأمثال النيازك تلتهب وعيناها تلمعان كمايلمع البرق تهب من فيهاريح السموم لاتصيب شيئا إلاأحرقته تمر بالصخرة مثل الناقة الكوماء فتبتلعها حتي أن الصخور في جوفها تتقعقع وتمر بالشجرة فتفطرها بأنيابها ثم تحطمها و


صفحه : 62

تبتلعها وجعلت تتلمظ وتترمرم كأنها تطلب شيئا تأكل و كان تكون في عظم الثعبان وخفة الجان ولين الحية و ذلك موافق لنص القرآن حيث قال في موضع فَإِذا هيِ‌َ ثُعبانٌ مُبِينٌ و قال في موضع آخركَأَنّها جَانّ و قال في موضع آخرفَإِذا هيِ‌َ حَيّةٌ تَسعيقالوا فلما ألقاها صارت شعبتاها فمها ومحجنها عرفا لها في ظهرها وهي‌ تهتز لها أنياب وهي‌ كماشاء الله أن يكون فرأي موسي أمرا فظيعا فوَلّي مُدبِراً وَ لَم يُعَقّبفناداه ربه تعالي أن يا مُوسي أَقبِل وَ لا تَخَف إِنّكَ مِنَ الآمِنِينَقالوا و كان علي موسي جبة من صوف فلف كمه علي يده و هولها هائب فنودي‌ أن احسر عن يدك فحسر كمه عن يده ثم أدخل يده بين لحييها فلما قبض فإذا هوعصاه في يده ويده بين شعبتيها حيث كان يضعها ثم قال له أَدخِل يَدَكَ فِي جَيبِكَفأدخلها ثم أخرجها فإذاهي‌ نور تلتهب يكل عنه البصر ثم ردها فخرجت كماكانت علي لون يديه . ثم قال له اذهَب إِلي فِرعَونَ إِنّهُ طَغي فقال موسي رَبّ إنِيّ‌ قَتَلتُ مِنهُم نَفساً فَأَخافُ أَن يَقتُلُونِ وَ أخَيِ‌ هارُونُ هُوَ أَفصَحُ منِيّ‌ لِساناً فَأَرسِلهُ معَيِ‌ رِدءاً يصُدَقّنُيِ‌ إنِيّ‌ أَخافُ أَن يُكَذّبُونِ قال الله تعالي سَنَشُدّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَالآية و كان علي موسي يومئذ مدرعة قدخلها بخلال وجبة من صوف وثياب من صوف وقلنسوة من صوف و الله سبحانه يكلمه ويعهد إليه و يقول له يا موسي انطلق برسالتي‌ و أنت بعيني‌ وسمعي‌ ومعك قوتي‌ ونصرتي‌ بعثتك إلي خلق ضعيف من خلقي‌ بطر من نعمتي‌ وآمن مكري‌ وغرته الدنيا حتي جحد حقي‌ وأنكر ربوبيتي‌ وزعم أنه لايعرفني‌ وعزتي‌ وجلالي‌ لو لاالحجة والعذر اللذان جعلتهما بيني‌ و بين خلقي‌ لبطشت به بطشة جبار تغضب لغضبه السماوات و الأرض والبحار والجبال والشجر والدواب فلو أذنت للسماء لحصبته أوللأرض لابتلعته أوللجبال لدكدكته أوللبحار لغرقته ولكن هان علي وصغر عندي‌ ووسعه حلمي‌ و أناالغني‌ عنه و عن جميع خلقي‌ و أناخالق الغني‌ والفقير لاغني‌ إلا من أغنيته و لافقير إلا من أفقرته فبلغه رسالتي‌ وادعه إلي عبادتي‌ وتوحيدي‌ والإخلاص لي وحذره نقمتي‌ وبأسي‌ وذكره أيامي‌ وأعلمه أنه لايقوم لغضبي‌ شيء وقل له فيما بين ذلك


صفحه : 63

قَولًا لَيّناً لَعَلّهُ يَتَذَكّرُ أَو يَخشي وكنه في خطابك إياه و لايرو عنك ماألبسته من لباس الدنيا فإن ناصيته بيدي‌ و لايطرف و لاينطق و لايتنفس إلابعلمي‌ وأخبره بأني‌ إلي العفو والمغفرة أسرع إلي الغضب والعقوبة وقل له أجب ربك فإنه واسع المغفرة قدأمهلك طول هذه المدة و أنت في كلها تدعي‌ الربوبية دونه وتصد عن عبادته و في كل ذلك تمطر عليك السماء وتنبت لك الأرض ويلبسك العافية و لوشاء لعاجلك بالنقمة ولسلبك ماأعطاك ولكنه ذو حلم عظيم ثم أمسك عن موسي سبعة أيام ثم قيل له بعدسبع ليال أجب ربك يا موسي فيما كلمك فقال رَبّ اشرَح لِي صدَريِ‌الآية فلما رجع موسي شيعته الملائكة فكان قلب موسي مشتغلا بولده وأراد أن يختنه فأمر الله عز و جل ملكا فمد يده و لم يزل قدمه عن موضعها حتي جاء به ملففا في خرقته وتناوله موسي فأخذ حجرتين فحك أحدهما بالآخر حتي حدده كالسكين فختن بهما ابنه فتفل الملك عليه وبر‌ئ من ساعته ثم رده الملك إلي موضعه و لم يزل أهل موسي في ذلك الموضع حتي مر راع من أهل مدين فعرفهم واحتملهم وردهم إلي مدين وكانوا عندشعيب حتي بلغهم خبر موسي عليه السلام بعد مافلق البحر وجاوزه بنو إسرائيل وغرق الله فرعون فبعثهم شعيب إلي موسي عليه السلام بمصر.إيضاح فتحز بالزاي‌ المعجمة أي تقطع والخصاص كل خلل وخرق في باب وغيره والفرضة بالضم من النهر ثلمة يستقي منها و من البحر محط السفن وسخره كمنعه كلفه ما لايريد وقهره والزند ألذي يقدح به النار ووري‌ النار اتقادها والمحجن كمنبر كل معطوف معوج وطريق مهيع بين والمقلاع ألذي يرمي به الحجر وصريف ناب البعير صوتها وتلمظت الحية أخرجت لسانها وترمرم تحرك للكلام و لم يتكلم


صفحه : 64

باب 3-معني قوله تعالي فَاخلَع نَعلَيكَ

وقول موسي عليه السلام وَ احلُل عُقدَةً مِن لسِانيِ‌ و أنه لم سمي‌ الجبل طور سيناء

1- ع ،[علل الشرائع ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَن يَعقُوبَ بنِ شُعَيبٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لِمُوسَي عَلَيهِ السّلَامُفَاخلَع نَعلَيكَلِأَنّهَا كَانَت مِن جِلدِ حِمَارٍ مَيّتٍ

مع ،[معاني‌ الأخبار]مرسلا مثله

2- ع ،[علل الشرائع ] مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ بنِ نَصرٍ النجّاّريِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ الكوُفيِ‌ّ بِإِسنَادٍ مُتّصِلٍ إِلَي الصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَلَيهِ السّلَامُ أَنّهُ قَالَ فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ لِمُوسَي عَلَيهِ السّلَامُفَاخلَع نَعلَيكَ قَالَ يعَنيِ‌ ارفَع خَوفَيكَ يعَنيِ‌ خَوفَهُ مِن ضِيَاعِ أَهلِهِ وَ قَد خَلّفَهَا بِمَخضٍ وَ خَوفَهُ مِن فِرعَونَ

قال الصدوق رحمه الله وسمعت أبا جعفر محمد بن عبد الله بن طيفور الدامغاني‌ الواعظ يقول في قول موسي عليه السلام وَ احلُل عُقدَةً مِن لسِانيِ‌ يَفقَهُوا قوَليِ‌ قال يقول إني‌ أستحيي‌ أن أكلم بلساني‌ ألذي كلمتك به غيرك فيمنعني‌ حيائي‌ منك عن محاورة غيرك فصارت هذه الحال عقدة علي لساني‌ فاحللها بفضلك وَ اجعَل لِي وَزِيراً مِن أهَليِ‌ هارُونَ أخَيِ‌معناه أنه سأل الله عز و جل أن يأذن له في أن يعبر عنه هارون فلايحتاج أن يكلم فرعون بلسان كلم الله عز و جل به

3- ع ،[علل الشرائع ] مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ بنِ بَشّارٍ القزَويِنيِ‌ّ عَنِ المُظَفّرِ بنِ أَحمَدَ عَنِ الأسَدَيِ‌ّ عَنِ


صفحه : 65

النخّعَيِ‌ّ عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ سَالِمٍ عَن سَعِيدِ بنِ جُبَيرٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَبّاسٍ قَالَ إِنّمَا سمُيّ‌َ الجَبَلُ ألّذِي كَانَ عَلَيهِ مُوسَي طُورَ سَينَاءَ لِأَنّهُ جَبَلٌ كَانَ عَلَيهِ شَجَرُ الزّيتُونِ وَ كُلّ جَبَلٍ يَكُونُ عَلَيهِ مَا يُنتَفَعُ بِهِ مِنَ النّبَاتِ أَوِ الأَشجَارِ سمُيّ‌َ طُورَ سَينَاءَ وَ طُورَ سِينِينَ وَ مَا لَم يَكُن عَلَيهِ مَا يُنتَفَعُ بِهِ مِنَ النّبَاتِ أَوِ الأَشجَارِ مِنَ الجِبَالِ سمُيّ‌َ طور[طُوراً] وَ لَا يُقَالُ لَهُ طُورُ سَينَاءَ وَ لَا طُورُ سِينِينَ

مع ،[معاني‌ الأخبار]مرسلا مثله

4-ج ،[الإحتجاج ] سَأَلَ سَعدُ بنُ عَبدِ اللّهِ القَائِمَ عَلَيهِ السّلَامُ عَن قَولِ اللّهِ تَعَالَي لِنَبِيّهِ مُوسَيفَاخلَع نَعلَيكَ إِنّكَ بِالوادِ المُقَدّسِ طُويً فَإِنّ فُقَهَاءَ الفَرِيقَينِ يَزعُمُونَ أَنّهَا كَانَت مِن إِهَابِ المَيتَةِ فَقَالَ عَلَيهِ السّلَامُ مَن قَالَ ذَلِكَ فَقَدِ افتَرَي عَلَي مُوسَي وَ استَجهَلَهُ فِي نُبُوّتِهِ إِنّهُ مَا خَلَا الأَمرُ فِيهَا مِن خَصلَتَينِ إِمّا أَن كَانَت صَلَاةُ مُوسَي فِيهَا جَائِزَةً أَو غَيرَ جَائِزَةٍ فَإِن كَانَت جَائِزَةً فِيهَا فَجَازَ لِمُوسَي أَن يَكُونَ يَلبَسُهَا فِي تِلكَ البُقعَةِ وَ إِن كَانَت مُقَدّسَةً مُطَهّرَةً وَ إِن كَانَت صَلَاتُهُ غَيرَ جَائِزَةٍ فِيهَا فَقَد أَوجَبَ أَنّ مُوسَي لَم يَعرِفِ الحَلَالَ وَ الحَرَامَ وَ لَم يَعلَم مَا جَازَتِ الصّلَاةُ فِيهِ مِمّا لَم تَجُز وَ هَذَا كُفرٌ قُلتُ فأَخَبرِنيِ‌ يَا موَلاَي‌َ عَنِ التّأوِيلِ فِيهِمَا قَالَ إِنّ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ كَانَ بِالوَادِ المُقَدّسِ فَقَالَ يَا رَبّ إنِيّ‌ أَخلَصتُ لَكَ المَحَبّةَ منِيّ‌ وَ غَسَلتُ قلَبيِ‌ عَمّن سِوَاكَ وَ كَانَ شَدِيدَ الحُبّ لِأَهلِهِ فَقَالَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيفَاخلَع نَعلَيكَ أَيِ انزِع حُبّ أَهلِكَ مِن قَلبِكَ إِن كَانَت مَحَبّتُكَ لِي خَالِصَةً وَ قَلبُكَ مِنَ المَيلِ إِلَي مَن سوِاَي‌َ مَشغُولًا الخَبَرَ

بيان اعلم أن المفسرين اختلفوا في سبب الأمر بخلع النعلين ومعناه علي أقوال


صفحه : 66

الأول أنهما كانتا من جلد حمار ميت والثاني‌ أنه كان من جلد بقرة ذكية ولكنه أمر بخلعهما ليباشر بقدميه الأرض فتصيبه بركة الوادي‌ المقدس والثالث أن الحفا من علامة التواضع ولذلك كانت السلف تطوف حفاة والرابع أن موسي عليه السلام إنما لبس النعل اتقاء من الأنجاس وخوفا من الحشرات فآمنه الله مما يخاف وأعلمه بطهارة الموضع والخامس أن المعني فرغ قلبك من حب الأهل والمال والسادس أن المراد فرغ قلبك عن ذكر الدارين

5- ع ،[علل الشرائع ] فِي خَبَرِ ابنِ سَلَامٍ أَنّهُ سَأَلَ النّبِيّص عَنِ الوَادِ المُقَدّسِ لِمَ سمُيّ‌َ المُقَدّسَ قَالَ لِأَنّهُ قُدّسَت فِيهِ الأَروَاحُ وَ اصطُفِيَت فِيهِ المَلَائِكَةُوَ كَلّمَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّمُوسي تَكلِيماً


صفحه : 67

باب 4-بعثة موسي وهارون صلوات الله عليهما علي فرعون وأحوال فرعون وأصحابه وغرقهم و مانزل عليهم من العذاب قبل ذلك وإيمان السحرة وأحوالهم

الآيات البقرةوَ إِذ نَجّيناكُم مِن آلِ فِرعَونَ يَسُومُونَكُم سُوءَ العَذابِ يُذَبّحُونَ أَبناءَكُم وَ يَستَحيُونَ نِساءَكُم وَ فِي ذلِكُم بَلاءٌ مِن رَبّكُم عَظِيمٌ وَ إِذ فَرَقنا بِكُمُ البَحرَ فَأَنجَيناكُم وَ أَغرَقنا آلَ فِرعَونَ وَ أَنتُم تَنظُرُونَالأعراف ثُمّ بَعَثنا مِن بَعدِهِم مُوسي بِآياتِنا إِلي فِرعَونَ وَ مَلَائِهِ فَظَلَمُوا بِها فَانظُر كَيفَ كانَ عاقِبَةُ المُفسِدِينَ وَ قالَ مُوسي يا فِرعَونُ إنِيّ‌ رَسُولٌ مِن رَبّ العالَمِينَ حَقِيقٌ عَلي أَن لا أَقُولَ عَلَي اللّهِ إِلّا الحَقّ قَد جِئتُكُم بِبَيّنَةٍ مِن رَبّكُم فَأَرسِل معَيِ‌َ بنَيِ‌ إِسرائِيلَ قالَ إِن كُنتَ جِئتَ بِآيَةٍ فَأتِ بِها إِن كُنتَ مِنَ الصّادِقِينَ فَأَلقي عَصاهُ فَإِذا هيِ‌َ ثُعبانٌ مُبِينٌ وَ نَزَعَ يَدَهُ فَإِذا هيِ‌َ بَيضاءُ لِلنّاظِرِينَ قالَ المَلَأُ مِن قَومِ فِرعَونَ إِنّ هذا لَساحِرٌ عَلِيمٌ يُرِيدُ أَن يُخرِجَكُم مِن أَرضِكُم فَما ذا تَأمُرُونَ قالُوا أَرجِه وَ أَخاهُ وَ أَرسِل فِي المَدائِنِ حاشِرِينَ يَأتُوكَ بِكُلّ ساحِرٍ عَلِيمٍ وَ جاءَ السّحَرَةُ فِرعَونَ قالُوا إِنّ لَنا لَأَجراً إِن كُنّا نَحنُ الغالِبِينَ قالَ نَعَم وَ إِنّكُم لَمِنَ المُقَرّبِينَ قالُوا يا مُوسي إِمّا أَن تلُقيِ‌َ وَ إِمّا أَن نَكُونَ نَحنُ المُلقِينَ قالَ أَلقُوا فَلَمّا أَلقَوا سَحَرُوا أَعيُنَ النّاسِ وَ استَرهَبُوهُم وَ جاؤُ بِسِحرٍ عَظِيمٍ وَ أَوحَينا إِلي مُوسي أَن أَلقِ عَصاكَ فَإِذا هيِ‌َ تَلقَفُ ما يَأفِكُونَ فَوَقَعَ الحَقّ وَ بَطَلَ ما كانُوا يَعمَلُونَ فَغُلِبُوا هُنالِكَ وَ انقَلَبُوا صاغِرِينَ وَ ألُقيِ‌َ السّحَرَةُ ساجِدِينَ قالُوا آمَنّا بِرَبّ العالَمِينَ رَبّ مُوسي وَ هارُونَ قالَ فِرعَونُ آمَنتُم بِهِ قَبلَ أَن آذَنَ لَكُم إِنّ هذا لَمَكرٌ مَكَرتُمُوهُ فِي المَدِينَةِ لِتُخرِجُوا مِنها أَهلَها فَسَوفَ تَعلَمُونَ لَأُقَطّعَنّ أَيدِيَكُم وَ أَرجُلَكُم مِن خِلافٍ ثُمّ لَأُصَلّبَنّكُم أَجمَعِينَ قالُوا إِنّا إِلي رَبّنا مُنقَلِبُونَ وَ ما تَنقِمُ مِنّا


صفحه : 68

إِلّا أَن آمَنّا بِآياتِ رَبّنا لَمّا جاءَتنا رَبّنا أَفرِغ عَلَينا صَبراً وَ تَوَفّنا مُسلِمِينَ وَ قالَ المَلَأُ مِن قَومِ فِرعَونَ أَ تَذَرُ مُوسي وَ قَومَهُ لِيُفسِدُوا فِي الأَرضِ وَ يَذَرَكَ وَ آلِهَتَكَ قالَ سَنُقَتّلُ أَبناءَهُم وَ نسَتحَييِ‌ نِساءَهُم وَ إِنّا فَوقَهُم قاهِرُونَ قالَ مُوسي لِقَومِهِ استَعِينُوا بِاللّهِ وَ اصبِرُوا إِنّ الأَرضَ لِلّهِ يُورِثُها مَن يَشاءُ مِن عِبادِهِ وَ العاقِبَةُ لِلمُتّقِينَ قالُوا أُوذِينا مِن قَبلِ أَن تَأتِيَنا وَ مِن بَعدِ ما جِئتَنا قالَ عَسي رَبّكُم أَن يُهلِكَ عَدُوّكُم وَ يَستَخلِفَكُم فِي الأَرضِ فَيَنظُرَ كَيفَ تَعمَلُونَ وَ لَقَد أَخَذنا آلَ فِرعَونَ بِالسّنِينَ وَ نَقصٍ مِنَ الثّمَراتِ لَعَلّهُم يَذّكّرُونَ فَإِذا جاءَتهُمُ الحَسَنَةُ قالُوا لَنا هذِهِ وَ إِن تُصِبهُم سَيّئَةٌ يَطّيّرُوا بِمُوسي وَ مَن مَعَهُ أَلا إِنّما طائِرُهُم عِندَ اللّهِ وَ لكِنّ أَكثَرَهُم لا يَعلَمُونَ وَ قالُوا مَهما تَأتِنا بِهِ مِن آيَةٍ لِتَسحَرَنا بِها فَما نَحنُ لَكَ بِمُؤمِنِينَ فَأَرسَلنا عَلَيهِمُ الطّوفانَ وَ الجَرادَ وَ القُمّلَ وَ الضّفادِعَ وَ الدّمَ آياتٍ مُفَصّلاتٍ فَاستَكبَرُوا وَ كانُوا قَوماً مُجرِمِينَ وَ لَمّا وَقَعَ عَلَيهِمُ الرّجزُ قالُوا يا مُوسَي ادعُ لَنا رَبّكَ بِما عَهِدَ عِندَكَ لَئِن كَشَفتَ عَنّا الرّجزَ لَنُؤمِنَنّ لَكَ وَ لَنُرسِلَنّ مَعَكَ بنَيِ‌ إِسرائِيلَ فَلَمّا كَشَفنا عَنهُمُ الرّجزَ إِلي أَجَلٍ هُم بالِغُوهُ إِذا هُم يَنكُثُونَ فَانتَقَمنا مِنهُم فَأَغرَقناهُم فِي اليَمّ بِأَنّهُم كَذّبُوا بِآياتِنا وَ كانُوا عَنها غافِلِينَ وَ أَورَثنَا القَومَ الّذِينَ كانُوا يُستَضعَفُونَ مَشارِقَ الأَرضِ وَ مَغارِبَهَا التّيِ‌ بارَكنا فِيها وَ تَمّت كَلِمَتُ رَبّكَ الحُسني عَلي بنَيِ‌ إِسرائِيلَ بِما صَبَرُوا وَ دَمّرنا ما كانَ يَصنَعُ فِرعَونُ وَ قَومُهُ وَ ما كانُوا يَعرِشُونَالأنفال كَدَأبِ آلِ فِرعَونَ وَ الّذِينَ مِن قَبلِهِم كَفَرُوا بِآياتِ اللّهِ فَأَخَذَهُمُ اللّهُ بِذُنُوبِهِم إِنّ اللّهَ قوَيِ‌ّ شَدِيدُ العِقابِ و قال تعالي كَدَأبِ آلِ فِرعَونَ وَ الّذِينَ مِن قَبلِهِم كَذّبُوا بِآياتِ رَبّهِم فَأَهلَكناهُم بِذُنُوبِهِم وَ أَغرَقنا آلَ فِرعَونَ وَ كُلّ كانُوا ظالِمِينَيونس ثُمّ بَعَثنا مِن بَعدِهِم مُوسي وَ هارُونَ إِلي فِرعَونَ وَ مَلَائِهِ بِآياتِنا فَاستَكبَرُوا وَ كانُوا قَوماً مُجرِمِينَ فَلَمّا جاءَهُمُ الحَقّ مِن عِندِنا قالُوا إِنّ هذا لَسِحرٌ مُبِينٌ قالَ مُوسي أَ تَقُولُونَ لِلحَقّ لَمّا جاءَكُم أَ سِحرٌ هذا وَ لا يُفلِحُ السّاحِرُونَ قالُوا أَ جِئتَنا لِتَلفِتَنا عَمّا وَجَدنا عَلَيهِ آباءَنا وَ تَكُونَ لَكُمَا الكِبرِياءُ فِي الأَرضِ وَ ما نَحنُ لَكُما بِمُؤمِنِينَ وَ قالَ فِرعَونُ ائتوُنيِ‌ بِكُلّ ساحِرٍ عَلِيمٍ فَلَمّا جاءَ السّحَرَةُ قالَ لَهُم مُوسي أَلقُوا ما أَنتُم مُلقُونَ فَلَمّا أَلقَوا قالَ مُوسي ما جِئتُم بِهِ السّحرُ إِنّ اللّهَ سَيُبطِلُهُ إِنّ اللّهَ لا يُصلِحُ عَمَلَ المُفسِدِينَ


صفحه : 69

وَ يُحِقّ اللّهُ الحَقّ بِكَلِماتِهِ وَ لَو كَرِهَ المُجرِمُونَ فَما آمَنَ لِمُوسي إِلّا ذُرّيّةٌ مِن قَومِهِ عَلي خَوفٍ مِن فِرعَونَ وَ مَلَائِهِم أَن يَفتِنَهُم وَ إِنّ فِرعَونَ لَعالٍ فِي الأَرضِ وَ إِنّهُ لَمِنَ المُسرِفِينَ وَ قالَ مُوسي يا قَومِ إِن كُنتُم آمَنتُم بِاللّهِ فَعَلَيهِ تَوَكّلُوا إِن كُنتُم مُسلِمِينَ فَقالُوا عَلَي اللّهِ تَوَكّلنا رَبّنا لا تَجعَلنا فِتنَةً لِلقَومِ الظّالِمِينَ وَ نَجّنا بِرَحمَتِكَ مِنَ القَومِ الكافِرِينَ وَ أَوحَينا إِلي مُوسي وَ أَخِيهِ أَن تَبَوّءا لِقَومِكُما بِمِصرَ بُيُوتاً وَ اجعَلُوا بُيُوتَكُم قِبلَةً وَ أَقِيمُوا الصّلاةَ وَ بَشّرِ المُؤمِنِينَ وَ قالَ مُوسي رَبّنا إِنّكَ آتَيتَ فِرعَونَ وَ مَلَأَهُ زِينَةً وَ أَموالًا فِي الحَياةِ الدّنيا رَبّنا لِيُضِلّوا عَن سَبِيلِكَ رَبّنَا اطمِس عَلي أَموالِهِم وَ اشدُد عَلي قُلُوبِهِم فَلا يُؤمِنُوا حَتّي يَرَوُا العَذابَ الأَلِيمَ قالَ قَد أُجِيبَت دَعوَتُكُما فَاستَقِيما وَ لا تَتّبِعانّ سَبِيلَ الّذِينَ لا يَعلَمُونَ وَ جاوَزنا ببِنَيِ‌ إِسرائِيلَ البَحرَ فَأَتبَعَهُم فِرعَونُ وَ جُنُودُهُ بَغياً وَ عَدواً حَتّي إِذا أَدرَكَهُ الغَرَقُ قالَ آمَنتُ أَنّهُ لا إِلهَ إِلّا ألّذِي آمَنَت بِهِ بَنُوا إِسرائِيلَ وَ أَنَا مِنَ المُسلِمِينَ آلآنَ وَ قَد عَصَيتَ قَبلُ وَ كُنتَ مِنَ المُفسِدِينَ فَاليَومَ نُنَجّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَن خَلفَكَ آيَةً وَ إِنّ كَثِيراً مِنَ النّاسِ عَن آياتِنا لَغافِلُونَ وَ لَقَد بَوّأنا بنَيِ‌ إِسرائِيلَ مُبَوّأَ صِدقٍ وَ رَزَقناهُم مِنَ الطّيّباتِ فَمَا اختَلَفُوا حَتّي جاءَهُمُ العِلمُ إِنّ رَبّكَ يقَضيِ‌ بَينَهُم يَومَ القِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَختَلِفُونَهودوَ لَقَد أَرسَلنا مُوسي بِآياتِنا وَ سُلطانٍ مُبِينٍ إِلي فِرعَونَ وَ مَلَائِهِ فَاتّبَعُوا أَمرَ فِرعَونَ وَ ما أَمرُ فِرعَونَ بِرَشِيدٍ يَقدُمُ قَومَهُ يَومَ القِيامَةِ فَأَورَدَهُمُ النّارَ وَ بِئسَ الوِردُ المَورُودُ وَ أُتبِعُوا فِي هذِهِ لَعنَةً وَ يَومَ القِيامَةِ بِئسَ الرّفدُ المَرفُودُالإسراءوَ لَقَد آتَينا مُوسي تِسعَ آياتٍ بَيّناتٍ فَسئَل بنَيِ‌ إِسرائِيلَ إِذ جاءَهُم فَقالَ لَهُ فِرعَونُ إنِيّ‌ لَأَظُنّكَ يا مُوسي مَسحُوراً قالَ لَقَد عَلِمتَ ما أَنزَلَ هؤُلاءِ إِلّا رَبّ السّماواتِ وَ الأَرضِ بَصائِرَ وَ إنِيّ‌ لَأَظُنّكَ يا فِرعَونُ مَثبُوراً فَأَرادَ أَن يَستَفِزّهُم مِنَ الأَرضِ فَأَغرَقناهُ وَ مَن مَعَهُ جَمِيعاً وَ قُلنا مِن بَعدِهِ لبِنَيِ‌ إِسرائِيلَ اسكُنُوا الأَرضَ فَإِذا جاءَ وَعدُ الآخِرَةِ جِئنا بِكُم لَفِيفاًطه وَ هَل أَتاكَ حَدِيثُ مُوسي إِذ رَأي ناراً فَقالَ لِأَهلِهِ امكُثُوا إنِيّ‌ آنَستُ ناراً لعَلَيّ‌ آتِيكُم مِنها بِقَبَسٍ أَو أَجِدُ عَلَي النّارِ هُديً فَلَمّا أَتاها نوُديِ‌َ يا مُوسي إنِيّ‌ أَنَا رَبّكَ فَاخلَع نَعلَيكَ إِنّكَ بِالوادِ المُقَدّسِ طُويً وَ أَنَا اختَرتُكَ فَاستَمِع لِما يُوحي


صفحه : 70

إنِنّيِ‌ أَنَا اللّهُ لا إِلهَ إِلّا أَنَا فاَعبدُنيِ‌ وَ أَقِمِ الصّلاةَ لذِكِريِ‌ إِنّ السّاعَةَ آتِيَةٌ أَكادُ أُخفِيها لِتُجزي كُلّ نَفسٍ بِما تَسعي فَلا يَصُدّنّكَ عَنها مَن لا يُؤمِنُ بِها وَ اتّبَعَ هَواهُ فَتَردي وَ ما تِلكَ بِيَمِينِكَ يا مُوسي قالَ هيِ‌َ عصَاي‌َ أَتَوَكّؤُا عَلَيها وَ أَهُشّ بِها عَلي غنَمَيِ‌ وَ لِيَ فِيها مَآرِبُ أُخري قالَ أَلقِها يا مُوسي فَأَلقاها فَإِذا هيِ‌َ حَيّةٌ تَسعي قالَ خُذها وَ لا تَخَف سَنُعِيدُها سِيرَتَهَا الأُولي وَ اضمُم يَدَكَ إِلي جَناحِكَ تَخرُج بَيضاءَ مِن غَيرِ سُوءٍ آيَةً أُخري لِنُرِيَكَ مِن آياتِنَا الكُبري اذهَب إِلي فِرعَونَ إِنّهُ طَغي قالَ رَبّ اشرَح لِي صدَريِ‌ وَ يَسّر لِي أمَريِ‌ وَ احلُل عُقدَةً مِن لسِانيِ‌ يَفقَهُوا قوَليِ‌ وَ اجعَل لِي وَزِيراً مِن أهَليِ‌ هارُونَ أخَيِ‌ اشدُد بِهِ أزَريِ‌ وَ أَشرِكهُ فِي أمَريِ‌ كيَ‌ نُسَبّحَكَ كَثِيراً وَ نَذكُرَكَ كَثِيراً إِنّكَ كُنتَ بِنا بَصِيراً قالَ قَد أُوتِيتَ سُؤلَكَ يا مُوسي وَ لَقَد مَنَنّا عَلَيكَ مَرّةً أُخري إِذ أَوحَينا إِلي أُمّكَ ما يُوحي أَنِ اقذِفِيهِ فِي التّابُوتِ فَاقذِفِيهِ فِي اليَمّ فَليُلقِهِ اليَمّ بِالسّاحِلِ يَأخُذهُ عَدُوّ لِي وَ عَدُوّ لَهُ وَ أَلقَيتُ عَلَيكَ مَحَبّةً منِيّ‌ وَ لِتُصنَعَ عَلي عيَنيِ‌ إِذ تمَشيِ‌ أُختُكَ فَتَقُولُ هَل أَدُلّكُم عَلي مَن يَكفُلُهُ فَرَجَعناكَ إِلي أُمّكَ كيَ‌ تَقَرّ عَينُها وَ لا تَحزَنَ وَ قَتَلتَ نَفساً فَنَجّيناكَ مِنَ الغَمّ وَ فَتَنّاكَ فُتُوناً فَلَبِثتَ سِنِينَ فِي أَهلِ مَديَنَ ثُمّ جِئتَ عَلي قَدَرٍ يا مُوسي وَ اصطَنَعتُكَ لنِفَسيِ‌ اذهَب أَنتَ وَ أَخُوكَ بآِياتيِ‌ وَ لا تَنِيا فِي ذكِريِ‌ اذهَبا إِلي فِرعَونَ إِنّهُ طَغي فَقُولا لَهُ قَولًا لَيّناً لَعَلّهُ يَتَذَكّرُ أَو يَخشي قالا رَبّنا إِنّنا نَخافُ أَن يَفرُطَ عَلَينا أَو أَن يَطغي قالَ لا تَخافا إنِنّيِ‌ مَعَكُما أَسمَعُ وَ أَري فَأتِياهُ فَقُولا إِنّا رَسُولا رَبّكَ فَأَرسِل مَعَنا بنَيِ‌ إِسرائِيلَ وَ لا تُعَذّبهُم قَد جِئناكَ بِآيَةٍ مِن رَبّكَ وَ السّلامُ عَلي مَنِ اتّبَعَ الهُدي إِنّا قَد أوُحيِ‌َ إِلَينا أَنّ العَذابَ عَلي مَن كَذّبَ وَ تَوَلّي قالَ فَمَن رَبّكُما يا مُوسي قالَ رَبّنَا ألّذِي أَعطي كُلّ شَيءٍ خَلقَهُ ثُمّ هَدي قالَ فَما بالُ القُرُونِ الأُولي قالَ عِلمُها عِندَ ربَيّ‌ فِي كِتابٍ لا يَضِلّ ربَيّ‌ وَ لا يَنسي ألّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرضَ مَهداً وَ سَلَكَ لَكُم فِيها سُبُلًا وَ أَنزَلَ مِنَ السّماءِ ماءً فَأَخرَجنا بِهِ أَزواجاً مِن نَباتٍ شَتّي كُلُوا وَ ارعَوا أَنعامَكُم إِنّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لأِوُليِ‌ النّهي مِنها خَلَقناكُم وَ فِيها نُعِيدُكُم وَ مِنها نُخرِجُكُم تارَةً أُخري وَ لَقَد أَرَيناهُ آياتِنا كُلّها فَكَذّبَ وَ أَبي قالَ أَ جِئتَنا لِتُخرِجَنا مِن أَرضِنا بِسِحرِكَ يا مُوسي


صفحه : 71

فَلَنَأتِيَنّكَ بِسِحرٍ مِثلِهِ فَاجعَل بَينَنا وَ بَينَكَ مَوعِداً لا نُخلِفُهُ نَحنُ وَ لا أَنتَ مَكاناً سُويً قالَ مَوعِدُكُم يَومُ الزّينَةِ وَ أَن يُحشَرَ النّاسُ ضُحًي فَتَوَلّي فِرعَونُ فَجَمَعَ كَيدَهُ ثُمّ أَتي قالَ لَهُم مُوسي وَيلَكُم لا تَفتَرُوا عَلَي اللّهِ كَذِباً فَيُسحِتَكُم بِعَذابٍ وَ قَد خابَ مَنِ افتَري فَتَنازَعُوا أَمرَهُم بَينَهُم وَ أَسَرّوا النّجوي قالُوا إِن هذانِ لَساحِرانِ يُرِيدانِ أَن يُخرِجاكُم مِن أَرضِكُم بِسِحرِهِما وَ يَذهَبا بِطَرِيقَتِكُمُ المُثلي فَأَجمِعُوا كَيدَكُم ثُمّ ائتُوا صَفّا وَ قَد أَفلَحَ اليَومَ مَنِ استَعلي قالُوا يا مُوسي إِمّا أَن تلُقيِ‌َ وَ إِمّا أَن نَكُونَ أَوّلَ مَن أَلقي قالَ بَل أَلقُوا فَإِذا حِبالُهُم وَ عِصِيّهُم يُخَيّلُ إِلَيهِ مِن سِحرِهِم أَنّها تَسعي فَأَوجَسَ فِي نَفسِهِ خِيفَةً مُوسي قُلنا لا تَخَف إِنّكَ أَنتَ الأَعلي وَ أَلقِ ما فِي يَمِينِكَ تَلقَف ما صَنَعُوا إِنّما صَنَعُوا كَيدُ ساحِرٍ وَ لا يُفلِحُ السّاحِرُ حَيثُ أَتي فأَلُقيِ‌َ السّحَرَةُ سُجّداً قالُوا آمَنّا بِرَبّ هارُونَ وَ مُوسي قالَ آمَنتُم لَهُ قَبلَ أَن آذَنَ لَكُم إِنّهُ لَكَبِيرُكُمُ ألّذِي عَلّمَكُمُ السّحرَ فَلَأُقَطّعَنّ أَيدِيَكُم وَ أَرجُلَكُم مِن خِلافٍ وَ لَأُصَلّبَنّكُم فِي جُذُوعِ النّخلِ وَ لَتَعلَمُنّ أَيّنا أَشَدّ عَذاباً وَ أَبقي قالُوا لَن نُؤثِرَكَ عَلي ما جاءَنا مِنَ البَيّناتِ وَ ألّذِي فَطَرَنا فَاقضِ ما أَنتَ قاضٍ إِنّما تقَضيِ‌ هذِهِ الحَياةَ الدّنيا إِنّا آمَنّا بِرَبّنا لِيَغفِرَ لَنا خَطايانا وَ ما أَكرَهتَنا عَلَيهِ مِنَ السّحرِ وَ اللّهُ خَيرٌ وَ أَبقي إِنّهُ مَن يَأتِ رَبّهُ مُجرِماً فَإِنّ لَهُ جَهَنّمَ لا يَمُوتُ فِيها وَ لا يَحيي وَ مَن يَأتِهِ مُؤمِناً قَد عَمِلَ الصّالِحاتِ فَأُولئِكَ لَهُمُ الدّرَجاتُ العُلي جَنّاتُ عَدنٍ تجَريِ‌ مِن تَحتِهَا الأَنهارُ خالِدِينَ فِيها وَ ذلِكَ جَزاءُ مَن تَزَكّي وَ لَقَد أَوحَينا إِلي مُوسي أَن أَسرِ بعِبِاديِ‌ فَاضرِب لَهُم طَرِيقاً فِي البَحرِ يَبَساً لا تَخافُ دَرَكاً وَ لا تَخشي فَأَتبَعَهُم فِرعَونُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُم مِنَ اليَمّ ما غَشِيَهُم وَ أَضَلّ فِرعَونُ قَومَهُ وَ ما هَدي المؤمنين ثُمّ أَرسَلنا مُوسي وَ أَخاهُ هارُونَ بِآياتِنا وَ سُلطانٍ مُبِينٍ إِلي فِرعَونَ وَ مَلَائِهِ فَاستَكبَرُوا وَ كانُوا قَوماً عالِينَ فَقالُوا أَ نُؤمِنُ لِبَشَرَينِ مِثلِنا وَ قَومُهُما لَنا عابِدُونَ فَكَذّبُوهُما فَكانُوا مِنَ المُهلَكِينَ وَ لَقَد آتَينا مُوسَي الكِتابَ لَعَلّهُم يَهتَدُونَالشعراءوَ إِذ نادي رَبّكَ مُوسي أَنِ ائتِ القَومَ الظّالِمِينَ قَومَ فِرعَونَ أَ لا يَتّقُونَ قالَ رَبّ إنِيّ‌ أَخافُ أَن يُكَذّبُونِ وَ يَضِيقُ صدَريِ‌ وَ لا يَنطَلِقُ لسِانيِ‌ فَأَرسِل إِلي هارُونَ وَ لَهُم عَلَيّ ذَنبٌ فَأَخافُ أَن يَقتُلُونِ قالَ كَلّا فَاذهَبا بِآياتِنا إِنّا مَعَكُم مُستَمِعُونَ


صفحه : 72

فَأتِيا فِرعَونَ فَقُولا إِنّا رَسُولُ رَبّ العالَمِينَ أَن أَرسِل مَعَنا بنَيِ‌ إِسرائِيلَ قالَ أَ لَم نُرَبّكَ فِينا وَلِيداً وَ لَبِثتَ فِينا مِن عُمُرِكَ سِنِينَ وَ فَعَلتَ فَعلَتَكَ التّيِ‌ فَعَلتَ وَ أَنتَ مِنَ الكافِرِينَ قالَ فَعَلتُها إِذاً وَ أَنَا مِنَ الضّالّينَ فَفَرَرتُ مِنكُم لَمّا خِفتُكُم فَوَهَبَ لِي ربَيّ‌ حُكماً وَ جعَلَنَيِ‌ مِنَ المُرسَلِينَ وَ تِلكَ نِعمَةٌ تَمُنّها عَلَيّ أَن عَبّدتَ بنَيِ‌ إِسرائِيلَ قالَ فِرعَونُ وَ ما رَبّ العالَمِينَ قالَ رَبّ السّماواتِ وَ الأَرضِ وَ ما بَينَهُمَا إِن كُنتُم مُوقِنِينَ قالَ لِمَن حَولَهُ أَ لا تَستَمِعُونَ قالَ رَبّكُم وَ رَبّ آبائِكُمُ الأَوّلِينَ قالَ إِنّ رَسُولَكُمُ ألّذِي أُرسِلَ إِلَيكُم لَمَجنُونٌ قالَ رَبّ المَشرِقِ وَ المَغرِبِ وَ ما بَينَهُما إِن كُنتُم تَعقِلُونَ قالَ لَئِنِ اتّخَذتَ إِلهَاً غيَريِ‌ لَأَجعَلَنّكَ مِنَ المَسجُونِينَ قالَ أَ وَ لَو جِئتُكَ بشِيَ‌ءٍ مُبِينٍ قالَ فَأتِ بِهِ إِن كُنتَ مِنَ الصّادِقِينَ فَأَلقي عَصاهُ فَإِذا هيِ‌َ ثُعبانٌ مُبِينٌ وَ نَزَعَ يَدَهُ فَإِذا هيِ‌َ بَيضاءُ لِلنّاظِرِينَ قالَ لِلمَلَإِ حَولَهُ إِنّ هذا لَساحِرٌ عَلِيمٌ يُرِيدُ أَن يُخرِجَكُم مِن أَرضِكُم بِسِحرِهِ فَما ذا تَأمُرُونَ قالُوا أَرجِه وَ أَخاهُ وَ ابعَث فِي المَدائِنِ حاشِرِينَ يَأتُوكَ بِكُلّ سَحّارٍ عَلِيمٍ فَجُمِعَ السّحَرَةُ لِمِيقاتِ يَومٍ مَعلُومٍ وَ قِيلَ لِلنّاسِ هَل أَنتُم مُجتَمِعُونَ لَعَلّنا نَتّبِعُ السّحَرَةَ إِن كانُوا هُمُ الغالِبِينَ فَلَمّا جاءَ السّحَرَةُ قالُوا لِفِرعَونَ أَ إِنّ لَنا لَأَجراً إِن كُنّا نَحنُ الغالِبِينَ قالَ نَعَم وَ إِنّكُم إِذاً لَمِنَ المُقَرّبِينَ قالَ لَهُم مُوسي أَلقُوا ما أَنتُم مُلقُونَ فَأَلقَوا حِبالَهُم وَ عِصِيّهُم وَ قالُوا بِعِزّةِ فِرعَونَ إِنّا لَنَحنُ الغالِبُونَ فَأَلقي مُوسي عَصاهُ فَإِذا هيِ‌َ تَلقَفُ ما يَأفِكُونَ فأَلُقيِ‌َ السّحَرَةُ ساجِدِينَ قالُوا آمَنّا بِرَبّ العالَمِينَ رَبّ مُوسي وَ هارُونَ قالَ آمَنتُم لَهُ قَبلَ أَن آذَنَ لَكُم إِنّهُ لَكَبِيرُكُمُ ألّذِي عَلّمَكُمُ السّحرَ فَلَسَوفَ تَعلَمُونَ لَأُقَطّعَنّ أَيدِيَكُم وَ أَرجُلَكُم مِن خِلافٍ وَ لَأُصَلّبَنّكُم أَجمَعِينَ قالُوا لا ضَيرَ إِنّا إِلي رَبّنا مُنقَلِبُونَ إِنّا نَطمَعُ أَن يَغفِرَ لَنا رَبّنا خَطايانا أَن كُنّا أَوّلَ المُؤمِنِينَ وَ أَوحَينا إِلي مُوسي أَن أَسرِ بعِبِاديِ‌ إِنّكُم مُتّبَعُونَ فَأَرسَلَ فِرعَونُ فِي المَدائِنِ حاشِرِينَ إِنّ هؤُلاءِ لَشِرذِمَةٌ قَلِيلُونَ وَ إِنّهُم لَنا لَغائِظُونَ وَ إِنّا لَجَمِيعٌ حاذِرُونَ فَأَخرَجناهُم مِن جَنّاتٍ وَ عُيُونٍ وَ كُنُوزٍ وَ مَقامٍ كَرِيمٍ كَذلِكَ وَ أَورَثناها بنَيِ‌ إِسرائِيلَ فَأَتبَعُوهُم مُشرِقِينَ فَلَمّا تَراءَا الجَمعانِ قالَ أَصحابُ مُوسي إِنّا لَمُدرَكُونَ قالَ كَلّا إِنّ معَيِ‌ ربَيّ‌ سَيَهدِينِ فَأَوحَينا إِلي مُوسي أَنِ اضرِب بِعَصاكَ البَحرَ فَانفَلَقَ فَكانَ كُلّ فِرقٍ كَالطّودِ العَظِيمِ وَ أَزلَفنا ثَمّ الآخَرِينَ وَ أَنجَينا مُوسي وَ مَن مَعَهُ أَجمَعِينَ ثُمّ


صفحه : 73

أَغرَقنَا الآخَرِينَ إِنّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَ ما كانَ أَكثَرُهُم مُؤمِنِينَ وَ إِنّ رَبّكَ لَهُوَ العَزِيزُ الرّحِيمُ

النمل إِذ قالَ مُوسي لِأَهلِهِ إنِيّ‌ آنَستُ ناراً سَآتِيكُم مِنها بِخَبَرٍ أَو آتِيكُم بِشِهابٍ قَبَسٍ لَعَلّكُم تَصطَلُونَ فَلَمّا جاءَها نوُديِ‌َ أَن بُورِكَ مَن فِي النّارِ وَ مَن حَولَها وَ سُبحانَ اللّهِ رَبّ العالَمِينَ يا مُوسي إِنّهُ أَنَا اللّهُ العَزِيزُ الحَكِيمُ وَ أَلقِ عَصاكَ فَلَمّا رَآها تَهتَزّ كَأَنّها جَانّ وَلّي مُدبِراً وَ لَم يُعَقّب يا مُوسي لا تَخَف إنِيّ‌ لا يَخافُ لدَيَ‌ّ المُرسَلُونَ إِلّا مَن ظَلَمَ ثُمّ بَدّلَ حُسناً بَعدَ سُوءٍ فإَنِيّ‌ غَفُورٌ رَحِيمٌ وَ أَدخِل يَدَكَ فِي جَيبِكَ تَخرُج بَيضاءَ مِن غَيرِ سُوءٍ فِي تِسعِ آياتٍ إِلي فِرعَونَ وَ قَومِهِ إِنّهُم كانُوا قَوماً فاسِقِينَ فَلَمّا جاءَتهُم آياتُنا مُبصِرَةً قالُوا هذا سِحرٌ مُبِينٌ وَ جَحَدُوا بِها وَ استَيقَنَتها أَنفُسُهُم ظُلماً وَ عُلُوّا فَانظُر كَيفَ كانَ عاقِبَةُ المُفسِدِينَالقصص فَلَمّا جاءَهُم مُوسي بِآياتِنا بَيّناتٍ قالُوا ما هذا إِلّا سِحرٌ مُفتَريً وَ ما سَمِعنا بِهذا فِي آبائِنَا الأَوّلِينَ وَ قالَ مُوسي ربَيّ‌ أَعلَمُ بِمَن جاءَ بِالهُدي مِن عِندِهِ وَ مَن تَكُونُ لَهُ عاقِبَةُ الدّارِ إِنّهُ لا يُفلِحُ الظّالِمُونَ وَ قالَ فِرعَونُ يا أَيّهَا المَلَأُ ما عَلِمتُ لَكُم مِن إِلهٍ غيَريِ‌ فَأَوقِد لِي يا هامانُ عَلَي الطّينِ فَاجعَل لِي صَرحاً لعَلَيّ‌ أَطّلِعُ إِلي إِلهِ مُوسي وَ إنِيّ‌ لَأَظُنّهُ مِنَ الكاذِبِينَ وَ استَكبَرَ هُوَ وَ جُنُودُهُ فِي الأَرضِ بِغَيرِ الحَقّ وَ ظَنّوا أَنّهُم إِلَينا لا يُرجَعُونَ فَأَخَذناهُ وَ جُنُودَهُ فَنَبَذناهُم فِي اليَمّ فَانظُر كَيفَ كانَ عاقِبَةُ الظّالِمِينَ وَ جَعَلناهُم أَئِمّةً يَدعُونَ إِلَي النّارِ وَ يَومَ القِيامَةِ لا يُنصَرُونَ وَ أَتبَعناهُم فِي هذِهِ الدّنيا لَعنَةً وَ يَومَ القِيامَةِ هُم مِنَ المَقبُوحِينَ و قال تعالي القصص أَ وَ لَم يَكفُرُوا بِما أوُتيِ‌َ مُوسي مِن قَبلُ قالُوا سِحرانِ تَظاهَرا وَ قالُوا إِنّا بِكُلّ كافِرُونَص كَذّبَت قَبلَهُم قَومُ نُوحٍ وَ عادٌ وَ فِرعَونُ ذُو الأَوتادِالمؤمن وَ قالَ فِرعَونُ يا هامانُ ابنِ لِي صَرحاً لعَلَيّ‌ أَبلُغُ الأَسبابَ أَسبابَ السّماواتِ فَأَطّلِعَ إِلي إِلهِ مُوسي وَ إنِيّ‌ لَأَظُنّهُ كاذِباً وَ كَذلِكَ زُيّنَ لِفِرعَونَ سُوءُ عَمَلِهِ وَ صُدّ عَنِ السّبِيلِ وَ ما كَيدُ فِرعَونَ إِلّا فِي تَبابٍالزخرف وَ لَقَد أَرسَلنا مُوسي بِآياتِنا إِلي فِرعَونَ وَ مَلَائِهِ فَقالَ إنِيّ‌ رَسُولُ


صفحه : 74

رَبّ العالَمِينَ فَلَمّا جاءَهُم بِآياتِنا إِذا هُم مِنها يَضحَكُونَ وَ ما نُرِيهِم مِن آيَةٍ إِلّا هيِ‌َ أَكبَرُ مِن أُختِها وَ أَخَذناهُم بِالعَذابِ لَعَلّهُم يَرجِعُونَ وَ قالُوا يا أَيّهَا السّاحِرُ ادعُ لَنا رَبّكَ بِما عَهِدَ عِندَكَ إِنّنا لَمُهتَدُونَ فَلَمّا كَشَفنا عَنهُمُ العَذابَ إِذا هُم يَنكُثُونَ وَ نادي فِرعَونُ فِي قَومِهِ قالَ يا قَومِ أَ لَيسَ لِي مُلكُ مِصرَ وَ هذِهِ الأَنهارُ تجَريِ‌ مِن تحَتيِ‌ أَ فَلا تُبصِرُونَ أَم أَنَا خَيرٌ مِن هذَا ألّذِي هُوَ مَهِينٌ وَ لا يَكادُ يُبِينُ فَلَو لا ألُقيِ‌َ عَلَيهِ أَسوِرَةٌ مِن ذَهَبٍ أَو جاءَ مَعَهُ المَلائِكَةُ مُقتَرِنِينَ فَاستَخَفّ قَومَهُ فَأَطاعُوهُ إِنّهُم كانُوا قَوماً فاسِقِينَ فَلَمّا آسَفُونا انتَقَمنا مِنهُم فَأَغرَقناهُم أَجمَعِينَ فَجَعَلناهُم سَلَفاً وَ مَثَلًا لِلآخِرِينَ

الدخان وَ لَقَد فَتَنّا قَبلَهُم قَومَ فِرعَونَ وَ جاءَهُم رَسُولٌ كَرِيمٌ أَن أَدّوا إلِيَ‌ّ عِبادَ اللّهِ إنِيّ‌ لَكُم رَسُولٌ أَمِينٌ وَ أَن لا تَعلُوا عَلَي اللّهِ إنِيّ‌ آتِيكُم بِسُلطانٍ مُبِينٍ وَ إنِيّ‌ عُذتُ برِبَيّ‌ وَ رَبّكُم أَن تَرجُمُونِ وَ إِن لَم تُؤمِنُوا لِي فَاعتَزِلُونِ فَدَعا رَبّهُ أَنّ هؤُلاءِ قَومٌ مُجرِمُونَ فَأَسرِ بعِبِاديِ‌ لَيلًا إِنّكُم مُتّبَعُونَ وَ اترُكِ البَحرَ رَهواً إِنّهُم جُندٌ مُغرَقُونَ كَم تَرَكُوا مِن جَنّاتٍ وَ عُيُونٍ وَ زُرُوعٍ وَ مَقامٍ كَرِيمٍ وَ نَعمَةٍ كانُوا فِيها فاكِهِينَ كَذلِكَ وَ أَورَثناها قَوماً آخَرِينَ فَما بَكَت عَلَيهِمُ السّماءُ وَ الأَرضُ وَ ما كانُوا مُنظَرِينَ وَ لَقَد نَجّينا بنَيِ‌ إِسرائِيلَ مِنَ العَذابِ المُهِينِ مِن فِرعَونَ إِنّهُ كانَ عالِياً مِنَ المُسرِفِينَ وَ لَقَدِ اختَرناهُم عَلي عِلمٍ عَلَي العالَمِينَ وَ آتَيناهُم مِنَ الآياتِ ما فِيهِ بَلؤُا مُبِينٌالذاريات وَ فِي مُوسي إِذ أَرسَلناهُ إِلي فِرعَونَ بِسُلطانٍ مُبِينٍ فَتَوَلّي بِرُكنِهِ وَ قالَ ساحِرٌ أَو مَجنُونٌ فَأَخَذناهُ وَ جُنُودَهُ فَنَبَذناهُم فِي اليَمّ وَ هُوَ مُلِيمٌالقمروَ لَقَد جاءَ آلَ فِرعَونَ النّذُرُ كَذّبُوا بِآياتِنا كُلّها فَأَخَذناهُم أَخذَ عَزِيزٍ مُقتَدِرٍالصف وَ إِذ قالَ مُوسي لِقَومِهِ يا قَومِ لِمَ تؤُذوُننَيِ‌ وَ قَد تَعلَمُونَ أنَيّ‌ رَسُولُ اللّهِ إِلَيكُم فَلَمّا زاغُوا أَزاغَ اللّهُ قُلُوبَهُم وَ اللّهُ لا يهَديِ‌ القَومَ الفاسِقِينَالمزمل إِنّا أَرسَلنا إِلَيكُم رَسُولًا شاهِداً عَلَيكُم كَما أَرسَلنا إِلي فِرعَونَ رَسُولًا فَعَصي فِرعَونُ الرّسُولَ فَأَخَذناهُ أَخذاً وَبِيلًا


صفحه : 75

النازعات هَل أَتاكَ حَدِيثُ مُوسي إِذ ناداهُ رَبّهُ بِالوادِ المُقَدّسِ طُويً اذهَب إِلي فِرعَونَ إِنّهُ طَغي فَقُل هَل لَكَ إِلي أَن تَزَكّي وَ أَهدِيَكَ إِلي رَبّكَ فَتَخشي فَأَراهُ الآيَةَ الكُبري فَكَذّبَ وَ عَصي ثُمّ أَدبَرَ يَسعي فَحَشَرَ فَنادي فَقالَ أَنَا رَبّكُمُ الأَعلي فَأَخَذَهُ اللّهُ نَكالَ الآخِرَةِ وَ الأُولي إِنّ فِي ذلِكَ لَعِبرَةً لِمَن يَخشيالفجروَ فِرعَونَ ذيِ‌ الأَوتادِتفسير قال الطبرسي‌ طيب الله رمسه مِن آلِ فِرعَونَ أي من قومه و أهل دينه يَسُومُونَكُم أي يكلفونكم ويذيقونكم سُوءَ العَذابِ واختلفوا في هذاالعذاب فقال قوم ماذكر بعده وقيل ما كان يكلفونهم من الأعمال الشاقة فمنها أنهم جعلوهم أصنافا فصنف يخدمونهم وصنف يحرسون لهم و من لايصلح منهم للعمل ضربوا الجزية عليهم وكانوا مع ذلك يذبحون أبناءهم ويستحيون نساءهم أي يدعونهن أحياء ليستعبدن وينكحن علي وجه الاسترقاق و هذاأشد من الذبح وَ فِي ذلِكُم أي و في سومكم العذاب وذبح الأبناءبَلاءٌ مِن رَبّكُم عَظِيمٌ أي ابتلاء عظيم من ربكم لماخلا بينكم وبينه وقيل أي و في نجاتكم نعمة عظيمة من الله و كان السبب في قتل الأبناء أن فرعون رأي في منامه أن نارا أقبلت من بيت المقدس حتي اشتملت علي بيوت مصر فأحرقتها وأحرقت القبط وتركت بني‌ إسرائيل فهاله ذلك ودعا السحرة والكهنة والقافة فسألهم عن رؤياه فقالوا له إنه يولد في بني‌ إسرائيل غلام يكون علي يده هلاكك وذهاب ملكك وتبديل دينك فأمر فرعون بقتل كل غلام يولد في بني‌ إسرائيل وجمع القوابل من أهل مملكته فقال لهن لايسقط علي أيديكن غلام من بني‌ إسرائيل إلاقتل و لاجارية إلاتركت ووكل بهن فكن يفعلن ذلك فأسرع الموت في مشيخة بني‌ إسرائيل فدخل رءوس القبط علي فرعون فقالوا له إن الموت وقع علي بني‌ إسرائيل فتذبح صغارهم ويموت كبارهم فيوشك أن يقع العمل علينا فأمر فرعون أن يذبحوا سنة ويتركوا سنة فولد هارون في السنة التي‌ لايذبحون فيهافترك وولد موسي في السنة التي‌ يذبحون فيها. واذكرواإِذ فَرَقنا بِكُمُ البَحرَ أي فرقنا بين الماءين حتي مررتم فيه وكنتم فرقا بينهما تمرون في طريق يبس وقيل فرقنا البحر بدخولكم إياه فوقع بين كل فرقتين


صفحه : 76

من البحر طائفة منكم يسلكون طريقا يابسا فوقع الفرق بكم وَ أَغرَقنا آلَ فِرعَونَ لم يذكر فرعون لظهوره وذكره في مواضع ويجوز أن يريد بآل فرعون نفسه وَ أَنتُم تَنظُرُونَ أي تشاهدون أنهم يغرقون وجملة القصة ماذكره ابن عباس أن الله تعالي أوحي إلي موسي أن أسر ببني‌ إسرائيل من مصر فسري موسي ببني‌ إسرائيل ليلافَأَتبَعَهُم فِرعَونُ في ألف ألف حصان سوي الإناث و كان موسي في ستمائة ألف وعشرين ألفا فلما عاينهم فرعون قال إِنّ هؤُلاءِ لَشِرذِمَةٌ قَلِيلُونَ إلي قوله حاذِرُونَفسري موسي ببني‌ إسرائيل حتي هجموا علي البحر فالتفتوا فإذاهم برهج دواب فرعون فقالوا يا موسي أُوذِينا مِن قَبلِ أَن تَأتِيَنا وَ مِن بَعدِ ما جِئتَنا هذاالبحر أمامنا و هذافرعون قدرهقنا بمن معه فقال موسي عَسي رَبّكُم أَن يُهلِكَ عَدُوّكُم وَ يَستَخلِفَكُم فِي الأَرضِ فَيَنظُرَ كَيفَ تَعمَلُونَ فقال له يوشع بن نون بم أمرت قال أمرت أن أضرب بعصاي‌ البحر قال اضرب و كان الله أوحي إلي البحر أن أطع موسي إذاضربك قال فبات البحر له أفكل أي رعدة لايدري‌ في أي جوانبه يضربه فضرب بعصاه البحر فانفلق وظهر اثنا عشر طريقا فكان لكل سبط منهم طريق يأخذون فيه فقالوا إنا لانسلك طريقا نديا فأرسل الله ريح الصبا حتي جففت الطريق كما قال فَاضرِب لَهُم طَرِيقاً فِي البَحرِ يَبَساًفجروا فلما أخذوا في الطريق قال بعضهم لبعض مالنا لانري أصحابنا فقالوا لموسي أين أصحابنا فقال في طريق مثل طريقكم فقالوا لانرضي حتي نراهم فقال موسي عليه السلام أللهم أعني‌ علي أخلاقهم السيئة فأوحي الله إليه أن قل بعصاك هكذا وهكذا يمينا وشمالا فأشار بعصاه يمينا وشمالا فظهر كالكو ينظر منها بعضهم إلي بعض فلما انتهي فرعون إلي ساحل البحر و كان


صفحه : 77

علي فرس حصان أدهم فهاب دخول الماء تمثل له جبرئيل علي فرس أنثي وديق وتقحم البحر فلما رآها الحصان تقحم خلفها ثم تقحم قوم فرعون وميكائيل يسوقهم فلما خرج آخر من كان مع موسي من البحر ودخل آخر من كان مع فرعون البحر أطبق الله عليهم الماء فغرقوا جميعا ونجا موسي و من معه .وَ مَلَائِهِ أي أشراف قومه وذوي‌ الأمر منهم فَظَلَمُوا بِها أي ظلموا أنفسهم بجحدها وقيل فظلموا بهابوضعها غيرمواضعها فجعلوا بدل الإيمان بهاالكفر والجحود قال وهب و كان اسم فرعون الوليد بن مصعب و هوفرعون يوسف و كان بين اليوم ألذي دخل يوسف مصر واليوم ألذي دخلها موسي رسولا أربعمائة عام حَقِيقٌ عَلي أَن لا أَقُولَ عَلَي اللّهِ إِلّا الحَقّ أي حقيق علي ترك القول علي الله إلاالحق و قال الفراء علي بمعني الباء أي حقيق بأن لاأقول وقيل أي حريص علي أن لاأقول بِبَيّنَةٍ أي بحجة ومعجزةفَأَرسِل معَيِ‌َ بنَيِ‌ إِسرائِيلَ أي فأطلق بني‌ إسرائيل عن عقال التسخير وخلهم يرجعوا إلي الأرض المقدسةفَإِذا هيِ‌َ ثُعبانٌ مُبِينٌ أي حية عظيمة بين ظاهر أنه ثعبان بحيث لايشتبه علي الناس و لم يكن مما يخيل أنه حية و ليس بحية وقيل إن العصا لماصارت حية أخذت قبة فرعون بين فكيها و كان مابينهما ثمانون ذراعا فتضرع فرعون إلي موسي بعد أن وثب من سريره وهرب منها وأحدث وهرب الناس ودخل فرعون البيت وصاح يا موسي خذها و أناأؤمن بك فأخذها موسي فعادت عصا عن ابن عباس والسدي‌ وقيل كان طولها ثمانين ذراعاوَ نَزَعَ يَدَهُقيل إن فرعون قال له هل معك آية أخري قال نعم فأدخل يده في جيبه وقيل تحت إبطه ثم نزعها أي أخرجها منه وأظهرهافَإِذا هيِ‌َ بَيضاءُ أي لونها أبيض نوري‌ ولها


صفحه : 78

شعاع يغلب نور الشمس و كان موسي آدم فيما يروي ثم أعاد اليد إلي كمه فعادت إلي لونها الأول عن ابن عباس والسدي‌ واختلف في عصاه فقيل أعطاه ملك حين توجه إلي مدين وقيل إن عصا آدم كانت من آس الجنة حين أهبط فكانت تدور بين أولاده حتي انتهت النوبة إلي شعيب وكانت ميراثا مع أربعين عصا كانت لآبائه فلما استأجر شعيب موسي أمره بدخول بيت فيه العصي‌ و قال له خذ عصا من تلك العصي‌ فوقع تلك العصا بيد موسي فاسترده شعيب و قال خذ غيرها حتي فعل ذلك ثلاث مرات في كل مرة تقع يده عليها دون غيرها فتركها في يده في المرة الرابعة فلما خرج من عنده متوجها إلي مصر ورأي نارا وأتي الشجرة فناداه الله تعالي أَن يا مُوسي إنِيّ‌ أَنَا اللّهُ وأمره بإلقائها فألقاها فصارت حية فولي هاربا فناداه الله سبحانه خُذها وَ لا تَخَففأدخل يده بين لحييها فعادت عصا فلما أتي فرعون ألقاها بين يديه علي ماتقدم بيانه وقيل كان الأنبياء يأخذون العصا تجنبا من الخيلاء.قالَ المَلَأُ مِن قَومِ فِرعَونَلمن دونهم من الحاضرين إِنّ هذا لَساحِرٌ عَلِيمٌبالسحريُرِيدُ أَن يُخرِجَكُم مِن أَرضِكُم أي يريد أن يستميل بقلوب بني‌ إسرائيل إلي نفسه ويتقوي بهم فيغلبكم بهم ويخرجوكم من بلدتكم فَما ذا تَأمُرُونَقيل إن هذاقول الأشراف بعضهم لبعض علي سبيل المشورة ويحتمل أن يكون قالوا ذلك لفرعون وإنما قالوا تأمرون بلفظ الجمع علي خطاب الملوك ويحتمل أيضا أن يكون قول فرعون لقومه فتقديره قال فرعون لهم فما ذا تأمرون قالُوا أي لفرعون أَرجِه وَ أَخاهُ أي أخره وأخاه هارون و لاتعجل بالحكم فيهما بشي‌ء فتكون عجلتك حجة عليك وقيل أخره أي احبسه والأول أصح وَ أَرسِل فِي المَدائِنِالتي‌ حولك حاشِرِينَ أي جامعين للسحرة يحشرون من يعلمونه منهم عن مجاهد والسدي‌ وقيل هم أصحاب الشرط أرسلهم في حشر السحرة وكانوا اثنين وسبعين رجلا عن ابن عباس وَ جاءَ السّحَرَةُ فِرعَونَ وكانوا خمسة عشر ألفا وقيل ثمانين ألفا وقيل سبعين ألفا وقيل بضعا وثلاثين ألفا وقيل كانوا اثنين وسبعين اثنان من القبط وهما رئيسا القوم وسبعون من بني‌ إسرائيل


صفحه : 79

وقيل كانوا سبعين وَ إِنّكُم لَمِنَ المُقَرّبِينَ أي وإنكم مع حصول الأجر لكم لمن المقربين إلي المنازل الجليلة.قالُوا يا مُوسي أي قالت السحرة لموسي إِمّا أَن تلُقيِ‌َ مامعك من العصا أولاوَ إِمّا أَن نَكُونَ نَحنُ المُلقِينَ لمامعنا من العصي‌ والحبال أولاقالَ أَلقُوا هذاأمر تهديد وتقريع سَحَرُوا أَعيُنَ النّاسِ أي احتالوا في تحريك العصي‌ والحبال بما جعلوا فيها من الزيبق حتي تحركت بحرارة الشمس و غير ذلك من الحيل وأنواع التمويه والتلبيس وخيل إلي الناس أنها تتحرك علي ماتتحرك الحيةوَ استَرهَبُوهُم أي استدعوا رهبتهم حتي رهبهم الناس فَإِذا هيِ‌َ تَلقَفُ ما يَأفِكُونَ أي فألقاها فصارت ثعبانا فإذاهي‌ تبتلع مايكذبون فيه أنها حيات فَوَقَعَ الحَقّ أي ظهر لأنهم لمارأوا تلك الآيات الباهرة علموا أنه أمر سماوي‌ لايقدر عليه غير الله تعالي فمنها قلب العصا حية ومنها أكلها حبالهم وعصيهم مع كثرتها ومنها فناء حبالهم وعصيهم في بطنه إما بالتفرق وإما بالفناء عند من جوزه ومنها عودها عصا كماكانت من غيرزيادة و لانقصان و كل من هذه الأمور يعلم كل عاقل أنه لايدخل تحت مقدور البشر فاعترفوا بالتوحيد والنبوة وصار إسلامهم حجة علي فرعون وقومه فَغُلِبُوا هُنالِكَ أي قهر فرعون وقومه عند ذلك المجمع وبهت فرعون وخلي سبيل موسي و من تبعه وَ انقَلَبُوا صاغِرِينَ أي انصرفوا أذلاء مقهورين وَ ألُقيِ‌َ السّحَرَةُ ساجِدِينَألهمهم الله ذلك . وقيل إن موسي وهارون سجدا لله شكرا له علي ظهور الحق فاقتدوا بهما فسجدوا معهما وإنما قال ألقي‌ علي ما لم يسم فاعله للإشارة إلي أنه ألقاهم مارأوا من عظيم الآيات حيث لم يتمالكوا أنفسهم عند ذلك أن وقعوا ساجدين رَبّ مُوسي وَ هارُونَخصوهما لأنهما دعوا إلي الإيمان ولتفضيلها أولئلا يتوهم متوهم أنهم سجدوا لفرعون لأنه كان يدعي‌ أنه رب العالمين إِنّ هذا لَمَكرٌأراد به التلبيس علي الناس وإيهامهم أن إيمان السحرة لم يكن عن علم ولكن لتواطؤ منهم ليذهبوا بأموالكم وملككم فَسَوفَ تَعلَمُونَعاقبة أمركم لَأُقَطّعَنّ أَيدِيَكُم وَ أَرجُلَكُم مِن خِلافٍ أي من كل شق طرفا قال الحسن هو أن يقطع اليد اليمني مع الرجل اليسري و قال غيره


صفحه : 80

وكذلك اليد اليسري مع الرجل اليمني قيل أول من قطع الرجل وصلب فرعون صلبهم في جذوع النخل علي شاطئ نهر مصرإِنّا إِلي رَبّنا مُنقَلِبُونَراجعون إلي ربنا بالتوحيد والإخلاص والانقلاب إلي الله هوالانقلاب إلي جزائه وغرضهم التسلي‌ في الصبر علي الشدة لما فيه من المثوبة مع مقابلة وعيده بوعيد أشد منه و هوعقاب الله وَ ما تَنقِمُ مِنّا أي و ماتطعن علينا و ماتكره منا إلاإيماننا بالله وتصديقنا بآياته التي‌ جاءتنارَبّنا أَفرِغ عَلَينا صَبراً أي أصبب علينا الصبر عندالقطع والصلب حتي لانرجع كفاراوَ تَوَفّنا مُسلِمِينَ أي وفقنا للثبات علي الإسلام إلي وقت الوفاة قالوا فصلبهم فرعون من يومه فكانوا أول النهار كفارا سحرة وآخر النهار شهداء بررة وقيل أيضا إنه لم يصل إليهم وعصمهم الله منه .وَ قالَ المَلَأُ مِن قَومِ فِرعَونَ لماأسلم السحرةأَ تَذَرُ مُوسي وَ قَومَهُ أي أتتركهم أحياء ليظهروا خلافك ويدعوا الناس إلي مخالفتك ليغلبوا عليك فيفسد به ملكك وروي‌ عن ابن عباس أنه لماآمن السحرة أسلم من بني‌ إسرائيل ستمائة ألف نفس واتبعوه قالَ مُوسي لِقَومِهِ قال ابن عباس كان فرعون يقتل أبناء بني‌ إسرائيل فلما كان من أمر موسي ما كان أمر بإعادة القتل عليهم فشكا ذلك بنو إسرائيل إلي موسي فعند ذلك قال استَعِينُوا بِاللّهِ في دفع بلاء فرعون عنكم وَ اصبِرُوا علي دينكم يُورِثُها مَن يَشاءُ أي ينقلها إلي من يشاء نقل المواريث وَ العاقِبَةُ لِلمُتّقِينَ أي تمسكوا بالتقوي فإن حسن العاقبة في الدارين للمتقين قالُوا أي بنو إسرائيل لموسي أُوذِينا مِن قَبلِ أَن تَأتِيَنا أي عذبنا فرعون بقتل الأبناء واستخدام النساء قبل أن تأتينا بالرسالةوَ مِن بَعدِ ما جِئتَناأيضا ويتوعدنا ويأخذ أموالنا ويكلفنا الأعمال الشاقة فلم ننتفع بمجيئك و هذايدل علي أنه جري فيهم القتل والتعذيب مرتين قال الحسن كان فرعون يأخذ الجزية قبل مجي‌ء موسي وبعده من بني‌ إسرائيل و هذا كان استبطاء منهم لماوعدهم موسي من النجاة فجدد لهم عليه السلام الوعدقالَ عَسي رَبّكُم أَن يُهلِكَ عَدُوّكُم وعسي من الله موجب وَ يَستَخلِفَكُم فِي الأَرضِ أي يملككم ماكانوا يملكونه في الأرض من بعدهم فَيَنظُرَ كَيفَ تَعمَلُونَشكرا لمامنحكم .


صفحه : 81

وَ لَقَد أَخَذنا آلَ فِرعَونَ بِالسّنِينَاللام للقسم أي عاقبنا قوم فرعون بالجدوب والقحطفَإِذا جاءَتهُمُ الحَسَنَةُيعني‌ الخصب والنعمة والسعة في الرزق والسلامة والعافيةقالُوا لَنا هذِهِ أي إنا نستحق ذلك علي العادة الجارية لنا و لم يعلموا أنه من عند الله تعالي فيشكروه وَ إِن تُصِبهُم سَيّئَةٌ أي جوع وبلاء وقحط المطر وضيق الرزق وهلاك الثمر والمواشي‌يَطّيّرُوا أي يتطيروا ويتشأموابِمُوسي وَ مَن مَعَهُ وقالوا مارأينا شرا حتي رأيناكم أَلا إِنّما طائِرُهُم عِندَ اللّهِمعناه ألا إن الشؤم ألذي يلحقهم هو ألذي وعدوا به من العقاب عند الله يفعل بهم في الآخرة لا ماينالهم في الدنيا أو أن الله هو ألذي يأتي‌ بطائر البركة وطائر الشؤم من الخير والشر والنفع والضر فلو عقلوا لطلبوا الخير والسلامة من الشر من قبله وقيل أي ماتشأموا به محفوظ عليهم حتي يجازيهم الله به يوم القيامةوَ قالُوا أي قوم فرعون لموسي مَهما تَأتِنا بِهِ مِن آيَةٍ أي أي شيءتأتينا به من المعجزات لِتَسحَرَنا بِها أي لتموه علينا بها حتي تنقلنا عن دين فرعون فَأَرسَلنا عَلَيهِمُ الطّوفانَ قَالَ ابنُ عَبّاسٍ وَ ابنُ جُبَيرٍ وَ قَتَادَةُ وَ مُحَمّدُ بنُ إِسحَاقَ وَ رَوَاهُ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي جَعفَرٍ وَ أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِمُ السّلَامُ دَخَلَ حَدِيثُ بَعضِهِم فِي بَعضٍ قَالُوا لَمّا آمَنَتِ السّحَرَةُ وَ رَجَعَ فِرعَونُ مَغلُوباً وَ أَبَي هُوَ وَ قَومُهُ إِلّا الإِقَامَةَ عَلَي الكُفرِ قَالَ هَامَانُ لِفِرعَونَ إِنّ النّاسَ قَد آمَنُوا بِمُوسَي فَانظُر مَن دَخَلَ فِي دِينِهِ فَاحبِسهُ فَحَبَسَ كُلّ مَن آمَنَ بِهِ مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَتَابَعَ اللّهُ عَلَيهِم بِالآيَاتِ وَ أَخَذَهُم بِالسّنِينَ وَ نَقصِ الثّمَرَاتِ ثُمّ بَعَثَ عَلَيهِمُ الطّوفَانَ فَخَرّبَ دُورَهُم وَ مَسَاكِنَهُم حَتّي خَرَجُوا إِلَي البَرّيّةِ وَ ضَرَبُوا الخِيَامَ وَ امتَلَأَت بُيُوتُ القِبطِ مَاءً وَ لَم يَدخُل بُيُوتَ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ مِنَ المَاءِ قَطرَةٌ وَ أَقَامَ المَاءُ عَلَي وَجهِ أَرَضِيهِم لَا يَقدِرُونَ عَلَي أَن يَحرِثُوا فَقَالُوا لِمُوسَيادعُ لَنا رَبّكَ أَن يَكشِفَ عَنّا المَطَرَ فَنُؤمِنَ لَكَ وَ نُرسِلَ مَعَكَ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَدَعَا رَبّهُ فَكَشَفَ عَنهُمُ الطّوفَانَ فَلَم يُؤمِنُوا وَ قَالَ هَامَانُ لِفِرعَونَ لَئِن خَلّيتَ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ غَلَبَكَ مُوسَي وَ أَزَالَ مُلكَكَ وَ أَنبَتَ اللّهُ لَهُم فِي تِلكَ السّنَةِ مِنَ الكَلَإِ وَ الزّرعِ وَ الثّمَرِ مَا أَعشَبَت بِهِ بِلَادُهُم وَ أَخصَبَت فَقَالُوا مَا كَانَ هَذَا المَاءُ إِلّا نِعمَةً عَلَينَا وَ خِصباً فَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيهِم فِي السّنَةِ الثّانِيَةِ عَن عَلِيّ بنِ


صفحه : 82

اِبرَاهِيمَ

وَ فِي الشّهرِ الثاّنيِ‌ عَن غَيرِهِ مِنَ المُفَسّرِينَالجَرَادَ فَجَرّدَت زُرُوعَهُم وَ أَشجَارَهُم حَتّي كَانَت تُجَرّدُ شُعُورَهُم وَ لِحَاهُم وَ تَأكُلُ الأَبوَابَ وَ الثّيَابَ وَ الأَمتِعَةَ وَ كَانَت لَا تَدخُلُ بُيُوتَ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ وَ لَا يُصِيبُهُم مِن ذَلِكَ شَيءٌ فَعَجّوا وَ ضَجّوا وَ جَزِعَ فِرعَونُ مِن ذَلِكَ جَزَعاً شَدِيداً وَ قَالَيا مُوسَي ادعُ لَنا رَبّكَ أَن يَكُفّ عَنّا الجَرَادَ حَتّي أخُلَيّ‌َ عَن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَدَعَا مُوسَي رَبّهُ فَكَفّ عَنهُمُ الجَرَادَ بَعدَ مَا أَقَامَ عَلَيهِم سَبعَةَ أَيّامٍ مِنَ السّبتِ إِلَي السّبتِ

. وقيل إن موسي عليه السلام برز إلي الفضاء فأشار بعصاه نحو المشرق والمغرب فرجعت الجراد من حيث جاءت حتي كأن لم يكن قط و لم يدع هامان فرعون أن يخلي‌ عن بني‌ إسرائيل فأنزل الله عليهم في السنة الثالثة في رواية علي بن ابراهيم و في الشهر الثالث عن غيره من المفسرين القمل و هوالجراد الصغار ألذي لاأجنحة له و هوشر ما يكون وأخبثه فأتي علي زروعهم كلها واجتثها من أصلها فذهب زروعهم ولحس الأرض كلها. وقيل أمر موسي عليه السلام أن يمشي‌ إلي كثيب أعفر بقرية من قري مصر تدعي عين الشمس فأتاه فضربه بعصاه فانثال عليهم قملا فكان يدخل بين ثوب أحدهم فيعضه و كان يأكل أحدهم الطعام فيمتلئ قملا قال ابن جبير القمل السوس ألذي يخرج من الحبوب فكان الرجل يخرج عشرة أجربة إلي الرحي فلايرد منها ثلاثة أقفزة فلم يصابوا ببلاء كان أشد عليهم من القمل وأخذت أشعارهم وأبشارهم وأشفار عيونهم وحواجبهم ولزمت جلودهم كأنها الجدري‌ عليهم ومنعتهم النور والقرار فصرخوا وصاحوا فقال فرعون لموسي ادع لنا ربك لئن كشف عنا القمل لأكفن عن بني‌ إسرائيل فدعا موسي عليه السلام حتي


صفحه : 83

ذهب القمل بعد ماأقام عندهم سبعة أيام من السبت إلي السبت فنكثوا فأنزل الله عليهم في السنة الرابعة وقيل في الشهر الرابع الضفادع فكانت تكون في طعامهم وشرابهم وامتلأت منها بيوتهم وأبنيتهم فلايكشف أحدهم ثوبا و لاإناء و لاطعاما و لاشرابا إلاوجد فيه الضفادع وكانت تثب في قدورهم فتفسد عليهم ما فيها و كان الرجل يجلس إلي ذقنه من الضفادع ويهم أن يتكلم فيثب الضفدع في فيه ويفتح فاه لأكلته فيسبق الضفدع أكلته إلي فيه فلقوا منها أذي شديدا فلما رأوا ذلك بكوا وشكوا إلي موسي وقالوا هذه المرة نتوب و لانعود فادع الله أن يذهب عنا الضفادع فإنا نؤمن بك ونرسل معك بني‌ إسرائيل فأخذ عهودهم ومواثيقهم ثم دعا ربه فكشف عنهم الضفادع بعد ماأقام عليهم سبعا من السبت إلي السبت ثم نقضوا العهد وعادوا لكفرهم فلما كانت السنة الخامسة أرسل الله عليهم الدم فسال ماء النيل عليهم دما فكان القبطي‌ يراه دما والإسرائيلي‌ يراه ماء فإذاشربه الإسرائيلي‌ كان ماء و إذاشربه القبطي‌ كان دما و كان القبطي‌ يقول للإسرائيلي‌ خذ الماء في فيك وصبه في في فكان إذاصبه في فم القبطي‌ تحول دما و إن فرعون اعتراه العطش حتي إنه ليضطر إلي مضغ الأشجار الرطبة فإذامضغها يصير ماؤها في فيه دما فمكثوا في ذلك سبعة أيام لايأكلون إلاالدم و لايشربون إلاالدم . قال زيد بن أسلم الدم ألذي سلط عليهم كان الرعاف فأتوا موسي فقالوا ادع لنا ربك يكشف عنا هذاالدم فنؤمن لك ونرسل معك بني‌ إسرائيل فلما دفع الله عنهم الدم لم يؤمنوا و لم يخلوا عن بني‌ إسرائيل وَ لَمّا وَقَعَ عَلَيهِمُ الرّجزُ أي العذاب و هو مانزل بهم من الطوفان وغيره وقيل هوالطاعون أصابهم فمات من القبط سبعون ألف إنسان و هوالعذاب السادس عن ابن جبير ومثله

مَا روُيِ‌َ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ أَنّهُ أَصَابَهُم ثَلجٌ أَحمَرُ فَمَاتُوا فِيهِ وَ جَزِعُوا

.قالُوا أي فرعون وقومه يا مُوسَي ادعُ لَنا رَبّكَ بِما عَهِدَ عِندَكَ أي بما تقدم إليك أن تدعوه به فإنه يجيبك كماأجابك في آياتك أوبما عهد إليك أنا لوآمنا لرفع


صفحه : 84

عنا العذاب أوبما عهد عندك من النبوة فالباء للقسم إِلي أَجَلٍ هُم بالِغُوهُيعني‌ الأجل ألذي غرقهم الله فيه إِذا هُم يَنكُثُونَ أي ينقضون العهدفَانتَقَمنا مِنهُم أي فجازيناهم علي سوء صنيعهم فِي اليَمّ أي البحروَ كانُوا عَنها غافِلِينَ أي عن نزول العذاب بهم أوالمعني أناعاقبناهم بتكذيبهم وتعرضهم لأسباب الغفلة وعملهم عمل الغافل عنها.وَ أَورَثنَا القَومَ الّذِينَ كانُوا يُستَضعَفُونَيعني‌ بني‌ إسرائيل فإن القبط كانوا يستضعفونهم فأورثهم الله بأن مكنهم وحكم لهم بالتصرف بعدإهلاك فرعون وقومه فكأنهم ورثوا منهم مَشارِقَ الأَرضِ وَ مَغارِبَهَاالتي‌ كانوا فيهايعني‌ جهات الشرق والغرب منها يريد به ملك فرعون من أدناه إلي أقصاه وقيل هي‌ أرض الشام ومصر وقيل هي‌ أرض الشام شرقها وغربها وقيل أرض مصر قال الزجاج كان من بني‌ إسرائيل داود وسليمان ملكوا الأرض التّيِ‌ بارَكنا فِيهابإخراج الزروع والثمار وسائر صنوف النبات والأشجار والعيون والأنهار وضروب المنافع وَ تَمّت كَلِمَتُ رَبّكَ الحُسني عَلي بنَيِ‌ إِسرائِيلَ أي صح كلام ربك بإنجاز الوعد بإهلاك عدوهم واستخلافهم في الأرض وقيل وعد الجنةبِما صَبَرُوا علي أذي فرعون وقومه وَ دَمّرنا ما كانَ يَصنَعُ فِرعَونُ وَ قَومُهُ أي أهلكنا ماكانوا يبنون من الأبنية والقصور والدياروَ ما كانُوا يَعرِشُونَ من الأشجار والأعناب والثمار أويسقفون من القصور والبيوت .فَلَمّا جاءَهُمُ الحَقّ مِن عِندِنا أي ماأتي به من المعجزات والبراهين أَ تَقُولُونَ لِلحَقّ لَمّا جاءَكُم أي إنه لسحر فاستأنف إنكارا و قال أَ سِحرٌ هذا وَ لا يُفلِحُ السّاحِرُونَ أي لايظفرون بحجةلِتَلفِتَنا أي لتصرفناوَ تَكُونَ لَكُمَا الكِبرِياءُ أي الملك والعظمة والسلطان فِي الأَرضِ أي في أرض مصر أوالأعم بِكُلّ ساحِرٍإنما فعل ذلك للجهل بأن ماأتي به موسي عليه السلام من عند الله و ليس بسحر و بعد ذلك علم فعاند وقيل علم أنه ليس بسحر ولكنه ظن أن السحر يقاربه مقاربة تشبيه وَ يُحِقّ اللّهُ الحَقّ أي يظهره ويثبته وينصر أهله بِكَلِماتِهِ أي بمواعيده وقيل بكلامه ألذي يتبين به


صفحه : 85

معاني‌ الآيات التي‌ آتاها نبيه وقيل بما سبق من حكمه في اللوح المحفوظ بأن ذلك سيكون إِلّا ذُرّيّةٌ مِن قَومِهِ أي أولاد من قوم فرعون أو من قوم موسي وهم بنو إسرائيل الذين كانوا بمصر واختلف من قال بالأول فقيل إنهم قوم كانت أمهاتهم من بني‌ إسرائيل وآباؤهم من القبط فاتبعوا أمهاتهم وأخوالهم عن ابن عباس وقيل إنهم ناس يسير من قوم فرعون منهم امرأة فرعون ومؤمن آل فرعون وجاريته وامرأة هي‌ ماشطة امرأة فرعون وقيل إنهم بعض أولاد القبط لم يستجب آباؤهم موسي عليه السلام واختلف من قال بالثاني‌ فقيل هم جماعة من بني‌ إسرائيل أخذهم فرعون بتعلم السحر وجعلهم من أصحابه فآمنوا بموسي وقيل أراد مؤمني‌ بني‌ إسرائيل وكانوا ستمائة ألف و كان يعقوب دخل مصر منهم باثنين وسبعين إنسانا فتوالدوا حتي بلغوا ستمائة ألف وإنما سماهم ذرية علي وجه التصغير لضعفهم عن ابن عباس في رواية أخري و قال مجاهد أراد بهم أولاد الذين أرسل إليهم موسي عليه السلام من بني‌ إسرائيل لطول الزمان هلك الآباء وبقي‌ الأبناءعَلي خَوفٍ مِن فِرعَونَيعني‌ آمنوا وهم خائفون من معرة فرعون وَ مَلَائِهِم أي رؤسائهم أَن يَفتِنَهُم أي يصرفهم عن الدين بأن يمتحنهم بمحنة لايملكنهم الصبر عليها فينصرفون عن الدين لَعالٍ فِي الأَرضِ أي مستكبر طاغ وَ إِنّهُ لَمِنَ المُسرِفِينَ أي المجاوزين الحد في العصيان لا تَجعَلنا فِتنَةً أي لاتمكن الظالمين من ظلمنا بما يحملنا علي إظهار الانصراف عن ديننا أو لاتظهرهم علينا فيفتتن بنا الكفار ويقولوا لوكانوا علي الحق لماظهرنا عليهم .

وَ رَوَي زُرَارَةُ وَ مُحَمّدُ بنُ مُسلِمٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ وَ أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ أَنّ مَعنَاهُ لَا تُسَلّطهُم عَلَينَا فَتَفتِنَهُم بِنَا

أَن تَبَوّءا لِقَومِكُما أي اتخذا لمن آمن بكمابِمِصرَ بُيُوتاًيسكنونها ويأوون إليهاوَ اجعَلُوا بُيُوتَكُمسيأتي‌ تفسيره زِينَةً من الحلي‌ والثياب وقيل الزينة الجمال وصحة البدن وطول القامة وحسن الصورة وأموالا يتعظمون بها في الحياة الدنيارَبّنا لِيُضِلّوااللام للعاقبة وقيل معناه لئلا يضلوا فحذفت لارَبّنَا اطمِسالمراد


صفحه : 86

بالطمس علي الأموال تغييرها عن جهتها إلي جهة لاينتفع بها قال عامة أهل التفسير صارت جميع أموالهم حجارة حتي السكر والفانيذوَ اشدُد عَلي قُلُوبِهِم أي ثبتهم علي المقام ببلدهم بعدإهلاك أموالهم فيكون ذلك أشد عليهم وقيل أي أمتهم وأهلكهم بعدسلب أموالهم وقيل إنه عبارة عن الخذلان والطبع فَلا يُؤمِنُوايحتمل النصب والجزم فأما النصب فعلي جواب صيغة الأمر بالفاء أوبالعطف علي ليضلوا و مابينهما اعتراض و أماالجزم فعلي وجه الدعاء عليهم وقيل إن معناه فلايؤمنون إيمان اختيار أصلاقَد أُجِيبَت دَعوَتُكُما قال ابن جريح مكث فرعون بعد هذاالدعاء أربعين سنة وروي‌ ذلك عن أبي عبد الله عليه السلام فَاستَقِيما أي فاثبتا علي ماأمرتما به من دعاء الناس إلي الإيمان بَغياً وَ عَدواً أي ليبغوا عليهم ويظلموهم قالَ آمَنتُ كان ذلك إيمان إلجاء لايستحق به الثواب فلم ينفعه آلآنَ أي قيل له الآن آمنت حين لم ينفع الإيمان و قدعصيت بترك الإيمان في حال ينفعك فهلا آمنت قبل ذلك وَ كُنتَ مِنَ المُفسِدِينَ في الأرض والقائل جبرئيل أو هو الله تعالي فَاليَومَ نُنَجّيكَ بِبَدَنِكَ قال أكثر المفسرين معناه لماأغرق الله تعالي فرعون وقومه أنكر بعض بني‌ إسرائيل غرق فرعون وقالوا هوأعظم شأنا من أن يغرق فأخرجه الله حتي رأوه فذلك قوله فَاليَومَ نُنَجّيكَ أي نلقيك علي نجوة من الأرض وهي‌ المكان المرتفع بجسدك من غيرروح و ذلك أنه طفا عريانا وقيل معناه نخلصك من البحر و أنت ميت والبدن الدرع قال ابن عباس كانت عليه درع من ذهب يعرف بهافالمعني نرفعك فوق الماء بدرعك المشهورة ليعرفوك بهالِتَكُونَ لِمَن خَلفَكَ آيَةً أي نكالامُبَوّأَ صِدقٍ أي مكناهم مكانا محمودا و هوبيت المقدس والشام و قال الحسن يريد به مصر و ذلك أن موسي عبر ببني‌ إسرائيل البحر ثانيا ورجع إلي مصر وتبوأ مساكن آل فرعون فَمَا اختَلَفُوا حَتّي جاءَهُمُ العِلمُ أي اليهود مااختلفوا في تصديق محمدص حتي جاءهم العلم و هوالقرآن أوالعلم بحقيته أو مااختلف بنو إسرائيل إلا بعد ماجاءهم الحق علي يد موسي وهارون فإنهم


صفحه : 87

كانوا مطبقين علي الكفر قبل مجي‌ء موسي فلما جاءهم آمن به بعضهم وثبت علي الكفر بعضهم فصاروا مختلفين .بِرَشِيدٍ أي مرشديَقدُمُ قَومَهُ أي يمشي‌ بين يدي‌ قومه يَومَ القِيامَةِ علي قدميه حتي يهجم بهم إلي الناروَ بِئسَ الوِردُ المَورُودُ أي بئس الماء ألذي يردونه عطاشا لإحياء نفوسهم النار وإنما أطلق سبحانه علي النار اسم الورد المورود ليطابق مايرد عليه أهل الجنة من الأنهار والعيون بِئسَ الرّفدُ المَرفُودُ أي بئس العطاء المعطي النار واللعنة.تِسعَ آياتٍاختلف فيهافقيل هي‌ يد موسي وعصاه ولسانه والبحر والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم وقيل الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم والبحر والعصا والطمسة والحجر وقيل بدل الطمسة اليد وقيل بدل البحر والطمسة والحجر اليد والسنين ونقص الثمرات و قال الحسن مثل ذلك إلا أنه جعل الأخذ بالسنين ونقص الثمرات آية واحدة وجعل التاسعةتَلقَفُالعصاما يَأفِكُونَ وقيل إنها تسع آيات في الأحكام فَسئَل بنَيِ‌ إِسرائِيلَأمر للنبي‌ص أن يسأل بني‌ إسرائيل لتكون الحجة عليهم أبلغ وقيل إن المعني فاسأل أيها السامع .مَسحُوراً أي معطي علم السحر أوساحرا فوضع المفعول موضع الفاعل وقيل أي أنك سحرت فأنت تحمل نفسك علي ماتقوله للسحر ألذي بك قالَ موسي لَقَد عَلِمتَ ما أَنزَلَ هؤُلاءِ أي هذه الآيات إِلّا رَبّ السّماواتِ وَ الأَرضِ ألذي خلقهن بَصائِرَ.

وَ روُيِ‌َ أَنّ عَلِيّاً عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ فِيعَلِمتَ وَ اللّهِ مَا عَلِمَ عَدُوّ اللّهِ وَ لَكِنّ مُوسَي هُوَ ألّذِي عَلِمَ فَقَالَ لَقَد عَلِمتَ

.وَ إنِيّ‌ لَأَظُنّكَ أي لأعلمك يا فِرعَونُ مَثبُوراً أي هالكا وقيل ملعونا وقيل مخبولا لاعقل لك وقيل بعيدا عن الخيرفَأَرادَ أي فرعون أَن يَستَفِزّهُم أي يزعج موسي و من معه مِنَ الأَرضِ أي من أرض مصر وفلسطين والأردن بالنفي‌ عنها


صفحه : 88

وقيل بأن يقتلهم وَ قُلنا مِن بَعدِهِ أي من بعدهلاك فرعون اسكُنُوا الأَرضَ أي أرض مصر والشام فَإِذا جاءَ وَعدُ الآخِرَةِ أي يوم القيامة أي وعد الكرة الآخرة وقيل أراد نزول عيسي جِئنا بِكُم لَفِيفاً أي من في القبور إلي الموقف للحساب والجزاء مختلطين التف بعضكم ببعض لاتتعارفون و لاينحاز أحد منكم إلي قبيلته وقيل لفيفا أي جميعا.وَ هَل أَتاكَ هذاابتداء وإخبار من الله علي وجه التحقيق إذ لم يبلغه فيقول هل سمعت بخبر فلان وقيل استفهام تقرير بمعني الخبر أي و قدأتاك إِذ رَأي ناراً قال ابن عباس كان موسي رجلا غيورا لايصحب الرفقة لئلا تري امرأته . فلما قضي الأجل وفارق مدين خرج ومعه غنم له و كان أهله علي أتان و علي ظهرها جوالق له فيهاأثاث البيت فأضل الطريق في ليلة مظلمة سوداء وتفرقت ماشيته و لم تنقدح زنده وامرأته في الطلق ورأي نارا من بعيد كانت عند الله نورا و عند موسي نارافَقالَ عند ذلك لِأَهلِهِ وهي‌ بنت شعيب كان تزوجها بمدين امكُثُوا أي الزموا مكانكم بِقَبَسٍ أي بشعلة أقتبسها من معظم النار تصطلون بهاأَو أَجِدُ عَلَي النّارِ هُديً أي هاديا يدلني‌ علي الطريق أوعلامة أستدل بها عليه لأن النار لاتخلو من أهل لها وناس عندهافَلَمّا أَتاها قال ابن عباس لماتوجه نحو النار فإذاالنار في شجرة عناب فوقف متعجبا من حسن ضوء تلك النار وشدة خضرة تلك الشجرة فسمع النداء من الشجرةيا مُوسي إنِيّ‌ أَنَا رَبّكَ قال وهب نودي‌ من الشجرة يا موسي فأجاب سريعا لايدري‌ من دعاه فقال إني‌ أسمع صوتك و لاأري مكانك فقال أنافوقك ومعك وأمامك وخلفك وأقرب إليك من نفسك فعلم أن ذلك لاينبغي‌ إلالربه عز و جل وأيقن به وإنما علم موسي عليه السلام أن هذاالنداء من قبل الله سبحانه لمعجز


صفحه : 89

أظهره الله تعالي كما قال في موضع آخرإنِيّ‌ أَنَا اللّهُ رَبّ العالَمِينَ وَ أَن أَلقِ عَصاكَ إلي آخره . وقيل إنه لمارأي شجرة خضراء من أسفلها إلي أعلاها يتوقد فيهانار بيضاء وسمع تسبيح الملائكة ورأي نورا عظيما لم تكن الخضرة تطفئ النار و لاالنار تحرق الخضرة تحير وعلم أنه معجز خارق للعادة وإنه لأمر عظيم فألقيت عليه السكينة ثم نودي‌أَنَا رَبّكَ فَاخلَع نَعلَيكَ قدمر تفسيره إِنّكَ بِالوادِ المُقَدّسِ أي المبارك أوالمطهرطُويً هواسم الوادي‌ وقيل سمي‌ به لأنه قدس مرتين فكأنه طوي بالبركة مرتين .وَ أَنَا اختَرتُكَ أي اصطفيتك بالرسالةفَاستَمِع لِما يُوحيإليك من كلامي‌ وأصغ إليه وَ أَقِمِ الصّلاةَ لذِكِريِ‌ أي لأن تذكري‌ فيهابالتسبيح والتعظيم أولأن أذكرك بالمدح والثناء وقيل معناه وصل لي و لاتصل لغيري‌ وقيل أي أقم الصلاة متي ذكرت إن عليك صلاة كنت في وقتها أو لم تكن عن أكثر المفسرين و هوالمروي‌ عن أبي جعفر عليه السلام إِنّ السّاعَةَ آتِيَةٌيعني‌ أن القيامة قائمة لامحالةأَكادُ أُخفِيها أي أريد أن أخفيها عن عبادي‌ لئلا تأتيهم إلابغتة وروي‌ عن ابن عباس أكاد أخفيها من نفسي‌ وهي‌ كذلك في قراءة أبي وروي‌ ذلك عن الصادق عليه السلام والتقدير إذاكدت أخفيها من نفسي‌ فكيف أظهرها لك و هذاشائع بين العرب و قال أبوعبيدة معني


صفحه : 90

أخفيها أظهرها ودخلت أكاد تأكيدا أي أوشك أن أقيمهابِما تَسعي أي بما تعمل من خير وشرفَلا يَصُدّنّكَ عَنها مَن لا يُؤمِنُ بِها أي لايصرفنك عن الصلاة من لايؤمن بالساعة أو لايمنعنك عن الإيمان بالساعة من لايؤمن بها وقيل عن العبادة ودعاء الناس إليها وقيل عن هذه الخصال وَ اتّبَعَ هَواهُالهوي ميل النفس إلي الشي‌ءفَتَردي أي فتهلك .وَ ما تِلكَ بِيَمِينِكَسأله عما في يده من العصاأَتَوَكّؤُا عَلَيها أي أعتمد عليها إذامشيت وَ أَهُشّ بِها عَلي غنَمَيِ‌ أي وأخبط بهاورق الشجر لترعاه غنمي‌وَ لِيَ فِيها مَآرِبُ أُخري أي حاجات أخر قال ابن عباس كان يحمل عليها زاده ويركزها فيخرج منها الماء ويضرب بها الأرض فيخرج مايأكل و كان يطرد بهاالسباع و إذاظهر عدو حاربت و إذاأراد الاستقاء من بئر طالت وصارت شعبتاها كالدلو و كان يظهر عليها كالشمعة فيضي‌ء له الليل وكانت تحرسه وتؤنسه و إذاطالت شجرة حناها بمحجنهافَإِذا هيِ‌َ حَيّةٌ تَسعي أي تمشي‌ بسرعة وقيل صارت حية صفراء لها عرف كعرف الفرس وجعلت تتورم حتي صارت ثعبانا وهي‌ أكبر الحيات عن ابن عباس وقيل إنه ألقاها فحانت منه نظرة فإذاهي‌ بأعظم ثعبان نظر إليه الناظرون يمر بالصخرة مثل الخلفة من الإبل فيلقمها ويطعن أنيابه في أصل الشجرة العظيمة فيجتثها وعيناه تتوقدان نارا و قدعاد المحجن عنقا فيه شعر مثل النيازك فلما عاين ذلك وَلّي مُدبِراً وَ لَم يُعَقّب ثم ذكر ربه فوقف استحياء منه ثم نودي‌ يا موسي ارجع إلي حيث كنت فرجع و هوشديد الخوف قالَ خُذهابيمينك وَ لا تَخَف سَنُعِيدُها سِيرَتَهَا الأُولي أي إلي الحالة الأولي عصا و علي موسي يومئذ مدرعة من صوف قدخلها بخلال فلما أمره سبحانه بأخذها أدلي طرف المدرعة علي يده فقال ما لك يا موسي أرأيت لوأذن الله بما تحاذر أكانت المدرعة تغني‌ عنك شيئا قال لا ولكني‌ ضعيف و من ضعف خلقت وكشف عن


صفحه : 91

يده ثم وضعها في فم الحية و إذايده في الموضع ألذي كان يضعها إذاتوكأ عليها بين الشعبتين عن وهب قال وكانت العصا من عوسج و كان طولها عشرة أذرع علي مقدار قامة موسي وَ اضمُم يَدَكَ إِلي جَناحِكَ أي إلي ماتحت عضدك أو إلي جنبك وقيل أدخلها في جيبك كني عن الجيب بالجناح تَخرُج بَيضاءَلها نور ساطع يضي‌ء بالليل والنهار كضوء الشمس والقمر وأشد ضوءا.آيَةً أُخري قال البيضاوي‌ أي معجزة ثانية وهي‌ حال من ضمير تخرج كبيضاء أو من ضميرها أومفعول بإضمار خذ أودونك لِنُرِيَكَ مِن آياتِنَا الكُبريمتعلق بهذا المضمر أوبما دل عليه آية أوالقصة أي دللنا بها أوفعلنا ذلك لنريك والكبري صفة آياتنا أومفعول نريك و من آياتنا حال منها.رَبّ اشرَح لِي صدَريِ‌ قال الطبرسي‌ أي أوسع لي صدري‌ حتي لاأضجر و لاأخاف و لاأغتم وَ يَسّر لِي أمَريِ‌ أي سهل علي أداء ماكلفتني‌ من الرسالةوَ احلُل عُقدَةً مِن لسِانيِ‌ أي أطلق عن لساني‌ العقدة التي‌ فيه حتي يفهموا كلامي‌ و كان في لسانه رتة لايفصح معها بالحروف تشبه التمتمة وقيل إن سببها جمرة طرحها في فيه لماأخذ بلحية فرعون فأراد قتله فامتحن بإحضار الدرة والجمرة فأراد موسي أخذ الدرة فضرب جبرئيل يده إلي الجمرة فوضعها في فيه فاحترق لسانه وقيل إنه انحل أكثر ما كان بلسانه إلابقية منه بدلالة قوله وَ لا يَكادُ يُبِينُ وقيل استجاب الله دعاءه فأحل العقدة عن لسانه و قوله وَ لا يَكادُ يُبِينُ أي لايأتي‌ ببيان وحجة وإنما قالوا ذلك تمويها ليصرفوا الوجوه عنه وَ اجعَل لِي وَزِيراًيؤازرني‌ علي المضي‌ إلي فرعون ويعاضدني‌ عليه مِن أهَليِ‌ليكون أفصح هارُونَ أخَيِ‌فكان أخاه لأبيه وأمه و كان بمصراشدُد بِهِ أزَريِ‌ أي قو به ظهري‌وَ أَشرِكهُ فِي أمَريِ‌ في النبوة ليكون أحرس علي مؤازرتي‌كيَ‌ نُسَبّحَكَ كَثِيراً أي ننزهك عما لايليق بك وَ نَذكُرَكَ كَثِيراً أي نحمدك ونثني‌


صفحه : 92

عليك بما أوليتنا من نعمك إِنّكَ كُنتَ بِنا بَصِيراًبأحوالنا وأمورنا عالماقَد أُوتِيتَ سُؤلَكَ. قَالَ الصّادِقُ عَلَيهِ السّلَامُ حدَثّنَيِ‌ أَبِي عَن جدَيّ‌ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ كُن لِمَا لَا تَرجُو أَرجَي مِنكَ لِمَا تَرجُو فَإِنّ مُوسَي بنَ عِمرَانَ خَرَجَ يَقتَبِسُ لِأَهلِهِ نَاراً فَكَلّمَهُ اللّهُ تَعَالَي فَرَجَعَ نَبِيّاً وَ خَرَجَت مَلِكَةُ سَبَإٍ كَافِرَةً فَأَسلَمَت مَعَ سُلَيمَانَ وَ خَرَجَ سَحَرَةُ فِرعَونَ يَطلُبُونَ العِزّةَ لِفِرعَونَ فَرَجَعُوا مُؤمِنِينَ

إِذ أَوحَينا إِلي أُمّكَ قال البيضاوي‌ بالإلهام أو في المنام أو علي لسان نبي‌ في وقتها أوملك لا علي وجه النبوة كماأوحي‌ إلي مريم عليها السلام ما يُوحي ما لايعلم إلابالوحي‌ أومما ينبغي‌ أن يوحي و لايخل به لفرط الاهتمام به أَنِ اقذِفِيهِبأن اقذفيه أو أي اقذفيه لأن الوحي‌ بمعني القول والقذف يقال للإلقاء وللوضع فَليُلقِهِ اليَمّ بِالسّاحِلِ لما كان إلقاء البحر إياه إلي الساحل أمرا واجب الحصول لتعلق الإرادات به جعل البحر كأنه ذو تميز مطيع أمره بذلك وأخرج الجواب مخرج الأمر والأولي أن يجعل الضمائر كلها لموسي .وَ لِتُصنَعَ عَلي عيَنيِ‌ قال الطبرسي‌ أي لتربي ولتقضي بمرأي مني‌ أن يجري‌ أمرك علي ماأريد بك من الرفاهية في غذائك وقيل لتربي ويطلب لك الرضاع علي علم مني‌ ومعرفة لتصل إلي أمك وقيل لتربي بحياطتي‌ وحفظي‌ كمايقال في الدعاء بالحفظ عين الله عليك إِذ تمَشيِ‌ظرف لألقيت أولتصنع و ذلك أن أم موسي اتخذت تابوتا وجعلت فيه قطنا ووضعته فيه وألقته في النيل فكان يشرع من النيل نهر كبير في باغ فرعون فبينا هوجالس علي رأس البركة مع امرأته آسية إذاالتابوت يجي‌ء علي رأس الماء فأمر بإخراجه فلما فتح رأسه إذاصبي‌ من أحسن الناس وجها فأحبه فرعون بحيث لم يتمالك وجعل موسي يبكي‌ ويطلب اللبن فأمر فرعون حتي أتته النساء اللواتي‌ كن حول داره فلم يأخذ موسي من لبن واحدة منهن وكانت أخت موسي واقفة


صفحه : 93

هناك إذ أمرتها أمها أن تتبع التابوت فقالت إني‌ آتي‌ بامرأة ترضعه و ذلك قوله تعالي هَل أَدُلّكُم عَلي مَن يَكفُلُهُفقالوا نعم فجاءت بالأم فقبل ثديها فذلك قوله تعالي فَرَجَعناكَ إِلي أُمّكَ كيَ‌ تَقَرّ عَينُهابرؤيتك وَ لا تَحزَنَ من خوف قتلك أوغرقك و ذلك أنها حملته إلي بيتها آمنة مطمئنة قدجعل لها فرعون أجرة علي الرضاع وَ قَتَلتَ نَفساً أي القبطي‌ الكافر ألذي استغاثه عليه الإسرائيلي‌فَنَجّيناكَ مِنَ الغَمّ أي من غم القتل وكربه لأنه خاف أن يقتصوا منه بالقبطي‌وَ فَتَنّاكَ فُتُوناً أي اختبرناك اختبارا حتي خلصت للاصطفاء بالرسالة أوخلصناك من محنة بعدمحنةفَلَبِثتَ سِنِينَ فِي أَهلِ مَديَنَ أي حين كنت راعيا لشعيب عَلي قَدَرٍ أي في الوقت ألذي قدر لإرسالك نبياوَ اصطَنَعتُكَ لنِفَسيِ‌ أي لوحيي‌ ورسالتي‌ أي اخترتك واتخذتك صنيعتي‌ وأخلصتك لتنصرف علي إرادتي‌ ومحبتي‌بآِياتيِ‌ أي بحججي‌ ودلالاتي‌ وقيل بالآيات التسع وَ لا تَنِيا فِي ذكِريِ‌ أي و لاتضعفا و لاتفترا في رسالتي‌فَقُولا لَهُ قَولًا لَيّناً أي ارفقا به في الدعاء والقول و لاتغلظا له أوكنياه وكنيته أبوالوليد وقيل أبوالعباس وقيل أبومرة وقيل القول اللين هوهَل لَكَ إِلي أَن تَزَكّي وَ أَهدِيَكَ إِلي رَبّكَ فَتَخشي وقيل هو أن موسي أتاه فقال له تسلم وتؤمن برب العالمين علي أن لك شبابك و لاتهرم وتكون ملكا لاينزع الملك منك حتي تموت و لاتنزع منك لذة الطعام والشراب والجماع حتي تموت فإذامت دخلت الجنة فأعجبه ذلك و كان لايقطع أمرا دون هامان و كان غائبا فلما قدم هامان أخبره بالذي‌ دعاه إليه و أنه يريد أن يقبل منه فقال هامان قدكنت أري أن لك عقلا ورأيا بينا أنت رب تريد أن تكون مربوبا وبينا أنت تعبد تريد أن تعبد فقلبه عن رأيه لَعَلّهُ يَتَذَكّرُ أَو يَخشي أي ادعواه علي الرجاء والطمع لا علي اليأس من فلاحه أَن يَفرُطَ عَلَينا أي يتقدم فينا بعذاب ويعجل علينا ويبادر إلي قتلنا قبل أن يتأمل حجتناأَو أَن يَطغي أي يتجاوز الحد في الإساءة بناإنِنّيِ‌ مَعَكُمابالنصرة والحفظأَسمَعُ مايسأله منكما فألهمكما جوابه وَ أَري مايقصدكما به فأدفعه عنكما.فَأَرسِل مَعَنا بنَيِ‌ إِسرائِيلَ أي أطلقهم وأعتقهم عن الاستعبادوَ لا تُعَذّبهُم


صفحه : 94

بالاستعمال في الأعمال الشاقةوَ السّلامُ عَلي مَنِ اتّبَعَ الهُدي لم يرد به التحية بل معناه من اتبع الهدي سلم من عذاب الله فَمَن رَبّكُما أي من أي جنس من الأجناس هوفبين موسي عليه السلام أنه تعالي ليس له جنس وإنما يعرف بأفعاله أَعطي كُلّ شَيءٍ خَلقَهُ أي صورته التي‌ قدرها له ثم هداه إلي مطعمه ومشربه ومنكحه و غير ذلك أومثل خلقه أي زوجه من جنسه ثم هداه لنكاحه أوأعطي خلقه كل شيء من النعم في الدنيا مما يأكلون ويشربون وينتفعون به ثم هداهم إلي طرق معايشهم و إلي أمور دينهم ليتوصلوا بها إلي نعم الآخرةفَما بالُ القُرُونِ الأُولي أي فما حال الأمم الماضية فإنها لم تقر بالله و ماتدعو إليه بل عبدت الأوثان وقيل لمادعاه موسي إلي البعث قال فما بالهم لم يبعثوا قال موسي عليه السلام عِلمُها عِندَ ربَيّ‌ أي أعمالهم محفوظة عند الله يجازيهم بهافِي كِتابٍيعني‌ اللوح أو مايكتبه الملائكةلا يَضِلّ ربَيّ‌ أي لايذهب عليه شيءوَ لا يَنسي ما كان من أمرهم بل يجازيهم بأعمالهم مَهداً أي فرشاوَ سَلَكَ لَكُم فِيها أي أدخل لأجلكم في الأرض طرقا تسلكونهاأَزواجاً أي أصنافاوَ لَقَد أَرَيناهُ أي فرعون آياتِنا كُلّها أي الآيات التسع فَكَذّبَبجميعهاوَ أَبي أن يؤمن مَكاناً سُويً أي تستوي‌ مسافته علي الفريقين .قالَ موسي مَوعِدُكُم يَومُ الزّينَةِ و كان يوم عيد يتزينون فيه ويزينون فيه الأسواق وَ أَن يُحشَرَ النّاسُ ضُحًي أي ضحي ذلك اليوم فَتَوَلّي فِرعَونُ أي انصرف علي ذلك الوعدفَجَمَعَ كَيدَهُ و ذلك جمعه السحرةثُمّ أَتي أي حضر الموعدقالَ لَهُم أي للسحرةمُوسيفوعظهم فقال وَيلَكُمهي‌ كلمة وعيد وتهديد أي ألزمكم الله الويل والعذاب لا تَفتَرُوا عَلَي اللّهِ كَذِباًبأن تنسبوا معجزتي‌ إلي السحر وسحركم إلي أنه حق وفرعون إلي أنه معبودفَيُسحِتَكُم أي يستأصلكم فَتَنازَعُوا أَمرَهُم بَينَهُم أي تشاور القوم وتفاوضوا في حديث موسي وفرعون وجعل كل منهم ينازع الكلام صاحبه وقيل تشاورت السحرة فيما هيئوه من الحبال والعصي‌ وفيمن يبتد‌ئ بالإلقاءوَ أَسَرّوا النّجوي أي أخفوا كلامهم سرا من فرعون فقالوا إن غلبنا موسي اتبعناه وقيل إن موسي لما قال لهم وَيلَكُم لا تَفتَرُوا عَلَي اللّهِ كَذِباً قال بعضهم لبعض ما هذابقول ساحر وأسر بعضهم إلي بعضهم يتناجون


صفحه : 95

وقيل تناجوا مع فرعون وأسروا عن موسي وهارون .قولهم إِن هذانِ لَساحِرانِقاله فرعون وجنوده للسحرةوَ يَذهَبا بِطَرِيقَتِكُمُ المُثليهي‌ تأنيث الأمثل و هوالأفضل والمعني يريدان أن يصرفا وجوه الناس إليهما عن علي عليه السلام وقيل إن طريقتهم المثلي بنو إسرائيل كانوا أكثر القوم عددا وأموالا وقيل يذهبا بطريقتكم التي‌ أنتم عليها في السيرة والدين فَأَجمِعُوا كَيدَكُم أي لاتدعوا من كيدكم شيئا إلاجئتم به ثُمّ ائتُوا صَفّا أي مصطفين مجتمعين وَ قَد أَفلَحَ اليَومَ مَنِ استَعلي أي قدسعد اليوم من غلب وعلا قال بعضهم إن هذا من قول فرعون للسحرة و قال آخرون بل هو من قول بعض السحرة لبعض يُخَيّلُ إِلَيهِ أي إلي موسي أو إلي فرعون أَنّها تَسعي أي تسير وتعدو مثل سير الحيات وإنما قال يُخَيّلُ إِلَيهِلأنها لم تكن تسعي حقيقة وإنما تحركت لأنهم جعلوا داخلها الزيبق فلما حميت الشمس طلب الزيبق الصعود فحركت الشمس ذلك فظن أنها تسعي .فَأَوجَسَ فِي نَفسِهِ أي وجد في نفسه مايجده الخائف يقال أوجس القلب فزعا أي أضمر والسبب في ذلك أنه خاف أن يلتبس علي الناس أمرهم فيتوهموا أنهم فعلوا مثل مافعله ويظنوا المساواة فيشكوا وقيل إنه خوف الطباع إذارأي الإنسان أمرا فظيعا فإنه يحذره ويخافه في أول وهلة وقيل إنه خاف أن يتفرق الناس قبل إلقائه العصا وقبل أن يعلموا بطلان السحر فيبقوا في شبهة وقيل إنه خاف لأنه لم يدر أن العصا إذاانقلبت حية هل يظهر المزية لأنه لم يعلم أنها تتلقفها و كان ذلك موضع خوف لأنها لوانقلبت حية و لم تتلقف مايأفكون ربما ادعوا المساواة لاسيما والأهواء معهم والدولة لهم فلما تلقف زالت الشبهةإِنّكَ أَنتَ الأَعليعليهم بالظفر والغلبةوَ أَلقِ ما فِي يَمِينِكَقالوا لماألقي عصاه صارت حية وطافت حول الصفوف حتي رآها الناس كلهم ثم قصدت الحبال والعصي‌ فابتلعتها كلها علي كثرتها ثم أخذها موسي فعادت عصا كماكانت حَيثُ أَتي أي حيث كان وأين أقبل إِنّهُ لَكَبِيرُكُمُ أي أستادكم و قديعجز التلميذ عما يفعله الأستاد أورئيسكم ما


صفحه : 96

عجزتم عن معارضته ولكنكم تركتم معارضته احتشاما واحتراما وإنما قال ذلك لإيهام العوام .فِي جُذُوعِ النّخلِ أي عليهاأَيّنا أَشَدّ عَذاباً أنا علي إيمانكم أم رب موسي علي ترككم الإيمان به لَن نُؤثِرَكَ أي أن نختارك عَلي ما جاءَنا مِنَ البَيّناتِ أي المعجزات والأدلةوَ ألّذِي فَطَرَنا أي و علي ألذي فطرنا أوالواو للقسم فَاقضِ ما أَنتَ قاضٍ أي فاصنع ما أنت صانعه أوفاحكم ما أنت حاكم فإنا لانرجع عن الإيمان إِنّما تقَضيِ‌ هذِهِ الحَياةَ الدّنيا أي إنما تصنع بسلطانك وتحكم في هذه الحياة الدنيا دون الآخرة فلاسلطان لك فيها وقيل معناه إنما تفني وتذهب الحياة الدنياخَطايانا من الشرك والمعاصي‌وَ ما أَكرَهتَنا عَلَيهِ مِنَ السّحرِإنما قالوا ذلك لأن الملوك كانوا يجبرونهم علي تعليم السحر كيلا يخرج من أيديهم وقيل إن السحرة قالوا لفرعون أرنا موسي إذانام فأراهم إياه فإذا هونائم وعصاه تحرسه فقالوا ليس هذابسحر إن الساحر إذانام بطل سحره فأبي عليهم إلا أن يعملوا فذلك إكراههم وَ اللّهُ خَيرٌلنا منك وثوابه أبقي لنا من ثوابك أوخير ثوابا للمؤمنين وأبقي عقابا للعاصين منك وهاهنا انتهي الإخبار عن السحرة ثم قال تعالي إِنّهُ مَن يَأتِ رَبّهُ مُجرِماً وقيل إنه من قول السحرة.فَاضرِب لَهُم قال البيضاوي‌ فاجعل لهم من قولهم ضرب له في ماله سهما أوفاتخذ من ضرب اللبن إذاعمله يَبَساً أي يابسا مصدر وصف به لا تَخافُ دَرَكاً أي أمنا من أن يدرككم العدوفَأَتبَعَهُم فِرعَونُ بِجُنُودِهِ أي فأتبعهم نفسه ومعه جنوده فحذف المفعول الثاني‌ وقيل فأتبعهم بمعني فاتبعهم ويؤيده القراءة والباء للتعدية وقيل الباء مزيدةفَغَشِيَهُمالضمير لجنوده أو له ولهم و فيه مبالغة ووجازة أي غشيهم ماسمعت قصته و لايعرف كنهه إلا الله وَ أَضَلّ فِرعَونُ قَومَهُ وَ ما هَدي أي أضلهم في الدين و ماهداهم و هوتهكم به في قوله وَ ما أَهدِيكُم إِلّا سَبِيلَ الرّشادِ أوأضلهم في البحر و مانجا


صفحه : 97

بِآياتِنابالآيات التسع وَ سُلطانٍ مُبِينٍ وحجة واضحة ويجوز أن يراد به العصا وإفرادها لأنها أولي المعجزات قَوماً عالِينَ أي متكبرين وَ قَومُهُمايعني‌ بني‌ إسرائيل لَنا عابِدُونَخادمون منقادون كالعباد.أَ لا يَتّقُونَاستئناف أتبعه إرساله للإنذار تعجيبا له من إفراطهم في الظلم واجترائهم عليه قالَ رَبّ إنِيّ‌ أَخافُ إلي قوله إِلي هارُونَرتب استدعاء ضم أخيه إليه واشتراكه له في الأمر علي الأمور الثلاثة خوف التكذيب وضيق القلب انفعالا عنه وازدياد الحبسة في اللسان بانقباض الروح إلي باطن القلب عندضيقه بحيث لاينطلق فإنها إذااجتمعت مست الحاجة إلي معين يقوي‌ قلبه وينوب منابه متي تعتريه حبسه حتي لاتختل دعوته و ليس ذلك تعللا منه وتوقفا في تلقي‌ الأمر بل طلب لما يكون معونة علي امتثاله وتمهيد عذره وَ لَهُم عَلَيّ ذَنبٌ أي تبعة ذنب والمراد قتل القبطي‌ وإنما سمي ذنبا علي زعمهم فَأَخافُ أَن يَقتُلُونِ به قبل أداء الرسالة و هوأيضا ليس تعللا وإنما هواستدفاع للبلية المتوقعة و قوله كَلّا فَاذهَبا بِآياتِناإجابة له إلي الطلبتين بوعده للدفع اللازم ردعه عن الخوف وضم أخيه إليه في الإرسال إِنّا مَعَكُميعني‌ موسي وهارون وفرعون مُستَمِعُونَسامعون لمايجري‌ بينكما وبينه فأظهركما عليه إِنّا رَسُولُ رَبّ العالَمِينَأفرد الرسول لأنه مصدر وصف به أولاتحادهما للأخوة أولوحدة المرسل والمرسل به أولأنه أراد أن كل واحد مناأَن أَرسِل مَعَنا بنَيِ‌ إِسرائِيلَ أي خلهم يذهبوا معنا إلي الشام قالَ أي فرعون لموسي بعد ماأتياه فقالا له ذلك أَ لَم نُرَبّكَ فِينا أي في منازلناوَلِيداًطفلا سمي‌ به لقربه من الولادةوَ لَبِثتَ فِينا مِن عُمُرِكَ سِنِينَقيل لبث فيهم ثلاثين سنة ثم خرج إلي مدين عشر سنين ثم عاد إليهم يدعوهم إلي الله ثلاثين ثم بقي‌ بعدالغرق خمسين . و قال الطبرسي‌ أي أقمت سنين كثيرة عندنا وهي‌ ثماني‌ عشرة سنة عن ابن عباس وقيل ثلاثين سنة وقيل أربعين سنةوَ فَعَلتَ فَعلَتَكَ التّيِ‌ فَعَلتَيعني‌ قتل القبطي‌


صفحه : 98

وَ أَنتَ مِنَ الكافِرِينَلنعمتنا وحق تربيتنا وقيل معناه و أنت من الكافرين بإلهك إذ كنت معنا علي ديننا ألذي تعيبه وتقول إنه كفرقالَ موسي فَعَلتُها إِذاً وَ أَنَا مِنَ الضّالّينَ أي من الجاهلين لم أعلم أنها تبلغ القتل وقيل من الناسين وقيل من الضالين عن طريق الصواب لأني‌ ماتعمدته وإنما وقع مني‌ خطأ وقيل من الضالين عن النبوة أي لم يوح إلي‌ تحريم قتله حُكماً أي نبوة وقيل هوالعلم بما تدعو إليه الحكمة من التوراة والعلم بالحلال والحرام والأحكام وَ تِلكَ نِعمَةٌ تَمُنّها عَلَيّ أَن عَبّدتَ بنَيِ‌ إِسرائِيلَيقال عبّده وأعبده إذااتخذه عبدا و فيه أقوال أحدها أن فيه اعترافا بأن تربيته له كانت نعمة منه علي موسي وإنكارا للنعمة في ترك استعباده و يكون ألف التوبيخ مضمرا فيه فكأنه قال أتقول وتلك نعمة تمنها علي أن عبدت بني‌ إسرائيل و لم تعبدني‌. وثانيها أنه إنكار للمنة أصلا ومعناه أتمن بأن ربيتني‌ مع استبعادك قومي‌ هذه ليست بنعمة يريد أن اتخاذك بني‌ إسرائيل الذين هم قومي‌ عبدا أحبط نعمتك التي‌ تمن بها علي . وثالثها أن معناه أنك لوكنت لاتستعبد بني‌ إسرائيل و لاتقتل أبناءهم لكانت أمي‌ مستغنية عن قذفي‌ في اليم فكأنك تمتن علي بما كان بلاؤك سببا له . ورابعها أن فيه بيان أنه ليس لفرعون عليه نعمة لأن ألذي تولي تربيته أمه وغيرها من بني‌ إسرائيل بأمر فرعون لمااستعبدهم فمعناه أنك تمن علي بأن استعبدت بني‌ إسرائيل حتي ربوني‌ وحفظوني‌.قالُوا أَرجِه وَ أَخاهُ قال البيضاوي‌ أي أخر أمرهما وقيل احبسهماوَ ابعَث فِي المَدائِنِ حاشِرِينَشرطا يحشرون السحرة من ساعات يوم معين و هووقت الضحي من يوم الزينةلِمِيقاتِ يَومٍ مَعلُومٍ لماوقت به من ساعات يوم معين وَ قِيلَ لِلنّاسِ هَل أَنتُم مُجتَمِعُونَ لَعَلّنا نَتّبِعُ السّحَرَةَ إِن كانُوا هُمُ الغالِبِينَلعلنا نتبعهم في دينهم والترجي‌ لاعتبار الغلبة المقتضية للاتباع ومقصودهم أن لايتبعوا موسي لا أن


صفحه : 99

يتبعوا السحرةوَ قالُوا بِعِزّةِ فِرعَونَأقسموا بعزته علي أن الغلبة لهم لفرط اعتقادهم في أنفسهم وإتيانهم بأقصي ما يكون أن يؤتي به من السحرما يَأفِكُونَ مايقلبونه عن وجهه بتمويههم وتزويرهم فيخيلون حبالهم وعصيهم أنها حيات تسعي أوإفكهم تسمية للمأفوك به مبالغةإِنّكُم مُتّبَعُونَيتبعكم فرعون وجنوده و هوعلة الأمر بالإسراء أي أسر بهم حتي إذااتبعكم مصبحين كان لكم تقدم عليهم بحيث لايدركونكم قبل وصولكم إلي البحرفَأَرسَلَ فِرعَونُحين أخبر بسراهم فِي المَدائِنِ حاشِرِينَالعساكر ليتبعونهم إِنّ هؤُلاءِ لَشِرذِمَةٌ قَلِيلُونَ علي إرادة القول وإنما استقلهم وكانوا ستمائة وسبعين ألفا بالإضافة إلي جنوده إذ روي‌ أنه خرج فكانت مقدمته سبعمائة ألف والشرذمة الطائفة القليلة وقليلون باعتبار أنهم أسباط كل سبط منهم قليل لَغائِظُونَلفاعلون مايغيظناوَ إِنّا لَجَمِيعٌ حاذِرُونَ وإنا لجمع من عادتنا الحذر وقيل الحاذر المؤدي‌ للسلاح وَ مَقامٍ كَرِيمٍيعني‌ المنازل الحسنة والمجالس السنيةكَذلِكَمثل ذلك الإخراج أخرجنا فهو مصدر أومثل ذلك المقام ألذي كان لهم علي أنه صفة مقام أوالأمر كذلك فيكون خبر المحذوف فَلَمّا تَراءَا الجَمعانِ أي تقاربا بحيث يري كل منهما الآخرإِنّا لَمُدرَكُونَلملحقون قالَ كَلّالن يدركوكم فإن الله وعدكم الخلاص منهم إِنّ معَيِ‌ ربَيّ‌بالحفظ والنصرةسَيَهدِينِطريق النجاة منهم بِعَصاكَ البَحرَالقلزم أوالنيل فَانفَلَقَ أي فضرب فانفلق وصار اثني‌ عشر فرقا بينها مسالك كَالطّودِ العَظِيمِكالجبل المنيف الثابت في مقره وَ أَزلَفنا وقربناثَمّ الآخَرِينَفرعون وقومه حتي دخلوا علي أثرهم مداخلهم .إِذ قالَ مُوسي قال الطبرسي‌ أي اذكر قصة موسي إذ قال لِأَهلِهِ وهي‌ بنت شعيب إنِيّ‌ آنَستُ أي أبصرت ناراًبِشِهابٍ قَبَسٍ أي بشعلة نار والشهاب نور كالعمود من النار و كل نور يمتد مثل العمود يسمي شهابا وإنما قال لامرأته


صفحه : 100

آتِيكُم علي لفظ خطاب الجمع لأنه أقامها مقام الجماعة في الأنس بها في الأمكنة الموحشةلَعَلّكُم تَصطَلُونَ أي لكي‌ تستدفئوا بها و ذلك لأنهم كانوا قدأصابهم البرد وكانوا شاتين فَلَمّا جاءَها أي جاء موسي إلي النار يعني‌ التي‌ ظنها نارا وهي‌ نورأَن بُورِكَ مَن فِي النّارِ وَ مَن حَولَها قال وهب لمارأي موسي النار وقف قريبا منها فرآها تخرج من فرع شجرة خضراء شديدة الخضرة لاتزداد النار إلااشتعالا و لاتزداد الشجرة إلاخضرة وحسنا فلم تكن النار بحرارتها تحرق الشجرة و لاالشجرة برطوبتها تطفئ النار فعجب منها وأهوي إليها بضغث في يده ليقتبس منها فمالت إليه فخافها فتأخر عنها لم تزل تطمعه ويطمع فيها إلي أن نودي‌ والمراد به نداء الوحي‌أَن بُورِكَ مَن فِي النّارِ وَ مَن حَولَها أي بورك فيمن في النار وهم الملائكة وفيمن حولها يعني‌ موسي عليه السلام و ذلك أن النور ألذي رأي موسي كان فيه ملائكة لهم زجل بالتقديس والتسبيح و من حولها هو موسي لأنه كان بالقرب منها و لم يكن فيهافكأنه قال بارك الله علي من في النار وعليك يا موسي ومخرجه الدعاء والمراد الخبر وقيل من في النار سلطانه وقدرته وبرهانه فالبركة ترجع إلي اسم الله تعالي وتأويله تبارك من نور هذاالنور و من حولها يعني‌ موسي والملائكة وقيل أي بورك من في طلب النار و هو موسي عليه السلام و من حولها الملائكةوَ سُبحانَ اللّهِ رَبّ العالَمِينَ أي تنزيها له عما لايليق بصفاته من أن يكون جسما يحتاج إلي جهة أوعرضا يحتاج إلي محل أو يكون ممن يتكلم بآلةإِنّهُ أَنَا اللّهُ أي إن ألذي يكلمك هو الله العَزِيزُ أي القادر ألذي لايغالب الحَكِيمُ في أفعاله المحكم لتدابيره .كَأَنّها جَانّالجان الحية التي‌ ليست بعظيمة وإنما شبهها بالجان في خفة حركتها واهتزازها مع أنها ثعبان عظيم وقيل الحالتان مختلفتان فصارت جانا في أول مابعثه وثعبانا حين لقي‌ بهافرعون إِلّا مَن ظَلَمَالاستثناء منقطع فِي تِسعِ آياتٍ أي مع تسع آيات أخر أنت مرسل بهاإِلي فِرعَونَ وَ قَومِهِ وقيل أي من تسع


صفحه : 101

آيات فاسِقِينَ أي خارجين عن طاعة الله إلي أقبح وجوه الكفرمُبصِرَةً أي واضحة بينةوَ استَيقَنَتها أَنفُسُهُم أي عرفوها وعلموها يقينا بقلوبهم ظُلماً علي بني‌ إسرائيل أو علي أنفسهم وَ عُلُوّا أي طلبا للعلو والرفعة وتكبرا عن أن يؤمنوا بما جاء به موسي .إِلّا سِحرٌ مُفتَريً أي مختلق لم يبن علي أصل صحيح وَ ما سَمِعنا بِهذا فِي آبائِنَا الأَوّلِينَإنما قالوا ذلك مع اشتهار قصة نوح وهود وصالح وغيرهم ممن دعوا إلي توحيد الله إما للفترة والزمان الطويل أولأن آباءهم ماصدقوا بشي‌ء من ذلك ربَيّ‌ أَعلَمُ أي ربي‌ يعلم أني‌ جئت بهذه الآيات الدالة علي الهدي من عنده فهو شاهد لي علي ذلك إن كذبتموني‌ ويعلم أن العاقبة الحميدة لنا ولأهل الحق فَأَوقِد لِي يا هامانُ أي فأجج النارعَلَي الطّينِ واتخذ الآجر وقيل إنه أول من اتخذ الآجر وبني به فَاجعَل لِي صَرحاً أي قصرا وبناء عاليالعَلَيّ‌ أَطّلِعُ إِلي إِلهِ مُوسي أي أصعد إليه وأشرف عليه وأقف علي حاله و هذاتلبيس منه وإيهام علي العوام أن ألذي يدعو إليه موسي يجري‌ مجراه في الحاجة إلي المكان والجهةوَ إنِيّ‌ لَأَظُنّهُ مِنَ الكاذِبِينَ في ادعائه إلها غيري‌ و أنه رسول إِلَينا لا يُرجَعُونَ أي أنكروا البعث فِي اليَمّ أي النيل أوبحر من وراء مصر يقال له إساف وَ جَعَلناهُم أَئِمّةً أي حكمنا بأنهم كذلك وَ أَتبَعناهُم أي أردفناهم لعنة بعدلعنة وهي‌ البعد عن الرحمة والخيرات أوألزمناهم اللعنة بأن أمرنا المؤمنين بلعنهم مِنَ المَقبُوحِينَ أي من المهلكين أو من المشوهين في الخلقة بسواد الوجوه وزرقة الأعين .قالُوا سِحرانِ قال البيضاوي‌ يعنون موسي وهارون أو موسي و محمدص بتقدير مضاف أوجعلهما سحرين مبالغةتَظاهَراتعاونا بإظهار تلك الخوارق أو


صفحه : 102

بتوافق الكتابين وَ فِرعَونُ ذُو الأَوتادِ قال الطبرسي‌ فيه أقوال أحدها أنه كانت له ملاعب من أوتاد يلعب له عليها والثاني‌ أنه كان يعذب الناس بالأوتاد والثالث أن معناه ذو البنيان والبنيان أوتاد الرابع أن المعني ذو الجنود والجموع الكثيرة بمعني أنهم يشدون ملكه ويقوون أمره كمايقوي‌ الوتد الشي‌ء والعرب تقول هو في عزثابت الأوتاد والأصل فيه أن بيوتهم إنما تثبت بالأوتاد الخامس أنه إنما سمي‌ ذا الأوتاد لكثرة جيوشه السائرة في الأرض وكثرة أوتاد خيامهم فعبر بكثرة الأوتاد عن كثرة الأجناد.ابنِ لِي صَرحاً أي قصرا مشيدا بالآجر وقيل مجلسا عاليالعَلَيّ‌ أَبلُغُ الأَسبابَ أَسبابَ السّماواتِ أي لعلي‌ أبلغ الطرق من سماء إلي سماء وقيل أبلغ أبواب طرق السماوات وقيل منازل السماوات وقيل أتسبب وأتوصل به إلي مرادي‌ و إلي علم ماغاب عني‌ ثم بين مراده فقال فَأَطّلِعَ إِلي إِلهِ مُوسيفأنظر إليه فأراه أراد به التلبيس علي الضعفة مع علمه باستحالة ذلك وقيل أراد فأصل إلي إله موسي فغلبه الجهل واعتقد أن الله سبحانه في السماء و أنه يقدر علي بلوغ السماءوَ كَذلِكَ أي ومثل مازين لهؤلاء الكفار سوء أعمالهم زُيّنَ لِفِرعَونَ سُوءُ عَمَلِهِ أي قبيح عمله زينه له أصحابه أوالشيطان إِلّا فِي تَبابٍ أي هلاك وخسار.إِذا هُم مِنها يَضحَكُونَاستهزاء واستخفافاوَ ما نُرِيهِم مِن آيَةٍالمراد بذلك ماترادف عليهم من الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم والطمس و كان كل آية من تلك الآيات أكبر من التي‌ قبلها وهي‌ العذاب المذكور في قوله وَ أَخَذناهُم بِالعَذابِ


صفحه : 103

فكانت عذابا لهم ومعجزات لموسي وَ قالُوا يا أَيّهَا السّاحِرُيعنون بذلك ياأيها العالم و كان الساحر عندهم عظيما يعظمونه و لم يكن صفة ذم وقيل إنما قالوا استهزاء به وقيل معناه ياأيها ألذي غلبنا بسحره يقال ساحرته فسحرته أي غلبته بالسحرإِنّنا لَمُهتَدُونَ أي راجعون إلي ماتدعونا إليه متي كشف عنا العذاب تجَريِ‌ مِن تحَتيِ‌ أي من تحت أمري‌ وقيل إنها كانت تجري‌ تحت قصره و هومشرف عليهاأَ فَلا تُبصِرُونَ هذاالملك العظيم وقوتي‌ وضعف موسي مَهِينٌ أي ضعيف حقير يعني‌ به موسي قال سيبويه والخليل عطف أنابأم علي قوله أَ فَلا تُبصِرُونَلأن معني أم أناخير أم تبصرون لأنهم إذاقالوا أنت خير منه فقد صاروا بصراء عنده وَ لا يَكادُ يُبِينُ أي و لايكاد يفصح بكلامه وحججه للعقدة التي‌ في لسانه . و قال الحسن كانت العقدة زالت عن لسانه حين أرسله الله كما قال وَ احلُل عُقدَةً و قال تعالي قَد أُوتِيتَ سُؤلَكَ وإنما عيره بما كان في لسانه قبل وقيل كان في لسانه لثغة فرفعه الله تعالي وبقي‌ فيه ثقل فَلَو لا ألُقيِ‌َ عَلَيهِ أَسوِرَةٌ مِن ذَهَبٍكانوا إذاسودوا رجلا سوروه بسوار من ذهب وطوقوه بطوق من ذهب مُقتَرِنِينَ أي متتابعين يعينونه علي أمره ألذي بعث له ويشهدون له بصدقه وقيل متعاضدين متناصرين فَاستَخَفّ قَومَهُ أي استخف عقولهم فَأَطاعُوهُفيما دعاهم إليه لأنه احتج عليهم بما ليس بدليل و هو قوله أَ لَيسَ لِي مُلكُ مِصرَ وأمثاله فَلَمّا آسَفُونا أي أغضبونا وغضب الله علي العصاة إرادة عقابهم وقيل أي آسفوا رسلناانتَقَمنالأوليائنامِنهُمفَجَعَلناهُم سَلَفاً أي متقدمين إلي الناروَ مَثَلًا أي عبرة وموعظةلِلآخِرِينَ أي لمن جاء بعدهم يتعظون بهم .وَ لَقَد فَتَنّا أي اختبرنا وشددنا عليهم التكليف رَسُولٌ كَرِيمٌ أي كريم الأفعال والأخلاق أو عند الله أوشريف في قومه أَن أَدّوا إلِيَ‌ّ عِبادَ اللّهِ أي أطلقوا بني‌ إسرائيل


صفحه : 104

وَ أَن لا تَعلُوا أي لاتتجبرواأَن تَرجُمُونِ أي من أن ترموني‌ بالحجارة وقيل أراد به الشتم كقولهم ساحر كذاب وَ إِن لَم تُؤمِنُوا لِي فَاعتَزِلُونِ أي إن لم تصدقوني‌ فاتركوني‌ لامعي‌ و لا علي وقيل معناه فاعتزلوا أذاي‌فَأَسرِ أي فقال الله مجيبا له أسرإِنّكُم مُتّبَعُونَ أي سيتبعكم فرعون بجنوده رَهواً أي ساكنا علي ما هو به إذاقطعته وعبرته ليغرق فرعون وقيل رَهواً أي منفتحا منكشفا حتي يطمع فرعون في دخوله وقيل أي كما هوطريقا يابسامُغرَقُونَسيغرقهم الله وَ نَعمَةٍ أي تنعم وسعة في العيش كانُوا فِيها فاكِهِينَ أي بهاناعمين متمتعين كَذلِكَ قال الطبرسي‌ أي كذلك أفعل بمن عصاني‌وَ أَورَثناها قَوماً آخَرِينَ أي بني‌ إسرائيل فَما بَكَت عَلَيهِمُ السّماءُ وَ الأَرضُ أي لم يبك عليهم أهل السماء و الأرض أوالمراد به المبالغة في وصف القوم بصغر القدر فإن العرب إذاأخبرت عن عظيم المصاب بالهالك قالت بكاه السماء و الأرض أوكناية عن أنه لم يكن لهم في الأرض عمل صالح يرفع منها إلي السماء. و قدروي‌ عن ابن عباس أنه سئل عن هذه الآية فقيل وهل يبكيان علي أحد قال نعم مصلاه في الأرض ومصعد عمله في السماء. وَ رَوَي زُرَارَةُ بنُ أَعيَنَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَبَكَتِ السّمَاءُ عَلَي يَحيَي بنِ زَكَرِيّا


صفحه : 105

وَ عَلَي الحُسَينِ بنِ عَلِيّ عَلَيهِمَا السّلَامُ أَربَعِينَ صَبَاحاً وَ لَم تَبكِ إِلّا عَلَيهِمَا قُلتُ فَمَا بُكَاؤُهَا قَالَ كَانَت تَطلُعُ حَمرَاءَ وَ تَغِيبُ حَمرَاءَ.

وَ ما كانُوا مُنظَرِينَ أي عوجلوا بالعقوبة و لم يمهلوا من العذاب .المُهِينِ قال البيضاوي‌ من استعباد فرعون وقتله أبناءهم مِن فِرعَونَبدل من العذاب علي حذف المضاف أوجعله عذابا لإفراطه في التعذيب أوحال من المهين بمعني واقعا من جهته إِنّهُ كانَ عالِياًمتكبرامِنَ المُسرِفِينَ في العتو والشرارةوَ لَقَدِ اختَرناهُم أي بني‌ إسرائيل عَلي عِلمٍعالمين بأنهم أحقاء بذلك أو مع علم منا بأنهم يزيغون في بعض الأحوال عَلَي العالَمِينَلكثرة الأنبياء فيهم أو علي عالمي‌ زمانهم ما فِيهِ بَلؤُا مُبِينٌنعمة جلية واختبار ظاهر.فَتَوَلّي بِرُكنِهِ أي فأعرض عن الإيمان به كقوله وَ نَأي بِجانِبِهِ أوفتولي بما كان يتقوي به من جنوده وَ هُوَ مُلِيمٌآت بما يلام عليه من الكفر والعناد و هوحال عن الضمير في أخذناه .فَلَمّا زاغُوا أَزاغَ اللّهُ قُلُوبَهُم قال الطبرسي‌ أي فلما مالوا عن الحق والاستقامة خلاهم وسوء اختيارهم ومنعهم الألطاف التي‌ بهايهدي‌ قلوب المؤمنين وقيل أزاغ الله قلوبهم عما يحبون إلي مايكرهون وَبِيلًا أي ثقيلا.هَل لَكَ إِلي أَن تَزَكّي قال البيضاوي‌ أي هل لك ميل إلي أن تتطهر من الكفر والطغيان وَ أَهدِيَكَ إِلي رَبّكَ وأرشدك إلي معرفته فَتَخشيبأداء الواجبات وترك المحرمات ثُمّ أَدبَرَ عن الطاعةيَسعيساعيا في إبطال أمره أوأدبر بعد مارأي الثعبان مرعوبا مسرعا في مشيه فَحَشَرَفجمع السحرة أوجنوده فَنادي في المجمع بنفسه أوبمناد


صفحه : 106

1-فس ،[تفسير القمي‌] يُذَبّحُونَ أَبناءَكُم إِنّ فِرعَونَ لَمّا بَلَغَهُ أَنّ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ يَقُولُونَ يُولَدُ فِينَا رَجُلٌ يَكُونُ هَلَاكُ فِرعَونَ وَ أَصحَابِهِ عَلَي يَدِهِ كَانَ يُقَتّلُ أَولَادَهُمُ الذّكُورَ وَ يَدَعُ الإِنَاثَ

2-فس ،[تفسير القمي‌] فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ قالَ مُوسي إِلَي قَولِهِلا تَجعَلنا فِتنَةً لِلقَومِ الظّالِمِينَ فَإِنّ قَومَ مُوسَي استَعبَدَهُم آلُ فِرعَونَ وَ قَالُوا لَو كَانَ لِهَؤُلَاءِ عَلَي اللّهِ كَرَامَةٌ كَمَا يَقُولُونَ مَا سَلّطَنَا عَلَيهِم قَولُهُأَن تَبَوّءا لِقَومِكُما بِمِصرَ بُيُوتاًيعَنيِ‌ بَيتَ المَقدِسِ قَولُهُرَبّنا إِنّكَ آتَيتَ فِرعَونَ وَ مَلَأَهُ زِينَةً أَي مُلكاًلِيُضِلّوا عَن سَبِيلِكَ أَي يَفتِنُوا النّاسَ بِالأَموَالِ وَ العَطَايَا لِيَعبُدُوهُ وَ لَا يَعبُدُوكَرَبّنَا اطمِس عَلي أَموالِهِم أَي أَهلِكهَا قَولُهُسَبِيلَ الّذِينَ لا يَعلَمُونَ أَي طَرِيقَ فِرعَونَ وَ أَصحَابِهِ قَولُهُمُبَوّأَ صِدقٍ قَالَ رَدّهُم إِلَي مِصرَ وَ غَرَقُ فِرعَونَ

3-فس ،[تفسير القمي‌] فِي هذِهِ لَعنَةًيعَنيِ‌ الهَلَاكَ وَ الغَرَقَوَ يَومَ القِيامَةِ بِئسَ الرّفدُ المَرفُودُ أَي رَفَدَهُمُ اللّهُ بِالعَذَابِ

4-فس ،[تفسير القمي‌] وَ لَقَد آتَينا مُوسي تِسعَ آياتٍ بَيّناتٍ قَالَ الطّوفَانَ وَ الجَرَادَ وَ القُمّلَ وَ الضّفَادِعَ وَ الدّمَ وَ الحَجَرَ وَ العَصَا وَ يَدَهُ وَ البَحرَ وَ يحَكيِ‌ قَولَ مُوسَيوَ إنِيّ‌ لَأَظُنّكَ يا فِرعَونُ مَثبُوراً أَي هَالِكاً تَدعُو بِالثّبُورِ

وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ فِي قَولِهِفَأَرادَ أَن يَستَفِزّهُم مِنَ الأَرضِأَرَادَ أَن يُخرِجَهُم مِنَ الأَرضِ وَ قَد عَلِمَ فِرعَونُ وَ قَومُهُ أَنّ مَا أَنزَلَ تِلكَ الآيَاتِ إِلّا اللّهُ وَ قَولُهُفَإِذا جاءَ وَعدُ الآخِرَةِ جِئنا بِكُم لَفِيفاًيعَنيِ‌ جَمِيعاً

وَ فِي رِوَايَةِ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَفَأَرادَيعَنيِ‌ فِرعَونَأَن يَستَفِزّهُم مِنَ الأَرضِ أَي


صفحه : 107

يُخرِجَهُم مِن مِصرَجِئنا بِكُم لَفِيفاً أَي مِن كُلّ نَاحِيَةٍ

6-فس ،[تفسير القمي‌] وَ هَل أَتاكَ حَدِيثُ مُوسييعَنيِ‌ قَد أَتَاكَ قَولُهُفَاخلَع نَعلَيكَ قَالَ كَانَتَا مِن جِلدِ حِمَارٍ مَيّتٍوَ أَقِمِ الصّلاةَ لذِكِريِ‌ قَالَ إِذَا نَسِيتَهَا ثُمّ ذَكَرتَهَا فَصَلّهَا

وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ فِي قَولِهِآتِيكُم مِنها بِقَبَسٍ يَقُولُ آتِيكُم بِقَبَسٍ مِنَ النّارِتَصطَلُونَ مِنَ البَردِ وَ قَولِهِأَو أَجِدُ عَلَي النّارِ هُديً كَانَ قَد أَخطَأَ الطّرِيقَ يَقُولُ أَو أَجِدُ عِندَ النّارِ طَرِيقاً وَ قَولِهِوَ أَهُشّ بِها عَلي غنَمَيِ‌ يَقُولُ أَخبِطُ بِهَا الشّجَرَ لغِنَمَيِ‌وَ لِيَ فِيها مَآرِبُ أُخريفَمِنَ الفَرَقِ لَم يَستَطِعِ الكَلَامَ فَجَمَعَ كَلَامَهُ فَقَالَوَ لِيَ فِيها مَآرِبُ أُخري يَقُولُ حَوَائِجُ أُخرَي وَ قَالَ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ فِي قَولِهِإِنّ السّاعَةَ آتِيَةٌ أَكادُ أُخفِيها قَالَ مِن نفَسيِ‌ هَكَذَا نَزَلَت قُلتُ كَيفَ يُخفِيهَا مِن نَفسِهِ قَالَ جَعَلَهَا مِن غَيرِ وَقتٍ قَولُهُوَ فَتَنّاكَ فُتُوناً أَيِ اختَبَرنَاكَ اختِبَاراًفِي أَهلِ مَديَنَ أَي عِندَ شُعَيبٍ قَولُهُوَ اصطَنَعتُكَ لنِفَسيِ‌ أَيِ اختَرتُكَوَ لا تَنِيا أَي لَا تَضعُفَااذهَبا إِلي فِرعَونَائتِيَاهُ وَ اعلَم أَنّ اللّهَ قَالَ لِمُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ حِينَ أَرسَلَهُ إِلَي فِرعَونَ ائتِيَاهُفَقُولا لَهُ قَولًا لَيّناً لَعَلّهُ يَتَذَكّرُ أَو يَخشي وَ قَد عَلِمَ أَنّهُ لَا يَتَذَكّرُ وَ لَا يَخشَي وَ لَكِن قَالَ اللّهُ لِيَكُونَ أَحرَصَ لِمُوسَي عَلَي الذّهَابِ وَ آكَدَ فِي الحُجّةِ عَلَي فِرعَونَ

7-فس ،[تفسير القمي‌] فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ فِي قَولِهِلَشِرذِمَةٌ قَلِيلُونَ يَقُولُ عَصَبَةٌ قَلِيلَةٌوَ إِنّا لَجَمِيعٌ حاذِرُونَ يَقُولُ مُؤدُونَ فِي الأَدَاةِ وَ هُوَ الشاّكيِ‌ فِي


صفحه : 108

السّلَاحِ وَ أَمّا قَولُهُوَ مَقامٍ كَرِيمٍ يَقُولُ مَسَاكِنَ حَسَنَةٍ وَ أَمّا قَولُهُفَأَتبَعُوهُم مُشرِقِينَفَعِندَ طُلُوعِ الشّمسِ وَ قَولُهُمعَيِ‌ ربَيّ‌ سَيَهدِينِ يَقُولُ سَيَكفِينِ

بيان قال الجزري‌ يقال آدني‌ عليه أي قوني‌ و رجل مؤد تام السلاح كامل أداة الحرب و منه حديث الأسود بن زيد في قوله تعالي وَ إِنّا لَجَمِيعٌ حاذِرُونَ قال مقوون مؤدون أي كاملون أداة الحرب

8-فس ،[تفسير القمي‌] إنِيّ‌ آنَستُ ناراً أَي رَأَيتُ وَ ذَلِكَ لَمّا خَرَجَ مِن مَديَنَ مِن عِندِ شُعَيبٍ قَولُهُإِلّا مَن ظَلَمَمَعنَاهُ وَ لَا مَن ظَلَمَ فَوُضِعَ حَرفٌ مَكَانَ حَرفٍ

بيان علي ماذكره تكون إلاعاطفة قال البغوي‌ في تفسيره قال بعض النحويين إلاهاهنا بمعني و لايعني‌لا يَخافُ لدَيَ‌ّ المُرسَلُونَ و لا من ظلم ثم بدل حسنا بعدسوء يقول لا يَخافُ لدَيَ‌ّ المُرسَلُونَ و لاالمذنبون التائبون كقوله تعالي لِئَلّا يَكُونَ لِلنّاسِ عَلَيكُم حُجّةٌ إِلّا الّذِينَ ظَلَمُوا مِنهُميعني‌ و لاالذين ظلموا منهم

9-فس ،[تفسير القمي‌] سَاحِرَانِ تَظَاهَرَا قَالَ مُوسَي وَ هَارُونُ

10-فس ،[تفسير القمي‌] قالُوا يا أَيّهَا السّاحِرُ أَي يَا أَيّهَا العَالِمُ قَولُهُمِن هذَا ألّذِي هُوَ مَهِينٌيعَنيِ‌ مُوسَيوَ لا يَكادُ يُبِينُ قَالَ لَم يُبَيّنِ الكَلَامَفَلَو لا ألُقيِ‌َ عَلَيهِ أَي هَلّا ألُقيِ‌َ عَلَيهِ قَولُهُمُقتَرِنِينَيعَنيِ‌ مُقَارِنِينَفَلَمّا آسَفُونا أَي عَصَونَا لِأَنّهُ لَا يَأسَفُ عَزّ وَ جَلّ كَأَسَفِ النّاسِ

11-فس ،[تفسير القمي‌]وَ لَقَد فَتَنّا قَبلَهُم قَومَ فِرعَونَ أَيِ اختَبَرنَاهُمأَن أَدّوا إلِيَ‌ّ عِبادَ اللّهِ أَي مَا فَرَضَ اللّهُ مِنَ الصّلَاةِ وَ الزّكَاةِ وَ الصّومِ وَ الحَجّ وَ السّنَنِ وَ الأَحكَامِ وَ أَوحَي اللّهُ إِلَيهِأَن أَسرِ بعِبِاديِ‌لَيلًاإِنّكُم مُتّبَعُونَ أَي يَتّبِعُكُم فِرعَونُ وَ جُنُودُهُوَ اترُكِ البَحرَ رَهواً أَي


صفحه : 109

جَانِباً وَ خُذ عَلَي الطّرِيقِ قَولُهُوَ مَقامٍ كَرِيمٍ أَي حَسَنٍوَ نَعمَةٍ كانُوا فِيها قَالَ النّعمَةُ فِي الأَبدَانِ قَولُهُفاكِهِينَ أَي مُفَاكِهِينَ لِلنّسَاءِوَ أَورَثناها قَوماً آخَرِينَيعَنيِ‌ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ قَولُهُعَلَي العالَمِينَلَفظُهُ عَامّ وَ مَعنَاهُ خَاصّ وَ إِنّمَا اختَارَهُم وَ فَضّلَهُم عَلَي عاَلمِيِ‌ زَمَانِهِم

بيان قوله أي مافرض الله الظاهر أنه جعل عباد الله منادي و بين مفعول أدوا المقدر بالصلاة وغيرها و هوأحد الاحتمالين اللذين ذكرهما جماعة من المفسرين واحتمال كون المراد بالعباد العبادة بحذف التاء كإقام الصلاة بعيد والرهو بهذا المعني لم يعهد في اللغة و إن أتي بمعان قريبة منه كالمكان المرتفع والمنخفض والسكون ويمكن إرجاعه إلي مامر في التفسير بتكلف والمفاكهة الممازحة

12-فس ،[تفسير القمي‌] بِالوادِ المُقَدّسِ أَيِ المُطَهّرِ وَ أَمّاطُويًفَاسمُ الواَديِ‌ وَ قَالَ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ فِي قَولِهِفَحَشَرَ فَنادييعَنيِ‌ فِرعَونَ وَ النّكَالُ العُقُوبَةُ وَ الآخِرَةُ هُوَ قَولُهُأَنَا رَبّكُمُ الأَعلي وَ الأُولَي قَولُهُما عَلِمتُ لَكُم مِن إِلهٍ غيَريِ‌فَأَهلَكَهُ اللّهُ بِهَذَينِ القَولَينِ

13-فس ،[تفسير القمي‌] وَ فِرعَونَ ذيِ‌ الأَوتادِعَمِلَ الأَوتَادَ التّيِ‌ أَرَادَ أَن يَصّعّدَ بِهَا إِلَي السّمَاءِ

14-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]الصّدُوقُ عَنِ ابنِ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ الحَجّالِ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ حَمّادٍ عَن حَفصِ بنِ غِيَاثٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ إِنّ فِرعَونَ بَنَي سَبعَ مَدَائِنَ فَتَحَصّنَ فِيهَا مِن مُوسَي فَلَمّا أَمَرَهُ اللّهُ أَن يأَتيِ‌َ فِرعَونَ جَاءَهُ وَ دَخَلَ المَدِينَةَ فَلَمّا رَأَتهُ الأُسُودُ بَصبَصَت بِأَذنَابِهَا وَ لَم يَأنِ مَدِينَةً إِلّا انفَتَحَ لَهُ حَتّي انتَهَي إِلَي التّيِ‌ هُوَ


صفحه : 110

فِيهَا فَقَعَدَ عَلَي البَابِ وَ عَلَيهِ مِدرَعَةٌ مِن صُوفٍ وَ مَعَهُ عَصَاهُ فَلَمّا خَرَجَ الآذِنُ قَالَ لَهُ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ إنِيّ‌ رَسُولُ رَبّ العَالَمِينَ إِلَيكَ فَلَم يَلتَفِت فَضَرَبَ بِعَصَاهُ البَابَ فَلَم يَبقَ بَينَهُ وَ بَينَ فِرعَونَ بَابٌ إِلّا انفَتَحَ فَدَخَلَ عَلَيهِ وَ قَالَ أَنَا رَسُولُ رَبّ العَالَمِينَ فَقَالَ ائتنِيِ‌ بِآيَةٍ فَأَلقَي عَصَاهُ وَ كَانَ لَهَا شُعبَتَانِ فَوَقَعَت إِحدَي الشّعبَتَينِ فِي الأَرضِ وَ الشّعبَةُ الأُخرَي فِي أَعلَي القُبّةِ فَنَظَرَ فِرعَونُ إِلَي جَوفِهَا وَ هيِ‌َ تَلتَهِبُ نَاراً وَ أَهوَت إِلَيهِ فَأَحدَثَ فِرعَونُ وَ صَاحَ يَا مُوسَي خُذهَا وَ لَم يَبقَ أَحَدٌ مِن جُلَسَاءِ فِرعَونَ إِلّا هَرَبَ فَلَمّا أَخَذَ مُوسَي العَصَا وَ رَجَعَت إِلَي فِرعَونَ نَفسُهُ هَمّ بِتَصدِيقِهِ فَقَامَ إِلَيهِ هَامَانُ وَ قَالَ بَينَا أَنتَ إِلَهٌ تُعبَدُ إِذ أَنتَ تَابِعٌ لِعَبدٍ وَ اجتَمَعَ المَلَأُ وَ قَالُوا هَذَا سَاحِرٌ عَلِيمٌفَجُمِعَ السّحَرَةُ لِمِيقاتِ يَومٍ مَعلُومٍ فَلَمّا أَلقَوا حِبَالَهُم وَ عِصِيّهُم أَلقَي مُوسَي عَصَاهُ فَالتَقَمَتهَا كُلّهَا وَ كَانَ فِي السّحَرَةِ اثنَانِ وَ سَبعُونَ شَيخاً خَرّوا سُجّداً ثُمّ قَالُوا لِفِرعَونَ مَا هَذَا سِحرٌ لَو كَانَ سِحراً لَبَقِيَت حِبَالُنَا وَ عِصِيّنَا ثُمّ خَرَجَ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ ببِنَيِ‌ إِسرَائِيلَ يُرِيدُ أَن يَقطَعَ بِهِمُ البَحرَ فَأَنجَي اللّهُ مُوسَي وَ مَن مَعَهُ وَ غَرّقَ فِرعَونَ وَ مَن مَعَهُ فَلَمّا صَارَ مُوسَي فِي البَحرِ أَتبَعَهُ فِرعَونُ وَ جُنُودُهُ فَتَهَيّبَ فِرعَونُ أَن يَدخُلَ البَحرَ فَمُثّلَ جَبرَئِيلُ عَلَي مَادِيَانَةٍ وَ كَانَ فِرعَونُ عَلَي فَحلٍ فَلَمّا رَأَي قَومُ فِرعَونَ المَادِيَانَةَ اتّبَعُوهَا فَدَخَلُوا البَحرَ وَ غَرِقُوا وَ أَمَرَ اللّهُ البَحرَ فَلَفَظَ فِرعَونَ مَيّتاً حَتّي لَا يُظَنّ أَنّهُ غَائِبٌ وَ هُوَ حيَ‌ّ ثُمّ إِنّ اللّهَ تَعَالَي أَمَرَ مُوسَي أَن يَرجِعَ ببِنَيِ‌ إِسرَائِيلَ إِلَي الشّامِ فَلَمّا قَطَعَ البَحرَ بِهِم مَرّعَلي قَومٍ يَعكُفُونَ عَلي أَصنامٍ لَهُم قالُوا يا مُوسَي اجعَل لَنا إِلهاً كَما لَهُم آلِهَةٌ قالَ إِنّكُم قَومٌ تَجهَلُونَ ثُمّ وَرِثَ بَنُو إِسرَائِيلَ دِيَارَهُم وَ أَموَالَهُم فَكَانَ الرّجُلُ يَدُورُ عَلَي دُورٍ كَثِيرَةٍ وَ يَدُورُ عَلَي النّسَاءِ

15-فس ،[تفسير القمي‌]وَ قالَ المَلَأُ مِن قَومِ فِرعَونَ أَ تَذَرُ مُوسي وَ قَومَهُ لِيُفسِدُوا فِي الأَرضِ وَ يَذَرَكَ وَ آلِهَتَكَ قَالَ كَانَ فِرعَونُ يَعبُدُ الأَصنَامَ ثُمّ ادّعَي بَعدَ ذَلِكَ الرّبُوبِيّةَ فَقَالَ


صفحه : 111

فِرعَونُسَنُقَتّلُ أَبناءَهُم وَ نسَتحَييِ‌ نِساءَهُم وَ إِنّا فَوقَهُم قاهِرُونَ قَولُهُقالُوا أُوذِينا مِن قَبلِ أَن تَأتِيَنا وَ مِن بَعدِ ما جِئتَنا قَالَ قَالَ الّذِينَ آمَنُوا لِمُوسَي قَد أُوذِينَا قَبلَ مَجِيئِكَ يَا مُوسَي بِقَتلِ أَولَادِنَا وَ مِن بَعدِ مَا جِئتَنَا لَمّا حَبَسَهُم فِرعَونُ لِإِيمَانِهِم بِمُوسَي فَقَالَ مُوسَيعَسي رَبّكُم أَن يُهلِكَ عَدُوّكُم وَ يَستَخلِفَكُم فِي الأَرضِ فَيَنظُرَ كَيفَ تَعمَلُونَ وَ مَعنَي يَنظُرُ أَي يَرَي كَيفَ تَعمَلُونَ فَوَضَعَ النّظَرَ مَكَانَ الرّؤيَةِ وَ قَولُهُوَ لَقَد أَخَذنا آلَ فِرعَونَ بِالسّنِينَ وَ نَقصٍ مِنَ الثّمَراتِيعَنيِ‌ السّنِينَ الجَدبَةَ لَمّا أَنزَلَ اللّهُ عَلَيهِمُ الطّوفَانَ وَ الجَرَادَ وَ القُمّلَ وَ الضّفَادِعَ وَ الدّمَ وَ أَمّا قَولُهُفَإِذا جاءَتهُمُ الحَسَنَةُ قالُوا لَنا هذِهِ قَالَ الحَسَنَةُ هَاهُنَا الصّحّةُ وَ السّلَامَةُ وَ الأَمنُ وَ السّعَةُوَ إِن تُصِبهُم سَيّئَةٌ قَالَ السّيّئَةُ هَاهُنَا الجُوعُ وَ الخَوفُ وَ المَرَضُيَطّيّرُوا بِمُوسي وَ مَن مَعَهُ أَي يَتَشَأّمُوا بِمُوسَي وَ مَن مَعَهُ وَ أَمّا قَولُهُوَ قالُوا مَهما تَأتِنا بِهِ مِن آيَةٍ لِتَسحَرَنا بِها فَما نَحنُ لَكَ بِمُؤمِنِينَ إِلَي قَولِهِفَاستَكبَرُوا وَ كانُوا قَوماً مُجرِمِينَفَإِنّهُ لَمّا سَجَدَ السّحَرَةُ وَ آمَنَ بِهِ النّاسُ قَالَ هَامَانُ لِفِرعَونَ إِنّ النّاسَ قَد آمَنُوا بِمُوسَي فَانظُر مَن دَخَلَ فِي دِينِهِ فَاحبِسهُ فَحَبَسَ كُلّ مَن آمَنَ بِهِ مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَجَاءَ إِلَيهِ مُوسَي فَقَالَ لَهُ خَلّ عَن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَلَم يَفعَل فَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيهِم فِي تِلكَ السّنَةِ الطّوفَانَ فَخَرّبَ دُورَهُم وَ مَسَاكِنَهُم حَتّي خَرَجُوا إِلَي البَرّيّةِ وَ ضَرَبُوا فِيهَا الخِيَامَ فَقَالَ فِرعَونُ لِمُوسَي ادعُ رَبّكَ حَتّي يَكُفّ عَنّا الطّوفَانَ حَتّي أخُلَيّ‌َ عَن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ وَ أَصحَابِكَ فَدَعَا مُوسَي رَبّهُ فَكَفّ عَنهُمُ الطّوفَانَ وَ هَمّ فِرعَونُ أَن يخُلَيّ‌َ عَن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَقَالَ لَهُ هَامَانُ إِن خَلّيتَ عَن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ غَلَبَكَ مُوسَي وَ أَزَالَ مُلكَكَ فَقَبِلَ مِنهُ وَ لَم يُخِلّ عَن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيهِم فِي السّنَةِ الثّانِيَةِ الجَرَادَ فَجُرّدَت كُلّ شَيءٍ كَانَ لَهُم مِنَ النّبتِ وَ الشّجَرِ حَتّي كَانَت تُجَرّدُ شَعرُهُم وَ لِحيَتُهُم فَجَزِعَ فِرعَونُ مِن ذَلِكَ جَزَعاً شَدِيداً وَ قَالَ يَا مُوسَي ادعُ رَبّكَ أَن يَكُفّ الجَرَادَ عَنّا حَتّي أخُلَيّ‌َ عَن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ وَ أَصحَابِكَ فَدَعَا مُوسَي رَبّهُ فَكَفّ عَنهُمُ الجَرَادَ فَلَم يَدَعهُ هَامَانُ أَن يخُلَيّ‌َ عَن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَأَنزَلَ اللّهُ


صفحه : 112

عَلَيهِم فِي السّنَةِ الثّالِثَةِ القُمّلَ فَذَهَبَت زُرُوعُهُم وَ أَصَابَتهُمُ المَجَاعَةُ فَقَالَ فِرعَونُ لِمُوسَي إِن رَفَعتَ عَنّا القُمّلَ كَفَفتُ عَن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَدَعَا مُوسَي رَبّهُ حَتّي ذَهَبَ القُمّلُ وَ قَالَ أَوّلُ مَا خَلَقَ اللّهُ القُمّلَ فِي ذَلِكَ الزّمَانِ فَلَم يُخَلّ عَن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَأَرسَلَ اللّهُ عَلَيهِم بَعدَ ذَلِكَ الضّفَادِعَ فَكَانَت تَكُونُ فِي طَعَامِهِم وَ شَرَابِهِم وَ يُقَالُ إِنّهَا كَانَت تَخرُجُ مِن أَدبَارِهِم وَ آذَانِهِم وَ آنَافِهِم فَجَزِعُوا مِن ذَلِكَ جَزَعاً شَدِيداً فَجَاءُوا إِلَي مُوسَي فَقَالُوا ادعُ اللّهَ أَن يُذهِبَ عَنّا الضّفَادِعَ فَإِنّا نُؤمِنُ بِكَ وَ نُرسِلُ مَعَكَ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَدَعَا مُوسَي رَبّهُ فَرَفَعَ اللّهُ عَنهُم ذَلِكَ فَلَمّا أَبَوا أَن يُخَلّوا عَن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ حَوّلَ اللّهُ مَاءَ النّيلِ دَماً فَكَانَ القبِطيِ‌ّ يَرَاهُ دَماً وَ الإسِراَئيِليِ‌ّ يَرَاهُ مَاءً فَإِذَا شَرِبَهُ الإسِراَئيِليِ‌ّ كَانَ مَاءً وَ إِذَا شَرِبَهُ القبِطيِ‌ّ كَانَ دَماً فَكَانَ القبِطيِ‌ّ يَقُولُ للِإسِراَئيِليِ‌ّ خُذِ المَاءَ فِي فَمِكَ وَ صُبّهُ فِي فمَيِ‌ فَكَانَ إِذَا صَبّهُ فِي فَمِ القبِطيِ‌ّ تَحَوّلَ دَماً فَجَزِعُوا مِن ذَلِكَ جَزَعاً شَدِيداً فَقَالُوا لِمُوسَي لَئِن رَفَعَ اللّهُ عَنّا الدّمَ لَنُرسِلَنّ مَعَكَ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَلَمّا رَفَعَ اللّهُ عَنهُمُ الدّمَ غَدَرُوا وَ لَم يُخَلّوا عَن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَأَرسَلَ اللّهُ عَلَيهِمُ الرّجزَ وَ هُوَ الثّلجُ وَ لَم يَرَوهُ قَبلَ ذَلِكَ فَمَاتُوا فِيهِ وَ جَزِعُوا وَ أَصَابَهُم مَا لَم يَعهَدُوهُ قَبلَهُ فَقالُوا يا مُوسَي ادعُ لَنا رَبّكَ بِما عَهِدَ عِندَكَ لَئِن كَشَفتَ عَنّا الرّجزَ لَنُؤمِنَنّ لَكَ وَ لَنُرسِلَنّ مَعَكَ بنَيِ‌ إِسرائِيلَفَدَعَا رَبّهُ فَكَشَفَ عَنهُمُ الثّلجَ فَخَلّي عَن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَلَمّا خَلّي عَنهُمُ اجتَمَعُوا إِلَي مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ وَ خَرَجَ مُوسَي مِن مِصرَ وَ اجتَمَعَ عَلَيهِ مَن كَانَ هَرَبَ مِن فِرعَونَ وَ بَلَغَ فِرعَونَ ذَلِكَ فَقَالَ لَهُ هَامَانُ قَد نَهَيتُكَ أَن تخُلَيّ‌َ عَن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَقَدِ اجتَمَعُوا إِلَيهِ فَجَزِعَ فِرعَونُ وَ بَعَثَ فِي المَدَائِنِ حَاشِرِينَ وَ خَرَجَ فِي طَلَبِ مُوسَي قَولُهُوَ أَورَثنَا القَومَ الّذِينَ كانُوا يُستَضعَفُونَيعَنيِ‌ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ لَمّا أَهلَكَ اللّهُ فِرعَونَ وَرِثُوا الأَرضَ وَ مَا كَانَ لِفِرعَونَ قَولُهُوَ تَمّت كَلِمَتُ رَبّكَيعَنيِ‌ الرّحمَةَ بِمُوسَي تَمّت لَهُم قَولُهُوَ ما كانُوا يَعرِشُونَيعَنيِ‌ المَصَانِعَ وَ العَرِيشَ وَ القُصُورَ


