صفحه : 1

الجزء الثاني‌ عشر

تتمة كتاب النبوة

أبواب قصص ابراهيم ع

باب 1-علل تسميته وسنته وفضائله ومكارم أخلاقه وسننه ونقش خاتمه ع

الآيات آل عمران فَاتّبِعُوا مِلّةَ اِبراهِيمَ حَنِيفاً وَ ما كانَ مِنَ المُشرِكِينَ و قال تعالي يا أَهلَ الكِتابِ لِمَ تُحَاجّونَ فِي اِبراهِيمَ وَ ما أُنزِلَتِ التّوراةُ وَ الإِنجِيلُ إِلّا مِن بَعدِهِ أَ فَلا تَعقِلُونَ ها أَنتُم هؤُلاءِ حاجَجتُم فِيما لَكُم بِهِ عِلمٌ فَلِمَ تُحَاجّونَ فِيما لَيسَ لَكُم بِهِ عِلمٌ وَ اللّهُ يَعلَمُ وَ أَنتُم لا تَعلَمُونَ ما كانَ اِبراهِيمُ يَهُودِيّا وَ لا نَصرانِيّا وَ لكِن كانَ حَنِيفاً مُسلِماً وَ ما كانَ مِنَ المُشرِكِينَ إِنّ أَولَي النّاسِ بِإِبراهِيمَ لَلّذِينَ اتّبَعُوهُ وَ هذَا النّبِيّ وَ الّذِينَ آمَنُوا وَ اللّهُ ولَيِ‌ّ المُؤمِنِينَالنساءوَ مَن أَحسَنُ دِيناً مِمّن أَسلَمَ وَجهَهُ لِلّهِ وَ هُوَ مُحسِنٌ وَ اتّبَعَ مِلّةَ اِبراهِيمَ حَنِيفاً وَ اتّخَذَ اللّهُ اِبراهِيمَ خَلِيلًاالنحل إِنّ اِبراهِيمَ كانَ أُمّةً قانِتاً لِلّهِ حَنِيفاً وَ لَم يَكُ مِنَ المُشرِكِينَ شاكِراً لِأَنعُمِهِ اجتَباهُ وَ هَداهُ إِلي صِراطٍ مُستَقِيمٍ وَ آتَيناهُ فِي الدّنيا حَسَنَةً وَ إِنّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصّالِحِينَ ثُمّ أَوحَينا إِلَيكَ أَنِ اتّبِع مِلّةَ اِبراهِيمَ حَنِيفاً وَ ما كانَ مِنَ المُشرِكِينَتفسير قال الطبرسي‌ رحمه الله في قوله تعالي لِمَ تُحَاجّونَ قال ابن عباس وغيره إن أحبار اليهود ونصاري نجران اجتمعوا عند رسول الله ص فتنازعوا في ابراهيم


صفحه : 2

فقالت اليهود ما كان ابراهيم إلايهوديا وقالت النصاري ما كان إلانصرانيا فنزلت الآيةوَ لكِن كانَ حَنِيفاً أي مائلا عن الأديان كلها إلي دين الإسلام وقيل أي مستقيما في دينه .إِنّ أَولَي النّاسِ بِإِبراهِيمَ أي أحق الناس بنصرة ابراهيم بالحجة أوبالمعونة للدين لَلّذِينَ اتّبَعُوهُ في زمانه وَ هذَا النّبِيّ وَ الّذِينَ آمَنُوايتولون نصرته بالحجة لما كان عليه من الحق وتنزيه كل عيب عنه .وَ اتّخَذَ اللّهُ اِبراهِيمَ خَلِيلًا أي محبا لاخلل في مودته لكمال خلته والمراد بخلته لله أنه كان مواليا لأولياء الله ومعاديا لأعداء الله والمراد بخلة الله له نصرته علي من أراده بسوء كماأنقذه من نار نمرود وجعلها عليه بردا وسلاما و كمافعله بملك مصر حين راوده عن أهله وجعله إماما للناس وقدوة لهم أُمّةً أي قدوة ومعلما للخير وقيل إمام هدي وقيل سماه أمة لأن قوام الأمة كان به وقيل لأنه قام بعمل أمة وقيل لأنه انفرد في دهره بالتوحيد فكان مؤمنا وحده و الناس كفارقانِتاً لِلّهِ أي مطيعا له دائما علي عبادته وقيل مصلياحَنِيفاً أي مستقيما علي الطاعةاجتَباهُ أي اختاره الله فِي الدّنيا حَسَنَةً أي نعمة سابغة في نفسه و في أولاده و هوقول هذه الأمة كماصليت علي ابراهيم وآل ابراهيم وقيل هي‌ النبوة وقيل هي‌ أنه ليس من أهل دين إلا و هويرضاه ويتولاه وقيل تنويه الله بذكره وقيل إجابة دعوته حتي أكرم بالنبوة ذريته أَنِ اتّبِع مِلّةَ اِبراهِيمَ أي في الدعاء إلي توحيد الله وخلع الأنداد له و في العمل بسنته

1-ج ،[الإحتجاج ] عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع فِي خَبَرِ اليهَوُديِ‌ّ ألّذِي سَأَلَ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع


صفحه : 3

عَن مُعجِزَاتِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ تَيَقّظَ اِبرَاهِيمُ بِالِاعتِبَارِ عَلَي مَعرِفَةِ اللّهِ وَ أَحَاطَت دَلَائِلُهُ بِعِلمِ الإِيمَانِ بِهِ وَ هُوَ ابنُ خَمسَ عَشرَةَ سَنَةً

2- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]الطاّلقَاَنيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ العدَوَيِ‌ّ عَنِ الحُسَينِ بنِ أَحمَدَ الطفّاَويِ‌ّ عَن قَيسِ بنِ الرّبِيعِ عَن سَعدٍ الخَفّافِ عَن عَطِيّةَ العوَفيِ‌ّ عَن مَحدُوجٍ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ يَا عَلِيّ إِنّهُ أَوّلُ مَن يُدعَي بِهِ يَومَ القِيَامَةِ يُدعَي بيِ‌ فَأَقُومُ عَن يَمِينِ العَرشِ فَأُكسَي حُلّةً خَضرَاءَ مِن حُلَلِ الجَنّةِ ثُمّ يُدعَي بِأَبِينَا اِبرَاهِيمَ ع فَيَقُومُ عَن يَمِينِ العَرشِ فِي ظِلّهِ فَيُكسَي حُلّةً خَضرَاءَ مِن حُلَلِ الجَنّةِ وَ سَاقَ الحَدِيثَ إِلَي أَن قَالَ ثُمّ ينُاَديِ‌ مُنَادٍ مِن عِندِ العَرشِ نِعمَ الأَبُ أَبُوكَ اِبرَاهِيمُ وَ نِعمَ الأَخُ أَخُوكَ عَلِيّ الخَبَرَ

أقول قدمر نقش خاتمه ع في باب نقوش خواتيم الأنبياء علي نبينا وآله وعليهم السلام

3-ل ،[الخصال ] ابنُ إِدرِيسَ عَن أَبِيهِ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ الراّزيِ‌ّ عَنِ ابنِ أَبِي عُثمَانَ عَن مُوسَي بنِ بَكرٍ عَن أَبِي الحَسَنِ الأَوّلِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ اللّهَ اختَارَ مِن كُلّ شَيءٍ أَربَعَةً اختَارَ مِنَ الأَنبِيَاءِ لِلسّيفِ اِبرَاهِيمَ وَ دَاوُدَ وَ مُوسَي وَ أَنَا وَ اختَارَ مِنَ البُيُوتَاتِ أَربَعَةً فَقَالَ عَزّ وَ جَلّإِنّ اللّهَ اصطَفي آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ اِبراهِيمَ وَ آلَ عِمرانَ عَلَي العالَمِينَالخَبَرَ

4- ع ،[علل الشرائع ]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] سَأَلَ الشاّميِ‌ّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع عَمّن خَلَقَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مِنَ الأَنبِيَاءِ مَختُوناً فَقَالَ خَلَقَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ آدَمَ مَختُوناً وَ وُلِدَ شَيثٌ مَختُوناً وَ إِدرِيسُ وَ نُوحٌ وَ سَامُ بنُ نُوحٍ وَ اِبرَاهِيمُ وَ دَاوُدُ وَ سُلَيمَانُ وَ لُوطٌ وَ إِسمَاعِيلُ وَ مُوسَي وَ عِيسَي وَ مُحَمّدٌص وَ سَأَلَهُ عَن أَوّلِ مَن أُمِرَ بِالخِتَانِ فَقَالَ اِبرَاهِيمُ ع


صفحه : 4

5- ع ،[علل الشرائع ]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]الهمَداَنيِ‌ّ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ مَعبَدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ خَالِدٍ عَن أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع قَالَ سَمِعتُ أَبِي يُحَدّثُ عَن أَبِيهِ ع أَنّهُ قَالَ إِنّمَااتّخَذَ اللّهُ اِبراهِيمَ خَلِيلًالِأَنّهُ لَم يَرُدّ أَحَداً وَ لَم يَسأَل أَحَداً قَطّ غَيرَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ

6- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] ابنُ الصّلتِ عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ الحسُيَنيِ‌ّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ عَلِيّ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ كَانَ اِبرَاهِيمُ أَوّلَ مَن أَضَافَ الضّيفَ وَ أَوّلَ مَن شَابَ فَقَالَ مَا هَذِهِ قِيلَ وَقَارٌ فِي الدّنيَا وَ نور [0B]ٌ فِي الآخِرَةِ

7- ع ،[علل الشرائع ]سمعت بعض المشايخ من أهل العلم يقول إنه سمي‌ ابراهيم ابراهيم لأنه هم فبر و قدقيل إنه هم بالآخرة فبر‌ئ من الدنيا

8- ع ،[علل الشرائع ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَنِ السعّدآَباَديِ‌ّ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَمّن ذَكَرَهُ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع لِمَ اتّخَذَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ اِبرَاهِيمَ خَلِيلًا قَالَ لِكَثرَةِ سُجُودِهِ عَلَي الأَرضِ

9- ع ،[علل الشرائع ]السنّاَنيِ‌ّ عَنِ الأسَدَيِ‌ّ عَن سَهلٍ عَن عَبدِ العَظِيمِ الحسَنَيِ‌ّ قَالَ سَمِعتُ عَلِيّ بنَ مُحَمّدٍ العسَكرَيِ‌ّ ع يَقُولُ إِنّمَا اتّخَذَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ اِبرَاهِيمَ خَلِيلًا لِكَثرَةِ صَلَوَاتِهِ عَلَي مُحَمّدٍ وَ أَهلِ بَيتِهِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ وَ آلِهِ

10- ع ،[علل الشرائع ] مُحَمّدُ بنُ عَمرِو بنِ عَلِيّ البصَريِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ اِبرَاهِيمَ بنِ خَارِجٍ الأَصَمّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ الجُنَيدِ عَن عَمرِو بنِ سَعِيدٍ عَن عَلِيّ بنِ زَاهِرٍ عَن جَرِيرٍ عَنِ الأَعمَشِ عَن عَطِيّةَ عَن جَابِرٍ الأنَصاَريِ‌ّ قَالَ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ مَا اتّخَذَ اللّهُ اِبرَاهِيمَ خَلِيلًا إِلّا لِإِطعَامِهِ الطّعَامَ وَ صَلَاتِهِ بِاللّيلِ وَ النّاسُ نِيَامٌ

11- ع ،[علل الشرائع ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ مَروَانَ عَمّن رَوَاهُ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ لَمّا اتّخَذَ اللّهُ اِبرَاهِيمَ خَلِيلًا أَتَاهُ بِبِشَارَةِ الخَلّةِ مَلَكُ المَوتِ فِي صُورَةِ شَابّ أَبيَضَ عَلَيهِ ثَوبَانِ أَبيَضَانِ يَقطُرُ رَأسُهُ مَاءً وَ دُهناً فَدَخَلَ


صفحه : 5

اِبرَاهِيمُ ع الدّارَ فَاستَقبَلَهُ خَارِجاً مِنَ الدّارِ وَ كَانَ اِبرَاهِيمُ ع رَجُلًا غَيُوراً وَ كَانَ إِذَا خَرَجَ فِي حَاجَةٍ أَغلَقَ بَابَهُ وَ أَخَذَ مِفتَاحَهُ فَخَرَجَ ذَاتَ يَومٍ فِي حَاجَةٍ وَ أَغلَقَ بَابَهُ ثُمّ رَجَعَ فَفَتَحَ بَابَهُ فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ قَائِمٍ كَأَحسَنِ مَا يَكُونُ مِنَ الرّجَالِ فَأَخَذَتهُ الغَيرَةُ وَ قَالَ لَهُ يَا عَبدَ اللّهِ مَا أَدخَلَكَ داَريِ‌ فَقَالَ رَبّهَا أَدخَلَنِيهَا فَقَالَ اِبرَاهِيمُ رَبّهَا أَحَقّ بِهَا منِيّ‌ فَمَن أَنتَ قَالَ أَنَا مَلَكُ المَوتِ قَالَ فَفَزِعَ اِبرَاهِيمُ ع وَ قَالَ جئِتنَيِ‌ لتِسَلبُنَيِ‌ روُحيِ‌ فَقَالَ لَا وَ لَكِنِ اتّخَذَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَبداً خَلِيلًا فَجِئتُ بِبِشَارَتِهِ فَقَالَ اِبرَاهِيمُ فَمَن هَذَا العَبدُ لعَلَيّ‌ أَخدُمُهُ حَتّي أَمُوتَ قَالَ أَنتَ هُوَ قَالَ فَدَخَلَ عَلَي سَارَةَ فَقَالَ إِنّ اللّهَ اتخّذَنَيِ‌ خَلِيلًا

بيان يحتمل أن يكون قوله يقطر رأسه ماء ودهنا كناية عن حسنه وطراوته وصفائه قال الجوهري‌ قال رؤبة كغصن بان عوده سرعرع .كأن وردا من دهان يمرع . أي يكثر دهنه يقول كأن لونه يعلي بالدهن لصفائه و قال قوم مدهّنون بتشديد الهاء عليهم آثار النعم

12- ع ،[علل الشرائع ] ابنُ الوَلِيدِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ ابنِ أَبَانٍ عَنِ ابنِ أُورَمَةَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ عَن دَاوُدَ بنِ أَبِي يَزِيدَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ هِلَالٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَمّا جَاءَ المُرسَلُونَ إِلَي اِبرَاهِيمَ جَاءَهُم بِالعِجلِ فَقَالَ كُلُوا فَقَالُوا لَا نَأكُلُ حَتّي تُخبِرَنَا مَا ثَمَنُهُ فَقَالَ إِذَا أَكَلتُم فَقُولُوا بِسمِ اللّهِ وَ إِذَا فَرَغتُم فَقُولُوا الحَمدُ لِلّهِ قَالَ فَالتَفَتَ جَبرَئِيلُ إِلَي أَصحَابِهِ وَ كَانُوا أَربَعَةً وَ جَبرَئِيلُ رَئِيسُهُم فَقَالَ حَقّ لِلّهِ أَن يَتّخِذَ هَذَا خَلِيلًا قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع لَمّا ألُقيِ‌َ اِبرَاهِيمُ ع فِي النّارِ تَلَقّاهُ جَبرَئِيلُ فِي الهَوَاءِ وَ هُوَ يهَويِ‌ فَقَالَ يَا اِبرَاهِيمُ أَ لَكَ حَاجَةٌ فَقَالَ أَمّا إِلَيكَ فَلَا

13-فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَن هَارُونَ عَنِ ابنِ صَدَقَةَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع أَنّ اِبرَاهِيمَ ع هُوَ أَوّلُ مَن حُوّلَ لَهُ الرّملُ دَقِيقاً وَ ذَلِكَ أَنّهُ قَصَدَ صَدِيقاً لَهُ بِمِصرَ فِي قَرضِ طَعَامٍ


صفحه : 6

فَلَم يَجِدهُ فِي مَنزِلِهِ فَكَرِهَ أَن يَرجِعَ بِالحِمَارِ خَالِياً فَمَلَأَ جِرَابَهُ رَملًا فَلَمّا دَخَلَ مَنزِلَهُ خَلّي بَينَ الحِمَارِ وَ بَينَ سَارَةَ استِحيَاءً مِنهَا وَ دَخَلَ البَيتَ وَ نَامَ فَفَتَحَت سَارَةُ عَن دَقِيقٍ أَجوَدَ مَا يَكُونُ فَخَبَزَت وَ قَدّمَت إِلَيهِ طَعَاماً طَيّباً فَقَالَ اِبرَاهِيمُ مِن أَينَ لَكِ هَذَا فَقَالَت مِنَ الدّقِيقِ ألّذِي حَمَلتَهُ مِن عِندِ خَلِيلِكَ المصِريِ‌ّ فَقَالَ أَمَا إِنّهُ خلَيِليِ‌ وَ لَيسَ بمِصِريِ‌ّ فَلِذَلِكَ أعُطيِ‌َ الخَلّةَ فَشَكَرَ لِلّهِ وَ حَمِدَهُ وَ أَكَلَ

بيان لاتنافي‌ بين تلك الأخبار إذ يحتمل أن يكون لكل من تلك الخلال مدخل في الخلة إذ لاتكون الخلة إلا مع اجتماع الخصال التي‌ يرتضيها الرب تعالي

14-فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَن سُلَيمَانَ الديّلمَيِ‌ّ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ دعُيِ‌َ مُحَمّدٌ فَيُكسَي حُلّةً وَردِيّةً ثُمّ يُقَامُ عَن يَمِينِ العَرشِ ثُمّ يُدعَي بِإِبرَاهِيمَ فَيُكسَي حُلّةً بَيضَاءَ فَيُقَامُ عَن يَسَارِ العَرشِ ثُمّ يُدعَي بعِلَيِ‌ّ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ فَيُكسَي حُلّةً وَردِيّةً فَيُقَامُ عَن يَمِينِ النّبِيّ ثُمّ يُدعَي بِإِسمَاعِيلَ فَيُكسَي حُلّةً بَيضَاءَ فَيُقَامُ عَن يَسَارِ اِبرَاهِيمَ ثُمّ يُدعَي بِالحَسَنِ فَيُكسَي حُلّةً وَردِيّةً فَيُقَامُ عَن يَمِينِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ثُمّ يُدعَي بِالحُسَينِ فَيُكسَي حُلّةً وَردِيّةً فَيُقَامُ عَن يَمِينِ الحَسَنِ ثُمّ يُدعَي بِالأَئِمّةِ فَيُكسَونَ حُلَلًا وَردِيّةً فَيُقَامُ كُلّ وَاحِدٍ عَن يَمِينِ صَاحِبِهِ ثُمّ يُدعَي بِالشّيعَةِ فَيَقُومُونَ أَمَامَهُم ثُمّ يُدعَي بِفَاطِمَةَ ع وَ نِسَائِهَا مِن ذُرّيّتِهَا وَ شِيعَتِهَا فَيَدخُلُونَ الجَنّةَ بِغَيرِ حِسَابٍ ثُمّ ينُاَديِ‌ مُنَادٍ مِن بُطنَانِ العَرشِ مِن قِبَلِ رَبّ العِزّةِ وَ الأُفُقِ الأَعلَي نِعمَ الأَبُ أَبُوكَ يَا مُحَمّدُ وَ هُوَ اِبرَاهِيمُ وَ نِعمَ الأَخُ أَخُوكَ وَ هُوَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ وَ نِعمَ السّبطَانِ سِبطَاكَ وَ هُوَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ وَ نِعمَ الجَنِينُ جَنِينُكَ وَ هُوَ مُحَسّنٌ وَ نِعمَ الأَئِمّةُ الرّاشِدُونَ ذُرّيّتُكَ وَ هُوَ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ وَ نِعمَ الشّيعَةُ شِيعَتُكَ أَلَا إِنّ مُحَمّداً وَ وَصِيّهُ وَ سِبطَيهِ وَ الأَئِمّةَ مِن ذُرّيّتِهِ هُمُ


صفحه : 7

الفَائِزُونَ ثُمّ يُؤمَرُ بِهِم إِلَي الجَنّةِ وَ ذَلِكَ قَولُهُفَمَن زُحزِحَ عَنِ النّارِ وَ أُدخِلَ الجَنّةَ فَقَد فازَ

15-فس ،[تفسير القمي‌] وَ اتّبَعَ مِلّةَ اِبراهِيمَ حَنِيفاً قَالَ هيِ‌َ الحَنِيفِيّةُ العَشَرَةُ التّيِ‌ جَاءَ بِهَا اِبرَاهِيمُ التّيِ‌ لَم تُنسَخ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ

16-فس ،[تفسير القمي‌] إِنّ اِبراهِيمَ كانَ أُمّةً قانِتاً لِلّهِ حَنِيفاً أَي طَاهِراًاجتَباهُ أَي اختَارَهُوَ هَداهُ إِلي صِراطٍ مُستَقِيمٍ قَالَ إِلَي الطّرِيقِ الوَاضِحِ ثُمّ قَالَ لِنَبِيّهِثُمّ أَوحَينا إِلَيكَ أَنِ اتّبِع مِلّةَ اِبراهِيمَ حَنِيفاً وَ هيِ‌َ الحَنِيفِيّةُ العَشَرَةُ التّيِ‌ جَاءَ بِهَا اِبرَاهِيمُ ع خَمسَةٌ فِي الرّأسِ وَ خَمسَةٌ فِي البَدَنِ فاَلتّيِ‌ فِي الرّأسِ فَطَمّ الشّعرِ وَ أَخذُ الشّارِبِ وَ إِعفَاءُ اللّحَي وَ السّوَاكُ وَ الخِلَالُ وَ أَمّا التّيِ‌ فِي البَدَنِ فَالغُسلُ مِنَ الجَنَابَةِ وَ الطّهُورُ بِالمَاءِ وَ تَقلِيمُ الأَظفَارِ وَ حَلقُ الشّعرِ مِنَ البَدَنِ وَ الخِتَانُ وَ هَذِهِ لَم تُنسَخ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ

17-فس ،[تفسير القمي‌] وَ اذكُر عِبادَنا اِبراهِيمَ وَ إِسحاقَ وَ يَعقُوبَ أوُليِ‌ الأيَديِ‌ وَ الأَبصارِيعَنيِ‌ أوُليِ‌ القُوّةِإِنّا أَخلَصناهُم بِخالِصَةٍ ذِكرَي الدّارِ وَ إِنّهُم عِندَنا لَمِنَ المُصطَفَينَ الأَخيارِ وَ اذكُر إِسماعِيلَالآيَةَ

وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِأوُليِ‌ الأيَديِ‌ وَ الأَبصارِيعَنيِ‌ أوُليِ‌ القُوّةِ فِي العِبَادَةِ وَ البَصَرِ فِيهَا

18-فس ،[تفسير القمي‌] الحُسَينُ بنُ عَبدِ اللّهِ السكّيَنيِ‌ّ عَن أَبِي سَعِيدٍ البجَلَيِ‌ّ عَن عَبدِ المَلِكِ بنِ هَارُونَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ عَرَضَ مَلِكُ الرّومِ عَلَي الحَسَنِ بنِ عَلِيّ صُوَرَ الأَنبِيَاءِ فَأَخرَجَ صَنَماً فَقَالَ ع هَذِهِ صِفَةُ اِبرَاهِيمَ ع عَرِيضُ الصّدرِ طَوِيلُ الجَبهَةِ الخَبَرَ


صفحه : 8

19- ع ،[علل الشرائع ] أَبِي عَن سَعدٍ عَن أَيّوبَ بنِ نُوحٍ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن حَفصِ بنِ البخَترَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ النّاسُ لَا يَشِيبُونَ فَأَبصَرَ اِبرَاهِيمُ ع شَيباً فِي لِحيَتِهِ فَقَالَ يَا رَبّ مَا هَذَا فَقَالَ هَذَا وَقَارٌ فَقَالَ رَبّ زدِنيِ‌ وَقَاراً

20- ع ،[علل الشرائع ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ مَعرُوفٍ عَنِ ابنِ مَهزِيَارَ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَمّارٍ عَن نُعَيمٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ أَصبَحَ اِبرَاهِيمُ ع فَرَأَي فِي لِحيَتِهِ شَيباً شَعرَةً بَيضَاءَ فَقَالَ الحَمدُ لِلّهِ رَبّ العَالَمِينَ ألّذِي بلَغّنَيِ‌ هَذَا المَبلَغَ وَ لَم أَعصِ اللّهَ طَرفَةَ عَينٍ

21- ع ،[علل الشرائع ] عَلِيّ بنُ حَاتِمٍ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن يَزِيدَ بنِ هَارُونَ عَن عُثمَانَ الزنّجاَنيِ‌ّ عَن جَعفَرِ بنِ الزّمَانِ عَنِ الحَسَنِ بنِ الحُسَينِ عَن خَالِدِ بنِ إِسمَاعِيلَ بنِ أَيّوبَ المخَزوُميِ‌ّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع أَنّهُ سَمِعَ أَبَا الطّفَيلِ يُحَدّثُ أَنّ عَلِيّاً ع يَقُولُ كَانَ الرّجُلُ يَمُوتُ وَ قَد بَلَغَ الهَرَمَ وَ لَم يَشِب فَكَانَ الرّجُلُ يأَتيِ‌ الناّديِ‌َ فِيهِ الرّجُلُ وَ بَنُوهُ فَلَا يَعرِفُ الأَبَ مِنَ الِابنِ فَيَقُولُ أَبُوكُم فَلَمّا كَانَ زَمَانُ اِبرَاهِيمَ قَالَ أللّهُمّ اجعَل لِي شَيباً أُعرَفُ بِهِ قَالَ فَشَابَ وَ ابيَضّ رَأسُهُ وَ لِحيَتُهُ

22- ع ،[علل الشرائع ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَنِ الحمِيرَيِ‌ّ عَنِ ابنِ عِيسَي وَ ابنِ أَبِي الخَطّابِ مَعاً عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَرَفَةَ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع إِنّ مَن قِبَلَنَا يَقُولُونَ إِنّ اِبرَاهِيمَ خَلِيلَ الرّحمَنِ ع خَتَنَ نَفسَهُ بِقَدُومٍ عَلَي دَنّ فَقَالَ سُبحَانَ اللّهِ لَيسَ كَمَا يَقُولُونَ كَذَبُوا فَقُلتُ لَهُ صِف لِي ذَلِكَ فَقَالَ إِنّ الأَنبِيَاءَ ع كَانَت تَسقُطُ عَنهُم غُلَفُهُم مَعَ سُرَرِهِم يَومَ السّابِعِ الخَبَرَ


صفحه : 9

بيان بينه و بين خبر الشامي‌ تناف ظاهرا ويمكن الجمع بأن يكون المراد به أن سائر الأنبياء غيرأولي‌ العزم لم يكونوا يحتاجون إلي الختان فكيف يحتاج ابراهيم إليه مع أنه ولد مختونا ويحتمل أن يكون تبقي لغلفهم بقية تسقط في اليوم السابع

23-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ] كَانَ عَلَي عَهدِ اِبرَاهِيمَ ع رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ مَارِيَا بنُ أَوسٍ قَد أَتَت عَلَيهِ سِتّمِائَةِ سَنَةٍ وَ سِتّونَ سَنَةً وَ كَانَ يَكُونُ فِي غَيضَةٍ لَهُ بَينَهُ وَ بَينَ النّاسِ خَلِيجٌ مِن مَاءٍ غَمرٍ وَ كَانَ يَخرُجُ إِلَي النّاسِ فِي كُلّ ثَلَاثِ سِنِينَ فَيُقِيمُ فِي الصّحرَاءِ فِي مِحرَابٍ لَهُ يصُلَيّ‌ فِيهِ فَخَرَجَ ذَاتَ يَومٍ فِيمَا كَانَ يَخرُجُ فَإِذَا هُوَ بِغَنَمٍ كَانَ عَلَيهَا الدّهنُ فَأُعجِبَ بِهَا وَ فِيهَا شَابّ كَأَنّ وَجهَهُ شِقّةُ قَمَرٍ فَقَالَ يَا فَتَي لِمَن هَذَا الغَنَمُ قَالَ لِإِبرَاهِيمَ خَلِيلِ الرّحمَنِ قَالَ فَمَن أَنتَ قَالَ أَنَا ابنُهُ إِسحَاقُ فَقَالَ مَارِيَا فِي نَفسِهِ أللّهُمّ أرَنِيِ‌ عَبدَكَ وَ خَلِيلَكَ حَتّي أَرَاهُ قَبلَ المَوتِ ثُمّ رَجَعَ إِلَي مَكَانِهِ وَ رَفَعَ إِسحَاقُ ابنُهُ خَبَرَهُ إِلَي أَبِيهِ فَأَخبَرَهُ بِخَبَرِهِ فَكَانَ اِبرَاهِيمُ يَتَعَاهَدُ ذَلِكَ المَكَانَ ألّذِي هُوَ فِيهِ وَ يصُلَيّ‌ فِيهِ فَسَأَلَهُ اِبرَاهِيمُ عَنِ اسمِهِ وَ مَا أَتَي عَلَيهِ مِنَ السّنِينَ فَخَبّرَهُ فَقَالَ أَينَ تَسكُنُ فَقَالَ فِي غَيضَةٍ فَقَالَ اِبرَاهِيمُ إنِيّ‌ أُحِبّ أَن آتيِ‌َ مَوضِعَكَ فَأَنظُرَ إِلَيهِ وَ كَيفَ عَيشُكَ فِيهَا قَالَ إنِيّ‌ أُيَبّسُ مِنَ الثّمَارِ الرّطبِ مَا يكَفيِنيِ‌ إِلَي قَابِلٍ لَا تَقدِرُ أَن تَصِلَ إِلَي ذَلِكَ المَوضِعِ فَإِنّهُ خَلِيجٌ وَ مَاءٌ غَمرٌ فَقَالَ لَهُ اِبرَاهِيمُ فَمَا لَكَ فِيهِ مَعبَرٌ قَالَ لَا قَالَ فَكَيفَ تَعبُرُ قَالَ أمَشيِ‌ عَلَي المَاءِ قَالَ اِبرَاهِيمُ لَعَلّ ألّذِي سَخّرَ لَكَ المَاءَ يُسَخّرُهُ لِي قَالَ فَانطَلِق وَ بَدَأَ مَارِيَا فَوَضَعَ رِجلَهُ فِي المَاءِ وَ قَالَ بِسمِ اللّهِ قَالَ اِبرَاهِيمُ بِسمِ اللّهِ فَالتَفَتَ مَارِيَا وَ إِذَا اِبرَاهِيمُ يمَشيِ‌ كَمَا يمَشيِ‌ هُوَ فَتَعَجّبَ مِن ذَلِكَ فَدَخَلَ الغَيضَةَ فَأَقَامَ مَعَهُ اِبرَاهِيمُ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ لَا يُعلِمُهُ مَن هُوَ ثُمّ قَالَ لَهُ يَا مَارِيَا مَا أَحسَنَ مَوضِعَكَ هَل لَكَ أَن تَدعُوَ اللّهَ أَن يَجمَعَ بَينَنَا فِي هَذَا المَوضِعِ فَقَالَ مَا كُنتُ لِأَفعَلَ قَالَ وَ لِمَ قَالَ لأِنَيّ‌ دَعَوتُهُ بِدَعوَةٍ مُنذُ ثَلَاثِ سِنِينَ فَلَم يجُبِنيِ‌ فِيهَا قَالَ وَ مَا ألّذِي دَعَوتَهُ فَقَصّ عَلَيهِ


صفحه : 10

خَبَرَ الغَنَمِ وَ إِسحَاقَ فَقَالَ اِبرَاهِيمُ فَإِنّ اللّهَ قَدِ استَجَابَ مِنكَ أَنَا اِبرَاهِيمُ فَقَامَ وَ عَانَقَهُ فَكَانَت أَوّلَ مُعَانَقَةٍ

24-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ] عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص رَأَيتُ اِبرَاهِيمَ وَ مُوسَي وَ عِيسَي ع فَأَمّا مُوسَي فَرَجُلٌ طُوَالٌ سَبِطٌ يُشبِهُ رِجَالَ الزّطّ وَ رِجَالَ أَهلِ شَنُوءَةَ وَ أَمّا عِيسَي فَرَجُلٌ أَحمَرُ جَعدٌ رَبعَةٌ قَالَ ثُمّ سَكَتَ فَقِيلَ لَهُ يَا رَسُولَ اللّهِ فَإِبرَاهِيمُ قَالَ انظُرُوا إِلَي صَاحِبِكُم يعَنيِ‌ نَفسَهُص

25-نَوَادِرُ الراّونَديِ‌ّ،بِإِسنَادِهِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَوّلُ مَن قَاتَلَ فِي سَبِيلِ اللّهِ اِبرَاهِيمُ الخَلِيلُ ع حَيثُ أَسَرَتِ الرّومُ لُوطاً ع فَنَفَرَ اِبرَاهِيمُ ع وَ استَنقَذَهُ مِن أَيدِيهِم وَ أَوّلُ مَنِ اختَتَنَ اِبرَاهِيمُ ع اختَتَنَ بِالقَدُومِ عَلَي رَأسِ ثَمَانِينَ سَنَةً

26- وَ بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ قَالَ عَلِيّ ع قِيلَ لِإِبرَاهِيمَ ع تَطَهّر فَأَخَذَ شَارِبَهُ ثُمّ قِيلَ لَهُ تَطَهّر فَنَتَفَ تَحتَ جَنَاحِهِ ثُمّ قِيلَ لَهُ تَطَهّر فَحَلَقَ عَانَتَهُ ثُمّ قِيلَ لَهُ تَطَهّر فَاختَتَنَ

27-ك ،[إكمال الدين ] أَبِي عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ وَ مُحَمّدٍ العَطّارِ مَعاً عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ


صفحه : 11

يُوسُفَ التمّيِميِ‌ّ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص عَاشَ اِبرَاهِيمُ مِائَةً وَ خَمساً وَ سَبعِينَ سَنَةً

28-يج ،[الخرائج والجرائح ] كَانَ اِبرَاهِيمُ ع مِضيَافاً فَنَزَلَ عَلَيهِ يَوماً قَومٌ وَ لَم يَكُن عِندَهُ شَيءٌ فَقَالَ إِن أَخَذتُ خَشَبَ الدّارِ وَ بِعتُهُ مِنَ النّجّارِ فَإِنّهُ يَنحِتُهُ صَنَماً وَ وَثَناً فَلَم يَفعَل وَ خَرَجَ بَعدَ أَن أَنزَلَهُم فِي دَارِ الضّيَافَةِ وَ مَعَهُ إِزَارٌ إِلَي مَوضِعٍ وَ صَلّي رَكعَتَينِ فَلَمّا فَرَغَ لَم يَجِدِ الإِزَارَ عَلِمَ أَنّ اللّهَ هَيّأَ أَسبَابَهُ فَلَمّا دَخَلَ دَارَهُ رَأَي سَارَةَ تَطبُخُ شَيئاً فَقَالَ لَهَا أَنّي لَكِ هَذَا قَالَت هَذَا ألّذِي بَعَثتَهُ عَلَي يَدِ الرّجُلِ وَ كَانَ اللّهُ سُبحَانَهُ أَمَرَ جَبرَئِيلَ أَن يَأخُذَ الرّملَ ألّذِي كَانَ فِي المَوضِعِ ألّذِي صَلّي فِيهِ اِبرَاهِيمُ وَ يَجعَلَهُ فِي إِزَارِهِ وَ الحِجَارَةَ المُلقَاةَ هُنَاكَ أَيضاً فَفَعَلَ جَبرَئِيلُ ع ذَلِكَ وَ قَد جَعَلَ اللّهُ الرّملَ جَاوَرسَ مُقَشّراً وَ الحِجَارَةَ المُدَوّرَةَ شَلجَماً وَ المُستَطِيلَةَ جَزَراً

29-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن عُبَيدِ اللّهِ الحلَبَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع ما كانَ اِبراهِيمُ يَهُودِيّا وَ لا نَصرانِيّا لَا يَهُودِيّاً يصُلَيّ‌ إِلَي المَغرِبِ وَ لَا نَصرَانِيّاً يصُلَيّ‌ إِلَي المَشرِقِوَ لكِن كانَ حَنِيفاً مُسلِماً يَقُولُ كَانَ حَنِيفاً مُسلِماً عَلَي دِينِ مُحَمّدٍص

30-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَ إِذَا سَافَرَ أَحَدُكُم فَقَدِمَ مِن سَفَرِهِ فَليَأتِ أَهلَهُ بِمَا تَيَسّرَ وَ لَو بِحَجَرٍ فَإِنّ اِبرَاهِيمَ ع كَانَ إِذَا ضَاقَ أَتَي قَومَهُ وَ أَنّهُ ضَاقَ ضَيقَةً فَأَتَي قَومَهُ فَوَافَقَ مِنهُم أَزمَةً فَرَجَعَ كَمَا ذَهَبَ فَلَمّا قَرُبَ مِن مَنزِلِهِ نَزَلَ عَن حِمَارِهِ فَمَلَأَ خُرجَهُ رَملًا إِرَادَةَ أَن يُسَكّنَ بِهِ رُوحَ سَارَةَ فَلَمّا دَخَلَ مَنزِلَهُ حَطّ الخُرجَ عَنِ الحِمَارِ وَ افتَتَحَ الصّلَاةَ فَجَاءَت سَارَةُ فَفَتَحَتِ الخُرجَ فَوَجَدَتهُ مَملُوءاً دَقِيقاً فَاعتَجَنَت مِنهُ وَ اختَبَزَت ثُمّ قَالَت لِإِبرَاهِيمَ انفَتِل مِن صَلَاتِكَ فَكُل فَقَالَ لَهَا أَنّي لَكِ هَذَا قَالَت مِنَ الدّقِيقِ ألّذِي فِي الخُرجِ فَرَفَعَ رَأسَهُ إِلَي السّمَاءِ فَقَالَ أَشهَدُ أَنّكَ الخَلِيلُ

بيان الأزمة الشدة والقحط


صفحه : 12

31-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قُلتُ قَولُهُإِنّ اِبراهِيمَ لَأَوّاهٌ حَلِيمٌ قَالَ الأَوّاهُ الدّعّاءُ

32-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن عَبدِ الرّحمَنِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِإِنّ اِبراهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوّاهٌ مُنِيبٌ قَالَ دَعّاءٌ

شي‌،[تفسير العياشي‌] عن زرارة وحمران و محمد بن مسلم عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع مثله

33-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن زُرَارَةَ وَ حُمرَانَ وَ مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ وَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيإِنّ اِبراهِيمَ كانَ أُمّةً قانِتاً لِلّهِ حَنِيفاً قَالَ شَيءٌ فَضّلَهُ اللّهُ بِهِ

34-شي‌،[تفسير العياشي‌]يُونُسُ بنُ ظَبيَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع إِنّ اِبراهِيمَ كانَ أُمّةً قانِتاًأُمّةً وَاحِدَةً

35-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن سَمَاعَةَ قَالَ سَمِعتُ عَبداً صَالِحاً يَقُولُ لَقَد كَانَتِ الدّنيَا وَ مَا كَانَ فِيهَا إِلّا وَاحِدٌ يَعبُدُ اللّهَ وَ لَو كَانَ مَعَهُ غَيرُهُ إِذاً لَأَضَافَهُ إِلَيهِ حَيثُ يَقُولُإِنّ اِبراهِيمَ كانَ أُمّةً قانِتاً لِلّهِ حَنِيفاً وَ لَم يَكُ مِنَ المُشرِكِينَفَصَبَرَ بِذَلِكَ مَا شَاءَ اللّهُ ثُمّ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي آنَسَهُ بِإِسمَاعِيلَ وَ إِسحَاقَ فَصَارُوا ثَلَاثَةً

36-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ الحَسَنِ عَمّن ذَكَرَهُ عَن مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن زَيدٍ الشّحّامِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي اتّخَذَ اِبرَاهِيمَ ع عَبداً قَبلَ أَن يَتّخِذَهُ نَبِيّاً وَ إِنّ اللّهَ اتّخَذَهُ نَبِيّاً قَبلَ أَن يَتّخِذَهُ رَسُولًا وَ إِنّ اللّهَ اتّخَذَهُ رَسُولًا قَبلَ أَن يَتّخِذَهُ خَلِيلًا وَ إِنّ اللّهَ اتّخَذَهُ خَلِيلًا قَبلَ أَن يَجعَلَهُ إِمَاماً فَلَمّا جَمَعَ لَهُ الأَشيَاءَقالَ إنِيّ‌ جاعِلُكَ لِلنّاسِ إِماماً قَالَ فَمِن عِظَمِهَا فِي عَينِ اِبرَاهِيمَقالَ وَ مِن ذرُيّتّيِ‌ قالَ لا يَنالُ عهَديِ‌ الظّالِمِينَ قَالَ لَا يَكُونُ السّفِيهُ إِمَامَ التقّيِ‌ّ

37-كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن إِسحَاقَ بنِ عَبدِ العَزِيزِ بنِ أَبِي السّفَاتِجِ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ إِنّ


صفحه : 13

اللّهَ اتّخَذَ اِبرَاهِيمَ ع عَبداً قَبلَ أَن يَتّخِذَهُ نَبِيّاً وَ اتّخَذَهُ نَبِيّاً قَبلَ أَن يَتّخِذَهُ رَسُولًا وَ اتّخَذَهُ رَسُولًا قَبلَ أَن يَتّخِذَهُ خَلِيلًا وَ اتّخَذَهُ خَلِيلًا قَبلَ أَن يَتّخِذَهُ إِمَاماً فَلَمّا جَمَعَ لَهُ هَذِهِ الأَشيَاءَ وَ قَبَضَ يَدَهُ قَالَ لَهُ يَا اِبرَاهِيمُإنِيّ‌ جاعِلُكَ لِلنّاسِ إِماماًفَمِن عِظَمِهَا فِي عَينِ اِبرَاهِيمَ ع قالَ يَا رَبّوَ مِن ذرُيّتّيِ‌ قالَ لا يَنالُ عهَديِ‌ الظّالِمِينَ

38-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَوّلُ مَنِ اتّخَذَ النّعلَينِ اِبرَاهِيمُ ع

39- وَ بِهَذَا الإِسنَادِ عَنهُ ع قَالَ أَوّلُ مَن شَابَ اِبرَاهِيمُ فَقَالَ يَا رَبّ مَا هَذَا قَالَ نُورٌ وَ تَوقِيرٌ قَالَ رَبّ زدِنيِ‌ مِنهُ

40-كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَن أَبَانٍ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ عَن زَيدٍ الشّحّامِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ اِبرَاهِيمَ ع كَانَ أَبَا أَضيَافٍ فَكَانَ إِذَا لَم يَكُونُوا عِندَهُ خَرَجَ يَطلُبُهُم وَ أَغلَقَ بَابَهُ وَ أَخَذَ المَفَاتِيحَ يَطلُبُ الأَضيَافَ وَ إِنّهُ رَجَعَ إِلَي دَارِهِ فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ أَو شِبهِ رَجُلٍ فِي الدّارِ فَقَالَ يَا عَبدَ اللّهِ بِإِذنِ مَن دَخَلتَ هَذِهِ الدّارَ قَالَ دَخَلتُهَا بِإِذنِ رَبّهَا يُرَدّدُ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرّاتٍ فَعَرَفَ اِبرَاهِيمُ ع أَنّهُ جَبرَئِيلُ فَحَمِدَ رَبّهُ ثُمّ قَالَ أرَسلَنَيِ‌ رَبّكَ إِلَي عَبدٍ مِن عَبِيدِهِ يَتّخِذُهُ خَلِيلًا قَالَ اِبرَاهِيمُ فأَعَلمِنيِ‌ مَن هُوَ أَخدُمهُ حَتّي أَمُوتَ فَقَالَ فَأَنتَ هُوَ قَالَ وَ لِمَ ذَلِكَ قَالَ لِأَنّكَ لَم تَسأَل أَحَداً شَيئاً قَطّ وَ لَم تُسأَل شَيئاً قَطّ فَقُلتَ لَا

41-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَمّن حَدّثَهُ عَن سَعدِ بنِ ظَرِيفٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ كَانَ النّاسُ يَعتَبِطُونَ اعتِبَاطاً فَلَمّا كَانَ زَمَانُ اِبرَاهِيمَ


صفحه : 14

ع قَالَ يَا رَبّ اجعَل لِلمَوتِ عِلّةً يُؤجَرُ بِهَا المَيّتُ وَ يُسلَي بِهَا عَنِ المَصَائِبِ قَالَ فَأَنزَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ المُومَ وَ هُوَ البِرسَامُ ثُمّ أَنزَلَ بَعدَهُ الدّاءَ

محمد بن يحيي عن ابن عيسي عن ابن فضال عن عاصم بن حميد عن ابن ظريف عنه ع مثله

42-فس ،[تفسير القمي‌] فِيما لَكُم بِهِ عِلمٌيعَنيِ‌ بِمَا فِي التّورَاةِ وَ الإِنجِيلِفَلِمَ تُحَاجّونَ فِيما لَيسَ لَكُم بِهِ عِلمٌيعَنيِ‌ بِمَا فِي صُحُفِ اِبرَاهِيمَ عَنهُ ع

43-نَوَادِرُ الراّونَديِ‌ّ،بِإِسنَادِهِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِ إِنّ الوِلدَانَ تَحتَ عَرشِ الرّحمَنِ يَستَغفِرُونَ لِآبَائِهِم يَحضُنُهُم اِبرَاهِيمُ ع وَ تُرَبّيهِم سَارَةُ ع فِي جَبَلٍ مِن مِسكٍ وَ عَنبَرٍ وَ زَعفَرَانٍ

باب 2-قصص ولادته عليه السلام إلي كسر الأصنام و ماجري بينه و بين فرعونه وبيان حال أبيه

الآيات البقرةأَ لَم تَرَ إِلَي ألّذِي حَاجّ اِبراهِيمَ فِي رَبّهِ أَن آتاهُ اللّهُ المُلكَ إِذ قالَ اِبراهِيمُ ربَيّ‌َ ألّذِي يحُييِ‌ وَ يُمِيتُ قالَ أَنَا أحُييِ‌ وَ أُمِيتُ قالَ اِبراهِيمُ فَإِنّ اللّهَ يأَتيِ‌ بِالشّمسِ مِنَ المَشرِقِ فَأتِ بِها مِنَ المَغرِبِ فَبُهِتَ ألّذِي كَفَرَ وَ اللّهُ لا يهَديِ‌ القَومَ الظّالِمِينَالأنعام وَ إِذ قالَ اِبراهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَ تَتّخِذُ أَصناماً آلِهَةً إنِيّ‌ أَراكَ وَ قَومَكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ وَ كَذلِكَ نرُيِ‌ اِبراهِيمَ مَلَكُوتَ السّماواتِ وَ الأَرضِ وَ لِيَكُونَ مِنَ المُوقِنِينَ فَلَمّا جَنّ عَلَيهِ اللّيلُ رَأي كَوكَباً قالَ هذا ربَيّ‌ فَلَمّا أَفَلَ قالَ لا أُحِبّ الآفِلِينَ فَلَمّا رَأَي القَمَرَ بازِغاً قالَ هذا ربَيّ‌ فَلَمّا أَفَلَ قالَ لَئِن لَم يهَدنِيِ‌ ربَيّ‌ لَأَكُونَنّ مِنَ القَومِ الضّالّينَ


صفحه : 15

فَلَمّا رَأَي الشّمسَ بازِغَةً قالَ هذا ربَيّ‌ هذا أَكبَرُ فَلَمّا أَفَلَت قالَ يا قَومِ إنِيّ‌ برَيِ‌ءٌ مِمّا تُشرِكُونَ إنِيّ‌ وَجّهتُ وجَهيِ‌َ للِذّيِ‌ فَطَرَ السّماواتِ وَ الأَرضَ حَنِيفاً وَ ما أَنَا مِنَ المُشرِكِينَ وَ حاجّهُ قَومُهُ قالَ أَ تحُاجوّنيّ‌ فِي اللّهِ وَ قَد هَدانِ وَ لا أَخافُ ما تُشرِكُونَ بِهِ إِلّا أَن يَشاءَ ربَيّ‌ شَيئاً وَسِعَ ربَيّ‌ كُلّ شَيءٍ عِلماً أَ فَلا تَتَذَكّرُونَ وَ كَيفَ أَخافُ ما أَشرَكتُم وَ لا تَخافُونَ أَنّكُم أَشرَكتُم بِاللّهِ ما لَم يُنَزّل بِهِ عَلَيكُم سُلطاناً فأَيَ‌ّ الفَرِيقَينِ أَحَقّ بِالأَمنِ إِن كُنتُم تَعلَمُونَ الّذِينَ آمَنُوا وَ لَم يَلبِسُوا إِيمانَهُم بِظُلمٍ أُولئِكَ لَهُمُ الأَمنُ وَ هُم مُهتَدُونَ وَ تِلكَ حُجّتُنا آتَيناها اِبراهِيمَ عَلي قَومِهِ نَرفَعُ دَرَجاتٍ مَن نَشاءُ إِنّ رَبّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌالتوبةوَ ما كانَ استِغفارُ اِبراهِيمَ لِأَبِيهِ إِلّا عَن مَوعِدَةٍ وَعَدَها إِيّاهُ فَلَمّا تَبَيّنَ لَهُ أَنّهُ عَدُوّ لِلّهِ تَبَرّأَ مِنهُ إِنّ اِبراهِيمَ لَأَوّاهٌ حَلِيمٌمريم وَ اذكُر فِي الكِتابِ اِبراهِيمَ إِنّهُ كانَ صِدّيقاً نَبِيّا إِذ قالَ لِأَبِيهِ يا أَبَتِ لِمَ تَعبُدُ ما لا يَسمَعُ وَ لا يُبصِرُ وَ لا يغُنيِ‌ عَنكَ شَيئاً يا أَبَتِ إنِيّ‌ قَد جاءنَيِ‌ مِنَ العِلمِ ما لَم يَأتِكَ فاَتبّعِنيِ‌ أَهدِكَ صِراطاً سَوِيّا يا أَبَتِ لا تَعبُدِ الشّيطانَ إِنّ الشّيطانَ كانَ لِلرّحمنِ عَصِيّا يا أَبَتِ إنِيّ‌ أَخافُ أَن يَمَسّكَ عَذابٌ مِنَ الرّحمنِ فَتَكُونَ لِلشّيطانِ وَلِيّا قالَ أَ راغِبٌ أَنتَ عَن آلهِتَيِ‌ يا اِبراهِيمُ لَئِن لَم تَنتَهِ لَأَرجُمَنّكَ وَ اهجرُنيِ‌ مَلِيّا قالَ سَلامٌ عَلَيكَ سَأَستَغفِرُ لَكَ ربَيّ‌ إِنّهُ كانَ بيِ‌ حَفِيّا وَ أَعتَزِلُكُم وَ ما تَدعُونَ مِن دُونِ اللّهِ وَ أَدعُوا ربَيّ‌ عَسي أَلّا أَكُونَ بِدُعاءِ ربَيّ‌ شَقِيّاالأنبياءوَ لَقَد آتَينا اِبراهِيمَ رُشدَهُ مِن قَبلُ وَ كُنّا بِهِ عالِمِينَ إِذ قالَ لِأَبِيهِ وَ قَومِهِ ما هذِهِ التّماثِيلُ التّيِ‌ أَنتُم لَها عاكِفُونَ قالُوا وَجَدنا آباءَنا لَها عابِدِينَ قالَ لَقَد كُنتُم أَنتُم وَ آباؤُكُم فِي ضَلالٍ مُبِينٍ قالُوا أَ جِئتَنا بِالحَقّ أَم أَنتَ مِنَ اللّاعِبِينَ قالَ بَل رَبّكُم رَبّ السّماواتِ وَ الأَرضِ ألّذِي فَطَرَهُنّ وَ أَنَا عَلي ذلِكُم مِنَ الشّاهِدِينَ وَ تَاللّهِ لَأَكِيدَنّ أَصنامَكُم بَعدَ أَن تُوَلّوا مُدبِرِينَ فَجَعَلَهُم جُذاذاً إِلّا كَبِيراً لَهُم لَعَلّهُم إِلَيهِ يَرجِعُونَ قالُوا مَن فَعَلَ هذا بِآلِهَتِنا إِنّهُ لَمِنَ الظّالِمِينَ قالُوا سَمِعنا فَتًي يَذكُرُهُم يُقالُ لَهُ اِبراهِيمُ قالُوا فَأتُوا بِهِ عَلي أَعيُنِ النّاسِ لَعَلّهُم يَشهَدُونَ قالُوا أَ أَنتَ فَعَلتَ هذا بِآلِهَتِنا يا اِبراهِيمُ قالَ بَل فَعَلَهُ كَبِيرُهُم هذا فَسئَلُوهُم إِن كانُوا يَنطِقُونَ فَرَجَعُوا إِلي أَنفُسِهِم فَقالُوا إِنّكُم


صفحه : 16

أَنتُمُ الظّالِمُونَ ثُمّ نُكِسُوا عَلي رُؤُسِهِم لَقَد عَلِمتَ ما هؤُلاءِ يَنطِقُونَ قالَ أَ فَتَعبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ ما لا يَنفَعُكُم شَيئاً وَ لا يَضُرّكُم أُفّ لَكُم وَ لِما تَعبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ أَ فَلا تَعقِلُونَ قالُوا حَرّقُوهُ وَ انصُرُوا آلِهَتَكُم إِن كُنتُم فاعِلِينَ قُلنا يا نارُ كوُنيِ‌ بَرداً وَ سَلاماً عَلي اِبراهِيمَ وَ أَرادُوا بِهِ كَيداً فَجَعَلناهُمُ الأَخسَرِينَ وَ نَجّيناهُ وَ لُوطاً إِلَي الأَرضِ التّيِ‌ بارَكنا فِيها لِلعالَمِينَ

الشعراءوَ اتلُ عَلَيهِم نَبَأَ اِبراهِيمَ إِذ قالَ لِأَبِيهِ وَ قَومِهِ ما تَعبُدُونَ قالُوا نَعبُدُ أَصناماً فَنَظَلّ لَها عاكِفِينَ قالَ هَل يَسمَعُونَكُم إِذ تَدعُونَ أَو يَنفَعُونَكُم أَو يَضُرّونَ قالُوا بَل وَجَدنا آباءَنا كَذلِكَ يَفعَلُونَ قالَ أَ فَرَأَيتُم ما كُنتُم تَعبُدُونَ أَنتُم وَ آباؤُكُمُ الأَقدَمُونَ فَإِنّهُم عَدُوّ لِي إِلّا رَبّ العالَمِينَ ألّذِي خلَقَنَيِ‌ فَهُوَ يَهدِينِ وَ ألّذِي هُوَ يطُعمِنُيِ‌ وَ يَسقِينِ وَ إِذا مَرِضتُ فَهُوَ يَشفِينِ وَ ألّذِي يمُيِتنُيِ‌ ثُمّ يُحيِينِ وَ ألّذِي أَطمَعُ أَن يَغفِرَ لِي خطَيِئتَيِ‌ يَومَ الدّينِ رَبّ هَب لِي حُكماً وَ ألَحقِنيِ‌ بِالصّالِحِينَ وَ اجعَل لِي لِسانَ صِدقٍ فِي الآخِرِينَ وَ اجعلَنيِ‌ مِن وَرَثَةِ جَنّةِ النّعِيمِ وَ اغفِر لأِبَيِ‌ إِنّهُ كانَ مِنَ الضّالّينَ وَ لا تخُزنِيِ‌ يَومَ يُبعَثُونَالعنكبوت وَ اِبراهِيمَ إِذ قالَ لِقَومِهِ اعبُدُوا اللّهَ وَ اتّقُوهُ ذلِكُم خَيرٌ لَكُم إِن كُنتُم تَعلَمُونَ إِنّما تَعبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ أَوثاناً وَ تَخلُقُونَ إِفكاً إِنّ الّذِينَ تَعبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ لا يَملِكُونَ لَكُم رِزقاً فَابتَغُوا عِندَ اللّهِ الرّزقَ وَ اعبُدُوهُ وَ اشكُرُوا لَهُ إِلَيهِ تُرجَعُونَ وَ إِن تُكَذّبُوا فَقَد كَذّبَ أُمَمٌ مِن قَبلِكُم وَ ما عَلَي الرّسُولِ إِلّا البَلاغُ المُبِينُ ثم قال تعالي فَما كانَ جَوابَ قَومِهِ إِلّا أَن قالُوا اقتُلُوهُ أَو حَرّقُوهُ فَأَنجاهُ اللّهُ مِنَ النّارِ إِنّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَومٍ يُؤمِنُونَ وَ قالَ إِنّمَا اتّخَذتُم مِن دُونِ اللّهِ أَوثاناً مَوَدّةَ بَينِكُم فِي الحَياةِ الدّنيا ثُمّ يَومَ القِيامَةِ يَكفُرُ بَعضُكُم بِبَعضٍ وَ يَلعَنُ بَعضُكُم بَعضاً وَ مَأواكُمُ النّارُ وَ ما لَكُم مِن ناصِرِينَ فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَ قالَ إنِيّ‌ مُهاجِرٌ إِلي ربَيّ‌ إِنّهُ هُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُالصافات وَ إِنّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبراهِيمَ إِذ جاءَ رَبّهُ بِقَلبٍ سَلِيمٍ إِذ قالَ لِأَبِيهِ وَ قَومِهِ ما ذا تَعبُدُونَ أَ إِفكاً آلِهَةً دُونَ اللّهِ تُرِيدُونَ فَما ظَنّكُم بِرَبّ العالَمِينَ


صفحه : 17

فَنَظَرَ نَظرَةً فِي النّجُومِ فَقالَ إنِيّ‌ سَقِيمٌ فَتَوَلّوا عَنهُ مُدبِرِينَ فَراغَ إِلي آلِهَتِهِم فَقالَ أَ لا تَأكُلُونَ ما لَكُم لا تَنطِقُونَ فَراغَ عَلَيهِم ضَرباً بِاليَمِينِ فَأَقبَلُوا إِلَيهِ يَزِفّونَ قالَ أَ تَعبُدُونَ ما تَنحِتُونَ وَ اللّهُ خَلَقَكُم وَ ما تَعمَلُونَ قالُوا ابنُوا لَهُ بُنياناً فَأَلقُوهُ فِي الجَحِيمِ فَأَرادُوا بِهِ كَيداً فَجَعَلناهُمُ الأَسفَلِينَ وَ قالَ إنِيّ‌ ذاهِبٌ إِلي ربَيّ‌ سَيَهدِينِالزخرف وَ إِذ قالَ اِبراهِيمُ لِأَبِيهِ وَ قَومِهِ إنِنّيِ‌ بَراءٌ مِمّا تَعبُدُونَ إِلّا ألّذِي فطَرَنَيِ‌ فَإِنّهُ سَيَهدِينِ وَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلّهُم يَرجِعُونَالممتحنةقَد كانَت لَكُم أُسوَةٌ حَسَنَةٌ فِي اِبراهِيمَ وَ الّذِينَ مَعَهُ إِذ قالُوا لِقَومِهِم إِنّا بُرَآؤُا مِنكُم وَ مِمّا تَعبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ كَفَرنا بِكُم وَ بَدا بَينَنا وَ بَينَكُمُ العَداوَةُ وَ البَغضاءُ أَبَداً حَتّي تُؤمِنُوا بِاللّهِ وَحدَهُ إِلّا قَولَ اِبراهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَستَغفِرَنّ لَكَ وَ ما أَملِكُ لَكَ مِنَ اللّهِ مِن شَيءٍ رَبّنا عَلَيكَ تَوَكّلنا وَ إِلَيكَ أَنَبنا وَ إِلَيكَ المَصِيرُ رَبّنا لا تَجعَلنا فِتنَةً لِلّذِينَ كَفَرُوا وَ اغفِر لَنا رَبّنا إِنّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُتفسير قال الطبرسي‌ رحمه الله في قوله تعالي أَ لَم تَرَ أي أ لم ينته علمك إِلَي ألّذِي حَاجّ اِبراهِيمَ أي خاصمه و هونمرود بن كنعان و هوأول من تجبر وادعي الربوبية واختلف في وقت الحاجّة فقيل عندكسر الأصنام قبل إلقائه في النار وقيل بعده و هوالمروي‌ عن الصادق ع فِي رَبّهِ أي في رب ابراهيم ألذي يدعو إلي توحيده وعبادته أَن آتاهُ اللّهُ أي لأن آتاه المُلكَ والهاء تعود إلي المحاج لإبراهيم أي بطر الملك ونعيم الدنيا حمله علي المحاجة والملك علي هذاالوجه جائز أن ينعم الله به علي أحد فأما الملك بتمليك الأمر والنهي‌ وتدبير أمور الناس وإيجاب الطاعة علي الخلق فلايجوز أن يؤتيه الله إلا من يعلم أنه يدعو إلي الصلاح والسداد والرشاد وقيل إن الهاء تعود إلي ابراهيم ع إِذ قالَ اِبراهِيمُ ربَيّ‌َ ألّذِي يحُييِ‌ وَ يُمِيتُالإماتة هي‌ إخراج الروح من بدن الحي‌ من غيرجرح و لانقص بنية و لاإحداث فعل يتصل بالبدن من جهة و هذاخارج عن قدرة البشرقالَ أَنَا أحُييِ‌بالتخلية من الحبس وَ أُمِيتُبالقتل و هذاجهل من الكافر لأنه اعتمد في المعارضة علي العبارة فقط دون المعني عادلا عن وجه الحجة بفعل الحياة للميت أوالموت للحي‌ علي سبيل الاختراع ألذي ينفرد


صفحه : 18

سبحانه به و لايقدر عليه سواه فَبُهِتَ ألّذِي كَفَرَ أي تحير عندالانقطاع بما بان له من ظهور الحجة. فإن قيل فهلا قال له نمرود فليأت بهاربك من المغرب قيل عن ذلك جوابان أحدهما أنه لماعلم بما رأي من الآيات أنه لواقترح ذلك لأتي به الله تصديقا لإبراهيم فكان يزداد بذلك فضيحة عدل عن ذلك والثاني‌ أن الله خذله ولطف لإبراهيم ع حتي أنه لم يأت بشبهة و لم يلبس وَ اللّهُ لا يهَديِ‌ القَومَ الظّالِمِينَبالمعونة علي بلوغ البغية من الفساد أو إلي المحاجة أو إلي الجنة أو لايهديهم بألطافه وتأييده إذاعلم أنه لالطف لهم . و في تفسير ابن عباس أن الله سلط علي نمرود بعوضة فعضت شفته فأهوي إليها ليأخذها بيده فطارت في منخره فذهب ليستخرجها فطارت في دماغه فعذبه الله بهاأربعين ليلة ثم أهلكه .وَ كَذلِكَ نرُيِ‌ اِبراهِيمَ أي مثل ماوصفناه من قصة ابراهيم و قوله لأبيه ما قال نري‌مَلَكُوتَ السّماواتِ وَ الأَرضِ أي القدرة التي‌ تقوي بهادلالته علي توحيد الله وقيل معناه كماأريناك يا محمدأريناه آثار قدرتنا فيما خلقنا من العلويات والسفليات ليستدل بها وقيل ملكوت السماوات و الأرض ملكهما بالنبطية وقيل أطلق الملكوت علي المملوك ألذي هو في السماوات و الأرض قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع كَشَطَ اللّهُ لَهُ عَنِ الأَرَضِينَ حَتّي رَآهُنّ وَ مَا تَحتَهُنّ وَ عَنِ السّمَاوَاتِ حَتّي رَآهُنّ وَ مَا فِيهِنّ مِنَ المَلَائِكَةِ وَ حَمَلَةِ العَرشِ

وَ لِيَكُونَ مِنَ المُوقِنِينَ أي المتيقنين بأن الله سبحانه هوخالق ذلك والمالك له .فَلَمّا جَنّ عَلَيهِ اللّيلُ أي أظلم وستر بظلامه كل ضياءرَأي كَوكَباًقيل هوالزهرة وقيل هوالمشتري‌فَلَمّا أَفَلَ أي غرب بازِغاً أي طالعاإنِيّ‌ وَجّهتُ وجَهيِ‌َ أي نفسي‌حَنِيفاً أي مخلصا مائلا عن الشرك إلي الإخلاص وذكر أهل التفسير والتاريخ أن ابراهيم ع ولد في زمن نمرود بن كنعان وزعم


صفحه : 19

بعضهم أن نمرود كان من ولاة كيكاوس وبعضهم قال كان ملكا برأسه وقيل لنمرود إنه يولد مولود في بلده هذه السنة يكون هلاكه وزوال ملكه علي يده ثم اختلفوا فقال بعضهم إنما قالوا ذلك من طريق التنجيم والتكهن و قال آخرون بل وجد ذلك في كتب الأنبياء و قال آخرون رأي نمرود كأن كوكبا طلع فذهب بضوء الشمس والقمر فسأل عنه فعبر بأنه يولد غلام يذهب ملكه علي يده عن السدي‌ فعند ذلك أمر بقتل كل غلام يولد تلك السنة وأمر بأن يعزل الرجال عن النساء وبأن يتفحص عن أحوال النساء فمن وجدت حبلي تحبس حتي تلد فإن كان غلاما قتل و إن كانت جارية خليت حتي حبلت أم ابراهيم فلما دنت ولادته خرجت هاربة فذهبت به إلي غار ولفته في خرقة ثم جعلت علي باب الغار صخرة ثم انصرفت عنه فجعل الله رزقه في إبهامه فجعل يمصها فتشخب لبنا وجعل يشب في اليوم كمايشب غيره في الجمعة ويشب في الجمعة كمايشب غيره في الشهر ويشب في الشهر كمايشب غيره في السنة فمكث ماشاء الله أن يمكث وقيل كانت تختلف إليه أمه فكان يمص أصابعه فوجدته يمص من إصبع ماء و من إصبع لبنا و من إصبع عسلا و من إصبع تمرا و من إصبع سمنا عن أبي روق و محمد بن إسحاق و لماخرج من السرب نظر إلي النجم و كان آخر الشهر فرأي الكوكب قبل القمر ثم رأي القمر ثم الشمس فقال ما قال و لمارأي قومه يعبدون الأصنام خالفهم و كان يعيب آلهتهم حتي فشا أمره وجرت المناظرات .وَ حاجّهُ قَومُهُ أي جادلوه في الدين وخوفوه من ترك عبادة آلهتهم قالَ أي ابراهيم أَ تحُاجوّنيّ‌ فِي اللّهِ وَ قَد هَدانِ أي وفقني‌ لمعرفته ولطف لي في العلم بتوحيده وإخلاص العبادة له وَ لا أَخافُ ما تُشرِكُونَ بِهِ أي لاأخاف منه ضررا إن كفرت به و لاأرجو نفعا إن عبدته لأنه بين صنم قدكسر فلايدفع عن نفسه ونجم دل أفوله علي حدثه إِلّا أَن يَشاءَ ربَيّ‌ شَيئاً فيه قولان أحدهما أن معناه إلا أن يقلب الله هذه الأصنام فيحييها ويقدرها فتضر وتنفع فيكون ضررها ونفعها إذ ذاك دليلا علي حدثها


صفحه : 20

أيضا و علي توحيد الله و علي أنه المستحق للعبادة دون غيره والثاني‌ إلا أن يشاء ربي‌ أن يعذبني‌ ببعض ذنوبي‌ أويشاء الإضرار بي‌ ابتداء والأول أجودوَ كَيفَ أَخافُ ما أَشرَكتُم من الأوثان وهم لايضرون و لاينفعون وَ لا تَخافُونَ من هوالقادر علي الضر والنفع بل تجترءون عليه بأنكم أشركتم . وقيل معناه كيف أخاف شرككم و أنابري‌ء منه و الله لايعاقبني‌ بفعلكم وأنتم لاتخافونه و قدأشركتم به فما مصدريةسُلطاناً أي حجة علي صحته .وَ تِلكَ حُجّتُنا أي أدلتناآتَيناها أي أعطيناهااِبراهِيمَ وأخطرناها بباله وجعلناها حججاعَلي قَومِهِ من الكفارنَرفَعُ دَرَجاتٍ مَن نَشاءُ من المؤمنين بحسب أحوالهم في الإيمان واليقين أوللاصطفاء للرسالة.إِلّا عَن مَوعِدَةٍ أي إلاصادرا عن موعدة واختلف في صاحب هذه الموعدة هل هو ابراهيم أوأبوه فقيل إنها من الأب وعد ابراهيم أنه يؤمن به إن يستغفر له فاستغفر له لذلك فَلَمّا تَبَيّنَ لَهُ أَنّهُ عَدُوّ لِلّهِ و لايفي‌ بما وعدتَبَرّأَ مِنهُ وترك الدعاء له وقيل إن الموعدة كانت من ابراهيم قال لأبيه إني‌ أستغفر لك مادمت حيا و كان يستغفر له مقيدا بشرط الإيمان فلما أيس من إيمانه تبرأ منه إِنّ اِبراهِيمَ لَأَوّاهٌ أي كثير الدعاء والبكاء و هوالمروي‌ عن أبي عبد الله ع وقيل الرحيم بعباد الله وقيل ألذي إذاذكر النار قال أوه وقيل الأواه المؤمن بلغة الحبشة وقيل الموقن أوالعفيف أوالراجع عن كل مايكره الله أوالخاشع أوالكثير الذكر وقيل المتأوه شفقا وفرقا المتضرع يقينا بالإجابة ولزوما للطاعةحَلِيمٌيقال بلغ من حلم ابراهيم ع أن رجلا قدآذاه وشتمه فقال له هداك الله .إِنّهُ كانَ صِدّيقاً أي كثير التصديق في أمور الدين وَ لا يغُنيِ‌ عَنكَ أي لايكفيك


صفحه : 21

شَيئاً و لاينفعك و لايضرك صِراطاً سَوِيّا أي طريقا مستقيماعَصِيّا أي عاصياأَن يَمَسّكَ أي يصيبك فَتَكُونَ لِلشّيطانِ وَلِيّا أي موكولا إليه و هو لايغني‌ عنك شيئا وقيل أي لاحقا بالشيطان في اللعن والخذلان أَ راغِبٌ أي معرض أَنتَ عَنعبادةآلهِتَيِ‌لَأَرجُمَنّكَبالحجارة وقيل لأرمينك بالذنب والعيب وأشتمنك وقيل لأقتلنك وَ اهجرُنيِ‌ مَلِيّا أي فارقني‌ دهرا طويلا وقيل مليا سويا سليما من عقوبتي‌قالَ سَلامٌ عَلَيكَسلام توديع وهجر علي ألطف الوجوه وقيل سلام إكرام وبر تأدية لحق الأبوة.سَأَستَغفِرُ لَكَ ربَيّ‌ فيه أقوال أحدها أنه إنما وعده بالاستغفار علي مقتضي العقل و لم يكن قداستقر بعدقبح الاستغفار للمشركين وثانيها أنه قال سأستغفر لك علي مايصح ويجوز من تركك عبادة الأوثان وثالثها أن معناه سأدعو الله أن لايعذبك في الدنيا.إِنّهُ كانَ بيِ‌ حَفِيّا أي بارا لطيفا رحيماوَ أَعتَزِلُكُم وَ ما تَدعُونَ مِن دُونِ اللّهِ أي أتنحي منكم جانبا وأعتزل عبادة الأصنام وَ أَدعُوا ربَيّ‌ أي وأعبده عَسي أَلّا أَكُونَ بِدُعاءِ ربَيّ‌ شَقِيّا كماشقيتم بدعاء الأصنام وإنما ذكر عسي علي وجه الخضوع وقيل معناه لعله يقبل طاعتي‌ و لاأشقي بالرد فإن المؤمن بين الرجاء والخوف .رُشدَهُ أي الحجج التي‌ توصله إلي الرشد بمعرفة الله وتوحيده أوهداه أي هديناه صغيرا وقيل هوالنبوةمِن قَبلُ أي من قبل موسي أو محمد أو من قبل بلوغه وَ كُنّا بِهِ عالِمِينَ أنه أهل لذلك إِذ قالَ لِأَبِيهِ وَ قَومِهِحين رآهم يعبدون الأصنام ما هذِهِ التّماثِيلُ التّيِ‌ أَنتُم لَها عاكِفُونَ أي ما هذه الصور التي‌ أنتم مقيمون علي عبادتها والتمثال اسم للشي‌ء المصنوع مشبها بخلق من خلق الله قيل إنهم جعلوها أمثلة لعلمائهم الذين انقرضوا وقيل للأجسام العلويةقالُوا وَجَدنااعترفوا بالتقليد إذ لم يجدوا حجة لعبادتهم إياهافِي ضَلالٍ مُبِينٍ في ذهاب عن الحق ظاهرقالُوا أَ جِئتَنا بِالحَقّ أي


صفحه : 22

أجاد أنت فيما تقول محق عندنفسك أم لاعب مازح وإنما قالوا ذلك لاستبعادهم إنكار عبادة الأصنام عليهم . قوله قالَ بَل رَبّكُم قال البيضاوي‌ إضراب عن كونه لاعبا بإقامة البرهان علي ماادعاه وهن للسماوات و الأرض أوللتماثيل مِنَ الشّاهِدِينَ أي من المحققين له والمبرهنين عليه لَأَكِيدَنّ أَصنامَكُم أي لأجتهدن في كسرهابَعدَ أَن تُوَلّواعنهامُدبِرِينَ إلي عيدكم . و قال الطبرسي‌ قيل إنما قال ذلك في سر من قومه و لم يسمع ذلك إلا رجل منهم فأفشاه وقالوا كان لهم في كل سنة مجمع وعيد إذارجعوا منه دخلوا علي الأصنام فسجدوا لها فقالوا لإبراهيم أ لاتخرج معنا فخرج فلما كان ببعض الطريق قال أشتكي‌ رجلي‌ وانصرف فَجَعَلَهُم جُذاذاً أي جعل أصنامهم قطعا قطعاإِلّا كَبِيراً لَهُم في الخلقة أو في التعظيم تركه علي حاله قالوا جعل يكسرهن بفأس في يده حتي لم يبق إلاالصنم الكبير علق الفأس في عنقه وخرج لَعَلّهُم إِلَيهِ يَرجِعُونَ أي إلي ابراهيم فينبههم علي جهلهم أو إلي الكبير فيسألونه و هو لاينطق فيعلمون جهل من اتخذه إلها فلما رجع قومه من عيدهم فوجدوا أصنامهم مكسرةقالُوا مَن فَعَلَ هذا بِآلِهَتِنا إِنّهُ لَمِنَ الظّالِمِينَ من موصولة أي ألذي فعل هذابآلهتنا فإنه ظالم لنفسه لأنه يقتل إذاعلم به وقيل إنهم قالوا من فعل هذااستفهاما وأنكروا عليه بقولهم إنه لمن الظالمين قالوا سمعنا فتي أي قال الرجل ألذي سمع من ابراهيم قوله لَأَكِيدَنّ أَصنامَكُمللقوم ماسمعه منه فقالواسَمِعنا فَتًي يَذكُرُهُمبسوء وقيل إنهم قالوا سمعنا فتي يعيب آلهتنا و يقول إنها لاتضر و لاتنفع و لاتبصر و لاتسمع فهو ألذي كسرهاعَلي أَعيُنِ النّاسِ أي بحيث يراه الناس و يكون بمشهد منهم لَعَلّهُم يَشهَدُونَ عليه بما قاله فيكون ذلك حجة عليه بما فعل كرهوا أن يأخذوه بغير بينة أولعلهم يحضرون عقابه فَرَجَعُوا إِلي أَنفُسِهِم أي فرجع بعضهم إلي بعض و قال بعضهم لبعض أَنتُمُ الظّالِمُونَ


صفحه : 23

حيث تعبدون ما لايقدر الدفع عن نفسه وقيل معناه فرجعوا إلي عقولهم وتدبروا في ذلك إذ علموا صدق ابراهيم ع فيما قاله وحاروا عن جوابه فأنطقهم الله تعالي بالحق فَقالُوا إِنّكُم أَنتُمُ الظّالِمُونَلهذا الرجل في سؤاله و هذه آلهتكم حاضرة فاسألوهاثُمّ نُكِسُوا عَلي رُؤُسِهِمإذ تحيروا وعلموا أنها لاتنطق . و قال البيضاوي‌ أي انقلبوا إلي المجادلة بعد مااستقاموا بالمراجعة شبه عودهم إلي الباطل بصيرورة أسفل الشي‌ء مستعليا علي أعلاه . قال الطبرسي‌ فقالوالَقَد عَلِمتَ يا ابراهيم ما هؤُلاءِ يَنطِقُونَفكيف نسألهم فأجابهم ابراهيم ع بعداعترافهم بالحجةأَ فَتَعبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ ما لا يَنفَعُكُم شَيئاً إن عبدتموه وَ لا يَضُرّكُم إن تركتموه لأنها لوقدرت لدفعت عن أنفسهاأُفّ لَكُمتضجر منه علي إصرارهم بالباطل البين قالُوا حَرّقُوهُ أي لماسمعوا منه هذاالقول قال بعضهم لبعض حرقوه بالناروَ انصُرُوا آلِهَتَكُم أي وادفعوا عنها وعظموهاإِن كُنتُم فاعِلِينَ أي إن كنتم ناصريها قيل إن ألذي أثار بتحريق ابراهيم بالنار رجل من أكراد فارس فخسف الله به الأرض فهو يتخلخل فيها إلي يوم القيامة و قال وهب إنما قاله نمرود و في الكلام حذف قال السدي‌ فجمعوا الحطب حتي إن الرجل ليمرض فيوصي‌ بكذا وكذا من ماله فيشتري به حطب و حتي إن المرأة لتغزل فتشتري‌ به حطبا حتي بلغوا من ذلك ماأرادوا فلما أرادوا أن يلقوا ابراهيم في النار لم يدروا كيف يلقونه فجاء إبليس فدلهم علي المنجنيق و هوأول منجنيق صنعت فوضعوه فيها ثم رموه قُلنا يا نارُ أي لماجمعوا الحطب وألقوه في النار قلنا للناركوُنيِ‌ بَرداً وَ سَلاماً عَلي اِبراهِيمَ و هذامثل فإن النار جماد لايصح خطابه والمراد أناجعلنا النار بردا عليه وسلامة لايصيبه من أذاها شيء وقيل يجوز أن يتكلم الله سبحانه بذلك و يكون ذلك صلاحا للملائكة ولطفا لهم . و قال الرازي‌ اختلفوا في أن النار كيف بردت علي ثلاثة أوجه أحدها أن الله


صفحه : 24

تعالي أزال عنها ما فيها من الحر والإحراق وأبقي ما فيها من الإضاءة والإشراق وثانيها أنه سبحانه خلق في جسم ابراهيم كيفية مانعة من وصول أذي النار إليه كمايفعل بخزنة جهنم في الآخرة كما أنه ركب بنية النعامة بحيث لايضرها ابتلاع الحديدة المحماة وبدن السمندر بحيث لايضره المكث في النار وثالثها أنه خلق بينه و بين النار حائلا يمنع من وصول النار إليه قال المحققون والأول أولي لأن ظاهر قوله يا نارُ كوُنيِ‌ بَرداً أن نفس النار صارت باردة. فإن قيل النار اسم للجسم الموصوف بالحرارة واللطافة فإذاكانت الحرارة جزءا من مسمي النار امتنع كون النار باردة فإذاوجب أن يقال المراد بالنار الجسم ألذي هوأحد أجزاء مسمي النار و ذلك مجاز فلم كان مجازكم أولي من المجازين الآخرين قلنا المجاز ألذي ذكرناه يبقي معه حصول البرد و في المجازين اللذين ذكرتموهما ما لايبقي ذلك فكان مجازنا أولي . و قال الطبرسي‌ قال أبوالعالية لو لم يقل سبحانه وَ سَلاماًلكانت تؤذيه من شدة بردها ولكان بردها أشد عليه من حرها و لو لم يقل عَلي اِبراهِيمَلكان بردها باقيا إلي الأبد. وَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع لَمّا أُجلِسَ اِبرَاهِيمُ فِي المَنجَنِيقِ وَ أَرَادُوا أَن يَرمُوا بِهِ فِي النّارِ أَتَاهُ جَبرَئِيلُ فَقَالَ السّلَامُ عَلَيكَ يَا اِبرَاهِيمُ وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ أَ لَكَ حَاجَةٌ فَقَالَ أَمّا إِلَيكَ فَلَا فَلَمّا طَرَحُوهُ دَعَا اللّهَ فَقَالَ يَا اللّهُ يَا وَاحِدُ يَا أَحَدُ يَا صَمَدُ يَا مَنلَم يَلِد وَ لَم يُولَد وَ لَم يَكُن لَهُ كُفُواً أَحَدٌفَحُسِرَتِ النّارُ عَنهُ وَ إِنّهُ لمحتبي [لَمُحتَبٍ] وَ مَعَهُ جَبرَئِيلُ وَ هُمَا يَتَحَدّثَانِ فِي رَوضَةٍ خَضرَاءَ

وَ رَوَي الواَحدِيِ‌ّ بِإِسنَادِهِ إِلَي أَنَسٍ عَنِ النّبِيّص قَالَ إِنّ نُمرُودَ الجَبّارَ لَمّا أَلقَي اِبرَاهِيمَ فِي النّارِ نَزَلَ إِلَيهِ جَبرَئِيلُ بِقَمِيصٍ مِنَ الجَنّةِ وَ طِنفِسَةٍ مِنَ الجَنّةِ فَأَلبَسَهُ القَمِيصَ وَ أَقعَدَهُ عَلَي الطّنفِسَةِ وَ قَعَدَ مَعَهُ يُحَدّثُهُ

و قال كعب ماأحرقت النار


صفحه : 25

من ابراهيم غيروثاقه وقيل إن ابراهيم ألقي‌ في النار و هو ابن ست عشرة سنة.وَ أَرادُوا بِهِ كَيداً أي شرا وتدبيرا في إهلاكه فَجَعَلناهُمُ الأَخسَرِينَ قال ابن عباس هو أن سلط الله علي نمرود وخيله البعوض حتي أخذت لحومهم وشربت دماءهم ووقعت واحدة في دماغه حتي أهلكته .إِلَي الأَرضِ التّيِ‌ بارَكنا أي الشام أوبيت المقدس أومكةفَنَظَلّ لَها عاكِفِينَ أي مصلين عن ابن عباس أونقيم علي عبادتها مداومين هَل يَسمَعُونَكُم أي هل يستجيبون دعاءكم إذادعوتموهم أوينفعونكم إذاعبدتموهم أويضرونكم إذاتركتم عبادتهاأَ فَرَأَيتُم ما كُنتُم تَعبُدُونَ أي ألذي كنتم تعبدونه من الأصنام أَنتُمالآن وَ آباؤُكُمُ الأَقدَمُونَ أي المتقدمون فَإِنّهُم عَدُوّ لِي أي إن عباد الأصنام معها عدو لي إلا أنه غلب مايعقل وقيل إنه يعني‌ الأصنام وإنما قال فإنهم لماوصفها بالعداوة التي‌ لاتكون إلا من العقلاء وجعل الأصنام كالعدو في الضرر من جهة عبادتها ويجوز أن يكون قال فإنهم لأنه كان منهم من يعبد الله مع عبادته الأصنام فغلب مايعقل ولذلك استثني فقال إِلّا رَبّ العالَمِينَاستثناه من جميع المعبودين قال الفراء إنه من المقلوب والمعني فإني‌ عدو لهم فَهُوَ يَهدِينِ أي يرشدني‌ إلي ما فيه نجاتي‌ أو إلي جنته وَ ألّذِي أَطمَعُ أَن يَغفِرَ لِيإنما قال ذلك ع علي سبيل الانقطاع منه إلي الله تعالي من غيرذنب أوالمعني أن يغفر لمن يشفعني‌ فيه فأضافه إلي نفسه رَبّ هَب لِي حُكماً أي حكمة وعلما أونبوةوَ اجعَل لِي لِسانَ صِدقٍ أي ثناء حسنا وذكرا جميلا في الذين يأتون بعدي‌ إلي يوم القيامة وقيل ولد صدق و هو محمدص وَ لا تخُزنِيِ‌ هذاأيضا علي الانقطاع .أَوثاناً أي أصناما من حجارة لاتضر و لاتنفع وَ تَخلُقُونَ إِفكاً أي تفعلون


صفحه : 26

كذبا بأن تسموا هذه الأوثان آلهة.مَوَدّةَ بَينِكُم أي لتتوادوا بهافَآمَنَ لَهُ لُوطٌ أي فصدق بإبراهيم و هو ابن أخته و هوأول من صدق بإبراهيم وَ قالَ ابراهيم إنِيّ‌ مُهاجِرٌ إِلي ربَيّ‌ أي خارج من جملة الظالمين علي جهة الهجر لهم علي قبيح أعمالهم إلي حيث أمرني‌ ربي‌ وقيل معناه قال لوط إني‌ مهاجر وخرج ابراهيم ومعه لوط وامرأته سارة وكانت ابنة عمته من كوثي وهي‌ قرية من سواد الكوفة إلي أرض الشام .وَ إِنّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبراهِيمَ أي من شيعة نوح يعني‌ أنه علي منهاجه وسننه في التوحيد والعدل واتباع الحق وقيل من شيعة محمدص إِذ جاءَ رَبّهُ بِقَلبٍ سَلِيمٍ أي حين صدّق الله وآمن به بقلب خالص من الشرك بري‌ء من المعاصي‌ والغل والغش علي ذلك عاش و عليه مات وقيل بقلب سليم من كل ماسوي الله لم يتعلق بشي‌ء غيره عن أبي عبد الله ع .أَ إِفكاً آلِهَةً قال البيضاوي‌ أي تريدون آلهة دون الله إفكا فقدم المفعول للعناية ثم المفعول له لأن الأهم أن يقرر أنهم علي الباطل ويجوز أن يكون إفكا مفعولا به وآلهة بدل منه علي أنها إفك في أنفسها للمبالغة والمراد عبادتها فحذف المضاف أوحالا بمعني آفكين . قال الطبرسي‌فَما ظَنّكُم بِرَبّ العالَمِينَ أن يصنع بكم مع عبادتكم غيره أوكيف تظنون برب تأكلون رزقه وتعبدون غيره أو ماتظنون بربكم أنه علي أي صفة و من أي جنس من أجناس الأشياء حتي شبهتم به هذه الأصنام فَراغَ إِلي آلِهَتِهِم أي فمال إليهافَقالَ أَ لا تَأكُلُونَخاطبها و إن كانت جمادا علي وجه التهجين لعابديها وتنبيههم علي أن من لايقدر علي الجواب كيف تصح عبادتها وكانوا صنعوا للأصنام طعاما


صفحه : 27

تقربا إليها وتبركا بهافَراغَ عَلَيهِم ضَرباً بِاليَمِينِ أي فمال علي الأصنام يكسرها ويضربها باليد اليمني لأنها أقوي وقيل المراد باليمين القوة وقيل أي بالقسم ألذي سبق منه بقوله تَاللّهِ لَأَكِيدَنّ.يَزِفّونَ أي يسرعون فإنهم أخبروا بصنيع ابراهيم بأصنامهم فقصدوه مسرعين وحملوه إلي بيت أصنامهم وقالوا له أَنتَ فَعَلتَ هذا بِآلِهَتِنافأجابهم بقوله أَ تَعبُدُونَ ما تَنحِتُونَاستفهاما علي الإنكار والتوبيخ وَ اللّهُ خَلَقَكُم وَ ما تَعمَلُونَ أي وخلق ماعملتم من الأصنام قالُوا ابنُوا لَهُ بُنياناً قال ابن عباس بنوا حائطا من حجارة طوله في السماء ثلاثون ذراعا وعرضه عشرون ذراعا وملئوه نارا وطرحوه فيهافَأَلقُوهُ فِي الجَحِيمِ قال الفراء كل نار بعضها فوق بعض فهي‌ جحيم وقيل إن الجحيم النار العظيمةفَجَعَلناهُمُ الأَسفَلِينَبأن أهلكناهم ونجينا ابراهيم وسلمناه ورددنا كيدهم عنه إنِيّ‌ ذاهِبٌ إِلي ربَيّ‌ أي إلي حيث أمرني‌ أو إلي مرضاة ربي‌ بعملي‌ ونيتي‌سَيَهدِينِ أي يهديني‌ ربي‌ فيما بعد إلي طريق المكان ألذي أمرني‌ بالمصير إليه أو إلي الجنة بطاعتي‌ إياه .وَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً أي جعل كلمة التوحيد باقية في ذريته فلم يزل فيهم من يقولها وقيل الكلمة هي‌ براءة ابراهيم من الشرك وقيل هي‌ الإمامة إلي يوم القيامة عن أبي عبد الله ع لَعَلّهُم يَرجِعُونَعما هم عليه بالاقتداء بأبيهم ابراهيم ع .أُسوَةٌ حَسَنَةٌ أي اقتداء حسن كَفَرنا بِكُم أي جحدنا دينكم وأنكرنا معبودكم إِلّا قَولَ اِبراهِيمَ أي اقتدوا بإبراهيم في كل أموره إلا في هذاالقول فلاتقتدوا به فيه فإنه ع إنما استغفر لأبيه عَن مَوعِدَةٍ وَعَدَها إِيّاهُبالإيمان فَلَمّا تَبَيّنَ لَهُ أَنّهُ عَدُوّ لِلّهِ تَبَرّأَ مِنهُ قال الحسن وإنما تبين له ذلك عندموت أبيه وقيل كان آزر ينافق ابراهيم ويريه أنه مسلم ويعده إظهار الإسلام ليستغفر له وَ ما أَملِكُ لَكَ مِنَ اللّهِ مِن شَيءٍ إن أراد عقابك رَبّنا عَلَيكَ تَوَكّلنا أي وكانوا يقولون ذلك وَ إِلَيكَ أَنَبنا أي إلي طاعتك


صفحه : 28

رجعناوَ إِلَيكَ المَصِيرُ و إلي حكمك المرجع و هذه حكاية لقول ابراهيم وقومه ويحتمل أن يكون تعليما لعباده أن يقولوا ذلك لا تَجعَلنا فِتنَةً أي لاتعذبنا بأيديهم و لاببلاء من عندك فيقولوا لو كان هؤلاء علي حق لماأصابهم هذا وقيل أي لاتسلطهم علينا فيفتنونا عن دينك وقيل أي الطف لنا حتي نصبر علي أذاهم و لانتبعهم فنصير فتنة لهم

1-فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَنِ ابنِ مَرّارٍ عَن يُونُسَ عَن هِشَامٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كُشِطَ لَهُ عَنِ الأَرضِ وَ مَن عَلَيهَا وَ عَنِ السّمَاءِ وَ مَا فِيهَا وَ المَلَكِ ألّذِي يَحمِلُهَا وَ العَرشِ وَ مَن عَلَيهِ وَ فُعِلَ ذَلِكَ بِرَسُولِ اللّهِص وَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع

2-فس ،[تفسير القمي‌] الّذِينَ آمَنُوا وَ لَم يَلبِسُوا إِيمانَهُم بِظُلمٍ أَي صَدَقُوا وَ لَم يَنكُثُوا وَ لَم يَدخُلُوا فِي المعَاَصيِ‌ فَيَبطُلَ إِيمَانُهُموَ تِلكَ حُجّتُنايعَنيِ‌ مَا قَدِ احتَجّ اِبرَاهِيمُ عَلَي أَبِيهِ وَ عَلَيهِم

3-فس ،[تفسير القمي‌] إِلّا عَن مَوعِدَةٍ وَعَدَها إِيّاهُ قَالَ اِبرَاهِيمُ لِأَبِيهِ إِن لَم تَعبُدِ الأَصنَامَ استَغفَرتُ لَكَ فَلَمّا لَم يَدَعِ الأَصنَامَ تَبَرّأَ مِنهُ اِبرَاهِيمُإِنّ اِبراهِيمَ لَأَوّاهٌ حَلِيمٌ أَي دَعّاءٌ

وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ الأَوّاهُ المُتَضَرّعُ إِلَي اللّهِ فِي صَلَاتِهِ وَ إِذَا خَلَا فِي قَفرٍ فِي الأَرضِ وَ فِي الخَلَوَاتِ

4-فس ،[تفسير القمي‌]وَ تَخلُقُونَ إِفكاً أَي تُقَدّرُونَ كَذِباًإِنّ الّذِينَ تَعبُدُونَ إِلَي قَولِهِإِلَيهِ تُرجَعُونَ وَ انقَطَعَ خَبَرُ اِبرَاهِيمَ ع ثُمّ خَاطَبَ اللّهُ أُمّةَ مُحَمّدٍص فَقَالَوَ إِن تُكَذّبُوا إِلَي قَولِهِوَ أُولئِكَ لَهُم عَذابٌ أَلِيمٌ ثُمّ عَطَفَ عَلَي خَبَرِ اِبرَاهِيمَ ع فَقَالَفَما كانَ جَوابَ قَومِهِ إِلَي قَولِهِلِقَومٍ يُؤمِنُونَفَهَذَا مِنَ المُنقَطِعِ المَعطُوفِفَآمَنَ لَهُ لُوطٌ


صفحه : 29

أَي لِإِبرَاهِيمَوَ قالَ إنِيّ‌ مُهاجِرٌ إِلي ربَيّ‌ قَالَ المُهَاجِرُ مَن هَجَرَ السّيّئَاتِ وَ تَابَ إِلَي اللّهِ

5-فس ،[تفسير القمي‌] أَبُو العَبّاسِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ النّضرِ بنِ سُوَيدٍ عَن سَمَاعَةَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع أَنّهُ قَالَ لِيَهنِئكُمُ الِاسمُ قُلتُ مَا هُوَ جُعِلتُ فِدَاكَ قَالَوَ إِنّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبراهِيمَ وَ قَولُهُفَاستَغاثَهُ ألّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَي ألّذِي مِن عَدُوّهِفَليَهنِئكُمُ الِاسمُ

وَ قَالَ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ فِي قَولِهِإِذ جاءَ رَبّهُ بِقَلبٍ سَلِيمٍ قَالَ القَلبُ السّلِيمُ مِنَ الشّكّ قَولُهُفَقالَ إنِيّ‌ سَقِيمٌ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع وَ اللّهِ مَا كَانَ سَقِيماً وَ مَا كَذَبَ وَ إِنّمَا عَنَي سَقِيماً فِي دِينِهِ مُرتَاداً قَولُهُوَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةًيعَنيِ‌ الإِمَامَةَ

6-فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَن صَفوَانَ عَنِ ابنِ مُسكَانَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّ آزَرَ أَبَا اِبرَاهِيمَ كَانَ مُنَجّماً لِنُمرُودَ بنِ كَنعَانَ فَقَالَ لَهُ إنِيّ‌ أَرَي فِي حِسَابِ النّجُومِ أَنّ هَذَا الزّمَانَ يُحدِثُ رَجُلًا فَيَنسَخُ هَذَا الدّينَ وَ يَدعُو إِلَي دَينٍ آخَرَ فَقَالَ لَهُ نُمرُودُ فِي أَيّ بِلَادٍ يَكُونُ قَالَ فِي هَذِهِ البِلَادِ وَ كَانَ مَنزِلُ نُمرُودَ بكِوُثيَ رُبَي فَقَالَ لَهُ نُمرُودُ قَد خَرَجَ إِلَي الدّنيَا قَالَ آزَرُ لَا قَالَ فيَنَبغَيِ‌ أَن يُفَرّقَ بَينَ الرّجَالِ وَ النّسَاءِ فَفَرّقَ بَينَ الرّجَالِ وَ النّسَاءِ وَ حَمَلَت أُمّ اِبرَاهِيمَ بِإِبرَاهِيمَ ع وَ لَم يُبَيّن حَملُهَا فَلَمّا


صفحه : 30

حَانَت وِلَادَتُهَا قَالَت يَا آزَرُ إنِيّ‌ قَدِ اعتَلَلتُ وَ أُرِيدُ أَن أَعتَزِلَ عَنكَ وَ كَانَ فِي ذَلِكَ الزّمَانِ المَرأَةُ إِذَا اعتَلّت اعتَزَلَت عَن زَوجِهَا فَخَرَجَت وَ اعتَزَلَت فِي غَارٍ وَ وَضَعَت بِإِبرَاهِيمَ ع وَ هَيّأَتهُ وَ قَمّطَتهُ وَ رَجَعَت إِلَي مَنزِلِهَا وَ سَدّت بَابَ الغَارِ بِالحِجَارَةِ فَأَجرَي اللّهُ لِإِبرَاهِيمَ ع لَبَناً مِن إِبهَامِهِ وَ كَانَت تَأتِيهِ أُمّهُ وَ وَكّلَ نُمرُودُ بِكُلّ امرَأَةٍ حَامِلٍ فَكَانَ يَذبَحُ كُلّ وَلَدٍ ذَكَرٍ فَهَرَبَت أُمّ اِبرَاهِيمَ بِإِبرَاهِيمَ مِنَ الذّبحِ وَ كَانَ يَشِبّ اِبرَاهِيمُ ع فِي الغَارِ يَوماً كَمَا يَشِبّ غَيرُهُ فِي الشّهرِ حَتّي أَتَي لَهُ فِي الغَارِ ثَلَاثَ عَشَرَةَ سَنَةً فَلَمّا كَانَ بَعدَ ذَلِكَ زَارَتهُ أُمّهُ فَلَمّا أَرَادَت أَن تُفَارِقَهُ تَشَبّثَ بِهَا فَقَالَ يَا أمُيّ‌ أخَرجِيِنيِ‌ فَقَالَت لَهُ يَا بنُيَ‌ّ إِنّ المَلِكَ إِن عَلِمَ أَنّكَ وُلِدتَ فِي هَذَا الزّمَانِ قَتَلَكَ فَلَمّا خَرَجَت أُمّهُ خَرَجَ مِنَ الغَارِ وَ قَد غَابَتِ الشّمسُ نَظَرَ إِلَي الزّهرَةِ فِي السّمَاءِ فَقَالَهذا ربَيّ‌ فَلَمّا غَابَتِ الزّهرَةُ فَقَالَ لَو كَانَ هَذَا ربَيّ‌ مَا تَحَرّكَ وَ لَا بَرِحَ ثُمّ قَالَلا أُحِبّ الآفِلِينَ وَ الآفِلُ الغَائِبُ فَلَمّا نَظَرَ إِلَي المَشرِقِ رَأَي وَ قَد طَلَعَ القَمَرُ قَالَهذا ربَيّ‌ هَذَا أَكبَرُ وَ أَحسَنُ فَلَمّا تَحَرّكَ وَ زَالَ قَالَلَئِن لَم يهَدنِيِ‌ ربَيّ‌ لَأَكُونَنّ مِنَ القَومِ الضّالّينَ فَلَمّا أَصبَحَ وَ طَلَعَتِ الشّمسُ وَ رَأَي ضَوأَهَا وَ قَد أَضَاءَتِ الشّمسُ الدّنيَا لِطُلُوعِهَا قَالَهذا ربَيّ‌ هذا أَكبَرُ وَ أَحسَنُ فَلَمّا تَحَرّكَت وَ زَالَت كَشَطَ اللّهُ عَنِ السّمَاوَاتِ حَتّي رَأَي العَرشَ وَ مَن عَلَيهِ وَ أَرَاهُ اللّهُ مَلَكُوتَ السّمَاوَاتِ وَ الأَرضِ فَعِندَ ذَلِكَ قَالَيا قَومِ إنِيّ‌ برَيِ‌ءٌ مِمّا تُشرِكُونَ إنِيّ‌ وَجّهتُ وجَهيِ‌َ للِذّيِ‌ فَطَرَ السّماواتِ وَ الأَرضَ حَنِيفاً وَ ما أَنَا مِنَ المُشرِكِينَفَجَاءَ إِلَي أُمّهِ وَ أَدخَلَتهُ دَارَهَا وَ جَعَلَتهُ بَينَ أَولَادِهَا وَ سُئِلَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع عَن قَولِ اِبرَاهِيمَهذا ربَيّ‌لِغَيرِ اللّهِ هَل أَشرَكَ فِي قَولِهِهذا ربَيّ‌ فَقَالَ مَن قَالَ هَذَا اليَومَ فَهُوَ مُشرِكٌ وَ لَم يَكُن مِن اِبرَاهِيمَ شِركٌ


صفحه : 31

وَ إِنّمَا كَانَ فِي طَلَبِ رَبّهِ وَ هُوَ مِن غَيرِهِ شِركٌ فَلَمّا أَدخَلَت أُمّ اِبرَاهِيمَ اِبرَاهِيمَ دَارَهَا نَظَرَ إِلَيهِ آزَرُ فَقَالَ مَن هَذَا ألّذِي قَد بقَيِ‌َ فِي سُلطَانِ المَلِكِ وَ المَلِكُ يَقتُلُ أَولَادَ النّاسِ قَالَت هَذَا ابنُكَ وَلَدتُهُ وَقتَ كَذَا وَ كَذَا حِينَ اعتَزَلتُ فَقَالَ وَيحَكِ إِن عَلِمَ المَلِكُ هَذَا زَالَت مَنزِلَتُنَا عِندَهُ وَ كَانَ آزَرُ صَاحِبَ أَمرِ نُمرُودَ وَ وَزِيرَهُ وَ كَانَ يَتّخِذُ الأَصنَامَ لَهُ وَ لِلنّاسِ وَ يَدفَعُهَا إِلَي وُلدِهِ فَيَبِيعُونَهَا وَ كَانَ عَلَي دَارِ الأَصنَامِ فَقَالَت أُمّ اِبرَاهِيمَ لِآزَرَ لَا عَلَيكَ إِن لَم يَشعُرِ المَلِكُ بِهِ بقَيِ‌َ لَنَا وَلَدُنَا وَ إِن شَعَرَ بِهِ كَفَيتُكَ الِاحتِجَاجَ عَنهُ وَ كَانَ آزَرُ كُلّمَا نَظَرَ إِلَي اِبرَاهِيمَ أَحَبّهُ حُبّاً شَدِيداً وَ كَانَ يَدفَعُ إِلَيهِ الأَصنَامَ لِيَبِيعَهَا كَمَا يَبِيعُ إِخوَتُهُ فَكَانَ يُعَلّقُ فِي أَعنَاقِهَا الخُيُوطَ وَ يَجُرّهَا عَلَي الأَرضِ وَ يَقُولُ مَن يشَترَيِ‌ مَا لَا يَضُرّهُ وَ لَا يَنفَعُهُ وَ يُغرِقُهَا فِي المَاءِ وَ الحَمأَةِ وَ يَقُولُ لَهَا اشربَيِ‌ وَ تكَلَمّيِ‌ فَذَكَرَ إِخوَتُهُ ذَلِكَ لِأَبِيهِ فَنَهَاهُ فَلَم يَنتَهِ فَحَبَسَهُ فِي مَنزِلِهِ وَ لَم يَدَعهُ يَخرُجُوَ حاجّهُ قَومُهُ قالَ اِبرَاهِيمُأَ تحُاجوّنيّ‌ فِي اللّهِ وَ قَد هَدانِ أَي بَيّنَ لِيوَ لا أَخافُ ما تُشرِكُونَ بِهِ إِلّا أَن يَشاءَ ربَيّ‌ شَيئاً وَسِعَ ربَيّ‌ كُلّ شَيءٍ عِلماً أَ فَلا تَتَذَكّرُونَ ثُمّ قَالَ لَهُموَ كَيفَ أَخافُ ما أَشرَكتُم وَ لا تَخافُونَ أَنّكُم أَشرَكتُم بِاللّهِ ما لَم يُنَزّل بِهِ عَلَيكُم سُلطاناً فأَيَ‌ّ الفَرِيقَينِ أَحَقّ بِالأَمنِ إِن كُنتُم تَعلَمُونَ أَي أَنَا أَحَقّ بِالأَمنِ حَيثُ أَعبُدُ اللّهَ أَو أَنتُمُ الّذِينَ تَعبُدُونَ الأَصنَامَ

7-كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَن سَهلٍ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَن أَبِي الحَسَنِ الأَوّلِ ع قَالَ فِي أَوّلِ يَومٍ مِن ذيِ‌ الحِجّةِ وُلِدَ اِبرَاهِيمُ خَلِيلُ الرّحمَنِ ع

8-فس ،[تفسير القمي‌]وَ لَقَد آتَينا اِبراهِيمَ رُشدَهُ مِن قَبلُ إِلَي قَولِهِبَعدَ أَن تُوَلّوا مُدبِرِينَ قَالَ فَلَمّا نَهَاهُم اِبرَاهِيمُ ع وَ احتَجّ عَلَيهِم فِي عِبَادَتِهِمُ الأَصنَامَ فَلَم يَنتَهُوا حَضَرَ عِيدٌ لَهُم وَ خَرَجَ نُمرُودُ وَ جَمِيعُ أَهلِ مَملَكَتِهِ إِلَي عِيدٍ لَهُم وَ كَرِهَ أَن يَخرُجَ اِبرَاهِيمُ مَعَهُ فَوَكَلَهُ بِبَيتِ الأَصنَامِ فَلَمّا ذَهَبُوا عَمَدَ اِبرَاهِيمُ إِلَي طَعَامٍ فَأَدخَلَهُ بَيتَ أَصنَامِهِم فَكَانَ يَدنُو مِن


صفحه : 32

صَنَمٍ صَنَمٍ فَيَقُولُ لَهُ كُل وَ تَكَلّم فَإِذَا لَم يُجِبهُ أَخَذَ القَدُومَ فَكَسَرَ يَدَهُ وَ رِجلَهُ حَتّي فَعَلَ ذَلِكَ بِجَمِيعِ الأَصنَامِ ثُمّ عَلّقَ القَدُومَ فِي عُنُقِ الكَبِيرِ مِنهُمُ ألّذِي كَانَ فِي الصّدرِ فَلَمّا رَجَعَ المَلِكُ وَ مَن مَعَهُ مِنَ العِيدِ نَظَرُوا إِلَي الأَصنَامِ مُكَسّرَةً فَقَالُوامَن فَعَلَ هذا بِآلِهَتِنا إِنّهُ لَمِنَ الظّالِمِينَفَقَالُوا هَاهُنَافَتًي يَذكُرُهُم يُقالُ لَهُ اِبراهِيمُ وَ هُوَ ابنُ آزَرَ فَجَاءُوا بِهِ إِلَي نُمرُودَ فَقَالَ نُمرُودُ لِآزَرَ خنُتنَيِ‌ وَ كَتَمتَ هَذَا الوَلَدَ عنَيّ‌ فَقَالَ أَيّهَا المَلِكُ هَذَا عَمَلُ أُمّهِ وَ ذَكَرَت أَنّهَا تَقُومُ بِحُجّتِهِ فَدَعَا نُمرُودُ أُمّ اِبرَاهِيمَ فَقَالَ لَهَا مَا حَمَلَكِ عَلَي أَن كتَمَتنِيِ‌ أَمرَ هَذَا الغُلَامِ حَتّي فَعَلَ بِآلِهَتِنَا مَا فَعَلَ فَقَالَت أَيّهَا المَلِكُ نَظَراً منِيّ‌ لِرَعِيّتِكَ قَالَ وَ كَيفَ ذَلِكِ قَالَت رَأَيتُكَ تَقتُلُ أَولَادَ رَعِيّتِكَ فَكَانَ يَذهَبُ النّسلُ فَقُلتُ إِن كَانَ هَذَا ألّذِي يَطلُبُهُ دَفَعتُهُ إِلَيهِ لِيَقتُلَهُ وَ يَكُفّ عَن قَتلِ أَولَادِ النّاسِ وَ إِن لَم يَكُن ذَلِكَ فبَقَيِ‌َ لَنَا وَلَدُنَا وَ قَد ظَفِرتَ بِهِ فَشَأنَكَ فَكُفّ عَن أَولَادِ النّاسِ فَصَوّبَ رَأيَهَا ثُمّ قَالَ لِإِبرَاهِيمَمَن فَعَلَ هذا بِآلِهَتِنا يَا اِبرَاهِيمُ قَالَ اِبرَاهِيمُفَعَلَهُ كَبِيرُهُم هذا فَسئَلُوهُم إِن كانُوا يَنطِقُونَ فَقَالَ الصّادِقُ ع وَ اللّهِ مَا فَعَلَهُ كَبِيرُهُم وَ مَا كَذَبَ اِبرَاهِيمُ فَقِيلَ فَكَيفَ ذَلِكَ فَقَالَ إِنّمَا قَالَ فَعَلَهُ كَبِيرُهُم هَذَا إِن نَطَقَ وَ إِن لَم يَنطِق فَلَم يَفعَل كَبِيرُهُم هَذَا شَيئاً فَاستَشَارَ نُمرُودُ قَومَهُ فِي اِبرَاهِيمَ فَقَالُوا لَهُحَرّقُوهُ وَ انصُرُوا آلِهَتَكُم إِن كُنتُم فاعِلِينَ فَقَالَ الصّادِقُ ع كَانَ فِرعَونُ اِبرَاهِيمَ وَ أَصحَابُهُ لِغَيرِ رِشدَةٍ فَإِنّهُم قَالُوا لِنُمرُودَحَرّقُوهُ وَ انصُرُوا آلِهَتَكُم إِن كُنتُم فاعِلِينَ وَ كَانَ فِرعَونُ مُوسَي وَ أَصحَابُهُ لِرِشدَةٍ فَإِنّهُ لَمّا استَشَارَ أَصحَابَهُ فِي مُوسَي قَالُواأَرجِه وَ أَخاهُ وَ أَرسِل فِي المَدائِنِ حاشِرِينَيَأتُوكَ بِكُلّ سَحّارٍ عَلِيمٍفَحَبَسَ اِبرَاهِيمَ وَ جَمَعَ لَهُ الحَطَبَ حَتّي إِذَا كَانَ اليَومُ ألّذِي أَلقَي فِيهِ نُمرُودُ اِبرَاهِيمَ فِي النّارِ بَرَزَ نُمرُودُ وَ جُنُودُهُ وَ قَد كَانَ بنُيِ‌َ لِنُمرُودَ بِنَاءٌ يَنظُرُ مِنهُ إِلَي اِبرَاهِيمَ كَيفَ تَأخُذُهُ النّارُ فَجَاءَ إِبلِيسُ وَ اتّخَذَ لَهُمُ المَنجَنِيقَ لِأَنّهُ لَم يَقدِر أَحَدٌ أَن يَتَقَارَبَ مِنَ النّارِ وَ كَانَ الطّائِرُ إِذَا مَرّ فِي الهَوَاءِ يَحتَرِقُ فَوُضِعَ اِبرَاهِيمُ ع فِي المَنجَنِيقِ وَ جَاءَ أَبُوهُ فَلَطَمَهُ لَطمَةً وَ قَالَ لَهُ ارجِع عَمّا أَنتَ عَلَيهِ وَ أَنزَلَ الرّبّ[مَلَائِكَتَهُ] إِلَي السّمَاءِ الدّنيَا وَ لَم يَبقَ شَيءٌ إِلّا طَلَبَ


صفحه : 33

إِلَي رَبّهِ وَ قَالَتِ الأَرضُ يَا رَبّ لَيسَ عَلَي ظهَريِ‌ أَحَدٌ يَعبُدُكَ غَيرُهُ فَيُحرَقُ وَ قَالَتِ المَلَائِكَةُ يَا رَبّ خَلِيلُكَ اِبرَاهِيمُ يُحرَقُ فَقَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَمَا إِنّهُ إِن دعَاَنيِ‌ كَفَيتُهُ وَ قَالَ جَبرَئِيلُ يَا رَبّ خَلِيلُكَ اِبرَاهِيمُ لَيسَ فِي الأَرضِ أَحَدٌ يَعبُدُكَ غَيرُهُ سَلّطتَ عَلَيهِ عَدُوّهُ يُحرِقُهُ بِالنّارِ فَقَالَ اسكُت إِنّمَا يَقُولُ هَذَا عَبدٌ مِثلُكَ يَخَافُ الفَوتَ هُوَ عبَديِ‌ آخُذُهُ إِذَا شِئتُ فَإِن دعَاَنيِ‌ أَجَبتُهُ فَدَعَا اِبرَاهِيمُ ع رَبّهُ بِسُورَةِ الإِخلَاصِ يَا اللّهُ يَا وَاحِدُ يَا أَحَدُ يَا صَمَدُ يَا مَنلَم يَلِد وَ لَم يُولَد وَ لَم يَكُن لَهُ كُفُواً أَحَدٌنجَنّيِ‌ مِنَ النّارِ بِرَحمَتِكَ قَالَ فَالتَقَي مَعَهُ جَبرَئِيلُ فِي الهَوَاءِ وَ قَد وُضِعَ فِي المَنجَنِيقِ فَقَالَ يَا اِبرَاهِيمُ هَل لَكَ إلِيَ‌ّ مِن حَاجَةٍ فَقَالَ اِبرَاهِيمُ أَمّا إِلَيكَ فَلَا وَ أَمّا إِلَي رَبّ العَالَمِينَ فَنَعَم فَدَفَعَ إِلَيهِ خَاتَماً عَلَيهِ مَكتُوبٌ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ أَلجَأتُ ظهَريِ‌ إِلَي اللّهِ وَ أَسنَدتُ أمَريِ‌ إِلَي اللّهِ وَ فَوّضتُ أمَريِ‌ إِلَي اللّهِ فَأَوحَي اللّهُ إِلَي النّارِكوُنيِ‌ بَرداًفَاضطَرَبَت أَسنَانُ اِبرَاهِيمَ مِنَ البَردِ حَتّي قَالَوَ سَلاماً عَلي اِبراهِيمَ وَ انحَطّ جَبرَئِيلُ وَ جَلَسَ مَعَهُ يُحَدّثُهُ فِي النّارِ وَ نَظَرَ إِلَيهِ نُمرُودُ فَقَالَ مَنِ اتّخَذَ إِلَهاً فَليَتّخِذ مِثلَ إِلَهِ اِبرَاهِيمَ فَقَالَ عَظِيمٌ مِن عُظَمَاءِ أَصحَابِ نُمرُودَ إنِيّ‌ عَزَمتُ عَلَي النّارِ أَن لَا تُحرِقَهُ فَخَرَجَ عَمُودٌ مِنَ النّارِ نَحوَ الرّجُلِ فَأَحرَقَهُ وَ نَظَرَ نُمرُودُ إِلَي اِبرَاهِيمَ فِي رَوضَةٍ خَضرَاءَ فِي النّارِ مَعَ شَيخٍ يُحَدّثُهُ فَقَالَ لِآزَرَ يَا آزَرُ مَا أَكرَمَ ابنَكَ عَلَي رَبّهِ قَالَ وَ كَانَ الوَزَغُ يَنفُخُ فِي نَارِ اِبرَاهِيمَ وَ كَانَ الضّفدِعُ يَذهَبُ بِالمَاءِ لِيُطفِئَ بِهِ النّارَ قَالَ وَ لَمّا قَالَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي لِلنّارِكوُنيِ‌ بَرداً وَ سَلاماً لَم تَعمَلِ النّارُ فِي الدّنيَا ثَلَاثَةَ أَيّامٍوَ نَجّيناهُ وَ لُوطاً إِلَي الأَرضِ التّيِ‌ بارَكنا


صفحه : 34

فِيها لِلعالَمِينَ

إِلَي الشّامِ وَ سَوَادِ الكُوفَةِ

9-فس ،[تفسير القمي‌] أَ لَم تَرَ إِلَي ألّذِي حَاجّ اِبراهِيمَ فِي رَبّهِ أَن آتاهُ اللّهُ المُلكَالآيَةَ فَإِنّهُ لَمّا أَلقَي نُمرُودُ اِبرَاهِيمَ فِي النّارِ وَ جَعَلَهَا اللّهُ عَلَيهِ بَرداً وَ سَلَاماً قَالَ نُمرُودُ يَا اِبرَاهِيمُ مَن رَبّكَ قَالَربَيّ‌َ ألّذِي يحُييِ‌ وَ يُمِيتُ قالَ لَهُ نُمرُودُأَنَا أحُييِ‌ وَ أُمِيتُ فَقَالَ لَهُ اِبرَاهِيمُ كَيفَ تحُييِ‌ وَ تُمِيتُ قَالَ أَعمِدُ إِلَي رَجُلَينِ مِمّن قَد وَجَبَ عَلَيهِمَا القَتلُ فَأُطلِقُ عَن وَاحِدٍ وَ أَقتُلُ وَاحِداً فَأَكُونُ قَد أَمَتّ وَ أَحيَيتُ فَقَالَ اِبرَاهِيمُ إِن كُنتَ صَادِقاً فأَحَي‌ِ ألّذِي قَتَلتَهُ ثُمّ قَالَ اِبرَاهِيمُ دَع هَذَا فَإِنّ ربَيّ‌يأَتيِ‌ بِالشّمسِ مِنَ المَشرِقِ فَأتِ بِها مِنَ المَغرِبِفَكَانَ كَمَا قَالَ اللّهُفَبُهِتَ ألّذِي كَفَرَ أَيِ انقَطَعَ وَ ذَلِكَ أَنّهُ عَلِمَ أَنّ الشّمسَ أَقدَمُ مِنهُ

بيان قال الطبرسي‌ رحمه الله قيل في انتقاله من حجة إلي أخري وجهان أحدهما أن ذلك لم يكن انتقالا وانقطاعا عن ابراهيم فإنه يجوز من كل حكيم إيراد حجة أخري علي سبيل التأكيد بعدتمام ماابتدأ به من الحجاج وعلامة تمامه ظهوره من غيراعتراض عليه بشبهة لها تأثير عندالتأمل والتدبر. والثاني‌ أن ابراهيم إنما قال ذلك ليبين أن من شأن من يقدر علي إحياء الأموات وإماتة الأحياء أن يقدر علي إتيان الشمس من المشرق فإن كنت قادرا علي ذلك فأت بها من المغرب وإنما فعل ذلك لأنه لوتشاغل معه بأني‌ أردت اختراع الحياة والموت من غيرسبب و لاعلاج لاشتبه علي كثير ممن حضر فعدل إلي ما هوأوضح لأن الأنبياء ع إنما بعثوا للبيان والإيضاح وليست أمورهم مبنية علي لجاج الخصمين وطلب كل واحد منهما غلبة خصمه وَ قَد روُيِ‌َ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّ اِبرَاهِيمَ ع قَالَ لَهُ أحَي‌ِ مَن قَتَلتَهُ إِن كُنتَ صَادِقاً ثُمّ استَظهَرَ عَلَيهِ بِمَا قَالَهُ ثَانِياً

10-ج ،[الإحتجاج ] عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع فِي ذِكرِ مُعجِزَاتِ النّبِيّص فِي مُقَابَلَةِ مُعجِزَاتِ


صفحه : 35

الأَنبِيَاءِ أَنّ اِبرَاهِيمَ حُجِبَ عَن نُمرُودَ بِحُجُبٍ ثَلَاثٍ

إيضاح لعل المراد بالحجب الثلاث حجاب البطن والغار والنار أوالأولان مع الاعتزال عنه إلي بلاد الشام أوحجبه عندالحمل و عندالولادة و عندالنمو أوحجبه في البطن بثلاث البطن والرحم والمشيمة حيث جعله بحيث لم يتبين حمله و قديقال إنه إشارة إلي القميص والخاتم والتوسل بالأئمة ع أوبسورة التوحيد كمامر كلها وسيجي‌ء فالمعني أنه حجب عن نار نمرود وشرّه بتلك الحجب و الله يعلم

11- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الكوُفيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ أَبِي العُقبَةِ الصيّرفَيِ‌ّ عَنِ الحُسَينِ بنِ خَالِدٍ عَنِ الرّضَا ع قَالَ إِنّ اِبرَاهِيمَ ع لَمّا وُضِعَ فِي كِفّةِ المَنجَنِيقِ غَضِبَ جَبرَئِيلُ ع فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مَا يُغضِبُكَ يَا جَبرَئِيلُ قَالَ يَا رَبّ خَلِيلُكَ لَيسَ مَن يَعبُدُكَ عَلَي وَجهِ الأَرضِ غَيرُهُ سَلّطتَ عَلَيهِ عَدُوّكَ وَ عَدُوّهُ فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَيهِ اسكُت إِنّمَا يَعجَلُ العَبدُ ألّذِي يَخَافُ الفَوتَ مِثلُكَ فَأَمّا أَنَا فَإِنّهُ عبَديِ‌ آخُذُهُ إِذَا شِئتُ قَالَ فَطَابَت نَفسُ جَبرَئِيلَ ع فَالتَفَتَ إِلَي اِبرَاهِيمَ ع فَقَالَ هَل لَكَ حَاجَةٌ فَقَالَ أَمّا إِلَيكَ فَلَا فَأَهبَطَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عِندَهَا خَاتَماً فِيهِ سِتّةُ أَحرُفٍ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ لَا حَولَ وَ لَا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ فَوّضتُ أمَريِ‌ إِلَي اللّهِ أَسنَدتُ ظهَريِ‌ إِلَي اللّهِ حسَبيِ‌َ اللّهُ فَأَوحَي اللّهُ جَلّ جَلَالُهُ إِلَيهِ أَن تَخَتّم بِهَذَا الخَاتَمِ فإَنِيّ‌ أَجعَلُ النّارَ عَلَيكَ بَرداً وَ سَلَاماً

ل ،[الخصال ] أبي عن أحمد بن إدريس عن الأشعري‌ عن عبد الله بن أحمد عن محمد بن علي الصيرفي‌ عن الحسين بن خالد عنه ع مثله

12-ل ،[الخصال ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَنِ الأسَدَيِ‌ّ عَنِ البرَمكَيِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَحمَدَ الشاّميِ‌ّ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ الفَضلِ الهاَشمِيِ‌ّ قَالَسَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ الصّادِقَ ع عَن مُوسَي بنِ عِمرَانَ ع لَمّا رَأَي حِبَالَهُم وَ عِصِيّهُم كَيفَ أَوجَسَ فِي نَفسِهِ خِيفَةً وَ لَم يُوجِسهَا اِبرَاهِيمُ ع


صفحه : 36

حِينَ وُضِعَ فِي المَنجَنِيقِ وَ قُذِفَ بِهِ فِي النّارِ فَقَالَ ع إِنّ اِبرَاهِيمَ ع حِينَ وُضِعَ فِي المَنجَنِيقِ كَانَ مُستَنِداً إِلَي مَا فِي صُلبِهِ مِن أَنوَارِ حُجَجِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ لَم يَكُن مُوسَي ع كَذَلِكَ فَلِهَذَا أَوجَسَ فِي نَفسِهِ خِيفَةً وَ لَم يُوجِسهَا اِبرَاهِيمُ ع

13-ل ،[الخصال ] ابنُ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ رَفَعَهُ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَلَكَ الأَرضَ كُلّهَا أَربَعَةٌ مُؤمِنَانِ وَ كَافِرَانِ فَأَمّا المُؤمِنَانِ فَسُلَيمَانُ بنُ دَاوُدَ وَ ذُو القَرنَينِ وَ الكَافِرَانِ نُمرُودُ وَ بخُت ُنَصّرَ وَ اسمُ ذُو القَرنَينِ عَبدُ اللّهِ بنُ ضَحّاكِ بنِ مَعَدّ

14-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] عَلِيّ بنُ مُحَمّدِ بنِ عُمَرَ الزهّريِ‌ّ مُعَنعَناً عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِ تَعَالَيقُلنا يا نارُ كوُنيِ‌ بَرداً وَ سَلاماً عَلي اِبراهِيمَ قَالَ إِنّ أَوّلَ مَنجَنِيقٍ عُمِلَ فِي الدّنيَا مَنجَنِيقٌ عُمِلَ لِإِبرَاهِيمَ بِسُورِ الكُوفَةِ فِي نَهَرٍ يُقَالُ لَهَا كُوثَي وَ فِي قَريَةٍ يُقَالُ لَهَا قَنطَانَا قَالَ عَمِلَ إِبلِيسُ المَنجَنِيقَ وَ أُجلِسَ فِيهِ اِبرَاهِيمُ ع وَ أَرَادُوا أَن يَرمُوا بِهِ فِي نَارِهَا أَتَاهُ جَبرَئِيلُ ع قَالَ السّلَامُ عَلَيكَ يَا اِبرَاهِيمُ وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ أَ لَكَ حَاجَةٌ قَالَ مَا لِي إِلَيكَ حَاجَةٌ بَعدَهَا قَالَ اللّهُ تَعَالَيقُلنا يا نارُ كوُنيِ‌ بَرداً وَ سَلاماً عَلي اِبراهِيمَ

15-ل ،[الخصال ] ع ،[علل الشرائع ]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] سَأَلَ الشاّميِ‌ّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّيَومَ يَفِرّ المَرءُ مِن أَخِيهِ وَ أُمّهِ وَ أَبِيهِ وَ صاحِبَتِهِ وَ بَنِيهِ مَن هُم فَقَالَ ع قَابِيلُ يَفِرّ مِن هَابِيلَ وَ ألّذِي يَفِرّ مِن أُمّهِ مُوسَي وَ ألّذِي يَفِرّ مِن أَبِيهِ اِبرَاهِيمُ وَ ألّذِي يَفِرّ مِن صَاحِبَتِهِ لُوطٌ وَ ألّذِي يَفِرّ مِنِ ابنِهِ نُوحٌ يَفِرّ مِنِ ابنِهِ كَنعَانَ

16-ل ،[الخصال ] أَبِي عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ إِسحَاقَ عَنِ الحَسَنِ بنِ زِيَادٍ عَن دَاوُدَ الرقّيّ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَمّا أُضرِمَتِ النّارُ عَلَي اِبرَاهِيمَ ع شَكَت هَوَامّ الأَرضِ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ استَأذَنَتهُ أَن تَصُبّ عَلَيهَا المَاءَ فَلَم


صفحه : 37

يَأذَنِ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بشِيَ‌ءٍ مِنهَا إِلّا لِلضّفدِعِ فَاحتَرَقَ مِنهُ الثّلُثَانِ وَ بقَيِ‌َ مِنهُ الثّلُثُ الخَبَرَ

17-ل ،[الخصال ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ مَعرُوفٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن حَنَانِ بنِ سَدِيرٍ عَن رَجُلٍ مِن أَصحَابِ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ إِنّ أَشَدّ النّاسِ عَذَاباً يَومَ القِيَامَةِ لَسَبعَةُ نَفَرٍ أَوّلُهُمُ ابنُ آدَمَ ألّذِي قَتَلَ أَخَاهُ وَ نُمرُودُ ألّذِيحَاجّ اِبراهِيمَ فِي رَبّهِ وَ اثنَانِ فِي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ هَوّدَا قَومَهُم وَ نَصّرَاهُم وَ فِرعَونُ ألّذِي قَالَأَنَا رَبّكُمُ الأَعلي وَ اثنَانِ فِي هَذِهِ الأُمّةِ

18-ج ،[الإحتجاج ] قَالَ الصّادِقُ ع فِي حِكمَةِ خَلقِ الأَشيَاءِ فَأَمّا البَعُوضُ وَ البَقّ فَبَعضُ سَبَبِهِ أَنّهُ جُعِلَ أَرزَاقَ الطّيرِ وَ أَهَانَ بِهَا جَبّاراً تَمَرّدَ عَلَي اللّهِ وَ تَجَبّرَ وَ أَنكَرَ رُبُوبِيّتَهُ فَسَلّطَ اللّهُ عَلَيهِ أَضعَفَ خَلقِهِ لِيُرِيَهُ قُدرَتَهُ وَ عَظَمَتَهُ وَ هيِ‌َ البَعُوضُ فَدَخَلَت فِي مَنخِرِهِ حَتّي وَصَلَت إِلَي دِمَاغِهِ فَقَتَلَتهُ

19- ع ،[علل الشرائع ]ل ،[الخصال ]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فِي جَوَابِ أَسئِلَةِ الشاّميِ‌ّ يَومَ الأَربِعَاءِ ألُقيِ‌َ اِبرَاهِيمُ الخَلِيلُ ع فِي النّارِ وَ يَومَ الأَربِعَاءِ وَضَعُوهُ فِي المَنجَنِيقِ وَ يَومَ الأَربِعَاءِ سَلّطَ اللّهُ عَلَي نُمرُودَ البَقّةَ وَ يَومَ الأَربِعَاءِ خَرّعَلَيهِمُ السّقفُ مِن فَوقِهِم

20-ل ،[الخصال ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَن عَبّادِ بنِ سُلَيمَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ عَن أَبِيهِ عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي الحَسَنِ مُوسَي ع أَنّهُ قَالَ يَا إِسحَاقُ إِنّ فِي النّارِ لَوَادِياً يُقَالُ لَهُ سَقَرُ لَم يَتَنَفّس مُنذُ خَلَقَهُ اللّهُ لَو أَذِنَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَهُ فِي التّنَفّسِ بِقَدرِ مِخيَطٍ لَاحتَرَقَ مَا عَلَي وَجهِ الأَرضِ وَ إِنّ أَهلَ النّارِ لَيَتَعَوّذُونَ مِن حَرّ ذَلِكَ الواَديِ‌ وَ نَتنِهِ وَ قَذَرِهِ وَ مَا أَعَدّ اللّهُ فِيهِ لِأَهلِهِ وَ إِنّ فِي ذَلِكَ الواَديِ‌ لَجَبَلًا يَتَعَوّذُ جَمِيعُ أَهلِ ذَلِكَ الواَديِ‌ مِن حَرّ ذَلِكَ الجَبَلِ وَ نَتنِهِ وَ قَذَرِهِ وَ مَا أَعَدّ اللّهُ فِيهِ لِأَهلِهِ وَ إِنّ فِي ذَلِكَ الجَبَلِ لَشِعباً يَتَعَوّذُ جَمِيعُ أَهلِ


صفحه : 38

ذَلِكَ الجَبَلِ مِن حَرّ ذَلِكَ الشّعبِ وَ نَتنِهِ وَ قَذَرِهِ وَ مَا أَعَدّ اللّهُ فِيهِ لِأَهلِهِ وَ إِنّ فِي ذَلِكَ الشّعبِ لَقَلِيباً يَتَعَوّذُ جَمِيعُ أَهلِ ذَلِكَ الشّعبِ مِن حَرّ ذَلِكَ القَلِيبِ وَ نَتنِهِ وَ قَذَرِهِ وَ مَا أَعَدّ اللّهُ فِيهِ لِأَهلِهِ وَ إِنّ فِي ذَلِكَ القَلِيبِ لَحَيّةً يَتَعَوّذُ جَمِيعُ أَهلِ ذَلِكَ القَلِيبِ مِن خُبثِ تِلكَ الحَيّةِ وَ نَتنِهَا وَ قَذَرِهَا وَ مَا أَعَدّ اللّهُ فِي أَنيَابِهَا مِنَ السّمّ لِأَهلِهَا وَ إِنّ فِي جَوفِ تِلكَ الحَيّةِ لَسَبعَةَ صَنَادِيقَ فِيهَا خَمسَةٌ مِنَ الأُمَمِ السّالِفَةِ وَ اثنَانِ مِن هَذِهِ الأُمّةِ قَالَ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ مَنِ الخَمسَةُ وَ مَنِ الِاثنَانُ قَالَ فَأَمّا الخَمسَةُ فَقَابِيلُ ألّذِي قَتَلَ هَابِيلَ وَ نُمرُودُ ألّذِيحَاجّ اِبراهِيمَ فِي رَبّهِفَقالَ أَنَا أحُييِ‌ وَ أُمِيتُ وَ فِرعَونُ ألّذِي قَالَأَنَا رَبّكُمُ الأَعلي وَ يَهُودُ ألّذِي هَوّدَ اليَهُودَ وَ بُولَسُ ألّذِي نَصّرَ النّصَارَي وَ مِن هَذِهِ الأُمّةِ أَعرَابِيّانِ

أقول قدمضي وسيأتي‌ مثله بأسانيد في كتاب المعاد و كتاب الفتن

21- ع ،[علل الشرائع ] ابنُ الوَلِيدِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ ابنِ أَبَانٍ عَنِ ابنِ أُورَمَةَ عَن دَاوُدَ بنِ أَبِي يَزِيدَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ هِلَالٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَمّا ألُقيِ‌َ اِبرَاهِيمُ ع فِي النّارِ فلقاه [تَلَقّاهُ]جَبرَئِيلُ فِي الهَوَاءِ وَ هُوَ يهَويِ‌ فَقَالَ يَا اِبرَاهِيمُ أَ لَكَ حَاجَةٌ فَقَالَ أَمّا إِلَيكَ فَلَا

22- ع ،[علل الشرائع ]بِهَذَا الإِسنَادِ عَنِ ابنِ أُورَمَةَ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَمّا ألُقيِ‌َ اِبرَاهِيمُ فِي النّارِ أَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَيهَا وَ عزِتّيِ‌ وَ جلَاَليِ‌ لَئِن آذَيتِهِ لَأُعَذّبَنّكِ وَ قَالَ لَمّا قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّيا نارُ كوُنيِ‌ بَرداً وَ سَلاماً عَلي اِبراهِيمَ مَا انتَفَعَ أَحَدٌ بِهَا ثَلَاثَةَ أَيّامٍ وَ مَا سَخُنَت مَاؤُهُم

23-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ ابنِ أَبَانٍ عَنِ ابنِ أُورَمَةَ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ عَن عُمَرَ عَن أَبَانٍ عَن حُجرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَخَالَفَ اِبرَاهِيمُ ع قَومَهُ وَ عَادَي آلِهَتَهُم حَتّي أُدخِلَ عَلَي نُمرُودَ فَخَاصَمَهُ فَقَالَ اِبرَاهِيمُربَيّ‌َ ألّذِي يحُييِ‌ وَ يُمِيتُالآيَةَ وَ كَانَ فِي عِيدٍ لَهُم دَخَلَ عَلَي آلِهَتِهِم قَالُوا مَا اجتَرَأَ عَلَيهَا إِلّا الفَتَي ألّذِي يَعِيبُهَا وَ يَبرَأُ مِنهَا فَلَم يَجِدُوا لَهُ مُثلَةً أَعظَمَ مِنَ النّارِ فَأَخبَرُوا نُمرُودَ


صفحه : 39

فَجَمَعَ لَهُ الحَطَبَ وَ أَوقَدَ عَلَيهِ ثُمّ وَضَعَهُ فِي المَنجَنِيقِ ليِرَميِ‌َ بِهِ فِي النّارِ وَ إِنّ إِبلِيسَ دَلّ عَلَي عَمَلِ المَنجَنِيقِ لِإِبرَاهِيمَ ع

24-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أخَبرَنَيِ‌ أَبِي عَن جدَيّ‌ عَنِ النّبِيّص عَن جَبرَئِيلَ قَالَ لَمّا أَخَذَ نُمرُودُ اِبرَاهِيمَ لِيُلقِيَهُ فِي النّارِ قُلتُ يَا رَبّ عَبدُكَ وَ خَلِيلُكَ لَيسَ فِي أَرضِكَ أَحَدٌ يَعبُدُكَ غَيرُهُ قَالَ اللّهُ تَعَالَي هُوَ عبَديِ‌ آخُذُهُ إِذَا شِئتُ وَ لَمّا ألُقيِ‌َ اِبرَاهِيمُ ع فِي النّارِ تَلَقّاهُ جَبرَئِيلُ ع فِي الهَوَاءِ وَ هُوَ يهَويِ‌ إِلَي النّارِ فَقَالَ يَا اِبرَاهِيمُ لَكَ حَاجَةٌ فَقَالَ أَمّا إِلَيكَ فَلَا وَ قَالَ يَا اللّهُ يَا أَحَدُ يَا صَمَدُ يَا مَنلَم يَلِد وَ لَم يُولَد وَ لَم يَكُن لَهُ كُفُواً أَحَدٌنجَنّيِ‌ مِنَ النّارِ بِرَحمَتِكَ فَأَوحَي اللّهُ تَعَالَي إِلَي النّارِكوُنيِ‌ بَرداً وَ سَلاماً عَلي اِبراهِيمَ

25- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] الحُسَينُ بنُ اِبرَاهِيمَ القزَويِنيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ وَهبَانَ عَن أَحمَدَ بنِ اِبرَاهِيمَ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الزعّفرَاَنيِ‌ّ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ لِنُمرُودَ مَجلِسٌ يُشرِفُ مِنهُ عَلَي النّارِ فَلَمّا كَانَ بَعدَ ثَالِثَةٍ أَشرَفَ عَلَي النّارِ هُوَ وَ آزَرُ فَإِذَا اِبرَاهِيمُ ع مَعَ شَيخٍ يُحَدّثُهُ فِي رَوضَةٍ خَضرَاءَ قَالَ فَالتَفَتَ نُمرُودُ إِلَي آزَرَ فَقَالَ يَا آزَرُ مَا أَكرَمَ ابنَكَ عَلَي رَبّهِ قَالَ ثُمّ قَالَ نُمرُودُ لِإِبرَاهِيمَ اخرُج عنَيّ‌ وَ لَا تسُاَكنِيّ‌

26-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَن مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَنِ البزَنَطيِ‌ّ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ مَروَانَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ كَانَ دُعَاءُ اِبرَاهِيمَ ع يَومَئِذٍ يَا أَحَدُ يَا صَمَدُ يَا مَنلَم يَلِد وَ لَم يُولَد وَ لَم يَكُن لَهُ كُفُواً أَحَدٌ ثُمّ تَوَكّلتُ عَلَي اللّهِ فَقَالَ كُفِيتَ وَ قَالَ لَمّا قَالَ اللّهُ تَعَالَي لِلنّارِكوُنيِ‌ بَرداً وَ سَلاماً عَلي اِبراهِيمَ لَم يَعمَل يَومَئِذٍ نَارٌ عَلَي وَجهِ الأَرضِ وَ لَا انتَفَعَ بِهَا أَحَدٌ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ قَالَ فَنَزَلَ جَبرَئِيلُ يُحَدّثُهُ وَسَطَ النّارِ قَالَ نُمرُودُ مَنِ اتّخَذَ إِلَهاً فَليَتّخِذ مِثلَ إِلَهِ اِبرَاهِيمَ


صفحه : 40

فَقَالَ عَظِيمٌ مِن عُظَمَائِهِم إنِيّ‌ عَزَمتُ عَلَي النّيرَانِ أَن لَا تُحرِقَهُ قَالَ فَخَرَجَت عُنُقٌ مِنَ النّارِ فَأَحرَقَتهُ وَ كَانَ نُمرُودُ يَنظُرُ بِشُرفَةٍ عَلَي النّارِ فَلَمّا كَانَ بَعدَ ثَلَاثَةِ أَيّامٍ قَالَ نُمرُودُ لِآزَرَ اصعَد بِنَا حَتّي نَنظُرَ فَصَعِدَا فَإِذَا اِبرَاهِيمُ فِي رَوضَةٍ خَضرَاءَ وَ مَعَهُ شَيخٌ يُحَدّثُهُ قَالَ فَالتَفَتَ نُمرُودُ إِلَي آزَرَ فَقَالَ مَا أَكرَمَ ابنَكَ عَلَي اللّهِ وَ العَرَبُ تسُمَيّ‌ العَمّ أَباً قَالَ تَعَالَي فِي قِصّةِ يَعقُوبَقالُوا نَعبُدُ إِلهَكَ وَ إِلهَ آبائِكَ اِبراهِيمَ وَ إِسماعِيلَ وَ إِسحاقَ وَ إِسمَاعِيلُ كَانَ عَمّ يَعقُوبَ وَ قَد سَمّاهُ أَباً فِي هَذِهِ الآيَةِ

27-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَنِ النّقّاشِ عَن ابنِ عُقدَةَ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ بنِ فَضّالٍ عَن أَبِيهِ عَنِ الرّضَا ع قَالَ لَمّا رمُيِ‌َ اِبرَاهِيمُ فِي النّارِ دَعَا اللّهَ بِحَقّنَا فَجَعَلَ اللّهُ النّارَ عَلَيهِ بَرداً وَ سَلَاماً

28-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَالَ الإِمَامُ ع قَالَ النّبِيّص فِي احتِجَاجِهِ عَلَي اليَهُودِ بِمُحَمّدٍ وَ آلِهِ الطّيّبِينَ نَجّي اللّهُ تَعَالَي نُوحاً مِنَ الكَربِ العَظِيمِ وَ بَرّدَ اللّهُ النّارَ عَلَي اِبرَاهِيمَ وَ جَعَلَهَا عَلَيهِ سَلَاماً وَ مَكّنَهُ فِي جَوفِ النّارِ عَلَي سَرِيرٍ وَ فِرَاشٍ وَثِيرٍ لَم يَرَ ذَلِكَ الطّاغِيَةُ مِثلَهُ لِأَحَدٍ مِن مُلُوكِ الأَرضِ وَ أَنبَتَ مِن حَوَالَيهِ مِنَ الأَشجَارِ الخَضِرَةِ النّضِرَةِ النّزِهَةِ وَ غَمَرَ مَا حَولَهُ مِن أَنوَاعِ النّورِ بِمَا لَا يُوجَدُ إِلّا فِي فُصُولٍ أَربَعَةٍ مِنَ السّنَةِ

29-فض ،[ كتاب الروضة]ضه ،[روضة الواعظين ] عَن مُجَاهِدٍ عَن أَبِي عَمرٍو وَ أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِ‌ّ عَنِ النّبِيّص فِي خَبَرٍ طَوِيلٍ قَالَ إِنّ اِبرَاهِيمَ ع هَرَبَ بِهِ أَبُوهُ مِنَ المَلِكِ الطاّغيِ‌ فَوَضَعَتهُ أُمّهُ بَينَ تِلَالٍ بِشَاطِئِ نَهَرٍ مُتَدَفّقٍ يُقَالُ لَهُ حَزرَانُ مِن غُرُوبِ الشّمسِ إِلَي إِقبَالِ اللّيلِ فَلَمّا وَضَعَتهُ وَ استَقَرّ عَلَي وَجهِ الأَرضِ قَامَ مِن تَحتِهَا يَمسَحُ وَجهَهُ وَ رَأسَهُ وَ يُكثِرُ مِن شَهَادَةِ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ ثُمّ أَخَذَ ثَوباً وَ اتّشَحَ بِهِ وَ أُمّهُ تَرَاهُ فَذُعِرَت مِنهُ ذُعراً شَدِيداً ثُمّ مَضَي يُهَروِلُ بَينَ يَدَيهَا مَادّاً عَينَيهِ إِلَي السّمَاءِ فَكَانَ مِنهُ مَا قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ كَذلِكَ نرُيِ‌ اِبراهِيمَ


صفحه : 41

مَلَكُوتَ السّماواتِ وَ الأَرضِ وَ لِيَكُونَ مِنَ المُوقِنِينَ فَلَمّا جَنّ عَلَيهِ اللّيلُ رَأي كَوكَباً إِلَي آخِرِ الآيَاتِ

30-ك ،[إكمال الدين ] أَبِي وَ ابنُ الوَلِيدِ مَعاً عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ أَبُو اِبرَاهِيمَ مُنَجّماً لِنُمرُودَ بنِ كَنعَانَ وَ كَانَ نُمرُودُ لَا يَصدُرُ إِلّا عَن رَأيِهِ فَنَظَرَ فِي النّجُومِ لَيلَةً مِنَ الليّاَليِ‌ فَأَصبَحَ فَقَالَ لَقَد رَأَيتُ فِي ليَلتَيِ‌ هَذِهِ عَجَباً فَقَالَ لَهُ نُمرُودُ وَ مَا هُوَ فَقَالَ رَأَيتُ مَولُوداً يُولَدُ فِي أَرضِنَا هَذِهِ يَكُونُ هَلَاكُنَا عَلَي يَدَيهِ وَ لَا يَلبَثُ إِلّا قَلِيلًا حَتّي يُحمَلَ بِهِ فَعَجِبَ مِن ذَلِكَ نُمرُودُ وَ قَالَ هَل حَمَلَ بِهِ النّسَاءُ فَقَالَ لَا وَ كَانَ فِيمَا أوُتيِ‌َ مِنَ العِلمِ أَنّهُ سَيُحرَقُ بِالنّارِ وَ لَم يَكُن أوُتيِ‌َ أَنّ اللّهَ سَيُنجِيهِ قَالَ فَحَجَبَ النّسَاءَ عَنِ الرّجَالِ فَلَم يَترُك امرَأَةً إِلّا جُعِلَت بِالمَدِينَةِ حَتّي لَا يَخلَصَ إِلَيهِنّ الرّجَالُ قَالَ وَ بَاشَرَ أَبُو اِبرَاهِيمَ امرَأَتَهُ فَحَمَلَت بِهِ فَظَنّ أَنّهُ صَاحِبُهُ فَأَرسَلَ إِلَي نِسَاءٍ مِنَ القَوَابِلِ لَا يَكُونُ فِي البَطنِ شَيءٌ إِلّا عَلِمنَ بِهِ فَنَظَرنَ إِلَي أُمّ اِبرَاهِيمَ فَأَلزَمَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي ذِكرُهُ مَا فِي الرّحِمِ الظّهرَ فَقُلنَ مَا نَرَي شَيئاً فِي بَطنِهَا فَلَمّا وَضَعَت أُمّ اِبرَاهِيمَ أَرَادَ أَبُوهُ أَن يَذهَبَ بِهِ إِلَي نُمرُودَ فَقَالَت لَهُ امرَأَتُهُ لَا تَذهَب بِابنِكَ إِلَي نُمرُودَ فَيَقتُلَهُ دعَنيِ‌ أَذهَب بِهِ إِلَي بَعضِ الغِيرَانِ أَجعَلهُ فِيهِ حَتّي يأَتيِ‌َ عَلَيهِ أَجَلُهُ وَ لَا تَكُونَ أَنتَ تَقتُلُ ابنَكَ فَقَالَ لَهَا فاَذهبَيِ‌ فَذَهَبَت بِهِ إِلَي غَارٍ ثُمّ أَرضَعَتهُ ثُمّ جَعَلَت عَلَي بَابِ الغَارِ صَخرَةً ثُمّ انصَرَفَت عَنهُ فَجَعَلَ اللّهُ رِزقَهُ فِي إِبهَامِهِ فَجَعَلَ يَمُصّهَا فَيَشرَبُ لَبَناً وَ جَعَلَ يَشِبّ فِي اليَومِ كَمَا يَشِبّ غَيرُهُ فِي الجُمعَةِ وَ يَشِبّ فِي الجُمعَةِ كَمَا يَشِبّ غَيرُهُ فِي الشّهرِ وَ يَشِبّ فِي الشّهرِ كَمَا يَشِبّ غَيرُهُ فِي السّنَةِ فَمَكَثَ مَا شَاءَ اللّهُ أَن يَمكُثَ ثُمّ إِنّ أُمّهُ قَالَت لِأَبِيهِ لَو أَذِنتَ لِي أَن أَذهَبَ إِلَي ذَلِكَ الصبّيِ‌ّ فَأَرَاهُ فَعَلتُ قَالَ فَفَعَلَ[فاَفعلَيِ‌]فَأَتَتِ الغَارَ فَإِذَا هيِ‌َ بِإِبرَاهِيمَ ع وَ إِذَا عَينَاهُ تَزهَرَانِ كَأَنّهُمَا سِرَاجَانِ فَأَخَذَتهُ وَ ضَمّتهُ إِلَي صَدرِهَا وَ أَرضَعَتهُ ثُمّ انصَرَفَت عَنهُ فَسَأَلَهَا أَبُوهُ عَنِ الصبّيِ‌ّ فَقَالَت قَد وَارَيتُهُ فِي التّرَابِ فَمَكَثَت تَعتَلّ فَتَخرُجُ فِي الحَاجَةِ وَ تَذهَبُ إِلَي اِبرَاهِيمَ ع فَتَضُمّهُ إِلَيهَا وَ تُرضِعُهُ ثُمّ


صفحه : 42

تَنصَرِفُ فَلَمّا تَحَرّكَ أَتَتهُ أُمّهُ كَمَا كَانَت تَأتِيهِ وَ صَنَعَت كَمَا كَانَت تَصنَعُ فَلَمّا أَرَادَتِ الِانصِرَافَ أَخَذَ ثَوبَهَا فَقَالَت لَهُ مَا لَكَ فَقَالَ اذهبَيِ‌ بيِ‌ مَعَكِ فَقَالَت لَهُ حَتّي أَستَأمِرَ أَبَاكَ فَلَم يَزَل اِبرَاهِيمُ فِي الغَيبَةِ مَخفِيّاً لِشَخصِهِ كَاتِماً لِأَمرِهِ حَتّي ظَهَرَ فَصَدَعَ بِأَمرِ اللّهِ تَعَالَي ذِكرُهُ وَ أَظهَرَ اللّهُ قُدرَتَهُ فِيهِ

31-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ بِهَذَا الإِسنَادِ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ آزَرُ عَمّ اِبرَاهِيمَ ع مُنَجّماً لِنُمرُودَ وَ كَانَ لَا يَصدُرُ إِلّا عَن رَأيِهِ فَقَالَ لَقَد رَأَيتُ فِي ليَلتَيِ‌ عَجَباً فَقَالَ مَا هُوَ قَالَ إِنّ مَولُوداً يُولَدُ فِي أَرضِنَا هَذِهِ يَكُونُ هَلَاكُنَا عَلَي يَدَيهِ فَحُجِبَتِ الرّجَالُ عَنِ النّسَاءِ وَ كَانَ تَارُخُ وَقَعَ عَلَي أُمّ اِبرَاهِيمَ فَحَمَلَت وَ سَاقَ الحَدِيثَ إِلَي آخِرِهِ

بيان الظاهر أن مارواه الراوندي‌ هو هذاالخبر بعينه وإنما غيره ليستقيم علي أصول الإمامية وسيأتي‌ القول فيه . و قوله ع وجعل يشب في اليوم الظاهر أن التشبيه في الفقرات لمحض كثرة النمو لا في خصوص المقادير كما هوالشائع في المحاورات ويحتمل أن يكون المراد أنه كان يشب في الأسبوع الأول كل يوم كمايشب غيره في أسبوع و إلي تمام الشهر كان ينمو كل أسبوع كماينمو غيره في الشهر و إلي تمام السنة كان نموه كل شهر كنمو غيره في سنة

32-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ بِإِسنَادِهِ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن يُونُسَ بنِ يَعقُوبَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَمّا دَخَلَ يُوسُفُ ع عَلَي المَلِكِ يعَنيِ‌ نُمرُودَ قَالَ كَيفَ أَنتَ يَا اِبرَاهِيمُ قَالَ إنِيّ‌ لَستُ بِإِبرَاهِيمَ أَنَا يُوسُفُ بنُ يَعقُوبَ بنِ إِسحَاقَ بنِ اِبرَاهِيمَ قَالَ وَ هُوَ صَاحِبُ اِبرَاهِيمَ ألّذِيحَاجّ اِبراهِيمَ فِي رَبّهِ قَالَ وَ كَانَ أَربَعَمِائَةِ سَنَةٍ شَابّاً

33-سن ،[المحاسن ] أَبِي عَن اِبرَاهِيمَ بنِ إِسحَاقَ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ عَن زَكَرِيّا بنِ يَحيَي


صفحه : 43

رَفَعَهُ إِلَي عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع أَنّ هَاتِفاً يَهتِفُ بِهِ فَقَالَ يَا عَلِيّ بنَ الحُسَينِ أَيّ شَيءٍ كَانَتِ العَلَامَةُ بَينَ يَعقُوبَ وَ يُوسُفَ فَقَالَ لَمّا قُذِفَ اِبرَاهِيمُ ع فِي النّارِ هَبَطَ عَلَيهِ جَبرَئِيلُ ع بِقَمِيصِ فِضّةٍ فَأَلبَسَهُ إِيّاهُ فَفَرّت عَنهُ النّارُ وَ نَبَتَ حَولَهُ النّرجِسُ فَأَخَذَ اِبرَاهِيمُ ع القَمِيصَ فَجَعَلَهُ فِي عُنُقِ إِسحَاقَ فِي قَصَبَةِ فِضّةٍ وَ عَلّقَهَا إِسحَاقُ فِي عُنُقِ يَعقُوبَ وَ عَلّقَهَا يَعقُوبُ فِي عُنُقِ يُوسُفَ ع وَ قَالَ لَهُ إِن نُزِعَ هَذَا القَمِيصُ مِن بَدَنِكَ عَلِمتُ أَنّكَ مَيّتٌ أَو قَد قُتِلتَ فَلَمّا دَخَلَ عَلَيهِ إِخوَتُهُ أَعطَاهُمُ القَصَبَةَ وَ أَخرَجُوا القَمِيصَ فَاحتَمَلَتِ الرّيحُ رَائِحَتَهُ فَأَلقَتهَا عَلَي وَجهِ يَعقُوبَ بِالأُردُنّ فَقَالَإنِيّ‌ لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَو لا أَن تُفَنّدُونِ

34-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن حَنَانِ بنِ سَدِيرٍ عَن رَجُلٍ مِن أَصحَابِ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ إِنّ أَشَدّ النّاسِ عَذَاباً يَومَ القِيَامَةِ لَسَبعَةُ نَفَرٍ أَوّلُهُم ابنُ آدَمَ ألّذِي قَتَلَ أَخَاهُ وَ نُمرُودُ بنُ كَنعَانَ ألّذِيحَاجّ اِبراهِيمَ فِي رَبّهِ

35-أَقُولُ رَوَي الشّيخُ أَحمَدُ بنُ فَهدٍ فِي المُهَذّبِ وَ غَيرُهُ بِأَسَانِيدِهِم عَنِ المُعَلّي بنِ خُنَيسٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ يَومُ النّيرُوزِ هُوَ اليَومُ ألّذِي كَسَرَ فِيهِ اِبرَاهِيمُ ع أَصنَامَ قَومِهِ

36-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَنِ الحَارِثِ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ إِنّ نُمرُودَ أَرَادَ أَن يَنظُرَ إِلَي مَلِكِ السّمَاءِ فَأَخَذَ نُسُوراً أَربَعَةً فَرَبّاهُنّ وَ جَعَلَ تَابُوتاً مِن خَشَبٍ وَ أَدخَلَ فِيهِ رَجُلًا ثُمّ شَدّ قَوَائِمَ النّسُورِ بِقَوَائِمِ التّابُوتِ ثُمّ جَعَلَ فِي وَسطِ التّابُوتِ عَمُوداً وَ جَعَلَ فِي رَأسِ العَمُودِ لَحماً فَلَمّا رَأَي النّسُورُ اللّحمَ طِرنَ وَ طِرنَ بِالتّابُوتِ وَ الرّجُلِ فَارتَفَعنَ إِلَي السّمَاءِ فَمَكَثَ مَا شَاءَ اللّهُ ثُمّ إِنّ الرّجُلَ أَخرَجَ مِنَ التّابُوتِ رَأسَهُ فَنَظَرَ إِلَي السّمَاءِ فَإِذَا هيِ‌َ


صفحه : 44

عَلَي حَالِهَا وَ نَظَرَ إِلَي الأَرضِ فَإِذَا هُوَ لَا يَرَي الجِبَالَ إِلّا كَالذّرّ ثُمّ مَكَثَ سَاعَةً فَنَظَرَ إِلَي السّمَاءِ فَإِذَا هيِ‌َ عَلَي حَالِهَا وَ نَظَرَ إِلَي الأَرضِ فَإِذَا هُوَ لَا يَرَي إِلّا المَاءَ ثُمّ مَكَثَ سَاعَةً فَنَظَرَ إِلَي السّمَاءِ فَإِذَا هيِ‌َ عَلَي حَالِهَا وَ نَظَرَ إِلَي الأَرضِ فَإِذَا هُوَ لَا يَرَي شَيئاً ثُمّ وَقَعَ فِي ظُلمَةٍ لَم يَرَ مَا فَوقَهُ وَ مَا تَحتَهُ فَفَزِعَ فَأَلقَي اللّحمَ فَاتّبَعَتهُ النّسُورُ مُنقَضّاتٍ فَلَمّا نَظَرَتِ الجِبَالُ إِلَيهِنّ وَ قَد أَقبَلنَ مُنقَضّاتٍ وَ سَمِعَت حَفِيفَهُنّ فَزِعَت وَ كَادَت أَن تَزُولَ مَخَافَةَ أَمرِ السّمَاءِ وَ هُوَ قَولُ اللّهِوَ إِن كانَ مَكرُهُم لِتَزُولَ مِنهُ الجِبالُ

37-كا،[الكافي‌] فِي الرّوضَةِ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَنِ البزَنَطيِ‌ّ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَن حُجرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ خَالَفَ اِبرَاهِيمُ ع قَومَهُ وَ عَابَ آلِهَتَهُم حَتّي أُدخِلَ عَلَي نُمرُودَ فَخَاصَمَهُم فَقَالَ اِبرَاهِيمُ ع ربَيّ‌َ ألّذِي يحُييِ‌ وَ يُمِيتُ قالَ أَنَا أحُييِ‌ وَ أُمِيتُ قالَ اِبراهِيمُ فَإِنّ اللّهَ يأَتيِ‌ بِالشّمسِ مِنَ المَشرِقِ فَأتِ بِها مِنَ المَغرِبِ فَبُهِتَ ألّذِي كَفَرَ وَ اللّهُ لا يهَديِ‌ القَومَ الظّالِمِينَ وَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع عَابَ آلِهَتَهُم وَ نَظَرَنَظرَةً فِي النّجُومِ فَقالَ إنِيّ‌ سَقِيمٌ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع وَ اللّهِ مَا كَانَ سَقِيماً وَ مَا كَذَبَ فَلَمّا تَوَلّوا عَنهُ مُدبِرِينَ إِلَي عِيدٍ لَهُم دَخَلَ اِبرَاهِيمُ ع إِلَي آلِهَتِهِم بِقَدُومٍ فَكَسَرَهَاإِلّا كَبِيراً لَهُم وَ وَضَعَ القَدُومَ فِي عُنُقِهِ فَرَجَعُوا إِلَي آلِهَتِهِم فَنَظَرُوا إِلَي مَا صُنِعَ بِهَا فَقَالُوا لَا وَ اللّهِ مَا اجتَرَأَ عَلَيهَا وَ لَا كَسَرَهَا إِلّا الفَتَي ألّذِي كَانَ يَعِيبُهَا وَ يَبرَأُ مِنهَا فَلَم يَجِدُوا لَهُ قِتلَةً أَعظَمَ مِنَ النّارِ فَجُمِعَ لَهُ الحَطَبُ وَ استَجَادُوهُ حَتّي إِذَا كَانَ اليَومُ ألّذِي يُحرَقُ فِيهِ بَرَزَ لَهُ نُمرُودُ وَ جُنُودُهُ وَ قَد بنُيِ‌َ لَهُ بِنَاءٌ لِيَنظُرَ إِلَيهِ كَيفَ تَأخُذُهُ النّارُ وَ وُضِعَ اِبرَاهِيمُ ع فِي مَنجَنِيقٍ وَ قَالَتِ الأَرضُ يَا رَبّ لَيسَ عَلَي ظهَريِ‌ أَحَدٌ يَعبُدُكَ غَيرُهُ يُحرَقُ بِالنّارِ قَالَ الرّبّ إِن دعَاَنيِ‌ كَفَيتُهُ

38-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ وَ عِدّةٌ مِن أَصحَابِنَا عَن سَهلٍ جَمِيعاً عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ أَبِي زِيَادٍ الكرَخيِ‌ّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِنّ اِبرَاهِيمَ ع


صفحه : 45

كَانَ مَولِدُهُ بِكُوثَي رُبَي وَ كَانَ أَبُوهُ مِن أَهلِهَا وَ كَانَت أُمّ اِبرَاهِيمَ وَ أُمّ لُوطٍ سَارَةَ وَ وَرَقَةَ وَ فِي نُسخَةٍ رَقَبَةَ أُختَينِ وَ هُمَا ابنَتَانِ لِلَاحِجٍ وَ كَانَ لَاحِجٌ نَبِيّاً مُنذِراً وَ لَم يَكُن رَسُولًا وَ كَانَ اِبرَاهِيمُ ع فِي شَبِيبَتِهِ عَلَي الفِطرَةِ التّيِ‌ فَطَرَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ الخَلقَ عَلَيهَا حَتّي هَدَاهُ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي إِلَي دِينِهِ وَ اجتَبَاهُ وَ إِنّهُ تَزَوّجَ سَارَةَ ابنَةَ لَاحِجٍ وَ هيِ‌َ ابنَةُ خَالَتِهِ وَ كَانَت سَارَةُ صَاحِبَةَ مَاشِيَةٍ كَثِيرَةٍ وَ أَرضٍ وَاسِعَةٍ وَ حَالٍ حَسَنَةٍ وَ كَانَت قَد مَلّكَت اِبرَاهِيمَ جَمِيعَ مَا كَانَت تَملِكُهُ فَقَامَ فِيهِ وَ أَصلَحَهُ وَ كَثُرَتِ المَاشِيَةُ وَ الزّرعُ حَتّي لَم يَكُن بِأَرضِ كُوثَي رُبَي رَجُلٌ أَحسَنَ حَالًا مِنهُ وَ إِنّ اِبرَاهِيمَ ع لَمّا كَسَرَ أَصنَامَ نُمرُودَ وَ أَمَرَ بِهِ نُمرُودُ فَأُوثِقَ وَ عَمِلَ لَهُ حَيراً وَ جَمَعَ لَهُ فِيهِ الحَطَبَ وَ أَلهَبَ فِيهِ النّارَ ثُمّ قَذَفَ اِبرَاهِيمَ ع فِي النّارِ لِتُحرِقَهُ ثُمّ اعتَزَلُوهَا حَتّي خَمَدَتِ النّارُ ثُمّ أَشرَفُوا عَلَي الحَيرِ فَإِذَا هُم بِإِبرَاهِيمَ سَلِيماً مُطلَقاً مِن وَثَاقِهِ فَأُخبِرَ نُمرُودُ خَبَرَهُ فَأَمَرَهُم أَن يَنفُوا اِبرَاهِيمَ مِن بِلَادِهِ وَ أَن يَمنَعُوهُ مِنَ الخُرُوجِ بِمَاشِيَتِهِ وَ مَالِهِ فَحَاجّهُم اِبرَاهِيمُ ع عِندَ ذَلِكَ فَقَالَ إِن أَخَذتُم ماَشيِتَيِ‌ وَ ماَليِ‌ فَإِنّ حقَيّ‌ عَلَيكُم أَن تَرُدّوا عَلَيّ مَا ذَهَبَ مِن عمُرُيِ‌ فِي بِلَادِكُم وَ اختَصَمُوا إِلَي قاَضيِ‌ نُمرُودَ فَقَضَي عَلَي اِبرَاهِيمَ ع أَن يُسَلّمَ إِلَيهِم جَمِيعَ مَا أَصَابَ فِي بِلَادِهِم وَ قَضَي عَلَي أَصحَابِ نُمرُودَ أَن يَرُدّوا عَلَي اِبرَاهِيمَ ع مَا ذَهَبَ مِن عُمُرِهِ فِي بِلَادِهِم وَ أُخبِرَ بِذَلِكَ نُمرُودُ فَأَمَرَهُم أَن يُخَلّوا سَبِيلَهُ وَ سَبِيلَ مَاشِيَتِهِ وَ مَالِهِ وَ أَن يُخرِجُوهُ وَ قَالَ إِنّهُ إِن بقَيِ‌َ فِي بِلَادِكُم أَفسَدَ دِينَكُم وَ أَضَرّ بِآلِهَتِكُم فَأَخرَجُوا اِبرَاهِيمَ وَ لُوطاً مَعَهُ مِن بِلَادِهِم إِلَي الشّامِ فَخَرَجَ اِبرَاهِيمُ وَ مَعَهُ لُوطٌ لَا يُفَارِقُهُ وَ سَارَةُ وَ قَالَ لَهُمإنِيّ‌ ذاهِبٌ إِلي ربَيّ‌ سَيَهدِينِيعَنيِ‌ إِلَي بَيتِ المَقدِسِ فَتَحَمّلَ اِبرَاهِيمُ ع بِمَاشِيَتِهِ وَ مَالِهِ وَ عَمِلَ تَابُوتاً وَ جَعَلَ فِيهِ سَارَةَ وَ شَدّ عَلَيهَا الأَغلَاقَ غَيرَةً مِنهُ عَلَيهَا وَ مَضَي حَتّي خَرَجَ مِن سُلطَانِ نُمرُودَ وَ سَارَ إِلَي سُلطَانِ رَجُلٍ


صفحه : 46

مِنَ القِبطِ يُقَالُ لَهُ عَرَارَةُ فَمَرّ بِعَاشِرٍ لَهُ فَاعتَرَضَهُ العَاشِرُ لِيَعشُرَ مَا مَعَهُ فَلَمّا انتَهَي إِلَي العَاشِرِ وَ مَعَهُ التّابُوتُ قَالَ العَاشِرُ لِإِبرَاهِيمَ ع افتَح هَذَا التّابُوتَ حَتّي نَعشُرَ مَا فِيهِ فَقَالَ لَهُ اِبرَاهِيمُ ع قُل مَا شِئتَ فِيهِ مِن ذَهَبٍ أَو فِضّةٍ حَتّي نعُطيِ‌َ عُشرَهُ وَ لَا نَفتَحَهُ قَالَ فَأَبَي العَاشِرُ إِلّا فَتحَهُ قَالَ وَ غَضِبَ اِبرَاهِيمُ ع عَلَي فَتحِهِ فَلَمّا بَدَت لَهُ سَارَةُ وَ كَانَت مَوصُوفَةً بِالحُسنِ وَ الجَمَالِ قَالَ لَهُ العَاشِرُ مَا هَذِهِ المَرأَةُ مِنكَ قَالَ اِبرَاهِيمُ هيِ‌َ حرُمتَيِ‌ وَ ابنَةُ خاَلتَيِ‌ فَقَالَ لَهُ العَاشِرُ فَمَا دَعَاكَ إِلَي أَن خَبَيتَهَا فِي هَذَا التّابُوتِ فَقَالَ اِبرَاهِيمُ ع الغَيرَةُ عَلَيهَا أَن يَرَاهَا أَحَدٌ فَقَالَ لَهُ العَاشِرُ لَستُ أَدَعُكَ تَبرَحُ حَتّي أُعلِمَ المَلِكَ حَالَهَا وَ حَالَكَ قَالَ فَبَعَثَ رَسُولًا إِلَي المَلِكِ فَأَعلَمَهُ فَبَعَثَ المَلِكُ رَسُولًا مِن قِبَلِهِ لِيَأتُوهُ بِالتّابُوتِ فَأَتَوا لِيَذهَبُوا بِهِ فَقَالَ لَهُم اِبرَاهِيمُ ع إنِيّ‌ لَستُ أُفَارِقُ التّابُوتَ حَتّي يُفَارِقَ روُحيِ‌ جسَدَيِ‌ فَأَخبَرُوا المَلِكَ بِذَلِكَ فَأَرسَلَ المَلِكُ أَنِ احمِلُوهُ وَ التّابُوتَ مَعَهُ فَحَمَلُوا اِبرَاهِيمَ ع وَ التّابُوتَ وَ جَمِيعَ مَا كَانَ مَعَهُ حَتّي أُدخِلَ عَلَي المَلِكِ فَقَالَ لَهُ المَلِكُ افتَحِ التّابُوتَ فَقَالَ لَهُ اِبرَاهِيمُ ع أَيّهَا المَلِكُ إِنّ فِيهِ حرُمتَيِ‌ وَ بِنتَ خاَلتَيِ‌ وَ أَنَا مُفتَدٍ فَتحَهُ بِجَمِيعِ مَا معَيِ‌ قَالَ فَغَصَبَ المَلِكُ اِبرَاهِيمَ عَلَي فَتحِهِ فَلَمّا رَأَي سَارَةَ لَم يَملِك حِلمُهُ سَفَهَهُ أَن مَدّ يَدَهُ إِلَيهَا فَأَعرَضَ اِبرَاهِيمُ ع وَجهَهُ عَنهَا وَ عَنهُ غَيرَةً مِنهُ وَ قَالَ أللّهُمّ احبِس يَدَهُ عَن حرُمتَيِ‌ وَ ابنَةِ خاَلتَيِ‌ فَلَم تَصِل يَدُهُ إِلَيهَا وَ لَم تَرجِع إِلَيهِ فَقَالَ لَهُ المَلِكُ إِنّ إِلَهَكَ هُوَ ألّذِي فَعَلَ بيِ‌ هَذَا فَقَالَ لَهُ نَعَم إِنّ إلِهَيِ‌ غَيُورٌ يَكرَهُ الحَرَامَ وَ هُوَ ألّذِي حَالَ بَينَكَ وَ بَينَ مَا أَرَدتَ مِنَ الحَرَامِ فَقَالَ لَهُ المَلِكُ فَادعُ إِلَهَكَ يَرُدّ عَلَيّ يدَيِ‌ فَإِن أَجَابَكَ فَلَم أَعرِض لَهَا فَقَالَ اِبرَاهِيمُ ع إلِهَيِ‌ رُدّ إِلَيهِ يَدَهُ لِيَكُفّ عَن حرُمتَيِ‌ قَالَ فَرَدّ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَيهِ يَدَهُ فَأَقبَلَ المَلِكُ نَحوَهَا بِبَصَرِهِ ثُمّ عَادَ بِيَدِهِ نَحوَهَا فَأَعرَضَ اِبرَاهِيمُ عَنهُ بِوَجهِهِ غَيرَةً مِنهُ وَ قَالَ أللّهُمّ احبِس يَدَهُ عَنهَا قَالَ فَيَبِسَت يَدُهُ وَ لَم تَصِل إِلَيهَا فَقَالَ المَلِكُ لِإِبرَاهِيمَ ع إِنّ إِلَهَكَ لَغَيُورٌ وَ إِنّكَ لَغَيُورٌ فَادعُ إِلَهَكَ يَرُدّ عَلَيّ يدَيِ‌ فَإِنّهُ إِن فَعَلَ لَم أَعُد فَقَالَ اِبرَاهِيمُ ع أَسأَلُهُ ذَلِكَ عَلَي أَنّكَ إِن عُدتَ لَم تسَألَنيِ‌ أَن أَسأَلَهُ فَقَالَ لَهُ المَلِكُ نَعَم فَقَالَ اِبرَاهِيمُ أللّهُمّ إِن كَانَ صَادِقاً فَرُدّ يَدَهُ عَلَيهِ فَرَجَعَت إِلَيهِ يَدُهُ فَلَمّا رَأَي ذَلِكَ المَلِكُ مِنَ الغَيرَةِ مَا رَأَي وَ رَأَي الآيَةَ


صفحه : 47

فِي يَدِهِ عَظّمَ اِبرَاهِيمَ وَ هَابَهُ وَ أَكرَمَهُ وَ اتّقَاهُ وَ قَالَ لَهُ قَد أَمِنتَ مِن أَن أَعرِضَ لَهَا أَو لشِيَ‌ءٍ مِمّا مَعَكَ فَانطَلِق حَيثُ شِئتَ وَ لَكِن لِي إِلَيكَ حَاجَةٌ فَقَالَ اِبرَاهِيمُ ع مَا هيِ‌َ فَقَالَ لَهُ أُحِبّ أَن تَأذَنَ لِي أَن أُخدِمَهَا قِبطِيّةً عنِديِ‌ جَمِيلَةً عَاقِلَةً تَكُونُ لَهَا خَادِماً قَالَ فَأَذِنَ لَهُ اِبرَاهِيمُ فَدَعَا بِهَا فَوَهَبَهَا لِسَارَةَ وَ هيِ‌َ هَاجَرُ أُمّ إِسمَاعِيلَ فَسَارَ اِبرَاهِيمُ بِجَمِيعِ مَا مَعَهُ وَ خَرَجَ المَلِكُ مَعَهُ يمَشيِ‌ خَلفَ اِبرَاهِيمَ إِعظَاماً لِإِبرَاهِيمَ ع وَ هَيبَةً لَهُ فَأَوحَي اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي إِلَي اِبرَاهِيمَ أَن قِف وَ لَا تَمشِ قُدّامَ الجَبّارِ المُتَسَلّطِ وَ يمَشيِ‌ وَ هُوَ خَلفَكَ وَ لَكِنِ اجعَلهُ أَمَامَكَ وَ امشِ خَلفَهُ وَ عَظّمهُ وَ هَبهُ فَإِنّهُ مُسَلّطٌ وَ لَا بُدّ مِن إِمرَةٍ فِي الأَرضِ بَرّةٍ أَو فَاجِرَةٍ فَوَقَفَ اِبرَاهِيمُ ع وَ قَالَ لِلمَلِكِ امضِ فَإِنّ إلِهَيِ‌ أَوحَي إلِيَ‌ّ السّاعَةَ أَن أُعَظّمَكَ وَ أَهَابَكَ وَ أَن أُقَدّمَكَ أمَاَميِ‌ وَ أمَشيِ‌َ خَلفَكَ إِجلَالًا لَكَ فَقَالَ لَهُ المَلِكُ أَوحَي إِلَيكَ بِهَذَا فَقَالَ لَهُ اِبرَاهِيمُ نَعَم فَقَالَ لَهُ المَلِكُ أَشهَدُ أَنّ إِلَهَكَ لَرَفِيقٌ حَلِيمٌ كَرِيمٌ وَ أَنّكَ ترُغَبّنُيِ‌ فِي دِينِكَ قَالَ وَ وَدّعَهُ المَلِكُ فَسَارَ اِبرَاهِيمُ حَتّي نَزَلَ بِأَعلَي الشّامَاتِ وَ خَلّفَ لُوطاً ع فِي أَدنَي الشّامَاتِ ثُمّ إِنّ اِبرَاهِيمَ ع لَمّا أَبطَأَ عَلَيهِ الوَلَدُ قَالَ لِسَارَةَ لَو شِئتِ لبَعِتيِنيِ‌ هَاجَرَ لَعَلّ اللّهَ أَن يَرزُقَنَا مِنهَا وَلَداً فَيَكُونَ لَنَا خَلَفاً فَابتَاعَ اِبرَاهِيمُ ع هَاجَرَ مِن سَارَةَ فَوَقَعَ عَلَيهَا فَوَلَدَت إِسمَاعِيلَ ع

إيضاح كوثي ربي كان قرية من قري الكوفة كماذكره المؤرخون و ألذي ذكره اللغويون هوكوثي قال الجزري‌ كوثي العراق هي‌ سرة السواد و بهاولد ابراهيم الخليل ع انتهي والشبيبة الحداثة والشباب قوله ابنة لاحج الظاهر أن كلمة ابنة كانت مكررة فأسقط إحداهما النساخ لتوهم التكرار ويحتمل أن يكون المراد ابنة الابنة مجازا أو يكون المراد بلاحج ثانيا غيرالأول والحير بالفتح شبه الحظيرة ويقال عشرت القوم أعشرهم بالضم إذاأخذت عشر أموالهم وغصب فلانا علي الشي‌ء أي قهره .


