صفحه : 1
1-ل ،[الخصال ] عَلِيّ بنُ أَحمَدَ بنِ مُوسَي عَن أَحمَدَ بنِ يَحيَي بنِ زَكَرِيّا القَطّانِ عَن بَكرِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ حَبِيبٍ عَن عَبدِ الرّحِيمِ بنِ عَلِيّ بنِ سَعِيدٍ الجبَلَيِّ الصيّدنَاَنيِّ وَ عَبدِ اللّهِ بنِ الصّلتِ وَ اللّفظُ لَهُ عَنِ الحَسَنِ بنِ نَصرٍ الخَزّازِ عَن عَمرِو بنِ طَلحَةَ عَن أَسبَاطِ بنِ نَصرٍ عَن سِمَاكِ بنِ حَربٍ عَن عِكرِمَةَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَبّاسٍ قَالَقَدِمَ يَهُودِيّانِ أَخَوَانِ مِن رُؤَسَاءِ اليَهُودِ إِلَي المَدِينَةِ فَقَالَا يَا قَومُ إِنّ نَبِيّاً حُدّثنَا عَنهُ أَنّهُ قَد ظَهَرَ بِتِهَامَةَ نبَيِّ يُسَفّهُ أَحلَامَ اليَهُودِ وَ يَطعُنُ فِي دِينِهِم وَ نَحنُ نَخَافُ أَن يُزِيلَنَا عَمّا كَانَ عَلَيهِ آبَاؤُنَا فَأَيّكُم هَذَا النّبِيّ فَإِن يَكُنِ ألّذِي بَشّرَ بِهِ دَاوُدُ آمَنّا بِهِ وَ اتّبَعنَاهُ وَ إِن لَم يَكُن يُورِدُ الكَلَامَ عَلَي ائتِلَافِهِ وَ يَقُولُ الشّعرَ وَ يَقهَرُنَا بِلِسَانِهِ جَاهَدنَاهُ بِأَنفُسِنَا وَ أَموَالِنَا فَأَيّكُم هَذَا النّبِيّ فَقَالَ المُهَاجِرُونَ وَ الأَنصَارُ إِنّ نَبِيّنَا مُحَمّداًص قَد قُبِضَ فَقَالَا الحَمدُ لِلّهِ فَأَيّكُم وَصِيّهُ فَمَا بَعَثَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ نَبِيّاً إِلَي قَومٍ إِلّا وَ لَهُ وصَيِّ يؤُدَيّ عَنهُ مِن بَعدِهِ وَ يحَكيِ عَنهُ مَا أَمَرَهُ رَبّهُ فَأَومَأَ المُهَاجِرُونَ وَ الأَنصَارُ إِلَي أَبِي بَكرٍ فَقَالُوا هَذَا وَصِيّهُ
صفحه : 2
فَقَالَا لأِبَيِ بَكرٍ إِنّا نلُقيِ عَلَيكَ مِنَ المَسَائِلِ مَا يُلقَي عَلَي الأَوصِيَاءِ وَ نَسأَلُكَ عَمّا تُسأَلُ الأَوصِيَاءُ عَنهُ فَقَالَ لَهُمَا أَبُو بَكرٍ أَلقِيَا مَا شِئتُمَا أُخبِركُمَا بِجَوَابِهِ إِن شَاءَ اللّهُ تَعَالَي فَقَالَ أَحَدُهُمَا مَا أَنَا وَ أَنتَ عِندَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ مَا نَفسٌ فِي نَفسٍ لَيسَ بَينَهُمَا رَحِمٌ وَ لَا قَرَابَةٌ وَ مَا قَبرٌ سَارَ بِصَاحِبِهِ وَ مِن أَينَ تَطلُعُ الشّمسُ وَ فِي أَينَ تَغرُبُ وَ أَينَ طَلَعَتِ الشّمسُ ثُمّ لَم تَطلُع فِيهِ بَعدَ ذَلِكَ وَ أَينَ تَكُونُ الجَنّةُ وَ أَينَ تَكُونُ النّارُ وَ رَبّكَ يَحمِلُ أَو يُحمَلُ وَ أَينَ يَكُونُ وَجهُ رَبّكَ وَ مَا اثنَانِ شَاهِدَانِ وَ اثنَانِ غَائِبَانِ وَ اثنَانِ مُتَبَاغِضَانِ وَ مَا الوَاحِدُ وَ مَا الِاثنَانِ وَ مَا الثّلَاثَةُ وَ مَا الأَربَعَةُ وَ مَا الخَمسَةُ وَ مَا السّتّةُ وَ مَا السّبعَةُ وَ مَا الثّمَانِيَةُ وَ مَا التّسعَةُ وَ مَا العَشَرَةُ وَ مَا الأَحَدَ عَشَرَ وَ مَا الِاثنَا عَشَرَ وَ مَا العِشرُونَ وَ مَا الثّلَاثُونَ وَ مَا الأَربَعُونَ وَ مَا الخَمسُونَ وَ مَا السّتّونَ وَ مَا السّبعُونَ وَ مَا الثّمَانُونَ وَ مَا التّسعُونَ وَ مَا المِائَةُ قَالَ فبَقَيَِ أَبُو بَكرٍ لَا يَرُدّ جَوَاباً وَ تَخَوّفنَا أَن يَرتَدّ القَومُ عَنِ الإِسلَامِ فَأَتَيتُ مَنزِلَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَقُلتُ لَهُ يَا عَلِيّ إِنّ رُؤَسَاءَ اليَهُودِ قَد قَدِمُوا المَدِينَةَ وَ أَلقَوا عَلَي أَبِي بَكرٍ مَسَائِلَ فبَقَيَِ أَبُو بَكرٍ لَا يَرُدّ جَوَاباً فَتَبَسّمَ عَلِيّ ع ضَاحِكاً ثُمّ قَالَ هُوَ اليَومُ ألّذِي وعَدَنَيِ رَسُولُ اللّهِص بِهِ فَأَقبَلَ يمَشيِ أمَاَميِ وَ مَا أَخطَأَت مِشيَتُهُ مِن مِشيَةِ رَسُولِ اللّهِص شَيئاً حَتّي قَعَدَ فِي المَوضِعِ ألّذِي كَانَ يَقعُدُ فِيهِ رَسُولُ اللّهِص ثُمّ التَفَتَ إِلَي اليَهُودِيّينِ فَقَالَ ع يَا يَهُودِيّانِ ادنُوَا منِيّ وَ أَلقِيَا عَلَيّ مَا أَلقَيتُمَاهُ عَلَي الشّيخِ فَقَالَ اليَهُودِيّانِ وَ مَن أَنتَ فَقَالَ لَهُمَا أَنَا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبِ بنِ عَبدِ المُطّلِبِ أَخُو النّبِيّص وَ زَوجُ ابنَتِهِ فَاطِمَةَ وَ أَبُو الحَسَنِ وَ الحُسَينِ وَ وَصِيّهُ فِي حَالَاتِهِ كُلّهَا وَ صَاحِبُ كُلّ مَنقَبَةٍ وَ عِزّ وَ مَوضِعُ سِرّ النّبِيّص فَقَالَ لَهُ أَحَدُ اليَهُودِيّينِ مَا أَنَا وَ أَنتَ عِندَ اللّهِ قَالَ ع أَنَا مُؤمِنٌ مُنذُ عَرَفتُ نفَسيِ وَ أَنتَ كَافِرٌ مُنذُ عَرَفتَ نَفسَكَ فَمَا أدَريِ مَا يُحدِثُ اللّهُ فِيكَ يَا يهَوُديِّ بَعدَ ذَلِكَ فَقَالَ اليهَوُديِّ فَمَا نَفسٌ فِي نَفسٍ لَيسَ بَينَهُمَا رَحِمٌ وَ لَا قَرَابَةٌ قَالَ ع ذَاكَ يُونُسُ ع فِي بَطنِ الحُوتِ
صفحه : 3
قَالَ لَهُ فَمَا قَبرٌ سَارَ بِصَاحِبِهِ قَالَ يُونُسُ حِينَ طَافَ بِهِ الحُوتُ فِي سَبعَةِ أَبحُرٍ قَالَ لَهُ فَالشّمسُ مِن أَينَ تَطلُعُ قَالَ مِن قرَنيَِ الشّيطَانِ قَالَ فَأَينَ تَغرُبُ قَالَ فِي عَينٍ حَامِئَةٍ قَالَ لِي حبَيِبيِ رَسُولُ اللّهِص لَا تُصَلّي فِي إِقبَالِهَا وَ لَا فِي إِدبَارِهَا حَتّي تَصِيرَ مِقدَارَ رُمحٍ أَو رُمحَينِ قَالَ فَأَينَ طَلَعَتِ الشّمسُ ثُمّ لَم تَطلُع فِي ذَلِكَ المَوضِعِ قَالَ فِي البَحرِ حِينَ فَلَقَهُ اللّهُ لِقَومِ مُوسَي ع قَالَ لَهُ فَرَبّكَ يَحمِلُ أَو يُحمَلُ قَالَ إِنّ ربَيّ عَزّ وَ جَلّ يَحمِلُ كُلّ شَيءٍ بِقُدرَتِهِ وَ لَا يَحمِلُهُ شَيءٌ قَالَ فَكَيفَ قَولُهُ عَزّ وَ جَلّوَ يَحمِلُ عَرشَ رَبّكَ فَوقَهُم يَومَئِذٍ ثَمانِيَةٌ قَالَ يَا يهَوُديِّ أَ لَم تَعلَم أَنّ لِلّهِما فِي السّماواتِ وَ ما فِي الأَرضِ وَ ما بَينَهُما وَ ما تَحتَ الثّريفَكُلّ شَيءٍ عَلَي الثّرَي وَ الثّرَي عَلَي القُدرَةِ وَ القُدرَةُ بِهِ تَحمِلُ كُلّ شَيءٍ قَالَ فَأَينَ تَكُونُ الجَنّةُ وَ أَينَ تَكُونُ النّارُ قَالَ أَمّا الجَنّةُ ففَيِ السّمَاءِ وَ أَمّا النّارُ ففَيِ الأَرضِ قَالَ فَأَينَ يَكُونُ وَجهُ رَبّكَ فَقَالَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع لِي يَا ابنَ عَبّاسٍ ائتنِيِ بِنَارٍ وَ حَطَبٍ فَأَتَيتُهُ بِنَارٍ وَ حَطَبٍ فَأَضرَمَهَا ثُمّ قَالَ يَا يهَوُديِّ أَينَ يَكُونُ وَجهُ هَذِهِ النّارِ قَالَ لَا أَقِفُ لَهَا عَلَي وَجهٍ قَالَ فَإِنّ ربَيّ عَزّ وَ جَلّ عَن هَذَا المَثَلِ وَ لَهُ المَشرِقُ وَ المَغرِبُفَأَينَما تُوَلّوا فَثَمّ وَجهُ اللّهِ فَقَالَ لَهُ مَا اثنَانِ شَاهِدَانِ قَالَ السّمَاوَاتُ وَ الأَرضُ لَا يَغِيبَانِ سَاعَةً قَالَ فَمَا اثنَانِ غَائِبَانِ قَالَ المَوتُ وَ الحَيَاةُ لَا يُوقَفُ عَلَيهِمَا قَالَ فَمَا اثنَانِ مُتَبَاغِضَانِ قَالَ اللّيلُ وَ النّهَارُ قَالَ فَمَا الوَاحِدُ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ قَالَ فَمَا الِاثنَانِ قَالَ آدَمُ وَ حَوّاءُ قَالَ فَمَا الثّلَاثَةُ قَالَ كَذَبَتِ النّصَارَي عَلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ قَالُوا ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَ اللّهُ لَم يَتّخِذ صَاحِبَةً وَ لَا وَلَداً قَالَ فَمَا الأَربَعَةُ قَالَ القُرآنُ وَ الزّبُورُ وَ التّورَاةُ وَ الإِنجِيلُ قَالَ فَمَا الخَمسَةُ قَالَ خَمسُ صَلَوَاتٍ مُفتَرَضَاتٍ قَالَ فَمَا السّتّةُ قَالَ خَلَقَ اللّهُالسّماواتِ وَ الأَرضَ وَ ما بَينَهُما فِي سِتّةِ أَيّامٍ
صفحه : 4
قَالَ فَمَا السّبعَةُ قَالَ سَبعَةُ أَبوَابِ النّارِ مُتَطَابِقَاتٌ[مُتَطَابِقَاتٍ] قَالَ فَمَا الثّمَانِيَةُ قَالَ ثَمَانِيَةُ أَبوَابِ الجَنّةِ قَالَ فَمَا التّسعَةُ قَالَتِسعَةُ رَهطٍ يُفسِدُونَ فِي الأَرضِ وَ لا يُصلِحُونَ قَالَ فَمَا العَشَرَةُ قَالَ عَشَرَةُ أَيّامِ العَشرِ قَالَ فَمَا الأَحَدَ عَشَرَ قَالَ قَولُ يُوسُفَ لِأَبِيهِيا أَبَتِ إنِيّ رَأَيتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوكَباً وَ الشّمسَ وَ القَمَرَ رَأَيتُهُم لِي ساجِدِينَ قَالَ فَمَا الِاثنَا عَشَرَ قَالَ شُهُورُ السّنَةِ قَالَ فَمَا العِشرُونَ قَالَ بَيعُ يُوسُفَ بِعِشرِينَ دِرهَماً قَالَ فَمَا الثّلَاثُونَ قَالَ ثَلَاثُونَ يَوماً شَهرُ رَمَضَانَ صِيَامُهُ فَرضٌ وَاجِبٌ عَلَي كُلّ مُؤمِنٍ إِلّا مَن كَانَ مَرِيضاً أَو عَلَي سَفَرٍ قَالَ فَمَا الأَربَعُونَ قَالَ كَانَ مِيقَاتَ[مِيقَاتُ] مُوسَي ع ثَلَاثُونَ[ثَلَاثِينَ]لَيلَةً فَأَتَمّهَا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِعَشرٍفَتَمّ مِيقاتُ رَبّهِ أَربَعِينَ لَيلَةً قَالَ فَمَا الخَمسُونَ قَالَ لَبِثَ نُوحٌ ع فِي قَومِهِأَلفَ سَنَةٍ إِلّا خَمسِينَ عاماً قَالَ فَمَا السّتّونَ قَالَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فِي كَفّارَةِ الظّهَارِفَمَن لَم يَستَطِع فَإِطعامُ سِتّينَ مِسكِيناً إِذَا لَم يَقدِر عَلَي صِيَامِ شَهرَينِ مُتَتَابِعَينِ قَالَ فَمَا السّبعُونَ قَالَ اختَارَ مُوسَي مِن قَومِهِ سَبعِينَ رَجُلًا لِمِيقَاتِ رَبّهِ عَزّ وَ جَلّ قَالَ فَمَا الثّمَانُونَ قَالَ قَريَةٌ بِالجَزِيرَةِ يُقَالُ لَهَا ثَمَانُونَ مِنهَا قَعَدَ نُوحٌ ع فِي السّفِينَةِوَ استَوَت عَلَي الجوُديِّ وَ أَغرَقَ اللّهُ القَومَ قَالَ فَمَا التّسعُونَ قَالَ الفُلكُ المَشحُونُ اتّخَذَ نُوحٌ ع فِيهِ تِسعِينَ بَيتاً لِلبَهَائِمِ قَالَ فَمَا المِائَةُ قَالَ كَانَ أَجَلُ دَاوُدَ ع سِتّينَ سَنَةً فَوَهَبَ لَهُ آدَمُ ع أَربَعِينَ سَنَةً مِن عُمُرِهِ فَلَمّا حَضَرَت آدَمَ الوَفَاةُ جَحَدَ فَجَحَدَت ذُرّيّتُهُ فَقَالَ لَهُ يَا شَابّ صِف لِي مُحَمّداً كأَنَيّ أَنظُرُ إِلَيهِ حَتّي أُؤمِنَ بِهِ السّاعَةَ فَبَكَي أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع ثُمّ قَالَ يَا يهَوُديِّ هَيّجتَ أحَزاَنيِ كَانَ حبَيِبيِ رَسُولُ اللّهِص صَلتَ الجَبِينِ مَقرُونَ الحَاجِبَينِ أَدعَجَ العَينَينِ سَهلَ الخَدّينِ أَقنَي الأَنفِ دَقِيقَ المَسرُبَةِ كَثّ اللّحيَةِ بَرّاقَ الثّنَايَا كَأَنّ عُنُقَهُ إِبرِيقُ فِضّةٍ كَانَ لَهُ شُعَيرَاتٌ مِن
صفحه : 5
لَبّتِهِ إِلَي سُرّتِهِ مَلفُوفَةٌ[مَلفُوفَةً]كَأَنّهَا قَضِيبُ كَافُورٍ لَم يَكُن فِي بَدَنِهِ شُعَيرَاتٌ غَيرُهَا لَم يَكُن بِالطّوِيلِ الذّاهِبِ وَ لَا بِالقَصِيرِ النّزرِ كَانَ إِذَا مَشَي مَعَ النّاسِ غَمَرَهُم نُورُهُ وَ كَانَ إِذَا مَشَي كَأَنّهُ يَنقَلِعُ مِن صَخرٍ أَو يَنحَدِرُ مِن صَبَبٍ كَانَ مُدَوّرَ الكَعبَينِ لَطِيفَ القَدَمَينِ دَقِيقَ الخَصرِ عِمَامَتُهُ السّحَابُ وَ سَيفُهُ ذُو الفَقَارِ وَ بَغلَتُهُ دُلدُلٌ وَ حِمَارُهُ اليَعفُورُ وَ نَاقَتُهُ العَضبَاءُ وَ فَرَسُهُ لَزّازٌ وَ قَضِيبُهُ المَمشُوقُ كَانَ عَلَيهِ الصّلَاةُ وَ السّلَامُ أَشفَقَ النّاسِ عَلَي النّاسِ وَ أَرأَفَ النّاسِ بِالنّاسِ كَانَ بَينَ كَتِفَيهِ خَاتَمُ النّبُوّةِ مَكتُوبٌ عَلَي الخَاتَمِ سَطرَانِ أَمّا أَوّلُ سَطرٍ فَلَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَمّا الثاّنيِ فَمُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِص هَذِهِ صِفَتُهُ يَا يهَوُديِّ فَقَالَ اليَهُوِديّانِ نَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِص وَ أَنّكَ وصَيِّ مُحَمّدٍ حَقّاً فَأَسلَمَا وَ حَسُنَ إِسلَامُهُمَا وَ لَزِمَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع فَكَانَا مَعَهُ حَتّي كَانَ مِن أَمرِ الجَمَلِ مَا كَانَ فَخَرَجَا مَعَهُ إِلَي البَصرَةِ فَقُتِلَ أَحَدُهُمَا فِي وَقعَةِ الجَمَلِ وَ بقَيَِ الآخَرُ حَتّي خَرَجَ مَعَهُ إِلَي صِفّينَ فَقُتِلَ بِصِفّينَ
بيان قوله ع والقدرة تحمل كل شيء أي ليست القدرة شيئا غيرالذات بهاتحمل الذات الأشياء بل معني حمل القدرة أن الذات سبب لوجود كل شيء وبقائه قوله ع الموت والحياة لايوقف عليهما أي علي وقت حدوثهما وزوالهما قوله متطابقات أي مغلقات علي أهلها أوموافقات بعضها لبعض قوله أيام العشر أي عشر ذي الحجة أوالعشرة بدل الهدي كماسيأتي.أقول تفسير سائر أجزاء الخبر مفرق في الأبواب المناسبة لها
صفحه : 6
2-ل ،[الخصال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَن أَحمَدَ بنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن أَبِيهِ عَن جَعفَرِ بنِ يَحيَي عَن أَبِيهِ رَفَعَهُ إِلَي بَعضِ الصّادِقِينَ مِن آلِ مُحَمّدٍص قَالَجَاءَ رَجُلَانِ مِن يَهُودِ خَيبَرَ وَ مَعَهُمَا التّورَاةُ مَنشُورَةً يُرِيدَانِ النّبِيّص فَوَجَدَاهُ قَد قُبِضَ فَأَتَيَا أَبَا بَكرٍ فَقَالَا إِنّا قَد جِئنَا نُرِيدُ النّبِيّ لِنَسأَلَهُ عَن مَسأَلَةٍ فَوَجَدنَاهُ قَد قُبِضَ فَقَالَ وَ مَا مَسأَلَتُكُمَا قَالَا أَخبِرنَا عَنِ الوَاحِدِ وَ الِاثنَينِ وَ الثّلَاثَةِ وَ الأَربَعَةِ وَ الخَمسَةِ وَ السّتّةِ وَ السّبعَةِ وَ الثّمَانِيَةِ وَ التّسعَةِ وَ العَشَرَةِ وَ العِشرِينَ وَ الثّلَاثِينَ وَ الأَربَعِينَ وَ الخَمسِينَ وَ السّتّينَ وَ السّبعِينَ وَ الثّمَانِينَ وَ التّسعِينَ وَ المِائَةِ فَقَالَ لَهُمَا أَبُو بَكرٍ مَا عنِديِ فِي هَذَا شَيءٌ ائتِيَا عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ فَأَتَيَاهُ فَقَصّا عَلَيهِ القِصّةَ مِن أَوّلِهَا وَ مَعَهُمَا التّورَاةُ مَنشُورَةً فَقَالَ لَهُمَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِن أَنَا أَخبَرتُكُمَا بِمَا تَجِدَانِهِ عِندَكُمَا تُسلِمَانِ قَالَا نَعَم قَالَ أَمّا الوَاحِدُ فَهُوَ اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَمّا الِاثنَانِ فَهُوَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّلا تَتّخِذُوا إِلهَينِ اثنَينِ إِنّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ وَ أَمّا الثّلَاثَةُ وَ الأَربَعَةُ وَ الخَمسَةُ وَ السّتّةُ وَ السّبعَةُ وَ الثّمَانِيَةُ فَهُنّ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فِي كِتَابِهِ فِي أَصحَابِ الكَهفِسَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رابِعُهُم كَلبُهُم وَ يَقُولُونَ خَمسَةٌ سادِسُهُم كَلبُهُم رَجماً بِالغَيبِ وَ يَقُولُونَ سَبعَةٌ وَ ثامِنُهُم كَلبُهُم وَ أَمّا التّسعَةُ فَهُوَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فِي كِتَابِهِوَ كانَ فِي المَدِينَةِ تِسعَةُ رَهطٍ يُفسِدُونَ فِي الأَرضِ وَ لا يُصلِحُونَ وَ أَمّا العَشَرَةُ فَقَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّتِلكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ وَ أَمّا العِشرُونَ فَقَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فِي كِتَابِهِإِن يَكُن مِنكُم عِشرُونَ صابِرُونَ يَغلِبُوا مِائَتَينِ وَ أَمّا الثّلَاثُونَ وَ الأَربَعُونَ فَقَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فِي كِتَابِهِوَ واعَدنا مُوسي ثَلاثِينَ لَيلَةً وَ أَتمَمناها بِعَشرٍ فَتَمّ مِيقاتُ رَبّهِ أَربَعِينَ لَيلَةً وَ أَمّا الخَمسُونَ فَقَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّفِي يَومٍ كانَ مِقدارُهُ خَمسِينَ أَلفَ سَنَةٍ
صفحه : 7
وَ أَمّا السّتّونَ فَقَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فِي كِتَابِهِفَمَن لَم يَستَطِع فَإِطعامُ سِتّينَ مِسكِيناً وَ أَمّا السّبعُونَ فَقَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فِي كِتَابِهِوَ اختارَ مُوسي قَومَهُ سَبعِينَ رَجُلًا لِمِيقاتِنا وَ أَمّا الثّمَانُونَ فَقَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فِي كِتَابِهِوَ الّذِينَ يَرمُونَ المُحصَناتِ ثُمّ لَم يَأتُوا بِأَربَعَةِ شُهَداءَ فَاجلِدُوهُم ثَمانِينَ جَلدَةً وَ أَمّا التّسعُونَ فَقَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فِي كِتَابِهِإِنّ هذا أخَيِ لَهُ تِسعٌ وَ تِسعُونَ نَعجَةً وَ أَمّا المِائَةُ فَقَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فِي كِتَابِهِالزّانِيَةُ وَ الزاّنيِ فَاجلِدُوا كُلّ واحِدٍ مِنهُما مِائَةَ جَلدَةٍ قَالَ فَأَسلَمَ اليَهُودِيّانِ عَلَي يدَيَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع
3-ل ،[الخصال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الأشَعرَيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ الراّزيِّ عَن أَبِي الحَسَنِ عِيسَي بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي بنِ عَبدِ اللّهِ المحُمَدّيِّ مِن وُلدِ مُحَمّدِ بنِ الحَنَفِيّةِ عَن مُحَمّدِ بنِ جَابِرٍ عَن عَطَاءٍ عَن طَاوُسٍ قَالَأَتَي قَومٌ مِنَ اليَهُودِ عُمَرَ بنَ الخَطّابِ وَ هُوَ يَومَئِذٍ وَالٍ عَلَي النّاسِ فَقَالُوا لَهُ أَنتَ واَليِ هَذَا الأَمرِ بَعدَ نَبِيّكُم وَ قَد أَتَينَاكَ نَسأَلُكَ عَن أَشيَاءَ إِن أَنتَ أَخبَرتَنَا بِهَا آمَنّا وَ صَدّقنَا وَ اتّبَعنَاكَ فَقَالَ عُمَرُ سَلُوا عَمّا بَدَا لَكُم قَالُوا أَخبِرنَا عَن أَقفَالِ السّمَاوَاتِ السّبعِ وَ مَفَاتِيحِهَا وَ أَخبِرنَا عَن قَبرٍ سَارَ بِصَاحِبِهِ وَ أَخبِرنَا عَمّن أَنذَرَ قَومَهُ لَيسَ مِنَ الجِنّ وَ لَا مِنَ الإِنسِ وَ أَخبِرنَا عَن مَوضِعٍ طَلَعَت فِيهِ الشّمسُ وَ لَم تَعُد إِلَيهِ وَ أَخبِرنَا عَن خَمسَةٍ لَم يُخلَقُوا فِي الأَرحَامِ وَ عَن وَاحِدٍ وَ اثنَينِ وَ ثَلَاثَةٍ وَ أَربَعَةٍ وَ خَمسَةٍ وَ سِتّةٍ وَ سَبعَةٍ وَ عَن ثَمَانِيَةٍ وَ تِسعَةٍ وَ عَشَرَةٍ وَ حاَديَِ عَشَرَ وَ ثاَنيَِ عَشَرَ قَالَ فَأَطرَقَ عُمَرُ سَاعَةً ثُمّ فَتَحَ عَينَيهِ ثُمّ قَالَ سَأَلتُم عُمَرَ بنَ الخَطّابِ عَمّا لَيسَ
صفحه : 8
لَهُ بِهِ عِلمٌ وَ لَكِنِ ابنُ[لَكِنّ ابنَ]عَمّ رَسُولِ اللّهِ يُخبِرُكُم بِمَا سأَلَتمُوُنيِ عَنهُ فَأَرسَلَ إِلَيهِ فَدَعَاهُ فَلَمّا أَتَاهُ قَالَ لَهُ يَا أَبَا الحَسَنِ إِنّ مَعشَرَ اليَهُودِ سأَلَوُنيِ عَن أَشيَاءَ لَم أُجِبهُم فِيهَا بشِيَءٍ وَ قَد ضَمِنُوا لِي إِن أَخبَرتُهُم أَن يُؤمِنُوا باِلنبّيِّص فَقَالَ لَهُم عَلِيّ ع يَا مَعشَرَ اليَهُودِ اعرِضُوا عَلَيّ مَسَائِلَكُم فَقَالُوا لَهُ مِثلَ مَا قَالُوا لِعُمَرَ فَقَالَ لَهُم عَلِيّ ع أَ تُرِيدُونَ أَن تَسأَلُوا عَن شَيءٍ سِوَي هَذَا قَالُوا لَا يَا أَبَا شَبّرَ وَ شَبِيرٍ فَقَالَ لَهُم عَلِيّ ع أَمّا أَقفَالُ السّمَاوَاتِ فَالشّركُ بِاللّهِ وَ مَفَاتِيحُهَا قَولُ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَمّا القَبرُ ألّذِي سَارَ بِصَاحِبِهِ فَالحُوتُ سَارَ بِيُونُسَ فِي بَطنِهِ البِحَارَ السّبعَةَ وَ أَمّا ألّذِي أَنذَرَ قَومَهُ لَيسَ مِنَ الجِنّ وَ لَا مِنَ الإِنسِ فَتِلكَ نَملَةُ سُلَيمَانَ بنِ دَاوُدَ عَلَيهِمَا السّلَامُ وَ أَمّا المَوضِعُ ألّذِي طَلَعَت فِيهِ الشّمسُ فَلَم تَعُد إِلَيهِ فَذَاكَ البَحرُ ألّذِي أَنجَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِيهِ مُوسَي ع وَ غَرّقَ فِيهِ فِرعَونَ وَ أَصحَابَهُ وَ أَمّا الخَمسَةُ الّذِينَ لَم يُخلَقُوا فِي الأَرحَامِ فَآدَمُ وَ حَوّاءُ وَ عَصَا مُوسَي وَ نَاقَةُ صَالِحٍ وَ كَبشُ اِبرَاهِيمَ ع وَ أَمّا الوَاحِدُ فَاللّهُ الوَاحِدُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَمّا الِاثنَانِ فَآدَمُ وَ حَوّاءُ وَ أَمّا الثّلَاثَةُ فَجَبرَئِيلُ وَ مِيكَائِيلُ وَ إِسرَافِيلُ وَ أَمّا الأَربَعَةُ فَالتّورَاةُ وَ الإِنجِيلُ وَ الزّبُورُ وَ الفُرقَانُ وَ أَمّا الخَمسُ فَخَمسُ صَلَوَاتٍ مَفرُوضَاتٍ عَلَي النّبِيّص وَ أَمّا السّتّةُ فَقَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ لَقَد خَلَقنَا السّماواتِ وَ الأَرضَ وَ ما بَينَهُما فِي سِتّةِ أَيّامٍ وَ أَمّا السّبعَةُ فَقَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ بَنَينا فَوقَكُم سَبعاً شِداداً وَ أَمّا الثّمَانِيَةُ فَقَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ يَحمِلُ عَرشَ رَبّكَ فَوقَهُم يَومَئِذٍ ثَمانِيَةٌ
صفحه : 9
وَ أَمّا التّسعَةُ فَالآيَاتُ المُنزَلَاتُ عَلَي مُوسَي بنِ عِمرَانَ ع وَ أَمّا العَشَرَةُ فَقَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ واعَدنا مُوسي ثَلاثِينَ لَيلَةً وَ أَتمَمناها بِعَشرٍ وَ أَمّا الحاَديَِ عَشَرَ فَقَولُ يُوسُفَ لِأَبِيهِ عَلَيهِمَا السّلَامُإنِيّ رَأَيتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوكَباً وَ أَمّا الِاثنَا عَشَرَ فَقَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ لِمُوسَي ع اضرِب بِعَصاكَ الحَجَرَ فَانفَجَرَت مِنهُ اثنَتا عَشرَةَ عَيناً قَالَ فَأَقبَلَ اليَهُودُ يَقُولُونَ نَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ وَ أَنّكَ ابنُ عَمّ رَسُولِ اللّهِص ثُمّ أَقبَلُوا عَلَي عُمَرَ فَقَالُوا نَشهَدُ أَنّ هَذَا أَخُو رَسُولِ اللّهِ وَ أَنّهُ أَحَقّ بِهَذَا المَقَامِ مِنكَ وَ أَسلَمَ مَن كَانَ مَعَهُم وَ حَسُنَ إِسلَامُهُم
4-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]ل ،[الخصال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَنِ الحَكَمِ بنِ مِسكِينٍ الثقّفَيِّ عَن صَالِحِ بنِ عُقبَةَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَ لَمّا هَلَكَ أَبُو بَكرٍ وَ استَخلَفَ عُمَرَ رَجَعَ عُمَرُ إِلَي المَسجِدِ فَقَعَدَ فَدَخَلَ عَلَيهِ رَجُلٌ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إنِيّ رَجُلٌ مِنَ اليَهُودِ وَ أَنَا عَلّامَتُهُم وَ قَد أَرَدتُ أَن أَسأَلَكَ عَن مَسَائِلَ إِن أجَبَتنَيِ فِيهَا أَسلَمتُ قَالَ مَا هيَِ قَالَ ثَلَاثٌ وَ ثَلَاثٌ وَ وَاحِدَةٌ فَإِن شِئتَ سَأَلتُكَ وَ إِن كَانَ فِي القَومِ أَحَدٌ أَعلَمَ مِنكَ أرَشدِنيِ إِلَيهِ قَالَ عَلَيكَ بِذَلِكَ الشّابّ يعَنيِ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع فَأَتَي عَلِيّاً ع فَسَأَلَهُ فَقَالَ لَهُ لِمَ قُلتَ ثَلَاثاً وَ ثَلَاثاً وَ وَاحِدَةً أَلّا قُلتَ سَبعاً قَالَ إنِيّ إِذاً لَجَاهِلٌ إِن لَم تجُبِنيِ فِي الثّلَاثِ اكتَفَيتُ قَالَ فَإِن أَجَبتُكَ تُسلِمُ قَالَ نَعَم قَالَ سَل قَالَ أَسأَلُكَ عَن أَوّلِ حَجَرٍ وُضِعَ عَلَي وَجهِ الأَرضِ وَ أَوّلِ عَينٍ نَبَعَت وَ أَوّلِ شَجَرَةٍ نَبَتَت قَالَ يَا يهَوُديِّ أَنتُم تَقُولُونَ إِنّ أَوّلَ حَجَرٍ وُضِعَ عَلَي وَجهِ الأَرضِ الحَجَرُ ألّذِي فِي البَيتِ المُقَدّسِ وَ كَذَبتُم هُوَ الحَجَرُ ألّذِي نَزَلَ بِهِ آدَمُ ع مِنَ الجَنّةِ قَالَ صَدَقتَ وَ اللّهِ إِنّهُ لَبِخَطّ هَارُونَ وَ إِملَاءِ مُوسَي
صفحه : 10
قَالَ وَ أَنتُم تَقُولُونَ إِنّ أَوّلَ عَينٍ نَبَعَت عَلَي وَجهِ الأَرضِ العَينُ التّيِ بِبَيتِ المَقدِسِ وَ كَذَبتُم هيَِ عَينُ الحَيَاةِ التّيِ غَسَلَ فِيهَا يُوشَعُ بنُ نُونٍ السّمَكَةَ وَ هيَِ العَينُ التّيِ شَرِبَ مِنهَا الخَضِرُ وَ لَيسَ يَشرَبُ مِنهَا أَحَدٌ إِلّا حيَّ[حيَيَِ خ ل ] قَالَ صَدَقتَ وَ اللّهِ إِنّهُ لَبِخَطّ هَارُونَ وَ إِملَاءِ مُوسَي قَالَ وَ أَنتُم تَقُولُونَ إِنّ أَوّلَ شَجَرَةٍ نَبَتَت عَلَي وَجهِ الأَرضِ الزّيتُونُ وَ كَذَبتُم هيَِ العَجوَةُ التّيِ نَزَلَ بِهَا آدَمُ ع مِنَ الجَنّةِ مَعَهُ قَالَ صَدَقتَ وَ اللّهِ إِنّهُ لَبِخَطّ هَارُونَ وَ إِملَاءِ مُوسَي ع قَالَ وَ الثّلَاثُ الأُخرَي كَم لِهَذِهِ الأُمّةِ مِن إِمَامٍ هُدًي لَا يَضُرّهُم مَن خَذَلَهُم قَالَ اثنَا عَشَرَ إِمَاماً قَالَ صَدَقتَ وَ اللّهِ إِنّهُ لَبِخَطّ هَارُونَ وَ إِملَاءِ مُوسَي قَالَ فَأَينَ يَسكُنُ نَبِيّكُم مِنَ الجَنّةِ قَالَ فِي أَعلَاهَا دَرَجَةً وَ أَشرَفِهَا مَكَاناً فِي جَنّاتِ عَدنٍ قَالَ صَدَقتَ وَ اللّهِ إِنّهُ لَبِخَطّ هَارُونَ وَ إِملَاءِ مُوسَي ثُمّ قَالَ فَمَن يَنزِلُ مَعَهُ فِي مَنزِلِهِ قَالَ اثنَا عَشَرَ إِمَاماً قَالَ صَدَقتَ وَ اللّهِ إِنّهُ لَبِخَطّ هَارُونَ وَ إِملَاءِ مُوسَي ع ثُمّ قَالَ السّابِعَةَ فَأَسلَمَ كَم يَعِيشُ وَصِيّهُ بَعدَهُ قَالَ ثَلَاثِينَ سَنَةً قَالَ ثُمّ مَه يَمُوتُ أَو يُقتَلُ قَالَ يُقتَلُ يُضرَبُ عَلَي قَرنِهِ وَ تُخضَبُ لِحيَتُهُ قَالَ صَدَقتَ وَ اللّهِ إِنّهُ لَبِخَطّ هَارُونَ وَ إِملَاءِ مُوسَي ع
قال الصدوق رحمه الله في ل و قدأخرجت هذاالحديث من طرق في كتاب الأوائل ك ،[إكمال الدين ] حدثنا أبي و ابن الوليد معا عن سعد مثله ج ،[الإحتجاج ] عن صالح بن عقبة
مثله
صفحه : 11
5-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] الحُسَينُ بنُ مُحَمّدٍ الأشُناَنيِّ الراّزيِّ العَدلُ بِبَلخٍ قَالَ حَدّثَنَا عَلِيّ بنُ مَهرَوَيهِ القزَويِنيِّ قَالَ حَدّثَنَا دَاوُدُ بنُ سُلَيمَانَ الفَرّاءُ قَالَ حَدّثَنَا عَلِيّ بنُ مُوسَي الرّضَا ع عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع قَالَ إِنّ يَهُودِيّاً سَأَلَ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع فَقَالَ أخَبرِنيِ عَمّا لَيسَ لِلّهِ وَ عَمّا لَيسَ عِندَ اللّهِ وَ عَمّا لَا يَعلَمُهُ اللّهُ فَقَالَ عَلِيّ ع أَمّا مَا لَا يَعلَمُهُ اللّهُ فَهُوَ قَولُكُم يَا مَعشَرَ اليَهُودِ إِنّ عُزَيراً ابنُ اللّهِ وَ اللّهُ تَعَالَي لَا يَعلَمُ لَهُ وَلَداً أَمّا قَولُكَ مَا لَيسَ لِلّهِ فَلَيسَ لِلّهِ شَرِيكٌ وَ أَمّا قَولُكَ مَا لَيسَ عِندَ اللّهِ تَعَالَي فَلَيسَ عِندَ اللّهِ ظُلمٌ لِلعِبَادِ فَقَالَ اليهَوُديِّ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِص
ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بالأسانيد الثلاثة عن الرضا ع مثله صح ،[صحيفة الرضا عليه السلام ] عنه ع
مثله
6- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]شَيخُ الطّائِفَةِ عَن أَبِي مُحَمّدٍ الفَحّامِ السرّمّرَاّئيِّ عَن أَبِي الحَسَنِ مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ عُبَيدِ اللّهِ المنَصوُريِّ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ العسَكرَيِّ عَن آبَائِهِ ع أَنّ رَجُلًا جَاءَ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَقَالَ أخَبرِنيِ عَمّا لَيسَ لِلّهِ وَ عَمّا لَيسَ عِندَ اللّهِ وَ عَمّا لَا يَعلَمُهُ اللّهُ فَقَالَ أَمّا مَا لَا يَعلَمُهُ اللّهُ فَلَا يَعلَمُ أَنّ لَهُ وَلَداً تَكذِيباً لَكُم حَيثُ قُلتُم عُزَيرٌ ابنُ اللّهِ وَ أَمّا قَولُكَ مَا لَيسَ لِلّهِ فَلَيسَ لَهُ شَرِيكٌ وَ أَمّا قَولُكَ مَا لَيسَ عِندَ اللّهِ
صفحه : 12
فَلَيسَ عِندَ اللّهِ ظُلمُ العِبَادِ فَقَالَ اليهَوُديِّ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ وَ أَشهَدُ أَنّكَ الحَقّ وَ مِن أَهلِ الحَقّ وَ قُلتَ الحَقّ وَ أَسلَمَ عَلَي يَدِهِ
7- ع ،[علل الشرائع ] حَدّثَنَا عَلِيّ بنُ أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ قَالَ حَدّثَنَا مُحَمّدُ بنُ يَعقُوبَ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ بِإِسنَادِهِ رَفَعَهُ قَالَأَتَي عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع يهَوُديِّ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إنِيّ أَسأَلُكَ عَن أَشيَاءَ إِن أَنتَ أخَبرَتنَيِ بِهَا أَسلَمتُ قَالَ عَلِيّ ع سلَنيِ يَا يهَوُديِّ عَمّا بَدَا لَكَ فَإِنّكَ لَا تُصِيبُ أَحَداً أَعلَمَ مِنّا أَهلَ البَيتِ فَقَالَ لَهُ اليهَوُديِّ أخَبرِنيِ عَن قَرَارِ هَذِهِ الأَرضِ عَلَي مَا هُوَ وَ عَن شَبَهِ الوَلَدِ أَعمَامَهُ وَ أَخوَالَهُ وَ مِن أَيّ النّطفَتَينِ يَكُونُ الشّعرُ وَ اللّحمُ وَ العَظمُ وَ العَصَبُ وَ لِمَ سُمّيَتِ السّمَاءُ سَمَاءً وَ لِمَ سُمّيَتِ الدّنيَا دُنيَا وَ لِمَ سُمّيَتِ الآخِرَةُ آخِرَةً وَ لِمَ سمُيَّ آدَمُ آدَمَ وَ لِمَ سُمّيَت حَوّاءُ حَوّاءَ وَ لِمَ سُمّيَتِ الدّرهَمُ دِرهَماً وَ لِمَ سُمّيَتِ الدّينَارُ دِينَاراً وَ لِمَ قِيلَ لِلفَرَسِ إِجِد وَ لِمَ قِيلَ لِلبَغلِ عَد وَ لِمَ قِيلَ لِلحِمَارِ حَرّ فَقَالَ ع أَمّا قَرَارُ هَذِهِ الأَرضِ لَا يَكُونُ إِلّا عَلَي عَاتِقِ مَلَكٍ وَ قَدَمَا ذَلِكَ المَلِكِ عَلَي صَخرَةٍ وَ الصّخرَةُ عَلَي قَرنِ ثَورٍ وَ الثّورُ قَوَائِمُهُ عَلَي ظَهرِ الحُوتِ فِي اليَمّ الأَسفَلِ وَ اليَمّ عَلَي الظّلمَةِ وَ الظّلمَةُ عَلَي العَقِيمِ وَ العَقِيمُ عَلَي الثّرَي وَ مَا يَعلَمُ تَحتَ الثّرَي إِلّا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ وَ أَمّا شَبَهُ الوَلَدِ أَعمَامَهُ وَ أَخوَالَهُ فَإِذَا سَبَقَ نُطفَةُ الرّجُلِ نُطفَةَ المَرأَةِ إِلَي الرّحِمِ خَرَجَ شَبَهُ الوَلَدِ إِلَي أَعمَامِهِ وَ مِن نُطفَةِ الرّجُلِ يَكُونُ العَظمُ وَ العَصَبُ وَ إِذَا سَبَقَ نُطفَةُ المَرأَةِ نُطفَةَ الرّجُلِ إِلَي الرّحِمِ خَرَجَ شَبَهُ الوَلَدِ إِلَي أَخوَالِهِ وَ مِن نُطفَتِهَا يَكُونُ الشّعرُ وَ
صفحه : 13
الجِلدُ وَ اللّحمُ لِأَنّهَا صَفرَاءُ رَقِيقَةٌ وَ سُمّيَتِ السّمَاءُ سَمَاءً لِأَنّهَا وَسمُ المَاءِ يعَنيِ مَعدِنَ المَاءِ وَ إِنّمَا سُمّيَتِ الدّنيَا دُنيَا لِأَنّهَا أَدنَي مِن كُلّ شَيءٍ وَ سُمّيَتِ الآخِرَةُ آخِرَةً لِأَنّ فِيهَا الجَزَاءُ وَ الثّوَابُ وَ سمُيَّ آدَمُ آدَمَ لِأَنّهُ خُلِقَ مِن أَدِيمِ الأَرضِ وَ ذَلِكَ أَنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي بَعَثَ جَبرَئِيلَ ع وَ أَمَرَهُ أَن يَأتِيَهُ مِن أَدِيمِ الأَرضِ بِأَربَعِ طِينَاتٍ طِينَةٍ بَيضَاءَ وَ طِينَةٍ حَمرَاءَ وَ طِينَةٍ غَبرَاءَ وَ طِينَةٍ سَودَاءَ وَ ذَلِكَ مِن سَهلِهَا وَ حَزنِهَا ثُمّ أَمَرَهُ أَن يَأتِيَهُ بِأَربَعِ مِيَاهٍ مَاءٍ عَذبٍ وَ مَاءٍ مِلحٍ وَ مَاءٍ مُرّ وَ مَاءٍ مُنتِنٍ ثُمّ أَمَرَهُ أَن يُفرِغَ المَاءَ فِي الطّينِ وَ أَدَمَهُ اللّهُ بِيَدِهِ فَلَم يَفضُل شَيءٌ مِنَ الطّينِ يَحتَاجُ إِلَي المَاءِ وَ لَا مِنَ المَاءِ شَيءٌ يَحتَاجُ إِلَي الطّينِ فَجَعَلَ المَاءَ العَذبَ فِي حَلقِهِ وَ جَعَلَ المَاءَ المَالِحَ فِي عَينَيهِ وَ جَعَلَ المَاءَ المُرّ فِي أُذُنَيهِ وَ جَعَلَ المَاءَ المُنتِنَ فِي أَنفِهِ وَ إِنّمَا سُمّيَت حَوّاءُ حَوّاءَ لِأَنّهَا خُلِقَت مِنَ الحَيَوَانِ وَ إِنّمَا قِيلَ لِلفَرَسِ إِجِد لِأَنّ أَوّلَ مَن رَكِبَ الخَيلَ قَابِيلُ يَومَ قَتَلَ أَخَاهُ هَابِيلَ وَ أَنشَأَ يَقُولُ إِجِدِ[أَجِدِ][أَجِدّ]اليَومَ وَ مَا تَرَكَ النّاسُ دَماً فَقِيلَ لِلفَرَسِ إِجِد لِذَلِكَ وَ إِنّمَا قِيلَ لِلبَغلِ عَد لِأَنّ أَوّلَ مَن رَكِبَ البَغلَ آدَمُ ع وَ ذَلِكَ لِأَنّهُ كَانَ لَهُ ابنٌ يُقَالُ لَهُ مَعَدُ[مَعَدٌ] وَ كَانَ عَشُوقاً لِلدّوَابّ وَ كَانَ يَسُوقُ بِآدَمَ ع فَإِذَا تَقَاعَسَ البَغلُ نَادَي يَا مَعَدُ سُقهَا فَأَلِفَتِ البَغلَةُ اسمَ مَعَدَ[مَعَدٍ]فَتَرَكَ النّاسُ مَعَدَ[مَعَداً] وَ قَالُوا عَد وَ إِنّمَا قِيلَ لِلحِمَارِ حَرّ لِأَنّ أَوّلَ مَن رَكِبَ الحِمَارَ حَوّاءُ وَ ذَلِكَ أَنّهُ كَانَ لَهَا حِمَارَةٌ وَ كَانَت تَركَبُهَا لِزِيَارَةِ قَبرِ وَلَدِهَا هَابِيلَ وَ كَانَت تَقُولُ فِي مَسِيرِهَا وَا حَرّاه فَإِذَا قَالَت هَذِهِ الكَلِمَاتِ سَارَتِ الحِمَارَةُ وَ إِذَا أَمسَكَت تَقَاعَسَت فَتَرَكَ النّاسُ ذَلِكَ وَ قَالُوا حَرّ وَ إِنّمَا سمُيَّ الدّرهَمُ دِرهَماً لِأَنّهُ دَارُ هَمّ مَن جَمَعَهُ وَ لَم يُنفِقهُ فِي طَاعَةِ اللّهِ أَورَثَهُ النّارَ وَ إِنّمَا سمُيَّ الدّينَارُ دِينَاراً لِأَنّهُ دَارُ النّارِ مَن جَمَعَهُ وَ لَم يُنفِقهُ فِي طَاعَةِ اللّهِ تَعَالَي أَورَثَهُ النّارَ فَقَالَ اليهَوُديِّ صَدَقتَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إِنّا لَنَجِدُ جَمِيعَ مَا وَصَفتَ فِي التّورَاةِ
صفحه : 14
فَأَسلَمَ عَلَي يَدِهِ وَ لَازَمَهُ حَتّي قُتِلَ يَومَ صِفّينَ
بيان قوله ع لأنه وسم الماء يدل علي أن السماء مشتق من السمة التي أصلها الوسم و هوبمعني العلامة وإنما عبر عنها بالمعدن لأن معدن كل شيءعلامة له قال الفيروزآبادي اسم الشيء بالضم والكسر وسمه وسماه مثلثتين علامته قوله ع لأنه أدني من كل شيء أي أقرب إلينا أوأسفل أوأخس قوله لأن فيهاالجزاء أي والجزاء متأخر عن العمل . و قال الجوهري وربما سمي وجه الأرض أديما و قال الأدم الألفة والاتفاق يقال أدم الله بينهما أي أصلح وألف . قوله أجد اليوم كأنه من الإجادة أي أجد السعي لأن الناس لايتركون الدم بل يطلبونه مني إن ظفروا بي أو من الوجدان أي أجد الناس اليوم لايتركون الدم أوبتشديد الدال من الجد والسعي فيرجع إلي الأول ويمكن أن يكون في الأصل مكان و ما قوله دما أي أجد اليوم أخذت لنفسي دما وانتقمت من عدوي فيكون ترك الناس دما كلام الإمام ع . ثم إن القول للفرس الظاهر أنه يقال له ذلك عندزجره قال الفيروزآبادي إجد بكسرتين ساكنة الدال زجر للإبل و قال عدعد زجر للبغل قوله ع لأنه دار همّ لعله كان أصله هكذا فصار بكثرة الاستعمال درهما
8- مع ،[معاني الأخبار] مُحَمّدُ بنُ القَاسِمِ المُفَسّرُ عَن يُوسُفَ بنِ مُحَمّدِ بنِ زِيَادٍ وَ عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ سَيّارٍ عَن أَبَوَيهِمَا عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ مُوسَي بنِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم أَجمَعِينَ أَنّهُ قَالَكَذّبَت قُرَيشٌ وَ اليَهُودُ بِالقُرآنِ وَ قَالُوا سِحرٌ مُبِينٌ تَقَوّلَهُ فَقَالَ اللّهُالم ذلِكَ الكِتابُ أَي يَا مُحَمّدُ هَذَا الكِتَابُ ألّذِي أَنزَلتُهُ عَلَيكَ هُوَ بِالحُرُوفِ المُقَطّعَةِ التّيِ مِنهَا أَلِفٌ
صفحه : 15
لَامٌ مِيمٌ وَ هُوَ بِلُغَتِكُم وَ حُرُوفِ هِجَائِكُم فَأتُوا بِمِثلِهِ إِن كُنتُم صَادِقِينَ وَ استَعِينُوا عَلَي ذَلِكَ بِسَائِرِ شُهَدَائِكُم ثُمّ بَيّنَ أَنّهُم لَا يَقدِرُونَ عَلَيهِ بِقَولِهِقُل لَئِنِ اجتَمَعَتِ الإِنسُ وَ الجِنّ عَلي أَن يَأتُوا بِمِثلِ هذَا القُرآنِ لا يَأتُونَ بِمِثلِهِ وَ لَو كانَ بَعضُهُم لِبَعضٍ ظَهِيراً ثُمّ قَالَ اللّهُالم هُوَ القُرآنُ ألّذِي افتُتِحَ بالم هُوَذلِكَ الكِتابُ ألّذِي أَخبَرتُ مُوسَي فَمَن بَعدَهُ مِنَ الأَنبِيَاءِ فَأَخبَرُوا بنَيِ إِسرَائِيلَ أنَيّ سَأُنزِلُهُ عَلَيكَ يَا مُحَمّدُ كِتَاباً عَزِيزاًلا يَأتِيهِ الباطِلُ مِن بَينِ يَدَيهِ وَ لا مِن خَلفِهِ تَنزِيلٌ مِن حَكِيمٍ حَمِيدٍلا رَيبَ فِيهِ لَا شَكّ فِيهِ لِظُهُورِهِ عِندَهُم كَمَا أَخبَرَهُم أَنبِيَاؤُهُم أَنّ مُحَمّداً يُنزَلُ عَلَيهِ كِتَابٌ لَا يَمحُوهُ البَاطِلُ يَقرَؤُهُ هُوَ وَ أُمّتُهُم عَلَي سَائِرِ أَحوَالِهِمهُديًبَيَانٌ مِنَ الضّلَالَةِلِلمُتّقِينَالّذِينَ يَتّقُونَ المُوبِقَاتِ وَ يَتّقُونَ تَسلِيطَ السّفَهِ عَلَي أَنفُسِهِم حَتّي إِذَا عَلِمُوا مَا يَجِبُ عَلَيهِم عِلمُهُ عَمِلُوا بِمَا يُوجِبُ لَهُم رِضَا رَبّهِم
قَالَ وَ قَالَ الصّادِقُ ع ثُمّ الأَلِفُ حَرفٌ مِن حُرُوفِ قَولِكَ اللّهُ دُلّ بِالأَلِفِ عَلَي قَولِكَ اللّهُ وَ دُلّ بِاللّامِ عَلَي قَولِكَ المَلِكُ العَظِيمُ القَاهِرُ لِلخَلقِ أَجمَعِينَ وَ دُلّ بِالمِيمِ عَلَي أَنّهُ المَجِيدُ المَحمُودُ فِي كُلّ أَفعَالِهِ وَ جُعِلَ هَذَا القَولُ حُجّةً عَلَي اليَهُودِ وَ ذَلِكَ أَنّ اللّهَ لَمّا بَعَثَ مُوسَي بنَ عِمرَانَ ع ثُمّ مَن بَعدَهُ مِنَ الأَنبِيَاءِ عَلَيهِمُ السّلَامُ إِلَي بنَيِ إِسرَائِيلَ لَم يَكُن فِيهِم قَومٌ إِلّا أَخَذُوا عَلَيهِمُ العُهُودَ وَ المَوَاثِيقَ لَيُؤمِنُنّ بِمُحَمّدٍ العرَبَيِّ الأمُيّّ المَبعُوثِ بِمَكّةَ ألّذِي يُهَاجِرُ إِلَي المَدِينَةِ يأَتيِ بِكِتَابٍ بِالحُرُوفِ المُقَطّعَةِ افتِتَاحَ بَعضِ سُوَرِهِ يَحفَظُهُ أُمّتُهُ فَيَقرَءُونَهُ قِيَاماً وَ قُعُوداً وَ مُشَاةً وَ عَلَي كُلّ الأَحوَالِ يُسَهّلُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ حِفظَهُ عَلَيهِم وَ يَقرِنُونَ بِمُحَمّدٍص أَخَاهُ وَ وَصِيّهُ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع الآخِذَ عَنهُ عُلُومَهُ التّيِ عَلّمَهَا وَ المُتَقَلّدَ عَنهُ لِأَمَانَتِهِ التّيِ قَلّدَهَا وَ مُذَلّلَ كُلّ مَن عَانَدَ مُحَمّداًص بِسَيفِهِ البَاتِرِ وَ مُفحِمَ كُلّ مَن حَاوَلَهُ وَ خَاصَمَهُ بِدَلِيلِهِ القَاهِرِ يُقَاتِلُ عِبَادَ اللّهِ عَلَي تَنزِيلِ كِتَابِ اللّهِ حَتّي يَقُودَهُم
صفحه : 16
إِلَي قَبُولِهِ طَائِعِينَ وَ كَارِهِينَ ثُمّ إِذَا صَارَ مُحَمّدٌص إِلَي رِضوَانِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ ارتَدّ كَثِيرٌ مِمّن كَانَ أَعطَاهُ ظَاهِرَ الإِيمَانِ وَ حَرّفُوا تَأوِيلَاتِهِ وَ غَيّرُوا مَعَانِيَهُ وَ وَضَعُوهَا عَلَي خِلَافِ وُجُوهِهَا قَاتَلَهُم بَعدُ عَلَي تَأوِيلِهِ حَتّي يَكُونَ إِبلِيسُ الغاَويِ لَهُم هُوَ الخَاسِرَ الذّلِيلَ المَطرُودَ المَغلُولَ قَالَ فَلَمّا بَعَثَ اللّهُ مُحَمّداً وَ أَظهَرَهُ بِمَكّةَ ثُمّ سَيّرَهُ مِنهَا إِلَي المَدِينَةِ وَ أَظهَرَهُ بِهَا ثُمّ أَنزَلَ عَلَيهِ الكِتَابَ وَ جَعَلَ افتِتَاحَ سُورَتِهِ الكُبرَي بِالم يعَنيِالم ذلِكَ الكِتابُ وَ هُوَ ذَلِكَ الكِتَابُ ألّذِي أَخبَرتُ أنَبيِاَئيَِ السّالِفِينَ أنَيّ سَأُنزِلُهُ عَلَيكَ يَا مُحَمّدُلا رَيبَ فِيهِفَقَد ظَهَرَ كَمَا أَخبَرَهُم بِهِ أَنبِيَاؤُهُم أَنّ مُحَمّداً يُنزَلُ عَلَيهِ كِتَابٌ مُبَارَكٌ لَا يَمحُوهُ البَاطِلُ يَقرَؤُهُ هُوَ وَ أُمّتُهُ عَلَي سَائِرِ أَحوَالِهِم ثُمّ اليَهُودُ يُحَرّفُونَهُ عَن جِهَتِهِ وَ يَتَأَوّلُونَهُ عَلَي غَيرِ وَجهِهِ وَ يَتَعَاطَونَ التّوَصّلَ إِلَي عِلمِ مَا قَد طَوَاهُ اللّهُ عَنهُم مِن حَالِ أَجَلِ[آجَالِ] هَذِهِ الأُمّةِ وَ كَم مُدّةُ مُلكِهِ فَجَاءَ إِلَي رَسُولِ اللّهِ مِنهُم جَمَاعَةٌ فَوَلّي رَسُولُ اللّهِص عَلِيّاً ع مُخَاطَبَتَهُم فَقَالَ قَائِلُهُم إِن كَانَ مَا يَقُولُ مُحَمّدٌص حَقّاً لَقَد عَلّمنَاكُم قَدرَ مُلكِ أُمّتِهِ هُوَ إِحدَي وَ سَبعُونَ سَنَةً الأَلِفُ وَاحِدٌ وَ اللّامُ ثَلَاثُونَ وَ المِيمُ أَربَعُونَ فَقَالَ عَلِيّ ع فَمَا تَصنَعُونَ بِالمص وَ قَد أُنزِلَت عَلَيهِ قَالُوا هَذِهِ إِحدَي وَ سِتّونَ وَ مِائَةُ سَنَةٍ قَالَ فَمَا ذَا تَصنَعُونَ بِالر وَ قَد أُنزِلَت عَلَيهِ فَقَالُوا هَذِهِ أَكثَرُ هَذِهِ مِائَتَانِ وَ إِحدَي وَ ثَلَاثُونَ سَنَةً فَقَالَ عَلِيّ ع فَمَا تَصنَعُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيهِالمرقَالُوا هَذِهِ مِائَتَانِ وَ إِحدَي وَ سَبعُونَ سَنَةً فَقَالَ عَلِيّ ع فَوَاحِدَةٌ مِن هَذِهِ لَهُ أَو جَمِيعُهَا لَهُ فَاختَلَطَ كَلَامُهُم فَبَعضُهُم قَالَ لَهُ وَاحِدَةٌ مِنهَا وَ بَعضُهُم قَالَ بَل يُجمَعُ لَهُ كُلّهَا وَ ذَلِكَ سَبعُمِائَةٍ وَ أَربَعٌ وَ ثَلَاثُونَ سَنَةً ثُمّ يَرجِعُ المُلكُ إِلَينَا يعَنيِ إِلَي اليَهُودِ فَقَالَ عَلِيّ ع أَ كِتَابٌ مِن كُتُبِ اللّهِ نَطَقَ بِهَذَا أَم آرَاؤُكُم دَلّتكُم عَلَيهِ فَقَالَ
صفحه : 17