صفحه : 113

بيان قوله تعالي وَ آلِهَتَكَقيل كان فرعون يستعبد الناس ويعبد الأصنام بنفسه و كان الناس يعبدونها تقربا إليه وقيل كان يعبد مايستحسن من البقر وروي‌ أنه كان يأمرهم أيضا بعبادة البقر ولذلك أخرج السامري‌ لهم عجلا وقيل كانت لهم أصنام يعبدها قومه تقربا إليه وقر‌ئ وإلهتك علي فعالة روي‌ عن علي عليه السلام و ابن عباس و ابن مسعود وأنس وعلقمة وغيرهم فالإلهة بمعني الربوبية أوالعبادة. قوله تعالي فَأَرسَلنا عَلَيهِمُ الطّوفانَاختلف فيه فقيل هوالماء الخارج عن العادة وقيل هوالموت الذريع وقيل هوالطاعون بلغة اليمن أرسل الله ذلك علي أبكار آل فرعون في ليلة فلم يبق منهن إنسان و لادابة وقيل هوالجدري‌ وهم أول من عذبوا به فبقي‌ في الأرض وقيل هوأمر من أمر الله طاف بهم . واختلف في القمل أيضا فقيل هوصغار الجراد التي‌ لاأجنحة لها وقيل صغار الذر وقيل شيءيشبه الحلم لايأكل أكل الجراد خبيث الرائحة وقيل دواب سود صغار كالقردان وقيل هوالسوس ألذي يخرج من الحنطة وقيل قمل الناس . و أماالرجز فقيل هوالعذاب و هو مانزل بهم من الطوفان وغيره وقيل هوالطاعون مات به من القبط سبعون ألف إنسان . و قال الطبرسي‌ رحمه الله روُيِ‌َ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ أَنّهُ أَصَابَهُم ثَلجٌ أَحمَرُ وَ لَم يَرَهُ قَبلَ ذَلِكَ فَمَاتُوا فِيهِ وَ جَزِعُوا وَ أَصَابَهُم مَا لَم يَعهَدُوهُ قَبلَهُ

16-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ] فِي تِسعِ آيَاتِ مُوسَي لَمّا اجتَمَعَ رأَي‌ُ فِرعَونَ أَن يَكِيدَ مُوسَي فَأَوّلُ مَا كَادَهُ بِهِ عَمَلُ الصّرحِ فَأَمَرَ هَامَانَ بِبِنَائِهِ حَتّي اجتَمَعَ فِيهِ خَمسُونَ أَلفَ بَنّاءٍ سِوَي مَن يَطبُخُ الآجُرّ وَ يَنجُرُ الخَشَبَ وَ الأَبوَابَ وَ يَضرِبُ المَسَامِيرَ حَتّي رَفَعَ بُنيَاناً لَم يَكُن مِثلُهُ مُنذُ خَلَقَ اللّهُ الدّنيَا وَ كَانَ أَسَاسُهُ عَلَي جَبَلٍ فَزَلزَلَهُ اللّهُ تَعَالَي فَانهَدَمَ عَلَي عُمّالِهِ وَ أَهلِهِ وَ كُلّ مَن كَانَ عَمِلَ فِيهِ مِنَ القَهَارِمَةِ وَ العُمّالِ فَقَالَ فِرعَونُ لِمُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ إِنّكَ تَزعُمُ


صفحه : 114

أَنّ رَبّكَ عَدلٌ لَا يَجُورُ أَ فَعَدلُهُ ألّذِي أَمَرَ فَاعتَزِلِ الآنَ إِلَي عَسكَرِكَ فَإِنّ النّاسَ لَحِقُوا بِالجِبَالِ وَ الرّمَالِ فَإِذَا اجتَمَعُوا تُسمِعُهُم رِسَالَةَ رَبّكَ فَأَوحَي اللّهُ تَعَالَي إِلَي مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ أَخّرهُ وَ دَعهُ فَإِنّهُ يُرِيدُ أَن يُجَنّدَ لَكَ الجُنُودَ فَيُقَاتِلَكَ وَ اضرِب بَينَكَ وَ بَينَهُ أَجَلًا وَ ابرُز إِلَي مُعَسكَرِكَ يَأمَنُوا بِأَمَانِكَ ثُمّ ابنُوا بُنيَاناًوَ اجعَلُوا بُيُوتَكُم قِبلَةًفَضَرَبَ مُوسَي بَينَهُ وَ بَينَ فِرعَونَ أَربَعِينَ لَيلَةً فَأَوحَي إِلَي مُوسَي أَنّهُ يَجمَعُ لَكَ الجُمُوعَ فَلَا يَهُولَنّكَ شَأنُهُ فإَنِيّ‌ أَكفِيكَ كَيدَهُ فَخَرَجَ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ مِن عِندِ فِرعَونَ وَ العَصَا مَعَهُ عَلَي حَالِهَا حَيّةٌ تَتبَعُهُ وَ تَنعِقُ وَ تَدُورُ حَولَهُ وَ النّاسُ يَنظُرُونَ إِلَيهِ مُتَعَجّبِينَ وَ قَد مُلِئُوا رُعباً حَتّي دَخَلَ مُوسَي عَسكَرَهُ وَ أَخَذَ بِرَأسِهَا فَإِذَا هيِ‌َ عَصًا وَ جَمَعَ قَومَهُ وَ بَنَوا مَسجِداً فَلَمّا مَضَي الأَجَلُ ألّذِي كَانَ بَينَ مُوسَي وَ فِرعَونَ أَوحَي اللّهُ تَعَالَي إِلَي مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ أَنِ اضرِب بِعَصَاكَ النّيلَ وَ كَانُوا يَشرَبُونَ مِنهُ فَضَرَبَهُ فَتَحَوّلَ دَماً عَبِيطاً فَإِذَا وَرَدَهُ بَنُو إِسرَائِيلَ استَقَوا مَاءً صَافِياً وَ إِذَا وَرَدَهُ آلُ فِرعَونَ اختَضَبَت أَيدِيهِم وَ أَسقِيَتُهُم بِالدّمِ فَجَهَدَهُمُ العَطَشُ حَتّي إِنّ المَرأَةَ مِن قَومِ فِرعَونَ تسَتقَيِ‌ مِن نِسَاءِ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَإِذَا سَكَبَتِ المَاءَ لِفِرعَونِيّةٍ تَحَوّلَ دَماً فَلَبِثُوا فِي ذَلِكَ أَربَعِينَ لَيلَةً وَ أَشرَفُوا عَلَي المَوتِ وَ استَغَاثَ فِرعَونُ وَ آلُهُ بِمَضغِ الرّطبَةِ فَصُيّرَ مَاؤُهَا مَالِحاً فَبَعَثَ فِرعَونُ إِلَي مُوسَي ادعُ لَنَا رَبّكَ يُعِيدُ لَنَا هَذَا المَاءَ صَافِياً فَضَرَبَ مُوسَي بِالعَصَا النّيلَ فَصَارَ مَاءً خَالِصاً هَذَا قِصّةُ الدّمِ وَ أَمّا قِصّةُ الضّفَادِعِ فَإِنّهُ تَعَالَي أَوحَي إِلَي مُوسَي أَن يَقُومَ عَلَي شَفِيرِ النّيلِ حَتّي يَخرُجَ كُلّ ضِفدَعٍ خَلَقَهُ اللّهُ تَعَالَي مِن ذَلِكَ المَاءِ فَأَقبَلَت تَدِبّ سِرَاعاً تَؤُمّ أَبوَابَ المَدِينَةِ فَدَخَلَت فِيهَا حَتّي مَلَأَت كُلّ شَيءٍ فَلَم يَبقَ دَارٌ وَ لَا بَيتٌ وَ لَا إِنَاءٌ إِلّا امتَلَأَت ضَفَادِعَ وَ لَا طَعَامٌ وَ لَا شَرَابٌ إِلّا فِيهِ ضَفَادِعُ حَتّي غَمّهُم ذَلِكَ وَ كَادُوا يَمُوتُونَ فَطَلَبَ فِرعَونُ إِلَي مُوسَي أَن يَدعُوَ رَبّهُ لِيَكشِفَ البَلَاءَ وَ اعتَذَرَ إِلَيهِ مِنَ الخُلفِ فَأَوحَي اللّهُ تَعَالَي إِلَي مُوسَي أَن أَسعِفهُ فَأَنَافَ مُوسَي بِالعَصَا فَلَحِقَ جَمِيعُ الضّفَادِعِ بِالنّيلِ


صفحه : 115

وَ أَمّا قِصّةُ الجَرَادِ وَ القُمّلِ فَإِنّهُ تَعَالَي أَوحَي إِلَي مُوسَي أَن يَنطَلِقَ إِلَي نَاحِيَةٍ مِنَ الأَرضِ وَ يُشِيرَ بِالعَصَا نَحوَ المَشرِقِ وَ أُخرَي نَحوَ المَغرِبِ فَانبَثَقَ الجَرَادُ مِنَ الأُفُقَينِ جَمِيعاً فَجَاءَ مِثلُ الغَمَامِ الأَسوَدِ وَ ذَلِكَ فِي زَمَانِ الحَصَادِ فَمَلَأَ كُلّ شَيءٍ وَ عَمّ الزّرعَ فَأَكَلَهُ وَ أَكَلَ خَشَبَ البُيُوتِ وَ أَبوَابَهَا وَ مَسَامِيرَ الحَدِيدِ وَ الأَقفَالَ وَ السّلَاسِلَ وَ نَكَتَ مُوسَي الأَرضَ بِالعَصَا فَامتَلَأَت قُمّلًا فَصَارَ وَجهُ الأَرضِ أَسوَدَ وَ أَحمَرَ حَتّي مُلِئَت ثِيَابُهُم وَ لُحُفُهُم وَ آنِيَتُهُم فتَجَيِ‌ءُ مُتَوَاصِلَةً وَ تجَيِ‌ءُ مِن رَأسِ الرّجُلِ وَ لِحيَتِهِ وَ تَأكُلُ كُلّ شَيءٍ فَلَمّا رَأَوُا ألّذِي نَزَلَ مِنَ البَلَاءِ اجتَمَعُوا إِلَي فِرعَونَ وَ قَالُوا لَيسَ مِن بَلَاءٍ إِلّا وَ يُمكِنُ الصّبرُ عَلَيهِ إِلّا الجُوعُ فَإِنّهُ بَلَاءٌ فَاضِحٌ لَا صَبرَ لِأَحَدٍ عَلَيهِ مَا أَنتَ صَانِعٌ فَأَرسَلَ فِرعَونُ إِلَي مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ يُخبِرُهُ أَنّهُ لَم يَجتَمِع لَهُ أَمرُهُ ألّذِي أَرَادَ فَأَوحَي اللّهُ تَعَالَي إِلَي مُوسَي أَن لَا يَدَعَ لَهُ حُجّةً وَ أَن يُنظِرَهُ فَأَشَارَ بِعَصَاهُ فَانقَشَعَ الجَرَادُ وَ القُمّلُ مِن وَجهِ الأَرضِ وَ أَمّا الطّمسُ فَإِنّ مُوسَي لَمّا رَأَي آلَ فِرعَونَ لَا يَزِيدُونَ إِلّا كُفراً دَعَا مُوسَي عَلَيهِم فَقَالَرَبّنا إِنّكَ آتَيتَ فِرعَونَ وَ مَلَأَهُ زِينَةً وَ أَموالًا فِي الحَياةِ الدّنيا...رَبّنَا اطمِس عَلي أَموالِهِمفَطَمَسَ اللّهُ أَموَالَهُم حِجَارَةً فَلَم يُبقِ لَهُم شَيئاً مِمّا خَلَقَ اللّهُ تَعَالَي يَملِكُونَهُ لَا حِنطَةً وَ لَا شَعِيراً وَ لَا ثَوباً وَ لَا سِلَاحاً وَ لَا شَيئاً مِنَ الأَشيَاءِ إِلّا صَارَ حِجَارَةً وَ أَمّا الطّاعُونُ فَإِنّهُ أَوحَي اللّهُ تَعَالَي إِلَي مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ أنَيّ‌ مُرسِلٌ عَلَي أَبكَارِ آلِ فِرعَونَ فِي هَذِهِ اللّيلَةِ الطّاعُونَ فَلَا يَبقَي بِآلِ فِرعَونَ مِن إِنسَانٍ وَ لَا دَابّةٍ إِلّا قَتَلَهُ فَبَشّرَ مُوسَي قَومَهُ بِذَلِكَ فَانطَلَقَتِ العُيُونُ إِلَي فِرعَونَ بِالخَبَرِ فَلَمّا بَلَغَهُ الخَبَرُ قَالَ لِقَومِهِ قُولُوا لبِنَيِ‌ إِسرَائِيلَ إِذَا أَمسَيتُم فَقَدّمُوا أَبكَارَكُم وَ قَدّمُوا أَنتُم أَبكَارَكُم وَ أَقرِنُوا كُلّ بِكرَينِ فِي سِلسِلَةٍ فَإِنّ المَوتَ يَطرُقُهُم لَيلًا فَإِذَا وَجَدَهُم مُختَلِطِينَ لَم يَدرِ بِأَيّهِم يَبطِشُ فَفَعَلُوا فَلَمّا جَنّهُمُ اللّيلُ أَرسَلَ اللّهُ تَعَالَي الطّاعُونَ فَلَم يُبقِ مِنهُم إِنسَاناً وَ لَا دَابّةً إِلّا قَتَلَهُ فَأَصبَحَ أَبكَارُ آلِ فِرعَونَ جِيَفاً وَ أَبكَارُ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ أَحيَاءً سَالِمِينَ فَمَاتَ مِنهُم ثَمَانُونَ أَلفاً سِوَي الدّوَابّ وَ كَانَ لِفِرعَونَ مِن أَثَاثِ الدّنيَا وَ زَهرَتِهَا وَ زِينَتِهَا وَ مِنَ الحلُيِ‌ّ وَ الحُلَلِ مَا لَا يَعلَمُهُ إِلّا اللّهُ تَعَالَي فَأَوحَي اللّهُ جَلّت عَظَمَتُهُ إِلَي مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ أنَيّ‌ مُورِثٌ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ مَا فِي أيَديِ‌ آلِ فِرعَونَ فَقُل لِيَستَعِيرُوا مِنهُمُ الحلُيِ‌ّ وَ الزّينَةَ فَإِنّهُم لَا يَمتَنِعُونَ مِن خَوفِ


صفحه : 116

البَلَاءِ وَ أَعطَي فِرعَونُ جَمِيعَ زِينَةِ أَهلِهِ وَ وُلدِهِ وَ مَا كَانَ فِي خَزَائِنِهِ فَأَوحَي اللّهُ تَعَالَي إِلَي مُوسَي بِالمَسِيرِ بِجَمِيعِ ذَلِكَ حَتّي كَانَ مِنَ الغَرَقِ بِفِرعَونَ وَ قَومِهِ مَا كَانَ

إيضاح قال الطبرسي‌ رحمه الله في قوله تعالي وَ اجعَلُوا بُيُوتَكُم قِبلَةًاختلف في ذلك فقيل لمادخل موسي مصر بعد ماأهلك الله فرعون أمروا باتخاذ مساجد يذكر فيهااسم الله و أن يجعلوا مساجدهم نحو القبلة أي الكعبة وكانت قبلتهم إلي الكعبة وقيل إن فرعون أمر بتخريب مساجد بني‌ إسرائيل ومنعهم من الصلاة فأمروا أن يتخذوا مساجد في بيوتهم يصلون فيهاخوفا من فرعون وقيل معناه اجعلوا بيوتكم يقابل بعضها بعضا انتهي .أقول ما في القصص يحتمل كلا من الوجهين الأخيرين و أن يكون المعني كون بيوتهم محاذية للكعبة وأناف علي الشي‌ء أشرف والمراد الإشارة بالعصا وانقشع تفرق

17-فس ،[تفسير القمي‌] مُحَمّدُ بنُ جَعفَرٍ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ مَالِكٍ عَن عَبّادِ بنِ يَعقُوبَ عَن مُحَمّدِ بنِ يَعقُوبَ عَن جَعفَرٍ الأَحوَلِ عَن مَنصُورٍ عَن أَبِي اِبرَاهِيمَ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ لَمّا خَافَت بَنُو إِسرَائِيلَ جَبَابِرَتَهَا أَوحَي اللّهُ إِلَي مُوسَي وَ هَارُونَ عَلَيهِمَا السّلَامُأَن تَبَوّءا لِقَومِكُما بِمِصرَ بُيُوتاً وَ اجعَلُوا بُيُوتَكُم قِبلَةً قَالَ أُمِرُوا أَن يُصَلّوا فِي بُيُوتِهِم

18-فس ،[تفسير القمي‌] فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ فِي قَولِهِوَ جاوَزنا ببِنَيِ‌ إِسرائِيلَ البَحرَ فَأَتبَعَهُم فِرعَونُ وَ جُنُودُهُ بَغياً وَ عَدواً إِلَي قَولِهِوَ أَنَا مِنَ المُسلِمِينَ فَإِنّ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ قَالُوا يَا مُوسَي ادعُ اللّهَ أَن يَجعَلَ لَنَا مِمّا نَحنُ فِيهِ فَرَجاً فَدَعَا فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ أَن أَسرِ بِهِم قَالَ يَا رَبّ البَحرُ أَمَامَهُم قَالَ امضِ فإَنِيّ‌ آمُرُهُ أَن يعطيك [يُطِيعَكَ] وَ يَنفَرِجَ


صفحه : 117

لَكَ فَخَرَجَ مُوسَي ببِنَيِ‌ إِسرَائِيلَ وَ اتّبَعَهُم فِرعَونُ حَتّي إِذَا كَادَ أَن يَلحَقَهُم وَ نَظَرُوا إِلَيهِ قَد أَظَلّهُم قَالَ مُوسَي لِلبَحرِ انفَرِج لِي قَالَ مَا كُنتُ لِأَفعَلَ وَ قَالَ بَنُو إِسرَائِيلَ لِمُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ غَرَرتَنَا وَ أَهلَكتَنَا فَلَيتَكَ تَرَكتَنَا يَستَعبِدُنَا آلُ فِرعَونَ وَ لَم نَخرُجِ الآنَ نُقتَل قَتلَةًقالَ كَلّا إِنّ معَيِ‌ ربَيّ‌ سَيَهدِينِ وَ اشتَدّ عَلَي مُوسَي مَا كَانَ يَصنَعُ بِهِ عَامّةُ قَومِهِ وَ قَالُوا يَا مُوسَيإِنّا لَمُدرَكُونَزَعَمتَ أَنّ البَحرَ يَنفَرِجُ لَنَا حَتّي نمَضيِ‌َ وَ نَذهَبَ وَ قَد رَهِقَنَا فِرعَونُ وَ قَومُهُ هُم هَؤُلَاءِ نَرَاهُم قَد دَنَوا مِنّا فَدَعَا مُوسَي رَبّهُ فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِأَنِ اضرِب بِعَصاكَ البَحرَفَضَرَبَهُ فَانفَلَقَ البَحرُ فَمَضَي مُوسَي وَ أَصحَابُهُ حَتّي قَطَعُوا البَحرَ وَ أَدرَكَهُم آلُ فِرعَونَ فَلَمّا نَزَلُوا إِلَي البَحرِ قَالُوا لِفِرعَونَ مَا تَعجَبُ مِمّا تَرَي قَالَ أَنَا فَعَلتُ فَمُرّوا وَ امضُوا فِيهِ فَلَمّا تَوَسّطَ فِرعَونُ وَ مَن مَعَهُ أَمَرَ اللّهُ البَحرَ فَأَطبَقَ عَلَيهِم فَغَرّقَهُم أَجمَعِينَ فَلَمّا أَدرَكَ فِرعَونَ الغَرَقُ قَالَآمَنتُ أَنّهُ لا إِلهَ إِلّا ألّذِي آمَنَت بِهِ بَنُوا إِسرائِيلَ وَ أَنَا مِنَ المُسلِمِينَ يَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّآلآنَ وَ قَد عَصَيتَ قَبلُ وَ كُنتَ مِنَ المُفسِدِينَ يَقُولُ كُنتَ مِنَ العَاصِينَفَاليَومَ نُنَجّيكَ بِبَدَنِكَ قَالَ إِنّ قَومَ فِرعَونَ ذَهَبُوا أَجمَعِينَ فِي البَحرِ فَلَم يُرَ مِنهُم أَحَدٌ هَوَوا فِي البَحرِ إِلَي النّارِ وَ أَمّا فِرعَونُ فَنَبَذَهُ اللّهُ وَحدَهُ فَأَلقَاهُ بِالسّاحِلِ لِيَنظُرُوا إِلَيهِ وَ لِيَعرِفُوهُ لِيَكُونَ لِمَن خَلفَهُ آيَةً وَ لِئَلّا يَشُكّ أَحَدٌ فِي هَلَاكِهِ وَ إِنّهُم كَانُوا اتّخَذُوهُ رَبّاً فَأَرَاهُمُ اللّهُ إِيّاهُ جِيفَةً مُلقَاةً بِالسّاحِلِ لِيَكُونَ لِمَن خَلفَهُ عِبرَةً وَ عِظَةً يَقُولُ اللّهُوَ إِنّ كَثِيراً مِنَ النّاسِ عَن آياتِنا لَغافِلُونَ

وَ قَالَ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ وَ قَالَ الصّادِقُ عَلَيهِ السّلَامُ مَا أَتَي جَبرَئِيلُ رَسُولَ اللّهِ إِلّا كَئِيباً حَزِيناً وَ لَم يَزَل كَذَلِكَ مُنذُ أَهلَكَ اللّهُ فِرعَونَ فَلَمّا أَمَرَ اللّهُ بِنُزُولِ هَذِهِ الآيَةِآلآنَ وَ قَد عَصَيتَ قَبلُ وَ كُنتَ مِنَ المُفسِدِينَنَزَلَ عَلَيهِ وَ هُوَ ضَاحِكٌ مُستَبشِرٌ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِ مَا أتَيَتنَيِ‌ يَا جَبرَئِيلُ إِلّا وَ تَبَيّنَتِ الحُزنُ فِي وَجهِكَ حَتّي السّاعَةِ قَالَ نَعَم يَا مُحَمّدُ لَمّا غَرّقَ


صفحه : 118

اللّهُ فِرعَونَقالَ آمَنتُ أَنّهُ لا إِلهَ إِلّا ألّذِي آمَنَت بِهِ بَنُوا إِسرائِيلَ وَ أَنَا مِنَ المُسلِمِينَفَأَخَذتُ حَمأَةً فَوَضَعتُهَا فِي فِيهِ ثُمّ قُلتُ لَهُآلآنَ وَ قَد عَصَيتَ قَبلُ وَ كُنتَ مِنَ المُفسِدِينَ وَ عَمِلتُ ذَلِكَ مِن غَيرِ أَمرِ اللّهِ خِفتُ أَن يَلحَقَهُ الرّحمَةُ مِنَ اللّهِ وَ يعُذَبّنَيِ‌ عَلَي مَا فَعَلتُ فَلَمّا كَانَ الآنَ وَ أمَرَنَيِ‌ اللّهُ أَن أؤُدَيّ‌َ إِلَيكَ مَا قُلتُهُ أَنَا لِفِرعَونَ أَمِنتُ وَ عَلِمتُ أَنّ ذَلِكَ كَانَ لِلّهِ رِضًا قَولُهُفَاليَومَ نُنَجّيكَ بِبَدَنِكَ فَإِنّ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ أَخبَرَ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ أَنّ اللّهَ قَد غَرّقَ فِرعَونَ فَلَم يُصَدّقُوهُ فَأَمَرَ اللّهُ البَحرَ فَلَفَظَ بِهِ عَلَي سَاحِلِ البَحرِ حَتّي رَأَوهُ مَيّتاً

19-طب ،[طب الأئمة عليهم السلام ] عَبدُ اللّهِ بنُ بِسطَامَ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ النّضرِ مِن وُلدِ مِيثَمٍ التّمّارِ عَنِ الأَئِمّةِ عَلَيهِمُ السّلَامُ أَنّهُم وَصَفُوا هَذَا الدّوَاءَ لِأَولِيَائِهِم وَ هُوَ الدّوَاءُ ألّذِي يُسَمّي الشّافِيَةَ وَ سَاقَ الحَدِيثَ إِلَي أَن قَالَ نَزَلَ بِهِ جَبرَئِيلُ عَلَيهِ السّلَامُ عَلَي مُوسَي بنِ عِمرَانَ عَلَيهِ السّلَامُ حِينَ أَرَادَ فِرعَونُ أَن يَسُمّ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَجَعَلَ لَهُم عِيداً فِي يَومِ الأَحَدِ وَ قَد تَهَيّأَ فِرعَونُ وَ اتّخَذَ لَهُم طَعَاماً كَثِيراً وَ نَصَبَ مَوَائِدَ كَثِيرَةً وَ جَعَلَ السّمّ فِي الأَطعِمَةِ وَ خَرَجَ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ ببِنَيِ‌ إِسرَائِيلَ وَ هُم سِتّمِائَةِ أَلفٍ فَوَقَفَ لَهُم مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ عِندَ المَضِيفِ فَرَدّ النّسَاءَ وَ الوِلدَانَ وَ أَوصَي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَقَالَ لَا تَأكُلُوا مِن طَعَامِهِم وَ لَا تَشرَبُوا مِن شَرَابِهِم حَتّي أَعُودَ إِلَيكُم ثُمّ أَقبَلَ عَلَي النّاسِ يَسقِيهِم مِن هَذَا الدّوَاءِ مِقدَارَ مَا تَحمِلُهُ رَأسُ الإِبرَةِ وَ عَلِمَ أَنّهُم يُخَالِفُونَ أَمرَهُ وَ يَقَعُونَ فِي طَعَامِ فِرعَونَ ثُمّ زَحَفَ وَ زَحَفُوا مَعَهُ فَلَمّا نَظَرُوا إِلَي نَصبِ المَوَائِدِ أَسرَعُوا إِلَي الطّعَامِ وَ وَضَعُوا أَيدِيَهُم فِيهِ وَ مِن قَبلُ نَادَي فِرعَونُ مُوسَي وَ هَارُونَ وَ يُوشَعَ بنَ نُونٍ وَ مِن كُلّ خِيَارِ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ وَ وَجّهَهُم إِلَي مَائِدَةٍ لَهُم خَاصّةً وَ قَالَ إنِيّ‌ عَزَمتُ عَلَي نفَسيِ‌ أَن لَا يلَيِ‌َ خِدمَتَكُم وَ بِرّكُم غيَريِ‌ أَو كُبَرَاءُ أَهلِ ممَلكَتَيِ‌ فَأَكَلُوا حَتّي تَمَلّوا مِنَ الطّعَامِ وَ جَعَلَ فِرعَونُ يُعِيدُ السّمّ مَرّةً بَعدَ أُخرَي فَلَمّا فَرَغُوا مِنَ الطّعَامِ خَرَجَ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ وَ أَصحَابُهُ وَ قَالَ لِفِرعَونَ إِنّا تَرَكنَا النّسَاءَ وَ الصّبيَانَ خَلفَنَا وَ إِنّا نَنتَظِرُهُم قَالَ فِرعَونُ إِذًا يُعَادُ لَهُمُ الطّعَامُ وَ نُكرِمُهُم كَمَا أَكرَمنَا مَن مَعَكَ فَتَوَافَوا


صفحه : 119

وَ أَطعَمَهُم كَمَا أَطعَمَ أَصحَابَهُم وَ خَرَجَ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ إِلَي العَسكَرِ فَأَقبَلَ فِرعَونُ عَلَي أَصحَابِهِ وَ قَالَ لَهُم زَعَمتُم أَنّ مُوسَي وَ هَارُونَ سَحَرَا بِنَا وَ أَرَيَانَا بِالسّحرِ أَنّهُم يَأكُلُونَ مِن طَعَامِنَا وَ لَم يَأكُلُوا مِن طَعَامِنَا شَيئاً وَ قَد خَرَجَا وَ ذَهَبَ السّحرُ فَاجمَعُوا مَن قَدَرتُم عَلَيهِ عَلَي الطّعَامِ الباَقيِ‌ يَومَهُم هَذَا وَ مِنَ الغَدِ لكيلا[لكِيَ‌]يَتَفَانَوا فَفَعَلُوا وَ قَد كَانَ أَمَرَ فِرعَونُ أَن يُتّخَذَ لِأَصحَابِهِ خَاصّةً طَعَامٌ لَا سَمّ فِيهِ فَجَمَعَهُم عَلَيهِ فَمِنهُم مَن أَكَلَ وَ مِنهُم مِن تَرَكَ فَكُلّ مَن طَعِمَ مِن طَعَامِهِ تَفَسّخَ فَهَلَكَ مِن أَصحَابِ فِرعَونَ سَبعُونَ أَلفَ ذَكَرٍ وَ مِائَةٌ وَ سِتّونَ أَلفَ أُنثَي سِوَي الدّوَابّ وَ الكِلَابِ وَ غَيرِ ذَلِكَ فَتَعَجّبَ هُوَ وَ أَصحَابُهُ

أقول سيأتي‌ تمام الخبر مع وصف الدواء في كتاب السماء والعالم

20-فس ،[تفسير القمي‌] أَ وَ مَن يُنَشّؤُا فِي الحِليَةِ أَي يُنَشّأُ فِي الذّهَبِوَ هُوَ فِي الخِصامِ غَيرُ مُبِينٍ قَالَ إِنّ مُوسَي أَعطَاهُ اللّهُ مِنَ القُوّةِ أَن رَأَي فِرعَونُ صُورَتَهُ عَلَي فَرَسٍ مِن ذَهَبٍ رَطبٍ عَلَيهِ ثِيَابٌ مِن ذَهَبٍ رَطبٍ فَقَالَ فِرعَونُأَ وَ مَن يُنَشّؤُا فِي الحِليَةِ أَي يُنَشّأُ بِالذّهَبِوَ هُوَ فِي الخِصامِ غَيرُ مُبِينٍ قَالَ لَا يُبَيّنُ الكَلَامَ وَ لَا يَتَبَيّنُ مِنَ النّاسِ وَ لَو كَانَ نَبِيّاً لَكَانَ خِلَافَ النّاسِ

بيان المشهور بين المفسرين أن المعني أواجعلوامَن يُنَشّؤُا فِي الحِليَةِ أي في زينة النساء لله عز و جل يعني‌ البنات وَ هُوَ فِي الخِصامِيعني‌ المخاصمةغَيرُ مُبِينٍللحجة أي لايمكنها أن تبين الحجة عندالخصومة لضعفها وسفهها وقيل معناه أويعبدون من ينشأ في الحلية و لايمكنه أن ينطق بحجته ويعجز عن الجواب وهم الأصنام فإنهم كانوا يحلونها بالحلي‌ وإنما قال و هوحملا علي لفظ من و أما ماذكره علي بن ابراهيم فلايخفي بعده عن سياق الآية لأنها محفوفة بالآيات المشتملة علي ذكر من جعل لله البنات و لو كان خبرا فلعل في قرآنهم ع كانت بين الآيات المسوقة لذكر


صفحه : 120

قصص موسي عليه السلام أو يكون القول مقدرا وتكون هاهنا معترضة لمشابهة قوله لقول هؤلاء في معارضة الحق ومعاندة أهل الدين

21-فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ لَمّا بَعَثَ اللّهُ مُوسَي إِلَي فِرعَونَ أَتَي بَابَهُ فَاستَأذَنَ عَلَيهِ وَ لَم يُؤذَن لَهُ فَضَرَبَ بِعَصَاهُ البَابَ فَاصطَكّتِ الأَبوَابُ مُفَتّحَةً ثُمّ دَخَلَ عَلَي فِرعَونَ فَأَخبَرَهُ أَنّهُ رَسُولٌ مِن رَبّ العَالَمِينَ وَ سَأَلَهُ أَن يُرسِلَ مَعَهُ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَقَالَ لَهُ فِرعَونُ كَمَا حَكَي اللّهُأَ لَم نُرَبّكَ فِينا وَلِيداً وَ لَبِثتَ فِينا مِن عُمُرِكَ سِنِينَ وَ فَعَلتَ فَعلَتَكَ التّيِ‌ فَعَلتَ أَي قَتَلتَ الرّجُلَوَ أَنتَ مِنَ الكافِرِينَيعَنيِ‌ كَفَرتَ نعِمتَيِ‌ فَقَالَ مُوسَي كَمَا حَكَي اللّهُفَعَلتُها إِذاً وَ أَنَا مِنَ الضّالّينَ فَفَرَرتُ مِنكُم إِلَي قَولِهِأَن عَبّدتَ بنَيِ‌ إِسرائِيلَ فَقَالَ فِرعَونُوَ ما رَبّ العالَمِينَ وَ إِنّمَا سَأَلَهُ عَن كَيفِيّةِ اللّهِ فَقَالَ مُوسَيرَبّ السّماواتِ وَ الأَرضِ وَ ما بَينَهُمَا إِن كُنتُم مُوقِنِينَ فَقَالَ فِرعَونُ مُتَعَجّباً لِأَصحَابِهِأَ لا تَستَمِعُونَأَسأَلُهُ عَنِ الكَيفِيّةِ فيِجُيِبنُيِ‌ عَنِ الخَلقِ فَقَالَ مُوسَيرَبّكُم وَ رَبّ آبائِكُمُ الأَوّلِينَ ثُمّ قَالَ لِمُوسَيلَئِنِ اتّخَذتَ إِلهَاً غيَريِ‌ لَأَجعَلَنّكَ مِنَ المَسجُونِينَ قالَ مُوسَيأَ وَ لَو جِئتُكَ بشِيَ‌ءٍ مُبِينٍ قالَفِرعَونُفَأتِ بِهِ إِن كُنتَ مِنَ الصّادِقِينَ فَأَلقي عَصاهُ فَإِذا هيِ‌َ ثُعبانٌ مُبِينٌفَلَم يَبقَ أَحَدٌ مِن جُلَسَاءِ فِرعَونَ إِلّا هَرَبَ وَ دَخَلَ فِرعَونَ مِنَ الرّعبِ مَا لَم يَملِك نَفسَهُ فَقَالَ فِرعَونُ يَا مُوسَي أَنشُدُكَ اللّهَ وَ الرّضَاعَ إِلّا مَا كَفَفتَهَا عنَيّ‌ فَكَفّهَا ثُمّنَزَعَ يَدَهُ فَإِذا هيِ‌َ بَيضاءُ لِلنّاظِرِينَ فَلَمّا أَخَذَ مُوسَي العَصَا رَجَعَت إِلَي فِرعَونَ نَفسُهُ وَ هَمّ بِتَصدِيقِهِ فَقَامَ إِلَيهِ هَامَانُ فَقَالَ لَهُ بَينَمَا أَنتَ إِلَهٌ تُعبَدُ إِذ صِرتَ تَابِعاً لِعَبدٍ ثُمّ قَالَ فِرعَونُ لِلمَلَإِ ألّذِي حَولَهُإِنّ هذا لَساحِرٌ عَلِيمٌ يُرِيدُ أَن يُخرِجَكُم مِن أَرضِكُم بِسِحرِهِ فَما ذا تَأمُرُونَ إِلَي قَولِهِلِمِيقاتِ يَومٍ مَعلُومٍ وَ كَانَ فِرعَونُ وَ هَامَانُ قَد تَعَلّمَا السّحرَ وَ إِنّمَا غَلَبَا النّاسَ بِالسّحرِ وَ ادّعَي فِرعَونُ الرّبُوبِيّةَ بِالسّحرِ فَلَمّا أَصبَحَ بَعَثَ فِي المَدَائِنِ حَاشِرِينَ مَدَائِنِ مِصرَ كُلّهَا وَ جَمَعُوا أَلفَ سَاحِرٍ وَ اختَارُوا مِنَ الأَلفِ مِائَةً وَ مِنَ المِائَةِ ثَمَانِينَ فَقَالَ السّحَرَةُ لِفِرعَونَ قَد عَلِمتَ أَنّهُ لَيسَ فِي الدّنيَا أَسحَرُ مِنّا فَإِن غَلَبنَا مُوسَي فَمَا يَكُونُ لَنَا عِندَكَ قَالَإِنّكُم إِذاً لَمِنَ المُقَرّبِينَعنِديِ‌ أُشَارِكُكُم فِي


صفحه : 121

ملُكيِ‌ قَالُوا فَإِن غَلَبَنَا مُوسَي وَ أَبطَلَ سِحرَنَا عَلِمنَا أَنّ مَا جَاءَ بِهِ لَيسَ مِن قِبَلِ السّحرِ وَ لَا مِن قِبَلِ الحِيلَةِ آمَنّا بِهِ وَ صَدّقنَا فَقَالَ فِرعَونُ إِن غَلَبَكُم مُوسَي صَدّقتُهُ أَنَا أَيضاً مَعَكُم وَ لَكِن أَجمِعُوا كَيدَكُم أَي حِيلَتَكُم قَالَ وَ كَانَ مَوعِدُهُم يَومَ عِيدٍ لَهُم فَلَمّا ارتَفَعَ النّهَارُ مِن ذَلِكَ اليَومِ وَ جَمَعَ فِرعَونُ الخَلقَ وَ السّحَرَةَ وَ كَانَت لَهُ قُبّةٌ طُولُهَا فِي السّمَاءِ ثَمَانُونَ ذِرَاعاً وَ قَد كَانَت لُبِسَتِ الحَدِيدَ الفُولَادَ وَ كَانَت إِذَا وَقَعَتِ الشّمسُ عَلَيهَا لَم يَقدِر أَحَدٌ أَن يَنظُرَ إِلَيهَا مِن لَمعِ الحَدِيدِ وَ وَهَجِ الشّمسِ وَ جَاءَ فِرعَونُ وَ هَامَانُ وَ قَعَدَا عَلَيهَا يَنظُرَانِ وَ أَقبَلَ مُوسَي يَنظُرُ إِلَي السّمَاءِ فَقَالَتِ السّحَرَةُ لِفِرعَونَ إِنّا نَرَي رَجُلًا يَنظُرُ إِلَي السّمَاءِ وَ لَم يَبلُغ سِحرُنَا السّمَاءَ وَ ضَمِنَتِ السّحَرَةُ مَن فِي الأَرضِ فَقَالُوا لِمُوسَيإِمّا أَن تلُقيِ‌َ وَ إِمّا أَن نَكُونَ نَحنُ المُلقِينَقالَ لَهُم مُوسي أَلقُوا ما أَنتُم مُلقُونَ فَأَلقَوا حِبالَهُم وَ عِصِيّهُمفَأَقبَلَت تَضطَرِبُ مِثلَ الحَيّاتِ وَ هَاجَت فَقَالُوابِعِزّةِ فِرعَونَ إِنّا لَنَحنُ الغالِبُونَفَأَوجَسَ فِي نَفسِهِ خِيفَةً مُوسيفنَوُديِ‌َلا تَخَف إِنّكَ أَنتَ الأَعلي وَ أَلقِ ما فِي يَمِينِكَ تَلقَف ما صَنَعُوا إِنّما صَنَعُوا كَيدُ ساحِرٍ وَ لا يُفلِحُ السّاحِرُ حَيثُ أَتيفَأَلقَي مُوسَي العَصَا فَذَابَت فِي الأَرضِ مِثلَ الرّصَاصِ ثُمّ طَلَعَ رَأسُهَا وَ فَتَحَت فَاهَا وَ وَضَعَت شِدقَهَا العُليَا عَلَي رَأسِ قُبّةِ فِرعَونَ ثُمّ دَارَت وَ التَقَمَت عِصِيّ السّحَرَةِ وَ حِبَالَهَا وَ غَلَبَ كُلّهُم وَ انهَزَمَ النّاسُ حِينَ رَأَوهَا وَ عِظَمَهَا وَ هَولَهَا مِمّا لَم تَرَ العَينُ وَ لَا وَصَفَ الوَاصِفُونَ مِثلَهُ قَبلُ فَقُتِلَ فِي الهَزِيمَةِ مِن وَطءِ النّاسِ بَعضِهُم بَعضاً عَشَرَةُ آلَافِ رَجُلٍ وَ امرَأَةٍ وَ صبَيِ‌ّ وَ دَارَت عَلَي قُبّةِ فِرعَونَ قَالَ فَأَحدَثَ فِرعَونُ وَ هَامَانُ فِي ثِيَابِهِمَا وَ شَابَ رَأسُهُمَا وَ غشُيِ‌َ عَلَيهِمَا مِنَ الفَزَعِ وَ مَرّ مُوسَي فِي الهَزِيمَةِ مَعَ النّاسِ فَنَادَاهُ اللّهُخُذها وَ لا تَخَف سَنُعِيدُها سِيرَتَهَا الأُوليفَرَجَعَ مُوسَي وَ لَفّ عَلَي يَدِهِ عَبَاءَةً كَانَت عَلَيهِ ثُمّ أَدخَلَ يَدَهُ فِي فَمِهَا فَإِذَا هيِ‌َ عَصًا كَمَا كَانَت وَ كَانَ كَمَا قَالَ اللّهُفأَلُقيِ‌َ السّحَرَةُ ساجِدِينَ لَمّا رَأَوا ذَلِكَقالُوا


صفحه : 122

آمَنّا بِرَبّ العالَمِينَ رَبّ مُوسي وَ هارُونَ

فَغَضِبَ فِرعَونُ عِندَ ذَلِكَ غَضَباً شَدِيداً وَقالَ آمَنتُم لَهُ قَبلَ أَن آذَنَ لَكُم إِنّهُ لَكَبِيرُكُمُيعَنيِ‌ مُوسَيألّذِي عَلّمَكُمُ السّحرَ فَلَسَوفَ تَعلَمُونَ لَأُقَطّعَنّ أَيدِيَكُم وَ أَرجُلَكُم مِن خِلافٍ ثُمّلَأُصَلّبَنّكُم أَجمَعِينَفَقَالُوا لَهُ كَمَا حَكَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّلا ضَيرَ إِنّا إِلي رَبّنا مُنقَلِبُونَ إِنّا نَطمَعُ أَن يَغفِرَ لَنا رَبّنا خَطايانا أَن كُنّا أَوّلَ المُؤمِنِينَفَحَبَسَ فِرعَونُ مَن آمَنَ بِمُوسَي فِي السّجنِ حَتّي أَنزَلَ اللّهُعَلَيهِمُ الطّوفانَ وَ الجَرادَ وَ القُمّلَ وَ الضّفادِعَ وَ الدّمَفَأَطلَقَ عَنهُم فَأَوحَي اللّهُ إِلَي مُوسَيأَن أَسرِ بعِبِاديِ‌ إِنّكُم مُتّبَعُونَفَخَرَجَ مُوسَي ببِنَيِ‌ إِسرَائِيلَ لِيَقطَعَ بِهِمُ البَحرَ وَ جَمَعَ فِرعَونُ أَصحَابَهُ وَ بَعَثَ فِي المَدَائِنِ حَاشِرِينَ وَ حَشَرَ النّاسَ وَ قَدّمَ مُقَدّمَتَهُ فِي سِتّمِائَةِ أَلفٍ وَ رَكِبَ هُوَ فِي أَلفِ أَلفٍ وَ خَرَجَ كَمَا حَكَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّفَأَخرَجناهُم مِن جَنّاتٍ وَ عُيُونٍ وَ كُنُوزٍ وَ مَقامٍ كَرِيمٍ كَذلِكَ وَ أَورَثناها بنَيِ‌ إِسرائِيلَ فَأَتبَعُوهُم مُشرِقِينَ فَلَمّا قَرُبَ مُوسَي مِنَ البَحرِ وَ قَرُبَ فِرعَونُ مِن مُوسَيقالَ أَصحابُ مُوسي إِنّا لَمُدرَكُونَفَقالَ مُوسَيكَلّا إِنّ معَيِ‌ ربَيّ‌ سَيَهدِينِ أَي سَيُنجِينِ فَدَنَا مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ مِنَ البَحرِ فَقَالَ لَهُ انفَرِق فَقَالَ لَهُ البَحرُ استَكبَرتُ يَا مُوسَي أَن أَنفَرِقَ لَكَ وَ لَم أَعصِ اللّهَ طَرفَةَ عَينٍ وَ قَد كَانَ فِيكُمُ المعَاَصيِ‌ فَقَالَ لَهُ مُوسَي فَاحذَر أَن تعَصيِ‌َ وَ قَد عَلِمتُ أَنّ آدَمَ أُخرِجَ مِنَ الجَنّةِ بِمَعصِيَةٍ وَ إِنّمَا لُعِنَ إِبلِيسُ بِمَعصِيَةٍ فَقَالَ البَحرُ عَظِيمٌ ربَيّ‌ مُطَاعٌ أَمرُهُ وَ لَا ينَبغَيِ‌ لشِيَ‌ءٍ أَن يَعصِيَهُ فَقَامَ يُوشَعُ بنُ نُونٍ فَقَالَ لِمُوسَي يَا رَسُولَ اللّهِ مَا أَمَرَكَ رَبّكَ فَقَالَ بِعُبُورِ البَحرِ فَأَقحَمَ يُوشَعٌ فَرَسَهُ المَاءَ وَ أَوحَي اللّهُ إِلَي مُوسَيأَنِ اضرِب بِعَصاكَ البَحرَفَضَرَبَهُفَانفَلَقَ فَكانَ كُلّ فِرقٍ كَالطّودِ العَظِيمِ أَي كَالجَبَلِ العَظِيمِ فَضَرَبَ لَهُ فِي البَحرِ اثنَا عَشَرَ


صفحه : 123

طَرِيقاً فَأَخَذَ كُلّ سِبطٍ فِي طَرِيقٍ فَكَانَ المَاءُ قَدِ ارتَفَعَ وَ بَقِيَتِ الأَرضُ يَابِسَةً طَلَعَت فِيهَا الشّمسُ فَيَبِسَت كَمَا حَكَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّفَاضرِب لَهُم طَرِيقاً فِي البَحرِ يَبَساً لا تَخافُ دَرَكاً وَ لا تَخشي وَ دَخَلَ مُوسَي وَ أَصحَابُهُ البَحرَ وَ كَانَ أَصحَابُهُ اثنيَ‌ عَشَرَ سِبطاً فَضَرَبَ اللّهُ لَهُم فِي البَحرِ اثنيَ‌ عَشَرَ طَرِيقاً فَأَخَذَ كُلّ سِبطٍ فِي طَرِيقٍ وَ كَانَ المَاءُ قَدِ ارتَفَعَ عَلَي رُءُوسِهِم مِثلَ الجِبَالِ فَجَزِعَتِ الفِرقَةُ التّيِ‌ كَانَت مَعَ مُوسَي فِي طَرِيقِهِ فَقَالُوا يَا مُوسَي أَينَ إِخوَانُنَا فَقَالَ لَهُم مَعَكُم فِي البَحرِ فَلَم يُصَدّقُوهُ فَأَمَرَ اللّهُ البَحرَ فَصَارَت طَاقَاتٍ حَتّي كَانَ يَنظُرُ بَعضُهُم إِلَي بَعضٍ وَ يَتَحَدّثُونَ وَ أَقبَلَ فِرعَونُ وَ جُنُودُهُ فَلَمّا انتَهَي إِلَي البَحرِ قَالَ لِأَصحَابِهِ أَ لَا تَعلَمُونَ أنَيّ‌ رَبّكُمُ الأَعلَي قَد فُرّجَ لِيَ البَحرُ فَلَم يَجسُر أَحَدٌ أَن يَدخُلَ البَحرَ وَ امتَنَعَتِ الخَيلُ مِنهُ لِهَولِ المَاءِ فَتَقَحّمَ فِرعَونُ حَتّي جَاءَ إِلَي سَاحِلِ البَحرِ فَقَالَ لَهُ مُنَجّمُهُ لَا تَدخُلِ البَحرَ وَ عَارِضهُ فَلَم يَقبَل مِنهُ وَ أَقبَلَ عَلَي فَرَسٍ حِصَانٍ فَامتَنَعَ الفَرَسُ أَن يَدخُلَ المَاءَ فَعَطَفَ عَلَيهِ جَبرَئِيلُ وَ هُوَ عَلَي مَادِيَانَةٍ فَتَقَدّمَهُ وَ دَخَلَ فَنَظَرَ الفَرَسُ إِلَي الرّمَكَةِ فَطَلَبَهَا وَ دَخَلَ البَحرَ وَ اقتَحَمَ أَصحَابُهُ خَلفَهُ فَلَمّا دَخَلُوا كُلّهُم حَتّي كَانَ آخِرُ مَن دَخَلَ مِن أَصحَابِهِ وَ آخِرُ مَن خَرَجَ مِن أَصحَابِ مُوسَي أَمَرَ اللّهُ الرّيَاحَ فَضَرَبَتِ البَحرَ بَعضَهُ بِبَعضٍ فَأَقبَلَ المَاءُ يَقَعُ عَلَيهِم مِثلَ الجِبَالِ فَقَالَ فِرعَونُ عِندَ ذَلِكَآمَنتُ أَنّهُ لا إِلهَ إِلّا ألّذِي آمَنَت بِهِ بَنُوا إِسرائِيلَ وَ أَنَا مِنَ المُسلِمِينَفَأَخَذَ جَبرَئِيلُ كَفّاً مِن حَمأَةٍ فَدَسّهَا فِي فِيهِ ثُمّ قَالَآلآنَ وَ قَد عَصَيتَ قَبلُ وَ كُنتَ مِنَ المُفسِدِينَ

بيان قال الرازي‌ في قوله وَ ما رَبّ العالَمِينَاعلم أن السؤال بما لطلب الحقيقة وتعريف حقيقة الشي‌ء إما أن يكون بنفس تلك الحقيقة أوبشي‌ء منها أوبأمر خارج عنها أوبما يتركب من الداخل والخارج والأول محال لأنه يلزم أن يكون المعرف معلوما قبل أن يكون معلوما والثاني‌ مستلزم لتركبه تعالي و هومحال فثبت أنه لايمكن تعريفه


صفحه : 124

تعالي إلابلوازمه وآثاره وأظهر آثار واجب الوجود هو هذاالعالم المحسوس و هوالسماوات و الأرض و مابينهما فلذا قال موسي عليه السلام رَبّ السّماواتِ وَ الأَرضِ وَ ما بَينَهُمَا. و أما قوله إِن كُنتُم مُوقِنِينَفمعناه إن كنتم موقنين باستناد هذه المحسوسات إلي موجود واجب الوجود فاعرفوا أنه لايمكن تعريفه إلابما ذكرته لأنكم لماسلمتم انتهاء هذه المحسوسات إلي واجب لذاته وثبت أنه فرد مطلق وثبت أن الفرد المطلق لايمكن تعريفه إلابآثاره وثبت أن تلك الآثار لابد و أن تكون أظهر آثاره و ماذاك إلاالسماوات و الأرض و مابينهما فإن أيقنتم لزمكم أن تقطعوا بأنه لاجواب عن ذلك السؤال إلا هذا فقال فرعون علي سبيل التعجب من جواب موسي أَ لا تَستَمِعُونَ أناأطلب منه الماهية و هويجيبني‌ بالفاعلية والمؤثرية فأجاب موسي عليه السلام بأن قال رَبّكُم وَ رَبّ آبائِكُمُ الأَوّلِينَ وكأنه عليه السلام عدل عن التعريف السابق لأنه لايمتنع أن يعتقد أحد أن السماوات والأرضين واجبة لذواتها و لايمكن أن يعتقد العاقل في نفسه وآبائه وأجداده كونهم واجبة لذواتهم لأن المشاهدة دلت علي أنهم وجدوا بعدالعدم و ما كان كذلك استحال أن يكون واجبا لذاته فقال فرعون إِنّ رَسُولَكُمُ ألّذِي أُرسِلَ إِلَيكُم لَمَجنُونٌيعني‌ المقصود من سؤال ماطلب خصوصية الحقيقة والتعريف بهذه الآثار الخارجة لاتفيد البتة تلك الخصوصية فهذا ألذي يدعي‌ الرسالة مجنون فقال موسي رَبّ المَشرِقِ وَ المَغرِبِ وَ ما بَينَهُما إِن كُنتُم تَعقِلُونَفعدل إلي طريق ثالث أوضح لأنه أراد بالمشرق طلوع الشمس وظهور النهار وبالمغرب غروب الشمس وزوال النهار والأمر ظاهر في أن هذاالتدبير المستمر لايتم إلابتدبير مدبر فإن كنت من العقلاء عرفت أنه لاجواب عن سؤالك إلا ماذكرته انتهي ملخص كلامه .أقول لعل الأظهر أنه لم يكن سؤاله عن طلب الماهية والحقيقة بل علي وجه الاستبعاد من وجود إله غيره فاستدل عليه السلام علي وجوده تعالي بالسماوات و الأرض و مابينهما ثم أظهر الاستبعاد عن كون السماوات و الأرض محتاجة إلي الصانع بل هي‌ واجبة متحركة بذواتها كما هومذهب الدهرية أو أنه كان يخيل أنه رب السماوات و


صفحه : 125

الأرض فاستدل عليه السلام ثانيا بخلق أنفسهم فنسبه إلي الجنون سفها ومكابرة ومعاندة كما كان دأب جميع كفرة الأمم حيث كانوا ينسبون أنبياءهم بعدإتمام الحجج عليهم إلي الجنون . ثم استدل عليه السلام بحركات الأفلاك واختلاف الليل والنهار فلما رأي فرعون أنه يظهر الرب لقومه بآثاره عدل عن الاحتجاج إلي التهديد والوعيد فقال موسي أَ وَ لَو جِئتُكَ بشِيَ‌ءٍ مُبِينٍ أي أتفعل ذلك و لوجئتك بشي‌ء يبين صدق دعواي‌ يعني‌ المعجزة قوله لا ضَيرَ أي لاضرر علينا في ذلك قوله أَن كُنّا أي بأن كنا قوله مُشرِقِينَ أي داخلين في وقت شروق الشمس والحصان بالكسر الفرس الذكر الأصيل ويسمي كل ذكر من الخيل حصانا والرمكة محركة الفرس والبرذونة تتخذ للنتاج

22-فس ،[تفسير القمي‌]وَ قالَ فِرعَونُ يا أَيّهَا المَلَأُ ما عَلِمتُ لَكُم مِن إِلهٍ غيَريِ‌ فَأَوقِد لِي يا هامانُ عَلَي الطّينِ فَاجعَل لِي صَرحاً لعَلَيّ‌ أَطّلِعُ إِلي إِلهِ مُوسي وَ إنِيّ‌ لَأَظُنّهُ مِنَ الكاذِبِينَ قَالَ فَبَنَي هَامَانُ لَهُ فِي الهَوَاءِ صَرحاً حَتّي بَلَغَ مَكَاناً فِي الهَوَاءِ لَم يَقدِرِ الإِنسَانُ أَن يَقُومَ عَلَيهِ مِنَ الرّيَاحِ القَائِمَةِ فِي الهَوَاءِ فَقَالَ لِفِرعَونَ لَا نَقدِرُ أَن نَزِيدَ عَلَي هَذَا وَ بَعَثَ اللّهُ رِيَاحاً فَرَمَت بِهِ فَاتّخَذَ فِرعَونُ عِندَ ذَلِكَ التّابُوتَ وَ عَمَدَ إِلَي أَربَعَةِ أَنسُرٍ فَأَخَذَ فِرَاخَهَا وَ رَبّاهَا حَتّي إِذَا بَلَغَت وَ كَبِرَت عَمَدُوا إِلَي جَوَانِبِ التّابُوتِ الأَربَعَةِ فَغَرَزُوا فِي كُلّ جَانِبٍ مِنهُ خَشَبَةً وَ جَعَلُوا عَلَي رَأسِ كُلّ خَشَبَةٍ لَحماً وَ جَوّعُوا الأَنسُرَ وَ شَدّوا


صفحه : 126

أَرجُلَهَا بِأَصلِ الخَشَبَةِ فَنَظَرَتِ الأَنسُرُ إِلَي اللّحمِ فَأَهوَت إِلَيهِ وَ سَفَت بِأَجنِحَتِهَا وَ ارتَفَعَت بِهِمَا فِي الهَوَاءِ وَ أَقبَلَت يَطِيرُ يَومَهَا فَقَالَ فِرعَونُ لِهَامَانَ انظُر إِلَي السّمَاءِ هَل بَلَغنَاهَا فَنَظَرَ هَامَانُ فَقَالَ أَرَي السّمَاءَ كَمَا كُنتُ أَرَاهَا فِي الأَرضِ فِي البُعدِ فَقَالَ انظُر إِلَي الأَرضِ فَقَالَ لَا أَرَي الأَرضَ وَ لَكِن أَرَي البِحَارَ وَ المَاءَ قَالَ فَلَم يَزَلِ النّسرُ تَرتَفِعُ حَتّي غَابَتِ الشّمسُ وَ غَابَت عَنهُمَا البِحَارُ وَ المَاءُ فَقَالَ فِرعَونُ يَا هَامَانُ انظُر إِلَي السّمَاءِ فَنَظَرَ فَقَالَ أَرَاهَا كَمَا كُنتُ أَرَاهَا فِي الأَرضِ فَلَمّا جَنّهُمَا اللّيلُ نَظَرَ هَامَانُ إِلَي السّمَاءِ فَقَالَ فِرعَونُ هَل بَلَغنَاهَا فَقَالَ أَرَي الكَوَاكِبَ كَمَا كُنتُ أَرَاهَا فِي الأَرضِ وَ لَستُ أَرَي مِنَ الأَرضِ إِلّا الظّلمَةَ قَالَ ثُمّ جَالَتِ الرّيَاحُ القَائِمُ فِي الهَوَاءِ فَأَقبَلَتِ التّابُوتُ فَلَم يَزَل يهَويِ‌ بِهِمَا حَتّي وَقَعَ عَلَي الأَرضِ فَكَانَ فِرعَونُ أَشَدّ مَا كَانَ عُتُوّاً فِي ذَلِكَ الوَقتِ

بيان فَأَوقِد لِي أي النارعَلَي الطّينِ أي اللبن ليصير آجرا وقيل أول من اتخذ الآجر فرعون فَاجعَل لِي صَرحاً أي قصرا عاليا وتوهم الملعون أنه لو كان الله لكان جسما في السماء وقيل أراد أن يبني‌ له رصدا يترصد منها أوضاع الكواكب فيري هل فيها مايدل علي بعثة رسول وتبدل دولة قوله حتي غابت الشمس لعل المراد أثر الشمس لعدم الانعكاس أوجرم الشمس لغيبوبتها تحت الأرض

23-ل ،[الخصال ] ع ،[علل الشرائع ]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] سَأَلَ الشاّميِ‌ّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ عَلَيهِ السّلَامُ عَن سِتّةٍ لَم يَركُضُوا فِي رَحِمٍ فَقَالَ آدَمُ وَ حَوّاءُ وَ كَبشُ اِبرَاهِيمَ وَ عَصَا مُوسَي وَ نَاقَةُ صَالِحٍ وَ الخُفّاشُ ألّذِي عَمِلَهُ عِيسَي ابنُ مَريَمَ فَطَارَ بِإِذنِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ

24- ع ،[علل الشرائع ]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] وَ سَأَلَهُ عَن أَوّلِ شَجَرَةٍ غُرِسَت فِي الأَرضِ فَقَالَ العَوسَجَةُ وَ مِنهَا عَصَا مُوسَي

25- ع ،[علل الشرائع ]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]ل ،[الخصال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن أَبِي الحَسَنِ


صفحه : 127

عَلَيهِ السّلَامُ أَنّهُ قَالَ احتَبَسَ القَمَرُ عَن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَأَوحَي اللّهُ جَلّ جَلَالُهُ إِلَي مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ أَن أَخرِج عِظَامَ يُوسُفَ مِن مِصرَ وَ وَعَدَهُ طُلُوعَ القَمَرِ إِذَا أَخرَجَ عِظَامَهُ فَسَأَلَ مُوسَي عَمّن يَعلَمُ مَوضِعَهُ فَقِيلَ لَهُ هَاهُنَا عَجُوزٌ تَعلَمُ مَحَلّهُ فَبَعَثَ إِلَيهَا فأَتُيِ‌َ بِعَجُوزٍ مَقعَدُهُ عَميَاءُ فَقَالَ لَهَا أَ تَعرِفِينَ مَوضِعَ قَبرِ يُوسُفَ قَالَت نَعَم قَالَ فأَخَبرِيِنيِ‌ بِهِ قَالَت لَا حَتّي تعُطيِنَيِ‌ أَربَعَ خِصَالٍ تُطلِقَ لِي رجِليَ‌ّ وَ تُعِيدَ إلِيَ‌ّ شبَاَبيِ‌ وَ تُعِيدَ إلِيَ‌ّ بصَرَيِ‌ وَ تجَعلَنَيِ‌ مَعَكَ فِي الجَنّةِ قَالَ فَكَبُرَ ذَلِكَ عَلَي مُوسَي فَأَوحَي اللّهُ جَلّ جَلَالُهُ إِلَيهِ يَا مُوسَي أَعطِهَا مَا سَأَلَت فَإِنّكَ إِنّمَا تعُطيِ‌ عَلَيّ فَفَعَلَ فَدَلّتهُ عَلَيهِ فَاستَخرَجَهُ مِن شَاطِئِ النّيلِ فِي صُندُوقٍ مَرمَرٍ فَلَمّا أَخرَجَهُ طَلَعَ القَمَرُ فَحَمَلَهُ إِلَي الشّامِ فَلِذَلِكَ يَحمِلُ أَهلُ الكِتَابِ مَوتَاهُم إِلَي الشّامِ

26-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ النّضرِ بنِ سُوَيدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ هِشَامٍ عَمّن أَخبَرَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ إِنّ قَوماً مِمّن آمَنَ بِمُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ قَالُوا لَو أَتَينَا عَسكَرَ فِرعَونَ فَكُنّا فِيهِ وَ نِلنَا مِن دُنيَاهُ فَإِذَا كَانَ ألّذِي نَرجُوهُ مِن ظُهُورِ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ صِرنَا إِلَيهِ فَفَعَلُوا فَلَمّا تَوَجّهَ مُوسَي وَ مَن مَعَهُ هَارِبِينَ مِن فِرعَونَ رَكِبُوا دَوَابّهُم وَ أَسرَعُوا فِي السّيرِ لِيَلحَقُوا مُوسَي وَ عَسكَرَهُ فَيَكُونُوا مَعَهُم فَبَعَثَ اللّهُ مَلَكاً فَضَرَبَ وُجُوهَ دَوَابّهِم فَرَدّهُم إِلَي عَسكَرِ فِرعَونَ فَكَانُوا فِيمَن غَرِقَ مَعَ فِرعَونَ

ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر]النضر مثله

27-كا،[الكافي‌]عِدّةٌ مِن أَصحَابِنَا عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن بَكرِ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الجعَفرَيِ‌ّ عَن أَبِي الحَسَنِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ كَانَ رَجُلٌ مِن أَصحَابِ مُوسَي أَبُوهُ مِن أَصحَابِ فِرعَونَ فَلَمّا لَحِقَت خَيلُ فِرعَونَ مُوسَي تَخَلّفَ عَنهُم لِيَعِظَ أَبَاهُ فَيُلحِقَهُ بِمُوسَي فَمَضَي أَبُوهُ وَ هُوَ يُرَاغِمُهُ


صفحه : 128

حَتّي بَلَغَا طَرَفاً مِنَ البَحرِ فَغَرِقَا جَمِيعاً فَأَتَي مُوسَي الخَبَرُ فَقَالَ هُوَ فِي رَحمَةِ اللّهِ وَ لَكِنّ النّقِمَةَ إِذَا نَزَلَت لَم يَكُن لَهَا عَمّن قَارَبَ المُذنِبَ دِفَاعٌ

28-ل ،[الخصال ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ مَعرُوفٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن حَنَانِ بنِ سَدِيرٍ قَالَ حدَثّنَيِ‌ رَجُلٌ مِن أَصحَابِ أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ إِنّ أَشَدّ النّاسِ عَذَاباً يَومَ القِيَامَةِ لَسَبعَةُ نَفَرٍ أَوّلُهُمُ ابنُ آدَمَ ألّذِي قَتَلَ أَخَاهُ وَ نُمرُودُ ألّذِيحَاجّ اِبراهِيمَ فِي رَبّهِ وَ اثنَانِ فِي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ هَوّدَا قَومَهُم وَ نَصّرَاهُم وَ فِرعَونُ ألّذِي قَالَأَنَا رَبّكُمُ الأَعلي وَ اثنَانِ فِي هَذِهِ الأُمّةِ

29-ل ،[الخصال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مَهزِيَارَ عَن أَخِيهِ عَلِيّ عَن عِيسَي بنِ مُحَمّدٍ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِي جَمِيلَةَ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ أَملَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لِفِرعَونَ مَا بَينَ الكَلِمَتَينِ أَربَعِينَ سَنَةً ثُمّ أَخَذَهُاللّهُ نَكالَ الآخِرَةِ وَ الأُولي وَ كَانَ بَينَ أَن قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لِمُوسَي وَ هَارُونَقَد أُجِيبَت دَعوَتُكُما وَ بَينَ أَن عَرّفَهُ اللّهُ الإِجَابَةَ أَربَعِينَ سَنَةً ثُمّ قَالَ قَالَ جَبرَئِيلُ نَازَلتُ ربَيّ‌ فِي فِرعَونَ مُنَازَلَةً شَدِيداً فَقُلتُ يَا رَبّ تَدَعُهُ وَ قَد قَالَأَنَا رَبّكُمُ الأَعلي فَقَالَ إِنّمَا يَقُولُ هَذَا عَبدٌ مِثلُكَ

بيان لعل المراد بالكلمتين قوله تعالي قَد أُجِيبَت دَعوَتُكُما وأمره بإغراق فرعون أوقول فرعون ما عَلِمتُ لَكُم مِن إِلهٍ غيَريِ‌ و قوله أَنَا رَبّكُمُ الأَعلي قال الطبرسي‌ قدس سره نكال مصدر مؤكد لأن معني أخذه الله نكل الله به نَكالَ الآخِرَةِ وَ الأُوليبأن أغرقه في الدنيا ويعذبه في الآخرة وقيل معناه فعاقبه الله بكلمته الآخرة وكلمته الأولي فالآخرة قوله أَنَا رَبّكُمُ الأَعلي والأولي قوله ما عَلِمتُ لَكُم مِن إِلهٍ


صفحه : 129

غيَريِ‌فنكل به نكال هاتين الكلمتين وجاء في التفسير أنه كان بين الكلمتين أربعون سنة و عن وهب عن ابن عباس قال قال موسي عليه السلام أمهلت فرعون أربعمائة سنة و هو يقول أَنَا رَبّكُمُ الأَعلي ويجحد رسلك ويكذب بآياتك فأوحي الله تعالي إليه أنه كان حسن الخلق سهل الحجاب فأحببت أن أكافيه وَ رَوَي أَبُو بَصِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص قَالَ جَبرَئِيلُ قُلتُ يَا رَبّ تَدَعُ فِرعَونَ وَ قَد قَالَأَنَا رَبّكُمُ الأَعلي فَقَالَ إِنّمَا يَقُولُ هَذَا مِثلُكَ مَن يَخَافُ الفَوتَ انتَهَي

و قال الجزري‌ فيه نازلت ربي‌ في كذا أي راجعته وسألته مرة بعدمرة و هومفاعلة من النزول عن الأمر أو من النزال في الحرب و هوتقابل القرنين

30-ب ،[قرب الإسناد] ابنُ عِيسَي عَنِ البزَنَطيِ‌ّ عَنِ الرّضَا عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ مَا غَضِبَ اللّهُ عَلَي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ إِلّا أَدخَلَهُم مِصرَ وَ لَا رضَيِ‌َ عَنهُم إِلّا أَخرَجَهُم مِنهَا إِلَي غَيرِهَا وَ لَقَد أَوحَي اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي إِلَي مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ أَن يُخرِجَ عِظَامَ يُوسُفَ مِنهَا فَاستَدَلّ مُوسَي عَلَي مَن يَعرِفُ القَبرَ فَدُلّ عَلَي امرَأَةٍ عَميَاءَ زَمِنَةٍ فَسَأَلَهَا مُوسَي أَن تَدُلّهُ عَلَيهِ فَأَبَت إِلّا عَلَي خَصلَتَينِ فَيَدعُو اللّهَ فَيَذهَبُ بِزَمَانَتِهَا وَ يُصَيّرُهَا مَعَهُ فِي الجَنّةِ فِي الدّرَجَةِ التّيِ‌ هُوَ فِيهَا فَأَعظَمَ ذَلِكَ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ وَ مَا يَعظُمُ عَلَيكَ مِن هَذَا أَعطِهَا مَا سَأَلَت فَفَعَلَ فَوَعَدَتهُ طُلُوعَ القَمَرِ فَحَبَسَ اللّهُ القَمَرَ حَتّي جَاءَ مُوسَي لِمَوعِدِه فَأَخرَجَهُ مِنَ النّيلِ فِي سَفَطٍ مَرمَرٍ فَحَمَلَهُ مُوسَي الخَبَرَ

31-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَنِ ابنِ أَسبَاطٍ عَنِ الرّضَا عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ قُلتُ لَهُ إِنّ أَهلَ مِصرَ يَزعُمُونَ أَنّ بِلَادَهُم مُقَدّسَةٌ قَالَ وَ كَيفَ ذَاكَ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ إِنّهُم يَزعُمُونَ أَنّهُ يُحشَرُ مِن ظَهرِهِم سَبعُونَ أَلفاً يَدخُلُونَ الجَنّةَ بِغَيرِ حِسَابٍ فَقَالَ لَا لعَمَريِ‌ مَا ذَاكَ كَذَاكَ وَ مَا غَضِبَ اللّهُ عَلَي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ إِلَي آخِرِ مَا مَرّ


صفحه : 130

32-ب ،[قرب الإسناد]السنّديِ‌ّ بنُ مُحَمّدٍ عَن صَفوَانَ الجَمّالِ عَنِ الصّادِقِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي أَوحَي إِلَي مُوسَي أَن يَحمِلَ عِظَامَ يُوسُفَ عَلَيهِ السّلَامُ فَسَأَلَ عَن قَبرِهِ فَجَاءَهُ شَيخٌ فَقَالَ إِن كَانَ أَحَدٌ يَعلَمُ فَفُلَانَةُ فَأَرسَلَ إِلَيهَا فَجَاءَت فَقَالَ أَ تَعلَمِينَ مَوضِعَ قَبرِ يُوسُفَ فَقَالَت نَعَم قَالَ فدَلُيّنيِ‌ عَلَيهِ وَ لَكِ الجَنّةُ قَالَت لَا وَ اللّهِ لَا أَدُلّكَ عَلَيهِ إِلّا أَن تحُكَمّنَيِ‌ قَالَ وَ لَكِ الجَنّةُ قَالَت لَا وَ اللّهِ لَا أَدُلّكَ عَلَيهِ حَتّي تحُكَمّنَيِ‌ قَالَ فَأَوحَي اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي إِلَيهِ مَا يَعظُمُ عَلَيكَ أَن تُحَكّمَهَا قَالَ فَلَكِ حُكمُكِ قَالَت أَحكُمُ عَلَيكَ أَن أَكُونَ مَعَكَ فِي دَرَجَتِكَ التّيِ‌ تَكُونُ فِيهَا

33-دَعَوَاتُ الراّونَديِ‌ّ، عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ مُوسَي لَمّا أُمِرَ أَن يَقطَعَ البَحرَ فَانتَهَي إِلَيهِ ضُرِبَت وُجُوهُ الدّوَابّ وَ رَجَعَت فَقَالَ مُوسَي يَا رَبّ مَا لِي قَالَ يَا مُوسَي إِنّكَ عِندَ قَبرِ يُوسُفَ فَاحمِل عِظَامَهُ وَ قَدِ استَوَي القَبرُ بِالأَرضِ فَسَأَلَ مُوسَي قَومَهُ هَل يدَريِ‌ أَحَدٌ مِنكُم أَينَ هُوَ قَالُوا عَجُوزٌ لَعَلّهَا تَعلَمُ فَقَالَ لَهَا هَل تَعلَمِينَ قَالَت نَعَم قَالَ فَدُلّينَا عَلَيهِ قَالَت لَا وَ اللّهِ حَتّي تعُطيِنَيِ‌ مَا أَسأَلُكَ قَالَ ذَلِكِ لَكِ قَالَت فإَنِيّ‌ أَسأَلُكَ أَن أَكُونَ مَعَكَ فِي الدّرَجَةِ التّيِ‌ تَكُونُ فِي الجَنّةِ قَالَ سلَيِ‌ الجَنّةَ قَالَت لَا وَ اللّهِ إِلّا أَن أَكُونَ مَعَكَ فَجَعَلَ مُوسَي يُرَادّ فَأَوحَي اللّهُ أَن أَعطِهَا ذَلِكَ فَإِنّهَا لَا تَنقُصُكَ فَأَعطَاهَا وَ دَلّتهُ عَلَي القَبرِ

أقول تمامه في كتاب الدعاء

34- ع ،[علل الشرائع ]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] ابنُ عُبدُوسٍ عَنِ ابنِ قُتَيبَةَ عَن حَمدَانَ بنِ سُلَيمَانَ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ الهمَداَنيِ‌ّ قَالَ قُلتُ لِلرّضَا عَلَيهِ السّلَامُ لأِيَ‌ّ عِلّةٍ أَغرَقَ اللّهُ فِرعَونَ وَ قَد آمَنَ بِهِ وَ أَقَرّ بِتَوحِيدِهِ


صفحه : 131

قَالَ لِأَنّهُ آمَنَ عِندَ رُؤيَةِ البَأسِ وَ الإِيمَانُ عِندَ رُؤيَةِ البَأسِ غَيرُ مَقبُولٍ وَ ذَلِكَ حُكمُ اللّهِ تَعَالَي ذِكرُهُ فِي السّلَفِ وَ الخَلَفِ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّفَلَمّا رَأَوا بَأسَنا قالُوا آمَنّا بِاللّهِ وَحدَهُ وَ كَفَرنا بِما كُنّا بِهِ مُشرِكِينَ فَلَم يَكُ يَنفَعُهُم إِيمانُهُم لَمّا رَأَوا بَأسَنا وَ قَالَ عَزّ وَ جَلّيَومَ يأَتيِ‌ بَعضُ آياتِ رَبّكَ لا يَنفَعُ نَفساً إِيمانُها لَم تَكُن آمَنَت مِن قَبلُ أَو كَسَبَت فِي إِيمانِها خَيراً وَ هَكَذَا فِرعَونُ لَمّا أَدرَكَهُ الغَرَقُ قَالَآمَنتُ أَنّهُ لا إِلهَ إِلّا ألّذِي آمَنَت بِهِ بَنُوا إِسرائِيلَ وَ أَنَا مِنَ المُسلِمِينَفَقِيلَ لَهُآلآنَ وَ قَد عَصَيتَ قَبلُ وَ كُنتَ مِنَ المُفسِدِينَ فَاليَومَ نُنَجّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَن خَلفَكَ آيَةً وَ قَد كَانَ فِرعَونُ مِن قَرنِهِ إِلَي قَدَمِهِ فِي الحَدِيدِ قَد لَبِسَهُ عَلَي بَدَنِهِ فَلَمّا غَرِقَ أَلقَاهُ اللّهُ تَعَالَي عَلَي نَجوَةٍ مِنَ الأَرضِ بِبَدَنِهِ لِيَكُونَ لِمَن بَعدَهُ عَلَامَةً فَيَرَونَهُ مَعَ تَثَقّلِهِ بِالحَدِيدِ عَلَي مُرتَفِعٍ مِنَ الأَرضِ وَ سَبِيلُ الثّقِيلِ أَن يَرسُبَ وَ لَا يَرتَفِعَ فَكَانَ ذَلِكَ آيَةً وَ عَلَامَةً وَ لِعِلّةٍ أُخرَي أَغرَقَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ وَ هيِ‌َ أَنّهُ استَغَاثَ بِمُوسَي لَمّا أَدرَكَهُ الغَرَقُ وَ لَم يَستَغِث بِاللّهِ فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَيهِ يَا مُوسَي لَم تُغِث فِرعَونَ لِأَنّكَ لَم تَخلُقهُ وَ لَوِ استَغَاثَ بيِ‌ لَأَغَثتُهُ

تحقيق قال الرازي‌ فإن قيل ماالسبب في عدم قبول توبته والجواب أن العلماء ذكروا وجوها الأول أنه إنما آمن عندنزول العذاب والإيمان في هذاالوقت غيرمقبول لأنه تصير الحال حينئذ وقت الإلجاء و في هذه الحال لاتكون التوبة مقبولة.الثاني‌ أنه لم يكن مخلصا في هذه الكلمة بل إنما تكلم بهاتوسلا إلي دفع تلك البلية الحاضرة.الثالث أن ذلك الإقرار كان مبنيا علي محض التقليد أ لاتري أنه قال لا إِلهَ إِلّا ألّذِي آمَنَت بِهِ بَنُوا إِسرائِيلَ.الرابع أن أكثر اليهود كانت قلوبهم مائلة إلي التشبيه والتجسيم ولذا اشتغلوا بعبادة العجل لظنهم أنه تعالي حل في جسده فكأنه آمن بالإله الموصوف بالجسمية و كل من اعتقد ذلك كان كافرا.


صفحه : 132

الخامس أنه أقر بالتوحيد فقط و لم يقر بنبوة موسي عليه السلام فلذا لم يقبل منه انتهي والأول هوالأظهر كمادل عليه الخبر إذ التوبة لايجب علي الله قبوله عقلا إلابما أوجب علي نفسه من قبول توبة عباده تفضلا و قدأخبر في الآيات الكثيرة بعدم قبول التوبة عندرؤية البأس فلاإشكال في عدم قبول توبته عندمعاينة العذاب .

35- ع ،[علل الشرائع ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَنِ ابنِ أَسبَاطٍ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ مَنصُورٍ عَن رَجُلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ فِي قَولِ فِرعَونَذرَوُنيِ‌ أَقتُل مُوسي مَن كَانَ يَمنَعُهُ قَالَ مَنَعَتهُ رِشدَتُهُ وَ لَا يَقتُلُ الأَنبِيَاءَ وَ أَولَادَ الأَنبِيَاءِ إِلّا أَولَادُ الزّنَا

36-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَنِ ابنِ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ الوَشّاءِ عَن أَبِي جَمِيلَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ مَروَانَ عَنِ العَبدِ الصّالِحِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ كَانَ مِن قَولِ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ حِينَ دَخَلَ عَلَي فِرعَونَ أللّهُمّ إنِيّ‌ أَدرَأُ بِكَ فِي نَحرِهِ وَ أَستَجِيرُ بِكَ مِن شَرّهِ وَ أَستَعِينُ بِكَ فَحَوّلَ اللّهُ مَا كَانَ فِي قَلبِ فِرعَونَ مِنَ الأَمنِ خَوفاً

37- ع ،[علل الشرائع ] عَلِيّ بنُ عَبدِ اللّهِ بنِ الأسَواَريِ‌ّ عَن مكَيّ‌ّ بنِ أَحمَدَ اليرَبوُعيِ‌ّ عَن نُوحِ بنِ الحَسَنِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَيّوبَ بنِ سُوَيدٍ الرمّليِ‌ّ عَن عَمرِو بنِ الحَارِثِ عَن زَيدِ بنِ أَبِي حَبِيبٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عُمَرَ قَالَغَارَ النّيلُ عَلَي عَهدِ فِرعَونَ فَأَتَاهُ أَهلُ مَملَكَتِهِ فَقَالُوا أَيّهَا المَلِكُ أَجرِ لَنَا النّيلَ قَالَ إنِيّ‌ لَم أَرضَ عَنكُم ثُمّ ذَهَبُوا فَأَتَوهُ فَقَالُوا أَيّهَا المَلِكُ تَمُوتُ البَهَائِمُ وَ هَلَكَت وَ لَئِن لَم تُجرِ لَنَا النّيلَ لَنَتّخِذَنّ إِلَهاً غَيرَكَ قَالَ اخرُجُوا إِلَي الصّعِيدِ فَخَرَجُوا فَتَنَحّي عَنهُم حَيثُ لَا يَرَونَهُ وَ لَا يَسمَعُونَ كَلَامَهُ فَأَلصَقَ خَدّهُ بِالأَرضِ وَ أَشَارَ بِالسّبّابَةِ وَ قَالَ أللّهُمّ إنِيّ‌ خَرَجتُ إِلَيكَ خُرُوجَ العَبدِ الذّلِيلِ


صفحه : 133

إِلَي سَيّدِهِ وَ إنِيّ‌ أَعلَمُ أَنّكَ تَعلَمُ أَنّهُ لَا يَقدِرُ عَلَي إِجرَائِهِ أَحَدٌ غَيرَكَ فَأَجرِهِ قَالَ فَجَرَي النّيلُ جَرياً لَم يَجرِ مِثلُهُ فَأَتَاهُم فَقَالَ لَهُم إنِيّ‌ قَد أَجرَيتُ لَكُمُ النّيلَ فَخَرّوا لَهُ سُجّداً وَ عَرَضَ لَهُ جَبرَئِيلُ فَقَالَ أَيّهَا المَلِكُ أعَنِيّ‌ عَلَي عَبدٍ لِي قَالَ فَمَا قِصّتُهُ قَالَ عَبدٌ لِي مَلَكتُهُ عَلَي عبَيِديِ‌ وَ خَوّلتُهُ مفَاَتيِحيِ‌ فعَاَداَنيِ‌ وَ أَحَبّ مَن عاَداَنيِ‌ وَ عَادَي مَن أَحبَبتُ قَالَ لَبِئسَ العَبدُ عَبدُكَ لَو كَانَ لِي عَلَيهِ سَبِيلٌ لَأَغرَقتُهُ فِي بَحرِ القَلزَمِ قَالَ أَيّهَا المَلِكُ اكتُب لِي بِذَلِكَ كِتَاباً فَدَعَا بِكِتَابٍ وَ دَوَاةٍ فَكَتَبَ مَا جَزَاءُ العَبدِ ألّذِي يُخَالِفُ سَيّدَهُ فَأَحَبّ مَن عَادَي وَ عَادَي مَن أَحَبّ إِلّا أَن يُغرَقَ فِي بَحرِ القَلزَمِ قَالَ يَا أَيّهَا المَلِكُ اختِمهُ لِي قَالَ فَخَتَمَهُ ثُمّ دَفَعَهُ إِلَيهِ فَلَمّا كَانَ يَومَ البَحرِ أَتَاهُ جَبرَئِيلُ بِالكِتَابِ فَقَالَ لَهُ خُذ هَذَا مَا استَحقَقتَ بِهِ عَلَي نَفسِكَ أَو هَذَا مَا حَكَمتَ بِهِ عَلَي نَفسِكَ

38-ل ،[الخصال ] ع ،[علل الشرائع ]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] سَأَلَ الشاّميِ‌ّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ عَلَيهِ السّلَامُ عَن يَومِ الأَربِعَاءِ وَ التّطَيّرِ مِنهُ فَقَالَ عَلَيهِ السّلَامُ آخِرُ أَربِعَاءَ فِي الشّهرِ وَ هُوَ المُحَاقُ وَ سَاقَ الحَدِيثَ إِلَي أَن قَالَ وَ يَومَ الأَربِعَاءِ طَلَبَ فِرعَونُ مُوسَي لِيَقتُلَهُ وَ يَومَ الأَربِعَاءِ أَمَرَ فِرعَونُ بِذَبحِ الغِلمَانِ وَ يَومَ الأَربِعَاءِ أَظَلّ قَومَ فِرعَونَ أَوّلُ العَذَابِ

39-أَقُولُ قَالَ فِي مَجمَعِ البَيَانِ،روُيِ‌َ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ قَالَ لَمّا رَجَعَ مُوسَي إِلَي امرَأَتِهِ قَالَت مِن أَينَ جِئتَ قَالَ مِن عِندِ رَبّ تِلكَ النّارِ قَالَ فَغَدَا إِلَي فِرعَونَ فَوَ اللّهِ لكَأَنَيّ‌ أَنظُرُ إِلَيهِ طَوِيلَ البَاعِ ذو[ذَا]شَعرٍ آدِمَ عَلَيهِ جُبّةٌ مِن صُوفٍ عَصَاهُ فِي كَفّهِ مَربُوطٌ حِقوُهُ بِشَرِيطٍ نَعلُهُ مِن جِلدِ حِمَارٍ شِرَاكُهَا مِن لِيفٍ فَقِيلَ لِفِرعَونَ إِنّ عَلَي البَابِ فَتًي يَزعُمُ أَنّهُ رَسُولُ رَبّ العَالَمِينَ فَقَالَ فِرعَونُ لِصَاحِبِ الأَسَدِ خَلّ سَلَاسِلَهَا وَ كَانَ إِذَا غَضِبَ عَلَي أَحَدٍ خَلّاهَا فَقَطَعَتهُ فَخَلّاهَا وَ قَرَعَ مُوسَي البَابَ الأَوّلَ وَ كَانَت تِسعَةُ أَبوَابٍ فَلَمّا قَرَعَ البَابَ الأَوّلَ انفَتَحَ لَهُ الأَبوَابُ التّسعَةُ فَلَمّا دَخَلَ جَعَلنَ


صفحه : 134

يُبَصبِصنَ تَحتَ رِجلَيهِ كَأَنّهُنّ جِرَاءٌ فَقَالَ فِرعَونُ لِجُلَسَائِهِ رَأَيتُم مِثلَ هَذَا قَطّ فَلَمّا أَقبَلَ إِلَيهِقالَ أَ لَم نُرَبّكَ فِينا وَلِيداً إِلَي قَولِهِوَ أَنَا مِنَ الضّالّينَ فَقَالَ فِرعَونُ لِرَجُلٍ مِن أَصحَابِهِ قُم فَخُذ بِيَدِهِ وَ قَالَ لِلآخَرِ اضرِب عُنُقَهُ فَضَرَبَ جَبرَئِيلُ بِالسّيفِ حَتّي قَتَلَ سِتّةً مِن أَصحَابِهِ فَقَالَ خَلّوا عَنهُ قَالَ فَأَخرَجَ يَدَهُفَإِذا هيِ‌َ بَيضاءُ قَد حَالَ شُعَاعُهَا بَينَهُ وَ بَينَ وَجهِهِ وَ أَلقَي العَصَا فَإِذَا هيِ‌َ حَيّةٌ فَالتَقَمَتِ الإِيوَانَ بِلِحيَيهَا فَدَعَاهُ أَن يَا مُوسَي أقَلِنيِ‌ إِلَي غَدٍ ثُمّ كَانَ مِن أَمرِهِ مَا كَانَ

40- ع ،[علل الشرائع ] مُحَمّدُ بنُ جَعفَرِ بنِ نُعَيمِ بنِ شَاذَانَ النيّساَبوُريِ‌ّ عَن عَمّهِ مُحَمّدِ بنِ شَاذَانَ عَنِ الفَضلِ بنِ شَاذَانَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ قَالَ قُلتُ لِمُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَلَيهِمَا السّلَامُ أخَبرِنيِ‌ عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ لِمُوسَياذهَبا إِلي فِرعَونَ إِنّهُ طَغي فَقُولا لَهُ قَولًا لَيّناً لَعَلّهُ يَتَذَكّرُ أَو يَخشي فَقَالَ أَمّا قَولُهُفَقُولا لَهُ قَولًا لَيّناً أَي كَنّيَاهُ وَ قُولَا لَهُ يَا أَبَا مُصعَبٍ وَ كَانَ اسمُ فِرعَونَ أَبَا مُصعَبٍ الوَلِيدَ بنَ مُصعَبٍ وَ أَمّا قَولُهُلَعَلّهُ يَتَذَكّرُ أَو يَخشيفَإِنّمَا قَالَ لِيَكُونَ أَحرَصَ لِمُوسَي عَلَي الذّهَابِ وَ قَد عَلِمَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَنّ فِرعَونَ لَا يَتَذَكّرُ وَ لَا يَخشَي إِلّا عِندَ رُؤيَةِ البَأسِ أَ لَا تَسمَعُ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُحَتّي إِذا أَدرَكَهُ الغَرَقُ قالَ آمَنتُ أَنّهُ لا إِلهَ إِلّا ألّذِي آمَنَت بِهِ بَنُوا إِسرائِيلَ وَ أَنَا مِنَ المُسلِمِينَفَلَم يَقبَلِ اللّهُ إِيمَانَهُ وَ قَالَآلآنَ وَ قَد عَصَيتَ قَبلُ وَ كُنتَ مِنَ المُفسِدِينَ

41-ختص ،[الإختصاص ] عَن عَبدِ اللّهِ بنِ جُندَبٍ عَن أَبِي الحَسَنِ الرّضَا عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ كَانَ عَلَي مُقَدّمَةِ فِرعَونَ ستمائة ألف ومائتي‌ ألف [سِتّمِائَةِ أَلفِ أَلفٍ وَ مِائَتَا أَلفٍ] وَ عَلَي سَاقَتِهِ أَلفُ أَلفٍ قَالَ وَ لَمّا صَارَ مُوسَي فِي البَحرِ أَتبَعَهُ فِرعَونُ وَ جُنُودُهُ قَالَ فَتَهَيّبَ فَرَسُ فِرعَونَ أَن يَدخُلَ البَحرَ فَتَمَثّلَ لَهُ جَبرَئِيلُ عَلَي مَادِيَانَةٍ فَلَمّا رَأَي فَرَسُ فِرعَونَ المَادِيَانَةَ أَتبَعَهَا فَدَخَلَ البَحرَ هُوَ وَ أَصحَابُهُ فَغَرِقُوا


صفحه : 135

42-نَوَادِرُ الراّونَديِ‌ّ،بِإِسنَادِهِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ عَلَيهِمُ السّلَامُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص دَعَا مُوسَي وَ أَمّنَ هَارُونُ وَ أَمّنَتِ المَلَائِكَةُ فَقَالَ اللّهُ سُبحَانَهُ استَقِيمَا فَقَد أُجِيبَت دَعوَتُكُما وَ مَن غَزَا فِي سبَيِليِ‌ استَجَبتُ لَهُ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ

43- مع ،[معاني‌ الأخبار]القَطّانُ عَنِ السكّرّيِ‌ّ عَنِ الجوَهرَيِ‌ّ عَنِ ابنِ عُمَارَةَ عَن أَبِيهِ عَن سُفيَانَ بنِ سَعِيدٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ جَعفَرَ بنَ مُحَمّدٍ الصّادِقَ عَلَيهِمَا السّلَامُ وَ كَانَ وَ اللّهِ صَادِقاً كَمَا سمُيّ‌َ يَقُولُ يَا سُفيَانُ عَلَيكَ بِالتّقِيّةِ فَإِنّهَا سُنّةُ اِبرَاهِيمَ الخَلِيلِ عَلَيهِ السّلَامُ وَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ قَالَ لِمُوسَي وَ هَارُونَ عَلَيهِمَا السّلَامُاذهَبا إِلي فِرعَونَ إِنّهُ طَغي فَقُولا لَهُ قَولًا لَيّناً لَعَلّهُ يَتَذَكّرُ أَو يَخشي يَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ كَنّيَاهُ وَ قُولَا لَهُ يَا أَبَا مُصعَبٍ وَ إِنّ رَسُولَ اللّهِ كَانَ إِذَا أَرَادَ سَفَراً وَرّي بِغَيرِهِ وَ قَالَ عَلَيهِ السّلَامُ أمَرَنَيِ‌ ربَيّ‌ بِمُدَارَاةِ النّاسِ كَمَا أمَرَنَيِ‌ بِأَدَاءِ الفَرَائِضِ وَ لَقَد أَدّبَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِالتّقِيّةِ فَقَالَادفَع باِلتّيِ‌ هيِ‌َ أَحسَنُ فَإِذَا ألّذِي بَينَكَ وَ بَينَهُ عَداوَةٌ كَأَنّهُ ولَيِ‌ّ حَمِيمٌ وَ ما يُلَقّاها إِلّا الّذِينَ صَبَرُوا وَ ما يُلَقّاها إِلّا ذُو حَظّ عَظِيمٍ يَا سُفيَانُ مَنِ استَعمَلَ التّقِيّةَ فِي دِينِ اللّهِ فَقَد تَسَنّمَ الذّروَةَ العُليَا مِنَ العِزّ إِنّ عِزّ المُؤمِنِ فِي حِفظِ لِسَانِهِ وَ مَن لَم يَملِك لِسَانَهُ نَدِمَ قَالَ سُفيَانُ فَقُلتُ لَهُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ هَل يَجُوزُ أَن يُطمِعَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عِبَادَهُ فِي كَونِ مَا لَا يَكُونُ قَالَ لَا فَقُلتُ فَكَيفَ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لِمُوسَي وَ هَارُونَ عَلَيهِمَا السّلَامُلَعَلّهُ يَتَذَكّرُ أَو يَخشي وَ قَد عَلِمَ أَنّ فِرعَونَ لَا يَتَذَكّرُ وَ لَا يَخشَي فَقَالَ إِنّ فِرعَونَ قَد تَذَكّرَ وَ خشَيِ‌َ وَ لَكِن عِندَ رُؤيَةِ البَأسِ حَيثُ لَم يَنفَعهُ الإِيمَانُ أَ لَا تَسمَعُ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُحَتّي إِذا أَدرَكَهُ الغَرَقُ قالَ آمَنتُ أَنّهُ لا إِلهَ إِلّا ألّذِي آمَنَت بِهِ بَنُوا إِسرائِيلَ وَ أَنَا مِنَ المُسلِمِينَفَلَم يَقبَلِ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِيمَانَهُ وَ قَالَآلآنَ وَ قَد عَصَيتَ قَبلُ وَ كُنتَ مِنَ المُفسِدِينَ فَاليَومَ نُنَجّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَن خَلفَكَ آيَةً يَقُولُ نُلقِيكَ عَلَي نَجوَةٍ مِنَ الأَرضِ لِتَكُونَ لِمَن بَعدَكَ عَلَامَةً وَ عِبرَةً


صفحه : 136

44- ع ،[علل الشرائع ]المُكَتّبُ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن أَبَانٍ الأَحمَرِ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ فِرعَونَ ذيِ‌ الأَوتادِلأِيَ‌ّ شَيءٍ سمُيّ‌َ ذَا الأَوتَادِ قَالَ لِأَنّهُ كَانَ إِذَا عَذّبَ رَجُلًا بَسَطَهُ عَلَي الأَرضِ عَلَي وَجهِهِ وَ مَدّ يَدَيهِ وَ رِجلَيهِ فَأَوتَدَهَا بِأَربَعَةِ أَوتَادٍ فِي الأَرضِ وَ رُبّمَا بَسَطَهُ عَلَي خَشَبٍ مُنبَسِطٍ فَوَتّدَ رِجلَيهِ وَ يَدَيهِ بِأَربَعَةِ أَوتَادٍ ثُمّ تَرَكَهُ عَلَي حَالِهِ حَتّي يَمُوتَ فَسَمّاهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِرعَونَ ذَا الأَوتَادِ لِذَلِكَ

45-ل ،[الخصال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَن يَزِيدَ بنِ إِسحَاقَ شَعِرٍ عَن هَارُونَ الغنَوَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ سَأَلتُهُ عَنِ التّسعِ الآيَاتِ التّيِ‌ أوُتيِ‌َ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ فَقَالَ الجَرَادُ وَ القُمّلُ وَ الضّفَادِعُ وَ الدّمُ وَ الطّوفَانُ وَ البَحرُ وَ الحَجَرُ وَ العَصَا وَ يَدُهُ

46-ل ،[الخصال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن مُحَمّدِ بنِ النّعمَانِ عَن سَلّامِ بنِ المُستَنِيرِ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ لَقَد آتَينا مُوسي تِسعَ آياتٍ بَيّناتٍ قَالَ الطّوفَانُ وَ الجَرَادُ وَ القُمّلُ وَ الضّفَادِعُ وَ الدّمُ وَ الحَجَرُ وَ البَحرُ وَ العَصَا وَ يَدُهُ

47- مع ،[معاني‌ الأخبار] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن خَلَفِ بنِ حَمّادٍ عَن رَجُلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ فِي قَولِهِ تَعَالَيأَدخِل يَدَكَ فِي جَيبِكَ تَخرُج بَيضاءَ مِن غَيرِ سُوءٍ قَالَ مِن غَيرِ بَرَصٍ الخَبَرَ

48-مل ،[كامل الزيارات ] مُحَمّدُ بنُ الحَسَنِ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَلِيّ بنِ مَهزِيَارَ عَنِ الحَسَنِ بنِ سَعِيدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن عَرَفَةَ عَن ربِعيِ‌ّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُشَاطِئُ


صفحه : 137

الوَادِ الأَيمَنِ ألّذِي ذَكَرَهُ اللّهُ فِي كِتَابِهِ هُوَ الفُرَاتُ وَ البُقعَةُ المُبَارَكَةُ هيِ‌َ كَربَلَاءُ وَ الشّجَرَةُ مُحَمّدٌص

بيان لعل المراد أن الله تعالي أظهر نور محمدص و هوالشجرة المباركة له هناك ثم كلمه

49-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن عَاصِمٍ المصِريِ‌ّ رَفَعَهُ قَالَ إِنّ فِرعَونَ بَنَي سَبعَ مَدَائِنَ يَتَحَصّنُ فِيهَا مِن مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ وَ جَعَلَ فِيمَا بَينَهَا آجَاماً وَ غِيَاضاً وَ جَعَلَ فِيهَا الأُسدَ لِيَتَحَصّنَ بِهَا مِن مُوسَي قَالَ فَلَمّا بَعَثَ اللّهُ مُوسَي إِلَي فِرعَونَ فَدَخَلَ المَدِينَةَ وَ رَآهُ الأُسدُ تَبَصبَصَت وَ وَلّت مُدبِرَةً قَالَ ثُمّ لَم يَأتِ مَدِينَةً إِلّا انفَتَحَ لَهُ بَابُهَا حَتّي انتَهَي إِلَي قَصرِ فِرعَونَ ألّذِي هُوَ فِيهِ قَالَ فَقَعَدَ عَلَي بَابِهِ وَ عَلَيهِ مِدرَعَةٌ مِن صُوفٍ وَ مَعَهُ عَصَاهُ فَلَمّا خَرَجَ الآذِنُ قَالَ لَهُ مُوسَي استَأذِن لِي عَلَي فِرعَونَ فَلَم يَلتَفِت إِلَيهِ قَالَ فَقَالَ لَهُ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُإنِيّ‌ رَسُولُ رَبّ العالَمِينَ قَالَ فَلَم يَلتَفِت إِلَيهِ قَالَ فَمَكَثَ بِذَلِكَ مَا شَاءَ اللّهُ يَسأَلُهُ أَن يَستَأذِنَ لَهُ قَالَ فَلَمّا أَكثَرَ عَلَيهِ قَالَ لَهُ أَ مَا وَجَدَ رَبّ العَالَمِينَ مَن يُرسِلُهُ غَيرَكَ قَالَ فَغَضِبَ مُوسَي فَضَرَبَ البَابَ بِعَصَاهُ فَلَم يَبقَ بَينَهُ وَ بَينَ فِرعَونَ بَابٌ إِلّا انفَتَحَ حَتّي نَظَرَ إِلَيهِ فِرعَونُ وَ هُوَ فِي مَجلِسِهِ فَقَالَ أَدخِلُوهُ قَالَ فَدَخَلَ عَلَيهِ وَ هُوَ فِي قُبّةٍ لَهُ مِن بُقعَةٍ كَبِيرَةِ الِارتِفَاعِ ثَمَانُونَ ذِرَاعاً قَالَفَقالَ إنِيّ‌ رَسُولُ رَبّ العالَمِينَإِلَيكَ قَالَ فَقَالَ فَأتِ بِآيَةٍإِن كُنتَ مِنَ الصّادِقِينَ قَالَفَأَلقي عَصاهُ وَ كَانَ لَهَا شُعبَتَانِ قَالَفَإِذا هيِ‌َ حَيّةٌ قَد وَقَعَ إِحدَي الشّعبَتَينِ فِي الأَرضِ وَ الشّعبَةُ الأُخرَي فِي أَعلَي القُبّةِ قَالَ فَنَظَرَ فِرعَونُ إِلَي جَوفِهَا وَ هُوَ يَلتَهِبُ نِيرَاناً قَالَ وَ أَهوَت إِلَيهِ فَأَحدَثَ وَ صَاحَ يَا مُوسَي خُذهَا

50-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن يُونُسَ بنِ ظَبيَانَ قَالَ قَالَ إِنّ مُوسَي وَ هَارُونَ حِينَ دَخَلَا عَلَي فِرعَونَ لَم يَكُن فِي جُلَسَائِهِ يَومَئِذٍ وَلَدُ سِفَاحٍ كَانُوا وُلدَ نِكَاحٍ كُلّهُم وَ لَو كَانَ فِيهِم وَلَدُ سِفَاحٍ لَأَمَرَ بِقَتلِهِمَا فَقالُوا أَرجِه وَ أَخاهُ وَ أَمَرُوهُ باِلتأّنَيّ‌ وَ النّظَرِ ثُمّ وَضَعَ يَدَهُ عَلَي صَدرِهِ قَالَ وَ كَذَلِكَ نَحنُ لَا يَنزِعُ إِلَينَا إِلّا كُلّ خَبِيثِ الوِلَادَةِ


صفحه : 138

بيان لعل قوله لاينزع إلينا من نزع القوس كناية عن القصد بالشر

51-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ قَالَ كَانَت عَصَا مُوسَي لآِدَمَ فَصَارَت إِلَي شُعَيبٍ ثُمّ صَارَت إِلَي مُوسَي بنِ عِمرَانَ وَ إِنّهَا لَتَرُوعُ وَتَلقَفُ ما يَأفِكُونَ وَ تَصنَعُ مَا تُؤمَرُ تُفتَحُ لَهَا شُعبَتَانِ إِحدَاهُمَا فِي الأَرضِ وَ الأُخرَي فِي السّقفِ وَ بَينَهُمَا أَربَعُونَ ذِرَاعاًتَلقَفُ ما يَأفِكُونَبِلِسَانِهَا

52-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن مُحَمّدِ بنِ قَيسٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ قُلتُ مَا الطّوفَانُ قَالَ هُوَ طُوفَانُ المَاءِ وَ الطّاعُونِ

53-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن سُلَيمَانَ عَنِ الرّضَا عَلَيهِ السّلَامُ فِي قَولِهِلَئِن كَشَفتَ عَنّا الرّجزَ لَنُؤمِنَنّ لَكَ قَالَ الرّجزُ هُوَ الثّلجُ ثُمّ قَالَ خُرَاسَانُ بِلَادُ رِجزٍ

54-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَولُهُ عَزّ وَ جَلّوَ إِذ فَرَقنا بِكُمُ البَحرَ فَأَنجَيناكُم وَ أَغرَقنا آلَ فِرعَونَ وَ أَنتُم تَنظُرُونَ قَالَ الإِمَامُ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ اللّهُ تَعَالَي وَ اذكُرُوا إِذ جَعَلنَا مَاءَ البَحرِ فِرَقاً يَنقَطِعُ بَعضُهُ مِن بَعضٍ فَأَنجَينَاكُم هُنَاكَ وَ أَغرَقنَا فِرعَونَ وَ قَومَهُ وَ أَنتُم تَنظُرُونَ إِلَيهِم وَ هُم يَغرَقُونَ وَ ذَلِكَ أَنّ مُوسَي لَمّا انتَهَي إِلَي البَحرِ أَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَيهِ قُل لبِنَيِ‌ إِسرَائِيلَ جَدّدُوا توَحيِديِ‌ وَ أَمِرّوا بِقُلُوبِكُم ذِكرَ مُحَمّدٍ سَيّدِ عبَيِديِ‌ وَ إمِاَئيِ‌ وَ أَعِيدُوا عَلَي أَنفُسِكُمُ الوَلَايَةَ لعِلَيِ‌ّ أخَيِ‌ مُحَمّدٍ وَ آلِهِ الطّيّبِينَ وَ قُولُوا أللّهُمّ بِجَاهِهِم جَوّزنَا عَلَي مَتنِ هَذَا المَاءِ فَإِنّ المَاءَ يَتَحَوّلُ لَكُم أَرضاً فَقَالَ لَهُم مُوسَي ذَلِكَ فَقَالُوا تُورِدُ عَلَينَا مَا نَكرَهُ وَ هَل فَرَرنَا مِن فِرعَونَ إِلّا مِن خَوفِ المَوتِ وَ أَنتَ تَقتَحِمُ بِنَا هَذَا المَاءَ الغَمرَ بِهَذِهِ الكَلِمَاتِ وَ مَا يرينا[يُدرِينَا] مَا يَحدُثُ مِن هَذِهِ عَلَينَا فَقَالَ لِمُوسَي كَالِبُ بنُ يُوحَنّا وَ هُوَ عَلَي دَابّةٍ لَهُ وَ كَانَ ذَلِكَ الخَلِيجُ أَربَعَةَ فَرَاسِخَ يَا نبَيِ‌ّ اللّهِ أَمَرَكَ اللّهُ بِهَذَا أَن نَقُولَهُ وَ نَدخُلَ المَاءَ فَقَالَ نَعَم فَقَالَ وَ أَنتَ تأَمرُنُيِ‌ بِهِ قَالَ نَعَم قَالَ فَوَقَفَ وَ جَدّدَ عَلَي نَفسِهِ


صفحه : 139

مِن تَوحِيدِ اللّهِ وَ نُبُوّةِ مُحَمّدٍ وَ وَلَايَةِ عَلِيّ وَ الطّيّبِينَ مِن آلِهِمَا كَمَا أُمِرَ بِهِ ثُمّ قَالَ أللّهُمّ بِجَاهِهِم جوَزّنيِ‌ عَلَي مَتنِ هَذَا المَاءِ ثُمّ أَقحَمَ فَرَسَهُ فَرَكَسَ عَلَي مَتنِ المَاءِ وَ إِذَا المَاءُ تَحتَهُ كَأَرضٍ لَيّنَةٍ حَتّي بَلَغَ آخِرَ الخَلِيجِ ثُمّ عَادَ رَاكِضاً ثُمّ قَالَ لبِنَيِ‌ إِسرَائِيلَ يَا بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ أَطِيعُوا مُوسَي فَمَا هَذَا الدّعَاءُ إِلّا مِفتَاحُ أَبوَابِ الجِنَانِ وَ مَغَالِيقُ أَبوَابِ النّيرَانِ وَ مُستَنزَلُ الأَرزَاقِ وَ جَالِبٌ عَلَي عَبِيدِ اللّهِ وَ إِمَائِهِ رِضَا المُهَيمِنِ الخَلّاقِ فَأَبَوا وَ قَالُوا نَحنُ لَا نَسِيرُ إِلّا عَلَي الأَرضِ فَأَوحَي اللّهُإِلي مُوسي أَنِ اضرِب بِعَصاكَ البَحرَ وَ قُلِ أللّهُمّ بِجَاهِ مُحَمّدٍ وَ آلِهِ الطّيّبِينَ لَمّا فَلَقتَهُ فَفَعَلَ فَانفَلَقَ وَ ظَهَرَتِ الأَرضُ إِلَي آخِرِ الخَلِيجِ فَقَالَ مُوسَي ادخُلُوهَا قَالُوا الأَرضُ وَحِلَةٌ نَخَافُ أَن نَرسُبَ فِيهَا فَقَالَ اللّهُ يَا مُوسَي قُلِ أللّهُمّ بِجَاهِ مُحَمّدٍ وَ آلِهِ الطّيّبِينَ جَفّفهَا فَقَالَهَا فَأَرسَلَ اللّهُ عَلَيهَا رِيحَ الصّبَا فَجَفّت وَ قَالَ مُوسَي ادخُلُوهَا قَالُوا يَا نبَيِ‌ّ اللّهِ نَحنُ اثنَتَا عَشرَةَ قَبِيلَةً بَنُو اثنيَ‌ عَشَرَ آبَاءٍ وَ إِن دَخَلنَا رَامَ كُلّ فَرِيقٍ مِنّا تَقَدّمَ صَاحِبِهِ فَلَا نَأمَنُ وُقُوعَ الشّرّ بَينَنَا فَلَو كَانَ لِكُلّ فَرِيقٍ مِنّا طَرِيقٌ عَلَي حِدَةٍ لَأَمِنّا مَا نَخَافُهُ فَأَمَرَ اللّهُ مُوسَي أَن يَضرِبَ البَحرَ بِعَدَدِهِمُ اثنتَيَ‌ عَشرَةَ ضَربَةً فِي اثنيَ‌ عَشَرَ مَوضِعاً إِلَي جَانِبِ ذَلِكَ المَوضِعِ وَ يَقُولُ أللّهُمّ بِجَاهِ مُحَمّدٍ وَ آلِهِ الطّيّبِينَ بَيّنِ الأَرضَ لَنَا وَ أَمِطِ المَاءَ عَنّا فَصَارَ فِيهِ تَمَامُ اثنيَ‌ عَشَرَ طَرِيقاً وَ جَفّ قَرَارُ الأَرضِ بِرِيحِ الصّبَا فَقَالَ ادخُلُوهَا قَالُوا كُلّ فَرِيقٍ مِنّا يَدخُلُ سِكّةً مِن هَذِهِ السّكَكِ لَا يدَريِ‌ مَا يَحدُثُ عَلَي الآخَرِينَ فَقَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فَاضرِب كُلّ طَودٍ مِنَ المَاءِ بَينَ هَذِهِ السّكَكِ فَضَرَبَ وَ قَالَ أللّهُمّ بِجَاهِ مُحَمّدٍ وَ آلِهِ الطّيّبِينَ لَمّا جَعَلتَ هَذَا المَاءَ طَبَقَاتٍ وَاسِعَةً يَرَي بَعضُهُم بَعضاً مِنهَا فَحَدَثَت طَبَقَاتٌ وَاسِعَةٌ يَرَي بَعضُهُم بَعضاً مِنهَا ثُمّ دَخَلُوهَا فَلَمّا بَلَغُوا آخِرَهَا جَاءَ فِرعَونُ وَ قَومُهُ فَدَخَلَ بَعضُهُم فَلَمّا دَخَلَ آخِرُهُم وَ هَمّوا بِالخُرُوجِ أَوّلُهُم أَمَرَ اللّهُ تَعَالَي البَحرَ فَانطَبَقَ عَلَيهِم فَغَرِقُوا وَ أَصحَابُ


صفحه : 140

مُوسَي يَنظُرُونَ إِلَيهِم فَذَلِكَ قَولُهُ عَزّ وَ جَلّوَ أَغرَقنا آلَ فِرعَونَ وَ أَنتُم تَنظُرُونَإِلَيهِم قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لبِنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فِي عَهدِ مُحَمّدٍص فَإِذَا كَانَ اللّهُ تَعَالَي فَعَلَ هَذَا كُلّهُ بِأَسلَافِكُم لِكَرَامَةِ مُحَمّدٍص وَ دُعَاءِ مُوسَي دُعَاءً تَقَرّبَ بِهِم إِلَي اللّهِ أَ فَلَا تَعقِلُونَ أَنّ عَلَيكُمُ الإِيمَانَ بِمُحَمّدٍ وَ آلِهِ إِذ قَد شَاهَدتُمُوهُ الآنَ

55-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ كَانَ بَينَ قَولِهِقَد أُجِيبَت دَعوَتُكُما وَ بَينَ أَن أُخِذَ فِرعَونُ أَربَعُونَ سَنَةً

56-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا يَرفَعُهُ قَالَ لَمّا صَارَ مُوسَي فِي البَحرِ أَتبَعَهُ فِرعَونُ وَ جُنُودُهُ قَالَ فَتَهَيّبَ فَرَسُ فِرعَونَ أَن يَدخُلَ البَحرَ فَتَمَثّلَ لَهُ جَبرَئِيلُ عَلَي رَمَكَةٍ فَلَمّا رَأَي فَرَسُ فِرعَونَ الرّمَكَةَ أَتبَعَهَا فَدَخَلَ البَحرَ هُوَ وَ أَصحَابُهُ فَغَرِقُوا

57-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَنِ الفَضلِ بنِ أَبِي قُرّةَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ يَقُولُ أَوحَي اللّهُ إِلَي اِبرَاهِيمَ أَنّهُ سَيُولَدُ لَكَ فَقَالَ لِسَارَةَ فَقَالَتأَ أَلِدُ وَ أَنَا عَجُوزٌفَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ أَنّهَا سَتَلِدُ وَ يُعَذّبُ أَولَادُهَا أَربَعَمِائَةِ سَنَةٍ بِرَدّهَا الكَلَامَ عَلَيّ قَالَ فَلَمّا طَالَ عَلَي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ العَذَابُ ضَجّوا وَ بَكَوا إِلَي اللّهِ أَربَعِينَ صَبَاحاً فَأَوحَي اللّهُ إِلَي مُوسَي وَ هَارُونَ عَلَيهِمَا السّلَامُ يُخَلّصُهُم مِن فِرعَونَ فَحَطّ عَنهُم سَبعِينَ وَ مِائَةَ سَنَةٍ قَالَ وَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ هَكَذَا أَنتُم لَو فَعَلتُم لَفَرّجَ اللّهُ عَنّا فَأَمّا إِذ لَم تَكُونُوا فَإِنّ الأَمرَ ينَتهَيِ‌ إِلَي مُنتَهَاهُ

58-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن سَلّامٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ فِي قَولِهِوَ لَقَد آتَينا مُوسي تِسعَ آياتٍ بَيّناتٍ قَالَ الطّوفَانُ وَ الجَرَادُ وَ القُمّلُ وَ الضّفَادِعُ وَ الدّمُ وَ الحَجَرُ وَ البَحرُ وَ العَصَا وَ يَدُهُ

59-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَنِ العَبّاسِ عَن أَبِي الحَسَنِ الرّضَا عَلَيهِ السّلَامُ ذَكَرَ قَولَ اللّهِيا فِرعَونُ يَا عاَصيِ‌


صفحه : 141

60-نهج ،[نهج البلاغة] فَأَوجَسَ مُوسَي خِيفَةً عَلَي نَفسِهِ أَشفَقَ مِن غَلَبَةِ الجُهّالِ وَ دُوَلِ الضّلَالِ

61-نهج ،[نهج البلاغة] قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلَيهِ السّلَامُ فِي الخُطبَةِ القَاصِعَةِ إِنّ اللّهَ سُبحَانَهُ يَختَبِرُ عِبَادَهُ المُستَكبِرِينَ فِي أَنفُسِهِم بِأَولِيَائِهِ المُستَضعَفِينَ فِي أَعيُنِهِم وَ لَقَد دَخَلَ مُوسَي بنُ عِمرَانَ وَ مَعَهُ أَخُوهُ هَارُونُ عَلَيهِمَا السّلَامُ عَلَي فِرعَونَ عَلَيهِمَا مَدَارِعُ الصّوفِ وَ بِأَيدِيهِمَا العصِيِ‌ّ فَشَرَطَا لَهُ إِن أَسلَمَ بَقَاءَ مُلكِهِ وَ دَوَامَ عِزّهِ فَقَالَ أَ لَا تَعجَبُونَ مِن هَذَينِ يَشرِطَانِ لِي دَوَامَ العِزّ وَ بَقَاءَ المُلكِ وَ هُمَا بِمَا تَرَونَ مِن حَالِ الفَقرِ وَ الذّلّ فَهَلّا ألُقيِ‌َ عَلَيهِمَا أَسَاوِرَةٌ مِن ذَهَبٍ إِعظَاماً لِلذّهَبِ وَ جَمعِهِ وَ احتِقَاراً لِلصّوفِ وَ لُبسِهِ وَ لَو أَرَادَ اللّهُ سُبحَانَهُ بِأَنبِيَائِهِ حَيثُ بَعَثَهُم أَن يَفتَحَ لَهُم كُنُوزَ الذّهبَانِ وَ مَعَادِنَ العِقيَانِ وَ مَغَارِسَ الجِنَانِ وَ أَن يَحشُرَ مَعَهُم طَيرَ السّمَاءِ وَ وُحُوشَ الأَرضِ لَفَعَلَ وَ لَو فَعَلَ لَسَقَطَ البَلَاءُ وَ بَطَلَ الجَزَاءُ وَ اضمَحَلّ الأَنبَاءُ وَ لَمَا وَجَبَ لِلقَابِلِينَ أُجُورُ المُبتَلَينَ وَ لَا استَحَقّ المُؤمِنُونَ ثَوَابَ المُحسِنِينَ

بيان الأساورة جمع للأسورة التي‌ هي‌ جمع السوار والذهبان بالكسر والضم جمع الذهب والعقيان بالكسر هوالذهب الخالص وقيل ماينبت منه نباتا والبلاء الامتحان واضمحل الأنباء أي سقط الوعد والوعيد. قال الثعلبي‌ قال العلماء بأخبار الماضين لماكلم الله موسي وبعثه إلي مصر خرج و لاعلم له بالطريق و كان الله تعالي يهديه ويدله و ليس معه زاد و لاسلاح و لاحمولة و لا شيء غيرعصاه ومدرعة صوف وقلنسوة من صوف ونعلين يظل صائما ويبيت قائما ويستعين بالصيد وبقول الأرض حتي ورد مصر و لماقرب مصر أوحي الله سبحانه إلي أخيه هارون يبشره بقدوم موسي ويخبره أنه قدجعله لموسي وزيرا ورسولا معه إلي فرعون وأمره أن يمر يوم السبت لغرة ذي‌ الحجة متنكرا إلي شاطئ النيل ليلتقي‌ في تلك الساعة بموسي قال فخرج هارون وأقبل موسي عليه السلام فالتقيا علي شط النيل قبل طلوع الشمس فاتفق أنه كان يوم ورود الأسد الماء و كان لفرعون أسد تحرسه في غيضة


صفحه : 142

محيطة بالمدينة من حولها وكانت ترد الماء غبا و كان فرعون إذ ذاك في مدينة حصينة عليها سبعون سورا في كل سور رساتيق وأنهار ومزارع وأرض واسعة في ربض كل سور سبعون ألف مقاتل و من وراء تلك المدينة غيضة تولي فرعون غرسها بنفسه وعمل فيها وسقاها بالنيل ثم أسكنها الأسد فنسلت وتوالدت حتي كثرت ثم اتخذها جندا من جنوده تحرسه وجعل خلال تلك الغيضة طرقا تفضي‌ من يسلكها إلي أبواب من أبواب المدينة معلومة ليس لتلك الأبواب طريق غيرها فمن أخطأ وقع في الغيضة فأكلته الأسد وكانت الأسود إذاوردت النيل ظلت عليها يومها كلها ثم تصدر مع الليل قال فالتقي موسي وهارون يوم ورودها فلما أبصرتهما الأسد مدت أعناقها ورءوسها إليهما وشخصت أبصارها نحوهما وقذف الله تعالي في قلوبها الرعب فانطلقت نحو الغيضة منهزمة هاربة علي وجوهها تطأ بعضها بعضا حتي اندست في الغيضة و كان لها ساسة يسوسونها وذادة يذودونها ويشلونها بالناس فلما أصابها ماأصابها خاف ساستها فرعون و لم يشعروا من أين أتوا فانطلق موسي وهارون عليهما السلام في تلك المسبعة حتي وصلا إلي باب المدينة الأعظم ألذي هوأقرب أبوابها إلي منزل فرعون و كان منه يدخل و منه يخرج و ذلك ليلة الإثنين بعدهلال ذي‌ الحجة بيوم فأقاما عليه سبعة أيام فكلمهما واحد من الحراس وزبرهما و قال لهما هل تدريان لمن هذاالباب فقال موسي


صفحه : 143

عليه السلام إن هذاالباب و الأرض كلها و ما فيهالرب العالمين وأهلها عبيد له فسمع ذلك الرجل قولا لم يسمع مثله قط و لم يظن أن أحدا من الناس يفصح بمثله فلما سمع ماسمع أسرع إلي كبرائه الذين فوقه فقال لهم سمعت اليوم قولا وعاينت عجبا من رجلين هوأعظم عندي‌ وأفظع وأشنع مما أصابنا في الأسد و ماكانا ليقدما علي ماأقدما عليه إلابسحر عظيم وأخبرهم القصة فلايزال ذلك يتداول بينهم حتي انتهي إلي فرعون . و قال السدي‌ بإسناده سار موسي عليه السلام بأهله نحو مصر حتي أتاها ليلا فتضيف أمه وهي‌ لاتعرفه وإنما أتاهم في ليلة كانوا يأكلون فيهاالطفيشل ونزل في جانب الدار فجاء هارون فلما أبصر ضيفه سأل عنه أمه فأخبرته أنه ضيف فدعاه فأكل معه فلما أن قعد تحدثا فسأله هارون فقال من أنت فقال أنا موسي فقام كل واحد منهما إلي صاحبه فاعتنقه فلما أن تعارفا قال له موسي ياهارون انطلق معي‌ إلي فرعون فإن الله عز و جل قدأرسلنا إليه فقال هارون سمعا وطاعة فقامت أمهما فصاحت وقالت أنشدكما الله أن تذهبا إلي فرعون فيقتلكما فأتيا ومضيا لأمر الله سبحانه فانطلقا إليه ليلا فأتيا الباب والتمسا الدخول عليه ليلا فقرعا الباب ففزع فرعون وفزع البواب و قال فرعون من هذا ألذي يضرب بابي‌ هذه الساعة فأشرف عليهما البواب فكلمهما فقال له موسي أنا رسول رب العالمين فأتي فرعون فأخبره و قال إن هاهنا إنسانا مجنونا يزعم أنه رسول رب العالمين . و قال محمد بن إسحاق بن يسار خرج موسي لمابعثه الله سبحانه حين قدم مصر علي فرعون هو وأخوه هارون حتي وقفا علي باب فرعون يلتمسان الإذن عليه وهما يقولان إِنّا رَسُولُ رَبّ العالَمِينَفأذنوا بنا هذا الرجل فمكثا سنتين يغدوان إلي بابه و


صفحه : 144

يروحان لايعلم بهما و لايجتر‌ئ أحد علي أن يخبره بشأنهما حتي دخل عليه بطال له يلعب عنده ويضحكه فقال له أيها الملك إن علي بابك رجلا يقول قولا عجيبا يزعم أن له إلها غيرك فقال ببابي‌ أدخلوه فدخل موسي ومعه هارون عليه السلام علي فرعون .قالوا فلما أذن فرعون لموسي وهارون دخلا عليه فلما وقفا عنده دعا موسي بدعاء و هو لاإله إلا الله الحليم الكريم لاإله إلا الله العلي‌ العظيم سبحان الله رب السماوات السبع ورب الأرضين السبع و مافيهن و مابينهن ورب العرش العظيم وَ سَلامٌ عَلَي المُرسَلِينَ وَ الحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ أللهم إني‌ أدرؤك في نحره وأعوذ بك من شره وأستعينك عليه فاكفنيه بما شئت قال فتحول مابقلب موسي من الخوف أمنا وكذلك من دعا بهذا الدعاء و هوخائف آمن الله خوفه ونفس كربته وهون عليه سكرات الموت . ثم قال فرعون لموسي من أنت قال أنا رسول رب العالمين فتأمله فرعون فعرفه فقال له أَ لَم نُرَبّكَ فِينا وَلِيداً وَ لَبِثتَ فِينا مِن عُمُرِكَ سِنِينَ وَ فَعَلتَ فَعلَتَكَ التّيِ‌ فَعَلتَ وَ أَنتَ مِنَ الكافِرِينَمعناه علي ديننا هذا ألذي تعيبه فقال موسي فَعَلتُها إِذاً وَ أَنَا مِنَ الضّالّينَالمخطئين و لم أرد بذلك القتل فَفَرَرتُ مِنكُم لَمّا خِفتُكُم فَوَهَبَ لِي ربَيّ‌ حُكماً أي نبوةوَ جعَلَنَيِ‌ مِنَ المُرسَلِينَ ثم أقبل موسي ينكر عليه ماذكر فقال وَ تِلكَ نِعمَةٌ تَمُنّها عَلَيّ أَن عَبّدتَ بنَيِ‌ إِسرائِيلَ أي اتخذتهم عبيدا تنزع أبناءهم من أيديهم تسترق من شئت أي إنما صيرني‌ إليك ذلك قالَ فِرعَونُ وَ ما رَبّ


صفحه : 145

العالَمِينَ قالَ رَبّ السّماواتِ وَ الأَرضِ وَ ما بَينَهُمَا إِن كُنتُم مُوقِنِينَ قالَ

فرعون لِمَن حَولَهُ أَ لا تَستَمِعُونَإنكارا لما قال قال موسي رَبّكُم وَ رَبّ آبائِكُمُ الأَوّلِينَ فقال فرعون إِنّ رَسُولَكُمُ ألّذِي أُرسِلَ إِلَيكُم لَمَجنُونٌيعني‌ ما هذابكلام صحيح إذ يزعم أن لكم إلها غيري‌ قال موسي رَبّ المَشرِقِ وَ المَغرِبِ وَ ما بَينَهُما إِن كُنتُم تَعقِلُونَ فقال فرعون لموسي لَئِنِ اتّخَذتَ إِلهَاً غيَريِ‌ لَأَجعَلَنّكَ مِنَ المَسجُونِينَ قالَ أَ وَ لَو جِئتُكَ بشِيَ‌ءٍ مُبِينٍتعرف به صدقي‌ وكذبك وحقي‌ وباطلك قال فرعون فَأتِ بِهِ إِن كُنتَ مِنَ الصّادِقِينَ فَأَلقي عَصاهُ فَإِذا هيِ‌َ ثُعبانٌ مُبِينٌفاتحة فاها قدملأت ما بين سماطي‌ فرعون واضعة لحييها الأسفل في الأرض والأعلي في سور القصر حتي رأي بعض من كان خارجا من مدينة مصر رأسها ثم توجهت نحو فرعون ليأخذه فارفض عنها الناس وذعر عنها فرعون ووثب عن سريره وأحدث حتي قام به بطنه في يومه ذلك أربعين مرة و كان فيما يزعمون لايسعل و لايصدع و لايصيبه آفة مما يصيب الناس و كان يقوم في أربعين يوما مرة و كان أكثر مايأكل الموز لكيلا يكون له ثفل فيحتاج إلي القيام و كان هذه الأشياء مما زين له أن قال ما قال لأنه ليس له من الناس شبيه قالوا فلما قصدته الحية صاح يا موسي أنشدك بالله وحرمة الرضاع إلاأخذتها وكففتها عني‌ وإني‌ أؤمن بك وأرسل معك بني‌ إسرائيل فأخذها موسي فعادت عصا كماكانت ثم نزع يده من جيبه فأخرجها بيضاء مثل الثلج لها شعاع كشعاع الشمس فقال له فرعون هذه يدك فلما قالها فرعون أدخلها موسي جيبه ثم أخرجها الثانية لها نور ساطع في السماء تكل منها الأبصار و قدأضاءت ماحولها يدخل نورها في البيوت ويري من الكوي من وراء الحجب فلم يستطع فرعون النظر إليها ثم ردها موسي إلي جيبه ثم أخرجها فإذاهي‌ علي لونها الأول قالوا فهَمّ فرعون بتصديقه فقام إليه هامان وجلس بين يديه فقال له بينا أنت إله تعبد إذ أنت تابع لعبد فقال


صفحه : 146

فرعون لموسي أمهلني‌ اليوم إلي غد وأوحي الله تعالي إلي موسي أن قل لفرعون إنك إن آمنت بالله وحده عمرتك في ملكك ورددت شابا طريا فاستنظره فرعون فلما كان من الغد دخل عليه هامان فأخبره فرعون بما وعده موسي من ربه فقال له هامان و الله مايعدل هذاعبادة هؤلاء لك يوما واحدا ونفخ في منخره ثم قال له هامان أناأردك شابا فأتاه بالوسمة فخضبه بها فلما دخل عليه موسي فرآه علي تلك الحالة هاله ذلك فأوحي الله تعالي لايهولنك مارأيت فإنه لم يلبث إلاقليلا حتي يعود إلي الحالة الأولي . و في بعض الروايات أن موسي وهارون لماانصرفا من عندفرعون أصابهما المطر في الطريق فأتيا علي عجوز من أقرباء أمهما ووجه فرعون الطلب في أثرهما فلما دخل عليهما الليل ناما في دارها وجاءت الطلب إلي الباب والعجوز متنبهة فلما أحست بهم خافت عليهما فخرجت العصا من صير الباب والعجوز تنظر فقاتلتهم حتي قتلت منهم سبعة أنفس ثم عادت ودخلت الدار فلما انتبه موسي وهارون أخبرتهما بقصة الطلب ونكاية العصا منهم فآمنت بهما وصدقتهما.توضيح الغيضة موضع تنبت فيه الأشجار الكثيرة وربض المدينة بالتحريك ماحولها والاندساس الاختفاء وأشليت الكلب علي الصيد أغريته والطفيشل كسميدع نوع من المرق والارفضاض التفرق والطلب بالتحريك جمع طالب والصير بالكسر شق الباب . ثم قال الثعلبي‌ قالت العلماء بأخبار الأنبياء إن موسي وهارون عليهما السلام وضع فرعون أمرهما و ماأتيا به من سلطان الله سبحانه علي السحر و قال للملإ من حوله


صفحه : 147

إِن هذانِ لَساحِرانِ يُرِيدانِ إلي قوله فَما ذا تَأمُرُونَ أأقتلهما فقال العبد الصالح خربيل مؤمن آل فرعون أَ تَقتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ ربَيّ‌َ اللّهُ وَ قَد جاءَكُم بِالبَيّناتِ مِن رَبّكُم إلي قوله فَمَن يَنصُرُنا مِن بَأسِ اللّهِ إِن جاءَنا قالَ فِرعَونُ ما أُرِيكُم إِلّا ما أَري وَ ما أَهدِيكُم إِلّا سَبِيلَ الرّشادِ و قال الملأ من قوم فرعون أَرجِه وَ أَخاهُ وَ ابعَث فِي المَدائِنِ حاشِرِينَ يَأتُوكَ بِكُلّ سَحّارٍ عَلِيمٍ وكانت لفرعون مدائن فيهاالسحرة عدة للأمر إذاحزبه . و قال ابن عباس قال فرعون لمارأي من سلطان الله في اليد والعصا إنا لانغالب موسي إلابمن هومثله فأخذ غلمانا من بني‌ إسرائيل فبعث بهم إلي قرية يقال لها الغرماء يعلمونهم السحر كمايعلم الصبيان الكتابة في الكتاب فعلموهم سحرا كثيرا وواعد فرعون موسي موعدا فبعث فرعون إلي السحرة فجاء بهم ومعهم معلمهم فقالوا له ماذا صنعت فقال قدعلمتهم سحرا لايطيقه سحره أهل الأرض إلا أن يكون أمر من السماء فإنه لاطاقة لهم به ثم بعث فرعون الشرطي‌ في مملكته فلم يترك في سلطانه ساحرا إلاأتي‌ به . واختلفوا في عدد السحرة الذين جمعهم فرعون فقال مقاتل كانوا اثنين وسبعين ساحرا اثنان منهم من القبط وهما رأسا القوم وسبعون من بني‌ إسرائيل و قال الكلبي‌ كانوا سبعين ساحرا غيررئيسهم و كان ألذي يعلمهم ذلك رجلين مجوسيين من أهل نينوي


صفحه : 148

و قال كعب كانوا اثني‌ عشر ألفا و قال السدي‌ كانوا بضعا وثلاثين ألفا و قال عكرمة سبعين ألفا و قال محمد بن المنكدر ثمانين ألفا فاختار منهم سبعة آلاف ليس منهم إلاساحر ماهر ثم اختار منهم سبعمائة ثم اختار من أولئك السبعمائة سبعين من كبرائهم وعلمائهم قال مقاتل و كان رئيس السحرة أخوين بأقصي مدائن مصر فلما جاءهما رسول فرعون قالا لأمهما دلينا علي قبر أبينا فدلتهما عليه فأتياه فصاحا باسمه فأجابهما فقالا إن الملك وجه إلينا أن نقدم عليه لأنه أتاه رجلان ليس معهما رجال و لاسلاح ولهما عز ومنعة و قدضاق الملك ذرعا من عزهما ومعهما عصا إذاألقياها لايقوم لهما شيءتبلع الحديد والخشب والحجر فأجابهما أبوهما انظرا إذاهما ناما فإن قدرتما أن تسلا العصا فسلاها فإن الساحر لايعمل سحره و هونائم و إن عملت العصا وهما نائمان فذلك أمر رب العالمين و لاطاقة لكما بهما و لاللملك و لالجميع أهل الدنيا فأتياهما في خفية وهما نائمان ليأخذا العصا فقصدتهما العصا.قالوا ثم واعدوه يوم الزينة و كان يوم سوق لهم عن سعيد بن جبير و قال ابن عباس كان يوم عاشوراء ووافق ذلك يوم السبت في أول يوم من السنة و هو يوم النيروز و كان يوم عيد لهم يجتمع إليه الناس من الآفاق قال عبدالرحمن بن زيد بن أسلم و كان اجتماعهم للميقات بالإسكندرية ويقال بلغ ذنب الحية من وراء البحيرة يومئذ قالوا ثم قال السحرة لفرعون أَ إِنّ لَنا لَأَجراً إِن كُنّا نَحنُ الغالِبِينَ قال فرعون وَ إِنّكُم إِذاً لَمِنَ المُقَرّبِينَعندي‌ في المنزلة فلما اجتمع الناس جاء موسي و هومتكئ علي عصاه ومعه أخوه هارون حتي أتي الجمع وفرعون في مجلسه مع أشراف قومه فقال موسي عليه السلام للسحرة حين جاءهم وَيلَكُم لا تَفتَرُوا عَلَي اللّهِ كَذِباً فَيُسحِتَكُم بِعَذابٍ وَ قَد خابَ مَنِ افتَريفتناجي السحرة بينهم و قال بعضهم لبعض ما هذابقول ساحر فذلك قوله تعالي فَتَنازَعُوا أَمرَهُم بَينَهُم وَ أَسَرّوا النّجويفقالت السحرة


صفحه : 149

لنأتينك اليوم بسحر لم تر مثله وَ قالُوا بِعِزّةِ فِرعَونَ إِنّا لَنَحنُ الغالِبُونَ وكانوا قدجاءوا بالعصي‌ والحبال تحملها ستون بعيرا فلما أبوا إلاالإصرار علي السحر قالوا لموسي إِمّا أَن تلُقيِ‌َ وَ إِمّا أَن نَكُونَ أَوّلَ مَن أَلقي قالَ بَل أَلقُواأنتم فَأَلقَوا حِبالَهُم وَ عِصِيّهُم فإذاهي‌ حيات كأمثال الجبال قدملأت الوادي‌ يركب بعضها بعضا تسعي فذلك قوله تعالي يُخَيّلُ إِلَيهِ مِن سِحرِهِم أَنّها تَسعي فَأَوجَسَ فِي نَفسِهِ خِيفَةً مُوسي و قال و الله إن كانت لعصيا في أيديهم ولقد عادت حيات و مايعدون عصاي‌ هذه أو كماحدث نفسه فأوحي الله تعالي إليه لا تَخَف إِنّكَ أَنتَ الأَعلي وَ أَلقِ ما فِي يَمِينِكَ تَلقَف ما صَنَعُوا إِنّما صَنَعُوا كَيدُ ساحِرٍ وَ لا يُفلِحُ السّاحِرُ حَيثُ أَتيففرج عن موسي وألقي عصاه من يده فإذاهي‌ ثعبان مبين كأعظم ما يكون أسود مدلهم علي أربع قوائم قصار غلاظ شداد و هوأعظم وأطول من البختي‌ و له ذنب يقوم عليه فيشرف فوق حيطان المدينة رأسه وعنقه وكاهله لايضرب ذنبه علي شيء إلاحطمه وقصمه ويكسر بقوائمه الصخور الصم الصلاب ويطحن كل شيء ويضرم حيطان البيوت بنفسه نارا و له عينان تلتهبان نارا ومنخران تنفخان سموما و علي مفرقة شعر كأمثال الرماح وصارت الشعبتان له فما سعته اثنا عشر ذراعا و فيه أنياب وأضراس و له فحيح وكشيش وصرير وصريف فاستعرضت ماألقي السحرة من حبالهم وعصيهم وهي‌ حيات في عين فرعون وأعين الناس تسعي تلقفها وتبتلعها واحدا واحدا حتي مايري بالوادي‌ قليل و لاكثير مما ألقوا وانهزم الناس فزعين هاربين منقلبين فتزاحموا وتضاغطوا ووطئ بعضهم بعضا حتي مات منهم يومئذ في ذلك الزحام ومواطئ الأقدام خمسة وعشرون ألفا و


صفحه : 150

انهزم فرعون فيمن انهزم منخوبا مرعوبا عازبا عقله و قداستطلق بطنه في يومه ذلك عن أربعمائة جلسة ثم بعد ذلك إلي أربعين مرة في اليوم والليلة علي الدوام إلي أن هلك فلما انهزم الناس وعاين السحرة ماعاينوا وقالوا لو كان سحرا لماغلبنا و لماخفي‌ علينا أمره ولئن كان سحرا فأين حبالنا وعصينا فألقوا سجدا وقالواآمَنّا بِرَبّ العالَمِينَ رَبّ مُوسي وَ هارُونَ و كان فيهم اثنان وسبعون شيخا قدانحنت ظهورهم من الكبر وكانوا علماء السحرة و كان رئيس جماعتهم أربعة نفر سابور وعادور وحطحط ومصفا وهم الذين آمنوا حين رأوا مارأوا من سلطان الله تعالي ثم آمنت السحرة كلهم فلما رأي فرعون ذلك أسف و قال لهم متجلداآمَنتُم لَهُ قَبلَ أَن آذَنَ لَكُم إِنّهُ لَكَبِيرُكُمُ ألّذِي عَلّمَكُمُ السّحرَ فَلَأُقَطّعَنّ أَيدِيَكُم وَ أَرجُلَكُم مِن خِلافٍ وَ لَأُصَلّبَنّكُم فِي جُذُوعِ النّخلِ وَ لَتَعلَمُنّ أَيّنا أَشَدّ عَذاباً وَ أَبقيفقالُوا لَن نُؤثِرَكَ عَلي ما جاءَنا مِنَ البَيّناتِ وَ ألّذِي فَطَرَنا فَاقضِ ما أَنتَ قاضٍ إلي قوله تعالي وَ اللّهُ خَيرٌ وَ أَبقيفقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف وصلبهم علي جذوع النخل و هوأول من فعل ذلك فأصبحوا سحرة كفرة وأمسوا شهداء بررة ورجع فرعون مغلوبا معلولا ثم أبي إلاإقامة علي الكفر والتمادي‌ فيه فتابع الله تعالي عليه بالآيات وأخذه وقومه بالسنين إلي أن أهلكهم وخرج موسي عليه السلام راجعا إلي قومه والعصا علي حالها حية تتبعه وتبصبص حوله وتلوذ به كمايلوذ الكلب الألوف بصاحبه و الناس ينظرون إليها ينخزلون ويتضاغطون حتي دخل موسي عسكر بني‌ إسرائيل وأخذ برأسها فإذاهي‌ عصاه كماكانت أول مرة وشتت الله علي فرعون أمره و لم يجد علي موسي سبيلا فاعتزل موسي في مدينته ولحق بقومه


صفحه : 151

وعسكروا مجتمعين إلي أن صاروا ظاهرين ظافرين .بيان المدلهم المظلم وفحيح الأفعي صوتها من فيها والكشيش صوتها من جلدها والمنخوب الجبان ألذي لافؤاد له . ثم قال الثعلبي‌ فلما خاف فرعون علي قومه أن يؤمنوا بموسي عزم علي بناء صرح يقوي‌ به سلطانه فقال يا هامانُ ابنِ لِي صَرحاًالآية فجمع العمال والفعلة حتي اجتمع له خمسون ألف بناء سوي الأتباع والأجراء ممن يطبخ الآجر والجص وينجر الخشب والأبواب ويضرب المسامير فلم يزل يبني‌ ذلك الصرح إلي أن فرغ منه في سبع سنين وارتفع ارتفاعا لم يبلغه بنيان أحد من الخلق منذ خلق الله السماوات و الأرض فبعث الله عز و جل جبرئيل وضرب بجناحه الصرح فقطعه ثلاث قطع وقعت قطعة منها في البحر وأخري في الهند وأخري في المغرب . و قال الضحاك بعثه الله وقت الغروب فقذف به علي عسكر فرعون فقتل منهم ألف ألف رجل وقالوا و لم يبق أحد عمل فيه شيئا إلاأصابه موت أوحريق أوعاهة ثم إن فرعون بعد ذلك عزم علي قتال موسي فأراه الله الآيات فلما لم يؤمن أوحي الله تعالي إلي موسي أن اجمع بني‌ إسرائيل كل أربعة أهل أبيات في بيت ثم اذبحوا أولاد الضأن واضربوا بدمائها علي الأبواب فإني‌ مرسل علي أعدائكم عذابا وإني‌ سامر الملائكة فلايدخل بيتا علي بابه دم وسامرها فتقتل أبكار آل فرعون من أنفسهم وأموالهم فتسلمون أنتم ويهلكون هم ثم أخبزوا خبزا فطيرا فإنه أسرع لكم ثم أسر بعبادي‌ حتي تنتهي‌ بهم إلي البحر فيأتيك أمري‌ ففعلت ذلك بنو إسرائيل فقالت القبط لبني‌ إسرائيل لم تعالجون هذاالدم علي أبوابكم فقالوا إن الله سبحانه مرسل عذابا فنسلم


صفحه : 152

وتهلكون فقالت القبط فما يعرفكم ربكم إلابهذه العلامات فقالوا هكذا أمرنا نبينا فأصبحوا و قدطعن أبكار آل فرعون وماتوا كلهم في ليلة واحدة وكانوا سبعين ألفا واشتغلوا بدفنهم وبما نالهم من الحزن علي المصيبة وسري موسي بقومه متوجهين إلي البحر وهم ستمائة ألف وعشرون ألفا لايعد فيهم ابن سبعين سنة لكبره و لا ابن عشرين سنة لصغره وهم المقاتلة سوي الذرية و كان موسي عليه السلام علي الساقة وهارون علي المقدمة فلما فرغت القبط من دفن أبكارهم وبلغهم خروج بني‌ إسرائيل قال فرعون هذاعمل موسي قتلوا أبكارنا من أنفسنا وأموالنا ثم خرجوا و لم يرضوا أن ساروا بأنفسهم حتي ذهبوا بأموالنا معهم فنادي في قومه كما قال الله سبحانه فَأَرسَلَ فِرعَونُ فِي المَدائِنِ حاشِرِينَ إِنّ هؤُلاءِ لَشِرذِمَةٌ قَلِيلُونَ وَ إِنّهُم لَنا لَغائِظُونَ وَ إِنّا لَجَمِيعٌ حاذِرُونَ ثم تبعهم فرعون بجنوده و علي مقدمته هامان في ألف ألف وسبعمائة ألف كل رجل علي حصان و علي رأسه بيضة وبيده حربة. و قال ابن جريح أرسل فرعون في أثر موسي وقومه ألف ألف وخمسمائة ألف ملك مسور مع كل ملك ألف ثم خرج فرعون خلفهم في الدهم وكانوا مائة ألف رجل كل واحد منهم راكبا حصانا أدهم فكان في عسكر فرعون مائة ألف حصان أدهم و ذلك حين طلعت الشمس وأشرقت كما قال الله سبحانه فَأَتبَعُوهُم مُشرِقِينَ فلما تراءي الجمعان ورأت بنو إسرائيل غبار عسكر فرعون قالوا يا موسي أين ماوعدتنا من النصر والظفر هذاالبحر أمامنا إن دخلناه غرقنا وفرعون خلفنا إن أدركنا قتلنا ولقدأُوذِينا مِن قَبلِ أَن تَأتِيَنا وَ مِن بَعدِ ما جِئتَنا فقال موسي استَعِينُوا بِاللّهِ وَ اصبِرُوا إِنّ الأَرضَ لِلّهِ يُورِثُها مَن يَشاءُ مِن عِبادِهِ وَ العاقِبَةُ لِلمُتّقِينَ و قال عَسي رَبّكُم أَن يُهلِكَ عَدُوّكُم وَ يَستَخلِفَكُم فِي الأَرضِ فَيَنظُرَ كَيفَ تَعمَلُونَ.قالوا فلما انتهي موسي عليه السلام إلي البحر هاجت الريح ترمي‌ بموج كالجبال


صفحه : 153

فقال له يوشع بن نون يامكلم الله أين أمرت و قدغشينا فرعون والبحر أمامنا فقال موسي هاهنا فخاض يوشع الماء وجاز البحر مايواري‌ حافر دابته الماء و قال خربيل يامكلم الله أين أمرت قال هاهنا فكبح فرسه بلجامه حتي طار الزبد من شدقيه ثم أقحمه البحر فرسب في الماء وذهب القوم يصنعون مثل ذلك فلم يقدروا فأوحي الله سبحانه إلي موسي أَنِ اضرِب بِعَصاكَ البَحرَفضرب فلم يطعه فأوحي الله إليه أن كنه فضرب موسي بعصاه ثانيا و قال انفلق أباخالدفَانفَلَقَ فَكانَ كُلّ فِرقٍ كَالطّودِ العَظِيمِ فإذاخربيل واقف علي فرسه لم يبتل سرجه و لالبده وظهر في البحر اثنا عشر طريقا لاثني‌ عشر سبطا لكل سبط طريق وأرسل الله الريح والشمس علي قعر البحر حتي صار يبسا. و عن عبد الله بن سلام أن موسي لماانتهي إلي البحر قال يا من كان قبل كل شيء والمكون لكل شيء والكائن بعد كل شيءاجعل لنا مخرجا. وَ عَن عَبدِ اللّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّهُ قَالَ عِندَ ذَلِكَ أللّهُمّ لَكَ الحَمدُ وَ إِلَيكَ المُشتَكَي وَ أَنتَ المُستَعَانُ وَ لَا حَولَ وَ لَا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ العلَيِ‌ّ العَظِيمِ

قالوا فخاضت بنو إسرائيل البحر كل سبط في طريق و عن جانبيهم الماء كالجبل الضخم لايري بعضهم بعضا فخافوا و قال كل سبط قدقتل إخواننا فأوحي الله سبحانه إلي جبال الماء أن تشبكي‌ فصار الماء شبكات ينظر بعضهم إلي بعض ويسمع بعضهم كلام بعض حتي عبروا البحر سالمين و لماخرجت ساقة عسكر موسي من البحر وصلت مقدمة عسكر فرعون إليه وأراد موسي أن يعود البحر إلي حالة الأولي فأوحي الله سبحانه أن اترُكِ البَحرَ رَهواً

إِنّهُم جُندٌ مُغرَقُونَ فلما وصل فرعون قال لقومه انظروا إلي البحر قدانفلق لهيبتي‌ حتي أدرك أعدائي‌ وعبيدي‌ و لم تكن في خيل فرعون أنثي فجاء جبرئيل علي فرس أنثي و عليه عمامة سوداء وتقدمهم وخاض البحر وظن أصحاب فرعون أنه منهم فلما سمعت الخيول ريحها اقتحمت البحر في أثرها وجاء ميكائيل علي فرس خلف القوم يشحذهم و يقول لهم ألحقوا بأصحابكم فلما أراد فرعون أن يسلك طريق البحر نهاه وزيره هامان و قال إني‌ قدأتيت هذاالموضع مرارا و ما لي عهد بهذه الطرق وإني‌ لاآمن أن يكون هذامكرا من الرجل يكون فيه هلاكنا وهلاك أصحابنا فلم يطعه فرعون وذهب حاملا علي حصانه أن يدخل البحر فامتنع ونفر حتي جاء جبرئيل علي رمكة بيضاء فخاض البحر فتبعها حصان فرعون فلما توافوا في البحر وهم أولهم بالخروج أمر الله البحر فالتطم عليهم فغرقهم أجمعين بمرأي من بني‌ إسرائيل قالوا فلما سمعت بنو إسرائيل صوت التطام البحر قالوا لموسي ما هذه الوجبة فقال لهم إن الله سبحانه قدأهلك فرعون و كل من كان معه فقالوا إن فرعون لايموت لأنه خلق خلق من لايموت أ لم تر أنه كان يلبث كذا وكذا يوما لايحتاج إلي شيءمما يحتاج إليه الإنسان فأمر الله سبحانه البحر فألقاه علي نجوة من الأرض و عليه درعة حتي نظر إليه بنو إسرائيل . ويقال لو لم يخرجه الله تعالي ببدنه لشك فيه بعض الناس فبعث موسي جندين عظيمين من بني‌ إسرائيل كل جند اثنا عشر ألفا إلي مدائن فرعون وهي‌ يومئذ خالية من أهلها لم يبق منهم إلاالنساء والصبيان والزمني والمرضي والهرمي وأمر علي الجندين يوشع بن نون وكالب بن يوفنا فدخلوا بلاد فرعون فغنموا ما كان فيها من أموالهم وكنوزهم وحملوا من ذلك مااستقلت به الحمولة عنها و ما لم يطيقوا حملها باعوه من قوم آخرين فذلك قوله تعالي كَم تَرَكُوا مِن جَنّاتٍ وَ عُيُونٍ وَ زُرُوعٍ وَ مَقامٍ كَرِيمٍ

وَ نَعمَةٍ كانُوا فِيها فاكِهِينَ كَذلِكَ وَ أَورَثناها قَوماً آخَرِينَ

ثم إن يوشع استخلف علي قوم فرعون رجلا منهم وعاد إلي موسي بمن معه سالمين غانمين .تذنيب قال السيد المرتضي قدس سره فإن قيل كيف جاز لموسي أن يأمر السحرة بإلقاء الحبال والعصي‌ و ذلك كفر وسحر وتلبيس وتمويه والأمر بمثله لايحسن قلنا لابد من أن يكون في أمره عليه السلام بذلك شرط فكأنه قال ألقوا ماأنتم ملقون إن كنتم محقين و كان فيما تفعلونه حجة وحذف الشرط لدلالة الكلام عليه واقتضاء الحال له ويمكن أن يكون علي سبيل التحدي‌ بأن يكون دعاهم إلي الإلقاء علي وجه يساويه فيه و لايخيلون فيما ألقوه السعي‌ والتصرف من غير أن يكون له حقيقة لأن ذلك غيرمساو لماظهر علي يده من انقلاب الجماد حية علي الحقيقة دون التخييل و إذا كان ذلك ليس في مقدورهم فإنما تحداهم به ليظهر حجته .أقول يمكن أن يقال الأمر بالسحر إذا كان مشتملا علي بيان بطلانه وظهور المعجزة وعدم مبالاته بما صنعوا مع أن القوم لاينتهون عنه بعدم أمره بل بنهيه أيضا ليس بقبيح فيمكن أن يكون مخصصا لعمومات النهي‌ عن الأمر بالسحر إن كانت و لو كان لمحض دليل العقل فلايحكم في خصوص تلك الصورة بشي‌ء من القبح أويقال إنه لم يكن المراد به الأمر حقيقة بل كان الغرض عدم خوفه ومبالاته بما سحروا به فيمكن إرجاعه إلي أمر التسوية وقيل إنه لم يأمر بالسحر بل بالإلقاء و هوأعم منه . ثم قال السيد فإن قيل فمن أي شيءخاف موسي عليه السلام أ و ليس خوفه يقتضي‌ شكه في صحة ماأتي به قلنا إنما رأي من قوة التلبيس والتخييل ماأشفق عنده من وقوع الشبهة علي من لم ينعم النظر فآمنه الله تعالي من ذلك و بين له أن حجته ستتضح للقوم بقوله تعالي لا تَخَف إِنّكَ أَنتَ الأَعلي.


صفحه : 156

أقول قدمر خبر في علة ذلك الخوف في إلقاء ابراهيم عليه السلام في النار وقيل كان لايلقي‌ العصا إلابوحي‌ و لماأبطأ الوحي‌ خاف تفرق بعض الناس قبل أن يؤمر بالإلقاء وقيل كان خوفه ابتداء علي مقتضي الجبلة البشرية. ثم قال السيد رحمه الله فإن قيل فما معني قوله رَبّنا إِنّكَ آتَيتَ فِرعَونَ وَ مَلَأَهُالآية قلنا أما قوله لِيُضِلّوا عَن سَبِيلِكَففيه وجوه أولها أنه أراد لئلا يضلوا فحذف و هذا له نظائر كثيرة في القرآن وكلام العرب فمن ذلك قوله أَن تَضِلّ إِحداهُما وإنما أراد لئلا تضل و قوله أَن تَقُولُوا يَومَ القِيامَةِ و قوله أَن تَمِيدَ بِكُم و قال الشاعر


نزلتم منزل الأضياف منا.   فعجلنا القري أن تشتمونا.

وثانيها أن اللام هاهنا هي‌ لام العاقبة وليست بلام الغرض كقوله لِيَكُونَ لَهُم عَدُوّا وَ حَزَناً. وثالثها أن يكون مخرج الكلام مخرج النفي‌ والإنكار علي من زعم أن الله تعالي فعل ذلك ليضلهم . ورابعها أن يكون أراد الاستفهام فحذف حرفه المختص به


صفحه : 157

باب 5-أحوال مؤمن آل فرعون وامرأة فرعون

الآيات المؤمن وَ لَقَد أَرسَلنا مُوسي بِآياتِنا وَ سُلطانٍ مُبِينٍ إِلي فِرعَونَ وَ هامانَ وَ قارُونَ فَقالُوا ساحِرٌ كَذّابٌ فَلَمّا جاءَهُم بِالحَقّ مِن عِندِنا قالُوا اقتُلُوا أَبناءَ الّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَ استَحيُوا نِساءَهُم وَ ما كَيدُ الكافِرِينَ إِلّا فِي ضَلالٍ وَ قالَ فِرعَونُ ذرَوُنيِ‌ أَقتُل مُوسي وَ ليَدعُ رَبّهُ إنِيّ‌ أَخافُ أَن يُبَدّلَ دِينَكُم أَو أَن يُظهِرَ فِي الأَرضِ الفَسادَ وَ قالَ مُوسي إنِيّ‌ عُذتُ برِبَيّ‌ وَ رَبّكُم مِن كُلّ مُتَكَبّرٍ لا يُؤمِنُ بِيَومِ الحِسابِ وَ قالَ رَجُلٌ مُؤمِنٌ مِن آلِ فِرعَونَ يَكتُمُ إِيمانَهُ أَ تَقتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ ربَيّ‌َ اللّهُ وَ قَد جاءَكُم بِالبَيّناتِ مِن رَبّكُم وَ إِن يَكُ كاذِباً فَعَلَيهِ كَذِبُهُ وَ إِن يَكُ صادِقاً يُصِبكُم بَعضُ ألّذِي يَعِدُكُم إِنّ اللّهَ لا يهَديِ‌ مَن هُوَ مُسرِفٌ كَذّابٌ يا قَومِ لَكُمُ المُلكُ اليَومَ ظاهِرِينَ فِي الأَرضِ فَمَن يَنصُرُنا مِن بَأسِ اللّهِ إِن جاءَنا قالَ فِرعَونُ ما أُرِيكُم إِلّا ما أَري وَ ما أَهدِيكُم إِلّا سَبِيلَ الرّشادِ وَ قالَ ألّذِي آمَنَ يا قَومِ إنِيّ‌ أَخافُ عَلَيكُم مِثلَ يَومِ الأَحزابِ مِثلَ دَأبِ قَومِ نُوحٍ وَ عادٍ وَ ثَمُودَ وَ الّذِينَ مِن بَعدِهِم وَ مَا اللّهُ يُرِيدُ ظُلماً لِلعِبادِ وَ يا قَومِ إنِيّ‌ أَخافُ عَلَيكُم يَومَ التّنادِ يَومَ تُوَلّونَ مُدبِرِينَ ما لَكُم مِنَ اللّهِ مِن عاصِمٍ وَ مَن يُضلِلِ اللّهُ فَما لَهُ مِن هادٍ وَ لَقَد جاءَكُم يُوسُفُ مِن قَبلُ بِالبَيّناتِ فَما زِلتُم فِي شَكّ مِمّا جاءَكُم بِهِ حَتّي إِذا هَلَكَ قُلتُم لَن يَبعَثَ اللّهُ مِن بَعدِهِ رَسُولًا كَذلِكَ يُضِلّ اللّهُ مَن هُوَ مُسرِفٌ مُرتابٌ و قال تعالي المؤمن وَ قالَ ألّذِي آمَنَ يا قَومِ اتّبِعُونِ أَهدِكُم سَبِيلَ الرّشادِ يا قَومِ إِنّما هذِهِ الحَياةُ الدّنيا مَتاعٌ وَ إِنّ الآخِرَةَ هيِ‌َ دارُ القَرارِ مَن عَمِلَ سَيّئَةً فَلا يُجزي إِلّا مِثلَها وَ مَن عَمِلَ صالِحاً مِن ذَكَرٍ أَو أُنثي وَ هُوَ مُؤمِنٌ فَأُولئِكَ يَدخُلُونَ الجَنّةَ يُرزَقُونَ فِيها بِغَيرِ حِسابٍ وَ يا قَومِ ما لِي أَدعُوكُم إِلَي النّجاةِ وَ تدَعوُننَيِ‌ إِلَي النّارِ تدَعوُننَيِ‌ لِأَكفُرَ بِاللّهِ وَ أُشرِكَ بِهِ ما لَيسَ لِي بِهِ عِلمٌ وَ أَنَا أَدعُوكُم إِلَي العَزِيزِ الغَفّارِ لا جَرَمَ أَنّما تدَعوُننَيِ‌


صفحه : 158

إِلَيهِ لَيسَ لَهُ دَعوَةٌ فِي الدّنيا وَ لا فِي الآخِرَةِ وَ أَنّ مَرَدّنا إِلَي اللّهِ وَ أَنّ المُسرِفِينَ هُم أَصحابُ النّارِ فَسَتَذكُرُونَ ما أَقُولُ لَكُم وَ أُفَوّضُ أمَريِ‌ إِلَي اللّهِ إِنّ اللّهَ بَصِيرٌ بِالعِبادِ فَوَقاهُ اللّهُ سَيّئاتِ ما مَكَرُوا وَ حاقَ بِآلِ فِرعَونَ سُوءُ العَذابِ النّارُ يُعرَضُونَ عَلَيها غُدُوّا وَ عَشِيّا وَ يَومَ تَقُومُ السّاعَةُ أَدخِلُوا آلَ فِرعَونَ أَشَدّ العَذابِالتحريم وَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلًا لِلّذِينَ آمَنُوا امرَأَتَ فِرعَونَ إِذ قالَت رَبّ ابنِ لِي عِندَكَ بَيتاً فِي الجَنّةِ وَ نجَنّيِ‌ مِن فِرعَونَ وَ عَمَلِهِ وَ نجَنّيِ‌ مِنَ القَومِ الظّالِمِينَتفسير قوله تعالي يَكتُمُ إِيمانَهُ قال الطبرسي‌ رحمه الله علي وجه التقية قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ التّقِيّةُ مِن ديِنيِ‌ وَ دِينِ آباَئيِ‌ وَ لَا دِينَ لِمَن لَا تَقِيّةَ لَهُ وَ التّقِيّةُ تُرسُ اللّهِ فِي الأَرضِ لِأَنّ مُؤمِنَ آلِ فِرعَونَ لَو أَظهَرَ الإِسلَامَ لَقُتِلَ

قال ابن عباس لم يكن مؤمن غيره و غيرامرأة فرعون و غيرالمؤمن ألذي أنذر موسي فقال إِنّ المَلَأَ يَأتَمِرُونَ بِكَ لِيَقتُلُوكَ قال السدي‌ ومقاتل كان ابن عم فرعون و كان آمن بموسي و هو ألذي جاءمِن أَقصَي المَدِينَةِيسعي وقيل إنه كان ولي‌ عهده من بعده و كان اسمه حبيبا وقيل اسمه خربيل . و قال البيضاوي‌ الرجل إسرائيلي‌ أوغريب موحد كان ينافقهم أَ تَقتُلُونَ رَجُلًا أتقصدون قتله أَن يَقُولَلأن يقول أووقت أن يقول من غيرروية وتأمل في أمره ربَيّ‌َ اللّهُوحده فَعَلَيهِ كَذِبُهُ لايتخطاه وبال كذبه فيحتاج في دفعه إلي قتله يُصِبكُم بَعضُ ألّذِي يَعِدُكُم أي فلاأقل من أن يصيبكم بعضه إِنّ اللّهَ لا يهَديِ‌ مَن هُوَ مُسرِفٌ كَذّابٌاحتجاج ثالث ذو وجهين أحدهما أنه لو كان مسرفا كذابا لماهداه الله إلي البينات و لماعضده بتلك المعجزات .