صفحه : 48

ثم إن هاهنا فوائد لابد من التعرض لها الأولي اعلم أن العامة اختلفوا في والد ابراهيم ع قال الرازي‌ في تفسير قوله تعالي وَ إِذ قالَ اِبراهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَظاهر هذه الآية تدل علي أن اسم والد ابراهيم هوآزر ومنهم من قال اسمه تارخ و قال الزجاج لاخلاف بين النسابين أن اسمه تارخ و من الملحدة من جعل هذاطعنا في القرآن .أقول ثم ذكر لتوجيه ذلك وجوها إلي أن قال والوجه الرابع أن والد ابراهيم كان تارخ وآزر كان عما له والعم قديطلق عليه لفظ الأب كماحكي الله عن أولاد يعقوب أنهم قالوانَعبُدُ إِلهَكَ وَ إِلهَ آبائِكَ اِبراهِيمَ وَ إِسماعِيلَ وَ إِسحاقَ ومعلوم أن إسماعيل كان عما ليعقوب و قدأطلقوا عليه لفظ الأب فكذا هاهنا.أقول ثم قال بعدكلام قالت الشيعة إن أحدا من آباء الرسول وأجداده ماكانوا كافرا وأنكروا أن والد ابراهيم كان كافرا وذكروا أن آزر كان عم ابراهيم و ما كان والدا له واحتجوا علي قولهم بوجوه الحجة الأولي أن آباء نبينا ماكانوا كفارا ويدل عليه وجوه .منها قوله تعالي ألّذِي يَراكَ حِينَ تَقُومُ وَ تَقَلّبَكَ فِي السّاجِدِينَقيل معناه أنه كان ينقل روحه من ساجد إلي ساجد وبهذا التقدير فالآية دالة علي أن جميع آباء محمدصلوات الله عليهم أجمعين كانوا مسلمين وحينئذ يجب القطع بأن والد ابراهيم كان مسلما ثم قال ومما يدل أيضا علي أن أحدا من آباء محمدصلوات الله عليهم ماكانوا مشركين قوله ص لم أزل أنقل من أصلاب الطاهرين إلي أرحام الطاهرات و قال تعالي إِنّمَا المُشرِكُونَ نَجَسٌ و ذلك يوجب أن يقال إن أحدا من أجداده ما كان من المشركين انتهي . و قال الشيخ الطبرسي‌ قدس الله روحه بعدنقل مامر من كلام الزجاج و هذا


صفحه : 49

ألذي قاله الزجاج يقوي‌ ماقاله أصحابنا إن آزر كان جد ابراهيم لأمه أو كان عمه من حيث صح عندهم أن آباء النبي صلوات الله عليهم إلي آدم كلهم كانوا موحدين وأجمعت الطائفة علي ذلك انتهي .أقول الأخبار الدالة علي إسلام آباء النبي صلوات الله عليهم من طرق الشيعة مستفيضة بل متواترة و قدعرفت إجماع الفرقة المحقة علي إسلام ولد ابراهيم بنقل المخالف والمؤالف فالأخبار الدالة علي أنه كان أباه حقيقة محمولة علي التقية.الثانية في قول ابراهيم ع إنِيّ‌ سَقِيمٌ واختلف في معناه علي أقوال أحدها أنه ع نظر في النجوم فاستدل بها علي وقت حمي كانت تعتوره فَقالَ إنِيّ‌ سَقِيمٌأراد أنه قدحضر وقت علته وزمان نوبتها فكأنه قال إني‌ سأسقم لامحالة وحان الوقت ألذي يعتريني‌ فيه الحمي و قديسمي المشارف للشي‌ء باسم الداخل فيه قال الله تعالي إِنّكَ مَيّتٌ وَ إِنّهُم مَيّتُونَ. وثانيها أنه نظر في النجوم كنظرهم لأنهم كانوا يتعاطون علم النجوم فأوهمهم أنه يقول بمثل قولهم فقال عند ذلك إنِيّ‌ سَقِيمٌفتركوه ظنا منهم أن نجمه يدل علي سقمه . وثالثها أن يكون الله أعلمه بالوحي‌ أنه سيسقمه في وقت مستقبل وجعل العلامة علي ذلك إما طلوع نجم علي وجه مخصوص أواتصاله بآخر علي وجه مخصوص فلما رأي ابراهيم تلك الأمارة قال إنِيّ‌ سَقِيمٌتصديقا لماأخبره الله تعالي .


صفحه : 50

ورابعها أن معني قوله إنِيّ‌ سَقِيمٌإني‌ سقيم القلب أوالرأي‌ حزنا من إصرار القوم علي عبادة الأصنام وهي‌ لاتسمع و لاتبصر و يكون علي هذامعني نظره في النجوم فكرته في أنها محدثة مخلوقة مدبرة وتعجبه في أنه كيف ذهب علي العقلاء ذلك من حالها حتي عبدوها. وخامسها أن معناه نظر في النجوم نظر تفكر فاستدل بها كماقصه الله في سورة الأنعام علي كونها محدثة غيرقديمة و لاآلهة وأشار بقوله إنِيّ‌ سَقِيمٌ إلي أنه في حال مهلة النظر و ليس علي يقين من الأمر و لاشفاء من العلم و قديسمي الشك بأنه سقم كمايسمي العلم بأنه شفاء ذكره أبومسلم و لايخفي ضعفه هذا ماذكره القوم من الوجوه و قدعرفت مما أوردنا من الأخبار في هذاالباب و باب العصمة أن الظاهر منها أنه ع أوهمهم بالنظر في النجوم موافقتهم و قال إنِيّ‌ سَقِيمٌتورية و قدوردت أخبار كثيرة في تجويز الكذب والتورية عندالتقية و فيهاالاستدلال بهذه الآية وبيان أنها لكونها علي جهة التورية والمصلحة ليست بكذب و ماذكر من الوجوه يصلح للتورية و قدمر أنه كان مراده حزن القلب بما يفعل بالحسين ع وقيل يمكن أن يكون علي وجه التعريض بمعني أن كل من كتب عليه الموت فهو سقيم و إن لم يكن به سقم في الحال .الثالثة قوله ع هذا ربَيّ‌ و في تأويله وجوه الأول أنه ع إنما قال ذلك عندكمال عقله في زمان مهلة النظر فإنه تعالي لماأكمل عقله وحرك دواعيه علي الفكر والتأمل رأي الكوكب فأعظمه وأعجبه نوره وحسنه وبهاؤه و قد كان قومه يعبدون الكواكب فقال هذا ربَيّ‌ علي سبيل الفكر فلما غاب علم أن الأفول لايجوز علي الإله فاستدل بذلك علي أنه محدث مخلوق وكذلك كانت حاله في رؤية القمر والشمس و قال في آخر كلامه يا قَومِ إنِيّ‌ برَيِ‌ءٌ مِمّا تُشرِكُونَ و كان هذاالقول منه عقيب معرفته بالله تعالي وعلمه بأن صفات المحدثين لاتجوز عليه ويحتمل أن يكون هذاقبل البلوغ والتكليف وبعده والأول هومختار الأكثر و هوأظهر و إلي هذاالوجه يشير بعض الأخبار السالفة ويمكن حملها علي بعض الوجوه الآتية كما لايخفي .


صفحه : 51

الثاني‌ أنه ع كان عارفا بعدم صلاحيتها للربوبية ولكن قال ذلك في مقام الاحتجاج علي عبدة الكواكب علي سبيل الفرض الشائع عندالمناظرة فكأنه أعاد كلام الخصم ليلزم عليه المحال ويؤيده قوله تعالي بعد ذلك وَ تِلكَ حُجّتُنا آتَيناها اِبراهِيمَ.الثالث أن يكون المراد هذاربي‌ في زعمكم واعتقادكم ونظيره أن يقول الموحد للمجسم إن إلهه جسم محدود أي في زعمه واعتقاده و قوله تعالي وَ انظُر إِلي إِلهِكَ ألّذِي ظَلتَ عَلَيهِ عاكِفاً.الرابع أن المراد منه الاستفهام علي سبيل الإنكار إلا أنه أسقط حرف الاستفهام عنه كما هوالشائع .الخامس أن يكون القول مضمرا فيه والتقدير قال يقولون هذاربي‌ وإضمار القول كثير كقوله تعالي وَ إِذ يَرفَعُ اِبراهِيمُ القَواعِدَ مِنَ البَيتِ وَ إِسماعِيلُ رَبّنا أي يقولان .السادس أن يكون قوله ذلك علي سبيل الاستهزاء كمايقال لذليل ساد قوما هذاسيدكم علي وجه الهزء.السابع أنه ع أراد أن يبطل قولهم بربوبية الكواكب إلا أنه كان قدعرف من تقليدهم لأسلافهم و بعدطبائعهم عن قبول الدلائل أنه لوصرح بالدعوة إلي الله لم يقبلوه و لم يلتفتوا إليه فمال إلي طريق به يستدرجهم إلي استماع الحجة و ذلك بأنه ذكر كلاما يوهم كونه مساعدا لهم علي مذهبهم مع أن قلبه كان مطمئنا بالإيمان فكأنه بمنزلة المكره علي إجراء كلمة الكفر علي اللسان علي وجه المصلحة لإحياء الخلق بالإيمان .الرابعة وجه استدلاله ع بالأفول علي عدم صلاحيتها للربوبية قال الرازي‌ في تفسيره الأفول عبارة عن غيبوبة الشي‌ء بعدظهوره و إذاعرفت هذافلسائل أن يقول الأفول إنما يدل علي الحدوث من حيث إنه حركة و علي هذا يكون الطلوع أيضا دليلا علي


صفحه : 52

الحدوث فلم ترك ابراهيم ع الاستدلال علي حدوثها بالطلوع وعول في إثبات هذاالمطلوب علي الأفول والجواب أنه لاشك أن الطلوع والغروب يشتركان في الدلالة علي الحدوث إلا أن الدليل ألذي يحتج به الأنبياء في معرض دعوة الخلق كلهم إلي الإله لابد و أن يكون ظاهرا جليا بحيث يشترك في فهمه الذكي‌ والغبي‌ والعاقل ودلالة الحركة علي الحدوث و إن كانت يقينية إلاأنها دقيقة لايعرفها إلاالأفاضل من الخلق و أمادلالة الأفول فكانت علي هذاالمقصود أتم وأيضا قال بعض المحققين الهوي‌ في خطيرة الإمكان أفول وأحسن الكلام مايحصل فيه حصة الخواص وحصة الأوساط وحصة العوام فالخواص يفهمون من الأفول الإمكان و كل ممكن محتاج والمحتاج لا يكون مقطعا للحاجة فلابد من الانتهاء إلي ما يكون منزها عن الإمكان حتي تنقطع الحاجات بسبب وجوده كما قال وَ أَنّ إِلي رَبّكَ المُنتَهي و أماالأوساط فإنهم يفهمون من الأفول مطلق الحركة فكل متحرك محدث و كل محدث فهو محتاج إلي القديم القادر فلا يكون الآفل إلها بل الإله هو ألذي احتاج إليه هذاالآفل و أماالعوام فإنهم يفهمون من الأفول الغروب وهم يشاهدون أن كل كوكب يقرب من الأفول فإنه يزول نوره وينتقص ضوؤه ويذهب سلطانه ويصير كالمعدوم و من كان كذلك فإنه لم يصلح للإلهية فهذه الكلمة الواحدة أعني‌ قوله لا أُحِبّ الآفِلِينَكلمة مشتملة علي نصيب المقربين وأصحاب اليمين وأصحاب الشمال فكانت أكمل الدلائل وأفضل البراهين و فيه دقيقة أخري وهي‌ أنه ع إنما كان يناظرهم وهم كانوا منجمين ومذهب أهل النجوم أن الكواكب إذا كان في الربع الشرقي‌ و يكون صاعدا إلي وسط السماء كان قويا عظيم التأثير و أما إذا كان غربيا وقريبا من الأفول فإنه يكون ضعيف الأثر قليل القوة فنبه بهذه الدقيقة علي أن الإله هو ألذي لايتغير قدرته إلي العجز وكماله إلي النقص ومذهبكم أن الكوكب حال كونه في الربع الغربي‌ يكون ضعيف القوة ناقص التأثير عاجزا عن التدبير و ذلك يدل علي القدح في إلهيته فظهر أن


صفحه : 53

علي قول المنجمين للأفول مزيد اختصاص في كونه موجبا للقدح في الإلهية انتهي .أقول يمكن إرجاع كلامه ع إلي الدليل المشهور بين المتكلمين من عدم الانفكاك عن الحوادث والاستدلال به علي إمكانها وافتقارها إلي المؤثر أو إلي أنها محل للتغيرات والحوادث والواجب تعالي لا يكون كذلك أو إلي أن الأفول والغروب نقص و هو لايجوز علي الصانع أو إلي أن هذه الحركة الدائمة المستمرة تدل علي أنها مسخرة لصانع كمامر في كتاب التوحيد والعقل يحكم بأن الصانع مثل هذاالخلق لا يكون مصنوعا أو أن الغيبة والحضور والطلوع والأفول من خواص الأجسام ويلزمها الإمكان لوجوه شتي ولعل الوجه الثاني‌ والثالث بتوسط ماذكره الرازي‌ أخيرا أظهر الوجوه و أما ماسواهما فلايخفي بعدها ولنقتصر علي ذلك فإن بسط القول في تلك البراهين يوجب الإطناب ألذي عزمنا علي تركه في هذاالكتاب .الخامسة تأويل قوله تعالي بَل فَعَلَهُ كَبِيرُهُم ويمكن توجيهه بوجوه الأول ماذكره السيد المرتضي قدس الله روحه و هو أن الخبر مشروط غيرمطلق لأنه قال إِن كانُوا يَنطِقُونَ ومعلوم أن الأصنام لاتنطق و أن النطق مستحيل عليها فما علق بهذا المستحيل من الفعل أيضا مستحيل وإنما أراد ابراهيم ع بهذا القول تنبيه القوم وتوبيخهم وتعنيفهم بعبادة من لايسمع و لايبصر و لاينطق و لايقدر أن يخبر عن نفسه بشي‌ء فقال إن كانت هذه الأصنام تنطق فهي‌ الفاعلة للتكسير لأن من يجوز أن ينطق يجوز أن يفعل و إذاعلم استحالة النطق عليها علم استحالة الفعل وعلم باستحالة الأمرين أنه لايجوز أن تكون آلهة معبودة و أن من عبدها ضال مضل و لافرق بين قوله إنهم فعلوا ذلك إن كانوا ينطقون و بين قوله إنهم مافعلوا ذلك و لاغيره لأنهم لاينطقون و لايقدرون و أما قوله فَسئَلُوهُمفإنما هوأمر بسؤالهم أيضا علي شرط والنطق منهم شرط في الأمرين فكأنه قال إن كانوا ينطقون فاسألوهم فإنه لايمتنع أن يكونوا فعلوه و هذايجري‌ مجري قول أحدنا لغيره من فعل هذاالفعل فيقول زيد إن كان فعل كذا وكذا ويشير إلي فعل يضيفه السائل إلي زيد و ليس في الحقيقة من فعله و يكون غرض المسئول نفي‌ الأمرين عن زيد وتنبيه السائل علي خطائه في إضافة


صفحه : 54

ماأضافه إلي زيد و قدقرأ محمد بن السميع اليماني‌ فعلّه كبيرهم بتشديد اللام والمعني فلعلّه أي فلعلّ فاعل ذلك كبيرهم و قدجرت عادة العرب بحذف اللام الأولي من لعل انتهي .الثاني‌ أنه لم يكن قصد ابراهيم ع إلي أن ينسب الفعل الصادر عنه إلي الصنم وإنما قصد تقريره لنفسه وإثباته لها علي وجه تعريضي‌ و هذا كما لو قال لك صاحبك و قدكتبت كتابا بخط رشيق و أنت تحسن الخط أنت كتبت هذا وصاحبك أمي‌ لايحسن الخط فقلت له بل كتبت أنت كان قصدك بهذا الجواب تقريره لك مع الاستهزاء لانفيه عنك . والثالث أن ابراهيم ع غاظته تلك الأصنام حين أبصرهم مصففة مرتبة فكان غيظه من كبيرتها أشد لمارأي من زيادة تعظيمهم لها فأسند الفعل إليه لأنه هوالسبب في استهانته وحطمه لها والفعل كمايسند إلي مباشره يسند إلي الحامل عليه . والرابع أن يكون حكاية لمايلزم علي مذهبهم كأنه قال نعم ماتنكرون أن يفعله كبيرهم فإن من حق من يعبد أويدعي‌ إلها أن يقدر علي هذا وأشد منه أو أنه يلزمكم علي قولكم أن لايقدر علي كسرهم إلاإله أكبر منهم فإن غيرالإله لايقدر أن يكسر الإله . والخامس أنه كناية عن غيرمذكور أي فعله من فعله وكبيرهم ابتداء كلام والسادس مايروي عن الكسائي‌ أنه كان يقف عند قوله كَبِيرُهُم ثم يبتد‌ئ فيقول هذا فَسئَلُوهُم والمعني بل فعله كبيرهم وعني نفسه لأن الإنسان أكبر من كل صنم .أقول قدمضي في باب العصمة الخبر الدال علي الوجه الأول ويظهر من كثير من الأخبار أن هذاصدر عنه ع علي وجه التورية والمصلحة ويمكن توجيه التورية ببعض الوجوه المتقدمة وَ رَوَي الكلُيَنيِ‌ّ عَن أَبِي عَلِيّ الأشَعرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الجَبّارِ


صفحه : 55

عَنِ الحَجّالِ عَن ثَعلَبَةَ عَن مُعَمّرِ بنِ عُمَرَ عَن عَطَا عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا كَذِبَ عَلَي مُصلِحٍ ثُمّ تَلَاأَيّتُهَا العِيرُ إِنّكُم لَسارِقُونَ فَقَالَ وَ اللّهِ مَا سَرَقُوا وَ مَا كَذَبَ ثُمّ تَلَابَل فَعَلَهُ كَبِيرُهُم هذا فَسئَلُوهُم إِن كانُوا يَنطِقُونَ ثُمّ قَالَ وَ اللّهِ مَا فَعَلُوهُ وَ مَا كَذَبَ

وَ رَوَي عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَنِ البزَنَطيِ‌ّ عَن حَمّادِ بنِ عُثمَانَ عَنِ الحَسَنِ الصّيقَلِ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع إِنّا قَد رُوّينَا عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِ يُوسُفَ ع أَيّتُهَا العِيرُ إِنّكُم لَسارِقُونَ فَقَالَ وَ اللّهِ مَا سَرَقُوا وَ مَا كَذَبَ وَ قَالَ اِبرَاهِيمُبَل فَعَلَهُ كَبِيرُهُم هذا فَسئَلُوهُم إِن كانُوا يَنطِقُونَ فَقَالَ وَ اللّهِ مَا فَعَلُوا وَ مَا كَذَبَ قَالَ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَا عِندَكُم فِيهَا يَا صَيقَلُ قُلتُ مَا عِندَنَا فِيهَا إِلّا التّسلِيمُ قَالَ فَقَالَ إِنّ اللّهَ أَحَبّ اثنَينِ وَ أَبغَضَ اثنَينِ أَحَبّ الخَطَرَ فِيمَا بَينَ الصّفّينِ وَ أَحَبّ الكَذِبَ فِي الإِصلَاحِ وَ أَبغَضَ الخَطَرَ فِي الطّرُقَاتِ وَ أَبغَضَ الكَذِبَ فِي غَيرِ الإِصلَاحِ إِنّ اِبرَاهِيمَ ع قَالَبَل فَعَلَهُ كَبِيرُهُم وَ هَذَا إِرَادَةُ الإِصلَاحِ وَ دَلَالَةٌ عَلَي أَنّهُم لَا يَعقِلُونَ وَ قَالَ يُوسُفُ ع إِرَادَةَ الإِصلَاحِ

وَ رَوَي عَن عِدّةٍ مِن أَصحَابِهِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَن سَمَاعَةَ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع التّقِيّةُ مِن دِينِ اللّهِ قُلتُ مِن دِينِ اللّهِ قَالَ إيِ‌ وَ اللّهِ مِن دِينِ اللّهِ قَالَ يُوسُفُأَيّتُهَا العِيرُ إِنّكُم لَسارِقُونَ وَ اللّهِ مَا كَانُوا سَرَقُوا شَيئاً وَ لَقَد قَالَ اِبرَاهِيمُإنِيّ‌ سَقِيمٌ وَ اللّهِ مَا كَانَ سَقِيماً


صفحه : 56

باب 3-إراءته عليه السلام ملكوت السماوات و الأرض وسؤاله إحياء الموتي والكلمات التي‌ سأل ربه و ماأوحي إليه وصدر عنه من الحكم

الآيات البقرةوَ إِذِ ابتَلي اِبراهِيمَ رَبّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمّهُنّ قالَ إنِيّ‌ جاعِلُكَ لِلنّاسِ إِماماً قالَ وَ مِن ذرُيّتّيِ‌ قالَ لا يَنالُ عهَديِ‌ الظّالِمِينَ و قال تعالي وَ إِذ قالَ اِبراهِيمُ رَبّ أرَنِيِ‌ كَيفَ تحُي‌ِ المَوتي قالَ أَ وَ لَم تُؤمِن قالَ بَلي وَ لكِن لِيَطمَئِنّ قلَبيِ‌ قالَ فَخُذ أَربَعَةً مِنَ الطّيرِ فَصُرهُنّ إِلَيكَ ثُمّ اجعَل عَلي كُلّ جَبَلٍ مِنهُنّ جُزءاً ثُمّ ادعُهُنّ يَأتِينَكَ سَعياً وَ اعلَم أَنّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌالنجم أَم لَم يُنَبّأ بِما فِي صُحُفِ مُوسي وَ اِبراهِيمَ ألّذِي وَفّي أَلّا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزرَ أُخريالأعلي 18-إِنّ هذا لفَيِ‌ الصّحُفِ الأُولي صُحُفِ اِبراهِيمَ وَ مُوسيتفسير قال الطبرسي‌ رحمه الله وَ إِذِ ابتَلي اِبراهِيمَ رَبّهُ أي اختبره وكلفه بِكَلِماتٍ فيه خلاف روُيِ‌َ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ مَا ابتَلَاهُ اللّهُ بِهِ فِي نَومِهِ مِن ذَبحِ وَلَدِهِ إِسمَاعِيلَ أَبِي العَرَبِ فَأَتَمّهَا اِبرَاهِيمُ وَ عَزَمَ عَلَيهَا وَ سَلّمَ لِأَمرِ اللّهِ تَعَالَي فَلَمّا عَزَمَ قَالَ اللّهُ تَعَالَي ثَوَاباً لَهُ لِمَا صَدّقَ وَ عَمِلَ بِمَا أَمَرَهُ اللّهُإنِيّ‌ جاعِلُكَ لِلنّاسِ إِماماً ثُمّ أَنزَلَ اللّهُ عَلَيهِ الحَنِيفِيّةَ وَ هيِ‌َ الطّهَارَةُ وَ هيِ‌َ عَشَرَةُ أَشيَاءَ خَمسَةٌ مِنهَا فِي الرّأسِ وَ خَمسَةٌ مِنهَا فِي البَدَنِ فَأَمّا التّيِ‌ فِي الرّأسِ فَأَخذُ الشّارِبِ وَ إِعفَاءُ اللّحَي وَ طَمّ الشّعرِ وَ السّوَاكُ وَ الخِلَالُ وَ أَمّا التّيِ‌ فِي البَدَنِ فَحَلقُ الشّعرِ مِنَ البَدَنِ وَ الخِتَانُ وَ تَقلِيمُ الأَظفَارِ وَ الغُسلُ مِنَ الجَنَابَةِ وَ الطّهُورُ بِالمَاءِ فَهَذِهِ الحَنِيفِيّةُ الطّاهِرَةُ التّيِ‌ جَاءَ بِهَا اِبرَاهِيمُ ع فَلَم تُنسَخ وَ لَا تُنسَخُ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ وَ هُوَ قَولُهُوَ اتّبَعَ مِلّةَ اِبراهِيمَ حَنِيفاًذَكَرَهُ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ فِي تَفسِيرِهِ

. و قال قتادة و ابن عباس إنها عشرة خصال كانت فرضا في شرعه سنة في شرعنا المضمضة


صفحه : 57

والاستنشاق وفرق الرأس وقص الشارب والسواك في الرأس والختان وحلق العانة ونتف الإبط وتقليم الأظفار والاستنجاء بالماء في البدن . و في رواية أخري عن ابن عباس أنه ابتلاه بثلاثين خصلة من شرائع الإسلام و لم يبتل أحدا فأقامها كلها إلا ابراهيم أتمهن وكتب له البراءة فقال وَ اِبراهِيمَ ألّذِي وَفّي وهي‌ عشر في سورة براءةالتّائِبُونَ العابِدُونَ إلي آخرها وعشر في سورة الأحزاب إِنّ المُسلِمِينَ وَ المُسلِماتِ إلي آخرها وعشر في سورة المؤمنين قَد أَفلَحَ المُؤمِنُونَ إلي قوله أُولئِكَ هُمُ الوارِثُونَ وروي‌ عشر في سورة سأل سائل إلي قوله وَ الّذِينَ هُم عَلي صَلاتِهِم يُحافِظُونَفجعلها أربعين و في رواية ثالثة عن ابن عباس أنه أمره بمناسك الحج و قال الحسن ابتلاه الله بالكوكب والقمر والشمس والختان وبذبح ابنه بالنار وبالهجرة فكلهن وفي لله بهن و قال مجاهد ابتلاه الله بالآيات التي‌ بعدها وهي‌ قوله إنِيّ‌ جاعِلُكَ لِلنّاسِ إِماماً إلي آخر القصة و قال الجبائي‌ أراد بذلك كل ماكلفه من الطاعات العقلية والشرعية والآية محتملة لجميع هذه الأقاويل و كان سعيد بن المسيب يقول كان ابراهيم أول الناس أضاف الضيف وأول الناس اختتن وأول الناس قص شاربه واستحذي وأول الناس رأي الشيب فلما رآه قال يارب ما هذا قال هذاالوقار قال يارب فزدني‌ وقارا

وَ هَذَا أَيضاً قَد رَوَاهُ السكّوُنيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع وَ لَم يَذكُر وَ أَوّلَ مَن قَصّ شَارِبَهُ وَ استَحذَي وَ زَادَ فِيهِ وَ أَوّلُ مَن قَاتَلَ فِي سَبِيلِ اللّهِ اِبرَاهِيمُ وَ أَوّلُ مَن أَخرَجَ الخُمُسَ اِبرَاهِيمُ وَ أَوّلُ مَنِ اتّخَذَ النّعلَينِ اِبرَاهِيمُ وَ أَوّلُ مَنِ اتّخَذَ الرّايَاتِ اِبرَاهِيمُ

.أقول ثم روي رحمه الله من كتاب النبوة للصدوق رحمه الله نحوا مما سيأتي‌ من


صفحه : 58

رواية مفضل مستخرجا من ل ،[الخصال ] و مع ،[معاني‌ الأخبار] مع ماأضاف إليه الصدوق من تحقيقه في ذلك .فَأَتَمّهُنّ أي وفي بهن وعمل بهن علي التمام و قال البلخي‌ الضمير في أتمهن عائد إلي الله تعالي والكلمات هي‌ الإمامةإنِيّ‌ جاعِلُكَ لِلنّاسِ إِماماًالمستفاد من لفظ الإمام أمران أحدهما أنه المقتدي به في أفعاله وأقواله . والثاني‌ أنه ألذي يقوم بتدبير الأمة وسياستها والقيام بأمورها وتأديب جناتها وتولية ولاتها وإقامة الحدود علي مستحقيها ومحاربة من يكيدها ويعاديها فعلي الأول كل نبي‌ إمام و علي الثاني‌ لايجب في كل نبي‌ أن يكون إماما إذ يجوز أن لا يكون مأمورا بتأديب الجناة ومحاربة العداة والدفاع عن حوزة الدين ومجاهدة الكافرين .قالَ وَ مِن ذرُيّتّيِ‌ أي واجعل من ذريتي‌ من يوشح بالإمامة ويرشح لهذه الكرامةقالَ لا يَنالُ عهَديِ‌ الظّالِمِينَ قال مجاهد العهد الإمامة و هوالمروي‌ عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع واستدل بهاأصحابنا علي أن الإمام لا يكون إلامعصوما.فَخُذ أَربَعَةًقيل إنهما الطاوس والديك والحمام والغراب أمر أن يقطعها ويخلط ريشها بدمها عن مجاهد و ابن جريح وعطا و هوالمروي‌ عن أبي عبد الله ع ثُمّ اجعَل عَلي كُلّ جَبَلٍ

روُيِ‌َ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّ مَعنَاهُ فَرّقهُنّ عَلَي كُلّ جَبَلٍ وَ كَانَت عَشرَةَ أَجبُلٍ ثُمّ خُذ بِمَنَاقِيرِهِنّ وَ ادعُهُنّ باِسميِ‌َ الأَكبَرِ وَ أَحلِفهُنّ بِالجَبَرُوتِ وَ العَظَمَةِيَأتِينَكَ سَعياًفَفَعَلَ اِبرَاهِيمُ ذَلِكَ وَ فَرّقَهُنّ عَلَي عَشَرَةِ أَجبُلٍ ثُمّ دَعَاهُنّ فَقَالَ أَجِبنَ بِإِذنِ اللّهِ فَكَانَت تَجتَمِعُ وَ تَأَلّفُ لَحمُ كُلّ وَاحِدٍ وَ عَظمُهُ إِلَي رَأسِهِ وَ طَارَت إِلَي


صفحه : 59

اِبرَاهِيمَ

. وقيل إن الجبال كانت سبعة وقيل أربعة وقيل أراد كل جبل علي العموم بحسب الإمكان . ويسأل فيقال كيف قال ثُمّ ادعُهُنّ ودعاء الجماد قبيح وجوابه أنه أراد بذلك الإشارة إليها والإيماء لتقبل عليه إذاأحياها الله وقيل معني الدعاء هنا الإخبار عن تكوينها أحياء كقوله سبحانه كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَوَ اِبراهِيمَ أي و في صحف ابراهيم ألّذِي وَفّي أي تمم وأكمل ماأمر به وقيل بلغ قومه وأدي ماأمر به إليهم وقيل أكمل ماأوجب الله عليه من الطاعات في كل ماأمر وامتحن به ثم بين ما في صحفهما فقال أَلّا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزرَ أُخريالآيات إِنّ هذا لفَيِ‌ الصّحُفِ الأُولي أي قوله قَد أَفلَحَ إلي أربع آيات ثم بين الصحف الأولي فقال صُحُفِ اِبراهِيمَ وَ مُوسي و فيه دلالة علي أن ابراهيم ع كان قدأنزل عليه الكتاب خلافا لمن يزعم أنه لم ينزل عليه كتاب

وَ روُيِ‌َ عَن أَبِي ذَرّ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ أَنزَلَ اللّهُ مِائَةً وَ أَربَعَةَ كُتُبٍ مِنهَا عَلَي اِبرَاهِيمَ ع عَشرُ صَحَائِفَ وَ فِي الحَدِيثِ أَنّهُ كَانَ فِي صُحُفِ اِبرَاهِيمَ

ينَبغَيِ‌ لِلعَاقِلِ أَن يَكُونَ حَافِظاً لِلِسَانِهِ عَارِفاً بِزَمَانِهِ مُقبِلًا عَلَي شَأنِهِ

وقيل إن كتب الله كلها أنزلت في شهر رمضان

1-فس ،[تفسير القمي‌] وَ إِذِ ابتَلي اِبراهِيمَ رَبّهُ بِكَلِماتٍ قَالَ هُوَ مَا ابتَلَاهُ اللّهُ بِهِ مِمّا أَرَاهُ فِي نَومِهِ بِذَبحِ وَلَدِهِ فَأَتَمّهَا اِبرَاهِيمُ ع وَ سَاقَ مِثلَ مَا ذَكَرَهُ الطبّرسِيِ‌ّ إِلَي قَولِهِ وَ هُوَ قَولُهُوَ اتّبَعَ مِلّةَ اِبراهِيمَ حَنِيفاً

2-فس ،[تفسير القمي‌] وَ اِبراهِيمَ ألّذِي وَفّي قَالَ وَفّي بِمَا أَمَرَهُ اللّهُ مِنَ الأَمرِ وَ النهّي‌ِ وَ ذَبحِ ابنِهِ

3-فس ،[تفسير القمي‌] إِنّ هذايعَنيِ‌ مَا قَد تَلَوتُهُ مِنَ القُرآنِلفَيِ‌ الصّحُفِ الأُولي


صفحه : 60

4-فس ،[تفسير القمي‌] لَمّا عَزَمَ اِبرَاهِيمُ عَلَي ذَبحِ ابنِهِ وَ سَلّمَا لِأَمرِ اللّهِ قَالَ اللّهُإنِيّ‌ جاعِلُكَ لِلنّاسِ إِماماً فَقَالَ اِبرَاهِيمُ ع وَ مِن ذرُيّتّيِ‌ قالَ لا يَنالُ عهَديِ‌ الظّالِمِينَ أَي لَا يَكُونُ بعِهَديِ‌ إِمَامٌ ظَالِمٌ

5-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ]ج ،[الإحتجاج ]بِالإِسنَادِ إِلَي أَبِي مُحَمّدٍ العسَكرَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ اِبرَاهِيمَ الخَلِيلَ لَمّا رُفِعَ فِي المَلَكُوتِ وَ ذَلِكَ قَولُ ربَيّ‌وَ كَذلِكَ نرُيِ‌ اِبراهِيمَ مَلَكُوتَ السّماواتِ وَ الأَرضِ وَ لِيَكُونَ مِنَ المُوقِنِينَقَوّي اللّهُ بَصَرَهُ لَمّا رَفَعَهُ دُونَ السّمَاءِ حَتّي أَبصَرَ الأَرضَ وَ مَن عَلَيهَا ظَاهِرِينَ وَ مُستَتِرِينَ فَرَأَي رَجُلًا وَ امرَأَةً عَلَي فَاحِشَةٍ فَدَعَا عَلَيهِمَا بِالهَلَاكِ فَهَلَكَا ثُمّ رَأَي آخَرَينِ فَدَعَا عَلَيهِمَا بِالهَلَاكِ فَهَلَكَا ثُمّ رَأَي آخَرَينِ فَدَعَا عَلَيهِمَا بِالهَلَاكِ فَهَلَكَا ثُمّ رَأَي آخَرَينِ فَهَمّ بِالدّعَاءِ عَلَيهِمَا بِالهَلَاكِ فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ يَا اِبرَاهِيمُ اكفُف دَعوَتَكَ عَن عبِاَديِ‌ وَ إمِاَئيِ‌ فإَنِيّ‌ أَنَا الغَفُورُ الرّحِيمُ الجَبّارُ الحَلِيمُ لَا تضَرُنّيِ‌ ذُنُوبُ عبِاَديِ‌ كَمَا لَا تنَفعَنُيِ‌ طَاعَتُهُم وَ لَستُ أَسُوسُهُم بِشِفَاءِ الغَيظِ كَسِيَاسَتِكَ فَاكفُف دَعوَتَكَ عَن عبِاَديِ‌ فَإِنّمَا أَنتَ عَبدٌ نَذِيرٌ لَا شَرِيكٌ فِي المَملَكَةِ وَ لَا مُهَيمِنٌ عَلَيّ وَ لَا عَلَي عبِاَديِ‌ وَ عبِاَديِ‌ معَيِ‌ بَينَ خِلَالٍ ثَلَاثٍ إِمّا تَابُوا إلِيَ‌ّ فَتُبتُ عَلَيهِم وَ غَفَرتُ ذُنُوبَهُم وَ سَتَرتُ عُيُوبَهُم وَ إِمّا كَفَفتُ عَنهُم عذَاَبيِ‌ لعِلِميِ‌ بِأَنّهُ سَيَخرُجُ مِن أَصلَابِهِم ذُرّيّاتٌ مُؤمِنُونَ فَأَرفُقُ بِالآبَاءِ الكَافِرِينَ وَ أَتَأَنّي بِالأُمّهَاتِ الكَافِرَاتِ وَ أَرفَعُ عَنهُم عذَاَبيِ‌ لِيَخرُجَ ذَلِكَ المُؤمِنُ مِن أَصلَابِهِم فَإِذَا تَزَايَلُوا حَقّ بِهِم عذَاَبيِ‌ وَ حَاقَ بِهِم بلَاَئيِ‌ وَ إِن لَم يَكُن هَذَا وَ لَا هَذَا فَإِنّ ألّذِي أَعدَدتُهُ لَهُم مِن عذَاَبيِ‌ أَعظَمُ مِمّا تُرِيدُهُم بِهِ فَإِنّ عذَاَبيِ‌ لعِبِاَديِ‌ عَلَي حَسَبِ جلَاَليِ‌ وَ كبِريِاَئيِ‌ يَا اِبرَاهِيمُ فَخَلّ بيَنيِ‌ وَ بَينَ عبِاَديِ‌ فإَنِيّ‌ أَرحَمُ بِهِم مِنكَ وَ خَلّ بيَنيِ‌ وَ بَينَ عبِاَديِ‌ فإَنِيّ‌ أَنَا الجَبّارُ الحَلِيمُ العَلّامُ الحَكِيمُ أُدَبّرُهُم بعِلِميِ‌ وَ أُنَفّذُ فِيهِم قضَاَئيِ‌ وَ قدَرَيِ‌


صفحه : 61

6- ع ،[علل الشرائع ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن أَبِي أَيّوبَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَمّا رَأَي اِبرَاهِيمُ مَلَكُوتَ السّمَاوَاتِ وَ الأَرضِ التَفَتَ فَرَأَي رَجُلًا يزَنيِ‌ فَدَعَا عَلَيهِ فَمَاتَ ثُمّ رَأَي آخَرَ فَدَعَا عَلَيهِ فَمَاتَ حَتّي رَأَي ثَلَاثَةً فَدَعَا عَلَيهِم فَمَاتُوا فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَيهِ يَا اِبرَاهِيمُ دَعوَتُكَ مُجَابَةٌ فَلَا تَدعُو[تَدعُ] عَلَي عبِاَديِ‌ فإَنِيّ‌ لَو شِئتُ لَم أَخلُقهُم إنِيّ‌ خَلَقتُ خلَقيِ‌ عَلَي ثَلَاثَةِ أَصنَافٍ عَبداً يعَبدُنُيِ‌ لَا يُشرِكُ بيِ‌ شَيئاً فَأُثِيبُهُ وَ عَبداً يَعبُدُ غيَريِ‌ فَلَن يفَوُتنَيِ‌ وَ عَبداً يَعبُدُ غيَريِ‌ فَأُخرِجُ مِن صُلبِهِ مَن يعَبدُنُيِ‌ ثُمّ التَفَتَ فَرَأَي جِيفَةً عَلَي سَاحِلِ البَحرِ بَعضُهَا فِي المَاءِ وَ بَعضُهَا فِي البَرّ تجَيِ‌ءُ سِبَاعُ البَحرِ فَتَأكُلُ مَا فِي المَاءِ ثُمّ تَرجِعُ فَيَشتَمِلُ بَعضُهَا عَلَي بَعضٍ فَيَأكُلُ بَعضُهَا بَعضاً وَ يجَيِ‌ءُ سِبَاعُ البَرّ فَتَأكُلُ مِنهَا فَيَشتَمِلُ بَعضُهَا عَلَي بَعضٍ فَيَأكُلُ بَعضُهَا بَعضاً فَعِندَ ذَلِكَ تَعَجّبَ اِبرَاهِيمُ مِمّا رَأَي وَ قَالَ يَارَبّ أرَنِيِ‌ كَيفَ تحُي‌ِ المَوتي هَذِهِ أُمَمٌ يَأكُلُ بَعضُهَا بَعضاًقالَ أَ وَ لَم تُؤمِن قالَ بَلي وَ لكِن لِيَطمَئِنّ قلَبيِ‌يعَنيِ‌ حَتّي أَرَي هَذَا كَمَا رَأَيتُ الأَشيَاءَ كُلّهَا قَالَ خُذأَربَعَةً مِنَ الطّيرِفَقَطّعهُنّ وَ اخلِطهُنّ كَمَا اختَلَطَت هَذِهِ الجِيفَةُ فِي هَذِهِ السّبَاعِ التّيِ‌ أَكَلَ بَعضُهَا بَعضاً فَخَلّطثُمّ اجعَل عَلي كُلّ جَبَلٍ مِنهُنّ جُزءاً ثُمّ ادعُهُنّ يَأتِينَكَ سَعياً فَلَمّا دَعَاهُنّ أَجَبنَهُ وَ كَانَتِ الجِبَالُ عَشَرَةً قَالَ وَ كَانَتِ الطّيُورُ الدّيكَ وَ الحَمَامَةَ وَ الطّاوُسَ وَ الغُرَابَ

فس ،[تفسير القمي‌] أبي عن ابن أبي عمير إلي قوله من يعبدني‌شي‌،[تفسير العياشي‌] عن أبي بصير

مثله إيضاح إراءته ملكوت السماوات و الأرض يحتمل أن يكون ببصر العين بأن


صفحه : 62

يكون الله تعالي قوي بصره ورفع له كل منخفض وكشط له عن أطباق السماء و الأرض حتي رأي مافيهما ببصره و أن يكون المراد رؤية القلب بأن أنار قلبه حتي أحاط بهاعلما والأول أظهر نقلا والثاني‌ عقلا والظاهر علي التقديرين أنه أحاط علما بكل مافيهما من الحوادث والكائنات و أماحمله علي أنه رأي الكواكب و ماخلقه الله في الأرض علي وجه الاعتبار والاستبصار واستدل بها علي إثبات الصانع فلايخفي بعده عما يظهر من الأخبار

7- ع ،[علل الشرائع ]ل ،[الخصال ]سَمِعتُ مُحَمّدَ بنَ عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدِ بنِ طَيفُورٍ يَقُولُ فِي قَولِ اِبرَاهِيمَ ع رَبّ أرَنِيِ‌ كَيفَ تحُي‌ِ المَوتيالآيَةَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَمَرَ اِبرَاهِيمَ ع أَن يَزُورَ عَبداً مِن عِبَادِهِ الصّالِحِينَ فَزَارَهُ فَلَمّا كَلّمَهُ قَالَ لَهُ إِنّ لِلّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي فِي الدّنيَا عَبداً يُقَالُ لَهُ اِبرَاهِيمُ اتّخَذَهُ خَلِيلًا قَالَ اِبرَاهِيمُ وَ مَا عَلَامَةُ ذَلِكَ العَبدِ قَالَ يحُييِ‌ لَهُ المَوتَي فَوَقَعَ لِإِبرَاهِيمَ أَنّهُ هُوَ فَسَأَلَهُ أَن يحُييِ‌ لَهُ المَوتَيقالَ أَ وَ لَم تُؤمِن قالَ بَلي وَ لكِن لِيَطمَئِنّ قلَبيِ‌يعَنيِ‌ عَلَي الخُلّةِ وَ يُقَالُ إِنّهُ أَرَادَ أَن يَكُونَ لَهُ فِي ذَلِكَ مُعجِزَةٌ كَمَا كَانَت لِلرّسُلِ وَ إِنّ اِبرَاهِيمَ سَأَلَ رَبّهُ عَزّ وَ جَلّ أَن يحُييِ‌َ لَهُ المَيّتَ فَأَمَرَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَن يُمِيتَ لِأَجلِهِ الحيَ‌ّ سَوَاءً بِسَوَاءٍ وَ هُوَ لَمّا أَمَرَهُ بِذَبحِ ابنِهِ إِسمَاعِيلَ وَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَمَرَ اِبرَاهِيمَ ع بِذَبحِ أَربَعَةٍ مِنَ الطّيرِ طَاوُساً وَ نَسراً وَ دِيكاً وَ بَطّاً فَالطّاوُسُ يُرِيدُ بِهِ زِينَةَ الدّنيَا وَ النّسرُ يُرِيدُ بِهِ أمل [الأَمَلَ]الطّوِيلَ وَ البَطّ يُرِيدُ بِهِ الحِرصَ وَ الدّيكُ يُرِيدُ بِهِ الشّهوَةَ يَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِن أَحبَبتَ أَن يَحيَا قَلبُكَ وَ يَطمَئِنّ معَيِ‌ فَاخرُج عَن هَذِهِ الأَشيَاءِ الأَربَعَةِ فَإِذَا كَانَت هَذِهِ الأَشيَاءُ فِي قَلبٍ فَإِنّهُ لَا يَطمَئِنّ معَيِ‌ وَ سَأَلتُهُ كَيفَ قَالَأَ وَ لَم تُؤمِن مَعَ عِلمِهِ بِسِرّهِ وَ حَالِهِ فَقَالَ إِنّهُ لَمّا قَالَرَبّ أرَنِيِ‌ كَيفَ تحُي‌ِ المَوتي كَانَ ظَاهِرُ هَذِهِ اللّفظَةِ تُوهِمُ أَنّهُ لَم يَكُن بِيَقِينٍ فَقَرّرَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِسُؤَالِهِ عَنهُ إِسقَاطاً لِلتّهَمَةِ عَنهُ وَ تَنزِيهاً لَهُ مِنَ الشّكّ

8-كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن يُونُسَ عَنِ الحُسَينِ بنِ الحَكَمِ


صفحه : 63

قَالَ كَتَبتُ إِلَي العَبدِ الصّالِحِ ع أُخبِرُهُ أنَيّ‌ شَاكّ وَ قَد قَالَ اِبرَاهِيمُرَبّ أرَنِيِ‌ كَيفَ تحُي‌ِ المَوتي وَ إنِيّ‌ أُحِبّ أَن ترُيِنَيِ‌ شَيئاً فَكَتَبَ ع إلِيَ‌ّ أَنّ اِبرَاهِيمَ كَانَ مُؤمِناً وَ أَحَبّ أَن يَزدَادَ إِيمَاناً وَ أَنتَ شَاكّ وَ الشّاكّ لَا خَيرَ فِيهِ

9-ل ،[الخصال ]مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ عَنِ الكوُفيِ‌ّ عَن مُوسَي بنِ سَعدَانَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ القَاسِمِ عَن صَالِحِ بنِ سَهلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّفَخُذ أَربَعَةً مِنَ الطّيرِ فَصُرهُنّ إِلَيكَ ثُمّ اجعَل عَلي كُلّ جَبَلٍ مِنهُنّ جُزءاًالآيَةَ قَالَ أَخَذَ الهُدهُدَ وَ الصّرَدَ وَ الطّاوُسَ وَ الغُرَابَ فَذَبَحَهُنّ وَ عَزَلَ رُءُوسَهُنّ ثُمّ نَحَزَ أَبدَانَهُنّ فِي المِنحَازِ بِرِيشِهِنّ وَ لُحُومِهِنّ وَ عِظَامِهِنّ حَتّي اختَلَطَت ثُمّ جَزّأَهُنّ عَشَرَةَ أَجزَاءٍ عَلَي عَشَرَةِ أَجبُلٍ ثُمّ وَضَعَ عِندَهُ حَبّاً وَ مَاءً ثُمّ جَعَلَ مَنَاقِيرَهُنّ بَينَ أَصَابِعِهِ ثُمّ قَالَ ايتِينَ سَعياً بِإِذنِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَتَطَايَرَ بَعضُهَا إِلَي بَعضِ اللّحُومِ وَ الرّيشِ وَ العِظَامِ حَتّي استَوَتِ الأَبدَانُ كَمَا كَانَت وَ جَاءَ كُلّ بَدَنٍ حَتّي التَزَقَ بِرَقَبَتِهِ التّيِ‌ فِيهَا رَأسُهُ وَ المِنقَارُ فَخَلّي اِبرَاهِيمُ عَن مَنَاقِيرِهِنّ فَوَقَعنَ وَ شَرِبنَ مِن ذَلِكَ المَاءِ وَ التَقَطنَ مِن ذَلِكَ الحَبّ ثُمّ قُلنَ يَا نبَيِ‌ّ اللّهِ أَحيَيتَنَا أَحيَاكَ اللّهُ فَقَالَ اِبرَاهِيمُ بَلِ اللّهُ يحُييِ‌ وَ يُمِيتُ فَهَذَا تَفسِيرُ الظّاهِرِ قَالَ ع وَ تَفسِيرُهُ فِي البَاطِنِ خُذ أَربَعَةً مِمّن يَحتَمِلُ الكَلَامَ فَاستَودِعهُم عِلمَكَ ثُمّ ابعَثهُم فِي أَطرَافِ الأَرَضِينَ حُجَجاً لَكَ عَلَي النّاسِ وَ إِذَا أَرَدتَ أَن يَأتُوكَ دَعَوتَهُم بِالِاسمِ الأَكبَرِ يَأتُوكَ سَعياً بِإِذنِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ

قال الصدوق رضي‌ الله عنه ألذي عندي‌ في ذلك أنه ع أمر بالأمرين جميعا وروي‌ أن الطيور التي‌ أمر بأخذها الطاوس والنسر والديك والبط.بيان قال الجوهري‌ النحز الدق بالمنحاز و هوالهاون

10-يد،[التوحيد]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]تَمِيمٌ القرُشَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن حَمدَانَ بنِ سُلَيمَانَ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ الجَهمِ قَالَسَأَلَ مَأمُونٌ الرّضَا ع عَن قَولِ اِبرَاهِيمَ ع رَبّ أرَنِيِ‌ كَيفَ تحُي‌ِ المَوتي


صفحه : 64

قالَ أَ وَ لَم تُؤمِن قالَ بَلي وَ لكِن لِيَطمَئِنّ قلَبيِ‌ قَالَ الرّضَا ع إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي كَانَ أَوحَي إِلَي اِبرَاهِيمَ ع أنَيّ‌ مُتّخِذٌ مِن عبِاَديِ‌ خَلِيلًا إِن سأَلَنَيِ‌ إِحيَاءَ المَوتَي أَجَبتُهُ فَوَقَعَ فِي نَفسِ اِبرَاهِيمَ ع أَنّهُ ذَلِكَ الخَلِيلُ فَقَالَرَبّ أرَنِيِ‌ كَيفَ تحُي‌ِ المَوتي قالَ أَ وَ لَم تُؤمِن قالَ بَلي وَ لكِن لِيَطمَئِنّ قلَبيِ‌ عَلَي الخُلّةِقالَ فَخُذ أَربَعَةً مِنَ الطّيرِ فَصُرهُنّ إِلَيكَ ثُمّ اجعَل عَلي كُلّ جَبَلٍ مِنهُنّ جُزءاً ثُمّ ادعُهُنّ يَأتِينَكَ سَعياً وَ اعلَم أَنّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌفَأَخَذَ اِبرَاهِيمُ ع نَسراً وَ بَطّاً وَ طَاوُساً وَ دِيكاً فَقَطّعَهُنّ فَخَلَطَهُنّ ثُمّ جَعَلَ عَلَي كُلّ جَبَلٍ مِنَ الجِبَالِ التّيِ‌ حَولَهُ وَ كَانَت عَشَرَةً مِنهُنّ جُزءاً وَ جَعَلَ مَنَاقِيرَهُنّ بَينَ أَصَابِعِهِ ثُمّ دَعَاهُنّ بِأَسمَائِهِنّ وَ وَضَعَ عِندَهُ حَبّاً وَ مَاءً فَتَطَايَرَت تِلكَ الأَجزَاءُ بَعضُهَا إِلَي بَعضٍ حَتّي استَوَتِ الأَبدَانُ وَ جَاءَ كُلّ بَدَنٍ حَتّي انضَمّ إِلَي رَقَبَتِهِ وَ رَأسِهِ فَخَلّي اِبرَاهِيمُ ع عَن مَنَاقِيرِهِنّ فَطِرنَ ثُمّ وَقَعنَ فَشَرِبنَ مِن ذَلِكَ المَاءِ وَ التَقَطنَ مِن ذَلِكَ الحَبّ وَ قُلنَ يَا نبَيِ‌ّ اللّهِ أَحيَيتَنَا أَحيَاكَ اللّهُ فَقَالَ اِبرَاهِيمُ ع بَلِ اللّهُيحُي‌ِ المَوتي وَ هُوَ عَلي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌالخَبَرَ

ج ،[الإحتجاج ]مرسلا مثله بيان هذاأحد وجوه التأويل في هذه الآية و قدذكره جماعة من المفسرين ورووه عن ابن عباس و ابن جبير والسدي‌. والثاني‌ أنه أحب أن يعلم ذلك علم عيان بعد ما كان عالما به من جهة الاستدلال والبرهان لتزول الخواطر والوساوس و إليه يومئ خبر أبي بصير وغيره . والثالث أن سبب السؤال منازعة نمرود إياه في الإحياء فقال أَنَا أحُييِ‌ وَ أُمِيتُ وأطلق محبوسا وقتل إنسانا فقال ابراهيم ليس هذابإحياء و قال يارَبّ أرَنِيِ‌ كَيفَ تحُي‌ِ المَوتيليعلم نمرود ذلك وروي‌ أن نمرود توعده بالقتل إن لم يحي‌ الله الميت بحيث يشاهده فلذلك قال لِيَطمَئِنّ قلَبيِ‌ أي بأن لايقتلني‌ الجبار


صفحه : 65

11-فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن أَبِي أَيّوبَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّ اِبرَاهِيمَ ع نَظَرَ إِلَي جِيفَةٍ عَلَي سَاحِلِ البَحرِ تَأكُلُهَا سِبَاعُ البَرّ وَ سِبَاعُ البَحرِ ثُمّ يَثِبُ السّبَاعُ بَعضُهَا عَلَي بَعضٍ فَيَأكُلُ بَعضُهَا بَعضاً فَتَعَجّبَ اِبرَاهِيمُ ع فَقَالَرَبّ أرَنِيِ‌ كَيفَ تحُي‌ِ المَوتي فَقَالَ اللّهُ لَهُأَ وَ لَم تُؤمِن قالَ بَلي وَ لكِن لِيَطمَئِنّ قلَبيِ‌ قالَ فَخُذ أَربَعَةً مِنَ الطّيرِ فَصُرهُنّ إِلَيكَ ثُمّ اجعَل عَلي كُلّ جَبَلٍ مِنهُنّ جُزءاً ثُمّ ادعُهُنّ يَأتِينَكَ سَعياً وَ اعلَم أَنّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌفَأَخَذَ اِبرَاهِيمُ الطّاوُسَ وَ الدّيكَ وَ الحَمَامَ وَ الغُرَابَ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّفَصُرهُنّ إِلَيكَ أَي قَطّعهُنّ ثُمّ اخلِط لَحمَاتِهِنّ وَ فَرّقهَا عَلَي عَشَرَةِ جِبَالٍ ثُمّ خُذ مَنَاقِيرَهُنّ وَادعُهُنّ يَأتِينَكَ سَعياًفَفَعَلَ اِبرَاهِيمُ ذَلِكَ وَ فَرّقَهُنّ عَلَي عَشَرَةِ جِبَالٍ ثُمّ دَعَاهُنّ فَقَالَ أجَيِبيِنيِ‌ بِإِذنِ اللّهِ تَعَالَي فَكَانَت يَجتَمِعُ وَ يَتَأَلّفُ لَحمُ كُلّ وَاحِدٍ وَ عَظمُهُ إِلَي رَأسِهِ وَ طَارَت إِلَي اِبرَاهِيمَ فَعِندَ ذَلِكَ قَالَ اِبرَاهِيمُأَنّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ

بيان قال الطبرسي‌ رحمه الله قرأ أبو جعفر وحمزة وخلف ورويس عن يعقوب فصرهن بكسر الصاد والباقون فَصُرهُنّبضم الصاد ثم قال صرته أصوره أي أملته وصرته أصوره قطعته قال أبوعبيدة فصرهن من الصور و هوالقطع و قال أبو الحسن و قدقالوا بمعني القطع أصار يصير أيضا فمن جعل فَصُرهُنّ إِلَيكَبمعني أملهن إليك حذف من الكلام والمعني أملهن إليك فقطعهن و من قدر فصرهن علي معني فقطعهن كان لم يحتج إلي إضمار. و قال البيضاوي‌ أي فأملهن واضممهن إليك لتتأملها وتعرف شأنها لئلا تلتبس عليك بعدالإحياء و قال الجوهري‌ صاره يصوره ويصيره أي أماله وقر‌ئفَصُرهُنّ إِلَيكَبضم الصاد وكسرها قال الأخفش يعني‌ وجههن يقال صر إلي‌ وصر وجهك إلي‌ أي أقبل علي وصرت الشي‌ء أيضا قطعته وفصلته فمن قال هذاجعل في الآية تقديما وتأخيرا


صفحه : 66

كأنه قال خذ إليك أَربَعَةً مِنَ الطّيرِ فَصُرهُنّ.أقول يظهر مما مر من الأخبار و ماسيأتي‌ أنه بمعني التقطيع و إن أمكن أن يكون بيانا لحاصل المعني

12-ل ،[الخصال ] ابنُ مُوسَي عَنِ العلَوَيِ‌ّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ مَالِكٍ الكوُفيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ بنِ زَيدٍ الزّيّاتِ عَن مُحَمّدِ بنِ زِيَادٍ الأزَديِ‌ّ عَنِ المُفَضّلِ بنِ عُمَرَ عَنِ الصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ إِذِ ابتَلي اِبراهِيمَ رَبّهُ بِكَلِماتٍ مَا هَذِهِ الكَلِمَاتُ قَالَ هيِ‌َ الكَلِمَاتُ التّيِ‌ تَلَقّاهَا آدَمُ ع مِن رَبّهِ فَتَابَ عَلَيهِ وَ هُوَ أَنّهُ قَالَ يَا رَبّ أَسأَلُكَ بِحَقّ مُحَمّدٍ وَ عَلِيّ وَ فَاطِمَةَ وَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ إِلّا تُبتَ عَلَيّ فَتَابَ اللّهُ عَلَيهِإِنّهُ هُوَ التّوّابُ الرّحِيمُفَقُلتُ لَهُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ فَمَا يعَنيِ‌ عَزّ وَ جَلّ بِقَولِهِفَأَتَمّهُنّ قَالَ يعَنيِ‌ فَأَتَمّهُنّ إِلَي القَائِمِ ع اثنيَ‌ عَشَرَ إِمَاماً تِسعَةٌ مِن وُلدِ الحُسَينِ ع قَالَ المُفَضّلُ فَقُلتُ لَهُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ فأَخَبرِنيِ‌ عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ قَالَ يعَنيِ‌ بِذَلِكَ الإِمَامَةَ جَعَلَهَا اللّهُ فِي عَقِبِ الحُسَينِ ع إِلَي يَومِ القِيَامَةِ قَالَ فَقُلتُ لَهُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ فَكَيفَ صَارَتِ الإِمَامَةُ فِي وُلدِ الحُسَينِ دُونَ وُلدِ الحَسَنِ وَ هُمَا جَمِيعاً وَلَدَا رَسُولِ اللّهِ وَ سِبطَاهُ وَ سَيّدَا شَبَابِ أَهلِ الجَنّةِ فَقَالَ ع إِنّ مُوسَي وَ هَارُونَ كَانَا نَبِيّينِ مُرسَلَينِ أَخَوَينِ فَجَعَلَ اللّهُ النّبُوّةَ فِي صُلبِ هَارُونَ دُونَ صُلبِ مُوسَي وَ لَم يَكُن لِأَحَدٍ أَن يَقُولَ لِمَ فَعَلَ اللّهُ ذَلِكَ فَإِنّ الإِمَامَةَ خِلَافَةُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ لَيسَ لِأَحَدٍ أَن يَقُولَ لِمَ جَعَلَهَا اللّهُ فِي صُلبِ الحُسَينِ دُونَ صُلبِ الحَسَنِ لِأَنّ اللّهَ هُوَ الحَكِيمُ فِي أَفعَالِهِلا يُسئَلُ عَمّا يَفعَلُ وَ هُم يُسئَلُونَ

ولقول الله تبارك و تعالي وَ إِذِ ابتَلي اِبراهِيمَ رَبّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمّهُنّوجه آخر و ماذكرناه أصله . والابتلاء علي ضربين أحدهما مستحيل علي الله تعالي ذكره والآخر جائز فأما مايستحيل فهو أن


صفحه : 67

يختبره ليعلم ماتكشف الأيام عنه و هذا ما لايصح لأنه عز و جل علام الغيوب والضرب الآخر من الابتلاء أن يبتليه حتي يصبر فيما يبتليه به فيكون مايعطيه من العطاء علي سبيل الاستحقاق ولينظر إليه الناظر فيقتدي‌ به فيعلم من حكمة الله عز و جل أنه لم يكل أسباب الإمامة إلا إلي الكافي‌ المستقل ألذي كشفت الأيام عنه بخير فأما الكلمات فمنها ماذكرناه ومنها اليقين و ذلك قول الله عز و جل وَ كَذلِكَ نرُيِ‌ اِبراهِيمَ مَلَكُوتَ السّماواتِ وَ الأَرضِ وَ لِيَكُونَ مِنَ المُوقِنِينَ. ومنها المعرفة بقدم بارئه وتوحيده وتنزيهه عن التشبيه حين نظر إلي الكوكب والقمر والشمس واستدل بأفول كل واحد منها علي حدثه وبحدثه علي محدثه ثم علمه بأن الحكم بالنجوم خطأ في قوله عز و جل فَنَظَرَ نَظرَةً فِي النّجُومِ فَقالَ إنِيّ‌ سَقِيمٌ وإنما قيده الله سبحانه بالنظرة الواحدة لأن النظرة الواحدة لاتوجب الخطاء إلا بعدالنظرة الثانية بِدَلَالَةِ قَولِ النّبِيّص لَمّا قَالَ لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع يَا عَلِيّ أَوّلُ النّظرَةِ لَكَ وَ الثّانِيَةُ عَلَيكَ لَا لَكَ

. ومنها الشجاعة و قدكشفت الأصنام عنه بدلالة قوله عز و جل إِذ قالَ لِأَبِيهِ وَ قَومِهِ ما هذِهِ التّماثِيلُ التّيِ‌ أَنتُم لَها عاكِفُونَ قالُوا وَجَدنا آباءَنا لَها عابِدِينَ قالَ لَقَد كُنتُم أَنتُم وَ آباؤُكُم فِي ضَلالٍ مُبِينٍ قالُوا أَ جِئتَنا بِالحَقّ أَم أَنتَ مِنَ اللّاعِبِينَ قالَ بَل رَبّكُم رَبّ السّماواتِ وَ الأَرضِ ألّذِي فَطَرَهُنّ وَ أَنَا عَلي ذلِكُم مِنَ الشّاهِدِينَ وَ تَاللّهِ لَأَكِيدَنّ أَصنامَكُم بَعدَ أَن تُوَلّوا مُدبِرِينَ فَجَعَلَهُم جُذاذاً إِلّا كَبِيراً لَهُم لَعَلّهُم إِلَيهِ يَرجِعُونَ ومقاومة الرجل الواحد ألوفا من أعداء الله عز و جل تمام الشجاعة ثم الحلم مضمن معناه في قوله عز و جل إِنّ اِبراهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوّاهٌ مُنِيبٌ ثم السخاء وبيانه في حديث ضيف ابراهيم المكرمين ثم العزلة عن أهل البيت والعشيرة مضمن معناه في قوله وَ أَعتَزِلُكُم وَ ما تَدعُونَ مِن دُونِ اللّهِالآية والأمر بالمعروف والنهي‌ عن المنكر بيان ذلك في قوله عز و جل يا أَبَتِ لِمَ تَعبُدُ ما لا يَسمَعُ وَ لا يُبصِرُ وَ لا يغُنيِ‌ عَنكَ شَيئاً يا أَبَتِ

إنِيّ‌ قَد جاءنَيِ‌ مِنَ العِلمِ ما لَم يَأتِكَ فاَتبّعِنيِ‌ أَهدِكَ صِراطاً سَوِيّا يا أَبَتِ لا تَعبُدِ الشّيطانَ إِنّ الشّيطانَ كانَ لِلرّحمنِ عَصِيّا يا أَبَتِ إنِيّ‌ أَخافُ أَن يَمَسّكَ عَذابٌ مِنَ الرّحمنِ فَتَكُونَ لِلشّيطانِ وَلِيّا ودفع السيئة بالحسنة و ذلك لما قال أبوه أَ راغِبٌ أَنتَ عَن آلهِتَيِ‌ يا اِبراهِيمُ لَئِن لَم تَنتَهِ لَأَرجُمَنّكَ وَ اهجرُنيِ‌ مَلِيّا فقال في جواب أبيه سَأَستَغفِرُ لَكَ ربَيّ‌ إِنّهُ كانَ بيِ‌ حَفِيّا والتوكل بيان ذلك في قوله ألّذِي خلَقَنَيِ‌ فَهُوَ يَهدِينِ وَ ألّذِي هُوَ يطُعمِنُيِ‌ وَ يَسقِينِ وَ إِذا مَرِضتُ فَهُوَ يَشفِينِ وَ ألّذِي يمُيِتنُيِ‌ ثُمّ يُحيِينِ وَ ألّذِي أَطمَعُ أَن يَغفِرَ لِي خطَيِئتَيِ‌ يَومَ الدّينِ. ثم الحكم والانتماء إلي الصالحين في قوله رَبّ هَب لِي حُكماً وَ ألَحقِنيِ‌ بِالصّالِحِينَيعني‌ بالصالحين الذين لايحكمون إلابحكم الله عز و جل و لايحكمون بالآراء والمقاييس حتي يشهد له من يكون بعده من الحجج بالصدق بيان ذلك في قوله وَ اجعَل لِي لِسانَ صِدقٍ فِي الآخِرِينَأراد به هذه الأمة الفاضلة فأجابه الله وجعل له ولغيره من أنبيائه لسان صدق في الآخرين و هو علي بن أبي طالب ع و ذلك قوله عز و جل وَ جَعَلنا لَهُم لِسانَ صِدقٍ عَلِيّا والمحنة في النفس حين جعل في المنجنيق وقذف به في النار ثم المحنة في الولد حين أمر بذبح ابنه إسماعيل ثم المحنة بالأهل حين خلص الله عز و جل حرمته من عزازة القبطي‌ في الخبر المذكور في هذه القصة. ثم الصبر علي سوء خلق سارة ثم استقصار النفس في الطاعة في قوله وَ لا تخُزنِيِ‌ يَومَ يُبعَثُونَ ثم النزاهة في قوله عز و جل ما كانَ اِبراهِيمُ يَهُودِيّا وَ لا نَصرانِيّا وَ لكِن كانَ حَنِيفاً مُسلِماً وَ ما كانَ مِنَ المُشرِكِينَ ثم الجمع لأشراط الطاعات في قوله إِنّ صلَاتيِ‌ وَ نسُكُيِ‌ وَ محَياي‌َ وَ ممَاتيِ‌ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ وَ بِذلِكَ أُمِرتُ وَ أَنَا أَوّلُ المُسلِمِينَفقد جمع في قوله محَياي‌َ وَ ممَاتيِ‌ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَجميع أشراط الطاعات كلها حتي لايعزب عنها عازبة و لاتغيب عن معانيها منها غائبة ثم استجابة الله عز و جل دعوته حين قال


صفحه : 69

رَبّ أرَنِيِ‌ كَيفَ تحُي‌ِ المَوتي و هذه آية متشابهة معناها أنه سأل عن الكيفية والكيفية من فعل الله عز و جل متي لم يعلمها العالم لم يلحقه عيب و لاعرض في توحيده نقص فقال الله عز و جل أَ وَ لَم تُؤمِن قالَ بَلي هذاشرط عام من آمن به متي سئل واحد منهم أ و لم تؤمن وجب أن يقول بلي كما قال ابراهيم ع و لما قال الله عز و جل لجميع أرواح بني‌ آدم أَ لَستُ بِرَبّكُم قالُوا بَلي قال أول من قال بلي محمدص فصار بسبقه إلي بلي سيد الأولين والآخرين وأفضل النبيين والمرسلين فمن لم يجب عن هذه المسألة بجواب ابراهيم فقد رغب عن ملته قال الله عز و جل وَ مَن يَرغَبُ عَن مِلّةِ اِبراهِيمَ إِلّا مَن سَفِهَ نَفسَهُ ثم اصطفاء الله عز و جل إياه في الدنيا ثم شهادته في العاقبة أنه من الصالحين في قوله عز و جل وَ لَقَدِ اصطَفَيناهُ فِي الدّنيا وَ إِنّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصّالِحِينَ والصالحون هم النبي والأئمة صلوات الله عليهم الآخذون عن الله أمره ونهيه والملتمسون للصلاح من عنده والمجتنبون للرأي‌ والقياس في دينه في قوله عز و جل إِذ قالَ لَهُ رَبّهُ أَسلِم قالَ أَسلَمتُ لِرَبّ العالَمِينَ ثم اقتداء من بعده من الأنبياء ع في قوله عز و جل وَ وَصّي بِها اِبراهِيمُ بَنِيهِ وَ يَعقُوبُ يا بنَيِ‌ّ إِنّ اللّهَ اصطَفي لَكُمُ الدّينَ فَلا تَمُوتُنّ إِلّا وَ أَنتُم مُسلِمُونَ و في قوله عز و جل لنبيه ص ثُمّ أَوحَينا إِلَيكَ أَنِ اتّبِع مِلّةَ اِبراهِيمَ حَنِيفاً وَ ما كانَ مِنَ المُشرِكِينَ و في قوله عز و جل مِلّةَ أَبِيكُم اِبراهِيمَ هُوَ سَمّاكُمُ المُسلِمِينَ مِن قَبلُ وأشراط كلمات الإمام مأخوذة من جهته مما يحتاج إليه الأمة من مصالح الدنيا والآخرة وقول ابراهيم ع وَ مِن ذرُيّتّيِ‌ من حرف تبعيض ليعلم أن من الذرية من يستحق الإمامة ومنهم من لايستحق الإمامة هذا من جملة المسلمين و ذلك أنه يستحيل أن يدعو ابراهيم ع بالإمامة للكافر أوللمسلم ألذي ليس بمعصوم فصح أن باب التبعيض وقع علي خواص المؤمنين والخواص إنما صاروا خواصا بالبعد من الكفر ثم من اجتنب الكبائر صار من جملة الخواص أخص ثم المعصوم هوالخاص الأخص و لو كان للتخصيص صورة أدني عليه لجعل ذلك من أوصاف الإمام . و قدسمي الله عز و جل عيسي من ذرية ابراهيم و كان ابن ابنته من بعده و


صفحه : 70

لماصح أن ابن البنت ذرية ودعا ابراهيم لذريته بالإمامة وجب علي محمدص الاقتداء به في وضع الإمامة في المعصومين من ذريته حذو النعل بالنعل بعد ماأوحي الله عز و جل إليه وحكم عليه بقوله ثُمّ أَوحَينا إِلَيكَ أَنِ اتّبِع مِلّةَ اِبراهِيمَ حَنِيفاًالآية و لوخالف ذلك لكان داخلا في قوله عز و جل وَ مَن يَرغَبُ عَن مِلّةِ اِبراهِيمَ إِلّا مَن سَفِهَ نَفسَهُ جل نبي‌ الله عن ذلك و قال الله عز و جل إِنّ أَولَي النّاسِ بِإِبراهِيمَ لَلّذِينَ اتّبَعُوهُ وَ هذَا النّبِيّ وَ الّذِينَ آمَنُوا و أمير المؤمنين أبوذرية النبي ص وأوضع الإمامة فيه وضعها في ذرية المعصومين و قوله عز و جل لا يَنالُ عهَديِ‌ الظّالِمِينَعني به أن الإمامة لاتصلح لمن قد عبدصنما أووثنا أوأشرك بالله طرفة عين و إن أسلم بعد ذلك والظلم وضع الشي‌ء في غيرموضعه وأعظم الظلم الشرك قال الله عز و جل إِنّ الشّركَ لَظُلمٌ عَظِيمٌ وكذلك لايصلح الإمامة لمن قدارتكب من المحارم شيئا صغيرا كان أوكبيرا و إن تاب منه بعد ذلك وكذلك لايقيم الحد من في جنبه حد فإذا لا يكون الإمام إلامعصوما و لاتعلم عصمته إلابنص الله عليه علي لسان نبيه ص لأن العصمة ليست في ظاهر الخلقة فتري كالسواد والبياض و ماأشبه ذلك وهي‌ مغيبة لاتعرف إلابتعريف علام الغيوب عز و جل مع ،[معاني‌ الأخبار]الدّقّاقُ عَنِ العلَوَيِ‌ّ مِثلَهُ إِلَي آخِرِ مَا أَضَافَ إِلَيهِ مِن كَلَامِهِ

بيان قوله ثم علمه بأن الحكم بالنجوم خطأ مبني‌ علي أن نظره ع إنما كان موافقة للقوم والحكم بالسقم للتورية كمامر

13- ع ،[علل الشرائع ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن حَفصِ بنِ البخَترَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ اِبراهِيمَ ألّذِي وَفّي قَالَ إِنّهُ كَانَ يَقُولُ إِذَا أَصبَحَ وَ أَمسَي أَصبَحتُ وَ ربَيّ‌ مَحمُودٌ أَصبَحتُ لَا أُشرِكُ بِاللّهِ شَيئاً وَ لَا أَدعُو مَعَ اللّهِ إِلَهاً آخَرَ وَ لَا أَتّخِذُ مِن دُونِهِ وَلِيّاً فسَمُيّ‌َ بِذَلِكَ عَبداً شَكُوراً


صفحه : 71

14-ل ،[الخصال ] مع ،[معاني‌ الأخبار] عَلِيّ بنُ عَبدِ اللّهِ الأسَواَريِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ قَيسٍ الشجّرَيِ‌ّ عَن عَمرِو بنِ حَفصٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدِ بنِ أَسَدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن يَحيَي بنِ سَعِيدٍ البصَريِ‌ّ عَنِ ابنِ جَرِيحٍ عَن عَطَا عَن عُتبَةَ بنِ عُمَيرٍ الليّثيِ‌ّ عَن أَبِي ذَرّ رَحِمَهُ اللّهُ عَنِ النّبِيّص قَالَ أَنزَلَ اللّهُ عَلَي اِبرَاهِيمَ عِشرِينَ صَحِيفَةً قُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا كَانَت صُحُفُ اِبرَاهِيمَ قَالَ كَانَت أَمثَالًا كُلّهَا وَ كَانَ فِيهَا أَيّهَا المَلِكُ المُبتَلَي المَغرُورُ إنِيّ‌ لَم أَبعَثكَ لِتَجمَعَ الدّنيَا بَعضَهَا إِلَي بَعضٍ وَ لَكِن بَعَثتُكَ لِتَرُدّ عنَيّ‌ دَعوَةَ المَظلُومِ فإَنِيّ‌ لَا أَرُدّهَا وَ إِن كَانَت مِن كَافِرٍ وَ عَلَي العَاقِلِ مَا لَم يَكُن مَغلُوباً أَن يَكُونَ لَهُ ثَلَاثُ سَاعَاتٍ سَاعَةٌ ينُاَجيِ‌ فِيهَا رَبّهُ عَزّ وَ جَلّ وَ سَاعَةٌ يُحَاسِبُ فِيهَا نَفسَهُ وَ سَاعَةٌ يَتَفَكّرُ فِيمَا صَنَعَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَيهِ وَ سَاعَةٌ يَخلُو فِيهَا بِحَظّ نَفسِهِ مِنَ الحَلَالِ فَإِنّ هَذِهِ السّاعَةَ عَونٌ لِتِلكَ السّاعَاتِ وَ استِجمَامٌ لِلقُلُوبِ وَ تَوزِيعٌ لَهَا وَ عَلَي العَاقِلِ أَن يَكُونَ بَصِيراً بِزَمَانِهِ مُقبِلًا عَلَي شَأنِهِ حَافِظاً لِلِسَانِهِ فَإِنّ مَن حَسَبَ كَلَامَهُ مِن عَمَلِهِ قَلّ كَلَامُهُ إِلّا فِيمَا يَعنِيهِ وَ عَلَي العَاقِلِ أَن يَكُونَ طَالِباً لِثَلَاثٍ مَرَمّةٍ لِمَعَاشٍ أَو تَزَوّدٍ لِمَعَادٍ أَو تَلَذّذٍ فِي غَيرِ مُحَرّمٍ قُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ فَمَا كَانَت صُحُفُ مُوسَي ع قَالَ كَانَت عِبَراً كُلّهَا وَ فِيهَا عَجَبٌ لِمَن أَيقَنَ بِالمَوتِ كَيفَ يَفرَحُ وَ لِمَن أَيقَنَ بِالنّارِ لِمَ يَضحَكُ وَ لِمَن يَرَي الدّنيَا وَ تَقَلّبَهَا بِأَهلِهَا لِمَ يَطمَئِنّ إِلَيهَا وَ لِمَن يُؤمِنُ بِالقَدَرِ كَيفَ يَنصَبُ وَ لِمَن أَيقَنَ بِالحِسَابِ لِمَ لَا يَعمَلُ قُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ هَل فِي أَيدِينَا مِمّا أَنزَلَ اللّهُ عَلَيكَ شَيءٌ مِمّا كَانَ فِي صُحُفِ اِبرَاهِيمَ وَ مُوسَي قَالَ يَا أَبَا ذَرّ اقرَأقَد أَفلَحَ مَن تَزَكّي وَ ذَكَرَ اسمَ رَبّهِ فَصَلّي بَل تُؤثِرُونَ الحَياةَ الدّنيا وَ الآخِرَةُ خَيرٌ وَ أَبقي إِنّ هذا لفَيِ‌ الصّحُفِ الأُولي صُحُفِ اِبراهِيمَ وَ مُوسي


صفحه : 72

بيان ما لم يكن مغلوبا أي بالمرض أوبالعدو أوبالمصائب أو علي عقله فيكون تأكيدا و قوله ع وساعة يخلو معطوف علي قوله ثلاث ساعات ولعله كان أربع ساعات كما في الأخبار الأخر و قوله ينصب من النصب بمعني التعب

15-ير،[بصائر الدرجات ] مُحَمّدٌ عَنِ الحَجّالِ عَن ثَعلَبَةَ عَن عَبدِ الرّحِيمِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي هَذِهِ الآيَةِوَ كَذلِكَ نرُيِ‌ اِبراهِيمَ مَلَكُوتَ السّماواتِ وَ الأَرضِ وَ لِيَكُونَ مِنَ المُوقِنِينَ قَالَ كُشِطَ لَهُ عَنِ الأَرضِ حَتّي رَآهَا وَ مَن فِيهَا وَ عَنِ السّمَاءِ حَتّي رَآهَا وَ مَن فِيهَا وَ المَلَكَ ألّذِي يَحمِلُهَا وَ العَرشَ وَ مَن عَلَيهِ وَ كَذَلِكَ أرُيِ‌َ صَاحِبُكُم

شي‌،[تفسير العياشي‌] عن زرارة مثله

16-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ وَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِوَ كَذلِكَ نرُيِ‌ اِبراهِيمَ مَلَكُوتَ السّماواتِ وَ الأَرضِ وَ لِيَكُونَ مِنَ المُوقِنِينَ فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ كُشِطَ لَهُ عَنِ السّمَاوَاتِ حَتّي نَظَرَ إِلَي العَرشِ وَ مَا عَلَيهِ قَالَ وَ السّمَاوَاتِ وَ الأَرضِ وَ العَرشِ وَ الكرُسيِ‌ّ وَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع كُشِطَ لَهُ عَنِ الأَرضِ حَتّي رَآهَا وَ عَنِ السّمَاءِ وَ مَا فِيهَا وَ المَلَكِ ألّذِي يَحمِلُهَا وَ الكرُسيِ‌ّ وَ مَا عَلَيهِ

17- وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع وَ كَذلِكَ نرُيِ‌ اِبراهِيمَ مَلَكُوتَ السّماواتِ وَ الأَرضِ قَالَ أعُطيِ‌َ بَصَرُهُ مِنَ القُوّةِ مَا يَعدُو السّمَاوَاتِ فَرَأَي مَا فِيهَا وَ رَأَي العَرشَ وَ مَا فَوقَهُ وَ رَأَي مَا فِي الأَرضِ وَ مَا تَحتَهَا

18-ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ المُغِيرَةِ عَنِ ابنِ مُسكَانَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع وَ كَذلِكَ نرُيِ‌ اِبراهِيمَ مَلَكُوتَ السّماواتِ وَ الأَرضِ وَ لِيَكُونَ مِنَ المُوقِنِينَ قَالَ كُشِطَ لِإِبرَاهِيمَ ع السّمَاوَاتُ السّبعُ حَتّي نَظَرَ إِلَي مَا فَوقَ العَرشِ وَ كُشِطَ لَهُ الأَرضُ حَتّي رَأَي مَا فِي الهَوَاءِ وَ فُعِلَ بِمُحَمّدٍص مِثلُ ذَلِكَ وَ إنِيّ‌ لَأَرَي صَاحِبَكُم وَ الأَئِمّةَ مِن بَعدِهِ قَد فُعِلَ بِهِم مِثلُ ذَلِكَ


صفحه : 73

شي‌،[تفسير العياشي‌] عن عبدالرحيم مثله أقول سيأتي‌ بعض الأخبار في أبواب فضائل الأئمة ع

19-شي‌،[تفسير العياشي‌]رَوَي أَبُو بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَتِ الجِبَالُ عَشَرَةً وَ كَانَتِ الطّيُورُ الدّيكَ وَ الحَمَامَةَ وَ الطّاوُسَ وَ الغُرَابَ وَ قَالَفَخُذ أَربَعَةً مِنَ الطّيرِ فَصُرهُنّفَقَطّعهُنّ بِلَحمِهِنّ وَ عِظَامِهِنّ وَ رِيشِهِنّ ثُمّ أَمسِك رُءُوسَهُنّ ثُمّ فَرّقهُنّ عَلَي عَشَرَةِ جَبَلٍ مِنهُنّ جُزءاً فَجَعَلَ مَا كَانَ فِي هَذَا الجَبَلِ يَذهَبُ إِلَي هَذَا الجَبَلِ بِرَأسِهِ وَ لَحمِهِ وَ دَمِهِ ثُمّ يَأتِيهِ حَتّي يَضَعَ رَأسَهُ فِي عُنُقِهِ حَتّي فَرَغَ مِن أَربَعَتِهِنّ

20-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن مَعرُوفِ بنِ خَرّبُوذٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ إِنّ اللّهَ لَمّا أَوحَي إِلَي اِبرَاهِيمَ ع أَن خُذ أَربَعَةً مِنَ الطّيرِ عَمَدَ اِبرَاهِيمُ فَأَخَذَ النّعَامَةَ وَ الطّاوُسَ وَ الوَزّةَ وَ الدّيكَ فَنَتَفَ رِيشَهُنّ بَعدَ الذّبحِ ثُمّ جَعَلَهُنّ فِي مِهرَاسَةٍ فَهَرَسَهُنّ ثُمّ فَرّقَهُنّ عَلَي جِبَالِ الأُردُنّ وَ كَانَت يَومَئِذٍ عَشَرَةَ أَجبَالٍ فَوَضَعَ عَلَي كُلّ جَبَلٍ مِنهُنّ جُزءاً ثُمّ دَعَاهُنّ بِأَسمَائِهِنّ فَأَقبَلنَ إِلَيهِ سَعياً يعَنيِ‌ مُسرِعَاتٍ فَقَالَ اِبرَاهِيمُ عِندَ ذَلِكَ أَعلَمُ أَنّ اللّهَ عَلَي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ

21-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن عَلِيّ بنِ أَسبَاطٍ أَنّ أَبَا الحَسَنِ الرّضَا ع سُئِلَ عَن قَولِ اللّهِقالَ بَلي وَ لكِن لِيَطمَئِنّ قلَبيِ‌ أَ كَانَ فِي قَلبِهِ شَكّ قَالَ لَا وَ لَكِنّهُ أَرَادَ مِنَ اللّهِ الزّيَادَةَ فِي يَقِينِهِ قَالَ وَ الجُزءُ وَاحِدٌ مِن عَشَرَةٍ

22-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن عَبدِ الصّمَدِ بنِ بَشِيرٍ قَالَجُمِعَ لأِبَيِ‌ جَعفَرٍ جَمِيعُ القُضَاةِ فَقَالَ لَهُم رَجُلٌ أَوصَي بِجُزءٍ مِن مَالِهِ فَكَمِ الجُزءُ فَلَم يَعلَمُوا كَمِ الجُزءُ وَ اشتَكَوا إِلَيهِ فِيهِ فَأبَرَدَ بَرِيداً إِلَي صَاحِبِ المَدِينَةِ أَن يَسأَلَ جَعفَرَ بنَ مُحَمّدٍ ع رَجُلٌ أَوصَي بِجُزءٍ مِن مَالِهِ فَكَمِ الجُزءُ فَقَد أَشكَلَ ذَلِكَ عَلَي القُضَاةِ فَلَم يَعلَمُوا كَمِ الجُزءُ فَإِن هُوَ أَخبَرَكَ بِهِ وَ إِلّا فَاحمِلهُ


صفحه : 74

عَلَي البَرِيدِ وَ وَجّههُ إلِيَ‌ّ فَأَتَي صَاحِبُ المَدِينَةِ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع فَقَالَ لَهُ إِنّ أَبَا جَعفَرٍ بَعَثَ إلِيَ‌ّ أَن أَسأَلَكَ عَن رَجُلٍ أَوصَي بِجُزءٍ مِن مَالِهِ وَ سَأَلَ مَن قِبَلَهُ مِنَ القُضَاةِ فَلَم يُخبِرُوهُ مَا هُوَ وَ قَد كَتَبَ إلِيَ‌ّ إِن فَسّرتَ ذَلِكَ لَهُ وَ إِلّا حَمَلتُكَ عَلَي البَرِيدِ إِلَيهِ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع هَذَا فِي كِتَابِ اللّهِ بَيّنٌ إِنّ اللّهَ يَقُولُ لَمّا قَالَ اِبرَاهِيمُرَبّ أرَنِيِ‌ كَيفَ تحُي‌ِ المَوتي إِلَيكُلّ جَبَلٍ مِنهُنّ جُزءاًفَكَانَتِ الطّيرُ أَربَعَةً وَ الجِبَالُ عَشَرَةً يُخرِجُ الرّجُلُ مِن كُلّ عَشَرَةِ أَجزَاءٍ جُزءاً وَاحِداً وَ إِنّ اِبرَاهِيمَ دَعَا بِمِهرَاسٍ فَدَقّ فِيهِ الطّيُورَ جَمِيعاً وَ حَبَسَ الرّءُوسَ عِندَهُ ثُمّ إِنّهُ دَعَا باِلذّيِ‌ أُمِرَ بِهِ فَجَعَلَ يَنظُرُ إِلَي الرّيشِ كَيفَ يَخرُجُ وَ إِلَي العُرُوقِ عِرقاً عِرقاً حَتّي تَمّ جَنَاحُهُ مُستَوِياً فَأَهوَي نَحوَ اِبرَاهِيمَ فَقَالَ اِبرَاهِيمُ بِبَعضِ الرّءُوسِ فَاستَقبَلَهُ بِهِ فَلَم يَكُنِ الرّأسُ ألّذِي استَقبَلَهُ بِهِ لِذَلِكَ البَدَنِ حَتّي انتَقَلَ إِلَيهِ غَيرُهُ فَكَانَ مُوَافِقاً لِلرّأسِ فَتَمّتِ العِدّةُ وَ تَمّتِ الأَبدَانُ

23-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن حَرِيزِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَمّن ذَكَرَهُ عَن أَحَدِهِمَا ع أَنّهُ كَانَ يَقرَأُ هَذِهِ الآيَةَ رَبّ اغفِر لِي وَ لوِلَدَيَ‌ّ يعَنيِ‌ إِسمَاعِيلَ وَ إِسحَاقَ

24- وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي عَمّن ذَكَرَهُ عَن أَحَدِهِمَا أَنّهُ قَرَأَرَبّنَا اغفِر لِي وَ لوِالدِيَ‌ّ قَالَ هَذِهِ كَلِمَةٌ صَحّفَهَا الكُتّابُ إِنّمَا كَانَ استِغفَارُ اِبرَاهِيمَ لِأَبِيهِعَن مَوعِدَةٍ وَعَدَها إِيّاهُ وَ إِنّمَا قَالَ رَبّنَا اغفِر لِي وَ لوِلَدَيَ‌ّ يعَنيِ‌ إِسمَاعِيلَ وَ إِسحَاقَ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ وَ اللّهِ ابنَا رَسُولِ اللّهِص

25-غو،[غوالي‌ اللئالي‌] فِي الحَدِيثِ أَنّ اِبرَاهِيمَ ع لقَيِ‌َ مَلَكاً فَقَالَ لَهُ مَن أَنتَ قَالَ أَنَا مَلَكُ المَوتِ فَقَالَ أَ تَستَطِيعُ أَن ترُيِنَيِ‌ الصّورَةَ التّيِ‌ تَقبِضُ فِيهَا رُوحَ المُؤمِنِ قَالَ نَعَم أَعرِض عنَيّ‌ فَأَعرَضَ عَنهُ فَإِذَا هُوَ شَابّ حَسَنُ الصّورَةِ حَسَنُ الثّيَابِ حَسَنُ الشّمَائِلِ طَيّبُ الرّائِحَةِ فَقَالَ يَا مَلَكَ المَوتِ لَو لَم يَلقَ المُؤمِنُ إِلّا حُسنَ صُورَتِكَ لَكَانَ حَسبَهُ ثُمّ قَالَ لَهُ هَل تَستَطِيعُ أَن ترُيِنَيِ‌ الصّورَةَ التّيِ‌ تَقبِضُ فِيهَا رُوحَ الفَاجِرِ فَقَالَ لَا تُطِيقُ


صفحه : 75

فَقَالَ بَلَي قَالَ فَأَعرِض عنَيّ‌ فَأَعرَضَ عَنهُ ثُمّ التَفَتَ إِلَيهِ فَإِذَا هُوَ رَجُلٌ أَسوَدُ قَائِمُ الشّعَرِ مُنتِنُ الرّائِحَةِ أَسوَدُ الثّيَابِ يَخرُجُ مِن فِيهِ وَ مِن مَنَاخِرِهِ النّيرَانُ وَ الدّخَانُ فغَشُيِ‌َ عَلَي اِبرَاهِيمَ ثُمّ أَفَاقَ وَ قَد عَادَ مَلَكُ المَوتِ إِلَي حَالَتِهِ الأُولَي فَقَالَ يَا مَلَكَ المَوتِ لَو لَم يَلقَ الفَاجِرُ إِلّا صُورَتَكَ هَذِهِ لَكَفَتهُ

26-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ وَ مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ جَمِيعاً عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ سَيَابَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَمَرَ اِبرَاهِيمَ ع فَقَالَاجعَل عَلي كُلّ جَبَلٍ مِنهُنّ جُزءاً وَ كَانَتِ الجِبَالُ يَومَئِذٍ عَشَرَةً

27-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ وَ عِدّةٌ مِن أَصحَابِنَا عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ جَمِيعاً عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن ثَعلَبَةَ بنِ مَيمُونٍ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع مِثلَهُ

28-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن حَمّادٍ عَن أَبَانِ بنِ تَغلِبَ قَالَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع الجُزءُ وَاحِدٌ مِن عَشَرَةٍ لِأَنّ الجِبَالَ كَانَت عَشَرَةً وَ الطّيُورُ أَربَعَةً

29-كا،[الكافي‌]بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ النّبِيّص أُنزِلَ صُحُفُ اِبرَاهِيمَ ع فِي أَوّلِ لَيلَةٍ مِن شَهرِ رَمَضَانَ


صفحه : 76

باب 4-جمل أحواله ووفاته ع

1- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]مَاجِيلَوَيهِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عِمرَانَ عَن أَبِيهِ عِمرَانَ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن أَبِي عَلِيّ الأنَصاَريِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ التمّيِميِ‌ّ قَالَ قَالَ الصّادِقُ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ ع بَينَا اِبرَاهِيمُ خَلِيلُ الرّحمَنِ ع فِي جَبَلِ بَيتِ المَقدِسِ يَطلُبُ مَرعًي لِغَنَمِهِ إِذ سَمِعَ صَوتاً فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ قَائِمٍ يصُلَيّ‌ طُولُهُ اثنَا عَشَرَ شِبراً فَقَالَ لَهُ يَا عَبدَ اللّهِ لِمَن تصُلَيّ‌ قَالَ لِإِلَهِ السّمَاءِ فَقَالَ لَهُ اِبرَاهِيمُ ع هَل بقَيِ‌َ أَحَدٌ مِن قَومِكَ غَيرُكَ قَالَ لَا قَالَ فَمِن أَينَ تَأكُلُ قَالَ أجَتنَيِ‌ مِن هَذَا الشّجَرِ فِي الصّيفِ وَ آكُلُهُ فِي الشّتَاءِ قَالَ لَهُ فَأَينَ مَنزِلُكَ قَالَ فَأَومَأَ بِيَدِهِ إِلَي جَبَلٍ فَقَالَ لَهُ اِبرَاهِيمُ ع هَل لَكَ أَن تَذهَبَ بيِ‌ مَعَكَ فَأَبِيتَ عِندَكَ اللّيلَةَ فَقَالَ إِنّ قدُاّميِ‌ مَاءً لَا يُخَاضُ قَالَ كَيفَ تَصنَعُ قَالَ أمَشيِ‌ عَلَيهِ قَالَ فَاذهَب بيِ‌ مَعَكَ فَلَعَلّ اللّهَ أَن يرَزقُنَيِ‌ مَا رَزَقَكَ قَالَ فَأَخَذَ العَابِدُ بِيَدِهِ فَمَضَيَا جَمِيعاً حَتّي انتَهَيَا إِلَي المَاءِ فَمَشَي وَ مَشَي اِبرَاهِيمُ ع مَعَهُ حَتّي انتَهَيَا إِلَي مَنزِلِهِ فَقَالَ لَهُ اِبرَاهِيمُ ع أَيّ الأَيّامِ أَعظَمُ فَقَالَ لَهُ العَابِدُ يَومُ الدّينِ يَومَ يُدَانُ النّاسُ بَعضُهُم مِن بَعضٍ قَالَ فَهَل لَكَ أَن تَرفَعَ يَدَكَ وَ أَرفَعَ يدَيِ‌ فَنَدعُوَ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَن يُؤمِنَنَا مِن شَرّ ذَلِكَ اليَومِ فَقَالَ وَ مَا تَصنَعُ بدِعَوتَيِ‌ فَوَ اللّهِ إِنّ لِي لَدَعوَةً مُنذُ ثَلَاثِ سِنِينَ فَمَا أُجِبتُ فِيهَا بشِيَ‌ءٍ فَقَالَ لَهُ اِبرَاهِيمُ ع أَ وَ لَا أُخبِرُكَ لأِيَ‌ّ شَيءٍ احتُبِسَت دَعوَتُكَ قَالَ بَلَي قَالَ لَهُ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ إِذَا أَحَبّ عَبداً احتَبَسَ دَعوَتَهُ لِيُنَاجِيَهُ وَ يَسأَلَهُ وَ يَطلُبَ إِلَيهِ وَ إِذَا أَبغَضَ عَبداً عَجّلَ لَهُ دَعوَتَهُ أَو أَلقَي اليَأسَ فِي قَلبِهِ مِنهَا ثُمّ قَالَ لَهُ وَ مَا كَانَت دَعوَتُكَ قَالَ مَرّ بيِ‌ غَنَمٌ وَ مَعَهُ غُلَامٌ لَهُ ذُؤَابَةٌ فَقُلتُ يَا غُلَامُ لِمَن هَذَا الغَنَمُ فَقَالَ لِإِبرَاهِيمَ خَلِيلِ الرّحمَنِ فَقُلتُ أللّهُمّ إِن كَانَ لَكَ فِي الأَرضِ خَلِيلٌ فَأَرِنِيهِ فَقَالَ لَهُ اِبرَاهِيمُ فَقَدِ استَجَابَ اللّهُ لَكَ أَنَا اِبرَاهِيمُ خَلِيلُ الرّحمَنِ فَعَانَقَهُ فَلَمّا بَعَثَ اللّهُ مُحَمّداًص جَاءَتِ المُصَافَحَةُ


صفحه : 77

2- ع ،[علل الشرائع ]مَاجِيلَوَيهِ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَن أَبِي الجَارُودِ رَفَعَهُ فِيمَا يُروَي إِلَي عَلِيّ ع قَالَ إِنّ اِبرَاهِيمَ ع مَرّ بِبَانِقيَا فَكَانَ يُزَلزَلُ بِهَا فَبَاتَ بِهَا فَأَصبَحَ القَومُ وَ لَم يُزَلزَل بِهِم فَقَالُوا مَا هَذَا وَ لَيسَ حَدَثٌ قَالُوا هَاهُنَا شَيخٌ وَ مَعَهُ غُلَامٌ لَهُ قَالَ فَأَتَوهُ فَقَالُوا لَهُ يَا هَذَا إِنّهُ كَانَ يُزَلزَلُ بِنَا كُلّ لَيلَةٍ وَ لَم يُزَلزَل بِنَا هَذِهِ اللّيلَةَ فَبِت عِندَنَا فَبَاتَ فَلَم يُزَلزَل بِهِم فَقَالُوا أَقِم عِندَنَا وَ نَحنُ نجُريِ‌ عَلَيكَ مَا أَحبَبتَ قَالَ لَا وَ لَكِن تبَيِعوُنيّ‌ هَذَا الظّهرَ وَ لَا يُزَلزَلُ بِكُم قَالُوا فَهُوَ لَكَ قَالَ لَا آخُذُهُ إِلّا بِالشّرَي قَالُوا فَخُذهُ بِمَا شِئتَ فَاشتَرَاهُ بِسَبعِ نِعَاجٍ وَ أَربَعَةِ أَحمِرَةٍ فَلِذَلِكَ سمُيّ‌َ بَانِقيَا لِأَنّ النّعَاجَ بِالنّبَطِيّةِ نِقيَا قَالَ فَقَالَ لَهُ غُلَامُهُ يَا خَلِيلَ الرّحمَنِ مَا تَصنَعُ بِهَذَا الظّهرِ لَيسَ فِيهِ زَرعٌ وَ لَا ضَرعٌ فَقَالَ لَهُ اسكُت فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَحشُرُ مِن هَذَا الظّهرِ سَبعِينَ أَلفاً يَدخُلُونَ الجَنّةَ بِغَيرِ حِسَابٍ يَشفَعُ الرّجُلُ مِنهُم لِكَذَا وَ كَذَا

بيان قال الفيروزآبادي‌ بانقيا قرية بالكوفة أقول المراد به ظهر الكوفة و هوالغري‌

3- ع ،[علل الشرائع ] أَبِي عَن سَعدٍ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَن مُحَمّدٍ الواَسطِيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَي اِبرَاهِيمَ ع أَنّ الأَرضَ قَد شَكَت إلِيَ‌ّ الحَيَاءَ مِن رُؤيَةِ عَورَتِكَ فَاجعَل بَينَكَ وَ بَينَهَا حِجَاباً فَجَعَلَ شَيئاً هُوَ أَكثَرُ مِنَ الثّيَابِ وَ مِن دُونِ السّرَاوِيلِ فَلَبِسَهُ فَكَانَ إِلَي رُكبَتَيهِ

بيان قوله ع هوأكثر من الثياب أي زائد علي سائر أثوابه والظاهر هوأكبر من التبّان قال في النهاية التبّان سراويل صغير يستر العورة المغلظة فقط ويكثر لبسه الملاحون

4- ع ،[علل الشرائع ]بِإِسنَادِ العمَريِ‌ّ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ إِنّ النّبِيّص سُئِلَ مِمّا خَلَقَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ الجَزَرَ فَقَالَ إِنّ اِبرَاهِيمَ ع كَانَ لَهُ يَوماً ضَيفٌ وَ لَم يَكُن عِندَهُ مَا يَمُونُ


صفحه : 78

ضَيفَهُ فَقَالَ فِي نَفسِهِ أَقُومُ إِلَي سقَفيِ‌ فَأَستَخرِجُ مِن جُذُوعِهِ فَأَبِيعُهُ مِنَ النّجّارِ فَيَعمَلُ صَنَماً فَلَم يَفعَل وَ خَرَجَ وَ مَعَهُ إِزَارٌ إِلَي مَوضِعٍ وَ صَلّي رَكعَتَينِ فَجَاءَ مَلَكٌ وَ أَخَذَ مِن ذَلِكَ الرّملِ وَ الحِجَارَةِ فَقَبَضَهُ فِي إِزَارِ اِبرَاهِيمَ ع وَ حَمَلَهُ إِلَي بَيتِهِ كَهَيئَةِ رَجُلٍ فَقَالَ لِأَهلِ اِبرَاهِيمَ ع هَذَا إِزَارُ اِبرَاهِيمَ فَخُذِيهِ فَفَتَحُوا الإِزَارَ فَإِذَا الرّملُ قَد صَارَ ذُرَةً وَ إِذَا الحِجَارَةُ الطّوَالُ قَد صَارَت جَزَراً وَ إِذَا الحِجَارَةُ المُدَوّرَةُ قَد صَارَت لِفتاً

5- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَنِ ابنِ قُولَوَيهِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَن مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ عَنِ الثمّاَليِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ أَوّلُ اثنَينِ تَصَافَحَا عَلَي وَجهِ الأَرضِ ذُو القَرنَينِ وَ اِبرَاهِيمُ الخَلِيلُ استَقبَلَهُ اِبرَاهِيمُ فَصَافَحَهُ وَ أَوّلُ شَجَرَةٍ عَلَي وَجهِ الأَرضِ النّخلَةُ

6- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]سيَجَيِ‌ءُ فِي أَخبَارِ المِعرَاجِ أَنّ النّبِيّص مَرّ عَلَي شَيخٍ قَاعِدٍ تَحتَ شَجَرَةٍ وَ حَولَهُ أَطفَالٌ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن هَذَا الشّيخُ يَا جَبرَئِيلُ قَالَ هَذَا أَبُوكَ اِبرَاهِيمُ قَالَ فَمَا هَؤُلَاءِ الأَطفَالُ حَولَهُ قَالَ هَؤُلَاءِ أَطفَالُ المُؤمِنِينَ حَولَهُ يَغذُوهُم

7- ع ،[علل الشرائع ] لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]الدّقّاقُ عَنِ الصوّفيِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُوسَي الطبّرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ الخَشّابِ عَن مُحَمّدِ بنِ مِحصَنٍ عَن يُونُسَ بنِ ظَبيَانَ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ لَمّا أَرَادَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي قَبضَ رُوحِ اِبرَاهِيمَ ع أَهبَطَ إِلَيهِ مَلَكَ المَوتِ فَقَالَ السّلَامُ عَلَيكَ يَا اِبرَاهِيمُ قَالَ وَ عَلَيكَ السّلَامُ يَا مَلَكَ المَوتِ أَ دَاعٍ أَم نَاعٍ قَالَ بَل دَاعٍ يَا اِبرَاهِيمُ فَأَجِب قَالَ اِبرَاهِيمُ فَهَل رَأَيتَ خَلِيلًا يُمِيتُ خَلِيلَهُ قَالَ فَرَجَعَ مَلَكُ المَوتِ حَتّي وَقَفَ بَينَ يدَيَ‌ِ اللّهِ جَلّ جَلَالُهُ فَقَالَ إلِهَيِ‌ قَد سَمِعتَ مَا قَالَ خَلِيلُكَ اِبرَاهِيمُ فَقَالَ اللّهُ جَلّ جَلَالُهُ يَا مَلَكَ المَوتِ اذهَب إِلَيهِ وَ قُل لَهُ هَل رَأَيتَ حَبِيباً يَكرَهُ لِقَاءَ حَبِيبِهِ إِنّ الحَبِيبَ يُحِبّ لِقَاءَ حَبِيبِهِ


صفحه : 79

بيان المراد بالداعي‌ أن يكون طلبه علي سبيل التخيير والرضي كما هوالمتعارف فيمن يدعو ضيفا لكرامته وبالناعي‌ أن يكون قاهرا طالبا علي الجزم والحتم و كان غرض ابراهيم ع الشفاعة والدعاء لطلب البقاء ليكثر من عبادة ربه إن علم الله صلاحه في ذلك

8- ع ،[علل الشرائع ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ البزَنَطيِ‌ّ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ أَو أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ اِبرَاهِيمَ ع لَمّا قَضَي مَنَاسِكَهُ رَجَعَ إِلَي الشّامِ فَهَلَكَ وَ كَانَ سَبَبُ هَلَاكِهِ أَنّ مَلَكَ المَوتِ أَتَاهُ لِيَقبِضَهُ فَكَرِهَ اِبرَاهِيمُ المَوتَ فَرَجَعَ مَلَكُ المَوتِ إِلَي رَبّهِ عَزّ وَ جَلّ فَقَالَ إِنّ اِبرَاهِيمَ كَرِهَ المَوتَ فَقَالَ دَع اِبرَاهِيمَ فَإِنّهُ يُحِبّ أَن يعَبدُنَيِ‌ قَالَ حَتّي رَأَي اِبرَاهِيمُ شَيخاً كَبِيراً يَأكُلُ وَ يَخرُجُ مِنهُ مَا يَأكُلُهُ فَكَرِهَ الحَيَاةَ وَ أَحَبّ المَوتَ فَبَلَغَنَا أَنّ اِبرَاهِيمَ أَتَي دَارَهُ فَإِذَا فِيهَا أَحسَنُ صُورَةٍ مَا رَآهَا قَطّ قَالَ مَن أَنتَ قَالَ أَنَا مَلَكُ المَوتِ قَالَ سُبحَانَ اللّهِ مَنِ ألّذِي يَكرَهُ قُربَكَ وَ زِيَارَتَكَ وَ أَنتَ بِهَذِهِ الصّورَةِ فَقَالَ يَا خَلِيلَ الرّحمَنِ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي إِذَا أَرَادَ بِعَبدٍ خَيراً بعَثَنَيِ‌ إِلَيهِ فِي هَذِهِ الصّورَةِ وَ إِذَا أَرَادَ بِعَبدٍ شَرّاً بعَثَنَيِ‌ إِلَيهِ فِي غَيرِ هَذِهِ الصّورَةِ فَقُبِضَ ع بِالشّامِ وَ توُفُيّ‌َ بَعدَهُ إِسمَاعِيلُ وَ هُوَ ابنُ ثَلَاثِينَ وَ مِائَةِ سَنَةٍ فَدُفِنَ فِي الحِجرِ مَعَ أُمّهِ

9- ع ،[علل الشرائع ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَنِ الحمِيرَيِ‌ّ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن مُحَمّدِ بنِ القَاسِمِ وَ غَيرِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِن سَارَةَ قَالَت لِإِبرَاهِيمَ ع يَا اِبرَاهِيمُ قَد كَبِرتَ فَلَو دَعَوتَ اللّهَ أَن يَرزُقَكَ وَلَداً تَقَرّ أَعيُنُنَا بِهِ فَإِنّ اللّهَ قَدِ اتّخَذَكَ خَلِيلًا وَ هُوَ مُجِيبٌ لِدَعوَتِكَ إِن شَاءَ قَالَ ع فَسَأَلَ اِبرَاهِيمُ رَبّهُ أَن يَرزُقَهُ غُلَاماً عَلِيماً فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَيهِ أنَيّ‌ وَاهِبٌ لَكَ غُلَاماً عَلِيماً ثُمّ أَبلُوكَ بِالطّاعَةِ لِي قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع فَمَكَثَ اِبرَاهِيمُ بَعدَ البِشَارَةِ ثَلَاثَ سِنِينَ ثُمّ جَاءَتهُ البِشَارَةُ مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ إِنّ سَارَةَ قَد قَالَت لِإِبرَاهِيمَ إِنّكَ قَد كَبِرتَ وَ قَرُبَ أَجَلُكَ فَلَو دَعَوتَ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَن يُنسِئَ فِي أَجَلِكَ وَ أَن يَمُدّ لَكَ فِي العُمُرِ فَتَعِيشَ مَعَنَا وَ تَقَرّ أَعيُنُنَا قَالَ فَسَأَلَ اِبرَاهِيمُ رَبّهُ ذَلِكَ قَالَ


صفحه : 80

فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَيهِ سَل مِن زِيَادَةِ العُمُرِ مَا أَحبَبتَ تُعطَهُ قَالَ فَأَخبَرَ اِبرَاهِيمُ سَارَةَ بِذَلِكَ فَقَالَت لَهُ سَلِ اللّهَ أَن لَا يُمِيتَكَ حَتّي تَكُونَ أَنتَ ألّذِي تَسأَلُهُ المَوتَ قَالَ فَسَأَلَ اِبرَاهِيمُ رَبّهُ ذَلِكَ فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَيهِ ذَلِكَ لَكَ قَالَ فَأَخبَرَ اِبرَاهِيمُ سَارَةَ بِمَا أَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَيهِ فِي ذَلِكَ فَقَالَت سَارَةُ لِإِبرَاهِيمَ اشكُر لِلّهِ وَ اعمَل طَعَاماً وَ ادعُ عَلَيهِ الفُقَرَاءَ وَ أَهلَ الحَاجَةِ قَالَ فَفَعَلَ ذَلِكَ اِبرَاهِيمُ وَ دَعَا إِلَيهِ النّاسَ فَكَانَ فِيمَن أَتَي رَجُلٌ كَبِيرٌ ضَعِيفٌ مَكفُوفٌ مَعَهُ قَائِدٌ لَهُ فَأَجلَسَهُ عَلَي مَائِدَتِهِ قَالَ فَمَدّ الأَعمَي يَدَهُ فَتَنَاوَلَ لُقمَةً وَ أَقبَلَ بِهَا نَحوَ فِيهِ فَجَعَلَت تَذهَبُ يَمِيناً وَ شِمَالًا مِن ضَعفِهِ ثُمّ أَهوَي بِيَدِهِ إِلَي جَبهَتِهِ فَتَنَاوَلَ قَائِدُهُ يَدَهُ فَجَاءَ بِهَا إِلَي فَمِهِ ثُمّ تَنَاوَلَ المَكفُوفُ لُقمَةً فَضَرَبَ بِهَا عَينَهُ قَالَ وَ اِبرَاهِيمُ ع يَنظُرُ إِلَي المَكفُوفِ وَ إِلَي مَا يَصنَعُ قَالَ فَتَعَجّبَ اِبرَاهِيمُ مِن ذَلِكَ وَ سَأَلَ قَائِدَهُ عَن ذَلِكَ فَقَالَ لَهُ القَائِدُ هَذَا ألّذِي تَرَي مِنَ الضّعفِ فَقَالَ اِبرَاهِيمُ فِي نَفسِهِ أَ لَيسَ إِذَا كَبِرتُ أَصِيرُ مِثلَ هَذَا ثُمّ إِنّ اِبرَاهِيمَ ع سَأَلَ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ حَيثُ رَأَي مِنَ الشّيخِ مَا رَأَي فَقَالَ أللّهُمّ توَفَنّيِ‌ فِي الأَجَلِ ألّذِي كَتَبتَ لِي فَلَا حَاجَةَ لِي فِي الزّيَادَةِ فِي العُمُرِ بَعدَ ألّذِي رَأَيتُ

10-ك ،[إكمال الدين ] أَبِي وَ ابنُ الوَلِيدِ مَعاً عَن سَعدٍ وَ الحمِيرَيِ‌ّ مَعاً عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن مَالِكِ بنِ عَطِيّةَ عَنِ الثمّاَليِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَخَرَجَ اِبرَاهِيمُ ذَاتَ يَومٍ يَسِيرُ فِي البِلَادِ لِيَعتَبِرَ مَرّ بِفَلَاةٍ مِنَ الأَرضِ فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ قَائِمٍ يصُلَيّ‌ قَد قَطَعَ إِلَي السّمَاءِ صَوتَهُ وَ لِبَاسُهُ شَعَرٌ فَوَقَفَ عَلَيهِ اِبرَاهِيمُ وَ عَجِبَ مِنهُ وَ جَلَسَ يَنتَظِرُ فَرَاغَهُ فَلَمّا طَالَ ذَلِكَ عَلَيهِ حَرّكَهُ بِيَدِهِ وَ قَالَ لَهُ إِنّ لِي حَاجَةً فَخَفّف قَالَ فَخَفّفَ الرّجُلُ وَ جَلَسَ اِبرَاهِيمُ فَقَالَ لَهُ اِبرَاهِيمُ لِمَن تصُلَيّ‌ فَقَالَ لِإِلَهِ اِبرَاهِيمَ فَقَالَ لَهُ وَ مَن إِلَهُ


صفحه : 81

اِبرَاهِيمَ فَقَالَ ألّذِي خَلَقَكَ وَ خلَقَنَيِ‌ فَقَالَ لَهُ اِبرَاهِيمُ لَقَد أعَجبَنَيِ‌ نَحوُكَ وَ أَنَا أُحِبّ أَن أُؤَاخِيَكَ فِي اللّهِ فَأَينَ مَنزِلُكَ إِذَا أَرَدتُ زِيَارَتَكَ وَ لِقَاءَكَ فَقَالَ لَهُ الرّجُلُ منَزلِيِ‌ خَلفَ النّطفَةِ وَ أَشَارَ بِيَدِهِ إِلَي البَحرِ وَ أَمّا مصُلَاّي‌َ فَهَذَا المَوضِعُ تصُيِبنُيِ‌ فِيهِ إِذَا أرَدَتنَيِ‌ إِن شَاءَ اللّهُ ثُمّ قَالَ الرّجُلُ لِإِبرَاهِيمَ لَكَ حَاجَةٌ فَقَالَ اِبرَاهِيمُ ع نَعَم قَالَ وَ مَا هيِ‌َ قَالَ لَهُ تَدعُو اللّهَ وَ أُؤَمّنُ عَلَي دُعَائِكَ أَو أَدعُو أَنَا وَ تُؤَمّنُ عَلَي دعُاَئيِ‌ فَقَالَ لَهُ الرّجُلُ وَ فِيمَ تَدعُو اللّهَ قَالَ لَهُ اِبرَاهِيمُ لِلمُذنِبِينَ المُؤمِنِينَ فَقَالَ الرّجُلُ لَا فَقَالَ اِبرَاهِيمُ وَ لِمَ فَقَالَ لأِنَيّ‌ دَعَوتُ اللّهَ مُنذُ ثَلَاثِ سِنِينَ بِدَعوَةٍ لَم أَرَ إِجَابَتَهَا إِلَي السّاعَةِ وَ أَنَا أسَتحَييِ‌ مِنَ اللّهِ أَن أَدعُوَهُ بِدَعوَةٍ حَتّي أَعلَمَ أَنّهُ قَد أجَاَبنَيِ‌ فَقَالَ اِبرَاهِيمُ وَ فِيمَا دَعوَتَهُ فَقَالَ لَهُ الرّجُلُ إنِيّ‌ لفَيِ‌ مصُلَاّي‌َ هَذَا ذَاتَ يَومٍ إِذ مَرّ بيِ‌ غُلَامٌ أَروَعُ النّورُ يَطلُعُ مِن جَبِينِهِ لَهُ ذُؤَابَةٌ مِن خَلفِهِ مَعَهُ بَقَرٌ يَسُوقُهَا كَأَنّمَا دُهِنَت دَهناً وَ غَنَمٌ يَسُوقُهَا كَأَنّمَا دَخِشَت دَخشاً قَالَ فأَعَجبَنَيِ‌ مَا رَأَيتُ مِنهُ فَقُلتُ يَا غُلَامُ لِمَن هَذِهِ البَقَرُ وَ الغَنَمُ فَقَالَ لِي فَقُلتُ وَ مَن أَنتَ فَقَالَ أَنَا إِسمَاعِيلُ بنُ اِبرَاهِيمَ خَلِيلِ اللّهِ فَدَعَوتُ اللّهَ عِندَ ذَلِكَ وَ سَأَلتُهُ أَن يرُيِنَيِ‌ خَلِيلَهُ فَقَالَ لَهُ اِبرَاهِيمُ فَأَنَا اِبرَاهِيمُ خَلِيلُ الرّحمَنِ وَ ذَلِكَ الغُلَامُ ابنيِ‌ فَقَالَ الرّجُلُ عِندَ ذَلِكَ الحَمدُ لِلّهِ رَبّ العَالَمِينَ ألّذِي أَجَابَ دعَوتَيِ‌ قَالَ ثُمّ قَبّلَ الرّجُلُ صفَحتَيَ‌ وَجهِ اِبرَاهِيمَ وَ عَانَقَهُ ثُمّ قَالَ الآنَ فَنَعَم فَادعُ حَتّي أُؤَمّنَ عَلَي دُعَائِكَ فَدَعَا اِبرَاهِيمُ لِلمُؤمِنِينَ وَ المُؤمِنَاتِ مِن يَومِهِ ذَلِكَ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ بِالمَغفِرَةِ وَ الرّضَي عَنهُم وَ أَمّنَ الرّجُلُ عَلَي دُعَائِهِ فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع فَدَعوَةُ اِبرَاهِيمَ بَالِغَةٌ لِلمُذنِبِينَ المُؤمِنِينَ مِن شِيعَتِنَا إِلَي يَومِ القِيَامَةِ

بيان نحوك أي طريقتك في العبادة أوقصدك أومثلك والنطفة بالضم البحر وقيل الماء الصافي‌ قل أوكثر والأروع من الرجال ألذي يعجبك حسنه قوله كأنما دهنت دهنا كناية إما عن سمنها أي ملئت دهنا أوصفائها أي طليت به يقال دهنه أي طلاه بالدهن قوله كأنما دخست في بعض النسخ بالخاء المعجمة والسين المهملة قال الجوهري‌ الدخيس


صفحه : 82

اللحم المكتنز و كل ذي‌ سمن دخيس و في بعضها بالحاء المهملة أيضا قال الجزري‌ كل شيءملأته فقد دخسته و في بعضها بالخاء والشين المعجمتين قال الفيروزآبادي‌ دخش كفرح امتلأ لحما

11-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَنِ ابنِ الوَلِيدِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ ابنِ أَبَانٍ عَنِ ابنِ أُورَمَةَ عَن يَحيَي اللّحّامِ عَن سَمَاعَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ اِبرَاهِيمَ نَاجَي رَبّهُ فَقَالَ يَا رَبّ كَيفَ[تُمِيتُ]ذَا العِيَالِ مِن قَبلِ أَن يَجعَلَ[تَجعَلَ] لَهُ مِن وُلدِهِ خَلَفاً يَقُومُ مِن بَعدِهِ فِي عِيَالِهِ فَأَوحَي اللّهُ تَعَالَي إِلَيهِ يَا اِبرَاهِيمُ أَ وَ تُرِيدُ لَهَا خَلَفاً مِنكَ يَقُومُ مَقَامَكَ مِن بَعدِكَ خَيراً منِيّ‌ قَالَ اِبرَاهِيمُ أللّهُمّ لَا الآنَ طَابَت نفَسيِ‌

12-كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي دَاوُدَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَبَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مِن مَسجِدِ السّهلَةِ سَارَ اِبرَاهِيمُ ع إِلَي اليَمَنِ بِالعَمَالِقَةِ

باب 5-أحوال أولاده وأزواجه صلوات الله عليهم وبناء البيت

الآيات البقرةوَ إِذ جَعَلنَا البَيتَ مَثابَةً لِلنّاسِ وَ أَمناً وَ اتّخِذُوا مِن مَقامِ اِبراهِيمَ مُصَلّي وَ عَهِدنا إِلي اِبراهِيمَ وَ إِسماعِيلَ أَن طَهّرا بيَتيِ‌َ لِلطّائِفِينَ وَ العاكِفِينَ وَ الرّكّعِ السّجُودِ وَ إِذ قالَ اِبراهِيمُ رَبّ اجعَل هذا بَلَداً آمِناً وَ ارزُق أَهلَهُ مِنَ الثّمَراتِ مَن آمَنَ مِنهُم بِاللّهِ وَ اليَومِ الآخِرِ قالَ وَ مَن كَفَرَ فَأُمَتّعُهُ قَلِيلًا ثُمّ أَضطَرّهُ إِلي عَذابِ النّارِ وَ بِئسَ المَصِيرُ وَ إِذ يَرفَعُ اِبراهِيمُ القَواعِدَ مِنَ البَيتِ وَ إِسماعِيلُ رَبّنا تَقَبّل مِنّا إِنّكَ أَنتَ السّمِيعُ العَلِيمُ رَبّنا وَ اجعَلنا مُسلِمَينِ لَكَ وَ مِن ذُرّيّتِنا أُمّةً مُسلِمَةً لَكَ وَ أَرِنا مَناسِكَنا وَ تُب عَلَينا إِنّكَ أَنتَ التّوّابُ الرّحِيمُ رَبّنا وَ ابعَث فِيهِم رَسُولًا مِنهُم يَتلُوا عَلَيهِم آياتِكَ وَ يُعَلّمُهُمُ الكِتابَ وَ الحِكمَةَ وَ يُزَكّيهِم إِنّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ وَ مَن يَرغَبُ عَن مِلّةِ اِبراهِيمَ إِلّا مَن سَفِهَ نَفسَهُ وَ لَقَدِ اصطَفَيناهُ فِي الدّنيا وَ إِنّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصّالِحِينَ إِذ قالَ لَهُ رَبّهُ أَسلِم قالَ أَسلَمتُ


صفحه : 83

لِرَبّ العالَمِينَ وَ وَصّي بِها اِبراهِيمُ بَنِيهِ وَ يَعقُوبُ يا بنَيِ‌ّ إِنّ اللّهَ اصطَفي لَكُمُ الدّينَ فَلا تَمُوتُنّ إِلّا وَ أَنتُم مُسلِمُونَالأنعام وَ وَهَبنا لَهُ إِسحاقَ وَ يَعقُوبَ كُلّا هَدَيناهودوَ لَقَد جاءَت رُسُلُنا اِبراهِيمَ بِالبُشري قالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ فَما لَبِثَ أَن جاءَ بِعِجلٍ حَنِيذٍ فَلَمّا رَأي أَيدِيَهُم لا تَصِلُ إِلَيهِ نَكِرَهُم وَ أَوجَسَ مِنهُم خِيفَةً قالُوا لا تَخَف إِنّا أُرسِلنا إِلي قَومِ لُوطٍ وَ امرَأَتُهُ قائِمَةٌ فَضَحِكَت فَبَشّرناها بِإِسحاقَ وَ مِن وَراءِ إِسحاقَ يَعقُوبَ قالَت يا وَيلَتي أَ أَلِدُ وَ أَنَا عَجُوزٌ وَ هذا بعَليِ‌ شَيخاً إِنّ هذا لشَيَ‌ءٌ عَجِيبٌ قالُوا أَ تَعجَبِينَ مِن أَمرِ اللّهِ رَحمَتُ اللّهِ وَ بَرَكاتُهُ عَلَيكُم أَهلَ البَيتِ إِنّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ فَلَمّا ذَهَبَ عَن اِبراهِيمَ الرّوعُ وَ جاءَتهُ البُشري يُجادِلُنا فِي قَومِ لُوطٍ إِنّ اِبراهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوّاهٌ مُنِيبٌ يا اِبراهِيمُ أَعرِض عَن هذا إِنّهُ قَد جاءَ أَمرُ رَبّكَ وَ إِنّهُم آتِيهِم عَذابٌ غَيرُ مَردُودٍ ابراهيم وَ إِذ قالَ اِبراهِيمُ رَبّ اجعَل هَذَا البَلَدَ آمِناً وَ اجنبُنيِ‌ وَ بنَيِ‌ّ أَن نَعبُدَ الأَصنامَ رَبّ إِنّهُنّ أَضلَلنَ كَثِيراً مِنَ النّاسِ فَمَن تبَعِنَيِ‌ فَإِنّهُ منِيّ‌ وَ مَن عصَانيِ‌ فَإِنّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ رَبّنا إنِيّ‌ أَسكَنتُ مِن ذرُيّتّيِ‌ بِوادٍ غَيرِ ذيِ‌ زَرعٍ عِندَ بَيتِكَ المُحَرّمِ رَبّنا لِيُقِيمُوا الصّلاةَ فَاجعَل أَفئِدَةً مِنَ النّاسِ تهَويِ‌ إِلَيهِم وَ ارزُقهُم مِنَ الثّمَراتِ لَعَلّهُم يَشكُرُونَ رَبّنا إِنّكَ تَعلَمُ ما نخُفيِ‌ وَ ما نُعلِنُ وَ ما يَخفي عَلَي اللّهِ مِن شَيءٍ فِي الأَرضِ وَ لا فِي السّماءِ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي وَهَبَ لِي عَلَي الكِبَرِ إِسماعِيلَ وَ إِسحاقَ إِنّ ربَيّ‌ لَسَمِيعُ الدّعاءِ رَبّ اجعلَنيِ‌ مُقِيمَ الصّلاةِ وَ مِن ذرُيّتّيِ‌ رَبّنا وَ تَقَبّل دُعاءِ رَبّنَا اغفِر لِي وَ لوِالدِيَ‌ّ وَ لِلمُؤمِنِينَ يَومَ يَقُومُ الحِسابُمريم فَلَمّا اعتَزَلَهُم وَ ما يَعبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ وَهَبنا لَهُ إِسحاقَ وَ يَعقُوبَ وَ كُلّا جَعَلنا نَبِيّا وَ وَهَبنا لَهُم مِن رَحمَتِنا وَ جَعَلنا لَهُم لِسانَ صِدقٍ عَلِيّاالأنبياءوَ وَهَبنا لَهُ إِسحاقَ وَ يَعقُوبَ نافِلَةً وَ كُلّا جَعَلنا صالِحِينَ وَ جَعَلناهُم أَئِمّةً يَهدُونَ بِأَمرِنا وَ أَوحَينا إِلَيهِم فِعلَ الخَيراتِ وَ إِقامَ الصّلاةِ وَ إِيتاءَ الزّكاةِ وَ كانُوا لَنا عابِدِينَ و قال تعالي وَ إِسماعِيلَ وَ إِدرِيسَ وَ ذَا الكِفلِ كُلّ مِنَ الصّابِرِينَالحج وَ إِذ بَوّأنا لِإِبراهِيمَ مَكانَ البَيتِ أَن لا تُشرِك بيِ‌ شَيئاً وَ طَهّر بيَتيِ‌َ لِلطّائِفِينَ


صفحه : 84

وَ القائِمِينَ وَ الرّكّعِ السّجُودِ وَ أَذّن فِي النّاسِ بِالحَجّ يَأتُوكَ رِجالًا وَ عَلي كُلّ ضامِرٍ يَأتِينَ مِن كُلّ فَجّ عَمِيقٍ لِيَشهَدُوا مَنافِعَ لَهُم وَ يَذكُرُوا اسمَ اللّهِ فِي أَيّامٍ مَعلُوماتٍ عَلي ما رَزَقَهُم مِن بَهِيمَةِ الأَنعامِ

العنكبوت وَ وَهَبنا لَهُ إِسحاقَ وَ يَعقُوبَ وَ جَعَلنا فِي ذُرّيّتِهِ النّبُوّةَ وَ الكِتابَ وَ آتَيناهُ أَجرَهُ فِي الدّنيا وَ إِنّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصّالِحِينَالذاريات هَل أَتاكَ حَدِيثُ ضَيفِ اِبراهِيمَ المُكرَمِينَ إِذ دَخَلُوا عَلَيهِ فَقالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ قَومٌ مُنكَرُونَ فَراغَ إِلي أَهلِهِ فَجاءَ بِعِجلٍ سَمِينٍ فَقَرّبَهُ إِلَيهِم قالَ أَ لا تَأكُلُونَ فَأَوجَسَ مِنهُم خِيفَةً قالُوا لا تَخَف وَ بَشّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِيمٍ فَأَقبَلَتِ امرَأَتُهُ فِي صَرّةٍ فَصَكّت وَجهَها وَ قالَت عَجُوزٌ عَقِيمٌ قالُوا كَذلِكِ قالَ رَبّكِ إِنّهُ هُوَ الحَكِيمُ العَلِيمُ قالَ فَما خَطبُكُم أَيّهَا المُرسَلُونَ قالُوا إِنّا أُرسِلنا إِلي قَومٍ مُجرِمِينَ لِنُرسِلَ عَلَيهِم حِجارَةً مِن طِينٍتفسير قال الطبرسي‌ قدس الله روحه في قوله سبحانه وَ اتّخِذُوا مِن مَقامِ اِبراهِيمَ في المقام دلالة ظاهرة علي نبوة ابراهيم ع فإن الله سبحانه جعل الحجر تحت قدمه كالطين حتي دخلت قدمه فيه فكان ذلك معجزة له وَ روُيِ‌َ عَنِ البَاقِرِ ع أَنّهُ قَالَ نَزَلَت ثَلَاثَةُ أَحجَارٍ مِنَ الجَنّةِ مَقَامُ اِبرَاهِيمَ وَ حَجَرُ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ وَ الحَجَرُ الأَسوَدُ استَودَعَهُ اللّهُ اِبرَاهِيمَ حَجَراً أَبيَضَ وَ كَانَ أَشَدّ بَيَاضاً مِنَ القَرَاطِيسِ فَاسوَدّ مِن خَطَايَا بنَيِ‌ آدَمَ

. و قال ابن عباس لماأتي ابراهيم بإسماعيل وهاجر فوضعهما بمكة وأتت علي ذلك مدة ونزلها الجرهميون وتزوج إسماعيل امرأة منهم وماتت هاجر استأذن ابراهيم سارة أن يأتي‌ هاجر فأذنت له وشرطت عليه أن لاينزل فقدم ابراهيم ع و قدماتت هاجر فذهب إلي بيت إسماعيل فقال لامرأته أين صاحبك فقالت ليس هوهاهنا ذهب يتصيد و كان إسماعيل يخرج من الحرم فيتصيد ثم يرجع فقال لها ابراهيم هل عندك ضيافة قالت ليس عندي‌ شيء و ماعندي‌ أحد فقال لها ابراهيم إذاجاء زوجك فأقرئيه السلام وقولي‌ له فليغير عتبة بابه وذهب ابراهيم ع وجاء إسماعيل ع ووجد ريح أبيه فقال لامرأته هل جاءك أحد قالت جاءني‌ شيخ صفته كذا وكذا كالمستخفة


صفحه : 85

بشأنه قال فما قال لك قالت قال لي أقرئي‌ زوجك السلام وقولي‌ له فليغير عتبة بابه فطلقها وتزوج أخري فلبث ابراهيم ماشاء الله أن يلبث ثم استأذن سارة أن يزور إسماعيل فأذنت له واشترطت عليه أن لاينزل فجاء ابراهيم حتي انتهي إلي باب إسماعيل فقال لامرأته أين صاحبك قالت يتصيد و هويجي‌ء الآن إن شاء الله فانزل يرحمك الله قال لها هل عندك ضيافة قالت نعم فجاءت باللبن واللحم فدعا لها بالبركة فلو جاءت يومئذ بخبز برا وشعيرا وتمرا لكان أكثر أرض الله برا وشعيرا وتمرا فقالت له انزل حتي أغسل رأسك فلم ينزل فجاءت بالمقام فوضعته علي شقه الأيمن فوضع قدمه عليه فبقي‌ أثر قدمه عليه فغسلت شق رأسه الأيمن ثم حولت المقام إلي شق رأسه الأيسر فبقي‌ أثر قدمه عليه فغسلت شق رأسه الأيسر فقال لها إذاجاء زوجك فأقرئيه السلام وقولي‌ له قداستقامت عتبة بابك فلما جاء إسماعيل وجد ريح أبيه فقال لامرأته هل جاءك أحد قالت نعم شيخ أحسن الناس وجها وأطيبهم ريحا و قال لي كذا وكذا وغسلت رأسه و هذاموضع قدميه علي المقام قال لها إسماعيل ذلك ابراهيم ع .

وَ قَد رَوَي هَذِهِ القِصّةَ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن أَبَانٍ عَنِ الصّادِقِ ع وَ إِنِ اختَلَفَت بَعضُ أَلفَاظِهِ وَ قَالَ فِي آخِرِهَا إِذَا جَاءَ زَوجُكِ فقَوُليِ‌ لَهُ قَد جَاءَ هَاهُنَا شَيخٌ وَ هُوَ يُوصِيكَ بِعَتَبَةِ بَابِكَ خَيراً قَالَ فَأَكَبّ إِسمَاعِيلُ عَلَي المَقَامِ يبَكيِ‌ وَ يُقَبّلَهُ

وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي عَنهُ ع أَنّ اِبرَاهِيمَ ع استَأذَنَ سَارَةَ أَن يَزُورُ إِسمَاعِيلَ فَأَذِنَت لَهُ عَلَي أَن لَا يَلبَثَ عَنهَا وَ أَن لَا يَنزِلَ عَن حِمَارِهِ فَقِيلَ لَهُ كَيفَ كَانَ ذَلِكَ فَقَالَ إِنّ الأَرضَ طُوِيَت لَهُ

وَ عَنِ ابنِ عُمَرَ عَنِ النّبِيّص قَالَ الرّكنُ وَ المَقَامُ يَاقُوتَانِ مِن يَاقُوتِ الجَنّةِ طَمَسَ اللّهُ نُورَهُمَا وَ لَو لَا أَنّ نُورَهُمَا طُمِسَ لَأَضَاءَ مَا بَينَ المَشرِقِ وَ المَغرِبِ

.أَن طَهّرا أي قلنا لهما طهرا بيتي‌ أضاف البيت إلي نفسه تفضيلا له علي سائر البقاع و في التطهير وجوه .أحدها أن المراد طهراه من الفرث والدم ألذي كان المشركون تطرحه عندالبيت قبل أن يصير في يد ابراهيم وإسماعيل وثانيها طهراه من الأصنام التي‌ كانوا يعلقونها


صفحه : 86

علي باب البيت وثالثها طهراه ببنائكما له علي الطهارة كقوله تعالي أَ فَمَن أَسّسَ بُنيانَهُ عَلي تَقوي مِنَ اللّهِ.لِلطّائِفِينَ وَ العاكِفِينَأكثر المفسرين علي أن الطائفين هم الدائرون حول البيت والعاكفين هم المجاورون للبيت وقيل الطائفون الطارئون علي مكة من الآفاق والعاكفون المقيمون فيهاوَ الرّكّعِ السّجُودِهم المصلون .رَبّ اجعَل هذا أي مكةبَلَداً آمِناً أي ذا أمن قال ابن عباس يريد لايصاد طيره و لايقطع شجره و لايختلي خلاه وَ ارزُق أَهلَهُ مِنَ الثّمَراتِ

روُيِ‌َ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع أَنّ المُرَادَ بِذَلِكَ أَنّ الثّمَرَاتِ تُحمَلُ إِلَيهِم مِنَ الآفَاقِ

وَ روُيِ‌َ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ إِنّمَا هُوَ ثَمَرَاتُ القُلُوبِ أَي حَبّبهم إِلَي النّاسِ لِيَثُوبُوا إِلَيهِم

مَن آمَنَ مِنهُمإنما خصهم لأنه تعالي كان قدأعلمه أنه يكون في ذريته الظالمون فخص بالدعاء رزق المؤمنين تأدبا بأدب الله فيهم قالَ وَ مَن كَفَرَ فَأُمَتّعُهُ قَلِيلًا أي قال الله قداستجبت دعوتك فيمن آمن منهم و من كفر فأمتعه بالرزق ألذي أرزقه إلي وقت مماته ثُمّ أَضطَرّهُ إِلي عَذابِ النّارِ أي أدفعه إليها في الآخرة.وَ إِذ يَرفَعُ أي اذكر إذ يرفع اِبراهِيمُ القَواعِدَ مِنَ البَيتِ أي أصول البيت التي‌ كانت قبل ذلك عن ابن عباس وعطا قالا قد كان آدم بناه ثم عفا أثره فجدده ابراهيم و هوالمروي‌ عن أئمتنا صلوات الله عليهم

وَ فِي كِتَابِ العيَاّشيِ‌ّ بِإِسنَادِهِ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ إِنّ اللّهَ تَعَالَي أَنزَلَ الحَجَرَ الأَسوَدَ مِنَ الجَنّةِ لآِدَمَ ع وَ كَانَتِ البَيتُ دُرّةً بَيضَاءَ فَرَفَعَهُ اللّهُ تَعَالَي إِلَي السّمَاءِ وَ بقَيِ‌َ أَسَاسُهُ فَهُوَ حِيَالَ هَذَا البَيتِ يَدخُلُهُ كُلّ يَومٍ سَبعُونَ أَلفَ مَلَكٍ لَا يَرجِعُونَ إِلَيهِ أَبَداً فَأَمَرَ اللّهُ اِبرَاهِيمَ وَ إِسمَاعِيلَ أَن يَبنِيَا البَيتَ عَلَي القَوَاعِدِ

وَ إِسماعِيلُ


صفحه : 87

أي يرفع ابراهيم وإسماعيل أساس الكعبة يقولان رَبّنا تَقَبّل مِنّافكان ابراهيم يبني‌ وإسماعيل يناوله الحجارة.

وَ روُيِ‌َ عَنِ البَاقِرِ ع أَنّ إِسمَاعِيلَ أَوّلُ مَن شُقّ لِسَانُهُ بِالعَرَبِيّةِ فَكَانَ أَبُوهُ يَقُولُ لَهُ وَ هُمَا يَبنِيَانِ البَيتَ يَا إِسمَاعِيلُ هابي‌ ابن أَي أعَطنِيِ‌ حَجَراً فَيَقُولُ لَهُ إِسمَاعِيلُ يَا أَبَتِ هَاكَ حَجَراً فَإِبرَاهِيمُ يبَنيِ‌ وَ إِسمَاعِيلُ يُنَاوِلُهُ الحِجَارَةَ

.وَ اجعَلنا مُسلِمَينِ لَكَ أي في بقية عمرنا كماجعلتنا مسلمين في ماضي‌ عمرنا وقيل أي قائمين بجميع شرائع الإسلام مطيعين لك لأن الإسلام هوالطاعة والانقيادمِن ذُرّيّتِنا أي واجعل من أولادناأُمّةً مُسلِمَةً لَكَ أي جماعة موحدة منقادة لك يعني‌ أمة محمدص

روُيِ‌َ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّ المُرَادَ بِالأُمّةِ بَنُو هَاشِمٍ خَاصّةً وَ إِنّمَا خَصّا بَعضَهُم لِأَنّهُ تَعَالَي أَعلَمَ اِبرَاهِيمَ أَنّ فِي ذُرّيّتِهِ مَن لَا يَنَالُ عَهدَهُ لِمَا يَرتَكِبُهُ مِنَ الظّلمِ

وَ أَرِنا مَناسِكَنا أي عرفنا المواضع التي‌ تتعلق النسك بهالنفعله عندهاوَ تُب عَلَينا فيه وجوه .أحدها أنهما قالا هذه الكلمة علي وجه التسبيح والتعبد والانقطاع إلي الله ليقتدي‌ بهما الناس فيها. وثانيها أنهما سألا التوبة علي ظلمة ذريتهما. وثالثها أن معناه ارجع علينا بالمغفرة والرحمة.


صفحه : 88

وَ ابعَث فِيهِم رَسُولًا هونبينا محمدص كما قال أنادعوة أبي ابراهيم وبشارة عيسي .وَ مَن يَرغَبُ عَن مِلّةِ اِبراهِيمَ إِلّا مَن سَفِهَ نَفسَهُ أي لايترك دين ابراهيم وشريعته إلا من أهلك نفسه وأوبقها وقيل أضل نفسه وقيل جهل قدره وقيل جهل نفسه بما فيها من الآيات الدالة علي أن لها صانعالَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ.وَ لَقَدِ اصطَفَيناهُ فِي الدّنيا أي اخترناه بالرسالةوَ إِنّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصّالِحِينَ أي من الفائزين وقيل أي لمع الصالحين أي مع آبائه الأنبياء في الجنةإِذ قالَ لَهُ رَبّهُ أي اصطفيناه حين قال له ربه أَسلِم واختلف في أنه متي قيل له ذلك فقال الحسن كان هذاحين أفلت الشمس ورأي ابراهيم تلك الآيات والأدلة و قال يا قَومِ إنِيّ‌ برَيِ‌ءٌ مِمّا تُشرِكُونَ و قال ابن عباس إنما قال ذلك ابراهيم حين خرج من السرب وإنما قال ذلك بعدالنبوة ومعني أَسلِماستقم علي الإسلام واثبت علي التوحيد وقيل معني أسلم أخلص دينك بالتوحيدقالَ أَسلَمتُ أي أخلصت الدين لله رب العالمين وَ وَصّي بِها أي بالملة أوبالكلمة التي‌ هي‌ قوله أَسلَمتُ لِرَبّ العالَمِينَ وقيل بكلمة التوحيداِبراهِيمُ بَنِيهِإنما خص البنين لأن إشفاقه عليهم أكثر وهم بقبول وصيته أجدر و إلافمن المعلوم أنه كان يدعو جميع الأنام إلي الإسلام وَ يَعقُوبُ أي ووصي يعقوب بنيه إِنّ اللّهَ اصطَفي لَكُمُ الدّينَ أي اختار لكم دين الإسلام فَلا تَمُوتُنّ إِلّا وَ أَنتُم مُسلِمُونَ أي فلاتتركوا الإسلام فيصادفكم الموت علي تركه .وَ لَقَد جاءَت رُسُلُناقيل كانوا ثلاثة جبرئيل وميكائيل وإسرافيل عن ابن عباس وقيل أربعة عن أبي عبد الله ع قيل والرابع اسمه كروبيل وقيل تسعة وقيل أحد عشر وكانوا علي صورة الغلمان بِالبُشري أي بالبشارة بإسحاق ونبوته و أنه يولد له يعقوب

وَ روُيِ‌َ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع أَنّ هَذِهِ البِشَارَةَ كَانَت بِإِسمَاعِيلَ مِن هَاجَرَ

.