بَعضُهُم كِتَابُ اللّهِ نَطَقَ بِهِ وَ قَالَ آخَرُونَ مِنهُم بَل آرَاؤُنَا دَلّت عَلَيهِ فَقَالَ عَلِيّ ع فَأتُوا بِالكِتَابِ مِن عِندِ اللّهِ يَنطِقُ بِمَا تَقُولُونَ فَعَجَزُوا عَن إِيرَادِ ذَلِكَ وَ قَالَ لِلآخَرِينَ فَدُلّونَا عَلَي صَوَابِ هَذَا الرأّيِ فَقَالُوا صَوَابُ رَأيِنَا دَلِيلُهُ أَنّ هَذَا حِسَابُ الجُمّلِ فَقَالَ عَلِيّ ع كَيفَ دَلّ عَلَي مَا تَقُولُونَ وَ لَيسَ فِي هَذِهِ الحُرُوفِ مَا اقتَرَحتُم بِلَا بَيَانٍ أَ رَأَيتُم إِن قِيلَ لَكُم إِنّ هَذِهِ الحُرُوفَ لَيسَت دَالّةً عَلَي هَذِهِ المُدّةِ لِمُلكِ أُمّةِ مُحَمّدٍص وَ لَكِنّهَا دَالّةٌ عَلَي أَنّ كُلّ وَاحِدٍ مِنكُم قَد لُعِنَ بِعَدَدِ هَذَا الحِسَابِ أَو أَنّ عِندَ كُلّ وَاحِدٍ مِنكُم دَيناً بِعَدَدِ هَذَا الحِسَابِ دَرَاهِمَ أَو دَنَانِيرَ أَو أَنّ لَعَلَي كُلّ وَاحِدٍ مِنكُم دَيناً عَدَدُ مَالِهِ مِثلُ عَدَدِ هَذَا الحِسَابِ قَالُوا يَا أَبَا الحَسَنِ لَيسَ شَيءٌ مِمّا ذَكَرتَهُ مَنصُوصاً عَلَيهِ فِيالم وَالمص وَالر وَالمر فَقَالَ عَلِيّ ع وَ لَا شَيءٌ مِمّا ذَكَرتُمُوهُ مَنصُوصٌ عَلَيهِ فِيالم وَالمص وَالر وَالمر فَإِن بَطَلَ قَولُنَا لِمَا قُلتُم بَطَلَ قَولُكُم لِمَا قُلنَا فَقَالَ خَطِيبُهُم وَ مِنطِيقُهُم لَا تَفرَح يَا عَلِيّ بِأَن عَجَزنَا عَن إِقَامَةِ حُجّةٍ فِيمَا نَقُولُهُ عَلَي دَعوَانَا فأَيَّ حُجّةٍ لَكَ فِي دَعوَاكَ إِلّا أَن تَجعَلَ عَجزَنَا حُجّتَكَ فَإِذاً مَا لَنَا حُجّةٌ فِيمَا نَقُولُ وَ لَا لَكُم حُجّةٌ فِيمَا تَقُولُونَ قَالَ عَلِيّ ع لَا سَوَاءٌ[سَوَاءَ] إِنّ لَنَا حُجّةً هيَِ المُعجِزَةُ البَاهِرَةُ ثُمّ نَادَي جِمَالَ اليَهُودِ يَا أَيّتُهَا الجِمَالُ اشهدَيِ لِمُحَمّدٍ وَ لِوَصِيّهِ فَتَبَادَرَ الجِمَالُ صَدَقتَ صَدَقتَ يَا وصَيِّ مُحَمّدٍ وَ كَذَبَ هَؤُلَاءِ اليَهُودُ فَقَالَ عَلِيّ ع هَؤُلَاءِ جِنسٌ مِنَ الشّهُودِ يَا ثِيَابَ اليَهُودِ التّيِ عَلَيهِم اشهدَيِ لِمُحَمّدٍ وَ لِوَصِيّهِ فَنَطَقَت ثِيَابُهُم كُلّهَا صَدَقتَ صَدَقتَ يَا عَلِيّ نَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ حَقّاً وَ أَنّكَ يَا عَلِيّ وَصِيّهُ حَقّاً لَم يَثبُت مُحَمّداً قَدَمٌ فِي مَكرُمَةٍ إِلّا وَطِئتَ عَلَي
صفحه : 18
مَوضِعِ قَدَمِهِ بِمِثلِ مَكرُمَتِهِ فَأَنتُمَا شَقِيقَانِ مِن أَشرَفِ أَنوَارِ اللّهِ فَمُيّزتُمَا اثنَينِ وَ أَنتُمَا فِي الفَضَائِلِ شَرِيكَانِ إِلّا أَنّهُ لَا نبَيِّ بَعدَ مُحَمّدٍص فَعِندَ ذَلِكَ خَرِسَتِ اليَهُودُ وَ آمَنَ بَعضُ النّظّارَةِ مِنهُم بِرَسُولِ اللّهِص وَ غَلَبَ الشّقَاءُ عَلَي اليَهُودِ وَ سَائِرِ النّظّارَةِ الآخَرِينَ فَذَلِكَ مَا قَالَ اللّهُ تَعَالَيلا رَيبَ فِيهِ أَنّهُ كَمَا قَالَ مُحَمّدٌ وَ وصَيِّ مُحَمّدٍ عَن قَولِ مُحَمّدٍص عَن قَولِ رَبّ العَالَمِينَ ثُمّ قَالَهُديًبَيَانٌ وَ شِفَاءٌلِلمُتّقِينَ مِن شِيعَةِ مُحَمّدٍص وَ عَلِيّ ع إِنّهُم اتّقَوا أَنوَاعَ الكُفرِ فَتَرَكُوهَا وَ اتّقَوُا الذّنُوبَ المُوبِقَاتِ فَرَفَضُوهَا وَ اتّقَوا إِظهَارَ أَسرَارِ اللّهِ وَ أَسرَارِ أَزكِيَاءِ عِبَادِهِ الأَوصِيَاءِ بَعدَ مُحَمّدٍص فَكَتَمُوهَا وَ اتّقَوا سَترَ العُلُومِ عَن أَهلِهَا المُستَحِقّينَ لَهَا وَ مِنهُم[فِيهِم]نَشَرُوهَا
9-يد،[التوحيد]القَطّانُ وَ الدّقّاقُ مَعاً عَنِ ابنِ زَكَرِيّا عَنِ ابنِ حَبِيبٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عُبَيدِ اللّهِ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ أَسوَدَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ كَانَ لِرَسُولِ اللّهِص صَدِيقَانِ يَهُودِيّانِ قَد آمَنَا بِمُوسَي رَسُولِ اللّهِ ع وَ أَتَيَا مُحَمّداً رَسُولَ اللّهِص وَ سَمِعَا مِنهُ وَ قَد كَانَا قَرَءَا التّورَاةَ وَ صُحُفَ اِبرَاهِيمَ ع وَ عَلِمَا عِلمَ الكُتُبِ الأُولَي فَلَمّا قَبَضَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي رَسُولَهُ أَقبَلَا يَسأَلَانِ عَن صَاحِبِ الأَمرِ بَعدَهُ وَ قَالَا إِنّهُ لَم يَمُت نبَيِّ قَطّ إِلّا وَ لَهُ خَلِيفَةٌ يَقُومُ بِالأَمرِ فِي أُمّتِهِ مِن بَعدِهِ قَرِيبُ القَرَابَةِ إِلَيهِ مِن أَهلِ بَيتِهِ عَظِيمُ الخَطَرِ جَلِيلُ الشّأنِ فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ هَل تَعرِفُ صَاحِبَ الأَمرِ مِن بَعدِ هَذَا النّبِيّ قَالَ الآخَرُ لَا أَعلَمُهُ إِلّا بِالصّفَةِ التّيِ أَجِدُهَا فِي التّورَاةِ هُوَ الأَصلَعُ المُصَفّرُ فَإِنّهُ كَانَ أَقرَبَ القَومِ مِن رَسُولِ اللّهِص فَلَمّا دَخَلَا المَدِينَةَ وَ سَأَلَا عَنِ الخَلِيفَةِ أُرشِدَا إِلَي أَبِي بَكرٍ
صفحه : 19
فَلَمّا نَظَرَا إِلَيهِ قَالَا لَيسَ هَذَا صَاحِبَنَا ثُمّ قَالَا لَهُ مَا قَرَابَتُكَ مِن رَسُولِ اللّهِ قَالَ إنِيّ رَجُلٌ مِن عَشِيرَتِهِ وَ هُوَ زَوجُ ابنتَيِ عَائِشَةَ قَالَا هَل غَيرُ هَذَا قَالَ لَا قَالَا لَيسَت هَذِهِ بِقَرَابَةٍ فَأَخبِرنَا أَينَ رَبّكَ قَالَ فَوقَ سَبعِ سَمَاوَاتٍ قَالَ هَل غَيرُ هَذَا قَالَ لَا قَالَا دُلّنَا عَلَي مَن هُوَ أَعلَمُ مِنكَ فَإِنّكَ أَنتَ لَستَ بِالرّجُلِ ألّذِي نَجِدُ فِي التّورَاةِ أَنّهُ وصَيِّ هَذَا النّبِيّ وَ خَلِيفَتُهُ قَالَ فَتَغَيّظَ مِن قَولِهِمَا وَ هَمّ بِهِمَا ثُمّ أَرشَدَهُمَا إِلَي عُمَرَ وَ ذَلِكَ أَنّهُ عَرَفَ مِن عُمَرَ أَنّهُمَا إِنِ استَقبَلَاهُ بشِيَءٍ بَطَشَ بِهِمَا فَلَمّا أَتَيَاهُ قَالَا مَا قَرَابَتُكَ مِن هَذَا النّبِيّ قَالَ أَنَا مِن عَشِيرَتِهِ وَ هُوَ زَوجُ ابنتَيِ حَفصَةَ قَالَا هَل غَيرُ هَذَا قَالَا لَيسَت هَذِهِ بِقَرَابَةٍ وَ لَيسَت هَذِهِ الصّفَةَ التّيِ نَجِدُهَا فِي التّورَاةِ ثُمّ قَالَا لَهُ فَأَينَ رَبّكَ قَالَ فَوقَ سَبعِ سَمَاوَاتٍ قَالَا هَل غَيرُ هَذَا قَالَ لَا قَالَا دُلّنَا عَلَي مَن هُوَ أَعلَمُ مِنكَ فَأَرشَدَهُمَا إِلَي عَلِيّ ع فَلَمّا جَاءَاهُ فَنَظَرَا إِلَيهِ قَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ إِنّهُ الرّجُلُ ألّذِي صِفَتُهُ فِي التّورَاةِ إِنّهُ وصَيِّ هَذَا النّبِيّ وَ خَلِيفَتُهُ وَ زَوجُ ابنَتِهِ وَ أَبُو السّبطَينِ وَ القَائِمُ بِالحَقّ مِن بَعدِهِ ثُمّ قَالَا لعِلَيِّ ع أَيّهَا الرّجُلُ مَا قَرَابَتُكَ مِن رَسُولِ اللّهِ قَالَ هُوَ أخَيِ وَ أَنَا وَارِثُهُ وَ وَصِيّهُ وَ أَوّلُ مَن آمَنَ بِهِ وَ أَنَا زَوجُ ابنَتِهِ قَالَا هَذِهِ القَرَابَةُ الفَاخِرَةُ وَ المَنزِلَةُ القَرِيبَةُ وَ هَذِهِ الصّفَةُ التّيِ نَجِدُهَا فِي التّورَاةِ فَأَينَ رَبّكَ عَزّ وَ جَلّ قَالَ لَهُمَا عَلِيّ ع إِن شِئتُمَا أَنبَأتُكُمَا باِلذّيِ كَانَ عَلَي عَهدِ نَبِيّكُمَا مُوسَي ع وَ إِن شِئتُمَا أَنبَأتُكُمَا باِلذّيِ كَانَ عَلَي عَهدِ نَبِيّنَا مُحَمّدٍص قَالَا أَنبِئنَا باِلذّيِ كَانَ عَلَي عَهدِ نَبِيّنَا مُوسَي ع قَالَ عَلِيّ ع أَقبَلَ أَربَعَةُ أَملَاكٍ مَلَكٌ مِنَ المَشرِقِ وَ مَلَكٌ مِنَ المَغرِبِ وَ مَلَكٌ مِنَ السّمَاءِ وَ مَلَكٌ مِنَ الأَرضِ فَقَالَ صَاحِبُ المَشرِقِ لِصَاحِبِ المَغرِبِ مِن أَينَ أَقبَلتَ قَالَ أَقبَلتُ مِن عِندِ ربَيّ وَ قَالَ صَاحِبُ المَغرِبِ لِصَاحِبِ المَشرِقِ مِن أَينَ أَقبَلتَ قَالَ أَقبَلتُ مِن عِندِ ربَيّ وَ قَالَ النّازِلُ مِنَ السّمَاءِ لِلخَارِجِ مِنَ الأَرضِ مِن أَينَ أَقبَلتَ قَالَ أَقبَلتُ مِن عِندِ
صفحه : 20
ربَيّ وَ قَالَ الخَارِجُ مِنَ الأَرضِ لِلنّازِلِ مِنَ السّمَاءِ مِن أَينَ أَقبَلتَ قَالَ أَقبَلتُ مِن عِندِ ربَيّ فَهَذَا مَا كَانَ عَلَي عَهدِ نَبِيّكُمَا مُوسَي ع وَ أَمّا مَا كَانَ عَلَي عَهدِ نَبِيّنَاص فَذَلِكَ قَولُهُ فِي مُحكَمِ كِتَابِهِما يَكُونُ مِن نَجوي ثَلاثَةٍ إِلّا هُوَ رابِعُهُم وَ لا خَمسَةٍ إِلّا هُوَ سادِسُهُم وَ لا أَدني مِن ذلِكَ وَ لا أَكثَرَ إِلّا هُوَ مَعَهُم أَينَ ما كانُواالآيَةَ قَالَ اليَهُودِيّانِ فَمَا مَنَعَ صَاحِبَيكَ أَن يَكُونَا جَعَلَاكَ فِي مَوضِعِكَ ألّذِي أَنتَ أَهلُهُ فَوَ ألّذِي أَنزَلَ التّورَاةَ عَلَي مُوسَي ع إِنّكَ لَأَنتَ الخَلِيفَةُ حَقّاً نَجِدُ صِفَتَكَ فِي كُتُبِنَا وَ نَقرَؤُهُ فِي كَنَائِسِنَا وَ إِنّكَ لَأَنتَ أَحَقّ بِهَذَا الأَمرِ وَ أَولَي بِهِ مِمّن قَد غَلَبَكَ عَلَيهِ فَقَالَ عَلِيّ ع قَدّمَا وَ أَخّرَا وَ حِسَابُهُمَا عَلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ يُوقَفَانِ وَ يُسأَلَانِ
بيان المصفّر كمعظم الجائع واصفر افتقر و في بعض النسخ بالغين المعجمة و علي التقادير لعله كناية عن المغصوبية والمظلومية قوله قدما أي من أخره الله عن رتبة الإمامة وأخرا أي عن الإمامة من جعله الله أهلا لها
10-ك ،[إكمال الدين ] مُحَمّدُ بنُ الفُضَيلِ عَن زَكَرِيّا بنِ يَحيَي عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُسلِمٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ يَحيَي الأسَلمَيِّ عَن عَمّارِ بنِ جُوَينٍ عَن أَبِي الطّفَيلِ عَامِرِ بنِ وَاثِلَةَ قَالَشَهِدنَا الصّلَاةَ عَلَي أَبِي بَكرٍ ثُمّ اجتَمَعنَا إِلَي عُمَرَ بنِ الخَطّابِ فَبَايَعنَاهُ وَ أَقَمنَا أَيّاماً نَختَلِفُ إِلَي المَسجِدِ إِلَيهِ حَتّي سَمّوهُ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَبَينَا نَحنُ جُلُوسٌ عِندَهُ يَوماً إِذ جَاءَ يهَوُديِّ مِن يَهُودِ المَدِينَةِ وَ هُوَ يَزعُمُ أَنّهُ مِن وُلدِ هَارُونَ أخَيِ مُوسَي ع
صفحه : 21
حَتّي وَقَفَ عَلَي عُمَرَ فَقَالَ لَهُ اليهَوُديِّ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَيّكُم أَعلَمُ بِعِلمِ نَبِيّكُم وَ كِتَابِ رَبّكُم حَتّي أَسأَلَهُ عَمّا أُرِيدُ فَأَشَارَ عُمَرُ إِلَي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَقَالَ لَهُ اليهَوُديِّ أَ كَذَلِكَ أَنتَ يَا عَلِيّ ع قَالَ ع نَعَم سَل عَمّا تُرِيدُ قَالَ إنِيّ أَسأَلُكَ عَن ثَلَاثٍ وَ عَن ثَلَاثٍ وَ وَاحِدَةٍ فَقَالَ لَهُ عَلِيّ ع لِمَ لَا تَقُولُ إنِيّ أَسأَلُكَ عَن سَبعٍ قَالَ لَهُ اليهَوُديِّ أَسأَلُكَ عَن ثَلَاثٍ فَإِن أَصَبتَ فِيهِنّ سَأَلتُكَ عَنِ الثّلَاثِ الأُخرَي فَإِن أَصَبتَ سَأَلتُكَ عَنِ الوَاحِدَةِ وَ إِن أَخطَأتَ فِي الثّلَاثِ الأُولَي لَم أَسأَلكَ عَن شَيءٍ فَقَالَ لَهُ عَلِيّ ع وَ مَا يُدرِيكَ إِذَا سأَلَتنَيِ فَأَجَبتُكَ أَصَبتُ أَم أَخطَأتُ فَضَرَبَ بِيَدِهِ إِلَي كُمّهِ فَاستَخرَجَ كِتَاباً عَتِيقاً فَقَالَ هَذَا وَرِثتُهُ عَن آباَئيِ وَ أجَداَديِ إِملَاءُ مُوسَي بنِ عِمرَانَ وَ خَطّ هَارُونَ وَ فِيهِ هَذِهِ الخِصَالُ التّيِ أُرِيدُ أَن أَسأَلَكَ عَنهَا فَقَالَ عَلِيّ ع إِنّ عَلَيكَ إِن أَجَبتُكَ فِيهِنّ بِالصّوَابِ أَن تُسلِمَ فَقَالَ اليهَوُديِّ وَ اللّهِ إِن أجَبَتنَيِ فِيهِنّ بِالصّوَابِ لَأُسلِمَنّ السّاعَةَ عَلَي يَدَيكَ قَالَ لَهُ عَلِيّ ع سَل قَالَ أخَبرِنيِ عَن أَوّلِ حَجَرٍ وُضِعَ عَلَي وَجهِ الأَرضِ وَ أخَبرِنيِ عَن أَوّلِ شَجَرَةٍ نَبَتَت عَلَي وَجهِ الأَرضِ وَ أخَبرِنيِ عَن أَوّلِ عَينٍ نَبَعَت عَلَي وَجهِ الأَرضِ فَقَالَ عَلِيّ ع يَا يهَوُديِّ أَمّا أَوّلُ حَجَرٍ وُضِعَ عَلَي وَجهِ الأَرضِ فَإِنّ اليَهُودَ يَزعُمُونَ أَنّهَا صَخرُ بَيتِ المَقدِسِ وَ كَذَبُوا وَ لَكِنّهُ الحَجَرُ الأَسوَدُ نَزَلَ بِهِ آدَمُ ع مِنَ الجَنّةِ فَوَضَعَهُ فِي رُكنِ البَيتِ وَ النّاسُ يَتَمَسّحُونَ بِهِ وَ يُقَبّلُونَهُ وَ يُجَدّدُونَ العَهدَ وَ المِيثَاقَ فِيمَا بَينَهُم وَ بَينَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ قَالَ اليهَوُديِّ أَشهَدُ بِاللّهِ لَقَد صَدَقتَ قَالَ لَهُ عَلِيّ ع وَ أَمّا أَوّلُ شَجَرَةٍ نَبَتَت عَلَي وَجهِ الأَرضِ فَإِنّ اليَهُودَ يَزعُمُونَ أَنّهَا الزّيتُونُ وَ كَذَبُوا وَ لَكِنّهَا النّخلَةُ مِنَ العَجوَةِ نَزَلَ بِهَا آدَمُ ع مَعَهُ مِنَ الجَنّةِ فَأَصلُ النّخلِ كُلّهِ مِنَ العَجوَةِ قَالَ لَهُ اليهَوُديِّ أَشهَدُ بِاللّهِ لَقَد صَدَقتَ قَالَ لَهُ عَلِيّ ع وَ أَمّا أَوّلُ عَينٍ نَبَعَت عَلَي وَجهِ الأَرضِ فَإِنّ اليَهُودَ يَزعُمُونَ
صفحه : 22
أَنّهَا العَينُ التّيِ نَبَعَت تَحتَ صَخرَةِ بَيتِ المَقدِسِ وَ كَذَبُوا وَ لَكِنّهَا عَينُ الحَيَاةِ التّيِ نسَيَِ عِندَهَا صَاحِبُ مُوسَي السّمَكَةَ المَالِحَةَ فَلَمّا أَصَابَهَا مَاءُ العَينِ عَاشَت وَ سَرَبَت فَاتّبَعَهَا مُوسَي وَ صَاحِبُهُ فَلَقِيَا الخَضِرَ قَالَ لَهُ اليهَوُديِّ أَشهَدُ بِاللّهِ لَقَد صَدَقتَ قَالَ لَهُ عَلِيّ ع سَل قَالَ أخَبرِنيِ عَن هَذِهِ الأُمّةِ كَم لَهَا بَعدَ نَبِيّهَا مِن إِمَامٍ عَادِلٍ وَ أخَبرِنيِ عَن مَنزِلِ مُحَمّدٍ أَينَ هُوَ مِنَ الجَنّةِ وَ مَن يَسكُنُ مَعَهُ فِي مَنزِلِهِ قَالَ لَهُ عَلِيّ ع يَا يهَوُديِّ يَكُونُ لِهَذِهِ الأُمّةِ بَعدَ نَبِيّهَا اثنَا عَشَرَ إِمَاماً عَدلًا لَا يَضُرّهُم خِلَافُ مَن خَالَفَ عَلَيهِم قَالَ لَهُ اليهَوُديِّ أَشهَدُ لَقَد صَدَقتَ قَالَ لَهُ عَلِيّ ع وَ أَمّا مَنزِلُ مُحَمّدٍص مِنَ الجَنّةِ فِي جَنّةِ عَدنٍ وَ هيَِ وَسَطُ الجِنَانِ وَ أَقرَبُهَا إِلَي عَرشِ الرّحمَنِ جَلّ جَلَالُهُ قَالَ لَهُ أَشهَدُ بِاللّهِ لَقَد صَدَقتَ قَالَ لَهُ عَلِيّ ع وَ الّذِينَ يَسكُنُونَ مَعَهُ فِي الجَنّةِ هَؤُلَاءِ الِاثنَا عَشَرَ إِمَاماً قَالَ لَهُ اليهَوُديِّ أَشهَدُ بِاللّهِ لَقَد صَدَقتَ قَالَ لَهُ عَلِيّ ع سَل قَالَ أخَبرِنيِ عَن وصَيِّ مُحَمّدٍص مِن أَهلِهِ كَم يَعِيشُ مِن بَعدِهِ وَ هَل يَمُوتُ مَوتاً أَو يُقتَلُ قَتلًا فَقَالَ لَهُ عَلِيّ ع يَا يهَوُديِّ يَعِيشُ بَعدَهُ ثَلَاثِينَ سَنَةً وَ يُخضَبُ مِنهُ هَذِهِ مِن هَذَا وَ أَشَارَ إِلَي رَأسِهِ قَالَ فَوَثَبَ إِلَيهِ اليهَوُديِّ فَقَالَ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِص وَ أَنّكَ وصَيِّ رَسُولِ اللّهِ
11-ني،[الغيبة للنعماني] ابنُ عُقدَةَ عَن مُحَمّدِ[ بنِ]الفَضلِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مِهزَمٍ عَن خَاقَانَ بنِ سُلَيمَانَ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ أَبِي يَحيَي المدَنَيِّ عَن أَبِي هَارُونَ العبَديِّ
صفحه : 23
عَن عُمَرَ بنِ أَبِي سَلَمَةَ رَبِيبِ رَسُولِ اللّهِص وَ عَن أَبِي الطّفَيلِ قَالَا شَهِدنَا الصّلَاةَ عَلَي أَبِي بَكرٍ وَ سَاقَا الحَدِيثَ إِلَي آخِرِهِ
ك ،[إكمال الدين ]ماجيلويه عن محمد بن الهيثم عن البرقي عن أبيه عن عبد الله بن القاسم عن حيان السراج عن داود بن سليمان عن أبي الطفيل مثله
12-ك ،[إكمال الدين ] أَبِي وَ ابنُ الوَلِيدِ مَعاً عَن سَعدٍ وَ مُحَمّدٍ العَطّارِ وَ أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ جَمِيعاً عَنِ البرَقيِّ وَ ابنِ يَزِيدَ وَ ابنِ هَاشِمٍ جَمِيعاً عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن أَيمَنَ بنِ مُحرِزٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سَمَاعَةَ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ أَبِي يَحيَي المدَنَيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع مِثلَهُ
و قدأوردنا الخبر بهذين السندين في باب نص أمير المؤمنين ع علي الاثني عشر صلوات الله عليهم و قدأوردنا هناك خبرا آخر قريبا مما أوردنا هاهنا
13-ني،[الغيبة للنعماني] ابنُ عُقدَةَ عَن حُمَيدِ بنِ زِيَادٍ عَن جَعفَرِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَنِ ابنِ أَبِي نَجرَانَ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ عَلِيّ البصَريِّ عَن أَبِي أَيّوبَ المُؤَدّبِ عَن أَبِيهِ وَ كَانَ مُؤَدّباً
صفحه : 24
لِبَعضِ وُلدِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَ لَمّا توُفُيَّ رَسُولُ اللّهِص دَخَلَ المَدِينَةَ رَجُلٌ مِن وُلدِ دَاوُدَ عَلَي دِينِ اليَهُودِيّةِ فَرَأَي السّكَكَ خَالِيَةً فَقَالَ لِبَعضِ أَهلِ المَدِينَةِ مَا حَالُكُم فَقِيلَ لَهُ توُفُيَّ رَسُولُ اللّهِص فَقَالَ الداّودُيِّ أَمَا إِنّهُ توُفُيَّ اليَومَ ألّذِي هُوَ فِي كِتَابِنَا ثُمّ قَالَ فَأَينَ النّاسُ فَقِيلَ لَهُ فِي المَسجِدِ فَأَتَي المَسجِدَ فَإِذَا أَبُو بَكرٍ وَ عُمَرُ وَ عُثمَانُ وَ عَبدُ الرّحمَنِ بنُ عَوفٍ وَ أَبُو عُبَيدَةَ بنُ الجَرّاحِ وَ النّاسُ قَد غَصّ المَسجِدُ بِهِم فَقَالَ أَوسِعُوا حَتّي أَدخُلَ وَ أرَشدِوُنيِ إِلَي ألّذِي خَلّفَهُ نَبِيّكُم فَأَرشَدُوهُ إِلَي أَبِي بَكرٍ فَقَالَ لَهُ إنِنّيِ مِن وُلدِ دَاوُدَ عَلَي دِينِ اليَهُودِيّةِ وَ قَد جِئتُ لِأَسأَلَ عَن أَربَعَةِ أَحرُفٍ فَإِن خُبّرتُ بِهَا أَسلَمتُ فَقَالُوا لَهُ انتَظِر قَلِيلًا وَ أَقبَلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع مِن بَعضِ أَبوَابِ المَسجِدِ فَقَالُوا لَهُ عَلَيكَ بِالفَتَي فَقَامَ إِلَيهِ فَلَمّا دَنَا مِنهُ قَالَ لَهُ أَنتَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ لَهُ عَلِيّ ع أَنتَ فُلَانُ بنُ دَاوُدَ قَالَ نَعَم فَأَخَذَ عَلَي يَدِهِ وَ جَاءَ بِهِ إِلَي أَبِي بَكرٍ فَقَالَ لَهُ اليهَوُديِّ إنِيّ سَأَلتُ هَؤُلَاءِ عَن أَربَعَةِ أَحرُفٍ فأَرَشدَوُنيِ إِلَيكَ لِأَسأَلَكَ قَالَ اسأَل قَالَ مَا أَوّلُ حَرفٍ كَلّمَ اللّهُ تَعَالَي بِهِ نَبِيّكُم لَمّا أسُريَِ بِهِ وَ رَجَعَ مِن عِندِ رَبّهِ وَ خبَرّنيِ عَنِ المَلَكِ ألّذِي زَحَمَ نَبِيّكُم وَ لَم يُسَلّم عَلَيهِ وَ خبَرّنيِ عَنِ الأَربَعَةِ الّذِينَ كَشَفَ عَنهُم مَالِكٌ طَبَقاً مِنَ النّارِ وَ كَلّمُوا نَبِيّكُم وخبَرّنيِ عَن مِنبَرِ نَبِيّكُم أَيّ مَوضِعٍ هيَِ مِنَ الجَنّةِ قَالَ عَلِيّ ع أَوّلُ مَا كَلّمَ اللّهُ بِهِ نَبِيّنَاص قَولُ اللّهِ تَعَالَيآمَنَ الرّسُولُ بِما أُنزِلَ إِلَيهِ مِن رَبّهِ قَالَ لَيسَ هَذَا أَرَدتُ قَالَ فَقَولُ رَسُولِ اللّهِص وَ المُؤمِنُونَ كُلّ آمَنَ بِاللّهِ قَالَ لَيسَ هَذَا أَرَدتُ قَالَ اترُكِ الأَمرَ مَستُوراً قَالَ لتِخُبرِنيِ أَ وَ لَستَ أَنتَ هُوَ قَالَ أَمّا إِذ أَبَيتَ فَإِنّ رَسُولَ اللّهِص لَمّا رَجَعَ مِن عِندِ رَبّهِ وَ الحُجُبُ تُرفَعُ لَهُ قَبلَ أَن يَصِيرَ إِلَي مَوضِعِ جَبرَئِيلَ ع نَادَاهُ مَلَكٌ يَا أَحمَدُ قَالَ لَبّيكَ قَالَ إِنّ اللّهَ تَعَالَي يَقرَأُ عَلَيكَ السّلَامَ وَ يَقُولُ لَكَ اقرَأ عَلَي
صفحه : 25
السّيّدِ الولَيِّ[مِنّا السّلَامَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص مَنِ السّيّدُ الولَيِّ] فَقَالَ المَلَكُ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ اليهَوُديِّ صَدَقتَ وَ اللّهِ إنِيّ لَأَجِدُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ أَبِي فَقَالَ عَلِيّ ع وَ أَمّا المَلَكُ ألّذِي زَحَمَ رَسُولَ اللّهِص فَمَلَكُ المَوتِ جَاءَ مِن عِندِ جَبّارٍ مِن أَهلِ الدّنيَا قَد تَكَلّمَ بِكَلَامٍ عَظِيمٍ فَغَضِبَ لِلّهِ فَزَحَمَ رَسُولَ اللّهِص وَ لَم يَعرِفهُ فَقَالَ جَبرَئِيلُ ع يَا مَلَكَ المَوتِ هَذَا رَسُولُ اللّهِ أَحمَدُ حَبِيبُ اللّهِص فَرَجَعَ إِلَيهِ فَلَصِقَ بِهِ وَ اعتَذَرَ وَ قَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ إنِيّ أَتَيتُ مَلِكاً جَبّاراً قَد تَكَلّمَ بِكَلَامٍ عَظِيمٍ فَغَضِبتُ لِلّهِ وَ لَم أَعرِفكَ فَعَذّرَهُ وَ أَمّا الأَربَعَةُ الّذِينَ كَشَفَ عَنهُم مَالِكٌ طَبَقاً مِنَ النّارِ فَإِنّ رَسُولَ اللّهِص مَرّ بِمَالِكٍ وَ لَم يَضحَك قَطّ فَقَالَ جَبرَئِيلُ ع يَا مَالِكُ هَذَا نبَيِّ الرّحمَةِ فَتَبَسّمَ فِي وَجهِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص مُرهُ يَكشِف طَبَقاً مِنَ النّارِ فَكَشَفَ طَبَقاً فَإِذَا قَابِيلُ وَ نُمرُودُ وَ فِرعَونُ وَ هَامَانُ فَقَالُوا يَا مُحَمّدُ اسأَل رَبّكَ أَن يَرُدّنَا إِلَي دَارِ الدّنيَا حَتّي نَعمَلَ صَالِحاً فَغَضِبَ جَبرَئِيلُ وَ قَالَ بِرِيشَةٍ مِن رِيشِ جَنَاحِهِ فَرَدّ عَلَيهِم طَبَقَ النّارِ وَ أَمّا مِنبَرُ رَسُولِ اللّهِ فَإِنّ مَسكَنَ رَسُولِ اللّهِص جَنّةُ عَدنٍ هيَِ جَنّةٌ خَلَقَهَا اللّهُ تَعَالَي بِيَدِهِ وَ مَعَهُ فِيهَا اثنَا عَشَرَ وَصِيّاً وَ فَوقَهُ قُبّةٌ يُقَالُ لَهَا الرّضوَانُ وَ فَوقَ الرّضوَانِ مَنزِلٌ يُقَالُ لَهَا الوَسِيلَةُ وَ لَيسَ فِي الجَنّةِ مَنزِلٌ يُشبِهُهُ هُوَ مِنبَرُ رَسُولِ اللّهِص قَالَ اليهَوُديِّ صَدَقتَ وَ اللّهِ إِنّهُ لفَيِ كِتَابِ أَبِي دَاوُدَ يَتَوَارَثُونَهُ وَاحِدٌ بَعدَ وَاحِدٍ حَتّي صَارَ إلِيَّ وَ أَنَا أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ وَ أَنّهُ ألّذِي بَشّرَ
صفحه : 26
بِهِ مُوسَي ع وَ أَشهَدُ أَنّكَ عَالِمُ هَذِهِ الأُمّةِ وَ وصَيِّ رَسُولِ اللّهِص قَالَ فَعَلّمَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ شَرَائِعَ الدّينِ
14-يل ،[الفضائل لابن شاذان ]فض ،[ كتاب الروضة]بِالإِسنَادِ يَرفَعُهُ إِلَي أَنَسِ بنِ مَالِكٍ قَالَدَخَلَ يهَوُديِّ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكرٍ وَ قَالَ أُرِيدُ خَلِيفَةَ رَسُولِ اللّهِص فَجَاءُوا بِهِ إِلَي أَبِي بَكرٍ فَقَالَ لَهُ اليهَوُديِّ أَنتَ خَلِيفَةُ رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ نَعَم أَ مَا تنَظرُنُيِ فِي مَقَامِهِ وَ مِحرَابِهِ فَقَالَ لَهُ إِن كُنتَ كَمَا تَقُولُ يَا أَبَا بَكرٍ أُرِيدُ أَن أَسأَلَكَ عَن أَشيَاءَ قَالَ اسأَل عَمّا بَدَا لَكَ وَ مَا تُرِيدُ فَقَالَ اليهَوُديِّ أخَبرِنيِ عَمّا لَيسَ لِلّهِ وَ عَمّا لَيسَ عِندَ اللّهِ وَ عَمّا لَا يَعلَمُهُ اللّهُ فَقَالَ عِندَ ذَلِكَ أَبُو بَكرٍ هَذِهِ مَسَائِلُ الزّنَادِقَةِ يَا يهَوُديِّ فَعِندَ ذَلِكَ هَمّ المُسلِمُونَ بِقَتلِهِ وَ كَانَ فِيمَن حَضَرَ ابنُ عَبّاسٍ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ فَزَعَقَ بِالنّاسِ وَ قَالَ يَا أَبَا بَكرٍ أَمهِل فِي قَتلِهِ قَالَ لَهُ أَ مَا سَمِعتَ مَا قَد تَكَلّمَ بِهِ فَقَالَ ابنُ عَبّاسٍ فَإِن كَانَ جَوَابُهُ عِندَكُم وَ إِلّا فَأَخرِجُوهُ حَيثُ شَاءَ مِنَ الأَرضِ قَالَ فَأَخرَجُوهُ وَ هُوَ يَقُولُ لَعَنَ اللّهُ قَوماً جَلَسُوا فِي غَيرِ مَرَاتِبِهِم يُرِيدُونَ قَتلَ النّفسِ التّيِ قَد حَرّمَ اللّهُ بِغَيرِ عِلمٍ قَالَ فَخَرَجَ وَ هُوَ يَقُولُ أَيّهَا النّاسُ ذَهَبَ الإِسلَامُ حَتّي لَا يُجِيبُونَ أَينَ رَسُولُ اللّهِص وَ أَينَ خَلِيفَةُ رَسُولِ اللّهِ قَالَ فَتَبِعَهُ ابنُ عَبّاسٍ وَ قَالَ لَهُ اذهَب إِلَي عَيبَةِ عِلمِ النّبُوّةِ إِلَي مَنزِلِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ فَعِندَ ذَلِكَ أَقبَلَ أَبُو بَكرٍ وَ المُسلِمُونَ فِي طَلَبِ اليهَوُديِّ فَلَحِقُوهُ فِي بَعضِ الطّرِيقِ فَأَخَذُوهُ وَ جَاءُوا بِهِ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع
صفحه : 27
فَاستَأذَنُوا عَلَيهِ ثُمّ دَخَلُوا عَلَيهِ وَ قَدِ ازدَحَمَ النّاسُ قَومٌ يَبكُونَ وَ قَومٌ يَضحَكُونَ قَالَ فَقَالَ أَبُو بَكرٍ يَا أَبَا الحَسَنِ إِنّ هَذَا اليهَوُديِّ سأَلَنَيِ عَن مَسأَلَةٍ مِن مَسَائِلِ الزّنَادِقَةِ فَقَالَ الإِمَامُ ع مَا تَقُولُ يَا يهَوُديِّ فَقَالَ اليهَوُديِّ أَسأَلُ وَ تَفعَلُ بيِ مِثلَ مَا فَعَلَ بيِ هَؤُلَاءِ قَالَ وَ أَيّ شَيءٍ أَرَادُوا يَفعَلُونَ بِكَ قَالَ أَرَادُوا أَن يَذهَبُوا بدِمَيِ فَقَالَ الإِمَامُ ع دَع هَذَا وَ اسأَل عَمّا شِئتَ فَقَالَ سؤُاَليِ لَا يَعلَمُهُ إِلّا نبَيِّ أَو وصَيِّ نبَيِّ قَالَ اسأَل عَمّا بَدَا لَكَ فَقَالَ اليهَوُديِّ أجَبِنيِ عَمّا لَيسَ لِلّهِ وَ عَمّا لَيسَ عِندَ اللّهِ وَ عَمّا لَا يَعلَمُهُ اللّهُ فَقَالَ لَهُ عَلِيّ ع عَلَي شَرطٍ يَا أَخَا اليَهُودِ قَالَ وَ مَا الشّرطُ قَالَ تَقُولُ معَيِ قَولًا عَدلًا مُخلِصاً لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ فَقَالَ نَعَم يَا موَلاَيَ فَقَالَ ع يَا أَخَا اليَهُودِ أَمّا قَولُكَ مَا لَيسَ لِلّهِ فَلَيسَ لِلّهِ صَاحِبَةٌ وَ لَا وَلَدٌ قَالَ صَدَقتَ يَا موَلاَيَ وَ أَمّا قَولُكَ مَا لَيسَ عِندَ اللّهِ فَلَيسَ عِندَ اللّهِ الظّلمُ قَالَ صَدَقتَ يَا موَلاَيَ وَ أَمّا قَولُكَ مَا لَيسَ يَعلَمُهُ اللّهُ فَإِنّ اللّهَ لَا يَعلَمُ أَنّ لَهُ شَرِيكاً وَ لَا وَزِيراًوَ هُوَ عَلي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌفَعِندَ ذَلِكَ قَالَ مُدّ يَدَكَ فَأَنَا أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداًص رَسُولُ اللّهِ وَ أَنّكَ خَلِيفَتُهُ حَقّاً وَ وَصِيّهُ وَ وَارِثُ عِلمِهِ فَجَزَاكَ اللّهُ عَنِ الإِسلَامِ خَيراً قَالَ فَضَجّ النّاسُ عِندَ ذَلِكَ فَقَالَ أَبُو بَكرٍ يَا كَاشِفَ الكُرُبَاتِ يَا عَلِيّ أَنتَ فَارِجُ الهَمّ
صفحه : 28
قَالَ فَعِندَ ذَلِكَ خَرَجَ أَبُو بَكرٍ وَ رقَيَِ المِنبَرَ وَ قَالَ أقَيِلوُنيِ أقَيِلوُنيِ أقَيِلوُنيِ لَستُ بِخَيرِكُم وَ عَلِيّ فِيكُم قَالَ فَخَرَجَ إِلَيهِ عُمَرُ وَ قَالَ أَمسِك يَا أَبَا بَكرٍ عَن هَذَا الكَلَامِ فَقَدِ ارتَضَينَاكَ لِأَنفُسِنَا ثُمّ أَنزَلَهُ عَنِ المِنبَرِ فَأُخبِرَ بِذَلِكَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع
بيان الزّعق الصياح
1-ج ،[الإحتجاج ]روُيَِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع أَنّ يَهُودِيّاً مِن يَهُودِ الشّامِ وَ أَحبَارِهِم كَانَ قَد قَرَأَ التّورَاةَ وَ الإِنجِيلَ وَ الزّبُورَ وَ صُحُفَ الأَنبِيَاءِ ع وَ عَرَفَ دَلَائِلَهُم جَاءَ إِلَي مَجلِسٍ فِيهِ أَصحَابُ رَسُولِ اللّهِص وَ فِيهِم عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع وَ ابنُ عَبّاسٍ وَ أَبُو مَعبَدٍ الجهُنَيِّ فَقَالَ يَا أُمّةَ مُحَمّدٍ مَا تَرَكتُم لنِبَيِّ دَرَجَةً وَ لَا لِمُرسَلٍ فَضِيلَةً إِلّا نَحَلتُمُوهَا نَبِيّكُم فَهَل تجُيِبوُنيّ عَمّا أَسأَلُكُم عَنهُ فَكَاعَ القَومُ عَنهُ فَقَالَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع نَعَم مَا أَعطَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ نَبِيّاً دَرَجَةً وَ لَا مُرسَلًا فَضِيلَةً إِلّا وَ قَد جَمَعَهَا لِمُحَمّدٍص وَ زَادَ مُحَمّداًص عَلَي الأَنبِيَاءِ أَضعَافاً مُضَاعَفَةً فَقَالَ لَهُ اليهَوُديِّ فَهَل أَنتَ مجُيِبنُيِ قَالَ لَهُ نَعَم سَأَذكُرُ لَكَ اليَومَ مِن فَضَائِلِ رَسُولِ اللّهِص مَا يُقِرّ اللّهُ بِهِ أَعيُنَ المُؤمِنِينَ وَ يَكُونُ فِيهِ إِزَالَةٌ لِشَكّ الشّاكّينَ فِي فَضَائِلِهِ إِنّهُ عَلَيهِ الصّلَاةُ وَ السّلَامُ كَانَ إِذَا ذَكَرَ لِنَفسِهِ فَضِيلَةً قَالَ وَ لَا فَخرَ وَ أَنَا أَذكُرُ لَكَ فَضَائِلَهُ غَيرَ مُزرٍ بِالأَنبِيَاءِ وَ لَا مُنتَقِصٍ لَهُم وَ لَكِن شُكراً لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ عَلَي مَا أَعطَي مُحَمّداًص مِثلَ مَا أَعطَاهُم وَ مَا زَادَهُ اللّهُ وَ مَا فَضّلَهُ عَلَيهِم
صفحه : 29
فَقَالَ لَهُ اليهَوُديِّ إنِيّ أَسأَلُكَ فَأَعِدّ لَهُ جَوَاباً فَقَالَ لَهُ عَلِيّ ع هَاتِ قَالَ لَهُ اليهَوُديِّ هَذَا آدَمُ ع أَسجَدَ اللّهُ لَهُ مَلَائِكَتَهُ فَهَل فَعَلَ بِمُحَمّدٍ شَيئاً مِن هَذَا فَقَالَ لَهُ عَلِيّ ع لَقَد كَانَ ذَلِكَ وَ لَئِن أَسجَدَ اللّهُ لآِدَمَ مَلَائِكَتَهُ فَإِنّ سُجُودَهُم لَم يَكُن سُجُودَ طَاعَةٍ أَنّهُم عَبَدُوا آدَمَ مِن دُونِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ لَكِنِ اعتَرَفُوا[اعتَرَافاً]لآِدَمَ بِالفَضِيلَةِ وَ رَحمَةً مِنَ اللّهِ لَهُ وَ مُحَمّدٌص أعُطيَِ مَا هُوَ أَفضَلُ مِن هَذَا إِنّ اللّهَ تَعَالَي صَلّي عَلَيهِ فِي جَبَرُوتِهِ وَ المَلَائِكَةَ بِأَجمَعِهَا وَ تَعَبّدَ المُؤمِنِينَ بِالصّلَاةِ عَلَيهِ فَهَذِهِ زِيَادَةٌ لَهُ يَا يهَوُديِّ قَالَ لَهُ اليهَوُديِّ فَإِنّ آدَمَ تَابَ اللّهُ عَلَيهِ مِن بَعدِ خَطِيئَتِهِ قَالَ لَهُ عَلِيّ ع لَقَد كَانَ كَذَلِكَ وَ مُحَمّدٌص نَزَلَ فِيهِ مَا هُوَ أَكبَرُ مِن هَذَا مِن غَيرِ ذَنبٍ أَتَي قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّلِيَغفِرَ لَكَ اللّهُ ما تَقَدّمَ مِن ذَنبِكَ وَ ما تَأَخّرَ إِنّ مُحَمّداً غَيرُ مُوَافٍ فِي القِيَامَةِ بِوِزرٍ وَ لَا مَطلُوبٍ فِيهَا بِذَنبٍ قَالَ لَهُ اليهَوُديِّ فَإِنّ هَذَا إِدرِيسُ ع رَفَعَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مَكَاناً عَلِيّاً وَ أَطعَمَهُ مِن تُحَفِ الجَنّةِ بَعدَ وَفَاتِهِ قَالَ لَهُ عَلِيّ ع لَقَد كَانَ كَذَلِكَ وَ مُحَمّدٌص أعُطيَِ مَا هُوَ أَفضَلُ مِن هَذَا إِنّ اللّهَ جَلّ ثَنَاؤُهُ قَالَ فِيهِوَ رَفَعنا لَكَ ذِكرَكَفَكَفَي بِهَذَا مِنَ اللّهِ رِفعَةً وَ لَئِن أُطعِمَ إِدرِيسُ مِن تُحَفِ الجَنّةِ بَعدَ وَفَاتِهِ فَإِنّ مُحَمّداًص أُطعِمَ فِي الدّنيَا فِي حَيَاتِهِ بَينَمَا يَتَضَوّرُ جُوعاً فَأَتَاهُ جَبرَئِيلُ بِجَامٍ مِنَ الجَنّةِ فِيهِ تُحفَةٌ فَهَلّلَ الجَامُ وَ هَلّلَتِ التّحفَةُ فِي يَدِهِ وَ سَبّحَا وَ كَبّرَا وَ حَمّدَا فَنَاوَلَهَا أَهلَ بَيتِهِ فَفَعَلَ الجَامُ مِثلَ ذَلِكَ فَهَمّ أَن يُنَاوِلَهَا بَعضَ أَصحَابِهِ فَتَنَاوَلَهَا جَبرَئِيلُ ع فَقَالَ لَهُ كُلهَا فَإِنّهَا تُحفَةٌ مِنَ الجَنّةِ أَتحَفَكَ اللّهُ بِهَا وَ إِنّهَا لَا تَصلُحُ إِلّا لنِبَيِّ أَو وصَيِّ نبَيِّ فَأَكَلَص وَ أَكَلنَا مَعَهُ وَ إنِيّ لَأَجِدُ حَلَاوَتَهَا ساَعتَيِ هَذِهِ فَقَالَ لَهُ اليهَوُديِّ فَهَذَا نُوحٌ ع صَبَرَ فِي ذَاتِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ أَعذَرَ قَومَهُ إِذ كُذّبَ قَالَ لَهُ عَلِيّ ع لَقَد كَانَ كَذَلِكَ وَ مُحَمّدٌص صَبَرَ فِي ذَاتِ اللّهِ وَ أَعذَرَ قَومَهُ إِذ كُذّبَ
صفحه : 30
وَ شُرّدَ وَ حُصِبَ بِالحَصَي وَ عَلَاهُ أَبُو لَهَبٍ بِسَلَا شَاةٍ فَأَوحَي اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي إِلَي جَابِيلَ مَلَكِ الجِبَالِ أَن شُقّ الجِبَالَ وَ انتَهِ إِلَي أَمرِ مُحَمّدٍص فَأَتَاهُ فَقَالَ لَهُ إنِيّ قَد أُمِرتُ لَكَ بِالطّاعَةِ فَإِن أَمَرتَ أَن أُطبِقَ عَلَيهِمُ الجِبَالَ فَأَهلَكتُهُم بِهَا قَالَ عَلَيهِ الصّلَاةُ وَ السّلَامُ إِنّمَا بُعِثتُ رَحمَةً رَبّ اهدِ أمُتّيِ فَإِنّهُم لَا يَعلَمُونَ وَيحَكَ يَا يهَوُديِّ إِنّ نُوحاً لَمّا شَاهَدَ غَرَقَ قَومِهِ رَقّ عَلَيهِم رِقّةَ القَرَابَةِ وَ أَظهَرَ عَلَيهِم شَفَقَةً فَقَالَرَبّ إِنّ ابنيِ مِن أهَليِ فَقَالَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي اسمُهُإِنّهُ لَيسَ مِن أَهلِكَ إِنّهُ عَمَلٌ غَيرُ صالِحٍأَرَادَ جَلّ ذِكرُهُ أَن يُسَلّيَهُ بِذَلِكَ وَ مُحَمّدٌص لَمّا عَلَنَت مِن قَومِهِ المُعَانَدَةُ شَهَرَ عَلَيهِم سَيفَ النّقِمَةِ وَ لَم تُدرِكهُ فِيهِم رِقّةُ القَرَابَةِ وَ لَم يَنظُر إِلَيهِم بِعَينِ مَقتٍ قَالَ لَهُ اليهَوُديِّ فَإِنّ نُوحاً دَعَا رَبّهُ فَهَطَلَت لَهُ السّمَاءُ بِمَاءٍ مُنهَمِرٍ قَالَ لَهُ ع لَقَد كَانَ كَذَلِكَ وَ كَانَت دَعوَتُهُ دَعوَةَ غَضَبٍ وَ مُحَمّدٌص هَطَلَت لَهُ السّمَاءُ بِمَاءٍ مُنهَمِرٍ رَحمَةً إِنّهُ ع لَمّا هَاجَرَ إِلَي المَدِينَةِ أَتَاهُ أَهلُهَا فِي يَومِ جُمُعَةٍ فَقَالُوا لَهُ يَا رَسُولَ اللّهِص احتَبَسَ القَطرُ وَ اصفَرّ العُودُ وَ تَهَافَتَ الوَرَقُ فَرَفَعَ يَدَهُ المُبَارَكَةَ حَتّي رئُيَِ بَيَاضُ إِبطَيهِ وَ مَا تُرَي فِي السّمَاءِ سَحَابَةٌ فَمَا بَرِحَ حَتّي سَقَاهُمُ اللّهُ حَتّي إِنّ الشّابّ المُعجَبَ بِشَبَابِهِ لَتَهُمّهُ نَفسُهُ فِي الرّجُوعِ إِلَي مَنزِلِهِ فَمَا يَقدِرُ مِن شِدّةِ السّيلِ فَدَامَ أُسبُوعاً فَأَتَوهُ فِي الجُمُعَةِ الثّانِيَةِ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ لَقَد تَهَدّمَتِ الجُدُرُ وَ احتَبَسَ الرّكبُ وَ السّفرُ فَضَحِكَ عَلَيهِ الصّلَاةُ وَ السّلَامُ وَ قَالَ هَذِهِ سُرعَةُ مَلَالَةِ ابنِ آدَمَ ثُمّ قَالَ أللّهُمّ حَوَالَينَا وَ لَا عَلَينَا أللّهُمّ فِي أُصُولِ الشّيحِ وَ مَرَاتِعِ البُقَعِ فرَئُيَِ حوَاَليَِ المَدِينَةِ
صفحه : 31
المَطَرُ يَقطُرُ قَطراً وَ مَا يَقَعُ فِي المَدِينَةِ قَطرَةٌ لِكَرَامَتِهِ عَلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ قَالَ لَهُ اليهَوُديِّ فَإِنّ هَذَا هُودٌ ع قَدِ انتَصَرَ اللّهُ لَهُ مِن أَعدَائِهِ بِالرّيحِ فَهَل فَعَلَ بِمُحَمّدٍص شَيئاً مِن هَذَا قَالَ لَهُ عَلِيّ ع لَقَد كَانَ كَذَلِكَ وَ مُحَمّدٌص أعُطيَِ مَا هُوَ أَفضَلُ مِن هَذَا إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ ذِكرُهُ قَدِ انتَصَرَ لَهُ مِن أَعدَائِهِ بِالرّيحِ يَومَ الخَندَقِ إِذ أَرسَلَ عَلَيهِم رِيحاً تَذرُو الحَصَي وَ جُنُوداً لَم يَرَوهَا فَزَادَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي مُحَمّداًص عَلَي هُودٍ بِثَمَانِيَةِ آلَافِ مَلَكٍ وَ فَضّلَهُ عَلَي هُودٍ بِأَنّ رِيحَ عَادٍ رِيحُ سَخَطٍ وَ رِيحَ مُحَمّدٍص رِيحُ رَحمَةٍ قَالَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَييا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا اذكُرُوا نِعمَةَ اللّهِ عَلَيكُم إِذ جاءَتكُم جُنُودٌ فَأَرسَلنا عَلَيهِم رِيحاً وَ جُنُوداً لَم تَرَوها قَالَ لَهُ اليهَوُديِّ فَإِنّ هَذَا صَالِحٌ أَخرَجَ اللّهُ لَهُ نَاقَةً جَعَلَهَا لِقَومِهِ عِبرَةً قَالَ عَلِيّ ع لَقَد كَانَ كَذَلِكَ وَ مُحَمّدٌ عَلَيهِ وَ آلِهِ السّلَامُ أعُطيَِ مَا هُوَ أَفضَلُ مِن ذَلِكَ إِنّ نَاقَةَ صَالِحٍ لَم تُكَلّم صَالِحاً وَ لَم تُنَاطِقهُ وَ لَم تَشهَد لَهُ بِالنّبُوّةِ وَ مُحَمّدٌص بَينَمَا نَحنُ مَعَهُ فِي بَعضِ غَزَوَاتِهِ إِذَا هُوَ بِبَعِيرٍ قَد دَنَا ثُمّ رَغَا فَأَنطَقَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّ فُلَاناً استعَملَنَيِ حَتّي كَبِرتُ وَ يُرِيدُ نحَريِ فَأَنَا أَستَعِيذُ بِكَ مِنهُ فَأَرسَلَ رَسُولُ اللّهِص إِلَي صَاحِبِهِ فَاستَوهَبَهُ مِنهُ فَوَهَبَهُ لَهُ وَ خَلّاهُ وَ لَقَد كُنّا مَعَهُ فَإِذَا نَحنُ بأِعَراَبيِّ مَعَهُ نَاقَةٌ لَهُ يَسُوقُهَا وَ قَدِ استَسلَمَ لِلقَطعِ لِمَا زُوّرَ عَلَيهِ مِنَ الشّهُودِ فَنَطَقَت لَهُ النّاقَةُ فَقَالَت يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّ فُلَاناً منِيّ برَيِءٌ وَ إِنّ الشّهُودَ يَشهَدُونَ عَلَيهِ بِالزّورِ وَ إِنّ ساَرقِيِ فُلَانٌ اليهَوُديِّ قَالَ لَهُ اليهَوُديِّ فَإِنّ هَذَا اِبرَاهِيمُ قَد تَيَقّظَ بِالِاعتِبَارِ عَلَي مَعرِفَةِ اللّهِ تَعَالَي وَ أَحَاطَت دَلَالَتُهُ بِعِلمٍ الإِيمَانَ بِهِ قَالَ لَهُ عَلِيّ ع لَقَد كَانَ كَذَلِكَ وَ أعُطيَِ مُحَمّدٌص أَفضَلَ مِن ذَلِكَ قَد تَيَقّظَ بِالِاعتِبَارِ عَلَي مَعرِفَةِ اللّهِ تَعَالَي وَ أَحَاطَت دَلَالَتُهُ بِعِلمٍ الإِيمَانَ بِهِ وَ تَيَقّظَ اِبرَاهِيمُ وَ هُوَ ابنُ خَمسَ عَشرَةَ سَنَةً وَ مُحَمّدٌص كَانَ ابنَ سَبعِ سِنِينَ قَدِمَ تُجّارٌ مِنَ النّصَارَي فَنَزَلُوا بِتِجَارَتِهِم بَينَ الصّفَا وَ المَروَةِ فَنَظَرَ إِلَيهِ بَعضُهُم فَعَرَفَهُ بِصِفَتِهِ وَ نَعتِهِ وَ خَبَرِ مَبعَثِهِ وَ آيَاتِهِص
صفحه : 32
فَقَالُوا لَهُ يَا غُلَامُ مَا اسمُكَ قَالَ مُحَمّدٌ قَالُوا مَا اسمُ أَبِيكَ قَالَ عَبدُ اللّهِ قَالُوا مَا اسمُ هَذِهِ وَ أَشَارُوا بِأَيدِيهِم إِلَي الأَرضِ قَالَ الأَرضُ قَالُوا فَمَا اسمُ هَذِهِ وَ أَشَارُوا بِأَيدِيهِم إِلَي السّمَاءِ قَالَ السّمَاءُ قَالُوا فَمَن رَبّهُمَا قَالَ اللّهُ ثُمّ انتَهَرَهُم وَ قَالَ أَ تشُكَكّوُننَيِ فِي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَيحَكَ يَا يهَوُديِّ لَقَد تَيَقّظَ بِالِاعتِبَارِ عَلَي مَعرِفَةِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ مَعَ كُفرِ قَومِهِ إِذ هُوَ بَينَهُم يَستَقسِمُونَ بِالأَزلَامِ وَ يَعبُدُونَ الأَوثَانَ وَ هُوَ يَقُولُ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ قَالَ اليهَوُديِّ فَإِنّ اِبرَاهِيمَ ع حُجِبَ عَن نُمرُودَ بِحُجُبٍ ثَلَاثَةٍ فَقَالَ عَلِيّ ع لَقَد كَانَ كَذَلِكَ وَ مُحَمّدٌص حُجِبَ عَمّن أَرَادَ قَتلَهُ بِحُجُبٍ خَمسٍ فَثَلَاثَةٌ بِثَلَاثَةٍ وَ اثنَانِ فَضلٌ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ وَ هُوَ يَصِفُ أَمرَ مُحَمّدٍص فَقَالَوَ جَعَلنا مِن بَينِ أَيدِيهِم سَدّافَهَذَا الحِجَابُ الأَوّلُوَ مِن خَلفِهِم سَدّافَهَذَا الحِجَابُ الثاّنيِفَأَغشَيناهُم فَهُم لا يُبصِرُونَفَهَذَا الحِجَابُ الثّالِثُ ثُمّ قَالَوَ إِذا قَرَأتَ القُرآنَ جَعَلنا بَينَكَ وَ بَينَ الّذِينَ لا يُؤمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجاباً مَستُوراًفَهَذَا الحِجَابُ الرّابِعُ ثُمّ قَالَفهَيَِ إِلَي الأَذقانِ فَهُم مُقمَحُونَفَهَذِهِ حُجُبٌ خَمسَةٌ قَالَ لَهُ اليهَوُديِّ فَإِنّ اِبرَاهِيمَ ع قَد بَهَتَ ألّذِي كَفَرَ بِبُرهَانِ نُبُوّتِهِ قَالَ لَهُ عَلِيّ ع لَقَد كَانَ كَذَلِكَ وَ مُحَمّدٌص أَتَاهُ مُكَذّبٌ بِالبَعثِ بَعدَ المَوتِ وَ هُوَ أُبَيّ بنُ خَلَفٍ الجمُحَيِّ مَعَهُ عَظمٌ نَخِرٌ فَفَرَكَهُ ثُمّ قَالَ يَا مُحَمّدُمَن يحُيِ العِظامَ وَ هيَِ رَمِيمٌفَأَنطَقَ اللّهُ مُحَمّداًص بِمُحكَمِ آيَاتِهِ وَ بَهَتَهُ بِبُرهَانِ نُبُوّتِهِ فَقَالَيُحيِيهَا ألّذِي أَنشَأَها أَوّلَ مَرّةٍ وَ هُوَ بِكُلّ خَلقٍ عَلِيمٌفَانصَرَفَ مَبهُوتاً قَالَ لَهُ اليهَوُديِّ فَإِنّ هَذَا اِبرَاهِيمُ جَذّ أَصنَامَ قَومِهِ غَضَباً لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ قَالَ لَهُ عَلِيّ ع لَقَد كَانَ كَذَلِكَ وَ مُحَمّدٌص قَد نَكَسَ عَنِ الكَعبَةِ ثَلَاثَمِائَةٍ وَ سِتّينَ صَنَماً وَ نَفَاهَا مِن جَزِيرَةِ العَرَبِ وَ أَذَلّ مَن عَبَدَهَا بِالسّيفِ قَالَ لَهُ اليهَوُديِّ فَإِنّ هَذَا اِبرَاهِيمُ ع قَد أَضجَعَ وَلَدَهُوَ تَلّهُ لِلجَبِينِ فَقَالَ
صفحه : 33