صفحه : 159

وثانيهما أن من خذله الله وأهلكه فلاحاجة لكم إلي قتله ولعله أراد به المعني الأول وخيل إليهم الثاني‌ لتلين شكيمتهم وعرض به لفرعون بأنه مسرف كذاب لايهديه الله سبيل الصواب ظاهِرِينَغالبين عالين في الأرض أرض مصرفَمَن يَنصُرُنا مِن بَأسِ اللّهِ أي فلاتفسدوا أمركم و لاتتعرضوا لبأس الله فإنه إن جاءنا لم يمنعنا عنه أحدما أُرِيكُم ماأشير إليكم إِلّا ما أَري وأستصوبه من قتله إنِيّ‌ أَخافُ عَلَيكُم في تكذيبه والتعرض له مِثلَ يَومِ الأَحزابِمثل أيام الأمم الماضية يعني‌ وقائعهم مِثلَ دَأبِ قَومِ نُوحٍمثل جزاء ماكانوا عليه دائبين من الكفر وإيذاء الرسل يَومَ التّنادِ يوم القيامة ينادي‌ فيه بعضهم بعضا للاستغاثة أويتصايحون بالويل والثبور أويتنادي أصحاب الجنة وأصحاب الناريَومَ تُوَلّونَ عن الموقف مُدبِرِينَمنصرفين عنه إلي النار وقيل فارين عنهامِن عاصِمٍيعصمكم من عذابه وَ لَقَد جاءَكُم يُوسُفُ أي يوسف بن يعقوب علي أن فرعونه فرعون موسي أو علي نسبة أحوال الآباء إلي الأولاد أوسبطه يوسف بن ابراهيم بن يوسف مِن قَبلُ من قبل موسي مَن هُوَ مُسرِفٌ في العصيان مُرتابٌشاك فيما تشهد له البينات وَ قالَ ألّذِي آمَنَيعني‌ مؤمن آل فرعون وقيل موسي سَبِيلَ الرّشادِ أي سبيلا يصل سالكه إلي المقصودمَتاعٌ أي تمتع يسير لسرعة زوالهابِغَيرِ حِسابٍ أي بغير تقدير وموازنة بالعمل بل أضعافا مضاعفةما لَيسَ لِي بِهِ أي بربوبيته عِلمٌ والمراد نفي‌ المعلوم لا جَرَمَ لارد لمادعوه إليه وجرم فعل بمعني حق وفاعله أَنّما تدَعوُننَيِ‌ إِلَيهِ لَيسَ لَهُ دَعوَةٌ أي حق عدم دعوة آلهتكم إلي عبادتها أصلا وقيل جرم بمعني كسب وفاعله مستكن فيه أي كسب ذلك الدعاء إليه أن لادعوة له بمعني ماحصل من ذلك إلاظهور بطلان دعوته وقيل من الجرم بمعني القطع والمعني لاقطع لبطلان دعوة ألوهية الأصنام أي لاينقطع في وقت مافينقلب حقاوَ أَنّ مَرَدّنا إِلَي اللّهِبالموت وَ أَنّ المُسرِفِينَ في الضلالة والطغيان وَ أُفَوّضُ أمَريِ‌ إِلَي اللّهِليعصمني‌ من كل سوءإِنّ اللّهَ بَصِيرٌ بِالعِبادِفيحرسهم فَوَقاهُ اللّهُ سَيّئاتِ ما مَكَرُواشدائد مكرهم وقيل الضمير لموسي وَ حاقَ بِآلِ فِرعَونَ أي بفرعون وقومه واستغني بذكرهم عن ذكره للعلم بأنه أولي بذلك وقيل


صفحه : 160

بطلبه المؤمن من قومه فإنه فر إلي جبل فأتبعه طائفة فوجدوه يصلي‌ والوحوش صفوف حوله فرجعوا رعبا فقتلهم سُوءُ العَذابِالغرق أوالقتل أوالنار. و قال الطبرسي‌ رحمه الله فَوَقاهُ اللّهُ أي صرف الله عنه سوء مكرهم فجاء مع موسي عليه السلام حتي عبر البحر معه النّارُ يُعرَضُونَ عَلَيها غُدُوّا وَ عَشِيّا أي يعرض آل فرعون علي النار في قبورهم صباحا ومساء فيعذبون

وَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ ذَلِكَ فِي الدّنيَا قَبلَ يَومِ القِيَامَةِ لِأَنّ نَارَ القِيَامَةِ لَا يَكُونُ غُدُوّاً وَ عَشِيّاً ثُمّ قَالَ إِن كَانُوا إِنّمَا يُعَذّبُونَ فِي النّارِ غُدُوّاً وَ عَشِيّاً فَفِيمَا بَينَ ذَلِكَ هُم مِنَ السّعَدَاءِ وَ لَكِن هَذَا فِي نَارِ البَرزَخِ قَبلَ يَومِ القِيَامَةِ أَ لَم تَسمَع قَولَهُ عَزّ وَ جَلّوَ يَومَ تَقُومُ السّاعَةُ أَدخِلُوا آلَ فِرعَونَ أَشَدّ العَذابِ

و هذاأمر لآل فرعون بالدخول أوأمر للملائكة بإدخالهم في أشد العذاب و هوعذاب جهنم

1-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ]ج ،[الإحتجاج ]بِالإِسنَادِ إِلَي أَبِي مُحَمّدٍ العسَكرَيِ‌ّ عَن آبَائِهِ عَنِ الصّادِقِ عَلَيهِمُ السّلَامُ قَالَ كَانَ حِزبِيلُ مُؤمِنُ آلِ فِرعَونَ يَدعُو قَومَ فِرعَونَ إِلَي تَوحِيدِ اللّهِ وَ نُبُوّةِ مُوسَي وَ تَفضِيلِ مُحَمّدٍ رَسُولِ اللّهِص عَلَي جَمِيعِ رُسُلِ اللّهِ وَ خَلقِهِ وَ تَفضِيلِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيهِ السّلَامُ وَ الخِيَارِ مِنَ الأَئِمّةِ عَلَي سَائِرِ أَوصِيَاءِ النّبِيّينَ وَ إِلَي البَرَاءَةِ مِن رُبُوبِيّةِ فِرعَونَ فَوَشَي بِهِ الوَاشُونَ إِلَي فِرعَونَ وَ قَالُوا إِنّ حِزبِيلَ يَدعُو إِلَي مُخَالَفَتِكَ وَ يُعِينُ أَعدَاءَكَ عَلَي مُضَادّتِكَ فَقَالَ لَهُم فِرعَونُ ابنُ عمَيّ‌ وَ خلَيِفتَيِ‌ عَلَي ملُكيِ‌ وَ ولَيِ‌ّ عهَديِ‌ إِن فَعَلَ مَا قُلتُم فَقَدِ استَحَقّ أَشَدّ العَذَابِ عَلَي كُفرِهِ نعِمتَيِ‌ فَإِن كُنتُم عَلَيهِ كَاذِبِينَ فَقَدِ استَحقَقتُم أَشَدّ العَذَابِ لِإِيثَارِكُمُ الدّخُولَ فِي مَكَانِهِ فَجَاءَ بِحِزبِيلَ وَ جَاءَ بِهِم فَكَاشَفُوهُ وَ قَالُوا أَنتَ تَجحَدُ رُبُوبِيّةَ فِرعَونَ المَلِكِ وَ تَكفُرُ نَعمَاءَهُ فَقَالَ حِزبِيلُ أَيّهَا المَلِكُ هَل جَرّبتَ عَلَيّ كَذِباً قَطّ قَالَ لَا قَالَ فَسَلهُم مَن رَبّهُم فَقَالُوا فِرعَونُ قَالَ وَ مَن خَالِقُكُم قَالُوا فِرعَونُ هَذَا قَالَ وَ مَن رَازِقُكُمُ الكَافِلُ لِمَعَايِشِكُم وَ الدّافِعُ عَنكُم مَكَارِهَكُم قَالُوا فِرعَونُ هَذَا قَالَ حِزبِيلُ أَيّهَا المَلِكُ فَأُشهِدُكَ وَ كُلّ مَن حَضَرَكَ أَنّ رَبّهُم هُوَ ربَيّ‌ وَ خَالِقَهُم هُوَ خاَلقِيِ‌ وَ رَازِقَهُم هُوَ


صفحه : 161

راَزقِيِ‌ وَ مُصلِحَ مَعَايِشِهِم هُوَ مُصلِحُ معَاَيشِيِ‌ لَا رَبّ لِي وَ لَا خَالِقَ وَ لَا رَازِقَ غَيرُ رَبّهِم وَ خَالِقِهِم وَ رَازِقِهِم وَ أُشهِدُكَ وَ مَن حَضَرَكَ أَنّ كُلّ رَبّ وَ خَالِقٍ وَ رَازِقٍ سِوَي رَبّهِم وَ خَالِقِهِم وَ رَازِقِهِم فَأَنَا برَيِ‌ءٌ مِنهُ وَ مِن رُبُوبِيّتِهِ وَ كَافِرٌ بِإِلَهِيّتِهِ يَقُولُ حِزبِيلُ هَذَا وَ هُوَ يعَنيِ‌ أَنّ رَبّهُم هُوَ اللّهُ ربَيّ‌ وَ لَم يَقُل إِنّ ألّذِي قَالُوا إِنّهُ رَبّهُم هُوَ ربَيّ‌ وَ خفَيِ‌َ هَذَا المَعنَي عَلَي فِرعَونَ وَ مَن حَضَرَهُ وَ تَوَهّمُوا أَنّهُ يَقُولُ فِرعَونُ ربَيّ‌ وَ خاَلقِيِ‌ وَ راَزقِيِ‌ فَقَالَ لَهُم فِرعَونُ يَا رِجَالَ السّوءِ وَ يَا طُلّابَ الفَسَادِ فِي ملُكيِ‌ وَ مرُيِديِ‌ الفِتنَةِ بيَنيِ‌ وَ بَينَ ابنِ عمَيّ‌ وَ هُوَ عضَدُيِ‌ أَنتُمُ المُستَحِقّونَ لعِذَاَبيِ‌ لِإِرَادَتِكُم فَسَادَ أمَريِ‌ وَ إِهلَاكَ ابنِ عمَيّ‌ وَ الفَتّ فِي عضَدُيِ‌ ثُمّ أَمَرَ بِالأَوتَادِ فَجَعَلَ فِي سَاقِ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُم وَتِداً وَ فِي صَدرِهِ وَتِداً وَ أَمَرَ أَصحَابَ أَمشَاطِ الحَدِيدِ فَشَقّوا بِهَا لُحُومَهُم مِن أَبدَانِهِم فَذَلِكَ مَا قَالَ اللّهُ تَعَالَيفَوَقاهُ اللّهُيعَنيِ‌ حِزبِيلَسَيّئاتِ ما مَكَرُوا بِهِ لَمّا وَشَوا بِهِ إِلَي فِرعَونَ لِيَهلِكُوهُوَ حاقَ بِآلِ فِرعَونَ سُوءُ العَذابِ وَ هُمُ الّذِينَ وَشَوا بِحِزبِيلَ إِلَيهِ لَمّا أَوتَدَ فِيهِمُ الأَوتَادَ وَ مَشّطَ عَن أَبدَانِهِم لُحُومَهَا بِالأَمشَاطِ الخَبَرَ

بيان وشي به إلي السلطان أي سعي ونمه و قال الجوهري‌ فت الشي‌ء أي كسره يقال فت عضدي‌ وهد ركني‌

2-ل ،[الخصال ] عَبدُ اللّهِ بنُ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الوَهّابِ عَن أَحمَدَ بنِ الفَضلِ عَن مَنصُورِ بنِ عَبدِ اللّهِ الأصَبهَاَنيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ هَارُونَ بنِ حُمَيدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ المُغِيرَةِ الشهّرزَوُريِ‌ّ عَن يَحيَي بنِ الحُسَينِ المدَاَئنِيِ‌ّ عَن أَبِي لَهِيعَةَ عَن أَبِي الزّبَيرِ عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص ثَلَاثَةٌ لَم يَكفُرُوا باِلوحَي‌ِ طَرفَةَ عَينٍ مُؤمِنُ آلِ يَاسِينَ وَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ وَ آسِيَةُ امرَأَةُ فِرعَونَ

3-ل ،[الخصال ] مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن أَبِي القَاسِمِ بنِ مَنِيعٍ عَن شَيبَانَ بنِ فَرّوخٍ عَن دَاوُدَ بنِ أَبِي الفُرَاتِ عَن عِلبَاءِ بنِ أَحمَدَ عَن عِكرِمَةَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَخَطّ رَسُولُ


صفحه : 162

اللّهِص أَربَعَ خُطَطٍ فِي الأَرضِ وَ قَالَ أَ تَدرُونَ مَا هَذَا قُلنَا اللّهُ وَ رَسُولُهُ أَعلَمُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أَفضَلُ نِسَاءِ الجَنّةِ أَربَعٌ خَدِيجَةُ بِنتُ خُوَيلِدٍ وَ فَاطِمَةُ بِنتُ مُحَمّدٍ وَ مَريَمُ بِنتُ عِمرَانَ وَ آسِيَةُ بِنتُ مُزَاحِمٍ امرَأَةُ فِرعَونَ

4-ل ،[الخصال ]سُلَيمَانُ بنُ أَحمَدَ اللخّميِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ عَبدِ العَزِيزِ عَن حَجّاجِ بنِ مِنهَالٍ عَن دَاوُدَ بنِ أَبِي الفُرَاتِ الكنِديِ‌ّ عَن عِلبَاءٍ عَن عِكرِمَةَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ خَطّ رَسُولُ اللّهِص أَربَعَ خُطُوطٍ ثُمّ قَالَ خَيرُ نِسَاءِ الجَنّةِ مَريَمُ بِنتُ عِمرَانَ وَ خَدِيجَةُ بِنتُ خُوَيلِدٍ وَ فَاطِمَةُ بِنتُ مُحَمّدٍ وَ آسِيَةُ بِنتُ مُزَاحِمٍ امرَأَةُ فِرعَونَ

5-فس ،[تفسير القمي‌] وَ قالَ رَجُلٌ مُؤمِنٌ مِن آلِ فِرعَونَ يَكتُمُ إِيمانَهُ قَالَ كَتَمَ إِيمَانَهُ سِتّمِائَةِ سَنَةٍ قَالَ وَ كَانَ مَجذُوماً مُكَنّعاً وَ هُوَ ألّذِي قَد وَقَعَت أَصَابِعُهُ وَ كَانَ يُشِيرُ إِلَي قَومِهِ بِيَدَيهِ المَكنُوعَتَينِ وَ يَقُولُيا قَومِ اتّبِعُونِ أَهدِكُم سَبِيلَ الرّشادِ قَولُهُفَوَقاهُ اللّهُ سَيّئاتِ ما مَكَرُوايعَنيِ‌ مُؤمِنَ آلِ فِرعَونَ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ وَ اللّهِ لَقَد قَطَعُوهُ إِرباً إِرباً وَ لَكِن وَقَاهُ اللّهُ أَن يَفتِنُوهُ فِي دِينِهِ

6-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]حِزبِيلُ هُوَ مُؤمِنُ آلِ فِرعَونَ أَرسَلَ فِرعَونُ رَجُلَينِ فِي طَلَبِهِ فَانطَلَقَا فِي طَلَبِهِ فَوَجَدَاهُ قَائِماً يصُلَيّ‌ بَينَ الجِبَالِ وَ الوُحُوشُ خَلفَهُ فَأَرَادَا أَن يُعَجّلَاهُ عَن صَلَاتِهِ فَأَمَرَ اللّهُ دَابّةً مِن تِلكَ الوُحُوشِ كَأَنّهَا بَعِيرٌ أَن تَحُولَ بَينَهُمَا وَ بَينَ المُؤمِنِ فَطَرَدَتهُمَا عَنهُ حَتّي قَضَي صَلَاتَهُ فَلَمّا رَآهُمَا أَوجَسَ فِي نَفسِهِ خِيفَةً وَ قَالَ يَا رَبّ أجَرِنيِ‌ مِن فِرعَونَ فَإِنّكَ إلِهَيِ‌ عَلَيكَ تَوَكّلتُ وَ بِكَ آمَنتُ وَ إِلَيكَ أَنَبتُ أَسأَلُكَ يَا إلِهَيِ‌ إِن كَانَ هَذَانِ الرّجُلَانِ يُرِيدَانِ بيِ‌ سُوءاً فَسَلّط عَلَيهِمَا فِرعَونَ وَ عَجّل ذَلِكَ وَ إِن هُمَا أرَاَداَنيِ‌ بِخَيرٍ فَاهدِهِمَا فَانطَلَقَا حَتّي دَخَلَا عَلَي فِرعَونَ لِيُخبِرَاهُ باِلذّيِ‌ عَايَنَاهُ فَقَالَ أَحَدُهُمَا مَا ألّذِي نَفَعَكَ أَن يُقتَلَ فَكَتَمَ عَلَيهِ فَقَالَ الآخَرُ


صفحه : 163

وَ عِزّةِ فِرعَونَ لَا أَكتُمُ عَلَيهِ وَ أَخبَرَ فِرعَونَ عَلَي رُءُوسِ النّاسِ بِمَا رَأَي وَ كَتَمَ الآخَرُ فَلَمّا دَخَلَ حِزبِيلُ قَالَ فِرعَونُ لِلرّجُلَينِ مَن رَبّكُمَا قَالَا أَنتَ فَقَالَ لِحِزبِيلَ وَ مَن رَبّكَ قَالَ ربَيّ‌ رَبّهُمَا فَظَنّ فِرعَونُ أَنّهُ يَعنِيهِفَوَقاهُ اللّهُ سَيّئاتِ ما مَكَرُوا وَ حاقَ بِآلِ فِرعَونَ سُوءُ العَذابِ وَ سَرّ فِرعَونُ وَ أَمَرَ بِالأَوّلِ فَصُلِبَ فَنَجَا اللّهُ المُؤمِنَ وَ آمَنَ الآخَرُ بِمُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ حَتّي قُتِلَ مَعَ السّحَرَةِ

سن ،[المحاسن ] أَبِي عَن عَلِيّ بنِ النّعمَانِ عَن أَيّوبَ بنِ الحُرّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ فِي قَولِ اللّهِفَوَقاهُ اللّهُ سَيّئاتِ ما مَكَرُوا قَالَ أَمَا لَقَد سَطَوا عَلَيهِ وَ قَتَلُوهُ وَ لَكِن أَ تَدرُونَ مَا وَقَاهُ وَقَاهُ أَن يَفتِنُوهُ فِي دِينِهِ

بيان سطا عليه أي قهر وبطش به قال الثعلبي‌ قالت الرواة كان حزبيل من أصحاب فرعون نجارا و هو ألذي نجر التابوت لأم موسي حين قذفته في البحر وقيل إنه كان خازنا لفرعون مائة سنة و كان مؤمنا مخلصا يكتم إيمانه إلي أن ظهر موسي عليه السلام علي السحرة فأظهر حزبيل إيمانه فأخذ يومئذ وقتل مع السحرة صلبا و أماامرأة حزبيل فإنها كانت ماشطة بنات فرعون وكانت مؤمنة. وَ روُيِ‌َ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ لَمّا أسُريِ‌َ بيِ‌ مَرّت بيِ‌ رَائِحَةٌ طَيّبَةٌ فَقُلتُ لِجَبرَئِيلَ مَا هَذِهِ الرّائِحَةُ قَالَ هَذِهِ مَاشِطَةُ آلِ فِرعَونَ وَ أَولَادُهَا كَانَت تَمشُطُهَا فَوَقَعَتِ المُشطَةُ مِن يَدِهَا فَقَالَت بِسمِ اللّهِ فَقَالَت بِنتُ فِرعَونَ أَبِي فَقَالَت لَا بَل ربَيّ‌ وَ رَبّكِ وَ رَبّ أَبِيكِ فَقَالَت لَأُخبِرَنّ بِذَلِكِ أَبِي فَقَالَت نَعَم فَأَخبَرَتهُ فَدَعَا بِهَا وَ بِوُلدِهَا وَ قَالَ مَن رَبّكِ فَقَالَت إِنّ ربَيّ‌ وَ رَبّكَ اللّهُ فَأَمَرَ بِتَنّورٍ مِن نُحَاسٍ فأَحُميِ‌َ فَدَعَا بِهَا وَ بِوُلدِهَا فَقَالَت إِنّ لِي إِلَيكَ حَاجَةً قَالَ وَ مَا هيِ‌َ قَالَت تَجمَعُ عظِاَميِ‌ وَ عِظَامَ ولُديِ‌ فَتَدفَنُهَا قَالَ ذَاكِ لَكِ لِمَا لَكِ عَلَينَا مِن حَقّ فَأَمَرَ بِأَولَادِهَا فَأُلقُوا وَاحِداً وَاحِداً فِي التّنّورِ حَتّي كَانَ آخِرُ وُلدِهَا وَ كَانَ صَبِيّاً مُرضَعاً فَقَالَ اصبرِيِ‌ يَا أُمّاه إِنّكِ عَلَي الحَقّ فَأُلقِيَت فِي التّنّورِ مَعَ وُلدِهَا


صفحه : 164

و أماامرأة فرعون آسية فكانت من بني‌ إسرائيل وكانت مؤمنة مخلصة وكانت تعبد الله سرا وكانت علي ذلك أن قتل فرعون امرأة حزبيل فعاينت حينئذ الملائكة يعرجون بروحها لماأراد الله تعالي بها من الخير فزادت يقينا وإخلاصا وتصديقا فبينا هي‌ كذلك إذ دخل عليها فرعون يخبرها بما صنع بهافقالت الويل لك يافرعون ماأجرأك علي الله جل وعلا فقال لها لعلك قداعتراك الجنون ألذي اعتري صاحبتك فقالت مااعتراني‌ جنون لكن آمنت بالله تعالي ربي‌ وربك ورب العالمين فدعا فرعون أمها فقال لها إن ابنتك أخذها الجنون فأقسم لتذوقن الموت أولتكفرن بإله موسي فخلت بهاأمها فسألتها موافقة فيما أراد فأبت وقالت أما أن أكفر بالله فلا و الله لاأفعل ذلك أبدا فأمر بهافرعون حتي مدت بين أربعة أوتاد ثم لازالت تعذب حتي ماتت كما قال الله سبحانه وَ فِرعَونَ ذيِ‌ الأَوتادِ. و عن ابن عباس قال أخذ فرعون امرأته آسية حين تبين له إسلامها يعذبها لتدخل في دينه فمر بها موسي و هويعذبها فشكت إليه بإصبعها فدعا الله موسي أن يخفف عنها فلم تجد للعذاب مسا وإنها ماتت من عذاب فرعون لها فقالت وهي‌ في العذاب رَبّ ابنِ لِي عِندَكَ بَيتاً فِي الجَنّةِ وأوحي الله إليها أن ارفعي‌ رأسك ففعلت فأريت البيت في الجنة بني‌ لها من در فضحكت فقال فرعون انظروا إلي الجنون ألذي بهاتضحك وهي‌ في العذاب انتهي . و قال الطبرسي‌ رحمه الله في قوله تعالي وَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلًا لِلّذِينَ آمَنُوا امرَأَتَ فِرعَونَهي‌ آسية بنت مزاحم قيل إنها لماعاينت المعجز من عصا موسي وغلبت السحرة أسلمت فلما ظهر لفرعون إيمانها نهاها فأبت فأوتد يديها ورجليها بأربعة أوتاد وألقاها في الشمس


صفحه : 165

ثم أمر أن يلقي عليها صخرة عظيمة فلما قربت أجلهاقالَت رَبّ ابنِ لِي عِندَكَ بَيتاً فِي الجَنّةِفرفعها الله تعالي إلي الجنة فهي‌ فيهاتأكل وتشرب عن الحسن و ابن كيسان وقيل إنها أبصرت بيتها في الجنة من درة وانتزع الله روحها فألقيت الصخرة علي جسدها و ليس فيه روح فلم تجد ألما من عذاب فرعون وقيل إنها كانت تعذب بالشمس و إذاانصرفوا عنها أظلتها الملائكة وجعلت تري بيتها في الجنة عن سلمان .

باب 6-خروجه عليه السلام من الماء مع بني‌ إسرائيل وأحوال التيه

الآيات البقرةوَ ظَلّلنا عَلَيكُمُ الغَمامَ وَ أَنزَلنا عَلَيكُمُ المَنّ وَ السّلوي كُلُوا مِن طَيّباتِ ما رَزَقناكُم وَ ما ظَلَمُونا وَ لكِن كانُوا أَنفُسَهُم يَظلِمُونَ وَ إِذ قُلنَا ادخُلُوا هذِهِ القَريَةَ فَكُلُوا مِنها حَيثُ شِئتُم رَغَداً وَ ادخُلُوا البابَ سُجّداً وَ قُولُوا حِطّةٌ نَغفِر لَكُم خَطاياكُم وَ سَنَزِيدُ المُحسِنِينَ فَبَدّلَ الّذِينَ ظَلَمُوا قَولًا غَيرَ ألّذِي قِيلَ لَهُم فَأَنزَلنا عَلَي الّذِينَ ظَلَمُوا رِجزاً مِنَ السّماءِ بِما كانُوا يَفسُقُونَ وَ إِذِ استَسقي مُوسي لِقَومِهِ فَقُلنَا اضرِب بِعَصاكَ الحَجَرَ فَانفَجَرَت مِنهُ اثنَتا عَشرَةَ عَيناً قَد عَلِمَ كُلّ أُناسٍ مَشرَبَهُم كُلُوا وَ اشرَبُوا مِن رِزقِ اللّهِ وَ لا تَعثَوا فِي الأَرضِ مُفسِدِينَ وَ إِذ قُلتُم يا مُوسي لَن نَصبِرَ عَلي طَعامٍ واحِدٍ فَادعُ لَنا رَبّكَ يُخرِج لَنا مِمّا تُنبِتُ الأَرضُ مِن بَقلِها وَ قِثّائِها وَ فُومِها وَ عَدَسِها وَ بَصَلِها قالَ أَ تَستَبدِلُونَ ألّذِي هُوَ أَدني باِلذّيِ‌ هُوَ خَيرٌ اهبِطُوا مِصراً فَإِنّ لَكُم ما سَأَلتُم وَ ضُرِبَت عَلَيهِمُ الذّلّةُ وَ المَسكَنَةُ وَ باؤُ بِغَضَبٍ مِنَ اللّهِ ذلِكَ بِأَنّهُم كانُوا يَكفُرُونَ بِآياتِ اللّهِ وَ يَقتُلُونَ النّبِيّينَ بِغَيرِ الحَقّ ذلِكَ بِما عَصَوا وَ كانُوا يَعتَدُونَالمائدةوَ إِذ قالَ مُوسي لِقَومِهِ يا قَومِ اذكُرُوا نِعمَتَ اللّهِ عَلَيكُم إِذ جَعَلَ فِيكُم أَنبِياءَ وَ جَعَلَكُم مُلُوكاً وَ آتاكُم ما لَم يُؤتِ أَحَداً مِنَ العالَمِينَ يا قَومِ ادخُلُوا الأَرضَ المُقَدّسَةَ التّيِ‌ كَتَبَ اللّهُ لَكُم وَ لا تَرتَدّوا عَلي أَدبارِكُم فَتَنقَلِبُوا خاسِرِينَ قالُوا يا مُوسي إِنّ فِيها قَوماً


صفحه : 166

جَبّارِينَ وَ إِنّا لَن نَدخُلَها حَتّي يَخرُجُوا مِنها فَإِن يَخرُجُوا مِنها فَإِنّا داخِلُونَ قالَ رَجُلانِ مِنَ الّذِينَ يَخافُونَ أَنعَمَ اللّهُ عَلَيهِمَا ادخُلُوا عَلَيهِمُ البابَ فَإِذا دَخَلتُمُوهُ فَإِنّكُم غالِبُونَ وَ عَلَي اللّهِ فَتَوَكّلُوا إِن كُنتُم مُؤمِنِينَ قالُوا يا مُوسي إِنّا لَن نَدخُلَها أَبَداً ما دامُوا فِيها فَاذهَب أَنتَ وَ رَبّكَ فَقاتِلا إِنّا هاهُنا قاعِدُونَ قالَ رَبّ إنِيّ‌ لا أَملِكُ إِلّا نفَسيِ‌ وَ أخَيِ‌ فَافرُق بَينَنا وَ بَينَ القَومِ الفاسِقِينَ قالَ فَإِنّها مُحَرّمَةٌ عَلَيهِم أَربَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرضِ فَلا تَأسَ عَلَي القَومِ الفاسِقِينَالأعراف وَ جاوَزنا ببِنَيِ‌ إِسرائِيلَ البَحرَ فَأَتَوا عَلي قَومٍ يَعكُفُونَ عَلي أَصنامٍ لَهُم قالُوا يا مُوسَي اجعَل لَنا إِلهاً كَما لَهُم آلِهَةٌ قالَ إِنّكُم قَومٌ تَجهَلُونَ إِنّ هؤُلاءِ مُتَبّرٌ ما هُم فِيهِ وَ باطِلٌ ما كانُوا يَعمَلُونَ قالَ أَ غَيرَ اللّهِ أَبغِيكُم إِلهاً وَ هُوَ فَضّلَكُم عَلَي العالَمِينَ وَ إِذ أَنجَيناكُم مِن آلِ فِرعَونَ يَسُومُونَكُم سُوءَ العَذابِ يُقَتّلُونَ أَبناءَكُم وَ يَستَحيُونَ نِساءَكُم وَ فِي ذلِكُم بَلاءٌ مِن رَبّكُم عَظِيمٌ و قال تعالي الأعراف وَ مِن قَومِ مُوسي أُمّةٌ يَهدُونَ بِالحَقّ وَ بِهِ يَعدِلُونَ وَ قَطّعناهُمُ اثنتَيَ‌ عَشرَةَ أَسباطاً أُمَماً وَ أَوحَينا إِلي مُوسي إِذِ استَسقاهُ قَومُهُ أَنِ اضرِب بِعَصاكَ الحَجَرَ فَانبَجَسَت مِنهُ اثنَتا عَشرَةَ عَيناً قَد عَلِمَ كُلّ أُناسٍ مَشرَبَهُم وَ ظَلّلنا عَلَيهِمُ الغَمامَ وَ أَنزَلنا عَلَيهِمُ المَنّ وَ السّلوي كُلُوا مِن طَيّباتِ ما رَزَقناكُم وَ ما ظَلَمُونا وَ لكِن كانُوا أَنفُسَهُم يَظلِمُونَ وَ إِذ قِيلَ لَهُمُ اسكُنُوا هذِهِ القَريَةَ وَ كُلُوا مِنها حَيثُ شِئتُم وَ قُولُوا حِطّةٌ وَ ادخُلُوا البابَ سُجّداً نَغفِر لَكُم خَطِيئاتِكُم سَنَزِيدُ المُحسِنِينَ فَبَدّلَ الّذِينَ ظَلَمُوا مِنهُم قَولًا غَيرَ ألّذِي قِيلَ لَهُم فَأَرسَلنا عَلَيهِم رِجزاً مِنَ السّماءِ بِما كانُوا يَظلِمُونَتفسير قوله تعالي وَ ظَلّلنا عَلَيكُمُ الغَمامَ قال الطبرسي‌ رحمه الله أي جعلنا لكم الغمام ظلة وسترة تقيكم حر الشمس في التيه وَ أَنزَلنا عَلَيكُمُ المَنّ هو ألذي يعرفه الناس يسقط علي الشجر وقيل إنه شيءكالصمغ كان يقع علي الأشجار طعمه كالزبد والعسل وقيل إنه الخبز المرقق وقيل إنه جميع النعم التي‌ أتتهم مما من الله به عليهم بلا تعب


صفحه : 167

وَ السّلويقيل هوالسماني‌ وقيل طائر أبيض يشبه السماني‌كُلُوا مِن طَيّباتِ ما رَزَقناكُم أي قلنا لهم كلوا من الشهي‌ اللذيذ وقيل المباح الحلال وقيل المباح ألذي يستلذ أكله وَ ما ظَلَمُونا أي فكفروا هذه النعمة و مانقصونا بكفرانهم أنعمناوَ لكِن كانُوا أَنفُسَهُم يَظلِمُونَينقصون وقيل أي ماضرونا ولكن كانوا أنفسهم يضرون و كان سبب إنزال المن والسلوي عليهم أنه لماابتلاهم الله بالتيه إذ قالوا لموسي فَاذهَب أَنتَ وَ رَبّكَ فَقاتِلا إِنّا هاهُنا قاعِدُونَحين أمرهم بالمسير إلي بيت المقدس وحرب العمالقة بقوله ادخُلُوا الأَرضَ المُقَدّسَةَفوقعوا في التيه فصاروا كلما ساروا تاهوا في قدر خمسة فراسخ أوستة وكلما أصبحوا ساروا غادين فأمسوا فإذاهم في مكانهم ألذي ارتحلوا منه كذلك حتي تمت المدة وبقوا فيهاأربعين سنة و في التيه توفي‌ موسي وهارون ثم خرج يوشع بن نون وقيل كان الله يرد الجانب ألذي انتهوا إليه من الأرض إلي الجانب ألذي ساروا منه فكانوا يضلون علي الطريق لأنهم كانوا خلقا عظيما فلايجوز أن يضلوا كلهم عن الطريق في هذه المدة المديدة و في هذاالمقدار من الأرض و لماحصلوا في التيه ندموا علي مافعلوه فألطف الله بهم بالغمام لماشكوا حر الشمس وأنزل عليهم المن من وقت طلوع الفجر إلي طلوع الشمس وكانوا يأخذون منها مايكفيهم ليومهم . وَ قَالَ الصّادِقُ عَلَيهِ السّلَامُ كَانَ يَنزِلُ المَنّ عَلَي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ مِن بَعدِ الفَجرِ إِلَي طُلُوعِ الشّمسِ فَمَن نَامَ فِي ذَلِكَ الوَقتِ لَم يَنزِل نَصِيبُهُ فَلِذَلِكَ يُكرَهُ النّومُ فِي هَذَا الوَقتِ إِلَي طُلُوعِ الشّمسِ

. و قال ابن جريح و كان الرجل منهم إن أخذ من المن والسلوي زيادة علي طعام يوم واحد فسد إلا يوم الجمعة فإنهم إذاأخذوا طعام يومين لم يفسد وكانوا يأخذون منها مايكفيهم ليوم الجمعة والسبت لأنه كان لايأتيهم يوم السبت وكانوا يخبزونه مثل القرصة ويوجد له طعم كالشهد المعجون بالسمن و كان الله تعالي يبعث لهم السحاب بالنهار فيدفع عنهم حر الشمس و كان ينزل عليهم في الليل من السماء عمود من نور يضي‌ء لهم مكان السراج و إذاولد فيهم مولود يكون عليه ثوب يطول بطوله كالجلدحَيثُ شِئتُم أي


صفحه : 168

أني شئتم رَغَداً أي موسعا عليكم مستمتعين بما شئتم من طعام القرية وقيل إن هذه إباحة منه لغنائمها وتملك أموالهاوَ قُولُوا حِطّةٌ.

روُيِ‌َ عَنِ البَاقِرِ عَلَيهِ السّلَامُ أَنّهُ قَالَ نَحنُ بَابُ حِطّتِكُم

.وَ سَنَزِيدُ المُحسِنِينَ علي مايستحقونه من الثواب تفضلاوَ إِذِ استَسقي مُوسي أي في التيه لماشكوا إليه الظماء فأوحي الله تعالي إليه أَنِ اضرِب بِعَصاكَ و هوعصاه المعروف الحَجَرَ أي أي حجر كان أوحجر مخصوص وسيأتي‌ ذكر الأقوال فيه قَد عَلِمَ كُلّ أُناسٍ مَشرَبَهُم أي كل سبط موضع شربهم كُلُوا وَ اشرَبُوا أي قلنا لهم كلوا واشربواوَ لا تَعثَوا أي لاتسعوا في الأرض فسادا. و قال البيضاوي‌ و من أنكر أمثال هذه المعجزات فلغاية جهله بالله وقلة تدبره في عجائب صنعه فإنه لماأمكن أن يكون من الأحجار مايحلق الشعر وينفر الخل ويجذب الحديد لم يمتنع أن يخلق الله حجرا يسخره لجذب الماء من تحت الأرض أولجذب الهواء من الجوانب وتصييره ماء بقوة التبريدعَلي طَعامٍ واحِدٍيريد به مارزقوا في التيه من المن والسلوي وبوحدته أنها لاتختلف و لاتتبدل ألّذِي هُوَ أَدني أي أدون قدرا.إِذ جَعَلَ فِيكُم أَنبِياءَإذ لم يبعث في أمة مابعث في بني‌ إسرائيل من الأنبياءوَ جَعَلَكُم مُلُوكاً أي وجعل منكم أوفيكم و قدتكاثر فيهم الملوك تكاثر الأنبياء بعدفرعون وقيل لماكانوا مملوكين في أيدي‌ القبط فأنقذهم وجعلهم مالكين لأنفسهم وأمورهم سماهم ملوكاوَ آتاكُم ما لَم يُؤتِ أَحَداً مِنَ العالَمِينَ من فلق البحر وتظليل الغمام والمن والسلوي ونحوها وقيل أي عالمي‌ زمانهم .يا قَومِ ادخُلُوا الأَرضَ المُقَدّسَةَأرض بيت المقدس لكونها قرار الأنبياء ومسكن


صفحه : 169

المؤمنين وقيل الطور و ماحوله وقيل دمشق وفلسطين وبعض الأردن وقيل الشام .التّيِ‌ كَتَبَ اللّهُ لَكُم قال الطبرسي‌ أي كتب لكم في اللوح أنها لكم وقيل أي وهب الله لكم وقيل أمركم الله بدخولها فإن قيل كيف كتب الله لهم مع قوله فَإِنّها مُحَرّمَةٌ عَلَيهِمفجوابه أنها كانت هبة من الله لهم ثم حرمها عليهم وقيل الذين كتب لهم هم الذين كانوا مع يوشع بعدموت موسي بشهرين وَ لا تَرتَدّوا عَلي أَدبارِكُم أي لاترجعوا عن الأرض التي‌ أمرتم بدخولها أو عن طاعة الله . قال المفسرون لماعبر موسي وبنو إسرائيل البحر وهلك فرعون أمرهم الله بدخول الأرض المقدسة فلما نزلوا عندنهر الأردن خافوا من الدخول فبعث موسي عليه السلام من كل سبط رجلا وهم الذين ذكرهم الله سبحانه في قوله وَ بَعَثنا مِنهُمُ اثنيَ‌ عَشَرَ نَقِيباًفعاينوا من عظم شأنهم وقوتهم شيئا عجيبا فرجعوا إلي بني‌ إسرائيل فأخبروا موسي عليه السلام بذلك فأمرهم أن يكتموا ذلك فوفي اثنان منهم يوشع بن نون من سبط بنيامين وقيل إنه كان من سبط يوسف وكالب بن يوفنا من سبط يهودا وعصي العشرة وأخبروا بذلك وقيل كتم خمسة منهم وأظهر الباقون وفشا الخبر في الناس فقالوا إن دخلنا عليهم تكون نساؤنا وأهالينا غنيمة لهم وهموا بالانصراف إلي مصر وهموا بيوشع وكالب وأرادوا أن يرجموهما بالحجارة فاغتاظ لذلك موسي عليه السلام و قال رَبّ إنِيّ‌ لا أَملِكُ إِلّا نفَسيِ‌ وَ أخَيِ‌فأوحي الله إليه أنهم يتيهون في الأرض أربعين سنة وإنما يخرج منهم من لم يعص الله في ذلك فبقوا في التيه أربعين سنة في ستة عشر فرسخا وقيل تسعة فراسخ وقيل ستة فراسخ وهم ستمائة ألف مقاتل لاتنخرق ثيابهم وتنبت معهم وينزل عليهم المن والسلوي ومات النقباء غيريوشع بن نون وكالب ومات أكثرهم ونشأ ذراريهم فخرجوا إلي حرب أريحا وفتحوها واختلفوا فيمن فتحها فقيل فتحها موسي


صفحه : 170

ويوشع علي مقدمته وقيل فتحها يوشع و كان قدتوفي‌ موسي وبعثه الله نبيا وروي‌ أنهم كانوا في المحاربة إذ غابت الشمس فدعا يوشع فرد الله عليهم الشمس حتي فتحوا أريحا وقيل كان وفاة موسي وهارون في التيه وتوفي‌ هارون قبل موسي بسنة و كان عمر موسي مائة وعشرين سنة في ملك أفريدون ومنوچهر و كان عمر يوشع مائة وستا وعشرين سنة وبقي‌ بعدوفاته مدبرا لأمر بني‌ إسرائيل سبعا وعشرين سنةقالُوايعني‌ بني‌ إسرائيل إِنّ فِيها أي في الأرض المقدسةقَوماً جَبّارِينَشديدي‌ البأس والبطش والخلق قال ابن عباس بلغ من جبرية هؤلاء القوم أنه لمابعث موسي النقباء رآهم رجل من الجبارين يقال له عوج فأخذهم في كمه مع فاكهة كان حملها من بستانه وأتي بهم الملك فنثرهم بين يديه و قال للملك تعجبا منهم هؤلاء يريدون قتالنا فقال الملك ارجعوا إلي صاحبكم فأخبروه خبرنا قال مجاهد وكانت فاكهتهم لايقدر علي حمل عنقود منها خمسة رجال بالخشب ويدخل في قشر نصف رمانة خمسة رجال و إن موسي كان طوله عشرة أذرع و له عصا طولها عشرة أذرع ونزا من الأرض مثل ذلك بلغ كعب عوج بن عنق فقتله وقيل كان طول سريره ثمانمائة ذراع .وَ إِنّا لَن نَدخُلَهايعني‌ لقتالهم فَإِن يَخرُجُوايعني‌ الجبارين قالَ رَجُلانِهما يوشع وكالب وقيل رجلان كانا من مدينة الجبارين وكانا علي دين موسي فلما بلغهما خبر موسي جاءاه فاتبعاه مِنَ الّذِينَ يَخافُونَ الله تعالي أَنعَمَ اللّهُ عَلَيهِمَابالإسلام وقيل يخافون الجبارين أي لم يمنعهم الخوف من الجبارين أن قالوا الحق أنعم الله عليهما بالتوفيق للطاعةادخُلُوا يابني‌ إسرائيل عَلَيهِمُ علي الجبارين البابَ باب مدينتهم وإنما علما أنهم يظفرون بهم لماأخبر به موسي عليه السلام من وعد الله تعالي بالنصر وقيل لمارأوه من إلقاء الرعب في قلوب الجبارين إِنّا لَن نَدخُلَها أي هذه المدينةإِنّا هاهُنا قاعِدُونَ إلي أن تظفر بهم وترجع إلينا فحينئذ ندخل إِلّا نفَسيِ‌ أي لاأملك إلا


صفحه : 171

تصريف نفسي‌ في طاعتك وَ أخَيِ‌ أي وأخي‌ كذلك لايملك إلانفسه أو لاأملك أيضا إلاأخي‌ لأنه يجيبني‌ إذادعوت فَافرُق أي فافصل بَينَنا وبينهم بحكمك فَإِنّها أي الأرض المقدسةمُحَرّمَةٌ عَلَيهِمتحريم منع وقيل تحريم تعبديَتِيهُونَ أي يتحيرون في المسافة التي‌ بينهم وبينها لايهتدون إلي الخروج منها و قال أكثر المفسرين إن موسي وهارون كانا معهم في التيه وقيل لم يكونا فيه لأن التيه عذاب وعذبوا عن كل يوم عبدوا فيه العجل سنة والأنبياء لايعذبون قال الزجاج إن كانا في التيه فجائز أن يكون الله سهل عليهما ذلك كماسهل علي ابراهيم النار فجعلها عليه بردا وسلاما. ومتي قيل كيف يجوز علي عقلاء كثيرين أن يسيروا في فراسخ يسيرة فلايهتدوا للخروج منها فالجواب عنه من وجهين أحدهما أن يكون ذلك بأن تحول الأرض التي‌ هم عليها إذاناموا وردوا إلي المكان ألذي ابتدءوا منه . والآخر أن يكون بالأسباب المانعة عن الخروج عنها إما بأن تمحي العلامات التي‌ يستدل بها أوبأن يلقي شبه بعضها علي بعض و يكون ذلك معجزا خارقا للعادة. و قال قتادة لم يدخل بلد الجبارين أحد من القوم إلايوشع وكالب بعدموت موسي بشهرين وإنما دخلها أولادهم معهمافَلا تَأسَ عَلَي القَومِ الفاسِقِينَ أي لاتحزن علي هلاكهم لفسقهم .يَعكُفُونَ عَلي أَصنامٍ لَهُم أي يقبلون عليها ملازمين لها مقيمين عندها يعبدونها قال قتادة كان أولئك القوم من لخم وكانوا نزولا بالرقة و قال ابن جريح كانت تماثيل بقر و ذلك أول شأن العجل إِنّكُم قَومٌ تَجهَلُونَ


صفحه : 172

ربكم وعظمته أونعمة ربكم فيما صنع بكم مُتَبّرٌ أي مدمر مهلك ما هُم فِيهِ من عبادة الأصنام أَبغِيكُم أي ألتمس لكم عَلَي العالَمِينَ أي علي عالمي‌ زمانكم وقيل أي خصكم بفضائل لم يعطها أحدا غيركم و هو أن أرسل إليكم رجلين منكم لتكونوا أقرب إلي القبول وخلصكم من أذي فرعون وقومه علي أعجب وجه وَ أَورَثَكُم أَرضَهُم وَ دِيارَهُم وَ أَموالَهُم.وَ مِن قَومِ مُوسي أُمّةٌ يَهدُونَ بِالحَقّ أي جماعة يدعون إلي الحق وَ بِهِ يَعدِلُونَ أي وبالحق يحكمون ويعدلون في حكمهم واختلف فيهم علي أقوال أحدها أنهم قوم من وراء الصين لم يغيروا و لم يبدلوا و هوالمروي‌ عن أبي جعفر عليه السلام .قالوا و ليس لأحد منهم مال دون صاحبه يمطرون بالليل ويضحون بالنهار ويزرعون لايصل إليهم منا أحد و لامنهم إلينا وهم علي الحق . قال ابن جريح بلغني‌ أن بني‌ إسرائيل لماقتلوا أنبياءهم وكفروا وكانوا اثني‌ عشر سبطا تبرأ سبط منهم مما صنعوا واعتذروا وسألوا الله أن يفرق بينهم وبينهم ففتح الله لهم نفقا في الأرض فساروا فيه سنة ونصف سنة حتي خرجوا من وراء الصين فهم هناك حنفاء مسلمون يستقبلون قبلتنا. وقيل إن جبرئيل انطلق بالنبي‌ص ليلة المعراج إليهم فقرأ عليهم من القرآن عشر سور نزلت بمكة فآمنوا به وصدقوه وأمرهم أن يقيموا مكانهم ويتركوا السبت وأمرهم بالصلاة والزكاة و لم تكن نزلت فريضة غيرهما ففعلوا. وروي أصحابنا أنهم يخرجون مع قائم آل محمدعليهم السلام وروي‌ أن ذا القرنين رآهم فقال لوأمرت بالمقام لسرني‌ أن أقيم بين أظهركم .


صفحه : 173

وثانيها أنهم قوم من بني‌ إسرائيل تمسكوا بالحق وبشريعة موسي عليه السلام في وقت ضلالة القوم وقتلهم أنبياءهم و كان ذلك قبل نسخ شريعتهم بشريعة عيسي عليه السلام فالتقدير كانوا يهدون . وثالثها أنهم الذين آمنوا بالنبي‌ص مثل عبد الله بن سلام و ابن صوريا وغيرهما و في حديث أبي حمزة الثمالي‌ والحكم بن ظهير أن موسي لماأخذ الألواح قال رب إني‌ أجد في الألواح أمة هي‌ خير أمة أخرجت للناس يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر فاجعلهم أمتي‌ قال تلك أمة أحمد قال رب إني‌ أجد في الألواح أمة هم الآخرون في الخلق السابقون في دخول الجنة فاجعلهم أمتي‌ قال تلك أمة أحمد قال رب إني‌ أجد في الألواح أمة كتبهم في صدورهم يقرءونها فاجعلهم أمتي‌ قال تلك أمة أحمد قال رب إني‌ أجد في الألواح أمة إذاهم أحدهم بحسنة ثم لم يعملها كتبت له حسنة و إن عملها كتب له عشر أمثالها و إن هم بسيئة و لم يعملها لم يكتب عليه و إن عملها كتبت عليه سيئة واحدة فاجعلهم أمتي‌ قال تلك أمة أحمد قال رب إني‌ أجد في الألواح أمة يؤمنون بالكتاب الأول والكتاب الآخر ويقاتلون الأعور الكذاب فاجعلهم أمتي‌ قال تلك أمة أحمد قال رب إني‌ أجد في الألواح أمة هم الشافعون وهم المشفوع لهم فاجعلهم أمتي‌ قال تلك أمة أحمد قال موسي رب اجعلني‌ من أمة أحمد قال أبوحمزة فأعطي‌ موسي آيتين لم يعطوها يعني‌ أمة أحمد قال الله يا موسي إنِيّ‌ اصطَفَيتُكَ عَلَي النّاسِ برِسِالاتيِ‌ وَ بكِلَاميِ‌ و قال وَ مِن قَومِ مُوسي أُمّةٌ يَهدُونَ بِالحَقّ وَ بِهِ يَعدِلُونَ قال فرضي‌ موسي كل الرضا. وَ فِي حَدِيثِ غَيرِ أَبِي حَمزَةَ قَالَ النّبِيّص لَمّا قَرَأَوَ مِمّن خَلَقنا أُمّةٌ يَهدُونَ بِالحَقّ وَ بِهِ يَعدِلُونَ هَذِهِ لَكُم وَ قَد أَعطَي اللّهُ قَومَ مُوسَي مِثلَهَا

.وَ قَطّعناهُمُ اثنتَيَ‌ عَشرَةَ أَسباطاً أُمَماً أي وفرقنا بني‌ إسرائيل اثنتي‌ عشرة فرقةأَسباطاًيعني‌ أولاد يعقوب عليه السلام فإنهم كانوا اثني‌ عشر و كان لكل واحد منهم أولاد ونسل فصار كل فرقة منهم سبطا وأمة وإنما جعلهم سبحانه أمما ليتميزوا في مشربهم ومطعمهم ويرجع كل أمة منهم إلي رئيسهم فيخف الأمر علي موسي و لايقع بينهم


صفحه : 174

اختلاف وتباغض فَانبَجَسَتالانبجاس خروج الماء الجاري‌ بقلة والانفجار خروجه بكثرة و كان يبتد‌ئ الماء من الحجر بقلة ثم يتسع حتي يصير إلي الكثرة

1-فس ،[تفسير القمي‌] وَ جَعَلَكُم مُلُوكاًيعَنيِ‌ فِي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ لَم يَجمَعِ اللّهُ لَهُمُ النّبُوّةَ وَ المُلكَ فِي بَيتٍ وَاحِدٍ ثُمّ جَمَعَ اللّهُ ذَلِكَ لِنَبِيّهِ قَولُهُوَ قَطّعناهُمُ أَي مَيّزنَاهُم

2-فس ،[تفسير القمي‌] وَ ظَلّلنا عَلَيكُمُ الغَمامَ وَ أَنزَلنا عَلَيكُمُ المَنّ وَ السّلويالآيَةَ فَإِنّ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ لَمّا عَبَرَ بِهِم مُوسَي البَحرَ نَزَلُوا فِي مَفَازَةٍ فَقَالُوا يَا مُوسَي أَهلَكتَنَا وَ قَتَلتَنَا وَ أَخرَجتَنَا مِنَ العُمرَانِ إِلَي مَفَازَةٍ لَا ظِلّ وَ لَا شَجَرَ وَ لَا مَاءَ وَ كَانَت تجَيِ‌ءُ بِالنّهَارِ غَمَامَةٌ تُظِلّهُم مِنَ الشّمسِ وَ يَنزِلُ عَلَيهِم بِاللّيلِ المَنّ فَيَقَعُ عَلَي النّبَاتِ وَ الشّجَرِ وَ الحَجَرِ فَيَأكُلُونَهُ وَ باِلعشَيِ‌ّ يجَيِ‌ءُ طَائِرٌ مشَويِ‌ّ فَيَقَعُ عَلَي مَوَائِدِهِم وَ إِذَا أَكَلُوا وَ شَبِعُوا طَارَ وَ مَرّ وَ كَانَ مَعَ مُوسَي حَجَرٌ يَضَعُهُ فِي وَسَطِ العَسكَرِ ثُمّ يَضرِبُهُ بِعَصَاهُ فَتَنفَجِرُ مِنهُ اثنَتَا عَشرَةَ عَيناً كَمَا حَكَي اللّهُ فَيَذهَبُ المَاءُ إِلَي كُلّ سِبطٍ فِي رَحلِهِ وَ كَانُوا اثنيَ‌ عَشَرَ سِبطاً فَلَمّا طَالَ عَلَيهِمُ الأَمَدُ قَالُوايا مُوسي لَن نَصبِرَ عَلي طَعامٍ واحِدٍ فَادعُ لَنا رَبّكَ يُخرِج لَنا مِمّا تُنبِتُ الأَرضُ مِن بَقلِها وَ قِثّائِها وَ فُومِها وَ عَدَسِها وَ بَصَلِها وَ الفُومُ هيِ‌َ الحِنطَةُ فَقَالَ لَهُم مُوسَيأَ تَستَبدِلُونَ ألّذِي هُوَ أَدني باِلذّيِ‌ هُوَ خَيرٌ اهبِطُوا مِصراً فَإِنّ لَكُم ما سَأَلتُمفَقَالُوايا مُوسي إِنّ فِيها قَوماً جَبّارِينَ وَ إِنّا لَن نَدخُلَها حَتّي يَخرُجُوا مِنها فَإِن يَخرُجُوا مِنها فَإِنّا داخِلُونَفَنِصفُ الآيَةِ فِي سُورَةِ البَقَرَةِ وَ تَمَامُهَا وَ جَوَابُهَا لِمُوسَي فِي سُورَةِ المَائِدَةِ قَولُهُوَ قُولُوا حِطّةٌ أَي حُطّ عَنّا ذُنُوبَنَا فَبَدّلُوا ذَلِكَ وَ قَالُوا حِنطَةٌ وَ قَالَ اللّهُفَبَدّلَ الّذِينَ ظَلَمُوا قَولًا غَيرَ ألّذِي قِيلَ لَهُم فَأَنزَلنا عَلَي الّذِينَ ظَلَمُواآلَ مُحَمّدٍ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم حَقّهُمرِجزاً مِنَ السّماءِ بِما كانُوا يَفسُقُونَ

بيان قال البيضاوي‌ الفوم الحنطة ويقال للخبز وقيل الثوم و قال


صفحه : 175

الفيروزآبادي‌ الفوم بالضم الثوم والحنطة والحمص والخبز وسائر الحبوب التي‌ تخبز

3-فس ،[تفسير القمي‌] قَولُهُيا قَومِ ادخُلُوا الأَرضَ المُقَدّسَةَ التّيِ‌ كَتَبَ اللّهُ لَكُم فَإِنّ ذَلِكَ نَزَلَ لَمّا قَالُوالَن نَصبِرَ عَلي طَعامٍ واحِدٍ فَقَالَ لَهُم مُوسَياهبِطُوا مِصراً فَإِنّ لَكُم ما سَأَلتُمفَقَالُواإِنّ فِيها قَوماً جَبّارِينَ وَ إِنّا لَن نَدخُلَها حَتّي يَخرُجُوا مِنها فَإِن يَخرُجُوا مِنها فَإِنّا داخِلُونَفَنِصفُ الآيَةِ هَاهُنَا وَ نِصفُهَا فِي سُورَةِ البَقَرَةِ فَلَمّا قَالُوا لِمُوسَيإِنّ فِيها قَوماً جَبّارِينَ وَ إِنّا لَن نَدخُلَها حَتّي يَخرُجُوا مِنها فَقَالَ لَهُم مُوسَي لَا بُدّ أَن تَدخُلُوهَا فَقَالُوا لَهُفَاذهَب أَنتَ وَ رَبّكَ فَقاتِلا إِنّا هاهُنا قاعِدُونَفَأَخَذَ مُوسَي بِيَدِ هَارُونَ وَ قَالَ كَمَا حَكَي اللّهُإنِيّ‌ لا أَملِكُ إِلّا نفَسيِ‌ وَ أخَيِ‌يعَنيِ‌ هَارُونَفَافرُق بَينَنا وَ بَينَقَومِنَاالقَومِ الفاسِقِينَ فَقَالَ اللّهُفَإِنّها مُحَرّمَةٌ عَلَيهِم أَربَعِينَ سَنَةًيعَنيِ‌ مِصرَ أَن يَدخُلُوهَا أَربَعِينَ سَنَةًيَتِيهُونَ فِي الأَرضِ فَلَمّا أَرَادَ مُوسَي أَن يُفَارِقَهُم فَزِعُوا وَ قَالُوا إِن خَرَجَ مُوسَي مِن بَينِنَا نَزَلَ عَلَينَا العَذَابُ فَفَزِعِوا إِلَيهِ وَ سَأَلُوهُ أَن يُقِيمَ مَعَهُم وَ يَسأَلَ اللّهَ أَن يَتُوبَ عَلَيهِم فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ قَد تُبتُ عَلَيهِم عَلَي أَن يَدخُلُوا مِصراً وَ حَرّمتُهَاعَلَيهِم أَربَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرضِعُقُوبَةً لِقَولِهِمفَاذهَب أَنتَ وَ رَبّكَ فَقاتِلافَدَخَلُوا كُلّهُم فِي التّوبَةِ وَ التّيهِ إِلّا قَارُونَ فَكَانُوا يَقُومُونَ فِي أَوّلِ اللّيلِ وَ يَأخُذُونَ فِي قِرَاءَةِ التّورَاةِ فَإِذَا أَصبَحُوا عَلَي بَابِ مِصرَ دَارَت بِهِمُ الأَرضُ فَرَدّتهُم إِلَي مَكَانِهِم وَ كَانَ بَينَهُم وَ بَينَ مِصرَ أَربَعُ فَرَاسِخَ فَبَقُوا عَلَي ذَلِكَ أَربَعِينَ سَنَةً فَمَاتَ هَارُونُ وَ مُوسَي فِي التّيهِ وَ دَخَلَهَا أَبنَاؤُهُم وَ أَبنَاءُ أَبنَائِهِم

بيان تفسير الأرض المقدسة بمصر خلاف ماأجمع عليه المفسرون والمؤرخون


صفحه : 176

كماسيأتي‌ و أما قوله تعالي اهبِطُوا مِصراًفقيل أراد مصر فرعون ألذي خرجوا منه وقيل بيت المقدس وقيل أراد مصرا من الأمصار يعني‌ أن ماتسألونه إنما يكون في الأمصار كماسيجي‌ء في الأخبار و قوله إلاقارون أي أنه لم يدخل في التوبة وسيأتي‌ شرحه وتمام القصة في باب قصص قارون

4-فس ،[تفسير القمي‌] وَ جاوَزنا ببِنَيِ‌ إِسرائِيلَ البَحرَ فَأَتَوا عَلي قَومٍ يَعكُفُونَ عَلي أَصنامٍ لَهُمفَإِنّهُ لَمّا غَرّقَ اللّهُ فِرعَونَ وَ أَصحَابَهُ وَ عَبَرَ مُوسَي وَ أَصحَابُهُ البَحرَ نَظَرَ أَصحَابُ مُوسَي إِلَي قَومٍ يَعكُفُونَ عَلَي أَصنَامٍ لَهُم فَقَالُوا لِمُوسَييا مُوسَي اجعَل لَنا إِلهاً كَما لَهُم آلِهَةٌ فَقَالَ مُوسَيإِنّكُم قَومٌ تَجهَلُونَ إِنّ هؤُلاءِ مُتَبّرٌ ما هُم فِيهِ وَ باطِلٌ ما كانُوا يَعمَلُونَ قالَ أَ غَيرَ اللّهِ أَبغِيكُم إِلهاً وَ هُوَ فَضّلَكُم عَلَي العالَمِينَ إِلَي قَولِهِوَ فِي ذلِكُم بَلاءٌ مِن رَبّكُم عَظِيمٌ وَ هُوَ مُحكَمٌ

أَقُولُ رَوَي الثعّلبَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ قَيسٍ قَالَ جَاءَ يهَوُديِ‌ّ إِلَي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيهِ السّلَامُ فَقَالَ يَا أَبَا الحَسَنِ مَا صَبَرتُم بَعدَ نَبِيّكُم إِلّا خَمساً وَ عِشرِينَ سَنَةً حَتّي قَتَلَ بَعضُكُم بَعضاً قَالَ بَلَي وَ لَكِن مَا جَفّ أَقدَامُكُم مِنَ البَحرِ حَتّي قُلتُميا مُوسَي اجعَل لَنا إِلهاً كَما لَهُم آلِهَةٌ

5-ختص ،[الإختصاص ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ البزَنَطيِ‌ّ عَن أَبَانٍ عَن أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ لَمّا انتَهَي بِهِم إِلَي الأَرضِ المُقَدّسَةِ قَالَ لَهُمادخُلُوا الأَرضَ المُقَدّسَةَ إِلَي قَولِهِفَإِنّكُم غالِبُونَقَالُوافَاذهَب أَنتَ وَ رَبّكَ فَقاتِلا إِنّا هاهُنا قاعِدُونَ قالَ رَبّ إنِيّ‌ لا أَملِكُ إِلّا نفَسيِ‌ وَ أخَيِ‌ فَافرُق بَينَنا وَ بَينَ القَومِ الفاسِقِينَ فَلَمّا


صفحه : 177

أَبَوا أَن يَدخُلُوهَا حَرّمَهَا اللّهُ عَلَيهِم فَتَاهُوا فِي أَربَعَةِ فَرَاسِخَأَربَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرضِ فَلا تَأسَ عَلَي القَومِ الفاسِقِينَ

قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ وَ كَانُوا إِذَا أَمسَوا نَادَي مُنَادِيهِم أَمسَيتُمُ الرّحِيلَ فَيَرتَحِلُونَ بِالحُدَاءِ وَ الرّجَزِ حَتّي إِذَا أَسحَرُوا أَمَرَ اللّهُ الأَرضَ فَدَارَت بِهِم فَيُصبِحُونَ فِي مَنزِلِهِمُ ألّذِي ارتَحَلُوا مِنهُ فَيَقُولُونَ قَد أَخطَأتُمُ الطّرِيقَ فَمَكَثُوا بِهَذَا أَربَعِينَ سَنَةً وَ نَزَلَ عَلَيهِمُ المَنّ وَ السّلوَي حَتّي هَلَكُوا جَمِيعاً إِلّا رَجُلَينِ يُوشَعَ بنَ نُونٍ وَ كَالِبَ بنَ يُوفَنّا وَ أَبنَاءَهُم وَ كَانُوا يَتِيهُونَ فِي نَحوٍ مِن أَربَعَةِ فَرَاسِخَ فَإِذَا أَرَادُوا أَن يَرتَحِلُوا ثَبَتَ ثِيَابُهُم عَلَيهِم وَ خِفَافُهُم قَالَ وَ كَانَ مَعَهُم حَجَرٌ إِذَا نَزَلُوا ضَرَبَهُ مُوسَي بِعَصَاهُ فَانفَجَرَت اثنَتَا عَشرَةَ عَيناً لِكُلّ سِبطٍ عَينٌ فَإِذَا ارتَحَلُوا رَجَعَ المَاءُ فَدَخَلَ فِي الحَجَرِ وَ وَضَعَ الحَجَرَ عَلَي الدّابّةِ

6-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]الصّدُوقُ عَنِ ابنِ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ هَاشِمٍ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَن أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ لَمّا انتَهَي بِهِم مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ إِلَي الأَرضِ المُقَدّسَةِ قَالَ لَهُمُ ادخُلُوا فَأَبَوا أَن يَدخُلُوهَا فَتَاهُوا فِي أَربَعَةِ فَرَاسِخَ أَربَعِينَ سَنَةً وَ كَانُوا إِذَا أَمسَوا نَادَي مُنَادِيهِم أَمسَيتُمُ الرّحِيلَ حَتّي إِذَا انتَهَوا إِلَي مِقدَارِ مَا أَرَادُوا أَمَرَ اللّهُ الأَرضَ فَدَارَت بِهِم إِلَي مَنَازِلِهِمُ الأُولَي فَيُصبِحُونَ فِي مَنزِلِهِمُ ألّذِي ارتَحَلُوا مِنهُ فَمَكَثُوا بِذَلِكَ أَربَعِينَ سَنَةً يَنزِلُ عَلَيهِمُ المَنّ وَ السّلوَي فَهَلَكُوا فِيهَا أَجمَعِينَ إِلّا رَجُلَينِ يُوشَعَ بنَ نُونٍ وَ كَالِبَ بنَ يُوفَنّا اللّذَينِ أَنعَمَ اللّهُ عَلَيهِمَا وَ مَاتَ مُوسَي وَ هَارُونُ عَلَيهِمَا السّلَامُ فَدَخَلَهَا


صفحه : 178

يُوشَعُ بنُ نُونٍ وَ كَالِبٌ وَ أَبنَاؤُهُم وَ كَانَ مَعَهُم حَجَرٌ كَانَ مُوسَي يَضرِبُهُ بِعَصَاهُ فَيَنفَجِرُ مِنهُ المَاءُ لِكُلّ سِبطٍ عَينٌ

7-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ بِإِسنَادِهِ إِلَي وَهبِ بنِ مُنَبّهٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ قَالَ قَالَ بَنُو إِسرَائِيلَ لِمُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ حِينَ جَازَ بِهِمُ البَحرَ خَبّرنَا يَا مُوسَي بأِيَ‌ّ قُوّةٍ وَ أَيّ عِدّةٍ وَ عَلَي أَيّ حَمُولَةٍ نَبلُغُ الأَرضَ المُقَدّسَةَ وَ مَعَكَ الذّرّيّةُ وَ النّسَاءُ وَ الهَرمَي وَ الزّمنَي فَقَالَ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ مَا أَعلَمُ قَوماً وَرّثَهُ اللّهُ مِن عَرَضِ الدّنيَا مَا وَرّثَكُم وَ لَا أَعلَمُ أَحَداً آتَاهُ مِنهَا مِثلَ ألّذِي آتَاكُم فَمَعَكُم مِن ذَلِكَ مَا لَا يُحصِيهِ إِلّا اللّهُ تَعَالَي وَ قَالَ مُوسَي سَيَجعَلُ اللّهُ لَكُم مَخرَجاً فَاذكُرُوهُ وَ رُدّوا إِلَيهِ أُمُورَكُم فَإِنّهُ أَرحَمُ بِكُم مِن أَنفُسِكُم قَالُوا فَادعُهُ يُطعِمنَا وَ يَسقِنَا وَ يَكسُنَا وَ يَحمِلنَا مِنَ الرّجلَةِ وَ يُظِلّنَا مِنَ الحَرّ فَأَوحَي اللّهُ تَعَالَي إِلَي مُوسَي قَد أَمَرتُ السّمَاءَ أَن يُمطِرَ عَلَيهِمُ المَنّ وَ السّلوَي وَ أَمَرتُ الرّيحَ أَن يشَويِ‌َ لَهُمُ السّلوَي وَ أَمَرتُ الحِجَارَةَ أَن تَنفَجِرَ وَ أَمَرتُ الغَمَامَ أَن تُظِلّهُم وَ سَخّرتُ ثِيَابَهُم أَن تَنبُتَ بِقَدرِ مَا يَنبُتُونَ فَلَمّا قَالَ لَهُم مُوسَي ذَلِكَ سَكَتُوا فَسَارَ بِهِم مُوسَي فَانطَلَقُوا يَؤُمّونَ الأَرضَ المُقَدّسَةَ وَ هيِ‌َ فِلَسطِينُ وَ إِنّمَا قَدّسَهَا لِأَنّ يَعقُوبَ عَلَيهِ السّلَامُ وُلِدَ بِهَا وَ كَانَت مَسكَنَ أَبِيهِ إِسحَاقَ وَ يُوسُفَ عَلَيهِمَا السّلَامُ وَ نُقِلُوا كُلّهُم بَعدَ المَوتِ إِلَي أَرضِ فِلَسطِينَ

8-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَنِ الطاّلقَاَنيِ‌ّ عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن جَعفَرِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن كَثِيرِ بنِ عَيّاشٍ عَن أَبِي الجَارُودِ عَنِ البَاقِرِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ ادخُلُوا البابَ سُجّداً إِنّ ذَلِكَ حِينَ فَصَلَ مُوسَي مِن أَرضِ التّيهِ فَدَخَلُوا العُمرَانَ وَ كَانَ بَنُو إِسرَائِيلَ أَخطَئُوا خَطِيئَةً فَأَحَبّ اللّهُ أَن يُنقِذَهُم مِنهَا إِن تَابُوا فَقَالَ لَهُم إِذَا انتَهَيتُم إِلَي بَابِ القَريَةِ فَاسجُدُواوَ قُولُوا حِطّةٌتَنحَطّ عَنكُم خَطَايَاكُم فَأَمّا المُحسِنُونَ فَفَعَلُوا مَا أُمِرُوا بِهِ وَ أَمّا الّذِينَ ظَلَمُوا فَزَعَمُوا حِنطَةً حَمرَاءَ فَبَدّلُوا فَأَنزَلَ اللّهُ تَعَالَي رِجزاً

بيان قال الطبرسي‌ رحمه الله في قوله تعالي وَ إِذ قُلنَا ادخُلُوا هذِهِ القَريَةَ فَكُلُوا


صفحه : 179

مِنها حَيثُ شِئتُم رَغَداً وَ ادخُلُوا البابَ سُجّداًأجمع المفسرون علي أن المراد بالقرية هاهنا بيت المقدس ويؤيده قوله في موضع آخرادخُلُوا الأَرضَ المُقَدّسَةَ و قال ابن زيد إنها أريحا قرية قرب بيت المقدس و كان فيهابقايا من قوم عاد فيهم عوج بن عنق والباب قيل هو باب حطة من بيت المقدس و هوالباب الثامن عن مجاهد وقيل باب القبة التي‌ يصلي‌ إليها موسي وبنو إسرائيل و قال قوم هو باب القرية التي‌ أمروا بدخولها و قال الجبائي‌ والآية علي باب القبة أدل لأنهم لم يدخلوا القرية في حياة موسي وآخر الآية يدل علي أنهم كانوا يدخلون علي غير ماأمروا به في أيام موسي . و قوله سُجّداًقيل معناه ركعا و هوشدة الانحناء عن ابن عباس و قال غيره إن معناه ادخلوا خاضعين متواضعين وقيل معناه ادخلوا الباب فإذادخلتموه فاسجدوا لله سبحانه شكرا عن وهب وَ قُولُوا حِطّةٌ قال أكثر أهل العلم معناه حط عنا ذنوبنا و هوأمر بالاستغفار و قال ابن عباس أمروا أن يقولوا هذاالأمر حق و قال عكرمة أمروا أن يقولوا لاإله إلا الله لأنها تحط الذنوب واختلف في تبديلهم فقيل إنهم قالوا بالسريانية حطا سمقاثا معناه حنطة حمراء فيهاشعيرة و كان قصدهم في ذلك الاستهزاء ومخالفة الأمر وقيل إنهم قالوا حنطة تجاهلا واستهزاء وكانوا أمروا أن يدخلوا الباب سجدا وطوطئ لهم الباب ليدخلوه كذلك فدخلوه زاحفين علي أستاههم قوله رِجزاً أي عذابا و قال ابن زيد هلكوا بالطاعون فمات منهم في ساعة واحدة أربعة وعشرون ألفا من كبرائهم .

9-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَحَدِهِمَا عَلَيهِمَا السّلَامُ أَنّ رَأسَ المهَديِ‌ّ يُهدَي إِلَي مُوسَي بنِ عِيسَي عَلَي طَبَقٍ قُلتُ فَقَد مَاتَ هَذَا وَ هَذَا قَالَ فَقَد قَالَ اللّهُادخُلُوا الأَرضَ المُقَدّسَةَ التّيِ‌ كَتَبَ اللّهُ لَكُمفَلَم يَدخُلُوهَا وَ دَخَلَهَا الأَبنَاءُ أَو قَالَ أَبنَاءُ الأَبنَاءِ فَكَانَ ذَلِكَ دُخُولَهُم


صفحه : 180

فَقُلتُ أَ وَ تَرَي أَنّ ألّذِي قَالَ فِي المهَديِ‌ّ وَ فِي ابنِ عِيسَي يَكُونُ مِثلَ هَذَا فَقَالَ نَعَم يَكُونُ فِي أَولَادِهِم فَقُلتُ مَا يُنكَرُ أَن يَكُونَ مَا كَانَ فِي ابنِ الحَسَنِ يَكُونُ فِي وُلدِهِ قَالَ لَيسَ ذَاكَ مِثلَ ذَا

10-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن حَرِيزٍ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص وَ ألّذِي نفَسيِ‌ بِيَدِهِ لَتَركَبُنّ سَنَنَ مَن كَانَ قَبلَكُم حَذوَ النّعلِ بِالنّعلِ وَ القُذّةِ بِالقُذّةِ حَتّي لَا تُخطِئُونَ طَرِيقَهُم وَ لَا يُخطِئُكُم سُنّةُ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ ثُمّ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ مُوسَي لِقَومِهِيا قَومِ ادخُلُوا الأَرضَ المُقَدّسَةَ التّيِ‌ كَتَبَ اللّهُ لَكُمفَرَدّوا عَلَيهِ وَ كَانُوا سِتّمِائَةِ أَلفٍ فَقَالُوايا مُوسي إِنّ فِيها قَوماً جَبّارِينَ وَ إِنّا لَن نَدخُلَها حَتّي يَخرُجُوا مِنها فَإِن يَخرُجُوا مِنها فَإِنّا داخِلُونَ قالَ رَجُلانِ مِنَ الّذِينَ يَخافُونَ أَنعَمَ اللّهُ عَلَيهِمَاأَحَدُهُمَا يُوشَعُ بنُ نُونٍ وَ الآخَرُ كَالِبُ بنُ يَافَنّا قَالَ وَ هُمَا ابنَا عَمّهِ فَقَالَاادخُلُوا عَلَيهِمُ البابَ فَإِذا دَخَلتُمُوهُ إِلَي قَولِهِإِنّا هاهُنا قاعِدُونَ قَالَ فَعَصَي أَربَعُونَ أَلفاً وَ سَلّمَ هَارُونُ وَ ابنَاهُ وَ يُوشَعُ بنُ نُونٍ وَ كَالِبُ بنُ يَافَنّا فَسَمّاهُمُ اللّهُ فَاسِقِينَ فَقَالَفَلا تَأسَ عَلَي القَومِ الفاسِقِينَفَتَاهُوا أَربَعِينَ سَنَةً لِأَنّهُم عَصَوا فَكَانَ حَذوَ النّعلِ بِالنّعلِ إِنّ رَسُولَ اللّهِص لَمّا قُبِضَ لَم يَكُن عَلَي أَمرِ اللّهِ إِلّا عَلِيّ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ وَ سَلمَانُ وَ المِقدَادُ وَ أَبُو ذَرّ فَمَكَثُوا أَربَعِينَ حَتّي قَامَ عَلِيّ فَقَاتَلَ مَن خَالَفَهُ

بيان القذة ريش السهم و قوله وسلم هارون أي التسليم الكامل ولعله عليه السلام حسب الأربعين من زمان إظهار النبي ص خلافة أمير المؤمنين عليه السلام وإنكار المنافقين ذلك بقلوبهم حتي أظهروه بعدوفاته ص

11-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن زُرَارَةَ وَ حُمرَانَ وَ مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ وَ أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِمَا السّلَامُ عَن قَولِهِيا قَومِ ادخُلُوا الأَرضَ المُقَدّسَةَ التّيِ‌ كَتَبَ اللّهُ لَكُم قَالَ كَتَبَهَا لَهُم ثُمّ مَحَاهَا


صفحه : 181

12-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ لِي إِنّ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ قَالَ لَهُمادخُلُوا الأَرضَ المُقَدّسَةَفَلَم يَدخُلُوهَا حَتّي حَرّمَهَا عَلَيهِم وَ عَلَي أَبنَائِهِم وَ إِنّمَا دَخَلَهَا أَبنَاءُ الأَبنَاءِ

13-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن إِسمَاعِيلَ الجعُفيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ قُلتُ لَهُ أَصلَحَكَ اللّهُادخُلُوا الأَرضَ المُقَدّسَةَ التّيِ‌ كَتَبَ اللّهُ لَكُم أَ كَانَ كَتَبَهَا لَهُم قَالَ إيِ‌ وَ اللّهِ لَقَد كَتَبَهَا لَهُم ثُمّ بَدَا لَهُ لَا يَدخُلُوهَا قَالَ ثُمّ ابتَدَأَ هُوَ فَقَالَ إِنّ الصّلَاةَ كَانَت رَكعَتَينِ عِندَ اللّهِ فَجَعَلَهَا لِلمُسَافِرِ وَ زَادَ لِلمُقِيمِ رَكعَتَينِ فَجَعَلَهَا أَربَعاً

14-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن مَسعَدَةَ بنِ صَدَقَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ أَنّهُ سُئِلَ عَن قَولِ اللّهِادخُلُوا الأَرضَ المُقَدّسَةَ التّيِ‌ كَتَبَ اللّهُ لَكُم قَالَ كَتَبَهَا لَهُم ثُمّ مَحَاهَا ثُمّ كَتَبَهَا لِأَبنَائِهِم فَدَخَلُوهَا وَ اللّهُ يَمحُوما يَشاءُ وَ يُثبِتُ وَ عِندَهُ أُمّ الكِتابِ

15-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَنِ الحُسَينِ بنِ أَبِي العَلَاءِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ ذَكَرَ أَهلَ مِصرَ وَ ذَكَرَ قَومَ مُوسَي وَ قَولَهُمفَاذهَب أَنتَ وَ رَبّكَ فَقاتِلا إِنّا هاهُنا قاعِدُونَفَحَرّمَهَا اللّهُ عَلَيهِم أَربَعِينَ سَنَةً وَ تَيّهَهُم فَكَانَ إِذَا كَانَ العِشَاءُ أَخَذُوا فِي الرّحِيلِ وَ نَادَوُا الرّحِيلَ الرّحِيلَ الوَحَا الوَحَا فَلَم يَزَالُوا كَذَلِكَ حَتّي تَغِيبَ الشّفَقُ حَتّي إِذَا ارتَحَلُوا وَ استَوَت بِهِمُ الأَرضُ قَالَ اللّهُ لِلأَرضِ ديِريِ‌ بِهِم فَلَم يَزَالُوا كَذَلِكَ حَتّي إِذَا أَسحَرُوا وَ قَارَبَ الصّبحُ قَالُوا إِنّ هَذَا المَاءُ قَد أَتَيتُمُوهُ فَانزِلُوا فَإِذَا أَصبَحُوا إِذَا أَبنِيَتُهُم وَ مَنَازِلُهُمُ التّيِ‌ كَانُوا فِيهَا بِالأَمسِ فَيَقُولُ بَعضُهُم لِبَعضِ يَا قَومِ لَقَد ضَلَلتُم وَ أَخطَأتُمُ الطّرِيقَ فَلَم يَزَالُوا كَذَلِكَ حَتّي أَذِنَ اللّهُ لَهُم فَدَخَلُوهَا وَ قَد كَانَ كَتَبَهَا لَهُم

16-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن دَاوُدَ الرقّيّ‌ّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ يَقُولُ كَانَ أَبُو جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ يَقُولُ نِعمَ الأَرضُ الشّامُ وَ بِئسَ القَومُ أَهلُهَا وَ بِئسَ البِلَادُ مِصرُ أَمَا إِنّهَا سِجنُ


صفحه : 182

مَن سَخِطَ اللّهُ عَلَيهِ وَ لَم يَكُن دُخُولُ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ مِصرَ إِلّا مِن سَخَطٍ وَ مَعصِيَةٍ مِنهُم لِلّهِ لِأَنّ اللّهَ قَالَادخُلُوا الأَرضَ المُقَدّسَةَ التّيِ‌ كَتَبَ اللّهُ لَكُميعَنيِ‌ الشّامَ فَأَبَوا أَن يَدخُلُوهَا فَتَاهُوا فِي الأَرضِ أَربَعِينَ سَنَةً فِي مِصرَ وَ فَيَافِيهَا ثُمّ دَخَلُوهَا بَعدَ أَربَعِينَ سَنَةً قَالَ وَ مَا كَانَ خُرُوجُهُم مِن مِصرَ وَ دُخُولُهُمُ الشّامَ إِلّا مِن بَعدِ تَوبَتِهِم وَ رِضَي اللّهِ عَنهُم وَ قَالَ إنِيّ‌ لَأَكرَهُ أَن آكُلَ مِن شَيءٍ طُبِخَ فِي فَخّارِهَا وَ مَا أُحِبّ أَن أَغسِلَ رأَسيِ‌ مِن طِينِهَا مَخَافَةَ أَن يوُرثِنَيِ‌ تُرَابُهَا الذّلّ وَ يَذهَبَ بغِيَرتَيِ‌

17-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ فِي قَولِ اللّهِ تَعَالَيادخُلُوا الأَرضَ المُقَدّسَةَ التّيِ‌ كَتَبَ اللّهُ لَكُم قَالَ كَانَ فِي عِلمِهِ أَنّهُم سَيَعصُونَ وَ يَتِيهُونَ أَربَعِينَ سَنَةً ثُمّ يَدخُلُونَهَا بَعدَ تَحرِيمِهِ إِيّاهَا عَلَيهِم

18-يب ،[تهذيب الأحكام ] قَالَ الصّادِقُ عَلَيهِ السّلَامُ نَومَةُ الغَدَاةِ مَشُومَةٌ تَطرُدُ الرّزقَ وَ تُصَفّرُ اللّونَ وَ تُغَيّرُهُ وَ تُقَبّحُهُ وَ هُوَ نَومُ كُلّ مَشُومٍ إِنّ اللّهَ تَعَالَي يُقَسّمُ الأَرزَاقَ مَا بَينَ طُلُوعِ الفَجرِ إِلَي طُلُوعِ الشّمسِ وَ إِيّاكُم وَ تِلكَ النّومَةَ وَ كَانَ المَنّ وَ السّلوَي يَنزِلُ عَلَي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ مِن طُلُوعِ الفَجرِ إِلَي طُلُوعِ الشّمسِ فَمَن نَامَ تِلكَ السّاعَةَ لَم يَنزِل نَصِيبُهُ وَ كَانَ إِذَا انتَبَهَ فَلَا يَرَي نَصِيبَهُ احتَاجَ إِلَي السّؤَالِ وَ الطّلَبِ

19-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَولُهُ عَزّ وَ جَلّوَ ظَلّلنا عَلَيكُمُ الغَمامَ وَ أَنزَلنا عَلَيكُمُ المَنّ وَ السّلوي كُلُوا مِن طَيّباتِ ما رَزَقناكُم وَ ما ظَلَمُونا وَ لكِن كانُوا أَنفُسَهُم يَظلِمُونَ قَالَ الإِمَامُ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ وَ اذكُرُوا يَا بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ إِذظَلّلنا عَلَيكُمُ الغَمامَ لَمّا كُنتُم فِي التّيهِ تَقِيكُم حَرّ الشّمسِ وَ بَردَ القَمَرِوَ أَنزَلنا عَلَيكُمُ المَنّ وَ السّلويالمَنّ التّرَنجَبِينُ كَانَ يَسقُطُ عَلَي شَجَرِهِم فَيَتَنَاوَلُونَهُ وَ السّلوَي السّمَانَي أَطيَبُ طَيرٍ لَحماً يَستَرسِلُ لَهُم فَيَصطَادُونَهُ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَهُمكُلُوا مِن طَيّباتِ ما رَزَقناكُم وَ اشكُرُوا نعِمتَيِ‌ وَ عَظّمُوا مَن عَظّمتُهُ وَ وَقّرُوا مَن وَقّرتُهُ مِمّن أَخَذتُ عَلَيكُمُ العُهُودَ وَ المَوَاثِيقَ لَهُم مُحَمّدٍ وَ آلِهِ الطّيّبِينَ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ ما ظَلَمُونا لَمّا بَدّلُوا وَ قَالُوا غَيرَ مَا بِهِ أُمِرُوا وَ لَم يَفُوا بِمَا عَلَيهِ عُوهِدُوا لِأَنّ


صفحه : 183

كُفرَ الكَافِرِ لَا يَقدَحُ فِي سُلطَانِنَا وَ مَمَالِكِنَا كَمَا أَنّ إِيمَانَ المُؤمِنِ لَا يَزِيدُ فِي سُلطَانِنَاوَ لكِن كانُوا أَنفُسَهُم يَظلِمُونَيَضُرّونَ بِهَا لِكُفرِهِم وَ تَبدِيلِهِم ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص عِبَادَ اللّهِ عَلَيكُم بِاعتِقَادِ وَلَايَتِنَا أَهلَ البَيتِ وَ لَا تُفَرّقُوا بَينَنَا وَ انظُرُوا كَيفَ وَسّعَ اللّهُ عَلَيكُم حَيثُ أَوضَحَ لَكُمُ الحُجّةَ لِيُسَهّلَ عَلَيكُم مَعرِفَةَ الحَقّ ثُمّ وَسّعَ لَكُم فِي التّقِيّةِ لِتَسلَمُوا مِن شُرُورِ الخَلقِ ثُمّ إِن بَدّلتُم وَ غَيّرتُم عَرَضَ عَلَيكُمُ التّوبَةَ وَ قَبِلَهَا مِنكُم فَكُونُوا لِنَعمَاءِ اللّهِ مِنَ الشّاكِرِينَ ثُمّ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ إِذ قُلنَا ادخُلُوا هذِهِ القَريَةَ إِلَي قَولِهِ تَعَالَيوَ لا خَوفٌ عَلَيهِم وَ لا هُم يَحزَنُونَ قَالَ الإِمَامُ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ وَ اذكُرُوا يَا بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ إِذ قُلنَا لِأَسلَافِكُمُ ادخُلُوا هَذِهِ القَريَةَ وَ هيِ‌َ أَرِيحَا مِن بِلَادِ الشّامِ وَ ذَلِكَ حِينَ خَرَجُوا مِنَ التّيهِفَكُلُوا مِنها مِنَ القَريَةِحَيثُ شِئتُم رَغَداًوَاسِعاً بِلَا تَعَبٍوَ ادخُلُوا البابَالقَريَةَسُجّداًمَثّلَ اللّهُ تَعَالَي عَلَي البَابِ مِثَالَ مُحَمّدٍ وَ عَلِيّ وَ أَمَرَهُم أَن يَسجُدُوا تَعظِيماً لِذَلِكَ المِثَالِ وَ أَن يُجَدّدُوا عَلَي أَنفُسِهِم بَيعَتَهُمَا وَ ذِكرَ مُوَالَاتِهِمَا وَ لِيَذكُرُوا العَهدَ وَ المِيثَاقَ المَأخُوذَينِ عَلَيهِم لَهُمَاوَ قُولُوا حِطّةٌ أَي قُولُوا إِنّ سُجُودَنَا لِلّهِ تَعظِيماً لِمِثَالِ مُحَمّدٍ وَ عَلِيّ وَ اعتِقَادُنَا لِوَلَايَتِهِمَا حِطّةٌ لِذُنُوبِنَا وَ مَحوٌ لِسَيّئَاتِنَا قَالَ اللّهُ تَعَالَينَغفِر لَكُم أَي بِهَذَا الفِعلِخَطاياكُمالسّالِفَةَ وَ نُزِيلُ عَنكُم آثَامَكُمُ المَاضِيَةَوَ سَنَزِيدُ المُحسِنِينَ مَن كَانَ فِيكُم لَم يُقَارِفِ الذّنُوبَ التّيِ‌ قَارَفَهَا مَن خَالَفَ الوَلَايَةَ وَ ثَبَتَ عَلَي مَا أَعطَي اللّهُ مِن نَفسِهِ مِن عَهدِ الوَلَايَةِ فَإِنّا نَزِيدُهُم بِهَذَا الفِعلِ زِيَادَةَ دَرَجَاتٍ وَ مَثُوبَاتٍ وَ ذَلِكَ قَولُهُ عَزّ وَ جَلّوَ سَنَزِيدُ المُحسِنِينَ قَولُهُ عَزّ وَ جَلّفَبَدّلَ الّذِينَ ظَلَمُوا قَولًا غَيرَ ألّذِي قِيلَ لَهُم أَي لَم يَسجُدُوا كَمَا أُمِرُوا وَ لَا قَالُوا مَا أُمِرُوا وَ لَكِن دَخَلُوهَا مِن مُستَقبِلِيهَا بِأَستَاهِهِم وَ قَالُوا هنطا سمقانا أَي حِنطَةٌ حَمرَاءُ يُنَقّونَهَا أَحَبّ إِلَينَا مِن هَذَا الفِعلِ وَ هَذَا القَولِ قَالَ اللّهُ


صفحه : 184

عَزّ وَ جَلّفَأَنزَلنا عَلَي الّذِينَ ظَلَمُواغَيّرُوا وَ بَدّلُوا مَا قِيلَ لَهُم وَ لَم يَنقَادُوا لِوَلَايَةِ مُحَمّدٍ وَ عَلِيّ وَ آلِهِمَا الطّيّبِينَرِجزاً مِنَ السّماءِ بِما كانُوا يَفسُقُونَيَخرُجُونَ عَن أَمرِ اللّهِ وَ طَاعَتِهِ قَالَ وَ الرّجزُ ألّذِي أَصَابَهُم أَنّهُ مَاتَ مِنهُم بِالطّاعُونِ فِي بَعضِ يَومٍ مِائَةٌ وَ عِشرُونَ أَلفاً وَ هُم مِن عِلمِ اللّهِ تَعَالَي مِنهُم أَنّهُم لَا يُؤمِنُونَ وَ لَا يَتُوبُونَ وَ لَم يَنزِل هَذَا الرّجزُ عَلَي مَن عَلِمَ أَنّهُ يَتُوبُ أَو يَخرُجُ مِن صُلبِهِ ذُرّيّةٌ طَيّبَةٌ يُوَحّدُ اللّهَ وَ يُؤمِنُ بِمُحَمّدٍ وَ يَعرِفُ الوَلَايَةَ لعِلَيِ‌ّ وَصِيّهِ وَ أَخِيهِ ثُمّ قَالَ اللّهُ تَعَالَيوَ إِذِ استَسقي مُوسي لِقَومِهِ قَالَ وَ اذكُرُوا يَا بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ إِذِ استَسقَي مُوسَي لِقَومِهِ طَلَبَ لَهُمُ السقّي‌َ لَمّا لَحِقَهُمُ العَطَشُ فِي التّيهِ وَ ضَجّوا بِالبُكَاءِ إِلَي مُوسَي وَ قَالُوا هَلَكنَا بِالعَطَشِ فَقَالَ مُوسَي إلِهَيِ‌ بِحَقّ مُحَمّدٍ سَيّدِ الأَنبِيَاءِ وَ بِحَقّ عَلِيّ سَيّدِ الأَوصِيَاءِ وَ بِحَقّ فَاطِمَةَ سَيّدَةِ النّسَاءِ وَ بِحَقّ الحَسَنِ سَيّدِ الأَولِيَاءِ وَ بِحَقّ الحُسَينِ سَيّدِ الشّهَدَاءِ وَ بِحَقّ عِترَتِهِم وَ خُلَفَائِهِم سَادَةِ الأَزكِيَاءِ لَمّا سَقَيتَ عِبَادَكَ هَؤُلَاءِ فَأَوحَي اللّهُ تَعَالَي يَا مُوسَياضرِب بِعَصاكَ الحَجَرَفَضَرَبَهُ بِهَافَانفَجَرَت مِنهُ اثنَتا عَشرَةَ عَيناً قَد عَلِمَ كُلّ أُناسٍ كُلّ قَبِيلَةٍ مِن بنَيِ‌ أَبٍ مِن أَولَادِ يَعقُوبَمَشرَبَهُم فَلَا يُزَاحِمُ الآخَرِينَ فِي مَشرَبِهِم قَالَ اللّهُ تَعَالَيكُلُوا وَ اشرَبُوا مِن رِزقِ اللّهِ ألّذِي آتَاكُمُوهُوَ لا تَعثَوا فِي الأَرضِ مُفسِدِينَ وَ لَا تَسعَوا فِيهَا وَ أَنتُم مُفسِدُونَ عَاصُونَ ثُمّ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ إِذ قُلتُم يا مُوسي لَن نَصبِرَ عَلي طَعامٍ واحِدٍاذكُرُوا إِذ قَالَ أَسلَافُكُم لَن نَصبِرَ عَلَي طَعَامٍ وَاحِدٍ المَنّ وَ السّلوَي وَ لَا بُدّ لَنَا مِن خِلطٍ مَعَهُفَادعُ لَنا رَبّكَ يُخرِج لَنا مِمّا تُنبِتُ الأَرضُ مِن بَقلِها وَ قِثّائِها وَ فُومِها وَ عَدَسِها وَ بَصَلِها قالَ مُوسَيأَ تَستَبدِلُونَ ألّذِي هُوَ أَدني باِلذّيِ‌ هُوَ خَيرٌيُرِيدُ أَ تَستَدعُونَ الأَدنَي لِيَكُونَ لَكُم بَدَلًا مِنَ الأَفضَلِ ثُمّ قَالَاهبِطُوا مِصراً مِنَ الأَمصَارِ مِن هَذِهِ التّيهِفَإِنّ لَكُم ما سَأَلتُم فِي المِصرِ


صفحه : 185

ثُمّ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ ضُرِبَت عَلَيهِمُ الذّلّةُ أَيِ الجِزيَةُ أُخزُوا بِهَا عِندَ رَبّهِم وَ عِندَ مؤُمنِيِ‌ عِبَادِهِوَ المَسكَنَةُهيِ‌َ الفَقرُ وَ الذّلّةُوَ باؤُ بِغَضَبٍ مِنَ اللّهِاحتَمَلُوا الغَضَبَ وَ اللّعنَةَ مِنَ اللّهِذلِكَ بِأَنّهُم كانُوا ذَلِكَ ألّذِي لَحِقَهُم مِنَ الذّلّةِ وَ المَسكَنَةِ وَ احتَمَلُوا مِن غَضَبِ اللّهِ بِأَنّهُم كَانُوايَكفُرُونَ بِآياتِ اللّهِقَبلَ أَن ضُرِبَ عَلَيهِم هَذِهِ الذّلّةُ وَ المَسكَنَةُوَ يَقتُلُونَ النّبِيّينَ بِغَيرِ الحَقّ وَ كَانُوا يَقتُلُونَهُم بِغَيرِ حَقّ بِلَا جُرمٍ كَانَ مِنهُم إِلَيهِم وَ لَا إِلَي غَيرِهِمذلِكَ بِما عَصَوا ذَلِكَ الخِذلَانُ ألّذِي استَولَي عَلَيهِم حَتّي فَعَلُوا الآثَامَ التّيِ‌ مِن أَجلِهَا ضُرِبَت عَلَيهِمُ الذّلّةُ وَ المَسكَنَةُ وَ بَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللّهِ بِمَا عَصَواوَ كانُوا يَعتَدُونَيَتَجَاوَزُونَ أَمرَ اللّهِ إِلَي أَمرِ إِبلِيسَ

20-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن مُوسَي بنِ سَعدَانَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ القَاسِمِ عَن أَبِي سَعِيدٍ الخرُاَساَنيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ إِنّ القَائِمَ عَلَيهِ السّلَامُ إِذَا قَامَ بِمَكّةَ وَ أَرَادَ أَن يَتَوَجّهَ إِلَي الكُوفَةِ نَادَي مُنَادِيهِ أَلَا لَا يَحمِلُ أَحَدٌ مِنكُم طَعَاماً وَ لَا شَرَاباً وَ يَحمِلُ حَجَرَ مُوسَي بنِ عِمرَانَ وَ هُوَ وِقرُ بَعِيرٍ فَلَا يَنزِلُ مَنزِلًا إِلّا انبَعَثَ عَينٌ مِنهُ فَمَن كَانَ جَائِعاً شَبِعَ وَ مَن كَانَ ظَامِئاً روَيِ‌َ فَهُوَ زَادُهُم حَتّي يَنزِلَ النّجَفَ مِن ظَهرِ الكُوفَةِ

21-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ]أَقبَلَ رَسُولُ اللّهِ عَلَي اليَهُودِ وَ قَالَ احذَرُوا أَن يَنَالَكُم بِخِلَافِ أَمرِ اللّهِ وَ خِلَافِ كِتَابِ اللّهِ مَا أَصَابَ أَوَائِلَكُمُ الّذِينَ قَالَ اللّهُ فِيهِمفَبَدّلَ الّذِينَ ظَلَمُوا قَولًا غَيرَ ألّذِي قِيلَ لَهُم وَ أُمِرُوا بِأَن يَقُولُوهُ فَقَالَ اللّهُ تَعَالَيفَأَنزَلنا عَلَي الّذِينَ ظَلَمُوا رِجزاًعَذَاباًمِنَ السّماءِطَاعُوناً نَزَلَ بِهِم فَمَاتَ مِنهُم مِائَةٌ وَ عِشرُونَ أَلفاً ثُمّ أَخَذَهُم بَعدَ ذَلِكَ فَمَاتَ مِنهُم مِائَةٌ وَ عِشرُونَ أَلفاً أَيضاً وَ كَانَ خِلَافُهُم أَنّهُم لَمّا أَن بَلَغُوا البَابَ رَأَوا بَاباً مُرتَفِعاً فَقَالُوا مَا بَالُنَا نَحتَاجُ إِلَي أَن نَركَعَ عِندَ الدّخُولِ هَاهُنَا ظَنَنّا أَنّهُ بَابٌ مُنحَطّ لَا بُدّ مِنَ


صفحه : 186

الرّكُوعِ فِيهِ وَ هَذَا بَابٌ مُرتَفِعٌ إِلَي مَتَي يَسخَرُ بِنَا هَؤُلَاءِ يَعنُونَ مُوسَي وَ يُوشَعَ بنَ نُونٍ وَ يُسجِدُونَنَا فِي الأَبَاطِيلِ وَ جَعَلُوا أَستَاهَهُم نَحوَ البَابِ وَ قَالُوا بَدَلَ قَولِهِم حِطّةٌ ألّذِي أُمِرُوا بِهِ حطا سمقانا يَعنُونَ حِنطَةً حَمرَاءَ فَذَلِكَ تَبدِيلُهُم

تتميم قال الثعلبي‌ إن الله عز و جل وعد موسي عليه السلام أن يورثه وقومه الأرض المقدسة وهي‌ الشام و كان يسكنها الكنعانيون الجبارون وهم العمالقة من ولد عملاق بن لاوذ بن سام بن نوح وعد الله موسي أن يهلكهم ويجعل أرض الشام مساكن بني‌ إسرائيل فلما استقرت ببني‌ إسرائيل الدار بمصر أمرهم الله بالسير إلي أريحا أرض الشام وهي‌ الأرض المقدسة و قال يا موسي إني‌ قدكتبتها لكم دارا وقرارا فاخرج إليها وجاهد من فيها من العدو فإني‌ ناصركم عليهم وخذ من قومك اثني‌ عشر نقيبا من كل سبط نقيبا ليكون كفيلا علي قومه بالوفاء منهم علي ماأمروا به فاختار موسي النقباء من كل سبط نقيبا وأمره عليهم فسار موسي عليه السلام ببني‌ إسرائيل قاصدين أريحا فبعث هؤلاء النقباء إليها يتجسسون له الأخبار ويعلمون علمها وحال أهلها فلقيهم رجل من الجبارين يقال له عوج بن عناق قال ابن عمر كان طول عوج ثلاثة وعشرين ألف ذراع وثلاثمائة وثلاث


صفحه : 187

وثلاثين ذراعا وثلث ذراع بذراع الملك و كان عوج يحتجر بالسحاب ويشرب ويتناول الحوت من قرار البحر فيشويه بعين الشمس يرفعه إليها ثم يأكله . ويروي أنه أتي نوحا عليه السلام أيام الطوفان فقال له احملني‌ معك في سفينتك فقال له اذهب ياعدو الله فإني‌ لم أومر بك وطبق الماء ما علي الأرض من جبل و ماجاوز ركبتي‌ عوج وعاش عوج ثلاثة آلاف سنة حتي أهلكه الله تعالي علي يد موسي عليه السلام و كان لموسي عليه السلام عسكر فرسخ في فرسخ فجاء عوج حتي نظر إليهم ثم أتي الجبل وقور منه صخرة علي قدر العسكر ثم حملها ليطبقها عليهم فبعث الله تعالي إليه الهدهد ومعه المسن يعني‌ بمنقاره حتي قور الصخرة فانتقبت فوقعت في عنق عوج فطوقته فصرعته فأقبل موسي عليه السلام وطوله عشرة أذرع وطول عصاه عشرة أذرع ونزا في السماء عشرة أذرع فما أصاب إلاكعبه و هومصروع بالأرض فقتله قالوا فأقبلت جماعة كثيرة ومعهم الخناجر فجهدوا حتي جزوا رأسه فلما قتل وقع علي نيل مصر فجسرهم سنة قالوا وكانت أمه عنق ويقال عناق إحدي بنات آدم عليه السلام من صلبه فلما لقيهم عوج و علي رأسه حزمة حطب أخذ الاثني‌ عشر وجعلهم في حجزته وانطلق بهم إلي امرأته و قال انظري‌ إلي هؤلاء القوم الذين يزعمون أنهم


صفحه : 188

يريدون قتالنا فطرحهم بين يديها و قال أ لاأطحنهم برجلي‌ فقالت امرأته لابل خل عنهم حتي يخبروا قومهم بما رأوا ففعل ذلك فجعلوا يتعرفون أحوالهم و كان لايحمل عنقود عنبهم إلاخمسة أنفس بالخشب ويدخل في شطر الرمانة إذانزع حبها خمسة أنفس أوأربعة فلما خرجوا قال بعضهم لبعض ياقوم إنكم إن أخبرتم بني‌ إسرائيل خبر القوم شكوا وارتدوا عن نبي‌ الله ولكن اكتموا شأنهم وأخبروا موسي وهارون فيريان فيه رأيهما فأخذ بعضهم علي بعض الميثاق بذلك ثم انصرفوا إلي موسي عليه السلام بعدأربعين يوما وجاءوا بحبة من عنبهم وقر رجل وأخبروا بما رأوا ثم إنهم نكثوا العهد وجعل كل واحد منهم ينهي سبطه وقريبه عن قتالهم ويخبرهم بما رأوا من حالهم إلارجلان منهم وفيا بما قالا يوشع بن نون وكالب بن يوفنا ختن موسي عليه السلام علي أخته مريم فلما سمع القوم ذلك من الجواسيس رفعوا أصواتهم بالبكاء وقالوا ياليتنا متنا في أرض مصر وليتنا نموت في هذه البرية و لايدخلنا الله القرية فتكون نساؤنا وأولادنا وأثقالنا غنيمة لهم وجعل الرجل يقول لأصحابه تعالوا نجعل علينا رأسا وننصرف إلي مصر فذلك قوله تعالي إخبارا عنهم قالُوا يا مُوسي إِنّ فِيها قَوماً جَبّارِينَ قال قتادة كانت لهم أجسام طويلة وخلقة عجيبة ليست لغيرهم وَ إِنّا لَن نَدخُلَها حَتّي يَخرُجُوا مِنها فَإِن يَخرُجُوا مِنها فَإِنّا داخِلُونَ فقال لهم موسي ادخُلُوا الأَرضَ المُقَدّسَةَ التّيِ‌ كَتَبَ اللّهُ لَكُم فإن الله عز و جل سيفتحها عليكم و إن ألذي أنجاكم وفلق البحر هو ألذي يظهركم عليهم فلم يقبلوا وردوا عليه أمره وهموا بالانصراف إلي مصر فخرق يوشع وكالب ثيابهما وهما اللذان أخبر الله عز و جل عنهما في قوله قالَ رَجُلانِ مِنَ الّذِينَ يَخافُونَ أَنعَمَ اللّهُ عَلَيهِمَابالتوفيق والعصمةادخُلُوا عَلَيهِمُ البابَيعني‌ قرية الجبارين فَإِذا دَخَلتُمُوهُ فَإِنّكُم غالِبُونَلأن الله عز و جل منجز وعده وإنا رأيناهم وخبرناهم فكانت أجسامهم قوية وقلوبهم ضعيفة فلاتخشوهم وَ عَلَي اللّهِ فَتَوَكّلُوا إِن كُنتُم مُؤمِنِينَفأراد بنو إسرائيل أن يرجموهما بالحجارة وعصرهما وقالوايا مُوسي إِنّا لَن نَدخُلَها أَبَداً ما دامُوا فِيها فَاذهَب أَنتَ وَ رَبّكَ فَقاتِلا إِنّا هاهُنا قاعِدُونَفغضب موسي ودعا عليهم فقال رَبّ إنِيّ‌ لا أَملِكُ إِلّا نفَسيِ‌ وَ أخَيِ‌ فَافرُق بَينَنا وَ بَينَ القَومِ الفاسِقِينَ أي فاقض وافصل بيننا و بين القوم


صفحه : 189

العاصين وكانت عجلة عجلها موسي عليه السلام فظهر الغمام علي باب قبة الزمر فأوحي الله تعالي إلي موسي عليه السلام إلي متي يعصيني‌ هذاالشعب و إلي متي لايصدقون بالآيات لأهلكنهم جميعا ولأجعلن لك شعبا أقوي وأكثر منهم . فقال موسي إلهي‌ لوأنك قتلت هذاالشعب كلهم كرجل واحد لقالت الأمم الذين سمعوا إنما قتل هذاالشعب من أجل أنه لم يستطع أن يدخلهم الأرض المقدسة فقتلهم في البرية وإنك طويل صبرك كثيرة نعمتك و أنت تغفر الذنوب وتحفظ الآباء علي الأبناء والأبناء علي الآباء فاغفر لهم و لاتوبقهم فقال الله عز و جل قدغفرت لهم بكلمتك ولكن بعد ماسميتهم فاسقين ودعوت عليهم بي‌ حلفت لأحرمن عليهم دخول الأرض المقدسة غيرعبدي‌ يوشع وكالب ولأتيهنهم في هذه البرية أربعين سنة مكان كل يوم من الأيام التي‌ تجسسوا فيهاسنة وكانت أربعين يوما ولنلقين جيفهم في هذه القفار و أمابنوهم الذين لم يعلموا الخير والشر فإنهم يدخلون الأرض المقدسة فذلك قوله تعالي فَإِنّها مُحَرّمَةٌ عَلَيهِم أَربَعِينَ سَنَةً في ستة فراسخ وكانوا ستمائة ألف مقاتل فكانوا يسيرون كل يوم جادين حتي إذاأمسوا وباتوا فإذاهم في الموضع ألذي ارتحلوا منه ومات النقباء العشرة الذين أفشوا الخبر بغتة و كل من دخل التيه ممن جاوز عشرين سنة مات في التيه غيريوشع وكالب و لم يدخل أريحا أحد ممن قالواإِنّا لَن نَدخُلَها أَبَداً فلما هلكوا وانقضت الأربعون السنة ونشأت النواشي‌ من ذراريهم ساروا إلي حرب الجبارين وفتح الله لهم


صفحه : 190

في ذكر النعم التي‌ أنعم الله تعالي علي بني‌ إسرائيل في التيه قال الله سبحانه يا بنَيِ‌ إِسرائِيلَ اذكُرُوا نعِمتَيِ‌َ التّيِ‌ أَنعَمتُ عَلَيكُم أي علي أجدادكم وأسلافكم و ذلك أن الله سبحانه و تعالي فلق البحر لهم وأنجاهم من فرعون وأهلك عدوهم وأورثهم ديارهم وأموالهم وأنزل عليهم التوراة فيهابيان كل شيءيحتاجون إليه وأعطاهم ماأعطاهم في التيه و ذلك أنهم قالوا لموسي في التيه أهلكتنا وأخرجتنا من العمران والبنيان إلي مفازة لاظل فيها و لاكن فأنزل الله تعالي عليهم غماما أبيض رقيقا و ليس بغمام المطر أرق وأطيب وأبرد منه فأظلهم و كان يسير معهم إذاساروا ويدوم عليهم من فوقهم إذانزلوا فذلك قوله تعالي وَ ظَلّلنا عَلَيكُمُ الغَمامَيعني‌ في التيه تقيكم من حر الشمس ومنها أنه جعل لهم عمودا من نور يضي‌ء لهم بالليل إذا لم يكن ضوء القمر فقالوا هذاالظل والنور قدحصل فأين الطعام فأنزل الله تعالي عليهم المن واختلفوا فيه فقال مجاهد هو شيءكالصمغ كان يقع علي الأشجار وطعمه كالشهد و قال الضحاك هوالترنجبين و قال وهب هوالخبز الرقاق و قال السدي‌ هوعسل كان يقع علي الشجر من الليل فيأكلون منه و قال عكرمة هو شيءأنزله الله عليهم مثل الرب الغليظ و قال الزجاج جملة المن مايمن الله به مما لاتعب فيه و لانصب كَقَولِ النّبِيّص الكَمأَةُ مِنَ المَنّ وَ مَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلعَينِ

.قالوا و كان ينزل عليهم هذاالمن كل ليلة يقع علي أشجارهم مثل الثلج لكل إنسان منهم صاع كل ليلة فقالوا يا موسي قتلنا هذاالمن حلاوته فادع لنا ربك يطعمنا اللحم فدعا موسي عليه السلام فأنزل الله عليهم السلوي


صفحه : 191

واختلفوا فيه فقال ابن عباس وأكثر الناس هوطائر يشبه السماني‌ و قال أبوالعالية ومقاتل هي‌ طير حمر بعث الله سبحانه سحابة فمطرت السماني‌ عليهم في عرض ميل وقدر طول رمح في السماء بعضها علي بعض وكانت السماء تمطر عليهم ذلك وقيل كانت طيرا مثل فراخ الحمام طيبا وسمنا قدتمعط ريشها وزغبها فكانت الريح تأتي‌ بهاإليهم فيصبحون و هو في معسكرهم وقيل إنها طير كانت تأتيهم فتسترسل لهم فيأخذونها بأيديهم و قال عكرمة هي‌ طير تكون بالهند أكبر من العصفور وقيل هوالعسل بلغة كنانة فكان الله تعالي يرسل عليهم المن والسلوي فيأخذ كل واحد منهما مايكفيه يوما وليلة فإذا كان يوم الجمعة أخذ مايكفيه يومين لأنه لم يكن ينزل عليهم يوم السبت فذلك قوله تعالي وَ أَنزَلنا عَلَيكُمُ المَنّ وَ السّلوي كُلُوا أي وقلنا لهم كلوامِن طَيّباتِحلالات ما رَزَقناكُم و لاتدخروا لغد فخبوا لغد وتدود وفسد ماادخروا وقطع الله عنهم ذلك قال الله تعالي وَ ما ظَلَمُونا أي مايضرونا بالمعصية ومخالفة الأمروَ لكِن كانُوا أَنفُسَهُم يَظلِمُونَيضرون باستيجابهم قطع مادة الرزق ألذي كان ينزل عليهم بلا مئونة و لامشقة في الدنيا و لاحساب و لاتبعة في العقبي ومنها أنهم عطشوا في التيه فقالوا يا موسي من أين لنا الشراب فاستسقي لهم موسي عليه السلام فأوحي الله سبحانه إليه أَنِ اضرِب بِعَصاكَ الحَجَرَ واختلف العلماء فيه فقال وهب كان موسي عليه السلام يقرع لهم أقرب حجر من عرض الحجارة فتنفجر عيونا لكل سبط عين وكانوا اثني‌ عشر سبطا ثم تسيل كل عين في جدول إلي سبط فقالوا إن فقد موسي عصاه متنا عطشا فأوحي الله عز و جل إلي موسي لاتقرعن الحجارة بالعصا ولكن كلمها تطعك لعلهم يعتبرون و كان يفعل ذلك فقالوا كيف بنا لوأفضينا إلي الوحل و إلي الأرض التي‌ ليست فيهاحجارة فأمر موسي فحمل معه حجرا فحيث مانزلوا ألقاه .


صفحه : 192

و قال الآخرون كان حجرا مخصوصا بعينه والدليل عليه قوله الحجر فأدخل الألف واللام للتعريف والتخصيص مثل قولك رأيت الرجل . ثم اختلفوا في ذلك الحجر ما هو فقال ابن عباس كان حجرا خفيفا مربعا مثل رأس الرجل أمر أن يحمله فكان يضع في مخلاته فإذااحتاجوا إلي الماء ألفاه وضربه بعصاه فسقاهم و قال أبوروق كان الحجر من الكدان و هوحجارة رخوة كالمدر و كان فيه اثنتا عشرة حفرة ينبع من كل حفرة عين ماء عذب فيأخذونه فإذافرغوا وأراد موسي حمله ضربه بعصاه فيذهب الماء و كان يسقي‌ كل يوم ستمائة ألف . ومنها أنهم قالوا لموسي في التيه من أين لنا اللباس فجدد الله لهم ثيابهم التي‌ كانت عليهم حتي لاتزيد علي كرور الأيام ومرور الأعوام إلاجدة وطراوة و لاتخلق و لاتبلي وتنمو علي صبيانهم كماينمون انتهي .أقول لايخفي عليك مما أوردنا في تلك الأبواب أن موسي وهارون عليهما السلام لم يخرجا من التيه و أن حجر موسي عليه السلام كان حجرا مخصوصا و هو عندقائمنا عليه السلام وسيأتي‌ الأخبار في ذلك في كتاب الغيبة. وروي الثعلبي‌ عن وهب بن منبه قال أوحي الله تعالي إلي موسي أن يتخذ مسجدا لجماعتهم وبيت المقدس للتوراة ولتابوت السكينة وقبابا للقربان و أن يجعل لذلك المسجد سرادقات ظاهرها وباطنها من الجلود الملبسة عليها وتكون تلك الجلود من جلود ذبائح القربان وحبالها التي‌ تمد بها من أصواف تلك الذبائح وعهد أن لاتغزل تلك الحبال حائض و أن لايدبغ تلك الجلود جنب وأمره أن ينصب تلك السرادقات علي عمد من نحاس طول كل عمود منها أربعون ذراعا ويجعل منه اثني‌ عشر قسما مشرحا


صفحه : 193

فإذاانقضي وصار اثني‌ عشر جزءا حمل كل جزء بما فيه من العمد سبط من أسباط بني‌ إسرائيل وأمره أن يجعل سعة تلك السرادقات ستمائة ذراع في ستمائة ذراع و أن ينصب فيه سبع قباب ستة منها مشبكة بقضبان الذهب والفضة كل واحدة منهن منصوبة علي عمود من فضة طوله أربعون ذراعا وعليها أربعة دسوت ثياب الباطن منها سندس أخضر والثاني‌ أرجوان أحمر والثالث ديباج والرابع من جلود القربان وقاية لها من المطر والغبار وحبالها التي‌ تمد بها من صوف القربان و أن يجعل سعتها أربعين ذراعا و أن ينصب في جوفها موائد من فضة مربعة يوضع عليها القربان سعة كل مائدة منهن ذراع في أربعة أذرع كل مائدة علي أربع قوائم من فضة طول كل قائمة ثلاثة أذرع لاينال الرجل منها إلاقائما وأمره أن ينصب بيت القدس علي عمود من ذهب طوله سبعون ذراعا و أن يضعه علي سبيكة من ذهب طوله سبعون ذراعا مرصع بألوان الجواهر و أن يجعل أسفله مشبكا بقضبان الذهب والفضة و أن يجعل حبالها التي‌ تمد بها من صوف القربان مصبوغا بألوان من أحمر وأصفر وأخضر و أن يلبسه سبعة من الجلال الباطن منها سندس أخضر والثاني‌ أرجوان أحمر والثالث أبيض وأصفر من الحرير وسائرها من الديباج والوشي‌ والظاهر غاشية له من جلود القربان وقاية من الأذي والندي وأمره أن يجعل سعته سبعين ذراعا و أن يفرش القباب بالقز الأحمر فأمره أن ينصب فيه تابوتا من ذهب لتابوت الميثاق مرصعا بألوان الجواهر والياقوت الأحمر والأكهب والزمرد


صفحه : 194

الأخضر وقوائمه من ذهب و أن يجعل سعته تسعة أذرع في أربعة أذرع وسمكه قامة موسي و أن يجعل له أربعة أبواب باب يدخل منه الملائكة و باب يدخل منه موسي بن عمران عليه السلام و باب يدخل منه هارون عليه السلام و باب يدخل منه أولاد هارون وهم سدنة ذلك البيت وخزان التابوت وأمر الله سبحانه نبيه موسي عليه السلام أن يأخذ من كل محتلم فصاعدا من بني‌ إسرائيل مثقالا من ذهب فينفقه علي هذاالبيت و ما فيه و أن يجعل باقي‌ المال ألذي يحتاج من ذلك من الحلي‌ والأموال التي‌ ورثها موسي وأصحابه من فرعون وقومه ففعل موسي ذلك فبلغ عدد رجال بني‌ إسرائيل ستمائة ألف وسبعمائة وثمانين رجلا فأخذ منهم ذلك المال فأوحي الله عز و جل إلي موسي عليه السلام أني‌ منزل عليك من السماء نارا لادخان لها و لاتحرق شيئا و لاتنطفئ أبدا لتأكل القرابين المتقبلة ولتسرج منها القناديل التي‌ في بيت المقدس وهي‌ من ذهب معلقة بسلاسل من ذهب منظومة باليواقيت واللئالي‌ وأنواع الجواهر وأمره أن يضع في وسط البيت صخرة عظيمة من رخام وينقر فيهانقرة لتكون كانون تلك النار التي‌ تنزل فيها من السماء فدعا موسي أخاه هارون فقال إن الله قداصطفاني‌ بنار ينزلها من السماء لتأكل القرابين المقبولة وليسرج منها في بيت المقدس وأوصاني‌ بها وإني‌ قداصطفيتك لها وأوصيك بهافدعا هارون ابنيه و قال لهما إن الله تعالي قداصطفي موسي بأمر وأوصاه به وإنه اصطفاني‌ له وأوصاني‌ به وإني‌ قداصطفيتكما له وأوصيكما به و كان أولاد هارون هم الذين يلون


صفحه : 195

سدانة بيت القدس وأمر القربان والنيران .بيان كما أن سدانة بيت القدس والنار التي‌ نزلت من السماء ومعابد بني‌ إسرائيل كانت لأولاد هارون عليه السلام فكذلك سدانة الكعبة وبيوت العلم والحكمة وأنوار العلم والمعرفة التي‌ نزلت من السماء و لم يكن فيهادخان الشك والشبهة ومثل الله بها في آية النور لأولاد أمير المؤمنين عليه السلام ألذي هو من النبي ص كهارون من موسي سُنّةَ اللّهِ التّيِ‌ قَد خَلَت مِن قَبلُ وَ لَن تَجِدَ لِسُنّةِ اللّهِ تَبدِيلًا

باب 7-نزول التوراة وسؤال الرؤية وعبادة العجل و مايتعلق بها

الآيات البقرةوَ إِذ واعَدنا مُوسي أَربَعِينَ لَيلَةً ثُمّ اتّخَذتُمُ العِجلَ مِن بَعدِهِ وَ أَنتُم ظالِمُونَ ثُمّ عَفَونا عَنكُم مِن بَعدِ ذلِكَ لَعَلّكُم تَشكُرُونَ وَ إِذ آتَينا مُوسَي الكِتابَ وَ الفُرقانَ لَعَلّكُم تَهتَدُونَ وَ إِذ قالَ مُوسي لِقَومِهِ يا قَومِ إِنّكُم ظَلَمتُم أَنفُسَكُم بِاتّخاذِكُمُ العِجلَ فَتُوبُوا إِلي بارِئِكُم فَاقتُلُوا أَنفُسَكُم ذلِكُم خَيرٌ لَكُم عِندَ بارِئِكُم فَتابَ عَلَيكُم إِنّهُ هُوَ التّوّابُ الرّحِيمُ وَ إِذ قُلتُم يا مُوسي لَن نُؤمِنَ لَكَ حَتّي نَرَي اللّهَ جَهرَةً فَأَخَذَتكُمُ الصّاعِقَةُ وَ أَنتُم تَنظُرُونَ ثُمّ بَعَثناكُم مِن بَعدِ مَوتِكُم لَعَلّكُم تَشكُرُونَ و قال تعالي البقرةوَ إِذ أَخَذنا مِيثاقَكُم وَ رَفَعنا فَوقَكُمُ الطّورَ خُذُوا ما آتَيناكُم بِقُوّةٍ وَ اذكُرُوا ما فِيهِ لَعَلّكُم تَتّقُونَ ثُمّ تَوَلّيتُم مِن بَعدِ ذلِكَ فَلَو لا فَضلُ اللّهِ عَلَيكُم وَ رَحمَتُهُ لَكُنتُم مِنَ الخاسِرِينَ و قال تعالي البقرةوَ لَقَد جاءَكُم مُوسي بِالبَيّناتِ ثُمّ اتّخَذتُمُ العِجلَ مِن بَعدِهِ وَ أَنتُم ظالِمُونَ وَ إِذ أَخَذنا مِيثاقَكُم وَ رَفَعنا فَوقَكُمُ الطّورَ خُذُوا ما آتَيناكُم بِقُوّةٍ وَ اسمَعُوا قالُوا


صفحه : 196

سَمِعنا وَ عَصَينا وَ أُشرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ العِجلَ بِكُفرِهِم قُل بِئسَما يَأمُرُكُم بِهِ إِيمانُكُم إِن كُنتُم مُؤمِنِينَالنساءيَسئَلُكَ أَهلُ الكِتابِ أَن تُنَزّلَ عَلَيهِم كِتاباً مِنَ السّماءِ فَقَد سَأَلُوا مُوسي أَكبَرَ مِن ذلِكَ فَقالُوا أَرِنَا اللّهَ جَهرَةً فَأَخَذَتهُمُ الصّاعِقَةُ بِظُلمِهِم ثُمّ اتّخَذُوا العِجلَ مِن بَعدِ ما جاءَتهُمُ البَيّناتُ فَعَفَونا عَن ذلِكَ وَ آتَينا مُوسي سُلطاناً مُبِيناً وَ رَفَعنا فَوقَهُمُ الطّورَ بِمِيثاقِهِم وَ قُلنا لَهُمُ ادخُلُوا البابَ سُجّداً وَ قُلنا لَهُم لا تَعدُوا فِي السّبتِ وَ أَخَذنا مِنهُم مِيثاقاً غَلِيظاًالمائدةوَ لَقَد أَخَذَ اللّهُ مِيثاقَ بنَيِ‌ إِسرائِيلَ وَ بَعَثنا مِنهُمُ اثنيَ‌ عَشَرَ نَقِيباً وَ قالَ اللّهُ إنِيّ‌ مَعَكُم لَئِن أَقَمتُمُ الصّلاةَ وَ آتَيتُمُ الزّكاةَ وَ آمَنتُم برِسُلُيِ‌ وَ عَزّرتُمُوهُم وَ أَقرَضتُمُ اللّهَ قَرضاً حَسَناً لَأُكَفّرَنّ عَنكُم سَيّئاتِكُم وَ لَأُدخِلَنّكُم جَنّاتٍ تجَريِ‌ مِن تَحتِهَا الأَنهارُ فَمَن كَفَرَ بَعدَ ذلِكَ مِنكُم فَقَد ضَلّ سَواءَ السّبِيلِ و قال تعالي المائدةإِنّا أَنزَلنَا التّوراةَ فِيها هُديً وَ نُورٌ يَحكُمُ بِهَا النّبِيّونَ الّذِينَ أَسلَمُوا لِلّذِينَ هادُوا وَ الرّبّانِيّونَ وَ الأَحبارُ بِمَا استُحفِظُوا مِن كِتابِ اللّهِ وَ كانُوا عَلَيهِ شُهَداءَالأعراف وَ واعَدنا مُوسي ثَلاثِينَ لَيلَةً وَ أَتمَمناها بِعَشرٍ فَتَمّ مِيقاتُ رَبّهِ أَربَعِينَ لَيلَةً وَ قالَ مُوسي لِأَخِيهِ هارُونَ اخلفُنيِ‌ فِي قوَميِ‌ وَ أَصلِح وَ لا تَتّبِع سَبِيلَ المُفسِدِينَ وَ لَمّا جاءَ مُوسي لِمِيقاتِنا وَ كَلّمَهُ رَبّهُ قالَ رَبّ أرَنِيِ‌ أَنظُر إِلَيكَ قالَ لَن ترَانيِ‌ وَ لكِنِ انظُر إِلَي الجَبَلِ فَإِنِ استَقَرّ مَكانَهُ فَسَوفَ ترَانيِ‌ فَلَمّا تَجَلّي رَبّهُ لِلجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّا وَ خَرّ مُوسي صَعِقاً فَلَمّا أَفاقَ قالَ سُبحانَكَ تُبتُ إِلَيكَ وَ أَنَا أَوّلُ المُؤمِنِينَ قالَ يا مُوسي إنِيّ‌ اصطَفَيتُكَ عَلَي النّاسِ برِسِالاتيِ‌ وَ بكِلَاميِ‌ فَخُذ ما آتَيتُكَ وَ كُن مِنَ الشّاكِرِينَ وَ كَتَبنا لَهُ فِي الأَلواحِ مِن كُلّ شَيءٍ مَوعِظَةً وَ تَفصِيلًا لِكُلّ شَيءٍ فَخُذها بِقُوّةٍ وَ أمُر قَومَكَ يَأخُذُوا بِأَحسَنِها سَأُرِيكُم دارَ الفاسِقِينَ و قال تعالي الأعراف وَ اتّخَذَ قَومُ مُوسي مِن بَعدِهِ مِن حُلِيّهِم عِجلًا جَسَداً لَهُ خُوارٌ أَ لَم يَرَوا أَنّهُ لا يُكَلّمُهُم وَ لا يَهدِيهِم سَبِيلًا اتّخَذُوهُ وَ كانُوا ظالِمِينَ وَ لَمّا سُقِطَ فِي أَيدِيهِم وَ رَأَوا أَنّهُم قَد ضَلّوا قالُوا لَئِن لَم يَرحَمنا رَبّنا وَ يَغفِر لَنا لَنَكُونَنّ مِنَ الخاسِرِينَ وَ لَمّا رَجَعَ مُوسي إِلي قَومِهِ غَضبانَ


صفحه : 197

أَسِفاً قالَ بِئسَما خلَفَتمُوُنيِ‌ مِن بعَديِ‌ أَ عَجِلتُم أَمرَ رَبّكُم وَ أَلقَي الأَلواحَ وَ أَخَذَ بِرَأسِ أَخِيهِ يَجُرّهُ إِلَيهِ قالَ ابنَ أُمّ إِنّ القَومَ استضَعفَوُنيِ‌ وَ كادُوا يقَتلُوُننَيِ‌ فَلا تُشمِت بيِ‌َ الأَعداءَ وَ لا تجَعلَنيِ‌ مَعَ القَومِ الظّالِمِينَ قالَ رَبّ اغفِر لِي وَ لأِخَيِ‌ وَ أَدخِلنا فِي رَحمَتِكَ وَ أَنتَ أَرحَمُ الرّاحِمِينَ إِنّ الّذِينَ اتّخَذُوا العِجلَ سَيَنالُهُم غَضَبٌ مِن رَبّهِم وَ ذِلّةٌ فِي الحَياةِ الدّنيا وَ كَذلِكَ نجَزيِ‌ المُفتَرِينَ وَ الّذِينَ عَمِلُوا السّيّئاتِ ثُمّ تابُوا مِن بَعدِها وَ آمَنُوا إِنّ رَبّكَ مِن بَعدِها لَغَفُورٌ رَحِيمٌ وَ لَمّا سَكَتَ عَن مُوسَي الغَضَبُ أَخَذَ الأَلواحَ وَ فِي نُسخَتِها هُديً وَ رَحمَةٌ لِلّذِينَ هُم لِرَبّهِم يَرهَبُونَ وَ اختارَ مُوسي قَومَهُ سَبعِينَ رَجُلًا لِمِيقاتِنا فَلَمّا أَخَذَتهُمُ الرّجفَةُ قالَ رَبّ لَو شِئتَ أَهلَكتَهُم مِن قَبلُ وَ إيِاّي‌َ أَ تُهلِكُنا بِما فَعَلَ السّفَهاءُ مِنّا إِن هيِ‌َ إِلّا فِتنَتُكَ تُضِلّ بِها مَن تَشاءُ وَ تهَديِ‌ مَن تَشاءُ أَنتَ وَلِيّنا فَاغفِر لَنا وَ ارحَمنا وَ أَنتَ خَيرُ الغافِرِينَ وَ اكتُب لَنا فِي هذِهِ الدّنيا حَسَنَةً وَ فِي الآخِرَةِ إِنّا هُدنا إِلَيكَ قالَ عذَابيِ‌ أُصِيبُ بِهِ مَن أَشاءُ وَ رحَمتَيِ‌ وَسِعَت كُلّ شَيءٍ فَسَأَكتُبُها لِلّذِينَ يَتّقُونَ وَ يُؤتُونَ الزّكاةَ وَ الّذِينَ هُم بِآياتِنا يُؤمِنُونَ

و قال تعالي الأعراف وَ إِذ نَتَقنَا الجَبَلَ فَوقَهُم كَأَنّهُ ظُلّةٌ وَ ظَنّوا أَنّهُ واقِعٌ بِهِم خُذُوا ما آتَيناكُم بِقُوّةٍ وَ اذكُرُوا ما فِيهِ لَعَلّكُم تَتّقُونَطه يا بنَيِ‌ إِسرائِيلَ قَد أَنجَيناكُم مِن عَدُوّكُم وَ واعَدناكُم جانِبَ الطّورِ الأَيمَنَ وَ نَزّلنا عَلَيكُمُ المَنّ وَ السّلوي كُلُوا مِن طَيّباتِ ما رَزَقناكُم وَ لا تَطغَوا فِيهِ فَيَحِلّ عَلَيكُم غضَبَيِ‌ وَ مَن يَحلِل عَلَيهِ غضَبَيِ‌ فَقَد هَوي وَ إنِيّ‌ لَغَفّارٌ لِمَن تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمّ اهتَدي وَ ما أَعجَلَكَ عَن قَومِكَ يا مُوسي قالَ هُم أُولاءِ عَلي أثَرَيِ‌ وَ عَجِلتُ إِلَيكَ رَبّ لِتَرضي قالَ فَإِنّا قَد فَتَنّا قَومَكَ مِن بَعدِكَ وَ أَضَلّهُمُ الساّمرِيِ‌ّ فَرَجَعَ مُوسي إِلي قَومِهِ غَضبانَ أَسِفاً قالَ يا قَومِ أَ لَم يَعِدكُم رَبّكُم وَعداً حَسَناً أَ فَطالَ عَلَيكُمُ العَهدُ أَم أَرَدتُم أَن يَحِلّ عَلَيكُم غَضَبٌ مِن رَبّكُم فَأَخلَفتُم موَعدِيِ‌ قالُوا ما أَخلَفنا مَوعِدَكَ بِمَلكِنا وَ لكِنّا حُمّلنا أَوزاراً مِن زِينَةِ القَومِ فَقَذَفناها فَكَذلِكَ أَلقَي الساّمرِيِ‌ّ فَأَخرَجَ لَهُم عِجلًا جَسَداً لَهُ خُوارٌ فَقالُوا هذا إِلهُكُم وَ إِلهُ مُوسي فنَسَيِ‌َ أَ فَلا يَرَونَ أَلّا يَرجِعُ إِلَيهِم قَولًا وَ لا يَملِكُ لَهُم ضَرّا وَ لا نَفعاً وَ لَقَد قالَ لَهُم هارُونُ مِن قَبلُ يا قَومِ إِنّما فُتِنتُم بِهِ وَ إِنّ رَبّكُمُ الرّحمنُ فاَتبّعِوُنيِ‌ وَ أَطِيعُوا أمَريِ‌ قالُوا لَن نَبرَحَ عَلَيهِ عاكِفِينَ حَتّي يَرجِعَ إِلَينا مُوسي قالَ


صفحه : 198

يا هارُونُ ما مَنَعَكَ إِذ رَأَيتَهُم ضَلّوا أَلّا تَتّبِعَنِ أَ فَعَصَيتَ أمَريِ‌ قالَ يَا بنَ أُمّ لا تَأخُذ بلِحِيتَيِ‌ وَ لا برِأَسيِ‌ إنِيّ‌ خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرّقتَ بَينَ بنَيِ‌ إِسرائِيلَ وَ لَم تَرقُب قوَليِ‌ قالَ فَما خَطبُكَ يا سامرِيِ‌ّ قالَ بَصُرتُ بِما لَم يَبصُرُوا بِهِ فَقَبَضتُ قَبضَةً مِن أَثَرِ الرّسُولِ فَنَبَذتُها وَ كَذلِكَ سَوّلَت لِي نفَسيِ‌ قالَ فَاذهَب فَإِنّ لَكَ فِي الحَياةِ أَن تَقُولَ لا مِساسَ وَ إِنّ لَكَ مَوعِداً لَن تُخلَفَهُ وَ انظُر إِلي إِلهِكَ ألّذِي ظَلتَ عَلَيهِ عاكِفاً لَنُحَرّقَنّهُ ثُمّ لَنَنسِفَنّهُ فِي اليَمّ نَسفاً إِنّما إِلهُكُمُ اللّهُ ألّذِي لا إِلهَ إِلّا هُوَ وَسِعَ كُلّ شَيءٍ عِلماًالقصص وَ لَقَد آتَينا مُوسَي الكِتابَ مِن بَعدِ ما أَهلَكنَا القُرُونَ الأُولي بَصائِرَ لِلنّاسِ وَ هُديً وَ رَحمَةً لَعَلّهُم يَتَذَكّرُونَالطوروَ الطّورِ وَ كِتابٍ مَسطُورٍ فِي رَقّ مَنشُورٍالنجم أَم لَم يُنَبّأ بِما فِي صُحُفِ مُوسي وَ اِبراهِيمَ ألّذِي وَفّي أَلّا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزرَ أُخري وَ أَن لَيسَ لِلإِنسانِ إِلّا ما سَعيالأعلي إِنّ هذا لفَيِ‌ الصّحُفِ الأُولي صُحُفِ اِبراهِيمَ وَ مُوسيتفسير قال الطبرسي‌وَ إِذ واعَدنا مُوسي أن نؤتيه الألواح علي رأس أربعين ليلة أو عندانقضاء أربعين ليلة قال المفسرون لماعاد بنو إسرائيل إلي مصر بعدإنجائهم من البحر وهلاك فرعون وقومه وعدهم الله إنزال التوراة والشرائع فخلف موسي أصحابه واستخلف عليهم هارون فمكث علي الطورأَربَعِينَ لَيلَةً وأنزل عليه التوراة في الألواح ثُمّ اتّخَذتُمُ العِجلَإلهامِن بَعدِهِ أي من بعدغيبة موسي أو من بعدوعد الله إياكم بالتوراة أو من بعدغرق فرعون و مارأيتم من الآيات وَ أَنتُم ظالِمُونَ أي مضرون بأنفسكم وَ الفُرقانَهي‌ التوراة أيضا أوانفراق البحر أوالفرق بين الحلال والحرام إِلي بارِئِكُم أي خالقكم ومنشئكم فَاقتُلُوا أَنفُسَكُم أي ليقتل بعضكم بعضا بقتل البري‌ء المجرم وقيل أي استسلموا للقتل واختلفوا في المأمور بالقتل فروي‌ أن موسي عليه السلام أمرهم أن يقوموا صفين فاغتسلوا ولبسوا أكفانهم وجاء هارون باثني‌ عشر ألفا ممن لم يعبد العجل ومعهم الشفار المرهفة وكانوا


صفحه : 199

يقتلونهم فلما قتلوا سبعين ألفا تاب الله علي الباقين وجعل قتل الماضين شهادة لهم وقيل إن السبعين الذين كانوا مع موسي في الطور هم الذين قتلوا ممن عبدالعجل سبعين ألفا وقيل إنهم قاموا صفين فجعل يطعن بعضهم بعضا حتي قتلوا سبعين ألفا وقيل غشيتهم ظلمة شديدة فجعل بعضهم يقتل بعضا ثم انجلت الظلمة فأجلوا عن سبعين ألف قتيل وروي‌ أن موسي وهارون وقفا يدعوان الله ويتضرعان إليه وهم يقتل بعضهم بعضا حتي نزل الوحي‌ برفع القتل وقبلت توبة من بقي‌ وذكر ابن جريح أن السبب في أمرهم بقتل أنفسهم أن الله علم أن ناسا منهم ممن لم يعبدوا العجل لم ينكروا عليهم ذلك مخافة القتل مع علمهم بأن العجل باطل فلذلك ابتلاهم الله بأن يقتل بعضهم بعضاذلِكُم خَيرٌ لَكُمإشارة إلي التوبة مع القتل لأنفسهم .لَن نُؤمِنَ لَكَ أي لن نصدقك في أنك نبي‌حَتّي نَرَي اللّهَ جَهرَةً أي علانية فيخبرنا بذلك أو لانصدقك فيما تخبر به من صفات الله تعالي وقيل إنه لماجاءهم بالألواح قالوا ذلك وقيل إن جهرة صفة لخطابهم لموسي إنهم جهروا به وأعلنوه فَأَخَذَتكُمُ الصّاعِقَةُ أي الموت وَ أَنتُم تَنظُرُونَ إلي أسباب الموت وقيل إلي النار واستدل البلخي‌ بها علي عدم جواز الرؤية علي الله تعالي ويؤكده قوله فَقَد سَأَلُوا مُوسي أَكبَرَ مِن ذلِكَ فَقالُوا أَرِنَا اللّهَ جَهرَةً وتدل هذه الآية علي أن قول موسي عليه السلام رَبّ أرَنِيِ‌ أَنظُر إِلَيكَ كان سؤالا لقومه لأنه لاخلاف بين أهل التوراة أن موسي عليه السلام لم يسأل الرؤية إلادفعة واحدة وهي‌ التي‌ سألها لقومه ثُمّ بَعَثناكُم مِن بَعدِ مَوتِكُم أي أحييناكم لاستكمال آجالكم وقيل إنهم سألوا بعدالإفاقة أن يبعثوا أنبياء فبعثهم الله أنبياء فالمعني بعثناكم أنبياء.


صفحه : 200

وأجمع المفسرون إلاشرذمة يسيرة أن الله تعالي لم يكن أمات موسي عليه السلام كماأمات قومه ولكن غشي‌ عليه بدلالة قوله تعالي فَلَمّا أَفاقَ واستدل بها علي جواز الرجعة.وَ إِذ أَخَذنا مِيثاقَكُمباتباع موسي والعمل بالتوراةوَ رَفَعنا فَوقَكُمُ الطّورَ قال أبوزيد هذاحين رجع موسي من الطور فأتي بالألواح فقال لقومه جئتكم بالألواح و فيهاالتوراة والحلال والحرام فاعملوا بهاقالوا و من يقبل قولك فأرسل الله الملائكة حتي نتقوا الجبل فوق رءوسهم فقال موسي عليه السلام إن قبلتم ماأتيتكم به و إلاأرسل الجبل عليكم فأخذوا التوراة وسجدوا لله تعالي ملاحظين إلي الجبل فمن ثم يسجد اليهود علي أحد شقي‌ وجوههم قيل و هذا هومعني أخذ الميثاق لأن في هذه الحال قيل لهم خُذُوا ما آتَيناكُم بِقُوّةٍيعني‌ التوراة بجد ويقين وَ رَوَي العيَاّشيِ‌ّ أَنّهُ سُئِلَ الصّادِقُ عَلَيهِ السّلَامُ عَن قَولِ اللّهِ تَعَالَيخُذُوا ما آتَيناكُم بِقُوّةٍ أَ بِقُوّةٍ بِالأَبدَانِ أَو بِقُوّةٍ بِالقَلبِ فَقَالَ بِهِمَا جَمِيعاً

.وَ اذكُرُوا ما فِيهِالضمير لماآتينا أي احفظوا ما في التوراة من الحلال والحرام و لاتنسوه وقيل اذكروا ما في تركه من العقوبة و هوالمروي‌ عن أبي عبد الله عليه السلام وقيل أي اعملوا بما فيه و لاتتركوه ثُمّ تَوَلّيتُم أي نقضتم العهد ألذي أخذناه عليكم فَلَو لا فَضلُ اللّهِ عَلَيكُمبالتوبةوَ رَحمَتُهُبالتجاوز.وَ اسمَعُوا أي اقبلوا ماسمعتم واعملوا به أواستمعوا لتسمعواقالُوا سَمِعنا وَ عَصَينا أي قالوا استهزاء سمعنا قولك وعصينا أمرك أوحالهم كحال من قال ذلك .وَ أُشرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ العِجلَ قال البيضاوي‌ أي تداخلهم حبه ورسخ في قلوبهم صورته لفرط شعفهم به كمايتداخل الصبغ الثوب والشراب أعماق البدن وفِي قُلُوبِهِمُبيان لمكان الإشراب كقوله إِنّما يَأكُلُونَ فِي بُطُونِهِم ناراً.


صفحه : 201

بِكُفرِهِم أي بسبب كفرهم و ذلك لأنهم كانوا مجسمة أوحلولية و لم يروا جسما أعجب منه فتمكن في قلوبهم ماسول لهم السامري‌قُل بِئسَما يَأمُرُكُم بِهِ إِيمانُكُمبالتوراة والمخصوص بالذم محذوف نحو هذاالأمر أو مايعمه وغيره من قبائحهم المعدودة في الآيات الثلاث إِن كُنتُم مُؤمِنِينَتقرير للقدح في دعواهم الإيمان بالتوراة وتقديره إن كنتم مؤمنين بها ماأمركم بهذه القبائح ورخص لكم فيهاإيمانكم بها أو إن كنتم مؤمنين بهافبئس ماأمركم إيمانكم بها فإن المؤمن ينبغي‌ أن لايتعاطي إلا مايقتضيه إيمانه لكن الإيمان بها لايأمر به فإذن لستم بمؤمنين .مِيثاقَ بنَيِ‌ إِسرائِيلَ قال الطبرسي‌ أي عهدهم المؤكد باليمين بإخلاص العبادة له والإيمان برسله و مايأتون به من الشرائع وَ بَعَثنا مِنهُمُ اثنيَ‌ عَشَرَ نَقِيباً أي أمرنا موسي بأن يبعث من الأسباط الاثني‌ عشر اثني‌ عشر رجلا كالطلائع يتجسسون ويأتون بني‌ إسرائيل بأخبار أرض الشام وأهلها الجبارين فاختار من كل سبط رجلا يكون لهم نقيبا أي أمينا كفيلا فرجعوا ينهون قومهم عن قتالهم لمارأوا من شدة بأسهم وعظم خلقهم إلارجلين كالب بن يوفنا ويوشع بن نون وقيل معناه أخذنا من كل سبط منهم ضمينا بما عقدنا عليهم الميثاق في أمر دينهم أورئيسا أوشهيدا علي قومه وقيل إنهم بعثوا أنبياءوَ قالَ اللّهُ إنِيّ‌ مَعَكُمالخطاب للنقباء أولبني‌ إسرائيل أي إني‌ معكم بالنصر والحفظ إن قاتلتموهم ووفيتم بعهدي‌ وميثاقي‌وَ عَزّرتُمُوهُم أي نصرتموهم وقيل عظمتموهم وأطعتموهم وَ أَقرَضتُمُ اللّهَ أي أنفقتم في سبيل الله نفقة حسنةفَمَن كَفَرَ بَعدَ ذلِكَ أي بعدبعث النقباء وأخذ الميثاق فَقَد ضَلّ سَواءَ السّبِيلِ أي أخطأ قصد الطريق الواضح وزال عن منهاج الحق .


صفحه : 202

فِيها هُديً أي بيان للحق ودلالة علي الأحكام وَ نُورٌ أي ضياء لكل ماتشابه عليهم وقيل أي بيان أن أمر النبي ص حق .يَحكُمُ بِهَا النّبِيّونَ الّذِينَ أَسلَمُوا أي يحكم بالتوراة النبيون الذين أذعنوا لحكم الله وأقروا به لِلّذِينَ هادُوا أي تابوا من الكفر أولليهود واللام فيه متعلق بيحكم أي يحكمون بالتوراة لهم وفيما بينهم وَ الرّبّانِيّونَ أي يحكم بهاالربانيون الذين علت درجاتهم في العلم وقيل الذين يعملون بما يعلمون وَ الأَحبارُالعلماء الكباربِمَا استُحفِظُوا أي بما استودعوامِن كِتابِ اللّهِ أوبما أمروا بحفظ ذلك والقيام به وترك تضييعه وَ كانُوا عَلَيهِ شُهَداءَ أي رقباء لايتركون أن يغير أويبينون مايخفي منه .اخلفُنيِ‌ أي كن خليفتي‌فِي قوَميِ‌ وَ أَصلِحفيما بينهم وأجر علي طريقتك في الصلاح أوأصلح فاسدهم وَ لا تَتّبِع سَبِيلَ المُفسِدِينَ أي لاتسلك طريقة العاصين و لاتكن عونا للظالمين .قالَ رَبّ أرَنِيِ‌اختلف في وجه هذاالسؤال علي أقوال نذكر منها وجهين أحدهما ماقاله الجمهور و هوالأقوي أنه لم يسأل لنفسه وإنما سألها لقومه حين قالوالَن نُؤمِنَ لَكَ حَتّي نَرَي اللّهَ جَهرَةً ولذا قال عليه السلام أَ تُهلِكُنا بِما فَعَلَ السّفَهاءُ مِنّا. وثانيهما أنه لم يسأل الرؤية بالبصر ولكن سأله أن يعلمه نفسه ضرورة بإظهار بعض أعلام الآخرة التي‌ تضطره إلي المعرفة ويستغني‌ عن الاستدلال قالَ لَن ترَانيِ‌أبدافَإِنِ استَقَرّ مَكانَهُعلق رؤيته باستقرار الجبل ألذي علمنا أنه لم يستقر من قبيل التعليق علي المحال وَ خَرّ مُوسي صَعِقاً أي سقط مغشيا عليه وروي‌ عن ابن عباس


صفحه : 203

أنه قال أخذته الغشية عشية الخميس يوم عرفة وأفاق عشية الجمعة و فيه نزلت عليه التوراة وقيل معناه خر ميتافَلَمّا أَفاقَ من صعقته قالَ سُبحانَكَ أي تنزيها لك عن أن يجوز عليك ما لايليق بك تُبتُ إِلَيكَ من التقدم في المسألة قبل الإذن فيها. وقيل إنما قاله علي وجه الانقطاع إلي الله سبحانه كمايذكر التسبيح والتهليل ونحو ذلك من الألفاظ عندظهور الأمور الجليلةوَ أَنَا أَوّلُ المُؤمِنِينَبأنه لايراك أحد من خلقك عن ابن عباس وروي‌ مثله عن أبي عبد الله عليه السلام قال معناه أناأول من آمن وصدقك بأنك لاتري وقيل أناأول المؤمنين من قومي‌ باستعظام سؤال الرؤية.برِسِالاتيِ‌ من غيركلام وَ بكِلَاميِ‌ من غيررسالة قيل إنه سبحانه كلم موسي علي الطور وكلم نبينا عندسدرة المنتهي .فَخُذ ما آتَيتُكَ أي أعطيتك من التوراة وتمسك بما أمرتك وَ كُن مِنَ الشّاكِرِينَ أي من المعترفين بنعمتي‌ القائمين بشكرهافِي الأَلواحِيعني‌ بالألواح التوراة وقيل كانت من خشب نزلت من السماء وقيل كانت من زمرد طولها عشرة أذرع وقيل كانت من زبرجدة خضراء وياقوتة حمراء وقيل إنهما كانا لوحين .مِن كُلّ شَيءٍ قال الزجاج أعلم الله سبحانه أنه أعطاه من كل شيءيحتاج إليه من أمر الدين مع ماأراه من الآيات مَوعِظَةً هذاتفسير لقوله كُلّ شَيءٍ وبيان لبعض مادخل تحته وَ تَفصِيلًا لِكُلّ شَيءٍيحتاج إليه في الدين من الأوامر والنواهي‌ والحلال والحرام و غير ذلك يَأخُذُوا بِأَحسَنِها أي بما فيها من أحسن المحاسن وهي‌ الفرائض والنوافل فإنها أحسن من المباحات وقيل بالناسخ دون المنسوخ وقيل المراد بالأحسن الحسن وكلها حسن .


صفحه : 204

جَسَداً أي مجسدا لاروح فيه وقيل لحما ودمالَهُ خُوارٌ أي صوت و في كيفية خوار العجل مع أنه مصوغ من ذهب خلاف فقيل أخذ السامري‌ قبضة من تراب أثر فرس جبرئيل عليه السلام يوم قطع البحر فقذف ذلك التراب في فم العجل فتحول لحما ودما و كان ذلك معتادا غيرخارق للعادة وجاز أن يفعل الله ذلك بمجري العادة وقيل إنه احتال بإدخال الريح كماتعمل هذه الآلات التي‌ تصوت بالحيل أَنّهُ لا يُكَلّمُهُمبما يجدي‌ عليهم نفعا أويدفع عنهم ضرراوَ لا يَهدِيهِم سَبِيلًا أي لايهديهم إلي خير ليأتوه و لا إلي شر ليجتنبوه اتّخَذُوهُ أي إلها.وَ لَمّا سُقِطَ فِي أَيدِيهِم قال البيضاوي‌ أي اشتد ندمهم فإن النادم المتحسر يعض يده غما فتصير يده مسقوطا فيهاوَ أَلقَي الأَلواحَطرحها من شدة الغضب وفرط الزجر حمية للدين . و قال الطبرسي‌ روُيِ‌َ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ يَرحَمُ اللّهُ أخَيِ‌ مُوسَي لَيسَ المُخبِرُ كَالمُعَايِنِ لَقَد أَخبَرَهُ اللّهُ بِفِتنَةِ قَومِهِ وَ قَد عَرَفَ أَنّ مَا أَخبَرَهُ رَبّهُ حَقّ وَ إِنّهُ عَلَي ذَلِكَ لَمُتَمَسّكٌ بِمَا فِي يَدَيهِ فَرَجَعَ إِلَي قَومِهِ وَ رَآهُم فَغَضِبَ وَ أَلقَي الأَلوَاحَ

.استضَعفَوُنيِ‌ أي اتخذوني‌ ضعيفاوَ كادُوا يقَتلُوُننَيِ‌ أي هموا بقتلي‌فَلا تُشمِت بيِ‌َ الأَعداءَ أي لاتسرهم بأن تفعل مايوهم ظاهره خلاف التعظيم مَعَ القَومِ الظّالِمِينَ أي مع عبدة العجل و من جملتهم في إظهار الغضب والموجدةوَ ذِلّةٌ فِي الحَياةِ الدّنيا أي صغر النفس والمهانة


صفحه : 205

أوالجزية أوالاستسلام للقتل وَ اختارَ مُوسي قَومَهُاختلف في سبب اختياره إياهم ووقته فقيل إنه اختارهم حين خرج إلي الميقات ليكلمه الله سبحانه بحضرتهم ويعطيه التوراة فيكونوا شهداء له عندبني‌ إسرائيل لما لم يثقوا بخبره أن الله سبحانه يكلمه فلما حضروا الميقات وسمعوا كلامه سألوا الرؤية فأصابتهم الصاعقة ثم أحياهم الله وقيل إنه اختارهم بعدالميقات الأول للميقات الثاني‌ بعدعبادة العجل ليعتذروا من ذلك فلما سمعوا كلام الله فَقالُوا أَرِنَا اللّهَ جَهرَةًفأخذتهم الرجفة وهي‌ الرعدة والحركة الشديدة حتي كادت أن تبين مفاصلهم وخاف موسي عليهم الموت فبكي ودعا وخاف أن يتهمه بنو إسرائيل علي السبعين إذاعاد إليهم و لم يصدقوه بأنهم ماتوا و قال ابن عباس إن السبعين الذين قالوالَن نُؤمِنَ لَكَ حَتّي نَرَي اللّهَ جَهرَةًفأخذتهم الصاعقة كانوا قبل السبعين الذين أخذتهم الرجفة وإنما أمر الله تعالي موسي أن يختار من قومه سبعين رجلا فاختارهم وبرز بهم ليدعوا ربهم فكان فيما دعوا أن قالوا أللهم أعطنا ما لم تعط أحدا قبلنا و لاتعطيه أحدا بعدنا فكره الله ذلك من دعائهم فأخذتهم الرجفة.

وَ روُيِ‌َ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيهِ السّلَامُ أَنّهُ قَالَ إِنّمَا أَخَذَتهُمُ الرّجفَةُ مِن أَجلِ دَعوَاهُم عَلَي مُوسَي قَتلَ أَخِيهِ هَارُونَ وَ ذَلِكَ أَنّ مُوسَي وَ هَارُونَ وَ شَبّرَ وَ شَبِيراً ابنيَ‌ هَارُونَ انطَلَقُوا إِلَي سَفحِ جَبَلٍ فَنَامَ هَارُونُ عَلَي سَرِيرٍ فَتَوَفّاهُ اللّهُ فَلَمّا مَاتَ دَفَنَهُ مُوسَي فَلَمّا رَجَعَ إِلَي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ قَالُوا لَهُ أَينَ هَارُونُ قَالَ تَوَفّاهُ اللّهُ فَقَالُوا لَا بَل أَنتَ قَتَلتَهُ حَسَدتَنَا عَلَي خُلقِهِ وَ لِينِهِ قَالَ فَاختَارُوا مَن شِئتُم فَاختَارُوا مِنهُم سَبعِينَ رَجُلًا وَ ذَهَبَ بِهِم فَلَمّا انتَهَوا إِلَي القَبرِ قَالَ مُوسَي يَا هَارُونُ أَ قُتِلتَ أَم مِتّ فَقَالَ هَارُونُ مَا قتَلَنَيِ‌ أَحَدٌ وَ لَكِن توَفَاّنيِ‌ اللّهُ فَقَالُوا لَن تُعصَي بَعدَ اليَومِ فَأَخَذَتهُمُ الرّجفَةُ فَصَعِقُوا وَ مَاتُوا ثُمّ أَحيَاهُمُ اللّهُ وَ جَعَلَهُم أَنبِيَاءَ

و قال وهب لم تكن تلك الرجفة موتا ولكن القوم لمارأوا تلك الهيبة أخذتهم الرعدة


صفحه : 206

وقلقلوا ورجفوا حتي كادت تبين منه مفاصلهم وتنقض ظهورهم فلما رأي موسي ذلك رحمهم وخاف عليهم الموت واشتد عليه فقدهم وكانوا وزراؤه علي الخير سامعين له مطيعين فعند ذلك دعا وبكي وناشد ربه فكشف الله عنهم تلك الرجفة والرعدة فسكنوا واطمأنوا وسمعوا كلام ربهم قالَ أي موسي رَبّ لَو شِئتَ أَهلَكتَهُم مِن قَبلُ وَ إيِاّي‌َ أي لوشئت أهلكت هؤلاء السبعين من قبل هذاالموقف وأهلكتني‌ معهم فالآن ماذا أقول لبني‌ إسرائيل إذارجعت إليهم أَ تُهلِكُنا بِما فَعَلَ السّفَهاءُ مِنّامعناه النفي‌ و إن كان بصورة الإنكار والمعني أنك لاتهلكنا بما فعل السفهاء منا فبهذا نسألك رفع المحنة بالإهلاك عنا و مافعله السفهاء هوعبادة العجل ظن موسي أنهم أهلكوا لأجل عبادة بني‌ إسرائيل العجل وقيل هوسؤال الرؤيةإِن هيِ‌َ إِلّا فِتنَتُكَ أي إن الرجفة إلااختبارك وابتلاؤك ومحنتك أي تشديدك التعبد والتكليف علينا بالصبر علي ماأنزلته بنا وقيل المراد إن هي‌ إلاعذابك تُضِلّ بِها مَن تَشاءُ أي تهلك بهذه الرجفة من تشاءوَ تهَديِ‌ مَن تَشاءُ أي تنجي‌ وقيل تضل بترك الصبر علي فتنتك وترك الرضا بها من تشاء عن نيل ثوابك ودخول جنتك وتهدي‌ بالرضا بها والصبر عليها من تشاءأَنتَ وَلِيّنا أي ناصرنا والأولي بنا تحوطنا وتحفظنافِي هذِهِ الدّنيا حَسَنَةً أي نعمة وقيل الثناء الجميل وقيل التوفيق للأعمال الصالحةوَ فِي الآخِرَةِ أي حسنة أيضا وهي‌ الرفعة والمغفرة والرحمة والجنةفَسَأَكتُبُها أي فسأوجب رحمتي‌ و هذه بشارة ببعثة نبيناص .وَ إِذ نَتَقنَا الجَبَلَ أي قلعناه من أصله فرفعناه فوق بني‌ إسرائيل و كان عسكر موسي فرسخا في فرسخ فرفع الله الجبل فوق جميعهم كَأَنّهُ ظُلّةٌ أي غمامة أوسقيفةوَ ظَنّوا أَنّهُ واقِعٌ بِهِم أي علموا أوالظن بمعناه خُذُوا أي وقلنا لهم خذوا.وَ واعَدناكُم جانِبَ الطّورِ الأَيمَنَ هو أن الله وعد موسي بعد أن أغرق فرعون ليأتي‌ جانب الطور الأيمن فيؤتيه التوراةوَ لا تَطغَوا فِيهِ أي و لاتتعدوا فيه فتأكلوه


صفحه : 207

علي الوجه المحرم عليكم فَقَد هَوي أي هلك أوهوي إلي النارلِمَن تابَ من الشرك ثُمّ اهتَدي أي لزم الإيمان حتي يموت وقيل لم يشك في إيمانه و

قَالَ البَاقِرُ عَلَيهِ السّلَامُ ثُمّ اهتَدي إِلَي وَلَايَتِنَا أَهلَ البَيتِ

.وَ ما أَعجَلَكَ قال ابن إسحاق كانت المواعدة أن يوافي‌ الميعاد هو وقومه وقيل مع جماعة من وجوه قومه و هومتصل بقوله وَ واعَدناكُم جانِبَ الطّورِ الأَيمَنَفتعجل موسي من بينهم شوقا إلي ربه وخلفهم ليلحقوا به فقيل له ما أَعجَلَكَ عَن قَومِكَ يا مُوسي أي بأي‌ سبب خلفت قومك وسبقتهم عَلي أثَرَيِ‌ أي من ورائي‌ يدركونني‌ عن قريب أوهم علي ديني‌ ومنهاجي‌ أوهم ينتظرون من بعدي‌ ما ألذي آتيهم به وَ عَجِلتُ إِلَيكَ رَبّ لِتَرضي أي سبقتهم إليك حرصا علي تعجيل رضاك فَإِنّا قَد فَتَنّا قَومَكَ أي امتحناهم بِمَلكِنا أي ونحن نملك من أمرنا شيئا والمعني أنا لم نطق رد عبدة العجل عن عظيم ماارتكبوه للرهبة لكثرتهم وقلتناوَ إِنّ لَكَ مَوعِداً أي وعدا لعذابك يوم القيامة لن تخلف ذلك الوعد ولن يتأخر عنك ظَلتَ عَلَيهِ عاكِفاً أي ظللت علي عبادته مقيمالَنُحَرّقَنّهُ أي بالنار وقرأ أبو جعفر عليه السلام بسكون الحاء وتخفيف الراء و هوقراءة علي عليه السلام و ابن عباس أي لنبردنه بالمبرد فعلي الأول يدل علي كونه حيوانا لحما ودما و علي الثاني‌ علي أنه كان ذهبا وفضة و لم يصر حيوانا. و قال البيضاوي‌لَنُحَرّقَنّهُ أي بالنار ويؤيده قراءة لنحرقنه أوبالمبرد علي أنه مبالغة في حرق إذابرد بالمبرد ويعضده قراءة لنحرقنه ثُمّ لَنَنسِفَنّهُلنذرينه رمادا أومبرودافِي اليَمّ نَسفاً فلايصادف منه شيء والمقصود من ذلك زيادة عقوبته وإظهار غباوة المفتتنين به لمن له أدني نظر.


صفحه : 208

وَ قَالَ الطبّرسِيِ‌ّ قَالَ الصّادِقُ عَلَيهِ السّلَامُ إِنّ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ هَمّ بِقَتلِ الساّمرِيِ‌ّ فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ لَا تَقتُلهُ يَا مُوسَي فَإِنّهُ سخَيِ‌ّ ثُمّ أَقبَلَ مُوسَي عَلَي قَومِهِ فَقَالَإِنّما إِلهُكُمُالآيَةَ

.أقول و في بعض التفاسير روي‌ أن موسي أخذ العجل فذبحه فسال منه دم ثم حرقه بالنار ثم ذرأه في اليم .القُرُونَ الأُوليمثل قوم نوح وعاد وثمودبَصائِرَ أي حججا وبراهين لِلنّاسِ وعبرا يبصرون بهاأمر دينهم .وَ الطّورِأقسم سبحانه بالجبل ألذي كلم عليه موسي بالأرض المقدسةوَ كِتابٍ مَسطُورٍ أي مكتوب فِي رَقّ مَنشُورٍالرق جلد يكتب فيه والمنشور المبسوط قيل هوالتوراة كتبها الله لموسي وقيل هوالقرآن وقيل صحائف الأعمال وقيل هوالكتاب ألذي كتبها الله لملائكته في السماء يقرءون فيه ما كان و ما يكون .

1-فس ،[تفسير القمي‌] قَولُهُوَ رَفَعنا فَوقَكُمُ الطّورَ فَإِنّ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ لَمّا رَجَعَ إِلَي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ وَ مَعَهُ التّورَاةُ لَم يَقبَلُوا مِنهُ فَرَفَعَ اللّهُ جَبَلَ طُورِ سَينَاءَ عَلَيهِم وَ قَالَ لَهُم مُوسَي لَئِن لَم تَقبَلُوا لَيَقَعَنّ الجَبَلُ عَلَيكُم وَ لَيَقتُلَنّكُم فَنَكَسُوا رُءُوسَهُم وَ قَالُوا نَقبَلُهُ قَولُهُوَ أُشرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ العِجلَ أَي أَحَبّوا العِجلَ حَتّي عَبَدُوهُ

2-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] ع ،[علل الشرائع ] سَأَلَ الشاّميِ‌ّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ عَلَيهِ السّلَامُ عَنِ الثّورِ مَا بَالُهُ غَاضّ طَرفَهُ لَا يَرفَعُ رَأسَهُ إِلَي السّمَاءِ قَالَ حَيَاءً مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ لَمّا عَبَدَ قَومُ مُوسَي العِجلَ نَكَسَ رَأسَهُ

3- ع ،[علل الشرائع ] مُحَمّدُ بنُ عُمَرَ بنِ عَلِيّ البصَريِ‌ّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ حَمّادٍ النهّاَونَديِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ


صفحه : 209

مُحَمّدِ بنِ المُستَثنَي عَن مُوسَي بنِ الحَسَنِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ شُرَيحٍ عَن ابنِ وَهبٍ عَن يَحيَي بنِ أَيّوبَ عَن جَمِيلِ بنِ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَكرِمُوا البَقَرَ فَإِنّهُ سَيّدُ البَهَائِمِ مَا رَفَعَت طَرفَهَا إِلَي السّمَاءِ حَيَاءً مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ مُنذُ عُبِدَ العِجلُ

4-فس ،[تفسير القمي‌]فَإِنّا قَد فَتَنّا قَومَكَ قَالَ اختَبَرنَاهُممِن بَعدِكَ وَ أَضَلّهُمُ الساّمرِيِ‌ّ قَالَ بِالعِجلِ ألّذِي عَبَدُوهُ وَ كَانَ سَبَبُ ذَلِكَ أَنّ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ لَمّا وَعَدَهُ اللّهُ أَن يُنَزّلَ عَلَيهِ التّورَاةَ وَ الأَلوَاحَ إِلَي ثَلَاثِينَ يَوماً أَخبَرَ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ بِذَلِكَ وَ ذَهَبَ إِلَي المِيقَاتِ وَ خَلّفَ هَارُونَ عَلَي قَومِهِ فَلَمّا جَاءَتِ الثّلَاثُونَ يَوماً وَ لَم يَرجِع مُوسَي إِلَيهِم عَصَوا وَ أَرَادُوا أَن يَقتُلُوا هَارُونَ قَالُوا إِنّ مُوسَي كَذَبَنَا وَ هَرَبَ مِنّا فَجَاءَهُم إِبلِيسُ فِي صُورَةِ رَجُلٍ فَقَالَ لَهُم إِنّ مُوسَي قَد هَرَبَ مِنكُم وَ لَا يَرجِعُ إِلَيكُم أَبَداً فَاجمَعُوا إلِيَ‌ّ حُلِيّكُم حَتّي أَتّخِذَ لَكُم إِلَهاً تَعبُدُونَهُ وَ كَانَ الساّمرِيِ‌ّ عَلَي مُقَدّمَةِ مُوسَي يَومَ أَغرَقَ اللّهُ فِرعَونَ وَ أَصحَابَهُ فَنَظَرَ إِلَي جَبرَئِيلَ وَ كَانَ عَلَي حَيَوَانٍ فِي صُورَةِ رَمَكَةٍ وَ كَانَت كُلّمَا وَضَعَت حَافِرَهَا عَلَي مَوضِعٍ مِنَ الأَرضِ يَتَحَرّكُ ذَلِكَ المَوضِعُ فَنَظَرَ إِلَيهِ الساّمرِيِ‌ّ وَ كَانَ مِن خِيَارِ أَصحَابِ مُوسَي فَأَخَذَ التّرَابَ مِن حَافِرِ رَمَكَةِ جَبرَئِيلَ وَ كَانَ يَتَحَرّكُ فَصَرّهُ فِي صُرّةٍ وَ كَانَ عِندَهُ يَفتَخِرُ بِهِ عَلَي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَلَمّا جَاءَهُم إِبلِيسُ وَ اتّخَذُوا العِجلَ قَالَ للِساّمرِيِ‌ّ هَاتِ التّرَابَ ألّذِي مَعَكَ فَجَاءَ بِهِ الساّمرِيِ‌ّ فَأَلقَاهُ إِبلِيسُ فِي جَوفِ العِجلِ فَلَمّا وَقَعَ التّرَابُ فِي جَوفِهِ تَحَرّكَ وَ خَارَ وَ نَبَتَ عَلَيهِ الوَبَرُ وَ الشّعرُ فَسَجَدَ لَهُ بَنُو إِسرَائِيلَ فَكَانَ عَدَدُ الّذِينَ سَجَدُوا سَبعِينَ أَلفاً مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَقَالَ لَهُم هَارُونُ كَمَا حَكَي اللّهُيا قَومِ إِنّما فُتِنتُم بِهِ وَ إِنّ رَبّكُمُ الرّحمنُ فاَتبّعِوُنيِ‌ وَ أَطِيعُوا أمَريِ‌ قالُوا لَن نَبرَحَ عَلَيهِ عاكِفِينَ حَتّي يَرجِعَ إِلَينا مُوسيفَهَمّوا بِهَارُونَ حَتّي هَرَبَ مِن بَينِهِم وَ بَقُوا فِي ذَلِكَ حَتّي تَمّ مِيقَاتُ مُوسَي أَربَعِينَ لَيلَةً فَلَمّا كَانَ يَومُ عَشَرَةٍ مِن ذيِ‌ الحِجّةِ أَنزَلَ اللّهُ عَلَيهِ الأَلوَاحَ فِيهِ التّورَاةُ وَ مَا يَحتَاجُونَ إِلَيهِ


صفحه : 210

مِن أَحكَامِ السّيَرِ وَ القِصَصِ ثُمّ أَوحَي اللّهُ إِلَي مُوسَيفَإِنّا قَد فَتَنّا قَومَكَ مِن بَعدِكَ وَ أَضَلّهُمُ الساّمرِيِ‌ّ وَ عَبَدُوا العِجلَ وَ لَهُ خُوَارٌ فَقَالَ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ يَا رَبّ العِجلُ مِنَ الساّمرِيِ‌ّ فَالخُوَارُ مِمّن قَالَ منِيّ‌ يَا مُوسَي أَنَا لَمّا رَأَيتُهُم قَد وَلّوا عنَيّ‌ إِلَي العِجلِ أَحبَبتُ أَن أَزِيدَهُم فِتنَةًفَرَجَعَ مُوسي كَمَا حَكَي اللّهُإِلي قَومِهِ غَضبانَ أَسِفاً قالَ يا قَومِ أَ لَم يَعِدكُم رَبّكُم وَعداً حَسَناً أَ فَطالَ عَلَيكُمُ العَهدُ أَم أَرَدتُم أَن يَحِلّ عَلَيكُم غَضَبٌ مِن رَبّكُم فَأَخلَفتُم موَعدِيِ‌ ثُمّ رَمَي بِالأَلوَاحِ وَ أَخَذَ بِلِحيَةِ أَخِيهِ هَارُونَ وَ رَأسِهِ يَجُرّهُ إِلَيهِ فَقَالَ لَهُما مَنَعَكَ إِذ رَأَيتَهُم ضَلّوا أَلّا تَتّبِعَنِ أَ فَعَصَيتَ أمَريِ‌ فَقَالَ هَارُونُ كَمَا حَكَي اللّهُيَا بنَ أُمّ لا تَأخُذ بلِحِيتَيِ‌ وَ لا برِأَسيِ‌ إنِيّ‌ خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرّقتَ بَينَ بنَيِ‌ إِسرائِيلَ وَ لَم تَرقُب قوَليِ‌ فَقَالَ لَهُ بَنُو إِسرَائِيلَما أَخلَفنا مَوعِدَكَ بِمَلكِنا قَالَ مَا خَالَفنَاكَوَ لكِنّا حُمّلنا أَوزاراً مِن زِينَةِ القَومِيعَنيِ‌ مِن حُلِيّهِمفَقَذَفناها قَالَ التّرَابُ ألّذِي جَاءَ بِهِ الساّمرِيِ‌ّ طَرَحنَاهُ فِي جَوفِهِ ثُمّ أَخرَجَ الساّمرِيِ‌ّ العِجلَ وَ لَهُ خُوَارٌ فَقَالَ لَهُ مُوسَيفَما خَطبُكَ يا سامرِيِ‌ّ قالَالساّمرِيِ‌ّبَصُرتُ بِما لَم يَبصُرُوا بِهِ فَقَبَضتُ قَبضَةً مِن أَثَرِ الرّسُولِيعَنيِ‌ مِن تَحتِ حَافِرِ رَمَكَةِ جَبرَئِيلَ فِي البَحرِفَنَبَذتُها أَي أَمسَكتُهَاوَ كَذلِكَ سَوّلَت لِي نفَسيِ‌ أَي زَيّنَت فَأَخرَجَ مُوسَي العِجلَ فَأَحرَقَهُ بِالنّارِ وَ أَلقَاهُ فِي البَحرِ ثُمّ قَالَ مُوسَي للِساّمرِيِ‌ّفَاذهَب فَإِنّ لَكَ فِي الحَياةِ أَن تَقُولَ لا مِساسَيعَنيِ‌ مَا دُمتَ حَيّاً وَ عَقِبَكَ هَذِهِ العَلَامَةُ فِيكُم قَائِمَةٌ أَن تَقُولَ لَا مِسَاسَ حَتّي تُعرَفُوا أَنّكُم سَامِرِيّةٌ فَلَا يَغتَرّوا بِكُمُ النّاسُ فَهُم إِلَي السّاعَةِ بِمِصرَ وَ الشّامِ مَعرُوفِينَ بِلَا مِسَاسَ ثُمّ هَمّ مُوسَي بِقَتلِ الساّمرِيِ‌ّ فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ لَا تَقتُلهُ يَا مُوسَي فَإِنّهُ سخَيِ‌ّ فَقَالَ لَهُ مُوسَيانظُر إِلي إِلهِكَ ألّذِي ظَلتَ عَلَيهِ عاكِفاً لَنُحَرّقَنّهُ ثُمّ لَنَنسِفَنّهُ فِي اليَمّ نَسفاً إِنّما إِلهُكُمُ اللّهُ ألّذِي لا إِلهَ إِلّا هُوَ وَسِعَ كُلّ شَيءٍ عِلماً


صفحه : 211

بيان قال البيضاوي‌أَسِفاً أي حزينا بما فعلواوَعداً حَسَناًبأن يعطيكم التوراة فيهاهدي ونورأَ فَطالَ عَلَيكُمُ العَهدُ أي الزمان يعني‌ زمان مفارقته لهم فَأَخلَفتُم موَعدِيِ‌وعدكم إياي‌ بالثبات علي الإيمان بالله والقيام علي ماأمرتكم به وقيل هو من أخلفت وعده إذاوجدت الخلف فيه أي أفوجدتم الخلف في وعدي‌ لكم بالعود بعدالأربعين بِمَلكِنا أي بأن ملكنا أمرنا إذ لوخلينا وأمرنا و لم يسول لنا السامري‌ لماأخلفناه أَوزاراً مِن زِينَةِ القَومِأحمالا من حلي‌ القبط التي‌ استعرناها منهم حين هممنا بالخروج من مصر باسم العرس وقيل استعاروا لعيد كان لهم ثم لم يردوا عندالخروج مخافة أن يعلموا به وقيل ماألقاه البحر علي الساحل بعدإغراقهم فأخذوه فَقَذَفناها أي في النارفَكَذلِكَ أَلقَي الساّمرِيِ‌ّ أي ما كان معه منها روي‌ أنهم لماحسبوا أن العدة قدكملت قال لهم السامري‌ إنما أخلف موسي ميعادكم لمامعكم من حلي‌ القوم و هوحرام عليكم فالرأي‌ أن نحفر له حفيرة ونسجر فيهانارا ونقذف كل مامعنا فيهاففعلوا انتهي .أقول يمكن أن يكون قوله التراب ألذي تفسيرا لقوله فَكَذلِكَ أَلقَي الساّمرِيِ‌ّ و إن لم يذكر وهكذا فسر في عيون التفاسير. ثم قال البيضاوي‌فَأَخرَجَ لَهُم عِجلًا جَسَداً من تلك الحلي‌ المذابةلَهُ خُوارٌصوت العجل فَقالُوايعني‌ السامري‌ و من افتتن به هذا إِلهُكُم وَ إِلهُ مُوسي فنَسَيِ‌َ أي فنسيه موسي وذهب يطلبه عندالطور أوفنسي‌ السامري‌ أي ترك ما كان عليه من إظهار الإيمان إِنّما فُتِنتُم بِهِ أي بالعجل عَلَيهِ أي علي العجل وعبادته عاكِفِينَمقيمين أَلّا تَتّبِعَنِ أي أن تتبعني‌ في الغضب لله والمقابلة مع من كفر به أو أن تأتي‌ عقبي‌ وتلحقني‌ و لامزيدةأَ فَعَصَيتَ أمَريِ‌بالصلابة في الدين والمحاماة عليه قالَ يَا بنَ أُمّخص الأم استعطافا وترقيقا وقيل لأنه كان أخاه من الأم والجمهور علي أنهما من أب وأم لا تَأخُذ بلِحِيتَيِ‌ وَ لا برِأَسيِ‌ أي بشعر رأسي‌ قبض عليهما يجره إليه من شدة


صفحه : 212

غضبه لله وَ لَم تَرقُب قوَليِ‌حين قلت اخلفني‌ في قومي‌ وأصلح فَما خَطبُكَ أي ماطلبك له و ما ألذي حملك عليه قالَ بَصُرتُ بِما لَم يَبصُرُوا بِهِ أي علمت ما لم يعلموه وفطنت بما لم يفطنوا به و هو أن الرسول ألذي جاءك به روحاني‌ محض لايمس أثره شيئا إلاأحياه أورأيت ما لم يروه و هو أن جبرئيل جاءك علي فرس الحياة قيل إنما عرفه لأن أمه ألقته حين ولدته خوفا من فرعون و كان جبرئيل يغذيه حتي استقل فَقَبَضتُ قَبضَةً مِن أَثَرِ الرّسُولِ من تربة موطئة فنبذتها في الحلي‌ المذابةوَ كَذلِكَ سَوّلَت لِي نفَسيِ‌زينته وحسنته لي . قوله لا مِساسَ قال الطبرسي‌ رحمه الله اختلف في معناه فقيل إنه أمر الناس بأمر الله أن لايخالطوه و لايجالسوه و لايؤاكلوه تضييقا عليه والمعني لك أن تقول لاأمس و لاأمس مادمت حيا و قال ابن عباس لك ولولدك والمساس فعال من المماسة ومعني لامساس لايمس بعضنا بعضا فصار السامري‌ يهيم في البرية مع الوحش والسباع لايمس أحدا و لايمسه أحد عاقبه الله تعالي بذلك و كان إذالقي‌ أحدا يقول لامساس أي لاتمسني‌ و لاتقربني‌ وصار ذلك عقوبة له ولولده حتي أن بقاياهم اليوم يقولون ذلك و إن مس واحد من غيرهم واحدا منهم حم كلاهما في الوقت وقيل إن السامري‌ خاف وهرب فجعل يهيم في البرية لايجد أحدا من الناس يمسه حتي صار لبعده عن الناس كالقائل لامساس عن الجبائي‌.