صفحه : 89

وقيل بإهلاك قوم لوطقالُوا سَلاماً أي سلمنا سلاما أوأصبت سلاما أي سلامةفَضَحِكَت أي تعجبا من غفلة قوم لوط مع قرب نزول العذاب بهم أو من امتناعهم عن الأكل وخدمتها إياهم بنفسها وقيل ضحكت لأنها قالت لإبراهيم اضمم إليك ابن أخيك إني‌ أعلم أنه سينزل بهؤلاء عذاب فضحكت سرورا لماأتي الأمر علي ماتوهمت وقيل تعجبا وسرورا من البشارة بإسحاق لأنها كانت هرمت وهي‌ بنت ثمان وتسعين أوتسع وتسعين و قد كان شاخ زوجها و كان ابن تسع وتسعين سنة أومائة سنة وقيل مائة وعشرين سنة و لم يرزق لهما ولد في حال شبابهما ففي‌ الكلام تقديم وتأخير وروي‌ ذلك عن أبي جعفر ع وَ مِن وَراءِ إِسحاقَ أي بعدإسحاق و عن ابن العباس الوراء ولد الولد وقيل إن ضحكت بمعني حاضت وروي‌ ذلك عن الصادق ع يقال ضحكت الأرنب أي حاضت رَحمَتُ اللّهِخبر أودعاءيُجادِلُنا أي يجادل رسلنا ويسائلهم فِي قَومِ لُوطٍبما سيأتي‌ في الأخبار أويسألهم بم يستحقون العذاب وكيف يقع عليهم وكيف ينجي‌ الله المؤمنين فسمي‌ الاستقصاء في السؤال جدالا فقالت الملائكةيا اِبراهِيمُ أَعرِض عَن هذاالقول إِنّهُ قَد جاءَ أَمرُ رَبّكَبالعذاب فهو نازل بهم لامحالة.هَذَا البَلَدَيعني‌ مكة و ماحولها من الحرم رَبّ إِنّهُنّ أَضلَلنَ أي ضل بعبادتهن كثير من الناس فَمَن تبَعِنَيِ‌ فَإِنّهُ منِيّ‌ أي من تبعني‌ من ذريتي‌ التي‌ أسكنتهم هذاالبلد علي ديني‌ في عبادة الله وحده فإنه من جملتي‌ وحاله كحالي‌فَإِنّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ أي ساتر علي العباد معاصيهم رحيم بهم في جميع أحوالهم منعم عليهم رَبّنا إنِيّ‌ أَسكَنتُ مِن ذرُيّتّيِ‌يريد إسماعيل مع أمه هاجر و هوأكبر ولده

وَ روُيِ‌َ عَنِ البَاقِرِ ع أَنّهُ قَالَ نَحنُ بَقِيّةُ تِلكَ العِترَةِ وَ قَالَ كَانَت دَعوَةُ اِبرَاهِيمَ لَنَا خَاصّةً

بِوادٍ غَيرِ ذيِ‌ زَرعٍيريد وادي‌ مكة و هوالأبطح إذ لم يكن بهايومئذ ماء و لازرع و لاضرع عِندَ بَيتِكَ المُحَرّمِأضاف البيت إليه إذ لم يملكه أحد سواه ووصفه بالمحرم لأنه لايستطيع أحد الوصول


صفحه : 90

إليه إلابالإحرام وقيل لأنه حرم فيه ماأحل في غيره من البيوت من الجماع والملابسة بشي‌ء من الأقذار والدماء وقيل معناه العظيم الحرمةفَاجعَل أَفئِدَةً مِنَ النّاسِ تهَويِ‌ إِلَيهِم هذاسؤال من ابراهيم ع أن يجعل الله قلوب الخلق تحن إلي ذلك الموضع ليكون في ذلك أنس لذريته وليدر أرزاقهم علي مرور الأوقات

وَ عَنِ البَاقِرِ ع أَنّهُ قَالَ إِنّمَا أُمِرَ النّاسُ أَن يَطُوفُوا بِهَذِهِ الأَحجَارِ ثُمّ يَنفِرُوا إِلَينَا فَيُعلِمُونَا وَلَايَتَهُم وَ يَعرِضُوا عَلَينَا نَصرَهُم ثُمّ قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَالحَمدُ لِلّهِ ألّذِي وَهَبَ لِي عَلَي الكِبَرِ

قال ابن عباس ولد له إسماعيل و هو ابن تسع وتسعين سنة وولد له إسحاق و هو ابن مائة واثنتي‌ عشرة سنة و قال ابن جبير لم يولد لإبراهيم إلا بعدمائة وسبع عشرة سنةوَ لوِالدِيَ‌ّاستدل أصحابنا بهذا علي ماذهبوا إليه من أن أبوي‌ ابراهيم لم يكونا كافرين لأنه إنما سأل المغفرة لهما يوم القيامة فلو كانا كافرين لماسأل ذلك .فَلَمّا اعتَزَلَهُم أي فارقهم وهاجرهم إلي الأرض المقدسةوَهَبنا لَهُ إِسحاقَولداوَ يَعقُوبَولد ولدوَ كُلّا من هذين جَعَلنا نَبِيّايقتدي به في الدين وَ وَهَبنا لَهُم مِن رَحمَتِنا أي نعمتنا سوي الأولاد والنبوة من نعم الدين والدنياوَ جَعَلنا لَهُم لِسانَ صِدقٍ أي ثناء حسنا في الناس عَلِيّامرتفعا سائرا في الناس فكل أهل الأديان يتولون ابراهيم وذريته ويثنون عليهم ويدعون أنهم علي دينهم وقيل معناه وعلينا ذكرهم بأن محمدا وأمته يذكرونهم بالجميل إلي قيام القيامة بقولهم كماصليت علي ابراهيم وآل ابراهيم .وَ كُلّا جَعَلنا صالِحِينَللنبوة والرسالة أوحكمنا بكونهم صالحين وَ كانُوا لَنا عابِدِينَ أي مخلصين في العبادة.وَ إِذ بَوّأنا لِإِبراهِيمَ أي واذكر يا محمدإذ وطأنا لإبراهيم مَكانَ البَيتِ وعرفناه ذلك بما جعلنا له من العلامة قال السدي‌ إن الله تعالي لماأمره ببناء البيت


صفحه : 91

لم يدر أين يبني‌ فبعث الله ريحا خجوجا فكنست له ماحول الكعبة عن الأساس الأول ألذي كان البيت عليه قبل أن يرفع أيام الطوفان . و قال الكلبي‌ بعث الله سبحانه علي قدر البيت فيهارأس تتكلم فقامت بحيال الكعبة وقالت يا ابراهيم ابن علي قدري‌ وقيل إن المعني جعلنا البيت مثواه ومسكنه أَن لا تُشرِك بيِ‌ شَيئاً أي أوحينا إليه أن لاتعبد غيري‌وَ طَهّر بيَتيِ‌َ من الشرك وعبادة الأوثان والقائمين أي المقيمين بمكة أوالقائمين في الصلاةوَ أَذّن فِي النّاسِ أي أعلمهم بوجوب الحج واختلف في المخاطب به علي قولين أحدهما أنه ابراهيم ع عن علي ع و ابن عباس قال قام في المقام فنادي ياأيها الناس إن الله دعاكم إلي الحج فأجابوا لبيك أللهم لبيك . والثاني‌ أن المخاطب به نبيناص وجمهور المفسرين علي الأول قالوا أسمع الله صوت ابراهيم كل من سبق علمه بأنه يحج إلي يوم القيامة كماأسمع سليمان مع ارتفاع منزلته وكثرة جنوده حوله صوت النمل مع خفضه وسكونه و في رواية عطا عن ابن عباس قال لماأمر الله ابراهيم أن ينادي‌ في الناس بالحج صعد أباقبيس ووضع إصبعيه في أذنيه و قال ياأيها الناس أجيبوا ربكم فأجابوه بالتلبية في أصلاب الرجال وأول من أجابه أهل اليمن .وَ آتَيناهُ أَجرَهُ فِي الدّنيا و هوالذكر الحسن والولد الصالح أورضي أهل الأديان به أو أنه أري‌ مكانه في الجنة وقيل بقاء ضيافته عندقبره .المُكرَمِينَ عند الله وقيل أكرمهم ابراهيم فرفع مجالسهم وخدمهم بنفسه واختلف في عددهم فقيل كانوا اثني‌ عشر ملكا وقيل كان جبرئيل ومعه سبعة أملاك وقيل كانوا ثلاثة جبرئيل وميكائيل وملك آخرقَومٌ مُنكَرُونَ أي قال في نفسه


صفحه : 92

هؤلاء قوم لانعرفهم فَراغَ إِلي أَهلِهِ أي ذهب إليهم خفيا لئلا يمنعوه من تكلف مأكول فَجاءَ بِعِجلٍ سَمِينٍ و كان مشويا قال قتادة و كان عامة مال ابراهيم البقرفَأَوجَسَ مِنهُم خِيفَةً أي فلما امتنعوا من الأكل أوجس منهم خيفة وظن أنهم يريدون به سوءاقالُوا أي الملائكةبِغُلامٍ عَلِيمٍ أي إسماعيل وقيل هوإسحاق لأنه من سارة و هذه القصة لهافَأَقبَلَتِ امرَأَتُهُ فِي صَرّةٍ أي فلما سمعت البشارة سارة أقبلت في صيحة عن ابن عباس وغيره وقيل في جماعة عن الصادق ع وقيل في رنةفَصَكّت وَجهَها أي جمعت أصابعها فضربت جبينها تعجبا وقيل لطمت وجههاوَ قالَت عَجُوزٌ عَقِيمٌ أي أناعجوز عاقر فكيف ألدقالُوا كَذلِكَ قالَ رَبّكِ أي كماقلنا لك قال ربك إنك ستلدين غلاما فلاتشكي‌فَما خَطبُكُم أي فما شأنكم ولأي‌ أمر جئتم وكأنه قال جئتم لأمر عظيم فما هو

1-فس ،[تفسير القمي‌] قَولُهُطَهّرا بيَتيِ‌َ قَالَ الصّادِقُ ع يعَنيِ‌ نَحّ عَنهُ المُشرِكِينَ وَ قَالَ لَمّا بَنَي اِبرَاهِيمُ ع البَيتَ وَ حَجّ النّاسُ شَكَتِ الكَعبَةُ إِلَي اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي مَا يَلقَي مِن أَنفَاسِ المُشرِكِينَ فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهَا قرِيّ‌ كَعبَةُ فإَنِيّ‌ أَبعَثُ فِي آخِرِ الزّمَانِ قَوماً يَتَنَظّفُونَ بِقُضبَانِ الشّجَرِ وَ يَتَخَلّلُونَ قَولُهُوَ ارزُق أَهلَهُفَإِنّهُ دَعَا اِبرَاهِيمُ رَبّهُ أَن يَرزُقَ مَن آمَنَ بِهِ فَقَالَ اللّهُ يَا اِبرَاهِيمُوَ مَن كَفَرَأَيضاً أَرزُقُهُفَأُمَتّعُهُ قَلِيلًا ثُمّ أَضطَرّهُ إِلي عَذابِ النّارِ قَولُهُرَبّنا وَ ابعَث فِيهِم رَسُولًافَإِنّهُ يعَنيِ‌ مِن وُلدِ إِسمَاعِيلَ ع فَلِذَلِكَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَنَا دَعوَةُ أَبِي اِبرَاهِيمَ ع

2-فس ،[تفسير القمي‌] قَولُهُرَبّ اجعَل هَذَا البَلَدَ آمِناًيعَنيِ‌ مَكّةَرَبّ إِنّهُنّ أَضلَلنَ فَإِنّ الأَصنَامَ لَم تُضِلّ وَ إِنّمَا ضَلّ النّاسُ بِهَا قَولُهُوَ ارزُقهُم مِنَ الثّمَراتِ أَي مِن ثَمَرَاتِ القُلُوبِلَعَلّهُم يَشكُرُونَيعَنيِ‌ لكِيَ‌ يَشكُرُوا

وَ حدَثّنَيِ‌ أَبِي عَن حَنَانٍ عَن


صفحه : 93

أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِرَبّنا إنِيّ‌ أَسكَنتُالآيَةَ قَالَ نَحنُ وَ اللّهِ بَقِيّةُ تِلكَ العِترَةِ قَولُهُرَبّنَا اغفِر لِي وَ لوِالدِيَ‌ّ قَالَ إِنّمَا نَزَلَت وَ لوِلَدَيَ‌ّ إِسمَاعِيلَ وَ إِسحَاقَ

بيان قال في مجمع البيان قرأ الحسين بن علي و أبو جعفر محمد بن علي ع والزهري‌ و ابراهيم النخعي‌ وَ لوِلَدَيَ‌ّ وقرأ يحيي بن يعمر ولولدي‌

3-فس ،[تفسير القمي‌] فَلَمّا اعتَزَلَهُميعَنيِ‌ اِبرَاهِيمَوَ وَهَبنا لَهُم مِن رَحمَتِنايعَنيِ‌ لِإِبرَاهِيمَ وَ إِسحَاقَ وَ يَعقُوبَمِن رَحمَتِنايعَنيِ‌ رَسُولَ اللّهِص وَ جَعَلنا لَهُم لِسانَ صِدقٍ عَلِيّايعَنيِ‌ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع حدَثّنَيِ‌ بِذَلِكَ أَبِي عَنِ الإِمَامِ الحَسَنِ العسَكرَيِ‌ّ ع

4-فس ،[تفسير القمي‌] نافِلَةً قَالَ وَلَدُ وَلَدٍ قَولُهُفِي صَرّةٍ أَي فِي جَمَاعَةٍفَصَكّت وَجهَها أَي غَطّتهُ بِمَا بَشّرَهَا جَبرَئِيلُ ع بِإِسحَاقَوَ قالَتإنِيّ‌عَجُوزٌ عَقِيمٌ أَي لَا تَلِدُ

5- ع ،[علل الشرائع ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَعرُوفٍ عَن عَلِيّ بنِ مَهزِيَارَ عَنِ الحَسَنِ بنِ سَعِيدٍ عَن عَلِيّ بنِ مَنصُورٍ عَن كُلثُومِ بنِ عَبدِ المُؤمِنِ الحرَاّنيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَأَمَرَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ اِبرَاهِيمَ ع أَن يَحُجّ وَ يَحُجّ بِإِسمَاعِيلَ مَعَهُ وَ يُسكِنَهُ الحَرَمَ قَالَ فَحَجّا عَلَي جَمَلٍ أَحمَرَ مَا مَعَهُمَا إِلّا جَبرَئِيلُ فَلَمّا بَلَغَا الحَرَمَ قَالَ لَهُ جَبرَئِيلُ ع يَا اِبرَاهِيمُ انزِلَا فَاغتَسِلَا قَبلَ أَن تَدخُلَا الحَرَمَ فَنَزَلَا وَ اغتَسَلَا وَ أَرَاهُمَا كَيفَ تَهَيّئَا لِلإِحرَامِ فَفَعَلَا ثُمّ أَمَرَهُمَا فَأَهَلّا بِالحَجّ وَ أَمَرَهُمَا بِالتّلبِيَةِ الأَربَعِ التّيِ‌ لَبّي بِهَا المُرسَلُونَ ثُمّ سَارَ بِهِمَا حَتّي أَتَي بِهِمَا بَابَ الصّفَا فَنَزَلَا عَنِ البَعِيرِ وَ قَامَ جَبرَئِيلُ بَينَهُمَا فَاستَقبَلَ البَيتَ فَكَبّرَ وَ كَبّرَا وَ حَمّدَ اللّهَ وَ حَمّدَا وَ مَجّدَ اللّهَ وَ مَجّدَا وَ أَثنَي عَلَيهِ فَفَعَلَا مِثلَ مَا فَعَلَ وَ تَقَدّمَ جَبرَئِيلُ وَ تَقَدّمَا يُثنُونَ عَلَي اللّهِ وَ يُمَجّدُونَهُ حَتّي انتَهَي


صفحه : 94

بِهِمَا إِلَي مَوضِعِ الحَجَرِ فَاستَلَمَ جَبرَئِيلُ ع الحَجَرَ وَ أَمَرَهُمَا أَن يَستَلِمَا وَ طَافَ بِهِمَا أُسبُوعاً ثُمّ قَامَ بِهِمَا فِي مَوضِعِ مَقَامِ اِبرَاهِيمَ فَصَلّي رَكعَتَينِ وَ صَلّيَا ثُمّ أَرَاهُمَا المَنَاسِكَ وَ مَا يَعمَلَانِهِ فَلَمّا قَضَيَا نُسُكَهُمَا أَمَرَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ اِبرَاهِيمَ بِالِانصِرَافِ وَ أَقَامَ إِسمَاعِيلُ وَحدَهُ مَا مَعَهُ أَحَدٌ غَيرُهُ فَلَمّا كَانَ مِن قَبلِ قَابِلٍ أَذِنَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لِإِبرَاهِيمَ فِي الحَجّ وَ بِنَاءِ الكَعبَةِ وَ كَانَتِ العَرَبُ تَحُجّ إِلَيهِ وَ كَانَ رَدماً إِلّا أَنّ قَوَاعِدَهُ مَعرُوفَةٌ فَلَمّا صَدَرَ النّاسُ جَمَعَ إِسمَاعِيلُ الحِجَارَةَ وَ طَرَحَهَا فِي جَوفِ الكَعبَةِ فَلَمّا أَن أَذِنَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِي البِنَاءِ قَدِمَ اِبرَاهِيمُ فَقَالَ يَا بنُيَ‌ّ قَد أَمَرَنَا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِبِنَاءِ الكَعبَةِ فَكَشَفَا عَنهَا فَإِذَا هُوَ حَجَرٌ وَاحِدٌ أَحمَرُ فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَيهِ ضَع بِنَاءَهَا عَلَيهِ وَ أَنزَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَلَيهِ أَربَعَةَ أَملَاكٍ يَجمَعُونَ لَهُ الحِجَارَةَ فَصَارَ اِبرَاهِيمُ وَ إِسمَاعِيلُ يَضَعَانِ الحِجَارَةَ وَ المَلَائِكَةُ تُنَاوِلُهُمَا حَتّي تَمّتِ اثنَا عَشَرَ ذِرَاعاً وَ هَيّئَا لَهُ بَاباً يُدخَلُ مِنهُ وَ بَاباً يُخرَجُ مِنهُ وَ وَضَعَ عَلَيهِ عَتَبَةً وَ شَرِيجاً مِن حَدِيدٍ عَلَي أَبوَابِهِ وَ كَانَتِ الكَعبَةُ عُريَانَةً فَلَمّا وَرَدَ عَلَيهِ النّاسُ أَتَي امرَأَةً مِن حِميَرٍ أَعجَبَتهُ جَمَالُهَا فَسَأَلَ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَن يُزَوّجَهَا إِيّاهُ وَ كَانَ لَهَا بَعلٌ فَقَضَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَلَي بَعلِهَا المَوتَ فَأَقَامَت بِمَكّةَ حُزناً عَلَي بَعلِهَا فَأَسلَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ ذَلِكَ عَنهَا وَ زَوّجَهَا إِسمَاعِيلَ وَ قَدِمَ اِبرَاهِيمُ ع لِلحَجّ وَ كَانَتِ امرَأَةً مُوَافِقَةً


صفحه : 95

وَ خَرَجَ إِسمَاعِيلُ إِلَي الطّائِفِ يَمتَارُ لِأَهلِهِ طَعَاماً فَنَظَرَت إِلَي شَيخٍ شَعِثٍ فَسَأَلَهَا عَن حَالِهِم فَأَخبَرَتهُ بِحُسنِ حَالِهِم وَ سَأَلَهَا عَنهُ خَاصّةً فَأَخبَرَتهُ بِحُسنِ حَالِهِ وَ سَأَلَهَا مِمّن أَنتِ فَقَالَتِ امرَأَةٌ مِن حِميَرٍ فَسَارَ اِبرَاهِيمُ ع وَ لَم يَلقَ إِسمَاعِيلَ وَ قَد كَتَبَ اِبرَاهِيمُ كِتَاباً فَقَالَ ادفعَيِ‌ هَذَا الكِتَابَ إِلَي بَعلِكِ إِذَا أَتَي إِن شَاءَ اللّهُ فَقَدِمَ عَلَيهَا إِسمَاعِيلُ ع فَدَفَعَت إِلَيهِ الكِتَابَ فَقَرَأَهُ وَ قَالَ أَ تَدرِينَ مَن ذَلِكِ الشّيخُ فَقَالَت لَقَد رَأَيتُهُ جَمِيلًا فِيهِ مُشَابَهَةٌ مِنكَ قَالَ ذَاكِ أَبِي فَقَالَت يَا سَوأَتَاه مِنهُ قَالَ وَ لِمَ نَظَرَ إِلَي شَيءٍ مِن مَحَاسِنِكِ قَالَت لَا وَ لَكِن خِفتُ أَن أَكُونَ قَد قَصّرتُ وَ قَالَت لَهُ امرَأَتُهُ وَ كَانَت عَاقِلَةً فَهَلّا نُعَلّقُ عَلَي هَذَينِ البَابَينِ سِترَينِ سِتراً مِن هَاهُنَا وَ سِتراً مِن هَاهُنَا قَالَ نَعَم فَعَمِلَا لَهُ سِترَينِ طُولُهُمَا اثنَا عَشَرَ ذِرَاعاً فَعَلّقَهُمَا عَلَي البَابَينِ فَأَعجَبَهَا ذَلِكَ فَقَالَت فَهَلّا أَحُوكُ لِلكَعبَةِ ثِيَاباً وَ نَستُرُهَا كُلّهَا فَإِنّ هَذِهِ الأَحجَارَ سَمِجَةٌ فَقَالَ لَهَا إِسمَاعِيلُ بَلَي فَأَسرَعَت فِي ذَلِكَ وَ بَعَثَت إِلَي قَومِهَا بِصُوفٍ كَثِيرٍ تَستَغزِلُ بِهِنّ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع وَ إِنّمَا وَقَعَ استِغزَالُ النّسَاءِ بَعضِهِنّ مِن بَعضٍ لِذَاكَ قَالَ فَأَسرَعَت وَ استَعَانَت فِي ذَلِكَ فَكُلّمَا فَرَغَت مِن شِقّةٍ عَلّقَتهَا فَجَاءَ المَوسِمُ وَ قَد بقَيِ‌َ وَجهٌ مِن وُجُوهِ الكَعبَةِ فَقَالَت لِإِسمَاعِيلَ ع كَيفَ نَصنَعُ بِهَذَا الوَجهِ ألّذِي لَم نُدرِكهُ بِكِسوَةٍ فَنَكسُوهُ خَصَفاً فَجَاءَ المَوسِمُ فَجَاءَتهُ العَرَبُ عَلَي حَالِ مَا كَانَت تَأتِيهِ فَنَظَرُوا إِلَي أَمرٍ فَأَعجَبَهُم فَقَالُوا ينَبغَيِ‌ لِعَامِرِ هَذَا البَيتِ أَن يُهدَي إِلَيهِ فَمِن ثَمّ وَقَعَ الهدَي‌ُ فَأَتَي كُلّ فَخِذٍ مِنَ العَرَبِ بشِيَ‌ءٍ تَحمِلُهُ مِن وَرِقٍ وَ مِن أَشيَاءَ غَيرِ ذَلِكَ حَتّي اجتَمَعَ شَيءٌ كَثِيرٌ فَنَزَعُوا ذَلِكَ الخَصَفَ وَ أَتَمّوا كِسوَةَ البَيتِ وَ عَلّقُوا عَلَيهَا بَابَينِ وَ كَانَتِ


صفحه : 96

الكَعبَةُ لَيسَت بِمُسَقّفَةٍ فَوَضَعَ إِسمَاعِيلُ عَلَيهَا أَعمِدَةً مِثلَ هَذِهِ الأَعمِدَةِ التّيِ‌ تَرَونَ مِن خَشَبٍ فَسَقّفَهَا إِسمَاعِيلُ بِالجَرَائِدِ وَ سَوّاهَا بِالطّينِ فَجَاءَتِ العَرَبُ مِنَ الحَولِ فَدَخَلُوا الكَعبَةَ وَ رَأَوا عِمَارَتَهَا فَقَالُوا ينَبغَيِ‌ لِعَامِرِ هَذَا البَيتِ أَن يُزَادَ فَلَمّا كَانَ مِن قَابِلٍ جَاءَهُ الهدَي‌ُ فَلَم يَدرِ إِسمَاعِيلُ كَيفَ يَصنَعُ بِهِ فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَيهِ أَنِ انحَرهُ وَ أَطعِمهُ الحَاجّ قَالَ وَ شَكَا إِسمَاعِيلُ قِلّةَ المَاءِ إِلَي اِبرَاهِيمَ ع فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَي اِبرَاهِيمَ ع أَنِ احتَفِر بِئراً يَكُونُ فِيهَا شِربُ الحَاجّ فَنَزَلَ جَبرَئِيلُ ع فَاحتَفَرَ قَلِيبَهُم يعَنيِ‌ زَمزَمَ حَتّي ظَهَرَ مَاؤُهَا ثُمّ قَالَ جَبرَئِيلُ انزِل يَا اِبرَاهِيمُ فَنَزَلَ بَعدُ جَبرَئِيلُ ع فَقَالَ اضرِب يَا اِبرَاهِيمُ فِي أَربَعِ زَوَايَا البِئرِ وَ قُل بِسمِ اللّهِ قَالَ فَضَرَبَ اِبرَاهِيمُ ع فِي الزّاوِيَةِ التّيِ‌ تلَيِ‌ البَيتَ وَ قَالَ بِسمِ اللّهِ فَانفَجَرَت عَيناً ثُمّ ضَرَبَ فِي الأُخرَي وَ قَالَ بِسمِ اللّهِ فَانفَجَرَت عَيناً ثُمّ ضَرَبَ فِي الثّالِثَةِ وَ قَالَ بِسمِ اللّهِ فَانفَجَرَت عَيناً ثُمّ ضَرَبَ فِي الرّابِعَةِ وَ قَالَ بِسمِ اللّهِ فَانفَجَرَت عَيناً فَقَالَ جَبرَئِيلُ ع اشرَب يَا اِبرَاهِيمُ وَ ادعُ لِوُلدِكَ فِيهَا بِالبَرَكَةِ فَخَرَجَ اِبرَاهِيمُ ع وَ جَبرَئِيلُ جَمِيعاً مِنَ البِئرِ فَقَالَ لَهُ أَفِض عَلَيكَ يَا اِبرَاهِيمُ وَ طُف حَولَ البَيتِ فَهَذِهِ سُقيَا سَقَاهَا اللّهُ وَلَدَكَ إِسمَاعِيلَ وَ سَارَ اِبرَاهِيمُ وَ شَيّعَهُ إِسمَاعِيلُ حَتّي خَرَجَ مِنَ الحَرَمِ فَذَهَبَ اِبرَاهِيمُ وَ رَجَعَ إِسمَاعِيلُ إِلَي الحَرَمِ فَرَزَقَهُ اللّهُ مِنَ الحِميَرِيّةِ وَلَداً وَ لَم يَكُن لَهُ عَقِبٌ قَالَ وَ تَزَوّجَ إِسمَاعِيلُ ع مِن بَعدِهَا أَربَعَ نِسوَةٍ فَوُلِدَ لَهُ مِن كُلّ وَاحِدَةٍ أَربَعَةُ غِلمَانٍ وَ قَضَي اللّهُ عَلَي اِبرَاهِيمَ المَوتَ فَلَم يَرَهُ إِسمَاعِيلُ وَ لَم يَخبُر بِمَوتِهِ حَتّي كَانَ أَيّامُ المَوسِمِ وَ تَهَيّأَ إِسمَاعِيلُ ع لِأَبِيهِ اِبرَاهِيمَ فَنَزَلَ عَلَيهِ جَبرَئِيلُ ع فَعَزّاهُ بِإِبرَاهِيمَ ع فَقَالَ لَهُ يَا إِسمَاعِيلُ لَا تَقُولُ[تَقُل] فِي مَوتِ أَبِيكَ مَا يُسخِطُ الرّبّ وَ قَالَ إِنّمَا كَانَ عَبداً دَعَاهُ اللّهُ فَأَجَابَهُ وَ أَخبَرَهُ أَنّهُ لَاحِقٌ بِأَبِيهِ وَ كَانَ لِإِسمَاعِيلَ ابنٌ صَغِيرٌ يُحِبّهُ وَ كَانَ هَوَي إِسمَاعِيلَ فِيهِ فَأَبَي اللّهُ عَلَيهِ ذَلِكَ فَقَالَ يَا إِسمَاعِيلُ هُوَ فُلَانٌ قَالَ فَلَمّا قَضَي المَوتَ


صفحه : 97

عَلَي إِسمَاعِيلَ دَعَا وَصِيّهُ فَقَالَ يَا بنُيَ‌ّ إِذَا حَضَرَكَ المَوتُ فَافعَل كَمَا فَعَلتُ فَمِن ذَلِكَ لَيسَ يَمُوتُ إِمَامٌ إِلّا أَخبَرَهُ اللّهُ إِلَي مَن يوُصيِ‌

بيان رواه في الكافي‌ عن محمد بن يحيي و أحمد بن إدريس عن عيسي بن محمد بن أيوب عن علي بن مهزيار عن الحسين بن سعيد عن علي بن منصور إلي قوله ورجع إسماعيل إلي الحرم . وشريجا من حديد في بعض النسخ هنا و في الكافي‌ شرجا و قال الفيروزآبادي‌ الشرج محركة العري أي علق عليه عري وحلقا والشريج لعله مصغر وحمير قبيلة من اليمن والفخذ ككتف حي‌ الرجل إذا كان من أقرب عشيرته فقال ياإسماعيل هوفلان أي أوحي الله إليه أن وصيك وخليفتك فلان مشيرا إلي غير من كان يهواه

6-فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَنِ النّضرِ عَن هِشَامٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ اِبرَاهِيمَ ع كَانَ نَازِلًا فِي بَادِيَةِ الشّامِ فَلَمّا وُلِدَ لَهُ مِن هَاجَرَ إِسمَاعِيلُ ع اغتَمّت سَارَةُ مِن ذَلِكَ غَمّاً شَدِيداً لِأَنّهُ لَم يَكُن لَهُ مِنهَا وَلَدٌ وَ كَانَت تؤُذيِ‌ اِبرَاهِيمَ فِي هَاجَرَ فَتَغُمّهُ فَشَكَا اِبرَاهِيمُ ذَلِكَ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ إِنّمَا مَثَلُ المَرأَةِ مَثَلُ الضّلعِ العَوجَاءِ إِن تَرَكتَهَا استَمتَعتَ بِهَا وَ إِن أَقَمتَهَا كَسَرتَهَا ثُمّ أَمَرَهُ أَن يُخرِجَ إِسمَاعِيلَ ع وَ أُمّهُ عَنهَا فَقَالَ يَا رَبّ إِلَي أَيّ مَكَانٍ قَالَ إِلَي حرَمَيِ‌ وَ أمَنيِ‌ وَ أَوّلِ بُقعَةٍ خَلَقتُهَا مِنَ الأَرضِ وَ هيِ‌َ مَكّةُ فَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيهِ جَبرَئِيلَ بِالبُرَاقِ فَحَمَلَ هَاجَرَ وَ إِسمَاعِيلَ وَ اِبرَاهِيمَ ع وَ كَانَ اِبرَاهِيمُ لَا يَمُرّ بِمَوضِعٍ حَسَنٍ فِيهِ شَجَرٌ وَ نَخلٌ وَ زَرعٌ إِلّا وَ قَالَ يَا جَبرَئِيلُ إِلَي هَاهُنَا إِلَي هَاهُنَا فَيَقُولُ جَبرَئِيلُ لَا امضِ امضِ حَتّي وَافَي بِهِ مَكّةَ فَوَضَعَهُ فِي مَوضِعِ البَيتِ وَ قَد كَانَ اِبرَاهِيمُ ع عَاهَدَ سَارَةَ أَن لَا يَنزِلَ حَتّي يَرجِعَ إِلَيهَا فَلَمّا نَزَلُوا فِي ذَلِكَ المَكَانِ كَانَ فِيهِ شَجَرٌ فَأَلقَت هَاجَرُ عَلَي ذَلِكَ الشّجَرِ كِسَاءً كَانَ مَعَهَا فَاستَظَلّوا تَحتَهُ فَلَمّا سَرَحَهُم


صفحه : 98

اِبرَاهِيمُ وَ وَضَعَهُم وَ أَرَادَ الِانصِرَافَ عَنهُم إِلَي سَارَةَ قَالَت لَهُ هَاجَرُ يَا اِبرَاهِيمُ لِمَ تَدَعُنَا فِي مَوضِعٍ لَيسَ فِيهِ أَنِيسٌ وَ لَا مَاءٌ وَ لَا زَرعٌ فَقَالَ اِبرَاهِيمُ ألّذِي أمَرَنَيِ‌ أَن أَضَعَكُم فِي هَذَا المَكَانِ هُوَ يَكفِيكُم ثُمّ انصَرَفَ عَنهُم فَلَمّا بَلَغَ كُدًي وَ هُوَ جَبَلٌ بذِيِ‌ طُوًي التَفَتَ إِلَيهِم اِبرَاهِيمُرَبّنا إنِيّ‌ أَسكَنتُ مِن ذرُيّتّيِ‌ بِوادٍ غَيرِ ذيِ‌ زَرعٍ عِندَ بَيتِكَ المُحَرّمِ رَبّنا لِيُقِيمُوا الصّلاةَ فَاجعَل أَفئِدَةً مِنَ النّاسِ تهَويِ‌ إِلَيهِم وَ ارزُقهُم مِنَ الثّمَراتِ لَعَلّهُم يَشكُرُونَ ثُمّ مَضَي وَ بَقِيَت هَاجَرُ فَلَمّا ارتَفَعَ النّهَارُ عَطِشَ إِسمَاعِيلُ وَ طَلَبَ المَاءَ فَقَامَت هَاجَرُ فِي الواَديِ‌ فِي مَوضِعِ المَسعَي فَنَادَت هَل فِي الواَديِ‌ مِن أَنِيسٍ فَغَابَ إِسمَاعِيلُ عَنهَا فَصَعِدَت عَلَي الصّفَا وَ لَمَعَ لَهَا السّرَابُ فِي الواَديِ‌ وَ ظَنّت أَنّهُ مَاءٌ فَنَزَلَت فِي بَطنِ الواَديِ‌ وَ سَعَت فَلَمّا بَلَغَتِ المَسعَي غَابَ عَنهَا إِسمَاعِيلُ ثُمّ لَمَعَ لَهَا السّرَابُ فِي نَاحِيَةِ الصّفَا فَهَبَطَت إِلَي الواَديِ‌ تَطلُبُ المَاءَ فَلَمّا غَابَ عَنهَا إِسمَاعِيلُ عَادَت حَتّي بَلَغَتِ الصّفَا فَنَظَرَت حَتّي فَعَلَت ذَلِكَ سَبعَ مَرّاتٍ فَلَمّا كَانَ فِي الشّوطِ السّابِعِ وَ هيِ‌َ عَلَي المَروَةِ نَظَرَت إِلَي إِسمَاعِيلَ وَ قَد ظَهَرَ المَاءُ مِن تَحتِ رِجلَيهِ فَعَدَت حَتّي جَمَعَت حَولَهُ رَملًا فَإِنّهُ كَانَ سَائِلًا فَزَمّتهُ بِمَا جَعَلَتهُ حَولَهُ فَلِذَلِكَ سُمّيَت زَمزَمَ وَ كَانَ جُرهُمُ نَازِلَةً بذِيِ‌ المَجَازِ وَ عَرَفَاتٍ فَلَمّا ظَهَرَ المَاءُ بِمَكّةَ عَكَفَتِ الطّيرُ وَ الوَحشُ عَلَي المَاءِ فَنَظَرَت جُرهُمُ إِلَي تَعَكّفِ الطّيرِ عَلَي ذَلِكَ المَكَانِ وَ اتّبَعُوهَا حَتّي نَظَرُوا إِلَي امرَأَةٍ وَ صبَيِ‌ّ نَازِلَينِ فِي ذَلِكَ المَوضِعِ قَدِ استَظَلّا


صفحه : 99

بِشَجَرَةٍ وَ قَد ظَهَرَ المَاءُ لَهُمَا فَقَالُوا لِهَاجَرَ مَن أَنتِ وَ مَا شَأنُكِ وَ شَأنُ هَذَا الصبّيِ‌ّ قَالَت أَنَا أُمّ وَلَدِ اِبرَاهِيمَ خَلِيلِ الرّحمَنِ وَ هَذَا ابنُهُ أَمَرَهُ اللّهُ أَن يُنزِلَنَا هَاهُنَا فَقَالُوا لَهَا فَتَأذَنِينَ لَنَا أَن نَكُونَ بِالقُربِ مِنكُم قَالَت لَهُم حَتّي يأَتيِ‌َ اِبرَاهِيمُ ع فَلَمّا زَارَهُم اِبرَاهِيمُ يَومَ الثّالِثِ قَالَت هَاجَرُ يَا خَلِيلَ اللّهِ إِنّ هَاهُنَا قَوماً مِن جُرهُمَ يَسأَلُونَكَ أَن تَأذَنَ لَهُم حَتّي يَكُونُوا بِالقُربِ مِنّا أَ فَتَأذَنُ لَهُم فِي ذَلِكَ فَقَالَ اِبرَاهِيمُ نَعَم فَأَذِنَت هَاجَرُ لِجُرهُمَ فَنَزَلُوا بِالقُربِ مِنهُم وَ ضَرَبُوا خِيَامَهُم فَأَنِسَت هَاجَرُ وَ إِسمَاعِيلُ بِهِم فَلَمّا زَارَهُم اِبرَاهِيمُ فِي المَرّةِ الثّالِثَةِ نَظَرَ إِلَي كَثرَةِ النّاسِ حَولَهُم فَسُرّ بِذَلِكَ سُرُوراً شَدِيداً فَلَمّا تَرَعرَعَ إِسمَاعِيلُ ع وَ كَانَت جُرهُمُ قَد وَهَبُوا لِإِسمَاعِيلَ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُم شَاةً وَ شَاتَينِ وَ كَانَت هَاجَرُ وَ إِسمَاعِيلُ يَعِيشَانِ بِهَا فَلَمّا بَلَغَ إِسمَاعِيلُ مَبلَغَ الرّجَالِ أَمَرَ اللّهُ اِبرَاهِيمَ ع أَن يبَنيِ‌َ البَيتَ فَقَالَ يَا رَبّ فِي أَيّةِ بُقعَةٍ قَالَ فِي البُقعَةِ التّيِ‌ أَنزَلتُ عَلَي آدَمَ القُبّةَ فَأَضَاءَ لَهَا الحَرَمُ فَلَم تَزَلِ القُبّةُ التّيِ‌ أَنزَلَهَا اللّهُ عَلَي آدَمَ قَائِمَةً حَتّي كَانَ أَيّامُ الطّوفَانِ أَيّامُ نُوحٍ ع فَلَمّا غَرِقَتِ الدّنيَا رَفَعَ اللّهُ تِلكَ القُبّةَ وَ غَرِقَتِ الدّنيَا إِلّا مَوضِعَ البَيتِ فَسُمّيَتِ البَيتَ العَتِيقَ لِأَنّهُ أُعتِقَ مِنَ الغَرَقِ فَلَمّا أَمَرَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ اِبرَاهِيمَ أَن يبَنيِ‌َ البَيتَ لَم يَدرِ فِي أَيّ مَكَانٍ يَبنِيهِ فَبَعَثَ اللّهُ جَبرَئِيلَ ع فَخَطّ لَهُ مَوضِعَ البَيتِ فَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيهِ القَوَاعِدَ مِنَ الجَنّةِ وَ كَانَ الحَجَرُ ألّذِي أَنزَلَهُ اللّهُ عَلَي آدَمَ أَشَدّ بَيَاضاً مِنَ الثّلجِ فَلَمّا مَسّتهُ أيَديِ‌ الكُفّارِ اسوَدّ فَبَنَي اِبرَاهِيمُ البَيتَ وَ نَقَلَ إِسمَاعِيلُ الحَجَرَ مِن ذيِ‌ طُوًي فَرَفَعَهُ فِي السّمَاءِ تِسعَةَ أَذرُعٍ ثُمّ دَلّهُ عَلَي مَوضِعِ الحَجَرِ فَاستَخرَجَهُ اِبرَاهِيمُ وَ وَضَعَهُ فِي مَوضِعِهِ ألّذِي هُوَ فِيهِ الآنَ وَ جَعَلَ لَهُ بَابَينِ بَاباً إِلَي المَشرِقِ وَ بَاباً إِلَي المَغرِبِ وَ البَابُ ألّذِي إِلَي المَغرِبِ يُسَمّي المُستَجَارَ ثُمّ أَلقَي عَلَيهِ


صفحه : 100

الشّجَرَ وَ الإِذخِرَ وَ عَلّقَت هَاجَرُ عَلَي بَابِهِ كِسَاءً كَانَ مَعَهَا وَ كَانُوا يَكُونُونَ تَحتَهُ فَلَمّا بَنَاهُ وَ فَرَغَ مِنهُ حَجّ اِبرَاهِيمُ وَ إِسمَاعِيلُ وَ نَزَلَ عَلَيهِمَا جَبرَئِيلُ يَومَ التّروِيَةِ لِثَمَانٍ مِن ذيِ‌ الحِجّةِ فَقَالَ يَا اِبرَاهِيمُ قُم فَارتَوِ مِنَ المَاءِ لِأَنّهُ لَم يَكُن بِمِنًي وَ عَرَفَاتٍ مَاءٌ فَسُمّيَتِ التّروِيَةَ لِذَلِكَ ثُمّ أَخرَجَهُ إِلَي مِنًي فَبَاتَ بِهَا فَفُعِلَ بِهِ مَا فُعِلَ بِآدَمَ ع فَقَالَ اِبرَاهِيمُ ع لَمّا فَرَغَ مِن بِنَاءِ البَيتِرَبّ اجعَل هذا بَلَداً آمِناً وَ ارزُق أَهلَهُ مِنَ الثّمَراتِ مَن آمَنَ مِنهُم بِاللّهِ وَ اليَومِ الآخِرِ قَالَ مِن ثَمَرَاتِ القُلُوبِ أَي حَبّبهُم إِلَي النّاسِ لِيَنتَابُوا إِلَيهِم وَ يَعُودُوا إِلَيهِ

بيان قوله ع فزمته قال الفيروزآبادي‌ زمه فأزم شده والقربة ملأها وماء زمزم كجعفر وعلابط كثير.أقول قوله فلذلك سميت يحتمل أن يكون مبنيا علي أن زمزم يكون بمعني الحبس والمنع أوالماء الممنوع من الجريان و إن لم يذكره اللغويون ويحتمل أن يكون المراد أنها لكثرتها وسيلانها قبل الزم سميت زمزم أوأنها لمامنعت من السيلان واحتبست كثرت في مكان واحد فلذلك سميت به . و قال الفيروزآبادي‌ جرهم كقنفذ حي‌ من اليمن تزوج فيهم إسماعيل ع و قال ترعرع الصبي‌ تحرك ونشأ والضمير في قوله إليه راجع إلي البيت

7- ع ،[علل الشرائع ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَنِ الحمِيرَيِ‌ّ عَنِ ابنِ عِيسَي وَ ابنِ أَبِي الخَطّابِ مَعاً عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن مُحَمّدِ بنِ قَزَعَةَ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع إِنّ مَن قِبَلَنَا


صفحه : 101

يَقُولُونَ إِنّ اِبرَاهِيمَ خَلِيلَ الرّحمَنِ ع خَتَنَ نَفسَهُ بِقَدُومٍ عَلَي دَنّ فَقَالَ سُبحَانَ اللّهِ لَيسَ كَمَا يَقُولُونَ كَذَبُوا عَلَي اِبرَاهِيمَ ع فَقُلتُ لَهُ صِف لِي ذَلِكَ فَقَالَ إِنّ الأَنبِيَاءَ ع كَانَت تَسقُطُ عَنهُم غُلُفُهُم مَعَ سُرَرِهِم يَومَ السّابِعِ فَلَمّا وُلِدَ لِإِبرَاهِيمَ إِسمَاعِيلُ مِن هَاجَرَ عَيّرَتهَا سَارَةُ بِمَا تُعَيّرُ بِهِ الإِمَاءُ قَالَ فَبَكَت هَاجَرُ وَ اشتَدّ ذَلِكَ عَلَيهَا فَلَمّا رَآهَا إِسمَاعِيلُ تبَكيِ‌ بَكَي لِبُكَائِهَا قَالَ فَدَخَلَ اِبرَاهِيمُ ع فَقَالَ مَا يُبكِيكَ يَا إِسمَاعِيلُ فَقَالَ إِنّ سَارَةَ عَيّرَت أمُيّ‌ بِكَذَا وَ كَذَا فَبَكَت فَبَكَيتُ لِبُكَائِهَا فَقَامَ اِبرَاهِيمُ ع إِلَي مُصَلّاهُ فَنَاجَي رَبّهُ عَزّ وَ جَلّ فِيهِ وَ سَأَلَهُ أَن يلُقيِ‌َ ذَلِكَ عَن هَاجَرَ قَالَ فَأَلقَاهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَنهَا فَلَمّا وَلَدَت سَارَةُ إِسحَاقَ وَ كَانَ يَومُ السّابِعِ سَقَطَت مِن إِسحَاقَ سُرّتُهُ وَ لَم تَسقُطُ غُلفَتُهُ قَالَ فَجَزِعَت مِن ذَلِكَ سَارَةُ فَلَمّا دَخَلَ عَلَيهَا اِبرَاهِيمُ قَالَ يَا اِبرَاهِيمُ مَا هَذَا الحَادِثُ ألّذِي قَد حَدَثَ فِي آلِ اِبرَاهِيمَ وَ أَولَادِ الأَنبِيَاءِ هَذَا ابنُكَ إِسحَاقُ قَد سَقَطَت عَنهُ سُرّتُهُ وَ لَم تَسقُط عَنهُ غُلفَتُهُ فَقَامَ اِبرَاهِيمُ ع إِلَي مُصَلّاهُ فَنَاجَي فِيهِ رَبّهُ عَزّ وَ جَلّ وَ قَالَ يَا رَبّ مَا هَذَا الحَادِثُ ألّذِي قَد حَدَثَ فِي آلِ اِبرَاهِيمَ وَ أَولَادِ الأَنبِيَاءِ هَذَا إِسحَاقُ ابنيِ‌ قَد سَقَطَت سُرّتُهُ وَ لَم تَسقُط عَنهُ غُلفَتُهُ قَالَ فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَن يَا اِبرَاهِيمُ هَذَا لِمَا عَيّرَت سَارَةُ هَاجَرَ فَآلَيتُ أَن لَا أُسقِطَ ذَلِكَ عَن أَحَدٍ مِن أَولَادِ الأَنبِيَاءِ بَعدَ تَعيِيرِهَا لِهَاجَرَ فَاختِن إِسحَاقَ بِالحَدِيدِ وَ أَذِقهُ حَرّ الحَدِيدِ قَالَ فَخَتَنَ اِبرَاهِيمُ ع إِسحَاقَ بِحَدِيدٍ فَجَرَتِ السّنّةُ بِالخِتَانِ فِي النّاسِ بَعدَ ذَلِكَ

سن ،[المحاسن ] أبي عن ابن محبوب عن محمد بن قزعةمثله بيان قال الجزري‌ إن زوج فريعة قتل بطرف القدوم و هوبالتخفيف والتشديد


صفحه : 102

موضع علي ستة أميال من المدينة و منه الحديث أن ابراهيم ع اختتن بالقدوم قيل هي‌ قرية بالشام ويروي بغير ألف ولام وقيل القدوم بالتخفيف والتشديد قدوم النجار و قال الفيروزآبادي‌ الدن الراقود العظيم وأطول من الحب أوأصغر منه له عسعس لايقعد إلا أن يحفر له .أقول لعل المراد بما تعير به الإماء سواد لونهن فصيرها الله بيضاء أوالنتن ألذي قدينسب إلي الإماء فصيرها الله عطرا أوالمملوكية ودناءة النسب فالمراد بإلقاء ذلك عنها صرف همة سارة عن أذاها أوتكريمها وتشريفها بولدها أوبالخفض التي‌ صنعت بهافجعله الله سنة وذهب عاره

8-ب ،[قرب الإسناد] أَبُو البخَترَيِ‌ّ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ ع أَنّ الجِمَارَ إِنّمَا رُمِيَت إِنّ جَبرَئِيلَ ع حِينَ أَرَي اِبرَاهِيمَ ع المَشَاعِرَ بَرَزَ لَهُ إِبلِيسُ فَأَمَرَهُ جَبرَئِيلُ أَن يَرمِيَهُ فَرَمَاهُ بِسَبعِ حَصَيَاتٍ فَدَخَلَ عِندَ الجَمرَةِ الأُولَي تَحتَ الأَرضِ فَأَمسَكَ ثُمّ إِنّهُ بَرَزَ لَهُ عِندَ الثّانِيَةِ فَرَمَاهُ بِسَبعِ حَصَيَاتٍ أُخَرَ فَدَخَلَ تَحتَ الأَرضِ فِي مَوضِعِ الثّانِيَةِ ثُمّ بَرَزَ لَهُ فِي مَوضِعِ الثّالِثَةِ فَرَمَاهُ بِسَبعِ حَصَيَاتٍ فَدَخَلَ مَوضِعَهَا

9-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن إِسمَاعِيلَ بنِ هَمّامٍ عَنِ الرّضَا ع أَنّهُ قَالَ لِرَجُلٍ أَيّ شَيءٍ السّكِينَةُ عِندَكُم فَلَم يَدرِ القَومُ مَا هيِ‌َ فَقَالُوا جَعَلَنَا اللّهُ فِدَاكَ مَا هيِ‌َ قَالَ رِيحٌ تَخرُجُ مِنَ الجَنّةِ طَيّبَةٌ لَهَا صُورَةٌ كَصُورَةِ الإِنسَانِ تَكُونُ مَعَ الأَنبِيَاءِ عَلَيهِمُ السّلَامُ وَ هيِ‌َ التّيِ‌ أُنزِلَت عَلَي اِبرَاهِيمَ ع حِينَ بَنَي الكَعبَةَ فَجَعَلَت تَأخُذُ كَذَا وَ كَذَا وَ يبَنيِ‌ الأَسَاسَ عَلَيهَا

كا،[الكافي‌] محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عنه ع مثله علي عن أبيه عن ابن أسباط

مثله


صفحه : 103

10-ب ،[قرب الإسناد] ابنُ عِيسَي عَنِ ابنِ أَسبَاطٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ الحَسَنِ ع أَصلَحَكَ اللّهُ مَا السّكِينَةُ قَالَ رِيحٌ تَخرُجُ مِنَ الجَنّةِ لَهَا صُورَةٌ كَصُورَةِ الإِنسَانِ وَ رَائِحَةٌ طَيّبَةٌ وَ هيِ‌َ التّيِ‌ أُنزِلَت عَلَي اِبرَاهِيمَ ع فَأَقبَلَت تَدُورُ حَولَ أَركَانِ البَيتِ وَ هُوَ يَضَعُ الأَسَاطِينَ الخَبَرَ

11- مع ،[معاني‌ الأخبار] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ الحَجّاجِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّفَضَحِكَت فَبَشّرناها بِإِسحاقَ قَالَ حَاضَت

12- مع ،[معاني‌ الأخبار] أَبِي عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن عَلِيّ بنِ مَهزِيَارَ عَنِ البزَنَطيِ‌ّ عَن يَحيَي بنِ عِمرَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ وَهَبنا لَهُ إِسحاقَ وَ يَعقُوبَ نافِلَةً قَالَ وَلَدُ الوَلَدِ نَافِلَةٌ

بيان قال الرازي‌ اعلم أن النافلة عطية خاصة وكذلك النفل ويسمي الرجل الكثير العطاء نوفلا ثم للمفسرين هاهنا قولان الأول أنه هاهنا مصدر من وَهَبنا لَهُ من غيرلفظه و لافرق بين ذلك و بين قوله ووهبنا له هبة أي وهبنا له عطية وفضلا من غير أن يكون جزاء مستحقا و هذاقول مجاهد وعطا. والثاني‌ و هوقول أبي بن كعب و ابن عباس وقتادة والفراء والزجاج إن ابراهيم لماسأل الله تعالي ولدا قال رَبّ هَب لِي مِنَ الصّالِحِينَفأجاب دعاءه ووهب له إسحاق وأعطاه يعقوب من غيردعاء فكان ذلك نافلة كالشي‌ء المتطوع من الآدميين انتهي . و قال البيضاوي‌نافِلَةًعطية فهو حال منهما أوولد ولد أوزيادة علي ماسأل و هوإسحاق فيختص بيعقوب و لابأس به للقرينة و قال الجوهري‌ النافلة ولد الولد


صفحه : 104

13- ع ،[علل الشرائع ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ مَعرُوفٍ عَن عَلِيّ بنِ مَهزِيَارَ عَنِ الحَسَنِ بنِ سَعِيدٍ عَن عَلِيّ بنِ النّعمَانِ عَن سَيفِ بنِ عَمِيرَةَ عَن أَبِي بَكرٍ الحضَرمَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ إِسمَاعِيلَ دَفَنَ أُمّهُ فِي الحِجرِ وَ جَعَلَهُ عَلِيّاً وَ جَعَلَ عَلَيهَا حَائِطاً لِئَلّا يُوطَأَ قَبرُهَا

ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بالإسناد إلي الصدوق عن أبيه عن سعد عن أحمد بن محمد عن علي بن النعمان مثله و ليس فيه وجعله علياكا،[الكافي‌] محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد عن علي بن النعمان

مثله

14-كا،[الكافي‌] الحُسَينُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ المُعَلّي عَنِ الوَشّاءِ عَن حَمّادِ بنِ عُثمَانَ عَنِ الحَسَنِ بنِ نُعمَانَ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَمّا زَادُوا فِي المَسجِدِ الحَرَامِ فَقَالَ إِنّ اِبرَاهِيمَ وَ إِسمَاعِيلَ حَدّا المَسجِدَ الحَرَامَ مَا بَينَ الصّفَا وَ المَروَةِ

15- وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ خَطّ اِبرَاهِيمُ ع بِمَكّةَ مَا بَينَ الحَزوَرَةِ إِلَي المَسعَي فَذَلِكَ ألّذِي خَطّ اِبرَاهِيمُ ع يعَنيِ‌ المَسجِدَ

16- ع ،[علل الشرائع ]مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَنِ البزَنَطيِ‌ّ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَمّن ذَكَرَهُ عَن مُجَاهِدٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَكَانَتِ الخَيلُ العِرَابُ وُحُوشاً بِأَرضِ العَرَبِ فَلَمّا رَفَعَ اِبرَاهِيمُ وَ إِسمَاعِيلُ القَوَاعِدَ مِنَ البَيتِ قَالَ اللّهُ إنِيّ‌ قَد أَعطَيتُكَ كَنزاً لَم أُعطِهِ أَحَداً كَانَ قَبلَكَ قَالَ فَخَرَجَ اِبرَاهِيمُ وَ إِسمَاعِيلُ حَتّي صَعِدَا جِيَاداً فَقَالَا أَلَا هَلَا أَلَا هَلُمّ فَلَم يَبقَ فِي أَرضِ العَرَبِ فَرَسٌ إِلّا أَتَاهُ وَ تَذَلّلَ لَهُ وَ أَعطَت بِنَوَاصِيهَا وَ إِنّمَا سُمّيَت جِيَاداً لِهَذَا فَمَا زَالَتِ الخَيلُ بَعدُ تَدعُو اللّهَ أَن يُحِبّهَا[يُحَبّبَهَا] إِلَي أَربَابِهَا فَلَم تَزَلِ الخَيلُ حَتّي اتّخَذَهَا سُلَيمَانُ


صفحه : 105

فَلَمّا أَلهَتهُ أَمَرَ بِهَا أَن يُمسَحَ رِقَابُهَا وَ سُوقُهَا حَتّي بقَيِ‌َ أَربَعُونَ فَرَساً

بيان قال الجوهري‌ جاد الفرس أي صار رائعا يجود جودة بالضم فهو جواد للذكر والأنثي من خيل جياد وأجياد وأجاويد والأجياد جبل بمكة سمي‌ بذلك لموضع خيل تبع و قال هلا زجر للخيل وهال مثله أي اقربي‌.أقول لعل الجبل كان يسمي بالجياد أيضا أو يكون الألف سقط من النساخ كماسيأتي‌

17- ع ،[علل الشرائع ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ فَضّالٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَمّا أَمَرَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ اِبرَاهِيمَ وَ إِسمَاعِيلَ ع بِبُنيَانِ البَيتِ وَ تَمّ بِنَاؤُهُ أَمَرَهُ أَن يَصعَدَ رُكناً ثُمّ ينُاَديِ‌َ فِي النّاسِ أَلَا هَلُمّ الحَجّ فَلَو نَادَي هَلُمّوا إِلَي الحَجّ لَم يَحُجّ إِلّا مَن كَانَ يَومَئِذٍ إِنسِيّاً مَخلُوقاً وَ لَكِن نَادَي هَلُمّ الحَجّ فَلَبّي النّاسُ فِي أَصلَابِ الرّجَالِ لَبّيكَ داَعيِ‌َ اللّهِ لَبّيكَ داَعيِ‌َ اللّهِ فَمَن لَبّي عَشراً حَجّ عَشراً وَ مَن لَبّي خَمساً حَجّ خَمساً وَ مَن لَبّي أَكثَرَ فَبِعَدَدِ ذَلِكَ وَ مَن لَبّي وَاحِداً حَجّ وَاحِداً وَ مَن لَم يُلَبّ لَم يَحُجّ

كا،[الكافي‌]العدة عن ابن عيسي مثله إيضاح الظاهر أن الفرق باعتبار أن الأصل في الخطاب أن يكون متوجها إلي الموجودين و أماشمول الحكم للمعدومين فيستفاد من دلائل أخر لا من نفس الخطاب إلا أن يكون المراد بالخطاب الخطاب العام المتوجه إلي كل من يصلح للخطاب فإنه شامل للواحد والكثير والموجود والمعدوم والشائع في مثل هذاالخطاب أن يكون بلفظ المفرد بل صرح بعض أهل العربية بأنه لايتأتي إلابالمفرد و علي ماروينا موافقا للكافي‌ من سقوط كلمة إلي في المفرد ووجودها في الجمع يمكن أن يكون هذامناط الفرق بأن يكون في المفرد المخاطب الحج مجازا لبيان كونه مطلوبا من غيرخصوصية شخص أي هلم


صفحه : 106

أيها الحج و في الفقيه كلمة إلي موجودة في المواضع و فيه عندذكر المفرد في الموضعين نادي و عندذكر الجمع ناداهم ولذا قال بعض الأفاضل ليس المناط الفرق بين إفراد الصيغة وجمعها بل ما في الحديث بيان للواقعة والمراد أن ابراهيم ع نادي هلم إلي الحج بلا قصد إلي منادي‌ معين أي الموجودين فلذا يعم الموجودين والمعدومين فلو ناداهم أي الموجودين و قال هلموا إلي الحج قاصدا إلي الموجودين لكان الحج مخصوصا بالموجودين فضمير هم في ناداهم راجع إلي الناس الموجودين فالمناط قصد المنادي‌ المعين المشعر إليه بلفظ هم في إحدي العبارتين وعدم القصد في الأخري المشعر إليه بذكر نادي مطلقا لاالإفراد والجمع

18- ع ،[علل الشرائع ] أَبِي عَن سَعدٍ عَن أَحمَدَ وَ عَلِيّ ابنيَ‌ِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ فَضّالٍ عَن أَبِيهِمَا عَن غَالِبِ بنِ عُثمَانَ عَن رَجُلٍ مِن أَصحَابِنَا عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ اللّهَ جَلّ جَلَالُهُ لَمّا أَمَرَ اِبرَاهِيمَ ينُاَديِ‌ فِي النّاسِ بِالحَجّ قَامَ عَلَي المَقَامِ فَارتَفَعَ بِهِ حَتّي صَارَ بِإِزَاءِ أَبِي قُبَيسٍ فَنَادَي فِي النّاسِ بِالحَجّ فَأَسمَعَ مَن فِي أَصلَابِ الرّجَالِ وَ أَرحَامِ النّسَاءِ إِلَي أَن تَقُومَ السّاعَةُ

19- ع ،[علل الشرائع ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ اِبرَاهِيمَ ع لَمّا خَلّفَ إِسمَاعِيلَ بِمَكّةَ عَطِشَ الصبّيِ‌ّ وَ كَانَ فِيمَا بَينَ الصّفَا وَ المَروَةِ شَجَرٌ فَخَرَجَت أُمّهُ حَتّي قَامَت عَلَي الصّفَا فَقَالَت هَل باِلواَديِ‌ مِن أَنِيسٍ فَلَم يُجِبهَا أَحَدٌ فَمَضَت حَتّي انتَهَت إِلَي المَروَةِ فَقَالَت هَل باِلواَديِ‌ مِن أَنِيسٍ فَلَم يُجِبهَا أَحَدٌ ثُمّ رَجَعَت إِلَي الصّفَا فَقَالَت كَذَلِكَ حَتّي صَنَعَت ذَلِكَ سَبعاً فَأَجرَي اللّهُ ذَلِكَ سُنّةً فَأَتَاهَا جَبرَئِيلُ ع فَقَالَ لَهَا مَن أَنتِ فَقَالَت أَنَا أُمّ وَلَدِ اِبرَاهِيمَ فَقَالَ إِلَي مَن وَكَلَكُم فَقَالَت أَمّا إِذَا قُلتَ ذَلِكَ فَقَد قُلتُ لَهُ حَيثُ أَرَادَ الذّهَابَ يَا اِبرَاهِيمُ إِلَي مَن تَكِلُنَا فَقَالَ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَقَالَ جَبرَئِيلُ ع لَقَد وَكَلَكُم إِلَي كَافٍ قَالَ وَ كَانَ النّاسُ يَتَجَنّبُونَ المَمَرّ بِمَكّةَ لِمَكَانِ المَاءِ فَفَحَصَ الصبّيِ‌ّ بِرِجلِهِ فَنَبَعَت زَمزَمُ وَ رَجَعَت مِنَ


صفحه : 107

المَروَةِ إِلَي الصبّيِ‌ّ وَ قَد نَبَعَ المَاءُ فَأَقبَلَت تَجمَعُ التّرَابَ حَولَهُ مَخَافَةَ أَن يَسِيحَ المَاءُ وَ لَو تَرَكَتهُ لَكَانَ سَيحاً قَالَ فَلَمّا رَأَتِ الطّيرُ المَاءَ حَلَقَت عَلَيهِ قَالَ فَمَرّ رَكبٌ مِنَ اليَمَنِ فَلَمّا رَأَوُا الطّيرَ حَلَقَت عَلَيهِ قَالُوا مَا حَلَقَت إِلّا عَلَي مَاءٍ فَأَتَوهُم فَسَقَوهُم مِنَ المَاءِ وَ أَطعَمُوهُمُ الرّكبُ مِنَ الطّعَامِ وَ أَجرَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَهُم بِذَلِكَ رِزقاً فَكَانَتِ الرّكبُ تَمُرّ بِمَكّةَ فَيُطعِمُونَهُم مِنَ الطّعَامِ وَ يَسقُونَهُم مِنَ المَاءِ

كا،[الكافي‌] علي عن أبيه عن ابن أبي عمير مثله

20- ع ،[علل الشرائع ] أَبِي عَنِ ابنِ عَامِرٍ عَن عَمّهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن حَمّادِ بنِ عُثمَانَ عَن عُبَيدِ اللّهِ الحلَبَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَأَلتُهُ لِمَ جُعِلَتِ التّلبِيَةُ فَقَالَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَوحَي إِلَي اِبرَاهِيمَوَ أَذّن فِي النّاسِ بِالحَجّ يَأتُوكَ رِجالًافَنَادَي فَأُجِيبَمِن كُلّ فَجّ عَمِيقٍيُلَبّونَ

21- ع ،[علل الشرائع ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ مَعرُوفٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن طَلحَةَ بنِ زَيدٍ عَن عُبدُوسِ بنِ أَبِي عُبَيدَةَ قَالَ سَمِعتُ الرّضَا ع يَقُولُ أَوّلُ مَن رَكِبَ الخَيلَ إِسمَاعِيلُ وَ كَانَت وَحشِيّةً لَا تُركَبُ فَحَشَرَهَا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَلَي إِسمَاعِيلَ مِن جَبَلِ مِنًي وَ إِنّمَا سُمّيَتِ الخَيلُ العِرَابَ لِأَنّ أَوّلَ مَن رَكِبَهَا إِسمَاعِيلُ

22- ع ،[علل الشرائع ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن أَبِي جَمِيلَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ بَنَاتِ الأَنبِيَاءِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم لَا يَطمَثنَ إِنّمَا الطّمثُ عُقُوبَةٌ وَ أَوّلُ مَن طَمِثَت سَارَةُ

23- ع ،[علل الشرائع ] أَبِي عَن سَعدٍ عَن أَيّوبَ بنِ نُوحٍ عَن صَفوَانَ بنِ يَحيَي عَن مُعَاوِيَةَ


صفحه : 108

بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ صَارَ السعّي‌ُ بَينَ الصّفَا وَ المَروَةِ لِأَنّ اِبرَاهِيمَ ع عَرَضَ لَهُ إِبلِيسُ فَأَمَرَهُ جَبرَئِيلُ ع فَشَدّ عَلَيهِ فَهَرَبَ مِنهُ فَجَرَت بِهِ السّنّةُ يعَنيِ‌ بِهِ الهَروَلَةَ

24- ع ،[علل الشرائع ] أَبِي عَن سَعدٍ عَن أَحمَدَ وَ عَبدِ اللّهِ ابنيَ‌ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن حَمّادٍ عَنِ الحلَبَيِ‌ّ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع لِمَ جُعِلَ السعّي‌ُ بَينَ الصّفَا وَ المَروَةِ قَالَ لِأَنّ الشّيطَانَ تَرَاءَي لِإِبرَاهِيمَ ع فِي الواَديِ‌ فَسَعَي وَ هُوَ مَنَازِلُ[مُنَازِلُ]الشّيطَانِ

بيان في الفقيه منازل الشياطين ويمكن أن يقرأ منازل بضم الميم علي صيغة اسم الفاعل من المنازلة بمعني المحاربة موافقا لمامر في خبر معاوية

25- ع ،[علل الشرائع ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ ابنِ أَبَانٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن فَضَالَةَ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ جَبرَئِيلَ ع أَتَي اِبرَاهِيمَ ع فَقَالَ تَمَنّ يَا اِبرَاهِيمُ فَكَانَت تُسَمّي مُنًي فَسَمّاهَا النّاسُ مِنًي

بيان الظاهر أن الأول بضم الميم علي صيغة الجمع والثاني‌ بكسرها

26- ع ،[علل الشرائع ]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] فِي عِلَلِ ابنِ سِنَانٍ أَنّ الرّضَا ع كَتَبَ إِلَيهِ إِنّمَا سُمّيَت مِنًي مِنًي لِأَنّ جَبرَئِيلَ ع قَالَ هُنَاكَ يَا اِبرَاهِيمُ تَمَنّ عَلَي رَبّكَ مَا شِئتَ فَتَمَنّي اِبرَاهِيمُ فِي نَفسِهِ أَن يَجعَلَ اللّهُ مَكَانَ ابنِهِ إِسمَاعِيلَ كَبشاً يَأمُرُهُ بِذَبحِهِ فِدَاءً لَهُ فأَعُطيِ‌َ مُنَاهُ

27- ع ،[علل الشرائع ]حَمزَةُ العلَوَيِ‌ّ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ قَالَسَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن عَرَفَاتٍ لِمَ سُمّيَت عَرَفَاتٍ فَقَالَ إِنّ جَبرَئِيلَ ع خَرَجَ بِإِبرَاهِيمَ ع يَومَ عَرَفَةَ فَلَمّا زَالَتِ الشّمسُ قَالَ لَهُ جَبرَئِيلُ يَا اِبرَاهِيمُ اعتَرِف بِذَنبِكَ


صفحه : 109

وَ اعرِف مَنَاسِكَكَ فَسُمّيَت عَرَفَاتٍ لِقَولِ جَبرَئِيلَ ع لَهُ اعتَرِف فَاعتَرَفَ

28- ع ،[علل الشرائع ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ ابنِ أَبَانٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن صَفوَانَ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ فِي حَدِيثِ اِبرَاهِيمَ إِنّ جَبرَئِيلَ ع انتَهَي بِهِ إِلَي المَوقِفِ فَأَقَامَ بِهِ حَتّي غَرَبَتِ الشّمسُ ثُمّ أَفَاضَ بِهِ فَقَالَ يَا اِبرَاهِيمُ ازدَلِف إِلَي المَشعَرِ الحَرَامِ فَسُمّيَت مُزدَلِفَةَ

بيان ازدلف تقدم

29- ع ،[علل الشرائع ] أَبِي عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ سَارَةَ أللّهُمّ لَا تؤُاَخذِنيِ‌ بِمَا صَنَعتُ بِهَاجَرَ أَنّهَا كَانَت خَفَضَتهَا فَجَرَتِ السّنّةُ بِذَلِكَ

30- ع ،[علل الشرائع ] أَبِي عَن سَعدٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مَهزِيَارَ عَن أَخِيهِ عَلِيّ بِإِسنَادِهِ قَالَ قَالَ أَبُو الحَسَنِ ع فِي الطّائِفِ أَ تدَريِ‌ لِمَ سمُيّ‌َ الطّائِفَ قُلتُ لَا فَقَالَ إِنّ اِبرَاهِيمَ ع دَعَا رَبّهُ أَن يَرزُقَ أَهلَهُ مِن كُلّ الثّمَرَاتِ فَقَطَعَ لَهُم قِطعَةً مِنَ الأُردُنّ فَأَقبَلَت حَتّي طَافَت بِالبَيتِ سَبعاً ثُمّ أَقَرّهَا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِي مَوضِعِهَا فَإِنّمَا سُمّيَتِ الطّائِفَ لِلطّوَافِ بِالبَيتِ

31- ع ،[علل الشرائع ] عَلِيّ بنُ حَاتِمٍ عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ وَ عَلِيّ بنِ سُلَيمَانَ مَعاً عَنِ البزَنَطيِ‌ّ قَالَ قَالَ الرّضَا ع أَ تدَريِ‌ لِمَ سُمّيَتِ الطّائِفُ الطّائِفَ قُلتُ لَا قَالَ لِأَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ لَمّا دَعَاهُ اِبرَاهِيمُ ع أَن يَرزُقَ أَهلَهُ مِنَ الثّمَرَاتِ أَمَرَ بِقِطعَةٍ مِنَ الأُردُنّ فَسَارَت بِثِمَارِهَا حَتّي طَافَت بِالبَيتِ ثُمّ أَمَرَهَا أَن تَنصَرِفَ إِلَي هَذَا المَوضِعِ ألّذِي سمُيّ‌َ الطّائِفَ فَلِذَلِكَ سمُيّ‌َ الطّائِفَ

شي‌،[تفسير العياشي‌] عن البزنطي‌ مثله بيان قال الفيروزآبادي‌ الأردن بضمتين وشد الدال كورة بالشام


صفحه : 110

32- ع ،[علل الشرائع ] أَبِي عَن مُحَمّدِ بنِ العَطّارِ عَنِ العمَركَيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ مُوسَي ع قَالَ سَأَلتُهُ عَن رمَي‌ِ الجِمَارِ لِمَ جُعِلَ قَالَ لِأَنّ إِبلِيسَ اللّعِينَ كَانَ يَتَرَاءَي لِإِبرَاهِيمَ ع فِي مَوضِعِ الجِمَارِ فَرَجَمَهُ اِبرَاهِيمُ فَجَرَتِ السّنّةُ بِذَلِكَ

33- ع ،[علل الشرائع ] أَبِي عَن سَعدٍ عَن أَيّوبَ بنِ نُوحٍ عَن صَفوَانَ بنِ يَحيَي عَن مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَوّلُ مَن رَمَي الجِمَارَ آدَمُ ع وَ قَالَ أَتَي جَبرَئِيلُ اِبرَاهِيمَ ع وَ قَالَ ارمِ يَا اِبرَاهِيمُ فَرَمَي جَمرَةَ العَقَبَةِ وَ ذَلِكَ أَنّ الشّيطَانَ تَمَثّلَ لَهُ عِندَهَا

34-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَنِ ابنِ المُتَوَكّلِ عَنِ الحمِيرَيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن اِبرَاهِيمَ الكرَخيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ اِبرَاهِيمَ ع كَانَ مَولِدُهُ بِكُوثَي وَ كَانَ مِن أَهلِهَا وَ كَانَت أُمّ اِبرَاهِيمَ وَ أُمّ لُوطٍ ع أُختَينِ وَ إِنّهُ تَزَوّجَ سَارَةَ بِنتَ لَاحِجٍ وَ هيِ‌َ بِنتُ خَالَتِهِ وَ كَانَت صَاحِبَةَ مَاشِيَةٍ كَثِيرَةٍ وَ حَالٍ حَسَنَةٍ فَمَلّكَت اِبرَاهِيمَ ع جَمِيعَ مَا كَانَت تَملِكُهُ فَقَامَ فِيهِ وَ أَصلَحَهُ فَكَثُرَتِ المَاشِيَةُ وَ الزّرعُ حَتّي لَم يَكُن بِأَرضِ كُوثَي رَجُلٌ أَحسَنُ[أَحسَنَ]حَالًا مِنهُ إِلَي آخِرِ مَا مَرّ فِي رِوَايَةِ الكلُيَنيِ‌ّ

35-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ لِإِبرَاهِيمَ ع ابنَانِ فَكَانَ أَفضَلُهُمَا ابنَ الأَمَةِ

36-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِهَذَا الإِسنَادِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ الحَجّاجِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ امرَأَتُهُ قائِمَةٌ فَضَحِكَتيعَنيِ‌ حَاضَت وَ هيِ‌َ يَومَئِذٍ ابنَةُ تِسعِينَ


صفحه : 111

سَنَةً وَ اِبرَاهِيمُ ابنُ مِائَةٍ وَ عِشرِينَ سَنَةً قَالَ وَ إِنّ قَومَ اِبرَاهِيمَ نَظَرُوا إِلَي إِسحَاقَ ع وَ قَالُوا مَا أَعجَبَ هَذَا وَ هَذِهِ يَعنُونَ اِبرَاهِيمَ وَ سَارَةَ أَخَذَا صَبِيّاً وَ قَالَا هَذَا ابنُنَا يَعنُونَ إِسحَاقَ فَلَمّا كَبِرَ لَم يُعرَف هَذَا وَ هَذَا لِتَشَابُهِهِمَا حَتّي صَارَ اِبرَاهِيمُ يُعرَفُ بِالشّيبِ قَالَ فَثَنَي اِبرَاهِيمُ لِحيَتَهُ فَرَأَي فِيهَا طَاقَةً بَيضَاءَ فَقَالَ أللّهُمّ مَا هَذَا فَقَالَ وَقَارٌ فَقَالَ أللّهُمّ زدِنيِ‌ وَقَاراً

37-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ ابنِ أَبَانٍ عَنِ ابنِ أُورَمَةَ عَن عَمرِو بنِ عُثمَانَ عَنِ العبَقرَيِ‌ّ عَن إِسرَائِيلَ عَن أَبِي إِسحَاقَ عَن حَارِثَةَ بنِ مُضَرّبٍ عَن عَلِيّ ع قَالَ شَبّ إِسمَاعِيلُ وَ إِسحَاقُ فَتَسَابَقَا فَسَبَقَ إِسمَاعِيلُ فَأَخَذَهُ اِبرَاهِيمُ فَأَجلَسَهُ فِي حَجرِهِ وَ أَجلَسَ إِسحَاقَ إِلَي جَنبِهِ فَغَضِبَت سَارَةُ وَ قَالَت أَمَا إِنّكَ قَد جَعَلتَ أَن لَا تسُوَيّ‌َ بَينَهُمَا فَاعزِلهَا عنَيّ‌ فَانطَلَقَ اِبرَاهِيمُ بِإِسمَاعِيلَ وَ بِأُمّهِ هَاجَرَ حَتّي أَنزَلَهُمَا مَكّةَ فَنَفِدَ طَعَامُهُم فَأَرَادَ اِبرَاهِيمُ أَن يَنطَلِقَ فَيَلتَمِسَ لَهُم طَعَاماً فَقَالَت هَاجَرُ إِلَي مَن تَكِلُنَا فَقَالَ أَكِلُكُم إِلَي اللّهِ تَعَالَي وَ أَصَابَهُمَا جُوعٌ شَدِيدٌ فَنَزَلَ جَبرَئِيلُ وَ قَالَ لِهَاجَرَ إِلَي مَن وَكَلَكُمَا قَالَت وَكَلَنَا إِلَي اللّهِ قَالَ لَقَد وَكَلَكُمَا إِلَي كَافٍ وَ وَضَعَ جَبرَئِيلُ يَدَهُ فِي زَمزَمَ ثُمّ طَوَاهَا فَإِذَا المَاءُ قَد نَبَعَ فَأَخَذَت هَاجَرُ قِربَةً مَخَافَةَ أَن يَذهَبَ فَقَالَ جَبرَئِيلُ إِنّهَا تَبقَي فاَدعيِ‌ ابنَكِ فَأَقبَلَ فَشَرِبُوا وَ عَاشُوا حَتّي أَتَاهُم اِبرَاهِيمُ فَأَخبَرَتهُ الخَبَرَ فَقَالَ هُوَ جَبرَئِيلُ ع

38-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن أَبَانٍ عَن عُقبَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ إِسمَاعِيلَ ع تَزَوّجَ امرَأَةً مِنَ العَمَالِقَةِ يُقَالُ لَهَا سَامَةُ وَ إِنّ اِبرَاهِيمَ اشتَاقَ إِلَيهِ فَرَكِبَ حِمَاراً فَأَخَذَت عَلَيهِ سَارَةُ أَن لَا يَنزِلَ حَتّي يَرجِعَ قَالَ فَأَتَاهُ وَ قَد هَلَكَت أُمّهُ فَلَم يُوَافِقهُ وَ وَافَقَ امرَأَتَهُ فَقَالَ لَهَا أَينَ زَوجُكِ فَقَالَت خَرَجَ يَتَصَيّدُ فَقَالَ كَيفَ حَالُكُم فَقَالَت حَالُنَا شَدِيدَةٌ وَ عَيشُنَا


صفحه : 112

شَدِيدٌ قَالَ وَ لَم تَعرِض عَلَيهِ المَنزِلَ فَقَالَ إِذَا جَاءَ زَوجُكِ فقَوُليِ‌ لَهُ جَاءَ هَاهُنَا شَيخٌ وَ هُوَ يَأمُرُكَ أَن تُغَيّرَ عَتَبَةَ بَابِكَ فَلَمّا أَقبَلَ إِسمَاعِيلُ وَ صَعِدَ الثّنِيّةَ وَجَدَ رِيحَ أَبِيهِ فَأَقبَلَ إِلَيهَا وَ قَالَ أَتَاكِ أَحَدٌ قَالَت نَعَم شَيخٌ قَد سأَلَنَيِ‌ عَنكَ فَقَالَ لَهَا هَل أَمَرَكِ بشِيَ‌ءٍ قَالَت نَعَم قَالَ لِي إِذَا دَخَلَ زَوجُكِ فقَوُليِ‌ لَهُ جَاءَ شَيخٌ وَ هُوَ يَأمُرُكَ أَن تُغَيّرَ عَتَبَةَ بَابِكَ قَالَ فَخَلّي سَبِيلَهَا ثُمّ إِنّ اِبرَاهِيمَ ع رَكِبَ إِلَيهِ الثّانِيَةَ فَأَخَذَت عَلَيهِ سَارَةُ أَن لَا يَنزِلَ حَتّي يَرجِعَ فَلَم يُوَافِقهُ وَ وَافَقَ امرَأَتَهُ فَقَالَ أَينَ زَوجُكِ قَالَت خَرَجَ عَافَاكَ اللّهُ لِلصّيدِ فَقَالَ كَيفَ أَنتُم فَقَالَت صَالِحُونَ قَالَ وَ كَيفَ حَالُكُم قَالَت حَسَنَةٌ وَ نَحنُ بِخَيرٍ انزِل يَرحَمُكَ اللّهِ حَتّي يأَتيِ‌َ قَالَ فَأَبَي وَ لَم تَزَل بِهِ تُرِيدُهُ عَلَي النّزُولِ فَأَبَي قَالَت أعَطنِيِ‌ رَأسَكَ حَتّي أَغسِلَهُ فإَنِيّ‌ أَرَاهُ شَعِثاً فَجَعَلَت لَهُ غَسُولًا ثُمّ أَدنَت مِنهُ الحَجَرَ فَوَضَعَ قَدَمَهُ عَلَيهِ فَغَسَلَت جَانِبَ رَأسِهِ ثُمّ قَلّبَت قَدَمَهُ الأُخرَي فَغَسَلَتِ الشّقّ الآخَرَ ثُمّ سَلّمَ عَلَيهَا وَ قَالَ إِذَا جَاءَ زَوجُكِ فقَوُليِ‌ لَهُ قَد جَاءَ هَاهُنَا شَيخٌ وَ هُوَ يُوصِيكَ بِعَتَبَةِ بَابِكَ خَيراً ثُمّ إِنّ إِسمَاعِيلَ ع أَقبَلَ فَلَمّا انتَهَي إِلَي الثّنِيّةِ وَجَدَ رِيحَ أَبِيهِ فَقَالَ لَهَا هَل أَتَاكِ أَحَدٌ قَالَت نَعَم شَيخٌ وَ هَذَا أَثَرُ قَدَمَيهِ فَأَكَبّ عَلَي المَقَامِ وَ قَبّلَهُ وَ قَالَ شَكَا اِبرَاهِيمُ إِلَي اللّهِ تَعَالَي مَا يَلقَي مِن سُوءِ خُلُقِ سَارَةَ فَأَوحَي اللّهُ تَعَالَي إِلَيهِ أَنّ مَثَلَ المَرأَةِ مَثَلُ الضّلعِ الأَعوَجِ إِن تَرَكتَهُ استَمتَعتَ بِهِ وَ إِن أَقَمتَهُ كَسَرتَهُ وَ قَالَ إِنّ اِبرَاهِيمَ ع تَزَوّجَ سَارَةَ وَ كَانَت مِن أَولَادِ الأَنبِيَاءِ عَلَي أَن لَا يُخَالِفَهَا وَ لَا يعَصيِ‌َ لَهَا أَمراً فِيمَا وَافَقَ الحَقّ وَ إِنّ اِبرَاهِيمَ كَانَ يأَتيِ‌ مَكّةَ مِنَ الحِيرَةِ فِي كُلّ يَومٍ

39-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَنِ ابنِ المُتَوَكّلِ عَنِ الحمِيرَيِ‌ّ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ الحَجّاجِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِنّ اِبرَاهِيمَ ع استَأذَنَ سَارَةَ أَن يَزُورَ إِسمَاعِيلَ بِمَكّةَ فَأَذِنَت لَهُ عَلَي أَن لَا يَبِيتَ عَنهَا وَ لَا يَنزِلَ عَن حِمَارِهِ قُلتُ كَيفَ كَانَ ذَلِكَ قَالَ طُوِيَت لَهُ الأَرضُ

40-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ] لَمّا تَرَعرَعَ إِسمَاعِيلُ ع وَ كَبِرَ أَعطَوهُ سَبعَةَ أَعنُزٍ فَكَانَ ذَلِكَ أَصلَ مَالِهِ فَنَشَأَ وَ تَكَلّمَ بِالعَرَبِيّةِ وَ تَعَلّمَ الرمّي‌َ وَ كَانَ إِسمَاعِيلُ ع بَعدَ مَوتِ أُمّهِ تَزَوّجَ


صفحه : 113

امرَأَةً مِن جُرهُمَ اسمُهَا زَعلَةُ أَو عِمَادَةُ وَ طَلّقَهَا وَ لَم تَلِد لَهُ شَيئاً ثُمّ تَزَوّجَ السّيّدَةَ بِنتَ الحَارِثِ بنِ مُضَاضٍ فَوَلَدَت لَهُ وَ كَانَ عُمرُ إِسمَاعِيلَ ع مِائَةً وَ سَبعاً وَ ثَلَاثِينَ وَ مَاتَ ع وَ دُفِنَ فِي الحِجرِ وَ فِيهِ قُبُورُ الأَنبِيَاءِ ع وَ مَن أَرَادَ أَن يصُلَيّ‌َ فِيهِ فَليَكُن صَلَاتُهُ عَلَي ذِرَاعَينِ مِن طَرَفِهِ مِمّا يلَيِ‌ بَابَ البَيتِ فَإِنّهُ مَوضِعُ شَبِيرٍ وَ شَبّرَ ابنيَ‌ هَارُونَ ع

41-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَن مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ إِسمَاعِيلَ ع توُفُيّ‌َ وَ هُوَ ابنُ مِائَةٍ وَ ثَلَاثِينَ سَنَةً وَ دُفِنَ بِالحِجرِ مَعَ أُمّهِ فَلَم يَزَل بَنُو إِسمَاعِيلَ وُلَاةَ الأَمرِ يُقِيمُونَ لِلنّاسِ حَجّهُم وَ أَمرَ دِينِهِم يَتَوَارَثُونَهَا كَابِرٌ عَن كَابِرٍ حَتّي كَانَ زَمَنُ عَدنَانَ بنِ أُدَدَ

42-ك ،[إكمال الدين ] أَبِي عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ وَ مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ يُوسُفَ التمّيِميِ‌ّ عَنِ الصّادِقِ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن جَدّهِ ع عَن رَسُولِ اللّهِص قَالَ عَاشَ إِسمَاعِيلُ بنُ اِبرَاهِيمَ ع مِائَةً وَ عِشرِينَ سَنَةً وَ عَاشَ إِسحَاقُ بنُ اِبرَاهِيمَ ع مِائَةً وَ ثَمَانِينَ سَنَةً

بيان لعل هذاأصح الأخبار في عمره ع إذ هوأبعد عن أقوال المخالفين إذ الأشهر بينهم أنه عاش مائة وسبعا وثلاثين سنة وقيل مائة وثلاثين و لم أر القول بما في هذاالخبر بينهم فيمكن حمل الخبرين السابقين علي التقية

43-سن ،[المحاسن ] أَبِي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ قَالَسَأَلتُهُ عَنِ السعّي‌ِ فَقَالَ إِنّ اِبرَاهِيمَ ع لَمّا خَلّفَ هَاجَرَ وَ إِسمَاعِيلَ بِمَكّةَ عَطِشَ إِسمَاعِيلُ فَبَكَي فَخَرَجَت حَتّي عَلَت عَلَي الصّفَا وَ باِلواَديِ‌ أَشجَارٌ فَنَادَت هَل باِلواَديِ‌ مِن أَنِيسٍ فَلَم يُجِبهَا أَحَدٌ فَانحَدَرَت حَتّي عَلَت عَلَي المَروَةِ فَنَادَت هَل باِلواَديِ‌ مِن أَنِيسٍ فَلَم تَزَل تَفعَلُ ذَلِكَ حَتّي فَعَلَتهُ سَبعَ مَرّاتٍ فَلَمّا كَانَتِ السّابِعَةُ هَبَطَ عَلَيهَا جَبرَئِيلُ ع فَقَالَ لَهَا أَيّتُهَا المَرأَةُ


صفحه : 114

مَن أَنتِ فَقَالَت أَنَا هَاجَرُ أُمّ وَلَدِ اِبرَاهِيمَ قَالَ لَهَا وَ إِلَي مَن خَلّفَكِ قَالَت أَمّا إِذَا قُلتَ ذَلِكَ لَقَد قُلتُ لَهُ يَا اِبرَاهِيمُ إِلَي مَن تخُلَفّنُيِ‌ هَاهُنَا فَقَالَ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ أُخَلّفُكِ فَقَالَ لَهَا جَبرَئِيلُ ع نِعمَ مَا خَلّفَكِ إِلَيهِ لَقَد وَكَلَكُم إِلَي كَافٍ فاَرجعِيِ‌ إِلَي وَلَدِكِ فَرَجَعَت إِلَي البَيتِ وَ قَد نَبَعَت زَمزَمُ وَ المَاءُ ظَاهِرٌ يجَريِ‌ فَجَمَعَت حَولَهُ التّرَابَ فَحَبَسَهُ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع لَو تَرَكَتهُ لَكَانَ سَيحاً ثُمّ قَالَ مَرّ رَكبٌ مِنَ اليَمَنِ وَ لَم يَكُونُوا يَدخُلُونَ مَكّةَ فَنَظَرُوا إِلَي الطّيرِ مُقبِلَةً عَلَي مَكّةَ مِن كُلّ فَجّ فَقَالُوا مَا أَقبَلَتِ الطّيرُ عَلَي مَكّةَ إِلّا وَ قَد رَأَتِ المَاءَ فَمَالُوا إِلَي مَكّةَ حَتّي أَتَوا مَوضِعَ البَيتِ فَنَزَلُوا وَ استَقَوا مِنَ المَاءِ وَ تَزَوّدُوا مَا يَكفِيهِم وَ خَلّفُوا عِندَهُمَا مِنَ الزّادِ مَا يَكفِيهِمَا فَأَجرَي اللّهُ لَهُم بِذَلِكَ رِزقاً

44- وروي محمد بن خلف عن بعض أصحابه قال فكان الناس يمرون بمكة فيطعمونهم من الطعام ويسقونهم من الماء

45-سن ،[المحاسن ] أَبِي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ قَالَ سَأَلنَا عَنِ السعّي‌ِ بَينَ الصّفَا وَ المَروَةِ فَقَالَ إِنّ هَاجَرَ لَمّا وَلَدَت بِإِسمَاعِيلَ دَخَلَت سَارَةَ غَيرَةٌ شَدِيدَةٌ فَأَمَرَ اللّهُ اِبرَاهِيمَ أَن يُطِيعَهَا فَقَالَت يَا اِبرَاهِيمُ احمِل هَاجَرَ حَتّي تَضَعَهَا بِبِلَادٍ لَيسَ فِيهَا زَرعٌ وَ لَا ضَرعٌ فَأَتَي بِهَا البَيتَ وَ لَيسَ بِمَكّةَ إِذ ذَاكَ زَرعٌ وَ لَا ضَرعٌ وَ لَا مَاءٌ وَ لَا أَحَدٌ فَخَلّفَهَا عِندَ البَيتِ وَ انصَرَفَ عَنهَا اِبرَاهِيمُ ع فَبَكَي

46-سن ،[المحاسن ] غَيرُ وَاحِدٍ مِن أَصحَابِنَا عَن أَبَانٍ الأَحمَرِ رَفَعَهُ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَتِ الخَيلُ وُحُوشاً فِي بِلَادِ العَرَبِ فَصَعِدَ اِبرَاهِيمُ وَ إِسمَاعِيلُ ع عَلَي أَجيَادٍ فَصَاحَا أَلَا هَلَا أَلَا هَلُمّ فَمَا فَرَسٌ إِلّا أعُطيِ‌َ بِيَدِهِ وَ أَمكَنَ مِن نَاصِيَتِهِ

47-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَنِ الفَضلِ بنِ مُوسَي الكَاتِبِ عَن أَبِي الحَسَنِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ اِبرَاهِيمَ ع لَمّا أَسكَنَ إِسمَاعِيلَ وَ هَاجَرَ مَكّةَ وَ وَدّعَهُمَا لِيَنصَرِفَ عَنهُمَا بَكَيَا فَقَالَ لَهُمَا اِبرَاهِيمُ مَا يُبكِيكُمَا فَقَد خَلّفتُكُمَا فِي أَحَبّ الأَرضِ إِلَي اللّهِ وَ فِي حَرَمِ اللّهِ فَقَالَت


صفحه : 115

لَهُ هَاجَرُ يَا اِبرَاهِيمُ مَا كُنتُ أَرَي أَنّ نَبِيّاً مِثلَكَ يَفعَلُ مَا فَعَلتَ قَالَ وَ مَا فَعَلتُ فَقَالَت إِنّكَ خَلّفتَ امرَأَةً ضَعِيفَةً وَ غُلَاماً ضَعِيفاً لَا حِيلَةَ لَهُمَا بِلَا أَنِيسٍ مِن بَشَرٍ وَ لَا مَاءٍ يَظهَرُ وَ لَا زَرعٍ قَد بَلَغَ وَ لَا ضَرعٍ يُحلَبُ قَالَ فَرَقّ اِبرَاهِيمُ وَ دَمَعَت عَينَاهُ عِندَ مَا سَمِعَ مِنهَا فَأَقبَلَ حَتّي انتَهَي إِلَي بَابِ بَيتِ اللّهِ الحَرَامِ فَأَخَذَ بعِضِاَدتَيَ‌ِ الكَعبَةِ ثُمّ قَالَ أللّهُمّإنِيّ‌ أَسكَنتُ مِن ذرُيّتّيِ‌ بِوادٍ غَيرِ ذيِ‌ زَرعٍ عِندَ بَيتِكَ المُحَرّمِ رَبّنا لِيُقِيمُوا الصّلاةَ فَاجعَل أَفئِدَةً مِنَ النّاسِ تهَويِ‌ إِلَيهِم وَ ارزُقهُم مِنَ الثّمَراتِ لَعَلّهُم يَشكُرُونَ قَالَ أَبُو الحَسَنِ فَأَوحَي اللّهُ إِلَي اِبرَاهِيمَ أَنِ اصعَد أَبَا قُبَيسٍ فَنَادِ فِي النّاسِ يَا مَعشَرَ الخَلَائِقِ إِنّ اللّهَ يَأمُرُكُم بِحَجّ هَذَا البَيتِ ألّذِي بِمَكّةَ مُحَرّماً مَنِ استَطَاعَ إِلَيهِ سَبِيلًا فَرِيضَةً مِنَ اللّهِ قَالَ فَصَعِدَ اِبرَاهِيمُ أَبَا قُبَيسٍ فَنَادَي فِي النّاسِ بِأَعلَي صَوتِهِ يَا مَعشَرَ الخَلَائِقِ إِنّ اللّهَ يَأمُرُكُم بِحَجّ هَذَا البَيتِ ألّذِي بِمَكّةَ مُحَرّماًمَنِ استَطاعَ إِلَيهِ سَبِيلًافَرِيضَةً مِنَ اللّهِ قَالَ فَمَدّ اللّهُ لِإِبرَاهِيمَ فِي صَوتِهِ حَتّي أَسمَعَ بِهِ أَهلَ المَشرِقِ وَ المَغرِبِ وَ مَا بَينَهُمَا مِن جَمِيعِ مَا قَدّرَ اللّهُ وَ قَضَي فِي أَصلَابِ الرّجَالِ مِنَ النّطَفِ وَ جَمِيعِ مَا قَدّرَ اللّهُ وَ قَضَي فِي أَرحَامِ النّسَاءِ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ فَهُنَاكَ يَا فَضلُ وَجَبَ الحَجّ عَلَي جَمِيعِ الخَلَائِقِ فَالتّلبِيَةُ مِنَ الحَاجّ فِي أَيّامِ الحَجّ هيِ‌َ إِجَابَةٌ لِنِدَاءِ اِبرَاهِيمَ ع يَومَئِذٍ بِالحَجّ عَنِ اللّهِ

48-كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ وَ الحُسَينُ بنُ مُحَمّدِ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَبدَوَيهِ بنِ عَامِرٍ وَ غَيرِهِ وَ مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ جَمِيعاً عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي نَصرٍ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَن أَبِي العَبّاسِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَمّا وُلِدَ إِسمَاعِيلُ حَمَلَهُ اِبرَاهِيمُ ع وَ أُمّهُ عَلَي حِمَارٍ وَ أَقبَلَ مَعَهُ جَبرَئِيلُ ع حَتّي وَضَعَهُ فِي مَوضِعِ الحِجرِ وَ مَعَهُ شَيءٌ مِن زَادٍ وَ سِقَاءٌ فِيهِ شَيءٌ مِن مَاءٍ وَ البَيتُ يَومَئِذٍ رَبوَةٌ حَمرَاءُ مِن مَدَرٍ فَقَالَ اِبرَاهِيمُ لِجَبرَئِيلَ هَاهُنَا أُمِرتَ


صفحه : 116

قَالَ نَعَم قَالَ وَ مَكّةُ يَومَئِذٍ سَلَمٌ وَ سَمُرٌ وَ حَولَ مَكّةَ يَومَئِذٍ نَاسٌ مِنَ العَمَالِيقِ

49- وَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ عَنهُ أَيضاً قَالَ فَلَمّا وَلّي اِبرَاهِيمُ قَالَت هَاجَرُ يَا اِبرَاهِيمُ إِلَي مَن تَدَعُنَا قَالَ أَدَعُكُمَا إِلَي رَبّ هَذِهِ البَنِيّةِ قَالَ فَلَمّا نَفِدَ المَاءُ وَ عَطِشَ الغُلَامُ خَرَجَت حَتّي صَعِدَت عَلَي الصّفَا فَنَادَت هَل باِلواَديِ‌ مِن أَنِيسٍ ثُمّ انحَدَرَت حَتّي أَتَتِ المَروَةَ فَنَادَت مِثلَ ذَلِكَ ثُمّ أَقبَلَت رَاجِعَةً إِلَي ابنِهَا فَإِذَا عَقِبُهُ يَفحَصُ فِي مَاءٍ فَجَمَعَتهُ فَسَاخَ وَ لَو تَرَكَتهُ لَسَاحَ

50-كا،[الكافي‌]عِدّةٌ مِن أَصحَابِنَا عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن أَبَانٍ الأَحمَرِ عَن مُحَمّدٍ الواَسطِيِ‌ّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّ اِبرَاهِيمَ شَكَا إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ مَا يَلقَي مِن سُوءِ خُلُقِ سَارَةَ فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَيهِ إِنّمَا مَثَلُ المَرأَةِ مَثَلُ الضّلعِ المُعوَجّ إِن أَقَمتَهُ كَسَرتَهُ وَ إِن تَرَكتَهُ استَمتَعتَ بِهِ اصبِر عَلَيهَا

51-فس ،[تفسير القمي‌]وَ إِذ بَوّأنا لِإِبراهِيمَ مَكانَ البَيتِ أَي عَرّفنَاهُ قَولُهُوَ عَلي كُلّ ضامِرٍ يَقُولُ الإِبِلُ المَهزُولَةُ قَالَ وَ لَمّا فَرَغَ اِبرَاهِيمُ مِن بِنَاءِ البَيتِ أَمَرَهُ اللّهُ أَن يُؤَذّنَ فِي النّاسِ بِالحَجّ فَقَالَ يَا رَبّ وَ مَا يَبلُغُ صوَتيِ‌ فَقَالَ اللّهُ أَذّن عَلَيكَ الأَذَانُ وَ عَلَيّ البَلَاغُ وَ ارتَفَعَ إِلَي المَقَامِ وَ هُوَ يَومَئِذٍ يَلصَقُ بِالبَيتِ فَارتَفَعَ بِهِ المَقَامُ حَتّي كَانَ أَطوَلَ مِنَ الجِبَالِ فَنَادَي وَ أَدخَلَ إِصبَعَهُ فِي أُذُنَيهِ وَ أَقبَلَ بِوَجهِهِ شَرقاً وَ غَرباً يَقُولُ أَيّهَا النّاسُ


صفحه : 117

كُتِبَ عَلَيكُمُ الحَجّ إِلَي البَيتِ العَتِيقِ فَأَجِيبُوا رَبّكُم فَأَجَابُوهُ مِن تَحتِ البُحُورِ السّبعِ وَ مِن بَينِ المَشرِقِ وَ المَغرِبِ إِلَي مُنقَطَعِ التّرَابِ مِن أَطرَافِهَا أَيِ الأَرضِ كُلّهَا وَ مِن أَصلَابِ الرّجَالِ وَ أَرحَامِ النّسَاءِ بِالتّلبِيَةِ لَبّيكَ أللّهُمّ لَبّيكَ أَ وَ لَا تَرَونَهُم يَأتُونَ يُلَبّونَ فَمَن حَجّ مِن يَومِئِذٍ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ فَهُم مِمّنِ استَجَابَ اللّهَ وَ ذَلِكَ قَولُهُفِيهِ آياتٌ بَيّناتٌ مَقامُ اِبراهِيمَيعَنيِ‌ نِدَاءَ اِبرَاهِيمَ عَلَي المَقَامِ بِالحَجّ

52-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن حَفصِ بنِ البخَترَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّ أَصلَ حَمَامِ الحَرَمِ بَقِيّةُ حَمَامٍ كَانَت لِإِسمَاعِيلَ بنِ اِبرَاهِيمَ ع

53-يب ،[تهذيب الأحكام ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ الواَسطِيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ اِبرَاهِيمَ خَلِيلَ الرّحمَنِ سَأَلَ رَبّهُ أَن يَرزُقَهُ ابنَةً تَبكِيهِ بَعدَ مَوتِهِ

54-كا،[الكافي‌]بَعضُ أَصحَابِنَا عَنِ ابنِ جُمهُورٍ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَنِ المُفَضّلِ بنِ عُمَرَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ الحِجرُ بَيتُ إِسمَاعِيلَ وَ فِيهِ قَبرُ هَاجَرَ وَ قَبرُ إِسمَاعِيلَ ع

55-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن فَضَالَةَ بنِ أَيّوبَ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَنِ الحِجرِ أَ مِنَ البَيتِ هُوَ أَو فِيهِ شَيءٌ مِنَ البَيتِ فَقَالَ لَا وَ لَا قُلَامَةُ ظُفُرٍ وَ لَكِنّ إِسمَاعِيلَ ع دَفَنَ أُمّهُ فِيهِ فَكَرِهَ أَن تُوطَأَ فَحَجّرَ عَلَيهِ حِجراً وَ فِيهِ قُبُورُ أَنبِيَاءَ

56-كا،[الكافي‌]عِدّةٌ مِن أَصحَابِنَا عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الوَلِيدِ شَبَابٍ الصيّرفَيِ‌ّ


صفحه : 118

عَن مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع دُفِنَ فِي الحِجرِ مِمّا يلَيِ‌ الرّكنَ الثّالِثَ عَذَارَي بَنَاتِ إِسمَاعِيلَ

57-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ ابنِ سِنَانٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّإِنّ أَوّلَ بَيتٍ وُضِعَ لِلنّاسِ للَذّيِ‌ بِبَكّةَ مُبارَكاً وَ هُديً لِلعالَمِينَ فِيهِ آياتٌ بَيّناتٌ مَا هَذِهِ الآيَاتُ قَالَ مَقَامُ اِبرَاهِيمَ حَيثُ قَامَ عَلَي الحَجَرِ فَأَثّرَت فِيهِ قَدَمَاهُ وَ الحَجَرُ الأَسوَدُ وَ مَنزِلُ إِسمَاعِيلَ

58-أَقُولُ قَالَ السّيّدُ ابنُ طَاوُسٍ فِي كِتَابِ سَعدِ السّعُودِ،وَجَدتُ فِي السّفرِ التّاسِعِ مِنَ التّورَاةِ المُتَرجَمِ أَنّ سَارَةَ امرَأَةَ اِبرَاهِيمَ لَم يَكُن يُولَدُ لَهَا وَلَدٌ وَ كَانَت لَهَا أَمَةٌ اسمُهَا هَاجَرُ فَقَالَت سَارَةُ لِإِبرَاهِيمَ إِنّ اللّهَ قَد حرَمَنَيِ‌َ الوَلَدَ فَادخُل عَلَي أمَتَيِ‌ وَ ابنِ لَهَا لعَلَيّ‌ أَتَعَزّي بِوَلَدٍ مِنهَا فَسَمِعَ اِبرَاهِيمُ قَولَ سَارَةَ وَ أَطَاعَهَا فَانطَلَقَت سَارَةُ امرَأَةُ اِبرَاهِيمَ بِهَاجَرَ أَمَتِهَا وَ ذَلِكَ بَعدَ مَا سَكَنَ اِبرَاهِيمُ أَرضَ كَنعَانَ عَشرَ سِنِينَ فَأَدخَلَتهَا عَلَي اِبرَاهِيمَ زَوجِهَا فَدَخَلَ اِبرَاهِيمُ عَلَي هَاجَرَ فَحَبِلَت فَلَمّا رَأَت هَاجَرُ أَنّهَا قَد حَمَلَت استَسفَهَت هَاجَرُ سَارَةَ سَيّدَتَهَا وَ هَانَت فِي عَينِهَا فَقَالَت سَارَةُ يَا اِبرَاهِيمُ أَنتَ صَاحِبُ ظلُاَمتَيِ‌ إِنّمَا وَضَعتُ أمَتَيِ‌ فِي حِضنِكَ فَلَمّا حَبِلَت هُنتُ عَلَيهَا يَحكُمُ الرّبّ بيَنيِ‌ وَ بَينَكَ فَقَالَ اِبرَاهِيمُ لِسَارَةَ امرَأَتِهِ هَذِهِ أَمَتُكِ مُسَلّمَةً فِي يَدِكِ فاَصنعَيِ‌ بِهَا مَا أَحبَبتِ وَ حَسُنَ فِي عَينِكِ وَ سَرّكِ وَ وَافَقَكِ


صفحه : 119

فَأَهَانَتهَا سَارَةُ سَيّدَتُهَا فَهَرَبَت مِنهَا فَلَقِيَهَا مَلَاكُ الرّبّ عَلَي غَيرِ مَاءٍ فِي البَرّيّةِ فِي طَرِيقِ حَذَارِ فَقَالَت لَهَا يَا هَاجَرُ أَمَةَ سَارَةَ مِن أَينَ أَقبَلتِ وَ أَينَ تُرِيدِينَ فَقَالَت أَنَا هَارِبَةٌ مِن سَارَةَ سيَدّتَيِ‌ فَقَالَ لَهَا مَلَاكُ الرّبّ انطلَقِيِ‌ إِلَي سَيّدَتِكِ وَ تعَبَدّيِ‌ لَهَا ثُمّ قَالَ لَهَا مَلَاكُ الرّبّ عَن قَولِ الرّبّ أَنَا مُكثِرُ ذَرعِكِ وَ مُثمِرُهُ حَتّي لَا يُحصَوا مِن كَثرَتِهِم ثُمّ قَالَ لَهَا مَلَاكُ الرّبّ إِنّكِ حَبِلتِ وَ سَتَلِدِينَ ابناً وَ تَدعِينَ اسمَهُ إِسمَاعِيلَ لِأَنّ الرّبّ قَد عَرَفَ ذُلّكِ وَ خُضُوعَكِ وَ يَكُونُ ابنُكِ هَذَا وَحشِيّاً مِنَ النّاسِ[حَسَناً عِندَ النّاسِ]يَدُهُ عَلَي كُلّ يَدٍ وَ سَيَجِلّ عَلَي جَمِيعِ حُدُودِ إِخوَتِهِ قَالَ ثُمّ قَالَ فِي السّفرِ العَاشِرِ قَالَ اللّهُ لِإِبرَاهِيمَ حَقّاً إِنّ سَارَةَ سَتَلِدُ لَكَ ابناً وَ تُسَمّيهِ إِسحَاقَ وَ أُثبِتُ العَهدَ بيَنيِ‌ وَ بَينَهُ إِلَي الأَبَدِ وَ لِذُرّيّتِهِ مِن بَعدِهِ وَ قَدِ استَجَبتُ لَكَ فِي إِسمَاعِيلَ وَ بَرّكتُهُ وَ كَبّرتُهُ وَ أَنمَيتُهُ جَدّاً جَدّاً يُولَدُ لَهُ اثنَا عَشَرَ عَظِيماً وَ أَجعَلُهُ رَئِيساً لِشِعبٍ عَظِيمٍ ثُمّ قَالَ بَعدَ مَا ذَكَرَ كَرَاهَةَ سَارَةَ لِمَقَامِ هَاجَرَ وَ إِسمَاعِيلَ عِندَهَا قَالَ فَغَدَا اِبرَاهِيمُ بَاكِراً فَأَخَذَ خُبُزاً وَ إِدَاوَةً مِن مَاءٍ وَ أَعطَاهُ هَاجَرَ


صفحه : 120

فَحَمَلَهَا وَ الصبّيِ‌ّ وَ الطّعَامَ فَأَرسَلَهَا وَ انطَلَقَت وَ تَاهَت فِي بَرِيّةِ بِئرٍ سَبعٍ وَ نَفِدَ المَاءُ مِنَ الإِدَاوَةِ فَأَلقَتِ الصبّيِ‌ّ تَحتَ شَجَرَةٍ مِن شَجَرَةٍ الشّيحِ فَانطَلَقَت فَجَلَسَت قُبَالَتَهُ وَ تَبَاعَدَت عَنهُ كَرَميَةِ السّهمِ وَ رَفَعَت صَوتَهَا وَ بَكَت فَسَمِعَ الرّبّ صَوتَ الصبّيِ‌ّ فَدَعَا مَلَاكُ الرّبّ هَاجَرَ مِنَ السّمَاءِ فَقَالَ لَهَا مَا لَكِ يَا هَاجَرُ لَا تخَاَفيِ‌ لِأَنّ الرّبّ قَد سَمِعَ صَوتَ الصبّيِ‌ّ حَيثُ هُوَ قوُميِ‌ فاَحملِيِ‌ الصبّيِ‌ّ وَ شدُيّ‌ بِهِ يَدَيكِ إنِيّ‌ أَجعَلُهُ رَئِيساً لِشِعبٍ عَظِيمٍ وَ أَجلَي اللّهُ عَن بَصَرِهَا فَرَأَت بِئرَ مَاءٍ فَانطَلَقَت فَمَلَأَتِ الإِدَاوَةَ وَ سَقَتِ الغُلَامَ وَ كَانَ اللّهُ مَعَ الغُلَامِ فَشَبّ الغُلَامُ وَ سَكَنَ بَرِيّةَ فَارَانَ وَ كَانَ يَتَعَلّمُ الرمّي‌َ فِي تِلكَ البَرِيّةِ وَ زَوّجَتهُ أُمّهُ امرَأَةً مِن أَهلِ مِصرَ


صفحه : 121

59-كنز الفوائد،للكراجكي‌ عن سالم الأعرج مولي بني‌ زريق قال حفرنا بئرا في دور بني‌ زريق فرأينا أثر حفر قديم فعلمنا أنه حفر مستأثر فحفرناه فأفضينا إلي صخرة عظيمة فقلبناها فإذا رجل قاعد كأنه يتكلم فإذا هو لايشبه الأموات فأصبنا فوق رأسه كتابة فيها أناقادم بن إسماعيل بن ابراهيم خليل الرحمن هربت بدين الحق من أشملك الكافر و أناأشهد أن الله حق ووعده حق لاأشرك به شيئا و لاأتخذ من دونه وليا

باب 6-قصة الذبح وتعيين الذبيح

الآيات الصافات وَ قالَ إنِيّ‌ ذاهِبٌ إِلي ربَيّ‌ سَيَهدِينِ رَبّ هَب لِي مِنَ الصّالِحِينَ فَبَشّرناهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ فَلَمّا بَلَغَ مَعَهُ السعّي‌َ قالَ يا بنُيَ‌ّ إنِيّ‌ أَري فِي المَنامِ أنَيّ‌ أَذبَحُكَ فَانظُر ما ذا تَري قالَ يا أَبَتِ افعَل ما تُؤمَرُ ستَجَدِنُيِ‌ إِن شاءَ اللّهُ مِنَ الصّابِرِينَ فَلَمّا أَسلَما وَ تَلّهُ لِلجَبِينِ وَ نادَيناهُ أَن يا اِبراهِيمُ قَد صَدّقتَ الرّؤيا إِنّا كَذلِكَ نجَزيِ‌ المُحسِنِينَ إِنّ هذا لَهُوَ البَلاءُ المُبِينُ وَ فَدَيناهُ بِذِبحٍ عَظِيمٍ وَ تَرَكنا عَلَيهِ فِي الآخِرِينَ سَلامٌ عَلي اِبراهِيمَ كَذلِكَ نجَزيِ‌ المُحسِنِينَ إِنّهُ مِن عِبادِنَا المُؤمِنِينَ وَ بَشّرناهُ بِإِسحاقَ نَبِيّا مِنَ الصّالِحِينَ وَ بارَكنا عَلَيهِ وَ عَلي إِسحاقَ وَ مِن ذُرّيّتِهِما مُحسِنٌ وَ ظالِمٌ لِنَفسِهِ مُبِينٌتفسير قال الطبرسي‌ رحمه الله فَلَمّا بَلَغَ مَعَهُ السعّي‌َ أي شب حتي بلغ سعيه


صفحه : 122

سعي‌ ابراهيم والمعني بلغ إلي أن يتصرف ويمشي‌ معه ويعينه علي أموره قالوا و كان يومئذ ابن ثلاث عشرة سنة. وقيل يعني‌ بالسعي‌ العمل لله والعبادةإنِيّ‌ أَري فِي المَنامِ أي أبصرت في المنام رؤيا تأويلها الأمر بذبحك فانظر ماذا تراه من الرأي‌ والأولي أن يكون الله تعالي قدأوحي إليه في اليقظة بأن يمضي‌ مايأمره به في حال نومه من حيث إن منامات الأنبياء لاتكون إلاصحيحةفَلَمّا أَسلَما أي استسلما لأمر الله ورضيا به وَ تَلّهُ لِلجَبِينِ أي أضجعه علي جبينه وقيل وضع جبينه علي الأرض لئلا يري وجهه فتلحقه رقة الآباء وروي‌ أنه قال اذبحني‌ و أناساجد لاتنظر إلي وجهي‌ فعسي أن ترحمني‌قَد صَدّقتَ الرّؤيا أي فعلت ماأمرت به في الرؤياإِنّ هذا لَهُوَ البَلاءُ المُبِينُ أي الامتحان الظاهر والاختبار الشديد أوالنعمة الظاهرةوَ فَدَيناهُ بِذِبحٍ عَظِيمٍالذبح هوالمذبوح فقيل كان كبشا من الغنم قال ابن عباس هوالكبش ألذي تقبل من هابيل حين قربه . وقيل فدي‌ بوعل أهبط عليه من ثبير وسمي‌ عظيما لأنه كان مقبولا أولأن قدر غيره من الكباش يصغر بالإضافة إليه وقيل لأنه رعي في الجنة أربعين خريفا وقيل لأنه كان من عند الله كونه و لم يكن عن نسل وقيل لأنه فداء عبدعظيم وَ بَشّرناهُ بِإِسحاقَ من قال إن الذبيح إسحاق قال يعني‌ بشرناه بنبوة إسحاق بصبره وَ بارَكنا عَلَيهِ وَ عَلي إِسحاقَ أي وجعلنا فيما أعطيناهما من الخير البركة والنماء والثبات ويجوز أن يكون أراد كثرة ولدهما وبقاءهم قرنا بعدقرن إلي أن تقوم الساعةوَ مِن ذُرّيّتِهِما أي و من أولاد ابراهيم وإسحاق مُحسِنٌبالإيمان والطاعةوَ ظالِمٌ لِنَفسِهِبالكفر والمعاصي‌مُبِينٌ بيّن الظلم

1-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]ل ،[الخصال ]القَطّانُ عَن أَحمَدَ الهمَداَنيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ بنِ فَضّالٍ عَن أَبِيهِ


صفحه : 123

قَالَ سَأَلتُ أَبَا الحَسَنِ الرّضَا ع عَن مَعنَي قَولِ النّبِيّص أَنَا ابنُ الذّبِيحَينِ قَالَ يعَنيِ‌ إِسمَاعِيلَ بنَ اِبرَاهِيمَ الخَلِيلِ وَ عَبدَ اللّهِ بنَ عَبدِ المُطّلِبِ أَمّا إِسمَاعِيلُ فَهُوَ الغُلَامُ الحَلِيمُ ألّذِي بَشّرَ اللّهُ بِهِ اِبرَاهِيمَفَلَمّا بَلَغَ مَعَهُ السعّي‌َ قالَ يا بنُيَ‌ّ إنِيّ‌ أَري فِي المَنامِ أنَيّ‌ أَذبَحُكَ فَانظُر ما ذا تَري قالَ يا أَبَتِ افعَل ما تُؤمَرُ وَ لَم يَقُل لَهُ يَا أَبَتِ افعَل مَا رَأَيتَستَجَدِنُيِ‌ إِن شاءَ اللّهُ مِنَ الصّابِرِينَ فَلَمّا عَزَمَ عَلَي ذَبحِهِ فَدَاهُ اللّهُ بِذِبحٍ عَظِيمٍ بِكَبشٍ أَملَحَ يَأكُلُ فِي سَوَادٍ وَ يَشرَبُ فِي سَوَادٍ وَ يَنظُرُ فِي سَوَادٍ وَ يمَشيِ‌ فِي سَوَادٍ وَ يَبُولُ وَ يَبعَرُ فِي سَوَادٍ وَ كَانَ يَرتَعُ قَبلَ ذَلِكَ فِي رِيَاضِ الجَنّةِ أَربَعِينَ عَاماً وَ مَا خَرَجَ مِن رَحِمِ أُنثَي وَ إِنّمَا قَالَ اللّهُ جَلّ وَ عَزّ لَهُ كُن فَكَانَ ليِفَتدَيِ‌َ بِهِ إِسمَاعِيلَ فَكُلّ مَا يُذبَحُ بِمِنًي فَهُوَ فِديَةٌ لِإِسمَاعِيلَ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ فَهَذَا أَحَدُ الذّبِيحَينِ

أقول ثم ساق الخبر وذكر قصة عبد الله وسيجي‌ء الخبر بتمامه . ثم قال الصدوق رحمه الله قداختلفت الروايات في الذبيح فمنها ماورد بأنه إسماعيل ومنها ماورد بأنه إسحاق و لاسبيل إلي رد الأخبار متي صح طرقها و كان الذبيح إسماعيل لكن إسحاق لماولد بعد ذلك تمني أن يكون هو ألذي أمر أبوه بذبحه فكان يصبر لأمر الله ويسلم له كصبر أخيه وتسليمه فينال بذلك درجته في الثواب فعلم الله عز و جل ذلك من قلبه فسماه بين ملائكته ذبيحا لتمنيه لذلك . و حدثنابذلك محمد بن علي بن بشار عن المظفر بن أحمدالقزويني‌ عن محمد بن جعفرالكوفي‌ الأسدي‌ عن محمد بن إسماعيل البرمكي‌ عن عبد الله بن


صفحه : 124

داهر عن أبي قتادة الحراني‌ عن وكيع بن الجراح عن سليمان بن مهران عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد ع . وقول النبي ص أنا ابن الذبيحين يؤيد ذلك لأن العم قدسماه الله عز و جل أبا في قوله أَم كُنتُم شُهَداءَ إِذ حَضَرَ يَعقُوبَ المَوتُ إِذ قالَ لِبَنِيهِ ما تَعبُدُونَ مِن بعَديِ‌ قالُوا نَعبُدُ إِلهَكَ وَ إِلهَ آبائِكَ اِبراهِيمَ وَ إِسماعِيلَ وَ إِسحاقَ و كان إسماعيل عم يعقوب فسماه الله في هذاالموضع أبا وَ قَد قَالَ النّبِيّص العَمّ وَالِدٌ

فعلي هذاالأصل أيضا يطرد قول النبي ص أنا ابن الذبيحين أحدهما ذبيح بالحقيقة والآخر ذبيح بالمجاز واستحقاق الثواب علي النية والتمني‌ فالنبي‌ص هو ابن الذبيحين من وجهين علي ماذكرناه . وللذبح العظيم وجه آخر

حَدّثَنَا ابنُ عُبدُوسٍ عَنِ ابنِ قُتَيبَةَ عَنِ الفَضلِ قَالَ سَمِعتُ الرّضَا ع يَقُولُ لَمّا أَمَرَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ اِبرَاهِيمَ أَن يَذبَحَ مَكَانَ ابنِهِ إِسمَاعِيلَ الكَبشَ ألّذِي أَنزَلَهُ عَلَيهِ تَمَنّي اِبرَاهِيمُ أَن يَكُونَ قَد ذَبَحَ ابنَهُ إِسمَاعِيلَ بِيَدِهِ وَ أَنّهُ لَم يُؤمَر بِذَبحِ الكَبشِ مَكَانَهُ لِيَرجِعَ إِلَي قَلبِهِ مَا يَرجِعُ إِلَي قَلبِ الوَالِدِ ألّذِي يَذبَحُ أَعَزّ وُلدِهِ عَلَيهِ بِيَدِهِ فَيَستَحِقّ بِذَلِكَ أَرفَعَ دَرَجَاتِ أَهلِ الثّوَابِ عَلَي المَصَائِبِ فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَيهِ يَا اِبرَاهِيمُ مَن أَحَبّ خلَقيِ‌ إِلَيكَ فَقَالَ يَا رَبّ مَا خَلَقتَ خَلقاً هُوَ


صفحه : 125

أَحَبّ إلِيَ‌ّ مِن حَبِيبِكَ مُحَمّدٍ فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ أَ فَهُوَ أَحَبّ إِلَيكَ أَم نَفسُكَ قَالَ بَل هُوَ أَحَبّ إلِيَ‌ّ مِن نفَسيِ‌ قَالَ فَوَلَدُهُ أَحَبّ إِلَيكَ أَم وَلَدُكَ قَالَ بَل وَلَدُهُ قَالَ فَذَبحُ وَلَدِهِ ظُلماً عَلَي أيَديِ‌ أَعدَائِهِ أَوجَعُ لِقَلبِكَ أَو ذَبحُ وَلَدِكَ بِيَدِكَ فِي طاَعتَيِ‌ قَالَ يَا رَبّ بَل ذَبحُهُ عَلَي أيَديِ‌ أَعدَائِهِ أَوجَعُ لقِلَبيِ‌ قَالَ يَا اِبرَاهِيمُ فَإِنّ طَائِفَةً تَزعُمُ أَنّهَا مِن أُمّةِ مُحَمّدٍ سَتَقتُلُ الحُسَينَ ابنَهُ مِن بَعدِهِ ظُلماً وَ عُدوَاناً كَمَا يُذبَحُ الكَبشُ وَ يَستَوجِبُونَ بِذَلِكَ سخَطَيِ‌ فَجَزِعَ اِبرَاهِيمُ لِذَلِكَ وَ تَوَجّعَ قَلبُهُ وَ أَقبَلَ يبَكيِ‌ فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ يَا اِبرَاهِيمُ قَد فَدَيتُ جَزَعَكَ عَلَي ابنِكَ إِسمَاعِيلَ لَو ذَبَحتَهُ بِيَدِكَ بِجَزَعِكَ عَلَي الحُسَينِ وَ قَتلِهِ وَ أَوجَبتُ لَكَ أَرفَعَ دَرَجَاتِ أَهلِ الثّوَابِ عَلَي المَصَائِبِ وَ ذَلِكَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ فَدَيناهُ بِذِبحٍ عَظِيمٍ

.أقول قدروي‌ هذاالخبر في ن [عيون أخبار الرضا عليه السلام ]أيضا

2-فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَن فَضَالَةَ بنِ أَيّوبَ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّ اِبرَاهِيمَ أَتَاهُ جَبرَئِيلُ ع عِندَ زَوَالِ الشّمسِ مِن يَومِ التّروِيَةِ فَقَالَ يَا اِبرَاهِيمُ ارتَوِ مِنَ المَاءِ لَكَ وَ لِأَهلِكَ وَ لَم يَكُن بَينَ مَكّةَ وَ عَرَفَاتٍ مَاءٌ فَسُمّيَتِ التّروِيَةَ لِذَلِكَ فَذَهَبَ بِهِ حَتّي انتَهَي بِهِ إِلَي مِنًي فَصَلّي بِهِ الظّهرَ وَ العَصرَ وَ العِشَاءَينِ وَ الفَجرَ حَتّي إِذَا بَزَغَتِ الشّمسُ خَرَجَ إِلَي عَرَفَاتٍ فَنَزَلَ بِنَمِرَةَ وَ هيِ‌َ بَطنُ عُرَنَةَ فَلَمّا زَالَتِ الشّمسُ خَرَجَ وَ قَدِ اغتَسَلَ فَصَلّي الظّهرَ وَ العَصرَ بِأَذَانٍ وَاحِدٍ وَ إِقَامَتَينِ وَ صَلّي فِي مَوضِعِ المَسجِدِ ألّذِي بِعَرَفَاتٍ وَ قَد كَانَت ثَمّ أَحجَارٌ بِيضٌ فَأُدخِلَت فِي المَسجِدِ ألّذِي بنُيِ‌َ ثُمّ مَضَي بِهِ إِلَي المَوقِفِ فَقَالَ يَا اِبرَاهِيمُ اعتَرِف بِذَنبِكَ وَ اعرِف مَنَاسِكَكَ وَ لِذَلِكَ سُمّيَت عَرَفَةَ وَ أَقَامَ بِهِ حَتّي غَرَبَتِ الشّمسُ


صفحه : 126

ثُمّ أَفَاضَ بِهِ فَقَالَ يَا اِبرَاهِيمُ ازدَلِف إِلَي المَشعَرِ الحَرَامِ فَسُمّيَتِ المُزدَلِفَةَ وَ أَتَي بِهِ المَشعَرَ الحَرَامَ فَصَلّي بِهِ المَغرِبَ وَ العِشَاءَ الآخِرَةَ بِأَذَانٍ وَاحِدٍ وَ إِقَامَتَينِ ثُمّ بَاتَ بِهَا حَتّي إِذَا صَلّي بِهَا صَلَاةَ الصّبحِ أَرَاهُ المَوقِفَ ثُمّ أَفَاضَ بِهِ إِلَي مِنًي فَأَمَرَهُ فَرَمَي جَمرَةَ العَقَبَةِ وَ عِندَهَا ظَهَرَ لَهُ إِبلِيسُ ثُمّ أَمَرَهُ بِالذّبحِ وَ إِنّ اِبرَاهِيمَ ع حِينَ أَفَاضَ مِن عَرَفَاتٍ بَاتَ عَلَي المَشعَرِ الحَرَامِ وَ هُوَ قُزَحُ فَرَأَي فِي النّومِ أَن يَذبَحَ ابنَهُ وَ قَد كَانَ حَجّ بِوَالِدَتِهِ فَلَمّا انتَهَي إِلَي مِنًي رَمَي الجَمرَةَ هُوَ وَ أَهلُهُ وَ أَمَرَ سَارَةَ أَن زوُريِ‌ البَيتَ وَ احتَبَسَ الغُلَامَ فَانطَلَقَ بِهِ إِلَي مَوضِعِ الجَمرَةِ الوُسطَي فَاستَشَارَ ابنَهُ وَ قَالَ كَمَا حَكَي اللّهُيا بنُيَ‌ّ إنِيّ‌ أَري فِي المَنامِ أنَيّ‌ أَذبَحُكَ فَانظُر ما ذا تَري فَقَالَ الغُلَامُ كَمَا ذَكَرَ اللّهُ امضِ لِمَا أَمَرَكَ اللّهُ بِهِيا أَبَتِ افعَل ما تُؤمَرُ ستَجَدِنُيِ‌ إِن شاءَ اللّهُ مِنَ الصّابِرِينَ وَ سَلّمَا لِأَمرِ اللّهِ وَ أَقبَلَ شَيخٌ فَقَالَ يَا اِبرَاهِيمُ مَا تُرِيدُ مِن هَذَا الغُلَامِ قَالَ أُرِيدُ أَن أَذبَحَهُ فَقَالَ سُبحَانَ اللّهِ تَذبَحُ غُلَاماً لَم يَعصِ اللّهَ طَرفَةَ عَينٍ فَقَالَ اِبرَاهِيمُ إِنّ اللّهَ أمَرَنَيِ‌ بِذَلِكَ فَقَالَ رَبّكَ يَنهَاكَ عَن ذَلِكَ وَ إِنّمَا أَمَرَكَ بِهَذَا الشّيطَانُ فَقَالَ لَهُ اِبرَاهِيمُ وَيلَكَ إِنّ ألّذِي بلَغّنَيِ‌ هَذَا المَبلَغَ هُوَ ألّذِي أمَرَنَيِ‌ بِهِ وَ الكَلَامَ ألّذِي وَقَعَ فِي أذُنُيِ‌ فَقَالَ لَا وَ اللّهِ مَا أَمَرَكَ بِهَذَا إِلّا الشّيطَانُ فَقَالَ اِبرَاهِيمُ لَا وَ اللّهِ لَا أُكَلّمُكَ ثُمّ عَزَمَ عَلَي الذّبحِ فَقَالَ يَا اِبرَاهِيمُ إِنّكَ إِمَامٌ يُقتَدَي بِكَ وَ إِنّكَ إِن ذَبَحتَهُ ذَبَحَ النّاسُ أَولَادَهُم فَلَم يُكَلّمهُ وَ أَقبَلَ عَلَي الغُلَامِ وَ استَشَارَهُ فِي الذّبحِ فَلَمّا أَسلَمَا


صفحه : 127

جَمِيعاً لِأَمرِ اللّهِ قَالَ الغُلَامُ يَا أَبَتَاه خَمّرّ وجَهيِ‌ وَ شُدّ وثَاَقيِ‌ فَقَالَ اِبرَاهِيمُ يَا بنُيَ‌ّ الوَثَاقَ مَعَ الذّبحِ لَا وَ اللّهِ لَا أَجمَعُهُمَا عَلَيكَ اليَومَ فَرَمَي لَهُ بِقُرطَانِ الحِمَارِ ثُمّ أَضجَعَهُ عَلَيهِ وَ أَخَذَ المُديَةَ فَوَضَعَهَا عَلَي حَلقِهِ وَ رَفَعَ رَأسَهُ إِلَي السّمَاءِ ثُمّ انتَحَي عَلَيهِ المُديَةَ وَ قَلَبَ جَبرَئِيلُ المُديَةَ عَلَي قَفَاهَا وَ اجتَرّ الكَبشَ مِن قِبَلِ ثَبِيرٍ وَ أَثَارَ الغُلَامَ مِن تَحتِهِ وَ وَضَعَ الكَبشَ مَكَانَ الغُلَامِ وَ نوُديِ‌َ مِن مَيسَرَةِ مَسجِدِ الخَيفِأَن يا اِبراهِيمُ قَد صَدّقتَ الرّؤيا إِنّا كَذلِكَ نجَزيِ‌ المُحسِنِينَ إِنّ هذا لَهُوَ البَلاءُ المُبِينُ قَالَ وَ لَحِقَ إِبلِيسُ بِأُمّ الغُلَامِ حِينَ نَظَرَت إِلَي الكَعبَةِ فِي وَسطِ الواَديِ‌ بِحِذَاءِ البَيتِ فَقَالَ لَهَا مَا شَيخٌ رَأَيتُهُ قَالَت ذَاكَ بعَليِ‌ قَالَ فَوَصِيفٌ رَأَيتُهُ مَعَهُ قَالَت ذَاكَ ابنيِ‌ قَالَ فإَنِيّ‌ رَأَيتُهُ وَ قَد أَضجَعَهُ وَ أَخَذَ المُديَةَ لِيَذبَحَهُ فَقَالَت كَذَبتَ إِنّ اِبرَاهِيمَ أَرحَمُ النّاسِ كَيفَ يَذبَحُ ابنَهُ قَالَ فَوَ رَبّ السّمَاءِ وَ الأَرضِ وَ رَبّ هَذَا البَيتِ لَقَد رَأَيتُهُ أَضجَعَهُ وَ أَخَذَ المُديَةَ فَقَالَت وَ لِمَ قَالَ زَعَمَ أَنّ رَبّهُ أَمَرَهُ بِذَلِكِ قَالَت فَحَقّ لَهُ أَن يُطِيعَ رَبّهُ فَوَقَعَ فِي نَفسِهَا أَنّهُ قَد أُمِرَ فِي ابنِهَا بِأَمرٍ فَلَمّا قَضَت نُسُكَهَا أَسرَعَت فِي الواَديِ‌ رَاجِعَةً إِلَي مِنًي وَ هيِ‌َ وَاضِعَةٌ يَدَهَا عَلَي رَأسِهَا تَقُولُ يَا رَبّ لَا تؤُاَخذِنيِ‌ بِمَا عَمِلتُ بِأُمّ إِسمَاعِيلَ قُلتُ فَأَينَ أَرَادَ أَن يَذبَحَهُ قَالَ عِندَ الجَمرَةِ الوُسطَي قَالَ وَ نَزَلَ الكَبشُ عَلَي الجَبَلِ ألّذِي عَن يَمِينِ مَسجِدِ مِنًي نَزَلَ مِنَ السّمَاءِ وَ كَانَ يَأكُلُ فِي سَوَادٍ وَ يمَشيِ‌ فِي سَوَادٍ أَقرَنَ قُلتُ مَا كَانَ لَونُهُ قَالَ كَانَ أَملَحَ أَغبَرَ

3- قَالَ وَ حدَثّنَيِ‌ أَبِي عَن صَفوَانَ بنِ يَحيَي وَ حَمّادٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ المُغِيرَةِ عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَأَلنَاهُ عَن صَاحِبِ الذّبحِ فَقَالَ إِسمَاعِيلُ ع وَ روُيِ‌َ عَن رَسُولِ اللّهِص أَنّهُ قَالَ أَنَا ابنُ الذّبِيحَينِ يعَنيِ‌ إِسمَاعِيلَ وَ عَبدَ اللّهِ بنَ عَبدِ المُطّلِبِ


صفحه : 128

فهذان الخبران عن الخاص في الذبيح قداختلفا في إسحاق وإسماعيل و قدروت العامة خبرين مختلفين في إسماعيل وإسحاق .بيان قوله ع والكلام ألذي وقع في أذني‌ لعله معطوف علي الموصول المتقدم أي الكلام ألذي وقع في أذني‌ أمرني‌ بهذا فيكون كالتفسير لقوله ألذي بلغني‌ هذاالمبلغ أوالمراد بالأول الرب تعالي وبالثاني‌ وحيه ويحتمل أن يكون خبرا لمبتدإ محذوف أي و هوالكلام ألذي وقع في أذني‌ و في الكافي‌ ويلك الكلام ألذي سمعت هو ألذي بلغ بي‌ ماتري . و علي التقادير المراد أن هذاالوحي‌ هو ألذي جعلني‌ نبيا و لاأشك فيه والقرطان البرزعة وهي‌ الحلس ألذي يلقي تحت الرحل و قال الجوهري‌ أنحيت علي حلقه السكين أي عرضت له و قال الفيروزآبادي‌ انتحي جد و في الشي‌ء اعتمد والوصيف كأمير الخادم والخادمة وإنما عبر الملعون هكذا تجاهلا عن أنه ابنه ليكون أبعد عن التهمة والملحة بياض يخالطه سواد والأعين عظيم العين و في بعض النسخ أغبر ولعله أظهر

4-كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ وَ مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ وَ الحُسَينُ بنُ مُحَمّدٍ عَن عَبدَوَيهِ بنِ عَامِرٍ جَمِيعاً عَنِ البزَنَطيِ‌ّ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ وَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع مِثلَ مَا مَرّ فِي خَبَرِ مُعَاوِيَةَ وَ فِيهِ ثُمّ انتَحَي عَلَيهِ فَقَلَبَهَا جَبرَئِيلُ عَن حَلقِهِ فَنَظَرَ اِبرَاهِيمُ فَإِذَا هيِ‌َ مَقلُوبَةٌ فَقَلَبَهَا اِبرَاهِيمُ عَلَي حَدّهَا وَ قَلَبَهَا جَبرَئِيلُ عَلَي قَفَاهَا فَفَعَلَ ذَلِكَ مِرَاراً ثُمّ نوُديِ‌َ مِن مَيسَرَةِ مَسجِدِ الخَيفِ يَا اِبرَاهِيمُ قَد صَدّقتَ الرّؤيَا وَ اجتَرّ الغُلَامَ مِن تَحتِهِ وَ فِي آخِرِهِ قَالَ فَلَمّا جَاءَت سَارَةُ فَأُخبِرَتِ الخَبَرَ قَامَت إِلَي ابنِهَا تَنظُرُ فَإِذَا أَثّرَ السّكّينُ خُدُوشاً فِي حَلقِهِ فَفَزِعَت وَ اشتَكَت وَ كَانَ بَدوَ[بَدءَ]مَرَضِهَا ألّذِي هَلَكَت فَذَكَرَ أَبَانٌ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ أَرَادَ أَن يَذبَحَهُ فِي المَوضِعِ ألّذِي حَمَلَت أُمّ رَسُولِ اللّهِ عِندَ الجَمرَةِ الوُسطَي فَلَم يَزَل مَضرَبَهُم يَتَوَارَثُونَهُ كَابِراً عَن كَابِرٍ


صفحه : 129

حَتّي كَانَ آخِرَ مَنِ ارتَحَلَ مِنهُ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع فِي شَيءٍ كَانَ بَينَ بنَيِ‌ هَاشِمٍ وَ بَينَ بنَيِ‌ أُمَيّةَ فَارتَحَلَ فَضَرَبَ بِالعَرِينِ

5-فس ،[تفسير القمي‌] الحُسَينُ بنُ عَبدِ اللّهِ السكّيَنيِ‌ّ عَن أَبِي سَعِيدٍ البجَلَيِ‌ّ عَن عَبدِ المَلِكِ بنِ هَارُونَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن آبَائِهِ صَلَوَاتُ اللّهِ وَ سَلَامُهُ عَلَيهِم قَالَ سَأَلَ مَلِكُ الرّومِ الحَسَنَ بنَ عَلِيّ ع عَن سَبعَةِ أَشيَاءَ خَلَقَهَا اللّهُ لَم تَركُض فِي رَحِمٍ فَقَالَ ع أَوّلُ هَذَا آدَمُ ثُمّ حَوّاءُ ثُمّ كَبشُ اِبرَاهِيمَ ثُمّ نَاقَةُ اللّهِ ثُمّ إِبلِيسُ المَلعُونُ ثُمّ الحَيّةُ ثُمّ الغُرَابُ التّيِ‌ ذَكَرَهَا اللّهُ فِي القُرآنِ

6-ل ،[الخصال ]مَاجِيلَوَيهِ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَنِ اليشَكرُيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ زِيَادٍ الأزَديِ‌ّ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَن أَبَانِ بنِ تَغلِبَ عَن سُفيَانَ بنِ أَبِي لَيلَي عَنِ الحَسَنِ ع مِثلَهُ

7-ب ،[قرب الإسناد] مُحَمّدُ بنُ عَبدِ الحَمِيدِ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ فَضّالٍ قَالَ سَأَلَ الحُسَينُ بنُ أَسبَاطٍ أَبَا الحَسَنِ الرّضَا ع وَ أَنَا أَسمَعُ عَنِ الذّبِيحِ إِسمَاعِيلُ أَو إِسحَاقُ فَقَالَ إِسمَاعِيلُ أَ مَا سَمِعتَ قَولَ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيوَ بَشّرناهُ بِإِسحاقَ

8-ل ،[الخصال ] ع ،[علل الشرائع ]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] سَأَلَ الشاّميِ‌ّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع عَن سِتّةٍ لَم يَركُضُوا فِي رَحِمٍ فَقَالَ آدَمُ وَ حَوّاءُ وَ كَبشُ اِبرَاهِيمَ وَ عَصَا مُوسَي وَ نَاقَةُ صَالِحٍ وَ الخُفّاشُ ألّذِي عَمِلَهُ عِيسَي ابنُ مَريَمَ فَطَارَ بِإِذنِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ

9- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] ابنُ الصّلتِ عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن جَعفَرِ بنِ عَنبَسَةَ بنِ عُمَرَ وَ عَن سُلَيمَانَ بنِ يَزِيدَ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ الذّبِيحُ إِسمَاعِيلُ


صفحه : 130

10- ع ،[علل الشرائع ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَنِ السعّدآَباَديِ‌ّ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَنِ البزَنَطيِ‌ّ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع كَيفَ صَارَ الطّحَالُ حَرَاماً وَ هُوَ مِنَ الذّبِيحَةِ فَقَالَ إِنّ اِبرَاهِيمَ ع هَبَطَ عَلَيهِ الكَبشُ مِن ثَبِيرٍ وَ هُوَ جَبَلٌ بِمَكّةَ لِيَذبَحَهُ أَتَاهُ إِبلِيسُ فَقَالَ لَهُ أعَطنِيِ‌ نصَيِبيِ‌ مِن هَذَا الكَبشِ قَالَ وَ أَيّ نَصِيبٍ لَكَ وَ هُوَ قُربَانٌ لرِبَيّ‌ وَ فِدَاءٌ لاِبنيِ‌ فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَيهِ أَنّ لَهُ فِيهِ نَصِيباً وَ هُوَ الطّحَالُ لِأَنّهُ مَجمَعُ الدّمِ وَ حَرُمَ الخُصيَتَانِ لِأَنّهُمَا مَوضِعٌ لِلنّكَاحِ وَ مَجرًي لِلنّطفَةِ فَأَعطَاهُ اِبرَاهِيمُ ع الطّحَالَ وَ الأُنثَيَينِ وَ هُمَا الخُصيَتَانِ قَالَ فَقُلتُ فَكَيفَ حَرُمَ النّخَاعُ قَالَ لِأَنّهُ مَوضِعُ المَاءِ الدّافِعِ مِن كُلّ ذَكَرٍ وَ أُنثَي وَ هُوَ المُخّ الطّوِيلُ ألّذِي يَكُونُ فِي فَقَارِ الظّهرِ

11- مع ،[معاني‌ الأخبار] ابنُ المُتَوَكّلِ عَنِ الحمِيرَيِ‌ّ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن دَاوُدَ بنِ كَثِيرٍ الرقّيّ‌ّ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع أَيّهُمَا كَانَ أَكبَرَ إِسمَاعِيلُ أَو إِسحَاقُ وَ أَيّهُمَا كَانَ الذّبِيحَ فَقَالَ كَانَ إِسمَاعِيلُ أَكبَرَ مِن إِسحَاقَ بِخَمسِ سِنِينَ وَ كَانَ الذّبِيحُ إِسمَاعِيلَ وَ كَانَت مَكّةُ مَنزِلَ إِسمَاعِيلَ وَ إِنّمَا أَرَادَ اِبرَاهِيمُ أَن يَذبَحَ إِسمَاعِيلَ أَيّامَ المَوسِمِ بِمِنًي قَالَ وَ كَانَ بَينَ بِشَارَةِ اللّهِ لِإِبرَاهِيمَ بِإِسمَاعِيلَ وَ بَينَ بِشَارَتِهِ بِإِسحَاقَ خَمسَ سِنِينَ أَ مَا تَسمَعُ لِقَولِ اِبرَاهِيمَ ع حَيثُ يَقُولُرَبّ هَب لِي مِنَ الصّالِحِينَإِنّمَا سَأَلَ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَن يَرزُقَهُ غُلَاماً مِنَ الصّالِحِينَ وَ قَالَ فِي سُورَةِ الصّافّاتِفَبَشّرناهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍيعَنيِ‌ إِسمَاعِيلَ مِن هَاجَرَ قَالَ ففَدُيِ‌َ إِسمَاعِيلُ بِكَبشٍ عَظِيمٍ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع ثُمّ قَالَوَ بَشّرناهُ بِإِسحاقَ نَبِيّا مِنَ الصّالِحِينَ وَ بارَكنا عَلَيهِ وَ عَلي إِسحاقَيعَنيِ‌ بِذَلِكَ إِسمَاعِيلَ قَبلَ البِشَارَةِ بِإِسحَاقَ فَمَن زَعَمَ أَنّ إِسحَاقَ أَكبَرُ مِن إِسمَاعِيلَ وَ أَنّ الذّبِيحَ إِسحَاقُ فَقَد كَذّبَ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِي القُرآنِ مِن نَبَئِهِمَا

ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بإسناده إلي الصدوق مثله

12-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ عَن سَعدِ بنِ سَعدٍ عَن


صفحه : 131

أَبِي الحَسَنِ ع قَالَ لَو عَلِمَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ شَيئاً أَكرَمَ مِنَ الضّأنِ لَفَدَي بِهِ إِسمَاعِيلَ ع

13-كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ أَظُنّهُ مُحَمّدَ بنَ إِسمَاعِيلَ عَنِ الرّضَا ع قَالَ لَو خَلَقَ اللّهُ مُضغَةً هيِ‌َ أَطيَبُ مِنَ الضّأنِ لَفَدَي بِهَا إِسمَاعِيلَ ع

14-كا،[الكافي‌]بَعضُ أَصحَابِنَا عَن جَعفَرِ بنِ اِبرَاهِيمَ الحضَرمَيِ‌ّ عَن سَعدِ بنِ سَعدٍ عَنِ الرّضَا ع قَالَ لَو عَلِمَ اللّهُ خَيراً مِنَ الضّأنِ لَفَدَي بِهِ قَالَ يعَنيِ‌ إِسحَاقَ هَكَذَا جَاءَ فِي الحَدِيثِ

15-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن مُقَرّنٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَتَبَ يَعقُوبُ إِلَي عَزِيزِ مِصرَ نَحنُ أَهلُ بَيتٍ نُبتَلَي فَقَدِ ابتلُيِ‌َ أَبُونَا اِبرَاهِيمُ بِالنّارِ فَوَقَاهُ اللّهُ وَ ابتلُيِ‌َ أَبُونَا إِسحَاقُ بِالذّبحِ

16-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن مُحَمّدِ بنِ القَاسِمِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ سَارَةَ قَالَت لِإِبرَاهِيمَ ع قَد كَبِرتَ فَلَو دَعَوتَ اللّهَ أَن يَرزُقَكَ وَلَداً فَيُقِرّ أَعيُنَنَا فَإِنّ اللّهَ قَدِ اتّخَذَكَ خَلِيلًا وَ هُوَ مُجِيبٌ دَعوَتَكَ إِن شَاءَ اللّهُ فَسَأَلَ اِبرَاهِيمُ رَبّهُ أَن يَرزُقَهُ غُلَاماً عَلِيماً فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ أنَيّ‌ وَاهِبٌ لَكَ غُلَاماً عَلِيماً ثُمّ أَبلُوكَ فِيهِ بِالطّاعَةِ لِي قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع فَمَكَثَ اِبرَاهِيمُ بَعدَ البِشَارَةِ ثَلَاثَ سِنِينَ ثُمّ جَاءَتهُ البِشَارَةُ مِنَ اللّهِ بِإِسمَاعِيلَ مَرّةً أُخرَي بَعدَ ثَلَاثِ سِنِينَ

17-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ وَ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ العَلَاءِ عَن مُحَمّدٍ قَالَسَأَلتُ أَبَا جَعفَرٍ ع أَينَ أَرَادَ اِبرَاهِيمُ ع أَن يَذبَحَ ابنَهُ قَالَ عَلَي الجَمرَةِ الوُسطَي وَ سَأَلتُهُ عَن كَبشِ اِبرَاهِيمَ ع مَا كَانَ لَونُهُ وَ أَينَ نَزَلَ فَقَالَ أَملَحَ وَ كَانَ أَقرَنَ وَ


صفحه : 132

نَزَلَ مِنَ السّمَاءِ عَلَي الجَبَلِ الأَيمَنِ مِن مَسجِدِ مِنًي وَ كَانَ يمَشيِ‌ فِي سَوَادٍ وَ يَأكُلُ فِي سَوَادٍ وَ يَنظُرُ وَ يَبعَرُ وَ يَبُولُ فِي سَوَادٍ

فوائد لابد من التعرض لها الأولي في تعيين الذبيح قال الرازي‌ في تفسيره اختلفوا في أن هذاالذبيح من هوفقيل إنه إسحاق وقيل إن هذاقول عمر و علي والعباس بن عبدالمطلب و ابن مسعود وكعب الأحبار وقتادة وسعيد بن جبير ومسروق وعكرمة والزهري‌ والسدي‌ ومقاتل وقيل إنه إسماعيل و هوقول ابن عباس و ابن عمر وسعيد بن المسيب و الحسن والشعبي‌ ومجاهد والكلبي‌. واحتج القائلون بأنه إسماعيل بوجوه الأَوّلُ أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ أَنَا ابنُ الذّبِيحَينِ وَ قَالَ لَهُ أعَراَبيِ‌ّ يَا ابنَ الذّبِيحَينِ فَتَبَسّمَ فَسُئِلَ عَن ذَلِكَ فَقَالَ إِنّ عَبدَ المُطّلِبِ لَمّا حَفَرَ بِئرَ زَمزَمَ نَذَرَ إِن سَهّلَ اللّهُ لَهُ أَمرَهَا لَيَذبَحَنّ أَحَدَ وُلدِهِ فَخَرَجَ السّهمُ عَلَي عَبدِ اللّهِ فَمَنَعَهُ أَخوَالُهُ وَ قَالُوا لَهُ افدِ ابنَكَ بِمِائَةٍ مِنَ الإِبِلِ فَفَدَاهُ بِمِائَةٍ مِنَ الإِبِلِ وَ الذّبِيحُ الثاّنيِ‌ إِسمَاعِيلُ

.الحجة الثانية نقل عن الأصمعي‌ أنه قال سألت أباعمرو بن العلاء عن الذبيح فقال أيا أصمعي‌ أين عقلك ومتي كان إسحاق بمكة وإنما كان إسماعيل بمكة و هو ألذي بني البيت مع أبيه والنحر بمكة.الحجة الثالثة أن الله تعالي وصف إسماعيل بالصبر دون إسحاق في قوله وَ إِسماعِيلَ وَ إِدرِيسَ وَ ذَا الكِفلِ كُلّ مِنَ الصّابِرِينَ و هوصبره علي الذبح فوفي به .الحجة الرابعة قوله تعالي فَبَشّرناها بِإِسحاقَ وَ مِن وَراءِ إِسحاقَ يَعقُوبَفنقول لو كان الذبيح إسحاق لكان الأمر بذبحه قبل ظهور يعقوب منه أو بعد ذلك والأول باطل لأنه تعالي لمابشره بإسحاق وبشر معه بأنه يحصل منه يعقوب فقبل ظهور يعقوب منه لم يجز الأمر بذبحه و إلاحصل الخلف في قوله وَ مِن وَراءِ إِسحاقَ يَعقُوبَ والثاني‌


صفحه : 133

باطل لأن قوله فَلَمّا بَلَغَ مَعَهُ السعّي‌َ قالَ يا بنُيَ‌ّ إنِيّ‌ أَري فِي المَنامِ أنَيّ‌ أَذبَحُكَيدل علي أن ذلك الابن لماقدر علي السعي‌ ووصل إلي حد القدرة علي الفعل أمر الله تعالي ابراهيم بذبحه و هذه تنافي‌ وقوع هذه القصة في زمان آخر فثبت أنه لايجوز أن يكون الذبيح هوإسحاق .الحجة الخامسة حكي الله تعالي عنه أنه قال إنِيّ‌ ذاهِبٌ إِلي ربَيّ‌ سَيَهدِينِ ثم طلب من الله تعالي ولدا ليستأنس به في غربته قال رَبّ هَب لِي مِنَ الصّالِحِينَ و هذاالسؤال إنما يحسن قبل أن يحصل له الولد لأنه لوحصل له ولد واحد لماطلب الولد الواحد لأن طلب الحاصل محال و قوله هَب لِي مِنَ الصّالِحِينَ لايفيد إلاطلب الواحد وكلمة من للتبعيض وأقل درجات البعضية الواحد فكان قوله مِنَ الصّالِحِينَ لايفيد إلاطلب الولد الواحد فثبت أن هذاالسؤال لايحسن إلا عندعدم كل الأولاد فثبت أن هذاالسؤال وقع حال طلب الولد الأول وأجمع الناس علي أن إسماعيل متقدم في الوجود علي إسحاق فثبت أن المطلوب بهذا الدعاء هوإسماعيل ثم إن الله تعالي ذكر عقيبه قصة الذبح فوجب أن يكون الذبيح هوإسماعيل .الحجة السادسة الأخبار كثيرة في تعليق قرني‌ الكبش بالكعبة و كان الذبح بمكة و لو كان الذبيح إسحاق لكان الذبح بالشام . واحتج من قال بأنه إسحاق بأن أول الآية وآخرها يدل علي ذلك أماأولها فإنه تعالي حكي عن ابراهيم ع قبل هذه الآية أنه قال إنِيّ‌ ذاهِبٌ إِلي ربَيّ‌ سَيَهدِينِ وأجمعوا علي أن المراد مهاجرته إلي الشام ثم قال فَبَشّرناهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍفوجب أن يكون هذاالغلام الحليم قدحصل له في الشام و ذلك الغلام ليس إلاإسحاق ثم قال بعده فَلَمّا بَلَغَ مَعَهُ السعّي‌َ هو ذلك الغلام ألذي حصل في الشام فثبت أن مقدمة هذه الآية تدل علي أن الذبيح هوإسحاق و أمامؤخرة الآية فهي‌ أيضا تدل علي ذلك لأنه تعالي لماتمم قصة الذبيح قال بعده وَ بَشّرناهُ بِإِسحاقَ نَبِيّا مِنَ الصّالِحِينَ ومعناه أنه بشره بكونه نبيا من الصالحين وذكر هذه البشارة عندحكاية تلك القصة يدل علي أنه تعالي إنما بشره بهذه النبوة لأجل أنه تحمل الشدائد في قصة الذبح


صفحه : 134

فثبت لماذكرنا أن أول الآية وآخرها يدل علي أن الذبيح هوإسحاق ع .الحجة الثانية مااشتهر من كتاب يعقوب ع من يعقوب إسرائيل الله بن إسحاق ذبيح الله بن ابراهيم خليل الله .فهذا جملة الكلام في هذاالباب و كان الزجاج يقول الله أعلم أيهما الذبيح . واعلم أنه يتفرع علي ماذكرناه اختلافهم في موضع الذبح فالذين قالوا الذبيح هوإسماعيل قالوا كان المذبح بمني والذين قالوا إنه إسحاق قالوا هوبالشام وقيل بيت المقدس و الله أعلم انتهي . و قال الشيخ أمين الدين الطبرسي‌ قدس الله روحه بعدذكر القولين وكلا القولين قدرواه أصحابنا عن أئمتنا ع إلا أن الأظهر في الروايات أنه إسماعيل ثم ذكر بعض مامر من الوجوه ثم قال وحجة من قال إنه إسحاق أن أهل الكتابين أجمعوا علي ذلك وجوابه أن إجماعهم ليس بحجة وقولهم غيرمقبول وروي محمد بن إسحاق عن محمد بن كعب القرظي‌ قال كنت عندعمر بن عبدالعزيز فسألني‌ عن الذبيح فقلت إسماعيل واستدللت بقوله وَ بَشّرناهُ بِإِسحاقَ نَبِيّا مِنَ الصّالِحِينَفأرسل إلي رجل بالشام كان يهوديا وأسلم وحسن إسلامه و كان يري أنه من علماء اليهود فسأله عمر بن عبدالعزيز عن ذلك و أناعنده فقال إسماعيل ثم قال و الله يا أمير المؤمنين إن اليهود ليعلم ذلك ولكنهم يحسدونكم معشر العرب علي أن يكون أبوكم ألذي كان من أمر الله فيه ما كان فهم يجحدون ذلك ويزعمون أنه إسحاق لأن إسحاق أبوهم انتهي .أقول لايخفي ضعف مااحتجوا به علي القول الأخير سوي الأخبار الدالة علي ذلك لكن يعارضها ما هوأكثر وأصح منها ويؤيدها ماذكر من الوجوه أولا و إن كان بعضها لايخلو من وهن واشتهار هذاالقول بين علماء الشيعة ومحدثيهم في جميع الأعصار.


صفحه : 135

و أماالجمع بين الأخبار فيمكن حمل الأخبار الدالة علي المذهب الثاني‌ علي التقية بأن يكون زمان صدور الخبر هذاالقول أشهر بين علماء المخالفين ويمكن حمل بعضها علي مامر في الخبر من تمني‌ الذبح ويمكن الجمع أيضا بالقول بوقوعهما معا إن لم ينعقد إجماع علي كون الذبيح أحدهما. وَ قَالَ الكلُيَنيِ‌ّ بَعدَ أَن أَورَدَ رِوَايَةَ عُقبَةَ بنِ بَشِيرٍ عَن أَحَدِهِمَا ع

أَنّ اِبرَاهِيمَ ع أَذّنَ فِي النّاسِ بِالحَجّ وَ كَانَ أَوّلُ مَن أَجَابَهُ مِن أَهلِ اليَمَنِ

قال وحج ابراهيم ع هو وأهله وولده و قال فمن زعم أن الذبيح هوإسحاق فمن هاهنا كان ذبحه .

وَ ذَكَرَ عَن أَبِي بَصِيرٍ أَنّهُ سَمِعَ أَبَا جَعفَرٍ وَ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَزعُمَانِ أَنّهُ إِسحَاقُ وَ أَمّا زُرَارَةُ فَزَعَمَ أَنّهُ إِسمَاعِيلُ

وغرضه رحمه الله من هذاالكلام رفع استبعاد عن كون إسحاق ذبيحا بأن إسحاق كان بالشام و ألذي كان بمكة إسماعيل ع فكون إسحاق ذبيحا مستبعد فدفع هذاالاستبعاد بأن هذاالخبر يدل علي أن ابراهيم ع قدحج مع أهله وولده فيمكن أن يكون الأمر بذبح إسحاق في هذاالوقت ويظهر منه رحمه الله أنه في ذلك من المتوقفين . و قال الطبرسي‌ رحمه الله و من قال إن الذبيح إسماعيل فمنهم محمد بن إسحاق بن بشار وذكر أن ابراهيم كان إذازار إسماعيل وهاجر حمل علي البراق فيغدو من الشام فيقيل بمكة ويروح من مكة فيبيت عندأهله بالشام حتي إذابلغ السعي‌ أري‌ في


صفحه : 136

المنام أن يذبحه فقال له يابني‌ خذ الحبل والمدية ثم انطلق بنا إلي هذاالشعب لنحتطب فلما خلا ابراهيم بابنه في شعب ثبير أخبره بما قدذكره الله عنه فقال ياأبة اشدد رباطي‌ حتي لاأضطرب واكفف عني‌ ثيابك حتي لاينتضح من دمي‌ شيءفتراه أمي‌ واشحذ شفرتك وأسرع مر السكين علي حلقي‌ ليكون أهون علي فإن الموت شديد فقال له ابراهيم نعم العون أنت يابني‌ علي أمر الله ثم ذكر نحوا مما تقدم ذكره .

وَ رَوَي العيَاّشيِ‌ّ بِإِسنَادِهِ عَن بُرَيدِ بنِ مُعَاوِيَةَ العجِليِ‌ّ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع كَم كَانَ بَينَ بِشَارَةِ اِبرَاهِيمَ بِإِسمَاعِيلَ وَ بَينَ بِشَارَتِهِ بِإِسحَاقَ قَالَ كَانَ بَينَ البِشَارَتَينِ خَمسُ سِنِينَ قَالَ اللّهُ سُبحَانَهُفَبَشّرناهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍيعَنيِ‌ إِسمَاعِيلَ وَ هيِ‌َ أَوّلُ بِشَارَةٍ بَشّرَ اللّهُ بِهَا اِبرَاهِيمَ فِي الوَلَدِ وَ لَمّا وُلِدَ لِإِبرَاهِيمَ إِسحَاقُ مِن سَارَةَ وَ بَلَغَ إِسحَاقُ ثَلَاثَ سِنِينَ أَقبَلَ إِسمَاعِيلُ إِلَي إِسحَاقَ وَ هُوَ فِي حَجرِ اِبرَاهِيمَ فَنَحّاهُ وَ جَلَسَ فِي مَجلِسِهِ فَبَصُرَت بِهِ سَارَةُ فَقَالَت يَا اِبرَاهِيمُ ينُحَيّ‌ ابنُ هَاجَرَ ابنيِ‌ مِن حَجرِكَ وَ يَجلِسُ هُوَ مَكَانَهُ لَا وَ اللّهِ لَا يجُاَورِنُيِ‌ هَاجَرُ وَ ابنُهَا فِي بِلَادٍ أَبَداً فَنَحّهِمَا عنَيّ‌ وَ كَانَ اِبرَاهِيمُ مُكرِماً لِسَارَةَ يُعِزّهَا وَ يَعرِفُ حَقّهَا وَ ذَلِكَ أَنّهَا كَانَت مِن وُلدِ الأَنبِيَاءِ وَ بِنتَ خَالَتِهِ فَشَقّ ذَلِكَ عَلَي اِبرَاهِيمَ وَ اغتَمّ لِفِرَاقِ إِسمَاعِيلَ فَلَمّا كَانَ فِي اللّيلِ أَتَي اِبرَاهِيمَ آتٍ مِن رَبّهِ فَأَرَاهُ الرّؤيَا فِي ذَبحِ ابنِهِ إِسمَاعِيلَ بِمَوسِمِ مَكّةَ فَأَصبَحَ اِبرَاهِيمُ حَزِيناً لِلرّؤيَا التّيِ‌ رَآهَا فَلَمّا حَضَرَ مَوسِمُ ذَلِكَ العَامِ حَمَلَ اِبرَاهِيمُ هَاجَرَ وَ إِسمَاعِيلَ فِي ذيِ‌ الحِجّةِ مِن أَرضِ الشّامِ فَانطَلَقَ بِهِمَا إِلَي مَكّةَ لِيَذبَحَهُ فِي المَوسِمَ فَبَدَأَ بِقَوَاعِدِ البَيتِ الحَرَامِ فَلَمّا رَفَعَ قَوَاعِدَهُ وَ خَرَجَ إِلَي مِنًي حَاجّاً وَ قَضَي نُسُكَهُ بِمِنًي رَجَعَ إِلَي مَكّةَ فَطَافَا بِالبَيتِ أُسبُوعاً ثُمّ انطَلَقَ إِلَي السعّي‌ِ فَلَمّا صَارَا فِي المَسعَي قَالَ اِبرَاهِيمُ لِإِسمَاعِيلَ يَا بنُيَ‌ّ إنِيّ‌ أَرَي فِي المَنَامِ أنَيّ‌ أَذبَحُكَ فِي المَوسِمِ عاَميِ‌ هَذَا فَمَا ذَا تَرَي قَالَ يَا أَبَتِ افعَل مَا تُؤمَرُ فَلَمّا فَرَغَا مِن سَعيِهِمَا انطَلَقَ بِهِ اِبرَاهِيمُ إِلَي مِنًي وَ ذَلِكَ يَومَ[ يَومُ]النّحرِ فَلَمّا انتَهَي بِهِ إِلَي الجَمرَةِ الوُسطَي وَ أَضجَعَهُ لِجَنبِهِ


صفحه : 137

الأَيسَرِ وَ أَخَذَ السّكّينَ لِيَذبَحَهُ نوُديِ‌َأَن يا اِبراهِيمُ قَد صَدّقتَ الرّؤيا إِلَي آخِرِهِ وَ فدُيِ‌َ إِسمَاعِيلُ بِكَبشٍ عَظِيمٍ فَذَبَحَهُ وَ تَصَدّقَ بِلَحمِهِ عَلَي المَسَاكِينِ

وَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ سُئِلَ عَن صَاحِبِ الذّبحِ قَالَ هُوَ إِسمَاعِيلُ

وَ عَن زِيَادِ بنِ سُوقَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَن صَاحِبِ الذّبحِ فَقَالَ إِسمَاعِيلُ ع انتَهَي

أقول هذه الأخبار المعتبرة أيضا مصرحة بكون الذبيح إسماعيل وسيأتي‌ في كتاب الدعاء و كتاب المزار في تضاعيف الدعوات والزيارات مايدل علي ذلك أيضا.الثانية في كيفية هذاالأمر ورفعه قال الرازي‌ اختلف الناس في أن ابراهيم ع هل كان مأمورا بما ذا و هذاالاختلاف متفرع علي مسألة من مسائل أصول الفقه وهي‌ أنه هل يجوز نسخ الحكم قبل حضور مدة الامتثال فقال أكثر أصحابنا إنه يجوز وقالت المعتزلة وكثير من فقهاء الشافعية والحنفية إنه لايجوز فعلي القول الأول إن الله تعالي أمره بالذبح و علي القول الثاني‌ لم يأمره بالذبح وإنما أمره بمقدمات الذبح و هذه مسألة شريفة من مسائل باب النسخ واحتج أصحابنا علي أنه يجوز نسخ الأمر قبل مجي‌ء مدة الامتثال بأن الله تعالي أمر ابراهيم ص بذبح ولده ثم إنه تعالي نسخه عنه قبل إقدامه عليه و ذلك يفيد المطلوب وإنما قلنا إنه تعالي أمره بذبح الولد لوجهين .الأول أنه ع قال لولده إنِيّ‌ أَري فِي المَنامِ أنَيّ‌ أَذبَحُكَ فقال الولدافعَل ما تُؤمَرُ و هذايدل علي أنه ع ما كان مأمورا بمقدمات الذبح بل بنفس الذبح ثم إنه أتي بمقدمات الذبح وأدخلها في الوجود فحينئذ يكون قدأمر بشي‌ء و قدأتي به و في هذاالموضع لايحتاج إلي الفداء لكنه احتاج إلي الفداء بدليل قوله تعالي


صفحه : 138

وَ فَدَيناهُ بِذِبحٍ عَظِيمٍفدل هذا علي أنه لماأتي بالمأمور به و قدثبت أنه أتي بكل مقدمات الذبح فهذا يدل علي أنه تعالي كان قدأمره بنفس الذبح فإذاثبت هذافنقول إنه تعالي نسخ ذلك الحكم قبل إثباته و ذلك يدل علي المقصود. وقالت المعتزلة لانسلم أن الله تعالي أمره بذبح الولد بل نقول إنه تعالي أمره بمقدمات الذبح ويدل عليه وجوه الأول أنه ماأتي بالذبح وإنما أتي بمقدمات الذبح ثم إن الله تعالي أخبر عنه بأنه أتي بما أمر به بدليل قوله تعالي وَ نادَيناهُ أَن يا اِبراهِيمُ قَد صَدّقتَ الرّؤيا و ذلك يدل علي أنه تعالي إنما أمره في المنام بمقدمات الذبح لابنفس الذبح وتلك المقدمات عبارة عن إضجاعه ووضع السكين علي حلقه والعزم الصحيح علي الإتيان بذلك الفعل .الثاني‌ الذبح عبارة عن قطع الحلقوم فلعل ابراهيم ع قطع الحلقوم إلا أنه كلما قطع جزءا أعاده الله التأليف فلهذا السبب لم يحصل الموت . والوجه الثالث و هو ألذي عليه تعويل القوم أنه تعالي لوأمر شخصا معينا بإيقاع فعل معين في وقت معين فهذا يدل علي أن إيقاع ذلك الفعل في ذلك الوقت حسن فإذانهي عنه فذلك النهي‌ يدل علي أن إيقاع ذلك الفعل في ذلك الوقت قبيح فلو حصل هذاالنهي‌ عقيب ذلك الأمر لزم أحد أمرين لأنه تعالي إن كان عالما بحال ذلك الفعل لزم أن يقال أمر بالقبيح أونهي عن الحسن و إن لم يكن عالما به لزم جهل الله تعالي و أنه محال فهذا تمام الكلام في هذاالباب . والجواب عن الأول أنا قددللنا علي أنه تعالي إنما أمره بالذبح أما قوله تعالي قَد صَدّقتَ الرّؤيافهذا يدل علي أنه اعترف بكون ذلك الرؤيا واجب العمل به و لايدل علي أنه أتي بكل مارآه في ذلك المنام . و أما قوله ثانيا كلما قطع ابراهيم ع جزءا أعاد الله التأليف إليه فنقول هذاباطل لأن ابراهيم ع لوأتي بكل ماأمر به لمااحتاج إلي الفداء وحيث احتاج إليه علمنا أنه لم يأت بما أمر به .