لَهُ عَلِيّ ع لَقَد كَانَ كَذَلِكَ وَ لَقَد أعُطيَِ اِبرَاهِيمُ ع بَعدَ الإِضجَاعِ الفِدَاءَ وَ مُحَمّدٌص أُصِيبَ بِأَفجَعَ مِنهُ فَجِيعَةً إِنّهُ وَقَفَ عَلَيهِ وَ آلِهِ الصّلَاةُ وَ السّلَامُ عَلَي عَمّهِ حَمزَةَ أَسَدِ اللّهِ وَ أَسَدِ رَسُولِهِ وَ نَاصِرِ دِينِهِ وَ قَد فُرّقَ بَينَ رُوحِهِ وَ جَسَدِهِ فَلَم يُبَيّن عَلَيهِ حُرقَةً وَ لَم يُفِض عَلَيهِ عَبرَةً وَ لَم يَنظُر إِلَي مَوضِعِهِ مِن قَلبِهِ وَ قُلُوبِ أَهلِ بَيتِهِ ليِرُضيَِ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ بِصَبرِهِ وَ يَستَسلِمَ لِأَمرِهِ فِي جَمِيعِ الفِعَالِ وَ قَالَص لَو لَا أَن تَحزَنَ صَفِيّةُ لَتَرَكتُهُ حَتّي يُحشَرَ مِن بُطُونِ السّبَاعِ وَ حَوَاصِلِ الطّيرِ وَ لَو لَا أَن يَكُونَ سُنّةً بعَديِ لَفَعَلتُ ذَلِكَ قَالَ لَهُ اليهَوُديِّ فَإِنّ اِبرَاهِيمَ ع قَد أَسلَمَهُ قَومُهُ إِلَي الحَرِيقِ فَصَبَرَ فَجَعَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ النّارَ عَلَيهِ بَرداً وَ سَلَاماً فَهَل فَعَلَ بِمُحَمّدٍ شَيئاً مِن ذَلِكَ قَالَ لَهُ عَلِيّ ع لَقَد كَانَ كَذَلِكَ وَ مُحَمّدٌص لَمّا نَزَلَ بِخَيبَرَ سَمّتهُ الخَيبَرِيّةُ فَسَتَرَ اللّهُ السّمّ فِي جَوفِهِ بَرداً وَ سَلَاماً إِلَي مُنتَهَي أَجَلِهِ فَالسّمّ يُحرِقُ إِذَا استَقَرّ فِي الجَوفِ كَمَا أَنّ النّارَ تُحرِقُ فَهَذَا مِن قُدرَتِهِ لَا تُنكِرهُ قَالَ لَهُ اليهَوُديِّ فَإِنّ هَذَا يَعقُوبُ ع أُعظِمَ فِي الخَيرِ نَصِيبُهُ إِذ جُعِلَ الأَسبَاطُ مِن سُلَالَةِ صُلبِهِ وَ مَريَمُ ابنَةُ عِمرَانَ مِن بَنَاتِهِ قَالَ لَهُ عَلِيّ ع لَقَد كَانَ كَذَلِكَ وَ مُحَمّدٌص أَعظَمُ فِي الخَيرِ نَصِيباً مِنهُ إِذ جُعِلَ فَاطِمَةُ ع سَيّدَةُ نِسَاءِ العَالَمِينَ مِن بَنَاتِهِ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ مِن حَفَدَتِهِ قَالَ لَهُ اليهَوُديِّ فَإِنّ يَعقُوبَ ع قَد صَبَرَ عَلَي فِرَاقِ وَلَدِهِ حَتّي كَادَ يَحرَضُ مِنَ الحُزنِ قَالَ لَهُ عَلِيّ ع لَقَد كَانَ كَذَلِكَ وَ كَانَ حُزنُ يَعقُوبَ حُزناً بَعدَهُ تَلَاقٍ وَ مُحَمّدٌص قُبِضَ وَلَدُهُ اِبرَاهِيمُ قُرّةُ عَينِهِ فِي حَيَاةٍ مِنهُ وَ خَصّهُ بِالِاختِبَارِ لِيُعَظّمَ لَهُ الِادّخَارَ فَقَالَص تَحزَنُ النّفسُ وَ يَجزَعُ القَلبُ وَ إِنّا عَلَيكَ يَا اِبرَاهِيمُ لَمَحزُونُونَ وَ لَا نَقُولُ مَا يُسخِطُ الرّبّ فِي كُلّ ذَلِكَ يُؤثِرُ الرّضَا عَنِ اللّهِ عَزّ ذِكرُهُ وَ الِاستِسلَامَ لَهُ فِي جَمِيعِ الفِعَالِ
صفحه : 34
فَقَالَ اليهَوُديِّ فَإِنّ هَذَا يُوسُفُ ع قَاسَي مَرَارَةَ الفُرقَةِ وَ حُبِسَ فِي السّجنِ تَوَقّياً لِلمَعصِيَةِ فأَلُقيَِ فِي الجُبّ وَحِيداً قَالَ لَهُ عَلِيّ ع لَقَد كَانَ كَذَلِكَ وَ مُحَمّدٌص قَاسَي مَرَارَةَ الغُربَةِ وَ فَارَقَ الأَهلَ وَ الأَولَادَ وَ المَالَ مُهَاجِراً مِن حَرَمِ اللّهِ تَعَالَي وَ أَمنِهِ فَلَمّا رَأَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ كَآبَتَهُ وَ استِشعَارَهُ الحُزنَ أَرَاهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي اسمَهُ رُؤيَا توُاَزيِ رُؤيَا يُوسُفَ ع فِي تَأوِيلِهَا وَ أَبَانَ لِلعَالَمِينَ صِدقَ تَحقِيقِهَا فَقَالَلَقَد صَدَقَ اللّهُ رَسُولَهُ الرّؤيا بِالحَقّ لَتَدخُلُنّ المَسجِدَ الحَرامَ إِن شاءَ اللّهُ آمِنِينَ مُحَلّقِينَ رُؤُسَكُم وَ مُقَصّرِينَ لا تَخافُونَ وَ لَئِن كَانَ يُوسُفُ ع حُبِسَ فِي السّجنِ فَلَقَد حَبَسَ رَسُولُ اللّهِص نَفسَهُ فِي الشّعبِ ثَلَاثَةَ سِنِينَ وَ قَطَعَ مِنهُ أَقَارِبُهُ وَ ذَوُو الرّحِمِ وَ أَلجَئُوهُ إِلَي أَضيَقِ المَضِيقِ فَلَقَد كَادَهُمُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَهُ كَيداً مُستَبِيناً إِذ بَعَثَ أَضعَفَ خَلقِهِ فَأَكَلَ عَهدَهُمُ ألّذِي كَتَبُوهُ بَينَهُم فِي قَطِيعَةِ رَحِمِهِ وَ لَئِن كَانَ يُوسُفُ ع ألُقيَِ فِي الجُبّ فَلَقَد حَبَسَ مُحَمّدٌص نَفسَهُ مَخَافَةَ عَدُوّهِ فِي الغَارِ حَتّي قَالَ لِصَاحِبِهِلا تَحزَن إِنّ اللّهَ مَعَنا وَ مَدَحَهُ اللّهُ بِذَلِكَ فِي كِتَابِهِ فَقَالَ لَهُ اليهَوُديِّ فَهَذَا مُوسَي بنُ عِمرَانَ ع آتَاهُ اللّهُ التّورَاةَ التّيِ فِيهَا حُكمٌ قَالَ لَهُ عَلِيّ ع لَقَد كَانَ كَذَلِكَ وَ مُحَمّدٌص أعُطيَِ مَا هُوَ أَفضَلُ مِنهُ أَعطَي مُحَمّداًص سُورَةَ البَقَرَةِ وَ المَائِدَةِ بِالإِنجِيلِ وَ طَوَاسِينَ وَ طه وَ نِصفَ المُفَصّلِ وَ الحَوَامِيمَ بِالتّورَاةِ وَ أَعطَي نِصفَ المُفَصّلِ وَ التّسَابِيحَ بِالزّبُورِ وَ أَعطَي سُورَةَ بنَيِ إِسرَائِيلَ وَ بَرَاءَةً بِصُحُفِ اِبرَاهِيمَ ع وَ صُحُفِ مُوسَي ع وَ زَادَ اللّهُ عَزّ ذِكرُهُ مُحَمّداًص السّبعَ الطّوَالَ وَ فَاتِحَةَ الكِتَابِ وَ هيَِ السّبعُ المثَاَنيِ وَ القُرآنُ العَظِيمُ وَ أَعطَي الكِتَابَ وَ الحِكمَةَ قَالَ لَهُ اليهَوُديِّ فَإِنّ مُوسَي ع نَاجَاهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَلَي طُورِ سَينَاءَ قَالَ لَهُ عَلِيّ ع لَقَد كَانَ كَذَلِكَ وَ لَقَد أَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَي مُحَمّدٍص عِندَ سِدرَةِ المُنتَهيفَمَقَامُهُ فِي السّمَاءِ مَحمُودٌ وَ عِندَ مُنتَهَي العَرشِ مَذكُورٌ قَالَ لَهُ اليهَوُديِّ فَلَقَد أَلقَي اللّهُ عَلَي مُوسَي ع مَحَبّةً مِنهُ قَالَ لَهُ عَلِيّ ع
صفحه : 35
لَقَد كَانَ كَذَلِكَ وَ لَقَد أَعطَي اللّهُ مُحَمّداًص مَا هُوَ أَفضَلُ مِنهُ لَقَد أَلقَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَلَيهِ مَحَبّةً مِنهُ فَمَن هَذَا ألّذِي يَشرَكُهُ فِي هَذَا الِاسمِ إِذ تَمّ مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ بِهِ الشّهَادَةُ فَلَا تَتِمّ الشّهَادَةُ إِلّا أَن يُقَالَ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ يُنَادَي بِهِ عَلَي المَنَابِرِ فَلَا يُرفَعُ صَوتٌ بِذِكرِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ إِلّا رُفِعَ بِذِكرِ مُحَمّدٍص مَعَهُ قَالَ لَهُ اليهَوُديِّ لَقَد أَوحَي اللّهُ إِلَي أُمّ مُوسَي لِفَضلِ مَنزِلَةِ مُوسَي ع عِندَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ قَالَ عَلِيّ ع لَقَد كَانَ كَذَلِكَ وَ لَقَد لَطَفَ اللّهُ جَلّ ثَنَاؤُهُ لِأُمّ مُحَمّدٍص بِأَن أَوصَلَ إِلَيهَا اسمَهُ حَتّي قَالَت أَشهَدُ وَ العَالَمُونَ أَنّ مُحَمّداًص مُنتَظَرٌ وَ شَهِدَ المَلَائِكَةُ عَلَي الأَنبِيَاءِ أَنّهُم أَثبَتُوهُ فِي الأَسفَارِ وَ بِلُطفٍ مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ سَاقَهُ إِلَيهَا وَ وَصَلَ إِلَيهَا اسمَهُ لِفَضلِ مَنزِلَتِهِ عِندَهُ حَتّي رَأَت فِي المَنَامِ أَنّهُ قِيلَ لَهَا إِنّ مَا فِي بَطنِكِ سَيّدٌ فَإِذَا وَلَدتِهِ فَسَمّيهِ مُحَمّداًص فَاشتَقّ اللّهُ لَهُ اسماً مِن أَسمَائِهِ فَاللّهُ مَحمُودٌ وَ هَذَا مُحَمّدٌص قَالَ لَهُ اليهَوُديِّ فَإِنّ هَذَا مُوسَي بنُ عِمرَانَ قَد أَرسَلَهُ اللّهُ إِلَي فِرعَونَ وَ أَرَاهُالآيَةَ الكُبري قَالَ لَهُ عَلِيّ ع لَقَد كَانَ كَذَلِكَ وَ مُحَمّدٌص أَرسَلَهُ إِلَي فَرَاعِنَةٍ شَتّي مِثلَ أَبِي جَهلِ بنِ هِشَامٍ وَ عُتبَةَ بنِ رَبِيعَةَ وَ شَيبَةَ وَ أَبِي البخَترَيِّ وَ النّضرِ بنِ الحَارِثِ وَ أُبَيّ بنِ خَلَفٍ وَ مُنَبّهٍ وَ نُبَيهٍ ابنيَِ الحَجّاجِ وَ إِلَي الخَمسَةِ المُستَهزِءِينَ الوَلِيدِ بنِ المُغِيرَةِ المخَزوُميِّ وَ العَاصِ بنِ وَائِلٍ السهّميِّ وَ الأَسوَدِ بنِ عَبدِ يَغُوثَ الزهّريِّ وَ الأَسوَدِ بنِ المُطّلِبِ وَ الحَارِثِ بنِ الطّلَاطِلَةِ فَأَرَاهُمُ الآيَاتِفِي الآفاقِ وَ فِي أَنفُسِهِم حَتّي تَبَيّنَ لَهُم أَنّهُ الحَقّ قَالَ لَهُ اليهَوُديِّ لَقَدِ انتَقَمَ اللّهُ لِمُوسَي ع مِن فِرعَونَ قَالَ لَهُ عَلِيّ ع لَقَد كَانَ كَذَلِكَ وَ لَقَدِ انتَقَمَ اللّهُ جَلّ اسمُهُ لِمُحَمّدٍص مِنَ الفَرَاعِنَةِ فَأَمّا المُستَهزِءُونَ فَقَد قَالَ اللّهُ تَعَالَيإِنّا كَفَيناكَ المُستَهزِئِينَفَقَتَلَ اللّهُ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُم بِغَيرِ قِتلَةِ صَاحِبِهِ فِي يَومٍ وَاحِدٍ فَأَمّا الوَلِيدُ بنُ المُغِيرَةِ فَمَرّ بِنَبلٍ لِرَجُلٍ مِن خُزَاعَةَ قَد رَاشَهُ وَ وَضَعَهُ فِي الطّرِيقِ فَأَصَابَهُ شَظِيّةٌ مِنهُ فَانقَطَعَ أَكحَلُهُ حَتّي أَدمَاهُ فَمَاتَ وَ هُوَ يَقُولُ قتَلَنَيِ رَبّ مُحَمّدٍص
صفحه : 36
وَ أَمّا العَاصُ بنُ وَائِلٍ فَإِنّهُ خَرَجَ فِي حَاجَةٍ لَهُ إِلَي مَوضِعٍ فَتَدَهدَهَ تَحتَهُ حَجَرٌ فَسَقَطَ فَتَقَطّعَ قِطعَةً قِطعَةً فَمَاتَ وَ هُوَ يَقُولُ قتَلَنَيِ رَبّ مُحَمّدٍص وَ أَمّا الأَسوَدُ بنُ عَبدِ يَغُوثَ فَإِنّهُ خَرَجَ يَستَقبِلُ ابنَهُ زَمعَةَ فَاستَظَلّ بِشَجَرَةٍ فَأَتَاهُ جَبرَئِيلُ ع فَأَخَذَ رَأسَهُ فَنَطَحَ بِهِ الشّجَرَةَ فَقَالَ لِغُلَامِهِ امنَع عنَيّ هَذَا فَقَالَ مَا أَرَي أَحَداً يَصنَعُ بِكَ شَيئاً إِلّا نَفسَكَ فَقَتَلَهُ وَ هُوَ يَقُولُ قتَلَنَيِ رَبّ مُحَمّدٍ وَ أَمّا الأَسوَدُ بنُ المُطّلِبِ فَإِنّ النّبِيّص دَعَا عَلَيهِ أَن يعُميَِ اللّهُ بَصَرَهُ وَ أَن يُثكِلَهُ وُلدَهُ فَلَمّا كَانَ فِي ذَلِكَ اليَومِ خَرَجَ حَتّي صَارَ إِلَي مَوضِعٍ فَأَتَاهُ جَبرَئِيلُ بِوَرَقَةٍ خَضرَاءَ فَضَرَبَ بِهَا وَجهَهُ فعَمَيَِ وَ بقَيَِ حَتّي أَثكَلَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ وُلدَهُ وَ أَمّا الحَارِثُ بنُ الطّلَاطِلَةِ فَإِنّهُ خَرَجَ مِن بَيتِهِ فِي السّمُومِ فَتَحَوّلَ حَبَشِيّاً فَرَجَعَ إِلَي أَهلِهِ فَقَالَ أَنَا الحَارِثُ فَغَضِبُوا عَلَيهِ فَقَتَلُوهُ وَ هُوَ يَقُولُ قتَلَنَيِ رَبّ مُحَمّدٍص
وَ روُيَِ أَنّ الأَسوَدَ بنَ الحَارِثِ أَكَلَ حُوتاً مَالِحاً فَأَصَابَهُ العَطَشُ فَلَم يَزَل يَشرَبُ المَاءَ حَتّي انشَقّ بَطنُهُ فَمَاتَ وَ هُوَ يَقُولُ قتَلَنَيِ رَبّ مُحَمّدٍ كُلّ ذَلِكَ فِي سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ وَ ذَلِكَ أَنّهُم كَانُوا بَينَ يدَيَ رَسُولِ اللّهِص فَقَالُوا لَهُ يَا مُحَمّدُ نَنتَظِرُ بِكَ إِلَي الظّهرِ فَإِن رَجَعتَ عَن قَولِكَ وَ إِلّا قَتَلنَاكَ فَدَخَلَ النّبِيّص فِي مَنزِلِهِ فَأَغلَقَ عَلَيهِ بَابَهُ مُغتَمّاً لِقَولِهِم فَأَتَاهُ جَبرَئِيلُ ع عَنِ اللّهِ سَاعَتَهُ فَقَالَ لَهُ يَا مُحَمّدُ السّلَامُ يَقرَأُ عَلَيكَ السّلَامَ وَ هُوَ يَقُولُفَاصدَع بِما تُؤمَرُ وَ أَعرِض عَنِ المُشرِكِينَيعَنيِ أَظهِر أَمرَكَ لِأَهلِ مَكّةَ وَ ادعُهُم إِلَي الإِيمَانِ قَالَ يَا جَبرَئِيلُ كَيفَ أَصنَعُ بِالمُستَهزِءِينَ وَ مَا أوَعدَوُنيِ قَالَ لَهُإِنّا كَفَيناكَ المُستَهزِئِينَ قَالَ يَا جَبرَئِيلُ كَانُوا السّاعَةَ بَينَ يدَيَّ قَالَ قَد كُفِيتَهُم فَأَظهَرَ أَمرَهُ عِندَ ذَلِكَ
صفحه : 37
وَ أَمّا بَقِيّتُهُم مِنَ الفَرَاعِنَةِ فَقُتِلُوا يَومَ بَدرٍ بِالسّيفِ وَ هَزَمَ اللّهُ الجَمعَ وَ وَلّوُا الدّبُرَ قَالَ لَهُ اليهَوُديِّ فَإِنّ هَذَا مُوسَي بنُ عِمرَانَ قَد أعُطيَِ العَصَا فَكَانَت تَتَحَوّلُ ثُعبَاناً قَالَ لَهُ عَلِيّ ع لَقَد كَانَ كَذَلِكَ وَ مُحَمّدٌص أعُطيَِ مَا هُوَ أَفضَلُ مِن هَذَا إِنّ رَجُلًا كَانَ يُطَالِبُ أَبَا جَهلِ بنَ هِشَامٍ بِدَينِ ثَمَنِ جَزُورٍ قَدِ اشتَرَاهُ فَاشتَغَلَ عَنهُ وَ جَلَسَ يَشرَبُ فَطَلَبَهُ الرّجُلُ فَلَم يَقدِر عَلَيهِ فَقَالَ لَهُ بَعضُ المُستَهزِءِينَ مَن تَطلُبُ قَالَ عَمرَو بنَ هِشَامٍ يعَنيِ أَبَا جَهلٍ لِي عَلَيهِ دَينٌ قَالَ فَأَدُلّكَ عَلَي مَن يَستَخرِجُ الحُقُوقَ قَالَ نَعَم فَدَلّهُ عَلَي النّبِيّص وَ كَانَ أَبُو جَهلٍ يَقُولُ لَيتَ لِمُحَمّدٍ إلِيَّ حَاجَةً فَأَسخَرَ بِهِ وَ أَرُدّهُ فَأَتَي الرّجُلُ النّبِيّص فَقَالَ لَهُ يَا مُحَمّدُ بلَغَنَيِ أَنّ بَينَكَ وَ بَينَ عَمرِو بنِ هِشَامٍ حَسَنٌ وَ أَنَا أَستَشفِعُ بِكَ إِلَيهِ فَقَامَ مَعَهُ رَسُولُ اللّهِص فَأَتَي بَابَهُ فَقَالَ لَهُ قُم يَا أَبَا جَهلٍ فَأَدّ إِلَي الرّجُلِ حَقّهُ وَ إِنّمَا كَنّاهُ أَبَا جَهلٍ ذَلِكَ اليَومَ فَقَامَ مُسرِعاً حَتّي أَدّي إِلَيهِ حَقّهُ فَلَمّا رَجَعَ إِلَي مَجلِسِهِ قَالَ لَهُ بَعضُ أَصحَابِهِ فَعَلتَ ذَلِكَ فَرَقاً مِن مُحَمّدٍ قَالَ وَيحَكُم أعَذرِوُنيِ إِنّهُ لَمّا أَقبَلَ رَأَيتُ عَن يَمِينِهِ رِجَالًا بِأَيدِيهِم حِرَابٌ تَتَلَألَأُ وَ عَن يَسَارِهِ ثُعبَانَانِ تَصطَكّ أَسنَانُهُمَا وَ تَلمَعُ النّيرَانُ مِن أَبصَارِهِمَا لَوِ امتَنَعتُ لَم آمَن أَن يَبعَجُوا بِالحِرَابِ بطَنيِ وَ يقَضمَنَيِ الثّعبَانَانِ هَذَا أَكبَرُ مِمّا أعُطيَِ ثُعبَانٌ بِثُعبَانِ مُوسَي ع وَ زَادَ اللّهُ مُحَمّداًص ثُعبَاناً وَ ثَمَانِيَةَ أَملَاكٍ مَعَهُمُ الحِرَابُ وَ لَقَد كَانَ النّبِيّص يؤُذيِ قُرَيشاً بِالدّعَاءِ فَقَامَ يَوماً فَسَفّهَ أَحلَامَهُم وَ عَابَ دِينَهُم وَ شَتَمَ أَصنَامَهُم وَ ضَلّلَ آبَاءَهُم فَاغتَمّوا مِن ذَلِكَ غَمّاً شَدِيداً فَقَالَ أَبُو جَهلٍ وَ اللّهِ لَلمَوتُ خَيرٌ لَنَا مِنَ الحَيَاةِ فَلَيسَ فِيكُم مَعَاشِرَ قُرَيشٍ أَحَدٌ يَقتُلُ مُحَمّداً فَيُقتَلَ بِهِ فَقَالُوا لَهُ لَا قَالَ فَأَنَا أَقتُلُهُ فَإِن شَاءَت بَنُو عَبدِ المُطّلِبِ قتَلَوُنيِ بِهِ وَ إِلّا ترَكَوُنيِ قَالُوا إِنّكَ إِن فَعَلتَ ذَلِكَ اصطَنَعتَ إِلَي أَهلِ الواَديِ مَعرُوفاً لَا تَزَالُ تُذكَرُ بِهِ
صفحه : 38
قَالَ إِنّهُ كَثِيرُ السّجُودِ حَولَ الكَعبَةِ فَإِذَا جَاءَ وَ سَجَدَ أَخَذتُ حَجَراً فَشَدَختُهُ بِهِ فَجَاءَ رَسُولُ اللّهِص فَطَافَ بِالبَيتِ أُسبُوعاً ثُمّ صَلّي وَ أَطَالَ السّجُودَ فَأَخَذَ أَبُو جَهلٍ حَجَراً فَأَتَاهُ مِن قِبَلِ رَأسِهِ فَلَمّا أَن قَرُبَ مِنهُ أَقبَلَ فَحلٌ مِن قِبَلِ رَسُولِ اللّهِ فَاغِراً فَاهُ نَحوَهُ فَلَمّا أَن رَآهُ أَبُو جَهلٍ فَزِعَ مِنهُ وَ ارتَعَدَت يَدُهُ وَ طَرَحَ الحَجَرَ فَشَدَخَ رِجلَهُ فَرَجَعَ مُدمًي مُتَغَيّرَ اللّونِ يُفِيضُ عَرَقاً فَقَالَ لَهُ أَصحَابُهُ مَا رَأَينَا كَاليَومِ قَالَ وَيحَكُم أعَذرِوُنيِ فَإِنّهُ أَقبَلَ مِن عِندِهِ فَحلٌ فَكَادَ يبَتلَعِنُيِ فَرَمَيتُ بِالحَجَرِ فَشَدَختُ رجِليِ قَالَ لَهُ اليهَوُديِّ فَإِنّ مُوسَي ع قَد أعُطيَِ اليَدَ البَيضَاءَ فَهَل فُعِلَ بِمُحَمّدٍ شَيءٌ مِن هَذَا قَالَ لَهُ عَلِيّ ع لَقَد كَانَ كَذَلِكَ وَ مُحَمّدٌص أعُطيَِ مَا هُوَ أَفضَلُ مِن هَذَا إِنّ نُوراً كَانَ يضُيِءُ عَن يَمِينِهِ حَيثُمَا جَلَسَ وَ عَن يَسَارِهِ أَينَمَا جَلَسَ وَ كَانَ يَرَاهُ النّاسُ كُلّهُم قَالَ لَهُ اليهَوُديِّ فَإِنّ مُوسَي ع قَد ضُرِبَ لَهُ فِي البَحرِ طَرِيقٌ فَهَل فُعِلَ بِمُحَمّدٍ شَيءٌ مِن هَذَا فَقَالَ لَهُ عَلِيّ ع لَقَد كَانَ كَذَلِكَ وَ مُحَمّدٌص أعُطيَِ مَا هُوَ أَفضَلُ مِن هَذَا خَرَجنَا مَعَهُ إِلَي حُنَينٍ فَإِذَا نَحنُ بِوَادٍ يَشخُبُ فَقَدّرنَاهُ فَإِذَا هُوَ أَربَعَ عَشرَةَ قَامَةً فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ العَدُوّ مِن وَرَائِنَا وَ الواَديِ أَمَامَنَا كَمَاقالَ أَصحابُ مُوسي إِنّا لَمُدرَكُونَفَنَزَلَ رَسُولُ اللّهِص ثُمّ قَالَ أللّهُمّ إِنّكَ جَعَلتَ لِكُلّ مُرسَلٍ دَلَالَةً فأَرَنِيِ قُدرَتَكَ وَ رَكِبَص فَعَبَرَتِ الخَيلُ لَا تَندَي حَوَافِرُهَا وَ الإِبِلُ لَا تَندَي أَخفَافُهَا فَرَجَعنَا فَكَانَ فَتحُنَا فَتحاً قَالَ لَهُ اليهَوُديِّ فَإِنّ مُوسَي ع قَد أعُطيَِ الحَجَرَفَانبَجَسَت مِنهُ اثنَتا عَشرَةَ عَيناً قَالَ لَهُ عَلِيّ ع لَقَد كَانَ كَذَلِكَ وَ مُحَمّدٌص لَمّا نَزَلَ الحُدَيبِيَةَ وَ حَاصَرَهُ أَهلُ مَكّةَ قَد أعُطيَِ مَا هُوَ أَفضَلُ مِن ذَلِكَ وَ ذَلِكَ أَنّ أَصحَابَهُ شَكَوا إِلَيهِ الظّمَأَ وَ أَصَابَهُم ذَلِكَ حَتّي التَفّت خَوَاصِرُ الخَيلِ فَذَكَرُوا لَهُص ذَلِكَ فَدَعَا بِرَكوَةٍ يَمَانِيّةٍ ثُمّ نَصَبَ
صفحه : 39
يَدَهُ المُبَارَكَةَ فِيهَا فَتَفَجّرَت مِن بَينِ أَصَابِعِهِ عُيُونُ المَاءِ فَصَدَرنَا وَ صَدَرَتِ الخَيلُ رَوّاءَ وَ مَلَأنَا كُلّ مَزَادَةٍ وَ سِقَاءٍ وَ لَقَد كُنّا مَعَهُ بِالحُدَيبِيَةِ وَ إِذَا ثَمّ قَلِيبٌ جَافّةٌ فَأَخرَجَ ع سَهماً مِن كِنَانَتِهِ فَنَاوَلَهُ البَرَاءَ بنَ عَازِبٍ فَقَالَ لَهُ اذهَب بِهَذَا السّهمِ إِلَي تِلكَ القَلِيبِ الجَافّةِ فَاغرِسهُ فِيهَا فَفَعَلَ ذَلِكَ فَتَفَجّرَت مِنهُ اثنَتَا عَشرَةَ عَيناً مِن تَحتِ السّهمِ وَ لَقَد كَانَ يَومُ المِيضَاةِ عِبرَةً وَ عَلَامَةً لِلمُنكِرِينَ لِنُبُوّتِهِ كَحَجَرِ مُوسَي حَيثُ دَعَا بِالمِيضَاةِ فَنَصَبَ يَدَهُ فِيهَا فَفَاضَت بِالمَاءِ وَ ارتَفَعَ حَتّي تَوَضّأَ مِنهُ ثَمَانِيَةُ آلَافِ رَجُلٍ وَ شَرِبُوا حَاجَتَهُم وَ سَقَوا دَوَابّهُم وَ حَمَلُوا مَا أَرَادُوا قَالَ لَهُ اليهَوُديِّ فَإِنّ مُوسَي ع قَد أعُطيَِ المَنّ وَ السّلوَي فَهَل أعُطيَِ مُحَمّدٌص نَظِيرَ هَذَا قَالَ لَهُ عَلِيّ ع لَقَد كَانَ كَذَلِكَ وَ مُحَمّدٌص أعُطيَِ مَا هُوَ أَفضَلُ مِن هَذَا إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَحَلّ لَهُ الغَنَائِمَ وَ لِأُمّتِهِ وَ لَم تَحِلّ لِأَحَدٍ قَبلَهُ فَهَذَا أَفضَلُ مِنَ المَنّ وَ السّلوَي ثُمّ زَادَهُ أَن جَعَلَ النّيّةَ لَهُ وَ لِأُمّتِهِ عَمَلًا صَالِحاً وَ لَم يَجعَل لِأَحَدٍ مِنَ الأُمَمِ ذَلِكَ قَبلَهُ فَإِذَا هَمّ أَحَدُهُم بِحَسَنَةٍ وَ لَم يَعمَلهَا كُتِبَت لَهُ حَسَنَةٌ وَ إِن عَمِلَهَا كُتِبَت لَهُ عَشَرَةٌ قَالَ لَهُ اليهَوُديِّ فَإِنّ مُوسَي ع قَد ظُلّلَ عَلَيهِ الغَمَامُ قَالَ لَهُ عَلِيّ ع لَقَد كَانَ كَذَلِكَ وَ قَد فُعِلَ ذَلِكَ لِمُوسَي ع فِي التّيهِ وَ أعُطيَِ مُحَمّدٌص أَفضَلَ مِن هَذَا إِنّ الغَمَامَةَ كَانَت تُظَلّلُهُ مِن يَومَ وُلِدَ إِلَي يَومَ قُبِضَ فِي حَضَرِهِ وَ أَسفَارِهِ فَهَذَا أَفضَلُ مِمّا أعُطيَِ مُوسَي ع قَالَ لَهُ اليهَوُديِّ فَهَذَا دَاوُدُ قَد أَلَانَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَهُ الحَدِيدَ فَعَمِلَ مِنهُ الدّرُوعَ قَالَ لَهُ ع لَقَد كَانَ كَذَلِكَ وَ مُحَمّدٌص أعُطيَِ مَا هُوَ أَفضَلُ مِنهُ إِنّهُ لَيّنَ
صفحه : 40
اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَهُ الصّمّ الصّخُورَ الصّلَابَ وَ جَعَلَهَا غَاراً وَ لَقَد غَارَتِ الصّخرَةُ تَحتَ يَدِهِ بِبَيتِ المَقدِسِ لِينَةً حَتّي صَارَت كَهَيئَةِ العَجِينِ قَد رَأَينَا ذَلِكَ وَ التَمَسنَاهُ تَحتَ رَايَتِهِ قَالَ لَهُ اليهَوُديِّ فَإِنّ هَذَا دَاوُدُ بَكَي عَلَي خَطِيئَتِهِ حَتّي سَارَتِ الجِبَالُ مَعَهُ لِخَوفِهِ قَالَ لَهُ عَلِيّ ع لَقَد كَانَ كَذَلِكَ وَ مُحَمّدٌص أعُطيَِ مَا هُوَ أَفضَلُ مِن هَذَا إِنّهُ كَانَ إِذَا قَامَ إِلَي الصّلَاةِ سُمِعَ لِصَدرِهِ وَ جَوفِهِ أَزِيزٌ كَأَزِيزِ المِرجَلِ عَلَي الأثَاَفيِّ مِن شِدّةِ البُكَاءِ وَ قَد أَمّنَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مِن عِقَابِهِ فَأَرَادَ أَن يَتَخَشّعَ لِرَبّهِ بِبُكَائِهِ وَ يَكُونَ إِمَاماً لِمَنِ اقتَدَي بِهِ وَ لَقَد قَامَ عَلَيهِ وَ آلِهِ السّلَامُ عَشرَ سِنِينَ عَلَي أَطرَافِ أَصَابِعِهِ حَتّي تَوَرّمَت قَدَمَاهُ وَ اصفَرّ وَجهُهُ يَقُومُ اللّيلَ أَجمَعَ حَتّي عُوتِبَ فِي ذَلِكَ فَقَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّطه ما أَنزَلنا عَلَيكَ القُرآنَ لِتَشقيبَل لِتَسعَدَ بِهِ وَ لَقَد كَانَ يبَكيِ حَتّي يُغشَي عَلَيهِ فَقِيلَ لَهُ يَا رَسُولَ اللّهِ أَ لَيسَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ قَد غَفَرَ لَكَ مَا تَقَدّمَ مِن ذَنبِكَ وَ مَا تَأَخّرَ قَالَ بَلَي أَ فَلَا أَكُونُ عَبداً شَكُوراً وَ لَئِن سَارَتِ الجِبَالُ وَ سَبّحَت مَعَهُ لَقَد عَمِلَ مُحَمّدٌص مَا هُوَ أَفضَلُ مِن هَذَا إِذ كُنّا مَعَهُ عَلَي جَبَلِ حِرَاءَ إِذ تَحَرّكَ الجَبَلُ فَقَالَ لَهُ قِرّ فَلَيسَ عَلَيكَ إِلّا نبَيِّ وَ صِدّيقٌ شَهِيدٌ فَقَرّ الجَبَلُ مُجِيباً لِأَمرِهِ وَ مُنتَهِياً إِلَي طَاعَتِهِ وَ لَقَد مَرَرنَا مَعَهُ بِجَبَلٍ وَ إِذَا الدّمُوعُ تَخرُجُ مِن بَعضِهِ فَقَالَ لَهُ النّبِيّص مَا يُبكِيكَ يَا جَبَلُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ كَانَ المَسِيحُ مَرّ بيِ وَ هُوَ يُخَوّفُ النّاسَ بِنَارٍوَقُودُهَا النّاسُ وَ الحِجارَةُفَأَنَا أَخَافُ أَن أَكُونَ مِن تِلكَ الحِجَارَةِ قَالَ لَهُ لَا تَخَف تِلكَ حِجَارَةُ الكِبرِيتِ فَقَرّ الجَبَلُ وَ سَكَنَ وَ هَدَأَ وَ أَجَابَ لِقَولِهِص قَالَ لَهُ اليهَوُديِّ فَإِنّ هَذَا سُلَيمَانُ أعُطيَِ مُلكاً لَا ينَبغَيِ لِأَحَدٍ مِن بَعدِهِ فَقَالَ لَهُ عَلِيّ ع لَقَد كَانَ كَذَلِكَ وَ مُحَمّدٌص أعُطيَِ مَا هُوَ أَفضَلُ مِن هَذَا إِنّهُ هَبَطَ إِلَيهِ مَلَكٌ لَم يَهبِط إِلَي الأَرضِ قَبلَهُ وَ هُوَ مِيكَائِيلُ فَقَالَ لَهُ يَا مُحَمّدُ عِش مَلِكاً مُنعَماً وَ هَذِهِ مَفَاتِيحُ خَزَائِنِ الأَرضِ مَعَكَ وَ تَسِيرُ مَعَكَ جِبَالُهَا ذَهَباً وَ فِضّةً لَا يَنقُصُ لَكَ فِيمَا ادّخِرَ لَكَ فِي الآخِرَةِ شَيءٌ فَأَومَأَ إِلَي جَبرَئِيلَ عَلَيهِ السّلَامُ وَ كَانَ خَلِيلَهُ مِنَ المَلَائِكَةِ فَأَشَارَ إِلَيهِ أَن تَوَاضَع فَقَالَ بَل أَعِيشُ نَبِيّاً عَبداً آكُلُ يَوماً وَ لَا آكُلُ
صفحه : 41
يَومَينِ وَ أَلحَقُ بإِخِواَنيِ مِنَ الأَنبِيَاءِ مِن قبَليِ فَزَادَهُ اللّهُ تَعَالَي الكَوثَرَ وَ أَعطَاهُ الشّفَاعَةَ وَ ذَلِكَ أَعظَمُ مِن مُلكٍ مِن أَوّلِهَا إِلَي آخِرِهَا سَبعِينَ مَرّةً وَ وَعَدَهُ المَقَامَ المَحمُودَ فَإِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ أَقعَدَهُ اللّهُ تَعَالَي عَلَي العَرشِ فَهَذَا أَفضَلُ مِمّا أعُطيَِ سُلَيمَانُ بنُ دَاوُدَ ع قَالَ لَهُ اليهَوُديِّ فَإِنّ هَذَا سُلَيمَانُ قَد سُخّرَت لَهُ الرّيَاحُ فَسَارَت فِي بِلَادِهِغُدُوّها شَهرٌ وَ رَواحُها شَهرٌ فَقَالَ لَهُ عَلِيّ ع لَقَد كَانَ كَذَلِكَ وَ مُحَمّدٌص أعُطيَِ مَا هُوَ أَفضَلُ مِن هَذَا إِنّهُ أسُريَِ بِهِ مِنَ المَسجِدِ الحَرَامِ إِلَي المَسجِدِ الأَقصَي مَسِيرَةَ شَهرٍ وَ عُرِجَ بِهِ فِي مَلَكُوتِ السّمَاوَاتِ مَسِيرَةَ خَمسِينَ أَلفَ عَامٍ فِي أَقَلّ مِن ثُلُثِ لَيلَةٍ حَتّي انتَهَي إِلَي سَاقِ العَرشِ فَدَنَا بِالعِلمِ فَتَدَلّي فدَلُيَّ لَهُ مِنَ الجَنّةِ رَفرَفٌ أَخضَرُ وَ غَشَي النّورُ بَصَرَهُ فَرَأَي عَظَمَةَ رَبّهِ عَزّ وَ جَلّ بِفُؤَادِهِ وَ لَم يَرَهَا بِعَينِهِ فَكَانَ كَقَابِ قَوسَينِ بَينَهَا وَ بَينَهُأَو أَدني فَأَوحي إِلي عَبدِهِ ما أَوحيفَكَانَ فِيمَا أَوحَي إِلَيهِ الآيَةُ التّيِ فِي سُورَةِ البَقَرَةِ قَولُهُ تَعَالَيلِلّهِ ما فِي السّماواتِ وَ ما فِي الأَرضِ وَ إِن تُبدُوا ما فِي أَنفُسِكُم أَو تُخفُوهُ يُحاسِبكُم بِهِ اللّهُ فَيَغفِرُ لِمَن يَشاءُ وَ يُعَذّبُ مَن يَشاءُ وَ اللّهُ عَلي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ وَ كَانَتِ الآيَةُ قَد عُرِضَت عَلَي الأَنبِيَاءِ مِن لَدُن آدَمَ ع إِلَي أَن بَعَثَ اللّهُ تَبَارَكَ اسمُهُ مُحَمّداًص وَ عُرِضَت عَلَي الأُمَمِ فَأَبَوا أَن يَقبَلُوهَا مِن ثِقلِهَا وَ قَبِلَهَا رَسُولُ اللّهِص وَ عَرَضَهَا عَلَي أُمّتِهِ فَقَبِلُوهَا فَلَمّا رَأَي اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي مِنهُمُ القَبُولَ عَلِمَ أَنّهُم لَا يُطِيقُونَهَا فَلَمّا أَن صَارَ إِلَي سَاقِ العَرشِ كَرّرَ عَلَيهِ الكَلَامَ لِيُفهِمَهُ فَقَالَآمَنَ الرّسُولُ بِما أُنزِلَ إِلَيهِ مِن رَبّهِفَأَجَابَص مُجِيباً عَنهُ وَ عَن أُمّتِهِ فَقَالَوَ المُؤمِنُونَ كُلّ آمَنَ بِاللّهِ وَ مَلائِكَتِهِ وَ كُتُبِهِ وَ رُسُلِهِ لا نُفَرّقُ بَينَ أَحَدٍ مِن رُسُلِهِ فَقَالَ جَلّ ذِكرُهُ لَهُمُ الجَنّةُ وَ المَغفِرَةُ عَلَي أَن فَعَلُوا ذَلِكَ فَقَالَ النّبِيّص أَمّا إِذَا فَعَلتَ بِنَا ذَلِكَ فَغُفرانَكَ رَبّنا وَ إِلَيكَ المَصِيرُيعَنيِ المَرجِعَ فِي الآخِرَةِ قَالَ فَأَجَابَ اللّهُ جَلّ ثَنَاؤُهُ وَ قَد فَعَلتُ ذَلِكَ بِكَ وَ بِأُمّتِكَ ثُمّ قَالَ عَزّ وَ جَلّ أَمّا إِذَا قَبِلتَ الآيَةَ بِتَشدِيدِهَا وَ عِظَمِ مَا فِيهَا وَ قَد عَرَضتُهَا عَلَي الأُمَمِ فَأَبَوا أَن يَقبَلُوهَا وَ قَبِلَتهَا أُمّتُكَ فَحَقّ عَلَيّ أَن أَرفَعَهَا عَن أُمّتِكَ فَقَالَ
صفحه : 42
لا يُكَلّفُ اللّهُ نَفساً إِلّا وُسعَها لَها ما كَسَبَت مِن خَيرٍوَ عَلَيها مَا اكتَسَبَت مِن شَرّ فَقَالَ النّبِيّص لَمّا سَمِعَ ذَلِكَ أَمّا إِذ فَعَلتَ ذَلِكَ بيِ وَ بأِمُتّيِ فزَدِنيِ قَالَ سَل قَالَرَبّنا لا تُؤاخِذنا إِن نَسِينا أَو أَخطَأنا قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَستُ أُؤَاخِذُ أُمّتَكَ بِالنّسيَانِ وَ الخَطَإِ لِكَرَامَتِكَ عَلَيّ وَ كَانَتِ الأُمَمُ السّالِفَةُ إِذَا نَسُوا مَا ذُكّرُوا بِهِ فَتَحتُ عَلَيهِم أَبوَابَ العَذَابِ وَ قَد رَفَعتُ ذَلِكَ عَن أُمّتِكَ وَ كَانَتِ الأُمَمُ السّالِفَةُ إِذَا أَخطَئُوا أُخِذُوا بِالخَطَإِ وَ عُوقِبُوا عَلَيهِ وَ قَد رَفَعتُ ذَلِكَ عَن أُمّتِكَ لِكَرَامَتِكَ عَلَيّ فَقَالَ النّبِيّص أللّهُمّ إِذ أعَطيَتنَيِ ذَلِكَ فزَدِنيِ فَقَالَ اللّهُ تَعَالَي لَهُ سَل قَالَرَبّنا وَ لا تَحمِل عَلَينا إِصراً كَما حَمَلتَهُ عَلَي الّذِينَ مِن قَبلِنايعَنيِ بِالإِصرِ الشّدَائِدَ التّيِ كَانَت عَلَي مَن كَانَ قَبلَنَا فَأَجَابَهُ اللّهُ إِلَي ذَلِكَ فَقَالَ تَبَارَكَ اسمُهُ قَد رَفَعتُ عَن أُمّتِكَ الآصَارَ التّيِ كَانَت عَلَي الأُمَمِ السّالِفَةِ كُنتُ لَا أَقبَلُ صَلَاتَهُم إِلّا فِي بِقَاعٍ مِنَ الأَرضِ مَعلُومَةٍ اختَرتُهَا لَهُم وَ إِن بَعُدَت وَ قَد جَعَلتُ الأَرضَ كُلّهَا لِأُمّتِكَ مَسجِداً وَ طَهُوراً فَهَذِهِ مِنَ الآصَارِ التّيِ كَانَت عَلَي الأُمَمِ قَبلَكَ فَرَفَعتُهَا عَن أُمّتِكَ وَ كَانَتِ الأُمَمُ السّالِفَةُ إِذَا أَصَابَهُم أَذًي مِن نَجَاسَةٍ قَرَضُوهَا مِن أَجسَادِهِم وَ قَد جَعَلتُ المَاءَ لِأُمّتِكَ طَهُوراً فَهَذِهِ مِنَ الآصَارِ التّيِ كَانَت عَلَيهِم فَرَفَعتُهَا عَن أُمّتِكَ وَ كَانَتِ الأُمَمُ السّالِفَةُ تَحمِلُ قَرَابِينَهَا عَلَي أَعنَاقِهَا إِلَي بَيتِ المَقدِسِ فَمَن قَبِلتُ ذَلِكَ مِنهُ أَرسَلتُ عَلَيهِ نَاراً فَأَكَلَتهُ فَرَجَعَ مَسرُوراً وَ مَن لَم أَقبَل ذَلِكَ مِنهُ رَجَعَ مَثبُوراً وَ قَد جَعَلتُ قُربَانَ أُمّتِكَ فِي بُطُونِ فُقَرَائِهَا وَ مَسَاكِينِهَا فَمَن قَبِلتُ ذَلِكَ مِنهُ أَضعَفتُ ذَلِكَ لَهُ أَضعَافاً مُضَاعَفَةً وَ مَن لَم أَقبَل ذَلِكَ مِنهُ رَفَعتُ عَنهُ عُقُوبَاتِ الدّنيَا وَ قَد رَفَعتُ ذَلِكَ عَن أُمّتِكَ وَ هيَِ مِنَ الآصَارِ التّيِ كَانَت عَلَي مَن كَانَ قَبلَكَ وَ كَانَتِ الأُمَمُ السّالِفَةُ صَلَاتُهَا مَفرُوضَةٌ عَلَيهَا فِي ظُلَمِ اللّيلِ وَ أَنصَافِ النّهَارِ وَ هيَِ مِنَ الشّدَائِدِ التّيِ كَانَت عَلَيهِم فَرَفَعتُهَا عَن أُمّتِكَ وَ فَرَضتُ عَلَيهِم صَلَوَاتِهِم فِي أَطرَافِ اللّيلِ وَ النّهَارِ وَ فِي أَوقَاتِ نَشَاطِهِم وَ كَانَتِ الأُمَمُ السّالِفَةُ قَد فَرَضتُ عَلَيهِم خَمسِينَ صَلَاةً فِي خَمسِينَ وَقتاً وَ هيَِ مِنَ الآصَارِ التّيِ كَانَت عَلَيهِم فَرَفَعتُهَا عَن أُمّتِكَ وَ جَعَلتُهَا خَمساً فِي خَمسَةِ أَوقَاتٍ وَ هيَِ إِحدَي وَ خَمسُونَ رَكعَةً وَ
صفحه : 43
جَعَلتُ لَهُم أَجرَ خَمسِينَ صَلَاةً وَ كَانَتِ الأُمَمُ السّالِفَةُ حَسَنَتُهُم بِحَسَنَةٍ وَ سَيّئَتُهُم بِسَيّئَةٍ وَ هيَِ مِنَ الآصَارِ التّيِ كَانَت عَلَيهِم فَرَفَعتُهَا عَن أُمّتِكَ وَ جَعَلتُ الحَسَنَةَ بِعَشَرَةٍ وَ السّيّئَةَ بِوَاحِدَةٍ وَ كَانَتِ الأُمَمُ السّالِفَةُ إِذَا نَوَي أَحَدُهُم حَسَنَةً ثُمّ لَم يَعمَلهَا لَم تُكتَب لَهُ وَ إِن عَمِلَهَا كُتِبَت لَهُ حَسَنَةٌ وَ إِنّ أُمّتَكَ إِذَا هَمّ أَحَدُهُم بِحَسَنَةٍ وَ لَم يَعمَلهَا كُتِبَت لَهُ حَسَنَةً وَ إِن عَمِلَهَا كُتِبَت لَهُ عَشراً وَ هيَِ مِنَ الآصَارِ التّيِ كَانَت عَلَيهِم فَرَفَعتُهَا عَن أُمّتِكَ وَ كَانَتِ الأُمَمُ السّالِفَةُ إِذَا هَمّ أَحَدُهُم بِسَيّئَةٍ ثُمّ لَم يَعمَلهَا لَم تُكتَب عَلَيهِ وَ إِن عَمِلَهَا كُتِبَت عَلَيهِ سَيّئَةٌ وَ إِنّ أُمّتَكَ إِذَا هَمّ أَحَدُهُم بِسَيّئَةٍ ثُمّ لَم يَعمَلهَا كُتِبَت لَهُ حَسَنَةٌ وَ هَذِهِ مِن الآصَارِ التّيِ كَانَت عَلَيهِم فَرَفَعتُ ذَلِكَ عَن أُمّتِكَ وَ كَانَتِ الأُمَمُ السّالِفَةُ إِذَا أَذنَبُوا كَتَبتُ ذُنُوبَهُم عَلَي أَبوَابِهِم وَ جَعَلتُ تَوبَتَهُم مِنَ الذّنُوبِ أَن حَرّمتُ عَلَيهِم بَعدَ التّوبَةِ أَحَبّ الطّعَامِ إِلَيهِم وَ قَد رَفَعتُ ذَلِكَ عَن أُمّتِكَ وَ جَعَلتُ ذُنُوبَهُم فِيمَا بيَنيِ وَ بَينَهُم وَ جَعَلتُ عَلَيهِم سُتُوراً كَثِيفَةً وَ قَبِلتُ تَوبَتَهُم بِلَا عُقُوبَةٍ وَ لَا أُعَاقِبُهُم بِأَن أُحَرّمَ عَلَيهِم أَحَبّ الطّعَامِ إِلَيهِم وَ كَانَتِ الأُمَمُ السّالِفَةُ يَتُوبُ أَحَدُهُم مِنَ الذّنبِ الوَاحِدِ مِائَةَ سَنَةٍ أَو ثَمَانِينَ سَنَةً أَو خَمسِينَ سَنَةً ثُمّ لَا أَقبَلُ تَوبَتَهُ دُونَ أَن أُعَاقِبَهُ فِي الدّنيَا بِعُقُوبَةٍ وَ هيَِ مِنَ الآصَارِ التّيِ كَانَت عَلَيهِم فَرَفَعتُهَا عَن أُمّتِكَ وَ إِنّ الرّجُلَ مِن أُمّتِكَ لَيُذنِبُ عِشرِينَ سَنَةً أَو ثَلَاثِينَ سَنَةً أَو أَربَعِينَ سَنَةً أَو مِائَةَ سَنَةٍ ثُمّ يَتُوبُ وَ يَندَمُ طَرفَةَ العَينِ فَأَغفِرُ لَهُ ذَلِكَ كُلّهُ فَقَالَ النّبِيّص أللّهُمّ إِذ أعَطيَتنَيِ ذَلِكَ كُلّهُ فزَدِنيِ قَالَ سَل قَالَرَبّنا وَ لا تُحَمّلنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ فَقَالَ تَبَارَكَ اسمُهُ قَد فَعَلتُ ذَلِكَ بِأُمّتِكَ وَ قَد رَفَعتُ عَنهُم عِظَمَ بَلَايَا الأُمَمِ وَ ذَلِكَ حكُميِ فِي جَمِيعِ الأُمَمِ أَن لَا أُكَلّفَ خَلقاً فَوقَ طَاقَتِهِم فَقَالَ النّبِيّص وَ اعفُ عَنّا وَ اغفِر لَنا وَ ارحَمنا أَنتَ مَولانا قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ قَد فَعَلتُ ذَلِكَ بتِاَئبِيِ أُمّتِكَ ثُمّ قَالَفَانصُرنا عَلَي القَومِ الكافِرِينَ قَالَ اللّهُ عَزّ اسمُهُ إِنّ أُمّتَكَ فِي الأَرضِ كَالشّامَةِ البَيضَاءِ فِي الثّورِ الأَسوَدِ هُمُ القَادِرُونَ وَ هُمُ القَاهِرُونَ يَستَخدِمُونَ وَ لَا يُستَخدَمُونَ لِكَرَامَتِكَ
صفحه : 44
عَلَيّ وَ حَقّ عَلَيّ أَن أَظهَرَ دِينَكَ عَلَي الأَديَانِ حَتّي لَا يَبقَي فِي شَرقِ الأَرضِ وَ غَربِهَا دِينٌ إِلّا دِينُكَ أَو يُؤَدّونَ إِلَي أَهلِ دِينِكَ الجِزيَةَ قَالَ لَهُ اليهَوُديِّ فَإِنّ هَذَا سُلَيمَانُ ع سُخّرَت لَهُ الشّيَاطِينُيَعمَلُونَ لَهُ ما يَشاءُ مِن مَحارِيبَ وَ تَماثِيلَ قَالَ لَهُ عَلِيّ ع لَقَد كَانَ كَذَلِكَ وَ لَقَد أعُطيَِ مُحَمّدٌص أَفضَلَ مِن هَذَا إِنّ الشّيَاطِينَ سُخّرَت لِسُلَيمَانَ وَ هيَِ مُقِيمَةٌ عَلَي كُفرِهَا وَ قَد سُخّرَت لِنُبُوّةِ مُحَمّدٍص الشّيَاطِينُ بِالإِيمَانِ فَأَقبَلَ إِلَيهِ الجِنّ التّسعَةُ مِن أَشرَافِهِم مِن جِنّ نَصِيبِينَ وَ اليَمَنِ مِن بنَيِ عَمرِو بنِ عَامِرٍ مِنَ الأَحِجّةِ مِنهُم شضاه وَ مضاه وَ الهَملَكَانُ وَ المَرزُبَانُ وَ المازمان وَ نضاه وَ هَاصِبٌ وَ هَاضِبٌ وَ عَمرٌو وَ هُمُ الّذِينَ يَقُولُ اللّهُ تَبَارَكَ اسمُهُ فِيهِموَ إِذ صَرَفنا إِلَيكَ نَفَراً مِنَ الجِنّ وَ هُمُ التّسعَةُيَستَمِعُونَ القُرآنَفَأَقبَلَ إِلَيهِ الجِنّ وَ النّبِيّص بِبَطنِ النّخلِ فَاعتَذَرُوا بِأَنّهُمظَنّوا كَما ظَنَنتُم أَن لَن يَبعَثَ اللّهُ أَحَداً وَ لَقَد أَقبَلَ إِلَيهِ أَحَدٌ وَ سَبعُونَ أَلفاً مِنهُم فَبَايَعُوهُ عَلَي الصّومِ وَ الصّلَاةِ وَ الزّكَاةِ وَ الحَجّ وَ الجِهَادِ وَ نُصحِ المُسلِمِينَ فَاعتَذَرُوا بِأَنّهُم قَالُواعَلَي اللّهِ شَطَطاً وَ هَذَا أَفضَلُ مِمّا أعُطيَِ سُلَيمَانُ سُبحَانَ مَن سَخّرَهَا لِنُبُوّةِ مُحَمّدٍص بَعدَ أَن كَانَت تَتَمَرّدُ وَ تَزعُمُ أَنّ لِلّهِ وَلَداً فَلَقَد شَمِلَ مَبعَثُهُ مِنَ الجِنّ وَ الإِنسِ مَا لَا يُحصَي قَالَ لَهُ اليهَوُديِّ فَهَذَا يَحيَي بنُ زَكَرِيّا يُقَالُ إِنّهُ أوُتيَِ الحُكمَ صَبِيّاً وَ الحِلمَ وَ الفَهمَ وَ إِنّهُ كَانَ يبَكيِ مِن غَيرِ ذَنبٍ وَ كَانَ يُوَاصِلُ الصّومَ قَالَ لَهُ عَلِيّ ع لَقَد كَانَ كَذَلِكَ وَ مُحَمّدٌص أعُطيَِ مَا هُوَ أَفضَلُ مِن هَذَا إِنّ يَحيَي بنَ زَكَرِيّا كَانَ فِي عَصرٍ لَا أَوثَانَ فِيهِ وَ لَا جَاهِلِيّةَ وَ مُحَمّدٌص أوُتيَِ الحُكمَ وَ الفَهمَ صَبِيّاً بَينَ عَبَدَةِ الأَوثَانِ وَ حِزبِ الشّيطَانِ وَ لَم يَرغَب لَهُم فِي صَنَمٍ قَطّ وَ لَم يَنشَط لِأَعيَادِهِم وَ لَم يُرَ مِنهُ كَذِبٌ قَطّص وَ كَانَ أَمِيناً صَدُوقاً حَلِيماً وَ كَانَ يُوَاصِلُ صَومَ
صفحه : 45
الأُسبُوعِ وَ الأَقَلّ وَ الأَكثَرِ فَيُقَالُ لَهُ فِي ذَلِكَ فَيَقُولُ إنِيّ لَستُ كَأَحَدِكُم إنِيّ أَظَلّ عِندَ ربَيّ فيَطُعمِنُيِ وَ يسَقيِنيِ وَ كَانَ يبَكيِص حَتّي يَبتَلّ مُصَلّاهُ خَشيَةً مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ مِن غَيرِ جُرمٍ قَالَ لَهُ اليهَوُديِّ فَإِنّ هَذَا عِيسَي ابنُ مَريَمَ يَزعُمُونَ أَنّهُ تَكَلّمَفِي المَهدِ صَبِيّا قَالَ لَهُ عَلِيّ ع لَقَد كَانَ كَذَلِكَ وَ مُحَمّدٌص سَقَطَ مِن بَطنِ أُمّهِ وَاضِعاً يَدَهُ اليُسرَي عَلَي الأَرضِ وَ رَافِعاً يَدَهُ اليُمنَي إِلَي السّمَاءِ يُحَرّكُ شَفَتَيهِ بِالتّوحِيدِ وَ بَدَا مِن فِيهِ نُورٌ رَأَي أَهلُ مَكّةَ مِنهُ قُصُورَ بُصرَي مِنَ الشّامِ وَ مَا يَلِيهَا وَ القُصُورَ الحُمرَ مِن أَرضِ اليَمَنِ وَ مَا يَلِيهَا وَ القُصُورَ البِيضَ مِن إِصطَخرَ وَ مَا يَلِيهَا وَ لَقَد أَضَاءَتِ الدّنيَا لَيلَةَ وُلِدَ النّبِيّص حَتّي فَزِعَتِ الجِنّ وَ الإِنسُ وَ الشّيَاطِينُ وَ قَالُوا حَدَثَ فِي الأَرضِ حَدَثٌ وَ لَقَد رُئِيَتِ المَلَائِكَةُ لَيلَةَ وُلِدَ تَصعَدُ وَ تَنزِلُ وَ تُسَبّحُ وَ تُقَدّسُ وَ تَضطَرِبُ النّجُومُ وَ تَتَسَاقَطُ عَلَامَةً لِمِيلَادِهِ وَ لَقَد هَمّ إِبلِيسُ بِالظّعنِ فِي السّمَاءِ لِمَا رَأَي مِنَ الأَعَاجِيبِ فِي تِلكَ اللّيلَةِ وَ كَانَ لَهُ مَقعَدٌ فِي السّمَاءِ الثّالِثَةِ وَ الشّيَاطِينُ يَستَرِقُونَ السّمعَ فَلَمّا رَأَوُا الأَعَاجِيبَ أَرَادُوا أَن يَستَرِقُوا السّمعَ فَإِذَا هَمّوا قَد حُجِبُوا مِنَ السّمَاوَاتِ كُلّهَا وَ رُمُوا بِالشّهُبِ دَلَالَةً لِنُبُوّتِهِص قَالَ لَهُ اليهَوُديِّ فَإِنّ عِيسَي يَزعُمُونَ أَنّهُ قَد أَبرَأَ الأَكمَهَ وَ الأَبرَصَ بِإِذنِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَقَالَ لَهُ عَلِيّ ع لَقَد كَانَ كَذَلِكَ وَ مُحَمّدٌص أعُطيَِ مَا هُوَ أَفضَلُ مِن ذَلِكَ أَبرَأَ ذَا العَاهَةِ مِن عَاهَتِهِ فَبَينَمَا هُوَ جَالِسٌص إِذ سَأَلَ عَن رَجُلٍ مِن أَصحَابِهِ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّهُ قَد صَارَ مِنَ البَلَاءِ كَهَيئَةِ الفَرخِ لَا رِيشَ عَلَيهِ فَأَتَاهُ ع فَإِذَا هُوَ كَهَيئَةِ الفَرخِ مِن شِدّةِ البَلَاءِ فَقَالَ قَد كُنتَ تَدعُو فِي صِحّتِكَ دُعَاءً قَالَ نَعَم كُنتُ أَقُولُ يَا رَبّ أَيّمَا عُقُوبَةٍ معُاَقبِيِ بِهَا فِي الآخِرَةِ فَعَجّلهَا لِي فِي الدّنيَا فَقَالَ النّبِيّص أَ لَا قُلتَ أللّهُمّآتِنا فِي الدّنيا حَسَنَةً وَ فِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَ قِنا عَذابَ النّارِفَقَالَهَا فَكَأَنّمَا نَشَطَ مِن عِقَالٍ وَ قَامَ صَحِيحاً وَ خَرَجَ مَعَنَا وَ لَقَد أَتَاهُ رَجُلٌ مِن جُهَينَةَ أَجذَمَ يَتَقَطّعُ مِنَ الجُذَامِ فَشَكَا إِلَيهِص فَأَخَذَ قَدَحاً مِن مَاءٍ
صفحه : 46
فَتَفَلَ فِيهِ ثُمّ قَالَ امسَح بِهِ جَسَدَكَ فَفَعَلَ فَبَرَأَ حَتّي لَم يُوجَد فِيهِ شَيءٌ وَ لَقَد أَتَي أعَراَبيِّ أَبرَصُ فَتَفَلَ مِن فِيهِ عَلَيهِ فَمَا قَامَ مِن عِندِهِ إِلّا صَحِيحاً وَ لَئِن زَعَمَت أَنّ عِيسَي ع أَبرَأَ ذوَيِ العَاهَاتِ مِن عَاهَاتِهِم فَإِنّ مُحَمّداًص بَينَا هُوَ فِي بَعضِ أَصحَابِهِ إِذَا هُوَ بِامرَأَةٍ فَقَالَت يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّ ابنيِ قَد أَشرَفَ عَلَي حِيَاضِ المَوتِ كُلّمَا أَتَيتُهُ بِطَعَامٍ وَقَعَ عَلَيهِ التّثَاؤُبُ فَقَامَ النّبِيّص وَ قُمنَا مَعَهُ فَلَمّا أَتَينَاهُ قَالَ لَهُ جَانِب يَا عَدُوّ اللّهِ ولَيِّ اللّهِ فَأَنَا رَسُولُ اللّهِ فَجَانَبَهُ الشّيطَانُ فَقَامَ صَحِيحاً وَ هُوَ مَعَنَا فِي عَسكَرِنَا وَ لَئِن زَعَمَت أَنّ عِيسَي ع أَبرَأَ العُميَانَ فَإِنّ مُحَمّداًص قَد فَعَلَ مَا هُوَ أَكثَرُ مِن ذَلِكَ إِنّ قَتَادَةَ بنَ ربِعيِّ كَانَ رَجُلًا صَبِيحاً فَلَمّا أَن كَانَ يَومُ أُحُدٍ أَصَابَتهُ طَعنَةٌ فِي عَينِهِ فَبَدَرَت حَدَقَتُهُ فَأَخَذَهَا بِيَدِهِ ثُمّ أَتَي بِهَا النّبِيّص فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّ امرأَتَيِ الآنَ تبُغضِنُيِ فَأَخَذَهَا رَسُولُ اللّهِص مِن يَدِهِ ثُمّ وَضَعَهَا مَكَانَهَا فَلَم تَكُن تُعرَفُ إِلّا بِفَضلِ حُسنِهَا وَ فَضلِ ضَوئِهَا عَلَي العَينِ الأُخرَي وَ لَقَد جُرِحَ عَبدُ اللّهِ بنُ عَتِيكٍ وَ بَانَت يَدُهُ يَومَ ابنِ أَبِي الحُقَيقِ فَجَاءَ إِلَي النّبِيّص لَيلًا فَمَسَحَ عَلَيهِ يَدَهُ فَلَم تَكُن تُعرَفُ مِنَ اليَدِ الأُخرَي وَ لَقَد أَصَابَ مُحَمّدَ بنَ مَسلَمَةَ يَومَ كَعبِ بنِ الأَشرَفِ مِثلُ ذَلِكَ فِي عَينِهِ وَ يَدِهِ فَمَسَحَهُ رَسُولُ اللّهِ فَلَم تَستَبِينَا وَ لَقَد أَصَابَ عَبدَ اللّهِ بنَ أُنَيسٍ مِثلُ ذَلِكَ فِي عَينِهِ فَمَسَحَهَا فَمَا عُرِفَت مِنَ الأُخرَي فَهَذِهِ كُلّهَا دَلَالَةٌ لِنُبُوّتِهِص قَالَ لَهُ اليهَوُديِّ فَإِنّ عِيسَي ابنَ مَريَمَ يَزعُمُونَ أَنّهُ قَد أَحيَا المَوتَي بِإِذنِ اللّهِ تَعَالَي قَالَ لَهُ عَلِيّ ع لَقَد كَانَ كَذَلِكَ وَ مُحَمّدٌص سَبّحَت فِي يَدِهِ تِسعُ حَصَيَاتٍ تُسمَعُ نَغَمَاتُهَا فِي جُمُودِهَا وَ لَا رُوحَ فِيهَا لِتَمَامِ حُجّةِ نُبُوّتِهِ وَ لَقَد كَلّمَتهُ المَوتَي مِن بَعدِ مَوتِهِم وَ استَغَاثُوهُ مِمّا خَافُوا مِن تَبِعَتِهِ وَ لَقَد صَلّي بِأَصحَابِهِ ذَاتَ يَومٍ فَقَالَ مَا هَاهُنَا
صفحه : 47