5-فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ مَا بَعَثَ اللّهُ رَسُولًا إِلّا وَ فِي وَقتِهِ شَيطَانَانِ يُؤذِيَانِهِ وَ يَفتِنَانِهِ وَ يُضِلّانِ النّاسَ بَعدَهُ فَأَمّا الخَمسَةُ أُولُو العَزمِ مِنَ الرّسُلِ نُوحٌ وَ اِبرَاهِيمُ وَ مُوسَي وَ عِيسَي وَ مُحَمّدٌص وَ أَمّا صَاحِبَا نُوحٍ ففيطيفوس وَ خرام وَ أَمّا صَاحِبَا اِبرَاهِيمَ فمكيل وَ رذام وَ أَمّا صَاحِبَا مُوسَي فاَلساّمرِيِ‌ّ وَ مرعقيبا وَ أَمّا صَاحِبَا عِيسَي فمولس وَ مريسا وَ أَمّا صَاحِبَا مُحَمّدٍ


صفحه : 213

فَحَبتَرٌ وَ زُرَيقٌ

بيان الحبتر الثعلب وعبر عن [الأول ] به لكونه يشبهه في المكر والخديعة والتعبير عن [الثاني‌]بزريق إما لكونه أزرق أولكونه شبيها بطائر يسمي زريق في بعض خصاله السيئة أولكون الزرقة مما يبغضه العرب ويتشأم به كماقيل في قوله تعالي وَ نَحشُرُ المُجرِمِينَ يَومَئِذٍ زُرقاً

6-ج ،[الإحتجاج ] عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَأَلَ طَاوُسٌ اليمَاَنيِ‌ّ البَاقِرَ عَلَيهِ السّلَامُ عَن طَيرٍ طَارَ مَرّةً لَم يَطِر قَبلَهَا وَ لَا بَعدَهَا ذَكَرَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِي القُرآنِ مَا هُوَ فَقَالَ طُورُ سَينَاءَ أَطَارَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَلَي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ حِينَ أَظَلّهُم بِجَنَاحٍ مِنهُ فِيهِ أَلوَانُ العَذَابِ حَتّي قَبِلُوا التّورَاةَ وَ ذَلِكَ قَولُهُ عَزّ وَ جَلّوَ إِذ نَتَقنَا الجَبَلَ فَوقَهُم كَأَنّهُ ظُلّةٌ وَ ظَنّوا أَنّهُ واقِعٌ بِهِمالخَبَرَ

7-فس ،[تفسير القمي‌]وَ واعَدنا مُوسي ثَلاثِينَ لَيلَةً وَ أَتمَمناها بِعَشرٍ فَتَمّ مِيقاتُ رَبّهِ أَربَعِينَ لَيلَةً فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَوحَي إِلَي مُوسَي أنَيّ‌ أُنزِلُ عَلَيكَ التّورَاةَ التّيِ‌ فِيهَا الأَحكَامُ إِلَي أَربَعِينَ يَوماً وَ هُوَ ذُو القَعدَةِ وَ عَشَرَةٌ مِن ذيِ‌ الحِجّةِ فَقَالَ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ لِأَصحَابِهِ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي قَد وعَدَنَيِ‌ أَن يُنزِلَ عَلَيّ التّورَاةَ وَ الأَلوَاحَ إِلَي ثَلَاثِينَ يَوماً وَ أَمَرَهُ اللّهُ أَن لَا يَقُولَ إِلَي أَربَعِينَ يَوماً فَتَضَيّقَ صُدُورُهُم فَذَهَبَ مُوسَي إِلَي المِيقَاتِ وَ استَخلَفَ هَارُونَ عَلَي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَلَمّا جَاوَزَ ثَلَاثِينَ يَوماً وَ لَم يَرجِع مُوسَي غَضِبُوا فَأَرَادُوا أَن يَقتُلُوا هَارُونَ وَ قَالُوا إِنّ مُوسَي كَذَبَنَا وَ هَرَبَ مِنّا وَ اتّخَذُوا العِجلَ وَ عَبَدُوهُ فَلَمّا كَانَ يَومُ عَشَرَةٍ مِن ذيِ‌ الحِجّةِ أَنزَلَ اللّهُ عَلَي مُوسَي الأَلوَاحَ وَ مَا يَحتَاجُونَ إِلَيهِ مِنَ الأَحكَامِ وَ الأَخبَارِ وَ السّنَنِ


صفحه : 214

وَ القِصَصِ فَلَمّا أَنزَلَ اللّهُ عَلَيهِ التّورَاةَ وَ كَلّمَهُ قَالَرَبّ أرَنِيِ‌ أَنظُر إِلَيكَفَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِلَن ترَانيِ‌ أَي لَا تَقدِرُ عَلَي ذَلِكَوَ لكِنِ انظُر إِلَي الجَبَلِ فَإِنِ استَقَرّ مَكانَهُ فَسَوفَ ترَانيِ‌ قَالَ فَرَفَعَ اللّهُ الحِجَابَ وَ نَظَرَ إِلَي الجَبَلِ فَسَاخَ الجَبَلُ فِي البَحرِ فَهُوَ يهَويِ‌ حَتّي السّاعَةِ وَ نَزَلَتِ المَلَائِكَةُ وَ فُتِحَت أَبوَابُ السّمَاءِ فَأَوحَي اللّهُ إِلَي المَلَائِكَةِ أَدرِكُوا مُوسَي لَا يَهرُب فَنَزَلَتِ المَلَائِكَةُ وَ أَحَاطَت بِمُوسَي وَ قَالُوا اثبُت يَا ابنَ عِمرَانَ فَقَد سَأَلتَ اللّهَ عَظِيماً فَلَمّا نَزَلَ مُوسَي إِلَي الجَبَلِ قَد سَاخَ وَ المَلَائِكَةُ قَد نَزَلَت وَقَعَ عَلَي وَجهِهِ فَمَاتَ مِن خَشيَةِ اللّهِ وَ هَولِ مَا رَأَي فَرَدّ اللّهُ عَلَيهِ رُوحَهُ فَرَفَعَ رَأسَهُ وَ أَفَاقَ وَ قَالَسُبحانَكَ تُبتُ إِلَيكَ وَ أَنَا أَوّلُ المُؤمِنِينَ أَي أَوّلُ مَن صَدّقَ أَنّكَ لَا تُرَي فَقَالَ اللّهُ لَهُيا مُوسي إنِيّ‌ اصطَفَيتُكَ عَلَي النّاسِ برِسِالاتيِ‌ وَ بكِلَاميِ‌ فَخُذ ما آتَيتُكَ وَ كُن مِنَ الشّاكِرِينَفَنَادَاهُ جَبرَئِيلُ يَا مُوسَي أَنَا أَخُوكَ جَبرَئِيلُ وَ قَولُهُوَ كَتَبنا لَهُ فِي الأَلواحِ مِن كُلّ شَيءٍ مَوعِظَةً وَ تَفصِيلًا أَي كُلّ شَيءٍ مَوعِظَةٌ أَنّهُ مَخلُوقٌ وَ قَولُهُفَخُذها بِقُوّةٍ أَي قُوّةِ القَلبِوَ أمُر قَومَكَ يَأخُذُوا بِأَحسَنِها أَي بِأَحسَنِ مَا فِيهَا مِنَ الأَحكَامِ قَولُهُسَأُرِيكُم دارَ الفاسِقِينَ أَي يَجِيئُكُم قَومٌ فُسّاقٌ تَكُونُ الدّولَةُ لَهُم قَولُهُسَأَصرِفُ عَن آياتيِ‌َ الّذِينَ يَتَكَبّرُونَ فِي الأَرضِ بِغَيرِ الحَقّيعَنيِ‌ أَصرِفُ القُرآنَ عَنِ الّذِينَ يَتَكَبّرُونَ فِي الأَرضِ بِغَيرِ الحَقّوَ إِن يَرَوا كُلّ آيَةٍ لا يُؤمِنُوا بِها وَ إِن يَرَوا سَبِيلَ الرّشدِ لا يَتّخِذُوهُ سَبِيلًا قَالَ إِذَا رَأَوُا الإِيمَانَ وَ الصّدقَ وَ الوَفَاءَ وَ العَمَلَ الصّالِحَ لَا يَتّخِذُوهُ سَبِيلًا وَ إِن يَرَوُا الشّركَ وَ الزّنَا وَ المعَاَصيِ‌َ يَأخُذُوا بِهَا وَ يَعمَلُوا بِهَا وَ قَولُهُوَ الّذِينَ كَذّبُوا بِآياتِناالآيَةَ فَإِنّهُ مُحكَمٌ قَولُهُهذا إِلهُكُم وَ إِلهُ مُوسي


صفحه : 215

فنَسَيِ‌َ

أَي تَرَكَ وَ قَولُهُأَ فَلا يَرَونَ أَلّا يَرجِعُ إِلَيهِم قَولًايعَنيِ‌ لَا يَتَكَلّمُ العِجلُ وَ لَيسَ لَهُ مَنطِقٌ وَ أَمّا قَولُهُوَ لَمّا سُقِطَ فِي أَيدِيهِميعَنيِ‌ لَمّا جَاءَهُم مُوسَي وَ أَحرَقَ العِجلَقالُوا لَئِن لَم يَرحَمنا رَبّنا وَ يَغفِر لَنا لَنَكُونَنّ مِنَ الخاسِرِينَ قَولُهُوَ لَمّا رَجَعَ مُوسي إِلي قَومِهِ غَضبانَ أَسِفاً قالَ بِئسَما خلَفَتمُوُنيِ‌ مِن بعَديِ‌ أَ عَجِلتُم أَمرَ رَبّكُم وَ أَلقَي الأَلواحَ وَ أَخَذَ بِرَأسِ أَخِيهِ يَجُرّهُ إِلَيهِ إِلَي قَولِهِلَغَفُورٌ رَحِيمٌفَإِنّهُ مُحكَمٌ وَ قَولُهُوَ اختارَ مُوسي قَومَهُ سَبعِينَ رَجُلًا لِمِيقاتِنا فَلَمّا أَخَذَتهُمُ الرّجفَةُ قالَ رَبّ لَو شِئتَ أَهلَكتَهُم مِن قَبلُ وَ إيِاّي‌َ فَإِنّ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ لَمّا قَالَ لبِنَيِ‌ إِسرَائِيلَ إِنّ اللّهَ يكُلَمّنُيِ‌ وَ ينُاَجيِنيِ‌ لَم يُصَدّقُوهُ فَقَالَ لَهُمُ اختَارُوا مِنكُم مَن يجَيِ‌ءُ معَيِ‌ حَتّي يَسمَعَ كَلَامَهُ فَاختَارُوا سَبعِينَ رَجُلًا مِن خِيَارِهِم وَ ذَهَبُوا مَعَ مُوسَي إِلَي المِيقَاتِ فَدَنَا مُوسَي وَ نَاجَي رَبّهُ وَ كَلّمَهُ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي فَقَالَ مُوسَي لِأَصحَابِهِ اسمَعُوا وَ اشهَدُوا عِندَ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ بِذَلِكَ فَقَالُوا لَهُلَن نُؤمِنَ لَكَ حَتّي نَرَي اللّهَ جَهرَةًفَاسأَلهُ أَن يَظهَرَ لَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيهِم صَاعِقَةً فَاحتَرَقُوا وَ هُوَ قَولُهُوَ إِذ قُلتُم يا مُوسي لَن نُؤمِنَ لَكَ حَتّي نَرَي اللّهَ جَهرَةً فَأَخَذَتكُمُ الصّاعِقَةُ وَ أَنتُم تَنظُرُونَ ثُمّ بَعَثناكُم مِن بَعدِ مَوتِكُم لَعَلّكُم تَشكُرُونَفَهَذِهِ الآيَةُ فِي سُورَةِ البَقَرَةِ وَ هيِ‌َ مَعَ هَذِهِ الآيَةِ فِي سُورَةِ الأَعرَافِ قَولُهُوَ اختارَ مُوسي قَومَهُ سَبعِينَ رَجُلًا لِمِيقاتِنافَنِصفُ الآيَةِ فِي سُورَةِ البَقَرَةِ وَ نِصفُ الآيَةِ هَاهُنَا فَلَمّا نَظَرَ مُوسَي إِلَي أَصحَابِهِ قَد هَلَكُوا حَزِنَ عَلَيهِم فَقَالَرَبّ لَو شِئتَ أَهلَكتَهُم مِن قَبلُ وَ إيِاّي‌َ أَ تُهلِكُنا بِما فَعَلَ السّفَهاءُ مِنّا وَ ذَلِكَ أَنّ مُوسَي ظَنّ أَنّ هَؤُلَاءِ هَلَكُوا بِذُنُوبِ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَقَالَإِن هيِ‌َ إِلّا فِتنَتُكَ تُضِلّ بِها مَن تَشاءُ وَ تهَديِ‌ مَن تَشاءُ أَنتَ وَلِيّنا فَاغفِر لَنا وَ ارحَمنا وَ أَنتَ خَيرُ الغافِرِينَ وَ اكتُب لَنا فِي هذِهِ الدّنيا حَسَنَةً وَ فِي الآخِرَةِ إِنّا هُدنا إِلَيكَ فَقَالَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيعذَابيِ‌ أُصِيبُ بِهِ مَن أَشاءُ وَ رحَمتَيِ‌


صفحه : 216

وَسِعَت كُلّ شَيءٍ فَسَأَكتُبُها لِلّذِينَ يَتّقُونَ وَ يُؤتُونَ الزّكاةَ وَ الّذِينَ هُم بِآياتِنا يُؤمِنُونَ

بيان قوله مِن كُلّ شَيءٍ مَوعِظَةًلعل المعني أنه كتب فيها من آثار حكمة الله في خلق كل شيء وآثار صنعه بحيث يظهر لمن تأمل فيها أن له صانعا ويحتمل أن يكون موعظة حالا أي كتب حكما من كل شيء والحال أن ذلك الشي‌ء موعظة من حيث دلالته علي الصانع والمشهور بين المفسرين أن قوله مَوعِظَةًبدل من الجار والمجرور أي وكتبنا كل شيء من المواعظ وتفصيل الأحكام . قوله تعالي سَأُرِيكُم دارَ الفاسِقِينَقيل المراد سأريكم جهنم علي سبيل التهديد وقيل ديار فرعون وقومه بمصر وقيل معناه سأدخلكم الشام فأريكم منازل القرون الماضية ممن خالفوا أمر الله لتعتبروا بها قوله تعالي سَأَصرِفُ عَن آياتيِ‌َقيل أي سأصرف الآيات المنصوبة في الآفاق والأنفس عنهم بالطبع علي قلوبهم فلايتفكرون فيها و لايعتبرون بها وقيل سأصرفهم عن إبطالها قوله أَ فَلا يَرَونَأقول في هذاالموضع من القرآن بعد قوله خوارأَ لَم يَرَوا أَنّهُ لا يُكَلّمُهُم وَ لا يَهدِيهِم سَبِيلًا و في طه فَقالُوا هذا إِلهُكُم وَ إِلهُ مُوسي فنَسَيِ‌َ أَ فَلا يَرَونَالآية ولعله اشتبه علي المصنف أوفسر في هذاالمقام ما في سورة طه قوله سُقِطَ فِي أَيدِيهِم أي اشتد ندامتهم كناية فإن النادم المتحسر يعض يده غما فتصير يده مسقوطا فيها قوله فهذه الآية لعل المراد أن الآيتين متعلقتان بواقعة واحدة و إلافارتباط إحداهما بالأخري بحسب اللفظ مشكل إلا أن يقال وقع التغيير في اللفظ أيضا فقوله قوله واختار تفسير لقوله هذه الآية قوله إِنّا هُدنا إِلَيكَ أي تبنا إليك من هاد يهود إذارجع .

8-ل ،[الخصال ] أَبِي عَنِ السعّدآَباَديِ‌ّ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ مَعبَدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ خَالِدٍ عَن أَبِي الحَسَنِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ إِنّ الّذِينَ أَمَرُوا قَومَ مُوسَي بِعِبَادَةِ العِجلِ كَانُوا خَمسَةَ أَنفُسٍ وَ كَانُوا أَهلَ بَيتٍ يَأكُلُونَ عَلَي خِوَانٍ وَاحِدٍ وَ هُم أذينوه وَ أَخُوهُ ميذويه وَ ابنُ أَخِيهِ وَ ابنَتُهُ وَ امرَأَتُهُ وَ هُمُ الّذِينَ ذَبَحُوا البَقَرَةَ التّيِ‌ أَمَرَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِذَبحِهَا الخَبَرَ


صفحه : 217

ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] أبي عن علي عن أبيه عن علي بن معبد مثله

9-ل ،[الخصال ] مُحَمّدُ بنُ أَحمَدَ السّرّاجُ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ البَزّازِ عَن حُمَيدِ بنِ زَنجَوَيهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ يُوسُفَ عَن خَالِدِ بنِ يَزِيدَ عَن طَلحَةَ بنِ عَمرٍو عَن عَطَاءٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ عَنِ النّبِيّص قَالَ مِنَ الجِبَالِ التّيِ‌ تَطَايَرَت يَومَ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ سَبعَةُ أَجبُلٍ فَلَحِقَت بِالحِجَازِ وَ اليَمَنِ مِنهَا بِالمَدِينَةِ أُحُدٌ وَ وَرِقَانُ وَ بِمَكّةَ ثَورٌ وَ ثَبِيرٌ وَ حِرَاءُ وَ بِاليَمَنِ صَبِرٌ وَ حَضُورٌ

10-ج ،[الإحتجاج ] فِي أَسئِلَةِ الزّندِيقِ عَنِ الصّادِقِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ إِنّ اللّهَ أَمَاتَ قَوماً خَرَجُوا مَعَ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ حِينَ تَوَجّهَ إِلَي اللّهِفَقالُوا أَرِنَا اللّهَ جَهرَةًفَأَمَاتَهُمُ اللّهُ ثُمّ أَحيَاهُم

11-ج ،[الإحتجاج ]يد،[التوحيد]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] فِي خَبَرِ ابنِ الجَهمِ أَنّهُسَأَلَ المَأمُونُ الرّضَا عَلَيهِ السّلَامُ عَن مَعنَي قَولِهِ عَزّ وَ جَلّوَ لَمّا جاءَ مُوسي لِمِيقاتِنا وَ كَلّمَهُ رَبّهُ قالَ رَبّ أرَنِيِ‌ أَنظُر إِلَيكَ قالَ لَن ترَانيِ‌الآيَةَ


صفحه : 218

كَيفَ يَجُوزُ أَن يَكُونَ كَلِيمُ اللّهِ مُوسَي بنُ عِمرَانَ عَلَيهِ السّلَامُ لَا يَعلَمُ أَنّ اللّهَ تَعَالَي ذِكرُهُ لَا يَجُوزُ عَلَيهِ الرّؤيَةُ حَتّي يَسأَلَهُ هَذَا السّؤَالَ فَقَالَ الرّضَا عَلَيهِ السّلَامُ إِنّ كَلِيمَ اللّهِ مُوسَي بنَ عِمرَانَ عَلَيهِ السّلَامُ عَلِمَ أَنّ اللّهَ تَعَالَي عَزّ عَن أَن يُرَي بِالأَبصَارِ وَ لَكِنّهُ لَمّا كَلّمَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ وَ قَرّبَهُ نَجِيّاً رَجَعَ إِلَي قَومِهِ فَأَخبَرَهُم أَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ كَلّمَهُ وَ قَرّبَهُ وَ نَاجَاهُ فَقَالُوا لَن نُؤمِنَ لَكَ حَتّي نَسمَعَ كَلَامَهُ كَمَا سَمِعتَ وَ كَانَ القَومُ سَبعَمِائَةِ أَلفِ رَجُلٍ فَاختَارَ مِنهُم سَبعِينَ أَلفاً ثُمّ اختَارَ مِنهُم سَبعَةَ آلَافٍ ثُمّ اختَارَ مِنهُم سَبعِينَ رَجُلًا لِمِيقَاتِ رَبّهِ فَخَرَجَ بِهِم إِلَي طُورِ سَينَاءَ فَأَقَامَهُم فِي سَفحِ الجَبَلِ وَ صَعِدَ مُوسَي إِلَي الطّورِ وَ سَأَلَ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَن يُكَلّمَهُ وَ يُسمِعَهُم كَلَامَهُ فَكَلّمَهُ اللّهُ تَعَالَي ذِكرُهُ وَ سَمِعُوا كَلَامَهُ مِن فَوقُ وَ أَسفَلَ وَ يَمِينٍ وَ شِمَالٍ وَ وَرَاءَ وَ أَمَامَ لِأَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَحدَثَهُ فِي الشّجَرَةِ وَ جَعَلَهُ مُنبَعِثاً مِنهَا حَتّي سَمِعُوهُ مِن جَمِيعِ الوُجُوهِ فَقَالُوالَن نُؤمِنَ لَكَبِأَنّ هَذَا ألّذِي سَمِعنَاهُ كَلَامُ اللّهِحَتّي نَرَي اللّهَ جَهرَةً فَلَمّا قَالُوا هَذَا القَولَ العَظِيمَ وَ استَكبَرُوا وَ عَتَوا بَعَثَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَلَيهِم صَاعِقَةً فَأَخَذَتهُم بِظُلمِهِم فَمَاتُوا فَقَالَ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ يَا رَبّ مَا أَقُولُ لبِنَيِ‌ إِسرَائِيلَ إِذَا رَجَعتُ إِلَيهِم وَ قَالُوا إِنّكَ ذَهَبتَ بِهِم فَقَتَلتَهُم لِأَنّكَ لَم تَكُن صَادِقاً فِيمَا ادّعَيتَ مِن مُنَاجَاةِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ إِيّاكَ فَأَحيَاهُمُ اللّهُ وَ بَعَثَهُم مَعَهُ فَقَالُوا إِنّكَ لَو سَأَلتَ اللّهَ أَن يُرِيَكَ تَنظُرُ إِلَيهِ لَأَجَابَكَ وَ كُنتَ تُخبِرُنَا كَيفَ هُوَ فَنَعرِفُهُ حَقّ مَعرِفَتِهِ فَقَالَ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ يَا قَومِ إِنّ اللّهَ لَا يُرَي بِالأَبصَارِ وَ لَا كَيفِيّةَ لَهُ وَ إِنّمَا يُعرَفُ بِآيَاتِهِ وَ يُعلَمُ بِأَعلَامِهِ فَقَالُوا لَن نُؤمِنَ لَكَ حَتّي تَسأَلَهُ فَقَالَ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ يَا رَبّ إِنّكَ قَد سَمِعتَ مَقَالَةَ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ وَ أَنتَ أَعلَمُ بِصَلَاحِهِم فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ يَا مُوسَي اسألَنيِ‌ مَا سَأَلُوكَ فَلَن أُؤَاخِذَكَ بِجَهلِهِم فَعِندَ ذَلِكَ قَالَ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُرَبّ أرَنِيِ‌ أَنظُر إِلَيكَ قالَ لَن ترَانيِ‌ وَ لكِنِ انظُر إِلَي الجَبَلِ فَإِنِ استَقَرّ مَكانَهُ وَ هُوَ يهَويِ‌فَسَوفَ ترَانيِ‌ فَلَمّا تَجَلّي رَبّهُ لِلجَبَلِبِآيَةٍ مِن آيَاتِهِجَعَلَهُ دَكّا وَ خَرّ مُوسي صَعِقاً فَلَمّا أَفاقَ قالَ سُبحانَكَ تُبتُ إِلَيكَ يَقُولُ رَجَعتُ إِلَي معَرفِتَيِ‌ بِكَ عَن جَهلِ قوَميِ‌وَ أَنَا أَوّلُ


صفحه : 219

المُؤمِنِينَمِنهُم بِأَنّكَ لَا تُرَي

أقول قدمضي الكلام في ذلك مفصلا في كتاب التوحيد

12-يب ،[تهذيب الأحكام ]بِإِسنَادِهِ عَنِ الثمّاَليِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ أَنّهُ قَالَ كَانَ فِي وَصِيّةِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلَيهِ السّلَامُ أَن أخَرجِوُنيِ‌ إِلَي الظّهرِ فَإِذَا تَصَوّبَت أَقدَامُكُم وَ استَقبَلَتكُم رِيحٌ فاَدفنِوُنيِ‌ وَ هُوَ أَوّلُ طُورِ سَينَاءَ

13-إِرشَادُ القُلُوبِ،روُيِ‌َ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ أَنّهُ قَالَ الغرَيِ‌ّ قِطعَةٌ مِنَ الجَبَلِ ألّذِيكَلّمَ اللّهُ عَلَيهِمُوسي تَكلِيماً

14- ع ،[علل الشرائع ]الدّقّاقُ وَ السنّاَنيِ‌ّ وَ المُكَتّبُ جَمِيعاً عَنِ الأسَدَيِ‌ّ عَنِ النخّعَيِ‌ّ عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِيهِ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ أخَبرِنيِ‌ عَن هَارُونَ لِمَ قَالَ لِمُوسَي عَلَيهِ السّلَامُيَا بنَ أُمّ لا تَأخُذ بلِحِيتَيِ‌ وَ لا برِأَسيِ‌ وَ لَم يَقُل يَا ابنَ أَبِي فَقَالَ إِنّ العَدَاوَاتِ بَينَ الإِخوَةِ أَكثَرُهَا تَكُونُ إِذَا كَانُوا بنَيِ‌ عَلّاتٍ وَ مَتَي كَانُوا بنَيِ‌ أُمّ قَلّتِ العَدَاوَةُ بَينَهُم إِلّا أَن يَنزِغَ الشّيطَانُ بَينَهُم فَيُطِيعُوهُ فَقَالَ هَارُونُ لِأَخِيهِ مُوسَي يَا أخَيِ‌ ألّذِي وَلَدَتهُ أمُيّ‌ وَ لَم تلَدِنيِ‌ غَيرُ أُمّهِ لَا تَأخُذ بلِحِيتَيِ‌ وَ لَا برِأَسيِ‌ وَ لَم يَقُل يَا ابنَ أَبِي لِأَنّ بنَيِ‌ الأَبِ إِذَا كَانَت أُمّهَاتُهُم شَتّي لَم تُستَبعَدِ العَدَاوَةُ بَينَهُم إِلّا مَن عَصَمَهُ اللّهُ مِنهُم وَ إِنّمَا تُستَبعَدُ العَدَاوَةُ بَينَ بنَيِ‌ أُمّ وَاحِدَةٍ قَالَ قُلتُ لَهُ فَلِمَ أَخَذَ بِرَأسِهِ يَجُرّهُ إِلَيهِ وَ بِلِحيَتِهِ وَ لَم يَكُن لَهُ فِي اتّخَاذِهِمُ العِجلَ وَ عِبَادَتِهِم لَهُ ذَنبٌ فَقَالَ إِنّمَا فَعَلَ ذَلِكَ


صفحه : 220

بِهِ لِأَنّهُ لَم يُفَارِقهُم لَمّا فَعَلُوا ذَلِكَ وَ لَم يَلحَق بِمُوسَي وَ كَانَ إِذَا فَارَقَهُم يَنزِلُ بِهِمُ العَذَابُ أَ لَا تَرَي أَنّهُ قَالَ لَهُ مُوسَييا هارُونُ ما مَنَعَكَ إِذ رَأَيتَهُم ضَلّوا أَلّا تَتّبِعَنِ أَ فَعَصَيتَ أمَريِ‌ قَالَ هَارُونُ لَو فَعَلتُ ذَلِكَ لَتَفَرّقُوا وَإنِيّ‌ خَشِيتُ أَن تَقُولَ لِيفَرّقتَ بَينَ بنَيِ‌ إِسرائِيلَ وَ لَم تَرقُب قوَليِ‌

قال الصدوق رحمه الله أخذ موسي برأس أخيه ولحيته أخذه برأس نفسه ولحية نفسه علي العادة المتعاطاة للناس إذااغتم أحدهم أوأصابته مصيبة عظيمة وضع يده علي رأسه و إذادهته داهية عظيمة قبض علي لحيته فكأنه أراد بما فعل أن يعلم هارون أنه وجب عليه الاغتمام والجزع بما أتاه قومه ووجب أن يكون في مصيبته بما تعاطوه لأن الأمة من النبي والحجة بمنزلة الأغنام من راعيها و من أحق بالاغتمام بتفريق الأغنام وهلاكها من راعيها و قدوكل بحفظها واستعبد بإصلاحها و قدوعد الثواب علي مايأتيه من إرشادها وحسن رعيها وأوعد العقاب علي ضد ذلك من تضييعها وهكذا فعل الحسين بن علي عليهما السلام لماذكر القوم المحاربين له بحرماته فلم يرعوها قبض علي لحيته وتكلم بما تكلم به و في العادة أيضا أن يخاطب الأقرب ويعاتب علي مايأتيه البعيد ليكون ذلك أزجر للبعيد عن إتيان مايوجب العقاب و قد قال الله عز و جل لخير خلقه وأقربهم منهم ص لَئِن أَشرَكتَ لَيَحبَطَنّ عَمَلُكَ وَ لَتَكُونَنّ مِنَ الخاسِرِينَ و قدعلم عز و جل أن نبيه ص لايشرك به أبدا وإنما خاطبه بذلك وأراد به أمته وهكذا موسي عاتب أخاه هارون وأراد بذلك أمته اقتداء بالله تعالي ذكره واستعمالا لعادات الصالحين قبله و في وقته .بيان قال الجوهري‌ بنو العلات هم أولاد الرجل من نسوة شتي و قال السيد رضي‌ الله عنه إن قيل ماالوجه في قوله تعالي وَ أَخَذَ بِرَأسِ أَخِيهِالآية أ و ليس ظاهر الآية يدل علي أن هارون أحدث ماأوجب إيقاع ذلك الفعل به و بعدفما الاعتذار لموسي عليه السلام من ذلك و هوفعل السخفاء والمتسرعين و ليس من عادة


صفحه : 221

الحكماء المتماسكين قلنا ليس فيما حكاه الله تعالي من فعل موسي بأخيه مايقتضي‌ صدور معصية و لاقبيح من واحد منهما و ذلك أن موسي عليه السلام أقبل و هوغضبان علي قومه لماأحدثوا بعده مستعظما لفعلهم مفكرا فيما كان منهم فأخذ برأس أخيه وجره إليه كمايفعل الإنسان بنفسه مثل ذلك عندالغضب وشدة الفكر أ ماتري أن المفكر الغضبان قديعض علي شفته ويقبض علي لحيته فأجري موسي أخاه مجري نفسه لأنه كان أخاه وشريكه و من يمسه من الخير والشر مايمسه فصنع به مايصنعه الرجل بنفسه في أحوال الفكر والغضب و هذه الأمور تختلف أحكامها بالعادات فيكون ما هوإكرام في بعضها استخفافا في غيرها وبالعكس و أما قوله لا تَأخُذ بلِحِيتَيِ‌ فلايمتنع أن يكون هارون عليه السلام خاف من أن يتوهم بنو إسرائيل بسوء ظنهم أنه منكر عليه معاتب له ثم ابتدأ بشرح قصته فقال في موضع إنِيّ‌ خَشِيتُالآية و في موضع آخرابنَ أُمّ إِنّ القَومَ استضَعفَوُنيِ‌ ويمكن أن يكون قوله لا تَأخُذ بلِحِيتَيِ‌ ليس علي سبيل الأنفة بل معني كلامه لاتغضب و لايشتد جزعك وأسفك و قال قوم إن موسي عليه السلام لمارأي من أخيه مثل ما كان عليه من الجزع والقلق أخذ برأسه متوجعا له مسكتا كمايفعل أحدنا بمن يناله المصيبة و علي هذا يكون قوله فَلا تُشمِت بيِ‌َ الأَعداءَكلاما مستأنفا و أما قوله لا تَأخُذ بلِحِيتَيِ‌فيحتمل أن يريد لاتفعل ذلك وغرضك التسكين مني‌ ويظن القوم أنك منكر علي و قال قوم أخذ برأس أخيه


صفحه : 222

ليدنيه إليه ويعلمه ماأوحي الله إليه فخاف هارون أن يسبق إلي قلوبهم لسوء ظنهم ما لاأصل له من عداوته فقال إشفاقا علي موسي عليه السلام لا تَأخُذ بلِحِيتَيِ‌ وَ لا برِأَسيِ‌لتسر ماتريده بين أيدي‌ هؤلاء فيظنوا بك ما لايجوز عليك انتهي .أقول لعل الأظهر ماذكره الصدوق رحمه الله أخيرا من كون ذلك بينهما علي جهة المصلحة لتخفيف الأمة وليعلموا شدة إنكار موسي عليهم علي أنه لو كان ذلك مما لاينبغي‌ من واحد منهما فهو ترك أولي لمامر من الأدلة القاطعة علي عصمتهم عليهم السلام و عليه يحمل ما في الخبر.

15-فس ،[تفسير القمي‌] وَ إِذ قالَ مُوسي لِقَومِهِ يا قَومِ إِنّكُم ظَلَمتُم أَنفُسَكُم بِاتّخاذِكُمُ العِجلَ فَتُوبُوا إِلي بارِئِكُم فَاقتُلُوا أَنفُسَكُم فَإِنّ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ لَمّا خَرَجَ إِلَي المِيقَاتِ رَجَعَ إِلَي قَومِهِ وَ قَد عَبَدُوا العِجلَ قَالَ لَهُميا قَومِ إِنّكُم ظَلَمتُم أَنفُسَكُم بِاتّخاذِكُمُ العِجلَ فَتُوبُوا إِلي بارِئِكُم فَاقتُلُوا أَنفُسَكُمفَقَالُوا فَكَيفَ نَقتُلُ أَنفُسَنَا فَقَالَ لَهُم مُوسَي اغدُوا كُلّ وَاحِدٍ مِنكُم إِلَي بَيتِ المَقدِسِ وَ مَعَهُ سِكّينٌ أَو حَدِيدَةٌ أَو سَيفٌ فَإِذَا صَعِدتُ أَنَا مِنبَرَ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَكُونُوا أَنتُم مُتَلَثّمِينَ لَا يَعرِفُ أَحَدٌ صَاحِبَهُ فَاقتُلُوا بَعضُكُم بَعضاً فَاجتَمَعُوا سَبعِينَ أَلفَ رَجُلٍ مِمّن كَانُوا عَبَدُوا العِجلَ إِلَي بَيتِ المَقدِسِ فَلَمّا صَلّي بِهِم مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ وَ صَعِدَ المِنبَرَ أَقبَلَ بَعضُهُم يَقتُلُ بَعضاً حَتّي نَزَلَ جَبرَئِيلُ فَقَالَ قُل لَهُم يَا مُوسَي ارفَعُوا القَتلَ فَقَد تَابَ اللّهُ عَلَيكُم فَقُتِلَ مِنهُم عَشَرَةُ آلَافٍ وَ أَنزَلَ اللّهُذلِكُم خَيرٌ لَكُم عِندَ بارِئِكُم فَتابَ عَلَيكُم إِنّهُ هُوَ التّوّابُ الرّحِيمُ وَ قَولُهُوَ إِذ قُلتُم يا مُوسي لَن نُؤمِنَ لَكَ حَتّي نَرَي اللّهَ جَهرَةًالآيَةَ فَهُمُ السّبعُونَ الّذِينَ اختَارَهُم مُوسَي لِيَسمَعُوا كَلَامَ اللّهِ فَلَمّا سَمِعُوا الكَلَامَ قَالُوالَن نُؤمِنَ لَكَ يَا مُوسَيحَتّي نَرَي اللّهَ جَهرَةًفَبَعَثَ اللّهُ عَلَيهِم صَاعِقَةً فَاحتَرَقُوا ثُمّ أَحيَاهُمُ اللّهُ بَعدَ ذَلِكَ وَ بَعَثَهُم أَنبِيَاءَ


صفحه : 223

بيان قال الطبرسي‌ رحمه الله لَن نُؤمِنَ لَكَ أي لن نصدقك في قولك إنك نبي‌ مبعوث حَتّي نَرَي اللّهَ جَهرَةً أي علانية فيخبرنا بأنك نبي‌ مبعوث وقيل معناه أنا لانصدقك فيما تخبر به من صفات الله تعالي و مايجوز عليه حتي نري الله جهرة وعيانا فيخبرنا بذلك وقيل إنه لماجاءهم بالألواح و فيهاالتوراة قالوا لن نؤمن بأن هذا من عند الله حتي نراه عيانا و قال بعضهم إن قوله جَهرَةًصفة لخطابهم لموسي إنهم جهروا به وأعلنوه

16-يد،[التوحيد] ابنُ المُتَوَكّلِ عَنِ السعّدآَباَديِ‌ّ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ النّضرِ عَن مُحَمّدِ بنِ مَروَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ السّائِبِ عَن أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ فِي قَولِهِ عَزّ وَ جَلّفَلَمّا أَفاقَ قالَ سُبحانَكَ تُبتُ إِلَيكَ وَ أَنَا أَوّلُ المُؤمِنِينَ قَالَ يَقُولُسُبحانَكَ تُبتُ إِلَيكَ مِن أَن أَسأَلَكَ الرّؤيَةَوَ أَنَا أَوّلُ المُؤمِنِينَبِأَنّكَ لَا تُرَي

17-يد،[التوحيد] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ الأصَفهَاَنيِ‌ّ عَنِ المنِقرَيِ‌ّ عَن حَفصٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّفَلَمّا تَجَلّي رَبّهُ لِلجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّا قَالَ سَاخَ الجَبَلُ فِي البَحرِ فَهُوَ يهَويِ‌ حَتّي السّاعَةِ

بيان قال الطبرسي‌ رحمه الله فَلَمّا تَجَلّي رَبّهُ لِلجَبَلِ أي ظهر أمر ربه لأهل الجبل فحذف والمعني أنه سبحانه أظهر من الآيات مااستدل به من كان عندالجبل علي أن رؤيته غيرجائزة وقيل معناه ظهر ربه بآياته التي‌ أحدثها في الجبل لأهل الجبل كمايقال الحمد لله ألذي تجلي لنا بقدرته فلما أظهر الآية العجيبة في الجبل صار كأنه ظهر لأهله وقيل إن تجلي بمعني جلي كقولهم حدث وتحدث وتقديره جلي ربه أمره للجبل أي أبرز في ملكوته للجبل ماتدكدك به ويؤيده ماجاء في الخبر أن الله تعالي أبرز من العرش مقدار الخنصر فتدكدك به الجبل و قال ابن عباس معناه


صفحه : 224

ظهر نور ربه للجبل و قال الحسن لماظهر وحي‌ ربه لِلجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّا أي مستويا بالأرض وقيل ترابا عن ابن عباس وقيل ساخ في الأرض حتي فني عن الحسن وقيل تقطع أربع قطع قطعة ذهبت نحو المشرق وقطعة ذهبت نحو المغرب وقطعة سقطت في البحر وقطعة صارت رملا وقيل صار الجبل ستة أجبل وقعت ثلاثة بالمدينة وثلاثة بمكة فالتي‌ بالمدينة أحد وورقان ورضوي والتي‌ بمكة ثور وثبير وحراء روي‌ ذلك عن النبي ص .

18-ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ السيّاّريِ‌ّ عَن عُبَيدِ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ الفاَرسِيِ‌ّ وَ غَيرِهِ رَفَعُوهُ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ إِنّ الكَرُوبِيّينَ قَومٌ مِن شِيعَتِنَا مِنَ الخَلقِ الأَوّلِ جَعَلَهُمُ اللّهُ خَلفَ العَرشِ لَو قُسِمَ نُورُ وَاحِدٍ مِنهُم عَلَي أَهلِ الأَرضِ لَكَفَاهُم ثُمّ قَالَ إِنّ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ لَمّا أَن سَأَلَ رَبّهُ مَا سَأَلَ أَمَرَ وَاحِداً مِنَ الكَرُوبِيّينَ فَتَجَلّي لِلجَبَلِ فَجَعَلَهُ دَكّاً

19-ير،[بصائر الدرجات ] عَلِيّ بنُ خَالِدٍ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَن عَبّاسٍ الوَرّاقِ عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن لَيثٍ المرُاَديِ‌ّ عَن سَدِيرٍ قَالَ كُنتُ عِندَ أَبِي جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ فَمَرّ بِنَا رَجُلٌ مِن أَهلِ اليَمَنِ فَسَأَلَهُ أَبُو جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ عَنِ اليَمَنِ فَأَقبَلَ يُحَدّثُ فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ هَل تَعرِفُ دَارَ كَذَا وَ كَذَا قَالَ نَعَم وَ رَأَيتُهَا قَالَ فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ هَل تَعرِفُ صَخرَةً عِندَهَا فِي مَوضِعِ كَذَا وَ كَذَا قَالَ نَعَم وَ رَأَيتُهَا فَقَالَ الرّجُلُ مَا رَأَيتُ رَجُلًا أَعرَفَ بِالبِلَادِ مِنكَ فَلَمّا قَامَ الرّجُلُ قَالَ لِي أَبُو جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ يَا أَبَا الفَضلِ تِلكَ الصّخرَةُ التّيِ‌ غَضِبَ مُوسَي فَأَلقَي الأَلوَاحَ فَمَا ذَهَبَ مِنَ التّورَاةِ التَقَمَتهُ الصّخرَةُ فَلَمّا بَعَثَ اللّهُ رَسُولَهُ أَدّتهُ إِلَيهِ وَ هيِ‌َ عِندَنَا

أقول ستأتي‌ الأخبار الكثيرة في كتاب الإمامة في أن عندهم التوراة والألواح والإنجيل وسائر كتب الأنبياء


صفحه : 225

20-كا مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الجَبّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن عَلِيّ بنِ النّعمَانِ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ قَالَ لِي يَا أَبَا مُحَمّدٍ إِنّ اللّهَ لَم يُعطِ الأَنبِيَاءَ شَيئاً إِلّا وَ قَد أَعطَاهُ مُحَمّداً وَ عِندَنَا الصّحُفُ التّيِ‌ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّصُحُفِ اِبراهِيمَ وَ مُوسي قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ هيِ‌َ الأَلوَاحُ قَالَ نَعَم

21-ير،[بصائر الدرجات ] أَبُو مُحَمّدٍ عَن عِمرَانَ بنِ مُوسَي البغَداَديِ‌ّ عَنِ ابنِ أَسبَاطٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الفُضَيلِ عَنِ الثمّاَليِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ إِنّ فِي الجَفرِ أَنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي لَمّا أَنزَلَ أَلوَاحَ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ أَنزَلَهَا عَلَيهِ وَ فِيهَا تِبيَانُ كُلّ شَيءٍ وَ مَا هُوَ كَائِنٌ إِلَي أَن تَقُومَ السّاعَةُ فَلَمّا انقَضَت أَيّامُ مُوسَي أَوحَي اللّهُ إِلَيهِ أَنِ استَودِعِ الأَلوَاحَ وَ هيِ‌َ زَبَرجَدَةٌ مِنَ الجَنّةِ الجَبَلَ فَأَتَي مُوسَي الجَبَلَ فَانشَقّ لَهُ الجَبَلُ فَجَعَلَ فِيهِ الأَلوَاحَ مَلفُوفَةً فَلَمّا جَعَلَهَا فِيهِ انطَبَقَ الجَبَلُ عَلَيهَا فَلَم تَزَل فِي الجَبَلِ حَتّي بَعَثَ اللّهُ نَبِيّهُ مُحَمّداًص فَأَقبَلَ رَكبٌ مِنَ اليَمَنِ يُرِيدُونَ النّبِيّص فَلَمّا انتَهَوا إِلَي الجَبَلِ انفَرَجَ الجَبَلُ وَ خَرَجَتِ الأَلوَاحُ مَلفُوفَةً كَمَا وَضَعَهَا مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ فَأَخَذَهَا القَومُ فَدَفَعُوهَا إِلَي النّبِيّص

أقول تمامه في باب أن كتب الأنبياء وآثارهم عندالأئمة عليهم السلام وسيأتي‌ فيه أيضا عن حبة العرني‌ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلَيهِ السّلَامُ أَنّهُ قَالَ إِنّ يُوشَعَ بنَ نُونٍ كَانَ وصَيِ‌ّ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ وَ كَانَت أَلوَاحُ مُوسَي مِن زُمُرّدٍ أَخضَرَ فَلَمّا غَضِبَ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ أَلقَي الأَلوَاحَ مِن يَدِهِ فَمِنهَا مَا تَكسِرُ وَ مِنهَا مَا بقَيِ‌َ وَ مِنهَا مَا ارتَفَعَ فَلَمّا ذَهَبَ عَن مُوسَي الغَضَبُ قَالَ يُوشَعُ أَ عِندَكَ تِبيَانُ مَا فِي الأَلوَاحِ قَالَ نَعَم فَلَم يَزَل يَتَوَارَثُهَا رَهطٌ مِن بَعدِ رَهطٍ حَتّي وَصَلَت إِلَي النّبِيّص وَ دَفَعَهَا إلِيَ‌ّ


صفحه : 226

22-ج ،[الإحتجاج ]يد،[التوحيد]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] عَنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدٍ النوّفلَيِ‌ّ فِي احتِجَاجِ الرّضَا عَلَيهِ السّلَامُ عَلَي أَربَابِ المِلَلِ قَالَ عَلَيهِ السّلَامُ إِنّ مُوسَي بنَ عِمرَانَ وَ أَصحَابَهُ السّبعِينَ الّذِينَ اختَارَهُم صَارُوا مَعَهُ إِلَي الجَبَلِ فَقَالُوا لَهُ إِنّكَ قَد رَأَيتَ اللّهَ سُبحَانَهُ فَأَرِنَاهُ كَمَا رَأَيتَهُ فَقَالَ لَهُم إنِيّ‌ لَم أَرَهُ فَقَالُوالَن نُؤمِنَ لَكَ حَتّي نَرَي اللّهَ جَهرَةًفَأَخَذَتهُمُ الصّاعِقَةُفَاحتَرَقُوا عَن آخِرِهِم وَ بقَيِ‌َ مُوسَي وَحِيداً فَقَالَ يَا رَبّ اختَرتُ سَبعِينَ رَجُلًا مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَجِئتُ بِهِم وَ أَرجِعُ وحَديِ‌ فَكَيفَ يصُدَقّنُيِ‌ قوَميِ‌ بِمَا أُخبِرُهُم بِهِ فَلَو شِئتَ أَهلَكتَهُم مِن قَبلُ وَ إيِاّي‌َ أَ تُهلِكُنا بِما فَعَلَ السّفَهاءُ مِنّافَأَحيَاهُمُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مِن بَعدِ مَوتِهِم

23-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَنِ ابنِ إِسحَاقَ عَمّن ذَكَرَهُ وَ قُولُوا حِطّةٌمَغفِرَةٌ حُطّ عَنّا أَي اغفِر لَنَا

24-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ عَن قَولِ اللّهِخُذُوا ما آتَيناكُم بِقُوّةٍ أَ قُوّةٌ فِي الأَبدَانِ أَم قُوّةٌ فِي القُلُوبِ قَالَ فِيهِمَا جَمِيعاً

25-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن عُبَيدِ اللّهِ الحلَبَيِ‌ّ قَالَ قَالَ وَ اذكُرُوا ما فِيهِ وَ اذكُرُوا مَا فِي تَركِهِ مِنَ العُقُوبَةِ

26-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ فِي قَولِ اللّهِخُذُوا ما آتَيناكُم بِقُوّةٍ قَالَ اسجُدُوا وَضعَ اليَدَينِ[السّجُودُ وَ وَضعُ اليَدَينِ] عَلَي الرّكبَتَينِ فِي الصّلَاةِ وَ أَنتَ رَاكِعٌ

27-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ فِي قَولِهِوَ إِذ واعَدنا مُوسي أَربَعِينَ


صفحه : 227

لَيلَةً قَالَ كَانَ فِي العِلمِ وَ التّقدِيرِ ثَلَاثِينَ لَيلَةً ثُمّ بَدَا لِلّهِ فَزَادَ عَشراًفَتَمّ مِيقاتُ رَبّهِلِلأَوّلِ وَ الآخِرِأَربَعِينَ لَيلَةً

بيان لعل المراد بالعلم علم الملائكة أوسمي‌ ماكتب في لوح المحو والإثبات علما و قدمر تحقيق ذلك في باب البداء

28-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ فِي قَولِ اللّهِوَ أُشرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ العِجلَ بِكُفرِهِم قَالَ لَمّا نَاجَي مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ رَبّهُ أَوحَي اللّهُ إِلَيهِ أَن يَا مُوسَي قَد فَتَنتُ قَومَكَ قَالَ وَ بِمَا ذَا يَا رَبّ قَالَ باِلساّمرِيِ‌ّ قَالَ وَ مَا فَعَلَ الساّمرِيِ‌ّ قَالَ صَاغَ لَهُم مِن حُلِيّهِم عِجلًا قَالَ يَا رَبّ إِنّ حُلِيّهُم لَتَحتَمِلُ أَن يُصَاغَ مِنهُ غَزَالٌ أَو تِمثَالٌ أَو عِجلٌ فَكَيفَ فَتَنتَهُم قَالَ إِنّهُ صَاغَ لَهُم عِجلًا فَخَارَ قَالَ يَا رَبّ وَ مَن أَخَارَهُ قَالَ أَنَا فَقَالَ عِندَهَا مُوسَيإِن هيِ‌َ إِلّا فِتنَتُكَ تُضِلّ بِها مَن تَشاءُ وَ تهَديِ‌ مَن تَشاءُ قَالَ فَلَمّا انتَهَي مُوسَي إِلَي قَومِهِ وَ رَآهُم يَعبُدُونَ العِجلَ أَلقَي الأَلوَاحَ مِن يَدِهِ فَتَكَسّرَت فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ كَانَ ينَبغَيِ‌ أَن يَكُونَ ذَلِكَ عِندَ إِخبَارِ اللّهِ إِيّاهُ قَالَ فَعَمَدَ مُوسَي فَبَرّدَ العِجلَ مِن أَنفِهِ إِلَي طَرَفِ ذَنَبِهِ ثُمّ أَحرَقَهُ بِالنّارِ فَذَرّهُ فِي اليَمّ قَالَ فَكَانَ أَحَدُهُم لَيَقَعُ فِي المَاءِ وَ مَا بِهِ إِلَيهِ مِن حَاجَةٍ فَيَتَعَرّضُ بِذَلِكَ لِلرّمَادِ فَيَشرَبُهُ وَ هُوَ قَولُ اللّهِوَ أُشرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ العِجلَ بِكُفرِهِم

شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ مِثلَهُ إِلَي قَولِهِوَ تهَديِ‌ مَن تَشاءُ

بيان البرد القطع بالمبرد و هوالسوهان و قال البيضاوي‌ في قوله تعالي وَ أُشرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ العِجلَتداخلهم حبه


صفحه : 228

ورسخ في قلوبهم صورته لفرط شعفهم به كمايتداخل الصبغ الثوب والشراب أعماق البدن بِكُفرِهِم أي بسبب كفرهم و ذلك لأنهم كانوا مجسمة أوحلولية و لم يروا جسما أعجب منه فتمكن في قلوبهم ماسول لهم السامري‌

29-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن مُحَمّدٍ الحلَبَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ فِي قَولِهِوَ واعَدنا مُوسي ثَلاثِينَ لَيلَةً وَ أَتمَمناها بِعَشرٍ قَالَ بِعَشرِ ذيِ‌ الحِجّةِ نَاقِصَةً حَتّي انتَهَي إِلَي شَعبَانَ فَقَالَ نَاقِصٌ لَا يَتِمّ

30-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن فُضَيلِ بنِ يَسَارٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ جُعِلتُ فِدَاكَ وَقّت لَنَا وَقتاً فِيهِم فَقَالَ إِنّ اللّهَ خَالَفَ عِلمُهُ عِلمَ المُوَقّتِينَ أَ مَا سَمِعتَ اللّهَ يَقُولُوَ واعَدنا مُوسي ثَلاثِينَ لَيلَةً إِلَيأَربَعِينَ لَيلَةً أَمَا إِنّ مُوسَي لَم يَكُن يَعلَمُ بِتِلكَ العَشرِ وَ لَا بَنُو إِسرَائِيلَ فَلَمّا حَدّثَهُم قَالُوا كَذَبَ مُوسَي وَ أَخلَفَنَا مُوسَي فَإِن حَدّثتُم بِهِ فَقُولُوا صَدَقَ اللّهُ وَ رَسُولُهُ تُؤجَرُوا مَرّتَينِ

31-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن فُضَيلِ بنِ يَسَارٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ إِنّ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ لَمّا خَرَجَ وَافِداً إِلَي رَبّهِ وَاعَدَهُم ثَلَاثِينَ يَوماً فَلَمّا زَادَ اللّهُ عَلَي الثّلَاثِينَ عَشراً قَالَ قَومُهُ أَخلَفَنَا مُوسَي فَصَنَعُوا مَا صَنَعُوا

32-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ ابنِ الحَنَفِيّةِ أَنّهُ قَالَ مِثلَ ذَلِكَ

33-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ وَ أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِمَا السّلَامُ قَالَا لَمّا سَأَلَ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ رَبّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي قَالَرَبّ أرَنِيِ‌ أَنظُر إِلَيكَ قالَ لَن ترَانيِ‌ وَ لكِنِ انظُر إِلَي الجَبَلِ فَإِنِ استَقَرّ مَكانَهُ فَسَوفَ ترَانيِ‌ قَالَ فَلَمّا صَعِدَ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ عَلَي الجَبَلِ فُتِحَت أَبوَابُ السّمَاءِ وَ أَقبَلَتِ المَلَائِكَةُ أَفوَاجاً فِي أَيدِيهِمُ العُمُدُ فِي رَأسِهَا النّورُ يَمُرّونَ بِهِ فَوجاً بَعدَ فَوجٍ يَقُولُونَ يَا ابنَ عِمرَانَ أَتَيتَ فَقَد سَأَلتَ عَظِيماً قَالَ فَلَم يَزَل مُوسَي وَاقِفاً حَتّي تَجَلّي رَبّنَا جَلّ جَلَالُهُ فَجَعَلَ الجَبَلَ دَكّاً وَ خَرّ مُوسَي صَعِقاً فَلَمّا أَن رَدّ اللّهُ عَلَيهِ رُوحَهُ أَفَاقَ قَالَسُبحانَكَ تُبتُ إِلَيكَ وَ أَنَا أَوّلُ المُؤمِنِينَ قَالَ ابنُ أَبِي عُمَيرٍ وَ حدَثّنَيِ‌ عِدّةٌ مِن أَصحَابِنَا أَنّ النّارَ أَحَاطَت بِهِ حَتّي لَا يَهرُبَ لِهَولِ مَا رَأَي


صفحه : 229

34-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ يَقُولُ إِنّ مُوسَي بنَ عِمرَانَ عَلَيهِ السّلَامُ لَمّا سَأَلَ رَبّهُ النّظَرَ إِلَيهِ وَعَدَهُ اللّهُ أَن يَقعُدَ فِي مَوضِعٍ ثُمّ أَمَرَ المَلَائِكَةَ أَن تَمُرّ عَلَيهِ مَوكِباً مَوكِباً بِالبَرقِ وَ الرّعدِ وَ الرّيحِ وَ الصّوَاعِقِ فَكُلّمَا مَرّ بِهِ مَوكِبٌ مِنَ المَوَاكِبِ ارتَعَدَت فَرَائِصُهُ فَيَرجِعُ رَأسُهُ فَيَقُولُونَ لَهُ قَد سَأَلتَ عَظِيماً

35-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن حَفصِ بنِ غِيَاثٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ يَقُولُ فِي قَولِهِفَلَمّا تَجَلّي رَبّهُ لِلجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّا وَ خَرّ مُوسي صَعِقاً قَالَ سَاخَ الجَبَلُ فِي البَحرِ فَهُوَ يهَويِ‌ حَتّي السّاعَةِ

36- وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي أَنّ النّارَ أَحَاطَت بِمُوسَي لِئَلّا يَهرُبَ لِهَولِ مَا رَأَي وَ قَالَ لَمّا خَرّ مُوسَي صَعِقاً مَاتَ فَلَمّا أَن رَدّ اللّهُ رُوحَهُ أَفَاقَ فَقَالَسُبحانَكَ تُبتُ إِلَيكَ وَ أَنَا أَوّلُ المُؤمِنِينَ

37-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَمّن ذَكَرَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ فِي قَولِ اللّهِ تَعَالَيوَ اتّخَذَ قَومُ مُوسي مِن بَعدِهِ مِن حُلِيّهِم عِجلًا جَسَداً لَهُ خُوارٌ فَقَالَ مُوسَي يَا رَبّ وَ مَن أَخَارَ الصّنَمَ فَقَالَ اللّهُ أَنَا يَا مُوسَي أَخَرتُهُ فَقَالَ مُوسَيإِن هيِ‌َ إِلّا فِتنَتُكَ تُضِلّ بِها مَن تَشاءُ وَ تهَديِ‌ مَن تَشاءُ

38-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَنِ الوَصّافِ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ إِنّ فِيمَا نَاجَي مُوسَي أَن قَالَ يَا رَبّ هَذَا الساّمرِيِ‌ّ صَنَعَ العِجلَ فَالخُوَارُ مَن صَنَعَهُ قَالَ فَأَوحَي


صفحه : 230

اللّهُ إِلَيهِ يَا مُوسَي إِنّ تِلكَ فتِنتَيِ‌ فَلَا تفُصحِنيِ‌ عَنهَا

بيان لاتفصحني‌ عنها لعله بالصاد المهملة أي لاتسألني‌ أن أظهر سببها والإفصاح و إن كان لازما يمكن أن يكون التفصيح متعديا و في بعض النسخ بالمعجمة أي لاتبين ذلك للناس فإنهم لايفهمون

39-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَمّن ذَكَرَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي لَمّا أَخبَرَ مُوسَي أَنّ قَومَهُ اتّخَذُوا عِجلًا لَهُ خُوَارٌ فَلَم يَقَع مِنهُ مَوقِعَ العَيَانِ فَلَمّا رَآهُم اشتَدّ فَأَلقَي الأَلوَاحَ مِن يَدِهِ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ وَ لِلرّؤيَةِ فَضلٌ عَلَي الخَبَرِ

40-كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ رَفَعَهُ قَالَ أَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَي مُوسَي أَن لَا تَقتُلِ الساّمرِيِ‌ّ فَإِنّهُ سخَيِ‌ّ

41-مهج ،[مهج الدعوات ] مِن كِتَابِ عَبدِ اللّهِ بنِ حَمّادٍ الأنَصاَريِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ وَ ذُكِرَ عِندَهُ حَزِيرَانَ فَقَالَ هُوَ الشّهرُ ألّذِي دَعَا فِيهِ مُوسَي عَلَي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَمَاتَ فِي يَومٍ وَ لَيلَةٍ مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ ثَلَاثُمِائَةِ أَلفٍ مِنَ النّاسِ

42-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ إِذ واعَدنا مُوسي أَربَعِينَ لَيلَةً ثُمّ اتّخَذتُمُ العِجلَ مِن بَعدِهِ وَ أَنتُم ظالِمُونَ قَالَ كَانَ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ يَقُولُ لبِنَيِ‌ إِسرَائِيلَ إِذَا فَرّجَ اللّهُ عَنكُم وَ أَهلَكَ أَعدَاءَكُم آتِيكُم بِكِتَابٍ مِن عِندِ رَبّكُم يَشتَمِلُ عَلَي أَوَامِرِهِ وَ نَوَاهِيهِ وَ مَوَاعِظِهِ وَ عِبَرِهِ وَ أَمثَالِهِ فَلَمّا فَرّجَ اللّهُ عَنهُم أَمَرَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَن يأَتيِ‌َ لِلمِيعَادِ وَ يَصُومَ ثَلَاثِينَ يَوماً عِندَ أَصلِ الجَبَلِ


صفحه : 231

فَظَنّ مُوسَي أَنّهُ بَعدَ ذَلِكَ يُعطِيهِ الكِتَابَ فَصَامَ ثَلَاثِينَ يَوماً فَلَمّا كَانَ آخِرُ اليَومِ استَاكَ قَبلَ الفِطرِ فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَيهِ يَا مُوسَي أَ مَا عَلِمتَ أَنّ خَلُوفَ فَمِ الصّائِمِ أَطيَبُ عنِديِ‌ مِن رِيحِ المِسكِ صُم عَشراً آخَرَ وَ لَا تَستَك عِندَ الإِفطَارِ فَفَعَلَ ذَلِكَ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ وَ كَانَ وَعَدَهُ اللّهُ أَن يُعطِيَهُ الكِتَابَ بَعدَ أَربَعِينَ لَيلَةً فَأَعطَاهُ إِيّاهُ فَجَاءَ الساّمرِيِ‌ّ فَشَبّهَ عَلَي مسُتضَعفَيِ‌ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَقَالَ وَعَدَكُم مُوسَي أَن يَرجِعَ إِلَيكُم بَعدَ أَربَعِينَ لَيلَةً وَ هَذِهِ عِشرُونَ لَيلَةً وَ عِشرُونَ يَوماً تَمّت أَربَعُونَ أَخطَأَ مُوسَي رَبّهُ وَ قَد أَتَاكُم رَبّكُم أَرَادَ أَن يُرِيَكُم أَنّهُ قَادِرٌ عَلَي أَن يَدعُوَكُم إِلَي نَفسِهِ بِنَفسِهِ وَ أَنّهُ لَم يَبعَث مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ لِحَاجَةٍ مِنهُ إِلَيهِ فَأَظهَرَ لَهُمُ العِجلَ ألّذِي كَانَ عَمِلَهُ فَقَالُوا كَيفَ يَكُونُ العِجلُ إِلَهَنَا قَالَ إِنّمَا هَذَا العِجلُ يُكَلّمُكُم مِنهُ رَبّكُم كَمَا كَلّمَ مُوسَي مِنَ الشّجَرَةِ فَلَمّا سَمِعُوا مِنهُ كَلَاماً قَالُوا لَهُ إِنّهُ فِي العِجلِ كَمَا فِي الشّجَرَةِ فَضَلّوا بِذَلِكَ وَ أَضَلّوا فَلَمّا رَجَعَ مُوسَي إِلَي قَومِهِ قَالَ يَا أَيّهَا العِجلُ أَ كَانَ فِيكَ رَبّنَا كَمَا يَزعُمُ هَؤُلَاءِ فَنَطَقَ العِجلُ وَ قَالَ عَزّ رَبّنَا مِن أَن يَكُونَ العِجلُ حَاوِياً لَهُ أَو شَيءٌ مِنَ الشّجَرَةِ وَ الأَمكِنَةِ عَلَيهِ مُشتَمِلًا لَا وَ اللّهِ يَا مُوسَي وَ لَكِنّ الساّمرِيِ‌ّ نَصَبَ عِجلًا مُؤَخّرُهُ إِلَي حَائِطٍ وَ حَفَرَ فِي الجَانِبِ الآخَرِ فِي الأَرضِ وَ أَجلَسَ فِيهِ بَعضَ مَرَدَتِهِ فَهُوَ ألّذِي وَضَعَ فَاهُ عَلَي دُبُرِهِ وَ تَكَلّمَ مَا تَكَلّمَ لَمّا قَالَهذا إِلهُكُم وَ إِلهُ مُوسي يَا مُوسَي بنَ عِمرَانَ مَا خَذَلَ هَؤُلَاءِ بعِبِاَدتَيِ‌ وَ اتخّاَذيِ‌ إِلَهاً إِلّا لِتَهَاوُنِهِم بِالصّلَاةِ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ الطّيّبِينَ وَ جُحُودِهِم بِمُوَالَاتِهِم وَ بِنُبُوّةِ النّبِيّ وَ وَصِيّةِ الوصَيِ‌ّ حَتّي أَدّاهُم إِلَي أَنِ اتخّذَوُنيِ‌ إِلَهاً قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فَإِذَا كَانَ اللّهُ تَعَالَي إِنّمَا خَذَلَ عَبَدَةَ العِجلِ لِتَهَاوُنِهِم بِالصّلَاةِ عَلَي مُحَمّدٍ وَ وَصِيّهِ عَلِيّ فَمَا تَخَافُونَ مِنَ الخِذلَانِ الأَكبَرِ فِي مُعَانَدَتِكُم لِمُحَمّدٍ وَ عَلِيّ وَ قَد شَاهَدتُمُوهُمَا وَ تَبَيّنتُم آيَاتِهِمَا وَ دَلَائِلَهُمَا


صفحه : 232

بيان اعلم أن الأخبار قداختلفت من الخاصة والعامة في أن موسي عليه السلام هل وعدهم ثلاثين فجاء بعدالأربعين أووعدهم أربعين والأظهر من أكثر الأخبار السالفة أنها كانت من الأخبار البدائية و كان الثلاثون مشروطا بشرط فتم بعد ذلك أربعون ويظهر من هذاالخبر أن السامري‌ سول لهم شبهة فاسدة و لم يكن الميقات إلاأربعين ويمكن كون إحداهما محمولة علي التقية لكونها أشهر بين المخالفين في زمان صدور الخبر أو يكون موسي وعدهم الثلاثين مع تجويز الأربعين فجعل لميقاته نهايتين و به يمكن الجمع بين الآيتين أيضا. قال الطبرسي‌ رحمه الله في قوله تعالي وَ واعَدنا مُوسي ثَلاثِينَ لَيلَةً وَ أَتمَمناها بِعَشرٍ و لم يقل أربعين ليلة كما قال في سورة البقرة لفائدة زائدة ذكر فيهاوجوه أحدها أن العدة كانت ذا القعدة وعشرا من ذي‌ الحجة و لو قال أربعين ليلة لم يعلم أنه كان ابتداء أول الشهر و لا أن الأيام كانت متوالية و لا أن الشهر شهر بعينه قاله أكثر المفسرين . وثانيها أنه واعد موسي ثلاثين ليلة ليصوم فيها ويتقرب بالعبادة ثم أتمها بعشر إلي وقت المناجاة وقيل هي‌ العشر التي‌ أنزلت التوراة فيهافلذلك أفردت بالذكر. وثالثها أن موسي عليه السلام قال لقومه إني‌ أتأخر عنكم بثلاثين يوما ليتسهل عليهم ثم زاد عليهم عشرا و ليس في ذلك خلف لأنه إذاتأخر عنهم أربعين ليلة فقد تأخر ثلاثين قبلها عن أبي جعفرالباقر عليه السلام انتهي . و قال الثعلبي‌ كان قدوعد قومه ثلاثين ليلة فأتمها الله بعشر حتي صارت أربعين وعد بنو إسرائيل الثلاثين فلما لم يرجع إليهم موسي افتتنوا و قال قوم إنهم عدوا الليلة يوما واليوم يوما فلما مضت عشرون يوما افتتنوا.

43-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] ثُمّ قَالَ عَزّ وَ جَلّثُمّ عَفَونا عَنكُم مِن بَعدِ ذلِكَ لَعَلّكُم تَشكُرُونَ أَي عَفَونَا عَن أَوَائِلِكُم عِبَادَتَهُمُ العِجلَ لَعَلّكُم يَا أَيّهَا الكَائِنُونَ فِي عَصرِ مُحَمّدٍ مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ


صفحه : 233

تَشكُرُونَ تِلكَ النّعمَةَ عَلَي أَسلَافِكُم وَ عَلَيكُم بَعدَهُم ثُمّ قَالَ عَلَيهِ السّلَامُ وَ إِنّمَا عَفَا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَنهُم لِأَنّهُم دَعَوُا اللّهَ بِمُحَمّدٍ وَ آلِهِ الطّيّبِينَ وَ جَدّدُوا عَلَي أَنفُسِهِمُ الوَلَايَةَ لِمُحَمّدٍ وَ عَلِيّ وَ آلِهِمَا الطّاهِرِينَ فَعِندَ ذَلِكَ رَحِمَهُمُ اللّهُ وَ عَفَا عَنهُم ثُمّ قَالَ عَزّ وَ جَلّوَ إِذ آتَينا مُوسَي الكِتابَ وَ الفُرقانَ لَعَلّكُم تَهتَدُونَ قَالَ وَ اذكُرُوا إِذَا آتَينَا مُوسَي الكِتَابَ وَ هُوَ التّورَاةُ ألّذِي أَخَذَ عَلَي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ الإِيمَانَ بِهِ وَ الِانقِيَادَ لِمَا يُوجِبُهُ وَ الفُرقَانَ آتَينَاهُ أَيضاً فَرّقَ مَا بَينَ الحَقّ وَ البَاطِلِ وَ فَرّقَ مَا بَينَ المُحِقّينَ وَ المُبطِلِينَ وَ ذَلِكَ أَنّهُ لَمّا أَكرَمَهُمُ اللّهُ بِالكِتَابِ وَ الإِيمَانِ بِهِ وَ الِانقِيَادِ لَهُ أَوحَي اللّهُ بَعدَ ذَلِكَ إِلَي مُوسَي يَا مُوسَي هَذَا الكِتَابُ قَد أَقَرّوا بِهِ وَ قَد بقَيِ‌َ الفُرقَانُ فَرّقَ مَا بَينَ المُؤمِنِينَ وَ الكَافِرِينَ وَ المُحِقّينَ وَ المُبطِلِينَ فَجَدّدَ عَلَيهِمُ العَهدَ بِهِ فإَنِيّ‌ آلَيتُ عَلَي نفَسيِ‌ قَسَماً حَقّاً لَا أَتَقَبّلُ مِن أَحَدٍ إِيمَاناً وَ لَا عَمَلًا إِلّا مَعَ الإِيمَانِ بِهِ قَالَ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ مَا هُوَ يَا رَبّ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ يَا مُوسَي تَأخُذُ عَلَي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ أَنّ مُحَمّداً خَيرُ البَشَرِ وَ سَيّدُ المُرسَلِينَ وَ أَنّ أَخَاهُ وَ وَصِيّهُ عَلِيّاً خَيرُ الوَصِيّينَ وَ أَنّ أَولِيَاءَهُ الّذِينَ يُقِيمُهُم سَادَةُ الخَلقِ وَ أَنّ شِيعَتَهُ المُنقَادِينَ لَهُ المُسَلّمِينَ لَهُ أَوَامِرَهُ وَ نَوَاهِيَهُ وَ لِخُلَفَائِهِ نُجُومِ الفِردَوسِ الأَعلَي وَ مُلُوكِ جَنّاتِ عَدنٍ قَالَ فَأَخَذَ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ عَلَيهِم ذَلِكَ فَمِنهُم مَنِ اعتَقَدَهُ حَقّاً وَ مِنهُم مَن أَعطَاهُ بِلِسَانِهِ دُونَ قَلبِهِ وَ كَانَ المُعتَقَدُ مِنهُم حَقّاً يَلُوحُ عَلَي جَبِينِهِ نُورٌ مُبِينٌ وَ مَن أَعطَي بِلِسَانِهِ دُونَ قَلبِهِ لَيسَ لَهُ ذَلِكَ النّورُ فَذَلِكَ الفُرقَانُ ألّذِي أَعطَاهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ وَ هُوَ فَرّقَ مَا بَينَ المُحِقّينَ وَ المُبطِلِينَ ثُمّ قَالَ عَزّ وَ جَلّلَعَلّكُم تَهتَدُونَ أَي لَعَلّكُم تَعلَمُونَ أَنّ ألّذِي بِهِ يُشَرّفُ العَبدُ عِندَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ هُوَ اعتِقَادُ الوَلَايَةِ كَمَا شُرّفَ بِهِ أَسلَافُكُم ثُمّ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ إِذ قالَ مُوسي لِقَومِهِ يا قَومِ إِنّكُم ظَلَمتُم أَنفُسَكُم بِاتّخاذِكُمُ العِجلَ فَتُوبُوا إِلي بارِئِكُم فَاقتُلُوا أَنفُسَكُم ذلِكُم خَيرٌ لَكُم عِندَ بارِئِكُم


صفحه : 234

فَتابَ عَلَيكُم إِنّهُ هُوَ التّوّابُ الرّحِيمُ قَالَ الإِمَامُ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ وَ اذكُرُوا يَا بنَيِ‌ إِسرَائِيلَإِذ قالَ مُوسي لِقَومِهِعَبَدَةِ العِجلِيا قَومِ إِنّكُم ظَلَمتُم أَنفُسَكُمأَضرَرتُم بِهَابِاتّخاذِكُمُ العِجلَإِلَهاًفَتُوبُوا إِلي بارِئِكُم ألّذِي بَرَأَكُم وَ صَوّرَكُمفَاقتُلُوا أَنفُسَكُميَقتُلُ بَعضُكُم بَعضاً يَقتُلُ مَن لَم يَعبُدِ العِجلَ مَن عَبَدَهُذلِكُم خَيرٌ لَكُم ذَلِكَ القَتلُ خَيرٌ لَكُمعِندَ بارِئِكُم مِن أَن تَعِيشُوا فِي الدّنيَا وَ هُوَ لَا يَغفِرُ لَكُم فَيَتِمّ فِي الحَيَاةِ الدّنيَا خَيرَاتُكُم وَ يَكُونُ إِلَي النّارِ مَصِيرُكُم وَ إِذَا قُتِلتُم وَ أَنتُم تَائِبُونَ جَعَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ القَتلَ كَفّارَتَكُم وَ جَعَلَ الجَنّةَ مَنزِلَكُم وَ مَقِيلَكُم قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّفَتابَ عَلَيكُمقَبِلَ تَوبَتَكُم قَبلَ استِيفَاءِ القَتلِ لِجَمَاعَتِكُم وَ قَبلَ إِتيَانِهِ عَلَي مُكَافَاتِكُم وَ أَمهَلَكُم لِلتّوبَةِ وَ استَبقَاكُم لِلطّاعَةِإِنّهُ هُوَ التّوّابُ الرّحِيمُ قَالَ وَ ذَلِكَ أَنّ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ لَمّا أَبطَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَلَي يَدَيهِ أَمرَ العِجلِ فَأَنطَقَهُ بِالخَبَرِ عَن تَموِيهِ الساّمرِيِ‌ّ وَ أَمَرَ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ أَن يَقتُلَ مَن لَم يَعبُدهُ مَن عَبَدَهُ تَبَرّأَ أَكثَرُهُم وَ قَالُوا لَم نَعبُدهُ فَقَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لِمُوسَي أَبرِد هَذَا العِجلَ بِالحَدِيدِ بَرداً ثُمّ ذَرّهِ فِي البَحرِ فَمَن شَرِبَ مِنهُ مَاءً اسوَدّ شَفَتَاهُ وَ أَنفُهُ وَ بَانَ ذَنبُهُ فَفَعَلَ فَبَانَ العَابِدُونَ فَأَمَرَ اللّهُ الاِثنيَ‌ عَشَرَ أَلفاً أَن يَخرُجُوا عَلَي البَاقِينَ شَاهِرِينَ السّيُوفَ يَقتُلُونَهُم وَ نَادَي مُنَادٍ أَلَا لَعَنَ اللّهُ أَحَداً اتّقَاهُم بِيَدٍ أَو رِجلٍ وَ لَعَنَ اللّهُ مَن تَأَمّلَ المَقتُولَ لَعَلّهُ يَنسُبُهُ حَمِيماً قَرِيباً فَيَتَعَدّاهُ إِلَي الأجَنبَيِ‌ّ فَاستَسلَمَ المَقتُولُونَ فَقَالَ القَاتِلُونَ نَحنُ أَعظَمُ مُصِيبَةً مِنهُم نَقتُلُ بِأَيدِينَا آبَاءَنَا وَ أُمّهَاتِنَا وَ أَبنَاءَنَا وَ إِخوَانَنَا وَ قَرَابَاتِنَا وَ نَحنُ لَم نَعبُد فَقَد سَاوَي بَينَنَا


صفحه : 235

وَ بَينَهُم فِي المُصِيبَةِ فَأَوحَي اللّهُ تَعَالَي إِلَي مُوسَي أنَيّ‌ إِنّمَا امتَحَنتُهُم بِذَلِكَ لِأَنّهُم مَا اعتَزَلُوهُم لَمّا عَبَدُوا العِجلَ وَ لَم يَهجُرُوهُم وَ لَم يُعَادُوهُم عَلَي ذَلِكَ قُل لَهُم مَن دَعَا اللّهَ بِمُحَمّدٍ وَ آلِهِ الطّيّبِينَ أَن يُسَهّلَ عَلَيهِم قَتلَ المُستَحِقّينَ لِلقَتلِ بِذُنُوبِهِم نَفعَلُ فَقَالُوهَا فَسَهّلَ عَلَيهِم وَ لَم يَجِدُوا لِقَتلِهِم لَهُم أَلَماً فَلَمّا استَمَرّ القَتلُ فِيهِم وَ هُم سِتّمِائَةِ أَلفٍ إِلّا اثنيَ‌ عَشَرَ أَلفاً الّذِينَ لَم يَعبُدُوا العِجلَ وَفّقَ اللّهُ بَعضَهُم فَقَالَ لِبَعضِهِم وَ القَتلُ لَم يُفضِ بَعدُ إِلَيهِم فَقَالَ أَ وَ لَيسَ اللّهُ قَد جَعَلَ التّوَسّلَ بِمُحَمّدٍ وَ آلِهِ الطّيّبِينَ أَمراً لَا يَخِيبُ مَعَهُ طَلِبَةٌ وَ لَا يُرَدّ بِهِ مَسأَلَةٌ وَ هَكَذَا تَوَسّلَت بِهِمُ الأَنبِيَاءُ وَ الرّسُلُ فَمَا لَنَا لَا نَتَوَسّلُ بِهِم قَالَ فَاجتَمَعُوا وَ ضَجّوا يَا رَبّنَا بِجَاهِ مُحَمّدٍ الأَكرَمِ وَ بِجَاهِ عَلِيّ الأَفضَلِ الأَعظَمِ وَ بِجَاهِ فَاطِمَةَ ذيِ‌ الفَضلِ وَ العِصمَةِ وَ بِجَاهِ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ سبِطيَ‌ سَيّدِ المُرسَلِينَ وَ سيَدّيَ‌ شَبَابِ أَهلِ الجِنَانِ أَجمَعِينَ وَ بِجَاهِ الذّرّيّةِ الطّيّبَةِ الطّاهِرَةِ مِن آلِ طَهَ وَ يس لَمّا غَفَرتَ لَنَا ذُنُوبَنَا وَ غَفَرتَ لَنَا هَفوَتَنَا وَ أَزَلتَ هَذَا القَتلَ عَنّا فَذَلِكَ حِينَ نوُديِ‌َ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ مِنَ السّمَاءِ أَن كُفّ القَتلَ فَقَد سأَلَنَيِ‌ بَعضُهُم مَسأَلَةً وَ أَقسَمَ عَلَيّ قَسَماً لَو أَقسَمَ بِهِ هَؤُلَاءِ العَابِدُونَ لِلعِجلِ وَ سأَلَنَيِ‌ بَعضُهُم العِصمَةَ حَتّي لَا يَعبُدُوهُ لَوَفّقتُهُم وَ عَصَمتُهُم وَ لَو أَقسَمَ عَلَيّ بِهَا إِبلِيسُ لَهَدَيتُهُ وَ لَو أَقسَمَ عَلَيّ بِهَا نُمرُودُ أَو فِرعَونُ لَنَجّيتُهُم فَرَفَعَ عَنهُمُ القَتلَ فَجَعَلُوا يَقُولُونَ يَا حَسرَتَنَا أَينَ كُنّا عَن هَذَا الدّعَاءِ بِمُحَمّدٍ وَ آلِهِ الطّيّبِينَ حَتّي كَانَ اللّهُ يَقِينَا شَرّ الفِتنَةِ وَ يَعصِمُنَا بِأَفضَلِ العِصمَةِ ثُمّ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ إِذ قُلتُم يا مُوسي لَن نُؤمِنَ لَكَ حَتّي نَرَي اللّهَ جَهرَةً قَالَ أَسلَافُكُمفَأَخَذَتكُمُ الصّاعِقَةُأَخَذَت أَسلَافَكُموَ أَنتُم تَنظُرُونَإِلَيهِمثُمّ بَعَثناكُمبَعَثنَا أَسلَافَكُممِن بَعدِ مَوتِكُم أَي مِن بَعدِ مَوتِ أَسلَافِكُملَعَلّكُم تَشكُرُونَ


صفحه : 236

أَي لَعَلّ أَسلَافَكُم يَشكُرُونَ الحَيَاةَ التّيِ‌ فِيهَا يَتُوبُونَ وَ يَقلَعُونَ وَ إِلَي رَبّهِم يُنِيبُونَ لَم يُدِم عَلَيهِم ذَلِكَ المَوتَ فَيَكُونَ إِلَي النّارِ مَصِيرُهُم وَ هُم فِيهَا خَالِدُونَ قَالَ وَ ذَلِكَ أَنّ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ لَمّا أَرَادَ أَن يَأخُذَ عَلَيهِم عَهدَ الفُرقَانِ فَرّقَ مَا بَينَ المُحِقّينَ وَ المُبطِلِينَ لِمُحَمّدٍص بِنُبُوّتِهِ وَ لعِلَيِ‌ّ عَلَيهِ السّلَامُ بِإِمَامَتِهِ وَ لِلأَئِمّةِ الطّاهِرِينَ بِإِمَامَتِهِم قَالُوالَن نُؤمِنَ لَكَ أَنّ هَذَا أَمرُ رَبّكَحَتّي نَرَي اللّهَ جَهرَةًعِيَاناً يُخبِرُنَا بِذَلِكَفَأَخَذَتكُمُ الصّاعِقَةُمُعَايَنَةًوَ أَنتُم تَنظُرُونَ وَ هُم يَنظُرُونَ إِلَي الصّاعِقَةِ تَنزِلُ عَلَيهِم وَ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ يَا مُوسَي إنِيّ‌ أَنَا المُكرِمُ أوَليِاَئيِ‌ المُصَدّقِينَ بأِصَفيِاَئيِ‌ وَ لَا أبُاَليِ‌ وَ أَنَا المُعَذّبُ لأِعَداَئيِ‌ الدّافِعِينَ حُقُوقَ أصَفيِاَئيِ‌ وَ لَا أبُاَليِ‌ فَقَالَ مُوسَي لِلبَاقِينَ الّذِينَ لَم يَصعَقُوا مَا ذَا تَقُولُونَ أَ تَقبَلُونَ وَ تَعتَرِفُونَ وَ إِلّا فَأَنتُم بِهَؤُلَاءِ لَاحِقُونَ قَالُوا يَا مُوسَي لَا ندَريِ‌ مَا حَلّ بِهِم لِمَا ذَا أَصَابَهُم كَانَتِ الصّاعِقَةُ مَا أَصَابَتهُم لِأَجلِكَ إِلّا أَنّهَا نَكبَةٌ مِن نَكَبَاتِ الدّهرِ تُصِيبُ البَرّ وَ الفَاجِرَ فَإِن كَانَت إِنّمَا أَصَابَتهُم لِرَدّهِم عَلَيكَ فِي أَمرِ مُحَمّدٍ وَ عَلِيّ وَ آلِهِمَا فَاسأَلِ اللّهَ رَبّكَ بِمُحَمّدٍ وَ آلِهِ هَؤُلَاءِ الّذِينَ تَدعُونَا إِلَيهِم أَن يحُييِ‌َ هَؤُلَاءِ المَصعُوقِينَ لِنَسأَلَهُم لِمَا ذَا أَصَابَهُم مَا أَصَابَهُم فَدَعَا اللّهَ عَزّ وَ جَلّ بِهِم مُوسَي فَأَحيَاهُمُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فَقَالَ لَهُم مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ سَلُوهُم لِمَا ذَا أَصَابَهُم فَسَأَلُوهُم فَقَالُوا يَا بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ أَصَابَنَا مَا أَصَابَنَا لِإِبَائِنَا اعتِقَادَ نُبُوّةِ مُحَمّدٍ مَعَ اعتِقَادِ إِمَامَةِ عَلِيّ عَلَيهِ السّلَامُ لَقَد رَأَينَا بَعدَ مَوتِنَا هَذَا مَمَالِكَ رَبّنَا مِن سَمَاوَاتِهِ وَ حُجُبِهِ وَ كُرسِيّهِ وَ عَرشِهِ وَ جِنَانِهِ وَ نِيرَانِهِ فَمَا رَأَينَا أَنفَذَ أَمراً فِي جَمِيعِ تِلكَ المَمَالِكِ وَ أَعظَمَ سُلطَاناً مِن مُحَمّدٍ وَ عَلِيّ وَ فَاطِمَةَ وَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ وَ إِنّا لَمّا مِتنَا بِهَذِهِ الصّاعِقَةِ ذُهِبَ بِنَا إِلَي النّيرَانِ فَنَادَاهُم مُحَمّدٌ وَ عَلِيّ عَلَيهِمَا الصّلَاةُ وَ السّلَامُ كُفّوا عَن هَؤُلَاءِ عَذَابَكُم فَهَؤُلَاءِ يُحيَونَ بِمَسأَلَةِ سَائِلِ رَبّنَا عَزّ وَ جَلّ بِنَا وَ بِآلِنَا الطّيّبِينَ وَ ذَلِكَ حِينَ لَم يَقذِفُونَا فِي الهَاوِيَةِ فَأَخّرُونَا إِلَي أَن بُعِثنَا بِدُعَائِكَ يَا مُوسَي بنَ عِمرَانَ بِمُحَمّدٍ وَ آلِهِ الطّيّبِينَ فَقَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لِأَهلِ عَصرِ مُحَمّدٍص فَإِذَا كَانَ بِالدّعَاءِ بِمُحَمّدٍ وَ آلِهِ الطّيّبِينَ نَشَرَ ظُلمَةُ أَسلَافِكُمُ المَصعُوقِينَ بِظُلمِهِم أَ فَمَا يَجِبُ عَلَيكُم أَن لَا تَتَعَرّضُوا لِمِثلِ


صفحه : 237

مَا هَلَكُوا بِهِ إِلَي أَن أَحيَاهُمُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ

44-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ وَ مُحَمّدِ بنِ القَاسِمِ عَن مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ عَن دَاوُدَ بنِ حَفصِ بنِ غِيَاثٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ قَالَ النّبِيّص أُنزِلَتِ التّورَاةُ لِسِتّ مَضَينَ مِن شَهرِ رَمَضَانَ

45-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الأهَواَزيِ‌ّ عَنِ الجوَهرَيِ‌ّ عَنِ البطَاَئنِيِ‌ّ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ مِثلَهُ

46- ع ،[علل الشرائع ]بِإِسنَادِهِ عَن يَزِيدَ بنِ سَلّامٍ أَنّهُ سَأَلَ النّبِيّص لِمَ سمُيّ‌َ الفُرقَانُ فُرقَاناً قَالَ لِأَنّهُ مُتَفَرّقُ الآيَاتِ وَ السّوَرِ أُنزِلَت فِي غَيرِ الأَلوَاحِ وَ غَيرِ الصّحُفِ وَ التّورَاةِ وَ الإِنجِيلِ وَ الزّبُورِ أُنزِلَت كُلّهَا جُملَةً فِي الأَلوَاحِ وَ الوَرَقِ الحَدِيثَ

47-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَولُهُ تَعَالَيوَ إِذ أَخَذنا مِيثاقَكُمالآيَةَ قَالَ الإِمَامُ عَلَيهِ السّلَامُ أَي فَاذكُرُوا إِذ أَخَذنَا مِيثَاقَكُم وَ عُهُودَكُم أَن تَعمَلُوا بِمَا فِي التّورَاةِ وَ بِمَا فِي الفُرقَانِ ألّذِي أَعطَيتُهُ مُوسَي مَعَ الكِتَابِ المَخصُوصِ بِذِكرِ مُحَمّدٍ وَ عَلِيّ وَ الطّيّبِينَ مِن آلِهِمَا بِأَنّهُم سَادَةُ الخَلقِ وَ القَوّامُونَ بِالحَقّ وَ إِذ أَخَذنَا مِيثَاقَكُم أَن تُقِرّوا بِهِ وَ أَن تُؤَدّوهُ إِلَي أَخلَافِكُم وَ تَأمُرُوهُم أَن يُؤَدّوهُ إِلَي أَخلَافِهِم إِلَي آخِرِ مقُدَرّاَتيِ‌ فِي الدّنيَا لَيُؤمِنُنّ بِمُحَمّدٍ نبَيِ‌ّ اللّهِ وَ لَيُسلِمُنّ لَهُ مَا يَأمُرُهُم فِي عَلِيّ ولَيِ‌ّ اللّهِ عَنِ اللّهِ وَ مَا يُخبِرُهُم بِهِ مِن أَحوَالِ خُلَفَائِهِ بَعدَهُ القَوّامِينَ بِحَقّ اللّهِ فَأَبَيتُم قَبُولَ ذَلِكَ وَ استَكبَرتُمُوهُ فَرَفَعنا فَوقَكُمُ الطّورَالجَبَلَ أَمَرنَا جَبرَئِيلَ أَن يَقطَعَ مِن جَبَلِ فِلَسطِينَ قِطعَةً عَلَي قَدرِ مُعَسكَرِ أَسلَافِكُم فَرسَخاً


صفحه : 238

فِي فَرسَخٍ فَقَطَعَهَا وَ جَاءَ بِهَا فَرَفَعَهَا فَوقَ رُءُوسِهِم فَقَالَ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ إِمّا أَن تَأخُذُوا بِمَا أُمِرتُم بِهِ فِيهِ وَ إِمّا أَن ألُقيِ‌َ عَلَيكُم هَذَا الجَبَلَ فَأُلجِئُوا إِلَي قَبُولِهِ كَارِهِينَ إِلّا مَن عَصَمَهُ اللّهُ مِنَ العِنَادِ فَإِنّهُ قَبِلَهُ طَائِعاً مُختَاراً ثُمّ لَمّا قَبِلُوهُ سَجَدُوا وَ عَفّرُوا وَ كَثِيرٌ مِنهُم عَفّرَ خَدّيهِ لَا لِإِرَادَةِ الخُضُوعِ لِلّهِ وَ لَكِن نَظَرَ إِلَي الجَبَلِ هَل يَقَعُ أَم لَا وَ آخَرُونَ سَجَدُوا مُختَارِينَ طَائِعِينَ

48-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَولُهُ عَزّ وَ جَلّوَ إِذ أَخَذنا مِيثاقَكُم وَ رَفَعنا فَوقَكُمُ الطّورَ خُذُوا ما آتَيناكُم بِقُوّةٍ وَ اسمَعُوا قالُوا سَمِعنا وَ عَصَينا وَ أُشرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ العِجلَ بِكُفرِهِم قُل بِئسَما يَأمُرُكُم بِهِ إِيمانُكُم إِن كُنتُم مُؤمِنِينَ قَالَ الإِمَامُ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ اذكُرُوا إِذ فَعَلنَا ذَلِكَ بِأَسلَافِكُم لَمّا أَبَوا قَبُولَ مَا جَاءَهُم بِهِ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ مِن دِينِ اللّهِ وَ أَحكَامِهِ وَ مِنَ الأَمرِ بِتَفضِيلِ مُحَمّدٍ وَ عَلِيّ وَ خُلَفَائِهِمَا عَلَي سَائِرِ الخَلقِخُذُوا ما آتَيناكُمقُلنَا لَهُم خُذُوا مَا آتَينَاكُم مِن هَذِهِ الفَرَائِضِبِقُوّةٍ قَد جَعَلنَاهَا لَكُم وَ مَكّنّاكُم بِهَا وَ أَزَحنَا عِلَلَكُم فِي تَركِيبِهَا فِيكُموَ اسمَعُوا مَا يُقَالُ لَكُم وَ تُؤمَرُونَ بِهِقالُوا سَمِعناقَولَكَوَ عَصَيناأَمرَكَ أَي إِنّهُم عَصَوُا بَعدَهُ وَ أَضمَرُوا فِي الحَالِ أَيضاً العِصيَانَوَ أُشرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ العِجلَأُمِرُوا بِشُربِ العِجلِ ألّذِي كَانَ قَد ذُرِئَت سَحَالَتُهُ فِي المَاءِ ألّذِي أُمِرُوا بِشُربِهِ لِيُبَيّنَ لَهُم مَن عَبَدَهُ مِمّن لَم يَعبُدهُبِكُفرِهِملِأَجلِ كُفرِهِم أُمِرُوا بِذَلِكَقُل يَا مُحَمّدُبِئسَما يَأمُرُكُم بِهِ إِيمانُكُمبِمُوسَي كُفرُكُم بِمُحَمّدٍ وَ عَلِيّ وَ أَولِيَاءِ اللّهِ مِن أَهلِهِمَاإِن كُنتُم مُؤمِنِينَبِتَورَاةِ مُوسَي وَ لَكِن مَعَاذَ اللّهِ لَا يَأمُرُكُم إِيمَانُكُم بِالتّورَاةِ الكُفرَ بِمُحَمّدٍ وَ عَلِيّ عَلَيهِمَا السّلَامُ قَالَ الإِمَامُ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلَيهِ السّلَامُ إِنّ اللّهَ تَعَالَي ذَكّرَ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فِي


صفحه : 239

عَصرِ مُحَمّدٍص أَحوَالَ آبَائِهِمُ الّذِينَ كَانُوا فِي أَيّامِ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ كَيفَ أَخَذَ عَنهُمُ العَهدَ وَ المِيثَاقَ لِمُحَمّدٍ وَ عَلِيّ وَ آلِهِمَا الطّيّبِينَ المُنتَجَبِينَ لِلخِلَافَةِ عَلَي الخَلَائِقِ وَ لِأَصحَابِهِمَا وَ شِيعَتِهِمَا وَ سَائِرِ أُمّةِ مُحَمّدٍ عَلَيهِ الصّلَاةُ وَ السّلَامُ فَقَالَوَ إِذ أَخَذنا مِيثاقَكُماذكُرُوا إِذ أَخَذنَا مِيثَاقَ آبَائِكُموَ رَفَعنا فَوقَكُمُ الطّورَالجَبَلَ لَمّا أَبَوا قَبُولَ مَا أُرِيدَ مِنهُم وَ الِاعتِرَافَ بِهِخُذُوا ما آتَيناكُمأَعطَينَاكُمبِقُوّةٍيعَنيِ‌ بِالقُوّةِ التّيِ‌ أَعطَينَاكُم تَصلُحُ لِذَلِكَوَ اسمَعُوا أَي أَطِيعُوا فِيهِقالُوا سَمِعنابِآذَانِنَاوَ عَصَينابِقُلُوبِنَا فَأَمّا فِي الظّاهِرِ فَأَعطَوا كُلّهُمُ الطّاعَةَ دَاخِرِينَ صَاغِرِينَ ثُمّ قَالَوَ أُشرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ العِجلَعُرِضُوا لِشُربِ العِجلِ ألّذِي عَبَدُوهُ حَتّي وَصَلَ مَا شَرِبُوا مِن ذَلِكَ إِلَي قُلُوبِهِم وَ قَالَ إِنّ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ لَمّا رَجَعَ إِلَيهِم مُوسَي وَ قَد عَبَدُوا العِجلَ تَلَقّوهُ بِالرّجُوعِ عَن ذَلِكَ فَقَالَ لَهُم مُوسَي مَنِ ألّذِي عَبَدَهُ مِنكُم حَتّي أُنفِذَ فِيهِ حُكمَ اللّهِ خَافُوا حُكمَ اللّهِ ألّذِي يُنفِذُهُ فِيهِم فَجَحَدُوا أَن يَكُونُوا عَبَدُوهُ وَ جَعَلَ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُم يَقُولُ أَنَا لَم أَعبُدهُ وَ عَبَدَهُ غيَريِ‌ وَ وَشَي بَعضُهُم بِبَعضٍ فَلِذَلِكَ مَا حَكَي اللّهُ عَن مُوسَي مِن قَولِهِ للِساّمرِيِ‌ّوَ انظُر إِلي إِلهِكَ ألّذِي ظَلتَ عَلَيهِ عاكِفاً لَنُحَرّقَنّهُ ثُمّ لَنَنسِفَنّهُ فِي اليَمّ نَسفاًفَأَمَرَهُ اللّهُ فَبَرَدَهُ بِالمَبَارِدِ وَ أَخَذَ سُحَالَتَهُ فَذَرَأَهَا فِي البَحرِ العَذبِ ثُمّ قَالَ لَهُمُ اشرَبُوا مِنهُ فَشَرِبُوا فَكُلّ مَن كَانَ عَبَدَهُ اسوَدّ شَفَتَاهُ وَ أَنفُهُ مِمّن كَانَ أَبيَضَ اللّونِ وَ مَن كَانَ مِنهُم أَسوَدَ اللّونِ ابيَضّ شَفَتَاهُ وَ أَنفُهُ فَعِندَ ذَلِكَ أَنفَذَ فِيهِم حُكمَ اللّهِ ثُمّ قَالَ اللّهُ تَعَالَي لِلمَوجُودِينَ مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فِي عَصرِ مُحَمّدٍص عَلَي لِسَانِهِقُل يَا مُحَمّدُ لِهَؤُلَاءِ المُكَذّبِينَ بِكَ بَعدَ سَمَاعِهِم مَا أُخِذَ عَلَي أَوَائِلِهِم لَكَ وَ لِأَخِيكَ عَلِيّ وَ لِآلِكُمَا وَ


صفحه : 240

لِشِيعَتِكُمَابِئسَما يَأمُرُكُم بِهِ إِيمانُكُم أَن تَكفُرُوا بِمُحَمّدٍ وَ تَستَخِفّوا بِحَقّ عَلِيّ وَ آلِهِ وَ شِيعَتِهِإِن كُنتُم مُؤمِنِينَ كَمَا تَزعُمُونَ بِمُوسَي وَ التّورَاةِ قَالَ عَلَيهِ السّلَامُ وَ ذَلِكَ أَنّ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ كَانَ وَعَدَ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ أَنّهُ يَأتِيهِم بِكِتَابٍ مِن عِندِ اللّهِ يَشتَمِلُ عَلَي أَوَامِرِهِ وَ نَوَاهِيهِ وَ حُدُودِهِ وَ فَرَائِضِهِ بَعدَ أَن يُنَجّيهِمُ اللّهُ مِن فِرعَونَ وَ قَومِهِ فَلَمّا نَجّاهُم وَ صَارُوا بِقُربِ الشّامِ جَاءَهُم بِالكِتَابِ مِن عِندِ اللّهِ كَمَا وَعَدَهُم وَ كَانَ فِيهِ إنِيّ‌ لَا أَتَقَبّلُ عَمَلًا مِمّن لَا يُعَظّمُ مُحَمّداً وَ عَلِيّاً وَ آلَهُمَا الطّيّبِينَ وَ لَم يُكرِم أَصحَابَهُمَا وَ مُحِبّيهِمَا حَقّ تَكرِيمِهِم يَا عُبَيدَ اللّهِ أَلَا فَاشهَدُوا أَنّ مُحَمّداً خَيرُ خلَيِقتَيِ‌ وَ أَفضَلُ برَيِتّيِ‌ وَ أَنّ عَلِيّاً أَخُوهُ وَ وَصِيّهُ وَ وَارِثُ عِلمِهِ وَ خَلِيفَتُهُ فِي أُمّتِهِ وَ خَيرُ مَن يُخلِفُهُ بَعدَهُ وَ أَنّ آلَ مُحَمّدٍ أَفضَلُ آلِ النّبِيّينَ وَ أَصحَابَ مُحَمّدٍ أَفضَلُ صَحَابَةِ المُرسَلِينَ وَ أُمّةَ مُحَمّدٍ خَيرُ الأُمَمِ أَجمَعِينَ فَقَالَ بَنُو إِسرَائِيلَ لَا نَقبَلُ هَذَا يَا مُوسَي هَذَا عَظِيمٌ يَثقُلُ عَلَينَا بَل نَقبَلُ مِن هَذِهِ الشّرَائِعِ مَا يَخِفّ عَلَينَا وَ إِذَا قَبِلنَاهَا قُلنَا إِنّ نَبِيّنَا أَفضَلُ نبَيِ‌ّ وَ آلَهُ أَفضَلُ آلٍ وَ صَحَابَتَهُ أَفضَلُ صَحَابَةٍ وَ نَحنُ أُمّتُهُ أَفضَلُ مِن أُمّةِ مُحَمّدٍ وَ لَسنَا نَعتَرِفُ بِالفَضلِ لِقَومٍ لَا نَرَاهُم وَ لَا نَعرِفُهُم فَأَمَرَ اللّهُ جَبرَئِيلَ فَقَطَعَ بِجَنَاحٍ مِن أَجنِحَتِهِ مِن جَبَلٍ مِن جِبَالِ فِلَسطِينَ عَلَي قَدرِ مُعَسكَرِ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ وَ كَانَ طُولُهُ فِي عَرضِهِ فَرسَخاً فِي فَرسَخٍ ثُمّ جَاءَ بِهِ فَوَقّفَهُ عَلَي رُءُوسِهِم وَ قَالَ إِمّا أَن تَقبَلُوا مَا أَتَاكُم بِهِ مُوسَي وَ إِمّا وَضَعتُ عَلَيكُمُ الجَبلَ فَطَحطَحتُكُم تَحتَهُ فَلَحِقَهُم مِنَ الجَزَعِ وَ الهَلَعِ مَا يَلحَقُ أَمثَالَهُم مِمّن قُوبِلَ بِهَذِهِ المُقَابَلَةِ فَقَالُوا يَا مُوسَي كَيفَ نَصنَعُ قَالَ مُوسَي اسجُدُوا لِلّهِ عَلَي جِبَاهِكُم ثُمّ عَفّرُوا خُدُودَكُمُ اليُمنَي ثُمّ اليُسرَي فِي التّرَابِ وَ قُولُوا يَا رَبّنَا سَمِعنَا وَ أَطَعنَا وَ قَبِلنَا وَ اعتَرَفنَا وَ سَلّمنَا وَ رَضِينَا قَالَ فَفَعَلُوا هَذَا ألّذِي قَالَ لَهُم مُوسَي قَولًا وَ فِعلًا غَيرَ أَنّ كَثِيراً مِنهُم خَالَفَ قَلبُهُ ظَاهِرَ أَفعَالِهِ


صفحه : 241

وَ قَالَ بِقَلبِهِ سَمِعنَا وَ عَصَينَا مُخَالِفاً لِمَا قَالَ بِلِسَانِهِ وَ عَفّرُوا خُدُودَهُمُ اليُمنَي وَ لَيسَ قَصدُهُمُ التّذَلّلَ لِلّهِ تَعَالَي وَ النّدَمَ عَلَي مَا كَانَ مِنهُم مِنَ الخِلَافِ وَ لَكِنّهُم فَعَلُوا ذَلِكَ يَنظُرُونَ هَل يَقَعُ عَلَيهِمُ الجَبَلُ أَم لَا ثُمّ عَفّرُوا خُدُودَهُمُ اليُسرَي يَنظُرُونَ كَذَلِكَ وَ لَم يَفعَلُوا ذَلِكَ كَمَا أُمِرُوا فَقَالَ جَبرَئِيلُ لِمُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ أَمَا إِنّ أَكثَرَهُم لِلّهِ تَعَالَي عَاصُونَ وَ لَكِنّ اللّهَ تَعَالَي أمَرَنَيِ‌ أَن أُزِيلَ عَنهُم هَذَا الجَبَلَ عِندَ ظَاهِرِ اعتِرَافِهِم فِي الدّنيَا فَإِنّ اللّهَ إِنّمَا يُطَالِبُهُم فِي الدّنيَا بِظَوَاهِرِهِم لِحَقنِ دِمَائِهِم وَ إِبقَاءِ الذّمّةِ لَهُم وَ إِنّمَا أَمرُهُم إِلَي اللّهِ فِي الآخِرَةِ يُعَذّبُهُم عَلَي عُقُودِهِم وَ ضَمَائِرِهِم فَنَظَرَ القَومُ إِلَي الجَبَلِ وَ قَد صَارَ قِطعَتَينِ قِطعَةٌ مِنهُ صَارَت لُؤلُؤَةً بَيضَاءَ فَجَعَلَت تَصعَدُ وَ تَرقَي حَتّي خَرَقَتِ السّمَاوَاتِ وَ هُم يَنظُرُونَ إِلَيهَا إِلَي أَن صَارَت إِلَي حَيثُ لَا يَلحَقُهَا أَبصَارُهُم وَ قِطعَةٌ صَارَت نَاراً وَ وَقَعَت عَلَي الأَرضِ بِحَضرَتِهِم فَخَرَقَتهَا وَ دَخَلَتهَا وَ غَابَت عَن عُيُونِهِم فَقَالُوا مَا هَذَانِ المُفتَرِقَانِ مِنَ الجَبَلِ فِرقٌ صَعِدَ لُؤلُؤاً وَ فِرقٌ انحَطّ نَاراً قَالَ لَهُم مُوسَي أَمّا القِطعَةُ التّيِ‌ صَعِدَت فِي الهَوَاءِ فَإِنّهَا وَصَلَت إِلَي السّمَاءِ فَخَرَقَتهَا إِلَي أَن لَحِقَت بِالجَنّةِ فَأُضعِفَت أَضعَافاً كَثِيرَةً لَا يَعلَمُ عَدَدَهَا إِلّا اللّهُ وَ أَمَرَ اللّهُ أَن يُبنَي مِنهَا لِلمُؤمِنِينَ بِمَا فِي هَذَا الكِتَابِ قُصُورٌ وَ دُورٌ وَ مَنَازِلُ وَ مَسَاكِنُ مُشتَمِلَةٌ عَلَي أَنوَاعِ النّعمَةِ التّيِ‌ وَعَدَهَا المُتّقِينَ مِن عِبَادِهِ مِنَ الأَشجَارِ وَ البَسَاتِينِ وَ الثّمَارِ وَ الحُورِ الحِسَانِ وَ المُخَلّدِينَ مِنَ الوِلدَانِ كاَللئّاَليِ‌ المَنثُورَةِ وَ سَائِرِ نَعِيمِ الجَنّةِ وَ خَيرَاتِهَا وَ أَمّا القِطعَةُ التّيِ‌ انحَطّت إِلَي الأَرضِ فَخَرَقَتهَا ثُمّ التّيِ‌ تَلِيهَا إِلَي أَن لَحِقَت بِجَهَنّمَ فَأُضعِفَت أَضعَافاً كَثِيرَةً وَ أَمَرَ اللّهُ تَعَالَي أَن يُبنَي مِنهَا لِلكَافِرِينَ بِمَا فِي هَذَا الكِتَابِ قُصُورٌ وَ دُورٌ وَ مَسَاكِنُ وَ مَنَازِلُ مُشتَمِلَةٌ عَلَي أَنوَاعِ العَذَابِ التّيِ‌ وَعَدَهَا الكَافِرِينَ مِن عِبَادِهِ مِن بِحَارِ نِيرَانِهَا وَ حِيَاضِ غِسلِينِهَا وَ غَسّاقِهَا وَ أَودِيَةِ قَيحِهَا وَ دِمَائِهَا وَ صَدِيدِهَا وَ زَبَانِيَتِهَا بِمِرزَبَاتِهَا وَ أَشجَارِ زَقّومِهَا وَ ضَرِيعِهَا وَ حَيّاتِهَا


صفحه : 242

وَ عَقَارِبِهَا وَ أَفَاعِيهَا وَ قُيُودِهَا وَ أَغلَالِهَا وَ سَلَاسِلِهَا وَ أَنكَالِهَا وَ سَائِرِ أَنوَاعِ البَلَايَا وَ العَذَابِ المُعَدّ فِيهَا ثُمّ قَالَ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِص لبِنَيِ‌ إِسرَائِيلَ أَ فَلَا تَخَافُونَ عِقَابَ رَبّكُم فِي جَحدِكُم لِهَذِهِ الفَضَائِلِ التّيِ‌ اختَصّ بِهَا مُحَمّداً وَ عَلِيّاً وَ آلَهُمَا الطّيّبِينَ

بيان السحالة ماسقط من الذهب والفضة ونحوهما كالبرادة وطحطحت الشي‌ء كسرته وفرقته

49-ير،[بصائر الدرجات ]اليقَطيِنيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عُمَرَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الوَلِيدِ السّلمَانِ قَالَ قَالَ لِي أَبُو جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ يَا عَبدَ اللّهِ مَا تَقُولُ الشّيعَةُ فِي عَلِيّ وَ مُوسَي وَ عِيسَي عَلَيهِمُ السّلَامُ قَالَ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ وَ مِن أَيّ الحَالَاتِ تسَألَنُيِ‌ قَالَ أَسأَلُكَ عَنِ العِلمِ فَأَمّا الفَضلُ فَهُم سَوَاءٌ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ فَمَا عَسَي أَقُولُ فِيهِم قَالَ هُوَ وَ اللّهِ أَعلَمُ مِنهُمَا ثُمّ قَالَ يَا عَبدَ اللّهِ أَ لَيسَ يَقُولُونَ لعِلَيِ‌ّ مَا لِلرّسُولِ مِنَ العِلمِ قَالَ قُلتُ بَلَي قَالَ فَخَاصِمهُم فِيهِ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي قَالَ لِمُوسَيوَ كَتَبنا لَهُ فِي الأَلواحِ مِن كُلّ شَيءٍفَأَعلَمَنَا أَنّهُ لَم يُبَيّن لَهُ الأَمرَ كُلّهُ وَ قَالَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي لِمُحَمّدٍص وَ جِئنا بِكَ شَهِيداً عَلي هؤُلاءِ وَ نَزّلنا عَلَيكَ الكِتابَ تِبياناً لِكُلّ شَيءٍ

أقول ستأتي‌ الأخبار الكثيرة في ذلك في كتاب الإمامة

50-كش ،[رجال الكشي‌]خَلَفُ بنُ حَامِدٍ عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن يَحيَي الحلَبَيِ‌ّ عَن أَيّوبَ بنِ الحُرّ عَن بَشِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ وَ حدَثّنَيِ‌ ابنُ مَسعُودٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ فَضّالٍ عَنِ العَبّاسِ بنِ عَامِرٍ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَنِ الحَارِثِ بنِ المُغِيرَةِ عَن أَبِي


صفحه : 243

عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَا قُلنَا لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ إِنّ عَبدَ اللّهِ بنَ عَجلَانَ مَرِضَ مَرَضَهُ ألّذِي مَاتَ فِيهِ وَ كَانَ يَقُولُ إنِيّ‌ لَا أَمُوتُ مِن مرَضَيِ‌ هَذَا فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ أَيهَاتَ أَيهَاتَ أَنّي ذَهَبَ ابنُ عَجلَانَ لَا عَرَفَهُ اللّهُ قَبِيحاً مِن عَمَلِهِ إِنّ مُوسَي بنَ عِمرَانَ اختَارَ مِن قَومِهِ سَبعِينَ رَجُلًا فَلَمّا أَخَذَتهُمُ الرّجفَةُ كَانَ مُوسَي أَوّلَ مَن قَامَ مِنهَا فَقَالَ يَا رَبّ أصَحاَبيِ‌ فَقَالَ يَا مُوسَي إنِيّ‌ أُبدِلُكَ مِنهُم خَيراً قَالَ رَبّ إنِيّ‌ وَجَدتُ رِيحَهُم وَ عَرَفتُ أَسمَاءَهُم قَالَ ذَلِكَ ثَلَاثاً فَبَعَثَهُمُ اللّهُ أَنبِيَاءَ

شي‌،[تفسير العياشي‌] مُحَمّدُ بنُ سَالِمٍ بَيّاعُ القَصَبِ عَنِ الحَارِثِ بنِ المُغِيرَةِ مِثلَهُ وَ فِيهِ لَا عَرَفَهُ اللّهُ شَيئاً مِن ذُنُوبِهِ وَ فِيهِ إنِيّ‌ أُبدِلُكَ بِهِم مَن هُوَ خَيرٌ لَكَ مِنهُم

شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَنِ الحَارِثِ مِثلَهُ إِلّا أَنّهُ ذَكَرَ فَلَمّا أَخَذَتهُمُ الصّاعِقَةُ وَ لَم يَذكُرِ الرّجفَةَ

بيان قوله لاعرفه الله دعاء له بالمغفرة إذ بالعذاب وبذكر القبائح له علي وجه اللوم يعرفها ولعل ابن عجلان إنما حكم بعدم موته في ذلك المرض لماسمع منه عليه السلام من كونه من أنصار القائم عجل الله فرجه ونحو ذلك فأشار عليه السلام إلي أنه لم يعرف معني كلامنا بل إنما يحصل ذلك له في الرجعة كما أن السبعين ماتوا ثم رجعوا بدعاء موسي عليه السلام . ولعل ماصدر عنهم أيضا كان سؤالا من قبل القوم لااقتراحا منهم لئلا ينافي‌ صيرورتهم أنبياء أو يكون المراد كونهم تالين للأنبياء في الفضل أو يكون النبي هنا بمعناه اللغوي‌ أي رجعوا مخبرين بما رأوا أويقال إنه يكفي‌ عصمتهم بعدالرجعة و فيه إشكال ويأبي عن أكثر الوجوه ماسيأتي‌ في باب أحوال سلمان رضي‌ الله عنه أنه قال في خطبة له فقد ارتد


صفحه : 244

قوم موسي عن الأسباط ويوشع وشمعون وابني‌ هارون شبر وشبير والسبعين الذين اتهموا موسي علي قتل هارون فأخذتهم الرجفة من بغيهم ثم بعثهم الله أنبياء مرسلين و غيرمرسلين .

51-فس ،[تفسير القمي‌] وَ إِذ نَتَقنَا الجَبَلَ فَوقَهُم كَأَنّهُ ظُلّةٌ وَ ظَنّوا أَنّهُ واقِعٌ بِهِم قَالَ الصّادِقُ عَلَيهِ السّلَامُ لَمّا أَنزَلَ اللّهُ التّورَاةَ عَلَي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ لَم يَقبَلُوهُ فَرَفَعَ اللّهُ عَلَيهِم جَبَلَ طُورِ سَينَاءَ فَقَالَ لَهُم مُوسَي إِن لَم تَقبَلُوا وَقَعَ عَلَيكُمُ الجَبَلُ فَقَبِلُوهُ وَ طَأطَئُوا رُءُوسَهُم

تكملة قال الثعلبي‌ قال قتادة كان السامري‌ عظيما من عظماء بني‌ إسرائيل من قبيلة يقال لها سامرة ولكن عدو الله نافق و قال سعيد بن جبير كان من أهل كرمان و قال غيرهما كان رجلا صائغا من أهل باجرمي واسمه ميخا. و قال ابن عباس اسمه موسي بن ظفر و كان منافقا قدأظهر الإسلام و كان من قوم يعبدون البقر و قال هارون لبني‌ إسرائيل أن حلي‌ القبط غنيمة فلاتحل لكم فأجمعوها واحفروا لها حفيرة وادفنوها حتي يرجع موسي عليه السلام فيري فيهارأيه ففعلوا وجاء السامري‌ بالقبضة التي‌ أخذها من تحت حافر جبرئيل فقال لهارون يانبي‌ الله اقذفها فيهافظن هارون أنه من الحلي‌ فقال اقذف فقذفها فصار عجلا جسدا له خوار. و قال ابن عباس أوقد هارون نارا وأمرهم بأن يقذفوها فيهافقذف السامري‌ تلك


صفحه : 245

القبضة فيها و قال كن عجلا جسدا له خوار فكان ويقال إن ألذي قال لبني‌ إسرائيل إن الغنيمة لاتحل لكم هوالسامري‌ فصدقوه فدفعوها إليه فصاغ منها عجلا في ثلاثة أيام فقذف فيه القبضة فحي‌ وخار خورة. و قال السدي‌ كان يخور ويمشي‌ فلما أخرج السامري‌ العجل و كان من ذهب مرصع بالجوهر كأحسن ما يكون فقال هذا إِلهُكُم وَ إِلهُ مُوسي فنَسَيِ‌َ أي أخطأ الطريق وتركه هاهنا وخرج يطلبه فلذلك أبطأ عنكم و في بعض الروايات أنه لماقذف القبضة فيهاأشعر العجل وعدا وخار وصار له لحم ودم . ويروي أن إبليس ولج وسطه فخار ومشي ويقال إن السامري‌ جعل مؤخر العجل إلي حائط وحفر في الجانب الآخر في الأرض وأجلس فيه إنسانا فوضع فمه علي دبره وخار وتكلم بما تكلم به فشبه علي جهالهم حتي أضلهم و قال إن موسي قدأخطأ ربه فأتاكم ربكم ليريكم أنه قادر علي أن يدعوكم إلي نفسه بنفسه وإنه لم يبعث موسي لحاجة منه إليه وإنه قدأظهر لكم العجل ليكلمكم من وسطه كماكلم موسي من الشجرة فافتتنوا به إلااثنا عشر ألفا و كان مع هارون ستمائة ألف فلما رجع موسي وقرب منهم سمع اللغط حول العجل وكانوا يزفنون ويرقصون حوله و لم يخبر موسي أصحابه السبعين بما أخبره ربه من حديث العجل فقالوا هذاقتال في المحلة فقال موسي عليه السلام ولكنه صوت الفتنة افتتن القوم بعدنا بعبادة غير الله فلما رآهم و مايصنعون ألقي الألواح من يده فتكسرت فصعد عامة الكلام ألذي كان فيها و لم يبق منها إلاسدسها ثم أعيدت له في لوحين عن ابن عباس . و عن تميم الداري‌ قال قلت يا رسول الله مررت بمدينة صفتها كيت وكيت قريبة من ساحل البحر فقال رسول الله تلك أنطاكية أما إن في غار من غيرانها رضاض من ألواح موسي و ما من سحابة شرقية و لاغربية تمر بها إلاألقت عليها من بركاتها ولن تذهب الأيام والليالي‌ حتي يسكنها رجل من أهل بيتي‌ يملؤها قسطا وعدلا كماملئت جورا وظلما


صفحه : 246

قالوا فأخذ موسي شعر رأس هارون عليه السلام بيمينه ولحيته بشماله و كان قداعتزلهم في الاثني‌ عشر ألفا الذين لم يعبدوا العجل و قال ياهارون ما مَنَعَكَالآية. فلما علم بنو إسرائيل خطأهم ندموا واستغفروا فأمرهم موسي أن يقتل البري‌ء المجرم فتبرأ أكثرهم فأمر الله موسي أن يبرد العجل بالمبرد ويحرقه ثم يذريه في النيل فمن شرب ماءه ممن عبدالعجل اصفر وجهه واسودت شفتاه وقيل نبت علي شاربه الذهب فكان ذلك علما لجرمه فأخذ موسي عليه السلام العجل فذبحه ثم برده بالمبارد ثم حرقه وجمع رماده وأمر السامري‌ حتي بال عليه استخفافا به ثم ذرأه في الماء ثم أمرهم بالشرب من ذلك الماء فاسودت شفاه الذين عبدوه واصفرت وجوههم فأقروا وقالوا لوأمرنا الله سبحانه أن نقتل أنفسنا ليقبل توبتنا لقتلناها فقيل لهم فَاقتُلُوا أَنفُسَكُمفجلسوا في الأفنية محتبين وأصلت القوم عليهم خناجر فكان الرجل يري ابنه وأباه وأخاه وقريبه وصديقه وجاره فلم يمكنهم المضي‌ لأمر الله سبحانه فأرسل الله عليهم ضبابة وسحابة سوداء لايبصر بعضهم بعضا وقيل لهم من حل حبوته أومد طرفه إلي قاتله أواتقاه بيد أو رجل فهو ملعون مردود توبته فكانوا يقتلونهم إلي المساء فلما كثر فيهم القتل وبلغ عدة القتلي سبعين ألفا دعا موسي وهارون وبكيا وجزعا وتضرعا وقالا يارب هلكت بنو إسرائيل البقية البقية فكشف الله تعالي السحابة وأمرهم أن يرفعوا السلاح ويكفوا عن القتل فلما انكشفت السحابة عن القتلي اشتد ذلك علي موسي عليه السلام فأوحي الله تعالي إليه أ مايرضيك أن يدخل القاتل والمقتول الجنة فكان من قتل منهم شهيدا و من بقي‌ مكفرا عنه ذنبه . ثم إن موسي عليه السلام هم بقتل السامري‌ فأوحي الله سبحانه و تعالي إليه لاتقتله


صفحه : 247

فإنه سخي‌ فلعنه موسي و قال فَاذهَب فَإِنّ لَكَ فِي الحَياةِ أَن تَقُولَ لا مِساسَ وَ إِنّ لَكَ مَوعِداًلعذابك في القيامةلَن تُخلَفَهُ وأمر موسي عليه السلام بني‌ إسرائيل أن لايخالطوه و لايقربوه فصار السامري‌ وحشيا لايألف و لايؤلف و لايدنو من الناس و لايمس أحدا منهم فمن مسه قرض ذلك الموضع بالمقراض فكان كذلك حتي هلك .قالوا ثم إن الله سبحانه أمر موسي عليه السلام أن يأتيه في ناس من خيار بني‌ إسرائيل يعتذرون إليه من عبادة قومهم العجل فاختار موسي سبعين رجلا فأمر عليه السلام أن يصوموا ويتطهروا ويطهروا ثيابهم ويتطيبوا ثم خرج موسي عليه السلام بهم إلي طور سيناء فلما دنا موسي عليه السلام الجبل وقع عليه عمود الغمام حتي تغشي الجبل كله ودنا موسي عليه السلام ودخل فيه و قال للقوم ادنوا و كان عليه السلام إذاكلم ربه وقع علي وجهه نور ساطع لايستطيع أحد من بني‌ إسرائيل أن ينظر إليه فضرب دونه بالحجاب ودخل القوم في الغمام فخروا سجدا فسمعوا الله سبحانه و هويكلم موسي ويأمره وينهاه وأسمعهم الله تعالي إني‌ أنا الله لاإله إلا أناذو بكة أخرجتكم من أرض مصر فاعبدوني‌ و لاتعبدوا غيري‌ فلما فرغ موسي من الكلام وانكشف الغمام أقبل إليهم فقالوالَن نُؤمِنَ لَكَ حَتّي نَرَي اللّهَ جَهرَةًفأخذتهم الصاعقة وهي‌ نار جاءت من السماء فأحرقتهم جميعا و قال وهب بل أرسل الله إليهم جندا من السماء فلما سمعوا حسهم ماتوا يوما وليلة فقال موسي رَبّ لَو شِئتَ أَهلَكتَهُم مِن قَبلُ وَ إيِاّي‌َ أَ تُهلِكُنا بِما فَعَلَ السّفَهاءُ مِنّا يارب كيف أرجع إلي بني‌ إسرائيل و قدأهلكت خيارهم فلم يزل موسي يناشد ربه عز و جل حتي أحياهم الله جميعا رجلا بعد رجل ينظر بعضهم إلي بعض كيف يحيون فذلك قوله تعالي ثُمّ بَعَثناكُم مِن بَعدِ مَوتِكُم لَعَلّكُم تَشكُرُونَ.قالوا فلما رجع موسي عليه السلام إلي قومه و قدأتاهم بالتوراة أبوا أن يقبلوها ويعملوا بما فيهاللآصار والأثقال والأغلال التي‌ كانت فيهافأمر الله تعالي جبرئيل فقلع جبلا علي قدر عسكرهم و كان فرسخا في فرسخ ورفعه فوق رءوسهم مقدار قامة الرجل


صفحه : 248

و عن ابن عباس أمر الله جبلا من جبال فلسطين فانقلع من أصله حتي قام علي رءوسهم مثل الظلة فذلك قوله سبحانه وَ إِذ أَخَذنا مِيثاقَكُم وَ رَفَعنا فَوقَكُمُ الطّورَالآية و قوله وَ إِذ نَتَقنَا الجَبَلَ فَوقَهُم كَأَنّهُ ظُلّةٌ. قال عطاء عن ابن عباس رفع الله تعالي فوق رءوسهم الطور وبعث نارا من قبل وجوههم وأتاهم البحر الملح من خلفهم وقيل لهم خُذُوا ما آتَيناكُم بِقُوّةٍ وَ اسمَعُوا فإن قبلتموه وفعلتم ماأمرتم به و إلارضختكم بهذا الجبل وغرقتكم في هذاالبحر وأحرقتكم بهذه النار فلما رأوا أن لامهرب لهم منها قبلوا ذلك وسجدوا علي شق وجوههم وجعلوا يلاحظون الجبل وهم سجود فصارت سنة في اليهود لايسجدون إلا علي أنصاف وجوههم فلما زال الجبل قالوا سمعنا وأطعنا و لو لاالجبل ماأطعناك . وروي قتادة عن الحسن قال مكث موسي عليه السلام بعد ماتغشاه نور رب العالمين وانصرف إلي قومه أربعين ليلة لايراه أحد إلامات حتي اتخذ لنفسه برنسا و عليه برقع لايبدي‌ وجهه لأحد مخافة أن يموت .


صفحه : 249

باب 8-قصة قارون

الآيات القصص إِنّ قارُونَ كانَ مِن قَومِ مُوسي فَبَغي عَلَيهِم وَ آتَيناهُ مِنَ الكُنُوزِ ما إِنّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالعُصبَةِ أوُليِ‌ القُوّةِ إِذ قالَ لَهُ قَومُهُ لا تَفرَح إِنّ اللّهَ لا يُحِبّ الفَرِحِينَ وَ ابتَغِ فِيما آتاكَ اللّهُ الدّارَ الآخِرَةَ وَ لا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدّنيا وَ أَحسِن كَما أَحسَنَ اللّهُ إِلَيكَ وَ لا تَبغِ الفَسادَ فِي الأَرضِ إِنّ اللّهَ لا يُحِبّ المُفسِدِينَ قالَ إِنّما أُوتِيتُهُ عَلي عِلمٍ عنِديِ‌ أَ وَ لَم يَعلَم أَنّ اللّهَ قَد أَهلَكَ مِن قَبلِهِ مِنَ القُرُونِ مَن هُوَ أَشَدّ مِنهُ قُوّةً وَ أَكثَرُ جَمعاً وَ لا يُسئَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ المُجرِمُونَ فَخَرَجَ عَلي قَومِهِ فِي زِينَتِهِ قالَ الّذِينَ يُرِيدُونَ الحَياةَ الدّنيا يا لَيتَ لَنا مِثلَ ما أوُتيِ‌َ قارُونُ إِنّهُ لَذُو حَظّ عَظِيمٍ وَ قالَ الّذِينَ أُوتُوا العِلمَ وَيلَكُم ثَوابُ اللّهِ خَيرٌ لِمَن آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً وَ لا يُلَقّاها إِلّا الصّابِرُونَ فَخَسَفنا بِهِ وَ بِدارِهِ الأَرضَ فَما كانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَ ما كانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ وَ أَصبَحَ الّذِينَ تَمَنّوا مَكانَهُ بِالأَمسِ يَقُولُونَ وَيكَأَنّ اللّهَ يَبسُطُ الرّزقَ لِمَن يَشاءُ مِن عِبادِهِ وَ يَقدِرُ لَو لا أَن مَنّ اللّهُ عَلَينا لَخَسَفَ بِنا وَيكَأَنّهُ لا يُفلِحُ الكافِرُونَتفسيرلا تَفرَح أي لاتأشر و لاتمرح و لاتتكبر بسبب كنوزك وَ لا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدّنيا أي لاتترك أن تحصل بهاآخرتك أو أن تأخذ منها مايكفيك .

1-فس ،[تفسير القمي‌] قَالَ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ فِي قَولِهِإِنّ قارُونَ كانَ مِن قَومِ مُوسي فَبَغي عَلَيهِم وَ آتَيناهُ مِنَ الكُنُوزِ ما إِنّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالعُصبَةِ أوُليِ‌ القُوّةِ وَ العُصبَةُ مَا بَينَ العَشَرَةِ إِلَي خَمسَةَ عَشَرَ قَالَ كَانَ يَحمِلُ مَفَاتِيحَ خَزَائِنِهِ العُصبَةُ أولي‌[أُولُوا]القُوّةِ فَقَالَ قَارُونُ كَمَا حَكَي اللّهُإِنّما أُوتِيتُهُ عَلي عِلمٍ عنِديِ‌يعَنيِ‌ مَالَهُ وَ كَانَ يَعمَلُ الكِيمِيَاءَ فَقَالَ اللّهُأَ وَ لَم يَعلَم أَنّ اللّهَ قَد أَهلَكَ مِن قَبلِهِ مِنَ القُرُونِ مَن هُوَ أَشَدّ مِنهُ قُوّةً وَ أَكثَرُ جَمعاً وَ لا يُسئَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ المُجرِمُونَ أَي لَا يُسأَلُ مَن كَانَ قَبلَهُم عَن ذُنُوبِ هَؤُلَاءِفَخَرَجَ


صفحه : 250

عَلي قَومِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ فِي الثّيَابِ المُصَبّغَاتِ يَجُرّهَا بِالأَرضِ فَقالَ الّذِينَ يُرِيدُونَ الحَياةَ الدّنيا يا لَيتَ لَنا مِثلَ ما أوُتيِ‌َ قارُونُ إِنّهُ لَذُو حَظّ عَظِيمٍ فَقَالَ لَهُمُ الخَاصّ مِن أَصحَابِ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُوَيلَكُم ثَوابُ اللّهِ خَيرٌ لِمَن آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً وَ لا يُلَقّاها إِلّا الصّابِرُونَ فَخَسَفنا بِهِ وَ بِدارِهِ الأَرضَ فَما كانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَ ما كانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ وَ أَصبَحَ الّذِينَ تَمَنّوا مَكانَهُ بِالأَمسِ يَقُولُونَ وَيكَأَنّ اللّهَ قَالَ هيِ‌َ لُغَةٌ سُريَانِيّةٌيَبسُطُ الرّزقَ لِمَن يَشاءُ مِن عِبادِهِ وَ يَقدِرُ لَو لا أَن مَنّ اللّهُ عَلَينا لَخَسَفَ بِنا وَيكَأَنّهُ لا يُفلِحُ الكافِرُونَ وَ كَانَ سَبَبُ هَلَاكِ قَارُونَ أَنّهُ لَمّا أَخرَجَ مُوسَي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ مِن مِصرَ وَ أَنزَلَهُمُ البَادِيَةَ أَنزَلَ اللّهُ عَلَيهِمُ المَنّ وَ السّلوَي وَ انفَجَرَ لَهُم مِنَ الحَجَرِ اثنَتَا عَشرَةَ عَيناً بَطِرُوا وَ قَالُوالَن نَصبِرَ عَلي طَعامٍ واحِدٍ فَادعُ لَنا رَبّكَ يُخرِج لَنا مِمّا تُنبِتُ الأَرضُ مِن بَقلِها وَ قِثّائِها وَ فُومِها وَ عَدَسِها وَ بَصَلِها قالَلَهُم مُوسَيأَ تَستَبدِلُونَ ألّذِي هُوَ أَدني باِلذّيِ‌ هُوَ خَيرٌ اهبِطُوا مِصراً فَإِنّ لَكُم ما سَأَلتُمفَقَالُوا كَمَا حَكَي اللّهُإِنّ فِيها قَوماً جَبّارِينَ وَ إِنّا لَن نَدخُلَها حَتّي يَخرُجُوا مِنها ثُمّ قَالُوا لِمُوسَيفَاذهَب أَنتَ وَ رَبّكَ فَقاتِلا إِنّا هاهُنا قاعِدُونَفَفَرَضَ اللّهُ عَلَيهِم دُخُولَهَا وَ حَرّمَهَاعَلَيهِم أَربَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرضِفَكَانُوا يَقُومُونَ مِن أَوّلِ اللّيلِ وَ يَأخُذُونَ فِي قِرَاءَةِ التّورَاةِ وَ الدّعَاءِ وَ البُكَاءِ وَ كَانَ قَارُونُ مِنهُم وَ كَانَ يَقرَأُ التّورَاةَ وَ لَم يَكُن فِيهِم أَحسَنُ صَوتاً مِنهُ وَ كَانَ يُسَمّي المَنُونَ لِحُسنِ قِرَاءَتِهِ وَ قَد كَانَ يَعمَلُ الكِيمِيَاءَ فَلَمّا طَالَ الأَمرُ عَلَي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فِي التّيهِ وَ التّوبَةِ وَ كَانَ قَارُونُ قَدِ امتَنَعَ أَن يَدخُلَ مَعَهُم فِي التّوبَةِ وَ كَانَ مُوسَي يُحِبّهُ فَدَخَلَ إِلَيهِ مُوسَي فَقَالَ لَهُ يَا قَارُونُ قَومُكَ فِي التّوبَةِ وَ أَنتَ قَاعِدٌ هَاهُنَا ادخُل مَعَهُم وَ إِلّا نَزَلَ بِكَ العَذَابُ فَاستَهَانَ بِهِ وَ استَهَزَأَ بِقَولِهِ فَخَرَجَ مُوسَي مِن عِندِهِ مُغتَمّاً فَجَلَسَ فِي فَنَاءِ قَصرِهِ وَ عَلَيهِ جُبّةُ شَعرٍ وَ نَعلَانِ مِن جِلدِ حِمَارٍ شِرَاكُهُمَا مِن خُيُوطِ شَعرٍ بِيَدِهِ العَصَا فَأَمَرَ قَارُونُ أَن يُصَبّ عَلَيهِ رَمَادٌ قَد خُلِطَ بِالمَاءِ فَصُبّ عَلَيهِ فَغَضِبَ مُوسَي غَضَباً شَدِيداً وَ كَانَ فِي كَتِفِهِ شَعَرَاتٌ كَانَ إِذَا غَضِبَ خَرَجَت


صفحه : 251

مِن ثِيَابِهِ وَ قَطَرَ مِنهَا الدّمُ فَقَالَ مُوسَي يَا رَبّ إِن لَم تَغضَب لِي فَلَستُ لَكَ بنِبَيِ‌ّ فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ قَد أَمَرتُ السّمَاوَاتِ وَ الأَرضَ أَن تطعك [تُطِيعَكَ]فَمُرهُمَا بِمَا شِئتَ وَ قَد كَانَ قَارُونُ أَمَرَ أَن يُغلَقَ بَابُ القَصرِ فَأَقبَلَ مُوسَي فَأَومَأَ إِلَي الأَبوَابِ فَانفَرَجَت وَ دَخَلَ عَلَيهِ فَلَمّا نَظَرَ إِلَيهِ قَارُونُ عَلِمَ أَنّهُ قَد أوُتيِ‌َ بِالعَذَابِ فَقَالَ يَا مُوسَي أَسأَلُكَ بِالرّحِمِ التّيِ‌ بيَنيِ‌ وَ بَينَكَ فَقَالَ لَهُ مُوسَي يَا ابنَ لَاوَي لَا ترَدُنّيِ‌ مِن كَلَامِكَ يَا أَرضُ خُذِيهِ فَدَخَلَ القَصرُ بِمَا فِيهِ فِي الأَرضِ وَ دَخَلَ قَارُونُ فِي الأَرضِ إِلَي الرّكبَةِ فَبَكَي وَ حَلّفَهُ بِالرّحِمِ فَقَالَ لَهُ مُوسَي يَا ابنَ لَاوَي لَا ترَدُنّيِ‌ مِن كَلَامِكَ يَا أَرضُ خُذِيهِ فَابتَلَعَتهُ بِقَصرِهِ وَ خَزَائِنِهِ وَ هَذَا مَا قَالَ مُوسَي لِقَارُونَ يَومَ أَهلَكَهُ اللّهُ فَعَيّرَهُ اللّهُ بِمَا قَالَهُ لِقَارُونَ فَعَلِمَ مُوسَي أَنّ اللّهَ قَد عَيّرَهُ بِذَلِكَ فَقَالَ يَا رَبّ إِنّ قَارُونَ دعَاَنيِ‌ بِغَيرِكَ وَ لَو دعَاَنيِ‌ بِكَ لَأَجَبتُهُ فَقَالَ اللّهُ يَا ابنِ لَاوَي لَا ترَدُنّيِ‌ مِن كَلَامِكَ فَقَالَ مُوسَي يَا رَبّ لَو عَلِمتُ أَنّ ذَلِكَ لَكَ رِضًا لَأَجَبتُهُ فَقَالَ اللّهُ تَعَالَي يَا مُوسَي وَ عزِتّيِ‌ وَ جلَاَليِ‌ وَ جوُديِ‌ وَ مجَديِ‌ وَ عُلُوّ مكَاَنيِ‌ لَو أَنّ قَارُونَ كَمَا دَعَاكَ دعَاَنيِ‌ لَأَجَبتُهُ وَ لَكِنّهُ لَمّا دَعَاكَ وَكَلتُهُ إِلَيكَ يَا ابنَ عِمرَانَ لَا تَجزَع مِنَ المَوتِ فإَنِيّ‌ كَتَبتُ المَوتَ عَلَي كُلّ نَفسٍ وَ قَد مَهّدتُ لَكَ مِهَاداً لَو قَد وَرَدتَ عَلَيهِ لَقَرّت عَينَاكَ فَخَرَجَ مُوسَي إِلَي جَبَلِ طُورِ سَينَاءَ مَعَ وَصِيّهِ فَصَعِدَ مُوسَي الجَبَلَ فَنَظَرَ إِلَي رَجُلٍ قَد أَقبَلَ وَ مَعَهُ مِكتَلٌ وَ مِسحَاةٌ فَقَالَ لَهُ مُوسَي مَا تُرِيدُ قَالَ إِنّ رَجُلًا مِن أَولِيَاءِ اللّهِ قَد توُفُيّ‌َ فَأَنَا أَحفِرُ لَهُ قَبراً فَقَالَ لَهُ مُوسَي أَ فَلَا أَعِينُكَ عَلَيهِ قَالَ بَلَي قَالَ فَحَفَرَا القَبرَ فَلَمّا فَرَغَا أَرَادَ الرّجُلُ أَن يَنزِلَ إِلَي القَبرِ فَقَالَ لَهُ مُوسَي مَا


صفحه : 252

تُرِيدُ قَالَ أَدخُلُ القَبرَ فَأَنظُرُ كَيفَ مَضجَعُهُ فَقَالَ مُوسَي أَنَا أَكفِيكَ فَدَخَلَهُ مُوسَي فَاضطَجَعَ فِيهِ فَقَبَضَ مَلَكُ المَوتِ رُوحَهُ وَ انضَمّ عَلَيهِ الجَبَلَ

بيان قوله تعالي كانَ مِن قَومِ مُوسيقيل كان ابن عمه يصهر بن قاهث و موسي بن عمران بن قاهث وقيل كان ابن خالته قال الطبرسي‌ وروي‌ ذلك عن أبي عبد الله ع وقيل كان عم موسي و قال الطبرسي‌ رحمه الله ناء بحمله ينوء نوءا إذانهض به مع ثقله عليه والمفاتح هنا الخزائن في قول أكثر المفسرين وقيل هي‌ المفاتيح التي‌ تفتح بهاالأبواب وروي الأعمش عن خثيمة قال كانت من جلود كل مفتاح مثل الإصبع واختلف في معني العصبة فقيل ما بين عشرة إلي خمسة عشر وقيل ما بين عشرة إلي أربعين وقيل أربعون رجلا وقيل ما بين الثلاثة إلي العشرة وقيل إنهم الجماعة يتعصب بعضهم لبعض قوله إِنّما أُوتِيتُهُ عَلي عِلمٍ قال البيضاوي‌ أي فضلت به علي الناس واستوجبت به التفوق عليهم بالجاه والمال و علي علم في موضع الحال و هوعلم التوراة و كان أعلمهم وقيل هوعلم الكيمياء وقيل علم التجارة والدهقنة وسائر المكاسب وقيل علمه بكنوز يوسف .وَ لا يُسئَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ المُجرِمُونَسؤال استعلام فإنه تعالي مطلع عليها أومعاتبة فإنهم يعذبون بهابغتة قوله وَيكَأَنّ اللّهَ قال البغوي‌ قال الفراء ويكأن كلمة تقرير و عن الحسن أنه كلمة ابتداء وقيل هوتنبيه بمنزلة ألا و قال قطرب ويك بمعني ويلك و أن منصوب بإضمار اعلم و قال البيضاوي‌ عندالبصريين مركب من وي‌ للتعجب وكأن للتشبيه والمعني ماأشبه الأمر أن الله يبسط. قوله لاتردني‌ من كلامك أي لاتقصدني‌ بسبب كلامك أي لاتكلمني‌ و في


صفحه : 253

بعض النسخ بالزاي‌ المعجمة و في بعضها لايردني‌ كلامك

2-فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن جَمِيلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ فِي خَبَرِ يُونُسَ قَالَ فَدَخَلَ الحُوتُ فِي بَحرِ القُلزُمِ ثُمّ خَرَجَ إِلَي بَحرِ مِصرَ ثُمّ دَخَلَ إِلَي بَحرِ طَبَرِستَانَ ثُمّ خَرَجَ فِي دِجلَةَ الغَورَاءِ قَالَ ثُمّ مَرّت بِهِ تَحتَ الأَرضِ حَتّي لَحِقَت بِقَارُونَ وَ كَانَ قَارُونُ هَلَكَ فِي أَيّامِ مُوسَي وَ وَكّلَ اللّهُ بِهِ مَلَكاً يُدخِلُهُ فِي الأَرضِ كُلّ يَومٍ قَامَةَ رَجُلٍ وَ كَانَ يُونُسُ فِي بَطنِ الحُوتِ يُسَبّحُ اللّهَ وَ يَستَغفِرُهُ فَسَمِعَ قَارُونُ صَوتَهُ فَقَالَ لِلمَلَكِ المُوَكّلِ بِهِ أنَظرِنيِ‌ فإَنِيّ‌ أَسمَعُ كَلَامَ آدمَيِ‌ّ فَأَوحَي اللّهُ إِلَي المَلَكِ المُوَكّلِ بِهِ أَنظِرهُ فَأَنظَرَهُ ثُمّ قَالَ قَارُونُ مَن أَنتَ قَالَ يُونُسُ أَنَا المُذنِبُ الخَاطِئُ يُونُسُ بنُ مَتّي قَالَ فَمَا فَعَلَ شَدِيدُ الغَضَبِ لِلّهِ مُوسَي بنُ عِمرَانَ قَالَ هَيهَاتَ هَلَكَ قَالَ فَمَا فَعَلَ الرّءُوفُ الرّحِيمُ عَلَي قَومِهِ هَارُونُ بنُ عِمرَانَ قَالَ هَلَكَ قَالَ فَمَا فَعَلَت كُلثُمُ بِنتُ عِمرَانَ التّيِ‌ كَانَت سُمّيَت لِي قَالَ هَيهَاتَ مَا بقَيِ‌َ مِن آلِ عِمرَانَ أَحَدٌ فَقَالَ قَارُونُ وَا أَسَفَاه عَلَي آلِ عِمرَانَ فَشَكَرَ اللّهُ لَهُ ذَلِكَ فَأَمَرَ اللّهُ المَلَكَ المُوَكّلَ بِهِ أَن يَرفَعَ عَنهُ العَذَابَ أَيّامَ الدّنيَا فَرُفِعَ عَنهُ الخَبَرَ

3-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ] أَمَرَ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ قَارُونَ أَن يُعَلّقَ فِي رِدَائِهِ خُيُوطاً خُضراً فَلَم يُطِعهُ وَ استَكبَرَ وَ قَالَ إِنّمَا يَفعَلُ ذَلِكَ الأَربَابُ بِعَبِيدِهِم كَيمَا يَتَمَيّزُوا وَ خَرَجَ عَلَي مُوسَي فِي زِينَتِهِ عَلَي بَغلَةٍ شَهبَاءَ وَ مَعَهُ أَربَعَةُ آلَافِ مُقَاتِلٍ وَ ثَلَاثُمِائَةِ وَصِيفَةٍ عَلَيهِنّ الحلُيِ‌ّ وَ قَالَ لِمُوسَي أَنَا خَيرٌ مِنكَ فَلَمّا رَأَي ذَلِكَ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ لِقَارُونَ ابرُز بِنَا فَادعُ عَلَيّ وَ أَدعُو عَلَيكَ وَ كَانَ ابنَ عَمّ لِمُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ فَأَمَرَ الأَرضَ فَأَخَذَت قَارُونَ إِلَي رُكبَتَيهِ فَقَالَ أَنشُدُكَ اللّهَ وَ الرّحِمَ يَا مُوسَي فَابتَلَعَتهُ الأَرضُ وَ خَسَفَ بِهِ وَ بِدَارِهِ

4-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ] عَن مُحَمّدِ بنِ السّائِبِ عَن أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ قَالَ


صفحه : 254

كَانَ قَارُونُ ابنَ عَمّ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ وَ كَانَت فِي زَمَانِ مُوسَي امرَأَةٌ بغَيِ‌ّ لَهَا جَمَالٌ وَ هَيئَةٌ فَقَالَ لَهَا قَارُونُ أُعطِيكَ مِائَةَ أَلفِ دِرهَمٍ وَ تَجِيئِينَ غَداً إِلَي مُوسَي وَ هُوَ جَالِسٌ عِندَ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ يَتلُو عَلَيهِمُ التّورَاةَ فَتَقُولِينَ يَا مَعشَرَ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ إِنّ مُوسَي دعَاَنيِ‌ إِلَي نَفسِهِ فَأَخَذتُ مِنهُ مِائَةَ أَلفِ دِرهَمٍ فَلَمّا أَصبَحَت جَاءَتِ المَرأَةُ البغَيِ‌ّ فَقَامَت عَلَي رُءُوسِهِم وَ كَانَ قَارُونُ حَضَرَ فِي زِينَتِهِ فَقَالَتِ المَرأَةُ يَا مُوسَي إِنّ قَارُونَ أعَطاَنيِ‌ مِائَةَ أَلفِ دِرهَمٍ عَلَي أَن أَقُولَ بَينَ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ عَلَي رُءُوسِ الأَشهَادِ أَنّكَ دعَوَتنَيِ‌ إِلَي نَفسِكَ وَ مَعَاذَ اللّهِ أَن تَكُونَ دعَوَتنَيِ‌ لَقَد أَكرَمَكَ اللّهُ عَن ذَلِكَ فَقَالَ مُوسَي لِلأَرضِ خُذِيهِ فَأَخَذَتهُ وَ ابتَلَعَتهُ وَ إِنّهُ لَيَتَجَلجَلُ مَا بَلَغَ وَ لِلّهِ الحَمدُ

بيان التجلجل السووخ في الأرض قال الثعلبي‌ كان قارون أعلم بني‌ إسرائيل بعد موسي وهارون وأفضلهم وأجملهم و لم يكن فيهم أقرأ للتوراة منه ولكنه نافق كمانافق السامري‌ فبغي علي قومه واختلف في معني هذاالبغي‌ فقال ابن عباس كان فرعون قدملك قارون علي بني‌ إسرائيل حين كان بمصر و عن المسيب بن شريك أنه كان عاملا علي بني‌ إسرائيل و كان يظلمهم وقيل زاد عليهم في الثياب شبرا وقيل بغي عليهم بالكبر وقيل بكثرة ماله و كان أغني أهل زمانه وأثراهم . واختلف في مبلغ عدة العصبة في هذاالموضع فقال مجاهد ما بين العشرة إلي خمسة عشر و قال قتادة ما بين العشرة إلي أربعين و قال عكرمة منهم من يقول أربعون ومنهم من يقول سبعون و قال الضحاك ما بين الثلاثة إلي العشرة وقيل هم ستون وروي‌ عن خثيمة قال وجدت في الإنجيل أن مفاتيح خزائن قارون وقر ستين بغلا غراء محجلة مايزيد منها مفتاح علي إصبع لكل مفتاح منها كنز ويقال كان أينما يذهب تحمل معه وكانت من حديد فلما ثقلت عليه جعلها من خشب فثقلت عليه فجعلها من جلود البقر علي طول الأصابع فكانت تحمل معه علي أربعين بغلا و كان أول طغيانه أنه تكبر واستطال علي الناس بكثرة الأموال فكان يخرج في زينته ويختال كما قال تعالي فَخَرَجَ عَلي قَومِهِ فِي زِينَتِهِ قال مجاهد خرج علي براذين بيض عليها سروج الأرجوان وعليهم المعصفرات و قال عبدالرحمن خرج في سبعين ألفا عليهم المعصفرات


صفحه : 255

و قال مقاتل علي بغلة شهباء عليها سرج من الذهب عليها الأرجوان ومعه أربعة آلاف فارس عليهم و علي دوابهم الأرجوان ومعه ثلاثة آلاف جارية بيض عليهن الحلي‌ والثياب الحمر علي البغال الشهب فتمني أهل الجهالة مثل ألذي أوتيه كماحكي الله فوعظهم أهل العلم بالله أن اتقوا الله فإن ثواب الله خَيرٌ لِمَن آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً. قال ثم إن الله أوحي إلي نبيه موسي أن يأمر قومه أن يعلقوا في أرديتهم خيوطا أربعة في كل طرف خيطا أخضر لونه لون السماء فدعا موسي بني‌ إسرائيل و قال لهم إن الله تعالي يأمركم أن تعلقوا في أرديتكم خيوطا خضرا كلون السماء لكي‌ تذكروا ربكم إذارأيتموها وإنه تعالي ينزل من السماء كلامه عليكم فاستكبر قارون و قال إنما تفعل هذه الأرباب بعبيدهم لكي‌ يتميزوا من غيرهم و لماقطع موسي عليه السلام ببني‌ إسرائيل البحر جعل الحبورة وهي‌ رئاسة المذبح وبيت القربان لهارون فكان بنو إسرائيل يأتون بهديتهم ويدفعونه إلي هارون فيضعه علي المذبح فتنزل نار من السماء فتأكله فوجد قارون في نفسه من ذلك وأتي موسي و قال يا موسي لك الرسالة ولهارون الحبورة ولست في شيء من ذلك و أناأقرأ للتوراة منكما لاصبر لي علي هذا فقال موسي و الله ما أناجعلتها في هارون بل الله تعالي جعلها له فقال قارون و الله لاأصدقك في ذلك حتي تريني‌ بيانه قال فجمع موسي عليه السلام رؤساء بني‌ إسرائيل و قال هاتوا عصيكم فجاءوا بهافحزمها وألقاها في قبته التي‌ كان يعبد الله تعالي فيها وجعلوا يحرسون عصيهم حتي أصبحوا فأصبحت عصا هارون عليه السلام قداهتز لها ورق أخضر وكانت من ورق شجر اللوز فقال موسي ياقارون تري هذا فقال قارون و الله ما هذابأعجب مما تصنع من السحر


صفحه : 256

فذهب قارون مغاضبا واعتزل موسي بأتباعه وجعل موسي يداريه للقرابة التي‌ بينهما و هويؤذيه في كل وقت و لايزيد كل يوم إلاكبرا ومخالفة ومعاداة لموسي عليه السلام حتي بني دارا وجعل بابها من الذهب وضرب علي جدرانها صفائح الذهب و كان الملأ من بني‌ إسرائيل يغدون إليه ويروحون فيطعمهم الطعام ويحدثونه ويضاحكونه . قال ابن عباس ثم إن الله سبحانه و تعالي أنزل الزكاة علي موسي عليه السلام فلما أوجب الله سبحانه الزكاة عليهم أبي قارون فصالحه عن كل ألف دينار علي دينار و عن كل ألف درهم علي درهم و عن كل ألف شاة علي شاة و عن كل ألف شيءشيئا ثم رجع إلي بيته فحسبه فوجده كثيرا فلم تسمح بذلك نفسه فجمع بني‌ إسرائيل و قال لهم يابني‌ إسرائيل إن موسي قدأمركم بكل شيءفأطعتموه و هوالآن يريد أن يأخذ أموالكم فقالوا له أنت كبيرنا وسيدنا فمرنا بما شئت فقال آمركم أن تجيئوا بفلانة البغي‌ فنجعل لها جعلا علي أن تقذفه بنفسها فإذافعلت ذلك خرج عليه بنو إسرائيل ورفضوه فاسترحنا منه فأتوا بهافجعل لها قارون ألف درهم وقيل ألف دينار وقيل طستا من ذهب وقيل حكمها و قال لها إني‌ أمولك وأخلطك بنسائي‌ علي أن تقذفي‌ موسي بنفسك غدا إذاحضر بنو إسرائيل فلما أن كان الغد جمع قارون بني‌ إسرائيل ثم أتي موسي فقال له إن بني‌ إسرائيل قداجتمعوا ينتظرون خروجك لتأمرهم وتنهاهم وتبين لهم أعلام دينهم وأحكام شريعتهم فخرج إليهم موسي وهم في براح من الأرض فقام فيهم خطيبا ووعظهم فيما قال يابني‌ إسرائيل من سرق قطعنا يده و من افتري جلدناه ثمانين و من زنا وليست له امرأة جلدناه مائة و من زنا و له امرأة رجمناه حتي يموت فقال له قارون و إن كنت أنت قال و إن كنت أنا قال قارون فإن بني‌ إسرائيل يزعمون أنك فجرت بفلانة قال أنا قال نعم قال ادعوها فإن قالت فهو كماقالت فلما أن جاءت قال لها موسي يافلانة إنما أنافعلت لك ما


صفحه : 257

يقول هؤلاء وعظم عليها وسألها بالذي‌ فلق البحر لبني‌ إسرائيل وأنزل التوراة علي موسي إلاصدقت فلما ناشدها تداركها الله بالتوفيق وقالت في نفسها لئن أحدث اليوم توبة أفضل من أن أوذي‌ رسول الله فقالت لاكذبوا ولكن جعل لي قارون جعلا علي أن أقذفك بنفسي‌ فلما تكلمت بهذا الكلام سقط في يده قارون ونكس رأسه وسكت الملأ وعرف أنه وقع في مهلكة وخر موسي ساجدا يبكي‌ و يقول يارب إن عدوك قدآذاني‌ وأراد فضيحتي‌ وشيني‌ أللهم فإن كنت رسولك فاغضب لي وسلطني‌ عليه فأوحي الله سبحانه أن ارفع رأسك ومر الأرض بما شئت تطعك فقال موسي يابني‌ إسرائيل إن الله تعالي قدبعثني‌ إلي قارون كمابعثني‌ إلي فرعون فمن كان معه فليثبت مكانه و من كان معي‌ فليعتزل فاعتزلوا قارون و لم يبق معه إلارجلان ثم قال موسي عليه السلام ياأرض خذيهم فأخذتهم إلي كعابهم ثم قال ياأرض خذيهم فأخذتهم إلي ركبهم ثم قال ياأرض خذيهم فأخذتهم إلي حقوهم ثم قال ياأرض خذيهم فأخذتهم إلي أعناقهم وقارون وأصحابه في كل ذلك يتضرعون إلي موسي عليه السلام ويناشده قارون الله والرحم حتي روي‌ في بعض الأخبار أنه ناشده سبعين مرة و موسي في جميع ذلك لايلتفت إليه لشدة غضبه ثم قال ياأرض خذيهم فانطبقت عليهم الأرض فأوحي الله سبحانه إلي موسي يا موسي ماأفظك استغاثوا بك سبعين مرة فلم ترحمهم و لم تغثهم أما وعزتي‌ وجلالي‌ لوإياي‌ دعوني‌ مرة واحدة لوجدوني‌ قريبا مجيبا. قال قتادة ذكر لنا أنه يخسف به كل يوم قامة و أنه يتجلجل فيها و لايبلغ قعرها إلي يوم القيامة فلما خسف الله تعالي بقارون وصاحبيه أصبحت بنو إسرائيل يتناجون فيما بينهم أن موسي إنما دعا علي قارون ليستبد بداره وكنوزه وأمواله فدعا


صفحه : 258

الله تعالي موسي عليه السلام حتي خسف بداره وأمواله الأرض وأوحي الله تعالي إلي موسي أني‌ لاأعبد الأرض لأحد بعدك أبدا فذلك قوله تعالي فَخَسَفنا بِهِ وَ بِدارِهِ الأَرضَ فَما كانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَ ما كانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ

5-عدة،[عدة الداعي‌]رَوَي مُحَمّدُ بنُ خَالِدٍ فِي كِتَابِهِ عَنِ النّبِيّص قَالَ لَمّا صَارَ يُونُسُ إِلَي البَحرِ ألّذِي فِيهِ قَارُونُ قَالَ قَارُونُ لِلمَلَكِ المُوَكّلِ بِهِ مَا هَذَا الدوّيِ‌ّ وَ الهَولُ ألّذِي أَسمَعُهُ قَالَ لَهُ المَلَكُ هَذَا يُونُسُ ألّذِي حَبَسَهُ اللّهُ فِي بَطنِ الحُوتِ فَجَالَت بِهِ البِحَارُ السّبعَةُ حَتّي صَارَت بِهِ إِلَي هَذَا البَحرِ فَهَذَا الدوّيِ‌ّ وَ الهَولُ لِمَكَانِهِ قَالَ أَ فَتَأذَنُ لِي فِي كَلَامِهِ فَقَالَ قَد أَذِنتُ لَكَ فَقَالَ لَهُ قَارُونُ يَا يُونُسُ أَ لَا تُبتَ إِلَي رَبّكَ فَقَالَ لَهُ يُونُسُ أَ لَا تُبتَ أَنتَ إِلَي رَبّكَ فَقَالَ لَهُ قَارُونُ إِنّ توَبتَيِ‌ جُعِلَت إِلَي مُوسَي وَ قَد تُبتُ إِلَي مُوسَي وَ لَم يَقبَل منِيّ‌ وَ أَنتَ لَو تُبتَ إِلَي اللّهِ لَوَجَدتَهُ عِندَ أَوّلِ قَدَمٍ تَرجِعُ بِهَا إِلَيهِ


صفحه : 259

باب 9-قصة ذبح البقرة

الآيات البقرةوَ إِذ قالَ مُوسي لِقَومِهِ إِنّ اللّهَ يَأمُرُكُم أَن تَذبَحُوا بَقَرَةً قالُوا أَ تَتّخِذُنا هُزُواً قالَ أَعُوذُ بِاللّهِ أَن أَكُونَ مِنَ الجاهِلِينَ قالُوا ادعُ لَنا رَبّكَ يُبَيّن لَنا ما هيِ‌َ قالَ إِنّهُ يَقُولُ إِنّها بَقَرَةٌ لا فارِضٌ وَ لا بِكرٌ عَوانٌ بَينَ ذلِكَ فَافعَلُوا ما تُؤمَرُونَ قالُوا ادعُ لَنا رَبّكَ يُبَيّن لَنا ما لَونُها قالَ إِنّهُ يَقُولُ إِنّها بَقَرَةٌ صَفراءُ فاقِعٌ لَونُها تَسُرّ النّاظِرِينَ قالُوا ادعُ لَنا رَبّكَ يُبَيّن لَنا ما هيِ‌َ إِنّ البَقَرَ تَشابَهَ عَلَينا وَ إِنّا إِن شاءَ اللّهُ لَمُهتَدُونَ قالَ إِنّهُ يَقُولُ إِنّها بَقَرَةٌ لا ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرضَ وَ لا تسَقيِ‌ الحَرثَ مُسَلّمَةٌ لا شِيَةَ فِيها قالُوا الآنَ جِئتَ بِالحَقّ فَذَبَحُوها وَ ما كادُوا يَفعَلُونَ وَ إِذ قَتَلتُم نَفساً فَادّارَأتُم فِيها وَ اللّهُ مُخرِجٌ ما كُنتُم تَكتُمُونَ فَقُلنا اضرِبُوهُ بِبَعضِها كَذلِكَ يحُي‌ِ اللّهُ المَوتي وَ يُرِيكُم آياتِهِ لَعَلّكُم تَعقِلُونَتفسيرفَادّارَأتُم أي اختصمتم في شأنها إذ المتخاصمان يدفع بعضهم بعضا أوتدافعتم بأن طرح قتلها كل عن نفسه إلي صاحبه وأصله تدارأتم فأدغمت التاء في الدال واجتلبت لها همزة الوصل فَقُلنا اضرِبُوهُالضمير للنفس والتذكير علي تأويل الشخص أوالقتيل بِبَعضِها أي أي بعض كان وقيل ضرب بفخذ البقرة وقام حيا و قال قتلني‌ فلان ثم عاد ميتا وقيل ضرب بذنبها وقيل بلسانها وقيل بعظم من عظامها وقيل بالبضعة التي‌ بين الكتفين

1-فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن بَعضِ رِجَالِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ إِنّ رَجُلًا مِن خِيَارِ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ وَ عُلَمَائِهِم خَطَبَ امرَأَةً مِنهُم فَأَنعَمَت لَهُ وَ خَطَبَهَا ابنُ عَمّ لِذَلِكَ الرّجُلِ وَ كَانَ فَاسِقاً رَدِيئاً فَلَم يُنعِمُوا لَهُ فَحَسَدَ ابنُ عَمّهِ ألّذِي أَنعَمُوا لَهُ فَقَعَدَ لَهُ فَقَتَلَهُ غِيلَةً ثُمّ حَمَلَهُ إِلَي مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ فَقَالَ يَا نبَيِ‌ّ اللّهِ هَذَا ابنُ عمَيّ‌ فَقَد قُتِلَ فَقَالَ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ مَن قَتَلَهُ قَالَ لَا أدَريِ‌ وَ كَانَ القَتلُ فِي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ عَظِيماً جِدّاً فَعَظُمَ


صفحه : 260

ذَلِكَ عَلَي مُوسَي فَاجتَمَعَ إِلَيهِ بَنُو إِسرَائِيلَ فَقَالُوا مَا تَرَي يَا نبَيِ‌ّ اللّهِ وَ كَانَ فِي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ رَجُلٌ لَهُ بَقَرَةٌ وَ كَانَ لَهُ ابنٌ بَارّ وَ كَانَ عِندَ ابنِهِ سِلعَةٌ فَجَاءَ قَومٌ يَطلُبُونَ سِلعَتَهُ وَ كَانَ مِفتَاحُ بَيتِهِ تَحتَ رَأسِ أَبِيهِ وَ كَانَ نَائِماً وَ كَرِهَ ابنُهُ أَن يُنَبّهَهُ وَ يُنَغّصَ عَلَيهِ نَومَهُ فَانصَرَفَ القَومُ فَلَم يَشتَرُوا سِلعَتَهُ فَلَمّا انتَبَهَ أَبُوهُ قَالَ لَهُ يَا بنُيَ‌ّ مَا ذَا صَنَعتَ فِي سِلعَتِكَ قَالَ هيِ‌َ قَائِمَةٌ لَم أَبِعهَا لِأَنّ المِفتَاحَ كَانَ تَحتَ رَأسِكَ فَكَرِهتُ أَن أُنَبّهَكَ وَ أُنَغّصَ عَلَيكَ نَومَكَ قَالَ لَهُ أَبُوهُ قَد جَعَلتُ هَذِهِ البَقَرَةَ لَكَ عِوَضاً عَمّا فَاتَكَ مِن رِبحِ سِلعَتِكَ وَ شَكَرَ اللّهُ لِابنِهِ مَا فَعَلَ بِأَبِيهِ وَ أَمَرَ مُوسَي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ أَن يَذبَحُوا تِلكَ البَقَرَةَ بِعَينِهَا فَلَمّا اجتَمَعُوا إِلَي مُوسَي وَ بَكَوا وَ ضَجّوا قَالَ لَهُم مُوسَيإِنّ اللّهَ يَأمُرُكُم أَن تَذبَحُوا بَقَرَةًفَتَعَجّبُوا وَ قَالُواأَ تَتّخِذُنا هُزُواًنَأتِيكَ بِقَتِيلٍ فَتَقُولُ اذبَحُوا بَقَرَةً فَقَالَ لَهُم مُوسَيأَعُوذُ بِاللّهِ أَن أَكُونَ مِنَ الجاهِلِينَفَعَلِمُوا أَنّهُم قَد أَخطَئُوا فَقَالُواادعُ لَنا رَبّكَ يُبَيّن لَنا ما هيِ‌َ قالَ إِنّهُ يَقُولُ إِنّها بَقَرَةٌ لا فارِضٌ وَ لا بِكرٌ وَ الفَارِضُ التّيِ‌ قَد ضَرَبَهَا الفَحلُ وَ لَم تَحمِل وَ البِكرُ التّيِ‌ لَم يَضرِبهَا الفَحلُ فَقَالُواادعُ لَنا رَبّكَ يُبَيّن لَنا ما لَونُها قالَ إِنّهُ يَقُولُ إِنّها بَقَرَةٌ صَفراءُ فاقِعٌ لَونُها أَي شَدِيدَةُ الصّفرَةِتَسُرّ النّاظِرِينَإِلَيهَاقالُوا ادعُ لَنا رَبّكَ يُبَيّن لَنا ما هيِ‌َ إِنّ البَقَرَ تَشابَهَ عَلَينا وَ إِنّا إِن شاءَ اللّهُ لَمُهتَدُونَ قالَ إِنّهُ يَقُولُ إِنّها بَقَرَةٌ لا ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرضَ أَي لَم تَذَلّلوَ لا تسَقيِ‌ الحَرثَ أَي لَا تسَقيِ‌ الزّرعَمُسَلّمَةٌ لا شِيَةَ فِيها أَي لَا نُقطَةَ فِيهَا إِلّا الصّفرَةُقالُوا الآنَ جِئتَ بِالحَقّهيِ‌َ بَقَرَةُ فُلَانٍ فَذَهَبُوا لِيَشتَرُوهَا فَقَالَ لَا أَبِيعُهَا إِلّا بمِلِ ءِ جِلدِهَا ذَهَباً فَرَجَعُوا إِلَي مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ فَأَخبَرُوهُ فَقَالَ لَهُم مُوسَي لَا بُدّ لَكُم مِن ذَبحِهَا بِعَينِهَا فَاشتَرَوهَا بمِلِ ءِ جِلدِهَا ذَهَباً فَذَبَحُوهَا ثُمّ قَالُوا يَا نبَيِ‌ّ اللّهِ مَا تَأمُرُنَا فَأَوحَي اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي إِلَيهِ قُل لَهُمُ اضرِبُوهُ بِبَعضِهَا وَ قُولُوا مَن قَتَلَكَ فَأَخَذُوا الذّنَبَ فَضَرَبُوهُ بِهِ وَ قَالُوا مَن قَتَلَكَ يَا فُلَانُ فَقَالَ فُلَانُ بنُ فُلَانٍ ابنُ عمَيّ‌َ ألّذِي جَاءَ بِهِ وَ هُوَ قَولُهُفَقُلنا اضرِبُوهُ بِبَعضِها كَذلِكَ يحُي‌ِ اللّهُ المَوتي وَ يُرِيكُم آياتِهِ لَعَلّكُم تَعقِلُونَ


صفحه : 261

بيان أنعم له أي قال له نعم والغيلة بالكسر الاغتيال يقال قتله غيلة و هو أن يخدعه ويذهب به إلي موضع فإذاصار إليه قتله ونغص كفرح لم يتم مراده والبعير لم يتم شربه وأنغص الله عليه العيش ونغصه عليه فتنغصت تكدرت قال البيضاوي‌ قصته أنه كان في بني‌ إسرائيل شيخ موسر فقتل ابنه بنو أخيه طمعا في ميراثه وطرحوه علي باب المدينة ثم جاءوا يطالبون بدمه فأمرهم الله أن يذبحوا بقرة ويضربوه ببعضها ليحيي فيخبر بقاتله لا فارِضٌ وَ لا بِكرٌ لامسنة و لافتية يقال فرضت البقرة فروضا من الفرض و هوالقطع كأنها فرضت سنها وتركيب البكر للأولية و منه البكرة والباكورة انتهي .أقول المعني ألذي ذكره علي بن ابراهيم للفارض لم أعثر عليه ويمكن أن يكون كناية عن غاية كبرها حيث لاتحمل والعوان الوسط بين الصغيرة والكبيرة قوله فاقِعٌ لَونُها أي شديدة صفرة لونها وقيل خالص الصفرة وقيل حسن الصفرة. وَ رَوَي الكلُيَنيِ‌ّ عَن عِدّةٍ مِن أَصحَابِهِ عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ بَلَغَ بِهِ جَابِرَ الجعُفيِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ مَن لَبِسَ نَعلًا صَفرَاءَ لَم يَزَل يَنظُرُ فِي سُرُورٍ مَا دَامَت عَلَيهِ لِأَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُصَفراءُ فاقِعٌ لَونُها تَسُرّ النّاظِرِينَ

قوله بَقَرَةٌ لا ذَلُولٌ قال البيضاوي‌ أي لم تذلل للكراب وسقي‌ الحروث و لا ذلك صفة لبقرة بمعني غيرذلول و لاالثانية مزيدة لتأكيد الأولي والفعلان صفتا ذلول كأنه قيل لاذلول مثيرة وساقيةمُسَلّمَةٌسلمها الله من العيوب أوأهلها من العمل أوأخلص لونها من سلم له كذا إذاخلص له لا شِيَةَ فِيها لالون فيهايخالف لون جلدها وهي‌ في الأصل مصدر وشاه وشيا وشية إذاخلط بلونه لونا آخروَ ما كادُوا يَفعَلُونَلتطويلهم وكثرة مراجعتهم . و قال الطبرسي‌ رحمه الله أي قرب أن لايفعلوا ذلك مخافة اشتهار فضيحة القاتل


صفحه : 262

وقيل كادوا أن لايفعلوا ذلك لغلاء ثمنها فقد حكي عن ابن عباس أنهم اشتروها بمل ء جلدها ذهبا من مال المقتول و عن السدي‌ بوزنها عشر مرات ذهبا و قال عكرمة و ما كان ثمنها إلاثلاثة دنانير انتهي . و قال البيضاوي‌ ولعله تعالي إنما لم يحيه ابتداء وشرط فيه ماشرط لما فيه من التقرب وأداء الواجب ونفع اليتيم والتنبيه علي بركة التوكل والشفقة علي الأولاد و أن من حق الطالب أن يقدم قربة و من حق المتقرب أن يتحري الأحسن ويغالي‌ بثمنه و أن المؤثر في الحقيقة هو الله تعالي والأسباب أمارات لاأثر لها و أن من أراد أن يعرف أعدي عدوه الساعي‌ في إماتته الموت الحقيقي‌ فطريقه أن يذبح بقرة نفسه التي‌ هي‌ القوة الشهوية حين زال عنها شره الصبا و لم يلحقها ضعف الكبر وكانت معجبة رائقة المنظر غيرمذللة في طلب الدنيا مسلمة عن دنسها لاسمة بها من مقابحها بحيث يصل أثره إلي نفسه فيحيا حياة طيبة ويعرب عما به ينكشف الحال ويرتفع ما بين العقل والوهم من التداري‌ والنزاع .