صفحه : 139

و أما قوله ثالثا إنه يلزم إما الأمر بالقبيح وإما الجهل فنقول هذابناء علي أن الله تعالي لايأمر إلابما يكون حسنا في ذاته و لاينهي إلاعما يكون قبيحا في ذاته و هذاقولك بناء علي تحسين العقل وتقبيحه و هوباطل وأيضا إنا نسلم ذلك إلا أنانقول لم لايجوز أن يقال أنه تعالي الآمر بالشي‌ء تارة يأمر لكون المأمور به حسنا وتارة يأمر لأجل أن ذلك الأمر يفعل لمصلحة من المصالح و لو لم يكن المأمور به حسنا أ لاتري أن السيد إذاأراد أن يروض عبده فإنه يقول له إذاجاء يوم الجمعة فافعل الفعل الفلاني‌ و يكون ذلك الفعل من الأفعال الشاقة و يكون مقصود السيد من ذلك الأمر ليس أن يأتي‌ ذلك العبد بذلك الفعل بل أن يوطن العبد نفسه علي الانقياد والطاعة ثم إن السيد إذاعلم منه أنه وطن نفسه علي الطاعة فقد يزيل عنه ذلك التكليف فكذا هاهنا فلما لم تقيموا الدلالة علي فساد هذاالاحتمال لم يتم كلامكم و الله أعلم انتهي .أقول لاريب في وقوع مثل ذلك الأمر ألذي رفع قبل وقت الامتثال وإنما الخلاف في توجيهه فذهبت المعتزلة وأكثر المتكلمين من الإمامية إلي أن رفع التكليف قبل الامتثال قرينة دالة علي أن الأمر لم يكن علي ظاهره بل كان المراد به أمرا آخر غير ما كان متبادرا منه كما في قصة الذبح فإن رفع التكليف به قرينة علي أن الأمر إنما كان متوجها إلي مقدمات الذبح و أماالآخرون فقالوا إن الأمر كان متوجها إلي نفس الذبح لكنه كان مشروطا بعدم النسخ قبل الفعل فالفريقان متفقان في أنه قدظهر بعد ذلك أمر كان المتبادر قبل ذلك خلافه و أن ثمرة هذاالتكليف ليس إلاالعزم وتوطين النفس علي الفعل و أن الفداء كان لأمر قدظهر عدم تعلق التكليف به إما لنسخه وكونه مشروطا بعدم النسخ أولانكشاف أن الأمر إنما كان متوجها إلي مقدمات الفعل فإذاتأملت فيما ذكرنا يظهر لك أن الإشكالات الموردة في هذاالمقام مشتركة


صفحه : 140

بين الفريقين و أن الخلاف في ذلك قليل الجدوي وتفصيل القول في ذلك يطلب من مظانه .الثالثة قال البيضاوي‌ في قوله تعالي فَلَمّا بَلَغَ مَعَهُ السعّي‌َ أي فلما وجد وبلغ أن يسعي معه في أعماله ومعه متعلق بمحذوف دل عليه السعي‌ لا به لأن صلة المصدر لايتقدمه و لاببلغ فإن بلوغهما لم يكن معا انتهي .أقول قدظهر من بعض الأخبار السالفة أنه يحتمل أن يكون المراد بالسعي‌ النسك المعروف بين الصفا والمروة فلايحتاج إلي ماتكلفه إذ يحتمل تعلقه ببلغ كما لايخفي

باب 7-قصص لوط ع وقومه

الآيات الأعراف وَ لُوطاً إِذ قالَ لِقَومِهِ أَ تَأتُونَ الفاحِشَةَ ما سَبَقَكُم بِها مِن أَحَدٍ مِنَ العالَمِينَ إِنّكُم لَتَأتُونَ الرّجالَ شَهوَةً مِن دُونِ النّساءِ بَل أَنتُم قَومٌ مُسرِفُونَ وَ ما كانَ جَوابَ قَومِهِ إِلّا أَن قالُوا أَخرِجُوهُم مِن قَريَتِكُم إِنّهُم أُناسٌ يَتَطَهّرُونَ فَأَنجَيناهُ وَ أَهلَهُ إِلّا امرَأَتَهُ كانَت مِنَ الغابِرِينَ وَ أَمطَرنا عَلَيهِم مَطَراً فَانظُر كَيفَ كانَ عاقِبَةُ المُجرِمِينَهودوَ لَمّا جاءَت رُسُلُنا لُوطاً سيِ‌ءَ بِهِم وَ ضاقَ بِهِم ذَرعاً وَ قالَ هذا يَومٌ عَصِيبٌ وَ جاءَهُ قَومُهُ يُهرَعُونَ إِلَيهِ وَ مِن قَبلُ كانُوا يَعمَلُونَ السّيّئاتِ قالَ يا قَومِ هؤُلاءِ بنَاتيِ‌ هُنّ أَطهَرُ لَكُم فَاتّقُوا اللّهَ وَ لا تُخزُونِ فِي ضيَفيِ‌ أَ لَيسَ مِنكُم رَجُلٌ رَشِيدٌ قالُوا لَقَد عَلِمتَ ما لَنا فِي بَناتِكَ مِن حَقّ وَ إِنّكَ لَتَعلَمُ ما نُرِيدُ قالَ لَو أَنّ لِي بِكُم قُوّةً أَو آويِ‌ إِلي رُكنٍ شَدِيدٍ


صفحه : 141

قالُوا يا لُوطُ إِنّا رُسُلُ رَبّكَ لَن يَصِلُوا إِلَيكَ فَأَسرِ بِأَهلِكَ بِقِطعٍ مِنَ اللّيلِ وَ لا يَلتَفِت مِنكُم أَحَدٌ إِلّا امرَأَتَكَ إِنّهُ مُصِيبُها ما أَصابَهُم إِنّ مَوعِدَهُمُ الصّبحُ أَ لَيسَ الصّبحُ بِقَرِيبٍ فَلَمّا جاءَ أَمرُنا جَعَلنا عالِيَها سافِلَها وَ أَمطَرنا عَلَيها حِجارَةً مِن سِجّيلٍ مَنضُودٍ مُسَوّمَةً عِندَ رَبّكَ وَ ما هيِ‌َ مِنَ الظّالِمِينَ بِبَعِيدٍالحجروَ نَبّئهُم عَن ضَيفِ اِبراهِيمَ إِذ دَخَلُوا عَلَيهِ فَقالُوا سَلاماً قالَ إِنّا مِنكُم وَجِلُونَ قالُوا لا تَوجَل إِنّا نُبَشّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ قالَ أَ بشَرّتمُوُنيِ‌ عَلي أَن مسَنّيِ‌َ الكِبَرُ فَبِمَ تُبَشّرُونَ قالُوا بَشّرناكَ بِالحَقّ فَلا تَكُن مِنَ القانِطِينَ قالَ وَ مَن يَقنَطُ مِن رَحمَةِ رَبّهِ إِلّا الضّالّونَ قالَ فَما خَطبُكُم أَيّهَا المُرسَلُونَ قالُوا إِنّا أُرسِلنا إِلي قَومٍ مُجرِمِينَ إِلّا آلَ لُوطٍ إِنّا لَمُنَجّوهُم أَجمَعِينَ إِلّا امرَأَتَهُ قَدّرنا إِنّها لَمِنَ الغابِرِينَ فَلَمّا جاءَ آلَ لُوطٍ المُرسَلُونَ قالَ إِنّكُم قَومٌ مُنكَرُونَ قالُوا بَل جِئناكَ بِما كانُوا فِيهِ يَمتَرُونَ وَ أَتَيناكَ بِالحَقّ وَ إِنّا لَصادِقُونَ فَأَسرِ بِأَهلِكَ بِقِطعٍ مِنَ اللّيلِ وَ اتّبِع أَدبارَهُم وَ لا يَلتَفِت مِنكُم أَحَدٌ وَ امضُوا حَيثُ تُؤمَرُونَ وَ قَضَينا إِلَيهِ ذلِكَ الأَمرَ أَنّ دابِرَ هؤُلاءِ مَقطُوعٌ مُصبِحِينَ وَ جاءَ أَهلُ المَدِينَةِ يَستَبشِرُونَ قالَ إِنّ هؤُلاءِ ضيَفيِ‌ فَلا تَفضَحُونِ وَ اتّقُوا اللّهَ وَ لا تُخزُونِ قالُوا أَ وَ لَم نَنهَكَ عَنِ العالَمِينَ قالَ هؤُلاءِ بنَاتيِ‌ إِن كُنتُم فاعِلِينَ لَعَمرُكَ إِنّهُم لفَيِ‌ سَكرَتِهِم يَعمَهُونَ فَأَخَذَتهُمُ الصّيحَةُ مُشرِقِينَ فَجَعَلنا عالِيَها سافِلَها وَ أَمطَرنا عَلَيهِم حِجارَةً مِن سِجّيلٍ إِنّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلمُتَوَسّمِينَ وَ إِنّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ إِنّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِلمُؤمِنِينَالأنبياءوَ لُوطاً آتَيناهُ حُكماً وَ عِلماً وَ نَجّيناهُ مِنَ القَريَةِ التّيِ‌ كانَت تَعمَلُ الخَبائِثَ إِنّهُم كانُوا قَومَ سَوءٍ فاسِقِينَ وَ أَدخَلناهُ فِي رَحمَتِنا إِنّهُ مِنَ الصّالِحِينَالشعراءكَذّبَت قَومُ لُوطٍ المُرسَلِينَ إِذ قالَ لَهُم أَخُوهُم لُوطٌ أَ لا تَتّقُونَ إنِيّ‌ لَكُم رَسُولٌ أَمِينٌ فَاتّقُوا اللّهَ وَ أَطِيعُونِ وَ ما أَسئَلُكُم عَلَيهِ مِن أَجرٍ إِن أجَريِ‌َ إِلّا عَلي رَبّ العالَمِينَ أَ تَأتُونَ الذّكرانَ مِنَ العالَمِينَ وَ تَذَرُونَ ما خَلَقَ لَكُم رَبّكُم مِن أَزواجِكُم بَل أَنتُم قَومٌ عادُونَ قالُوا لَئِن لَم تَنتَهِ يا لُوطُ لَتَكُونَنّ مِنَ المُخرَجِينَ قالَ إنِيّ‌ لِعَمَلِكُم مِنَ القالِينَ رَبّ نجَنّيِ‌ وَ أهَليِ‌ مِمّا يَعمَلُونَ فَنَجّيناهُ وَ أَهلَهُ أَجمَعِينَ إِلّا عَجُوزاً فِي


صفحه : 142

الغابِرِينَ ثُمّ دَمّرنَا الآخَرِينَ وَ أَمطَرنا عَلَيهِم مَطَراً فَساءَ مَطَرُ المُنذَرِينَ إِنّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَ ما كانَ أَكثَرُهُم مُؤمِنِينَ وَ إِنّ رَبّكَ لَهُوَ العَزِيزُ الرّحِيمُ

النمل وَ لُوطاً إِذ قالَ لِقَومِهِ أَ تَأتُونَ الفاحِشَةَ وَ أَنتُم تُبصِرُونَ أَ إِنّكُم لَتَأتُونَ الرّجالَ شَهوَةً مِن دُونِ النّساءِ بَل أَنتُم قَومٌ تَجهَلُونَ فَما كانَ جَوابَ قَومِهِ إِلّا أَن قالُوا أَخرِجُوا آلَ لُوطٍ مِن قَريَتِكُم إِنّهُم أُناسٌ يَتَطَهّرُونَ فَأَنجَيناهُ وَ أَهلَهُ إِلّا امرَأَتَهُ قَدّرناها مِنَ الغابِرِينَ وَ أَمطَرنا عَلَيهِم مَطَراً فَساءَ مَطَرُ المُنذَرِينَالعنكبوت وَ لُوطاً إِذ قالَ لِقَومِهِ إِنّكُم لَتَأتُونَ الفاحِشَةَ ما سَبَقَكُم بِها مِن أَحَدٍ مِنَ العالَمِينَ أَ إِنّكُم لَتَأتُونَ الرّجالَ وَ تَقطَعُونَ السّبِيلَ وَ تَأتُونَ فِي نادِيكُمُ المُنكَرَ فَما كانَ جَوابَ قَومِهِ إِلّا أَن قالُوا ائتِنا بِعَذابِ اللّهِ إِن كُنتَ مِنَ الصّادِقِينَ قالَ رَبّ انصرُنيِ‌ عَلَي القَومِ المُفسِدِينَ وَ لَمّا جاءَت رُسُلُنا اِبراهِيمَ بِالبُشري قالُوا إِنّا مُهلِكُوا أَهلِ هذِهِ القَريَةِ إِنّ أَهلَها كانُوا ظالِمِينَ قالَ إِنّ فِيها لُوطاً قالُوا نَحنُ أَعلَمُ بِمَن فِيها لَنُنَجّيَنّهُ وَ أَهلَهُ إِلّا امرَأَتَهُ كانَت مِنَ الغابِرِينَ وَ لَمّا أَن جاءَت رُسُلُنا لُوطاً سيِ‌ءَ بِهِم وَ ضاقَ بِهِم ذَرعاً وَ قالُوا لا تَخَف وَ لا تَحزَن إِنّا مُنَجّوكَ وَ أَهلَكَ إِلّا امرَأَتَكَ كانَت مِنَ الغابِرِينَ إِنّا مُنزِلُونَ عَلي أَهلِ هذِهِ القَريَةِ رِجزاً مِنَ السّماءِ بِما كانُوا يَفسُقُونَ وَ لَقَد تَرَكنا مِنها آيَةً بَيّنَةً لِقَومٍ يَعقِلُونَالصافات وَ إِنّ لُوطاً لَمِنَ المُرسَلِينَ إِذ نَجّيناهُ وَ أَهلَهُ أَجمَعِينَ إِلّا عَجُوزاً فِي الغابِرِينَ ثُمّ دَمّرنَا الآخَرِينَ وَ إِنّكُم لَتَمُرّونَ عَلَيهِم مُصبِحِينَ وَ بِاللّيلِ أَ فَلا تَعقِلُونَالذاريات قالَ فَما خَطبُكُم أَيّهَا المُرسَلُونَ قالُوا إِنّا أُرسِلنا إِلي قَومٍ مُجرِمِينَ لِنُرسِلَ عَلَيهِم حِجارَةً مِن طِينٍ مُسَوّمَةً عِندَ رَبّكَ لِلمُسرِفِينَ فَأَخرَجنا مَن كانَ فِيها مِنَ المُؤمِنِينَ فَما وَجَدنا فِيها غَيرَ بَيتٍ مِنَ المُسلِمِينَ وَ تَرَكنا فِيها آيَةً لِلّذِينَ يَخافُونَ العَذابَ الأَلِيمَالقمركَذّبَت قَومُ لُوطٍ بِالنّذُرِ إِنّا أَرسَلنا عَلَيهِم حاصِباً إِلّا آلَ لُوطٍ نَجّيناهُم بِسَحَرٍ نِعمَةً مِن عِندِنا كَذلِكَ نجَزيِ‌ مَن شَكَرَ وَ لَقَد أَنذَرَهُم بَطشَتَنا فَتَمارَوا


صفحه : 143

بِالنّذُرِ وَ لَقَد راوَدُوهُ عَن ضَيفِهِ فَطَمَسنا أَعيُنَهُم فَذُوقُوا عذَابيِ‌ وَ نُذُرِ وَ لَقَد صَبّحَهُم بُكرَةً عَذابٌ مُستَقِرّ فَذُوقُوا عذَابيِ‌ وَ نُذُرِ وَ لَقَد يَسّرنَا القُرآنَ لِلذّكرِ فَهَل مِن مُدّكِرٍالتحريم ضَرَبَ اللّهُ مَثَلًا لِلّذِينَ كَفَرُوا امرَأَتَ نُوحٍ وَ امرَأَتَ لُوطٍ كانَتا تَحتَ عَبدَينِ مِن عِبادِنا صالِحَينِ فَخانَتاهُما فَلَم يُغنِيا عَنهُما مِنَ اللّهِ شَيئاً وَ قِيلَ ادخُلَا النّارَ مَعَ الدّاخِلِينَتفسير قال الطبرسي‌ قدس الله روحه وَ لُوطاً أي أرسلنا أواذكر لوطا و هولوط بن هاران بن تارخ ابن أخي‌ ابراهيم الخليل ع وقيل إنه كان ابن خالة ابراهيم وكانت سارة امرأة ابراهيم أخت لوطأَ تَأتُونَ الفاحِشَةَ أي السيئة العظيمة القبح يعني‌ إتيان الرجال في أدبارهم ما سَبَقَكُم بِهاقيل مانزا ذكر علي ذكر قبل قوم لوط قال الحسن وكانوا يفعلون ذلك بالغرباء.شَهوَةً قال البيضاوي‌ مفعول له أومصدر في موقع الحال و في التقييد بهاوصفهم بالبهيمية الصرفة وتنبيه علي أن العاقل ينبغي‌ أن يكون الداعي‌ له إلي المباشرة طلب الولد وبقاء النوع لاقضاء الوطر.مُسرِفُونَ قال الطبرسي‌ أي متجاوزون عن الحد في الظلم والفساديَتَطَهّرُونَ أي يتحرجون عن أدبار الرجال أويتنزهون عن أفعالكم وطرائقكم .وَ أَهلَهُ قال البيضاوي‌ أي من آمن به مِنَ الغابِرِينَ من الذين بقوا في ديارهم


صفحه : 144

فهلكوامَطَراً أي نوعا من المطر عجيبا أي حجارة من سجيل قيل خسف بالمقيمين منهم وأمطرت الحجارة علي مسافريهم . و قال الطبرسي‌ رحمه الله سيِ‌ءَ بِهِم أي ساءه مجيئهم لأنه خاف عليهم من قومه وَ ضاقَ بِهِم ذَرعاً أي ضاق بمجيئهم ذرعه أي قلبه لمارأي لهم من حسن الصورة و قددعوه إلي الضيافة وقومه كانوا يسارعون إلي أمثالهم بالفاحشة وقيل ضاق بحفظهم من قومه ذرعه حيث لم يجد سبيلا إلي حفظهم و قدأتوه في صورة الغلمان المرد وأصله أن الشي‌ء إذاضاق ذرعه لم يتسع له مااتسع فاستعير ضيق الذرع عندتعذر الإمكان يَومٌ عَصِيبٌ أي شديد من عصبه إذاشده يُهرَعُونَ إِلَيهِ أي يسرعون في المشي‌ لطلب الفاحشة وقيل أي يساقون و ليس هناك سائق غيرهم فكأن بعضهم يسوق بعضاوَ مِن قَبلُ أي قبل إتيان الملائكة أوقبل مجي‌ء قوم لوط إلي ضيفانه أوقبل بعثة لوط إليهم كانُوا يَعمَلُونَ السّيّئاتِ أي الفواحش مع الذكوروَ لا تُخزُونِ فِي ضيَفيِ‌ أي لاتلزموني‌ عارا وفضيحة و لاتخجلوني‌ بالهجوم علي أضيافي‌أَ لَيسَ مِنكُم رَجُلٌ رَشِيدٌ قدأصاب الرشد فيعمل بالمعروف وينهي عن المنكر أومرشد يرشدكم إلي الحق لَو أَنّ لِي بِكُم قُوّةً أي منعة وقدرة وجماعة أتقوي بهم عليكم أَو آويِ‌ إِلي رُكنٍ شَدِيدٍ أي أنضم إلي عشيرة منيعة قال قتادة ذكر لنا أن الله تعالي لم يبعث نبيا بعدلوط إلا في عز من عشيرته ومنعة من قومه وَ لا يَلتَفِت مِنكُم أَحَدٌ أي لاينظر أحد منكم وراءه أو لايلتفت أحد منكم إلي ماله و لامتاعه بالمدينة أو لايتخلف أحد وقيل أمرهم أن لايلتفتوا إذاسمعوا الرجفة والهدة إن امرأتك قيل إنها التفتت حين سمعت الرجفة وقالت ياقوماه فأصابها حجر فقتلتها وقيل إِلّا امرَأَتَكَ لاتسر بهاعِندَ رَبّكَ أي في علمه أوخزائنه التي‌ لايتصرف فيهاأحد إلابأمره وَ ما هيِ‌َ مِنَ الظّالِمِينَ بِبَعِيدٍ أي و ماتلك الحجارة من الظالمين من أمتك يا محمدببعيد وقيل يعني‌ بذلك قوم لوط وذكر أن حجرا بقي‌ معلقا بين السماء و الأرض أربعين يوما يتوقع به رجل من قوم لوط كان في الحرم حتي خرج منه


صفحه : 145

فأصابه قال قتادة كانوا أربعة آلاف ألف .مِنَ القانِطِينَ أي الآيسين فأجابهم ابراهيم ع بأن قال وَ مَن يَقنَطُتنبيها علي أنه لم يكن كلامه من جهة القنوطوَ أَتَيناكَ بِالحَقّ أي بالعذاب المستيقن به وَ اتّبِع أَدبارَهُم أي كن وراءهم لتكون عينا عليهم فلايتخلف أحد منهم وَ امضُوا حَيثُ تُؤمَرُونَ أي اذهبوا إلي الموضع ألذي أمركم الله بالذهاب إليه و هوالشام وَ قَضَينا إِلَيهِ ذلِكَ الأَمرَ أي أعلمنا لوطا وأوحينا إليه ماينزل بهم من العذاب يَستَبشِرُونَ أي يبشر بعضهم بعضا بأضياف لوطأَ وَ لَم نَنهَكَ عَنِ العالَمِينَ أي أن تجير أحدا أوتضيف أحدا و هذاالكلام ألذي تقدم إنما كان من لوط لقومه قبل أن يعلم أنهم ملائكة وإنما ذكر مؤخرالَعَمرُكَ أي وحياتك يا محمدإِنّهُم لفَيِ‌ سَكرَتِهِم يَعمَهُونَ أي في غفلتهم يتحيرون ويترددون فلايبصرون طريق الرشدفَأَخَذَتهُمُ الصّيحَةُ مُشرِقِينَ أي أخذتهم الصوت الهائل في حال شروق الشمس إِنّ فِي ذلِكَ أي فيما سبق ذكره من إهلاك قوم لوطلَآياتٍ لِلمُتَوَسّمِينَلدلالات للمتفكرين المعتبرين .آتَيناهُ حُكماً أي نبوة أوالفصل بين الخصوم بالحق التّيِ‌ كانَت تَعمَلُ الخَبائِثَفإنهم كانوا يأتون الذكران ويتضارطون في أنديتهم و غير ذلك من القبائح .قَومٌ عادُونَ أي ظالمون متعدون الحلال إلي الحرام مِنَ المُخرَجِينَ أي عن بلدنامِنَ القالِينَ أي المبغضين فَساءَ مَطَرُ المُنذَرِينَ أي بئس مطر الكافرين مطرهم .وَ أَنتُم تُبصِرُونَ أي تعلمون أنها فاحشة أويري بعضكم ذلك من بعض تَجهَلُونَ أي تفعلون أفعال الجهال أوتجهلون القيامة وعاقبة العصيان .وَ تَقطَعُونَ السّبِيلَ أي سبيل الولد باختياركم الرجال أوتقطعون الناس عن الأسفار بإتيان هذه الفاحشة فإنهم كانوا يفعلونه بالمجتازين في ديارهم وكانوا يرمون


صفحه : 146

ابن السبيل بالحجارة بالخذف فأيهم أصابه كان أولي به ويأخذون ماله وينكحونه ويغرمونه ثلاثة دراهم و كان لهم قاض يقضي‌ بذلك أوكانوا يقطعون الطريق علي الناس بالسرقةوَ تَأتُونَ فِي نادِيكُمُ المُنكَرَقيل كانوا يتضارطون في مجالسهم من غيرحشمة و لاحياء عن ابن عباس وروي‌ ذلك عن الرضا ع وقيل إنهم كانوا يأتون الرجال في مجالسهم يري بعضهم بعضا وقيل كانت مجالسهم تشتمل علي أنواع المناكير مثل الشتم والسخف والصفع والقمار وضرب المخراق وخذف الأحجار علي من مر بهم وضرب المعازف والمزامير وكشف العورات واللواطرِجزاً أي عذاباآيَةً بَيّنَةًقيل هي‌ الحجارة التي‌ أمطرت عليهم وقيل هي‌ آثار منازلهم الخربة وقيل هي‌ الماء الأسود علي وجه الأرض .وَ إِنّكُم لَتَمُرّونَ أي في ذهابكم ومجيئكم إلي الشام .غَيرَ بَيتٍ أي أهل بيت مِنَ المُسلِمِينَيعني‌ لوطا وبنتيه .بِالنّذُرِ أي بالإنذار أوبالرسل حاصِباً أي ريحا حصبتهم أي رمتهم بالحجارة والحصباء قال ابن عباس يريد ماحصبوا به من السماء من الحجارة في الريح نِعمَةً أي إنعاما مفعول له أومصدروَ لَقَد أَنذَرَهُملوطبَطشَتَنا أي أخذنا إياهم بالعذاب فَتَمارَوا بِالنّذُرِ أي تدافعوا بالإنذار علي وجه الجدال بالباطل وقيل أي فشكوا و لم يصدقواوَ لَقَد راوَدُوهُ عَن ضَيفِهِ أي طلبوا منه أن يسلم إليهم أضيافه فَطَمَسنا أَعيُنَهُم أي محونا والمعني عميت أبصارهم فَذُوقُوا عذَابيِ‌ وَ نُذُرِ أي فقلنا لقوم لوط ذوقوا عذابي‌ ونذري‌وَ لَقَد صَبّحَهُم بُكرَةً عَذابٌ مُستَقِرّ أي أتاهم صباحا عذاب نازل بهم حتي هلكوا.فَخانَتاهُما قال ابن عباس كانت امرأة نوح كافرة تقول للناس إنه مجنون


صفحه : 147

و إذاآمن أحد بنوح أخبرت الجبابرة من قوم نوح به وكانت امرأة لوط تدل علي أضيافه فكان ذلك خيانتهما لهما و مابغت امرأة نبي‌ قط وإنما كانت خيانتهما في الدين . و قال السدي‌ كانت خيانتهما أنهما كانتا كافرتين وقيل كانتا منافقتين و قال الضحاك خيانتهما النميمة إذاأوحي الله إليهما أفشتاه إلي المشركين وقيل إن اسم امرأة نوح واغلة واسم امرأة لوط واهلة و قال مقاتل والغة ووالهة

1- ع ،[علل الشرائع ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَنِ الحمِيرَيِ‌ّ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ جَعفَرٍ ع كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَتَعَوّذُ مِنَ البُخلِ فَقَالَ نَعَم يَا أَبَا مُحَمّدٍ فِي كُلّ صَبَاحٍ وَ مَسَاءٍ وَ نَحنُ نَتَعَوّذُ بِاللّهِ مِنَ البُخلِ اللّهُ يَقُولُوَ مَن يُوقَ شُحّ نَفسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ المُفلِحُونَ وَ سَأُخبِرُكَ عَن عَاقِبَةِ البُخلِ إِنّ قَومَ لُوطٍ كَانُوا أَهلَ قَريَةٍ أَشِحّاءَ عَلَي الطّعَامِ فَأَعقَبَهُمُ البُخلُ دَاءً لَا دَوَاءَ لَهُ فِي فُرُوجِهِم فَقُلتُ وَ مَا أَعقَبَهُم فَقَالَ إِنّ قَريَةَ قَومِ لُوطٍ كَانَت عَلَي طَرِيقِ السّيّارَةِ إِلَي الشّامِ وَ مِصرَ فَكَانَتِ السّيّارَةُ تَنزِلُ بِهِم فَيُضِيفُونَهُم فَلَمّا كَثُرَ ذَلِكَ عَلَيهِم ضَاقُوا بِذَلِكَ ذَرعاً بُخلًا وَ لُؤماً فَدَعَاهُمُ البُخلُ إِلَي أَن كَانُوا إِذَا نَزَلَ بِهِمُ الضّيفُ فَضَحُوهُ مِن غَيرِ شَهوَةٍ بِهِم إِلَي ذَلِكَ وَ إِنّمَا كَانُوا يَفعَلُونَ ذَلِكَ بِالضّيفِ حَتّي يَنكُلَ النّازِلُ عَنهُم فَشَاعَ أَمرُهُم فِي القُرَي وَ حَذَرَ مِنهُمُ النّازِلَةُ فَأَورَثَهُمُ البُخلُ بَلَاءً لَا يَستَطِيعُونَ دَفعَهُ عَن أَنفُسِهِم مِن غَيرِ شَهوَةٍ لَهُم إِلَي ذَلِكَ حَتّي صَارُوا يَطلُبُونَهُ مِنَ الرّجَالِ فِي البِلَادِ وَ يُعطُونَهُم عَلَيهِ الجُعلَ ثُمّ قَالَ فأَيَ‌ّ دَاءٍ أَدأَي مِنَ البُخلِ وَ لَا أَضَرّ عَاقِبَةً وَ لَا أَفحَشُ عِندَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ قَالَ أَبُو بَصِيرٍ فَقُلتُ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ فَهَل كَانَ أَهلُ قَريَةِ لُوطٍ كُلّهُم هَكَذَا يَعمَلُونَ فَقَالَ نَعَم إِلّا أَهلُ بَيتٍ مِنَ المُسلِمِينَ أَ مَا تَسمَعُ لِقَولِهِ تَعَالَيفَأَخرَجنا مَن كانَ فِيها مِنَ المُؤمِنِينَ فَما وَجَدنا فِيها غَيرَ بَيتٍ مِنَ المُسلِمِينَ ثُمّ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع إِنّ لُوطاً لَبِثَ فِي قَومِهِ ثَلَاثِينَ سَنَةً يَدعُوهُم إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ يُحَذّرُهُم


صفحه : 148

عَذَابَهُ وَ كَانُوا قَوماً لَا يَتَنَظّفُونَ مِنَ الغَائِطِ وَ لَا يَتَطَهّرُونَ مِنَ الجَنَابَةِ وَ كَانَ لُوطٌ ابنَ خَالَةِ اِبرَاهِيمَ وَ كَانَتِ امرَأَةُ اِبرَاهِيمَ سَارَةُ أُختَ لُوطٍ وَ كَانَ لُوطٌ وَ اِبرَاهِيمُ نَبِيّينِ مُرسَلَينِ مُنذِرَينِ وَ كَانَ لُوطٌ رَجُلًا سَخِيّاً كَرِيماً يقَريِ‌ الضّيفَ إِذَا نَزَلَ بِهِ وَ يُحَذّرُهُم قَومَهُ قَالَ فَلَمّا رَأَي قَومُ لُوطٍ ذَلِكَ مِنهُ قَالُوا لَهُ إِنّا نَنهَاكَ عَنِ العَالَمِينَ لَا تَقرِ ضَيفاً يَنزِلُ بِكَ إِن فَعَلتَ فَضَحنَا ضَيفَكَ ألّذِي يَنزِلُ بِكَ وَ أَخزَينَاكَ فَكَانَ لُوطٌ إِذَا نَزَلَ بِهِ الضّيفُ كَتَمَ أَمرَهُ مَخَافَةَ أَن يَفضَحَهُ قَومُهُ وَ ذَلِكَ أَنّهُ لَم يَكُن لِلُوطٍ عَشِيرَةٌ قَالَ وَ لَم يَزَل لُوطٌ وَ اِبرَاهِيمُ يَتَوَقّعَانِ نُزُولَ العَذَابِ عَلَي قَومِهِ فَكَانَت لِإِبرَاهِيمَ وَ لِلُوطٍ مَنزِلَةٌ مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ شَرِيفَةٌ وَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ كَانَ إِذَا أَرَادَ عَذَابَ قَومِ لُوطٍ أَدرَكَتهُ مَوَدّةُ اِبرَاهِيمَ وَ خُلّتُهُ وَ مَحَبّةُ لُوطٍ فَيُرَاقِبُهُم فَيُؤَخّرُ عَذَابَهُم قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع فَلَمّا اشتَدّ أَسَفُ اللّهِ عَلَي قَومِ لُوطٍ وَ قَدّرَ عَذَابَهُم وَ قَضَي أَن يُعَوّضَ اِبرَاهِيمَ مِن عَذَابِ قَومِ لُوطٍ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ فيَسُلَيّ‌َ بِهِ مُصَابَهُ بِهَلَاكِ قَومِ لُوطٍ فَبَعَثَ اللّهُ رُسُلًا إِلَي اِبرَاهِيمَ يُبَشّرُونَهُ بِإِسمَاعِيلَ فَدَخَلُوا عَلَيهِ لَيلًا فَفَزِعَ مِنهُم وَ خَافَ أَن يَكُونُوا سُرّاقاً فَلَمّا رَأَتهُ الرّسُلُ فَزِعاً مَذعُوراً قَالُواسَلاماً قالَسَلَامٌإِنّا مِنكُم وَجِلُونَ قالُوا لا تَوجَل إِنّارُسُلُ رَبّكَنُبَشّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع وَ الغُلَامُ العَلِيمُ هُوَ إِسمَاعِيلُ مِن هَاجَرَ فَقالَ اِبرَاهِيمُ لِلرّسُلِأَ بشَرّتمُوُنيِ‌ عَلي أَن مسَنّيِ‌َ الكِبَرُ فَبِمَ تُبَشّرُونَ قالُوا بَشّرناكَ بِالحَقّ فَلا تَكُن مِنَ القانِطِينَفَقالَ اِبرَاهِيمُفَما خَطبُكُم بَعدَ البِشَارَةِقالُوا إِنّا أُرسِلنا إِلي قَومٍ مُجرِمِينَقَومِ لُوطٍ إِنّهُم كَانُوا قَوماً فَاسِقِينَ لِنُنذِرَهُم عَذَابَ رَبّ العَالَمِينَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع فَقالَ اِبرَاهِيمُ ع لِلرّسُلِإِنّ فِيها لُوطاً قالُوا نَحنُ أَعلَمُ بِمَن فِيها لَنُنَجّيَنّهُ وَ أَهلَهُأَجمَعِينَ إِلّا امرَأَتَهُ قَدّرنا إِنّها لَمِنَ الغابِرِينَ قَالَفَلَمّا جاءَ آلَ لُوطٍ المُرسَلُونَ قالَ إِنّكُم قَومٌ مُنكَرُونَ قالُوا بَل جِئناكَ بِما كانُوا فِيهِ


صفحه : 149

قَومُكَ مِن عَذَابِ اللّهِيَمتَرُونَ وَ أَتَيناكَ بِالحَقّلِنُنذِرَ قَومَكَ العَذَابَوَ إِنّا لَصادِقُونَفَأَسرِ بِأَهلِكَ يَا لُوطُ إِذَا مَضَي لَكَ مِن يَومِكَ هَذَا سَبعَةُ أَيّامٍ وَ لَيَالِيهَابِقِطعٍ مِنَ اللّيلِ إِذَا مَضَي نِصفُ اللّيلِوَ لا يَلتَفِت مِنكُم أَحَدٌإِلّا امرَأَتَكَ إِنّهُ مُصِيبُها ما أَصابَهُموَ امضُوا فِي تِلكَ اللّيلَةِحَيثُ تُؤمَرُونَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع فَقَضَوا ذَلِكَ الأَمرَ إِلَي لُوطٍأَنّ دابِرَ هؤُلاءِ مَقطُوعٌ مُصبِحِينَ قَالَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع فَلَمّا كَانَ يَومُ الثّامِنِ مَعَ طُلُوعِ الفَجرِ قَدّمَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ رُسُلًا إِلَي اِبرَاهِيمَ يُبَشّرُونَهُ بِإِسحَاقَ وَ يُعَزّونَهُ بِهَلَاكِ قَومِ لُوطٍ وَ ذَلِكَ قَولُهُ تَعَالَيوَ لَقَد جاءَت رُسُلُنا اِبراهِيمَ بِالبُشري قالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ فَما لَبِثَ أَن جاءَ بِعِجلٍ حَنِيذٍيعَنيِ‌ زَكِيّاً مَشوِيّاً نَضِيجاًفَلَمّا رَأي اِبرَاهِيمُأَيدِيَهُم لا تَصِلُ إِلَيهِ نَكِرَهُم وَ أَوجَسَ مِنهُم خِيفَةً قالُوا لا تَخَف إِنّا أُرسِلنا إِلي قَومِ لُوطٍ وَ امرَأَتُهُ قائِمَةٌفَبَشّرُوهَابِإِسحاقَ وَ مِن وَراءِ إِسحاقَ يَعقُوبَفَضَحِكَتيعَنيِ‌ فَتَعَجّبَت مِن قَولِهِمقالَت يا وَيلَتي أَ أَلِدُ وَ أَنَا عَجُوزٌ وَ هذا بعَليِ‌ شَيخاً إِنّ هذا لشَيَ‌ءٌ عَجِيبٌ قالُوا أَ تَعجَبِينَ مِن أَمرِ اللّهِ رَحمَتُ اللّهِ وَ بَرَكاتُهُ عَلَيكُم أَهلَ البَيتِ إِنّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع فَلَمّا جَاءَت اِبرَاهِيمَ البِشَارَةُ بِإِسحَاقَ وَ ذَهَبَ عَنهُ الرّوعُ أَقبَلَ ينُاَجيِ‌ رَبّهُ فِي قَومِ لُوطٍ وَ يَسأَلُهُ كَشفَ البَلَاءِ عَنهُم فَقَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّيا اِبراهِيمُ أَعرِض عَن هذا إِنّهُ قَد جاءَ أَمرُ رَبّكَ وَ إِنّهُم آتِيهِمعذَاَبيِ‌ بَعدَ طُلُوعِ الشّمسِ مِن يَومِكَ مَحتُوماًغَيرُ مَردُودٍ

شي‌،[تفسير العياشي‌] عن أبي بصيرمثله بيان هذاالخبر يدل علي تعدد البشارة و أن الآيات الأول إشارة إلي الأولي والثواني‌ إلي الثانية و لم يذكره المفسرون ويؤيده ماذكره سبحانه في سورة الصافات حيث قال فَبَشّرناهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ فَلَمّا بَلَغَ مَعَهُ السعّي‌َ إلي أن قال وَ بَشّرناهُ بِإِسحاقَ نَبِيّا مِنَ الصّالِحِينَفظهر أن الغلام العليم الحليم المبشر به هوإسماعيل ع و هوالذبيح


صفحه : 150

وبشر ابراهيم ع بعد ذلك بإسحاق ومر في باب الذبح قوله تعالي سَلاماً أي نسلم عليك سلاما أوسلمنا سلاما. قوله أَ بشَرّتمُوُنيِ‌ عَلي أَن مسَنّيِ‌َ الكِبَرُتعجب من أن يولد له مع الكبرفَبِمَ تُبَشّرُونَ أي فبأي‌ أعجوبة تبشروني‌ أو أبأمر الله أم من جهة أنفسكم و كان استعجابه ع باعتبار العادة دون القدرة وقيل كان غرضه أن يعلم أنه هل يولد له علي تلك الحال أويرد إلي الشباب قوله فَما خَطبُكُم أي فما شأنكم ألذي أرسلتم لأجله سوي البشارة قوله تعالي لَمِنَ الغابِرِينَ أي الباقين مع الكفرة لتهلك معهم قوله مُنكَرُونَ أي ينكركم نفسي‌ وينفر عنكم مخافة أن تطرقوني‌ أو لاأعرفكم فعرفوني‌ أنفسكم قوله بِما كانُوا فِيهِ يَمتَرُونَ أي بالعذاب ألذي كانوا يشكون فيه إذاوعدتهم فَأَسرِ بِأَهلِكَ أي فاذهب بهم الليل بِقِطعٍ مِنَ اللّيلِ في طائفة من الليل وقيل في آخره و علي الأول يحمل تفسيره ع أي المراد بقطع نصف الليل و قوله إِلّا امرَأَتَكَ ليس في خلال تلك الآيات وإنما ذكره ع لبيان أنه كان المراد بالأهل غيرها أوأنها هلكت في حال الخروج حيث التفتت فأصابها العذاب كماروي‌ قوله أَنّ دابِرَ هؤُلاءِ أي آخر من يبقي منهم يهلك وقت الصبح أي أنهم مستأصلون بالعذاب وقت الصباح علي وجه لايبقي منهم أثر و لانسل و لاعقب . و قال الفيروزآبادي‌ حنذ الشاة يحنذها حنذا وتحناذا شواها وجعل فوقها حجارة محماة لينضجها فهي‌ حنيذ أو هوالحال ألذي يقطر ماؤه انتهي . والإيجاس الإدراك أوالإضمار اختلف في سبب الخوف فقيل إنه لمارآهم شبانا أقوياء و كان ينزل طرفا من البلد وكانوا يمتنعون من تناول طعامه لم يأمن أن يكون ذلك لبلاء و ذلك أن أهل ذلك الزمان إذاأكل بعضهم طعام بعض أمنه صاحب الطعام علي نفسه وماله ولهذا يقال تحرم فلان بطعامنا أي أثبتت الحرمة بيننا بأكله الطعام وقيل إنه ظنهم لصوصا يريدون به سوءا وقيل إنه ظن أنهم ليسوا من البشر جاءوا لأمر عظيم وقيل علم أنهم ملائكة فخاف أن يكون قومه المقصودين بالعذاب حتي


صفحه : 151

قالُوا له لا تَخَف يا ابراهيم إِنّا أُرسِلنا إِلي قَومِ لُوطٍبالعذاب لا إلي قومك وقيل إنهم دعوا الله فأحيا العجل ألذي كان ذبحه ابراهيم ع وشواه فطفر ورغا فعلم حينئذ أنهم رسل الله

2-ل ،[الخصال ] ع ،[علل الشرائع ]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] سَأَلَ الشاّميِ‌ّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع عَن قَولِهِ تَعَالَييَومَ يَفِرّ المَرءُ مِن أَخِيهِ وَ أُمّهِ وَ أَبِيهِ وَ صاحِبَتِهِ وَ بَنِيهِ مَن هُم فَقَالَ ع قَابِيلُ يَفِرّ مِن هَابِيلَ ع وَ ألّذِي يَفِرّ مِن أُمّهِ مُوسَي ع وَ ألّذِي يَفِرّ مِن أَبِيهِ اِبرَاهِيمُ ع وَ ألّذِي يَفِرّ مِن صَاحِبَتِهِ لُوطٌ ع وَ ألّذِي يَفِرّ مِنِ ابنِهِ نُوحٌ ع يَفِرّ مِنِ ابنِهِ كَنعَانَ

3-ل ،[الخصال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَعرُوفٍ عَن أَبِي جَمِيلَةَ عَن سَعدِ بنِ طَرِيفٍ عَنِ الأَصبَغِ قَالَ سَمِعتُ عَلِيّاً ع يَقُولُ سِتّةٌ فِي هَذِهِ الأُمّةِ مِن أَخلَاقِ قَومِ لُوطٍ الجُلَاهِقُ وَ هُوَ البُندُقُ وَ الخَذفُ وَ مَضغُ العِلكِ وَ إِرخَاءُ الإِزَارِ خُيَلَاءَ وَ حَلّ الأَزرَارِ مِنَ القَبَاءِ وَ القَمِيصِ

4- ع ،[علل الشرائع ]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] سَأَلَ الشاّميِ‌ّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع عَمّن خَلَقَ اللّهُ مِنَ الأَنبِيَاءِ مَختُوناً فَقَالَ خَلَقَ اللّهُ آدَمَ مَختُوناً وَ وُلِدَ شَيثٌ مَختُوناً وَ إِدرِيسُ وَ نُوحٌ وَ سَامُ بنُ نُوحٍ وَ اِبرَاهِيمُ وَ دَاوُدُ وَ سُلَيمَانُ وَ لُوطٌ وَ إِسمَاعِيلُ وَ مُوسَي وَ عِيسَي وَ مُحَمّدٌ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ وَ عَلَيهِم وَ سَأَلَهُ ع عَن يَومِ الأَربِعَاءِ وَ التّطَيّرِ مِنهُ فَقَالَ ع آخِرُ أَربِعَاءَ مِنَ الشّهرِ إِلَي أَن قَالَ وَ يَومَ الأَربِعَاءِ جَعَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَرضَ قَومِ لُوطٍ عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَ يَومَ الأَربِعَاءِ أَمطَرَعَلَيهِم حِجارَةً مِن سِجّيلٍ


صفحه : 152

5-فس ،[تفسير القمي‌] فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ وَ أَمّا القَريَةُ التّيِ‌ أُمطِرَت مَطَرَ السّوءِ فهَيِ‌َ سَدُومُ قَريَةُ قَومِ لُوطٍ أَمطَرَ اللّهُ عَلَيهِمحِجارَةً مِن سِجّيلٍ يَقُولُ مِن طِينٍ

6-فس ،[تفسير القمي‌] فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ أَي لِإِبرَاهِيمَ ع قَولُهُوَ تَأتُونَ فِي نادِيكُمُ المُنكَرَ قَالَ هُم قَومُ لُوطٍ يَضرِطُ بَعضُهُم عَلَي بَعضٍفَمِنهُم مَن أَرسَلنا عَلَيهِ حاصِباًهُم قَومُ لُوطٍ

7- ع ،[علل الشرائع ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَنِ الحمِيرَيِ‌ّ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن مَالِكِ بنِ عَطِيّةَ عَنِ الثمّاَليِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع أَنّ رَسُولَ اللّهِص سَأَلَ جَبرَئِيلَ كَيفَ كَانَ مَهلِكُ قَومِ لُوطٍ فَقَالَ إِنّ قَومَ لُوطٍ كَانُوا أَهلَ قَريَةٍ لَا يَتَنَظّفُونَ مِنَ الغَائِطِ وَ لَا يَتَطَهّرُونَ مِنَ الجَنَابَةِ بُخَلَاءَ أَشِحّاءَ عَلَي الطّعَامِ وَ إِنّ لُوطاً لَبِثَ فِيهِم ثَلَاثِينَ سَنَةً وَ إِنّمَا كَانَ نَازِلًا عَلَيهِم وَ لَم يَكُن مِنهُم وَ لَا عَشِيرَةَ لَهُ فِيهِم وَ لَا قَومَ وَ إِنّهُ دَعَاهُم إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ إِلَي الإِيمَانِ وَ اتّبَاعِهِ وَ نَهَاهُم عَنِ الفَوَاحِشِ وَ حَثّهُم عَلَي طَاعَةِ اللّهِ فَلَم يُجِيبُوهُ وَ لَم يُطِيعُوهُ وَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ لَمّا أَرَادَ عَذَابَهُم بَعَثَ إِلَيهِم رُسُلًا مُنذِرِينَ عُذراً نُذراً فَلَمّا عَتَوا عَن أَمرِهِ بَعَثَ إِلَيهِم مَلَائِكَةً لِيُخرِجُوا مَن كَانَ فِي قَريَتِهِم مِنَ المُؤمِنِينَ فَمَا وَجَدُوافِيها غَيرَ بَيتٍ مِنَ المُسلِمِينَفَأَخرَجُوهُم مِنهَا وَ قَالُوا لِلُوطٍ أَسرِ بِأَهلِكَ مِن هَذِهِ القَريَةِ اللّيلَةَبِقِطعٍ مِنَ اللّيلِ...وَ لا يَلتَفِت مِنكُم أَحَدٌ وَ امضُوا حَيثُ تُؤمَرُونَ فَلَمّا انتَصَفَ اللّيلُ سَارَ لُوطٌ بِبَنَاتِهِ وَ تَوَلّتِ امرَأَتُهُ مُدبِرَةً فَانقَطَعَت إِلَي قَومِهَا تَسعَي بِلُوطٍ وَ تُخبِرُهُم أَنّ لُوطاً قَد سَارَ بِبَنَاتِهِ وَ إنِيّ‌ نُودِيتُ مِن تِلقَاءِ العَرشِ لَمّا طَلَعَ الفَجرُ يَا جَبرَئِيلُ حَقّ القَولُ مِنَ اللّهِ بِحَتمِ عَذَابِ قَومِ لُوطٍ


صفحه : 153

فَاهبِط إِلَي قَريَةِ قَومِ لُوطٍ وَ مَا حَوَت فَاقلَعهَا مِن تَحتِ سَبعِ أَرَضِينَ ثُمّ اعرُج بِهَا إِلَي السّمَاءِ فَأَوقِفهَا حَتّي يَأتِيَكَ أَمرُ الجَبّارِ فِي قَلبِهَا وَ دَع مِنهَا آيَةً بَيّنَةً مِن مَنزِلِ لُوطٍ عِبرَةً لِلسّيّارَةِ فَهَبَطتُ عَلَي أَهلِ القَريَةِ الظّالِمِينَ فَضَرَبتُ بجِنَاَحيِ‌َ الأَيمَنِ عَلَي مَا حَوَي عَلَيهِ شَرقِيّهَا وَ ضَرَبتُ بجِنَاَحيِ‌َ الأَيسَرِ عَلَي مَا حَوَي عَلَيهِ غَربِيّهَا فَاقتَلَعتُهَا يَا مُحَمّدُ مِن تَحتِ سَبعِ أَرَضِينَ إِلّا مَنزِلَ آلِ لُوطٍ آيَةً لِلسّيّارَةِ ثُمّ عَرَجتُ بِهَا فِي جوَاَفيِ‌ جنَاَحيِ‌ حَتّي أَوقَفتُهَا حَيثُ يَسمَعُ أَهلُ السّمَاءِ زُقَاءَ دُيُوكِهَا وَ نُبَاحَ كِلَابِهَا فَلَمّا طَلَعَتِ الشّمسُ نُودِيتُ مِن تِلقَاءِ العَرشِ يَا جَبرَئِيلُ اقلِبِ القَريَةَ عَلَي القَومِ فَقَلَبتُهَا عَلَيهِم حَتّي صَارَ أَسفَلُهَا أَعلَاهَا وَ أَمطَرَ اللّهُ عَلَيهِمحِجارَةً مِن سِجّيلٍمُسَوّمَةً عِندَ رَبّكَ وَ ما هيِ‌َ يَا مُحَمّدُمِنَ الظّالِمِينَ مِن أُمّتِكَبِبَعِيدٍ قَالَ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص يَا جَبرَئِيلُ وَ أَينَ كَانَت قَريَتُهُم مِنَ البِلَادِ فَقَالَ جَبرَئِيلُ كَانَ مَوضِعُ قَريَتِهِم فِي مَوضِعِ بُحَيرَةِ طَبَرِيّةَ اليَومَ وَ هيِ‌َ فِي نوَاَحيِ‌ الشّامِ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص أَ رَأَيتُكَ حِينَ قَلَبتَهَا عَلَيهِم فِي أَيّ مَوضِعٍ مِنَ الأَرَضِينَ وَقَعَتِ القَريَةُ وَ أَهلُهَا فَقَالَ يَا مُحَمّدُ وَقَعَت فِيمَا بَينَ بَحرِ الشّامِ إِلَي مِصرَ فَصَارَت تُلُولًا فِي البَحرِ

شي‌،[تفسير العياشي‌] عن أبي حمزة مثله بيان الجوافي‌ جمع الجوفاء أي الواسعة أوالجافية من الجفو بمعني البعد و منه التجافي‌ ويحتمل أن يكون في الأصل أجواف فصحف والأظهر الخوافي‌ بالخاء المعجمة قال في القاموس قال الأصمعي‌ الخوافي‌ مادون الريشات العشر من مقدم الجناح و قال قوادم الطير مقاديم ريشه وهي‌ عشر في كل جناح انتهي والزقاء الصياح

8-فس ،[تفسير القمي‌] قَولُهُوَ لَقَد جاءَت رُسُلُنا اِبراهِيمَ بِالبُشري إِلَي قَولِهِبِعِجلٍ حَنِيذٍ أَي مشَويِ‌ّ نَضِيجٍ فَإِنّهُ لَمّا أَلقَي نُمرُودُ اِبرَاهِيمَ ع فِي النّارِ فَجَعَلَهَا اللّهُ عَلَيهِ بَرداً وَ سَلَاماً بقَيِ‌َ


صفحه : 154

اِبرَاهِيمُ مَعَ نُمرُودَ وَ خَافَ نُمرُودُ مِن اِبرَاهِيمَ فَقَالَ يَا اِبرَاهِيمُ اخرُج عَن بلِاَديِ‌ وَ لَا تسُاَكنِيّ‌ فِيهَا وَ كَانَ اِبرَاهِيمُ ع قَد تَزَوّجَ بِسَارَةَ وَ هيِ‌َ بِنتُ خَالِهِ وَ قَد كَانَت آمَنَت بِهِ وَ آمَنَ بِهِ لُوطٌ وَ كَانَ غُلَاماً وَ قَد كَانَ اِبرَاهِيمُ ع عِندَهُ غُنَيمَاتٌ كَانَ مَعَاشُهُ مِنهَا فَخَرَجَ اِبرَاهِيمُ ع مِن بِلَادِ نُمرُودَ وَ مَعَهُ سَارَةُ فِي صُندُوقٍ وَ ذَلِكَ أَنّهُ كَانَ شَدِيدَ الغَيرَةِ فَلَمّا أَرَادَ أَن يَخرُجَ مِن بِلَادِ نُمرُودَ مَنَعُوهُ وَ أَرَادُوا أَن يَأخُذُوا مِنهُ غُنَيمَاتِهِ وَ قَالُوا لَهُ هَذَا كَسَبتَهُ فِي سُلطَانِ المَلِكِ وَ بِلَادِهِ وَ أَنتَ مُخَالِفٌ لَهُ فَقَالَ لَهُم اِبرَاهِيمُ بيَنيِ‌ وَ بَينَكُم قاَضيِ‌ المَلِكِ سَندُومُ فَصَارُوا إِلَيهِ فَقَالُوا إِنّ هَذَا مُخَالِفٌ لِدِينِ المَلِكِ وَ مَا مَعَهُ كَسَبَهُ فِي بِلَادِ المَلِكِ وَ لَا نَدَعُهُ يُخرِجُ مَعَهُ شَيئاً فَقَالَ سَندُومُ صَدَقُوا خَلّ عَمّا فِي يَدَيكَ فَقَالَ اِبرَاهِيمُ لَهُ إِنّكَ إِن لَم تَقضِ بِالحَقّ مِتّ السّاعَةَ قَالَ وَ مَا الحَقّ قَالَ قُل لَهُم يَرُدّوا عَلَيّ عمُرُيِ‌َ ألّذِي أَفنَيتُهُ فِي كَسبِ مَا معَيِ‌ حَتّي أَرُدّ عَلَيهِم فَقَالَ سَندُومُ يَجِبُ أَن تَرُدّوا عُمُرَهُ فَخَلّوا عَنهُ وَ عَمّا كَانَ فِي يَدِهِ فَخَرَجَ اِبرَاهِيمُ ع وَ كَتَبَ نُمرُودُ فِي الدّنيَا أَن لَا تَدَعُوهُ يَسكُنُ العُمرَانَ فَمَرّ بِبَعضِ عُمّالِ نُمرُودَ وَ كَانَ كُلّ مَن مَرّ بِهِ يَأخُذُ عُشرَ مَا مَعَهُ وَ كَانَت سَارَةُ مَعَ اِبرَاهِيمَ فِي الصّندُوقِ فَأَخَذَ عُشرَ مَا كَانَ مَعَ اِبرَاهِيمَ ع ثُمّ جَاءَ إِلَي الصّندُوقِ فَقَالَ لَهُ لَا بُدّ مِن أَن أَفتَحَهُ فَقَالَ اِبرَاهِيمُ عُدّهُ مَا شِئتَ وَ خُذ عُشرَهُ فَقَالَ لَا بُدّ مِن فَتحِهِ فَفَتَحَهُ فَلَمّا نَظَرَ إِلَي سَارَةَ تَعَجّبَ مِن جَمَالِهَا فَقَالَ لِإِبرَاهِيمَ مَا هَذِهِ المَرأَةُ التّيِ‌ هيِ‌َ مَعَكَ قَالَ هيِ‌َ أخُتيِ‌ وَ إِنّمَا عَنَي أُختَهُ فِي الدّينِ قَالَ لَهُ العَاشِرُ لَستُ أَدَعُكَ تَبرَحُ حَتّي أُعلِمَ المَلِكَ بِحَالِهَا وَ حَالِكَ فَبَعَثَ رَسُولًا إِلَي المَلِكِ فَأَعرَضَهَا فَحُمِلَت إِلَيهِ فَهَمّ بِهَا وَ مَدّ يَدَهُ إِلَيهَا فَقَالَت لَهُ أَعُوذُ بِاللّهِ مِنكَ فَجَفّت يَدُهُ وَ التَصَقَت بِصَدرِهِ وَ أَصَابَتهُ مِن ذَلِكَ شِدّةٌ فَقَالَ يَا سَارَةُ مَا هَذَا


صفحه : 155

ألّذِي أصَاَبنَيِ‌ مِنكِ فَقَالَت لِمَا هَمَمتَ بِهِ فَقَالَ قَد هَمَمتُ لَكِ بِالخَيرِ فاَدعيِ‌ اللّهَ أَن يرَدُنّيِ‌ إِلَي مَا كُنتُ فَقَالَت أللّهُمّ إِن كَانَ صَادِقاً فَرُدّهُ كَمَا كَانَ فَرَجَعَ إِلَي مَا كَانَ وَ كَانَت عَلَي رَأسِهِ جَارِيَةٌ فَقَالَ يَا سَارَةُ خذُيِ‌ هَذِهِ الجَارِيَةَ تَخدُمكِ وَ هيِ‌َ هَاجَرُ أُمّ إِسمَاعِيلَ ع فَحَمَلَ اِبرَاهِيمُ سَارَةَ وَ هَاجَرَ فَنَزَلُوا البَادِيَةَ عَلَي مَمَرّ طَرِيقِ اليَمَنِ وَ الشّامِ وَ جَمِيعِ الدّنيَا فَكَانَ يَمُرّ بِهِ النّاسُ فَيَدعُوهُم إِلَي الإِسلَامِ وَ قَد كَانَ شَاعَ خَبَرُهُ فِي الدّنيَا أَنّ المَلِكَ أَلقَاهُ فِي النّارِ فَلَم يَحتَرِق وَ كَانُوا يَقُولُونَ لَهُ لَا تُخَالِف دِينَ المَلِكِ فَإِنّ المَلِكَ يَقتُلُ مَن خَالَفَهُ وَ كَانَ اِبرَاهِيمُ كُلّ مَن مَرّ بِهِ يُضِيفُهُ وَ كَانَ عَلَي سَبعَةِ فَرَاسِخَ مِنهُ بِلَادٌ عَامِرَةٌ كَثِيرُ الشّجَرِ وَ النّبَاتِ وَ الخَيرِ وَ كَانَ الطّرِيقُ عَلَيهَا وَ كَانَ كُلّ مَن يَمُرّ بِتِلكَ البِلَادِ يَتَنَاوَلُ مِن ثِمَارِهِم وَ زُرُوعِهِم فَجَزِعُوا مِن ذَلِكَ فَجَاءَهُم إِبلِيسُ فِي صُورَةِ شَيخٍ فَقَالَ لَهُم أَدُلّكُم عَلَي مَا إِن فَعَلتُمُوهُ لَم يَمُرّ بِكُم أَحَدٌ فَقَالُوا مَا هُوَ فَقَالَ مَن مَرّ بِكُم فَانكِحُوهُ فِي دُبُرِهِ وَ اسلُبُوهُ ثِيَابَهُ ثُمّ تَصَوّرَ لَهُم إِبلِيسُ فِي صُورَةِ أَمرَدَ أَحسَنَ مَا يَكُونُ مِنَ الشّبَابِ فَجَاءَهُم فَوَثَبُوا عَلَيهِ فَفَجَرُوا بِهِ كَمَا أَمَرَهُم فَاستَطَابُوهُ فَكَانُوا يَفعَلُونَهُ بِالرّجَالِ فَاستَغنَي الرّجَالُ بِالرّجَالِ وَ النّسَاءُ بِالنّسَاءِ فَشَكَا النّاسُ ذَلِكَ إِلَي اِبرَاهِيمَ ع فَبَعَثَ إِلَيهِم لُوطاً يُحَذّرُهُم وَ يُنذِرُهُم فَلَمّا نَظَرُوا إِلَي لُوطٍ قَالُوا مَن أَنتَ قَالَ أَنَا ابنُ خَالِ اِبرَاهِيمَ ألّذيِ أَلقَاهُ المَلِكُ فِي النّارِ فَلَم يَحتَرِق وَ جَعَلَهَا اللّهُ عَلَيهِ بَرداً وَ سَلَاماً وَ هُوَ بِالقُربِ مِنكُم فَاتّقُوا اللّهَ وَ لَا تَفعَلُوا هَذَا فَإِنّ اللّهَ يُهلِكُكُم فَلَم يَجسُرُوا عَلَيهِ وَ خَافُوهُ وَ كَفّوا عَنهُ وَ كَانَ لُوطٌ كُلّمَا مَرّ بِهِ رَجُلٌ يُرِيدُونَهُ بِسُوءٍ خَلّصَهُ مِن أَيدِيهِم وَ تَزَوّجَ لُوطٌ فِيهِم وَ وُلِدَ لَهُ بَنَاتٌ فَلَمّا


صفحه : 156

طَالَ ذَلِكَ عَلَي لُوطٍ وَ لَم يَقبَلُوا مِنهُ قَالُوا لَهُلَئِن لَم تَنتَهِ يا لُوطُ لَتَكُونَنّ مِنَ المُخرَجِينَ أَي لَنَرجُمَنّكَ وَ لَنُخرِجَنّكَ فَدَعَا عَلَيهِم لُوطٌ فَبَينَا اِبرَاهِيمُ قَاعِدٌ فِي مَوضِعِهِ ألّذِي كَانَ فِيهِ وَ قَد كَانَ أَضَافَ قَوماً وَ خَرَجُوا وَ لَم يَكُن عِندَهُ شَيءٌ فَنَظَرَ إِلَي أَربَعَةِ نَفَرٍ قَد وَقَفُوا عَلَيهِ لَا يُشبِهُونَ النّاسَفَقالُوا سَلاماً فَقَالَ اِبرَاهِيمُ سَلَامٌ فَجَاءَ اِبرَاهِيمُ ع إِلَي سَارَةَ فَقَالَ لَهَا قَد جاَءنَيِ‌ أَضيَافٌ لَا يُشبِهُونَ النّاسَ فَقَالَت مَا عِندَنَا إِلّا هَذَا العِجلُ فَذَبَحَهُ وَ شَوَاهُ وَ حَمَلَهُ إِلَيهِم وَ ذَلِكَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ لَقَد جاءَت رُسُلُنا اِبراهِيمَ بِالبُشري قالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ فَما لَبِثَ أَن جاءَ بِعِجلٍ حَنِيذٍ فَلَمّا رَأي أَيدِيَهُم لا تَصِلُ إِلَيهِ نَكِرَهُم وَ أَوجَسَ مِنهُم خِيفَةً وَ جَاءَت سَارَةُ فِي جَمَاعَةٍ مَعَهَا فَقَالَت لَهُم مَا لَكُم تَمتَنِعُونَ مِن طَعَامِ خَلِيلِ اللّهِ فَقالُوالِإِبرَاهِيمَلا تَوجَل أَي لَا تَخَفإِنّا أُرسِلنا إِلي قَومِ لُوطٍفَفَزِعَت سَارَةُ وَ ضَحِكَت أَي حَاضَت وَ قَد كَانَ ارتَفَعَ حَيضُهَا مُنذُ دَهرٍ طَوِيلٍ فَقَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّفَبَشّرناها بِإِسحاقَ وَ مِن وَراءِ إِسحاقَ يَعقُوبَفَوَضَعَت يَدَهَا عَلَي وَجهِهَا فَقالَت يا وَيلَتي أَ أَلِدُ وَ أَنَا عَجُوزٌ وَ هذا بعَليِ‌ شَيخاً إِنّ هذا لشَيَ‌ءٌ عَجِيبٌ فَقَالَ لَهَا جَبرَئِيلُأَ تَعجَبِينَ مِن أَمرِ اللّهِ رَحمَتُ اللّهِ وَ بَرَكاتُهُ عَلَيكُم أَهلَ البَيتِ إِنّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ فَلَمّا ذَهَبَ عَن اِبراهِيمَ الرّوعُ وَ جاءَتهُ البُشريبِإِسحَاقَ أَقبَلَ يُجَادِلُ كَمَا قَالَ اللّهُيُجادِلُنا فِي قَومِ لُوطٍ إِنّ اِبراهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوّاهٌ مُنِيبٌ فَقَالَ اِبرَاهِيمُ لِجَبرَئِيلَ بِمَا ذَا أُرسِلتَ قَالَ بِهَلَاكِ قَومِ لُوطٍ فَقَالَ اِبرَاهِيمُإِنّ فِيها لُوطاً قَالَ جَبرَئِيلُنَحنُ أَعلَمُ بِمَن فِيها لَنُنَجّيَنّهُ وَ أَهلَهُ إِلّا امرَأَتَهُ كانَت مِنَ الغابِرِينَ قَالَ اِبرَاهِيمُ يَا جَبرَئِيلُ إِن كَانَ فِي المَدِينَةِ مِائَةُ رَجُلٍ مِنَ المُؤمِنِينَ يُهلِكُهُمُ اللّهُ قَالَ لَا قَالَ فَإِن كَانَ فِيهِم خَمسِينَ[خَمسُونَ] قَالَ لَا قَالَ فَإِن كَانَ فِيهِم عَشرَةٌ قَالَ لَا قَالَ وَ إِن كَانَ فِيهِم وَاحِدٌ


صفحه : 157

قَالَ لَا وَ هُوَ قَولُهُفَما وَجَدنا فِيها غَيرَ بَيتٍ مِنَ المُسلِمِينَ فَقَالَ اِبرَاهِيمُ يَا جَبرَئِيلُ رَاجِع رَبّكَ فِيهِم فَأَوحَي اللّهُ كَلَمحِ البَصَرِيا اِبراهِيمُ أَعرِض عَن هذا إِنّهُ قَد جاءَ أَمرُ رَبّكَ وَ إِنّهُم آتِيهِم عَذابٌ غَيرُ مَردُودٍفَخَرَجُوا مِن عِندِ اِبرَاهِيمَ ع فَوَقَفُوا عَلَي لُوطٍ فِي ذَلِكَ الوَقتِ وَ هُوَ يسَقيِ‌ زَرعَهُ فَقَالَ لَهُم لُوطٌ مَن أَنتُم قَالُوا نَحنُ أَبنَاءُ السّبِيلِ أَضِفنَا اللّيلَةَ فَقَالَ لَهُم يَا قَومِ إِنّ أَهلَ هَذِهِ القَريَةِ قَومُ سُوءٍ لَعَنَهُمُ اللّهُ وَ أَهلَكَهُمُ يَنكِحُونَ الرّجَالَ وَ يَأخُذُونَ الأَموَالَ فَقَالُوا فَقَد أَبطَأنَا فَأَضِفنَا فَجَاءَ لُوطٌ إِلَي أَهلِهِ وَ كَانَت مِنهُم فَقَالَ لَهَا إِنّهُ قَد أتَاَنيِ‌ أَضيَافٌ فِي هَذِهِ اللّيلَةِ فاَكتمُيِ‌ عَلَيهِم حَتّي أَعفُوَ عَنكِ إِلَي هَذَا الوَقتِ قَالَت أَفعَلُ وَ كَانَتِ العَلَامَةُ بَينَهَا وَ بَينَ قَومِهَا إِذَا كَانَ عِندَ لُوطٍ أَضيَافٌ بِالنّهَارِ تُدَخّنُ فَوقَ السّطحِ وَ إِذَا كَانَ بِاللّيلِ تُوقِدُ النّارَ فَلَمّا دَخَلَ جَبرَئِيلُ وَ المَلَائِكَةُ مَعَهُ بَيتَ لُوطٍ ع وَثَبَتِ امرَأَتُهُ عَلَي السّطحِ فَأَوقَدَت نَاراً فَعَلِمُوا أَهلُ القَريَةِ وَ أَقبَلُوا إِلَيهِ مِن كُلّ نَاحِيَةٍ كَمَا حَكَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ جاءَهُ قَومُهُ يُهرَعُونَ إِلَيهِ أَي يُسرِعُونَ وَ يَعدُونَ فَلَمّا صَارُوا إِلَي بَابِ البَيتِقالُوا يَا لُوطُأَ وَ لَم نَنهَكَ عَنِ العالَمِينَ فَقَالَ لَهُم كَمَا حَكَي اللّهُهؤُلاءِ بنَاتيِ‌ هُنّ أَطهَرُ لَكُم فَاتّقُوا اللّهَ وَ لا تُخزُونِ فِي ضيَفيِ‌ أَ لَيسَ مِنكُم رَجُلٌ رَشِيدٌ

وَ حدَثّنَيِ‌ أَبِي عَن مُحَمّدِ بنِ عَمرٍو رَحِمَهُ اللّهُ فِي قَولِ لُوطٍهؤُلاءِ بنَاتيِ‌ هُنّ أَطهَرُ لَكُم قَالَ عَنَي بِهِ أَزوَاجَهُم وَ ذَلِكَ أَنّ النّبِيّ هُوَ أَبُو أُمّتِهِ فَدَعَاهُم إِلَي الحَلَالِ وَ لَم يَكُن يَدعُوهُم إِلَي الحَرَامِ فَقَالَ أَزوَاجُكُم هُنّ أَطهَرُ لَكُمقالُوا لَقَد عَلِمتَ ما لَنا فِي بَناتِكَ مِن حَقّ وَ إِنّكَ لَتَعلَمُ ما نُرِيدُ فَقَالَ لُوطٌ لَمّا أَيِسَلَو أَنّ لِي بِكُم قُوّةً أَو آويِ‌ إِلي رُكنٍ شَدِيدٍ

أخَبرَنَيِ‌ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ بنِ مَهزِيَارَ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَا بَعَثَ اللّهُ نَبِيّاً بَعدَ لُوطٍ إِلّا فِي عِزّ مِن قَومِهِ


صفحه : 158

وَ حدَثّنَيِ‌ مُحَمّدُ بنُ جَعفَرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن مُوسَي بنِ سَعدَانَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ القَاسِمِ عَن صَالِحٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ فِي قَولِهِلَو أَنّ لِي بِكُم قُوّةً قَالَ القُوّةُ القَائِمُ ع وَ الرّكنُ الشّدِيدُ ثَلَاثُمِائَةٍ وَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ

قَالَ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ فَقَالَ جَبرَئِيلُ لَو عَلِمَ مَا لَهُ مِنَ القُوّةِ فَقَالَ مَن أَنتُم قَالَ جَبرَئِيلُ أَنَا جَبرَئِيلُ فَقَالَ لُوطٌ بِمَا ذَا أُمِرتَ قَالَ بِهَلَاكِهِم قَالَ السّاعَةَ فَقَالَ جَبرَئِيلُإِنّ مَوعِدَهُمُ الصّبحُ أَ لَيسَ الصّبحُ بِقَرِيبٍفَكَسَرُوا البَابَ وَ دَخَلُوا البَيتَ فَضَرَبَ جَبرَئِيلُ بِجَنَاحِهِ عَلَي وُجُوهِهِم فَطَمَسَهَا وَ هُوَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ لَقَد راوَدُوهُ عَن ضَيفِهِ فَطَمَسنا أَعيُنَهُم فَذُوقُوا عذَابيِ‌ وَ نُذُرِ فَلَمّا رَأَوا ذَلِكَ عَلِمُوا أَنّهُ قَد أَتَاهُمُ العَذَابُ فَقَالَ جَبرَئِيلُ لِلُوطٍفَأَسرِ بِأَهلِكَ بِقِطعٍ مِنَ اللّيلِ وَ اخرُج مِن بَينِهِم أَنتَ وَ وُلدُكَوَ لا يَلتَفِت مِنكُم أَحَدٌ إِلّا امرَأَتَكَ إِنّهُ مُصِيبُها ما أَصابَهُم وَ كَانَ فِي قَومِ لُوطٍ رَجُلٌ عَالِمٌ فَقَالَ لَهُم يَا قَومِ قَد جَاءَكُمُ العَذَابُ ألّذِي كَانَ يَعِدُكُم لُوطٌ فَاحرُسُوهُ وَ لَا تَدَعُوهُ يَخرُج مِن بَينِكُم فَإِنّهُ مَا دَامَ فِيكُم لَا يَأتِيكُمُ العَذَابُ فَاجتَمَعُوا حَولَ دَارِهِ يَحرُسُونَهُ فَقَالَ جَبرَئِيلُ يَا لُوطُ اخرُج مِن بَينِهِم فَقَالَ كَيفَ أَخرُجُ وَ قَدِ اجتَمَعُوا حَولَ داَريِ‌ فَوَضَعَ بَينَ يَدَيهِ عَمُوداً مِن نُورٍ فَقَالَ لَهُ اتّبِع هَذَا العَمُودَ لَا يَلتَفِت مِنكُم أَحَدٌ فَخَرَجُوا مِنَ القَريَةِ مِن تَحتِ الأَرضِ فَالتَفَتَتِ امرَأَتُهُ فَأَرسَلَ اللّهُ عَلَيهَا صَخرَةً فَقَتَلَهَا فَلَمّا طَلَعَ الفَجرُ سَارَتِ المَلَائِكَةُ الأَربَعَةُ كُلّ وَاحِدٍ فِي طَرَفٍ مِن قَريَتِهِم فَقَلَعُوهَا مِن سَبعِ أَرَضِينَ إِلَي تُخُومِ الأَرضِ ثُمّ رَفَعُوهَا فِي الهَوَاءِ حَتّي سَمِعَ أَهلُ السّمَاءِ نُبَاحَ الكِلَابِ وَ صُرَاخَ الدّيكِ ثُمّ قَلَبُوهَا عَلَيهِم وَ أَمطَرَهُمُ اللّهُحِجارَةً مِن سِجّيلٍ مَنضُودٍ مُسَوّمَةً عِندَ رَبّكَ وَ ما هيِ‌َ مِنَ الظّالِمِينَ بِبَعِيدٍ


صفحه : 159

قوله منضود يعني‌ بعضها علي بعض منضدة و قوله مسومة أي منقوطة.بيان قوله ع فأعرضها أي أظهرها لملكه وعرض أمرها عليه قال في القاموس أعرض الشي‌ء له أظهره له . قوله ع وكانوا يقولون له الظاهر أنه من تتمة الخبر الشائع في الناس أي كان قدشاع أنهم نهوه عن ذلك وتوعده بالقتل فلم ينته عما كان عليه حتي ألقي‌ في النار فلم يحترق . قال الشيخ الطبرسي‌ رحمه الله وَ أَمطَرنا عَلَيها حِجارَةً أي وأمطرنا علي القرية أي علي الفاسقين من أهلها حجارة عن الجبائي‌ وقيل أمطرت الحجارة علي تلك القرية حين رفعها جبرئيل ع وقيل إنما أمطر عليهم الحجارة بعد أن قلبت قريتهم تغليظا للعقوبةمِن سِجّيلٍ أي سنگ وگل عن ابن عباس وسعيد بن جبير بين بذلك صلابتها ومباينتها للبرد وأنها ليست من جنس ماجرت به عادتهم في سقوط البرد من الغيوم وقيل إن السجيل الطين عن قتادة وعكرمة ويؤيده قوله تعالي لِنُرسِلَ عَلَيهِم حِجارَةً مِن طِينٍ وروي‌ عن عكرمة أيضا أنه بحر معلق في الهواء بين الأرض والسماء منه أنزلت الحجارة و قال الضحاك هوالآجر و قال الفراء هوطين قدطبخ حتي صار بمنزلة الأرحاء و قال كان أصل الحجارة طينا فشددت عن الحسن وقيل إن السجيل السماء الدنيا عن ابن زيد فكانت تلك الحجارة منزلة من السماء الدنيا. و قال البيضاوي‌ أي من طين متحجر وقيل إنه من أسجله إذاأرسله أو من السجل أي ماكتب الله أن يعذبهم به وقيل أصله من سجين أي من جهنم فأبدلت نونه لامامَنضُودٍنضدا معدا لعذابهم أونضد في الإرسال يتتابع بعضه بعضا كقطار


صفحه : 160

الأمطار أونضد بعضه علي بعض وألصق به مُسَوّمَةًمعلمة للعذاب وقيل معلمة ببياض وحمرة أوبسيماء يتميز به عن حجارة الأرض أوباسم من يرمي به

9-فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَن سُلَيمَانَ الديّلمَيِ‌ّ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِوَ أَمطَرنا عَلَيها حِجارَةً مِن سِجّيلٍ مَنضُودٍ مُسَوّمَةً قَالَ مَا مِن عَبدٍ يَخرُجُ مِنَ الدّنيَا يَستَحِلّ عَمَلَ قَومِ لُوطٍ إِلّا رَمَي اللّهُ كَبِدَهُ مِن تِلكَ الحِجَارَةِ يَكُونُ مَنِيّتُهُ فِيهَا وَ لَكِنّ الخَلقَ لَا يَرَونَهُ

10-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن مَيمُونٍ اللبان [البَانِ] مِثلَهُ

11-فس ،[تفسير القمي‌] وَ قَضَينا إِلَيهِ ذلِكَ الأَمرَ أَي أَعلَمنَاهُأَنّ دابِرَ هؤُلاءِيعَنيِ‌ قَومَ لُوطٍلَعَمرُكَ أَي وَ حَيَاتِكَ يَا مُحَمّدُ فَهَذِهِ فَضِيلَةٌ لِرَسُولِ اللّهِص عَلَي الأَنبِيَاءِ

12- ع ،[علل الشرائع ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ البزَنَطيِ‌ّ عَن أَبَانٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ وَ غَيرِهِ عَن أَحَدِهِمَا قَالَ إِنّ المَلَائِكَةَ لَمّا جَاءَت فِي هَلَاكِ قَومِ لُوطٍ قَالُواإِنّا مُهلِكُوا أَهلِ هذِهِ القَريَةِقَالَت سَارَةُ وَ عَجِبتُ مِن قِلّتِهِم وَ كَثرَةِ أَهلِ القَريَةِ فَقَالَت وَ مَن يُطِيقُ قَومَ لُوطٍ فَبَشّرُوهَابِإِسحاقَ وَ مِن وَراءِ إِسحاقَ يَعقُوبَفَصَكّت وَجهَها وَ قالَت عَجُوزٌ عَقِيمٌ وَ هيِ‌َ يَومَئِذٍ ابنَةُ تِسعِينَ سَنَةً وَ اِبرَاهِيمُ يَومَئِذٍ ابنُ عِشرِينَ وَ مِائَةِ سَنَةٍ فَجَادَلَ اِبرَاهِيمُ عَنهُم وَقالَ إِنّ فِيها لُوطاً قَالَ جَبرَئِيلُنَحنُ أَعلَمُ بِمَن فِيهافَزَادَهُ اِبرَاهِيمُ فَقَالَ جَبرَئِيلُيا اِبراهِيمُ أَعرِض عَن هذا إِنّهُ قَد جاءَ أَمرُ رَبّكَ وَ إِنّهُم آتِيهِم عَذابٌ غَيرُ مَردُودٍ قَالَ وَ إِنّ جَبرَئِيلَ لَمّا أَتَي لُوطاً فِي هَلَاكِ قَومِهِ فَدَخَلُوا عَلَيهِ وَ جَاءُواقَومُهُ يُهرَعُونَ إِلَيهِقَامَ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَي البَابِ ثُمّ نَاشَدَهُم فَقَالَ اتّقُوا اللّهَوَ لا تُخزُونِ فِي ضيَفيِ‌قالُوا أَ وَ لَم نَنهَكَ عَنِ العالَمِينَ


صفحه : 161

ثُمّ عَرَضَ عَلَيهِم بَنَاتِهِ نِكَاحاًقالُوا...ما لَنا فِي بَناتِكَ مِن حَقّ وَ إِنّكَ لَتَعلَمُ ما نُرِيدُ قَالَ فَمَا مِنكُم رَجُلٌ رَشِيدٌ قَالَ فَأَبَوا فَقالَ لَو أَنّ لِي بِكُم قُوّةً أَو آويِ‌ إِلي رُكنٍ شَدِيدٍ قَالَ وَ جَبرَئِيلُ يَنظُرُ إِلَيهِم فَقَالَ لَو يَعلَمُ أَيّ قُوّةٍ لَهُ ثُمّ دَعَاهُ فَأَتَاهُ فَفَتَحُوا البَابَ وَ دَخَلُوا فَأَشَارَ إِلَيهِم جَبرَئِيلُ بِيَدِهِ فَرَجَعُوا عُميَاناً يَلتَمِسُونَ الجِدَارَ بِأَيدِيهِم يُعَاهِدُونَ اللّهَ لَئِن أَصبَحنَا لَا نسَتبَقيِ‌ أَحَداً مِن آلِ لُوطٍ قَالَ لَمّا قَالَ جَبرَئِيلُإِنّا رُسُلُ رَبّكَ قَالَ لَهُ لُوطٌ يَا جَبرَئِيلُ عَجّل قَالَ نَعَم قَالَ يَا جَبرَئِيلُ عَجّل قَالَإِنّ مَوعِدَهُمُ الصّبحُ أَ لَيسَ الصّبحُ بِقَرِيبٍ ثُمّ قَالَ جَبرَئِيلُ يَا لُوطُ اخرُج مِنهَا أَنتَ وَ وُلدُكَ حَتّي تَبلُغَ مَوضِعَ كَذَا وَ كَذَا قَالَ يَا جَبرَئِيلُ إِنّ حمُرُيِ‌ ضِعَافٌ قَالَ ارتَحِل فَاخرُج مِنهَا فَارتَحَلَ حَتّي إِذَا كَانَ السّحَرُ نَزَلَ إِلَيهَا جَبرَئِيلُ فَأَدخَلَ جَنَاحَهُ تَحتَهَا حَتّي إِذَا استَعلَت قَلَبَهَا عَلَيهِم وَ رَمَي جُدرَانَ المَدِينَةِ بِحِجَارَةٍ مِن سِجّيلٍ وَ سَمِعَتِ امرَأَةُ لُوطٍ الهَدّةَ فَهَلَكَت مِنهَا

شي‌،[تفسير العياشي‌] عن أبي بصير مثله بيان قال الطبرسي‌ رحمه الله اختلف في ذلك يعني‌ عرض البنات فقيل أراد بناته لصلبه عن قتادة وقيل أراد النساء من أمته لأنهن كالبنات له فإن كل نبي‌ أبوأمته وأزواجه أمهاتهم عن مجاهد وسعيد بن جبير واختلف أيضا في كيفية عرضهن فقيل بالتزويج و كان يجوز في شرعه تزويج المؤمنة من الكافر وكذا كان يجوز أيضا في مبتدإ الإسلام و قدزوج النبي ص بنته من أبي العاص بن الربيع قبل أن يسلم ثم نسخ ذلك وقيل أراد التزويج بشرط الإيمان عن الزجاج وكانوا يخطبون بناته فلايزوجهن منهم لكفرهم وقيل إنه كان لهم سيدان مطاعان فيهم فأراد أن يزوجهما بنتيه زعوراء وريثاء

13- ع ،[علل الشرائع ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَنِ الحمِيرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَنِ البزَنَطيِ‌ّ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَحَدِهِمَا ع فِي قَولِ لُوطٍإِنّكُم لَتَأتُونَ الفاحِشَةَ ما سَبَقَكُم بِها مِن أَحَدٍ مِنَ العالَمِينَ فَقَالَ إِنّ إِبلِيسَ أَتَاهُم فِي صُورَةٍ حَسَنَةٍ فِيهِ تَأنِيثٌ


صفحه : 162

عَلَيهِ ثِيَابٌ حَسَنَةٌ فَجَاءَ إِلَي شَبَابٍ مِنهُم فَأَمَرَهُم أَن يَقَعُوا بِهِ وَ لَو طَلَبَ إِلَيهِم أَن يَقَعَ بِهِم لَأَبَوا عَلَيهِ وَ لَكِن طَلَبَ إِلَيهِم أَن يَقَعُوا بِهِ فَلَمّا وَقَعُوا بِهِ التَذّوهُ ثُمّ ذَهَبَ عَنهُم وَ تَرَكَهُم فَأَحَالَ بَعضَهُم عَلَي بَعضٍ

ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بالإسناد عن الصدوق عن أبيه عن سعد عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن عمر الجرجاني‌ عن أبان عن أبي بصير مثله كا،[الكافي‌] علي عن أبيه عن البزنطي‌

مثله

14- ع ،[علل الشرائع ] أَبِي عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ البغَداَديِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ مَعبَدٍ عَنِ الدّهقَانِ عَن دُرُستَ عَن عَطِيّةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ فِي المَنكُوحِ مِنَ الرّجَالِ هُم بَقِيّةُ سَدُومَ أَمَا إنِيّ‌ لَستُ أعَنيِ‌ بَقِيّتَهُم أَنّهُم وُلدُهُ وَ لَكِن مِن طِينَتِهِم قُلتُ سَدُومَ ألّذِي قُلِبَت عَلَيهِم قَالَ هيِ‌َ أَربَعَةُ مَدَائِنَ سَدُومُ وَ صَدِيمُ وَ لَدنَا وَ عُمَيرَاءُ قَالَ فَأَتَاهُم جَبرَئِيلُ ع وَ هُنّ مَقلُوبَاتٌ إِلَي تُخُومِ الأَرَضِينَ السّابِعَةِ فَوَضَعَ جَنَاحَهُ تَحتَ السّفلَي مِنهُنّ وَ رَفَعَهُنّ جَمِيعاً حَتّي سَمِعَ أَهلُ السّمَاءِ الدّنيَا نُبَاحَ كِلَابِهِم ثُمّ قَلَبَهَا

كا،[الكافي‌] علي عن أبيه عن علي بن معبدمثله بيان قال الطبرسي‌ رحمه الله قيل كانت أربع مدائن وهي‌ المؤتفكات سدوم و


صفحه : 163

عامورا وداذوما وصبوايم وأعظمها سدوم و كان لوط يسكنها. قال المسعودي‌ أرسل الله لوطا إلي المدائن الخمسة وهي‌ سدوم وعموراء وأدوما وصاعورا وصابورا و قال صاحب الكامل كانت خمسة سدوم وصبعة وعمرة ودوما وصعوة

15- ع ،[علل الشرائع ] أَبِي عَن سَعدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قِيلَ لَهُ كَيفَ كَانَ يَعلَمُ قَومُ لُوطٍ أَنّهُ قَد جَاءَ لُوطاً رِجَالٌ قَالَ كَانَتِ امرَأَتُهُ تَخرُجُ فَتُصَفّرُ فَإِذَا سَمِعُوا التّصفِيرَ جَاءُوا فَلِذَلِكَ كُرِهَ التّصفِيرُ

16-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِهَذَا الإِسنَادِ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن دَاوُدَ بنِ يَزِيدَ عَن رَجُلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَمّا جَاءَتِ المَلَائِكَةُ فِي هَلَاكِ قَومِ لُوطٍ مَضَوا حَتّي أَتَوا لُوطاً وَ هُوَ فِي زِرَاعَةٍ لَهُ قُربَ المَدِينَةِ فَسَلّمُوا عَلَيهِ فَلَمّا رَآهُم رَأَي هَيئَةً حَسَنَةً وَ عَلَيهِم ثِيَابٌ بِيضٌ وَ عَمَائِمُ بِيضٌ فَقَالَ لَهُمُ المَنزِلَ قَالُوا نَعَم فَتَقَدّمَهُم وَ مَشَوا خَلفَهُ فَنَدِمَ عَلَي عَرضِهِ عَلَيهِمُ المَنزِلَ فَالتَفَتَ إِلَيهِم فَقَالَ إِنّكُم تَأتُونَ شِرَارَ خَلقِ اللّهِ وَ كَانَ جَبرَئِيلُ قَالَ اللّهُ لَهُ لَا تُعَذّبهُم حَتّي يَشهَدَ عَلَيهِم ثَلَاثَ شَهَادَاتٍ فَقَالَ جَبرَئِيلُ هَذِهِ وَاحِدَةٌ ثُمّ مَشَي سَاعَةً فَقَالَ إِنّكُم تَأتُونَ شِرَاراً مِن خَلقِ اللّهِ فَقَالَ جَبرَئِيلُ هَذِهِ ثِنتَانِ ثُمّ مَشَي فَلَمّا بَلَغَ بَابَ المَدِينَةِ التَفَتَ إِلَيهِم فَقَالَ إِنّكُم تَأتُونَ شِرَاراً مِن خَلقِ اللّهِ فَقَالَ جَبرَئِيلُ هَذِهِ ثَلَاثٌ ثُمّ دَخَلَ وَ دَخَلُوا مَعَهُ مَنزِلَهُ فَلَمّا بَصُرَ بِهِمُ امرَأَتُهُ أَبصَرَت هَيئَةً حَسَنَةً فَصَعِدَت فَوقَ السّطحِ فَصَفَقَت فَلَم يَسمَعُوا فَدَخّنَت فَلَمّا رَأَوُا الدّخَانَ أَقبَلُوايُهرَعُونَ إِلَيهِ حَتّي وَقَفُوا بِالبَابِ فَقَالَ لُوطٌفَاتّقُوا اللّهَ وَ لا تُخزُونِ فِي ضيَفيِ‌ ثُمّ كَابَرُوهُ حَتّي دَخَلُوا عَلَيهِ قَالَ فَصَاحَ


صفحه : 164

جَبرَئِيلُ يَا لُوطُ دَعهُم يَدخُلُوا قَالَ فَدَخَلُوا فَأَهوَي جَبرَئِيلُ إِصبَعَيهِ وَ هُوَ قَولُهُفَطَمَسنا أَعيُنَهُم ثُمّ قَالَ جَبرَئِيلُإِنّا رُسُلُ رَبّكَ لَن يَصِلُوا إِلَيكَ

17-ثو،[ثواب الأعمال ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الحَسَنِ بنِ مَتّيلٍ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ سَعِيدٍ عَن زَكَرِيّا بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن عَمرٍو عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ كَانَ قَومُ لُوطٍ أَفضَلَ قَومٍ خَلَقَهُمُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فَطَلَبَهُم إِبلِيسُ لَعَنَهُ اللّهُ الطّلَبَ الشّدِيدَ وَ كَانَ مِن فَضلِهِم وَ خَيرِهِم أَنّهُم إِذَا خَرَجُوا إِلَي العَمَلِ خَرَجُوا بِأَجمَعِهِم وَ تَبقَي النّسَاءُ خَلفَهُم فَأَتَي إِبلِيسُ عِبَادَتَهُم وَ كَانُوا إِذَا رَجَعُوا خَرّبَ إِبلِيسُ مَا يَعمَلُونَ قَالَ بَعضُهُم لِبَعضٍ تَعَالَوا نَرصُد هَذَا ألّذِي يُخَرّبُ مَتَاعَنَا فَرَصَدُوهُ فَإِذَا هُوَ غُلَامٌ أَحسَنُ مَا يَكُونُ مِنَ الغِلمَانِ فَقَالُوا أَنتَ ألّذِي تُخَرّبُ مَتَاعَنَا فَقَالَ نَعَم مَرّةً بَعدَ مَرّةٍ وَ اجتَمَعَ رَأيُهُم عَلَي أَن يَقتُلُوهُ فَبَيّتُوهُ عِندَ رَجُلٍ فَلَمّا كَانَ اللّيلُ صَاحَ فَقَالَ مَا لَكَ فَقَالَ كَانَ أَبِي ينُوَمّنُيِ‌ عَلَي بَطنِهِ فَقَالَ نَعَم فَنَم عَلَي بطَنيِ‌ قَالَ فَلَم يَزَل يَدلُكُ الرّجُلَ حَتّي عَلّمَهُ أَن يَعمَلَ بِنَفسِهِ فَأَوّلًا عَلّمَهُ إِبلِيسُ وَ الثّانِيَةَ عَلّمَهُ هُوَ ثُمّ انسَلّ فَفَرّ مِنهُم فَأَصبَحُوا فَجَعَلَ الرّجُلُ يُخبِرُ بِمَا فَعَلَ بِالغُلَامِ وَ يُعجِبُهُم مِنهُ شَيءٌ لَا يَعرِفُونَهُ فَوَضَعُوا أَيدِيَهُم فِيهِ حَتّي اكتَفَي الرّجَالُ بَعضُهُم بِبَعضٍ ثُمّ جَعَلُوا يَرصُدُونَ مَارّ الطّرِيقِ فَيَفعَلُونَ بِهِم حَتّي تَرَكَ مَدِينَتَهُمُ النّاسُ ثُمّ تَرَكُوا نِسَاءَهُم فَأَقبَلُوا عَلَي الغِلمَانِ فَلَمّا رَأَي إِبلِيسُ لَعَنَهُ اللّهُ أَنّهُ قَد أَحكَمَ أَمرَهُ فِي الرّجَالِ دَارَ إِلَي النّسَاءِ فَصَيّرَ نَفسَهُ


صفحه : 165

امرَأَةً ثُمّ قَالَ إِنّ رِجَالَكُم يَفعَلُونَ بَعضُهُم بِبَعضٍ قَالُوا نَعَم قَد رَأَينَا ذَلِكَ وَ عَلَي ذَلِكَ يَعِظُهُم لُوطٌ وَ يُوصِيهِم حَتّي استَكفَتِ النّسَاءُ بِالنّسَاءِ فَلَمّا كَمُلَت عَلَيهِمُ الحُجّةُ بَعَثَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ جَبرَئِيلَ وَ مِيكَائِيلَ وَ إِسرَافِيلَ فِي زيِ‌ّ غِلمَانٍ عَلَيهِم أَقبِيَةٌ فَمَرّوا بِلُوطٍ ع وَ هُوَ يَحرُثُ فَقَالَ أَينَ تُرِيدُونَ فَمَا رَأَيتُ أَجمَلَ مِنكُم قَطّ قَالُوا أَرسَلَنَا سَيّدُنَا إِلَي رَبّ هَذِهِ المَدِينَةِ قَالَ وَ لَم يَبلُغ سَيّدَكُم مَا يَفعَلُ أَهلُ هَذِهِ المَدِينَةِ يَا بنَيِ‌ّ إِنّهُم وَ اللّهِ يَأخُذُونَ الرّجَالَ فَيَفعَلُونَ بِهِم حَتّي يَخرُجَ الدّمُ فَقَالُوا أَمَرَنَا سَيّدُنَا أَن نَمُرّ وَسَطَهَا قَالَ فلَيِ‌ إِلَيكُم حَاجَةٌ قَالُوا وَ مَا هيِ‌َ قَالَ تَصبِرُونَ هَاهُنَا إِلَي اختِلَاطِ الظّلَامِ قَالَ فَجَلَسُوا قَالَ فَبَعَثَ ابنَتَهُ فَقَالَ جيِئيِنيِ‌ لَهُم بِخُبُزٍ وَ جيِئيِنيِ‌ لَهُم بِمَاءٍ فِي القَرعَةِ وَ جيِئيِنيِ‌ لَهُم بِعَبَاءَةٍ يَتَغَطّونَ بِهَا مِنَ البَردِ فَلَمّا أَن ذَهَبَت إِلَي البَيتِ أَقبَلَ المَطَرُ وَ امتَلَأَ الواَديِ‌ فَقَالَ لُوطٌ السّاعَةَ يَذهَبُ بِالصّبيَانِ الواَديِ‌ قَالَ قُومُوا حَتّي نمَضيِ‌َ فَجَعَلَ لُوطٌ ع يمَشيِ‌ فِي أَصلِ الحَائِطِ وَ جَعَلَ جَبرَئِيلُ وَ مِيكَائِيلُ وَ إِسرَافِيلُ يَمشُونَ وَسَطَ الطّرِيقِ فَقَالَ يَا بنَيِ‌ّ هَاهُنَا قَالُوا أَمَرَنَا سَيّدُنَا أَن نَمُرّ فِي وَسَطِهَا وَ كَانَ لُوطٌ ع يَستَغنِمُ الظّلَامَ وَ مَرّ إِبلِيسُ لَعَنَهُ اللّهُ فَأَخَذَ مِن حَجرِ امرَأَتِهِ صَبِيّاً فَطَرَحَهُ فِي البِئرِ فَتَصَايَحَ أَهلُ المَدِينَةِ كُلّهُم عَلَي بَابِ لُوطٍ ع فَلَمّا نَظَرُوا إِلَي الغِلمَانِ فِي مَنزِلِ لُوطٍ ع قَالُوا يَا لُوطُ قَد دَخَلتَ فِي عَمَلِنَا قَالَ هَؤُلَاءِ ضيَفيِ‌ فَلَا تَفضَحُونِ قَالُوا هُم ثَلَاثَةٌ خُذ وَاحِداً وَ أَعطِنَا اثنَينِ قَالَ وَ أَدخَلَهُمُ الحُجرَةَ وَ قَالَ لُوطٌ ع لَو أَنّ لِي أَهلَ بَيتِ يمَنعَوُننَيِ‌ مِنكُم قَالَ وَ قَد تَدَافَعُوا عَلَي


صفحه : 166

البَابِ فَكَسَرُوا بَابَ لُوطٍ ع وَ طَرَحُوا لُوطاً فَقَالَ لَهُ جَبرَئِيلُإِنّا رُسُلُ رَبّكَ لَن يَصِلُوا إِلَيكَفَأَخَذَ كَفّاً مِن بَطحَاءَ فَضَرَبَ بِهَا وُجُوهَهُم وَ قَالَ شَاهَتِ الوُجُوهُ فعَمَيِ‌َ أَهلُ المَدِينَةِ كُلّهُم فَقَالَ لَهُم لُوطٌ يَا رُسُلَ ربَيّ‌ بِمَا أَمَرَكُم فِيهِم قَالُوا أَمَرَنَا أَن نَأخُذَهُم بِالسّحَرِ قَالَ فلَيِ‌ إِلَيكُم حَاجَةٌ قَالُوا وَ مَا حَاجَتُكَ قَالَ تَأخُذُونَهُمُ السّاعَةَ قَالُوا يَا لُوطُإِنّ مَوعِدَهُمُ الصّبحُ أَ لَيسَ الصّبحُ بِقَرِيبٍلِمَن يُرِيدُ أَن يُؤخَذَ فَخُذ أَنتَ بَنَاتِكَ وَ امضِ وَ دَعِ امرَأَتَكَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع رَحِمَ اللّهُ لُوطاً لَو يدَريِ‌ مَن مَعَهُ فِي الحُجرَةِ لَعَلِمَ أَنّهُ مَنصُورٌ حِينَ يَقُولُلَو أَنّ لِي بِكُم قُوّةً أَو آويِ‌ إِلي رُكنٍ شَدِيدٍ أَيّ رُكنٍ أَشَدّ مِن جَبرَئِيلَ مَعَهُ فِي الحُجرَةِ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لِمُحَمّدٍص وَ ما هيِ‌َ مِنَ الظّالِمِينَ بِبَعِيدٍ أَي مِن ظاَلمِيِ‌ أُمّتِكَ إِن عَمِلُوا عَمَلَ قَومِ لُوطٍ

كا،[الكافي‌]العدة عن البرقي‌ عن محمد بن سعيد مثله سن ،[المحاسن ] محمد بن سعيد

مثله بيان قوله فأولا علمه إبليس هكذا في الكتابين و في الكافي‌ ولعل الأظهر عمله بتقديم الميم في الموضعين و علي ما في النسخ لعل المراد أنه كان أولا معلم هذاالفعل إبليس حيث علمه ذلك الرجل ثم صار ذلك الرجل معلم الناس وانسل بتشديد اللام انطلق في استخفاء والقرعة بالفتح حمل اليقطين وشاهت الوجوه أي قبحت

18- فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن أَلَحّ فِي وَطءِ الرّجَالِ لَم يَمُت حَتّي يَدعُوَ الرّجَالَ إِلَي نَفسِهِ


صفحه : 167

19- وَ روُيِ‌َ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي رَجُلٍ لَعِبَ بِغُلَامٍ قَالَ إِذَا وَقَبَ لَن يَحِلّ لَهُ أُختُهُ أَبَداً

20- وَ قَالَ ع لَو كَانَ ينَبغَيِ‌ لِأَحَدٍ أَن يُرجَمَ مَرّتَينِ لَرُجِمَ لوُطيِ‌ّ مَرّتَينِ

21- وَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ اللّوَاطُ مَا دُونَ الدّبُرِ وَ هُوَ لِوَاطٌ وَ الدّبُرُ هُوَ الكُفرُ

22-ثو،[ثواب الأعمال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن سَعِيدِ بنِ غَزوَانَ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَمّا عَمِلَ قَومُ لُوطٍ مَا عَمِلُوا بَكَتِ الأَرضُ إِلَي رَبّهَا حَتّي بَلَغَت دُمُوعُهَا السّمَاءَ وَ بَكَتِ السّمَاءُ حَتّي بَلَغَت دُمُوعُهَا العَرشَ فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَي السّمَاءِ أَنِ احصُبِيهِم وَ أَوحَي إِلَي الأَرضِ أَنِ اخسفِيِ‌ بِهِم

سن ،[المحاسن ] ابن فضال مثله

23-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن يَزِيدَ بنِ ثَابِتٍ قَالَ سَأَلَ رَجُلٌ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع أَ يُؤتَي النّسَاءُ فِي أَدبَارِهِنّ فَقَالَ سَفِلتَ سَفِلَ اللّهُ بِكَ مَا سَمِعتَ اللّهَ يَقُولُأَ تَأتُونَ الفاحِشَةَ ما سَبَقَكُم بِها مِن أَحَدٍ مِنَ العالَمِينَ

24-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ الحَجّاجِ قَالَسَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع ذُكِرَ عِندَهُ إِتيَانُ


صفحه : 168

النّسَاءِ فِي أَدبَارِهِنّ فَقَالَ مَا أَعلَمُ آيَةً فِي القُرآنِ أَحَلّت ذَلِكَ إِلّا وَاحِدَةًإِنّكُم لَتَأتُونَ الرّجالَ شَهوَةً مِن دُونِ النّساءِالآيَةَ

25-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَبِي يَزِيدَ الحَمّارِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ اللّهَ بَعَثَ أَربَعَةَ أَملَاكٍ بِإِهلَاكِ قَومِ لُوطٍ جَبرَئِيلَ وَ مِيكَائِيلَ وَ إِسرَافِيلَ وَ كَرّوبِيلَ فَمَرّوا بِإِبرَاهِيمَ وَ هُم مُتَعَمّمُونَ فَسَلّمُوا عَلَيهِ وَ لَم يَعرِفهُم وَ رَأَي هَيئَةً حَسَنَةً فَقَالَ لَا يَخدُمُ هَؤُلَاءِ إِلّا أَنَا بنِفَسيِ‌ وَ كَانَ صَاحِبَ أَضيَافٍ فَشَوَي لَهُم عِجلًا سَمِيناً حَتّي أَنضَجَهُ ثُمّ قَرّبَهُ إِلَيهِم فَلَمّا وَضَعَهُ بَينَ أَيدِيهِم وَرَأي أَيدِيَهُم لا تَصِلُ إِلَيهِ نَكِرَهُم وَ أَوجَسَ مِنهُم خِيفَةً فَلَمّا رَأَي ذَلِكَ جَبرَئِيلُ حَسَرَ العِمَامَةَ عَن وَجهِهِ فَعَرَفَهُ اِبرَاهِيمُ فَقَالَ لَهُ أَنتَ هُوَ قَالَ نَعَم وَ مَرّتِ امرَأَتُهُ سَارَةُفَبَشّرناها بِإِسحاقَ وَ مِن وَراءِ إِسحاقَ يَعقُوبَقَالَت مَا قَالَ اللّهُ وَ أَجَابُوهَا بِمَا فِي الكِتَابِ فَقَالَ اِبرَاهِيمُ فِيمَا جِئتُم قَالُوا فِي هَلَاكِ قَومِ لُوطٍ فَقَالَ لَهُم إِن كَانَ فِيهَا مِائَةٌ مِنَ المُؤمِنِينَ أَ تُهلِكُونَهُم فَقَالَ لَهُ جَبرَئِيلُ لَا قَالَ فَإِن كَانُوا خَمسِينَ قَالَ لَا قَالَ فَإِن كَانُوا ثَلَاثِينَ قَالَ لَا قَالَ فَإِن كَانُوا عِشرِينَ قَالَ لَا قَالَ فَإِن كَانُوا عَشَرَةً قَالَ لَا قَالَ فَإِن كَانُوا خَمسَةً قَالَ لَا قَالَ فَإِن كَانُوا وَاحِداً قَالَ لَاقالَ إِنّ فِيها لُوطاً قالُوا نَحنُ أَعلَمُ بِمَن فِيها لَنُنَجّيَنّهُ وَ أَهلَهُ إِلّا امرَأَتَهُ كانَت مِنَ الغابِرِينَ ثُمّ مَضَوا قَالَ وَ قَالَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ لَا أَعلَمُ هَذَا القَولَ إِلّا وَ هُوَ يَستَبقِيهِم وَ هُوَ قَولُ اللّهِيُجادِلُنا فِي قَومِ لُوطٍ

26-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَبِي هِلَالٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع مِثلَهُ وَ زَادَ فِيهِ فَقَالَ كُلُوا فَقَالُوا لَا نَأكُلُ حَتّي تُخبِرَنَا مَا ثَمَنُهُ فَقَالَ إِذَا أَكَلتُم فَقُولُوا بِاسمِ اللّهِ وَ إِذَا فَرَغتُم فَقُولُوا الحَمدُ لِلّهِ قَالَ فَالتَفَتَ جَبرَئِيلُ إِلَي أَصحَابِهِ وَ كَانُوا أَربَعَةً رَئِيسُهُم جَبرَئِيلُ فَقَالَ حَقّ لِلّهِ أَن يَتّخِذَ هَذَا خَلِيلًا


صفحه : 169

بيان قال الحسن بن علي أي ابن فضال كماسيظهر مما سنورده من سند الكافي‌ أي أظن أن غرض ابراهيم ع كان استبقاء القوم والشفاعة لهم لامحض إنجاء لوط من بينهم

27-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَبِي يَزِيدَ الحَمّارِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ اللّهَ بَعَثَ أَربَعَةَ أَملَاكٍ فِي إِهلَاكِ قَومِ لُوطٍ جَبرَئِيلَ وَ مِيكَائِيلَ وَ إِسرَافِيلَ وَ كَرّوبِيلَ فَأَتَوا لُوطاً وَ هُوَ فِي زِرَاعَةٍ قُربَ القَريَةِ فَسَلّمُوا عَلَيهِ وَ هُم مُتَعَمّمُونَ فَلَمّا رَآهُم رَأَي هَيئَةً حَسَنَةً عَلَيهِم ثِيَابٌ بِيضٌ وَ عَمَائِمُ بِيضٌ فَقَالَ لَهُمُ المَنزِلَ فَقَالُوا نَعَم فَتَقَدّمَهُم وَ مَشَوا خَلفَهُ فَنَدِمَ عَلَي عَرضِهِ المَنزِلَ عَلَيهِم فَقَالَ أَيّ شَيءٍ صَنَعتُ آتيِ‌ بِهِم قوَميِ‌ وَ أَنَا أَعرِفُهُم فَالتَفَتَ إِلَيهِم فَقَالَ إِنّكُم لَتَأتُونَ شِرَاراً مِن خَلقِ اللّهِ فَقَالَ جَبرَئِيلُ لَا تَعجَل عَلَيهِم حَتّي يَشهَدَ عَلَيهِم ثَلَاثَ مَرّاتٍ فَقَالَ جَبرَئِيلُ هَذِهِ وَاحِدَةٌ ثُمّ مَضَي سَاعَةً ثُمّ التَفَتَ إِلَيهِم فَقَالَ إِنّكُم لَتَأتُونَ شِرَاراً مِن خَلقِ اللّهِ فَقَالَ جَبرَئِيلُ هَذِهِ اثنَتَانِ ثُمّ مَشَي فَلَمّا بَلَغَ بَابَ المَدِينَةِ التَفَتَ إِلَيهِم فَقَالَ إِنّكُم لَتَأتُونَ شِرَاراً مِن خَلقِ اللّهِ فَقَالَ جَبرَئِيلُ هَذِهِ الثّالِثَةُ ثُمّ دَخَلَ وَ دَخَلُوا مَعَهُ حَتّي دَخَلَ مَنزِلَهُ فَلَمّا رَأَتهُمُ امرَأَتُهُ رَأَت هَيئَةً حَسَنَةً فَصَعِدَت فَوقَ السّطحِ فَصَفَقَت فَلَم يَسمَعُوا فَدَخّنَت فَلَمّا رَأَوُا الدّخَانَ أَقبَلُوا يُهرَعُونَ حَتّي جَاءُوا إِلَي البَابِ فَنَزَلَتِ المَرأَةُ فَقَالَت عِندَهُ قَومٌ مَا رَأَيتُ قَوماً قَطّ أَحسَنَ هَيئَةً مِنهُم فَجَاءُوا إِلَي البَابِ لِيَدخُلُوا فَلَمّا رَآهُم لُوطٌ قَامَ إِلَيهِم فَقَالَ لَهُم يَا قَومِفَاتّقُوا اللّهَ وَ لا تُخزُونِ فِي ضيَفيِ‌ أَ لَيسَ مِنكُم رَجُلٌ رَشِيدٌ وَ قَالَهؤُلاءِ بنَاتيِ‌ هُنّ أَطهَرُ لَكُمفَدَعَاهُم إِلَي الحَلَالِ فَقَالُواما لَنا فِي بَناتِكَ مِن حَقّ وَ إِنّكَ لَتَعلَمُ ما نُرِيدُ قالَلَهُملَو أَنّ لِي بِكُم قُوّةً أَو آويِ‌ إِلي رُكنٍ شَدِيدٍ قَالَ فَقَالَ جَبرَئِيلُ لَو يَعلَمُ أَيّ قُوّةٍ لَهُ قَالَ فَكَاثَرُوهُ حَتّي دَخَلُوا البَيتَ فَصَاحَ بِهِ جَبرَئِيلُ فَقَالَ يَا لُوطُ دَعهُم يَدخُلُونَ فَلَمّا دَخَلُوا أَهوَي جَبرَئِيلُ بِإِصبَعِهِ نَحوَهُم فَذَهَبَت أَعيُنُهُم وَ هُوَ قَولُ اللّهِفَطَمَسنا أَعيُنَهُم ثُمّ نَادَاهُ جَبرَئِيلُإِنّا رُسُلُ رَبّكَ لَن يَصِلُوا إِلَيكَ فَأَسرِ بِأَهلِكَ بِقِطعٍ مِنَ اللّيلِ وَ قَالَ لَهُ جَبرَئِيلُ إِنّا بُعِثنَا فِي إِهلَاكِهِم فَقَالَ يَا جَبرَئِيلُ عَجّل فَقَالَإِنّ مَوعِدَهُمُ الصّبحُ أَ لَيسَ الصّبحُ بِقَرِيبٍفَأَمَرَهُ فَتَحَمّلَ وَ مَن مَعَهُ إِلّا امرَأَتَهُ ثُمّ اقتَلَعَهَا يعَنيِ‌ المَدِينَةَ جَبرَئِيلُ بِجَنَاحِهِ مِن سَبعِ أَرَضِينَ ثُمّ رَفَعَهَا حَتّي سَمِعَ أَهلُ السّمَاءِ الدّنيَا نُبَاحَ الكِلَابِ وَ صُرَاخَ


صفحه : 170

الدّيُوكِ ثُمّ قَلَبَهَا وَ أَمطَرَ عَلَيهَا وَ عَلَي مَن حَولَ المَدِينَةِحِجارَةً مِن سِجّيلٍ

كا،[الكافي‌] علي عن أبيه عن ابن فضال عن داود بن فرقد عن أبي يزيد مثل الخبرين معا

28-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُجاءَ بِعِجلٍ حَنِيذٍ قَالَ مَشوِيّاً نَضِيجاً

29-شي‌،[تفسير العياشي‌] قَولُهُ تَعَالَيهؤُلاءِ بنَاتيِ‌ هُنّ أَطهَرُ لَكُم قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع عَرَضَ عَلَيهِمُ التّزوِيجَ

30-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن صَالِحِ بنِ سَعدٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِلَو أَنّ لِي بِكُم قُوّةً أَو آويِ‌ إِلي رُكنٍ شَدِيدٍ قَالَ قُوّةُ القَائِمِ وَ الرّكنُ الشّدِيدُ ثَلَاثُمِائَةٍ وَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ أَصحَابُهُ

بيان يحتمل أن يكون المعني أنه تمني قوة مثل قوة القائم وأصحابا مثل أصحابه أومصداقهما في هذه الأمة القائم وأصحابه مع أنه لايبعد أن يكون تمني إدراك زمان القائم ع وحضوره وأصحابه عنده إذ لايلزم في المتمني‌ إمكان الحصول

31-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِ إِنّا رُسُلُ رَبّكَ لَن يَصِلُوا إِلَيكَ فَأَسرِ بِأَهلِكَ بِقِطعٍ مِنَ اللّيلِ مُظلِماً قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع وَ هَكَذَا قِرَاءَةُ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع

32-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَبِي حَمزَةَ الثمّاَليِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي لَمّا قَضَي عَذَابَ قَومِ لُوطٍ وَ قَدّرَهُ أَحَبّ أَن يُعَوّضَ اِبرَاهِيمَ مِن عَذَابِ قَومِ لُوطٍبِغُلامٍ عَلِيمٍليِسُلَيّ‌َ بِهِ مُصَابَهُ بِهَلَاكِ قَومِ لُوطٍ قَالَ فَبَعَثَ اللّهُ رُسُلًا إِلَي اِبرَاهِيمَ يُبَشّرُونَهُ بِإِسمَاعِيلَ قَالَ فَدَخَلُوا عَلَيهِ لَيلًا فَفَزِعَ مِنهُم وَ خَافَ أَن يَكُونُوا سُرّاقاً فَلَمّا رَأَتهُ الرّسُلُ فَزِعاً مَذعُوراًقالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌإِنّا مِنكُم وَجِلُونَ قالُوا لا تَوجَل إِنّا نُبَشّرُكَ بِغُلامٍ


صفحه : 171

عَلِيمٍ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع وَ الغُلَامُ العَلِيمُ هُوَ إِسمَاعِيلُ مِن هَاجَرَ فَقَالَ اِبرَاهِيمُ لِلرّسُلِأَ بشَرّتمُوُنيِ‌ عَلي أَن مسَنّيِ‌َ الكِبَرُ فَبِمَ تُبَشّرُونَ قالُوا بَشّرناكَ بِالحَقّ فَلا تَكُن مِنَ القانِطِينَ قَالَ اِبرَاهِيمُ لِلرّسُلِفَما خَطبُكُم بَعدَ البِشَارَةِقالُوا إِنّا أُرسِلنا إِلي قَومٍ مُجرِمِينَقَومِ لُوطٍ إِنّهُم كَانُوا قَوماً فَاسِقِينَ لِنُنذِرَهُم عَذَابَ رَبّ العَالَمِينَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍقالَ اِبرَاهِيمُإِنّ فِيها لُوطاً قالُوا نَحنُ أَعلَمُ بِمَن فِيها لَنُنَجّيَنّهُ وَ أَهلَهُ إِلّا امرَأَتَهُقَدّرنا إِنّها لَمِنَ الغابِرِينَ فَلَمّا عَذّبَهُم اللّهُ أَرسَلَ اللّهُ إِلَي اِبرَاهِيمَ رُسُلًا يُبَشّرُونَهُ بِإِسحَاقَ وَ يُعَزّونَهُ بِهَلَاكِ قَومِ لُوطٍ وَ ذَلِكَ قَولُهُوَ لَمّا جاءَت رُسُلُنا اِبراهِيمَ بِالبُشريفَقالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ قَومٌ مُنكَرُونَفَما لَبِثَ أَن جاءَ بِعِجلٍ حَنِيذٍيعَنيِ‌ زَكِيّاً مَشوِيّاً نَضِيجاًفَلَمّا رَأي أَيدِيَهُم لا تَصِلُ إِلَيهِ نَكِرَهُم وَ أَوجَسَ مِنهُم خِيفَةً قالُوا لا تَخَف إِنّا أُرسِلنا إِلي قَومِ لُوطٍ وَ امرَأَتُهُ قائِمَةٌ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ إِنّمَا عَنَوا سَارَةَ قَائِمَةً فَبَشّرُوهَابِإِسحاقَ وَ مِن وَراءِ إِسحاقَ يَعقُوبَفَضَحِكَتيعَنيِ‌ فَعَجِبَت مِن قَولِهِم وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي عَبدِ اللّهِفَضَحِكَت قَالَ حَاضَت فَعَجِبَت مِن قَولِهِم وَقالَت يا وَيلَتي أَ أَلِدُ وَ أَنَا عَجُوزٌ وَ هذا بعَليِ‌ شَيخاً إِنّ هذا لشَيَ‌ءٌ عَجِيبٌ إِلَي قَولِهِحَمِيدٌ مَجِيدٌ فَلَمّا جَاءَت اِبرَاهِيمَ البِشَارَةُ بِإِسحَاقَ فَذَهَبَ عَنهُ الرّوعُ أَقبَلَ ينُاَجيِ‌ رَبّهُ فِي قَومِ لُوطٍ وَ يَسأَلُهُ كَشفَ البَلَاءِ عَنهُم فَقَالَ اللّهُيا اِبراهِيمُ أَعرِض عَن هذا إِنّهُ قَد جاءَ أَمرُ رَبّكَ وَ إِنّهُم آتِيهِمعذَاَبيِ‌ بَعدَ طُلُوعِ الشّمسِ مِن يَومِكَ مَحتُوماًغَيرُ مَردُودٍ

33-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن يَعقُوبَ بنِ شُعَيبٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ لُوطٍ ع هؤُلاءِ بنَاتيِ‌ هُنّ أَطهَرُ لَكُم قَالَ عَرَضَ عَلَيهِمُ التّزوِيجَ

34-يب ،[تهذيب الأحكام ] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع أَنّ النّبِيّص قَالَ الخَذفُ فِي الناّديِ‌ مِن أَخلَاقِ قَومِ لُوطٍ ثُمّ تَلَا ع وَ تَأتُونَ فِي نادِيكُمُ المُنكَرَ قَالَ هُوَ الخَذفُ

35-فس ،[تفسير القمي‌] كانَت تَعمَلُ الخَبائِثَ قَالَ كَانُوا يَنكِحُونَ الرّجَالَ


صفحه : 172

باب 8-قصص ذي‌ القرنين

الآيات الكهف وَ يَسئَلُونَكَ عَن ذيِ‌ القَرنَينِ قُل سَأَتلُوا عَلَيكُم مِنهُ ذِكراً إِنّا مَكّنّا لَهُ فِي الأَرضِ وَ آتَيناهُ مِن كُلّ شَيءٍ سَبَباً فَأَتبَعَ سَبَباً حَتّي إِذا بَلَغَ مَغرِبَ الشّمسِ وَجَدَها تَغرُبُ فِي عَينٍ حَمِئَةٍ وَ وَجَدَ عِندَها قَوماً قُلنا يا ذَا القَرنَينِ إِمّا أَن تُعَذّبَ وَ إِمّا أَن تَتّخِذَ فِيهِم حُسناً قالَ أَمّا مَن ظَلَمَ فَسَوفَ نُعَذّبُهُ ثُمّ يُرَدّ إِلي رَبّهِ فَيُعَذّبُهُ عَذاباً نُكراً وَ أَمّا مَن آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً فَلَهُ جَزاءً الحُسني وَ سَنَقُولُ لَهُ مِن أَمرِنا يُسراً ثُمّ أَتبَعَ سَبَباً حَتّي إِذا بَلَغَ مَطلِعَ الشّمسِ وَجَدَها تَطلُعُ عَلي قَومٍ لَم نَجعَل لَهُم مِن دُونِها سِتراً كَذلِكَ وَ قَد أَحَطنا بِما لَدَيهِ خُبراً ثُمّ أَتبَعَ سَبَباً حَتّي إِذا بَلَغَ بَينَ السّدّينِ وَجَدَ مِن دُونِهِما قَوماً لا يَكادُونَ يَفقَهُونَ قَولًا قالُوا يا ذَا القَرنَينِ إِنّ يَأجُوجَ وَ مَأجُوجَ مُفسِدُونَ فِي الأَرضِ فَهَل نَجعَلُ لَكَ خَرجاً عَلي أَن تَجعَلَ بَينَنا وَ بَينَهُم سَدّا قالَ ما مكَنّيّ‌ فِيهِ ربَيّ‌ خَيرٌ فأَعَيِنوُنيِ‌ بِقُوّةٍ أَجعَل بَينَكُم وَ بَينَهُم رَدماً آتوُنيِ‌ زُبَرَ الحَدِيدِ حَتّي إِذا ساوي بَينَ الصّدَفَينِ قالَ انفُخُوا حَتّي إِذا جَعَلَهُ ناراً قالَ آتوُنيِ‌ أُفرِغ عَلَيهِ قِطراً فَمَا اسطاعُوا أَن يَظهَرُوهُ وَ مَا استَطاعُوا لَهُ نَقباً قالَ هذا رَحمَةٌ مِن ربَيّ‌ فَإِذا جاءَ وَعدُ ربَيّ‌ جَعَلَهُ دَكّاءَ وَ كانَ وَعدُ ربَيّ‌ حَقّاتفسير قال الطبرسي‌ رحمه الله في قوله تعالي إِنّا مَكّنّا لَهُ فِي الأَرضِ أي بسطنا يده في الأرض وملكناه حتي استولي عليها وَ روُيِ‌َ عَن عَلِيّ ع أَنّهُ قَالَ سَخّرَ اللّهُ لَهُ السّحَابَ فَحَمَلَهُ عَلَيهَا وَ مَدّ لَهُ فِي الأَسبَابِ وَ بَسَطَ لَهُ النّورَ فَكَانَ اللّيلُ وَ النّهَارُ عَلَيهِ سَوَاءً فَهَذَا مَعنَي تَمكِينِهِ فِي الأَرضِ

وَ آتَيناهُ مِن كُلّ شَيءٍ سَبَباً أي وأعطيناه من كل شيءعلما وقدرة وآلة يتسبب بها إلي إرادته فَأَتبَعَ سَبَباً أي فأتبع طريقا وأخذ في سلوكه أوفأتبع سببا من الأسباب التي‌ أوتيها في المسير إلي المغرب حَتّي إِذا بَلَغَ مَغرِبَ الشّمسِ أي آخر العمارة من جانب المغرب وبلغ قوما لم يكن وراءهم أحد إلي موضع غروب


صفحه : 173

الشمس وَجَدَها تَغرُبُ أي كأنها تغرب فِي عَينٍ حَمِئَةٍ و إن كانت تغرب وراءها لأن الشمس لاتزايل الفلك و لاتدخل عين الماء ولكن لمابلغ ذلك الموضع تراءي له كأنّ الشمس تغرب في عين كما أن من كان في البحر يراها كأنها تغرب في الماء و من كان في البر يراها كأنها تغرب في الأرض الملساء والعين الحمئة هي‌ ذات الحمإ وهي‌ الطين الأسود المنتن والحامية الحارة و عن كعب قال أجدها في التوراة تغرب في ماء وطين إِمّا أَن تُعَذّبَ أي بالقتل من أقام منهم علي الشرك وَ إِمّا أَن تَتّخِذَ فِيهِم حُسناً أي تأسرهم وتمسكهم بعدالأسر لتعلمهم الهدي وقيل معناه وإما أن تعفو عنهم واستدل من ذهب إلي أنه كان نبيا بهذا وقيل ألهمه و لم يوح إليه أَمّا مَن ظَلَمَ أي أشرك فَسَوفَ نُعَذّبُهُ أي نقتله إذا لم يسلم نُكراً أي منكرا غيرمعهود في النارفَلَهُ جَزاءً الحُسني أي له المثوبة الحسني جزاءوَ سَنَقُولُ لَهُ مِن أَمرِنا يُسراً أي قولا جميلا وسنأمره بما يتيسر عليه ثُمّ أَتبَعَ سَبَباً أي طريقا آخر من الأرض يوصله إلي مطلع الشمس حَتّي إِذا بَلَغَ مَطلِعَ الشّمسِ أي ابتداء المعمورة من جانب المشرق كَذلِكَ قال البيضاوي‌ أي أمر ذي‌ القرنين كماوصفناه في رفعة المكان وبسطة الملك أوأمره فيهم كأمره في أهل المغرب من التخيير والاختياروَ قَد أَحَطنا بِما لَدَيهِ من الجنود والآلات والعدد والأسباب خُبراً أي علما تعلق بظواهره وخفاياه والمراد أن كثرة ذلك بلغت مبلغا لايحيط به إلاعلم اللطيف الخبيرثُمّ أَتبَعَ سَبَباًيعني‌ طريقا ثالثا معترضا بين المشرق والمغرب آخذا من الجنوب إلي الشمال حَتّي إِذا بَلَغَ بَينَ السّدّينِ بين الجبلين المبني‌ عليهما سده وهما جبلا أرمنية وآذربيجان وقيل جبلان في أواخر الشمال في منقطع أرض الترك من ورائهما يأجوج ومأجوج لا يَكادُونَ يَفقَهُونَ قَولًالغرابة لغتهم وقلة فطنتهم قالُوا يا ذَا القَرنَينِ أي قال مترجمهم و في مصحف ابن مسعود قال الذين من دونهم فَهَل نَجعَلُ لَكَ خَرجاً أي جعلا نخرجه من أموالناقالَ ما مكَنّيّ‌ فِيهِ ربَيّ‌ خَيرٌ أي ماجعلني‌ فيه مكينا من المال والملك خير مما تبذلون لي من الخراج و لاحاجة بي‌ إليه فأَعَيِنوُنيِ‌ بِقُوّةٍ أي بفعلة أوبما أتقوي به من الآلات رَدماً أي حاجزا


صفحه : 174

حصينا و هوأكبر من السدزُبَرَ الحَدِيدِ أي قطعه بَينَ الصّدَفَينِ أي بين جانبي‌ الجبلين بتنضيدهاقالَ انفُخُوا أي قال للعملة انفخوا في الأكوار والحديدحَتّي إِذا جَعَلَهُ أي جعل المنفوخ فيه ناراً أي كالنار بالإحماءقالَ آتوُنيِ‌ أُفرِغ عَلَيهِ قِطراً أي آتوني‌ قطرا أي نحاسا مذابا أفرغ عليه قطرا فحذف الأول لدلالة الثاني‌ عليه فَمَا اسطاعُوابحذف التاء حذرا من تلاقي‌ متقاربين أَن يَظهَرُوهُ أي أن يعلوه بالصعود لارتفاعه وانملاسه وَ مَا استَطاعُوا لَهُ نَقباًلثخنه وصلابته قيل حفر للأساس حتي بلغ الماء وجعله من الصخرة والنحاس المذاب والبنيان من زبر الحديد بينهما الحطب والفحم حتي ساوي أعلي الجبلين ثم وضع المنافخ حتي صارت كالنار فصب النحاس المذاب عليها فاختلط والتصق بعضها ببعض وصار جبلا صلدا وقيل بناه من الصخور مرتبطا بعضها ببعض بكلاليب من حديد ونحاس مذاب في تجاويفهاقالَ هذاالسد أوالإقدار علي تسويته رَحمَةٌ مِن ربَيّ‌ علي عباده فَإِذا جاءَ وَعدُ ربَيّ‌وقت وعده بخروج يأجوج ومأجوج أوبقيام الساعة بأن شارف يوم القيامةجَعَلَهُ دَكّاءَمدكوكا مسويا بالأرض . و قال الطبرسي‌ رحمه الله قيل إن هذاالسد وراء بحر الروم بين جبلين هناك يلي‌ مؤخرهما البحر المحيط وقيل إنه وراء دربند وخزران من ناحية أرمنية وآذربيجان وقيل إن مقدار ارتفاع السد مائتا ذراع وعرض الحائط نحو من خمسين ذراعا وجاء في الحديث أنهم يدأبون في حفره نهارهم حتي إذاأمسوا وكادوا يبصرون شعاع الشمس قالوا نرجع غدا ونفتحه و لايستثنون فيعودون من الغد و قداستوي كما كان حتي إذاجاء وعد الله قالوا غدا نفتح ونخرج إن شاء الله فيعودون إليه و هوكهيئته حين تركوه بالأمس فيخرقونه فيخرجون علي الناس فينشفون المياه وتتحصن الناس في حصونهم منهم فيرمون سهامهم إلي السماء فترجع و فيهاكهيئة الدماء فيقولون قدقهرنا أهل الأرض وعلونا أهل السماء فيبعث الله عليهم نغفا في أقفائهم فتدخل في آذانهم فيهلكون بها فَقَالَ


صفحه : 175

النّبِيّص وَ ألّذِي نَفسُ مُحَمّدٍ بِيَدِهِ إِنّ دَوَابّ الأَرضِ لَتَسمَنُ وَ تَشكَرُ مِن لُحُومِهِم شَكَراً

و في تفسير الكلبي‌ أن الخضر وإلياس يجتمعان كل ليلة علي ذلك السد يحجبان يأجوج ومأجوج عن الخروج

1-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ] كان اسم ذي‌ القرنين عياشا و كان أول الملوك بعدنوح ع ملك ما بين المشرق والمغرب

2- ع ،[علل الشرائع ] لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] مُحَمّدُ بنُ هَارُونَ الزنّجاَنيِ‌ّ عَن مُعَاذِ بنِ المُثَنّي العنَبرَيِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَسمَاءَ عَن جُوَيرِيَةَ عَن سُفيَانَ عَن مَنصُورٍ عَن أَبِي وَائِلٍ عَن وَهبٍ قَالَوَجَدتُ فِي بَعضِ كُتُبِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ أَنّ ذَا القَرنَينِ لَمّا فَرَغَ مِن عَمَلِ السّدّ انطَلَقَ عَلَي وَجهِهِ فَبَينَا هُوَ يَسِيرُ وَ جُنُودَهُ إِذ مَرّ عَلَي شَيخٍ يصُلَيّ‌ فَوَقَفَ عَلَيهِ بِجُنُودِهِ حَتّي انصَرَفَ مِن صَلَاتِهِ فَقَالَ لَهُ ذُو القَرنَينِ كَيفَ لَم يُرَوّعكَ مَا حَضَرَكَ مِن جنُوُديِ‌ قَالَ كُنتُ أنُاَجيِ‌ مَن هُوَ أَكثَرُ جُنُوداً مِنكَ وَ أَعَزّ سُلطَاناً وَ أَشَدّ قُوّةً وَ لَو صَرَفتُ وجَهيِ‌ إِلَيكَ لَم أُدرِك حاَجتَيِ‌ قِبَلَهُ فَقَالَ لَهُ ذُو القَرنَينِ هَل لَكَ فِي أَن تَنطَلِقَ معَيِ‌ فَأُوَاسِيَكَ بنِفَسيِ‌ وَ أَستَعِينَ بِكَ عَلَي بَعضِ أمَريِ‌ قَالَ نَعَم إِن ضَمِنتَ لِي أَربَعَ خِصَالٍ نَعِيماً لَا يَزُولُ وَ صِحّةً لَا سُقمَ فِيهَا وَ شَبَاباً لَا هَرَمَ فِيهِ وَ حَيَاةً لَا مَوتَ فِيهَا فَقَالَ لَهُ ذُو القَرنَينِ وَ أَيّ مَخلُوقٍ يَقدِرُ عَلَي هَذِهِ الخِصَالِ فَقَالَ الشّيخُ فإَنِيّ‌ مَعَ مَن يَقدِرُ عَلَيهَا وَ يَملِكُهَا وَ إِيّاكَ ثُمّ مَرّ بِرَجُلٍ عَالِمٍ فَقَالَ لذِيِ‌ القَرنَينِ أخَبرِنيِ‌ عَن شَيئَينِ مُنذُ خَلَقَهُمَا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ قَائِمَينِ وَ عَن شَيئَينِ جَارِيَينِ وَ شَيئَينِ مُختَلِفَينِ وَ شَيئَينِ مُتَبَاغِضَينِ فَقَالَ لَهُ ذُو القَرنَينِ أَمّا الشّيئَانِ القَائِمَانِ فَالسّمَاوَاتُ وَ الأَرضُ وَ أَمّا الشّيئَانِ الجَارِيَانِ فَالشّمسُ وَ القَمَرُ وَ أَمّا الشّيئَانِ المُختَلِفَانِ فَاللّيلُ وَ النّهَارُ وَ أَمّا الشّيئَانِ المُتَبَاغِضَانِ فَالمَوتُ وَ الحَيَاةُ فَقَالَ انطَلِق فَإِنّكَ عَالِمٌ فَانطَلَقَ ذُو القَرنَينِ يَسِيرُ فِي البِلَادِ حَتّي مَرّ بِشَيخٍ يُقَلّبُ جَمَاجِمَ المَوتَي فَوَقَفَ عَلَيهِ بِجُنُودِهِ فَقَالَ لَهُ أخَبرِنيِ‌ أَيّهَا الشّيخُ لأِيَ‌ّ شَيءٍ تُقَلّبُ هَذِهِ الجَمَاجِمَ قَالَ لِأَعرِفَ الشّرِيفَ مِنَ الوَضِيعِ وَ الغنَيِ‌ّ مِنَ الفَقِيرِ فَمَا عَرَفتُ


صفحه : 176

وَ إنِيّ‌ لَأُقَلّبُهَا مُنذُ عِشرِينَ سَنَةً فَانطَلَقَ ذُو القَرنَينِ وَ تَرَكَهُ فَقَالَ مَا عَنَيتَ بِهَذَا أَحَداً غيَريِ‌ فَبَينَا هُوَ يَسِيرُ إِذَا وَقَعَ إِلَي الأُمّةِ العَالِمَةِ مِن قَومِ مُوسَي الّذِينَيَهدُونَ بِالحَقّ وَ بِهِ يَعدِلُونَ فَلَمّا رَآهُم قَالَ لَهُم أَيّهَا القَومُ أخَبرِوُنيِ‌ بِخَبَرِكُم فإَنِيّ‌ قَد دُرتُ الأَرضَ شَرقَهَا وَ غَربَهَا وَ بَرّهَا وَ بَحرَهَا وَ سَهلَهَا وَ جَبَلَهَا وَ نُورَهَا وَ ظُلمَتَهَا فَلَم أَلقَ مِثلَكُم فأَخَبرِوُنيِ‌ مَا بَالُ قُبُورِ مَوتَاكُم عَلَي أَبوَابِ بُيُوتِكُم قَالُوا فَعَلنَا ذَلِكَ لِئَلّا نَنسَي المَوتَ وَ لَا يَخرُجَ ذِكرُهُ مِن قُلُوبِنَا قَالَ فَمَا بَالُ بُيُوتِكُم لَيسَ عَلَيهَا أَبوَابٌ قَالُوا لَيسَ فِينَا لِصّ وَ لَا ظَنِينٌ وَ لَيسَ فِينَا إِلّا أَمِينٌ قَالَ فَمَا بَالُكُم لَيسَ عَلَيكُم أُمَرَاءُ قَالُوا لَا نَتَظَالَمُ قَالَ فَمَا بَالُكُم لَيسَ بَينَكُم حُكّامٌ قَالُوا لَا نَختَصِمُ قَالَ فَمَا بَالُكُم لَيسَ فِيكُم مُلُوكٌ قَالُوا لَا نَتَكَاثَرُ قَالَ فَمَا بَالُكُم لَا تَتَفَاضَلُونَ وَ لَا تَتَفَاوَتُونَ قَالُوا مِن قِبَلِ أَنّا مُتَوَاسُونَ مُتَرَاحِمُونَ قَالَ فَمَا بَالُكُم لَا تَتَنَازَعُونَ وَ لَا تَختَلِفُونَ قَالُوا مِن قِبَلِ أُلفَةِ قُلُوبِنَا وَ صَلَاحِ ذَاتِ بَينِنَا قَالَ فَمَا بَالُكُم لَا تَستَبُونَ وَ لَا تَقتُلُونَ قَالُوا مِن قِبَلِ أَنّا غَلَبنَا طَبَائِعَنَا بِالعَزمِ وَ سُسنَا أَنفُسَنَا بِالحِلمِ قَالَ فَمَا بَالُكُم كَلِمَتُكُم وَاحِدَةٌ وَ طَرِيقَتُكُم مُستَقِيمَةٌ قَالُوا مِن قِبَلِ أَنّا لَا نَتَكَاذَبُ وَ لَا نَتَخَادَعُ وَ لَا يَغتَابُ بَعضُنَا بَعضاً قَالَ فأَخَبرِوُنيِ‌ لِمَ لَيسَ فِيكُم مِسكِينٌ وَ لَا فَقِيرٌ قَالُوا مِن قِبَلِ أَنّا نُقَسّمُ بِالسّوِيّةِ قَالَ فَمَا بَالُكُم لَيسَ فِيكُم فَظّ وَ لَا غَلِيظٌ قَالُوا مِن قِبَلِ الذّلّ وَ التّوَاضُعِ قَالَ فَلِمَ جَعَلَكُمُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَطوَلَ النّاسِ أَعمَاراً قَالُوا مِن قِبَلِ أَنّا نَتَعَاطَي الحَقّ وَ نَحكُمُ بِالعَدلِ قَالَ فَمَا بَالُكُم لَا تُقحَطُونَ قَالُوا مِن قِبَلِ أَنّا لَا نَغفَلُ عَنِ الِاستِغفَارِ قَالَ فَمَا بَالُكُم لَا تَحزَنُونَ قَالُوا مِن قِبَلِ أَنّا وَطّنّا أَنفُسَنَا عَلَي البَلَاءِ فَعَزّينَا أَنفُسَنَا قَالَ فَمَا بَالُكُم لَا يُصِيبُكُمُ الآفَاتُ قَالُوا مِن قِبَلِ أَنّا


صفحه : 177

لَا نَتَوَكّلُ عَلَي غَيرِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ لَا نَستَمطِرُ بِالأَنوَاءِ وَ النّجُومِ قَالَ فحَدَثّوُنيِ‌ أَيّهَا القَومُ هَكَذَا وَجَدتُم آبَاءَكُم يَفعَلُونَ قَالُوا وَجَدنَا آبَاءَنَا يَرحَمُونَ مِسكِينَهُم وَ يُوَاسُونَ فَقِيرَهُم وَ يَعفُونَ عَمّن ظَلَمَهُم وَ يُحسِنُونَ إِلَي مَن أَسَاءَ إِلَيهِم وَ يَستَغفِرُونَ لِمُسِيئِهِم وَ يَصِلُونَ أَرحَامَهُم وَ يُؤَدّونَ أَمَانَتَهُم وَ يَصدُقُونَ وَ لَا يَكذِبُونَ فَأَصلَحَ اللّهُ لَهُم بِذَلِكَ أَمرَهُم فَأَقَامَ عِندَهُم ذُو القَرنَينِ حَتّي قُبِضَ وَ كَانَ لَهُ خَمسُمِائَةِ عَامٍ

3-ل ،[الخصال ]الطاّلقَاَنيِ‌ّ عَن عَبدِ العَزِيزِ بنِ يَحيَي البصَريِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَطِيّةَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَمرِو بنِ سَعِيدٍ البصَريِ‌ّ عَن هِشَامِ بنِ جَعفَرٍ عَن حَمّادٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سُلَيمَانَ وَ كَانَ قَارِئاً لِلكُتُبِ قَالَ قَرَأتُ فِي بَعضِ كُتُبِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ أَنّ ذَا القَرنَينِ لَمّا فَرَغَ مِن عَمَلِ السّدّ انطَلَقَ عَلَي وَجهِهِ فَبَينَا هُوَ يَسِيرُ وَ جُنُودَهُ إِذ مَرّ بِرَجُلٍ عَالِمٍ فَقَالَ لذِيِ‌ القَرنَينِ أخَبرِنيِ‌ عَن شَيئَينِ مُنذُ خَلَقَهُمَا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ قَائِمَينِ وَ سَاقَ الحَدِيثَ إِلَي قَولِهِ انطَلِق فَإِنّكَ عَالِمٌ ثُمّ قَالَ وَ الحَدِيثُ طَوِيلٌ أَخَذنَا مِنهُ مَوضِعَ الحَاجَةِ

بيان الظنين المتهم و قوله لاتستبون غيرمهموز من السبي‌ يقال سباه واستباه بمعني

4-فس ،[تفسير القمي‌] جَعفَرُ بنُ أَحمَدَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُوسَي عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَسَأَلتُهُ عَن قَولِ اللّهِ تَعَالَييَسئَلُونَكَ عَن


صفحه : 178

ذيِ‌ القَرنَينِ قُل سَأَتلُوا عَلَيكُم مِنهُ ذِكراً قَالَ إِنّ ذَا القَرنَينِ بَعَثَهُ اللّهُ تَعَالَي إِلَي قَومِهِ فَضُرِبَ عَلَي قَرنِهِ الأَيمَنِ فَأَمَاتَهُ اللّهُ خَمسَمِائَةِ عَامٍ ثُمّ بَعَثَهُ اللّهُ إِلَيهِم بَعدَ ذَلِكَ فَضُرِبَ عَلَي قَرنِهِ الأَيسَرِ فَأَمَاتَهُ اللّهُ خَمسَمِائَةِ عَامٍ ثُمّ بَعَثَهُ إِلَيهِم بَعدَ ذَلِكَ فَمَلّكَهُ مَشَارِقَ الأَرضِ وَ مَغَارِبَهَا مِن حَيثُ تَطلُعُ الشّمسُ إِلَي حَيثُ تَغرُبُ فَهُوَ قَولُهُحَتّي إِذا بَلَغَ مَغرِبَ الشّمسِ وَجَدَها تَغرُبُ فِي عَينٍ حَمِئَةٍ إِلَي قَولِهِعَذاباً نُكراً قَالَ فِي النّارِ فَجَعَلَ ذُو القَرنَينِ بَينَهُم بَاباً مِن نُحَاسٍ وَ حَدِيدٍ وَ زِفتٍ وَ قَطِرَانٍ فَحَالَ بَينَهُم وَ بَينَ الخُرُوجِ ثُمّ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع لَيسَ مِنهُم رَجُلٌ يَمُوتُ حَتّي يُولَدَ لَهُ مِن صُلبِهِ أَلفُ ذَكَرٍ ثُمّ قَالَ هُم أَكثَرُ خَلقٍ خُلِقُوا بَعدَ المَلَائِكَةِ

5- وَ سُئِلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع عَن ذيِ‌ القَرنَينِ أَ نَبِيّاً كَانَ أَم مَلِكاً فَقَالَ لَا نَبِيّاً وَ لَا مَلِكاً بَل عَبداً أَحَبّ اللّهَ فَأَحَبّهُ وَ نَصَحَ لِلّهِ فَنَصَحَ لَهُ فَبَعَثَهُ إِلَي قَومِهِ فَضَرَبُوهُ عَلَي قَرنِهِ الأَيمَنِ فَغَابَ عَنهُم مَا شَاءَ اللّهُ أَن يَغِيبَ ثُمّ بَعَثَهُ الثّانِيَةَ فَضَرَبُوهُ عَلَي قَرنِهِ الأَيسَرِ فَغَابَ عَنهُم مَا شَاءَ اللّهُ أَن يَغِيبَ ثُمّ بَعَثَهُ اللّهُ الثّالِثَةَ فَمَكّنَ اللّهُ لَهُ فِي الأَرضِ وَ فِيكُم مِثلُهُ يعَنيِ‌ نَفسَهُ فَبَلَغَ مَغرِبَ الشّمسِفَوَجَدَها تَغرُبُ فِي عَينٍ حَمِئَةٍ وَ وَجَدَ عِندَها قَوماً قُلنا يا ذَا القَرنَينِ إِمّا أَن تُعَذّبَ وَ إِمّا أَن تَتّخِذَ فِيهِم حُسناً قالَذُو القَرنَينِأَمّا مَن ظَلَمَ فَسَوفَ نُعَذّبُهُ ثُمّ يُرَدّ إِلي رَبّهِ فَيُعَذّبُهُ عَذاباً نُكراً إِلَي قَولِهِثُمّ أَتبَعَ سَبَباً أَي دَلِيلًاحَتّي إِذا بَلَغَ مَطلِعَ الشّمسِ وَجَدَها تَطلُعُ عَلي قَومٍ لَم نَجعَل لَهُم مِن دُونِها سِتراً قَالَ لَم يَعلَمُوا صَنعَةَ ثِيَابٍثُمّ أَتبَعَ سَبَباً أَي دَلِيلًاحَتّي إِذا بَلَغَ بَينَ السّدّينِ وَجَدَ مِن دُونِهِما قَوماً لا يَكادُونَ يَفقَهُونَ قَولًا قالُوا يا ذَا القَرنَينِ إِنّ يَأجُوجَ وَ مَأجُوجَ مُفسِدُونَ فِي الأَرضِ فَهَل نَجعَلُ لَكَ خَرجاً عَلي أَن تَجعَلَ بَينَنا وَ بَينَهُم سَدّا فَقَالَ ذُو القَرنَينِما مكَنّيّ‌ فِيهِ ربَيّ‌ خَيرٌ فأَعَيِنوُنيِ‌ بِقُوّةٍ أَجعَل بَينَكُم وَ بَينَهُم رَدماً آتوُنيِ‌ زُبَرَ الحَدِيدِفَأَمَرَهُم أَن يَأتُوهُ بِالحَدِيدِ


صفحه : 179

فَأَتَوا بِهِ فَوَضَعَهُ بَينَ الصّدَفَينِ يعَنيِ‌ بَينَ الجَبَلَينِ حَتّي سَوّي بَينَهُمَا ثُمّ أَمَرَهُم أَن يَأتُوا بِالنّارِ فَأَتَوا بِهَا فَنَفَخُوا تَحتَ الحَدِيدِ حَتّي صَارَ مِثلَ النّارِ ثُمّ صَبّ عَلَيهِ القِطرَ وَ هُوَ الصّفرُ حَتّي سَدّهُ وَ هُوَ قَولُهُحَتّي إِذا ساوي بَينَ الصّدَفَينِ قالَ انفُخُوا حَتّي إِذا جَعَلَهُ ناراً إِلَي قَولِهِنَقباً فَقَالَ ذُو القَرنَينِهذا رَحمَةٌ مِن ربَيّ‌ فَإِذا جاءَ وَعدُ ربَيّ‌ جَعَلَهُ دَكّاءَ وَ كانَ وَعدُ ربَيّ‌ حَقّا قَالَ إِذَا كَانَ قَبلَ يَومِ القِيَامَةِ فِي آخِرِ الزّمَانِ انهَدَمَ ذَلِكَ السّدّ وَ خَرَجَ يَأجُوجُ وَ مَأجُوجُ إِلَي الدّنيَا وَ أَكَلُوا النّاسَ وَ هُوَ قَولُهُحَتّي إِذا فُتِحَت يَأجُوجُ وَ مَأجُوجُ وَ هُم مِن كُلّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ قَالَ فَسَارَ ذُو القَرنَينِ إِلَي نَاحِيَةِ المَغرِبِ فَكَانَ إِذَا مَرّ بِقَريَةٍ زَأَرَ فِيهَا كَمَا يَزأَرُ الأَسَدُ المُغضَبُ فَيَنبَعِثُ فِي القَريَةِ ظُلُمَاتٌ وَ رَعدٌ وَ بَرقٌ وَ صَوَاعِقُ يَهلِكُ مَن نَاوَاهُ وَ خَالَفَهُ فَلَم يَبلُغ مَغرِبَ الشّمسِ حَتّي دَانَ لَهُ أَهلُ المَشرِقِ وَ المَغرِبِ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ ذَلِكَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّإِنّا مَكّنّا لَهُ فِي الأَرضِ وَ آتَيناهُ مِن كُلّ شَيءٍ سَبَباً أَي دَلِيلًا فَقِيلَ لَهُ إِنّ لِلّهِ فِي أَرضِهِ عَيناً يُقَالُ لَهَا عَينُ الحَيَاةِ لَا يَشرَبُ مِنهَا ذُو رُوحٍ إِلّا لَم يَمُت حَتّي الصّيحَةِ فَدَعَا ذُو القَرنَينِ الخَضِرَ وَ كَانَ أَفضَلَ أَصحَابِهِ عِندَهُ وَ دَعَا ثَلَاثَمِائَةٍ وَ سِتّينَ رَجُلًا وَ دَفَعَ إِلَي كُلّ وَاحِدٍ مِنهُم سَمَكَةً وَ قَالَ لَهُم اذهَبُوا إِلَي مَوضِعِ كَذَا وَ كَذَا فَإِنّ هُنَاكَ ثَلَاثَمِائَةٍ وَ سِتّينَ عَيناً فَليَغسِل كُلّ وَاحِدٍ مِنكُم سَمَكَتَهُ فِي عَينٍ غَيرِ عَينِ صَاحِبِهِ فَذَهَبُوا يَغسِلُونَ وَ قَعَدَ الخَضِرُ يَغسِلُ فَانسَابَتِ السّمَكَةُ مِنهُ فِي العَينِ وَ بقَيِ‌َ الخَضِرُ مُتَعَجّباً مِمّا رَأَي وَ قَالَ فِي نَفسِهِ مَا أَقُولُ لذِيِ‌ القَرنَينِ ثُمّ نَزَعَ ثِيَابَهُ يَطلُبُ السّمَكَةَ فَشَرِبَ مِن مَائِهَا وَ اغتَمَسَ فِيهِ وَ لَم يَقدِر عَلَي السّمَكَةِ فَرَجَعُوا إِلَي ذيِ‌ القَرنَينِ فَأَمَرَ ذُو القَرنَينِ بِقَبضِ السّمَكِ مِن أَصحَابِهِ فَلَمّا انتَهَوا إِلَي الخَضِرِ لَم يَجِدُوا مَعَهُ شَيئاً فَدَعَاهُ وَ قَالَ لَهُ


صفحه : 180

مَا حَالُ السّمَكَةِ فَأَخبَرَهُ الخَبَرَ فَقَالَ لَهُ فَصَنَعتَ مَا ذَا قَالَ اغتَمَستُ فِيهَا فَجَعَلتُ أَغُوصُ وَ أَطلُبُهَا فَلَم أَجِدهَا قَالَ فَشَرِبتَ مِن مَائِهَا قَالَ نَعَم قَالَ فَطَلَبَ ذُو القَرنَينِ العَينَ فَلَم يَجِدهَا فَقَالَ لِلخَضِرِ كُنتَ أَنتَ صَاحِبَهَا

بيان الزأر والزئير صوت الأسد من صدره يقال زأر كضرب ومنع وسمع

6-شي‌،[تفسير العياشي‌]ج ،[الإحتجاج ] عَنِ الأَصبَغِ قَالَ قَامَ ابنُ الكَوّاءِ إِلَي عَلِيّ ع وَ هُوَ عَلَي المِنبَرِ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أخَبرِنيِ‌ عَن ذيِ‌ القَرنَينِ أَ نَبِيّاً كَانَ أَم مَلِكاً وَ أخَبرِنيِ‌ عَن قَرنَيهِ أَ مِن ذَهَبٍ كَانَ أَم مِن فِضّةٍ فَقَالَ لَهُ عَلِيّ ع لَم يَكُن نَبِيّاً وَ لَا مَلِكاً وَ لَم يَكُن قَرنَاهُ مِن ذَهَبٍ وَ لَا مِن فِضّةٍ وَ لَكِنّهُ كَانَ عَبداً أَحَبّ اللّهَ فَأَحَبّهُ وَ نَصَحَ لِلّهِ فَنَصَحَ اللّهُ لَهُ وَ إِنّمَا سمُيّ‌َ ذُو القَرنَينِ لِأَنّهُ دَعَا قَومَهُ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَضَرَبُوهُ عَلَي قَرنِهِ فَغَابَ عَنهُم حِيناً ثُمّ عَادَ إِلَيهِم فَضَرَبُوهُ بِالسّيفِ عَلَي قَرنِهِ الآخَرِ وَ فِيكُم مِثلُهُ

ع ،[علل الشرائع ] أبي عن محمدالعطار عن ابن أبان عن ابن أورمة عن القاسم بن عروة عن بريد العجلي‌ عن الأصبغ مثله ك ،[إكمال الدين ]العطار عن أبيه

7-فس ،[تفسير القمي‌] حَتّي إِذا فُتِحَت يَأجُوجُ وَ مَأجُوجُ وَ هُم مِن كُلّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ قَالَ إِذَا كَانَ آخِرُ الزّمَانِ خَرَجَ يَأجُوجُ وَ مَأجُوجُ إِلَي الدّنيَا وَ يَأكُلُونَ النّاسَ

8- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]مَاجِيلَوَيهِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن عِيسَي بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ مَهزِيَارَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عُمَرَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ حَمّادٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ الصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع


صفحه : 181

قَالَ إِنّ ذَا القَرنَينِ لَمّا انتَهَي إِلَي السّدّ جَاوَزَهُ فَدَخَلَ فِي الظّلُمَاتِ فَإِذَا هُوَ بِمَلَكٍ قَائِمٍ عَلَي جَبَلٍ طُولُهُ خَمسُمِائَةِ ذِرَاعٍ فَقَالَ لَهُ المَلَكُ يَا ذَا القَرنَينِ أَ مَا كَانَ خَلفَكَ مَسلَكٌ فَقَالَ لَهُ ذُو القَرنَينِ مَن أَنتَ قَالَ أَنَا مَلَكٌ مِن مَلَائِكَةِ الرّحمَنِ مُوَكّلٌ بِهَذَا الجَبَلِ فَلَيسَ مِن جَبَلٍ خَلَقَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلّا وَ لَهُ عِرقٌ إِلَي هَذَا الجَبَلِ فَإِذَا أَرَادَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَن يُزَلزِلَ مَدِينَةً أَوحَي إلِيَ‌ّ فَزَلزَلتُهَا

شي‌،[تفسير العياشي‌] عن جميل عنه ع مثله يب ،[تهذيب الأحكام ] محمد بن علي بن محبوب عن ابن معروف عن ابن مهزيار عن الحسين بن سعيد عن عبد الله بن عمرو عن حماد بن عثمان عن جميل عنه ع

مثله

9-ل ،[الخصال ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَمّن ذَكَرَهُ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي لَم يَبعَث أَنبِيَاءَ مُلُوكاً فِي الأَرضِ إِلّا أَربَعَةً بَعدَ نُوحٍ ذُو القَرنَينِ وَ اسمُهُ عَيّاشٌ وَ دَاوُدُ وَ سُلَيمَانُ وَ يُوسُفُ ع فَأَمّا عَيّاشٌ فَمَلَكَ مَا بَينَ المَشرِقِ وَ المَغرِبِ وَ أَمّا دَاوُدُ فَمَلَكَ مَا بَينَ الشّامَاتِ إِلَي بِلَادِ إِصطَخرَ وَ كَذَلِكَ مُلكُ سُلَيمَانَ وَ أَمّا يُوسُفُ فَمَلَكَ مِصرَ وَ بَرَارِيَهَا لَم يُجَاوِزهَا إِلَي غَيرِهَا

شي‌،[تفسير العياشي‌] عن الثمالي‌ عنه ع مثله قال الصدوق رحمه الله جاء هذاالخبر هكذا والصحيح ألذي أعتقده في ذي‌ القرنين أنه لم يكن نبيا وإنما كان عبدا صالحا أحب الله فأحبه الله ونصح لله فنصحه الله قال


صفحه : 182

أمير المؤمنين ع وفيكم مثله وذو القرنين ملك مبعوث و ليس برسول و لانبي‌ كما كان طالوت قال الله عز و جل وَ قالَ لَهُم نَبِيّهُم إِنّ اللّهَ قَد بَعَثَ لَكُم طالُوتَ مَلِكاً و قديجوز أن يذكر في جملة الأنبياء من ليس بنبي‌ كمايجوز أن يذكر في جملة الملائكة من ليس بملك قال الله جل ثناؤه وَ إِذ قُلنا لِلمَلائِكَةِ اسجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلّا إِبلِيسَ كانَ مِنَ الجِنّ

10-ل ،[الخصال ] ابنُ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ أَحمَدَ عَن أَبِيهِ مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ رَفَعَهُ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَلَكَ الأَرضَ كُلّهَا أَربَعَةٌ مُؤمِنَانِ وَ كَافِرَانِ فَأَمّا المُؤمِنَانِ فَسُلَيمَانُ بنُ دَاوُدَ وَ ذُو القَرنَينِ وَ الكَافِرَانِ نُمرُودُ وَ بُختَنَصّرُ وَ اسمُ ذُو القَرنَينِ عَبدُ اللّهِ بنُ ضَحّاكِ بنِ مَعَدّ

11- ع ،[علل الشرائع ]المُفِيدُ عَنِ ابنِ قُولَوَيهِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ عَنِ الثمّاَليِ‌ّ عَنِ البَاقِرِ ع قَالَ أَوّلُ اثنَينِ تَصَافَحَا عَلَي وَجهِ الأَرضِ ذُو القَرنَينِ وَ اِبرَاهِيمُ الخَلِيلُ استَقبَلَهُ اِبرَاهِيمُ فَصَافَحَهُ وَ أَوّلُ شَجَرَةٍ نَبَتَت عَلَي وَجهِ الأَرضِ النّخلَةُ

12-ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَن أَبِي خَالِدٍ وَ أَبِي سَلّامٍ عَن سَورَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ ذَا القَرنَينِ قَد خُيّرَ السّحَابَينِ وَ اختَارَ الذّلُولَ وَ ذَخَرَ لِصَاحِبِكُمُ الصّعبَ


صفحه : 183

قَالَ قُلتُ وَ مَا الصّعبُ قَالَ مَا كَانَ مِن سَحَابٍ فِيهِ رَعدٌ وَ صَاعِقَةٌ أَو بَرقٌ فَصَاحِبُكُم يَركَبُهُ أَمَا إِنّهُ سَيَركَبُ السّحَابَ وَ يَرقَي فِي الأَسبَابِ أَسبَابِ السّمَاوَاتِ السّبعِ وَ الأَرَضِينَ السّبعِ خَمسٌ عَوَامِرُ وَ اثنَتَانِ خَرَابَانِ

13-ير،[بصائر الدرجات ] مُحَمّدُ بنُ هَارُونَ عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ أَبِي يَحيَي قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّ اللّهَ خَيّرَ ذَا القَرنَينِ السّحَابَينِ الذّلُولَ وَ الصّعبَ فَاختَارَ الذّلُولَ وَ هُوَ مَا لَيسَ فِيهِ بَرقٌ وَ لَا رَعدٌ وَ لَوِ اختَارَ الصّعبَ لَم يَكُن لَهُ ذَلِكَ لِأَنّ اللّهَ ادّخَرَهُ لِلقَائِمِ ع

14-سن ،[المحاسن ] ابنُ يَزِيدَ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ أَبِي سَمّاكٍ عَن رَجُلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِ فَلَمّابَلَغَ مَطلِعَ الشّمسِ وَجَدَها تَطلُعُ عَلي قَومٍ لَم نَجعَل لَهُم مِن دُونِها سِتراً قَالَ لَم يَعلَمُوا صَنعَةَ البِنَاءِ

15-ك ،[إكمال الدين ]الطاّلقَاَنيِ‌ّ عَنِ الجلَوُديِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَطِيّةَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عُمَرَ بنِ سَعِيدٍ البصَريِ‌ّ عَن هِشَامِ بنِ جَعفَرِ بنِ حَمّادٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سُلَيمَانَ وَ كَانَ قَارِئاً لِلكُتُبِ قَالَقَرَأتُ فِي بَعضِ كُتُبِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ أَنّ ذَا القَرنَينِ كَانَ رَجُلًا مِن أَهلِ الإِسكَندَرِيّةِ وَ أُمّهُ عَجُوزٌ مِن عَجَائِزِهِم لَيسَ لَهَا وَلَدٌ غَيرُهُ يُقَالُ لَهُ إِسكَندَرُوسُ وَ كَانَ لَهُ أَدَبٌ وَ خُلُقٌ وَ عِفّةٌ مِن وَقتِ مَا كَانَ فِيهِ غُلَاماً إِلَي أَن بَلَغَ رَجُلًا وَ كَانَ رَأَي فِي المَنَامِ كَأَنّهُ دَنَا مِنَ الشّمسِ حَتّي أَخَذَ بِقَرنَيهَا شَرقَهَا وَ غَربَهَا فَلَمّا قَصّ رُؤيَاهُ عَلَي قَومِهِ سَمّوهُ ذَا القَرنَينِ فَلَمّا رَأَي


صفحه : 184

هَذِهِ الرّؤيَا بَعُدَت هِمّتُهُ وَ عَلَا صَوتُهُ وَ عَزّ فِي قَومِهِ وَ كَانَ أَوّلَ مَا أَجمَعَ عَلَيهِ أَمرَهُ أَن قَالَ أَسلَمتُ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ ثُمّ دَعَا قَومَهُ إِلَي الإِسلَامِ فَأَسلَمُوا هَيبَةً لَهُ ثُمّ أَمَرَهُم أَن يَبنُوا لَهُ مَسجِداً فَأَجَابُوهُ إِلَي ذَلِكَ فَأَمَرَ أَن يُجعَلَ طُولُهُ أَربَعَمِائَةِ ذِرَاعٍ وَ عَرضُهُ ماِئتَيَ‌ ذِرَاعٍ وَ عَرضُ حَائِطِهِ اثنَينِ وَ عِشرِينَ ذِرَاعاً وَ عُلُوّهُ إِلَي السّمَاءِ مِائَةَ ذِرَاعٍ فَقَالُوا لَهُ يَا ذَا القَرنَينِ كَيفَ لَكَ بِخَشَبٍ يَبلُغُ مَا بَينَ الحَائِطَينِ فَقَالَ لَهُم إِذَا فَرَغتُم مِن بُنيَانِ الحَائِطَينِ فَاكبِسُوهُ بِالتّرَابِ حَتّي يسَتوَيِ‌َ الكَبسُ مَعَ حِيطَانِ المَسجِدِ فَإِذَا فَرَغتُم مِن ذَلِكَ فَرَضتُم عَلَي كُلّ رَجُلٍ مِنَ المُؤمِنِينَ عَلَي قَدرِهِ مِنَ الذّهَبِ وَ الفِضّةِ ثُمّ قَطَعتُمُوهُ مِثلَ قُلَامَةِ الظّفُرِ وَ خَلَطتُمُوهُ مَعَ ذَلِكَ الكَبسِ وَ عَمِلتُم لَهُ خَشَباً مِن نُحَاسٍ وَ صَفَائِحَ تُذِيبُونَ ذَلِكَ وَ أَنتُم مُتَمَكّنُونَ مِنَ العَمَلِ كَيفَ شِئتُم عَلَي أَرضٍ مُستَوِيَةٍ فَإِذَا فَرَغتُم مِن ذَلِكَ دَعَوتُمُ المَسَاكِينَ لِنَقلِ ذَلِكَ التّرَابِ فَيُسَارِعُونَ فِيهِ مِن أَجلِ مَا فِيهِ مِنَ الذّهَبِ وَ الفِضّةِ فَبَنَوُا المَسجِدَ وَ أَخرَجَ المَسَاكِينُ ذَلِكَ التّرَابَ وَ قَدِ استَقَلّ السّقفُ بِمَا فِيهِ وَ استَغنَي المَسَاكِينُ فَجَنّدَهُم أَربَعَةَ أَجنَادٍ فِي كُلّ جُندٍ عَشرَةُ آلَافٍ ثُمّ نَشَرَهُم فِي البِلَادِ وَ حَدّثَ نَفسَهُ بِالسّيرِ فَاجتَمَعَ إِلَيهِ قَومُهُ فَقَالُوا لَهُ يَا ذَا القَرنَينِ نَنشُدُكَ بِاللّهِ لَا تُؤثِر عَلَينَا بِنَفسِكَ غَيرَنَا فَنَحنُ أَحَقّ بِرُؤيَتِكَ وَ فِينَا كَانَ مَسقَطُ رَأسِكَ وَ بَينَنَا نَشَأتَ وَ رُبّيتَ وَ هَذِهِ أَموَالُنَا وَ أَنفُسُنَا وَ أَنتَ الحَاكِمُ فِيهَا وَ هَذِهِ أُمّكَ عَجُوزٌ كَبِيرَةٌ وَ هيِ‌َ أَعظَمُ خَلقِ اللّهِ عَلَيكَ حَقّاً فَلَيسَ ينَبغَيِ‌ عَلَيكَ أَن تَعصِيَهَا وَ لَا تُخَالِفَهَا فَقَالَ لَهُم وَ اللّهِ إِنّ القَولَ لَقَولُكُم وَ إِنّ الرأّي‌َ لَرَأيُكُم وَ لكَنِيّ‌ بِمَنزِلَةِ المَأخُوذِ بِقَلبِهِ وَ سَمعِهِ وَ بَصَرِهِ يُقَادُ وَ يُدفَعُ مِن خَلفِهِ لَا يدَريِ‌ أَينَ يُؤخَذُ بِهِ وَ لَا مَا يُرَادُ بِهِ وَ لَكِن هَلُمّوا مَعشَرَ قوَميِ‌ فَادخُلُوا هَذَا المَسجِدَ وَ أَسلِمُوا عَن آخِرِكُم وَ لَا تُخَالِفُوا عَلَيّ فَتَهلِكُوا


صفحه : 185

ثُمّ دَعَا دِهقَانَ الإِسكَندَرِيّةِ فَقَالَ لَهُ اعمُر مسَجدِيِ‌ وَ عَزّ عنَيّ‌ أمُيّ‌ فَلَمّا رَأَي الدّهقَانُ جَزَعَ أُمّهِ وَ طُولَ بُكَائِهَا احتَالَ لِيُعَزّيَهَا بِمَا أَصَابَ النّاسَ قَبلَهَا وَ بَعدَهَا مِنَ المَصَائِبِ وَ البَلَاءِ فَصَنَعَ عِيداً عَظِيماً ثُمّ أَذّنَ مُؤَذّنُهُ أَيّهَا النّاسُ إِنّ الدّهقَانَ يُؤذِنُكُم أَن تَحضُرُوا يَومَ كَذَا وَ كَذَا فَلَمّا كَانَ ذَلِكَ اليَومَ أَذّنَ مُؤَذّنُهُ أَسرِعُوا وَ احذَرُوا أَن يَحضُرَ هَذَا العِيدَ إِلّا رَجُلٌ قَد عرَيِ‌َ مِنَ البَلَاءِ وَ المَصَائِبِ فَاحتُبِسَ النّاسُ كُلّهُم وَ قَالُوا لَيسَ فِينَا أَحَدٌ عرَيِ‌َ مِنَ البَلَاءِ وَ المَصَائِبِ مَا مِنّا أَحَدٌ إِلّا وَ قَد أُصِيبَت بِبَلَاءٍ أَو بِمَوتِ حَمِيمٍ فَسَمِعَت أُمّ ذيِ‌ القَرنَينِ فَأَعجَبَهَا وَ لَم تَدرِ مَا أَرَادَ الدّهقَانُ ثُمّ إِنّ الدّهقَانَ بَعَثَ مُنَادِياً ينُاَديِ‌ فَقَالَ أَيّهَا النّاسُ إِنّ الدّهقَانَ قَد أَمَرَكُم أَن تَحضُرُوا يَومَ كَذَا وَ كَذَا وَ لَا يَحضُرَ إِلّا رَجُلٌ قَدِ ابتلُيِ‌َ وَ أُصِيبَ وَ فُجِعَ وَ لَا يَحضُرُهُ أَحَدٌ عرَيِ‌َ مِنَ البَلَاءِ فَإِنّهُ لَا خَيرَ فِيمَن لَا يُصِيبُهُ البَلَاءُ فَلَمّا فَعَلَ ذَلِكَ قَالَ النّاسُ هَذَا رَجُلٌ قَد بَخِلَ ثُمّ نَدِمَ وَ استَحيَا فَتَدَارَكَ أَمرَهُ وَ مَحَا عَيبَهُ فَلَمّا اجتَمَعُوا خَطَبَهُم ثُمّ قَالَ إنِيّ‌ لَم أَجمَعكُم لِمَا دَعَوتُكُم لَهُ وَ لكَنِيّ‌ جَمَعتُكُم لِأُكَلّمَكُم فِي ذيِ‌ القَرنَينِ وَ فِيمَا فُجِعنَا بِهِ مِن فَقدِهِ وَ فِرَاقِهِ فَاذكُرُوا آدَمَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ خَلَقَهُ بِيَدِهِ وَ نَفَخَ فِيهِ مِن رُوحِهِ وَ أَسجَدَ لَهُ مَلَائِكَتَهُ وَ أَسكَنَهُ جَنّتَهُ وَ أَكرَمَهُ بِكَرَامَةٍ لَم يُكرِم بِهَا أَحَداً ثُمّ ابتَلَاهُ بِأَعظَمِ بَلِيّةٍ كَانَت فِي الدّنيَا وَ ذَلِكَ الخُرُوجُ مِنَ الجَنّةِ وَ هيِ‌َ المُصِيبَةُ التّيِ‌ لَا جَبرَ لَهَا ثُمّ ابتَلَي اِبرَاهِيمَ مِن بَعدِهِ بِالحَرِيقِ وَ ابتَلَي ابنَهُ بِالذّبحِ وَ يَعقُوبَ بِالحُزنِ وَ البُكَاءِ وَ يُوسُفَ بِالرّقّ وَ أَيّوبَ بِالسّقمِ وَ يَحيَي بِالذّبحِ وَ زَكَرِيّا بِالقَتلِ وَ عِيسَي بِالأَسرِ وَ خَلقاً مِن خَلقِ اللّهِ كَثِيراً لَا يُحصِيهِم إِلّا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فَلَمّا فَرَغَ مِن هَذَا الكَلَامِ قَالَ لَهُم انطَلِقُوا وَ عَزّوا أُمّ الإِسكَندَرُوسِ لِنَنظُرَ كَيفَ صَبرُهَا فَإِنّهَا أَعظَمُ مُصِيبَةً فِي ابنِهَا فَلَمّا دَخَلُوا عَلَيهَا قَالُوا لَهَا هَل حَضَرتِ الجَمعَ اليَومَ وَ سَمِعتِ الكَلَامَ قَالَت لَهُم مَا غَابَ عنَيّ‌ مِن أَمرِكُم شَيءٌ وَ لَا سَقَطَ عنَيّ‌ مِن كَلَامِكُم شَيءٌ وَ مَا كَانَ فِيكُم أَحَدٌ أَعظَمَ مُصِيبَةً بِالإِسكَندَرُوسِ منِيّ‌ وَ لَقَد صبَرّنَيِ‌َ اللّهُ وَ أرَضاَنيِ‌ وَ رَبَطَ


صفحه : 186

عَلَي قلَبيِ‌ وَ إنِيّ‌ لَأَرجُو أَن يَكُونَ أجَريِ‌ عَلَي قَدرِ ذَلِكَ وَ أَرجُو لَكُم مِنَ الأَجرِ بِقَدرِ مَا رُزِيتُم بِهِ مِن فَقدِ أَخِيكُم وَ أَن تُؤجَرُوا عَلَي قَدرِ مَا نَوَيتُم فِي أُمّهِ وَ أَرجُو أَن يَغفِرَ اللّهُ لِي وَ لَكُم وَ يرَحمَنَيِ‌ وَ إِيّاكُم فَلَمّا رَأَوا حُسنَ عَزَائِهَا وَ صَبرَهَا انصَرَفُوا عَنهَا وَ تَرَكُوهَا وَ انطَلَقَ ذُو القَرنَينِ يَسِيرُ عَلَي وَجهِهِ حَتّي أَمعَنَ فِي البِلَادِ يَؤُمّ المَغرِبَ وَ جُنُودُهُ يَومَئِذٍ المَسَاكِينُ فَأَوحَي اللّهُ جَلّ جَلَالُهُ إِلَيهِ يَا ذَا القَرنَينِ أَنتَ حجُتّيِ‌ عَلَي جَمِيعِ الخَلَائِقِ مَا بَينَ الخَافِقَينِ مِن مَطلِعِ الشّمسِ إِلَي مَغرِبِهَا وَ حجُتّيِ‌ عَلَيهِم وَ هَذَا تَأوِيلُ رُؤيَاكَ فَقَالَ ذُو القَرنَينِ إلِهَيِ‌ إِنّكَ ندَبَتنَيِ‌ لِأَمرٍ عَظِيمٍ لَا يُقَدّرُ قَدرَهُ غَيرُكَ فأَخَبرِنيِ‌ عَن هَذِهِ الأُمّةِ بِأَيّةِ قَومٍ أُكَاِثرُهُم وَ بأِيَ‌ّ عَدَدٍ أَغلِبُهُم وَ بِأَيّةِ حِيلَةٍ أَكِيدُهُم وَ بأِيَ‌ّ صَبرٍ أُقَاسِيهِم وَ بأِيَ‌ّ لِسَانٍ أُكَلّمُهُم وَ كَيفَ لِي بِأَن أَعرِفَ لُغَاتِهِم وَ بأِيَ‌ّ سَمعٍ أعَيِ‌ قَولَهُم وَ بأِيَ‌ّ بَصَرٍ أَنفُذُهُم وَ بِأَيّةِ حُجّةٍ أُخَاصِمُهُم وَ بأِيَ‌ّ قَلبٍ أَغفُلُ عَنهُم وَ بِأَيّةِ حِكمَةٍ أُدَبّرُ أُمُورَهُم وَ بأِيَ‌ّ حِلمٍ أُصَابِرُهُم وَ بأِيَ‌ّ قِسطٍ أَعدِلُ فِيهِم وَ بِأَيّةِ مَعرِفَةٍ أَفصِلُ بَينَهُم وَ بأِيَ‌ّ عِلمٍ أُتقِنُ أُمُورَهُم وَ بأِيَ‌ّ عَقلٍ أُحصِيهِم وَ بأِيَ‌ّ جُندٍ أُقَاتِلُهُم فَإِنّهُ لَيسَ عنِديِ‌ مِمّا ذَكَرتُ شَيءٌ يَا رَبّ فقَوَنّيِ‌ عَلَيهِم فَإِنّكَ الرّبّ الرّحِيمُ لَا تُكَلّفُ نَفساً إِلّا وُسعَهَا وَ لَا تَحمِلُهَا إِلّا طَاقَتَهَا فَأَوحَي اللّهُ جَلّ جَلَالُهُ إِلَيهِ أنَيّ‌ سَأُطَوّقُكَ مَا حَمّلتُكَ وَ أَشرَحُ لَكَ صَدرَكَ فَتَسمَعُ كُلّ شَيءٍ وَ أَشرَحُ لَكَ فَهمَكَ فَتَفقَهُ كُلّ شَيءٍ وَ أُطلِقُ لِسَانَكَ بِكُلّ شَيءٍ وَ أحُصيِ‌ لَكَ فَلَا يَفُوتُكَ شَيءٌ وَ أَحفَظُ عَلَيكَ فَلَا يَعزُبُ عَنكَ شَيءٌ وَ أَشُدّ ظَهرَكَ فَلَا يَهُولُكَ شَيءٌ


صفحه : 187

وَ أُلبِسُكَ الهَيبَةَ فَلَا يُرَوّعُكَ شَيءٌ وَ أُسَدّدُ لَكَ رَأيَكَ فَتُصِيبُ كُلّ شَيءٍ وَ أُسَخّرُ لَكَ جَسَدَكَ فَتُحِسّ كُلّ شَيءٍ وَ أُسَخّرُ لَكَ النّورَ وَ الظّلمَةَ وَ أَجعَلُهُمَا جُندَينِ مِن جُندِكَ النّورُ يَهدِيكَ وَ الظّلمَةُ تَحُوطُكَ وَ تَحُوشُ عَلَيكَ الأُمَمَ مِن وَرَائِكَ فَانطَلَقَ ذُو القَرنَينِ بِرِسَالَةِ رَبّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ أَيّدَهُ اللّهُ بِمَا وَعَدَهُ فَمَرّ بِمَغرِبِ الشّمسِ فَلَا يَمُرّ بِأُمّةٍ مِنَ الأُمَمِ إِلّا دَعَاهُم إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَإِن أَجَابُوهُ قَبِلَ مِنهُم وَ إِن لَم يُجِيبُوهُ أَغشَاهُمُ الظّلمَةُ فَأَظلَمَت مَدَائِنَهُم وَ قُرَاهُم وَ حُصُونَهُم وَ بُيُوتَهُم وَ مَنَازِلَهُم وَ أَغشَت أَبصَارَهُم وَ دَخَلَت فِي أَفوَاهِهِم وَ آنَافِهِم وَ أَجوَافِهِم فَلَا يَزَالُوا فِيهَا مُتَحَيّرِينَ حَتّي يَستَجِيبَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ وَ يَعِجّوا إِلَيهِحَتّي إِذا بَلَغَ مَغرِبَ الشّمسِوَجَدَ عِندَهَا الأُمّةَ التّيِ‌ ذَكَرَهَا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِي كِتَابِهِ فَفَعَلَ بِهِم مَا كَانَ فَعَلَهُ بِمَن مَرّ بِهِ قَبلَهُم حَتّي فَرَغَ مِمّا بَينَهُ وَ بَينَ المَغرِبِ وَ وَجَدَ جَمعاً وَ عَدَداً لَا يُحصِيهِ إِلّا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ وَ قُوّةً وَ بَأساً لَا يُطِيقُهُ إِلّا اللّهُ وَ أَلسِنَةً مُختَلِفَةً وَ أَهوَاءً مُتَشَتّتَةً وَ قُلُوباً مُتَفَرّقَةً ثُمّ مَشَي عَلَي الظّلمَةِ ثَمَانِيَةَ أَيّامٍ وَ ثَمَانَ لَيَالٍ وَ أَصحَابُهُ يَنظُرُونَهُ حَتّي انتَهَي إِلَي الجَبَلِ ألّذِي هُوَ مُحِيطٌ بِالأَرضِ كُلّهَا فَإِذَا بِمَلَكٍ مِنَ المَلَائِكَةِ قَابِضٍ عَلَي الجَبَلِ وَ هُوَ يَقُولُ سُبحَانَ ربَيّ‌ مِنَ الآنَ إِلَي مُنتَهَي الدّهرِ سُبحَانَ ربَيّ‌ مِن أَوّلِ الدّنيَا إِلَي آخِرِهَا سُبحَانَ ربَيّ‌ مِن مَوضِعِ كفَيّ‌ إِلَي عَرشِ ربَيّ‌ سُبحَانَ ربَيّ‌ مِن مُنتَهَي الظّلمَةِ إِلَي النّورِ فَلَمّا سَمِعَ ذُو القَرنَينِ خَرّ سَاجِداً فَلَم يَرفَع رَأسَهُ حَتّي قَوّاهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ وَ أَعَانَهُ عَلَي النّظَرِ إِلَي ذَلِكَ المَلَكِ فَقَالَ لَهُ المَلَكُ كَيفَ قَوِيتَ يَا ابنَ آدَمَ عَلَي أَن تَبلُغَ إِلَي هَذَا المَوضِعِ وَ لَم يَبلُغهُ أَحَدٌ مِن وُلدِ آدَمَ قَبلَكَ قَالَ ذُو القَرنَينِ قوَاّنيِ‌ عَلَي ذَلِكَ ألّذِي قَوّاكَ عَلَي قَبضِ هَذَا الجَبَلِ وَ هُوَ مُحِيطٌ بِالأَرضِ كُلّهَا قَالَ لَهُ المَلَكُ صَدَقتَ وَ لَو لَا هَذَا الجَبَلُ لَانكَفَأَتِ الأَرضُ بِأَهلِهَا وَ لَيسَ عَلَي وَجهِ الأَرضِ جَبَلٌ أَعظَمَ مِنهُ وَ هُوَ أَوّلُ جَبَلٍ أَسّسَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فَرَأسُهُ مُلصَقٌ


صفحه : 188

بِالسّمَاءِ الدّنيَا وَ أَسفَلُهُ فِي الأَرضِ السّابِعَةِ السّفلَي وَ هُوَ مُحِيطٌ بِهَا كَالحَلقَةِ وَ لَيسَ عَلَي وَجهِ الأَرضِ مَدِينَةٌ إِلّا وَ لَهَا عِرقٌ إِلَي هَذَا الجَبَلِ فَإِذَا أَرَادَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَن يُزَلزِلَ مَدِينَةً فَأَوحَي إلِيَ‌ّ فَحَرّكتُ العِرقَ ألّذِي يَلِيهَا فَزَلزَلتُهَا فَلَمّا أَرَادَ ذُو القَرنَينِ الرّجُوعَ قَالَ لِلمَلَكِ أوَصنِيِ‌ قَالَ المَلَكُ لَا يَهُمّنّكَ رِزقُ غَدٍ وَ لَا تُؤَخّر عَمَلَ اليَومِ لِغَدٍ وَ لَا تَحزَن عَلَي مَا فَاتَكَ وَ عَلَيكَ بِالرّفقِ وَ لَا تَكُن جَبّاراً مُتَكَبّراً ثُمّ إِنّ ذَا القَرنَينِ رَجَعَ إِلَي أَصحَابِهِ ثُمّ عَطَفَ بِهِم نَحوَ المَشرِقِ يسَتقَريِ‌ مَا بَينَهُ وَ بَينَ المَشرِقِ مِنَ الأُمَمِ فَيَفعَلُ بِهِم مَا فَعَلَ بِأُمَمِ المَغرِبِ قَبلَهُم حَتّي إِذَا فَرَغَ مَا بَينَ المَشرِقِ وَ المَغرِبِ عَطَفَ نَحوَ الرّومِ ألّذِي ذَكَرَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِي كِتَابِهِ فَإِذَا هُوَ بِأُمّةٍلا يَكادُونَ يَفقَهُونَ قَولًا وَ إِذَا مَا بَينَهُ وَ بَينَ الرّومِ مَشحُونٌ مِن أُمّةٍ يُقَالُ لَهَا يَأجُوجُ وَ مَأجُوجُ أَشبَاهُ البَهَائِمِ يَأكُلُونَ وَ يَشرَبُونَ وَ يَتَوَالَدُونَ هُم ذُكُورٌ وَ إِنَاثٌ وَ فِيهِم مَشَابِهُ مِنَ النّاسِ الوُجُوهُ وَ الأَجسَادُ وَ الخِلقَةُ وَ لَكِنّهُم قَد نُقِصُوا فِي الأَبدَانِ نَقصاً شَدِيداً وَ هُم فِي طُولِ الغِلمَانِ لَيسَ مِنهُم أُنثَي وَ لَا ذَكَرٌ يُجَاوِزُ طُولُهُ خَمسَةَ أَشبَارٍ وَ هُم عَلَي مِقدَارٍ وَاحِدٍ فِي الخَلقِ وَ الصّوَرِ عُرَاةٌ حُفَاةٌ لَا يَغزِلُونَ وَ لَا يَلبَسُونَ وَ لَا يَحتَذُونَ عَلَيهِم وَبَرٌ كَوَبَرِ الإِبِلِ يُوَارِيهِم وَ يَستُرُهُم مِنَ الحَرّ وَ البَردِ وَ لِكُلّ وَاحِدٍ مِنهُم أُذُنَانِ أَحَدُهُمَا ذَاتُ شَعَرٍ وَ الأُخرَي ذَاتُ وَبَرٍ ظَاهِرُهُمَا وَ بَاطِنُهُمَا وَ لَهُم مَخَالِبُ فِي مَوضِعِ الأَظفَارِ وَ أَضرَاسٌ وَ أَنيَابٌ كَأَضرَاسِ السّبَاعِ وَ أَنيَابِهَا وَ إِذَا نَامَ أَحَدُهُم افتَرَشَ إِحدَي أُذُنَيهِ وَ التَحَفَ الأُخرَي فَتَسَعُهُ لِحَافاً وَ هُم يُرزَقُونَ تِنّينَ البَحرِ كُلّ عَامٍ يَقذِفُهُ عَلَيهِمُ السّحَابُ فَيَعِيشُونَ بِهِ عَيشاً خِصباً وَ يَصلُحُونَ عَلَيهِ وَ يَستَمطِرُونَهُ فِي إِبّانِهِ كَمَا يَستَمطِرُ النّاسُ المَطَرَ فِي إِبّانِ المَطَرِ فَإِذَا قُذِفُوا بِهِ أَخصَبُوا وَ سَمِنُوا وَ تَوَالَدُوا وَ كَثُرُوا فَأَكَلُوا مِنهُ حَولًا كَامِلًا إِلَي مِثلِهِ مِنَ العَامِ المُقبِلِ وَ لَا


صفحه : 189

يَأكُلُونَ مَعَهُ شَيئاً غَيرَهُ وَ هُم لَا يحُصيِ‌ عَدَدَهُم إِلّا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ ألّذِي خَلَقَهُم وَ إِذَا أَخطَأَهُمُ التّنّينُ قُحِطُوا وَ أُجدِبُوا وَ جَاعُوا وَ انقَطَعَ النّسلُ وَ الوَلَدُ وَ هُم يَتَسَافَدُونَ كَمَا تَتَسَافَدُ البَهَائِمُ عَلَي ظَهرِ الطّرِيقِ وَ حَيثُ مَا التَقَوا فَإِذَا أَخطَأَهُمُ التّنّينُ جَاعُوا وَ سَاحُوا فِي البِلَادِ فَلَا يَدَعُونَ شَيئاً أَتَوا عَلَيهِ إِلّا أَفسَدُوهُ وَ أَكَلُوهُ فَهُم أَشَدّ فَسَاداً فِيمَا أَتَوا عَلَيهِ مِنَ الأَرضِ مِنَ الجَرَادِ وَ البَرَدِ وَ الآفَاتِ كُلّهَا وَ إِذَا أَقبَلُوا مِن أَرضٍ إِلَي أَرضٍ جَلَا أَهلُهَا عَنهَا وَ خَلّوهَا وَ لَيسَ يُغلَبُونَ وَ لَا يُدفَعُونَ حَتّي لَا يَجِدُ أَحَدٌ مِن خَلقِ اللّهِ مَوضِعاً لِقَدَمِهِ وَ لَا يَخلُو لِلإِنسَانِ قَدرُ مَجلِسِهِ وَ لَا يدَريِ‌ أَحَدٌ مِن خَلقِ اللّهِ كَم مِن أَوّلِهِم إِلَي آخِرِهِم وَ لَا يَستَطِيعُ شَيءٌ مِن خَلقِ اللّهِ أَن يَنظُرَ إِلَيهِم وَ لَا يَدنُوَ مِنهُم نَجَاسَةً وَ قَذَراً وَ سُوءَ حِليَةٍ فَبِهَذَا غَلَبُوا وَ لَهُم حِسّ وَ حَنِينٌ إِذَا أَقبَلُوا إِلَي الأَرضِ يُسمَعُ حِسّهُم مِن مَسِيرَةِ مِائَةِ فَرسَخٍ لِكَثرَتِهِم كَمَا يُسمَعُ حِسّ الرّيحِ البَعِيدَةِ أَو حِسّ المَطَرِ البَعِيدِ وَ لَهُم هَمهَمَةٌ إِذَا وَقَعُوا فِي البِلَادِ كَهَمهَمَةِ النّحلِ إِلّا أَنّهُ أَشَدّ وَ أَعلَي صَوتاً يَملَأُ الأَرضَ حَتّي لَا يَكَادُ أَحَدٌ يَسمَعُ مِن أَجلِ ذَلِكَ الهَمهَمَةِ شَيئاً وَ إِذَا أَقبَلُوا إِلَي الأَرضِ حَاشُوا وُحُوشَهَا وَ سِبَاعَهَا حَتّي لَا يَبقَي فِيهَا شَيءٌ مِنهَا وَ ذَلِكَ لِأَنّهُم يَملَئُونَ مَا بَينَ أَقطَارِهَا وَ لَا يَتَخَلّفُ وَرَاءَهُم مِن سَاكِنِ الأَرضِ شَيءٌ فِيهِ رُوحٌ إِلّا اجتَلَبُوهُ مِن قِبَلِ أَنّهُم أَكثَرُ مِن كُلّ شَيءٍ وَ أَمرُهُم عَجَبٌ مِنَ العَجَبِ وَ لَيسَ مِنهُم أَحَدٌ إِلّا وَ قَد عَرَفَ مَتَي يَمُوتُ وَ ذَلِكَ مِن قِبَلِ أَنّهُ لَا يَمُوتُ مِنهُم ذَكَرٌ حَتّي يُولَدَ لَهُ أَلفُ وَلَدٍ وَ لَا يَمُوتُ مِنهُم أُنثَي حَتّي تَلِدَ أَلفَ وَلَدٍ فَبِذَلِكَ عَرَفُوا آجَالَهُم فَإِذَا وَلَدُوا الأَلفَ بَرَزُوا لِلمَوتِ وَ تَرَكُوا طَلَبَ مَا كَانُوا فِيهِ مِنَ المَعِيشَةِ وَ الحَيَاةِ فَتِلكَ قِصّتُهُم مِن يَومٍ خَلَقَهُمُ اللّهُ تَعَالَي إِلَي يَومِ يُفنِيهِم ثُمّ إِنّهُم أَجفَلُوا فِي زَمَانِ ذيِ‌ القَرنَينِ يَدُورُونَ أَرضاً أَرضاً مِنَ الأَرَضِينَ وَ أُمّةً أُمّةً مِنَ الأُمَمِ وَ هُم إِذَا تَوَجّهُوا الوَجهَ لَم يَعدِلُوا عَنهُ أَبَداً وَ لَا يَنصَرِفُوا يَمِيناً وَ شِمَالًا