مِن بنَيِ النّجّارِ أَحَدٌ وَ صَاحِبُهُم مُحتَبَسٌ عَلَي بَابِ الجَنّةِ بِثَلَاثَةِ دَرَاهِمَ لِفُلَانٍ اليهَوُديِّ وَ كَانَ شَهِيداً وَ لَئِن زَعَمَت أَنّ عِيسَي ع كَلّمَ المَوتَي فَلَقَد كَانَ لِمُحَمّدٍص مَا هُوَ أَعجَبُ مِن هَذَا إِنّ النّبِيّص لَمّا نَزَلَ بِالطّائِفِ وَ حَاصَرَ أَهلَهَا بَعَثُوا إِلَيهِ بِشَاةٍ مَسلُوخَةٍ مَطلِيّةٍ بِسَمّ فَنَطَقَ الذّرَاعُ مِنهَا فَقَالَت يَا رَسُولَ اللّهِ لَا تأَكلُنيِ فإَنِيّ مَسمُومَةٌ فَلَو كَلّمَتهُ البَهِيمَةُ وَ هيَِ حَيّةٌ لَكَانَت مِن أَعظَمِ حُجَجِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ عَلَي المُنكِرِينَ لِنُبُوّتِهِ فَكَيفَ وَ قَد كَلّمَتهُ مِن بَعدَ ذَبحٍ وَ سَلخٍ وَ شيَّ وَ لَقَد كَانَص يَدعُو بِالشّجَرَةِ فَتُجِيبُهُ وَ تُكَلّمُهُ البَهِيمَةُ وَ تُكَلّمُهُ السّبَاعُ وَ تَشهَدُ لَهُ بِالنّبُوّةِ وَ تُحَذّرُهُم عِصيَانَهُ فَهَذَا أَكثَرُ مِمّا أعُطيَِ عِيسَي ع قَالَ لَهُ اليهَوُديِّ إِنّ عِيسَي يَزعُمُونَ أَنّهُ أَنبَأَ قَومَهُ بِمَا يَأكُلُونَ وَ مَا يَدّخِرُونَ فِي بُيُوتِهِم قَالَ لَهُ عَلِيّ ع لَقَد كَانَ كَذَلِكَ وَ مُحَمّدٌص فَعَلَ مَا هُوَ أَكثَرُ مِن هَذَا إِنّ عِيسَي ع أَنبَأَ قَومَهُ بِمَا كَانَ مِن وَرَاءِ حَائِطٍ وَ مُحَمّدٌص أَنبَأَ عَن مُؤتَةَ وَ هُوَ عَنهَا غَائِبٌ وَ وَصَفَ حَربَهُم وَ مَنِ استُشهِدَ مِنهُم وَ بَينَهُ وَ بَينَهُم مَسِيرَةُ شَهرٍ وَ كَانَ يَأتِيهِ الرّجُلُ يُرِيدُ أَن يَسأَلَهُ عَن شَيءٍ فَيَقُولُص تَقُولُ أَو أَقُولُ فَيَقُولُ بَل قُل يَا رَسُولَ اللّهِ فَيَقُولُ جئِتنَيِ فِي كَذَا وَ كَذَا حَتّي يَفرُغَ مِن حَاجَتِهِ وَ لَقَد كَانَص يُخبِرُ أَهلَ مَكّةَ بِأَسرَارِهِم بِمَكّةَ حَتّي لَا يَترُكُ مِن أَسرَارِهِم شَيئاً مِنهَا مَا كَانَ بَينَ صَفوَانَ بنِ أُمَيّةَ وَ بَينَ عُمَيرِ بنِ وَهبٍ إِذَا أَتَاهُ عُمَيرٌ فَقَالَ جِئتُ فِي فَكَاكِ ابنيِ فَقَالَ لَهُ كَذِبتَ بَل قُلتَ لِصَفوَانَ وَ قَدِ اجتَمَعتُم فِي الحَطِيمِ وَ ذَكَرتُم قَتلَي بَدرٍ وَ اللّهِ لَلمَوتُ خَيرٌ لَنَا مِنَ البَقَاءِ مَعَ مَا صَنَعَ مُحَمّدٌص بِنَا وَ هَل حَيَاةٌ بَعدَ أَهلِ القَلِيبِ فَقُلتَ أَنتَ لَو لَا عيِاَليِ وَ دَينٌ عَلَيّ لَأَرَحتُكَ مِن مُحَمّدٍ فَقَالَ صَفوَانُ عَلَيّ أَن أقَضيَِ دَينَكَ وَ أَن أَجعَلَ بَنَاتِكَ مَعَ بنَاَتيِ يُصِيبُهُنّ مَا يُصِيبُهُنّ مِن خَيرٍ أَو شَرّ فَقُلتَ أَنتَ فَاكتُمهَا عَلَيّ وَ جهَزّنيِ حَتّي أَذهَبَ فَأَقتُلَهُ فَجِئتَ لتِقَتلُنَيِ فَقَالَ صَدَقتَ يَا رَسُولَ اللّهِ فَأَنَا أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّكَ رَسُولُ اللّهِ وَ أَشبَاهُ هَذَا مِمّا لَا يُحصَي
صفحه : 48
قَالَ لَهُ اليهَوُديِّ فَإِنّ عِيسَي يَزعُمُونَ أَنّهُ خَلَقَمِنَ الطّينِ كَهَيئَةِ الطّيرِفَيَنفُخُ فِيهِفَيَكُونُ طَيراً بِإِذنِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَقَالَ لَهُ عَلِيّ ع لَقَد كَانَ كَذَلِكَ وَ مُحَمّدٌص قَد فَعَلَ مَا هُوَ شَبِيهٌ بِهَذَا أَخَذَ يَومَ حُنَينٍ حَجَراً فَسَمِعنَا لِلحَجَرِ تَسبِيحاً وَ تَقدِيساً ثُمّ قَالَص لِلحَجَرِ انفَلِق فَانفَلَقَ ثَلَاثَ فِلَقٍ نَسمَعُ لِكُلّ فِلقَةٍ مِنهَا تَسبِيحاً لَا يُسمَعُ لِلأُخرَي وَ لَقَد بَعَثَ إِلَي شَجَرَةٍ يَومَ البَطحَاءِ فَأَجَابَتهُ وَ لِكُلّ غُصنٍ مِنهَا تَسبِيحٌ وَ تَهلِيلٌ وَ تَقدِيسٌ ثُمّ قَالَ لَهَا انشقَيّ فَانشَقّت نِصفَينِ ثُمّ قَالَ لَهَا التزَقِيِ فَالتَزَقَت ثُمّ قَالَ لَهَا اشهدَيِ لِي بِالنّبُوّةِ فَشَهِدَت ثُمّ قَالَ لَهَا ارجعِيِ إِلَي مَكَانِكِ بِالتّسبِيحِ وَ التّهلِيلِ وَ التّقدِيسِ فَفَعَلَت وَ كَانَ مَوضِعُهَا بِجَنبِ الجَزّارِينَ بِمَكّةَ قَالَ لَهُ اليهَوُديِّ فَإِنّ عِيسَي يَزعُمُونَ أَنّهُ كَانَ سَيّاحاً فَقَالَ لَهُ عَلِيّ ع لَقَد كَانَ كَذَلِكَ وَ مُحَمّدٌص كَانَت سِيَاحَتُهُ فِي الجِهَادِ وَ استَنفَرَ فِي عَشرِ سِنِينَ مَا لَا يُحصَي مِن حَاضِرٍ وَ بَادٍ وَ أَفنَي فِئَاماً عَنِ العَرَبِ مِن مَنعُوتٍ بِالسّيفِ لَا يدُاَريِ بِالكَلَامِ وَ لَا يَنَامُ إِلّا عَن دَمٍ وَ لَا يُسَافِرُ إِلّا وَ هُوَ مُتَجَهّزٌ لِقِتَالِ عَدُوّهِ قَالَ لَهُ اليهَوُديِّ فَإِنّ عِيسَي يَزعُمُونَ أَنّهُ كَانَ زَاهِداً قَالَ لَهُ عَلِيّ ع لَقَد كَانَ كَذَلِكَ وَ مُحَمّدٌص أَزهَدُ الأَنبِيَاءِ ع كَانَ لَهُ ثَلَاثَ عَشرَةَ زَوجَةً سِوَي مَن يُطِيفُ بِهِ مِنَ الإِمَاءِ مَا رُفِعَت لَهُ مَائِدَةٌ قَطّ وَ عَلَيهَا طَعَامٌ وَ مَا أَكَلَ خُبزَ بُرّ قَطّ وَ لَا شَبِعَ مِن خُبزِ شَعِيرٍ ثَلَاثَ لَيَالٍ مُتَوَالِيَاتٍ قَطّ توُفُيَّ وَ دِرعُهُ مَرهُونَةٌ عِندَ يهَوُديِّ بِأَربَعَةِ دَرَاهِمَ مَا تَرَكَ صَفرَاءَ وَ لَا بَيضَاءَ مَعَ مَا وُطّئَ لَهُ مِنَ البِلَادِ وَ مُكّنَ لَهُ مِن غَنَائِمِ العِبَادِ وَ لَقَد كَانَ يَقسِمُ فِي اليَومِ الوَاحِدِ ثَلَاثَمِائَةِ أَلفٍ وَ أَربَعَمِائَةِ أَلفٍ وَ يَأتِيهِ السّائِلُ باِلعشَيِّ فَيَقُولُ وَ ألّذِي بَعَثَ مُحَمّداً بِالحَقّ مَا أَمسَي فِي آلِ مُحَمّدٍ صَاعٌ مِن شَعِيرٍ وَ لَا صَاعٌ مِن بُرّ وَ لَا دِرهَمٌ وَ لَا دِينَارٌ قَالَ لَهُ اليهَوُديِّ فإَنِيّ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداًص رَسُولُ اللّهِ وَ أَشهَدُ أَنّهُ مَا أَعطَي اللّهُ نَبِيّاً دَرَجَةً وَ لَا مُرسَلًا فَضِيلَةً إِلّا وَ قَد جَمَعَهَا لِمُحَمّدٍص وَ زَادَ مُحَمّداًص عَلَي الأَنبِيَاءِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم أَضعَافَ دَرَجَةٍ
صفحه : 49
فَقَالَ ابنُ عَبّاسٍ لعِلَيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع أَشهَدُ يَا أَبَا الحَسَنِ أَنّكَ مِنَ الرّاسِخِينَ فِي العِلمِ فَقَالَ وَيحَكَ وَ مَا لِي لَا أَقُولُ مَا قُلتَ فِي نَفسِ مَنِ استَعظَمَهُ اللّهُ تَعَالَي فِي عَظَمَتِهِ جَلّت فَقَالَوَ إِنّكَ لَعَلي خُلُقٍ عَظِيمٍ
إيضاح المقة بكسر الميم المحبة والتهافت التساقط والشيح بالكسر نبت تنبت بالبادية قوله صلوات الله عليه ومراتع البقع البقع بالضم جمع الأبقع و هو ماخالط بياضه لون آخر ولعل المراد الغراب الأبقع فإنه يفر من الناس ويرتع في البوادي ويحتمل أن يكون في الأصل البقيع أولفظ آخر والظاهر أن فيه تصحيفا. قوله بحجب ثلاثة لعل المراد البطن والرحم والمشيمة حيث أخفي حمله عن نمرود أو في الغار بثلاثة حجب أوأحدها عندالحمل والثاني في الغار والثالث في النار والمقمح الغاض بصره بعدرفع رأسه واختلف في تفسير الآية فقيل إنه مثل ضربه الله تعالي للمشركين في إعراضهم عن الحق فمثلهم كمثل رجل غلت يداه إلي عنقه لايمكنه أن يبسطهما إلي خير و رجل طامح برأسه لايبصر موطئ قدميه وقيل إن المعني بذلك ناس من قريش هموا بقتل النبي ص فصاروا هكذا و هذاالخبر يدل علي الأخير والسبع الطوال علي المشهور من البقرة إلي الأعراف والسابعة سورة يونس أوالأنفال وبراءة جميعا لأنهما سورة واحدة عندبعض والمراد هنا مايبقي بعدإسقاط البقرة والمائدة وبراءة. و قوله والقرآن العظيم أريد به بقية القرآن أوالمراد به الفاتحة أيضا و قوله وأعطي الكتاب إشارة إلي البقية. قوله ع في هذاالاسم يحتمل أن يكون المعني أن اسمه ص يدل علي أن الله تعالي ألقي محبته علي العباد لدلالته علي كونه محمودا في السماء و الأرض أو يكون المراد بالاسم الذكر فكثيرا مايطلق عليه مجازا أو أن قوله إذ تم في قوة البدل
صفحه : 50
من الاسم والحاصل أنه من ألذي يشركه في أن لايتم الشهادة لله بالوحدانية إلابذكر اسمه والشهادة له بالنبوة كل هذا إذاقرئ من بالفتح ويمكن أن يقرأ بالكسر فيوجه بأحد الوجهين الأخيرين والنبل السهام العربية ويقال رشت السهم إذاألزقت عليه الريش والشظية الفلقة من العصا ونحوها والأكحل عرق في اليد يفصد. قوله وروي الظاهر أنه كلام الطبرسي رحمه الله أدخله بين الخبر قوله أن يبعجوا بفتح العين أي أن يشقوا والشدخ كسر الشيء الأجوف أي شدخت رأسه به ويقال فغر فاه أي فتحه . قوله و حتي التفت خواصر الخيل أي جنبتاها من شدة العطش قوله ع وجعلها غارا يدل علي أنه ص ليلة الغار أحدث الغار ودخل فيه و لم يكن ثمة غار و أماصخرة بيت المقدس فكان ليلة المعراج . و أما قوله قدرأينا ذلك والتمسناه تحت رايته أي رأينا تحت رايته عليه الصلاة و السلام أمثال ذلك كثيرا والمراد بالراية العلامة أي رأي بعض الصحابة ذلك تحت علامته في بيت المقدس ويلوح لي أن فيه تصحيفا و كان في الأصل وجعلها هارا فيكون إشارة إلي ماسيأتي في أبواب معجزاته ص أن في غزوة الأحزاب بلغوا إلي أرض صلبة لاتعمل فيهاالمعاول فصب ص عليها ماء فصارت هائرة متساقطة فقوله قدرأينا ذلك إشارة إلي هذا. و قال الجزري فيه أنه كان يصلي ولجوفه أزيز كأزيز المرجل من البكاء أي خنين من الجوف بالخاء المعجمة و هوصوت البكاء وقيل هو أن يجيش جوفه ويغلي بالبكاء انتهي والمرجل كمنبر القدر والأثافي الأحجار يوضع عليها القدر والرفرف ثياب خضر يتخذ منها المحابس وتبسط وكسر الخباء وجوانب الدرع و ماتدلي منها و ماتدلي من أغصان الأيكة وفضول المحابس والفرش و كل ما
صفحه : 51
فضل فثني والفراش ذكرها الفيروزآبادي. قوله ع فكان فيما أوحي إليه لعل المعني أنه كانت تلك الآية فيما أوحي الله إليه قبل تلك الليلة ليتأتي تبليغها أمته وقبولهم لها فيكون ذكرها لبيان سبب ماأوحي إليه ص في هذاالوقت ويحتمل أن يكون التبليغ إلي أمير المؤمنين ع من ذلك المكان في تلك الليلة قبل الوصول إلي ساق العرش ويحتمل أن يكون التبليغ بعدالنزول و يكون قوله فلما رأي الله تعالي منهم القبول أي علم الله منهم أنهم سيقبلونها والأول أظهر والثبور الهلاك والخسران . قوله ع من الأحجة جمع حجيج بمعني مقيم الحجة علي مذهبه و في بعض النسخ من الأجنحة أي الرؤساء أواسم قبيلة منهم قوله ع وشي أي بعد ما كان مشويا مطبوخا ومؤتة بضم الميم وسكون الهمزة وفتح التاء اسم موضع قتل فيها جعفر بن أبي طالب وسيأتي قصته وكيف أخبر النبي ص عن شهادته وغيرها والفئام بالكسر مهموزا الجماعة الكثيرة كماذكره اللغويون و قدفسر في بعض أخبارنا بمائة ألف . قوله ع مع ماوُطّئَ له من البلاد علي بناء المجهول من باب التفعيل أي مهد وذلل ويسر له فتحها والاستيلاء عليها من قولهم فراش وطيء أي لايؤذي جنب النائم . قوله ع جلت معترضة ثنائية أي جلت عظمته عن البيان والأظهر أنه كان في الأصل حيث قال فصحف وكذا الأظهر أن قوله نفس تصحيف نعت أووصف
صفحه : 52
1-ج ،[الإحتجاج ]روُيَِ أَنّهُ وَفدٌ وُفِدَ مِن بِلَادِ الرّومِ إِلَي المَدِينَةِ عَلَي عَهدِ أَبِي بَكرٍ وَ فِيهِم رَاهِبٌ مِن رُهبَانِ النّصَارَي فَأَتَي مَسجِدَ رَسُولِ اللّهِص وَ مَعَهُ بخُتيِّ مُوقَرٌ ذَهَباً وَ فِضّةً وَ كَانَ أَبُو بَكرٍ حَاضِراً وَ عِندَهُ جَمَاعَةٌ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ فَدَخَلَ عَلَيهِم وَ حَيّاهُم وَ رَحّبَ بِهِم وَ تَصَفّحَ وُجُوهَهُم ثُمّ قَالَ أَيّكُم خَلِيفَةُ رَسُولِ اللّهِص نَبِيّكُم وَ أَمِينِ دِينِكُم فَأُومِئَ إِلَي أَبِي بَكرٍ فَأَقبَلَ عَلَيهِ بِوَجهِهِ ثُمّ قَالَ أَيّهَا الشّيخُ مَا اسمُكَ قَالَ اسميِ عَتِيقٌ قَالَ ثُمّ مَا ذَا قَالَ صِدّيقٌ قَالَ ثُمّ مَا ذَا قَالَ مَا أَعرِفُ لنِفَسيِ اسماً غَيرَهُ قَالَ لَستَ بصِاَحبِيِ فَقَالَ لَهُ وَ مَا حَاجَتُكَ قَالَ أَنَا مِن بِلَادِ الرّومِ جِئتُ مِنهَا ببِخُتيِّ مُوقَراً ذَهَباً وَ فِضّةً لِأَسأَلَ أَمِينَ هَذِهِ الأُمّةِ عَن مَسأَلَةٍ إِن أجَاَبنَيِ عَنهَا أَسلَمتُ وَ بِمَا أمَرَنَيِ أَطَعتُ وَ هَذَا المَالَ بَينَكُم فَرّقتُ وَ إِن عَجَزَ عَنهَا رَجَعتُ إِلَي الوَرَاءِ بِمَا معَيِ وَ لَم أُسلِم فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكرٍ سَل عَمّا بَدَا لَكَ فَقَالَ الرّاهِبُ وَ اللّهِ لَا أَفتَحُ الكَلَامَ مَا لَم تؤُمنِيّ مِن سَطوَتِكَ وَ سَطوَةِ أَصحَابِكَ فَقَالَ أَبُو بَكرٍ أَنتَ آمِنٌ وَ لَيسَ عَلَيكَ بَأسٌ قُل مَا شِئتَ فَقَالَ الرّاهِبُ أخَبرِنيِ عَن شَيءٍ لَيسَ لِلّهِ وَ لَا مِن عِندِ اللّهِ وَ لَا يَعلَمُهُ اللّهُ فَارتَعَشَ أَبُو بَكرٍ وَ لَم يُحِر جَوَاباً فَلَمّا كَانَ بَعدَ هُنَيئَةٍ قَالَ لِبَعضِ أَصحَابِهِ ائتنِيِ بأِبَيِ حَفصٍ فَجَاءَ بِهِ فَجَلَسَ عِندَهُ ثُمّ قَالَ أَيّهَا الرّاهِبُ اسأَلهُ فَأَقبَلَ الرّاهِبُ بِوَجهِهِ إِلَي عُمَرَ وَ قَالَ لَهُ مِثلَ مَا قَالَ لأِبَيِ بَكرٍ فَلَم يُحِر جَوَاباً ثُمّ أتُيَِ بِعُثمَانَ فَجَرَي بَينَ الرّاهِبِ وَ بَينَ عُثمَانَ مَا جَرَي بَينَهُ وَ بَينَ أَبِي بَكرٍ وَ عُمَرَ فَلَم يُحِر جَوَاباً فَقَالَ الرّاهِبُ أَشيَاخٌ كِرَامٌ ذَوُو رِتَاجٍ لِإِسلَامٍ ثُمّ نَهَضَ لِيَخرُجَ فَقَالَ أَبُو بَكرٍ يَا عَدُوّ اللّهِ لَو لَا العَهدُ لَخَضَبتُ الأَرضَ بِدَمِكَ
صفحه : 53
فَقَامَ سَلمَانُ الفاَرسِيِّ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ وَ أَتَي عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع وَ هُوَ جَالِسٌ فِي صَحنِ دَارِهِ مَعَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ ع وَ قَصّ عَلَيهِ القِصّةَ فَقَامَ عَلِيّ ع فَخَرَجَ وَ مَعَهُ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ع حَتّي أَتَي المَسجِدَ فَلَمّا رَأَي القَومُ عَلِيّاً ع كَبّرُوا اللّهَ وَ حَمّدُوا اللّهَ وَ قَامُوا إِلَيهِ بِأَجمَعِهِم فَدَخَلَ عَلِيّ ع وَ جَلَسَ فَقَالَ أَبُو بَكرٍ أَيّهَا الرّاهِبُ سَائِلهُ فَإِنّهُ صَاحِبُكَ وَ بُغيَتُكَ فَأَقبَلَ الرّاهِبُ بِوَجهِهِ إِلَي عَلِيّ ع ثُمّ قَالَ يَا فَتَي مَا اسمُكَ فَقَالَ اسميِ عِندَ اليَهُودِ إِليَا وَ عِندَ النّصَارَي إِيلِيَا وَ عِندَ واَلدِيِ عَلِيّ وَ عِندَ أمُيّ حَيدَرَةُ فَقَالَ مَا مَحَلّكَ مِن نَبِيّكُم قَالَ أخَيِ وَ صهِريِ وَ ابنُ عمَيّ قَالَ الرّاهِبُ أَنتَ صاَحبِيِ وَ رَبّ عِيسَي أخَبرِنيِ عَن شَيءٍ لَيسَ لِلّهِ وَ لَا مِن عِندِ اللّهِ وَ لَا يَعلَمُهُ اللّهُ قَالَ عَلِيّ ع عَلَي الخَبِيرِ سَقَطتَ أَمّا قَولُكَ مَا لَيسَ لِلّهِ فَإِنّ اللّهَ تَعَالَي أَحَدٌ لَيسَ لَهُ صَاحِبَةٌ وَ لَا وَلَدٌ وَ أَمّا قَولُكَ وَ لَا مِن عِندِ اللّهِ فَلَيسَ مِن عِندِ اللّهِ ظُلمٌ لِأَحَدٍ وَ أَمّا قَولُكَ لَا يَعلَمُهُ اللّهُ لَا يَعلَمُ لَهُ شَرِيكاً فِي المُلكِ فَقَامَ الرّاهِبُ وَ قَطَعَ زُنّارَهُ وَ أَخَذَ رَأسَهُ وَ قَبّلَ مَا بَينَ عَينَيهِ وَ قَالَ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ وَ أَشهَدُ أَنّكَ الخَلِيفَةُ وَ أَمِينُ هَذِهِ الأُمّةِ وَ مَعدِنُ الدّينِ وَ الحِكمَةِ وَ مَنبَعُ عَينِ الحُجّةِ لَقَد قَرَأتُ اسمَكَ فِي التّورَاةِ إِليَا وَ فِي الإِنجِيلِ إِيلِيَا وَ فِي القُرآنِ عَلِيّاً وَ فِي الكُتُبِ السّالِفَةِ حَيدَرَةُ وَ وَجَدتُكَ بَعدَ النّبِيّص وَصِيّاً وَ لِلإِمَارَةِ وَلِيّاً وَ أَنتَ أَحَقّ بِهَذَا المَجلِسِ مِن غَيرِكَ فأَخَبرِنيِ مَا شَأنُكَ وَ شَأنُ القَومِ فَأَجَابَهُ بشِيَءٍ فَقَامَ الرّاهِبُ وَ سَلّمَ المَالَ إِلَيهِ بِأَجمَعِهِ فَمَا بَرِحَ عَلِيّ ع مِن مَكَانِهِ حَتّي فَرّقَهُ فِي مَسَاكِينِ أَهلِ المَدِينَةِ وَ مَحَاوِيجِهِم وَ انصَرَفَ الرّاهِبُ إِلَي قَومِهِ مُسلِماً
بيان قوله ذوو رتاج قال الجوهري أرتج علي القارئ علي ما لم يسمّ فاعله
صفحه : 54
إذا لم يقدر علي القراءة كأنه أطبق عليه كمايرتج الباب من الرجّ[الرتج ] و لاتقل ارتجّ عليه بالتشديد ورتج الرجل في منطقه بالكسر إذااستغلق عليه الكلام والرتاج الباب العظيم انتهي .أقول يحتمل أن يكون مراده أنهم صاحب باب علوم الإسلام وعندهم مفاتيحه علي سبيل التهكم و أن يكون المعني أنه يرتج عليهم الكلام في المسائل التي يسأل عنهم في الإسلام أويسدون باب الإسلام فلايدخله أحد لجهلهم ولعله أظهر
2- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]المُفِيدُ عَن عَلِيّ بنِ خَالِدٍ عَنِ العَبّاسِ بنِ الوَلِيدِ عَن مُحَمّدِ بنِ عُمَرَ الكنِديِّ عَن عَبدِ الكَرِيمِ بنِ إِسحَاقَ الراّزيِّ عَن بُندَارَ عَن سَعِيدِ بنِ خَالِدٍ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ أَبِي إِدرِيسَ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ قَيسٍ البصَريِّ قَالَ حَدّثَنَا زَاذَانُ عَن سَلمَانَ الفاَرسِيِّ رَحمَةُ اللّهِ عَلَيهِ قَالَ لَمّا قُبِضَ النّبِيّص وَ تَقَلّدَ أَبُو بَكرٍ الأَمرَ قَدِمَ المَدِينَةَ جَمَاعَةٌ مِنَ النّصَارَي يَتَقَدّمُهُم جَاثَلِيقُ لَهُم لَهُ سَمتٌ وَ مَعرِفَةٌ بِالكَلَامِ وَ وُجُوهِهِ وَ حَفِظَ التّورَاةَ وَ الإِنجِيلَ وَ مَا فِيهِمَا فَقَصَدُوا أَبَا بَكرٍ فَقَالَ لَهُ الجَاثَلِيقُ إِنّا وَجَدنَا فِي الإِنجِيلِ رَسُولًا يَخرُجُ بَعدَ عِيسَي وَ قَد بَلَغَنَا خُرُوجُ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ يُذكَرُ أَنّهُ ذَلِكَ الرّسُولُ فَفَزِعنَا إِلَي مُلكِنَا فَجُمِعَ وُجُوهُ قَومِنَا وَ أَنفَذَنَا فِي التِمَاسِ الحَقّ فِيمَا اتّصَلَ بِنَا وَ قَد فَاتَنَا نَبِيّكُم مُحَمّدٌ وَ فِيمَا قَرَأنَاهُ مِن كُتُبِنَا أَنّ الأَنبِيَاءَ لَا يَخرُجُونَ مِنَ الدّنيَا إِلّا بَعدَ إِقَامَةِ أَوصِيَاءَ لَهُم يُخلِفُونَهُم فِي أُمَمِهِم يُقتَبَسُ مِنهُمُ الضّيَاءُ فِيمَا أُشكِلَ فَأَنتَ أَيّهَا الأَمِيرُ وَصِيّهُ لِنَسأَلكَ عَمّا نَحتَاجُ إِلَيهِ فَقَالَ عُمَرُ هَذَا خَلِيفَةُ رَسُولِ اللّهِص فَجَثَا الجَاثَلِيقُ لِرُكبَتَيهِ وَ قَالَ لَهُ خُبّرنَا
صفحه : 55
أَيّهَا الخَلِيفَةُ عَن فَضلِكُم عَلَينَا فِي الدّينِ فَإِنّا جِئنَا نَسأَلُ عَن ذَلِكَ فَقَالَ أَبُو بَكرٍ نَحنُ مُؤمِنُونَ وَ أَنتُم كُفّارٌ وَ المُؤمِنُ خَيرٌ مِنَ الكَافِرِ وَ الإِيمَانُ خَيرٌ مِنَ الكُفرِ فَقَالَ الجَاثَلِيقُ هَذِهِ دَعوَي يَحتَاجُ إِلَي حُجّةٍ فخَبَرّنيِ أَنتَ مُؤمِنٌ عِندَ اللّهِ أَم عِندَ نَفسِكَ فَقَالَ أَبُو بَكرٍ أَنَا مُؤمِنٌ عِندَ نفَسيِ وَ لَا عِلمَ لِي بِمَا عِندَ اللّهِ فَقَالَ الجَاثَلِيقُ فَهَل أَنَا كَافِرٌ عِندَكَ عَلَي مِثلِ مَا أَنتَ مُؤمِنٌ أَم أَنَا كَافِرٌ عِندَ اللّهِ فَقَالَ أَنتَ عنِديِ كَافِرٌ وَ لَا عِلمَ لِي بِحَالِكَ عِندَ اللّهِ فَقَالَ الجَاثَلِيقُ فَمَا أَرَاكَ إِلّا شَاكّاً فِي نَفسِكَ وَ فِيّ وَ لَستَ عَلَي يَقِينٍ مِن دِينِكَ فخَبَرّنيِ أَ لَكَ عِندَ اللّهِ مَنزِلَةٌ فِي الجَنّةِ بِمَا أَنتَ عَلَيهِ مِنَ الدّينِ تَعرِفُهَا فَقَالَ لِي مَنزِلَةٌ فِي الجَنّةِ أَعرِفُهَا بِالوَعدِ وَ لَا أَعلَمُ هَل أَصِلُ إِلَيهَا أَم لَا فَقَالَ لَهُ فَتَرجُو لِي مَنزِلَةً مِنَ الجَنّةِ قَالَ أَجَل أَرجُو ذَلِكَ فَقَالَ الجَاثَلِيقُ فَمَا أَرَاكَ إِلّا رَاجِياً لِي وَ خَائِفاً عَلَي نَفسِكَ فَمَا فَضلُكَ عَلَيّ فِي العِلمِ ثُمّ قَالَ لَهُ أخَبرِنيِ هَلِ احتَوَيتَ عَلَي جَمِيعِ عِلمِ النّبِيّ المَبعُوثِ إِلَيكَ قَالَ لَا وَ لكَنِيّ أَعلَمُ مِنهُ مَا قضُيَِ لِي عِلمُهُ قَالَ فَكَيفَ صِرتَ خَلِيفَةً للِنبّيِّ وَ أَنتَ لَا تُحِيطُ عِلماً بِمَا يَحتَاجُ إِلَيهِ أُمّتُهُ مِن عِلمِهِ وَ كَيفَ قَدّمَكَ قَومُكَ عَلَي ذَلِكَ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ كُفّ أَيّهَا النصّراَنيِّ عَن هَذَا التّعَبِ وَ إِلّا أَبَحنَا دَمَكَ فَقَالَ الجَاثَلِيقُ مَا هَذَا عَدلٌ عَلَي مَن جَاءَ مُستَرشِداً طَالِباً قَالَ سَلمَانُ رَحمَةُ اللّهِ عَلَيهِ فَكَأَنّمَا أُلبِسنَا جِلبَابَ المَذَلّةِ فَنَهَضتُ حَتّي أَتَيتُ عَلِيّاً عَلَيهِ السّلَامُ فَأَخبَرتُهُ الخَبَرَ فَأَقبَلَ بأِبَيِ وَ أمُيّ حَتّي جَلَسَ وَ النصّراَنيِّ يَقُولُ دلُوّنيِ عَلَي مَن أَسأَلُهُ عَمّا أَحتَاجُ فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع سَل يَا نصَراَنيِّ فَوَ ألّذِي فَلَقَ الحَبّةَ وَ بَرَأَ النّسَمَةَ لَا تسَألَنُيِ عَمّا مَضَي وَ لَا مَا يَكُونُ إِلّا أَخبَرتُكَ بِهِ عَن نبَيِّ الهُدَي مُحَمّدٍص فَقَالَ النصّراَنيِّ أَسأَلُكَ عَمّا سَأَلتُ عَنهُ هَذَا الشّيخَ خبَرّنيِ أَ مُؤمِنٌ أَنتَ عِندَ اللّهِ أَم عِندَ نَفسِكَ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع أَنَا مُؤمِنٌ عِندَ اللّهِ كَمَا أَنَا مُؤمِنٌ فِي عقَيِدتَيِ
صفحه : 56
فَقَالَ الجَاثَلِيقُ اللّهُ أَكبَرُ هَذَا كَلَامُ وَثِيقٍ بِدِينِهِ مُتَحَقّقٍ فِيهِ بِصِحّةِ يَقِينِهِ فخَبَرّنيِ الآنَ عَن مَنزِلَتِكَ فِي الجَنّةِ مَا هيَِ فَقَالَ ع منَزلِتَيِ مَعَ النّبِيّ الأمُيّّ فِي الفِردَوسِ الأَعلَي لَا أَرتَابُ بِذَلِكَ وَ لَا أَشُكّ فِي الوَعدِ بِهِ مِن ربَيّ قَالَ النصّراَنيِّ فَبِمَا ذَا عَرَفتَ الوَعدَ لَكَ بِالمَنزِلَةِ التّيِ ذَكَرتَهَا فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع بِالكِتَابِ المُنزَلِ وَ صِدقِ النّبِيّ المُرسَلِ قَالَ فَبِمَا عَلِمتَ صِدقَ نَبِيّكَ قَالَ بِالآيَاتِ البَاهِرَاتِ وَ المُعجِزَاتِ البَيّنَاتِ قَالَ الجَاثَلِيقُ هَذَا طَرِيقُ الحُجّةِ لِمَن أَرَادَ الِاحتِجَاجَ خبَرّنيِ عَنِ اللّهِ تَعَالَي أَينَ هُوَ اليَومَ فَقَالَ ع يَا نصَراَنيِّ إِنّ اللّهَ تَعَالَي يَجِلّ عَنِ الأَينِ وَ يَتَعَالَي عَنِ المَكَانِ كَانَ فِيمَا لَم يَزَل وَ لَا مَكَانَ وَ هُوَ اليَومَ عَلَي ذَلِكَ لَم يَتَغَيّر مِن حَالٍ إِلَي حَالٍ فَقَالَ أَجَل أَحسَنتَ أَيّهَا العَالِمُ وَ أَجَزتَ فِي الجَوَابِ فخَبَرّنيِ عَنِ اللّهِ تَعَالَي أَ مُدرَكٌ بِالحَوَاسّ عِندَكَ فَيَسأَلَكَ المُستَرشِدُ فِي طَلَبِهِ استِعمَالَ الحَوَاسّ أَم كَيفَ طَرِيقُ المَعرِفَةِ بِهِ إِن لَم يَكُنِ الأَمرُ كَذَلِكَ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع تَعَالَي المَلِكُ الجَبّارُ أَن يُوصَفَ بِمِقدَارٍ أَو تُدرِكَهُ الحَوَاسّ أَو يُقَاسَ بِالنّاسِ وَ الطّرِيقُ إِلَي مَعرِفَةِ صَنَائِعِهِ البَاهِرَةِ لِلعُقُولِ الدّالّةِ ذوَيِ الِاعتِبَارِ بِمَا هُوَ مِنهَا مَشهُودٌ وَ مَعقُولٌ قَالَ الجَاثَلِيقُ صَدَقتَ هَذَا وَ اللّهِ هُوَ الحَقّ ألّذِي قَد ضَلّ عَنهُ التّائِهُونَ فِي الجَهَالَاتِ فخَبَرّنيِ الآنَ عَمّا قَالَهُ نَبِيّكُم فِي المَسِيحِ وَ أَنّهُ مَخلُوقٌ مِن أَينَ أَثبَتَ لَهُ الخَلقَ وَ نَفَي عَنهُ الإِلَهِيّةَ وَ أَوجَبَ فِيهِ النّقصَ وَ قَد عَرَفتَ مَا يَعتَقِدُ فِيهِ كَثِيرٌ مِنَ المُتَدَيّنِينَ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع أَثبَتَ لَهُ الخَلقَ بِالتّقدِيرِ ألّذِي لَزِمَهُ وَ التّصوِيرِ وَ التّغَيّرِ مِن حَالٍ إِلَي حَالٍ وَ زِيَادَةِ التّيِ لَم يَنفَكّ مِنهَا وَ النّقصَانِ وَ لَم أَنفِ عَنهُ النّبُوّةَ وَ لَا أَخرَجتُهُ مِنَ العِصمَةِ وَ الكَمَالِ وَ التّأيِيدِ وَ قَد جَاءَنَا عَنِ اللّهِ تَعَالَي بِأَنّهُ مِثلُآدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرابٍ ثُمّ قالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ فَقَالَ لَهُ الجَاثَلِيقُ هَذَا مَا لَا يُطعَنُ فِيهِ الآنَ غَيرَ أَنّ الحِجَاجَ مِمّا يَشتَرِكُ فِيهِ الحُجّةُ عَلَي الخَلقِ وَ المَحجُوجِ مِنهُم فَبِمَ نُبتَ أَيّهَا العَالِمُ مِنَ الرّعِيّةِ النّاقِصَةِ عنِديِ
صفحه : 57
قَالَ بِمَا أَخبَرتُكَ بِهِ مِن علِميِ بِمَا كَانَ وَ مَا يَكُونُ قَالَ الجَاثَلِيقُ فَهَلُمّ شَيئاً مِن ذِكرِ ذَلِكَ أَتَحَقّق بِهِ دَعوَاكَ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلَيهِ السّلَامُ خَرَجتَ أَيّهَا النصّراَنيِّ مِن مُستَقَرّكَ مُستَفِزّاً لِمَن قَصَدتَ بِسُؤَالِكَ لَهُ مُضمِراً خِلَافَ مَا أَظهَرتَ مِنَ الطّلَبِ وَ الِاستِرشَادِ فَأُرِيتَ فِي مَنَامِكَ مقَاَميِ وَ حُدّثتَ فِيهِ بكِلَاَميِ وَ حُذّرتَ فِيهِ مِن خلِاَفيِ وَ أُمِرتَ فِيهِ باِتبّاَعيِ قَالَ صَدَقتَ وَ اللّهِ ألّذِي بَعَثَ المَسِيحَ وَ مَا اطّلَعَ عَلَي مَا أخَبرَتنَيِ بِهِ إِلّا اللّهُ تَعَالَي وَ أَنَا أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِص وَ أَنّكَ وصَيِّ رَسُولِ اللّهِ وَ أَحَقّ النّاسِ بِمَقَامِهِ وَ أَسلَمَ الّذِينَ كَانُوا مَعَهُ كَإِسلَامِهِ وَ قَالُوا نَرجِعُ إِلَي صَاحِبِنَا فَنُخبِرُهُ بِمَا وَجَدنَا عَلَيهِ هَذَا الأَمرَ وَ نَدعُوهُ إِلَي الحَقّ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي هَدَاكَ أَيّهَا الرّجُلُ إِلَي الحَقّ وَ هَدَي مَن مَعَكَ إِلَيهِ غَيرَ أَنّهُ يَجِبُ أَن تَعلَمَ أَنّ عِلمَ النّبُوّةِ فِي أَهلِ بَيتِ صَاحِبِهَا وَ الأَمرُ بَعدَهُ لِمَن خَاطَبتَ أَوّلًا بِرِضَا الأُمّةِ وَ اصطِلَاحِهَا عَلَيهِ وَ تُخبِرَ صَاحِبَكَ بِذَلِكَ وَ تَدعُوَهُ إِلَي طَاعَةِ الخَلِيفَةِ فَقَالَ عَرَفتُ مَا قُلتَ أَيّهَا الرّجُلُ وَ أَنَا عَلَي يَقِينٍ مِن أمَريِ فِيمَا أَسرَرتُ وَ أَعلَنتُ وَ انصَرَفَ النّاسُ وَ تَقَدّمَ عُمَرُ أَن لَا يُذكَرَ ذَلِكَ المَقَامُ بَعدُ وَ تَوَعّدَ عَلَي مَن ذَكَرَهُ بِالعِقَابِ وَ قَالَ أَم وَ اللّهِ لَو لَا أنَنّيِ أَخَافُ أَن يَقُولَ النّاسُ قَتَلَ مُسلِماً لَقَتَلتُ هَذَا الشّيخَ وَ مَن مَعَهُ فإَنِنّيِ أَظُنّ أَنّهُم شَيَاطِينُ أَرَادُوا الإِفسَادَ عَلَي هَذِهِ الأُمّةِ وَ إِيقَاعَ الفُرقَةِ بَينَهَا فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ يَا سَلمَانُ أَ تَرَي كَيفَ يَظهَرُ اللّهُ الحُجّةَ لِأَولِيَائِهِ وَ مَا يَزِيدُ بِذَلِكَ قَومُنَا عَنّا إِلّا نُفُوراً
بيان قوله مستفزا أي كان غرضك من خروجك إزعاج المسئول ومباهتته ومغالبته وتشكيكه في دينه لاقبول الحق منه قال في القاموس استفزه استخفه وأخرجه من داره وأزعجه أفززته أفزعته
صفحه : 58
3-يل ،[الفضائل لابن شاذان ]فض ،[ كتاب الروضة]بِالإِسنَادِ يَرفَعُهُ إِلَي أَنَسِ بنِ مَالِكٍ أَنّهُ قَالَوَفَدَ الأُسقُفُ النجّراَنيِّ عَلَي عُمَرَ بنِ الخَطّابِ لِأَجلِ أَدَائِهِ الجِزيَةَ فَدَعَاهُ إِلَي الإِسلَامِ فَقَالَ لَهُ الأُسقُفُ أَنتُم تَقُولُونَ إِنّ لِلّهِ جَنّةٌعَرضُهَا السّماواتُ وَ الأَرضُفَأَينَ تَكُونُ النّارُ قَالَ فَسَكَتَ عُمَرُ وَ لَم يَرُدّ جَوَاباً قَالَ فَقَالَ لَهُ الجَمَاعَةُ الحَاضِرُونَ أَجِبهُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ حَتّي لَا يُطعَنَ فِي الإِسلَامِ قَالَ فَأَطرَقَ خَجِلًا مِنَ الجَمَاعَةِ الحَاضِرِينَ سَاعَةً لَا يَرُدّ جَوَاباً فَإِذَا بِبَابِ المَسجِدِ رَجُلٌ قَد سَدّهُ بِمَنكِبَيهِ فَتَأَمّلُوهُ وَ إِذَا بِهِ عَيبَةُ عِلمِ النّبُوّةِ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع قَد دَخَلَ قَالَ فَضَجّ النّاسُ عِندَ رُؤيَتِهِ قَالَ فَقَامَ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ وَ الجَمَاعَةُ عَلَي أَقدَامِهِم وَ قَالَ يَا موَلاَيَ أَينَ كُنتَ عَن هَذَا الأُسقُفِ ألّذِي قَد عَلَانَا مِنهُ الكَلَامُ أَخبِرهُ يَا موَلاَيَ بِالعَجَلِ إِنّهُ يُرِيدُ الإِسلَامَ فَأَنتَ البَدرُ التّمَامُ وَ مِصبَاحُ الظّلَامِ وَ ابنُ عَمّ رَسُولِ الأَنَامِ فَقَالَ الإِمَامُ ع مَا تَقُولُ يَا أُسقُفُ قَالَ يَا فَتَي أَنتُم تَقُولُونَ إِنّ الجَنّةَعَرضُهَا السّماواتُ وَ الأَرضُفَأَينَ تَكُونُ النّارُ قَالَ لَهُ الإِمَامُ ع إِذَا جَاءَ اللّيلُ أَينَ يَكُونُ النّهَارُ فَقَالَ لَهُ الأُسقُفُ مَن أَنتَ يَا فَتَي دعَنيِ حَتّي أَسأَلَ هَذَا الفَظّ الغَلِيظَ أنَبئِنيِ يَا عُمَرُ عَن أَرضٍ طَلَعَت عَلَيهَا الشّمسُ سَاعَةً وَ لَم تَطلُع مَرّةً أُخرَي قَالَ عُمَرُ اعفنُيِ عَن هَذَا وَ اسأَل عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع ثُمّ قَالَ أَخبِرهُ يَا أَبَا الحَسَنِ فَقَالَ عَلِيّ ع هيَِ أَرضُ البَحرِ ألّذِي فَلَقَهُ اللّهُ تَعَالَي لِمُوسَي حَتّي عَبَرَ هُوَ وَ جُنُودُهُ فَوَقَعَتِ الشّمسُ عَلَيهَا تِلكَ السّاعَةَ وَ لَم تَطلُع عَلَيهَا قَبلُ وَ لَا بَعدُ وَ انطَبَقَ البَحرُ عَلَي فِرعَونَ وَ جُنُودِهِ فَقَالَ الأُسقُفُ صَدَقتَ يَا فَتَي قَومِهِ وَ سَيّدَ عَشِيرَتِهِ أخَبرِنيِ عَن شَيءٍ هُوَ فِي أَهلِ
صفحه : 59
الدّنيَا تَأخُذُ النّاسُ مِنهُ مَهمَا أَخَذُوا فَلَا يَنقُصُ بَل يَزدَادُ قَالَ ع هُوَ القُرآنُ وَ العُلُومُ فَقَالَ صَدَقتَ أخَبرِنيِ عَن أَوّلِ رَسُولٍ أَرسَلَهُ اللّهُ تَعَالَي لَا مِنَ الجِنّ وَ لَا مِنَ الإِنسِ فَقَالَ ع ذَلِكَ الغُرَابُ ألّذِي بَعَثَهُ اللّهُ تَعَالَي لَمّا قَتَلَ قَابِيلُ أَخَاهُ هَابِيلَ فبَقَيَِ مُتَحَيّراً لَا يَعلَمُ مَا يَصنَعُ بِهِ فَعِندَ ذَلِكَ بَعَثَاللّهُ غُراباً يَبحَثُ فِي الأَرضِ لِيُرِيَهُ كَيفَ يوُاريِ سَوأَةَ أَخِيهِ قَالَ صَدَقتَ يَا فَتَي فَقَد بقَيَِ لِي مَسأَلَةٌ وَاحِدَةٌ أُرِيدُ أَن يخُبرِنَيِ عَنهَا هَذَا وَ أَومَأَ بِيَدِهِ إِلَي عُمَرَ فَقَالَ لَهُ يَا عُمَرُ أخَبرِنيِ أَينَ هُوَ اللّهُ قَالَ فَغَضِبَ عِندَ ذَلِكَ عُمَرُ وَ أَمسَكَ وَ لَم يَرُدّ جَوَاباً قَالَ فَالتَفَتَ الإِمَامُ عَلِيّ ع وَ قَالَ لَا تَغضَب يَا أَبَا حَفصٍ حَتّي لَا يَقُولَ إِنّكَ قَد عَجَزتَ فَقَالَ فَأَخبِرهُ أَنتَ يَا أَبَا الحَسَنِ فَعِندَ ذَلِكَ قَالَ الإِمَامُ ع كُنتُ يَوماً عِندَ رَسُولِ اللّهِص إِذ أَقبَلَ إِلَيهِ مَلَكٌ فَسَلّمَ عَلَيهِ فَرَدّ عَلَيهِ السّلَامَ فَقَالَ لَهُ أَينَ كُنتَ قَالَ عِندَ ربَيّ فَوقَ سَبعِ سَمَاوَاتٍ قَالَ ثُمّ أَقبَلَ مَلَكٌ آخَرُ فَقَالَ أَينَ كُنتَ قَالَ عِندَ ربَيّ فِي تُخُومِ الأَرضِ السّابِعَةِ السّفلَي ثُمّ أَقبَلَ مَلَكٌ آخَرُ ثَالِثٌ فَقَالَ لَهُ أَينَ كُنتَ قَالَ عِندَ ربَيّ فِي مَطلَعِ الشّمسِ ثُمّ جَاءَ مَلَكٌ آخَرُ فَقَالَ أَينَ كُنتَ قَالَ كُنتُ عِندَ ربَيّ فِي مَغرِبِ الشّمسِ لِأَنّ اللّهَ لَا يَخلُو مِنهُ مَكَانٌ وَ لَا هُوَ فِي شَيءٍ وَ لَا عَلَي شَيءٍ وَ لَا مِن شَيءٍوَسِعَ كُرسِيّهُ السّماواتِ وَ الأَرضَلَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ وَ هُوَ السّمِيعُ البَصِيرُلا يَعزُبُ عَنهُ مِثقالُ ذَرّةٍفِي الأَرضِ وَ لا فِي السّماءِ وَ لا أَصغَرَ مِن ذلِكَ وَ لا أَكبَرَيَعلَمُ ما فِي السّماواتِ وَ ما فِي الأَرضِ ما يَكُونُ مِن نَجوي ثَلاثَةٍ إِلّا هُوَ رابِعُهُم وَ لا خَمسَةٍ إِلّا هُوَ سادِسُهُم وَ لا أَدني مِن ذلِكَ وَ لا أَكثَرَ إِلّا هُوَ مَعَهُم أَينَ ما كانُوا قَالَ فَلَمّا سَمِعَ الأُسقُفُ قَولَهُ قَالَ لَهُ مُدّ يَدَكَ فإَنِيّ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ
صفحه : 60
وَ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ وَ أَنّكَ خَلِيفَةُ اللّهِ فِي أَرضِهِ وَ وصَيِّ رَسُولِهِ وَ أَنّ هَذَا الجَالِسَ الغَلِيظَ الكَفَلِ المُحبَنطِئَ لَيسَ هُوَ لِهَذَا المَكَانِ بِأَهلٍ وَ إِنّمَا أَنتَ أَهلُهُ فَتَبَسّمَ الإِمَامُ عَلَيهِ السّلَامُ
بيان المحبنطئ الممتلئ غيظا
4- مِن كِتَابِ إِرشَادِ القُلُوبِ للِديّلمَيِّ بِحَذفِ الإِسنَادِ، قَالَ لَمّا جَلَسَ عُمَرُ فِي الخِلَافَةِ جَرَي بَينَ رَجُلٍ مِن أَصحَابِهِ يُقَالُ لَهُ الحَارِثُ بنُ سِنَانٍ الأزَديِّ وَ بَينَ رَجُلٍ مِنَ الأَنصَارِ كَلَامٌ وَ مُنَازَعَةٌ فَلَم يَنتَصِف لَهُ عُمَرُ فَلَحِقَ الحَارِثُ بنُ سِنَانٍ بِقَيصَرَ وَ ارتَدّ عَنِ الإِسلَامِ وَ نسَيَِ القُرآنَ كُلّهُ إِلّا قَولَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ مَن يَبتَغِ غَيرَ الإِسلامِ دِيناً فَلَن يُقبَلَ مِنهُ وَ هُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الخاسِرِينَفَسَمِعَ قَيصَرُ هَذَا الكَلَامَ قَالَ سَأَكتُبُ إِلَي مَلِكِ العَرَبِ بِمَسَائِلَ فَإِن أخَبرَنَيِ بِتَفسِيرِهَا أَطلَقتُ مَن عنِديِ مِنَ الأُسَارَي وَ إِن لَم يخُبرِنيِ بِتَفسِيرِ مسَاَئلِيِ عَمَدتُ إِلَي الأُسَارَي فَعَرَضتُ عَلَيهِمُ النّصرَانِيّةَ فَمَن قَبِلَ مِنهُمُ استَعبَدتُهُ وَ مَن لَم يَقبَل قَتَلتُهُ وَ كَتَبَ إِلَي عُمَرَ بنِ الخَطّابِ بِمَسَائِلَ أَحَدُهَا سُؤَالُهُ تَفسِيرَ الفَاتِحَةِ وَ عَنِ المَاءِ ألّذِي لَيسَ مِنَ الأَرضِ وَ لَا مِنَ السّمَاءِ وَ عَمّا يَتَنَفّسُ وَ لَا رُوحَ فِيهِ وَ عَن عَصَا مُوسَي ع مِمّ كَانَت وَ مَا اسمُهَا وَ مَا طُولُهَا وَ عَن جَارِيَةٍ بِكرٍ لِأَخَوَينِ فِي الدّنيَا وَ فِي الآخِرَةِ لِوَاحِدٍ فَلَمّا وَرَدَت هَذِهِ المَسَائِلُ عَلَي عُمَرَ لَم يَعرِف تَفسِيرَهَا فَفَزِعَ فِي ذَلِكَ إِلَي عَلِيّ ع فَكَتَبَ إِلَي قَيصَرَ مِن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ صِهرِ مُحَمّدٍص وَ وَارِثِ عِلمِهِ وَ أَقرَبِ الخَلقِ إِلَيهِ وَ وَزِيرِهِ وَ مَن حَقّت لَهُ الوَلَايَةُ وَ أُمِرَ الخَلقُ مِن أَعدَائِهِ بِالبَرَاءَةِ قُرّةُ عَينِ رَسُولِ اللّهِص وَ زَوجُ ابنَتِهِ وَ أَبُو وُلدِهِ إِلَي قَيصَرَ مَلِكِ الرّومِ أَمّا بَعدُ فإَنِيّ أَحمَدُ اللّهَ ألّذِي لَا إِلَهَ إِلّا هُوَ عَالِمُ الخَفِيّاتِ وَ مُنزِلُ البَرَكَاتِ مَن يهَديِ اللّهُ فَلَا مُضِلّ لَهُ وَمَن يُضلِلِ اللّهُ فَلا هاديَِ لَهُوَرَدَ كِتَابُكَ وَ أَقرَأَنِيهِ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ فَأَمّا سُؤَالُكَ عَنِ اسمِ اللّهِ تَعَالَي فَإِنّهُ اسمٌ فِيهِ شِفَاءٌ مِن كُلّ دَاءٍ وَ عَونٌ عَلَي
صفحه : 61
كُلّ دَوَاءٍ وَ أَمّا الرّحمَنُ فَهُوَ عَونٌ لِكُلّ مَن آمَنَ بِهِ وَ هُوَ اسمٌ لَم يُسَمّ بِهِ غَيرُ الرّحمَنِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي وَ أَمّا الرّحِيمُ فَرَحِمَ مَن عَصَي وَتابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً وَ أَمّا قَولُهُالحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَفَذَلِكَ ثَنَاءٌ مِنّا عَلَي رَبّنَا تَبَارَكَ وَ تَعَالَي أَنعَمَ عَلَينَا وَ أَمّا قَولُهُمالِكِ يَومِ الدّينِفَإِنّهُ يَملِكُ نوَاَصيِ الخَلقِ يَومَ القِيَامَةِ وَ كُلّ مَن كَانَ فِي الدّنيَا شَاكّاً أَو جَبّاراً أَدخَلَهُ النّارَ وَ لَا يَمتَنِعُ مِن عَذَابِ اللّهِ شَاكّ وَ لَا جَبّارٌ وَ كُلّ مَن كَانَ فِي الدّنيَا طَائِعاً مُدِيماً مُحَافِظاً إِيّاهُ أَدخَلَهُ الجَنّةَ بِرَحمَتِهِ وَ أَمّا قَولُهُإِيّاكَ نَعبُدُفَإِنّا نَعبُدُ اللّهَ وَ لَا نُشرِكُ بِهِ شَيئاً وَ أَمّا قَولُهُوَ إِيّاكَ نَستَعِينُفَإِنّا نَستَعِينُ بِاللّهِ عَزّ وَ جَلّ عَلَي الشّيطَانِ الرّجِيمِ لَا يُضِلّنَا كَمَا أَضَلّكُم وَ أَمّا قَولُهُاهدِنَا الصّراطَ المُستَقِيمَفَذَلِكَ الطّرِيقُ الوَاضِحُ مَن عَمِلَ فِي الدّنيَا عَمَلًا صَالِحاً فَإِنّهُ يَسلُكُ عَلَي الصّرَاطِ إِلَي الجَنّةِ وَ أَمّا قَولُهُصِراطَ الّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمفَتِلكَ النّعمَةُ التّيِ أَنعَمَهَا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَلَي مَن كَانَ قَبلَنَا مِنَ النّبِيّينَ وَ الصّدّيقِينَ فَنَسأَلُ اللّهَ رَبّنَا أَن يُنعِمَ عَلَينَا كَمَا أَنعَمَ عَلَيهِم وَ أَمّا قَولُهُغَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمفَأُولَئِكَ اليَهُودُبَدّلُوا نِعمَتَ اللّهِ كُفراًفَغَضِبَ عَلَيهِم فَجَعَلَ مِنهُمُ القِرَدَةَ وَ الخَنَازِيرَ فَنَسأَلُ اللّهَ تَعَالَي أَن لَا يَغضَبَ عَلَينَا كَمَا غَضِبَ عَلَيهِم وَ أَمّا قَولُهُوَ لَا الضّالّينَفَأَنتَ وَ أَمثَالُكَ يَا عَابِدَ الصّلِيبِ الخَبِيثِ ضَلَلتُم مِن بَعدِ عِيسَي ابنِ مَريَمَ ع فَنَسأَلُ اللّهَ رَبّنَا أَن لَا يُضِلّنَا كَمَا ضَلَلتُم وَ أَمّا سُؤَالُكَ عَنِ المَاءِ ألّذِي لَيسَ مِنَ الأَرضِ وَ لَا مِنَ السّمَاءِ فَذَلِكَ ألّذِي بَعَثَتهُ بِلقِيسُ إِلَي سُلَيمَانَ بنِ دَاوُدَ ع وَ هُوَ عَرَقُ الخَيلِ إِذَا جَرَت فِي الحُرُوبِ وَ أَمّا سُؤَالُكَ عَمّا يَتَنَفّسُ وَ لَا رُوحَ لَهُ فَذَلِكَ الصّبحُ إِذَا تَنَفّسَ وَ أَمّا سُؤَالُكَ عَن عَصَا مُوسَي ع مِمّا كَانَت وَ مَا طُولُهَا وَ مَا اسمُهَا وَ مَا هيَِ فَإِنّهَا كَانَت يُقَالُ لَهَا البَرنِيّةُ الرّائِدَةُ وَ كَانَ إِذَا كَانَ فِيهَا الرّوحُ زَادَت
صفحه : 62
وَ إِذَا خَرَجَت مِنهَا الرّوحُ نَقَصَت وَ كَانَ مِن عَوسَجٍ وَ كَانَت عَشَرَةَ أَذرُعٍ وَ كَانَت مِنَ الجَنّةِ أَنزَلَهَا جَبرَئِيلُ ع وَ أَمّا سُؤَالُكَ عَن جَارِيَةٍ تَكُونُ فِي الدّنيَا لِأَخَوَينِ وَ فِي الآخِرَةِ لِوَاحِدٍ فَتِلكَ النّخلَةُ فِي الدّنيَا هيَِ لِمُؤمِنٍ مثِليِ وَ لِكَافِرٍ مِثلُكَ وَ نَحنُ مِن وُلدِ آدَمَ ع وَ فِي الآخِرَةِ لِلمُسلِمِ دُونَ الكَافِرِ المُشرِكِ وَ هيَِ فِي الجَنّةِ لَيسَت فِي النّارِ وَ ذَلِكَ قَولُهُ عَزّ وَ جَلّفِيهِما فاكِهَةٌ وَ نَخلٌ وَ رُمّانٌ ثُمّ طَوَي الكِتَابَ وَ أَنفَذَهُ فَلَمّا قَرَأَهُ قَيصَرُ عَمَدَ إِلَي الأُسَارَي فَأَطلَقَهُم وَ أَسلَمَ وَ دَعَا أَهلَ مَملَكَتِهِ إِلَي الإِسلَامِ وَ الإِيمَانِ بِمُحَمّدٍص فَاجتَمَعَت عَلَيهِ النّصَارَي وَ هَمّوا بِقَتلِهِ فَجَاءَ بِهِم فَقَالَ يَا قَومِ إنِيّ أَرَدتُ أَن أُجَرّبَكُم وَ إِنّمَا أَظهَرتُ مِنهُ مَا أَظهَرتُ لِلنّظَرِ كَيفَ تَكُونُونَ فَقَد حَمِدتُ الآنَ أَمرَكُم عِندَ الِاختِبَارِ فَاسكُنُوا وَ اطمَئِنّوا فَقَالُوا كَذَلِكَ الظّنّ بِكَ وَ كَتَمَ قَيصَرُ إِسلَامَهُ حَتّي مَاتَ وَ هُوَ يَقُولُ لِخَوَاصّ أَصحَابِهِ وَ مَن يَثِقُ بِهِ إِنّ عِيسَي عَبدُ اللّهِ وَ رَسُولُهُ وَكَلِمَتُهُ أَلقاها إِلي مَريَمَ وَ رُوحٌ مِنهُ وَ مُحَمّدٌص نبَيِّ بَعدَ عِيسَي وَ إِنّ عِيسَي بَشّرَ أَصحَابَهُ بِمُحَمّدٍص وَ يَقُولُ مَن أَدرَكَهُ مِنكُم فَليُقرِئهُ منِيّ السّلَامَ فَإِنّهُ أخَيِ وَ عَبدُ اللّهِ وَ رَسُولُهُ وَ مَاتَ قَيصَرُ عَلَي القَولِ مُسلِماً فَلَمّا مَاتَ وَ تَوَلّي بَعدَهُ هِرَقلُ أَخبَرُوهُ بِذَلِكَ قَالَ اكتُمُوا هَذَا وَ أَنكِرُوهُ وَ لَا تُقِرّوا فَإِنّهُ إِن ظَهَرَ طَمَعَ مَلِكُ العَرَبِ وَ فِي ذَلِكَ فَسَادُنَا وَ هَلَاكُنَا فَمَن كَانَ مِن خَوَاصّ قَيصَرَ وَ خَدَمِهِ وَ أَهلِهِ عَلَي هَذَا الرأّيِ كَتَمُوهُ وَ هِرَقلُ أَظهَرَ النّصرَانِيّةَ وَ قَوّي أَمرَهُ وَ الحَمدُ لِلّهِ وَحدَهُ وَ صَلّي اللّهُ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ
5- وَ مِنَ الكِتَابِ المَذكُورِ بِحَذفِ الإِسنَادِ، قَالَسَهلُ بنُ حُنَيفٍ الأنَصاَريِّ أَقبَلنَا مَعَ خَالِدِ بنِ الوَلِيدِ فَانتَهَينَا إِلَي دَيرٍ فِيهِ ديَراَنيِّ فِيمَا بَينَ الشّامِ وَ العِرَاقِ فَأَشرَفَ
صفحه : 63
عَلَينَا وَ قَالَ مَن أَنتُم قُلنَا نَحنُ المُسلِمُونَ أُمّةُ مُحَمّدٍص فَنَزَلَ إِلَينَا فَقَالَ أَينَ صَاحِبُكُم فَأَتَينَا بِهِ إِلَي خَالِدِ بنِ الوَلِيدِ فَسَلّمَ عَلَي خَالِدٍ فَرَدّ عَلَيهِ السّلَامَ قَالَ وَ إِذَا هُوَ شَيخٌ كَبِيرٌ فَقَالَ لَهُ خَالِدٌ كَم أَتَي عَلَيكَ قَالَ مِائَتَا سَنَةٍ وَ ثَلَاثُونَ سَنَةً قَالَ مُنذُ كَم سَكَنتَ دَيرَكَ هَذَا قَالَ سَكَنتُهُ مُنذُ نَحوٍ مِن سِتّينَ سَنَةً قَالَ هَل لَقِيتَ أَحَداً لقَيَِ عِيسَي قَالَ نَعَم لَقِيتُ رَجُلَينِ قَالَ وَ مَا قَالَا لَكَ قَالَ قَالَ لِي أَحَدُهُمَا إِنّ عِيسَي عَبدُ اللّهِ وَ رَسُولُهُ وَ رُوحُهُوَ كَلِمَتُهُ أَلقاها إِلي مَريَمَأَمَتِهِ وَ إِنّ عِيسَي مَخلُوقٌ غَيرُ خَالِقٍ فَقَبِلتُ مِنهُ وَ صَدّقتُهُ وَ قَالَ لِيَ الآخَرُ إِنّ عِيسَي هُوَ رَبّهُ فَكَذّبتُهُ وَ لَعَنتُهُ فَقَالَ خَالِدٌ إِنّ هَذَا لَعَجَبٌ كَيفَ يَختَلِفَانِ وَ قَد لَقِيَا عِيسَي قَالَ الديّراَنيِّ اتّبَعَ هَذَا هَوَاهُ وَ زَيّنَ لَهُ الشّيطَانُ سُوءَ عَمَلِهِ وَ اتّبَعَ ذَلِكَ الحَقّ وَ هَدَاهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ قَالَ هَل قَرَأتَ الإِنجِيلَ قَالَ نَعَم قَالَ فَالتّورَاةَ قَالَ نَعَم قَالَ فَآمَنتَ بِمُوسَي قَالَ نَعَم قَالَ فَهَل لَكَ فِي الإِسلَامِ أَن تَشهَدَ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِص وَ تُؤمِنَ بِهِ قَالَ آمَنتُ قَبلَ أَن تُؤمِنَ بِهِ وَ إِن كُنتُ لَم أَسمَعهُ وَ لَم أَرَهُ قَالَ فَأَنتَ السّاعَةَ تُؤمِنُ بِمُحَمّدٍص وَ بِمَا جَاءَ بِهِ قَالَ وَ كَيفَ لَا أُومِنُ بِهِ وَ قَد قَرَأتُهُ فِي التّورَاةِ وَ الإِنجِيلِ وَ بشَرّنَيِ بِهِ مُوسَي وَ عِيسَي قَالَ فَمَا مَقَامُكَ فِي هَذَا الدّيرِ قَالَ فَأَينَ أَذهَبُ وَ أَنَا شَيخٌ كَبِيرٌ وَ لَم يَكُن لِي عُمُرٌ أَنهَضُ بِهِ وَ بلَغَنَيِ مَجِيئُكُم فَكُنتُ أَنتَظِرُ أَن أَلقَاكُم وَ ألُقيَِ إِلَيكُم إسِلاَميِ وَ أُخبِرَكُم أنَيّ عَلَي مِلّتِكُم فَمَا فَعَلَ نَبِيّكُم قَالُوا توُفُيَّ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ قَالَ فَأَنتَ وَصِيّهُ قَالَ لَا وَ لَكِن رَجُلٌ مِن عَشِيرَتِهِ وَ مِمّن صَحِبَهُ قَالَ فَمَن بَعَثَكَ إِلَي هَاهُنَا وَصِيّهُ قَالَ لَا وَ لَكِن خَلِيفَتُهُ قَالَ غَيرُ وَصِيّهِ قَالَ نَعَم فَوَصِيّهُ حيَّ قَالَ نَعَم قَالَ فَكَيفَ ذَلِكَ قَالَ اجتَمَعَ النّاسُ عَلَي هَذَا الرّجُلِ وَ هُوَ رَجُلٌ مِن غَيرِ عَشِيرَتِهِ وَ مِن صاَلحِيِ الصّحَابَةِ قَالَ وَ مَا أَرَاكَ إِلّا أَعجَبَ مِنَ الرّجُلَينِ