2-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] أَبِي عَنِ الكمُيَداَنيِ‌ّ وَ مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ البزَنَطيِ‌ّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا الحَسَنِ الرّضَا عَلَيهِ السّلَامُ يَقُولُ إِنّ رَجُلًا مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ قَتَلَ قَرَابَةً لَهُ ثُمّ أَخَذَهُ فَطَرَحَهُ عَلَي طَرِيقِ أَفضَلِ سِبطٍ مِن أَسبَاطِ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ ثُمّ جَاءَ يَطلُبُ بِدَمِهِ فَقَالُوا لِمُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ إِنّ سِبطَ آلِ فُلَانٍ قَتَلُوا فُلَاناً فَأَخبِرنَا مَن قَتَلَهُ قَالَ ائتوُنيِ‌ بِبَقَرَةٍ قَالُواأَ تَتّخِذُنا هُزُواً قالَ أَعُوذُ بِاللّهِ أَن أَكُونَ مِنَ الجاهِلِينَ وَ لَو أَنّهُم عَمَدُوا إِلَي بَقَرَةٍ أَجزَأَتهُم وَ لَكِن شَدّدُوا فَشَدّدَ اللّهُ عَلَيهِمقالُوا ادعُ لَنا رَبّكَ يُبَيّن لَنا ما هيِ‌َ قالَ إِنّهُ يَقُولُ إِنّها بَقَرَةٌ لا فارِضٌ وَ لا بِكرٌيعَنيِ‌ لَا كَبِيرَةٌ وَ لَا صَغِيرَةٌعَوانٌ بَينَ ذلِكَ وَ لَو أَنّهُم عَمَدُوا إِلَي بَقَرَةٍ أَجزَأَتهُم وَ لَكِن شَدّدُوا فَشَدّدَ اللّهُ عَلَيهِمقالُوا ادعُ لَنا رَبّكَ يُبَيّن لَنا ما لَونُها قالَ إِنّهُ يَقُولُ إِنّها بَقَرَةٌ صَفراءُ فاقِعٌ لَونُها تَسُرّ النّاظِرِينَ وَ لَو أَنّهُم عَمَدُوا إِلَي بَقَرَةٍ لَأَجزَأَتهُم


صفحه : 263

وَ لَكِن شَدّدُوا فَشَدّدَ اللّهُ عَلَيهِمقالُوا ادعُ لَنا رَبّكَ يُبَيّن لَنا ما هيِ‌َ إِنّ البَقَرَ تَشابَهَ عَلَينا وَ إِنّا إِن شاءَ اللّهُ لَمُهتَدُونَ قالَ إِنّهُ يَقُولُ إِنّها بَقَرَةٌ لا ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرضَ وَ لا تسَقيِ‌ الحَرثَ مُسَلّمَةٌ لا شِيَةَ فِيها قالُوا الآنَ جِئتَ بِالحَقّفَطَلَبُوهَا فَوَجَدُوهَا عِندَ فَتًي مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَقَالَ لَا أَبِيعُهَا إِلّا بمِلِ ءِ مَسكِهَا ذَهَباً فَجَاءُوا إِلَي مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ فَقَالُوا لَهُ ذَلِكَ فَقَالَ اشتَرُوهَا فَاشتَرَوهَا وَ جَاءُوا بِهَا فَأَمَرَ بِذَبحِهَا ثُمّ أَمَرَ أَن يُضرَبُ المَيّتُ بِذَنَبِهَا فَلَمّا فَعَلُوا ذَلِكَ حيَيِ‌َ المَقتُولُ وَ قَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّ ابنَ عمَيّ‌ قتَلَنَيِ‌ دُونَ مَن يُدّعَي عَلَيهِ قتَليِ‌ فَعَلِمُوا بِذَلِكَ قَاتِلَهُ فَقَالَ لِرَسُولِ اللّهِ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ بَعضُ أَصحَابِهِ إِنّ هَذِهِ البَقَرَةَ لَهَا نَبَأٌ فَقَالَ وَ مَا هُوَ قَالَ إِنّ فَتًي مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ كَانَ بَارّاً بِأَبِيهِ وَ إِنّهُ اشتَرَي بَيعاً فَجَاءَ إِلَي أَبِيهِ فَرَأَي وَ الأَقَالِيدُ تَحتَ رَأسِهِ فَكَرِهَ أَن يُوقِظَهُ فَتَرَكَ ذَلِكَ البَيعَ فَاستَيقَظَ أَبُوهُ فَأَخبَرَهُ فَقَالَ أَحسَنتَ خُذ هَذِهِ البَقَرَةَ فهَيِ‌َ لَكَ عِوَضاً لِمَا فَاتَكَ قَالَ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ انظُرُوا إِلَي البِرّ مَا بَلَغَ بِأَهلِهِ

شي‌،[تفسير العياشي‌] عن البزنطي‌مثله بيان لايخفي دلالة هذاالخبر والأخبار الآتية علي كون التكليف في الأول غيرالتكليف بعدالسؤال و قداختلف علماء الفريقين في ذلك قال الشيخ الطبرسي‌ رحمه الله اختلف العلماء في هذه الآيات فمنهم من ذهب إلي أن التكليف فيهامتغاير و لوأنهم ذبحوا أولا أي بقرة اتفقت لهم كانوا قدامتثلوا الأمر فلما لم يفعلوا كانت المصلحة أن شدد عليهم التكليف و لماراجعوا المرة الثانية تغيرت مصلحتهم إلي تكليف ثالث . ثم اختلف هؤلاء من وجه آخر فمنهم من قال في التكليف الأخير إنه يجب أن يكون مستوفيا لكل صفة تقدمت فعلي هذاالقول يكون التكليف الثاني‌ والثالث ضم تكليف إلي تكليف زيادة في التشديد عليهم لما فيه من المصلحة ومنهم من قال يجب أن


صفحه : 264

يكون بالصفة الأخيرة فقط دون ماتقدم و علي هذاالقول يكون التكليف الثاني‌ نسخا للأول والثالث للثاني‌ و قديجوز نسخ الشي‌ء قبل الفعل لأن المصلحة يجوز أن تتغير بعدفوات وقتها وإنما لايجوز نسخ الشي‌ء قبل وقت الفعل لأن ذلك يؤدي‌ إلي البداء. وذهب آخرون إلي أن التكليف واحد و أن الأوصاف المتأخرة إنما هي‌ للبقرة المتقدمة وإنما تأخر البيان و هومذهب المرتضي قدس الله روحه واستدل بهذه الآية علي جواز تأخير البيان عن وقت الخطاب إلي وقت الحاجة قال إنه تعالي لماكلفهم ذبح بقرة قالوا لموسي عليه السلام ادعُ لَنا رَبّكَ يُبَيّن لَنا ما هيِ‌َ فلايخلو قولهم ماهي‌ من أن يكون كناية عن البقرة المتقدمة ذكرها أو عن التي‌ أمروا بهاثانيا والظاهر من قولهم ماهي‌ يقتضي‌ أن يكون السؤال عن صفة البقرة المأمور بذبحها لأنه لاعلم لهم بتكليف ذبح بقرة أخري ليستفهموا عنها و إذاصح ذلك فليس يخلو قوله إِنّها بَقَرَةٌ لا فارِضٌ وَ لا بِكرٌ من أن يكون الهاء فيه كناية عن البقرة الأولي أوغيرها و ليس يجوز أن يكون كناية عن بقرة ثانية إذ الظاهر تعلقها بما تضمنه سؤالهم ولأنه لو لم يكن الأمر علي ذلك لم يكن جوابا لهم وقول القائل في جواب من سأله ماكذا وكذا أنه بالصفة الفلانية صريح في أن الهاء كناية عما وقع السؤال عنه هذا مع قولهم إِنّ البَقَرَ تَشابَهَ عَلَينافإنهم لم يقولوا ذلك إلا و قداعتقدوا أن خطابهم مجمل غيرمبين و لو كان علي ماذهب إليه القوم فلم لم يقل لهم و أي تشابه عليكم وإنما أمرتم بذبح أي بقرة كانت و أما قوله وَ ما كادُوا يَفعَلُونَفالظاهر أن ذمهم مصروف إلي تقصيرهم أوتأخيرهم امتثال الأمر بعدالبيان التام لا علي ترك المبادرة في الأول إلي ذبح بقرة انتهي .


صفحه : 265

أقول غاية ماأفاده رحمه الله هو أن الظاهر من الآيات ذلك و بعدتسليمه فقد يعدل عن الظاهر لورود النصوص المعتبرة و أماالنسخ قبل الفعل فقد مر الكلام فيه في باب الذبيح عليه السلام وتفصيل القول في ذلك موكول إلي مظانه من الكتب الأصولية

3-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِإِسنَادِهِ إِلَي الصّدُوقِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ البزَنَطيِ‌ّ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَن أَبِي حَمزَةَ عَن عِكرِمَةَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ قَالَ كَانَ فِي مَدِينَةٍ اثنَا عَشَرَ سِبطاً أُمّةٌ أَبرَارٌ وَ كَانَ فِيهِم شَيخٌ لَهُ ابنَةٌ وَ لَهُ ابنُ أَخٍ خَطَبَهَا إِلَيهِ فَأَبَي أَن يُزَوّجَهَا فَزَوّجَهَا مِن غَيرِهِ فَقَعَدَ لَهُ فِي الطّرِيقِ إِلَي المَسجِدِ فَقَتَلَهُ وَ طَرَحَهُ عَلَي طَرِيقِ أَفضَلِ سِبطٍ لَهُم ثُمّ غَدَا يُخَاصِمُهُم فِيهِ فَانتَهَوا إِلَي مُوسَيص فَأَخبَرُوهُ فَأَمَرَهُم أَن يَذبَحُوا بَقَرَةًقالُوا أَ تَتّخِذُنا هُزُواًنَسأَلُكَ مَن قَتَلَ هَذَا تَقُولُ اذبَحُوا بَقَرَةًقالَ أَعُوذُ بِاللّهِ أَن أَكُونَ مِنَ الجاهِلِينَ وَ لَوِ انطَلَقُوا إِلَي بَقَرَةٍ لَأُجِيزَت وَ لَكِن شَدّدُوا فَشَدّدَ اللّهُ عَلَيهِمقالُوا ادعُ لَنا رَبّكَ يُبَيّن لَنا ما هيِ‌َقالَ إِنّهُ يَقُولُ إِنّها بَقَرَةٌ لا ذَلُولٌفَرَجَعُوا إِلَي مُوسَي وَ قَالُوا لَم نَجِد هَذَا النّعتَ إِلّا عِندَ غُلَامٍ مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ وَ قَد أَبَي أَن يَبِيعَهَا إِلّا بمِلِ ءِ مَسكِهَا دَنَانِيرَ قَالَ فَاشتَرُوهَا فَابتَاعُوهَا فَذُبِحَت قَالَ فَأَخَذَ جَذوَةً مِن لَحمِهَا فَضَرَبَهُ فَجَلَسَ فَقَالَ مُوسَي مَن قَتَلَكَ فَقَالَ قتَلَنَيِ‌ ابنُ أخَيِ‌ ألّذِي يُخَاصِمُ فِي قتَليِ‌ قَالَ فَقُتِلَ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّ لِهَذِهِ البَقَرَةِ لَنَبَأً فَقَالَص وَ مَا هُوَ قَالُوا إِنّهَا كَانَت لِشَيخٍ مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ وَ لَهُ ابنٌ بَارّ بِهِ فَاشتَرَي الِابنُ بَيعاً فَجَاءَ لِيَنقُدَهُم الثّمَنَ فَوَجَدَ أَبَاهُ نَائِماً فَكَرِهَ أَن يُوقِظَهُ وَ المِفتَاحُ تَحتَ رَأسِهِ فَأَخَذَ القَومُ مَتَاعَهُم فَانطَلَقُوا فَلَمّا استَيقَظَ قَالَ لَهُ يَا أَبَتِ إنِيّ‌ اشتَرَيتُ بَيعاً كَانَ لِي فِيهِ مِنَ الفَضلِ كَذَا وَ كَذَا وَ إنِيّ‌ جِئتُ لِأَنقُدَهُمُ الثّمَنَ فَوَجَدتُكَ نَائِماً وَ إِذَا المِفتَاحُ تَحتَ رَأسِكَ فَكَرِهتُ أَن أُوقِظَكَ وَ إِنّ القَومَ أَخَذُوا مَتَاعَهُم وَ رَجَعُوا فَقَالَ الشّيخُ أَحسَنتَ يَا بنُيَ‌ّ فَهَذِهِ البَقَرَةُ لَكَ بِمَا صَنَعتَ وَ كَانَت بَقِيّةٌ كَانَت لَهُم فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ انظُرُوا مَا ذَا صَنَعَ بِهِ البِرّ


صفحه : 266

4-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ الحَجّالِ عَن مُقَاتِلِ بنِ مُقَاتِلٍ عَن أَبِي الحَسَنِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ إِنّ اللّهَ تَعَالَي أَمَرَ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ أَن يَذبَحُوا بَقَرَةً وَ كَانَ يُجزِيهِم مَا ذَبَحُوا وَ مَا تَيَسّرَ مِنَ البَقَرِ فَعَنِتُوا وَ شَدّدُوا فَشُدّدَ عَلَيهِم

5-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِهَذَا الإِسنَادِ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن عَلِيّ بنِ سَيفٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عُبَيدَةَ عَنِ الرّضَا عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ إِنّ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ شَدّدُوا فَشَدّدَ اللّهُ عَلَيهِم قَالَ لَهُم مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ اذبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا مَا لَونُهَا فَلَم يَزَالُوا شَدّدُوا حَتّي ذَبَحُوا بَقَرَةً بمِلِ ءِ جِلدِهَا ذَهَباً

6-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَنِ ابنِ مَحجُوبٍ عَن عَلِيّ بنِ يَقطِينٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا الحَسَنِ عَلَيهِ السّلَامُ يَقُولُ إِنّ اللّهَ أَمَرَ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ أَن يَذبَحُوا بَقَرَةً وَ إِنّمَا كَانُوا يَحتَاجُونَ إِلَي ذَنَبِهَا فَشَدّدَ اللّهُ عَلَيهِم

7-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَولُهُ عَزّ وَ جَلّوَ إِذ قالَ مُوسي لِقَومِهِ إِنّ اللّهَ يَأمُرُكُم أَن تَذبَحُوا بَقَرَةً إِلَي قَولِهِلَعَلّكُم تَعقِلُونَ قَالَ الإِمَامُ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لِيَهُودِ المَدِينَةِ وَ اذكُرُوا إِذ قَالَ مُوسَي لِقَومِهِ إِنّ اللّهَ يَأمُرُكُم أَن تَذبَحُوا بَقَرَةً تَضرِبُونَ بِبَعضِهَا هَذَا المَقتُولَ بَينَ أَظهُرِكُم لِيَقُومَ حَيّاً سَوِيّاً بِإِذنِ اللّهِ تَعَالَي وَ يُخبِرُكُم بِقَاتِلِهِ وَ ذَلِكَ حِينَ ألُقيِ‌َ القَتِيلُ بَينَ أَظهُرِهِم فَأَلزَمَ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ أَهلَ القَبِيلَةِ بِأَمرِ اللّهِ أَن يَحلِفَ خَمسُونَ مِن أَمَاثِلِهِم بِاللّهِ القوَيِ‌ّ الشّدِيدِ إِلَهِ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ مُفَضّلِ مُحَمّدٍ وَ آلِهِ الطّيّبِينَ عَلَي البَرَايَا أَجمَعِينَ مَا قَتَلنَاهُ وَ لَا عَلِمنَا لَهُ قَاتِلًا فَإِن حَلَفُوا بِذَلِكَ غَرِمُوا دِيَةَ المَقتُولِ وَ إِن نَكَلُوا نَصّوا عَلَي القَاتِلِ أَو أَقَرّ القَاتِلُ فَيُقَادُ مِنهُ فَإِن لَم يَفعَلُوا حُبِسُوا فِي مَجلِسٍ ضَنكٍ إِلَي أَن يَحلِفُوا أَو يُقِرّوا


صفحه : 267

أَو يَشهَدُوا عَلَي القَاتِلِ فَقَالُوا يَا نبَيِ‌ّ اللّهِ أَ مَا وَقَت أَيمَانُنَا أَموَالَنَا وَ لَا أَموَالُنَا أَيمَانَنَا قَالَ لَا هَكَذَا حَكَمَ اللّهُ وَ كَانَ السّبَبُ أَنّ امرَأَةً حَسنَاءَ ذَاتَ جَمَالٍ وَ خُلقٍ كَامِلٍ وَ فَضلٍ بَارِعٍ وَ نَسَبٍ شَرِيفٍ وَ سِترٍ ثَخِينٍ كَثُرَ خُطّابُهَا وَ كَانَ لَهَا بَنُو أَعمَامٍ ثَلَاثَةٍ فَرَضِيَت بِأَفضَلِهِم عِلماً وَ أَثخَنِهِم سِتراً وَ أَرَادَتِ التّزوِيجَ بِهِ فَاشتَدّ حَسَدُ ابنيَ‌ عَمّهِ الآخَرَينِ لَهُ وَ غَبَطَاهُ عَلَيهَا لِإِيثَارِهَا إِيّاهُ فَعَمَدَا إِلَي ابنِ عَمّهَا المرَضيِ‌ّ فَأَخَذَاهُ إِلَي دَعوَتِهِمَا ثُمّ قَتَلَاهُ وَ حَمَلَاهُ إِلَي مَحَلّةٍ تَشتَمِلُ عَلَي أَكثَرِ قَبِيلَةٍ فِي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَأَلقَيَاهُ بَينَ أَظهُرِهِم لَيلًا فَلَمّا أَصبَحُوا وَجَدُوا القَتِيلَ هُنَاكَ فَعُرِفَ حَالُهُ فَجَاءَ ابنَا عَمّهِ القَاتِلَانِ لَهُ فَمَزّقَا عَلَي أَنفُسِهِمَا وَ حَثَيَا التّرَابَ عَلَي رُءُوسِهِمَا وَ استَعدَيَا عَلَيهِم فَأَحضَرَهُم مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ وَ سَأَلَهُم فَأَنكَرُوا أَن يَكُونُوا قَتَلُوهُ أَو عَلِمُوا قَاتِلَهُ قَالَ فَحَكَمَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَلَي مَن فَعَلَ هَذِهِ الحَادِثَةَ مَا عَرَفتُمُوهُ فَقَالُوا يَا مُوسَي أَيّ نَفعٍ فِي أَيمَانِنَا لَنَا إِذَا لَم تَدرَأ عَنّا الغَرَامَةَ الثّقِيلَةَ أَم أَيّ نَفعٍ فِي غَرَامَتِنَا لَنَا إِذَا لَم تَدرَأ عَنّا الأَيمَانَ فَقَالَ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ كُلّ النّفعِ فِي طَاعَةِ اللّهِ تَعَالَي وَ الِايتِمَارِ لِأَمرِهِ وَ الِانتِهَاءِ عَمّا نَهَي عَنهُ فَقَالُوا يَا نبَيِ‌ّ اللّهِ غُرمٌ ثَقِيلٌ وَ لَا جِنَايَةَ لَنَا وَ أَيمَانٌ غَلِيظَةٌ وَ لَا حَقّ فِي رِقَابِنَا لَو أَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ عَرّفَنَا قَاتِلَهُ بِعَينِهِ وَ كَفَانَا مَئُونَتَهُ فَادعُ لَنَا رَبّكَ أَن يُبَيّنَ لَنَا هَذَا القَاتِلَ لِيَنزِلَ بِهِ مَا يَستَحِقّهُ مِنَ العِقَابِ وَ يَنكَشِفَ أَمرُهُ لذِوَيِ‌ الأَلبَابِ فَقَالَ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ قَد بَيّنَ مَا أَحكُمُ بِهِ فِي هَذَا فَلَيسَ لِي أَن أَقتَرِحَ عَلَيهِ غَيرَ مَا حَكَمَ وَ لَا أَعتَرِضَ عَلَيهِ فِيمَا أَمَرَ أَ لَا تَرَونَ أَنّهُ لَمّا حَرّمَ العَمَلَ فِي السّبتِ وَ حَرّمَ لَحمَ الجَمَلِ لَم يَكُن لَنَا أَن نَقتَرِحَ عَلَيهِ أَن يُغَيّرَ مَا حَكَمَ بِهِ عَلَينَا مِن ذَلِكَ بَل عَلَينَا أَن نُسَلّمَ لَهُ حُكمَهُ وَ نَلتَزِمَ مَا أَلزَمَنَاهُ وَ هَمّ بِأَن يَحكُمَ عَلَيهِم باِلذّيِ‌ كَانَ يَحكُمُ بِهِ عَلَي غَيرِهِم فِي مِثلِ حَادِثَتِهِم فَأَوحَي


صفحه : 268

اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَيهِ يَا مُوسَي أَجِبهُم إِلَي مَا اقتَرَحُوا وَ سلَنيِ‌ أَن أُبَيّنَ لَهُمُ القَاتِلَ لِيُقتَلَ وَ يَسلَمَ غَيرُهُ مِنَ التّهَمَةِ وَ الغَرَامَةِ فإَنِيّ‌ إِنّمَا أُرِيدُ بِإِجَابَتِهِم إِلَي مَا اقتَرَحُوا تَوسِعَةَ الرّزقِ عَلَي رَجُلٍ مِن خِيَارِ أُمّتِكَ دِينُهُ الصّلَاةُ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ الطّيّبِينَ وَ التّفضِيلُ لِمُحَمّدٍ وَ عَلِيّ بَعدَهُ عَلَي سَائِرِ البَرَايَا أُغنِيهِ فِي هَذِهِ الدّنيَا فِي هَذِهِ القَضِيّةِ لِيَكُونَ بَعضُ ثَوَابِهِ عَن تَعظِيمِهِ لِمُحَمّدٍ وَ آلِهِ فَقَالَ مُوسَي يَا رَبّ بَيّن لَنَا قَاتِلَهُ فَأَوحَي اللّهُ تَعَالَي إِلَيهِ قُل لبِنَيِ‌ إِسرَائِيلَ إِنّ اللّهَ يُبَيّنُ لَكُم ذَلِكَ بِأَن يَأمُرَكُم أَن تَذبَحُوا بَقَرَةً فَتَضرِبُوا بِبَعضِهَا المَقتُولَ فَيَحيَا فَتُسلِمُونَ لِرَبّ العَالَمِينَ ذَلِكَ وَ إِلّا فَكُفّوا عَنِ المَسأَلَةِ وَ التَزِمُوا ظَاهِرَ حكُميِ‌ فَذَلِكَ مَا حَكَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ إِذ قالَ مُوسي لِقَومِهِ إِنّ اللّهَ يَأمُرُكُم أَي سَيَأمُرُكُمأَن تَذبَحُوا بَقَرَةً إِن أَرَدتُمُ الوُقُوفَ عَلَي القَاتِلِ وَ تَضرِبُوا المَقتُولَ بِبَعضِهَا لِيَحيَا وَ يُخبِرَ بِالقَاتِلِ فَقالُوا يَا مُوسَيأَ تَتّخِذُنا هُزُواً وَ سُخرِيّةً تَزعُمُ أَنّ اللّهَ يَأمُرُ أَن نَذبَحَ بَقَرَةً وَ نَأخُذَ قِطعَةً مِن مَيّتٍ وَ نَضرِبَ بِهَا مَيّتاً فَيَحيَا أَحَدُ المَيّتَينِ بِمُلَاقَاةِ بَعضِ المَيّتِ الآخَرِ لَهُ كَيفَ يَكُونُ هَذَاقالَ مُوسَيأَعُوذُ بِاللّهِ أَن أَكُونَ مِنَ الجاهِلِينَأَنسُبُ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ مَا لَم يَقُل لِي وَ أَن أَكُونَ مِنَ الجَاهِلِينَ أُعَارِضَ أَمرَ اللّهِ بقِيِاَسيِ‌ عَلَي مَا شَاهَدتُ دَافِعاً لِقَولِ اللّهِ تَعَالَي وَ أَمرِهِ ثُمّ قَالَ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ أَ وَ لَيسَ مَاءُ الرّجُلِ نُطفَةَ مَيّتٍ وَ مَاءُ المَرأَةِ مَيّتٌ يَلتَقِيَانِ فَيُحدِثُ اللّهُ مِنِ التِقَاءِ المَيّتَينِ بَشَراً حَيّاً سَوِيّاً أَ وَ لَيسَ بُذُورُكُمُ التّيِ‌ تَزرَعُونَهَا فِي أَرضِكُم تَتَفَسّخُ فِي أَرَضِيكُم وَ تَعَفّنُ وَ هيِ‌َ مَيتَةٌ ثُمّ يُخرِجُ اللّهُ مِنهَا هَذِهِ السّنَابِلَ الحَسَنَةَ البَهِجَةَ وَ هَذِهِ الأَشجَارَ البَاسِقَةَ المُؤنِقَةَ فَلَمّا بَهَرَهُم مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ قَالُوا لَهُ يَا مُوسَيادعُ لَنا رَبّكَ يُبَيّن لَنا ما هيِ‌َ أَي مَا صِفَتُهَا لِنَقِفَ عَلَيهَا فَسَأَلَ مُوسَي رَبّهُ عَزّ وَ جَلّ فَقَالَ


صفحه : 269

إِنّها بَقَرَةٌ لا فارِضٌكَبِيرَةٌوَ لا بِكرٌصَغِيرَةٌعَوانٌوَسَطٌبَينَ ذلِكَ بَينَ الفَارِضِ وَ البِكرِفَافعَلُوا ما تُؤمَرُونَ إِذَا أُمِرتُم بِهِقالُوا يَا مُوسَيادعُ لَنا رَبّكَ يُبَيّن لَنا ما لَونُها أَي لَونُ هَذِهِ البَقَرَةِ التّيِ‌ تُرِيدُ أَن تَأمُرَنَا بِذَبحِهَاقالَ مُوسَي عَنِ اللّهِ تَعَالَي بَعدَ السّؤَالِ وَ الجَوَابِإِنّها بَقَرَةٌ صَفراءُ فاقِعٌحَسَنَةٌ لَونُ الصّفرَةِ لَيسَ بِنَاقِصٍ تَضرِبُ إِلَي بَيَاضٍ وَ لَا بِمُشبِعٍ تَضرِبُ إِلَي السّوَادِلَونُهاهَكَذَا فَاقِعٌتَسُرّالبَقَرَةُالنّاظِرِينَإِلَيهَا لِبَهجَتِهَا وَ حُسنِهَا وَ بَرِيقِهَاقالُوا ادعُ لَنا رَبّكَ يُبَيّن لَنا ما هيِ‌َصِفَتُهَاقالَ عَنِ اللّهِ تَعَالَيإِنّهُ يَقُولُ إِنّها بَقَرَةٌ لا ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرضَ لَم تَذَلّل لِإِثَارَةِ الأَرضِ وَ لَم تَرضَ بِهَا وَ لَا تسَقيِ‌ الأَرضَ[وَ لا تسَقيِ‌ الحَرثَ] وَ لَا هيِ‌َ مِمّن تَجُرّ الدوّاَليِ‌َ وَ لَا تُدِيرُ النّوَاعِيرَ قَد أُعفِيَت مِن ذَلِكَ أَجمَعَمُسَلّمَةٌ مِنَ العُيُوبِ كُلّهَا لَا عَيبَ فِيهَالا شِيَةَ فِيها لَا لَونَ فِيهَا مِن غَيرِهَا فَلَمّا سَمِعُوا هَذِهِ الصّفَاتِ قَالُوا يَا مُوسَي أَ فَقَد أَمَرَنَا رَبّنَا بِذَبحِ بَقَرَةٍ هَذِهِ صِفَتُهَا قَالَ بَلَي وَ لَم يَقُل مُوسَي فِي الِابتِدَاءِ بِذَلِكَ لِأَنّهُ لَو قَالَ إِنّ اللّهَ يَأمُرُكُم لَكَانُوا إِذَا قَالُوا ادعُ لَنَا رَبّكَ يُبَيّن لَنَا مَا هيِ‌َ وَ مَا لَونُهَا وَ مَا هيِ‌َ كَانَ لَا يَحتَاجُ أَن يَسأَلَهُ ذَلِكَ عَزّ وَ جَلّ وَ لَكِن كَانَ يُجِيبُهُم هُوَ بِأَن يَقُولَ أَمَرَكُم بِبَقَرَةٍ فأَيَ‌ّ شَيءٍ وَقَعَ عَلَيهِ اسمُ البَقَرِ فَقَد خَرَجتُم مِن أَمرِهِ إِذَا ذَبَحتُمُوهَا قَالَ فَلَمّا استَقَرّ الأَمرُ عَلَيهِم طَلَبُوا هَذِهِ البَقَرَةَ فَلَم يَجِدُوهَا إِلّا عِندَ شَابّ مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ أَرَاهُ اللّهُ فِي مَنَامِهِ مُحَمّداً وَ عَلِيّاً وَ طيَبّيِ‌ ذُرّيّتِهِمَا فَقَالَا لَهُ أَمَا إِنّكَ كُنتَ لَنَا مُحِبّاً مُفَضّلًا وَ نَحنُ نُرِيدُ أَن نَسُوقَ إِلَيكَ بَعضَ جَزَائِكَ فِي الدّنيَا فَإِذَا رَامُوا شِرَاءَ بَقَرَتِكَ فَلَا تَبِعهَا إِلّا بِأَمرِ أُمّكَ فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يُلَقّنُهَا مَا يُغنِيكَ بِهِ وَ عَقِبَكَ فَفَرِحَ الغُلَامُ وَ جَاءَهُ القَومُ يَطلُبُونَ بَقَرَتَهُ فَقَالُوا بِكَم تَبِيعُ بَقَرَتَكَ قَالَ بِدِينَارَينِ وَ الخِيَارُ


صفحه : 270

لأِمُيّ‌ قَالُوا قَد رَضِينَا بِدِينَارٍ فَسَأَلَهَا فَقَالَت بَل بِأَربَعَةٍ فَأَخبَرَهُم فَقَالُوا نُعطِيكَ دِينَارَينِ فَأَخبَرَ أُمّهُ فَقَالَت بِمِائَةٍ فَمَا زَالُوا يَطلُبُونَ عَلَي النّصفِ مِمّا تَقُولُ أُمّهُ وَ يَرجِعُ إِلَي أُمّهِ فَتُضَعّفُ الثّمَنَ حَتّي بَلَغَ ثَمَنُهَا ملِ ءَ مَسكِ ثَورٍ أَكبَرَ مَا يَكُونُ مَلَئُوهُ دَنَانِيرَ فَأَوجَبَ لَهُمُ البَيعَ ثُمّ ذَبَحُوهَا فَأَخَذُوا قِطعَةً وَ هيِ‌َ عَجبُ الذّنَبِ ألّذِي مِنهُ خُلِقَ ابنُ آدَمَ وَ عَلَيهِ يُركَبُ إِذَا أُعِيدَ خَلقاً جَدِيداً فَضَرَبُوهُ بِهَا وَ قَالُوا أللّهُمّ بِجَاهِ مُحَمّدٍ وَ آلِهِ الطّيّبِينَ الطّاهِرِينَ لَمّا أَحيَيتَ هَذَا المَيّتَ وَ أَنطَقتَهُ لِيُخبِرَ عَن قَاتِلِهِ فَقَامَ سَالِماً سَوِيّاً وَ قَالَ يَا نبَيِ‌ّ اللّهِ قتَلَنَيِ‌ هَذَانِ ابنَا عمَيّ‌ حسَدَاَنيِ‌ عَلَي ابنَةِ عمَيّ‌ فقَتَلَاَنيِ‌ وَ ألَقيَاَنيِ‌ فِي مَحَلّةِ هَؤُلَاءِ لِيَأخُذُوا ديِتَيِ‌ فَأَخَذَ مُوسَي الرّجُلَينِ فَقَتَلَهُمَا وَ كَانَ قَبلَ أَن يَقُومَ المَيّتُ ضَرَبَ بِقِطعَةٍ مِنَ البَقَرَةِ فَلَم يحَي‌َ فَقَالُوا يَا نبَيِ‌ّ اللّهِ أَينَ مَا وَعَدتَنَا عَنِ اللّهِ قَالَ مُوسَي قَد صَدَقتَ وَ ذَلِكَ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَأَوحَي اللّهُ تَعَالَي إِلَيهِ يَا مُوسَي إنِيّ‌ لَا أُخلِفُ وعَديِ‌ وَ لَكِن لِيُقَدّمُوا لِلفَتَي مِن ثَمَنِ بَقَرَتِهِ فَيَملَئُوا مَسكَهَا دَنَانِيرَ ثُمّ أحُييِ‌ هَذَا فَجَمَعُوا أَموَالَهُم وَ وَسّعَ اللّهُ جِلدَ الثّورِ حَتّي وُزِنَ مَا مُلِئَ بِهِ جِلدُهُ فَبَلَغَ خَمسَةَ آلَافِ أَلفِ دِينَارٍ فَقَالَ بَعضُ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ لِمُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ وَ ذَلِكَ بِحَضرَةِ المَقتُولِ المَنشُورِ المَضرُوبِ بِبَعضِ البَقَرَةِ لَا ندَريِ‌ أَيّهُمَا أَعجَبُ إِحيَاءُ اللّهِ هَذَا وَ إِنطَاقُهُ بِمَا نَطَقَ أَو إِغنَاؤُهُ لِهَذَا الفَتَي بِهَذَا المَالِ العَظِيمِ فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ يَا مُوسَي قُل لبِنَيِ‌ إِسرَائِيلَ مَن أَحَبّ مِنكُم أَن أُطَيّبَ فِي الدّنيَا عَيشَهُ وَ أُعَظّمَ فِي جنِاَنيِ‌ مَحَلّهُ وَ أَجعَلَ بِمُحَمّدٍ وَ آلِهِ الطّيّبِينَ فِيهَا مُنَادَمَتَهُ لِيَفعَل كَمَا فَعَلَ هَذَا الفَتَي إِنّهُ كَانَ قَد سَمِعَ مِن مُوسَي بنِ عِمرَانَ ذِكرَ مُحَمّدٍ وَ عَلِيّ وَ آلِهِمَا الطّيّبِينَ وَ كَانَ عَلَيهِم مُصَلّياً وَ لَهُم عَلَي جَمِيعِ الخَلَائِقِ


صفحه : 271

مِنَ الجِنّ وَ الإِنسِ وَ المَلَائِكَةِ مُفَضّلًا فَلِذَلِكَ صَرَفتُ إِلَيهِ المَالَ العَظِيمَ لِيَتَنَعّمَ بِالطّيّبَاتِ وَ يَتَكَرّمَ بِالهِبَاتِ وَ الصّلَاتِ وَ يَتَحَبّبَ بِمَعرُوفِهِ إِلَي ذوَيِ‌ المَوَدّاتِ وَ يَكبِتَ بِنَفَقَاتِهِ ذوَيِ‌ العَدَاوَاتِ قَالَ الفَتَي يَا نبَيِ‌ّ اللّهِ كَيفَ أَحفَظُ هَذِهِ الأَموَالَ أَم كَيفَ أَحذَرُ مِن عَدَاوَةِ مَن يعُاَديِنيِ‌ فِيهَا وَ حَسَدِ مَن يحَسدُنُيِ‌ لِأَجلِهَا قَالَ قُل عَلَيهَا مِنَ الصّلَاةِ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ الطّيّبِينَ مَا كُنتَ تَقُولُهُ قَبلَ أَن تَنَالَهَا فَإِنّ ألّذِي رَزَقَكَهَا بِذَلِكَ القَولِ مَعَ صِحّةِ الِاعتِقَادِ يَحفَظُهَا عَلَيكَ أَيضاً بِهَذَا القَولِ مَعَ صِحّةِ الِاعتِقَادِ فَقَالَهَا الفَتَي فَمَا رَامَهَا حَاسِدٌ لَهُ لِيُفسِدَهَا أَو لِصّ لِيَسرِقَهَا أَو غَاصِبٌ لِيَغصِبَهَا إِلّا دَفَعَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَنهَا بِلَطِيفَةٍ مِن لَطَائِفِهِ حَتّي يَمتَنِعَ مِن ظُلمِهِ اختِيَاراً أَو مَنَعَهُ مِنهُ بِآفَةٍ أَو دَاهِيَةٍ حَتّي يَكُفّهُ عَنهُ كَفّ اضطِرَارٍ قَالَ عَلَيهِ السّلَامُ فَلَمّا قَالَ مُوسَي لِلفَتَي ذَلِكَ وَ صَارَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَهُ بِمَقَالَتِهِ حَافِظاً قَالَ هَذَا المَنشُورُ أللّهُمّ إنِيّ‌ أَسأَلُكَ بِمَا سَأَلَكَ بِهِ هَذَا الفَتَي مِنَ الصّلَاةِ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ الطّيّبِينَ وَ التّوَسّلِ بِهِم أَن تبُقيِنَيِ‌ فِي الدّنيَا مُتَمَتّعاً بِابنَةِ عمَيّ‌ وَ تخُزيِ‌َ عنَيّ‌ أعَداَئيِ‌ وَ حسُاّديِ‌ وَ ترَزقُنَيِ‌ فِيهَا خَيراً كَثِيراً طَيّباً فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ يَا مُوسَي إِنّ لِهَذَا الفَتَي المَنشُورِ بَعدَ القَتلِ سِتّينَ سَنَةً وَ قَد وَهَبتُ لَهُ لِمَسأَلَتِهِ وَ تَوَسّلِهِ بِمُحَمّدٍ وَ آلِهِ الطّيّبِينَ سَبعِينَ سَنَةً تَمَامَ مِائَةٍ وَ ثَلَاثِينَ سَنَةً صَحِيحَةٌ حَوَاسّهُ ثَابِتٌ فِيهَا جَنَانُهُ قَوِيّةٌ فِيهَا شَهَوَاتُهُ يَتَمَتّعُ بِحَلَالِ هَذِهِ الدّنيَا وَ يَعِيشُ وَ لَا يُفَارِقُهَا وَ لَا تُفَارِقُهُ فَإِذَا حَانَ حِينُهُ حَانَ حِينُهَا وَ مَاتَا جَمِيعاً مَعاً فَصَارَا إِلَي جنِاَنيِ‌ فَكَانَا زَوجَينِ فِيهَا نَاعِمَينِ وَ لَو سأَلَنَيِ‌ يَا مُوسَي هَذَا الشقّيِ‌ّ القَاتِلُ بِمِثلِ مَا تَوَسّلَ بِهِ هَذَا الفَتَي عَلَي صِحّةِ اعتِقَادِهِ أَن أَعصِمَهُ مِنَ الحَسَدِ وَ أُقنِعَهُ بِمَا رَزَقتُهُ وَ ذَلِكَ هُوَ المُلكُ العَظِيمُ لَفَعَلتُ وَ لَو سأَلَنَيِ‌ بِذَلِكَ مَعَ التّوبَةِ أَن لَا أُفضِحَهُ لَمَا فَضَحتُهُ وَ لَصَرَفتُ هَؤُلَاءِ عَنِ اقتِرَاحِ إِبَانَةِ القَاتِلِ وَ لَأَغنَيتُ هَذَا الفَتَي مِن غَيرِ هَذَا الوَجهِ بِقَدرِ هَذَا


صفحه : 272

المَالِ وَ لَو سأَلَنَيِ‌ بَعدَ مَا افتَضَحَ وَ تَابَ إلِيَ‌ّ وَ تَوَسّلَ بِمِثلِ وَسِيلَةِ هَذَا الفَتَي أَن أنُسيِ‌َ النّاسَ فِعلَهُ بَعدَ مَا أَلطُفُ لِأَولِيَائِهِ فَيَعفُونَ عَنِ القِصَاصِ لَفَعَلتُ وَ كَانَ لَا يُعَيّرُهُ بِفِعلِهِ أَحَدٌ وَ لَا يَذكُرُهُ فِيهِم ذَاكِرٌ وَ لَكِن ذَلِكَ فَضلٌ أُوتِيهِ مَن أَشَاءُ وَ أَنَا ذُو الفَضلِ العَظِيمِ وَ أَعدَلُ بِالمَنعِ عَلَي مَن أَشَاءُ وَ أَنَا العَزِيزُ الحَكِيمُ فَلَمّا ذَبَحُوهَا قَالَ اللّهُ تَعَالَيفَذَبَحُوها وَ ما كادُوا يَفعَلُونَ وَ أَرَادُوا أَن لَا يَفعَلُوا ذَلِكَ مِن عِظَمِ ثَمَنِ البَقَرَةِ وَ لَكِنّ اللّجَاجَ حَمَلَهُم عَلَي ذَلِكَ وَ اتّهَامُهُم لِمُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ حَدَاهُم قَالَ فَضَجّوا إِلَي مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ وَ قَالُوا افتَقَرَتِ القَبِيلَةُ وَ دُفِعَت إِلَي التّكَفّفِ وَ انسَلَخنَا بِلَجَاجِنَا عَن قَلِيلِنَا وَ كَثِيرِنَا فَادعُ اللّهَ لَنَا بِسَعَةِ الرّزقِ فَقَالَ لَهُم مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ وَيحَكُم مَا أَعمَي قُلُوبَكُم أَ مَا سَمِعتُم دُعَاءَ الفَتَي صَاحِبِ البَقَرَةِ وَ مَا أَورَثَهُ اللّهُ تَعَالَي مِنَ الغِنَي أَ وَ مَا سَمِعتُم دُعَاءَ الفَتَي المَقتُولِ المَنشُورِ وَ مَا أَثمَرَ لَهُ مِنَ العُمُرِ الطّوِيلِ وَ السّعَادَةِ وَ التّنَعّمِ بِحَوَاسّهِ وَ سَائِرِ بَدَنِهِ وَ عَقلِهِ لِمَ لَا تَدعُونَ اللّهَ تَعَالَي بِمِثلِ دُعَائِهِم وَ تَتَوَسّلُونَ إِلَي اللّهِ بِمِثلِ وَسِيلَتِهِمَا لِيَسُدّ فَاقَتَكُم وَ يُجبِرَ كَسرَكُم وَ يَسُدّ خَلّتَكُم فَقَالُوا أللّهُمّ إِلَيكَ التَجَأنَا وَ عَلَي فَضلِكَ اعتَمَدنَا فَأَزِل فَقرَنَا وَ سُدّ خَلّتَنَا بِجَاهِ مُحَمّدٍ وَ عَلِيّ وَ فَاطِمَةَ وَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ وَ الطّيّبِينَ مِن آلِهِم فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ يَا مُوسَي قُل لَهُم لِيَذهَبَ رُؤَسَاؤُهُم إِلَي خَرِبَةِ بنَيِ‌ فُلَانٍ وَ يَكشِفُوا فِي مَوضِعِ كَذَا لِمَوضِعِ عَينِهِ وَجهَ أَرضِهَا قَلِيلًا وَ يَستَخرِجُوا مَا هُنَاكَ فَإِنّهُ عَشَرَةُ آلَافِ أَلفِ دِينَارٍ لِيَرُدّوا عَلَي كُلّ مَن دَفَعَ فِي ثَمَنِ هَذِهِ البَقَرَةِ مَا دَفَعَ لِتَعُودَ أَحوَالُهُم ثُمّ لِيَتَقَاسَمُوا بَعدَ ذَلِكَ مَا يَفضُلُ وَ هُوَ خَمسَةُ آلَافِ أَلفِ دِينَارٍ عَلَي قَدرِ مَا دَفَعَ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُم فِي هَذِهِ المِحنَةِ لِيَتَضَاعَفَ أَموَالُهُم جَزَاءً عَلَي تَوَسّلِهِم بِمُحَمّدٍ وَ آلِهِ الطّيّبِينَ وَ اعتِقَادِهِم لِتَفضِيلِهِم فَذَلِكَ مَا قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ


صفحه : 273

إِذ قَتَلتُم نَفساً فَادّارَأتُم فِيهااختَلَفتُم فِيهَا[ وَ تَدَارَأتُم]أَلقَي بَعضُكُمُ الذّنبَ فِي قَتلِ المَقتُولِ عَلَي بَعضٍ وَ دَرَأَهُ عَن نَفسِهِ وَ ذَوِيهِوَ اللّهُ مُخرِجٌمُظهِرٌما كُنتُم تَكتُمُونَ مَا كَانَ مِن خَبَرِ القَاتِلِ وَ مَا كُنتُم تَكتُمُونَ مِن إِرَادَةِ تَكذِيبِ مُوسَي بِاقتِرَاحِكُم عَلَيهِ مَا قَدَرتُم أَنّ رَبّهُ لَا يُجِيبُهُ إِلَيهِفَقُلنا اضرِبُوهُ بِبَعضِهابِبَعضِ البَقَرَةِكَذلِكَ يحُي‌ِ اللّهُ المَوتي فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ كَمَا أَحيَا المَيّتَ بِمُلَاقَاةِ مَيّتٍ آخَرَ لَهُ أَمّا فِي الدّنيَا فَيَتَلَاقَي مَاءُ الرّجُلِ مَاءَ المَرأَةِ فيَحُييِ‌ اللّهُ ألّذِي كَانَ فِي الأَصلَابِ وَ الأَرحَامِ حَيّاً وَ أَمّا فِي الآخِرَةِ فَإِنّ اللّهَ تَعَالَي يُنَزّلُ بَينَ نفَختَيَ‌ِ الصّورِ بَعدَ مَا يُنفَخُ النّفخَةُ الأُولَي مِن دُوَينِ السّمَاءِ الدّنيَا مِنَ البَحرِ المَسجُورِ ألّذِي قَالَ اللّهُ فِيهِوَ البَحرِ المَسجُورِ وَ هيِ‌َ مِن منَيِ‌ّ كمَنَيِ‌ّ الرّجُلِ فَيَمطُرُ ذَلِكَ عَلَي الأَرضِ فَيَلقَي المَاءُ المنَيِ‌ّ مَعَ الأَموَاتِ البَالِيَةِ فَيَنبُتُونَ مِنَ الأَرضِ وَ يَحيَونَ ثُمّ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ يُرِيكُم آياتِهِسَائِرَ آيَاتِهِ سِوَي هَذِهِ الدّلَالَاتِ عَلَي تَوحِيدِهِ وَ نُبُوّةِ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ نَبِيّهِ وَ فَضلِ مُحَمّدٍ عَلَي الخَلَائِقِ سَيّدِ عَبِيدِهِ وَ إِمَائِهِ وَ تَبيِينِهِ فَضلَهُ وَ فَضلَ آلِهِ الطّيّبِينَ عَلَي سَائِرِ خَلقِ اللّهِ أَجمَعِينَلَعَلّكُم تَعقِلُونَتَعتَبِرُونَ وَ تَتَفَكّرُونَ أَنّ ألّذِي فَعَلَ هَذِهِ العَجَائِبَ لَا يَأمُرُ الخَلقَ إِلّا بِالحِكمَةِ وَ لَا يَختَارُ مُحَمّداً وَ آلَهُ إِلّا لِأَنّهُم أَفضَلُ ذوَيِ‌ الأَلبَابِ

بيان أماوقت أيماننا أموالنا استبعاد منهم للحكم عليهم بالدية بعدحلفهم أي أ ليس أيماننا وقاية لأموالنا وبالعكس حتي جمعت بينهما والباسقة الطويلة وراض الدابة ذللها والنواعير جمع الناعورة وهي‌ الدولاب والدلو يستقي بها ونادمة منادمة ونداما جالسة علي الشراب قوله عليه السلام و لم يقل موسي حاصله أنه عليه السلام حمل قوله تعالي إِنّ اللّهَ يَأمُرُكُم علي حقيقة الاستقبال ولذا فسره بقوله سيأمركم فوعدهم أولا بالأمر ثم بعدسؤالهم وتعيين البقرة أمرهم و لو قال موسي أولا بصيغة الماضي‌ أمركم أن تذبحوا لتعلق الأمر بالحقيقة و كان يكفي‌ أي بقرة كانت و هذاوجه ثالث غير ماذهب إليه الفريقان في تأويل الآية لكن بقول السيد وأصحابه أنسب وجمعه مع الأخبار السابقة لايخلو من إشكال ويمكن أن تحمل الأخبار السابقة علي أنه تعالي لماعلم أنه إن أمرهم ببقرة مطلقة لم يكتفوا بذلك فلذا لم يأمرهم بهاأولا أو علي أنه بعد


صفحه : 274

الوعد بالأمر لو لم يسألوا عن خصوص البقرة لأمرهم ببقرة مطلقة فلما بادروا بالسؤال شدد عليهم وهما بعيدان وارتكاب مثلهما فيهالهذا الخبر مع كونها أقوي وأكثر مشكل و الله يعلم حقيقة الأمر. و قال الثعلبي‌ قال المفسرون وجد قتيل في بني‌ إسرائيل اسمه عاميل و لم يدروا قاتله واختلفوا في قاتله وسبب قتله فقال عطاء والسدي‌ كان في بني‌ إسرائيل رجل كثير المال و له ابن عم مسكين لاوارث له غيره فلما طال عليه حياته قتله ليرثه و قال بعضهم كان تحت عاميل بنت عم له كانت مثلا في بني‌ إسرائيل بالحسن والجمال فقتله ابن عمه لينكحها فلما قتله حمله من قريته إلي قرية أخري فألقاه هناك و قال عكرمة كان لبني‌ إسرائيل مسجد له اثنا عشر بابا لكل سبط منهم باب فوجد قتيل علي باب سبط قتل وجر إلي باب سبط آخر فاختصم فيه السبطان و قال ابن سيرين قتله القاتل ثم احتمله فوضعه علي باب رجل منهم ثم أصبح يطلب بدمه وقيل ألقاه بين قريتين فاختصم فيه أهلهما فاشتبه أمر القتيل علي موسي و كان ذلك قبل نزول القسامة فأمرهم الله بذبح البقرة فشددوا علي أنفسهم فشدد الله عليهم وإنما كان تشديدهم تقديرا من الله به وحكمة. و كان السبب فيه علي ماذكره السدي‌ وغيره أن رجلا من بني‌ إسرائيل كان بارا بأبيه وبلغ من بره أن رجلا أتاه بلؤلؤة فابتاعها بخمسين ألفا و كان فيهافضل وربح فقال للبائع إن أبي نائم ومفتاح الصندوق تحت رأسه فأمهلني‌ حتي يستيقظ فأعطيك الثمن قال فأيقظ أباك وأعطني‌ المال قال ماكنت لأفعل ولكن أزيدك عشرة آلاف فأنظرني‌ حتي ينتبه أبي فقال الرجل فأنا أحط عنك عشرة آلاف إن أيقظت أباك وعجلت النقد فقال و أناأزيدك عشرين ألفا إن انتظرت انتباهة أبي ففعل و لم


صفحه : 275

يوقظ أباه فلما استيقظ أبوه أخبره بذلك فدعا له وجزاه خيرا و قال هذه البقرة لك بما صنعت فقال رسول الله انظروا ماذا صنع به البر. و قال ابن عباس ووهب وغيرهما من أهل الكتب كان في بني‌ إسرائيل رجل صالح له ابن طفل و كان له عجل فأتي بالعجل إلي غيضة و قال أللهم إني‌ استودعتك هذه العجلة لابني‌ حتي يكبر ومات الرجل فشبت العجلة في الغيضة وصارت عوانا وكانت تهرب من كل من رامها فلما كبر الصبي‌ كان بارا بوالدته و كان يقسم الليلة ثلاثة أثلاث يصلي‌ ثلثا وينام ثلثا ويجلس عندرأس أمه ثلثا فإذاأصبح انطلق واحتطب علي ظهر ويأتي‌ به السوق فيبيعه بما شاء الله ثم يتصدق بثلثه ويأكل ثلثه ويعطي‌ والدته ثلثا فقالت له أمه يوما إن أباك ورثك عجلة وذهب بها إلي غيضة كذا واستودعها فانطلق إليها وادع إله ابراهيم وإسماعيل وإسحاق أن يردها عليك و إن من علامتها أنك إذانظرت إليها يخيل إليك أن شعاع الشمس يخرج من جلدها وكانت تسمي المذهبة لحسنها وصفوتها وصفاء لونها فأتي الفتي الغيضة فرآها ترعي فصاح بها و قال أعزم عليك بإله ابراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب فأقبلت تسعي حتي قامت بين يديه فقبض علي عنقها وقادها فتكلمت البقرة بإذن الله وقالت أيها الفتي البار بوالدته اركبني‌ فإن ذلك أهون عليك فقال الفتي إن أمي‌ لم تأمرني‌ بذلك ولكن قالت خذ بعنقها قالت البقرة بإله بني‌ إسرائيل لوركبتني‌ ماكنت تقدر علي أبدا فانطلق فإنك لوأمرت الجبل أن ينقلع من أصله وينطلق معك لفعل لبرك بوالدتك فصار الفتي بهافاستقبله عدو الله إبليس في صورة راع فقال أيها الفتي إني‌ رجل من رعاة البقر اشتقت إلي أهلي‌ فأخذت ثورا من ثيراني‌ فحملت زادي‌ ومتاعي‌ حتي إذابلغت شطر الطريق ذهبت لأقضي‌ حاجتي‌ فعدا وسط الجبل و ماقدرت عليه وإني‌ أخشي علي نفسي‌ الهلكة فإن رأيت أن تحملني‌ علي بقرتك وتنجيني‌ من الموت وأعطيك أجرها


صفحه : 276

بقرتين مثل بقرتك فلم يفعل الفتي و قال اذهب فتوكل علي الله و لوعلم الله تعالي منك اليقين لبلغك بلا زاد و لاراحلة فقال إبليس إن شئت فبعنيها بحكمك و إن شئت فاحملني‌ عليها وأعطيك عشرة مثلها فقال الفتي إن أمي‌ لم تأمرني‌ بهذا فبين الفتي كذلك إذ طار طائر من بين يدي‌ البقرة ونفرت البقرة هاربة في الفلاة وغاب الراعي‌ فدعاها الفتي باسم إله ابراهيم فرجعت البقرة إليه فقالت أيها الفتي البار بوالدته أ لم تر إلي الطائر ألذي طار فإنه إبليس عدو الله اختلسني‌ أماإنه لوركبني‌ لماقدرت علي أبدا فلما دعوت إله ابراهيم جاء ملك فانتزعني‌ من يد إبليس وردني‌ إليك لبرك بأمك وطاعتك لها فجاء بهاالفتي إلي أمه فقالت له إنك فقير لامال لك ويشق عليك الاحتطاب بالنهار والقيام بالليل فانطلق فبع هذه البقرة وخذ ثمنها قال لأمه بكم أبيعها قالت بثلاثة دنانير و لاتبعها بغير رضاي‌ ومشورتي‌ و كان ثمن البقرة في ذلك الوقت ثلاثة دنانير فانطلق بهاالفتي إلي السوق فعقبه الله سبحانه ملكا ليري‌ خلقه قدرته وليختبر الفتي كيف بره بوالدته و كان الله به خبيرا فقال له الملك بكم تبيع هذه البقرة قال بثلاثة دنانير وأشترط عليك رضا أمي‌ فقال له الملك ستة دنانير و لاتستأمر أمك فقال الفتي لوأعطيتني‌ وزنها ذهبا لم آخذه إلابرضا أمي‌ فردها إلي أمه وأخبرها بالثمن فقالت ارجع فبعها بستة دنانير علي رضا مني‌ فانطلق الفتي بالبقرة إلي السوق فأتي الملك فقال استأمرت والدتك فقال الفتي نعم إنها أمرتني‌ أن لاأنقصها من ستة دنانير علي أن أستأمرها قال الملك فإني‌ أعطيك اثني‌ عشر علي أن لاتستأمرها فأبي الفتي ورجع إلي أمه وأخبرها بذلك فقالت إن ذاك الرجل ألذي يأتيك هوملك من الملائكة يأتيك في صورة آدمي‌ ليجربك فإذاأتاك فقل له أتأمرنا أن نبيع هذه البقرة أم لاففعل ذلك فقال له الملك اذهب إلي أمك وقل لها أمسكي‌ هذه البقرة فإن موسي يشتريها منكم لقتيل يقتل في بني‌ إسرائيل فلاتبيعوها إلابمل ء مسكها دنانير فأمسكا البقرة وقدر الله تعالي علي بني‌ إسرائيل ذبح تلك البقرة بعينها مكافاة علي بره بوالدته


صفحه : 277

فضلا منه ورحمة فطلبوها فوجدوها عندالفتي فاشتروها بمل ء مسكها ذهبا و قال السدي‌ اشتروها بوزنها عشر مرات ذهبا. واختلفوا في البعض المضروب به فقال ابن عباس ضربوه بالعظم ألذي يلي‌ الغضروف و هوالمقتل و قال الضحاك بلسانها و قال الحسين بن الفضل هذاأولي الأقاويل لأن المراد كان من إحياء القتيل كلامه واللسان آلته و قال سعيد بن جبير بعجب ذنبها و قال يمان بن رئاب و هوأولي التأويلات بالصواب العصعص أساس البدن ألذي ركب عليه الخلق وإنه أول مايخلق وآخر مايبلي و قال مجاهد بذنبها و قال عكرمة والكلبي‌ بفخذها الأيمن و قال السدي‌ بالبضعة التي‌ بين كتفيها وقيل بأذنها ففعلوا ذلك فقام القتيل حيا بإذن الله تعالي وأوداجه تشخب دما و قال قتلني‌ فلان ثم سقط ومات مكانه .أقول و قَالَ السّيّدُ بنُ طَاوُسٍ رَحِمَهُ اللّهُ فِي كِتَابِ سَعدِ السّعُود وَجَدتُ فِي تَفسِيرٍ مَنسوبٍ إِلَي أَبِي جَعفَرٍ البَاقِرِ عَلَيهِ السّلَامُ وَ أَمّا قَولُ اللّهِ تَعَالَيإِنّ اللّهَ يَأمُرُكُم أَن تَذبَحُوا بَقَرَةًفَذَلِكَ أَنّ رَجُلَينِ مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ وَ هُمَا أَخَوَانِ وَ كَانَ لَهُمَا ابنُ عَمّ أَخِ أَبِيهِمَا وَ كَانَ غَنِيّاً مُكثِراً وَ كَانَت لَهُمَا ابنَةُ عَمّ حَسنَاءُ شَابّةٌ كَانَت مَثَلًا فِي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ بِحُسنِهَا وَ جَمَالِهَا خَافَا أَن يَنكِحَهَا ابنُ عَمّهَا ذَلِكَ الغنَيِ‌ّ فَعَمَدَا فَقَتَلَاهُ فَاحتَمَلَاهُ فَأَلقَيَاهُ إِلَي جَنبِ قَريَةٍ لِيَبرَءُوا مِنهُ وَ أَصبَحَ القَتِيلُ بَينَ ظَهرَانَيهِم فَلَمّا غَمّ عَلَيهِم شَأنُهُ وَ مَن قَتَلَهُ قَالَ أَصحَابُ القَريَةِ الّذِينَ وُجِدَ عِندَهُم يَا مُوسَي ادعُ اللّهَ لَنَا أَن يُطلِعَ عَلَي قَاتِلِ هَذَا الرّجُلِ فَفَعَلَ مُوسَي ثُمّ ذَكَرَ مَا ذَكَرَهُ اللّهُ جَلّ جَلَالُهُ فِي كِتَابِهِ وَ قَالَ مَا مَعنَاهُ أَنّهُم شَدّدُوا فَشَدّدَ اللّهُ عَلَيهِم وَ لَو ذَبَحُوا فِي الأَوّلِ أَيّ بَقَرَةٍ كَانَت كَافِيَةً فَوَجَدُوا البَقَرَةَ لِامرَأَةٍ فَلَم تَبِعهَا لَهُم إِلّا بمِلِ ءِ جِلدِهَا ذَهَباً وَ ضَرَبُوا المَقتُولَ بِبَعضِهَا فَعَاشَ فَأَخبَرَهُم بِقَاتِلِهِ فَأُخِذَا فَقُتِلَا فَأُهلِكَا فِي الدّنيَا وَ هَكَذَا يَقتُلُهُمَا رَبّنَا فِي الآخِرَةِ


صفحه : 278

باب 01-قصة موسي عليه السلام حين لقي‌ الخضر وسائر قصص الخضر عليه السلام وأحواله

الآيات الكهف وَ إِذ قالَ مُوسي لِفَتاهُ إلي قوله تعالي صَبراً

1-فس ،[تفسير القمي‌] لَمّا أَخبَرَ رَسُولُ اللّهِص قُرَيشاً بِخَبَرِ أَصحَابِ الكَهفِ قَالُوا أَخبِرنَا عَنِ العَالِمِ ألّذِي أَمَرَ اللّهُ مُوسَي أَن يَتبَعَهُ وَ مَا قِصّتُهُ فَأَنزَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ إِذ قالَ مُوسي لِفَتاهُ لا أَبرَحُ حَتّي أَبلُغَ مَجمَعَ البَحرَينِ أَو أمَضيِ‌َ حُقُباً قَالَ وَ كَانَ سَبَبُ ذَلِكَ أَنّهُ لَمّاكَلّمَ اللّهُ مُوسي تَكلِيماً وَ أَنزَلَ اللّهُ عَلَيهِ الأَلوَاحَ وَ فِيهَا كَمَا قَالَ اللّهُوَ كَتَبنا لَهُ فِي الأَلواحِ مِن كُلّ شَيءٍ مَوعِظَةً وَ تَفصِيلًا لِكُلّ شَيءٍ وَ رَجَعَ مُوسَي إِلَي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَصَعِدَ المِنبَرَ فَأَخبَرَهُم أَنّ اللّهَ قَد أَنزَلَ عَلَيهِ التّورَاةَ وَ كَلّمَهُ قَالَ فِي نَفسِهِ مَا خَلَقَ اللّهُ خَلقاً أَعلَمَ منِيّ‌ فَأَوحَي اللّهُ إِلَي جَبرَئِيلَ أَدرِك مُوسَي فَقَد هَلَكَ وَ أَعلِمهُ أَنّ عِندَ مُلتَقَي البَحرَينِ عِندَ الصّخرَةِ رَجُلًا أَعلَمَ مِنكَ فَصِر إِلَيهِ وَ تَعَلّم مِن عِلمِهِ فَنَزَلَ جَبرَئِيلُ عَلَي مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ وَ أَخبَرَهُ فَذَلّ مُوسَي فِي نَفسِهِ وَ عَلِمَ أَنّهُ أَخطَأَ وَ دَخَلَهُ الرّعبُ وَ قَالَ لِوَصِيّهِ يُوشَعَ إِنّ اللّهَ قَد أمَرَنَيِ‌ أَن أَتّبِعَ رَجُلًا عِندَ مُلتَقَي البَحرَينِ وَ أَتَعَلّمَ مِنهُ فَتَزَوّدَ يُوشَعُ حُوتاً مَملُوحاً وَ خَرَجَا فَلَمّا خَرَجَا وَ بَلَغَا ذَلِكَ المَكَانَ وَجَدَا رَجُلًا مُستَلقِياً عَلَي قَفَاهُ فَلَم يَعرِفَاهُ فَأَخرَجَ وصَيِ‌ّ مُوسَي الحُوتَ وَ غَسَلَهُ بِالمَاءِ وَ وَضَعَهُ عَلَي الصّخرَةِ وَ مَضَيَا وَ نَسِيَا الحُوتَ وَ كَانَ ذَلِكَ المَاءُ مَاءَ الحَيَوَانِ فحَيَيِ‌َ الحُوتُ وَ دَخَلَ فِي المَاءِ فَمَضَي مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ وَ يُوشَعُ مَعَهُ حَتّي عَيِيَا فَقَالَ لِوَصِيّهِآتِنا غَداءَنا لَقَد لَقِينا مِن سَفَرِنا هذا نَصَباً أَي عَنَاءً فَذَكَرَ وَصِيّهُ السّمَكَةَ فَقَالَ لِمُوسَي إنِيّ‌نَسِيتُ الحُوتَ عَلَي الصّخرَةِ فَقَالَ مُوسَي ذَلِكَ الرّجُلُ ألّذِي رَأَينَاهُ عِندَ الصّخرَةِ هُوَ ألّذِي نُرِيدُهُ فَرَجَعَاعَلي آثارِهِما قَصَصاً إِلَي عِندِ الرّجُلِ وَ هُوَ فِي الصّلَاةِ فَقَعَدَ مُوسَي حَتّي فَرَغَ عَنِ الصّلَاةِ فَسَلّمَ عَلَيهِمَافحَدَثّنَيِ‌ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ بنِ بِلَالٍ عَن يُونُسَ قَالَ

اختَلَفَ يُونُسُ وَ هِشَامُ بنُ اِبرَاهِيمَ


صفحه : 279

فِي العَالِمِ ألّذِي أَتَاهُ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ أَيّهُمَا كَانَ أَعلَمَ وَ هَل يَجُوزُ أَن يَكُونَ عَلَي مُوسَي حُجّةٌ فِي وَقتِهِ وَ هُوَ حُجّةُ اللّهِ عَلَي خَلقِهِ فَقَالَ قَاسِمٌ الصّيقَلُ فَكَتَبُوا إِلَي أَبِي الحَسَنِ الرّضَا عَلَيهِ السّلَامُ يَسأَلُونَهُ عَن ذَلِكَ فَكَتَبَ فِي الجَوَابِ أَتَي مُوسَي العَالِمَ فَأَصَابَهُ فِي جَزِيرَةٍ مِن جَزَائِرِ البَحرِ إِمّا جَالِساً وَ إِمّا مُتّكِئاً فَسَلّمَ عَلَيهِ مُوسَي فَأَنكَرَ السّلَامَ إِذ كَانَ بِأَرضٍ لَيسَ بِهَا سَلَامٌ فَقَالَ مَن أَنتَ قَالَ أَنَا مُوسَي بنُ عِمرَانَ قَالَ أَنتَ مُوسَي بنُ عِمرَانَ ألّذِي كَلّمَهُ اللّهُ تَكلِيماً قَالَ نَعَم قَالَ فَمَا حَاجَتُكَ قَالَ جِئتُ لتِعُلَمّنَيِ‌مِمّا عُلّمتَ رُشداً قَالَ إنِيّ‌ وُكّلتُ بِأَمرٍ لَا تُطِيقُهُ وَ وُكّلتَ بِأَمرِ لَا أُطِيقُهُ ثُمّ حَدّثَهُ العَالِمُ بِمَا يُصِيبُ آلَ مُحَمّدٍ مِنَ البَلَاءِ حَتّي اشتَدّ بُكَاؤُهُمَا ثُمّ حَدّثَهُ عَن فَضلِ آلِ مُحَمّدٍ حَتّي جَعَلَ مُوسَي يَقُولُ يَا ليَتنَيِ‌ كُنتُ مِن آلِ مُحَمّدٍ وَ حَتّي ذَكَرَ فُلَاناً وَ فُلَاناً وَ مَبعَثَ رَسُولِ اللّهِص إِلَي قَومِهِ وَ مَا يَلقَي مِنهُم وَ مِن تَكذِيبِهِم إِيّاهُ وَ ذَكَرَ لَهُ تَأوِيلَ هَذِهِ الآيَةِوَ نُقَلّبُ أَفئِدَتَهُم وَ أَبصارَهُم كَما لَم يُؤمِنُوا بِهِ أَوّلَ مَرّةٍحِينَ أُخِذَ المِيثَاقُ عَلَيهِم فَقَالَ مُوسَيهَل أَتّبِعُكَ عَلي أَن تُعَلّمَنِ مِمّا عُلّمتَ رُشداً فَقَالَ الخَضِرُإِنّكَ لَن تَستَطِيعَ معَيِ‌َ صَبراً وَ كَيفَ تَصبِرُ عَلي ما لَم تُحِط بِهِ خُبراً فَقَالَ مُوسَيستَجَدِنُيِ‌ إِن شاءَ اللّهُ صابِراً وَ لا أعَصيِ‌ لَكَ أَمراً قَالَ الخَضِرُفَإِنِ اتبّعَتنَيِ‌ فَلا تسَئلَنيِ‌ عَن شَيءٍ حَتّي أُحدِثَ لَكَ مِنهُ ذِكراً يَقُولُ لَا تسَألَنيِ‌ عَن شَيءٍ أَفعَلُهُ وَ لَا تُنكِرهُ عَلَيّ حَتّي أُخبِرَكَ أَنَا بِخَبَرِهِ قَالَ نَعَم فَمَرّوا ثَلَاثَتُهُم حَتّي انتَهَوا إِلَي سَاحِلِ البَحرِ وَ قَد شُحِنَت سَفِينَةٌ وَ هيِ‌َ تُرِيدُ أَن تَعبُرَ فَقَالَ أَربَابُ السّفِينَةِ نَحمِلُ هَؤُلَاءِ الثّلَاثَةَ نَفَرٍ فَإِنّهُم قَومٌ صَالِحُونَ فَحَمَلُوهُم فَلَمّا جَنَحَتِ السّفِينَةُ فِي البَحرِ قَامَ الخَضِرُ إِلَي جَوَانِبِ السّفِينَةِ فَكَسَرَهَا وَ حَشَاهَا بِالخِرَقِ وَ الطّينِ فَغَضِبَ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ غَضَباً شَدِيداً وَ قَالَ لِلخَضِرِأَ خَرَقتَها لِتُغرِقَ أَهلَها لَقَد جِئتَ شَيئاً إِمراً فَقَالَ لَهُ الخَضِرُأَ لَم أَقُل

إِنّكَ لَن تَستَطِيعَ معَيِ‌َ صَبراً

قَالَ مُوسَيلا تؤُاخذِنيِ‌ بِما نَسِيتُ وَ لا ترُهقِنيِ‌ مِن أمَريِ‌ عُسراًفَخَرَجُوا مِنَ السّفِينَةِ فَنَظَرَ الخَضِرُ إِلَي غُلَامٍ يَلعَبُ بَينَ الصّبيَانِ حَسَنِ الوَجهِ كَأَنّهُ قِطعَةُ قَمَرٍ وَ فِي أُذُنَيهِ دُرّتَانِ فَتَأَمّلَهُ الخَضِرُ ثُمّ أَخَذَهُ وَ قَتَلَهُ فَوَثَبَ مُوسَي إِلَي الخَضِرِ وَ جَلَدَ بِهِ الأَرضَ فَقَالَأَ قَتَلتَ نَفساً زَكِيّةً بِغَيرِ نَفسٍ لَقَد جِئتَ شَيئاً نُكراً فَقَالَ الخَضِرُ لَهُأَ لَم أَقُل لَكَ إِنّكَ لَن تَستَطِيعَ معَيِ‌َ صَبراً قَالَ مُوسَيإِن سَأَلتُكَ عَن شَيءٍ بَعدَها فَلا تصُاحبِنيِ‌ قَد بَلَغتَ مِن لدَنُيّ‌ عُذراً فَانطَلَقا حَتّي إِذا أَتَياباِلعشَيِ‌ّ قَريَةً تُسَمّي النّاصِرَةَ وَ إِلَيهَا تُنسَبُ النّصَارَي وَ لَم يُضَيّفُوا أَحَداً قَطّ وَ لَم يَطعَمُوا غَرِيباً فَاستَطعَمُوهُم فَلَم يُطعِمُوهُم وَ لَم يُضَيّفُوهُم فَنَظَرَ الخَضِرُ عَلَيهِ السّلَامُ إِلَي حَائِطٍ قَد زَالَ لِيَنهَدِمَ فَوَضَعَ الخَضِرُ يَدَهُ عَلَيهِ وَ قَالَ قُم بِإِذنِ اللّهِ فَقَامَ فَقَالَ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ لَم يَنبَغِ أَن تُقِيمَ الجِدَارَ حَتّي يُطعِمُونَا وَ يُؤوُونَا وَ هُوَ قَولُهُلَو شِئتَ لَاتّخَذتَ عَلَيهِ أَجراً فَقَالَ لَهُ الخَضِرُ عَلَيهِ السّلَامُهذا فِراقُ بيَنيِ‌ وَ بَينِكَ سَأُنَبّئُكَ بِتَأوِيلِ ما لَم تَستَطِع عَلَيهِ صَبراً أَمّا السّفِينَةُالتّيِ‌ فَعَلتُ بِهَا مَا فَعَلتُفَكانَتلِقَومٍلِمَساكِينَ يَعمَلُونَ فِي البَحرِ فَأَرَدتُ أَن أَعِيبَها وَ كَانَ وَرَاءَ السّفِينَةِ مَلِكٌ يَأخُذُ كُلّ سَفِينَةٍ صَالِحَةٍ غَصباً كَذَا نَزَلَت وَ إِذَا كَانَتِ السّفِينَةُ مَعيُوبَةً لَم يَأخُذ مِنهَا شَيئاًوَ أَمّا الغُلامُ فَكانَ أَبَواهُ مُؤمِنَينِ وَ طُبِعَ كَافِراً كَذَا نَزَلَت فَنَظَرتُ إِلَي جَبِينِهِ وَ عَلَيهِ مَكتُوبٌ طُبِعَ كَافِراًفَخَشِينا أَن يُرهِقَهُما طُغياناً وَ كُفراً فَأَرَدنا أَن يُبدِلَهُما رَبّهُما خَيراً مِنهُ زَكاةً وَ أَقرَبَ رُحماًفَأَبدَلَ اللّهُ وَالِدَيهِ بِنتاً وَلَدَت سَبعِينَ نَبِيّاًوَ أَمّا الجِدارُ ألّذِي أَقَمتُهُفَكانَ لِغُلامَينِ يَتِيمَينِ فِي المَدِينَةِ وَ كانَ تَحتَهُ كَنزٌ لَهُما


صفحه : 281

وَ كانَ أَبُوهُما صالِحاً فَأَرادَ رَبّكَ أَن يَبلُغا أَشُدّهُما إِلَي قَولِهِذلِكَ تَأوِيلُ ما لَم تَسطِع عَلَيهِ صَبراً

بيان قال الطبرسي‌ رحمه الله في قوله تعالي وَ إِذ قالَ مُوسي لِفَتاهُأكثر المفسرين علي أنه موسي بن عمران وفتاه يوشع بن نون وسماه فتاه لأنه صحبه ولازمه سفرا وحضرا للتعلم منه وقيل لأنه كان يخدمه و قال محمد بن إسحاق يقول أهل الكتاب أن موسي ألذي طلب الخضر هو موسي بن ميشا بن يوسف و كان نبيا في بني‌ إسرائيل قبل موسي بن عمران إلا أن ألذي عليه الجمهور أنه موسي بن عمران لا أَبرَحُ حَتّي أَبلُغَ مَجمَعَ البَحرَينِمعناه لاأزال أمضي‌ وأمشي‌ فلاأسلك طريقا آخر حتي أبلغ ملتقي البحرين بحر فارس وبحر الروم و قال محمد بن كعب هوطنجة وروي‌ عنه إفريقية.أقول قال البيضاوي‌ وقيل البحران موسي وخضر عليهما السلام فإن موسي كان بحر علم الظاهر وخضر كان بحر علم الباطن و قال في قوله أَو أمَضيِ‌َ حُقُباً أوأسير زمانا طويلا والمعني حتي يقع إما بلوغ المجمع أومضي‌ الحقب أو حتي أبلغ إلي أن أمضي‌ زمانا أتيقن معه فوات المجمع والحقب الدهر وقيل ثمانون سنة وقيل سبعون . وروي‌ أن موسي خطب الناس بعدهلاك القبط ودخوله المصر خطبة بليغة فأعجب بهافقيل له هل تعلم أحدا أعلم منك فقال لافأوحي الله إليه بلي عبدنا الخضر و هوبمجمع البحرين و كان الخضر في أيام أفريدون و كان علي مقدمة ذي‌ القرنين الأكبر وبقي‌ إلي أيام موسي وقيل إن موسي سأل ربه أي عبادك أحب إليك فقال ألذي يذكرني‌ و لاينساني‌ قال فأي‌ عبادك أقضي قال ألذي يقضي‌ بالحق و لا


صفحه : 282

يتبع الهوي قال فأي‌ عبادك أعلم قال ألذي يبتغي‌ علم الناس إلي علمه عسي أن يصيب كلمة تدله علي هدي أوترده عن ردي قال إن كان في عبادك أعلم مني‌ فادللني‌ عليه قال أعلم منك الخضر قال أين أطلبه قال علي الساحل عندالصخرة قال كيف لي به قال تأخذ حوتا في مكتلك فحيث فقدته فهو هناك فقال لفتاه إذافقدت الحوت فأخبرني‌ فذهبا يمشيان فَلَمّا بَلَغا مَجمَعَ بَينِهِما أي مجمع البحرين وبينهما ظرف أضيف إليه علي الاتساع أوبمعني الوصل نَسِيا حُوتَهُمانسي‌ موسي أن يطلبه ويتعرف حاله ويوشع أن يذكر له مارأي من حياته ووقوعه في البحر. وروي‌ أن موسي رقد فاضطرب الحوت المشوي‌ ووثب في البحر معجزة لموسي أوالخضر وقيل توضأ يوشع من عين الحياة فانتضح الماء عليه فعاش ووثب في الماء وقيل نسيا تفقد أمره و ما يكون منه أمارة علي الظفر بالمطلوب فَاتّخَذَ سَبِيلَهُ فِي البَحرِ سَرَباًفاتخذ الحوت طريقه في البحر مسلكا من قوله وَ سارِبٌ بِالنّهارِ وقيل أمسك الله جريه الماء علي الحوت فصار كالطاق عليه فَلَمّا جاوَزامجمع البحرين قالَ لِفَتاهُ آتِنا غَداءَنا مانتغدي به لَقَد لَقِينا مِن سَفَرِنا هذا نَصَباًقيل لم ينصب حتي جاوز الموعد فلما جاوزه وسار الليلة والغد إلي الظهر ألقي‌ عليه الجوع والنصب وقيل لم يعي‌ موسي في سفر غيره ويؤيده التقييد باسم الإشارةقالَ أَ رَأَيتَ مادهاني‌إِذ أَوَينا إِلَي الصّخرَةِيعني‌ الصخرة التي‌ رقد عندها موسي وقيل هي‌ الصخرة التي‌ دون نهر الزيت فإَنِيّ‌ نَسِيتُ الحُوتَفقدته أونسيت ذكره بما رأيت منه وَ ما أَنسانِيهُ إِلّا الشّيطانُ أَن أَذكُرَهُ أي و ماأنساني‌ ذكره إلاالشيطان ولعله نسي‌ ذلك لانجذاب شراشره إلي جناب القدس وإنما نسبه إلي الشيطان هضما لنفسه أولأن عدم احتمال القوة للجانبين


صفحه : 283

واشتغالها بأحدهما عن الآخر يعد من نقصان وَ اتّخَذَ سَبِيلَهُ فِي البَحرِ عَجَباًسبيلا عجبا و هوكونه كالسرب أواتخاذا عجبا والمفعول الثاني‌ هوالظرف وقيل هومصدر فعله المضمر أي قال يوشع في آخر كلامه أو موسي في جوابه عجبا تعجبا في تلك الحال وقيل الفعل لموسي أي اتخذ موسي سبيل الحوت في البحر عجباقالَ ذلِكَ أي أمر الحوت ما كُنّا نَبغِنطلب لأنه أمارة المطلوب فَارتَدّا عَلي آثارِهِمافرجعا في الطريق ألذي جاءا فيه قَصَصاً أي يتبعان آثارهما اتباعا أومقتصين حتي أتيا الصخرةفَوَجَدا عَبداً مِن عِبادِناالجمهور علي أنه الخضر واسمه بليا بن ملكان وقيل اليسع وقيل إلياس آتَيناهُ رَحمَةً مِن عِندِناهي‌ الوحي‌ والنبوةوَ عَلّمناهُ مِن لَدُنّا عِلماًمما يختص بنا و لايعلم إلابتوفيقنا و هوعلم الغيوب مِمّا عُلّمتَ رُشداًعلما ذا رشد و لاينافي‌ نبوته وكونه صاحب شريعة أن يتعلم من غيره ما لم يكن شرطا في أبواب الدين فإن الرسول ينبغي‌ أن يكون أعلم ممن أرسل إليه فيما بعث به من أصول الدين وفروعه لامطلقاوَ كَيفَ تَصبِرُ عَلي ما لَم تُحِط بِهِ خُبراً أي كيف تصبر و أنت نبي‌ علي ماأتولي من أمور ظواهرها مناكير وبواطنها لم يحط بهاخبرك حَتّي إِذا رَكِبا فِي السّفِينَةِ خَرَقَهاأخذ الخضر فأسا فخرق السفينة بأن قلع لوحين من ألواحهالَقَد جِئتَ شَيئاً إِمراًأتيت أمرا عظيما من أمر الأمر إذاعظم قالَ لا تؤُاخذِنيِ‌ بِما نَسِيتُبالذي‌ نسيته أوبشي‌ء نسيته يعني‌ وصيته بأن لايعترض عليه أوبنسياني‌ إياها و هواعتذار بالنسيان أخرجه في معرض النهي‌ عن المؤاخذة مع قيام المانع لها وقيل أراد بالنسيان الترك أي لاتؤاخذني‌ بما تركت من وصيتك أول مرة وقيل إنه من معاريض الكلام والمراد شيءآخر نسيه وَ لا ترُهقِنيِ‌ مِن أمَريِ‌ عُسراً و لاتغشني‌ عسرا من أمري‌ بالمضايقة والمؤاخذة علي المنسي‌ فإن ذلك يعسر علي متابعتك فَانطَلَقا أي بعد ماخرجا من السفينةحَتّي إِذا لَقِيا غُلاماً


صفحه : 284

فَقَتَلَهُقيل فتل عنقه وقيل ضرب برأسه الحائط وقيل أضجعه فذبحه والفاء للدلالة علي أنه لمالقيه قتله من غيرترو واستكشاف حال ولذلك قال أَ قَتَلتَ نَفساً زَكِيّةً بِغَيرِ نَفسٍ أي طاهرة من الذنوب شَيئاً نُكراً أي منكراقَد بَلَغتَ مِن لدَنُيّ‌ عُذراً أي قدوجدت عذرا من قبلي‌ لماخالفتك ثلاث مرات . وَ عَن رَسُولِ اللّهِص رَحِمَ اللّهُ أخَيِ‌ مُوسَي استَحيَا فَقَالَ ذَلِكَ لَو لَبِثَ مَعَ صَاحِبِهِ لَأَبصَرَ أَعجَبَ الأَعَاجِيبِ

قوله أَهلَ قَريَةٍقرية أنطاكية وقيل أبلة بصرة وقيل باجروان إرمينة وأضافه وضيفه أنزله يُرِيدُ أَن يَنقَضّيداني‌ أن يسقط فاستعيرت الإرادة للمشارفةفَأَقامَهُبعمارته أوبعمود عمده به وقيل مسحه بيده فقام وقيل نقضه وبناه قالَ لَو شِئتَ لَاتّخَذتَ عَلَيهِ أَجراًتحريصا علي أخذ الجعل لينتعشا به أوتعريض بأنه فضول لما في لو من النفي‌ كأنه لمارأي الحرمان ومساس الحاجة واشتغاله بما لايعنيه لم يتمالك نفسه فَكانَت لِمَساكِينَلمحاويج و هودليل علي أن المسكين يطلق علي من يملك شيئا إذا لم يكفه وقيل سموا مساكين لعجزهم عن دفع الملك أولزمانتهم فإنها كانت لعشرة إخوة خمسة زمني وخمسةيَعمَلُونَ فِي البَحرِ فَأَرَدتُ أَن أَعِيبَهاأجعلها ذات عيب


صفحه : 285

وَ كانَ وَراءَهُم مَلِكٌقدامهم أوخلفهم و كان رجوعهم عليه وقر‌ئ كل سفينة صالحة غصبا.أَن يُرهِقَهُما أن يغشاهماطُغياناً وَ كُفراًلنعمتهما بعقوبة فيلحقهما شرا أويقرن بإيمانهما طغيانه وكفره فيجتمع في بيت واحد مؤمنان وطاغ كافر أويعديهما بعلته فيرتدا بإضلاله أوبممالاته علي طغيانه وكفره حباأَن يُبدِلَهُما رَبّهُما أن يرزقهما بدله ولداخَيراً مِنهُ زَكاةًطهارة من الذنوب والأخلاف الرديئةوَ أَقرَبَ رُحماًرحمة وعطفا علي والديه قيل ولدت لهما جارية فتزوجها نبي‌ فولدت نبيا هدي الله به أمة من الأمم لِغُلامَينِ يَتِيمَينِقيل اسمهما أصرم وصريم وَ كانَ تَحتَهُ كَنزٌ لَهُما من ذهب أوفضة روي‌ ذلك مرفوعا وقيل من كتب العلم وقيل كان لوحا من ذهب مكتوب فيه عجب لمن يؤمن بالقدر كيف يحزن وعجب لمن يؤمن بالرزق كيف يتعب وعجب لمن يؤمن بالموت كيف يفرح وعجب لمن يؤمن بالحساب كيف يغفل وعجب لمن يعرف الدنيا وتقلبها بأهلها كيف يطمئن إليها لاإله إلا الله محمد رسول الله انتهي . قوله عليه السلام إما جالسا وإما متكئا أي قدوقد أوإشارة إلي اختلاف الرواية بين المخالفين وكون الترديد من الراوي‌ بعيد قوله حين أخذ الميثاق تأويل لقوله أول مرة قوله وطبع كافرا قال الطبرسي‌ رحمه الله روي‌ عن أبي و ابن عباس أنهما كانا يقرءان و أماالغلام فكان كافرا وأبواه مؤمنين روي‌ ذلك عن أبي عبد الله عليه السلام

2-فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ


صفحه : 286

أَنّهُ قَالَ كَانَ ذَلِكَ الكَنزُ لَوحاً مِن ذَهَبٍ فِيهِ مَكتُوبٌ بِسمِ اللّهِ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِص عَجِبتُ لِمَن يَعلَمُ أَنّ المَوتَ حَقّ كَيفَ يَفرَحُ عَجِبتُ لِمَن يُؤمِنُ بِالقَدَرِ كَيفَ يَفرَقُ عَجِبتُ لِمَن يَذكُرُ النّارَ كَيفَ يَضحَكُ عَجِبتُ لِمَن يَرَي الدّنيَا وَ تَصَرّفَ أَهلِهَا حَالًا بَعدَ حَالٍ كَيفَ يَطمَئِنّ إِلَيهَا

3- وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ فِي قَولِهِوَ إِذ قالَ مُوسي لِفَتاهُ وَ هُوَ يُوشَعُ بنُ نُونٍ وَ قَولُهُلا أَبرَحُ يَقُولُ لَا أَزَالُحَتّي أَبلُغَ مَجمَعَ البَحرَينِ أَو أمَضيِ‌َ حُقُباً وَ الحُقُبُ ثَمَانُونَ سَنَةً وَ قَولُهُلَقَد جِئتَ شَيئاً إِمراً هُوَ المُنكَرُ وَ كَانَ مُوسَي يُنكِرُ الظّلمَ فَأَعظَمَ مَا رَأَي

4- ع ،[علل الشرائع ]القَطّانُ عَنِ السكّرّيِ‌ّ عَنِ الجوَهرَيِ‌ّ عَنِ ابنِ عُمَارَةَ عَن أَبِيهِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَلَيهِمَا السّلَامُ أَنّهُ قَالَ إِنّ الخَضِرَ كَانَ نَبِيّاً مُرسَلًا بَعَثَهُ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي إِلَي قَومِهِ فَدَعَاهُم إِلَي تَوحِيدِهِ وَ الإِقرَارِ بِأَنبِيَائِهِ وَ رُسُلِهِ وَ كُتُبِهِ وَ كَانَت آيَتُهُ أَنّهُ كَانَ لَا يَجلِسُ عَلَي خَشَبَةٍ يَابِسَةٍ وَ لَا أَرضٍ بَيضَاءَ إِلّا أَزهَرَت خَضرَاءَ وَ إِنّمَا سمُيّ‌َ خَضِراً لِذَلِكَ وَ كَانَ اسمُهُ تَالِيَا بنَ مِلكَانَ بنِ عَابِرِ بنِ أَرفَخشَدَ بنِ سَامِ بنِ نُوحٍ عَلَيهِ السّلَامُ وَ إِنّ مُوسَي لَمّا كَلّمَهُ اللّهُ تَكلِيماً وَ أَنزَلَ عَلَيهِ التّورَاةَ وَ كَتَبَلَهُ فِي الأَلواحِ مِن كُلّ شَيءٍ مَوعِظَةً وَ تَفصِيلًا لِكُلّ شَيءٍ وَ جَعَلَ آيَتَهُ فِي يَدِهِ وَ عَصَاهُ وَ فِي الطّوفَانِ وَ الجَرَادِ وَ القُمّلِ وَ الضّفَادِعِ وَ الدّمِ وَ فَلقِ البَحرِ وَ غَرَقَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِرعَونَ وَ جُنُودَهُ عَمِلَتِ البَشَرِيّةُ فِيهِ حَتّي قَالَ فِي نَفسِهِ مَا أَرَي أَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ خَلَقَ خَلقاً أَعلَمَ منِيّ‌ فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَي جَبرَئِيلَ يَا جَبرَئِيلُ أَدرِك عبَديِ‌ مُوسَي قَبلَ أَن يَهلِكَ وَ قُل لَهُ إِنّ عِندَ مُلتَقَي البَحرَينِ رَجُلًا عَابِداً فَاتّبِعهُ وَ تَعَلّم مِنهُ فَهَبَطَ جَبرَئِيلُ عَلَي مُوسَي بِمَا أَمَرَهُ بِهِ رَبّهُ عَزّ وَ جَلّ فَعَلِمَ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ أَنّ ذَلِكَ لِمَا حَدّثَت بِهِ نَفسُهُ فَمَضَي هُوَ وَ فَتَاهُ يُوشَعُ بنُ نُونٍ حَتّي انتَهَيَا إِلَي مُلتَقَي البَحرَينِ فَوَجَدَا هُنَاكَ الخَضِرَ عَلَيهِ السّلَامُ يَتَعَبّدُ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ كَمَا قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّفَوَجَدا عَبداً مِن عِبادِنا آتَيناهُ رَحمَةً مِن عِندِنا وَ


صفحه : 287

عَلّمناهُ مِن لَدُنّا عِلماً قالَ لَهُ مُوسي هَل أَتّبِعُكَ عَلي أَن تُعَلّمَنِ مِمّا عُلّمتَ رُشداً قالَ لَهُ الخَضِرُإِنّكَ لَن تَستَطِيعَ معَيِ‌َ صَبراًلأِنَيّ‌ وُكّلتُ بِعِلمٍ لَا تُطِيقُهُ وَ وُكّلتَ أَنتَ بِعِلمٍ لَا أُطِيقُهُ قَالَ مُوسَي بَل أَستَطِيعُ مَعَكَ صَبراً فَقَالَ لَهُ الخَضِرُ إِنّ القِيَاسَ لَا مَجَالَ لَهُ فِي عِلمِ اللّهِ وَ أَمرِهِوَ كَيفَ تَصبِرُ عَلي ما لَم تُحِط بِهِ خُبراً قالَ مُوسَيستَجَدِنُيِ‌ إِن شاءَ اللّهُ صابِراً وَ لا أعَصيِ‌ لَكَ أَمراً فَلَمّا استَثنَي المَشِيّةَ قَبِلَهُقالَ فَإِنِ اتبّعَتنَيِ‌ فَلا تسَئلَنيِ‌ عَن شَيءٍ حَتّي أُحدِثَ لَكَ مِنهُ ذِكراً فَقَالَ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ لَكَ ذَلِكَ عَلَيّفَانطَلَقا حَتّي إِذا رَكِبا فِي السّفِينَةِ خَرَقَهاالخَضِرُ عَلَيهِ السّلَامُ فَقَالَ لَهُ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُأَ خَرَقتَها لِتُغرِقَ أَهلَها لَقَد جِئتَ شَيئاً إِمراً قالَ أَ لَم أَقُل لَكَإِنّكَ لَن تَستَطِيعَ معَيِ‌َ صَبراً قالَ مُوسَيلا تؤُاخذِنيِ‌ بِما نَسِيتُ أَي بِمَا تَرَكتُ مِن أَمرِكَوَ لا ترُهقِنيِ‌ مِن أمَريِ‌ عُسراً فَانطَلَقا حَتّي إِذا لَقِيا غُلاماً فَقَتَلَهُالخَضِرُ عَلَيهِ السّلَامُ فَغَضِبَ مُوسَي وَ أَخَذَ بِتَلبِيبِهِ وَقالَ لَهُأَ قَتَلتَ نَفساً زَكِيّةً بِغَيرِ نَفسٍ لَقَد جِئتَ شَيئاً نُكراً قَالَ لَهُ الخَضِرُ إِنّ العُقُولَ لَا تَحكُمُ عَلَي أَمرِ اللّهِ تَعَالَي ذِكرُهُ بَل أَمرُ اللّهِ يَحكُمُ عَلَيهَا فَسَلّم لِمَا تَرَي منِيّ‌ وَ اصبِر عَلَيهِ فَقَد كُنتُ عَلِمتُ أَنّكَ لَن تَستَطِيعَ معَيِ‌َ صَبراً قَالَ مُوسَيإِن سَأَلتُكَ عَن شَيءٍ بَعدَها فَلا تصُاحبِنيِ‌ قَد بَلَغتَ مِن لدَنُيّ‌ عُذراً فَانطَلَقا حَتّي إِذا أَتَيا أَهلَ قَريَةٍ وَ هيِ‌َ النّاصِرَةُ وَ إِلَيهَا تُنسَبُ النّصَارَياستَطعَما أَهلَها فَأَبَوا أَن يُضَيّفُوهُما فَوَجَدا فِيها جِداراً يُرِيدُ أَن يَنقَضّفَوَضَعَ الخَضِرُ عَلَيهِ السّلَامُ يَدَهُ عَلَيهِفَأَقامَهُ فَقَالَ لَهُ مُوسَيلَو شِئتَ لَاتّخَذتَ عَلَيهِ أَجراً قالَ لَهُ الخَضِرُهذا فِراقُ بيَنيِ‌ وَ بَينِكَ سَأُنَبّئُكَ بِتَأوِيلِ ما لَم تَستَطِع عَلَيهِ صَبراً فَقَالَأَمّا السّفِينَةُ فَكانَت لِمَساكِينَ يَعمَلُونَ فِي البَحرِ فَأَرَدتُ أَن أَعِيبَها وَ كانَ وَراءَهُم مَلِكٌ يَأخُذُ كُلّ سَفِينَةٍصَالِحَةٍغَصباًفَأَرَدتُ بِمَا فَعَلتُ أَن تَبقَي لَهُم وَ لَا يَغصِبَهُمُ المَلِكُ عَلَيهَا فَنَسَبَ الإِبَانَةَ فِي هَذَا الفِعلِ إِلَي نَفسِهِ لِعِلّةِ ذِكرِ التّعيِيبِ لِأَنّهُ أَرَادَ أَن يُعَيّبَهَا عِندَ المَلِكِ إِذَا شَاهَدَهَا فَلَا يَغصِبُ المَسَاكِينَ عَلَيهَا وَ أَرَادَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ صَلَاحَهُم بِمَا أَمَرَهُ بِهِ مِن ذَلِكَ


صفحه : 288

ثُمّ قَالَوَ أَمّا الغُلامُ فَكانَ أَبَواهُ مُؤمِنَينِ وَ طَلَعَ كَافِراً وَ عَلِمَ اللّهُ تَعَالَي ذِكرُهُ أَنّهُ إِن بقَيِ‌َ كَفَرَ أَبَوَاهُ وَ افتَتَنَا بِهِ وَ ضَلّا بِإِضلَالِهِ إِيّاهُمَا فأَمَرَنَيِ‌ اللّهُ تَعَالَي ذِكرُهُ بِقَتلِهِ وَ أَرَادَ بِذَلِكَ نَقلَهُم إِلَي مَحَلّ كَرَامَتِهِ فِي العَاقِبَةِ فَاشتَرَكَ بِالإِبَانَةِ بِقَولِهِفَخَشِينا أَن يُرهِقَهُما طُغياناً وَ كُفراً فَأَرَدنا أَن يُبدِلَهُما رَبّهُما خَيراً مِنهُ زَكاةً وَ أَقرَبَ رُحماً وَ إِنّمَا اشتَرَكَ فِي الإِبَانَةِ لِأَنّهُ خشَيِ‌َ وَ اللّهُ لَا يَخشَي لِأَنّهُ لَا يَفُوتُهُ شَيءٌ وَ لَا يَمتَنِعُ عَلَيهِ أَحَدٌ أَرَادَهُ وَ إِنّمَا خشَيِ‌َ الخَضِرُ مِن أَن يُحَالَ بَينَهُ وَ بَينَ مَا أَمَرَ فِيهِ فَلَا يُدرِكُ ثَوَابَ الإِمضَاءِ فِيهِ وَ وَقَعَ فِي نَفسِهِ أَنّ اللّهَ تَعَالَي ذِكرُهُ جَعَلَهُ سَبَباً لِرَحمَةِ أبَوَيَ‌ِ الغُلَامِ فَعَمِلَ فِيهِ وَسَطَ الأَمرِ مِنَ البَشَرِيّةِ مِثلَ مَا كَانَ عَمِلَ فِي مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ لِأَنّهُ صَارَ فِي الوَقتِ مُخبِراً وَ كَلِيمُ اللّهِ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ مُخبِراً وَ لَم يَكُن ذَلِكَ بِاستِحقَاقٍ لِلخَضِرِ عَلَيهِ السّلَامُ لِلرّتبَةِ عَلَي مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ وَ هُوَ أَفضَلُ مِنَ الخَضِرِ بَل كَانَ لِاستِحقَاقِ مُوسَي لِلتّبيِينِ ثُمّ قَالَوَ أَمّا الجِدارُ فَكانَ لِغُلامَينِ يَتِيمَينِ فِي المَدِينَةِ وَ كانَ تَحتَهُ كَنزٌ لَهُما وَ كانَ أَبُوهُما صالِحاً وَ لَم يَكُن ذَلِكَ الكَنزُ بِذَهَبٍ وَ لَا فِضّةٍ وَ لَكِن كَانَ لَوحاً مِن ذَهَبٍ فِيهِ مَكتُوبٌ عَجَبٌ لِمَن أَيقَنَ بِالمَوتِ كَيفَ يَفرَحُ عَجَبٌ لِمَن أَيقَنَ بِالقَدَرِ كَيفَ يَحزَنُ عَجَبٌ لِمَن أَيقَنَ أَنّ البَعثَ حَقّ كَيفَ يَظلِمُ عَجَبٌ لِمَن يَرَي الدّنيَا وَ تَصَرّفَ أَهلِهَا حَالًا بَعدَ حَالٍ كَيفَ


صفحه : 289

يَطمَئِنّ إِلَيهَاوَ كانَ أَبُوهُما صالِحاً كَانَ بَينَهُمَا وَ بَينَ هَذَا الأَبِ الصّالِحِ سَبعُونَ أَباً فَحَفِظَهُمَا اللّهُ بِصَلَاحِهِ ثُمّ قَالَفَأَرادَ رَبّكَ أَن يَبلُغا أَشُدّهُما وَ يَستَخرِجا كَنزَهُمافَتَبَرّأَ مِنَ الإِبَانَةِ فِي آخِرِ القِصَصِ وَ نَسَبَ الإِرَادَةَ كُلّهَا إِلَي اللّهِ تَعَالَي ذِكرُهُ فِي ذَلِكَ لِأَنّهُ لَم يَكُن بقَيِ‌َ شَيءٌ مِمّا فَعَلَهُ فَيُخبِرَ بِهِ بَعدُ وَ يُصَيّرَ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ بِهِ مُخبِراً وَ مُصغِياً إِلَي كَلَامِهِ تَابِعاً لَهُ فَتَجَرّدَ مِنَ الإِبَانَةِ وَ الإِرَادَةِ تَجَرّدَ العَبدِ المُخلِصِ ثُمّ صَارَ مُتّصِلًا مِمّا أَتَاهُ مِن نِسبَةِ الإِبَانَةِ فِي أَوّلِ القِصّةِ وَ مِنِ ادّعَاءِ الِاشتِرَاكِ فِي ثاَنيِ‌ القِصّةِ فَقَالَرَحمَةً مِن رَبّكَ وَ ما فَعَلتُهُ عَن أمَريِ‌ ذلِكَ تَأوِيلُ ما لَم تَسطِع عَلَيهِ صَبراً ثُمّ قَالَ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ عَلَيهِمَا السّلَامُ إِنّ أَمرَ اللّهِ تَعَالَي ذِكرُهُ لَا يُحمَلُ عَلَي المَقَايِيسِ وَ مَن حَمَلَ أَمرَ اللّهِ عَلَي المَقَايِيسِ هَلَكَ وَ أَهلَكَ إِنّ أَوّلَ مَعصِيَةٍ ظَهَرَتِ الإِبَانَةُ مِن إِبلِيسَ اللّعِينِ حِينَ أَمَرَ اللّهُ تَعَالَي ذِكرُهُ مَلَائِكَتَهُ بِالسّجُودِ لآِدَمَ فَسَجَدُوا وَ أَبَي إِبلِيسُ اللّعِينُ أَن يَسجُدَ فَقَالَ عَزّ وَ جَلّما مَنَعَكَ أَلّا تَسجُدَ إِذ أَمَرتُكَ قالَ أَنَا خَيرٌ مِنهُ خلَقَتنَيِ‌ مِن نارٍ وَ خَلَقتَهُ مِن طِينٍفَكَانَ أَوّلُ كُفرِهِ قَولَهُأَنَا خَيرٌ مِنهُ ثُمّ قِيَاسَهُ بِقَولِهِخلَقَتنَيِ‌ مِن نارٍ وَ خَلَقتَهُ مِن طِينٍفَطَرَدَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَن جِوَارِهِ وَ لَعَنَهُ وَ سَمّاهُ رَجِيماً وَ أَقسَمَ بِعِزّتِهِ لَا يَقِيسُ أَحَدٌ فِي دِينِهِ إِلّا قَرَنَهُ مَعَ عَدُوّهِ إِبلِيسَ فِي أَسفَلِ دَركٍ مِنَ النّارِ

قال الصدوق رحمه الله إن موسي عليه السلام مع كمال عقله وفضله ومحله من الله تعالي ذكره لم يستدرك باستنباطه واستدلاله معني أفعال الخضر عليه السلام حتي اشتبه عليه وجه الأمر فيه وسخط جميع ما كان يشاهده حتي أخبر بتأويله فرضي‌ و لو لم يخبر بتأويله لماأدركه و لوبقي‌ في الفكر عمره فإذا لم يجز لأنبياء الله ورسله صلوات الله عليهم القياس والاستنباط والاستخراج كان من دونهم من الأمم أولي بأن لايجوز لهم ذلك .بيان التلبيب ما في موضع اللبب من الثياب واللبب هوموضع القلادة من


صفحه : 290

الصدر والمراد بالإبانة في المواضع إما طلب الامتياز وإظهار الفضل أوإظهار أصل الفعل وربما يقرأ الأنانية في المواضع . قوله لعلة ذكر التعييب أي إنما لم ينسب الفعل إليه تعالي رعاية للأدب لأن نسبة التعييب إليه تعالي غيرمناسب و أما مايناسب أن ينسب إليه تعالي فهو إرادة صلاحهم بهذا التعييب قوله وإنما اشترك في الإبانة الغرض بيان أنه لم قال فخشينا وأردنا مع أنه كان الأنسب نسبة الخشية إلي نفسه والإرادة إليه تعالي أو كان المناسب نسبة المصالح جميعا إليه تعالي ويمكن تقريره بوجهين الأول أنه لماأمره تعالي بقتل الغلام وأخبره بأنه سيقع منه كفر و لم يأمن البداء فيما أخبر به فلذا عبر عنه بالخشية و لما كان ذلك بإخباره تعالي فقد راعي الجهتين ونسب إلي نفسه لكون الخشية من جهته ونسب إلي الرب تعالي أيضا ليعلم أنه إنما علم ذلك بإخباره تعالي فخشية الحيلولة كناية عن احتمال البداء أويقال إنه لما لم يأمن النسخ في الأمر بالقتل و علي تقديره كان يتحقق طغيانه بوالديه ويحرم الخضر عن امتثال هذاالأمر فكأنه قال إنما بادرت إلي ذلك أوفعلت ذلك مبادرا لأني‌ خشيت أن ينسخ هذاالأمر فيرهقهما طغيانا و لم أفز بثواب هذه الطاعة أوخشيت أن يحول مانع بيني‌ وبينه و إن لم ينسخ فلم يتأت مني‌ فعله وأكون محروما من ثوابه و أمانسبته إلي الرب فالوجه فيه ماذكرنا أولا. و أما قوله فَأَرَدنا فلما لم يكن فيه هذه النكتة نسبة إلي البشرية أي إنما عبر عن الإرادة كذلك لأنه عمل فيه البشرية في وسط الكلام إذ التعبير عن الخشية لم يكن من البشرية و في آخر الكلام نسب الإبدال إلي الرب وإنما كان عمل البشرية في التعبير عن الإرادة في وسط الكلام .الثاني‌ أن يكون الاشتراك في الخشية والإرادة كلتيهما منسوبا إلي البشرية فيكون قوله لأنه خشي‌ تعليلا لأحد جزئي‌ الاشتراك أعني‌ نسبة الخشية إلي نفسه و قوله فعمل فيه تعليل لنسبة الخشية إلي الرب ونسبة الإرادة إلي نفسه


صفحه : 291

معا فالمراد بوسط الأمر حينئذ مجموع هذاالكلام إذ في أول الكلام نسب التعييب إلي نفسه رعاية للأدب و في آخر الكلام خص الإرادة به تعالي و في هذاالكلام اشترك معه تعالي في الأمرين مع أنه كان الأنسب تخصيص الأول بنفسه والثاني‌ به تعالي و علي الوجهين يكون وسط الأمر منصوبا علي الظرفية بتقدير في ويحتمل أن يكون فاعلا لقوله عمل أي عمل فيه أمر وسط من البشرية لأنه لم ينسب الإرادة إلي نفسه بل جعلها مشتركة بين الرب تعالي وبينه ولكنه بعيد. قوله عليه السلام للتبيين أي لأن يتبين له أنه لايعلم كل شيء و أنه جاهل لايعلم شيئا إلابتعليم الله تعالي و أنه يمكن أن يكون في البشر من هوأعلم منه أوالمعني أنه كان الغرض تعليم موسي لاكون الخضر حجة عليه وأفضل منه وكون موسي عليه السلام رعية له بل كان واسطة كالملك . قوله عليه السلام بذهب و لافضة أي لم يكن المقصود كونه ذهبا وفضة بل كان الغرض إيصال العلم المنقوش فيه إليهما فلاينافي‌ كون اللوح من ذهب قوله وتصرف أهلها أي تغيرهم قوله متصلا لعله ضمن معني الإعراض أوالانفصال أي صار متصلا به تعالي معرضا أومنفصلا مما أتاه أولا والظاهر أنه كان متنصلا من قولهم تنصل إليه أي انتفي من ذنبه واعتذر فصحف . ثم اعلم أنه يظهر من هذاالكلام أنه كان منه عليه السلام غفلة في أول الأمر أيضا مع أنه قدسبق في أول الكلام عذر ذلك و أنه إنما نسب إلي نفسه لمكان التعييب ويمكن توجيهه بأن الغفلة ليست من جهة نسبة التعييب إلي نفسه بل لعدم التصريح بأن هذا من أمره تعالي لأنه كان يظهر من كلامه عليه السلام أنه كان مستبدا بذلك فلذا اعتذر ورجع عنه .

5- ع ،[علل الشرائع ]سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ مُحَمّدَ بنَ عَبدِ اللّهِ بنِ طَيفُورٍ الداّمغِاَنيِ‌ّ الوَاعِظَ بِفَرغَانَةَ يَقُولُ فِي خَرقِ الخَضِرِ عَلَيهِ السّلَامُ السّفِينَةَ وَ قَتلِ الغُلَامِ وَ إِقَامَةِ الجُدرَانِ تِلكَ إِشَارَاتٌ مِنَ اللّهِ تَعَالَي


صفحه : 292

لِمُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ وَ تَعرِيضَاتٌ إِلَي مَا يُرِيدُهُ مِن تَذكِيرِهِ لِمِنَنٍ سَابِقَةٍ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ نَبّهَهُ عَلَيهَا وَ عَلَي مِقدَارِهَا مِنَ الفَضلِ ذَكّرَهُ بِخَرقِ السّفِينَةِ أَنّهُ حَفِظَهُ فِي المَاءِ حِينَ أَلقَتهُ أُمّهُ فِي التّابُوتِ وَ أَلقَتِ التّابُوتَ فِي اليَمّ وَ هُوَ طِفلٌ ضَعِيفٌ لَا قُوّةَ لَهُ فَأَرَادَ بِذَلِكَ أَنّ ألّذِي حَفِظَكَ فِي التّابُوتِ المُلقَي فِي اليَمّ هُوَ ألّذِي يَحفَظُهُم فِي السّفِينَةِ وَ أَمّا قَتلُ الغُلَامِ فَإِنّهُ كَانَ قَد قَتَلَ رَجُلًا فِي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ كَانَت تِلكَ زَلّةً عَظِيمَةً عِندَ مَن لَم يَعلَم أَنّ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ نبَيِ‌ّ فَذَكَرَهُ بِذَلِكَ مِنهُ عَلَيهِ حِينَ دَفَعَ عَنهُ كَيدَ مَن أَرَادَ قَتلَهُ بِهِ وَ أَمّا إِقَامَةُ الجِدَارِ مِن غَيرِ أَجرٍ فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ ذَكَرَهُ بِذَلِكَ فَضلَهُ فِيمَا أَتَاهُ فِي ابنتَيَ‌ شُعَيبٍ حِينَ سَقَي لَهُمَا وَ هُوَ جَائِعٌ وَ لَم يَبتَغِ عَلَي ذَلِكَ أَجراً مَعَ حَاجَتِهِ إِلَي الطّعَامِ فَنَبّهَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَلَي ذَلِكَ لِيَكُونَ شَاكِراً مَسرُوراً وَ أَمّا قَولُ الخَضِرِ لِمُوسَي عَلَيهِ السّلَامُهذا فِراقُ بيَنيِ‌ وَ بَينِكَ فَإِنّ ذَلِكَ كَانَ مِن جِهَةِ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ حَيثُ قَالَإِن سَأَلتُكَ عَن شَيءٍ بَعدَها فَلا تصُاحبِنيِ‌فَمُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ هُوَ ألّذِي حَكَمَ بِالمُفَارَقَةِ لَمّا قَالَ لَهُ فَلَا تصُاَحبِنيِ‌ وَ إِنّ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ اختَارَ سَبعِينَ رَجُلًا مِن قَومِهِ لِمِيقَاتِ رَبّهِ فَلَم يَصبِرُوا بَعدَ سَمَاعِ كَلَامِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ حَتّي تَجَاوَزُوا الحَدّ بِقَولِهِملَن نُؤمِنَ لَكَ حَتّي نَرَي اللّهَ جَهرَةًفَأَخَذَتهُمُ الصّاعِقَةُ بِظُلمِهِم فَمَاتُوا وَ لَوِ اختَارَهُمُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَعَصَمَهُم وَ لَمَا اختَارَ مَن يَعلَمُ مِنهُ تَجَاوُزَ الحَدّ فَإِذَا لَم يَصلُح مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ لِلِاختِيَارِ مَعَ فَضلِهِ وَ مَحَلّهِ فَكَيفَ تَصلُحُ الأُمّةُ لِاختِيَارِ الإِمَامِ بِآرَائِهَا وَ كَيفَ يَصلُحُونَ لِاستِنبَاطِ الأَحكَامِ وَ استِخرَاجِهَا بِعُقُولِهِمُ النّاقِصَةِ وَ آرَائِهِمُ المُتَفَاوِتَةِ وَ هِمَمِهِمُ المُتَبَايِنَةِ وَ إِرَادَاتِهِمُ المُختَلِفَةِ تَعَالَي اللّهُ عَنِ الرّضَا بِاختِيَارِهِم عُلُوّاً كَبِيراً وَ أَفعَالُ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلَيهِ السّلَامُ مَثَلُهَا مَثَلُ أَفَاعِيلِ الخَضِرِ وَ هيِ‌َ حِكمَةٌ وَ صَوَابٌ وَ إِن جَهِلَ النّاسُ وَجهَ الحِكمَةِ وَ الصّوَابِ فِيهَا

6- ع ،[علل الشرائع ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ عُلوَانَ عَنِ الأَعمَشِ عَن عَبَايَةَ الأسَدَيِ‌ّ قَالَ كَانَ عَبدُ اللّهِ بنُ العَبّاسِ جَالِساً عَلَي شَفِيرِ


صفحه : 293

زَمزَمَ يُحَدّثُ النّاسَ فَلَمّا فَرَغَ مِن حَدِيثِهِ أَتَاهُ رَجُلٌ فَسَلّمَ عَلَيهِ ثُمّ قَالَ يَا عَبدَ اللّهِ إنِيّ‌ رَجُلٌ مِن أَهلِ الشّامِ فَقَالَ أَعوَانُ كُلّ ظَالِمٍ إِلّا مَن عَصَمَ اللّهُ مِنكُم سَل عَمّا بَدَا لَكَ فَقَالَ يَا عَبدَ اللّهِ بنَ عَبّاسٍ إنِيّ‌ جِئتُكَ أَسأَلُكَ عَمّن قَتَلَهُ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ مِن أَهلِ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ لَم يَكفُرُوا بِصَلَاةٍ وَ لَا بِحَجّ وَ لَا بِصَومِ شَهرِ رَمَضَانَ وَ لَا بِزَكَاةٍ فَقَالَ لَهُ عَبدُ اللّهِ ثَكِلَتكَ أُمّكَ سَل عَمّا يَعنِيكَ وَ دَع مَا لَا يَعنِيكَ فَقَالَ مَا جِئتُكَ أَضرِبُ إِلَيكَ مِن حِمصٍ لِلحَجّ وَ لَا لِلعُمرَةِ وَ لكَنِيّ‌ أَتَيتُكَ لِتَشرَحَ لِي أَمرَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَ فِعَالَهُ فَقَالَ لَهُ وَيلَكَ إِنّ عِلمَ العَالِمِ صَعبٌ لَا يَحتَمِلُهُ وَ لَا تَقرَبُهُ القُلُوبُ الصّدِئَةُ أُخبِرُكَ أَنّ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ عَلَيهِ السّلَامُ كَانَ مَثَلُهُ فِي هَذِهِ الأُمّةِ كَمَثَلِ مُوسَي وَ العَالِمِ عَلَيهِمَا السّلَامُ وَ ذَلِكَ أَنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي قَالَ فِي كِتَابِهِيا مُوسي إنِيّ‌ اصطَفَيتُكَ عَلَي النّاسِ برِسِالاتيِ‌ وَ بكِلَاميِ‌ فَخُذ ما آتَيتُكَ وَ كُن مِنَ الشّاكِرِينَ وَ كَتَبنا لَهُ فِي الأَلواحِ مِن كُلّ شَيءٍ مَوعِظَةً وَ تَفصِيلًا لِكُلّ شَيءٍفَكَانَ مُوسَي يَرَي أَنّ جَمِيعَ الأَشيَاءِ قَد أُثبِتَت لَهُ كَمَا تَرَونَ أَنتُم أَنّ عُلَمَاءَكُم قَد أَثبَتُوا جَمِيعَ الأَشيَاءِ فَلَمّا انتَهَي مُوسَي إِلَي سَاحِلِ البَحرِ فلَقَيِ‌َ العَالِمَ فَاستَنطَقَ بِمُوسَي لِيُضِلّ عِلمَهُ وَ لَم يَحسُدهُ كَمَا حَسَدتُم أَنتُم عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ وَ أَنكَرتُم فَضلَهُ فَقَالَ لَهُ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُهَل أَتّبِعُكَ عَلي أَن تُعَلّمَنِ مِمّا عُلّمتَ رُشداًفَعَلِمَ العَالِمُ أَنّ مُوسَي لَا يُطِيقُ بِصُحبَتِهِ وَ لَا يَصبِرُ عَلَي عِلمِهِ فَقَالَ لَهُإِنّكَ لَن تَستَطِيعَ معَيِ‌َ صَبراً وَ كَيفَ تَصبِرُ عَلي ما لَم تُحِط بِهِ خُبراً فَقَالَ لَهُ مُوسَيستَجَدِنُيِ‌ إِن شاءَ اللّهُ صابِراً وَ لا أعَصيِ‌ لَكَ أَمراًفَعَلِمَ العَالِمُ أَنّ مُوسَي لَا يَصبِرُ عَلَي عِلمِهِ فَقَالَفَإِنِ اتبّعَتنَيِ‌ فَلا تسَئلَنيِ‌ عَن شَيءٍ حَتّي أُحدِثَ لَكَ مِنهُ ذِكراً قَالَ فَرَكِبَا فِي السّفِينَةِ فَخَرَقَهَا العَالِمُ وَ كَانَ خَرقُهَا لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ رِضًا وَ سَخَطاً لِمُوسَي وَ لقَيِ‌َ الغُلَامَ فَقَتَلَهُ فَكَانَ قَتلُهُ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ رِضًا وَ سَخَطاً لِمُوسَي وَ أَقَامَ الجِدَارَ


صفحه : 294

فَكَانَت إِقَامَتُهُ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ رِضًا وَ سَخَطاً لِمُوسَي كَذَلِكَ كَانَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيهِ السّلَامُ لَم يَقتُل إِلّا مَن كَانَ قَتلُهُ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ رِضًا وَ لِأَهلِ الجَهَالَةِ مِنَ النّاسِ سَخَطاً

بيان أضرب إليك أي أسافر إليك وحمص كورة بالشام و قال الجزري‌ فيه إن هذه القلوب تصدأ كمايصدأ الحديد هو أن يركبها بمباشرة المعاصي‌ والآثام فيذهب بجلائه كمايعلو الصداء وجه المرآة والسيف ونحوهما قوله فاستنطق بموسي أي أنطقه الله بسبب موسي ليضل علم موسي أي يجعل علمه مفقودا مضمحلا ويقر بالجهل فلم يحسده موسي عليه السلام

7- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ فَضّالٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ الأشَعرَيِ‌ّ عَن أَبَانِ بنِ عَبدِ المَلِكِ عَنِ الصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَلَيهِمَا السّلَامُ قَالَ إِنّ مُوسَي بنَ عِمرَانَ عَلَيهِ السّلَامُ حِينَ أَرَادَ أَن يُفَارِقَ الخَضِرَ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ لَهُ أوَصنِيِ‌ فَكَانَ مِمّا أَوصَاهُ أَن قَالَ لَهُ إِيّاكَ وَ اللّجَاجَةَ أَو أَن تمَشيِ‌َ فِي غَيرِ حَاجَةٍ أَو أَن تَضحَكَ مِن غَيرِ عَجَبٍ وَ اذكُر خَطِيئَتَكَ وَ إِيّاكَ وَ خَطَايَا النّاسِ

8-ل ،[الخصال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ الأصَفهَاَنيِ‌ّ عَنِ المنِقرَيِ‌ّ عَن سُفيَانَ بنِ عُيَينَةَ عَنِ الزهّريِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ عَلَيهِمَا السّلَامُ قَالَ كَانَ آخِرَ مَا أَوصَي بِهِ الخَضِرُ مُوسَي بنَ عِمرَانَ عَلَيهِ السّلَامُ أَن قَالَ لَهُ لَا تُعَيّرَنّ أَحَداً بِذَنبٍ وَ إِنّ أَحَبّ الأُمُورِ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ ثَلَاثَةٌ القَصدُ فِي الجِدَةِ وَ العَفوُ فِي المَقدُرَةِ وَ الرّفقُ بِعِبَادِ اللّهِ وَ مَا رَفَقَ أَحَدٌ بِأَحَدٍ فِي الدّنيَا إِلّا رَفَقَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِهِ يَومَ القِيَامَةِ وَ رَأسُ الحِكَمِ مَخَافَةُ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي

9-ب ،[قرب الإسناد] ابنُ عِيسَي عَنِ البزَنَطيِ‌ّ عَنِ الرّضَا عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ كَانَ فِي الكَنزِ ألّذِي قَالَ اللّهُوَ كانَ تَحتَهُ كَنزٌ لَهُمالَوحٌ مِن ذَهَبٍ فِيهِ بِسمِ اللّهِ الرّحمَنِ الرّحِيمِ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ


صفحه : 295

عَجِبتُ لِمَن أَيقَنَ بِالمَوتِ كَيفَ يَفرَحُ وَ عَجِبتُ لِمَن أَيقَنَ بِالقَدَرِ كَيفَ يَحزَنُ وَ عَجِبتُ لِمَن رَأَي الدّنيَا وَ تَقَلّبَهَا بِأَهلِهَا كَيفَ يَركَنُ إِلَيهَا وَ ينَبغَيِ‌ لِمَن غَفَلَ عَنِ اللّهِ أَلّا يَتّهِمَ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي فِي قَضَائِهِ وَ لَا يَستَبطِئَهُ فِي رِزقِهِ

شي‌،[تفسير العياشي‌] عن ابن أسباط عن الرضا عليه السلام مثله كا،[الكافي‌] الحسين بن محمد عن معلي بن محمد عن ابن أسباط

مثله

10-ل ،[الخصال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الحَمِيدِ عَنِ العَلَاءِ عَن مُحَمّدٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ كانَ تَحتَهُ كَنزٌ لَهُما قَالَ وَ اللّهِ مَا كَانَ مِن ذَهَبٍ وَ لَا فِضّةٍ وَ مَا كَانَ إِلّا لَوحاً فِيهِ كَلِمَاتٌ أَربَعُ إنِيّ‌ أَنَا اللّهُ لَا إِلَهَ إِلّا أَنَا وَ مُحَمّدٌ رسَوُليِ‌ عَجِبتُ لِمَن أَيقَنَ بِالمَوتِ كَيفَ يَفرَحُ قَلبُهُ وَ عَجِبتُ لِمَن أَيقَنَ بِالحِسَابِ كَيفَ تَضحَكُ سِنّهُ وَ عَجِبتُ لِمَن أَيقَنَ بِالقَدَرِ كَيفَ يَستَبطِئُ اللّهَ فِي رِزقِهِ وَ عَجِبتُ لِمَن يَرَي النّشأَةَ الأُولَي كَيفَ يُنكِرُ النّشأَةَ الآخِرَةَ

11-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِالأَسَانِيدِ الثّلَاثَةِ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ عَلَيهِمُ السّلَامُ أَنّهُ قَالَ وُجِدَ لَوحٌ تَحتَ حَائِطِ مَدِينَةٍ مِنَ المَدَائِنِ فِيهِ مَكتُوبٌ أَنَا اللّهُ لَا إِلَهَ إِلّا أَنَا وَ مُحَمّدٌ نبَيِيّ‌ عَجِبتُ لِمَن أَيقَنَ بِالمَوتِ كَيفَ يَفرَحُ وَ عَجِبتُ لِمَن أَيقَنَ بِالقَدَرِ كَيفَ يَحزَنُ وَ عَجِبتُ لِمَنِ اختَبَرَ الدّنيَا كَيفَ يَطمَئِنّ إِلَيهَا وَ عَجِبتُ لِمَن أَيقَنَ الحِسَابَ كَيفَ يُذنِبُ

12- مع ،[معاني‌ الأخبار] ابنُ الوَلِيدِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ رَفَعَهُ إِلَي عَمرِو بنِ جُمَيعٍ رَفَعَهُ إِلَي عَلِيّ عَلَيهِ السّلَامُ فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ كانَ تَحتَهُ كَنزٌ لَهُما قَالَ كَانَ ذَلِكَ الكَنزُ لَوحاً مِن ذَهَبٍ فِيهِ مَكتُوبٌ بِسمِ اللّهِ الرّحمَنِ الرّحِيمِ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ


صفحه : 296

مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ عَجِبتُ لِمَن يَعلَمُ أَنّ المَوتَ حَقّ كَيفَ يَفرَحُ عَجِبتُ لِمَن يُؤمِنُ بِالقَدَرِ كَيفَ يَحزَنُ عَجِبتُ لِمَن يَذكُرُ النّارَ كَيفَ يَضحَكُ عَجِبتُ لِمَن يَرَي الدّنيَا وَ تَصَرّفَ أَهلِهَا حَالًا بَعدَ حَالٍ كَيفَ يَطمَئِنّ إِلَيهَا

13-كا،[الكافي‌]عِدّةٌ مِن أَصحَابِنَا عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ عَن شَرِيفِ بنِ سَابِقٍ أَو رَجُلٍ عَن شَرِيفٍ عَنِ الفَضلِ بنِ أَبِي قُرّةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ لَمّا أَقَامَ العَالِمُ الجِدَارَ أَوحَي اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي إِلَي مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ أنَيّ‌ مجُاَزيِ‌ الأَبنَاءِ بسِعَي‌ِ الآبَاءِ إِن خَيراً فَخَيرٌ وَ إِن شَرّاً فَشَرّ لَا تَزنُوا فتَزَنيِ‌َ نِسَاؤُكُم وَ مَن وَطِئَ فِرَاشَ امر‌ِئٍ مُسلِمٍ وُطِئَ فِرَاشُهُ كَمَا تَدِينُ تُدَانُ

14-فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَن يُوسُفَ بنِ أَبِي حَمّادٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ لَمّا أسُريِ‌َ بِرَسُولِ اللّهِص إِلَي السّمَاءِ وَجَدَ رِيحاً مِثلَ رِيحِ المِسكِ الأَذفَرِ فَسَأَلَ جَبرَئِيلَ عَنهَا فَأَخبَرَهُ أَنّهَا تَخرُجُ مِن بَيتٍ عُذّبَ فِيهِ قَومٌ فِي اللّهِ حَتّي مَاتُوا ثُمّ قَالَ لَهُ إِنّ الخَضِرَ كَانَ مِن أَبنَاءِ المُلُوكِ فَآمَنَ بِاللّهِ وَ تَخَلّي فِي بَيتٍ فِي دَارِ أَبِيهِ يَعبُدُ اللّهَ وَ لَم يَكُن لِأَبِيهِ وَلَدٌ غَيرَهُ فَأَشَارُوا عَلَي أَبِيهِ أَن يُزَوّجَهُ فَلَعَلّ اللّهَ أَن يَرزُقَهُ وَلَداً فَيَكُونَ المُلكُ فِيهِ وَ فِي عَقِبِهِ فَخَطَبَ لَهُ امرَأَةً بِكراً وَ أَدخَلَهَا عَلَيهِ فَلَم يَلتَفِتِ الخَضِرُ إِلَيهَا فَلَمّا كَانَ اليَومُ الثاّنيِ‌ قَالَ لَهَا تَكتُمِينَ عَلَيّ أمَريِ‌ فَقَالَت نَعَم قَالَ لَهَا إِن سَأَلَكِ أَبِي هَل كَانَ منِيّ‌ إِلَيكِ مَا يَكُونُ مِنَ الرّجَالِ إِلَي النّسَاءِ فقَوُليِ‌ نَعَم فَقَالَت أَفعَلُ فَسَأَلَهَا المَلِكُ عَن ذَلِكَ فَقَالَت نَعَم وَ أَشَارَ عَلَيهِ النّاسُ أَن يَأمُرَ النّسَاءَ أَن يُفَتّشنَهَا فَأَمَرَ فَكَانَت عَلَي حَالَتِهَا فَقَالُوا أَيّهَا المَلِكُ زَوّجتَ الغِرّ مِنَ الغِرّةِ زَوّجهُ امرَأَةً ثَيّباً فَزَوّجَهُ فَلَمّا أُدخِلَت عَلَيهِ سَأَلَهَا الخَضِرُ أَن تَكتُمَ عَلَيهِ أَمرَهُ


صفحه : 297

فَقَالَت نَعَم فَلَمّا أَن سَأَلَهَا المَلِكُ قَالَت أَيّهَا المَلِكُ إِنّ ابنَكَ امرَأَةٌ فَهَل تَلِدُ المَرأَةُ مِنَ المَرأَةِ فَغَضِبَ عَلَيهِ فَأَمَرَ بِرَدمِ البَابِ عَلَيهِ فَرُدِمَ فَلَمّا كَانَ اليَومُ الثّالِثُ حَرّكَتهُ رِقّةُ الآبَاءِ فَأَمَرَ بِفَتحِ البَابِ فَفُتِحَ فَلَم يَجِدُوهُ فِيهِ وَ أَعطَاهُ اللّهُ مِنَ القُوّةِ أَن يَتَصَوّرَ كَيفَ شَاءَ ثُمّ كَانَ عَلَي مُقَدّمَةِ ذيِ‌ القَرنَينِ وَ شَرِبَ مِنَ المَاءِ ألّذِي مَن شَرِبَ مِنهُ بقَيِ‌َ إِلَي الصّيحَةِ قَالَ فَخَرَجَ مِن مَدِينَةِ أَبِيهِ رَجُلَانِ فِي تِجَارَةٍ فِي البَحرِ حَتّي وَقَعَا إِلَي جَزِيرَةٍ مِن جَزَائِرِ البَحرِ فَوَجَدَا فِيهَا الخَضِرَ قَائِماً يصُلَيّ‌ فَلَمّا انفَتَلَ دَعَاهُمَا فَسَأَلَهُمَا عَن خَبَرِهِمَا فَأَخبَرَاهُ فَقَالَ لَهُمَا هَل تَكتُمَانِ عَلَيّ أمَريِ‌ إِن أَنَا رَدَدتُكُمَا فِي يَومِكُمَا هَذَا إِلَي مَنَازِلِكُمَا فَقَالَا نَعَم فَنَوَي أَحَدُهُمَا أَن يَكتُمَ أَمرَهُ وَ نَوَي الآخَرُ إِن رَدّهُ إِلَي مَنزِلِهِ أَخبَرَ أَبَاهُ بِخَبَرِهِ فَدَعَا الخَضِرُ سَحَابَةً فَقَالَ لَهَا احملِيِ‌ هَذَينِ إِلَي مَنَازِلِهِمَا فَحَمَلَتهُمَا السّحَابَةُ حَتّي وَضَعَتهُمَا فِي بَلَدِهِمَا مِن يَومِهِمَا فَكَتَمَ أَحَدُهُمَا أَمرَهُ وَ ذَهَبَ الآخَرُ إِلَي المَلِكِ فَأَخبَرَهُ بِخَبَرِهِ فَقَالَ لَهُ المَلِكُ مَن يَشهَدُ لَكَ بِذَلِكَ قَالَ فُلَانٌ التّاجِرُ فَدَلّ عَلَي صَاحِبِهِ فَبَعَثَ المَلِكُ إِلَيهِ فَلَمّا أَحضَرُوهُ أَنكَرَهُ وَ أَنكَرَ مَعرِفَةَ صَاحِبِهِ فَقَالَ لَهُ الأَوّلُ أَيّهَا المَلِكُ ابعَث معَيِ‌ خَيلًا إِلَي هَذِهِ الجَزِيرَةِ وَ احبِس هَذَا حَتّي آتِيَكَ بِابنِكَ فَبَعَثَ مَعَهُ خَيلًا فَلَم يَجِدُوهُ فَأَطلَقَ عَنِ الرّجُلِ ألّذِي كَتَمَ عَلَيهِ ثُمّ إِنّ القَومَ عَمِلُوا باِلمعَاَصيِ‌ فَأَهلَكَهُمُ اللّهُ وَ جَعَلَ مَدِينَتَهُم عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَ ابتَدَرَتِ الجَارِيَةُ التّيِ‌ كَتَمَت عَلَيهِ أَمرَهُ وَ الرّجُلُ ألّذِي كَتَمَ عَلَيهِ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُمَا نَاحِيَةً مِنَ المَدِينَةِ فَلَمّا أَصبَحَا التَقَيَا فَأَخبَرَ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُمَا صَاحِبَهُ بِخَبَرِهِ فَقَالَا مَا نَجَونَا إِلّا بِذَلِكَ فَآمَنّا بِرَبّ الخَضِرِ وَ حَسُنَ إِيمَانُهُمَا وَ تَزَوّجَ بِهَا الرّجُلُ وَ وَقَعَا إِلَي مَملَكَةِ مَلِكٍ آخَرَ وَ تَوَصّلَتِ المَرأَةُ إِلَي بَيتِ المَلِكِ وَ كَانَت تُزَيّنُ بِنتَ المَلِكِ فَبَينَا هيِ‌َ تَمشُطُهَا يَوماً إِذ سَقَطَ مِن يَدِهَا المُشطُ فَقَالَت لَا حَولَ وَ لَا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ فَقَالَت لَهَا بِنتُ المَلِكِ مَا هَذِهِ الكَلِمَةُ فَقَالَت لَهَا إِنّ لِي إِلَهاً تجَريِ‌ الأُمُورُ كُلّهَا بِحَولِهِ وَ قُوّتِهِ فَقَالَت لَهَا أَ لَكِ إِلَهٌ غَيرُ أَبِي فَقَالَت نَعَم


صفحه : 298

وَ هُوَ إِلَهُكِ وَ إِلَهُ أَبِيكِ فَدَخَلَت بِنتُ المَلِكِ إِلَي أَبِيهَا فَأَخبَرَت أَبَاهَا بِمَا سَمِعَت مِن هَذِهِ المَرأَةِ فَدَعَاهَا المَلِكُ فَسَأَلَهَا عَن خَبَرِهَا فَأَخبَرَتهُ فَقَالَ لَهَا مَن عَلَي دِينِكِ قَالَت زوَجيِ‌ وَ ولُديِ‌ فَدَعَاهُمُ المَلِكُ وَ أَمَرَهُم بِالرّجُوعِ عَنِ التّوحِيدِ فَأَبَوا عَلَيهِ فَدَعَا بِمِرجَلٍ مِن مَاءٍ فَسَخّنَهُ وَ أَلقَاهُم فِيهِ وَ أَدخَلَهُم بَيتاً وَ هَدَمَ عَلَيهِمُ البَيتَ فَقَالَ جَبرَئِيلُ لِرَسُولِ اللّهِص فَهَذِهِ الرّائِحَةُ التّيِ‌ تَشَمّهَا مِن ذَلِكَ البَيتِ

بيان قوله زوجت الغر من الغرة لعله بكسر الغين من الغرة بمعني الغفلة والبعد عن فطنة الشر كماوَرَدَ فِي الخَبَرِ المُؤمِنُ غِرّ كَرِيمٌ

وَ مِنهُ الحَدِيثُ عَلَيكُم بِالأَبكَارِ فَإِنّهُنّ أَغَرّ غِرّةٍ

والمرجل كمنبر القدر من الحجارة والنحاس

15- مع ،[معاني‌ الأخبار] مَعنَي الخَضِرِ أَنّهُ كَانَ لَا يَجلِسُ عَلَي خَشَبَةٍ يَابِسَةٍ وَ لَا أَرضٍ بَيضَاءَ إِلّا اهتَزّت خَضرَاءَ وَ كَانَ اسمُهُ تَالِيَا بنَ مِلكَانَ بنِ عَابِرِ بنِ أَرفَخشَدَ بنِ سَامِ بنِ نُوحٍ

16-ك ،[إكمال الدين ]الطاّلقَاَنيِ‌ّ عَن عَبدِ العَزِيزِ بنِ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ عَطِيّةَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سَعدٍ عَن هِشَامِ بنِ جَعفَرٍ عَن حَمّادٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سُلَيمَانَ قَالَقَرَأتُ فِي بَعضِ كُتُبِ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَنّ ذَا القَرنَينِ كَانَ عَبداً صَالِحاً جَعَلَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ حُجّةً عَلَي عِبَادِهِ وَ لَم يَجعَلهُ نَبِيّاً فَمَكّنَ اللّهُ لَهُ فِي الأَرضِ وَ آتَاهُ مِن كُلّ شَيءٍ سَبَباً فَوُصِفَت لَهُ عَينُ الحَيَاةِ وَ قِيلَ لَهُ مَن شَرِبَ مِنهَا شَربَةً لَم يَمُت حَتّي يَسمَعَ الصّيحَةَ وَ إِنّهُ خَرَجَ فِي طَلَبِهَا حَتّي انتَهَي إِلَي مَوضِعٍ فِيهِ ثَلَاثُمِائَةٍ وَ سِتّونَ عَيناً وَ كَانَ الخَضِرُ عَلَي مُقَدّمَتِهِ وَ كَانَ مِن أَحَبّ النّاسِ إِلَيهِ فَأَعطَاهُ حُوتاً مَالِحاً وَ أَعطَي كُلّ وَاحِدٍ مِن أَصحَابِهِ حُوتاً مَالِحاً وَ قَالَ لَهُم لِيَغسِل كُلّ رَجُلٍ


صفحه : 299

مِنكُم حُوتَهُ عِندَ كُلّ عَينٍ فَانطَلَقُوا وَ انطَلَقَ الخَضِرُ عَلَيهِ السّلَامُ إِلَي عَينٍ مِن تِلكَ العُيُونِ فَلَمّا غَمَسَ الحُوتَ فِي المَاءِ حيَيِ‌َ[حيَ‌ّ]فَانسَابَ فِي المَاءِ فَلَمّا رَأَي الخَضِرُ عَلَيهِ السّلَامُ ذَلِكَ عَلِمَ أَنّهُ قَد ظَفِرَ بِمَاءِ الحَيَاةِ فَرَمَي بِثِيَابِهِ وَ سَقَطَ فِي المَاءِ فَجَعَلَ يَرتَمِسُ فِيهِ وَ يَشرَبُ مِنهُ فَرَجَعَ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُم إِلَي ذيِ‌ القَرنَينِ وَ مَعَهُ حُوتُهُ وَ رَجَعَ الخَضِرُ وَ لَيسَ مَعَهُ الحُوتُ فَسَأَلَهُ عَن قِصّتِهِ فَأَخبَرَهُ فَقَالَ لَهُ أَ شَرِبتَ مِن ذَلِكَ المَاءِ قَالَ نَعَم قَالَ أَنتَ صَاحِبُهَا وَ أَنتَ ألّذِي خُلِقتَ لِهَذِهِ العَينِ فَأَبشِر بِطُولِ البَقَاءِ فِي هَذِهِ الدّنيَا مَعَ الغَيبَةِ عَنِ الأَبصَارِ إِلَي النّفخِ فِي الصّورِ

17-ك ،[إكمال الدين ]المُظَفّرُ العلَوَيِ‌ّ عَنِ ابنِ العيَاّشيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن جَعفَرِ بنِ أَحمَدَ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَنِ الرّضَا عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ إِنّ الخَضِرَ شَرِبَ مِن مَاءِ الحَيَاةِ فَهُوَ حيَ‌ّ لَا يَمُوتُ حَتّي يُنفَخَ فِي الصّورِ وَ إِنّهُ لَيَأتِينَا فَيُسَلّمُ عَلَينَا فَنَسمَعُ صَوتَهُ وَ لَا نَرَي شَخصَهُ وَ إِنّهُ لَيَحضُرُ حَيثُ ذُكِرَ فَمَن ذَكَرَهُ مِنكُم فَليُسَلّم عَلَيهِ وَ إِنّهُ لَيَحضُرُ المَوَاسِمَ فيَقَضيِ‌ جَمِيعَ المَنَاسِكِ وَ يَقِفُ بِعَرَفَةَ فَيُؤَمّنُ عَلَي دُعَاءِ المُؤمِنِينَ وَ سَيُؤنِسُ اللّهُ بِهِ وَحشَةَ قَائِمِنَا فِي غَيبَتِهِ وَ يَصِلُ بِهِ وَحدَتَهُ

18-ك ،[إكمال الدين ]بِهَذَا الإِسنَادِ عَنِ الرّضَا عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ لَمّا قُبِضَ رَسُولُ اللّهِص جَاءَ الخَضِرُ فَوَقَفَ عَلَي بَابِ البَيتِ وَ فِيهِ عَلِيّ وَ فَاطِمَةُ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ عَلَيهِمُ السّلَامُ وَ رَسُولُ اللّهِص قَد سجُيّ‌َ بِثَوبٍ فَقَالَ السّلَامُ عَلَيكُم يَا أَهلَ البَيتِكُلّ نَفسٍ ذائِقَةُ المَوتِ وَ إِنّما تُوَفّونَ أُجُورَكُم يَومَ القِيامَةِ إِنّ فِي اللّهِ خَلَفاً مِن كُلّ هَالِكٍ وَ عَزَاءً مِن كُلّ مُصِيبَةٍ وَ دَرَكاً مِن كُلّ فَائِتٍ فَتَوَكّلُوا عَلَيهِ وَ ثِقُوا بِهِ وَ استَغفِرُوا اللّهَ لِي وَ لَكُم فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ


صفحه : 300

عَلَيهِ السّلَامُ هَذَا أخَيِ‌ الخَضِرُ جَاءَ يُعَزّيكُم بِنَبِيّكُم

أقول قدأوردنا بعض أخباره في باب أحوال ذي‌ القرنين

19-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ عَنِ الصّدُوقِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ عَنِ المُثَنّي عَن أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ إِنّ ذَا القَرنَينِ كَانَ عَبداً صَالِحاً لَم يَكُن لَهُ قَرنٌ مِن ذَهَبٍ وَ لَا فِضّةٍ بَعَثَهُ اللّهُ فِي قَومِهِ فَضَرَبُوهُ عَلَي قَرنِهِ الأَيمَنِ فَغَابَ عَنهُم ثُمّ عَادَ إِلَيهِم فَدَعَاهُم فَضَرَبُوهُ عَلَي قَرنِهِ الأَيسَرِ وَ فِيكُم مِثلُهُ قَالَهَا ثَلَاثَ مَرّاتٍ وَ كَانَ قَد وُصِفَ لَهُ عَينُ الحَيَاةِ وَ قِيلَ لَهُ مَن شَرِبَ مِنهَا شَربَةً لَم يَمُت حَتّي يَسمَعَ الصّيحَةَ وَ إِنّهُ خَرَجَ فِي طَلَبِهَا حَتّي أَتَي مَوضِعاً كَانَ فِيهِ ثَلَاثُمِائَةٍ وَ سِتّونَ عَيناً وَ كَانَ الخَضِرُ عَلَيهِ السّلَامُ عَلَي مُقَدّمَتِهِ وَ كَانَ مِن آثَرِ أَصحَابِهِ عِندَهُ فَدَعَاهُ وَ أَعطَاهُ وَ أَعطَي قَوماً مِن أَصحَابِهِ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُم حُوتاً مَملُوحاً ثُمّ قَالَ انطَلِقُوا إِلَي هَذِهِ المَوَاضِعِ فَليَغسِل كُلّ رَجُلٍ مِنكُم حُوتَهُ وَ إِنّ الخَضِرَ انتَهَي إِلَي عَينٍ مِن تِلكَ العُيُونِ فَلَمّا غَمَسَ الحُوتَ وَ وَجَدَ رِيحَ المَاءِ حيَ‌ّ وَ انسَابَ فِي المَاءِ فَلَمّا رَأَي ذَلِكَ الخَضِرُ رَمَي بِثِيَابِهِ وَ سَقَطَ فِي المَاءِ فَجَعَلَ يَرتَمِسُ فِي المَاءِ وَ يَشرَبُ رَجَاءَ أَن يُصِيبَهَا فَلَمّا رَأَي ذَلِكَ رَجَعَ وَ رَجَعَ أَصحَابُهُ فَأَمَرَ ذُو القَرنَينِ بِقَبضِ السّمَكِ فَقَالَ انظُرُوا فَقَد تَخَلّفَ سَمَكَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالُوا الخَضِرُ صَاحِبُهَا فَدَعَاهُ فَقَالَ مَا فَعَلتَ بِسَمَكَتِكَ فَأَخبَرَهُ الخَبَرَ فَقَالَ مَا ذَا صَنَعتَ قَالَ سَقَطتُ فِيهَا أَغُوصُ وَ أَطلُبُهَا فَلَم أَجِدهَا قَالَ فَشَرِبتَ مِنَ المَاءِ قَالَ نَعَم قَالَ فَطَلَبَ ذُو القَرنَينِ العَينَ فَلَم يَجِدهَا فَقَالَ لِلخَضِرِ أَنتَ صَاحِبُهَا وَ أَنتَ ألّذِي خُلِقتَ لِهَذِهِ العَينِ وَ كَانَ اسمُ ذيِ‌ القَرنَينِ عَيّاشاً وَ كَانَ أَوّلَ المُلُوكِ بَعدَ نُوحٍ مَلِكَ مَا بَينَ المَشرِقِ وَ المَغرِبِ

20-كا،[الكافي‌] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ وَ مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ إِسحَاقَ الأَحمَرِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ حَمّادٍ عَن سَيفٍ التّمّارِ قَالَكُنّا مَعَ أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ جَمَاعَةً مِنَ الشّيعَةِ فِي الحِجرِ فَقَالَ عَلَينَا عَينٌ فَالتَفَتنَا يَمنَةً وَ يَسرَةً فَلَم نَرَ أَحَداً فَقُلنَا لَيسَ عَلَينَا عَينٌ فَقَالَ وَ رَبّ الكَعبَةِ وَ رَبّ البَيتِ ثَلَاثَ مَرّاتٍ لَو كُنتُ بَينَ مُوسَي وَ الخَضِرِ


صفحه : 301

لَأَخبَرتُهُمَا أنَيّ‌ أَعلَمُ مِنهُمَا وَ لَأَنبَأتُهُمَا بِمَا لَيسَ فِي أَيدِيهِمَا لِأَنّ مُوسَي وَ الخَضِرَ أُعطِيَا عِلمَ مَا كَانَ وَ لَم يُعطَيَا عِلمَ مَا يَكُونُ وَ مَا هُوَ كَائِنٌ حَتّي تَقُومَ السّاعَةُ وَ قَد وَرِثنَاهُ مِن رَسُولِ اللّهِص وِرَاثَةً

21-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]الصّدُوقُ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ البزَنَطيِ‌ّ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَحَدِهِمَاص قَالَ لَمّا كَانَ مِن أَمرِ مُوسَي ألّذِي كَانَ أعُطيِ‌َ مِكتَلًا فِيهِ حُوتٌ مَالِحٌ فَقِيلَ لَهُ هَذَا يَدُلّكَ عَلَي صَاحِبِكَ عِندَ عَينٍ لَا يُصِيبُ مِنهَا شَيءٌ إِلّا حيَ‌ّ فَانطَلَقَا حَتّي بَلَغَا الصّخرَةَ وَ جَاوَزَا ثُمّقالَ لِفَتاهُ آتِنا غَداءَنا فَقَالَ الحُوتُ اتّخَذَ فِي البَحرِ سَرَباً فَاقتَصّا الأَثَرَ حَتّي أَتَيَا صَاحِبَهُمَا فِي جَزِيرَةٍ فِي كِسَاءٍ جَالِساً فَسَلّمَ عَلَيهِ وَ أَجَابَ وَ تَعَجّبَ وَ هُوَ بِأَرضٍ لَيسَ بِهَا سَلَامٌ فَقَالَ مَن أَنتَ قَالَ مُوسَي فَقَالَ ابنُ عِمرَانَ ألّذِي كَلّمَهُ اللّهُ قَالَ نَعَم قَالَ فَمَا جَاءَ بِكَ قَالَ أَتَيتُكَ عَلَي أَن تعُلَمّنَيِ‌ قَالَ إنِيّ‌ وُكّلتُ بِأَمرٍ لَا تُطِيقُهُ فَحَدّثَهُ عَن آلِ مُحَمّدٍ وَ عَن بَلَائِهِم وَ عَمّا يُصِيبُهُم حَتّي اشتَدّ بُكَاؤُهُمَا وَ ذَكَرَ لَهُ فَضلَ مُحَمّدٍ وَ عَلِيّ وَ فَاطِمَةَ وَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ وَ مَا أُعطُوا وَ مَا ابتُلُوا بِهِ فَجَعَلَ يَقُولُ يَا ليَتنَيِ‌ مِن أُمّةِ مُحَمّدٍ وَ إِنّ العَالِمَ لَمّا تَبِعَهُ مُوسَي خَرَقَ السّفِينَةَ وَ قَتَلَ الغُلَامَ وَ أَقَامَ الجِدَارَ ثُمّ بَيّنَ لَهُ كُلّهَا وَ قَالَ مَا فَعَلتُهُ عَن أمَريِ‌ يعَنيِ‌ لَو لَا أَمرُ ربَيّ‌ لَم أَصنَعهُ وَ قَالَ لَو صَبَرَ مُوسَي لَأَرَاهُ العَالِمُ سَبعِينَ أُعجُوبَةً وَ فِي رِوَايَةٍ رَحِمَ اللّهُ مُوسَي عَجّلَ عَلَي العَالِمِ أَمَا إِنّهُ لَو صَبَرَ لَرَأَي مِنهُ مِنَ العَجَائِبِ مَا لَم يُرَ

22-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]الصّدُوقُ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الحُسَينِ بنِ إِسحَاقَ عَن عَلِيّ بنِ مَهزِيَارَ وَ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن سَدِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ لَمّا لقَيِ‌َ مُوسَي العَالِمَ وَ كَلّمَهُ وَ سَاءَلَهُ نَظَرَ إِلَي خُطّافٍ تَصفَرُ وَ تَرتَفِعُ فِي المَاءِ وَ


صفحه : 302

تَستَفِلُ فِي البَحرِ فَقَالَ العَالِمُ لِمُوسَي أَ تدَريِ‌ مَا تَقُولُ هَذِهِ الخُطّافُ قَالَ وَ مَا تَقُولُ قَالَ تَقُولُ وَ رَبّ السّمَاوَاتِ وَ الأَرضِ وَ رَبّ البَحرِ مَا عِلمُكُمَا مِن عِلمِ اللّهِ إِلّا قَدرَ مَا أَخَذتُ بمِنِقاَريِ‌ مِن هَذَا البَحرِ وَ أَكثَرَ وَ لَمّا فَارَقَهُ مُوسَي قَالَ لَهُ مُوسَي أوَصنِيِ‌ فَقَالَ الخَضِرُ الزَم مَا لَا يَضُرّكَ مَعَهُ شَيءٌ كَمَا لَا يَنفَعُكَ مَعَ غَيرِهِ شَيءٌ وَ إِيّاكَ وَ اللّجَاجَةَ وَ المشَي‌َ إِلَي غَيرِ حَاجَةٍ وَ الضّحِكَ فِي غَيرِ تَعَجّبٍ يَا ابنَ عِمرَانَ لَا تُعَيّرَنّ أَحَداً بِخَطِيئَتِهِ وَ ابكِ عَلَي خَطِيئَتِكَ

أقول قدأوردناه بأسانيد في باب أن الأئمة عليهم السلام أعلم من الأنبياء

23-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]الصّدُوقُ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ ابنِ أَبَانٍ عَنِ ابنِ أُورَمَةَ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ حَمّادٍ عَن يُوسُفَ بنِ حَمّادٍ عَنِ المُفَضّلِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ لَمّا أسُريِ‌َ بِرَسُولِ اللّهِص بَينَا هُوَ عَلَي البُرَاقِ وَ جَبرَئِيلُ مَعَهُ إِذ نَفَخَتهُ رَائِحَةُ مِسكٍ فَقَالَ يَا جَبرَئِيلُ مَا هَذَا فَقَالَ كَانَ فِي الزّمَانِ الأَوّلِ مَلِكٌ لَهُ أُسوَةٌ حَسَنَةٌ فِي أَهلِ مَملَكَتِهِ وَ كَانَ لَهُ ابنٌ رَغِبَ عَمّا هُوَ فِيهِ وَ تَخَلّي فِي بَيتٍ يَعبُدُ اللّهَ فَلَمّا كَبِرَ سِنّ المَلِكِ مَشَي إِلَيهِ خِيَرَةُ النّاسِ وَ قَالُوا أَحسَنتَ الوَلَايَةَ عَلَينَا وَ كَبِرَت سِنّكَ وَ لَا خَلَفَكَ إِلّا ابنُكَ وَ هُوَ رَاغِبٌ عَمّا أَنتَ فِيهِ وَ إِنّهُ لَم يَنَل مِنَ الدّنيَا فَلَو حَمَلتَهُ عَلَي النّسَاءِ حَتّي يُصِيبَ لَذّةَ الدّنيَا لَعَادَ فَاخطُب كَرِيمَةً لَهُ فَزَوّجهُ جَارِيَةً لَهَا أَدَبٌ وَ عَقلٌ فَلَمّا أَتَوا بِهَا وَ حَوّلُوهَا إِلَي بَيتِهِ أَجلَسُوهَا وَ هُوَ فِي صَلَاتِهِ فَلَمّا فَرَغَ قَالَ أَيّتُهَا المَرأَةُ لَيسَ النّسَاءُ مِن شأَنيِ‌ فَإِن كُنتِ تُحِبّينَ أَن تقُيِميِ‌ معَيِ‌ وَ تَصنَعِينَ كَمَا أَصنَعُ كَانَ لَكِ مِنَ الثّوَابِ كَذَا وَ كَذَا قَالَت فَأَنَا أُقِيمُ عَلَي مَا تُرِيدُ ثُمّ إِنّ أَبَاهُ بَعَثَ إِلَيهَا يُسَائِلُهَا هَل حَبِلَت فَقَالَت إِنّ ابنَكَ مَا كَشَفَ لِي عَن ثَوبٍ


صفحه : 303

فَأَمَرَ بِرَدّهَا إِلَي أَهلِهَا وَ غَضِبَ عَلَي ابنِهِ وَ أَغلَقَ البَابَ عَلَيهِ وَ وَضَعَ عَلَيهِ الحَرَسَ فَمَكَثَ ثَلَاثاً ثُمّ فَتَحَ عَنهُ فَلَم يُوجَد فِي البَيتِ أَحَدٌ فَهُوَ الخَضِرُ عَلَيهِ الصّلَاةُ وَ السّلَامُ

24-ك ،[إكمال الدين ] كَانَ اسمُ الخَضِرِ خَضرَوَيهِ بنَ قَابِيلَ بنِ آدَمَ وَ يُقَالُ خضرون أَيضاً وَ يُقَالُ خلعبا وَ إِنّهُ إِنّمَا سمُيّ‌َ الخَضِرَ لِأَنّهُ جَلَسَ عَلَي أَرضٍ بَيضَاءَ فَاهتَزّت خَضرَاءَ فسَمُيّ‌َ الخَضِرَ لِذَلِكَ وَ هُوَ أَطوَلُ الآدَمِيّينَ عُمُراً وَ الصّحِيحُ أَنّ اسمَهُ إِليَاسُ بنُ مِلكَانَ بنِ عَامِرِ بنِ أَرفَخشَدَ بنِ سَامِ بنِ نُوحٍ

25-كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي دَاوُدَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَبَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ مَسجِدُ السّهلَةِ مُنَاخُ الرّاكِبِ قِيلَ وَ مَنِ الرّاكِبُ قَالَ الخَضِرُ عَلَيهِ السّلَامُ

26-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن عَمرِو بنِ عُثمَانَ عَن حُسَينِ بنِ بَكرٍ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ سَعِيدٍ الخَزّازِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ مَسجِدُ السّهلَةِ مُنَاخُ الرّاكِبِ

27-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ كَانَ وصَيِ‌ّ مُوسَي بنِ عِمرَانَ يُوشَعَ بنَ نُونٍ وَ هُوَ فَتَاهُ ألّذِي ذَكَرَهُ اللّهُ فِي كِتَابِهِ

28-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ كَانَ مُوسَي أَعلَمَ مِنَ الخَضِرِ

29-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن حَفصِ بنِ البخَترَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ فِي قَولِ مُوسَي لِفَتَاهُآتِنا غَداءَنا وَ قَولِهِرَبّ إنِيّ‌ لِما أَنزَلتَ إلِيَ‌ّ مِن خَيرٍ فَقِيرٌ فَقَالَ إِنّمَا عَنَي الطّعَامَ فَقَالَ


صفحه : 304

أَبُو عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ إِنّ مُوسَي لَذُو جُوعَاتٍ

30-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن بُرَيدٍ عَن أَحَدِهِمَا عَلَيهِمَا السّلَامُ قَالَ قُلتُ لَهُ مَا مَنزِلَتُكُم فِي المَاضِينَ أَو بِمَن تُشبِهُونَ مِنهُم قَالَ الخَضِرُ وَ ذُو القَرنَينِ كَانَا عَالِمَينِ وَ لَم يَكُونَا نَبِيّينِ

كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ ابنِ أُذَينَةَ عَن بُرَيدٍ مِثلَهُ وَ فِيهِ صَاحِبُ مُوسَي وَ ذُو القَرنَينِ

بيان لعل المراد أنه حين صادفه موسي عليه السلام لم يكن نبيا بل كان رعية لموسي عليه السلام و فيه بعدإشكال

31-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَإِنّمَا مَثَلُ عَلِيّ وَ مَثَلُنَا مِن بَعدِهِ مِن هَذِهِ الأُمّةِ كَمَثَلِ مُوسَي النّبِيّ عَلَيهِ السّلَامُ وَ العَالِمِ حِينَ لَقِيَهُ وَ استَنطَقَهُ وَ سَأَلَهُ الصّحبَةَ فَكَانَ مِن أَمرِهِمَا مَا اقتَصّهُ اللّهُ لِنَبِيّهِص فِي كِتَابِهِ وَ ذَلِكَ أَنّ اللّهَ قَالَ لِمُوسَيإنِيّ‌ اصطَفَيتُكَ عَلَي النّاسِ برِسِالاتيِ‌ وَ بكِلَاميِ‌ فَخُذ ما آتَيتُكَ وَ كُن مِنَ الشّاكِرِينَ ثُمّ قَالَوَ كَتَبنا لَهُ فِي الأَلواحِ مِن كُلّ شَيءٍ مَوعِظَةً وَ تَفصِيلًا لِكُلّ شَيءٍ وَ قَد كَانَ عِندَ العَالِمِ عِلمٌ لَم يُكتَب لِمُوسَي فِي الأَلوَاحِ وَ كَانَ مُوسَي يَظُنّ أَنّ جَمِيعَ الأَشيَاءِ التّيِ‌ يَحتَاجُ إِلَيها فِي تَابُوتِهِ وَ جَمِيعَ العِلمِ قَد كُتِبَ لَهُ فِي الأَلوَاحِ كَمَا يَظُنّ هَؤُلَاءِ الّذِينَ يَدّعُونَ أَنّهُم فُقَهَاءُ وَ عُلَمَاءُ أَنّهُم قَد أَثبَتُوا جَمِيعَ العِلمِ وَ الفِقهِ فِي الدّينِ مِمّا تَحتَاجُ هَذِهِ الأُمّةُ إِلَيهِ وَ صَحّ لَهُم عَن رَسُولِ اللّهِص وَ عَلِمُوهُ وَ لَفَظُوهُ وَ لَيسَ كُلّ عِلمِ رَسُولِ اللّهِ عَلِمُوهُ وَ لَا صَارَ إِلَيهِم عَن رَسُولِ اللّهِص وَ لَا عَرَفُوهُ وَ ذَلِكَ أَنّ الشيّ‌ءَ مِنَ الحَلَالِ وَ الحَرَامِ وَ الأَحكَامِ يَرِدُ عَلَيهِم فَيُسأَلُونَ عَنهُ وَ لَا يَكُونُ عِندَهُم فِيهِ أَثَرٌ عَن رَسُولِ اللّهِص وَ يَستَحيُونَ أَن يَنسِبَهُمُ النّاسُ إِلَي الجَهلِ وَ يَكرَهُونَ أَن يُسأَلُوا فَلَم يُجِيبُوا النّاسَ فَيَطلُبُوا العِلمَ مِن مَعدِنِهِ فَلِذَلِكَ استَعمَلُوا الرأّي‌َ وَ القِيَاسَ فِي دِينِ اللّهِ وَ تَرَكُوا الآثَارَ وَ دَانُوا اللّهَ بِالبِدَعِ وَ قَد قَالَ رَسُولُ اللّهِص كُلّ بِدعَةٍ ضَلَالَةٌ فَلَو أَنّهُم إِذ سُئِلُوا عَن شَيءٍ مِن دِينِ اللّهِ فَلَم يَكُن عِندَهُم مِنهُ أَثَرٌ عَن رَسُولِ اللّهِ رَدّوهُ إِلَي اللّهِ وَ إِلَي


صفحه : 305

الرّسُولِ وَ إِلَي أوُليِ‌ الأَمرِ مِنهُم لَعَلِمَهُ الّذِينَ يَستَنبِطُونَهُ مِنهُم مِن آلِ مُحَمّدٍ عَلَيهِمُ السّلَامُ وَ ألّذِي مَنَعَهُم مِن طَلَبِ العِلمِ مِنّا العَدَاوَةُ وَ الحَسَدُ لَنَا وَ لَا وَ اللّهِ مَا حَسَدَ مُوسَي العَالِمَ وَ مُوسَي نبَيِ‌ّ اللّهِ يُوحَي إِلَيهِ حَيثُ لَقِيَهُ وَ استَنطَقَهُ وَ عَرَفَهُ بِالعِلمِ وَ لَم يَحسُدهُ كَمَا حَسَدَتنَا هَذِهِ الأُمّةُ بَعدَ رَسُولِ اللّهِص عَلَي مَا عَلِمنَا وَ مَا وَرِثنَا عَن رَسُولِ اللّهِص وَ لَم يَرغَبُوا إِلَينَا فِي عِلمِنَا كَمَا رَغِبَ مُوسَي إِلَي العَالِمِ وَ سَأَلَهُ الصّحبَةَ لِيَتَعَلّمَ مِنهُ العِلمَ وَ يُرشِدَهُ فَلَمّا أَن سَأَلَ العَالِمَ ذَلِكَ عَلِمَ العَالِمُ أَنّ مُوسَي لَا يَستَطِيعُ صُحبَتَهُ وَ لَا يَحتَمِلُ عَلَيهِ وَ لَا يَصبِرُ مَعَهُ فَعِندَ ذَلِكَ قَالَ العَالِمُوَ كَيفَ تَصبِرُ عَلي ما لَم تُحِط بِهِ خُبراً فَقَالَ لَهُ مُوسَي وَ هُوَ خَاضِعٌ لَهُ يَستَعطِفُهُ عَلَي نَفسِهِ كيَ‌ يَقبَلَهُستَجَدِنُيِ‌ إِن شاءَ اللّهُ صابِراً وَ لا أعَصيِ‌ لَكَ أَمراً وَ قَد كَانَ العَالِمُ يَعلَمُ أَنّ مُوسَي لَا يَصبِرُ عَلَي عِلمِهِ فَكَذَلِكَ وَ اللّهِ يَا إِسحَاقَ بنَ عَمّارٍ حَالُ قُضَاةِ هَؤُلَاءِ وَ فُقَهَائِهِم وَ جَمَاعَتِهِمُ اليَومَ لَا يَحتَمِلُونَ وَ اللّهِ عِلمَنَا وَ لَا يَقبَلُونَهُ وَ لَا يُطِيقُونَهُ وَ لَا يَأخُذُونَ بِهِ وَ لَا يَصبِرُونَ عَلَيهِ كَمَا لَم يَصبِر مُوسَي عَلَي عِلمِ العَالِمِ حِينَ صَحِبَهُ وَ رَأَي مَا رَأَي مِن عِلمِهِ وَ كَانَ ذَلِكَ عِندَ مُوسَي مَكرُوهاً وَ كَانَ عِندَ اللّهِ رِضًي وَ هُوَ الحَقّ وَ كَذَلِكَ عِلمُنَا عِندَ الجَهَلَةِ مَكرُوهٌ لَا يُؤخَذُ وَ هُوَ عِندَ اللّهِ الحَقّ

32-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن زُرَارَةَ وَ حُمرَانَ وَ مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ وَ أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَإِنّهُ لَمّا كَانَ مِن أَمرِ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ ألّذِي كَانَ أعُطيِ‌َ مكتل [مِكتَلًا] فِيهِ حُوتٌ مُمَلّحٌ وَ قِيلَ لَهُ هَذَا يَدُلّكُ عَلَي صَاحِبِكَ عِندَ عَينِ مَجمَعِ البَحرَينِ لَا يُصِيبُ مِنهَا شَيءٌ مَيّتاً إِلّا حيَيِ‌َ يُقَالُ لَهُ الحَيَاةُ فَانطَلَقَا حَتّي بَلَغَا الصّخرَةَ فَانطَلَقَ الفَتَي يَغسِلُ الحُوتَ فِي العَينِ فَاضطَرَبَ فِي يَدِهِ حَتّي خَدَشَهُ وَ انفَلَتَ مِنهُ وَ نَسِيَهُ الفَتَي فَلَمّا جَاوَزَ الوَقتَ ألّذِي وُقّتَ فِيهِ أَعيَا مُوسَي وَ قَالَ لِفَتَاهُآتِنا غَداءَنا لَقَد لَقِينا مِن سَفَرِنا هذا نَصَباً قالَ أَ رَأَيتَ إِلَي قَولِهِعَلي آثارِهِما قَصَصاً فَلَمّا أَتَاهَا وَجَدَ الحُوتَ قَد خَرّ فِي البَحرِ فَاقتَصّا الأَثَرَ حَتّي أَتَيَا صَاحِبَهُمَا فِي جَزِيرَةٍ مِن جَزَائِرِ البَحرِ إِمّا مُتّكِئاً وَ إِمّا جَالِساً فِي كِسَاءٍ لَهُ فَسَلّمَ عَلَيهِ مُوسَي فَعَجِبَ


صفحه : 306

مِنَ السّلَامِ وَ هُوَ فِي أَرضٍ لَيسَ فِيهَا السّلَامُ فَقَالَ مَن أَنتَ قَالَ أَنَا مُوسَي قَالَ أَنتَ مُوسَي بنُ عِمرَانَ ألّذِي كَلّمَهُ اللّهُ تَكلِيماً قَالَ نَعَم قَالَ فَمَا حَاجَتُكَ قَالَأَتّبِعُكَ عَلي أَن تُعَلّمَنِ مِمّا عُلّمتَ رُشداً قَالَ إنِيّ‌ وُكّلتُ بِأَمرٍ لَا تُطِيقُهُ وَ وُكّلتَ بِأَمرٍ لَا أُطِيقُهُ وَ قَد قَالَ لَهُإِنّكَ لَن تَستَطِيعَ معَيِ‌َ صَبراً وَ كَيفَ تَصبِرُ عَلي ما لَم تُحِط بِهِ خُبراً قالَ ستَجَدِنُيِ‌ إِن شاءَ اللّهُ صابِراً وَ لا أعَصيِ‌ لَكَ أَمراًفَحَدّثَهُ عَن آلِ مُحَمّدٍ وَ عَمّا يُصِيبُهُم حَتّي اشتَدّ بُكَاؤُهُمَا ثُمّ حَدّثَهُ عَن رَسُولِ اللّهِص وَ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلَيهِ السّلَامُ وَ عَن وُلدِ فَاطِمَةَ وَ ذَكَرَ لَهُ مِن فَضلِهِم وَ مَا أُعطُوا حَتّي جَعَلَ يَقُولُ يَا ليَتنَيِ‌ مِن آلِ مُحَمّدٍ وَ عَن رُجُوعِ رَسُولِ اللّهِص إِلَي قَومِهِ وَ مَا يَلقَي مِنهُم وَ مِن تَكذِيبِهِم إِيّاهُ وَ تَلَا هَذِهِ الآيَةَوَ نُقَلّبُ أَفئِدَتَهُم وَ أَبصارَهُم كَما لَم يُؤمِنُوا بِهِ أَوّلَ مَرّةٍفَإِنّهُ أَخَذَ عَلَيهِمُ المِيثَاقَ

بيان قوله و عن رجوع رسول الله ص أي بعدالهجرة أو في الرجعة

33-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ سَيَابَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ إِنّ مُوسَي صَعِدَ المِنبَرَ وَ كَانَ مِنبَرُهُ ثَلَاثَ مَرَاقٍ فَحَدّثَ نَفسَهُ أَنّ اللّهَ لَم يَخلُق خَلقاً أَعلَمَ مِنهُ فَأَتَاهُ جَبرَئِيلُ فَقَالَ لَهُ إِنّكَ قَدِ ابتُلِيتَ فَانزِل فَإِنّ فِي الأَرضِ مَن هُوَ أَعلَمُ مِنكَ فَاطلُبهُ فَأَرسَلَ إِلَي يُوشَعَ أنَيّ‌ قَدِ ابتُلِيتُ فَاصنَع لَنَا زَاداً وَ انطَلِق بِنَا فَاشتَرَي حُوتاً فَخَرَجَ بِأَذرَبِيجَانَ ثُمّ شَوَاهُ ثُمّ حَمَلَهُ فِي مِكتَلٍ ثُمّ انطَلَقَا يَمشِيَانِ فِي سَاحِلِ البَحرِ وَ النّبِيّ إِذَا مَرّ فِي مَكَانٍ لَم يعَي‌َ أَبَداً حَتّي يَجُوزَ ذَلِكَ الوَقتَ قَالَ فَبَينَمَا هُمَا يَمشِيَانِ حَتّي انتَهَيَا إِلَي شَيخٍ مُستَلقًي مَعَهُ عَصَاهُ مَوضُوعَةٌ إِلَي جَانِبِهِ وَ عَلَيهِ كِسَاءٌ إِذَا قَنّعَ رَأسَهُ خَرَجَت رِجلَاهُ وَ إِذَا غَطّي رِجلَيهِ خَرَجَ رَأسُهُ قَالَ فَقَامَ مُوسَي يصُلَيّ‌ وَ قَالَ لِيُوشَعَ احفَظ عَلَيّ قَالَ فَقَطِرَت قَطرَةٌ مِنَ السّمَاءِ فِي المِكتَلِ فَاضطَرَبَ الحُوتُ ثُمّ جَعَلَ يَجُرّ المِكتَلَ إِلَي البَحرِ قَالَ وَ هُوَ قَولُهُفَاتّخَذَ سَبِيلَهُ فِي البَحرِ سَرَباً قَالَ ثُمّ إِنّهُ جَاءَ طَيرٌ فَوَقَعَ عَلَي سَاحِلِ البَحرِ ثُمّ أَدخَلَ مِنقَارَهُ فَقَالَ يَا مُوسَي مَا أَخَذتَ مِن عِلمِ رَبّكَ مَا حَمَلَ ظَهرُ منِقاَريِ‌ مِن جَمِيعِ البَحرِ قَالَ ثُمّ قَامَ فَمَشَي فَتَبِعَهُ يُوشَعُ فَقَالَ مُوسَي لَمّا أَعيَا حَيثُ جَازَ الوَقتَ فِيهِآتِنا غَداءَنا لَقَد لَقِينا مِن سَفَرِنا


صفحه : 307

هذا نَصَباً إِلَي قَولِهِفِي البَحرِ عَجَباً قَالَ فَرَجَعَ مُوسَي يَقتَصّ أَثَرَهُ حَتّي انتَهَي إِلَيهِ وَ هُوَ عَلَي حَالِهِ مُستَلقٍ فَقَالَ لَهُ مُوسَي السّلَامُ عَلَيكَ فَقَالَ وَ عَلَيكَ السّلَامُ يَا عَالِمَ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ قَالَ ثُمّ وَثَبَ فَأَخَذَ عَصَاهُ بِيَدِهِ قَالَ فَقَالَ لَهُ مُوسَي إنِيّ‌ قَد أُمِرتُ أَن أَتّبِعَكَ عَلَي أَن تُعَلّمَنِ مِمّا عُلّمتَ رُشداً فَقَالَ كَمَا قُصّ عَلَيكُمإِنّكَ لَن تَستَطِيعَ معَيِ‌َ صَبراً قَالَ فَانطَلَقَا حَتّي انتَهَيَا إِلَي مِعبَرٍ فَلَمّا نَظَرَ إِلَيهِم أَهلُ المِعبَرِ فَقَالُوا وَ اللّهِ لَا نَأخُذُ مِن هَؤُلَاءِ أَجراً اليَومَ نَحمِلُهُم فَلَمّا ذَهَبَتِ السّفِينَةُ وَسَطَ المَاءِ خَرَقَهَا قَالَ لَهُ مُوسَي كَمَا أُخبِرتُم ثُمّ قَالَأَ لَم أَقُل إِنّكَ لَن تَستَطِيعَ معَيِ‌َ صَبراً قالَ لا تؤُاخذِنيِ‌ بِما نَسِيتُ وَ لا ترُهقِنيِ‌ مِن أمَريِ‌ عُسراً قَالَ وَ خَرَجَا عَلَي سَاحِلِ البَحرِ فَإِذَا غُلَامٌ يَلعَبُ مَعَ غِلمَانٍ عَلَيهِ قَمِيصُ حَرِيرٍ أَخضَرُ فِي أُذُنَيهِ دُرّتَانِ فَتَوَرّكَهُ العَالِمُ فَذَبَحَهُ قَالَ لَهُ مُوسَيأَ قَتَلتَ نَفساً زَكِيّةً بِغَيرِ نَفسٍ لَقَد جِئتَ شَيئاً نُكراً قَالَفَانطَلَقا حَتّي إِذا أَتَيا أَهلَ قَريَةٍ استَطعَما أَهلَها فَأَبَوا أَن يُضَيّفُوهُما فَوَجَدا فِيها جِداراً يُرِيدُ أَن يَنقَضّ فَأَقامَهُ قالَ لَو شِئتَ لَاتّخَذتَ عَلَيهِ أَجراًخُبزاً نَأكُلُهُ فَقَد جُعنَا قَالَ وَ هيِ‌َ قَريَةٌ عَلَي سَاحِلِ البَحرِ يُقَالُ لَهَا نَاصِرَةٌ وَ بِهَا تُسَمّي النّصَارَي فَلَم يُضَيّفُوهُمَا وَ لَا يُضَيّفُونَ بَعدَهُمَا أَحَداً حَتّي تَقُومَ السّاعَةُ وَ كَانَ مَثَلَ السّفِينَةِ فِيكُم وَ فِينَا تَركُ الحُسَينِ البَيعَةَ لِمُعَاوِيَةَ وَ كَانَ مَثَلَ الغُلَامِ فِيكُم قَولُ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ عَلَيهِ السّلَامُ لِعَبدِ اللّهِ بنِ عَلِيّ لَعَنَكَ اللّهُ مِن كَافِرٍ فَقَالَ لَهُ قَد قَتَلتَهُ يَا أَبَا مُحَمّدٍ وَ كَانَ مَثَلَ الجِدَارِ فِيكُم عَلِيّ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ

بيان تورك فلان الصبي‌ جعله علي وركه معتمدا عليها ذكره الفيروزآبادي‌ و أماكون ترك الحسين عليه السلام البيعة لمعاوية شبيها بخرق السفينة لأنه عليه السلام


صفحه : 308

بترك البيعة مهد لنفسه المقدسة الشهادة و بهاانكسرت سفينة أهل البيت صلوات الله عليهم و كان فيهامصالح عظيمة منها ظهور كفر بني‌ أمية وجورهم علي الناس وخروج الخلق عن طاعتهم ومنها ظهور حقية أهل البيت عليه السلام وإمامتهم إذ لوبايعه الحسين عليه السلام أيضا لظن أكثر الناس وجوب متابعة خلفاء الجور وعدم كونهم عليه السلام ولاة الأمر. ومنها أن بسبب ذلك صار من بعده من الأئمة عليهم السلام آمنين مطمئنين ينشرون العلوم بين الناس إلي غير ذلك من المصالح التي‌ لايعلمها غيرهم و لو كان ماذكره المؤرخون من بيعته عليه السلام له أخيرا حقا كان المراد ترك البيعة ابتداء و لايبعد أن يكون في الأصل يزيد بن معاوية فسقط الساقط الملعون هو وأبوه و أما ماتضمن من قول الحسن عليه السلام لعبد الله بن علي فيشكل توجيهه لأنه كان من السعداء الذين استشهدوا مع الحسين صلوات الله عليه علي ماذكره المفيد وغيره والقول بأنه عليه السلام علم أنه لوبقي‌ بعد ذلك و لم يستشهد لكفر بعيد. والظاهر أن يكون عبيد الله مصغرا بناء علي ماذكره ابن إدريس أنه لم يستشهد مع الحسين عليه السلام ردا علي المفيد وذكر صاحب المقاتل وغيره أنه صار إلي المختار فسأله أن يدعو إليه ويجعل الأمر له فلم يفعل فخرج ولحق بمصعب بن الزبير فقتل في الوقعة و هو لايعرف .