صفحه : 190

وَ لَا يَلتَفِتُوا فَلَمّا أَحَسّت تِلكَ الأُمَمُ بِهِم وَ سَمِعُوا هَمهَمَتَهُم استَغَاثُوا بذِيِ‌ القَرنَينِ وَ ذُو القَرنَينِ يَومَئِذٍ نَازِلٌ فِي نَاحِيَتِهِم وَ اجتَمَعُوا إِلَيهِ فَقَالُوا يَا ذَا القَرنَينِ إِنّهُ قَد بَلَغَنَا مَا آتَاكَ اللّهُ مِنَ المُلكِ وَ السّلطَانِ وَ مَا أَلبَسَكَ اللّهُ مِنَ الهَيبَةِ وَ مَا أَيّدَكَ بِهِ مِن جُنُودِ أَهلِ الأَرضِ وَ مِنَ النّورِ وَ الظّلمَةِ وَ إِنّا جِيرَانُ يَأجُوجَ وَ مَأجُوجَ وَ لَيسَ بَينَنَا وَ بَينَهُم سِوَي هَذِهِ الجِبَالِ وَ لَيسَ لَهُم إِلَينَا طَرِيقٌ إِلّا مِن هَذَينِ الصّدَفَينِ لَو مَالُوا عَلَينَا أَجلَونَا مِن بِلَادِنَا لِكَثرَتِهِم حَتّي لَا يَكُونُ لَنَا فِيهَا قَرَارٌ وَ هُم خَلقٌ مِن خَلقِ اللّهِ كَثِيرٌ فِيهِم مَشَابِهُ مِنَ الإِنسِ وَ هُم أَشبَاهُ البَهَائِمِ يَأكُلُونَ العُشبَ وَ يَفرِسُونَ الدّوَابّ وَ الوُحُوشَ كَمَا تَفتَرِسُهَا السّبَاعُ وَ يَأكُلُونَ حَشَرَاتِ الأَرضِ كُلّهَا مِنَ الحَيّاتِ وَ العَقَارِبِ وَ كُلّ ذيِ‌ رُوحٍ مِمّا خَلَقَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ وَ لَيسَ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ خَلقٌ يَنمُو نِمَاهُم وَ زِيَادَتَهُم وَ لَا نَشُكّ أَنّهُم يَملَئُونَ الأَرضَ وَ يُجلُونَ أَهلَهَا مِنهَا وَ يُفسِدُونَ وَ نَحنُ نَخشَي كُلّ وَقتٍ أَن يَطلُعَ عَلَينَا أَوَائِلُهُم مِن هَذَينِ الجَبَلَينِ وَ قَد آتَاكَ اللّهُ مِنَ الحِيلَةِ وَ القُوّةِ مَا لَم يُؤتِ أَحَداً مِنَ العَالَمِينَفَهَل نَجعَلُ لَكَ خَرجاً عَلي أَن تَجعَلَ بَينَنا وَ بَينَهُم سَدّا قالَ ما مكَنّيّ‌ فِيهِ ربَيّ‌ خَيرٌ فأَعَيِنوُنيِ‌ بِقُوّةٍ أَجعَل بَينَكُم وَ بَينَهُم رَدماً آتوُنيِ‌ زُبَرَ الحَدِيدِقَالُوا وَ مِن أَينَ لَنَا مِنَ الحَدِيدِ وَ النّحَاسِ مَا يَسَعُ هَذَا العَمَلَ ألّذِي تُرِيدُ أَن تَعمَلَ قَالَ إنِيّ‌ سَأَدُلّكُم عَلَي مَعدِنِ الحَدِيدِ وَ النّحَاسِ فَضَرَبَ لَهُم فِي جَبَلَينِ حَتّي فَتَقَهُمَا وَ استَخرَجَ مِنهُمَا مَعدِنَينِ مِنَ الحَدِيدِ وَ النّحَاسِ قَالُوا بأِيَ‌ّ قُوّةٍ نَقطَعُ الحَدِيدَ وَ النّحَاسَ فَاستَخرَجَ لَهُم مَعدِناً آخَرَ مِن تَحتِ الأَرضِ يُقَالُ لَهُ السّامُورُ وَ هُوَ أَشَدّ شَيءّ بَيَاضاً وَ لَيسَ شَيءٌ مِنهُ يُوضَعُ عَلَي شَيءٍ إِلّا ذَابَ تَحتَهُ فَصَنَعَ لَهُم مِنهُ أَدَاةً يَعمَلُونَ بِهَا وَ بِهِ قَطَعَ سُلَيمَانُ بنُ دَاوُدَ ع أَسَاطِينَ بَيتِ المَقدِسِ وَ صُخُورَهُ جَاءَت بِهِ الشّيَاطِينُ مِن تِلكَ المَعَادِنِ فَجَمَعُوا مِن ذَلِكَ مَا اكتَفَوا بِهِ فَأَوقَدُوا عَلَي الحَدِيدِ حَتّي صَنَعُوا مِنهُ زُبَراً مِثلَ الصّخُورِ فَجَعَلَ حِجَارَتَهُ


صفحه : 191

مِن حَدِيدٍ ثُمّ أَذَابَ النّحَاسَ فَجَعَلَهُ كَالطّينِ لِتِلكَ الحِجَارَةِ ثُمّ بَنَي وَ قَاسَ مَا بَينَ الصّدَفَينِ فَوَجَدَهُ ثَلَاثَةَ أَميَالٍ فَحَفَرَ لَهُ أَسَاساً حَتّي كَادَ يَبلُغُ المَاءَ وَ جَعَلَ عَرضَهُ مِيلًا وَ جَعَلَ حَشوَهُ زُبَرَ الحَدِيدِ وَ أَذَابَ النّحَاسَ فَجَعَلَهُ خِلَالَ الحَدِيدِ فَجَعَلَ طَبَقَةً مِن نُحَاسٍ وَ أُخرَي مِن حَدِيدٍ حَتّي سَاوَي الرّدمَ بِطُولِ الصّدَفَينِ فَصَارَ كَأَنّهُ بُردُ حِبَرَةٍ مِن صُفرَةِ النّحَاسِ وَ حُمرَتِهِ وَ سَوَادِ الحَدِيدِ فَيَأجُوجُ وَ مَأجُوجُ يَنتَابُونَهُ فِي كُلّ سَنَةٍ مَرّةً وَ ذَلِكَ أَنّهُم يَسِيحُونَ فِي بِلَادِهِم حَتّي إِذَا وَقَعُوا إِلَي الرّدمِ حَبَسَهُم فَرَجَعُوا يَسِيحُونَ فِي بِلَادِهِم فَلَا يَزَالُونَ كَذَلِكَ حَتّي تَقرُبَ السّاعَةُ وَ يجَيِ‌ءَ أَشرَاطُهَا فَإِذَا جَاءَ أَشرَاطُهَا وَ هُوَ قِيَامُ القَائِمِ عَجّلَ اللّهُ فَرَجَهُ فَتَحَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَهُم وَ ذَلِكَ قَولُهُ عَزّ وَ جَلّحَتّي إِذا فُتِحَت يَأجُوجُ وَ مَأجُوجُ وَ هُم مِن كُلّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ فَلَمّا فَرَغَ ذُو القَرنَينِ مِن عَمَلِ السّدّ انطَلَقَ عَلَي وَجهِهِ فَبَينَا هُوَ يَسِيرُ وَ جُنُودَهُ إِذ مَرّ عَلَي شَخصٍ يصُلَيّ‌ فَوَقَفَ عَلَيهِ حَتّي انصَرَفَ مِن صَلَاتِهِ فَقَالَ لَهُ ذُو القَرنَينِ كَيفَ لَم يَرُعكَ مَا حَضَرَكَ مِنَ الجُنُودِ قَالَ كُنتُ أنُاَجيِ‌ مَن هُوَ أَكثَرُ جُنُوداً مِنكَ وَ أَعَزّ سُلطَاناً وَ أَشَدّ قُوّةً وَ لَو صَرَفتُ وجَهيِ‌ إِلَيكَ لَم أُدرِك حاَجتَيِ‌ قِبَلَهُ فَقَالَ لَهُ ذُو القَرنَينِ هَل لَكَ أَن تَنطَلِقَ معَيِ‌ فَأُوَاسِيَكَ بنِفَسيِ‌ وَ أَستَعِينَ بِكَ عَلَي بَعضِ أمُوُريِ‌ قَالَ نَعَم إِن ضَمِنتَ لِي أَربَعَ خِصَالٍ نَعِيماً لَا يَزُولُ وَ صِحّةً لَا سُقمَ فِيهَا وَ شَبَاباً لَا هَرَمَ مَعَهُ وَ حَيَاةً لَا مَوتَ مَعَهَا فَقَالَ لَهُ ذُو القَرنَينِ وَ أَيّ مَخلُوقٍ يَقدِرُ عَلَي هَذِهِ الخِصَالِ قَالَ فإَنِيّ‌ مَعَ مَن يَقدِرُ عَلَي هَذِهِ الخِصَالِ وَ يَملِكُهَا وَ إِيّاكَ ثُمّ مَرّ بِرَجُلٍ عَالِمٍ فَقَالَ لذِيِ‌ القَرنَينِ أخَبرِنيِ‌ عَن شَيئَينِ مُنذُ خَلَقَهُمَا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ قَائِمَينِ وَ عَن شَيئَينِ جَارِيَينِ وَ شَيئَينِ مُختَلِفَينِ وَ شَيئَينِ مُتَبَاغِضَينِ فَقَالَ ذُو القَرنَينِ أَمّا الشّيئَانِ القَائِمَانِ فَالسّمَاءُ وَ الأَرضُ وَ أَمّا الشّيئَانِ الجَارِيَانِ فَالشّمسُ وَ القَمَرُ وَ أَمّا الشّيئَانِ المُختَلِفَانِ فَاللّيلُ وَ النّهَارُ وَ أَمّا الشّيئَانِ المُتَبَاغِضَانِ فَالمَوتُ وَ الحَيَاةُ فَقَالَ انطَلِق فَإِنّكَ


صفحه : 192

عَالِمٌ فَانطَلَقَ ذُو القَرنَينِ يَسِيرُ فِي البِلَادِ حَتّي مَرّ بِشَيخٍ يُقَلّبُ جَمَاجِمَ المَوتَي فَوَقَفَ عَلَيهِ بِجُنُودِهِ فَقَالَ أخَبرِنيِ‌ أَيّهَا الشّيخُ لأِيَ‌ّ شَيءٍ تُقَلّبُ هَذِهِ الجَمَاجِمَ قَالَ لِأَعرِفَ الشّرِيفَ مِنَ الوَضِيعِ فَمَا عَرَفتُ وَ إنِيّ‌ لَأُقَلّبُهَا عِشرِينَ سَنَةً فَانطَلَقَ ذُو القَرنَينِ وَ تَرَكَهُ وَ قَالَ مَا أَرَاكَ عَنَيتَ بِهَذَا أَحَداً غيَريِ‌ فَبَينَا هُوَ يَسِيرُ إِذ وَقَعَ إِلَي الأُمّةِ العَالِمَةِ الّذِينَ مِنهُم قَومُ مُوسَي الّذِينَيَهدُونَ بِالحَقّ وَ بِهِ يَعدِلُونَفَوَجَدَ أُمّةً مُقسِطَةً عَادِلَةً يُقسِمُونَ بِالسّوِيّةِ وَ يَحكُمُونَ بِالعَدلِ وَ يَتَوَاسَونَ وَ يَتَرَاحَمُونَ حَالُهُم وَاحِدَةٌ وَ كَلِمَتُهُم وَاحِدَةٌ وَ قُلُوبُهُم مُؤتَلِفَةٌ وَ طَرِيقَتُهُم مُستَقِيمَةٌ وَ سِيرَتُهُم جَمِيلَةٌ وَ قُبُورُ مَوتَاهُم فِي أَفنِيَتِهِم وَ عَلَي أَبوَابِ دُورِهِم لَيسَ لِبُيُوتِهِم أَبوَابٌ وَ لَيسَ عَلَيهِم أُمَرَاءُ وَ لَيسَ بَينَهُم قُضَاةٌ وَ لَيسَ فِيهِم أَغنِيَاءُ وَ لَا مُلُوكٌ وَ لَا أَشرَافٌ وَ لَا يَتَفَاوَتُونَ وَ لَا يَتَفَاضَلُونَ وَ لَا يَختَلِفُونَ وَ لَا يَتَنَازَعُونَ وَ لَا يَستَبُونَ وَ لَا يَقتَتِلُونَ وَ لَا تُصِيبُهُمُ الآفَاتُ فَلَمّا رَأَي ذَلِكَ مِن أَمرِهِم مُلِئَ مِنهُم عَجَباً فَقَالَ لَهُم أَيّهَا القَومُ أخَبرِوُنيِ‌ خَبَرَكُم فإَنِيّ‌ قَد دُرتُ فِي الأَرضِ شَرقَهَا وَ غَربَهَا وَ بَرّهَا وَ بَحرَهَا وَ سَهلَهَا وَ جَبَلَهَا وَ نُورَهَا وَ ظُلمَتَهَا فَلَم أَرَ مِثلَكُم فأَخَبرِوُنيِ‌ مَا بَالُ قُبُورِكُم عَلَي أَبوَابِ أَفنِيَتِكُم قَالُوا فَعَلنَا ذَلِكَ عَمداً لِئَلّا نَنسَي المَوتَ وَ لَا يَخرُجَ ذِكرُهُ مِن قُلُوبِنَا قَالَ فَمَا بَالُ بُيُوتِكُم لَيسَ عَلَيهَا أَبوَابٌ قَالُوا لَيسَ فِينَا لِصّ وَ لَا خَائِنٌ وَ لَيسَ فِينَا إِلّا أَمِينٌ قَالَ فَمَا بَالُكُم لَيسَ عَلَيكُم أُمَرَاءُ قَالُوا إِنّا لَا نَتَظَالَمُ قَالَ فَمَا بَالُكُم لَيسَ عَلَيكُم حُكّامٌ قَالُوا إِنّا لَا نَختَصِمُ قَالَ فَمَا بَالُكُم لَيسَ فِيكُم مُلُوكٌ قَالُوا لِأَنّا لَا نَتَكَاثَرُ قَالَ فَمَا بَالُكُم لَيسَ فِيكُم أَشرَافٌ قَالُوا لِأَنّا لَا نَتَنَافَسُ قَالَ فَمَا بَالُكُم لَا تَتَفَاضَلُونَ وَ لَا تَتَفَاوَتُونَ قَالُوا مِن قِبَلِ أَنَا مُتَوَاسُونَ مُتَرَاحِمُونَ قَالَ فَمَا بَالُكُم لَا تُنَازِعُونَ وَ لَا تَختَصِمُونَ قَالُوا مِن قِبَلِ أُلفَةِ قُلُوبِنَا وَ صَلَاحِ ذَاتِ بَينِنَا قَالَ فَمَا بَالُكُم لَا تَستَبُونَ وَ لَا تَقتَتِلُونَ قَالُوا مِن قِبَلِ أَنّا غَلَبنَا طَبَائِعَنَا بِالعَزمِ وَ سَنَنّا[سُسنَا سَبَينَا]أَنفُسَنَا بِالحِلمِ قَالَ فَمَا بَالُكُم كَلِمَتُكُم وَاحِدَةٌ وَ طَرِيقَتُكُم مُستَقِيمَةٌ قَالُوا مِن قِبَلِ أَنّا لَا نَتَكَاذَبُ وَ لَا نَتَخَادَعُ وَ لَا يَغتَابُ بَعضُنَا بَعضاً قَالَ فأَخَبرِوُنيِ‌ لِمَ لَيسَ فِيكُم فَقِيرٌ وَ لَا مِسكِينٌ قَالُوا مِن قِبَلِ أَنّا نَقسِمُ بِالسّوِيّةِ قَالَ فَمَا بَالُكُم لَيسَ


صفحه : 193

فِيكُم فَظّ وَ لَا غَلِيظٌ قَالُوا مِن قِبَلِ الذّلّ وَ التّوَاضُعِ قَالَ فَلِمَ جَعَلَكُمُ اللّهُ أَطوَلَ النّاسِ أَعمَاراً قَالُوا مِن قِبَلِ أَنّا نَتَعَاطَي الحَقّ وَ نَحكُمُ بِالعَدلِ قَالَ فَمَا بَالُكُم لَا تُقحَطُونَ قَالُوا مِن قِبَلِ أَنّا لَا نَغفُلُ عَنِ الِاستِغفَارِ قَالَ فَمَا بَالُكُم لَا تَحزَنُونَ قَالُوا مِن قِبَلِ أَنّا وَطّنّا أَنفُسَنَا عَلَي البَلَاءِ وَ حَرَصنَا عَلَيهِ فَعَزّينَا أَنفُسَنَا قَالَ فَمَا بَالُكُم لَا تُصِيبُكُمُ الآفَاتُ قَالُوا مِن قِبَلِ أَنّا لَا نَتَوَكّلُ عَلَي غَيرِ اللّهِ وَ لَا نَستَمطِرُ بِالأَنوَاءِ وَ النّجُومِ وَ قَالَ حدَثّوُنيِ‌ أَيّهَا القَومُ أَ هَكَذَا وَجَدتُم آبَاءَكُم يَفعَلُونَ قَالُوا وَجَدنَا آبَاءَنَا يَرحَمُونَ مِسكِينَهُم وَ يُوَاسُونَ فَقِيرَهُم وَ يَعفُونَ عَمّن ظَلَمَهُم وَ يُحسِنُونَ إِلَي مَن أَسَاءَ إِلَيهِم وَ يَستَغفِرُونَ لِمُسِيئِهِم وَ يَصِلُونَ أَرحَامَهُم وَ يُؤَدّونَ أَمَانَاتِهِم وَ يَصدُقُونَ وَ لَا يَكذِبُونَ فَأَصلَحَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَهُم بِذَلِكَ أَمرَهُم فَأَقَامَ عِندَهُم ذُو القَرنَينِ حَتّي قُبِضَ وَ لَم يَكُن لَهُ فِيهِم عُمُرٌ وَ كَانَ قَد بَلَغَ السّنّ فَأَدرَكَهُ الكِبَرُ وَ كَانَ عِدّةُ مَا سَارَ فِي البِلَادِ مِن يَومَ بَعَثَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَي يَومَ قُبِضَ خَمسَمِائَةِ عَامٍ

بيان قوله مارزيتم من الرزيئة بالهمزة بمعني المصيبة ويقال أمعن الفرس أي تباعد و في الأمر أبعد والضب في حجره غاب في أقصاها ذكره الفيروزآبادي‌ و قال طوقني‌ الله أداء حقه قواني‌ عليه وحاش الإبل جمعها و قال الجوهري‌ أجفل القوم أي هربوا مسرعين وأجفلت الريح أي أسرعت وانجفل القوم أي انقلعوا كلهم ومضوا انتهي والتنافس الرغبة في الشي‌ء والانفراد به

16-ك ،[إكمال الدين ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ البَزّازُ عَن مُحَمّدِ بنِ يَعقُوبَ بنِ يُوسُفَ عَن أَحمَدَ بنِ عَبدِ الجَبّارِ عَن يُونُسَ بنِ بُكَيرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسحَاقَ عَن بَشّارٍ المدَيِنيِ‌ّ عَن عَمرِو بنِ


صفحه : 194

ثَابِتٍ عَن سِمَاكِ بنِ حَربٍ عَن رَجُلٍ مِن بنَيِ‌ أَسَدٍ قَالَ سَأَلَ رَجُلٌ عَلِيّاً ع أَ رَأَيتَ ذَا القَرنَينِ كَيفَ استَطَاعَ أَن يَبلُغَ المَشرِقَ وَ المَغرِبَ قَالَ سَخّرَ اللّهُ لَهُ السّحَابَ وَ مَدّ لَهُ فِي الأَسبَابِ وَ بَسَطَ لَهُ النّورَ فَكَانَ اللّيلُ وَ النّهَارُ عَلَيهِ سَوَاءً

17-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن عَلِيّ بنِ النّعمَانِ عَن هَارُونَ بنِ خَارِجَةَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ ذَا القَرنَينِ لَم يَكُن نَبِيّاً لَكِنّهُ كَانَ عَبداً صَالِحاً أَحَبّ اللّهَ فَأَحَبّهُ اللّهُ وَ نَاصَحَ اللّهَ فَنَاصَحَهُ اللّهُ أَمَرَ قَومَهُ بِتَقوَي اللّهِ فَضَرَبُوهُ عَلَي قَرنِهِ فَغَابَ عَنهُم زَمَاناً ثُمّ رَجَعَ إِلَيهِم فَضَرَبُوهُ عَلَي قَرنِهِ الآخَرِ وَ فِيكُم مَن هُوَ عَلَي سُنّتِهِ وَ إِنّهُ خُيّرَ السّحَابَ الصّعبَ وَ السّحَابَ الذّلُولَ فَاختَارَ الذّلُولَ فَرَكِبَ الذّلُولَ وَ كَانَ إِذَا انتَهَي إِلَي قَومٍ كَانَ رَسُولَ نَفسِهِ إِلَيهِم لِكَيلَا يُكَذّبَ الرّسُلُ

ك ،[إكمال الدين ] أبي عن سعد إلي قوله من هو علي سنته شي‌،[تفسير العياشي‌] عن أبي بصير

مثله

18-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَنِ ابنِ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ هَاشِمٍ عَن عَمرِو بنِ عُثمَانَ عَن رَجُلٍ عَن خَلّادٍ عَن سِمَاكِ بنِ حَربِ بنِ حَبِيبٍ قَالَ أَتَي رَجُلٌ عَلِيّاً ع فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أخَبرِنيِ‌ عَن ذيِ‌ القَرنَينِ فَقَالَ لَهُ عَلِيّ ع سُخّرَت لَهُ السّحَابُ وَ قَرُبَت لَهُ الأَسبَابُ وَ بُسِطَ لَهُ فِي النّورِ فَقَالَ ع كَانَ يُبصِرُ بِاللّيلِ كَمَا يُبصِرُ بِالنّهَارِ

19-ك ،[إكمال الدين ] عَنِ المُظَفّرِ العلَوَيِ‌ّ عَنِ ابنِ العيَاّشيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ الجعُفيِ‌ّ عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ قَالَ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص


صفحه : 195

يَقُولُ إِنّ ذَا القَرنَينِ كَانَ عَبداً صَالِحاً جَعَلَهُ اللّهُ حُجّةً عَلَي عِبَادِهِ فَدَعَا قَومَهُ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ أَمَرَهُم بِتَقوَاهُ فَضَرَبُوهُ عَلَي قَرنِهِ فَغَابَ عَنهُم زَمَاناً حَتّي قِيلَ مَاتَ أَو هَلَكَ بأِيَ‌ّ وَادٍ سَلَكَ ثُمّ ظَهَرَ وَ رَجَعَ إِلَي قَومِهِ فَضَرَبُوهُ عَلَي قَرنِهِ الآخَرِ أَلَا وَ فِيكُم مَن هُوَ عَلَي سُنّتِهِ وَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ مَكّنَ لَهُ فِي الأَرضِ وَ آتَاهُ مِن كُلّ شَيءٍ سَبَباً وَ بَلَغَ المَشرِقَ وَ المَغرِبَ وَ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي سيَجُريِ‌ سُنّتَهُ فِي القَائِمِ مِن ولُديِ‌ وَ يُبَلّغُهُ شَرقَ الأَرضِ وَ غَربَهَا حَتّي لَا يَبقَي سَهلٌ وَ لَا مَوضِعٌ مِن سَهلٍ وَ لَا جَبَلٍ وَطِئَهُ ذُو القَرنَينِ إِلّا وَطِئَهُ وَ يُظهِرُ اللّهُ لَهُ كُنُوزَ الأَرضِ وَ مَعَادِنَهَا وَ يَنصُرُهُ بِالرّعبِ يَملَأُ الأَرضَ قِسطاً وَ عَدلًا كَمَا مُلِئَت جَوراً وَ ظُلماً

20-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ عَنِ الصّدُوقِ بِإِسنَادِهِ إِلَي مُحَمّدِ بنِ أُورَمَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ عَمّن ذَكَرَهُ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ حَجّ ذُو القَرنَينِ فِي سِتّمِائَةِ أَلفِ فَارِسٍ فَلَمّا دَخَلَ الحَرَمَ شَيّعَهُ بَعضُ أَصحَابِهِ إِلَي البَيتِ فَلَمّا انصَرَفَ فَقَالَ رَأَيتُ رَجُلًا مَا رَأَيتُ رَجُلًا أَكثَرَ نُوراً وَ وَجهاً مِنهُ قَالُوا ذَاكَ اِبرَاهِيمُ خَلِيلُ الرّحمَنِ ع قَالَ أَسرِجُوا فَتَسَرّجُوا سِتّمِائَةِ أَلفِ دَابّةٍ فِي مِقدَارِ مَا يُسرَجُ دَابّةٌ وَاحِدَةٌ قَالَ ثُمّ قَالَ ذُو القَرنَينِ لَا بَل نمَشيِ‌ إِلَي خَلِيلِ الرّحمَنِ فَمَشَي وَ مَشَي مَعَهُ أَصحَابُهُ حَتّي التَقَيَا قَالَ اِبرَاهِيمُ ع بِمَ قَطَعتَ الدّهرَ قَالَ بِإِحدَي عَشرَةَ كَلِمَةً سُبحَانَ مَن هُوَ بَاقٍ لَا يَفنَي سُبحَانَ مَن هُوَ عَالِمٌ لَا يَنسَي سُبحَانَ مَن هُوَ حَافِظٌ لَا يَسقُطُ سُبحَانَ مَن هُوَ بَصِيرٌ لَا يَرتَابُ سُبحَانَ مَن هُوَ قَيّومٌ لَا يَنَامُ سُبحَانَ مَن هُوَ مَلِكٌ لَا يُرَامُ سُبحَانَ مَن هُوَ عَزِيزٌ لَا يُضَامُ سُبحَانَ مَن هُوَ مُحتَجِبٌ لَا يُرَي سُبحَانَ مَن هُوَ وَاسِعٌ لَا يَتَكَلّفُ سُبحَانَ مَن هُوَ قَائِمٌ لَا يَلهُو سُبحَانَ مَن هُوَ دَائِمٌ لَا يَسهُو


صفحه : 196

21-سن ،[المحاسن ]اليقَطيِنيِ‌ّ عَنِ الدّهقَانِ عَن دُرُستَ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عَبدِ الحَمِيدِ عَن أَبِي الحَسَنِ مُوسَي ع قَالَ مَلَكَ ذُو القَرنَينِ وَ هُوَ ابنُ اثنيَ‌ عَشَرَ وَ مَكَثَ فِي مُلكِهِ ثَلَاثِينَ سَنَةً

بيان يمكن الجمع بينه و بين مامر بحمله علي ملكه قبل غيبته أوبأن يكون المراد مدة استيلائه علي جميع الأرض واستقرار دولته

22-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَن مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ عَنِ الكوُفيِ‌ّ عَن شَرِيفِ بنِ سَابِقٍ عَن أَسوَدَ بنِ رَزِينٍ القاَضيِ‌ قَالَ دَخَلتُ عَلَي أَبِي الحَسَنِ الأَوّلِ ع وَ لَم يَكُن رآَنيِ‌ قَطّ فَقَالَ مِن أَهلِ السّدّ أَنتَ فَقُلتُ مِن أَهلِ البَابِ فَقَالَ الثّانِيَةَ مِن أَهلِ السّدّ أَنتَ قُلتُ مِن أَهلِ البَابِ قَالَ مِن أَهلِ السّدّ قُلتُ نَعَم قَالَ ذَاكَ السّدّ ألّذِي عَمِلَهُ ذُو القَرنَينِ

أقول أوردنا بعض أخباره في باب أحوال خضر ع

23-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]الصّدُوقُ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ حَامِدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَحمَدَ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن عَمرِو بنِ حُصَينٍ الباَهلِيِ‌ّ عَن عُمَرَ بنِ مُسلِمٍ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ زِيَادٍ عَن مُسلِمِ بنِ يَسَارٍ قَالَ قَالَ أَبُو عُقبَةَ الأنَصاَريِ‌ّ كُنتُ فِي خِدمَةِ رَسُولِ اللّهِص فَجَاءَ نَفَرٌ مِنَ اليَهُودِ فَقَالُوا استَأذِن لَنَا عَلَي مُحَمّدٍص فَأَخبَرتُهُ فَدَخَلُوا عَلَيهِ فَقَالُوا أَخبِرنَا عَمّا جِئنَا نَسأَلُكَ عَنهُ قَالَ جئِتمُوُنيِ‌ تسَألَوُننَيِ‌ عَن ذيِ‌ القَرنَينِ قَالُوا نَعَم فَقَالَ كَانَ غُلَاماً مِن أَهلِ الرّومِ نَاصِحاً لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ فَأَحَبّهُ اللّهُ وَ مَلَكَ الأَرضَ فَسَارَ حَتّي أَتَي مَغرِبَ الشّمسِ ثُمّ سَارَ إِلَي مَطلِعِهَا ثُمّ سَارَ إِلَي خَيلِ يَأجُوجَ وَ مَأجُوجَ فَبَنَي فِيهَا السّدّ قَالُوا نَشهَدُ أَنّ هَذَا شَأنُهُ وَ أَنّهُ لفَيِ‌ التّورَاةِ

24-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَبِي الطّفَيلِ قَالَ سَمِعتُ عَلِيّاً ع يَقُولُ إِنّ ذَا القَرنَينِ لَم يَكُن نَبِيّاً وَ لَا رَسُولًا كَانَ عَبداً أَحَبّ اللّهَ فَأَحَبّهُ وَ نَاصَحَ اللّهَ فَنَصَحَهُ دَعَا قَومَهُ فَضَرَبُوهُ عَلَي أَحَدِ


صفحه : 197

قَرنَيهِ فَقَتَلُوهُ ثُمّ بَعَثَهُ اللّهُ فَضَرَبُوهُ عَلَي قَرنِهِ الآخَرِ فَقَتَلُوهُ

25-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن بُرَيدِ بنِ مُعَاوِيَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ وَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع جَمِيعاً قَالَ لَهُمَا مَا مَنزِلَتُكُم وَ مَن تُشبِهُونَ مِمّن مَضَي قَالَا صَاحِبُ مُوسَي وَ ذُو القَرنَينِ كَانَا عَالِمَينِ وَ لَم يَكُونَا نَبِيّينِ

26-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَنِ ابنِ الوَرقَاءِ قَالَ سَأَلتُ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع عَن ذيِ‌ القَرنَينِ مَا كَانَ قَرنَاهُ فَقَالَ لَعَلّكَ تَحسَبُ كَانَ قَرنُهُ ذَهَباً أَو فِضّةً أَو كَانَ نَبِيّاً بَل كَانَ عَبداً صَالِحاً بَعَثَهُ اللّهُ إِلَي أُنَاسٍ فَدَعَاهُم إِلَي اللّهِ وَ إِلَي الخَيرِ فَقَامَ رَجُلٌ مِنهُم فَضَرَبَ قَرنَهُ الأَيسَرَ فَمَاتَ ثُمّ بَعَثَهُ فَأَحيَاهُ وَ بَعَثَهُ إِلَي أُنَاسٍ فَقَامَ رَجُلٌ فَضَرَبَ قَرنَهُ الأَيمَنَ فَمَاتَ فَسَمّاهُ ذَا القَرنَينِ

27-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَنِ ابنِ هِشَامٍ عَن أَبِيهِ عَمّن حَدّثَهُ عَن بَعضِ آلِ مُحَمّدٍ ع قَالَ إِنّ ذَا القَرنَينِ كَانَ عَبداً صَالِحاً طُوِيَت لَهُ الأَسبَابُ وَ مُكّنَ لَهُ فِي البِلَادِ وَ كَانَ قَد وُصِفَ لَهُ عَينُ الحَيَاةِ وَ قِيلَ لَهُ مَن يَشرَب مِنهَا شَربَةً لَم يَمُت حَتّي يَسمَعَ الصّوتَ وَ إِنّهُ خَرَجَ فِي طَلَبِهَا حَتّي أَتَي مَوضِعَهَا وَ كَانَ فِي ذَلِكَ المَوضِعِ ثَلَاثُمِائَةٍ وَ سِتّينَ عَيناً وَ كَانَ الخَضِرُ عَلَي مُقَدّمَتِهِ وَ كَانَ مِن أَشَدّ أَصحَابِهِ عِندَهُ فَدَعَاهُ فَأَعطَاهُ وَ أَعطَي قَوماً مِن أَصحَابِهِ كُلّ رَجُلٍ مِنهُم حُوتاً مُمَلّحاً فَقَالَ انطَلِقُوا إِلَي هَذِهِ المَوَاضِعِ فَليَغسِل كُلّ رَجُلٍ مِنكُم حُوتَهُ عِندَ عَينٍ وَ لَا يَغسِل مَعَهُ أَحَدٌ فَانطَلَقُوا يَلزَمُ كُلّ رَجُلٍ مِنهُم عَيناً فَغَسَلَ فِيهَا حُوتَهُ وَ إِنّ الخَضِرَ انتَهَي إِلَي عَينٍ مِن تِلكَ العُيُونِ فَلَمّا غَمَسَ الحُوتَ وَ وَجَدَ الحُوتُ رِيحَ المَاءِ حيَيِ‌َ فَانسَابَ فِي المَاءِ فَلَمّا رَأَي ذَلِكَ الخَضِرُ رَمَي بِثِيَابِهِ وَ سَقَطَ وَ جَعَلَ يَرتَمِسُ فِي المَاءِ وَ يَشرَبُ وَ يَجتَهِدُ أَن يُصِيبَهُ فَلَمّا رَأَي ذَلِكَ رَجَعَ فَرَجَعَ أَصحَابُهُ وَ أَمَرَ ذُو القَرنَينِ بِقَبضِ السّمَكِ فَقَالَ انظُرُوا فَقَد تَخَلّفَت سَمَكَةٌ فَقَالُوا الخَضِرُ صَاحِبُهَا قَالَ فَدَعَاهُ فَقَالَ مَا خُلّفَ


صفحه : 198

سَمَكُكَ قَالَ فَأَخبَرَهُ الخَضِرُ فَقَالَ لَهُ فَصَنَعتَ مَا ذَا قَالَ سَقَطتُ عَلَيهَا فَجَعَلتُ أَغُوصُ فَأَطلُبُهَا فَلَم أَجِدهَا فَقَالَ فَشَرِبتَ مِنَ المَاءِ قَالَ نَعَم قَالَ فَطَلَبَ ذُو القَرنَينِ العَينَ فَلَم يَجِدهَا فَقَالَ لِلخَضِرِ أَنتَ صَاحِبُهَا

28-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن حَارِثِ بنِ حَبِيبٍ قَالَ أَتَي رَجُلٌ عَلِيّاً ع فَقَالَ لَهُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أخَبرِنيِ‌ عَن ذيِ‌ القَرنَينِ فَقَالَ لَهُ سُخّرَ لَهُ السّحَابُ وَ قَرُبَت لَهُ الأَسبَابُ وَ بُسِطَ لَهُ فِي النّورِ فَقَالَ لَهُ الرّجُلُ كَيفَ بُسِطَ لَهُ فِي النّورِ فَقَالَ عَلِيّ ع كَانَ يُبصِرُ بِاللّيلِ كَمَا يُبصِرُ بِالنّهَارِ ثُمّ قَالَ عَلِيّ ع لِلرّجُلِ أَزِيدُكَ فِيهِ فَسَكَتَ

29-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَنِ الأَصبَغِ بنِ نُبَاتَةَ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَسُئِلَ عَن ذيِ‌ القَرنَينِ قَالَ كَانَ عَبداً صَالِحاً وَ اسمُهُ عَيّاشٌ اختَارَهُ اللّهُ وَ ابتَعَثَهُ إِلَي قَرنٍ مِنَ القُرُونَ الأُولَي فِي نَاحِيَةِ المَغرِبِ وَ ذَلِكَ بَعدَ طُوفَانِ نُوحٍ فَضَرَبُوهُ عَلَي قَرنِ رَأسِهِ الأَيمَنِ فَمَاتَ مِنهَا ثُمّ أَحيَاهُ اللّهُ بَعدَ مِائَةِ عَامٍ ثُمّ بَعَثَهُ إِلَي قَرنٍ مِنَ القُرُونِ الأُولَي فِي نَاحِيَةِ المَشرِقِ فَكَذّبُوهُ فَضَرَبُوهُ ضَربَةً عَلَي قَرنِهِ الأَيسَرِ فَمَاتَ مِنهَا ثُمّ أَحيَاهُ اللّهُ بَعدَ مِائَةِ عَامٍ وَ عَوّضَهُ مِنَ الضّربَتَينِ اللّتَينِ عَلَي رَأسِهِ قَرنَينِ فِي مَوضِعِ الضّربَتَينِ أَجوَفَينِ وَ جَعَلَ عِزّ مُلكِهِ وَ آيَةَ نُبُوّتِهِ فِي قَرنَيهِ ثُمّ رَفَعَهُ اللّهُ إِلَي السّمَاءِ الدّنيَا فَكَشَطَ لَهُ عَنِ الأَرضِ كُلّهَا جِبَالِهَا وَ سُهُولِهَا وَ فِجَاجِهَا حَتّي أَبصَرَ مَا بَينَ المَشرِقِ وَ المَغرِبِ وَ آتَاهُ اللّهُ مِن كُلّ شَيءٍ عِلماً يَعرِفُ بِهِ الحَقّ وَ البَاطِلَ وَ أَيّدَهُ فِي قَرنَيهِ بِكَسفٍ مِنَ السّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَ رَعدٌ وَ بَرقٌ ثُمّ أَهبَطَ إِلَي الأَرضِ وَ أَوحَي إِلَيهِ أَن سِر فِي نَاحِيَةِ غَربِ الأَرضِ وَ شَرقِهَا فَقَد طَوَيتُ لَكَ البِلَادَ وَ ذَلّلتُ لَكَ العِبَادَ فَأَرهَبتُهُم مِنكَ فَسَارَ ذُو القَرنَينِ إِلَي نَاحِيَةِ المَغرِبِ فَكَانَ إِذَا مَرّ بِقَريَةٍ زَأَرَ فِيهَا كَمَا يَزأَرُ الأَسَدُ المُغضَبُ فَيُبعَثُ مِن قَرنَيهِ ظُلُمَاتٌ وَ رَعدٌ وَ بَرقٌ وَ صَوَاعِقُ تُهلِكُ مَن نَاوَاهُ وَ خَالَفَهُ فَلَم يَبلُغ مَغرِبَ الشّمسِ حَتّي دَانَ لَهُ أَهلُ المَشرِقِ وَ المَغرِبِ قَالَ وَ ذَلِكَ قَولُ اللّهِإِنّا مَكّنّا لَهُ فِي الأَرضِ وَ آتَيناهُ مِن كُلّ شَيءٍ سَبَباًفَسَارَحَتّي إِذا بَلَغَ مَغرِبَ الشّمسِ وَجَدَها تَغرُبُ فِي عَينٍ حَمِئَةٍ إِلَي قَولِهِأَمّا مَن ظَلَمَ وَ لَم يُؤمِن بِرَبّهِفَسَوفَ نُعَذّبُهُ فِي الدّنيَا بِعَذَابِ الدّنيَاثُمّ يُرَدّ إِلي رَبّهِ فِي مَرجِعِهِفَيُعَذّبُهُ


صفحه : 199

عَذاباً نُكراً إِلَي قَولِهِوَ سَنَقُولُ لَهُ مِن أَمرِنا يُسراً ثُمّ أَتبَعَ سَبَباًذُو القَرنَينِ مِنَ الشّمسِ سَبَباً ثُمّ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ إِنّ ذَا القَرنَينِ لَمّا انتَهَي مَعَ الشّمسِ إِلَي العَينِ الحَامِيَةِ وَجَدَ الشّمسَ تَغرُبُ فِيهَا وَ مَعَهَا سَبعُونَ أَلفَ مَلَكٍ يَجُرّونَهَا بِسَلَاسِلِ الحَدِيدِ وَ الكَلَالِيبِ يَجُرّونَهَا مِن قَعرِ البَحرِ فِي قُطرِ الأَرضِ الأَيمَنِ كَمَا يجَريِ‌ السّفِينَةُ عَلَي ظَهرِ المَاءِ فَلَمّا انتَهَي مَعَهَا إِلَي مَطلَعِ الشّمسِ سَبَباًوَجَدَها تَطلُعُ عَلي قَومٍ إِلَيبِما لَدَيهِ خُبراً فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِنّ ذَا القَرنَينِ وَرَدَ عَلَي قَومٍ قَد أَحرَقَتهُمُ الشّمسُ وَ غَيّرَت أَجسَادَهُم وَ أَلوَانَهُم حَتّي صَيّرَتهُم كَالظّلمَةِ ثُمّ أَتبَعَ ذُو القَرنَينِ سَبَباً فِي نَاحِيَةِ الظّلمَةِحَتّي إِذا بَلَغَ بَينَ السّدّينِ وَجَدَ مِن دُونِهِما قَوماً لا يَكادُونَ يَفقَهُونَ قَولًا قالُوا يا ذَا القَرنَينِ إِنّ يَأجُوجَ وَ مَأجُوجَخَلفَ هَذَينِ الجَبَلَينِ وَ هُم يُفسِدُونَ فِي الأَرضِ إِذَا كَانَ إِبّانُ زُرُوعِنَا وَ ثِمَارِنَا خَرَجُوا عَلَينَا مِن هَذَينِ السّدّينِ فَرَعَوا فِي ثِمَارِنَا وَ زُرُوعِنَا حَتّي لَا يُبقُونَ مِنهَا شَيئاًفَهَل نَجعَلُ لَكَ خَرجاًنُؤَدّيهِ إِلَيكَ فِي كُلّ عَامٍعَلي أَن تَجعَلَ بَينَنا وَ بَينَهُم سَدّا إِلَي قَولِهِزُبَرَ الحَدِيدِ قَالَ فَاحتُفِرَ لَهُ جَبَلُ حَدِيدٍ فَقَلَعُوا لَهُ أَمثَالَ اللّبِنِ فَطَرَحَ بَعضَهُ عَلَي بَعضٍ فِيمَا بَينَ الصّدَفَينِ وَ كَانَ ذُو القَرنَينِ هُوَ أَوّلَ مَن بَنَي رَدماً عَلَي الأَرضِ ثُمّ جَمَعَ عَلَيهِ الحَطَبَ وَ أَلهَبَ فِيهِ النّارَ وَ وَضَعَ عَلَيهِ المَنَافِيخَ فَنَفَخُوا عَلَيهِ فَلَمّا ذَابَ قَالَ آتوُنيِ‌ بِقِطرٍ وَ هُوَ المِسّ الأَحمَرُ قَالَ فَاحتَفَرُوا لَهُ جَبَلًا مِن مِسّ فَطَرَحُوهُ عَلَي الحَدِيدِ فَذَابَ مَعَهُ وَ اختَلَطَ بِهِ قَالَفَمَا اسطاعُوا أَن يَظهَرُوهُ وَ مَا استَطاعُوا لَهُ نَقباًيعَنيِ‌ يَأجُوجَ وَ مَأجُوجَقالَ هذا رَحمَةٌ مِن ربَيّ‌ فَإِذا جاءَ وَعدُ ربَيّ‌ جَعَلَهُ دَكّاءَ وَ كانَ وَعدُ ربَيّ‌ حَقّا

إلي هاهنا رواية علي بن الحسين ورواية محمد بن نصر

وَ زَادَ جَبرَئِيلُ بنُ أَحمَدَ فِي حَدِيثِهِ بِأَسَانِيدَ عَنِ الأَصبَغِ بنِ نُبَاتَةَ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ تَرَكنا بَعضَهُم يَومَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعضٍيعَنيِ‌ يَومَ القِيَامَةِ وَ كَانَ ذُو القَرنَينِ عَبداً صَالِحاً وَ كَانَ مِنَ اللّهِ بِمَكَانٍ نَصَحَ اللّهَ فَنَصَحَ لَهُ وَ أَحَبّ اللّهَ فَأَحَبّهُ وَ كَانَ قَد سَبّبَ لَهُ


صفحه : 200

فِي البِلَادِ وَ مَكّنَ لَهُ فِيهَا حَتّي مَلَكَ مَا بَينَ المَشرِقِ وَ المَغرِبِ وَ كَانَ لَهُ خَلِيلٌ مِنَ المَلَائِكَةِ يُقَالُ لَهُ رَقَائِيلُ يَنزِلُ إِلَيهِ فَيُحَدّثُهُ وَ يُنَاجِيهِ فَبَينَا هُوَ ذَاتَ يَومٍ عِندَهُ إِذ قَالَ لَهُ ذُو القَرنَينِ يَا رَقَائِيلُ كَيفَ عِبَادَةُ أَهلِ السّمَاءِ وَ أَينَ هيِ‌َ مِن عِبَادَةِ أَهلِ الأَرضِ قَالَ رَقَائِيلُ يَا ذَا القَرنَينِ وَ مَا عِبَادَةُ أَهلِ الأَرضِ فَقَالَ أَمّا عِبَادَةُ أَهلِ السّمَاءِ مَا فِي السّمَاوَاتِ مَوضِعُ قَدَمٍ إِلّا وَ عَلَيهِ مَلَكٌ قَائِمٌ لَا يَقعُدُ أَبَداً أَو رَاكِعٌ لَا يَسجُدُ أَبَداً أَو سَاجِدٌ لَا يَرفَعُ رَأسَهُ أَبَداً فَبَكَي ذُو القَرنَينِ بُكَاءً شَدِيداً فَقَالَ يَا رَقَائِيلُ إنِيّ‌ أُحِبّ أَن أَعِيشَ حَتّي أَبلُغَ مِن عِبَادَةِ ربَيّ‌ وَ حَقّ طَاعَتِهِ مَا هُوَ أَهلُهُ قَالَ رَقَائِيلُ يَا ذَا القَرنَينِ إِنّ لِلّهِ فِي الأَرضِ عَيناً تُدعَي عَينَ الحَيَاةِ فِيهَا عَزِيمَةٌ مِنَ اللّهِ أَنّهُ مَن يَشرَب مِنهَا لَم يَمُت حَتّي يَكُونَ هُوَ ألّذِي يَسأَلُ اللّهَ المَوتَ فَإِن ظَفِرتَ بِهَا تَعِش مَا شِئتَ قَالَ وَ أَينَ ذَلِكَ العَينُ وَ هَل تَعرِفُهَا قَالَ لَا غَيرَ أَنّا نَتَحَدّثُ فِي السّمَاءِ أَنّ لِلّهِ فِي الأَرضِ ظُلمَةً لَم يَطَأهَا إِنسٌ وَ لَا جَانّ فَقَالَ ذُو القَرنَينِ وَ أَينَ تِلكَ الظّلمَةُ قَالَ رَقَائِيلُ مَا أدَريِ‌ ثُمّ صَعِدَ رَقَائِيلُ فَدَخَلَ ذَا القَرنَينِ حُزنٌ طَوِيلٌ مِن قَولِ رَقَائِيلَ وَ مِمّا أَخبَرَهُ عَنِ العَينِ وَ الظّلمَةِ وَ لَم يُخبِرهُ بِعِلمٍ يَنتَفِعُ بِهِ مِنهُمَا فَجَمَعَ ذُو القَرنَينِ فُقَهَاءَ


صفحه : 201

أَهلِ مَملَكَتِهِ وَ عُلَمَاءَهُم وَ أَهلَ دِرَاسَةِ الكُتُبِ وَ آثَارِ النّبُوّةِ فَلَمّا اجتَمَعُوا عِندَهُ قَالَ ذُو القَرنَينِ يَا مَعشَرَ الفُقَهَاءِ وَ أَهلَ الكُتُبِ وَ آثَارِ النّبُوّةِ هَل وَجَدتُم فِيمَا قَرَأتُم مِن كُتُبِ اللّهِ وَ فِي كُتُبِ مَن كَانَ قَبلَكُم مِنَ المُلُوكِ أَنّ لِلّهِ عَيناً تُدعَي عَينَ الحَيَاةِ فِيهَا مِنَ اللّهِ عَزِيمَةٌ أَنّهُ مَن يَشرَب مِنهَا لَم يَمُت حَتّي يَكُونَ هُوَ ألّذِي يَسأَلُ اللّهَ المَوتَ قَالُوا لَا يَا أَيّهَا المَلِكُ قَالَ فَهَل وَجَدتُم فِيمَا قَرَأتُم مِنَ الكُتُبِ أَنّ لِلّهِ فِي الأَرضِ ظُلمَةً لَم يَطَأهَا إِنسٌ وَ لَا جَانّ قَالُوا لَا يَا أَيّهَا المَلِكُ فَحَزِنَ عَلَيهِ ذُو القَرنَينِ حُزناً شَدِيداً وَ بَكَي إِذ لَم يُخبَر عَنِ العَينِ وَ الظّلمَةِ بِمَا يُحِبّ وَ كَانَ فِيمَن حَضَرَهُ غُلَامٌ مِنَ الغِلمَانِ مِن أَولَادِ الأَوصِيَاءِ أَوصِيَاءِ الأَنبِيَاءِ وَ كَانَ سَاكِتاً لَا يَتَكَلّمُ حَتّي إِذَا أَيِسَ ذُو القَرنَينِ مِنهُم قَالَ لَهُ الغُلَامُ أَيّهَا المَلِكُ إِنّكَ تَسأَلُ هَؤُلَاءِ عَن أَمرٍ لَيسَ لَهُم بِهِ عِلمٌ وَ عِلمُ مَا تُرِيدُ عنِديِ‌ فَفَرِحَ ذُو القَرنَينِ فَرَحاً شَدِيداً حَتّي نَزَلَ عَن فِرَاشِهِ وَ قَالَ لَهُ ادنُ منِيّ‌ فَدَنَا مِنهُ فَقَالَ أخَبرِنيِ‌ قَالَ نَعَم أَيّهَا المَلِكُ إنِيّ‌ وَجَدتُ فِي كِتَابِ آدَمَ ألّذِي كَتَبَ يَومَ سمُيّ‌َ لَهُ مَا فِي الأَرضِ مِن عَينٍ أَو شَجَرٍ فَوَجَدتُ فِيهِ أَنّ لِلّهِ عَيناً تُدعَي عَينَ الحَيَاةِ فِيهَا مِن أَمرِ اللّهِ عَزِيمَةٌ أَنّهُ مَن يَشرَب مِنهَا لَم يَمُت حَتّي يَكُونَ هُوَ ألّذِي يَسأَلُ اللّهَ المَوتَ بِظُلمَةٍ لَم يَطَأهَا إِنسٌ وَ لَا جَانّ فَفَرِحَ ذُو القَرنَينِ وَ قَالَ ادنُ منِيّ‌ يَا أَيّهَا الغُلَامُ تدَريِ‌ أَينَ مَوضِعُهَا قَالَ نَعَم وَجَدتُ فِي كِتَابِ آدَمَ أَنّهَا عَلَي قَرنِ الشّمسِ يعَنيِ‌ مَطلِعَهَا فَفَرِحَ ذُو القَرنَينِ وَ بَعَثَ إِلَي أَهلِ مَملَكَتِهِ فَجَمَعَ أَشرَافَهُم وَ فُقَهَاءَهُم وَ عُلَمَاءَهُم وَ أَهلَ الحُكمِ مِنهُم فَاجتَمَعَ إِلَيهِ أَلفُ حَكِيمٍ وَ عَالِمٍ وَ فَقِيهٍ فَلَمّا اجتَمَعُوا عَلَيهِ تَهَيّأَ لِلمَسِيرِ وَ تَأَهّبَ لَهُ بِأَعَدّ العُدّةِ وَ أَقوَي القُوّةِ فَسَارَ بِهِم يُرِيدُ مَطلِعَ الشّمسِ يَخُوضُ البِحَارَ وَ يَقطَعُ الجِبَالَ وَ الفيَاَفيِ‌َ وَ الأَرَضِينَ وَ المَفَاوِزَ فَسَارَ اثنيَ‌ عَشَرَ سَنَةً حَتّي انتَهَي إِلَي طَرَفِ الظّلمَةِ فَإِذَا هيِ‌َ لَيسَت بِظُلمَةِ لَيلٍ وَ لَا دُخَانٍ وَ لَكِنّهَا هَوَاءٌ يَفُورُ سَدّ مَا بَينَ الأُفُقَينِ فَنَزَلَ بِطَرَفِهَا


صفحه : 202

وَ عَسكَرَ عَلَيهَا وَ جَمَعَ عُلَمَاءَ أَهلِ عَسكَرِهِ وَ فُقَهَاءَهُم وَ أَهلَ الفَضلِ مِنهُم فَقَالَ يَا مَعشَرَ الفُقَهَاءِ وَ العُلَمَاءِ إنِيّ‌ أُرِيدُ أَن أَسلُكَ هَذِهِ الظّلمَةَ فَخَرّوا لَهُ سُجّداً فَقَالُوا أَيّهَا المَلِكُ إِنّكَ لَتَطلُبُ أَمراً مَا طَلَبَهُ وَ لَا سَلَكَهُ أَحَدٌ كَانَ قَبلَكَ مِنَ النّبِيّينَ وَ المُرسَلِينَ وَ لَا مِنَ المُلُوكِ قَالَ إِنّهُ لَا بُدّ لِي مِن طَلَبِهَا قَالُوا أَيّهَا المَلِكُ إِنّا لَو نَعلَمُ أَنّكَ إِذَا سَلَكتَهَا ظَفِرتَ بِحَاجَتِكَ مِنهَا بِغَيرِ عَنَتٍ عَلَيكَ لَأَمَرنَا وَ لَكِنّا نَخَافُ أَن يَعلَقَ بِكَ مِنهَا أَمرٌ يَكُونُ فِيهِ هَلَاكُ مُلكِكَ وَ زَوَالُ سُلطَانِكَ وَ فَسَادٌ مِنَ الأَرضِ فَقَالَ لَا بُدّ مِن أَن أَسلُكَهَا فَخَرّوا سُجّداً لِلّهِ وَ قَالُوا إِنّا نَتَبَرّأُ إِلَيكَ مِمّا يُرِيدُ ذُو القَرنَينِ فَقَالَ ذُو القَرنَينِ يَا مَعشَرَ العُلَمَاءِ أخَبرِوُنيِ‌ بِأَبصَرِ الدّوَابّ قَالُوا الخَيلُ الإِنَاثُ البِكَارَةُ أَبصَرُ الدّوَابّ فَانتَخَبَ مِن عَسكَرِهِ فَأَصَابَ سِتّةَ آلَافِ فَرَسٍ إِنَاثاً أَبكَاراً وَ انتَخَبَ مِن أَهلِ العِلمِ وَ الفَضلِ وَ الحِكمَةِ سِتّةَ آلَافِ رَجُلٍ فَدَفَعَ إِلَي كُلّ رَجُلٍ فَرَساً وَ وَلّي فَسحَرَ وَ هُوَ الخَضِرُ عَلَي ألَفيَ‌ فَرَسٍ فَجَعَلَهُم عَلَي مُقَدّمَتِهِ وَ أَمَرَهُم أَن يَدخُلُوا الظّلمَةَ وَ سَارَ ذُو القَرنَينِ فِي أَربَعَةِ آلَافٍ وَ أَمَرَ أَهلَ عَسكَرِهِ أَن يَلزَمُوا مُعَسكَرَهُ اثنيَ‌ عَشَرَ سَنَةً فَإِن رَجَعَ هُوَ إِلَيهِم إِلَي ذَلِكَ الوَقتِ وَ إِلّا تَفَرّقُوا فِي البِلَادِ وَ لَحِقُوا بِبِلَادِهِم أَو حَيثُ شَاءُوا فَقَالَ الخَضِرُ أَيّهَا المَلِكُ إِنّا نَسلُكَ فِي الظّلمَةِ لَا يَرَي بَعضُنَا بَعضاً كَيفَ نَصنَعُ بِالضّلَالِ إِذَا أَصَابَنَا فَأَعطَاهُ ذُو القَرنَينِ خَرَزَةً حَمرَاءَ كَأَنّهَا مَشعَلَةٌ لَهَا ضَوءٌ فَقَالَ خُذ هَذِهِ الخَرَزَةَ فَإِذَا أَصَابَكُمُ الضّلَالُ فَارمِ بِهَا إِلَي الأَرضِ فَإِنّهَا تَصِيحُ فَإِذَا صَاحَت رَجَعَ أَهلُ الضّلَالِ إِلَي صَوتِهَا فَأَخَذَهَا الخَضِرُ وَ مَضَي فِي الظّلمَةِ وَ كَانَ الخَضِرُ يَرتَحِلُ وَ يَنزِلُ ذُو القَرنَينِ فَبَينَا الخَضِرُ يَسِيرُ ذَاتَ يَومٍ إِذ عَرَضَ لَهُ وَادٍ فِي الظّلمَةِ فَقَالَ لِأَصحَابِهِ قِفُوا فِي هَذَا المَوضِعِ لَا يَتَحَرّكَنّ أَحَدٌ مِنكُم


صفحه : 203

عَن مَوضِعِهِ وَ نَزَلَ عَن فَرَسِهِ فَتَنَاوَلَ الخَرَزَةَ فَرَمَي بِهَا فِي الواَديِ‌ فَأَبطَأَت عَنهُ بِالإِجَابَةِ حَتّي خَافَ أَن لَا يُجِيبَهُ ثُمّ أَجَابَتهُ فَخَرَجَ إِلَي صَوتِهَا فَإِذَا هيِ‌َ عَلَي جَانِبِ العَينِ وَ إِذَا مَاؤُهَا أَشَدّ بَيَاضاً مِنَ اللّبَنِ وَ أَصفَي مِنَ اليَاقُوتِ وَ أَحلَي مِنَ العَسَلِ فَشَرِبَ مِنهُ ثُمّ خَلَعَ ثِيَابَهُ فَاغتَسَلَ مِنهَا ثُمّ لَبِسَ ثِيَابَهُ ثُمّ رَمَي بِالخَرَزَةِ نَحوَ أَصحَابِهِ فَأَجَابَتهُ فَخَرَجَ إِلَي أَصحَابِهِ وَ رَكِبَ وَ أَمَرَهُم بِالمَسِيرِ فَسَارُوا وَ مَرّ ذُو القَرنَينِ بَعدَهُ فَأَخطَأَ الواَديِ‌َ فَسَلَكُوا تِلكَ الظّلمَةَ أَربَعِينَ يَوماً وَ أَربَعِينَ لَيلَةً ثُمّ خَرَجُوا بِضَوءٍ لَيسَ بِضَوءِ نَهَارٍ وَ لَا شَمسٍ وَ لَا قَمَرٍ وَ لَكِنّهُ نُورٌ فَخَرَجُوا إِلَي أَرضٍ حَمرَاءَ رَمِلَةٍ خَشخَاشَةٍ فَرِكَةٍ كَأَنّ حَصَاهَا اللّؤلُؤُ فَإِذَا هُوَ بِقَصرٍ مبَنيِ‌ّ عَلَي طُولِ فَرسَخٍ فَجَاءَ ذُو القَرنَينِ إِلَي البَابِ فَعَسكَرَ عَلَيهِ ثُمّ تَوَجّهَ بِوَجهِهِ وَحدَهُ إِلَي القَصرِ فَإِذَا طَائِرٌ وَ إِذَا حَدِيدَةٌ طَوِيلَةٌ قَد وُضِعَ طَرَفَاهَا عَلَي جاَنبِيَ‌ِ القَصرِ وَ الطّيرُ أَسوَدُ مُعَلّقٌ فِي تِلكَ الحَدِيدَةِ بَينَ السّمَاءِ وَ الأَرضِ كَأَنّهُ الخُطّافُ أَو صُورَةُ الخُطّافِ أَو شَبِيهٌ بِالخُطّافِ أَو هُوَ خُطّافٌ فَلَمّا سَمِعَ الطّائِرُ خَشخَشَةَ ذيِ‌ القَرنَينِ قَالَ مَن هَذَا قَالَ أَنَا ذُو القَرنَينِ فَقَالَ الطّائِرُ يَا ذَا القَرنَينِ أَ مَا كَفَاكَ مَا وَرَاءَكَ حَتّي وَصَلتَ إِلَي حَدّ باَبيِ‌ هَذَا فَفَرِقَ ذُو القَرنَينِ فَرَقاً شَدِيداً فَقَالَ يَا ذَا القَرنَينِ لَا تَخَف وَ أخَبرِنيِ‌ قَالَ سَل قَالَ هَل كَثُرَ فِي الأَرضِ بُنيَانُ الآجُرّ وَ الجِصّ قَالَ نَعَم قَالَ فَانتَفَضَ الطّيرُ وَ امتَلَأَ حَتّي مَلَأَ مِنَ الحَدِيدَةِ ثُلُثَهَا فَفَرِقَ ذُو القَرنَينِ فَقَالَ لَا تَخَف وَ أخَبرِنيِ‌ قَالَ سَل قَالَ هَل كَثُرَتِ المَعَازِفُ قَالَ نَعَم قَالَ فَانتَفَضَ الطّيرُ وَ امتَلَأَ حَتّي مَلَأَ مِنَ الحَدِيدَةِ ثُلُثَيهَا فَفَرِقَ ذُو القَرنَينِ فَقَالَ لَا تَخَف وَ أخَبرِنيِ‌ قَالَ سَل قَالَ هَلِ ارتَكَبَ النّاسُ شَهَادَةَ الزّورِ فِي الأَرضِ قَالَ نَعَم فَانتَفَضَ انتِفَاضَةً وَ انتَفَخَ فَسَدّ مَا بَينَ جدِاَريَ‌ِ القَصرِ قَالَ فَامتَلَأَ ذُو القَرنَينِ عِندَ ذَلِكَ فَرَقاً مِنهُ فَقَالَ لَهُ لَا تَخَف وَ أخَبرِنيِ‌ قَالَ


صفحه : 204

سَل قَالَ هَل تَرَكَ النّاسُ شَهَادَةَ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ قَالَ لَا فَانضَمّ ثُلُثُهُ ثُمّ قَالَ يَا ذَا القَرنَينِ لَا تَخَف وَ أخَبرِنيِ‌ قَالَ سَل قَالَ هَل تَرَكَ النّاسُ الصّلَاةَ المَفرُوضَةَ قَالَ لَا قَالَ فَانضَمّ ثُلُثٌ آخَرُ ثُمّ قَالَ يَا ذَا القَرنَينِ لَا تَخَف وَ أخَبرِنيِ‌ قَالَ سَل قَالَ هَل تَرَكَ النّاسُ الغُسلَ مِنَ الجَنَابَةِ قَالَ لَا قَالَ فَانضَمّ حَتّي عَادَ إِلَي حَالِهِ الأَوّلِ فَإِذَا هُوَ بِدَرَجَةٍ مُدرَجَةٍ إِلَي أَعلَي القَصرِ فَقَالَ الطّيرُ يَا ذَا القَرنَينِ اسلُك هَذِهِ الدّرَجَةَ فَسَلَكَهَا وَ هُوَ خَائِفٌ لَا يدَريِ‌ مَا يَهجُمُ عَلَيهِ حَتّي استَوَي عَلَي ظَهرِهَا فَإِذَا هُوَ بِسَطحٍ مَمدُودٍ مَدّ البَصَرِ وَ إِذَا رَجُلٌ شَابّ أَبيَضُ مضُيِ‌ءُ الوَجهِ عَلَيهِ ثِيَابٌ بِيضٌ حَتّي كَأَنّهُ رَجُلٌ أَو فِي صُورَةِ رَجُلٍ أَو شَبِيهٌ بِالرّجُلِ أَو هُوَ رَجُلٌ وَ إِذَا هُوَ رَافِعٌ رَأسَهُ إِلَي السّمَاءِ يَنظُرُ إِلَيهَا وَاضِعٌ يَدَهُ عَلَي فِيهِ فَلَمّا سَمِعَ خَشخَشَةَ ذيِ‌ القَرنَينِ قَالَ مَن هَذَا قَالَ أَنَا ذُو القَرنَينِ قَالَ يَا ذَا القَرنَينِ أَ مَا كَفَاكَ مَا وَرَاءَكَ حَتّي وَصَلتَ إلِيَ‌ّ قَالَ ذُو القَرنَينِ مَا لِي أَرَاكَ وَاضِعاً يَدَكَ عَلَي فِيكَ قَالَ يَا ذَا القَرنَينِ أَنَا صَاحِبُ الصّورِ وَ إِنّ السّاعَةَ قَدِ اقتَرَبَت وَ أَنَا أَنتَظِرُ أَن أُومَرَ بِالنّفخِ فَأَنفُخَ ثُمّ ضَرَبَ بِيَدِهِ فَتَنَاوَلَ حَجَراً فَرَمَي بِهِ إِلَي ذيِ‌ القَرنَينِ كَأَنّهُ حَجَرٌ أَو شِبهُ حَجَرٍ أَو هُوَ حَجَرٌ فَقَالَ يَا ذَا القَرنَينِ خُذهَا فَإِن جَاعَ جُعتَ وَ إِن شَبِعَ شَبِعتَ فَارجِع فَرَجَعَ ذُو القَرنَينِ بِذَلِكَ الحَجَرِ حَتّي خَرَجَ بِهِ إِلَي أَصحَابِهِ فَأَخبَرَهُم بِالطّيرِ وَ مَا سَأَلَهُ عَنهُ وَ مَا قَالَ لَهُ وَ مَا كَانَ مِن أَمرِهِ وَ أَخبَرَهُم بِصَاحِبِ السّطحِ وَ مَا قَالَ لَهُ وَ مَا أَعطَاهُ ثُمّ قَالَ لَهُم إِنّهُ أعَطاَنيِ‌ هَذَا الحَجَرَ وَ قَالَ لِي إِن جَاعَ جُعتَ وَ إِن شَبِعَ شَبِعتَ قَالَ أخَبرِوُنيِ‌ بِأَمرِ هَذَا الحَجَرِ فَوُضِعَ فِي إِحدَي الكَفّينِ فَوُضِعَ حَجَرٌ مِثلُهُ فِي الكِفّةِ الأُخرَي ثُمّ رُفِعَ المِيزَانُ فَإِذَا الحَجَرُ ألّذِي جَاءَ بِهِ أَرجَحُ بِمِثلِ الآخَرِ فَوَضَعُوا آخَرَ فَمَالَ بِهِ حَتّي وَضَعُوا أَلفَ حَجَرٍ كُلّهَا مِثلُهُ ثُمّ رَفَعُوا المِيزَانَ فَمَالَ بِهَا وَ لَم يَستَمِل بِهِ الأَلفُ حَجَرٍ فَقَالُوا يَا أَيّهَا المَلِكُ لَا عِلمَ لَنَا بِهَذَا فَقَالَ لَهُ الخَضِرُ أَيّهَا المَلِكُ إِنّكَ تَسأَلُ هَؤُلَاءِ عَمّا لَا عِلمَ لَهُم بِهِ وَ قَد أُوتِيتُ عِلمَ


صفحه : 205

هَذَا الحَجَرِ فَقَالَ ذُو القَرنَينِ فَأَخبِرنَا بِهِ وَ بَيّنهُ لَنَا فَتَنَاوَلَ الخَضِرُ المِيزَانَ فَوَضَعَ الحَجَرَ ألّذِي جَاءَ بِهِ ذُو القَرنَينِ فِي كِفّةِ المِيزَانِ ثُمّ وَضَعَ حَجَراً آخَرَ فِي كِفّةٍ أُخرَي ثُمّ وَضَعَ كِفّةَ تُرَابٍ عَلَي حَجَرِ ذيِ‌ القَرنَينِ يَزِيدُهُ ثِقلًا ثُمّ رَفَعَ المِيزَانَ فَاعتَدَلَ وَ عَجِبُوا وَ خَرّوا سُجّداً لِلّهِ تَعَالَي وَ قَالُوا أَيّهَا المَلِكُ هَذَا أَمرٌ لَم يَبلُغهُ عِلمُنَا وَ إِنّا لَنَعلَمُ أَنّ الخَضِرَ لَيسَ بِسَاحِرٍ فَكَيفَ هَذَا وَ قَد وَضَعنَا مَعَهُ أَلفَ حَجَرٍ كُلّهَا مِثلُهُ فَمَالَ بِهَا وَ هَذَا قَدِ اعتَدَلَ بِهِ وَ زَادَهُ تُرَاباً قَالَ ذُو القَرنَينِ بَيّن يَا خَضِرُ لَنَا أَمرَ هَذَا الحَجَرِ قَالَ الخَضِرُ أَيّهَا المَلِكُ إِنّ أَمرَ اللّهِ نَافِذٌ فِي عِبَادِهِ وَ سُلطَانَهُ قَاهِرٌ وَ حُكمَهُ فَاصِلٌ وَ إِنّ اللّهَ ابتَلَي عِبَادَهُ بَعضَهُم بِبَعضٍ وَ ابتَلَي العَالِمَ بِالعَالِمِ وَ الجَاهِلَ بِالجَاهِلِ وَ العَالِمَ بِالجَاهِلِ وَ الجَاهِلَ بِالعَالِمِ وَ إِنّهُ ابتلَاَنيِ‌ بِكَ وَ ابتَلَاكَ بيِ‌ فَقَالَ ذُو القَرنَينِ يَرحَمُكَ اللّهُ يَا خَضِرُ إِنّمَا تَقُولُ ابتلَاَنيِ‌ بِكَ حِينَ جُعِلتَ أَعلَمَ منِيّ‌ وَ جُعِلتَ تَحتَ يدَيِ‌ أخَبرِنيِ‌ يَرحَمُكَ اللّهُ عَن أَمرِ هَذَا الحَجَرِ فَقَالَ الخَضِرُ أَيّهَا المَلِكُ إِنّ هَذَا الحَجَرَ مَثَلٌ ضَرَبَهُ لَكَ صَاحِبُ الصّورِ يَقُولُ إِنّ مَثَلَ بنَيِ‌ آدَمَ مَثَلُ هَذَا الحَجَرِ ألّذِي وُضِعَ وَ وُضِعَ مَعَهُ أَلفُ حَجَرٍ فَمَالَ بِهَا ثُمّ إِذَا وُضِعَ عَلَيهِ التّرَابُ شَبِعَ وَ عَادَ حَجَراً مِثلَهُ فَيَقُولُ كَذَلِكَ مَثَلُكَ أَعطَاكَ اللّهُ مِنَ المُلكِ مَا أَعطَاكَ فَلَم تَرضَ بِهِ حَتّي طَلَبتَ أَمراً لَم يَطلُبهُ أَبَداً مَن كَانَ قَبلَكَ وَ دَخَلتَ مَدخَلًا لَم يَدخُلهُ إِنسٌ وَ لَا جَانّ يَقُولُ كَذَلِكَ ابنُ آدَمَ وَ لَا يَشبَعُ حَتّي يُحثَي عَلَيهِ التّرَابُ قَالَ فَبَكَي ذُو القَرنَينِ بُكَاءً شَدِيداً وَ قَالَ صَدَقتَ يَا خَضِرُ يَضرِبُ لِي هَذَا المَثَلَ لَا جَرَمَ أنَيّ‌ لَا أَطلُبُ أَثَراً فِي البِلَادِ بَعدَ مسَلكَيِ‌ هَذَا ثُمّ انصَرَفَ رَاجِعاً فِي الظّلمَةِ فَبَينَا هُم يَسِيرُونَ إِذَا سَمِعُوا خَشخَشَةً تَحتَ سَنَابِكِ خَيلِهِم فَقَالُوا أَيّهَا المَلِكُ مَا هَذَا فَقَالَ خُذُوا مِنهُ فَمَن أَخَذَ مِنهُ نَدِمَ وَ مَن تَرَكَهُ نَدِمَ فَأَخَذَ بَعضٌ وَ تَرَكَ بَعضٌ فَلَمّا خَرَجُوا مِنَ الظّلمَةِ إِذَا هُم بِالزّبَرجَدِ فَنَدِمَ الآخِذُ وَ التّارِكُ وَ رَجَعَ ذُو القَرنَينِ إِلَي دَومَةِ الجَندَلِ وَ كَانَ بِهَا مَنزِلُهُ فَلَم يَزَل بِهَا حَتّي قَبَضَهُ اللّهُ إِلَيهِ قَالَ وَ كَانَص إِذَا حَدّثَ بِهَذَا الحَدِيثِ قَالَ رَحِمَ اللّهُ أخَيِ‌ ذَا القَرنَينِ مَا كَانَ مُخطِئاً إِذ سَلَكَ مَا سَلَكَ وَ طَلَبَ مَا طَلَبَ وَ لَو ظَفِرَ بوِاَديِ‌ الزّبَرجَدِ فِي مَذهَبِهِ لَمَا تَرَكَ فِيهِ شَيئاً إِلّا أَخرَجَهُ إِلَي النّاسِ لِأَنّهُ كَانَ رَاغِباً


صفحه : 206

وَ لَكِنّهُ ظَفِرَ بِهِ بَعدَ مَا رَجَعَ فَقَد زَهِدَ

30-جَبرَئِيلُ بنُ أَحمَدَ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ رَفَعَهُ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ ذَا القَرنَينِ عَمِلَ صُندُوقاً مِن قَوَارِيرَ ثُمّ حَمَلَ فِي مَسِيرِهِ مَا شَاءَ اللّهُ ثُمّ رَكِبَ البَحرَ فَلَمّا انتَهَي إِلَي مَوضِعٍ مِنهُ قَالَ لِأَصحَابِهِ دلُوّنيِ‌ فَإِذَا حَرّكتُ الحَبلَ فأَخَرجِوُنيِ‌ فَإِن لَم أُحَرّكِ الحَبلَ فأَرَسلِوُنيِ‌ إِلَي آخِرِهِ فَأَرسَلُوهُ فِي البَحرِ وَ أَرسَلُوا الحَبلَ مَسِيرَةَ أَربَعِينَ يَوماً فَإِذَا ضَارِبٌ يَضرِبُ حَيثُ الصّندُوقُ وَ يَقُولُ يَا ذَا القَرنَينِ أَينَ تُرِيدُ قَالَ أُرِيدُ أَن أَنظُرَ إِلَي مُلكِ ربَيّ‌ فِي البَحرِ كَمَا رَأَيتُهُ فِي البَرّ فَقَالَ يَا ذَا القَرنَينِ إِنّ هَذَا المَوضِعَ ألّذِي أَنتَ فِيهِ مَرّ فِيهِ نُوحٌ زَمَانَ الطّوفَانِ فَسَقَطَ مِنهُ قَدُومٌ فَهُوَ يهَويِ‌ فِي قَعرِ البَحرِ إِلَي السّاعَةِ لَم يَبلُغ قَعرَهُ فَلَمّا سَمِعَ ذُو القَرنَينِ ذَلِكَ حَرّكَ الحَبلَ وَ خَرَجَ

بيان قال الفيروزآبادي‌ الخشخشة صوت السلاح و كل شيءيابس إذاحل بعضه ببعض والدخول في الشي‌ء انتهي و قوله ع فركة أي كانت لينة بحيث كان يمكن فركها باليد

31-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع تَغرُبُ الشّمسُ فِي عَينٍ حَامِيَةٍ فِي بَحرٍ دُونَ المَدِينَةِ التّيِ‌ مِمّا يلَيِ‌ المَغرِبَ يعَنيِ‌ جَابُلقَا

بيان قرأ ابن عامر وحمزة والكسائي‌ و أبوبكر حامية أي حارة وقرأ الباقون حَمِئَةٍ أي ذات حمئة وطين أسود وأولت بأن المراد أنه بلغ ساحل البحر المحيط فرآها كذلك إذ لم يكن في مطمح نظره غيرالماء ولذا قال تعالي وَجَدَها تَغرُبُ و لم يقل كانت تغرب

32-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِ اللّهِلَم نَجعَل لَهُم مِن دُونِها سِتراًكَذَلِكَ قَالَ لَم يَعلَمُوا صَنعَةَ البُيُوتِ

إيضاح قال الرازي‌ فيه قولان الأول أنه شاطئ بحر لاجبل و لا شيءيمنع من وقوع شعاع الشمس عليهم فلهذا إذاطلعت الشمس دخلوا في أسراب واغلة في الأرض


صفحه : 207

أوغاصوا في الماء فيكون عندطلوع الشمس يتعذر عليهم التصرف في المعاش و عندغروبها يشتغلون بتحصيل مهمات المعاش وحالهم بالضد من أحوال سائر الخلق . والقول الثاني‌ أن معناه لاثياب لهم ويكونون كسائر الحيوانات عراة أبدا و في كتب الهيئة أن حال أكثر أهل الزنج كذلك وحال كل من سكن البلاد القريبة من خط الإستواء كذلك وذكر في بعض كتب التفسير أن بعضهم قال سافرت حتي جاوزت الصين فسألت عن هؤلاء القوم فقيل بينك وبينهم مسيرة يوم وليلة فبلغتهم و إذاأحدهم يفرش إحدي أذنيه ويلبس الأخري فلما قرب طلوع الشمس سمعت صوتا كهيئة الصلصلة فغشي‌ علي ثم أفقت فلما طلعت الشمس إذاهي‌ فوق الماء كهيئة الزيت فأدخلوني‌ سربا لهم فلما ارتفع النهار جعلوا يصطادون السمك ويطرحون في الشمس فينضج

33-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن جَابِرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ اجعَل بَينَنَا وَ بَينَهُم سَدّاًفَمَا اسطاعُوا أَن يَظهَرُوهُ وَ مَا استَطاعُوا لَهُ نَقباً قَالَ هُوَ السّدّ التّقِيّةُ

34-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَنِ المُفَضّلِ قَالَ سَأَلتُ الصّادِقَ ع عَن قَولِهِأَجعَل بَينَكُم وَ بَينَهُم رَدماً قَالَ التّقِيّةَفَمَا اسطاعُوا أَن يَظهَرُوهُ وَ مَا استَطاعُوا لَهُ نَقباً قَالَ مَا استَطَاعُوا لَهُ نَقباً إِذَا عُمِلَ بِالتّقِيّةِ لَم يَقدِرُوا فِي ذَلِكَ عَلَي حِيلَةٍ وَ هُوَ الحِصنُ الحَصِينُ وَ صَارَ بَينَكَ وَ بَينَ أَعدَاءِ اللّهِ سَدّاً لَا يَستَطِيعُونَ لَهُ نَقباً قَالَ وَ سَأَلتُهُ عَن قَولِهِفَإِذا جاءَ وَعدُ ربَيّ‌ جَعَلَهُ دَكّاءَ قَالَ رَفَعَ التّقِيّةَ عِندَ قِيَامِ القَائِمِ فَيَنتَقِمُ مِن أَعدَاءِ اللّهِ

بيان كأن هذاكلام علي سبيل التمثيل والتشبيه أي جعل الله التقية لكم سدا لرفع ضرر المخالفين عنكم إلي قيام القائم ع ورفع التقية كما أن ذا القرنين وضع السد لرفع فتنة يأجوج ومأجوج إلي أن يأذن الله لرفعها.تكملة قال الرازي‌ اختلف الناس في أن ذا القرنين من هو وذكروا أقوالا


صفحه : 208

الأول أنه الإسكندر بن فيلقوس اليوناني‌ قالوا والدليل عليه أن القرآن دل علي أن الرجل المسمي بذي‌ القرنين بلغ ملكه إلي أقصي المغرب بدليل قوله حَتّي إِذا بَلَغَ مَغرِبَ الشّمسِ وَجَدَها تَغرُبُ فِي عَينٍ حَمِئَةٍ وأيضا بلغ ملكه أقصي المشرق بدليل قوله حَتّي إِذا بَلَغَ مَطلِعَ الشّمسِ وأيضا بلغ ملكه أقصي الشمال بدليل أن يأجوج ومأجوج قوم من الترك ويسكنون في أقصي الشمال وبدليل أن السد المذكور في القرآن يقال في كتب التواريخ إنه في أقصي الشمال فهذا المسمي بذي‌ القرنين في القرآن قددل القرآن علي أن ملكه بلغ أقصي المشرق والمغرب والشمال و هذا هوتمام القدر المعمور من الأرض ومثل ذلك الملك البسيط لاشك أنه علي خلاف العادة و ما كان كذلك وجب أن يبقي ذكره مخلدا علي وجه الدهر و أن لايبقي مخفيا مستترا والملك ألذي اشتهر في كتب التواريخ أنه بلغ ملكه إلي هذاالقدر ليس إلاالإسكندر و ذلك لأنه لمامات أبوه جمع ملك الروم بعد أن كانوا طوائف ثم قصد ملوك المغرب وقهرهم وأمعن حتي انتهي إلي البحر الأخضر ثم عاد إلي مصر وبني الإسكندرية وسماها باسم نفسه ثم دخل الشام وقصد بني‌ إسرائيل وورد بيت المقدس وذبح في مذبحه ثم انعطف إلي أرمنية و باب الأبواب ودانت له العبرانيون والقبط والبربر وتوجه بعد ذلك إلي دارا بن دارا وهزمه مرات إلي أن قتله صاحب حرسه واستولي الإسكندر علي ملوك الفرس وقصد الهند والصين وغزا الأمم البعيدة ورجع إلي خراسان وبني المدن الكثيرة ورجع إلي العراق ومرض بشهرذور ومات بها فلما ثبت بالقرآن أن ذا القرنين كان رجلا ملك الأرض بالكلية أو مايقرب منها وثبت بعلم التواريخ أن ألذي هذاشأنه ما كان إلاالإسكندر وجب القطع بأن المراد بذي‌ القرنين هوالإسكندر بن فيلقوس اليوناني‌.


صفحه : 209

ثم ذكروا في تسمية ذي‌ القرنين بهذا الاسم وجوها الأول أنه لقب بهذا اللقب لأجل بلوغه قرني‌ الشمس أي مطلعها ومغربها كمالقب أردشير بطول اليدين لنفوذ أمره حيث أراده والثاني‌ أن الفرس قالوا إن دارا الأكبر كان تزوج بابنة فيلقوس فلما قرب منها وجد منها رائحة منكرة فردها إلي أبيها وكانت قدحملت منه بالإسكندر فولدت الإسكندر بعدعودها إلي أبيها فيلقس فبقي‌ الإسكندر عندفيلقس وأظهر أنه ابنه و هو في الحقيقة ابن دارا الأكبر قالوا والدليل علي ذلك أن الإسكندر لماأدرك دارا بن دارا و به رمق وضع رأسه في حجره و قال لدارا ياأخي‌ أخبرني‌ عمن فعل هذالأنتقم لك منه فهذا ماقاله الفرس قالوا فعلي هذاالتقدير فالإسكندر أبوه دارا الأكبر وأمه بنت فيلقس فهذا إنما تولد من أصلين مختلفين الفرس والروم و هذا ألذي قاله الفرس وإنما ذكروه لأنهم أرادوا أن يجعلوه من نسل ملوك العجم حتي لا يكون ملك مثله من نسب غيرنسب ملوك العجم و هو في الحقيقة كذب وإنما قال الإسكندر لدارا ياأخي‌ علي سبيل التواضع وأكرم دارا بذلك الخطاب . والقول الثاني‌ قال أبوالريحان البيروني‌ المنجم في كتابه ألذي سماه بالآثار الباقية من القرون الخالية قيل إن ذا القرنين هو أبوكرب شمر بن عمير بن أفريقش الحميري‌ و هو ألذي بلغ ملكه مشارق الأرض ومغاربها و هو ألذي افتخر به أحد الشعراء من حمير حيث قال قد كان ذو القرنين قبلي‌ مسلما.ملكا علا في الأرض غيرمعبد.


صفحه : 210

بلغ المشارق والمغارب يبتغي‌.أسباب ملك من كريم سيد. ثم قال أبوالريحان ويشبه أن يكون هذاالقول أقرب لأن الأذواء كانوا من اليمن وهم الذين لاتخلو أساميهم من ذي‌ كذي‌ المنار وذي‌ نواس وذي‌ النون وذي‌ يزن . والثالث أنه كان عبدا صالحا ملكه الله الأرض وأعطاه العلم والحكمة وألبسه الهيبة و إن كنا لانعرف من هو ثم ذكروا في تسميته بذي‌ القرنين وجوها الأول سَأَلَ ابنُ الكَوّاءِ عَلِيّاً ع عَن ذيِ‌ القَرنَينِ وَ قَالَ أَ مَلِكٌ أَو نبَيِ‌ّ قَالَ لَا مَلِكٌ وَ لَا نبَيِ‌ّ كَانَ عَبداً صَالِحاً ضُرِبَ عَلَي قَرنِهِ الأَيمَنِ فَمَاتَ ثُمّ بَعَثَهُ اللّهُ فَضُرِبَ عَلَي قَرنِهِ الأَيسَرِ فَمَاتَ فَبَعَثَهُ اللّهُ فسَمُيّ‌َ ذَا القَرنَينِ وَ فِيكُم مِثلُهُ

.الثاني‌ سمي‌ بذي‌ القرنين لأنه انقرض في وقته قرنان من الناس الثالث قيل كانت صفحتا رأسه من نحاس الرابع كان علي رأسه مايشبه القرنين الخامس كان لتاجه قرنان السادس

عَنِ النّبِيّص أَنّهُ سمُيّ‌َ ذَا القَرنَينِ لِأَنّهُ طَافَ قرَنيَ‌ِ الدّنيَا يعَنيِ‌ شَرقَهَا وَ غَربَهَا

السابع كان له قرنان أي ضفيرتان الثامن أن الله تعالي سخر له النور والظلمة فإذاسري يهديه النور من أمامه ويمتد الظلمة من ورائه التاسع يجوز أن يلقب بذلك لشجاعته كماسمي‌ الشجاع بالقرن لأنه يقطع أقرانه العاشر أنه رأي في المنام كأنه صعد الفلك وتعلق بطرفي‌ الشمس وقرنيها أي جانبيها فسمي‌ لهذا السبب بذي‌ القرنين الحادي‌ عشر سمي‌ بذلك لأنه دخل النور والظلمة. والقول الرابع أن ذا القرنين ملك من الملائكة عن عمر و أنه سمع رجلا يقول


صفحه : 211

ياذا القرنين فقال أللهم اغفر أ مارضيتم أن تسموا بأسماء الأنبياء حتي سميتم بأسماء الملائكة فهذا جملة ماقيل في هذاالباب والقول الأول أظهر لأجل الدليل ألذي ذكرناه و هو أن مثل هذاالملك العظيم يجب أن يكون معلوم الحال و هذاالملك العظيم هوالإسكندر فوجب أن يكون المراد بذي‌ القرنين هو إلا أن فيه إشكالا قويا و هو أنه كان تلميذا لأرسطاطاليس الحكيم و كان علي مذهبه فتعظيم الله إياه يوجب الحكم بأن مذهب أرسطاطاليس حق وصدق و ذلك مما لاسبيل إليه .المسألة الثانية اختلفوا في أن ذا القرنين هل كان من الأنبياء أم لامنهم من قال إنه كان من الأنبياء واحتجوا عليه بوجوه الأول قوله إِنّا مَكّنّا لَهُ فِي الأَرضِ والأولي حمله علي التمكين في الدين والتمكين الكامل في الدين هوالنبوة. والثاني‌ قوله وَ آتَيناهُ مِن كُلّ شَيءٍ سَبَباً و من جملة الأشياء النبوة فمقتضي العموم في قوله وَ آتَيناهُ مِن كُلّ شَيءٍ سَبَباً هو أنه تعالي آتاه من النبوة سببا. والثالث قوله تعالي قُلنا يا ذَا القَرنَينِ إِمّا أَن تُعَذّبَ وَ إِمّا أَن تَتّخِذَ فِيهِم حُسناً و ألذي يتكلم الله معه لابد و أن يكون نبيا ومنهم من قال إنه كان عبدا صالحا و ما كان نبيا انتهي .أقول الظاهر من الأخبار أنه غيرالإسكندر و أنه كان في زمن ابراهيم ع و أنه أول الملوك بعدنوح ع و أمااستدلاله فلايخفي ضعفه بعد ما قدعرفت


صفحه : 212

مع أن الملوك المتقدمة لم يضبط أحوالهم بحيث لايشذ عنهم أحد وأيضا الظاهر من كلام أهل الكتاب الذين عليهم يعولون في التواريخ عدم الاتحاد ثم الظاهر مما ذكرنا من الأخبار وغيرهما مما أورده الكليني‌ وغيره أنه لم يكن نبيا ولكنه كان عبدا صالحا مؤيدا من عنده تعالي . و أمايأجوج ومأجوج فقد ذكر الشيخ الطبرسي‌ أن فسادهم أنهم كانوا يخرجون فيقتلونهم ويأكلون لحومهم ودوابهم وقيل كانوا يخرجون أيام الربيع فلايدعون شيئا أخضر إلاأكلوه و لايابسا إلااحتملوه عن الكلبي‌ وقيل أرادوا أنهم سيفسدون في المستقبل عندخروجهم وَ وَرَدَ فِي الخَبَرِ عَن حُذَيفَةَ قَالَ سَأَلتُ رَسُولَ اللّهِص عَن يَأجُوجَ وَ مَأجُوجَ فَقَالَ يَأجُوجُ أُمّةٌ وَ مَأجُوجُ أُمّةٌ كُلّ أُمّةٍ أَربَعُمِائَةِ أُمّةٍ لَا يَمُوتُ الرّجُلُ مِنهُم حَتّي يَنظُرَ إِلَي أَلفِ ذَكَرٍ مِن صُلبِهِ كُلّ قَد حَمَلَ السّلَاحَ قُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ صِفهُم لَنَا قَالَ هُم ثَلَاثَةُ أَصنَافٍ صِنفٌ مِنهُم أَمثَالُ الأَرزِ قُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ مَا الأَرزُ قَالَ شَجَرٌ بِالشّامِ طَوِيلٌ وَ صِنفٌ مِنهُم طُولُهُم وَ عَرضُهُم سَوَاءٌ وَ هَؤُلَاءِ الّذِينَ لَا يَقُومُ لَهُم جَبَلٌ وَ لَا حَدِيدٌ وَ صِنفٌ مِنهُم يَفتَرِشُ أَحَدُهُم إِحدَي أُذُنَيهِ وَ يَلتَحِفُ بِالأُخرَي وَ لَا يَمُرّونَ بِفِيلٍ وَ لَا وَحشٍ وَ لَا جَمَلٍ وَ لَا خِنزِيرٍ إِلّا أَكَلُوهُ وَ مَن مَاتَ مِنهُم أَكَلُوهُ مُقَدّمَتُهُم بِالشّامِ وَ سَاقَتُهُم بِخُرَاسَانَ يَشرَبُونَ أَنهَارَ المَشرِقِ وَ بُحَيرَةَ طَبَرِيّةَ

قال وهب ومقاتل إنهم من ولد يافث بن نوح أبي الترك و قال السدي‌ الترك سرية من يأجوج ومأجوج خرجت تغير فجاء ذو القرنين فضرب السد فبقيت خارجه و قال قتادة إن ذا القرنين بني السد علي إحدي وعشرين قبيلة وبقيت منهم قبيلة دون السد فهم الترك و قال كعب هم نادرة من ولد آدم و ذلك أن آدم احتلم ذات يوم وامتزجت نطفته بالتراب فخلق الله من ذلك الماء والتراب يأجوج ومأجوج فهم متصلون بنا من جهة الأب دون الأم و هذابعيد انتهي .


صفحه : 213

أقول سيأتي‌ بيان أحوالهم في كتاب الغيبة إن شاء الله تعالي ثم اعلم أناإنما أوردنا قصة ذي‌ القرنين بعدقصص ابراهيم ع تبعا للصدوق رحمه الله و لمامر من أنه كان في زمنه ع وذهب بعض المؤرخين إلي أنه كان متقدما علي ابراهيم ع .غريبة قال الثعلبي‌ في العرائس يحكي أن الواثق بالله رأي في المنام كأن السد مفتوح فوجه سلاما الترجمان في خمسين رجلا وأعطاه ديته خمسة آلاف دينار وأعطي كل رجل من الخمسين ألف درهم ورزق سنة وأعطاه مائتي‌ بغل لحمل الزاد والماء فتوجه من سرمن رأي بكتاب من الواثق إلي إسحاق بن إسماعيل صاحب إرمينية و كان بتفليس وكتب له إسحاق إلي صاحب السرير ملك الأردن وكتب له ملك الأردن إلي طلخيذ فيلاذ شاه ملك الخور فأقام عنده حتي وجه خمسين رجلا أدلاء فساروا خمسة وعشرين يوما حتي انتهوا إلي أرض سوداء منتنة الريح وكانوا قدحملوا خلا يشمونه من الرائحة الكريهة فساروا فيهاسبعة وعشرين يوما فمات هاهنا قوم . ثم ساروا في مدن خربة عشرين يوما فسألوا عن تلك المدن فقالوا إنها قدظهرت يأجوج ومأجوج فخربوها ثم ساروا إلي حصون بالقرب من الجبل يتكلمون بالعربية والفارسية يقرءون القرآن لهم كتاتيب ومساجد فقالوا من القوم قالوا رسل أمير المؤمنين فقالوا من أمير المؤمنين قالوا بالعراق فتعجبوا وقالوا شيخ أوشاب وزعموا أنه لم يبلغهم خبره ثم ساروا إلي جبل أملس ليس عليه خضرة و إذاجبل مقطوع بواد عرضه مائة وخمسون ذراعا فإذاعضادتان مبنيتان مقابلتا الجبل من جنبتي‌ الوادي‌ كل عضادة خمسة وعشرون ذراعا الظاهر من تحتها عشرة أذرع مبنية بلبن من حديد مركبة بنحاس


صفحه : 214

في سمك خمسين ذراعا و إذادروند من حديد طرفاه علي عضادتين طوله مائة وعشرون ذراعا قدركبت طرفاه العضادتين علي كل واحدة مقدار عشرة أذرع في عرض خمسة أذرع وفوق ذلك الدروند بني‌ بذلك اللبن من الحديد المنصب في النحاس إلي رأس الجبل وارتفاعه مد البصر وفوق ذلك شرف من حديد في طرف كل شرفه قرنان مبني‌ بعضها إلي بعض كل واحد إلي صاحبه و إذا باب مصراعان منصوبان من حديد عرض كل باب خمسون ذراعا في ارتفاع خمسين ذراعا قائمتاهما في دورهما علي قدر الدروند و علي الباب قفل طوله سبعة أذرع في غلظ ذراع وارتفاع القفل من الأرض خمسة وخمسون ذراعا وفوق القفل مقدار خمسة أذرع غلق و علي الغلق مفتاح طوله ذراع ونصف و له اثنتا عشرة دندانجة كل واحدة كدسجدة منجل من أعظم ما يكون ومعلق في سلسلة طولها ثمانية أذرع في استدارة أربعة أشبار والحلقة التي‌ في السلسلة مثل حلقة المنجنيق وعتبة الباب عشرة أذرع في وسطه مائة ذراع سوي ماتحت العضادتين والظاهر منها خمسة أذرع هذاكله بذراع السواد ورئيس تلك الحصون يركب في كل جمعة في عشرة فوارس مع كل فارس مرزبة من حديد كل واحد منها خمسون منا فيضرب القفل بالمرزبات في كل يوم ثلاث ضربات يسمع من وراء الباب الصوت ويعلمون أن هناك حفظة ويعلم هؤلاء أن أولئك لم يحدثوا في الباب حدثا و إذاضربوا أصغوا إليها بآذانهم يسمعون من داخل دويا وبالقرب من هذاالجبل حصن عظيم كبير عشرة فراسخ


صفحه : 215

في عشرة فراسخ تكسيرها مائة فرسخ و مع الباب حصنان يكون كل واحد منهما مائتي‌ ذراع في مائتي‌ ذراع و علي باب هذين الحصنين صخرتان و بين الحصنين عين ماء عذب و في أحد الحصنين آلة البناء التي‌ بني‌ بهاالسد من قدور الحديد ومغارف من حديد مثل قدر الصابون وهناك بعض اللبن من الحديد قدالتصق بعضه ببعض من الصدأ واللبنة ذراع ونصف في طول شبر وسألنا هل رأوا هناك أحدا من يأجوج ومأجوج فذكروا أنهم رأوا عدة منهم فوق الشرف فهبت ريح سوداء فألقتهم إلي جانبهم و كان مقدار الرجل في رأي‌ العين شبرا ونصفا. قال فلما انصرفنا أخذتنا الأدلاء علي نواحي‌ خراسان فعدلنا إليها فوقعنا إلي القرب من سمرقند علي سبع فراسخ و كان أصحاب الحصن قدزودونا الطعام ثم سرنا إلي عبد الله بن طاهر فوصلنا بمائة ألف درهم ووصل كل رجل كان معي‌ خمسمائة درهم وأجري علي كل فارس خمسة دراهم و علي كل راجل ثلاثة دراهم كل يوم حتي صرنا إلي الري‌ ورجعنا إلي سرمن رأي بعدثمانية وعشرين شهرا


صفحه : 216

باب 9-قصص يعقوب ويوسف علي نبينا وآله وعليهما الصلاة و السلام

الآيات البقرةوَ وَصّي بِها اِبراهِيمُ بَنِيهِ وَ يَعقُوبُ يا بنَيِ‌ّ إِنّ اللّهَ اصطَفي لَكُمُ الدّينَ فَلا تَمُوتُنّ إِلّا وَ أَنتُم مُسلِمُونَ أَم كُنتُم شُهَداءَ إِذ حَضَرَ يَعقُوبَ المَوتُ إِذ قالَ لِبَنِيهِ ما تَعبُدُونَ مِن بعَديِ‌ قالُوا نَعبُدُ إِلهَكَ وَ إِلهَ آبائِكَ اِبراهِيمَ وَ إِسماعِيلَ وَ إِسحاقَ إِلهاً واحِداً وَ نَحنُ لَهُ مُسلِمُونَآل عمران كُلّ الطّعامِ كانَ حِلّا لبِنَيِ‌ إِسرائِيلَ إِلّا ما حَرّمَ إِسرائِيلُ عَلي نَفسِهِ مِن قَبلِ أَن تُنَزّلَ التّوراةُ قُل فَأتُوا بِالتّوراةِ فَاتلُوها إِن كُنتُم صادِقِينَيوسف نَحنُ نَقُصّ عَلَيكَ أَحسَنَ القَصَصِ إلي قوله وَ هُم يَمكُرُونَمريم وَهَبنا لَهُ إِسحاقَ وَ يَعقُوبَ وَ كُلّا جَعَلنا نَبِيّاتفسير قال الطبرسي‌ رحمه الله إِلّا ما حَرّمَ إِسرائِيلُ أي يعقوب عَلي نَفسِهِاختلفوا في ذلك الطعام فقيل إن يعقوب أخذه وجع العرق ألذي يقال له عرق النسا فنذر إن شفاه الله أن يحرم العروق ولحم الإبل و هوأحب الطعام إليه عن ابن عباس وغيره وقيل حرم إسرائيل علي نفسه لحم الجزور تعبدا لله وسأل الله أن يجيز له فحرم الله تعالي ذلك علي ولده وقيل حرم زائدة الكبد والكليتين والشحم إلا ماحملته الظهور واختلف في أنه ع كيف حرم علي نفسه فقيل بالاجتهاد و هوباطل وقيل بالنذر وقيل بنص ورد عليه وقيل حرمه كمايحرم المستظهر في دينه من الزهاد اللذة علي نفسه مِن قَبلِ أَن تُنَزّلَ التّوراةُ أي كل الطعام كان حلالا لبني‌ إسرائيل قبل أن تنزل التوراة علي موسي فإنها تضمنت تحريم ماكانت حلالا لبني‌ إسرائيل واختلفوا فيما حرم عليهم فقيل إنه حرم عليهم ماكانوا يحرمونه قبل نزولها اقتداء بأبيهم يعقوب وقيل لم يحرمه الله عليهم في التوراة وإنما حرم عليهم بعدالتوراة بظلمهم وكفرهم وكانت بنو إسرائيل إذاأصابوا ذنبا عظيما حرم الله عليهم طعاما طيبا وصب عليهم رجزا


صفحه : 217

و هوالموت و ذلك قوله تعالي فَبِظُلمٍ مِنَ الّذِينَ هادُواالآية وقيل لم يكن شيئا من ذلك حراما عليهم في التوراة وإنما هو شيءحرموه علي أنفسهم اتباعا لأبيهم وأضافوا تحريمه إلي الله فكذبهم الله تعالي واحتج عليهم بالتوراة فلم يجسروا علي إتيان التوراة لعلمهم بصدق النبي ص وكذبهم و كان ذلك دليلا ظاهرا علي صحة نبوة نبيناص

1-فس ،[تفسير القمي‌] محمد بن جعفر عن محمد بن أحمد عن علي بن محمدعمن حدثه عن المنقري‌ عن عمرو بن شمر عن إسماعيل بن السندي‌ عن عبدالرحمن بن أسباط القرشي‌ عن جابر بن عبد الله الأنصاري‌ في قول الله إنِيّ‌ رَأَيتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوكَباً وَ الشّمسَ وَ القَمَرَ رَأَيتُهُم لِي ساجِدِينَ قال في تسمية النجوم هوالطارق وحوبان والذيال وذو الكتفين ووثاب وقابس وعمودان وفيلق ومصبح والصرح والفروغ والضياء والنور يعني‌ الشمس والقمر و كل هذاالنجوم محيطة بالسماء

وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ تَأوِيلُ هَذِهِ الرّؤيَا أَنّهُ سَيَملِكُ مِصرَ وَ يَدخُلُ عَلَيهِ أَبَوَاهُ وَ إِخوَتُهُ أَمّا الشّمسُ فَأُمّ يُوسُفَ رَاحِيلُ وَ القَمَرُ يَعقُوبُ وَ أَمّا أَحَدَ عَشَرَ كَوكَباً فَإِخوَتُهُ فَلَمّا دَخَلُوا عَلَيهِ سَجَدُوا شُكراً لِلّهِ وَحدَهُ حِينَ نَظَرُوا إِلَيهِ وَ كَانَ ذَلِكَ السّجُودُ لِلّهِ

قَالَ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ فحَدَثّنَيِ‌ أَبِي عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع أَنّهُ كَانَ مِن خَبَرِ يُوسُفَ أَنّهُ كَانَ لَهُ أَحَدَ عَشَرَ أَخاً وَ كَانَ لَهُ مِن أُمّهِ أَخٌ وَاحِدٌ


صفحه : 218

يُسَمّي بِنيَامِينَ وَ كَانَ يَعقُوبُ إِسرَائِيلَ اللّهِ وَ مَعنَي إِسرَائِيلِ اللّهِ أَي خَالِصَ اللّهِ ابنَ إِسحَاقَ نبَيِ‌ّ اللّهِ ابنِ اِبرَاهِيمَ خَلِيلِ اللّهِ فَرَأَي يُوسُفُ هَذِهِ الرّؤيَا وَ لَهُ تِسعُ سِنِينَ فَقَصّهَا عَلَي أَبِيهِ فَقَالَ يَعقُوبُيا بنُيَ‌ّ لا تَقصُص رُؤياكَ عَلي إِخوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيداً إِنّ الشّيطانَ لِلإِنسانِ عَدُوّ مُبِينٌ قَولُهُفَيَكِيدُوا لَكَ كَيداً أَي يَحتَالُوا عَلَيكَ فَقَالَ يَعقُوبُ لِيُوسُفَوَ كَذلِكَ يَجتَبِيكَ رَبّكَ وَ يُعَلّمُكَ مِن تَأوِيلِ الأَحادِيثِ وَ يُتِمّ نِعمَتَهُ عَلَيكَ وَ عَلي آلِ يَعقُوبَ كَما أَتَمّها عَلي أَبَوَيكَ مِن قَبلُ اِبراهِيمَ وَ إِسحاقَ إِنّ رَبّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ وَ كَانَ يُوسُفُ مِن أَحسَنِ النّاسِ وَجهاً وَ كَانَ يَعقُوبُ يُحِبّهُ وَ يُؤثِرُهُ عَلَي أَولَادِهِ فَحَسَدُوهُ إِخوَتُهُ عَلَي ذَلِكَ وَ قَالُوا فِيمَا بَينَهُم مَا حَكَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّإِذ قالُوا لَيُوسُفُ وَ أَخُوهُ أَحَبّ إِلي أَبِينا مِنّا وَ نَحنُ عُصبَةٌ أَي جَمَاعَةٌإِنّ أَبانا لفَيِ‌ ضَلالٍ مُبِينٍفَعَمَدُوا عَلَي قَتلِ يُوسُفَ فَقَالُوا نَقتُلُهُ حَتّي يَخلُوَ لَنَا وَجهُ أَبِينَا فَقَالَ لَاوَي لَا يَجُوزُ قَتلُهُ وَ لَكِن نُغَيّبُهُ عَن أَبِينَا وَ نَحنُ نَخلُو بِهِ فَقَالُوا كَمَا حَكَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّيا أَبانا ما لَكَ لا تَأمَنّا عَلي يُوسُفَ وَ إِنّا لَهُ لَناصِحُونَ أَرسِلهُ مَعَنا غَداً يَرتَع وَ يَلعَب أَي يَرعَي الغَنَمَ وَ يَلعَبُوَ إِنّا لَهُ لَحافِظُونَفَأَجرَي اللّهُ عَلَي لِسَانِ يَعقُوبَإنِيّ‌ ليَحَزنُنُيِ‌ أَن تَذهَبُوا بِهِ وَ أَخافُ أَن يَأكُلَهُ الذّئبُ وَ أَنتُم عَنهُ غافِلُونَفَقَالُوا كَمَا حَكَي اللّهُلَئِن أَكَلَهُ الذّئبُ وَ نَحنُ عُصبَةٌ إِنّا إِذاً لَخاسِرُونَالعُصبَةُ عَشَرَةٌ إِلَي ثَلَاثَةَ عَشَرَفَلَمّا ذَهَبُوا بِهِ وَ أَجمَعُوا أَن يَجعَلُوهُ فِي غَيابَتِ الجُبّ وَ أَوحَينا إِلَيهِ لَتُنَبّئَنّهُم بِأَمرِهِم هذا وَ هُم لا يَشعُرُونَ أَي تُخبِرُهُم بِمَا هَمّوا بِهِ

وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِلَتُنَبّئَنّهُم بِأَمرِهِم هذا وَ هُم لا يَشعُرُونَ يَقُولُ لَا يَشعُرُونَ أَنّكَ أَنتَ يُوسُفُ أَتَاهُ جَبرَئِيلُ فَأَخبَرَهُ بِذَلِكَ

بيان قال الطبرسي‌ رحمه الله يعقوب هوإسرائيل الله ومعناه عبد الله الخالص ابن إسحاق نبي‌ الله ابن ابراهيم خليل الله وَ فِي الحَدِيثِ أَنّ النّبِيّص قَالَ الكَرِيمُ ابنُ الكَرِيمِ ابنِ الكَرِيمِ ابنِ الكَرِيمِ يُوسُفُ بنُ يَعقُوبَ بنِ إِسحَاقَ بنِ اِبرَاهِيمَ

و عن ابن عباس أن يوسف رأي في المنام ليلة الجمعة ليلة القدر أحد عشر كوكبا نزلت من السماء فسجدت


صفحه : 219

له ورأي الشمس والقمر نزلا من السماء فسجدا له قال فالشمس والقمر أبواه والكواكب إخوته الأحد عشر و قال السدي‌ الشمس أبوه والقمر خالته و ذلك أن أمه راحيل قدماتت و قال ابن عباس الشمس أمه والقمر أبوه و قال وهب كان يوسف رأي و هو ابن سبع سنين أن أحد عشر عصا طوالا كانت مركوزة في الأرض كهيئة الدائرة و إذاعصا صغيرة وثبت عليها حتي اقتلعتها وغلبتها فوصف ذلك لأبيه فقال له إياك أن تذكر ذلك لإخوتك ثم رأي و هو ابن اثنتي‌ عشرة سنة أن أحد عشر كوكبا والشمس والقمر سجدن له فقصها علي أبيه فقال له لا تَقصُصالآية وقيل إنه كان بين رؤياه و بين مصير أبيه وإخوته إلي مصر أربعون سنة وقيل ثمانون سنة. قوله تعالي وَ كَذلِكَ أي كماأراك هذه الرؤيايَجتَبِيكَ رَبّكَ أي يصطفيك ويختارك للنبوةوَ يُعَلّمُكَ مِن تَأوِيلِ الأَحادِيثِ أي من تعبير الرؤيا قيل و كان أعبر الناس للرؤيا أومطلق العلوم والأخبار السالفة والآتيةلَقَد كانَ فِي يُوسُفَ وَ إِخوَتِهِ كان ليعقوب اثنا عشر ولدا وقيل أسماؤهم روبيل و هوأكبرهم وشمعون ولاوي‌ ويهودا وريالون ويشجر وأمهم ليا بنت ليان وهي‌ ابنة خالة يعقوب ثم توفيت ليا فتزوج يعقوب أختها راحيل فولدت له يوسف وبنيامين وقيل ابن يامين وولد له من سريتين


صفحه : 220

له اسم إحداهما زلفة والأخري بلهة أربعة بنين دار ويقنالي‌ وحاد وأشرلَيُوسُفُ وَ أَخُوهُ أي بنيامين وَ نَحنُ عُصبَةٌ أي جماعة يتعصب بعضنا لبعض ويعين بعضنا بعضا فنحن أنفع لأبينالفَيِ‌ ضَلالٍ مُبِينٍ أي ذهاب عن طريق الصواب ألذي هوالتعديل بيننا أو في خطاء من الرأي‌ في أمور الأولاد والتدبير الدنيوي‌ إذ نحن أقوم بأموره وأكثر المفسرين علي أن إخوة يوسف كانوا أنبياء و قال بعضهم لم يكونوا أنبياء لأن الأنبياء لايقع منهم القبائح

وَ رَوَي ابنُ بَابَوَيهِ فِي كِتَابِ النّبُوّةِ بِإِسنَادِهِ عَنِ ابنِ بَزِيعٍ عَن حَنَانِ بنِ سَدِيرٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ جَعفَرٍ ع أَ كَانَ أَولَادُ يَعقُوبَ أَنبِيَاءَ فَقَالَ لَا وَ لَكِنّهُم كَانُوا أَسبَاطاً أَولَادَ الأَنبِيَاءِ وَ لَم يُفَارِقُوا الدّنيَا إِلّا سُعَدَاءَ تَابُوا وَ تَذَكّرُوا مَا صَنَعُوا

.يَخلُ لَكُم وَجهُ أَبِيكُم أَي تَخلُص لَكُم مَحَبّتُهُقالَ قائِلٌ مِنهُم أي روبيل وقيل يهودا وقيل لاوي‌فِي غَيابَتِ الجُبّ أي في قعر البئر واختلف فيه فقيل هوبئر بيت المقدس وقيل بأرض الأردن وقيل بين مدين ومصر وقيل علي ثلاثة فراسخ من منزل يعقوب أَخافُ أَن يَأكُلَهُ الذّئبُقيل كانت أرضهم مذئبة وكانت السباع ضارية في ذلك الوقت وقيل إن يعقوب ع رأي في منامه كأن يوسف قدشد عليه عشرة أذؤب ليقتلوه و إذاذئب منها يحمي‌ عنه فكأن الأرض انشقت فدخل فيهايوسف فلم


صفحه : 221

يخرج إلا بعدثلاثة أيام فمن ثم قال هذافلقنهم العلة وكانوا لايدرون وروي‌ عن النبي ص أنه قال لاتلقنوا الكذب فتكذبوا فإن بني‌ يعقوب لم يعلموا أن الذئب يأكل الإنسان حتي لقنهم أبوهم . وقيل كني عنهم بالذئب مساترة عنهم و قال الحسن جعل يوسف في الجب و هو ابن سبع عشرة سنة و كان في البلاء إلي أن وصل إليه أبوه ثمانين سنة ولبث بعدالاجتماع ثلاثا وعشرين سنة ومات و هو ابن مائة وعشرين سنة وقيل كان له يوم ألقي‌ في الجب عشر سنين وقيل اثنا عشر وقيل سبع وقيل تسع وجمع بينه و بين أبيه و هو ابن أربعين سنة

2-فس ،[تفسير القمي‌] قَالَ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ فَقَالَ لَاوَي أَلقُوهُ فِي هَذَا الجُبّ يَلتَقِطهُ بَعضُ السّيّارَةِ إِن كُنتُم فَاعِلِينَ فَأَدنَوهُ مِن رَأسِ الجُبّ فَقَالُوا لَهُ انزِع قَمِيصَكَ فَبَكَي فَقَالَ يَا إخِوتَيِ‌ تجُرَدّوُنيّ‌ فَسَلّ وَاحِدٌ مِنهُم عَلَيهِ السّكّينَ فَقَالَ لَئِن لَم تَنزِعهُ لَأَقتُلَنّكَ فَنَزَعَهُ فَدَلّوهُ فِي اليَمّ وَ تَنَحّوا عَنهُ فَقَالَ يُوسُفُ فِي الجُبّ يَا إِلَهَ اِبرَاهِيمَ وَ إِسحَاقَ وَ يَعقُوبَ ارحَم ضعَفيِ‌ وَ قِلّةَ حيِلتَيِ‌ وَ صغِرَيِ‌ فَنَزَلَت سَيّارَةٌ مِن أَهلِ مِصرَ فَبَعَثُوا


صفحه : 222

رَجُلًا ليِسَتقَيِ‌َ لَهُمُ المَاءَ مِنَ الجُبّ فَلَمّا أَدلَي الدّلوَ عَلَي يُوسُفَ تَشَبّثَ بِالدّلوِ فَجَرّوهُ فَنَظَرُوا إِلَي غُلَامٍ مِن أَحسَنِ النّاسِ وَجهاً فَعَدَوا إِلَي صَاحِبِهِم فَقَالُوايا بُشري هذا غُلامٌفَنُخرِجُهُ وَ نَبِيعُهُ وَ نَجعَلُهُ بِضَاعَةً لَنَا فَبَلَغَ إِخوَتَهُ فَجَاءُوا فَقَالُوا هَذَا عَبدٌ لَنَا أَبَقَ ثُمّ قَالُوا لِيُوسُفَ لَئِن لَم تُقِرّ بِالعُبُودِيّةِ لَنَقتُلَنّكَ فَقَالَتِ السّيّارَةُ لِيُوسُفَ مَا تَقُولُ قَالَ أَنَا عَبدُهُم فَقَالَتِ السّيّارَةُ فَتَبِيعُوهُ مِنّا قَالُوا نَعَم فَبَاعُوهُ مِنهُم عَلَي أَن يَحمِلُوهُ إِلَي مِصرَوَ شَرَوهُ بِثَمَنٍ بَخسٍ دَراهِمَ مَعدُودَةٍ وَ كانُوا فِيهِ مِنَ الزّاهِدِينَ قَالَ ألّذِي بِيعَ بِهَا يُوسُفُ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ دِرهَماً وَ كَانَ عِندَهُم كَمَا قَالَ اللّهُوَ كانُوا فِيهِ مِنَ الزّاهِدِينَ

أَخبَرَنَا أَحمَدُ بنُ إِدرِيسَ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ أَبِي نَصرٍ عَنِ الرّضَا ع فِي قَولِ اللّهِوَ شَرَوهُ بِثَمَنٍ بَخسٍ دَراهِمَ مَعدُودَةٍ قَالَ كَانَت عِشرِينَ دِرهَماً وَ البَخسُ النّقصُ وَ هيِ‌َ قِيمَةُ كَلبِ الصّيدِ إِذَا قُتِلَ كَانَ قِيمَتُهُ عِشرِينَ دِرهَماً

ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بالإسناد عن الصدوق عن ابن الوليد عن الصفار عن ابن عيسي مثله


صفحه : 223

بيان المشهور بين الأصحاب في كلب الغنم عشرين و في كلب الصيد أربعين أوالقيمة فيهما وسيأتي‌ في كتاب الديات و قال الطبرسي‌ رحمه الله قيل كانت الدراهم عشرين درهما عن ابن مسعود و ابن عباس والسدي‌ و هوالمروي‌ عن علي بن الحسين ع قالوا وكانوا عشرة فاقتسموها درهمين درهمين وقيل كانت اثنين وعشرين درهما عن مجاهد وقيل كانت أربعين درهما عن عكرمة وقيل ثمانية عشر درهما عن أبي عبد الله ع واختلف فيمن باعه فقيل إن إخوة يوسف باعوه و كان يهودا منتبذا ينظر إلي يوسف فلما أخرجوه من البئر أخبر إخوته فأتوا مالكا وباعوه منه عن ابن عباس ومجاهد وأكثر المفسرين وقيل باعه الواجدون بمصر عن قتادة وقيل إن الذين أخرجوه من الجب باعوه من السيارة عن الأصم والأصح الأول وذكر أبوحمزة الثمالي‌ في تفسيره قال فلم يزل مالك بن زعر وأصحابه يتعرفون من الله الخير في سفرهم ذلك حتي فارقوا يوسف ففقدوا ذلك قال وتحرك قلب مالك ليوسف فأتاه فقال أخبرني‌ من أنت فانتسب له يوسف و لم يكن مالك يعرفه فقال أنايوسف بن يعقوب بن إسحاق بن ابراهيم فالتزمه مالك وبكي و كان مالك رجلا عاقرا لايولد له فقال ليوسف لودعوت ربك أن يهب لي ولدا فدعا يوسف ربه أن يهب له ولدا ويجعلهم ذكورا فولد له اثنا عشر بطنا في كل بطن غلامان . و قال السيد المرتضي رحمه الله في كتاب تنزيه الأنبياء فإن قال قائل كيف صبر يوسف ع علي العبودية و لم ينكرها وكيف يجوز علي نبي‌ الصبر علي أن يستعبد ويسترق الجواب قيل له إن يوسف ع لم يكن في تلك الحال نبيا علي ماقاله كثير من الناس و لماخاف علي نفسه القتل جاز أن يصبر علي الاسترقاق و من ذهب إلي هذاالوجه يتأول قوله تعالي وَ أَوحَينا إِلَيهِ لَتُنَبّئَنّهُم بِأَمرِهِم هذا وَ هُم لا يَشعُرُونَ علي أن الوحي‌ لم يكن في تلك الحال بل كان في غيرها ويصرف ذلك إلي الحال المستقبلة التي‌ كان فيهانبيا.


صفحه : 224

ووجه آخر و هو أن الله لايمتنع أن يكون أمره بكتمان أمره والصبر علي مشقة العبودية امتحانا وتشديدا في التكليف كماامتحن أبويه ابراهيم وإسحاق أحدهما بنمرود والآخر بالذبح . ووجه آخر و هو أنه يجوز أن يكون ع قدخبرهم بأنه غير عبد وأنكر عليهم مافعلوه من استرقاقه إلاأنهم لم يسمعوا منه و لاأصغوا إلي قوله و إن لم ينقل ذلك فليس كل ماجري في تلك الأزمان قداتصل بنا. ووجه آخر و هو أن قوما قالوا إنه خاف القتل فكتم أمر نبوته وصبر علي العبودية و هذاجواب فاسد لأن النبي لايجوز أن يكتم ماأرسل به خوفا من القتل لأنه يعلم أن الله تعالي لم يبعثه للأداء إلا و هوعاصم له من القتل حتي يقع الأداء ويسمع الدعوة و إلا كان نقضا للغرض انتهي كلامه رحمة الله عليه

3-فس ،[تفسير القمي‌] وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِوَ جاؤُ عَلي قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ إِنّهُم ذَبَحُوا جَدياً عَلَي قَمِيصِهِ وَ قَالَ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ وَ رَجَعَ إِخوَتُهُ وَ قَالُوا نَعمِدُ إِلَي قَمِيصِهِ فَنُلَطّخُهُ بِالدّمِ فَنَقُولُ لِأَبِينَا إِنّ الذّئبَ أَكَلَهُ فَلَمّا فَعَلُوا ذَلِكَ قَالَ لَهُم لَاوَي يَا قَومِ أَ لَسنَا بنَيِ‌ يَعقُوبَ إِسرَائِيلِ اللّهِ بنِ إِسحَاقَ نبَيِ‌ّ اللّهِ بنِ اِبرَاهِيمَ خَلِيلِ اللّهِ أَ فَتَظُنّونَ أَنّ اللّهَ يَكتُمُ هَذَا الخَبَرَ عَن أَنبِيَائِهِ فَقَالُوا وَ مَا الحِيلَةُ قَالَ نَقُومُ وَ نَغتَسِلُ وَ نصُلَيّ‌ جَمَاعَةً وَ نَتَضَرّعُ إِلَي اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي أَن يَكتُمَ ذَلِكَ عَن أَبِينَا فَإِنّهُ جَوَادٌ كَرِيمٌ فَقَامُوا وَ اغتَسَلُوا وَ كَانَ فِي سُنّةِ اِبرَاهِيمَ وَ إِسحَاقَ وَ يَعقُوبَ أَنّهُم لَا يُصَلّونَ جَمَاعَةً حَتّي يَبلُغُوا أَحَدَ عَشَرَ رَجُلًا فَيَكُونُ وَاحِدٌ مِنهُم إِمَامَ عَشَرَةٍ يُصَلّونَ خَلفَهُ فَقَالُوا كَيفَ نَصنَعُ وَ لَيسَ لَنَا إِمَامٌ فَقَالَ لَاوَي نَجعَلُ اللّهَ إِمَامَنَا فَصَلّوا وَ بَكَوا وَ تَضَرّعُوا وَ قَالُوا يَا رَبّ اكتُم عَلَينَا هَذَا ثُمّ جَاءُوا إِلَي أَبِيهِمعِشاءً يَبكُونَ وَ مَعَهُمُ القَمِيصُ قَد لَطّخُوهُ بِالدّمِ فَقالُوا يا أَبانا إِنّا ذَهَبنا نَستَبِقُ أَي نَعدُووَ تَرَكنا يُوسُفَ عِندَ مَتاعِنا فَأَكَلَهُ الذّئبُ إِلَي قَولِهِ


صفحه : 225

عَلي ما تَصِفُونَ ثُمّ قَالَ يَعقُوبُ مَا كَانَ أَشَدّ غَضَبَ ذَلِكَ الذّئبِ عَلَي يُوسُفَ وَ أَشفَقَهُ عَلَي قَمِيصِهِ حَيثُ أَكَلَ يُوسُفَ وَ لَم يَمزِق قَمِيصَهُ قَالَ فَحَمَلُوا يُوسُفَ إِلَي مِصرَ وَ بَاعُوهُ مِن عَزِيزِ مِصرَ فَقَالَ العَزِيزُلِامرَأَتِهِ أكَرمِيِ‌ مَثواهُ أَي مَكَانَهُعَسي أَن يَنفَعَنا أَو نَتّخِذَهُ وَلَداً وَ لَم يَكُن لَهُ وَلَدٌ فَأَكرَمُوهُ وَ رَبّوهُ فَلَمّا بَلَغَ أَشُدّهُ هَوَتهُ امرَأَةُ العَزِيزِ وَ كَانَت لَا تَنظُرُ إِلَي يُوسُفَ امرَأَةٌ إِلّا هَوَتهُ وَ لَا رَجُلٌ إِلّا أَحَبّهُ وَ كَانَ وَجهُهُ مِثلَ القَمَرِ لَيلَةَ البَدرِ فَرَاوَدَتهُ امرَأَةُ العَزِيزِ وَ هُوَ قَولُهُوَ راوَدَتهُ التّيِ‌ هُوَ فِي بَيتِها عَن نَفسِهِ وَ غَلّقَتِ الأَبوابَ وَ قالَت هَيتَ لَكَ قالَ مَعاذَ اللّهِ إِنّهُ ربَيّ‌ أَحسَنَ مثَواي‌َ إِنّهُ لا يُفلِحُ الظّالِمُونَفَمَا زَالَت تَخدَعُهُ حَتّي كَانَ كَمَا قَالَ اللّهُ تَعَالَيوَ لَقَد هَمّت بِهِ وَ هَمّ بِها لَو لا أَن رَأي بُرهانَ رَبّهِفَقَامَتِ امرَأَةُ العَزِيزِوَ غَلّقَتِ الأَبوابَ فَلَمّا هَمّا رَأَي يُوسُفُ صُورَةَ يَعقُوبَ فِي نَاحِيَةِ البَيتِ عَاضّاً عَلَي إِصبَعِهِ يَقُولُ يَا يُوسُفُ أَنتَ فِي السّمَاءِ مَكتُوبٌ فِي النّبِيّينَ وَ تُرِيدُ أَن تُكتَبَ فِي الأَرضِ مِنَ الزّنَاةِ فَعَلِمَ أَنّهُ قَد أَخطَأَ وَ تَعَدّي

وَ حدَثّنَيِ‌ أَبِي عَن بَعضِ رِجَالِهِ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ لَمّا هَمّت بِهِ وَ هَمّ بِهَا قَامَت إِلَي صَنَمٍ فِي بَيتِهَا فَأَلقَت عَلَيهِ مُلَاءَةً لَهَا فَقَالَ لَهَا يُوسُفُ مَا تَعمَلِينَ فَقَالَت ألُقيِ‌ عَلَي هَذَا الصّنَمِ ثَوباً لَا يَرَانَا فإَنِيّ‌ أسَتحَييِ‌ مِنهُ فَقَالَ يُوسُفُ أَنتِ تَستَحيِينَ مِن صَنَمٍ لَا يَسمَعُ وَ لَا يُبصِرُ وَ لَا أسَتحَييِ‌ أَنَا مِن ربَيّ‌ فَوَثَبَ وَ عَدَا وَ عَدَت مِن خَلفِهِ وَ أَدرَكَهُمَا العَزِيزُ عَلَي هَذِهِ الحَالَةِ وَ هُوَ قَولُ اللّهِوَ استَبَقَا البابَ وَ قَدّت قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ وَ أَلفَيا سَيّدَها لَدَي البابِ


صفحه : 226

فَبَادَرَتِ امرَأَةُ العَزِيزِ فَقَالَت لِلعَزِيزِما جَزاءُ مَن أَرادَ بِأَهلِكَ سُوءاً إِلّا أَن يُسجَنَ أَو عَذابٌ أَلِيمٌ فَقَالَ يُوسُفُ لِلعَزِيزِهيِ‌َ راودَتَنيِ‌ عَن نفَسيِ‌ وَ شَهِدَ شاهِدٌ مِن أَهلِهافَأَلهَمَ اللّهُ يُوسُفَ أَن قَالَ لِلمَلِكِ سَل هَذَا الصبّيِ‌ّ فِي المَهدِ فَإِنّهُ يَشهَدُ أَنّهَا راَودَتَنيِ‌ عَن نفَسيِ‌ فَقَالَ العَزِيزُ للِصبّيِ‌ّ فَأَنطَقَ اللّهُ الصبّيِ‌ّ فِي المَهدِ لِيُوسُفَ حَتّي قَالَإِن كانَ قَمِيصُهُ قُدّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَت وَ هُوَ مِنَ الكاذِبِينَ وَ إِن كانَ قَمِيصُهُ قُدّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَت وَ هُوَ مِنَ الصّادِقِينَ فَلَمّا رَأَي العَزِيزُ قَمِيصَ يُوسُفَ قَد تَخَرّقَ مِن دُبُرٍ قَالَ لِامرَأَتِهِإِنّهُ مِن كَيدِكُنّ إِنّ كَيدَكُنّ عَظِيمٌ ثُمّ قَالَ لِيُوسُفَأَعرِض عَن هذا وَ استغَفرِيِ‌ لِذَنبِكِ إِنّكِ كُنتِ مِنَ الخاطِئِينَ وَ شَاعَ الخَبَرُ


صفحه : 227

بِمِصرَ وَ جَعَلَتِ النّسَاءُ يَتَحَدّثنَ بِحَدِيثِهَا وَ يَعذِلنَهَا وَ يَذكُرنَهَا وَ هُوَ قَولُهُوَ قالَ نِسوَةٌ فِي المَدِينَةِ امرَأَتُ العَزِيزِ تُراوِدُ فَتاها عَن نَفسِهِفَبَلَغَ ذَلِكَ امرَأَةَ العَزِيزِ فَبَعَثَت إِلَي كُلّ امرَأَةٍ رَئِيسَةٍ فَجَمَعَتهُنّ فِي مَنزِلِهَا وَ هَيّأَت لَهُنّ مَجلِساً وَ دَفَعَت إِلَي كُلّ امرَأَةٍ أُترُجّةً وَ سِكّيناً فَقَالَتِ اقطَعنَ ثُمّ قَالَت لِيُوسُفَ اخرُج عَلَيهِنّ وَ كَانَ فِي بَيتٍ فَخَرَجَ يُوسُفُ عَلَيهِنّ فَلَمّا نَظَرنَ إِلَيهِ أَقبَلنَ يَقطَعنَ أَيدِيَهُنّ وَ قُلنَ كَمَا حَكَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّفَلَمّا سَمِعَت بِمَكرِهِنّ أَرسَلَت إِلَيهِنّ وَ أَعتَدَت لَهُنّ مُتّكَأً أَي أُترُجّةًوَ آتَت وَ أَعطَتكُلّ واحِدَةٍ مِنهُنّ سِكّيناً وَ قالَتِ اخرُج عَلَيهِنّ فَلَمّا رَأَينَهُ أَكبَرنَهُ إِلَي قَولِهِإِن هذا إِلّا مَلَكٌ كَرِيمٌفَقَالَتِ امرَأَةُ العَزِيزِفَذلِكُنّ ألّذِي لمُتنُنّيِ‌ فِيهِ فِي حُبّهِوَ لَقَد راوَدتُهُ عَن نَفسِهِ أَي دَعَوتُهُفَاستَعصَمَ أَي امتَنَعَ ثُمّ قَالَتوَ لَئِن لَم يَفعَل ما آمُرُهُ لَيُسجَنَنّ وَ لَيَكُوناً مِنَ الصّاغِرِينَفَمَا أَمسَي يُوسُفُ فِي ذَلِكَ البَيتِ حَتّي بَعَثَت إِلَيهِ كُلّ امرَأَةٍ رَأَتهُ تَدعُوهُ إِلَي نَفسِهَا فَضَجَر يُوسُفُ فِي ذَلِكَ البَيتِ فَقَالَرَبّ السّجنُ أَحَبّ إلِيَ‌ّ مِمّا يدَعوُننَيِ‌ إِلَيهِ وَ إِلّا تَصرِف عنَيّ‌ كَيدَهُنّ أَصبُ إِلَيهِنّ وَ أَكُن مِنَ الجاهِلِينَ فَاستَجابَ لَهُ رَبّهُ فَصَرَفَ عَنهُ كَيدَهُنّ أَي حِيلَتَهُنّأَصبُ إِلَيهِنّ أَي أَمِيلُ إِلَيهِنّ وَ أَمَرَتِ امرَأَةُ العَزِيزِ بِحَبسِهِ فَحُبِسَ فِي السّجنِ

بيان قال الطبرسي‌ رحمه الله يسأل ويقال كيف قال يوسف السّجنُ أَحَبّ إلِيَ‌ّ مِمّا يدَعوُننَيِ‌ إِلَيهِ و لايجوز أن يراد السجن ألذي هوالمكان و إن عني السجن ألذي هوالمصدر فإن السجن معصية كما أن مادعونه إليه معصية فلايجوز أن يريده فالجواب أنه لم يرد المحبة التي‌ هي‌ الإرادة وإنما أراد أن ذلك أخف علي وأسهل ووجه


صفحه : 228

آخر المعني لو كان مما أريد لكان إرادتي‌ له أشد وقيل إن معناه توطيني‌ النفس علي السجن أحب إلي‌ من توطيني‌ النفس علي الزنا. ثم قال فإن قيل مامعني سؤال يوسف اللطف من الله و هوعالم بأن الله يعلمه لامحالة فالجواب أنه يجوز أن تتعلق المصلحة بالألطاف عندالدعاء المجدد ومتي قيل كيف علم أنه لو لااللطف لركب الفاحشة و إذاوجد اللطف امتنع قلنا لماوجد في نفسه من الشهوة وعلم أنه لو لالطف الله ارتكب القبيح وعلم أن الله يعصم أنبياءه بالألطاف و أن من لا يكون له لطف لايبعثه الله نبيا

4-فس ،[تفسير القمي‌] وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِثُمّ بَدا لَهُم مِن بَعدِ ما رَأَوُا الآياتِ لَيَسجُنُنّهُ حَتّي حِينٍفَالآيَاتُ شَهَادَةُ الصبّيِ‌ّ وَ القَمِيصُ المُخَرّقُ مِن دُبُرٍ وَ استِبَاقُهُمَا البَابَ حَتّي سَمِعَ مُجَاذَبَتَهَا إِيّاهُ عَلَي البَابِ فَلَمّا عَصَاهَا لَم تَزَل مُولَعَةً لِزَوجِهَا حَتّي حَبَسَهُوَ دَخَلَ مَعَهُ السّجنَ فَتَيانِ يَقُولُ عَبدَانِ لِلمَلِكِ أَحَدُهُمَا خَبّازُهُ وَ الآخَرُ صَاحِبُ الشّرَابِ وَ ألّذِي كَذَبَ وَ لَم يَرَ المَنَامَ هُوَ الخَبّازُ

إيضاح قال الطبرسي‌ رحمه الله كان يوسف ع لمادخل السجن قال لأهله إني‌ أعبر الرؤيا فقال أحد العبدين لصاحبه هلم فلنجربه فسألاه من غير أن يكون رأيا شيئا عن ابن مسعود وقيل بل رأيا علي صحة وحقيقة ولكنهما كذبا في الإنكار عن مجاهد والجبائي‌ وقيل إن المصلوب منهما كان كاذبا والآخر صادقا عن أبي مجاز ورواه علي بن ابراهيم أيضا في تفسيره عنهم ع والمعني قال أحدهما و هوالساقي‌ رأيت أصل حبلة عليها ثلاثة عناقيد من عنب فجنيتها وعصرتها في كأس الملك فسقيته إياها


صفحه : 229

وتقديره أعصر عنب خمر أي العنب ألذي يكون عصيره خمرا فحذف المضاف قال الزجاج و ابن الأنباري‌ والعرب تسمي‌ الشي‌ء باسم مايئول إليه إذاوضح المعني و لم يلتبس يقولون فلان يطبخ الآجر ويطبخ الدبس وإنما يطبخ اللبن والعصير و قال قوم إن بعض العرب يسمون العنب خمرا حكي الأصمعي‌ عن المعتمر بن سليمان أنه لقي‌ أعرابيا ومعه عنب فقال له مامعك قال خمر و هوقول الضحاك فيكون معناه أني‌ أعصر عنبا وروي‌ في قراءة عبد الله و أبي جميعا إنِيّ‌ رأَيَتنُيِ‌ أَعصِرُ عِنَباً و قال صاحب الطعام إني‌ رأيت كأن فوق رأسي‌ ثلاث سلال فيهاالخبز وأنواع الأطعمة وسباع الطير تنهش منه و أماتعبير رؤيا الساقي‌ فروي‌ أنه قال أماالعناقيد الثلاثة فإنها ثلاثة أيام تبقي في السجن ثم يخرجك الملك في اليوم الرابع وتعود إلي ماكنت عليه وأجري علي مالكه صفة الرب لأنه عبده فأضافه إليه كمايقال رب الدار ورب الضيعة و أماصاحب الطعام فروي‌ أنه قال له بئسما رأيت أماالسلال الثلاث فإنها ثلاثة أيام تبقي في السجن ثم يخرجك الملك فيصلبك فتأكل الطير من رأسك فقال عند ذلك مارأيت شيئا وكنت ألعب فقال يوسف قضُيِ‌َ الأَمرُ ألّذِي فِيهِ تَستَفتِيانِ أي فرغ من الأمر ألذي تساءلان وتطلبان معرفته و ماقلته لكما فإنه نازل بكما و هوكائن لامحالة و في هذادلالة علي أنه كان يقول ذلك علي جهة الإخبار عن الغيب بما يوحي إليه لا كمايعبر أحدنا الرؤيا علي جهة التأويل انتهي .أقول لايخفي أن ظاهر الآيات هوأنهما كانا رأيا في المنام ماذكره ع علي وجه التعبير فإن كان ماأورده علي بن ابراهيم خبرا كمافهمه رحمه الله فلتأويله وجه و إلا فلا

5-فس ،[تفسير القمي‌] قَالَ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ وَ وَكّلَ المَلِكُ بِيُوسُفَ رَجُلَينِ يَحفَظَانِهِ فَلَمّا


صفحه : 230

دَخَلَ السّجنَ قَالُوا لَهُ مَا صِنَاعَتُكَ قَالَ أَعبُرُ الرّؤيَا فَرَأَي أَحَدُ المُوَكّلَينِ فِي نَومِهِ كَمَا قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّأَعصِرُ خَمراً قَالَ يُوسُفُ تَخرُجُ مِنَ السّجنِ وَ تَصِيرُ عَلَي شَرَابِ المَلِكِ وَ تَرتَفِعُ مَنزِلَتُكَ عِندَهُ وَ قَالَ الآخَرُإنِيّ‌ أرَانيِ‌ أَحمِلُ فَوقَ رأَسيِ‌ خُبزاً تَأكُلُ الطّيرُ مِنهُ وَ لَم يَكُن رَأَي ذَلِكَ فَقَالَ لَهُ يُوسُفُ أَنتَ يَقتُلُكَ المَلِكُ وَ يَصلِبُكَ وَ تَأكُلُ الطّيرُ مِن دِمَاغِكَ فَجَحَدَ الرّجُلُ وَ قَالَ إنِيّ‌ لَم أَرَ ذَلِكَ فَقَالَ يُوسُفُ كَمَا حَكَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّيا صاحبِيَ‌ِ السّجنِ أَمّا أَحَدُكُما فيَسَقيِ‌ رَبّهُ خَمراً وَ أَمّا الآخَرُ فَيُصلَبُ فَتَأكُلُ الطّيرُ مِن رَأسِهِ قضُيِ‌َ الأَمرُ ألّذِي فِيهِ تَستَفتِيانِ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِإِنّا نَراكَ مِنَ المُحسِنِينَ قَالَ كَانَ يَقُومُ عَلَي المَرِيضِ وَ يَلتَمِسُ المُحتَاجَ وَ يُوَسّعُ عَلَي المَحبُوسِ فَلَمّا أَرَادَ مَن رَأَي فِي نَومِهِ أَن يَعصِرَ خَمراً الخُرُوجَ مِنَ الحَبسِ قَالَ لَهُ يُوسُفُاذكرُنيِ‌ عِندَ رَبّكَفَكَانَ كَمَا قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّفَأَنساهُ الشّيطانُ ذِكرَ رَبّهِ

أَخبَرَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ عُمَرَ عَن شُعَيبٍ العقَرَقوُفيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ يُوسُفَ أَتَاهُ جَبرَئِيلُ ع فَقَالَ لَهُ يَا يُوسُفُ إِنّ رَبّ العَالَمِينَ يُقرِئُكَ السّلَامَ وَ يَقُولُ لَكَ مَن جَعَلَكَ أَحسَنَ خَلقِهِ قَالَ فَصَاحَ وَ وَضَعَ خَدّهُ عَلَي الأَرضِ ثُمّ قَالَ أَنتَ يَا رَبّ ثُمّ قَالَ لَهُ وَ يَقُولُ لَكَ مَن حَبّبَكَ إِلَي أَبِيكَ دُونَ إِخوَتِكَ قَالَ


صفحه : 231

فَصَاحَ وَ وَضَعَ خَدّهُ عَلَي الأَرضِ وَ قَالَ أَنتَ يَا رَبّ قَالَ وَ يَقُولُ لَكَ مَن أَخرَجَكَ مِنَ الجُبّ بَعدَ أَن طُرِحتَ فِيهَا وَ أَيقَنتَ بِالهَلَكَةِ قَالَ فَصَاحَ وَ وَضَعَ خَدّهُ عَلَي الأَرضِ ثُمّ قَالَ أَنتَ يَا رَبّ قَالَ فَإِنّ رَبّكَ قَد جَعَلَ لَكَ عُقُوبَةً فِي استِغَاثَتِكَ بِغَيرِهِ فَالبَث فِي السّجنِ بِضعَ سِنِينَ قَالَ فَلَمّا انقَضَتِ المُدّةُ وَ أَذِنَ اللّهُ لَهُ فِي دُعَاءِ الفَرَجِ وَضَعَ خَدّهُ عَلَي الأَرضِ ثُمّ قَالَ أللّهُمّ إِن كَانَت ذنُوُبيِ‌ قَد أَخلَقَت وجَهيِ‌ عِندَكَ فإَنِيّ‌ أَتَوَجّهُ إِلَيكَ بِوَجهِ آباَئيِ‌َ الصّالِحِينَ اِبرَاهِيمَ وَ إِسمَاعِيلَ وَ إِسحَاقَ وَ يَعقُوبَ فَفَرّجَ اللّهُ عَنهُ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ أَ نَدعُو نَحنُ بِهَذَا الدّعَاءِ فَقَالَ ادعُ بِمِثلِهِ أللّهُمّ إِن كَانَت ذنُوُبيِ‌ قَد أَخلَقَت وجَهيِ‌ عِندَكَ فإَنِيّ‌ أَتَوَجّهُ إِلَيكَ بِنَبِيّكَ نبَيِ‌ّ الرّحمَةِ مُحَمّدٍص وَ عَلِيّ وَ فَاطِمَةَ وَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ وَ الأَئِمّةِ ع

شي‌،[تفسير العياشي‌] عن العقرقوفي‌ مثله بيان قال الطبرسي‌ قدس الله روحه بعدنقل أمثال هذه الرواية والقول في ذلك أن الاستعانة بالعباد في دفع المضار والتخلص من المكاره جائز غيرمنكر و لاقبيح بل ربما يجب و كان نبيا يستعين فيما ينوبه بالمهاجرين والأنصار وغيرهم و لو كان قبيحا لم يفعله فلو صحت هذه الروايات فإنما عوتب ع علي ترك عادته الجميلة في الصبر والتوكل علي الله سبحانه في كل أموره دون غيره وقتا ما وابتلاء وتشديدا وإنما كان يكون قبيحا لوترك التوكل علي الله سبحانه واقتصر علي غيره و في هذاترغيب في الاعتصام بالله والاستعانة به دون غيره في الشدائد و إن جاز أيضا أن يستعان بغيره انتهي .أقول ماذكره رحمه الله من كون هذه الاستعانة جائزة غيرمحرمة لاريب فيه و أمامقايستها باستعانة الرسول ص بالمهاجرين والأنصار فقياس مع الفارق إذ ما كان بأمر الله لابتلاء الخلق وتكليفهم ليس من هذاالباب


صفحه : 232

6-فس ،[تفسير القمي‌] قَالَ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ ثُمّ إِنّ المَلِكَ رَأَي رُؤيَا فَقَالَ لِوُزَرَائِهِ إنِيّ‌ رَأَيتُ فِي نوَميِ‌سَبعَ بَقَراتٍ سِمانٍ يَأكُلُهُنّ سَبعٌ عِجافٌ أَي مَهَازِيلُ وَ رَأَيتُسَبعَ سُنبُلاتٍ خُضرٍ وَ أُخَرَ يابِساتٍ وَ قَرَأَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع سَبعَ سَنَابِلَ خُضرٍ ثُمّ قَالَيا أَيّهَا المَلَأُ أفَتوُنيِ‌ فِي رءُياي‌َ إِن كُنتُم لِلرّءيا تَعبُرُونَفَلَم يَعرِفُوا تَأوِيلَ ذَلِكَ فَذَكَرَ ألّذِي كَانَ


صفحه : 233

عَلَي رَأسِ المَلِكِ رُؤيَاهُ التّيِ‌ رَآهَا وَ ذَكَرَ يُوسُفَ بَعدَ سَبعِ سِنِينَ وَ هُوَ قَولُهُوَ قالَ ألّذِي نَجا مِنهُما وَ ادّكَرَ بَعدَ أُمّةٍ أَي بَعدَ حِينٍأَنَا أُنَبّئُكُم بِتَأوِيلِهِ فَأَرسِلُونِفَجَاءَ إِلَي يُوسُفَ فَقَالَأَيّهَا الصّدّيقُ أَفتِنا فِي سَبعِ بَقَراتٍ سِمانٍ يَأكُلُهُنّ سَبعٌ عِجافٌ وَ سَبعِ سُنبُلاتٍ خُضرٍ وَ أُخَرَ يابِساتٍ فَقَالَ يُوسُفُتَزرَعُونَ سَبعَ سِنِينَ دَأَباً أَي وَلياًفَما حَصَدتُم فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلّا قَلِيلًا مِمّا تَأكُلُونَ أَي لَا تَدُوسُوهُ فَإِنّهُ يَفسُدُ فِي طُولِ سَبعِ سِنِينَ فَإِذَا كَانَ فِي سُنبُلِهِ لَا يَفسُدُثُمّ يأَتيِ‌ مِن بَعدِ ذلِكَ سَبعٌ شِدادٌ يَأكُلنَ ما قَدّمتُم لَهُنّ أَي سَبعَ سِنِينَ مَجَاعَةٌ شَدِيدَةٌ يَأكُلنَ مَا قَدّمتُهُم لَهُنّ فِي سَبعِ سِنِينَ المَاضِيَةِ وَ قَالَ الصّادِقُ ع إِنّمَا نَزَلَ مَا قَرّبتُم لَهُنّثُمّ يأَتيِ‌ مِن بَعدِ ذلِكَ عامٌ فِيهِ يُغاثُ النّاسُ وَ فِيهِ يَعصِرُونَ أَي يُمطَرُونَ وَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع قَرَأَ رَجُلٌ عَلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع ثُمّ يأَتيِ‌ مِن بَعدِ ذلِكَ عامٌ فِيهِ يُغاثُ النّاسُ وَ فِيهِ يَعصِرُونَ فَقَالَ وَيحَكَ أَيّ شَيءٍ يَعصِرُونَ أَ يَعصِرُ الخَمرَ قَالَ الرّجُلُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ كَيفَ أَقرَؤُهَا فَقَالَ إِنّمَا نَزَلَت عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النّاسُ وَ فِيهِ يُعصَرُونَ أَي يُمطَرُونَ بَعدَ سنِيِ‌ المَجَاعَةِ وَ الدّلِيلُ عَلَي ذَلِكَ قَولُهُوَ أَنزَلنا مِنَ المُعصِراتِ ماءً ثَجّاجاً

توضيح قوله تعالي دَأَباً قال البيضاوي‌ أي علي عادتكم المستمرة. و قال الطبرسي‌ رحمه الله أي فازرعوا سبع سنين متوالية عن ابن عباس أي زراعة


صفحه : 234

متوالية في هذه السنين علي عادتكم في الزراعة سائر السنين وقيل دَأَباً أي بجد واجتهاد في الزراعة انتهي و قوله تعالي يَأكُلنَ أي يأكل أهلهن والإسناد مجازي‌ قَالَ الطبّرسِيِ‌ّ رَحِمَهُ اللّهُ قَرَأَ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ ع وَ سَبعَ سَنَابِلَ وَ قَرَأَ أَيضاً مَا قَرّبتُم لَهُنّ

وقرأ هو والأعرج وعيسي بن عمر وَ فِيهِ يُعصَرُونَ بياء مضمومة وصاد مفتوحة ثم قال في بيان هذه القراءة يجوز أن يكون من العصرة والعصر المنجاة ويجوز أن يكون من عصرت السحابة ماءها عليهم ثم ذكر ماأورده علي بن ابراهيم .أقول لعل المعني الأول ذكره مع قطع النظر عن الخبر و قال البيضاوي‌فِيهِ يُغاثُ النّاسُيمطرون من الغيث أويغاثون من القحط من الغوث وَ فِيهِ يَعصِرُونَ مايعصر كالعنب والزيتون لكثرة الثمار وقيل يحلبون الضروع وقر‌ئ علي بناء المفعول من عصره إذاأنجاه ويحتمل أن يكون المبني‌ للفاعل منه أي يغيثهم الله ويغيث بعضهم بعضا أو من أعصرت السحابة عليهم فعدي‌ بنزع الخافض أوبتضمينه معني المطر

7-فس ،[تفسير القمي‌]فَرَجَعَ الرّجُلُ إِلَي المَلِكِ فَأَخبَرَهُ بِمَا قَالَ يُوسُفُ فَقالَ المَلِكُ ائتوُنيِ‌ بِهِ فَلَمّا جاءَهُ الرّسُولُ قالَ ارجِع إِلي رَبّكَيعَنيِ‌ إِلَي المَلِكِفَسئَلهُ ما بالُ النّسوَةِ اللاّتيِ‌ قَطّعنَ أَيدِيَهُنّ إِنّ ربَيّ‌ بِكَيدِهِنّ عَلِيمٌفَجَمَعَ المَلِكُ النّسوَةَ فَقَالَ لَهُنّما خَطبُكُنّ إِذ راوَدتُنّ يُوسُفَ عَن نَفسِهِ قُلنَ حاشَ لِلّهِ ما عَلِمنا عَلَيهِ مِن سُوءٍ قالَتِ امرَأَةُ العَزِيزِ الآنَ حَصحَصَ الحَقّ أَنَا راوَدتُهُ عَن نَفسِهِ وَ إِنّهُ لَمِنَ الصّادِقِينَ ذلِكَ لِيَعلَمَ أنَيّ‌ لَم أَخُنهُ بِالغَيبِ وَ أَنّ اللّهَ لا يهَديِ‌ كَيدَ الخائِنِينَ أَي لَا أَكذِبُ عَلَيهِ الآنَ كَمَا كَذَبتُ عَلَيهِ مِن قَبلُ ثُمّ قَالَت


صفحه : 235

وَ ما أبُرَ‌ّئُ نفَسيِ‌ إِنّ النّفسَ لَأَمّارَةٌ بِالسّوءِ أَي تَأمُرُ بِالسّوءِ فَقالَ المَلِكُ ائتوُنيِ‌ بِهِ أَستَخلِصهُ لنِفَسيِ‌ فَلَمّا نَظَرَ إِلَي يُوسُفَ قَالَإِنّكَ اليَومَ لَدَينا مَكِينٌ أَمِينٌسَل حَاجَتَكَقالَ اجعلَنيِ‌ عَلي خَزائِنِ الأَرضِ إنِيّ‌ حَفِيظٌ عَلِيمٌيعَنيِ‌ عَلَي الكَنَادِيجِ وَ الأَنَابِيرِ فَجَعَلَهُ عَلَيهَا وَ هُوَ قَولُهُوَ كَذلِكَ مَكّنّا لِيُوسُفَ فِي الأَرضِ يَتَبَوّأُ مِنها حَيثُ يَشاءُفَأَمَرَ يُوسُفَ أَن يبَنيِ‌َ كَنَادِيجَ مِن صَخرٍ وَ طَيّنَهَا بِالكِلسِ ثُمّ أَمَرَ بِزُرُوعِ مِصرَ فَحُصِدَت وَ دُفِعَ إِلَي كُلّ إِنسَانٍ حِصّتُهُ وَ تُرِكَ الباَقيِ‌ فِي سُنبُلِهِ لَم يَدُسهُ فَوَضَعَهُ فِي الكَنَادِيجِ فَفَعَلَ ذَلِكَ سَبعَ سِنِينَ فَلَمّا جَاءَ سنِيِ‌[سِنُو]الجَدبِ كَانَ يُخرِجُ السّنبُلَ فَيَبِيعُ بِمَا شَاءَ

بيان ما خَطبُكُنّ أي ماشأنكن والخطب الأمر ألذي يحق أن يخاطب فيه صاحبه حاشَ لِلّهِتنزيه له وتعجب من قدرته علي خلق عفيف مثله حَصحَصَ الحَقّ أي ثبت واستقر من حصحص البعير إذاألقي‌ مباركه ليناخ أوظهر من حص شعره إذااستأصله بحيث ظهر بشرة رأسه قوله ذلِكَ لِيَعلَمَ إلي قوله وَ ما أبُرَ‌ّئُ نفَسيِ‌ هذا من كلام يوسف علي قول أكثر المفسرين وقيل هو من كلام امرأة العزيز كماذكره علي بن ابراهيم والأول أشهر وأظهر.


صفحه : 236

و قال الفيروزآبادي‌ الكندوج شبه المخزن معرب الكندو و قال الأنبار بيت التاجر ينضد فيه المتاع الواحد نبر بالكسر والكلس بالكسر الصاروج

8-فس ،[تفسير القمي‌] وَ كَانَ بَينَهُ وَ بَينَ أَبِيهِ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ يَوماً وَ كَانَ فِي بَادِيَةٍ وَ كَانَ النّاسُ مِنَ الآفَاقِ يَخرُجُونَ إِلَي مِصرَ لِيَمتَارُوا طَعَاماً وَ كَانَ يَعقُوبُ وَ وُلدُهُ نُزُولًا فِي بَادِيَةٍ فِيهِ مُقلٌ فَأَخَذَ إِخوَةُ يُوسُفَ مِن ذَلِكَ المُقلِ وَ حَمَلُوهُ إِلَي مِصرَ لِيَمتَارُوا بِهِ طَعَاماً وَ كَانَ يُوسُفُ يَتَوَلّي البَيعَ بِنَفسِهِ فَلَمّا دَخَلَ إِخوَتُهُ عَلَي يُوسُفَ عَرَفَهُم وَ لَم يَعرِفُوهُ كَمَا حَكَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ هُم لَهُ مُنكِرُونَ فَلَمّا جَهّزَهُم بِجَهَازِهِم وَ أَعطَاهُم وَ أَحسَنَ إِلَيهِم فِي الكَيلِ قَالَ لَهُم مَن أَنتُم قَالُوا نَحنُ بَنُو يَعقُوبَ بنِ إِسحَاقَ بنِ اِبرَاهِيمَ خَلِيلِ اللّهِ ألّذِي أَلقَاهُ نُمرُودُ فِي النّارِ فَلَم يَحتَرِق فَجَعَلَهَا اللّهُ عَلَيهِ بَرداً وَ سَلَاماً قَالَ فَمَا فَعَلَ أَبُوكُم قَالُوا شَيخٌ ضَعِيفٌ قَالَ فَلَكُم أَخٌ غَيرُكُم قَالُوا لَنَا أَخٌ مِن أَبِينَا لَا مِن أُمّنَا قَالَ فَإِذَا رَجَعتُم إلِيَ‌ّ فأَتوُنيِ‌ بِهِ وَ هُوَ قَولُهُائتوُنيِ‌ بِأَخٍ لَكُم مِن أَبِيكُم أَ لا تَرَونَ أنَيّ‌ أوُفيِ‌ الكَيلَ وَ أَنَا خَيرُ المُنزِلِينَ فَإِن لَم تأَتوُنيِ‌ بِهِ فَلا كَيلَ لَكُم عنِديِ‌ وَ لا تَقرَبُونِ قالُوا سَنُراوِدُ عَنهُ أَباهُ وَ إِنّا لَفاعِلُونَ ثُمّ قَالَ يُوسُفُ لِقَومِهِ رُدّوا هَذِهِ البِضَاعَةَ التّيِ‌ حَمَلُوهَا إِلَينَا اجعَلُوهَا فِيمَا بَينَ رِحَالِهِم حَتّي إِذَا رَجَعُوا إِلَي مَنَازِلِهِم وَ رَأَوهَا رَجَعُوا إِلَينَا وَ هُوَ قَولُهُوَ قالَ لِفِتيانِهِ اجعَلُوا بِضاعَتَهُم فِي رِحالِهِم لَعَلّهُم يَعرِفُونَها إِذَا انقَلَبُوا إِلي أَهلِهِم لَعَلّهُم يَرجِعُونَيعَنيِ‌ كيَ‌ يَرجِعُونَ[يَرجِعُوا]فَلَمّا رَجَعُوا إِلي أَبِيهِم قالُوا يا أَبانا مُنِعَ مِنّا الكَيلُ فَأَرسِل مَعَنا أَخانا نَكتَل وَ إِنّا لَهُ لَحافِظُونَ قالَيَعقُوبُهَل آمَنُكُم عَلَيهِ إِلّا كَما أَمِنتُكُم عَلي أَخِيهِ مِن قَبلُ فَاللّهُ خَيرٌ حافِظاً وَ هُوَ أَرحَمُ الرّاحِمِينَ وَ لَمّا فَتَحُوا مَتاعَهُم وَجَدُوا بِضاعَتَهُم رُدّت إِلَيهِم فِي رِحَالِهِمُ التّيِ‌ حَمَلُوهَا إِلَي مِصرَقالُوا يا أَبانا ما نبَغيِ‌ أَي مَا نُرِيدُهذِهِ بِضاعَتُنا رُدّت إِلَينا وَ نَمِيرُ أَهلَنا وَ نَحفَظُ أَخانا وَ نَزدادُ كَيلَ بَعِيرٍ ذلِكَ كَيلٌ يَسِيرٌ قالَيَعقُوبُلَن


صفحه : 237

أُرسِلَهُ مَعَكُم حَتّي تُؤتُونِ مَوثِقاً مِنَ اللّهِ لتَأَتنُنّيِ‌ بِهِ إِلّا أَن يُحاطَ بِكُم فَلَمّا آتَوهُ مَوثِقَهُم قالَيَعقُوبُاللّهُ عَلي ما نَقُولُ وَكِيلٌفَخَرَجُوا وَ قَالَ لَهُم يَعقُوبُلا تَدخُلُوا مِن بابٍ واحِدٍ وَ ادخُلُوا مِن أَبوابٍ مُتَفَرّقَةٍ وَ ما أغُنيِ‌ عَنكُم مِنَ اللّهِ مِن شَيءٍ إِنِ الحُكمُ إِلّا لِلّهِ عَلَيهِ تَوَكّلتُ وَ عَلَيهِ فَليَتَوَكّلِ المُتَوَكّلُونَ وَ لَمّا دَخَلُوا مِن حَيثُ أَمَرَهُم أَبُوهُم ما كانَ يغُنيِ‌ عَنهُم مِنَ اللّهِ مِن شَيءٍ إِلّا حاجَةً فِي نَفسِ يَعقُوبَ قَضاها وَ إِنّهُ لَذُو عِلمٍ لِما عَلّمناهُ وَ لكِنّ أَكثَرَ النّاسِ لا يَعلَمُونَ

بيان قال البيضاوي‌فَعَرَفَهُم وَ هُم لَهُ مُنكِرُونَ أي عرفهم يوسف و لم يعرفوه لطول العهد ومفارقتهم إياه في سن الحداثة ونسيانهم إياه وتوهمهم أنه هلك و بعدحاله التي‌ رأوه عليها من حاله حين فارقوه وقلة تأملهم في حلاه من التهيب والاستعظام و قال في قوله اجعَلُوا بِضاعَتَهُم فِي رِحالِهِمإنما فعل ذلك توسيعا وتفضلا عليهم وترفعا من أن يأخذ ثمن الطعام منهم وخوفا من أن لا يكون عند أبيه مايرجعون به قوله مُنِعَ مِنّا الكَيلُ أي حكم بمنعه بعد هذا إن لم نذهب ببنيامين قوله ما نبَغيِ‌ أي ماذا نطلب هل من مزيد علي ذلك أكرمنا وأحسن مثوانا وباع منا ورد علينا متاعنا أو لانطلب وراء ذلك إحسانا أو لانبغي‌ في القول و لانزيد فيما حكينا لك من إحسانه قوله إِلّا أَن يُحاطَ بِكُم أي إلا أن تغلبوا فلاتطيقوا ذلك أو إلا أن تهلكوا جميعا قوله لا تَدخُلُوا مِن بابٍ واحِدٍالمشهور بين المفسرين أنه إنما قال ذلك لماخاف عليهم من العين وقيل لمااشتهروا بمصر بالحسن والجمال وإكرام الملك لهم خاف عليهم حسد الناس وقيل لم يأمن عليهم من أن يخافهم الملك فيحبسهم وقيل إنه ع كان عالما بأن ملك مصر ولده يوسف إلا أن الله تعالي لم يأذن له في إظهار ذلك فلما بعث أبناءه إليه قال لا تَدخُلُوا مِن بابٍ واحِدٍ و كان غرضه أن يصل بنيامين إلي يوسف في وقت الخلوة.