صفحه : 64
اللّذَينِ اختَلَفَا فِي عِيسَي وَ لَقَد لَقِيَاهُ وَ سَمِعَا بِهِ وَ هُوَ ذَا أَنتُم قَد خَالَفتُم نَبِيّكُم وَ فَعَلتُم مِثلَ مَا فَعَلَ ذَلِكَ الرّجُلُ قَالَ فَالتَفَتَ خَالِدٌ إِلَي مَن يَلِيهِ وَ قَالَ هُوَ وَ اللّهِ ذَاكَ اتّبَعنَا هَوَانَا وَ اللّهِ وَ جَعَلنَا رَجُلًا مَكَانَ رَجُلٍ وَ لَو لَا مَا كَانَ بيَنيِ وَ بَينَ عَلِيّ مِنَ الخُشُونَةِ عَلَي عَهدِ النّبِيّص مَا مَالَأتُ عَلَيهِ أَحَداً فَقَالَ لَهُ الأَشتَرُ النخّعَيِّ مَالِكُ بنُ الحَارِثِ وَ لِمَ كَانَ ذَلِكَ بَينَكَ وَ بَينَ عَلِيّ وَ مَا كَانَ قَالَ خَالِدٌ نَافَستُهُ فِي الشّجَاعَةِ وَ ناَفسَنَيِ فِيهَا وَ كَانَ لَهُ مِنَ السّوَابِقِ وَ القَرَابَةِ مَا لَم يَكُن لِي فدَاَخلَنَيِ حَمِيّةُ قُرَيشٍ فَكَانَ ذَلِكَ وَ لَقَد عاَتبَتَنيِ فِي ذَلِكَ أُمّ سَلَمَةَ زَوجَةُ النّبِيّص وَ هيَِ لِي نَاصِحَةٌ فَلَم أَقبَل مِنهَا ثُمّ عَطَفَ عَلَي الديّراَنيِّ فَقَالَ هَلُمّ حَدِيثَكَ وَ مَا تُخبِرُ بِهِ قَالَ أُخبِرُكَ أنَيّ كُنتُ مِن أَهلِ دِينٍ كَانَ جَدِيداً فَخَلِقَ حَتّي لَم يَبقَ مِنهُم مِن أَهلِ الحَقّ إِلّا الرّجُلَانِ أَوِ الثّلَاثَةُ وَ يَخلُقُ دِينُكُم حَتّي لَا يَبقَ مِنهُ إِلّا الرّجُلَانِ أَوِ الثّلَاثَةُ وَ اعلَمُوا أَنّهُ بِمَوتِ نَبِيّكُم قَد تَرَكتُم مِنَ الإِسلَامِ دَرَجَةً وَ سَتَترُكُونَ بِمَوتِ وصَيِّ نَبِيّكُم مِنَ الإِسلَامِ دَرَجَةً أُخرَي حَتّي إِذَا لَم يَبقَ أَحَدٌ رَأَي نَبِيّكُم وَ سَيَخلُقُ دِينُكُم حَتّي تَفسُدَ صَلَاتُكُم وَ حَجّكُم وَ غَزوُكُم وَ صَومُكُم وَ تَرتَفِعُ الأَمَانَةُ وَ الزّكَاةُ مِنكُم وَ لَن تَزَالَ فِيكُم بَقِيّةٌ مَا بقَيَِ كِتَابُ رَبّكُم عَزّ وَ جَلّ فِيكُم وَ مَا بقَيَِ فِيكُم أَحَدٌ مِن أَهلِ بَيتِ نَبِيّكُم فَإِذَا ارتَفَعَ هَذَانِ مِنكُم لَم يَبقَ مِن دِينِكُم إِلّا الشّهَادَتَانِ شَهَادَةُ التّوحِيدِ وَ شَهَادَةُ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِص فَعِندَ ذَلِكَ تَقُومُ قِيَامَتُكُم وَ قِيَامَةُ غَيرِكُم وَ يَأتِيكُم مَا تُوعَدُونَ وَ لَم تَقُمِ السّاعَةُ إِلّا عَلَيكُم لِأَنّكُم آخِرُ الأُمَمِ بِكُم تُختَمُ الدّنيَا وَ عَلَيكُم تَقُومُ السّاعَةُ فَقَالَ لَهُ خَالِدٌ قَد أَخبَرَنَا بِذَلِكَ نَبِيّنَا فَأَخبِرنَا بِأَعجَبِ شَيءٍ رَأَيتَهُ مُنذُ سَكَنتَ
صفحه : 65
دَيرَكَ هَذَا وَ قَبلَ أَن تَسكُنَهُ قَالَ لَقَد رَأَيتُ مَا لَا أحُصيِ مِنَ العَجَائِبِ وَ أَقبَلتُ مَا لَا أحُصيِ مِنَ الخَلقِ قَالَ فَحَدّثنَا بَعضَ مَا تَذكُرُهُ قَالَ نَعَم كُنتُ أَخرُجُ بَينَ الليّاَليِ إِلَي غَدِيرٍ كَانَ فِي سَفحِ الجَبَلِ أَتَوَضّأُ مِنهُ وَ أَتَزَوّدُ مِنَ المَاءِ مَا أَصعَدُ بِهِ معَيِ إِلَي ديَريِ وَ كُنتُ أَستَرِيحُ إِلَي النّزُولِ فِيهِ بَينَ العِشَاءَينِ فَأَنَا عِندَهُ ذَاتَ لَيلَةٍ فَإِذَا أَنَا بِرَجُلٍ قَد أَقبَلَ فَسَلّمَ فَرَدَدتُ عَلَيهِ السّلَامَ فَقَالَ هَل مَرّ بِكَ قَومٌ مَعَهُم غَنَمٌ وَ راَعيِ أَو حَسَستَهُم قُلتُ لَا قَالَ إِنّ قَوماً مِنَ العَرَبِ مَرّوا بِغَنَمٍ فِيهَا مَملُوكٍ لِي يَرعَاهَا فَاستَاقُوا وَ ذَهَبُوا بِالعَبدِ قُلتُ وَ مَن أَنتَ قَالَ أَنَا رَجُلٌ مِن بنَيِ إِسرَائِيلَ قَالَ فَمَا دِينُكَ قُلتُ أَنتَ فَمَا دِينُكَ قَالَ ديِنيَِ اليَهُودِيّةُ قُلتُ وَ أَنَا ديِنيَِ النّصرَانِيّةُ فَأَعرَضتُ عَنهُ بوِجَهيِ قَالَ لِي مَا لَكَ فَإِنّكُم أَنتُم رَكِبتُمُ الخَطَأَ وَ دَخَلتُم فِيهِ وَ تَرَكتُمُ الصّوَابَ وَ لَم يَزَل يحُاَورِنُيِ فَقُلتُ لَهُ هَل لَكَ أَن نَرفَعَ أَيدِيَنَا وَ نَبتَهِلَ فَأَيّنَا كَانَ عَلَي البَاطِلِ دَعَونَا اللّهَ أَن يَنزِلَ عَلَيهِ نَاراً تُحرِقُهُ مِنَ السّمَاءِ فَرَفَعنَا أَيدِيَنَا فَمَا استَتَمّ الكَلَامُ حَتّي نَظَرتُ إِلَيهِ يَلتَهِبُ نَاراً وَ مَا تَحتَهُ مِنَ الأَرضِ فَلَم أَلبَث أَن أَقبَلَ رَجُلٌ فَسَلّمَ فَرَدَدتُ عَلَيهِ السّلَامَ فَقَالَ هَل رَأَيتَ رَجُلًا مِن صِفَتِهِ كَيتَ وَ كَيتَ قُلتُ نَعَم وَ حَدّثتُهُ قَالَ كَذَبتَ وَ لَكِنّكَ قَتَلتَ أخَيِ يَا عَدُوّ اللّهِ وَ كَانَ مُسلِماً فَجَعَلَ يسَبُنّيِ فَجَعَلتُ أَرُدّهُ عَن نفَسيِ بِالحِجَارَةِ وَ أَقبَلَ يشَتمِنُيِ وَ يَشتِمُ المَسِيحَ وَ مَن هُوَ عَلَي دَينِ المَسِيحِ فَبَينَا هُوَ كَذَلِكَ إِذَا نَظَرتُ إِلَيهِ يَحتَرِقُ وَ قَد أَخَذَتهُ النّارُ التّيِ أَخَذَت أَخَاهُ ثُمّ هَوَت بِهِ النّارُ فِي الأَرضِ فَبَينَمَا أَنَا كَذَلِكَ قَائِماً أَتَعَجّبُ إِذ أَقبَلَ رَجُلٌ ثَالِثٌ فَسَلّمَ فَرَدَدتُ عَلَيهِ السّلَامَ
صفحه : 66
فَقَالَ هَل رَأَيتَ رَجُلَينِ مِن حَالِهِمَا وَ صِفَتِهِمَا كَيتَ وَ كَيتَ قُلتُ نَعَم وَ كَرِهتُ أَن أُخبِرَهُ كَمَا أَخبَرتُ أَخَاهُ فيَقُاَتلِنَيِ فَقُلتُ هَلُمّ أُرِيكَ أَخَوَيكَ فَانتَهَيتُ بِهِ إِلَي مَوضِعِهِمَا فَنَظَرَ إِلَي الأَرضِ يَخرُجُ مِنهَا الدّخَانُ فَقَالَ مَا هَذِهِ فَأَخبَرتُهُ فَقَالَ وَ اللّهِ لَئِن أجَاَبنَيِ أخَوَاَيَ بِتَصدِيقِكَ لَاتّبَعتُكَ فِي دِينِكَ وَ لَئِن كَانَ غَيرَ ذَلِكَ لَأَقتُلَنّكَ أَو تقَتلُنُيِ فَصَاحَ بِهِ يَا دَانِيَالُ أَ حَقّ مَا يَقُولُ هَذَا الرّجُلُ قَالَ نَعَم يَا هَارُونُ فَصَدّقَهُ فَقَالَ أَشهَدُ أَنّ عِيسَي ابنَ مَريَمَ رُوحُ اللّهِ وَ كَلِمَتُهُ وَ عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ قُلتُ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي هَدَاكَ قَالَ فإَنِيّ أُوَاخِيكَ فِي اللّهِ وَ إِنّ لِي أَهلًا وَ وَلَداً وَ غَنِيمَةً وَ لَولَاهُم لَسِحتُ مَعَكَ فِي الأَرضِ وَ لَكِن مفُاَرقَتَيِ عَلَيهِم شَدِيدَةٌ وَ أَرجُو أَن أَكُونَ فِي القِيَامَةِ بِهِم مَأجُوراً وَ لعَلَيّ أَنطَلِقُ فآَتيَِ بِهِم فَأَكُونَ بِالقُربِ مَعَكَ فَانطَلَقَ فَغَابَ عنَيّ لَيلًا ثُمّ أتَاَنيِ فَهَتَفَ بيِ لَيلَةً مِنَ الليّاَليِ فَإِذَا هُوَ قَد جَاءَ وَ مَعَهُ أَهلُهُ وَ غَنَمُهُ فَضَرَبَ لَهُ خَيمَةً هَاهُنَا بِالقُربِ منِيّ فَلَم أَزَل أَنزِلُ إِلَيهِ فِي آنَاءِ اللّيلِ وَ أَتَعَاهَدُهُ وَ أُلَاقِيهِ وَ كَانَ أَخَ صِدقٍ فِي اللّهِ فَقَالَ لِي ذَاتَ لَيلَةٍ يَا هَذَا إنِيّ قَرَأتُ فِي التّورَاةِ فَإِذَا هُوَ صِفَةُ مُحَمّدٍ النّبِيّ الأمُيّّ فَقُلتُ وَ أَنَا قَرَأتُ صِفَتَهُ فِي التّورَاةِ وَ الإِنجِيلِ فَآمَنتُ بِهِ وَ عَلّمتُهُ بِهِ مِنَ الإِنجِيلِ وَ أَخبَرتُهُ بِصِفَتِهِ فِي الإِنجِيلِ فَآمنّا أَنَا وَ هُوَ وَ أَحبَبنَاهُ وَ تَمَنّينَا لِقَاءَهُ قَالَ فَمَكَثَ كَذَلِكَ زَمَاناً وَ كَانَ مِن أَفضَلِ مَا رَأَيتُ وَ كُنتُ أَستَأنِسُ إِلَيهِ وَ كَانَ مِن فَضلِهِ أَنّهُ يَخرُجُ بِغَنَمِهِ يَرعَاهَا فَيَنزِلُ بِالمَكَانِ المُجدِبِ فَيَصِيرُ مَا حَولَهُ أَخضَرَ مِنَ البَقلِ وَ كَانَ إِذَا جَاءَ المَطَرُ جَمَعَ غَنَمَهُ فَيَصِيرُ حَولَهُ وَ حَولَ غَنَمِهِ وَ خَيمَتِهِ مِثلُ الإِكلِيلِ مِن أَثَرِ المَطَرِ وَ لَا يُصِيبُ خَيمَتَهُ وَ لَا غَنَمَهُ مِنهُ فَإِذَا كَانَ الصّيفُ كَانَ عَلَي رَأسِهِ أَينَمَا تَوَجّهَ سَحَابَةٌ وَ كَانَ بَيّنَ الفَضلِ كَثِيرَ الصّومِ وَ الصّلَاةِ
صفحه : 67
قَالَ فَحَضَرَتهُ الوَفَاةُ فَدُعِيتُ إِلَيهِ فَقُلتُ لَهُ مَا كَانَ سَبَبُ مَرَضِكَ وَ لَم أَعلَم بِهِ قَالَ إنِيّ ذَكَرتُ خَطِيئَةً كُنتُ قَارَفتُهَا فِي حدَاَثتَيِ فغَشُيَِ عَلَيّ ثُمّ أَفَقتُ ثُمّ ذَكَرتُ خَطِيئَةً أُخرَي فغَشُيَِ عَلَيّ وَ أوَرثَنَيِ ذَلِكَ مَرَضاً فَلَستُ أدَريِ مَا حاَليِ ثُمّ قَالَ لِي فَإِن لَقِيتَ مُحَمّداً صَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ نبَيِّ الرّحمَةِ فَأَقرِئهُ منِيّ السّلَامَ وَ إِن لَم تَلقَهُ وَ لَقِيتَ وَصِيّهُ فَأَقرِئهُ منِيّ السّلَامَ وَ هيَِ حاَجتَيِ إِلَيكَ وَ وصَيِتّيِ قَالَ الديّراَنيِّ وَ إنِيّ مُوَدّعُكُم إِلَي وصَيِّ مُحَمّدٍص منِيّ وَ مِن صاَحبِيِ السّلَامَ قَالَ سَهلُ بنُ حُنَيفٍ فَلَمّا رَجَعنَا إِلَي المَدِينَةِ لَقِيتُ عَلِيّاً ع فَأَخبَرتُهُ خَبَرَ الديّراَنيِّ وَ خَبَرَ خَالِدٍ وَ مَا أَودَعنَا إِلَيهِ الديّراَنيِّ مِنَ السّلَامِ مِنهُ وَ مِن صَاحِبِهِ قَالَ فَسَمِعتُهُ يَقُولُ وَ عَلَيهِمَا وَ عَلَي مَن مِثلُهُمَا السّلَامُ وَ عَلَيكَ يَا سَهلَ بنَ حُنَيفٍ السّلَامُ وَ مَا رَأَيتُهُ اكتَرَثَ بِمَا أَخبَرتُهُ مِن خَالِدِ بنِ الوَلِيدِ وَ مَا قَالَ وَ مَا رَدّ عَلَيّ فِيهِ شَيئاً غَيرَ أَنّهُ قَالَ يَا سَهلَ بنَ حُنَيفٍ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي بَعَثَ مُحَمّداًص فَلَم يَبقَ فِي الأَرضِ شَيءٌ إِلّا عَلِمَ أَنّهُ رَسُولُ اللّهِ إِلّا شقَيِّ الثّقَلَينِ وَ عُصَاتَهُمَا قَالَ سَهلٌ وَ مَا فِي الأَرضِ مِن شَيءٍ فَاخَرَهُ إِلّا شقَيِّ الثّقَلَينِ وَ عُصَاتَهُمَا قَالَ سَهلٌ فَعَبَرنَا زَمَاناً وَ نَسِيتُ ذَلِكَ فَلَمّا كَانَ مِن أَمرِ عَلِيّ ع مَا كَانَ تَوَجّهنَا مَعَهُ فَلَمّا رَجَعنَا مِن صِفّينَ نَزَلنَا أَرضاً قَفراً لَيسَ بِهَا مَاءٌ فَشَكَونَا ذَلِكَ إِلَي عَلِيّ ع فَانطَلَقَ يمَشيِ عَلَي قَدَمَيهِ حَتّي انتَهَينَا إِلَي مَوضِعٍ كَانَ يَعرِفُهُ فَقَالَ احفِرُوا هَاهُنَا فَحَفَرنَا فَإِذَا بِصَخرَةٍ صَمّاءَ عَظِيمَةٍ قَالَ اقلَعُوهَا قَالَ فَجَهَدنَا أَن نَقلَعَهَا فَمَا استَطَعنَا قَالَ فَتَبَسّمَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ مِن عَجزِنَا عَنهَا ثُمّ أَهوَي إِلَيهَا بِيَدَيهِ جَمِيعاً كَأَنّمَا كَانَت فِي يَدِهِ كُرَةٌ فَإِذَا تَحتَهَا عَينٌ بَيضَاءُ كَأَنّهَا مِن شِدّةِ بَيَاضِهَا اللّجَينُ المَجلُوّ فَقَالَ دُونَكُم فَاشرَبُوا وَ اسقُوا وَ تَزَوّدُوا ثُمّ آذنَوُنيِ بِهَا قَالَ فَفَعَلنَا ثُمّ أَتَينَاهُ فَأَقبَلَ يمَشيِ إِلَيهَا بِغَيرِ رِدَاءٍ وَ لَا حِذَاءٍ فَتَنَاوَلَ الصّخرَةَ بِيَدِهِ ثُمّ دَحَا بِهَا فِي فَمِ العَينِ
صفحه : 68
فَأَلقَمَهَا إِيّاهَا ثُمّ حَثَا بِيَدِهِ التّرَابَ عَلَيهَا وَ كَانَ ذَلِكَ بِعَينِ الديّراَنيِّ وَ كَانَت بِالقُربِ مِنهَا وَ مِنّا يَرَانَا وَ يَسمَعُ كَلَامَنَا قَالَ فَنَزَلَ فَقَالَ أَينَ صَاحِبُكُم فَانطَلَقنَا بِهِ إِلَي عَلِيّ ع فَقَالَ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِص وَ أَنّكَ وصَيِّ مُحَمّدٍص وَ لَقَد كُنتُ أَرسَلتُ بِالسّلَامِ عنَيّ وَ عَن صَاحِبٍ لِي مَاتَ كَانَ أوَصاَنيِ بِذَلِكَ مَعَ جَيشٍ لَكُم مُنذُ كَذَا وَ كَذَا مِنَ السّنِينَ قَالَ سَهلٌ فَقُلتُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ هَذَا الديّراَنيِّ ألّذِي كُنتُ أَبلَغتُكَ عَنهُ
صفحه : 69
وَ عَن صَاحِبِهِ السّلَامَ قَالَ وَ ذُكِرَ الحَدِيثُ يَومَ مَرَرنَا مَعَ خَالِدٍ فَقَالَ لَهُ عَلِيّ ع وَ كَيفَ عَلِمتَ أنَيّ وصَيِّ رَسُولِ اللّهِ قَالَ أخَبرَنَيِ أَبِي وَ كَانَ قَد أتُيَِ عَلَيهِ مِنَ العُمُرِ مِثلَ مَا أتُيَِ عَلَيّ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَمّن قَاتَلَ مَعَ يُوشَعَ بنِ نُونٍ وصَيِّ مُوسَي حِينَ تَوَجّهَ فَقَاتَلَ الجَبّارِينَ بَعدَ مُوسَي بِأَربَعِينَ سَنَةً أَنّهُ مَرّ بِهَذَا المَكَانِ وَ أَصحَابُهُ عَطِشُوا فَشَكَوا إِلَيهِ العَطَشَ فَقَالَ أَمَا إِنّ بِقُربِكُم عَيناً نَزَلَت مِنَ الجَنّةِ استَخرَجَهَا آدَمُ فَقَامَ إِلَيهَا يُوشَعُ بنُ نُونٍ فَنَزَعَ عَنهَا الصّخرَةَ ثُمّ شَرِبَ وَ شَرِبَ أَصحَابُهُ وَ سُقُوا ثُمّ قَلّبَ الصّخرَةَ وَ قَالَ لِأَصحَابِهِ لَا يَقلِبُهَا إِلّا نبَيِّ أَو وصَيِّ نبَيِّ قَالَ فَتَخَلّفَ نَفَرٌ مِن أَصحَابِ يُوشَعَ بَعدَ مَا مَضَي فَجَهَدُوا الجَهدَ عَلَي أَن يَجِدُوا مَوضِعَهَا فَلَم يَجِدُوهُ وَ إِنّمَا بنُيَِ هَذَا الدّيرُ عَلَي هَذِهِ العَينِ وَ عَلَي بِركَتِهَا وَ طِليَتِهَا فَعَلِمتُ حِينَ استَخرَجتَهَا أَنّكَ وصَيِّ رَسُولِ اللّهِ أَحمَدَ ألّذِي كُنتُ أَطلُبُ وَ قَد أَحبَبتُ الجِهَادَ مَعَكَ قَالَ فَحَمَلَهُ عَلَي فَرَسٍ وَ أَعطَاهُ سِلَاحاً وَ خَرَجَ مَعَ النّاسِ وَ كَانَ مِمّنِ استُشهِدَ يَومَ النّهرِ[النّهرَوَانِ] قَالَ وَ فَرِحَ أَصحَابُ عَلِيّ بِحَدِيثِ الديّراَنيِّ فَرَحاً شَدِيداً قَالَ وَ تَخَلّفَ قَومٌ بَعدَ مَا رَحَلَ العَسكَرُ وَ طَلَبُوا العَينَ فَلَم يَدرُوا أَينَ مَوضِعُهَا فَلَحِقُوا بِالنّاسِ وَ قَالَ صَعصَعَةُ بنُ صُوحَانَ وَ أَنَا رَأَيتُ الديّراَنيِّ يَومَ نَزَلَ إِلَينَا حِينَ قَلَبَ عَلِيّ الصّخرَةَ عَنِ العَينِ وَ شَرِبَ مِنهَا النّاسُ وَ سَمِعتُ حَدِيثَهُ لعِلَيِّ ع وَ حدَثّنَيِ ذَلِكَ اليَومَ سَهلُ بنُ حُنَيفٍ بِهَذَا الحَدِيثِ حِينَ مَرّوا مَعَ خَالِدٍ
بيان المنافسة المغالبة في الشيء النفيس
صفحه : 70
1-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ]ج ،[الإحتجاج ]بِالإِسنَادِ إِلَي أَبِي مُحَمّدٍ العسَكرَيِّ ع عَن زَينِ العَابِدِينَ ع أَنّهُ قَالَ كَانَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع قَاعِداً ذَاتَ يَومٍ فَأَقبَلَ إِلَيهِ رَجُلٌ مِنَ اليُونَانِيّينَ المُدّعِينَ لِلفَلسَفَةِ وَ الطّبّ فَقَالَ لَهُ يَا أَبَا الحَسَنِ بلَغَنَيِ خَبَرُ صَاحِبِكَ وَ أَنّ بِهِ جُنُوناً وَ جِئتُ لِأُعَالِجَهُ فَلَحِقَتهُ وَ قَد مَضَي لِسَبِيلِهِ وَ فاَتنَيِ مَا أَرَدتُ مِن ذَلِكَ وَ قَد قِيلَ لِي إِنّكَ ابنُ عَمّهِ وَ صِهرُهُ وَ أَرَي بِكَ صُفَاراً قَد عَلَاكَ وَ سَاقَينِ دَقِيقَينِ مَا أَرَاهُمَا يَقِلّانِكَ فَأَمّا الصّفَارُ فعَنِديِ دَوَاؤُهُ وَ أَمّا السّاقَانِ الدّقِيقَانِ فَلَا حِيلَةَ لِي لِتَغلِيظِهِمَا وَ الوَجهُ أَن تَرفُقَ بِنَفسِكَ فِي المشَيِ تُقَلّلُهُ وَ لَا تُكَثّرُهُ وَ فِيمَا تَحمِلُهُ عَلَي ظَهرِكَ وَ تَحتَضِنُهُ بِصَدرِكَ أَن تُقَلّلَهُمَا وَ لَا تُكَثّرَهُمَا فَإِنّ سَاقَيكَ دَقِيقَانِ لَا يُؤمَنُ عِندَ حَملِ ثَقِيلٍ انقِصَافُهُمَا وَ أَمّا الصّفَارُ فَدَوَاؤُهُ عنِديِ وَ هُوَ هَذَا وَ أَخرَجَ دَوَاءً وَ قَالَ هَذَا لَا يُؤذِيكَ وَ لَا يُخَيّبُكَ وَ لَكِنّهُ يَلزَمُكَ حِميَةٌ مِنَ اللّحمِ أَربَعِينَ صَبَاحاً ثُمّ يَزِيلُ صُفَارُكَ فَقَالَ لَهُ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع قَد ذَكَرتَ نَفعَ هَذَا الدّوَاءَ لصِفُاَريِ فَهَل عَرَفتَ شَيئاً يَزِيدُ فِيهِ فَيَضُرّهُ فَقَالَ الرّجُلُ بَلَي حَبّةٌ مِن هَذَا وَ أَشَارَ إِلَي دَوَاءٍ مَعَهُ وَ قَالَ إِن تَنَاوَلَهُ الإِنسَانُ وَ بِهِ صُفَارٌ أَمَاتَهُ مِن سَاعَتِهِ وَ إِن كَانَ لَا صُفَارَ بِهِ صَارَ بِهِ صُفَارٌ حَتّي يَمُوتَ فِي يَومِهِ فَقَالَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع فأَرَنِيِ هَذَا الضّارّ فَأَعطَاهُ إِيّاهُ فَقَالَ لَهُ كَم قَدرُ هَذَا قَالَ لَهُ قَدرُ مِثقَالَينِ سَمّ نَاقِعٌ قَدرُ حَبّةٍ مِنهُ يَقتُلُ رَجُلًا فَتَنَاوَلَهُ عَلِيّ ع فَقَمَحَهُ وَ عَرِقَ عَرَقاً خَفِيفاً وَ جَعَلَ الرّجُلُ يَرتَعِدُ وَ يَقُولُ فِي نَفسِهِ الآنَ أُوخَذُ بِابنِ
صفحه : 71
أَبِي طَالِبٍ وَ يُقَالُ قَتَلَهُ وَ لَا يُقبَلُ منِيّ قوَليِ إِنّهُ هُوَ الجاَنيِ عَلَي نَفسِهِ فَتَبَسّمَ عَلِيّ ع وَ قَالَ يَا عَبدَ اللّهِ أَصَحّ مَا كُنتُ بَدَناً الآنَ لَم يضَرُنّيِ مَا زَعَمتَ أَنّهُ سَمّ فَغَمّض عَينَيكَ فَغَمّضَ ثُمّ قَالَ افتَح عَينَيكَ فَفَتَحَ وَ نَظَرَ إِلَي وَجهِ عَلِيّ ع فَإِذَا هُوَ أَبيَضُ أَحمَرُ مُشرَبُ حُمرَةٍ فَارتَعَدَ الرّجُلُ لَمّا رَآهُ وَ تَبَسّمَ عَلِيّ ع وَ قَالَ أَينَ الصّفَارُ ألّذِي زَعَمتَ أَنّهُ بيِ فَقَالَ وَ اللّهِ لَكَأَنّكَ لَستَ مَن رَأَيتُ مِن قَبلُ كُنتَ مُصفَرّاً فَأَنتَ الآنَ مُوَرّدٌ قَالَ عَلِيّ ع فَزَالَ عنَيّ الصّفَارُ بِسَمّكَ ألّذِي تَزعُمُ أَنّهُ قاَتلِيِ وَ أَمّا ساَقاَيَ هَاتَانِ وَ مَدّ رِجلَيهِ وَ كَشَفَ عَن سَاقَيهِ فَإِنّكَ زَعَمتَ أنَيّ أَحتَاجُ إِلَي أَن أَرفُقَ ببِدَنَيِ فِي حَمَلَ مَا أَحمِلُ عَلَيهِ لِئَلّا يَنقَصِفَ السّاقَانِ وَ أَنَا أُرِيكَ أَنّ طِبّ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ خِلَافُ طِبّكَ وَ ضَرَبَ بِيَدَيهِ إِلَي أُسطُوَانَةِ خَشَبٍ عَظِيمَةٍ وَ عَلَي رَأسِهَا سَطحُ مَجلِسِهِ ألّذِي هُوَ فِيهِ وَ فَوقَهُ حُجرَتَانِ إِحدَاهُمَا فَوقَ الأُخرَي وَ حَرّكَهَا وَ احتَمَلَهَا فَارتَفَعَ السّطحُ وَ الحِيطَانُ وَ فَوقَهُمَا الغُرفَتَانِ فغَشُيَِ عَلَي اليوُناَنيِّ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع صُبّوا عَلَيهِ مَاءً فَصَبّوا عَلَيهِ مَاءً فَأَفَاقَ وَ هُوَ يَقُولُ وَ اللّهِ مَا رَأَيتُ كَاليَومِ عَجَباً فَقَالَ لَهُ عَلِيّ ع هَذِهِ قُوّةُ السّاقَينِ الدّقِيقَتَينِ وَ احتِمَالُهَا فِي طِبّكَ هَذَا يَا يوُناَنيِّ فَقَالَ اليوُناَنيِّ أَ مِثلَكَ كَانَ مُحَمّدٌ فَقَالَ عَلِيّ ع وَ هَل علِميِ إِلّا مِن عِلمِهِ وَ عقَليِ إِلّا مِن عَقلِهِ وَ قوُتّيِ إِلّا مِن قُوّتِهِ لَقَد أَتَاهُ ثقَفَيِّ كَانَ أَطَبّ العَرَبِ فَقَالَ لَهُ إِن كَانَ بِكَ جُنُونٌ دَاوَيتُكَ فَقَالَ لَهُ مُحَمّدٌص أَ تُحِبّ أَن أُرِيَكَ آيَةً تَعلَمُ بِهَا غنِاَيَ عَن طِبّكَ وَ حَاجَتَكَ إِلَي طبِيّ قَالَ نَعَم قَالَ أَيّ آيَةٍ تُرِيدُ قَالَ تَدعُو ذَلِكَ العَذقَ وَ أَشَارَ إِلَي نَخلَةٍ سَحُوقٍ فَدَعَاهَا فَانقَلَعَ أَصلُهَا مِنَ الأَرضِ وَ هيَِ تَخُدّ الأَرضَ حَتّي وَقَفَت بَينَ يَدَيهِ فَقَالَ لَهُ أَ كَفَاكَ قَالَ لَا قَالَ فَتُرِيدُ مَا ذَا قَالَ تَأمُرُهَا أَن تَرجِعَ إِلَي حَيثُ جَاءَت مِنهُ وَ تَستَقِرّ فِي مَقَرّهَا ألّذِي انقَلَعَت مِنهُ فَأَمَرَهَا فَرَجَعَت وَ استَقَرّت فِي مَقَرّهَا
صفحه : 72
فَقَالَ اليوُناَنيِّ لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع هَذَا ألّذِي تَذكُرُهُ عَن مُحَمّدٍص غَائِبٌ عنَيّ وَ أَنَا أَقتَصِرُ مِنكَ عَلَي أَقَلّ مِن ذَلِكَ أَنَا أَتَبَاعَدُ عَنكَ فاَدعنُيِ وَ أَنَا لَا أَختَارُ الإِجَابَةَ فَإِن جِئتَ بيِ إِلَيكَ فهَيَِ آيَةٌ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع هَذَا إِنّمَا يَكُونُ آيَةً لَكَ وَحدَكَ لِأَنّكَ تَعلَمُ مِن نَفسِكَ أَنّكَ لَم تُرِدهُ وَ أنَيّ أَزَلتُ اختِيَارَكَ مِن غَيرِ أَن بَاشَرتَ منِيّ شَيئاً أَو مِمّن أَمَرتَهُ بِأَن يُبَاشِرَكَ أَو مِمّن قَصَدَ إِلَي إِجبَارِكَ وَ إِن لَم آمُرهُ إِلّا مَا يَكُونُ مِن قُدرَةِ اللّهِ تَعَالَي القَاهِرَةِ وَ أَنتَ يَا يوُناَنيِّ يُمكِنُكَ أَن تدَعّيَِ وَ يُمكِنُ غَيرَكَ أَن يَقُولَ إنِيّ وَاطَأتُكَ عَلَي ذَلِكَ فَاقتَرِح إِن كُنتَ مُقتَرِحاً مَا هُوَ آيَةٌ لِجَمِيعِ العَالَمِينَ قَالَ لَهُ اليوُناَنيِّ إِذَا جَعَلتَ الِاقتِرَاحَ إلِيَّ فَأَنَا أَقتَرِحُ أَن تَفصِلَ أَجزَاءَ تِلكَ النّخلَةِ وَ تَفرُقَهَا وَ تُبَاعِدَ مَا بَينَهَا ثُمّ تَجمَعَهَا وَ تُعِيدَهَا كَمَا كَانَت فَقَالَ عَلِيّ ع هَذِهِ آيَةٌ وَ أَنتَ رسَوُليِ إِلَيهَا يعَنيِ إِلَي النّخلَةِ فَقُل لَهَا إِنّ وصَيِّ مُحَمّدٍ رَسُولِ اللّهِص يَأمُرُ أَجزَاءَكَ أَن تَتَفَرّقَ وَ تَتَبَاعَدَ فَذَهَبَ فَقَالَ لَهَا فَتَفَاصَلَت وَ تَهَافَتَت وَ تَنَثّرَت وَ تَصَاغَرَت أَجزَاؤُهَا حَتّي لَم يُرَ لَهَا عَينٌ وَ لَا أَثَرٌ حَتّي كَأَن لَم يَكُن هُنَاكَ نَخلَةٌ قَطّ فَارتَعَدَت فَرَائِصُ اليوُناَنيِّ فَقَالَ يَا وصَيِّ مُحَمّدٍ قَد أعَطيَتنَيِ اقترِاَحيَِ الأَوّلَ فأَعَطنِيِ الآخَرَ فَأَمَرَهَا أَن تَجتَمِعَ وَ تَعُودَ كَمَا كَانَت فَقَالَ أَنتَ رسَوُليِ إِلَيهَا فَقُل لَهَا يَا أَجزَاءَ النّخلَةِ إِنّ وصَيِّ مُحَمّدٍ رَسُولِ اللّهِ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ يَأمُرُكَ أَن تجَتمَعِيِ وَ كَمَا كُنتَ تعَوُديِ فَنَادَي اليوُناَنيِّ فَقَالَ ذَلِكَ فَارتَفَعَت فِي الهَوَاءِ كَهَيئَةِ الهَبَاءِ المَنثُورِ ثُمّ جَعَلَت تَجتَمِعُ جُزءٌ جُزءٌ مِنهَا حَتّي تَصَوّرَ لَهَا القُضبَانُ وَ الأَورَاقُ وَ أُصُولُ السّعَفِ وَ شَمَارِيخُ الأَعذَاقِ ثُمّ تَأَلّفَت وَ تَجَمّعَت وَ استَطَالَت وَ عَرَضَت وَ استَقَرّ أَصلُهَا فِي مَقَرّهَا وَ تَمَكّنَ عَلَيهَا سَاقُهَا وَ تَرَكّبَ عَلَي
صفحه : 73
السّاقِ قُضبَانُهَا وَ عَلَي القُضبَانِ أَورَاقُهَا وَ فِي أَمكِنَتِهَا أَعذَاقُهَا وَ كَانَت فِي الِابتِدَاءِ شَمَارِيخُهَا مُتَجَرّدَةً لِبُعدِهَا مِن أَوَانِ الرّطَبِ وَ البُسرِ وَ الخِلَالِ فَقَالَ اليوُناَنيِّ وَ أُخرَي أُحِبّ أَن تُخرِجَ شَمَارِيخَهَا خِلَالَهَا وَ تَقلِبَهَا مِن خُضرَةٍ إِلَي صُفرَةٍ وَ حُمرَةٍ وَ تَرطِيبٍ وَ بُلُوغٍ لِيُؤكَلَ وَ تطُعمِنَيِ وَ مَن حَضَرَكَ مِنهَا فَقَالَ عَلِيّ ع أَنتَ رسَوُليِ إِلَيهَا بِذَلِكَ فَمُرهَا بِهِ فَقَالَ لَهَا اليوُناَنيِّ يَأمُرُكَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع بِكَذَا وَ كَذَا فَأَخَلّت وَ أَبسَرَت وَ اصفَرّت وَ احمَرّت وَ تَرَطّبَت وَ ثَقُلَت أَعذَاقُهَا بِرُطَبِهَا فَقَالَ اليوُناَنيِّ وَ أُخرَي أُحِبّهَا يَقرُبُ مِن يدَيَِ أَعذَاقُهَا أَو تَطُولُ يدَيَِ لِتَنَالَهَا وَ أَحَبّ شَيءٍ إلِيَّ أَن تَنزِلَ إلِيَّ إِحدَاهَا وَ تَطُولَ يدَيَِ إِلَي الأُخرَي التّيِ هيَِ أُختُهَا فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مُدّ اليَدَ التّيِ تُرِيدُ أَن تَنَالَهَا وَ قُل يَا مُقَرّبَ البَعِيدِ قَرّب يدَيِ مِنهَا وَ اقبِضِ الأُخرَي التّيِ تُرِيدُ أَن تَنزِلَ العِذقُ إِلَيهَا وَ قُل يَا مُسَهّلَ العَسِيرِ سَهّل لِي تَنَاوُلَ مَا يَبعُدُ عنَيّ مِنهَا فَفَعَلَ ذَلِكَ وَ قَالَهُ فَطَالَت يُمنَاهُ فَوَصَلَت إِلَي العِذقِ وَ انحَطّتِ الأَعذَاقُ الأُخرَي فَسَقَطَت عَلَي الأَرضِ وَ قَد طَالَت عَرَاجِينُهَا ثُمّ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِنّكَ إِن أَكَلتَ مِنهَا وَ لَم تُؤمِن بِمَن أَظهَرَ لَكَ عَجَائِبَهَا عَجّلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مِنَ العُقُوبَةِ التّيِ يَبتَلِيكَ بِهَا مَا يَعتَبِرُ بِهَا عُقَلَاءُ خَلقِهِ وَ جُهّالُهُم فَقَالَ اليوُناَنيِّ إنِيّ إِن كَفَرتُ بَعدَ مَا رَأَيتُ فَقَد بَلَغتُ فِي العِنَادِ وَ تَنَاهَيتُ فِي التّعَرّضِ لِلهَلَاكِ أَشهَدُ أَنّكَ مِن خَاصّةِ اللّهِ صَادِقٌ فِي جَمِيعِ أَقَاوِيلِكَ عَنِ اللّهِ فأَمرُنيِ بِمَا تَشَاءُ أُطِعكَ قَالَ عَلِيّ آمُرُكَ أَن تُقِرّ لِلّهِ بِالوَحدَانِيّةِ وَ تَشهَدَ لَهُ بِالجُودِ وَ الحِكمَةِ وَ تُنَزّهَهُ عَنِ العَبَثِ وَ الفَسَادِ وَ عَن ظُلمِ الإِمَاءِ وَ العِبَادِ وَ تَشهَدَ أَنّ مُحَمّداً ألّذِي أَنَا وَصِيّهُ
صفحه : 74
سَيّدُ الأَنَامِ وَ أَفضَلُ بَرِيّةٍ فِي دَارِ السّلَامِ وَ تَشهَدَ أَنّ عَلِيّاً ألّذِي أَرَاكَ مَا أَرَاكَ وَ أَولَاكَ مِنَ النّعَمِ مَا أَولَاكَ خَيرُ خَلقِ اللّهِ بَعدَ مُحَمّدٍ رَسُولِ اللّهِ وَ أَحَقّ خَلقِ اللّهِ بِمَقَامِ مُحَمّدٍص بَعدَهُ وَ القِيَامِ بِشَرَائِعِهِ وَ أَحكَامِهِ وَ تَشهَدَ أَنّ أَولِيَاءَهُ أَولِيَاءُ اللّهِ وَ أَنّ أَعدَاءَهُ أَعدَاءُ اللّهِ وَ أَنّ المُؤمِنِينَ المُشَارِكِينَ لَكَ فِيمَا كَلّفتُكَ المُسَاعِدِينَ لَكَ عَلَي مَا بِهِ أَمَرتُكَ خَيرُ أُمّةِ مُحَمّدٍص وَ صَفوَةُ شِيعَةِ عَلِيّ ع وَ آمُرُكَ أَن توُاَسيَِ إِخوَانَكَ المُطَابِقِينَ لَكَ عَلَي تَصدِيقِ مُحَمّدٍص وَ تصَديِقيِ وَ الِانقِيَادِ لَهُ وَ لِي مِمّا رَزَقَكَ اللّهُ وَ فَضّلَكَ عَلَي مَن فَضّلَكَ بِهِ مِنهُم تَسُدّ فَاقَتَهُم وَ تَجبُرُ كَسرَهُم وَ خَلّتَهُم وَ مَن كَانَ مِنهُم فِي دَرَجَتِكَ فِي الإِيمَانِ سَاوَيتَهُ فِي مَالِكَ بِنَفسِكَ وَ مَن كَانَ مِنهُم فَاضِلًا عَلَيكَ فِي دِينِكَ آثَرتَهُ بِمَالِكَ عَلَي نَفسِكَ حَتّي يَعلَمَ اللّهُ مِنكَ أَنّ دِينَهُ آثَرُ عِندَكَ مِن مَالِكَ وَ أَنّ أَولِيَاءَهُ أَكرَمُ إِلَيكَ مِن أَهلِكَ وَ عِيَالِكَ وَ آمُرُكَ أَن تَصُونَ دِينَكَ وَ عِلمَنَا ألّذِي أَودَعنَاكَ وَ أَسرَارَنَا التّيِ حَمَلنَاكَ فَلَا تُبدِ عُلُومَنَا لِمَن يُقَابِلُهَا بِالعِنَادِ وَ يُقَابِلُكَ مِن أَجلِهَا بِالشّتمِ وَ اللّعنِ وَ التّنَاوُلِ مِنَ العِرضِ وَ البَدَنِ وَ لَا تُفشِ سِرّنَا إِلَي مَن يُشَنّعُ عَلَينَا عِندَ الجَاهِلِينَ بِأَحوَالِنَا وَ يَعرِضُ أَولِيَاءَنَا لِبَوَادِرِ الجُهّالِ وَ آمُرُكَ أَن تَستَعمِلَ التّقِيّةَ فِي دِينِكَ فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُلا يَتّخِذِ المُؤمِنُونَ الكافِرِينَ أَولِياءَ مِن دُونِ المُؤمِنِينَ وَ مَن يَفعَل ذلِكَ فَلَيسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيءٍ إِلّا أَن تَتّقُوا مِنهُم تُقاةً وَ قَد أَذِنتُ لَكَ فِي تَفضِيلِ أَعدَائِنَا عَلَينَا إِن أَلجَأَكَ الخَوفُ إِلَيهِ وَ فِي إِظهَارِ البَرَاءَةِ مِنّا إِن حَمَلَكَ الوَجَلُ إِلَيهِ وَ فِي تَركِ الصّلَوَاتِ المَكتُوبَاتِ إِذَا خَشِيتَ عَلَي حُشَاشَتِكَ الآفَاتِ وَ العَاهَاتِ فَإِنّ تَفضِيلَكَ أَعدَاءَنَا عَلَينَا عِندَ خَوفِكَ لَا يَنفَعُهُم وَ لَا يَضُرّنَا وَ إِنّ إِظهَارَكَ بَرَاءَتَكَ مِنّا عِندَ تَقِيّتِكَ لَا يَقدَحُ فِينَا وَ لَا يَنقُصُنَا وَ لَئِن تَبَرّأُ مِنّا سَاعَةً بِلِسَانِكَ وَ أَنتَ مُوَالٍ لَنَا بِجَنَانِكَ لتِبَقيَ عَلَي نَفسِكَ رُوحُهَا التّيِ بِهَا قِوَامُهَا وَ مَالُهَا ألّذِي بِهِ قِيَامُهَا وَ جَاهُهَا ألّذِي بِهِ تَمَاسُكُهَا وَ تَصُونُ مَن عُرِفَ بِذَلِكَ وَ عَرَفتَ بِهِ مِن أَولِيَائِنَا إِخوَانِنَا وَ أَخَوَاتِنَا مِن بَعدِ ذَلِكَ بِشُهُورٍ وَ سِنِينَ إِلَي أَن تَنفَرِجَ تِلكَ الكُربَةُ وَ تَزُولَ بِهِ تِلكَ الغُمّةُ فَإِنّ ذَلِكَ أَفضَلُ
صفحه : 75
مِن أَن تَتَعَرّضَ لِلهَلَاكِ وَ تَنقَطِعَ بِهِ عَن عَمَلٍ فِي الدّينِ وَ صَلَاحِ إِخوَانِكَ المُؤمِنِينَ وَ إِيّاكَ ثُمّ إِيّاكَ أَن تَترُكَ التّقِيّةَ التّيِ أَمَرتُكَ بِهَا فَإِنّكَ شَائِطٌ بِدَمِكَ وَ دِمَاءِ إِخوَانِكَ مُعَرّضٌ لِنِعَمِكَ وَ نِعَمِهِم لِلزّوَالِ مُذِلّ لَهُم فِي أيَديِ أَعدَاءِ دِينِ اللّهِ وَ قَد أَمَرَكَ اللّهُ بِإِعزَازِهِم فَإِنّكَ إِن خَالَفتَ وصَيِتّيِ كَانَ ضَرَرُكَ عَلَي نَفسِكَ وَ إِخوَانِكَ أَشَدّ مِن ضَرَرِ المُنَاصِبِ لَنَا الكَافِرِ بِنَا
بيان قوله و لايخيبك في نسخ التفسير و لايخيسك من خاس بالعهد أي نقض كناية عن عدم النفع و قال الجوهري قمحت السويق وغيره بالكسر إذااستففته و قال القصف الكسر والتقصف التكسر و قال السحوق من النخل الطويلة و قال الحشاشة بقية الروح في المريض و قال شاط فلان أي ذهب دمه هدرا وأشاطه بدمه وأشاط دمه أي عرضه للقتل
1-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] ع ،[علل الشرائع ] مُحَمّدُ بنُ عُمَرَ بنِ عَلِيّ بنِ عَبدِ اللّهِ البصَريِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ أَحمَدَ بنِ جَبَلَةَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَحمَدَ بنِ عَامِرٍ الطاّئيِّ عَن أَبِيهِ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع قَالَ كَانَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع بِالكُوفَةِ فِي الجَامِعِ إِذ قَامَ إِلَيهِ رَجُلٌ مِن أَهلِ الشّامِ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إنِيّ أَسأَلُكَ عَن أَشيَاءَ فَقَالَ سَل تَفَقّهاً وَ لَا تَسأَل تَعَنّتاً فَأَحدَقَ النّاسُ بِأَبصَارِهِم فَقَالَ أخَبرِنيِ عَن أَوّلِ مَا خَلَقَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي فَقَالَ خَلَقَ النّورَ قَالَ فَمِمّ
صفحه : 76
خَلَقَ السّمَاوَاتِ قَالَ مِن بُخَارِ المَاءِ قَالَ فَمِمّ خَلَقَ الأَرضَ قَالَ مِن زَبَدِ المَاءِ قَالَ فَمِمّ خُلِقَتِ الجِبَالُ قَالَ مِنَ الأَموَاجِ قَالَ فَلِمَ سُمّيَت مَكّةُ أُمّ القُرَي قَالَ لِأَنّ الأَرضَ دُحِيَت مِن تَحتِهَا وَ سَأَلَهُ عَن سَمَاءِ الدّنيَا مِمّا هيَِ قَالَ مِن مَوجٍ مَكفُوفٍ وَ سَأَلَهُ عَن طُولِ الشّمسِ وَ القَمَرِ وَ عَرضِهِمَا قَالَ تِسعُمِائَةِ فَرسَخٍ فِي تِسعِمِائَةِ فَرسَخٍ وَ سَأَلَهُ كَم طُولُ الكَوَاكِبِ وَ عَرضُهُ قَالَ اثنَا عَشَرَ فَرسَخاً فِي اثنيَ عَشَرَ فَرسَخاً وَ سَأَلَهُ عَن أَلوَانِ السّمَاوَاتِ السّبعِ وَ أَسمَائِهَا فَقَالَ لَهُ اسمُ السّمَاءِ الدّنيَا رَفِيعٌ وَ هيَِ مِن مَاءٍ وَ دُخَانٍ وَ اسمُ السّمَاءِ الثّانِيَةِ قَيدَراً وَ هيَِ عَلَي لَونِ النّحَاسِ وَ السّمَاءُ الثّالِثَةُ اسمُهَا المَارُومُ وَ هيَِ عَلَي لَونِ الشّبَهِ وَ السّمَاءُ الرّابِعَةُ اسمُهَا أرفلون وَ هيَِ عَلَي لَونِ الفِضّةِ وَ السّمَاءُ الخَامِسَةُ اسمُهَا هيعون وَ هيَِ عَلَي لَونِ الذّهَبِ وَ السّمَاءُ السّادِسَةُ اسمُهَا عَرُوسٌ وَ هيَِ يَاقُوتَةٌ خَضرَاءُ وَ السّمَاءُ السّابِعَةُ اسمُهَا عَجمَاءُ وَ هيَِ دُرّةٌ بَيضَاءُ وَ سَأَلَهُ عَنِ الثّورِ مَا بَالُهُ غَاضّ طَرفَهُ وَ لَا يَرفَعُ رَأسَهُ إِلَي السّمَاءِ قَالَ حَيَاءً مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ لَمّا عَبَدَ قَومُ مُوسَي العِجلَ نَكَسَ رَأسَهُ وَ سَأَلَهُ عَنِ المَدّ وَ الجَزرِ مَا هُمَا قَالَ مَلَكٌ مُوَكّلٌ بِالبِحَارِ يُقَالُ لَهُ رُومَانُ فَإِذَا وَضَعَ قَدَمَيهِ فِي البَحرِ فَاضَ وَ إِذَا أَخرَجَهُمَا غَاضَ وَ سَأَلَهُ عَنِ اسمِ أَبِي الجِنّ فَقَالَ شُومَانُ وَ هُوَ ألّذِي خُلِقَ مِن مَارِجٍ مِن نَارٍ وَ سَأَلَهُ هَل بَعَثَ اللّهُ نَبِيّاً إِلَي الجِنّ فَقَالَ نَعَم بَعَثَ إِلَيهِم نَبِيّاً يُقَالُ لَهُ يُوسُفُ فَدَعَاهُم إِلَي اللّهِ فَقَتَلُوهُ وَ سَأَلَهُ عَنِ اسمِ إِبلِيسَ مَا كَانَ فِي السّمَاءِ فَقَالَ كَانَ اسمُهُ الحَارِثَ وَ سَأَلَهُ لِمَ سمُيَّ آدَمُ آدَمَ قَالَ لِأَنّهُ خُلِقَ مِن أَدِيمِ الأَرضِ وَ سَأَلَهُ لِمَ صَارَ المِيرَاثُلِلذّكَرِ مِثلُ حَظّ الأُنثَيَينِ فَقَالَ مِن قِبَلِ السّنبُلَةِ كَانَ
صفحه : 77
عَلَيهَا ثَلَاثُ حَبّاتٍ فَبَادَرَت إِلَيهَا حَوّاءُ فَأَكَلَت مِنهَا حَبّةً وَ أَطعَمَت آدَمَ حَبّتَينِ فَمِن أَجلِ ذَلِكَ وَرِثَ الذّكَرُ مِثلَ حَظّ الأُنثَيَينِ وَ سَأَلَهُ عَمّن خَلَقَ اللّهُ مِنَ الأَنبِيَاءِ مَختُوناً فَقَالَ خَلَقَ اللّهُ آدَمَ مَختُوناً وَ وُلِدَ شَيثٌ مَختُوناً وَ إِدرِيسُ وَ نُوحٌ وَ اِبرَاهِيمُ وَ دَاوُدُ وَ سُلَيمَانُ وَ لُوطٌ وَ إِسمَاعِيلُ وَ مُوسَي وَ عِيسَي وَ مُحَمّدٌ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ عَلَيهِم أَجمَعِينَ وَ سَأَلَهُ كَم كَانَ عُمُرُ آدَمَ فَقَالَ تِسعُمِائَةِ سَنَةٍ وَ ثَلَاثِينَ سَنَةً وَ سَأَلَهُ عَن أَوّلِ مَن قَالَ الشّعرَ فَقَالَ آدَمُ قَالَ وَ مَا كَانَ شِعرُهُ قَالَ لَمّا أُنزِلَ إِلَي الأَرضِ مِنَ السّمَاءِ فَرَأَي تُربَتَهَا وَ سِعَتَهَا وَ هَوَاهَا وَ قَتَلَ قَابِيلُ هَابِيلَ قَالَ آدَمُ ع
تَغَيّرَتِ البِلَادُ وَ مَن عَلَيهَا | فَوَجهُ الأَرضِ مُغبَرّ قَبِيحٌ |
تَغَيّرَ كُلّ ذيِ لَونٍ وَ طَعمٍ | وَ قَلّ بَشَاشَةُ الوَجهِ المَلِيحِ |
فَأَجَابَهُ إِبلِيسُ
تَنَحّ عَنِ البِلَادِ وَ سَاكِنِيهَا | ففَيِ الفِردَوسِ ضَاقَ بِكَ الفَسِيحُ |
وَ كُنتَ بِهَا وَ زَوجُكَ فِي قَرَارٍ | وَ قَلبُكَ مِن أَذَي الدّنيَا مُرِيحٌ |
فَلَم تَنفَكّ مِن كيَديِ وَ مكَريِ | إِلَي أَن فَاتَكَ الثّمَنُ الرّبِيحُ |
فَلَو لَا رَحمَةُ الجَبّارِ أَضحًي | بِكَفّكَ مِن جِنَانِ الخُلدِ رِيحٌ |
صفحه : 78
وَ سَأَلَهُ كَم حَجّ آدَمُ ع مِن حَجّةٍ فَقَالَ لَهُ سَبعِينَ حَجّةً مَاشِياً عَلَي قَدَمَيهِ وَ أَوّلُ حَجّةٍ كَانَ مَعَهُ الصّرَدُ يَدُلّهُ عَلَي مَوَاضِعِ المَاءِ وَ خَرَجَ مَعَهُ مِنَ الجَنّةِ وَ قَد نهُيَِ عَن أَكلِ الصّرَدِ وَ الخُطّافِ وَ سَأَلَهُ مَا بَالُهُ لَا يمَشيِ عَلَي الأَرضِ قَالَ لِأَنّهُ نَاحَ عَلَي بَيتِ المَقدِسِ فَطَافَ حَولَهُ أَربَعِينَ عَاماً يبَكيِ عَلَيهِ وَ لَم يَزَل يبَكيِ مَعَ آدَمَ ع فَمِن هُنَاكَ سَكَنَ البُيُوتَ وَ مَعَهُ تِسعُ آيَاتٍ مِن كِتَابِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ مِمّا كَانَ آدَمُ يَقرَؤُهَا فِي الجَنّةِ وَ هيَِ مَعَهُ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ ثَلَاثُ آيَاتٍ مِن أَوّلِ الكَهفِ وَ ثَلَاثُ آيَاتٍ مِن سُبحَانَ وَ هيَِوَ إِذا قَرَأتَ القُرآنَ وَ ثَلَاثُ آيَاتٍ مِن يس وَ جَعَلنا مِن بَينِ أَيدِيهِم سَدّا وَ مِن خَلفِهِم سَدّا وَ سَأَلَهُ عَن أَوّلِ مَن كَفَرَ وَ أَنشَأَ الكُفرَ فَقَالَ إِبلِيسُ لَعَنَهُ اللّهُ وَ سَأَلَهُ عَنِ اسمِ نُوحٍ مَا كَانَ فَقَالَ كَانَ اسمُهُ السّكَنَ وَ إِنّمَا سمُيَّ نُوحاً لِأَنّهُ نَاحَ عَلَي قَومِهِأَلفَ سَنَةٍ إِلّا خَمسِينَ عاماً وَ سَأَلَهُ عَن سَفِينَةِ نُوحٍ ع مَا كَانَ عَرضُهَا وَ طُولُهَا فَقَالَ كَانَ طُولُهَا ثَمَانَمِائَةِ ذِرَاعٍ وَ عَرضُهَا خَمسَمِائَةِ ذِرَاعٍ وَ ارتِفَاعُهَا فِي السّمَاءِ ثَمَانُونَ ذِرَاعاً ثُمّ جَلَسَ الرّجُلُ وَ قَامَ إِلَيهِ آخَرُ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَخبِرنَا عَن أَوّلِ شَجَرَةٍ غُرِسَت فِي الأَرضِ فَقَالَ العَوسَجَةُ وَ مِنهَا عَصَا مُوسَي ع وَ سَأَلَهُ عَن أَوّلِ شَجَرَةٍ نَبَتَت فِي الأَرضِ فَقَالَ هيَِ الدّبّاءُ وَ هُوَ القَرعُ وَ سَأَلَهُ عَن أَوّلِ مَن حَجّ مِن أَهلِ السّمَاءِ فَقَالَ لَهُ جَبرَئِيلُ ع
صفحه : 79
وَ سَأَلَهُ عَن أَوّلِ بُقعَةٍ بُسِطَت مِنَ الأَرضِ أَيّامَ الطّوفَانِ فَقَالَ لَهُ مَوضِعُ الكَعبَةِ وَ كَانَ زَبَرجَدَةً خَضرَاءَ وَ سَأَلَهُ عَن أَكرَمِ وَادٍ عَلَي وَجهِ الأَرضِ فَقَالَ لَهُ وَادٍ يُقَالُ لَهُ سَرَندِيبُ سَقَطَ فِيهِ آدَمُ ع مِنَ السّمَاءِ وَ سَأَلَهُ عَن شَرّ وَادٍ عَلَي وَجهِ الأَرضِ فَقَالَ وَادٍ بِاليَمَنِ يُقَالُ لَهُ بَرَهُوتُ وَ هُوَ مِن أَودِيَةِ جَهَنّمَ وَ سَأَلَهُ عَن سِجنٍ سَارَ بِصَاحِبِهِ فَقَالَ الحُوتُ سَارَ بِيُونُسَ بنِ مَتّي عَلَيهِ السّلَامُ وَ سَأَلَهُ عَن سِتّةٍ لَم يَركُضُوا فِي رَحِمٍ فَقَالَ آدَمُ وَ حَوّاءُ وَ كَبشُ اِبرَاهِيمَ وَ عَصَا مُوسَي وَ نَاقَةُ صَالِحٍ وَ الخُفّاشُ ألّذِي عَمِلَهُ عِيسَي ابنُ مَريَمَ وَ طَارَ بِإِذنِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ سَأَلَهُ عَن شَيءٍ مَكذُوبٍ عَلَيهِ لَيسَ مِنَ الجِنّ وَ لَا مِنَ الإِنسِ فَقَالَ الذّئبُ ألّذِي كَذَبَ عَلَيهِ إِخوَةُ يُوسُفَ ع وَ سَأَلَهُ عَن شَيءٍ أَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَيهِ لَيسَ مِنَ الجِنّ وَ لَا مِنَ الإِنسِ فَقَالَ أَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَي النّحلِ وَ سَأَلَهُ عَن مَوضِعٍ طَلَعَت عَلَيهِ الشّمسُ سَاعَةً مِنَ النّهَارِ وَ لَا تَطلُعُ عَلَيهِ أَبَداً قَالَ ذَلِكَ البَحرُ حِينَ فَلَقَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لِمُوسَي ع فَأَصَابَت أَرضَهُ الشّمسُ وَ أُطبِقَ عَلَيهِ المَاءُ فَلَن تُصِيبَهُ الشّمسُ وَ سَأَلَهُ عَن شَيءٍ شَرِبَ وَ هُوَ حيَّ وَ أَكَلَ وَ هُوَ مَيّتٌ فَقَالَ تِلكَ عَصَا مُوسَي وَ سَأَلَهُ عَن نَذِيرٍ أَنذَرَ قَومَهُ لَيسَ مِنَ الجِنّ وَ لَا مِنَ الإِنسِ فَقَالَ هيَِ النّملَةُ وَ سَأَلَهُ عَن أَوّلِ مَن أُمِرَ بِالخِتَانِ قَالَ اِبرَاهِيمُ وَ سَأَلَهُ عَن أَوّلِ مَن خُفِضَ مِنَ النّسَاءِ فَقَالَ هَاجَرُ أُمّ إِسمَاعِيلَ خَفَضَتهَا سَارَةُ لِتَخرُجَ مِن يَمِينِهَا وَ سَأَلَهُ عَن أَوّلِ امرَأَةٍ جَرّت ذَيلَهَا فَقَالَ هَاجَرُ لَمّا هَرَبَت مِن سَارَةَ وَ سَأَلَهُ عَن أَوّلِ مَن جَرّ ذَيلَهُ مِنَ الرّجَالِ فَقَالَ قَارُونَ وَ سَأَلَهُ عَن أَوّلِ مَن لَبِسَ النّعلَينِ فَقَالَ اِبرَاهِيمُ ع وَ سَأَلَهُ عَن أَكرَمِ النّاسِ نَسَباً فَقَالَ صَدِيقُ اللّهِ يُوسُفُ بنُ يَعقُوبَ إِسرَائِيلِ اللّهِ بنِ إِسحَاقَ ذَبِيحِ اللّهِ بنِ اِبرَاهِيمَ خَلِيلِ اللّهِ
صفحه : 80
وَ سَأَلَهُ عَن سِتّةٍ مِنَ الأَنبِيَاءِ لَهُم اسمَانِ فَقَالَ يُوشَعُ بنُ نُونٍ وَ هُوَ ذُو الكِفلِ وَ يَعقُوبُ وَ هُوَ إِسرَائِيلُ وَ الخِضرُ وَ هُوَ تَالِيَا وَ يُونُسُ وَ هُوَ ذُو النّونِ وَ عِيسَي وَ هُوَ المَسِيحُ وَ مُحَمّدٌ وَ هُوَ أَحمَدُ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم وَ سَأَلَهُ عَن شَيءٍ تَنَفّسَ لَيسَ لَهُ لَحمٌ وَ لَا دَمٌ فَقَالَ ذَاكَ الصّبحُ إِذَا تَنَفّسَ وَ سَأَلَهُ عَن خَمسَةٍ مِنَ الأَنبِيَاءِ تَكَلّمُوا بِالعَرَبِيّةِ فَقَالَ هُودٌ وَ شُعَيبٌ وَ صَالِحٌ وَ إِسمَاعِيلُ وَ مُحَمّدٌ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ عَلَيهِم ثُمّ جَلَسَ وَ قَامَ رَجُلٌ آخَرُ فَسَأَلَهُ وَ تَعَنّتَهُ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَخبِرنَا عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّيَومَ يَفِرّ المَرءُ مِن أَخِيهِ وَ أُمّهِ وَ أَبِيهِ وَ صاحِبَتِهِ وَ بَنِيهِ مَن هُم فَقَالَ قَابِيلُ يَفِرّ مِن هَابِيلَ وَ ألّذِي يَفِرّ مِن أُمّهِ مُوسَي وَ ألّذِي يَفِرّ مِن أَبِيهِ اِبرَاهِيمُ وَ ألّذِي يَفِرّ مِن صَاحِبَتِهِ لُوطٌ وَ ألّذِي يَفِرّ مِنِ ابنِهِ نُوحٌ يَفِرّ مِنِ ابنِهِ كَنعَانَ وَ سَأَلَهُ عَن أَوّلِ مَن مَاتَ فَجأَةً فَقَالَ دَاوُدُ ع مَاتَ عَلَي مِنبَرِهِ يَومَ الأَربِعَاءِ وَ سَأَلَهُ عَن أَربَعَةٍ لَا يَشبَعنَ مِن أَربَعَةٍ فَقَالَ أَرضٌ مِن مَطَرٍ وَ أُنثَي مِن ذَكَرٍ وَ عَينٌ مِن نَظَرٍ وَ عَالِمٌ مِن عِلمٍ وَ سَأَلَهُ عَن أَوّلِ مَن وَضَعَ سِكَكَ الدّنَانِيرِ وَ الدّرَاهِمِ فَقَالَ نُمرُودُ بنُ كَنعَانَ بَعدَ نُوحٍ وَ سَأَلَهُ عَن أَوّلِ مَن عَمِلَ عَمَلَ قَومِ لُوطٍ فَقَالَ إِبلِيسُ فَإِنّهُ أَمكَنَ مِن نَفسِهِ وَ سَأَلَهُ عَن مَعنَي هَدِيرِ الحَمَامِ الرّاعِبِيّةِ فَقَالَ تَدعُو عَلَي أَهلِ المَعَازِفِ وَ القَينَاتِ وَ المَزَامِيرِ وَ العِيدَانِ وَ سَأَلَهُ عَن كُنيَةِ البُرَاقِ فَقَالَ يُكَنّي أَبَا هُزَالٍ وَ سَأَلَهُ لِمَ سمُيَّ تُبّعٌ تُبّعاً قَالَ لِأَنّهُ كَانَ غُلَاماً كَاتِباً فَكَانَ يَكتُبُ لِمَلِكٍ كَانَ قَبلَهُ فَكَانَ إِذَا كَتَبَ كَتَبَ بِسمِ اللّهِ ألّذِي خَلَقَ صُبحاً وَ رِيحاً فَقَالَ المَلِكُ اكتُب وَ ابدَأ بِاسمِ مَلِكِ الرّعدِ فَقَالَ لَا أَبدَأُ