صفحه : 309

قوله فقال له أي أمير المؤمنين عليه السلام قدقتلته أي سيقتل بسبب لعنك أو هذاإخبار بأنه سيقتل كماقتل الخضر الغلام لكفره و أمامثل الجدار فلعل المراد أن الله تعالي كماحفظ العلم تحت الجدار للغلامين لصلاح أبيهما فكذلك حفظ العلم لصلاح علي و الحسن و الحسين عليهم السلام في أولادهم إلي أن يظهره القائم عليه السلام للخلق أوحفظ الله علم الرسول ص بأمير المؤمنين للحسنين صلوات الله عليهم فأقام عليا عليه السلام للخلافة بعد أن أصابه ماأصابه من المخالفين و الله يعلم .

34-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مَيمُونٍ القَدّاحِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ بَينَمَا مُوسَي قَاعِدٌ فِي مَلَإٍ مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ إِذ قَالَ لَهُ رَجُلٌ مَا أَرَي أَحَداً أَعلَمَ بِاللّهِ مِنكَ قَالَ مُوسَي مَا أَرَي فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ بَلَي عبَديِ‌َ الخَضِرُ فَسَأَلَ السّبِيلَ إِلَيهِ وَ كَانَ لَهُ آيَةُ الحُوتِ إِنِ افتَقَدَهُ فَكَانَ مِن شَأنِهِ مَا قَصّ اللّهُ

35-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ كَانَ سُلَيمَانُ أَعلَمَ مِن آصَفَ وَ كَانَ مُوسَي أَعلَمَ مِنَ ألّذِي اتّبَعَهُ

36-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن لَيثِ بنِ سُلَيمٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ شَكَا مُوسَي إِلَي رَبّهِ الجُوعَ فِي ثَلَاثَةِ مَوَاضِعَآتِنا غَداءَنا لَقَد لَقِينا مِن سَفَرِنا هذا نَصَباًلَاتّخَذتَ عَلَيهِ أَجراًرَبّ إنِيّ‌ لِما أَنزَلتَ إلِيَ‌ّ مِن خَيرٍ فَقِيرٌ

37-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن إِسمَاعِيلَ بنِ أَبِي زِيَادٍ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ مَا وَجَدتُ لِلنّاسِ وَ لعِلَيِ‌ّ بنِ أَبِي طَالِبٍ شَبَهاً إِلّا مُوسَي وَ صَاحِبَ السّفِينَةِ تَكَلّمَ مُوسَي بِجَهلٍ وَ تَكَلّمَ صَاحِبُ السّفِينَةِ بِعِلمٍ وَ تَكَلّمَ النّاسُ بِجَهلٍ وَ تَكَلّمَ عَلِيّ بِعِلمٍ

38-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ أَنّ نَجدَةَ الحرَوُريِ‌ّ كَتَبَ


صفحه : 310

إِلَي ابنِ عَبّاسٍ يَسأَلُهُ عَن سبَي‌ِ الذرّاَريِ‌ّ فَكَتَبَ إِلَيهِ أَمّا الذرّاَريِ‌ّ فَلَم يَكُن رَسُولُ اللّهِ يَقتُلُهُم وَ كَانَ الخَضِرُ يَقتُلُ كَافِرَهُم وَ يَترُكُ مُؤمِنَهُم فَإِن كُنتَ تَعلَمُ مَا يَعلَمُ الخَضِرُ فَاقتُلهُم

39-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ بَينَمَا العَالِمُ يمَشيِ‌ مَعَ مُوسَي إِذَا بِغُلَامٍ يَلعَبُ قَالَ فَوَكَزَهُ العَالِمُ فَقَتَلَهُ فَقَالَ لَهُ مُوسَيأَ قَتَلتَ نَفساً زَكِيّةً بِغَيرِ نَفسٍ لَقَد جِئتَ شَيئاً نُكراً قَالَ فَأَدخَلَ العَالِمُ يَدَهُ فَاقتَلَعَ كَتِفَهُ فَإِذَا عَلَيهِ مَكتُوبٌ كَافِرٌ مَطبُوعٌ

40-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن حَرِيزٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ أَنّهُ كَانَ يَقرَأُوَ كانَ وَراءَهُم مَلِكٌيعَنيِ‌ أَمَامَهُم يَأخُذُ كُلّ سَفِينَةٍ صَالِحَةٍ غَصباً

بيان قال الطبرسي‌ رحمه الله ويستعمل وراء بمعني القدام أيضا علي الاتساع لأنها جهة مقابلة لجهة فكان كل واحدة من الجهتين وراء الأخري

41-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن حَرِيزٍ عَمّن ذَكَرَهُ عَن أَحَدِهِمَا أَنّهُ قَرَأَ وَ كَانَ أَبَوَاهُ مُؤمِنَينِ وَ طُبِعَ كَافِراً

42-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ فِي قَولِهِفَخَشِيناخشَيِ‌َ إِن أَدرَكَ الغُلَامُ أَن يَدعُوَ أَبَوَيهِ إِلَي الكُفرِ فَيُجِيبَانِهِ مِن فَرطِ حُبّهِمَا لَهُ

43-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن عَبدِ اللّهِ بنِ خَالِدٍ رَفَعَهُ قَالَ كَانَ فِي كَتِفِ الغُلَامِ ألّذِي قَتَلَهُ العَالِمُ مَكتُوبٌ كَافِرٌ

44-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن مُحَمّدِ بنِ عُمَرَ عَن رَجُلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ إِنّ اللّهَ لَيَحفَظُ وُلدَ المُؤمِنِ إِلَي أَلفِ سَنَةٍ وَ إِنّ الغُلَامَينِ كَانَ بَينَهُمَا وَ بَينَ أَبَوَيهِمَا سَبعُمِائَةِ سَنَةٍ

45-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن عُثمَانَ عَن رَجُلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ فِي قَولِ اللّهِفَأَرَدنا أَن


صفحه : 311

يُبدِلَهُما رَبّهُما خَيراً مِنهُ زَكاةً وَ أَقرَبَ رُحماً قَالَ وُلِدَت لَهُمَا جَارِيَةٌ فَوَلَدَت غُلَاماً فَكَانَ نَبِيّاً

46-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ اللحّميِ‌ّ قَالَ وُلِدَت لِرَجُلٍ مِن أَصحَابِنَا جَارِيَةٌ فَدَخَلَ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ فَرَآهُ مُتَسَخّطاً لَهَا فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ أَ رَأَيتَ لَو أَنّ اللّهَ أَوحَي إِلَيكَ أنَيّ‌ أَختَارُ لَكَ أَو تَختَارُ لِنَفسِكَ مَا كُنتَ تَقُولُ قَالَ كُنتُ أَقُولُ يَا رَبّ تَختَارُ لِي قَالَ فَإِنّ اللّهَ قَدِ اختَارَ لَكَ ثُمّ قَالَ إِنّ الغُلَامَ ألّذِي قَتَلَهُ العَالِمُ حِينَ كَانَ مَعَ مُوسَي فِي قَولِ اللّهِفَأَرَدنا أَن يُبدِلَهُما رَبّهُما خَيراً مِنهُ زَكاةً وَ أَقرَبَ رُحماً قَالَ فَأَبدَلَهُمَا جَارِيَةً وَلَدَت سَبعِينَ نَبِيّاً

47-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَبِي يَحيَي الواَسطِيِ‌ّ رَفَعَهُ إِلَي أَحَدِهِمَا فِي قَولِ اللّهِوَ أَمّا الغُلامُ فَكانَ أَبَواهُ مُؤمِنَينِ إِلَي قَولِهِوَ أَقرَبَ رُحماً قَالَ أَبدَلَهُمَا مَكَانَ الِابنِ بِنتاً فَوَلَدَت سَبعِينَ نَبِيّاً

48-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ كَم مِن إِنسَانٍ لَهُ حَقّ لَا يَعلَمُ بِهِ قَالَ قُلتُ وَ مَا ذَاكَ أَصلَحَكَ اللّهُ قَالَ إِنّ صاَحبِيَ‌ِ الجِدَارِ كَانَ لَهُمَا كَنزٌ تَحتَهُ أَمَا إِنّهُ لَم يَكُن ذهب [ذَهَباً] وَ لَا فِضّةً قَالَ قُلتُ فَأَيّهُمَا كَانَ أَحَقّ بِهِ فَقَالَ الأَكبَرُ كَذَلِكَ نَقُولُ


صفحه : 312

49-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ يَقُولُ إِنّ اللّهَ لَيُفلِحُ بِفَلَاحِ الرّجُلِ المُؤمِنِ وُلدَهُ وَ وُلدَ وُلدِهِ وَ يَحفَظُهُ فِي دُوَيرَتِهِ وَ دُوَيرَاتٍ حَولَهُ فَلَا يَزَالُونَ فِي حِفظِ اللّهِ لِكَرَامَتِهِ عَلَي اللّهِ ثُمّ ذَكَرَ الغُلَامَينِ فَقَالَوَ كانَ أَبُوهُما صالِحاً أَ لَم تَرَ أَنّ اللّهَ شَكَرَ صَلَاحَ أَبَوَيهِمَا لَهُمَا

50-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن مُحَمّدِ بنِ عَمرٍو الكوُفيِ‌ّ عَن رَجُلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ إِنّ الغُلَامَينِ كَانَ بَينَهُمَا وَ بَينَ أَبِيهِمَا سَبعُمِائَةِ سَنَةٍ

51-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن صَفوَانَ الجَمّالِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ سَأَلتُهُ عَن قَولِ اللّهِوَ أَمّا الجِدارُ فَكانَ لِغُلامَينِ يَتِيمَينِ فِي المَدِينَةِ وَ كانَ تَحتَهُ كَنزٌ لَهُما فَقَالَ أَمَا إِنّهُ مَا كَانَ ذَهَباً وَ لَا فِضّةً وَ إِنّمَا كَانَ أَربَعَ كَلِمَاتٍ إنِيّ‌ أَنَا اللّهُ لَا إِلَهَ إِلّا أَنَا مَن أَيقَنَ بِالمَوتِ لَم يَضحَك سِنّهُ وَ مَن أَقَرّ بِالحِسَابِ لَم يَفرَح قَلبُهُ وَ مَن آمَنَ بِالقَدَرِ لَم يَخشَ إِلّا رَبّهُ

كا،[الكافي‌]عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن صفوان مثله

52- مِن رِيَاضِ الجِنَانِ أَخَذَهُ مِن أَربَعِينَ السّيّدِ الحُسَينِ بنِ دِحيَةَ بنِ خَلِيفَةَ الكلَبيِ‌ّ بِإِسنَادِهِ عَن عَمّارِ بنِ خَالِدٍ عَن إِسحَاقَ الأَزرَقِ عَن عَبدِ المَلِكِ بنِ سُلَيمَانَ قَالَ وُجِدَ فِي ذَخِيرَةِ أَحَدِ حوَاَريِ‌ّ المَسِيحِ رِقّ فِيهِ مَكتُوبٌ بِالقَلَمِ السرّياَنيِ‌ّ مَنقُولٌ مِنَ التّورَاةِ أَنّهُ لَمّا تَشَاجَرَ مُوسَي وَ الخَضِرُ عَلَيهِ السّلَامُ فِي قِصّةِ السّفِينَةِ وَ الغُلَامِ وَ الجِدَارِ وَ رَجَعَ مُوسَي إِلَي قَومِهِ سَأَلَهُ أَخُوهُ هَارُونُ عَلَيهِ السّلَامُ عَمّا استَعلَمَهُ مِنَ الخَضِرِ عَلَيهِ السّلَامُ وَ شَاهَدَهُ مِن عَجَائِبِ البَحرِ قَالَ بَينَا أَنَا وَ الخَضِرُ عَلَي شَاطِئِ البَحرِ إِذ سَقَطَ بَينَ أَيدِينَا طَائِرٌ أَخَذَ فِي مِنقَارِهِ قَطرَةً وَ رَمَي بِهَا نَحوَ المَشرِقِ وَ أَخَذَ ثَانِيَةً وَ رَمَاهَا فِي المَغرِبِ وَ أَخَذَ ثَالِثَةً وَ رَمَي بِهَا نَحوَ السّمَاءِ وَ رَابِعَةً


صفحه : 313

رَمَاهَا إِلَي الأَرضِ ثُمّ أَخَذَ خَامِسَةً وَ عَادَ أَلقَاهَا فِي البَحرِ فَبُهِتنَا لِذَلِكَ فَسَأَلتُ الخَضِرَ عَلَيهِ السّلَامُ عَن ذَلِكَ فَلَم يُجِب وَ إِذَا نَحنُ بِصَيّادٍ يَصطَادُ فَنَظَرَ إِلَينَا وَ قَالَ مَا لِي أَرَاكُمَا فِي فِكرٍ وَ تَعَجّبٍ مِنَ الطّائِرِ قُلنَا هُوَ ذَلِكَ قَالَ أَنَا رَجُلٌ صَيّادٌ قَد عَلِمتُ وَ أَنتُمَا نَبِيّانِ مَا تَعلَمَانِ قُلنَا مَا نَعلَمُ إِلّا مَا عَلّمَنَا اللّهُ قَالَ هَذَا طَائِرٌ فِي البَحرِ يُسَمّي مسلم [مُسلِماً]لِأَنّهُ إِذَا صَاحَ يَقُولُ فِي صِيَاحِهِ مُسلِمٌ فَأَشَارَ برِمَي‌ِ المَاءِ مِن مِنقَارِهِ إِلَي السّمَاءِ وَ الأَرضِ وَ المَشرِقِ وَ المَغرِبِ إِلَي أَنّهُ يُبعَثُ نبَيِ‌ّ بَعدَكُمَا تَملِكُ أُمّتُهُ المَشرِقَ وَ المَغرِبَ وَ يَصعَدُ إِلَي السّمَاءِ وَ يُدفَنُ فِي الأَرضِ وَ أَمّا رَميُهُ المَاءَ فِي البَحرِ يَقُولُ إِنّ عِلمَ العَالِمِ عِندَ عِلمِهِ مِثلُ هَذِهِ القَطرَةِ وَ وَرِثَ عِلمَهُ وَصِيّهُ وَ ابنُ عَمّهِ فَسَكَنَ مَا كُنّا فِيهِ مِنَ المُشَاجَرَةِ وَ استَقَلّ كُلّ وَاحِدٍ مِنّا عِلمَهُ بَعدَ أَن كُنّا مُعجَبِينَ بِأَنفُسِنَا ثُمّ غَابَ الصّيّادُ عَنّا فَعَلِمنَا أَنّهُ مَلَكٌ بَعَثَهُ اللّهُ تَعَالَي إِلَينَا لِيُعَرّفَنَا حَيثُ ادّعَينَا الكَمَالَ

كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة]ذكر بعض أصحابنا من رواة الحديث في كتاب الأربعين رواية أسعد الإربلي‌ عن عمار بن خالدمثله تذنيب قال السيد المرتضي قدس الله روحه فإن قيل كيف يجوز أن يتبع موسي عليه السلام غيره ويتعلم منه وعندكم أن النبي لايجوز أن يفتقر إلي غيره وكيف يجوز أن يقول له إِنّكَ لَن تَستَطِيعَ معَيِ‌َ صَبراً والاستطاعة عندكم هي‌ القدرة و قد كان موسي عليه السلام علي مذهبكم قادرا علي الصبر وكيف قال موسي عليه السلام ستَجَدِنُيِ‌ إِن شاءَ اللّهُ صابِراً وَ لا أعَصيِ‌ لَكَ أَمراًفاستثني المشية في الصبر وأطلق فيما ضمنه من طاعته واجتناب


صفحه : 314

معصيته وكيف قال لَقَد جِئتَ شَيئاً إِمراً وشَيئاً نُكراً و ماأتي العالم منكرا علي الحقيقة و مامعني قوله لا تؤُاخذِنيِ‌ بِما نَسِيتُ وعندكم أن النسيان لايجوز علي الأنبياء و لم نعت موسي عليه السلام النفس بأنها زكية و لم تكن كذلك علي الحقيقة و لم قال فَخَشِينا فإن كان ألذي خشيه الله تعالي علي ماظنه قوم فالخشية لاتجوز عليه تعالي و إن كان هوالخضر فكيف يستبيح دم الغلام لأجل الخشية والخشية لاتقتضي‌ علما و لايقينا.قلنا أماالعالم ألذي نعته الله في هذه الآيات فلايجوز إلا أن يكون نبيا فاضلا و قدقيل إنه الخضر عليه السلام وأنكر أبو علي ذلك وزعم أنه ليس بصحيح قال لأن الخضر يقال إنه كان نبيا من أنبياء بني‌ إسرائيل الذين بعثوا بعد موسي عليه السلام و ليس يمتنع أن يكون الله تعالي قدأعلم هذاالعالم ما لم يعلمه موسي عليه السلام وأرشد موسي عليه السلام إليه ليتعلم منه وإنما المنكر أن يحتاج النبي في العلم إلي بعض رعيته المبعوث إليهم و أما أن يفتقر إلي غيره ممن ليس له برعية فجائز و ماتعلمه من هذاالعالم إلاكتعلمه من الملك ألذي يهبط إليه بالوحي‌ و ليس في هذادلالة علي أنه كان أفضل من موسي في العلم لأنه لايمتنع أن يزيد موسي عليه السلام عليه في سائر العلوم التي‌ هي‌ أفضل وأشرف مما علمه . و أمانفي‌ الاستطاعة فإنما أراد بها أن الصبر لايخف عليك و أنه يثقل علي طبيعتك كما يقول أحدنا لغيره إنك لاتستطيع أن تنظر إلي‌ و كما يقول للمريض ألذي يجهده الصوم و إن كان عليه قادرا إنك لاتستطيع الصيام و لاتطيقه وربما عبر بالاستطاعة عن الفعل نفسه كما قال الله تعالي حكاية عن الحواريين هَل يَستَطِيعُ رَبّكَ أَن يُنَزّلَ عَلَينا مائِدَةً مِنَ السّماءِفكأنه علي هذاالوجه قال له إنك لن تصبر ولن


صفحه : 315

يقع منك الصبر و إن كان إنما نفي القدرة علي ماظنه الجهال لكان العالم و هو في ذلك سواء فلامعني لاختصاصه بنفي‌ الاستطاعة و ألذي يدل علي أنه إنما نفي عنه الصبر لاالاستطاعة قول موسي عليه السلام في جوابه ستَجَدِنُيِ‌ إِن شاءَ اللّهُ صابِراً و لم يقل ستجدني‌ إن شاء الله مستطيعا و من حق الجواب أن يطابق الابتداء فدل جوابه علي أن الاستطاعة في الابتداء هي‌ عبارة عن الفعل نفسه .فأما قوله وَ لا أعَصيِ‌ لَكَ أَمراًفهو أيضا مشروط بالمشية و ليس بمطلق علي ماذكر في السؤال فكأنه قال ستجدني‌ صابرا و لاأعصي‌ لك أمرا إن شاء الله وإنما قدم الشرط علي الأمرين جميعا و هذاظاهر في الكلام فأما قوله لَقَد جِئتَ شَيئاً إِمراًفقد قيل إنه أراد شيئا عجبا وقيل إنه أراد شيئا منكرا وقيل إن الإمر أيضا هوالداهية فكأنه قال جئت داهية و قدذهب بعض أهل اللغة إلي أن الإمر مشتق من الكثرة من أمر القوم إذاكثروا وجعل عبارة عما كثر عجبه و إذاحملت هذه اللفظة علي العجب فلاسؤال فيها و إن حملت علي المنكر كان الجواب عنها و عن قوله لَقَد جِئتَ شَيئاً نُكراًواحدا و في ذلك وجوه منها أن ظاهر ماأتيته المنكر و من يشاهده ينكره قبل أن يعرف علته . ومنها أن يكون حذف الشرط فكأنه أراد إن كنت قتلته ظالما لقد جئت شيئا نكرا. ومنها أنه أراد أنك أتيت أمرا بديعا غريبا فإنهم يقولون فيما يستغربونه ويجهلون علته أنه نكر ومنكر و ليس يمكن أن يدفع خروج الكلام مخرج الاستفهام والتقرير دون القطع أ لاتري إلي قوله أَ خَرَقتَها لِتُغرِقَ أَهلَها و إلي قوله أَ قَتَلتَ نَفساً زَكِيّةً بِغَيرِ نَفسٍ ومعلوم أنه إن كان قصد بخرق السفينة إلي التغريق فقد أتي منكرا وكذلك إن كان قتل النفس علي سبيل الظلم .فأما قوله لا تؤُاخذِنيِ‌ بِما نَسِيتُفقد ذكر فيه وجوه ثلاثة


صفحه : 316

أحدها أنه أراد النسيان المعروف و ليس ذلك بعجب مع قصر المدة فإن الإنسان قدينسي ماقرب زمانه لمايعرض له من شغل القلب و غير ذلك . والوجه الثاني‌ أنه أراد لاتؤاخذني‌ بما تركت ويجري‌ ذلك مجري قوله تعالي وَ لَقَد عَهِدنا إِلي آدَمَ مِن قَبلُ فنَسَيِ‌َ أي ترك و قَد روُيِ‌َ هَذَا الوَجهُ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ عَن أُبَيّ بنِ كَعبٍ عَن رَسُولِ اللّهِص قَالَ قَالَ مُوسَيلا تؤُاخذِنيِ‌ بِما نَسِيتُ يَقُولُ بِمَا تَرَكتُ مِن عَهدِكَ

. والوجه الثالث أنه أراد لاتؤاخذني‌ بما فعلته مما يشبه النسيان فسماه نسيانا للمشابهة كما قال المؤذن لإخوة يوسف عليه السلام إِنّكُم لَسارِقُونَ أي إنكم تشبهون السراق و كمايتأول الخبر ألذي

يَروِيهِ أَبُو هُرَيرَةَ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ كَذَبَ اِبرَاهِيمُ ثَلَاثَ كَذَبَاتٍ فِي قَولِهِ سَارَةُ أخُتيِ‌ وَ فِي قَولِهِبَل فَعَلَهُ كَبِيرُهُم هذا وَ فِي قَولِهِإنِيّ‌ سَقِيمٌ

والمراد بذلك إن كان هذاالخبر صحيحا أنه فعل ماظاهره الكذب و إذاحملنا هذه اللفظة علي غيرالنسيان الحقيقي‌ فلاسؤال فيها و إذاحملناها علي النسيان في الحقيقة كان الوجه فيها أن النبي إنما لايجوز عليه النسيان فيما يؤديه أو في شرعه أو في أمر يقتضي‌ التنفير عنه فأما فيما هوخارج عما ذكرناه فلامانع من النسيان أ لاتري أنه إذانسي‌ أوسها في مأكله أومشربه علي وجه لايستمر و لايتصل فينسب إلي أنه مغفل أن ذلك غيرممتنع . و أماوصف النفس بأنها زكية فقد قلنا إن ذلك خرج مخرج الاستفهام لا علي سبيل الإخبار و إذا كان استفهاما فلاسؤال علي هذاالموضع .


صفحه : 317

و قداختلف المفسرون في هذه النفس فقال أكثرهم إنه كان صبيا لم يبلغ الحلم و إن الخضر و موسي عليه السلام مرا بغلمان يلعبون فأخذ الخضر منهم غلاما فأضجعه وذبحه بالسكين و من ذهب إلي هذاالوجه يجب أن يحمل قوله زكية علي أنه من الزكاء ألذي هوالزيادة والنماء لا من الطهارة في الدين من قولهم زكت الأرض يزكو إذازاد ريعها وذهب قوم إلي أنه كان رجلا بالغا كافرا و لم يكن يعلم موسي عليه السلام باستحقاقه للقتل فاستفهم عن حاله و من أجاب بهذا الجواب إذاسئل عن قوله تعالي حَتّي إِذا لَقِيا غُلاماً يقول لايمتنع تسمية الرجل بأنه غلام علي مذهب العرب و إن كان بالغا. و أما قوله فَخَشِينا أَن يُرهِقَهُما طُغياناً وَ كُفراًفالظاهر يشهد أن الخشية هي‌ من العالم لا منه تعالي والخشية هاهنا قيل إنها العلم كما قال الله تعالي وَ إِنِ امرَأَةٌ خافَت مِن بَعلِها نُشُوزاً أَو إِعراضاً و قوله إِلّا أَن يَخافا أَلّا يُقِيما حُدُودَ اللّهِ و قوله عز و جل وَ إِن خِفتُم عَيلَةً و كل ذلك بمعني العلم و علي هذاالوجه كان يقول إنني‌ علمت بإعلام الله تعالي لي أن هذاالغلام متي بقي‌ كفر أبواه ومتي قتل بقيا علي إيمانهما فصارت تبقيته مفسدة ووجب اخترامه و لافرق بين أن يميته الله تعالي و بين أن يأمر بقتله و قدقيل إن الخشية هاهنا بمعني الخوف ألذي لا يكون معه يقين و لاقطع و هذايطابق جواب من قال إن الغلام كان كافرا مستحقا للقتل بكفره وانضاف إلي استحقاقه ذلك بالكفر خشية إدخال أبويه في الكفر وتزيينه لهما و قال قوم إن الخشية هاهنا هي‌ الكراهية يقول القائل فرقت


صفحه : 318

بين الرجلين خشية أن يقتتلا أي كراهية لذلك و علي هذاالتأويل والوجه ألذي قلنا إنه بمعني العلم لايمتنع أن يضاف الخشية إلي الله تعالي . فإن قيل فما معني قوله تعالي أَمّا السّفِينَةُ فَكانَت لِمَساكِينَ يَعمَلُونَ فِي البَحرِ والسفينة البحرية تساوي‌ المال الجزيل وكيف يسمي مالكها بأنه مسكين والمسكين عندقوم شر من الفقير وكيف قال وَ كانَ وَراءَهُم مَلِكٌ يَأخُذُ كُلّ سَفِينَةٍ غَصباً و من كان وراءهم قدسلموا من شره ونجوا من مكروهه وإنما الحذر مما يستقبل .قلنا أما قوله لِمَساكِينَففيه غيروجه منها أنه لم يعن بوصفهم بالمسكنة الفقر وإنما أراد عدم الناصر وانقطاع الحيلة كمايقال لمن له عدو يظلمه ويتهضمه إنه مسكين ومستضعف و إن كان كثير المال واسع الحال ويجري‌ هذاالمجري

مَا روُيِ‌َ عَنهُ عَلَيهِ السّلَامُ مِن قَولِهِ مِسكِينٌ مِسكِينٌ رَجُلٌ لَا زَوجَةَ لَهُ

وإنما أراد وصفه بالعجز وقلة الحيلة و إن كان ذا مال واسع . ووجه آخر و هو أن السفينة للبحري‌ ألذي لايتعيش إلا بها و لايقدر علي التكسب إلا من جهتها كالدار التي‌ يسكنها الفقير هو وعياله و لايجد سواها فهو مضطر إليها ومنقطع الحيلة إلامنها و إذاانضاف إلي ذلك أن يشاركه جماعة في السفينة حتي يكون له فيهاالجزء اليسير كان أسوأ حالا وأظهر فقرا. ووجه آخر أن لفظة المساكين قدقرئت بتشديد السين و إذاصحت هذه الرواية فالمراد بهاالبخلاء و قدسقط السؤال .فأما قوله تعالي وَ كانَ وَراءَهُم مَلِكٌفهذه اللفظة يعبر بها عن الأمام والخلف معا


صفحه : 319

فهي‌ هاهنا بمعني الأمام ويشهد بذلك قوله تعالي مِن وَرائِهِ جَهَنّمُيعني‌ من قدامه و بين يديه و قال الشاعر


ليس علي طول الحياة ندم .   و من وراء المرء مايعلم

و لاشبهة في أن المراد بجميع ذلك القدام و قال بعض أهل العربية إنما صلح أن يعبر بالوراء عن الأمام إذا كان الشي‌ء المخبر عنه بالوراء يعلم أنه لابد من بلوغه ثم سبقه وتخليفه . ووجه آخر أنه يجوز أن يريد أن ملكا ظالما كان خلفهم و في طريقهم عندرجوعهم علي وجه لاانفكاك لهم منه و لاطريق لهم غيرالمرور به فخرق السفينة حتي لايأخذها إذاعادوا عليه ويمكن أن يكون وراءهم علي وجه الاتباع والطلب و الله أعلم بمراده

53-مهج ،[مهج الدعوات ] روُيِ‌َ أَنّ الخَضِرَ وَ إِليَاسَ يَجتَمِعَانِ فِي كُلّ مَوسِمٍ فَيَفتَرِقَانِ عَن هَذَا الدّعَاءِ وَ هُوَ بِسمِ اللّهِ مَا شَاءَ اللّهُ لَا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ مَا شَاءَ اللّهُ كُلّ نِعمَةٍ فَمِنَ اللّهِ مَا شَاءَ اللّهُ الخَيرُ كُلّهُ بِيَدِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ مَا شَاءَ اللّهُ لَا يَصرِفُ السّوءَ إِلّا اللّهُ

54-كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن يُونُسَ عَن رَجُلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ قَالَ الخَضِرُ لِمُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ يَا مُوسَي إِنّ أَصلَحَ يَومَيكَ ألّذِي هُوَ أَمَامَكَ


صفحه : 320

فَانظُر أَيّ يَومٍ هُوَ وَ أَعِدّ لَهُ الجَوَابَ فَإِنّكَ مَوقُوفٌ وَ مَسئُولٌ وَ خُذ مَوعِظَتَكَ مِنَ الدّهرِ فَإِنّ الدّهرَ طَوِيلٌ قَصِيرٌ فَاعمَل كَأَنّكَ تَرَي ثَوَابَ عَمَلِكَ لِيَكُونَ أَطمَعَ لَكَ فِي الأَجرِ فَإِنّ مَا هُوَ آتٍ مِنَ الدّنيَا كَمَا قَد وَلّي مِنهَا

بيان طويل أي دهر الموعظة و هو مامضي من الدهور أوالعمر من جهة الموعظة قصير أي دهر العمل أو من جهته و قوله فإن ما هوآت لعله تعليل لرؤية ثواب العمل وتعجيل حلول أوانه .أقول سيأتي‌ في أبواب وفاة الرسول ووفاة أمير المؤمنين ص مجي‌ء الخضر لتعزية أهل البيت عليه السلام و في أبواب أحوال أمير المؤمنين عليه السلام أيضا مجيئه إليه عليه السلام . وأقول وجدت في كتاب مزار لبعض قدماء أصحابنا أنه روي‌ عن علي بن ابراهيم عن أبيه قال حججت إلي بيت الله الحرام فوردنا عندنزولنا الكوفة فدخلنا مسجد السهلة فإذانحن بشخص راكع ساجد فلما فرغ دعا بهذا الدعاء أنت الله لاإله إلا أنت إلي آخر الدعاء ثم نهض إلي زاوية المسجد فوقف هناك وصلي ركعتين ونحن معه فلما انفتل من الصلاة سبح ثم دعا فقال أللهم إلي آخر الدعاء ثم نهض فسألناه عن المكان فقال إن هذاالموضع بيت ابراهيم الخليل ألذي كان يخرج منه إلي العمالقة ثم مضي إلي الزاوية الغربية فصلي ركعتين ثم رفع يديه و قال أللهم إلي آخر الدعاء ثم قام ومضي إلي الزاوية الشرقية فصلي ركعتين ثم بسط كفيه و قال أللهم إلي


صفحه : 321

آخر الدعاء وعفر خديه علي الأرض وقام فخرج فسألناه بم يعرف هذاالمكان فقال إنه مقام الصالحين والأنبياء والمرسلين قال فاتبعناه و إذا به قددخل إلي مسجد صغير بين يدي‌ السهلة فصلي فيه ركعتين بسكينة ووقار كماصلي أول مرة ثم بسط كفيه و قال إلهي‌ إلي آخر الدعاء ثم بكي وعفر خديه و قال ارحم من أساء واقترف واستكان واعترف ثم قلب خده الأيسر ودعا ثم خرج فاتبعته و قلت له ياسيدي‌ بم يعرف هذاالمسجد فقال إنه مسجد زيد بن صوحان صاحب علي بن أبي طالب عليه السلام ثم غاب عنا و لم نره فقال لي صاحبي‌ إنه الخضر عليه السلام

55- وَ رَوَي الديّلمَيِ‌ّ فِي كِتَابِ أَعلَامِ الدّينِ عَن أَبِي أُمَامَةَ أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ ذَاتَ يَومٍ لِأَصحَابِهِ أَ لَا أُحَدّثُكُم عَنِ الخَضِرِ قَالُوا بَلَي يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ بَينَا هُوَ يمَشيِ‌ فِي سُوقٍ مِن أَسوَاقِ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ إِذ بَصُرَ بِهِ مِسكِينٌ فَقَالَ تَصَدّق عَلَيّ بَارَكَ اللّهُ فِيكَ قَالَ الخَضِرُ آمَنتُ بِاللّهِ مَا يقَضيِ‌ اللّهُ يَكُونُ مَا عنِديِ‌ مِن شَيءٍ أُعطِيكَهُ قَالَ المِسكِينُ بِوَجهِ اللّهِ لَمّا تَصَدّقتَ عَلَيّ إنِيّ‌ رَأَيتُ الخَيرَ فِي وَجهِكَ وَ رَجَوتُ الخَيرَ عِندَكَ قَالَ الخَضِرُ آمَنتُ بِاللّهِ إِنّكَ سأَلَتنَيِ‌ بِأَمرٍ عَظِيمٍ مَا عنِديِ‌ مِن شَيءٍ أُعطِيكَهُ إِلّا أَن تأَخذُنَيِ‌ فتَبَيِعنَيِ‌ قَالَ المِسكِينُ وَ هَل يَستَقِيمُ هَذَا قَالَ الحَقّ أَقُولُ لَكَ إِنّكَ سأَلَتنَيِ‌ بِأَمرٍ عَظِيمٍ سأَلَتنَيِ‌ بِوَجهِ ربَيّ‌ عَزّ وَ جَلّ أَمَا إنِيّ‌ لَا أُخَيّبُكَ فِي مسَألَتَيِ‌ بِوَجهِ ربَيّ‌ فبَعِنيِ‌ فَقَدّمَهُ إِلَي السّوقِ فَبَاعَهُ بِأَربَعِمِائَةِ دِرهَمٍ فَمَكَثَ عِندَ المشُترَيِ‌ زَمَاناً لَا يَستَعمِلُهُ فِي شَيءٍ فَقَالَ الخَضِرُ عَلَيهِ السّلَامُ إِنّمَا ابتعَتنَيِ‌ التِمَاسَ خدِمتَيِ‌ فمَرُنيِ‌ بِعَمَلٍ قَالَ إنِيّ‌ أَكرَهُ أَن أَشُقّ عَلَيكَ إِنّكَ شَيخٌ كَبِيرٌ قَالَ لَستَ تَشُقّ عَلَيّ قَالَ فَقُم فَانقُل هَذِهِ الحِجَارَةَ قَالَ وَ كَانَ لَا يَنقُلُهَا دُونَ سِتّةِ نَفَرٍ فِي يَومٍ فَقَامَ فَنَقَلَ الحِجَارَةَ فِي سَاعَتِهِ فَقَالَ لَهُ أَحسَنتَ وَ أَجمَلتَ وَ أَطَقتَ مَا لَم يُطِقهُ أَحَدٌ قَالَ ثُمّ عَرَضَ لِلرّجُلِ سَفَرٌ فَقَالَ إنِيّ‌ أَحسَبُكَ أَمِيناً فاَخلفُنيِ‌ فِي أهَليِ‌ خِلَافَةً حَسَنَةً وَ إنِيّ‌ أَكرَهُ أَن أَشُقّ عَلَيكَ قَالَ لَستَ تَشُقّ عَلَيّ قَالَ فَاضرِب مِنَ اللّبِنِ شَيئاً حَتّي أَرجِعَ إِلَيكَ قَالَ فَخَرَجَ الرّجُلُ لِسَفَرِهِ وَ رَجَعَ وَ قَد شَيّدَ بِنَاءَهُ فَقَالَ لَهُ الرّجُلُ أَسأَلُكَ


صفحه : 322

بِوَجهِ اللّهِ مَا حَسَبُكَ وَ مَا أَمرُكَ قَالَ إِنّكَ سأَلَتنَيِ‌ بِأَمرٍ عَظِيمٍ بِوَجهِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ وَجهُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ أوَقعَنَيِ‌ فِي العُبُودِيّةِ وَ سَأُخبِرُكَ مَن أَنَا أَنَا الخَضِرُ ألّذِي سَمِعتَ بِهِ سأَلَنَيِ‌ مِسكِينٌ صَدَقَةً وَ لَم يَكُن عنِديِ‌ شَيءٌ أُعطِيهِ فسَأَلَنَيِ‌ بِوَجهِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَأَمكَنتُهُ مِن رقَبَتَيِ‌ فبَاَعنَيِ‌ فَأُخبِرُكَ أَنّهُ مَن سُئِلَ بِوَجهِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَرَدّ سَائِلَهُ وَ هُوَ قَادِرٌ عَلَي ذَلِكَ وَقَفَ يَومَ القِيَامَةِ لَيسَ لِوَجهِهِ جِلدٌ وَ لَا لَحمٌ وَ لَا دَمٌ إِلّا عَظمٌ يَتَقَعقَعُ قَالَ الرّجُلُ شَقَقتُ عَلَيكَ وَ لَم أَعرِفكَ قَالَ لَا بَأسَ أَبقَيتَ وَ أَحسَنتَ قَالَ بأِبَيِ‌ أَنتَ وَ أمُيّ‌ احكُم فِي أهَليِ‌ وَ ماَليِ‌ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَم أُخَيّرُكَ فأَخُلَيّ‌ سَبِيلَكَ قَالَ أَحَبّ إلِيَ‌ّ أَن تخُلَيّ‌َ سبَيِليِ‌ فَأَعبُدَ اللّهَ عَلَي سَبِيلِهِ فَقَالَ الخَضِرُ عَلَيهِ السّلَامُ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي أوَقعَنَيِ‌ فِي العُبُودِيّةِ فأَنَجاَنيِ‌ مِنهَا


صفحه : 323

باب 11- ماناجي به موسي عليه السلام ربه و ماأوحي‌ إليه من الحكم والمواعظ و ماجري بينه و بين إبليس لعنه الله و فيه بعض النوادر

الآيات النساء 160-فَبِظُلمٍ مِنَ الّذِينَ هادُوا حَرّمنا عَلَيهِم طَيّباتٍ أُحِلّت لَهُم وَ بِصَدّهِم عَن سَبِيلِ اللّهِ كَثِيراً وَ أَخذِهِمُ الرّبَوا وَ قَد نُهُوا عَنهُ وَ أَكلِهِم أَموالَ النّاسِ بِالباطِلِ وَ أَعتَدنا لِلكافِرِينَ مِنهُم عَذاباً أَلِيماًالأنعام 146-وَ عَلَي الّذِينَ هادُوا حَرّمنا كُلّ ذيِ‌ ظُفُرٍ وَ مِنَ البَقَرِ وَ الغَنَمِ حَرّمنا عَلَيهِم شُحُومَهُما إِلّا ما حَمَلَت ظُهُورُهُما أَوِ الحَوايا أَو مَا اختَلَطَ بِعَظمٍ ذلِكَ جَزَيناهُم بِبَغيِهِم وَ إِنّا لَصادِقُونَ و قال تعالي الأنعام ثُمّ آتَينا مُوسَي الكِتابَ تَماماً عَلَي ألّذِي أَحسَنَ وَ تَفصِيلًا لِكُلّ شَيءٍ وَ هُديً وَ رَحمَةً لَعَلّهُم بِلِقاءِ رَبّهِم يُؤمِنُونَالنحل وَ عَلَي الّذِينَ هادُوا حَرّمنا ما قَصَصنا عَلَيكَ مِن قَبلُ وَ ما ظَلَمناهُم وَ لكِن كانُوا أَنفُسَهُم يَظلِمُونَالإسراءوَ آتَينا مُوسَي الكِتابَ وَ جَعَلناهُ هُديً لبِنَيِ‌ إِسرائِيلَ أَلّا تَتّخِذُوا مِن دوُنيِ‌ وَكِيلًاالقصص وَ ما كُنتَ بِجانِبِ الغرَبيِ‌ّ إِذ قَضَينا إِلي مُوسَي الأَمرَ وَ ما كُنتَ مِنَ الشّاهِدِينَ و قال تعالي القصص وَ ما كُنتَ بِجانِبِ الطّورِ إِذ نادَينا وَ لكِن رَحمَةً مِن رَبّكَ لِتُنذِرَ قَوماً ما أَتاهُم مِن نَذِيرٍ مِن قَبلِكَ لَعَلّهُم يَتَذَكّرُونَتفسير قال الطبرسي‌ رحمه الله فَبِظُلمٍ مِنَ الّذِينَ هادُوا أي بما ظلم اليهود أنفسهم بارتكاب المعاصي‌ التي‌ تقدم ذكرها و قوله حَرّمناعمل في الباء أي لمافعلوا مافعلوا اقتضت المصلحة تحريم هذه الأشياء عليهم وقيل حرم هذه الطيبات علي الظالمين منهم


صفحه : 324

عقوبة علي فعلهم وهي‌ ما بين في قوله سبحانه وَ عَلَي الّذِينَ هادُوا حَرّمنا كُلّ ذيِ‌ ظُفُرٍالآية.كُلّ ذيِ‌ ظُفُرٍقيل هو كل ما ليس بمنفرج الأصابع كالإبل والنعام والإوز والبط عن ابن عباس وغيره وقيل هوالإبل فقط وقيل يدخل فيه كل السباع والكلاب والسنانير و مايصطاد بظفره وقيل كل ذي‌ مخلب من الطير و كل ذي‌ حافر من الدواب وَ مِنَ البَقَرِ وَ الغَنَمِأخبر سبحانه أنه كان حرم عليهم شحوم البقر والغنم من الثرب وشحم الكلي و غير ذلك مما في أجوافها واستثني من ذلك فقال إِلّا ما حَمَلَت ظُهُورُهُما أي من الشحم و هواللحم السمين فإنه لم يحرم عليهم أَوِ الحَوايا أي ماحملته الحوايا من الشحم والحوايا هي‌ المباعر وقيل هي‌ بنات اللبن وقيل الأمعاء التي‌ عليها الشحوم أَو مَا اختَلَطَ بِعَظمٍ و هوشحم الجنب والألية لأنه علي العصعص وقيل الألية لم تدخل في ذلك ذلِكَ جَزَيناهُم بِبَغيِهِم أي حرمنا ذلك عليهم عقوبة لهم بقتلهم الأنبياء وأخذهم الربا واستحلالهم أموال الناس .تَماماً عَلَي ألّذِي أَحسَنَ أي تماما علي إحسان موسي أي ليكمل إحسانه ألذي يستحق به كمال ثوابه في الآخرة أوتماما علي المحسنين أوتماما علي إحسان الله إلي أنبيائه وقيل أي تماما علي ألذي أحسن الله سبحانه إلي موسي بالنبوة وغيرها من الكرامة وقيل تماما للنعمة علي ابراهيم ولجزائه علي إحسانه في طاعة ربه و ذلك من لسان الصدق ألذي سأل الله سبحانه أن يجعله له وَ تَفصِيلًا لِكُلّ شَيءٍمما يحتاج إليه الخلق وَ هُديً أي ودلالة علي الحق والدين يهتدي بها في التوحيد والعدل والشرائع وَ رَحمَةً أي


صفحه : 325

نعمة علي سائر المكلفين بِلِقاءِ رَبّهِم أي بجزائه .ما قَصَصنا عَلَيكَ أي في سورة الأنعام .أَلّا تَتّخِذُوا مِن دوُنيِ‌ وَكِيلًا أي أمرناهم أن لاتتخذوا من دوني‌ معتمدا عليه ترجعون إليه في النوائب أوربا تتوكلون عليه .وَ ما كُنتَ يا محمدبِجانِبِ الغرَبيِ‌ّ أي حاضرا بجانب الجبل الغربي‌ أي في الجانب الغربي‌ من الجبل ألذي كلم الله فيه موسي وقيل بجانب الوادي‌ الغربي‌إِذ قَضَينا إِلي مُوسَي الأَمرَ أي عهدنا إليه وأحكمنا الأمر معه بالرسالة إلي فرعون وقومه وقيل أي أخبرناه بأمرنا ونهينا وقيل أراد كلامه معه في وصف نبيناص ونبوته وَ ما كُنتَ مِنَ الشّاهِدِينَ أي الحاضرين لذلك الأمر وبذلك المكان فتخبر قومك به عن مشاهدة وعيان ولكنا أخبرناك به ليكون معجزة لك وَ ما كُنتَ بِجانِبِ الطّورِ إِذ نادَينا أي و لم تكن حاضرا بناحية الجبل ألذي كلمنا عليه موسي وناديناه يا موسي خذ الكتاب بقوة وقيل أراد بذلك المرة الثانية التي‌ كلم الله فيها موسي حين اختار من قومه سبعين رجلا ليسمعوا كلام الله وَ لكِن رَحمَةً مِن رَبّكَ أي ولكن الله أعلمك ذلك وعرفك إياه نعمة من ربك أنعم بهاعليك و هو أن بعثك نبيا واختارك لإيتاء العلم بذلك معجزة لك .

1-فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ ابنِ أَبِي يَعفُورٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ يَقُولُ مَن زَرَعَ حِنطَةً فِي أَرضٍ فَلَم تُزَكّ أَرضَهُ وَ زَرعَهُ وَ خَرَجَ زَرعُهُ كَثِيرَ الشّعِيرِ فَبِظُلمٍ عَمِلَهُ فِي مِلكِ رَقَبَةِ الأَرضِ أَو بِظُلمٍ لِمُزَارِعِهِ وَ أَكَرَتِهِ لِأَنّ اللّهَ يَقُولُفَبِظُلمٍ مِنَ الّذِينَ هادُوا


صفحه : 326

حَرّمنا عَلَيهِم طَيّباتٍ أُحِلّت لَهُم وَ بِصَدّهِم عَن سَبِيلِ اللّهِ كَثِيراًيعَنيِ‌ لُحُومَ الإِبِلِ وَ شُحُومَ البَقَرِ وَ الغَنَمِ هَكَذَا أَنزَلَهَا اللّهُ فَاقرَءُوهَا هَكَذَا وَ مَا كَانَ اللّهُ لِيُحِلّ شَيئاً فِي كِتَابِهِ ثُمّ يُحَرّمَهُ بَعدَ مَا أَحَلّهُ وَ لَا يُحَرّمَ شَيئاً ثُمّ يُحِلّهُ بَعدَ مَا حَرّمَهُ قُلتُ وَ كَذَلِكَ أَيضاً قَولُهُوَ مِنَ البَقَرِ وَ الغَنَمِ حَرّمنا عَلَيهِم شُحُومَهُما قَالَ نَعَم قُلتُ فَقَولُهُإِلّا ما حَرّمَ إِسرائِيلُ عَلي نَفسِهِ قَالَ إِنّ إِسرَائِيلَ كَانَ إِذَا أَكَلَ مِن لَحمِ الإِبِلِ هَيّجَ عَلَيهِ وَجَعَ الخَاصِرَةِ فَحَرّمَ عَلَي نَفسِهِ لَحمَ الإِبِلِ وَ ذَلِكَ مِن قَبلِ أَن تُنَزّلَ التّورَاةُ فَلَمّا نَزَلَتِ التّورَاةُ لَم يُحَرّمهُ وَ لَم يَأكُلهُ

بيان لعله عليه السلام قرأ حرمنا بالتخفيف أي جعلناهم محرومين وتعديته بعلي لتضمين معني السخط أونحوه واستدل عليه السلام علي ذلك بأن ظلم اليهود كان بعد موسي عليه السلام و لم ينسخ شريعته إلابشريعة عيسي واليهود لم يؤمنوا به فلابد من أن يكون حرمنا بالتخفيف أي سلبنا عنهم التوفيق حتي ابتدعوا في دين الله وحرموا علي أنفسهم الطيبات التي‌ كانت حلالا عليهم افتراء علي الله و لم أر تلك القراءة في الشواذ أيضا. قوله عليه السلام و لم يأكله أي موسي للنزاهة أولاشتراك العلة ويمكن أن يقرأ يؤكله علي بناء التفعيل بأن يكون الضميران راجعين إلي الله تعالي أوبالتاء بإرجاعهما إلي التوراة وبالياء يحتمل ذلك أيضا و علي التاء يمكن أن يقرأ الثاني‌ بالتخفيف بإرجاعهما إلي بني‌ إسرائيل

2-فس ،[تفسير القمي‌] تَماماً عَلَي ألّذِي أَحسَنَيعَنيِ‌ تَمّ لَهُ الكِتَابُ لِمَا أَحسَنَ

3-فس ،[تفسير القمي‌]وَ عَلَي الّذِينَ هادُوا حَرّمنا كُلّ ذيِ‌ ظُفُرٍيعَنيِ‌ اليَهُودَ حَرّمَ اللّهُ عَلَيهِم لُحُومَ الطّيرِ وَ حَرّمَ عَلَيهِمُ الشّحُومَ وَ كَانُوا يُحِبّونَها إِلّا مَا كَانَ عَلَي ظُهُورِ الغَنَمِ أَو فِي جَانِبِهِ خَارِجاً مِنَ البَطنِ وَ هُوَ قَولُهُحَرّمنا عَلَيهِم شُحُومَهُما إِلّا ما حَمَلَت ظُهُورُهُما أَوِ الحَوايايعَنيِ‌ فِي الجَنِينِأَو مَا اختَلَطَ بِعَظمٍ ذلِكَ جَزَيناهُم بِبَغيِهِم أَي كَانَ مُلُوكُ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ


صفحه : 327

يَمنَعُونَ فُقَرَاءَهُم مِن أَكلِ لَحمِ الطّيرِ وَ الشّحُومِ فَحَرّمَ اللّهُ ذَلِكَ عَلَيهِم بِبَغيِهِم عَلَي فُقَرَائِهِم

بيان قال البيضاوي‌أَوِ الحَوايا أو مااشتمل علي الأمعاءأَو مَا اختَلَطَ بِعَظمٍ هوشحم الألية لاتصالها بالعصعص انتهي . قوله يعني‌ في الجنين هذامخالف للمشهور لكن لايبعد عن أصل المعني اللغوي‌ قال الزجاج واحدها حاوية وحاويا وحوية وهي‌ ماتحوي‌ في البطن فاجتمع واستدار فالمراد استثناء الشحم المحيط بالجنين أو ألذي في بطن الجنين و في بعض النسخ في الجنبين و هوأبعد من المعني اللغوي‌ مما مر و إن ناسب سابقه في الجملة

4- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]الدّقّاقُ عَنِ الأسَدَيِ‌ّ عَن سَهلٍ عَن عَبدِ العَظِيمِ الحسَنَيِ‌ّ عَن أَبِي الحَسَنِ العسَكرَيِ‌ّ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ لَمّا كَلّمَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مُوسَي بنَ عِمرَانَ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ مُوسَي إلِهَيِ‌ مَا جَزَاءُ مَن شَهِدَ أنَيّ‌ رَسُولُكَ وَ نَبِيّكَ وَ أَنّكَ كلَمّتنَيِ‌ قَالَ يَا مُوسَي تَأتِيهِ ملَاَئكِتَيِ‌ فَتُبَشّرُهُ بجِنَتّيِ‌ قَالَ مُوسَي إلِهَيِ‌ فَمَا جَزَاءُ مَن قَامَ بَينَ يَدَيكَ يصُلَيّ‌ قَالَ يَا مُوسَي أبُاَهيِ‌ بِهِ ملَاَئكِتَيِ‌ رَاكِعاً وَ سَاجِداً وَ قَائِماً وَ قَاعِداً وَ مَن بَاهَيتُ بِهِ ملَاَئكِتَيِ‌ لَم أُعَذّبهُ قَالَ مُوسَي إلِهَيِ‌ فَمَا جَزَاءُ مَن أَطعَمَ مِسكِيناً ابتِغَاءَ وَجهِكَ قَالَ يَا مُوسَي آمُرُ مُنَادِياً ينُاَديِ‌ يَومَ القِيَامَةِ عَلَي رُءُوسِ الخَلَائِقِ أَنّ فُلَانَ بنَ فُلَانٍ مِن عُتَقَاءِ اللّهِ مِنَ النّارِ قَالَ مُوسَي إلِهَيِ‌ فَمَا جَزَاءُ مَن وَصَلَ رَحِمَهُ قَالَ يَا مُوسَي أنُسيِ‌ لَهُ أَجَلَهُ وَ أُهَوّنُ عَلَيهِ سَكَرَاتِ المَوتِ وَ يُنَادِيهِ خَزَنَةُ الجَنّةِ هَلُمّ إِلَينَا فَادخُل مِن أَيّ أَبوَابِهَا شِئتَ قَالَ مُوسَي إلِهَيِ‌ فَمَا جَزَاءُ مَن كَفّ أَذَاهُ عَنِ النّاسِ وَ بَذَلَ مَعرُوفَهُ لَهُم قَالَ يَا مُوسَي يُنَادِيهِ النّارُ يَومَ القِيَامَةِ لَا سَبِيلَ لِي عَلَيكَ قَالَ إلِهَيِ‌ فَمَا جَزَاءُ مَن ذَكَرَكَ بِلِسَانِهِ وَ قَلبِهِ قَالَ يَا مُوسَي أُظِلّهُ يَومَ القِيَامَةِ بِظِلّ عرَشيِ‌ وَ أَجعَلُهُ فِي كنَفَيِ‌ قَالَ إلِهَيِ‌ فَمَا جَزَاءُ مَن تَلَا حِكمَتَكَ سِرّاً وَ جَهراً قَالَ يَا مُوسَي يَمُرّ عَلَي الصّرَاطِ كَالبَرقِ قَالَ إلِهَيِ‌ فَمَا جَزَاءُ مَن صَبَرَ عَلَي أَذَي النّاسِ


صفحه : 328

وَ شَتمِهِم فِيكَ قَالَ أُعِينُهُ عَلَي أَهوَالِ يَومِ القِيَامَةِ قَالَ إلِهَيِ‌ فَمَا جَزَاءُ مَن دَمَعَت عَينَاهُ مِن خَشيَتِكَ قَالَ يَا مُوسَي أقَيِ‌ وَجهَهُ مِن حَرّ النّارِ وَ أُؤَمّنُهُ يَومَ الفَزَعِ الأَكبَرِ قَالَ إلِهَيِ‌ فَمَا جَزَاءُ مَن تَرَكَ الخِيَانَةَ حَيَاءً مِنكَ قَالَ يَا مُوسَي لَهُ الأَمَانُ يَومَ القِيَامَةِ قَالَ إلِهَيِ‌ فَمَا جَزَاءُ مَن أَحَبّ أَهلَ طَاعَتِكَ قَالَ يَا مُوسَي أُحَرّمُهُ عَلَي ناَريِ‌ قَالَ إلِهَيِ‌ فَمَا جَزَاءُ مَن قَتَلَ مُؤمِناً مُتَعَمّداً قَالَ لَا أَنظُرُ إِلَيهِ يَومَ القِيَامَةِ وَ لَا أُقِيلُ عَثرَتَهُ قَالَ إلِهَيِ‌ فَمَا جَزَاءُ مَن دَعَا نَفساً كَافِرَةً إِلَي الإِسلَامِ قَالَ يَا مُوسَي آذَنُ لَهُ فِي الشّفَاعَةِ يَومَ القِيَامَةِ لِمَن يُرِيدُ قَالَ إلِهَيِ‌ فَمَا جَزَاءُ مَن صَلّي الصّلَوَاتِ لِوَقتِهَا قَالَ أُعطِيهِ سُؤلَهُ وَ أُبِيحُهُ جنَتّيِ‌ قَالَ إلِهَيِ‌ فَمَا جَزَاءُ مَن أَتَمّ الوُضُوءَ مِن خَشيَتِكَ قَالَ أَبعَثُهُ يَومَ القِيَامَةِ وَ لَهُ نُورٌ بَينَ عَينَيهِ يَتَلَألَأُ قَالَ إلِهَيِ‌ فَمَا جَزَاءُ مَن صَامَ شَهرَ رَمَضَانَ لَكَ مُحتَسِباً قَالَ يَا مُوسَي أُقِيمُهُ يَومَ القِيَامَةِ مُقَاماً لَا يَخَافُ فِيهِ قَالَ إلِهَيِ‌ فَمَا جَزَاءُ مَن صَامَ شَهرَ رَمَضَانَ يُرِيدُ بِهِ النّاسَ قَالَ يَا مُوسَي ثَوَابُهُ كَثَوَابِ مَن لَم يَصُمهُ

5- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ أَبِي نَجرَانَ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن حَبِيبٍ السجّسِتاَنيِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ البَاقِرِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ إِنّ فِي التّورَاةِ مَكتُوباً يَا مُوسَي إنِيّ‌ خَلَقتُكَ وَ اصطَنَعتُكَ وَ قَوّيتُكَ وَ أَمَرتُكَ بطِاَعتَيِ‌ وَ نَهَيتُكَ عَن معَصيِتَيِ‌ فَإِن أطَعَتنَيِ‌ أَعَنتُكَ عَلَي طاَعتَيِ‌ وَ إِن عصَيَتنَيِ‌ لَم أُعِنكَ عَلَي معَصيِتَيِ‌ يَا مُوسَي وَ لِيَ المِنّةُ عَلَيكَ فِي طَاعَتِكَ لِي وَ لِيَ الحُجّةُ عَلَيكَ فِي مَعصِيَتِكَ لِي

6- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]حَمزَةُ العلَوَيِ‌ّ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن حَبِيبٍ السجّسِتاَنيِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ البَاقِرِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ فِي التّورَاةِ مَكتُوبٌ فِيمَا نَاجَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِهِ مُوسَي بنَ عِمرَانَ عَلَيهِ السّلَامُ يَا مُوسَي خفَنيِ‌ فِي سِرّ أَمرِكَ أَحفَظكَ مِن وَرَاءِ عَورَتِكَ وَ اذكرُنيِ‌ فِي خَلَوَاتِكَ وَ عِندَ سُرُورِ لَذّاتِكَ أَذكُركَ عِندَ غَفَلَاتِكَ وَ املِك غَضَبَكَ عَمّن مَلّكتُكَ


صفحه : 329

عَلَيهِ أَكُفّ عَنكَ غضَبَيِ‌ وَ اكتُم مَكنُونَ سرِيّ‌ فِي سَرِيرَتِكَ وَ أَظهِر فِي عَلَانِيَتِكَ المُدَارَاةَ عنَيّ‌ لعِدَوُيّ‌ وَ عَدُوّكَ مِن خلَقيِ‌ وَ لَا تَستَسِبّ لِي عِندَهُم بِإِظهَارِكَ مَكنُونَ سرِيّ‌ فَتُشرِكَ عَدُوّكَ وَ عدَوُيّ‌ فِي سبَيّ‌

جا،[المجالس للمفيد] أَحمَدُ بنُ الوَلِيدِ عَن أَبِيهِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ مَعرُوفٍ عَنِ ابنِ مَهزِيَارَ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ مِثلَهُ

ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَنِ ابنِ المُتَوَكّلِ عَنِ الحمِيرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ إِلَي قَولِهِ مِن خلَقيِ‌ يَا مُوسَي إنِيّ‌ خَلَقتُكَ وَ اصطَفَيتُكَ وَ قَوّيتُكَ وَ أَمَرتُكَ بطِاَعتَيِ‌ وَ نَهَيتُكَ عَن معَصيِتَيِ‌ فَإِن أَنتَ أطَعَتنَيِ‌ أَعَنتُكَ عَلَي طاَعتَيِ‌ وَ إِن أَنتَ عصَيَتنَيِ‌ لَم أُعِنكَ عَلَي معَصيِتَيِ‌ وَ لِي عَلَيكَ المِنّةُ فِي طَاعَتِكَ وَ لِي عَلَيكَ الحُجّةُ فِي مَعصِيَتِكَ إيِاّي‌َ وَ قَالَ قَالَ مُوسَي يَا رَبّ مَن يَسكُنُ حَظِيرَةَ القُدسِ قَالَ الّذِينَ لَم تَرَ أَعيُنُهُمُ الزّنَا وَ لَم يُخَالِط أَموَالَهُمُ الرّبَا وَ لَم يَأخُذُوا فِي حُكمِهِمُ الرّشَا وَ قَد قَالَ يَا مُوسَي لَا تَستَذِلّ الفَقِيرَ وَ لَا تَغبِطِ الغنَيِ‌ّ باِلشيّ‌ءِ اليَسِيرِ

بيان قوله تعالي أحفظك من وراء عورتك العورة العيب و كل مايستحيا منه أي أحفظك عن أن يصل الناس إلي عورتك ويطلعوا عليها أو من أن تصل إليك العورات أو بعد أن تكون متصفا بهاأحفظك عن عقابها وأمثالها والأول أظهر قوله عندغفلاتك أي بالحفظ عن المعاصي‌ أوبالمغفرة بعدصدورها قوله تعالي و لاتستسب أي لاتظهر عندهم أسراري‌ فيسبوني‌ وتكون أنت سببا لذلك

7- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَنِ المُفَضّلِ قَالَ سَمِعتُ موَلاَي‌َ الصّادِقَ عَلَيهِ السّلَامُ يَقُولُ كَانَ فِيمَا نَاجَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِهِ مُوسَي بنَ عِمرَانَ عَلَيهِ السّلَامُ أَن قَالَ لَهُ يَا ابنَ عِمرَانَ كَذَبَ مَن زَعَمَ أَنّهُ يحُبِنّيِ‌ فَإِذَا جَنّهُ اللّيلُ نَامَ عنَيّ‌ أَ لَيسَ كُلّ مُحِبّ يُحِبّ خَلوَةَ حَبِيبِهِ هَا أَنَا ذَا يَا ابنَ عِمرَانَ مُطّلِعٌ عَلَي أحَبِاّئيِ‌ إِذَا جَنّهُمُ اللّيلُ حَوّلتُ


صفحه : 330

أَبصَارَهُم مِن قُلُوبِهِم وَ مَثّلتُ عقُوُبتَيِ‌ بَينَ أَعيُنِهِم يخُاَطبِوُنيّ‌ عَنِ المُشَاهَدَةِ وَ يكُلَمّوُنيّ‌ عَنِ الحُضُورِ يَا ابنَ عِمرَانَ هَب لِي مِن قَلبِكَ الخُشُوعَ وَ مِن بَدَنِكَ الخُضُوعَ وَ مِن عَينَيكَ الدّمُوعَ فِي ظُلَمِ اللّيلِ وَ ادعنُيِ‌ فَإِنّكَ تجَدِنُيِ‌ قَرِيباً مُجِيباً

إيضاح حولت أبصارهم من قلوبهم أي جعلت قلوبهم مشغولة بذكري‌ بحيث لاتشتغل بما رأته الأبصار أو لاتنظر أبصارهم إلي ماتشتهيه قلوبهم ويحتمل أن يكون من قلوبهم صفة أوحالا لقوله أبصارهم أي حولت أبصار قلوبهم عن النظر إلي غيري‌ ويؤيده الفقرة الثانية

8-يد،[التوحيد] لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ مَسرُورٍ عَنِ ابنِ عَامِرٍ عَن عَمّهِ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن مُقَاتِلِ بنِ سُلَيمَانَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ لَمّا صَعِدَ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ إِلَي الطّورِ فَنَاجَي رَبّهُ عَزّ وَ جَلّ قَالَ يَا رَبّ أرَنِيِ‌ خَزَائِنَكَ قَالَ يَا مُوسَي إِنّمَا خزَاَئنِيِ‌ إِذَا أَرَدتُ شَيئاً أَن أَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ

مع ،[معاني‌ الأخبار] أبي و ابن الوليد عن سعد عن ابن عيسي عن ابن محبوب مثله

9- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]مَاجِيلَوَيهِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ ابنِ أَبَانٍ عَنِ ابنِ أُورَمَةَ عَن عَمرِو بنِ عُثمَانَ الخَزّازِ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ الجعُفيِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ البَاقِرِ عَلَيهِمَا السّلَامُ قَالَ قَالَ مُوسَي بنُ عِمرَانَ عَلَيهِ السّلَامُ يَا رَبّ أوَصنِيِ‌ قَالَ أُوصِيكَ بيِ‌ فَقَالَ يَا رَبّ أوَصنِيِ‌ قَالَ أُوصِيكَ بيِ‌ ثَلَاثاً فَقَالَ يَا رَبّ أوَصنِيِ‌ قَالَ أُوصِيكَ بِأُمّكَ قَالَ يَا رَبّ أوَصنِيِ‌ قَالَ أُوصِيكَ بِأُمّكَ قَالَ أوَصنِيِ‌ قَالَ أُوصِيكَ بِأَبِيكَ قَالَ فَكَانَ يُقَالُ لِأَجلِ


صفحه : 331

ذَلِكَ إِنّ لِلأُمّ ثلثا[ثلُثُيَ‌ِ]البِرّ وَ لِلأَبِ الثّلُثَ

10- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الكوُفيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ الخَيّاطِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ القَاسِمِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ الصّادِقِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ كَانَ فِيمَا أَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَي مُوسَي بنِ عِمرَانَ عَلَيهِ السّلَامُ يَا مُوسَي كُن خَلَقَ الثّوبِ نقَيِ‌ّ القَلبِ حِلسَ البَيتِ مِصبَاحَ اللّيلِ تُعرَفُ فِي أَهلِ السّمَاءِ وَ تُخفَي عَلَي أَهلِ الأَرضِ يَا مُوسَي إِيّاكَ وَ اللّجَاجَةَ وَ لَا تَكُن مِنَ المَشّاءِينَ فِي غَيرِ حَاجَةٍ وَ لَا تَضحَك مِن غَيرِ عَجَبٍ وَ ابكِ عَلَي خَطِيئَتِكَ يَا ابنَ عِمرَانَ

توضيح قال الفيروزآبادي‌ الحلس بالكسر كساء علي ظهر البعير تحت البرذعة ويبسط في البيت تحت حر الثياب و هوحلس بيته إذا لم يبرح مكانه

11- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]بِإِسنَادِهِ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ عَلَيهِمَا السّلَامُ قَالَجَاءَ نَفَرٌ مِنَ اليَهُودِ إِلَي رَسُولِ اللّهِص وَ سَاقَ الحَدِيثَ الطّوِيلَ إِلَي أَن قَالَ قَالَ اليهَوُديِ‌ّ فأَخَبرِنيِ‌ عَن خَمسَةِ أَشيَاءَ مَكتُوبَاتٍ فِي التّورَاةِ وَ سَاقَهُ إِلَي أَن قَالَ فَقَالَ النّبِيّص أَوّلُ مَا فِي التّورَاةِ مَكتُوبٌ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ وَ هيِ‌َ بِالعِبرَانِيّةِ طاب ثُمّ تَلَا رَسُولُ اللّهِص هَذِهِ الآيَةَ


صفحه : 332

يَجِدُونَهُ مَكتُوباً عِندَهُم فِي التّوراةِ وَ الإِنجِيلِوَ مُبَشّراً بِرَسُولٍ يأَتيِ‌ مِن بعَديِ‌ اسمُهُ أَحمَدُ وَ فِي السّطرِ الثاّنيِ‌ اسمُ وصَيِيّ‌ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ وَ فِي الثّالِثِ وَ الرّابِعِ سبِطيَ‌ّ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ وَ فِي السّطرِ الخَامِسِ أُمّهُمَا فَاطِمَةُ سَيّدَةُ نِسَاءِ العَالَمِينَ وَ فِي التّورَاةِ اسمُ وصَيِيّ‌ إِليَا وَ اسمُ السّبطَينِ شَبّرُ وَ شَبِيرٌ وَ هُمَا نُورَا فَاطِمَةَ قَالَ اليهَوُديِ‌ّ صَدَقتَ يَا مُحَمّدُ

12-يه ،[ من لايحضره الفقيه ]بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ اسمُ النّبِيّص فِي تَورَاةِ مُوسَي الحَادّ وَ تَأوِيلُهُ يُحَادّ مَن حَادّ اللّهُ دِينَهُ قَرِيباً كَانَ أَم بَعِيداً

13-ف ،[تحف العقول ]مُنَاجَاةُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ لِمُوسَي بنِ عِمرَانَ عَلَيهِ السّلَامُ يَا مُوسَي لَا تُطِل فِي الدّنيَا أَمَلَكَ فَيَقسُوَ قَلبُكَ وَ قاَسيِ‌ القَلبِ منِيّ‌ بَعِيدٌ أَمِت قَلبَكَ بِالخَشيَةِ وَ كُن خَلَقَ الثّيَابِ جَدِيدَ القَلبِ تُخفَي عَلَي أَهلِ الأَرضِ وَ تُعرَفُ بَينَ أَهلِ السّمَاءِ وَ صِح إلِيَ‌ّ مِن كَثرَةِ الذّنُوبِ صِيَاحَ الهَارِبِ مِن عَدُوّهِ وَ استَعِن بيِ‌ عَلَي ذَلِكَ فإَنِيّ‌ نِعمَ المُستَعَانُ يَا مُوسَي إنِيّ‌ أَنَا اللّهُ فَوقَ العِبَادِ وَ العِبَادُ دوُنيِ‌ وَ كُلّ لِي دَاخِرُونَ فَاتّهِم نَفسَكَ عَلَي نَفسِكَ وَ لَا تَأمَن وَلَدَكَ عَلَي دِينِكَ إِلّا أَن يَكُونَ وَلَدُكَ مِثلَكَ يُحِبّ الصّالِحِينَ يَا مُوسَي اغسِل وَ اغتَسِل وَ اقتَرِب مِن عبِاَديِ‌َ الصّالِحِينَ يَا مُوسَي كُن إِمَامَهُم فِي صَلَاتِهِم وَ فِيمَا يَتَشَاجَرُونَ وَ احكُم بَينَهُم بِالحَقّ بِمَا أَنزَلتُ عَلَيكَ فَقَد أَنزَلتُهُ حُكماً بَيّناً وَ بُرهَاناً نَيّراً وَ نُوراً يَنطِقُ بِمَا فِي الأَوّلِينَ وَ بِمَا هُوَ كَائِنٌ فِي الآخِرِينَ يَا مُوسَي أُوصِيكَ وَصِيّةَ الشّفِيقِ المُشفِقِ بِابنِ البَتُولِ عِيسَي ابنِ مَريَمَ صَاحِبِ الأَتَانِ وَ البُرنُسِ وَ الزّيتِ وَ الزّيتُونِ وَ المِحرَابِ وَ مِن بَعدِهِ بِصَاحِبِ الجَمَلِ الأَحمَرِ الطّيّبِ الطّاهِرِ المُطَهّرِ فَمَثَلُهُ فِي كِتَابِكَ أَنّهُ مُؤمِنٌ مُهَيمِنٌ عَلَي الكُتُبِ وَ أَنّهُ رَاكِعٌ


صفحه : 333

سَاجِدٌ رَاغِبٌ رَاهِبٌ إِخوَانُهُ المَسَاكِينُ وَ أَنصَارُهُ قَومٌ آخَرُونَ وَ سَيَكُونُ فِي زَمَانِهِ أَزلٌ وَ زَلَازِلُ وَ قَتلٌ اسمُهُ أَحمَدُ وَ مُحَمّدٌ الأَمِينُ مِنَ البَاقِينَ الأَوّلِينَ يُؤمِنُ بِالكُتُبِ كُلّهَا وَ يُصَدّقُ جَمِيعَ المُرسَلِينَ أُمّتُهُ مَرحُومَةٌ مُبَارَكَةٌ لَهُم سَاعَاتٌ مُوَقّتَاتٌ يُؤَذّنُونَ فِيهَا بِالصّلَوَاتِ فَبِهِ صِدقٌ فَإِنّهُ أَخُوكَ يَا مُوسَي إِنّهُ أمَيِنيِ‌ وَ هُوَ عَبدُ صِدقٍ مُبَارَكٌ لَهُ فِيمَا وَضَعَ يَدَهُ عَلَيهِ وَ يُبَارَكُ عَلَيهِ كَذَلِكَ كَانَ فِي علِميِ‌ وَ كَذَلِكَ خَلَقتُهُ بِهِ أَفتَحُ السّاعَةَ وَ بِأُمّتِهِ أَختِمُ مَفَاتِيحَ الدّنيَا فَمُر ظَلَمَةَ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ أَن لَا يَدرُسُوا اسمَهُ وَ لَا يَخذُلُوهُ وَ إِنّهُم لَفَاعِلُونَ وَ حُبّهُ لِي حَسَنَةٌ وَ أَنَا مَعَهُ وَ أَنَا مِن حِزبِهِ وَ هُوَ مِن حزِبيِ‌ وَ حزِبيِ‌ هُمُ الغَالِبُونَ يَا مُوسَي أَنتَ عبَديِ‌ وَ أَنَا إِلَهُكَ لَا تَستَذِلّ الحَقِيرَ الفَقِيرَ وَ لَا تَغبِطِ الغنَيِ‌ّ بشِيَ‌ءٍ يَسِيرٍ وَ كُن عِندَ ذكِريِ‌ خَاشِعاً وَ عِندَ تِلَاوَةِ رحَمتَيِ‌ طَامِعاً فأَسَمعِنيِ‌ لَذَاذَةَ التّورَاةِ بِصَوتٍ خَاشِعٍ حَزِينٍ اطمَئِنّ عِندَ ذكِريِ‌ وَ اعبدُنيِ‌ وَ لَا تُشرِك بيِ‌ إنِيّ‌ أَنَا السّيّدُ الكَبِيرُ إنِيّ‌ خَلَقتُكَ مِن نُطفَةٍ مِن مَاءٍ مَهِينٍ مِن طِينَةٍ أَخرَجتُهَا مِن أَرضٍ ذَلِيلَةٍ مَمسُوحَةٍ فَكَانَت


صفحه : 334

بَشَراً فَأَنَا صَانِعُهَا خَلقاً فَتَبَارَكَ وجَهيِ‌ وَ تَقَدّسَ صنُعيِ‌ لَيسَ كمَثِليِ‌ شَيءٌ وَ أَنَا الحيَ‌ّ الدّائِمُ لَا أَزُولُ يَا مُوسَي كُن إِذَا دعَوَتنَيِ‌ خَائِفاً مُشفِقاً وَجِلًا وَ ناَجنِيِ‌ حِينَ تنُاَجيِنيِ‌ بِخَشيَةٍ مِن قَلبٍ وَجِلٍ وَ أحَي‌ِ بتِوَراَتيِ‌ أَيّامَ الحَيَاةِ وَ أَعلِمِ الجَاهِلِينَ محَاَمدِيِ‌ وَ ذَكّرهُم آلاَئيِ‌ وَ نعِمَيِ‌ وَ قُل لَهُم لَا يَتَمَادَونَ فِي غيَ‌ّ مَا هُم فِيهِ فَإِنّ أخَذيِ‌ أَلِيمٌ شَدِيدٌ يَا مُوسَي إِنِ انقَطَعَ حَبلُكَ منِيّ‌ لَم يَتّصِل بِحَبلِ غيَريِ‌ فاَعبدُنيِ‌ وَ قُم بَينَ يدَيَ‌ّ مَقَامَ العَبدِ الحَقِيرِ ذُمّ نَفسَكَ وَ هيِ‌َ أَولَي بِالذّمّ وَ لَا تَتَطَاوَل عَلَي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ بكِتِاَبيِ‌ فَكَفَي بِهَذَا وَاعِظاً لِقَلبِكَ وَ مُنِيراً وَ هُوَ كَلَامُ رَبّ العَالَمِينَ جَلّ وَ تَعَالَي يَا مُوسَي مَتَي مَا دعَوَتنَيِ‌ وجَدَتنَيِ‌ فإَنِيّ‌ سَأَغفِرُ لَكَ عَلَي مَا كَانَ مِنكَ السّمَاءُ تُسَبّحُ لِي وَجِلًا وَ المَلَائِكَةُ مِن مخَاَفتَيِ‌ مُشفِقُونَ وَ أرَضيِ‌ تُسَبّحُ لِي طَمَعاً وَ كُلّ الخَلقِ يُسَبّحُونَ لِي دَاخِرِينَ ثُمّ عَلَيكَ بِالصّلَاةِ فَإِنّهَا منِيّ‌ بِمَكَانٍ وَ لَهَا عنِديِ‌ عَهدٌ وَثِيقٌ وَ أَلحِق بِهَا مَا مِنهَا زَكَاةُ القُربَانِ مِن طَيّبِ المَالِ وَ الطّعَامِ فإَنِيّ‌ لَا أَقبَلُ إِلّا الطّيّبَ يُرَادُ بِهِ وجَهيِ‌ أَقرُنُ مَعَ ذَلِكَ صِلَةَ الأَرحَامِ فإَنِيّ‌ أَنَا اللّهُ الرّحمَنُ الرّحِيمُ وَ الرّحِمُ إنِيّ‌ خَلَقتُهَا فَضلًا مِن رحَمتَيِ‌ لِيَتَعَاطَفَ بِهَا العِبَادُ وَ لَهَا عنِديِ‌ سُلطَانٌ فِي مَعَادِ الآخِرَةِ وَ أَنَا قَاطِعٌ مَن قَطَعَهَا وَ وَاصِلٌ مَن وَصَلَهَا وَ كَذَلِكَ أَفعَلُ بِمَن ضَيّعَ أمَريِ‌ يَا مُوسَي أَكرِمِ السّائِلَ إِذَا أَتَاكَ بِرَدّ جَمِيلٍ أَو إِعطَاءٍ يَسِيرٍ فَإِنّهُ يَأتِيكَ مَن لَيسَ بِإِنسٍ وَ لَا جَانّ مَلَائِكَةُ الرّحمَنِ يَبلُونَكَ كَيفَ أَنتَ صَانِعٌ فِيمَا أَولَيتُكَ وَ كَيفَ مُوَاسَاتُكَ فِيمَا خَوّلتُكَ فَاخشَع لِي بِالتّضَرّعِ وَ اهتِف بِوَلوَلَةِ الكِتَابِ وَ اعلَم أنَيّ‌ أَدعُوكَ دُعَاءَ السّيّدِ مَملُوكَهُ لِيَبلُغَ بِهِ شَرَفَ المَنَازِلِ وَ ذَلِكَ مِن فضَليِ‌ عَلَيكَ وَ عَلَي آبَائِكَ الأَوّلِينَ يَا مُوسَي لَا تنَسنَيِ‌ عَلَي كُلّ حَالٍ وَ لَا تَفرَح بِكَثرَةِ المَالِ فَإِنّ نسِياَنيِ‌ يقُسيِ‌ القُلُوبَ


صفحه : 335

وَ مَعَ كَثرَةِ المَالِ كَثرَةُ الذّنُوبِ الأَرضُ مُطِيعَةٌ وَ السّمَاءُ مُطِيعَةٌ وَ البِحَارُ مُطِيعَةٌ فَمَن عصَاَنيِ‌ شقَيِ‌َ فَأَنَا الرّحمَنُ رَحمَانُ كُلّ زَمَانٍ آتيِ‌ بِالشّدّةِ بَعدَ الرّخَاءِ وَ بِالرّخَاءِ بَعدَ الشّدّةِ وَ بِالمُلُوكِ بَعدَ المُلُوكِ وَ ملِكيِ‌ قَائِمٌ دَائِمٌ لَا يَزُولُ وَ لَا يَخفَي عَلَيّ شَيءٌ فِي الأَرضِ وَ لَا فِي السّمَاءِ وَ كَيفَ يَخفَي عَلَيّ مَا منِيّ‌ مُبتَدَؤُهُ وَ كَيفَ لَا يَكُونُ هَمّكَ فِيمَا عنِديِ‌ وَ إلِيَ‌ّ تَرجِعُ لَا مَحَالَةَ يَا مُوسَي اجعلَنيِ‌ حِرزَكَ وَ ضَع عنِديِ‌ كَنزَكَ مِنَ الصّالِحَاتِ وَ خفَنيِ‌ وَ لَا تَخَف غيَريِ‌ إلِيَ‌ّ المَصِيرُ يَا مُوسَي عَجّلِ التّوبَةَ وَ أَخّرِ الذّنبَ وَ تَأَنّ فِي المَكثِ بَينَ يدَيَ‌ّ فِي الصّلَاةِ وَ لَا تَرجُ غيَريِ‌ اتخّذِنيِ‌ جُنّةً لِلشّدَائِدِ وَ حِصناً لِمُلِمّاتِ الأُمُورِ يَا مُوسَي نَافِس فِي الخَيرِ أَهلَهُ فَإِنّ الخَيرَ كَاسمِهِ وَ دَعِ الشّرّ لِكُلّ مَفتُونٍ يَا مُوسَي اجعَل لِسَانَكَ مِن وَرَاءِ قَلبِكَ تَسلَم وَ أَكثِر ذكِريِ‌ بِاللّيلِ وَ النّهَارِ تَغنَم وَ لَا تَتّبِعِ الخَطَايَا فَتَندَمَ فَإِنّ الخَطَايَا مَوعِدُهَا النّارُ يَا مُوسَي أَطِبِ الكَلَامَ لِأَهلِ التّركِ لِلذّنُوبِ وَ كُن لَهُم جَلِيساً وَ اتّخِذهُم لِغَيبِكَ إِخوَاناً وَ جِدّ مَعَهُم يَجِدّونَ مَعَكَ يَا مُوسَي مَا أُرِيدَ بِهِ وجَهيِ‌ فَكَثِيرٌ قَلِيلُهُ وَ مَا أُرِيدَ بِهِ غيَريِ‌ فَقَلِيلٌ كَثِيرُهُ وَ إِنّ أَصلَحَ أَيّامِكَ ألّذِي هُوَ أَمَامَكَ فَانظُر أَيّ يَومٍ هُوَ فَأَعِدّ لَهُ الجَوَابَ فَإِنّكَ مَوقُوفٌ وَ مَسئُولٌ وَ خُذ مَوعِظَتَكَ مِنَ الدّهرِ وَ أَهلِهِ فَإِنّ الدّهرَ طَوِيلُهُ قَصِيرٌ وَ قَصِيرُهُ طَوِيلٌ وَ كُلّ شَيءٍ فَانٍ فَاعمَل كَأَنّكَ تَرَي ثَوَابَ عَمَلِكَ لكِيَ‌ يَكُونَ أَطمَعَ لَكَ فِي الآخِرَةِ لَا مَحَالَةَ فَإِنّ مَا بقَيِ‌َ مِنَ الدّنيَا كَمَا وَلّي مِنهَا وَ كُلّ عَامِلٍ يَعمَلُ عَلَي بَصِيرَةٍ وَ مِثَالٍ فَكُن مُرتَاداً


صفحه : 336

لِنَفسِكَ يَا ابنَ عِمرَانَ لَعَلّكَ تَفُوزُ غَداً يَومَ السّؤَالِ وَ هُنَالِكَ يَخسَرُ المُبطِلُونَ يَا مُوسَي طِب نَفساً عَنِ الدّنيَا وَ انطَوِ عَنهَا فَإِنّهَا لَيسَت لَكَ وَ لَستَ لَهَا مَا لَكَ وَ لِدَارِ الظّالِمِينَ إِلّا لِعَامِلٍ فِيهَا بِخَيرٍ فَإِنّهَا لَهُ نِعمَ الدّارُ يَا مُوسَي الدّنيَا وَ أَهلُهَا فِتَنٌ بَعضُهَا لِبَعضٍ فَكُلّ مُزَيّنٌ لَهُ مَا هُوَ فِيهِ وَ المُؤمِنُ زُيّنَت لَهُ الآخِرَةُ فَهُوَ يَنظُرُ إِلَيهَا مَا يَفتُرُ قَد حَالَت شَهوَتُهَا بَينَهُ وَ بَينَ لَذّةِ العَيشِ فَأَدلَجَتهُ بِالأَسحَارِ كَفِعلِ الرّاكِبِ السّابِقِ إِلَي غَايَتِهِ يَظَلّ كَئِيباً وَ يمُسيِ‌ حَزِيناً فَطُوبَي لَهُ لَو قَد كُشِفَ الغِطَاءُ مَا ذَا يُعَايِنُ مِنَ السّرُورِ يَا مُوسَي إِذَا رَأَيتَ الغِنَي مُقبِلًا فَقُل ذَنبٌ عُجّلَت عُقُوبَتُهُ وَ إِذَا رَأَيتَ الفَقرَ مُقبِلًا فَقُل مَرحَباً بِشِعَارِ الصّالِحِينَ وَ لَا تَكُن جَبّاراً ظَلُوماً وَ لَا تَكُن لِلظّالِمِينَ قَرِيناً يَا مُوسَي مَا عُمُرٌ وَ إِن طَالَ مَا يُذَمّ آخِرُهُ وَ مَا ضَرّكَ مَا زوُيِ‌َ عَنكَ إِذَا حُمِدَت مَغَبّتُهُ يَا مُوسَي صَرَخَ الكِتَابُ إِلَيكَ صُرَاخاً بِمَا أَنتَ إِلَيهِ صَائِرٌ فَكَيفَ تَرقُدُ عَلَي هَذَا العُيُونِ أَم كَيفَ يَجِدُ قَومٌ لَذّةَ العَيشِ لَو لَا التمّاَديِ‌ فِي الغَفلَةِ وَ التّتَابُعُ فِي الشّهَوَاتِ وَ مِن دُونِ هَذَا جَزِعَ الصّدّيقُونَ يَا مُوسَي مُر عبِاَديِ‌ يدَعوُنيِ‌ عَلَي مَا كَانَ بَعدَ أَن يُقِرّوا بيِ‌ أنَيّ‌ أَرحَمُ الرّاحِمِينَ أُجِيبُ المُضطَرّينَ وَ أَكشِفُ السّوءَ وَ أُبَدّلُ الزّمَانَ وَ آتيِ‌ بِالرّخَاءِ وَ أَشكُرُ اليَسِيرَ وَ أُثِيبُ


صفحه : 337

الكَثِيرَ وَ أغُنيِ‌ الفَقِيرَ وَ أَنَا الدّائِمُ العَزِيزُ القَدِيرُ فَمَن لَجَأَ إِلَيكَ وَ انضَوَي إِلَيكَ مِنَ الخَاطِئِينَ فَقُل أَهلًا وَ سَهلًا بِأَرحَبِ الفِنَاءِ نَزَلتَ بِفِنَاءِ رَبّ العَالَمِينَ وَ استَغفِر لَهُم وَ كُن كَأَحَدِهِم وَ لَا تَستَطِل عَلَيهِم بِمَا أَنَا أَعطَيتُكَ فَضلَهُ وَ قُل لَهُم فلَيسَألَوُنيِ‌ مِن فضَليِ‌ وَ رحَمتَيِ‌ فَإِنّهُ لَا يَملِكُهَا أَحَدٌ غيَريِ‌ وَ أَنَا ذُو الفَضلِ العَظِيمِ كَهفُ الخَاطِئِينَ وَ جَلِيسُ المُضطَرّينَ وَ مُستَغفَرٌ لِلمُذنِبِينَ إِنّكَ منِيّ‌ بِالمَكَانِ الرضّيِ‌ّ فاَدعنُيِ‌ بِالقَلبِ النقّيِ‌ّ وَ اللّسَانِ الصّادِقِ وَ كُن كَمَا أَمَرتُكَ أَطِع أمَريِ‌ وَ لَا تَستَطِل عَلَي عبِاَديِ‌ بِمَا لَيسَ مِنكَ مُبتَدَؤُهُ وَ تَقَرّب إلِيَ‌ّ فإَنِيّ‌ مِنكَ قَرِيبٌ فإَنِيّ‌ لَم أَسأَلكَ مَا يُؤذِيكَ ثِقَلُهُ وَ لَا حَملُهُ إِنّمَا سَأَلتُكَ أَن تدَعوُنَيِ‌ فَأُجِيبَكَ وَ أَن تسَألَنَيِ‌ فَأُعطِيَكَ وَ أَن تَتَقَرّبَ بِمَا منِيّ‌ أَخَذتَ تَأوِيلَهُ وَ عَلَيّ تَمَامُ تَنزِيلِهِ يَا مُوسَي انظُر إِلَي الأَرضِ فَإِنّهَا عَن قَرِيبٍ قَبرُكَ وَ ارفَع عَينَيكَ إِلَي السّمَاءِ فَإِنّ فَوقَكَ فِيهَا مَلِكاً عَظِيماً وَ ابكِ عَلَي نَفسِكَ مَا كُنتَ فِي الدّنيَا وَ تَخَوّفِ العَطَبَ وَ المَهَالِكَ وَ لَا تَغُرّنّكَ زِينَةُ الدّنيَا وَ زَهرَتُهَا وَ لَا تَرضَ بِالظّلمِ وَ لَا تَكُن ظَالِماً فإَنِيّ‌ لِلظّالِمِ بِمَرصَدٍ حَتّي أُدِيلَ مِنهُ المَظلُومَ يَا مُوسَي إِنّ الحَسَنَةَ عَشَرَةُ أَضعَافٍ وَ مِنَ السّيّئَةِ الوَاحِدَةِ الهَلَاكُ لَا تُشرِك بيِ‌ لَا يَحِلّ لَكَ أَن تُشرِكَ بيِ‌ قَارِب وَ سَدّد ادعُ دُعَاءَ الطّامِعِ الرّاغِبِ فِيمَا عنِديِ‌ النّادِمِ عَلَي مَا قَدّمَت يَدَاهُ فَإِنّ سَوَادَ اللّيلِ يَمحُوهُ النّهَارُ كَذَلِكَ السّيّئَةُ تَمحُوهَا الحَسَنَةُ


صفحه : 338

وَ عَشوَةُ اللّيلِ تأَتيِ‌ عَلَي ضَوءِ النّهَارِ وَ كَذَلِكَ السّيّئَةُ تأَتيِ‌ عَلَي الحَسَنَةِ فَتُسَوّدُهَا

كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَن عَمرِو بنِ عُثمَانَ عَن عَلِيّ بنِ عِيسَي رَفَعَهُ قَالَ إِنّ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ نَاجَاهُ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي فَقَالَ فِي مُنَاجَاتِهِ يَا مُوسَي لَا تُطَوّل فِي الدّنيَا أَمَلَكَ

وذكر نحوه مع زيادات ستأتي‌ مع شرحها في كتاب الروضة

14- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]العَطّارُ عَن سَعدٍ عَنِ الأصَفهَاَنيِ‌ّ عَنِ المنِقرَيِ‌ّ عَن حَفصٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ يَقُولُجَاءَ إِبلِيسُ إِلَي مُوسَي بنِ عِمرَانَ عَلَيهِ السّلَامُ وَ هُوَ ينُاَجيِ‌ رَبّهُ فَقَالَ لَهُ مَلَكٌ مِنَ المَلَائِكَةِ مَا تَرجُو مِنهُ وَ هُوَ فِي هَذِهِ الحَالِ ينُاَجيِ‌ رَبّهُ فَقَالَ أَرجُو مِنهُ مَا رَجَوتُ مِن أَبِيهِ آدَمَ وَ هُوَ فِي الجَنّةِ وَ كَانَ فِيمَا نَاجَاهُ اللّهُ تَعَالَي بِهِ أَن قَالَ لَهُ يَا مُوسَي لَا أَقبَلُ الصّلَاةَ إِلّا مِمّن تَوَاضَعَ لعِظَمَتَيِ‌ وَ أَلزَمَ قَلبَهُ خوَفيِ‌ وَ قَطَعَ نَهَارَهُ بذِكِريِ‌ وَ لَم يَبِت مُصِرّاً عَلَي الخَطِيئَةِ وَ عَرَفَ حَقّ أوَليِاَئيِ‌ وَ أحَبِاّئيِ‌ فَقَالَ مُوسَي رَبّ تعَنيِ‌ بِأَحِبّائِكَ وَ أَولِيَائِكَ اِبرَاهِيمَ وَ إِسحَاقَ وَ يَعقُوبَ فَقَالَ عَزّ وَ جَلّ هُم كَذَلِكَ يَا مُوسَي إِلّا أنَيّ‌ أَرَدتُ مَن مِن أَجلِهِ خَلَقتُ آدَمَ وَ حَوّاءَ وَ مَن مِن أَجلِهِ خَلَقتُ الجَنّةَ وَ النّارَ فَقَالَ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ مَن هُوَ يَا رَبّ قَالَ مُحَمّدٌ أَحمَدُ شَقَقتُ اسمَهُ مِنِ اسميِ‌ لأِنَيّ‌ أَنَا المَحمُودُ فَقَالَ مُوسَي يَا رَبّ اجعلَنيِ‌ مِن أُمّتِهِ قَالَ أَنتَ يَا مُوسَي مِن أُمّتِهِ إِذَا عَرَفتَهُ وَ عَرَفتَ مَنزِلَتَهُ وَ مَنزِلَةَ أَهلِ بَيتِهِ إِنّ مَثَلَهُ وَ مَثَلَ أَهلِ بَيتِهِ فِيمَن خَلَقتُ كَمَثَلِ الفِردَوسِ فِي الجِنَانِ لَا يَيبَسُ وَرَقُهَا وَ لَا يَتَغَيّرُ طَعمُهَا فَمَن عَرَفَهُم وَ عَرَفَ حَقّهُم جَعَلتُ لَهُ عِندَ الجَهلِ عِلماً وَ عِندَ الظّلمَةِ نُوراً أُجِيبُهُ قَبلَ أَن يدَعوُنَيِ‌ وَ أُعطِيهِ قَبلَ أَن يسَألَنَيِ‌


صفحه : 339

يَا مُوسَي إِذَا رَأَيتَ الفَقرَ مُقبِلًا فَقُل مَرحَباً بِشِعَارِ الصّالِحِينَ وَ إِذَا رَأَيتَ الغِنَي مُقبِلًا فَقُل ذَنبٌ عُجّلَت عُقُوبَتُهُ إِنّ الدّنيَا دَارُ عُقُوبَةٍ عَاقَبتُ فِيهَا آدَمَ عِندَ خَطِيئَتِهِ وَ جَعَلتُهَا مَلعُونَةً مَلعُوناً مَا فِيهَا إِلّا مَا كَانَ فِيهَا لِي يَا مُوسَي إِنّ عبِاَديِ‌َ الصّالِحِينَ زَهِدُوا فِيهَا بِقَدرِ عِلمِهِم بيِ‌ وَ سَائِرُهُمُ مِن خلَقيِ‌ رَغِبُوا فِيهَا بِقَدرِ جَهلِهِم بيِ‌ وَ مَا مِن أَحَدٍ مِن خلَقيِ‌ عَظّمَهَا فَقَرّت عَينُهُ وَ لَم يُحَقّرهَا أَحَدٌ إِلّا انتَفَعَ بِهَا ثُمّ قَالَ الصّادِقُ عَلَيهِ السّلَامُ إِن قَدَرتُم أَن لَا تُعرَفُوا فَافعَلُوا وَ مَا عَلَيكَ إِن لَم يُثنِ عَلَيكَ النّاسُ وَ مَا عَلَيكَ أَن تَكُونَ مَذمُوماً عِندَ النّاسِ إِذَا كُنتَ عِندَ اللّهِ مَحمُوداً إِنّ عَلِيّاً عَلَيهِ السّلَامُ كَانَ يَقُولُ لَا خَيرَ فِي الدّنيَا إِلّا لِأَحَدِ رَجُلَينِ رَجُلٍ يَزدَادُ كُلّ يَومٍ إِحسَاناً وَ رَجُلٍ يَتَدَارَكُ سَيّئَتَهُ بِالتّوبَةِ وَ أَنّي لَهُ بِالتّوبَةِ وَ اللّهِ لَو سَجَدَ حَتّي يَنقَطِعَ عُنُقُهُ مَا قَبِلَ اللّهُ مِنهُ إِلّا بِوَلَايَتِنَا أَهلَ البَيتِ

فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَنِ الأصَفهَاَنيِ‌ّ مِثلَهُ وَ فِي آخِرِهِ أَلَا وَ مَن عَرَفَ حَقّنَا وَ رَجَا الثّوَابَ فِينَا رضَيِ‌َ بِقُوتِهِ نِصفَ مُدّ كُلّ يَومٍ وَ مَا يَستُرُ عَورَتَهُ وَ مَا أَكَنّ رَأسَهُ وَ هُم فِي ذَلِكَ وَ اللّهِ خَائِفُونَ وَجِلُونَ

مع ،[معاني‌ الأخبار]العَطّارُ عَن سَعدٍ عَنِ الأصَفهَاَنيِ‌ّ إِلَي قَولِهِ قَبلَ أَن يسَألَنَيِ‌


صفحه : 340

15-فس ،[تفسير القمي‌] إِنّ فِي التّورَاةِ مكتوب [مَكتُوباً]أَولِيَاءُ اللّهِ يَتَمَنّونَ المَوتَ

16-فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَنِ الأصَفهَاَنيِ‌ّ عَنِ المنِقرَيِ‌ّ عَن حَفصٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ كَانَ فِي مُنَاجَاةِ اللّهِ تَعَالَي لِمُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ يَا مُوسَي إِذَا رَأَيتَ الفَقرَ مُقبِلًا فَقُل مَرحَباً بِشِعَارِ الصّالِحِينَ وَ إِذَا رَأَيتَ الغِنَي مُقبِلًا فَقُل ذَنبٌ عُجّلَت عُقُوبَتُهُ فَمَا فَتَحَ اللّهُ عَلَي أَحَدٍ هَذِهِ الدّنيَا إِلّا بِذَنبٍ لِيُنسِيَهُ ذَلِكَ الذّنبَ فَلَا يَتُوبَ فَيَكُونَ إِقبَالُ الدّنيَا عَلَيهِ عُقُوبَةً لِذُنُوبِهِ

17-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن سَدِيرٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ يَقُولُ إِنّ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ أَتَوا مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ فَسَأَلُوهُ أَن يَسأَلَ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَن يُمطِرَ السّمَاءَ عَلَيهِم إِذَا أَرَادُوا وَ يَحبِسَهَا إِذَا أَرَادُوا فَسَأَلَ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ ذَلِكَ لَهُم فَقَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ ذَلِكَ لَهُم يَا مُوسَي فَأَخبَرَهُم مُوسَي فَحَرَثُوا وَ لَم يَترُكُوا شَيئاً إِلّا زَرَعُوهُ ثُمّ استَنزَلُوا المَطَرَ عَلَي إِرَادَتِهِم وَ حَبَسُوهُ عَلَي إِرَادَتِهِم فَصَارَت زُرُوعُهُم كَأَنّهَا الجِبَالُ وَ الآجَامُ ثُمّ حَصَدُوا وَ دَاسُوا وَ ذَرّوا فَلَم يَجِدُوا شَيئاً فَضَجّوا إِلَي مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ وَ قَالُوا إِنّمَا سَأَلنَاكَ أَن تَسأَلَ اللّهَ أَن يُمطِرَ السّمَاءَ عَلَينَا إِذَا أَرَدنَا فَأَجَابَنَا ثُمّ صَيّرَهَا عَلَينَا ضَرَراً فَقَالَ يَا رَبّ إِنّ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ ضَجّوا مِمّا صَنَعتَ بِهِم فَقَالَ وَ مِمّ ذَاكَ يَا مُوسَي قَالَ سأَلَوُنيِ‌ أَن أَسأَلَكَ أَن تُمطِرَ السّمَاءَ إِذَا أَرَادُوا وَ تَحبِسَهَا إِذَا أَرَادُوا فَأَجَبتَهُم ثُمّ صَيّرتَهَا عَلَيهِم ضَرَراً فَقَالَ يَا مُوسَي أَنَا كُنتُ المُقَدّرَ لبِنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَلَم يَرضَوا بتِقَديِريِ‌ فَأَجَبتُهُم إِلَي إِرَادَتِهِم فَكَانَ مَا رَأَيتَ

18- ع ،[علل الشرائع ]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]المُفَسّرُ بِإِسنَادِهِ إِلَي أَبِي مُحَمّدٍ عَن آبَائِهِ عَنِ الرّضَا عَلَيهِمُ السّلَامُ قَالَ لَمّا بَعَثَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مُوسَي بنَ عِمرَانَ عَلَيهِ السّلَامُ وَ اصطَفَاهُ نَجِيّاً وَ فَلَقَ لَهُ البَحرَ وَ نَجّي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ


صفحه : 341

وَ أَعطَاهُ التّورَاةَ وَ الأَلوَاحَ رَأَي مَكَانَهُ مِن رَبّهِ عَزّ وَ جَلّ فَقَالَ يَا رَبّ لَقَد أكَرمَتنَيِ‌ بِكَرَامَةٍ لَم تُكرِم بِهَا أَحَداً قبَليِ‌ فَقَالَ اللّهُ جَلّ جَلَالُهُ يَا مُوسَي أَ مَا عَلِمتَ أَنّ مُحَمّداً أَفضَلُ عنِديِ‌ مِن جَمِيعِ ملَاَئكِتَيِ‌ وَ جَمِيعِ خلَقيِ‌ قَالَ مُوسَي يَا رَبّ فَإِن كَانَ مُحَمّدٌ أَكرَمَ عِندَكَ مِن جَمِيعِ خَلقِكَ فَهَل فِي آلِ الأَنبِيَاءِ أَكرَمُ مِن آليِ‌ قَالَ اللّهُ جَلّ جَلَالُهُ يَا مُوسَي أَ مَا عَلِمتَ أَنّ فَضلَ آلِ مُحَمّدٍ عَلَي جَمِيعِ آلِ النّبِيّينَ كَفَضلِ مُحَمّدٍ عَلَي جَمِيعِ المُرسَلِينَ فَقَالَ مُوسَي يَا رَبّ فَإِن كَانَ آلُ مُحَمّدٍ كَذَلِكَ فَهَل فِي أَصحَابِ الأَنبِيَاءِ أَكرَمُ عِندَكَ مِن صحَاَبتَيِ‌ قَالَ اللّهُ يَا مُوسَي أَ مَا عَلِمتَ أَنّ فَضلَ صَحَابَةِ مُحَمّدٍ عَلَي جَمِيعِ صَحَابَةِ المُرسَلِينَ كَفَضلِ آلِ مُحَمّدٍ عَلَي جَمِيعِ آلِ النّبِيّينَ وَ فَضلِ مُحَمّدٍ عَلَي جَمِيعِ المُرسَلِينَ فَقَالَ مُوسَي يَا رَبّ فَإِن كَانَ مُحَمّدٌ وَ أَصحَابُهُ كَمَا وَصَفتَ فَهَل فِي أُمَمِ الأَنبِيَاءِ أَفضَلُ عِندَكَ مِن أمُتّيِ‌ ظَلّلتَ عَلَيهِمُ الغَمَامَ وَ أَنزَلتَ عَلَيهِمُ المَنّ وَ السّلوَي وَ فَلَقتَ لَهُمُ البَحرَ فَقَالَ اللّهُ جَلّ جَلَالُهُ يَا مُوسَي أَ مَا عَلِمتَ أَنّ فَضلَ أُمّةِ مُحَمّدٍ عَلَي جَمِيعِ الأُمَمِ كَفَضلِهِ عَلَي جَمِيعِ خلَقيِ‌ فَقَالَ مُوسَي يَا رَبّ ليَتنَيِ‌ كُنتُ أَرَاهُم فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَيهِ يَا مُوسَي إِنّكَ لَن تَرَاهُم فَلَيسَ هَذَا أَوَانَ ظُهُورِهِم وَ لَكِن سَوفَ تَرَاهُم فِي الجَنّاتِ جَنّاتِ عَدنٍ وَ الفِردَوسِ بِحَضرَةِ مُحَمّدٍ فِي نَعِيمِهَا يَتَقَلّبُونَ وَ فِي خَيرَاتِهَا يَتَبَحبَحُونَ أَ فَتُحِبّ أَن أُسمِعَكَ كَلَامَهُم قَالَ نَعَم إلِهَيِ‌ قَالَ اللّهُ جَلّ جَلَالُهُ قُم بَينَ يدَيَ‌ّ وَ اشدُد مِئزَرَكَ قِيَامَ العَبدِ الذّلِيلِ بَينَ يدَيَ‌ِ المَلِكِ الجَلِيلِ فَفَعَلَ ذَلِكَ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ فَنَادَي رَبّنَا عَزّ وَ جَلّ يَا أُمّةَ مُحَمّدٍ فَأَجَابُوهُ كُلّهُم وَ هُم فِي أَصلَابِ آبَائِهِم وَ أَرحَامِ أُمّهَاتِهِم لَبّيكَ أللّهُمّ لَبّيكَ لَبّيكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبّيكَ إِنّ الحَمدَ وَ النّعمَةَ لَكَ وَ المُلكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبّيكَ قَالَ فَجَعَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ تِلكَ الإِجَابَةَ مِنهُم شِعَارَ الحَجّ ثُمّ نَادَي رَبّنَا عَزّ وَ جَلّ


صفحه : 342

يَا أُمّةَ مُحَمّدٍ إِنّ قضَاَئيِ‌ عَلَيكُم أَنّ رحَمتَيِ‌ سَبَقَت غضَبَيِ‌ وَ عفَويِ‌ قَبلَ عقِاَبيِ‌ فَقَدِ استَجَبتُ لَكُم مِن قَبلِ أَن تدَعوُنَيِ‌ وَ أَعطَيتُكُم مِن قَبلِ أَن تسَألَوُنيِ‌ مَن لقَيِنَيِ‌ مِنكُم بِشَهَادَةِ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ صَادِقٌ فِي أَقوَالِهِ مُحِقّ فِي أَفعَالِهِ وَ أَنّ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ أَخُوهُ وَ وَصِيّهُ مِن بَعدِهِ وَ وَلِيّهُ وَ يُلتَزَمُ طَاعَتُهُ كَمَا يُلتَزَمُ طَاعَةُ مُحَمّدٍ وَ أَنّ أَولِيَاءَهُ المُصطَفَينَ المُطَهّرِينَ المُبَانِينَ[المَيَامِينَ]بِعَجَائِبِ آيَاتِ اللّهِ وَ دَلَائِلِ حُجَجِ اللّهِ مِن بَعدِهِمَا أَولِيَاؤُهُ أَدخَلتُهُ جنَتّيِ‌ وَ إِن كَانَت ذُنُوبُهُ مِثلَ زَبَدِ البَحرِ قَالَ فَلَمّا بَعَثَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ نَبِيّنَا مُحَمّداًص قَالَ يَا مُحَمّدُوَ ما كُنتَ بِجانِبِ الطّورِ إِذ نادَيناأُمّتَكَ بِهَذِهِ الكَرَامَةِ ثُمّ قَالَ عَزّ وَ جَلّ لِمُحَمّدٍص قُلالحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ عَلَي مَا اختصَنّيِ‌ بِهِ مِن هَذِهِ الفَضِيلَةِ وَ قَالَ لِأُمّتِهِ قُولُوا أَنتُمالحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ عَلَي مَا اختَصّنَا بِهِ مِن هَذِهِ الفَضَائِلِ

19-ل ،[الخصال ]العَطّارُ عَن أَبِيهِ عَنِ الحُسَينِ بنِ إِسحَاقَ التّاجِرِ عَن عَلِيّ بنِ مَهزِيَارَ عَن فَضَالَةَ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ عَلَيهِمَا السّلَامُ قَالَ أَوحَي اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي إِلَي مُوسَي لَا تَفرَح بِكَثرَةِ المَالِ وَ لَا تَدَع ذكِريِ‌ عَلَي كُلّ حَالٍ فَإِنّ كَثرَةَ المَالِ تنُسيِ‌ الذّنُوبَ وَ تَركُ ذكِريِ‌ يقُسيِ‌ القُلُوبَ

كا،[الكافي‌] علي عن أبيه عن النوفلي‌ عن السكوني‌ مثله ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بإسناده عن الصدوق عن أبيه عن سعد عن الأهوازي‌ عن فضالة عن السكوني‌

مثله

20-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَنِ الثمّاَليِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَمَكتُوبٌ فِي التّورَاةِ التّيِ‌ لَم تُغَيّر أَنّ مُوسَي سَأَلَ رَبّهُ


صفحه : 343

فَقَالَ يَا رَبّ أَ قَرِيبٌ أَنتَ منِيّ‌ فَأُنَاجِيَكَ أَم بَعِيدٌ فَأُنَادِيَكَ فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَيهِ يَا مُوسَي أَنَا جَلِيسُ مَن ذكَرَنَيِ‌ فَقَالَ مُوسَي فَمَن فِي سِترِكَ يَومَ لَا سِترَ إِلّا سِترُكَ قَالَ الّذِينَ يذَكرُوُننَيِ‌ فَأَذكُرُهُم وَ يَتَحَابّونَ فِيّ فَأُحِبّهُم فَأُولَئِكَ الّذِينَ إِذَا أَرَدتُ أَن أُصِيبَ أَهلَ الأَرضِ بِسُوءٍ ذَكَرتُهُم فَدَفَعتُ عَنهُم بِهِم

21-كا،[الكافي‌]بِهَذَا الإِسنَادِ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ مَكتُوبٌ فِي التّورَاةِ التّيِ‌ لَم تُغَيّر أَنّ مُوسَي سَأَلَ رَبّهُ فَقَالَ إلِهَيِ‌ إِنّهُ يأَتيِ‌ عَلَيّ مَجَالِسُ أُعِزّكَ وَ أُجِلّكَ أَن أَذكُرَكَ فِيهَا فَقَالَ يَا مُوسَي إِنّ ذكِريِ‌ حَسَنٌ عَلَي كُلّ حَالٍ

22-كا،[الكافي‌]عِدّةٌ مِن أَصحَابِنَا عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ عَمّن ذَكَرَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لِمُوسَي أَكثِر ذكِريِ‌ بِاللّيلِ وَ النّهَارِ وَ كُن عِندَ ذكِريِ‌ خَاشِعاً وَ عِندَ بلَاَئيِ‌ صَابِراً وَ اطمَئِنّ عِندَ ذكِريِ‌ وَ اعبدُنيِ‌ وَ لَا تُشرِك بيِ‌ شَيئاً إلِيَ‌ّ المَصِيرُ يَا مُوسَي اجعلَنيِ‌ ذُخرَكَ وَ ضَع عنِديِ‌ كَنزَكَ مِنَ البَاقِيَاتِ الصّالِحَاتِ

23- وَ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لِمُوسَي اجعَل لِسَانَكَ مِن وَرَاءِ قَلبِكَ تَسلَم وَ أَكثِر ذكِريِ‌ بِاللّيلِ وَ النّهَارِ وَ لَا تَتّبِعِ الخَطِيئَةَ فِي مَعدِنِهَا فَتَندَمَ فَإِنّ الخَطِيئَةَ مَوعِدُ أَهلِ النّارِ


صفحه : 344

24- وَ بِإِسنَادِهِ قَالَ كَانَ فِيمَا نَاجَي اللّهُ تَعَالَي بِهِ مُوسَي قَالَ يَا مُوسَي لَا تنَسنَيِ‌ عَلَي كُلّ حَالٍ فَإِنّ نسِياَنيِ‌ يُمِيتُ القَلبَ

25-ل ،[الخصال ] مُحَمّدُ بنُ أَحمَدَ الأسَدَيِ‌ّ المَعرُوفُ بِابنِ جَرَادَةَ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ العاَمرِيِ‌ّ عَن هَارُونَ بنِ سَعِيدٍ الأيَليِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ وَهبٍ عَن جُوَيبِرٍ عَنِ الضّحّاكِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ نَاجَي مُوسَي بنَ عِمرَانَ عَلَيهِ السّلَامُ بِمِائَةِ أَلفِ كَلِمَةٍ وَ أَربَعَةٍ وَ عِشرِينَ أَلفَ كَلِمَةٍ فِي ثَلَاثَةِ أَيّامٍ وَ لَيَالِيهِنّ مَا طَعِمَ فِيهَا مُوسَي وَ لَا شَرِبَ فِيهَا فَلَمّا انصَرَفَ إِلَي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ وَ سَمِعَ كَلَامَ الآدَمِيّينَ مَقّتَهُم لِمَا كَانَ وَقَعَ فِي مَسَامِعِهِ مِن حَلَاوَةِ كَلَامِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ

26-ل ،[الخصال ]القَطّانُ عَن أَحمَدَ الهمَداَنيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ بنِ فَضّالٍ عَن أَبِيهِ عَن هَارُونَ بنِ مُسلِمٍ عَن ثَابِتِ بنِ أَبِي صَفِيّةَ عَن سَعدٍ الخَفّافِ عَنِ الأَصبَغِ بنِ نُبَاتَةَ قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي لِمُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ يَا مُوسَي احفَظ وصَيِتّيِ‌ لَكَ بِأَربَعَةِ أَشيَاءَ أُولَاهُنّ مَا دُمتَ لَا تَرَي ذُنُوبَكَ تُغفَرُ فَلَا تَشتَغِل بِعُيُوبِ غَيرِكَ وَ الثّانِيَةُ مَا دُمتَ لَا تَرَي كنُوُزيِ‌ قَد نَفِدَت فَلَا تَغتَمّ بِسَبَبِ رِزقِكَ وَ الثّالِثَةُ مَا دُمتَ لَا تَرَي زَوَالَ ملُكيِ‌ فَلَا تَرجُ أَحَداً غيَريِ‌ وَ الرّابِعَةُ مَا دُمتَ لَا تَرَي الشّيطَانَ مَيّتاً فَلَا تَأمَن مَكرَهُ

ضه ،[روضة الواعظين ] عنه ع مثله

27-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِالأَسَانِيدِ الثّلَاثَةِ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ عَلَيهِمُ السّلَامُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ سَأَلَ رَبّهُ عَزّ وَ جَلّ فَقَالَ يَا رَبّ اجعلَنيِ‌ مِن أُمّةِ مُحَمّدٍ فَأَوحَي اللّهُ تَعَالَي إِلَيهِ يَا مُوسَي إِنّكَ لَا تَصِلُ إِلَي ذَلِكَ


صفحه : 345

28-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِالأَسَانِيدِ الثّلَاثَةِ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلَيهِمُ السّلَامُ قَالَ لَيسَ فِي القُرآنِيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا إِلّا وَ هيِ‌َ فِي التّورَاةِ يَا أَيّهَا النّاسُ وَ فِي خَبَرٍ آخَرَ يَا أَيّهَا المَسَاكِينُ

29-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ مُوسَي بنَ عِمرَانَ عَلَيهِ السّلَامُ سَأَلَ رَبّهُ عَزّ وَ جَلّ وَ قَالَ يَا رَبّ أَ بَعِيدٌ أَنتَ منِيّ‌ فَأُنَادِيَكَ أَم قَرِيبٌ فَأُنَاجِيَكَ فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَيهِ يَا مُوسَي بنَ عِمرَانَ أَنَا جَلِيسُ مَن ذكَرَنَيِ‌

30-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ مُوسَي بنَ عِمرَانَ عَلَيهِ السّلَامُ سَأَلَ رَبّهُ عَزّ وَ جَلّ فَقَالَ يَا رَبّ إِنّ أخَيِ‌ هَارُونَ مَاتَ فَاغفِر لَهُ فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَيهِ يَا مُوسَي لَو سأَلَتنَيِ‌ فِي الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ لَأَجَبتُكَ مَا خَلَا قَاتِلَ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ عَلَيهِمَا السّلَامُ فإَنِيّ‌ أَنتَقِمُ لَهُ مِن قَاتِلِهِ

31-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ وَ مُحَمّدُ بنُ إِسمَاعِيلَ عَنِ الفَضلِ جَمِيعاً عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ أَوحَي اللّهُ إِلَي مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ مَا يَمنَعُكَ مِن منُاَجاَتيِ‌ فَقَالَ يَا رَبّ أُجِلّكَ عَنِ المُنَاجَاةِ لِخُلُوفِ فَمِ الصّائِمِ فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ يَا مُوسَي لَخُلُوفُ فَمِ الصّائِمِ أَطيَبُ عنِديِ‌ مِن رِيحِ المِسكِ

32-عدة،[عدة الداعي‌]رَوَي شُعَيبٌ الأنَصاَريِ‌ّ وَ هَارُونُ بنُ خَارِجَةَ قَالَا قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ إِنّ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ انطَلَقَ يَنظُرُ فِي أَعمَالِ العِبَادِ فَأَتَي رَجُلًا مِن أَعبَدِ النّاسِ فَلَمّا أَمسَي حَرّكَ الرّجُلُ شَجَرَةً إِلَي جَنبِهِ فَإِذَا فِيهَا رُمّانَتَانِ قَالَ فَقَالَ يَا عَبدَ اللّهِ مَن أَنتَ إِنّكَ عَبدٌ


صفحه : 346

صَالِحٌ أَنَا هَاهُنَا مُنذُ مَا شَاءَ اللّهُ مَا أَجِدُ فِي هَذِهِ الشّجَرَةِ إِلّا رُمّانَةً وَاحِدَةً وَ لَو لَا أَنّكَ عَبدٌ صَالِحٌ مَا وَجَدتُ رُمّانَتَينِ قَالَ أَنَا رَجُلٌ أَسكُنُ أَرضَ مُوسَي بنِ عِمرَانَ قَالَ فَلَمّا أَصبَحَ قَالَ تَعلَمُ أَحَداً أَعبَدَ مِنكَ قَالَ نَعَم فُلَانٌ الفلُاَنيِ‌ّ قَالَ فَانطَلَقَ إِلَيهِ فَإِذَا هُوَ أَعبَدُ مِنهُ كَثِيراً فَلَمّا أَمسَي أوُتيِ‌َ بِرَغِيفَينِ وَ مَاءٍ فَقَالَ يَا عَبدَ اللّهِ مَن أَنتَ إِنّكَ عَبدٌ صَالِحٌ أَنَا هَاهُنَا مُنذُ مَا شَاءَ اللّهُ وَ مَا أُوتَي إِلّا بِرَغِيفٍ وَاحِدٍ وَ لَو لَا أَنّكَ عَبدٌ صَالِحٌ مَا أُوتِيتُ بِرَغِيفَينِ فَمَن أَنتَ قَالَ أَنَا رَجُلٌ أَسكُنُ أَرضَ مُوسَي بنِ عِمرَانَ ثُمّ قَالَ مُوسَي هَل تَعلَمُ أَحَداً أَعبَدَ مِنكَ قَالَ نَعَم فُلَانٌ الحَدّادُ فِي مَدِينَةِ كَذَا وَ كَذَا قَالَ فَأَتَاهُ فَنَظَرَ إِلَي رَجُلٍ لَيسَ بِصَاحِبِ عِبَادَةٍ بَل إِنّمَا هُوَ ذَاكِرٌ لِلّهِ تَعَالَي وَ إِذَا دَخَلَ وَقتُ الصّلَاةِ قَامَ فَصَلّي فَلَمّا أَمسَي نَظَرَ إِلَي غَلّتِهِ فَوَجَدَهَا قَد أُضعِفَت قَالَ يَا عَبدَ اللّهِ مَن أَنتَ إِنّكَ عَبدٌ صَالِحٌ أَنَا هَاهُنَا مُنذُ مَا شَاءَ اللّهُ غلَتّيِ‌ قَرِيبٌ بَعضُهَا مِن بَعضٍ وَ اللّيلَةَ قَد أُضعِفَت فَمَن أَنتَ قَالَ أَنَا رَجُلٌ أَسكُنُ أَرضَ مُوسَي بنِ عِمرَانَ قَالَ فَأَخَذَ ثُلُثَ غَلّتِهِ فَتَصَدّقَ بِهَا وَ ثُلُثاً أَعطَي مَولًي لَهُ وَ ثُلُثاً اشتَرَي بِهِ طَعَاماً فَأَكَلَ هُوَ وَ مُوسَي قَالَ فَتَبَسّمَ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ فَقَالَ مِن أَيّ شَيءٍ تَبَسّمتَ قَالَ دلَنّيِ‌ نبَيِ‌ّ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ عَلَي فُلَانٍ فَوَجَدتُهُ مِن أَعبَدِ الخَلقِ فدَلَنّيِ‌ عَلَي فُلَانٍ فَوَجَدتُهُ أَعبَدَ مِنهُ فدَلَنّيِ‌ فُلَانٌ عَلَيكَ وَ زَعَمَ أَنّكَ أَعبَدُ مِنهُ وَ لَستُ أَرَاكَ شِبهَ القَومِ قَالَ أَنَا رَجُلٌ مَملُوكٌ أَ لَيسَ ترَاَنيِ‌ ذَاكِراً لِلّهِ أَ وَ لَيسَ ترَاَنيِ‌ أصُلَيّ‌ الصّلَاةَ لِوَقتِهَا وَ إِن أَقبَلتُ عَلَي الصّلَاةِ أَضرَرتُ بِغَلّةِ موَلاَي‌َ وَ أَضرَرتُ بِعَمَلِ النّاسِ أَ تُرِيدُ أَن تأَتيِ‌َ بِلَادَكَ قَالَ نَعَم قَالَ فَمَرّت بِهِ سَحَابَةٌ فَقَالَ الحَدّادُ يَا سَحَابَةُ تعَاَليَ‌ قَالَ فَجَاءَت قَالَ أَينَ تُرِيدِينَ قَالَت أُرِيدُ أَرضَ كَذَا وَ كَذَا قَالَ انصرَفِيِ‌ ثُمّ مَرّت بِهِ أُخرَي فَقَالَ يَا سَحَابَةُ تعَاَليَ‌ فَجَاءَتهُ فَقَالَ أَينَ تُرِيدِينَ قَالَت أُرِيدُ أَرضَ


صفحه : 347

كَذَا وَ كَذَا قَالَ انصرَفِيِ‌ ثُمّ مَرّت بِهِ أُخرَي فَقَالَ يَا سَحَابَةُ تعَاَليَ‌ فَجَاءَتهُ فَقَالَ أَينَ تُرِيدِينَ قَالَت أُرِيدُ أَرضَ مُوسَي بنِ عِمرَانَ قَالَ فَقَالَ أحَملِنيِ‌ هَذَا حَملَ رَفِيقٍ وَ ضَعِيهِ فِي أَرضِ مُوسَي بنِ عِمرَانَ وَضعاً رَفِيقاً قَالَ فَلَمّا بَلَغَ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ بِلَادَهُ قَالَ يَا رَبّ بِمَا بَلَغتَ هَذَا مَا أَرَي قَالَ إِنّ عبَديِ‌ هَذَا يَصبِرُ عَلَي بلَاَئيِ‌ وَ يَرضَي بقِضَاَئيِ‌ وَ يَشكُرُ نعَماَئيِ‌

33-يد،[التوحيد]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]الأشُناَنيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ مَهرَوَيهِ عَنِ الفَرّاءِ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ عَلَيهِمُ السّلَامُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ مُوسَي بنَ عِمرَانَ عَلَيهِ السّلَامُ لَمّا نَاجَي رَبّهُ عَزّ وَ جَلّ قَالَ يَا رَبّ أَ بَعِيدٌ أَنتَ منِيّ‌ فَأُنَادِيَكَ أَم قَرِيبٌ فَأُنَاجِيَكَ فَأَوحَي اللّهُ جَلّ جَلَالُهُ إِلَيهِ أَنَا جَلِيسُ مَن ذكَرَنَيِ‌ فَقَالَ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ يَا رَبّ إنِيّ‌ أَكُونُ فِي حَالٍ أُجِلّكَ أَن أَذكُرَكَ فِيهَا فَقَالَ يَا مُوسَي اذكرُنيِ‌ عَلَي كُلّ حَالٍ

34-ج ،[الإحتجاج ]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]يد،[التوحيد] عَنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدٍ النوّفلَيِ‌ّ عَنِ الرّضَا عَلَيهِ السّلَامُ أَنّهُ قَالَ لِرَأسِ الجَالُوتِ يَا يهَوُديِ‌ّ أَسأَلُكَ بِالعَشرِ الآيَاتِ التّيِ‌ أُنزِلَت عَلَي مُوسَي بنِ عِمرَانَ هَل تَجِدُ فِي التّورَاةِ مَكتُوباً نَبَأَ مُحَمّدٍ وَ أُمّتِهِ إِذَا جَاءَتِ الأُمّةُ الأَخِيرَةُ أَتبَاعُ رَاكِبِ البَعِيرِ يُسَبّحُونَ الرّبّ جِدّاً جِدّاً تَسبِيحاً جَدِيداً فِي الكَنَائِسِ الجُدُدِ فَليَفزَع بَنُو إِسرَائِيلَ إِلَيهِم وَ إِلَي مَلِكِهِم لِتَطمَئِنّ قُلُوبُهُم فَإِنّ بِأَيدِيهِم سُيُوفاً يَنتَقِمُونَ بِهَا مِنَ الأُمَمِ الكَافِرَةِ فِي أَقطَارِ الأَرضِ أَ هَكَذَا هُوَ فِي التّورَاةِ مَكتُوبٌ قَالَ رَأسُ الجَالُوتِ نَعَم إِنّا لَنَجِدُهُ كَذَلِكَ ثُمّ قَالَ عَلَيهِ السّلَامُ يَا يهَوُديِ‌ّ إِنّ مُوسَي أَوصَي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَقَالَ لَهُم إِنّهُ سَيَأتِيكُم نبَيِ‌ّ مِن إِخوَانِكُم فَبِهِ فَصَدّقُوا وَ مِنهُ فَاسمَعُوا فَهَل تَعلَمُ أَنّ لبِنَيِ‌ إِسرَائِيلَ إِخوَةً غَيرَ وُلدِ إِسمَاعِيلَ إِن كُنتَ تَعرِفُ قَرَابَةَ إِسرَائِيلَ مِن إِسمَاعِيلَ وَ السّبَبَ ألّذِي بَينَهُم مِن قِبَلِ اِبرَاهِيمَ عَلَيهِ السّلَامُ فَقَالَ رَأسُ الجَالُوتِ هَذَا قَولُ مُوسَي لَا نَدفَعُهُ فَقَالَ لَهُ الرّضَا عَلَيهِ السّلَامُ أَ فَلَيسَ قَد صَحّ هَذَا عِندَكُم قَالَ نَعَم وَ لكَنِيّ‌ أُحِبّ أَن تُصَحّحَهُ لِي مِنَ التّورَاةِ فَقَالَ لَهُ الرّضَا عَلَيهِ السّلَامُ هَل تُنكِرُ أَنّ


صفحه : 348

التّورَاةَ تَقُولُ لَكُم جَاءَ النّورُ مِن جَبَلِ طُورِ سَينَاءَ وَ أَضَاءَ لَنَا مِن جَبَلِ سَاعِيرَ وَ استَعلَنَ عَلَينَا مِن جَبَلِ فَارَانَ فَالنّورُ مِن قِبَلِ طُورِ سَينَاءَ وحَي‌ُ اللّهِ ألّذِي أَنزَلَهُ عَلَي مُوسَي وَ جَبَلُ سَاعِيرَ هُوَ ألّذِي أَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَي عِيسَي عَلَيهِ السّلَامُ وَ هُوَ عَلَيهِ وَ أَمّا جَبَلُ فَارَانَ فَذَلِكَ مِن جِبَالِ مَكّةَ بَينَهُ وَ بَينَهَا يَومٌ

أقول قدمر تمام الخبر بشرحه وسنده في كتاب الاحتجاجات

35- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَنِ ابنِ قُولَوَيهِ عَنِ الكلُيَنيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَنِ اليقَطيِنيِ‌ّ عَن يُونُسَ عَن مُحَمّدِ بنِ زِيَادٍ عَن رِفَاعَةَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ يَقُولُ أَربَعٌ فِي التّورَاةِ وَ إِلَي جَنبِهِنّ أَربَعٌ مَن أَصبَحَ عَلَي الدّنيَا حَزِيناً فَقَد أَصبَحَ عَلَي رَبّهِ سَاخِطاً وَ مَن أَصبَحَ يَشكُو مُصِيبَةً نَزَلَت بِهِ فَإِنّمَا يَشكُو رَبّهُ وَ مَن أَتَي غَنِيّاً فَتَضَعضَعَ لَهُ لِيُصِيبَ مِن دُنيَاهُ فَقَد ذَهَبَ ثُلُثَا دِينِهِ وَ مَن دَخَلَ النّارَ مِمّن قَرَأَ القُرآنَ فَإِنّمَا هُوَ مِمّن كَانَ يَتّخِذُ آيَاتِ اللّهِ هُزُواً وَ الأَربَعُ التّيِ‌ إِلَي جَنبِهِنّ كَمَا تَدِينُ تُدَانُ وَ مَن مَلَكَ استَأثَرَ وَ مَن لَم يَستَشِر نَدِمَ وَ الفَقرُ هُوَ المَوتُ الأَكبَرُ

جا،[المجالس للمفيد] أحمد بن الوليد عن أبيه عن الصفار عن ابن معروف عن ابن مهزيار عن رفاعة مثله

36- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَنِ ابنِ قُولَوَيهِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن مَالِكِ بنِ عَطِيّةَ عَن دَاوُدَ بنِ فَرقَدٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَفِيمَا أَوحَي اللّهُ جَلّ وَ عَزّ إِلَي مُوسَي بنِ عِمرَانَ يَا مُوسَي مَا خَلَقتُ خَلقاً أَحَبّ إلِيَ‌ّ مِن عبَديِ‌َ


صفحه : 349

المُؤمِنِ وَ إنِيّ‌ إِنّمَا ابتَلَيتُهُ لِمَا هُوَ خَيرٌ لَهُ وَ أُعَافِيهِ لِمَا هُوَ خَيرٌ لَهُ وَ أَنَا أَعلَمُ بِمَا يَصلُحُ عبَديِ‌ عَلَيهِ فَليَصبِر عَلَي بلَاَئيِ‌ وَ ليَشكُر نعَماَئيِ‌ وَ ليَرضَ بقِضَاَئيِ‌ أَكتُبهُ فِي الصّدّيقِينَ عنِديِ‌ إِذَا عَمِلَ برِضِاَئيِ‌ وَ أَطَاعَ أمَريِ‌

37-ثو،[ثواب الأعمال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن أَبِي أَيّوبَ عَنِ الوصَاّفيِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ كَانَ فِيمَا نَاجَي اللّهُ بِهِ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ عَلَي الطّورِ أَن يَا مُوسَي أَبلِغ قَومَكَ أَنّهُ مَا يَتَقَرّبُ إلِيَ‌ّ المُتَقَرّبُونَ بِمِثلِ البُكَاءِ مِن خشَيتَيِ‌ وَ مَا تَعَبّدَ لِيَ المُتَعَبّدُونَ بِمِثلِ الوَرَعِ عَن محَاَرمِيِ‌ وَ مَا تَزَيّنَ لِيَ المُتَزَيّنُونَ بِمِثلِ الزّهدِ فِي الدّنيَا عَمّا بِهِمُ الغِنَي عَنهُ قَالَ فَقَالَ مُوسَي يَا أَكرَمَ الأَكرَمِينَ فَمَا ذَا أَثَبتَهُم عَلَي ذَلِكَ فَقَالَ يَا مُوسَي أَمّا المُتَقَرّبُونَ إلِيَ‌ّ بِالبُكَاءِ مِن خشَيتَيِ‌ فَهُم فِي الرّفِيقِ الأَعلَي لَا يُشرِكُهُم فِيهِ أَحَدٌ وَ أَمّا المُتَعَبّدُونَ لِي بِالوَرَعِ عَن محَاَرمِيِ‌ فإَنِيّ‌ أُفَتّشُ النّاسَ عَن أَعمَالِهِم وَ لَا أُفَتّشُهُم حَيَاءً مِنهُم وَ أَمّا المُتَقَرّبُونَ إلِيَ‌ّ بِالزّهدِ فِي الدّنيَا فإَنِيّ‌ أُبِيحُهُمُ الجَنّةَ بِحَذَافِيرِهَا يَتَبَوّءُونَ مِنهَا حَيثُ يَشَاءُونَ

38-أَعلَامُ الدّينِ،للِديّلمَيِ‌ّ مِن كِتَابِ المُؤمِنِ تَصنِيفِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَبَينَا مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ يمَشيِ‌ عَلَي سَاحِلِ البَحرِ إِذ جَاءَ صَيّادٌ فَخَرّ لِلشّمسِ سَاجِداً وَ تَكَلّمَ بِالشّركِ ثُمّ أَلقَي شَبَكَتَهُ فَخَرَجَت مَملُوءَةً ثُمّ أَلقَاهَا فَخَرَجَت مَملُوءَةً ثُمّ أَعَادَهَا فَخَرَجَت مَملُوءَةً فَمَضَي ثُمّ جَاءَ آخَرُ فَتَوَضّأَ وَ صَلّي وَ حَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ ثُمّ أَلقَي شَبَكَتَهُ فَلَم يُخرِج شَيئاً ثُمّ أَعَادَهُ فَخَرَجَت سَمَكَةٌ صَغِيرَةٌ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ وَ انصَرَفَ فَقَالَ


صفحه : 350

مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ يَا رَبّ عَبدُكَ الكَافِرُ تُعطِيهِ مَعَ كُفرِهِ وَ عَبدُكَ المُؤمِنُ لَم تُخرِج لَهُ غَيرَ سَمَكَةٍ صَغِيرَةٍ فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ انظُر عَن يَمِينِكَ فَكَشَفَ لَهُ عَمّا أَعَدّ اللّهُ لِعَبدِهِ المُؤمِنِ ثُمّ قَالَ انظُر عَن يَسَارِكَ فَكَشَفَ لَهُ عَمّا أَعَدّ اللّهُ لِلكَافِرِ فَنَظَرَ ثُمّ قَالَ يَا مُوسَي مَا نَفَعَ هَذَا الكَافِرَ مَا أَعطَيتُهُ وَ لَا ضَرّ هَذَا المُؤمِنَ مَا مَنَعتُهُ فَقَالَ مُوسَي يَا رَبّ يَحِقّ لِمَن عَرَفَكَ أَن يَرضَي بِمَا صَنَعتَ

ورواه الحسن بن سليمان في كتاب المحتضر من كتاب الشفاء والجلاء بإسناده عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابه مثله

39-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَمّن ذَكَرَهُ عَن دُرُستَ عَمّن ذَكَرَهُ عَنهُم عَلَيهِمُ السّلَامُ قَالَ بَينَمَا مُوسَي جَالِسٌ إِذ أَقبَلَ إِبلِيسُ وَ عَلَيهِ بُرنُسٌ ذُو أَلوَانٍ فَوَضَعَهُ وَ دَنَا مِن مُوسَي وَ سَلّمَ فَقَالَ لَهُ مُوسَي مَن أَنتَ قَالَ إِبلِيسُ قَالَ لَا قَرّبَ اللّهُ دَارَكَ لِمَا ذَا البُرنُسُ قَالَ أَختَطِفُ بِهِ قُلُوبَ بنَيِ‌ آدَمَ فَقَالَ لَهُ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ أخَبرِنيِ‌ بِالذّنبِ ألّذِي إِذَا أَذنَبَهُ ابنُ آدَمَ استَحوَذتَ عَلَيهِ قَالَ ذَلِكَ إِذَا أَعجَبَتهُ نَفسُهُ وَ استَكثَرَ عَمَلَهُ وَ صَغُرَ فِي نَفسِهِ ذَنبُهُ وَ قَالَ يَا مُوسَي لَا تَخلُ بِامرَأَةٍ لَا تَحِلّ لَكَ فَإِنّهُ لَا يَخلُو رَجُلٌ بِامرَأَةٍ لَا تَحِلّ لَهُ إِلّا كُنتُ صَاحِبَهُ دُونَ أصَحاَبيِ‌ فَإِيّاكَ أَن تُعَاهِدَ اللّهَ عَهداً فَإِنّهُ مَا عَاهَدَ اللّهَ أَحَدٌ إِلّا كُنتُ صَاحِبَهُ دُونَ أصَحاَبيِ‌ حَتّي أَحُولَ بَينَهُ وَ بَينَ الوَفَاءِ بِهِ وَ إِذَا هَمَمتَ بِصَدَقَةٍ فَامضِهَا فَإِذَا هَمّ العَبدُ بِصَدَقَةٍ كُنتُ صَاحِبَهُ دُونَ أصَحاَبيِ‌ حَتّي أَحُولَ بَينَهُ وَ بَينَهَا

بيان قوله لعنه الله كنت صاحبه يعني‌ أغتنم إغواءه وأهتم به بحيث لاأكله إلي أصحابه وأعواني‌ بل أتولي إضلاله بنفسي‌

40-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن مُقَرّنٍ إِمَامِ بنَيِ‌ فِتيَانٍ عَمّن رَوَي عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ كَانَ فِي زَمَنِ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ مَلِكٌ جَبّارٌ قَضَي حَاجَةَ مُؤمِنٍ بِشَفَاعَةِ عَبدٍ صَالِحٍ فتَوُفُيّ‌َ فِي يَومٍ المَلِكُ الجَبّارُ


صفحه : 351

وَ العَبدُ الصّالِحُ فَقَامَ عَلَي المَلِكِ النّاسُ وَ أَغلَقُوا أَبوَابَ السّوقِ لِمَوتِهِ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ وَ بقَيِ‌َ ذَلِكَ العَبدُ الصّالِحُ فِي بَيتِهِ وَ تَنَاوَلَت دَوَابّ الأَرضِ مِن وَجهِهِ فَرَآهُ مُوسَي بَعدَ ثَلَاثٍ فَقَالَ يَا رَبّ هُوَ عَدُوّكَ وَ هَذَا وَلِيّكَ فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ يَا مُوسَي إِنّ ولَيِيّ‌ سَأَلَ هَذَا الجَبّارَ حَاجَةً فَقَضَاهَا لَهُ فَكَافَأتُهُ عَنِ المُؤمِنِ وَ سَلّطتُ دَوَابّ الأَرضِ عَلَي مَحَاسِنِ وَجهِ المُؤمِنِ لِسُؤَالِهِ ذَلِكَ الجَبّارَ

41-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ صَاحِبِ الساّبرِيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ أَوحَي اللّهُ تَعَالَي إِلَي مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ يَا مُوسَي اشكرُنيِ‌ حَقّ شكُريِ‌ فَقَالَ يَا رَبّ كَيفَ أَشكُرُكَ حَقّ شُكرِكَ وَ لَيسَ مِن شُكرٍ أَشكُرُكَ بِهِ إِلّا وَ أَنتَ أَنعَمتَ بِهِ عَلَيّ فَقَالَ يَا مُوسَي شكَرَتنَيِ‌ حَقّ شكُريِ‌ حِينَ عَلِمتَ أَنّ ذَلِكَ منِيّ‌

42-سن ،[المحاسن ] أَبِي عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ القَدّاحِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ عَلَيهِمَا السّلَامُ قَالَ قَالَ مُوسَي بنُ عِمرَانَ عَلَيهِ السّلَامُ يَا رَبّ مَن أَهلُكَ الّذِينَ تُظِلّهُم فِي ظِلّ عَرشِكَ يَومَ لَا ظِلّ إِلّا ظِلّكَ قَالَ فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ الطّاهِرَةُ قُلُوبُهُم وَ التّرِبَةُ أَيدِيهِم الّذِينَ يَذكُرُونَ جلَاَليِ‌ إِذَا ذَكَرُوا رَبّهُم الّذِينَ يَكتَفُونَ بطِاَعتَيِ‌ كَمَا يكَتفَيِ‌ الصبّيِ‌ّ الصّغِيرُ بِاللّبَنِ الّذِينَ يَأوُونَ إِلَي مسَاَجدِيِ‌ كَمَا تأَويِ‌ النّسُورُ إِلَي أَوكَارِهَا وَ الّذِينَ يَغضَبُونَ لمِحَاَرمِيِ‌ إِذَا استُحِلّت مِثلَ النّمِرِ إِذَا حَرِدَ

بيان التربة أيديهم بكسر الراء أي الفقراء قال الجزري‌ ترب الرجل إذاافتقر أي لصق بالتراب و قال الفيروزآبادي‌ حرد كضرب وسمع غضب

43-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن عَمرِو بنِ عُثمَانَ عَن أَبِي جَمِيلَةَ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَأَوحَي اللّهُ تَعَالَي إِلَي مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ أحَببِنيِ‌ وَ حبَبّنيِ‌ إِلَي خلَقيِ‌ قَالَ مُوسَي يَا رَبّ إِنّكَ لَتَعلَمُ أَنّهُ لَيسَ أَحَدٌ أَحَبّ إلِيَ‌ّ


صفحه : 352

مِنكَ فَكَيفَ لِي بِقُلُوبِ العِبَادِ فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ فَذَكّرهُم نعِمتَيِ‌ وَ آلاَئيِ‌ فَإِنّهُم لَا يَذكُرُونَ منِيّ‌ إِلّا خَيراً فَقَالَ مُوسَي يَا رَبّ رَضِيتُ بِمَا قَضَيتَ تُمِيتُ الكَبِيرَ وَ تبُقيِ‌ الأَولَادَ الصّغَارَ فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ أَ مَا تَرضَي بيِ‌ رَازِقاً وَ كَفِيلًا فَقَالَ بَلَي يَا رَبّ نِعمَ الوَكِيلُ وَ نِعمَ الكَفِيلُ

44-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَنِ ابنِ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ الحَجّالِ عَنِ العَلَاءِ عَن مُحَمّدٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ إِنّ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ سَأَلَ رَبّهُ أَن يُعَلّمَهُ زَوَالَ الشّمسِ فَوَكّلَ اللّهُ بِهَا مَلَكاً فَقَالَ يَا مُوسَي قَد زَالَتِ الشّمسُ فَقَالَ مُوسَي مَتَي فَقَالَ حِينَ أَخبَرتُكَ وَ قَد سَارَت خَمسَمِائَةِ عَامٍ

45-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ الأصَبهَاَنيِ‌ّ عَنِ المنِقرَيِ‌ّ عَن حَفصِ بنِ غِيَاثٍ عَنِ الصّادِقِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ بَينَا مُوسَي بنُ عِمرَانَ يَعِظُ أَصحَابَهُ إِذ قَامَ رَجُلٌ فَشَقّ قَمِيصَهُ فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَيهِ يَا مُوسَي قُل لَهُ لَا تَشُقّ قَمِيصَكَ وَ لَكِنِ اشرَح لِي عَن قَلبِكَ ثُمّ قَالَ مَرّ مُوسَي بنُ عِمرَانَ بِرَجُلٍ مِن أَصحَابِهِ وَ هُوَ سَاجِدٌ فَانصَرَفَ مِن حَاجَتِهِ وَ هُوَ سَاجِدٌ عَلَي حَالِهِ فَقَالَ لَهُ مُوسَي لَو كَانَت حَاجَتُكَ بيِدَيِ‌ لَقَضَيتُهَا لَكَ فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَيهِ يَا مُوسَي لَو سَجَدَ حَتّي يَنقَطِعَ عُنُقُهُ مَا قَبِلتُهُ حَتّي يَتَحَوّلَ عَمّا أَكرَهُ إِلَي مَا أُحِبّ

46-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن حَمزَةَ بنِ حُمرَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ أَوحَي اللّهُ تَعَالَي إِلَي مُوسَي أَنّهُ مَا يَتَقَرّبُ إلِيَ‌ّ عَبدٌ بشِيَ‌ءٍ أَحَبّ إلِيَ‌ّ مِن ثَلَاثِ خِصَالٍ فَقَالَ مُوسَي وَ مَا هيِ‌َ يَا رَبّ قَالَ الزّهدُ فِي الدّنيَا وَ الوَرَعُ مِن محَاَرمِيِ‌ وَ البُكَاءُ مِن خشَيتَيِ‌ فَقَالَ مُوسَي فَمَا لِمَن صَنَعَ ذَلِكَ فَقَالَ أَمّا الزّاهِدُونَ فِي الدّنيَا فَأُحَكّمُهُم فِي الجَنّةِ وَ أَمّا الوَرِعُونَ عَن محَاَرمِيِ‌ فإَنِيّ‌ أُفَتّشُ النّاسَ وَ لَا أُفَتّشُهُم وَ أَمّا البَكّاءُونَ مِن خشَيتَيِ‌ ففَيِ‌ الرّفِيقِ الأَعلَي لَا يُشرِكُهُم فِيهِ أَحَدٌ


صفحه : 353

47-ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر]عُثمَانُ بنُ عِيسَي عَن بَعضِ أَصحَابِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ إِنّ اللّهَ أَوحَي إِلَي مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ أَنّ بَعضَ أَصحَابِكَ يَنِمّ عَلَيكَ فَاحذَرهُ فَقَالَ يَا رَبّ لَا أَعرِفُهُ فأَخَبرِنيِ‌ بِهِ حَتّي أَعرِفَهُ فَقَالَ يَا مُوسَي عِبتُ عَلَيهِ النّمِيمَةَ وَ تكُلَفّنُيِ‌ أَن أَكُونَ نَمّاماً قَالَ يَا رَبّ فَكَيفَ أَصنَعُ قَالَ اللّهُ تَعَالَي فَرّق أَصحَابَكَ عَشَرَةً عَشَرَةً ثُمّ تُقرِعُ بَينَهُم فَإِنّ السّهمَ يَقَعُ عَلَي العَشَرَةِ التّيِ‌ هُوَ فِيهِم ثُمّ تُفَرّقُهُم وَ تُقرِعُ بَينَهُم فَإِنّ السّهمَ يَقَعُ عَلَيهِ قَالَ فَلَمّا رَأَي الرّجُلُ أَنّ السّهَامَ تُقرَعُ قَامَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ أَنَا صَاحِبُكَ لَا وَ اللّهِ لَا أَعُودُ أَبَداً

48-ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] ابنُ أَبِي البِلَادِ عَن أَبِيهِ رَفَعَهُ قَالَ رَأَي مُوسَي بنُ عِمرَانَ عَلَيهِ السّلَامُ رَجُلًا تَحتَ ظِلّ العَرشِ فَقَالَ يَا رَبّ مَن هَذَا ألّذِي أَدنَيتَهُ حَتّي جَعَلتَهُ تَحتَ ظِلّ العَرشِ فَقَالَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي يَا مُوسَي هَذَا لَم يَكُن يَعُقّ وَالِدَيهِ وَ لَا يَحسُدُ النّاسَ عَلَي مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضلِهِ

49-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَنِ ابنِ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَنِ ابنِ أَسبَاطٍ عَن خَلَفِ بنِ حَمّادٍ عَن قُتَيبَةَ الأَعشَي عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ أَوحَي اللّهُ إِلَي مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ كَمَا تَدِينُ تُدَانُ وَ كَمَا تَعمَلُ كَذَلِكَ تُجزَي مَن يَصنَعُ المَعرُوفَ إِلَي امر‌ِئِ السّوءِ يُجزَي شَرّاً

50-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ إِنّ فِيمَا نَاجَي اللّهُ بِهِ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ أَن قَالَ إِنّ الدّنيَا لَيسَت بِثَوَابٍ لِلمُؤمِنِ بِعَمَلِهِ وَ لَا نَقِمَةٍ لِلفَاجِرِ بِقَدرِ ذَنبِهِ هيِ‌َ دَارُ الظّالِمِينَ إِلّا العَامِلَ فِيهَا بِالخَيرِ فَإِنّهَا لَهُ نِعمَتِ الدّارُ

51-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]الصّدُوقُ عَنِ ابنِ المُتَوَكّلِ عَنِ الحمِيرَيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن رَجُلٍ عَنِ ابنِ أَبِي يَعفُورٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ كَانَ فِيمَا نَاجَي اللّهُ تَعَالَي بِهِ مُوسَي يَا مُوسَي لَا تَركَن إِلَي الدّنيَا رُكُونَ الظّالِمِينَ وَ رُكُونَ مَنِ اتّخَذَهَا أُمّاً وَ أَباً يَا مُوسَي لَو وَكَلتُكَ إِلَي نَفسِكَ تَنظُرُ لَهَا لَغَلَبَ عَلَيكَ حُبّ الدّنيَا وَ زَهرَتُهَا يَا مُوسَي نَافِس فِي الخَيرِ أَهلَهُ وَ اسبِقهُم


صفحه : 354

إِلَيهِ فَإِنّ الخَيرَ كَاسمِهِ وَ اترُك مِنَ الدّنيَا مَا بِكَ الغِنَي عَنهُ وَ لَا تَنظُر عَينَاكَ إِلَي كُلّ مَفتُونٍ فِيهَا مَوكُولٍ إِلَي نَفسِهِ وَ اعلَم أَنّ كُلّ فِتنَةٍ بَذرُهَا حُبّ الدّنيَا وَ لَا تَغبِطَنّ أَحَداً بِرِضَي النّاسِ عَنهُ حَتّي تَعلَمَ أَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ عَنهُ رَاضٍ وَ لَا تَغبِطَنّ أَحَداً بِطَاعَةِ النّاسِ لَهُ وَ اتّبَاعِهِم إِيّاهُ عَلَي غَيرِ الحَقّ فَهُوَ هَلَاكٌ لَهُ وَ لِمَنِ اتّبَعَهُ

52- وَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ أَيّ عِبَادِكَ أَبغَضُ إِلَيكَ قَالَ جِيفَةٌ بِاللّيلِ بَطّالٌ بِالنّهَارِ وَ قَالَ قَالَ مُوسَي لِرَبّهِ يَا رَبّ إِن كُنتَ بَعِيداً نَادَيتُ وَ إِن كُنتَ قَرِيباً نَاجَيتُ قَالَ يَا مُوسَي أَنَا جَلِيسُ مَن ذكَرَنَيِ‌ فَقَالَ مُوسَي يَا رَبّ إِنّا نَكُونُ عَلَي حَالٍ مِنَ الحَالَاتِ فِي الدّنيَا مِثلَ الغَائِطِ وَ الجَنَابَةِ فَنَذكُرُكَ قَالَ يَا مُوسَي اذكرُنيِ‌ عَلَي كُلّ حَالٍ وَ قَالَ قَالَ مُوسَي يَا رَبّ مَا لِمَن عَادَ مَرِيضاً قَالَ أُوَكّلُ بِهِ مَلَكاً يَعُودُهُ فِي قَبرِهِ إِلَي مَحشَرِهِ قَالَ يَا رَبّ مَا لِمَن غَسّلَ مَيّتاً قَالَ أُخرِجُهُ مِن ذُنُوبِهِ كَمَا خَرَجَ مِن بَطنِ أُمّهِ قَالَ يَا رَبّ مَا لِمَن شَيّعَ جَنَازَةً قَالَ أُوَكّلُ بِهِ مَلَائِكَةً مَعَهُم رَايَاتٌ يُشَيّعُونَهُ مِن مَحشَرِهِ إِلَي مَقَامِهِ قَالَ فَمَا لِمَن عَزّي الثّكلَي قَالَ أُظِلّهُ فِي ظلِيّ‌ يَومَ لَا ظِلّ إِلّا ظلِيّ‌ تَعَالَي اللّهُ وَ قَالَ فِيمَا نَاجَي اللّهُ بِهِ مُوسَي أَن قَالَ أَكرِمِ السّائِلَ إِذَا هُوَ أَتَاكَ بشِيَ‌ءٍ بِبَذلٍ يَسِيرٍ أَو بِرَدّ جَمِيلٍ فَإِنّهُ قَد يَأتِيكَ مَن لَيسَ بجِنِيّ‌ّ وَ لَا إنِسيِ‌ّ مَلَكٍ مِن مَلَائِكَةِ الرّحمَنِ لِيَبلُوَكَ فِيمَا خَوّلتُكَ وَ يَسأَلَكَ عَمّا مَوّلتُكَ فَكَيفَ أَنتَ صَانِعٌ وَ قَالَ يَا مُوسَي لَخُلُوفُ فَمِ الصّائِمِ أَطيَبُ عِندَ اللّهِ مِن رِيحِ المِسكِ

بيان قوله تعالي فإن الخير كاسمه لعل المراد أن الخير لمادل بحسب أصل


صفحه : 355

معناه في اللغة علي الأفضلية و مايطلق عليه في العرف والشرع من الأعمال الحسنة هي‌ خير الأعمال فالخير كاسمه أي الاسم مطابق لمسمياته أو أن الخير لما كان كل أحد يستحسنه إذاسمعه فهو حسن واقعا. والحاصل أن مايحكم به عقول عامة الناس في ذلك مطابق للواقع ويحتمل أن يكون المراد باسمه ذكره بين الناس أي أن الخير ينفع في الآخرة كمايصير سببا لرفعة الذكر في الدنيا

53-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَن مَاجِيلَوَيهِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ ابنِ أَبَانٍ عَنِ ابنِ أُورَمَةَ عَن رَجُلٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ البصَريِ‌ّ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن آبَائِهِ عَلَيهِمُ السّلَامُ قَالَ مَرّ مُوسَي بنُ عِمرَانَ عَلَيهِ السّلَامُ بِرَجُلٍ رَافِعٍ يَدَهُ إِلَي السّمَاءِ يَدعُو فَانطَلَقَ مُوسَي فِي حَاجَتِهِ فَغَابَ عَنهُ سَبعَةَ أَيّامٍ ثُمّ رَجَعَ إِلَيهِ وَ هُوَ رَافِعٌ يَدَيهِ يَدعُو وَ يَتَضَرّعُ وَ يَسأَلُ حَاجَتَهُ فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ يَا مُوسَي لَو دعَاَنيِ‌ حَتّي تَسقُطَ لِسَانُهُ مَا استَجَبتُ لَهُ حَتّي يأَتيِنَيِ‌ مِنَ البَابِ ألّذِي أَمَرتُهُ بِهِ

54-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ أَو غَيرِهِ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن عَبدِ العَزِيزِ العبَديِ‌ّ عَنِ ابنِ أَبِي يَعفُورٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ يَقُولُ فِي قَولِهِ تَعَالَيفَبِظُلمٍ مِنَ الّذِينَ هادُوا حَرّمنا عَلَيهِم طَيّباتٍ أُحِلّت لَهُميعَنيِ‌ لُحُومَ الإِبِلِ وَ البَقَرِ وَ الغَنَمِ قَالَ إِنّ إِسرَائِيلَ كَانَ إِذَا أَكَلَ مِن لَحمِ الإِبِلِ هَيّجَ عَلَيهِ وَجَعَ الخَاصِرَةِ فَحَرّمَ عَلَي نَفسِهِ لَحمَ الإِبِلِ وَ ذَلِكَ قَبلَ أَن تُنزَلَ التّورَاةُ فَلَمّا أُنزِلَتِ التّورَاةُ لَم يُحَرّمهُ وَ لَم يَأكُلهُ


صفحه : 356

55-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن جَمِيلِ بنِ صَالِحٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ لَمّا مَضَي مُوسَي إِلَي الجَبَلِ اتّبَعَهُ رَجُلٌ مِن أَفضَلِ أَصحَابِهِ قَالَ فَأَجلَسَهُ فِي أَسفَلِ الجَبَلِ وَ صَعِدَ مُوسَي الجَبَلَ فَنَاجَي رَبّهُ ثُمّ نَزَلَ فَإِذَا بِصَاحِبِهِ قَد أَكَلَ السّبُعُ وَجهَهُ وَ قَطَعَهُ فَأَوحَي اللّهُ تَعَالَي إِلَيهِ أَنّهُ كَانَ لَهُ عنِديِ‌ ذَنبٌ فَأَرَدتُ أَن يلَقاَنيِ‌ وَ لَا ذَنبَ لَهُ

56-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِهَذَا الإِسنَادِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن أَبِي عَلِيّ عَن مُحَمّدِ بنِ قَيسٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ أَوحَي اللّهُ تَعَالَي إِلَي مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ أَنّ مِن عبِاَديِ‌ مَن يَتَقَرّبُ إلِيَ‌ّ بِالحَسَنَةِ فَأُحَكّمُهُ فِي الجَنّةِ قَالَ وَ مَا تِلكَ الحَسَنَةُ قَالَ يمَشيِ‌ فِي حَاجَةِ مُؤمِنٍ

57-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَنِ ابنِ المُتَوَكّلِ عَنِ الحمِيرَيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن مُقَاتِلِ بنِ سُلَيمَانَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ لَمّا صَعِدَ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ إِلَي الطّورِ فَنَاجَي رَبّهُ قَالَ رَبّ أرَنِيِ‌ خَزَائِنَكَ قَالَ يَا مُوسَي إِنّ خزَاَئنِيِ‌ إِذَا أَرَدتُ شَيئاً أَن أَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ وَ قَالَ قَالَ يَا رَبّ أَيّ خَلقِكَ أَبغَضُ إِلَيكَ قَالَ ألّذِي يتَهّمِنُيِ‌ قَالَ وَ مِن خَلقِكَ مَن يَتّهِمُكَ قَالَ نَعَم ألّذِي يسَتخَيِرنُيِ‌ فَأَخِيرُ لَهُ وَ ألّذِي أقَضيِ‌ القَضَاءَ لَهُ وَ هُوَ خَيرٌ لَهُ فيَتَهّمِنُيِ‌

58-ختص ،[الإختصاص ] قَالَ الصّادِقُ عَلَيهِ السّلَامُ أَوحَي اللّهُ إِلَي مُوسَي بنِ عِمرَانَ عَلَيهِ السّلَامُ قُل لِلمَلَإِ مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ إِيّاكُم وَ قَتلَ النّفسِ الحَرَامِ بِغَيرِ حَقّ فَإِنّ مَن قَتَلَ مِنكُم نَفساً فِي الدّنيَا قَتَلتُهُ فِي النّارِ مِائَةَ أَلفِ قَتلَةٍ مِثلَ قِتلَةِ صَاحِبِهِ

59-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَنِ الوصَاّفيِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَفِيمَا نَاجَي اللّهُ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ أَن قَالَ إِنّ لِي عِبَاداً أُبِيحُهُم جنَتّيِ‌ وَ أُحَكّمُهُم فِيهَا قَالَ مُوسَي مَن هَؤُلَاءِ


صفحه : 357

الّذِينَ أَبَحتَهُم جَنّتَكَ وَ تُحَكّمُهُم فِيهَا قَالَ مَن أَدخَلَ عَلَي مُؤمِنٍ سُرُوراً

كا،[الكافي‌] محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد عن ابن سنان مثله

60-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِهَذَا الإِسنَادِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن عُمَرَ بنِ يَزِيدَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ فِي التّورَاةِ مَكتُوبٌ ابنَ آدَمَ تَفَرّغ لعِبِاَدتَيِ‌ أَملَأ قَلبَكَ خَوفاً منِيّ‌ وَ إِن لَا تَفَرّغ لعِبِاَدتَيِ‌ أَملَأ قَلبَكَ شُغُلًا بِالدّنيَا ثُمّ لَا أَسُدّ فَاقَتَكَ وَ أَكِلُكَ إِلَي طَلَبِهَا

61-ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] مُحَمّدُ بنُ سِنَانٍ عَمّن أَخبَرَهُ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ يَقُولُ إِنّ مُوسَي بنَ عِمرَانَ عَلَيهِ السّلَامُ حُبِسَ عَنهُ الوحَي‌ُ ثَلَاثِينَ صَبَاحاً فَصَعِدَ عَلَي جَبَلٍ بِالشّامِ يُقَالُ لَهُ أَرِيحَا فَقَالَ يَا رَبّ لِمَ حَبَستَ عنَيّ‌ وَحيَكَ وَ كَلَامَكَ أَ لِذَنبٍ أَذنَبتُهُ فَهَا أَنَا بَينَ يَدَيكَ فَاقتَصّ لِنَفسِكَ رِضَاهَا وَ إِن كُنتَ إِنّمَا حَبَستَ عنَيّ‌ وَحيَكَ وَ كَلَامَكَ لِذُنُوبِ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَعَفوُكَ القَدِيمُ فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ أَن يَا مُوسَي تدَريِ‌ لِمَ خَصَصتُكَ بوِحَييِ‌ وَ كلَاَميِ‌ مِن بَينِ خلَقيِ‌ فَقَالَ لَا أَعلَمُهُ يَا رَبّ قَالَ يَا مُوسَي إنِيّ‌ اطّلَعتُ إِلَي خلَقيِ‌ اطّلَاعَةً فَلَم أَرَ فِي خلَقيِ‌ أَشَدّ تَوَاضُعاً مِنكَ فَمِن ثَمّ خَصَصتُكَ بوِحَييِ‌ وَ كلَاَميِ‌ مِن بَينِ خلَقيِ‌ قَالَ فَكَانَ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ إِذَا صَلّي لَم يَنفَتِل حَتّي يُلصِقَ خَدّهُ الأَيمَنَ بِالأَرضِ وَ خَدّهُ الأَيسَرَ بِالأَرضِ

62-سن ،[المحاسن ] أَبِي عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ فِي التّورَاةِ أَربَعَةُ أَسطُرٍ مَن لَا يَستَشِيرُ يَندَمُ وَ الفَقرُ المَوتُ الأَكبَرُ وَ كَمَا تَدِينُ تُدَانُ وَ مَن مَلَكَ استَأثَرَ


صفحه : 358

63-كشف ،[كشف الغمة]رَوَي الحَافِظُ عَبدُ العَزِيزِ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ قَالَ سَمِعتُ النّبِيّص يَقُولُ كَانَ فِيمَا أَعطَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ فِي الأَلوَاحِ الأُوَلِ اشكُر لِي وَ لِوَالِدَيكَ أَقِيكَ المَتَالِفَ وَ أنُسيِ‌ لَكَ فِي عُمُرِكَ وَ أُحيِكَ حَيَاةً طَيّبَةً وَ أَقلِبكَ إِلَي خَيرٍ مِنهَا

64-كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ مَعبَدٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ القَاسِمِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَوحَي إِلَي مُوسَي بنِ عِمرَانَ عَلَيهِ السّلَامُ إِذَا وَقَفتَ بَينَ يدَيَ‌ّ فَقِف مَوقِفَ الذّلِيلِ الفَقِيرِ وَ إِذَا قَرَأتَ التّورَاةَ فَأَسمِعنِيهَا بِصَوتٍ حَزِينٍ

65-كا،[الكافي‌]بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ أَنّ اسمَ اللّهِ الأَعظَمَ ثَلَاثَةٌ وَ سَبعُونَ حَرفاً أعُطيِ‌َ مُوسَي مِنهَا أَربَعَةَ أَحرُفٍ

66-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ أَنّ فِي التّورَاةِ مَكتُوباً ابنَ آدَمَ اذكرُنيِ‌ حِينَ تَغضَبُ أَذكُركَ عِندَ غضَبَيِ‌ فَلَا أَمحَقكَ فِيمَن أَمحَقُ فَإِذَا ظُلِمتَ بِمَظلِمَةٍ فَارضَ باِنتصِاَريِ‌ لَكَ فَإِنّ انتصِاَريِ‌ لَكَ خَيرٌ مِنِ انتِصَارِكَ لِنَفسِكَ

67-كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن يُونُسَ عَن دَاوُدَ الرقّيّ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لِمُوسَي بنِ عِمرَانَ يَا ابنَ عِمرَانَ لَا تَحسُدَنّ النّاسَ عَلَي مَا آتَيتُهُم مِن فضَليِ‌ وَ لَا تَمُدّنّ عَينَيكَ إِلَي ذَلِكَ وَ لَا تُتبِعهُ نَفسَكَ فَإِنّ الحَاسِدَ سَاخِطٌ لنِعِمَيِ‌ صَادّ لقِسَميِ‌َ التّيِ‌ قَسَمتُ بَينَ عبِاَديِ‌ وَ مَن يَكُ كَذَلِكَ فَلَستُ مِنهُ وَ لَيسَ منِيّ‌

68-دَعَوَاتُ الراّونَديِ‌ّ،روُيِ‌َ أَنّ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ يَا رَبّ دلُنّيِ‌ عَلَي عَمَلٍ إِذَا


صفحه : 359

أَنَا عَمِلتُهُ نِلتُ بِهِ رِضَاكَ فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ يَا ابنَ عِمرَانَ إِنّ رضِاَئيِ‌ فِي كُرهِكَ وَ لَن تُطِيقَ ذَلِكَ قَالَ فَخَرّ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ سَاجِداً بَاكِياً فَقَالَ يَا رَبّ خصَصَتنَيِ‌ بِالكَلَامِ وَ لَم تُكَلّم بَشَراً قبَليِ‌ وَ لَم تدَلُنّيِ‌ عَلَي عَمَلٍ أَنَالُ بِهِ رِضَاكَ فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ أَنّ رضِاَي‌َ فِي رِضَاكَ بقِضَاَئيِ‌

69-يه ،[ من لايحضره الفقيه ] قَالَ الصّادِقُ عَلَيهِ السّلَامُ لَمّا حَجّ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ نَزَلَ عَلَيهِ جَبرَئِيلُ عَلَيهِ السّلَامُ فَقَالَ لَهُ مُوسَي يَا جَبرَئِيلُ مَا لِمَن حَجّ هَذَا البَيتَ بِلَا نِيّةٍ صَادِقَةٍ وَ لَا نَفَقَةٍ طَيّبَةٍ قَالَ لَا أدَريِ‌ حَتّي أَرجِعَ إِلَي ربَيّ‌ عَزّ وَ جَلّ فَلَمّا رَجَعَ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ يَا جَبرَئِيلُ مَا قَالَ لَكَ مُوسَي وَ هُوَ أَعلَمُ بِمَا قَالَ قَالَ يَا رَبّ قَالَ لِي مَا لِمَن حَجّ هَذَا البَيتَ بِلَا نِيّةٍ صَادِقَةٍ وَ لَا نَفَقَةٍ طَيّبَةٍ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ ارجِع إِلَيهِ وَ قُل لَهُ أَهَبُ لَهُ حقَيّ‌ وَ أرُضيِ‌ عَنهُ خلَقيِ‌ فَقَالَ يَا جَبرَئِيلُ مَا لِمَن حَجّ هَذَا البَيتَ بِنِيّةٍ صَادِقَةٍ وَ نَفَقَةٍ طَيّبَةٍ قَالَ فَرَجَعَ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ قُل لَهُ أَجعَلُهُ فِي الرّفِيقِ الأَعلَي مَعَالنّبِيّينَ وَ الصّدّيقِينَ وَ الشّهَداءِ وَ الصّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً

70-كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص دَعَا مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ وَ أَمّنَ هَارُونُ وَ أَمّنَتِ المَلَائِكَةُ فَقَالَ اللّهُ تَعَالَيقَد أُجِيبَت دَعوَتُكُما فَاستَقِيما وَ مَن غَزَا فِي سَبِيلِ اللّهِ أَستَجِيبُ لَهُ كَمَا أَستَجِيبُ لَكُمَا إِلَي يَومِ القِيَامَةِ