صفحه : 238

ثم إن العبد لما كان مأمورا بملاحظة الأسباب وعدم الاعتماد عليها والتوكل علي الله قال أولا مايلزمه من الحزم والتدبير ثم تبرأ عن الاعتماد علي الأسباب بقوله وَ ما أغُنيِ‌ عَنكُم مِنَ اللّهِ مِن شَيءٍ ثم إنه تعالي صدقه علي ماذكره من عدم الاعتماد علي الأسباب بقوله تعالي وَ لَمّا دَخَلُوا مِن حَيثُ أَمَرَهُم أَبُوهُم أي من أبواب متفرقة في البلدما كانَ يغُنيِ‌ عَنهُمرأي‌ يعقوب واتباعهم له مِنَ اللّهِ مِن شَيءٍمما قضاه عليهم كما قال يعقوب فأخذ بنيامين بوجدان الصواع في رحله وتضاعفت المصيبة علي يعقوب إِلّا حاجَةً فِي نَفسِ يَعقُوبَاستثناء منقطع أي ولكن حاجة في نفسه يعني‌ شفقته عليهم وخوفه من أن يعانوا أو غير ذلك مما مرقَضاها أي أظهرها ووصي بهاوَ إِنّهُ لَذُو عِلمٍ لِما عَلّمناهُبالوحي‌ ونصب الحجج ولذلك قال وَ ما أغُنيِ‌ عَنكُم مِنَ اللّهِ مِن شَيءٍ و لم يغتر بتدبيره وَ لكِنّ أَكثَرَ النّاسِ لا يَعلَمُونَأسرار القدر

9-فس ،[تفسير القمي‌]فَخَرَجُوا وَ خَرَجَ مَعَهُم بِنيَامِينُ وَ كَانَ لَا يُؤَاكِلُهُم وَ لَا يُجَالِسُهُم وَ لَا يُكَلّمُهُم فَلَمّا وَافَوا مِصرَ دَخَلُوا عَلَي يُوسُفَ وَ سَلّمُوا فَنَظَرَ يُوسُفُ إِلَي أَخِيهِ فَعَرَفَهُ فَجَلَسَ مِنهُم بِالبَعِيدِ فَقَالَ يُوسُفُ أَنتَ أَخُوهُم قَالَ نَعَم قَالَ فَلِمَ لَا تَجلِسُ مَعَهُم قَالَ لِأَنّهُم أَخرَجُوا أخَيِ‌ مِن أَبِي وَ أمُيّ‌ ثُمّ رَجَعُوا وَ لَم يَرُدّوهُ وَ زَعَمُوا أَنّ الذّئبَ أَكَلَهُ فَآلَيتُ عَلَي نفَسيِ‌ أَن لَا أَجتَمِعَ مَعَهُم عَلَي أَمرٍ مَا دُمتُ حَيّاً قَالَ فَهَل تَزَوّجتَ قَالَ بَلَي قَالَ فَوُلِدَ لَكَ وَلَدٌ قَالَ بَلَي قَالَ كَم وُلِدَ لَكَ قَالَ ثَلَاثَةُ بَنِينَ قَالَ فَمَا سَمّيتَهُم قَالَ سَمّيتُ وَاحِداً مِنهُم الذّئبَ وَ وَاحِداً القَمِيصَ وَ وَاحِداً الدّمَ قَالَ وَ كَيفَ اختَرتَ هَذِهِ الأَسمَاءَ قَالَ لِئَلّا أَنسَي أخَيِ‌ كُلّمَا دَعَوتُ وَاحِداً مِن ولُديِ‌ ذَكَرتُ أخَيِ‌ قَالَ يُوسُفُ لَهُم اخرُجُوا وَ حَبَسَ بِنيَامِينَ فَلَمّا خَرَجُوا مِن عِندِهِ قَالَ يُوسُفُ لِأَخِيهِأَنَا أَخُوكَيُوسُفُفَلا تَبتَئِس بِما كانُوا يَعمَلُونَ ثُمّ قَالَ لَهُ أَنَا أُحِبّ أَن تَكُونَ عنِديِ‌ فَقَالَ لَا يدَعَوُنيّ‌ إخِوتَيِ‌ فَإِنّ أَبِي قَد أَخَذَ عَلَيهِم عَهدَ اللّهِ وَ مِيثَاقَهُ أَن يرَدُوّنيِ‌ إِلَيهِ قَالَ فَأَنَا أَحتَالُ بِحِيلَةٍ فَلَا تُنكِر


صفحه : 239

إِذَا رَأَيتَ شَيئاً وَ لَا تُخبِرهُم فَقَالَ لَافَلَمّا جَهّزَهُم بِجَهازِهِم وَ أَعطَاهُم وَ أَحسَنَ إِلَيهِم قَالَ لِبَعضِ قُوّامِهِ اجعَلُوا هَذَا الصّاعَ فِي رَحلِ هَذَا وَ كَانَ الصّاعُ ألّذِي يَكِيلُونَ بِهِ مِن ذَهَبٍ فَجَعَلُوهُ فِي رَحلِهِ مِن حَيثُ لَم يَقِفُوا عَلَيهِ إِخوَتُهُ فَلَمّا ارتَحَلُوا بَعَثَ إِلَيهِم يُوسُفُ وَ حَبَسَهُم ثُمّ أَمَرَ مُنَادِياً ينُاَديِ‌أَيّتُهَا العِيرُ إِنّكُم لَسارِقُونَ فَقَالَ إِخوَةُ يُوسُفَما ذا تَفقِدُونَ قالُوا نَفقِدُ صُواعَ المَلِكِ وَ لِمَن جاءَ بِهِ حِملُ بَعِيرٍ وَ أَنَا بِهِ زَعِيمٌ أَي كَفِيلٌ فَقَالَ إِخوَةُ يُوسُفَ لِيُوسُفَتَاللّهِ لَقَد عَلِمتُم ما جِئنا لِنُفسِدَ فِي الأَرضِ وَ ما كُنّا سارِقِينَ قَالَ يُوسُفُفَما جَزاؤُهُ إِن كُنتُم كاذِبِينَ قالُوا جَزاؤُهُ مَن وُجِدَ فِي رَحلِهِفَاحبِسهُفَهُوَ جَزاؤُهُ كَذلِكَ نجَزيِ‌ الظّالِمِينَ فَبَدَأَ بِأَوعِيَتِهِم قَبلَ وِعاءِ أَخِيهِ ثُمّ استَخرَجَها مِن وِعاءِ أَخِيهِفَتَشَبّثُوا بِأَخِيهِ وَ حَبَسُوهُ وَ هُوَ قَولُهُكَذلِكَ كِدنا لِيُوسُفَ أَي احتَلنَا لَهُما كانَ لِيَأخُذَ أَخاهُ فِي دِينِ المَلِكِ إِلّا أَن يَشاءَ اللّهُ نَرفَعُ دَرَجاتٍ مَن نَشاءُ وَ فَوقَ كُلّ ذيِ‌ عِلمٍ عَلِيمٌفَسُئِلَ الصّادِقُ ع عَن قَولِهِأَيّتُهَا العِيرُ إِنّكُم لَسارِقُونَ قَالَ مَا سَرَقَ وَ مَا كَذَبَ يُوسُفُ فَإِنّمَا عَنَي سَرَقتُم يُوسُفَ ع مِن أَبِيهِ وَ قَولُهُأَيّتُهَا العِيرُمَعنَاهُ يَا أَهلَ العِيرِ وَ مِثلُهُ قَولُهُم لِأَبِيهِموَ سئَلِ القَريَةَ التّيِ‌ كُنّا فِيها وَ العِيرَ التّيِ‌ أَقبَلنا فِيهايعَنيِ‌ أَهلَ القَريَةِ وَ أَهلَ العِيرِ فَلَمّا أُخرِجَ لِيُوسُفَ الصّاعُ مِن رَحلِ أَخِيهِ قَالَ إِخوَتُهُإِن يَسرِق فَقَد سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِن قَبلُيَعنُونَ بِهِ يُوسُفَ فَتَغَافَلَ يُوسُفُ عَنهُم وَ هُوَ قَولُهُفَأَسَرّها يُوسُفُ فِي نَفسِهِ وَ لَم يُبدِها لَهُم قالَ أَنتُم شَرّ مَكاناً وَ اللّهُ أَعلَمُ بِما تَصِفُونَفَاجتَمَعُوا إِلَي يُوسُفَ


صفحه : 240

وَ جُلُودُهُم تَقطُرُ دَماً أَصفَرَ فَكَانُوا يُجَادِلُونَهُ فِي حَبسِهِ وَ كَانَ وُلدُ يَعقُوبَ إِذَا غَضِبُوا خَرَجَ مِن ثِيَابِهِم شَعَرٌ وَ يَقطُرُ مِن رُءُوسِهَا دَمٌ أَصفَرُ وَ هُم يَقُولُونَ لَهُيا أَيّهَا العَزِيزُ إِنّ لَهُ أَباً شَيخاً كَبِيراً فَخُذ أَحَدَنا مَكانَهُ إِنّا نَراكَ مِنَ المُحسِنِينَفَأَطلِق عَن هَذَا فَلَمّا رَأَي يُوسُفُ ذَلِكَقالَ مَعاذَ اللّهِ أَن نَأخُذَ إِلّا مَن وَجَدنا مَتاعَنا عِندَهُ وَ لَم يَقُل إِلّا مَن سَرَقَ مَتَاعَنَاإِنّا إِذاً لَظالِمُونَ فَلَمّا أَيِسُوا وَ أَرَادُوا الِانصِرَافَ إِلَي أَبِيهِم قَالَ لَهُم لَاوَي بنُ يَعقُوبَأَ لَم تَعلَمُوا أَنّ أَباكُم قَد أَخَذَ عَلَيكُم مَوثِقاً مِنَ اللّهِ فِي هَذَاوَ مِن قَبلُ ما فَرّطتُم فِي يُوسُفَفَارجِعُوا أَنتُم إِلَي أَبِيكُم أَمّا أَنَا فَلَا أَرجِعُ إِلَيهِحَتّي يَأذَنَ لِي أَبِي أَو يَحكُمَ اللّهُ لِي وَ هُوَ خَيرُ الحاكِمِينَ ثُمّ قَالَ لَهُمارجِعُوا إِلي أَبِيكُم فَقُولُوا يا أَبانا إِنّ ابنَكَ سَرَقَ وَ ما شَهِدنا إِلّا بِما عَلِمنا وَ ما كُنّا لِلغَيبِ حافِظِينَ وَ سئَلِ القَريَةَ التّيِ‌ كُنّا فِيها وَ العِيرَ التّيِ‌ أَقبَلنا فِيها أَي أَهلَ القَريَةِ وَ أَهلَ العِيرِوَ إِنّا لَصادِقُونَ قَالَ فَرَجَعَ إِخوَةُ يُوسُفَ إِلَي أَبِيهِم وَ تَخَلّفَ يَهُودَا فَدَخَلَ عَلَي يُوسُفَ وَ كَلّمَهُ حَتّي ارتَفَعَ الكَلَامُ بَينَهُ وَ بَينَ يُوسُفَ وَ غَضِبَ وَ كَانَت عَلَي كَتِفِ يَهُودَا شَعرَةٌ فَقَامَتِ الشّعرَةُ فَأَقبَلَت تَقذِفُ بِالدّمِ وَ كَانَ لَا يَسكُنُ حَتّي يَمَسّهُ بَعضُ أَولَادِ يَعقُوبَ قَالَ فَكَانَ بَينَ يدَيَ‌ِ يُوسُفَ ابنٌ لَهُ فِي يَدِهِ رُمّانَةٌ مِن ذَهَبٍ يَلعَبُ بِهَا فَلَمّا رَأَي يُوسُفُ أَنّ يَهُودَا قَد غَضِبَ وَ قَامَتِ الشّعرَةُ تَقذِفُ بِالدّمِ أَخَذَ الرّمّانَةَ مِنَ الصبّيِ‌ّ ثُمّ دَحرَجَهَا نَحوَ يَهُودَا وَ تَبِعَهَا الصبّيِ‌ّ لِيَأخُذَهَا فَوَقَعَت يَدُهُ عَلَي يَدِ يَهُودَا فَذَهَبَ غَضَبُهُ فَارتَابَ يَهُودَا وَ رَجَعَ الصبّيِ‌ّ بِالرّمّانَةِ إِلَي يُوسُفَ قَالَ ثُمّ ارتَفَعَ الكَلَامُ بَينَهُمَا حَتّي غَضِبَ يَهُودَا وَ قَامَتِ الشّعرَةُ تَقذِفُ بِالدّمِ فَلَمّا رَأَي ذَلِكَ يُوسُفُ دَحرَجَ الرّمّانَةَ نَحوَ يَهُودَا وَ تَبِعَهَا الصبّيِ‌ّ لِيَأخُذَهَا فَوَقَعَت يَدُهُ عَلَي يَهُودَا فَسَكَنَ غَضَبُهُ وَ قَالَ إِنّ فِي البَيتِ لَمِن وُلدِ يَعقُوبَ حَتّي صَنَعَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرّاتٍ

بيان فَلا تَبتَئِس أي لاتحزن افتعال من البؤس قال الطبرسي‌ رحمه الله قيل إن


صفحه : 241

السقاية هي‌ المشربة التي‌ كان يشرب منها الملك ثم جعل صاعا في السنين الشداد القحاط يكال به الطعام وقيل كان من ذهب عن أبي زيد وروي‌ عن أبي عبد الله ع وقيل كان من فضة عن ابن عباس و الحسن وقيل كان من فضة مرصعة بالجواهر عن عكرمة انتهي . و أما قوله أَيّتُهَا العِيرُ إِنّكُم لَسارِقُونَفالظاهر أنه كان علي وجه المصلحة تورية و كان وجه التورية فيه ماورد في الأخبار أنه كان غرضه ع أنكم سرقتم يوسف من أبيه وقيل إنما قال ذلك بعض من فقد الصاع من قوم يوسف من غيرأمره وقيل إن الكلام يجوز أن يكون خارجا مخرج الاستفهام كأنه قال أإنكم لسارقون فأسقطت الهمزة والأول هوالموافق لماورد فيه من الأخبار. قال الطبرسي‌ رحمه الله ومتي قيل كيف جاز ليوسف أن يحزن والده وإخوته بهذا الصنيع ويجعلهم متهمين بالسرقة فالجواب أن الغرض فيه التسبب إلي احتباس أخيه عنده ويجوز أن يكون ذلك بأمر من الله وروي‌ أنه أعلم أخاه بذلك ليجعله طريقا إلي التمسك به و إذا كان إدخال هذاالحزن سببا مؤديا إلي إزالة غموم كثيرة عن الجميع و لاشك أنه يتعلق به المصلحة فقد ثبت جوازه و أماالتعرض للتهمة بالسرقة فغير صحيح فإن وجود السقاية في رحله يحتمل أمورا كثيرة غيرالسرقة فعلي هذا من حمله علي السرقة مع علمه بأنهم أولاد الأنبياء توجهت اللائمة عليه انتهي .أقول العمدة في هذاالباب أن بعدثبوت العصمة بالبراهين القاطعة لامجال للاعتراض عليهم في أمثال ذلك ولكل منها وجوه ومحامل يمكن حمله عليها بحيث لاينافي‌ علو شأنهم . قوله قالُوا جَزاؤُهُ مَن وُجِدَ فِي رَحلِهِ فَهُوَ جَزاؤُهُ أي قال إخوة يوسف جزاء السرقة السارق و هوالإنسان ألذي وجد المسروق في رحله ومعناه أن السنة كانت في آل يعقوب أن يستخدم السارق ويسترق علي قدر سرقته و في دين الملك الضرب والضمان وقيل كان يسترق سنة و قوله كَذلِكَ نجَزيِ‌ الظّالِمِينَتأكيد لبيان اطراد هذاالحكم


صفحه : 242

عندهم وقيل إن ذلك جواب يوسف ع قوله تعالي ما كانَ لِيَأخُذَ أَخاهُ قال الرازي‌ المعني أنه كان حكم الملك في السارق أن يضرب ويغرم ضعفي‌ ماسرق فما كان يوسف قادرا علي حبس أخيه عندنفسه بناء علي دين الملك وحكمه إلا أن الله تعالي كاد له وأجري علي لسان إخوته أن جزاء السارق هوالاسترقاق و هومعني قوله إِلّا أَن يَشاءَ اللّهُ. ثم اعلم أنهم اختلفوا في قوله تعالي قالَ كَبِيرُهُمفقيل هوروبيل و كان كبيرهم في السن وقيل شمعون و كان رئيسهم وقيل يهودا و كان كبيرهم في العقل وقيل لاوي‌ ولعله بني‌ الكلام أولا علي أحد القولين وثانيا علي القول الآخر ويحتمل أن يكون تخلف يهودا ثم لحقهم

10-فس ،[تفسير القمي‌] فَلَمّا رَجَعُوا إِخوَةُ يُوسُفَ إِلَي أَبِيهِم وَ أَخبَرُوهُ بِخَبَرِ أَخِيهِم قَالَ يَعقُوبُبَل سَوّلَت لَكُم أَنفُسُكُم أَمراً فَصَبرٌ جَمِيلٌ عَسَي اللّهُ أَن يأَتيِنَيِ‌ بِهِم جَمِيعاً إِنّهُ هُوَ العَلِيمُ الحَكِيمُ ثُمّتَوَلّي عَنهُم وَ قالَ يا أَسَفي عَلي يُوسُفَ وَ ابيَضّت عَيناهُ مِنَ الحُزنِيعَنيِ‌ عَمِيَت مِنَ البُكَاءِفَهُوَ كَظِيمٌ أَي مَحزُونٌ وَ الأَسَفُ أَشَدّ الحُزنِ وَ سُئِلَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَا بَلَغَ مِن حُزنِ يَعقُوبَ عَلَي يُوسُفَ قَالَ حُزنَ سَبعِينَ ثَكلَي بِأَولَادِهَا وَ قَالَ إِنّ يَعقُوبَ لَم يَعرِفِ الِاستِرجَاعَ فَمِنهَا قَالَ وَا أَسَفَاه عَلَي يُوسُفَ فَقَالُوا لَهُتَاللّهِ تَفتَؤُا تَذكُرُ يُوسُفَ أَي لَا تَفتَأُ عَن ذِكرِ يُوسُفَحَتّي تَكُونَ حَرَضاً أَي مَيّتاًأَو تَكُونَ مِنَ الهالِكِينَفَقالَ إِنّما أَشكُوا بثَيّ‌ وَ حزُنيِ‌ إِلَي اللّهِ وَ أَعلَمُ مِنَ اللّهِ ما لا تَعلَمُونَ

تفسيربَل سَوّلَت أي زينت وسهلت لَكُم أَنفُسُكُم أَمراًأردتموه وقررتموه


صفحه : 243

و إلافما أدري الملك أن السارق يؤخذ بسرقته فَصَبرٌ جَمِيلٌفأمري‌ صبر جميل أوفصبر جميل أجمل عَسَي اللّهُ أَن يأَتيِنَيِ‌ بِهِم جَمِيعاًبيوسف وبنيامين وأخيهما ألذي توقف بمصرإِنّهُ هُوَ العَلِيمُبحالي‌ وحالهم الحَكِيمُ في تدبيرهاوَ تَوَلّي عَنهُم أي أعرض عنهم كراهة لماصادف منهم وَ قالَ يا أَسَفي عَلي يُوسُفَ أي ياأسف تعال فهذا أوانك والأسف أشد الحزن والحسرة والألف بدل من ياء المتكلم قال البيضاوي‌ و في الحديث لم تعط أمة من الأمم إِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَ عندالمصيبة إلاأمة محمد أ لاتري إلي يعقوب حين أصابه ماأصاب لم يسترجع و قال ياأسفي انتهي . ثم اعلم أنه اختلف في قوله وَ ابيَضّت عَيناهُ مِنَ الحُزنِ كما أن الشيعة اختلفوا في أنه هل يجوز علي الأنبياء مثل هذاالنقص في الخلقة قال الشيخ الطبرسي‌ رحمه الله فقيل لايجوز لأن ذلك ينفر وقيل يجوز أن لا يكون فيه تنفير و يكون بمنزلة سائر العلل والأمراض انتهي فمن لايجوز ذلك يقول إنه ماعمي‌ ولكنه صار بحيث يدرك إدراكا ضعيفا أويؤول بأن المراد أنه غلبه البكاء و عندغلبة البكاء يكثر الماء في العين فتصير العين كأنها ابيضت من بياض ذلك الماء و من يجوز ذلك يحملها علي ظاهرها والحق أنه لم يقم دليل علي امتناع ذلك حتي نحتاج إلي تأويل الآيات والأخبار الدالة علي حصوله علي أنه يحتمل أن يكون علي وجه لا يكون نقص فيه وعيب في ظاهر الخلقة والأنبياء ع يبصرون بقلوبهم مايبصر غيرهم بعينه . قال البيضاوي‌ في قوله تعالي تَاللّهِ تَفتَؤُا تَذكُرُ يُوسُفَ أي لاتفتأ و لاتزال تذكره تفجعا عليه فحذف لاحَتّي تَكُونَ حَرَضاًمشفيا علي الهلاك وقيل الحرض ألذي أذابه هم أومرض أَو تَكُونَ مِنَ الهالِكِينَ من الميتين قالَ إِنّما أَشكُوا بثَيّ‌ أي همي‌ ألذي لاأقدر الصبر عليه من البث بمعني النشر انتهي .


صفحه : 244

أقول علي مافسر علي بن ابراهيم الحرض لعله حمل الهلاك علي الهلاك المعنوي‌ بترك الصبر

11-فس ،[تفسير القمي‌]حدَثّنَيِ‌ أَبِي عَن حَنَانِ بنِ سَدِيرٍ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قُلتُ لَهُ أخَبرِنيِ‌ عَن يَعقُوبَ حِينَ قَالَ لِوُلدِهِاذهَبُوا فَتَحَسّسُوا مِن يُوسُفَ وَ أَخِيهِ أَ كَانَ عَلِمَ أَنّهُ حيَ‌ّ وَ قَد فَارَقَهُ مُنذُ عِشرِينَ سَنَةً وَ ذَهَبَت عَينَاهُ عَلَيهِ مِنَ البُكَاءِ قَالَ نَعَم عَلِمَ أَنّهُ حيَ‌ّ حَتّي إِنّهُ دَعَا رَبّهُ فِي السّحَرِ أَن يَهبِطَ عَلَيهِ مَلَكُ المَوتِ فَهَبَطَ عَلَيهِ مَلَكُ المَوتِ بِأَطيَبِ رَائِحَةٍ وَ أَحسَنِ صُورَةٍ فَقَالَ لَهُ مَن أَنتَ قَالَ أَنَا مَلَكُ المَوتِ أَ لَيسَ سَأَلتَ اللّهَ أَن ينُزلِنَيِ‌ عَلَيكَ قَالَ نَعَم قَالَ مَا حَاجَتُكَ يَا يَعقُوبُ قَالَ لَهُ أخَبرِنيِ‌ عَنِ الأَروَاحِ تَقبِضُهَا جُملَةً أَو تَفَارِيقاً قَالَ تَقبِضُهَا أعَواَنيِ‌ مُتَفَرّقَةً وَ تُعرَضُ عَلَيّ مُجتَمِعَةً قَالَ يَعقُوبُ فَأَسأَلُكَ بِإِلَهِ اِبرَاهِيمَ وَ إِسحَاقَ وَ يَعقُوبَ هَل عُرِضَ عَلَيكَ فِي الأَروَاحِ رُوحُ يُوسُفَ فَقَالَ لَا فَعِندَ ذَلِكَ عَلِمَ أَنّهُ حيَ‌ّ فَقَالَ لِوُلدِهِاذهَبُوا فَتَحَسّسُوا مِن يُوسُفَ وَ أَخِيهِ وَ لا تَيأَسُوا مِن رَوحِ اللّهِ إِنّهُ لا يَيأَسُ مِن رَوحِ اللّهِ إِلّا القَومُ الكافِرُونَ وَ كَتَبَ عَزِيزُ مِصرَ إِلَي يَعقُوبَ أَمّا بَعدُ فَهَذَا ابنُكَ اشتَرَيتُهُ بِثَمَنٍ بَخسٍ دَرَاهِمَ وَ هُوَ يُوسُفُ وَ اتّخَذتُهُ عَبداً وَ هَذَا ابنُكَ بِنيَامِينُ قَد سَرَقَ وَ أَخَذتُهُ فَقَد وَجَدتُ متَاَعيِ‌ عِندَهُ وَ اتّخَذتُهُ عَبداً فَمَا وَرَدَ عَلَي يَعقُوبَ شَيءٌ كَانَ أَشَدّ عَلَيهِ مِن ذَلِكَ الكِتَابِ فَقَالَ لِلرّسُولِ مَكَانَكَ حَتّي أُجِيبَهُ فَكَتَبَ إِلَيهِ يَعقُوبُ ع بِسمِ اللّهِ الرّحمَنِ الرّحِيمِ مِن يَعقُوبَ إِسرَائِيلِ اللّهِ بنِ إِسحَاقَ بنِ اِبرَاهِيمَ خَلِيلِ اللّهِ أَمّا بَعدُ فَقَد فَهِمتُ كِتَابَكَ تَذكُرُ فِيهِ أَنّكَ اشتَرَيتَ ابنيِ‌ وَ اتّخَذتَهُ عَبداً وَ أَنّ البَلَاءَ مُوَكّلٌ ببِنَيِ‌ آدَمَ


صفحه : 245

إِنّ جدَيّ‌ اِبرَاهِيمَ أَلقَاهُ نُمرُودُ مَلِكُ الدّنيَا فِي النّارِ فَلَم يَحتَرِق وَ جَعَلَهَا اللّهُ عَلَيهِ بَرداً وَ سَلَاماً وَ إِنّ أَبِي إِسحَاقَ أَمَرَ اللّهُ جدَيّ‌ أَن يَذبَحَهُ بِيَدِهِ فَلَمّا أَرَادَ أَن يَذبَحَهُ فَدَاهُ اللّهُ بِكَبشٍ عَظِيمٍ وَ إِنّهُ كَانَ لِي وَلَدٌ لَم يَكُن فِي الدّنيَا أَحَدٌ أَحَبّ إلِيَ‌ّ مِنهُ وَ كَانَ قُرّةَ عيَنيِ‌ وَ ثَمَرَةَ فؤُاَديِ‌ فَأَخرَجُوهُ إِخوَتُهُ ثُمّ رَجَعُوا إلِيَ‌ّ وَ زَعَمُوا أَنّ الذّئبَ أَكَلَهُ فَاحدَودَبَ لِذَلِكَ ظهَريِ‌ وَ ذَهَبَ مِن كَثرَةِ البُكَاءِ عَلَيهِ بصَرَيِ‌ وَ كَانَ لَهُ أَخٌ مِن أُمّهِ كُنتُ آنَسُ بِهِ فَخَرَجَ مَعَ إِخوَتِهِ إِلَي مَا قِبَلَكَ لِيَمتَارُوا لَنَا طَعَاماً فَرَجَعُوا إلِيَ‌ّ وَ ذَكَرُوا أَنّهُ سَرَقَ صُوَاعَ المَلِكِ وَ قَد حَبَستَهُ وَ إِنّا أَهلُ بَيتٍ لَا يَلِيقُ بِنَا السّرَقُ وَ لَا الفَاحِشَةُ وَ أَنَا أَسأَلُكَ بِإِلَهِ اِبرَاهِيمَ وَ إِسحَاقَ وَ يَعقُوبَ إِلّا مَنَنتَ عَلَيّ بِهِ وَ تَقَرّبتَ إِلَي اللّهِ وَ رَدَدتَهُ إلِيَ‌ّ فَلَمّا وَرَدَ الكِتَابُ إِلَي يُوسُفَ أَخَذَهُ وَ وَضَعَهُ عَلَي وَجهِهِ وَ قَبّلَهُ وَ بَكَي بُكَاءً شَدِيداً ثُمّ نَظَرَ إِلَي إِخوَتِهِ فَقَالَ لَهُمهَل عَلِمتُم ما فَعَلتُم بِيُوسُفَ وَ أَخِيهِ إِذ أَنتُم جاهِلُونَفَقالُوا أَ إِنّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ قالَ أَنَا يُوسُفُ وَ هذا أخَيِ‌ قَد مَنّ اللّهُ عَلَينا إِنّهُ مَن يَتّقِ وَ يَصبِر فَإِنّ اللّهَ لا يُضِيعُ أَجرَ المُحسِنِينَفَقَالُوا لَهُ كَمَا حَكَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّلَقَد آثَرَكَ اللّهُ عَلَينا وَ إِن كُنّا لَخاطِئِينَ قالَ لا تَثرِيبَ عَلَيكُمُ اليَومَ أَي لَا تَخلِيطَيَغفِرُ اللّهُ لَكُم وَ هُوَ أَرحَمُ الرّاحِمِينَ قَالَ فَلَمّا وَلّي الرّسُولُ إِلَي المَلِكِ بِكِتَابِ يَعقُوبَ رَفَعَ يَعقُوبُ يَدَهُ إِلَي السّمَاءِ فَقَالَ يَا حَسَنَ الصّحبَةِ يَا كَرِيمَ المَعُونَةِ يَا خَيرَ إِلَهٍ ائتنِيِ‌ بِرَوحٍ مِنكَ وَ فَرَجٍ مِن عِندِكَ فَهَبَطَ جَبرَئِيلُ عَلَيهِ فَقَالَ لَهُ يَا يَعقُوبُ أَ لَا أُعَلّمُكَ دَعَوَاتٍ يَرُدّ اللّهُ عَلَيكَ بَصَرَكَ وَ ابنَيكَ


صفحه : 246

قَالَ نَعَم قَالَ قُل يَا مَن لَم يَعلَم أَحَدٌ كَيفَ هُوَ إِلّا هُوَ يَا مَن سَدّ السّمَاءَ بِالهَوَاءِ وَ كَبَسَ الأَرضَ عَلَي المَاءِ وَ اختَارَ لِنَفسِهِ أَحسَنَ الأَسمَاءِ ائتنِيِ‌ بِرَوحٍ مِنكَ وَ فَرَجٍ مِن عِندِكَ قَالَ فَمَا انفَجَرَ عَمُودُ الصّبحِ حَتّي أتُيِ‌َ بِالقَمِيصِ فَطُرِحَ عَلَيهِ وَ رَدّ اللّهُ عَلَيهِ بَصَرَهُ وَ وُلدَهُ

بيان قال الطبرسي‌ التثريب التوبيخ يقال ثرب وأثرب عن ابن الأعرابي‌ وقيل التثريب اللوم والإفساد والتقرير بالذنب قال أبوعبيدة وأصله الإفساد و قال تغلب ثرب فلان علي فلان أي عدد عليه ذنوبه و قال أبومسلم هومأخوذ من الثرب و هوشحم الجوف فكأنه موضوع للمبالغة في اللوم والتعنيف والبلوغ بذلك إلي أقصي غاياته انتهي .أقول لعل مراده بالتخليط مايرجع إلي الإفساد

12-فس ،[تفسير القمي‌] وَ قَالَ وَ لَمّا أَمَرَ المَلِكُ بِحَبسِ يُوسُفَ فِي السّجنِ أَلهَمَهُ اللّهُ تَأوِيلَ الرّؤيَا فَكَانَ يُعَبّرُ لِأَهلِ السّجنِ فَلَمّا سَأَلَاهُ الفَتَيَانِ الرّؤيَا وَ عَبّرَ لَهُمَا وَ قَالَ للِذّيِ‌ ظَنّ أَنّهُ نَاجٍ مِنهُمَا اذكرُنيِ‌ عِندَ رَبّكَ وَ لَم يَفزَع فِي تِلكَ الحَالِ إِلَي اللّهِ فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ مَن أَرَاكَ الرّؤيَا التّيِ‌ رَأَيتَهَا قَالَ يُوسُفُ أَنتَ يَا رَبّ قَالَ فَمَن حَبّبَكَ إِلَي أَبِيكَ قَالَ أَنتَ يَا رَبّ قَالَ فَمَن وَجّهَ إِلَيكَ السّيّارَةَ التّيِ‌ رَأَيتَهَا قَالَ أَنتَ يَا رَبّ قَالَ فَمَن عَلّمَكَ الدّعَاءَ ألّذِي دَعَوتَ بِهِ حَتّي جَعَلتُ لَكَ مِنَ الجُبّ فَرَجاً قَالَ أَنتَ يَا رَبّ قَالَ فَمَن أَنطَقَ لِسَانَ الصبّيِ‌ّ بِعُذرِكَ قَالَ أَنتَ يَا رَبّ قَالَ فَمَن أَلهَمَكَ تَأوِيلَ الرّؤيَا قَالَ أَنتَ يَا رَبّ قَالَ فَكَيفَ استَعَنتَ بغِيَريِ‌ وَ لَم تَستَعِن بيِ‌ وَ أَمّلتَ عَبداً مِن عبَيِديِ‌ لِيَذكُرَكَ إِلَي مَخلُوقٍ مِن خلَقيِ‌ وَ فِي قبَضتَيِ‌ وَ لَم تَفزَع إلِيَ‌ّ البَث فِي السّجنِ بِضعَ سِنِينَ فَقَالَ يُوسُفُ أَسأَلُكَ بِحَقّ آباَئيِ‌ عَلَيكَ إِلّا فَرّجتَ عنَيّ‌ فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ يَا يُوسُفُ وَ أَيّ حَقّ لِآبَائِكَ عَلَيّ إِن كَانَ أَبُوكَ آدَمَ خَلَقتُهُ


صفحه : 247

بيِدَيِ‌ وَ نَفَختُ فِيهِ مِن روُحيِ‌ وَ أَسكَنتُهُ جنَتّيِ‌ وَ أَمَرتُهُ أَن لَا يَقرُبَ شَجَرَةً مِنهَا فعَصَاَنيِ‌ وَ سأَلَنَيِ‌ فَتُبتُ عَلَيهِ وَ إِن كَانَ أَبُوكَ نُوحٌ[نُوحاً]انتَجَبتُهُ مِن بَينِ خلَقيِ‌ وَ جَعَلتُهُ رَسُولًا إِلَيهِم فَلَمّا عَصَوا وَ دعَاَنيِ‌ فَاستَجَبتُ لَهُ وَ غَرّقتُهُم وَ أَنجَيتُهُ وَ مَن مَعَهُ فِي الفُلكِ وَ إِن كَانَ أَبُوكَ اِبرَاهِيمَ اتّخَذتُهُ خَلِيلًا وَ أَنجَيتُهُ مِنَ النّارِ وَ جَعَلتُهَا عَلَيهِ بَرداً وَ سَلَاماً وَ إِن كَانَ أَبُوكَ يَعقُوبَ وَهَبتُ لَهُ اثنيَ‌ عَشَرَ وَلَداً فَغَيّبتُ عَنهُ وَاحِداً فَمَا زَالَ يبَكيِ‌ حَتّي ذَهَبَ بَصَرُهُ وَ قَعَدَ عَلَي الطّرِيقِ يشَكوُنيِ‌ إِلَي خلَقيِ‌ فأَيَ‌ّ حَقّ لِآبَائِكَ عَلَيّ قَالَ فَقَالَ لَهُ جَبرَئِيلُ قُل يَا يُوسُفُ أَسأَلُكَ بِمَنّكَ العَظِيمِ وَ إِحسَانِكَ القَدِيمِ وَ لُطفِكَ العَمِيمِ يَا رَحمَانُ يَا رَحِيمُ فَقَالَهَا فَرَأَي المَلِكُ الرّؤيَا فَكَانَ فَرَجُهُ فِيهَا

وَ حدَثّنَيِ‌ أَبِي عَنِ العَبّاسِ بنِ هِلَالٍ عَن أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع قَالَ قَالَ السّجّانُ لِيُوسُفَ إنِيّ‌ لَأُحِبّكَ فَقَالَ يُوسُفُ مَا أصَاَبنَيِ‌ إِلّا مِنَ الحُبّ إِن كَانَ خاَلتَيِ‌ أحَبَتّنيِ‌ سرَقّتَنيِ‌ وَ إِن كَانَ أَبِي أحَبَنّيِ‌ فحَسَدَوُنيِ‌ إخِوتَيِ‌ وَ إِن كَانَتِ امرَأَةُ العَزِيزِ أحَبَتّنيِ‌ فحَبَسَتَنيِ‌ قَالَ وَ شَكَا يُوسُفُ فِي السّجنِ إِلَي اللّهِ فَقَالَ يَا رَبّ بِمَا ذَا استَحقَقتُ السّجنَ فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ أَنتَ اختَرتَهُ حِينَ قُلتَرَبّ السّجنُ أَحَبّ إلِيَ‌ّ مِمّا يدَعوُننَيِ‌ إِلَيهِهَلّا قُلتَ العَافِيَةُ أَحَبّ إلِيَ‌ّ مِمّا يدَعوُننَيِ‌ إِلَيهِ

شي‌،[تفسير العياشي‌] عن العباس مثله بيان سرقتني‌ بتشديد الراء قال الفيروزآبادي‌ التسريق النسبة إلي السرقة

13-فس ،[تفسير القمي‌]حدَثّنَيِ‌ أَبِي عَنِ الحَسَنِ بنِ مَحبُوبٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ عُمَارَةَ عَن أَبِي سَيّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَمّا طَرَحَ إِخوَةُ يُوسُفَ يُوسُفَ فِي الجُبّ دَخَلَ عَلَيهِ


صفحه : 248

جَبرَئِيلُ وَ هُوَ فِي الجُبّ فَقَالَ يَا غُلَامُ مَن طَرَحَكَ فِي هَذَا الجُبّ فَقَالَ لَهُ يُوسُفُ إخِوتَيِ‌ لمِنَزلِتَيِ‌ مِن أَبِي حسَدَوُنيِ‌ وَ لِذَلِكَ فِي الجُبّ طرَحَوُنيِ‌ قَالَ فَتُحِبّ أَن تَخرُجَ مِنهَا فَقَالَ لَهُ يُوسُفُ ذَاكَ إِلَي إِلَهِ اِبرَاهِيمَ وَ إِسحَاقَ وَ يَعقُوبَ قَالَ فَإِنّ إِلَهَ اِبرَاهِيمَ وَ إِسحَاقَ وَ يَعقُوبَ يَقُولُ لَكَ قُلِ أللّهُمّ إنِيّ‌ أَسأَلُكَ بِأَنّ( فَإِنّ) لَكَ الحَمدَ كُلّهُ لَا إِلَهَ إِلّا أَنتَ الحَنّانُ المَنّانُبَدِيعُ السّماواتِ وَ الأَرضِذُو الجَلالِ وَ الإِكرامِصَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ اجعَل لِي مِن أمَريِ‌ فَرَجاً وَ مَخرَجاً وَ ارزقُنيِ‌ مِن حَيثُ أَحتَسِبُ وَ مِن حَيثُ لَا أَحتَسِبُ فَدَعَا رَبّهُ فَجَعَلَ اللّهُ لَهُ مِنَ الجُبّ فَرَجاً وَ مِن كَيدِ المَرأَةِ مَخرَجاً وَ أَعطَاهُ مُلكَ مِصرَ مِن حَيثُ لَم يَحتَسِب

ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بالإسناد إلي الصدوق بإسناده إلي ابن محبوب مثله شي‌،[تفسير العياشي‌] عن أبي سيار

مثله

14-فس ،[تفسير القمي‌] وَ أَمّا قَولُهُاذهَبُوا بقِمَيِصيِ‌ هذا فَأَلقُوهُ عَلي وَجهِ أَبِي يَأتِ بَصِيراً وَ أتوُنيِ‌ بِأَهلِكُم أَجمَعِينَ

فَإِنّهُ حدَثّنَيِ‌ أَبِي عَن عَلِيّ بنِ مَهزِيَارَ عَن إِسمَاعِيلَ السّرّاجِ عَن يُونُسَ بنِ يَعقُوبَ عَن مُفَضّلٍ الجعُفيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ أخَبرِنيِ‌ مَا كَانَ قَمِيصُ يُوسُفَ قُلتُ لَا أدَريِ‌ قَالَ إِنّ اِبرَاهِيمَ لَمّا أُوقِدَت لَهُ النّارُ أَتَاهُ جَبرَئِيلُ بِثَوبٍ مِن ثِيَابِ الجَنّةِ فَأَلبَسَهُ إِيّاهُ فَلَم يَضُرّهُ مَعَهُ حَرّ وَ لَا بَردٌ فَلَمّا حَضَرَ اِبرَاهِيمَ المَوتُ جَعَلَهُ فِي تَمِيمَةٍ وَ عَلّقَهُ عَلَي إِسحَاقَ وَ عَلّقَهُ إِسحَاقُ عَلَي يَعقُوبَ فَلَمّا وُلِدَ لِيَعقُوبَ يُوسُفُ عَلّقَهُ


صفحه : 249

عَلَيهِ فَكَانَ فِي عُنُقِهِ حَتّي كَانَ مِن أَمرِهِ مَا كَانَ فَلَمّا أَخرَجَ يُوسُفُ القَمِيصَ مِنَ التّمِيمَةِ وَجَدَ يَعقُوبُ رِيحَهُ وَ هُوَ قَولُهُإنِيّ‌ لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَو لا أَن تُفَنّدُونِ وَ هُوَ ذَلِكَ القَمِيصُ ألّذِي أُنزِلَ مِنَ الجَنّةِ قُلتُ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ فَإِلَي مَن صَارَ ذَلِكَ القَمِيصُ فَقَالَ إِلَي أَهلِهِ ثُمّ قَالَ كُلّ نبَيِ‌ّ وَرِثَ عِلماً أَو غَيرَهُ فَقَدِ انتَهَي إِلَي مُحَمّدٍ وَ كَانَ يَعقُوبُ بِفِلَسطِينَ وَ فَصَلَتِ العِيرُ مِن مِصرَ فَوَجَدَ يَعقُوبُ رِيحَهُ وَ هُوَ مِن ذَلِكَ القَمِيصِ ألّذِي أُخرِجَ مِنَ الجَنّةِ وَ نَحنُ وَرَثَتُهُ

شي‌،[تفسير العياشي‌] عن المفضل مثله ع ،[علل الشرائع ]المظفر عن ابن العياشي‌ عن أبيه عن محمد بن نصير عن ابن عيسي عن ابن معروف عن ابن مهزيار

مثله ك ،[إكمال الدين ]ماجيلويه عن محمدالعطار عن ابن أبان عن ابن أورمة عن محمد بن إسماعيل عن السراج مثله بيان قصة القميص علي ماورد في الخبر ذكرها العامة والخاصة بطرق كثيرة و قال الطبرسي‌ رحمه الله قوله لَو لا أَن تُفَنّدُونِمعناه لو لا أن تسفهوني‌ عن ابن عباس ومجاهد وقيل لو لا أن تضعفوني‌ في الرأي‌ عن ابن إسحاق وقيل لو لا أن تكذبوني‌ والفند الكذب عن سعيد بن جبير والسدي‌ والضحاك وروي‌ ذلك أيضا عن ابن عباس وقيل لو لا أن تهرموني‌ عن الحسن وقتادة

15-فس ،[تفسير القمي‌]أَخبَرَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ الحَسَنِ بنِ بِنتِ إِليَاسَ وَ إِسمَاعِيلَ بنِ هَمّامٍ عَن أَبِي الحَسَنِ ع قَالَكَانَتِ الحُكُومَةُ فِي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ إِذَا سَرَقَ أَحَدٌ شَيئاً استُرِقّ بِهِ وَ كَانَ يُوسُفُ عِندَ عَمّتِهِ وَ هُوَ صَغِيرٌ وَ كَانَت تُحِبّهُ وَ كَانَت لِإِسحَاقَ مِنطَقَةٌ


صفحه : 250

أَلبَسَهَا يَعقُوبَ وَ كَانَت عِندَ أُختِهِ وَ إِنّ يَعقُوبَ طَلَبَ يُوسُفَ لِيَأخُذَهُ مِن عَمّتِهِ فَاغتَمّت لِذَلِكَ وَ قَالَت دَعهُ حَتّي أُرسِلَهُ إِلَيكَ وَ أَخَذَتِ المِنطَقَةَ وَ شَدّت بِهَا وَسطَهُ تَحتَ الثّيَابِ فَلَمّا أَتَي يُوسُفُ أَبَاهُ جَاءَت وَ قَالَت قَد سُرِقَتِ المِنطَقَةُ فَفَتّشَتهُ فَوَجَدَتهَا مَعَهُ فِي وَسطِهِ فَلِذَلِكَ قَالَت إِخوَةُ يُوسُفَ لَمّا حَبَسَ يُوسُفُ أَخَاهُ حَيثُ جَعَلَ الصّاعَ فِي وِعَاءِ أَخِيهِ فَقَالَ يُوسُفُ مَا جَزَاءُ مَن وُجِدَ فِي رَحلِهِ قَالُوا هُوَ جَزَاؤُهُ السّنّةُ التّيِ‌ تجَريِ‌ فِيهِم فَلِذَلِكَ قَالَ إِخوَةُ يُوسُفَإِن يَسرِق فَقَد سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِن قَبلُ فَأَسَرّها يُوسُفُ فِي نَفسِهِ وَ لَم يُبدِها لَهُم

ع ،[علل الشرائع ]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]المظفر العلوي‌ عن ابن العياشي‌ عن أبيه عن عبد الله بن محمد بن خالد عن الوشاء مثله شي‌،[تفسير العياشي‌] عن الوشاء بسندين

مثله

16-فس ،[تفسير القمي‌] قَالَ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ ثُمّ رَحَلَ يَعقُوبُ وَ أَهلُهُ مِنَ البَادِيَةِ بَعدَ مَا رَجَعَ إِلَيهِ بَنُوهُ بِالقَمِيصِ فَأَلقَوهُعَلي وَجهِهِ فَارتَدّ بَصِيراً فَقَالَ لَهُمأَ لَم أَقُل لَكُم إنِيّ‌ أَعلَمُ مِنَ اللّهِ ما لا تَعلَمُونَ قالُوا لَهُيا أَبانَا استَغفِر لَنا ذُنُوبَنا إِنّا كُنّا خاطِئِينَ فَقَالَ لَهُمسَوفَ أَستَغفِرُ لَكُم ربَيّ‌ إِنّهُ هُوَ الغَفُورُ الرّحِيمُ قَالَ أَخّرَهُم إِلَي السّحَرِ لِأَنّ الدّعَاءَ وَ الِاستِغفَارَ مُستَجَابٌ فِيهِ فَلَمّا وَافَي يَعقُوبُ وَ أَهلُهُ وَ وُلدُهُ مِصرَ قَعَدَ يُوسُفُ عَلَي سَرِيرِهِ


صفحه : 251

وَ وَضَعَ تَاجَ المُلكِ عَلَي رَأسِهِ فَأَرَادَ أَن يَرَاهُ أَبُوهُ عَلَي تِلكَ الحَالَةِ فَلَمّا دَخَلَ أَبُوهُ لَم يَقُم لَهُ فَخَرّوا كُلّهُم لَهُ سُجّداً فَقَالَ يُوسُفُيا أَبَتِ هذا تَأوِيلُ رءُياي‌َ مِن قَبلُ قَد جَعَلَها ربَيّ‌ حَقّا وَ قَد أَحسَنَ بيِ‌ إِذ أخَرجَنَيِ‌ مِنَ السّجنِ وَ جاءَ بِكُم مِنَ البَدوِ مِن بَعدِ أَن نَزَغَ الشّيطانُ بيَنيِ‌ وَ بَينَ إخِوتَيِ‌ إِنّ ربَيّ‌ لَطِيفٌ لِما يَشاءُ إِنّهُ هُوَ العَلِيمُ الحَكِيمُ

وَ حدَثّنَيِ‌ مُحَمّدُ بنُ عِيسَي عَن يَحيَي بنِ أَكثَمَ سَأَلَ مُوسَي بنَ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ مُوسَي مَسَائِلَ فَعَرَضَهَا عَلَي أَبِي الحَسَنِ ع فَكَانَ أَحَدُهَا أخَبرِنيِ‌ عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ رَفَعَ أَبَوَيهِ عَلَي العَرشِ وَ خَرّوا لَهُ سُجّداً أَ سَجَدَ يَعقُوبُ وَ وُلدُهُ لِيُوسُفَ وَ هُم أَنبِيَاءُ فَأَجَابَ أَبُو الحَسَنِ ع أَمّا سُجُودُ يَعقُوبَ وَ وُلدِهِ فَإِنّهُ لَم يَكُن لِيُوسُفَ وَ إِنّمَا كَانَ ذَلِكَ مِن يَعقُوبَ وَ وُلدِهِ طَاعَةً لِلّهِ وَ تَحِيّةً لِيُوسُفَ كَمَا كَانَ السّجُودُ مِنَ المَلَائِكَةِ لِآدَمَ وَ لَم يَكُن لِآدَمَ وَ إِنّمَا كَانَ مِنهُم ذَلِكَ طَاعَةً لِلّهِ وَ تَحِيّةً لِآدَمَ فَسَجَدَ يَعقُوبُ وَ وُلدُهُ وَ يُوسُفُ مَعَهُم شُكراً لِلّهِ لِاجتِمَاعِ شَملِهِم أَ لَم تَرَ أَنّهُ يَقُولُ فِي شُكرِهِ ذَلِكَ الوَقتَرَبّ قَد آتيَتنَيِ‌ مِنَ المُلكِ وَ علَمّتنَيِ‌ مِن تَأوِيلِ الأَحادِيثِ فاطِرَ السّماواتِ وَ الأَرضِ أَنتَ ولَيِيّ‌ فِي الدّنيا وَ الآخِرَةِ توَفَنّيِ‌ مُسلِماً وَ ألَحقِنيِ‌ بِالصّالِحِينَ

ف ،[تحف العقول ] عنه ع مثله شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن مُحَمّدِ بنِ سَعِيدٍ الأزَديِ‌ّ صَاحِبِ مُوسَي بنِ مُحَمّدِ بنِ الرّضَا

عَن مُوسَي أَنّهُ قَالَ لِأَخِيهِ إِنّ يَحيَي بنَ أَكثَمَ كَتَبَ إِلَيهِ يَسأَلُهُ عَن مَسَائِلَ فَقَالَ أخَبرِنيِ‌ عَن قَولِ اللّهِوَ رَفَعَ أَبَوَيهِ وَ ذَكَرَ نَحوَهُ

17-فس ،[تفسير القمي‌]فَنَزَلَ عَلَيهِ جَبرَئِيلُ فَقَالَ لَهُ يَا يُوسُفُ أَخرِج يَدَكَ فَأَخرَجَهَا فَخَرَجَ مِن بَينِ أَصَابِعِهِ نُورٌ فَقَالَ يُوسُفُ مَا هَذَا يَا جَبرَئِيلُ فَقَالَ هَذِهِ النّبُوّةُ أَخرَجَهَا اللّهُ مِن صُلبِكَ لِأَنّكَ لَم تَقُم إِلَي أَبِيكَ فَحَطّ اللّهُ نُورَهُ وَ مَحَا النّبُوّةَ مِن صُلبِهِ وَ جَعَلَهَا فِي وُلدِ لَاوَي أخَيِ‌ يُوسُفَ وَ ذَلِكَ لِأَنّهُم لَمّا أَرَادُوا قَتلَ يُوسُفَ قَالَلا تَقتُلُوا يُوسُفَ وَ أَلقُوهُ


صفحه : 252

فِي غَيابَتِ الجُبّفَشَكَرَ اللّهُ لَهُ ذَلِكَ وَ لَمّا أَرَادُوا أَن يَرجِعُوا إِلَي أَبِيهِم مِن مِصرَ وَ قَد حَبَسَ يُوسُفُ أَخَاهُ قَالَفَلَن أَبرَحَ الأَرضَ حَتّي يَأذَنَ لِي أَبِي أَو يَحكُمَ اللّهُ لِي وَ هُوَ خَيرُ الحاكِمِينَفَشَكَرَ اللّهُ لَهُ ذَلِكَ فَكَانَ أَنبِيَاءُ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ مِن وُلدِ لَاوَي بنِ يَعقُوبَ بنِ إِسحَاقَ بنِ اِبرَاهِيمَ ع وَ كَانَ مُوسَي مِن وُلدِهِ وَ هُوَ مُوسَي بنُ عِمرَانَ بنِ يَهصِرَ بنِ وَاهِيثَ بنِ لَاوَي بنِ يَعقُوبَ بنِ إِسحَاقَ بنِ اِبرَاهِيمَ فَقَالَ يَعقُوبُ لِابنِهِ يَا بنُيَ‌ّ أخَبرِنيِ‌ مَا فَعَلَ بِكَ إِخوَتُكَ حِينَ أَخرَجُوكَ مِن عنِديِ‌ قَالَ يَا أَبَتِ أعَفنِيِ‌ مِن ذَلِكَ قَالَ أخَبرِنيِ‌ بِبَعضِهِ فَقَالَ يَا أَبَتِ إِنّهُم لَمّا أدَنوَنيِ‌ مِنَ الجُبّ قَالُوا انزِع قَمِيصَكَ فَقُلتُ لَهُم يَا إخِوتَيِ‌ اتّقُوا اللّهَ وَ لَا تجُرَدّوُنيِ‌ فَسَلّوا عَلَيّ السّكّينَ وَ قَالُوا لَئِن لَم تَنزِع لَنَذبَحَنّكَ فَنَزَعتُ


صفحه : 253

القَمِيصَ وَ ألَقوَنيِ‌ فِي الجُبّ عُريَاناً قَالَ فَشَهِقَ يَعقُوبُ شَهقَةً وَ أغُميِ‌َ عَلَيهِ فَلَمّا أَفَاقَ قَالَ يَا بنُيَ‌ّ حدَثّنيِ‌ فَقَالَ يَا أَبَتِ أَسأَلُكَ بِإِلَهِ اِبرَاهِيمَ وَ إِسحَاقَ وَ يَعقُوبَ إِلّا أعَفيَتنَيِ‌ فَأَعفَاهُ قَالَ وَ لَمّا مَاتَ العَزِيزُ وَ ذَلِكَ فِي السّنِينَ الجَدبَةِ افتَقَرَتِ امرَأَةُ العَزِيزِ وَ احتَاجَت حَتّي سَأَلَتِ النّاسَ فَقَالُوا لَهَا مَا يَضُرّكِ لَو قَعَدتِ لِلعَزِيزِ وَ كَانَ يُوسُفُ سمُيّ‌َ العَزِيزَ فَقَالَت أسَتحَييِ‌ مِنهُ فَلَم يَزَالُوا بِهَا حَتّي قَعَدَت لَهُ فَأَقبَلَ يُوسُفُ فِي مَوكِبِهِ فَقَامَت إِلَيهِ وَ قَالَت سُبحَانَ ألّذِي جَعَلَ المُلُوكَ بِالمَعصِيَةِ عَبِيداً وَ جَعَلَ العَبِيدَ بِالطّاعَةِ مُلُوكاً فَقَالَ لَهَا يُوسُفُ أَنتِ هَاتِيكِ فَقَالَت نَعَم وَ كَانَتِ اسمُهَا زَلِيخَا فَأَمَرَ بِهَا وَ حُوّلَت إِلَي مَنزِلِهِ وَ كَانَت هَرِمَةً فَقَالَ لَهَا يُوسُفُ أَ لَستِ فَعَلتِ بيِ‌ كَذَا وَ كَذَا فَقَالَت يَا نبَيِ‌ّ اللّهِ لَا تلَمُنيِ‌ فإَنِيّ‌ بُلِيتُ بِثَلَاثَةٍ لَم يُبلَ بِهَا أَحَدٌ قَالَ وَ مَا هيِ‌َ قَالَت بُلِيتُ بِحُبّكَ وَ لَم يَخلُقِ اللّهُ فِي الدّنيَا لَكَ نَظِيراً وَ بُلِيتُ بِأَنّهُ لَم يَكُن بِمِصرَ امرَأَةٌ أَجمَلَ منِيّ‌ وَ لَا أَكثَرَ مَالًا منِيّ‌ نُزِعَ عنَيّ‌ فَقَالَ لَهَا يُوسُفُ فَمَا حَاجَتُكِ قَالَت تَسأَلُ اللّهَ أَن يَرُدّ عَلَيّ شبَاَبيِ‌ فَسَأَلَ اللّهَ فَرَدّ عَلَيهَا شَبَابَهَا فَتَزَوّجَهَا وَ هيِ‌َ بِكرٌ

وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِقَد شَغَفَها حُبّا يَقُولُ قَد حَجَبَهَا حُبّهُ عَنِ النّاسِ فَلَا تَعقِلُ غَيرَهُ وَ الحِجَابُ هُوَ الشّغَافُ وَ الشّغَافُ هُوَ حِجَابُ القَلبِ

بيان المشهور بين المفسرين واللغويين أن المراد شق شغاف قلبها و هوحجابه حتي وصل إلي فؤادها. و قوله حُبّانصبه علي التمييز و ماورد في الخبر يحتمل أن يكون بيانا لحاصل المعني أي لماتعلق حبه بشغاف قلبها فكأنه حجبها عن أن تعقل وتتخيل غيره ويحتمل أن يكون الشغاف مستعملا هنا بمعني مطلق الحجاب مجازا و يكون شغفها بمعني حجبها. و قال الطبرسي‌ روي‌ عن علي و علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد ع


صفحه : 254

وغيرهم قَد شَعَفَهَا بالعين قال الزجاج شعفها ذهب بها كل مذهب من شعفات الجبال أي رءوسها يقال فلان مشعوف بكذا أي قدذهب به الحب أقصي المذاهب و قال ابن جني‌ معناه وصل حبه إلي قلبها فكان يحرقه بحدته وأصله من البعير يهنأ بالقطران فتصل حرارة ذلك إلي قلبه

18- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] مُحَمّدُ بنُ هَارُونَ الزنّجاَنيِ‌ّ عَن مُعَاذِ بنِ المُثَنّي العنَبرَيِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَسمَاءَ عَن جُوَيرِيَةَ عَن سُفيَانَ الثوّريِ‌ّ عَن مَنصُورٍ عَن أَبِي وَائِلٍ عَن وَهبِ بنِ مُنَبّهٍ قَالَ وَجَدتُ فِي بَعضِ كُتُبِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ أَنّ يُوسُفَ ع مَرّ فِي مَوكِبِهِ عَلَي امرَأَةِ العَزِيزِ وَ هيِ‌َ جَالِسَةٌ عَلَي مَزبَلَةٍ فَقَالَت الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي جَعَلَ المُلُوكَ بِمَعصِيَتِهِم عَبِيداً وَ جَعَلَ العَبِيدَ بِطَاعَتِهِم مُلُوكاً أَصَابَتنَا فَاقَةٌ فَتَصَدّق عَلَينَا فَقَالَ يُوسُفُ ع غُمُوطُ النّعَمِ سُقمُ دَوَامِهَا فرَاَجعِيِ‌ مَا يُمَحّصُ عَنكِ دَنَسَ الخَطِيئَةِ فَإِنّ مَحَلّ الِاستِجَابَةِ قُدسُ القُلُوبِ وَ طَهَارَةُ الأَعمَالِ فَقَالَت مَا اشتَمَلتُ بَعدُ عَلَي هَيئَةِ التّأَثّمِ وَ إنِيّ‌ لأَسَتحَييِ‌ أَن يَرَي اللّهُ لِي مَوقِفَ استِعطَافٍ وَ لَهَا تُهَرِيقُ العَينُ عَبرَتَهَا وَ يؤُدَيّ‌ الحَسَدُ نَدَامَةً فَقَالَ لَهَا يُوسُفُ فجَدِيّ‌ فَالسّبِيلُ هَدَفُ الإِمكَانِ قَبلَ مُزَاحَمَةِ العُدّةِ[العِدّةِ] وَ نَفَادِ المُدّةِ فَقَالَت هُوَ عقَيِدتَيِ‌ وَ سَيَبلُغُكَ إِن بَقِيتَ بعَديِ‌ فَأَمَرَ لَهَا بِقِنطَارٍ مِن ذَهَبٍ فَقَالَت القُوتُ بَتّةٌ مَا كُنتُ لِأَرجِعَ إِلَي الخَفضِ وَ أَنَا مَأسُورَةٌ فِي السّخَطِ فَقَالَ بَعضُ وُلدِ يُوسُفَ لِيُوسُفَ يَا أَبَه مَن هَذِهِ التّيِ‌ قَد تَفَتّتَ لَهَا كبَدِيِ‌ وَ رَقّ لَهَا قلَبيِ‌ قَالَ هَذِهِ دَابّةُ التّرَحِ فِي حِبَالِ الِانتِقَامِ فَتَزَوّجَهَا يُوسُفُ ع فَوَجَدَهَا بِكراً فَقَالَ أَنّي وَ قَد كَانَ لَكِ بَعلٌ فَقَالَت كَانَ مَحصُوراً بِفَقدِ الحَرَكَةِ وَ صَردِ المجَاَريِ‌

بيان غمط النعمة تحقيرها والبطر بها وترك شكرها أي لماكفرت بأنعم الله وقابلتها بالمعاصي‌ قطعها الله عنك فارجعي‌ إلي مايزيل عنك دنس الخطيئة أي التوبة والندم والاستغفار وتدارك ما قدمضي حتي يرد الله نعمه عليك فإنه لايستجاب الدعاء بالمغفرة أوبرجوع النعمة إلا بعدقدس القلوب من دنس الخطايا وآثارها وطهارة الأعمال


صفحه : 255

وخلوصها عما يشوبها من الأغراض الفاسدة والسيئات الماحية فأجابته بما يؤيد ماأفاده ع حيث قالت مااشتملت بعد علي هيئة التأثم أي لما لم أقم بعد مايوجب تدارك مافات لم أطلب من الله المغفرة حياء مما صنعت . قال الفيروزآبادي‌ يقال تأثم فلان إذافعل فعلا خرج به عن الإثم انتهي .فأجابها ع بالأمر بالاجتهاد والسعي‌ في العمل وبالحث علي الرجاء من رحمة الله وعلل بأن سبيل الطاعة والقرب هدف لسهام إمكان حصول المقاصد قبل مزاحمة العدة بالكسر أي قبل انتهاء الأجل وعدد أيام العمر وساعاته ويحتمل الضم أيضا من الاستعداد أي قبل نفاد القوي والجوارح والأدوات التي‌ بهايتيسر العمل .قولها إن بقيت بعدي‌ بصيغة التكلم أي إن بقيت أنا بعدزماني‌ هذا أوبصيغه الخطاب أي إن بقيت أنت بعد هذاالزمان أو بعدوفاتي‌ لتطلع علي جميع أحوال عمري‌ ثم لماأمر ع لها بالقنطار لم تقبل واعتذرت بأن الرزق المقدر علي قدر الحاجة لابد منه و الله تعالي يبعثه إلي‌ و أماالتوسع فيه فإنما هوللخفض والراحة وطيب العيش و أنا ماأرجع إلي تلك الأحوال مادمت مأسورة في إسار سخط الله وغضبه والتفتت التكسر والترح ضد الفرح والهلاك والانقطاع أي هذه دابة قدوقعت في الحزن والهلاك بسبب انتقامه تعالي منها والصرد البرد أي كان عنينا بسبب البرودة المستولية علي مزاجه و كان لايتأتي منه تلك الحركة المعهودة

19- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]العَطّارُ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عَبدِ الجَبّارِ عَنِ ابنِ البطَاَئنِيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ الصّادِقِ ع مَا كَانَ دُعَاءُ يُوسُفَ ع فِي الجُبّ فَإِنّا قَد اختَلَفنَا فِيهِ فَقَالَ إِنّ يُوسُفَ ع لَمّا صَارَ فِي الجُبّ وَ أَيِسَ مِنَ الحَيَاةِ قَالَ أللّهُمّ إِن كَانَتِ الخَطَايَا وَ الذّنُوبُ قَد أَخلَقَت وجَهيِ‌ عِندَكَ فَلَن تَرفَعَ لِي إِلَيكَ صَوتاً وَ لَن تَستَجِيبَ لِي دَعوَةً فإَنِيّ‌ أَسأَلُكَ بِحَقّ الشّيخِ يَعقُوبَ فَارحَم ضَعفَهُ وَ اجمَع بيَنيِ‌ وَ بَينَهُ فَقَد عَلِمتَ رِقّتَهُ عَلَيّ وَ شوَقيِ‌ إِلَيهِ قَالَ ثُمّ بَكَي أَبُو عَبدِ اللّهِ الصّادِقُ ع ثُمّ قَالَ وَ أَنَا أَقُولُ أللّهُمّ إِن كَانَتِ الخَطَايَا وَ الذّنُوبُ قَد أَخلَقَت وجَهيِ‌ عِندَكَ فَلَن تَرفَعَ لِي إِلَيكَ صَوتاً فإَنِيّ‌ أَسأَلُكَ بِكَ فَلَيسَ كَمِثلِكَ شَيءٌ وَ أَتَوَجّهُ إِلَيكَ بِمُحَمّدٍ نَبِيّكَ نبَيِ‌ّ الرّحمَةِ يَا اللّهُ يَا اللّهُ يَا اللّهُ يَا اللّهُ


صفحه : 256

يَا اللّهُ ثُمّ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع قُولُوا هَذَا وَ أَكثِرُوا مِنهُ فإَنِيّ‌ كَثِيراً مَا أَقُولُهُ عِندَ الكُرَبِ العِظَامِ

20- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن حَمّادِ بنِ عُثمَانَ عَمّن سَمِعَ أَبَا سَيّارٍ يَقُولُ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ الصّادِقَ ع يَقُولُ جَاءَ جَبرَئِيلُ ع إِلَي يُوسُفَ ع وَ هُوَ فِي السّجنِ فَقَالَ قُل فِي دُبُرِ كُلّ صَلَاةٍ مَفرُوضَةٍ أللّهُمّ اجعَل لِي مِن أمَريِ‌ فَرَجاً وَ مَخرَجاً وَ ارزقُنيِ‌ مِن حَيثُ أَحتَسِبُ وَ مِن حَيثُ لَا أَحتَسِبُ ثَلَاثَ مَرّاتٍ

21-مصبا،[المصباحين ] فِي اليَومِ الثّالِثِ مِن مُحَرّمٍ كَانَ خَلَاصُ يُوسُفَ ع مِنَ الجُبّ عَلَي مَا روُيِ‌َ فِي الأَخبَارِ

22-ل ،[الخصال ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَنِ السعّدآَباَديِ‌ّ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ فِي قَمِيصِ يُوسُفَ ثَلَاثُ آيَاتٍ فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ جاؤُ عَلي قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ وَ قَولِهِ عَزّ وَ جَلّإِن كانَ قَمِيصُهُ قُدّ مِن قُبُلٍالآيَةَ وَ قَولِهِاذهَبُوا بقِمَيِصيِ‌ هذاالآيَةَ

23- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]الطاّلقَاَنيِ‌ّ عَن أَحمَدَ الهمَداَنيِ‌ّ عَنِ المُنذِرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن جَعفَرِ بنِ سُلَيمَانَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ المُفَضّلِ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَنِ ابنِ تَغلِبَ عَنِ ابنِ جُبَيرٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ لَمّا أَصَابَ آلَ يَعقُوبَ مَا أَصَابَ النّاسَ مِن ضِيقِ الطّعَامِ جَمَعَ يَعقُوبُ بَنِيهِ فَقَالَ لَهُم يَا بنَيِ‌ّ إِنّهُ بلَغَنَيِ‌ أَنّهُ يُبَاعُ بِمِصرَ طَعَامٌ طَيّبٌ وَ أَنّ صَاحِبَهُ رَجُلٌ صَالِحٌ لَا يَحبِسُ النّاسَ فَاذهَبُوا إِلَيهِ وَ اشتَرُوا مِنهُ طَعَاماً فَإِنّهُ سَيُحسِنُ إِلَيكُم إِن شَاءَ اللّهُ فَتَجَهّزُوا وَ سَارُوا حَتّي وَرَدُوا مِصرَ فَأُدخِلُوا عَلَي يُوسُفَ ع فَعَرَفَهُم وَ هُم لَهُ مُنكِرُونَ فَقَالَ لَهُم مَن أَنتُم قَالُوا


صفحه : 257

نَحنُ أَولَادُ يَعقُوبَ بنِ إِسحَاقَ بنِ اِبرَاهِيمَ خَلِيلِ الرّحمَنِ وَ نَحنُ مِن جَبَلِ كَنعَانَ قَالَ يُوسُفُ وَلّدَكُم إِذاً ثَلَاثَةُ أَنبِيَاءَ وَ مَا أَنتُم بِحُلَمَاءَ وَ لَا فِيكُم وَقَارٌ وَ لَا خُشُوعٌ فَلَعَلّكُم جَوَاسِيسُ لِبَعضِ المُلُوكِ جِئتُم إِلَي بلِاَديِ‌ فَقَالُوا أَيّهَا المَلِكُ لَسنَا بِجَوَاسِيسَ وَ لَا أَصحَابَ الحَربِ وَ لَو تَعلَمُ بِأَبِينَا إِذاً لَكَرُمنَا عَلَيكَ فَإِنّهُ نبَيِ‌ّ اللّهِ وَ ابنُ أَنبِيَائِهِ وَ إِنّهُ لَمَحزُونٌ قَالَ لَهُم يُوسُفُ فَمِمّا حُزنُهُ وَ هُوَ نبَيِ‌ّ اللّهِ وَ ابنُ أَنبِيَائِهِ وَ الجَنّةُ مَأوَاهُ وَ هُوَ يَنظُرُ إِلَيكُم فِي مِثلِ عَدَدِكُم وَ قُوّتِكُم فَلَعَلّ حُزنَهُ إِنّمَا هُوَ مِن قِبَلِ سَفَهِكُم وَ جَهلِكُم وَ كَذِبِكُم وَ كَيدِكُم وَ مَكرِكُم قَالُوا أَيّهَا المَلِكُ لَسنَا بِجُهّالٍ وَ لَا سُفَهَاءَ وَ لَا أَتَاهُ الحُزنُ مِن قِبَلِنَا وَ لَكِن كَانَ لَهُ ابنٌ كَانَ أَصغَرَنَا سِنّاً يُقَالُ لَهُ يُوسُفُ فَخَرَجَ مَعَنَا إِلَي الصّيدِ فَأَكَلَهُ الذّئبُ فَلَم يَزَل بَعدَهُ كَئِيباً حَزِيناً بَاكِياً فَقَالَ لَهُم يُوسُفُ ع كُلّكُم مِن أَبٍ وَاحِدٍ قَالُوا أَبُونَا وَاحِدٌ وَ أُمّهَاتُنَا شَتّي قَالَ فَمَا حَمَلَ أَبَاكُم عَلَي أَن سَرّحَكُم كُلّكُم أَلّا حَبَسَ مِنكُم وَاحِداً يَأنَسُ بِهِ وَ يَستَرِيحُ إِلَيهِ قَالُوا قَد فَعَلَ قَد حَبَسَ مِنّا وَاحِداً هُوَ أَصغَرُنَا سِنّاً قَالَ وَ لِمَ اختَارَهُ لِنَفسِهِ مِن بَينِكُم قَالُوا لِأَنّهُ أَحَبّ أَولَادِهِ إِلَيهِ بَعدَ يُوسُفَ فَقَالَ لَهُم يُوسُفُ ع إنِيّ‌ أَحبِسُ مِنكُم وَاحِداً يَكُونُ عنِديِ‌ وَ ارجِعُوا إِلَي أَبِيكُم وَ أَقرِءُوهُ منِيّ‌ السّلَامَ وَ قُولُوا لَهُ يُرسِل إلِيَ‌ّ بِابنِهِ ألّذِي زَعَمتُم أَنّهُ حَبَسَهُ عِندَهُ ليِخُبرِنَيِ‌ عَن حُزنِهِ مَا ألّذِي أَحزَنَهُ وَ عَن سُرعَةِ الشّيبِ إِلَيهِ قَبلَ أَوَانِ مَشِيبِهِ وَ عَن بُكَائِهِ وَ ذَهَابِ بَصَرِهِ فَلَمّا قَالَ هَذَا اقتَرَعُوا بَينَهُم فَخَرَجَتِ القُرعَةُ عَلَي شَمعُونَ فَأَمَرَ بِهِ فَحُبِسَ فَلَمّا وَدّعُوا شَمعُونَ قَالَ لَهُم يَا إِخوَتَاه انظُرُوا مَا ذَا وَقَعتُ فِيهِ وَ أَقرِءُوا واَلدِيِ‌ منِيّ‌ السّلَامَ فَوَدّعُوهُ وَ سَارُوا حَتّي وَرَدُوا الشّامَ وَ دَخَلُوا عَلَي يَعقُوبَ ع وَ سَلّمُوا عَلَيهِ سَلَاماً ضَعِيفاً فَقَالَ لَهُم يَا بنَيِ‌ّ مَا لَكُم تُسَلّمُونَ سَلَاماً ضَعِيفاً وَ مَا لِي لَا أَسمَعُ فِيكُم صَوتَ خلَيِليِ‌ شَمعُونَ قَالُوا يَا أَبَانَا إِنّا جِئنَاكَ مِن عِندِ أَعظَمِ النّاسِ مُلكاً لَم يَرَ النّاسُ مِثلَهُ حُكماً وَ عِلماً وَ خُشُوعاً وَ سَكِينَةً وَ وَقَاراً وَ لَئِن كَانَ لَكَ شَبِيهٌ فَإِنّهُ لَشَبِيهُكَ وَ لَكِنّا أَهلُ بَيتٍ خُلِقنَا لِلبَلَاءِ اتّهَمَنَا المَلِكُ وَ زَعَمَ أَنّهُ لَا يُصَدّقُنَا حَتّي تُرسِلَ مَعَنَا بِابنِ يَامِينَ بِرِسَالَةٍ مِنكَ يُخبِرُهُ عَن حُزنِكَ وَ


صفحه : 258

عَن سُرعَةِ الشّيبِ إِلَيكَ قَبلَ أَوَانِ المَشِيبِ وَ عَن بُكَائِكَ وَ ذَهَابِ بَصَرِكَ فَظَنّ يَعقُوبُ أَنّ ذَلِكَ مَكرٌ مِنهُم فَقَالَ لَهُم يَا بنَيِ‌ّ بِئسَ العَادَةُ عَادَتُكُم كُلّمَا خَرَجتُم فِي وَجهٍ نَقَصَ مِنكُم وَاحِدٌ لَا أُرسِلُهُ مَعَكُم فَلَمّا فَتَحُوا مَتاعَهُم وَجَدُوا بِضاعَتَهُم رُدّت إِلَيهِم مِن غَيرِ عِلمٍ مِنهُم أَقبَلُوا إِلَي أَبِيهِم فَرِحِينَ قَالُوا يَا أَبَانَا مَا رَأَي النّاسُ مِثلَ هَذَا المَلِكِ أَشَدّ اتّقَاءً لِلإِثمِ مِنهُ رَدّ عَلَينَا بِضَاعَتَنَا مَخَافَةَ الإِثمِ وَ هيِ‌َبِضاعَتُنا رُدّت إِلَينا وَ نَمِيرُ أَهلَنا وَ نَحفَظُ أَخانا وَ نَزدادُ كَيلَ بَعِيرٍ ذلِكَ كَيلٌ يَسِيرٌ قَالَ يَعقُوبُ قَد عَلِمتُم أَنّ ابنَ يَامِينَ أَحَبّكُم إلِيَ‌ّ بَعدَ أَخِيكُم يُوسُفَ وَ بِهِ أنُسيِ‌ وَ إِلَيهِ سكُوُنيِ‌ مِن بَينِ جَمَاعَتِكُم فَلَن أُرسِلَهُ مَعَكُم حَتّي تُؤتُونِ مَوثِقاً مِنَ اللّهِ لتَأَتنُنّيِ‌ بِهِ إِلّا أَن يُحاطَ بِكُمفَضَمِنَهُ يَهُودَا فَخَرَجُوا حَتّي وَرَدُوا مِصرَ فَدَخَلُوا عَلَي يُوسُفَ ع فَقَالَ لَهُم هَل بَلّغتُم رسِاَلتَيِ‌ قَالُوا نَعَم وَ قَد جِئنَاكَ بِجَوَابِهَا مَعَ هَذَا الغُلَامِ فَسَلهُ عَمّا بَدَا لَكَ قَالَ لَهُ يُوسُفُ بِمَا أَرسَلَكَ أَبُوكَ إلِيَ‌ّ يَا غُلَامُ قَالَ أرَسلَنَيِ‌ إِلَيكَ يُقرِئُكَ السّلَامَ وَ يَقُولُ إِنّكَ أَرسَلتَ إلِيَ‌ّ تسَألَنُيِ‌ عَن حزُنيِ‌ وَ عَن سُرعَةِ الشّيبِ إلِيَ‌ّ قَبلَ أَوَانِ المَشِيبِ وَ عَن بكُاَئيِ‌ وَ ذَهَابِ بصَرَيِ‌ فَإِنّ أَشَدّ النّاسِ حُزناً وَ خَوفاً أَذكَرُهُم لِلمَعَادِ وَ إِنّمَا أَسرَعَ الشّيبُ إلِيَ‌ّ قَبلَ أَوَانِ المَشِيبِ لِذِكرِ يَومِ القِيَامَةِ وَ أبَكاَنيِ‌ وَ بَيّضَ عيَنيِ‌َ الحُزنُ عَلَي حبَيِبيِ‌ يُوسُفَ وَ قَد بلَغَنَيِ‌ حُزنُكَ بحِزُنيِ‌ وَ اهتِمَامُكَ بأِمَريِ‌ فَكَانَ اللّهُ لَكَ جَازِياً وَ مُثِيباً وَ إِنّكَ لَن تصَلِنَيِ‌ بشِيَ‌ءٍ أَنَا أَشَدّ فَرَحاً بِهِ مِن أَن تُعَجّلَ عَلَيّ ولَدَيِ‌ ابنَ يَامِينَ فَإِنّهُ أَحَبّ أوَلاَديِ‌ إلِيَ‌ّ بَعدَ يُوسُفَ فَأُونِسَ بِهِ وحَشتَيِ‌ وَ أَصِلَ بِهِ وحَدتَيِ‌ تُعَجّلَ عَلَيّ بِمَا أَستَعِينُ بِهِ عَلَي عيِاَليِ‌ فَلَمّا قَالَ هَذَا خَنَقَت يُوسُفَ ع العَبرَةُ وَ لَم يَصبِر حَتّي قَامَ فَدَخَلَ البَيتَ وَ بَكَي سَاعَةً ثُمّ خَرَجَ إِلَيهِم وَ أَمَرَ لَهُم بِطَعَامٍ وَ قَالَ لِيَجلِس كُلّ بنَيِ‌ أُمّ عَلَي مَائِدَةٍ فَجَلَسُوا وَ بقَيِ‌َ ابنُ يَامِينَ قَائِماً فَقَالَ لَهُ يُوسُفُ مَا لَكَ لَم تَجلِس فَقَالَ لَهُ لَيسَ لِي فِيهِم ابنُ أُمّ فَقَالَ لَهُ يُوسُفُ أَ فَمَا كَانَ لَكَ ابنُ أُمّ فَقَالَ لَهُ ابنُ يَامِينَ بَلَي فَقَالَ لَهُ يُوسُفُ فَمَا فَعَلَ قَالَ زَعَمَ هَؤُلَاءِ أَنّ الذّئبَ أَكَلَهُ قَالَ فَمَا بَلَغَ مِن حُزنِكَ عَلَيهِ قَالَ وُلِدَ لِي اثنَا عَشَرَ ابناً كُلّهُمُ أَشتَقّ لَهُ اسماً مِنِ اسمِهِ


صفحه : 259

فَقَالَ لَهُ يُوسُفُ ع أَرَاكَ قَد عَانَقتَ النّسَاءَ وَ شَمَمتَ الوَلَدَ مِن بَعدِهِ فَقَالَ لَهُ ابنُ يَامِينَ إِنّ لِي أَباً صَالِحاً وَ إِنّهُ قَالَ لِي تَزَوّج لَعَلّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يُخرِجُ مِنكَ ذُرّيّةً يُثقِلُ الأَرضَ بِالتّسبِيحِ فَقَالَ لَهُ يُوسُفُ تَعَالَ فَاجلِس عَلَي ماَئدِتَيِ‌ فَقَالَ إِخوَةُ يُوسُفَ لَقَد فَضّلَ اللّهُ يُوسُفَ وَ أَخَاهُ حَتّي إِنّ المَلِكَ قَد أَجلَسَهُ مَعَهُ عَلَي مَائِدَتِهِ فَأَمَرَ يُوسُفُ أَن يُجعَلَ صُوَاعُ المَلِكِ فِي رَحلِ ابنِ يَامِينَ فَلَمّا تَجَهّزُواأَذّنَ مُؤَذّنٌ أَيّتُهَا العِيرُ إِنّكُم لَسارِقُونَ قالُوا وَ أَقبَلُوا عَلَيهِم ما ذا تَفقِدُونَ قالُوا نَفقِدُ صُواعَ المَلِكِ وَ لِمَن جاءَ بِهِ حِملُ بَعِيرٍ وَ أَنَا بِهِ زَعِيمٌ قالُوا تَاللّهِ لَقَد عَلِمتُم ما جِئنا لِنُفسِدَ فِي الأَرضِ وَ ما كُنّا سارِقِينَ وَ كَانَ الرّسمَ فِيهِم وَ الحُكمَ أَنّ السّارِقَ يُستَرَقّ وَ لَا يُقطَعُقالُوا فَما جَزاؤُهُ إِن كُنتُم كاذِبِينَ قالُوا جَزاؤُهُ مَن وُجِدَ فِي رَحلِهِ فَهُوَ جَزاؤُهُ كَذلِكَ نجَزيِ‌ الظّالِمِينَ فَبَدَأَ بِأَوعِيَتِهِم قَبلَ وِعاءِ أَخِيهِ ثُمّ استَخرَجَها مِن وِعاءِ أَخِيهِفَحَبَسَهُ فَقَالَ إِخوَتُهُ لَمّا أَصَابُوا الصّوَاعَ فِي وِعَاءِ ابنِ يَامِينَإِن يَسرِق فَقَد سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِن قَبلُ فَأَسَرّها يُوسُفُ فِي نَفسِهِ وَ لَم يُبدِها لَهُم قالَ أَنتُم شَرّ مَكاناً وَ اللّهُ أَعلَمُ بِما تَصِفُونَ قالُوا يا أَيّهَا العَزِيزُ إِنّ لَهُ أَباً شَيخاً كَبِيراً فَخُذ أَحَدَنا مَكانَهُ إِنّا نَراكَ مِنَ المُحسِنِينَ قالَ مَعاذَ اللّهِ أَن نَأخُذَ إِلّا مَن وَجَدنا مَتاعَنا عِندَهُ إِنّا إِذاً لَظالِمُونَ فَلَمّا استَيأَسُوا مِنهُ خَلَصُوا نَجِيّا قالَ كَبِيرُهُم أَ لَم تَعلَمُوا أَنّ أَباكُم قَد أَخَذَ عَلَيكُم مَوثِقاً مِنَ اللّهِ وَ مِن قَبلُ ما فَرّطتُم فِي يُوسُفَ فَلَن أَبرَحَ الأَرضَ حَتّي يَأذَنَ لِي أَبِي أَو يَحكُمَ اللّهُ لِي وَ هُوَ خَيرُ الحاكِمِينَ ارجِعُوا إِلي أَبِيكُم فَقُولُوا يا أَبانا إِنّ ابنَكَ سَرَقَ وَ ما شَهِدنا إِلّا بِما عَلِمنا وَ ما كُنّا لِلغَيبِ حافِظِينَ وَ سئَلِ القَريَةَ التّيِ‌ كُنّا فِيها وَ العِيرَ التّيِ‌ أَقبَلنا فِيها وَ إِنّا لَصادِقُونَ فَلَمّا رَجَعُوا إِلَي أَبِيهِم قَالُوا ذَلِكَ لَهُ قَالَ إِنّ ابنيِ‌ لَا يَسرِقُبَل سَوّلَت لَكُم أَنفُسُكُم أَمراً فَصَبرٌ جَمِيلٌ عَسَي اللّهُ أَن يأَتيِنَيِ‌ بِهِم جَمِيعاً إِنّهُ هُوَ العَلِيمُ الحَكِيمُ ثُمّ أَمَرَ بَنِيهِ بِالتّجهِيزِ إِلَي مِصرَ فَسَارُوا حَتّي أَتَوا مِصرَ فَدَخَلُوا عَلَي يُوسُفَ وَ دَفَعُوا إِلَيهِ كِتَاباً مِن يَعقُوبَ يَستَعطِفُهُ فِيهِ وَ يَسأَلُهُ رَدّ وَلَدِهِ عَلَيهِ فَلَمّا نَظَرَ فِيهِ خَنَقَتهُ العَبرَةُ وَ لَم


صفحه : 260

يَصبِر حَتّي قَامَ فَدَخَلَ البَيتَ فَبَكَي سَاعَةً ثُمّ خَرَجَ إِلَيهِم فَقَالُوا لَهُيا أَيّهَا العَزِيزُ مَسّنا وَ أَهلَنَا الضّرّ وَ جِئنا بِبِضاعَةٍ مُزجاةٍ فَأَوفِ لَنَا الكَيلَ وَ تَصَدّق عَلَينا إِنّ اللّهَ يجَزيِ‌ المُتَصَدّقِينَ فَقَالَ لَهُم يُوسُفُهَل عَلِمتُم ما فَعَلتُم بِيُوسُفَ وَ أَخِيهِ إِذ أَنتُم جاهِلُونَ قالُوا أَ إِنّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ قالَ أَنَا يُوسُفُ وَ هذا أخَيِ‌ قَد مَنّ اللّهُ عَلَينا إِنّهُ مَن يَتّقِ وَ يَصبِر فَإِنّ اللّهَ لا يُضِيعُ أَجرَ المُحسِنِينَ قالُوا تَاللّهِ لَقَد آثَرَكَ اللّهُ عَلَينا وَ إِن كُنّا لَخاطِئِينَ قالَ لا تَثرِيبَ عَلَيكُمُ اليَومَ يَغفِرُ اللّهُ لَكُم وَ هُوَ أَرحَمُ الرّاحِمِينَ ثُمّ أَمَرَهُم بِالِانصِرَافِ إِلَي يَعقُوبَ وَ قَالَ لَهُماذهَبُوا بقِمَيِصيِ‌ هذا فَأَلقُوهُ عَلي وَجهِ أَبِي يَأتِ بَصِيراً وَ أتوُنيِ‌ بِأَهلِكُم أَجمَعِينَفَهَبَطَ جَبرَئِيلُ عَلَي يَعقُوبَ ع فَقَالَ يَا يَعقُوبُ أَ لَا أُعَلّمُكَ دُعَاءً يَرُدّ اللّهُ عَلَيكَ بِهِ بَصَرَكَ وَ يَرُدّ عَلَيكَ ابنَيكَ قَالَ بَلَي قَالَ قُل مَا قَالَهُ أَبُوكَ آدَمُ فَتَابَ اللّهُ عَلَيهِ وَ مَا قَالَهُ نُوحٌ فَاستَوَت بِهِ سَفِينَتُهُ عَلَي الجوُديِ‌ّ وَ نَجَا مِنَ الغَرَقِ وَ مَا قَالَهُ أَبُوكَ اِبرَاهِيمُ خَلِيلُ الرّحمَنِ حِينَ ألُقيِ‌َ فِي النّارِ فَجَعَلَهُ اللّهُ عَلَيهِ بَرداً وَ سَلَاماً فَقَالَ يَعقُوبُ وَ مَا ذَاكَ يَا جَبرَئِيلُ فَقَالَ قُل يَا رَبّ أَسأَلُكَ بِحَقّ مُحَمّدٍ وَ عَلِيّ وَ فَاطِمَةَ وَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ أَن تأَتيِنَيِ‌ بِيُوسُفَ وَ ابنِ يَامِينَ جَمِيعاً وَ تَرُدّ عَلَيّ عيَنيَ‌ّ فَمَا استَتَمّ يَعقُوبُ هَذَا الدّعَاءَ حَتّي جَاءَ البَشِيرُ فَأَلقَي قَمِيصَ يُوسُفَ عَلَيهِفَارتَدّ بَصِيراً فَقَالَ لَهُمأَ لَم أَقُل لَكُم إنِيّ‌ أَعلَمُ مِنَ اللّهِ ما لا تَعلَمُونَ قالُوا يا أَبانَا استَغفِر لَنا ذُنُوبَنا إِنّا كُنّا خاطِئِينَ قالَ سَوفَ أَستَغفِرُ لَكُم ربَيّ‌ إِنّهُ هُوَ الغَفُورُ الرّحِيمُفرَوُيِ‌َ فِي خَبَرٍ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ قَالَ أَخّرَهُم إِلَي السّحَرِ فَأَقبَلَ يَعقُوبُ إِلَي مِصرَ وَ خَرَجَ يُوسُفُ لِيَستَقبِلَهُ فَهَمّ بِأَن يَتَرَجّلَ لِيَعقُوبَ ثُمّ ذَكَرَ مَا هُوَ فِيهِ مِنَ المُلكِ فَلَم يَفعَل فَنَزَلَ عَلَيهِ جَبرَئِيلُ ع فَقَالَ لَهُ يَا يُوسُفُ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُ لَكَ مَا مَنَعَكَ أَن تَنزِلَ إِلَي عبَديِ‌َ الصّالِحِ مَا كُنتَ فِيهِ ابسُط يَدَكَ فَبَسَطَهَا فَخَرَجَ مِن بَينِ أَصَابِعِهِ نُورٌ فَقَالَ مَا هَذَا يَا جَبرَئِيلُ فَقَالَ هَذَا أَنّهُ لَا يَخرُجُ مِن صُلبِكَ نبَيِ‌ّ أَبَداً عُقُوبَةً بِمَا صَنَعتَ بِيَعقُوبَ إِذ لَم تَنزِل إِلَيهِ فَقَالَ يُوسُفُادخُلُوا مِصرَ إِن شاءَ اللّهُ آمِنِينَ وَ رَفَعَ أَبَوَيهِ عَلَي العَرشِ وَ خَرّوا لَهُ سُجّداً فَقَالَ يُوسُفُ لِيَعقُوبَيا أَبَتِ


صفحه : 261

هذا تَأوِيلُ رءُياي‌َ مِن قَبلُ قَد جَعَلَها ربَيّ‌ حَقّا إِلَي قَولِهِتوَفَنّيِ‌ مُسلِماً وَ ألَحقِنيِ‌ بِالصّالِحِينَفرَوُيِ‌َ فِي خَبَرٍ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ قَالَ دَخَلَ يُوسُفُ السّجنَ وَ هُوَ ابنُ اثنتَيَ‌ عَشرَةَ سَنَةً وَ مَكَثَ فِيهِ ثَمَانَ عَشرَةَ سَنَةً وَ بقَيِ‌َ بَعدَ خُرُوجِهِ ثَمَانِينَ سَنَةً فَذَلِكَ مِائَةُ سَنَةٍ وَ عَشرُ سِنِينَ

توضيح ذلِكَ كَيلٌ يَسِيرٌ قال البيضاوي‌ أي مكيل قليل لايكفينا استقلوا ماكيل لهم فأرادوا أن يضاعفوه بالرجوع إلي الملك ويزدادوا إليه مايكال لأخيهم ويجوز أن يكون الإشارة إلي كَيلَ بَعِيرٍ أي ذلك شيءقليل لايضايقنا فيه الملك و لايتعاظمه وقيل إنه من كلام يعقوب ومعناه و إن حمل بعير شيءيسير لايخاطر لمثله بالولد قوله تعالي خَلَصُوا نَجِيّا أي تخلصوا واعتزلوا متناجين انتهي . و قال السيد قدس الله روحه فإن قيل ماالوجه في طلب يوسف ع أخاه من إخوته ثم حبسه له عن الرجوع إلي أبيه مع علمه بما يلحقه عليه من الحزن وهل هذا إلاإضرار به وبأبيه قلنا الوجه في ذلك ظاهر لأن يوسف ع لم يفعل ذلك إلابوحي‌ من الله تعالي إليه و ذلك امتحان منه لنبيه يعقوب ع وابتلاء لصبره وتعريض للعالي‌ من منزلة الثواب ونظير ذلك امتحانه ع بأن صرف عنه خبر يوسف طول تلك المدة حتي ذهب بصره بالبكاء عليه وإنما أمرهم يوسف ع بأن يلطفوا بأبيهم في إرساله من غير أن يكذبوه أويخدعوه فإن قيل أ ليس قدقالوا له سنراود أباه والمراودة هي‌ الخداع والمكر قلنا ليس المراودة علي ماظننتم بل هي‌ التلطف والتسبب والاحتيال و قد يكون ذلك من جهة الصدق والكذب جميعا وإنما أمرهم بفعله علي أحسن الوجوه فإن خالفوه فلالوم إلاعليهم . فإن قيل فما بال يوسف لم يعلم أباه ع بخبره لتسكن نفسه ويزول وجده مع علمه بشدة تحرقه وعظم قلقه قلنا في ذلك وجهان أحدهما أن ذلك كان له ممكنا و كان عليه قادرا فأوحي الله تعالي إليه بأن يعدل عن اطلاعه علي خبره تشديدا للمحنة


صفحه : 262

عليه وتعريضا للمنزلة الرفيعة في البلوي و له تعالي أن يصعب التكليف و أن يسهله والجواب الآخر أنه جائز أن يكون ع لم يتمكن من ذلك و لاقدر عليه فلذلك عدل عنه

24- ع ،[علل الشرائع ]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]المُظَفّرُ العلَوَيِ‌ّ عَنِ ابنِ العيَاّشيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ عُبَيدِ اللّهِ العلَوَيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ العلَوَيِ‌ّ العمَريِ‌ّ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ هَمّامٍ قَالَ قَالَ الرّضَا ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّقالُوا إِن يَسرِق فَقَد سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِن قَبلُ فَأَسَرّها يُوسُفُ فِي نَفسِهِ وَ لَم يُبدِها لَهُم قَالَ كَانَت لِإِسحَاقَ النّبِيّ ع مِنطَقَةٌ تَتَوَارَثُهَا الأَنبِيَاءُ الأَكَابِرُ وَ كَانَت عِندَ عَمّةِ يُوسُفَ وَ كَانَ يُوسُفُ عِندَهَا وَ كَانَت تُحِبّهُ فَبَعَثَ إِلَيهَا أَبُوهُ ابعَثِيهِ إلِيَ‌ّ وَ أَرُدّهُ إِلَيكَ فَبَعَثَت إِلَيهِ دَعهُ عنِديِ‌َ اللّيلَةَ أَشُمّهُ ثُمّ أُرسِلَهُ إِلَيكَ غَدَاةً قَالَ فَلَمّا أَصبَحَت أَخَذَتِ المِنطَقَةَ فَشَدّتهَا فِي وَسَطِهِ تَحتَ الثّيَابِ وَ بَعَثَت بِهِ إِلَي أَبِيهِ فَلَمّا خَرَجَ مِن عِندِهَا طَلَبَتِ المِنطَقَةَ فَوَجَدَت عَلَيهِ وَ كَانَ إِذَا سَرَقَ أَحَدٌ فِي ذَلِكَ الزّمَانِ دُفِعَ إِلَي صَاحِبِ السّرِقَةِ فَكَانَ عَبدَهُ

شي‌،[تفسير العياشي‌] عن إسماعيل مثله 25-ل ،[الخصال ] أبي عن محمدالعطار عن الأشعري‌ عن علي بن محمد عن رجل عن


صفحه : 263

سليمان بن زياد المنقري‌ عن عمرو بن شمر عن إسماعيل السدي‌ عن عبدالرحمن بن سابط القرشي‌ عن جابر بن عبد الله الأنصاري‌

في قول الله عز و جل حكاية عن يوسف إنِيّ‌ رَأَيتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوكَباً وَ الشّمسَ وَ القَمَرَ رَأَيتُهُم لِي ساجِدِينَ فقال في تسمية النجوم هوالطارق وجوبان والذيال وذو الكنفان وقابس ووثاب وعمودان وفيلق ومصبح والصدح وذو الفزع والضياء والنور يعني‌ الشمس والقمر و كل هذه الكواكب محيطة بالسماء

26-ل ،[الخصال ] عَبدُ اللّهِ بنُ حَامِدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَرَفَةَ عَنِ الحَكَمِ بنِ ظُهَيرٍ عَنِ السدّيّ‌ّ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ سَابِطٍ القرُشَيِ‌ّ عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ قَالَ أَتَي النّبِيّص رَجُلٌ مِنَ اليَهُودِ يُقَالُ لَهُ بُستَانٌ اليهَوُديِ‌ّ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ أخَبرِنيِ‌ عَنِ الكَوَاكِبِ التّيِ‌ رَآهَا يُوسُفُ أَنّهَا سَاجِدَةٌ لَهُ مَا أَسمَاؤُهُمَا فَلَم يُجِبهُ نبَيِ‌ّ اللّهِ يَومَئِذٍ فِي شَيءٍ وَ نَزَلَ جَبرَئِيلُ بَعدُ فَأَخبَرَ النّبِيّص بِأَسمَائِهَا قَالَ فَبَعَثَ نبَيِ‌ّ اللّهِ إِلَي بُستَانٍ فَلَمّا أَن جَاءَ قَالَ النّبِيّص هَل أَنتَ مُسلِمٌ إِن أَخبَرتُكَ بِأَسمَائِهَا قَالَ فَقَالَ لَهُ نَعَم فَقَالَ لَهُ النّبِيّص جربانٌ وَ الطّارِقُ وَ الذّيّالُ وَ ذُو الكَنَفَانِ وَ قَابِسُ وَ وَثّابٌ وَ عَمُودَانُ وَ الفَيلَقُ وَ المُصبِحُ وَ الضّرُوحُ وَ ذُو الفَزَعِ وَ الضّيَاءِ وَ النّورِ رَآهَا فِي أُفُقِ السّمَاءِ سَاجِدَةً لَهُ فَلَمّا قَصّهَا يُوسُفُ ع عَلَي يَعقُوبَ ع قَالَ يَعقُوبُ هَذَا أَمرٌ مُتَشَتّتٌ يَجمَعَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بَعدُ قَالَ فَقَالَ بُستَانٌ وَ اللّهِ إِنّ هَذِهِ لَأَسمَاؤُهَا


صفحه : 264

بيان في البيضاوي‌ ذو الكتفين و في العرائس ذو الكنفات و في أكثر نسخ البيضاوي‌ الفليق و في العرائس كما في الخبر

27-ل ،[الخصال ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ مَعرُوفٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سَهلٍ البحَراَنيِ‌ّ يَرفَعُهُ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ البَكّاءُونَ خَمسَةٌ آدَمُ وَ يَعقُوبُ وَ يُوسُفُ وَ فَاطِمَةُ بِنتُ مُحَمّدٍص وَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع فَأَمّا آدَمُ فَبَكَي عَلَي الجَنّةِ حَتّي صَارَ فِي خَدّيهِ أَمثَالُ الأَودِيَةِ وَ أَمّا يَعقُوبُ فَبَكَي عَلَي يُوسُفَ حَتّي ذَهَبَ بَصَرُهُ وَ حَتّي قِيلَ لَهُتَاللّهِ تَفتَؤُا تَذكُرُ يُوسُفَ حَتّي تَكُونَ حَرَضاً أَو تَكُونَ مِنَ الهالِكِينَ وَ أَمّا يُوسُفُ فَبَكَي عَلَي يَعقُوبَ حَتّي تَأَذّي بِهِ أَهلُ السّجنِ فَقَالُوا لَهُ إِمّا أَن تبَكيِ‌َ اللّيلَ وَ تَسكُتَ بِالنّهَارِ وَ إِمّا أَن تبَكيِ‌َ النّهَارَ وَ تَسكُتَ بِاللّيلِ فَصَالَحَهُم عَلَي وَاحِدَةٍ مِنهُمَا وَ أَمّا فَاطِمَةُ فَبَكَت عَلَي رَسُولِ اللّهِص حَتّي تَأَذّي بِهِ أَهلُ المَدِينَةِ فَقَالُوا لَهَا قَد آذَيتِنَا بِكَثرَةِ بُكَائِكِ فَكَانَت تَخرُجُ إِلَي المَقَابِرِ مَقَابِرِ الشّهَدَاءِ فتَبَكيِ‌ حَتّي تنَقضَيِ‌َ حَاجَتُهَا ثُمّ تَنصَرِفُ وَ أَمّا عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع فَبَكَي عَلَي الحُسَينِ عِشرِينَ سَنَةً أَو أَربَعِينَ سَنَةً مَا وُضِعَ بَينَ يَدَيهِ طَعَامٌ إِلّا بَكَي حَتّي قَالَ لَهُ مَولًي لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ إنِيّ‌ أَخَافُ عَلَيكَ أَن تَكُونَ مِنَ الجَاهِلِينَ[الهَالِكِينَ] قَالَإِنّما أَشكُوا بثَيّ‌ وَ حزُنيِ‌ إِلَي اللّهِ وَ أَعلَمُ مِنَ اللّهِ ما لا تَعلَمُونَإنِيّ‌ مَا أَذكُرُ مَصرَعَ بنَيِ‌ فَاطِمَةَ إِلّا خنَقَتَنيِ‌ لِذَلِكَ عَبرَةٌ

28-سن ،[المحاسن ]عِدّةٌ مِن أَصحَابِنَا عَنِ ابنِ أَسبَاطٍ عَن عَمّهِ يَعقُوبَ بنِ سَالِمٍ عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ عَنِ الكاَهلِيِ‌ّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِنّ يَعقُوبَ لَمّا ذَهَبَ مِنهُ ابنُ يَامِينَ نَادَي يَا رَبّ أَ مَا ترَحمَنُيِ‌ أَذهَبتَ عيَنيَ‌ّ وَ أَذهَبتَ ابنيَ‌ّ فَأَوحَي اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي إِلَيهِ لَو أَمَتّهُمَا لَأَحيَيتُهُمَا حَتّي أَجمَعَ بَينَكَ وَ بَينَهُمَا وَ لَكِن أَ مَا تَذكُرُ الشّاةَ ذَبَحتَهَا وَ شَوَيتَهَا


صفحه : 265

وَ أَكَلتَ وَ فُلَانٌ إِلَي جَنبِكَ صَائِمٌ لَم تُنِلهُ مِنهَا شَيئاً

قَالَ ابنُ أَسبَاطٍ قَالَ يَعقُوبُ حدَثّنَيِ‌ الميِثمَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّ يَعقُوبَ بَعدَ ذَلِكَ كَانَ ينُاَديِ‌ مُنَادِيهِ كُلّ غَدَاةٍ مِن مَنزِلِهِ عَلَي فَرسَخٍ أَلَا مَن أَرَادَ الغَدَاءَ فَليَأتِ آلَ يَعقُوبَ وَ إِذَا أَمسَي نَادَي أَلَا مَن أَرَادَ العَشَاءَ فَليَأتِ آلَ يَعقُوبَ

29-ل ،[الخصال ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَمّن ذَكَرَهُ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي لَم يَبعَث أَنبِيَاءَ مُلُوكاً فِي الأَرضِ إِلّا أَربَعَةً بَعدَ نُوحٍ ذُو القَرنَينِ وَ اسمُهُ عَيّاشٌ وَ دَاوُدُ وَ سُلَيمَانُ وَ يُوسُفُ ع فَأَمّا عَيّاشٌ فَمَلَكَ مَا بَينَ المَشرِقِ وَ المَغرِبِ وَ أَمّا دَاوُدُ فَمَلَكَ مَا بَينَ الشّامَاتِ إِلَي بِلَادِ إِصطَخرَ وَ كَذَلِكَ مَلَكَ سُلَيمَانُ وَ أَمّا يُوسُفُ فَمَلَكَ مِصرَ وَ بَرَارِيَهَا لَم يُجَاوِزهَا إِلَي غَيرِهَا

30- ع ،[علل الشرائع ]القَطّانُ عَنِ السكّرّيِ‌ّ عَنِ الجوَهرَيِ‌ّ عَنِ ابنِ عُمَارَةَ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ يَعقُوبُ وَ عِيصٌ تَوأَمَينِ فَوُلِدَ عِيصٌ ثُمّ وُلِدَ يَعقُوبُ فسَمُيّ‌َ يَعقُوبَ لِأَنّهُ خَرَجَ بِعَقِبِ أَخِيهِ عِيصٍ وَ يَعقُوبُ هُوَ إِسرَائِيلُ وَ مَعنَي إِسرَائِيلَ عَبدُ اللّهِ لِأَنّ الإِسرَا هُوَ عَبدٌ وَ إِيلَ هُوَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ وَ روُيِ‌َ فِي خَبَرٍ آخَرَ أَنّ الإِسرَا هُوَ القُوّةُ وَ إِيلَ هُوَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فَمَعنَي إِسرَائِيلَ قُوّةُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ

31- ع ،[علل الشرائع ] عَبدُ اللّهِ بنُ حَامِدٍ عَن خَلَفِ بنِ مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ حَمزَةَ الأنَصاَريِ‌ّ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ اِبرَاهِيمَ الدمّشَقيِ‌ّ عَن بِشرِ بنِ أَبِي بَكرٍ عَن أَبِي بَكرِ بنِ أَبِي مَريَمَ عَن سَعِيدِ بنِ عَمرٍو الأنَصاَريِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن كَعبِ الأَحبَارِ فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ يَقُولُ فِيهِإِنّمَا سمُيّ‌َ إِسرَائِيلُ إِسرَائِيلَ اللّهِ لِأَنّ يَعقُوبَ كَانَ يَخدُمُ بَيتَ المَقدِسِ وَ كَانَ أَوّلَ مَن يَدخُلُ وَ آخِرَ مَن يَخرُجُ وَ كَانَ يُسرِجُ القَنَادِيلَ وَ كَانَ إِذَا كَانَ بِالغَدَاةِ رَآهَا مُطفَأَةً قَالَ


صفحه : 266

فَبَاتَ لَيلَةً فِي مَسجِدِ بَيتِ المَقدِسِ فَإِذَا بجِنِيّ‌ّ يُطفِئُهَا فَأَخَذَهُ فَأَسَرَهُ إِلَي سَارِيَةٍ فِي المَسجِدِ فَلَمّا أَصبَحُوا رَأَوهُ أَسِيراً وَ كَانَ اسمُ الجنِيّ‌ّ إِيلَ فسَمُيّ‌َ إِسرَائِيلَ لِذَلِكَ

32-يه ،[ من لايحضر الفقيه ] فِي رِوَايَةِ عَبدِ اللّهِ بنِ مَيمُونٍ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ قَالَ يَعقُوبُ لِابنِهِ يُوسُفَ يَا بنُيَ‌ّ لَا تَزنِ فَإِنّ الطّيرَ لَو زَنَي لَتَنَاثَرَ رِيشُهُ

33-كا،[الكافي‌]عِدّةٌ مِن أَصحَابِنَا عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ وَ سَهلِ بنِ زِيَادٍ جَمِيعاً عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع جَاءَ رَجُلٌ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ يَا نبَيِ‌ّ اللّهِ إِنّ لِيَ ابنَةَ عَمّ قَد رَضِيتُ جَمَالَهَا وَ حُسنَهَا وَ دِينَهَا وَ لَكِنّهَا عَاقِرٌ فَقَالَ لَا تَتَزَوّجهَا إِنّ يُوسُفَ بنَ يَعقُوبَ لقَيِ‌َ أَخَاهُ فَقَالَ يَا أخَيِ‌ كَيفَ استَطَعتَ أَن تَتَزَوّجَ النّسَاءَ بعَديِ‌ فَقَالَ إِنّ أَبِي أمَرَنَيِ‌ وَ قَالَ إِنِ استَطَعتَ أَن تَكُونَ لَكَ ذُرّيّةٌ تُثقِلُ الأَرضَ بِالتّسبِيحِ فَافعَل

34-كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَنِ التفّليِسيِ‌ّ عَنِ السمّنَديِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص خَيرُ وَقتٍ دَعَوتُمُ اللّهَ فِيهِ الأَسحَارُ وَ تَلَا هَذِهِ الآيَةَ فِي قَولِ يَعقُوبَ ع سَوفَ أَستَغفِرُ لَكُم ربَيّ‌ فَقَالَ أَخّرَهُم إِلَي السّحَرِ

35-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِالأَسَانِيدِ الثّلَاثَةِ عَنِ الرّضَا ع عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع أَنّهُ قَالَ فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّلَو لا أَن رَأي بُرهانَ رَبّهِ قَالَ قَامَتِ امرَأَةُ العَزِيزِ إِلَي الصّنَمِ فَأَلقَت عَلَيهِ ثَوباً فَقَالَ لَهَا يُوسُفُ مَا هَذَا فَقَالَت أسَتحَيِ‌ مِنَ الصّنَمِ أَن يَرَانَا فَقَالَ لَهَا يُوسُفُ أَ تَستَحيِينَ مَن لَا يَسمَعُ وَ لَا يُبصِرُ وَ لَا يَفقَهُ وَ لَا يَأكُلُ وَ لَا يَشرَبُ وَ لَا أسَتحَيِ‌ أَنَا مِمّن خَلَقَ الإِنسَانَ وَ عَلّمَهُ فَذَلِكَ قَولُهُ عَزّ وَ جَلّلَو لا أَن رَأي بُرهانَ رَبّهِ

صح ،[صحيفة الرضا عليه السلام ] عنه ع مثله


صفحه : 267

36-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِهَذَا الإِسنَادِ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع أَنّهُ قَالَ أَخَذَ النّاسُ ثَلَاثَةً مِن ثَلَاثَةٍ أَخَذُوا الصّبرَ عَن أَيّوبَ ع وَ الشّكرَ عَن نُوحٍ ع وَ الحَسَدَ عَن بنَيِ‌ يَعقُوبَ

صح ،[صحيفة الرضا عليه السلام ] عنه ع مثله

37- ع ،[علل الشرائع ]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]المُظَفّرُ العلَوَيِ‌ّ عَنِ ابنِ العيَاّشيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ نُصَيرٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُوسَي قَالَ رَوَي أَصحَابُنَا عَنِ الرّضَا ع أَنّهُ قَالَ لَهُ رَجُلٌ أَصلَحَكَ اللّهُ كَيفَ صِرتَ إِلَي مَا صِرتَ إِلَيهِ مِنَ المَأمُونِ وَ كَأَنّهُ أَنكَرَ ذَلِكَ عَلَيهِ فَقَالَ لَهُ أَبُو الحَسَنِ الرّضَا ع يَا هَذَا أَيّهُمَا أَفضَلُ النّبِيّ أَوِ الوصَيِ‌ّ قَالَ لَا بَلِ النّبِيّ قَالَ فَأَيّهُمَا أَفضَلُ مُسلِمٌ أَو مُشرِكٌ قَالَ لَا بَل مُسلِمٌ قَالَ فَإِنّ العَزِيزَ عَزِيزَ مِصرَ كَانَ مُشرِكاً وَ كَانَ يُوسُفُ ع نَبِيّاً وَ إِنّ المَأمُونَ مسلما[مُسلِمٌ] وَ أَنَا وصَيِ‌ّ وَ يُوسُفُ سَأَلَ العَزِيزَ أَن يُوَلّيَهُ حِينَ قَالَاجعلَنيِ‌ عَلي خَزائِنِ الأَرضِ إنِيّ‌ حَفِيظٌ عَلِيمٌ وَ أَنَا أُجبِرتُ عَلَي ذَلِكَ وَ قَالَ ع فِي قَولِهِاجعلَنيِ‌ عَلي خَزائِنِ الأَرضِ إنِيّ‌ حَفِيظٌ عَلِيمٌ قَالَ حَافِظٌ لِمَا فِي يدَيَ‌ّ عَالِمٌ بِكُلّ لِسَانٍ

شي‌،[تفسير العياشي‌] عن الحسن بن موسي مثله بيان قال السيد قدس الله روحه فإن قيل مامعني قول يوسف ع للعزيزاجعلَنيِ‌ عَلي خَزائِنِ الأَرضِ إنِيّ‌ حَفِيظٌ عَلِيمٌ وكيف يجوز أن يطلب الولاية من قبل الظالم قلنا إنما التمس تمكينه من خزائن الأرض ليحكم فيهابالعدل وليصرفها إلي مستحقيها و كان ذلك له من غيرولاية وإنما سأل الولاية ليتمكن من الحق ألذي له أن يفعله ولمن لم يتمكن من إقامة الحق والأمر بالمعروف أن يتسبب إليه ويتوصل إلي فعله فلالوم في ذلك علي يوسف ع و لاحرج

38- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]الفَحّامُ عَنِ المنَصوُريِ‌ّ عَن مُوسَي بنِ عِيسَي بنِ أَحمَدَ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ


صفحه : 268

العسَكرَيِ‌ّ عَن آبَائِهِ عَنِ الصّادِقِ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فِي قَولِ يَعقُوبَفَصَبرٌ جَمِيلٌ قَالَ بِلَا شَكوَي

39- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَنِ ابنِ قُولُوَيهِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ الأهَواَزيِ‌ّ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ البطَاَئنِيِ‌ّ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن دُعَاءِ يُوسُفَ ع مَا كَانَ فَقَالَ إِنّ دُعَاءَ يُوسُفَ ع كَانَ كَثِيراً لَكِنّهُ لَمّا اشتَدّ عَلَيهِ الحَبسُ خَرّ لِلّهِ سَاجِداً وَ قَالَ أللّهُمّ إِن كَانَتِ الذّنُوبُ قَد أَخلَقَت وجَهيِ‌ عِندَكَ فَلَن تَرفَعَ لِي إِلَيكَ صَوتاً فَأَنَا أَتَوَجّهُ إِلَيكَ بِوَجهِ الشّيخِ يَعقُوبَ قَالَ ثُمّ بَكَي أَبُو عَبدِ اللّهِ ع وَ قَالَ صَلّي اللّهُ عَلَي يَعقُوبَ وَ عَلَي يُوسُفَ وَ أَنَا أَقُولُ أللّهُمّ بِاللّهِ وَ بِرَسُولِهِص

40-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن مُوسَي بنِ الحَسَنِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ أَبِي مَحمُودٍ عَن أَبِيهِ رَفَعَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ يُوسُفَ ع لَمّا أَن كَانَ فِي السّجنِ شَكَا إِلَي رَبّهِ عَزّ وَ جَلّ أَكلَ الخُبُزِ وَحدَهُ وَ سَأَلَ إِدَاماً يَأتَدِمُ بِهِ وَ قَد كَانَ كَثُرَ عِندَهُ قِطَعُ الخُبُزِ اليَابِسِ فَأَمَرَهُ أَن يَأخُذَ الخُبُزَ وَ يَجعَلَهُ فِي إِجّانَةٍ وَ يَصُبّ عَلَيهِ المَاءَ وَ المِلحَ فَصَارَ مُرّيّاً وَ جَعَلَ يَأتَدِمُ بِهِ ع

بيان قال الفيروزآبادي‌ المريّ‌ّ كدريّ‌ّ إدام كالكامخ أقول هو ألذي يقال له بالفارسية آب كامه

41- قل ،[إقبال الأعمال ] عَنِ المُفِيدِ فِي كِتَابِ حَدَائِقِ الرّيَاضِ فِي اليَومِ الثّالِثِ مِنَ المُحَرّمِ كَانَ خَلَاصُ يُوسُفَ ع مِنَ الجُبّ

42- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرِ بنِ رَبَاحٍ الأشَجعَيِ‌ّ عَن عَبّادِ بنِ يَعقُوبَ الأسَدَيِ‌ّ عَن أَرطَاةَ بنِ جُندَبٍ عَن زِيَادِ بنِ المُنذِرِ عَن أَبِي جَعفَرٍ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ ع قَالَ لَمّا أَصَابَتِ امرَأَةَ العَزِيزِ الحَاجَةُ قِيلَ لَهَا لَو أَتَيتِ يُوسُفَ بنَ يَعقُوبَ


صفحه : 269

فَشَاوَرَت فِي ذَلِكَ فَقِيلَ لَهَا إِنّا نَخَافُهُ عَلَيكِ قَالَت كَلّا إنِيّ‌ لَا أَخَافُ مَن يَخَافُ اللّهَ فَلَمّا دَخَلَت عَلَيهِ فَرَأَتهُ فِي مُلكِهِ قَالَتِ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي جَعَلَ العَبِيدَ مُلُوكاً بِطَاعَتِهِ وَ جَعَلَ المُلُوكَ عَبِيداً بِالمَعصِيَةِ فَتَزَوّجَهَا فَوَجَدَهَا بِكراً فَقَالَ لَهَا أَ لَيسَ هَذَا أَحسَنَ أَ لَيسَ هَذَا أَجمَلَ فَقَالَت إنِيّ‌ كُنتُ بُلِيتُ مِنكَ بِأَربَعِ خِلَالٍ كُنتُ أَجمَلَ أَهلِ زمَاَنيِ‌ وَ كُنتَ أَجمَلَ أَهلِ زَمَانِكَ وَ كُنتُ بِكراً وَ كَانَ زوَجيِ‌ عِنّيناً فَلَمّا كَانَ مِن أَمرِ إِخوَةِ يُوسُفَ مَا كَانَ كَتَبَ يَعقُوبُ ع إِلَي يُوسُفَ ع وَ هُوَ لَا يَعلَمُ أَنّهُ يُوسُفُبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ مِن يَعقُوبَ بنِ إِسحَاقَ بنِ اِبرَاهِيمَ خَلِيلِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ إِلَي عَزِيزِ آلِ فِرعَونَ سَلَامٌ عَلَيكَ فإَنِيّ‌ أَحمَدُ إِلَيكَ اللّهَ ألّذِي لَا إِلَهَ إِلّا هُوَ أَمّا بَعدُ فَإِنّا أَهلُ بَيتٍ مُولَعَةٌ بِنَا أَسبَابُ البَلَاءِ كَانَ جدَيّ‌ اِبرَاهِيمُ ألُقيِ‌َ فِي النّارِ فِي طَاعَةِ رَبّهِ فَجَعَلَهَا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَلَيهِ بَرداً وَ سَلَاماً وَ أَمَرَ اللّهُ جدَيّ‌ أَن يَذبَحَ أَبِي فَفَدَاهُ بِمَا فَدَاهُ بِهِ وَ كَانَ لِيَ ابنٌ وَ كَانَ مِن أَعَزّ النّاسِ عَلَيّ فَفَقَدتُهُ فَأَذهَبَ حزُنيِ‌ عَلَيهِ نُورَ بصَرَيِ‌ وَ كَانَ لَهُ أَخٌ مِن أُمّهِ فَكُنتُ إِذَا ذَكَرتُ المَفقُودَ ضَمَمتُ أَخَاهُ هَذَا إِلَي صدَريِ‌ فَأَذهَبَ عنَيّ‌ بَعضَ وجُديِ‌ وَ هُوَ المَحبُوسُ عِندَكَ فِي السّرِقَةِ وَ إنِيّ‌ أُشهِدُكَ أنَيّ‌ لَم أَسرِق وَ لَم أَلِد سَارِقاً فَلَمّا قَرَأَ يُوسُفُ الكِتَابَ بَكَي وَ صَاحَ وَ قَالَاذهَبُوا بقِمَيِصيِ‌ هذا فَأَلقُوهُ عَلي وَجهِ أَبِي يَأتِ بَصِيراً وَ أتوُنيِ‌ بِأَهلِكُم أَجمَعِينَ

43-دَعَوَاتُ الراّونَديِ‌ّ، عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ بنِ مُوسَي قَالَ لَمّا كَانَ مِن أَمرِ إِخوَةِ يُوسُفَ مَا كَانَ وَ سَاقَ الحَدِيثَ إِلَي قَولِهِ مِن يَعقُوبَ إِسرَائِيلِ اللّهِ بنِ إِسحَاقَ ذَبِيحِ اللّهِ إِلَي قَولِهِ وَ كَانَ لِيَ ابنٌ وَ كَانَ مِن أَحَبّ النّاسِ إلِيَ‌ّ إِلَي قَولِهِ وَ هُوَ مِنَ المَحبُوسِينَ عِندَكَ إنِيّ‌ أُخبِرُكَ أنَيّ‌ لَم أَسرِق وَ لَم أَلِد سَارِقاً فَلَمّا قَرَأَ يُوسُفُ كِتَابَهُ بَكَي وَ كَتَبَ إِلَيهِبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِاصبِر كَمَا صَبَرُوا تَظفَر كَمَا ظَفِرُوا فَلَمّا انتَهَي الكِتَابُ إِلَي يَعقُوبَ قَالَ وَ اللّهِ مَا هَذَا بِكَلَامِ المُلُوكِ وَ الفَرَاعِنَةِ بَل هُوَ


صفحه : 270

كَلَامُ الأَنبِيَاءِ وَ أَولَادِ الأَنبِيَاءِ فَحِينَئِذٍ قَالَيا بنَيِ‌ّ اذهَبُوا فَتَحَسّسُوا مِن يُوسُفَ

44- وَ مِنهُ قَالَ سَأَلَ بَعضُهُم فَقِيلَ إِنّ إِخوَةَ يُوسُفَ ع أَلقَوهُ فِي الجُبّ وَ بَاعُوهُ وَ لَم يُصِبهُم شَيءٌ مِنَ البَلَاءِ وَ أَصَابَ البَلَاءُ كُلّهُ يُوسُفَ وَ حُبِسَ فِي السّجنِ وَ ابتلُيِ‌َ بِسَائِرِ البَلَاءِ فَمَا الحِكمَةُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ لِأَنّهُم لَم يَكُونُوا أَهلًا لَهُ لَا كُلّ بَدَنٍ يَصلُحُ لِبَلِيّتِهِ

45- وَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ مَكَثَ يُوسُفُ ع فِي مَنزِلِ المَلِكِ وَ زَلِيخَا ثَلَاثَ سِنِينَ ثُمّ أَحَبّتهُ فَرَاوَدَتهُ فَبَلَغَنَا وَ اللّهُ أَعلَمُ أَنّهَا مَكَثَت سَبعَ سِنِينَ عَلَي صَدرِ قَدَمَيهَا وَ هُوَ مُطرِقٌ إِلَي الأَرضِ لَا يَرفَعُ طَرفَهُ إِلَيهَا مَخَافَةً مِن رَبّهِ فَقَالَت يَوماً ارفَع طَرفَكَ وَ انظُر إلِيَ‌ّ قَالَ أَخشَي العَمَي فِي بصَرَيِ‌ قَالَت مَا أَحسَنَ عَينَيكَ قَالَ هُمَا أَوّلُ سَاقِطٍ عَلَي خدَيّ‌ فِي قبَريِ‌ قَالَت مَا أَطيَبَ رِيحَكَ قَالَ لَو سَمِعتِ راَئحِتَيِ‌ بَعدَ ثَلَاثٍ مِن موَتيِ‌ لَهَرَبتِ منِيّ‌ قَالَت لِمَ لَا تَقرُبُ منِيّ‌ قَالَ أَرجُو بِذَلِكِ القُربَ مِن ربَيّ‌ قَالَت فرَشيِ‌َ الحَرِيرُ فَقُم وَ اقضِ حاَجتَيِ‌ قَالَ أَخشَي أَن يَذهَبَ مِنَ الجَنّةِ نصَيِبيِ‌ قَالَت أُسَلّمُكَ إِلَي المُعَذّبِينَ قَالَ إِذاً يكَفيِنَيِ‌ ربَيّ‌

46- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الخَالِقِ عَنِ الوَلِيدِ بنِ شُجَاعٍ عَن مُحَمّدِ بنِ حُسَينٍ عَن مُوسَي بنِ سَعِيدٍ الرقّاَشيِ‌ّ قَالَ لَمّا قَدِمَ يَعقُوبُ ع خَرَجَ يُوسُفُ ع فَاستَقبَلَهُ فِي مَوكِبِهِ فَمَرّ بِامرَأَةِ العَزِيزِ وَ هيِ‌َ تَعبُدُ فِي غُرفَةٍ لَهَا فَلَمّا رَأَتهُ عَرَفَتهُ فَنَادَتهُ بِصَوتٍ حَزِينٍ أَيّهَا الذّاهِبُ طَالَ مَا أحَزنَتنَيِ‌ مَا أَحسَنَ التّقوَي كَيفَ حَرّرَ العَبِيدَ وَ أَقبَحَ الخَطِيئَةَ كَيفَ عَبّدَتِ الأَحرَارَ

47-كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ حَمّادٍ عَن يُونُسَ بنِ يَعقُوبَ عَن سَهلٍ عَن رَجُلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَمّا صَارَتِ الأَشيَاءُ لِيُوسُفَ بنِ يَعقُوبَ


صفحه : 271

ع جَعَلَ الطّعَامَ فِي بُيُوتٍ وَ أَمَرَ بَعضَ وُكَلَائِهِ يَبِيعُ فَكَانَ يَقُولُ بِع بِكَذَا وَ كَذَا وَ السّعرُ قَائِمٌ فَلَمّا عَلِمَ أَنّهُ يَزِيدُ فِي ذَلِكَ اليَومِ كَرِهَ أَن يجَريِ‌َ الغَلَاءُ عَلَي لِسَانِهِ فَقَالَ لَهُ اذهَب فَبِع وَ لَم يُسَمّ لَهُ سِعراً فَذَهَبَ الوَكِيلُ غَيرَ بَعِيدٍ ثُمّ رَجَعَ إِلَيهِ فَقَالَ لَهُ اذهَب وَ بِع وَ كَرِهَ أَن يجَريِ‌َ الغَلَاءُ عَلَي لِسَانِهِ فَذَهَبَ الوَكِيلُ فَجَاءَ أَوّلُ مَنِ اكتَالَ فَلَمّا بَلَغَ دُونَ مَا كَالَ بِالأَمسِ بِمِكيَالٍ قَالَ المشُترَيِ‌ حَسبُكَ إِنّمَا أَرَدتُ بِكَذَا وَ كَذَا فَعَلِمَ الوَكِيلُ أَنّهُ قَد غَلَا بِمِكيَالٍ ثُمّ جَاءَهُ آخَرُ فَقَالَ لَهُ كِل لِي فَكَالَ فَلَمّا بَلَغَ دُونَ ألّذِي كَالَ لِلأَوّلِ بِمِكيَالٍ قَالَ لَهُ المشُترَيِ‌ حَسبُكَ إِنّمَا أَرَدتُ بِكَذَا وَ كَذَا فَعَلِمَ الوَكِيلُ أَنّهُ قَد غَلَا بِمِكيَالٍ حَتّي صَارَ إِلَي وَاحِدٍ بِوَاحِدٍ

48- ع ،[علل الشرائع ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَنِ الحمِيرَيِ‌ّ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن مَالِكِ بنِ عَطِيّةَ عَنِ الثمّاَليِ‌ّ قَالَصَلّيتُ مَعَ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع الفَجرَ بِالمَدِينَةِ يَومَ جُمُعَةٍ فَلَمّا فَرَغَ مِن صَلَاتِهِ وَ سُبحَتِهِ نَهَضَ إِلَي مَنزِلِهِ وَ أَنَا مَعَهُ فَدَعَا مَولَاةً لَهُ تُسَمّي سُكَينَةَ فَقَالَ لَهَا لَا يَعبُر عَلَي باَبيِ‌ سَائِلٌ إِلّا أَطعَمتُمُوهُ فَإِنّ اليَومَ يَومُ الجُمُعَةِ قُلتُ لَهُ لَيسَ كُلّ مَن يَسأَلُ مُستَحِقّاً فَقَالَ يَا ثَابِتُ أَخَافُ أَن يَكُونَ بَعضُ مَن يَسأَلُنَا مُستَحِقّاً فَلَا نُطعِمَهُ وَ نَرُدّهُ فَيَنزِلَ بِنَا أَهلَ البَيتِ مَا نَزَلَ بِيَعقُوبَ وَ آلِهِ أَطعِمُوهُم أَطعِمُوهُم إِنّ يَعقُوبَ كَانَ يَذبَحُ كُلّ يَومٍ كَبشاً فَيَتَصَدّقُ مِنهُ وَ يَأكُلُ هُوَ وَ عِيَالُهُ مِنهُ وَ إِنً سَائِلًا مُؤمِناً صَوّاماً مُستَحِقّاً لَهُ عِندَ اللّهِ مَنزِلَةٌ وَ كَانَ مُجتَازاً غَرِيباً اعتَرّ عَلَي بَابِ يَعقُوبَ عَشِيّةَ جُمُعَةٍ عِندَ أَوَانِ إِفطَارِهِ يَهتِفُ عَلَي بَابِهِ أَطعِمُوا السّائِلَ المُجتَازَ الغَرِيبَ الجَائِعَ مِن فَضلِ طَعَامِكُم يَهتِفُ بِذَلِكَ عَلَي بَابِهِ مِرَاراً وَ هُم يَسمَعُونَهُ قَد جَهِلُوا حَقّهُ وَ لَم يُصَدّقُوا قَولَهُ فَلَمّا يَئِسَ أَن يُطعِمُوهُ وَ غَشِيَهُ اللّيلُ استَرجَعَ وَ استَعبَرَ وَ شَكَا جُوعَهُ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ بَاتَ طَاوِياً وَ أَصبَحَ صَائِماً


صفحه : 272

جَائِعاً صَابِراً حَامِداً لِلّهِ تَعَالَي وَ بَاتَ يَعقُوبُ وَ آلُ يَعقُوبَ شِبَاعاً بِطَاناً وَ أَصبَحُوا وَ عِندَهُم فَضلَةٌ مِن طَعَامِهِم قَالَ فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَي يَعقُوبَ فِي صَبِيحَةِ تِلكَ اللّيلَةِ لَقَد أَذلَلتَ يَا يَعقُوبُ عبَديِ‌ ذِلّةً استَجرَرتَ بِهَا غضَبَيِ‌ وَ استَوجَبتَ بِهَا أدَبَيِ‌ وَ نُزُولَ عقُوُبتَيِ‌ وَ بلَواَي‌َ عَلَيكَ وَ عَلَي وُلدِكَ يَا يَعقُوبُ إِنّ أَحَبّ أنَبيِاَئيِ‌ إلِيَ‌ّ وَ أَكرَمَهُم عَلَيّ مَن رَحِمَ مَسَاكِينَ عبِاَديِ‌ وَ قَرّبَهُم إِلَيهِ وَ أَطعَمَهُم وَ كَانَ لَهُم مَأوَي وَ مَلجَأً يَا يَعقُوبُ أَ مَا رَحِمتَ ذِميَالَ عبَديِ‌ المُجتَهِدَ فِي عِبَادَتِهِ القَانِعَ بِاليَسِيرِ مِن ظَاهِرِ الدّنيَا عِشَاءَ أَمسِ لَمّا اعتَرّ بِبَابِكَ عِندَ أَوَانِ إِفطَارِهِ وَ هَتَفَ بِكُم أَطعِمُوا السّائِلَ الغَرِيبَ المُجتَازَ القَانِعَ فَلَم تُطعِمُوهُ شَيئاً فَاستَرجَعَ وَ استَعبَرَ وَ شَكَا مَا بِهِ إلِيَ‌ّ وَ بَاتَ طَاوِياً حَامِداً لِي وَ أَصبَحَ لِي صَائِماً وَ أَنتَ يَا يَعقُوبُ وَ وُلدُكَ شِبَاعٌ وَ أَصبَحَت[أَصبَحتَ]عِندَكُم فَضلَةٌ مِن طَعَامِكُم أَ وَ مَا عَلِمتَ يَا يَعقُوبُ أَنّ العُقُوبَةَ وَ البَلوَي إِلَي أوَليِاَئيِ‌ أَسرَعُ مِنهَا إِلَي أعَداَئيِ‌ وَ ذَلِكَ حُسنُ النّظَرِ منِيّ‌ لأِوَليِاَئيِ‌ وَ استِدرَاجٌ منِيّ‌ لأِعَداَئيِ‌ أَمَا وَ عزِتّيِ‌ لَأُنزِلُ بِكَ بلَواَي‌َ وَ لَأَجعَلَنّكَ وَ وُلدَكَ غَرَضاً لمِصَاَئبِيِ‌ وَ لَأُوذِيَنّكَ بعِقُوُبتَيِ‌ فَاستَعِدّوا لبِلَواَي‌َ وَ ارضَوا بقِضَاَئيِ‌ وَ اصبِرُوا لِلمَصَائِبِ فَقُلتُ لعِلَيِ‌ّ بنِ الحُسَينِ ع جُعِلتُ فِدَاكَ مَتَي رَأَي يُوسُفُ الرّؤيَا فَقَالَ فِي تِلكَ اللّيلَةِ التّيِ‌ بَاتَ فِيهَا يَعقُوبُ وَ آلُ يَعقُوبَ شِبَاعاً وَ بَاتَ فِيهَا ذِميَالُ طَاوِياً جَائِعاً فَلَمّا رَأَي يُوسُفُ الرّؤيَا وَ أَصبَحَ يَقُصّهَا عَلَي أَبِيهِ يَعقُوبَ فَاغتَمّ يَعقُوبُ لِمَا سَمِعَ مِن يُوسُفَ مَعَ مَا أَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَيهِ أَنِ استَعِدّ لِلبَلَاءِ فَقَالَ يَعقُوبُ لِيُوسُفَ لَا تَقصُص رُؤيَاكَ هَذِهِ عَلَي إِخوَتِكَ فإَنِيّ‌ أَخَافُ أَن يَكِيدُوا لَكَ كَيداً فَلَم يَكتُم يُوسُفُ رُؤيَاهُ وَ قَصّهَا عَلَي إِخوَتِهِ قَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع وَ كَانَت أَوّلُ بَلوَي نَزَلَت بِيَعقُوبَ وَ آلِ يَعقُوبَ الحَسَدَ لِيُوسُفَ لَمّا سَمِعُوا مِنهُ الرّؤيَا قَالَ فَاشتَدّت رِقّةُ يَعقُوبَ عَلَي يُوسُفَ وَ خَافَ أَن يَكُونَ مَا أَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَيهِ مِنَ


صفحه : 273

الِاستِعدَادِ لِلبَلَاءِ هُوَ فِي يُوسُفَ خَاصّةً فَاشتَدّت رِقّتُهُ عَلَيهِ مِن بَينِ وُلدِهِ فَلَمّا رَأَي إِخوَةُ يُوسُفَ مَا يَصنَعُ يَعقُوبُ بِيُوسُفَ وَ تَكرِمَتَهُ إِيّاهُ وَ إِيثَارَهُ إِيّاهُ عَلَيهِم اشتَدّ ذَلِكَ عَلَيهِم وَ بَدَا البَلَاءُ فِيهِم فَتَآمَرُوا فِيمَا بَينَهُم وَ قَالُوا إِنّ يُوسُفَ وَ أَخَاهُأَحَبّ إِلي أَبِينا مِنّا وَ نَحنُ عُصبَةٌ إِنّ أَبانا لفَيِ‌ ضَلالٍ مُبِينٍ اقتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطرَحُوهُ أَرضاً يَخلُ لَكُم وَجهُ أَبِيكُم وَ تَكُونُوا مِن بَعدِهِ قَوماً صالِحِينَ أَي تَتُوبُونَ فَعِندَ ذَلِكَ قَالُوايا أَبانا ما لَكَ لا تَأمَنّا عَلي يُوسُفَ وَ إِنّا لَهُ لَناصِحُونَ أَرسِلهُ مَعَنا غَداً يَرتَع فَقَالَ يَعقُوبُإنِيّ‌ ليَحَزنُنُيِ‌ أَن تَذهَبُوا بِهِ وَ أَخافُ أَن يَأكُلَهُ الذّئبُفَانتَزَعَهُ حَذَراً عَلَيهِ مِنهُ مِن أَن تَكُونَ البَلوَي مِنَ اللّهِ عَلَي يَعقُوبَ فِي يُوسُفَ خَاصّةً لِمَوقِعِهِ مِن قَلبِهِ وَ حُبّهِ لَهُ قَالَ فَغَلَبَت قُدرَةُ اللّهِ وَ قَضَاؤُهُ وَ نَافِذُ أَمرِهِ فِي يَعقُوبَ وَ يُوسُفَ وَ إِخوَتِهِ فَلَم يَقدِر يَعقُوبُ عَلَي دَفعِ البَلَاءِ عَن نَفسِهِ وَ لَا عَن يُوسُفَ وَ وُلدِهِ فَدَفَعَهُ إِلَيهِم وَ هُوَ لِذَلِكَ كَارِهٌ مُتَوَقّعٌ لِلبَلوَي مِنَ اللّهِ فِي يُوسُفَ فَلَمّا خَرَجُوا مِن مَنزِلِهِم لَحِقَهُم مُسرِعاً فَانتَزَعَهُ مِن أَيدِيهِم فَضَمّهُ إِلَيهِ وَ اعتَنَقَهُ وَ بَكَي وَ دَفَعَهُ إِلَيهِم فَانطَلَقُوا بِهِ مُسرِعِينَ مَخَافَةَ أَن يَأخُذَهُ مِنهُم وَ لَا يَدفَعَهُ إِلَيهِم فَلَمّا أَمعَنُوا بِهِ أَتَوا بِهِ غَيضَةَ أَشجَارٍ فَقَالُوا نَذبَحُهُ وَ نُلقِيهِ تَحتَ هَذِهِ الشّجَرَةِ فَيَأكُلُهُ الذّئبُ اللّيلَةَ فَقَالَ كَبِيرُهُملا تَقتُلُوا يُوسُفَ وَلَكِنأَلقُوهُ فِي غَيابَتِ الجُبّ يَلتَقِطهُ بَعضُ السّيّارَةِ إِن كُنتُم فاعِلِينَفَانطَلَقُوا بِهِ إِلَي الجُبّ فَأَلقَوهُ وَ هُم يَظُنّونَ أَنّهُ يَغرَقُ فِيهِ فَلَمّا صَارَ فِي قَعرِ الجُبّ نَادَاهُم يَا وُلدَ رُومِينَ أَقرِءُوا يَعقُوبَ عنَيّ‌ السّلَامَ فَلَمّا سَمِعُوا كَلَامَهُ قَالَ بَعضُهُم لِبَعضٍ لَا تَزَالُوا مِن هَاهُنَا حَتّي تَعلَمُوا أَنّهُ قَد مَاتَ فَلَم يَزَالُوا بِحَضرَتِهِ حَتّي أَمسَوا وَ رَجَعُوا إِلَي أَبِيهِمعِشاءً يَبكُونَ قالُوا يا أَبانا إِنّا ذَهَبنا نَستَبِقُ وَ تَرَكنا يُوسُفَ عِندَ مَتاعِنا فَأَكَلَهُ الذّئبُ فَلَمّا سَمِعَ مَقَالَتَهُمُ استَرجَعَ وَ استَعبَرَ وَ ذَكَرَ مَا أَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَيهِ مِنَ الِاستِعدَادِ لِلبَلَاءِ فَصَبَرَ وَ أَذعَنَ لِلبَلوَي وَ قَالَ لَهُمبَل سَوّلَت لَكُم أَنفُسُكُم


صفحه : 274

أَمراً وَ مَا كَانَ اللّهُ لِيُطعِمَ لَحمَ يُوسُفَ الذّئبَ مِن قَبلِ أَن أرُيِ‌َ تَأوِيلَ رُؤيَاهُ الصّادِقَةِ قَالَ أَبُو حَمزَةَ ثُمّ انقَطَعَ حَدِيثُ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع عِندَ هَذَا فَلَمّا كَانَ مِنَ الغَدِ غَدَوتُ عَلَيهِ فَقُلتُ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ إِنّكَ حدَثّتنَيِ‌ أَمسِ بِحَدِيثٍ لِيَعقُوبَ وَ وُلدِهِ ثُمّ قَطَعتَهُ مَا كَانَ مِن قِصّةِ إِخوَةِ يُوسُفَ وَ قِصّةِ يُوسُفَ بَعدَ ذَلِكَ فَقَالَ إِنّهُم لَمّا أَصبَحُوا قَالُوا انطَلِقُوا بِنَا حَتّي نَنظُرَ مَا حَالُ يُوسُفَ أَ مَاتَ أَم هُوَ حيَ‌ّ فَلَمّا انتَهَوا إِلَي الجُبّ وَجَدُوا بِحَضرَةِ الجُبّ سَيّارَةً وَ قَد أَرسَلُواوارِدَهُم فَأَدلي دَلوَهُ فَلَمّا جَذَبَ دَلوَهُ إِذَا هُوَ بِغُلَامٍ مُتَعَلّقٍ بِدَلوِهِ فَقَالَ لِأَصحَابِهِيا بُشري هذا غُلامٌ فَلَمّا أَخرَجُوهُ أَقبَلُوا إِلَيهِم إِخوَةُ يُوسُفَ فَقَالُوا هَذَا عَبدُنَا سَقَطَ مِنّا أَمسِ فِي هَذَا الجُبّ وَ جِئنَا اليَومَ لِنُخرِجَهُ فَانتَزَعُوهُ


صفحه : 275

مِن أَيدِيهِم وَ تَنَحّوا بِهِ نَاحِيَةً فَقَالُوا إِمّا أَن تُقِرّ لَنَا أَنّكَ عَبدٌ لَنَا فَنَبِيعَكَ بَعضَ هَذِهِ السّيّارَةِ أَو نَقتُلَكَ فَقَالَ لَهُم يُوسُفُ ع لَا تقَتلُوُنيِ‌ وَ اصنَعُوا مَا شِئتُم فَأَقبَلُوا بِهِ إِلَي السّيّارَةِ فَقَالُوا مِنكُم مَن يشَترَيِ‌ مِنّا هَذَا العَبدَ فَاشتَرَاهُ رَجُلٌ مِنهُم بِعِشرِينَ دِرهَماً وَ كَانَ إِخوَتُهُفِيهِ مِنَ الزّاهِدِينَ وَ سَارَ بِهِ ألّذِي اشتَرَاهُ مِنَ البَدوِ حَتّي أَدخَلَهُ مِصرَ فَبَاعَهُ ألّذِي اشتَرَاهُ مِنَ البَدوِ مِن مَلِكِ مِصرَ وَ ذَلِكَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ قالَ ألّذِي اشتَراهُ مِن مِصرَ لِامرَأَتِهِ أكَرمِيِ‌ مَثواهُ عَسي أَن يَنفَعَنا أَو نَتّخِذَهُ وَلَداً قَالَ أَبُو حَمزَةَ فَقُلتُ لعِلَيِ‌ّ بنِ الحُسَينِ ع ابنَ كَم كَانَ يُوسُفُ يَومَ أَلقَوهُ فِي الجُبّ فَقَالَ كَانَ ابنَ تِسعِ سِنِينَ فَقُلتُ كَم كَانَ بَينَ مَنزِلِ يَعقُوبَ يَومَئِذٍ وَ بَينَ مِصرَ فَقَالَ مَسِيرَةَ اثنيَ‌ عَشَرَ يَوماً قَالَ وَ كَانَ يُوسُفُ مِن أَجمَلِ أَهلِ زَمَانِهِ فَلَمّا رَاهَقَ يُوسُفُ رَاوَدَتهُ امرَأَةُ المَلِكِ عَن نَفسِهِ فَقَالَ لَهَا مَعَاذَ اللّهِ أَنَا مِن أَهلِ بَيتٍ لَا يَزنُونَ فَغَلّقَتِ الأَبوَابَ عَلَيهَا وَ عَلَيهِ وَ قَالَت لَا تَخَف وَ أَلقَت نَفسَهَا عَلَيهِ فَأَفلَتَ مِنهَا هَارِباً إِلَي البَابِ فَفَتَحَهُ فَلَحِقَتهُ فَجَذَبَت قَمِيصَهُ مِن خَلفِهِ فَأَخرَجَتهُ مِنهُ فَأَفلَتَ يُوسُفُ مِنهَا فِي ثِيَابِهِوَ أَلفَيا سَيّدَها لَدَي البابِ قالَت ما جَزاءُ مَن أَرادَ بِأَهلِكَ سُوءاً إِلّا أَن يُسجَنَ أَو عَذابٌ أَلِيمٌ قَالَ فَهَمّ المَلِكُ بِيُوسُفَ لِيُعَذّبَهُ فَقَالَ لَهُ يُوسُفُ وَ إِلَهِ يَعقُوبَ مَا أَرَدتُ بِأَهلِكَ سُوءاً بَل هيِ‌َ راَودَتَنيِ‌ عَن نفَسيِ‌ فَاسأَل هَذَا الصبّيِ‌ّ أَيّنَا رَاوَدَ صَاحِبَهُ عَن نَفسِهِ قَالَ وَ كَانَ عِندَهَا مِن أَهلِهَا صبَيِ‌ّ زَائِرٌ لَهَا فَأَنطَقَ اللّهُ الصبّيِ‌ّ لِفَصلِ القَضَاءِ فَقَالَ أَيّهَا المَلِكُ انظُر إِلَي قَمِيصِ يُوسُفَ فَإِن كَانَ مَقدُوداً مِن قُدّامِهِ فَهُوَ ألّذِي رَاوَدَهَا وَ إِن كَانَ مَقدُوداً مِن خَلفِهِ فهَيِ‌َ التّيِ‌ رَاوَدَتهُ فَلَمّا سَمِعَ المَلِكُ كَلَامَ الصبّيِ‌ّ وَ مَا اقتَصّ أَفزَعَهُ ذَلِكَ فَزَعاً شَدِيداً فجَيِ‌ءَ بِالقَمِيصِ فَنَظَرَ إِلَيهِ فَلَمّا رَآهُ مَقدُوداً مِن خَلفِهِ قَالَ لَهَاإِنّهُ مِن كَيدِكُنّ إِنّ كَيدَكُنّ عَظِيمٌ وَ قَالَ لِيُوسُفَأَعرِض عَن هذا وَ لَا يَسمَعهُ مِنكَ أَحَدٌ وَ اكتُمهُ قَالَ فَلَم يَكتُمهُ يُوسُفُ وَ أَذَاعَهُ فِي المَدِينَةِ حَتّي قُلنَ نِسوَةٌ مِنهُنّامرَأَتُ العَزِيزِ تُراوِدُ فَتاها عَن نَفسِهِفَبَلَغَهَا


صفحه : 276

ذَلِكَ فَأَرسَلَت إِلَيهِنّ وَ هَيّأَت لَهُنّ طَعَاماً وَ مَجلِساً ثُمّ أَتَتهُنّ بِأُترُجّ وَ آتَت كُلّ وَاحِدَةٍ مِنهُنّ سِكّيناً ثُمّ قَالَت لِيُوسُفَاخرُج عَلَيهِنّ فَلَمّا رَأَينَهُ أَكبَرنَهُ وَ قَطّعنَ أَيدِيَهُنّ وَ قُلنَ مَا قُلنَ فَقَالَت لَهُنّ هَذَاألّذِي لمُتنُنّيِ‌ فِيهِيعَنيِ‌ فِي حُبّهِ وَ خَرَجنَ النّسوَةُ مِن عِندِهَا فَأَرسَلَت كُلّ وَاحِدَةٍ مِنهُنّ إِلَي يُوسُفَ سِرّاً مِن صَاحِبَتِهَا تَسأَلُهُ الزّيَارَةَ فَأَبَي عَلَيهِنّ وَ قَالَإِلّا تَصرِف عنَيّ‌ كَيدَهُنّ أَصبُ إِلَيهِنّ وَ أَكُن مِنَ الجاهِلِينَفَصَرَفَ اللّهُ عَنهُ كَيدَهُنّ فَلَمّا شَاعَ أَمرُ يُوسُفَ وَ أَمرُ امرَأَةِ العَزِيزِ وَ النّسوَةِ فِي مِصرَ بَدَا لِلمَلِكِ بَعدَ مَا سَمِعَ قَولَ الصبّيِ‌ّ لَيَسجُنَنّ يُوسُفَ فَسَجَنَهُ فِي السّجنِ وَ دَخَلَ السّجنَ مَعَ يُوسُفَ فَتَيَانِ وَ كَانَ مِن قِصّتِهِمَا وَ قِصّةِ يُوسُفَ مَا قَصّهُ اللّهُ فِي الكِتَابِ قَالَ أَبُو حَمزَةَ ثُمّ انقَطَعَ حَدِيثُ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع

شي‌،[تفسير العياشي‌] عن الثمالي‌مثله بيان السبحة بالضم الدعاء والصلاة النافلة ذكره الفيروزآبادي‌ ويقال عرّه واعتره وعراه واعتراه إذاأتاه متعرضا لفوائده . والطوي الجوع يقال هوطاو وطيان والاسترجاع قول إِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَ وبطن بالكسر يبطن بطنا عظم بطنه من الشبع ويقال أمعن الفرس إذا


صفحه : 277

تباعد في عدوه والغيضة بالفتح الأجمة ومجتمع الشجر وراهق الغلام أي قارب الاحتلام

49- ع ،[علل الشرائع ]سَمِعتُ مُحَمّدَ بنَ عَبدِ اللّهِ بنِ طَيفُورٍ يَقُولُ فِي قَولِ يُوسُفَ ع رَبّ السّجنُ أَحَبّ إلِيَ‌ّ مِمّا يدَعوُننَيِ‌ إِلَيهِ إِنّ يُوسُفَ رَجَعَ إِلَي اختِيَارِ نَفسِهِ فَاختَارَ السّجنَ فَوُكِلَ إِلَي اختِيَارِهِ وَ التَجَأَ نبَيِ‌ّ اللّهِ مُحَمّدٌص إِلَي الخِيَارِ فَتَبَرّأَ مِنَ الِاختِيَارِ وَ دَعَا دُعَاءَ الِافتِقَارِ فَقَالَ عَلَي رُؤيَةِ الِاضطِرَارِ يَا مُقَلّبَ القُلُوبِ وَ الأَبصَارِ ثَبّت قلَبيِ‌ عَلَي طَاعَتِكَ فعَوُفيِ‌َ مِنَ العِلّةِ وَ عُصِمَ فَاستَجَابَ اللّهُ لَهُ وَ أَحسَنَ إِجَابَتَهُ وَ هُوَ أَنّ اللّهَ عَصَمَهُ ظَاهِراً وَ بَاطِناً وَ سَمِعتُهُ يَقُولُ فِي قَولِ يَعقُوبَهَل آمَنُكُم عَلَيهِ إِلّا كَما أَمِنتُكُم عَلي أَخِيهِ مِن قَبلُ إِنّ هَذَا مِثلُ قَولِ النّبِيّص لَا يُلسَعُ المُؤمِنُ مِن جُحرٍ مَرّتَينِ فَهَذَا مَعنَاهُ وَ ذَلِكَ أَنّهُ سَلّمَ يُوسُفَ إِلَيهِم فَغَشّوهُ حِينَ اعتَمَدَ عَلَي حِفظِهِم لَهُ وَ انقَطَعَ فِي رِعَايَتِهِ إِلَيهِم فَأَلقَوهُ فِي غَيَابَةِ الجُبّ وَ بَاعُوهُ وَ لَمّا انقَطَعَ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فِي الِابنِ الثاّنيِ‌ وَ سَلّمَهُ وَ اعتَمَدَ فِي حَفِظِهِ عَلَيهِ وَ قَالَفَاللّهُ خَيرٌ حافِظاً وَ هُوَ أَرحَمُ الرّاحِمِينَأَقعَدَهُ عَلَي سَرِيرِ المَملَكَةِ وَ رَدّ يُوسُفَ إِلَيهِ وَ خَرَجَ القَومُ مِنَ المِحنَةِ وَ استَقَامَت أَسبَابُهُم وَ سَمِعتُهُ يَقُولُ فِي قَولِ يَعقُوبَيا أَسَفي عَلي يُوسُفَإِنّهُ عَرَضَ فِي التّأَسّفِ بِيُوسُفَ وَ قَد رَأَي فِي مُفَارَقَتِهِ فِرَاقاً آخَرَ وَ فِي قَطِيعَتِهِ قَطِيعَةً أُخرَي فَتَلَهّبَ عَلَيهَا وَ تَأَسّفَ مِن أَجلِهَا كَقَولِ الصّادِقِ ع فِي مَعنَي قَولِهِ عَزّ وَ جَلّوَ لَنُذِيقَنّهُم مِنَ العَذابِ الأَدني دُونَ العَذابِ الأَكبَرِ إِنّ هَذَا فِرَاقُ الأَحِبّةِ فِي دَارِ الدّنيَا لِيَستَدِلّوا بِهِ عَلَي فِرَاقِ المَولَي فَلِذَلِكَ يَعقُوبُ تَأَسّفَ عَلَي يُوسُفَ مِن خَوفِ فِرَاقِ غَيرِهِ فَذَكَرَ يُوسُفَ لِذَلِكَ

50- ع ،[علل الشرائع ]المُظَفّرُ العلَوَيِ‌ّ عَنِ ابنِ العيَاّشيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ نُصَيرٍ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ مَعرُوفٍ عَن عَلِيّ بنِ مَهزِيَارَ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن حَنَانِ بنِ سَدِيرٍ عَن أَبِيهِ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ جَعفَرٍ ع أخَبرِنيِ‌ عَن يَعقُوبَ حِينَ قَالَ لِوُلدِهِاذهَبُوا فَتَحَسّسُوا مِن يُوسُفَ وَ أَخِيهِ أَ كَانَ عَلِمَ أَنّهُ حيَ‌ّ وَ قَد فَارَقَهُ مُنذُ عِشرِينَ سَنَةً وَ ذَهَبَت عَينَاهُ مِنَ الحُزنِ قَالَ نَعَم عَلِمَ أَنّهُ حيَ‌ّ قُلتُ وَ كَيفَ عَلِمَ قَالَ إِنّهُ دَعَا فِي السّحَرِ أَن يَهبِطَ


صفحه : 278

عَلَيهِ مَلَكُ المَوتِ فَهَبَطَ عَلَيهِ تَريَالُ فَهُوَ مَلَكُ المَوتِ فَقَالَ لَهُ تَريَالُ مَا حَاجَتُكَ يَا يَعقُوبُ قَالَ أخَبرِنيِ‌ عَنِ الأَروَاحِ تَقبِضُهَا مُجتَمِعَةً أَو مُتَفَرّقَةً فَقَالَ بَل مُتَفَرّقَةً وَ رُوحاً رُوحاً قَالَ فَمَرّ بِكَ رُوحُ يُوسُفَ قَالَ لَا قَالَ فَعِندَ ذَلِكَ عَلِمَ أَنّهُ حيَ‌ّ فَقَالَ لِوُلدِهِاذهَبُوا فَتَحَسّسُوا مِن يُوسُفَ وَ أَخِيهِ

شي‌،[تفسير العياشي‌] عن سدير مثله بيان لعل السؤال لأنه لو كان يقبضها مجتمعة بعدزمان لايعلم من عدم قبضه عدم موته ع إذ يمكن حينئذ أن يكون قدقبضته الملائكة القابضون و لم يصل إليه بعد

51- ع ،[علل الشرائع ]المُظَفّرُ العلَوَيِ‌ّ عَنِ ابنِ العيَاّشيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عَلِيّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ إِسحَاقَ عَن يُونُسَ عَنِ البطَاَئنِيِ‌ّ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ لَا خَيرَ فِيمَن لَا تَقِيّةَ لَهُ وَ لَقَد قَالَ يُوسُفُأَيّتُهَا العِيرُ إِنّكُم لَسارِقُونَ وَ مَا سَرَقُوا

52- ع ،[علل الشرائع ]المُظَفّرُ العلَوَيِ‌ّ عَنِ ابنِ العيَاّشيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ نُصَيرٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ الأهَواَزيِ‌ّ عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَن سَمَاعَةَ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع التّقِيّةُ دِينُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ قُلتُ مِن دِينِ اللّهِ قَالَ فَقَالَ إيِ‌ وَ اللّهِ مِن دِينِ اللّهِ لَقَد قَالَ يُوسُفُأَيّتُهَا العِيرُ إِنّكُم لَسارِقُونَ وَ اللّهِ مَا كَانُوا سَرَقُوا شَيئاً

شي‌،[تفسير العياشي‌] عن أبي بصير مثله

53- ع ،[علل الشرائع ]بِالإِسنَادِ إِلَي العيَاّشيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ عَنِ النهّاَونَديِ‌ّ عَن صَالِحِ بنِ سَعِيدٍ عَن رَجُلٍ مِن أَصحَابِنَا عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَسَأَلتُ عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فِي يُوسُفَأَيّتُهَا العِيرُ إِنّكُم لَسارِقُونَ قَالَ إِنّهُم سَرَقُوا يُوسُفَ مِن أَبِيهِ أَ لَا تَرَي أَنّهُ


صفحه : 279

قَالَ لَهُم حِينَ قَالُواما ذا تَفقِدُونَ قالُوا نَفقِدُ صُواعَ المَلِكِ وَ لَم يَقُولُوا سَرَقتُم صُوَاعَ المَلِكِ إِنّمَا عَنَي أَنّكُم سَرَقتُم يُوسُفَ عَن أَبِيهِ

مع ،[معاني‌ الأخبار] أبي عن محمدالعطار عن الأشعري‌ عن ابراهيم بن هاشم عن صالح بن سعيد مثله شي‌،[تفسير العياشي‌] عن رجل من أصحابنا

مثله

54- ع ،[علل الشرائع ] أَبِي عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ الحَكَمِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ يُوسُفَأَيّتُهَا العِيرُ إِنّكُم لَسارِقُونَ قَالَ مَا سَرَقُوا وَ مَا كَذَبَ

55- ع ،[علل الشرائع ]بِالإِسنَادِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن أخَيِ‌ مُرَازِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ لَمّا فَصَلَتِ العِيرُ قالَ أَبُوهُم إنِيّ‌ لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَو لا أَن تُفَنّدُونِ قَالَ وَجَدَ يَعقُوبُ رِيحَ قَمِيصِ اِبرَاهِيمَ حِينَ فَصَلَتِ العِيرُ مِن مِصرَ وَ هُوَ بِفِلَسطِينَ

شي‌،[تفسير العياشي‌] عن أخي‌ مرازم مثله بيان فلسطين بكسر الفاء و قدتفتح كورة بالشام

56- ع ،[علل الشرائع ]المُظَفّرُ العلَوَيِ‌ّ عَنِ ابنِ العيَاّشيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ نُصَيرٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَعرُوفٍ عَنِ ابنِ مَهزِيَارَ عَنِ الحَسَنِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ ابنِ أَبِي البِلَادِ عَمّن ذَكَرَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ القَمِيصُ ألّذِي نُزّلَ بِهِ عَلَي اِبرَاهِيمَ مِنَ الجَنّةِ فِي قَصَبَةٍ مِن فِضّةٍ وَ كَانَ إِذَا لَبِسَ كَانَ وَاسِعاً كَبِيراً فَلَمّا فَصَلُوا وَ يَعقُوبُ بِالرّملَةِ وَ يُوسُفُ بِمِصرَ قَالَ يَعقُوبُإنِيّ‌ لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَعَنَي رِيحَ الجَنّةِ حِينَ فَصَلُوا بِالقَمِيصِ لِأَنّهُ كَانَ مِنَ الجَنّةِ

شي‌،[تفسير العياشي‌] عن ابن أبي البلاد مثله


صفحه : 280

57- ع ،[علل الشرائع ]الطاّلقَاَنيِ‌ّ عَن أَحمَدَ الهمَداَنيِ‌ّ عَنِ المُنذِرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ اِبرَاهِيمَ الخَزّازِ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ الفَضلِ الهاَشمِيِ‌ّ قَالَ قُلتُ لِجَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع أخَبرِنيِ‌ عَن يَعقُوبَ ع لَمّا قَالَ لَهُ بَنُوهُيا أَبانَا استَغفِر لَنا ذُنُوبَنا إِنّا كُنّا خاطِئِينَ قالَ سَوفَ أَستَغفِرُ لَكُم ربَيّ‌فَأَخّرَ الِاستِغفَارَ لَهُم وَ يُوسُفَ ع لَمّا قَالُوا لَهُتَاللّهِ لَقَد آثَرَكَ اللّهُ عَلَينا وَ إِن كُنّا لَخاطِئِينَ قالَ لا تَثرِيبَ عَلَيكُمُ اليَومَ يَغفِرُ اللّهُ لَكُم وَ هُوَ أَرحَمُ الرّاحِمِينَ قَالَ لِأَنّ قَلبَ الشّابّ أَرَقّ مِن قَلبِ الشّيخِ وَ كَانَت جِنَايَةُ وُلدِ يَعقُوبَ عَلَي يُوسُفَ وَ جِنَايَتُهُم عَلَي يَعقُوبَ إِنّمَا كَانَت بِجِنَايَتِهِم عَلَي يُوسُفَ فَبَادَرَ يُوسُفُ إِلَي العَفوِ عَن حَقّهِ وَ أَخّرَ يَعقُوبُ العَفوَ لِأَنّ عَفوَهُ إِنّمَا كَانَ عَن حَقّ غَيرِهِ فَأَخّرَهُم إِلَي السّحَرِ لَيلَةَ الجُمُعَةِ وَ أَمّا العِلّةُ التّيِ‌ كَانَت مِن أَجلِهَا عَرَفَ يُوسُفُ إِخوَتَهُ وَ لَم يَعرِفُوهُ لَمّا دَخَلُوا عَلَيهِ فإَنِيّ‌ سَمِعتُ مُحَمّدَ بنَ عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدِ بنِ طَيفُورٍ يَقُولُ فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ جاءَ إِخوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيهِ فَعَرَفَهُم وَ هُم لَهُ مُنكِرُونَ إِنّ ذَلِكَ لِتَركِهِمُ حُرمَةَ يُوسُفَ وَ قَد يَمتَحِنُ اللّهُ المَرءَ بِتَركِهِ الحُرمَةَ أَ لَا تَرَي يَعقُوبَ ع حِينَ تَرَكَ حُرمَةً غَيّبُوهُ عَن عَينِهِ فَامتُحِنَ مِن حَيثُ تَرَكَ الحُرمَةَ بِغَيبَتِهِ عَن عَينِهِ لَا عَن قَلبِهِ عِشرِينَ سَنَةً وَ تَرَكَ إِخوَةُ يُوسُفَ حُرمَتَهُ فِي قُلُوبِهِم حَيثُ عَادَوهُ وَ أَرَادُوا القَطِيعَةَ لِلحَسَدِ ألّذِي فِي قُلُوبِهِم فَامتُحِنُوا فِي قُلُوبِهِم كَأَنّهُم يَرَونَهُ وَ لَا يَعرِفُونَهُ وَ لَم يَكُن لِأَخِيهِ مِن أُمّهِ حَسَدٌ مِثلُ مَا كَانَ لِإِخوَتِهِ فَلَمّا دَخَلَ قَالَإنِيّ‌ أَنَا أَخُوكَ عَلَي يَقِينٍ عَرَفَهُ فَسَلِمَ مِنَ المِحَنِ فِيهِ حِينَ لَم يَترُك حُرمَتَهُ وَ هَكَذَا العِبَادُ

58- ع ،[علل الشرائع ] أَبِي عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ وَ مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَنِ ابنِ يَزِيدَ


صفحه : 281

عَن غَيرِ وَاحِدٍ رَفَعُوهُ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَمّا تَلَقّي يُوسُفُ يَعقُوبَ تَرَجّلَ لَهُ يَعقُوبُ وَ لَم يَتَرَجّل لَهُ يُوسُفُ فَلَم يَنفَصِلَا مِنَ العِنَاقِ حَتّي أَتَاهُ جَبرَئِيلُ فَقَالَ لَهُ يَا يُوسُفُ تَرَجّلَ لَكَ الصّدّيقُ وَ لَم تَتَرَجّل لَهُ ابسُط يَدَكَ فَبَسَطَهَا فَخَرَجَ نُورٌ مِن رَاحَتِهِ فَقَالَ لَهُ يُوسُفُ مَا هَذَا قَالَ لَا يَخرُجُ مِن عَقِبِكَ نبَيِ‌ّ عُقُوبَةً

بيان العناق المعانقة

59- ع ،[علل الشرائع ]مَاجِيلَوَيهِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ ابنِ أَبَانٍ عَنِ ابنِ أُورَمَةَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَمّا أَقبَلَ يَعقُوبُ ع إِلَي مِصرَ خَرَجَ يُوسُفُ ع لِيَستَقبِلَهُ فَلَمّا رَآهُ يُوسُفُ هَمّ بِأَن يَتَرَجّلَ لِيَعقُوبَ ثُمّ نَظَرَ إِلَي مَا هُوَ فِيهِ مِنَ المُلكِ فَلَم يَفعَل فَلَمّا سَلّمَ عَلَي يَعقُوبَ نَزَلَ عَلَيهِ جَبرَئِيلُ ع فَقَالَ لَهُ يَا يُوسُفُ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي يَقُولُ لَكَ مَا مَنَعَكَ أَن تَنزِلَ إِلَي عبَديِ‌َ الصّالِحِ مَا أَنتَ فِيهِ ابسُط يَدَكَ فَبَسَطَهَا فَخَرَجَ مِن بَينِ أَصَابِعِهِ نُورٌ فَقَالَ مَا هَذَا يَا جَبرَئِيلُ فَقَالَ هَذَا أَنّهُ لَا يَخرُجُ مِن صُلبِكَ نبَيِ‌ّ أَبَداً عُقُوبَةً لَكَ بِمَا صَنَعتَ بِيَعقُوبَ إِذ لَم تَنزِل إِلَيهِ

بيان ما أنت استفهام أي أمنعك ما أنت فيه من الملك ثم إنه ع لعله راعي بعض مصالح الملك في ترك الترجل و كان الأولي والأفضل ترك تلك المصلحة وتقديم تكريم الوالد عليه لا أنه ترك واجبا أوفعل محرما لما قدثبت من عصمتهم ع

60- ع ،[علل الشرائع ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ هَاشِمٍ عَنِ ابنِ المُغِيرَةِ عَمّن ذَكَرَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَاستَأذَنَت زَلِيخَا عَلَي يُوسُفَ فَقِيلَ لَهَا يَا زَلِيخَا إِنّا نَكرَهُ أَن نُقَدّمَ بِكِ عَلَيهِ لِمَا كَانَ مِنكِ إِلَيهِ قَالَت إنِيّ‌ لَا أَخَافُ مَن يَخَافُ اللّهَ فَلَمّا دَخَلَت قَالَ لَهَا يَا زَلِيخَا مَا لِي


صفحه : 282

أَرَاكِ قَد تَغَيّرَ لَونُكِ قَالَتِ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي جَعَلَ المُلُوكَ بِمَعصِيَتِهِم عَبِيداً وَ جَعَلَ العَبِيدَ بِطَاعَتِهِم مُلُوكاً قَالَ لَهَا يَا زَلِيخَا مَا ألّذِي دَعَاكِ إِلَي مَا كَانَ مِنكِ قَالَت حُسنُ وَجهِكَ يَا يُوسُفُ فَقَالَ كَيفَ لَو رَأَيتِ نَبِيّاً يُقَالُ لَهُ مُحَمّدٌ يَكُونُ فِي آخِرِ الزّمَانِ أَحسَنَ منِيّ‌ وَجهاً وَ أَحسَنَ منِيّ‌ خُلُقاً وَ أَسمَحَ منِيّ‌ كَفّاً قَالَت صَدَقتَ قَالَ وَ كَيفَ عَلِمتِ أنَيّ‌ صَدَقتُ قَالَت لِأَنّكَ حِينَ ذَكَرتَهُ وَقَعَ حُبّهُ فِي قلَبيِ‌ فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَي يُوسُفَ أَنّهَا قَد صَدَقَت وَ أنَيّ‌ قَد أَحبَبتُهَا لِحُبّهَا مُحَمّداًص فَأَمَرَهُ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي أَن يَتَزَوّجَهَا

ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بالإسناد إلي الصدوق عن ابن المغيرة عن جده عن جده عمن ذكره عنه ع مثله بيان قال الطبرسي‌ رحمه الله قيل إن الملك الأكبر فوض إلي يوسف أمر مصر ودخل بيته وعزل قطفير وجعل يوسف مكانه وقيل إن قطفير هلك في تلك الليالي‌ فزوج الملك يوسف راعيل امرأة قطفير العزيز فدخل بهايوسف فوجدها عذراء و لمادخل عليها قال أ ليس هذاخيرا مما كنت تريدين وولدت له إفرائيم وميشا واستوثق ليوسف ملك مصر وقيل إنه لم يتزوجها يوسف وإنه لمارأته في موكبه بكت وقالت الحمد لله ألذي جعل الملوك بالمعصية عبيدا والعبيد بالطاعة ملوكا فضمها إليه وكانت من عياله حتي ماتت و لم يتزوجها انتهي .أقول يدل هذاالخبر وغيره مما أوردناه في هذاالباب علي أنه كان قدتزوجها


صفحه : 283

61-ك ،[إكمال الدين ] ع ،[علل الشرائع ] أَبِي عَنِ الحمِيرَيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ هِلَالٍ عَنِ ابنِ أَبِي نَجرَانَ عَن فَضَالَةَ عَن سَدِيرٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِنّ فِي القَائِمِ سُنّةً مِن يُوسُفَ قُلتُ كَأَنّكَ تَذكُرُ حَيرَةً أَو غَيبَةً قَالَ لِي وَ مَا تُنكِرُ مِن هَذَا هَذِهِ الأُمّةُ أَشبَاهُ الخَنَازِيرِ إِنّ إِخوَةَ يُوسُفَ كَانُوا أَسبَاطاً أَولَادَ أَنبِيَاءَ تَاجَرُوا يُوسُفَ وَ بَايَعُوهُ وَ خَاطَبُوهُ وَ هُم إِخوَتُهُ وَ هُوَ أَخُوهُم فَلَم يَعرِفُوهُ حَتّي قَالَ لَهُم يُوسُفُ أَنَا يُوسُفُ فَمَا تُنكِرُ هَذِهِ الأُمّةُ المَلعُونَةُ أَن يَكُونَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِي وَقتٍ مِنَ الأَوقَاتِ يُرِيدُ أَن يَستُرَ حُجّتَهُ لَقَد كَانَ يُوسُفُ إِلَيهِ مُلكُ مِصرَ وَ كَانَ بَينَهُ وَ بَينَ وَالِدِهِ مَسِيرَةُ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ يَوماً فَلَو أَرَادَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَن يُعَرّفَ مَكَانَهُ لَقَدَرَ عَلَي ذَلِكَ وَ اللّهِ لَقَد سَارَ يَعقُوبُ وَ وُلدُهُ عِندَ البِشَارَةِ تِسعَةَ أَيّامٍ مِن بَدوِهِم إِلَي مِصرَ فَمَا تُنكِرُ هَذِهِ الأُمّةُ أَن يَكُونَ اللّهُ يَفعَلُ بِحُجّتِهِ مَا فَعَلَ بِيُوسُفَ أَن يَكُونَ يَسِيرُ فِي أَسوَاقِهِم وَ يَطَأُ بُسُطَهُم وَ هُم لَا يَعرِفُونَهُ حَتّي يَأذَنَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَهُ أَن يُعَرّفَهُم نَفسَهُ كَمَا أَذِنَ لِيُوسُفَ حِينَ قَالَهَل عَلِمتُم ما فَعَلتُم بِيُوسُفَ وَ أَخِيهِ إِذ أَنتُم جاهِلُونَ قالُوا أَ إِنّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ قالَ أَنَا يُوسُفُ وَ هذا أخَيِ‌

62- ع ،[علل الشرائع ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ عَن يُونُسَ عَنِ الحُسَينِ بنِ عُمَرَ بنِ يَزِيدَ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ بنَيِ‌ يَعقُوبَ لَمّا سَأَلُوا أَبَاهُم يَعقُوبَ أَن يَأذَنَ لِيُوسُفَ فِي الخُرُوجِ مَعَهُم قَالَ لَهُم إنِيّ‌أَخافُ أَن يَأكُلَهُ الذّئبُ وَ أَنتُم عَنهُ غافِلُونَ قَالَ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع قَرّبَ يَعقُوبُ لَهُمُ العِلّةَ اعتَلّوا بِهَا فِي يُوسُفَ ع

63- ع ،[علل الشرائع ] ابنُ الوَلِيدِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَنِ التفّليِسيِ‌ّ عَنِ السمّنَديِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ يُوسُفَاجعلَنيِ‌ عَلي خَزائِنِ الأَرضِ إنِيّ‌ حَفِيظٌ عَلِيمٌ قَالَ حَفِيظٌ بِمَا تَحتَ يدَيَ‌ّ عَلِيمٌ بِكُلّ لِسَانِ


صفحه : 284

ير،[بصائر الدرجات ] ابن أبي الخطاب مثله

64- ع ،[علل الشرائع ]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] سَأَلَ الشاّميِ‌ّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع عَن أَكرَمِ النّاسِ نَسَباً فَقَالَ صِدّيقُ اللّهِ يُوسُفُ بنُ يَعقُوبَ إِسرَائِيلِ اللّهِ ابنِ إِسحَاقَ ذَبِيحِ اللّهِ ابنِ اِبرَاهِيمَ خَلِيلِ اللّهِ