صفحه : 81
إِلّا بِاسمِ إلِهَيِ ثُمّ أَعطِفُ عَلَي حَاجَتِكَ فَشَكَرَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَهُ ذَلِكَ وَ أَعطَاهُ مُلكَ ذَلِكَ المَلِكِ فَتَابَعَهُ النّاسُ عَلَي ذَلِكَ فسَمُيَّ تُبّعاً وَ سَأَلَهُ مَا بَالُ المَاعِزِ مُفَرقَعَةُ الذّنَبِ بَادِيَةُ الحَيَاءِ وَ العَورَةِ فَقَالَ لِأَنّ المَاعِزَ عَصَت نُوحاً لَمّا أَدخَلَهَا السّفِينَةَ فَدَفَعَهَا فَكَسَرَ ذَنَبَهَا وَ النّعجَةُ مَستُورَةُ الحَيَاءِ وَ العَورَةِ لِأَنّ النّعجَةَ بَادَرَت بِالدّخُولِ إِلَي السّفِينَةِ فَمَسَحَ نُوحٌ ع يَدَهُ عَلَي حَيَاهَا وَ ذَنَبِهَا فَاستَوَتِ الأَليَةُ وَ سَأَلَهُ عَن كَلَامِ أَهلِ الجَنّةِ فَقَالَ كَلَامُ أَهلِ الجَنّةِ بِالعَرَبِيّةِ وَ سَأَلَهُ عَن كَلَامِ أَهلِ النّارِ فَقَالَ بِالمَجُوسِيّةِ ثُمّ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع النّومُ عَلَي أَربَعَةِ أَصنَافٍ الأَنبِيَاءُ تَنَامُ عَلَي أَقفِيَتِهَا مُستَلقِيَةً وَ أَعيُنُهَا لَا تَنَامُ مُتَوَقّعَةً لوِحَيِ رَبّهَا وَ المُؤمِنُ يَنَامُ عَلَي يَمِينِهِ مُستَقبِلَ القِبلَةِ وَ المُلُوكُ وَ أَبنَاؤُهَا تَنَامُ عَلَي شِمَالِهَا لِيَستَمرِءُوا مَا يَأكُلُونَ وَ إِبلِيسُ وَ إِخوَانُهُ وَ كُلّ مَجنُونٍ وَ ذيِ عَاهَةٍ تَنَامُ عَلَي وَجهِهِ مُنبَطِحاً ثُمّ قَامَ إِلَيهِ رَجُلٌ آخَرُ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أخَبرِنيِ عَن يَومِ الأَربِعَاءِ وَ تَطَيّرِنَا مِنهُ وَ ثِقلِهِ وَ أَيّ أَربِعَاءَ هُوَ قَالَ آخِرُ أَربِعَاءَ فِي الشّهرِ وَ هُوَ المُحَاقُ وَ فِيهِ قَتَلَ قَابِيلُ هَابِيلَ أَخَاهُ وَ يَومَ الأَربِعَاءِ ألُقيَِ اِبرَاهِيمُ فِي النّارِ وَ يَومَ الأَربِعَاءِ وَضَعُوهُ فِي المَنجَنِيقِ وَ يَومَ الأَربِعَاءِ غَرَقَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِرعَونَ وَ يَومَ الأَربِعَاءِ جَعَلَ اللّهُعالِيَها سافِلَها وَ يَومَ الأَربِعَاءِ أَرسَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ الرّيحَ عَلَي قَومِ عَادٍ وَ يَومَ الأَربِعَاءِ أَصبَحَتكَالصّرِيمِ وَ يَومَ الأَربِعَاءِ سَلّطَ اللّهُ عَلَي نُمرُودَ البَقّةَ وَ يَومَ الأَربِعَاءِ طَلَبَ فِرعَونُ مُوسَي ع لِيَقتُلَهُ وَ يَومَ الأَربِعَاءِ خَرّ عَلَيهِمُ السّقفُ مِن فَوقِهِم وَ يَومَ الأَربِعَاءِ أَمَرَ فِرعَونُ بِذَبحِ الغِلمَانِ وَ يَومَ الأَربِعَاءِ خُرّبَ بَيتُ المَقدِسِ وَ يَومَ الأَربِعَاءِ أُحرِقَ مَسجِدُ سُلَيمَانَ بنِ دَاوُدَ بِإِصطَخرَ مِن كُورَةِ فَارسٍ وَ يَومَ الأَربِعَاءِ قُتِلَ يَحيَي بنُ زَكَرِيّا وَ يَومَ الأَربِعَاءِ
صفحه : 82
أَظَلّ قَومَ فِرعَونَ أَوّلُ العَذَابِ وَ يَومَ الأَربِعَاءِ خَسَفَ اللّهُ بِقَارُونَ وَ يَومَ الأَربِعَاءِ ابتلُيَِ أَيّوبُ بِذَهَابِ مَالِهِ وَ وُلدِهِ وَ يَومَ الأَربِعَاءِ أُدخِلَ يُوسُفُ السّجنَ وَ يَومَ الأَربِعَاءِ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّأَنّا دَمّرناهُم وَ قَومَهُم أَجمَعِينَ وَ يَومَ الأَربِعَاءِ أَخَذَتهُمُ الصّيحَةُ وَ يَومَ الأَربِعَاءِ عُقِرَتِ النّاقَةُ وَ يَومَ الأَربِعَاءِ أُمطِرَ عَلَيهِمحِجارَةً مِن سِجّيلٍ وَ يَومَ الأَربِعَاءِ شُجّ وَجهُ النّبِيّص وَ كُسِرَت رَبَاعِيَتُهُ وَ يَومَ الأَربِعَاءِ أَخَذَتِ العَمَالِيقُ التّابُوتَ وَ سَأَلَهُ عَنِ الأَيّامِ وَ مَا يَجُوزُ فِيهَا مِنَ العَمَلِ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ يَومُ السّبتِ يَومُ مَكرٍ وَ خَدِيعَةٍ وَ يَومُ الأَحَدِ يَومُ غَرسٍ وَ بِنَاءٍ وَ يَومُ الإِثنَينِ يَومُ سَفَرٍ وَ طَلَبٍ وَ يَومُ الثّلَاثَاءِ يَومُ حَربٍ وَ دَمٍ وَ يَومُ الأَربِعَاءِ يَومٌ شُؤمٌ فِيهِ يَتَطَيّرُ النّاسُ وَ يَومُ الخَمِيسِ يَومُ الدّخُولِ عَلَي الأُمَرَاءِ وَ قَضَاءِ الحَوَائِجِ وَ يَومُ الجُمُعَةِ يَومُ خِطبَةٍ وَ نِكَاحٍ
بيان قوله بشاشة الوجه المليح لعل رفع المليح للقطع بالمدح ويمكن أن يقرأ بشاشة بالنصب علي التمييز و في بعض النسخ بعده
و ما لي لاأجود بسكب دمع | وهابيل تضمنه الضريح |
قتل قابيل هابيلا أخاه | فوا حزنا لقد فقد المليح . |
قوله ماباله لايمشي أي الخطاب و قال الجوهري العوسج ضرب من الشوك الواحدة عوسجة و قال الفيروزآبادي رعيت الحمامة رفعت هديلها وشددته . قوله مفرقعة الذنب قال الفيروزآبادي فرقع فلانا لوي عنقه والافرنقاع عن الشيء الانكشاف عنه والتنحي.أقول و في بعض النسخ معرقبة الذنب أي مقطوعة مجازا من قولهم عرقبه فقطع عرقوبه و في بعضها مرفوعة الذنب و هوأظهر والحياء بالمد الفرج من
صفحه : 83
ذوات الخف والظلف والسباع و قديقصر وبطحه كمنعه ألقاه علي وجه فانبطح .أقول سيأتي تفسير أجزاء الخبر في مواضعها إن شاء الله تعالي
1-ج ،[الإحتجاج ] عَنِ الأَصبَغِ قَالَسَأَلَ ابنُ الكَوّاءِ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَ أخَبرِنيِ عَن بَصِيرٍ بِاللّيلِ بَصِيرٍ بِالنّهَارِ وَ عَن أَعمَي بِاللّيلِ أَعمَي بِالنّهَارِ وَ عَن بَصِيرٍ بِاللّيلِ أَعمَي بِالنّهَارِ وَ عَن أَعمَي بِاللّيلِ بَصِيرٍ بِالنّهَارِ فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَيلَكَ سَل عَمّا يَعنِيكَ وَ لَا تَسأَل عَمّا لَا يَعنِيكَ وَيلَكَ أَمّا بَصِيرٌ بِاللّيلِ بَصِيرٌ بِالنّهَارِ فَهُوَ رَجُلٌ آمَنَ بِالرّسُلِ وَ الأَوصِيَاءِ الّذِينَ مَضَوا وَ بِالكُتُبِ وَ النّبِيّينَ وَ آمَنَ بِاللّهِ وَ بِنَبِيّهِ مُحَمّدٍص وَ أَقَرّ لِي بِالوَلَايَةِ فَأَبصَرَ فِي لَيلِهِ وَ نَهَارِهِ وَ أَمّا الأَعمَي بِاللّيلِ أَعمَي بِالنّهَارِ فَرَجُلٌ جَحَدَ الأَنبِيَاءَ وَ الأَوصِيَاءَ وَ الكُتُبَ التّيِ مَضَت وَ أَدرَكَ النّبِيّص فَلَم يُؤمِن بِهِ وَ لَم يُقِرّ بوِلَاَيتَيِ فَجَحَدَ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ وَ نَبِيّهُص فعَمَيَِ بِاللّيلِ وَ عمَيَِ بِالنّهَارِ وَ أَمّا بَصِيرٌ بِاللّيلِ أَعمَي بِالنّهَارِ فَرَجُلٌ آمَنَ بِالأَنبِيَاءِ وَ الكُتُبِ وَ جَحَدَ النّبِيّص وَ ولَاَيتَيِ وَ أنَكرَنَيِ حقَيّ فَأَبصَرَ بِاللّيلِ وَ عمَيَِ بِالنّهَارِ وَ أَمّا أَعمَي بِاللّيلِ بَصِيرٌ بِالنّهَارِ فَرَجُلٌ جَحَدَ الأَنبِيَاءَ الّذِينَ مَضَوا وَ الأَوصِيَاءَ وَ الكُتُبَ وَ أَدرَكَ النّبِيّص فَآمَنَ بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ مُحَمّدٍص وَ آمَنَ بإِمِاَمتَيِ وَ قَبِلَ ولَاَيتَيِ فعَمَيَِ بِاللّيلِ وَ أَبصَرَ بِالنّهَارِ وَيلَكَ يَا ابنَ الكَوّاءِ فَنَحنُ بَنُو أَبِي طَالِبٍ بِنَا فَتَحَ اللّهُ الإِسلَامَ وَ بِنَا يَختِمُهُ قَالَ الأَصبَغُ فَلَمّا نَزَلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مِنَ المِنبَرِ تَبِعتُهُ فَقُلتُ سيَدّيِ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَوّيتَ قلَبيِ بِمَا بَيّنتَ فَقَالَ لِي يَا أَصبَغُ مَن شَكّ فِي ولَاَيتَيِ فَقَد شَكّ فِي إِيمَانِهِ وَ مَن أَقَرّ بوِلَاَيتَيِ فَقَد أَقَرّ بِوَلَايَةِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ ولَاَيتَيِ مُتّصِلَةٌ بِوَلَايَةِ اللّهِ كَهَاتَينِ وَ جَمَعَ بَينَ أَصَابِعِهِ يَا أَصبَغُ مَن أَقَرّ بوِلَاَيتَيِ فَقَد فَازَ وَ مَن أَنكَرَ ولَاَيتَيِ
صفحه : 84
فَقَد خَابَ وَ خَسِرَ وَ هَوَي فِي النّارِ وَ مَن دَخَلَ النّارَ لَبِثَ فِيهَا أَحقَاباً
2-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] كَتَبَ مَلِكُ الرّومِ إِلَي مُعَاوِيَةَ يَسأَلُهُ عَن خِصَالٍ فَكَانَ فِيمَا سَأَلَهُ أخَبرِنيِ عَن لَا شَيءَ فَتَحَيّرَ فَقَالَ عَمرُو بنُ العَاصِ وَجّه فَرَساً فَارِهاً إِلَي مُعَسكَرِ عَلِيّ لِيُبَاعَ فَإِذَا قِيلَ للِذّيِ هُوَ مَعَهُ بِكَم فَيَقُولُ بِلَا شَيءَ فَعَسَي أَن تَخرُجَ المَسأَلَةُ فَجَاءَ الرّجُلُ إِلَي عَسكَرِ عَلِيّ إِذ مَرّ بِهِ عَلِيّ ع وَ مَعَهُ قَنبَرُ فَقَالَ يَا قَنبَرُ سَاوِمهُ فَقَالَ بِكَمِ الفَرَسُ قَالَ بِلَا شَيءَ قَالَ يَا قَنبَرُ خُذ مِنهُ قَالَ أعَطنِيِ لَا شَيءَ فَأَخرَجَهُ إِلَي الصّحرَاءِ وَ أَرَاهُ السّرَابَ فَقَالَ ذَاكَ لَا شَيءَ قَالَ اذهَب فَخَبّرهُ قَالَ وَ كَيفَ قُلتَ قَالَ أَ مَا سَمِعتَ يَقُولُ اللّهُ تَعَالَييَحسَبُهُ الظّمآنُ ماءً حَتّي إِذا جاءَهُ لَم يَجِدهُ شَيئاً
3-الأَصبَغُ كَتَبَ مَلِكُ الرّومِ إِلَي مُعَاوِيَةَ إِن أجَبَتنَيِ عَن هَذِهِ المَسَائِلِ حَمَلتُ إِلَيكَ الخَرَاجَ وَ إِلّا حَمَلتَ أَنتَ فَلَم يَدرِ مُعَاوِيَةُ فَأَرسَلَهَا إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَأَجَابَ عَنهَا فَقَالَ أَوّلُ مَا اهتَزّ عَلَي وَجهِ الأَرضِ النّخلَةُ وَ أَوّلُ شَيءٍ صِيحَ عَلَيهَا وَادٍ بِاليَمَنِ وَ هُوَ أَوّلُ وَادٍ فَارَ فِيهِ المَاءُ وَ القَوسُ أَمَانٌ لِأَهلِ الأَرضِ كُلّهَا عِندَ الغَرَقِ مَا دَامَ يُرَي فِي السّمَاءِ وَ المَجَرّةُ أَبوَابٌ فَتَحَهَا اللّهُ عَلَي قَومٍ ثُمّ أَغلَقَهَا فَلَم يُفَتّحهَا قَالَ فَكَتَبَ بِهَا مُعَاوِيَةُ إِلَي مَلِكِ الرّومِ فَقَالَ وَ اللّهِ مَا خَرَجَ هَذَا إِلّا مِن كَنزِ نُبُوّةِ مُحَمّدٍص فَخَرّجَ إِلَيهِ الخَرَاجَ
4-الرّضَا ع عَن آبَائِهِ ع سُئِلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع عَنِ المَدّ وَ الجَزرِ مَا هُمَا فَقَالَ ع مَلَكٌ مُوَكّلٌ بِالبِحَارِ يُقَالُ لَهُ رُومَانُ فَإِذَا وَضَعَ قَدَمَهُ فِي البَحرِ فَاضَ وَ إِذَا أَخرَجَهَا غَاضَ
5- وَ سَأَلَهُ ع ابنُ الكَوّاءِ كَم بَينَ السّمَاءِ وَ الأَرضِ فَقَالَ دَعوَةٌ مُستَجَابَةٌ قَالَ وَ مَا طَعمُ المَاءِ قَالَ طَعمُ الحَيَاةِ وَ كَم بَينَ المَشرِقِ وَ المَغرِبِ فَقَالَ ع مَسِيرَةَ يَومٍ لِلشّمسِ
صفحه : 85
وَ مَا أَخَوَانِ وُلِدَا فِي يَومٍ وَ مَاتَا فِي يَومٍ وَ عُمُرُ أَحَدِهِمَا خَمسُونَ وَ مِائَةُ سَنَةٍ وَ عُمُرُ الآخَرِ خَمسُونَ سَنَةً فَقَالَ عُزَيرٌ وَ عَزرَةُ أَخُوهُ لِأَنّ عُزَيراً أَمَاتَهُ اللّهُ تَعَالَي مِائَةَ عَامٍ ثُمّ بَعَثَهُ وَ عَن بُقعَةٍ مَا طَلَعَت عَلَيهَا الشّمسُ إِلّا لَحظَةً وَاحِدَةً فَقَالَ ذَلِكَ البَحرُ ألّذِي فَلَقَهُ اللّهُ لبِنَيِ إِسرَائِيلَ وَ عَن إِنسَانٍ يَأكُلُ وَ يَشرَبُ وَ لَا يَتَغَوّطُ قَالَ ع ذَلِكَ الجَنِينُ وَ عَن شَيءٍ شَرِبَ وَ هُوَ حيَّ وَ أَكَلَ وَ هُوَ مَيّتٌ قَالَ ع ذَاكَ عَصَا مُوسَي ع شَرِبَت وَ هيَِ فِي شَجَرَتِهَا غَضّةٌ وَ أَكَلَت لَمّا لَقَفَت حِبَالَ السّحَرَةِ وَ عِصِيّهُم وَ عَن بُقعَةٍ عَلَت عَلَي المَاءِ فِي أَيّامِ طُوفَانٍ فَقَالَ ع ذَلِكَ مَوضِعُ الكَعبَةِ لِأَنّهَا كَانَت رَبوَةً وَ عَن مَكذُوبٍ عَلَيهِ لَيسَ مِنَ الجِنّ وَ لَا مِنَ الإِنسِ فَقَالَ ذَاكَ الذّئبُ إِذ كَذَبَ عَلَيهِ إِخوَةُ يُوسُفَ ع وَ عَمّن أوُحيَِ إِلَيهِ لَيسَ مِنَ الجِنّ وَ لَا مِنَ الإِنسِ فَقَالَ ع وَ أَوحَي رَبّكَ إِلَي النّحلِ وَ عَن أَطهَرِ بُقعَةٍ مِنَ الأَرضِ لَا تَجُوزُ الصّلَاةُ عَلَيهَا فَقَالَ ع ذَلِكَ ظَهرُ الكَعبَةِ وَ عَن رَسُولٍ لَيسَ مِنَ الجِنّ وَ الإِنسِ وَ المَلَائِكَةِ وَ الشّيَاطِينِ فَقَالَ ع الهُدهُدُاذهَب بكِتِابيِ هذا وَ عَن مَبعُوثٍ لَيسَ مِنَ الجِنّ وَ الإِنسِ وَ المَلَائِكَةِ وَ الشّيَاطِينِ فَقَالَ ع ذَلِكَ الغُرَابُفَبَعَثَ اللّهُ غُراباً وَ عَن نَفسٍ فِي نَفسٍ لَيسَ بَينَهُمَا قَرَابَةٌ وَ لَا رَحِمٌ فَقَالَ ع ذَاكَ يُونُسُ النّبِيّ ع فِي بَطنِ الحُوتِ وَ مَتَي القِيَامَةُ قَالَ ع عِندَ حُضُورِ المُنيَةِ وَ بُلُوغِ الأَجَلِ وَ مَا عَصَا مُوسَي ع فَقَالَ ع كَانَ يُقَالُ لَهَا الأربية وَ كَانَت مِن عَوسَجٍ
صفحه : 86
طُولُهَا سَبعَةُ أَذرُعٍ بِذِرَاعِ مُوسَي ع وَ كَانَت مِنَ الجَنّةِ أَنزَلَهَا جَبرَئِيلُ ع عَلَي شُعَيبٍ ع
6- ابنُ عَبّاسٍ إِنّ أَخَوَينِ يَهُودِيّينِ سَأَلَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع عَن وَاحِدٍ لَا ثاَنيَِ لَهُ وَ عَن ثَانٍ لَا ثَالِثَ لَهُ إِلَي مِائَةٍ مُتّصِلةً نَجِدُهَا فِي التّورَاةِ وَ الإِنجِيلِ وَ هيَِ فِي القُرآنِ تَتلُونَهُ فَتَبَسّمَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ قَالَ أَمّا الوَاحِدُ فَاللّهُ رَبّنَا الوَاحِدُ القَهّارُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَمّا الِاثنَانِ فَآدَمُ وَ حَوّاءُ لِأَنّهُمَا أَوّلُ اثنَينِ وَ أَمّا الثّلَاثَةُ فَجَبرَئِيلُ وَ مِيكَائِيلُ وَ إِسرَافِيلُ لِأَنّهُم رَأسُ المَلَائِكَةِ عَلَي الوحَيِ وَ أَمّا الأَربَعَةُ فَالتّورَاةُ وَ الإِنجِيلُ وَ الزّبُورُ وَ الفُرقَانُ وَ أَمّا الخَمسَةُ فَالصّلَاةُ أَنزَلَهَا اللّهُ عَلَي نَبِيّنَا وَ عَلَي أُمّتِهِ وَ لَم يُنزِلهَا عَلَي نبَيِّ كَانَ قَبلَهُ وَ لَا عَلَي أُمّةٍ كَانَت قَبلَنَا وَ أَنتُم تَجِدُونَهُ فِي التّورَاةِ وَ أَمّا السّتّةُ فَخَلَقَ اللّهُالسّماواتِ وَ الأَرضَ فِي سِتّةِ أَيّامٍ وَ أَمّا السّبعَةُ فَسَبعُ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً وَ أَمّا الثّمَانِيَةُوَ يَحمِلُ عَرشَ رَبّكَ فَوقَهُم يَومَئِذٍ ثَمانِيَةٌ وَ أَمّا التّسعَةُ فَآيَاتُ مُوسَي التّسعُ وَ أَمّا العَشَرَةُ فَتِلكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ وَ أَمّا الأَحَدَ عَشَرَ فَقَولُ يُوسُفَ ع لِأَبِيهِإنِيّ رَأَيتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوكَباً وَ أَمّا الِاثنَا عَشَرَ فَالسّنَةُ اثنَا عَشَرَ شَهراً وَ أَمّا الثّلَاثَةَ عَشَرَ قَولُ يُوسُفَ ع لِأَبِيهِوَ الشّمسَ وَ القَمَرَ رَأَيتُهُم لِي ساجِدِينَفَالأَحَدَ عَشَرَ إِخوَتُهُ وَ الشّمسُ أَبُوهُ وَ القَمَرُ أُمّهُ وَ أَمّا الأَربَعَةَ عَشَرَ فَأَربَعَةَ عَشَرَ قِندِيلًا مِنَ النّورِ مُعَلّقَةً بَينَ السّمَاءِ السّابِعَةِ وَ الحُجُبِ تُسرِجُ بِنُورِ اللّهِ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ وَ أَمّا الخَمسَةَ عَشَرَ فَأُنزِلَتِ الكُتُبُ جُملَةً مَنسُوخَةً مِنَ اللّوحِ المَحفُوظِ إِلَي سَمَاءِ الدّنيَا بِخَمسَ عَشرَةَ لَيلَةً مَضَت مِن شَهرِ رَمَضَانَ وَ أَمّا السّتّةَ عَشَرَ فَسِتّةَ عَشَرَ صَفّاً مِنَ المَلَائِكَةِحَافّينَ مِن حَولِ العَرشِ وَ أَمّا السّبعَةَ عَشَرَ فَسَبعَةَ عَشَرَ اسماً مِن أَسمَاءِ اللّهِ مَكتُوبَةٌ بَينَ الجَنّةِ وَ النّارِ لَو لَا ذَلِكَ لَزَفَرَت زَفرَةً أَحرَقَت مَن فِي السّمَاوَاتِ وَ الأَرضِ
صفحه : 87
وَ أَمّا الثّمَانِيَةَ عَشَرَ فَثَمَانِيَةَ عَشَرَ حِجَاباً مِن نُورٍ مُعَلّقَةً بَينَ العَرشِ وَ الكرُسيِّ لَو لَا ذَلِكَ لَذَابَتِ الصّمّ الشّوَامِخُ وَ احتَرَقَتِ السّمَاوَاتُ وَ الأَرضُ وَ مَا بَينَهُمَا مِن نُورِ العَرشِ وَ أَمّا التّسعَةَ عَشَرَ فَتِسعَةَ عَشَرَ مَلَكاً خَزَنَةُ جَهَنّمَ وَ أَمّا العِشرُونَ فَأَنزَلَ الزّبُورَ عَلَي دَاوُدَ ع فِي عِشرِينَ يَوماً خَلَونَ مِن شَهرِ رَمَضَانَ وَ أَمّا الأَحَدُ وَ العِشرُونَ فَأَلَانَ اللّهُ لِدَاوُدَ فِيهَا الحَدِيدَ وَ أَمّا فِي اثنَينِ وَ عِشرِينَ فَاستَوَت سَفِينَةُ نُوحٍ ع وَ أَمّا ثَلَاثَةٌ وَ عِشرُونَ فَفِيهِ مِيلَادُ عِيسَي ع وَ نُزُولُ المَائِدَةِ عَلَي بنَيِ إِسرَائِيلَ وَ أَمّا فِي أَربَعٍ وَ عِشرِينَ فَرَدّ اللّهُ عَلَي يَعقُوبَ بَصَرَهُ وَ أَمّا خَمسَةٌ وَ عِشرُونَ فَكَلّمَ اللّهُ مُوسَي تَكلِيماً بوادي[باِلواَديِ]المُقَدّسِ كَلّمَهُ خَمسَةً وَ عِشرِينَ يَوماً وَ أَمّا سِتّةٌ وَ عِشرُونَ فَمَقَامُ اِبرَاهِيمَ ع فِي النّارِ أَقَامَ فِيهَا حَيثُ صَارَت بَرداً وَ سَلَاماً وَ أَمّا سَبعَةٌ وَ عِشرُونَ فَرَفَعَ اللّهُ إِدرِيسَمَكاناً عَلِيّا وَ هُوَ ابنُ سَبعٍ وَ عِشرِينَ سَنَةً وَ أَمّا ثَمَانِيَةٌ وَ عِشرُونَ فَمَكَثَ يُونُسُ فِي بَطنِ الحُوتِ وَ أَمّا الثّلَاثُونَوَ واعَدنا مُوسي ثَلاثِينَ لَيلَةً وَ أَمّا الأَربَعُونَ تَمَامُ مِيعَادِهِوَ أَتمَمناها بِعَشرٍ وَ أَمّا الخَمسُونَ خَمسِينَ أَلفَ سَنَةٍ وَ أَمّا السّتّونَ كَفّارَةُ الإِفطَارِفَمَن لَم يَستَطِع فَإِطعامُ سِتّينَ مِسكِيناً وَ أَمّا السّبعُونَسَبعِينَ رَجُلًا لِمِيقاتِنا وَ أَمّا الثّمَانُونَفَاجلِدُوهُم ثَمانِينَ جَلدَةً وَ أَمّا التّسعُونَ فَتِسعٌ وَ تِسعُونَ نَعجَةً وَ أَمّا المِائَةُفَاجلِدُوا كُلّ واحِدٍ مِنهُما مِائَةَ جَلدَةٍ فَلَمّا سَمِعَا ذَلِكَ أَسلَمَا فَقُتِلَ أَحَدُهُمَا فِي الجَمَلِ وَ الآخَرُ فِي صِفّينَ
7- وَ قَالَ ع فِي جَوَابِ سَائِلٍ وَ أَمّا الزّوجَانِ اللّذَانِ لَا بُدّ لِأَحَدِهِمَا مِن صَاحِبِهِ وَ لَا حَيَاةَ لَهُمَا فَالشّمسُ وَ القَمَرُ وَ أَمّا النّورُ ألّذِي لَيسَ مِنَ الشّمسِ وَ لَا مِنَ القَمَرِ
صفحه : 88
وَ لَا مِنَ النّجُومِ وَ لَا المَصَابِيحِ فَهُوَ عَمُودٌ أَرسَلَهُ اللّهُ تَعَالَي لِمُوسَي ع فِي التّيهِ وَ أَمّا السّاعَةُ التّيِ لَيسَ مِنَ اللّيلِ وَ لَا مِنَ النّهَارِ فهَيَِ السّاعَةُ التّيِ قَبلَ طُلُوعِ الشّمسِ وَ أَمّا الِابنُ ألّذِي أَكبَرُ مِن أَبِيهِ وَ لَهُ ابنٌ أَكبَرُ مِنهُ فَهُوَ عُزَيرٌ بَعَثَهُ اللّهُ وَ لَهُ أَربَعُونَ سَنَةً وَ لِابنِهِ مِائَةٌ وَ عشرين [عَشرُ]سِنِينَ وَ مَا لَا قِبلَةَ لَهُ فَالكَعبَةُ وَ مَا لَا أَبَ لَهُ فَالمَسِيحُ وَ مَا لَا عَشِيرَةَ لَهُ فَآدَمُ
8- كِتَابُ الغَارَاتِ،لِإِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ الثقّفَيِّ رَفَعَهُ إِلَي الأَصبَغِ بنِ نُبَاتَةَ قَالَكَتَبَ صَاحِبُ الرّومِ إِلَي مُعَاوِيَةَ يَسأَلُهُ عَن عَشرِ خِصَالٍ فَارتَطَمَ كَمَا يَرتَطِمُ الحِمَارُ فِي الطّينِ فَبَعَثَ رَاكِباً إِلَي عَلِيّ ع وَ هُوَ فِي الرّحبَةِ فَقَالَ السّلَامُ عَلَيكَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَالَ عَلِيّ ع أَمَا إِنّكَ لَستَ مِن رعَيِتّيِ قَالَ نَعَم أَنَا مِن أَهلِ الشّامِ بعَثَنَيِ إِلَيكَ مُعَاوِيَةُ لِأَسأَلَكَ عَن عَشرِ خِصَالٍ كَتَبَ إِلَيهِ بِهَا صَاحِبُ الرّومِ فَقَالَ إِن أجَبَتنَيِ فِيهَا حَمَلتُ إِلَيكَ الخَرَاجَ وَ إِلّا حَمَلتَ إلِيَّ أَنتَ خَرَاجَكَ فَلَم يُحسِن مُعَاوِيَةُ أَن يُجِيبَهُ فبَعَثَنَيِ إِلَيكَ أَسأَلُكَ قَالَ عَلِيّ ع وَ مَا هيَِ قَالَ مَا أَوّلُ شَيءٍ اهتَزّ عَلَي وَجهِ الأَرضِ وَ أَوّلُ شَيءٍ ضَجّ عَلَي الأَرضِ وَ كَم بَينَ الحَقّ وَ البَاطِلِ وَ كَم بَينَ المَشرِقِ وَ المَغرِبِ وَ كَم بَينَ الأَرضِ وَ السّمَاءِ وَ أَينَ تأَويِ أَروَاحُ المُسلِمِينَ وَ أَينَ تأَويِ أَروَاحُ المُشرِكِينَ وَ هَذِهِ القَوسُ مَا هيَِ وَ هَذِهِ المَجَرّةُ مَا هيَِ وَ الخُنثَي كَيفَ يُقسَمُ لَهَا المِيرَاثُ فَقَالَ لَهُ عَلِيّ ع أَمّا أَوّلُ شَيءٍ اهتَزّ عَلَي الأَرضِ فهَيَِ النّخلَةُ وَ مَثَلُهَا مَثَلُ ابنِ آدَمَ إِذَا قُطِعَ رَأسُهُ هَلَكَ وَ إِذَا قُطِعَ رَأسُ النّخلَةِ إِنّمَا هيَِ جِذعٌ مُلقًي وَ أَوّلُ شَيءٍ ضَجّ عَلَي الأَرضِ وَادٍ بِاليَمَنِ وَ هُوَ أَوّلُ وَادٍ فَارَ مِنهُ المَاءُ وَ بَينَ الحَقّ وَ البَاطِلِ أَربَعُ أَصَابِعَ بَينَ أَن تَقُولَ رَأَت عيَنيِ وَ سَمِعتُ مَا لَم يُسمَع وَ بَينَ السّمَاءِ وَ الأَرضِ مَدّ البَصَرِ وَ دَعوَةُ المَظلُومِ وَ بَينَ المَشرِقِ وَ المَغرِبِ يَومٌ طَرّادٌ لِلشّمسِ
صفحه : 89
وَ تأَويِ أَروَاحُ المُسلِمِينَ عَيناً فِي الجَنّةِ تُسَمّي سَلمَي وَ تأَويِ أَروَاحُ المُشرِكِينَ فِي جُبّ النّارِ تُسَمّي بَرَهُوتَ وَ هَذِهِ القَوسُ أَمَانُ الأَرضِ كُلّهَا مِنَ الغَرَقِ وَ إِذَا رَأَوا ذَلِكَ فِي السّمَاءِ وَ أَمّا هَذِهِ المَجَرّةُ فَأَبوَابُ السّمَاءِ فَتَحَهَا اللّهُ عَلَي قَومِ نُوحٍ ثُمّ أَغلَقَهَا فَلَم يَفتَحهَا وَ أَمّا الخُنثَي فَإِنّهُ يَبُولُ فَإِن خَرَجَ بَولُهُ مِن ذَكَرِهِ فَسُنّتُهُ سُنّةُ الرّجُلِ وَ إِن خَرَجَ مِن غَيرِ ذَلِكَ فَسُنّتُهُ سُنّةُ المَرأَةِ فَكَتَبَ بِهَا مُعَاوِيَةُ إِلَي صَاحِبِ الرّومِ فَحَمَلَ إِلَيهِ خَرَاجَهُ وَ قَالَ مَا خَرَجَ هَذَا إِلّا مِن كُتُبِ نُبُوّةٍ هَذَا فِيمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ الإِنجِيلِ عَلَي عِيسَي ابنِ مَريَمَ
9- وَ عَن شَيخٍ مِن فَزَارَةَ أَنّ عَلِيّاً ع قَالَ إِنّ مِمّا صَنَعَ اللّهُ لَكُم أَنّ عَدُوّكُم يَكتُبُ إِلَيكُم فِي مَعَالِمِ دِينِهِم
بيان الطراد من الأيام الطويل ولعل المراد به هنا التام
1-ل ،[الخصال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ اليقَطيِنيِّ عَنِ القَاسِمِ بنِ يَحيَي عَن جَدّهِ الحَسَنِ بنِ رَاشِدٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ وَ مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ حدَثّنَيِ أَبِي عَن جدَيّ عَن آبَائِهِ ع أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع عَلّمَ أَصحَابَهُ فِي مَجلِسٍ وَاحِدٍ أَربَعَمِائَةِ بَابٍ مِمّا يَصلُحُ لِلمُؤمِنِ فِي دِينِهِ وَ دُنيَاهُ قَالَ ع إِنّ الحِجَامَةَ تُصَحّحُ البَدَنَ وَ تَشُدّ العَقلَ وَ الطّيبَ فِي الشّارِبِ مِن أَخلَاقِ النّبِيّص وَ كَرَامَةُ الكَاتِبِينَ وَ السّوَاكَ مِن مَرضَاةِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ سُنّةُ النّبِيّص وَ مَطيَبَةٌ لِلفَمِ
صفحه : 90
وَ الدّهنَ يُلَيّنُ البَشَرَةَ وَ يَزِيدُ فِي الدّمَاغِ وَ يُسَهّلُ مجَاَريِ المَاءِ وَ يُذهِبُ القَشَفَ وَ يُسَفّرُ اللّونَ وَ غَسلَ الرّأسِ يَذهَبُ بِالدّرَنِ وَ ينَفيِ القَذَي وَ المَضمَضَةَ وَ الِاستِنشَاقَ سُنّةٌ وَ طَهُورٌ لِلفَمِ وَ الأَنفِ وَ السّعُوطَ مَصَحّةٌ لِلرّأسِ وَ تَنقِيَةٌ لِلبَدَنِ وَ سَائِرِ أَوجَاعِ الرّأسِ وَ النّورَةَ نُشرَةٌ وَ طَهُورٌ لِلجَسَدِ استِجَادَةُ الحِذَاءِ وِقَايَةٌ لِلبَدَنِ وَ عَونٌ عَلَي الطّهُورِ وَ الصّلَاةِ تَقلِيمُ الأَظفَارِ يَمنَعُ الدّاءَ الأَعظَمَ وَ يُدِرّ الرّزقَ وَ يُورِدُهُ نَتفُ الإِبطِ ينَفيِ الرّائِحَةَ المُنكَرَةَ وَ هُوَ طَهُورٌ وَ سُنّةٌ مِمّا أَمَرَ بِهِ الطّيّبُ ع غَسلُ اليَدَينِ قَبلَ الطّعَامِ وَ بَعدَهُ زِيَادَةٌ فِي الرّزقِ وَ إِمَاطَةٌ لِلغَمَرِ عَنِ الثّيَابِ وَ يَجلُو البَصَرَ قِيَامُ اللّيلِ مَصَحّةٌ لِلبَدَنِ وَ مَرضَاةٌ لِلرّبّ عَزّ وَ جَلّ وَ تَعَرّضٌ لِلرّحمَةِ وَ تَمَسّكٌ بِأَخلَاقِ النّبِيّينَ أَكلُ التّفّاحِ نَضُوحٌ لِلمَعِدَةِ مَضغُ اللّبَانِ يَشُدّ الأَضرَاسَ وَ ينَفيِ البَلغَمَ وَ يَذهَبُ بِرِيحِ الفَمِ الجُلُوسُ فِي المَسجِدِ بَعدَ طُلُوعِ الفَجرِ إِلَي طُلُوعِ الشّمسِ أَسرَعُ فِي طَلَبِ الرّزقِ مِنَ الضّربِ فِي الأَرضِ أَكلُ السّفَرجَلِ قُوّةٌ لِلقَلبِ الضّعِيفِ وَ يُطَيّبُ المَعِدَةَ وَ يذُكَيّ الفُؤَادَ وَ يُشَجّعُ الجَبَانَ وَ يُحَسّنُ الوَلَدَ إِحدَي وَ عِشرُونَ زَبِيبَةً حَمرَاءَ فِي كُلّ يَومٍ عَلَي الرّيقِ تَدفَعُ جَمِيعَ الأَمرَاضِ إِلّا مَرَضَ المَوتِ يُستَحَبّ لِلمُسلِمِ أَن يأَتيَِ أَهلَهُ أَوّلَ لَيلَةٍ مِن شَهرِ رَمَضَانَ يَقُولُ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيأُحِلّ لَكُم لَيلَةَ الصّيامِ الرّفَثُ إِلي نِسائِكُم وَ الرّفَثُ المُجَامَعَةُ لَا تَخَتّمُوا بِغَيرِ الفِضّةِ فَإِنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ مَا طَهُرَت يَدٌ فِيهَا خَاتَمُ حَدِيدٍ
صفحه : 91
وَ مَن نَقَشَ عَلَي خَاتَمِهِ اسمَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَليُحَوّلهُ عَنِ اليَدِ التّيِ يسَتنَجيِ بِهَا فِي المُتَوَضّإِ إِذَا نَظَرَ أَحَدُكُم فِي المِرآةِ فَليَقُل الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي خلَقَنَيِ فَأَحسَنَ خلَقيِ وَ صوَرّنَيِ فَأَحسَنَ صوُرتَيِ وَ زَانَ منِيّ مَا شَانَ مِن غيَريِ وَ أكَرمَنَيِ بِالإِسلَامِ لِيَتَزَيّنَ أَحَدُكُم لِأَخِيهِ المُسلِمِ إِذَا أَتَاهُ كَمَا يَتَزَيّنُ لِلغَرِيبِ ألّذِي يُحِبّ أَن يَرَاهُ فِي أَحسَنِ الهَيئَةِ صَومُ ثَلَاثَةِ أَيّامٍ مِن كُلّ شَهرٍ أَربِعَاءَ بَينَ خَمِيسَينِ وَ صَومُ شَعبَانَ يَذهَبُ بِوَسوَاسِ الصّدرِ وَ بَلَابِلِ القَلبِ وَ الِاستِنجَاءُ بِالمَاءِ البَارِدِ يَقطَعُ البَوَاسِيرَ غَسلُ الثّيَابِ يَذهَبُ بِالهَمّ وَ الحُزنِ وَ هُوَ طَهُورٌ لِلصّلَاةِ لَا تَنتِفُوا الشّيبَ فَإِنّهُ نُورُ المُسلِمِ وَ مَن شَابّ شَيبَتَهُ فِي الإِسلَامِ كَانَ لَهُ نُوراً يَومَ القِيَامَةِ لَا يَنَامُ المُسلِمُ وَ هُوَ جُنُبٌ وَ لَا يَنَامُ إِلّا عَلَي طَهُورٍ فَإِن لَم يَجِدِ المَاءَ فَليَتَيَمّم بِالصّعِيدِ فَإِنّ رُوحَ المُؤمِنِ تُرفَعُ إِلَي اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي فَيُقبِلُهَا وَ يُبَارِكُ عَلَيهَا فَإِن كَانَ أَجَلُهَا قَد حَضَرَ جَعَلَهَا فِي كُنُوزِ رَحمَتِهِ وَ إِن لَم يَكُن أَجَلُهَا قَد حَضَرَ بَعَثَ بِهَا مَعَ أُمَنَائِهِ مِن مَلَائِكَتِهِ فَيَرُدّونَهَا فِي جَسَدِهَا لَا يَتفُلُ المُؤمِنُ فِي القِبلَةِ فَإِن فَعَلَ ذَلِكَ نَاسِياً فَليَستَغفِرِ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ مِنهُ لَا يَنفُخُ الرّجُلُ فِي مَوضِعِ سُجُودِهِ وَ لَا يَنفُخُ فِي طَعَامِهِ وَ لَا فِي شَرَابِهِ وَ لَا فِي تَعوِيذِهِ لَا يَنَامُ الرّجُلُ عَلَي المَحَجّةِ وَ لَا يَبُولَنّ مِن سَطحٍ فِي الهَوَاءِ وَ لَا يَبُولَنّ فِي مَاءٍ جَارٍ فَإِن فَعَلَ ذَلِكَ فَأَصَابَهُ شَيءٌ فَلَا يَلُومَنّ إِلّا نَفسَهُ فَإِنّ لِلمَاءِ أَهلًا وَ لِلهَوَاءِ أَهلًا لَا يَنَامُ الرّجُلُ عَلَي وَجهِهِ وَ مَن رَأَيتُمُوهُ نَائِماً عَلَي وَجهِهِ فَأَنبِهُوهُ وَ لَا تَدَعُوهُ وَ لَا يَقُومَنّ أَحَدُكُم فِي الصّلَاةِ مُتَكَاسِلًا وَ لَا نَاعِساً وَ لَا يُفَكّرَنّ فِي نَفسِهِ فَإِنّهُ بَينَ يدَيَ رَبّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ إِنّمَا لِلعَبدِ مِن صَلَاتِهِ مَا أَقبَلَ عَلَيهِ مِنهَا بِقَلبِهِ كُلُوا مَا يَسقُطُ مِنَ الخِوَانِ فَإِنّهُ شِفَاءٌ مِن كُلّ دَاءٍ بِإِذنِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ لِمَن
صفحه : 92
أَرَادَ أَن يسَتشَفيَِ بِهِ إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُم طَعَاماً فَمَصّ أَصَابِعَهُ التّيِ أَكَلَ بِهَا قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بَارَكَ اللّهُ فِيكَ البَسُوا ثِيَابَ القُطنِ فَإِنّهَا لِبَاسُ رَسُولِ اللّهِص وَ هُوَ لِبَاسُنَا وَ لَم يَكُن يَلبَسُ الشّعرَ وَ الصّوفَ إِلّا مِن عِلّةٍ وَ قَالَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ جَمِيلٌ يُحِبّ الجَمَالَ وَ يُحِبّ أَن يُرَي أَثَرُ نِعمَتِهِ عَلَي عَبدِهِ صِلُوا أَرحَامَكُم وَ لَو بِالسّلَامِ يَقُولُ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيوَ اتّقُوا اللّهَ ألّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَ الأَرحامَ إِنّ اللّهَ كانَ عَلَيكُم رَقِيباً لَا تَقطَعُوا نَهَارَكُم بِكَذَا وَ كَذَا وَ فَعَلنَا كَذَا وَ كَذَا فَإِنّ مَعَكُم حَفَظَةً يَحفَظُونَ عَلَينَا وَ عَلَيكُم اذكُرُوا اللّهَ فِي كُلّ مَكَانٍ فَإِنّهُ مَعَكُم صَلّوا عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَقبَلُ دُعَاءَكُم عِندَ ذِكرِ مُحَمّدٍ وَ دُعَائِكُم لَهُ وَ حِفظِكُم إِيّاهُص أَقِرّوا الحَارّ حَتّي يَبرُدَ فَإِنّ رَسُولَ اللّهِص قُرّبَ إِلَيهِ طَعَامٌ حَارّ فَقَالَ أَقِرّوهُ حَتّي يَبرُدَ وَ يُمكِنَ أَكلُهُ مَا كَانَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لِيُطعِمَنَا النّارَ وَ البَرَكَةُ فِي البَارِدِ إِذَا بَالَ أَحَدُكُم فَلَا يُطَمّحَنّ بِبَولِهِ فِي الهَوَاءِ وَ لَا يَستَقبِل بِبَولِهِ الرّيحَ عَلّمُوا صِبيَانَكُم مَا يَنفَعُهُمُ اللّهُ بِهِ لَا يَغلِبُ عَلَيهِمُ المُرجِئَةُ بِرَأيِهَا كُفّوا أَلسِنَتَكُم وَ سَلّمُوا تَسلِيماً تَغنَمُوا أَدّوا الأَمَانَةَ إِلَي مَنِ ائتَمَنَكُم وَ لَو إِلَي قَتَلَةِ أَولَادِ الأَنبِيَاءِ ع أَكثِرُوا ذِكرَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ إِذَا دَخَلتُمُ الأَسوَاقَ وَ عِندَ اشتِغَالِ النّاسِ فَإِنّهُ كَفّارَةٌ لِلذّنُوبِ وَ زِيَادَةٌ فِي الحَسَنَاتِ وَ لَا تُكتَبُوا فِي الغَافِلِينَ لَيسَ لِلعَبدِ أَن يَخرُجَ فِي سَفَرٍ إِذَا حَضَرَ شَهرُ رَمَضَانَ لِقَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّفَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشّهرَ فَليَصُمهُ لَيسَ فِي شُربِ المُسكِرِ وَ المَسحِ عَلَي الخُفّينِ تَقِيّةٌ إِيّاكُم وَ الغُلُوّ فِينَا قُولُوا إِنّا عَبِيدٌ مَربُوبُونَ وَ قُولُوا فِي فَضلِنَا مَا شِئتُم مَن أَحَبّنَا فَليَعمَل بِعَمَلِنَا وَ ليَستَعِن بِالوَرَعِ فَإِنّهُ أَفضَلُ مَا يُستَعَانُ بِهِ فِي أَمرِ الدّنيَا وَ الآخِرَةِ لَا تُجَالِسُوا لَنَا عَائِباً
صفحه : 93
وَ لَا تَمتَدِحُوا بِنَا عِندَ عَدُوّنَا مُعلِنِينَ بِإِظهَارِ حُبّنَا فَتَذِلّوا أَنفُسَكُم عِندَ سُلطَانِكُم الزَمُوا الصّدقَ فَإِنّهُ مَنجَاةٌ وَ ارغَبُوا فِيمَا عِندَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ اطلُبُوا طَاعَتَهُ وَ اصبِرُوا عَلَيهَا فَمَا أَقبَحَ بِالمُؤمِنِ أَن يَدخُلَ الجَنّةَ وَ هُوَ مَهتُوكُ السّرّ لَا تُعَنّونَا فِي الطّلَبِ وَ الشّفَاعَةِ لَكُم يَومَ القِيَامَةِ فِيمَا قَدّمتُم لَا تَفضَحُوا أَنفُسَكُم عِندَ عَدُوّكُم فِي القِيَامَةِ وَ لَا تَكذِبُوا أَنفُسَكُم عِندَهُم فِي مَنزِلَتِكُم عِندَ اللّهِ بِالحَقِيرِ مِنَ الدّنيَا تَمَسّكُوا بِمَا أَمَرَكُمُ اللّهُ بِهِ فَمَا بَينَ أَحَدِكُم وَ بَينَ أَن يُغتَبَطَ وَ يَرَي مَا يُحِبّ إِلّا أَن يَحضُرَهُ رَسُولُ اللّهِص وَ ما عِندَ اللّهِ خَيرٌ وَ أَبقي لَهُ وَ تَأتِيهِ البِشَارَةُ مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَتَقِرّ عَينُهُ وَ يُحِبّ لِقَاءَ اللّهِ لَا تُحَقّرُوا إِخوَانَكُم فَإِنّهُ مَنِ احتَقَرَ مُؤمِناً لَم يَجمَعِ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بَينَهُمَا فِي الجَنّةِ إِلّا أَن يَتُوبَ لَا يُكَلّفُ المُؤمِنُ أَخَاهُ الطّلَبَ إِلَيهِ إِذَا عَلِمَ حَاجَتَهُ تَوَازَرُوا وَ تَعَاطَفُوا وَ تَبَاذَلُوا وَ لَا تَكُونُوا بِمَنزِلَةِ المُنَافِقِ ألّذِي يَصِفُ مَا لَا يَفعَلُ تَزَوّجُوا فَإِنّ رَسُولَ اللّهِص كَثِيراً مَا كَانَ يَقُولُ مَن كَانَ يُحِبّ أَن يَتّبِعَ سنُتّيِ فَليَتَزَوّج فَإِنّ مِن سنُتّيَِ التّزوِيجَ وَ اطلُبُوا الوَلَدَ فإَنِيّ أُكَاثِرُ بِكُمُ الأُمَمَ غَداً وَ تَوَقّوا عَلَي أَولَادِكُم لَبَنَ البغَيِّ مِنَ النّسَاءِ وَ المَجنُونَةِ فَإِنّ اللّبَنَ يعُديِ تَنَزّهُوا عَن أَكلِ الطّيرِ ألّذِي لَيسَت لَهُ قَانِصَةٌ وَ لَا صِيصِيَةٌ وَ لَا حَوصَلَةٌ وَ اتّقُوا كُلّ ذيِ نَابٍ مِنَ السّبَاعِ وَ مِخلَبٍ مِنَ الطّيرِ وَ لَا تَأكُلُوا الطّحَالَ فَإِنّهُ بَيتُ الدّمِ الفَاسِدِ لَا تَلبَسُوا السّوَادَ فَإِنّهُ لِبَاسُ فِرعَونَ اتّقُوا الغُدَدَ مِنَ اللّحمِ فَإِنّهُ يُحَرّكُ عِرقَ الجُذَامِ لَا تَقِيسُوا الدّينَ فَإِنّ مِنَ الدّينِ مَا لَا يَنقَاسُ وَ سيَأَتيِ أَقوَامٌ يَقِيسُونَ وَ هُم
صفحه : 94
أَعدَاءُ الدّينِ وَ أَوّلُ مَن قَاسَ إِبلِيسُ لَا تَتّخِذُوا المُلَسّنَ فَإِنّهُ حِذَاءُ فِرعَونَ وَ هُوَ أَوّلُ مَن حَذَا المُلَسّنَ خَالِفُوا أَصحَابَ المُسكِرِ وَ كُلُوا التّمرَ فَإِنّ فِيهِ شِفَاءً مِنَ الأَدوَاءِ اتّبِعُوا قَولَ رَسُولِ اللّهِص فَإِنّهُ قَالَ مَن فَتَحَ عَلَي نَفسِهِ بَابَ مَسأَلَةٍ فَتَحَ اللّهُ عَلَيهِ بَابَ فَقرٍ أَكثِرُوا الِاستِغفَارَ تَجلِبُوا الرّزقَ وَ قَدّمُوا مَا استَطَعتُم مِن عَمَلِ الخَيرِ تَجِدُوهُ غَداً إِيّاكُم وَ الجِدَالَ فَإِنّهُ يُورِثُ الشّكّ مَن كَانَت لَهُ إِلَي رَبّهِ عَزّ وَ جَلّ حَاجَةٌ فَيَطلُبُهَا فِي ثَلَاثِ سَاعَاتٍ سَاعَةٍ فِي يَومِ الجُمُعَةِ وَ سَاعَةٍ تَزُولُ الشّمسُ حِينَ تَهُبّ الرّيَاحُ وَ تُفَتّحُ أَبوَابُ السّمَاءِ وَ تَنزِلُ الرّحمَةُ وَ يَصُوتُ الطّيرُ وَ سَاعَةٍ فِي آخِرِ اللّيلِ عِندَ طُلُوعِ الفَجرِ فَإِنّ مَلَكَينِ يُنَادِيَانِ هَل مِن تَائِبٍ يُتَابُ عَلَيهِ هَل مِن سَائِلٍ يُعطَي هَل مِن مُستَغفِرٍ فَيُغفَرَ لَهُ هَل مِن طَالِبِ حَاجَةٍ فَتُقضَي لَهُ فَأَجِيبُوا داعيَِ اللّهِ وَ اطلُبُوا الرّزقَ فِيمَا بَينَ طُلُوعِ الفَجرِ إِلَي طُلُوعِ الشّمسِ فَإِنّهُ أَسرَعُ فِي طَلَبِ الرّزقِ مِنَ الضّربِ فِي الأَرضِ وَ هيَِ السّاعَةُ التّيِ يَقسِمُ اللّهُ فِيهَا الرّزقَ بَينَ عِبَادِهِ انتَظِرُوا الفَرَجَوَ لا تَيأَسُوا مِن رَوحِ اللّهِ فَإِنّ أَحَبّ الأَعمَالِ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ انتِظَارُ الفَرَجِ وَ مَا دَامَ عَلَيهِ العَبدُ المُؤمِنُ تَوَكّلُوا عَلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ عِندَ ركَعتَيَِ الفَجرِ إِذَا صَلّيتُمُوهَا فَفِيهَا تُعطَوُا الرّغَائِبَ لَا تَخرُجُوا بِالسّيُوفِ إِلَي الحَرَمِ وَ لَا يُصَلّيَنّ أَحَدُكُم وَ بَينَ يَدَيهِ سَيفٌ فَإِنّ القِبلَةَ أَمنٌ أَتِمّوا بِرَسُولِ اللّهِص حَجّكُم إِذَا خَرَجتُم إِلَي بَيتِ اللّهِ فَإِنّ تَركَهُ جَفَاءٌ وَ بِذَلِكَ أُمِرتُم وَ بِالقُبُورِ التّيِ أَلزَمَكُمُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ حَقّهَا وَ زِيَارَتَهَا وَ اطلُبُوا الرّزقَ عِندَهَا
صفحه : 95
وَ لَا تَستَصغِرُوا قَلِيلَ الآثَامِ فَإِنّ الصّغِيرَ يُحصَي وَ يَرجِعُ إِلَي الكَبِيرِ وَ أَطِيلُوا السّجُودَ فَمَا مِن عَمَلٍ أَشَدّ عَلَي إِبلِيسَ مِن أَن يَرَي ابنَ آدَمَ سَاجِداً لِأَنّهُ أُمِرَ بِالسّجُودِ فَعَصَي وَ هَذَا أُمِرَ بِالسّجُودِ فَأَطَاعَ فَنَجَا أَكثِرُوا ذِكرَ المَوتِ وَ يَومَ خُرُوجِكُم مِنَ القُبُورِ وَ قِيَامَكُم بَينَ يدَيَِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ تُهَوّنُ عَلَيكُمُ المَصَائِبُ إِذَا اشتَكَي أَحَدُكُم عَينَيهِ فَليَقرَأ آيَةَ الكرُسيِّ وَ ليُضمِر فِي نَفسِهِ أَنّهَا تَبرَأُ فَإِنّهَا تُعَافَي إِن شَاءَ اللّهُ تَوَقّوا الذّنُوبَ فَمَا مِن بَلِيّةٍ وَ لَا نَقصِ رِزقٍ إِلّا بِذَنبٍ حَتّي الخَدشَ وَ الكَبوَةَ وَ المُصِيبَةَ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ ما أَصابَكُم مِن مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَت أَيدِيكُم وَ يَعفُوا عَن كَثِيرٍأَكثِرُوا ذِكرَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ عَلَي الطّعَامِ وَ لَا تَطغَوا فِيهِ فَإِنّهَا نِعمَةٌ مِن نِعَمِ اللّهِ وَ رِزقٌ مِن رِزقِهِ يَجِبُ عَلَيكُم فِيهِ شُكرُهُ وَ حَمدُهُ أَحسِنُوا صُحبَةَ النّعَمِ قَبلَ فِرَاقِهَا فَإِنّهَا تَزُولُ وَ تَشهَدُ عَلَي صَاحِبِهَا بِمَا عَمِلَ فِيهَا مَن رضَيَِ عَنِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ بِاليَسِيرِ مِنَ الرّزقِ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ بِالقَلِيلِ مِنَ العَمَلِ إِيّاكُم وَ التّفرِيطَ فَتَقَعُ الحَسرَةُ حِينَ لَا تَنفَعُ الحَسرَةُ إِذَا لَقِيتُم عَدُوّكُم فِي الحَربِ فَأَقِلّوا الكَلَامَ وَ أَكثِرُوا ذِكرَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ لَا تُوَلّوهُمُ الأَدبَارَ فَتُسخِطُوا اللّهَ رَبّكُم وَ تَستَوجِبُوا غَضَبَهُ وَ إِذَا رَأَيتُم مِن إِخوَانِكُم فِي الحَربِ الرّجُلَ المَجرُوحَ أَو مَن قَد نُكِلَ أَو مَن قَد طَمِعَ عَدُوّكُم فِيهِ فَأَقنُوهُ بِأَنفُسِكُم اصطَنِعُوا المَعرُوفَ بِمَا قَدَرتُم عَلَي اصطِنَاعِهِ فَإِنّهُ يقَيِ مَصَارِعَ السّوءِ وَ مَن أَرَادَ مِنكُم أَن يَعلَمَ كَيفَ مَنزِلَتُهُ عِندَ اللّهِ فَليَنظُر كَيفَ مَنزِلَةُ اللّهِ مِنهُ عِندَ الذّنُوبِ كَذَلِكَ مَنزِلَتُهُ
صفحه : 96
عِندَ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي أَفضَلُ مَا يَتّخِذُهُ الرّجُلُ فِي مَنزِلِهِ لِعِيَالِهِ الشّاةُ فَمَن كَانَت فِي مَنزِلِهِ شَاةٌ قَدّسَت عَلَيهِ المَلَائِكَةُ فِي كُلّ يَومٍ مَرّةً وَ مَن كَانَت عِندَهُ شَاتَانِ قَدّسَت عَلَيهِ المَلَائِكَةُ مَرّتَينِ فِي كُلّ يَومٍ كَذَلِكَ فِي الثّلَاثِ تَقُولُ بُورِكَ فِيكُم إِذَا ضَعُفَ المُسلِمُ فَيَأكُلُ اللّحمَ وَ اللّبَنَ فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ جَعَلَ القُوّةَ فِيهِمَا إِذَا أَرَدتُمُ الحَجّ فَتَقَدّمُوا فِي شِرَي الحَوَائِجِ بِبَعضِ مَا يُقَوّيكُم عَلَي السّفَرِ فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُوَ لَو أَرادُوا الخُرُوجَ لَأَعَدّوا لَهُ عُدّةً وَ إِذَا جَلَسَ أَحَدُكُم فِي الشّمسِ فَليَستَدبِرهَا بِظَهرِهِ فَإِنّهُ تُظهِرُ الدّاءَ الدّفِينَ إِذَا خَرَجتُم حُجّاجاً إِلَي بَيتِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَأَكثِرُوا النّظَرَ إِلَي بَيتِ اللّهِ فَإِنّ لِلّهِ تَعَالَي مِائَةً وَ عِشرِينَ رَحمَةً عِندَ بَيتِهِ الحَرَامِ مِنهَا سِتّونَ لِلطّائِفِينَ وَ أَربَعُونَ لِلمُصَلّينَ وَ عِشرُونَ لِلنّاظِرِينَ أَقِرّوا عِندَ المُلتَزَمِ بِمَا حَفِظتُم مِن ذُنُوبِكُم وَ مَا لَم تَحفَظُوا فَقُولُوا وَ مَا حَفِظَتهُ عَلَينَا حَفَظَتُكَ وَ نَسِينَاهُ فَاغفِر لَنَا فَإِنّهُ مَن أَقَرّ بِذَنبِهِ فِي ذَلِكَ المَوضِعِ وَ عَدّهُ وَ ذَكَرَهُ وَ استَغفَرَ اللّهَ مِنهُ كَانَ حَقّاً عَلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ أَن يَغفِرَهُ لَهُ تَقَدّمُوا بِالدّعَاءِ قَبلَ نُزُولِ البَلَاءِ تُفَتّحُ لَكُم أَبوَابُ السّمَاءِ فِي خَمسِ مَوَاقِيتَ عِندَ نُزُولِ الغَيثِ وَ عِندَ الزّحفِ وَ عِندَ الأَذَانِ وَ عِندَ قِرَاءَةِ القُرآنِ وَ مَعَ زَوَالِ الشّمسِ وَ عِندَ طُلُوعِ الفَجرِ مَن غَسّلَ مِنكُم مَيّتاً فَليَغتَسِل بَعدَ مَا يُلبِسُهُ أَكفَانَهُ لَا تُجَمّرُوا الأَكفَانَ وَ لَا تَمسَحُوا مَوتَاكُم بِالطّيبِ إِلّا الكَافُورَ فَإِنّ المَيّتَ بِمَنزِلَةِ المُحرِمِ مُرُوا أَهَالِيَكُم بِالقَولِ الحَسَنِ عِندَ مَوتَاكُم فَإِنّ فَاطِمَةَ بِنتَ مُحَمّدٍص لَمّا قُبِضَ