71-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ التيّميِ‌ّ عَن سُلَيمَانَ بنِ عَبّادٍ عَن عِيسَي بنِ أَبِي الوَردِ عَن مُحَمّدِ بنِ قَيسٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ إِنّ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ


صفحه : 360

شَكَوا إِلَي مُوسَي مَا يَلقَونَ مِنَ البَيَاضِ فَشَكَا ذَلِكَ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ مُرهُم يَأكُلُوا لَحمَ البَقَرِ بِالسّلقِ

72-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَنِ ابنِ عِيسَي عَن جَعفَرٍ البغَداَديِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ إِسحَاقَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ مَكتُوبٌ فِي التّورَاةِ اشكُر مَن أَنعَمَ عَلَيكَ وَ أَنعِم عَلَي مَن شَكَرَكَ فَإِنّهُ لَا زَوَالَ لِلنّعمَاءِ إِذَا شُكِرَت وَ لَا بَقَاءَ لَهَا إِذَا كُفِرَت وَ الشّكرُ زِيَادَةٌ فِي النّعَمِ وَ أَمَانٌ مِنَ الغِيَرِ

73-كا،[الكافي‌]حُمَيدُ بنُ زِيَادٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدِ بنِ سَمَاعَةَ عَن غَيرِ وَاحِدٍ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ مَكتُوبٌ فِي التّورَاةِ أَنّ مَن بَاعَ أَرضاً أَو مَاءً فَلَم يَضَعهُ فِي أَرضٍ وَ مَاءٍ ذَهَبَ ثَمَنُهُ مَحقاً

74-تم ،[فلاح السائل ] مِن كِتَابِ رَبِيعِ الأَبرَارِ قَالَمَرّ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ عَلَي قَريَةٍ مِن قُرَي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَنَظَرَ إِلَي أَغنِيَائِهِم قَد لَبِسُوا المُسُوحَ وَ جَعَلُوا التّرَابَ عَلَي رُءُوسِهِم وَ هُم قِيَامٌ عَلَي أَرجُلِهِم تجَريِ‌ دُمُوعُهُم عَلَي خُدُودِهِم فَبَكَي رَحمَةً لَهُم فَقَالَ إلِهَيِ‌ هَؤُلَاءِ بَنُو إِسرَائِيلَ حَنّوا إِلَيكَ حَنِينَ الحَمَامِ وَ عَوَوا عُوَاءَ الذّئَابِ وَ نَبَحُوا نُبَاحَ الكِلَابِ فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ وَ لِمَ ذَاكَ لِأَنّ خزَاَنتَيِ‌ قَد نَفِدَت أَم لِأَنّ ذَاتَ يدَيَ‌ّ قَد قَلّت أَم لَستُ أَرحَمَ


صفحه : 361

الرّاحِمِينَ وَ لَكِن أَعلِمهُم أنَيّ‌ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصّدُورِ يدَعوُننَيِ‌ وَ قُلُوبُهُم غَائِبَةٌ عنَيّ‌ مَائِلَةٌ إِلَي الدّنيَا

75-عدة،[عدة الداعي‌]يُروَي أَنّ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ يَوماً يَا رَبّ إنِيّ‌ جَائِعٌ فَقَالَ تَعَالَي أَنَا أَعلَمُ بِجُوعِكَ قَالَ رَبّ أطَعمِنيِ‌ قَالَ إِلَي أَن أُرِيدَ

76- وَ فِيمَا أَوحَي اللّهُ إِلَيهِ عَلَيهِ السّلَامُ يَا مُوسَي الفَقِيرُ مَن لَيسَ لَهُ مثِليِ‌ كَفِيلٌ وَ المَرِيضُ مَن لَيسَ لَهُ مثِليِ‌ طَبِيبٌ وَ الغَرِيبُ مَن لَيسَ لَهُ مثِليِ‌ مُؤنِسٌ وَ قَالَ تَعَالَي يَا مُوسَي ارضَ بِكِسرَةٍ مِن شَعِيرٍ تَسُدّ بِهَا جَوعَتَكَ وَ بِخِرقَةٍ توُاَريِ‌ بِهَا عَورَتَكَ وَ اصبِر عَلَي المَصَائِبِ وَ إِذَا رَأَيتَ الدّنيَا مُقبِلَةً عَلَيكَ فَقُل إِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ رَاجِعُونَ عُقُوبَةٌ عُجّلَت فِي الدّنيَا وَ إِذَا رَأَيتَ الدّنيَا مُدبِرَةً عَنكَ فَقُل مَرحَباً بِشِعَارِ الصّالِحِينَ يَا مُوسَي لَا تَعجَبَنّ بِمَا أوُتيِ‌َ فِرعَونُ وَ مَا مُتّعَ بِهِ فَإِنّمَا هيِ‌َ زَهرَةُ الحَيَاةِ الدّنيَا

77- وَ روُيِ‌َ أَنّ اللّهَ تَعَالَي أَوحَي إِلَي مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ أَنِ اصعَدِ الجَبَلَ لمِنُاَجاَتيِ‌ وَ كَانَ هُنَاكَ جِبَالٌ فَتَطَاوَلَتِ الجِبَالُ وَ طَمَعَ كُلّ أَن يَكُونَ هُوَ المَصعُودَ عَدَا جَبَلًا صَغِيراً احتَقَرَ نَفسَهُ وَ قَالَ أَنَا أَقَلّ مِن أَن يصَعدَنَيِ‌ نبَيِ‌ّ اللّهِ لِمُنَاجَاةِ رَبّ العَالَمِينَ فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ أَنِ اصعَد ذَلِكَ الجَبَلَ فَإِنّهُ لَا يَرَي لِنَفسِهِ مَكَاناً

78- وَ عَنِ الصّادِقِ عَن أَبِيهِ عَلَيهِمَا السّلَامُ قَالَ كَانَ فِيمَا أَوحَي اللّهُ إِلَي مُوسَي بنِ عِمرَانَ عَلَيهِ السّلَامُ كَذَبَ مَن زَعَمَ أَنّهُ يحُبِنّيِ‌ فَإِذَا جَنّهُ اللّيلُ نَامَ يَا ابنَ عِمرَانَ لَو رَأَيتَ الّذِينَ يُصَلّونَ لِي فِي الدّجَي وَ قَد مَثّلتُ نفَسيِ‌ بَينَ أَعيُنِهِم يخُاَطبِوُنيّ‌ وَ قَد جُلّيتُ عَنِ المُشَاهَدَةِ وَ يكُلَمّوُنيّ‌ وَ قَد عُزّزتُ عَنِ الحُضُورِ يَا ابنَ عِمرَانَ هَب لِي مِن عَينَيكَ الدّمُوعَ وَ مِن قَلبِكَ الخُشُوعَ وَ مِن بَدَنِكَ الخُضُوعَ ثُمّ ادعنُيِ‌ فِي ظُلَمِ الليّاَليِ‌ تجَدِنيِ‌ قَرِيباً مُجِيباً


صفحه : 362

79-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] عَن سَعِيدِ بنِ الحَسَنِ مُعَنعَناً عَنِ ابنِ عَبّاسٍ فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ ما كُنتَ بِجانِبِ الغرَبيِ‌ّ إِذ قَضَينا إِلي مُوسَي الأَمرَ وَ ما كُنتَ مِنَ الشّاهِدِينَ قَالَ قَضَي بِخِلَافَةِ يُوشَعَ بنِ نُونٍ مِن بَعدِهِ ثُمّ قَالَ لَم أَدَع نَبِيّاً مِن غَيرِ وصَيِ‌ّ وَ إنِيّ‌ بَاعِثٌ نَبِيّاً عَرَبِيّاً وَ جَاعِلٌ وَصِيّهُ عَلِيّاً فَذَلِكَ قَولُهُوَ ما كُنتَ بِجانِبِ الغرَبيِ‌ّ

وَ عَن عَلِيّ بنِ أَحمَدَ بنِ عَلِيّ بنِ حَاتِمٍ مُعَنعَناً عَنِ ابنِ عَبّاسٍ مِثلَهُ وَ زَادَ فِيهِ فِي الوِصَايَةِ وَ حَدّثَهُ بِمَا كَانَ وَ مَا هُوَ كَائِنٌ

80- وَ حدَثّنَيِ‌ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ الفزَاَريِ‌ّ مُعَنعَناً عَن أَبِي سَعِيدٍ المدَاَئنِيِ‌ّ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ مَا مَعنَي قَولِهِوَ ما كُنتَ بِجانِبِ الطّورِ إِذ نادَينا قَالَ كِتَابٌ كَتَبَهُ اللّهُ يَا أَبَا سَعِيدٍ فِي وَرَقَةِ آسٍ قَبلَ أَن يَخلُقَ الخَلقَ بأِلَفيَ‌ عَامٍ ثُمّ صَيّرَهَا فِي عَرشِهِ أَو تَحتَ عَرشِهِ فِيهَا يَا شِيعَةَ آلِ مُحَمّدِ قَد أَعطَيتُكُم قَبلَ أَن تسَألَوُنيِ‌ وَ غَفَرتُ لَكُم قَبلَ أَن تسَتغَفرِوُنيِ‌ وَ مَن أتَاَنيِ‌ مِنكُم بِوَلَايَةِ مُحَمّدٍ وَ آلِهِ أَسكَنتُهُ جنَتّيِ‌ برِحَمتَيِ‌

باب 21-وفاة موسي وهارون عليهما السلام وموضع قبرهما وبعض أحوال يوشع بن نون عليه السلام

1-فس ،[تفسير القمي‌]مَاتَ هَارُونُ وَ مُوسَي عَلَيهِمَا السّلَامُ فِي التّيهِ فرَوُيِ‌َ أَنّ ألّذِي حَفَرَ قَبرَ مُوسَي هُوَ مَلَكُ المَوتِ فِي صُورَةِ آدمَيِ‌ّ وَ لِذَلِكَ لَا يَعرِفُ بَنُو إِسرَائِيلَ مَوضِعَ قَبرِ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ وَ سُئِلَ النّبِيّص عَن قَبرِهِ فَقَالَ عِندَ الطّرِيقِ الأَعظَمِ عِندَ الكَثِيبِ الأَحمَرِ قَالَ وَ كَانَ


صفحه : 364

بَينَ مُوسَي وَ بَينَ دَاوُدَ خَمسُمِائَةِ سَنَةٍ وَ بَينَ دَاوُدَ وَ عِيسَي أَلفُ سَنَةٍ وَ مِائَةُ سَنَةٍ

2- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ إِدرِيسَ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ أَبِي نَجرَانَ عَن أَبِي جَمِيلَةَ عَن جَابِرٍ الجعُفيِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ إِنّ مُوسَي بنَ عِمرَانَ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ يَا رَبّ رَضِيتُ بِمَا قَضَيتَ تُمِيتُ الكَبِيرَ وَ تبُقيِ‌ الطّفلَ الصّغِيرَ فَقَالَ اللّهُ جَلّ جَلَالُهُ يَا مُوسَي أَ مَا ترَضاَنيِ‌ لَهُم رَازِقاً وَ كَفِيلًا قَالَ بَلَي يَا رَبّ فَنِعمَ الوَكِيلُ أَنتَ وَ نِعمَ الكَفِيلُ

ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بالإسناد إلي الصدوق عن أبيه عن سعد عن ابن عيسي عن أبي جميلة مثله

3-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ الحَسَنِ وَ غَيرُهُ عَن سَهلٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي وَ مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ جَمِيعاً عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ جَابِرٍ وَ عَبدِ الكَرِيمِ بنِ عَمرٍو عَن عَبدِ الحَمِيدِ بنِ أَبِي الدّيلَمِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ أَوصَي مُوسَي إِلَي يُوشَعَ بنِ نُونٍ وَ أَوصَي يُوشَعُ بنُ نُونٍ إِلَي وُلدِ هَارُونَ وَ لَم يُوصِ إِلَي وُلدِهِ وَ لَا إِلَي وُلدِ مُوسَي إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ لَهُ الخِيَرَةُ يَختَارُ مَن يَشَاءُ مِمّن يَشَاءُ وَ بَشّرَ مُوسَي وَ يُوشَعُ بِالمَسِيحِ

4-كا،[الكافي‌] الحُسَينُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ المُعَلّي عَن مُحَمّدِ بنِ جُمهُورٍ عَن أَبِي مَعمَرٍ قَالَ سَأَلتُ الرّضَا عَلَيهِ السّلَامُ عَنِ الإِمَامِ يُغَسّلُهُ الإِمَامُ قَالَ سُنّةُ مُوسَي بنِ عِمرَانَ عَلَيهِ السّلَامُ

بيان أي حيث غسله وصيه يوشع أوالمعصومون من الملائكة

5-يب ،[تهذيب الأحكام ]ذَكَرَ أَحمَدُ بنُ مُحَمّدِ بنِ دَاوُدَ القمُيّ‌ّ رَحِمَهُ اللّهُ فِي نَوَادِرِهِ قَالَ رَوَي مُحَمّدُ بنُ عِيسَي عَن أَخِيهِ جَعفَرِ بنِ عِيسَي عَن خَالِدِ بنِ سَدِيرٍ أخَيِ‌ حَنَانِ بنِ سَدِيرٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ عَن رَجُلٍ شَقّ ثَوبَهُ عَلَي أَبِيهِ أَو عَلَي أُمّهِ أَو عَلَي أَخِيهِ أَو عَلَي قَرِيبٍ لَهُ فَقَالَ لَا بَأسَ بِشَقّ الثّوبِ قَد شَقّ مُوسَي بنُ عِمرَانَ عَلَي أَخِيهِ هَارُونَ عَلَيهِمَا السّلَامُ


صفحه : 365

6-يب ،[تهذيب الأحكام ]أخَبرَنَيِ‌ الشّيخُ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَنِ الحُسَينِ بنِ الحَسَنِ بنِ أَبَانٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن حَمّادٍ عَن حَرِيزٍ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَحَدِهِمَا عَلَيهِمَا السّلَامُ قَالَ الغُسلُ فِي سَبعَةَ عَشَرَ مَوطِناً وَ سَاقَ الحَدِيثَ إِلَي أَن قَالَ وَ لَيلَةَ إِحدَي وَ عِشرِينَ أَي مِن شَهرِ رَمَضَانَ وَ هيِ‌َ اللّيلَةُ التّيِ‌ أُصِيبَ فِيهَا أَوصِيَاءُ الأَنبِيَاءِ وَ فِيهَا رُفِعَ عِيسَي ابنُ مَريَمَ عَلَيهِمَا السّلَامُ وَ قُبِضَ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ

7-أَقُولُ قَد مَرّ فِي البَابِ الأَوّلِ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ أَنّهُ كَانَ وصَيِ‌ّ مُوسَي بنِ عِمرَانَ يُوشَعَ بنَ نُونٍ وَ هُوَ فَتَاهُ ألّذِي قَالَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي فِي كِتَابِهِ

8-ك ،[إكمال الدين ] لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]القَطّانُ عَنِ السكّرّيِ‌ّ عَنِ الجوَهرَيِ‌ّ عَنِ ابنِ عُمَارَةَ عَن أَبِيهِ قَالَ قُلتُ لِلصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَلَيهِمَا السّلَامُ أخَبرِنيِ‌ بِوَفَاةِ مُوسَي بنِ عِمرَانَ عَلَيهِ السّلَامُ فَقَالَ لَهُ إِنّهُ لَمّا أَتَاهُ أَجَلُهُ وَ استَوفَي مُدّتَهُ وَ انقَطَعَ أَكلُهُ أَتَاهُ مَلَكُ المَوتِ فَقَالَ لَهُ السّلَامُ عَلَيكَ يَا كَلِيمَ اللّهِ فَقَالَ مُوسَي وَ عَلَيكَ السّلَامُ مَن أَنتَ قَالَ أَنَا مَلَكُ المَوتِ قَالَ مَا ألّذِي جَاءَ بِكَ قَالَ جِئتُ لِأَقبِضَ رُوحَكَ فَقَالَ لَهُ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ مِن أَينَ تَقبِضُ روُحيِ‌ قَالَ مِن فَمِكَ قَالَ لَهُ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ كَيفَ وَ قَد كَلّمتُ ربَيّ‌ جَلّ جَلَالُهُ قَالَ فَمِن يَدَيكَ قَالَ كَيفَ وَ قَد حَمَلتُ بِهِمَا التّورَاةَ قَالَ فَمِن رِجلَيكَ قَالَ كَيفَ وَ قَد وَطِئتُ بِهِمَا طُورَ سَينَاءَ قَالَ فَمِن عَينَيكَ قَالَ كَيفَ وَ لَم تَزَل إِلَي ربَيّ‌ بِالرّجَاءِ مَمدُودَةً قَالَ فَمِن أُذُنَيكَ قَالَ وَ كَيفَ وَ قَد سَمِعتُ بِهِمَا كَلَامَ ربَيّ‌ جَلّ وَ عَزّ قَالَ فَأَوحَي اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي إِلَي مَلَكِ المَوتِ لَا تَقبِض رُوحَهُ حَتّي يَكُونَ هُوَ ألّذِي يُرِيدُ ذَلِكَ وَ خَرَجَ مَلَكُ المَوتِ فَمَكَثَ مُوسَي مَا شَاءَ اللّهُ أَن يَمكُثَ بَعدَ ذَلِكَ وَ دَعَا يُوشَعَ بنَ نُونٍ فَأَوصَي إِلَيهِ وَ أَمَرَهُ بِكِتمَانِ أَمرِهِ وَ بِأَن يوُصيِ‌َ بَعدَهُ إِلَي مَن يَقُومُ بِالأَمرِ وَ غَابَ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ عَن قَومِهِ فَمَرّ فِي غَيبَتِهِ بِرَجُلٍ وَ هُوَ يَحفِرُ قَبراً فَقَالَ لَهُ أَ لَا أُعِينُكَ عَلَي حَفرِ هَذَا القَبرِ فَقَالَ لَهُ الرّجُلُ بَلَي فَأَعَانَهُ حَتّي حَفَرَ القَبرَ وَ سَوّي اللّحدَ ثُمّ اضطَجَعَ فِيهِ مُوسَي بنُ عِمرَانَ عَلَيهِ السّلَامُ لِيَنظُرَ كَيفَ هُوَ فَكَشَفَ لَهُ عَنِ الغِطَاءِ فَرَأَي مَكَانَهُ مِنَ الجَنّةِ فَقَالَ يَا رَبّ اقبضِنيِ‌ إِلَيكَ فَقَبَضَ مَلَكُ المَوتِ رُوحَهُ مَكَانَهُ وَ دَفَنَهُ فِي القَبرِ وَ سَوّي


صفحه : 366

عَلَيهِ التّرَابَ وَ كَانَ ألّذِي يَحفِرُ القَبرَ مَلَكٌ فِي صُورَةِ آدمَيِ‌ّ وَ كَانَ ذَلِكَ فِي التّيهِ فَصَاحَ صَائِحٌ مِنَ السّمَاءِ مَاتَ مُوسَي كَلِيمُ اللّهِ فأَيَ‌ّ نَفسٍ لَا تَمُوتُ فحَدَثّنَيِ‌ أَبِي عَن جدَيّ‌ عَن أَبِيهِ عَلَيهِمُ السّلَامُ أَنّ رَسُولَ اللّهِص سُئِلَ عَن قَبرِ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ أَينَ هُوَ فَقَالَ عِندَ الطّرِيقِ الأَعظَمِ عِندَ الكَثِيبِ الأَحمَرِ ثُمّ إِنّ يُوشَعَ بنَ نُونٍ قَامَ بِالأَمرِ بَعدَ مُوسَي صَابِراً مِنَ الطّوَاغِيتِ عَلَي اللّأوَاءِ وَ الضّرّاءِ وَ الجَهدِ وَ البَلَاءِ حَتّي مَضَي مِنهُم ثَلَاثَةُ طَوَاغِيتَ فقَوَيِ‌َ بَعدَهُم أَمرُهُ فَخَرَجَ عَلَيهِ رَجُلَانِ مِن منُاَفقِيِ‌ قَومِ مُوسَي بِصَفرَاءَ بِنتِ شُعَيبٍ امرَأَةِ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ فِي مِائَةِ أَلفِ رَجُلٍ فَقَاتَلُوا يُوشَعَ بنَ نُونٍ فَغَلَبَهُم وَ قَتَلَ مِنهُم مَقتَلَةً عَظِيمَةً وَ هَزَمَ البَاقِينَ بِإِذنِ اللّهِ تَعَالَي ذِكرُهُ وَ أَسَرَ صَفرَاءَ بِنتَ شُعَيبٍ وَ قَالَ لَهَا قَد عَفَوتُ عَنكَ فِي الدّنيَا إِلَي أَن نَلقَي نبَيِ‌ّ اللّهِ مُوسَي فَأَشكُوَ مَا لَقِيتُ مِنكِ وَ مِن قَومِكِ فَقَالَت صَفرَاءُ وَا وَيلَاه وَ اللّهِ لَو أُبِيحَت لِيَ الجَنّةُ لَاستَحيَيتُ أَن أَرَي فِيهَا رَسُولَ اللّهِ وَ قَد هَتَكتُ حِجَابَهُ وَ خَرَجتُ عَلَي وَصِيّهِ بَعدَهُ

أقول لم يكن في الأمالي‌ ثم إن يوشع إلي آخر مانقلنا ولكن نقلناه عن إكمال الدين و له تتمة سيأتي‌ في أبواب أحوال داود عليه السلام ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَنِ القَطّانِ عَنِ السكّرّيِ‌ّ عَنِ الجوَهرَيِ‌ّ عَنِ ابنِ عُمَارَةَ عَن أَبِيهِ عَنِ الصّادِقِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ إِنّ يُوشَعَ بنَ نُونٍ قَامَ بِالأَمرِ إِلَي آخِرِ الخَبَرِ

9- ع ،[علل الشرائع ] أَبِي عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ الحَكَمِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ إِنّ مَلَكَ المَوتِ أَتَي مُوسَي بنَ عِمرَانَ عَلَيهِ السّلَامُ فَسَلّمَ عَلَيهِ فَقَالَ مَن


صفحه : 367

أَنتَ فَقَالَ أَنَا مَلَكُ المَوتِ فَقَالَ مَا حَاجَتُكَ فَقَالَ لَهُ جِئتُ أَقبِضُ رُوحَكَ فَقَالَ لَهُ مُوسَي مِن أَينَ تَقبِضُ روُحيِ‌ قَالَ مِن فَمِكَ قَالَ لَهُ مُوسَي كَيفَ وَ قَد كَلّمتُ ربَيّ‌ عَزّ وَ جَلّ قَالَ فَمِن يَدَيكَ فَقَالَ لَهُ مُوسَي كَيفَ وَ قَد حَمَلتُ بِهِمَا التّورَاةَ فَقَالَ مِن رِجلَيكَ فَقَالَ وَ كَيفَ وَ قَد وَطِئتُ بِهِمَا طُورَ سَينَاءَ قَالَ وَ عَدّ أَشيَاءَ غَيرَ هَذَا قَالَ فَقَالَ لَهُ مَلَكُ المَوتِ فإَنِيّ‌ أُمِرتُ أَن أَترُكَكَ حَتّي تَكُونَ أَنتَ ألّذِي تُرِيدُ ذَلِكَ فَمَكَثَ مُوسَي مَا شَاءَ اللّهُ ثُمّ مَرّ بِرَجُلٍ وَ هُوَ يَحفِرُ قَبراً فَقَالَ لَهُ مُوسَي أَ لَا أُعِينُكَ عَلَي حَفرِ هَذَا القَبرِ فَقَالَ لَهُ الرّجُلُ بَلَي قَالَ فَأَعَانَهُ حَتّي حَفَرَ القَبرَ وَ لَحَدَ اللّحدَ فَأَرَادَ الرّجُلُ أَن يَضطَجِعَ فِي اللّحدِ لِيَنظُرَ كَيفَ هُوَ فَقَالَ لَهُ مُوسَي أَنَا أَضطَجِعُ فِيهِ فَاضطَجَعَ مُوسَي فأَرُيِ‌َ مَكَانَهُ مِنَ الجَنّةِ أَو قَالَ مَنزِلَهُ مِنَ الجَنّةِ فَقَالَ يَا رَبّ اقبضِنيِ‌ إِلَيكَ فَقَبَضَ مَلَكُ المَوتِ رُوحَهُ وَ دَفَنَهُ فِي القَبرِ وَ سَوّي عَلَيهِ التّرَابَ قَالَ وَ كَانَ ألّذِي يَحفِرُ القَبرَ مَلَكُ المَوتِ فِي صُورَةِ آدمَيِ‌ّ فَلِذَلِكَ لَا يُعرَفُ قَبرُ مُوسَي

10-ك ،[إكمال الدين ] عَلِيّ بنُ أَحمَدَ الدّقّاقُ عَن حَمزَةَ بنِ القَاسِمِ عَن عَلِيّ بنِ الجُنَيدِ الراّزيِ‌ّ عَن أَبِي عَوَانَةَ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ عَن عَبدِ الرّزّاقِ عَن أَبِيهِ عَن مِينَا مَولَي عَبدِ الرّحمَنِ بنِ عَوفٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مَسعُودٍ قَالَ قُلتُ للِنبّيِ‌ّص يَا رَسُولَ اللّهِ مَن يُغَسّلُكَ إِذَا مِتّ فَقَالَ يُغَسّلُ كُلّ نبَيِ‌ّ وَصِيّهُ قُلتُ فَمَن وَصِيّكَ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ فَقُلتُ كَم يَعِيشُ بَعدَكَ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ ثَلَاثِينَ سَنَةً فَإِنّ يُوشَعَ بنَ نُونٍ وصَيِ‌ّ مُوسَي عَاشَ مِن بَعدِهِ ثَلَاثِينَ سَنَةً وَ خَرَجَت عَلَيهِ صَفرَاءُ بِنتُ شُعَيبٍ زَوجُ مُوسَي فَقَالَت أَنَا أَحَقّ بِالأَمرِ مِنكَ فَقَاتَلَهَا فَقَتَلَ مُقَاتِلَتَهَا وَ أَسَرَهَا فَأَحسَنَ أَسرَهَا وَ إِنّ ابنَةَ أَبِي بَكرٍ


صفحه : 368

سَتَخرُجُ عَلَي عَلِيّ فِي كَذَا وَ كَذَا أَلفاً مِن أمُتّيِ‌ فَيُقَاتِلُهَا فَيَقتُلُ مُقَاتِلَتَهَا وَ يَأسِرُهَا فَيُحسِنُ أَسرَهَا وَ فِيهَا أَنزَلَ اللّهُ تَعَالَيوَ قَرنَ فِي بُيُوتِكُنّ وَ لا تَبَرّجنَ تَبَرّجَ الجاهِلِيّةِ الأُولييعَنيِ‌ صَفرَاءَ بِنتَ شُعَيبٍ

11-كا،[الكافي‌] أَحمَدُ بنُ مِهرَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن عَمّارٍ الساّباَطيِ‌ّ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ مَا مَنزِلَةُ الأَئِمّةِ قَالَ كَمَنزِلَةِ ذيِ‌ القَرنَينِ وَ كَمَنزِلَةِ يُوشَعَ وَ كَمَنزِلَةِ آصَفَ صَاحِبِ سُلَيمَانَ

12-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ لَمّا كَانَتِ اللّيلَةُ التّيِ‌ قُتِلَ فِيهَا عَلِيّ عَلَيهِ السّلَامُ لَم يُرفَع عَن وَجهِ الأَرضِ حَجَرٌ إِلّا وُجِدَ تَحتَهُ دَمٌ عَبِيطٌ حَتّي طَلَعَ الفَجرُ وَ كَذَلِكَ كَانَتِ اللّيلَةُ التّيِ‌ قُتِلَ فِيهَا يُوشَعُ بنُ نُونٍ الخَبَرَ

13-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَمّن ذَكَرَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ قَالَ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ لِهَارُونَ عَلَيهِ السّلَامُ امضِ بِنَا إِلَي جَبَلِ طُورِ سَينَاءَ ثُمّ خَرَجَا فَإِذَا بَيتٌ عَلَي بَابِهِ شَجَرَةٌ عَلَيهَا ثَوبَانِ فَقَالَ مُوسَي لِهَارُونَ اطرَح ثِيَابَكَ وَ ادخُل هَذَا البَيتَ وَ البَس هَاتَينِ الحُلّتَينِ وَ نَم عَلَي السّرِيرِ فَفَعَلَ هَارُونُ فَلَمّا أَن نَامَ عَلَي السّرِيرِ قَبَضَهُ اللّهُ إِلَيهِ وَ ارتَفَعَ البَيتُ وَ الشّجَرَةُ وَ رَجَعَ مُوسَي إِلَي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَأَعلَمَهُم أَنّ اللّهَ قَبَضَ هَارُونَ وَ رَفَعَهُ إِلَيهِ فَقَالُوا كَذَبتَ أَنتَ قَتَلتَهُ فَشَكَا مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ ذَلِكَ إِلَي رَبّهِ فَأَمَرَ اللّهُ تَعَالَي المَلَائِكَةَ فَأَنزَلَتهُ عَلَي سَرِيرٍ بَينَ السّمَاءِ وَ الأَرضِ حَتّي رَأَتهُ بَنُو إِسرَائِيلَ فَعَلِمُوا أَنّهُ مَاتَ

14-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِهَذَا الإِسنَادِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ


صفحه : 369

قَالَ إِنّ مَلَكَ المَوتِ أَتَي مُوسَي فَسَلّمَ عَلَيهِ فَقَالَ مَن أَنتَ فَقَالَ أَنَا مَلَكُ المَوتِ قَالَ فَمَا جَاءَ بِكَ قَالَ جِئتُ لِأَقبِضَ رُوحَكَ وَ إنِيّ‌ أُمِرتُ أَن أَترُكَكَ حَتّي تَكُونَ أَنتَ ألّذِي تُرِيدُ وَ خَرَجَ مَلَكُ المَوتِ فَمَكَثَ مُوسَي مَا شَاءَ اللّهُ ثُمّ دَعَا يُوشَعَ بنَ نُونٍ فَأَوصَي إِلَيهِ وَ أَمَرَهُ بِكِتمَانِ أَمرِهِ وَ بِأَن يوُصيِ‌َ بَعدَهُ إِلَي مَن يَقُومُ بِالأَمرِ وَ غَابَ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ عَن قَومِهِ فَمَرّ فِي غَيبَتِهِ وَ رَأَي مَلَائِكَةً يَحفِرُونَ قَبراً قَالَ لِمَن تَحفِرُونَ هَذَا القَبرَ قَالُوا نَحفِرُهُ وَ اللّهِ لِعَبدِ كَرِيمٍ عَلَي اللّهِ تَعَالَي فَقَالَ إِنّ لِهَذَا العَبدِ مِنَ اللّهِ لَمَنزِلَةً فإَنِيّ‌ مَا رَأَيتُ مَضجَعاً وَ لَا مَدخَلًا أَحسَنَ مِنهُ فَسَأَلَتِ المَلَائِكَةُ يَا صفَيِ‌ّ اللّهِ أَ تُحِبّ أَن تَكُونَ ذَلِكَ قَالَ وَدِدتُ قَالُوا فَادخُل وَ اضطَجِع فِيهِ ثُمّ تَوَجّه إِلَي رَبّكَ فَاضطَجَعَ فِيهِ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ لِيَنظُرَ كَيفَ هُوَ فَكُشِفَ لَهُ مِنَ الغِطَاءِ فَرَأَي مَكَانَهُ فِي الجَنّةِ فَقَالَ يَا رَبّ اقبضِنيِ‌ إِلَيكَ فَقَبَضَهُ مَلَكُ المَوتِ وَ دَفَنَهُ وَ كَانَتِ المَلَائِكَةُ حَثَت عَلَيهِ فَصَاحَ صَائِحٌ مِنَ السّمَاءِ مَاتَ مُوسَي كَلِيمُ اللّهِ وَ أَيّ نَفسٍ لَا تَمُوتُ فَكَانَ بَنُو إِسرَائِيلَ لَا يَعرِفُونَ مَكَانَ قَبرِهِ فَسُئِلَ رَسُولُ اللّهِص عَن قَبرِهِ قَالَ عِندَ الطّرِيقِ الأَعظَمِ عِندَ الكَثِيبِ الأَحمَرِ

15-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ ابنِ أَبَانٍ عَنِ ابنِ أُورَمَةَ بِإِسنَادِهِ إِلَي أَبِي جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ إِنّ امرَأَةَ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ خَرَجَت عَلَي يُوشَعَ بنِ نُونٍ رَاكِبَةً زَرَافَةً فَكَانَ لَهَا أَوّلُ النّهَارِ وَ لَهُ آخِرُ النّهَارِ فَظَفِرَ بِهَا فَأَشَارَ عَلَيهِ بَعضُ مَن حَضَرَهُ بِمَا لَا ينَبغَيِ‌ فِيهَا فَقَالَ أَ بَعدَ مُضَاجَعَةِ مُوسَي لَهَا وَ لَكِن أَحفَظُهُ فِيهَا


صفحه : 370

16-كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ جُمهُورٍ عَن أَحمَدَ بنِ الحُسَينِ عَن أَبِيهِ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ قَالَ كُنتُ عِندَ الرّضَا عَلَيهِ السّلَامُ فَقَالَ لِي يَا مُحَمّدُ إِنّهُ كَانَ فِي زَمَنِ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ أَربَعَةُ نَفَرٍ مِنَ المُؤمِنِينَ فَأَتَي وَاحِدٌ مِنهُمُ الثّلَاثَةَ وَ هُم مُجتَمِعُونَ فِي مَنزِلِ أَحَدِهِم فِي مُنَاظَرَةٍ بَينَهُم فَقَرَعَ البَابَ وَ خَرَجَ إِلَيهِ الغُلَامُ فَقَالَ أَينَ مَولَاكَ فَقَالَ لَيسَ هُوَ فِي البَيتِ فَرَجَعَ الرّجُلُ وَ دَخَلَ الغُلَامُ إِلَي مَولَاهُ فَقَالَ لَهُ مَن كَانَ ألّذِي قَرَعَ البَابَ قَالَ كَانَ فُلَانٌ فَقُلتُ لَهُ لَستَ فِي المَنزِلِ فَسَكَتَ وَ لَم يَكتَرِث وَ لَم يَلُم غُلَامَهُ وَ لَا اغتَمّ أَحَدٌ مِنهُم لِرُجُوعِهِ عَنِ البَابِ وَ أَقبَلُوا فِي حَدِيثِهِم فَلَمّا كَانَ مِنَ الغَدِ بَكّرَ إِلَيهِمُ الرّجُلُ فَأَصَابَهُم وَ قَد خَرَجُوا يُرِيدُونَ ضَيعَةً لِبَعضِهِم فَسَلّمَ عَلَيهِم وَ قَالَ أَنَا مَعَكُم فَقَالُوا نَعَم وَ لَم يَعتَذِرُوا إِلَيهِ وَ كَانَ الرّجُلُ مُحتَاجاً ضَعِيفَ الحَالِ فَلَمّا كَانُوا فِي بَعضِ الطّرِيقِ إِذَا غَمَامَةٌ قَد أَظَلّتهُم فَظَنّوا أَنّهُ مَطَرٌ فَبَادَرُوا فَلَمّا استَوَتِ الغَمَامَةُ عَلَي رُءُوسِهِم إِذَا مُنَادٍ ينُاَديِ‌ مِن جَوفِ الغَمَامَةِ أَيّتُهَا النّارُ خُذِيهِم وَ أَنَا جَبرَئِيلُ رَسُولُ اللّهِ فَإِذَا نَارٌ مِن جَوفِ الغَمَامَةِ قَدِ اختَطَفَتِ الثّلَاثَةَ نَفَرٍ وَ بقَيِ‌َ الآخَرُ مَرعُوباً يَعجَبُ مِمّا نَزَلَ بِالقَومِ وَ لَا يدَريِ‌ مَا السّبَبُ فَرَجَعَ إِلَي المَدِينَةِ فلَقَيِ‌َ يُوشَعَ بنَ نُونٍ وَ أَخبَرَهُ الخَبَرَ وَ مَا رَأَي وَ مَا سَمِعَ فَقَالَ يُوشَعُ بنُ نُونٍ أَ مَا عَلِمتَ أَنّ اللّهَ سَخِطَ عَلَيهِم بَعدَ أَن كَانَ عَنهُم رَاضِياً وَ ذَلِكَ بِفِعلِهِم بِكَ قَالَ وَ مَا فِعلُهُم بيِ‌ فَحَدّثَهُ يُوشَعُ فَقَالَ الرّجُلُ فَأَنَا أَجعَلُهُم فِي حِلّ وَ أَعفُو عَنهُم قَالَ لَو كَانَ هَذَا قَبلُ لَنَفَعَهُم فَأَمّا السّاعَةَ فَلَا وَ عَسَي أَن يَنفَعَهُم مِن بَعدُ

17-ك ،[إكمال الدين ] أَبِي عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ وَ مُحَمّدِ بنِ يَحيَي مَعاً عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ يُوسُفَ التمّيِميِ‌ّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَلَيهِمُ السّلَامُ عَنِ النّبِيّص قَالَ عَاشَ مُوسَي مِائَةً وَ سِتّاً وَ عِشرِينَ سَنَةً وَ عَاشَ هَارُونُ عَلَيهِ السّلَامُ مِائَةً وَ ثَلَاثاً وَ ثَلَاثِينَ سَنَةً

بيان يشكل الجمع بين هذا و مامر من كون هارون سبق موسي عليه السلام في الموت


صفحه : 371

إلابأن يقال كان هارون أكبر منه وأزيد من سنة

18-كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن مُحَمّدِ بنِ الفُضَيلِ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ يَزِيدَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَاتَ مُوسَي كَلِيمُ اللّهِ فِي التّيهِ فَصَاحَ صَائِحٌ مِنَ السّمَاءِ مَاتَ مُوسَي وَ أَيّ نَفسٍ لَا تَمُوتُ

ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] محمد بن الحسين مثله

19-صَفوَةُ الصّفَاتِ،للِكفَعمَيِ‌ّ روُيِ‌َ عَنِ البَاقِرِ عَلَيهِ السّلَامُ أَنّ يُوشَعَ بنَ نُونٍ وصَيِ‌ّ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ لَمّا حَارَبَ العَمَالِيقَ وَ كَانُوا فِي صُوَرٍ هَائِلَةٍ ضَعُفَت نُفُوسُ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ عَنهُم فَشَكَوا إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَأَمَرَ اللّهُ تَعَالَي يُوشَعَ عَلَيهِ السّلَامُ أَن يَأمُرَ الخَوَاصّ مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ أَن يَأخُذَ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُم جَرّةً مِنَ الخَزَفِ فَارِغَةً عَلَي كَتِفِهِ الأَيسَرِ بِاسمِ عِملِيقٍ وَ يَأخُذَ بِيَمِينِهِ قَرناً مَثقُوباً مِن قُرُونِ الغَنَمِ وَ يَقرَأَ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُم فِي القَرنِ هَذَا الدّعَاءَ يعَنيِ‌ دُعَاءَ السّمَاتِ لِئَلّا يَستَرِقَ السّمعَ بَعضُ شَيَاطِينِ الجِنّ وَ الإِنسِ فَيَتَعَلّمُوهُ ثُمّ يُلقُونَ الجِرَارَ فِي عَسكَرِ العَمَالِيقِ آخِرَ اللّيلِ وَ يَكسِرُونَهَا فَفَعَلُوا ذَلِكَ فَأَصبَحَ العَمَالِيقُكَأَنّهُم أَعجازُ نَخلٍ خاوِيَةٍمنُتفَخِيِ‌ الأَجوَافِ مَوتَي الخَبَرَ

ثم قال ولقد وجدت هذاالحديث بعينه مرويا عن الصادق عليه السلام إلا أنه ذكر أن محاربة العمالقة كانت مع موسي عليه السلام روي ذلك عنه عثمان بن سعيد العمري‌ أقول قال صاحب الكامل أوحي الله تعالي في التيه إلي موسي عليه السلام أني‌ متوف


صفحه : 372

هارون فانطلق به إلي جبل كذا وكذا فانطلقا نحوه فإذاهما بشجرة لم يريا مثلها و فيه بيت مبني‌ وسرير عليه فرش وريح طيبة فلما رآه هارون أعجبه فقال يا موسي إني‌ أحب أن أنام علي هذاالسرير فقال له موسي نم قال إني‌ أخاف رب هذاالبيت أن يأتي‌ فيغضب علي قال موسي لاتخف أناأكفيك قال فنم معي‌ فلما ناما أخذ هارون الموت فلما وجد حسه قال يا موسي خدعتني‌ فتوفي‌ ورفع علي السرير إلي السماء ورجع موسي إلي بني‌ إسرائيل فقال له بنو إسرائيل إنك قتلت هارون لحبنا إياه فقال ويحكم أفتروني‌ أن أقتل أخي‌ فلما أكثروا عليه صلي ودعا الله تعالي فنزل بالسرير حتي نظروا إليه ما بين السماء و الأرض فأخبرهم أنه مات و أن موسي لم يقتله فصدقوه فكان موته في التيه . قال و كان جميع عمر موسي مائة وعشرين سنة وقيل بينما موسي عليه السلام يمشي‌ ومعه يوشع بن نون فتاه إذاأقبلت ريح سوداء فلما نظر إليها يوشع ظن أنها الساعة فالتزم موسي و قال لاتقوم الساعة و أناملتزم نبي‌ الله فاستل موسي من تحت القميص وبقي‌ القميص في يدي‌ يوشع فلما جاء يوشع بالقميص أخذه بنو إسرائيل وقالوا قتلت نبي‌ الله فقال ماقتلته ولكنه استل مني‌ فلم يصدقوه قال فإذا لم تصدقوني‌ فأخروني‌ ثلاثة أيام فوكلوا به من يحفظه فدعا الله فأتي كل رجل كان يحرسه في المنام فأخبر أن يوشع لم يقتل موسي و أنارفعناه إلينا فتركوه وقيل إنه مر منفردا برهط من الملائكة يحفرون قبرا وذكر نحوا مما مر في الأخبار. ثم قال و لماتوفي‌ موسي عليه السلام بعث الله يوشع بن نون بن إفرائيم بن يوسف بن


صفحه : 373

يعقوب بن إسحاق بن ابراهيم نبيا إلي بني‌ إسرائيل وأمره بالمسير إلي أريحا مدينة الجبارين .فاختلف العلماء في فتحها علي يد من كان فقال ابن عباس أماهارون و موسي توفيا في التيه وتوفي‌ فيه كل من دخله و قدجاوز العشرين سنة غيريوشع بن نون وكالب بن يوفنا فلما انقضي أربعون سنة أوحي الله تعالي إلي يوشع بن نون يأمره بالمسير إليها وفتحها ففتحها ومثله قال قتادة والسدي‌ وعكرمة و قال آخرون إن موسي عليه السلام عاش حتي خرج من التيه وسار إلي مدينة الجبارين و علي مقدمته يوشع بن نون وكالب بن يوفنا و هوصهره علي أخته مريم بنت عمران فلما بلغوها اجتمع الجبارون إلي بلعم بن باعوراء و هو من ولد لوط فقالوا له إن موسي قدجاء ليقتلنا ويخرجنا من ديارنا فادع الله عليهم و كان بلعم يعرف اسم الله الأعظم فقال لهم كيف أدعو علي نبي‌ الله و المؤمنين ومعهم الملائكة فراجعوه في ذلك و هويمتنع عليهم فأتوا امرأته وأهدوا لها هدية فقبلتها وطلبوا إليها أن تحسن لزوجها أن يدعو علي بني‌ إسرائيل فقالت له في ذلك فامتنع فلم تزل به حتي قال أستخير ربي‌ فاستخار الله تعالي فنهاه في المنام فأخبرها بذلك فقالت راجع ربك فعاود الاستخارة فلم يرد إليه جواب فقالت لوأراد ربك لنهاك و لم تزل تخدعه حتي أجابهم فركب حمارا له متوجها إلي جبل يشرف علي بني‌ إسرائيل ليقف عليه ويدعو عليهم فما سار عليه إلاقليلا حتي ربض الحمار فنزل عنه فضربه حتي قام فركبه فسار به قليلا فربض فعل ذلك ثلاث مرات فلما اشتد ضربه في الثالثة أنطقه الله فقال له ويحك يابلعم أين تذهب أ ماتري الملائكة تردني‌ فلم يرجع فأطلق الله الحمار حينئذ فسار عليه حتي أشرف علي بني‌ إسرائيل فكان كلما أراد


صفحه : 374

أن يدعو عليهم ينصرف لسانه إلي الدعاء لهم و إذاأراد أن يدعو لقومه انقلب الدعاء عليهم فقالوا له في ذلك فقال هذا شيءغلبنا الله عليه واندلع لسانه فوقع علي صدره فقال لهم الآن قدذهبت مني‌ الدنيا والآخرة و لم يبق إلاالمكر والحيلة وأمرهم أن يزينوا النساء ويعطوهن السلع للبيع ويرسلوهن إلي العسكر و لاتمنع امرأة نفسها ممن يريدها و قال إن زني منهم رجل واحد كفيتموهم ففعلوا ذلك ودخل النساء عسكر بني‌ إسرائيل فأخذ زمري‌ بن شلوم و هورأس سبط شمعون بن يعقوب امرأة وأتي بها موسي فقال له أظنك تقول إن هذاحرام فو الله لانطيعك ثم أدخلها خيمته فوقع عليها فأنزل الله عليهم الطاعون و كان فنحاص بن العيزار بن هارون صاحب أمر عمه موسي غائبا فلما جاء رأي الطاعون قداستقر في بني‌ إسرائيل وأخبر الخبر و كان ذا قوة وبطش فقصد زمري‌ فرآه و هومضاجع المرأة فطعنهما بحربة بيده فانتظمهما ورفع الطاعون و قدهلك في تلك الساعة عشرون ألفا وقيل سبعون ألفا فأنزل الله في بلعم وَ اتلُ عَلَيهِم نَبَأَ ألّذِي آتَيناهُ آياتِنا فَانسَلَخَ مِنها فَأَتبَعَهُ الشّيطانُ فَكانَ مِنَ الغاوِينَ. ثم إن موسي قدم يوشع بن نون إلي أريحا في بني‌ إسرائيل فدخلها وقتل بهاالجبارين وبقيت منهم بقية و قدقاربت الشمس الغروب فخشي‌ أن يدركهم الليل فيعجزوه فدعا الله تعالي أن يحبس عليه الشمس ففعل وحبسها حتي استأصلهم ودخلها موسي فأقام بها ماشاء الله أن يقيم وقبضه الله تعالي إليه لايعلم بقبره أحد من الخلق و أما من زعم أن موسي كان توفي‌ قبل ذلك فقال إن الله تعالي أمر يوشع بالمسير إلي مدينة الجبارين فسار ببني‌ إسرائيل ففارقه رجل منهم يقال له بلعم بن باعور و كان يعرف الاسم الأعظم وساق من حديثه نحو ماتقدم فلما ظفر يوشع بالجبارين أدركه المساء ليلة السبت فدعا الله تعالي فرد الشمس عليه وزاد في النهار ساعة فهزم الجبارين


صفحه : 375

ودخل مدينتهم وجمع غنائمهم ليأخذها القربان فلم تأت النار فقال يوشع فيكم غلول فبايعوني‌ فبايعوه فلصقت يده في يد من غل فأتاه برأس ثور من ذهب مكلل بالياقوت فجعله في القربان وجعل الرجل معه فجاءت النار وأكلتهما وقيل بل حصرها ستة أشهر فلما كان السابع تقدموا إلي المدينة فصاحوا صيحة واحدة فسقط السور فدخلوها وهزموا الجبارين أقبح هزيمة وقتلوا فيهم فأكثروا ثم اجتمع جماعة من ملوك الشام وقصدوا يوشع بن نون فقاتلهم وهزمهم وهرب الملوك إلي غار فأمر بهم يوشع فقتلوا وصلبوا ثم ملك الشام جميعه فصار لبني‌ إسرائيل وفرق فيه عماله ثم توفاه الله فاستخلف علي بني‌ إسرائيل كالب بن يوفنا و كان عمر يوشع مائة وستا وعشرين سنة و كان قيامه بالأمر بعد موسي عليه السلام سبعا وعشرين سنة انتهي . و قال المسعودي‌ سار ملك الشام و هوالسميدع بن هزبر بن مالك إلي يوشع بن نون فكانت له معه حروب إلي أن قتله يوشع واحتوي علي ملكه وألحق به غيره من الجبابرة والعماليق وشن الغارات بأرض الشام وكانت مدة يوشع بعد موسي تسعا وعشرين سنة و قد كان بقرية من قري البلقاء من بلاد الشام رجل يقال له بلعم بن باعور و كان مستجاب الدعوة فحمله قومه علي الدعاء علي يوشع فلم يتأت له ذلك وعجز عنه فأشار إلي بعض ملوك العماليق أن يبرز الحسان من النساء نحو عساكر يوشع ففعلوا ذلك فزنوا بهم فوقع فيهم الطاعون فهلك منهم تسعون ألفا وقيل أكثر من ذلك وقيل أكثر من ذلك وقيل إن يوشع قبض و هو ابن مائة وعشر سنين وقام في


صفحه : 376

بني‌ إسرائيل بعديوشع كالب بن يوفنا

20-مهج ،[مهج الدعوات ]بِإِسنَادِنَا إِلَي سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ مِن كِتَابِهِ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ أَبُو الحَسَنِ الرّضَا عَلَيهِ السّلَامُ وَجَدَ رَجُلٌ مِنَ أصحابه [الصّحَابَةِ]صَحِيفَةً أَتَي بِهَا رَسُولَ اللّهِ فَنَادَي الصّلَاةَ جَامِعَةً فَمَا تَخَلّفَ أَحَدٌ لَا ذَكَرٌ وَ لَا أُنثَي فرَقَيِ‌َ المِنبَرَ فَقَرَأَهَا فَإِذَا كِتَابُ يُوشَعَ بنِ نُونٍ وصَيِ‌ّ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ فَإِذَا فِيهَا بِسمِ اللّهِ الرّحمَنِ الرّحِيمِ إِنّ رَبّكُم بِكُم لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ أَلَا إِنّ خَيرَ عِبَادِ اللّهِ التقّيِ‌ّ الخفَيِ‌ّ وَ إِنّ شَرّ عِبَادِ اللّهِ المُشَارُ إِلَيهِ بِالأَصَابِعِ فَمَن أَحَبّ أَن يَكتَالَ بِالمِكيَالِ الأَوفَي وَ أَن يؤُدَيّ‌َ الحُقُوقَ التّيِ‌ أَنعَمَ اللّهُ بِهَا عَلَيهِ فَليَقُل فِي كُلّ يَومٍ سُبحَانَ اللّهِ كَمَا ينَبغَيِ‌ لِلّهِ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ كَمَا ينَبغَيِ‌ لِلّهِ وَ الحَمدُ لِلّهِ كَمَا ينَبغَيِ‌ لِلّهِ وَ لَا حَولَ وَ لَا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ وَ صَلّي اللّهُ عَلَي مُحَمّدٍ وَ أَهلِ بَيتِهِ النّبِيّ العرَبَيِ‌ّ الهاَشمِيِ‌ّ وَ صَلّي اللّهُ عَلَي جَمِيعِ المُرسَلِينَ وَ النّبِيّينَ حَتّي يَرضَي اللّهُ

دعوات الراوندي‌، عنه عليه السلام مثله

21- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]بِإِسنَادِهِ عَن حَبِيبِ بنِ عَمرٍو قَالَ لَمّا توُفُيّ‌َ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلَيهِ السّلَامُ قَامَ الحَسَنُ عَلَيهِ السّلَامُ خَطِيباً فَقَالَ أَيّهَا النّاسُ فِي هَذِهِ اللّيلَةِ رُفِعَ عِيسَي ابنُ مَريَمَ وَ فِي هَذِهِ اللّيلَةِ قُتِلَ يُوشَعُ بنُ نُونٍ الخَبَرَ

22-د،[العدد القوية] فِي لَيلَةِ إِحدَي وَ عِشرِينَ مِن رَمَضَانَ رُفِعَ عِيسَي ابنُ مَريَمَ عَلَيهِ السّلَامُ وَ فِيهَا مِن رَمَضَانَ قُبِضَ مُوسَي بنُ عِمرَانَ عَلَيهِ السّلَامُ وَ فِي مِثلِهَا قُبِضَ وَصِيّهُ يُوشَعُ بنُ نُونٍ عَلَيهِ السّلَامُ

أقول قدمضي بعض أحوال يوشع ووفاة موسي وهارون عليهما السلام في باب التيه


صفحه : 377

باب 31-تمام قصة بلعم بن باعور و قدمضي بعضها في الباب السابق

الآيات الأعراف وَ اتلُ عَلَيهِم نَبَأَ ألّذِي آتَيناهُ آياتِنا فَانسَلَخَ مِنها فَأَتبَعَهُ الشّيطانُ فَكانَ مِنَ الغاوِينَ وَ لَو شِئنا لَرَفَعناهُ بِها وَ لكِنّهُ أَخلَدَ إِلَي الأَرضِ وَ اتّبَعَ هَواهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الكَلبِ إِن تَحمِل عَلَيهِ يَلهَث أَو تَترُكهُ يَلهَث ذلِكَ مَثَلُ القَومِ الّذِينَ كَذّبُوا بِآياتِنا فَاقصُصِ القَصَصَ لَعَلّهُم يَتَفَكّرُونَ

1-فس ،[تفسير القمي‌]وَ اتلُ عَلَيهِم نَبَأَ ألّذِي آتَيناهُ آياتِنا فَانسَلَخَ مِنها فَأَتبَعَهُ الشّيطانُ فَكانَ مِنَ الغاوِينَفَإِنّهَا نَزَلَت فِي بَلعَمَ بنِ بَاعُورَاءَ وَ كَانَ مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ وَ حدَثّنَيِ‌ أَبِي عَنِ الحُسَينِ بنِ خَالِدٍ عَن أَبِي الحَسَنِ الرّضَا عَلَيهِ السّلَامُ أَنّهُ أعُطيِ‌َ بَلعَمُ بنُ بَاعُورَاءَ الِاسمَ الأَعظَمَ وَ كَانَ يَدعُو بِهِ فَيَستَجِيبُ[فَيُستَجَابُ] لَهُ فَمَالَ إِلَي فِرعَونَ فَلَمّا مَرّ فِرعَونُ فِي طَلَبِ مُوسَي وَ أَصحَابِهِ قَالَ فِرعَونُ لِبَلعَمَ ادعُ اللّهَ عَلَي مُوسَي وَ أَصحَابِهِ لِيَحبِسَهُ عَلَينَا فَرَكِبَ حِمَارَتَهُ لِيَمُرّ فِي طَلَبِ مُوسَي فَامتَنَعَت عَلَيهِ حِمَارَتُهُ فَأَقبَلَ يَضرِبُهَا فَأَنطَقَهَا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فَقَالَت وَيلَكَ عَلَي مَا ذَا تضَربِنُيِ‌ أَ تُرِيدُ أَن أجَيِ‌ءَ مَعَكَ لِتَدعُوَ عَلَي نبَيِ‌ّ اللّهِ وَ قَومٍ مُؤمِنِينَ فَلَم يَزَل يَضرِبُهَا حَتّي قَتَلَهَا وَ انسَلَخَ الِاسمُ مِن لِسَانِهِ وَ هُوَ قَولُهُفَانسَلَخَ مِنها فَأَتبَعَهُ الشّيطانُ فَكانَ مِنَ


صفحه : 378

الغاوِينَ وَ لَو شِئنا لَرَفَعناهُ بِها وَ لكِنّهُ أَخلَدَ إِلَي الأَرضِ وَ اتّبَعَ هَواهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الكَلبِ إِن تَحمِل عَلَيهِ يَلهَث أَو تَترُكهُ يَلهَث وَ هُوَ مَثَلٌ ضَرَبَهُ فَقَالَ الرّضَا عَلَيهِ السّلَامُ فَلَا يَدخُلُ الجَنّةَ مِنَ البَهَائِمِ إِلّا ثَلَاثَةٌ حِمَارَةُ بَلعَمَ وَ كَلبُ أَصحَابِ الكَهفِ وَ الذّئبُ وَ كَانَ سَبَبُ الذّئبِ أَنّهُ بَعَثَ مَلِكٌ ظَالِمٌ رَجُلًا شُرطِيّاً لِيَحشُرَ قَوماً مِنَ المُؤمِنِينَ وَ يُعَذّبَهُم وَ كَانَ للِشرّطيِ‌ّ ابنٌ يُحِبّهُ فَجَاءَ ذِئبٌ فَأَكَلَ ابنَهُ فَحَزِنَ الشرّطيِ‌ّ عَلَيهِ فَأَدخَلَ اللّهُ ذَلِكَ الذّئبَ الجَنّةَ لِمَا أَحزَنَ الشرّطيِ‌ّ

2-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ وَ مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ البزَنَطيِ‌ّ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ سَيَابَةَ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ رَفَعَهُ قَالَفُتِحَت مَدَائِنُ الشّامِ عَلَي يُوشَعَ بنِ نُونٍ فَفَتَحَهَا مَدِينَةً مَدِينَةً حَتّي انتَهَي إِلَي البَلقَاءِ فَلَقُوا فِيهَا رَجُلًا يُقَالُ لَهُ بَالِقٌ فَجَعَلُوا يَخرُجُونَ يُقَاتِلُونَهُ لَا يُقتَلُ مِنهُم رَجُلٌ فَسَأَلَ عَن ذَلِكَ فَقِيلَ إِنّ فِيهِمُ امرَأَةً عِندَهَا عِلمٌ ثُمّ سَأَلُوا يُوشَعَ الصّلحَ ثُمّ انتَهَي إِلَي مَدِينَةٍ أُخرَي فَحَصَرَهَا وَ أَرسَلَ صَاحِبُ المَدِينَةِ إِلَي بَلعَمَ وَ دَعَاهُ فَرَكِبَ حِمَارَهُ إِلَي المَلِكِ فَعَثَرَ حِمَارُهُ تَحتَهُ فَقَالَ لِمَ عَثَرتَ فَكَلّمَهُ اللّهُ لِمَ لَا أَعثُرُ وَ هَذَا جَبرَئِيلُ بِيَدِهِ حَربَةٌ يَنهَاكَ عَنهُم وَ كَانَ عِندَهُم أَنّ بَلعَمَ أوُتيِ‌َ الِاسمَ الأَعظَمَ فَقَالَ المَلِكُ ادعُ عَلَيهِم وَ هُوَ المُنَافِقُ ألّذِي روُيِ‌َ أَنّ قَولَهُ تَعَالَيوَ اتلُ عَلَيهِم نَبَأَ ألّذِي آتَيناهُ آياتِنا فَانسَلَخَ مِنهانَزَلَ فِيهِ فَقَالَ لِصَاحِبِ المَدِينَةِ لَيسَ لِلدّعَاءِ عَلَيهِم سَبِيلٌ وَ لَكِن أُشِيرُ عَلَيكَ أَن تُزَيّنَ النّسَاءَ وَ تَأمُرَهُنّ أَن يَأتِينَ عَسكَرَهُم فَيَتَعَرّضنَ لِلرّجَالِ فَإِنّ الزّنَا لَم يَظهَر فِي قَومٍ قَطّ إِلّا بَعَثَ اللّهُ عَلَيهِمُ المَوتَ


صفحه : 379

فَلَمّا دَخَلَ النّسَاءُ العَسكَرَ وَقَعَ الرّجَالُ بِالنّسَاءِ فَأَوحَي اللّهُ إِلَي يُوشَعَ إِن شِئتَ سَلّطتُ عَلَيهِمُ العَدُوّ وَ إِن شِئتَ أَهلَكتُهُم بِالسّنِينَ وَ إِن شِئتَ بِمَوتٍ حَثِيثٍ عَجلَانَ فَقَالَ هُم بَنُو إِسرَائِيلَ لَا أُحِبّ أَن يُسَلّطَ اللّهُ عَلَيهِم عَدُوّهُم وَ لَا يُهلِكَهُم بِالسّنِينَ وَ لَكِن بِمَوتٍ حَثِيثٍ عَجلَانَ قَالَ فَمَاتَ فِي ثَلَاثِ سَاعَاتٍ مِنَ النّهَارِ سَبعُونَ أَلفاً بِالطّاعُونِ

3-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن سُلَيمَانَ اللّبّانِ قَالَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ أَ تدَريِ‌ مَا مَثَلُ المُغِيرَةِ بنِ سَعِيدٍ قَالَ قُلتُ لَا قَالَ مَثَلُهُ مَثَلُ بَلعَمَ ألّذِي أوُتيِ‌َ الِاسمَ الأَعظَمَ ألّذِي قَالَ اللّهُآتَيناهُ آياتِنا فَانسَلَخَ مِنها فَأَتبَعَهُ الشّيطانُ فَكانَ مِنَ الغاوِينَ

بيان قال الشيخ الطبرسي‌ رحمه الله آياتِنا أي حججنا وبيناتنافَانسَلَخَ مِنها أي فخرج من العلم بهابالجهل كالشي‌ء ألذي ينسلخ من جلده فَأَتبَعَهُ الشّيطانُ أي تبعه وقيل معناه لحقه الشيطان وأدركه حتي أضله فَكانَ مِنَ الغاوِينَ أي من الهالكين وقيل من الخائبين واختلف في المعني‌ به فقيل هوبلعام بن باعور عن ابن عباس و ابن مسعود و كان رجلا علي دين موسي و كان في المدينة التي‌ قصدها موسي عليه السلام وكانوا كفارا و كان عنده اسم الله الأعظم و كان إذادعا الله تعالي به أجابه وقيل هوبلعم بن باعوراء من بني‌ هاب بن لوط عن أبي حمزة الثمالي‌ ومسروق قال


صفحه : 380

أبوحمزة وبلغنا أيضا و الله أعلم أنه أمية بن أبي الصلت الثقفي‌ و كان قدقرأ الكتب وعلم أنه سبحانه مرسل رسولا في ذلك الوقت فلما أرسل محمدص حسده ومر علي قتلي بدر فسأل عنهم فقيل قتلهم محمد فقال لو كان نبيا ماقتل أقرباءه وقيل إنه أبوعامر الراهب ألذي سماه النبي الفاسق وقيل المعني‌ به منافقو أهل الكتاب و قَالَ أَبُو جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ الأَصلُ فِي ذَلِكَ بَلعَمُ ثُمّ ضَرَبَهُ اللّهُ مَثَلًا لِكُلّ مُؤثِرٍ هَوَاهُ عَلَي هُدَي اللّهِ مِن أَهلِ القِبلَةِ

.وَ لَو شِئنا لَرَفَعناهُ بِها أي بتلك الآيات أي و لوشئنا لرفعنا منزلته بإيمانه ومعرفته قبل أن يكفر ولكن بقيناه ليزداد الإيمان فكفر وقيل معناه و لوشئنا لحلنا بينه و بين مااختاره من المعصيةوَ لكِنّهُ أَخلَدَ إِلَي الأَرضِ أي ركن إلي الدنياإِن تَحمِل عَلَيهِ يَلهَث أَو تَترُكهُ يَلهَث أي صفته كصفة الكلب إن طردته وشددت عليه يخرج لسانه من فمه وكذا إن تركته و لم تطرده وتحمل عليه من الحملة لا من الحمل والمعني إن وعظته فهو ضال و إن لم تعظه فهو ضال وقيل إنما شبه بالكلب في الخسة وقصور الهمة ثم وصف الكلب باللهث علي عادة العرب في تشبيههم الشي‌ء بالشي‌ء ثم يأخذون في وصف المشبه به و إن لم يكن ذلك في المشبه وقيل شبهه بالكلب إذاأخرج لسانه لإيذائه الناس بلسانه حملت عليه أوتركته يقال لمن آذي الناس بلسانه فلان أخرج لسانه من الفم مثل الكلب ولهثه في هذه الموضع صياحه ونباحه


صفحه : 381

باب 41-قصة حزقيل عليه السلام

الآيات البقرةأَ لَم تَرَ إِلَي الّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيارِهِم وَ هُم أُلُوفٌ حَذَرَ المَوتِ فَقالَ لَهُمُ اللّهُ مُوتُوا ثُمّ أَحياهُم إِنّ اللّهَ لَذُو فَضلٍ عَلَي النّاسِ وَ لكِنّ أَكثَرَ النّاسِ لا يَشكُرُونَ

1-فس ،[تفسير القمي‌] أَ لَم تَرَ إِلَي الّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيارِهِمالآيَةَ فَإِنّهُ وَقَعَ الطّاعُونُ بِالشّامِ فِي بَعضِ الكُوَرِ فَخَرَجَ مِنهُم خَلقٌ كَثِيرٌ كَمَا حَكَي اللّهُ تَعَالَي هَرَباً مِنَ الطّاعُونِ فَصَارُوا إِلَي مَفَازَةٍ فَمَاتُوا فِي لَيلَةٍ وَاحِدَةٍ كُلّهُم فَبَقُوا حَتّي كَانَت عِظَامُهُم يَمُرّ بِهَا المَارّ فَيُنَحّيهَا بِرِجلِهِ عَنِ الطّرِيقِ ثُمّ أَحيَاهُمُ اللّهُ وَ رَدّهُم إِلَي مَنَازِلِهِم فَبَقُوا دَهراً طَوِيلًا ثُمّ مَاتُوا وَ تَدَافَنُوا

2-خص ،[منتخب البصائر]سَعدٌ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَن أَبِي خَالِدٍ القَمّاطِ عَن حُمرَانَ بنِ أَعيَنَ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ قُلتُ لَهُ كَانَ فِي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ شَيءٌ لَا يَكُونُ هَاهُنَا مِثلُهُ فَقَالَ لَا فَقُلتُ فحَدَثّنيِ‌ عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّأَ لَم تَرَ إِلَي الّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيارِهِم وَ هُم أُلُوفٌ حَذَرَ المَوتِ فَقالَ لَهُمُ اللّهُ مُوتُوا ثُمّ أَحياهُمفَهَل أَحيَاهُم حَتّي نَظَرَ النّاسُ إِلَيهِم ثُمّ أَمَاتَهُم مِن يَومِهِم أَو رَدّهُم إِلَي الدّنيَا فَقَالَ بَل رَدّهُم إِلَي الدّنيَا حَتّي سَكَنُوا الدّورَ وَ أَكَلُوا الطّعَامَ وَ نَكَحُوا النّسَاءَ وَ لَبِثُوا بِذَلِكَ مَا شَاءَ اللّهُ ثُمّ مَاتُوا بِالآجَالِ


صفحه : 382

شي‌،[تفسير العياشي‌] عن حمران مثله

3-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ قَالَ سَأَلَ عَبدُ الأَعلَي مَولَي بنَيِ‌ سَامٍ الصّادِقَ عَلَيهِ السّلَامُ وَ أَنَا عِندَهُ حَدِيثٌ يَروِيهِ النّاسُ فَقَالَ وَ مَا هُوَ قَالَ يَروُونَ أَنّ اللّهَ تَعَالَي عَزّ وَ جَلّ أَوحَي إِلَي حِزقِيلَ النّبِيّ عَلَيهِ السّلَامُ أَن أَخبِر فُلَانَ المَلِكَ أنَيّ‌ مُتَوَفّيكَ يَومَ كَذَا فَأَتَي حِزقِيلُ المَلِكَ فَأَخبَرَهُ بِذَلِكَ قَالَ فَدَعَا اللّهَ وَ هُوَ عَلَي سَرِيرِهِ حَتّي سَقَطَ مَا بَينَ الحَائِطِ وَ السّرِيرِ وَ قَالَ يَا رَبّ أخَرّنيِ‌ حَتّي يَشِبّ طفِليِ‌ وَ أقَضيِ‌َ أمَريِ‌ فَأَوحَي اللّهُ إِلَي ذَلِكَ النّبِيّ أَنِ ائتِ فُلَاناً وَ قُل إنِيّ‌ أَنسَأتُ فِي عُمُرِهِ خَمسَ عَشرَةَ سَنَةً فَقَالَ النّبِيّ يَا رَبّ بِعِزّتِكَ إِنّكَ تَعلَمُ أنَيّ‌ لَم أَكذِب كَذِبَةً قَطّ فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ أَنّمَا أَنتَ عَبدٌ مَأمُورٌ فَأَبلِغهُ

4-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]الصّدُوقُ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن عُمَرَ بنِ يَزِيدَ عَنهُمَا عَلَيهِمَا السّلَامُ فِي قَولِهِ تَعَالَيأَ لَم تَرَ إِلَي الّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيارِهِم وَ هُم أُلُوفٌ حَذَرَ المَوتِ فَقالَ لَهُمُ اللّهُ مُوتُوا ثُمّ أَحياهُم قَالَ إِنّ هَؤُلَاءِ أَهلُ مَدِينَةٍ مِن مَدَائِنِ الشّامِ مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ وَ كَانُوا سَبعِينَ أَلفَ بَيتٍ وَ كَانَ الطّاعُونُ يَقَعُ فِيهِم فِي كُلّ أَوَانٍ فَكَانُوا إِذَا أَحَسّوا بِهِ خَرَجَ مِنَ المَدِينَةِ الأَغنِيَاءُ وَ بقَيِ‌َ فِيهَا الفُقَرَاءُ لِضَعفِهِم فَكَانَ المَوتُ يَكثُرُ فِي الّذِينَ أَقَامُوا وَ يَقِلّ فِي الّذِينَ خَرَجُوا فَصَارُوا رَمِيماً عِظَاماً فَمَرّ بِهِم نبَيِ‌ّ مِنَ الأَنبِيَاءِ يُقَالُ لَهُ حِزقِيلُ فَرَآهُم وَ بَكَي وَ قَالَ يَا رَبّ لَو شِئتَ أَحيَيتَهُمُ السّاعَةَ فَأَحيَاهُمُ اللّهُ وَ فِي رِوَايَةٍ أَنّهُ تَعَالَي أَوحَي إِلَيهِ أَن رُشّ المَاءَ عَلَيهِم فَفَعَلَ فَأَحيَاهُم

بيان السقط ظاهر في هذاالخبر كماسيظهر من رواية الكافي‌ مع توافق آخر سنديهما


صفحه : 383

5-سن ،[المحاسن ]بَعضُ أَصحَابِنَا عَن رَجُلٍ سمُيّ‌َ عَن أَبِي حَمزَةَ الثمّاَليِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ لَمّا خَرَجَ مَلِكُ القِبطِ يُرِيدُ هَدمَ بَيتِ المَقدِسِ اجتَمَعَ النّاسُ إِلَي حِزقِيلَ النّبِيّ عَلَيهِ السّلَامُ فَشَكَوا ذَلِكَ إِلَيهِ فَقَالَ لعَلَيّ‌ أنُاَجيِ‌ ربَيّ‌ اللّيلَةَ فَلَمّا جَنّهُ اللّيلُ نَاجَي رَبّهُ فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ أنَيّ‌ قَد كَفَيتُكَهُم وَ كَانُوا قَد مَضَوا فَأَوحَي اللّهُ إِلَي مَلَكِ الهَوَاءِ أَن أَمسِك عَلَيهِم أَنفَاسَهُم فَمَاتُوا كُلّهُم فَأَصبَحَ حِزقِيلُ النّبِيّ وَ أَخبَرَ قَومَهُ بِذَلِكَ فَخَرَجُوا فَوَجَدُوهُم قَد مَاتُوا وَ دَخَلَ حِزقِيلَ النّبِيّ العُجبُ فَقَالَ فِي نَفسِهِ مَا فَضلُ سُلَيمَانَ النّبِيّ عَلَيّ وَ قَد أُعطِيتُ مِثلَ هَذَا قَالَ فَخَرَجَت قَرحَةٌ عَلَي كَبِدِهِ فَآذَتهُ فَخَشَعَ لِلّهِ وَ تَذَلّلَ وَ قَعَدَ عَلَي الرّمَادِ فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ أَن خُذ لَبَنَ التّينِ فَحُكّهُ عَلَي صَدرِكَ مِن خَارِجٍ فَفَعَلَ فَسَكَنَ عَنهُ ذَلِكَ

ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بالإسناد إلي الصدوق بإسناده إلي الثمالي‌مثله قال الطبرسي‌ قدس روحه في قوله تعالي الّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيارِهِمقيل هم قوم من بني‌ إسرائيل فروا من طاعون وقع في أرضهم عن الحسن وقيل فروا من الجهاد و قدكتب عليهم عن الضحاك ومقاتل واحتجا بقوله عقيب الآيةوَ قاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللّهِ وقيل هم قوم حزقيل و هوثالث خلفاء بني‌ إسرائيل بعد موسي عليه السلام و ذلك أن القيم بأمر بني‌ إسرائيل بعدالموسي كان يوشع بن نون ثم كالب بن يوفنا ثم حزقيل و قد كان يقال له ابن العجوز و ذلك أن أمه كانت عجوزا فسألت الله الولد و قدكبرت وعقمت فوهبه الله سبحانه لها و قال الحسن هوذو الكفل وإنما سمي‌ حزقيل ذا الكفل لأنه كفل سبعين نبيا نجاهم من القتل و قال لهم اذهبوا فإني‌ إن قتلت كان خيرا من


صفحه : 384

أن تقتلوا جميعا فلما جاء اليهود وسألوا حزقيل عن الأنبياء السبعين قال إنهم ذهبوا فلاأدري‌ أين هم ومنع الله سبحانه ذا الكفل منهم .وَ هُم أُلُوفٌأجمع أهل التفسير أن المراد بألوف هنا كثرة العدد إلا ابن زيد فإنه قال معناه خرجوا مؤتلفي‌ القلوب لم يخرجوا عن تباغض واختلف من قال المراد به العدد الكثير فقيل كانوا ثلاثة آلاف عن عطاء وقيل ثمانية آلاف عن مقاتل والكلبي‌ وقيل عشرة آلاف عن أبي روق وقيل بضعة وثلاثين ألفا عن السدي‌ وقيل أربعين ألفا عن ابن عباس و ابن جريح وقيل سبعين ألفا عن عطاء بن أبي رياح وقيل كانوا عددا كثيرا عن الضحاك .حَذَرَ المَوتِ أي من خوف الموت فَقالَ لَهُمُ اللّهُ مُوتُوا ثُمّ أَحياهُمقيل أحياهم الله بدعاء نبيهم حزقيل عن ابن عباس وقيل إنه شمعون نبي‌ من أنبياء بني‌ إسرائيل ثم ذكر رحمه الله القصة فقال قيل إن اسم القرية التي‌ خرجوا منها داوردان وقيل واسط قال الكلبي‌ والضحاك ومقاتل إن ملكا من ملوك بني‌ إسرائيل أمرهم أن يخرجوا إلي قتال عدوهم فخرجوا وعسكروا ثم جبنوا وكرهوا الموت فاعتلوا وقالوا إن الأرض التي‌ نأتيها بهاالوباء فلانأتيها حتي ينقطع منها الوباء فأرسل الله عليهم الموت فلما رأوا أن الموت كثر فيهم خرجوا من ديارهم فرارا من الموت فلما رأي الملك ذلك قال أللهم رب يعقوب وإله موسي قدتري معصية عبادك فأرهم آية في أنفسهم حتي يعلموا أنهم لايستطيعون الفرار منك فأماتهم الله جميعا وأمات دوابهم وأتي عليهم ثمانية أيام حتي انتفخوا وأروحت أجسادهم


صفحه : 385

فخرج إليهم الناس فعجزوا عن دفنهم فحظروا عليهم حظيرة دون السباع وتركوهم فيهاقالوا وأتي علي ذلك مدة حتي بليت أجسادهم وعريت عظامهم وقطعت أوصالهم فمر عليهم حزقيل فجعل يتفكر فيهم متعجبا منهم فأوحي الله إليه ياحزقيل تريد أن أريك آية وأريك كيف أحيي‌ الموتي قال نعم فأحياهم الله عز و جل وقيل إنهم كانوا قوم حزقيل فأحياهم الله بعدثمانية أيام و ذلك أنه لماأصابهم ذلك خرج حزقيل في طلبهم فوجدهم موتي فبكي ثم قال يارب كنت في قوم يحمدونك ويسبحونك ويقدسونك فبقيت وحيدا لاقوم لي فأوحي الله تعالي إليه قدجعلنا حياتهم إليك فقال حزقيل أحيوا بإذن الله فعاشوا.

6-كا،[الكافي‌]عِدّةٌ مِن أَصحَابِنَا عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن عُمَرَ بنِ يَزِيدَ وَ غَيرِهِ عَن بَعضِهِم عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ وَ بَعضِهِم عَن أَبِي جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّأَ لَم تَرَ إِلَي الّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيارِهِم وَ هُم أُلُوفٌ حَذَرَ المَوتِ فَقالَ لَهُمُ اللّهُ مُوتُوا ثُمّ أَحياهُم فَقَالَ إِنّ هَؤُلَاءِ أَهلُ مَدِينَةٍ مِن مَدَائِنِ الشّامِ وَ كَانُوا سَبعِينَ أَلفَ بَيتٍ وَ كَانَ الطّاعُونُ يَقَعُ فِيهِم فِي كُلّ أَوَانٍ فَكَانُوا إِذَا أَحَسّوا بِهِ خَرَجَ مِنَ المَدِينَةِ الأَغنِيَاءُ لِقُوّتِهِم وَ بقَيِ‌َ فِيهَا الفُقَرَاءُ لِضَعفِهِم فَكَانَ المَوتُ يَكثُرُ فِي الّذِينَ أَقَامُوا وَ يَقِلّ فِي الّذِينَ خَرَجُوا فَيَقُولُ الّذِينَ خَرَجُوا لَو كُنّا أَقَمنَا لَكَثُرَ فِينَا المَوتُ وَ يَقُولُ الّذِينَ أَقَامُوا لَو كُنّا خَرَجنَا لَقَلّ فِينَا المَوتُ قَالَ فَاجتَمَعَ رَأيُهُم جَمِيعاً عَلَي أَنّهُ إِذَا وَقَعَ الطّاعُونُ وَ أَحَسّوا بِهِ خَرَجُوا كُلّهُم مِنَ المَدِينَةِ فَلَمّا أَحَسّوا بِالطّاعُونِ خَرَجُوا جَمِيعاً وَ تَنَحّوا عَنِ الطّاعُونِ حَذَرَ المَوتِ فَصَارُوا فِي البِلَادِ مَا شَاءَ اللّهُ ثُمّ إِنّهُم مَرّوا بِمَدِينَةٍ خَرِبَةٍ قَد جَلَا أَهلُهَا عَنهَا وَ أَفنَاهُمُ الطّاعُونُ فَنَزَلُوا بِهَا فَلَمّا حَطّوا رِحَالَهُم وَ اطمَأَنّوا قَالَ لَهُمُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مُوتُوا جَمِيعاً فَمَاتُوا مِن سَاعَتِهِم وَ صَارُوا رَمِيماً يَلُوحُ وَ كَانُوا عَلَي طَرِيقِ المَارّةِ فَكَنَسَتهُمُ المَارّةُ فَنَحّوهُم وَ جَمَعُوهُم فِي مَوضِعٍ فَمَرّ


صفحه : 386

بِهِم نبَيِ‌ّ مِن أَنبِيَاءِ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ يُقَالُ لَهُ حِزقِيلُ فَلَمّا رَأَي تِلكَ العِظَامَ بَكَي وَ استَعبَرَ وَ قَالَ يَا رَبّ لَو شِئتَ لَأَحيَيتَهُمُ السّاعَةَ كَمَا أَمَتّهُم فَعَمَرُوا بِلَادَكَ وَ وَلَدُوا عِبَادَكَ وَ عَبَدُوكَ مَعَ مَن يَعبُدُكَ مِن خَلقِكَ فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ أَ فَتُحِبّ ذَلِكَ قَالَ نَعَم يَا رَبّ فَأَحيِهِم فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ قُل كَذَا وَ كَذَا فَقَالَ ألّذِي أَمَرَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَن يَقُولَهُ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ وَ هُوَ الِاسمُ الأَعظَمُ فَلَمّا قَالَ حِزقِيلُ ذَلِكَ الكَلَامَ نَظَرَ إِلَي العِظَامِ يَطِيرُ بَعضُهَا إِلَي بَعضٍ فَعَادُوا أَحيَاءً يَنظُرُ بَعضُهُم إِلَي بَعضٍ يُسَبّحُونَ اللّهَ عَزّ ذِكرُهُ وَ يُكَبّرُونَهُ وَ يُهَلّلُونَهُ فَقَالَ حِزقِيلُ عِندَ ذَلِكَ أَشهَدُ أَنّ اللّهَ عَلَي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ قَالَ عُمَرُ بنُ يَزِيدَ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ فِيهِم نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ

7-أَقُولُ رَوَي الشّيخُ أَحمَدُ بنُ فَهدٍ فِي المُهَذّبِ وَ غَيرُهُ بِأَسَانِيدِهِم عَنِ المُعَلّي بنِ خُنَيسٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ يَومُ النّيرُوزِ هُوَ اليَومُ ألّذِي أَحيَا اللّهُ فِيهِ القَومَالّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيارِهِم وَ هُم أُلُوفٌ حَذَرَ المَوتِ فَقالَ لَهُمُ اللّهُ مُوتُوا ثُمّ أَحياهُم وَ ذَلِكَ أَنّ نَبِيّاً مِنَ الأَنبِيَاءِ سَأَلَ رَبّهُ أَن يحُييِ‌َ القَومَالّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيارِهِم وَ هُم أُلُوفٌ حَذَرَ المَوتِفَأَمَاتَهُمُ اللّهُ فَأَوحَي إِلَيهِ أَن صُبّ عَلَيهِمُ المَاءَ فِي مَضَاجِعِهِم فَصَبّ عَلَيهِمُ المَاءَ فِي هَذَا اليَومِ فَعَاشُوا وَ هُم ثَلَاثُونَ أَلفاً فَصَارَ صَبّ المَاءِ فِي يَومِ النّيرُوزِ سُنّةً مَاضِيَةً لَا يَعرِفُ سَبَبَهَا إِلّا الرّاسِخُونَ فِي العِلمِ

8-ج ،[الإحتجاج ]يد،[التوحيد]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] عَنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدٍ النوّفلَيِ‌ّ فِيمَا احتَجّ الرّضَا عَلَيهِ السّلَامُ عَلَي أَربَابِ المِلَلِ قَالَ عَلَيهِ السّلَامُ لِلجَاثَلِيقِ فَإِنّ اليَسَعَ صَنَعَ مِثلَ مَا صَنَعَ عِيسَي فَلَم يَتّخِذهُ أُمّتُهُ رَبّاً وَ لَقَد صَنَعَ حِزقِيلُ النّبِيّ عَلَيهِ السّلَامُ مِثلَ مَا صَنَعَ عِيسَي ابنُ مَريَمَ عَلَيهِ السّلَامُ فَأَحيَا خَمسَةً وَ ثَلَاثِينَ أَلفَ رَجُلٍ مِن بَعدِ مَوتِهِم بِسِتّينَ سَنَةً ثُمّ التَفَتَ إِلَي رَأسِ الجَالُوتِ فَقَالَ أَ تَجِدُ هَؤُلَاءِ فِي شَبَابِ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فِي التّورَاةِ اختَارَهُم بُختُنَصّرُ مِن سبَي‌ِ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ حِينَ غَزَا بَيتَ المَقدِسِ ثُمّ انصَرَفَ بِهِم إِلَي بَابِلَ فَأَرسَلَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَيهِم فَأَحيَاهُم ثُمّ أَقبَلَ عَلَي النصّراَنيِ‌ّ


صفحه : 387

فَقَالَ يَا نصَراَنيِ‌ّ أَ فَهَؤُلَاءِ كَانُوا قَبلَ عِيسَي أَم عِيسَي كَانَ قَبلَهُم قَالَ بَل كَانُوا قَبلَهُ فَقَالَ عَلَيهِ السّلَامُ فَمَتَي اتّخَذتُم عِيسَي رَبّاً جَازَ لَكُم أَن تَتّخِذُوا اليَسَعَ وَ حِزقِيلَ لِأَنّهُمَا قَد صَنَعَا مِثلَ مَا صَنَعَ عِيسَي مِن إِحيَاءِ المَوتَي وَ غَيرِهِ إِنّ قَوماً مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ هَرَبُوا مِن بِلَادِهِم مِنَ الطّاعُونِوَ هُم أُلُوفٌ حَذَرَ المَوتِفَأَمَاتَهُمُ اللّهُ فِي سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ فَعَمَدَ أَهلُ تِلكَ القَريَةِ فَحَظَرُوا عَلَيهِم حَظِيرَةً فَلَم يَزَالُوا فِيهَا حَتّي نَخِرَت عِظَامُهُم وَ صَارُوا رَمِيماً فَمَرّ بِهِم نبَيِ‌ّ مِن أَنبِيَاءِ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَتَعَجّبَ مِنهُم وَ مِن كَثرَةِ العِظَامِ البَالِيَةِ فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَيهِ أَ تُحِبّ أَن أُحيِيَهُم لَكَ فَتُنذِرَهُم قَالَ نَعَم يَا رَبّ فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ أَن نَادِهِم فَقَالَ أَيّتُهَا العِظَامُ البَالِيَةُ قوُميِ‌ بِإِذنِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَقَامُوا أَحيَاءً أَجمَعُونَ يَنفُضُونَ التّرَابَ عَن رُءُوسِهِم

9-ج ،[الإحتجاج ] فِي حَدِيثِ الزّندِيقِ ألّذِي سَأَلَ الصّادِقَ عَلَيهِ السّلَامُ عَن مَسَائِلَ قَالَ عَلَيهِ السّلَامُ أَحيَا اللّهُ قَوماً خَرَجُوا عَن أَوطَانِهِم هَارِبِينَ مِنَ الطّاعُونِ لَا يُحصَي عَدَدُهُم فَأَمَاتَهُمُ اللّهُ دَهراً طَوِيلًا حَتّي بَلِيَت عِظَامُهُم وَ تَقَطّعَت أَوصَالُهُم وَ صَارُوا تُرَاباً فَبَعَثَ اللّهُ فِي وَقتٍ أَحَبّ أَن يرُيِ‌َ خَلقَهُ قُدرَتَهُ نَبِيّاً يُقَالُ لَهُ حِزقِيلُ فَدَعَاهُم فَاجتَمَعَت أَبدَانُهُم وَ رَجَعَت فِيهَا أَروَاحُهُم وَ قَامُوا كَهَيئَةِ يَومَ مَاتُوا لَا يَفقِدُونَ مِن أَعدَادِهِم رَجُلًا فَعَاشُوا بَعدَ ذَلِكَ دَهراً طَوِيلًا

أقول إنما أوردنا قصة حزقيل عليه السلام هاهنا تبعا للمشهور بين المفسرين والمؤرخين والظاهر من بعض الروايات تأخره عن تلك المرتبة


صفحه : 388

باب 51-قصص إسماعيل ألذي سماه الله صادق الوعد وبيان أنه غيرإسماعيل بن ابراهيم

قال الله تعالي في سورة مريم وَ اذكُر فِي الكِتابِ إِسماعِيلَ إِنّهُ كانَ صادِقَ الوَعدِ وَ كانَ رَسُولًا نَبِيّا وَ كانَ يَأمُرُ أَهلَهُ بِالصّلاةِ وَ الزّكاةِ وَ كانَ عِندَ رَبّهِ مَرضِيّا

1-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] ع ،[علل الشرائع ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَنِ ابنِ أَشيَمَ عَنِ الجعَفرَيِ‌ّ عَن أَبِي الحَسَنِ الرّضَا عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ أَ تدَريِ‌ لِمَ سمُيّ‌َ إِسمَاعِيلُ صَادِقَ الوَعدِ قُلتُ لَا أدَريِ‌ قَالَ وَعَدَ رَجُلًا فَجَلَسَ لَهُ حَولًا يَنتَظِرُهُ

مع ،[معاني‌ الأخبار]مرسلا مثله

2- ع ،[علل الشرائع ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ وَ مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَمّن ذَكَرَاهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ إِنّ إِسمَاعِيلَ ألّذِي قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِي كِتَابِهِوَ اذكُر فِي الكِتابِ إِسماعِيلَ إِنّهُ كانَ صادِقَ الوَعدِ وَ كانَ رَسُولًا نَبِيّا لَم يَكُن إِسمَاعِيلَ بنَ اِبرَاهِيمَ بَل كَانَ نَبِيّاً مِنَ الأَنبِيَاءِ بَعَثَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَي قَومِهِ فَأَخَذُوهُ فَسَلَخُوا فَروَةَ رَأسِهِ وَ وَجهِهِ فَأَتَاهُ مَلَكٌ فَقَالَ إِنّ اللّهَ جَلّ جَلَالُهُ بعَثَنَيِ‌ إِلَيكَ فمَرُنيِ‌ بِمَا شِئتَ فَقَالَ لِي أُسوَةٌ بِمَا يُصنَعُ بِالحُسَينِ عَلَيهِ السّلَامُ

مل ،[كامل الزيارات ] أبي عن سعد عن ابن عيسي و ابن أبي الخطاب و ابن يزيد جميعا عن محمد بن سنان مثله


صفحه : 389

3- ع ،[علل الشرائع ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن عَمّارِ بنِ مَروَانَ عَن سَمَاعَةَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ أَنّ إِسمَاعِيلَ كَانَ رَسُولًا نَبِيّاً سُلّطَ عَلَيهِ قَومُهُ فَقَشَرُوا جِلدَةَ وَجهِهِ وَ فَروَةَ رَأسِهِ فَأَتَاهُ رَسُولٌ مِن رَبّ العَالَمِينَ فَقَالَ لَهُ رَبّكَ يُقرِئُكَ السّلَامَ وَ يَقُولُ قَد رَأَيتُ مَا صُنِعَ بِكَ وَ قَد أمَرَنَيِ‌ بِطَاعَتِكَ فمَرُنيِ‌ بِمَا شِئتَ فَقَالَ يَكُونُ لِي بِالحُسَينِ بنِ عَلِيّ عَلَيهِمَا السّلَامُ أُسوَةٌ

مل ،[كامل الزيارات ] أبي عن سعد عن ابن عيسي و ابن أبي الخطاب و ابن يزيد جميعا عن محمد بن سنان مثله

4-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَن مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ عَنِ الكوُفيِ‌ّ عَنِ التفّليِسيِ‌ّ عَنِ السمّنَديِ‌ّ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ أَفضَلَ الصّدَقَةِ صَدَقَةُ اللّسَانِ تَحقُنُ بِهِ الدّمَاءَ وَ تَدفَعُ بِهِ الكَرِيهَةَ وَ تَجُرّ المَنفَعَةَ إِلَي أَخِيكَ المُسلِمِ ثُمّ قَالَص إِنّ عَابِدَ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ ألّذِي كَانَ أَعبَدَهُم كَانَ يَسعَي فِي حَوَائِجِ النّاسِ عِندَ المَلِكِ وَ إِنّهُ لقَيِ‌َ إِسمَاعِيلَ بنَ حِزقِيلَ فَقَالَ لَا تَبرَح حَتّي أَرجِعَ إِلَيكَ يَا إِسمَاعِيلُ فَسَهَا عَنهُ عِندَ المَلِكِ فبَقَيِ‌َ إِسمَاعِيلُ إِلَي الحَولِ هُنَاكَ فَأَنبَتَ اللّهُ لِإِسمَاعِيلَ عُشباً فَكَانَ يَأكُلُ مِنهُ وَ أَجرَي لَهُ عَيناً وَ أَظَلّهُ بِغَمَامٍ فَخَرَجَ المَلِكُ بَعدَ ذَلِكَ إِلَي التّنَزّهِ وَ مَعَهُ العَابِدُ فَرَأَي إِسمَاعِيلَ فَقَالَ إِنّكَ لَهَاهُنَا يَا إِسمَاعِيلُ فَقَالَ لَهُ قُلتَ لَا تَبرَح فَلَم أَبرَح فسَمُيّ‌َ صَادِقَ الوَعدِ قَالَ وَ كَانَ جَبّارٌ مَعَ المَلِكِ فَقَالَ أَيّهَا المَلِكُ كَذَبَ هَذَا العَبدُ قَد مَرَرتُ بِهَذِهِ البَرّيّةِ فَلَم أَرَهُ هَاهُنَا فَقَالَ لَهُ إِسمَاعِيلُ إِن كُنتَ كَاذِباً فَنَزَعَ اللّهُ صَالِحَ مَا أَعطَاكَ قَالَ فَتَنَاثَرَت أَسنَانُ الجَبّارِ فَقَالَ الجَبّارُ إنِيّ‌ كَذَبتُ عَلَي هَذَا العَبدِ الصّالِحِ فَأَطلُبُ أَن يَدعُوَ اللّهَ أَن يَرُدّ عَلَيّ أسَناَنيِ‌ فإَنِيّ‌ شَيخٌ كَبِيرٌ فَطَلَبَ إِلَيهِ المَلِكُ فَقَالَ إنِيّ‌ أَفعَلُ قَالَ السّاعَةَ قَالَ لَا وَ أَخّرَهُ إِلَي السّحَرِ ثُمّ دَعَا ثُمّ قَالَ يَا فَضلُ إِنّ أَفضَلَ مَا دَعَوتُمُ اللّهَ بِالأَسحَارِ قَالَ اللّهُ تَعَالَيوَ بِالأَسحارِ هُم يَستَغفِرُونَ


صفحه : 390

5-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِهَذَا الإِسنَادِ عَن مَاجِيلَوَيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي العَطّارِ عَنِ ابنِ أَبَانٍ عَنِ ابنِ أُورَمَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ سَعدَانَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ القَاسِمِ عَن شُعَيبٍ العقَرَقوُفيِ‌ّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ إِنّ إِسمَاعِيلَ نبَيِ‌ّ اللّهِ وَعَدَ رَجُلًا بِالصّفَاحِ فَمَكَثَ بِهِ سَنَةً مُقِيماً وَ أَهلُ مَكّةَ يَطلُبُونَهُ لَا يَدرُونَ أَينَ هُوَ حَتّي وَقَعَ عَلَيهِ رَجُلٌ فَقَالَ يَا نبَيِ‌ّ اللّهِ ضَعُفنَا بَعدَكَ وَ هَلَكنَا فَقَالَ إِنّ فُلَانَ الطاّئفِيِ‌ّ وعَدَنَيِ‌ أَن أَكُونَ هَاهُنَا وَ لَن أَبرَحَ حَتّي يجَيِ‌ءَ قَالَ فَخَرَجُوا إِلَيهِ حَتّي قَالُوا لَهُ يَا عَدُوّ اللّهِ وَعَدتَ النّبِيّ فَأَخلَفتَهُ فَجَاءَ وَ هُوَ يَقُولُ لِإِسمَاعِيلَ عَلَيهِ السّلَامُ يَا نبَيِ‌ّ اللّهِ مَا ذَكَرتُ وَ لَقَد نَسِيتُ مِيعَادَكَ فَقَالَ أَمَا وَ اللّهِ لَو لَم تجَئِنيِ‌ لَكَانَ مِنهُ المَحشَرُ فَأَنزَلَ اللّهُوَ اذكُر فِي الكِتابِ إِسماعِيلَ إِنّهُ كانَ صادِقَ الوَعدِ

6-مل ،[كامل الزيارات ] مُحَمّدُ بنُ جَعفَرٍ الرّزّازُ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ وَ أَحمَدَ بنِ الحَسَنِ بنِ فَضّالٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ فَضّالٍ عَن مَروَانَ بنِ مُسلِمٍ عَن بُرَيدٍ العجِليِ‌ّ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ أخَبرِنيِ‌ عَن إِسمَاعِيلَ ألّذِي ذَكَرَهُ اللّهُ فِي كِتَابِهِ حَيثُ يَقُولُوَ اذكُر فِي الكِتابِ إِسماعِيلَ إِنّهُ كانَ صادِقَ الوَعدِ وَ كانَ رَسُولًا نَبِيّا أَ كَانَ إِسمَاعِيلُ بنُ اِبرَاهِيمَ عَلَيهِمَا السّلَامُ فَإِنّ النّاسَ يَزعُمُونَ أَنّهُ إِسمَاعِيلُ بنُ اِبرَاهِيمَ فَقَالَ عَلَيهِ السّلَامُ إِنّ إِسمَاعِيلَ مَاتَ قَبلَ اِبرَاهِيمَ وَ إِنّ اِبرَاهِيمَ كَانَ حُجّةً لِلّهِ قَائِماً صَاحِبَ شَرِيعَةٍ فَإِلَي مَن أُرسِلَ إِسمَاعِيلُ إِذَن قُلتُ فَمَن كَانَ جُعِلتُ فِدَاكَ قَالَ ذَاكَ إِسمَاعِيلُ بنُ حِزقِيلَ النّبِيّ بَعَثَهُ اللّهُ إِلَي قَومِهِ فَكَذّبُوهُ وَ قَتَلُوهُ وَ سَلَخُوا وَجهَهُ فَغَضِبَ اللّهُ عَلَيهِم لَهُ فَوَجّهَ إِلَيهِ سَطَاطَائِيلَ مَلِكَ العَذَابِ فَقَالَ لَهُ يَا إِسمَاعِيلُ أَنَا سَطَاطَائِيلُ مَلِكُ العَذَابِ وجَهّنَيِ‌


صفحه : 391

رَبّ العِزّةِ إِلَيكَ لِأُعَذّبَ قَومَكَ بِأَنوَاعِ العَذَابِ إِن شِئتَ فَقَالَ لَهُ إِسمَاعِيلُ لَا حَاجَةَ لِي فِي ذَلِكَ يَا سَطَاطَائِيلُ فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ فَمَا حَاجَتُكَ يَا إِسمَاعِيلُ فَقَالَ إِسمَاعِيلُ يَا رَبّ إِنّكَ أَخَذتَ المِيثَاقَ لِنَفسِكَ بِالرّبُوبِيّةِ وَ لِمُحَمّدٍ بِالنّبُوّةِ وَ لِأَوصِيَائِهِ بِالوَلَايَةِ وَ أَخبَرتَ خَلقَكَ بِمَا تَفعَلُ أُمّتُهُ بِالحُسَينِ بنِ عَلِيّ مِن بَعدِ نَبِيّهَا وَ إِنّكَ وَعَدتَ الحُسَينَ أَن تَكُرّهُ إِلَي الدّنيَا حَتّي يَنتَقِمَ بِنَفسِهِ مِمّن فَعَلَ ذَلِكَ بِهِ فحَاَجتَيِ‌ إِلَيكَ يَا رَبّ أَن تكَرُنّيِ‌ إِلَي الدّنيَا حَتّي أَنتَقِمَ مِمّن فَعَلَ ذَلِكَ بيِ‌ مَا فَعَلَ كَمَا تَكُرّ الحُسَينَ فَوَعَدَ اللّهُ إِسمَاعِيلَ بنَ حِزقِيلَ ذَلِكَ فَهُوَ يَكُرّ مَعَ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ عَلَيهِمَا السّلَامُ

7-جا،[المجالس للمفيد]الجعِاَبيِ‌ّ عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن يَحيَي بنِ زَكَرِيّا عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَن أَحمَدَ بنِ سُلَيمَانَ وَ عِمرَانَ بنِ مَروَانَ عَن سَمَاعَةَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ يَقُولُ إِنّ ألّذِي قَالَ اللّهُ فِي كِتَابِهِوَ اذكُر فِي الكِتابِ إِسماعِيلَ إِنّهُ كانَ صادِقَ الوَعدِ وَ كانَ رَسُولًا نَبِيّاسُلّطَ عَلَيهِ قَومُهُ فَكَشَطُوا وَجهَهُ وَ فَروَةَ رَأسِهِ فَبَعَثَ اللّهُ إِلَيهِ مَلَكاً فَقَالَ لَهُ إِنّ رَبّ العَالَمِينَ يُقرِئُكَ السّلَامَ وَ يَقُولُ قَد رَأَيتُ مَا صَنَعَ بِكَ قَومُكَ فسَلَنيِ‌ مَا شِئتَ فَقَالَ يَا رَبّ العَالَمِينَ لِي بِالحُسَينِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيهِمَا السّلَامُ أُسوَةٌ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ لَيسَ هُوَ إِسمَاعِيلُ بنُ اِبرَاهِيمَ عَلَيهِمَا السّلَامُ

بيان المشهور بين العامة أنه إسماعيل بن ابراهيم عليهما السلام وروي بعضهم نحوا مما ورد في تلك الأخبار


صفحه : 392

باب 61-قصة إلياس وإليا واليسع عليهم السلام

الآيات الأنعام وَ زَكَرِيّا وَ يَحيي وَ عِيسي وَ إِلياسَ كُلّ مِنَ الصّالِحِينَ وَ إِسماعِيلَ وَ اليَسَعَ وَ يُونُسَ وَ لُوطاً وَ كُلّا فَضّلنا عَلَي العالَمِينَالصافات وَ إِنّ إِلياسَ لَمِنَ المُرسَلِينَ إِذ قالَ لِقَومِهِ أَ لا تَتّقُونَ أَ تَدعُونَ بَعلًا وَ تَذَرُونَ أَحسَنَ الخالِقِينَ اللّهَ رَبّكُم وَ رَبّ آبائِكُمُ الأَوّلِينَ فَكَذّبُوهُ فَإِنّهُم لَمُحضَرُونَ إِلّا عِبادَ اللّهِ المُخلَصِينَ وَ تَرَكنا عَلَيهِ فِي الآخِرِينَ سَلامٌ عَلي إلِ ياسِينَ إِنّا كَذلِكَ نجَزيِ‌ المُحسِنِينَ إِنّهُ مِن عِبادِنَا المُؤمِنِينَص وَ اذكُر إِسماعِيلَ وَ اليَسَعَ وَ ذَا الكِفلِ وَ كُلّ مِنَ الأَخيارِتفسير قيل البعل اسم صنم كان لأهل بك من الشام و هوالبلد ألذي يقال له الآن بعلبك وقيل البعل الرب بلغة اليمن والمعني أتدعون بعض البعول فَإِنّهُم لَمُحضَرُونَ أي في العذاب وإلِ ياسِينَقيل لغة في إلياس وقيل جمع له يراد به هو وأتباعه وقرأ نافع و ابن عامر ويعقوب علي إضافة آل إلي ياسين فيكون ياسين أباإلياس أومحمداص وسيأتي‌ الأخير في كتاب الإمامة في تفاسير أهل البيت عليهم السلام

1-كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ وَ مُحَمّدُ بنُ الحَسَنِ عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ عَن بَكرِ بنِ صَالِحٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن مُفَضّلِ بنِ عُمَرَ قَالَأَتَينَا بَابَ أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ وَ نَحنُ نُرِيدُ الإِذنَ عَلَيهِ فَسَمِعنَاهُ يَتَكَلّمُ بِكَلَامٍ لَيسَ بِالعَرَبِيّةِ فَتَوَهّمنَا أَنّهُ بِالسّريَانِيّةِ ثُمّ بَكَي فَبَكَينَا لِبُكَائِهِ ثُمّ خَرَجَ إِلَينَا الغُلَامُ فَأَذِنَ لَنَا فَدَخَلنَا عَلَيهِ فَقُلتُ أَصلَحَكَ اللّهُ أَتَينَاكَ نُرِيدُ الإِذنَ عَلَيكَ فَسَمِعنَاكَ تَتَكَلّمُ بِكَلَامٍ لَيسَ بِالعَرَبِيّةِ فَتَوَهّمنَا أَنّهُ بِالسّريَانِيّةِ ثُمّ بَكَيتَ فَبَكَينَا


صفحه : 393

لِبُكَائِكَ فَقَالَ نَعَم ذَكَرتُ إِليَاسَ النّبِيّ عَلَيهِ السّلَامُ وَ كَانَ مِن عُبّادِ أَنبِيَاءِ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَقُلتُ كَمَا كَانَ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ ثُمّ اندَفَعَ فِيهِ بِالسّريَانِيّةِ فَمَا رَأَينَا وَ اللّهِ قَسّاً وَ لَا جَاثَلِيقاً أَفصَحَ لَهجَةً مِنهُ بِهِ ثُمّ فَسّرَهُ لَنَا بِالعَرَبِيّةِ فَقَالَ كَانَ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ أَ تُرَاكَ معُذَبّيِ‌ وَ قَد أَظمَأتُ لَكَ هوَاَجرِيِ‌ أَ تُرَاكَ معُذَبّيِ‌ وَ قَد عَفّرتُ لَكَ فِي التّرَابِ وجَهيِ‌ أَ تُرَاكَ معُذَبّيِ‌ وَ قَدِ اجتَنَبتُ لَكَ المعَاَصيِ‌َ أَ تُرَاكَ معُذَبّيِ‌ وَ قَد أَسهَرتُ لَكَ ليَليِ‌ قَالَ فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ أَنِ ارفَع رَأسَكَ فإَنِيّ‌ غَيرُ مُعَذّبِكَ قَالَ فَقَالَ إِن قُلتَ لَا أُعَذّبُكَ ثُمّ عذَبّتنَيِ‌ مَا ذَا أَ لَستُ عَبدَكَ وَ أَنتَ ربَيّ‌ فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ أَنِ ارفَع رَأسَكَ فإَنِيّ‌ غَيرُ مُعَذّبِكَ فإَنِيّ‌ إِذَا وَعَدتُ وَعداً وَفَيتُ بِهِ

2-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ بِإِسنَادِهِ عَن وَهبِ بنِ مُنَبّهٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ قَالَ إِنّ يُوشَعَ بنَ نُونٍ بَوّأَ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ الشّامَ بَعدَ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ وَ قَسَمَهَا بَينَهُم فَسَارَ مِنهُم سِبطٌ بِبَعلَبَكَ بِأَرضِهَا وَ هُوَ السّبطُ ألّذِي مِنهُ إِليَاسُ النّبِيّ فَبَعَثَهُ اللّهُ إِلَيهِم وَ عَلَيهِم يَومَئِذٍ مَلِكٌ فَتَنَهُم بِعِبَادَةِ صَنَمٍ يُقَالُ لَهُ بَعلٌ وَ ذَلِكَ قَولُهُوَ إِنّ إِلياسَ لَمِنَ المُرسَلِينَ إِذ قالَ لِقَومِهِ أَ لا تَتّقُونَ أَ تَدعُونَ بَعلًا وَ تَذَرُونَ أَحسَنَ الخالِقِينَ اللّهَ رَبّكُم وَ رَبّ آبائِكُمُ الأَوّلِينَ فَكَذّبُوهُ وَ كَانَ لِلمَلِكِ زَوجَةٌ فَاجِرَةٌ يَستَخلِفُهَا إِذَا غَابَ فتَقَضيِ‌ بَينَ النّاسِ وَ كَانَ لَهَا كَاتِبٌ حَكِيمٌ قَد خَلّصَ مِن يَدِهَا ثَلَاثَمِائَةِ مُؤمِنٍ كَانَت تُرِيدُ قَتلَهُم وَ لَم يُعلَم عَلَي وَجهِ الأَرضِ أُنثَي أَزنَي مِنهَا وَ قَد تَزَوّجَت سَبعَةَ مُلُوكٍ مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ حَتّي وَلَدَت تِسعِينَ وَلَداً سِوَي وُلدِ وُلدِهَا وَ كَانَ لِزَوجِهَا جَارٌ صَالِحٌ مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ وَ كَانَ لَهُ بُستَانٌ يَعِيشُ بِهِ إِلَي جَانِبِ قَصرِ المَلِكِ وَ كَانَ المَلِكُ يُكرِمُهُ فَسَافَرَ مَرّةً فَاغتَنَمَت امرَأَتُهُ وَ قَتَلَتِ العَبدَ الصّالِحَ وَ أَخَذَت بُستَانَهُ غَصباً مِن أَهلِهِ وَ وُلدِهِ وَ كَانَ ذَلِكَ سَبَبَ سَخَطِ اللّهِ عَلَيهِم فَلَمّا قَدِمَ زَوجُهَا أَخبَرَتهُ الخَبَرَ فَقَالَ لَهَا مَا أَصَبتَ فَبَعَثَ اللّهُ إِليَاسَ النّبِيّ يَدعُوهُم إِلَي عِبَادَةِ اللّهِ فَكَذّبُوهُ وَ طَرَدُوهُ وَ أَهَانُوهُ وَ أَخَافُوهُ وَ صَبَرَ عَلَيهِم وَ احتَمَلَ أَذَاهُم وَ


صفحه : 394

دَعَاهُم إِلَي اللّهِ تَعَالَي فَلَم يَزِدهُم إِلّا طُغيَاناً فَآلَي اللّهُ عَلَي نَفسِهِ أَن يُهلِكَ المَلِكَ وَ الزّانِيَةَ إِن لَم يَتُوبُوا إِلَيهِ وَ أَخبَرَهُمَا بِذَلِكَ فَاشتَدّ غَضَبُهُم عَلَيهِ وَ هَمّوا بِتَعذِيبِهِ وَ قَتلِهِ فَهَرَبَ مِنهُم فَلَحِقَ بِأَصعَبِ جَبَلٍ فبَقَيِ‌َ فِيهِ وَحدَهُ سَبعَ سِنِينَ يَأكُلُ مِن نَبَاتِ الأَرضِ وَ ثِمَارِ الشّجَرِ وَ اللّهُ يخُفيِ‌ مَكَانَهُ فَأَمرَضَ اللّهُ ابناً لِلمَلِكِ مَرَضاً شَدِيداً حَتّي يَئِسَ مِنهُ وَ كَانَ أَعَزّ وُلدِهِ إِلَيهِ فَاستَشفَعُوا إِلَي عَبَدَةِ الصّنَمِ لِيَستَشفِعُوا لَهُ فَلَم يَنفَع فَبَعَثُوا النّاسَ إِلَي حَدّ الجَبَلِ ألّذِي فِيهِ إِليَاسُ عَلَيهِ السّلَامُ فَكَانُوا يَقُولُونَ اهبِط إِلَينَا وَ اشفَع لَنَا فَنَزَلَ إِليَاسُ مِنَ الجَبَلِ وَ قَالَ إِنّ اللّهَ أرَسلَنَيِ‌ إِلَيكُم وَ إِلَي مَن وَرَاءَكُم فَاسمَعُوا رِسَالَةَ رَبّكُم يَقُولُ اللّهُ ارجِعُوا إِلَي المَلِكِ فَقُولُوا لَهُ إنِيّ‌ أَنَا اللّهُ لَا إِلَهَ إِلّا أَنَا إِلَهُ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ ألّذِي خَلَقَهُم وَ أَنَا ألّذِي أَرزُقُهُم وَ أُحيِيهِم وَ أُمِيتُهُم وَ أَضُرّهُم وَ أَنفَعُهُم وَ تَطلُبُ الشّفَاءَ لِابنِكَ مِن غيَريِ‌ فَلَمّا صَارُوا إِلَي المَلِكِ وَ قَصّوا عَلَيهِ القِصّةَ امتَلَأَ غَيظاً فَقَالَ مَا ألّذِي مَنَعَكُم أَن تَبطِشُوا بِهِ حِينَ لَقِيتُمُوهُ وَ تُوثِقُوهُ وَ تأَتوُنيِ‌ بِهِ فَإِنّهُ عدَوُيّ‌ قَالُوا لَمّا صَارَ مَعَنَا قَذَفَ فِي قُلُوبِنَا الرّعبَ عَنهُ فَنَدَبَ خَمسِينَ مِن قَومِهِ مِن ذوَيِ‌ البَطشِ وَ أَوصَاهُم بِالِاحتِيَالِ لَهُ وَ إِطمَاعِهِ فِي أَنّهُم آمَنُوا بِهِ لِيَغتَرّ بِهِم فَيُمَكّنَهُم مِن نَفسِهِ فَانطَلَقُوا حَتّي ارتَقَوا ذَلِكَ الجَبَلَ ألّذِي فِيهِ إِليَاسُ عَلَيهِ السّلَامُ ثُمّ تَفَرّقُوا فِيهِ وَ هُم يُنَادُونَهُ بِأَعلَي صَوتِهِم وَ يَقُولُونَ يَا نبَيِ‌ّ اللّهِ ابرُز لَنَا فَإِنّا آمَنّا بِكَ فَلَمّا سَمِعَ إِليَاسُ مَقَالَتَهُم طَمِعَ فِي إِيمَانِهِم فَكَانَ فِي مَغَارَةٍ فَقَالَ أللّهُمّ إِن كَانُوا صَادِقِينَ فِيمَا يَقُولُونَ فَأذَن لِي فِي النّزُولِ إِلَيهِم وَ إِن كَانُوا كَاذِبِينَ فَاكفِنِيهِم وَ ارمِهِم بِنَارٍ تُحرِقُهُم فَمَا استَتَمّ قَولُهُ حَتّي حُصِبُوا بِالنّارِ مِن فَوقِهِم فَاحتَرَقُوا فَبَلَغَ المَلِكَ خَبَرُهُم فَاشتَدّ غَيظُهُ فَانتَدَبَ كَاتِبَ امرَأَتِهِ المُؤمِنَ وَ بَعَثَ مَعَهُ جَمَاعَةً إِلَي الجَبَلِ وَ قَالَ لَهُ قَد آنَ أَن أَتُوبَ فَانطَلِق لَنَا إِلَيهِ حَتّي يَرجِعَ إِلَينَا يَأمُرُنَا


صفحه : 395

وَ يَنهَانَا بِمَا يَرضَي رَبّنَا وَ أَمَرَ قَومَهُ فَاعتَزَلُوا الأَصنَامَ فَانطَلَقَ كَاتِبُهَا وَ الفِئَةُ الّذِينَ أَنفَذَهُم مَعَهُ حَتّي عَلَا الجَبَلَ ألّذِي فِيهِ إِليَاسُ ثُمّ نَادَاهُ فَعَرَفَ إِليَاسُ صَوتَهُ فَأَوحَي اللّهُ تَعَالَي إِلَيهِ أَنِ ابرُز إِلَي أَخِيكَ الصّالِحِ وَ صَافِحهُ وَ حَيّهِ فَقَالَ المُؤمِنُ بعَثَنَيِ‌ إِلَيكَ هَذَا الطاّغيِ‌ وَ قَومُهُ وَ قَصّ عَلَيهِ مَا قَالُوا ثُمّ قَالَ وَ إنِيّ‌ لَخَائِفٌ إِن رَجَعتُ إِلَيهِ وَ لَستَ معَيِ‌ أَن يقَتلُنَيِ‌ فَأَوحَي اللّهُ تَعَالَي جَلّ وَ عَزّ إِلَي إِليَاسَ أَنّ كُلّ شَيءٍ جَاءَكَ مِنهُم خِدَاعٌ لِيَظفَرُوا بِكَ وَ إنِيّ‌ أَشغَلُهُ عَن هَذَا المُؤمِنِ بِأَن أُمِيتَ ابنَهُ فَلَمّا قَدِمُوا عَلَيهِ شَدّ اللّهُ الوَجَعَ عَلَي ابنِهِ وَ أَخَذَ المَوتُ بِكَظَمِهِ وَ رَجَعَ إِليَاسُ سَالِماً إِلَي مَكَانِهِ فَلَمّا ذَهَبَ الجَزَعُ عَنِ المَلِكِ بَعدَ مُدّةٍ سَأَلَ الكَاتِبَ عَنِ ألّذِي جَاءَ بِهِ فَقَالَ لَيسَ لِي بِهِ عِلمٌ. ثُمّ إِنّ إِليَاسَ عَلَيهِ السّلَامُ نَزَلَ وَ استَخفَي عِندَ أُمّ يُونُسَ بنِ مَتّي سِتّةَ أَشهُرٍ وَ يُونُسُ مَولُودٌ ثُمّ عَادَ إِلَي مَكَانِهِ فَلَم يَلبَث إِلّا يَسِيراً حَتّي مَاتَ ابنُهَا حِينَ فَطَمَتهُ فَعَظُمَت مُصِيبَتُهَا فَخَرَجَت فِي طَلَبِ إِليَاسَ وَ رَقَتِ الجِبَالَ حَتّي وَجَدَت إِليَاسَ فَقَالَت إنِيّ‌ فُجّعتُ بِمَوتِ ابنيِ‌ وَ ألَهمَنَيِ‌ اللّهُ تَعَالَي عَزّ وَ عَلَا الِاستِشفَاعَ بِكَ إِلَيهِ ليِحُييِ‌َ لِي ابنيِ‌ فإَنِيّ‌ تَرَكتُهُ بِحَالِهِ وَ لَم أَدفَنهُ وَ أَخفَيتُ مَكَانَهُ فَقَالَ لَهَا وَ مَتَي مَاتَ ابنُكِ قَالَتِ اليَومَ سَبعَةَ أَيّامٍ فَانطَلَقَ إِليَاسُ وَ سَارَ سَبعَةَ أَيّامٍ أُخرَي حَتّي انتَهَي إِلَي مَنزِلِهَا فَرَفَعَ يَدَيهِ بِالدّعَاءِ وَ اجتَهَدَ حَتّي أَحيَا اللّهُ تَعَالَي جَلّت عَظَمَتُهُ بِقُدرَتِهِ يُونُسَ عَلَيهِ السّلَامُ فَلَمّا عَاشَ انصَرَفَ إِليَاسُ وَ لَمّا صَارَ ابنَ أَربَعِينَ سَنَةً أَرسَلَهُ اللّهُ إِلَي قَومِهِ كَمَا قَالَوَ أَرسَلناهُ إِلي مِائَةِ أَلفٍ أَو يَزِيدُونَ


صفحه : 396

ثُمّ أَوحَي اللّهُ تَعَالَي جَلّ وَ عَلَا إِلَي إِليَاسَ بَعدَ سَبعِ سِنِينَ مِن يَومَ أَحيَا اللّهُ يُونُسَ سلَنيِ‌ أُعطِكَ فَقَالَ تمُيِتنُيِ‌ فتَلُحقِنُيِ‌ بآِباَئيِ‌ فإَنِيّ‌ قَد مَلَلتُ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ وَ أَبغَضتُهُم فِيكَ فَقَالَ تَعَالَي جَلّت قُدرَتُهُ مَا هَذَا بِاليَومِ ألّذِي أعُريِ‌ مِنكَ الأَرضَ وَ أَهلَهَا وَ إِنّمَا قِوَامُهَا بِكَ وَ لَكِن سلَنيِ‌ أُعطِكَ فَقَالَ إِليَاسُ فأَعَطنِيِ‌ ثاَريِ‌ مِنَ الّذِينَ أبَغضَوُنيِ‌ فِيكَ فَلَا تُمطِر عَلَيهِم سَبعَ سِنِينَ قَطرَةً إِلّا بشِفَاَعتَيِ‌ فَاشتَدّ عَلَي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ الجُوعُ وَ أَلَحّ عَلَيهِمُ البَلَاءُ وَ أَسرَعَ المَوتُ فِيهِم وَ عَلِمُوا أَنّ ذَلِكَ مِن دَعوَةِ إِليَاسَ فَفَزِعُوا إِلَيهِ وَ قَالُوا نَحنُ طَوعُ يَدِكَ فَهَبَطَ إِليَاسُ مَعَهُم وَ مَعَهُ تِلمِيذٌ لَهُ اليَسَعُ وَ جَاءَ إِلَي المَلِكِ فَقَالَ أَفنَيتَ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ بِالقَحطِ فَقَالَ قَتَلَهُمُ ألّذِي أَغوَاهُم فَقَالَ ادعُ رَبّكَ يَسقِيهِم فَلَمّا جَنّ اللّيلُ قَامَ إِليَاسُ عَلَيهِ السّلَامُ وَ دَعَا اللّهَ ثُمّ قَالَ لِليَسَعِ انظُر فِي أَكنَافِ السّمَاءِ مَا ذَا تَرَي فَنَظَرَ فَقَالَ أَرَي سَحَابَةً فَقَالَ أَبشِرُوا بِالسّقَاءِ فَليُحرِزُوا أَنفُسَهُم وَ أَمتِعَتَهُم مِنَ الغَرَقِ فَأَمطَرَ اللّهُ عَلَيهِمُ السّمَاءَ وَ أَنبَتَت لَهُمُ الأَرضُ فَقَامَ إِليَاسُ بَينَ أَظهُرِهِم وَ هُم صَالِحُونَ ثُمّ أَدرَكَهُمُ الطّغيَانُ وَ البَطَرُ فَجَهَدُوا حَقّهُ وَ تَمَرّدُوا فَسَلّطَ اللّهُ عَلَيهِم عَدُوّاً قَصَدَهُم وَ لَم يَشعُرُوا بِهِ حَتّي رَهِقَهُم فَقَتَلَ المَلِكَ وَ زَوجَتَهُ وَ أَلقَاهُمَا فِي بُستَانِ ألّذِي قَتَلَتهُ زَوجَةُ المَلِكِ ثُمّ وَصّي إِليَاسُ إِلَي اليَسَعِ وَ أَنبَتَ اللّهُ لِإِليَاسَ الرّيشَ وَ أَلبَسَهُ النّورَ وَ رَفَعَهُ إِلَي السّمَاءِ وَ قَذَفَ بِكِسَائِهِ مِنَ الجَوّ عَلَي اليَسَعِ فَنَبّأَهُ اللّهُ عَلَي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ وَ أَوحَي إِلَيهِ وَ أَيّدَهُ فَكَانَ بَنُو إِسرَائِيلَ يُعَظّمُونَهُ وَ يَهتَدُونَ بِهُدَاهُ

بيان الكظم محركة الحلق أوالفم أومخرج النفس و قال الطبرسي‌ اختلف


صفحه : 397

في إلياس فقيل هوإدريس عن ابن مسعود وقتادة وقيل هو من أنبياء بني‌ إسرائيل من ولد هارون بن عمران ابن عم اليسع و هوإلياس بن ياسين بن فنحاص بن العيزار بن هارون بن عمران عن ابن عباس و محمد بن إسحاق وغيرهما قالوا إنه بعث بعدحزقيل لماعظمت الأحداث في بني‌ إسرائيل و كان يوشع لمافتح الشام بوأها بني‌ إسرائيل وقسمها بينهم فأحل سبطا منهم ببعلبك وهم سبط إلياس بعث فيهم نبيا إليهم فأجابه الملك ثم إن امرأته حملته علي أن ارتد وخالف إلياس وطلبه ليقتله فهرب إلي الجبال والبراري‌ وقيل إنه استخلف اليسع علي بني‌ إسرائيل ورفعه الله تعالي من بين أظهرهم وقطع عنه لذة الطعام والشراب وكساه الريش فصار إنسيا ملكيا أرضيا سماويا وسلط الله علي الملك وقومه عدوا لهم فقتل الملك وامرأته وبعث الله اليسع رسولا فآمنت به بنو إسرائيل وعظموه وانتهوا إلي أمره عن ابن عباس وقيل إن إلياس صاحب البراري‌ والخضر صاحب الجزائر ويجتمعان في كل يوم عرفة بعرفات وذكر وهب أنه ذو الكفل وقيل هوالخضر عليه السلام و قال اليسع هو ابن أخطوب بن العجوز

3-كا،[الكافي‌]عِدّةٌ مِن أَصحَابِنَا عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي أَو غَيرِهِ عَن قُتَيبَةَ بنِ مِهرَانَ عَن حَمّادِ بنِ زَكَرِيّا عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص عَلَيكُم بِالكَرَفسِ فَإِنّهُ طَعَامُ إِليَاسَ وَ اليَسَعِ وَ يُوشَعَ بنِ نُونٍ

4-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ أَبِي عَبدِ اللّهِ وَ مُحَمّدُ بنُ الحَسَنِ عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ وَ مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ جَمِيعاً عَنِ الحَسَنِ بنِ العَبّاسِ بنِ الجَرِيشِ عَن أَبِي جَعفَرٍ الثاّنيِ‌ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ بَينَا أَبِي يَطُوفُ بِالكَعبَةِ إِذَا رَجُلٌ مُعتَجِرٌ قَد قُيّضَ لَهُ فَقَطَعَ عَلَيهِ


صفحه : 398

أُسبُوعَهُ حَتّي أَدخَلَهُ إِلَي دَارٍ جَنبِ الصّفَا فَأَرسَلَ إلِيَ‌ّ فَكُنّا ثَلَاثَةً فَقَالَ مَرحَباً يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ ثُمّ وَضَعَ يَدَهُ عَلَي رأَسيِ‌ وَ قَالَ بَارَكَ اللّهُ فِيكَ يَا أَمِينَ اللّهِ بَعدَ آبَائِهِ يَا أَبَا جَعفَرٍ إِن شِئتَ فأَخَبرِنيِ‌ وَ إِن شِئتَ فَأَخبَرتُكَ وَ إِن شِئتَ سلَنيِ‌ وَ إِن شِئتَ سَأَلتُكَ وَ إِن شِئتَ فاَصدقُنيِ‌ وَ إِن شِئتَ صَدَقتُكَ قَالَ كُلّ ذَلِكَ أَشَاءُ قَالَ فَإِيّاكَ أَن يَنطِقَ لِسَانُكَ عِندَ مسَألَتَيِ‌ بِأَمرٍ تُضمِرُ لِي غَيرَهُ قَالَ إِنّمَا يَفعَلُ ذَلِكَ مَن فِي قَلبِهِ عِلمَانِ يُخَالِفُ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ وَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَبَي أَن يَكُونَ لَهُ عِلمٌ فِيهِ اختِلَافٌ قَالَ هَذِهِ مسَألَتَيِ‌ وَ قَد فَسّرتَ طَرَفاً مِنهَا أخَبرِنيِ‌ عَن هَذَا العِلمِ ألّذِي لَيسَ فِيهِ اختِلَافٌ مَن يَعلَمُهُ قَالَ أَمّا جُملَةُ العِلمِ فَعِندَ اللّهِ جَلّ ذِكرُهُ وَ أَمّا مَا لَا بُدّ لِلعِبَادِ مِنهُ فَعِندَ الأَوصِيَاءِ قَالَ فَفَتَحَ الرّجُلُ عُجرَتَهُ وَ استَوَي جَالِساً وَ تَهَلّلَ وَجهُهُ وَ قَالَ هَذِهِ أَرَدتُ وَ لَهَا أَتَيتُ زَعَمتَ أَنّ عِلمَ مَا لَا اختِلَافَ فِيهِ مِنَ العِلمِ عِندَ الأَوصِيَاءِ فَكَيفَ يَعلَمُونَهُ قَالَ كَمَا كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَعلَمُهُ إِلّا أَنّهُم لَا يَرَونَ مَا كَانَ رَسُولُ اللّهِ يَرَي لِأَنّهُ كَانَ نَبِيّاً وَ هُم مُحَدّثُونَ وَ أَنّهُ كَانَ يَفِدُ إِلَي اللّهِ جَلّ جَلَالُهُ فَيَسمَعُ الوحَي‌َ وَ هُم لَا يَسمَعُونَ فَقَالَ صَدَقتَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ سَآتِيكَ بِمَسأَلَةٍ صَعبَةٍ أخَبرِنيِ‌ عَن هَذَا العِلمِ مَا لَهُ لَا يَظهَرُ كَمَا كَانَ يَظهَرُ مَعَ رَسُولِ اللّهِص قَالَ فَضَحِكَ أَبِي عَلَيهِ السّلَامُ وَ قَالَ أَبَي اللّهُ أَن يَطّلِعَ عَلَي عِلمِهِ إِلّا مُمتَحَناً لِلإِيمَانِ بِهِ كَمَا قَضَي عَلَي رَسُولِ اللّهِص أَن يَصبِرَ عَلَي أَذَي قَومِهِ وَ لَا يُجَاهِدَهُم إِلّا بِأَمرِهِ فَكَم مِنِ اكتِتَامٍ قَدِ اكتَتَمَ بِهِ حَتّي قِيلَ لَهُفَاصدَع بِما تُؤمَرُ وَ أَعرِض عَنِ المُشرِكِينَ وَ ايمُ اللّهِ أَن لَو صَدَعَ قَبلَ


صفحه : 399

ذَلِكَ لَكَانَ آمِناً وَ لَكِنّهُ إِنّمَا نَظَرَ فِي الطّاعَةِ وَ خَافَ الخِلَافَ فَلِذَلِكَ كَفّ فَوَدِدتُ أَنّ عَينَيكَ تَكُونُ مَعَ مهَديِ‌ّ هَذِهِ الأُمّةِ وَ المَلَائِكَةُ بِسُيُوفِ آلِ دَاوُدَ بَينَ السّمَاءِ وَ الأَرضِ يُعَذّبُ أَروَاحَ الكَفَرَةِ مِنَ الأَموَاتِ وَ يُلحِقُ بِهِم أَروَاحَ أَشبَاهِهِم مِنَ الأَحيَاءِ ثُمّ أَخرَجَ سَيفاً ثُمّ قَالَ هَا إِنّ هَذَا مِنهَا قَالَ فَقَالَ أَبِي إيِ‌ وَ ألّذِي اصطَفَي مُحَمّداً عَلَي البَشَرِ قَالَ فَرَدّ الرّجُلُ اعتِجَارَهُ وَ قَالَ أَنَا إِليَاسُ مَا سَأَلتُكَ عَن أَمرِكَ وَ لِي مِنهُ جَهَالَةٌ غَيرَ أنَيّ‌ أَحبَبتُ أَن يَكُونَ هَذَا الحَدِيثُ قُوّةً لِأَصحَابِكَ وَ سَاقَ الحَدِيثَ بِطُولِهِ إِلَي أَن قَالَ ثُمّ قَامَ الرّجُلُ وَ ذَهَبَ فَلَم أَرَهُ

5-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَالَ رَسُولُ اللّهِص لِزَيدِ بنِ أَرقَمَ إِذَا أَرَدتَ أَن يُؤمِنَكَ اللّهُ مِنَ الغَرَقِ وَ الحَرَقِ وَ الشّرَقِ فَقُل إِذَا أَصبَحتَ بِسمِ اللّهِ مَا شَاءَ اللّهُ لَا يَصرِفُ السّوءَ إِلّا اللّهُ بِسمِ اللّهِ مَا شَاءَ اللّهُ لَا يَسُوقُ الخَيرَ إِلّا اللّهُ بِسمِ اللّهِ مَا شَاءَ اللّهُ مَا يَكُونُ مِن نِعمَةٍ فَمِنَ اللّهِ بِسمِ اللّهِ مَا شَاءَ اللّهُ لَا حَولَ وَ لَا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ العلَيِ‌ّ العَظِيمِ بِسمِ اللّهِ مَا شَاءَ اللّهُ صَلّي اللّهُ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ الطّيّبِينَ فَإِنّ مَن قَالَهَا ثَلَاثاً إِذَا أَصبَحَ أَمِنَ مِن الحَرَقِ وَ الغَرَقِ وَ الشّرَقِ حَتّي يمُسيِ‌َ وَ مَن قَالَهَا ثَلَاثاً إِذَا أَمسَي أَمِنَ مِنَ الحَرَقِ وَ الغَرَقِ وَ الشّرَقِ حَتّي يُصبِحَ وَ إِنّ الخَضِرَ وَ إِليَاسَ عَلَيهِمَا السّلَامُ يَلتَقِيَانِ فِي كُلّ مَوسِمٍ فَإِذَا تَفَرّقَا تَفَرّقَا عَن هَذِهِ الكَلِمَاتِ

6-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]الصّدُوقُ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَن أَحمَدَ بنِ الحَسَنِ عَن عَمرِو بنِ سَعِيدٍ عَن مُصَدّقٍ عَن عَمّارٍ عَنِ الصّادِقِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ كَانَ فِي زَمَانِ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ رَجُلٌ يُسَمّي إِليَا


صفحه : 400

رَئِيسٌ عَلَي أَربَعِمِائَةٍ مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ وَ كَانَ مَلِكُ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ هوَيِ‌َ امرَأَةً مِن قَومٍ يَعبُدُونَ الأَصنَامَ مِن غَيرِ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَخَطَبَهَا فَقَالَت عَلَي أَن أَحمِلَ الصّنَمَ فَأَعبُدَهُ فِي بَلدَتِكَ فَأَبَي عَلَيهَا ثُمّ عَاوَدَهَا مَرّةً بَعدَ مَرّةٍ حَتّي صَارَ إِلَي مَا أَرَادَت فَحَوّلَهَا إِلَيهِ وَ مَعَهَا صَنَمٌ وَ جَاءَ مَعَهَا ثَمَانُمِائَةِ رَجُلٍ يَعبُدُونَهُ فَجَاءَ إِليَا إِلَي المَلِكِ فَقَالَ مَلّكَكَ اللّهُ وَ مَدّ لَكَ فِي العُمُرِ فَطَغَيتَ وَ بَغَيتَ فَلَم يَلتَفِت إِلَيهِ فَدَعَا اللّهَ إِليَا أَن لَا يَسقِيَهُم قَطرَةً فَنَالَهُم قَحطٌ شَدِيدٌ ثَلَاثَ سِنِينَ حَتّي ذَبَحُوا دَوَابّهُم فَلَم يَبقَ لَهُم مِنَ الدّوَابّ إِلّا بِرذَونٌ يَركَبُهُ المَلِكُ وَ آخَرُ يَركَبُهُ الوَزِيرُ وَ كَانَ قَدِ استَتَرَ عِندَ الوَزِيرِ أَصحَابُ إِليَا يُطعِمُهُم فِي سَرَبٍ فَأَوحَي اللّهُ تَعَالَي جَلّ ذِكرُهُ إِلَي إِليَا تَعَرّض لِلمَلِكِ فإَنِيّ‌ أُرِيدُ أَن أَتُوبَ عَلَيهِ فَأَتَاهُ فَقَالَ يَا إِليَا مَا صَنَعتَ بِنَا قَتَلتَ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَقَالَ إِليَا تطُيِعنُيِ‌ فِيمَا آمُرُكَ بِهِ فَأَخَذَ عَلَيهِ العَهدَ فَأَخرَجَ أَصحَابَهُ وَ تَقَرّبُوا إِلَي اللّهِ تَعَالَي بِثَورَينِ ثُمّ دَعَا بِالمَرأَةِ فَذَبَحَهَا وَ أَحرَقَ الصّنَمَ وَ تَابَ المَلِكُ تَوبَةً حَسَنَةً حَتّي لَبِسَ الشّعرَ وَ أُرسِلَ إِلَيهِ المَطَرُ وَ الخِصبُ

7-ير،[بصائر الدرجات ] مُحَمّدُ بنُ الحُسَينِ عَن أَحمَدَ بنِ الحَسَنِ الميِثمَيِ‌ّ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَن مُوسَي النمّيَريِ‌ّ قَالَ جِئتُ إِلَي بَابِ أَبِي جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ لِأَستَأذِنَ عَلَيهِ فَسَمِعنَا صَوتاً حَزِيناً يَقرَأُ بِالعِبرَانِيّةِ فَبَكَينَا حَيثُ سَمِعنَا الصّوتَ وَ ظَنَنّا أَنّهُ بَعَثَ إِلَي رَجُلٍ مِن أَهلِ الكِتَابِ يَستَقرِئُهُ فَأَذِنَ لَنَا فَدَخَلنَا عَلَيهِ فَلَم نَرَ عِندَهُ أَحَداً فَقُلنَا أَصلَحَكَ اللّهُ سَمِعنَا صَوتاً بِالعِبرَانِيّةِ فَظَنَنّا أَنّكَ بَعَثتَ إِلَي رَجُلٍ مِن أَهلِ الكِتَابِ تَستَقرِئُهُ قَالَ لَا وَ لَكِن ذَكَرتُ مُنَاجَاةَ إِليَا لِرَبّهِ فَبَكَيتُ مِن ذَلِكَ قَالَ قُلنَا وَ مَا كَانَ مُنَاجَاتُهُ جعَلَنَيِ‌َ اللّهُ فِدَاكَ قَالَ جَعَلَ يَقُولُ يَا رَبّ أَ تُرَاكَ معُذَبّيِ‌ بَعدَ طُولِ قيِاَميِ‌ لَكَ أَ تُرَاكَ معُذَبّيِ‌ بَعدَ طُولِ صلَاَتيِ‌ لَكَ وَ جَعَلَ يُعَدّدُ أَعمَالَهُ فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ أنَيّ‌ لَستُ أُعَذّبُكَ قَالَ فَقَالَ يَا رَبّ وَ مَا يَمنَعُكَ أَن تَقُولَ لَا بَعدَ نَعَم وَ أَنَا عَبدُكَ وَ فِي قَبضَتِكَ قَالَ فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ أنَيّ‌ إِذَا قُلتُ قَولًا وَفَيتَ بِهِ

بيان لايبعد اتحاد إلياس وإليا لتشابه الاسمين والقصص المشتملة عليهما


صفحه : 401

8-ج ،[الإحتجاج ]يد،[التوحيد]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] فِي خَبَرٍ طَوِيلٍ رَوَاهُ الحَسَنُ بنُ مُحَمّدٍ النوّفلَيِ‌ّ عَنِ الرّضَا عَلَيهِ السّلَامُ فِيمَا احتَجّ بِهِ عَلَي جَاثَلِيقَ النّصَارَي أَن قَالَ عَلَيهِ السّلَامُ إِنّ اليَسَعَ قَد صَنَعَ مِثلَ مَا صَنَعَ عِيسَي عَلَيهِ السّلَامُ مَشَي عَلَي المَاءِ وَ أَحيَا المَوتَي وَ أَبرَأَ الأَكمَهَ وَ الأَبرَصَ فَلَم تَتّخِذهُ أُمّتُهُ رَبّاً الخَبَرَ

9-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]روُيِ‌َ عَن أَنَسٍ أَنّ النّبِيّص سَمِعَ صَوتاً مِن قُلّةِ جَبَلٍ أللّهُمّ اجعلَنيِ‌ مِنَ الأُمّةِ المَرحُومَةِ المَغفُورَةِ فَأَتَي رَسُولُ اللّهِص فَإِذَا بِشَيخٍ أَشيَبَ قَامَتُهُ ثَلَاثُمِائَةِ ذِرَاعٍ فَلَمّا رَأَي رَسُولَ اللّهِص عَانَقَهُ ثُمّ قَالَ إنِنّيِ‌ آكُلُ فِي كُلّ سَنَةٍ مَرّةً وَاحِدَةً وَ هَذَا أَوَانُهُ فَإِذَا هُوَ بِمَائِدَةٍ أُنزِلَ مِنَ السّمَاءِ فَأَكَلَا وَ كَانَ إِليَاسَ عَلَيهِ السّلَامُ

10-فس ،[تفسير القمي‌] قَولُهُأَ تَدعُونَ بَعلًا قَالَ كَانَ لَهُم صَنَمٌ يُسَمّونَهُ بَعلًا وَ سَأَلَ رَجُلٌ أَعرَابِيّاً عَن نَاقَةٍ وَاقِفَةٍ فَقَالَ لِمَن هَذِهِ النّاقَةُ فَقَالَ الأعَراَبيِ‌ّ أَنَا بَعلُهَا وَ سمُيّ‌َ الرّبّ بَعلًا ثُمّ ذَكَرَ عَزّ وَ جَلّ آلَ مُحَمّدٍ عَلَيهِمُ السّلَامُ فَقَالَوَ تَرَكنا عَلَيهِ فِي الآخِرِينَسَلَامٌ عَلَي آلِ يَاسِينَ فَقَالَ يَاسِينُ مُحَمّدٌ وَ آلُ مُحَمّدٍ الأَئِمّةُ صَلَوَاتُ اللّهِ وَ سَلَامُهُ عَلَيهِم

أقول روي الثعلبي‌ بإسناده عن رجل من أهل عسقلان أنه كان يمشي‌ بالأردن عندنصف النهار فرأي رجلا فقال يا عبد الله من أنت فجعل لايكلمني‌ فقلت يا عبد الله من أنت قال أناإلياس قال فوقعت علي رعدة فقلت ادع الله أن يرفع عني‌ ما


صفحه : 402

أجد حتي أفهم حديثك وأعقل عنك قال فدعا لي بثمان دعوات يابر يارحيم ياحنان يامنان ياحي‌ ياقيوم ودعوتين بالسريانية فلم أفهمهما فرفع الله عني‌ ماكنت أجد فوضع كفه بين كتفي‌ فوجدت بردها بين ثديي‌ فقلت له يوحي إليك اليوم قال منذ بعث محمدرسولا فإنه ليس يوحي إلي‌ قال قلت له فكم من الأنبياء اليوم أحياء قال أربعة اثنان في الأرض واثنان في السماء ففي‌ السماء عيسي وإدريس عليهما السلام و في الأرض إلياس والخضر عليهما السلام قلت كم الأبدال قال ستون رجلا خمسون منهم من لدن عريش المصر إلي شاطئ الفرات ورجلان بالمصيصة و رجل بعسقلان وسبعة في سائر البلاد وكلما أذهب الله تعالي بواحد منهم جاء سبحانه بآخر بهم يدفع الله عن الناس البلاء وبهم يمطرون قلت فالخضر أني يكون قال في جزائر البحر قلت فهل تلقاه قال نعم قلت أين قال بالموسم قلت فما يكون من حديثكما قال يأخذ من شعري‌ وآخذ من شعره قال وذاك حين كان بين مروان بن الحكم و بين أهل الشام القتال فقلت فما تقول في مروان بن الحكم قال ماتصنع به رجل جبار عات علي الله عز و جل القاتل والمقتول والشاهد في النار قلت فإني‌ شهدت فلم أطعن برمح و لم أرم بسهم و لم أضرب بسيف و أناأستغفر الله تعالي من ذلك المقام لن أعود إلي مثله أبدا قال أحسنت هكذا فكن فإني‌ وإياه قاعدان إذ وضع بين يديه رغيفان أشد بياضا من الثلج فأكلت أنا و هورغيفا وبعض آخر ثم رفع فما رأيت


صفحه : 403

أحدا وضعه و لاأحدا رفعه و له ناقة ترعي في واد الأردن فرفع رأسه إليها فما دعاها حتي جاءت فبركت بين يديه فركبها قلت أريد أن أصحبك قال إنك لاتقدر علي صحبتي‌ قال إني‌ خلق ما لي زوجة و لاعيال فقال تزوج وإياك والنساء الأربع إياك والناشزة والمختلعة والملاعنة والمبارءة وتزوج مابدا لك من النساء قال قلت إني‌ أحب لقاءك قال إذارأيتني‌ فقد رأيتني‌ ثم قال لي إني‌ أريد أن أعتكف في بيت المقدس في شهر رمضان ثم حالت بيني‌ وبينه شجرة فو الله ماأدري‌ كيف ذهب


صفحه : 404

باب 71-قصص ذي‌ الكفل عليه السلام

الآيات الأنبياءوَ إِسماعِيلَ وَ إِدرِيسَ وَ ذَا الكِفلِ كُلّ مِنَ الصّابِرِينَ وَ أَدخَلناهُم فِي رَحمَتِنا إِنّهُم مِنَ الصّالِحِينَص وَ ذَا الكِفلِ وَ كُلّ مِنَ الأَخيارِ

1-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]الصّدُوقُ عَنِ الطاّلقَاَنيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ قَيسٍ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ أَبِي البُهلُولِ عَنِ الفَضلِ بنِ نَفِيسٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ شُجَاعٍ عَن سُلَيمَانَ بنِ الرّبِيعِ عَن بَارِحِ بنِ أَحمَدَ عَن مُقَاتِلِ بنِ سُلَيمَانَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سَعدٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عُمَرَ قَالَسُئِلَ رَسُولُ اللّهِص فَقِيلَ لَهُ مَا كَانَ ذُو الكِفلِ فَقَالَ كَانَ رَجُلٌ[رَجُلًا] مِن حَضرَمَوتَ وَ اسمُهُ عويديا بنِ إدريم قَالَ مَن يلَيِ‌ أَمرَ النّاسِ بعَديِ‌ عَلَي أَن لَا يَغضَبَ قَالَ فَقَامَ فَتًي فَقَالَ أَنَا فَلَم يَلتَفِت إِلَيهِ ثُمّ قَالَ كَذَلِكَ فَقَامَ الفَتَي فَمَاتَ ذَلِكَ النّبِيّ وَ بقَيِ‌َ ذَلِكَ الفَتَي وَ جَعَلَهُ اللّهُ نَبِيّاً وَ كَانَ الفَتَي يقَضيِ‌ أَوّلَ النّهَارِ فَقَالَ إِبلِيسُ لِأَتبَاعِهِ مَن لَهُ فَقَالَ وَاحِدٌ مِنهُم يُقَالُ لَهُ الأَبيَضُ أَنَا فَقَالَ إِبلِيسُ فَاذهَب إِلَيهِ لَعَلّكَ تُغضِبُهُ فَلَمّا انتَصَفَ النّهَارُ جَاءَ الأَبيَضُ إِلَي ذيِ‌ الكِفلِ وَ قَد أَخَذَ مَضجَعَهُ فَصَاحَ وَ قَالَ إنِيّ‌ مَظلُومٌ فَقَالَ قُل لَهُ تَعَالَ فَقَالَ لَا أَنصَرِفُ قَالَ فَأَعطَاهُ خَاتَمَهُ فَقَالَ اذهَب وَ أتنِيِ‌ بِصَاحِبِكَ فَذَهَبَ حَتّي إِذَا كَانَ مِنَ الغَدِ جَاءَ تِلكَ السّاعَةَ التّيِ‌ أَخَذَ هُوَ مَضجَعَهُ فَصَاحَ أنَيّ‌ مَظلُومٌ وَ أَنّ خصَميِ‌ لَم يَلتَفِت إِلَي خَاتَمِكَ فَقَالَ لَهُ الحَاجِبُ وَيحَكَ دَعهُ يَنَم فَإِنّهُ لَم يَنَمِ البَارِحَةَ وَ لَا أَمسِ قَالَ لَا أَدَعُهُ يَنَامُ وَ أَنَا مَظلُومٌ فَدَخَلَ الحَاجِبُ وَ أَعلَمَهُ فَكَتَبَ لَهُ كِتَاباً وَ خَتَمَهُ وَ دَفَعَهُ إِلَيهِ فَذَهَبَ حَتّي إِذَا كَانَ مِنَ الغَدِ حِينَ أَخَذَ مَضجَعَهُ جَاءَ فَصَاحَ فَقَالَ مَا التَفَتَ إِلَي شَيءٍ مِن أَمرِكَ وَ لَم يَزَل يَصِيحُ حَتّي قَامَ وَ أَخَذَ بِيَدِهِ فِي يَومٍ شَدِيدِ الحَرّ لَو وُضِعَت فِيهِ


صفحه : 405

بَضعَةُ لَحمٍ عَلَي الشّمسِ لَنَضِجَت فَلَمّا رَأَي الأَبيَضُ ذَلِكَ انتَزَعَ يَدَهُ مِن يَدِهِ وَ يَئِسَ مِنهُ أَن يَغضَبَ فَأَنزَلَ اللّهُ تَعَالَي جَلّ وَ عَلَا قِصّتَهُ عَلَي نَبِيّهِ لِيَصبِرَ عَلَي الأَذَي كَمَا صَبَرَ الأَنبِيَاءُ عَلَيهِمُ السّلَامُ عَلَي البَلَاءِ

بيان لعله سقط من أول الخبر شيء ورأيت في بعض الكتب هكذا لماكبر اليسع عليه السلام قال لوأني‌ استخلفت رجلا يعمل علي الناس في حياتي‌ فانظر كيف يعمل فجمع الناس فقال لهم من يتقبل مني‌ ثلاثا أستخلفه بعدي‌ أن يصوم النهار ويقوم الليل و لايغضب فقام رجل تزدريه الأعين فقال أنافرده ثم قال في اليوم الثاني‌ كذلك فسكت الناس وقام ذلك الرجل و قال أنافاستخلفه فجعل إبليس يقول للشياطين عليكم بفلان وساق الحديث نحوا مما مر أقول فظهر أن القائل نبي‌ آخر غيرذي‌ الكفل والقائل ألذي وفي بالعهد و لم يغضب هوذو الكفل عليه السلام

2-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]الصّدُوقُ عَنِ الدّقّاقِ عَنِ الأسَدَيِ‌ّ عَن سَهلٍ عَن عَبدِ العَظِيمِ الحسَنَيِ‌ّ قَالَ كَتَبتُ إِلَي أَبِي جَعفَرٍ الثاّنيِ‌ عَلَيهِ السّلَامُ أَسأَلُهُ عَن ذيِ‌ الكِفلِ مَا اسمُهُ وَ هَل كَانَ مِنَ المُرسَلِينَ فَكَتَبَ صَلَوَاتُ اللّهِ وَ سَلَامُهُ عَلَيهِ بَعَثَ اللّهُ تَعَالَي جَلّ ذِكرُهُ مِائَةَ أَلفِ نبَيِ‌ّ وَ أَربَعَةً وَ عِشرِينَ أَلفَ نبَيِ‌ّ المُرسَلُونَ مِنهُم ثَلَاثُمِائَةٍ وَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا وَ إِنّ ذَا الكِفلِ مِنهُم صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم وَ كَانَ بَعدَ سُلَيمَانَ بنِ دَاوُدَ عَلَيهِمَا السّلَامُ وَ كَانَ يقَضيِ‌ بَينَ النّاسِ كَمَا كَانَ يقَضيِ‌ دَاوُدُ وَ لَم يَغضَب إِلّا لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ كَانَ اسمُهُ عويديا وَ هُوَ ألّذِي ذَكَرَهُ اللّهُ تَعَالَي جَلّت عَظَمَتُهُ فِي كِتَابِهِ حَيثُ قَالَوَ اذكُر إِسماعِيلَ وَ اليَسَعَ وَ ذَا الكِفلِ وَ كُلّ مِنَ الأَخيارِ


صفحه : 406

بيان قال الشيخ أمين الدين الطبرسي‌ أماذو الكفل فاختلف فيه فقيل إنه كان رجلا صالحا و لم يكن نبيا ولكنه تكفل لنبي‌ صوم النهار وقيام الليل و أن لايغضب ويعمل بالحق فوفي بذلك فشكر الله ذلك له عن أبي موسي الأشعري‌ وقتادة ومجاهد وقيل هونبي‌ اسمه ذو الكفل عن الحسن قال و لم يقص الله خبره مفصلا وقيل هوإلياس عن ابن عباس وقيل كان نبيا وسمي‌ ذا الكفل بمعني أنه ذو الضعف فله ضعف ثواب غيره ممن هو في زمانه لشرف عمله عن الجبائي‌ وقيل هواليسع بن خطوب ألذي كان مع إلياس و ليس اليسع ألذي ذكره الله في القرآن تكفل لملك جبار إن هوتاب دخل الجنة ودفع إليه كتابا بذلك فتاب الملك و كان اسمه كنعان فسمي‌ ذا الكفل والكفل في اللغة الخط. و في كتاب النبوة بالإسناد عن عبدالعظيم بن عبد الله الحسني‌ وذكر نحوا مما مر انتهي . و قال البيضاوي‌وَ ذَا الكِفلِيعني‌ إلياس وقيل يوشع وقيل زكريا.أقول و قال بعض المؤرخين إنه بشر بن أيوب الصابر وذهب أكثرهم إلي أنه كان وصي‌ اليسع و قدمر في الباب الأول أنه يوشع و قدمر منا فيه كلام وإنما أوردناه في تلك المرتبة تبعا لأكثر المؤرخين و إن كان يظهر من الخبر أنه كان بعدسليمان عليه السلام وذكر المسعودي‌ أن حزقيل وإلياس وذا الكفل وأيوب كانوا بعدسليمان عليه السلام وقبل المسيح عليه السلام . و قال الثعلبي‌ في كتاب العرائس و قال بعضهم ذو الكفل بشر بن أيوب الصابر بعثه الله بعد أبيه رسولا إلي أرض الروم فآمنوا به وصدقوه واتبعوه ثم إن الله تعالي أمره بالجهاد فكاعوا عن ذلك وضعفوا وقالوا يابشر إنا قوم نحب الحياة ونكره الموت و مع ذلك نكره أن نعصي‌ الله ورسوله فإن سألت الله تعالي أن يطيل أعمارنا


صفحه : 407

و لايميتنا إلا إذاشئنا لنعبده ونجاهد أعداءه فقال لهم بشر بن أيوب لقد سألتموني‌ عظيما وكلفتموني‌ شططا ثم إنه قام وصلي ودعا و قال إلهي‌ أمرتني‌ أن نجاهد أعداءك و أنت تعلم أني‌ لاأملك إلانفسي‌ و أن قومي‌ قدسألوني‌ ما أنت أعلم به مني‌ فلاتأخذني‌ بجريرة غيري‌ فإني‌ أعوذ برضاك من سخطك وبعفوك من عقوبتك قال وأوحي الله تعالي إليه يابشر إني‌ سمعت مقالة قومك وإني‌ قدأعطيتهم ماسألوني‌ فطولت أعمارهم فلايموتون إلا إذاشاءوا فكن كفيلا لهم مني‌ بذلك فبلغهم بشر رسالة الله فسمي‌ ذا الكفل ثم إنهم توالدوا وكثروا ونموا حتي ضاقت بهم بلادهم وتنغصت عليهم معيشتهم وتأذوا بكثرتهم فسألوا بشرا أن يدعو الله تعالي أن يردهم إلي آجالهم فأوحي الله تعالي إلي بشر أ ماعلم قومك أن اختياري‌ لهم خير من اختيارهم لأنفسهم ثم ردهم إلي أعمارهم فماتوا بآجالهم قال فلذلك كثرت الروم حتي يقال إن الدنيا خمسة أسداسها الروم وسموا روما لأنهم نسبوا إلي جدهم روم بن عيص بن إسحاق بن ابراهيم عليه السلام قال وهب و كان بشر بن أيوب مقيما بالشام عمره حتي مات و كان عمره خمسا وتسعين سنة. و قال السيد بن طاوس في سعد السعود قيل إنه تكفل لله تعالي جل جلاله أن لايغضبه قومه فسمي‌ ذا الكفل وقيل تكفل لنبي‌ من الأنبياء أن لايغضب فاجتهد إبليس أن يغضبه بكل طريق فلم يقدر فسمي‌ ذا الكفل لوفائه لنبي‌ زمانه أنه لايغضب


صفحه : 408

باب 81-قصص لقمان وحكمه

الآيات لقمان وَ لَقَد آتَينا لُقمانَ الحِكمَةَ أَنِ اشكُر لِلّهِ وَ مَن يَشكُر فَإِنّما يَشكُرُ لِنَفسِهِ وَ مَن كَفَرَ فَإِنّ اللّهَ غنَيِ‌ّ حَمِيدٌ وَ إِذ قالَ لُقمانُ لِابنِهِ وَ هُوَ يَعِظُهُ يا بنُيَ‌ّ لا تُشرِك بِاللّهِ إِنّ الشّركَ لَظُلمٌ عَظِيمٌ وَ وَصّينَا الإِنسانَ بِوالِدَيهِ حَمَلَتهُ أُمّهُ وَهناً عَلي وَهنٍ وَ فِصالُهُ فِي عامَينِ أَنِ اشكُر لِي وَ لِوالِدَيكَ إلِيَ‌ّ المَصِيرُ وَ إِن جاهَداكَ عَلي أَن تُشرِكَ بيِ‌ ما لَيسَ لَكَ بِهِ عِلمٌ فَلا تُطِعهُما وَ صاحِبهُما فِي الدّنيا مَعرُوفاً وَ اتّبِع سَبِيلَ مَن أَنابَ إلِيَ‌ّ ثُمّ إلِيَ‌ّ مَرجِعُكُم فَأُنَبّئُكُم بِما كُنتُم تَعمَلُونَ يا بنُيَ‌ّ إِنّها إِن تَكُ مِثقالَ حَبّةٍ مِن خَردَلٍ فَتَكُن فِي صَخرَةٍ أَو فِي السّماواتِ أَو فِي الأَرضِ يَأتِ بِهَا اللّهُ إِنّ اللّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ يا بنُيَ‌ّ أَقِمِ الصّلاةَ وَ أمُر بِالمَعرُوفِ وَ انهَ عَنِ المُنكَرِ وَ اصبِر عَلي ما أَصابَكَ إِنّ ذلِكَ مِن عَزمِ الأُمُورِ وَ لا تُصَعّر خَدّكَ لِلنّاسِ وَ لا تَمشِ فِي الأَرضِ مَرَحاً إِنّ اللّهَ لا يُحِبّ كُلّ مُختالٍ فَخُورٍ وَ اقصِد فِي مَشيِكَ وَ اغضُض مِن صَوتِكَ إِنّ أَنكَرَ الأَصواتِ لَصَوتُ الحَمِيرِتفسيرأَنِ اشكُر أي لأن اشكر أو أي اشكر فإن إيتاء الحكمة في معني القول وَهناً أي ذات وهن أوتهن وهناعَلي وَهنٍ أي تضعف ضعفا فوق ضعف وَ فِصالُهُ أي فطامه في انقضاء عامين وكانت الأم ترضعه في تلك المدةأَنِ اشكُرتفسير لوصينا أوعلة له أوبدل من والديه بدل الاشتمال إِنّها أي الخصلة من الإساءة والإحسان إِن تَكُمثلا في الصغر كحبة الخردل فَتَكُن في أخفي مكان وأحرزه كجوف صخرة أوأعلاه كمحدب السماوات أوأسفله كمقعر الأرض يحضرها الله فيحاسب عليهامِن عَزمِ الأُمُورِ أي مما عزمه الله من الأمور أي قطعه قطع إيجاب وَ لا تُصَعّر خَدّكَ لِلنّاسِ أي لاتمله عنهم و لاتولهم صفحة وجهك كماتفعله المتكبرون مَرَحاً


صفحه : 409

أي فرحا وبطراوَ اقصِد فِي مَشيِكَ أي توسط بين الدبيب والإسراع وَ اغضُض مِن صَوتِكَ أي اخفضه إلا في موضع الحاجة أوتوسط في ذلك أيضا

1-فس ،[تفسير القمي‌] وَهناً عَلي وَهنٍيعَنيِ‌ ضَعفاً عَلَي ضَعفٍ وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ فِي قَولِهِوَ اتّبِع سَبِيلَ مَن أَنابَ إلِيَ‌ّ يَقُولُ اتّبِع سَبِيلَ مُحَمّدٍ قَالَ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ ثُمّ عَطَفَ عَلَي خَبَرِ لُقمَانَ وَ قِصّتِهِ فَقَالَيا بنُيَ‌ّ إِنّها إِن تَكُ مِثقالَ حَبّةٍ قَالَ مِنَ الرّزقِ يَأتِيكَ بِهِ اللّهُ قَولُهُوَ لا تُصَعّر خَدّكَ لِلنّاسِ أَي لَا تَذِلّ لِلنّاسِ طَمَعاً فِيمَا عِندَهُموَ لا تَمشِ فِي الأَرضِ مَرَحاً أَي فَرَحاً وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ فِي قَولِهِوَ لا تَمشِ فِي الأَرضِ مَرَحاً يَقُولُ بِالعَظَمَةِ وَ قَالَ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ فِي قَولِهِوَ اقصِد فِي مَشيِكَ أَي لَا تَعجَلوَ اغضُض مِن صَوتِكَ أَي لَا تَرفَعهُ

بيان تفسير تصعير الخد بالتذلل خلاف المشهور بين اللغويين والمفسرين لكن لايبعد كثيرا عن أصل المعني اللغوي‌ فإن التصعير إمالة الوجه فكما يكون عن الناس تكبرا يكون إلي الناس تذللا بل هوأنسب باللام . قال الطبرسي‌ رحمه الله أي و لاتمل وجهك عن الناس تكبرا و لاتعرض عمن يكلمك استخفافا به و هذامعني قول ابن عباس و أبي عبد الله عليه السلام يقال أصاب البعير صعر أي داء يلوي‌ منه عنقه

2-فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ المنِقرَيِ‌ّ عَن حَمّادٍ قَالَسَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ عَن لُقمَانَ وَ حِكمَتِهِ التّيِ‌ ذَكَرَهَا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فَقَالَ أَ مَا وَ اللّهِ مَا أوُتيِ‌َ لُقمَانُ الحِكمَةَ بِحَسَبٍ وَ لَا مَالٍ وَ لَا أَهلٍ وَ لَا بَسطٍ فِي جِسمٍ وَ لَا جَمَالٍ وَ لَكِنّهُ كَانَ رَجُلًا قَوِيّاً فِي أَمرِ اللّهِ مُتَوَرّعاً فِي اللّهِ سَاكِتاً سَكِيناً عَمِيقَ النّظَرِ طَوِيلَ الفِكرِ حَدِيدَ النّظَرِ مُستَغنٍ بِالعِبَرِ لَم يَنَم نَهَاراً قَطّ وَ لَم يَرَهُ أَحَدٌ مِنَ النّاسِ عَلَي بَولٍ وَ لَا غَائِطٍ


صفحه : 410

وَ لَا اغتِسَالٍ لِشِدّةِ تَسَتّرِهِ وَ عُمُوقِ نَظَرِهِ وَ تَحَفّظِهِ فِي أَمرِهِ وَ لَم يَضحَك مِن شَيءٍ قَطّ مَخَافَةَ الإِثمِ وَ لَم يَغضَب قَطّ وَ لَم يُمَازِح إِنسَاناً قَطّ وَ لَم يَفرَح لشِيَ‌ءٍ إِن أَتَاهُ مِن أَمرِ الدّنيَا وَ لَا حَزِنَ مِنهَا عَلَي شَيءٍ قَطّ وَ قَد نَكَحَ مِنَ النّسَاءِ وَ وُلِدَ لَهُ الأَولَادُ الكَثِيرَةُ وَ قَدّمَ أَكثَرَهُم إِفرَاطاً فَمَا بَكَي عَلَي مَوتِ أَحَدٍ مِنهُم وَ لَم يَمُرّ بِرَجُلَينِ يَختَصِمَانِ أَو يَقتَتِلَانِ إِلّا أَصلَحَ بَينَهُمَا وَ لَم يَمضِ عَنهُمَا حَتّي تَحَاجَزَا وَ لَم يَسمَع قَولًا قَطّ مِن أَحَدٍ استَحسَنَهُ إِلّا سَأَلَ عَن تَفسِيرِهِ وَ عَمّن أَخَذَهُ وَ كَانَ يُكثِرُ مُجَالَسَةَ الفُقَهَاءِ وَ الحُكَمَاءِ وَ كَانَ يَغشَي القُضَاةَ وَ المُلُوكَ وَ السّلَاطِينَ فيَرَثيِ‌ لِلقُضَاةِ مِمّا ابتُلُوا بِهِ وَ يَرحَمُ المُلُوكَ وَ السّلَاطِينَ لِغِرّتِهِم بِاللّهِ وَ طُمَأنِينَتِهِم فِي ذَلِكَ وَ يَعتَبِرُ وَ يَتَعَلّمُ مَا يَغلِبُ بِهِ نَفسَهُ وَ يُجَاهِدُ بِهِ هَوَاهُ وَ يَحتَرِزُ بِهِ مِنَ الشّيطَانِ وَ كَانَ يدُاَويِ‌ قَلبَهُ بِالتّفَكّرِ وَ يدُاَريِ‌ نَفسَهُ بِالعِبَرِ وَ كَانَ لَا يَظعَنُ إِلّا فِيمَا يَعنِيهِ فَبِذَلِكَ أوُتيِ‌َ الحِكمَةَ وَ مُنِحَ العِصمَةَ وَ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي أَمَرَ طَوَائِفَ مِنَ المَلَائِكَةِ حِينَ انتَصَفَ النّهَارُ وَ هَدَأَتِ العُيُونُ بِالقَائِلَةِ فَنَادَوا لُقمَانَ حَيثُ يَسمَعُ وَ لَا يَرَاهُم فَقَالُوا يَا لُقمَانُ هَل لَكَ أَن يَجعَلَكَ اللّهُ خَلِيفَةً فِي الأَرضِ تَحكُم بَينَ النّاسِ فَقَالَ لُقمَانُ إِن أمَرَنَيِ‌ ربَيّ‌ بِذَلِكَ فَالسّمعَ وَ الطّاعَةَ لِأَنّهُ إِن فَعَلَ بيِ‌ ذَلِكَ أعَاَننَيِ‌ عَلَيهِ وَ علَمّنَيِ‌ وَ عصَمَنَيِ‌ وَ إِن هُوَ خيَرّنَيِ‌ قَبِلتُ العَافِيَةَ فَقَالَتِ المَلَائِكَةُ يَا لُقمَانُ لِمَ قَالَ لِأَنّ الحُكمَ بَينَ النّاسِ بِأَشَدّ المَنَازِلِ مِنَ الدّينِ وَ أَكثَرُ فِتَناً وَ بَلَاءً مَا يُخذَلُ وَ لَا يُعَانُ وَ يَغشَاهُ الظّلَمُ مِن كُلّ مَكَانٍ وَ صَاحِبُهُ مِنهُ بَينَ أَمرَينِ إِن أَصَابَ فِيهِ الحَقّ فبَاِلحرَيِ‌ّ أَن يَسلَمَ وَ إِن أَخطَأَ أَخطَأَ طَرِيقَ الجَنّةِ وَ مَن يَكُن فِي الدّنيَا ذَلِيلًا وَ ضَعِيفاً كَانَ أَهوَنَ عَلَيهِ فِي المَعَادِ مِن أَن يَكُونَ فِيهِ حَكَماً سَرِيّاً شَرِيفاً وَ مَنِ اختَارَ الدّنيَا عَلَي الآخِرَةِ يَخسَرُهُمَا كِلتَيهِمَا تَزُولُ هَذِهِ وَ لَا تُدرَكُ تِلكَ قَالَ فَتَعَجّبَتِ المَلَائِكَةُ مِن حِكمَتِهِ وَ استَحسَنَ الرّحمَنُ مَنطِقَهُ فَلَمّا أَمسَي وَ أَخَذَ مَضجَعَهُ مِنَ اللّيلِ أَنزَلَ اللّهُ عَلَيهِ الحِكمَةَ فَغَشّاهُ بِهَا مِن قَرنِهِ إِلَي قَدَمِهِ وَ هُوَ نَائِمٌ وَ غَطّاهُ بِالحِكمَةِ غِطَاءً فَاستَيقَظَ وَ هُو أَحكَمُ النّاسِ فِي زَمَانِهِ وَ خَرَجَ عَلَي النّاسِ


صفحه : 411

يَنطِقُ بِالحِكمَةِ وَ يُبَيّنُهَا فِيهَا قَالَ فَلَمّا أوُتيِ‌َ الحُكمَ وَ لَم يَقبَلهَا أَمَرَ اللّهُ المَلَائِكَةَ فَنَادَت دَاوُدَ بِالخِلَافَةِ فَقَبِلَهَا وَ لَم يَشتَرِط فِيهَا بِشَرطِ لُقمَانَ فَأَعطَاهُ اللّهُ الخِلَافَةَ فِي الأَرضِ وَ ابتلُيِ‌َ فِيهَا غَيرَ مَرّةٍ وَ كُلّ ذَلِكَ يهَويِ‌ فِي الخَطَاءِ يُقِيلُهُ اللّهُ وَ يَغفِرُ لَهُ وَ كَانَ لُقمَانُ يُكثِرُ زِيَارَةَ دَاوُدَ عَلَيهِ السّلَامُ وَ يَعِظُهُ بِمَوَاعِظِهِ وَ حِكمَتِهِ وَ فَضلِ عِلمِهِ وَ كَانَ يَقُولُ دَاوُدُ لَهُ طُوبَي لَكَ يَا لُقمَانُ أُوتِيتَ الحِكمَةَ وَ صُرِفَت عَنكَ البَلِيّةُ وَ أعُطيِ‌َ دَاوُدُ الخِلَافَةَ وَ ابتلُيِ‌َ بِالخَطَاءِ وَ الفِتنَةِ ثُمّ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ فِي قَولِ اللّهِوَ إِذ قالَ لُقمانُ لِابنِهِ وَ هُوَ يَعِظُهُ يا بنُيَ‌ّ لا تُشرِك بِاللّهِ إِنّ الشّركَ لَظُلمٌ عَظِيمٌ قَالَ فَوَعَظَ لُقمَانُ ابنَهُ بِآثَارٍ حَتّي تَفَطّرَ وَ انشَقّ وَ كَانَ فِيمَا وَعَظَهُ بِهِ يَا حَمّادُ أَن قَالَ يَا بنُيَ‌ّ إِنّكَ مُنذُ سَقَطتَ إِلَي الدّنيَا استَدبَرتَهَا وَ استَقبَلتَ الآخِرَةَ فَدَارٌ أَنتَ إِلَيهَا تَسِيرُ أَقرَبُ إِلَيكَ مِن دَارٍ أَنتَ عَنهَا مُتَبَاعِدٌ يَا بنُيَ‌ّ جَالِسِ العُلَمَاءَ وَ ازحَمهُم بِرُكبَتَيكَ وَ لَا تُجَادِلهُم فَيَمنَعُوكَ وَ خُذ مِنَ الدّنيَا بَلَاغاً وَ لَا تَرفُضهَا فَتَكُونَ عِيَالًا عَلَي النّاسِ وَ لَا تَدخُل فِيهَا دُخُولًا يُضِرّ بِآخِرَتِكَ وَ صُم صَوماً يَقطَعُ شَهوَتَكَ وَ لَا تَصُم صِيَاماً يَمنَعُكَ مِنَ الصّلَاةِ فَإِنّ الصّلَاةَ أَحَبّ إِلَي اللّهِ مِنَ الصّيَامِ يَا بنُيَ‌ّ إِنّ الدّنيَا بَحرٌ عَمِيقٌ قَد هَلَكَ فِيهَا عَالَمٌ كَثِيرٌ فَاجعَل سَفِينَتَكَ فِيهَا الإِيمَانَ وَ اجعَل شِرَاعَهَا التّوَكّلَ وَ اجعَل زَادَكَ فِيهَا تَقوَي اللّهِ فَإِن نَجَوتَ فَبِرَحمَةِ اللّهِ وَ إِن هَلَكتَ فَبِذُنُوبِكَ يَا بنُيَ‌ّ إِن تَأَدّبتَ صَغِيراً انتَفَعتَ بِهِ كَبِيراً وَ مَن عَنَي بِالأَدَبِ اهتَمّ بِهِ وَ مَنِ اهتَمّ بِهِ تَكَلّفَ عِلمَهُ وَ مَن تَكَلّفَ عِلمَهُ اشتَدّ لَهُ طَلَبُهُ وَ مَنِ اشتَدّ لَهُ طَلَبُهُ أَدرَكَ مَنفَعَتَهُ فَاتّخِذهُ عَادَةً فَإِنّكَ تَخلُفُ فِي سَلَفِكَ وَ تَنفَعُ بِهِ خَلفَكَ وَ يَرتَجِيكَ فِيهِ رَاغِبٌ وَ يَخشَي صَولَتَكَ رَاهِبٌ وَ إِيّاكَ وَ الكَسَلَ عَنهُ بِالطّلَبِ لِغَيرِهِ فَإِن غَلَبتَ عَلَي الدّنيَا فَلَا تَغلِبَنّ عَلَي الآخِرَةِ فَإِذَا فَاتَكَ طَلَبُ العِلمِ فِي مَظَانّهِ فَقَد غَلَبتَ عَلَي الآخِرَةِ وَ اجعَل فِي أَيّامِكَ وَ لَيَالِيكَ وَ سَاعَاتِكَ لِنَفسِكَ نَصِيباً


صفحه : 412

فِي طَلَبِ العِلمِ فَإِنّكَ لَم تَجِد لَهُ تَضيِيعاً أَشَدّ مِن تَركِهِ وَ لَا تُمَارِيَنّ فِيهِ لَجُوجاً وَ لَا تُجَادِلَنّ فَقِيهاً وَ لَا تُعَادِيَنّ سُلطَاناً وَ لَا تُمَاشِيَنّ ظَلُوماً وَ لَا تُصَادِقَنّهُ وَ لَا تُؤَاخِيَنّ فَاسِقاً وَ لَا تُصَاحِبَنّ مُتّهَماً وَ اخزُن عِلمَكَ كَمَا تَخزُنُ وَرِقَكَ يَا بنُيَ‌ّ خَفِ اللّهَ خَوفاً لَو أَتَيتَ يَومَ القِيَامَةِ بِبِرّ الثّقَلَينِ خِفتَ أَن يُعَذّبَكَ وَ ارجُ اللّهَ رَجَاءً لَو وَافَيتَ القِيَامَةَ بِإِثمِ الثّقَلَينِ رَجَوتَ أَن يَغفِرَ اللّهُ لَكَ فَقَالَ لَهُ ابنُهُ يَا أَبَتِ وَ كَيفَ أُطِيقُ هَذَا وَ إِنّمَا لِي قَلبٌ وَاحِدٌ فَقَالَ لَهُ لُقمَانُ يَا بنُيَ‌ّ لَوِ استُخرِجَ قَلبُ المُؤمِنِ فَشُقّ لَوُجِدَ فِيهِ نُورَانِ نُورٌ لِلخَوفِ وَ نُورٌ لِلرّجَاءِ لَو وُزِنَا مَا رُجّحَ أَحَدُهُمَا عَلَي الآخَرِ بِمِثقَالِ ذَرّةٍ فَمَن يُؤمِنُ بِاللّهِ يُصَدّقُ مَا قَالَ اللّهُ وَ مَن يُصَدّقُ مَا قَالَ اللّهُ يَفعَلُ مَا أَمَرَ اللّهُ وَ مَن لَم يَفعَل مَا أَمَرَ اللّهُ لَم يُصَدّق مَا قَالَ اللّهُ فَإِنّ هَذِهِ الأَخلَاقُ يَشهَدُ بَعضُهَا لِبَعضٍ فَمَن يُؤمِن بِاللّهِ إِيمَاناً صَادِقاً يَعمَل لِلّهِ خَالِصاً نَاصِحاً وَ مَن يَعمَل لِلّهِ خَالِصاً نَاصِحاً فَقَد آمَنَ بِاللّهِ صَادِقاً وَ مَن يُطِعِ اللّهَ خَافَهُ وَ مَن خَافَهُ فَقَد أَحَبّهُ وَ مَن أَحَبّهُ اتّبَعَ أَمرَهُ وَ مَنِ اتّبَعَ أَمرَهُ استَوجَبَ جَنّتَهُ وَ مَرضَاتَهُ وَ مَن لَم يَتّبِع رِضوَانَ اللّهِ فَقَد هَانَ سَخَطَهُ نَعُوذُ بِاللّهِ مِن سَخَطِ اللّهِ يَا بنُيَ‌ّ لَا تَركَن إِلَي الدّنيَا وَ لَا تَشغَل قَلبَكَ بِهَا فَمَا خَلَقَ اللّهُ خَلقاً هُوَ أَهوَنُ عَلَيهِ مِنهَا أَ لَا تَرَي أَنّهُ لَم يَجعَل نَعِيمَهَا ثَوَاباً لِلمُطِيعِينَ وَ لَم يَجعَل بَلَاءَهَا عُقُوبَةً لِلعَاصِينَ

بيان تحاجزا تصالحا وتمانعا قوله لايظعن أي لايسافر قوله عليه السلام مايخذل أي هو شيءيخذل صاحبه أوبتقدير اللام أي هوأكثر فتنا وبلاء لمايخذل صاحبه أو هوأكثر فتنا مادام يخذل صاحبه و لايعينه الله أوالموصول مبتدأ وأكثر خبره ولعل الثالث أظهر الوجوه ويؤيده أن في رواية الثعلبي‌ هكذا لأن الحاكم بأشد المنازل وآكدها يغشاه الظلم من كل مكان إن يعن فبالحري‌ أن ينجو


صفحه : 413

و لايبعد زيادة الواو في يغشاه فيكون مايخذل متعلقا به و في القصص لأن الحكم بين الناس أشد المنازل من الدين وأكثرها فتنا وبلاء يخذل صاحبه و لايعان ويغشاه الظلم من كل مكان والسري‌ الشريف قوله ويبينها فيها أي في جماعة الناس أو في الدنيا والأظهر يبثها فيهم كما في القصص . قوله عليه السلام حتي تفطر وانشق كناية عن غاية تأثير الحكمة فيه قوله وازحمهم قال الفيروزآبادي‌ زحمه كمنعه ضايقه وزاحم الخمسين قاربها أي ادخل بينهم و لوبمشقة ويحتمل أن يكون كناية عن القرب منهم . قوله عليه السلام و من عني بالأدب أي اعتني به وعرف فضله قوله عليه السلام فإنك تخلف أي تكون من حيث الاتصاف بتلك العادات الحسنة خليفة من مضي من المتخلقين بها قوله عليه السلام من تركه أي ترك طلب العلم يفضي‌ إلي ضياع ماحصلته .

3- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَنِ السعّدآَباَديِ‌ّ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَنِ القاَساَنيِ‌ّ عَنِ المنِقرَيِ‌ّ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَنِ الصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَلَيهِمَا السّلَامُ قَالَ كَانَ فِيمَا أَوصَي بِهِ لُقمَانُ ابنَهُ نَاتَانَ أَن قَالَ لَهُ يَا بنُيَ‌ّ لِيَكُن مِمّا تَتَسَلّحُ بِهِ عَلَي عَدُوّكَ فَتَصرَعُهُ المُمَاسَحَةُ وَ إِعلَانُ الرّضَا عَنهُ وَ لَا تُزَاوِلهُ بِالمُجَانَبَةِ فَيَبدُوَ لَهُ مَا فِي نَفسِكَ فَيَتَأَهّبَ لَكَ يَا بنُيَ‌ّ خَفِ اللّهَ خَوفاً لَو وَافَيتَهُ بِبِرّ الثّقَلَينِ خِفتَ أَن يُعَذّبَكَ اللّهُ وَ ارجُ اللّهَ رَجَاءً لَو وَافَيتَهُ بِذُنُوبِ الثّقَلَينِ رَجَوتَ أَن يَغفِرَ لَكَ يَا بنُيَ‌ّ إنِيّ‌ حَمَلتُ الجَندَلَ وَ الحَدِيدَ وَ كُلّ حِملٍ ثَقِيلٍ فَلَم أَحمِل شَيئاً أَثقَلَ مِن جَارِ السّوءِ وَ ذُقتُ المَرَارَاتِ كُلّهَا فَلَم أَذُق شَيئاً أَمَرّ مِنَ الفَقرِ

بيان قال الفيروزآبادي‌ تماسحا تصادقا أوتبايعا فتصافقا وماسحا لاينافي‌ القول غشا

4- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] أَبِي عَنِ الحُسَينِ بنِ مُوسَي عَنِ الصّفّارِ وَ لَم يَحفَظِ الحُسَينُ الإِسنَادَ


صفحه : 414

قَالَ قَالَ لُقمَانُ لِابنِهِ يَا بنُيَ‌ّ اتّخِذ أَلفَ صَدِيقٍ وَ أَلفٌ قَلِيلٌ وَ لَا تَتّخِذ عَدُوّاً وَاحِداً وَ الوَاحِدُ كَثِيرٌ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلَيهِ السّلَامُ


تَكَثّر مِنَ الإِخوَانِ مَا اسطَعتَ إِنّهُم   عِمَادٌ إِذَا مَا استُنجِدُوا وَ ظُهُورٌ

وَ لَيسَ كَثِيراً أَلفُ خِلّ وَ صَاحِبٍ   وَ إِنّ عَدُوّاً وَاحِداً لَكَثِيرٌ

5-ل ،[الخصال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ الأصَفهَاَنيِ‌ّ عَنِ المنِقرَيِ‌ّ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلَيهِ السّلَامُ كَانَ فِيمَا وَعَظَ بِهِ لُقمَانُ ابنَهُ أَن قَالَ لَهُ يَا بنُيَ‌ّ لِيَعتَبِر مَن قَصُرَ يَقِينُهُ وَ ضَعُفَت نِيّتُهُ فِي طَلَبِ الرّزقِ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي خَلَقَهُ فِي ثَلَاثَةِ أَحوَالٍ مِن أَمرِهِ وَ أَتَاهُ رِزقُهُ وَ لَم يَكُن لَهُ فِي وَاحِدَةٍ مِنهَا كَسبٌ وَ لَا حِيلَةٌ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي سَيَرزُقُهُ فِي الحَالِ الرّابِعَةِ أَمّا أَوّلُ ذَلِكَ فَإِنّهُ كَانَ فِي رَحِمِ أُمّهِ يَرزُقُهُ هُنَاكَ فِي قَرَارٍ مَكِينٍ حَيثُ لَا يُؤذِيهِ حَرّ وَ لَا بَردٌ ثُمّ أَخرَجَهُ مِن ذَلِكَ وَ أَجرَي لَهُ رِزقاً مِن لَبَنِ أُمّهِ يَكفِيهِ بِهِ وَ يُرَبّيهِ وَ يَنعَشُهُ مِن غَيرِ حَولٍ بِهِ وَ لَا قُوّةٍ ثُمّ فُطِمَ مِن ذَلِكَ فَأَجرَي لَهُ رِزقاً مِن كَسبِ أَبَوَيهِ بِرَأفَةٍ وَ رَحمَةٍ لَهُ مِن قُلُوبِهِمَا لَا يَملِكَانِ غَيرَ ذَلِكَ حَتّي إِنّهُمَا يُؤثِرَانِهِ عَلَي أَنفُسِهِمَا فِي أَحوَالٍ كَثِيرَةٍ حَتّي إِذَا كَبِرَ وَ عَقَلَ وَ اكتَسَبَ لِنَفسِهِ ضَاقَ بِهِ أَمرُهُ وَ ظَنّ الظّنُونَ بِرَبّهِ وَ جَحَدَ الحُقُوقَ فِي مَالِهِ وَ قَتّرَ عَلَي نَفسِهِ وَ عِيَالِهِ مَخَافَةَ إِقتَارِ رِزقٍ وَ سُوءِ يَقِينٍ بِالخُلفِ مِنَ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي فِي العَاجِلِ وَ الآجِلِ فَبِئسَ العَبدُ هَذَا يَا بنُيَ‌ّ

ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]مرسلامثله بيان لايملكان غير ذلك أي لايستطيعان ترك ذلك لماجبلهما الله عليه من حبه


صفحه : 415

أوينفقان عليه كسبهما و إن لم يكونا يملكان غيره

6-ب ،[قرب الإسناد]هَارُونُ عَنِ ابنِ صَدَقَةَ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ عَلَيهِمَا السّلَامُ قَالَ قِيلَ لِلُقمَانَ مَا ألّذِي أَجمَعتَ عَلَيهِ مِن حِكمَتِكَ قَالَ قَالَ لَا أَتَكَلّفُ مَا قَد كُفِيتُهُ وَ لَا أُضَيّعُ مَا وُلّيتُهُ

7- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَنِ ابنِ قُولَوَيهِ عَنِ ابنِ عَامِرٍ عَنِ الأصَفهَاَنيِ‌ّ عَنِ المنِقرَيِ‌ّ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ كَانَ فِيمَا وَعَظَ لُقمَانُ ابنَهُ أَن قَالَ لَهُ يَا بنُيَ‌ّ اجعَل فِي أَيّامِكَ وَ لَيَالِيكَ وَ سَاعَاتِكَ نَصِيباً لَكَ فِي طَلَبِ العِلمِ فَإِنّكَ لَن تَجِدَ لَهُ تَضيِيعاً مِثلَ تَركِهِ

8-ل ،[الخصال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ الأصَفهَاَنيِ‌ّ عَنِ المنِقرَيِ‌ّ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ قَالَ لُقمَانُ لِابنِهِ يَا بنُيَ‌ّ لِكُلّ شَيءٍ عَلَامَةٌ يُعرَفُ بِهَا وَ يُشهَدُ عَلَيهَا وَ إِنّ لِلدّينِ ثَلَاثَ عَلَامَاتٍ العِلمَ وَ الإِيمَانَ وَ العَمَلَ بِهِ وَ لِلإِيمَانِ ثَلَاثُ عَلَامَاتٍ الإِيمَانُ بِاللّهِ وَ كُتُبِهِ وَ رُسُلِهِ وَ لِلعَالِمِ ثَلَاثُ عَلَامَاتٍ العِلمُ بِاللّهِ وَ بِمَا يُحِبّ وَ مَا يَكرَهُ وَ لِلعَامِلِ ثَلَاثُ عَلَامَاتٍ الصّلَاةُ وَ الصّيَامُ وَ الزّكَاةُ وَ لِلمُتَكَلّفِ ثَلَاثُ عَلَامَاتٍ يُنَازِعُ مَن فَوقَهُ وَ يَقُولُ مَا لَا يَعلَمُ وَ يَتَعَاطَي مَا لَا يَنَالُ وَ لِلظّالِمِ ثَلَاثُ عَلَامَاتٍ يَظلِمُ مَن فَوقَهُ بِالمَعصِيَةِ وَ مَن دُونَهُ بِالغَلَبَةِ وَ يُعِينُ الظّلَمَةَ وَ لِلمُنَافِقِ ثَلَاثُ عَلَامَاتٍ يُخَالِفُ لِسَانُهُ قَلبَهُ وَ قَلبُهُ فِعلَهُ وَ عَلَانِيَتُهُ سَرِيرَتَهُ وَ لِلآثِمِ ثَلَاثُ عَلَامَاتٍ يَخُونُ وَ يَكذِبُ وَ يُخَالِفُ مَا يَقُولُ وَ للِمرُاَئيِ‌ ثَلَاثُ عَلَامَاتٍ يَكسَلُ إِذَا كَانَ وَحدَهُ وَ يَنشَطُ إِذَا كَانَ النّاسُ عِندَهُ وَ يَتَعَرّضُ فِي كُلّ أَمرٍ لِلمَحمَدَةِ وَ لِلحَاسِدِ ثَلَاثُ عَلَامَاتٍ يَغتَابُ إِذَا غَابَ وَ يَتَمَلّقُ إِذَا شَهِدَ وَ يَشمَتُ بِالمُصِيبَةِ وَ لِلمُسرِفِ ثَلَاثُ عَلَامَاتٍ يشَترَيِ‌ مَا لَيسَ لَهُ وَ يَلبَسُ مَا لَيسَ لَهُ وَ يَأكُلُ مَا لَيسَ لَهُ وَ لِلكَسلَانِ ثَلَاثُ عَلَامَاتٍ يَتَوَانَي حَتّي يُفَرّطَ وَ يُفَرّطُ حَتّي يُضَيّعَ وَ يُضَيّعُ حَتّي يَأثِمَ وَ لِلغَافِلِ ثَلَاثُ عَلَامَاتٍ السّهوُ وَ اللّهوُ وَ النّسيَانُ


صفحه : 416

قَالَ حَمّادُ بنُ عِيسَي قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ وَ لِكُلّ وَاحِدَةٍ مِن هَذِهِ العَلَامَاتِ شُعَبٌ يَبلُغُ العِلمُ بِهَا أَكثَرَ مِن أَلفِ بَابٍ وَ أَلفِ بَابٍ وَ أَلفِ بَابٍ فَكُن يَا حَمّادُ طَالِباً لِلعِلمِ فِي آنَاءِ اللّيلِ وَ النّهَارِ فَإِن أَرَدتَ أَن تَقِرّ عَينُكَ وَ تَنَالَ خَيرَ الدّنيَا وَ الآخِرَةِ فَاقطَعِ الطّمَعَ مِمّا فِي أيَديِ‌ النّاسِ وَ عُدّ نَفسَكَ فِي المَوتَي وَ لَا تُحَدّث لِنَفسِكَ أَنّكَ فَوقَ أَحَدٍ مِنَ النّاسِ وَ اخزُن لِسَانَكَ كَمَا تَخزُنُ مَالَكَ

9- مع ،[معاني‌ الأخبار] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ البرَقيِ‌ّ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ لُقمَانُ لِابنِهِ يَا بنُيَ‌ّ صَاحِب مِائَةً وَ لَا تُعَادِ وَاحِداً يَا بنُيَ‌ّ إِنّمَا هُوَ خَلَاقُكَ وَ خُلُقُكَ فَخَلَاقُكَ دِينُكَ وَ خُلُقُكَ بَينَكَ وَ بَينَ النّاسِ فَلَا تَبتَغِض إِلَيهِم وَ تَعَلّم مَحَاسِنَ الأَخلَاقِ يَا بنُيَ‌ّ كُن عَبداً لِلأَخيَارِ وَ لَا تَكُن وَلَداً لِلأَشرَارِ يَا بنُيَ‌ّ أَدّ الأَمَانَةَ تَسلَم لَكَ دُنيَاكَ وَ آخِرَتُكَ وَ كُن أَمِيناً تَكُن غَنِيّاً

بيان الخلاق بالفتح الحظ والنصيب والمراد هنا نصيبك في الآخرة

10-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن أَبِيهِ عَن دُرُستَ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عَبدِ الحَمِيدِ عَن أَبِي الحَسَنِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ كَانَ لُقمَانُ عَلَيهِ السّلَامُ يَقُولُ لِابنِهِ يَا بنُيَ‌ّ إِنّ الدّنيَا بَحرٌ وَ قَد غَرِقَ فِيهَا جِيلٌ كَثِيرٌ فَلتَكُن سَفِينَتُكَ فِيهَا تَقوَي اللّهِ تَعَالَي وَ ليَكُن جِسرُكَ إِيمَاناً بِاللّهِ وَ ليَكُن شِرَاعُهَا التّوَكّلَ لَعَلّكَ يَا بنُيَ‌ّ تَنجُو وَ مَا أَظُنّكَ نَاجِياً يَا بنُيَ‌ّ كَيفَ لَا يَخَافُ النّاسُ مَا يُوعَدُونَ وَ هُم يَنتَقِصُونَ فِي كُلّ يَومٍ وَ كَيفَ لَا يَعِدّ لِمَا يُوعَدُ مَن كَانَ لَهُ أَجَلٌ يَنفَدُ يَا بنُيَ‌ّ خُذ مِنَ الدّنيَا بُلغَةً وَ لَا تَدخُل


صفحه : 417

فِيهَا دُخُولًا تُضِرّ فِيهَا بِآخِرَتِكَ وَ لَا تَرفُضهَا فَتَكُونَ عِيَالًا عَلَي النّاسِ وَ صُم صِيَاماً يَقطَعُ شَهوَتَكَ وَ لَا تَصُم صِيَاماً يَمنَعُكَ مِنَ الصّلَاةِ فَإِنّ الصّلَاةَ أَعظَمُ عِندَ اللّهِ مِنَ الصّومِ يَا بنُيَ‌ّ لَا تَتَعَلّمِ العِلمَ لتِبُاَهيِ‌َ بِهِ العُلَمَاءَ أَو تمُاَريِ‌َ بِهِ السّفَهَاءَ أَو ترُاَئيِ‌َ بِهِ فِي المَجَالِسِ وَ لَا تَترُكِ العِلمَ زَهَادَةً فِيهِ وَ رَغبَةً فِي الجَهَالَةِ يَا بنُيَ‌ّ اختَرِ المَجَالِسَ عَلَي عَينَيكَ فَإِن رَأَيتَ قَوماً يَذكُرُونَ اللّهَ فَاجلِس إِلَيهِم فَإِنّكَ إِن تَكُن عَالِماً يَنفَعكَ عِلمُكَ وَ يَزِيدُوكَ عِلماً وَ إِن تَكُن جَاهِلًا يُعَلّمُوكَ وَ لَعَلّ اللّهَ تَعَالَي أَن يُظِلّهُم بِرَحمَةٍ فَيَعُمّكَ مَعَهُم وَ قَالَ قِيلَ لِلُقمَانَ مَا يَجمَعُ مِن حِكمَتِكَ قَالَ لَا أَسأَلُ عَمّا كُفِيتُهُ وَ لَا أَتَكَلّفُ مَا لَا يعَنيِنيِ‌

11-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِهَذَا الإِسنَادِ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ الحُسَينِ عَن أَخِيهِ عَن أَبِيهِ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ كَانَ فِيمَا وَعَظَ بِهِ لُقمَانُ ابنَهُ أَن قَالَ يَا بنُيَ‌ّ إِن تَكُ فِي شَكّ مِنَ المَوتِ فَارفَع عَن نَفسِكَ النّومَ وَ لَن تَستَطِيعَ ذَلِكَ وَ إِن كُنتَ فِي شَكّ مِنَ البَعثِ فَادفَع عَن نَفسِكَ الِانتِبَاهَ وَ لَن تَستَطِيعَ ذَلِكَ فَإِنّكَ إِذَا فَكّرتَ فِي هَذَا عَلِمتَ أَنّ نَفسَكَ بِيَدِ غَيرِكَ وَ إِنّمَا النّومُ بِمَنزِلَةِ المَوتِ وَ إِنّمَا اليَقَظَةُ بَعدَ النّومِ بِمَنزِلَةِ البَعثِ بَعدَ المَوتِ وَ قَالَ قَالَ لُقمَانُ عَلَيهِ السّلَامُ يَا بنُيَ‌ّ لَا تَقتَرِب فَيَكُونَ أَبعَدَ لَكَ وَ لَا تَبعُد فَتُهَانَ كُلّ دَابّةٍ تُحِبّ مِثلَهَا وَ ابنُ آدَمَ لَا يُحِبّ مِثلَهُ لَا تَنشُر بَزّكَ إِلّا عِندَ بَاغِيهِ وَ كَمَا لَيسَ بَينَ الكَبشِ وَ الذّئبِ خُلّةٌ كَذَلِكَ لَيسَ بَينَ البَارّ وَ الفَاجِرِ خُلّةٌ مَن يَقتَرِب مِنَ الزّفتِ تَعَلّقَ كَذَلِكَ مَن يُشَارِكِ الفَاجِرَ يَتَعَلّم مِن طُرُقِهِ مَن يُحِبّ المِرَاءَ يُشتَم وَ مَن يَدخُل مَدخَلَ السّوءِ يُتّهَم وَ مَن يُقَارِن قَرِينَ السّوءِ لَا يَسلَم وَ مَن لَا يَملِك لِسَانَهُ يَندَم وَ قَالَ يَا بنُيَ‌ّ صَاحِب مِائَةً وَ لَا تُعَادِ وَاحِداً يَا بنُيَ‌ّ إِنّمَا هُوَ خَلَاقُكَ وَ خُلُقُكَ فَخَلَاقُكَ دِينُكَ وَ خُلُقُكَ بَينَكَ وَ بَينَ النّاسِ فَلَا تُبغِضَنّ إِلَيهِم وَ تَعَلّم مَحَاسِنَ الأَخلَاقِ


صفحه : 418

يَا بنُيَ‌ّ كُن عَبداً لِلأَخيَارِ وَ لَا تَكُن وَلَداً لِلأَشرَارِ يَا بنُيَ‌ّ أَدّ الأَمَانَةَ تَسلَم دُنيَاكَ وَ آخِرَتُكَ وَ كُن أَمِيناً فَإِنّ اللّهَ تَعَالَي جَلّ وَ عَلَا لَا يُحِبّ الخَائِنِينَ يَا بنُيَ‌ّ لَا تُرِ النّاسَ أَنّكَ تَخشَي اللّهَ وَ قَلبُكَ فَاجِرٌ

بيان لاتقترب أي من الناس في المعاشرة كثيرا فيصير سببا لكثرة البعد عنهم والغرض بيان أن ماينبغي‌ في معاشرتهم هورعاية الوسط فإن كثرة الخلطة وبث الأسرار أقرب إلي المفارقة والبعد عنهم يوجب الإهانة قوله عليه السلام لاتنشر بزك أي لاتعرض متاعك من العلم والحكمة إلا عندطالبه و من هوأهله

12-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ الأصَبهَاَنيِ‌ّ عَنِ المنِقرَيِ‌ّ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَنِ الصّادِقِ عَلَيهِ السّلَامُ أَنّهُ قَالَ لَمّا وَعَظَ لُقمَانُ ابنَهُ فَقَالَ أَنَا مُنذُ سَقَطتُ إِلَي الدّنيَا استَدبَرتُ وَ استَقبَلتُ الآخِرَةَ فَدَارٌ أَنتَ إِلَيهَا تَسِيرُ أَقرَبُ مِن دَارٍ أَنتَ مِنهَا مُتَبَاعِدٌ يَا بنُيَ‌ّ لَا تَطلُب مِنَ الأَمرِ مُدبِراً وَ لَا تَرفُض مِنهُ مُقبِلًا فَإِنّ ذَلِكَ يُضِلّ الرأّي‌َ وَ يزُريِ‌ بِالعَقلِ يَا بنُيَ‌ّ لِيَكُن مِمّا تَستَظهِرُ بِهِ عَلَي عَدُوّكَ الوَرَعُ عَنِ المَحَارِمِ وَ الفَضلُ فِي دِينِكَ وَ الصّيَانَةُ لِمُرُوّتِكَ وَ الإِكرَامُ لِنَفسِكَ أَن تُدَنّسَهَا بمِعَاَصيِ‌ الرّحمَنِ وَ مسَاَويِ‌ الأَخلَاقِ وَ قَبِيحِ الأَفعَالِ وَ اكتُم سِرّكَ وَ أَحسِن سَرِيرَتَكَ فَإِنّكَ إِذَا فَعَلتَ ذَلِكَ أَمِنتَ بِسِترِ اللّهِ أَن يُصِيبَ عَدُوّكَ مِنكَ عَورَةً أَو يَقدِرَ مِنكَ عَلَي زَلّةٍ وَ لَا تَأمَنَنّ مَكرَهُ فَيُصِيبَ مِنكَ غِرّةً فِي بَعضِ حَالَاتِكَ وَ إِذَا استَمكَنَ مِنكَ وَثَبَ عَلَيكَ وَ لَم يُقِلكَ عَثرَةً وَ ليَكُن مِمّا تَتَسَلّحُ بِهِ عَلَي عَدُوّكَ إِعلَانُ الرّضَا عَنهُ وَ استَصغِرِ الكَثِيرَ فِي طَلَبِ المَنفَعَةِ وَ استَعظِمِ الصّغِيرَ فِي رُكُوبِ المَضَرّةِ يَا بنُيَ‌ّ لَا تُجَالِسِ النّاسَ بِغَيرِ طَرِيقَتِهِم وَ لَا تَحمِلَنّ عَلَيهِم فَوقَ طَاقَتِهِم فَلَا يَزَالُ جَلِيسُكَ عَنكَ نَافِراً وَ المَحمُولُ عَلَيهِ فَوقَ طَاقَتِهِ مُجَانِباً لَكَ فَإِذَا أَنتَ فَردٌ لَا صَاحِبَ لَكَ يُؤنِسُكَ وَ لَا أَخَ لَكَ يَعضُدُكَ فَإِذَا بَقِيتَ وَحِيداً كُنتَ


صفحه : 419

مَخذُولًا وَ صِرتَ ذَلِيلًا وَ لَا تَعتَذِر إِلَي مَن لَا يُحِبّ أَن يَقبَلَ لَكَ عُذراً وَ لَا يَرَي لَكَ حَقّاً وَ لَا تَستَعِن فِي أُمُورِكَ إِلّا بِمَن يُحِبّ أَن يَتّخِذَ فِي قَضَاءِ حَاجَتِكَ أَجراً فَإِنّهُ إِذَا كَانَ كَذَلِكَ طَلَبَ قَضَاءَ حَاجَتِكَ لَكَ كَطَلَبِهِ لِنَفسِهِ لِأَنّهُ بَعدَ نَجَاحِهَا لَكَ كَانَ رِبحاً فِي الدّنيَا الفَانِيَةِ وَ حَظّاً وَ ذُخراً لَهُ فِي الدّارِ البَاقِيَةِ فَيَجتَهِدُ فِي قَضَائِهَا لَكَ وَ ليَكُن إِخوَانُكَ وَ أَصحَابُكَ الّذِينَ تَستَخلِصُهُم وَ تَستَعِينُ بِهِم عَلَي أُمُورِكَ أَهلَ المُرُوّةِ وَ الكَفَافِ وَ الثّروَةِ وَ العَقلِ وَ العَفَافِ الّذِينَ إِن نَفَعتَهُم شَكَرُوكَ وَ إِن غِبتَ عَن جِيرَتِهِم ذَكَرُوكَ

إيضاح لاتطلب من الأمر مدبرا أي الأمر ألذي لم يتهيأ أسبابه ويبعد حصوله أوأمور الدنيا فإن كلها مدبرة فانية و قال الفيروزآبادي‌ أزري بأخيه أدخل عليه عيبا أوأمرا يريد أن يلبس عليه به وبالأمر تهاون

13-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِهَذَا الإِسنَادِ عَنِ الصّادِقِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ قَالَ لُقمَانُ يَا بنُيَ‌ّ إِن تَأَدّبتَ صَغِيراً انتَفَعتَ بِهِ كَبِيراً وَ مَن عَنَي بِالأَدَبِ اهتَمّ بِهِ وَ مَنِ اهتَمّ بِهِ تَكَلّفَ عِلمَهُ وَ مَن تَكَلّفَ عِلمَهُ اشتَدّ لَهُ طَلَبُهُ وَ مَنِ اشتَدّ لَهُ طَلَبُهُ أَدرَكَ بِهِ مَنفَعَةً فَاتّخِذهُ عَادَةً وَ إِيّاكَ وَ الكَسَلَ مِنهُ وَ الطّلَبَ بِغَيرِهِ وَ إِن غَلَبتَ عَلَي الدّنيَا فَلَا تَغلِبَنّ عَلَي الآخِرَةِ وَ إِنّهُ إِن فَاتَكَ طَلَبُ العِلمِ فَإِنّكَ لَن تَجِدَ تَضيِيعاً أَشَدّ مِن تَركِهِ يَا بنُيَ‌ّ استَصلِحِ الأَهلِينَ وَ الإِخوَانَ مِن أَهلِ العِلمِ إِنِ استَقَامُوا لَكَ عَلَي الوَفَاءِ وَ احذَرهُم عِندَ انصِرَافِ الحَالِ بِهِم عَنكَ فَإِنّ عَدَاوَتَهُم أَشَدّ مَضَرّةً مِن عَدَاوَةِ الأَبَاعِدِ لِتَصدِيقِ النّاسِ إِيّاهُم لِاطّلَاعِهِم عَلَيكَ

14-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ المُتَقَدّمِ عَنِ الصّادِقِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ قَالَ لُقمَانُ يَا بنُيَ‌ّ إِيّاكَ وَ الضّجَرَ وَ سُوءَ الخُلُقِ وَ قِلّةَ الصّبرِ فَلَا يَستَقِيمُ عَلَي هَذِهِ الخِصَالِ صَاحِبٌ وَ أَلزِم نَفسَكَ التّؤَدَةَ فِي أُمُورِكَ وَ صَبّر عَلَي مَئُونَاتِ الإِخوَانِ نَفسَكَ وَ حَسّن مَعَ جَمِيعِ النّاسِ


صفحه : 420

خُلُقَكَ يَا بنُيَ‌ّ إِن عَدِمَكَ مَا تَصِلُ بِهِ قَرَابَتَكَ وَ تَتَفَضّلُ بِهِ عَلَي إِخوَانِكَ فَلَا يَعدَمَنّكَ حُسنُ الخُلُقِ وَ بَسطُ البِشرِ فَإِنّهُ مَن أَحسَنَ خُلُقَهُ أَحَبّهُ الأَخيَارُ وَ جَانَبَهُ الفُجّارُ وَ اقنَع بِقَسمِ اللّهِ لِيَصفُوَ عَيشُكَ فَإِن أَرَدتَ أَن تَجمَعَ عِزّ الدّنيَا فَاقطَع طَمَعَكَ مِمّا فِي أيَديِ‌ النّاسِ فَإِنّمَا بَلَغَ الأَنبِيَاءُ وَ الصّدّيقُونَ مَا بَلَغُوا بِقَطعِ طَمَعِهِم وَ قَالَ الصّادِقُ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ لُقمَانُ عَلَيهِ السّلَامُ يَا بنُيَ‌ّ إِنِ احتَجتَ إِلَي سُلطَانٍ فَلَا تُكثِرِ الإِلحَاحَ عَلَيهِ وَ لَا تَطلُب حَاجَتَكَ مِنهُ إِلّا فِي مَوَاضِعِ الطّلَبِ وَ ذَلِكَ حِينَ الرّضَا وَ طِيبِ النّفسِ وَ لَا تَضجَرَنّ بِطَلَبِ حَاجَةٍ فَإِنّ قَضَاءَهَا بِيَدِ اللّهِ وَ لَهَا أَوقَاتٌ وَ لَكِنِ ارغَب إِلَي اللّهِ وَ سَلهُ وَ حَرّك إِلَيهِ أَصَابِعَكَ يَا بنُيَ‌ّ إِنّ الدّنيَا قَلِيلٌ وَ عُمُرَكَ قَصِيرٌ يَا بنُيَ‌ّ احذَرِ الحَسَدَ فَلَا يَكُونَنّ مِن شَأنِكَ وَ اجتَنِب سُوءَ الخُلُقِ فَلَا يَكُونَنّ مِن طَبعِكَ فَإِنّكَ لَا تُضِرّ بِهِمَا إِلّا نَفسَكَ وَ إِذَا كُنتَ أَنتَ الضّارّ لِنَفسِكَ كَفَيتَ عَدُوّكَ أَمرَكَ لِأَنّ عَدَاوَتَكَ لِنَفسِكَ أَضَرّ عَلَيكَ مِن عَدَاوَةِ غَيرِكَ يَا بنُيَ‌ّ اجعَل مَعرُوفَكَ فِي أَهلِهِ وَ كُن فِيهِ طَالِباً لِثَوَابِ اللّهِ وَ كُن مُقتَصِداً وَ لَا تُمسِكهُ تَقتِيراً وَ لَا تُعطِهِ تَبذِيِراً يَا بنُيَ‌ّ سَيّدُ أَخلَاقِ الحِكمَةِ دِينُ اللّهِ تَعَالَي وَ مَثَلُ الدّينِ كَمَثَلِ شَجَرَةٍ نَابِتَةٍ فَالإِيمَانُ بِاللّهِ مَاؤُهَا وَ الصّلَاةُ عُرُوقُهَا وَ الزّكَاةُ جِذعُهَا وَ التأّخَيّ‌ فِي اللّهِ شُعَبُهَا وَ الأَخلَاقُ الحَسَنَةُ وَرَقُهَا وَ الخُرُوجُ عَن معَاَصيِ‌ اللّهِ ثَمَرُهَا وَ لَا تَكمُلُ الشّجَرَةُ إِلّا بِثَمَرَةٍ طَيّبَةٍ كَذَلِكَ الدّينُ لَا يَكمُلُ إِلّا بِالخُرُوجِ عَنِ المَحَارِمِ يَا بنُيَ‌ّ لِكُلّ شَيءٍ عَلَامَةٌ يُعرَفُ بِهَا وَ إِنّ لِلدّينِ ثَلَاثَ عَلَامَاتٍ العِفّةَ وَ العِلمَ وَ الحِلمَ

15-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ المُتَقَدّمِ عَن سُلَيمَانَ بنِ دَاوُدَ المنِقرَيِ‌ّ عَنِ ابنِ عُيَينَةَ عَنِ الزهّريِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَا قَالَ قَالَ لُقمَانُ يَا بنُيَ‌ّ إِنّ أَشَدّ


صفحه : 421

العُدمِ عُدمُ القَلبِ وَ إِنّ أَعظَمَ المَصَائِبِ مُصِيبَةُ الدّينِ وَ أَسنَي المَرزِئَةِ مَرزِئَتُهُ وَ أَنفَعَ الغِنَي غِنَي القَلبِ فَتَلَبّث فِي كُلّ ذَلِكَ وَ الزَمِ القَنَاعَةَ وَ الرّضَا بِمَا قَسَمَ اللّهُ وَ إِنّ السّارِقَ إِذَا سَرَقَ حَبَسَهُ اللّهُ مِن رِزقِهِ وَ كَانَ عَلَيهِ إِثمُهُ وَ لَو صَبَرَ لَنَالَ ذَلِكَ وَ جَاءَهُ مِن وَجهِهِ يَا بنُيَ‌ّ أَخلِص طَاعَةَ اللّهِ حَتّي لَا تُخَالِطَهَا بشِيَ‌ءٍ مِنَ المعَاَصيِ‌ ثُمّ زَيّنِ الطّاعَةَ بِاتّبَاعِ أَهلِ الحَقّ فَإِنّ طَاعَتَهُم مُتّصِلَةٌ بِطَاعَةِ اللّهِ تَعَالَي وَ زَيّن ذَلِكَ بِالعِلمِ وَ حَصّن عِلمَكَ بِحِلمٍ لَا يُخَالِطُهُ حُمقٌ وَ اخزُنهُ بِلِينٍ لَا يُخَالِطُهُ جَهلٌ وَ شَدّدهُ بِحَزمٍ لَا يُخَالِطُهُ الضّيَاعُ وَ امزُج حَزمَكَ بِرِفقٍ لَا يُخَالِطُهُ العُنفُ

16-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ] عَن سُلَيمَانَ بنِ دَاوُدَ عَن يَحيَي بنِ سَعِيدٍ القَطّانِ قَالَ سَمِعتُ الصّادِقَ عَلَيهِ السّلَامُ يَقُولُ قَالَ لُقمَانُ عَلَيهِ السّلَامُ حَمَلتُ الجَندَلَ وَ الحَدِيدَ وَ كُلّ حِملٍ ثَقِيلٍ فَلَم أَحمِل شَيئاً أَثقَلَ مِن جَارِ السّوءِ وَ ذُقتُ المَرَارَاتِ كُلّهَا فَمَا ذُقتُ شَيئاً أَمَرّ مِنَ الفَقرِ يَا بنُيَ‌ّ لَا تَتّخِذِ الجَاهِلَ رَسُولًا فَإِن لَم تُصِب عَاقِلًا حَكِيماً يَكُونُ رَسُولَكَ فَكُن أَنتَ رَسُولَ نَفسِكَ يَا بنُيَ‌ّ اعتَزِلِ الشّرّ يَعتَزِلكَ وَ قَالَ الصّادِقُ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلَيهِ السّلَامُ قِيلَ لِلعَبدِ الصّالِحِ لُقمَانَ أَيّ النّاسِ أَفضَلُ قَالَ المُؤمِنُ الغنَيِ‌ّ قِيلَ الغنَيِ‌ّ مِنَ المَالِ فَقَالَ لَا وَ لَكِنّ الغنَيِ‌ّ مِنَ العِلمِ ألّذِي إِنِ احتِيجَ إِلَيهِ انتُفِعَ بِعِلمِهِ فَإِنِ استغُنيِ‌َ عَنهُ اكتفُيِ‌َ وَ قِيلَ فأَيَ‌ّ النّاسِ أَشَرّ قَالَ ألّذِي لَا يبُاَليِ‌ أَن يَرَاهُ النّاسُ مُسِيئاً

17-نبه ،[تنبيه الخاطر] قَالَ لُقمَانُ يَا بنُيَ‌ّ كَمَا تَنَامُ كَذَلِكَ تَمُوتُ وَ كَمَا تَستَيقِظُ كَذَلِكَ تُبعَثُ وَ قَالَ يَا بنُيَ‌ّ كَذَبَ مَن قَالَ إِنّ الشّرّ يُطفَأُ بِالشّرّ فَإِن كَانَ صَادِقاً فَليُوقِد


صفحه : 422

نَارَينِ هَل تُطفِئُ إِحدَاهُمَا الأُخرَي وَ إِنّمَا يُطفِئُ الخَيرُ الشّرّ كَمَا يُطفِئُ المَاءُ النّارَ وَ قَالَ يَا بنُيَ‌ّ بِع دُنيَاكَ بِآخِرَتِكَ تَربَحهُمَا جَمِيعاً وَ لَا تَبِع آخِرَتَكَ بِدُنيَاكَ تَخسَرهُمَا جَمِيعاً وَ كَانَ لُقمَانُ يُطِيلُ الجُلُوسَ وَحدَهُ فَكَانَ يَمُرّ بِهِ مَولَاهُ فَيَقُولُ يَا لُقمَانُ إِنّكَ تُدِيمُ الجُلُوسَ وَحدَكَ فَلَو جَلَستَ مَعَ النّاسِ كَانَ آنَسَ لَكَ فَيَقُولُ لُقمَانُ إِنّ طُولَ الوَحدَةِ أَفهَمُ لِلفِكرَةِ وَ طُولَ الفِكرَةِ دَلِيلٌ عَلَي طَرِيقِ الجَنّةِ

18-كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمّدٍ عَن سُلَيمَانَ بنِ دَاوُدَ المنِقرَيِ‌ّ عَن حَمّادٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ قَالَ لُقمَانُ لِابنِهِ إِذَا سَافَرتَ مَعَ قَومٍ فَأَكثِرِ استِشَارَتَكَ إِيّاهُم فِي أَمرِكَ وَ أُمُورِهِم وَ أَكثِرِ التّبَسّمَ فِي وُجُوهِهِم وَ كُن كَرِيماً عَلَي زَادِكَ وَ إِذَا دَعَوكَ فَأَجِبهُم وَ إِذَا استَعَانُوا بِكَ فَأَعِنهُم وَ اغلِبهُم بِثَلَاثٍ بِطُولِ الصّمتِ وَ كَثرَةِ الصّلَاةِ وَ سَخَاءِ النّفسِ بِمَا مَعَكَ مِن دَابّةٍ أَو مَالٍ أَو زَادٍ وَ إِذَا استَشهَدُوكَ عَلَي الحَقّ فَاشهَد لَهُم وَ اجهَد رَأيَكَ لَهُم إِذَا استَشَارُوكَ ثُمّ لَا تَعزِم حَتّي تَثبُتَ وَ تَنظُرَ وَ لَا تُجِب فِي مَشُورَةٍ حَتّي تَقُومَ فِيهَا وَ تَقعُدَ وَ تَنَامَ وَ تصُلَيّ‌َ وَ أَنتَ مُستَعمِلٌ فِكرَكَ وَ حِكمَتَكَ فِي مَشُورَتِهِ فَإِنّ مَن لَم يُمحِضِ النّصِيحَةَ لِمَنِ استَشَارَهُ سَلَبَهُ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي رَأيَهُ وَ نَزَعَ عَنهُ الأَمَانَةَ وَ إِذَا رَأَيتَ أَصحَابَكَ يَمشُونَ فَامشِ مَعَهُم وَ إِذَا رَأَيتَهُم يَعمَلُونَ فَاعمَل مَعَهُم وَ إِذَا تَصَدّقُوا وَ أَعطَوا قَرضاً فَأَعطِ مَعَهُم وَ اسمَع لِمَن هُوَ أَكبَرُ مِنكَ سِنّاً وَ إِذَا أَمَرُوكَ بِأَمرٍ وَ سَأَلُوكَ فَقُل نَعَم وَ لَا تَقُل لَا فَإِنّ لَا عيِ‌ّ وَ لُؤمٌ وَ إِذَا تَحَيّرتُم فِي طَرِيقِكُم فَانزِلُوا وَ إِذَا شَكَكتُم فِي القَصدِ فَقِفُوا وَ تَآمَرُوا وَ إِذَا رَأَيتُم شَخصاً وَاحِداً فَلَا تَسأَلُوهُ عَن طَرِيقِكُم


صفحه : 423

وَ لَا تَستَرشِدُوهُ فَإِنّ الشّخصَ الوَاحِدَ فِي الفَلَاةِ مَرِيبٌ لَعَلّهُ أَن يَكُونَ عَيناً لِلّصُوصِ أَو يَكُونَ هُوَ الشّيطَانَ ألّذِي يُحَيّرُكُم وَ احذَرُوا الشّخصَينِ أَيضاً إِلّا أَن تَرَوا مَا لَا أَرَي فَإِنّ العَاقِلَ إِذَا أَبصَرَ بِعَينِهِ شَيئاً عَرَفَ الحَقّ مِنهُ وَ الشّاهِدَ يَرَي مَا لَا يَرَي الغَائِبُ يَا بنُيَ‌ّ فَإِذَا جَاءَ وَقتُ الصّلَاةِ فَلَا تُؤَخّرهَا لشِيَ‌ءٍ وَ صَلّهَا وَ استَرِح مِنهَا فَإِنّهَا دَينٌ وَ صَلّ فِي جَمَاعَةٍ وَ لَو عَلَي رَأسِ زُجّ وَ لَا تَنَامَنّ عَلَي دَابّتِكَ فَإِنّ ذَلِكَ سَرِيعٌ فِي دَبَرِهَا وَ لَيسَ ذَلِكَ مِن فِعلِ الحُكَمَاءِ إِلّا أَن تَكُونَ فِي مَحمِلٍ يُمكِنُكَ التّمَدّدُ لِاستِرخَاءِ المَفَاصِلِ وَ إِذَا قَرُبتَ مِنَ المَنزِلِ فَانزِل عَن دَابّتِكَ وَ ابدَأ بِعَلفِهَا قَبلَ نَفسِكَ وَ إِذَا أَرَدتَ النّزُولَ فَعَلَيكَ مِن بِقَاعِ الأَرضِ بِأَحسَنِهَا لَوناً وَ أَليَنِهَا تُربَةً وَ أَكثَرِهَا عُشباً وَ إِذَا نَزَلتَ فَصَلّ رَكعَتَينِ قَبلَ أَن تَجلِسَ وَ إِذَا أَرَدتَ قَضَاءَ حَاجَةٍ فَأَبعِدِ المَذهَبَ فِي الأَرضِ فَإِذَا ارتَحَلتَ فَصَلّ رَكعَتَينِ وَ وَدّعِ الأَرضَ التّيِ‌ حَلَلتَ بِهَا وَ سَلّم عَلَيهَا وَ عَلَي أَهلِهَا فَإِنّ لِكُلّ بُقعَةٍ أَهلًا مِنَ المَلَائِكَةِ وَ إِنِ استَطَعتَ أَن لَا تَأكُلَ طَعَاماً حَتّي تَبدَأَ فَتَتَصَدّقَ مِنهُ فَافعَل وَ عَلَيكَ بِقِرَاءَةِ كِتَابِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ مَا دُمتَ رَاكِباً وَ عَلَيكَ بِالتّسبِيحِ مَا دُمتَ عَامِلًا وَ عَلَيكَ بِالدّعَاءِ مَا دُمتَ خَالِياً وَ إِيّاكَ وَ السّيرَ مِن أَوّلِ اللّيلِ وَ عَلَيكَ بِالتّعرِيسِ وَ الدّلجَةِ مِن لَدُن نِصفِ اللّيلِ إِلَي آخِرِهِ وَ إِيّاكَ وَ رَفعَ الصّوتِ فِي مَسِيرِكَ

أقول قال الشيخ أمين الدين الطبرسي‌ اختلف في لقمان فقيل إنه كان حكيما و لم يكن نبيا عن ابن عباس ومجاهد وقتادة وأكثر المفسرين وقيل إنه كان نبيا عن عكرمة والسدي‌ والشعبي‌ وفسروا الحكمة في الآية بالنبوة وقيل إنه كان عبدا أسود حبشيا غليظ المشافر مشقوق الرجلين في زمن داود عليه السلام و قال له بعض الناس ألست كنت ترعي الغنم معنا فقال نعم فقال من أين أوتيت ماأري قال


صفحه : 424

قدر الله وأداء الأمانة وصدق الحديث والصمت عما لايعنيني‌ وقيل إنه كان ابن أخت أيوب عن وهب وقيل كان ابن خالة أيوب عن مقاتل وَ روُيِ‌َ عَن نَافِعٍ عَنِ ابنِ عُمَرَ قَالَ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ حَقّاً أَقُولُ لَم يَكُن لُقمَانُ نَبِيّاً وَ لَكِنّهُ كَانَ عَبداً كَثِيرَ التّفَكّرِ حَسَنَ اليَقِينِ أَحَبّ اللّهَ فَأَحَبّهُ وَ مَنّ عَلَيهِ بِالحِكمَةِ كَانَ نَائِماً نِصفَ النّهَارِ إِذ جَاءَ نِدَاءٌ يَا لُقمَانُ هَل لَكَ أَن يَجعَلَكَ اللّهُ خَلِيفَةً

ثم ذكر نحوا مما مر في خبر حماد ثم

قَالَ ذُكِرَ أَنّ مَولَي لُقمَانَ دَعَاهُ فَقَالَ اذبَح شَاةً فأَتنِيِ‌ بِأَطيَبِ مُضغَتَينِ مِنهَا فَأَتَاهُ بِالقَلبِ وَ اللّسَانِ فَسَأَلَهُ عَن ذَلِكَ فَقَالَ إِنّهُمَا أَطيَبُ شَيءٍ إِذَا طَابَا وَ أَخبَثُ شَيءٍ إِذَا خَبُثَا.

وقيل إن مولاه دخل المخرج فأطال فيه الجلوس فناداه لقمان إن طول الجلوس علي الحاجة يفجع منه الكبد ويورث الباسور ويصعد الحرارة إلي الرأس فاجلس هونا وقم هونا قال فكتب حكمته علي باب الحش . قال عبد الله بن دينار قدم لقمان من سفر فلقي‌ غلامه في الطريق فقال مافعل أبي قال مات قال ملكت أمري‌ قال مافعلت امرأتي‌ قال ماتت قال جدد فراشي‌ قال مافعلت أختي‌ قال ماتت قال سترت عورتي‌ قال مافعل أخي‌ قال مات قال انقطع ظهري‌.


صفحه : 425

وقيل للقمان أي الناس شر قال ألذي لايبالي‌ أن يراه الناس مسيئا وقيل له ماأقبح وجهك قال تعيب علي النقش أو علي فاعل النقش وقيل إنه دخل علي داود و هويسرد الدرع و قدلين الله له الحديد كالطين فأراد أن يسأله فأدركته الحكمة فسكت فلما أتمها لبسها و قال نعم لبوس الحرب أنت فقال الصمت حكمة وقليل فاعله فقال له داود عليه السلام بحق ماسميت حكيما انتهي . و قال المسعودي‌ كان لقمان نوبيا مولي للقين بن حسر ولد علي عشر سنين من ملك داود عليه السلام و كان عبدا صالحا و من الله عليه بالحكمة و لم يزل في فيافي‌ الأرض مظهرا للحكمة والزهد في هذاالعالم إلي أيام يونس بن متي حتي بعث إلي أهل نينوي من بلاد الموصل .

19-كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن يَحيَي بنِ عُقبَةَ الأزَديِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ كَانَ فِيمَا وَعَظَ بِهِ لُقمَانُ ابنَهُ يَا بنُيَ‌ّ إِنّ النّاسَ قَد جَمَعُوا قَبلَكَ لِأَولَادِهِم فَلَم يَبقَ مَا جَمَعُوا وَ لَم يَبقَ مَن جَمَعُوا لَهُ وَ إِنّمَا أَنتَ عَبدٌ مُستَأجِرٌ قَد أُمِرتَ بِعَمَلٍ وَ وُعِدتَ عَلَيهِ أَجراً فَأَوفِ عَمَلَكَ وَ استَوفِ أَجرَكَ وَ لَا تَكُن فِي هَذِهِ الدّنيَا بِمَنزِلَةِ شَاةٍ وَقَعَت فِي زَرعٍ أَخضَرَ فَأَكَلَت حَتّي سَمِنَت فَكَانَ حَتفُهَا عِندَ سِمَنِهَا وَ لَكِنِ اجعَلِ الدّنيَا بِمَنزِلَةِ قَنطَرَةٍ عَلَي نَهَرٍ جُزتَ عَلَيهَا وَ تَرَكتَهَا وَ لَم تَرجِع إِلَيهَا آخِرَ الدّهرِ أَخرِبهَا وَ لَا تَعمُرهَا فَإِنّكَ لَم تُؤمَر بِعِمَارَتِهَا وَ اعلَم أَنّكَ سَتُسأَلُ غَداً إِذَا وَقَفتَ بَينَ يدَيَ‌ِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ عَن أَربَعٍ شَبَابِكَ فِيمَا أَبلَيتَهُ وَ عُمُرِكَ فِيمَا أَفنَيتَهُ وَ مَالِكَ مِمّا اكتَسَبتَهُ وَ فِيمَا أَنفَقتَهُ فَتَأَهّب لِذَلِكَ وَ أَعِدّ لَهُ جَوَاباً وَ لَا تَأسَ عَلَي مَا فَاتَكَ مِنَ الدّنيَا فَإِنّ قَلِيلَ الدّنيَا لَا يَدُومُ بَقَاؤُهُ وَ كَثِيرَهَا لَا يُؤمَنُ بَلَاؤُهُ فَخُذ حِذرَكَ وَ جِدّ فِي أَمرِكَ وَ اكشِفِ الغِطَاءَ عَن وَجهِكَ


صفحه : 426

وَ تَعَرّض لِمَعرُوفِ رَبّكَ وَ جَدّدِ التّوبَةَ فِي قَلبِكَ وَ اكمُش فِي فِرَاقِكَ قَبلَ أَن يُقصَدَ قَصدُكَ وَ يُقضَي قَضَاؤُكَ وَ يُحَالَ بَينَكَ وَ بَينَ مَا تُرِيدُ

20-كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ أَبِي البِلَادِ عَمّن ذَكَرَهُ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ لُقمَانُ عَلَيهِ السّلَامُ لِابنِهِ يَا بنُيَ‌ّ لَا تَقرَب فَيَكُونَ أَبعَدَ لَكَ وَ لَا تَبعُد فَتُهَانَ كُلّ دَابّةٍ تُحِبّ مِثلَهَا وَ ابنُ آدَمَ لَا يُحِبّ مِثلَهُ وَ لَا تَنشُر بَزّكَ إِلّا عِندَ بَاغِيهِ كَمَا لَيسَ بَينَ الذّئبِ وَ الكَبشِ خُلّةٌ كَذَلِكَ لَيسَ بَينَ البَارّ وَ الفَاجِرِ خُلّةٌ مَن يَقتَرِب مِنَ الزّفتِ يَعلَق بِهِ بَعضُهُ كَذَلِكَ مَن يُشَارِكِ الفَاجِرَ يَتَعَلّم مِن طُرُقِهِ مَن يُحِبّ المِرَاءَ يُشتَم وَ مَن يَدخُل مَدَاخِلَ السّوءِ يُتّهَم وَ مَن يُقَارِن قَرِينَ السّوءِ لَا يَسلَم وَ مَن لَا يَملِك لِسَانَهُ يَندَم

21-نبه ،[تنبيه الخاطر] قَالَ لُقمَانُ لَأَن يَضرِبَكَ الحَكِيمُ فَيُؤذِيَكَ خَيرٌ مِن أَن يُدهِنَكَ الجَاهِلُ بِدُهنٍ طَيّبٍ وَ قِيلَ لِلُقمَانَ أَ لَستَ عَبدَ آلِ فُلَانٍ قَالَ بَلَي قِيلَ فَمَا بَلَغَ بِكَ مَا نَرَي قَالَ صِدقُ الحَدِيثِ وَ أَدَاءُ الأَمَانَةِ وَ ترَكيِ‌ مَا لَا يعَنيِنيِ‌ وَ غضَيّ‌ بصَرَيِ‌ وَ كفَيّ‌ لسِاَنيِ‌ وَ عفِتّيِ‌ فِي طعُمتَيِ‌ فَمَن نَقَصَ عَن هَذَا فَهُوَ دوُنيِ‌ وَ مَن زَادَ عَلَيهِ فَهُوَ فوَقيِ‌ وَ مَن عَمِلَهُ فَهُوَ مثِليِ‌ وَ قَالَ يَا بنُيَ‌ّ لَا تُؤَخّرِ التّوبَةَ فَإِنّ المَوتَ يأَتيِ‌ بَغتَةً وَ لَا تُشمِت بِالمَوتِ وَ لَا تَسخَر بِالمُبتَلَي وَ لَا تَمنَعِ المَعرُوفَ يَا بنُيَ‌ّ كُن أَمِيناً تَعِش غَنِيّاً يَا بنُيَ‌ّ اتّخِذ تَقوَي اللّهِ تِجَارَةً تَأتِكَ الأَربَاحُ مِن غَيرِ بِضَاعَةٍ وَ إِذَا أَخطَأتَ خَطِيئَةً فَابعَث فِي أَثَرِهَا صَدَقَةً تُطفِئُهَا يَا بنُيَ‌ّ إِنّ المَوعِظَةَ تَشُقّ عَلَي السّفِيهِ كَمَا يَشُقّ الصّعُودُ عَلَي الشّيخِ الكَبِيرِ يَا بنُيَ‌ّ لَا تَرثِ لِمَن ظَلَمتَهُ وَ لَكِن ارثِ لِسُوءِ مَا جَنَيتَهُ عَلَي نَفسِكَ وَ إِذَا دَعَتكَ القُدرَةُ إِلَي ظُلمِ النّاسِ فَاذكُر قُدرَةَ اللّهِ عَلَيكَ يَا بنُيَ‌ّ تَعَلّم مِنَ العُلَمَاءِ مَا جَهِلتَ وَ عَلّمِ النّاسَ مَا عَلِمتَ


صفحه : 427

22-أَقُولُ وَجَدتُ بِخَطّ أَبِي نَوّرَ اللّهُ ضَرِيحَهُ مَا هَذَا لَفظُهُ جَعفَرُ بنُ الحُسَينِ شَيخُ الصّدُوقِ مُحَمّدِ بنِ بَابَوَيهِ وَثّقَهُ جش [النجّاَشيِ‌ّ] وَ لَهُ كِتَابُ النّوَادِرِ وَ كَانَ ذَلِكَ عِندَنَا فَمِن أَخبَارِهِ بِسمِ اللّهِ الرّحمَنِ الرّحِيمِ عَنِ الأوَزاَعيِ‌ّ أَنّ لُقمَانَ الحَكِيمَ لَمّا خَرَجَ مِن بِلَادِهِ نَزَلَ بِقَريَةٍ بِالمَوصِلِ يُقَالُ لَهَا كُومَاسُ قَالَ فَلَمّا ضَاقَ بِهَا ذَرعُهُ وَ اشتَدّ بِهَا غَمّهُ وَ لَم يَكُن أَحَدٌ يَتّبِعُهُ عَلَي أَثَرِهِ أَغلَقَ الأَبوَابَ وَ أَدخَلَ ابنَهُ يَعِظُهُ فَقَالَ يَا بنُيَ‌ّ إِنّ الدّنيَا بَحرٌ عَمِيقٌ هَلَكَ فِيهَا نَاسٌ كَثِيرٌ تَزَوّد مِن عَمَلِهَا وَ اتّخِذ سَفِينَةً حَشوُهَا تَقوَي اللّهِ ثُمّ اركَبِ الفُلكَ تَنجُو[تَنجُ] وَ إنِيّ‌ لَخَائِفٌ أَن لَا تَنجُوَ يَا بنُيَ‌ّ السّفِينَةُ إِيمَانٌ وَ شِرَاعُهَا التّوَكّلُ وَ سُكّانُهَا الصّبرُ وَ مَجَاذِيفُهَا الصّومُ وَ الصّلَاةُ وَ الزّكَاةُ يَا بنُيَ‌ّ مَن رَكِبَ البَحرَ مِن غَيرِ سَفِينَةٍ غَرِقَ يَا بنُيَ‌ّ أَقِلّ الكَلَامَ وَ اذكُرِ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ فِي كُلّ مَكَانٍ فَإِنّهُ قَد أَنذَرَكَ وَ حَذّرَكَ وَ بَصّرَكَ وَ عَلّمَكَ يَا بنُيَ‌ّ اتّعِظ بِالنّاسِ قَبلَ أَن يَتّعِظَ النّاسُ بِكَ يَا بنُيَ‌ّ اتّعِظ بِالصّغِيرِ قَبلَ أَن يَنزِلَ بِكَ الكَبِيرُ يَا بنُيَ‌ّ املِك نَفسَكَ عِندَ الغَضَبِ حَتّي لَا تَكُونَ لِجَهَنّمَ حَطَباً يَا بنُيَ‌ّ الفَقرُ خَيرٌ مِن أَن تَظلِمَ وَ تَطغَي يَا بنُيَ‌ّ إِيّاكَ وَ أَن تَستَدِينَ فَتَخُونَ فِي الدّينِ

23-ختص ،[الإختصاص ] عَنِ الأوَزاَعيِ‌ّمِثلَهُ وَ زَادَ فِيهِ يَا بنُيَ‌ّ[إِيّاكَ] أَن تَخرُجَ مِنَ الدّنيَا فَقِيراً


صفحه : 428

وَ تَدَعَ أَمرَكَ وَ أَموَالَكَ عِندَ غَيرِكَ قَيّماً فَتُصَيّرَهُ أَمِيراً يَا بنُيَ‌ّ إِنّ اللّهَ رَهَنَ النّاسَ بِأَعمَالِهِم فَوَيلٌ لَهُم مِمّا كَسَبَت أَيدِيهِم وَ أَفئِدَتُهُم يَا بنُيَ‌ّ لَا تَأمَن مِنَ الدّنيَا وَ الذّنُوبُ وَ الشّيطَانُ فِيهَا يَا بنُيَ‌ّ إِنّهُ قَدِ افتَتَنَ الصّالِحُونَ مِنَ الأَوّلِينَ فَكَيفَ تَنجُو مِنهُ الآخَرُونَ يَا بنُيَ‌ّ اجعَلِ الدّنيَا سِجنَكَ فَتَكُونَ الآخِرَةُ جَنّتَكَ يَا بنُيَ‌ّ إِنّكَ لَم تُكَلّف أَن تُشِيلَ الجِبَالَ وَ لَم تُكَلّف مَا لَا تُطِيقُهُ فَلَا تَحمِلِ البَلَاءَ عَلَي كَتِفِكَ وَ لَا تَذبَح نَفسَكَ بِيَدِكَ يَا بنُيَ‌ّ لَا تُجَاوِرَنّ المُلُوكَ فَيَقتُلُوكَ وَ لَا تُطِعهُم فَتَكفُرَ يَا بنُيَ‌ّ جَاوِرِ المَسَاكِينَ وَ اخصُصِ الفُقَرَاءَ وَ المَسَاكِينَ مِنَ المُسلِمِينَ يَا بنُيَ‌ّ كُن لِليَتِيمِ كَالأَبِ الرّحِيمِ وَ لِلأَرمَلَةِ كَالزّوجِ العَطُوفِ يَا بنُيَ‌ّ إِنّهُ لَيسَ كُلّ مَن قَالَ اغفِر لِي غُفِرَ لَهُ إِنّهُ لَا يُغفَرُ إِلّا لِمَن عَمِلَ بِطَاعَةِ رَبّهِ يَا بنُيَ‌ّ الجَارَ ثُمّ الدّارَ يَا بنُيَ‌ّ الرّفِيقَ ثُمّ الطّرِيقَ يَا بنُيَ‌ّ لَو كَانَتِ البُيُوتُ عَلَي العَمَلِ مَا جَاوَرَ رَجُلٌ جَارَ سَوءٍ أَبَداً يَا بنُيَ‌ّ الوَحدَةُ خَيرٌ مِن صَاحِبِ السّوءِ يَا بنُيَ‌ّ الصّاحِبُ الصّالِحُ خَيرٌ مِنَ الوَحدَةِ يَا بنُيَ‌ّ نَقلُ الحِجَارَةِ وَ الحَدِيدِ خَيرٌ مِن قَرِينِ السّوءِ يَا بنُيَ‌ّ إنِيّ‌ نَقَلتُ الحِجَارَةَ وَ الحَدِيدَ فَلَم أَجِد شَيئاً أَثقَلَ مِن قَرِينِ السّوءِ يَا بنُيَ‌ّ إِنّهُ مَن يَصحَب قَرِينَ السّوءِ لَا يَسلَم وَ مَن يَدخُل مَدَاخِلَ السّوءِ يُتّهَم يَا بنُيَ‌ّ مَن لَا يَكُفّ لِسَانَهُ يَندَم يَا بنُيَ‌ّ المُحسِنُ تُكَافَأُ بِإِحسَانِهِ وَ المسُيِ‌ءُ يَكفِيكَ مَسَاوِيهِ لَو جَهَدتَ أَن تَفعَلَ بِهِ أَكثَرَ مِمّا يَفعَلُهُ بِنَفسِهِ مَا قَدَرتَ عَلَيهِ يَا بنُيَ‌ّ مَن ذَا ألّذِي عَبَدَ اللّهَ فَخَذَلَهُ وَ مَن ذَا ألّذِي ابتَغَاهُ فَلَم يَجِدهُ يَا بنُيَ‌ّ وَ مَن ذَا ألّذِي ذَكَرَهُ فَلَم يَذكُرهُ وَ مَن ذَا ألّذِي تَوَكّلَ عَلَي اللّهِ فَوَكَلَهُ إِلَي غَيرِهِ وَ مَن ذَا ألّذِي تَضَرّعَ إِلَيهِ جَلّ ذِكرُهُ فَلَم يَرحَمهُ يَا بنُيَ‌ّ شَاوِرِ الكَبِيرَ وَ لَا تسَتحَي‌ِ مِن مُشَاوَرَةِ الصّغِيرِ يَا بنُيَ‌ّ إِيّاكَ وَ مُصَاحَبَةَ الفُسّاقِ فَإِنّمَا هُم كَالكِلَابِ إِن وَجَدُوا عِندَكَ شَيئاً أَكَلُوهُ وَ إِلّا ذَمّوكَ وَ فَضَحُوكَ وَ إِنّمَا حُبّهُم بَينَهُم سَاعَةٌ يَا بنُيَ‌ّ مُعَادَاةُ المُؤمِنِ خَيرٌ مِن مُصَادَقَةِ الفَاسِقِ يَا بنُيَ‌ّ المُؤمِنُ تَظلِمُهُ وَ لَا يَظلِمُكَ وَ تَطلُبُ عَلَيهِ وَ يَرضَي عَنكَ وَ الفَاسِقُ لَا يُرَاقِبُ اللّهَ فَكَيفَ يُرَاقِبُكَ يَا بنُيَ‌ّ استَكثِر مِنَ


صفحه : 429

الأَصدِقَاءِ وَ لَا تَأمَن مِنَ الأَعدَاءِ فَإِنّ الغِلّ فِي صُدُورِهِم مِثلُ المَاءِ تَحتَ الرّمَادِ يَا بنُيَ‌ّ ابدَأِ النّاسَ بِالسّلَامِ وَ المُصَافَحَةِ قَبلَ الكَلَامِ يَا بنُيَ‌ّ لَا تُكَالِبِ النّاسَ فَيَمقَتُوكَ وَ لَا تَكُن مَهِيناً فَيُضِلّوكَ وَ لَا تَكُن حُلواً فَيَأكُلُوكَ وَ لَا تَكُن مُرّاً فَيَلفِظُوكَ وَ يُروَي وَ لَا تَكُن حُلواً فَتُبلَعَ وَ لَا مُرّاً فَتُرمَي يَا بنُيَ‌ّ لَا تُخَاصِم فِي عِلمِ اللّهِ فَإِنّ عِلمَ اللّهِ لَا يُدرَكُ وَ لَا يُحصَي يَا بنُيَ‌ّ خَفِ اللّهَ مَخَافَةً لَا تَيأَسُ مِن رَحمَتِهِ وَ ارجُهُ رَجَاءً لَا تَأمَنُ مِن مَكرِهِ يَا بنُيَ‌ّ انهَ النّفسَ عَن هَوَاهَا فَإِنّكَ إِن لَم تَنهَ النّفسَ عَن هَوَاهَا لَن تَدخُلَ الجَنّةَ وَ لَن تَرَاهَا وَ يُروَي انهَ نَفسَكَ عَن هَوَاهَا فَإِنّ فِي هَوَاهَا رَدَاهَا يَا بنُيَ‌ّ إِنّكَ مُنذُ يَومَ هَبَطتَ مِن بَطنِ أُمّكَ استَقبَلتَ الآخِرَةَ وَ استَدبَرتَ الدّنيَا فَإِنّكَ إِن نِلتَ مُستَقبَلَهَا أَولَي بِكَ مِن مُستَدبَرِهَا يَا بنُيَ‌ّ إِيّاكَ وَ التّجَبّرَ وَ التّكَبّرَ وَ الفَخرَ فَتُجَاوِرَ إِبلِيسَ فِي دَارِهِ يَا بنُيَ‌ّ دَع عَنكَ التّجَبّرَ وَ الكِبرَ وَ دَع عَنكَ الفَخرَ وَ اعلَم أَنّكَ سَاكِنُ القُبُورِ يَا بنُيَ‌ّ اعلَم أَنّهُ مَن جَاوَرَ إِبلِيسَ وَقَعَ دَارَ الهَوَانِ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَ لَا يَحيَي يَا بنُيَ‌ّ وَيلٌ لِمَن تَجَبّرَ وَ تَكَبّرَ كَيفَ يَتَعَظّمُ مَن خُلِقَ مِن طِينٍ وَ إِلَي طِينٍ يَعُودُ ثُمّ لَا يدَريِ‌ إِلَي مَا يَصِيرُ إِلَي الجَنّةِ فَقَد فَازَ أَو إِلَي النّارِ فَقَد خَسِرَ خُسرَاناً مُبِيناً وَ خَابَ وَ يُروَي كَيفَ يَتَجَبّرُ مَن قَد جَرَي فِي مَجرَي البَولِ مَرّتَينِ يَا بنُيَ‌ّ كَيفَ يَنَامُ ابنُ آدَمَ وَ المَوتُ يَطلُبُهُ وَ كَيفَ يَغفُلُ وَ لَا يُغفَلُ عَنهُ يَا بنُيَ‌ّ إِنّهُ قَد مَاتَ أَصفِيَاءُ اللّهِ جَلّ وَ عَزّ وَ أَحِبّاؤُهُ وَ أَنبِيَاؤُهُ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم فَمَن ذَا بَعدَهُم يُخَلّدُ فَيُترَكُ يَا بنُيَ‌ّ لَا تَطَأ أَمَتَكَ وَ لَو أَعجَبَتكَ وَ انهَ نَفسَكَ عَنهَا وَ زَوّجهَا يَا بنُيَ‌ّ لَا تُفشِيَنّ سِرّكَ إِلَي امرَأَتِكَ وَ لَا تَجعَل مَجلِسَكَ عَلَي بَابِ دَارِكَ يَا بنُيَ‌ّ إِنّ المَرأَةَ خُلِقَت مِن ضِلعٍ أَعوَجَ إِن أَقَمتَهَا كَسَرتَهَا وَ إِن تَرَكتَهَا تَعَوّجَت أَلزِمهُنّ البُيُوتَ فَإِن أَحسَنّ فَاقبَل إِحسَانَهُنّ وَ إِن أَسَأنَ فَاصبِرإِنّ ذلِكَ مِن عَزمِ الأُمُورِ يَا بنُيَ‌ّ النّسَاءُ أَربَعٌ ثِنتَانِ صَالِحَتَانِ وَ ثِنتَانِ مَلعُونَتَانِ فَأَمّا إِحدَي الصّالِحَتَينِ فهَيِ‌َ الشّرِيفَةُ فِي قَومِهَا الذّلِيلَةُ فِي نَفسِهَا التّيِ‌ إِن أُعطِيَت شَكَرَت


صفحه : 430

وَ إِنِ ابتُلِيَت صَبَرَت القَلِيلُ فِي يَدَيهَا كَثِيرٌ وَ الثاّنيِ‌ الوَلُودُ الوَدُودُ تَعُودُ بِخَيرٍ عَلَي زَوجِهَا هيِ‌َ كَالأُمّ الرّحِيمِ تَعطِفُ عَلَي كَبِيرِهِم وَ تَرحَمُ صَغِيرَهُم وَ تُحِبّ وُلدَ زَوجِهَا وَ إِن كَانُوا مِن غَيرِهَا جَامِعَةُ الشّملِ مَرضِيّةُ البَعلِ مُصلِحَةٌ فِي النّفسِ وَ الأَهلِ وَ المَالِ وَ الوَلَدِ فهَيِ‌َ كَالذّهَبِ الأَحمَرِ طُوبَي لِمَن رُزِقَهَا إِن شَهِدَ زَوجُهَا أَعَانَتهُ وَ إِن غَابَ عَنهَا حَفِظَتهُ وَ أَمّا إِحدَي المَلعُونَتَينِ فهَيِ‌َ العَظِيمَةُ فِي نَفسِهَا الذّلِيلَةُ فِي قَومِهَا التّيِ‌ إِن أُعطِيَت سَخِطَت وَ إِن مُنِعَت عَتَبَت وَ غَضِبَت فَزَوجُهَا مِنهَا فِي بَلَاءٍ وَ جِيرَانُهَا مِنهَا فِي عَنَاءٍ فهَيِ‌َ كَالأَسَدِ إِن جَاوَرتَهُ أَكَلَكَ وَ إِن هَرَبتَ مِنهُ قَتَلَكَ وَ المَلعُونَةُ الثّانِيَةُ فهَيِ‌َ قَلَي عَن زَوجِهَا وَ مَلّهَا جِيرَانُهَا إِنّمَا هيِ‌َ سَرِيعَةُ السّخطَةِ سَرِيعَةُ الدّمعَةِ إِن شَهِدَ زَوجُهَا لَم تَنفَعهُ وَ إِن غَابَ عَنهَا فَضَحَتهُ فهَيِ‌َ بِمَنزِلَةِ الأَرضِ النّشّاشَةِ إِن أُسقِيَت أَفَاضَتهُ المَاءُ وَ غَرِقَت وَ إِن تَرَكَتهَا عَطِشَت وَ إِن رُزِقتَ مِنهَا وَلَداً لَم تَنتَفِع بِهِ يَا بنُيَ‌ّ لَا تَتَزَوّج بِأَمَةٍ فَيُبَاعَ وُلدُكَ بَينَ يَدَيكَ وَ هُوَ فِعلُكَ بِنَفسِكَ يَا بنُيَ‌ّ لَو كَانَتِ النّسَاءُ تُذَاقُ كَمَا تُذَاقُ الخَمرُ مَا تَزَوّجَ رَجُلٌ امرَأَةَ سَوءٍ أَبَداً يَا بنُيَ‌ّ أَحسِن إِلَي مَن أَسَاءَ إِلَيكَ وَ لَا تُكثِر مِنَ الدّنيَا فَإِنّكَ عَلَي غَفلَةٍ مِنهَا وَ انظُر إِلَي مَا تَصِيرُ مِنهَا يَا بنُيَ‌ّ لَا تَأكُل مَالَ اليَتِيمِ فَتُفتَضَحَ يَومَ القِيَامَةِ وَ تُكَلّفَ أَن تَرُدّهُ إِلَيهِ يَا بنُيَ‌ّ لَو أَنّهُ أغُنيِ‌َ أَحَدٌ عَن أَحَدٍ لأَغُنيِ‌َ الوَلَدُ عَن وَالِدِهِ يَا بنُيَ‌ّ إِنّ النّارَ يُحِيطُ بِالعَالَمِينَ كُلّهِم فَلَا يَنجُو مِنهَا أَحَدٌ إِلّا مَن رَحِمَهُ اللّهُ وَ قَرّبَهُ مِنهُ يَا بنُيَ‌ّ لَا يَغُرّنّكَ خَبِيثُ اللّسَانِ فَإِنّهُ يُختَمُ عَلَي قَلبِهِ وَ تَتَكَلّمُ جَوَارِحُهُ وَ تَشهَدُ عَلَيهِ يَا بنُيَ‌ّ لَا تَشتِمِ


صفحه : 431

النّاسَ فَتَكُونَ أَنتَ ألّذِي شَتَمتَ أَبَوَيكَ يَا بنُيَ‌ّ لَا يُعجِبكَ إِحسَانُكَ وَ لَا تَتَعَظّمَنّ بِعَمَلِكَ الصّالِحِ فَتَهلِكَيا بنُيَ‌ّ أَقِمِ الصّلاةَ وَ أمُر بِالمَعرُوفِ وَ انهَ عَنِ المُنكَرِ وَ اصبِر عَلي ما أَصابَكَ إِنّ ذلِكَ مِن عَزمِ الأُمُورِيا بنُيَ‌ّ لا تُشرِك بِاللّهِ إِنّ الشّركَ لَظُلمٌ عَظِيمٌ يَا بنُيَ‌ّوَ لا تَمشِ فِي الأَرضِ مَرَحاً إِنّكَ لَن تَخرِقَ الأَرضَ وَ لَن تَبلُغَ الجِبالَ طُولًا يَا بنُيَ‌ّ إِنّ كُلّ يَومٍ يَأتِيكَ يَومٌ جَدِيدٌ يَشهَدُ عَلَيكَ عِندَ رَبّ كَرِيمٍ يَا بنُيَ‌ّ إِنّكَ مُدرَجٌ فِي أَكفَانِكَ وَ مُحَلّ قَبرَكَ وَ مُعَايِنٌ عَمَلَكَ كُلّهُ يَا بنُيَ‌ّ كَيفَ تَسكُنُ دَارَ مَن أَسخَطتَهُ أَم كَيفَ مَن قَد عَصَيتَهُ يَا بنُيَ‌ّ عَلَيكَ بِمَا يَعنِيكَ وَ دَع عَنكَ مَا لَا يَعنِيكَ فَإِنّ القَلِيلَ مِنهَا يَكفِيكَ وَ الكَثِيرَ مِنهَا لَا يَعنِيكَ يَا بنُيَ‌ّ لَا تُؤثِرَنّ عَلَي نَفسِكَ سِوَاهَا وَ لَا تُورِث مَالَكَ أَعدَاءَكَ يَا بنُيَ‌ّ إِنّهُ قَد أحُصيِ‌َ الحَلَالُ الصّغِيرُ فَكَيفَ بِالحَرَامِ الكَثِيرِ يَا بنُيَ‌ّ اتّقِ النّظَرَ إِلَي مَا لَا تَملِكُهُ وَ أَطِلِ التّفَكّرَ فِي مَلَكُوتِ السّمَاوَاتِ وَ الأَرضِ وَ الجِبَالِ وَ مَا خَلَقَ اللّهُ فَكَفَي بِهَذَا وَاعِظاً لِقَلبِكَ يَا بنُيَ‌ّ اقبَل وَصِيّةَ الوَالِدِ الشّفِيقِ يَا بنُيَ‌ّ بَادِر بِعَمَلِكَ قَبلَ أَن يَحضُرَ أَجَلُكَ وَ قَبلَ أَن تَسِيرَ الجِبَالُ سَيراً وَ تُجمَعَ الشّمسُ وَ القَمَرُ وَ تُغَيّرَ السّمَاءُ وَ تُطوَي وَ تَنَزّلَ المَلَائِكَةُ صُفُوفاً خَائِفِينَ حَافّينَ مُشفِقِينَ وَ تُكَلّفَ أَن تُجَاوِزَ الصّرَاطَ وَ تُعَايِنَ حِينَئِذٍ عَمَلَكَ وَ تُوضَعَ المَوَازِينُ وَ تُنشَرَ الدّوَاوِينُ يَا بنُيَ‌ّ تَعَلّمتَ سَبعَةَ آلَافٍ مِنَ الحِكمَةِ فَاحفَظ مِنهَا أَربَعاً وَ مُرّ معَيِ‌ إِلَي الجَنّةِ أَحكِم سَفِينَتَكَ فَإِنّ بَحرَكَ


صفحه : 432

عَمِيقٌ وَ خَفّف حِملَكَ فَإِنّ العَقَبَةَ كَئُودٌ وَ أَكثِرِ الزّادَ فَإِنّ السّفَرَ بَعِيدٌ وَ أَخلِصِ العَمَلَ فَإِنّ النّاقِدَ بَصِيرٌ

24-كَنزُ الفَوَائِدِ،للِكرَاَجكُيِ‌ّ مِن حِكَمِ لُقمَانَ عَلَيهِ السّلَامُ يَا بنُيَ‌ّ أَقِمِ الصّلَاةَ فَإِنّ مَثَلَ الصّلَاةِ فِي دِينِ اللّهِ كَمَثَلِ عَمُودِ الفُسطَاطِ فَإِنّ العَمُودَ إِذَا استَقَامَ نَفَعَتِ الأَطنَابَ وَ الأَوتَادَ وَ الظّلَالَ وَ إِن لَم يَستَقِم لَم يَنفَع وَتِدٌ وَ لَا طُنُبٌ وَ لَا ظِلَالٌ أَي بنُيَ‌ّ صَاحِبِ العُلَمَاءَ وَ جَالِسهُم وَ زُرهُم فِي بُيُوتِهِم لَعَلّكَ أَن تُشبِهَهُم فَتَكُونَ مِنهُم اعلَم أَي بنُيَ‌ّ إنِيّ‌ قَد ذُقتُ الصّبرَ وَ أَنوَاعَ المُرّ فَلَم أَرَ أَمَرّ مِنَ الفَقرِ فَإِنِ افتَقَرتَ يَومَكَ فَاجعَل فَقرَكَ بَينَكَ وَ بَينَ اللّهِ وَ لَا تُحَدّثِ النّاسَ بِفَقرِكَ فَتَهُونَ عَلَيهِم يَا بنُيَ‌ّ ادعُ اللّهَ ثُمّ سَل فِي النّاسِ هَل مِن أَحَدٍ دَعَا اللّهَ فَلَم يُجِبهُ أَو سَأَلَهُ فَلَم يُعطِهِ يَا بنُيَ‌ّ ثِق بِاللّهِ العَظِيمِ عَزّ وَ جَلّ ثُمّ سَل فِي النّاسِ هَل مِن أَحَدٍ وَثِقَ بِاللّهِ فَلَم يُنجِهِ يَا بنُيَ‌ّ تَوَكّل عَلَي اللّهِ ثُمّ سَل فِي النّاسِ مَن ذَا ألّذِي تَوَكّلَ عَلَي اللّهِ فَلَم يُكفَ يَا بنُيَ‌ّ أَحسِنِ الظّنّ بِاللّهِ ثُمّ سَل فِي النّاسِ مَن ذَا ألّذِي أَحسَنَ الظّنّ بِاللّهِ فَلَم يَكُن عِندَ حُسنِ ظَنّهِ بِهِ يَا بنُيَ‌ّ مَن يُرِد رِضوَانَ اللّهِ يُسخِط نَفسَهُ إِلَيهِ وَ مَن لَا يُسخِط نَفسَهُ لَا يرُضيِ‌[يُرضِ]رَبّهُ وَ مَن لَا يَكظِم غَيظَهُ يُشمِت عَدُوّهُ يَا بنُيَ‌ّ تَعَلّمِ الحِكمَةَ تَشَرّف فَإِنّ الحِكمَةَ تَدُلّ عَلَي الدّينِ وَ تُشَرّفُ العَبدَ عَلَي الحُرّ وَ تَرفَعُ المِسكِينَ عَلَي الغنَيِ‌ّ وَ تُقَدّمُ الصّغِيرَ عَلَي الكَبِيرِ وَ تُجلِسُ المِسكِينَ مَجَالِسَ المُلُوكِ وَ تَزِيدُ الشّرِيفَ شَرَفاً وَ السّيّدَ سُؤدَداً وَ الغنَيِ‌ّ مَجداً وَ كَيفَ يَظُنّ ابنُ آدَمَ أَن يَتَهَيّأَ لَهُ أَمرُ دِينِهِ وَ مَعِيشَتِهِ بِغَيرِ حِكمَةٍ وَ لَن يُهَيّئَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَمرَ الدّنيَا وَ الآخِرَةِ إِلّا بِالحِكمَةِ وَ مَثَلُ الحِكمَةِ بِغَيرِ طَاعَةٍ مَثَلُ الجَسَدِ بِلَا نَفسٍ أَو مَثَلُ الصّعِيدِ بِلَا مَاءٍ وَ لَا صَلَاحَ لِلجَسَدِ بِغَيرِ نَفسٍ وَ لَا لِلصّعِيدِ بِغَيرِ مَاءٍ وَ لَا لِلحِكمَةِ بِغَيرِ طَاعَةِ


صفحه : 433

25- وَ أخَبرَنَيِ‌ جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ الشيّباَنيِ‌ّ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي ذَرّ رَحِمَهُ اللّهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص قَالَ لُقمَانُ لِابنِهِ وَ هُوَ يَعِظُهُ يَا بنُيَ‌ّ مَن ذَا ألّذِي ابتَغَي اللّهَ فَلَم يَجِدهُ وَ مَن ذَا ألّذِي لَجَأَ إِلَي اللّهِ فَلَم يُدَافِع عَنهُ أَم مَن ذَا ألّذِي تَوَكّلَ عَلَي اللّهِ فَلَم يَكفِهِ

26-بَيَانُ التّنزِيلِ،لِابنِ شَهرَآشُوبَ قَالَ أَوّلُ مَا ظَهَرَ مِن حِكَمِ لُقمَانَ أَنّ تَاجِراً سَكِرَ وَ خَاطَرَ نَدِيمَهَ أَن يَشرَبَ مَاءَ البَحرِ كُلّهُ وَ إِلّا سَلّمَ إِلَيهِ مَالَهُ وَ أَهلَهُ فَلَمّا أَصبَحَ وَ صَحَا نَدِمَ وَ جَعَلَ صَاحِبُهُ يُطَالِبُهُ بِذَلِكَ فَقَالَ لُقمَانُ أَنَا أُخَلّصُكَ بِشَرطِ أَن لَا تَعُودَ إِلَي مِثلِهِ قُل أَ أَشرَبُ المَاءَ ألّذِي كَانَ فِيهِ وَقتَئِذٍ فأَتنِيِ‌ بِهِ أَو أَشرَبُ مَاءَهُ الآنَ فَسُدّ أَفوَاهَهُ لِأَشرَبَهُ أَو أَشرَبُ المَاءَ ألّذِي يأَتيِ‌ بِهِ فَاصبِر حَتّي يأَتيِ‌َ فَأَمسَكَ صَاحِبُهُ عَنهُ

27- كِتَابُ فَتحِ الأَبوَابِ،لِلسّيّدِ ابنِ طَاوُسٍ قَالَ روُيِ‌َ أَنّ لُقمَانَ الحَكِيمَ قَالَ لِوَلَدِهِ فِي وَصِيّتِهِ لَا تُعَلّق قَلبَكَ بِرِضَا النّاسِ وَ مَدحِهِم وَ ذَمّهِم فَإِنّ ذَلِكَ لَا يَحصُلُ وَ لَو بَالَغَ الإِنسَانُ فِي تَحصِيلِهِ بِغَايَةِ قُدرَتِهِ فَقَالَ وَلَدُهُ مَا مَعنَاهُ أُحِبّ أَن أَرَي لِذَلِكَ مِثَالًا أَو فِعَالًا أَو مَقَالًا فَقَالَ لَهُ أَخرُجُ أَنَا وَ أَنتَ فَخَرَجَا وَ مَعَهُمَا بَهِيمَةٌ فَرَكِبَهُ لُقمَانُ وَ تَرَكَ وَلَدَهُ


صفحه : 434

يمَشيِ‌ وَرَاءَهُ فَاجتَازُوا عَلَي قَومٍ فَقَالُوا هَذَا شَيخٌ قاَسيِ‌ القَلبِ قَلِيلُ الرّحمَةِ يَركَبُ هُوَ الدّابّةَ وَ هُوَ أَقوَي مِن هَذَا الصبّيِ‌ّ وَ يَترُكُ هَذَا الصبّيِ‌ّ يمَشيِ‌ وَرَاءَهُ وَ إِنّ هَذَا بِئسَ التّدبِيرُ فَقَالَ لِوَلَدِهِ سَمِعتَ قَولَهُم وَ إِنكَارَهُم لرِكُوُبيِ‌ وَ مَشيِكَ فَقَالَ نَعَم فَقَالَ اركَب أَنتَ يَا ولَدَيِ‌ حَتّي أمَشيِ‌َ أَنَا فَرَكِبَ وَلَدُهُ وَ مَشَي لُقمَانُ فَاجتَازُوا عَلَي جَمَاعَةٍ أُخرَي فَقَالُوا هَذَا بِئسَ الوَالِدُ وَ هَذَا بِئسَ الوَلَدُ أَمّا أَبُوهُ فَإِنّهُ مَا أَدّبَ هَذَا الصبّيِ‌ّ حَتّي يَركَبَ الدّابّةَ وَ يَترُكَ وَالِدَهُ يمَشيِ‌ وَرَاءَهُ وَ الوَالِدُ أَحَقّ بِالِاحتِرَامِ وَ الرّكُوبِ وَ أَمّا الوَلَدُ فَإِنّهُ عَقّ وَالِدَهُ بِهَذِهِ الحَالِ فَكِلَاهُمَا أَسَاءَا فِي الفِعَالِ فَقَالَ لُقمَانُ لِوَلَدِهِ سَمِعتَ فَقَالَ نَعَم فَقَالَ نَركَبُ مَعاً الدّابّةَ فَرَكِبَا مَعاً فَاجتَازَا عَلَي جَمَاعَةٍ فَقَالُوا مَا فِي قَلبِ هَذَينِ الرّاكِبَينِ رَحمَةٌ وَ لَا عِندَهُم مِنَ اللّهِ خَيرٌ يَركَبَانِ مَعاً الدّابّةَ يَقطَعَانِ ظَهرَهَا وَ يَحمِلَانِهَا مَا لَا تُطِيقُ لَو كَانَ قَد رَكِبَ وَاحِدٌ وَ مَشَي وَاحِدٌ كَانَ أَصلَحَ وَ أَجوَدَ فَقَالَ سَمِعتَ فَقَالَ نَعَم فَقَالَ هَاتِ حَتّي نَترُكَ الدّابّةَ تمَشيِ‌ خَالِيَةً مِن رُكُوبِنَا فَسَاقاَ الدّابّةَ بَينَ أَيدِيهِمَا وَ هُمَا يَمشِيَانِ فَاجتَازَا عَلَي جَمَاعَةٍ فَقَالُوا هَذَا عَجِيبٌ مِن هَذَينِ الشّخصَينِ يَترُكَانِ دَابّةً فَارِغَةً تمَشيِ‌ بِغَيرِ رَاكِبٍ وَ يَمشِيَانِ وَ ذَمّوهُمَا عَلَي ذَلِكَ كَمَا ذَمّوهُمَا عَلَي كُلّ مَا كَانَ فَقَالَ لِوَلَدِهِ تَرَي فِي تَحصِيلِ رِضَاهُم حِيلَةً لِمُحتَالٍ فَلَا تَلتَفِت إِلَيهِم وَ اشتَغِل بِرِضَا اللّهِ جَلّ جَلَالُهُ فَفِيهِ شُغُلٌ شَاغِلٌ وَ سَعَادَةٌ وَ إِقبَالٌ فِي الدّنيَا وَ يَومِ الحِسَابِ وَ السّؤَالِ


صفحه : 435

باب 91-قصة إشمويل عليه السلام وطالوت وجالوت وتابوت السكينة

الآيات البقرةأَ لَم تَرَ إِلَي المَلَإِ مِن بنَيِ‌ إِسرائِيلَ مِن بَعدِ مُوسي إِذ قالُوا لنِبَيِ‌ّ لَهُمُ ابعَث لَنا مَلِكاً نُقاتِل فِي سَبِيلِ اللّهِ قالَ هَل عَسَيتُم إِن كُتِبَ عَلَيكُمُ القِتالُ أَلّا تُقاتِلُوا قالُوا وَ ما لَنا أَلّا نُقاتِلَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَ قَد أُخرِجنا مِن دِيارِنا وَ أَبنائِنا فَلَمّا كُتِبَ عَلَيهِمُ القِتالُ تَوَلّوا إِلّا قَلِيلًا مِنهُم وَ اللّهُ عَلِيمٌ بِالظّالِمِينَ وَ قالَ لَهُم نَبِيّهُم إِنّ اللّهَ قَد بَعَثَ لَكُم طالُوتَ مَلِكاً قالُوا أَنّي يَكُونُ لَهُ المُلكُ عَلَينا وَ نَحنُ أَحَقّ بِالمُلكِ مِنهُ وَ لَم يُؤتَ سَعَةً مِنَ المالِ قالَ إِنّ اللّهَ اصطَفاهُ عَلَيكُم وَ زادَهُ بَسطَةً فِي العِلمِ وَ الجِسمِ وَ اللّهُ يؤُتيِ‌ مُلكَهُ مَن يَشاءُ وَ اللّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ وَ قالَ لَهُم نَبِيّهُم إِنّ آيَةَ مُلكِهِ أَن يَأتِيَكُمُ التّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِن رَبّكُم وَ بَقِيّةٌ مِمّا تَرَكَ آلُ مُوسي وَ آلُ هارُونَ تَحمِلُهُ المَلائِكَةُ إِنّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لَكُم إِن كُنتُم مُؤمِنِينَ فَلَمّا فَصَلَ طالُوتُ بِالجُنُودِ قالَ إِنّ اللّهَ مُبتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنهُ فَلَيسَ منِيّ‌ وَ مَن لَم يَطعَمهُ فَإِنّهُ منِيّ‌ إِلّا مَنِ اغتَرَفَ غُرفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنهُ إِلّا قَلِيلًا مِنهُم فَلَمّا جاوَزَهُ هُوَ وَ الّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قالُوا لا طاقَةَ لَنَا اليَومَ بِجالُوتَ وَ جُنُودِهِ قالَ الّذِينَ يَظُنّونَ أَنّهُم مُلاقُوا اللّهِ كَم مِن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَت فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذنِ اللّهِ وَ اللّهُ مَعَ الصّابِرِينَ وَ لَمّا بَرَزُوا لِجالُوتَ وَ جُنُودِهِ قالُوا رَبّنا أَفرِغ عَلَينا صَبراً وَ ثَبّت أَقدامَنا وَ انصُرنا عَلَي القَومِ الكافِرِينَ فَهَزَمُوهُم بِإِذنِ اللّهِ وَ قَتَلَ داوُدُ جالُوتَ وَ آتاهُ اللّهُ المُلكَ وَ الحِكمَةَ وَ عَلّمَهُ مِمّا يَشاءُ وَ لَو لا دَفعُ اللّهِ النّاسَ بَعضَهُم بِبَعضٍ لَفَسَدَتِ الأَرضُ وَ لكِنّ اللّهَ ذُو فَضلٍ عَلَي العالَمِينَ.

تفسير قال الطبرسي‌ رحمه الله هَل عَسَيتُم أي لعلكم إن فرض عليكم المحاربة مع ذلك الملك أَلّا تُقاتِلُوا أي لاتفوا بما تقولون وتجبنوامِن دِيارِنا وَ أَبنائِنا


صفحه : 436

أي من أوطاننا وأهالينا بالسبي‌ والقهر علي نواحيناتَوَلّوا أي أعرضوا عن القتال إِلّا قَلِيلًا مِنهُم وهم الذين عبروا النهرقَد بَعَثَ لَكُم طالُوتَ مَلِكاً أي جعله ملكا و هو من ولد بنيامين و لم يكن من سبط النبوة و لا من سبط المملكة وسمي‌ طالوت لطوله ويقال كان سقاء وقيل خربندجا وقيل دباغا وكانت النبوة في سبط لاوي والمملكة في سبط يهودا وقيل في سبط يوسف وقيل بعثه نبيا بعد أن جعله ملكاوَ زادَهُ بَسطَةً أي فضيلة وسعةفِي العِلمِ وَ الجِسمِ و كان أعلم بني‌ إسرائيل في وقته وأجملهم وأتمهم وأعظمهم جسما وأقواهم شجاعة وقيل كان إذاقام الرجل فبسط يده رافعا لها نال رأسه قال وهب كان ذلك قبل الملك وزاده ذلك بعدالملك فَلَمّا فَصَلَ أي خرج من مكانه وقطع الطريق بالجنود اختلف في عددهم قيل كانوا ثمانين ألف مقاتل وقيل سبعين ألفا و ذلك أنهم لمارأوا التابوت أيقنوا بالنصر فتبادروا إلي الجهادقالَيعني‌ طالوت إِنّ اللّهَ مُبتَلِيكُم بِنَهَرٍ أي ممتحنكم ومختبركم و كان سبب ابتلائهم شكايتهم عن قلة الماء وخوف التلف من العطش وقيل إنما ابتلوا ليشكروا فيكثر ثوابهم واختلف في النهر فقيل هونهر بين الأردن وفلسطين وقيل نهر فلسطين فَلَيسَ منِيّ‌ أي من أهل ولايتي‌ وممن يتبعني‌وَ مَن لَم يَطعَمهُ أي لم يجد طعمه و لم يذق منه إِلّا مَنِ اغتَرَفَ غُرفَةً بِيَدِهِ أي إلا من أخذ من الماء مرة واحدة باليد و من قرأ غرفة بالضم و هو غير ابن كثير و أبوعمرو و أهل المدينة فمعناه إلا من شرب


صفحه : 437

مقدار مل ء كفه فَشَرِبُوا مِنهُ أي أكثر من غرفةإِلّا قَلِيلًا مِنهُم وقيل إن الذين شربوا منه غرفة كانوا ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا وقيل أربعة آلاف رجل ونافق ستة وسبعون ألفا ثم نافق الأربعة آلاف إلاثلاثمائة وبضعة عشر وقيل من استكثر من ذلك الماء عطش و من لم يشرب إلاغرفة روي‌ وذهب عطشه ورد طالوت عند ذلك العصاة منهم فلم يقطعوا معه النهرفَلَمّا جاوَزَهُ أي فلما تخطي النهر طالوت والمؤمنون معه وروي‌ أنه جاوز معه المؤمنون خاصة كانوا مثل عدد أهل بدر وقيل بل جاوز المؤمنون والكافرون إلا أن الكافرين انعزلوا وبقي‌ المؤمنون علي عدد أهل بدر و هذاأقوي فلما رأوا كثرة جنود جالوت قالُوا أي الكفار منهم قالَ الّذِينَ يَظُنّونَ أي يستيقنون أَنّهُم مُلاقُوا اللّهِ أي راجعون إلي الله و إلي جزائه أويظنون أنهم ملاقو الله بالقتل في تلك الوقعة وهم المؤمنون الذين عددهم عدة أهل بدركَم مِن فِئَةٍ أي فرقةبِإِذنِ اللّهِ أي بنصره أَفرِغ عَلَينا أي أصبب عليناوَ ثَبّت أَقدامَنا حتي لانفروَ آتاهُ اللّهُ أي داودالمُلكَ بعدقتل جالوت بسبع سنين وَ الحِكمَةَقبل النبوة و لم يكن نبيا قبل قتله جالوت فجمع الله له الملك والنبوة عندموت طالوت في حالة واحدة لأنه لايجوز أن يترأس من ليس بنبي‌ علي نبي‌ وقيل يجوز ذلك إذا كان يفعل مايفعل بأمره ومشورته وَ عَلّمَهُ مِمّا يَشاءُ من أمور الدين والدنيا منها صنعة الدروع فإنه كان يلين له الحديد كالشمع وقيل الزبور والحكم بين الناس وكلام الطير والنمل وقيل الصوت الطيب والألحان

1-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ وَ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ النّضرِ بنِ سُوَيدٍ عَن يَحيَي الحلَبَيِ‌ّ عَن هَارُونَ بنِ خَارِجَةَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّإِنّ اللّهَ قَد بَعَثَ لَكُم طالُوتَ مَلِكاً قالُوا أَنّي يَكُونُ


صفحه : 438

لَهُ المُلكُ عَلَينا وَ نَحنُ أَحَقّ بِالمُلكِ مِنهُ قَالَ لَم يَكُن مِن سِبطِ النّبُوّةِ وَ لَا مِن سِبطِ المَملَكَةِقالَ إِنّ اللّهَ اصطَفاهُ عَلَيكُم وَ قَالَإِنّ آيَةَ مُلكِهِ أَن يَأتِيَكُمُ التّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِن رَبّكُم وَ بَقِيّةٌ مِمّا تَرَكَ آلُ مُوسي وَ آلُ هارُونَفَجَاءَت بِهِ المَلَائِكَةُ تَحمِلُهُ وَ قَالَ اللّهُ جَلّ ذِكرُهُإِنّ اللّهَ مُبتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنهُ فَلَيسَ منِيّ‌ وَ مَن لَم يَطعَمهُ فَإِنّهُ منِيّ‌فَشَرِبُوا مِنهُ إِلّا ثَلَاثَمِائَةٍ وَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا مِنهُم مَنِ اغتَرَفَ وَ مِنهُم مَن لَم يَشرَب فَلَمّا بَرَزُوا قَالَ الّذِينَ اغتَرَفُوالا طاقَةَ لَنَا اليَومَ بِجالُوتَ وَ جُنُودِهِ وَ قَالَ الّذِينَ لَم يَغتَرِفُواكَم مِن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَت فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذنِ اللّهِ وَ اللّهُ مَعَ الصّابِرِينَ

شي‌،[تفسير العياشي‌] عن أبي بصير مثله

2-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن فَضَالَةَ بنِ أَيّوبَ عَن يَحيَي الحلَبَيِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سُلَيمَانَ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ أَنّهُ قَرَأَإِنّ آيَةَ مُلكِهِ أَن يَأتِيَكُمُ التّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِن رَبّكُم وَ بَقِيّةٌ مِمّا تَرَكَ آلُ مُوسي وَ آلُ هارُونَ تَحمِلُهُ المَلائِكَةُ قَالَ كَانَت تَحمِلُهُ فِي صُورَةِ البَقَرَةِ

3-كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَن حَرِيزٍ عَمّن أَخبَرَهُ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ فِي قَولِ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَييَأتِيَكُمُ التّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِن رَبّكُم وَ بَقِيّةٌ مِمّا تَرَكَ آلُ مُوسي وَ آلُ هارُونَ تَحمِلُهُ المَلائِكَةُ قَالَ رَضرَاضُ الأَلوَاحِ فِيهَا العِلمُ وَ الحِكمَةُ

4-فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَنِ النّضرِ عَن يَحيَي الحلَبَيِ‌ّ عَن هَارُونَ بنِ خَارِجَةَ عَن


صفحه : 439

أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ أَنّ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ بَعدَ مُوسَي عَمِلُوا باِلمعَاَصيِ‌ وَ غَيّرُوا دِينَ اللّهِ وَ عَتَوا عَن أَمرِ رَبّهِم وَ كَانَ فِيهِم نبَيِ‌ّ يَأمُرُهُم وَ يَنهَاهُم فَلَم يُطِيعُوهُ وَ روُيِ‌َ أَنّهُ إِرمِيَا النّبِيّ فَسَلّطَ اللّهُ عَلَيهِم جَالُوتَ وَ هُوَ مِنَ القِبطِ فَأَذَلّهُم وَ قَتَلَ رِجَالَهُم وَ أَخرَجَهُم مِن دِيَارِهِم وَ أَخَذَ أَموَالَهُم وَ استَعبَدَ نِسَاءَهُم فَفَزِعُوا إِلَي نَبِيّهِم وَ قَالُوا سَلِ اللّهَ أَن يَبعَثَ لَنَا مَلِكاً نُقَاتِل فِي سَبِيلِ اللّهِ وَ كَانَتِ النّبُوّةُ فِي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فِي بَيتٍ وَ المُلكُ وَ السّلطَانُ فِي بَيتٍ آخَرَ لَم يَجمَعِ اللّهُ لَهُمُ النّبُوّةَ وَ المُلكَ فِي بَيتٍ وَاحِدٍ فَمِن ذَلِكَ قَالُواابعَث لَنا مَلِكاً نُقاتِل فِي سَبِيلِ اللّهِ فَقَالَ لَهُم نَبِيّهُمهَل عَسَيتُم إِن كُتِبَ عَلَيكُمُ القِتالُ أَلّا تُقاتِلُوا قالُوا وَ ما لَنا أَلّا نُقاتِلَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَ قَد أُخرِجنا مِن دِيارِنا وَ أَبنائِنا وَ كَانَ كَمَا قَالَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيفَلَمّا كُتِبَ عَلَيهِمُ القِتالُ تَوَلّوا إِلّا قَلِيلًا مِنهُمفَقالَ لَهُم نَبِيّهُم إِنّ اللّهَ قَد بَعَثَ لَكُم طالُوتَ مَلِكاًفَغَضِبُوا مِن ذَلِكَ وَقالُوا أَنّي يَكُونُ لَهُ المُلكُ عَلَينا وَ نَحنُ أَحَقّ بِالمُلكِ مِنهُ وَ لَم يُؤتَ سَعَةً مِنَ المالِ وَ كَانَتِ النّبُوّةُ فِي وُلدِ لَاوَي وَ المُلكُ فِي وُلدِ يُوسُفَ وَ كَانَ طَالُوتُ مِن وُلدِ ابنِ يَامِينَ أخَيِ‌ يُوسُفَ لِأُمّهِ لَم يَكُن مِن بَيتِ النّبُوّةِ وَ لَا مِن بَيتِ المَملَكَةِ فَقَالَ لَهُم نَبِيّهُمإِنّ اللّهَ اصطَفاهُ عَلَيكُم وَ زادَهُ بَسطَةً فِي العِلمِ وَ الجِسمِ وَ اللّهُ يؤُتيِ‌ مُلكَهُ مَن يَشاءُ وَ اللّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ وَ كَانَ أَعظَمَهُم جِسماً وَ كَانَ شُجَاعاً قَوِيّاً وَ كَانَ أَعلَمَهُم إِلّا أَنّهُ كَانَ فَقِيراً فَعَابُوهُ بِالفَقرِ فَقَالُوالَم يُؤتَ سَعَةً مِنَ المالِفَقالَ لَهُم نَبِيّهُم إِنّ آيَةَ مُلكِهِ أَن يَأتِيَكُمُ التّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِن رَبّكُم وَ بَقِيّةٌ مِمّا تَرَكَ آلُ مُوسي وَ آلُ هارُونَ تَحمِلُهُ المَلائِكَةُ وَ كَانَ التّابُوتُ ألّذِي أَنزَلَهُ اللّهُ عَلَي مُوسَي فَوَضَعَتهُ فِيهِ أُمّهُ وَ أَلقَتهُ فِي اليَمّ فَكَانَ فِي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ يَتَبَرّكُونَ بِهِ فَلَمّا حَضَرَ مُوسَي الوَفَاةُ وَضَعَ فِيهِ الأَلوَاحَ وَ دِرعَهُ وَ مَا كَانَ عِندَهُ مِن آيَاتِ النّبُوّةِ وَ أَودَعَهُ يُوشَعَ وَصِيّهُ فَلَم يَزَلِ التّابُوتُ بَينَهُم حَتّي استَخَفّوا بِهِ وَ كَانَ الصّبيَانُ يَلعَبُونَ بِهِ فِي الطّرُقَاتِ فَلَم يَزَل


صفحه : 440

بَنُو إِسرَائِيلَ فِي عِزّ وَ شَرَفٍ مَا دَامَ التّابُوتُ عِندَهُم فَلَمّا عَمِلُوا باِلمعَاَصيِ‌ وَ استَخَفّوا بِالتّابُوتِ رَفَعَهُ اللّهُ عَنهُم فَلَمّا سَأَلُوا النّبِيّ وَ بَعَثَ اللّهُ إِلَيهِم طَالُوتَ مَلِكاً يُقَاتِلُ مَعَهُم رَدّ اللّهُ عَلَيهِمُ التّابُوتَ كَمَا قَالَ اللّهُإِنّ آيَةَ مُلكِهِ أَن يَأتِيَكُمُ التّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِن رَبّكُم وَ بَقِيّةٌ مِمّا تَرَكَ آلُ مُوسي وَ آلُ هارُونَ تَحمِلُهُ المَلائِكَةُ قَالَ البَقِيّةُ ذُرّيّةُ الأَنبِيَاءِ وَ قَولُهُفِيهِ سَكِينَةٌ مِن رَبّكُم فَإِنّ التّابُوتَ كَانَ يُوضَعُ بَينَ يدَيَ‌ِ العَدُوّ وَ بَينَ المُسلِمِينَ فَتَخرُجُ مِنهُ رِيحٌ طَيّبَةٌ لَهَا وَجهٌ كَوَجهِ الإِنسَانِ

حدَثّنَيِ‌ أَبِي عَنِ الحُسَينِ بنِ خَالِدٍ عَنِ الرّضَا عَلَيهِ السّلَامُ أَنّهُ قَالَالسّكِينَةُ رِيحٌ مِنَ الجَنّةِ لَهَا وَجهٌ كَوَجهِ الإِنسَانِ وَ كَانَ إِذَا وُضِعَ التّابُوتُ بَينَ يدَيَ‌ِ المُسلِمِينَ وَ الكُفّارِ فَإِن تَقَدّمَ التّابُوتَ رَجُلُ لَا يَرجِعُ حَتّي يَغلِبَ أَو يُقتَلَ وَ مَن رَجَعَ عَنِ التّابُوتِ كَفَرَ وَ قَتَلَهُ الإِمَامُ فَأَوحَي اللّهُ إِلَي نَبِيّهِم أَنّ جَالُوتَ يَقتُلُهُ مَن يسَتوَيِ‌ عَلَيهِ دِرعُ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ وَ هُوَ رَجُلٌ مِن وُلدِ لَاوَي بنِ يَعقُوبَ عَلَيهِ السّلَامُ اسمُهُ دَاوُدُ بنُ إِيشَا وَ كَانَ إِيشَا رَاعِياً وَ كَانَ لَهُ عَشَرَةُ بَنِينَ أَصغَرُهُم دَاوُدُ فَلَمّا بُعِثَ طَالُوتُ إِلَي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ وَ جَمَعَهُم لِحَربِ جَالُوتَ بَعَثَ إِلَي إِيشَا أَنِ احضُر وَ أَحضِر وُلدَكَ فَلَمّا حَضَرُوا دَعَا وَاحِداً وَاحِداً مِن وُلدِهِ فَأَلبَسَهُ الدّرعَ دِرعَ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ فَمِنهُم مَن طَالَ عَلَيهِ وَ مِنهُم مَن قَصُرَ عَنهُ فَقَالَ لِإِيشَا هَل خَلّفتَ مِن وُلدِكَ أَحَداً قَالَ نَعَم أَصغَرَهُم تَرَكتُهُ فِي الغَنَمِ رَاعِياً فَبَعَثَ إِلَيهِ فَجَاءَ بِهِ فَلَمّا دعُيِ‌َ أَقبَلَ وَ مَعَهُ مِقلَاعٌ قَالَ فَنَادَاهُ ثَلَاثُ صَخَرَاتٍ فِي طَرِيقِهِ فَقَالَت يَا دَاوُدُ خُذنَا فَأَخَذَهَا فِي مِخلَاتِهِ وَ كَانَ شَدِيدَ البَطشِ قَوِيّاً فِي بَدَنِهِ شُجَاعاً فَلَمّا جَاءَ إِلَي طَالُوتَ أَلبَسَهُ دِرعَ مُوسَي فَاستَوَي عَلَيهِ فَفَصَلَ طالُوتُ بِالجُنُودِ وَ قَالَ لَهُم نَبِيّهُم يَا بنَيِ‌ إِسرَائِيلَإِنّ اللّهَ مُبتَلِيكُم بِنَهَرٍ فِي هَذِهِ المَفَازَةِفَمَن شَرِبَ مِنهُفَلَيسَ مِن حِزبِ اللّهِ وَ مَن لَم يَشرَب فَهُوَ مِنَ اللّهِإِلّا مَنِ اغتَرَفَ


صفحه : 441

غُرفَةً بِيَدِهِ فَلَمّا وَرَدُوا النّهَرَ أَطلَقَ اللّهُ لَهُم أَن يَغرِفَ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُم غُرفَةً بِيَدِهِفَشَرِبُوا مِنهُ إِلّا قَلِيلًا مِنهُمفَالّذِينَ شَرِبُوا مِنهُ كَانُوا سِتّينَ أَلفاً وَ هَذَا امتِحَانٌ امتُحِنُوا بِهِ كَمَا قَالَ اللّهُ

وَ روُيِ‌َ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ أَنّهُ قَالَ القَلِيلُ الّذِينَ لَم يَشرَبُوا وَ لَم يَغتَرِفُوا ثَلَاثُمِائَةٍ وَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا فَلَمّا جَاوَزُوا النّهَرَ وَ نَظَرُوا إِلَي جُنُودِ جَالُوتَ قَالَ الّذِينَ شَرِبُوالا طاقَةَ لَنَا اليَومَ بِجالُوتَ وَ جُنُودِهِ وَ قَالَ الّذِينَ لَم يَشرَبُوارَبّنا أَفرِغ عَلَينا صَبراً وَ ثَبّت أَقدامَنا وَ انصُرنا عَلَي القَومِ الكافِرِينَفَجَاءَ دَاوُدُ عَلَيهِ السّلَامُ فَوَقَفَ بِحِذَاءِ جَالُوتَ وَ كَانَ جَالُوتُ عَلَي الفِيلِ وَ عَلَي رَأسِهِ التّاجُ وَ فِي جَبهَتِهِ يَاقُوتَةٌ يَلمَعُ نُورُهَا وَ جُنُودُهُ بَينَ يَدَيهِ فَأَخَذَ دَاوُدُ عَلَيهِ السّلَامُ مِن تِلكَ الأَحجَارِ حَجَراً فَرَمَي بِهِ فِي مَيمَنَةِ جَالُوتَ فَمَرّ فِي الهَوَاءِ فَوَقَعَ عَلَيهِم فَانهَزَمُوا وَ أَخَذَ حَجَراً آخَرَ فَرَمَي بِهِ فِي مَيسَرَةِ جَالُوتَ فَوَقَعَ عَلَيهِم فَانهَزَمُوا وَ رَمَي جَالُوتَ بِحَجَرٍ فَصَكّتِ اليَاقُوتَةُ فِي جَبهَتِهِ وَ وَصَلَت إِلَي دِمَاغِهِ وَ وَقَعَ إِلَي الأَرضِ مَيّتاً وَ هُوَ قَولُهُفَهَزَمُوهُم بِإِذنِ اللّهِ وَ قَتَلَ داوُدُ جالُوتَ

بيان قوله وروي‌ من كلام المصنف أدخل بين الخبر قوله البقية ذرية الأنبياء كأنه هكذا فهم ماسيأتي‌ من رواية أبي المحسن و في تلك الرواية يحتمل أن يكون تفسيرا للملائكة أي الملائكة الحاملون للتابوت حقيقة هم الأوصياء من ذرية الأنبياء وأطلقت الملائكة عليهم مجازا و علي مارواه يحتمل أن يكون المراد كون ذكرهم وبيان فضلهم في التابوت أو يكون في بمعني مع . و قال الطبرسي‌ رحمه الله في قوله تعالي إِذ قالُوا لنِبَيِ‌ّ لَهُمُاختلف في ذلك النبي فقيل اسمه شمعون بن صفية من ولد لاوي عن السدي‌ وقيل هويوشع وقيل هو


صفحه : 442

إشمويل و هوبالعربية إسماعيل عن أكثر المفسرين و هوالمروي‌ عن أبي جعفر عليه السلام ابعَث لَنا مَلِكاً نُقاتِل فِي سَبِيلِ اللّهِاختلف في سبب سؤالهم ذلك فقيل كان سببه استذلال الجبابرة لهم لماظهروا علي بني‌ إسرائيل وغلبوهم علي كثير من ديارهم وسبوا كثيرا من ذراريهم بعد أن كانت الخطايا قدكثرت في بني‌ إسرائيل فبعث إليهم إشمويل نبيا فقالوا له إن كنت صادقا فابعَث لَنا مَلِكاً نُقاتِل فِي سَبِيلِ اللّهِ عن الربيع والكلبي‌ وقيل أرادوا قتال العمالقة فسألوا ملكا يكون أميرا عليهم وقيل بعث الله إشمويل نبيا فلبثوا أربعين سنة بأحسن حال ثم كان من أمر جالوت والعمالقة ما كان فقالوا لإشمويل ابعَث لَنا مَلِكاً ثم قال رحمه الله قيل كان التابوت في أيدي‌ أعداء بني‌ إسرائيل من العمالقة غلبوهم عليه لمامرج أمر بني‌ إسرائيل وحدث فيهم الأحداث ثم انتزعه الله من أيديهم ورده علي بني‌ إسرائيل تحمله الملائكة عن ابن عباس ووهب وروي‌ ذلك عن أبي عبد الله عليه السلام وقيل كان التابوت ألذي أنزله الله علي آدم فيه صور الأنبياء فتوارثته أولاد آدم عليه السلام و كان في بني‌ إسرائيل يستفتحون به علي عدوهم و قال قتادة كان في برية التيه خلفه هناك يوشع بن نون تحمله الملائكة إلي بني‌ إسرائيل وقيل كان قدالتابوت ثلاثة أذرع في ذراعين عليه صفائح الذهب و كان من شمشاد وكانوا يقدمونه في الحروب ويجعلونه أمام جندهم فإذاسمع من جوفه أنين زف تابوت أي سار و كان الناس يسيرون خلفه فإذاسكن الأنين وقف فوقفوا


صفحه : 443

5-ب ،[قرب الإسناد] ابنُ عِيسَي عَنِ ابنِ أَسبَاطٍ عَن أَبِي الحَسَنِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ السّكِينَةُ رِيحٌ تَخرُجُ مِنَ الجَنّةِ لَهَا صُورَةٌ كَصُورَةِ الإِنسَانِ وَ رَائِحَةٌ طَيّبَةٌ وَ هيِ‌َ التّيِ‌ أُنزِلَت عَلَي اِبرَاهِيمَ عَلَيهِ السّلَامُ فَأَقبَلَت تَدُورُ حَولَ أَركَانِ البَيتِ وَ هُوَ يَضَعُ الأَسَاطِينَ قُلنَا هيِ‌َ مِنَ التّيِ‌ قَالَ فِيهِسَكِينَةٌ مِن رَبّكُم وَ بَقِيّةٌ مِمّا تَرَكَ آلُ مُوسي وَ آلُ هارُونَ تَحمِلُهُ المَلائِكَةُ قَالَ تِلكَ السّكِينَةُ كَانَت فِي التّابُوتِ وَ كَانَت فِيهَا طَستٌ يُغسَلُ فِيهَا قُلُوبُ الأَنبِيَاءِ وَ كَانَ التّابُوتُ يَدُورُ فِي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ مَعَ الأَنبِيَاءِ عَلَيهِمُ السّلَامُ ثُمّ أَقبَلَ عَلَينَا فَقَالَ فَمَا تَابُوتُكُم قُلنَا السّلَاحُ قَالَ صَدَقتُم هُوَ تَابُوتُكُم الخَبَرَ

6- مع ،[معاني‌ الأخبار] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن عَلِيّ بنِ النّعمَانِ عَن هَارُونَ بنِ خَارِجَةَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ فِي قَولِهِ عَزّ وَ جَلّفَلَمّا كُتِبَ عَلَيهِمُ القِتالُ تَوَلّوا إِلّا قَلِيلًا مِنهُم قَالَ كَانَ القَلِيلُ سِتّينَ أَلفاً

شي‌،[تفسير العياشي‌] عن أبي بصير مثله

7- مع ،[معاني‌ الأخبار] أَبِي عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَنِ السنّديِ‌ّ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ العَلَاءِ عَن مُحَمّدٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ السّكِينَةُ الإِيمَانُ

8- مع ،[معاني‌ الأخبار] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ هَاشِمٍ عَنِ ابنِ مَرّارٍ عَن يُونُسَ عَن أَبِي الحَسَنِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ سَأَلتُهُ فَقُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ مَا كَانَ تَابُوتُ مُوسَي وَ كَم كَانَ سَعَتُهُ قَالَ ثَلَاثُ أَذرُعٍ فِي ذِرَاعَينِ قُلتُ مَا كَانَ فِيهِ قَالَ عَصَا مُوسَي وَ السّكِينَةُ قُلتُ وَ مَا السّكِينَةُ قَالَ رُوحُ اللّهِ يَتَكَلّمُ كَانُوا إِذَا اختَلَفُوا فِي شَيءٍ كَلّمَهُم وَ أَخبَرَهُم بِبَيَانِ مَا يُرِيدُونَ


صفحه : 444

9-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] مع ،[معاني‌ الأخبار] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن إِسمَاعِيلَ بنِ هَمّامٍ عَنِ الرّضَا عَلَيهِ السّلَامُ أَنّهُ قَالَ لِرَجُلٍ أَيّ شَيءٍ السّكِينَةُ عِندَكُم فَلَم يَدرِ القَومُ مَا هيِ‌َ فَقَالُوا جَعَلَنَا اللّهُ فِدَاكَ مَا هيِ‌َ قَالَ رِيحٌ تَخرُجُ مِنَ الجَنّةِ طَيّبَةٌ لَهَا صُورَةٌ كَصُورَةِ الإِنسَانِ تَكُونُ مَعَ الأَنبِيَاءِ عَلَيهِمُ السّلَامُ وَ هيِ‌َ التّيِ‌ أُنزِلَت عَلَي اِبرَاهِيمَ عَلَيهِ السّلَامُ حِينَ بَنَي الكَعبَةَ فَجَعَلَت تَأخُذُ كَذَا وَ كَذَا وَ بَنَي الأَسَاسَ عَلَيهَا

بيان قال الطبرسي‌ رحمه الله اختلف في السكينة فقيل إن السكينة التي‌ فيه كانت ريحا هفافة من الجنة لها وجه كوجه الإنسان عن علي عليه السلام وقيل كان له جناحان ورأس كرأس الهرة من الزبرجد والزمرد عن مجاهد وروي‌ ذلك في أخبارنا وقيل كان فيه آية يسكنون إليها عن عطاء وقيل روح من الله يكلمهم بالبيان عندوقوع الاختلاف عن وهب واختلف في البقية أيضا فقيل إنها عصا موسي ورضاض الألواح عن ابن عباس وقتادة والسدي‌ و هوالمروي‌ عن أبي جعفر عليه السلام وقيل هي‌ التوراة و شيء من ثياب موسي عليه السلام عن الحسن وقيل و كان فيه لوحان أيضا من التوراة وقفيز من المن ألذي كان ينزل عليهم ونعلا موسي وعمامة هارون وعصاه هذه أقوال أهل التفسير في السكينة والبقية. والظاهر أن السكينة أمنة وطمأنينة جعلها الله سبحانه فيه ليسكن إليه بنو إسرائيل والبقية جائز أن يكون بقية من العلم أوشيئا من علامات الأنبياء وجائز أن يتضمنهما جميعا و أما قوله تَحمِلُهُ المَلائِكَةُفقيل حملته الملائكة بين السماء و الأرض حتي رآه بنو إسرائيل عيانا عن ابن عباس و الحسن وقيل لماغلب الأعداء علي التابوت أدخلوه بيت الأصنام فأصبحت أصنامهم منكسة فأخرجوه ووضعوه ناحية من المدينة فأخذهم وجع في أعناقهم و كل موضع وضعوه ظهر فيه بلاء وموت ووباء فأشير عليهم بأن يخرجوا التابوت فأجمع رأيهم علي أن يأتوا به ويحملوه علي عجلة ويشدوها إلي ثورين ففعلوا ذلك وأرسلوا الثورين فجاءت الملائكة وساقوا الثورين إلي بني‌ إسرائيل انتهي .


صفحه : 445

أقول يمكن الجمع بين ماورد في أخبارنا من معني السكينة بأن المراد جميع ذلك وإنما ورد في كل خبر بعض ما هوداخل فيها

10-ك ،[إكمال الدين ]القَطّانُ عَنِ السكّرّيِ‌ّ عَنِ الجوَهرَيِ‌ّ عَنِ ابنِ عُمَارَةَ عَن أَبِيهِ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ عَلَيهِمُ السّلَامُ قَالَ إِنّ يُوشَعَ بنَ نُونٍ قَامَ بِالأَمرِ بَعدَ مُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ صَابِراً مِنَ الطّوَاغِيتِ عَلَي الأواء[اللّأوَاء] وَ الضّرّاءِ وَ الجَهدِ وَ البَلَاءِ حَتّي مَضَي مِنهُم ثَلَاثَةُ طَوَاغِيتَ فقَوَيِ‌َ بَعدَهُم أَمرُهُ فَخَرَجَ عَلَيهِ رَجُلَانِ مِن منُاَفقِيِ‌ قَومِ مُوسَي بِصَفرَاءَ بِنتِ شُعَيبٍ امرَأَةِ مُوسَي فِي مِائَةِ أَلفِ رَجُلٍ فَقَاتَلُوا يُوشَعَ بنَ نُونٍ فَغَلَبَهُم وَ قَتَلَ مِنهُم مَقتَلَةً عَظِيمَةً وَ هَزَمَ البَاقِينَ بِإِذنِ اللّهِ تَعَالَي ذِكرُهُ وَ أَسَرَ صَفرَاءَ بِنتَ شُعَيبٍ وَ قَالَ لَهَا قَد عَفَوتُ عَنكِ فِي الدّنيَا إِلَي أَن نَلقَي نبَيِ‌ّ اللّهِ مُوسَي فَأَشكُوَ مَا لَقِيتُ مِنكِ وَ مِن قَومِكِ فَقَالَت صَفرَاءُ وَا وَيلَاه وَ اللّهِ لَو أُبِيحَت لِيَ الجَنّةُ لَاستَحيَيتُ أَن أَرَي فِيهَا رَسُولَ اللّهِ وَ قَد هَتَكتُ حِجَابَهُ وَ خَرَجتُ عَلَي وَصِيّهِ بَعدَهُ فَاستَتَرَ الأَئِمّةُ بَعدَ يُوشَعَ إِلَي زَمَانِ دَاوُدَ عَلَيهِ السّلَامُ أَربَعَمِائَةِ سَنَةٍ وَ كَانُوا أَحَدَ عَشَرَ وَ كَانَ قَومُ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُم يَختَلِفُونَ إِلَيهِ فِي وَقتِهِ وَ يَأخُذُونَ عَنهُ مَعَالِمَ دِينِهِم حَتّي انتَهَي الأَمرُ إِلَي آخِرِهِم فَغَابَ عَنهُم ثُمّ ظَهَرَ فَبَشّرَهُم بِدَاوُدَ عَلَيهِ السّلَامُ وَ أَخبَرَهُم أَنّ دَاوُدَ عَلَيهِ السّلَامُ هُوَ ألّذِي يُطَهّرُ الأَرضَ مِن جَالُوتَ وَ جُنُودِهِ وَ يَكُونُ فَرَجُهُم فِي ظُهُورِهِ وَ كَانُوا يَنتَظِرُونَهُ فَلَمّا كَانَ زَمَانُ دَاوُدَ عَلَيهِ السّلَامُ كَانَ لَهُ أَربَعَةُ إِخوَةٍ وَ لَهُم أَبٌ شَيخٌ كَبِيرٌ وَ كَانَ دَاوُدُ عَلَيهِ السّلَامُ مِن بَينِهِم خَامِلَ الذّكرِ وَ كَانَ أَصغَرَ إِخوَتِهِ لَا يَعلَمُونَ أَنّهُ دَاوُدُ النّبِيّ المُنتَظَرُ


صفحه : 446

ألّذِي يُطَهّرُ الأَرضَ مِن جَالُوتَ وَ جُنُودِهِ وَ كَانَتِ الشّيعَةُ يَعلَمُونَ أَنّهُ قَد وُلِدَ وَ بَلَغَ أَشُدّهُ وَ كَانُوا يَرَونَهُ وَ يُشَاهِدُونَهُ وَ لَا يَعلَمُونَ أَنّهُ هُوَ فَخَرَجَ دَاوُدُ عَلَيهِ السّلَامُ وَ إِخوَتُهُ وَ أَبُوهُم لَمّافَصَلَ طالُوتُ بِالجُنُودِ وَ تَخَلّفَ عَنهُم دَاوُدُ وَ قَالَ مَا يُصنَعُ بيِ‌ فِي هَذَا الوَجهِ وَ استَهَانَ بِهِ إِخوَتُهُ وَ أَبُوهُ وَ أَقَامَ فِي غَنَمِ أَبِيهِ يَرعَاهَا فَاشتَدّتِ الحَربُ وَ أَصَابَ النّاسَ جَهدٌ فَرَجَعَ أَبُوهُ وَ قَالَ لِدَاوُدَ احمِل إِلَي إِخوَتِكَ طَعَاماً يَتَقَوّونَ بِهِ عَلَي العَدُوّ وَ كَانَ عَلَيهِ السّلَامُ رَجُلًا قَصِيراً قَلِيلَ الشّعرِ طَاهِرَ القَلبِ أَخلَاقُهُ نَقِيّةٌ فَخَرَجَ وَ القَومُ مُتَقَارِبُونَ بَعضُهُم مِن بَعضٍ قَد رَجَعَ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُم إِلَي مَركَزِهِ فَمَرّ دَاوُدُ عَلَي حَجَرٍ فَقَالَ الحَجَرُ لَهُ بِنِدَاءٍ رَفِيعٍ يَا دَاوُدُ خذُنيِ‌ فَاقتُل بيِ‌ جَالُوتَ فإَنِيّ‌ إِنّمَا خُلِقتُ لِقَتلِهِ فَأَخَذَهُ وَ وَضَعَهُ فِي مِخلَاتِهِ التّيِ‌ كَانَت يَكُونُ فِيهَا حِجَارَتُهُ التّيِ‌ كَانَ يرَميِ‌ بِهَا غَنَمَهُ فَلَمّا دَخَلَ العَسكَرَ سَمِعَهُم يُعَظّمُونَ أَمرَ جَالُوتَ فَقَالَ لَهُم مَا تُعَظّمُونَ مِن أَمرِهِ فَوَ اللّهِ إِن عَايَنتُهُ لَأَقتُلَنّهُ فَتَحَدّثُوا بِخَبَرِهِ حَتّي أُدخِلَ عَلَي طَالُوتَ فَقَالَ لَهُ يَا فَتَي مَا عِندَكَ مِنَ القُوّةِ وَ مَا جَرّبتَ مِن نَفسِكَ قَالَ قَد كَانَ الأَسَدُ يَعدُو عَلَي الشّاةِ مِن غنَمَيِ‌ فَأُدرِكُهُ وَ آخُذُ بِرَأسِهِ وَ أُقَلّبُ لَحيَهُ عَنهَا فَآخُذُهَا مِن فِيهِ وَ قَد كَانَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي أَوحَي إِلَي طَالُوتَ أَنّهُ لَا يَقتُلُ جَالُوتَ إِلّا مَن لَبِسَ دِرعَكَ فَمَلَأَهَا فَدَعَا بِدِرعِهِ فَلَبِسَهَا دَاوُدُ فَاستَوَت عَلَيهِ فَرَاعَ ذَلِكَ طَالُوتَ وَ مَن حَضَرَهُ مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَقَالَ عَسَي اللّهُ أَن يَقتُلَ جَالُوتَ بِهِ فَلَمّا أَصبَحُوا وَ التَقَي النّاسُ قَالَ دَاوُدُ أرَوُنيِ‌ جَالُوتَ فَلَمّا رَآهُ أَخَذَ الحَجَرَ فَرَمَاهُ بِهِ فَصَكّ بِهِ بَينَ عَينَيهِ فَدَمَغَهُ وَ تَنَكّسَ عَن دَابّتِهِ فَقَالَ النّاسُ قَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَ مَلّكَهُ النّاسُ حَتّي لَم يَكُن يُسمَعُ لِطَالُوتَ ذِكرٌ وَ اجتَمَعَت عَلَيهِ بَنُو إِسرَائِيلَ وَ أَنزَلَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي عَلَيهِ الزّبُورَ وَ عَلّمَهُ صَنعَةَ الحَدِيدِ فَلَيّنَهُ لَهُ وَ أَمَرَ الجِبَالَ وَ الطّيرَ أَن تُسَبّحَ مَعَهُ وَ أَعطَاهُ صَوتاً لَم يُسمَع بِمِثلِهِ حُسناً وَ أعُطيِ‌َ قُوّةً فِي العِبَادَةِ وَ أَقَامَ فِي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ نَبِيّاً ثُمّ إِنّ دَاوُدَ عَلَيهِ السّلَامُ أَرَادَ أَن يَستَخلِفَ سُلَيمَانَ عَلَيهِ السّلَامُ لِأَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَوحَي إِلَيهِ


صفحه : 447

يَأمُرُهُ بِذَلِكَ فَلَمّا أَخبَرَ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ ضَجّوا مِن ذَلِكَ وَ قَالُوا يَستَخلِفُ عَلَينَا حَدَثاً وَ فِينَا مَن هُوَ أَكبَرُ مِنهُ فَدَعَا أَسبَاطَ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَقَالَ لَهُم قَد بلَغَتَنيِ‌ مَقَالَتُكُم فأَرَوُنيِ‌ عِصِيّكُم فأَيَ‌ّ عَصًا أَثمَرَت فَصَاحِبُهَا ولَيِ‌ّ الأَمرِ بعَديِ‌ فَقَالُوا رَضِينَا وَ قَالَ لِيَكتُب كُلّ وَاحِدٍ مِنكُم اسمَهُ عَلَي عَصَاهُ فَكَتَبُوا ثُمّ جَاءَ سُلَيمَانُ بِعَصَاهُ فَكَتَبَ عَلَيهَا اسمَهُ ثُمّ أُدخِلَت بَيتاً وَ أُغلِقَ البَابُ وَ حَرَسَهُ رُءُوسُ أَسبَاطِ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَلَمّا أَصبَحَ صَلّي بِهِمُ الغَدَاةَ ثُمّ أَقبَلَ فَفَتَحَ البَابَ فَأَخرَجَ عِصِيّهُم وَ قَد أَورَقَت عَصَا سُلَيمَانَ وَ قَد أَثمَرَت فَسَلّمُوا ذَلِكَ لِدَاوُدَ فَاختَبَرَهُ بِحَضرَةِ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَقَالَ لَهُ يَا بنُيَ‌ّ أَيّ شَيءٍ أَبرَدُ قَالَ عَفوُ اللّهِ عَنِ النّاسِ وَ عَفوُ النّاسِ بَعضِهِمِ عَن بَعضٍ قَالَ يَا بنُيَ‌ّ فأَيَ‌ّ شَيءٍ أَحلَي قَالَ المَحَبّةُ وَ هيِ‌َ رَوحُ اللّهِ فِي عِبَادِهِ فَافتَرّ دَاوُدُ ضَاحِكاً فَسَارَ بِهِ فِي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَقَالَ هَذَا خلَيِفتَيِ‌ فِيكُم مِن بعَديِ‌ ثُمّ أَخفَي سُلَيمَانُ بَعدَ ذَلِكَ أَمرَهُ وَ تَزَوّجَ بِامرَأَةٍ وَ استَتَرَ مِن شِيعَتِهِ مَا شَاءَ اللّهُ أَن يَستَتِرَ ثُمّ إِنّ امرَأَتَهُ قَالَت لَهُ ذَاتَ يَومٍ بأِبَيِ‌ أَنتَ وَ أمُيّ‌ مَا أَكمَلَ خِصَالُكَ وَ أَطيَبَ رِيحُكَ وَ لَا أَعلَمُ لَكَ خَصلَةً أَكرَهُهَا إِلّا أَنّكَ فِي مَئُونَةِ أَبِي فَلَو دَخَلتَ السّوقَ فَتَعَرّضتَ لِرِزقِ اللّهِ رَجَوتُ أَن لَا يُخَيّبَكَ فَقَالَ لَهَا سُلَيمَانُ إنِيّ‌ وَ اللّهِ مَا عَمِلتُ عَمَلًا قَطّ وَ لَا أُحسِنُهُ فَدَخَلَ السّوقَ فَجَالَ يَومَهُ ذَلِكَ ثُمّ رَجَعَ فَلَم يُصِب شَيئاً فَقَالَ لَهَا مَا أَصَبتُ شَيئاً قَالَت لَا عَلَيكَ إِن لَم يَكُنِ اليَومَ كَانَ غَداً فَلَمّا كَانَ مِنَ الغَدِ خَرَجَ إِلَي السّوقِ فَجَالَ فِيهِ فَلَم يَقدِر عَلَي شَيءٍ وَ رَجَعَ فَأَخبَرَهَا فَقَالَت يَكُونُ غَداً إِن شَاءَ اللّهُ فَلَمّا كَانَ فِي اليَومِ الثّالِثِ مَضَي حَتّي انتَهَي إِلَي سَاحِلِ البَحرِ فَإِذَا هُوَ بِصَيّادٍ فَقَالَ لَهُ هَل لَكَ أَن أُعِينَكَ وَ تُعطِيَنَا شَيئاً قَالَ نَعَم فَأَعَانَهُ فَلَمّا فَرَغَ أَعطَاهُ الصّيّادُ سَمَكَتَينِ فَأَخَذَهُمَا وَ حَمِدَ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ ثُمّ إِنّهُ شَقّ بَطنَ إِحدَاهُمَا فَإِذَا هُوَ بِخَاتَمٍ فِي بَطنِهَا فَأَخَذَهُ فَصَيّرَهُ فِي ثَوبِهِ وَ حَمِدَ اللّهَ وَ أَصلَحَ السّمَكَتَينِ وَ جَاءَ بِهِمَا إِلَي مَنزِلِهِ وَ فَرِحَتِ امرَأَتُهُ بِذَلِكَ وَ قَالَت لَهُ إنِيّ‌ أُرِيدُ أَن تَدعُوَ أبَوَيَ‌ّ حَتّي يَعلَمَا أَنّكَ قَد كَسَبتَ فَدَعَاهُمَا فَأَكَلَا مَعَهُ فَلَمّا فَرَغُوا قَالَ لَهُم هَل تعَرفِوُنيّ‌ قَالُوا لَا وَ اللّهِ إِلّا أَنّا لَم نَرَ خَيراً مِنكَ فَأَخرَجَ خَاتَمَهُ فَلَبِسَهُ فَخَرّ عَلَيهِ الطّيرُ وَ الرّيحُ وَ غَشِيَهُ


صفحه : 448

المُلكُ وَ حَمَلَ الجَارِيَةَ وَ أَبَوَيهَا إِلَي بِلَادِ إِصطَخرَ وَ اجتَمَعَت إِلَيهِ الشّيعَةُ وَ استَبشَرُوا بِهِ فَفَرّجَ اللّهُ عَنهُم مَا كَانُوا فِيهِ مِن حَيرَةِ غَيبَتِهِ فَلَمّا حَضَرَتهُ الوَفَاةُ أَوصَي إِلَي آصَفَ بنِ بَرخِيَا بِإِذنِ اللّهِ تَعَالَي ذِكرُهُ فَلَم يَزَل بَينَهُم تَختَلِفُ إِلَيهِ الشّيعَةُ وَ يَأخُذُونَ عَنهُ مَعَالِمَ دِينِهِم ثُمّ غَيّبَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ آصَفَ غَيبَةً طَالَ أَمَدُهَا ثُمّ ظَهَرَ لَهُم فبَقَيِ‌َ بَينَ قَومِهِ مَا شَاءَ اللّهُ ثُمّ إِنّهُ وَدّعَهُم فَقَالُوا لَهُ أَينَ المُلتَقَي قَالَ عَلَي الصّرَاطِ وَ غَابَ عَنهُم مَا شَاءَ اللّهُ وَ اشتَدّتِ البَلوَي عَلَي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ بِغَيبَتِهِ وَ تَسَلّطَ عَلَيهِم بُختُنَصّرُ فَجَعَلَ يَقتُلُ مَن يَظفَرُ بِهِ مِنهُم وَ يَطلُبُ مَن يَهرُبُ وَ يسَبيِ‌ ذَرَارِيّهُم فَاصطَفَي مِنَ السبّي‌ِ مِن أَهلِ بَيتِ يَهُودَا أَربَعَةَ نَفَرٍ فِيهِم دَانِيَالُ وَ اصطَفَي مِن وُلدِ هَارُونَ عُزَيراً وَ هُم حِينَئِذٍ صِبيَةٌ صِغَارٌ فَمَكَثُوا فِي يَدِهِ وَ بَنُو إِسرَائِيلَ فِي العَذَابِ المُهِينِ وَ الحُجّةُ دَانِيَالُ أَسِيرٌ فِي يَدِ بُختُنَصّرَ تِسعِينَ سَنَةً فَلَمّا عَرَفَ فَضلَهُ وَ سَمِعَ أَنّ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ يَنتَظِرُونَ خُرُوجَهُ وَ يَرجُونَ الفَرَجَ فِي ظُهُورِهِ وَ عَلَي يَدِهِ أَمَرَ أَن يُجعَلَ فِي جُبّ عَظِيمٍ وَاسِعٍ وَ يُجعَلَ مَعَهُ الأَسَدُ لِيَأكُلَهُ فَلَم يَقرَبهُ وَ أُمِرَ أَن لَا يَطعَمَ فَكَانَ اللّهُ تَعَالَي يَأتِيهِ بِطَعَامِهِ وَ شَرَابِهِ عَلَي يَدِ نبَيِ‌ّ مِن أَنبِيَاءِ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَكَانَ يَصُومُ دَانِيَالُ النّهَارَ وَ يُفطِرُ اللّيلَ عَلَي مَا يُدلَي إِلَيهِ مِنَ الطّعَامِ وَ اشتَدّتِ البَلوَي عَلَي شِيعَتِهِ وَ قَومِهِ المُنتَظِرِينَ لِظُهُورِهِ وَ شَكّ أَكثَرُهُم فِي الدّينِ لِطُولِ الأَمَدِ فَلَمّا تَنَاهَي البَلَاءُ بِدَانِيَالَ وَ بِقَومِهِ رَأَي بُختُنَصّرَ فِي المَنَامِ كَأَنّ مَلَائِكَةً مِنَ السّمَاءِ قَد هَبَطَت إِلَي الأَرضِ أَفوَاجاً إِلَي الجُبّ ألّذِي فِيهِ دَانِيَالُ مُسَلّمِينَ عَلَيهِ يُبَشّرُونَهُ بِالفَرَجِ فَلَمّا أَصبَحَ نَدِمَ عَلَي مَا أَتَي إِلَي دَانِيَالَ فَأَمَرَ أَن يُخرَجَ مِنَ الجُبّ فَلَمّا أُخرِجَ اعتَذَرَ إِلَيهِ مِمّا ارتَكَبَ مِنهُ مِنَ التّعذِيبِ ثُمّ فَوّضَ إِلَيهِ النّظَرَ فِي أُمُورِ مَمَالِكِهِ وَ القَضَاءَ بَينَ النّاسِ فَظَهَرَ مَن كَانَ مُستَتِراً مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ وَ رَفَعُوا رُءُوسَهُم وَ اجتَمَعُوا إِلَي دَانِيَالَ عَلَيهِ السّلَامُ مُوقِنِينَ بِالفَرَجِ فَلَم يَلبَث إِلّا القَلِيلَ عَلَي تِلكَ الحَالِ حَتّي مَضَي لِسَبِيلِهِ وَ أَفضَي الأَمرَ بَعدَهُ إِلَي عُزَيرٍ وَ كَانُوا يَجتَمِعُونَ إِلَيهِ وَ يَأنَسُونَ بِهِ وَ يَأخُذُونَ عَنهُ مَعَالِمَ دِينِهِم فَغَيّبَ اللّهُ عَنهُم شَخصَهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمّ بَعَثَهُ وَ غَابَتِ الحُجَجُ بَعدَهُ وَ اشتَدّتِ البَلوَي عَلَي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ حَتّي وُلِدَ يَحيَي بنُ زَكَرِيّا عَلَيهِمَا السّلَامُ وَ تَرَعرَعَ وَ ظَهَرَ وَ لَهُ سَبعُ سِنِينَ فَقَامَ فِي النّاسِ خَطِيباً فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ وَ ذَكّرَهُم بِأَيّامِ اللّهِ وَ أَخبَرَهُم أَنّ


صفحه : 449

مِحَنَ الصّالِحِينَ إِنّمَا كَانَت لِذُنُوبِ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ وَ أَنّ العَاقِبَةَ لِلمُتّقِينَ وَ وَعَدَهُمُ الفَرجَ بِقِيَامِ المَسِيحِ بَعدَ نَيّفٍ وَ عِشرِينَ سَنَةً مِن هَذَا القَولِ فَلَمّا وُلِدَ المَسِيحُ أَخفَي اللّهُ وِلَادَتَهُ وَ غَيّبَ شَخصَهُ لِأَنّ مَريَمَ عَلَيهَا السّلَامُ لَمّا حَمَلَتهُ انتَبَذَتبِهِ مَكاناً قَصِيّا ثُمّ إِنّ زَكَرِيّا وَ خَالَتَهَا أَقبَلَا يَقُصّانِ أَثَرَهَا حَتّي هَجَمَا عَلَيهَا وَ قَد وَضَعَت مَا فِي بَطنِهَا وَ هيِ‌َ تَقُولُيا ليَتنَيِ‌ مِتّ قَبلَ هذا وَ كُنتُ نَسياً مَنسِيّافَأَطلَقَ اللّهُ تَعَالَي ذِكرُهُ لِسَانَهُ بِعُذرِهَا وَ إِظهَارِ حُجّتِهَا فَلَمّا ظَهَرَ اشتَدّتِ البَلوَي وَ الطّلَبُ عَلَي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ وَ أَكَبّ الجَبَابِرَةُ وَ الطّوَاغِيتُ عَلَيهِم حَتّي كَانَ مِن أَمرِ المَسِيحِ مَا قَد أَخبَرَ اللّهُ بِهِ وَ استَتَرَ شَمعُونُ بنُ حَمّونَ وَ الشّيعَةُ حَتّي أَفضَي بِهِمُ الِاستِتَارُ إِلَي جَزِيرَةٍ مِن جَزَائِرِ البَحرِ فَأَقَامُوا بِهَا فَفَجّرَ لَهُم فِيهَا العُيُونَ العَذبَةَ وَ أَخرَجَ لَهُم مِن كُلّ الثّمَرَاتِ وَ جَعَلَ لَهُم فِيهَا المَاشِيَةَ وَ بَعَثَ إِلَيهِم سَمَكَةً تُدعَي القمد لَا لَحمَ لَهَا وَ لَا عَظمَ وَ إِنّمَا هيِ‌َ جِلدٌ وَ دَمٌ فَخَرَجَت مِنَ البَحرِ وَ أَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَي النّحلِ أَن تَركَبَهَا فَرَكِبَتهَا فَأَتَتِ النّحلُ إِلَي تِلكَ الجَزِيرَةِ وَ نَهَضَ النّحلُ وَ تَعَلّقَ بِالشّجَرِ فَعَرَشَ وَ بَنَي وَ كَثُرَ العَسَلُ وَ لَم يَكُونُوا يَفقِدُونَ شَيئاً مِن أَخبَارِ المَسِيحِ عَلَيهِ السّلَامُ

بيان قدمضي صدر الخبر في باب وفاة موسي عليه السلام و قال الفيروزآبادي‌ دمغه كمنعه ونصره شجه حتي بلغت الشجة الدماغ و قال افتر ضحك ضحكا حسنا و قال عرش بالمكان أقام

11-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن مُحَمّدٍ الحلَبَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِأَ لَم تَرَ إِلَي المَلَإِ مِن بنَيِ‌ إِسرائِيلَ مِن بَعدِ مُوسي إِذ قالُوا لنِبَيِ‌ّ لَهُمُ ابعَث لَنا مَلِكاً نُقاتِل فِي سَبِيلِ اللّهِ قَالَ وَ كَانَ المَلِكُ فِي ذَلِكَ الزّمَانِ هُوَ ألّذِي يَسِيرُ بِالجُنُودِ وَ النّبِيّ يُقِيمُ لَهُ أَمرَهُ وَ يُنَبّئُهُ الخَيرَ مِن عِندِ رَبّهِ فَلَمّا قَالُوا ذَلِكَ لِنَبِيّهِم قَالَ لَهُم إِنّهُ لَيسَ عِندَكُم وَفَاءٌ وَ لَا صِدقٌ وَ لَا رَغبَةٌ فِي الجِهَادِ فَقَالُوا


صفحه : 450

إِن كَتَبَ اللّهُ الجِهَادَ فَإِذَا أُخرِجنَا مِن دِيَارِنَا وَ أَبنَائِنَا فَلَا بُدّ لَنَا مِنَ الجِهَادِ وَ نُطِيعُ رَبّنَا فِي جِهَادِ عَدُوّنَا قَالَ فَإِنّاللّهَ قَد بَعَثَ لَكُم طالُوتَ مَلِكاًفَقَالَت عُظَمَاءُ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ وَ مَا شَأنُ طَالُوتَ يَملِكُ عَلَينَا وَ لَيسَ فِي بَيتِ النّبُوّةِ وَ المَملَكَةِ وَ قَد عَرَفتَ أَنّ النّبُوّةَ وَ المَملَكَةَ فِي اللّاوَي وَ يَهُودَا وَ طَالُوتُ مِن سِبطِ بِنيَامِينَ بنِ يَعقُوبَ فَقَالَ لَهُم إِنّ اللّهَ قَداصطَفاهُ عَلَيكُم وَ زادَهُ بَسطَةً فِي العِلمِ وَ الجِسمِ وَ المُلكُ بِيَدِ اللّهِ يَجعَلُهُ حَيثُ يَشَاءُ لَيسَ لَكُم أَن تَخَيّرُوا فَإِنّآيَةَ مُلكِهِ أَن يَأتِيَكُمُ التّابُوتُ مِن قِبَلِ اللّهِتَحمِلُهُ المَلائِكَةُفِيهِ سَكِينَةٌ مِن رَبّكُم وَ بَقِيّةٌ وَ هُوَ ألّذِي كُنتُم تَهزِمُونَ بِهِ مَن لَقِيتُم فَقَالُوا إِن جَاءَ التّابُوتُ رَضِينَا وَ سَلّمنَا

12-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن حَرِيزٍ عَن رَجُلٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ فِي قَولِ اللّهِيَأتِيَكُمُ التّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِن رَبّكُم وَ بَقِيّةٌ مِمّا تَرَكَ آلُ مُوسي وَ آلُ هارُونَ تَحمِلُهُ المَلائِكَةُ قَالَ رَضرَاضُ الأَلوَاحِ فِيهَا العِلمُ وَ الحِكمَةُ العِلمُ جَاءَ مِنَ السّمَاءِ فَكُتِبَ فِي الأَلوَاحِ وَ جُعِلَ فِي التّابُوتِ

13-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَبِي المُحَسّنِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ أَنّهُ سُئِلَ عَن قَولِ اللّهِوَ بَقِيّةٌ مِمّا تَرَكَ آلُ مُوسي وَ آلُ هارُونَ تَحمِلُهُ المَلائِكَةُ فَقَالَ ذُرّيّةُ الأَنبِيَاءِ

14-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَنِ العَبّاسِ بنِ هِلَالٍ عَن أَبِي الحَسَنِ الرّضَا عَلَيهِ السّلَامُ قَالَسَمِعتُهُ وَ هُوَ يَقُولُ لِلحَسَنِ أَيّ شَيءٍ السّكِينَةُ عِندَكُم وَ قَرَأَفَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلي رَسُولِهِ فَقَالَ


صفحه : 451

لَهُ الحَسَنُ جُعِلتُ فِدَاكَ لَا أدَريِ‌ فأَيَ‌ّ شَيءٍ هُوَ قَالَ رِيحٌ تَخرُجُ مِنَ الجَنّةِ طَيّبَةٌ لَهَا صُورَةٌ كَصُورَةِ وَجهِ الإِنسَانِ قَالَ فَيَكُونُ مَعَ الأَنبِيَاءِ فَقَالَ لَهُ عَلِيّ بنُ أَسبَاطٍ تَنزِلُ عَلَي الأَنبِيَاءِ وَ الأَوصِيَاءِ فَقَالَ تَنزِلُ عَلَي الأَنبِيَاءِ قَالَ وَ هيِ‌َ التّيِ‌ نَزَلَت عَلَي اِبرَاهِيمَ عَلَيهِ السّلَامُ حَيثُ بَنَي الكَعبَةَ فَجَعَلَت تَأخُذُ كَذَا وَ كَذَا وَ يبَنيِ‌ الأَسَاسَ عَلَيهَا فَقَالَ لَهُ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ قَولُ اللّهِفِيهِ سَكِينَةٌ مِن رَبّكُم قَالَ هيِ‌َ مِن هَذَا ثُمّ أَقبَلَ عَلَي الحَسَنِ فَقَالَ أَيّ شَيءٍ التّابُوتُ فِيكُم فَقَالَ السّلَاحُ فَقَالَ نَعَم هُوَ تَابُوتُكُم فَقَالَ فأَيَ‌ّ شَيءٍ فِي التّابُوتِ ألّذِي كَانَ فِي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ قَالَ كَانَ فِيهِ أَلوَاحُ مُوسَي التّيِ‌ تَكَسّرَت وَ الطّشتُ التّيِ‌ يُغسَلُ فِيهَا قُلُوبُ الأَنبِيَاءِ

15-ل ،[الخصال ] ع ،[علل الشرائع ]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] سَأَلَ الشاّميِ‌ّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ عَلَيهِ السّلَامُ عَن يَومِ الأَربِعَاءِ ألّذِي يَتَطَيّرُ مِنهُ فَقَالَ عَلَيهِ السّلَامُ آخِرُ أَربِعَاءَ فِي الشّهرِ وَ سَاقَ الحَدِيثَ إِلَي أَن قَالَ وَ يَومَ الأَربِعَاءِ أَخَذَتِ العَمَالِيقُ التّابُوتَ

16-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن مُحَمّدٍ الحلَبَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ كَانَ دَاوُدُ وَ أَخُوهُ لَهُ أَربَعَةٌ وَ مَعَهُم أَبُوهُم شَيخٌ كَبِيرٌ وَ تَخَلّفَ دَاوُدُ عَلَيهِ السّلَامُ فِي غَنَمٍ لِأَبِيهِ فَفَصَلَ طَالُوتُ بِالجُنُودِ فَدَعَا أَبُو دَاوُدَ دَاوُدَ وَ هُوَ أَصغَرُهُم فَقَالَ يَا بنُيَ‌ّ اذهَب إِلَي إِخوَتِكَ بِهَذَا ألّذِي قَد صَنَعنَاهُ لَهُم يَتَقَوّونَ بِهِ عَلَي عَدُوّهِم وَ كَانَ رَجُلًا قَصِيراً أَزرَقَ قَلِيلَ الشّعرِ طَاهِرَ القَلبِ فَخَرَجَ وَ قَد تَقَارَبَ القَومُ بَعضُهُم مِن بَعضٍ

17-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُفَمَرّ دَاوُدُ عَلَي الحَجَرِ فَقَالَ الحَجَرُ يَا دَاوُدُ خذُنيِ‌ فَاقتُل بيِ‌ جَالُوتَ فإَنِيّ‌ إِنّمَا خُلِقتُ لِقَتلِهِ فَأَخَذَهُ فَوَضَعَهُ


صفحه : 452

فِي مِخلَاتِهِ التّيِ‌ تَكُونُ فِيهَا حِجَارَتُهُ التّيِ‌ كَانَ يرَميِ‌ بِهَا عَن غَنَمِهِ بِمِقذَافِهِ فَلَمّا دَخَلَ العَسكَرَ سَمِعَهُم يَتَعَظّمُونَ أَمرَ جَالُوتَ فَقَالَ لَهُم دَاوُدُ مَا تُعَظّمُونَ مِن أَمرِهِ فَوَ اللّهِ لَئِن عَايَنتُهُ لَأَقتُلَنّهُ فَتَحَدّثُوا بِخَبَرِهِ حَتّي أُدخِلَ عَلَي طَالُوتَ فَقَالَ يَا فَتَي وَ مَا عِندَكَ مِنَ القُوّةِ وَ مَا جَرّبتَ مِن نَفسِكَ قَالَ كَانَ الأَسَدُ يَعدُو عَلَي الشّاةِ مِن غَنَمٍ فَأُدرِكُهُ فَآخُذُهُ بِرَأسِهِ فَأَفُكّ لِحيَتَهُ عَنهَا فَآخُذُهَا مِن فِيهِ قَالَ فَقَالَ ادعُ لِي بِدِرعٍ سَابِغَةٍ قَالَ فأَتُيِ‌َ بِدِرعٍ فَقَذَفَهَا فِي عُنُقِهِ فَتَمَلّأَ مِنهَا حَتّي رَاعَ طَالُوتَ وَ مَن حَضَرَهُ مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَقَالَ طَالُوتُ وَ اللّهِ لَعَسَي اللّهُ أَن يَقتُلَهُ بِهِ قَالَ فَلَمّا أَن أَصبَحُوا وَ رَجَعُوا إِلَي طَالُوتَ وَ التَقَي النّاسُ قَالَ دَاوُدُ عَلَيهِ السّلَامُ أرَوُنيِ‌ جَالُوتَ فَلَمّا رَآهُ أَخَذَ الحَجَرَ فَجَعَلَهُ فِي مِقذَافِهِ فَرَمَاهُ فَصَكّ بِهِ بَينَ عَينَيهِ فَدَمَغَهُ وَ نَكَسَ عَن دَابّتِهِ وَ قَالَ النّاسُ قَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَ مَلّكَهُ النّاسُ حَتّي لَم يَكُن يُسمَعُ لِطَالُوتَ ذِكرٌ وَ اجتَمَعَت بَنُو إِسرَائِيلَ عَلَي دَاوُدَ وَ أَنزَلَ اللّهُ عَلَيهِ الزّبُورَ وَ عَلّمَهُ صَنعَةَ الحَدِيدِ فَلَيّنَهُ لَهُ وَ أَمَرَ الجِبَالَ وَ الطّيرَ يُسَبّحنَ مَعَهُ قَالَ وَ لَم يُعطَ أَحَدٌ مِثلَ صَوتِهِ فَأَقَامَ دَاوُدُ فِي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ مُستَخفِياً وَ أعُطيِ‌َ قُوّةً فِي عِبَادَتِهِ

أقول قال صاحب الكامل لماانقطع إلياس عن بني‌ إسرائيل بعث الله اليسع فكان فيهم ماشاء الله ثم قبضه الله وعظمت فيهم الأحداث وعندهم التابوت يتوارثونه فيه السكينةوَ بَقِيّةٌ مِمّا تَرَكَ آلُ مُوسي وَ آلُ هارُونَ تَحمِلُهُ المَلائِكَةُفكانوا لايلقاهم عدو فيقدمون التابوت إلاهزم الله العدو وكانت السكينة شبه رأس هر فإذاصرخت في التابوت بصراخ هر أيقنوا بالنصر وجاءهم الفتح ثم خلف فيهم ملك يقال له إيلاف و كان الله يمنعهم ويحميهم فلما عظمت أحداثهم نزل بهم عدو فخرجوا إليه وأخرجوا التابوت فاقتتلوا فغلبهم عدوهم علي التابوت وأخذه منهم وانهزموا فلما علم ملكهم أن التابوت أخذ مات كمدا ودخل العدو أرضهم ونهب وسبي وعاد فمكثوا علي اضطراب


صفحه : 453

من أمرهم واختلاف وكانوا يتمادون أحيانا في غيهم فيسلط الله عليهم من ينتقم به منهم فإذارجعوا إلي التوبة كفي الله عنهم شر عدوهم فكان هذاحالهم من لدن توفي‌ يوشع بن نون إلي أن بعث الله إشمويل وملكهم طالوت ورد عليهم التابوت وكانت مدة ما بين وفاة يوشع إلي أن رجعت النبوة إلي إشمويل أربعمائة سنة وستين سنة و كان من خبر إشمويل أن بني‌ إسرائيل لماطال عليهم البلاء وطمع فيهم الأعداء وأخذ التابوت عنهم فصاروا بعده لايلقون ملكا إلاخائفين فقصدهم جالوت ملك الكنعانيين و كان ملكه ما بين مصر وفلسطين فظفر بهم وضرب عليهم الجزية وأخذ منهم التوراة فدعوا الله أن يبعث لهم نبيا يقاتلون معه و كان سبط النبوة هلكوا فلم يبق منهم غيرامرأة حبلي فحبسوها في بيت رهبة أن تلد جارية فتبدلها بغلام لماتري من رغبة بني‌ إسرائيل في ولدها فولدت غلاما سمته إشمويل ومعناه سمع الله دعائي‌ وسبب هذه التسمية أنها كانت عاقرا و كان لزوجها امرأة أخري قدولدت له عشرة أولاد فبغت عليها بكثرة أولادها فانكسرت العجوز ودعت الله أن يرزقها ولدا فرحم الله تعالي انكسارها وحاضت لوقتها وقربت زوجها فحملت فلما انقضت مدة الحمل ولدت غلاما فسمته إشمويل فلما كبر أسلمته في بيت المقدس يتعلم التوراة وكفله شيخ من علمائهم وتبناه فلما بلغ أن يبعثه الله نبيا أتاه جبرئيل و هويصلي‌ فناداه بصوت يشبه صوت الشيخ فجاء إليه فقال ماتريد فكره أن يقول لم أدع فيفزع فقال ارجع ونم فعاد جبرئيل لمثلها فجاء إلي الشيخ فقال له ماتريد فقال يابني‌ عد و إذادعوتك فلاتجبني‌ فلما كانت الثالثة ظهر له جبرئيل عليه السلام وأمره بإنذار قومه وأعلمه أن الله بعثه رسولا فدعاهم فكذبوه ثم أطاعوه فأقام يدبر أمرهم عشر سنين وقيل أربعين سنة وكانت العمالقة مع ملكهم


صفحه : 454

جالوت قدعظمت نكايتهم في بني‌ إسرائيل حتي كادوا يهلكونهم فلما رأي بنو إسرائيل ذلك قالواابعَث لَنا مَلِكاً نُقاتِل فِي سَبِيلِ اللّهِ إلي قوله وَ أَبنائِنافدعا الله فأرسل إليه عصا وقرنا فيه دهن وقيل له إن صاحبكم طوله طول هذه العصا فإذادخل عليك رجل فنش الدهن ألذي في القرن فهو ملك بني‌ إسرائيل فادهن رأسه به وملكه عليهم فقاسوا أنفسهم بالعصا فلم يكونوا مثلها وقيل كان طالوت دباغا وقيل كان سقاء يستقي‌ الماء ويبيعه فضل حماره فانطلق يطلبه فلما اجتاز بالمكان ألذي فيه إشمويل دخل يسأله أن يدعو له ليرد الله حماره فلما دخل نش الدهن فقاسوه بالعصا فكان مثلها فقال لهم نبيهم إِنّ اللّهَ قَد بَعَثَ لَكُم طالُوتَ مَلِكاًفقالوا له ماكنت قط أكذب منك الساعة ونحن من سبط الملك وَ لَم يُؤتَ سَعَةً مِنَ المالِفنتبعه فقال إشمويل إِنّ اللّهَ اصطَفاهُ عَلَيكُم وَ زادَهُ بَسطَةً فِي العِلمِ وَ الجِسمِفقالوا إن كنت صادقا فأت بآية فقال إِنّ آيَةَ مُلكِهِ أَن يَأتِيَكُمُ التّابُوتُالآية فحملته الملائكة وأتت به إلي طالوت نهارا بين السماء و الأرض و الناس ينظرون فأخرجه طالوت إليهم فأقروا بملكه ساخطين وخرجوا معه كارهين وهم ثمانون ألفا فلما خرجوا قال لهم طالوت إِنّ اللّهَ مُبتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنهُ فَلَيسَ منِيّ‌ وَ مَن لَم يَطعَمهُ فَإِنّهُ منِيّ‌ و هونهر فلسطين وقيل هوالأردن فشربوا منه إلاقليلا وهم أربعة آلاف فمن شرب منه عطش و من لم يشرب منه إلاغرفة روي‌ فلما جاوزه هو والذين آمنوا معه لقيهم جالوت و كان ذا بأس شديد فلما رأوه رجع أكثرهم وقالوالا طاقَةَ لَنَا اليَومَ بِجالُوتَ وَ جُنُودِهِ و لم يبق معه غيرثلاثمائة وبضعة عشر رجلا عدة أهل بدر فلما رجع من رجع قالواكَم مِن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَت


صفحه : 455

فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذنِ اللّهِ وَ اللّهُ مَعَ الصّابِرِينَ و كان فيهم أبوداود ومعه من أولاده ثلاثة عشر ابنا و كان داود عليه السلام أصغر بنيه و قدخلفه يرعي لهم ويحمل إليهم الطعام و كان قد قال لأبيه ذات يوم ياأبتاه ماأرمي‌ بقذافتي‌ شيئا إلاصرعته و قال له لقد دخلت بين الجبال فوجدت أسدا رابضا فركبت عليه وأخذت بأذنيه و لم أخفه ثم أتاه يوما آخر فقال له إني‌ لأمشي‌ بين الجبال فأسبح فلايبقي جبل إلاسبح معي‌ قال أبشر فإن هذاخير أعطاكه الله فأرسل الله تعالي إلي النبي ألذي مع طالوت قرنا فيه دهن وتنورا من حديد فبعث الله إلي طالوت و قال إن صاحبكم ألذي يقتل جالوت يوضع هذاالدهن علي رأسه فيغلي‌ حتي يسيل من القرن و لايجاوز رأسه إلي وجهه ويبقي علي رأسه كهيئة الإكليل ويدخل في هذاالتنور فيملؤه فدعا طالوت بني‌ إسرائيل فجر بهم فلم يوافقه منهم أحد فأحضر داود من رعيه فمر في طريقه بثلاثة أحجار فكلمنه وقلن خذنا ياداود فاقتل بنا جالوت فأخذهن وجعلهن في مخلاته و كان طالوت قد قال من قتل جالوت زوجته ابنتي‌ وأجريت خاتمه في مملكته فلما جاء داود وضعوا القرن علي رأسه فغلي حتي ادهن منه ولبس التنور فملأه و كان داود مسقاما أزرق مصفارا فلما دخل في التنور تضايق عليه حتي ملأه وفرح إشمويل وطالوت وبنو إسرائيل بذلك وتقدموا إلي جالوت وصفوا للقتال وخرج داود نحو جالوت وأخذ الأحجار ووضعها في قذافته ورمي بهاجالوت فوقع الحجر بين عينيه ونقبت رأسه وقتلته و لم يزل الحجر يقتل كل من أصابته ينفذ منه إلي غيره فانهزم عسكر جالوت بإذن الله ورجع طالوت فأنكح ابنته داود وأجري خاتمه في ملكه فمال الناس إلي داود وأحبوه .أقول في أكثر نسخ التواريخ التنور بالتاء و في العرائس شبه تنور فأمره


صفحه : 456

أن يجلس فيه و في بعض النسخ بالسين قال الفيروزآبادي‌ السنور لبوس من قدكالدرع انتهي . ثم اعلم أنه ذكر المؤرخون أن طالوت حسد داود وأراد قتله فمنعه الله من ذلك و هو ليس بمعتمد لأنه يظهر من الآية وبعض الروايات فضله وعلمه وكماله و لم يرد في أخبارنا شيء من ذلك ولذا تركنا إيراده . وذكر المسعودي‌ هذه القصة نحوا مما مر و فيه أن الله تعالي جمع الأحجار الثلاثة في مخلاته فصارت حجرا واحدا وذكر أن مدة مكث التابوت ببابل كان عشر سنين فسمعوا عندالفجر حفيف الملائكة يحملون التابوت .

18-كا،[الكافي‌]عِدّةٌ مِن أَصحَابِنَا عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ وَهبٍ عَن سَعِيدٍ السّمّانِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ يَقُولُ إِنّمَا مَثَلُ السّلَاحِ فِينَا مَثَلُ التّابُوتِ فِي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ كَانَت بَنُو إِسرَائِيلَ أَيّ أَهلِ بَيتٍ وُجِدَ التّابُوتُ عَلَي بَابِهِم أُوتُوا النّبُوّةَ فَمَن صَارَ إِلَيهِ السّلَاحُ مِنّا أوُتيِ‌َ الإِمَامَةَ

19-كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ السّكَينِ عَن نُوحِ بنِ دَرّاجٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَبِي يَعفُورٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ يَقُولُ إِنّمَا مَثَلُ السّلَاحِ فِينَا مَثَلُ التّابُوتِ فِي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ حَيثُمَا دَارَ التّابُوتُ دَارَ المُلكُ فَأَينَمَا دَارَ فِينَا السّلَاحُ دَارَ العِلمُ

20-كا،[الكافي‌]عِدّةٌ مِن أَصحَابِنَا عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ أَبِي نَصرٍ عَنِ الرّضَا عَلَيهِ السّلَامُ مِثلَهُ

أقول سيأتي‌ الأخبار في ذلك في كتاب الإمامة

21-يه ،[ من لايحضره الفقيه ] قَالَ الصّادِقُ عَلَيهِ السّلَامُ مَسجِدُ السّهلَةِ هُوَ بَيتُ إِدرِيسَ عَلَيهِ السّلَامُ ألّذِي كَانَ يَخِيطُ فِيهِ وَ هُوَ المَوضِعُ ألّذِي خَرَجَ مِنهُ اِبرَاهِيمُ إِلَي العَمَالِقَةِ وَ هُوَ المَوضِعُ ألّذِي خَرَجَ مِنهُ دَاوُدُ إِلَي جَالُوتَ


صفحه : 457

22-كنز الفوائد،للكراجكي‌ ذكروا أن الوليد بن عبدالملك احتاج إلي رصاص أيام بناء مسجد دمشق فقيل إن في الأردن منارة فيهارصاص فابعث إليها قال فبعث إليها فلما أخذوا في حفرها ضرب رجل بمعول فأصاب رجلا في سفط وناله المعول فسال دمه فقيل هذاطالوت الملك فتركه و لم يخرجه