65- مع ،[معاني‌ الأخبار] مَعنَي يَعقُوبَ أَنّهُ كَانَ وَ عِيصٌ تَوأَمَينِ فَوُلِدَ عِيصٌ ثُمّ وُلِدَ يَعقُوبُ يَعقُبُ أَخَاهُ عِيصَ وَ مَعنَي إِسرَائِيلَ عَبدُ اللّهِ لِأَنّ إِسرَا هُوَ عَبدٌ وَ إِيلَ هُوَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ وَ روُيِ‌َ فِي خَبَرٍ آخَرَ أَنّ إِسرَا هُوَ القُوّةُ وَ إِيلَ هُوَ اللّهُ فَمَعنَي إِسرَائِيلَ قُوّةُ اللّهِ وَ مَعنَي يُوسُفَ مَأخُوذٌ مِن آسَفَ يُؤسِفُ أَي أَغضَبَ يُغضِبُ إِخوَتَهُ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّفَلَمّا آسَفُونا انتَقَمنا مِنهُم وَ المُرَادُ بِتَسمِيَتِهِ يُوسُفَ أَنّهُ يُغضِبُ إِخوَتَهُ مَا يَظهَرُ مِن فَضلِهِ عَلَيهِم

66-كا،[الكافي‌]عِدّةٌ مِن أَصحَابِنَا عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن عَلِيّ بنِ أَسبَاطٍ عَن يَعقُوبَ بنِ سَالِمٍ عَنِ الميِثمَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ يَعقُوبَ ع كَانَ لَهُ مُنَادٍ ينُاَديِ‌ كُلّ غَدَاةٍ مِن مَنزِلِهِ إِلَي فَرسَخٍ أَلَا مَن أَرَادَ الغَدَاءَ فَليَأتِ إِلَي مَنزِلِ يَعقُوبَ ع وَ إِذَا أَمسَي ينُاَديِ‌ أَلَا مَن أَرَادَ العَشَاءَ فَليَأتِ إِلَي مَنزِلِ يَعقُوبَ ع

67- مع ،[معاني‌ الأخبار] أَبِي عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن عَلِيّ بنِ مَهزِيَارَ عَنِ البزَنَطيِ‌ّ عَن يَحيَي بنِ عِمرَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ وَهَبنا لَهُ إِسحاقَ وَ يَعقُوبَ نافِلَةً قَالَ وَلَدُ الوَلَدِ نَافِلَةٌ

68- مع ،[معاني‌ الأخبار] أَبِي عَن مُحَمّدِ بنِ العَطّارِ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ هِلَالٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ رِبَاطٍ عَن مُحَمّدِ بنِ النّعمَانِ الأَحوَلِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ لَمّا بَلَغَ أَشُدّهُ وَ استَوي قَالَ أَشُدّهُ ثمَاَنيِ‌َ عَشرَةَ سَنَةً وَ استَوَي التَحَي


صفحه : 285

بيان قال الطبرسي‌ رحمه الله أَشُدّهُ أي منتهي شبابه وقوته وكمال عقله وقيل الأشد من ثماني‌ عشرة إلي ثلاثين سنة عن ابن عباس وقيل إن أقصي الأشد أربعون سنة وقيل ستون سنة و هوقول الأكثرين وَ يُؤَيّدُهُ الحَدِيثُ مَن عَمّرَهُ اللّهُ سِتّينَ سَنَةً فَقَد أَعذَرَ إِلَيهِ

وقيل إن ابتداء الأشد من ثلاث وثلاثين عن مجاهد وكثير من المفسرين وقيل من عشرين سنة عن الضحاك انتهي .أقول هذه الآية وردت في قصة موسي ع وإنما أوردنا تفسيرها هنا لاشتراك لفظ الأشد

69-ك ،[إكمال الدين ]مَاجِيلَوَيهِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ ابنِ أَبَانٍ عَنِ ابنِ أُورَمَةَ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَسّنٍ عَنِ الحَسَنِ الواَسطِيِ‌ّ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَقَدِمَ أعَراَبيِ‌ّ عَلَي يُوسُفَ ليِشَترَيِ‌َ مِنهُ طَعَاماً فَبَاعَهُ فَلَمّا فَرَغَ قَالَ لَهُ يُوسُفُ أَينَ مَنزِلُكَ قَالَ لَهُ بِمَوضِعِ كَذَا وَ كَذَا قَالَ فَقَالَ لَهُ إِذَا مَرَرتَ بوِاَديِ‌ كَذَا وَ كَذَا فَقِف فَنَادِ يَا يَعقُوبُ يَا يَعقُوبُ فَإِنّهُ سَيَخرُجُ إِلَيكَ رَجُلٌ عَظِيمٌ جَمِيلٌ وَسِيمٌ فَقُل لَهُ لَقِيتُ رَجُلًا بِمِصرَ وَ هُوَ يُقرِئُكَ السّلَامَ وَ يَقُولُ لَكَ إِنّ وَدِيعَتَكَ عِندَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ لَن تَضِيعَ قَالَ فَمَضَي الأعَراَبيِ‌ّ حَتّي انتَهَي إِلَي المَوضِعِ فَقَالَ لِغِلمَانِهِ احفَظُوا عَلَيّ الإِبِلَ ثُمّ نَادَي يَا يَعقُوبُ يَا يَعقُوبُ فَخَرَجَ إِلَيهِ رَجُلٌ أَعمَي طَوِيلٌ جَسِيمٌ جَمِيلٌ يتَقّيِ‌ الحَائِطَ بِيَدِهِ حَتّي أَقبَلَ فَقَالَ لَهُ الرّجُلُ أَنتَ يَعقُوبُ قَالَ نَعَم فَأَبلَغَهُ مَا قَالَ لَهُ يُوسُفُ فَسَقَطَ مَغشِيّاً عَلَيهِ ثُمّ أَفَاقَ وَ قَالَ للِأعَراَبيِ‌ّ يَا أعَراَبيِ‌ّ أَ لَكَ حَاجَةٌ إِلَي اللّهِ تَعَالَي فَقَالَ لَهُ نَعَم إنِيّ‌ رَجُلٌ كَثِيرُ المَالِ وَ لِيَ ابنَةُ عَمّ لَم يُولَد لِي مِنهَا وَ أُحِبّ أَن تَدعُوَ اللّهَ أَن يرَزقُنَيِ‌ وَلَداً فَتَوَضّأَ يَعقُوبُ وَ صَلّي رَكعَتَينِ ثُمّ دَعَا اللّهَ عَزّ وَ جَلّ فَرُزِقَ أَربَعَةَ بُطُونٍ أَو قَالَ سِتّةَ بُطُونٍ فِي كُلّ بَطنٍ اثنَانِ فَكَانَ يَعقُوبُ ع يَعلَمُ أَنّ يُوسُفَ حيَ‌ّ لَم يَمُت وَ أَنّ اللّهَ تَعَالَي ذِكرُهُ سَيُظهِرُهُ لَهُ بَعدَ غَيبَةٍ وَ كَانَ يَقُولُ لِبَنِيهِإنِيّ‌ أَعلَمُ مِنَ اللّهِ ما لا تَعلَمُونَ وَ كَانَ بَنُوهُ يُفَنّدُونَهُ عَلَي ذِكرِهِ لِيُوسُفَ حَتّي إِنّهُ لَمّا وَجَدَ رِيحَ يُوسُفَ قَالَإنِيّ‌ لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَو لا أَن تُفَنّدُونِ قالُوا تَاللّهِ وَ هُوَ يَهُودَا ابنُهُإِنّكَ لفَيِ‌ ضَلالِكَ القَدِيمِ فَلَمّا أَن جاءَ البَشِيرُ


صفحه : 286

فَأَلقَي قَمِيصَ يُوسُفَعَلي وَجهِهِ فَارتَدّ بَصِيراً قالَ أَ لَم أَقُل لَكُم إنِيّ‌ أَعلَمُ مِنَ اللّهِ ما لا تَعلَمُونَ

بيان الوسامة أثر الحسن ويظهر من هذاالخبر أن يهودا لم يذهب مع إخوته في المرة الأخيرة و هوخلاف المشهور كماعرفت وذكر المفسرون أن قائل هذاالقول كان أولاد أولاده

70-ك ،[إكمال الدين ] وَ الدّلِيلُ عَلَي أَنّ يَعقُوبَ ع عَلِمَ بِحَيَاةِ يُوسُفَ وَ أَنّهُ إِنّمَا غُيّبَ عَنهُ لِبَلوَي وَ اختِبَارٍ أَنّهُ لَمّا رَجَعَ إِلَيهِ بَنُوهُ يَبكُونَ قَالَ لَهُم يَا بنُيَ‌ّ مَا لَكُم تَبكُونَ وَ تَدعُونَ بِالوَيلِ وَ مَا لِي لَا أَرَي فِيكُم حبَيِبيِ‌ يُوسُفَ قَالُوايا أَبانا إِنّا ذَهَبنا نَستَبِقُ وَ تَرَكنا يُوسُفَ عِندَ مَتاعِنا فَأَكَلَهُ الذّئبُ وَ ما أَنتَ بِمُؤمِنٍ لَنا وَ لَو كُنّا صادِقِينَ وَ هَذَا قَمِيصُهُ قَد أَتَينَاكَ بِهِ قَالَ أَلقُوهُ إلِيَ‌ّ فَأَلقَوهُ إِلَيهِ وَ أَلقَاهُ عَلَي وَجهِهِ وَ خَرّ مَغشِيّاً عَلَيهِ فَلَمّا أَفَاقَ قَالَ لَهُم يَا بنُيَ‌ّ أَ لَستُم تَزعُمُونَ أَنّ الذّئبَ أَكَلَ حبَيِبيِ‌ يُوسُفَ قَالُوا نَعَم قَالَ مَا لِي لَا أَشَمّ رِيحَ لَحمِهِ وَ مَا لِي أَرَي قَمِيصَهُ صَحِيحاً هَبُوا أَنّ القَمِيصَ انكَشَفَ مِن أَسفَلِهِ أَ رَأَيتُم مَا كَانَ فِي مَنكِبَيهِ وَ عُنُقِهِ كَيفَ يَخلُصُ إِلَيهِ الذّئبُ مِن غَيرِ أَن يَخرِقَهُ إِنّ هَذَا الذّئبَ لَمَكذُوبٌ عَلَيهِ وَ إِنّ ابنيِ‌ لَمَظلُومٌبَل سَوّلَت لَكُم أَنفُسُكُم أَمراً فَصَبرٌ جَمِيلٌ وَ اللّهُ المُستَعانُ عَلي ما تَصِفُونَ وَ تَوَلّي عَنهُم لَيلَتَهُم تِلكَ وَ أَقبَلَ يرَثيِ‌ يُوسُفَ وَ يَقُولُ حبَيِبيِ‌ يُوسُفُ ألّذِي كُنتُ أُؤثِرُهُ عَلَي جَمِيعِ أوَلاَديِ‌ فَاختُلِسَ منِيّ‌ حبَيِبيِ‌ يُوسُفُ ألّذِي كُنتُ أَرجُوهُ مِن بَينِ أوَلاَديِ‌ فَاختُلِسَ منِيّ‌ حبَيِبيِ‌ يُوسُفُ ألّذِي كُنتُ أُوَسّدُهُ يمَيِنيِ‌ وَ أُدَثّرُهُ بشِمِاَليِ‌ فَاختُلِسَ منِيّ‌ حبَيِبيِ‌ يُوسُفُ ألّذِي كُنتُ أُؤنِسُ بِهِ وحَشتَيِ‌ وَ أَصِلُ بِهِ وحَدتَيِ‌ فَاختُلِسَ منِيّ‌ حبَيِبيِ‌ يُوسُفُ لَيتَ شعِريِ‌ فِي أَيّ الجِبَالِ طَرَحُوكَ أَم فِي أَيّ البِحَارِ غَرّقُوكَ حبَيِبيِ‌ يُوسُفُ ليَتنَيِ‌ كُنتُ مَعَكَ فيَصُيِبنَيِ‌َ ألّذِي أَصَابَكَ وَ مِنَ الدّلِيلِ عَلَي أَنّ يَعقُوبَ ع عَلِمَ بِحَيَاةِ يُوسُفَ ع وَ أَنّهُ فِي الغَيبَةِ قَولُهُ


صفحه : 287

عَسَي اللّهُ أَن يأَتيِنَيِ‌ بِهِم جَمِيعاً وَ قَولُهُ لِبَنِيهِاذهَبُوا فَتَحَسّسُوا مِن يُوسُفَ وَ أَخِيهِ وَ لا تَيأَسُوا مِن رَوحِ اللّهِ إِنّهُ لا يَيأَسُ مِن رَوحِ اللّهِ إِلّا القَومُ الكافِرُونَ

71-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ لَمّا فَقَدَ يَعقُوبُ يُوسُفَ ع اشتَدّ حُزنُهُ وَ تَغَيّرَ حَالُهُ وَ كَانَ يَمتَارُ القَمحَ مِن مِصرَ لِعِيَالِهِ فِي السّنَةِ مَرّتَينِ فِي الشّتَاءِ وَ الصّيفِ فَإِنّهُ بَعَثَ عِدّةً مِن وُلدِهِ بِبِضَاعَةٍ يَسِيرَةٍ مَعَ رِفقَةٍ خَرَجَت فَلَمّا دَخَلُوا عَلَي يُوسُفَ ع عَرَفَهُم وَ لَم يَعرِفُوهُ فَقَالَ هَلُمّوا بِضَاعَتَكُم حَتّي أَبدَأَ بِكُم قَبلَ الرّفَاِق وَ قَالَ لِفِتيَانِهِ عَجّلُوا لِهَؤُلَاءِ بِالكَيلِ وَ أَقرُوهُم وَ اجعَلُوا بِضَاعَتَهُم فِي رِحَالِهِم إِذَا فَرَغتُم وَ قَالَ يُوسُفُ لَهُم كَانَ أَخَوَانِ مِن أَبِيكُم فَمَا فَعَلَا قَالُوا أَمّا الكَبِيرُ مِنهُمَا فَإِنّ الذّئبَ أَكَلَهُ وَ أَمّا الأَصغَرُ فَخَلّفنَاهُ عِندَ أَبِيهِ وَ هُوَ بِهِ ضَنِينٌ وَ عَلَيهِ شَفِيقٌ قَالَ إنِيّ‌ أُحِبّ أَن تأَتوُنيِ‌ بِهِ مَعَكُم إِذَا جِئتُم لِتَمتَارُوا وَ لَمّا فَتَحُوا مَتَاعَهُم وَجَدُوا بِضَاعَتَهُم فِيهَاقالُوا يا أَبانا ما نبَغيِ‌ هذِهِ بِضاعَتُنا رُدّت إِلَينا فَلَمّا احتَاجُوا إِلَي المِيرَةِ بَعدَ سِتّةِ أَشهُرٍ بَعَثَهُم وَ بَعَثَ مَعَهُمُ ابنَ يَامِينَ بِبِضَاعَةٍ يَسِيرَةٍ فَأَخَذَ عَلَيهِممَوثِقاً مِنَ اللّهِ لتَأَتنُنّيِ‌ بِهِفَانطَلَقُوا مَعَ الرّفَاقِ حَتّي دَخَلُوا عَلَي يُوسُفَ فَهَيّأَ لَهُم طَعَاماً وَ قَالَ لِيَجلِس كُلّ بنَيِ‌ أُمّ عَلَي مَائِدَةٍ فَجَلَسُوا وَ بقَيِ‌َ ابنُ يَامِينَ قَائِماً فَقَالَ لَهُ يُوسُفُ مَا لَكَ لَم تَجلِس فَقَالَ لَيسَ لِي فِيهِم ابنُ أُمّ فَقَالَ يُوسُفُ فَمَا لَكَ ابنُ أُمّ قَالَ بَلَي زَعَمَ هَؤُلَاءِ أَنّ الذّئبَ أَكَلَهُ قَالَ فَمَا بَلَغَ مِن حُزنِكَ عَلَيهِ قَالَ وُلِدَ لِي أَحَدَ عَشَرَ ابناً لِكُلّهِم أَشتَقّ اسماً مِنِ اسمِهِ قَالَ أَرَاكَ قَد عَانَقتَ النّسَاءَ فَشَمِمتَ الوَلَدَ مِن بَعدِهِ فَقَالَ إِنّ لِي أَباً صَالِحاً قَالَ لِي تَزَوّج لَعَلّ اللّهَ أَن يُخرِجَ مِنكَ ذُرّيّةً يُثقِلُ الأَرضَ بِالتّسبِيحِ قَالَ يُوسُفُ


صفحه : 288

تَعَالَ فَاجلِس معَيِ‌ عَلَي ماَئدِتَيِ‌ فَقَالَ إِخوَةُ يُوسُفَ لَقَد فَضّلَ اللّهُ يُوسُفَ وَ أَخَاهُ حَتّي إِنّ المَلِكَ قَد أَجلَسَهُ مَعَهُ عَلَي مَائِدَتِهِ وَ قَالَ يُوسُفُ لِابنِ يَامِينَإنِيّ‌ أَنَا أَخُوكَ فَلا تَبتَئِسبِمَا ترَاَنيِ‌ أَفعَلُ وَ اكتُم مَا أَخبَرتُكَ وَ لَا تَحزَن وَ لَا تَخَف ثُمّ أَخرَجَهُ إِلَيهِم وَ أَمَرَ فِتيَتَهُ أَن يَأخُذُوا بِضَاعَتَهُم وَ يُعَجّلُوا لَهُمُ الكَيلَ وَ إِذَا فَرَغُوا فَاجعَلُوا المِكيَالَ فِي رَحلِ أَخِيهِ ابنِ يَامِينَ فَفَعَلُوا ذَلِكَ وَ ارتَحَلَ القَومُ مَعَ الرّفقَةِ فَمَضَوا وَ لَحِقَهُم فِتيَةُ يُوسُفَ فَنَادَواأَيّتُهَا العِيرُ إِنّكُم لَسارِقُونَ قالُوا...ما ذا تَفقِدُونَ قالُوا نَفقِدُ صُواعَ المَلِكِقَالُواما كُنّا سارِقِينَ قالُوا فَما جَزاؤُهُ إِن كُنتُم كاذِبِينَ قالُوا جَزاؤُهُ مَن وُجِدَ فِي رَحلِهِ فَهُوَ جَزاؤُهُ...فَبَدَأَ بِأَوعِيَتِهِم قَبلَ وِعاءِ أَخِيهِ ثُمّ استَخرَجَها مِن وِعاءِ أَخِيهِ...قالُوا إِن يَسرِق فَقَد سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِن قَبلُ ثُمّقالُوا يا أَيّهَا العَزِيزُ إِنّ لَهُ أَباً شَيخاً كَبِيراً فَخُذ أَحَدَنا مَكانَهُ...قالَ مَعاذَ اللّهِ أَن نَأخُذَ إِلّا مَن وَجَدنا مَتاعَنا عِندَهُ...قالَ كَبِيرُهُمإنِيّ‌ لَستُ أَبرَحُالأَرضَ حَتّي يَأذَنَ لِي أَبِيفَمَضَي إِخوَةُ يُوسُفَ حَتّي دَخَلُوا عَلَي يَعقُوبَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَا فَقَالَ لَهُم أَينَ ابنُ يَامِينَ فَقَالُوا سَرَقَ مِكيَالَ المَلِكِ فَحَبَسَهُ عِندَهُ فَاسأَل أَهلَ القَريَةِ وَ العِيرَ حَتّي يُخبِرُوكَ بِذَلِكَ فَاستَرجَعَ يَعقُوبُ وَ استَعبَرَ حَتّي تَقَوّسَ ظَهرُهُ فَقَالَ يَعقُوبُيا بنَيِ‌ّ اذهَبُوا فَتَحَسّسُوا مِن يُوسُفَ وَ أَخِيهِفَخَرَجَ مِنهُم نَفَرٌ وَ بَعَثَ مَعَهُم بِبِضَاعَةٍ وَ كَتَبَ مَعَهُم كِتَاباً إِلَي عَزِيزِ مِصرَ يَعطِفُهُ عَلَي نَفسِهِ وَ وُلدِهِ فَدَخَلُوا عَلَي يُوسُفَ بِكِتَابِ أَبِيهِم فَأَخَذَهُ وَ قَبّلَهُ وَ بَكَي ثُمّ أَقبَلَ عَلَيهِم فَقالَ هَل عَلِمتُم ما فَعَلتُم بِيُوسُفَ وَ أَخِيهِقَالُوا أَ أَنتَ يُوسُفُقالَ أَنَا يُوسُفُ وَ هذا أخَيِ‌ وَ قَالَ يُوسُفُلا تَثرِيبَ عَلَيكُمُ اليَومَ يَغفِرُ اللّهُ لَكُماذهَبُوا بقِمَيِصيِ‌ هذابَلّتهُ دمُوُعيِ‌فَأَلقُوهُ عَلي وَجهِ أَبِي...وَ أتوُنيِ‌ بِأَهلِكُم أَجمَعِينَفَأَقبَلَ وُلدُ يَعقُوبَ يُحِثّونَ السّيرَ بِالقَمِيصِ فَلَمّا دَخَلُوا عَلَيهِ قَالَ لَهُم مَا فَعَلَ ابنُ يَامِينَ قَالُوا خَلّفنَاهُ عِندَ أَخِيهِ صَالِحاً فَحَمِدَ اللّهَ عِندَ ذَلِكَ يَعقُوبُ وَ سَجَدَ لِرَبّهِ سَجدَةَ الشّكرِ وَ اعتَدَلَ ظَهرُهُ وَ قَالَ لِوُلدِهِ تَحَمّلُوا إِلَي يُوسُفَ مِن يَومِكُم فَسَارُوا فِي تِسعَةِ أَيّامٍ إِلَي مِصرَ فَلَمّا دَخَلُوا اعتَنَقَ يُوسُفُ أَبَاهُ وَ رَفَعَ خَالَتَهُ ثُمّ دَخَلَ مَنزِلَهُ وَ ادّهَنَ وَ لَبِسَ ثِيَابَ المُلكِ فَلَمّا رَأَوهُ سَجَدُوا شُكراً لِلّهِ وَ مَا تَطَيّبَ يُوسُفُ


صفحه : 289

فِي تِلكَ المُدّةِ وَ لَا مَسّ النّسَاءَ حَتّي جَمَعَ اللّهُ لِيَعقُوبَ شَملَهُ

بيان اختلفت الأخبار في عدد أولاد بنيامين ويشكل الجمع بينها قال الثعلبي‌ في كتاب عرائس المجالس لماخلا يوسف بأخيه قال له مااسمك قال ابن يامين قال و ما ابن يامين قال ابن المثكل و ذلك أنه لماولد هلكت أمه قال و مااسم أمك قال راحيل بنت ليان بن ناحور قال فهل لك من ولد قال نعم عشرة بنين قال فما أسماؤهم قال لقد اشتققت أسماءهم من اسم أخ لي من أمي‌ هلك فقال يوسف لقد اضطرك إلي ذلك حزن شديد فما سميتهم قال بالعا وأخيرا وأشكل وأحيا وخير ونعمان وأدر وأرس وحييم وميتم قال فما هذه قال أمابالعا فإن أخي‌ ابتلعته الأرض و أماأخيرا فإنه كان بكر ولد أمي‌ و أماأشكل فإنه كان أخي‌ لأبي‌ وأمي‌ وسني‌ و أماخير فإنه خير حيث كان و أمانعمان فإنه ناعم بين أبويه و أماأدر فإنه كان بمنزلة الورد في الحسن و أماأرس فإنه كان بمنزلة الرأس من الجسد و أماحييم فأعلمني‌ أبي أنه حي‌ و أماميتم فلو رأيته لقرت عيني‌ وتم سروري‌ فقال يوسف أحب أن أكون أخاك بدل أخيك


صفحه : 290

الهالك فقال ابن يامين أيها الملك و من يجد أخا مثلك ولكن لم يلدك يعقوب و لاراحيل فبكي يوسف ع وقام إليه وعانقه و قال إنِيّ‌ أَنَا أَخُوكَيوسف فَلا تَبتَئِس و لاتعلمهم بشي‌ء من هذا قال كعب لما قال له إنِيّ‌ أَنَا أَخُوكَ قال ابن يامين فأنا لاأفارقك قال يوسف قدعلمت اغتمام الوالد بي‌ فإذاحبستك ازداد غمه و لايمكنني‌ حبسك إلا بعد أن أشهرك بأمر فظيع قال لاأبالي‌ فافعل مابدا لك فإني‌ لاأفارقك قال فإني‌ أدس صاعي‌ هذا في رحلك ثم أنادي‌ عليك بالسرقة ليتهيأ لي ردك بعدتسريحك قال فافعل انتهي . ثم اعلم أن هذاالخبر يدل علي أن المراد بأبويه في الآية أبوه وخالته تجوزا كماذهب إليه الأكثر قال الطبرسي‌ رحمه الله قال أكثر المفسرين إنه يعني‌ بأبويه أباه وخالته فسمي الخالة أما كماسمي‌ العم أبا في قوله وَ إِلهَ آبائِكَ اِبراهِيمَ وَ إِسماعِيلَ وَ إِسحاقَ و ذلك أن أمه كانت قدماتت في نفاسها بابن يامين فتزوجها أبوه وقيل يريد أباه وأمه وكانا حيين عن ابن إسحاق والجبائي‌ وقيل إن راحيل أمه نشرت من قبرها حتي سجدت له تحقيقا للرؤيا عن الحسن

72-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ بِإِسنَادِهِ إِلَي ابنِ مَحبُوبٍ عَن أَبِي إِسمَاعِيلَ الفَرّاءِ عَن طِربَالٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَمّا أَمَرَ المَلِكُ بِحَبسِ يُوسُفَ ع فِي السّجنِ أَلهَمَهُ اللّهُ تَأوِيلَ الرّؤيَا فَكَانَ يُعَبّرُ لِأَهلِ السّجنِ رُؤيَاهُم

73-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ بِإِسنَادِهِ إِلَي البزَنَطيِ‌ّ عَن أَبِي جَمِيلَةَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سُلَيمَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ يُوسُفُ ع بَينَ أَبَوَيهِ مُكَرّماً ثُمّ صَارَ عَبداً فَصَارَ مَلِكاً

74-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ بِإِسنَادِهِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ الوَشّاءِ عَن حَمّادِ بنِ عُثمَانَ عَن جَمِيلٍ عَن سُلَيمَانَ بنِ عَبدِ اللّهِ الطلّحَيِ‌ّ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع


صفحه : 291

مَا حَالُ بنَيِ‌ يَعقُوبَ هَل خَرَجُوا مِنَ الإِيمَانِ فَقَالَ نَعَم قُلتُ فَمَا تَقُولُ فِي آدَمَ ع قَالَ دَع آدَمَ

شي‌،[تفسير العياشي‌] عن الطلحي‌ مثله

75-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِهَذَا الإِسنَادِ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ بَزِيعٍ عَن حَنَانِ بنِ سَدِيرٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ جَعفَرٍ ع أَ كَانَ أَولَادُ يَعقُوبَ أَنبِيَاءَ قَالَ لَا وَ لَكِنّهُم كَانُوا أَسبَاطاً أَولَادَ أَنبِيَاءَ وَ لَم يُفَارِقُوا إِلّا سُعَدَاءَ تَابُوا وَ تَذَكّرُوا مِمّا صَنَعُوا

شي‌،[تفسير العياشي‌] عن حنان عن أبيه مثله

76-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ عَنِ الصّدُوقِ عَن أَبِيهِ عَنِ الصّفّارِ عَن أَيّوبَ بنِ نُوحٍ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع مَا بَلَغَ مِن حُزنِ يَعقُوبَ عَلَي يُوسُفَ قَالَ حُزنَ سَبعِينَ ثَكلَي قَالَ وَ لَمّا كَانَ يُوسُفُ ع فِي السّجنِ دَخَلَ عَلَيهِ جَبرَئِيلُ فَقَالَ إِنّ اللّهَ ابتَلَاكَ وَ ابتَلَي أَبَاكَ وَ إِنّ اللّهَ يُنجِيكَ مِن هَذَا السّجنِ فَاسأَلِ اللّهَ بِحَقّ مُحَمّدٍ وَ أَهلِ بَيتِهِ أَن يُخَلّصَكَ مِمّا أَنتَ فِيهِ فَقَالَ يُوسُفُ أللّهُمّ إنِيّ‌ أَسأَلُكَ بِحَقّ مُحَمّدٍ وَ أَهلِ بَيتِهِ إِلّا عَجّلتَ فرَجَيِ‌ وَ أرَحَتنَيِ‌ مِمّا أَنَا فِيهِ قَالَ جَبرَئِيلُ ع فَأَبشِر أَيّهَا الصّدّيقُ فَإِنّ اللّهَ تَعَالَي أرَسلَنَيِ‌ إِلَيكَ بِالبِشَارَةِ بِأَنّهُ يُخرِجُكَ مِنَ السّجنِ إِلَي ثَلَاثَةِ أَيّامٍ وَ يُمَلّكُكَ مِصرَ وَ أَهلَهَا يُخدِمُكَ أَشرَافَهَا وَ يَجمَعُ إِلَيكَ إِخوَتَكَ وَ أَبَاكَ فَأَبشِر أَيّهَا الصّدّيقُ أَنّكَ صفَيِ‌ّ اللّهِ وَ ابنُ صَفِيّهِ فَلَم يَلبَث يُوسُفُ ع إِلّا تِلكَ اللّيلَةَ حَتّي رَأَي المَلِكُ رُؤيَا أَفزَعَتهُ فَقَصّهَا عَلَي أَعوَانِهِ فَلَم يَدرُوا مَا تَأوِيلُهَا فَذَكَرَ الغُلَامُ ألّذِي نَجَا مِنَ السّجنِ يُوسُفَ فَقَالَ لَهُ أَيّهَا المَلِكُ أرَسلِنيِ‌ إِلَي السّجنِ فَإِنّ فِيهِ رَجُلًا لَم يُرَ مِثلُهُ حِلماً وَ عِلماً وَ تَفسِيراً وَ قَد كُنتُ أَنَا وَ فُلَانٌ غَضِبتَ عَلَينَا وَ أَمَرتَ بِحَبسِنَا رَأَينَا رُؤيَا فَعَبّرَهَا لَنَا وَ كَانَ كَمَا قَالَ فَفُلَانٌ صُلِبَ وَ أَمّا أَنَا فَنَجَوتُ فَقَالَ لَهُ المَلِكُ انطَلِق إِلَيهِ فَدَخَلَ وَ قَالَ يُوسُفُ أَفتِنَا فِي سَبعِ بَقَرَاتٍ فَلَمّا بَلَغَ رِسَالَةُ يُوسُفَ المَلِكَ قَالَائتوُنيِ‌ بِهِ أَستَخلِصهُ لنِفَسيِ‌ فَلَمّا بَلَغَ يُوسُفَ رِسَالَةُ


صفحه : 292

المَلِكِ قَالَ كَيفَ أَرجُو كَرَامَتَهُ وَ قَد عَرَفَ برَاَءتَيِ‌ وَ حبَسَنَيِ‌ سِنِينَ فَلَمّا سَمِعَ المَلِكُ أَرسَلَ إِلَي النّسوَةِ فَقالَ ما خَطبُكُنّفَقُلنَ حاشَ لِلّهِ ما عَلِمنا عَلَيهِ مِن سُوءٍفَأَرسَلَ إِلَيهِ وَ أَخرَجَهُ مِنَ السّجنِ فَلَمّا كَلّمَهُ أَعجَبَهُ كَمَالُهُ وَ عَقلُهُ فَقَالَ لَهُ اقصُص رؤُياَي‌َ فإَنِيّ‌ أُرِيدُ أَن أَسمَعَهَا مِنكَ فَذَكَرَهُ يُوسُفُ كَمَا رَأَي وَ فَسّرَهُ قَالَ المَلِكُ صَدَقتَ فَمَن لِي بِجَمعِ ذَلِكَ وَ حِفظِهِ فَقَالَ يُوسُفُ إِنّ اللّهَ تَعَالَي أَوحَي إلِيَ‌ّ أنَيّ‌ مُدَبّرُهُ وَ القَيّمُ بِهِ فِي تِلكَ السّنِينَ فَقَالَ لَهُ المَلِكُ صَدَقتَ دُونَكَ خاَتمَيِ‌ وَ سرَيِريِ‌ وَ تاَجيِ‌ فَأَقبَلَ يُوسُفُ عَلَي جَمعِ الطّعَامِ فِي السّنِينَ السّبعِ الخَصِيبَةِ يَكبِسُهُ فِي الخَزَائِنِ فِي سُنبُلِهِ ثُمّ أَقبَلَتِ السّنُونَ الجَدبَةُ أَقبَلَ يُوسُفُ ع عَلَي بَيعِ الطّعَامِ فَبَاعَهُم فِي السّنَةِ الأُولَي بِالدّرَاهِمِ وَ الدّنَانِيرِ حَتّي لَم يَبقَ بِمِصرَ وَ مَا حَولَهَا دِينَارٌ وَ لَا دِرهَمٌ إِلّا صَارَ فِي مَملَكَةِ يُوسُفَ ع وَ بَاعَهُم فِي السّنَةِ الثّانِيَةِ باِلحلُيِ‌ّ وَ الجَوَاهِرِ حَتّي لَم يَبقَ بِمِصرَ وَ مَا حَولَهَا حلُيِ‌ّ وَ لَا جَوَاهِرُ إِلّا صَارَ فِي مَملَكَتِهِ وَ بَاعَهُم فِي السّنَةِ الثّالِثَةِ بِالدّوَابّ وَ الموَاَشيِ‌ حَتّي لَم يَبقَ بِمِصرَ وَ مَا حَولَهَا دَابّةٌ وَ لَا مَاشِيَةٌ إِلّا صَارَت فِي مَملَكَةِ يُوسُفَ وَ بَاعَهُم فِي السّنَةِ الرّابِعَةِ بِالعَبِيدِ وَ الإِمَاءِ حَتّي لَم يَبقَ بِمِصرَ وَ مَا حَولَهَا عَبدٌ وَ لَا أَمَةٌ إِلّا صَارَت فِي مَملَكَةِ يُوسُفَ وَ بَاعَهُم فِي السّنَةِ الخَامِسَةِ بِالدّورِ وَ العَقَارِ حَتّي لَم يَبقَ بِمِصرَ وَ مَا حَولَهَا دَارٌ وَ لَا عَقَارٌ إِلّا صَارَ فِي مَملَكَةِ يُوسُفَ وَ بَاعَهُم فِي السّنَةِ السّادِسَةِ بِالمَزَارِعِ وَ الأَنهَارِ حَتّي لَم يَبقَ بِمِصرَ وَ مَا حَولَهَا نَهَرٌ وَ لَا مَزرَعَةٌ إِلّا صَارَ فِي مَملَكَةِ يُوسُفَ ع وَ بَاعَهُم فِي السّنَةِ السّابِعَةِ بِرِقَابِهِم حَتّي لَم يَبقَ بِمِصرَ وَ مَا حَولَهَا عَبدٌ وَ لَا حُرّ إِلّا صَارَ فِي مَملَكَةِ يُوسُفَ وَ صَارُوا عَبِيداً لَهُ فَقَالَ يُوسُفُ لِلمَلِكِ مَا تَرَي فِيمَا خوَلّنَيِ‌ ربَيّ‌ قَالَ الرأّي‌ُ رَأيُكَ قَالَ إنِيّ‌ أُشهِدُ اللّهَ وَ أُشهِدُكَ أَيّهَا المَلِكُ أنَيّ‌ أَعتَقتُ أَهلَ مِصرَ كُلّهُم وَ رَدَدتُ عَلَيهِم أَموَالَهُم وَ عَبِيدَهُم وَ رَدَدتُ عَلَيكَ خَاتَمَكَ وَ سَرِيرَكَ وَ تَاجَكَ عَلَي أَن لَا تَسِيرَ إِلّا بسِيِرتَيِ‌ وَ لَا تَحكُمَ إِلّا بحِكُميِ‌ فَاللّهُ أَنجَاهُم عَلَيّ فَقَالَ المَلِكُ إِنّ ذَلِكَ لدَيِنيِ‌ وَ فخَريِ‌ وَ أَنَا أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ


صفحه : 293

إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَنّكَ رَسُولُهُ وَ كَانَ مِن إِخوَةِ يُوسُفَ وَ أَبِيهِ ع مَا ذَكَرتُهُ

تتميم قال في العرائس فلما تبين للملك عذر يوسف وعرف أمانته وكفايته و


صفحه : 294

علمه وعقله قال ائتوني‌ به أستخلصه لنفسي‌ فلما جاءه الرسول قال له أجب الملك الآن فخرج يوسف ودعا لأهل السجن بدعاء يعرف إلي اليوم و ذلك أنه قال أللهم اعطف عليهم بقلوب الأخيار و لاتعم عليهم الأخبار فهم أعلم الناس بالأخبار إلي اليوم في كل بلدة فلما خرج من السجن كتب علي بابه هذاقبور الأحياء وبيت الأحزان وتجربة الأصدقاء وشماتة الأعداء ثم اغتسل ع وتنظف من درن السجن ولبس ثيابا جددا حسانا وقصد الملك قال وهب فلما وقف بباب الملك قال ع حسبي‌ ربي‌ من دنياي‌ وحسبي‌ ربي‌ من خلقه عزجاره و جل ثناؤه و لاإله غيره فلما دخل علي الملك قال أللهم إني‌ أسألك بخيرك من خيره وأعوذ بك من شره وشر غيره فلما أن نظر إليه الملك سلم عليه يوسف بالعربية فقال له الملك ما هذااللسان قال لسان عمي‌ إسماعيل ع ثم دعا بالعبرانية فقال له الملك ما هذااللسان قال لسان آبائي‌ قال وهب و كان الملك يتكلم بسبعين لسانا فكلما كلم الملك يوسف بلسان أجابه يوسف بذلك اللسان فأعجب الملك بما رأي منه و كان يوسف يومئذ ابن ثلاثين سنة فلما رأي الملك حداثة سنه وغزارة علمه قال لمن عنده إن هذاعلم تأويل رؤياي‌ و لم يعلمه السحرة والكهنة ثم أجلسه و قال له إني‌ أحب أن أسمع رؤياي‌ منك شفاها فقال يوسف نعم أيها الملك رأيت سبع بقرات سمان شهب حسان غر كشف لك عنهن النيل فطلعن عليك من شاطئه تشخب أخلافهن لبنا فبينا أنت تنظر إليهن ويعجبك حسنهن إذانضب النيل وغار ماؤه وبدا قعره فخرج من حماته ووحله سبع بقرات عجاف شعث غبر مقلصات البطون ليس لهن ضروع وأخلاف ولهن أنياب وأضراس و


صفحه : 295

أكف كأكف الكلاب وخراطيم كخراطيم السباع فاختلطن بالسمان فافترسهن افتراس السبع وأكلن لحومهن ومزقن جلودهن وحطمن عظامهن وتمششن مخهن فبينا أنت تنظر وتتعجب إذاسبع سنابل خضر وسبع سنابل أخر سود في منبت واحد عروقهن في الثري والماء فبينا أنت تقول أني هذا وهؤلاء خضر مثمرات وهؤلاء سود يابسات والمنبت واحد وأصولهن في الماء أذهبت ريح فذرت الأزقان من السود اليابسات علي الخضر المثمرات فأشعلت فيهن النار فأحرقتهن فصرن سودا متغيرات فهذا آخر مارأيت من الرؤيا

77-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَنِ ابنِ المُتَوَكّلِ عَنِ الحمِيرَيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن عَلَاءٍ عَن مُحَمّدٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ جَعفَرٍ ع أخَبرِنيِ‌ عَن يَعقُوبَ ع كَم عَاشَ مَعَ يُوسُفَ بِمِصرَ بَعدَ مَا جَمَعَ اللّهُ لِيَعقُوبَ شَملَهُ وَ أَرَاهُ تَأوِيلَ رُؤيَا يُوسُفَ الصّادِقَةِ قَالَ عَاشَ حَولَينِ قُلتُ فَمَن كَانَ الحُجّةَ فِي الأَرضِ يَعقُوبُ أَم يُوسُفُ قَالَ كَانَ يَعقُوبُ الحُجّةَ وَ كَانَ المُلكُ لِيُوسُفَ فَلَمّا مَاتَ يَعقُوبُ ع حَمَلَهُ يُوسُفُ فِي تَابُوتٍ إِلَي أَرضِ الشّامِ فَدَفَنَهُ فِي بَيتِ المَقدِسِ فَكَانَ يُوسُفُ بَعدَ يَعقُوبَ الحُجّةَ قُلتُ فَكَانَ يُوسُفُ رَسُولًا نَبِيّاً قَالَ نَعَم أَ مَا تَسمَعُ قَولَ اللّهِ تَعَالَيوَ لَقَد جاءَكُم يُوسُفُ مِن قَبلُ بِالبَيّناتِ

شي‌،[تفسير العياشي‌] عن محمد بن مسلم مثله


صفحه : 296

بيان لعل موضع الاستشهاد قوله تعالي قُلتُم لَن يَبعَثَ اللّهُ مِن بَعدِهِ رَسُولًا

78-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ بِإِسنَادِهِ عَن مُحَمّدِ بنِ أُورَمَةَ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَمّا صَارَ يُوسُفُ إِلَي مَا صَارَ إِلَيهِ تَعَرّضَت لَهُ امرَأَةُ العَزِيزِ فَقَالَ لَهَا مَن أَنتِ فَقَالَت أَنَا تِيكُم فَقَالَ لَهَا انصرَفِيِ‌ فإَنِيّ‌ سَأُغنِيكِ قَالَ فَبَعَثَ إِلَيهَا بِمِائَةِ أَلفِ دِرهَمٍ

79-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِهَذَا الإِسنَادِ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ قَالَ إِنّ يُوسُفَ لَمّا تَزَوّجَ امرَأَةَ العَزِيزِ وَجَدَهَا عَذرَاءَ فَقَالَ لَهَا مَا حَمَلَكِ عَلَي ألّذِي صَنَعتِ قَالَت ثَلَاثُ خِصَالٍ الشّبَابُ وَ المَالُ وَ أنَيّ‌ كُنتُ لَا زَوجَ لِي يعَنيِ‌ كَانَ المَلِكُ عِنّيناً

80-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا يَرفَعُهُ قَالَت إِنّ امرَأَةَ العَزِيزِ احتَاجَت فَقِيلَ لَهَا لَو تَعَرّضتِ لِيُوسُفَ ع فَقَعَدتِ عَلَي الطّرِيقِ فَلَمّا مَرّ بِهَا قَالَت الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي جَعَلَ العَبِيدَ بِطَاعَتِهِم لِرَبّهِم مُلُوكاً وَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي جَعَلَ بِمَعصِيَتِهِ المُلُوكَ عَبِيداً قَالَ مَن أَنتِ قَالَت أَنَا زَلِيخَا فَتَزَوّجَهَا

81-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ بِإِسنَادِهِ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن يُونُسَ بنِ يَعقُوبَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَمّا دَخَلَ يُوسُفُ ع عَلَي المَلِكِ يعَنيِ‌ نُمرُودَ قَالَ كَيفَ أَنتَ يَا اِبرَاهِيمُ قَالَ إنِيّ‌ لَستُ بِإِبرَاهِيمَ أَنَا يُوسُفُ بنُ يَعقُوبَ بنِ إِسحَاقَ بنِ اِبرَاهِيمَ قَالَ وَ هُوَ صَاحِبُ اِبرَاهِيمَ ألّذِيحَاجّ اِبراهِيمَ فِي رَبّهِ قَالَ وَ كَانَ أَربَعَمِائَةِ سَنَةٍ شَابّاً


صفحه : 297

82-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَنِ ابنِ مَعبَدٍ عَنِ الدّهقَانِ عَن دُرُستَ عَن أَبِي خَالِدٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ دَخَلَ يُوسُفُ ع السّجنَ وَ هُوَ ابنُ اثنتَيَ‌ عَشرَةَ سَنَةً وَ مَكَثَ فِيهِ ثمَاَنيِ‌َ عَشرَةَ سَنَةً وَ بقَيِ‌َ بَعدَ خُرُوجِهِ ثَمَانِينَ سَنَةً فَذَلِكَ مِائَةٌ وَ عَشرُ سِنِينَ

83-كا،[الكافي‌]سَهلُ بنُ زِيَادٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ العَبّاسِ بنِ هِلَالٍ الشاّميِ‌ّ مَولَي أَبِي الحَسَنِ ع عَنهُ قَالَ قُلتُ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ مَا أَعجَبَ إِلَي النّاسِ مَن يَأكُلُ الجَشِبَ وَ يَلبَسُ الخَشِنَ وَ يَتَخَشّعُ فَقَالَ أَ مَا عَلِمتَ أَنّ يُوسُفَ ع نبَيِ‌ّ وَ ابنُ نبَيِ‌ّ كَانَ يَلبَسُ أَقبِيَةَ الدّيبَاجِ مَزرُورَةً بِالذّهَبِ وَ يَجلِسُ فِي مَجَالِسِ آلِ فِرعَونَ يَحكُمُ فَلَم يَحتَجِ النّاسُ إِلَي لِبَاسِهِ وَ إِنّمَا احتَاجُوا إِلَي قِسطِهِ

84-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ بِإِسنَادِهِ إِلَي ابنِ أُورَمَةَ عَن يَزِيدَ بنِ إِسحَاقَ عَن يَحيَي الأَزرَقِ عَن رَجُلٍ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ كَانَ رَجُلٌ مِن بَقِيّةِ قَومِ عَادٍ قَد أَدرَكَ فِرعَونَ يُوسُفَ وَ كَانَ أَهلُ ذَلِكَ الزّمَانِ قَد وَلَعُوا باِلعاَديِ‌ّ يَرمُونَهُ بِالحِجَارَةِ وَ إِنّهُ أَتَي فِرعَونَ يُوسُفَ فَقَالَ أجَرِنيِ‌ عَنِ النّاسِ وَ أُحَدّثَكَ بِأَعَاجِيبَ رَأَيتُهَا وَ لَا أُحَدّثَكَ إِلّا بِالحَقّ فَأَجَارَهُ فِرعَونُ يُوسُفَ وَ مَنَعَهُ وَ جَالَسَهُ وَ حَدّثَهُ فَوَقَعَ مِنهُ كُلّ مَوقِعٍ وَ رَأَي مِنهُ أَمراً جَمِيلًا قَالَ وَ كَانَ فِرعَونُ لَم يَتَعَلّق عَلَي يُوسُفَ بِكَذِبَةٍ وَ لَا عَلَي العاَديِ‌ّ فَقَالَ فِرعَونُ لِيُوسُفَ هَل تَعلَمُ أَحَداً خَيراً مِنكَ قَالَ نَعَم أَبِي يَعقُوبُ قَالَ فَلَمّا قَدِمَ يَعقُوبُ ع عَلَي فِرعَونَ حَيّاهُ بِتَحِيّةِ المُلُوكِ فَأَكرَمَهُ وَ قَرّبَهُ وَ زَادَهُ إِكرَاماً لِيُوسُفَ فَقَالَ فِرعَونُ لِيَعقُوبَ ع يَا شَيخُ كَم أَتَي عَلَيكَ قَالَ مِائَةٌ وَ عِشرُونَ سَنَةً قَالَ العاَديِ‌ّ كَذَبَ فَسَكَتَ يَعقُوبُ وَ شَقّ ذَلِكَ عَلَي فِرعَونَ حِينَ كَذّبَهُ فَقَالَ فِرعَونُ لِيَعقُوبَ كَم أَتَي عَلَيكَ قَالَ مِائَةٌ وَ عِشرُونَ سَنَةً قَالَ العاَديِ‌ّ كَذَبَ فَقَالَ يَعقُوبُ ع أللّهُمّ إِن كَانَ كَذَبَ فَاطرَح


صفحه : 298

لِحيَتَهُ عَلَي صَدرِهِ فَسَقَطَت لِحيَتُهُ عَلَي صَدرِهِ فَهَالَ ذَلِكَ فِرعَونَ وَ قَالَ لِيَعقُوبَ عَمَدتَ إِلَي رَجُلٍ أَجَرتُهُ فَدَعَوتَ إِلَيهِ أُحِبّ أَن تَدعُوَ إِلَهَكَ بِرَدّهِ فَدَعَا لَهُ فَرَدّ اللّهُ إِلَيهِ فَقَالَ العاَديِ‌ّ إنِيّ‌ رَأَيتُ هَذَا مَعَ اِبرَاهِيمَ خَلِيلِ الرّحمَنِ فِي زَمَنِ كَذَا وَ كَذَا قَالَ يَعقُوبُ لَيسَ أَنَا ألّذِي رَأَيتَهُ إِنّمَا رَأَيتَ إِسحَاقَ فَقَالَ لَهُ فَمَن أَنتَ قَالَ أَنَا يَعقُوبُ بنُ إِسحَاقَ بنِ اِبرَاهِيمَ خَلِيلِ الرّحمَنِ ع فَقَالَ العاَديِ‌ّ صَدَقتَ ذَلِكَ ألّذِي رَأَيتُهُ فَقَالَ صَدَقَ وَ صَدَقتُ

85-ك ،[إكمال الدين ] أَبِي عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ وَ مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ يُوسُفَ التمّيِميِ‌ّ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع عَنِ النّبِيّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ قَالَ عَاشَ يَعقُوبُ مِائَةً وَ عِشرِينَ سَنَةً وَ عَاشَ يُوسُفُ مِائَةً وَ عِشرِينَ سَنَةً

86-يج ،[الخرائج والجرائح ]رَوَي سَعدُ بنُ عَبدِ اللّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ شَمّونٍ عَن دَاوُدَ بنِ القَاسِمِ الجعَفرَيِ‌ّ قَالَسُئِلَ أَبُو مُحَمّدٍ ع عَن قَولِهِ تَعَالَيإِن يَسرِق فَقَد سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِن قَبلُ وَ السّائِلُ رَجُلٌ مِن قُم وَ أَنَا حَاضِرٌ فَقَالَ ع مَا سَرَقَ يُوسُفُ إِنّمَا كَانَ لِيَعقُوبَ مِنطَقَةٌ وَرِثَهَا مِن اِبرَاهِيمَ وَ كَانَت تِلكَ المِنطَقَةُ لَا يَسرِقُهَا أَحَدٌ إِلّا استُعبِدَ فَكَانَ إِذَا سَرَقَهَا إِنسَانٌ نَزَلَ جَبرَائِيلُ فَأَخبَرَهُ بِذَلِكَ فَأَخَذَ[فَأُخِذَت] مِنهُ وَ أُخِذَ عَبداً وَ إِنّ المِنطَقَةَ كَانَت عِندَ سَارَةَ بِنتِ إِسحَاقَ بنِ اِبرَاهِيمَ وَ كَانَت سُمّيَت أُمّ إِسحَاقَ وَ إِنّ سَارَةَ أَحَبّت يُوسُفَ وَ أَرَادَت أَن تَتّخِذَهُ وَلَداً لَهَا وَ إِنّهَا أَخَذَتِ المِنطَقَةَ فَرَبَطَتهَا عَلَي وَسطِهِ ثُمّ سَدَلَت عَلَيهِ سِربَالَهُ وَ قَالَت لِيَعقُوبَ إِنّ المِنطَقَةَ سُرِقَت فَأَتَاهُ جَبرَائِيلُ فَقَالَ يَا يَعقُوبُ إِنّ المِنطَقَةَ مَعَ يُوسُفَ وَ لَم يُخبِرهُ بِخَبَرِ مَا صَنَعَت سَارَةُ لِمَا أَرَادَ اللّهُ فَقَامَ يَعقُوبُ إِلَي يُوسُفَ فَفَتّشَهُ وَ هُوَ يَومَئِذٍ غُلَامٌ يَافِعٌ وَ استَخرَجَ المِنطَقَةَ فَقَالَت سَارَةُ بِنتُ إِسحَاقَ مَتَي[منِيّ‌]سَرَقَهَا يُوسُفُ فَأَنَا أَحَقّ بِهِ فَقَالَ لَهَا يَعقُوبُ فَإِنّهُ عَبدُكِ عَلَي أَن لَا تَبِيعِيهِ وَ لَا تَهَبِيهِ قَالَت فَأَنَا أَقبَلُهُ عَلَي أَن لَا تَأخُذَهُ منِيّ‌ وَ أَنَا أُعتِقُهُ


صفحه : 299

السّاعَةَ فَأَعطَاهَا فَأَعتَقَتهُ فَلِذَلِكَ قَالَ إِخوَةُ يُوسُفَإِن يَسرِق فَقَد سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِن قَبلُ قَالَ أَبُو هَاشِمٍ فَجَعَلتُ أُجِيلُ هَذَا فِي نفَسيِ‌ أُفَكّرُ وَ أَتَعَجّبُ مِن هَذَا الأَمرِ مَعَ قُربِ يَعقُوبَ مِن يُوسُفَ وَ حُزنِ يَعقُوبَ عَلَيهِ حَتّيابيَضّت عَيناهُ مِنَ الحُزنِ وَ هُوَ كَظِيمٌ وَ المَسَافَةُ قَرِيبَةٌ فَأَقبَلَ عَلَيّ أَبُو مُحَمّدٍ فَقَالَ يَا أَبَا هَاشِمٍ نَعُوذُ بِاللّهِ مِمّا جَرَي فِي نَفسِكَ مِن ذَلِكَ فَإِنّ اللّهَ لَو شَاءَ أَن يَرفَعَ السّنَامَ الأَعلَي بَينَ يَعقُوبَ وَ يُوسُفَ حَتّي كَانَا يَتَرَاءَانِ فَعَلَ وَ لَكِن لَهُ أَجَلٌ هُوَ بَالِغُهُ وَ مَعلُومٌ ينَتهَيِ‌ إِلَيهِ مَا كَانَ مِن ذَلِكَ فَالخِيَارُ مِنَ اللّهِ لِأَولِيَائِهِ

87-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَبِي يَعفُورٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن قَولِ اللّهِكُلّ الطّعامِ كانَ حِلّا لبِنَيِ‌ إِسرائِيلَ إِلّا ما حَرّمَ إِسرائِيلُ عَلي نَفسِهِ قَالَ إِنّ إِسرَائِيلَ كَانَ إِذَا أَكَلَ لُحُومَ الإِبِلِ هَيّجَ عَلَيهِ وَجَعَ الخَاصِرَةِ فَحَرّمَ عَلَي نَفسِهِ لَحمَ الإِبِلِ وَ ذَلِكَ مِن قَبلِ أَن تُنَزّلَ التّورَاةُ فَلَمّا أُنزِلَتِ التّورَاةُ لَم يُحَرّمهُ وَ لَم يَأكُلهُ

88-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن زَيدٍ الشّحّامِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ فِي قَولِ اللّهِلَتُنَبّئَنّهُم بِأَمرِهِم هذا وَ هُم لا يَشعُرُونَ قَالَ كَانَ ابنَ سَبعِ سِنِينَ

89-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَبِي جَمِيلَةَ عَن رَجُلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَمّا أوُتيِ‌َ بِقَمِيصِ


صفحه : 300

يُوسُفَ إِلَي يَعقُوبَ قَالَ أللّهُمّ لَقَد كَانَ ذِئباً رَفِيقاً حِينَ لَم يَشُقّ القَمِيصَ قَالَ وَ كَانَ بِهِ نَضحٌ مِن دَمٍ

90-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَنِ الحَسَنِ عَن رَجُلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِوَ شَرَوهُ بِثَمَنٍ بَخسٍ دَراهِمَ مَعدُودَةٍ قَالَ كَانَت عِشرِينَ دِرهَماً

91-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع مِثلَهُ وَ زَادَ فِيهِ البَخسُ النّقصُ وَ هيِ‌َ قِيمَةُ كَلبِ الصّيدِ إِذَا قُتِلَ كَانَت دِيَتُهُ عِشرِينَ دِرهَماً

92-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سُلَيمَانَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَ قَد كَانَ يُوسُفُ بَينَ أَبَوَيهِ مُكَرّماً ثُمّ صَارَ عَبداً حَتّي بِيعَ بِأَخَسّ وَ أَوكَسِ الثّمَنِ ثُمّ لَم يَمنَعِ اللّهُ أَن بَلَغَ بِهِ حَتّي صَارَ مَلِكاً

93-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَنِ ابنِ حُصَينٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِ اللّهِوَ شَرَوهُ بِثَمَنٍ بَخسٍ دَراهِمَ مَعدُودَةٍ قَالَ كَانَتِ الدّرَاهِمُ ثَمَانِيَةَ دِرهَماً

94- وَ بِهَذَا الإِسنَادِ عَنِ الرّضَا ع قَالَ كَانَتِ الدّرَاهِمُ عِشرِينَ دِرهَماً وَ هيِ‌َ قِيمَةُ كَلبِ الصّيدِ إِذَا قُتِلَ وَ البَخسُ النّقصُ

95-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَمّا هَمّت بِهِ وَ هَمّ بِهَا قَالَت كَمَا أَنتَ قَالَ وَ لِمَ قَالَت حَتّي أغُطَيّ‌َ وَجهَ الصّنَمِ لَا يَرَانَا فَذَكَرَ اللّهَ عِندَ ذَلِكَ وَ قَد عَلِمَ أَنّ اللّهَ يَرَاهُ فَفَرّ مِنهَا

96-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن مُحَمّدِ بنِ قَيسٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ إِنّ يُوسُفَ لَمّا حَلّ سَرَاوِيلَهُ رَأَي مِثَالَ يَعقُوبَ عَاضّاً عَلَي إِصبَعِهِ وَ هُوَ يَقُولُ لَهُ يُوسُفُ قَالَ فَهَرَبَ ثُمّ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع لكَنِيّ‌ وَ اللّهِ مَا رَأَيتُ عَورَةَ أَبِي قَطّ وَ لَا رَأَي أَبِي عَورَةَ جدَيّ‌ قَطّ


صفحه : 301

وَ لَا رَأَي جدَيّ‌ عَورَةَ أَبِيهِ قَطّ قَالَ وَ هُوَ عَاضّ عَلَي إِصبَعِهِ فَوَثَبَ فَخَرَجَ المَاءُ مِن إِبهَامِ رِجلِهِ

97-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ أَيّ شَيءٍ يَقُولُ النّاسُ فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّلَو لا أَن رَأي بُرهانَ رَبّهِ قُلتُ يَقُولُونَ رَأَي يَعقُوبَ عَاضّاً عَلَي إِصبَعِهِ فَقَالَ لَا لَيسَ كَمَا يَقُولُونَ فَقُلتُ فأَيَ‌ّ شَيءٍ رَأَي قَالَ لَمّا هَمّتِ بِهِ وَ هَمّ بِهَا قَامَت إِلَي صَنَمٍ مَعَهَا فِي البَيتِ فَأَلقَت عَلَيهِ ثَوباً فَقَالَ لَهَا يُوسُفُ مَا صَنَعتِ قَالَت طَرَحتُ عَلَيهِ ثَوباً أسَتحَيِ‌ أَن يَرَانَا قَالَ فَقَالَ يُوسُفُ فَأَنتِ تَستَحِينَ مِن صَنَمِكِ وَ هُوَ لَا يَسمَعُ وَ لَا يُبصِرُ وَ لَا أسَتحَيِ‌ أَنَا مِن ربَيّ‌

98-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن مُحَمّدِ بنِ مَروَانَ عَن رَجُلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ يُوسُفَ خَطَبَ امرَأَةً جَمِيلَةً كَانَت فِي زَمَانِهِ فَرَدّت عَلَيهِ أَنّ عَبدَ المَلِكِ إيِاّي‌َ يَطلُبُ قَالَ فَطَلَبَهَا إِلَي أَبِيهَا فَقَالَ لَهُ أَبُوهَا إِنّ الأَمرَ أَمرُهَا قَالَ فَطَلَبَهَا إِلَي رَبّهِ وَ بَكَي فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ أنَيّ‌ قَد زَوّجتُكَهَا ثُمّ أَرسَلَ إِلَيهَا أنَيّ‌ أُرِيدُ أَن أَزُورَكُم فَأَرسَلَت إِلَيهِ أَن تَعَالَ فَلَمّا دَخَلَ عَلَيهَا أَضَاءَ البَيتُ لِنُورِهِ فَقَالَت مَا هَذَا إِلّا مَلَكٌ كَرِيمٌ فَاستَسقَي فَقَامَت إِلَي الطّاسِ لِتَسقِيَهُ فَجَعَلَت تَتَنَاوَلُ الطّاسَ مِن يَدِهِ فَتَنَاوَلَهُ فَاهَا فَجَعَلَ يَقُولُ لَهَا انتظَرِيِ‌ وَ لَا تعَجلَيِ‌ قَالَ فَتَزَوّجَهَا

99-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ جَاءَ جَبرَئِيلُ إِلَي يُوسُفَ فِي السّجنِ قَالَ قُل فِي دُبُرِ كُلّ صَلَاةٍ فَرِيضَةٍ أللّهُمّ اجعَل لِي فَرَجاً وَ مَخرَجاً وَ ارزقُنيِ‌ مِن حَيثُ أَحتَسِبُ وَ مِن حَيثُ لَا أَحتَسِبُ

100-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن طِربَالٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَمّا أَمَرَ المَلِكُ فَحُبِسَ يُوسُفُ فِي السّجنِ أَلهَمَهُ اللّهُ عِلمَ تَأوِيلِ الرّؤيَا فَكَانَ يُعَبّرُ لِأَهلِ السّجنِ رُؤيَاهُم وَ إِنّ فَتَيَينِ أُدخِلَا مَعَهُ السّجنَ يَومَ حَبسِهِ فَلَمّا بَاتَا أَصبَحَا فَقَالَا لَهُ إِنّا رَأَينَا رُؤيَا فَعَبّرهَا لَنَا فَقَالَ وَ مَا رَأَيتُمَا فَقَالَ أَحَدُهُمَاإنِيّ‌ أرَانيِ‌ أَحمِلُ فَوقَ رأَسيِ‌ خُبزاً تَأكُلُ الطّيرُ مِنهُ وَ قَالَ الآخَرُ رَأَيتُ


صفحه : 302

أنَيّ‌ أسَقيِ‌ المَلِكَ خَمراً فَفَسّرَ لَهُمَا رُؤيَاهُمَا عَلَي مَا فِي الكِتَابِ ثُمّقالَ للِذّيِ‌ ظَنّ أَنّهُ ناجٍ مِنهُمَا اذكرُنيِ‌ عِندَ رَبّكَ قَالَ وَ لَم يَفزَع يُوسُفُ فِي حَالِهِ إِلَي اللّهِ فَيَدعُوَهُ فَلِذَلِكَ قَالَ اللّهُفَأَنساهُ الشّيطانُ ذِكرَ رَبّهِ فَلَبِثَ فِي السّجنِ بِضعَ سِنِينَ قَالَ فَأَوحَي اللّهُ إِلَي يُوسُفَ فِي سَاعَتِهِ تِلكَ يَا يُوسُفُ مَن أَرَاكَ الرّؤيَا التّيِ‌ رَأَيتَهَا قَالَ أَنتَ يَا ربَيّ‌ قَالَ فَمَن حَبّبَكَ إِلَي أَبِيكَ قَالَ أَنتَ يَا ربَيّ‌ قَالَ فَمَن وَجّهَ السّيّارَةَ إِلَيكَ قَالَ أَنتَ يَا ربَيّ‌ قَالَ فَمَن عَلّمَكَ الدّعَاءَ ألّذِي دَعَوتَ بِهِ حَتّي جَعَلَ لَكَ مِنَ الجُبّ فَرَجاً قَالَ أَنتَ يَا ربَيّ‌ قَالَ فَمَن جَعَلَ لَكَ مِن كَيدِ المَرأَةِ مَخرَجاً قَالَ أَنتَ يَا ربَيّ‌ قَالَ فَمَن أَنطَقَ لِسَانَ الصبّيِ‌ّ بِعُذرِكَ قَالَ أَنتَ يَا ربَيّ‌ قَالَ فَمَن صَرَفَ عَنكَ كَيدَ امرَأَةِ العَزِيزِ وَ النّسوَةِ قَالَ أَنتَ يَا ربَيّ‌ قَالَ فَمَن أَلهَمَكَ تَأوِيلَ الرّؤيَا قَالَ أَنتَ يَا ربَيّ‌ قَالَ فَكَيفَ استَغَثتَ بغِيَريِ‌ وَ لَم تَستَغِث بيِ‌ وَ تسَألَنيِ‌ أَن أُخرِجَكَ مِنَ السّجنِ وَ استَغَثتَ وَ أَمّلتَ عَبداً مِن عبِاَديِ‌ لِيَذكُرَكَ إِلَي مَخلُوقٍ مِن خلَقيِ‌ فِي قبَضتَيِ‌ وَ لَم تَفزَع إلِيَ‌ّ البَث فِي السّجنِ بِذَنبِكَ بِضعَ سِنِينَ بِإِرسَالِكَ عَبداً إِلَي عَبدٍ قَالَ ابنُ أَبِي عُمَيرٍ قَالَ ابنُ أَبِي حَمزَةَ فَمَكَثَ فِي السّجنِ عِشرِينَ سَنَةً

سَمَاعَةُ عَن قَولِ اللّهِاذكرُنيِ‌ عِندَ رَبّكَ قَالَ هُوَ العَزِيزُ

101-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَنِ ابنِ أَبِي يَعفُورٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قالَ الآخَرُ إنِيّ‌ أرَانيِ‌ أَحمِلُ فَوقَ رأَسيِ‌ خُبزاً قَالَ أَحمِلُ فَوقَ رأَسيِ‌ جَفنَةً فِيهَا خُبزٌ تَأكُلُ الطّيرُ مِنهُ

102-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن يَعقُوبَ بنِ شُعَيبٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ اللّهُ لِيُوسُفَ أَ لَستُ ألّذِي حَبّبتُكَ إِلَي أَبِيكَ وَ فَضّلتُكَ عَلَي النّاسِ بِالحُسنِ أَ وَ لَستُ ألّذِي سُقتُ إِلَيكَ السّيّارَةَ وَ أَنقَذتُكَ وَ أَخرَجتُكَ مِنَ الجُبّ أَ وَ لَستُ ألّذِي صَرَفتُ عَنكَ كَيدَ النّسوَةِ فَمَا حَمَلَكَ عَلَي أَن تَرفَعَ رَغبَتَكَ وَ تَدعُوَ مَخلُوقاً دوُنيِ‌ فَالبَث لِمَا قُلتَفِي السّجنِ بِضعَ سِنِينَ

103-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ عَمّن ذَكَرَهُ عَنهُ قَالَ لَمّا قَالَ لِلفَتَياذكرُنيِ‌ عِندَ رَبّكَأَتَاهُ جَبرَئِيلُ فَضَرَبَهُ بِرِجلِهِ حَتّي كُشِطَ لَهُ عَنِ الأَرضِ السّابِعَةِ فَقَالَ لَهُ يَا يُوسُفُ انظُر مَا ذَا تَرَي قَالَ أَرَي حَجَراً صَغِيراً فَفَلَقَ الحَجَرَ فَقَالَ مَا ذَا تَرَي قَالَ أَرَي دُودَةً


صفحه : 303

صَغِيرَةً قَالَ فَمَن رَازِقُهَا قَالَ اللّهُ قَالَ فَإِنّ رَبّكَ يَقُولُ لَم أَنسَ هَذِهِ الدّودَةَ فِي ذَلِكَ الحَجَرِ فِي قَعرِ الأَرضِ السّابِعَةِ أَ ظَنَنتَ أنَيّ‌ أَنسَاكَ حَتّي تَقُولَ لِلفَتَياذكرُنيِ‌ عِندَ رَبّكَلَتَلبَثَنّ فِي السّجنِ بِمَقَالَتِكَ هَذِهِ بِضعَ سِنِينَ قَالَ فَبَكَي يُوسُفُ عِندَ ذَلِكَ حَتّي بَكَي لِبُكَائِهِ الحِيطَانُ قَالَ فَتَأَذّي بِهِ أَهلُ السّجنِ فَصَالَحَهُم عَلَي أَن يبَكيِ‌َ يَوماً وَ يَسكُتَ يَوماً وَ كَانَ فِي اليَومِ ألّذِي يَسكُتُ أَسوَأَ حَالًا

104-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَا بَكَي أَحَدٌ بُكَاءَ ثَلَاثَةٍ آدَمَ وَ يُوسُفَ وَ دَاوُدَ فَقُلتُ مَا بَلَغَ مِن بُكَائِهِم قَالَ أَمّا آدَمُ فَبَكَي حِينَ أُخرِجَ مِنَ الجَنّةِ وَ كَانَ رَأسُهُ فِي بَابٍ مِن أَبوَابِ السّمَاءِ فَبَكَي حَتّي تَأَذّي بِهِ أَهلُ السّمَاءِ فَشَكَوا ذَلِكَ إِلَي اللّهِ فَحَطّ مِن قَامَتِهِ وَ أَمّا دَاوُدُ فَإِنّهُ بَكَي حَتّي هَاجَ العُشبُ مِن دُمُوعِهِ وَ إِن كَانَ لَيَزفِرُ الزّفرَةَ فَيُحرَقُ مَا نَبَتَ مِن دُمُوعِهِ وَ أَمّا يُوسُفُ فَإِنّهُ كَانَ يبَكيِ‌ عَلَي أَبِيهِ يَعقُوبَ وَ هُوَ فِي السّجنِ فَتَأَذّي بِهِ أَهلُ السّجنِ فَصَالَحَهُم عَلَي أَن يبَكيِ‌َ يَوماً وَ يَسكُتَ يَوماً

105-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن يَعقُوبَ بنِ يَزِيدَ رَفَعَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ فِي قَولِ اللّهِ تَعَالَيفَلَبِثَ فِي السّجنِ بِضعَ سِنِينَ قَالَ سَبعَ سِنِينَ

106-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَبَانٍ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَنهُمَا قَالَا إِنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ لَو كُنتُ بِمَنزِلَةِ يُوسُفَ حِينَ أَرسَلَ إِلَيهِ المَلِكُ يَسأَلُهُ عَن رُؤيَاهُ مَا حَدّثتُهُ حَتّي أَشتَرِطَ عَلَيهِ أَن يخُرجِنَيِ‌ مِنَ السّجنِ وَ عَجِبتُ لِصَبرِهِ عَن شَأنِ امرَأَةِ المَلِكِ حَتّي أَظهَرَ اللّهُ عُذرَهُ

107-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَنِ ابنِ أَبِي يَعفُورٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقرَأُ سَبعِ سَنَابِلَ خُضرٍ

108-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن حَفصِ بنِ غِيَاثٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ سَبَقَ يُوسُفُ الغَلَاءَ ألّذِي أَصَابَ النّاسَ وَ لَم يَتَمَنّ الغَلَاءَ لِأَحَدٍ قَطّ قَالَ فَأَتَاهُ التّجّارُ فَقَالُوا بِعنَا فَقَالَ اشتَرُوا فَقَالُوا نَأخُذُ كَذَا بِكَذَا قَالَ خُذُوا وَ أَمَرَ فَكَالُوهُم فَحَمَلُوا وَ مَضَوا حَتّي دَخَلُوا المَدِينَةَ فَلَقاهُم[فَلَقِيَهُم]قَومٌ تُجّارٌ فَقَالُوا لَهُم كَيفَ أَخَذتُم قَالُوا كَذَا بِكَذَا وَ أَضعَفُوا الثّمَنَ


صفحه : 304

قَالَ وَ قَدِمُوا أُولَئِكَ عَلَي يُوسُفَ فَقَالُوا بِعنَا فَقَالَ اشتَرُوا كَيفَ تَأخُذُونَ قَالُوا بِعنَا كَمَا بِعتَ كَذَا بِكَذَا فَقَالَ مَا هُوَ كَمَا يَقُولُونَ وَ لَكِن خُذُوا فَأَخَذُوا ثُمّ مَضَوا حَتّي دَخَلُوا المَدِينَةَ فَلَقاهُم[فَلَقِيَهُم]آخَرُونَ فَقَالُوا كَيفَ أَخَذتُم فَقَالُوا كَذَا بِكَذَا وَ أَضعَفُوا الثّمَنَ قَالَ فَعَظّمَ النّاسُ ذَلِكَ الغَلَاءَ وَ قَالُوا اذهَبُوا بِنَا حَتّي نشَترَيِ‌َ قَالَ فَذَهَبُوا إِلَي يُوسُفَ فَقَالُوا بِعنَا فَقَالَ اشتَرُوا فَقَالُوا بِعنَا كَمَا بِعتَ فَقَالَ وَ كَيفَ بِعتُ قَالُوا كَذَا بِكَذَا فَقَالَ مَا هُوَ كَذَلِكَ وَ لَكِن خُذُوا قَالَ فَأَخَذُوا وَ رَجَعُوا إِلَي المَدِينَةِ فَأَخبَرُوا النّاسَ فَقَالُوا فِيمَا بَينَهُم تَعَالَوا حَتّي نَكذِبَ فِي الرّخصِ كَمَا كَذَبنَا فِي الغَلَاءِ قَالَ فَذَهَبُوا إِلَي يُوسُفَ فَقَالُوا لَهُ بِعنَا فَقَالَ اشتَرُوا فَقَالُوا بِعنَا كَمَا بِعتَ قَالَ وَ كَيفَ بِعتُ قَالُوا كَذَا بِكَذَا بِالحَطّ مِنَ السّعرِ الأَوّلِ فَقَالَ مَا هُوَ هَكَذَا وَ لَكِن خُذُوا قَالَ فَأَخَذُوا وَ ذَهَبُوا إِلَي المَدِينَةِ فَلَقاهُمُ[فَلَقِيَهُمُ] النّاسُ فَسَأَلُوهُم بِكَمِ اشتَرَيتُم فَقَالُوا كَذَا بِكَذَا بِنِصفِ الحَطّ الأَوّلِ فَقَالَ الآخَرُونَ اذهَبُوا بِنَا حَتّي نشَترَيِ‌َ فَذَهَبُوا إِلَي يُوسُفَ فَقَالُوا بِعنَا فَقَالَ اشتَرُوا فَقَالُوا بِعنَا كَمَا بِعتَ فَقَالَ وَ كَيفَ بِعتُ قَالُوا بِكَذَا وَ كَذَا بِالحَطّ مِنَ النّصفِ فَقَالَ مَا هُوَ كَمَا يَقُولُونَ وَ لَكِن خُذُوا فَلَم يَزَالُوا يَتَكَاذَبُونَ حَتّي رَجَعَ السّعرُ إِلَي الأَمرِ الأَوّلِ كَمَا أَرَادَ اللّهُ

109-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الصيّرفَيِ‌ّ عَن رَجُلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النّاسُ وَ فِيهِ يُعصَرُونَ بِضَمّ اليَاءِ يُمطَرُونَ ثُمّ قَالَ أَ مَا سَمِعتَ قَولَهُوَ أَنزَلنا مِنَ المُعصِراتِ ماءً ثَجّاجاً

110-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن عَلِيّ بنِ مَعمَرٍ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النّاسُ وَ فِيهِ يُعصَرُونَ مَضمُومَةٌ ثُمّ قَالَوَ أَنزَلنا مِنَ المُعصِراتِ ماءً ثَجّاجاً

111-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن سَمَاعَةَ قَالَ سَأَلتُهُ عَن قَولِ اللّهِارجِع إِلي رَبّكَ فَسئَلهُ ما بالُ النّسوَةِ قَالَ يعَنيِ‌ العَزِيزَ

112-شي‌،[تفسير العياشي‌] قَالَ سُلَيمَانُ قَالَ سُفيَانُ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع مَا يَجُوزُ أَن يزُكَيّ‌َ


صفحه : 305

الرّجُلُ نَفسَهُ قَالَ نَعَم إِذَا اضطُرّ إِلَيهِ أَ مَا سَمِعتَ قَولَ يُوسُفَاجعلَنيِ‌ عَلي خَزائِنِ الأَرضِ إنِيّ‌ حَفِيظٌ عَلِيمٌ وَ قَولَ العَبدِ الصّالِحِأَنَا لَكُم ناصِحٌ أَمِينٌ

113-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَنِ الثمّاَليِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ مَلَكَ يُوسُفُ مِصرَ وَ بَرَارِيَهَا لَم يُجَاوِزهَا إِلَي غَيرِهَا

114-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يُحَدّثُ قَالَ لَمّا فَقَدَ يَعقُوبُ يُوسُفَ اشتَدّ حُزنُهُ عَلَيهِ وَ بُكَاؤُهُ حَتّيابيَضّت عَيناهُ مِنَ الحُزنِ وَ احتَاجَ حَاجَةً شَدِيدَةً وَ تَغَيّرَت حَالُهُ قَالَ وَ كَانَ يَمتَارُ القَمحَ مِن مِصرَ لِعِيَالِهِ فِي السّنَةِ مَرّتَينِ لِلشّتَاءِ وَ الصّيفِ وَ إِنّهُ بَعَثَ عِدّةً مِن وُلدِهِ بِبِضَاعَةٍ يَسِيرَةٍ إِلَي مِصرَ مَعَ رِفقَةٍ خَرَجَت فَلَمّا دَخَلُوا عَلَي يُوسُفَ وَ ذَلِكَ بَعدَ مَا وَلّاهُ العَزِيزُ مِصرَ فَعَرَفَهُم يُوسُفُ وَ لَم يَعرِفهُ إِخوَتُهُ لِهَيبَةِ المَلِكِ وَ عِزّهِ فَقَالَ لَهُم هَلُمّوا بِضَاعَتَكُم قَبلَ الرّفَاقِ وَ قَالَ لِفِتيَانِهِ عَجّلُوا لِهَؤُلَاءِ الكَيلَ وَ أَوفُوهُم فَإِذَا فَرَغتُم فَاجعَلُوا بِضَاعَتَهُم هَذِهِ فِي رِحَالِهِم وَ لَا تُعلِمُوهُم بِذَلِكَ فَفَعَلُوا ثُمّ قَالَ لَهُم يُوسُفُ قَد بلَغَنَيِ‌ أَنّهُ كَانَ لَكُم أَخَوَانِ لِأَبِيكُم فَمَا فَعَلَا قَالُوا أَمّا الكَبِيرُ مِنهُمَا فَإِنّ الذّئبَ أَكَلَهُ وَ أَمّا الصّغِيرُ فَخَلّفنَاهُ عِندَ أَبِيهِ وَ هُوَ بِهِ ضَنِينٌ وَ عَلَيهِ شَفِيقٌ قَالَ فإَنِيّ‌ أُحِبّ أَن تأَتوُنيِ‌ بِهِ مَعَكُم إِذَا جِئتُم لِتَمتَارُوافَإِن لَم تأَتوُنيِ‌ بِهِ فَلا كَيلَ لَكُم عنِديِ‌ وَ لا تَقرَبُونِ قالُوا سَنُراوِدُ عَنهُ أَباهُ وَ إِنّا لَفاعِلُونَفَلَمّا رَجَعُوا إِلي أَبِيهِم...فَتَحُوا مَتاعَهُمفَوَجَدُوا بِضَاعَتَهُم فِيهِقالُوا يا أَبانا ما نبَغيِ‌ هذِهِ


صفحه : 306

بِضاعَتُنا قَدرُدّت إِلَينا وَ كِيلَ لَنَا كَيلٌ قَد زَادَ حِملَ بَعِيرٍفَأَرسِل مَعَنا أَخانا نَكتَل وَ إِنّا لَهُ لَحافِظُونَ قالَ هَل آمَنُكُم عَلَيهِ إِلّا كَما أَمِنتُكُم عَلي أَخِيهِ مِن قَبلُ فَلَمّا احتَاجُوا إِلَي المِيرَةِ بَعدَ سِتّةِ أَشهُرٍ بَعَثَهُم يَعقُوبُ وَ بَعَثَ مَعَهُم بِضَاعَةً يَسِيرَةً وَ بَعَثَ مَعَهُمُ ابنَ يَامِيلَ[يَامِينَ] وَ أَخَذَ عَلَيهِم بِذَلِكَمَوثِقاً مِنَ اللّهِ لتَأَتنُنّيِ‌ بِهِ إِلّا أَن يُحاطَ بِكُمأَجمَعِينَ فَانطَلَقُوا مَعَ الرّفَاقِ حَتّي دَخَلُوا عَلَي يُوسُفَ فَقَالَ لَهُم مَعَكُمُ ابنُ يَامِيلَ[يَامِينَ]قَالُوا نَعَم هُوَ فِي الرّحلِ قَالَ لَهُم فأَتوُنيِ‌ بِهِ فَأَتَوهُ بِهِ وَ هُوَ فِي دَارِ المَلِكِ فَقَالَ أَدخِلُوهُ وَحدَهُ فَأَدخَلُوهُ عَلَيهِ فَضَمّهُ يُوسُفُ إِلَيهِ وَ بَكَي وَ قَالَ لَهُ أَنَا أَخُوكَ يُوسُفُ فَلَا تَبتَئِس بِمَا ترَاَنيِ‌ أَعمَلُ وَ اكتُم مَا أَخبَرتُكَ بِهِ وَ لَا تَحزَن وَ لَا تَخَف ثُمّ أَخرَجَهُ إِلَيهِم وَ أَمَرَ فِتيَتَهُ أَن يَأخُذُوا بِضَاعَتَهُم وَ يُعَجّلُوا لَهُمُ الكَيلَ فَإِذَا فَرَغُوا جَعَلُوا المِكيَالَ فِي رَحلِ ابنِ يَامِيلَ[يَامِينَ]فَفَعَلُوا بِهِ ذَلِكَ وَ ارتَحَلَ القَومُ مَعَ الرّفقَةِ فَمَضَوا فَلَحِقَهُم يُوسُفُ وَ فِتيَتُهُ فَنَادَوا فِيهِمأَيّتُهَا العِيرُ إِنّكُم لَسارِقُونَ قالُوا وَ أَقبَلُوا عَلَيهِم ما ذا تَفقِدُونَ قالُوا نَفقِدُ صُواعَ المَلِكِ وَ لِمَن جاءَ بِهِ حِملُ بَعِيرٍ وَ أَنَا بِهِ زَعِيمٌ قالُوا تَاللّهِ لَقَد عَلِمتُم ما جِئنا لِنُفسِدَ فِي الأَرضِ وَ ما كُنّا سارِقِينَ قالُوا فَما جَزاؤُهُ إِن كُنتُم كاذِبِينَ قالُوا جَزاؤُهُ مَن وُجِدَ فِي رَحلِهِ فَهُوَ جَزاؤُهُ قَالَفَبَدَأَ بِأَوعِيَتِهِم قَبلَ وِعاءِ أَخِيهِ ثُمّ استَخرَجَها مِن وِعاءِ أَخِيهِ...قالُوا إِن يَسرِق فَقَد سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِن قَبلُ فَقَالَ لَهُم يُوسُفُ ارتَحِلُوا عَن بِلَادِنَاقالُوا يا أَيّهَا العَزِيزُ إِنّ لَهُ أَباً شَيخاً كَبِيراً وَ قَد أَخَذَ عَلَينَا مَوثِقاً مِنَ اللّهِ لِنَرُدّ بِهِ إِلَيهِفَخُذ أَحَدَنا مَكانَهُ إِنّا نَراكَ مِنَ المُحسِنِينَ إِن فَعَلتَقالَ مَعاذَ اللّهِ أَن نَأخُذَ إِلّا مَن وَجَدنا مَتاعَنا عِندَهُفَقالَ كَبِيرُهُمإنِيّ‌ لَستُ أَبرَحُالأَرضَ حَتّي يَأذَنَ لِي أَبِي أَو يَحكُمَ اللّهُ لِي وَ مَضَي إِخوَةُ يُوسُفَ حَتّي دَخَلُوا عَلَي يَعقُوبَ فَقَالَ لَهُم فَأَينَ ابنُ يَامِيلَ[يَامِينَ]قَالُوا ابنُ يَامِيلَ[يَامِينَ]سَرَقَ مِكيَالَ المَلِكِ فَأَخَذَ المَلِكُ سَرِقَتَهُ فَحَبَسَ عِندَهُ فَاسأَل أَهلَ القَريَةِ وَ العِيرَ حَتّي يُخبِرُوكَ بِذَلِكَ فَاستَرجَعَ وَ استَعبَرَ وَ اشتَدّ حُزنُهُ حَتّي تَقَوّسَ ظَهرُهُ


صفحه : 307

شي‌،[تفسير العياشي‌] أبوحمزة عن أبي بصير عنه ذكر فيه ابن يامين و لم يذكر ابن ياميل

115-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَبَانٍ الأَحمَرِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَمّا دَخَلَ إِخوَةُ يُوسُفَ عَلَيهِ وَ قَد جَاءُوا بِأَخِيهِم مَعَهُم وَضَعَ لَهُمُ المَوَائِدَ قَالَ يَمتَارُ كُلّ وَاحِدٍ مِنكُم مَعَ أَخِيهِ لِأُمّهِ عَلَي الخِوَانِ فَجَلَسُوا وَ بقَيِ‌َ أَخُوهُ قَائِماً فَقَالَ لَهُ مَا لَكَ لَا تَجلِسُ مَعَ إِخوَتِكَ قَالَ لَيسَ لِي مِنهُم أَخٌ مِن أمُيّ‌ قَالَ فَلَكَ أَخٌ مِن أُمّكَ زَعَمَ هَؤُلَاءِ أَنّ الذّئبَ أَكَلَهُ قَالَ نَعَم قَالَ فَاقعُد وَ كُل معَيِ‌ قَالَ فَتَرَكَ إِخوَتُهُ الأَكلَ قَالُوا إِنّا نُرِيدُ أَمراً وَ يَأبَي اللّهُ إِلّا أَن يَرفَعَ وَلَدَ يَامِينَ عَلَينَا ثُمّ قَالَ حِينَ فَرَغُوا مِن جِهَازِهِم أَمَرَ أَن يَضَعَ الصّاعَ فِي رَحلِ أَخِيهِ فَلَمّا فَصَلُوا نَادَي مُنَادٍأَيّتُهَا العِيرُ إِنّكُم لَسارِقُونَ قَالَ فَرَجَعُوا فَقَالُواما ذا تَفقِدُونَ قالُوا نَفقِدُ صُواعَ المَلِكِ إِلَي قَولِهِجَزاؤُهُ مَن وُجِدَ فِي رَحلِهِ فَهُوَ جَزاؤُهُيَعنُونَ السّنّةَ التّيِ‌ تجَريِ‌ فِيهِم أَن يَحبِسَهُفَبَدَأَ بِأَوعِيَتِهِم قَبلَ وِعاءِ أَخِيهِ ثُمّ استَخرَجَها مِن وِعاءِ أَخِيهِفَقالُوا إِن يَسرِق فَقَد سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِن قَبلُ

قَالَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ الوَشّاءُ فَسَمِعتُ الرّضَا ع يَقُولُ يَعنُونَ المِنطَقَةَ فَلَمّا فَرَغَ مِن غَدَائِهِ قَالَ مَا بَلَغَ مِن حُزنِكَ عَلَي أَخِيكَ قَالَ وُلِدَ لِي عَشَرَةُ أَولَادٍ فَكُلّهُم شَقَقتُ لَهُم مِنِ اسمِهِ قَالَ فَقَالَ لَهُ مَا أَرَاكَ حَزِنتَ عَلَيهِ حَيثُ اتّخَذتَ النّسَاءَ مِن بَعدِهِ قَالَ أَيّهَا العَزِيزُ إِنّ لِي أَباً شَيخاً كَبِيراً صَالِحاً فَقَالَ يَا بنُيَ‌ّ تَزَوّج لَعَلّكَ أَن تُصِيبَ وَلَداً يُثقِلُ الأَرضَ بِشَهَادَةِ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ قَالَ أَبُو مُحَمّدٍ عَبدُ اللّهِ بنُ مُحَمّدٍ هَذَا مِن رِوَايَةِ الرّضَا ع

116-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن عَلِيّ بنِ مَهزِيَارَ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَن أَبِيهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ وَ قَد كَانَ هَيّأَ لَهُم طَعَاماً فَلَمّا دَخَلُوا إِلَيهِ قَالَ لِيَجلِس كُلّ بنَيِ‌ أُمّ عَلَي مَائِدَةٍ


صفحه : 308

قَالَ فَجَلَسُوا وَ بقَيِ‌َ ابنُ يَامِينَ قَائِماً فَقَالَ لَهُ يُوسُفُ مَا لَكَ لَا تَجلِسُ قَالَ لَهُ إِنّكَ قُلتَ لِيَجلِس كُلّ بنَيِ‌ أُمّ عَلَي مَائِدَةٍ وَ لَيسَ لِي مِنهُمُ ابنُ أُمّ فَقَالَ يُوسُفُ أَ مَا كَانَ لَكَ ابنُ أُمّ قَالَ لَهُ ابنُ يَامِينَ بَلَي قَالَ يُوسُفُ فَمَا فَعَلَ قَالَ زَعَمَ هَؤُلَاءِ أَنّ الذّئبَ أَكَلَهُ قَالَ فَمَا بَلَغَ مِن حُزنِكَ عَلَيهِ قَالَ وُلِدَ لِي أَحَدَ عَشَرَ ابناً كُلّهُم أَشتَقّ لَهُ اسماً مِنِ اسمِهِ فَقَالَ لَهُ يُوسُفُ أَرَاكَ قَد عَانَقتَ النّسَاءَ وَ شَمِمتَ الوَلَدَ مِن بَعدِهِ قَالَ لَهُ ابنُ يَامِينَ إِنّ لِي أَباً صَالِحاً وَ إِنّهُ قَالَ تَزَوّج لَعَلّ اللّهَ أَن يُخرِجَ مِنكَ ذُرّيّةً تُثقِلُ الأَرضَ بِالتّسبِيحِ فَقَالَ لَهُ تَعَالَ فَاجلِس معَيِ‌ عَلَي ماَئدِتَيِ‌ فَقَالَ إِخوَةُ يُوسُفَ لَقَد فَضّلَ اللّهُ يُوسُفَ وَ أَخَاهُ حَتّي إِنّ المَلِكَ قَد أَجلَسَهُ مَعَهُ عَلَي مَائِدَتِهِ

117-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ لَا خَيرَ فِيمَن لَا تَقِيّةَ لَهُ وَ لَقَد قَالَ يُوسُفُأَيّتُهَا العِيرُ إِنّكُم لَسارِقُونَ وَ مَا سَرَقُوا

118-شي‌،[تفسير العياشي‌] وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قِيلَ لَهُ وَ أَنَا عِندَهُ عَن سَالِمِ بنِ أَبِي حَفصَةَ يرَويِ‌ عَنكَ أَنّكَ تَكَلّمُ عَلَي سَبعِينَ وَجهاً لَكَ مِنهَا المَخرَجُ فَقَالَ مَا يُرِيدُ سَالِمٌ منِيّ‌ أَ يُرِيدُ أَن أجَيِ‌ءَ بِالمَلَائِكَةِ فَوَ اللّهِ مَا جَاءَ بِهِمُ النّبِيّونَ وَ لَقَد قَالَ اِبرَاهِيمُإنِيّ‌ سَقِيمٌ وَ اللّهِ مَا كَانَ سَقِيماً وَ مَا كَذَبَ وَ لَقَد قَالَ اِبرَاهِيمُبَل فَعَلَهُ كَبِيرُهُم وَ مَا فَعَلَهُ كَبِيرُهُم وَ مَا كَذَبَ وَ لَقَد قَالَ يُوسُفُأَيّتُهَا العِيرُ إِنّكُم لَسارِقُونَ وَ اللّهِ مَا كَانُوا سَرَقُوا وَ مَا كَذَبَ

119-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَبِي حَمزَةَ الثمّاَليِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ صُوَاعُ المَلِكِ طَاسُهُ ألّذِي يَشرَبُ فِيهِ

120-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَمّن ذَكَرَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِصُواعَ المَلِكِ قَالَ كَانَ قَدَحاً مِن ذَهَبٍ وَ قَالَ كَانَ صُوَاعَ يُوسُفَ إِذ[ إِذَا]كِيلَ بِهِ

121-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَنِ الحُسَينِ بنِ أَبِي العَلَاءِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَذَكَرَ بنَيِ‌ يَعقُوبَ قَالَ كَانُوا إِذَا غَضِبُوا اشتَدّ غَضَبُهُم حَتّي تَقطُرَ جُلُودُهُم دَماً أَصفَرَ وَ هُم يَقُولُونَ خُذ أَحَدَنَا


صفحه : 309

مَكَانَهُ يعَنيِ‌ جَزَاءَهُ فَأَخَذَ ألّذِي وَجَدَ الصّاعَ عِندَهُ

122-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَمّا استَيأَسَ إِخوَةُ يُوسُفَ مِن أَخِيهِم قَالَ لَهُم يَهُودَا وَ كَانَ أَكبَرَهُمفَلَن أَبرَحَ الأَرضَ حَتّي يَأذَنَ لِي أَبِي أَو يَحكُمَ اللّهُ لِي وَ هُوَ خَيرُ الحاكِمِينَ قَالَ وَ رَجَعَ إِلَي يُوسُفَ يُكَلّمُهُ فِي أَخِيهِ فَكَلّمَهُ حَتّي ارتَفَعَ الكَلَامُ بَينَهُمَا حَتّي غَضِبَ يَهُودَا وَ كَانَ إِذَا غَضِبَ قَامَت شَعرَةٌ فِي كَتِفِهِ وَ خَرَجَ مِنهَا الدّمُ قَالَ وَ كَانَ بَينَ يدَيَ‌ يُوسُفَ ابنٌ لَهُ صَغِيرٌ مَعَهُ رُمّانَةٌ مِن ذَهَبٍ وَ كَانَ الصبّيِ‌ّ يَلعَبُ بِهَا قَالَ فَأَخَذَهَا يُوسُفُ مِنَ الصبّيِ‌ّ فَدَحرَجَهَا نَحوَ يَهُودَا قَالَ وَ حَبَا الصبّيِ‌ّ لِيَأخُذَهَا فَمَسّ يَهُودَا فَسَكَنَ يَهُودَا ثُمّ عَادَ إِلَي يُوسُفَ فَكَلّمَهُ فِي أَخِيهِ حَتّي ارتَفَعَ الكَلَامُ بَينَهُمَا حَتّي غَضِبَ يَهُودَا وَ قَامَتِ الشّعرَةُ وَ سَالَ مِنهَا الدّمُ فَأَخَذَ يُوسُفُ الرّمّانَةَ مِنَ الصبّيِ‌ّ فَدَحرَجَهَا نَحوَ يَهُودَا وَ حَبَا الصبّيِ‌ّ نَحوَ يَهُودَا فَسَكَنَ يَهُودَا فَقَالَ يَهُودَا إِنّ فِي البَيتِ مَعَنَا لَبَعضَ وُلدِ يَعقُوبَ قَالَ فَعِندَ ذَلِكَ قَالَ لَهُم يُوسُفُهَل عَلِمتُم ما فَعَلتُم بِيُوسُفَ وَ أَخِيهِ إِذ أَنتُم جاهِلُونَ

وَ فِي رِوَايَةِ هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَنهُ ع قَالَ لَمّا أَخَذَ يُوسُفُ أَخَاهُ اجتَمَعَ عَلَيهِ إِخوَتُهُ فَقَالُوا لَهُ خُذ أَحَدَنَا مَكَانَهُ وَ جُلُودُهُم تَقطُرُ دَماً أَصفَرَ وَ هُم يَقُولُونَ خُذ أَحَدَنَا مَكَانَهُ قَالَ فَلَمّا أَن أَبَي عَلَيهِم وَ أُخرِجُوا مِن عِندِهِ قَالَ لَهُم يَهُودَا قَد عَلِمتُم مَا فَعَلتُم بِيُوسُفَفَلَن أَبرَحَ الأَرضَ حَتّي يَأذَنَ لِي أَبِي أَو يَحكُمَ اللّهُ لِي وَ هُوَ خَيرُ الحاكِمِينَ قَالَ فَرَجَعُوا إِلَي أَبِيهِم وَ تَخَلّفَ يَهُودَا قَالَ فَدَخَلَ عَلَي يُوسُفَ فَكَلّمَهُ فِي أَخِيهِ حَتّي ارتَفَعَ الكَلَامُ بَينَهُ وَ بَينَهُ وَ غَضِبَ وَ كَانَ عَلَي كَتِفِهِ شَعرَةٌ إِذَا غَضِبَ قَامَتِ الشّعرَةُ فَلَا تَزَالُ تَقذِفُ بِالدّمِ حَتّي يَمَسّهُ بَعضُ وُلدِ يَعقُوبَ قَالَ فَكَانَ بَينَ يدَيَ‌ يُوسُفَ ابنٌ لَهُ صَغِيرٌ فِي يَدِهِ رُمّانَةٌ مِن ذَهَبٍ يَلعَبُ بِهَا فَلَمّا رَآهُ يُوسُفُ قَد غَضِبَ وَ قَامَتِ الشّعرَةُ تَقذِفُ بِالدّمِ أَخَذَ الرّمّانَةَ مِن يدَيَ‌ِ الصبّيِ‌ّ ثُمّ دَحرَجَهَا نَحوَ يَهُودَا وَ ابتَغَي الصبّيِ‌ّ لِيَأخُذَهَا فَوَقَعَت يَدُهُ عَلَي يَهُودَا قَالَ فَذَهَبَ غَضَبُهُ قَالَ فَارتَابَ يَهُودَا وَ رَجَعَ الصبّيِ‌ّ بِالرّمّانَةِ إِلَي يُوسُفَ ثُمّ ارتَفَعَ الكَلَامُ بَينَهُمَا حَتّي


صفحه : 310

غَضِبَ وَ قَامَتِ الشّعرَةُ فَجَعَلَت تَقذِفُ بِالدّمِ فَلَمّا رَأَي يُوسُفُ دَحرَجَ الرّمّانَةَ نَحوَ يَهُودَا وَ أَتبَعَهَا الصبّيِ‌ّ لِيَأخُذَهَا فَوَقَعَت يَدُهُ عَلَي يَهُودَا فَسَكَنَ غَضَبُهُ قَالَ فَقَالَ يَهُودَا إِنّ فِي البَيتِ لَمِن وُلدِ يَعقُوبَ حَتّي صَنَعَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرّاتٍ

بيان قال الطبرسي‌ رحمه الله فَلَن أَبرَحَ الأَرضَ أي لاأزال بهذه الأرض و لاأزول عنها وهي‌ أرض مصرحَتّي يَأذَنَ لِي أَبِي في البراح والرجوع إليه أَو يَحكُمَ اللّهُ لِيبالخروج وترك أخي‌ هنا وقيل بالموت وقيل بما يكون عذرا لنا عندأبينا عن أبي مسلم وقيل بالسيف حتي أحارب من حبس أخي‌ عن الجبائي‌ انتهي . و قال الفيروزآبادي‌ حبا الرجل مشي علي يديه وبطنه والصبي‌ حبوا كسهو مشي علي استه انتهي . ويظهر من الخبر الأول أنه ع أظهر الأمر ليهودا قبل رجوع إخوته و فيه مخالفة مالسائر الأخبار

123-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن جَابِرٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ جَعفَرٍ ع رَحِمَكَ اللّهُ مَا الصّبرُ الجَمِيلُ فَقَالَ كَانَ[ذَاكَ]صَبرٌ لَيسَ فِيهِ شَكوَي إِلَي النّاسِ إِنّ اِبرَاهِيمَ بَعَثَ يَعقُوبَ إِلَي رَاهِبٍ مِنَ الرّهبَانِ عَابِدٍ مِنَ العُبّادِ فِي حَاجَةٍ فَلَمّا رَآهُ الرّاهِبُ حَسِبَهُ اِبرَاهِيمَ فَوَثَبَ إِلَيهِ فَاعتَنَقَهُ ثُمّ قَالَ مَرحَباً بِخَلِيلِ الرّحمَنِ قَالَ يَعقُوبُ إنِيّ‌ لَستُ بِإِبرَاهِيمَ وَ لكَنِيّ‌ يَعقُوبُ بنُ إِسحَاقَ بنِ اِبرَاهِيمَ فَقَالَ لَهُ الرّاهِبُ فَمَا بَلَغَ بِكَ مَا أَرَي مِنَ الكِبَرِ قَالَ الهَمّ وَ الحُزنُ فَمَا جَاوَزَ صَغِيرَ البَابِ حَتّي أَوحَي اللّهُ إِلَيهِ أَن يَا يَعقُوبُ شكَوَتنَيِ‌ إِلَي العِبَادِ فَخَرّ سَاجِداً عِندَ عَتَبَةِ البَابِ يَقُولُ رَبّ لَا أَعُودُ فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ أنَيّ‌ قَد غَفَرتُهَا لَكَ فَلَا تَعُودَنّ إِلَي مِثلِهَا فَمَا شَكَا شَيئاً مِمّا أَصَابَهُ مِن نَوَائِبِ الدّنيَا إِلّا أَنّهُ قَالَ يَوماًإِنّما أَشكُوا بثَيّ‌ وَ حزُنيِ‌ إِلَي اللّهِ وَ أَعلَمُ مِنَ اللّهِ ما لا تَعلَمُونَ


صفحه : 311

أقول رواه السيد ابن طاوس في كتاب سعد السعود من تفسير ابن عقدة الحافظ عن عثمان بن عيسي عن المفضل عن جابر مثله بيان بعث ابراهيم يعقوب ع بعدكبر يعقوب غريب ولعله كان بعدفوت ابراهيم و كان البعث علي سبيل الوصية و في بعض النسخ إن الله بعث و هوالصواب و قوله صغير الباب لعله من إضافة الصفة إلي الموصوف أي الباب الصغير أي باب البيت دون باب الدار ورواه في كتاب التمحيص عن جابر و فيه فما جاز عتبة الباب

124-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ لَهُ بَعضُ أَصحَابِنَا مَا بَلَغَ مِن حُزنِ يَعقُوبَ عَلَي يُوسُفَ قَالَ حُزنَ سَبعِينَ ثَكلَي حَرّي

125- وَ بِهَذَا الإِسنَادِ عَنهُ قَالَ قِيلَ لَهُ كَيفَ تَحَزّنَ يَعقُوبُ عَلَي يُوسُفَ وَ قَد أَخبَرَهُ جَبرَئِيلُ أَنّهُ لَم يَمُت وَ أَنّهُ سَيَرجِعُ إِلَيهِ فَقَالَ إِنّهُ نسَيِ‌َ ذَلِكَ

بيان لعل المراد أنه لشدة حبه له كان محزونا علي مفارقته حتي كأنه نسي‌ ذلك

126-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن مُحَمّدِ بنِ سَهلٍ البحَراَنيِ‌ّ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ البَكّاءُونَ خَمسَةٌ آدَمُ وَ يَعقُوبُ وَ يُوسُفُ وَ فَاطِمَةُ بِنتُ مُحَمّدٍ وَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم أَمّا يَعقُوبُ فَبَكَي عَلَي يُوسُفَ حَتّي ذَهَبَ بَصَرُهُ وَ حَتّي قِيلَ لَهُتَفتَؤُا تَذكُرُ يُوسُفَ حَتّي تَكُونَ حَرَضاً أَو تَكُونَ مِنَ الهالِكِينَ

127-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن إِسمَاعِيلَ بنِ جَابِرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ يَعقُوبَ أَتَي مَلِكاً بِنَاحِيَتِكُم يَسأَلُهُ الحَاجَةَ فَقَالَ لَهُ المَلِكُ أَنتَ اِبرَاهِيمُ قَالَ لَا قَالَ وَ أَنتَ إِسحَاقُ بنُ اِبرَاهِيمَ قَالَ لَا قَالَ فَمَن أَنتَ قَالَ أَنَا يَعقُوبُ بنُ إِسحَاقَ قَالَ فَمَا بَلَغَ بِكَ مَا أَرَي مَعَ حَدَاثَةِ السّنّ قَالَ الحُزنُ عَلَي يُوسُفَ قَالَ لَقَد بَلَغَ بِكَ الحُزنُ يَا يَعقُوبُ كُلّ مَبلَغٍ فَقَالَ إِنّا مَعشَرَ الأَنبِيَاءِ أَسرَعُ شَيءٍ البَلَاءُ إِلَينَا ثُمّ الأَمثَلَ فَالأَمثَلَ مِنَ


صفحه : 312

النّاسِ فَقَضَي حَاجَتَهُ فَلَمّا جَاوَزَ بَابَهُ هَبَطَ عَلَيهِ جَبرَئِيلُ فَقَالَ لَهُ يَا يَعقُوبُ رَبّكَ يُقرِئُكَ السّلَامَ وَ يَقُولُ لَكَ شكَوَتنَيِ‌ إِلَي النّاسِ فَعَفّرَ وَجهَهُ فِي التّرَابِ وَ قَالَ يَا رَبّ زَلّةً أَقِلنِيهَا فَلَا أَعُودُ بَعدَ هَذَا أَبَداً ثُمّ عَادَ إِلَيهِ جَبرَئِيلُ فَقَالَ يَا يَعقُوبُ ارفَع رَأسَكَ رَبّكَ يُقرِئُكَ السّلَامَ وَ يَقُولُ لَكَ قَد أَقَلتُكَ فَلَا تَعُودُ[تَعُد]تشَكوُنيِ‌ إِلَي خلَقيِ‌ فَمَا رئُيِ‌َ نَاطِقاً بِكَلِمَةٍ مِمّا كَانَ فِيهِ حَتّي أَتَاهُ بَنُوهُ فَصَرَفَ وَجهَهُ إِلَي الحَائِطِ وَ قَالَإِنّما أَشكُوا بثَيّ‌ وَ حزُنيِ‌ إِلَي اللّهِ وَ أَعلَمُ مِنَ اللّهِ ما لا تَعلَمُونَ

128- وَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ عَنهُ جَاءَ يَعقُوبُ إِلَي نُمرُودَ فِي حَاجَةٍ فَلَمّا دَخَلَ عَلَيهِ وَ كَانَ أَشبَهَ النّاسِ بِإِبرَاهِيمَ قَالَ لَهُ أَنتَ اِبرَاهِيمُ خَلِيلُ الرّحمَنِ قَالَ لَا الحَدِيثَ

129-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع عَادَ إِلَي الحَدِيثِ الأَوّلِ قَالَ وَ اشتَدّ حُزنُهُ يعَنيِ‌ يَعقُوبَ حَتّي تَقَوّسَ ظَهرُهُ وَ أَدبَرَتِ الدّنيَا عَن يَعقُوبَ وَ وُلدِهِ حَتّي احتَاجُوا حَاجَةً شَدِيدَةً وَ فَنِيَت مِيَرُهُم فَعِندَ ذَلِكَ قَالَ يَعقُوبُ لِوُلدِهِاذهَبُوا فَتَحَسّسُوا مِن يُوسُفَ وَ أَخِيهِ وَ لا تَيأَسُوا مِن رَوحِ اللّهِ إِنّهُ لا يَيأَسُ مِن رَوحِ اللّهِ إِلّا القَومُ الكافِرُونَفَخَرَجَ مِنهُم نَفَرٌ وَ بَعَثَ مَعَهُم بِضَاعَةً يَسِيرَةً وَ كَتَبَ مَعَهُم كِتَاباً إِلَي عَزِيزِ مِصرَ يَعطِفُهُ عَلَي نَفسِهِ وَ وُلدِهِ وَ أَوصَي وُلدَهُ أَن يَبدُوا[يَبدَءُوا]بِدَفعِ كِتَابِهِ قَبلَ البِضَاعَةِ فَكَتَبَبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ إِلَي عَزِيزِ مِصرَ وَ مَظهَرِ العَدلِ وَ موُفيِ‌ الكَيلِ مِن يَعقُوبَ


صفحه : 313

بنِ إِسحَاقَ بنِ اِبرَاهِيمَ خَلِيلِ اللّهِ صَاحِبِ نُمرُودَ ألّذِي جَمَعَ لِإِبرَاهِيمَ الحَطَبَ وَ النّارَ لِيُحرِقَهُ بِهَا فَجَعَلَ اللّهُ عَلَيهِ بَرداً وَ سَلَاماً وَ أَنجَاهُ مِنهَا أُخبِرُكَ أَيّهَا العَزِيزُ أَنّا أَهلُ بَيتٍ قَدِيمٍ لَم يَزَلِ البَلَاءُ إِلَينَا سَرِيعاً مِنَ اللّهِ لِيَبلُوَنَا بِذَلِكَ عِندَ السّرّاءِ وَ الضّرّاءِ وَ أَنّ مَصَائِبَ تَتَابَعَت عَلَيّ مُنذُ عِشرِينَ سَنَةً أَوّلُهَا أَنّهُ كَانَ لِيَ ابنٌ سَمّيتُهُ يُوسُفَ وَ كَانَ سرُوُريِ‌ مِن بَينِ ولُديِ‌ وَ قُرّةَ عيَنيِ‌ وَ ثَمَرَةَ فؤُاَديِ‌ وَ أَنّ إِخوَتَهُ مِن غَيرِ أُمّهِ سأَلَوُنيِ‌ أَن أَبعَثَهُ مَعَهُميَرتَع وَ يَلعَبفَبَعَثتُهُ مَعَهُم بُكرَةً وَ إِنّهُم جاَءوُنيِ‌عِشاءً يَبكُونَ وَ جاَءوُنيِ‌عَلي قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍفَزَعَمُوا أَنّ الذّئبَ أَكَلَهُ فَاشتَدّ لِفَقدِهِ حزُنيِ‌ وَ كَثُرَ عَلَي فِرَاقِهِ بكُاَئيِ‌ حَتّي ابيَضّت عيَناَي‌َ مِنَ الحُزنِ وَ أَنّهُ كَانَ لَهُ أَخٌ مِن خَالَتِهِ وَ كُنتُ بِهِ مُعجَباً وَ عَلَيهِ رَفِيقاً وَ كَانَ لِي أَنِيساً وَ كُنتُ إِذَا ذَكَرتُ يُوسُفَ ضَمَمتُهُ إِلَي صدَريِ‌ فَيَسكُنُ بَعضُ مَا أَجِدُ فِي صدَريِ‌ وَ أَنّ إِخوَتَهُ ذَكَرُوا لِي أَنّكَ أَيّهَا العَزِيزُ سَأَلتَهُم عَنهُ وَ أَمَرتَهُم أَن يَأتُوكَ بِهِ وَ إِن لَم يَأتُوكَ بِهِ مَنَعتَهُمُ المِيرَةَ لَنَا مِنَ القَمحِ مِن مِصرَ فَبَعَثتُهُ مَعَهُم لِيَمتَارُوا لَنَا قَمحاً فَرَجَعُوا إلِيَ‌ّ فَلَيسَ هُوَ مَعَهُم وَ ذَكَرُوا أَنّهُ سَرَقَ مِكيَالَ المَلِكِ وَ نَحنُ أَهلُ بَيتٍ لَا نَسرِقُ وَ قَد حَبَستَهُ وَ فجَعَتنَيِ‌ بِهِ وَ قَدِ اشتَدّ لِفِرَاقِهِ حزُنيِ‌ حَتّي تَقَوّسَ لِذَلِكَ ظهَريِ‌ وَ عَظُمَت بِهِ مصُيِبتَيِ‌ مَعَ مَصَائِبَ مُتَتَابِعَاتٍ عَلَيّ فَمُنّ عَلَيّ بِتَخلِيَةِ سَبِيلِهِ وَ إِطلَاقِهِ مِن مَحبَسِهِ وَ طَيّب لَنَا القَمحَ وَ اسمَح لَنَا فِي السّعرِ وَ عَجّل سَرَاحَ آلِ يَعقُوبَ فَلَمّا مَضَي وُلدُ يَعقُوبَ مِن عِندِهِ نَحوَ مِصرَ بِكِتَابِهِ نَزَلَ جَبرَئِيلُ عَلَي يَعقُوبَ فَقَالَ لَهُ يَا يَعقُوبُ إِنّ رَبّكَ يَقُولُ لَكَ مَنِ ابتَلَاكَ بِمَصَائِبِكَ التّيِ‌ كَتَبتَ بِهَا إِلَي عَزِيزِ مِصرَ قَالَ يَعقُوبُ أَنتَ بلَوَتنَيِ‌ بِهَا عُقُوبَةً مِنكَ وَ أَدَباً لِي قَالَ اللّهُ فَهَل كَانَ يَقدِرُ عَلَي صَرفِهَا عَنكَ أَحَدٌ غيَريِ‌ قَالَ يَعقُوبُ أللّهُمّ لَا قَالَ أَ فَمَا استَحيَيتَ منِيّ‌ حِينَ شَكَوتَ مَصَائِبَكَ إِلَي غيَريِ‌ وَ لَم تَستَغِث بيِ‌ وَ تَشكُو مَا بِكَ إلِيَ‌ّ فَقَالَ يَعقُوبُ أَستَغفِرُكَ يَا إلِهَيِ‌ وَ أَتُوبُ إِلَيكَ وَ أَشكُو بثَيّ‌ وَ حزُنيِ‌ إِلَيكَ فَقَالَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي قَد بَلَغتُ بِكَ يَا يَعقُوبُ وَ بِوُلدِكَ الخَاطِئِينَ


صفحه : 314

الغَايَةَ فِي أدَبَيِ‌ وَ لَو كُنتَ يَا يَعقُوبُ شَكَوتَ مَصَائِبَكَ إلِيَ‌ّ عِندَ نُزُولِهَا بِكَ وَ استَغفَرتَ وَ تُبتَ إلِيَ‌ّ مِن ذَنبِكَ لَصَرَفتُهَا عَنكَ بَعدَ تقَديِريِ‌ إِيّاهَا عَلَيكَ وَ لَكِنّ الشّيطَانَ أَنسَاكَ ذكِريِ‌ فَصِرتَ إِلَي القُنُوطِ مِن رحَمتَيِ‌ وَ أَنَا اللّهُ الجَوَادُ الكَرِيمُ أُحِبّ عبِاَديِ‌َ المُستَغفِرِينَ التّائِبِينَ الرّاغِبِينَ إلِيَ‌ّ فِيمَا عنِديِ‌ يَا يَعقُوبُ أَنَا رَادّ إِلَيكَ يُوسُفَ وَ أَخَاهُ وَ مُعِيدٌ إِلَيكَ مَا ذَهَبَ مِن مَالِكَ وَ لَحمِكَ وَ دَمِكَ وَ رَادّ إِلَيكَ بَصَرَكَ وَ يَقُومُ لَكَ ظَهرُكَ[مُقَوّمٌ لَكَ ظَهرَكَ]فَطِب نَفساً وَ قَرّ عَيناً وَ إِنّ ألّذِي فَعَلتُهُ بِكَ كَانَ أَدَباً منِيّ‌ لَكَ فَاقبَل أدَبَيِ‌ وَ مَضَي وُلدُ يَعقُوبَ بِكِتَابِهِ نَحوَ مِصرَ حَتّي دَخَلُوا عَلَي يُوسُفَ فِي دَارِ المَملَكَةِ فَقالُوا يا أَيّهَا العَزِيزُ مَسّنا وَ أَهلَنَا الضّرّ وَ جِئنا بِبِضاعَةٍ مُزجاةٍ فَأَوفِ لَنَا الكَيلَ وَ تَصَدّق عَلَينابِأَخِينَا ابنِ يَامِينَ وَ هَذَا كِتَابُ أَبِينَا يَعقُوبَ إِلَيكَ فِي أَمرِهِ يَسأَلُكَ أَن تَمُنّ بِهِ عَلَيهِ قَالَ فَأَخَذَ يُوسُفُ كِتَابَ يَعقُوبَ فَقَبّلَهُ وَ وَضَعَهُ عَلَي عَينَيهِ وَ بَكَي وَ انتَحَبَ حَتّي بَلّت دُمُوعُهُ القَمِيصَ ألّذِي عَلَيهِ ثُمّ أَقبَلَ عَلَيهِم فَقالَ هَل عَلِمتُم ما فَعَلتُم بِيُوسُفَ مِن قَبلُوَ أَخِيهِ مِن بَعدُقالُوا أَ إِنّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ قالَ أَنَا يُوسُفُ وَ هذا أخَيِ‌ قَد مَنّ اللّهُ عَلَيناقالُوا تَاللّهِ لَقَد آثَرَكَ اللّهُ عَلَينا فَلَا تَفضَحنَا وَ لَا تُعَاقِبنَا اليَومَ وَ اغفِر لَنَاقالَ لا تَثرِيبَ عَلَيكُمُ اليَومَ يَغفِرُ اللّهُ لَكُم

و في رواية أخري عن أبي بصير عن أبي جعفر ع نحوه

130-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن عَمرِو بنِ عُثمَانَ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا قَالَ لَمّا قَالَ إِخوَةُ يُوسُفَيا أَيّهَا العَزِيزُ مَسّنا وَ أَهلَنَا الضّرّ قَالَ قَالَ يُوسُفُ لَا صَبرَ عَلَي ضُرّ آلِ يَعقُوبَ فَقَالَ عِندَ ذَلِكَهَل عَلِمتُم ما فَعَلتُم بِيُوسُفَ وَ أَخِيهِالآيَةَ

131-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع قَالَ سَأَلتُهُ عَن قَولِهِوَ جِئنا بِبِضاعَةٍ مُزجاةٍ قَالَ المُقلُ وَ فِي هَذِهِ الرّوَايَةِ وَ جِئنَا بِبِضَاعَةٍ مُزجِئَةٍ قَالَ كَانَتِ المُقلَ وَ كَانَت بِلَادُهُم بِلَادَ المُقلِ وَ هيِ‌َ البِضَاعَةُ

بيان قال البيضاوي‌مُزجاةٍرديئة أوقليلة ترد وتدفع رغبة عنها من أزجيته


صفحه : 315

إذادفعته وقيل كانت دراهم زيوفا وقيل صوفا وسمنا وقيل صنوبر وحبة الخضراء وقيل الأقط وسويق المقل انتهي . و في رواية أخري لعله ع قرأ مُزَجّاةٍ بتشديد الجيم أومزجِيّة بكسر الجيم وتشديد الياء و لم ينقل في القراءة الشاذة غيرالقراءة المشهورة

132-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا رَفَعَهُ قَالَ كَتَبَ يَعقُوبُ النّبِيّ إِلَي يُوسُفَ مِن يَعقُوبَ بنِ إِسحَاقَ ذَبِيحِ اللّهِ ابنِ اِبرَاهِيمَ خَلِيلِ اللّهِ الرّحمَنِ إِلَي عَزِيزِ مِصرَ أَمّا بَعدُ فَإِنّا أَهلُ بَيتٍ لَم يَزَلِ البَلَاءُ سَرِيعاً إِلَينَا ابتلُيِ‌َ اِبرَاهِيمُ جدَيّ‌ فأَلُقيِ‌َ فِي النّارِ ثُمّ ابتلُيِ‌َ أَبِي إِسحَاقُ بِالذّبحِ فَكَانَ لِيَ ابنٌ وَ كَانَ قُرّةَ عيَنيِ‌ وَ كُنتُ أُسَرّ بِهِ فَابتُلِيتُ بِأَن أَكَلَهُ الذّئبُ فَذَهَبَ بصَرَيِ‌ حُزناً عَلَيهِ مِنَ البُكَاءِ وَ كَانَ لَهُ أَخٌ وَ كُنتُ أُسَرّ بِهِ بَعدَهُ فَأَخَذتَهُ فِي سَرَقٍ وَ إِنّا أَهلُ بَيتٍ لَم نَسرِق قَطّ وَ لَا نُعرَفُ بِالسّرَقِ فَإِن رَأَيتَ أَن تَمُنّ عَلَيّ بِهِ فَعَلتَ قَالَ فَلَمّا أتُيِ‌َ يُوسُفُ بِالكِتَابِ فَتَحَهُ وَ قَرَأَهُ فَصَاحَ ثُمّ قَامَ فَدَخَلَ مَنزِلَهُ فَقَرَأَ وَ بَكَي ثُمّ غَسَلَ وَجهَهُ ثُمّ خَرَجَ إِلَي إِخوَتِهِ ثُمّ عَادَ فَقَرَأَهُ فَصَاحَ وَ بَكَي ثُمّ قَامَ فَدَخَلَ مَنزِلَهُ فَقَرَأَهُ وَ بَكَي ثُمّ غَسَلَ وَجهَهُ وَ عَادَ إِلَي إِخوَتِهِ فَقَالَهَل عَلِمتُم ما فَعَلتُم بِيُوسُفَ وَ أَخِيهِ إِذ أَنتُم جاهِلُونَ وَ أَعطَاهُم قَمِيصَهُ وَ هُوَ قَمِيصُ اِبرَاهِيمَ وَ كَانَ يَعقُوبُ بِالرّملَةِ فَلَمّا فَصَلُوا بِالقَمِيصِ مِن مِصرَ قَالَ يَعقُوبُإنِيّ‌ لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَو لا أَن تُفَنّدُونِ قالُوا تَاللّهِ إِنّكَ لفَيِ‌ ضَلالِكَ القَدِيمِ

133-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن مُفَضّلِ بنِ عُمَرَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَيسَ رَجُلٌ مِن وُلدِ فَاطِمَةَ يَمُوتُ وَ لَا يَخرُجُ مِنَ الدّنيَا حَتّي يُقِرّ لِلإِمَامِ بِإِمَامَتِهِ كَمَا أَقَرّ وُلدُ يَعقُوبَ لِيُوسُفَ حِينَ قَالُواتَاللّهِ لَقَد آثَرَكَ اللّهُ عَلَينا


صفحه : 316

134-ل ،[الخصال ] ع ،[علل الشرائع ]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] فِي أَسئِلَةِ الشاّميِ‌ّ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أَنّهُ ع قَالَ يَومَ الأَربِعَاءِ أُدخِلَ يُوسُفُ السّجنَ

135-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ رَفَعَهُ بِإِسنَادٍ لَهُ قَالَ إِنّ يَعقُوبَ وَجَدَ رِيحَ قَمِيصِ يُوسُفَ مِن مَسِيرَةِ عَشَرَةِ لَيَالٍ وَ كَانَ يَعقُوبُ بِبَيتِ المَقدِسِ وَ يُوسُفُ بِمِصرَ وَ هُوَ القَمِيصُ ألّذِي نَزَلَ عَلَي اِبرَاهِيمَ مِنَ الجَنّةِ فَدَفَعَهُ اِبرَاهِيمُ إِلَي إِسحَاقَ وَ إِسحَاقُ إِلَي يَعقُوبَ وَ دَفَعَهُ يَعقُوبُ إِلَي يُوسُفَ ع

136-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن نَشِيطِ بنِ صَالِحٍ البجَلَيِ‌ّ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع أَ كَانَ إِخوَةُ يُوسُفَ أَنبِيَاءَ قَالَ لَا وَ لَا بَرَرَةً أَتقِيَاءَ وَ كَيفَ وَ هُم يَقُولُونَ لِأَبِيهِم يَعقُوبَتَاللّهِ إِنّكَ لفَيِ‌ ضَلالِكَ القَدِيمِ

شي‌،[تفسير العياشي‌] عن نشيط عن رجل مثله

137-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ بنَيِ‌ يَعقُوبَ بَعدَ مَا صَنَعُوا بِيُوسُفَ أَذنَبُوا فَكَانُوا أَنبِيَاءَ

بيان استفهام علي الإنكار

138-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن مُقَرّنٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَكَتَبَ عَزِيزُ مِصرَ إِلَي يَعقُوبَ أَمّا بَعدُ فَهَذَا ابنُكَ يُوسُفُ اشتَرَيتُهُبِثَمَنٍ بَخسٍ دَراهِمَ مَعدُودَةٍ وَ اتّخَذتُهُ عَبداً وَ هَذَا ابنُكَ ابنُ يَامِينَ أَخَذتُهُ قَد سَرَقَ وَ اتّخَذتُهُ عَبداً قَالَ فَمَا وَرَدَ عَلَي يَعقُوبَ شَيءٌ أَشَدّ عَلَيهِ مِن ذَلِكَ الكِتَابِ فَقَالَ لِلرّسُولِ مَكَانَكَ حَتّي أُجِيبَهُ فَكَتَبَ إِلَيهِ يَعقُوبُ أَمّا بَعدُ فَقَد فَهِمتُ كِتَابَكَ أَنّكَ أَخَذتَ ابنيِ‌ بِثَمَنٍ بَخسٍ وَ اتّخَذتَهُ عَبداً وَ أَنّكَ اتّخَذتَ ابنيِ‌ ابنَ يَامِينَ وَ قَد سَرَقَ فَاتّخَذتَهُ عَبداً فَإِنّا أَهلُ بَيتٍ لَا نَسرِقُ وَ لَكِنّا أَهلُ بَيتٍ نُبتَلَي وَ قَدِ ابتلُيِ‌َ أَبُونَا اِبرَاهِيمُ بِالنّارِ فَوَقَاهُ اللّهُ وَ ابتلُيِ‌َ أَبُونَا إِسحَاقُ بِالذّبحِ فَوَقَاهُ اللّهُ وَ إنِيّ‌ قَدِ ابتُلِيتُ بِذَهَابِ بصَرَيِ‌ وَ ذَهَابِ ابنيَ‌ّ وَعَسَي اللّهُ أَن يأَتيِنَيِ‌ بِهِم جَمِيعاً


صفحه : 317

قَالَ فَلَمّا وَلّي الرّسُولُ عَنهُ رَفَعَ يَدَهُ إِلَي السّمَاءِ ثُمّ قَالَ يَا حَسَنَ الصّحبَةِ يَا كَرِيمَ المَعُونَةِ يَا خَيراً كُلّهُ ائتنِيِ‌ بِرَوحٍ مِنكَ وَ فَرَجٍ مِن عِندِكَ قَالَ فَهَبَطَ عَلَيهِ جَبرَئِيلُ فَقَالَ يَا يَعقُوبُ أَ لَا أُعَلّمُكَ دَعَوَاتٍ يَرُدّ اللّهُ عَلَيكَ بِهَا بَصَرَكَ وَ يَرُدّ عَلَيكَ ابنَيكَ فَقَالَ بَلَي فَقَالَ قُل يَا مَن لَا يَعلَمُ أَحَدٌ كَيفَ هُوَ وَ حَيثُ هُوَ وَ قُدرَتَهُ إِلّا هُوَ يَا مَن سَدّ الهَوَاءَ بِالسّمَاءِ وَ كَبَسَ الأَرضَ عَلَي المَاءِ وَ اختَارَ لِنَفسِهِ أَحسَنَ الأَسمَاءِ ائتنِيِ‌ بِرَوحٍ مِنكَ وَ فَرَجٍ مِن عِندِكَ فَمَا انفَجَرَ عَمُودُ الصّبحِ حَتّي أتُيِ‌َ بِالقَمِيصِ فَطُرِحَ عَلَي وَجهِهِ فَرَدّ اللّهُ عَلَيهِ بَصَرَهُ وَ رَدّ عَلَيهِ وُلدَهُ

139-دَعَوَاتُ الراّونَديِ‌ّ، عَن أَبِي جَعفَرٍ ع أَنّ يَعقُوبَ ع كَانَ اشتَدّ بِهِ الحُزنُ وَ رَفَعَ يَدَهُ إِلَي السّمَاءِ وَ قَالَ يَا حَسَنَ الصّحبَةِ إِلَي آخِرِ الخَبَرِ

140-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع عَادَ إِلَي الحَدِيثِ الأَوّلِ ألّذِي قَطَعنَاهُقالَ لا تَثرِيبَ عَلَيكُمُ اليَومَ يَغفِرُ اللّهُ لَكُماذهَبُوا بقِمَيِصيِ‌ هذا ألّذِي بَلّتهُ دُمُوعُ عيَنيِ‌فَأَلقُوهُ عَلي وَجهِ أَبِييَرتَدّ بَصِيراً لَو قَد شَمّ برِيِحيِ‌وَ أتوُنيِ‌ بِأَهلِكُم أَجمَعِينَ وَ رَدّهُم إِلَي يَعقُوبَ فِي ذَلِكَ اليَومِ وَ جَهّزَهُم بِجَمِيعِ مَا يَحتَاجُونَ إِلَيهِ فَلَمّا فَصَلَت عِيرُهُم مِن مِصرَ وَجَدَ يَعقُوبُ رِيحَ يُوسُفَ فَقَالَ لِمَن بِحَضرَتِهِ مِن وُلدِهِإنِيّ‌ لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَو لا أَن تُفَنّدُونِ قَالَ وَ أَقبَلَ وُلدُهُ يُحِثّونَ السّيرَ بِالقَمِيصِ فَرَحاً وَ سُرُوراً بِمَا رَأَوا مِن حَالِ يُوسُفَ وَ المُلكِ ألّذِي أَعطَاهُ اللّهُ وَ العِزّ ألّذِي صَارُوا إِلَيهِ فِي سُلطَانِ يُوسُفَ وَ كَانَ مَسِيرُهُم مِن مِصرَ إِلَي بَدوِ[بَلَدِ]يَعقُوبَ تِسعَةَ أَيّامٍفَلَمّا أَن جاءَ البَشِيرُأَلقَي القَمِيصَعَلي وَجهِهِ فَارتَدّ بَصِيراً وَ قَالَ لَهُم مَا فَعَلَ ابنُ يَامِيلَ[يَامِينَ]قَالُوا خَلّفنَاهُ عِندَ أَخِيهِ صَالِحاً قَالَ فَحَمِدَ اللّهَ يَعقُوبُ عِندَ ذَلِكَ وَ سَجَدَ لِرَبّهِ سَجدَةَ الشّكرِ وَ رَجَعَ إِلَيهِ بَصَرُهُ وَ تَقَوّمَ لَهُ ظَهرُهُ وَ قَالَ لِوُلدِهِ تَحَمّلُوا إِلَي يُوسُفَ فِي يَومِكُم هَذَا بِأَجمَعِكُم فَسَارُوا إِلَي يُوسُفَ وَ مَعَهُم يَعقُوبُ وَ خَالَةُ يُوسُفَ يَامِيلُ[يَامِينُ]


صفحه : 318

فَأَحَثّوا السّيرَ فَرَحاً وَ سُرُوراً فَسَارُوا تِسعَةَ أَيّامٍ إِلَي مِصرَ

141-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِسَوفَ أَستَغفِرُ لَكُم ربَيّ‌ فَقَالَ أَخّرَهُم إِلَي السّحَرِ قَالَ يَا رَبّ إِنّمَا ذَنبُهُم فِيمَا بيَنيِ‌ وَ بَينَهُم فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ أنَيّ‌ قَد غَفَرتُ لَهُم

142-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِسَوفَ أَستَغفِرُ لَكُم ربَيّ‌ قَالَ أَخّرَهُم إِلَي السّحَرِ لَيلَةَ الجُمُعَةِ

143-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَبِي بَصِيرٍ فِي تَتِمّةِ الخَبَرِ الأَوّلِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ فَصَارُوا تِسعَةَ أَيّامٍ إِلَي مِصرَ فَلَمّا دَخَلُوا عَلَي يُوسُفَ فِي دَارِ المَلِكِ اعتَنَقَ أَبَاهُ فَقَبّلَهُ وَ بَكَي وَ رَفَعَهُ وَ رَفَعَ خَالَتَهُ عَلَي سَرِيرِ المُلكِ ثُمّ دَخَلَ مَنزِلَهُ فَادّهَنَ وَ اكتَحَلَ وَ لَبِسَ ثِيَابَ العِزّ وَ المُلكِ ثُمّ خَرَجَ إِلَيهِم فَلَمّا رَأَوهُ سَجَدُوا جَمِيعاً لَهُ إِعظَاماً لَهُ وَ شُكراً لِلّهِ فَعِندَ ذَلِكَ قَالَيا أَبَتِ هذا تَأوِيلُ رءُياي‌َ مِن قَبلُ إِلَي قَولِهِبيَنيِ‌ وَ بَينَ إخِوتَيِ‌ قَالَ وَ لَم يَكُن يُوسُفُ فِي تِلكَ العِشرِينَ السّنَةَ[سَنَةً]يَدّهِنُ وَ لَا يَكتَحِلُ وَ لَا يَتَطَيّبُ وَ لَا يَضحَكُ وَ لَا يَمَسّ النّسَاءَ حَتّي جَمَعَ اللّهُ يَعقُوبَ ع شَملَهُ وَ جَمَعَ بَينَهُ وَ بَينَ يَعقُوبَ وَ إِخوَتِهِ

بيان قال الرازي‌ اختلفوا في مقدار المدة بين هذاالوقت و بين وقت الرؤيا فقيل ثمانون سنة وقيل سبعون وقيل أربعون سنة و هوقول الأكثرين ولذلك يقولون إن تأويل الرؤيا ربما صحت بعدأربعين سنة وقيل ثماني‌ عشرة سنة و عن الحسن أنه ألقي‌ في الجب ابن سبع عشرة سنة وبقي‌ في العبودية والسجن والملك ثمانين سنة ثم


صفحه : 319

وصل إلي أبيه وأقاربه وعاش بعد ذلك ثلاثا وعشرين سنة فكان عمره مائة وعشرين سنة و الله أعلم بالحقائق

144-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَنِ الحَسَنِ بنِ أَسبَاطٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا الحَسَنِ ع فِي كَم دَخَلَ يَعقُوبُ مِن وُلدِهِ عَلَي يُوسُفَ قَالَ فِي أَحَدَ عَشَرَ ابناً لَهُ فَقِيلَ لَهُ أَسبَاطٌ قَالَ نَعَم وَ سَأَلتُهُ عَن يُوسُفَ وَ أَخِيهِ أَ كَانَ أَخَاهُ لِأُمّهِ أَم ابنَ خَالَتِهِ فَقَالَ ابنَ خَالَتِهِ

بيان هذاالخبر يدل علي أن بنيامين لم يكن من أم يوسف بل من خالته وإنما دعاه أخا من أمه مجازا كماتجوز في قوله وَ رَفَعَ أَبَوَيهِ و هوقول جماعة من المفسرين والمؤرخين

145-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِوَ رَفَعَ أَبَوَيهِ عَلَي العَرشِ قَالَ العَرشُ السّرِيرُ وَ فِي قَولِهِوَ خَرّوا لَهُ سُجّداً قَالَ كَانَ سُجُودُهُم ذَلِكَ عِبَادَةً لِلّهِ

146-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن مُحَمّدِ بنِ بِهرُوزَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَ إِنّ يَعقُوبَ قَالَ لِيُوسُفَ حَيثُ التَقَيَا أخَبرِنيِ‌ يَا بنُيَ‌ّ كَيفَ صُنِعَ بِكَ فَقَالَ لَهُ يُوسُفُ انطَلِق بيِ‌ فَأُقعِدتُ عَلَي رَأسِ الجُبّ فَقِيلَ لِيَ انزِعِ القَمِيصَ فَقُلتُ لَهُم إنِيّ‌ أَسأَلُكَ[أَسأَلُكُم]بِوَجهِ أَبِيَ الصّدّيقِ يَعقُوبَ أَن لَا تُبدُوا عوَرتَيِ‌ وَ لَا تسَلبُوُنيِ‌ قمَيِصيِ‌ قَالَ فَأَخرَجَ عَلَيّ فُلَانٌ السّكّينَ فغَشُيِ‌َ عَلَي يَعقُوبَ فَلَمّا أَفَاقَ قَالَ لَهُ يَعقُوبُ حدَثّنيِ‌ كَيفَ صُنِعَ بِكَ فَقَالَ لَهُ يُوسُفُ إنِيّ‌ أُطَالَبُ يَا أَبَتَاه لَمّا كَفَفتَ فَكَفّ

147-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن إِسحَاقَ بنِ يَسَارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ قَالَ إِنّ اللّهَ بَعَثَ إِلَي يُوسُفَ وَ هُوَ فِي السّجنِ يَا ابنَ يَعقُوبَ مَا أَسكَنَكَ مَعَ الخَطّائِينَ قَالَ جرُميِ‌ قَالَ فَاعتَرَفَ بِجُرمِهِ فَأُخرِجَ فَاعتَرَفَ بِمَجلِسِهِ مِنهَا مَجلِسَ الرّجُلِ مِن أَهلِهِ فَقَالَ لَهُ ادعُ بِهَذَا الدّعَاءِ يَا كَبِيرَ كُلّ كَبِيرٍ يَا مَن لَا شَرِيكَ لَهُ وَ لَا وَزِيرَ يَا خَالِقَ الشّمسِ وَ القَمَرِ المُنِيرِ


صفحه : 320

يَا عِصمَةَ المُضطَرّ الضّرِيرِ يَا قَاصِمَ كُلّ جَبّارٍ عَنِيدٍ يَا مغُنيِ‌َ البَائِسِ الفَقِيرِ يَا جَابِرَ العَظمِ الكَسِيرِ يَا مُطلِقَ المُكَبّلِ الأَسِيرِ أَسأَلُكَ بِحَقّ مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ أَن تَجعَلَ لِي مِن أمَريِ‌ فَرَجاً وَ مَخرَجاً وَ ترَزقُنَيِ‌ مِن حَيثُ أَحتَسِبُ وَ مِن حَيثُ لَا أَحتَسِبُ قَالَ فَلَمّا أَصبَحَ دَعَاهُ المَلِكُ فَخَلّي سَبِيلَهُ وَ ذَلِكَ قَولُهُوَ قَد أَحسَنَ بيِ‌ إِذ أخَرجَنَيِ‌ مِنَ السّجنِ

148-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن عَبّاسِ بنِ يَزِيدَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ بَينَا رَسُولُ اللّهِص جَالِسٌ فِي أَهلِ بَيتِهِ إِذ قَالَ أَحَبّ يُوسُفُ أَن يَستَوثِقَ لِنَفسِهِ قَالَ فَقِيلَ بِمَا ذَا يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ لَمّا عَزَلَ لَهُ عَزِيزُ مِصرَ عَن مِصرَ لَبِسَ ثَوبَينِ جَدِيدَينِ أَو قَالَ لَطِيفَينِ وَ خَرَجَ إِلَي فَلَاةٍ مِنَ الأَرضِ فَصَلّي رَكَعَاتٍ فَلَمّا فَرَغَ رَفَعَ يَدَهُ إِلَي السّمَاءِ فَقَالَرَبّ قَد آتيَتنَيِ‌ مِنَ المُلكِ وَ علَمّتنَيِ‌ مِن تَأوِيلِ الأَحادِيثِ فاطِرَ السّماواتِ وَ الأَرضِ أَنتَ ولَيِيّ‌ فِي الدّنيا وَ الآخِرَةِ قَالَ فَهَبَطَ إِلَيهِ جَبرَئِيلُ فَقَالَ لَهُ يَا يُوسُفُ مَا حَاجَتُكَ فَقَالَ رَبّتوَفَنّيِ‌ مُسلِماً وَ ألَحقِنيِ‌ بِالصّالِحِينَ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع خشَيِ‌َ الفِتَنَ

أقول ذكر السيد في سعد السعود نقلا عن ترجمة التوراة أن إخوة يوسف باعوه بعشرين مثقالا من فضة و أن عمره كان عشرين سنة و أن عمر يعقوب كان مائة وسبعا وأربعين سنة و أن يوسف بكي علي أبيه سبعة أيام وناح المقربون عليه سبعين يوما و أن عمر يوسف كان مائة وعشرين سنة ثم قال وذكر محمد بن خالد البرقي‌ في كتاب المبتدإ أن عمره يوم باعوه كان ثلاث عشرة سنة.


صفحه : 321

أقول وجدت في كتاب الفهرست لأبي‌ غالب الزراري‌ ما هذالفظه أبوحمزة البطائني‌ اسمه سالم روي‌ عنه أن صاع يوسف كان يصوت بصوت حسن واحد واثنان .تذنيب في حل مايورد من الإشكال علي مامر من الآيات والأخبار و فيه فصول .الأول فيما يتعلق بأحوال يعقوب ولنذكر هنا بعض ماأورده السيد قدس الله روحه في كتاب تنزيه الأنبياء. قال فإن قيل فما معني تفضيل يعقوب ليوسف ع علي إخوته في البر والتقريب والمحبة حتي أوقع ذلك التحاسد بينهم وبينه وأفضي إلي الحال المكروهة التي‌ نطق بهاالقرآن حتي قالوا علي ماحكاه الله تعالي عنهم لَيُوسُفُ وَ أَخُوهُ أَحَبّ إِلي أَبِينا مِنّا وَ نَحنُ عُصبَةٌ إِنّ أَبانا لفَيِ‌ ضَلالٍ مُبِينٍفنسبوه إلي الضلال والخطاء و ليس لكم أن تقولوا إن يعقوب ع لم يعلم بذلك من حالهم قبل أن يكون منه التفضيل ليوسف ع لأن ذلك لابد من أن يكون معلوما من حيث كان في طباع البشر التنافس والتحاسد.الجواب قيل له ليس فيما نطق به القرآن مايدل علي أن يعقوب فضله بشي‌ء من فعله لأن المحبة التي‌ هي‌ ميل الطباع ليست مما يكتسبه الإنسان ويختاره وإنما ذلك موقوف علي فعل الله تعالي فيه ولهذا يكون للرجل عدة أولاد فيحب أحدهم دون غيره وربما كان المحبوب أدونهم في الجمال والكمال و قد قال الله تعالي وَ لَن تَستَطِيعُوا أَن تَعدِلُوا بَينَ النّساءِ وَ لَو حَرَصتُم وإنما أراد مابيناه من ميل النفس ألذي لايمكن الإنسان أن يعدل فيه بين نسائه لأن ماعدا ذلك من البر والعطاء والتقريب و ماأشبهه يستطيع الإنسان أن يعدل فيه بين النساء. فإن قيل فكأنكم نفيتم عن يعقوب ع القبيح والاستفساد وأضفتموها إلي الله فما الجواب عن المسألة علي هذاالوجه قلنا عنها جوابان أحدهما أنه لايمتنع أن يكون الله تعالي علم أن إخوة يوسف سيكون بينهم ذلك التحاسد والفعل القبيح علي كل حال و إن لم يفضل يوسف في محبة أبيه له


صفحه : 322

والجواب الآخر أن يكون ذلك جاريا مجري التمكين والتكليف الشاق لأن هؤلاء الإخوة متي امتنعوا من حسد أخيهم والبغي‌ عليه والإضرار به و هو غيرمفضل عليهم و لامقدم لايستحقون من الثواب مايستحقونه إذاامتنعوا من ذلك مع التقديم والتفضيل فأراد الله تعالي منهم أن يمتنعوا علي هذاالوجه الشاق و إذا كان مكلفا علي هذاالوجه فلااستفساد في تمييله طباع أبيهم إلي محبة يوسف ع لأن بذلك ينتظم هذاالتكليف ويجري‌ هذاالباب مجري خلق إبليس مع علمه تعالي بضلال من ضل عندخلقه ممن لو لم يخلقه لم يكن ضالا ومجري زيادة الشهوة فيمن يعلم تعالي أنه عند هذه الزيادة يفعل قبيحا لولاها لم يفعله . ووجه آخر في الجواب عن أصل المسألة و هو أنه يجوز أن يكون يعقوب ع كان مفضلا ليوسف ع في العطاء والتقريب والترحيب والبر ألذي وصل إليه من جهته و ليس ذلك بقبيح لأنه لايمتنع أن يكون يعقوب ع لم يعلم أن ذلك يؤدي‌ إلي ماأدي إليه ويجوز أن يكون رأي من سيرة إخوته وسدادهم وجميل ظاهرهم ماغلب علي ظنه أنهم لايحسدونه و إن فضله عليهم فإن الحسد و إن كان كثيرا ما يكون في الطباع فإن كثيرا من الناس يتنزهون عنه ويتجنبونه ويظهر من أحوالهم أمارات يظن معها بهم ماذكرناه و ليس التفضيل لبعض الأولاد علي بعض في العطاء محاباة لأن المحاباة هي‌ مفاعلة من الحباء ومعناها أن تحبو غيرك ليحبوك و هذاخارج عن معني التفضيل بالبر ألذي لايقصد به إلي ماذكرناه فأما قولهم إِنّ أَبانا لفَيِ‌ ضَلالٍ مُبِينٍفلم يريدوا به الضلال عن الدين وإنما أرادوا الذهاب عن التسوية بينهم في العطية لأنهم رأوا أن ذلك أصوب في تدبيرهم وأصل الضلال هوالعدول و كل من عدل عن شيء وذهب عنه فقد ضل ويجوز أيضا أن يريدوا بذلك الضلال عن الدين لأنهم خبروا عن اعتقادهم و قديجوز أن يعتقدوا في الصواب الخطاء فإن قيل كيف يجوز أن يقع من إخوة يوسف هذاالخطاء العظيم والفعل القبيح


صفحه : 323

و قدكانوا أنبياء فإن قلتم لم يكونوا أنبياء في الحال قيل لكم و أي منفعة في ذلك لكم وأنتم تذهبون إلي أن الأنبياء لايواقعون القبائح قبل النبوة و لابعدها قلنا لم يقم الحجة بأن إخوة يوسف الذين فعلوا به مافعلوه كانوا أنبياء في حال من الأحوال و إذا لم يقم بذلك الحجة جاز علي هؤلاء الإخوة من فعل القبيح مايجوز علي كل مكلف لم تقم حجة بعصمته و ليس لأحد أن يقول كيف تدفعون نبوتهم والظاهر أن الأسباط من بني‌ يعقوب كانوا أنبياء لأنه لايمتنع أن يكون الأسباط الذين كانوا أنبياء غيرهؤلاء الإخوة الذين فعلوا بيوسف ماقصه الله تعالي عنهم و ليس في ظاهر الكتاب أن جميع إخوة يوسف وسائر أسباط يعقوب كادوا يوسف ع بما حكاه الله تعالي من الكيد و قدقيل إن هؤلاء الإخوة في تلك الحال لم يكونوا بلغوا الحلم و لاتوجه إليهم التكليف و قديقع ممن قارب البلوغ من الغلمان مثل هذه الأفعال و قديلزمهم بعض العتاب واللوم فإن ثبت هذاالوجه سقطت المسألة أيضا مع تسليم أن هؤلاء الإخوة كانوا أنبياء في المستقبل انتهي كلامه رحمه الله .أقول الأظهر في الجواب هو ماأومئ إليه من أن التفضيل بين الأولاد في العطاء والمحبة والإكرام إذا كان لأمر ديني‌ ولفضيلة واقعية لم يدل دليل علي كونه مرجوحا بل دلت الأخبار المعتبرة علي رجحانه كماسيأتي‌ في بابه فعلي هذا لاحرج في تفضيل يعقوب يوسف مع علمه بأنه سيكون من الأنبياء والصديقين عليهم و لايوجب العلم بحسد الإخوة ترك أمر راجح ديني‌ يقتضيه العقل والشرع و أماخطاء الإخوة فقد عرفت بما مر من الأخبار أنهم لم يكونوا من الأنبياء وذهب كثير من العامة أيضا إلي ذلك فلايستبعد منهم صدور الذنب ولكن دلت الآية ظاهرا والأخبار صريحا علي أنهم فارقوا الدنيا تائبين مغفورين كماعرفت .


صفحه : 324

ثم قال قدس الله روحه مسألة فإن قال فلم أرسل يعقوب ع يوسف مع إخوته مع خوفه عليه منهم و قوله أَخافُ أَن يَأكُلَهُ الذّئبُ وَ أَنتُم عَنهُ غافِلُونَ وهل هذا إلاتغرير به ومخاطرة.الجواب قيل له ليس يمتنع أن يكون يعقوب لمارأي من بنيه مارأي من الأيمان والعهود والاجتهاد في الحفظ والرعاية لأخيهم ظن مع ذلك السلامة وغلب النجاة بعد أن كان خائفا مغلبا لغير السلامة وقوي‌ في نفسه أن يرسله معهم إشفاقه من إيقاع الوحشة والعداوة بينهم لأنه إذا لم يرسله مع الطلب منهم والحرص علموا أن سبب ذلك هوالتهمة لهم والخوف من ناحيتهم واستوحشوا منه و من يوسف ع وانضاف هذاالداعي‌ إلي ماظنه من السلامة والنجاة فأرسله .مسألة فإن قال فما معني قولهم ليعقوب ع وَ ما أَنتَ بِمُؤمِنٍ لَنا وَ لَو كُنّا صادِقِينَ وكيف يجوز أن ينسبوه إلي أنه لايصدق الصادق ويكذبه .الجواب إنهم لماعلموا علي مرور الأيام شدة تهمة أبيهم لهم وخوفه علي أخيهم منهم لما كان يظهر منهم من أمارات الحسد والنفاسة أيقنوا بأنه يكذبهم فيما أخبروا به من أكل الذئب أخاهم فقالوا له إنك لاتصدقنا في هذاالخبر لماسبق إلي قلبك من تهمتنا و إن كنا صادقين و قديفعل مثل ذلك المخادع المماكر إذاأراد أن يوقع في قلب من يخبره بالشي‌ء ليصدقه فيقول له أناأعلم أنك لاتصدقني‌ في كذا وكذا و إن كنت صادقا و هذا بين .مسألة فإن قال فلم أسرف يعقوب ع في الحزن والتهالك وترك التماسك حتي ابيضت عيناه من البكاء و من شأن الأنبياء التجلد والتصبر وتحمل الأثقال ولهذه الحالة ماعظمت منازلهم وارتفعت درجاتهم .الجواب قيل له إن يعقوب ع بلي‌ وامتحن في ابنه بما لم يمتحن به أحد


صفحه : 325

قبله لأن الله تعالي رزقه من يوسف أحسن الناس وأجملهم وأكملهم علما وفضلا وأدبا وعفافا ثم أصيب به أعجب مصيبة وأطرفها لأنه لم يمرض بين يديه مرضا يئول إلي الموت فيسليه عنه تمريضه له ثم يئس منه بالموت بل فقده فقدا لايقطع معه علي الهلاك فييأس و لايجد أمارة علي حياته وسلامته فيرجو ويطمع فكان متردد الفكر بين يأس وطمع و هذاأغلظ ما يكون علي الإنسان وأنكي لقلبه و قديرد علي الإنسان من الحزن ما لايملك رده و لايقوي علي دفعه ولهذا لم يكن أحد منهيا عن مجرد الحزن والبكاء وإنما نهي‌ عن اللطم والنوح و أن يطلق لسانه بما سخط ربه وَ قَد بَكَي نَبِيّنَاص عَلَي ابنِهِ اِبرَاهِيمَ عِندَ وَفَاتِهِ وَ قَالَ العَينُ تَدمَعُ وَ القَلبُ يَخشَعُ وَ لَا نَقُولُ مَا يُسخِطُ الرّبّ

و هو عليه الصلاة و السلام القدوة في جميع الآداب والفضائل علي أن يعقوب ع إنما أبدي من حزنه يسيرا من كثير و كان مايخبه ويتصبر عليه ويغالبه أكثر وأوسع مما أظهره و بعد فإن التجلد علي المصائب وكظم الحزن من المندوب إليه و ليس بواجب لازم و قديعدل الأنبياء ع عن كثير من المندوبات انتهي كلامه رفع الله مقامه .أقول قدحققنا في بعض كتبنا أن محبة المقربين لأولادهم وأقربائهم وأحبائهم ليست من جهة الدواعي‌ النفسانية والشهوات البشرية بل تجردوا عن جميع ذلك وأخلصوا حبهم وودهم وإرادتهم لله فهم مايحبون سوي الله تعالي وحبهم لغيره تعالي إنما يرجع إلي حبهم له ولذا لم يحب يعقوب ع من سائر أولاده مثل ماأحب يوسف ع وهم لجهلهم بسبب حبه له نسبوه إلي الضلال وقالوا نحن عصبة ونحن أحق بأن نكون محبوبين له لأنا أقوياء علي تمشية مايريده من أمور الدنيا ففرط حبه ليوسف إنما كان لحب الله تعالي له واصطفائه إياه ومحبوب المحبوب محبوب فإفراطه في حب يوسف لاينافي‌ خلوص حبه لربه و لايخل بعلو قدره ومنزلته عندسيده وسيأتي‌ الكلام


صفحه : 326

في ذلك علي وجه أبسط في محله وفيما أوردته كفاية لأولي‌ الألباب . ثم قال رحمه الله مسألة فإن قال كيف لم يتسل يعقوب ع ويخفف عنه الحزن ماتحققه من رؤيا ابنه يوسف ورؤيا الأنبياء لاتكون إلاصادقة.الجواب قيل له عن ذلك جوابان أحدهما أن يوسف ع رأي تلك الرؤيا و هوصبي‌ غيرنبي‌ و لاموحي إليه فلاوجه في تلك الحال للقطع علي صدقها وصحتها والآخر أن أكثر ما في هذاالباب أن يكون يعقوب ع قاطعا علي بقاء ابنه و أن الأمر سيئول فيه إلي ماتضمنته الرؤيا و هذا لايوجب نفي‌ الحزن والجزع لأنا نعلم أن طول المفارقة واستمرار الغيبة تقتضيان الحزن مع القطع علي أن المفارق باق يجوز أن يئول حاله إلي القدوم و قدجزع الأنبياء ع و من جري مجراهم من المؤمنين المطهرين من مفارقة أولادهم وأحبائهم مع ثقتهم بالالتقاء بهم في الآخرة والحصول معهم في الجنة والوجه في ذلك ماذكرناه انتهي كلامه رحمه الله .الفصل الثاني‌ في تأويل قوله تعالي وَ لَقَد هَمّت بِهِ وَ هَمّ بِها لَو لا أَن رَأي بُرهانَ رَبّهِ ولنذكر هنا ماأورده الرازي‌ في تفسيره في هذاالمقام فإن اعتراف الخصم أجدي لإتمام المرام . قال اعلم أن هذه الآية من المهمات التي‌ يجب الاعتناء بالبحث عنها و في هذه الآية مسائل .المسألة الأولي في أنه ع هل صدر عنه ذنب أم لا و في هذه المسألة قولان أحدهما أن يوسف ع هم بالفاحشة قال الواحدي‌ في كتاب البسيط قال المفسرون الموثوق بعلمهم المرجوع إلي روايتهم هم يوسف أيضا بهذه المرأة همّا صحيحا وجلس منها مجلس الرجل من المرأة فلما رأي البرهان من ربه زالت كل شهوة عنه

قَالَ أَبُو جَعفَرٍ البَاقِرُ بِإِسنَادِهِ عَن عَلِيّ أَنّهُ قَالَطَمِعَت فِيهِ وَ طَمِعَ فِيهَا وَ كَانَ طَمَعَهُ


صفحه : 327

فِيهَا أَنّهُ هَمّ أَن يَحِلّ التّكّةَ

و عن ابن عباس رضي‌ الله عنه قال حل الهميان وجلس منها مجلس الخائن و عنه أيضا أنها استلقت له وقعد هو بين رجليها ينزع ثيابه ثم إن الواحدي‌ طول في كلمات عديمة الفائدة في هذاالباب و ماذكر آية يحتج بها أوحديثا صحيحا يعول عليه في تصحيح هذه المقالة و لماأمعن في الكلمات العارية عن الفائدة روي‌ أن يوسف لما قال ذلِكَ لِيَعلَمَ أنَيّ‌ لَم أَخُنهُ بِالغَيبِ قال له جبرئيل و لاحين هممت يايوسف فقال يوسف عند ذلك وَ ما أبُرَ‌ّئُ نفَسيِ‌ ثم قال والذين أثبتوا هذاالعمل ليوسف كانوا أعرف بحقوق الأنبياء وارتفاع منازلهم عند الله من الذين نفوا لهم عنه فهذا خلاصة كلامه في هذاالباب . والقول الثاني‌ أن يوسف ع كان بريئا من العمل الباطل والهم المحرم و هذاقول المحققين من المفسرين والمتكلمين و به نقول و عنه نذب . واعلم أن الدلائل الدالة علي وجوب عصمة الأنبياء ع كثيرة استقصيناها في سورة البقرة في قصة آدم ع فلانعيدها إلا أنانزيد هاهنا وجوها.فالحجة الأولي أن الزنا من منكرات الكبائر والخيانة من معرض الأمانة من منكرات الذنوب وأيضا مقابلة الإحسان العظيم الدائم بالإساءة الموجبة للفضيحة الباقية والعار الشديد من منكرات الذنوب وأيضا الصبي‌ إذاتربي في حجر إنسان وبقي‌ مكفي‌ المئونة مصون العرض من أول صباه إلي زمان شبابه وكمال قوته فإقدام هذاالصبي‌ علي


صفحه : 328

إيصال أقبح أنواع الإساءة إلي ذلك المنعم من منكرات الأعمال إذاثبت هذافنقول إن هذه التي‌ نسبوها إلي يوسف كانت موصوفة بجميع هذه الجهات الأربعة ومثل هذه المعصية لونسبت إلي أفسق خلق الله وأبعدهم عن كل خير لاستنكف منه فكيف يجوز إسناده إلي الرسول المؤيد بالمعجزات القاهرة الباهرة.الثاني‌ أنه تعالي قال في عين هذه الواقعةكَذلِكَ لِنَصرِفَ عَنهُ السّوءَ وَ الفَحشاءَ و ذلك يدل علي أن ماهية السوء وماهية الفحشاء مصروفة عنه و لاشك أن المعصية التي‌ نسبوها إليه أعظم أنواع السوء وأفحش أقسام الفحشاء فكيف يليق برب العالمين أن يشهد في عين هذه الواقعة بكونه بريئا من السوء والفحشاء مع أنه كان قدأتي بأعظم أنواع السوء والفحشاء وأيضا فالآية تدل علي قولنا من وجه آخر و ذلك لأنا نقول هب أن هذه الآية لاتدل علي نفي‌ هذه المعصية عنه إلا أنه لاشك أنها تفيد المدح العظيم والثناء البالغ و لايليق بحكمة الله تعالي أن يحكي‌ عن إنسان إقدامه علي معصية عظيمة ثم إنه يمدحه ويثني‌ عليه بأعظم المدائح والأثنية عقيب أن يحكي‌ عنه ذلك الذنب العظيم فإن مثاله ما إذاحكي السلطان عن بعض عبيده أقبح الذنوب وأفحش الأعمال ثم يذكره بالمدح العظيم والثناء البالغ عقيبه فإن ذلك يستنكر جدا فكذا هاهنا.الثالث أن الأنبياء متي صدرت عنهم زلة أوهفوة استعظموا ذلك وأتبعوها بإظهار الندامة والتوبة والتواضع و لو كان يوسف أقدم هاهنا علي هذه الكبيرة المنكرة لكان من المحال أن لايتبعها بالتوبة والاستغفار و لوأتي بالتوبة لحكي الله عنه إتيانه بها كما في سائر المواضع وحيث لم يوجد شيء من ذلك علمنا أنه ماصدر عنه في هذه الواقعة ذنب و لامعصية.الرابع أن كل من كان له تعلق بتلك الواقعة فقد شهد ببراءة يوسف ع عن المعصية. واعلم أن الذين لهم تعلق بهذه الواقعة يوسف وتلك المرأة وزوجها والنسوة والشهود ورب العالمين شهد ببراءته عن الذنب وإبليس أيضا أقر ببراءته عن المعصية


صفحه : 329

و إذا كان الأمر كذلك فحينئذ لم يبق للمسلم توقف في هذاالباب أمابيان أن يوسف ع ادعي البراءة عن الذنب فهو قوله ع هيِ‌َ راودَتَنيِ‌ عَن نفَسيِ‌ و قوله ع رَبّ السّجنُ أَحَبّ إلِيَ‌ّ مِمّا يدَعوُننَيِ‌ إِلَيهِ و أمابيان أن المرأة اعترفت بذلك فلأنها قالت للنسوةوَ لَقَد راوَدتُهُ عَن نَفسِهِ فَاستَعصَمَ وأيضا قالت الآنَ حَصحَصَ الحَقّ أَنَا راوَدتُهُ عَن نَفسِهِ وَ إِنّهُ لَمِنَ الصّادِقِينَ و أمابيان أن زوج المرأة أقر بذلك فهو قوله إِنّهُ مِن كَيدِكُنّ إِنّ كَيدَكُنّ عَظِيمٌ يُوسُفُ أَعرِض عَن هذا وَ استغَفرِيِ‌ لِذَنبِكِ و أماالنسوة فلقولهن امرَأَتُ العَزِيزِ تُراوِدُ فَتاها عَن نَفسِهِ قَد شَغَفَها حُبّا إِنّا لَنَراها فِي ضَلالٍ مُبِينٍ وقولهن حاشَ لِلّهِ ما عَلِمنا عَلَيهِ مِن سُوءٍ و أماالشهود فقوله تعالي وَ شَهِدَ شاهِدٌ مِن أَهلِها إِن كانَ قَمِيصُهُ قُدّ مِن قُبُلٍ إلي آخر الآية و أماشهادة الله بذلك فقوله كَذلِكَ لِنَصرِفَ عَنهُ السّوءَ وَ الفَحشاءَ إِنّهُ مِن عِبادِنَا المُخلَصِينَفقد شهد الله تعالي في هذه الآية علي طهارته أربع مرات أولها قوله لنصرف عنه السوء واللام للتأكيد والمبالغة والثاني‌ قوله وَ الفَحشاءَ أي كذلك لنصرف عنه الفحشاء والثالث قوله إِنّهُ مِن عِبادِنَا مع أنه تعالي قال وَ عِبادُ الرّحمنِ الّذِينَ يَمشُونَ عَلَي الأَرضِ هَوناً وَ إِذا خاطَبَهُمُ الجاهِلُونَ قالُوا سَلاماًالرابع قوله المُخلَصِينَ و فيه قراءتان تارة باسم الفاعل وتارة باسم المفعول فوروده باسم الفاعل دل علي كونه آتيا بالطاعات والقربات مع صفة الإخلاص ووروده باسم المفعول يدل علي أن الله تعالي استخلصه لنفسه واصطفاه لحضرته و علي كلا الوجهين فإنه من أدل الألفاظ علي كونه منزها مما أضافوه إليه و أمابيان أن إبليس أقر بطهارته فلأنه قال فَبِعِزّتِكَ لَأُغوِيَنّهُم أَجمَعِينَ إِلّا عِبادَكَ مِنهُمُ


صفحه : 330

المُخلَصِينَفأقر بأنه لايمكنه إغواء المخلصين ويوسف من المخلصين لقوله تعالي إِنّهُ مِن عِبادِنَا المُخلَصِينَ و كان هذاإقرارا من إبليس بأنه ماأغواه و ماأضله عن طريق الهدي و عند هذانقول هؤلاء الجهال الذين نسبوا إلي يوسف ع هذه الفضيحة إن كانوا من أتباع دين الله فليقبلوا شهادة الله علي طهارته و إن كانوا من أتباع إبليس وجنوده فليقبلوا شهادة إبليس علي طهارته ولعلهم يقولون كنا في أول الأمر تلامذة إبليس إلا أناتخرجنا وزدنا عليه في السفاهة كما قال الحروري‌.


وكنت فتي من جند إبليس فارتقي .   بي‌ الأمر حتي صار إبليس من جندي‌.

فلو مات قبلي‌ كنت أحسن بعده .   طرائق فسق ليس يحسنها بعدي‌.

فثبت بهذه الدلائل أن يوسف ع بري‌ء عما يقوله هؤلاء الجهال . و إذاعرفت هذافنقول الكلام علي ظاهر هذه الآية يقع في مقامين المقام الأول أن نقول لانسلم أن يوسف ع هم بها والدليل عليه أنه تعالي قال وَ هَمّ بِها لَو لا أَن رَأي بُرهانَ رَبّهِ وجواب لو لاهاهنا مقدم و هو كمايقال قدكنت من الهالكين لو لاأخلصك وطعن الزجاج في هذاالجواب من وجهين .الأول أن تقدم جواب لو لاشاذ و غيرموجود في الكلام الفصيح الثاني‌ أن لو لايجاب باللام فلو كان الأمر علي ماذكرتم لقال ولقد همت به ولهم بها وذكر غيرالزجاج سؤالا ثالثا و هو أنه لو لم يوجد الهم لمابقي‌ لقوله لَو لا أَن رَأي بُرهانَ رَبّهِفائدة. واعلم أن ماذكره الزجاج بعيد لأنا نسلم أن تأخير جواب لو لاحسن جائز إلا أن جوازه لايمنع من جواز تقديم هذاالجواب وكيف ونقل عن سيبويه أنه قال إنهم يقدمون الأهم و ألذي هم بشأنه أعني فكان الأمر في جواز التقديم والتأخير مربوطا بشدة الاهتمام فأما تعيين بعض الألفاظ بالمنع فذلك ما لايليق بالحكمة وأيضا ذكر جواب لو لاباللام جائز أما هذا لايدل علي أن ذكره بغير اللام لايجوز لأنا نذكر آية أخري تدل علي فساد قول الزجاج في هذين السؤالين و هو قوله تعالي إِن كادَت لتَبُديِ‌


صفحه : 331

بِهِ لَو لا أَن رَبَطنا عَلي قَلبِها. و أماالسؤال الثالث و هو أنه لو لم يوجد الهم لم يبق لقوله لَو لا أَن رَأي بُرهانَ رَبّهِفائدة فنقول بل فيه أعظم الفوائد و هوبيان أن ترك الهم بها ما كان لعدم رغبته في النساء وعدم قدرته عليهن بل لأجل أن دلائل دين الله منعته عن ذلك العمل ثم نقول ألذي يدل علي أن جواب لو لا ماذكرناه أن لو لايستدعي‌ جوابا و هذاالمذكور يصلح جوابا له فوجب الحكم بكونه جوابا له . لايقال إنا نضمر له جوابا وترك الجواب كثير في القرآن فنقول لانزاع أنه كثير في القرآن إلا أن الأصل أن لا يكون محذوفا وأيضا فالجواب إنما يحسن تركه وحذفه إذاحصل في الملفوظ مايدل علي تعينه فهاهنا بتقدير أن يكون الجواب محذوفا فليس في اللفظ مايدل علي تعيين ذلك الجواب فإن هاهنا أنواعا من الإضمارات يحسن إضمار كل واحد منها و ليس إضمار بعضها أولي من إضمار الباقي‌ فظهر الفرق .المقام الثاني‌ في الكلام علي هذه الآية أن نقول سلمنا أن الهم قدحصل إلا أنانقول إن قوله وَ هَمّ بِها لايمكن حمله علي ظاهره لأن تعليق الهم بذات المرأة محال لأن الهم من جنس القصد والقصد لايتعلق بالذوات الباقية فثبت أنه لابد من إضمار فعل مخصوص يجعل متعلق ذلك الهم و ذلك الفعل غيرمذكور فهم زعموا أن ذلك المضمر هوإيقاع الفاحشة ونحن نضمر شيئا آخر يغاير ماذكروه وبيانه من وجوه .الأول المراد أنه ع هم بدفعها عن نفسه ومنعها من ذلك القبيح لأن الهم هوالقصد فوجب أن يحمل في حق كل واحد علي القصد ألذي يليق به فاللائق بالمرأة القصد إلي تحصيل اللذة والتنعم والتمتع واللائق بالرسول المبعوث إلي الخلق القصد إلي زجر العاصي‌ عن معصيته و إلي الأمر بالمعروف والنهي‌ عن المنكر يقال هممت بفلان أي بضربه ودفعه . فإن قالوا فعلي هذاالتقدير لايبقي لقوله لَو لا أَن رَأي بُرهانَ رَبّهِفائدة قلنا بل فيه أعظم الفوائد وبيانه من وجهين الأول أنه تعالي أعلم يوسف ع أنه


صفحه : 332

لوهم بدفعها لقتلته أولكانت تأمر الحاضرين بقتله فأعلمه تعالي أن الامتناع من ضربها أولي صونا للنفس عن الهلاك والثاني‌ أنه ع لواشتغل بدفعها عن نفسه فربما تعلقت به فكان يتمزق ثوبه من قدام و كان في علم الله تعالي أن الشاهد يشهد بأن ثوبه لوتمزق من قدام لكان يوسف هوالجاني‌ و لو كان ثوبه متمزقا من خلف لكانت المرأة هي‌ الجانية فالله تعالي أعلمه هذاالمعني فلاجرم لم يشتغل بدفعها عن نفسه بل ولي هاربا عنها حتي صارت شهادة الشاهد حجة له علي براءته عن المعصية.الوجه الثاني‌ في الجواب أن نفسر الهم بالشهوة و هذامستعمل في اللغة الشائعة يقول القائل فيما لايشتهيه مايهمني‌ هذا وفيما يشتهيه هذاأهم الأشياء إلي‌ فسمي الله تعالي شهوة يوسف هما فمعني الآية ولقد اشتهته واشتهاها و لو لا أن رأي برهان ربه لدخل ذلك العمل في الوجود.الثالث أن نفسر الهم بحديث النفس و ذلك لأن المرأة الفائقة في الحسن والجمال إذاتزينت وتهيأت للرجل الشاب القوي‌ فلابد و أن يقع هناك بين الشهوة والحكمة و بين النفس والعقل مجاذبات ومنازعات فتارة تقوي داعية الطبيعة والشهوة وتارة تقوي داعية العقل والحكمة فالهم عبارة عن جواذب الطبيعة ورؤية البرهان عبارة عن جواذب العبودية ومثاله أن الرجل الصالح الصائم في الصيف الصائف إذارأي الجلاب المبرد بالثلج فإن طبيعته تحمله علي شربه إلا أن دينه وهداه يمنعه منه فهذا لايدل علي حصول الذنب بل كلما كانت هذه الحالة أشد كانت القوة في القيام بلوازم العبودية أكمل فقد ظهر بحمد الله صحة القول ألذي ذهبنا إليه و لم يبق في يد الواحدي‌ إلامجرد التصلف وتعديد أسماء المفسرين و لو كان قدذكر في تقرير ذلك شبهة لأجبنا عنها إلا أنه مازاد علي الرواية عن بعض المفسرين . واعلم أن بعض الحشوية روي عن النبي ص أنه قال ماكذب ابراهيم إلاثلاث كذبات فقلت الأولي أن لايقبل مثل هذه الأخبار فقال علي طريق الاستنكار


صفحه : 333

فإن لم نقبله لزمنا تكذيب الرواة فقلت له يامسكين إن قبلناه لزمنا الحكم بتكذيب ابراهيم و إن رددناه لزمنا الحكم بتكذيب الرواة و لاشك أن صون ابراهيم ع عن الكذب أولي من صون طائفة من المجاهيل عن الكذب إذاعرفت هذاالأصل فنقول للواحدي‌ و من ألذي يضمن لنا أن الذين نقلوا هذاالقول عن هؤلاء المفسرين كانوا صادقين أم كاذبين المسألة الثانية في أن المراد بذلك البرهان ما هو أماالمحققون المثبتون للعصمة فقد فسروا رؤية البرهان بوجوه .الأول أنه حجة الله تعالي في تحريم الزنا والعلم بما علي الزاني‌ من العقاب . والثاني‌ أن الله تعال طهر نفوس الأنبياء عن الأخلاق الذميمة بل نقول إنه تعالي طهر نفوس المتصلين بهم عنها كما قال إِنّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرّجسَ أَهلَ البَيتِ وَ يُطَهّرَكُم تَطهِيراًفالمراد برؤية البرهان هوحصول تلك الأخلاق وتذكير الأحوال الرادعة لهم عن الإقدام علي المنكرات .الثالث أنه رأي مكتوبا في سقف البيت وَ لا تَقرَبُوا الزّني إِنّهُ كانَ فاحِشَةً ومقتاوَ ساءَ سَبِيلًا.الرابع أنه النبوة المانعة من ارتكاب الفواحش والدليل عليه أن الأنبياء بعثوا لمنع الخلق عن القبائح والفضائح فلو أنهم منعوا الناس عنها ثم أقدموا علي أقبح أنواعها وأفحش أقسامها لدخلوا تحت قوله تعالي يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفعَلُونَ كَبُرَ مَقتاً عِندَ اللّهِ أَن تَقُولُوا ما لا تَفعَلُونَ وأيضا إن الله تعالي عير اليهود بقوله أَ تَأمُرُونَ النّاسَ بِالبِرّ وَ تَنسَونَ أَنفُسَكُم و ما يكون عيبا في حق اليهود كيف ينسب إلي الرسول المؤيد بالمعجزات .