صفحه : 97
أَبُوهَاص سَاعَدَتهَا جَمِيعُ بَنَاتِ بنَيِ هَاشِمٍ فَقَالَت دَعُوا التّعدَادَ وَ عَلَيكُم بِالدّعَاءِ زُورُوا مَوتَاكُم فَإِنّهُم يَفرَحُونَ بِزِيَارَتِكُم وَ ليَطلُبِ الرّجُلُ حَاجَتَهُ عِندَ قَبرِ أَبِيهِ وَ أُمّهِ بَعدَ مَا يَدعُو لَهُمَا المُسلِمُ مِرآةُ أَخِيهِ فَإِذَا رَأَيتُم مِن أَخِيكُم هَفوَةً فَلَا تَكُونُوا عَلَيهِ وَ كُونُوا لَهُ كَنَفسِهِ وَ أَرشِدُوهُ وَ انصَحُوهُ وَ تَرفُقُوا لَهُ وَ إِيّاكُم وَ الخِلَافَ فَتَمزَقُوا وَ عَلَيكُم بِالقَصدِ تَزلَفُوا وَ تُؤجَرُوا مَن سَافَرَ مِنكُم بِدَابّةٍ فَليَبدَأ حِينَ يَنزِلُ بِعَلَفِهَا وَ سَقيِهَا لَا تَضرِبُوا الدّوَابّ عَلَي وُجُوهِهَا فَإِنّهَا تُسَبّحُ رَبّهَا وَ مَن ضَلّ مِنكُم فِي سَفَرٍ أَو خَافَ عَلَي نَفسِهِ فَليُنَادِ يَا صَالِحُ أغَثِنيِ فَإِنّ فِي إِخوَانِكُم مِنَ الجِنّ جِنّيّاً يُسَمّي صَالِحاً يَسِيحُ فِي البِلَادِ لِمَكَانِكُم مُحتَسِباً نَفسَهُ لَكُم فَإِذَا سَمِعَ الصّوتَ أَجَابَ وَ أَرشَدَ الضّالّ مِنكُم وَ حَبَسَ عَلَيهِ دَابّتَهُ مَن خَافَ مِنكُمُ الأَسَدَ عَلَي نَفسِهِ أَو غَنَمِهِ فَليَخُطّ عَلَيهَا خِطّةً وَ ليَقُلِ أللّهُمّ رَبّ دَانِيَالَ وَ الجُبّ وَ رَبّ كُلّ أَسَدٍ مُستَأسِدٍ احفظَنيِ وَ احفَظ غنَمَيِ وَ مَن خَافَ مِنكُمُ العَقرَبَ فَليَقرَأ هَذِهِ الآيَاتِسَلامٌ عَلي نُوحٍ فِي العالَمِينَ إِنّا كَذلِكَ نجَزيِ المُحسِنِينَ إِنّهُ مِن عِبادِنَا المُؤمِنِينَ مَن خَافَ مِنكُمُ الغَرَقَ فَليَقرَأبِسمِ اللّهِ مَجراها وَ مُرساها إِنّ ربَيّ لَغَفُورٌ رَحِيمٌبِسمِ اللّهِ المَلِكِ الحَقّما قَدَرُوا اللّهَ حَقّ قَدرِهِ وَ الأَرضُ جَمِيعاً قَبضَتُهُ يَومَ القِيامَةِ وَ السّماواتُ مَطوِيّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبحانَهُ وَ تَعالي عَمّا يُشرِكُونَعُقّوا عَن أَولَادِكُم يَومَ السّابِعِ وَ تَصَدّقُوا إِذَا حَلَقتُمُوهُم بِزِنَةِ شُعُورِهِم فِضّةً عَلَي مُسلِمٍ وَ كَذَلِكَ فَعَلَ رَسُولُ اللّهِص بِالحَسَنِ وَ الحُسَينِ ع وَ سَائِرِ وُلدِهِ
صفحه : 98
إِذَا نَاوَلتُمُ السّائِلَ الشيّءَ فَاسأَلُوهُ أَن يَدعُوَ لَكُم فَإِنّهُ يُجَابُ فِيكُم وَ لَا يُجَابُ فِي نَفسِهِ لِأَنّهُم يَكذِبُونَ وَ ليَرُدّ ألّذِي يُنَاوِلُهُ يَدَهُ إِلَي فِيهِ فَيُقَبّلُهَا فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَأخُذُهَا قَبلَ أَن تَقَعَ فِي يَدِ السّائِلِ كَمَا قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّأَ لَم يَعلَمُوا أَنّ اللّهَ هُوَ يَقبَلُ التّوبَةَ عَن عِبادِهِ وَ يَأخُذُ الصّدَقاتِتَصَدّقُوا بِاللّيلِ فَإِنّ الصّدَقَةَ بِاللّيلِ تُطفِئُ غَضَبَ الرّبّ جَلّ جَلَالُهُ احسُبُوا كَلَامَكُم مِن أَعمَالِكُم يَقِلّ كَلَامُكُم إِلّا فِي خَيرٍ أَنفِقُوا مِمّا رَزَقَكُمُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فَإِنّ المُنفِقَ بِمَنزِلَةِ المُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَمَن أَيقَنَ بِالخَلَفِ سَخَت نَفسُهُ بِالنّفَقَةِ مَن كَانَ عَلَي يَقِينٍ فَشَكّ فَليَمضِ عَلَي يَقِينِهِ فَإِنّ الشّكّ لَا يَنقُضُ اليَقِينَ لَا تَشهَدُوا قَولَ الزّورِ وَ لَا تَجلِسُوا عَلَي مَائِدَةٍ يُشرَبُ عَلَيهَا الخَمرُ فَإِنّ العَبدَ لَا يدَريِ مَتَي يُؤخَذُ إِذَا جَلَسَ أَحَدُكُم عَلَي الطّعَامِ فَليَجلِس جِلسَةَ العَبدِ وَ لَا يَضَعَنّ أَحَدُكُم إِحدَي رِجلَيهِ عَلَي الأُخرَي وَ يُرَبّعُ فَإِنّهَا جِلسَةٌ يُبغِضُهَا اللّهُ وَ يَمقُتُ صَاحِبَهَا عَشَاءُ الأَنبِيَاءِ بَعدَ العَتَمَةِ لَا تَدَعُوا العَشَاءَ فَإِنّ تَركَ العَشَاءِ خَرَابُ البَدَنِ الحُمّي قَائِدُ المَوتِ وَ سِجنُ اللّهِ فِي الأَرضِ يَحبَسُ فِيهِ مَن يَشَاءُ مِن عِبَادِهِ وَ هيَِ تَحُتّ الذّنُوبَ كَمَا يَتَحَاتّ الوَبَرُ مِن سَنَامِ البَعِيرِ لَيسَ مِن دَاءٍ إِلّا وَ هُوَ مِن دَاخِلِ الجَوفِ إِلّا الجِرَاحَةُ وَ الحُمّي فَإِنّهُمَا يَرِدَانِ عَلَي الجَسَدِ وُرُوداً اكسِرُوا حَرّ الحُمّي بِالبَنَفسَجِ وَ المَاءِ البَارِدِ فَإِنّ حَرّهَا مِن فَيحِ جَهَنّمَ لَا يَتَدَاوَي المُسلِمُ حَتّي يَغلِبَ مَرَضَهُ صِحّتُهُ الدّعَاءُ يَرُدّ القَضَاءَ المُبرَمَ فَاتّخِذُوهُ عُدّةً الوُضُوءُ بَعدَ الطّهُورِ عَشرُ حَسَنَاتٍ فَتَطَهّرُوا
صفحه : 99
إِيّاكُم وَ الكَسَلَ فَإِنّهُ مَن كَسِلَ لَم يُؤَدّ حَقّ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ تَنَظّفُوا بِالمَاءِ مِنَ المُنتِنِ الرّيحِ ألّذِي يُتَأَذّي بِهِ تَعَهّدُوا أَنفُسَكُم فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يُبغِضُ مِن عِبَادِهِ القَاذُورَةَ ألّذِي يَتَأَنّفُ بِهِ مَن جَلَسَ إِلَيهِ لَا يَعبَثِ الرّجُلُ فِي صَلَاتِهِ بِلِحيَتِهِ وَ لَا بِمَا يَشغَلُهُ عَن صَلَاتِهِ بَادِرُوا بِعَمَلِ الخَيرِ قَبلَ أَن تُشغَلُوا عَنهُ بِغَيرِهِ المُؤمِنُ نَفسُهُ مِنهُ فِي تَعَبٍ وَ النّاسُ مِنهُ فِي رَاحَةٍ لِيَكُن جُلّ كَلَامِكُم ذِكرَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ احذَرُوا الذّنُوبَ فَإِنّ العَبدَ لَيُذنِبُ فَيَحبِسُ عَنهُ الرّزقُ دَاوُوا مَرضَاكُم بِالصّدَقَةِ حَصّنُوا أَموَالَكُم بِالزّكَاةِ الصّلَاةُ قُربَانُ كُلّ تقَيِّ الحَجّ جِهَادُ كُلّ ضَعِيفٍ جِهَادُ المَرأَةِ حُسنُ التّبَعّلِ الفَقرُ هُوَ المَوتُ الأَكبَرُ قِلّةُ العِيَالِ أَحَدُ اليَسَارَينِ التّقدِيرُ نِصفُ العَيشِ الهَمّ نِصفُ الهَرَمِ مَا عَالَ امرُؤٌ اقتَصَدَ وَ مَا عَطِبَ امرُؤٌ استَشَارَ لَا تَصلُحُ الصّنِيعَةُ إِلّا عِندَ ذيِ حَسَبٍ أَو دِينٍ لِكُلّ شَيءٍ ثَمَرَةٌ وَ ثَمَرَةُ المَعرُوفِ تَعجِيلُهُ مَن أَيقَنَ بِالخَلَفِ جَادَ بِالعَطِيّةِ مَن ضَرَبَ يَدَيهِ عَلَي فَخِذَيهِ عِندَ مُصِيبَةٍ حَبِطَ أَجرُهُ أَفضَلُ أَعمَالِ المَرءِ انتِظَارُ فَرَجِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ مَن أَحزَنَ وَالِدَيهِ فَقَد عَقّهُمَا استَنزِلُوا الرّزقَ بِالصّدَقَةِ ادفَعُوا أَموَاجَ البَلَاءِ عَنكُم بِالدّعَاءِ قَبلَ وُرُودِ البَلَاءِ فَوَ ألّذِي فَلَقَ الحَبّةَ وَ بَرَأَ النّسَمَةَ لَلبَلَاءُ أَسرَعُ إِلَي المُؤمِنِ مِنِ انحِدَارِ السّيلِ مِن أَعلَي التّلعَةِ إِلَي أَسفَلِهَا وَ مِن رَكضِ البَرَاذِينِ سَلُوا اللّهَ العَافِيَةَ مِن جَهدِ البَلَاءِ فَإِنّ جَهدَ البَلَاءِ ذَهَابُ الدّينِ السّعِيدُ مَن وُعِظَ بِغَيرِهِ فَاتّعَظَ رَوّضُوا أَنفُسَكُم عَلَي الأَخلَاقِ الحَسَنَةِ فَإِنّ العَبدَ المُسلِمَ يَبلُغُ بِحُسنِ خُلُقِهِ دَرَجَةَ الصّائِمِ القَائِمِ وَ مَن شَرِبَ الخَمرَ وَ هُوَ يَعلَمُ أَنّهَا حَرَامٌ سَقَاهُ اللّهُ مِن طِينَةِ خَبَالٍ وَ إِن كَانَ مَغفُوراً لَهُ لَا نَذرَ فِي مَعصِيَةٍ وَ لَا يَمِينَ فِي قَطِيعَةٍ الداّعيِ
صفحه : 100
بِلَا عَمَلٍ كاَلراّميِ بِلَا وَتَرٍ لِتَطَيّبِ المَرأَةُ المُسلِمَةُ لِزَوجِهَا المَقتُولُ دُونَ مَالِهِ شَهِيدٌ المَغبُونُ غَيرُ مَحمُودٍ وَ لَا مَأجُورٍ لَا يَمِينَ لِوَلَدٍ مَعَ وَالِدِهِ وَ لَا لِلمَرأَةِ مَعَ زَوجِهَا لَا صَمتَ يَوماً إِلَي اللّيلِ إِلّا بِذِكرِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ لَا تَعَرّبَ بَعدَ الهِجرَةِ لَا هِجرَةَ بَعدَ الفَتحِ تَعَرّضُوا لِلتّجَارَةِ فَإِنّ فِيهَا غِنًي لَكُم عَمّا فِي أيَديِ النّاسِ فَإِنّ اللّهَ يُحِبّ المُحتَرِفَ الأَمِينَ لَيسَ عَمَلٌ أَحَبّ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ مِنَ الصّلَاةِ فَلَا يَشغَلَنّكُم عَن أَوقَاتِهَا شَيءٌ مِن أُمُورِ الدّنيَا فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ ذَمّ أَقوَاماً فَقَالَالّذِينَ هُم عَن صَلاتِهِم ساهُونَيعَنيِ أَنّهُم غَافِلُونَ استَهَانُوا بِأَوقَاتِهَا اعلَمُوا أَنّ صاَلحِيِ عَدُوّكُم يرُاَئيِ بَعضُهُم بَعضاً وَ لَكِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ لَا يُوَفّقُهُم وَ لَا يَقبَلُ إِلّا مَا كَانَ لَهُ خَالِصاً البِرّ لَا يَبلَي وَ الذّنبُ لَا يُنسَي وَ اللّهُ الجَلِيلُمَعَ الّذِينَ اتّقَوا وَ الّذِينَ هُم مُحسِنُونَالمُؤمِنُ لَا يَغُشّ أَخَاهُ وَ لَا يَخُونُهُ وَ لَا يَخذُلُهُ وَ لَا يَتّهِمُهُ وَ لَا يَقُولُ لَهُ أَنَا مِنكَ برَيِءٌ اطلُب لِأَخِيكَ عُذراً فَإِن لَم تَجِد لَهُ عُذراً فَالتَمِس لَهُ عُذراً مُزَاوَلَةُ قَلعِ الجِبَالِ أَيسَرُ مِن مُزَاوَلَةِ مُلكٍ مُؤَجّلٍ وَاستَعِينُوا بِاللّهِ وَ اصبِرُوا إِنّ الأَرضَ لِلّهِ يُورِثُها مَن يَشاءُ مِن عِبادِهِ وَ العاقِبَةُ لِلمُتّقِينَ لَا تُعَاجِلُوا الأَمرَ قَبلَ بُلُوغِهِ فَتَندَمُوا وَ لَا يَطُولَنّ عَلَيكُمُ الأَمَدُ فَتَقسُوَ قُلُوبُكُم ارحَمُوا ضُعَفَاءَكُم وَ اطلُبُوا الرّحمَةَ مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ بِالرّحمَةِ لَهُم إِيّاكُم وَ غَيبَةَ المُسلِمِ فَإِنّ المُسلِمَ لَا يَغتَابُ أَخَاهُ وَ قَد نَهَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَن ذَلِكَ فَقَالَ تَعَالَيوَ لا يَغتَب بَعضُكُم بَعضاً أَ يُحِبّ أَحَدُكُم أَن يَأكُلَ لَحمَ أَخِيهِ مَيتاً لَا يَجمَعُ المُسلِمُ يَدَيهِ فِي صَلَاتِهِ وَ هُوَ قَائِمٌ بَينَ يدَيَِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ يَتَشَبّهُ بِأَهلِ الكُفرِ يعَنيِ المَجُوسَ لِيَجلِس أَحَدُكُم عَلَي طَعَامِهِ جِلسَةَ العَبدِ وَ ليَأكُل عَلَي الأَرضِ وَ لَا يَشرَب قَائِماً إِذَا أَصَابَ
صفحه : 101
أَحَدُكُمُ الدّابّةَ وَ هُوَ فِي صَلَاتِهِ فَليَدفِنهَا وَ يَتفُلُ عَلَيهَا أَو يُصَيّرُهَا فِي ثَوبِهِ حَتّي يَنصَرِفَ الِالتِفَاتُ الفَاحِشُ يَقطَعُ الصّلَاةَ وَ ينَبغَيِ لِمَن يَفعَلُ ذَلِكَ أَن يبَتدَِئَ الصّلَاةَ بِالأَذَانِ وَ الإِقَامَةِ وَ التّكبِيرِ مَن قَرَأَ قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ قَبلَ أَن تَطلُعَ الشّمسُ إِحدَي عَشرَةَ مَرّةً وَ مِثلَهَا إِنّا أَنزَلنَاهُ وَ مِثلَهَا آيَةَ الكرُسيِّ مَنَعَ مَالَهُ مِمّا يَخَافُ مَن قَرَأَ قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ قَبلَ أَن تَطلُعَ الشّمسُ لَم يُصِبهُ فِي ذَلِكَ اليَومِ ذَنبٌ وَ إِن جَهَدَ إِبلِيسُ استَعِيذُوا بِاللّهِ مِن ضَلعِ الدّينِ وَ غَلَبَةِ الرّجَالِ مَن تَخَلّفَ عَنّا هَلَكَ تَشمِيرُ الثّيَابِ طَهُورٌ لَهَا قَالَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيوَ ثِيابَكَ فَطَهّريعَنيِ فَشَمّر لَعقُ العَسَلِ شِفَاءٌ مِن كُلّ دَاءٍ قَالَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَييَخرُجُ مِن بُطُونِها شَرابٌ مُختَلِفٌ أَلوانُهُ فِيهِ شِفاءٌ لِلنّاسِ وَ هُوَ مَعَ قِرَاءَةِ القُرآنِ مَضغُ اللّبَانِ يُذِيبُ البَلغَمَ ابدَءُوا بِالمِلحِ فِي أَوّلِ طَعَامِكُم فَلَو يَعلَمُ النّاسُ مَا فِي المِلحِ لَاختَارُوهُ عَلَي التّريَاقِ المُجَرّبِ مَنِ ابتَدَأَ طَعَامَهُ بِالمِلحِ ذَهَبَ عَنهُ سَبعُونَ دَاءً وَ مَا لَا يَعلَمُهُ إِلّا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ صُبّوا عَلَي المَحمُومِ المَاءَ البَارِدَ فِي الصّيفِ فَإِنّهُ يُسَكّنُ حَرّهَا صُومُوا ثَلَاثَةَ أَيّامٍ فِي كُلّ شَهرٍ فهَيَِ تَعدِلُ صَومَ الدّهرِ وَ نَحنُ نَصُومُ خَمِيسَينِ بَينَهُمَا الأَربِعَاءُ لِأَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ خَلَقَ جَهَنّمَ يَومَ الأَربِعَاءِ إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُم حَاجَةً فَليُبَكّر فِي طَلَبِهَا يَومَ الخَمِيسِ فَإِنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ أللّهُمّ بَارِك لأِمُتّيِ فِي بُكُورِهَا يَومَ الخَمِيسِ وَ ليَقرَأ إِذَا خَرَجَ مِن بَيتِهِ الآيَاتِ مِن آلِ عِمرَانَ وَ آيَةَ الكرُسيِّ وَ إِنّا أَنزَلنَاهُ وَ أُمّ الكِتَابِ فَإِنّ فِيهَا قَضَاءَ حَوَائِجِ الدّنيَا وَ الآخِرَةِ عَلَيكُم بِالصّفِيقِ مِنَ الثّيَابِ
صفحه : 102
فَإِنّهُ مَن رَقّ ثَوبُهُ رَقّ دِينُهُ لَا يَقُومَنّ أَحَدُكُم بَينَ يدَيَِ الرّبّ جَلّ جَلَالُهُ وَ عَلَيهِ ثَوبٌ يَشِفّ تُوبُوا إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ ادخُلُوا فِي مَحَبّتِهِ فَإِنّ اللّهَ يُحِبّ التّوّابِينَ وَ يُحِبّ المُتَطَهّرِينَ وَ المُؤمِنُ تَوّابٌ إِذَا قَالَ المُؤمِنُ لِأَخِيهِ أُفّ انقَطَعَ مَا بَينَهُمَا فَإِذَا قَالَ لَهُ أَنتَ كَافِرٌ كَفَرَ أَحَدُهُمَا وَ إِذَا اتّهَمَهُ انمَاثَ الإِسلَامُ فِي قَلبِهِ كَمَا يُمَاثُ المِلحُ فِي المَاءِ بَابُ التّوبَةِ مَفتُوحٌ لِمَن أَرَادَهَا فَتُوبُوا إِلَي اللّهِ تَوبَةً نَصُوحاً عَسي رَبّكُم أَن يُكَفّرَ عَنكُم سَيّئاتِكُموَ أَوفُوا بِالعَهدِإِذا عاهَدتُمفَمَا زَالَت نِعمَةٌ وَ لَا نَضَارَةُ عَيشٍ إِلّا بِذُنُوبٍ اجتَرَحُوا إِنّ اللّهَلَيسَ بِظَلّامٍ لِلعَبِيدِ وَ لَو أَنّهُمُ استَقبَلُوا ذَلِكَ بِالدّعَاءِ وَ الإِنَابَةِ لَمَا تَنزِلُ وَ لَو أَنّهُم إِذَا نَزَلَت بِهِمُ النّقَمُ وَ زَالَت عَنهُمُ النّعَمُ فَزِعُوا إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ بِصِدقٍ مِن نِيّاتِهِم وَ لَم يُهِنُوا وَ لَم يُسرِفُوا لَأَصلَحَ اللّهُ لَهُم كُلّ فَاسِدٍ وَ لَرَدّ عَلَيهِم كُلّ صَالِحٍ إِذَا ضَاقَ المُسلِمُ فَلَا يَشكُوَنّ رَبّهُ عَزّ وَ جَلّ وَ ليَشكُ إِلَي رَبّهِ ألّذِي بِيَدِهِ مَقَالِيدُ الأُمُورِ وَ تَدبِيرُهَا فِي كُلّ امرِئٍ وَاحِدَةٌ مِن ثَلَاثٍ الطّيَرَةُ وَ الكِبرُ وَ التمّنَيّ إِذَا تَطَيّرَ أَحَدُكُم فَليَمضِ عَلَي طِيَرَتِهِ وَ ليَذكُرِ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ وَ إِذَا خشَيَِ الكِبرَ فَليَأكُل مَعَ خَادِمِهِ وَ ليَحلُبِ الشّاةَ وَ إِذَا تَمَنّي فَليَسأَلِ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ وَ ليَبتَهِلِ اللّهَ وَ لَا تُنَازِعهُ نَفسُهُ إِلَي الإِثمِ خَالِطُوا النّاسَ بِمَا يَعرِفُونَ وَ دَعُوهُم مِمّا يُنكِرُونَ وَ لَا تَحمِلُوهُم عَلَي أَنفُسِكُم وَ عَلَينَا إِنّ أَمرَنَا صَعبٌ مُستَصعَبٌ لَا يَحتَمِلُهُ إِلّا مَلَكٌ مُقَرّبٌ أَو نبَيِّ مُرسَلٌ أَو عَبدٌ قَدِ امتَحَنَ اللّهُ قَلبَهُ لِلإِيمَانِ إِذَا وَسوَسَ الشّيطَانُ إِلَي أَحَدِكُم فَليَتَعَوّذ بِاللّهِ وَ ليَقُل آمَنتُ بِاللّهِ وَ بِرَسُولِهِ مُخلِصاً لَهُ الدّينَ إِذَا كَسَا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مُؤمِناً ثَوباً جَدِيداً فَليَتَوَضّ وَ ليُصَلّ رَكعَتَينِ يَقرَأُ فِيهِمَا أُمّ الكِتَابِ وَ آيَةَ الكرُسيِّ وَ قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ وَ إِنّا أَنزَلنَاهُ فِي لَيلَةِ
صفحه : 103
القَدرِ ثُمّ ليَحمَدِ اللّهَ ألّذِي سَتَرَ عَورَتَهُ وَ زَيّنَهُ فِي النّاسِ وَ ليُكثِر مِن قَولِ لَا حَولَ وَ لَا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ العلَيِّ العَظِيمِ فَإِنّهُ لَا يعَصيِ اللّهَ فِيهِ وَ لَهُ بِكُلّ سِلكٍ فِيهِ مَلَكٌ يُقَدّسُ لَهُ وَ يَستَغفِرُ لَهُ وَ يَتَرَحّمُ عَلَيهِ اطرَحُوا سُوءَ الظّنّ بَينَكُم فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ نَهَي عَن ذَلِكَ أَنَا مَعَ رَسُولِ اللّهِص وَ معَيِ عتِرتَيِ عَلَي الحَوضِ فَمَن أَرَادَنَا فَليَأخُذ بِقَولِنَا وَ ليَعمَل بِعَمَلِنَا فَإِنّ لِكُلّ أَهلِ بَيتٍ نَجِيبٍ وَ لَنَا شَفَاعَةً وَ لِأَهلِ مَوَدّتِنَا شَفَاعَةً فَتَنَافَسُوا فِي لِقَائِنَا عَلَي الحَوضِ فَإِنّا نَذُودُ عَنهُ أَعدَاءَنَا وَ نسَقيِ مِنهُ أَحِبّاءَنَا وَ أَولِيَاءَنَا وَ مَن شَرِبَ مِنهُ شَربَةً لَم يَظمَأ بَعدَهَا أَبَداً حَوضُنَا مُترَعٌ فِيهِ مَثعَبَانِ يَنصَبّانِ مِنَ الجَنّةِ أَحَدُهُمَا مِن تَسنِيمٍ وَ الآخَرُ مِن مَعِينٍ عَلَي حَافَتَيهِ الزّعفَرَانُ وَ حَصَاةُ اللّؤلُؤِ وَ اليَاقُوتِ وَ هُوَ الكَوثَرُ إِنّ الأُمُورَ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ لَيسَت إِلَي العِبَادِ وَ لَو كَانَت إِلَي العِبَادِ مَا كَانُوا لِيَختَارُوا عَلَينَا أَحَداً وَ لَكِنّ اللّهَيَختَصّ بِرَحمَتِهِ مَن يَشاءُفَاحمَدُوا اللّهَ عَلَي مَا اختَصّكُم بِهِ مِن باَدِئِ النّعَمِ أعَنيِ طِيبَ الوِلَادَةِ كُلّ عَينٍ يَومَ القِيَامَةِ بَاكِيَةٌ وَ كُلّ عَينٍ يَومَ القِيَامَةِ سَاهِرَةٌ إِلّا عَينَ مَنِ اختَصّهُ اللّهُ بِكَرَامَتِهِ وَ بَكَي عَلَي مَا يَنتَهِكُ مِنَ الحُسَينِ وَ آلِ مُحَمّدٍ ع شِيعَتُنَا بِمَنزِلَةِ النّحلِ لَو يَعلَمُ النّاسُ مَا فِي أَجوَافِهَا لَأَكَلُوهَا لَا تُعَجّلُوا الرّجُلَ عِندَ طَعَامِهِ حَتّي يَفرُغَ وَ لَا عِندَ غَائِطِهِ حَتّي يأَتيَِ عَلَي حَاجَتِهِ إِذَا انتَبَهَ أَحَدُكُم مِن نَومِهِ فَليَقُل لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ الحَلِيمُ الكَرِيمُ الحيَّ القَيّومُ وَ هُوَ عَلَي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ سُبحَانَ رَبّ النّبِيّينَ وَ إِلَهِ المُرسَلِينَ رَبّ السّمَاوَاتِ السّبعِ وَ مَا فِيهِنّ وَ رَبّ الأَرَضِينَ السّبعِ وَ مَا فِيهِنّ وَ رَبّ العَرشِ العَظِيمِوَ الحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ فَإِذَا جَلَسَ مِن نَومِهِ فَليَقُل قَبلَ أَن يَقُومَ حسَبيَِ اللّهُ حسَبيَِ الرّبّ مِنَ العِبَادِ حسَبيَِ ألّذِي هُوَ حسَبيِ مُنذُ كُنتُحسَبيَِ اللّهُوَ نِعمَ الوَكِيلُ إِذَا قَامَ أَحَدُكُم مِنَ اللّيلِ فَليَنظُر إِلَي أَكنَافِ السّمَاءِ وَ ليَقرَأإِنّ فِي خَلقِ السّماواتِ وَ الأَرضِ إِلَي قَولِهِإِنّكَ لا تُخلِفُ المِيعادَالِاطّلَاعُ فِي بِئرِ زَمزَمَ يُذهِبُ الدّاءَ
صفحه : 104
فَاشرَبُوا مِن مَائِهَا مِمّا يلَيِ الرّكنَ ألّذِي فِيهِ الحَجَرُ الأَسوَدُ فَإِنّ تَحتَ الحَجَرِ أَربَعَةَ أَنهَارٍ مِنَ الجَنّةِ الفُرَاتُ وَ النّيلُ وَ سَيحَانُ وَ جَيحَانُ وَ هُمَا نَهرَانِ لَا يَخرُجِ المُسلِمُ فِي الجِهَادِ مَعَ مَن لَا يُؤمِنُ عَلَي الحُكمِ وَ لَا يُنفِذُ فِي الفيَءِ أَمرَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَإِن مَاتَ فِي ذَلِكَ كَانَ مُعِيناً لِعَدُوّنَا فِي حَبسِ حُقُوقِنَا وَ الإِشَاطَةِ بِدِمَائِنَا وَ مِيتَتُهُ مِيتَةٌ جَاهِلِيّةٌ ذِكرُنَا أَهلَ البَيتِ شِفَاءٌ مِنَ العِلَلِ وَ الأَسقَامِ وَ وَسوَاسِ الرّيبِ وَ جِهَتُنَا رِضَا الرّبّ عَزّ وَ جَلّ وَ الآخِذُ بِأَمرِنَا مَعَنَا غَداً فِي حَظِيرَةِ القُدسِ وَ المُنتَظِرُ لِأَمرِنَا كَالمُتَشَحّطِ بِدَمِهِ فِي سَبِيلِ اللّهِ مَن شَهِدَنَا فِي حَربِنَا أَو سَمِعَ وَاعِيَتَنَا فَلَم يَنصُرنَا أَكَبّهُ اللّهُ عَلَي مَنخِرَيهِ فِي النّارِ نَحنُ بَابُ الغَوثِ إِذَا بَغَوا وَ ضَاقَتِ المَذَاهِبُ نَحنُ بَابُ حِطّةٍ وَ هُوَ بَابُ السّلَامِ مَن دَخَلَهُ نَجَا وَ مَن تَخَلّفَ عَنهُ هَوَي بِنَا يَفتَحُ اللّهُ وَ بِنَا يَختِمُ اللّهُ وَ بِنَا يَمحُو مَا يَشَاءُ وَ بِنَا يَثبُتُ وَ بِنَا يَدفَعُ اللّهُ الزّمَانَ الكَلِبَ وَ بِنَا يُنَزّلُ الغَيثَ فَلا يَغُرّنّكُم بِاللّهِ الغَرُورُ مَا أَنزَلَتِ السّمَاءُ قَطرَةً مِن مَاءٍ مُنذُ حَبَسَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ وَ لَو قَد قَامَ قَائِمُنَا لَأَنزَلَتِ السّمَاءُ قَطرَهَا وَ لَأَخرَجَتِ الأَرضُ نَبَاتَهَا وَ لَذَهَبَتِ الشّحنَاءُ مِن قُلُوبِ العِبَادِ وَ اصطَلَحَتِ السّبَاعُ وَ البَهَائِمُ حَتّي تمَشيِ المَرأَةُ بَينَ العِرَاقِ إِلَي الشّامِ لَا تَضَعُ قَدَمَيهَا إِلّا عَلَي النّبَاتِ وَ عَلَي رَأسِهَا زِينَتُهَا لَا يُهَيّجُهَا سَبُعٌ وَ لَا تَخَافُهُ وَ لَو تَعلَمُونَ مَا لَكُم فِي مَقَامِكُم بَينَ عَدُوّكُم وَ صَبرِكُم عَلَي مَا تَسمَعُونَ مِنَ الأَذَي لَقَرّت أَعيُنُكُم وَ لَو فقَدَتمُوُنيِ لَرَأَيتُم مِن بعَديِ أُمُوراً يَتَمَنّي أَحَدُكُمُ المَوتَ مِمّا يَرَي
صفحه : 105
مِن أَهلِ الجُحُودِ وَ العُدوَانِ مِنَ الأَثَرَةِ وَ الِاستِخفَافِ بِحَقّ اللّهِ تَعَالَي ذِكرُهُ وَ الخَوفِ عَلَي نَفسِهِ فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فَاعتَصِمُوا بِحَبلِ اللّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرّقُوا وَ عَلَيكُم بِالصّبرِ وَ الصّلَاةِ وَ التّقِيّةِ اعلَمُوا أَنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي يُبغِضُ مِن عِبَادِهِ المُتَلَوّنَ فَلَا تَزُولُوا عَنِ الحَقّ وَ وَلَايَةِ أَهلِ الحَقّ فَإِنّ مَنِ استَبدَلَ بِنَا هَلَكَ وَ فَاتَتهُ الدّنيَا وَ خَرَجَ مِنهَا إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُم مَنزِلَهُ فَليُسَلّم عَلَي أَهلِهِ يَقُولُ السّلَامُ عَلَيكُم فَإِن لَم يَكُن لَهُ أَهلٌ فَليَقُل السّلَامُ عَلَينَا مِن رَبّنَا وَ ليَقرَأ قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ حِينَ يَدخُلُ مَنزِلَهُ فَإِنّهُ ينَفيِ الفَقرَ عَلّمُوا صِبيَانَكُمُ الصّلَاةَ وَ خُذُوهُم بِهَا إِذَا بَلَغُوا ثَمَانَ سِنِينَ تَنَزّهُوا عَن قُربِ الكِلَابِ فَمَن أَصَابَ الكَلبَ وَ هُوَ رَطبٌ فَليَغسِلهُ وَ إِن كَانَ جَافّاً فَليَنضِح ثَوبَهُ بِالمَاءِ إِذَا سَمِعتُم مِن حَدِيثِنَا مَا لَا تَعرِفُونَ فَرُدّوهُ إِلَينَا وَ قِفُوا عِندَهُ وَ سَلّمُوا حَتّي يَتَبَيّنَ لَكُمُ الحَقّ وَ لَا تَكُونُوا مَذَايِيعَ عَجلَي إِلَينَا يَرجِعُ الغاَليِ وَ بِنَا يَلحَقُ المُقَصّرُ ألّذِي يُقَصّرُ بِحَقّنَا مَن تَمَسّكَ بِنَا لَحِقَ وَ مَن سَلَكَ غَيرَ طَرِيقِنَا غَرِقَ لِمُحِبّينَا أَفوَاجٌ مِن رَحمَةِ اللّهِ وَ لِمُبغِضِينَا أَفوَاجٌ مِن غَضَبِ اللّهِ وَ طَرِيقُنَا القَصدُ وَ فِي أَمرِنَا الرّشدُ لَا يَكُونُ السّهوُ فِي خَمسٍ فِي الوَترِ وَ الجُمُعَةِ وَ الرّكعَتَينِ الأُولَيَينِ مِن كُلّ صَلَاةٍ وَ فِي الصّبحِ وَ فِي المَغرِبِ وَ لَا يَقرَأُ العَبدُ القُرآنَ إِذَا كَانَ عَلَي غَيرِ طَهُورٍ حَتّي يَتَطَهّرَ أُعطُوا كُلّ سُورَةٍ حَظّهَا مِنَ الرّكُوعِ وَ السّجُودِ إِذَا كُنتُم فِي الصّلَاةِ لَا يصُلَيّ الرّجُلُ فِي قَمِيصٍ مُتَوَشّحاً بِهِ فَإِنّهُ مِن أَفعَالِ قَومِ لُوطٍ يجُزيِ لِلرّجُلِ
صفحه : 106
الصّلَاةُ فِي ثَوبٍ وَاحِدٍ يَعقِدُ طَرَفَيهِ عَلَي عُنُقِهِ وَ فِي القَمِيصِ الضّيّقِ يَزُرّهُ عَلَيهِ لَا يَسجُدُ الرّجُلُ عَلَي صُورَةٍ وَ لَا عَلَي بِسَاطٍ فِيهِ صُورَةٌ وَ يَجُوزُ لَهُ أَن تَكُونَ الصّورَةُ تَحتَ قَدَمِهِ أَو يَطرَحَ عَلَيهِ مَا يُوَارِيهَا لَا يَعقِدُ الرّجُلُ الدّرَاهِمَ التّيِ فِيهَا صُورَةٌ فِي ثَوبِهِ وَ هُوَ يصُلَيّ وَ يَجُوزُ أَن يَكُونَ الدّرَاهِمُ فِي هِميَانٍ أَو فِي ثَوبٍ إِذَا خَافَ وَ يَجعَلُهَا إِلَي ظَهرِهِ لَا يَسجُدُ الرّجُلُ عَلَي كُدسِ حِنطَةٍ وَ لَا شَعِيرٍ وَ لَا عَلَي لَونٍ مِمّا يُؤكَلُ وَ لَا يَسجُدُ عَلَي الخُبزِ لَا يَتَوَضّأُ الرّجُلُ حَتّي يسُمَيَّ يَقُولُ قَبلَ أَن يَمَسّ المَاءَ بِسمِ اللّهِ وَ بِاللّهِ أللّهُمّ اجعلَنيِ مِنَ التّوّابِينَ وَ اجعلَنيِ مِنَ المُتَطَهّرِينَ فَإِذَا فَرَغَ مِن طَهُورِهِ قَالَ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداًص عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ فَعِندَهَا يَستَحِقّ المَغفِرَةَ مَن أَتَي الصّلَاةَ عَارِفاً بِحَقّهَا غُفِرَ لَهُ لَا يصُلَيّ الرّجُلُ نَافِلَةً فِي وَقتِ فَرِيضَةٍ إِلّا مِن عُذرٍ وَ لَكِن يقَضيِ بَعدَ ذَلِكَ إِذَا أَمكَنَهُ القَضَاءُ قَالَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيالّذِينَ هُم عَلي صَلاتِهِم دائِمُونَيعَنيِ الّذِينَ يَقضُونَ مَا فَاتَهُم مِنَ اللّيلِ بِالنّهَارِ وَ مَا فَاتَهُم مِنَ النّهَارِ بِاللّيلِ لَا تُقضَي النّافِلَةُ فِي وَقتِ فَرِيضَةٍ ابدَأ بِالفَرِيضَةِ ثُمّ صَلّ مَا بَدَا لَكَ الصّلَاةُ فِي الحَرَمَينِ تَعدِلُ أَلفَ صَلَاةٍ وَ نَفَقَةُ دِرهَمٍ فِي الحَجّ تَعدِلُ أَلفَ دِرهَمٍ لِيَخشَعِ الرّجُلُ فِي صَلَاتِهِ فَإِنّهُ مَن خَشَعَ قَلبُهُ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ خَشَعَت جَوَارِحُهُ فَلَا يَعبَث بشِيَءٍ القُنُوتُ فِي صَلَاةِ الجُمُعَةِ قَبلَ الرّكُوعِ الثّانِيَةِ وَ يُقرَأُ فِي الأُولَي الحَمدُ وَ الجُمُعَةُ وَ فِي الثّانِيَةِ الحَمدُ وَ المُنَافِقُونَ اجلِسُوا فِي الرّكعَتَينِ حَتّي تَسكُنَ جَوَارِحُكُم ثُمّ قُومُوا فَإِنّ ذَلِكَ مِن فِعلِنَا إِذَا قَامَ أَحَدُكُم فِي الصّلَاةِ فَليُرجِع يَدَهُ حِذَاءَ صَدرِهِ وَ إِذَا كَانَ أَحَدُكُم بَينَ يدَيَِ اللّهِ
صفحه : 107
جَلّ جَلَالُهُ فَليَتَحَرّي بِصَدرِهِ وَ ليُقِم صُلبَهُ وَ لَا ينَحنَيِ إِذَا فَرَغَ أَحَدُكُم مِنَ الصّلَاةِ فَليَرفَع يَدَيهِ إِلَي السّمَاءِ وَ ليَنصَب فِي الدّعَاءِ فَقَالَ عَبدُ اللّهِ بنُ سَبَإٍ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَ لَيسَ اللّهُ فِي كُلّ مَكَانٍ قَالَ بَلَي قَالَ فَلِمَ يَرفَعُ العَبدُ يَدَيهِ إِلَي السّمَاءِ قَالَ أَ مَا تَقرَأُوَ فِي السّماءِ رِزقُكُم وَ ما تُوعَدُونَفَمِن أَينَ يُطلَبُ الرّزقُ إِلّا مِن مَوضِعِهِ وَ مَوضِعُ الرّزقِ وَ مَا وَعَدَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ السّمَاءُ لَا يَنفَتِلُ العَبدُ مِن صَلَاتِهِ حَتّي يَسأَلَ اللّهَ الجَنّةَ وَ يَستَجِيرَ بِهِ مِنَ النّارِ وَ يَسأَلَهُ أَن يُزَوّجَهُ مِنَ الحُورِ العِينِ إِذَا قَامَ أَحَدُكُم إِلَي الصّلَاةِ فَليُصَلّ صَلَاةَ مُوَدّعٍ لَا يَقطَعُ الصّلَاةَ التّبَسّمُ وَ يَقطَعُهَا القَهقَهَةُ إِذَا خَالَطَ النّومُ القَلبَ وَجَبَ الوُضُوءُ إِذَا غَلَبَتكَ عَينُكَ وَ أَنتَ فِي الصّلَاةِ فَاقطَعِ الصّلَاةَ وَ نَم فَإِنّكَ لَا تدَريِ تَدعُو لَكَ أَو عَلَي نَفسِكَ مَن أَحَبّنَا بِقَلبِهِ وَ أَعَانَنَا بِلِسَانِهِ وَ قَاتَلَ مَعَنَا أَعدَاءَنَا بِيَدِهِ فَهُوَ مَعَنَا فِي الجَنّةِ فِي دَرَجَتِنَا وَ مَن أَحَبّنَا بِقَلبِهِ وَ أَعَانَنَا بِلِسَانِهِ وَ لَم يُقَاتِل مَعَنَا أَعدَاءَنَا فَهُوَ أَسفَلَ مِن ذَلِكَ بِدَرَجَةٍ وَ مَن أَحَبّنَا بِقَلبِهِ وَ لَم يُعِنّا بِلِسَانِهِ وَ لَا بِيَدِهِ فَهُوَ فِي الجَنّةِ وَ مَن أَبغَضَنَا بِقَلبِهِ وَ أَعَانَ عَلَينَا بِلِسَانِهِ وَ يَدِهِ فَهُوَ مَعَ عَدُوّنَا فِي النّارِ وَ مَن أَبغَضَنَا بِقَلبِهِ وَ لَم يُعِن عَلَينَا بِلِسَانِهِ وَ لَا بِيَدِهِ فَهُوَ فِي النّارِ وَ مَن أَبغَضَنَا بِقَلبِهِ وَ أَعَانَ عَلَينَا بِلِسَانِهِ فَهُوَ فِي النّارِ إِنّ أَهلَ الجَنّةِ لَيَنظُرُونَ إِلَي مَنَازِلِ شِيعَتِنَا كَمَا يَنظُرُ الإِنسَانُ إِلَي الكَوَاكِبِ فِي السّمَاءِ إِذَا قَرَأتُم مِنَ المُسَبّحَاتِ الأَخِيرَةِ فَقُولُوا سُبحَانَ اللّهِ الأَعلَي وَ إِذَا قَرَأتُمإِنّ اللّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَي النّبِيّفَصَلّوا عَلَيهِ فِي الصّلَاةِ كُنتُم أَو فِي غَيرِهَا لَيسَ فِي البَدَنِ شَيءٌ أَقَلّ شُكراً مِنَ العَينِ فَلَا تُعطُوهَا سُؤلَهَا فَتَشغَلَكُم عَن ذِكرِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ إِذَا قَرَأتُموَ التّينِفَقُولُوا فِي آخِرِهَا وَ نَحنُ عَلَي ذَلِكَ مِنَ الشّاهِدِينَ وَ إِذَا قَرَأتُم قَولَهُآمَنّا بِاللّهِفَقُولُوا آمَنّا بِاللّهِ حَتّي تَبلُغُوا إِلَي قَولِهِ
صفحه : 108
مُسلِمُونَ إِذَا قَالَ العَبدُ فِي التّشَهّدِ فِي الأَخِيرَتَينِ وَ هُوَ جَالِسٌ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُوَ أَنّ السّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيبَ فِيها وَ أَنّ اللّهَ يَبعَثُ مَن فِي القُبُورِ ثُمّ أَحدَثَ حَدَثاً فَقَد تَمّت صَلَاتُهُ مَا عُبِدَ اللّهُ بشِيَءٍ أَفضَلَ مِنَ المشَيِ إِلَي بَيتِهِ اطلُبُوا الخَيرَ فِي أَخفَافِ الإِبِلِ وَ أَعنَاقِهَا صَادِرَةً وَ وَارِدَةً إِنّمَا سمُيَّ السّقَايَةُ لِأَنّ رَسُولَ اللّهِص أَمَرَ بِزَبِيبٍ أتُيَِ مِنَ الطّائِفِ أَن يُنبَذَ وَ يُطرَحَ فِي حَوضِ زَمزَمَ لِأَنّ مَاءَهَا مُرّ فَأَرَادَ أَن يَكسِرَ مَرَارَتَهُ فَلَا تَشرَبُوهُ إِذَا عُتِقَ إِذَا تَعَرّي الرّجُلُ نَظَرَ إِلَيهِ الشّيطَانُ فَطَمِعَ فِيهِ فَاستَتِرُوا لَيسَ لِلرّجُلِ أَن يَكشِفَ ثِيَابَهُ عَن فَخِذِهِ وَ يَجلِسَ بَينَ قَومٍ مَن أَكَلَ شَيئاً مِنَ المُؤذِيَاتِ بِرِيحِهَا فَلَا يَقرَبَنّ المَسجِدَ لِيَرفَعِ الرّجُلُ السّاجِدُ مُؤَخّرَهُ فِي الفَرِيضَةِ إِذَا سَجَدَ إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمُ الغُسلَ فَليَبدَأ بِذِرَاعَيهِ فَليَغسِلهُمَا إِذَا صَلّيتَ فَأَسمِع نَفسَكَ القِرَاءَةَ وَ التّكبِيرَ وَ التّسبِيحَ إِذَا انفَتَلتَ مِنَ الصّلَاةِ فَانفَتِل عَن يَمِينِكَ تَزَوّد مِنَ الدّنيَا فَإِنّ خَيرَ مَا تَزَوّدتَ مِنهَا التّقوَي فُقِدَت مِن بنَيِ إِسرَائِيلَ أُمّتَانِ وَاحِدَةٌ فِي البَحرِ وَ أُخرَي فِي البَرّ فَلَا تَأكُلُوا إِلّا مَا عَرَفتُم مَن كَتَمَ وَجَعاً أَصَابَهُ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ مِنَ النّاسِ وَ شَكَا إِلَي اللّهِ كَانَ حَقّاً عَلَي اللّهِ أَن يُعَافِيَهُ مِنهُ أَبعَدُ مَا كَانَ العَبدُ مِنَ اللّهِ إِذَا كَانَ هَمّهُ بَطنَهُ وَ فَرجَهُ لَا يَخرُجُ الرّجُلُ فِي سَفَرٍ يَخَافُ فِيهِ عَلَي دِينِهِ وَ صَلَاتِهِ أعُطيَِ السّمعَ أَربَعَةٌ النّبِيّص وَ الجَنّةُ
صفحه : 109
وَ النّارُ وَ حُورُ العِينُ فَإِذَا فَرَغَ العَبدُ مِن صَلَاتِهِ فَليُصَلّ عَلَي النّبِيّص وَ يَسأَلُ اللّهَ الجَنّةَ وَ يَستَجِيرُ بِاللّهِ مِنَ النّارِ وَ يَسأَلُهُ أَن يُزَوّجَهُ مِنَ الحُورِ العِينِ فَإِنّهُ مَن صَلّي عَلَي النّبِيّص رُفِعَت دَعوَتُهُ وَ مَن سَأَلَ الجَنّةَ قَالَتِ الجَنّةُ يَا رَبّ أَعطِ عَبدَكَ مَا سَأَلَ وَ مَنِ استَجَارَ مِنَ النّارِ قَالَتِ النّارُ يَا رَبّ أَجِر عَبدَكَ مِمّا استَجَارَ وَ مَن سَأَلَ الحُورَ العِينَ قُلنَ الحُورُ يَا رَبّ أَعطِ عَبدَكَ مَا سَأَلَ الغِنَاءُ نَوحُ إِبلِيسَ عَلَي الجَنّةِ إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمُ النّومَ فَليَضَع يَدَهُ اليُمنَي تَحتَ خَدّهِ الأَيمَنِ وَ ليَقُل بِسمِ اللّهِ وَضَعتُ جنَبيِ لِلّهِ عَلَي مِلّةِ اِبرَاهِيمَ وَ دِينِ مُحَمّدٍص وَ وَلَايَةِ مَنِ افتَرَضَ اللّهُ طَاعَتَهُ مَا شَاءَ اللّهُ كَانَ وَ مَا لَم يَشَأ لَم يَكُن فَمَن قَالَ ذَلِكَ عِندَ مَنَامِهِ حُفِظَ مِنَ اللّصّ وَ المُغِيرِ وَ الهَدمِ وَ استَغفَرَت لَهُ المَلَائِكَةُ مَن قَرَأَ قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ حِينَ يَأخُذُ مَضجَعَهُ وَكّلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِهِ خَمسِينَ أَلفَ مَلَكٍ يَحرُسُونَهُ لَيلَتَهُ إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمُ النّومَ فَلَا يَضَعَنّ جَنبَهُ عَلَي الأَرضِ حَتّي يَقُولَ أُعِيذُ نفَسيِ وَ ديِنيِ وَ أهَليِ وَ ماَليِ وَ خَوَاتِيمَ عمَلَيِ وَ مَا رزَقَنَيِ ربَيّ وَ خوَلّنَيِ بِعِزّةِ اللّهِ وَ عَظَمَةِ اللّهِ وَ جَبَرُوتِ اللّهِ وَ سُلطَانِ اللّهِ وَ رَحمَةِ اللّهِ وَ رَأفَةِ اللّهِ وَ غُفرَانِ اللّهِ وَ قُوّةِ اللّهِ وَ قُدرَةِ اللّهِ وَ جَلَالِ اللّهِ وَ بِصُنعِ اللّهِ وَ أَركَانِ اللّهِ وَ بِجَمعِ اللّهِ وَ بِرَسُولِ اللّهِص وَ بِقُدرَةِ اللّهِ عَلَي مَا يَشَاءُ مِن شَرّ السّامّةِ وَ الهَامّةِ وَ مِن شَرّ الجِنّ وَ الإِنسِ وَ مِن شَرّ مَا يَدِبّ فِي الأَرضِوَ ما يَخرُجُ مِنها وَ ما يَنزِلُ مِنَ السّماءِ وَ ما يَعرُجُ فِيها وَ مِن شَرّ كُلّ دَابّةٍ ربَيّآخِذٌ بِناصِيَتِها إِنّ ربَيّ عَلي صِراطٍ مُستَقِيمٍوَ هُوَ عَلي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ وَ لَا حَولَ وَ لَا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ العلَيِّ العَظِيمِ فَإِنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ يُعَوّذُ بِهَا الحَسَنَ وَ الحُسَينَ ع وَ بِذَلِكَ أَمَرَنَا رَسُولُ اللّهِص وَ نَحنُ الخُزّانُ لِدِينِ اللّهِ وَ نَحنُ مَصَابِيحُ العِلمِ إِذَا مَضَي مِنّا عَلَمٌ بَدَا عَلَمٌ لَا يَضِلّ مَنِ اتّبَعَنَا وَ لَا يهَتدَيِ مَن أَنكَرَنَا وَ لَا يَنجُو مَن أَعَانَ عَلَينَا عَدُوّنَا وَ لَا يُعَانُ
صفحه : 110
مَن أَسلَمَنَا فَلَا تَتَخَلّفُوا عَنّا لِطَمَعِ دُنيَا وَ حُطَامٍ زَائِلٍ عَنكُم وَ أَنتُم تَزُولُونَ عَنهُ فَإِنّ مَن آثَرَ الدّنيَا عَلَي الآخِرَةِ وَ اختَارَهَا عَلَينَا عَظُمَت حَسرَتُهُ غَداً وَ ذَلِكَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّأَن تَقُولَ نَفسٌ يا حَسرَتي عَلي ما فَرّطتُ فِي جَنبِ اللّهِ وَ إِن كُنتُ لَمِنَ السّاخِرِينَاغسِلُوا صِبيَانَكُم مِنَ الغَمَرِ فَإِنّ الشّيَاطِينَ تَشَمّ الغَمَرَ فَيَفزَعُ الصبّيِّ فِي رُقَادِهِ وَ يَتَأَذّي بِهِ الكَاتِبَانِ لَكُم أَوّلُ نَظرَةٍ إِلَي المَرأَةِ فَلَا تُتبِعُوهَا بِنَظرَةٍ أُخرَي وَ احذَرُوا الفِتنَةَ مُدمِنُ الخَمرِ يَلقَي اللّهَ عَزّ وَ جَلّ حِينَ يَلقَاهُ كَعَابِدِ وَثَنٍ فَقَالَ حُجرُ بنُ عدَيِّ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ مَا المُدمِنُ قَالَ ألّذِي إِذَا وَجَدَهَا شَرِبَهَا مَن شَرِبَ المُسكِرَ لَم تُقبَل صَلَاتُهُ أَربَعِينَ يَوماً وَ لَيلَةً مَن قَالَ لِمُسلِمٍ قَولًا يُرِيدُ بِهِ انتِقَاصَ مُرُوّتِهِ حَبَسَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِي طِينَةِ خَبَالٍ حَتّي يأَتيَِ مِمّا قَالَ بِمَخرَجٍ لَا يَنَامُ الرّجُلُ مَعَ الرّجُلِ وَ لَا المَرأَةُ مَعَ المَرأَةِ فِي ثَوبٍ وَاحِدٍ فَمَن فَعَلَ ذَلِكَ وَجَبَ عَلَيهِ الأَدَبُ وَ هُوَ التّعزِيرُ كُلُوا الدّبّاءَ فَإِنّهُ يَزِيدُ فِي الدّمَاغِ وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يُعجِبُهُ الدّبّاءُ كُلُوا الأُترُجّ قَبلَ الطّعَامِ وَ بَعدَهُ فَإِنّ آلَ مُحَمّدٍ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم أَجمَعِينَ يَفعَلُونَ ذَلِكَ الكُمّثرَي يَجلُو القَلبَ وَ يُسَكّنُ أَوجَاعَ الجَوفِ إِذَا قَامَ الرّجُلُ إِلَي الصّلَاةِ أَقبَلَ إِبلِيسُ يَنظُرُ إِلَيهِ حَسَداً لِمَا يَرَي مِن رَحمَةِ اللّهِ التّيِ تَغشَاهُ شَرّ الأُمُورِ مُحدَثَاتُهَا وَ خَيرُ الأُمُورِ مَا كَانَ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ رِضًا مَن عَبَدَ الدّنيَا وَ آثَرَهَا عَلَي الآخِرَةِ استَوخَمَ العَاقِبَةَ اتّخِذُوا المَاءَ طِيباً مَن رضَيَِ مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ بِمَا قَسَمَ لَهُ استَرَاحَ بَدَنُهُ خَسِرَ مَن ذَهَبَت حَيَاتُهُ وَ عُمُرُهُ فِيمَا يُبَاعِدُهُ مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ لَو يَعلَمُ المصُلَيّ مَا يَغشَاهُ مِن
صفحه : 111
جَلَالِ اللّهِ مَا سَرّهُ أَن يَرفَعَ رَأسَهُ مِن سُجُودِهِ إِيّاكُم وَ تَسوِيفَ العَمَلِ بَادِرُوا بِهِ إِذَا أَمكَنَكُم مَا كَانَ لَكُم مِن رِزقٍ فَسَيَأتِيكُم عَلَي ضَعفِكُم وَ مَا كَانَ عَلَيكُم فَلَن تَقدِرُوا أَن تَدفَعُوهُ بِحِيلَةٍ مُرُوا بِالمَعرُوفِ وَ انهَوا عَنِ المُنكَرِ وَ اصبِرُوا عَلَي مَا أَصَابَكُم سِرَاجُ المُؤمِنِ مَعرِفَةُ حَقّنَا أَشَدّ العَمَي مَن عمَيَِ عَن فَضلِنَا وَ نَاصَبَنَا العَدَاوَةَ بِلَا ذَنبٍ سَبَقَ إِلَيهِ مِنّا إِلّا أَنّا دَعَونَاهُ إِلَي الحَقّ وَ دَعَاهُ مَن سِوَانَا إِلَي الفِتنَةِ وَ الدّنيَا فَأَتَاهُم وَ نَصَبَ البَرَاءَةَ مِنّا وَ العَدَاوَةَ لَنَا لَنَا رَايَةُ الحَقّ مَنِ استَظَلّ بِهَا كَنّتهُ وَ مَن سَبَقَ إِلَيهَا فَازَ وَ مَن تَخَلّفَ عَنهَا هَلَكَ وَ مَن فَارَقَهَا هَوَي وَ مَن تَمَسّكَ بِهَا نَجَا أَنَا يَعسُوبُ المُؤمِنِينَ وَ المَالُ يَعسُوبُ الظّلَمَةِ وَ اللّهِ لَا يحُبِنّيِ إِلّا مُؤمِنٌ وَ لَا يبُغضِنُيِ إِلّا مُنَافِقٌ إِذَا لَقِيتُم إِخوَانَكُم فَتَصَافَحُوا وَ أَظهِرُوا لَهُمُ البَشَاشَةَ وَ البِشرَ تَتَفَرّقُوا وَ مَا عَلَيكُم مِنَ الأَوزَارِ قَد ذَهَبَت إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُم فَسَمّتُوهُ قُولُوا يَرحَمُكُمُ اللّهُ وَ يَقُولُ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيوَ إِذا حُيّيتُم بِتَحِيّةٍ فَحَيّوا بِأَحسَنَ مِنها أَو رُدّوهاصَافِح عَدُوّكَ وَ إِن كَرِهَ فَإِنّهُ مِمّا أَمَرَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِهِ عِبَادَهُ يَقُولُادفَع باِلتّيِ هيَِ أَحسَنُ فَإِذَا ألّذِي بَينَكَ وَ بَينَهُ عَداوَةٌ كَأَنّهُ ولَيِّ حَمِيمٌ وَ ما يُلَقّاها إِلّا الّذِينَ صَبَرُوا وَ ما يُلَقّاها إِلّا ذُو حَظّ عَظِيمٍ مَا تكُاَفيِ عَدُوّكَ بشِيَءٍ أَشَدّ عَلَيهِ مِن أَن تُطِيعَ اللّهَ فِيهِ وَ حَسبُكَ أَن تَرَي عَدُوّكَ يَعمَلُ بمِعَاَصيِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ الدّنيَا دُوَلٌ فَاطلُب حَظّكَ مِنهَا بِأَجمَلِ الطّلَبِ حَتّي تَأتِيَكَ دَولَتُكَ المُؤمِنُ يَقظَانُ مُتَرَقّبٌ خَائِفٌ يَنتَظِرُ إِحدَي الحُسنَيَينِ وَ يَخَافُ البَلَاءَ حَذَراً
صفحه : 112