صفحه : 334

و أماالذين نسبوا المعصية إلي يوسف ع فقد ذكروا في تفسير ذلك البرهان أمورا.الأول قالوا إن المرأة قامت إلي صنم مكلل بالدر والياقوت في زاوية البيت فسترته بثوب فقال يوسف و لم قالت أستحي‌ من إلهي‌ هذا أن يراني‌ علي المعصية فقال يوسف تستحي‌ من صنم لايعقل و لايسمع و لاأستحي‌ من إلهي‌ القائم علي كل نفس بما كسبت فو الله لاأفعل ذلك أبدا قالوا فهذا هوالبرهان .الثاني‌ نقلوا عن ابن عباس أنه مثل له يعقوب فرآه عاضا علي أصابعه و يقول له أتعمل عمل الفجار و أنت مكتوب في زمرة الأنبياء فاستحيا منه قالوا هوقول عكرمة ومجاهد و الحسن وسعيد بن جبير وقتادة والضحاك ومقاتل و ابن سيرين قال سعيد بن جبير تمثل له يعقوب فضرب في صدره فخرجت شهوته من أنامله .الثالث قالوا إنه سمع في الهواء قائلا يقول يا ابن يعقوب لاتكن كالطير يكون له ريش فإذازني ذهب ريشه . والرابع نقلوا عن ابن عباس أن يوسف لم يزدجر برؤية صورة يعقوب حتي ركضه جبرئيل ع فلم يبق فيه شيء من الشهوة إلاخرج . و لمانقل الواحدي‌ هذه الروايات تصلف و قال هذا ألذي ذكرناه قول أئمة التفسير الذين أخذوا التأويل عمن شاهد التنزيل فيقال له إنك لاتأتينا البتة إلابهذه التصلفات التي‌ لافائدة فيهافأين الحجة والدليل وأيضا فإن ترادف الدلائل علي الشي‌ء الواحد جائز وإنه ع كان ممتنعا عن الزنا بحسب الدلائل الأصلية فلما انضاف إليها هذه الزواجر قوي الانزجار وكمل الاحتراز والعجب أنهم نقلوا أن جروا دخل تحت حجرة رسول الله ص وبقي‌ هناك بغير علمه قالوا فامتنع جبرئيل من الدخول عليه أربعين يوما وهاهنا زعموا أن يوسف حال اشتغاله بالفاحشة ذهب إليه جبرئيل والعجب أيضا أنهم زعموا أنه لم يمتنع عن ذلك العمل بسبب حضور جبرئيل و لو أن أفسق الخلق وأكفرهم


صفحه : 335

كان مشغولا بفاحشة فإذادخل عليه رجل صالح علي زي‌ الصالحين استحيا منه وفر وترك ذلك العمل وهاهنا رأي يعقوب عض علي أنامله و لم يلتفت ثم إن جبرئيل علي جلالة قدره دخل عليه فلم يمتنع أيضا عن ذلك القبيح بسبب حضوره حتي احتاج جبرئيل إلي أن ركضه علي ظهره نسأل الله تعالي أن يصوننا عن العمي في الدين والخذلان في طلب اليقين فهذا هوالكلام الملخص في هذه المسألة انتهي .أقول قدعرفت أن الوجهين اللذين اختارهما أومأ الرضا ع إلي أحدهما في خبر أبي الصلت حيث قال و أما قوله عز و جل في يوسف وَ لَقَد هَمّت بِهِ وَ هَمّ بِهافإنها همت بالمعصية وهم يوسف بقتلها إن أجبرته لعظم ماداخله فصرف الله عنه قتلها والفاحشة و هو قوله كَذلِكَ لِنَصرِفَ عَنهُ السّوءَيعني‌ القتل وَ الفَحشاءَيعني‌ الزنا وأشار إليهما معا في خبر ابن الجهم حيث قال لقد همت به و لو لا أن رأي برهان ربه لهم بها كماهمت لكنه كان معصوما والمعصوم لايهم بذنب و لايأتيه وَ لَقَد حدَثّنَيِ‌ أَبِي عَن أَبِيهِ الصّادِقِ ع أَنّهُ قَالَ هَمّت بِأَن تَفعَلَ وَ هَمّ بِأَن لَا يَفعَلَ

.أقول لايتوهم خطاء في قصده القتل إذ الدفع عن العرض والاحتراز عن المعصية لازم و إن انجر إلي القتل ولكن الله تعالي نهاه عند ذلك لمصلحة إما لئلا يقتل قودا أولئلا يتهم بسوء كمايومئ إليهماكَذلِكَ لِنَصرِفَ عَنهُ السّوءَ أولغير ذلك من المصالح ويمكن أن يكون في شرعه ع قتل مريد مثل هذاالأمر مجوزا و علي الخبر الأخير يمكن أن يكون المراد برؤية برهان ربه نزول جبرئيل عليه تعبيرا عن النبوة بما يلزمه . ثم اعلم أن الأخبار الأخر الموافقة لجماعة كثيرة من المخالفين فظاهر أنها محمولة علي التقية و قداتضح ذلك من الأخبار أيضا و أماأخبار إلقاء الثوب فإذا لم نحملها علي التقية فليس فيهاتصريح بأن ذلك وقع بعدقصد الفاحشة أورضاه ع بما همت


صفحه : 336

به ولعله تعالي سبب ذلك تأييدا للعصمة وإلقاء للحجة التي‌ يحتج بهايوسف ع عليها كماأومأ إليه الرازي‌ أيضا.الفصل الثالث في معني سجودهم له ع .أقول قدذكرنا بعض مايناسب هذاالمقام في باب سجود الملائكة لآدم ع و قدأوردنا في هذاالباب ألذي نحن فيه الأخبار الواردة في توجيه ذلك ولنذكر هنا ماذكره الرازي‌ في هذاالمقام لكمال الإيضاح قال و أما قوله وَ خَرّوا لَهُ سُجّداًففيه إشكال و ذلك لأن يعقوب كان أبايوسف وحق الأبوة حق عظيم قال تعالي وَ قَضي رَبّكَ أَلّا تَعبُدُوا إِلّا إِيّاهُ وَ بِالوالِدَينِ إِحساناًفقرن حق الوالدين بحق نفسه وأيضا أنه كان شيخا والشاب يجب عليه تعظيم الشيخ . والثالث أنه كان من أكابر الأنبياء ويوسف و إن كان نبيا إلا أن يعقوب كان أعلي حالا منه . والرابع أن جده واجتهاده في تكثير الطاعات أكثر من جد يوسف و لمااجتمعت هذه الجهات الكثيرة فهذا يوجب أن يبالغ يوسف في خدمة يعقوب فكيف استجاز يوسف أن يسجد له يعقوب هذاتقرير السؤال والجواب عنه من وجوه .الأول و هوقول ابن عباس في رواية عطا أن المراد بهذه الآية أنهم خروا له أي لأجل وجدانه سجدا لله وحاصله أنه كان ذلك سجود الشكر فالمسجود له هو الله إلا أن ذلك السجود إنما كان لأجله والدليل علي صحة هذاالتأويل أن قوله وَ رَفَعَ أَبَوَيهِ عَلَي العَرشِ وَ خَرّوا لَهُ سُجّداًمشعر بأنهم صعدوا ذلك السرير ثم سجدوا و لوأنهم سجدوا ليوسف لسجدوا له قبل الصعود علي السرير لأن ذلك أدخل في التواضع . فإن قالوا هذاالتأويل لايطابق قوله يا أَبَتِ هذا تَأوِيلُ رءُياي‌َ مِن قَبلُ والمراد منه قوله إنِيّ‌ رَأَيتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوكَباً وَ الشّمسَ وَ القَمَرَ رَأَيتُهُم لِي ساجِدِينَقلنا بل هذامطابق له و يكون المراد من قوله وَ الشّمسَ وَ القَمَرَ رَأَيتُهُم لِي ساجِدِينَ أي رأيتهم ساجدين لأجلي‌ أي أنها سجدت لله لطلب مصلحتي‌ والسعي‌ في إعلاء منصبي‌ و إذا كان هذا


صفحه : 337

محتملا سقط السؤال وعندي‌ أن هذاالتأويل متعين لأنه يبعد من عقل يوسف ودينه أن يرضي بأن يسجد له أبوه مع سابقته في حقوق الولادة والشيخوخة والعلم والدين وكمال النبوة. والوجه الثاني‌ في الجواب أن يقال إنهم جعلوا يوسف كالقبلة وسجدوا لله شكرا لنعمة وجدانه و هذاأيضا تأويل حسن فإنه يقال صليت للكعبة كمايقال صليت إلي الكعبة. قال حسان


ماكنت أعرف أن الأمر منصرف .   عن هاشم ثم منها عن أبي حسن .

أ ليس أول من صلي لقبلتكم .   وأعرف الناس بالآثار والسنن .

و هذايدل علي أنه يجوز أن يقال فلان صلي للقبلة فكذلك يجوز أن يقال سجد للقبلة فقوله وَ خَرّوا لَهُ سُجّداً أي جعلوه كالقبلة ثم سجدوا لله شكرا لنعمة وجدانه .الوجه الثالث في الجواب أن التواضع قديسمي سجودا كقوله تري الأكم فيهاسجدا للحوافر فكان المراد هاهنا التواضع إلا أن هذامشكل لأنه تعالي قال وخروا له سجدا والخرور إلي السجدة مشعر بالإتيان بالسجدة علي أكمل الوجوه وأجيب عنه بأن الخرور يعني‌ به المرور فقط قال تعالي لَم يَخِرّوا عَلَيها صُمّا وَ عُمياناًيعني‌ لم يمروا.الوجه الرابع في الجواب أن نقول الضمير في قوله وَ خَرّوا لَهُ غيرعائد إلي الأبوين لامحالة و إلالقال وخرا له ساجدين بل الضمير عائد إلي إخوته و إلي سائر من كان يدخل عليه لأجل التهنئة فالتقدير ورفع أبويه علي العرش مبالغة في تعظيمهما و أماالإخوة وسائر الداخلين فخروا له ساجدين فإن قالوا فهذا لايلائم قوله يا أَبَتِ هذا تَأوِيلُ رءُياي‌َ مِن قَبلُقلنا إن تعبير الرؤيا لايجب أن يكون مطابقا للرؤيا بحسب


صفحه : 338

الصورة والصفة من كل الوجوه فسجود الكواكب والشمس والقمر تعبيره تعظيم الأكابر من الناس له و لاشك أن ذهاب يعقوب مع أولاده من كنعان إلي مصر لأجل نهاية التعظيم له فيكفي‌ هذاالقدر في صحة الرؤيا فأما أن يكون التعبير مساويا لأصل الرؤيا في الصفة والصورة فلم يقل بوجوبه أحد من العقلاء.الوجه الخامس في الجواب لعل الفعل الدال علي التحية والإكرام في ذلك الوقت هوالسجود فكان مقصودهم من السجود تعظيمه و هو في غاية البعد لأن المبالغة في التعظيم كانت أليق بيوسف منها بيعقوب فلو كان الأمر كماقلتم لكان من الواجب أن يسجد يوسف ليعقوب .الوجه السادس فيه أن يقال لعل إخوته حملتهم الأنفة والاستعلاء علي أن لايسجدوا له علي سبيل التواضع وعلم يعقوب أنهم لو لم يفعلوا ذلك لصار ذلك سببا لثوران الفتن وظهور الأحقاد القديمة بعدكمونها فهو مع جلالة قدره وعظيم حقه بسبب الأبوة والشيخوخة والتقدم في الدين والعلم والنبوة فعل ذلك السجود حتي يصير مشاهدتهم لذلك سببا لزوال تلك الأنفة والنفرة عن قلوبهم . أ لاتري أن السلطان الكبير إذانصب محتسبا فإذاأراد تربيته مكنه من إقامة الحسبة عليه ليصير ذلك سببا في أن لايبقي في قلب أحد منازعة ذلك المحتسب في إقامة الحسبة فكذا هاهنا.الوجه السابع لعل الله تعالي أمر يعقوب بتلك السجدة لحكمة خفية لايعرفها إلا هو كما أنه أمر الملائكة بسجودهم لآدم لحكمة لايعرفها إلا هو ويوسف ما كان راضيا بذلك في قلبه إلا أنه لماعلم أن الله أمره بذلك سكت . ثم حكي تعالي أن يوسف لمارأي هذه الحالة قال يا أَبَتِ هذا تَأوِيلُ رءُياي‌َ مِن قَبلُ قَد جَعَلَها ربَيّ‌ حَقّا و فيه بحثان .الأول قال ابن عباس لمارأي سجود أبويه وإخوته له هاله ذلك واقشعر جلده منه و قال ليعقوب هذا تَأوِيلُ رءُياي‌َ مِن قَبلُ وأقول هذايقوي‌ الجواب السابع


صفحه : 339

كأنه يقول ياأبت لايليق بمثلك علي جلالتك من العلم والدين والنبوة أن تسجد لولدك إلا أن هذاأمر أمرت به وتكليف كلفت به فإن رؤيا الأنبياء حق فكما أن رؤيا ابراهيم ع ذبح ولده صار سببا لوجوب ذلك الذبح عليه في اليقظة فكذلك صارت هذه الرؤيا التي‌ رآها يوسف وحكاها ليعقوب سببا لوجوب ذلك السجود عليه فلهذا السبب حكي ابن عباس أن يوسف لمارأي ذلك هاله واقشعر منه جلده ولكنه لم يقل شيئا. وأقول لايبعد أن يكون ذلك من تمام تشديد الله تعالي علي يعقوب كأنه قيل له أنت كنت دائم الرغبة في وصاله دائم الحزن بسبب فراقه فإذاوجدته فاسجد له فكان الأمر بتلك السجدة من تمام التشديد و الله العالم بحقائق الأمور.انتهي ماأردنا إيراده من كلامه و لانشتغل برد ماحققه وقبوله لئلا يطول الكلام وإنما أوردنا كلامه بطوله ليتضح لك ماصدر عنهم ع في الأخبار السالفة لتوجيه ذلك ولعلك لاتحتاج بعد ذلك إلي مزيد إيضاح وبيان و من الله التوفيق و عليه التكلان

باب 01-قصص أيوب ع

الآيات الأنبياءوَ أَيّوبَ إِذ نادي رَبّهُ أنَيّ‌ مسَنّيِ‌َ الضّرّ وَ أَنتَ أَرحَمُ الرّاحِمِينَ فَاستَجَبنا لَهُ فَكَشَفنا ما بِهِ مِن ضُرّ وَ آتَيناهُ أَهلَهُ وَ مِثلَهُم مَعَهُم رَحمَةً مِن عِندِنا وَ ذِكري لِلعابِدِينَص وَ اذكُر عَبدَنا أَيّوبَ إِذ نادي رَبّهُ أنَيّ‌ مسَنّيِ‌َ الشّيطانُ بِنُصبٍ وَ عَذابٍ اركُض بِرِجلِكَ هذا مُغتَسَلٌ بارِدٌ وَ شَرابٌ وَ وَهَبنا لَهُ أَهلَهُ وَ مِثلَهُم مَعَهُم رَحمَةً مِنّا وَ ذِكري لأِوُليِ‌ الأَلبابِ وَ خُذ بِيَدِكَ ضِغثاً فَاضرِب بِهِ وَ لا تَحنَث إِنّا وَجَدناهُ صابِراً نِعمَ العَبدُ إِنّهُ أَوّابٌ


صفحه : 340

تفسير قال الطبرسي‌ رحمه الله وَ أَيّوبَ أي واذكر أيوب حين دعا ربه لمااشتدت المحنة به أنَيّ‌ مسَنّيِ‌َ الضّرّ أي نالني‌ الضر وأصابني‌ الجهدوَ أَنتَ أَرحَمُ الرّاحِمِينَ و هذاتعريض منه بالدعاء لإزالة ما به من البلاء.بِنُصبٍ وَ عَذابٍ أي بتعب ومكروه ومشقة وقيل بوسوسة فيقول له طال مرضك و لايرحمك ربك وقيل بأن يذكره ما كان فيه من نعم الله تعالي وكيف زال ذلك كله طمعا أن يزله بذلك فوجده صابرا مسلما لأمر الله وقيل إنه اشتد مرضه حتي تجنبه الناس فوسوس الشيطان إلي الناس أن يستقذروه ويخرجوه من بينهم و لايتركوا امرأته التي‌ تخدمه أن تدخل عليهم فكان أيوب يتأذي بذلك ويتألم منه و لم يشك الألم ألذي كان من أمر الله قال قتادة دام ذلك سبع سنين وروي‌ ذلك عن أبي عبد الله ع اركُض بِرِجلِكَ أي ادفع برجلك الأرض هذا مُغتَسَلٌ بارِدٌ وَ شَرابٌ و في الكلام حذف أي فركض برجله فنبعت بركضته عين ماء وقيل نبعت عينان فاغتسل من إحداهما فبرأ وشرب من الأخري فروي‌ والمغتسل الموضع ألذي يغتسل فيه وقيل هواسم للماء ألذي يغتسل به وَ خُذ بِيَدِكَ ضِغثاً و هومل ء الكف من الشماريخ و ماأشبه ذلك أي وقلنا له ذلك و ذلك أنه حلف علي امرأته لأمر أنكره من قولها إن عوفي‌ ليضربنها مائة جلدة فقيل له خذ ضغثا بعدد ماحلفت فَاضرِب بِهِ أي واضربها به دفعة واحدة فإنك إذافعلت ذلك برّت يمينك وَ لا تَحنَث في يمينك . وروي‌ عن ابن عباس أنه قال كان السبب في ذلك أن إبليس لقيها في صورة طبيب فدعته إلي مداواة أيوب فقال أداويه علي أنه إذابر‌ئ قال أنت شفيتني‌ لاأريد جزاء سواه قالت نعم فأشارت إلي أيوب بذلك فحلف ليضربنها وقيل إنها كانت ذهبت في حاجة فأبطأت في الرجوع فضاق صدر المريض فحلف إِنّهُ أَوّابٌ أي رجّاع إلي الله منقطع إليه . وَ رَوَي العيَاّشيِ‌ّ بِإِسنَادِهِ أَنّ عَبّادَ المكَيّ‌ّ قَالَ قَالَ لِي سُفيَانُ الثوّريِ‌ّ إنِيّ‌ أَرَي لَكَ مِن أَبِي عَبدِ اللّهِ مَنزِلَةً فَاسأَلهُ عَن رَجُلٍ زَنَي وَ هُوَ مَرِيضٌ فَإِن أُقِيمَ عَلَيهِ الحَدّ خَافُوا أَن يَمُوتَ


صفحه : 341

مَا يَقُولُ فِيهِ فَسَأَلتُهُ فَقَالَ لِي هَذِهِ المَسأَلَةُ مِن تِلقَاءِ نَفسِكَ أَو أَمَرَكَ بِهَا إِنسَانٌ فَقُلتُ إِنّ سُفيَانَ الثوّريِ‌ّ أمَرَنَيِ‌ أَن أَسأَلَكَ عَنهَا فَقَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص أتُيِ‌َ بِرَجُلٍ أَحبَنَ قَدِ استَسقَي بَطنُهُ وَ بَدَت عُرُوقُ فَخِذَيهِ وَ قَد زَنَي بِامرَأَةٍ مَرِيضَةٍ فَأَمَرَ رَسُولُ اللّهِص فأَتُيِ‌َ بِعُرجُونٍ فِيهِ مِائَةُ شِمرَاخٍ فَضَرَبَهُ بِهِ ضَربَةً وَ خَلّي سَبِيلَهُمَا وَ ذَلِكَ قَولُهُوَ خُذ بِيَدِكَ ضِغثاً فَاضرِب بِهِ وَ لا تَحنَثانتَهَي

أقول روي الصدوق في الفقيه بسنده الصحيح عن الحسن بن محبوب عن حنان بن سدير عن عباد المكي‌مثله والحَبَن محركة داء في البطن يعظم منه ويرم

1-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن عُثمَانَ النّوّاءِ عَمّن ذَكَرَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ قَالَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يبَتلَيِ‌ المُؤمِنَ بِكُلّ بَلِيّةٍ وَ يُمِيتُهُ بِكُلّ مِيتَةٍ وَ لَا يَبتَلِيهِ بِذَهَابِ عَقلِهِ أَ مَا تَرَي أَيّوبَ كَيفَ سُلّطَ إِبلِيسُ عَلَي مَالِهِ وَ عَلَي وُلدِهِ وَ عَلَي أَهلِهِ وَ عَلَي كُلّ شَيءٍ مِنهُ وَ لَم يُسَلّط عَلَي عَقلِهِ تُرِكَ لَهُ لِيُوَحّدَ اللّهَ بِهِ

عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سنان مثله

2-كا،[الكافي‌]حُمَيدُ بنُ زِيَادٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدٍ الكنِديِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ الحَسَنِ الميِثمَيِ‌ّ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَن عَبدِ الأَعلَي مَولَي آلِ سَامٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ تُؤتَي بِالمَرأَةِ الحَسنَاءِ يَومَ القِيَامَةِ التّيِ‌ قَدِ افتُتِنَت فِي حُسنِهَا فَتَقُولُ يَا رَبّ حَسّنتَ خلَقيِ‌ حَتّي لَقِيتُ مَا لَقِيتُ فَيُجَاءُ بِمَريَمَ ع فَيُقَالُ أَنتِ أَحسَنُ أَو هَذِهِ قَد حَسّنّاهَا فَلَم تُفتَتَن وَ يُجَاءُ بِالرّجُلِ الحَسَنِ ألّذِي قَدِ افتُتِنَ فِي حُسنِهِ فَيَقُولُ يَا رَبّ حَسّنتَ خلَقيِ‌ حَتّي لَقِيتُ مِنَ النّسَاءِ مَا لَقِيتُ فَيُجَاءُ بِيُوسُفَ وَ يُقَالُ أَنتَ أَحسَنُ أَو هَذَا قَد حَسّنّاهُ فَلَم يُفتَتَن وَ يُجَاءُ بِصَاحِبِ البَلَاءِ ألّذِي قَد أَصَابَتهُ الفِتنَةُ فِي بَلَائِهِ فَيَقُولُ يَا رَبّ شَدّدتَ عَلَيّ البَلَاءَ حَتّي افتُتِنتُ فَيُؤتَي بِأَيّوبَ فَيُقَالُ أَ بَلِيّتُكَ أَشَدّ أَو بَلِيّةُ هَذَا فَقَدِ ابتلُيِ‌َ فَلَم يُفتَتَن

3-فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ بَحرٍ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن أَبِي بَصِيرٍ


صفحه : 342

عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَسَأَلتُهُ عَن بَلِيّةِ أَيّوبَ ع التّيِ‌ ابتلُيِ‌َ بِهَا فِي الدّنيَا لأِيَ‌ّ عِلّةٍ كَانَت قَالَ لِنِعمَةٍ أَنعَمَ اللّهُ عَلَيهِ بِهَا فِي الدّنيَا وَ أَدّي شُكرَهَا وَ كَانَ فِي ذَلِكَ الزّمَانِ لَا يُحجَبُ إِبلِيسُ عَن دُونِ العَرشِ فَلَمّا صَعِدَ وَ رَأَي شُكرَ نِعمَةِ أَيّوبَ حَسَدَهُ إِبلِيسُ فَقَالَ يَا رَبّ إِنّ أَيّوبَ لَم يُؤَدّ إِلَيكَ شُكرَ هَذِهِ النّعمَةِ إِلّا بِمَا أَعطَيتَهُ مِنَ الدّنيَا وَ لَو حَرَمتَهُ دُنيَاهُ مَا أَدّي إِلَيكَ شُكرَ نِعمَةٍ أَبَداً فسَلَطّنيِ‌ عَلَي دُنيَاهُ حَتّي تَعلَمَ أَنّهُ لَا يؤُدَيّ‌ إِلَيكَ شُكرَ نِعمَةٍ أَبَداً فَقِيلَ لَهُ قَد سَلّطتُكَ عَلَي مَالِهِ وَ وُلدِهِ قَالَ فَانحَدَرَ إِبلِيسُ فَلَم يُبقِ لَهُ مَالًا وَ لَا وَلَداً إِلّا أَعطَبَهُ فَازدَادَ أَيّوبُ لِلّهِ شُكراً وَ حَمداً فَقَالَ فسَلَطّنيِ‌ عَلَي زَرعِهِ يَا رَبّ قَالَ قَد فَعَلتُ فَجَاءَ مَعَ شَيَاطِينِهِ فَنَفَخَ فِيهِ فَاحتَرَقَ فَازدَادَ أَيّوبُ لِلّهِ شُكراً وَ حَمداً فَقَالَ يَا رَبّ سلَطّنيِ‌ عَلَي غَنَمِهِ فَسَلّطَهُ عَلَي غَنَمِهِ فَأَهلَكَهَا فَازدَادَ أَيّوبُ لِلّهِ شُكراً وَ حَمداً فَقَالَ يَا رَبّ سلَطّنيِ‌ عَلَي بَدَنِهِ فَسَلّطَهُ عَلَي بَدَنِهِ مَا خَلَا عَقلَهُ وَ عَينَيهِ فَنَفَخَ فِيهِ إِبلِيسُ فَصَارَ قَرحَةً وَاحِدَةً مِن قَرنِهِ إِلَي قَدَمِهِ فبَقَيِ‌َ فِي ذَلِكَ دَهراً طَوِيلًا يَحمَدُ اللّهَ وَ يَشكُرُهُ حَتّي وَقَعَ فِي بَدَنِهِ الدّودُ وَ كَانَت تَخرُجُ مِن بَدَنِهِ فَيَرُدّهَا وَ يَقُولُ لَهَا ارجعِيِ‌ إِلَي مَوضِعِكِ ألّذِي خَلَقَكِ اللّهُ مِنهُ وَ نَتِنَ حَتّي أَخرَجَهُ أَهلُ القَريَةِ مِنَ القَريَةِ وَ أَلقَوهُ عَلَي المَزبَلَةِ خَارِجَ القَريَةِ وَ كَانَتِ امرَأَتُهُ رَحمَةَ بِنتَ يُوسُفَ بنِ يَعقُوبَ بنِ إِسحَاقَ بنِ اِبرَاهِيمَ خَلِيلِ اللّهِ صَلّي اللّهُ عَلَيهِم وَ عَلَيهَا تَتَصَدّقُ مِنَ النّاسِ وَ تَأتِيهِ بِمَا تَجِدُهُ قَالَ فَلَمّا طَالَ عَلَيهِ البَلَاءُ وَ رَأَي إِبلِيسُ صَبرَهُ أَتَي أَصحَاباً لَهُ كَانُوا رُهبَاناً فِي الجِبَالِ وَ قَالَ لَهُم مُرّوا بِنَا إِلَي هَذَا العَبدِ المُبتَلَي فَنَسأَلَهُ عَن بَلِيّتِهِ فَرَكِبُوا بِغَالًا شُهباً وَ جَاءُوا فَلَمّا دَنَوا مِنهُ نَفَرَت بِغَالُهُم مِن نَتنِ رِيحِهِ فَقَرَنُوا بَعضاً إِلَي بَعضٍ ثُمّ مَشَوا


صفحه : 343

إِلَيهِ وَ كَانَ فِيهِم شَابّ حَدَثُ السّنّ فَقَعَدُوا إِلَيهِ فَقَالُوا يَا أَيّوبُ لَو أَخبَرتَنَا بِذَنبِكَ لَعَلّ اللّهَ كَانَ يُهلِكُنَا إِذَا سَأَلنَاهُ وَ مَا نَرَي ابتِلَاءَكَ ألّذِي لَم يُبتَلَ بِهِ أَحَدٌ إِلّا مِن أَمرٍ كُنتَ تَستُرُهُ فَقَالَ أَيّوبُ وَ عِزّةِ ربَيّ‌ إِنّهُ لَيَعلَمُ أنَيّ‌ مَا أَكَلتُ طَعَاماً إِلّا وَ يَتِيمٌ أَو ضَعِيفٌ يَأكُلُ معَيِ‌ وَ مَا عَرَضَ لِي أَمرَانِ كِلَاهُمَا طَاعَةٌ لِلّهِ إِلّا أَخَذتُ بِأَشَدّهِمَا عَلَي بدَنَيِ‌ فَقَالَ الشّابّ سَوأَةً لَكُم عَمَدتُم إِلَي نبَيِ‌ّ اللّهِ فَعَيّرتُمُوهُ حَتّي أَظهَرَ مِن عِبَادَةِ رَبّهِ مَا كَانَ يَستُرُهَا فَقَالَ أَيّوبُ يَا رَبّ لَو جَلَستُ مَجلِسَ الحَكَمِ مِنكَ لَأَدلَيتُ بحِجُتّيِ‌ فَبَعَثَ اللّهُ إِلَيهِ غَمَامَةً فَقَالَ يَا أَيّوبُ أدَلنِيِ‌ بِحُجّتِكَ فَقَد أَقعَدتُكَ مَقعَدَ الحَكَمِ وَ هَا أَنَا ذَا قَرِيبٌ وَ لَم أَزَل فَقَالَ يَا رَبّ إِنّكَ لَتَعلَمُ أَنّهُ لَم يَعرِض لِي أَمرَانِ قَطّ كِلَاهُمَا لَكَ طَاعَةٌ إِلّا أَخَذتُ بِأَشَدّهِمَا عَلَي نفَسيِ‌ أَ لَم أَحمَدكَ أَ لَم أَشكُركَ أَ لَم أُسَبّحكَ قَالَ فنَوُديِ‌َ مِنَ الغَمَامَةِ بِعَشَرَةِ آلَافِ لِسَانٍ يَا أَيّوبُ مَن صَيّرَكَ تَعبُدُ اللّهَ وَ النّاسُ عَنهُ غَافِلُونَ وَ تَحمَدُهُ وَ تُسَبّحَهُ وَ تُكَبّرَهُ وَ النّاسُ عَنهُ غَافِلُونَ أَ تَمُنّ عَلَي اللّهِ بِمَا لِلّهِ المَنّ فِيهِ عَلَيكَ قَالَ فَأَخَذَ أَيّوبُ التّرَابَ فَوَضَعَهُ فِي فِيهِ ثُمّ قَالَ لَكَ العُتبَي يَا رَبّ أَنتَ ألّذِي فَعَلتَ ذَلِكَ بيِ‌ قَالَ فَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيهِ مَلَكاً فَرَكَضَ بِرِجلِهِ فَخَرَجَ المَاءُ فَغَسّلَهُ بِذَلِكَ المَاءِ فَعَادَ أَحسَنَ مَا كَانَ وَ أَطرَأَ وَ أَنبَتَ اللّهُ عَلَيهِ رَوضَةً خَضرَاءَ وَ رَدّ عَلَيهِ أَهلَهُ وَ مَالَهُ وَ وُلدَهُ وَ زَرعَهُ وَ قَعَدَ مَعَهُ المَلَكُ يُحَدّثُهُ وَ يُؤنِسُهُ فَأَقبَلَتِ امرَأَتُهُ وَ مَعَهَا الكِسَرُ فَلَمّا انتَهَت إِلَي المَوضِعِ إِذاً المَوضِعُ مُتَغَيّرٌ وَ إِذاً رَجُلَانِ جَالِسَانِ فَبَكَت وَ صَاحَت وَ قَالَت يَا أَيّوبُ مَا دَهَاكَ فَنَادَاهَا أَيّوبُ فَأَقبَلَت فَلَمّا رَأَتهُ وَ قَد رَدّ اللّهُ عَلَيهِ بَدَنَهُ وَ نِعمَتَهُ سَجَدَت لِلّهِ شُكراً فَرَأَي ذَوَائِبَهَا مَقطُوعَةً وَ ذَلِكَ أَنّهَا سَأَلَت قَوماً أَن يُعطُوهَا مَا تَحمِلُهُ إِلَي أَيّوبَ مِنَ الطّعَامِ وَ كَانَت حَسَنَةَ الذّؤَابَةِ فَقَالُوا لَهَا تَبِيعِينّا ذُؤَابَتَكِ هَذِهِ حَتّي نُعطِيَكِ فَقَطَعَتهَا


صفحه : 344

وَ دَفَعَتهَا إِلَيهِم وَ أَخَذَت مِنهُم طَعَاماً لِأَيّوبَ فَلَمّا رَآهَا مَقطُوعَةَ الشّعرِ غَضِبَ وَ حَلَفَ عَلَيهَا أَن يَضرِبَهَا مِائَةً فَأَخبَرَتهُ أَنّهُ كَانَ سَبَبُهُ كَيتَ وَ كَيتَ فَاغتَمّ أَيّوبُ مِن ذَلِكَ فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِوَ خُذ بِيَدِكَ ضِغثاً فَاضرِب بِهِ وَ لا تَحنَثفَأَخَذَ مِائَةَ شِمرَاخٍ فَضَرَبَهَا ضَربَةً وَاحِدَةً فَخَرَجَ مِن يَمِينِهِ ثُمّ قَالَوَ وَهَبنا لَهُ أَهلَهُ وَ مِثلَهُم مَعَهُم رَحمَةً مِنّا وَ ذِكري لأِوُليِ‌ الأَلبابِ قَالَ فَرَدّ اللّهُ عَلَيهِ أَهلَهُ الّذِينَ مَاتُوا قَبلَ البَلِيّةِ وَ رَدّ عَلَيهِ أَهلَهُ الّذِينَ مَاتُوا بَعدَ مَا أَصَابَهُمُ البَلَاءُ كُلّهُم أَحيَاهُمُ اللّهُ تَعَالَي لَهُ فَعَاشُوا مَعَهُ وَ سُئِلَ أَيّوبُ بَعدَ مَا عَافَاهُ اللّهُ أَيّ شَيءٍ كَانَ أَشَدّ عَلَيكَ مِمّا مَرّ عَلَيكَ قَالَ شَمَاتَةُ الأَعدَاءِ قَالَ فَأَمطَرَ اللّهُ عَلَيهِ فِي دَارِهِ فَرَاشَ الذّهَبِ وَ كَانَ يَجمَعُهُ فَإِذَا ذَهَبَ الرّيحُ مِنهُ بشِيَ‌ءٍ عَدَا خَلفَهُ فَرَدّهُ فَقَالَ لَهُ جَبرَئِيلُ مَا تَشبَعُ يَا أَيّوبُ قَالَ وَ مَن يَشبَعُ مِن رِزقِ رَبّهِ

بيان قوله لعل الله يهلكنا أي لايمكننا أن نسأل الله تعالي عن ذنبك لعلو قدرك عنده تعالي واستعلامهم منه تعالي إما بتوسط نبي‌ آخر أوبأنفسهم إذ كان في تلك الأزمنة يتأتي مثل ذلك لغير الأنبياء أيضا كمانقل ويحتمل أن يكون سؤال العفو عن ذنبه والاستغفار له وأدلي بحجته أي احتج بها والعتبي بالضم الرجوع عن الذنب والإساءة والركض تحريك الرجل قولها مادهاك أي ماأصابك من الداهية والبلاء والضغث بالكسر الحزمة الصغيرة من الحشيش وغيره

4- ع ،[علل الشرائع ]مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن أَبِي أَيّوبَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَإِنّمَا كَانَت بَلِيّةُ أَيّوبَ التّيِ‌ ابتلُيِ‌َ بِهَا فِي الدّنيَا


صفحه : 345

لِنِعمَةٍ أَنعَمَ اللّهُ بِهَا عَلَيهِ فَأَدّي شُكرَهَا وَ كَانَ إِبلِيسُ فِي ذَلِكَ الزّمَانِ لَا يُحجَبُ دُونَ العَرشِ فَلَمّا صَعِدَ عَمَلُ أَيّوبَ بِأَدَاءِ شُكرِ النّعمَةِ حَسَدَهُ إِبلِيسُ فَقَالَ يَا رَبّ إِنّ أَيّوبَ لَم يُؤَدّ شُكرَ هَذِهِ النّعمَةِ إِلّا بِمَا أَعطَيتَهُ مِنَ الدّنيَا فَلَو حُلتَ بَينَهُ وَ بَينَ دُنيَاهُ مَا أَدّي إِلَيكَ شُكرَ نِعمَةٍ فسَلَطّنيِ‌ عَلَي دُنيَاهُ تَعلَم أَنّهُ لَا يؤُدَيّ‌ شُكرَ نِعمَةٍ فَقَالَ قَد سَلّطتُكَ عَلَي دُنيَاهُ فَلَم يَدَع لَهُ دُنيَا وَ لَا وَلَداً إِلّا أَهلَكَ كُلّ ذَلِكَ وَ هُوَ يَحمَدُ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ ثُمّ رَجَعَ إِلَيهِ فَقَالَ يَا رَبّ إِنّ أَيّوبَ يَعلَمُ أَنّكَ سَتَرُدّ إِلَيهِ دُنيَاهُ التّيِ‌ أَخَذتَهَا مِنهُ فسَلَطّنيِ‌ عَلَي بَدَنِهِ حَتّي تَعلَمَ أَنّهُ لَا يؤُدَيّ‌ شُكرَ نِعمَةٍ قَالَ عَزّ وَ جَلّ قَد سَلّطتُكَ عَلَي بَدَنِهِ مَا عَدَا عَينَيهِ وَ قَلبَهُ وَ لِسَانَهُ وَ سَمعَهُ فَقَالَ أَبُو بَصِيرٍ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع فَانقَضّ مُبَادِراً خَشيَةَ أَن تُدرِكَهُ رَحمَةُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَيَحُولَ بَينَهُ وَ بَينَهُ فَنَفَخَ فِي مَنخِرَيهِ مِن نَارِ السّمُومِ فَصَارَ جَسَدُهُ نُقَطاً نُقَطاً

بيان انقضّ الطائر هوي ليقع

5- ع ،[علل الشرائع ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ يَحيَي البصَريِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُسكَانَ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَسَأَلتُ أَبَا الحَسَنِ الماَضيِ‌َ ع عَن بَلِيّةِ أَيّوبَ التّيِ‌ ابتلُيِ‌َ بِهَا فِي الدّنيَا لِأَيّةِ عِلّةٍ كَانَت قَالَ لِنِعمَةٍ أَنعَمَ اللّهُ عَلَيهِ بِهَا فِي الدّنيَا فَأَدّي شُكرَهَا وَ كَانَ فِي ذَلِكَ الزّمَانِ لَا يُحجَبُ إِبلِيسُ دُونَ العَرشِ فَلَمّا صَعِدَ أَدَاءُ شُكرِ نِعمَةِ أَيّوبَ حَسَدَهُ إِبلِيسُ فَقَالَ يَا رَبّ إِنّ أَيّوبَ لَم يُؤَدّ إِلَيكَ شُكرَ هَذِهِ النّعمَةِ إِلّا بِمَا أَعطَيتَهُ مِنَ الدّنيَا وَ لَو حَرَمتَهُ دُنيَاهُ مَا أَدّي إِلَيكَ شُكرَ نِعمَةٍ أَبَداً قَالَ فَقِيلَ لَهُ إنِيّ‌ قَد سَلّطتُكَ عَلَي مَالِهِ وَ وُلدِهِ قَالَ فَانحَدَرَ إِبلِيسُ فَلَم يُبقِ لَهُ مَالًا وَ لَا وَلَداً إِلّا أَعطَبَهُ فَلَمّا رَأَي إِبلِيسُ أَنّهُ لَا يَصِلُ إِلَي شَيءٍ مِن أَمرِهِ قَالَ يَا رَبّ إِنّ أَيّوبَ يَعلَمُ أَنّكَ سَتَرُدّ عَلَيهِ دُنيَاهُ التّيِ‌ أَخَذتَهَا مِنهُ فسَلَطّنيِ‌ عَلَي بَدَنِهِ قَالَ فَقِيلَ لَهُ إنِيّ‌ قَد سَلّطتُكَ عَلَي بَدَنِهِ مَا خَلَا قَلبَهُ وَ لِسَانَهُ وَ عَينَيهِ وَ سَمعَهُ قَالَ فَانحَدَرَ إِبلِيسُ مُستَعجِلًا مَخَافَةَ أَن تُدرِكَهُ رَحمَةُ الرّبّ عَزّ وَ جَلّ فَتَحُولَ بَينَهُ وَ بَينَ أَيّوبَ فَلَمّا اشتَدّ بِهِ البَلَاءُ وَ كَانَ فِي آخِرِ بَلِيّتِهِ جَاءَهُ أَصحَابُهُ فَقَالُوا لَهُ يَا أَيّوبُ


صفحه : 346

مَا نَعلَمُ أَحَداً ابتلُيِ‌َ بِمِثلِ هَذِهِ البَلِيّةِ إِلّا لِسَرِيرَةِ سُوءٍ فَلَعَلّكَ أَسرَرتَ سُوءاً فِي ألّذِي تبُديِ‌ لَنَا قَالَ فَعِندَ ذَلِكَ نَاجَي أَيّوبُ رَبّهُ عَزّ وَ جَلّ فَقَالَ رَبّ ابتلَيَتنَيِ‌ بِهَذِهِ البَلِيّةِ وَ أَنتَ أَعلَمُ أَنّهُ لَم يَعرِض لِي أَمرَانِ قَطّ إِلّا أَلزَمتُ[لَزِمتُ]أَخشَنَهُمَا عَلَي بدَنَيِ‌ وَ لَم آكُل أُكلَةً قَطّ إِلّا وَ عَلَي خوِاَنيِ‌ يَتِيمٌ فَلَو أَنّ لِي مِنكَ مَقعَدَ الخَصمِ لَأَدلَيتُ بحِجُتّيِ‌ قَالَ فَعَرَضَت لَهُ سَحَابَةٌ فَنَطَقَ فِيهَا نَاطِقٌ فَقَالَ يَا أَيّوبُ أَدلِ بِحُجّتِكَ قَالَ فَشَدّ عَلَيهِ مِئزَرَهُ وَ جَثَا عَلَي رُكبَتَيهِ فَقَالَ ابتلَيَتنَيِ‌ بِهَذِهِ البَلِيّةِ وَ أَنتَ تَعلَمُ أَنّهُ لَم يَعرِض لِي أَمرَانِ قَطّ إِلّا أَلزَمتُ[لَزِمتُ]أَخشَنَهُمَا عَلَي بدَنَيِ‌ وَ لَم آكُل أُكلَةً مِن طَعَامٍ إِلّا وَ عَلَي خوِاَنيِ‌ يَتِيمٌ قَالَ فَقِيلَ لَهُ يَا أَيّوبُ مَن حَبّبَ إِلَيكَ الطّاعَةَ قَالَ فَأَخَذَ كَفّاً مِن تُرَابٍ فَوَضَعَهُ فِي فِيهِ ثُمّ قَالَ أَنتَ يَا رَبّ

بيان عل ولعل لغتان بمعني

6-فس ،[تفسير القمي‌] مُحَمّدُ بنُ جَعفَرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي بنِ زِيَادٍ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَنِ ابنِ بُكَيرٍ وَ غَيرِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِوَ آتَيناهُ أَهلَهُ وَ مِثلَهُم مَعَهُم قَالَ أَحيَا اللّهُ لَهُ أَهلَهُ الّذِينَ كَانُوا قَبلَ البَلِيّةِ وَ أَحيَا لَهُ أَهلَهُ الّذِينَ مَاتُوا وَ هُوَ فِي بَلِيّةٍ

بيان قال الشيخ الطبرسي‌ قال ابن عباس و ابن مسعود رد الله سبحانه عليه أهله الذين هلكوا بأعيانهم وأعطاه مثلهم معهم وكذلك رد الله عليه أمواله ومواشيه بأعيانها وأعطاه مثلها معها و به قال الحسن وقتادة و هوالمروي‌ عن أبي عبد الله ع وقيل إنه خير أيوب فاختار إحياء أهله في الآخرة ومثلهم في الدنيا فأوتي‌ علي مااختار عن عكرمة ومجاهد. و قال وهب كان له سبع بنات وثلاثة بنين و قال ابن يسار سبعة بنين وسبع


صفحه : 347

بنات انتهي و قال البيضاوي‌ بأن ولد له ضعف ما كان أوأحيا ولده وولد له منهم نوافل انتهي وروي بعض المفسرين عن ابن عباس أن الله تعالي رد علي المرأة شبابها فولدت له ستة وعشرين ذكرا و كان له سبعة بنين وسبع بنات أحياهم الله له بأعيانهم

7-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ وَ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ النّضرِ بنِ سُوَيدٍ عَن يَحيَي الحلَبَيِ‌ّ عَن هَارُونَ بنِ خَارِجَةَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ آتَيناهُ أَهلَهُ وَ مِثلَهُم مَعَهُم قُلتُ وُلدُهُ كَيفَ أوُتيِ‌َ مِثلَهُم مَعَهُم قَالَ أَحيَا لَهُ مِن وُلدِهِ الّذِينَ كَانُوا مَاتُوا قَبلَ ذَلِكَ بِآجَالِهِم مِثلَ الّذِينَ هَلَكُوا يَومَئِذٍ

8- ع ،[علل الشرائع ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ الوَشّاءِ عَن دُرُستَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّ أَيّوبَ ابتلُيِ‌َ مِن غَيرِ ذَنبٍ

9- ع ،[علل الشرائع ]بِهَذَا الإِسنَادِ عَنِ الوَشّاءِ عَن فَضلٍ الأشَعرَيِ‌ّ عَنِ الحُسَينِ بنِ مُختَارٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ ابتلُيِ‌َ أَيّوبُ سَبعَ سِنِينَ بِلَا ذَنبٍ

ل ،[الخصال ] أبي عن سعد عن ابن عيسي عن الوشاء مثله بيان مادلت عليه الرواية من كون مدة ابتلائه ع سبع سنين هوالمعتمد و قال البيضاوي‌ ثماني‌ عشرة سنة أوثلاث عشرة سنة أوسبعا وسبعة أشهر وسبع ساعات

10- ع ،[علل الشرائع ]بِهَذَا الإِسنَادِ عَن فَضلٍ الأشَعرَيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ الرّبِيعِ عَمّن ذَكَرَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي ابتَلَي أَيّوبَ ع بِلَا ذَنبٍ فَصَبَرَ حَتّي عُيّرَ وَ إِنّ الأَنبِيَاءَ لَا يَصبِرُونَ عَلَي التّعيِيرِ

11-دَعَوَاتُ الراّونَديِ‌ّ، قَالَ النّبِيّص أَوحَي اللّهُ إِلَي أَيّوبَ ع هَل


صفحه : 348

تدَريِ‌ مَا ذَنبُكَ إلِيَ‌ّ حِينَ أَصَابَكَ البَلَاءُ قَالَ لَا قَالَ إِنّكَ دَخَلتَ عَلَي فِرعَونَ فَدَاهَنتَ فِي كَلِمَتَينِ

12- وَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ أَنّ امرَأَةَ أَيّوبَ قَالَت لَهُ يَوماً لَو دَعَوتَ اللّهَ أَن يَشفِيَكَ فَقَالَ وَيحَكِ كُنّا فِي النّعمَاءِ سَبعِينَ عَاماً فَهَلُمّ نَصبِر فِي الضّرّاءِ مِثلَهَا قَالَ فَلَم يَمكُث بَعدَ ذَلِكَ إِلّا يَسِيراً حَتّي عوُفيِ‌َ

13-ل ،[الخصال ]القَطّانُ عَنِ السكّرّيِ‌ّ عَنِ الجوَهرَيِ‌ّ عَنِ ابنِ عُمَارَةَ عَن أَبِيهِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ إِنّ أَيّوبَ ابتلُيِ‌َ سَبعَ سِنِينَ مِن غَيرِ ذَنبٍ وَ إِنّ الأَنبِيَاءَ لَا يُذنِبُونَ لِأَنّهُم مَعصُومُونَ مُطَهّرُونَ لَا يُذنِبُونَ وَ لَا يَزِيغُونَ وَ لَا يَرتَكِبُونَ ذَنباً صَغِيراً وَ لَا كَبِيراً وَ قَالَ ع إِنّ أَيّوبَ مِن جَمِيعِ مَا ابتلُيِ‌َ بِهِ لَم تُنتِن لَهُ رَائِحَةٌ وَ لَا قَبُحَت لَهُ صُورَةٌ وَ لَا خَرَجَت مِنهُ مِدّةٌ مِن دَمٍ وَ لَا قَيحٌ وَ لَا استَقذَرَهُ أَحَدٌ رَآهُ وَ لَا استَوحَشَ مِنهُ أَحَدٌ شَاهَدَهُ وَ لَا تَدَوّدَ شَيءٌ مِن جَسَدِهِ وَ هَكَذَا يَصنَعُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِجَمِيعِ مَن يَبتَلِيهِ مِن أَنبِيَائِهِ وَ أَولِيَائِهِ المُكَرّمِينَ عَلَيهِ وَ إِنّمَا اجتَنَبَهُ النّاسُ لِفَقرِهِ وَ ضَعفِهِ فِي ظَاهِرِ أَمرِهِ لِجَهلِهِم بِمَا لَهُ عِندَ رَبّهِ تَعَالَي ذِكرُهُ مِنَ التّأيِيدِ وَ الفَرَجِ وَ قَد قَالَ النّبِيّص أَعظَمُ النّاسِ بَلَاءً الأَنبِيَاءُ ثُمّ الأَمثَلُ فَالأَمثَلُ وَ إِنّمَا ابتَلَاهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِالبَلَاءِ العَظِيمِ ألّذِي يَهُونُ مَعَهُ عَلَي جَمِيعِ النّاسِ لِئَلّا يَدّعُوا لَهُ الرّبُوبِيّةَ إِذَا شَاهَدُوا مَا أَرَادَ اللّهُ أَن يُوصِلَهُ إِلَيهِ مِن عَظَائِمِ نِعَمِهِ تَعَالَي مَتَي شَاهَدُوهُ وَ لِيَستَدِلّوا بِذَلِكَ عَلَي أَنّ الثّوَابَ مِنَ اللّهِ تَعَالَي ذِكرُهُ عَلَي ضَربَينِ استِحقَاقٍ وَ اختِصَاصٍ وَ لِئَلّا يَحتَقِرُوا ضَعِيفاً لِضَعفِهِ وَ لَا فَقِيراً لِفَقرِهِ


صفحه : 349

وَ لَا مَرِيضاً لِمَرَضِهِ وَ لِيَعلَمُوا أَنّهُ يُسقِمُ مَن يَشَاءُ وَ يشَفيِ‌ مَن يَشَاءُ مَتَي شَاءَ كَيفَ شَاءَ بأِيَ‌ّ سَبَبٍ شَاءَ وَ يَجعَلُ ذَلِكَ عِبرَةً لِمَن شَاءَ وَ شَقَاوَةً لِمَن شَاءَ وَ سَعَادَةً لِمَن شَاءَ وَ هُوَ عَزّ وَ جَلّ فِي جَمِيعِ ذَلِكَ عَدلٌ فِي قَضَائِهِ وَ حَكِيمٌ فِي أَفعَالِهِ لَا يَفعَلُ بِعِبَادِهِ إِلّا الأَصلَحَ لَهُم وَ لَا قُوّةَ لَهُم إِلّا بِهِ

بيان هذاالخبر أوفق بأصول متكلمي‌ الإمامية من كونهم ع منزهين عما يوجب تنفر الطباع عنهم فيكون الأخبار الأخر محمولة علي التقية موافقة للعامة فيما رووه لكن إقامة الدليل علي نفي‌ ذلك عنهم مطلقا و لو بعدثبوت نبوتهم وحجيتهم لايخلو من إشكال مع أن الأخبار الدالة علي ثبوتها أكثر وأصح وبالجملة للتوقف فيه مجال . قال السيد المرتضي قدس الله روحه في كتاب تنزيه الأنبياء فإن قيل أفتصححون ماروي‌ من أن الجذام أصابه حتي تساقطت أعضاؤه قلنا أماالعلل المستقذرة التي‌ تنفر من رآها وتوحشه كالبرص والجذام فلايجوز شيءمنها علي الأنبياء ع لماتقدم ذكره لأن النفور ليس بواقف علي الأمور القبيحة بل قد يكون من الحسن والقبيح معا و ليس ينكر أن يكون أمراض أيوب ع وأوجاعه ومحنته في جسمه ثم في أهله وماله بلغت مبلغا عظيما تزيد في الغم والألم علي ماينال المجذوم و ليس ينكر تزايد الألم فيه وإنما ينكر مااقتضي التنفير

14-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِالأَسَانِيدِ الثّلَاثَةِ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع قَالَ أَخَذَ النّاسُ ثَلَاثَةً مِن ثَلَاثَةٍ أَخَذُوا الصّبرَ عَن أَيّوبَ وَ الشّكرَ عَن نُوحٍ وَ الحَسَدَ عَن بنَيِ‌ يَعقُوبَ


صفحه : 350

15- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] الحُسَينُ بنُ اِبرَاهِيمَ القزَويِنيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ وَهبَانَ عَن أَحمَدَ بنِ اِبرَاهِيمَ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الزعّفرَاَنيِ‌ّ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ أَيّوبُ النّبِيّ ع حِينَ دَعَا رَبّهُ يَا رَبّ كَيفَ ابتلَيَتنَيِ‌ بِهَذَا البَلَاءِ ألّذِي لَم تَبتَلِ بِهِ أَحَداً فَوَ عِزّتِكَ إِنّكَ تَعلَمُ أَنّهُ مَا عَرَضَ لِي أَمرَانِ قَطّ كِلَاهُمَا لَكَ طَاعَةٌ إِلّا عَمِلتُ بِأَشَدّهِمَا عَلَي بدَنَيِ‌ قَالَ فنَوُديِ‌َ وَ مَن فَعَلَ ذَلِكَ بِكَ يَا أَيّوبُ قَالَ فَأَخَذَ التّرَابَ فَوَضَعَهُ عَلَي رَأسِهِ ثُمّ قَالَ أَنتَ يَا رَبّ

16-كا،[الكافي‌]عِدّةٌ مِن أَصحَابِنَا عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ عَن أَبِيهِ عَن فَضَالَةَ عَن رِفَاعَةَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ لَمّا عَافَي أَيّوبَ ع نَظَرَ إِلَي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ قَدِ ازدَرَعَت فَرَفَعَ طَرفَهُ إِلَي السّمَاءِ فَقَالَ إلِهَيِ‌ وَ سيَدّيِ‌ عَبدُكَ أَيّوبُ المُبتَلَي عَافَيتَهُ وَ لَم يَزدَرِع شَيئاً وَ هَذَا لبِنَيِ‌ إِسرَائِيلَ زَرعٌ فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَيهِ يَا أَيّوبُ خُذ مِن سُبحَتِكَ كَفّاً فَابذُرهُ وَ كَانَت سُبحَتُهُ فِيهَا مِلحٌ[مُلحٌ]فَأَخَذَ أَيّوبُ ع كَفّاً مِنهَا فَبَذَرَهُ فَخَرَجَ هَذَا العَدَسُ وَ أَنتُم تُسَمّونَهُ الحِمّصَ وَ نَحنُ نُسَمّيهِ العَدَسَ

بيان من سبحتك في أكثر النسخ بالحاء المهملة و فيه بعد إلا أن يقرأ الملح بضم الميم جمع الأملح و هوبياض يخالطه سواد و في بعضها بالخاء المعجمة و هوأظهر

17- مع ،[معاني‌ الأخبار] مَعنَي أَيّوبَ مِن آبَ يَئُوبُ وَ هُوَ أَنّهُ يَرجِعُ إِلَي العَافِيَةِ وَ النّعمَةِ وَ الأَهلِ وَ المَالِ وَ الوَلَدِ بَعدَ البَلَاءِ

18-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ] قَالَ الصّادِقُ ع مَا سَأَلَ أَيّوبُ العَافِيَةَ فِي شَيءٍ مِن بَلَائِهِ

19-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ عَن دَاوُدَ بنِ سِرحَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَذَكَرَ أَيّوبَ ع فَقَالَ قَالَ اللّهُ جَلّ جَلَالُهُ إِنّ عبَديِ‌ أَيّوبَ مَا أُنعِمُ عَلَيهِ بِنِعمَةٍ إِلّا ازدَادَ شُكراً فَقَالَ الشّيطَانُ لَو نَصَبتَ عَلَيهِ


صفحه : 351

البَلَاءَ فَابتَلَيتَهُ كَيفَ صَبرُهُ فَسَلّطَهُ عَلَي إِبِلِهِ وَ رَقِيقِهِ فَلَم يَترُك لَهُ شَيئاً غَيرَ غُلَامٍ وَاحِدٍ فَأَتَاهُ الغُلَامُ فَقَالَ يَا أَيّوبُ مَا بقَيِ‌َ مِن إِبِلَكَ وَ لَا مِن رَقِيقِكَ أَحَدٌ إِلّا وَ قَد مَاتَ فَقَالَ أَيّوبُ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي أَعطَاهُ وَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي أَخَذَهُ فَقَالَ الشّيطَانُ إِنّ خَيلَهُ أَعجَبُ إِلَيهِ فَسَلّطَ عَلَيهَا فَلَم يَبقَ مِنهَا شَيءٌ إِلّا هَلَكَ فَقَالَ أَيّوبُ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي أَعطَي وَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي أَخَذَ وَ كَذَلِكَ بِبَقَرِهِ وَ غَنَمِهِ وَ مَزَارِعِهِ وَ أَرضِهِ وَ أَهلِهِ وَ وُلدِهِ حَتّي مَرِضَ مَرَضاً شَدِيداً فَأَتَاهُ أَصحَابٌ لَهُ فَقَالُوا يَا أَيّوبُ مَا كَانَ أَحَدٌ مِنَ النّاسِ فِي أَنفُسِنَا وَ لَا خَيرٌ عَلَانِيَةً خَيراً عِندَنَا مِنكَ فَلَعَلّ هَذَا الشيّ‌ءَ[لشَيَ‌ءٌ]كُنتَ أَسرَرتَهُ فِيمَا بَينَكَ وَ بَينَ رَبّكَ لَم تُطلِع عَلَيهِ أَحَداً فَابتَلَاكَ اللّهُ مِن أَجلِهِ فَجَزِعَ جَزَعاً شَدِيداً وَ دَعَا رَبّهُ فَشَفَاهُ اللّهُ تَعَالَي وَ رَدّ عَلَيهِ مَا كَانَ لَهُ مِن قَلِيلٍ أَو كَثِيرٍ فِي الدّنيَا قَالَ وَ سَأَلتُهُ عَن قَولِهِ تَعَالَيوَ وَهَبنا لَهُ أَهلَهُ وَ مِثلَهُم مَعَهُم رَحمَةً فَقَالَ الّذِينَ كَانُوا مَاتُوا

20-ل ،[الخصال ] ع ،[علل الشرائع ]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] فِي أَسئِلَةِ الشاّميِ‌ّ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أَنّهُ قَالَ يَومَ الأَربِعَاءِ يعَنيِ‌ آخِرَ الشّهرِ ابتَلَي اللّهُ أَيّوبَ بِذَهَابِ مَالِهِ وَ وُلدِهِ

21-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَنِ ابنِ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَمّا طَالَ بَلَاءُ أَيّوبَ وَ رَأَي إِبلِيسُ صَبرَهُ أَتَي إِلَي أَصحَابٍ لَهُ كَانُوا رُهبَاناً فِي الجِبَالِ فَقَالَ لَهُم مُرّوا بِنَا إِلَي هَذَا العَبدِ المُبتَلَي نَسأَلهُ عَن بَلِيّتِهِ قَالَ فَرَكِبُوا وَ جَاءُوهُ فَلَمّا قَرُبُوا مِنهُ نَفَرَت بِغَالُهُم فَقَرّبُوهَا بَعضاً إِلَي بَعضٍ ثُمّ مَشَوا إِلَيهِ وَ كَانَ فِيهِم شَابّ حَدَثٌ فَسَلّمُوا عَلَي أَيّوبَ وَ قَعَدُوا وَ قَالُوا يَا أَيّوبُ لَو أَخبَرتَنَا بِذَنبِكَ فَلَا نَرَي تُبتَلَي بِهَذَا البَلَاءِ إِلّا لِأَمرٍ كُنتَ تُسِرّهُ قَالَ أَيّوبُ ع وَ عِزّةِ ربَيّ‌ إِنّهُ لَيَعلَمُ أنَيّ‌ مَا أَكَلتُ طَعَاماً قَطّ إِلّا وَ معَيِ‌َ يَتِيمٌ أَو ضَعِيفٌ يَأكُلُ معَيِ‌ وَ مَا عَرَضَ لِي أَمرَانِ كِلَاهُمَا طَاعَةٌ إِلّا أَخَذتُ بِأَشَدّهِمَا عَلَي بدَنَيِ‌ فَقَالَ الشّابّ سَوءَةً لَكُم عَمَدتُم إِلَي نبَيِ‌ّ اللّهِ فَعَنّفتُمُوهُ حَتّي أَظهَرَ مِن عِبَادَةِ رَبّهِ مَا كَانَ يَستُرُهُ فَعِندَ ذَلِكَ دَعَا رَبّهُ وَ قَالَ رَبّ إنِيّ‌مسَنّيِ‌َ الشّيطانُ بِنُصبٍ وَ عَذابٍ وَ قَالَ قِيلَ


صفحه : 352

لِأَيّوبَ ع بَعدَ مَا عَافَاهُ اللّهُ تَعَالَي أَيّ شَيءٍ أَشَدّ مَا مَرّ عَلَيكَ قَالَ شَمَاتَةُ الأَعدَاءِ

22-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِهَذَا الإِسنَادِ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَمطَرَ اللّهُ عَلَي أَيّوبَ مِنَ السّمَاءِ فَرَاشاً مِن ذَهَبٍ فَجَعَلَ أَيّوبُ يَأخُذُ مَا كَانَ خَارِجاً مِن دَارِهِ فَيُدخِلُهُ دَارَهُ فَقَالَ جَبرَئِيلُ ع أَ مَا تَشبَعُ يَا أَيّوبُ قَالَ وَ مَن يَشبَعُ مِن فَضلِ رَبّهِ

23-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ عَنِ الصّدُوقِ بِإِسنَادِهِ عَن وَهبِ بنِ مُنَبّهٍ أَنّ أَيّوبَ كَانَ فِي زَمَنِ يَعقُوبَ بنِ إِسحَاقَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم وَ كَانَ صِهراً لَهُ تَحتَهُ ابنَةُ يَعقُوبَ يُقَالُ لَهَا إِليَا وَ كَانَ أَبُوهُ مِمّن آمَنَ بِإِبرَاهِيمَ ع وَ كَانَت أُمّ أَيّوبَ ابنَةَ لُوطٍ وَ كَانَ لُوطٌ جَدّ أَيّوبَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَا أَبَا أُمّهِ وَ لَمّا استَحكَمَ البَلَاءُ عَلَي أَيّوبَ مِن كُلّ وَجهٍ صَبَرَت عَلَيهِ امرَأَتُهُ فَحَسَدَ إِبلِيسُ عَلَي مُلَازَمَتِهَا بِالخِدمَةِ وَ كَانَت بِنتَ يَعقُوبَ فَقَالَ لَهَا أَ لَستِ أُختَ يُوسُفَ الصّدّيقِ ع قَالَت بَلَي قَالَ فَمَا هَذَا الجَهدُ وَ مَا هَذِهِ البَلِيّةُ التّيِ‌ أَرَاكُم فِيهَا قَالَت هُوَ ألّذِي فَعَلَ بِنَا لِيُؤجِرَنَا بِفَضلِهِ عَلَينَا لِأَنّهُ أَعطَاهُ بِفَضلِهِ مُنعِماً ثُمّ أَخَذَهُ لِيَبتَلِيَنَا فَهَل رَأَيتَ مُنعِماً أَفضَلَ مِنهُ فَعَلَي إِعطَائِهِ نَشكُرُهُ وَ عَلَي ابتِلَائِهِ نَحمَدُهُ فَقَد جَعَلَ لَنَا الحُسنَيَينِ كِلتَيهِمَا فَابتَلَاهُ لِيَرَي صَبرَنَا وَ لَا نَجِدُ عَلَي الصّبرِ قُوّةً إِلّا بِمَعُونَتِهِ وَ تَوفِيقِهِ فَلَهُ الحَمدُ وَ المِنّةُ مَا أَولَانَا وَ أَبلَانَا فَقَالَ لَهَا أَخطَأتِ خَطَاءً عَظِيماً لَيسَ مِن هَاهُنَا أَلَحّ عَلَيكُمُ البَلَاءُ وَ أَدخَلَ عَلَيهَا شُبَهاً دَفَعَتهَا كُلّهَا وَ انصَرَفَت إِلَي أَيّوبَ ع مُسرِعَةً وَ حَكَت لَهُ مَا قَالَ اللّعِينُ فَقَالَ أَيّوبُ القَائِلُ إِبلِيسُ لَقَد حَرَصَ عَلَي قتَليِ‌ إنِيّ‌ لَأُقسِمُ بِاللّهِ لَأُجَلّدَنّكِ مِائَةً لِمَ أَصغَيتِ إِلَيهِ إِن شفَاَنيِ‌َ اللّهُ قَالَ وَهبٌ قَالَ ابنُ عَبّاسٍ فَأَحيَا اللّهُ لَهُمَا أَولَادَهُمَا وَ أَموَالَهُمَا وَ رَدّ عَلَيهِ كُلّ شَيءٍ لَهُمَا بِعَينِهِ وَ أَوحَي اللّهُ تَعَالَي إِلَيهِوَ خُذ بِيَدِكَ ضِغثاً فَاضرِب بِهِ وَ لا تَحنَثفَأَخَذَ ضِغثاً مِن قُضبَانٍ دِقَاقٍ مِن شَجَرَةٍ يُقَالُ لَهَا الثّمَامُ فَبَرّ بِهِ يَمِينَهُ وَ ضَرَبَهَا ضَربَةً وَاحِدَةً وَ قِيلَ أَخَذَ عَشَرَةً مِنهَا فَضَرَبَهَا بِهَا عَشرَ مَرّاتٍ وَ كَانَ عُمُرُ أَيّوبَ ثَلَاثاً وَ سَبعِينَ قَبلَ أَن يُصِيبَهَا البَلَاءُ فَزَادَهَا اللّهُ مِثلَهَا ثَلَاثاً وَ سَبعِينَ سَنَةً أُخرَي


صفحه : 353

بيان قال البيضاوي‌ روي‌ أن امرأته ماخير بنت ميشا بن يوسف أورحمة بنت إفرائيم بن يوسف

24-ضا،[فقه الرضا عليه السلام ] روُيِ‌َ أَنّ أَيّوبَ ع لَمّا جَهَدَهُ البَلَاءُ قَالَ لَأَقعُدَنّ مَقعَدَ الخَصمِ فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ تَكَلّم فَجَثَا عَلَي الرّمَادِ فَقَالَ يَا رَبّ إِنّكَ تَعلَمُ أَنّهُ مَا عَرَضَ لِي أَمرَانِ قَطّ كِلَاهُمَا لَكَ[ فِيهِ]رِضًي إِلّا اختَرتُ أَشَدّهُمَا عَلَي بدَنَيِ‌ فنَوُديِ‌َ مِن غَمَامَةٍ بَيضَاءَ بِسِتّةِ آلَافِ أَلفِ لُغَةٍ فَلِمَنِ المَنّ فَوَضَعَ الرّمَادَ عَلَي رَأسِهِ وَ خَرّ سَاجِداً ينُاَديِ‌ لَكَ المَنّ سيَدّيِ‌ وَ موَلاَي‌َ فَكَشَفَ اللّهُ ضُرّهُ

25-ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] الحَسَنُ بنُ عَلِيّ الخَزّازُ عَن أَبِي الحَسَنِ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ إِنّ أَيّوبَ النّبِيّ ع قَالَ يَا رَبّ مَا سَأَلتُكَ شَيئاً مِنَ الدّنيَا قَطّ وَ دَاخَلَهُ شَيءٌ فَأَقبَلَت إِلَيهِ سَحَابَةٌ حَتّي نَادَتهُ يَا أَيّوبُ مَن وَفّقَكَ لِذَلِكَ قَالَ أَنتَ يَا رَبّ

تذييل قال السيد قدس سره في كتاب تنزيه الأنبياء فإن قيل فما قولكم في الأمراض والمحن التي‌ لحقت نبي‌ الله أيوب ع أ و ليس قدنطق القرآن بأنها كانت جزاء علي ذنب في قوله أنَيّ‌ مسَنّيِ‌َ الشّيطانُ بِنُصبٍ وَ عَذابٍ والعذاب لا يكون إلاجزاء كالعقاب والآلام الواقعة علي سبيل الامتحان لاتسمي عذابا و لاعقابا أ و ليس قدروي جميع المفسرين أن الله تعالي إنما عاقبه بذلك البلاء لتركه الأمر بالمعروف والنهي‌ عن المنكر وقصته مشهورة يطول شرحها.الجواب قلنا أماظاهر القرآن فليس يدل علي أن أيوب ع عوقب بما نزل به من المضار و ليس في ظاهره شيءمما ظنه السائل لأنه تعالي قال وَ اذكُر عَبدَنا أَيّوبَ إِذ نادي رَبّهُ أنَيّ‌ مسَنّيِ‌َ الشّيطانُ بِنُصبٍ وَ عَذابٍ والنصب هوالتعب و فيه لغتان فتح النون والصاد وضم النون وتسكين الصاد والتعب هوالمضرة التي‌ لاتختص بهاالعقاب و قدتكون علي سبيل الاختبار والامتحان فأما العذاب فهو أيضا يجري‌


صفحه : 354

مجري المضار التي‌ لايختص إطلاق ذكرها بجهة دون جهة ولهذا يقال للظالم المبتدي‌ بالظلم إنه معذب ومضر ومولم وربما قيل معاقب علي سبيل المجاز و ليس لفظة العذاب بجارية مجري لفظة العقاب لأن لفظة العقاب يقتضي‌ بظاهرها الجزاء لأنها من التعقيب والمعاقبة ولفظة العذاب ليست كذلك فأما إضافته ذلك إلي الشيطان وإنما ابتلاه الله تعالي به فله وجه صحيح لأنه لم يضف المرض والسقم إلي الشيطان وإنما أضاف إليه ما كان يستضر به من وسوسته ويتعب به من تذكيره له ما كان فيه من النعم والعافية والرخاء ودعائه له إلي التضجر والتبرم بما هو عليه ولأنه كان أيضا يوسوس إلي قومه بأن يستقذروه ويتجنبوه لما كان عليه من الأمراض البشعة المنظر ويخرجوه من بينهم و كل هذاضرر من جهة اللعين إبليس . و قدروي‌ أن زوجته ع كانت تخدم الناس في منازلهم وتصير إليه بما يأكله ويشربه و كان الشيطان يلقي‌ إليهم أن داءه يعدي‌ ويحسن إليهم تجنب خدمة زوجته من حيث كانت تباشر قروحه وتمس جسده و هذه مضار لاشبهة فيهافأما قوله تعالي في سورة الأنبياءوَ أَيّوبَ إِذ نادي رَبّهُ أنَيّ‌ مسَنّيِ‌َ الضّرّ وَ أَنتَ أَرحَمُ الرّاحِمِينَ فَاستَجَبنا لَهُ فَكَشَفنا ما بِهِ مِن ضُرّ وَ آتَيناهُ أَهلَهُ وَ مِثلَهُم مَعَهُم رَحمَةً مِن عِندِنا وَ ذِكري لِلعابِدِينَ فلاظاهر لها أيضا يقتضي‌ ماذكروه لأن الضر هوالضرر ألذي قد يكون محنة كما يكون عقوبة فأما ماروي‌ في هذاالباب عن جملة المفسرين فمما لايلتفت إلي مثله لأن هؤلاء لايزالون يضيفون إلي ربهم تعالي و إلي رسله ع كل قبيح ويقرفونهم بكل عظيم و في روايتهم هذه السخيفة ما إذاتأمله المتأمل علم أنه موضوع باطل مصنوع لأنهم رووا أن الله تعالي سلط إبليس علي مال أيوب ع وغنمه وأهله فلما أهلكهم ودمر عليهم ورأي صبره وتماسكه قال إبليس لربه يارب إن أيوب قدعلم أنه ستخلف له ماله وولده فسلطني‌ علي جسده فقال قدسلطتك علي جسده إلاقلبه وبصره قال فأتاه فنفخه من لدن قرنه إلي قدمه فصار قرحة واحدة فقذف علي كناسة لبني‌ إسرائيل سبع سنين و


صفحه : 355

أشهرا يختلف الدواب في جسده إلي شرح طويل نصون كتابنا عن ذكر تفصيله فمن يقبل عقله هذاالجهل والكفر كيف يوثق بروايته و من لايعلم أن الله تعالي لايسلط إبليس علي خلقه و أن إبليس لايقدر علي أن يقرح الأجساد و لا أن يفعل الأمراض كيف يعتمد روايته فأما هذه الأمراض النازلة بأيوب ع فلم يكن إلااختبارا وامتحانا وتعريضا للثواب بالصبر عليها والعوض العظيم النفيس في مقابلتها و هذه سنة الله تعالي في أصفيائه وأوليائه فَقَد روُيِ‌َ عَنِ الرّسُولِص أَنّهُ قَالَ وَ قَد سُئِلَ أَيّ النّاسِ أَشَدّ بَلَاءً فَقَالَ الأَنبِيَاءُ ثُمّ الصّالِحُونَ ثُمّ الأَمثَلُ فَالأَمثَلُ مِنَ النّاسِ

فظهر من صبره علي محنته وتماسكه ماصار إلي الآن مثلا حتي روي‌ أنه كان في خلال ذلك كله شاكرا محتسبا ناطقا بما له فيه من المنفعة والفائدة و أنه ماسمعت له شكوي و لاتفوّه بتضجر و لاتبرم فعوّضه الله تعالي مع نعيم الآخرة العظيم الدائم أن رد عليه ماله وأهله وضاعف عددهم في قوله وَ آتَيناهُ أَهلَهُ وَ مِثلَهُم مَعَهُم و في سورةص وَ وَهَبنا لَهُ أَهلَهُ وَ مِثلَهُم مَعَهُم ثم مسح ما به وشفاه وعافاه وأمره علي ماوردت به الرواية يركض رجله الأرض فظهرت عين اغتسل منها فتساقط ما كان علي جسده من الداء قال الله اركُض بِرِجلِكَ هذا مُغتَسَلٌ بارِدٌ وَ شَرابٌ والركض هوالتحريك و منه ركضت الدابة انتهي كلامه أعلي الله مقامه .أقول لاأعرف وجها لهذا الإنكار الفظيع والتشنيع علي تلك الرواية و لاأعرف فرقا بين ماصدر من أشقياء الإنس بالنسبة إلي الأنبياء حيث خلاهم الله مع إرادتهم بمقتضي حكمته الكاملة و لم يمنعهم عنها و بين مانقل من تسليط إبليس في تلك الواقعة والجواب مشترك نعم لايجوز أن يتسلط الشيطان علي أديانهم كمادلت عليه الآيات و أماالأبدان فلم يقم دليل علي نفي‌ تسلطه عليها أحيانا لضرب من المصلحة وكيف لا و هو ألذي يغري‌ جميع الأشرار في قتل الأخيار وإضرارهم وأيضا أي دليل قام علي امتناع قدرة إبليس علي فعل يوجب تقريح الأجساد وحدوث الأمراض و أي فرق بين الشياطين والإنس في ذلك نعم لوقيل بعدم ثبوت بعض الخصوصيات من جهة الأخبار لأمكن ذلك لكن الحكم بنفيها بمجرد الاستبعاد غيرموجه و الله يعلم .


صفحه : 356

تكملة قال الثعلبي‌ في العرائس قال وهب وكعب وغيرهما من أهل الكتاب كان أيوب النبي ع رجلا من الروم و كان رجلا طويلا عظيم الرأس جعد الشعر حسن العينين والخلق قصير العنق غليظ الساقين والساعدين و كان مكتوبا علي جبهته المبتلي الصابر و هوأيوب بن أموص بن رازخ بن روم بن عيص بن إسحاق بن ابراهيم وكانت أمه من ولد لوط بن هاران ع و كان الله تعالي قداصطفاه ونبأه وبسط عليه الدنيا وكانت له البثنة من أرض الشام كلها سهلها وجبلها بما فيها و كان له فيها من أصناف المال كله من الإبل والبقر والخيل والغنم والحمر ما لا يكون للرجل أفضل منه في العدة والكثرة و كان له بهاخمسمائة فدان يتبعها خمسمائة عبدلكل عبدامرأة وولد ومال وتحمل آلة كل فدان أتان لكل أتان ولد من اثنين وثلاثة وأربعة وخمسة وفوق ذلك و كان الله تعالي أعطاه أهلا وولدا من رجال ونساء و كان برا تقيا رحيما بالمساكين يكفل الأرامل والأيتام ويكرم الضيف ويبلغ ابن السبيل و كان شاكرا لأنعم الله تعالي مؤديا لحق الله تعالي قدامتنع من عدو الله إبليس أن يصيب منه مايصيب من أهل الغني من الغرة والغفلة والسهو والتشاغل من أمر الله تعالي بما هو فيه من الدنيا و كان معه ثلاثة قدآمنوا به وصدقوه وعرفوا فضله رجل من أهل اليمن يقال له اليفن ورجلان من أهل بلاده يقال لأحدهما بلدد وللآخر صافن وكانوا كهولا.


صفحه : 357

قال وهب إن لجبرئيل ع بين يدي‌ الله تعالي مقاما ليس لأحد من الملائكة في القربة والفضيلة و إن جبرئيل هو ألذي يتلقي الكلام فإذاذكر الله تعالي عبدا بخير تلقاه جبرئيل ثم لقاه ميكائيل وحوله الملائكة المقربون حَافّينَ مِن حَولِ العَرشِ فإذاشاع ذلك في الملائكة المقربين شاعت الصلوات علي ذلك العبد من أهل السماوات فإذاصلت عليه ملائكة السماوات هبطت عليه بالصلوات إلي ملائكة الأرض و كان إبليس لعنه الله لايحجب عن شيء من السماوات و كان يقف فيهن حيثما أراد و من هناك وصل إلي آدم حين أخرجه من الجنة فلم يزل علي ذلك يصعد في السماوات حتي رفع الله تعالي عيسي ابن مريم ع فحجب من أربع و كان يصعد في ثلاث فلما بعث الله تعالي محمداص حجب من الثلاث الباقية فهو وجنوده محجوبون من جميع السماوات إلي يوم القيامةإِلّا مَنِ استَرَقَ السّمعَفَأَتبَعَهُ شِهابٌ ثاقِبٌ قال فلما سمع إبليس تجاوب الملائكة بالصلوات علي أيوب ع و ذلك حين ذكره الله تعالي وأثني عليه فأدركه البغي‌ والحسد فصعد سريعا حتي وقف من السماء موقفا كان يقفه فقال ياإلهي‌ نظرت في أمر عبدك أيوب فوجدته عبدا أنعمت عليه فشكرك وعافيته فحمدك ثم لم تجرّبه بشدة وبلاء و أنا لك زعيم لئن ضربته ببلاء ليكفرن بك ولينسينك فقال الله تعالي انطلق فقد سلطتك علي ماله فانقضّ عليه عدو الله حتي وقع إلي الأرض ثم جمع عفاريت الشياطين وعظماءهم فقال لهم ماذا عندكم من القوة والمعرفة فإني‌ قدسلطت علي مال أيوب وهي‌ المصيبة الفادحة والفتنة التي‌ لايصبر عليها الرجال قال عفريت من الشياطين أعطيت من القوة ما إذاشئت تحولت إعصارا من نار وأحرقت كل شيءآتي‌ عليه فقال له إبليس فأت الإبل ورعاءها فانطلق يؤم الإبل و ذلك حين وضعت رءوسها وثبتت في مراعيها فلم يشعر الناس حتي ثار من تحت الأرض إعصار من نار تنفح منها أرواح السموم لايدنو منها أحد


صفحه : 358

إلااحترق فلم يزل يحرقها ورعاءها حتي أتي علي آخرها فلما فرغ منها تمثل إبليس براعيها ثم انطلق يؤم أيوب حتي وجده قائما يصلي‌ فقال ياأيوب قال لبيك قال هل تدري‌ ما ألذي صنع ربك ألذي اخترته وعبدته بإبلك ورعائها قال أيوب أيهاً إنها ماله أعارنيه و هوأولي به إذاشاء تركه و إن شاء نزعه وقديما ماوطنت نفسي‌ ومالي‌ علي الفناء. فقال إبليس فإن ربك أرسل عليها نارا من السماء فاحترقت كلها فترك الناس مبهوتين وقوفا عليها يتعجبون منها منهم من يقول ما كان أيوب يعبد شيئا و ما كان إلا في غرور ومنهم من يقول لو كان إله أيوب يقدر علي أن يصنع شيئا لمنع وليه ومنهم من يقول بل هو ألذي فعل مافعل يشمت به عدوه ويفجع به صديقه قال أيوب الحمد لله حين أعطاني‌ وحين نزع مني‌ عريانا خرجت من بطن أمي‌ وعريانا أعود في التراب وعريانا أحشر إلي الله تعالي ليس ينبغي‌ لك أن تفرح حين أعارك الله وتجزع حين قبض عاريته الله أولي بك وبما أعطاك و لوعلم الله فيك أيها العبد خيرا لقبل روحك مع تلك الأرواح فآجرني‌ فيك وصرت شهيدا ولكنه علم منك شرا فأخرك الله وخلصك من البلاء كمايخلص الزؤان من القمح الخالص فرجع إبليس لعنه الله إلي أصحابه خاسئا ذليلا فقال لهم ماذا عندكم من القوة فإني‌ لم أكلم قلبه قال عفريت من عظمائهم عندي‌ من القوة ما إذاشئت صحت صوتا لايسمعه ذو روح إلاخرجت مهجة نفسه قال له إبليس فأت الغنم ورعاءها فانطلق يؤم الغنم ورعاءها حتي إذاتوسطها صاح صوتا تجثمت أمواتا من عندآخرها ومات رعاؤها ثم خرج إبليس متمثلا بقهرمان الرعاء حتي جاء أيوب و هوقائم يصلي‌ فقال له القول الأول وردّ عليه أيوب الرد الأول ثم إن إبليس رجع إلي أصحابه فقال لهم ماذا عندكم من القوة فإني‌ لم أكلم


صفحه : 359

قلب أيوب فقال عفريت من عظمائهم عندي‌ من القوة ما إذاشئت تحولت ريحا عاصفا تنسف كل شيءفآتي‌ عليه حتي لاأبقي‌ منها شيئا قال له إبليس فأت الفدادين والحرث فانطلق يؤمهم و ذلك حين قرنوا الفدادين وأنشئوا في الحرث وأولادها رتوع فلم يشعروا حتي هبت ريح عاصف فنسفت كل شيء من ذلك حتي كأنه لم يكن ثم خرج إبليس متمثلا بقهرمان الحرث حتي جاء أيوب و هوقائم يصلي‌ فقال له مثل قوله الأول ورد عليه أيوب مثل رده الأول فجعل إبليس يصيب ماله مالا مالا حتي مر علي آخره كلما انتهي إليه هلاك مال من ماله حمد الله وأحسن عليه الثناء ورضي‌ بالقضاء ووطن نفسه للصبر علي البلاء حتي لم يبق له مال فلما رأي إبليس أنه قدأفني ماله و لم ينجح منه بشي‌ء صعد سريعا حتي وقف الموقف ألذي كان يقفه فقال إلهي‌ إن أيوب يري أنك مامتعته بنفسه وولده فأنت معطيه المال فهل أنت مسلطي‌ علي ولده فإنها الفتنة المضلة والمصيبة التي‌ لايقوم لها قلوب الرجال و لايقوي عليها صبرهم فقال الله تعالي انطلق فقد سلطتك علي ولده .فانقض عدو الله حتي جاء بني‌ أيوب ع وهم في قصرهم فلم يزل يزلزل بهم حتي تداعي من قواعده ثم جعل يناطح جدره بعضها ببعض ويرميهم بالخشب والجندل حتي إذامثل بهم كل مثلة رفع بهم القصر وقلبه فصاروا منكبين وانطلق إلي أيوب متمثلا بالمعلم ألذي كان يعلمهم الحكمة و هوجريح مشدوخ الوجه


صفحه : 360

يسيل دمه ودماغه وأخبره بذلك و قال ياأيوب لورأيت بنيك كيف عذبوا وكيف قلبوا فكانوا منكسين علي رءوسهم يسيل دماؤهم ودماغهم من أنوفهم وأشفارهم وأجوافهم و لورأيت كيف شقت بطونهم فتناثرت أمعاؤهم لتقطع قلبك فلم يزل يقول هذا ونحوه ويرققه حتي رق أيوب ع فبكي وقبض قبضة من التراب فوضعها علي رأسه فاغتنم إبليس ذلك فصعد سريعا بالذي‌ كان من جزع أيوب مسرورا به ثم لم يلبث أيوب أن فاء وأبصر فاستغفر وصعد قرناؤه من الملائكة بتوبته فبدروا إبليس إلي الله تعالي و هوأعلم فوقف إبليس خاسئا ذليلا فقال ياإلهي‌ إنما هون علي أيوب خطر المال والولد إنه يري أنك مامتعته بنفسه فأنت تعيد له المال والولد فهل أنت مسلطي‌ علي جسده فإني‌ لك زعيم لئن ابتليته في جسده لينسينك وليكفرن بك وليجحدن نعمتك فقال الله عز و جل انطلق فقد سلطتك علي جسده ولكن ليس لك سلطان علي لسانه و لا علي قلبه و لا علي عقله و كان الله هوأعلم به لم يسلطه عليه إلارحمة ليعظم له الثواب وجعله عبرة للصابرين وذكري للعابدين في كل بلاء نزل ليأنسوا به بالصبر ورجاء الثواب .فانقضّ عدو الله تعالي سريعا فوجد أيوب ع ساجدا فعجل قبل أن يرفع رأسه فأتاه من قبل الأرض في موضع وجهه فنفخ في منخره نفخة اشتعل منها جسده فرهل وخرج به من فرقه إلي قدمه ثآليل مثل أليات الغنم ووقعت فيه حكة لايملكها فحك بأظفاره حتي سقطت كلها ثم حكها بالمسوح الخشنة حتي قطعها ثم حكها بالفخار


صفحه : 361

والحجارة الخشنة فلم يزل يحكها حتي نغل لحمه وتقطع وتغير وأنتن فأخرجه أهل القرية فجعلوه علي كناسة وجعلوا له عريشا ورفضه خلق الله كلهم غيرامرأته وهي‌ رحمة بنت إفرائيم بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن ابراهيم صلوات الله تعالي وسلامه علي نبينا وعليهم وكانت تختلف إليه بما يصلحه وتلزمه فلما رأت الثلاثة من أصحابه وهم يفن وبلدد وصافن ماابتلاه الله تعالي به اتهموه ورفضوه من غير أن يتركوا دينه فلما طال به البلاء انطلقوا إليه و هو في بلائه فبكتوه ولاموه وقالوا له تب إلي الله عز و جل من الذنب ألذي عوقبت به .قالا وحضره معهم فتي حديث السن و كان قدآمن به وصدقه فقال لهم إنكم تكلمتم أيها الكهول وكنتم أحق بالكلام لأسنانكم ولكن قدتركتم من القول أحسن من ألذي قلتم و من الرأي‌ أصوب من ألذي رأيتم و من الأمر أجمل من ألذي أتيتم و قد كان لأيوب ع عليكم من الحق والذمام أفضل من ألذي وصفتم فهل تدرون أيها الكهول حق من انتقصتم وحرمة من انتهكتم و من الرجل ألذي عبتم واتهمتم أ لم تعلموا أن أيوب نبي‌ الله وخيرته وصفوته من أهل الأرض يومكم هذا ثم لم تعلموا و لم يطلعكم الله تعالي علي أنه سخط شيئا من أمره منذ أتاه ماأتاه إلي يومكم هذا و لا علي أنه نزع منه شيئا من الكرامة التي‌ أكرمه بها و لا أن أيوب فعل غيرالحق في طول ماصحبتموه إلي يومكم هذا فإن كان البلاء هو ألذي أزري عندكم ووضعه في أنفسكم فقد علمتم أن الله تعالي يبتلي‌ النبيين والشهداء والصالحين ثم ليس بلاؤه


صفحه : 362

لأولئك بدليل علي سخطه عليهم و لالهوانه لهم ولكنها كرامة وخيرة لهم و لو كان أيوب ليس من الله تعالي بهذه المنزلة إلا أنه أخ آخيتموه علي وجه الصحبة لكان لايجمل بالحليم أن يعذل أخاه عندالبلاء و لايعيره بالمصيبة و لايعيبه بما لايعلم و هومكروب حزين ولكنه يرحمه ويبكي‌ معه ويستغفر له ويحزن لحزنه ويدل علي مراشد أمره و ليس بحكيم و لارشيد من جهل هذافالله الله أيها الكهول و قد كان في عظمة الله وجلاله وذكر الموت مايقطع ألسنتكم ويكسر قلوبكم أ لم تعلموا أن لله تعالي عبادا أسكتتهم خشيته من غيرعي‌ و لابكم وإنهم لهم الفصحاء والبلغاء والأولياء النبلاء الألباء العالمون بالله وبآياته ولكنهم إذاذكروا عظمة الله انقطعت ألسنتهم واقشعرت جلودهم وانكسرت قلوبهم وطاشت عقولهم إعظاما لله وإعزازا وإجلالا فإذااستفاقوا استبقوا إلي الله تعالي بالأعمال الزاكية يعدون أنفسهم مع الخاطئين والظالمين وإنهم لأبرار و مع المقصرين المفرطين وإنهم لأكياس أقوياء ولكنهم لايستكثرون لله الكثير و لايرضون له بالقليل و لايدلون عليه بالأعمال فهم مروعون خاشعون مستكينون فقال أيوب ع إن الله تعالي يزرع الحكمة بالرحمة في قلب الصغير والكبير فمتي تنبت في القلب يظهرها الله تعالي علي اللسان وليست تكون الحكمة من قبل السن والشيبة و لاطول التجربة و إذاجعل الله تعالي العبد حكيما في الصغر لم تسقط منزلته عندالحكماء وهم يرون من الله تعالي عليه نور الكرامة. ثم أقبل أيوب ع علي الثلاثة فقال أتيتموني‌ غضابا رهبتم قبل أن تسترهبوا


صفحه : 363

وبكيتم قبل أن تضربوا كيف بي‌ لو قلت لكم تصدقوا عني‌ بأموالكم لعل الله تعالي أن يخلصني‌ وقربوا عني‌ قربانا لعل الله تعالي يتقبله ويرضي عني‌ وإنكم قدأعجبتكم أنفسكم وظننتم أنكم قدعوفيتم بإحسانكم فهنالك بغيتم وتعززتم و لونظرتم فيما بينكم و بين ربكم ثم صدقتم لوجدتم لكم عيوبا سترها الله تعالي بالعافية التي‌ ألبسكم و قدكنت فيما خلا والرجال يوقرونني‌ و أنامسموع كلامي‌ معروف حقي‌ منتقم من خصمي‌ فأصبحت اليوم و ليس لي رأي‌ و لاكلام معكم فإنكم كنتم أشد علي من مصيبتي‌. ثم أعرض عنهم وأقبل علي ربه تعالي مستغيثا به متضرعا إليه فقال رب لأي‌ شيءخلقتني‌ ليتني‌ إذ كرهتني‌ لم تخلقني‌ ياليتني‌ كنت حيضة ألقتني‌ أمي‌ و ياليتني‌ عرفت الذنب ألذي أذنبت والعمل ألذي عملت فصرفت وجهك الكريم عني‌ لوكنت أمتني‌ فألحقني‌ بآبائي‌ فالموت كان أجمل إلي‌ أ لم أكن للغريب دارا وللمسكين قرارا ولليتيم وليا وللأرملة قيما إلهي‌ أنا عبدذليل إن أحسنت فالمن لك و إن أسأت فبيدك عقوبتي‌ جعلتني‌ للبلاء غرضا وللفتنة نصبا و قدوقع علي بلاء لوسلطته علي جبل ضعف عن حمله فكيف يحمله ضعفي‌ إلهي‌ تقطعت أصابعي‌ فإني‌ لأرفع الأكلة من الطعام بيدي‌ جميعا فما تبلغان فمي‌ إلا علي الجهد مني‌ تساقطت لهواتي‌ ولحم رأسي‌ فما بين أذني‌ من سداد حتي أن أحدهما يري من الآخر و إن دماغي‌ ليسيل من فمي‌ تساقط شعر عيني‌ فكأنما حرق بالنار وجهي‌ وحدقتاي‌ متدليتان علي خدي‌ وورم لساني‌ حتي ملأ فمي‌ فما أدخل منه طعاما إلاغصني‌ وورمت شفتاي‌ حتي غطت العليا أنفي‌ والسفلي ذقني‌ وتقطعت أمعائي‌ في بطني‌ فإني‌ لأدخله الطعام فيخرج كما


صفحه : 364

دخل ماأحسه و لاينفعني‌ ذهبت قوة رجلي‌ فكأنهما قربتا ماء لاأطيق حملهما ذهب المال فصرت أسأل بكفي‌ فيطعمني‌ من كنت أعوله اللقمة الواحدة فيمنها علي ويعيرني‌ هلك أولادي‌ و لوبقي‌ أحد منهم أعانني‌ علي بلائي‌ ونفعني‌ و قدملني‌ أهلي‌ وعقني‌ أرحامي‌ وتنكرت معارفي‌ ورغب عني‌ صديقي‌ وقطعني‌ أصحابي‌ وجحدت حقوقي‌ ونسيت صنائعي‌ أصرخ فلايصرخونني‌ وأعتذر فلايعذرونني‌ دعوت غلامي‌ فلم يجبني‌ وتضرعت لأمتي‌ فلم ترحمني‌ و إن قضاءك هو ألذي أذلني‌ وأقمأني‌ و إن سلطانك هو ألذي أسقمني‌ وأنحل جسمي‌ و لو أن ربي‌ نزع الهيبة التي‌ في صدري‌ وأطلق لساني‌ حتي أتكلم بمل ء فمي‌ بمكان ينبغي‌ للعبد أن يحاج عن نفسه لرجوت أن يعافيني‌ عند ذلك مما بي‌ ولكنه ألقاني‌ و تعالي عني‌ فهو يراني‌ و لاأراه ويسمعني‌ و لاأسمعه لانظر إلي‌ فرحمني‌ و لادنا مني‌ و لاأدناني‌ فأتكلم ببراءتي‌ وأخاصم عن نفسي‌. فلما قال ذلك أيوب ع وأصحابه عنده أظله غمام حتي ظن أصحابه أنه عذاب ثم نودي‌ ياأيوب إن الله عز و جل يقول لك ها أنا قددنوت منك و لم أزل منك قريبا فقم فأدل بعذرك وتكلم ببراءتك وخاصم عن نفسك واشدد إزارك وقم مقام جبار فإنه لاينبغي‌ أن يخاصمني‌ إلاجبار مثلي‌ و لاينبغي‌ أن يخاصمني‌ إلا من يجعل الزيار في فم الأسد والسحال في فم العنقاء واللجام في فم التنين ويكيل مكيالا من النور ويزن مثقالا من الريح ويصر صرة من الشمس ويرد أمس لقد منتك نفسك أمرا ماتبلغ بمثل قوتك و لوكنت إذ منتك ذلك ودعتك إليه تذكرت أي مرام


صفحه : 365

رام بك أردت أن تخاصمني‌ بعيك أوأردت أن تحاجني‌ بخطابك أم أردت أن تكابرني‌ بضعفك أين أنت مني‌ يوم خلقت الأرض فوضعتها علي أساسها هل علمت بأي‌ مقدار قدرتها أم كنت معي‌ تمد بأطرافها أم تعلم ما بعدزواياها أم علي أي شيءوضعت أكنافها أبطاعتك حمل الماء الأرض أم بحكمتك كانت الأرض للماء غطاء أين كنت مني‌ يوم رفعت السماء سقفا في الهواء لابعلائق سببت و لاتحملها دعم من تحتها هل يبلغ من حكمتك أن تجري‌ نورها أوتسير نجومها أوتختلف بأمرك ليلها ونهارها أين أنت مني‌ يوم سجرت البحار وأنبعت الأنهار أقدرتك حبست أمواج البحار علي حدودها أم قدرتك فتحت الأرحام حين بلغت مدتها أين أنت مني‌ يوم صببت الماء علي التراب ونصبت شوامخ الجبال هل لك من ذراع تطيق حملها أم هل تدري‌ كم من مثقال فيهاأم أين الماء ألذي أنزلت من السماء هل تدري‌ أم تلد أوأب يولده أحكمتك أحصت القطر وقسمت الأرزاق أم قدرتك تثير السحاب وتجري‌ الماء هل تدري‌ ماأصوات الرعود أم من أي شيءلهب البرق وهل رأيت عمق البحر هل تدري‌ ما بعدالهواء أم هل خزنت أرواح الأموات أم هل تدري‌ أين خزانة الثلج وأين خزانة البرد أم أين جبال البرد أم هل تدري‌ أين خزانة الليل والنهار وأين طريق النور وبأي‌ لغة تتكلم الأشجار وأين خزانة الريح وكيف تحبسه و من جعل العقول في أجواف الرجال و من شق الأسماع والأبصار و من ذلت الملائكة لملكه وقهر الجبارين بجبروته وقسم أرزاق الدواب بحكمته من قسم للأسد أرزاقها وعرف الطير معايشها وعطفها علي أفراخها من أعتق الوحش من الخدمة وجعل مساكنها البرية لاتستأنس بالأصوات و لاتهاب المسلطين أم من حكمتك عطفت أمهاتها عليها حتي أخرجت لها الطعام من بطونها وآثرتها بالعيش علي نفوسها


صفحه : 366

أم من حكمتك تبصر العقاب الصيد البعيد وأصبح في أماكن القتلي . فقال أيوب ع قصرت عن هذاالأمر ألذي تعرض علي ليت الأرض انشقت لي فذهبت فيها و لم أتكلم بشي‌ء يسخط ربي‌ اجتمع علي البلاء إلهي‌ قدجعلتني‌ لك مثل العدو و قدكنت تكرمني‌ وتعرف نصحي‌ و قدعلمت أن كل ألذي ذكرت صنع يديك وتدبير حكمتك وأعظم من هذا لوشئت عملت لايعجزك شيء و لايخفي عليك خافية و لايغيب عنك غائبة من هذا ألذي يظن أن يسر عنك سرا و أنت تعلم ماتخطر علي القلوب وإنما تكلمت لتعذرني‌ وسكت حين سكت لترحمني‌ كلمة زلت عن لساني‌ فلن أعود و قدوضعت يدي‌ علي فمي‌ وعضضت علي لساني‌ وألصقت بالتراب خدي‌ ودمست فيه وجهي‌ لصغاري‌ وسكت كماأسكتتني‌ خطيئتي‌ فاغفر لي ما قلت فلن أعود لشي‌ء تكرهه مني‌. فقال الله تعالي ياأيوب نفذ فيك علمي‌ وسبقت رحمتي‌ غضبي‌ إذاخطئت فقد غفرت لك ورددت عليك أهلك ومالك ومثلهم معهم لتكون لمن خلفك آية وتكون عبرة لأهل البلاء وعزا للصابرين اركُض بِرِجلِكَ هذا مُغتَسَلٌ بارِدٌ وَ شَرابٌ فيه شفاء وقرب عن صحابتك قربانا واستغفر لهم فإنهم قدعصوني‌ فيك فركض برجله فانفجرت له عين فدخل فيهافاغتسل فأذهب الله تعالي عنه كل ما كان به من البلاء ثم خرج فجلس وأقبلت امرأته فقامت تلتمسه في مضجعه فلم تجده فقامت مترددة كالواله ثم قالت يا عبد الله هل لك علم بالرجل المبتلي ألذي كان هاهنا فقال لها فهل تعرفينه إذارأيته قالت نعم و ما لي لاأعرفه فتبسم و قال أنا هوفعرفته بمضحكه


صفحه : 367

فاعتنقته و قال ابن عباس فو ألذي نفس عبد الله بيده مافارقته من عناقه حتي مر بهما كل مال لهما وولد فذلك قوله وَ أَيّوبَ إِذ نادي رَبّهُ أنَيّ‌ مسَنّيِ‌َ الضّرّ. واختلف العلماء في وقت ندائه ومدة بلائه والسبب ألذي قال لأجله مسَنّيِ‌َ الضّرّفعن أنس بن مالك قال قال رسول الله ص إن أيوب نبي‌ الله لبث به بلاؤه ثماني‌ عشرة سنة فرفضه القريب والبعيد إلارجلين من إخوانه كانا يغدوان إليه ويروحان فقال أحدهما لصاحبه و الله لقد أذنب أيوب ذنبا ماأذنبه أحد من العالمين فقال له صاحبه و ماذاك قال منذ ثماني‌ عشرة سنة لم يرحمه الله عز و جل فيكشف ما به فلما راحا إلي أيوب لم يصبر الرجل حتي ذكر ذلك فقال أيوب ماأدري‌ ماتقولان غير أن الله تعالي يعلم أني‌ كنت أمر بالرجلين يتنازعان فيذكران الله تعالي فأرجع إلي بيتي‌ فأكفر عنهما كراهية أن يذكر الله تعالي إلا في حق قال و كان يخرج لحاجته فإذاقضي حاجته أمسكت امرأته بيده حتي يبلغ فلما كان ذات يوم أبطأ عليها وأوحي‌ إلي أيوب في مكانه أن اركُض بِرِجلِكَ هذا مُغتَسَلٌ بارِدٌ وَ شَرابٌفاستبطأته فتلقته تنظر وأقبل عليها و قدأذهب الله عز و جل ما به من البلاء و هوأحسن ما كان فلما رأته قالت هل رأيت نبي‌ الله هذاالمبتلي قال إني‌ أنا هو و كان له أندران أندر للقمح وأندر للشعير فبعث الله تعالي سحابتين فلما كانت إحداهما علي أندر القمح أفرغت فيه الذهب حتي فاض وأفرغت الأخري في أندر الشعير الورق حتي فاض ويروي أن الله تعالي أمطر عليه جرادا من ذهب فجعل يحثي‌ منها في ثوبه فناداه ربه أ لم أغنك عما


صفحه : 368

أري قال بلي يارب ولكن لاغني بي‌ عن فضلك ورحمتك و من يشبع من نعمك . و قال الحسن مكث أيوب مطروحا علي كناسة في مزبلة لبني‌ إسرائيل سبع سنين وأشهرا يختلف فيه الدواب و قال وهب لم يكن بأيوب أكلة إنما يخرج منه مثل ثدي‌ النساء ثم تتفقا قال الحسن و لم يبق له مال و لاولد و لاصديق و لاأحد يقربه غيررحمة صبرت معه تصدق وتأتيه بطعام وتحمد الله تعالي معه إذاحمد وأيوب علي ذلك لايفتر من ذكر الله والثناء عليه والصبر علي ماابتلاه فصرخ عدو الله إبليس صرخة جمع فيهاجنوده من أقطار الأرض جزعا من صبر أيوب فلما اجتمعوا إليه قالوا ماأحزنك قال أعياني‌ هذاالعبد ألذي سألت الله أن يسلطني‌ علي ماله وولده فلم أدع له مالا و لاولدا فلم يزد بذلك إلاصبرا وثناء علي الله تعالي ثم سلطت علي جسده وتركته قرحة ملقاة علي كناسة بني‌ إسرائيل لايقربه إلاامرأته فقد افتضحت بربي‌ فاستغثت بكم لتعينوني‌ عليه فقالوا له أين مكرك أين علمك ألذي أهلكت به من مضي قال بطل ذلك كله في أمر أيوب فأشيروا علي قالوا نشير عليك أرأيت آدم حين أخرجته من الجنة من أين أتيته قال من قبل امرأته قالوا فأته من قبل امرأته فإنه لايستطيع أن يعصيها و ليس أحد يقربه غيرها قال أصبتم فانطلق حتي أتي امرأته وهي‌ تصدق فتمثل لها في صورة رجل فقال أين بعلك ياأمة الله قالت هو ذلك يحك قروحه ويتردد الدواب في جسده فلما سمعها طمع أن يكون كلمة جزع فوسوس إليها فذكرها ماكانت فيه من النعيم والمال وذكرها جمال أيوب وشبابه و ما هو فيه من الضر و أن ذلك لاينقطع عنهم أبدا. قال الحسن فصرخت فلما صرخت علم أن قدجزعت فأتاه بسخلة فقال ليذبح هذا لي أيوب و لايذكر عليه اسم الله عز و جل فإنه يبرأ قال فجاءت تصرخ ياأيوب حتي متي يعذبك ربك أ لايرحمك أين المال أين الماشية أين الولد أين الصديق


صفحه : 369

أين لونك الحسن قدتغير وصار مثل الرماد أين جسمك الحسن ألذي قدبلي وتردد فيه الدواب اذبح هذه السخلة واسترح قال أيوب أتاك عدو الله فنفخ فيك وأجبته ويلك أرأيت ماكنا فيه من المال والولد والصحة من أعطانيه قالت الله قال فكم متعنا به قالت ثمانين سنة قال فمذ كم ابتلاني‌ الله تعالي بهذا البلاء قالت منذ سبع سنين وأشهر قال ويلك و الله ماعدلت و لاأنصفت ربك ألا صبرت في البلاء ألذي ابتلانا الله به ثمانين سنة كماكنا في الرخاء ثمانين سنة و الله لئن شفاني‌ الله عز و جل لأجلدنك مائة جلدة حين أمرتني‌ أن أذبح لغير الله طعامك وشرابك ألذي أتيتني‌ به علي حرام أن أذوق مما تأتيني‌ بعدإذ قلت لي هذافاعزبي‌ عني‌ فلاأراك فطردها فذهبت فلما نظر أيوب إلي امرأته قدطردها و ليس عنده طعام و لاشراب و لاصديق خر ساجدا فقال رب إني‌مسَنّيِ‌َ الضّرّ ثم رد ذلك إلي ربه فقال وَ أَنتَ أَرحَمُ الرّاحِمِينَفقيل له ارفع رأسك فقد استجيب لك اركُض بِرِجلِكَفركض برجله فنبعت عين فاغتسل منها فلم يبق عليه من دائه شيءظاهر إلاسقط فأذهب الله تعالي عنه كل ألم و كل سقم وعاد إليه شبابه وجماله أحسن ما كان وأفضل ما كان ثم ضرب برجله فنبعت عين أخري فشرب منها فلم يبق في جوفه داء إلاخرج فقام صحيحا وكسي‌ حلة قال فجعل يلتفت فلايري شيئا مما كان له من أهل ومال إلا و قدأضعفه الله تعالي له فخرج حتي جلس علي مكان مشرف . ثم إن امرأته قالت أرأيت إن كان طردني‌ إلي من أكله أدعه يموت جوعا ويضيع فتأكله السباع لأرجعن إليه فرجعت فلاكناسة تري و لاتلك الحال التي‌ كانت و إذاالأمور تغيرت فجعلت تطوف حيث كانت الكناسة وتبكي‌ علي أيوب قال وهابت صاحب الحلة أن تأتيه فتسأله عنه فأرسل إليها أيوب فدعاها فقال ماتريدين


صفحه : 370

ياأمة الله فبكت وقالت أردت ذلك المبتلي ألذي كان منبوذا علي الكناسة لاأدري‌ أضاع أم مافعل قال لها أيوب ما كان منك فبكت فقالت بعلي‌ فهل رأيته قال وهل تعرفينه إذارأيته قالت وهل يخفي علي أحد ربه ثم جعلت تنظر إليه وهي‌ تهابه ثم قالت أماإنه كان أشبه خلق الله بك إذ كان صحيحا قال فإني‌ أناأيوب ألذي أمرتني‌ أن أذبح لإبليس وإني‌ أطعت الله تعالي وعصيت الشيطان ودعوت الله تعالي فرد علي ماترين و قال كعب كان أيوب في بلائه سبع سنين و قال وهب لبث أيوب في ذلك البلاء ثلاث سنين لم يزد يوما واحدا فلما غلب أيوب إبليس و لم يستطع منه شيئا اعترض امرأته في هيئة ليست كهيئة بني‌ آدم في العظم والجسم والجمال علي مركب ليس من مراكب الناس له عظم وبهاء وجمال فقال أنت صاحبة أيوب هذا الرجل المبتلي قالت نعم قال فهل تعرفيني‌ قالت لا قال فأنا إله الأرض و أنا ألذي صنعت بصاحبك ماصنعت و ذلك أنه عبدإله السماء وتركني‌ فأغضبني‌ و لوسجد لي واحدة رددت عليه وعليك كل ما كان لكما من مال وولد فإنه عندي‌ ثم أراها إياهم فيما تري ببطن الوادي‌ ألذي لقيها فيه قال وهب و قدسمعت أنه قال لو أن صاحبك أكل طعاما و لم يسم عليه لعوفي‌ مما به من البلاء و الله أعلم وأراد عدو الله أن يأتيه من قبلها. ورأيت في بعض الكتب أن إبليس لعنه الله قال لرحمة و إن شئت فاسجدي‌ لي سجدة واحدة حتي أرد عليك المال والأولاد وأعافي‌ زوجك فرجعت إلي أيوب عليه الصلاة و السلام فأخبرته بما قال لها و ماأراها قال لقد أتاك عدو الله لفتنك عن دينك ثم أقسم إن عافاه الله تعالي ليضربنها مائة جلدة و قال عند ذلك مسَنّيِ‌َ الضّرّ في طمع إبليس في سجود رحمة له ودعائه إياها وإياي‌ إلي الكفر قالوا ثم إن الله تعالي رحم رحمة امرأة أيوب بصبرها معه علي البلاء وخفف عنها وأراد أن يبر يمين أيوب فأمره أن يأخذ جماعة من الشجرة يبلغ مائة قضيب خفافا لطافا فيضربها بهاضربة واحدة كما قال


صفحه : 371

الله تعالي وَ خُذ بِيَدِكَ ضِغثاً فَاضرِب بِهِ وَ لا تَحنَث و قال كانت امرأة أيوب تكتسب له وتعمل للناس وتجيئه بقوته فلما طال عليها البلاء وسئمها الناس فلم يستعملها التمست له يوما من الأيام ماتطعمه فما وجدت شيئا فجزت قرنا من رأسها فباعته برغيف فأتته به فقال لها أين قرنك فأخبرته فقال عند ذلك مسَنّيِ‌َ الضّرّ. وقيل إنما قال ذلك حين قصدت الدود قلبه ولسانه فخشي‌ أن يبقي خاليا عن الذكر والفكر وقيل إنما قال ذلك حين وقعت دودة من فخذه فرفعها وردها إلي موضعها فقال لها قدجعلني‌ الله طعامك فعضته عضة زاد ألمها علي جميع ماقاسي من عض الديدان . و قال عبد الله بن عبيد الله بن عمير كان لأيوب ع أخوان فأتياه فقاما من بعيد لايقدران الدنو منه من ريحه فقال أحدهما لصاحبه لو كان الله تعالي علم في أيوب خيرا ماابتلاه بما نري قال فلم يسمع أيوب شيئا كان أشد عليه من هذه الكلمة و ماجزع من شيءأصابه جزعة من تلك الكلمة فعند ذلك قال مسَنّيِ‌َ الضّرّ ثم قال أللهم إنك تعلم أني‌ لم أبت ليلة شبعان قط و أناأعلم مكان جائع فصدقني‌ فصدق وهما يسمعان ثم قال أللهم إن كنت تعلم أني‌ لم أتخذ قميصي‌ قط و أناأعلم مكان عار فصدقني‌ فصدق وهما يسمعان فخر ساجدا وقيل معناه مسني‌ الضر من شماتة الأعداء يدل عليه ماروي‌ أنه قيل بعد ماعوفي‌ ما كان أشد عليك في بلائك قال شماتة الأعداء. قوله تعالي فَكَشَفنا ما بِهِ مِن ضُرّ وَ آتَيناهُ أَهلَهُ وَ مِثلَهُم مَعَهُم رَحمَةًاختلف العلماء في كيفية ذلك فقال إنما أتي الله أيوب في الدنيا مثل أهله الذين هلكوا فأما الذين هلكوا فإنهم لم يردوا عليه في الدنيا وإنما وعد الله تعالي أيوب أن يؤتيه إياهم في الآخرة قال وهب كان له سبع بنات وثلاثة بنين و قال آخرون بل ردهم الله تعالي


صفحه : 372

إليه بأعيانهم وأعطاه مثلهم معهم و هوقول ابن مسعود و ابن عباس وقتادة وكعب قال أحياهم الله تعالي وآتاه مثلهم و هذاالقول أشبه بظاهر الآية وذكر أن عمر أيوب ع كان ثلاثا وتسعين سنة و أنه أوصي عندموته إلي ابنه حومل و أن الله تعالي بعث بعده ابنه بشر بن أيوب نبيا وسماه ذا الكفل وأمره بالدعاء إلي توحيده و أنه كان مقيما بالشام عمره حتي مات و كان مبلغ عمره خمسا وتسعين سنة و أن بشرا أوصي إلي ابنه عبدان و أن الله تعالي بعث بعده شعيبا نبيا.بيان البثنية بضم الباء وفتح الثاء اسم موضع والفدادين بالتخفيف البقر التي‌ تحرث والواحد الفدان بالتشديد والإعصار ريح تثير الغبار ويرتفع إلي السماء كأنه عمود وتنفح بالحاء المهملة تشم وأيها بالفتح والنصب أمر بالسكوت والزؤان بالضم والكسر حب يخالط البر والكلم الجرح وجثم الإنسان والطائر لزم مكانه فلم يبرح أووقع علي صدره وتداعت الحيطان للخراب أي تهادمت قوله يناطح جدره أي يقع بعضها علي بعض ويضرب بعضها بعضا مأخوذ من نطح البهائم والجندل الحجارة ورهل لحمه بالكسر اضطرب واسترخي وانتفخ أوورم من غيرداء ونغل بالغين المعجمة المكسورة أي فسل والتبكيت التقريع والتعنيف والسداد بالضم داء في الأنف وبالكسر مايسد به القارورة وغيرها و هوالمراد هنا وأقمأه صغره وأذله والزيار بالكسر مايزير به البيطار الدابة أي يلوي‌ جحفلته والسحال ككتاب اللجام أوالحديدة التي‌ منه تجعل في فم الدابة ودمست الشي‌ء دفنته وخبأته والأندر البيدر أوكدس القمح .أقول إنما أوردت هذه القصة بطولها مع عدم اعتمادي‌ عليها لكونها كالشرح والتفصيل لبعض ماأوردته بالأسانيد المعتبرة فما وافقها فهو المعتمد و ماخالفها فلايعول عليه و الله الموفق لكل خير


صفحه : 373

باب 11-قصص شعيب

الآيات الأعراف وَ إِلي مَديَنَ أَخاهُم شُعَيباً قالَ يا قَومِ اعبُدُوا اللّهَ ما لَكُم مِن إِلهٍ غَيرُهُ قَد جاءَتكُم بَيّنَةٌ مِن رَبّكُم فَأَوفُوا الكَيلَ وَ المِيزانَ وَ لا تَبخَسُوا النّاسَ أَشياءَهُم وَ لا تُفسِدُوا فِي الأَرضِ بَعدَ إِصلاحِها ذلِكُم خَيرٌ لَكُم إِن كُنتُم مُؤمِنِينَ وَ لا تَقعُدُوا بِكُلّ صِراطٍ تُوعِدُونَ وَ تَصُدّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ مَن آمَنَ بِهِ وَ تَبغُونَها عِوَجاً وَ اذكُرُوا إِذ كُنتُم قَلِيلًا فَكَثّرَكُم وَ انظُرُوا كَيفَ كانَ عاقِبَةُ المُفسِدِينَ وَ إِن كانَ طائِفَةٌ مِنكُم آمَنُوا باِلذّيِ‌ أُرسِلتُ بِهِ وَ طائِفَةٌ لَم يُؤمِنُوا فَاصبِرُوا حَتّي يَحكُمَ اللّهُ بَينَنا وَ هُوَ خَيرُ الحاكِمِينَ قالَ المَلَأُ الّذِينَ استَكبَرُوا مِن قَومِهِ لَنُخرِجَنّكَ يا شُعَيبُ وَ الّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِن قَريَتِنا أَو لَتَعُودُنّ فِي مِلّتِنا قالَ أَ وَ لَو كُنّا كارِهِينَ قَدِ افتَرَينا عَلَي اللّهِ كَذِباً إِن عُدنا فِي مِلّتِكُم بَعدَ إِذ نَجّانَا اللّهُ مِنها


صفحه : 374

وَ ما يَكُونُ لَنا أَن نَعُودَ فِيها إِلّا أَن يَشاءَ اللّهُ رَبّنا وَسِعَ رَبّنا كُلّ شَيءٍ عِلماً عَلَي اللّهِ تَوَكّلنا رَبّنَا افتَح بَينَنا وَ بَينَ قَومِنا بِالحَقّ وَ أَنتَ خَيرُ الفاتِحِينَ وَ قالَ المَلَأُ الّذِينَ كَفَرُوا مِن قَومِهِ لَئِنِ اتّبَعتُم شُعَيباً إِنّكُم إِذاً لَخاسِرُونَ فَأَخَذَتهُمُ الرّجفَةُ فَأَصبَحُوا فِي دارِهِم جاثِمِينَ الّذِينَ كَذّبُوا شُعَيباً كَأَن لَم يَغنَوا فِيهَا الّذِينَ كَذّبُوا شُعَيباً كانُوا هُمُ الخاسِرِينَ فَتَوَلّي عَنهُم وَ قالَ يا قَومِ لَقَد أَبلَغتُكُم رِسالاتِ ربَيّ‌ وَ نَصَحتُ لَكُم فَكَيفَ آسي عَلي قَومٍ كافِرِينَهودوَ إِلي مَديَنَ أَخاهُم شُعَيباً قالَ يا قَومِ اعبُدُوا اللّهَ ما لَكُم مِن إِلهٍ غَيرُهُ وَ لا تَنقُصُوا المِكيالَ وَ المِيزانَ إنِيّ‌ أَراكُم بِخَيرٍ وَ إنِيّ‌ أَخافُ عَلَيكُم عَذابَ يَومٍ مُحِيطٍ وَ يا قَومِ أَوفُوا المِكيالَ وَ المِيزانَ بِالقِسطِ وَ لا تَبخَسُوا النّاسَ أَشياءَهُم وَ لا تَعثَوا فِي الأَرضِ مُفسِدِينَ بَقِيّتُ اللّهِ خَيرٌ لَكُم إِن كُنتُم مُؤمِنِينَ وَ ما أَنَا عَلَيكُم بِحَفِيظٍ قالُوا يا شُعَيبُ أَ صَلاتُكَ تَأمُرُكَ أَن نَترُكَ ما يَعبُدُ آباؤُنا أَو أَن نَفعَلَ فِي أَموالِنا ما نَشؤُا إِنّكَ لَأَنتَ الحَلِيمُ الرّشِيدُ قالَ يا قَومِ أَ رَأَيتُم إِن كُنتُ عَلي بَيّنَةٍ مِن ربَيّ‌ وَ رزَقَنَيِ‌ مِنهُ رِزقاً حَسَناً وَ ما أُرِيدُ أَن أُخالِفَكُم إِلي ما أَنهاكُم عَنهُ إِن أُرِيدُ إِلّا الإِصلاحَ مَا استَطَعتُ وَ ما توَفيِقيِ‌ إِلّا بِاللّهِ عَلَيهِ تَوَكّلتُ وَ إِلَيهِ أُنِيبُ وَ يا قَومِ لا يَجرِمَنّكُم شقِاقيِ‌ أَن يُصِيبَكُم مِثلُ ما أَصابَ قَومَ نُوحٍ أَو قَومَ هُودٍ أَو قَومَ صالِحٍ وَ ما قَومُ لُوطٍ مِنكُم بِبَعِيدٍ وَ استَغفِرُوا رَبّكُم ثُمّ تُوبُوا إِلَيهِ إِنّ ربَيّ‌ رَحِيمٌ وَدُودٌ قالُوا يا شُعَيبُ ما نَفقَهُ كَثِيراً مِمّا تَقُولُ وَ إِنّا لَنَراكَ فِينا ضَعِيفاً وَ لَو لا رَهطُكَ لَرَجَمناكَ وَ ما أَنتَ عَلَينا بِعَزِيزٍ قالَ يا قَومِ أَ رهَطيِ‌ أَعَزّ عَلَيكُم مِنَ اللّهِ وَ اتّخَذتُمُوهُ وَراءَكُم ظِهرِيّا إِنّ ربَيّ‌ بِما تَعمَلُونَ مُحِيطٌ وَ يا قَومِ اعمَلُوا عَلي مَكانَتِكُم إنِيّ‌ عامِلٌ سَوفَ تَعلَمُونَ مَن يَأتِيهِ عَذابٌ يُخزِيهِ وَ مَن هُوَ كاذِبٌ وَ ارتَقِبُوا إنِيّ‌ مَعَكُم رَقِيبٌ وَ لَمّا جاءَ أَمرُنا نَجّينا شُعَيباً وَ الّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحمَةٍ مِنّا وَ أَخَذَتِ الّذِينَ ظَلَمُوا الصّيحَةُ فَأَصبَحُوا فِي دِيارِهِم جاثِمِينَ كَأَن لَم يَغنَوا فِيها أَلا بُعداً لِمَديَنَ كَما بَعِدَت ثَمُودُالحجروَ إِن كانَ أَصحابُ الأَيكَةِ لَظالِمِينَ فَانتَقَمنا مِنهُم وَ إِنّهُما لَبِإِمامٍ مُبِينٍالشعراء 176-كَذّبَ أَصحابُ الأَيكَةِ المُرسَلِينَ إِذ قالَ لَهُم شُعَيبٌ أَ لا تَتّقُونَ


صفحه : 375

إنِيّ‌ لَكُم رَسُولٌ أَمِينٌ فَاتّقُوا اللّهَ وَ أَطِيعُونِ وَ ما أَسئَلُكُم عَلَيهِ مِن أَجرٍ إِن أجَريِ‌َ إِلّا عَلي رَبّ العالَمِينَ أَوفُوا الكَيلَ وَ لا تَكُونُوا مِنَ المُخسِرِينَ وَ زِنُوا بِالقِسطاسِ المُستَقِيمِ وَ لا تَبخَسُوا النّاسَ أَشياءَهُم وَ لا تَعثَوا فِي الأَرضِ مُفسِدِينَ وَ اتّقُوا ألّذِي خَلَقَكُم وَ الجِبِلّةَ الأَوّلِينَ قالُوا إِنّما أَنتَ مِنَ المُسَحّرِينَ وَ ما أَنتَ إِلّا بَشَرٌ مِثلُنا وَ إِن نَظُنّكَ لَمِنَ الكاذِبِينَ فَأَسقِط عَلَينا كِسَفاً مِنَ السّماءِ إِن كُنتَ مِنَ الصّادِقِينَ قالَ ربَيّ‌ أَعلَمُ بِما تَعمَلُونَ فَكَذّبُوهُ فَأَخَذَهُم عَذابُ يَومِ الظّلّةِ إِنّهُ كانَ عَذابَ يَومٍ عَظِيمٍ إِنّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَ ما كانَ أَكثَرُهُم مُؤمِنِينَ وَ إِنّ رَبّكَ لَهُوَ العَزِيزُ الرّحِيمُ

القصص وَ ما كُنتَ ثاوِياً فِي أَهلِ مَديَنَ تَتلُوا عَلَيهِم آياتِنا وَ لكِنّا كُنّا مُرسِلِينَالعنكبوت وَ إِلي مَديَنَ أَخاهُم شُعَيباً فَقالَ يا قَومِ اعبُدُوا اللّهَ وَ ارجُوا اليَومَ الآخِرَ وَ لا تَعثَوا فِي الأَرضِ مُفسِدِينَ فَكَذّبُوهُ فَأَخَذَتهُمُ الرّجفَةُ فَأَصبَحُوا فِي دارِهِم جاثِمِينَق وَ أَصحابُ الأَيكَةِ وَ قَومُ تُبّعٍ كُلّ كَذّبَ الرّسُلَ فَحَقّ وَعِيدِتفسير قال الطبرسي‌ رحمه الله في قوله تعالي وَ إِلي مَديَنَ أي أهل مدين أو هواسم القبيلة قيل إن مدين ابن ابراهيم الخليل فنسبت القبيلة إليه قال عطا هوشعيب بن توبة بن مدين بن ابراهيم و قال قتادة هوشعيب بن نويب و قال ابن إسحاق هو


صفحه : 376

شعيب بن ميكيل بن يشجب بن مدين بن ابراهيم وأم ميكيل بنت لوط و كان يقال له خطيب الأنبياء لحسن مراجعته قومه وهم أَصحابُ الأَيكَةِ و قال قتادة أرسل شعيب مرتين إلي مدين مرة و إلي أصحاب الأيكة مرةفَأَوفُوا الكَيلَ وَ المِيزانَ أي أدوا حقوق الناس علي التمام في المعاملات وَ لا تَبخَسُوا النّاسَ أَشياءَهُم أي لاتنقصوهم حقوقهم وَ لا تُفسِدُوا فِي الأَرضِ بَعدَ إِصلاحِها أي لاتعملوا في الأرض بالمعاصي‌ واستحلال المحارم بعد أن أصلحها الله بالأمر والنهي‌ وبعثة الأنبياء وقيل لاتفسدوا بأن لاتؤمنوا فيهلك الله الحرث والنسل وَ لا تَقعُدُوا فيه أقوال أحدها أنهم كانوا يقعدون علي طريق من قصد شعيبا للإيمان به فيخوفونه بالقتل وثانيها أنهم كانوا يقطعون الطريق فنهاهم عنه وثالثها أن المراد لاتقعدوا بكل طريق من طرق الدين فتطلبون له العوج بإيراد الشبهةوَ تَصُدّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ أي تمنعون عن دين الله مَن آمَنَ بِهِ أي من أراد الإيمان وَ تَبغُونَها أي السبيل عِوَجاًبأن تقولوا هوباطل فَكَثّرَكُم أي كثر عددكم قال ابن عباس و ذلك أن مدين بن ابراهيم تزوج بنت لوط فولدت حتي كثر أولادها وقيل جعلكم أغنياء بعد أن كنتم فقراءعاقِبَةُ المُفسِدِينَ أي فكروا في عواقب أمر عاد وثمود وقوم لوطأَو لَتَعُودُنّ فِي مِلّتِنالأنه كان عندهم أنه كان قبل ذلك علي دينهم فلذلك أطلقوا لفظ العود و قد كان يخفي‌ دينه فيهم ويحتمل أنهم أرادوا به قومه فأدخلوه معهم في الخطاب أويراد بالعود الابتداء مجازا قال أي شعيب أَ وَ لَو كُنّا كارِهِينَ أي أيعبدوننا في مثلكم و لوكنا كارهين للدخول فيهاقَدِ افتَرَينا أي إن عدنا في ملتكم بأن نحل ماتحلونه ونحرم ماتحرمونه وننسبه إلي الله تعالي بعدإذ نجانا الله منها بأن أقام الدليل وأوضح الحق لنا فقد اختلقنا علي الله كذبا فيما دعوناكم إليه وَ ما يَكُونُ لَنا أَن نَعُودَ فِيها إِلّا أَن يَشاءَ اللّهُ رَبّنا فيه وجوه أحدها أن المراد بالملة الشريعة لا مايرجع إلي الاعتقاد في الله سبحانه وصفاته و في شريعتهم أشياء يجوز أن


صفحه : 377

يتعبد الله بهافكأنه قال ليس لنا أن نعود في ملتكم إلا أن يشاء الله أن يتعبدنا بها وينسخ مانحن فيه من الشريعة. وثانيها أنه علق ما لا يكون بما علم أنه لا يكون علي وجه التبعيد كما قال وَ لا يَدخُلُونَ الجَنّةَ حَتّي يَلِجَ الجَمَلُ فِي سَمّ الخِياطِ. وثالثها إلا أن يشاء الله أن يمكنكم من إكراهنا ويخلي‌ بينكم وبينه فنعود إلي إظهارها مكرهين . ورابعها أن تعود الهاء إلي القرية أي سنخرج من قريتكم و لانعود فيها إلا أن يشاء الله بما ينجزه لنا من الوعد في الإظهار عليكم والظفر بكم فنعود فيها. وخامسها أن يكون المعني إلا أن يشاء الله أن يردكم إلي الحق فنكون جميعا علي ملة واحدة لأنه لما قال حاكيا عنهم أَو لَتَعُودُنّ فِي مِلّتِناكأن معناه أولنكونن علي ملة واحدة فحسن أن يقول من بعد إلا أن يشاء الله أن يجمعكم معنا علي ملة واحدةعَلَي اللّهِ تَوَكّلنا في الانتصار منكم و في كل أمورنارَبّنَا افتَحسؤال من شعيب ورغبة منه إلي الله تعالي في أن يحكم بينه و بين قومه بالحق علي سبيل الانقطاع إليه و إن كان من المعلوم أن الله سيفعله لامحالة وقيل أي اكشف بَينَنا وَ بَينَ قَومِنا و بين أننا علي حق و هذه استعجال منه للنصروَ أَنتَ خَيرُ الفاتِحِينَ أي الحاكمين والفاصلين إِذاً لَخاسِرُونَ أي بمنزلة من ذهب رأس ماله وقيل مغبونون وقيل هالكون جاثِمِينَ أي ميتين ملقين علي وجوههم كَأَن لَم يَغنَوا فِيهَا أي كأن لم يقيموا بهاقط لأن المهلك يصير كأن لم يكن فَتَوَلّي عَنهُم أي أعرض عنهم لمارأي إقبال العذاب عليهم إعراض الآيس منهم فَكَيفَ آسي أي أحزن عَلي قَومٍ كافِرِينَحل العذاب بهم مع استحقاقهم له .إنِيّ‌ أَراكُم بِخَيرٍ أي برخص السعر والحصب وقيل أراد بالخير المال وزينة الدنيا فحذرهم الغلاء وزيادة السعر وزوال النعمة أوالمعني أراكم في كثرة الأموال وسعة الرزق فلاحاجة لكم إلي نقصان الكيل والوزن يَومٍ مُحِيطٍ أي يوم القيامة يحيط عذابه


صفحه : 378

بجميع الكفاربَقِيّتُ اللّهِ خَيرٌ لَكُم أي ماأبقي الله لكم من الحلال بعدإتمام الكيل والوزن خير من البخس والتطفيف وشرط الإيمان لأنهم إن كانوا مؤمنين بالله عرفوا صحة هذاالقول وقيل معناه إبقاء الله النعيم عليكم خير لكم مما يحصل من النفع بالتطفيف وقيل طاعة الله وقيل رزق الله وَ ما أَنَا عَلَيكُم بِحَفِيظٍ أي و ما أنابحافظ نعم الله عليكم إن أراد أن يزيلها عنكم أو ما أنابحافظ لأعمالكم إن علي إلاالبلاغ أَ صَلاتُكَ تَأمُرُكَإنما قالوا ذلك لأن شعيبا كان كثير الصلاة و كان يقول إذاصلي إن الصلاة رادعة عن الشر ناهية عن الفحشاء والمنكر فقالوا أصلاتك التي‌ تزعم أنها تأمر بالخير وتنهي عن الشر أمرتك بهذا عن ابن عباس وقيل معناه أدينك يأمرك بترك دين السلف كني‌ عن الدين بالصلاة لأنها من أجل أمور الدين وإنما قالوا ذلك علي وجه الاستهزاءأَو أَن نَفعَلَ قال البيضاوي‌ عطف علي ما أي و أن نترك فعلنا مانشاء في أموالنا و هوجواب النهي‌ عن التطفيف والأمر بالإيفاء وقيل كان ينهاهم عن تقطيع الدراهم والدنانير فأرادوا به ذلك عَلي بَيّنَةٍ مِن ربَيّ‌إشارة إلي ماآتاه الله من العلم والنبوةوَ رزَقَنَيِ‌إشارة إلي ماآتاه الله من المال الحلال وجواب الشرط محذوف تقديره فهل يسع لي مع هذاالإنعام أن أخون في وحيه وأخالفه في أمره ونهيه وَ ما أُرِيدُ أَن أُخالِفَكُم أي و ماأريد أن آتي‌ ماأنهاكم عنه لأستبد به فلو كان صوابا لآثرته و لم أعرض عنه فضلا أن أنهاكم عنه يقال خالفت زيدا إلي كذا إذاقصدته و هومول عنه وخالفته عنه إذا كان الأمر بالعكس إن أريد أي ماأريد إلا أن أصلحكم بأمري‌ بالمعروف ونهيي‌ عن المنكر مادمت أستطيع الإصلاح فلو وجدت الإصلاح فيما أنتم عليه لمانهيتكم وَ ما توَفيِقيِ‌لإصابة الحق والرشاد إلابهدايته ومعونته .


صفحه : 379

وَ إِلَيهِ أُنِيبُ قال الطبرسي‌ أي إليه أرجع في المعاد أو إليه أرجع بعملي‌ ونيتي‌ أي أعمالي‌ كلها لوجه الله لا يَجرِمَنّكُم شقِاقيِ‌ أي لايكسبنكم خلافي‌ ومعاداتي‌أَن يُصِيبَكُم من عذاب العاجلةوَ ما قَومُ لُوطٍ مِنكُم بِبَعِيدٍ أي هم قريب منكم في الزمان أودارهم قريبة من داركم فيجب أن تتعظوا بهم استَغفِرُوا أي اطلبوا المغفرة من الله ثم توصلوا إليها بالتوبة أواستغفروا للماضي‌ واعزموا في المستقبل أواستغفروا ثم دوموا علي التوبة أواستغفروا علانية وأضمروا الندامة في القلب وَدُودٌ أي محب لهم مريد لمنافعهم أومتودد إليهم بكثرة إنعامه عليهم ما نَفقَهُ أي مانفهم عنك معني كثير من كلامك أو لانقبل كثيرا منه و لانعمل به ضَعِيفاً أي ضعيف البدن أوضعيف البصر أومهينا وقيل كان ع أعمي . واختلف في أن النبي هل يجوز أن يكون أعمي فقيل لايجوز لأن ذلك ينفر وقيل يجوز أن لا يكون فيه تنفير و يكون بمنزلة سائر العلل والأمراض .وَ لَو لا رَهطُكَ لَرَجَمناكَ أي و لو لاحرمة عشيرتك لقتلناك بالحجارة وقيل معناه لشتمناك وسببناك وَ ما أَنتَ عَلَينا بِعَزِيزٍ أي لم ندع قتلك لعزتك علينا ولكن لأجل قومك ظِهرِيّا أي اتخذتم الله وراء ظهوركم يعني‌ نسيتموه وقيل الهاء عائدة إلي ماجاء به شعيب عَلي مَكانَتِكُم أي علي حالتكم هذه و هذاتهديد في صورة الأمرإنِيّ‌ عامِلٌ علي ماأمرني‌ ربي‌ وقيل إني‌ عامل علي ما أنا عليه من الإنذاروَ ارتَقِبُوا أي انتظروا ماوعدكم ربكم من العذاب إني‌ معكم منتظر لذلك أوانتظروا مواعيد الشيطان و أناأنتظر مواعيد الرحمن . وَ روُيِ‌َ عَنِ الرّضَا ع أَنّهُ قَالَ مَا أَحسَنَ الصّبرَ وَ انتِظَارَ الفَرَجِ أَ مَا سَمِعتَ قَولَ العَبدِ الصّالِحِوَ ارتَقِبُوا إنِيّ‌ مَعَكُم رَقِيبٌ

الصّيحَةُصاح بهم جبرئيل صيحة فماتوا قال البلخي‌ يجوز أن تكون الصيحة صيحة علي الحقيقة كماروي‌ ويجوز أن يكون ضربا من العذاب تقول العرب صاح الزمان


صفحه : 380

بهم إذاهلكواأَلا بُعداً أي بعدوا من رحمة الله بعدا وقيل أي هلاكا لهم كماهلكت ثمود.أَصحابُ الأَيكَةِهم أهل الشجر الذين أرسل إليهم شعيب وأرسل إلي أهل مدين فأهلكوا بالصيحة و أماأصحاب الأيكة فأهلكوا بالظلة التي‌ احترقوا بنارها وكانوا أصحاب غياض فعاقبهم الله بالحر سبعة أيام ثم أنشأ سحابة فاستظلوا بهايلتمسون الروح فيها فلما اجتمعوا تحتها أرسل منها صاعقة فاحترقوا جميعافَانتَقَمنا مِنهُم أي من قوم شعيب وقوم لوطوَ إِنّهُما لَبِإِمامٍ مُبِينٍ أي إن مدينتي‌ قوم لوط وأصحاب الأيكة بطريق يؤم ويتبع ويهتدي به أو إن حديث مدينتهما لمكتوب في اللوح المحفوظ.مِنَ المُخسِرِينَ أي من الناقصين للكيل والوزن بِالقِسطاسِ المُستَقِيمِ أي بالميزان السوي‌ والجبلة الخليقةكِسَفاً أي قطعا والظلة السحابة التي‌ أظلتهم .وَ ما كُنتَ ثاوِياً أي مقيما في قوم شعيب فتقرأ علي أهل مكة خبرهم ولكنا أرسلنا وأنزلنا عليك هذه الأخبار و لو لا ذلك لماعلمتها أوأنك لم تشاهد قصص الأنبياء و لاتليت عليك ولكنا أوحيناها إليك فيدل ذلك علي صحة نبوتك

1- ع ،[علل الشرائع ]الطاّلقَاَنيِ‌ّ عَن عُمَرَ بنِ يُوسُفَ بنِ سُلَيمَانَ عَنِ القَاسِمِ بنِ اِبرَاهِيمَ الرقّيّ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ مهَديِ‌ّ الرقّيّ‌ّ عَن عَبدِ الرّزّاقِ عَن مَعمَرٍ عَنِ الزهّريِ‌ّ عَن أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص بَكَي شُعَيبٌ ع مِن حُبّ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ حَتّي عمَيِ‌َ فَرَدّ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَلَيهِ بَصَرَهُ ثُمّ بَكَي حَتّي عمَيِ‌َ فَرَدّ اللّهُ عَلَيهِ بَصَرَهُ ثُمّ بَكَي حَتّي عمَيِ‌َ فَرَدّ اللّهُ عَلَيهِ بَصَرَهُ فَلَمّا كَانَتِ الرّابِعَةُ أَوحَي اللّهُ إِلَيهِ يَا شُعَيبُ إِلَي مَتَي يَكُونُ هَذَا أَبَداً مِنكَ إِن يَكُن هَذَا خَوفاً مِنَ النّارِ فَقَد آجَرتُكَ وَ إِن يَكُن شَوقاً إِلَي الجَنّةِ فَقَد أَبَحتُكَ فَقَالَ


صفحه : 381

إلِهَيِ‌ وَ سيَدّيِ‌ أَنتَ تَعلَمُ أنَيّ‌ مَا بَكَيتُ خَوفاً مِن نَارِكَ وَ لَا شَوقاً إِلَي جَنّتِكَ وَ لَكِن عَقَدَ حُبّكَ عَلَي قلَبيِ‌ فَلَستُ أَصبِرُ أَو أَرَاكَ فَأَوحَي اللّهُ جَلّ جَلَالُهُ إِلَيهِ أَمّا إِذَا كَانَ هَذَا هَكَذَا فَمِن أَجلِ هَذَا سَأُخدِمُكَ كلَيِميِ‌ مُوسَي بنَ عِمرَانَ قَالَ الصّدُوقُ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ يعَنيِ‌ بِذَلِكَ لَا أَزَالُ أبَكيِ‌ أَو أَرَاكَ قَد قبَلِتنَيِ‌ حَبِيباً

بيان كلمة أوبمعني إلي أن أو إلا أن أي إلي أن يحصل لي غاية العرفان والإيقان المعبر عنها بالرؤية وهي‌ رؤية القلب لاالبصر والحاصل طلب كمال المعرفة بحسب الاستعداد والقابلية والوسع والطاقة و قدمضي توضيح ذلك في كتاب التوحيد

2-فس ،[تفسير القمي‌] بَعَثَ اللّهُ شُعَيباً إِلَي مَديَنَ وَ هيِ‌َ قَريَةٌ عَلَي طَرِيقِ الشّامِ فَلَم يُؤمِنُوا بِهِ وَ حَكَي اللّهُ قَولَهُمقالُوا يا شُعَيبُ أَ صَلاتُكَ تَأمُرُكَ أَن نَترُكَ ما يَعبُدُ آباؤُنا إِلَي قَولِهِالحَلِيمُ الرّشِيدُ قَالَ قَالُوا إِنّكَ لَأَنتَ السّفِيهُ الجَاهِلُ فَحَكَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ قَولَهُمإِنّكَ لَأَنتَ الحَلِيمُ الرّشِيدُ وَ إِنّمَا أَهلَكَهُمُ اللّهُ تَعَالَي بِنَقصِ المِكيَالِ وَ المِيزَانِ

بيان قال البيضاوي‌ في قوله تعالي إِنّكَ لَأَنتَ الحَلِيمُ الرّشِيدُتحكموا به وقصدوا وصفه بضد ذلك أوعللوا إنكار ماسمعوا منه واستبعادهم بأنه موسوم بالحلم والرشد المانعين عن المبادرة إلي أمثال ذلك انتهي .أقول ماذكر في تفسير علي بن ابراهيم غيرالوجهين وحاصله أنه تعالي عبر عما قالوه بضد قولهم إيماء إلي أن ماقالوه مما لايمكن ذكره لاستهجانه وركاكته

3-فس ،[تفسير القمي‌]وَ إِنّا لَنَراكَ فِينا ضَعِيفاً وَ قَد كَانَ ضَعُفَ بَصَرُهُوَ ارتَقِبُوا أَيِ انتَظِرُوا


صفحه : 382

فَبَعَثَ اللّهُ عَلَيهِم صَيحَةً فَمَاتُواوَ ما كُنتَ ثاوِياً أَي بَاقِياً

4-فس ،[تفسير القمي‌] فَكَذّبُوهُ قَالَ قَومُ شُعَيبٍفَأَخَذَهُم عَذابُ يَومِ الظّلّةِ قَالَ يَومُ حَرّ وَ سَمَائِمَ قَولُهُأَصحابُ الأَيكَةِالأَيكَةُ الغَيضَةُ مِنَ الشّجَرِ

بيان قال البيضاوي‌أَصحابُ الأَيكَةِهم قوم شعيب كانوا يسكنون الغيضة فبعثه الله إليهم فكذبوه فأهلكوا بالظلة والأيكة الشجر المتكاثفة

5- مع ،[معاني‌ الأخبار] أَبِي عَن سَعدٍ عَن سَلَمَةَ بنِ الخَطّابِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ الثقّفَيِ‌ّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مَيمُونٍ عَن مُصعَبِ بنِ سَعدٍ عَنِ الأَصبَغِ عَن عَلِيّ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ قالُوا رَبّنا عَجّل لَنا قِطّنا قَبلَ يَومِ الحِسابِ قَالَ نَصِيبَهُم مِنَ العَذَابِ

إيضاح قال البيضاوي‌ أي قسطنا من العذاب ألذي توعدنا به أوالجنة التي‌ تعد المؤمنين و هو من قطه إذاقطعه ويقال للصحيفة الجائزة قط لأنها قطعة من القرطاس و قدفسر بها أي عجل لنا صحيفة أعمالنا ننظر فيها

6-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَنِ ابنِ المُتَوَكّلِ عَنِ السعّدآَباَديِ‌ّ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن هِشَامٍ عَن سَعدٍ الإِسكَافِ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع قَالَ إِنّ أَوّلَ مَن عَمِلَ المِكيَالَ وَ المِيزَانَ شُعَيبٌ النّبِيّ ع عَمِلَهُ بِيَدِهِ فَكَانُوا يَكِيلُونَ وَ يُوفُونَ ثُمّ إِنّهُم بَعدُ طَفّفُوا فِي المِكيَالِ وَ بَخِسُوا فِي المِيزَانِفَأَخَذَتهُمُ الرّجفَةُفَعُذّبُوا بِهَافَأَصبَحُوا فِي دارِهِم جاثِمِينَ

بيان قال الطبرسي‌ رحمه الله في قوله تعالي فَأَخَذَتهُمُ الرّجفَةُ أي فأخذ قوم شعيب الزلزلة عن الكلبي‌ وقيل أرسل الله عليهم وقدة وحرا شديدا فأخذ بأنفاسهم فدخلوا


صفحه : 383

أجواف البيوت فدخل عليهم البيوت فلم ينفعهم ظل و لاماء وأنضجهم الحر فبعث الله تعالي سحابة فيهاريح طيبة فوجدوا برد الريح وطيبها وظل السحابة فتنادوا عليكم بهافخرجوا إلي البرية فلما اجتمعوا تحت السحابة ألهبها الله عليهم نارا ورجفت بهم الأرض فاحترقوا كمايحترق الجراد المقلي‌ وصاروا رمادا و هوعَذابُ يَومِ الظّلّةِ عن ابن عباس وغيره من المفسرين . وقيل بعث الله عليهم صيحة واحدة فماتوا بها عن أبي عبد الله ع وقيل إنه كان لشعيب قومان قوم أهلكوا بالرجفة وقوم هم أصحاب الظلة

7-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِهَذَا الإِسنَادِ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن يَحيَي بنِ زَكَرِيّا عَن سَهلِ بنِ سَعِيدٍ قَالَ بعَثَنَيِ‌ هِشَامُ بنُ عَبدِ المَلِكِ أَستَخرِجُ لَهُ بِئراً فِي رُصَافَةِ عَبدِ المَلِكِ فَحَفَرنَا مِنهَا ماِئتَيَ‌ قَامَةٍ ثُمّ بَدَت لَنَا جُمجُمَةُ رَجُلٍ طَوِيلٍ فَحَفَرنَا مَا حَولَهَا فَإِذَا رَجُلٌ قَائِمٌ عَلَي صَخرَةٍ عَلَيهِ ثِيَابٌ بِيضٌ وَ إِذَا كَفّهُ اليُمنَي عَلَي رَأسِهِ عَلَي مَوضِعِ ضَربَةٍ بِرَأسِهِ فَكُنّا إِذَا نَحّينَا يَدَهُ عَن رَأسِهِ سَالَتِ الدّمَاءُ وَ إِذَا تَرَكنَاهَا عَادَت فَسَدّتِ الجُرحَ وَ إِذَا فِي ثَوبِهِ مَكتُوبٌ أَنَا شُعَيبُ بنُ صَالِحٍ رَسُولُ رَسُولِ اللّهِ إِلَي قَومِهِ فضَرَبَوُنيِ‌ وَ أَضَرّوا بيِ‌ وَ طرَحَوُنيِ‌ فِي هَذَا الجُبّ وَ هَالُوا إلِيَ‌ّ[ عَلَيّ]التّرَابَ فَكَتَبنَا إِلَي هِشَامٍ بِمَا رَأَينَاهُ فَكَتَبَ أَعِيدُوا عَلَيهِ التّرَابَ كَمَا كَانَ وَ احتَفِرُوا فِي مَكَانٍ آخَرَ

يج ،[الخرائج والجرائح ]ذكر ابن بابويه في كتاب النبوة بإسناده عن سهل بن سعيد وذكر مثله

8-كَنزُ الفَوَائِدِ للِكرَاَجكُيِ‌ّ، عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ زِيَادٍ الإفِريِقيِ‌ّ قَالَخَرَجتُ بِإِفرِيقِيَةَ مَعَ عَمّ لِي إِلَي مَزرُوعٍ لَنَا قَالَ فَحَفَرنَا مَوضِعاً فَأَصَبنَا تُرَاباً هَشّاً فَحَفَرنَا


صفحه : 384

عَامّةَ يَومِنَا حَتّي انتَهَينَا إِلَي بَيتٍ كَهَيئَةِ الأَزَجِ فَإِذَا فِيهِ شَيخٌ مُسَجّي وَ إِذَا عِندَ رَأسِهِ كِتَابَةٌ فَقَرَأتُهَا فَإِذَا أَنَا حَسّانُ بنُ سِنَانٍ الأوَزاَعيِ‌ّ رَسُولُ شُعَيبٍ النّبِيّص إِلَي أَهلِ هَذِهِ البِلَادِ دَعَوتُهُم إِلَي الإِيمَانِ بِاللّهِ فكَذَبّوُنيِ‌ وَ حبَسَوُنيِ‌ فِي هَذَا الحَفِيرِ إِلَي أَن يبَعثَنَيِ‌َ اللّهُ وَ أُخَاصِمَهُم يَومَ القِيَامَةِ وَ ذَكَرُوا أَنّ سُلَيمَانَ بنَ عَبدِ المَلِكِ مَرّ بوِاَديِ‌ القُرَي فَأَمَرَ بِبِئرٍ يُحفَرُ فِيهِ فَفَعَلُوا فَانتَهَي إِلَي صَخرَةٍ فَاستُخرِجَت فَإِذَا تَحتَهَا رَجُلٌ عَلَيهِ قَمِيصَانِ وَاضِعٌ يَدَهُ عَلَي رَأسِهِ فَجُذِبَت يَدُهُ فَمَجّ مَكَانُهَا بِدَمٍ[مَكَانَهَا دَمٌ] ثُمّ تُرِكَت فَرَجَعَت إِلَي مَكَانِهَا فَرَقَأَ الدّمُ فَإِذَا مَعَهُ كِتَابٌ فِيهِ أَنَا الحَارِثُ بنُ شُعَيبٍ الغسَاّنيِ‌ّ رَسُولُ شُعَيبٍ إِلَي أَهلِ مَديَنَ فكَذَبّوُنيِ‌ وَ قتَلَوُنيِ‌

9-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ بِإِسنَادِهِ إِلَي وَهبٍ قَالَ إِنّ شُعَيباً النّبِيّ وَ أَيّوبَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَا وَ بَلعَمَ بنَ بَاعُورَاءَ كَانُوا مِن وُلدِ رَهطٍ آمَنُوا لِإِبرَاهِيمَ يَومَ أُحرِقَ فَنَجَا وَ هَاجَرُوا مَعَهُ إِلَي الشّامِ فَزَوّجَهُم بَنَاتِ لُوطٍ فَكُلّ نبَيِ‌ّ كَانَ قَبلَ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ وَ بَعدَ اِبرَاهِيمَ ع مِن نَسلِ أُولَئِكَ الرّهطِ فَبَعَثَ اللّهُ شُعَيباً إِلَي أَهلِ مَديَنَ وَ لَم يَكُونُوا فَصِيلَةَ شُعَيبٍ وَ لَا قَبِيلَتَهُ التّيِ‌ كَانَ مِنهَا وَ لَكِنّهُم كَانُوا أُمّةً مِنَ الأُمَمِ بُعِثَ إِلَيهِم شُعَيبٌ وَ كَانَ عَلَيهِم مَلِكٌ جَبّارٌ وَ لَا يُطِيقُهُ أَحَدٌ مِن مُلُوكِ عَصرِهِ وَ كَانُوا يَنقُصُونَ المِكيَالَ وَ المِيزَانَ وَ يَبخَسُونَ النّاسَ أَشيَاءَهُم مَعَ كُفرِهِم بِاللّهِ وَ تَكذِيبِهِم لِنَبِيّهِ وَ عُتُوّهِم وَ كَانُوا يَستَوفُونَ إِذَا اكتَالُوا لِأَنفُسِهِم أَو وَزَنُوا لَهُ فَكَانُوا فِي سَعَةٍ مِنَ العَيشِ فَأَمَرَهُمُ المَلِكُ بِاحتِكَارِ الطّعَامِ وَ نَقصِ مَكَايِيلِهِم وَ مَوَازِينِهِم وَ وَعَظَهُم شُعَيبٌ فَأَرسَلَ إِلَيهِ المَلِكُ مَا تَقُولُ فِيمَا صَنَعتُ أَ رَاضٍ أَنتَ أَم سَاخِطٌ فَقَالَ شُعَيبٌ أَوحَي اللّهُ تَعَالَي إلِيَ‌ّ أَنّ المَلِكَ إِذَا صَنَعَ مِثلَ مَا صَنَعتَ يُقَالُ لَهُ مَلِكٌ فَاجِرٌ


صفحه : 385

فَكَذّبَهُ المَلِكُ وَ أَخرَجَهُ وَ قَومَهُ مِن مَدِينَتِهِ قَالَ اللّهُ تَعَالَي حِكَايَةً عَنهُملَنُخرِجَنّكَ يا شُعَيبُ وَ الّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِن قَريَتِنافَزَادَهُم شُعَيبٌ فِي الوَعظِ فَقَالُوايا شُعَيبُ أَ صَلاتُكَ تَأمُرُكَ أَن نَترُكَ ما يَعبُدُ آباؤُنا أَو أَن نَفعَلَ فِي أَموالِنا ما نَشؤُافَآذَوهُ باِلنفّي‌ِ مِن بِلَادِهِم فَسَلّطَ اللّهُ عَلَيهِمُ الحَرّ وَ الغَيمَ حَتّي أَنضَجَهُمُ اللّهُ فَلَبِثُوا فِيهِ تِسعَةَ أَيّامٍ وَ صَارَ مَاؤُهُم حَمِيماً لَا يَستَطِيعُونَ شُربَهُ فَانطَلَقُوا إِلَي غَيضَةٍ لَهُم وَ هُوَ قَولُهُ تَعَالَيأَصحابُ الأَيكَةِفَرَفَعَ اللّهُ لَهُم سَحَابَةً سَودَاءَ فَاجتَمَعُوا فِي ظِلّهَا فَأَرسَلَ اللّهُ عَلَيهِم نَاراً مِنهَا فَأَحرَقَتهُم فَلَم يَنجُ مِنهُم أَحَدٌ وَ ذَلِكَ قَولُهُ تَعَالَيفَأَخَذَهُم عَذابُ يَومِ الظّلّةِ وَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص إِذَا ذُكِرَ عِندَهُ شُعَيبٌ قَالَ ذَلِكَ خَطِيبُ الأَنبِيَاءِ يَومَ القِيَامَةِ فَلَمّا أَصَابَ قَومَهُ مَا أَصَابَهُم لَحِقَ شُعَيبٌ وَ الّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِمَكّةَ فَلَم يَزَالُوا بِهَا حَتّي مَاتُوا وَ الرّوَايَةُ الصّحِيحَةُ أَنّ شُعَيباً ع صَارَ مِنهَا إِلَي مَديَنَ فَأَقَامَ بِهَا وَ بِهَا لَقِيَهُ مُوسَي بنُ عِمرَانَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَا

توضيح فصيلة الرجل عشيرته ورهطه الأدنون

10-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَن مَاجِيلَوَيهِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ ابنِ أَبَانٍ عَنِ ابنِ أُورَمَةَ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَن سَعِيدِ بنِ جَنَاحٍ عَن أَيّوبَ بنِ رَاشِدٍ رَفَعَهُ إِلَي عَلِيّ ع قَالَ قِيلَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ حَدّثنَا قَالَ إِنّ شُعَيباً النّبِيّ ع دَعَا قَومَهُ إِلَي اللّهِ حَتّي كَبِرَ سِنّهُ وَ دَقّ عَظمُهُ ثُمّ غَابَ عَنهُم مَا شَاءَ اللّهُ ثُمّ عَادَ إِلَيهِم شَابّاً فَدَعَاهُم إِلَي اللّهِ تَعَالَي فَقَالُوا مَا صَدّقنَاكَ شَيخاً فَكَيفَ نُصَدّقُكَ شَابّاً وَ كَانَ عَلِيّ ع يُكَرّرُ عَلَيهِمُ الحَدِيثَ مِرَاراً كَثِيرَةً

11-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِهَذَا الإِسنَادِ عَنِ ابنِ أُورَمَةَ عَمّن ذَكَرَهُ عَنِ العَلَاءِ عَنِ الفُضَيلِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع لَم يَبعَثِ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مِنَ العَرَبِ إِلّا خَمسَةً هُوداً وَ صَالِحاً وَ إِسمَاعِيلَ وَ شُعَيباً وَ مُحَمّداً خَاتَمَ النّبِيّينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم وَ كَانَ شُعَيبٌ بَكّاءً


صفحه : 386

12-كا،[الكافي‌]عِدّةٌ مِن أَصحَابِنَا عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَن بَشِيرِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَبِي عِصمَةَ قاَضيِ‌ مَروَ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ أَوحَي اللّهُ إِلَي شُعَيبٍ النّبِيّ أنَيّ‌ مُعَذّبٌ مِن قَومِكَ مِائَةَ أَلفٍ أَربَعِينَ أَلفاً مِن شِرَارِهِم وَ سِتّينَ أَلفاً مِن خِيَارِهِم فَقَالَ ع يَا رَبّ هَؤُلَاءِ الأَشرَارُ فَمَا بَالُ الأَخيَارِ فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَيهِ دَاهَنُوا أَهلَ المعَاَصيِ‌ وَ لَم يَغضَبُوا لغِضَبَيِ‌

13-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ عَنِ الصّدُوقِ عَنِ الطاّلقَاَنيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ عِمرَانَ عَن يَحيَي بنِ عَبدِ الحَمِيدِ عَن عِيسَي بنِ رَاشِدٍ عَن عَلِيّ بنِ خُزَيمَةَ عَن عِكرِمَةَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ قَالَ إِنّ اللّهَ تَعَالَي بَعَثَ شُعَيباً إِلَي قَومِهِ وَ كَانَ لَهُم مَلِكٌ فَأَصَابَهُ مِنهُم بَلَاءٌ فَلَمّا رَأَي المَلِكُ أَنّ القَومَ قَد خَصِبُوا أَرسَلَ إِلَي عُمّالِهِ فَحَبَسُوا عَلَي النّاسِ الطّعَامَ وَ أَغلَوا أَسعَارَهُم وَ نَقَصُوا مَكَايِيلَهُم وَ مَوَازِينَهُم وَ بَخِسُوا النّاسَ أَشيَاءَهُم وَ عَتَوا عَن أَمرِ رَبّهِم فَكَانُوا مُفسِدِينَ فِي الأَرضِ فَلَمّا رَأَي ذَلِكَ شُعَيبٌ ع قَالَ لَهُملا تَنقُصُوا المِكيالَ وَ المِيزانَ إنِيّ‌ أَراكُم بِخَيرٍ وَ إنِيّ‌ أَخافُ عَلَيكُم عَذابَ يَومٍ مُحِيطٍفَأَرسَلَ المَلِكُ إِلَيهِ بِالإِنكَارِ فَقَالَ شُعَيبٌ إِنّهُ منَهيِ‌ّ فِي كِتَابِ اللّهِ تَعَالَي وَ الوحَي‌ُ ألّذِي أَوحَي اللّهُ إلِيَ‌ّ بِهِ أَنّ المَلِكَ إِذَا كَانَ بِمَنزِلَتِكَ التّيِ‌ نَزَلتَهَا يُنزِلُ اللّهُ بِسَاحَتِهِ نَقِمَتَهُ فَلَمّا سَمِعَ المَلِكُ ذَلِكَ أَخرَجَهُ مِنَ القَريَةِ فَأَرسَلَ اللّهُ إِلَيهِم سَحَابَةً فَأَظَلّتهُم فَأَرسَلَ عَلَيهِم فِي بُيُوتِهِمُ السّمُومَ وَ فِي طَرِيقِهِمُ الشّمسَ الحَارّةَ وَ فِي القَريَةِ فَجَعَلُوا يَخرُجُونَ مِن بُيُوتِهِم وَ يَنظُرُونَ إِلَي السّحَابَةِ التّيِ‌ قَد أَظَلّتهُم مِن أَسفَلِهَا فَانطَلَقُوا سَرِيعاً كُلّهُم إِلَي أَهلِ بَيتٍ كَانُوا يُوفُونَ


صفحه : 387

المِكيَالَ وَ المِيزَانَ وَ لَا يَبخَسُونَ النّاسَ أَشيَاءَهُم فَنَصَحَهُمُ اللّهُ وَ أَخرَجَهُم مِن بَينِ العُصَاةِ ثُمّ أَرسَلَ عَلَي أَهلِ القَريَةِ مِن تِلكَ السّحَابَةِ عَذَاباً وَ نَاراً فَأَهلَكَتهُم وَ عَاشَ شُعَيبٌ ع مِائَتَينِ وَ اثنَتَينِ وَ أَربَعِينَ سَنَةً

14-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِإنِيّ‌ أَراكُم بِخَيرٍ قَالَ كَانَ سِعرُهُم رَخِيصاً

تتميم قال صاحب الكامل قيل إن اسم شعيب يثرون بن صيفون بن عنقا بن ثابت بن مدين بن ابراهيم وقيل هوشعيب بن ميكيل من ولد مدين وقيل لم يكن شعيب من ولد ابراهيم وإنما هو من ولد بعض من آمن بإبراهيم وهاجر معه إلي الشام ولكنه ابن بنت لوط فجدة شعيب ابنة لوط و كان ضرير البصر و هومعني قوله وَ إِنّا لَنَراكَ فِينا ضَعِيفاً أي ضرير البصر و كان النبي ص إذاذكره قال ذاك خطيب الأنبياء بحسن مراجعته قومه و إن الله عز و جل أرسله إلي أهل مدين وهم أَصحابُ الأَيكَةِ والأيكة الشجر الملتف وكانوا أهل كفر بالله تعالي وبخس للناس في المكاييل والموازين وإفساد لأموالهم و كان الله وسع عليهم في الرزق وبسط لهم في العيش استدراجا لهم منه مع كفرهم بالله فقال لهم شعيب يا قَومِ اعبُدُوا اللّهَ ما لَكُم مِن إِلهٍ غَيرُهُ وَ لا تَنقُصُوا المِكيالَ وَ المِيزانَ إنِيّ‌ أَراكُم بِخَيرٍ وَ إنِيّ‌ أَخافُ عَلَيكُم عَذابَ يَومٍ مُحِيطٍ فلما طال تماديهم في غيهم وضلالتهم لم يزدهم تذكير شعيب إياهم وتحذيره عذاب الله إياهم إلاتماديا و لماأراد الله إهلاكهم سلط عليهم عذاب يوم الظلة و هو ماذكره ابن عباس رضي‌ الله عنه في تفسير قوله تعالي فَأَخَذَهُم عَذابُ يَومِ الظّلّةِ إِنّهُ كانَ عَذابَ يَومٍ عَظِيمٍ فقال بعث الله عليهم وقدة وحرا شديدا فأخذ بأنفاسهم فخرجوا من البيوت هرابا إلي البرية فبعث الله سبحانه عليهم سحابا فأظلتهم من الشمس فوجدوا لها بردا ولذة فنادي بعضهم بعضا حتي اجتمعوا تحتها فأرسل الله عليهم نارا قال عبد الله بن عباس فذاك عَذابُ يَومِ الظّلّةِ و قال قتادة بعث الله شعيبا إلي أمتين إلي قومه أهل مدين و إلي أصحاب الأيكة


صفحه : 388

وكانت الأيكة من شجر ملتف فلما أراد الله أن يعذبهم بعث عليهم حرا شديدا ورفع لهم العذاب كأنه سحابة فلما دنت منهم خرجوا إليها وجاءوها فلما كانوا تحتها أمطرت عليهم نارا قال فكذلك قوله فَأَخَذَهُم عَذابُ يَومِ الظّلّةِ و أما أهل مدين فهم من ولد مدين بن ابراهيم الخليل فعذبهم الله بالرجفة وهي‌ الزلزلة فأهلكوا. قال بعض العلماء كانت قوم شعيب عطلوا حدا فوسع الله عليهم في الرزق حتي إذاأراد إهلاكهم سلط عليهم حرا لايستطيعون أن يتقاروا و لاينفعهم ظل و لاماء حتي ذهب ذاهب منهم فاستظل تحت ظلة فوجد روحا فنادي أصحابه هلموا إلي الروح فذهبوا إليه سراعا حتي إذااجتمعوا ألهبها الله عليهم نارا فذلك عَذابُ يَومِ الظّلّةِ و قدروي عامر عن ابن عباس أنه قال من حدثك ماعَذابُ يَومِ الظّلّةِفكذبه و قال مجاهدعَذابُ يَومِ الظّلّةِ هوإظلال العذاب علي قوم شعيب و قال بريد بن أسلم في قوله تعالي يا شُعَيبُ أَ صَلاتُكَ تَأمُرُكَ أَن نَترُكَ ما يَعبُدُ آباؤُنا أَو أَن نَفعَلَ فِي أَموالِنا ما نَشؤُا قال مما كان نهاهم عنه قطع الدراهم