مِن ذُنُوبِهِ راَجيِ رَحمَةِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ لَا يَعرَي المُؤمِنُ مِن خَوفِهِ وَ رَجَائِهِ يَخَافُ مِمّا قَدّمَ وَ لَا يَسهُو عَن طَلَبِ مَا وَعَدَهُ اللّهُ وَ لَا يَأمَنُ مِمّا خَوّفَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَنتُم عُمّارُ الأَرضِ الّذِينَ استَخلَفَكُمُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِيهَا لِيَنظُرَ كَيفَ تَعمَلُونَ فَرَاقِبُوهُ فِيمَا يَرَي مِنكُم عَلَيكُم بِالمَحَجّةِ العُظمَي فَاسلُكُوهَا لَا يَستَبدِل بِكُم غَيرَكُم مَن كَمَلَ عَقلُهُ حَسُنَ عَمَلُهُ وَ نَظَرُهُ لِدِينِهِسابِقُوا إِلي مَغفِرَةٍ مِن رَبّكُموَ جَنّةٍ عَرضُهَا السّماواتُ وَ الأَرضُ أُعِدّت لِلمُتّقِينَفَإِنّكُم لَن تَنَالُوهَا إِلّا بِالتّقوَي مَن صدُِئَ بِالإِثمِ أَعشَي عَن ذِكرِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ مَن تَرَكَ الأَخذَ عَن أَمرِ اللّهِ بِطَاعَتِهِ قَيّضَ اللّهُلَهُ شَيطاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ مَا بَالُ مَن خَالَفَكُم أَشَدّ بَصِيرَةً فِي ضَلَالَتِهِم وَ أَبذَلُ لِمَا فِي أَيدِيهِم مِنكُم مَا ذَاكَ إِلّا أَنّكُم رَكَنتُم إِلَي الدّنيَا فَرَضِيتُم بِالضّيمِ وَ شَحَحتُم عَلَي الحُطَامِ وَ فَرّطتُم فِيمَا فِيهِ عِزّكُم وَ سَعَادَتُكُم وَ قُوّتُكُم عَلَي مَن بَغَي عَلَيكُم لَا مِن رَبّكُم تَستَحيُونَ فِيمَا أَمَرَكُم بِهِ وَ لَا لِأَنفُسِكُم تَنظُرُونَ وَ أَنتُم فِي كُلّ يَومٍ تُضَامُونَ وَ لَا تَنتَبِهُونَ مِن رَقدَتِكُم وَ لَا ينَقضَيِ فُتُورُكُم أَ مَا تَرَونَ إِلَي بِلَادِكُم وَ[ إِلَي]دِينِكُم كُلّ يَومٍ يَبلَي وَ أَنتُم فِي غَفلَةِ الدّنيَا يَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ لا تَركَنُوا إِلَي الّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسّكُمُ النّارُ وَ ما لَكُم مِن دُونِ اللّهِ مِن أَولِياءَ ثُمّ لا تُنصَرُونَسَمّوا أَولَادَكُم فَإِن لَم تَدرُوا أَ ذَكَرٌ هُم أَم أُنثَي فَسَمّوهُم بِالأَسمَاءِ التّيِ تَكُونُ لِلذّكَرِ وَ الأُنثَي فَإِنّ أَسقَاطَكُم إِذَا لَقُوكُم فِي القِيَامَةِ وَ لَم تُسَمّوهُم يَقُولُ السّقطُ لِأَبِيهِ أَ لَا سمَيّتنَيِ وَ قَد سَمّي رَسُولُ اللّهِص مُحَسّناً قَبلَ أَن يُولَدَ إِيّاكُم وَ شُربَ المَاءِ مِن قِيَامٍ عَلَي أَرجُلِكُم فَإِنّهُ يُورِثُ الدّاءَ ألّذِي لَا دَوَاءَ لَهُ أَو يعُاَفيَِ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِذَا رَكِبتُمُ الدّوَابّ فَاذكُرُوا اللّهَ عَزّ وَ جَلّ وَ قُولُواسُبحانَ ألّذِي سَخّرَ لَنا هذا وَ ما كُنّا لَهُ مُقرِنِينَ وَ إِنّا إِلي رَبّنا لَمُنقَلِبُونَ إِذَا خَرَجَ أَحَدُكُم فِي سَفَرٍ فَليَقُلِ أللّهُمّ أَنتَ الصّاحِبُ فِي السّفَرِ وَ الحَامِلُ عَلَي الظّهرِ وَ الخَلِيفَةُ فِي الأَهلِ
صفحه : 113
وَ المَالِ وَ الوَلَدِ وَ إِذَا نَزَلتُم مَنزِلًا فَقُولُوا أللّهُمّ أَنزِلنَامُنزَلًا مُبارَكاً وَ أَنتَ خَيرُ المُنزِلِينَ إِذَا اشتَرَيتُم مَا تَحتَاجُونَ إِلَيهِ مِنَ السّوقِ فَقُولُوا حِينَ تَدخُلُونَ الأَسوَاقَ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ أللّهُمّ إنِيّ أَعُوذُ بِكَ مِن صَفقَةٍ خَاسِرَةٍ وَ يَمِينٍ فَاجِرَةٍ وَ أَعُوذُ بِكَ مِن بَوَارِ الأَيّمِ المُنتَظِرُ وَقتَ الصّلَاةِ بَعدَ الصّلَاةِ مِن زُوّارِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ حَقّ عَلَي اللّهِ تَعَالَي أَن يُكرِمَ زَائِرَهُ وَ أَن يُعطِيَهُ مَا سَأَلَ الحَاجّ وَ المُعتَمِرُ وَفدُ اللّهِ وَ حَقّ عَلَي اللّهِ تَعَالَي أَن يُكرِمَ وَفدَهُ وَ يَحبُوَهُ بِالمَغفِرَةِ مَن سَقَي صَبِيّاً مُسكِراً وَ هُوَ لَا يَعقِلُ حَبَسَهُ اللّهُ تَعَالَي فِي طِينَةِ الخَبَالِ حَتّي يأَتيَِ مِمّا صَنَعَ بِمَخرَجٍ الصّدَقَةُ جُنّةٌ عَظِيمَةٌ مِنَ النّارِ لِلمُؤمِنِ وَ وِقَايَةٌ لِلكَافِرِ مِن أَن يَتلَفَ مَن أَتلَفَ مَالَهُ يُعَجّلُ لَهُ الخَلَفُ وَ دُفِعَ عَنهُ البَلَايَاوَ ما لَهُ فِي الآخِرَةِ مِن نَصِيبٍبِاللّسَانِ كُبّ أَهلُ النّارِ فِي النّارِ وَ بِاللّسَانِ أعُطيَِ أَهلُ النّورِ النّورَ فَاحفَظُوا أَلسِنَتَكُم وَ اشغَلُوهَا بِذِكرِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ أَخبَثُ الأَعمَالِ مَا وَرّثَ الضّلَالَ وَ خَيرُ مَا اكتُسِبَ أَعمَالُ البِرّ إِيّاكُم وَ عَمَلَ الصّوَرِ فَتُسأَلُوا عَنهَا يَومَ القِيَامَةِ إِذَا أُخِذَت مِنكَ قَذَاةٌ فَقُل أَمَاطَ اللّهُ عَنكَ مَا تَكرَهُ إِذَا قَالَ لَكَ أَخُوكَ وَ قَد خَرَجتَ مِنَ الحَمّامِ طَابَ حَمّامُكَ وَ حَمِيمُكَ فَقُل أَنعَمَ اللّهُ بَالَكَ إِذَا قَالَ لَكَ أَخُوكَ حَيّاكَ اللّهُ بِالسّلَامِ فَقُل أَنتَ فَحَيّاكَ اللّهُ بِالسّلَامِ وَ أَحَلّكَ دَارَ المَقَامِ لَا تَبُل عَلَي المَحَجّةِ وَ لَا تَتَغَوّط عَلَيهَا السّؤَالُ بَعدَ المَدحِ فَامدَحُوا اللّهَ ثُمّ سَلُوا الحَوَائِجَ أَثنُوا عَلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ امدَحُوهُ قَبلَ طَلَبِ الحَوَائِجِ يَا صَاحِبَ الدّعَاءِ لَا تَسأَل مَا لَا يَكُونُ وَ لَا يَحِلّ إِذَا هَنّأتُمُ الرّجُلَ عَن مَولُودٍ ذَكَرٍ فَقُولُوا بَارَكَ اللّهُ لَكَ فِي هِبَتِهِ وَ بَلّغَهُ أَشُدّهُ وَ رَزَقَكَ بِرّهُ إِذَا قَدِمَ أَخُوكَ مِن مَكّةَ فَقَبّل بَينَ عَينَيهِ وَ فَاهُ ألّذِي قَبّلَ بِهِ الحَجَرَ الأَسوَدَ
صفحه : 114
ألّذِي قَبّلَهُ رَسُولُ اللّهِص وَ العَينَ التّيِ نَظَرَ بِهَا إِلَي بَيتِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ قَبّل مَوضِعَ سُجُودِهِ وَ وَجهَهُ وَ إِذَا هَنّأتُمُوهُ فَقُولُوا قَبِلَ اللّهُ نُسُكَكَ وَ رَحِمَ سَعيَكَ وَ أَخلَفَ عَلَيكَ نَفَقَتَكَ وَ لَا جَعَلَهُ آخِرَ عَهدِكَ بِبَيتِهِ الحَرَامِ احذَرُوا السّفِلَةَ فَإِنّ السّفِلَةَ مَن لَا يَخَافُ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ فِيهِم قَتَلَةُ الأَنبِيَاءِ وَ فِيهِم أَعدَاؤُنَا إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي اطّلَعَ إِلَي الأَرضِ فَاختَارَنَا وَ اختَارَ لَنَا شِيعَةً يَنصُرُونَنَا وَ يَفرَحُونَ لِفَرَحِنَا وَ يَحزَنُونَ لِحُزنِنَا وَ يَبذُلُونَ أَموَالَهُم وَ أَنفُسَهُم فِينَا أُولَئِكَ مِنّا وَ إِلَينَا مَا مِنَ الشّيعَةِ عَبدٌ يُقَارِفُ أَمراً نَهَينَا عَنهُ فَيَمُوتُ حَتّي يُبتَلَي بِبَلِيّةٍ تُمَحّصُ بِهَا ذُنُوبُهُ إِمّا فِي مَالِهِ وَ إِمّا فِي وُلدِهِ وَ إِمّا فِي نَفسِهِ حَتّي يَلقَي اللّهَ عَزّ وَ جَلّ وَ مَا لَهُ ذَنبٌ وَ إِنّهُ لَيَبقَي عَلَيهِ الشيّءُ مِن ذُنُوبِهِ فَيُشَدّدُ بِهِ عَلَيهِ عِندَ مَوتِهِ المَيّتُ مِن شِيعَتِنَا صِدّيقٌ شَهِيدٌ صَدَقَ بِأَمرِنَا وَ أَحَبّ فِينَا وَ أَبغَضَ فِينَا يُرِيدُ بِذَلِكَ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ مُؤمِنٌ بِاللّهِ وَ بِرَسُولِهِ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ الّذِينَ آمَنُوا بِاللّهِ وَ رُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصّدّيقُونَ وَ الشّهَداءُ عِندَ رَبّهِم لَهُم أَجرُهُم وَ نُورُهُمافتَرَقَت بَنُو إِسرَائِيلَ عَلَي اثنَتَينِ وَ سَبعِينَ فِرقَةً وَ سَتَفتَرِقُ هَذِهِ الأُمّةُ عَلَي ثَلَاثٍ وَ سَبعِينَ فِرقَةً وَاحِدَةٌ فِي الجَنّةِ مَن أَذَاعَ سِرّنَا أَذَاقَهُ اللّهُ بَأسَ الحَدِيدِ اختَتِنُوا أَولَادَكُم يَومَ السّابِعِ لَا يَمنَعكُم حَرّ وَ لَا بَردٌ فَإِنّهُ طَهُورٌ لِلجَسَدِ وَ إِنّ الأَرضَ لَتَضِجّ إِلَي اللّهِ تَعَالَي مِن بَولِ الأَغلَفِ السّكرُ أَربَعُ سُكرَاتٍ سُكرُ الشّرَابِ وَ سُكرُ المَالِ وَ سُكرُ النّومِ وَ سُكرُ المُلكِ إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمُ النّومَ فَليَضَع يَدَهُ اليُمنَي تَحتَ خَدّهِ اليُمنَي فَإِنّهُ لَا يدَريِ أَ يَنتَبِهُ مِن رَقدَتِهِ أَم لَا
صفحه : 115
أُحِبّ لِلمُؤمِنِ أَن يطَلّيَِ فِي كُلّ خَمسَةَ عَشَرَ يَوماً مِنَ النّورَةِ أَقِلّوا مِن أَكلِ الحِيتَانِ فَإِنّهَا تُذِيبُ البَدَنَ وَ تُكثِرُ البَلغَمَ وَ تُغَلّظُ النّفَسَ حَسوُ اللّبَنِ شِفَاءٌ مِن كُلّ دَاءٍ إِلّا المَوتَ كُلُوا الرّمّانَ بِشَحمِهِ فَإِنّهُ دِبَاغٌ لِلمَعِدَةِ وَ فِي كُلّ حَبّةٍ مِنَ الرّمّانِ إِذَا استَقَرّت فِي المَعِدَةِ حَيَاةٌ لِلقَلبِ وَ إِنَارَةٌ لِلنّفسِ وَ تُمَرّضُ وَسوَاسَ الشّيطَانِ أَربَعِينَ لَيلَةً نِعمَ الإِدَامُ الخَلّ يَكسِرُ المِرّةَ وَ يحُييِ القَلبَ وَ كُلُوا الهِندَبَاءَ فَمَا مِن صَبَاحٍ إِلّا وَ عَلَيهِ قَطرَةٌ مِن قَطرِ الجَنّةِ اشرَبُوا مَاءَ السّمَاءِ فَإِنّهُ يُطَهّرُ البَدَنَ وَ يَدفَعُ الأَسقَامَ قَالَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيوَ يُنَزّلُ عَلَيكُم مِنَ السّماءِ ماءً لِيُطَهّرَكُم بِهِ وَ يُذهِبَ عَنكُم رِجزَ الشّيطانِ وَ لِيَربِطَ عَلي قُلُوبِكُم وَ يُثَبّتَ بِهِ الأَقدامَ مَا مِن دَاءٍ إِلّا وَ فِي الحَبّةِ السّودَاءِ مِنهُ شِفَاءٌ إِلّا السّامَ لُحُومُ البَقَرِ دَاءٌ وَ أَلبَانُهَا دَوَاءٌ وَ أَسمَانُهَا شِفَاءٌ مَا تَأكُلُ الحَامِلُ مِن شَيءٍ وَ لَا تَتَدَاوَي بِهِ أَفضَلَ مِنَ الرّطَبِ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لِمَريَمَ ع وَ هزُيّ إِلَيكِ بِجِذعِ النّخلَةِ تُساقِط عَلَيكِ رُطَباً جَنِيّا فكَلُيِ وَ اشربَيِ وَ قرَيّ عَيناًحَنّكُوا أَولَادَكُم بِالتّمرِ فَهَكَذَا فَعَلَ رَسُولُ اللّهِص بِالحَسَنِ وَ الحُسَينِ إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُم أَن يأَتيَِ زَوجَتَهُ فَلَا يُعجِلهَا فَإِنّ لِلنّسَاءِ حَوَائِجَ إِذَا رَأَي أَحَدُكُمُ امرَأَةً تُعجِبُهُ فَليَأتِ أَهلَهُ فَإِنّ عِندَ أَهلِهِ مِثلَ مَا رَأَي وَ لَا يَجعَلَنّ لِلشّيطَانِ إِلَي قَلبِهِ سَبِيلًا وَ ليَصرِف بَصَرَهُ عَنهَا فَإِن لَم تَكُن لَهُ زَوجَةٌ فَليُصَلّ رَكعَتَينِ وَ يَحمَدُ اللّهَ كَثِيراً وَ يصُلَيّ عَلَي النّبِيّ وَ آلِهِ ثُمّ ليَسأَلِ اللّهَ مِن فَضلِهِ فَإِنّهُ يُبِيحُ لَهُ بِرَأفَتِهِ مَا يُغنِيهِ إِذَا أَتَي أَحَدُكُم زَوجَتَهُ فَليُقِلّ الكَلَامَ فَإِنّ الكَلَامَ عِندَ ذَلِكَ يُورِثُ الخَرَسَ لَا يَنظُرَنّ أَحَدُكُم إِلَي بَاطِنِ فَرجِ امرَأَتِهِ لَعَلّهُ يَرَي مَا يَكرَهُ وَ يُورِثُ العَمَي إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُم مُجَامَعَةَ زَوجَتِهِ فَليَقُلِ أللّهُمّ إنِيّ استَحلَلتُ فَرجَهَا بِأَمرِكَ
صفحه : 116
وَ قَبِلتُهَا بِأَمَانَتِكَ فَإِن قَضَيتَ لِي مِنهَا وَلَداً فَاجعَلهُ ذَكَراً سَوِيّاً وَ لَا تَجعَل لِلشّيطَانِ فِيهِ نَصِيباً وَ لَا شِركاً الحُقنَةُ مِنَ الأَربَعِ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ أَفضَلَ مَا تَدَاوَيتُم بِهِ الحُقنَةُ وَ هيَِ تُعَظّمُ البَطنَ وَ تنُقَيّ دَاءَ الجَوفِ وَ تقُوَيّ البَدَنَ استَسعِطُوا بِالبَنَفسَجِ وَ عَلَيكُم بِالحِجَامَةِ إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُم أَن يأَتيَِ أَهلَهُ فَليَتَوَقّ أَوّلَ الأَهِلّةِ وَ أَنصَافَ الشّهُورِ فَإِنّ الشّيطَانَ يَطلُبُ الوَلَدَ فِي هَذَينِ الوَقتَينِ وَ الشّيَاطِينُ يَطلُبُونَ الشّركَ فِيهِمَا فَيَجِيئُونَ وَ يُحبِلُونَ تَوَقّوُا الحِجَامَةَ وَ النّورَةَ يَومَ الأَربِعَاءِ فَإِنّ يَومَ الأَربِعَاءِ يَومُ نَحسٍ مُستَمِرّ وَ فِيهِ خُلِقَت جَهَنّمُ وَ فِي الجُمُعَةِ سَاعَةٌ لَا يَحتَجِمُ فِيهَا أَحَدٌ إِلّا مَاتَ
ف ،[تحف العقول ]مرسلا مثله بتغيير ما وإنما اعتمدنا علي ما في الخصال لأنه كان أصح سندا ونسخة وَ فِيهِ قَالَ ع
إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمُ الخَلَاءَ فَليَقُل بِسمِ اللّهِ أللّهُمّ أَمِط عنَيّ الأَذَي وَ أعَذِنيِ مِنَ الشّيطَانِ الرّجِيمِ وَ ليَقُل إِذَا جَلَسَ أللّهُمّ كَمَا أَطعَمتَنِيهِ طَيّباً وَ سَوّغتَنِيهِ فَاكفِنِيهِ فَإِذَا نَظَرَ بَعدَ فَرَاغِهِ إِلَي حَدَثِهِ فَليَقُلِ أللّهُمّ ارزقُنيِ الحَلَالَ وَ جنَبّنيِ الحَرَامَ فَإِنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ مَا مِن عَبدٍ إِلّا وَ قَد وَكّلَ اللّهُ بِهِ مَلَكاً يلَويِ عُنُقَهُ إِذَا أَحدَثَ حَتّي يَنظُرَ إِلَيهِ فَعِندَ ذَلِكَ ينَبغَيِ لَهُ أَن يَسأَلَ اللّهَ الحَلَالَ فَإِنّ المَلَكَ يَقُولُ يَا ابنَ آدَمَ هَذَا مَا حَرَصتَ عَلَيهِ انظُر مِن أَينَ أَخَذتَهُ وَ إِلَي مَا ذَا صَارَ
أقول ورأيت رسالة قديمة قال فيها حدثناالشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسي بن بابويه القمي رحمه الله عن أبيه عن سعد بن عبد الله بن أبي خلف قال حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي و محمد بن عيسي اليقطيني عن القاسم بن
صفحه : 117
يحيي وحدث أيضا عن أبيه و محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد عن محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن القاسم بن يحيي بن حسن بن راشد عن جده عن أبي بصير و محمد بن مسلم عن أبي عبد الله و أبي جعفر ع قال حدثنا أبي عن جدي عن آبائه ع وساق الحديث نحوه باختلافات يسيرة أشرنا إلي بعضها وجعلنا عليها علامة ليعلم أنها مأخوذة من الكتاب القديم و لايشتبه بما في نسخ الخصال . ثم اعلم أن أصل هذاالخبر في غاية الوثاقة والاعتبار علي طريقة القدماء و إن لم يكن صحيحا بزعم المتأخرين واعتمد عليه الكليني رحمه الله وذكر أكثر أجزائه متفرّقة في أبواب الكافي وكذا غيره من أكابر المحدّثين وشرح أجزاء الخبر مذكور في المواضع المناسبة لها فلانعيدها هاهنا مخافة التكرار
1-يد،[التوحيد] لي ،[الأمالي للصدوق ]الدّقّاقُ وَ القَطّانُ وَ السنّاَنيِّ جَمِيعاً عَن أَحمَدَ بنِ زَكَرِيّا القَطّانِ عَن مُحَمّدِ بنِ العَبّاسِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي السرّيِّ عَن أَحمَدَ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ يُونُسَ عَن سَعدِ بنِ طَرِيفٍ الكنِاَنيِّ عَنِ الأَصبَغِ بنِ نُبَاتَةَ قَالَ لَمّا جَلَسَ عَلِيّ ع فِي الخِلَافَةِ وَ بَايَعَهُ النّاسُ خَرَجَ إِلَي المَسجِدِ مُتَعَمّماً بِعِمَامَةِ رَسُولِ اللّهِص لَابِساً بُردَةَ رَسُولِ اللّهِ مُتَنَعّلًا نَعلَ رَسُولِ اللّهِ مُتَقَلّداً سَيفَ رَسُولِ اللّهِ فَصَعِدَ المِنبَرَ فَجَلَسَ عَلَيهِ مُتَمَكّناً ثُمّ شَبّكَ بَينَ أَصَابِعِهِ فَوَضَعَهَا أَسفَلَ بَطنِهِ ثُمّ قَالَ يَا مَعَاشِرَ النّاسِ سلَوُنيِ قَبلَ أَن تفَقدِوُنيِ
صفحه : 118
هَذَا سَفَطُ العِلمِ هَذَا لُعَابُ رَسُولِ اللّهِص هَذَا مَا زقَنّيِ رَسُولُ اللّهِص زَقّاً زَقّاً سلَوُنيِ فَإِنّ عنِديِ عِلمَ الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ أَمَا وَ اللّهِ لَو ثُنّيَت لِي وِسَادَةٌ فَجَلَستُ عَلَيهَا لَأَفتَيتُ أَهلَ التّورَاةِ بِتَورَاتِهِم حَتّي تَنطِقَ التّورَاةُ فَتَقُولَ صَدَقَ عَلِيّ مَا كَذَبَ لَقَد أَفتَاكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فِيّ وَ أَفتَيتُ أَهلَ الإِنجِيلِ بِإِنجِيلِهِم حَتّي يَنطِقَ الإِنجِيلُ فَيَقُولَ صَدَقَ عَلِيّ مَا كَذَبَ لَقَد أَفتَاكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فِيّ وَ أَفتَيتُ أَهلَ القُرآنِ بِقُرآنِهِم حَتّي يَنطِقَ القُرآنُ فَيَقُولَ صَدَقَ عَلِيّ مَا كَذَبَ لَقَد أَفتَاكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فِيّ وَ أَنتُم تَتلُونَ القُرآنَ لَيلًا وَ نَهَاراً فَهَل فِيكُم أَحَدٌ يَعلَمُ مَا نَزَلَ فِيهِ وَ لَو لَا آيَةٌ فِي كِتَابِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ لَأَخبَرتُكُم بِمَا كَانَ وَ مَا يَكُونُ وَ بِمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ وَ هيَِ هَذِهِ الآيَةُيَمحُوا اللّهُ ما يَشاءُ وَ يُثبِتُ وَ عِندَهُ أُمّ الكِتابِ ثُمّ قَالَ سلَوُنيِ قَبلَ أَن تفَقدِوُنيِ فَوَ ألّذِي فَلَقَ الحَبّةَ وَ بَرَأَ النّسَمَةَ لَو سأَلَتمُوُنيِ عَن أَيّةِ آيَةٍ فِي لَيلٍ أُنزِلَت أَو فِي نَهَارٍ أُنزِلَت مَكّيّهَا وَ مَدَنِيّهَا سَفَرِيّهَا وَ حَضَرِيّهَا نَاسِخِهَا وَ مَنسُوخِهَا وَ مُحكَمِهَا وَ مُتَشَابِهِهَا وَ تَأوِيلِهَا وَ تَنزِيلِهَا لَأَخبَرتُكُم فَقَامَ إِلَيهِ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ ذِعلِبٌ وَ كَانَ ذَرِبَ اللّسَانِ بَلِيغاً فِي الخُطَبِ شُجَاعَ القَلبِ فَقَالَ لَقَدِ ارتَقَي ابنُ أَبِي طَالِبٍ مِرقَاةً صَعبَةً لَأُخَجّلَنّهُ اليَومَ لَكُم فِي مسَألَتَيِ إِيّاهُ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ هَل رَأَيتَ رَبّكَ فَقَالَ وَيلَكَ يَا ذِعلِبُ لَم أَكُن باِلذّيِ أَعبُدُ رَبّاً لَم أَرَهُ قَالَ فَكَيفَ رَأَيتَهُ صِفهُ لَنَا قَالَ ع وَيلَكَ لَم تَرَهُ العُيُونُ بِمُشَاهَدَةِ الأَبصَارِ وَ لَكِن رَأَتهُ القُلُوبُ بِحَقَائِقِ الإِيمَانِ وَيلَكَ يَا ذِعلِبُ إِنّ ربَيّ لَا يُوصَفُ بِالبُعدِ وَ لَا بِالحَرَكَةِ وَ لَا بِالسّكُونِ وَ لَا بِقِيَامٍ قِيَامِ انتِصَابٍ وَ لَا بِجِيئَةٍ وَ لَا بِذَهَابٍ لَطِيفُ اللّطَافَةِ لَا يُوصَفُ بِاللّطفِ عَظِيمُ العَظَمَةِ لَا يُوصَفُ بِالعِظَمِ كَبِيرُ الكِبرِيَاءِ لَا يُوصَفُ بِالكِبَرِ جَلِيلُ الجَلَالَةِ لَا يُوصَفُ بِالغِلَظِ
صفحه : 119
رَءُوفُ الرّحمَةِ لَا يُوصَفُ بِالرّقّةِ مُؤمِنٌ لَا بِعِبَادَةٍ مُدرِكٌ لَا بِمَجَسّةٍ قَائِلٌ لَا بِلَفظٍ هُوَ فِي الأَشيَاءِ عَلَي غَيرِ مُمَازَجَةٍ خَارِجٌ مِنهَا عَلَي غَيرِ مُبَايَنَةٍ فَوقَ كُلّ شَيءٍ وَ لَا يُقَالُ شَيءٌ فَوقَهُ أَمَامَ كُلّ شَيءٍ وَ لَا يُقَالُ لَهُ أَمَامٌ دَاخِلٌ فِي الأَشيَاءِ لَا كشَيَءٍ فِي شَيءٍ دَاخِلٍ وَ خَارِجٌ مِنهَا لَا كشَيَءٍ مِن شَيءٍ خَارِجٍ فَخَرّ ذِعلبٌ مَغشِيّاً عَلَيهِ فَقَالَ تَاللّهِ مَا سَمِعتُ بِمِثلِ هَذَا الجَوَابِ وَ اللّهِ لَا عُدتُ إِلَي مِثلِهَا ثُمّ قَالَ ع سلَوُنيِ قَبلَ أَن تفَقدِوُنيِ فَقَامَ إِلَيهِ الأَشعَثُ بنُ قَيسٍ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ كَيفَ تُؤخَذُ مِنَ المَجُوسِ الجِزيَةُ وَ لَم يُنزَل عَلَيهِم كِتَابٌ وَ لَم يُبعَث إِلَيهِم نبَيِّ فَقَالَ بَلَي يَا أَشعَثُ قَد أَنزَلَ اللّهُ تَعَالَي عَلَيهِم كِتَاباً وَ بَعَثَ إِلَيهِم نَبِيّاً وَ كَانَ لَهُم مَلِكٌ سَكِرَ ذَاتَ لَيلَةٍ فَدَعَا بِابنَتِهِ إِلَي فِرَاشِهِ فَارتَكَبَهَا فَلَمّا أَصبَحَ تَسَامَعَ بِهِ قَومُهُ فَاجتَمَعُوا إِلَي بَابِهِ فَقَالُوا أَيّهَا المَلِكُ دَنّستَ عَلَينَا دِينَنَا فَأَهلَكتَهُ فَاخرُج نُطَهّركَ وَ نُقِم عَلَيكَ الحَدّ فَقَالَ لَهُمُ اجتَمِعُوا وَ اسمَعُوا كلَاَميِ فَإِن يَكُن لِي مَخرَجٌ مِمّا ارتَكَبتُ وَ إِلّا فَشَأنَكُم فَاجتَمَعُوا فَقَالَ لَهُم هَل عَلِمتُم أَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ لَم يَخلُق خَلقاً أَكرَمَ عَلَيهِ مِن أَبِينَا آدَمَ وَ أُمّنَا حَوّاءَ قَالُوا صَدَقتَ أَيّهَا المَلِكُ قَالَ أَ فَلَيسَ قَد زَوّجَ بَنِيهِ بَنَاتِهِ وَ بَنَاتِهِ مِن بَنِيهِ قَالُوا صَدَقتَ هَذَا هُوَ الدّينُ فَتَعَاقَدُوا عَلَي ذَلِكَ فَمَحَا اللّهُ مَا فِي صُدُورِهِم مِنَ العِلمِ وَ رَفَعَ عَنهُمُ الكِتَابَ فَهُمُ الكَفَرَةُ يَدخُلُونَ النّارَ بِلَا حِسَابٍ وَ المُنَافِقُونَ أَشَدّ حَالًا مِنهُم فَقَالَ الأَشعَثُ وَ اللّهِ مَا سَمِعتُ بِمِثلِ هَذَا الجَوَابِ وَ اللّهِ لَا عُدتُ إِلَي مِثلِهَا أَبَداً ثُمّ قَالَ سلَوُنيِ قَبلَ أَن تفَقدِوُنيِ فَقَامَ إِلَيهِ رَجُلٌ مِن أَقصَي المَسجِدِ مُتَوَكّياً عَلَي عُكّازَةٍ فَلَم يَزَل يَتَخَطّي النّاسَ حَتّي دَنَا مِنهُ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ دلُنّيِ عَلَي عَمَلٍ إِذَا أَنَا عَمِلتُهُ نجَاّنيَِ اللّهُ مِنَ النّارِ فَقَالَ لَهُ اسمَع يَا هَذَا ثُمّ افهَم ثُمّ استَيقِن قَامَتِ الدّنيَا بِثَلَاثَةٍ بِعَالِمٍ نَاطِقٍ مُستَعمِلٍ لِعِلمِهِ وَ بغِنَيِّ لَا يَبخَلُ بِمَالِهِ عَلَي أَهلِ دِينِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ بِفَقِيرٍ صَابِرٍ فَإِذَا كَتَمَ العَالِمُ عِلمَهُ وَ بَخِلَ الغنَيِّ وَ لَم يَصبِرِ الفَقِيرُ فَعِندَهَا الوَيلُ وَ الثّبُورُ
صفحه : 120
وَ عِندَهَا يَعرِفُ العَارِفُونَ اللّهَ أَنّ الدّارَ قَد رَجَعَت إِلَي بَدئِهَا أَي إِلَي الكُفرِ بَعدَ الإِيمَانِ أَيّهَا السّائِلُ فَلَا تَغتَرَنّ بِكَثرَةِ المَسَاجِدِ وَ جَمَاعَةِ أَقوَامٍ أَجسَادُهُم مُجتَمِعَةٌ وَ قُلُوبُهُم شَتّي أَيّهَا النّاسُ إِنّمَا النّاسُ ثَلَاثَةٌ زَاهِدٌ وَ رَاغِبٌ وَ صَابِرٌ فَأَمّا الزّاهِدُ فَلَا يَفرَحُ بشِيَءٍ مِنَ الدّنيَا أَتَاهُ وَ لَا يَحزَنُ عَلَي شَيءٍ مِنهَا فَاتَهُ وَ أَمّا الصّابِرُ فَيَتَمَنّاهَا بِقَلبِهِ فَإِن أَدرَكَ مِنهَا شَيئاً صَرَفَ عَنهَا نَفسَهُ لِمَا يَعلَمُ مِن سُوءِ عَاقِبَتِهَا وَ أَمّا الرّاغِبُ فَلَا يبُاَليِ مِن حِلّ أَصَابَهَا أَم مِن حَرَامٍ قَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَمَا عَلَامَةُ المُؤمِنِ فِي ذَلِكَ الزّمَانِ قَالَ يَنظُرُ إِلَي مَا أَوجَبَ اللّهُ عَلَيهِ مِن حَقّ فَيَتَوَلّاهُ وَ يَنظُرُ إِلَي مَا خَالَفَهُ فَيَتَبَرّأُ مِنهُ وَ إِن كَانَ حَبِيباً قَرِيباً قَالَ صَدَقتَ وَ اللّهِ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ثُمّ غَابَ الرّجُلُ فَلَم نَرَهُ فَطَلَبَهُ النّاسُ فَلَم يَجِدُوهُ فَتَبَسّمَ عَلِيّ ع عَلَي المِنبَرِ ثُمّ قَالَ مَا لَكُم هَذَا أخَيِ الخَضِرُ ع ثُمّ قَالَ ع سلَوُنيِ قَبلَ أَن تفَقدِوُنيِ فَلَم يَقُم إِلَيهِ أَحَدٌ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ وَ صَلّي عَلَي نَبِيّهِص ثُمّ قَالَ لِلحَسَنِ ع يَا حَسَنُ قُم فَاصعَدِ المِنبَرَ فَتَكَلّم بِكَلَامٍ لَا يُجَهّلُكَ قُرَيشٌ مِن بعَديِ فَيَقُولُونَ الحَسَنُ لَا يُحسِنُ شَيئاً قَالَ الحَسَنُ ع يَا أَبَتِ كَيفَ أَصعَدُ وَ أَتَكَلّمُ وَ أَنتَ فِي النّاسِ تَسمَعُ وَ تَرَي قَالَ لَهُ بأِبَيِ وَ أمُيّ أوُاَريِ نفَسيِ عَنكَ وَ أَسمَعُ وَ أَرَي وَ لَا ترَاَنيِ فَصَعِدَ الحَسَنُ ع المِنبَرَ فَحَمِدَ اللّهَ بِمَحَامِدَ بَلِيغَةٍ شَرِيفَةٍ وَ صَلّي عَلَي النّبِيّ وَ آلِهِ صَلَاةً مُوجَزَةً ثُمّ قَالَ أَيّهَا النّاسُ سَمِعتُ جدَيّ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ أَنَا مَدِينَةُ العِلمِ وَ عَلِيّ بَابُهَا وَ هَل تُدخَلُ المَدِينَةُ إِلّا مِن بَابِهَا ثُمّ نَزَلَت فَوَثَبَ إِلَيهِ عَلِيّ ع فَتَحَمّلَهُ وَ ضَمّهُ إِلَي صَدرِهِ ثُمّ قَالَ لِلحُسَينِ ع يَا بنُيَّ قُم فَاصعَد فَتَكَلّم
صفحه : 121
بِكَلَامٍ لَا يُجَهّلُكَ قُرَيشٌ مِن بعَديِ فَيَقُولُونَ إِنّ الحُسَينَ بنَ عَلِيّ ع لَا يُبصِرُ شَيئاً وَ ليَكُن كَلَامُكَ تَبَعاً لِكَلَامِ أَخِيكَ فَصَعِدَ الحُسَينُ ع فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ وَ صَلّي عَلَي نَبِيّهِ وَ آلِهِ صَلَاةً مُوجَزَةً ثُمّ قَالَ مَعَاشِرَ النّاسِ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص وَ هُوَ يَقُولُ إِنّ عَلِيّاً ع مَدِينَةُ هُدًي فَمَن دَخَلَهَا نَجَا وَ مَن تَخَلّفَ عَنهَا هَلَكَ فَوَثَبَ إِلَيهِ عَلِيّ ع فَضَمّهُ إِلَي صَدرِهِ وَ قَبّلَهُ ثُمّ قَالَ مَعَاشِرَ النّاسِ اشهَدُوا أَنّهُمَا فَرخَا رَسُولِ اللّهِص وَ وَدِيعَتُهُ التّيِ استَودَعَنِيهَا وَ أَنَا أَستَودِعُكُمُوهَا مَعَاشِرَ النّاسِ وَ رَسُولُ اللّهِ سَائِلُكُم عَنهُمَا
ختص ،[الإختصاص ] علي بن محمدالشعراني عن الحسن بن علي بن شعيب عن عيسي بن محمدالعلوي عن محمد بن العباس مثله ج ،[الإحتجاج ]مُرسَلًا
إِلَي قَولِهِ أخَيِ الخَضِرُ ع وَ أَسقَطَ سُؤَالَ ذِعلِبٍ
بيان السفط معرب معروف ويقال زق الطائر فرخه يزقه أي أطعمه بفيه وثني الوسادة جعل بعضها علي بعض لترتفع فيجلس عليها كمايصنع للأكابر والملوك وهاهنا كناية عن التمكن في الأمر والاستيلاء علي الحكم و أماإفتاء أهل الكتاب بكتبهم فيحتمل أن يكون المراد به بيان أنه في كتابهم هكذا لاالحكم بالعمل به أوأريد به الإفتاء فيما وافق شرع الإسلام وإلزام الحجة عليهم فيما ينكرونه من أصول دين الإسلام وفروعه قوله ع والمنافقون أشد حالا منهم تعريض بالسائل لأنه كان منهم والعكاز عصا ذات زج والبدء الأول
2-ج ،[الإحتجاج ] عَنِ الأَصبَغِ بنِ نُبَاتَةَ قَالَخَطَبَنَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع عَلَي مِنبَرِ الكُوفَةِ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ ثُمّ قَالَ أَيّهَا النّاسُ سلَوُنيِ قَبلَ أَن تفَقدِوُنيِ فَإِنّ بَينَ جوَاَنحِيِ عِلماً جَمّاً فَقَامَ إِلَيهِ ابنُ الكَوّاءِ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ مَا الذّارِيَاتُ ذَرواً قَالَ الرّيَاحُ
صفحه : 122
قَالَ فَمَا الحَامِلَاتُ وِقراً قَالَ السّحَابُ قَالَ فَمَا الجَارِيَاتُ يُسراً قَالَ السّفُنُ قَالَ فَمَا المُقسِمَاتُ أَمراً قَالَ المَلَائِكَةُ قَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَجَدتُ كِتَابَ اللّهِ يَنقُضُ بَعضُهُ بَعضاً قَالَ ثَكِلَتكَ أُمّكَ يَا ابنَ الكَوّاءِ كِتَابُ اللّهِ يُصَدّقُ بَعضُهُ بَعضاً وَ لَا يَنقُضُ بَعضُهُ بَعضاً فَسَل عَمّا بَدَا لَكَ قَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ سَمِعتُهُ يَقُولُبِرَبّ المَشارِقِ وَ المَغارِبِ وَ قَالَ فِي آيَةٍ أُخرَيرَبّ المَشرِقَينِ وَ رَبّ المَغرِبَينِ وَ قَالَ فِي آيَةٍ أُخرَيرَبّ المَشرِقِ وَ المَغرِبِ قَالَ ثَكِلَتكَ أُمّكَ يَا ابنَ الكَوّاءِ هَذَا المَشرِقُ وَ هَذَا المَغرِبُ وَ أَمّا قَولُهُرَبّ المَشرِقَينِ وَ رَبّ المَغرِبَينِ فَإِنّ مَشرِقَ الشّتَاءِ عَلَي حِدَةٍ وَ مَشرِقَ الصّيفِ عَلَي حِدَةٍ أَ مَا تَعرِفُ ذَلِكَ مِن قُربِ الشّمسِ وَ بُعدِهَا وَ أَمّا قَولُهُبِرَبّ المَشارِقِ وَ المَغارِبِ فَإِنّ لَهَا ثَلَاثَمِائَةٍ وَ سِتّينَ بُرجاً تَطلُعُ كُلّ يَومٍ مِن بُرجٍ وَ تَغِيبُ فِي آخَرَ وَ لَا تَعُودُ إِلَيهِ إِلّا مِن قَابِلٍ فِي ذَلِكَ اليَومِ قَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ كَم بَينَ مَوضِعِ قَدَمِكَ إِلَي عَرشِ رَبّكَ قَالَ ثَكِلَتكَ أُمّكَ يَا ابنَ الكَوّاءِ سَل مُتَعَلّماً وَ لَا تَسأَل مُتَعَنّتاً مِن مَوضِعِ قدَمَيِ إِلَي عَرشِ ربَيّ أَن يَقُولَ قَائِلٌ مُخلِصاً لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ قَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَمَا ثَوَابُ مَن قَالَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ قَالَ ع مَن قَالَ مُخلِصاً لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ طُمِسَت ذُنُوبُهُ كَمَا يُطمَسُ الحَرفُ الأَسوَدُ مِنَ الرّقّ الأَبيَضِ فَإِذَا قَالَ ثَانِيَةً لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُخلِصاً خَرَقَت أَبوَابَ السّمَاوَاتِ وَ صُفُوفَ المَلَائِكَةِ حَتّي يَقُولَ المَلَائِكَةُ بَعضُهَا لِبَعضٍ اخشَعُوا لِعَظَمَةِ اللّهِ فَإِذَا قَالَ ثَالِثَةً لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُخلِصاً لَم تُنَهنَه دُونَ العَرشِ فَيَقُولُ الجَلِيلُ اسكنُيِ فَوَ عزِتّيِ وَ جلَاَليِ لَأَغفِرَنّ لِقَائِلِكِ بِمَا كَانَ فِيهِ ثُمّ تَلَا هَذِهِ الآيَةَإِلَيهِ يَصعَدُ الكَلِمُ الطّيّبُ وَ العَمَلُ الصّالِحُ يَرفَعُهُيعَنيِ إِذَا كَانَ عَمَلُهُ خَالِصاً ارتَفَعَ قَولُهُ وَ كَلَامُهُ قَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أخَبرِنيِ عَن قَوسِ قُزَحَ قَالَ ثَكِلَتكَ أُمّكَ يَا ابنَ الكَوّاءِ لَا تَقُل قَوسُ قُزَحَ فَإِنّ قُزَحَ اسمُ شَيطَانٍ وَ لَكِن قُل قَوسُ اللّهِ إِذَا بَدَت يَبدُو الخِصبُ وَ الرّيفُ قَالَ أخَبرِنيِ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ عَنِ المَجَرّةِ التّيِ تَكُونُ فِي السّمَاءِ قَالَ هيَِ شَرجُ
صفحه : 123
السّمَاءِ وَ أَمَانٌ لِأَهلِ الأَرضِ مِنَ الغَرَقِ وَ مِنهُ أَغرَقَ اللّهُ قَومَ نُوحٍبِماءٍ مُنهَمِرٍ قَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أخَبرِنيِ عَنِ المَحوِ ألّذِي يَكُونُ فِي القَمَرِ قَالَ ع اللّهُ أَكبَرُ اللّهُ أَكبَرُ رَجُلٌ أَعمَي يَسأَلُ عَن مَسأَلَةٍ عَميَاءَ أَ مَا سَمِعتَ اللّهَ تَعَالَي يَقُولُوَ جَعَلنَا اللّيلَ وَ النّهارَ آيَتَينِ فَمَحَونا آيَةَ اللّيلِ وَ جَعَلنا آيَةَ النّهارِ مُبصِرَةً قَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أخَبرِنيِ عَن أَصحَابِ رَسُولِ اللّهِص قَالَ عَن أَيّ أَصحَابِ رَسُولِ اللّهِ تسَألَنُيِ قَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أخَبرِنيِ عَن أَبِي ذَرّ الغفِاَريِّ قَالَ ع سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ مَا أَظَلّتِ الخَضرَاءُ وَ لَا أَقَلّتِ الغَبرَاءُ ذَا لَهجَةٍ أَصدَقَ مِن أَبِي ذَرّ قَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أخَبرِنيِ عَن سَلمَانَ الفاَرسِيِّ قَالَ بَخ بَخ سَلمَانُ مِنّا أَهلَ البَيتِ وَ مَن لَكُم بِمِثلِ لُقمَانَ الحَكِيمِ عَلِمَ عِلمَ الأَوّلِ وَ عِلمَ الآخِرِ قَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فأَخَبرِنيِ عَن حُذَيفَةَ بنِ اليَمَانِ قَالَ ذَاكَ امرُؤٌ عَلِمَ أَسمَاءَ المُنَافِقِينَ إِن تَسأَلُوهُ عَن حُدُودِ اللّهِ تَجِدُوهُ بِهَا عَارِفاً عَالِماً قَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أخَبرِنيِ عَن عَمّارِ بنِ يَاسِرٍ قَالَ ذَاكَ امرُؤٌ حَرّمَ اللّهُ لَحمَهُ وَ دَمَهُ عَلَي النّارِ وَ أَن تَمَسّ شَيئاً مِنهُمَا قَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فأَخَبرِنيِ عَن نَفسِكَ قَالَ كُنتُ إِذَا سَأَلتُ أُعطِيتُ وَ إِذَا سَكَتّ ابتُدِيتُ قَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أخَبرِنيِ عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّهَل نُنَبّئُكُم بِالأَخسَرِينَ أَعمالًاالآيَةَ قَالَ كَفَرَةُ أَهلِ الكِتَابِ اليَهُودُ وَ النّصَارَي وَ قَد كَانُوا عَلَي الحَقّ فَابتَدَعُوا فِي أَديَانِهِموَ هُم يَحسَبُونَ أَنّهُم يُحسِنُونَ صُنعاً ثُمّ نَزَلَ عَنِ المِنبَرِ وَ ضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَي مَنكِبِ ابنِ الكَوّاءِ ثُمّ قَالَ يَا ابنَ الكَوّاءِ وَ مَا أَهلُ النّهرَوَانِ مِنهُم بِبَعِيدٍ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ مَا أُرِيدُ غَيرَكَ وَ لَا أَسأَلُ سِوَاكَ قَالَ فَرَأَينَا ابنَ الكَوّاءِ يَومَ النّهرَوَانِ فَقِيلَ لَهُ ثَكِلَتكَ أُمّكَ بِالأَمسِ كُنتَ تَسأَلُ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع عَمّا سَأَلتَهُ وَ أَنتَ اليَومَ تُقَاتِلُهُ فَرَأَينَا رَجُلًا حَمَلَ عَلَيهِ فَطَعَنَهُ فَقَتَلَهُ
صفحه : 124
توضيح قوله ع أن يقول قائل مخلصا لاإله إلا الله لعل المعني أن القائل إذا قال ذلك يصل إلي العرش في أقرب من طرف العين والحاصل أن السؤال عن قدر المسافة لاينفعكم بل ينبغي أن تسألوا عما يصل إلي العرش ويقبله الله تعالي من الأعمال . و قال الجزري فيه فما نهنهها شيءدون العرش أي مامنعها وكفها عن الوصول إليه والريف بالكسر أرض فيهازرع وخصب والسعة في المأكل والمشرب . قوله هي شرج السماء بالجيم قال الفيروزآبادي الشرج محركة العري ومنفسح الوادي ومجرة السماء وفرج المرأة وانشقاق في القوس والشرج الفرقة ومسيل ماء من الحرة إلي السهل وشد الخريطة انتهي .أقول لعله شبه بالخريطة التي تجعل في رأس الكيس يشد بها أوبمسيل الماء لشباهته به ظاهرا أولكونه منه أغرق الله قوم نوح ع وسيأتي شرح أجزاء الخبر في مواضعها
3- وَ رَوَي هَذَا الخَبَرَ اِبرَاهِيمُ بنُ مُحَمّدٍ الثقّفَيِّ فِي كِتَابِ الغَارَاتِ بِأَسَانِيدِهِ عَن أَبِي عَمرِو الكنِديِّ وَ ابنِ جَرِيحٍ وَ غَيرِهِمَا وَ زَادَ فِيهِ قَالَفَمَا مَعنَيالسّماءِ ذاتِ الحُبُكِ قَالَ ذَاتُ الخَلقِ الحَسَنِ قَالَ فَكَم بَينَ المَشرِقِ وَ المَغرِبِ قَالَ مَسِيرَةَ يَومٍ لِلشّمسِ تَطلُعُ مِن مَطلَعِهَا فتَأَتيِ مَغرِبَهَا مَن حَدّثَكَ غَيرَ ذَلِكَ كَذَبَكَ فَسَأَلَهُ مِنَالّذِينَ بَدّلُوا نِعمَتَ اللّهِ كُفراً فَقَالَ دَعهُم لِغَيّهِم هُم قُرَيشٌ قَالَ فَمَا ذُو القَرنَينِ قَالَ رَجُلٌ بَعَثَهُ اللّهُ إِلَي قَومِهِ فَكَذّبُوهُ وَ ضَرَبُوهُ عَلَي قَرنِهِ فَمَاتَ ثُمّ أَحيَاهُ اللّهُ فَبَعَثَهُ إِلَي قَومِهِ فَكَذّبُوهُ وَ ضَرَبُوهُ عَلَي قَرنِهِ فَمَاتَ ثُمّ أَحيَاهُ اللّهُ فَهُوَ ذُو القَرنَينِ ثُمّ قَالَ وَ فِيكُم مِثلُهُ وَ قَالَ أَيّ خَلقِ اللّهِ أَشَدّ قَالَ إِنّ أَشَدّ خَلقِ اللّهِ عَشَرَةٌ الجِبَالُ الروّاَسيِ
صفحه : 125
وَ الحَدِيدُ تُنحَتُ بِهِ الجِبَالُ وَ النّارُ تَأكُلُ الحَدِيدَ وَ المَاءُ يُطفِئُ النّارَ وَ السّحَابُ المُسَخّرُ بَينَ السّمَاءِ وَ الأَرضِ يَحمِلُ المَاءَ وَ الرّيحُ تُقِلّ السّحَابَ وَ الإِنسَانُ يَغلِبُ الرّيحَ يَتّقِيهَا بِيَدَيهِ وَ يَذهَبُ لِحَاجَتِهِ وَ السّكرُ يَغلِبُ الإِنسَانَ وَ النّومُ يَغلِبُ السّكرَ وَ الهَمّ يَغلِبُ النّومَ فَأَشَدّ خَلقِ رَبّكَ الهَمّ
4-ج ،[الإحتجاج ] عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ ع عَن عَلِيّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ قَالَ سلَوُنيِ عَن كِتَابِ اللّهِ فَوَ اللّهِ مَا نَزَلَت آيَةٌ فِي كِتَابِ اللّهِ فِي لَيلٍ وَ لَا نَهَارٍ وَ لَا مَسِيرٍ وَ لَا مُقَامٍ إِلّا وَ قَد أقَرأَنَيِ إِيّاهَا رَسُولُ اللّهِص وَ علَمّنَيِ تَأوِيلَهَا فَقَامَ ابنُ الكَوّاءِ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَمَا كَانَ يَنزِلُ عَلَيهِ مِنَ القُرآنِ وَ أَنتَ غَائِبٌ عَنهُ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص مَا كَانَ يَنزِلُ عَلَيهِ مِنَ القُرآنِ وَ أَنَا غَائِبٌ عَنهُ حَتّي أَقدَمَ عَلَيهِ فَيُقرِئُنِيهِ وَ يَقُولُ لِي يَا عَلِيّ أَنزَلَ اللّهُ عَلَيّ بَعدَكَ كَذَا وَ كَذَا وَ تَأوِيلُهُ كَذَا وَ كَذَا فيَعُلَمّنُيِ تَأوِيلَهُ وَ تَنزِيلَهُ
5-ج ،[الإحتجاج ] وَ جَاءَ فِي الآثَارِ أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع كَانَ يَخطُبُ فَقَالَ فِي خُطبَتِهِ سلَوُنيِ قَبلَ أَن تفَقدِوُنيِ فَوَ اللّهِ لَا تسَألَوُنيّ عَن فِئَةٍ تُضِلّ مِائَةً وَ تهَديِ مِائَةً إِلّا أَنبَأتُكُم بِنَاعِقِهَا وَ سَائِقِهَا إِلَي يَومِ القِيَامَةِ فَقَامَ إِلَيهِ رَجُلٌ فَقَالَ أخَبرِنيِ كَم فِي رأَسيِ وَ لحِيتَيِ مِن طَاقَةِ شَعرٍ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ اللّهِ لَقَد حدَثّنَيِ خلَيِليِ رَسُولُ اللّهِص بِمَا سَأَلتَ عَنهُ وَ أَنّ عَلَي كُلّ طَاقَةِ شَعرٍ فِي رَأسِكَ مَلَكاً يَلعَنُكَ وَ عَلَي كُلّ طَاقَةِ شَعرٍ فِي لِحيَتِكَ شَيطَاناً يَستَفِزّكَ وَ أَنّ فِي بَيتِكَ سَخلًا يَقتُلُ ابنَ رَسُولِ اللّهِص آيَةُ ذَلِكَ مِصدَاقُ مَا خَبّرتُكَ بِهِ وَ لَو لَا أَنّ ألّذِي سَأَلتَ يَعسِرُ بُرهَانُهُ لَأَخبَرتُكَ بِهِ وَ لَكِن
صفحه : 126
آيَةُ ذَلِكَ مَا أَنبَأتُكَ بِهِ مِن لَعنَتِكَ وَ سَخلِكَ المَلعُونِ وَ كَانَ ابنُهُ فِي ذَلِكَ الوَقتِ صَبِيّاً صَغِيراً يَحبُو فَلَمّا كَانَ مِن أَمرِ الحُسَينِ ع مَا كَانَ تَوَلّي قَتلَهُ وَ كَانَ الأَمرُ كَمَا قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع
6- مِن إِرشَادِ القُلُوبِ،بِحَذفِ الإِسنَادِ روُيَِ أَنّ قَوماً حَضَرُوا عِندَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ هُوَ يَخطُبُ بِالكُوفَةِ وَ يَقُولُ سلَوُنيِ قَبلَ أَن تفَقدِوُنيِ فَأَنَا لَا أُسأَلُ عَن شَيءٍ دُونَ العَرشِ إِلّا أَجَبتُ فِيهِ لَا يَقُولُهَا بعَديِ إِلّا مُدّعٍ أَو كَذّابٌ مُفتَرٍ فَقَامَ إِلَيهِ رَجُلٌ مِن جَنبِ مَجلِسِهِ وَ فِي عُنُقِهِ كِتَابٌ كَالمُصحَفِ وَ هُوَ رَجُلٌ آدَمُ ظُرُبّ طُوَالٌ جَعدُ الشّعرِ كَأَنّهُ مِن يَهُودِ العَرَبِ فَقَالَ رَافِعاً صَوتَهُ لعِلَيِّ ع يَا أَيّهَا المدُعّيِ لِمَا لَا يَعلَمُ وَ المُتَقَدّمُ لِمَا لَا يَفهَمُ أَنَا سَائِلُكَ فَأَجِب قَالَ فَوَثَبَ إِلَيهِ أَصحَابُهُ وَ شِيعَتُهُ مِن كُلّ نَاحِيَةٍ وَ هَمّوا بِهِ فَنَهَرَهُم عَلِيّ ع وَ قَالَ دَعُوهُ وَ لَا تَعجَلُوهُ فَإِنّ العَجَلَ وَ الطّيشَ لَا يَقُومُ بِهِ حُجَجُ اللّهِ وَ لَا بِإِعجَالِ السّائِلِ تَظهَرُ بَرَاهِينُ اللّهِ تَعَالَي ثُمّ التَفَتَ إِلَي السّائِلِ فَقَالَ سَل بِكُلّ لِسَانِكَ وَ مَبلَغِ عِلمِكَ أُجِبكَ إِن شَاءَ اللّهُ تَعَالَي بِعِلمٍ لَا تَختَلِجُ فِيهِ الشّكُوكُ وَ لَا تُهَيّجُهُ دَنَسُ رَيبِ الزّيغِ وَ لَا حَولَ وَ لَا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ العلَيِّ العَظِيمِ ثُمّ قَالَ الرّجُلُ كَم بَينَ المَشرِقِ وَ المَغرِبِ قَالَ عَلِيّ ع مَسَافَةُ الهَوَاءِ قَالَ الرّجُلُ وَ مَا مَسَافَةُ الهَوَاءِ قَالَ ع دَوَرَانُ الفَلَكِ قَالَ الرّجُلُ وَ مَا دَوَرَانُ الفَلَكِ قَالَ ع مَسِيرُ يَومٍ لِلشّمسِ قَالَ صَدَقتَ فَمَتَي القِيَامَةُ قَالَ ع عِندَ حُضُورِ المُنيَةِ وَ بُلُوغِ الأَجَلِ قَالَ الرّجُلُ صَدَقتَ فَكَم
صفحه : 127
عُمُرُ الدّنيَا قَالَ ع يُقَالُ سَبعَةُ آلَافٍ ثُمّ لَا تَحدِيدَ قَالَ الرّجُلُ صَدَقتَ فَأَينَ بَكّةُ مِن مَكّةَ قَالَ عَلِيّ ع مَكّةُ أَكنَافُ الحَرَمِ وَ بَكّةُ مَوضِعُ البَيتِ قَالَ الرّجُلُ صَدَقتَ فَلِمَ سُمّيَت مَكّةَ قَالَ ع لِأَنّ اللّهَ تَعَالَي مَكّ الأَرضَ مِن تَحتِهَا قَالَ فَلِمَ سُمّيَت بَكّةَ قَالَ عَلِيّ ع لِأَنّهَا بَكّت رِقَابَ الجَبّارِينَ وَ أَعنَاقَ المُذنِبِينَ قَالَ صَدَقتَ قَالَ فَأَينَ كَانَ اللّهُ قَبلَ أَن يَخلُقَ عَرشَهُ فَقَالَ ع سُبحَانَ مَن لَا تُدرِكُ كُنهَ صِفَتِهِ حَمَلَةُ العَرشِ عَلَي قُربِ رَبَوَاتِهِم مِن كرُسيِّ كَرَامَتِهِ وَ لَا المَلَائِكَةُ المُقَرّبُونَ مِن أَنوَارِ سُبُحَاتِ جَلَالِهِ وَيحَكَ لَا يُقَالُ اللّهُ أَينَ وَ لَا فِيمَ وَ لَا أَيّ وَ لَا كَيفَ قَالَ الرّجُلُ صَدَقتَ فَكَم مِقدَارُ مَا لَبِثَ عَرشُهُ عَلَي المَاءِ مِن قَبلِ أَن يَخلُقَ الأَرضَ وَ السّمَاءَ قَالَ عَلِيّ ع أَ تُحسِنُ أَن تَحسُبَ قَالَ الرّجُلُ نَعَم قَالَ لِلرّجُلِ لَعَلّكَ لَا تُحسِنُ أَن تَحسُبَ قَالَ الرّجُلُ بَلَي إنِيّ أُحسِنُ أَن أَحسُبَ قَالَ عَلِيّ ع أَ رَأَيتَ إِن صُبّ خَردَلٌ فِي الأَرضِ حَتّي يَسُدّ الهَوَاءَ وَ مَا بَينَ الأَرضِ وَ السّمَاءِ ثُمّ أُذِنَ لَكَ عَلَي ضَعفِكَ أَن تَنقُلَهُ حَبّةً حَبّةً مِن مِقدَارِ المَشرِقِ إِلَي المَغرِبِ وَ مُدّ فِي عُمُرِكَ وَ أُعطِيتَ القُوّةَ عَلَي ذَلِكَ حَتّي نَقَلتَهُ وَ أَحصَيتَهُ لَكَانَ ذَلِكَ أَيسَرَ مِن إِحصَاءِ عَدَدِ أَعوَامِ مَا لَبِثَ عَرشُهُ عَلَي المَاءِ مِن قَبلِ أَن يَخلُقَ اللّهُ الأَرضَ وَ السّمَاءَ وَ إِنّمَا وَصَفتُ لَكَ عُشرَ عُشرِ العَشِيرِ مِن جُزءٍ مِن مِائَةِ أَلفِ جُزءٍ وَ أَستَغفِرُ اللّهَ عَنِ التّقلِيلِ وَ التّحدِيدِ فَحَرّكَ الرّجُلُ رَأسَهُ وَ أَنشَأَ يَقُولُ
صفحه : 128
أَنتَ أَهلُ العِلمِ يَا هاَديَِ الهُدَي | تَجلُو مِنَ الشّكّ الغَيَاهِيبَا |
حُزتَ أقَاَصيَِ العُلُومِ فَمَا | تُبصِرُ أَن غُولِبتَ مَغلُوباً |
لَا تنَثنَيِ عَن كُلّ أُشكُولَةٍ | تبُديِ إِذَا حَلّت أَعَاجِيبَا |
لِلّهِ دَرّ العِلمِ مِن صَاحِبٍ | يَطلُبُ إِنسَاناً وَ مَطلُوباً |
إيضاح قال الجوهري رجل ظُرُبّ مثال عُتُلّ القصير اللحيم .أقول المراد هنا اللحيم الغليظ و قدرويناه بتغيير ما في كتاب السماء والعالم في باب العوالم
7-نهج ،[نهج البلاغة] قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع أَيّهَا النّاسُ سلَوُنيِ قَبلَ أَن تفَقدِوُنيِ فَلَأَنَا بِطُرُقِ السّمَاءِ أَعلَمُ منِيّ بِطُرُقِ الأَرضِ قَبلَ أَن تَشغَرَ بِرِجلِهَا فِتنَةٌ تَطَأُ فِي خِطَامِهَا وَ تَذهَبُ بِأَحلَامِ قَومِهَا
بيان قال ابن عبدالبر في الإستيعاب وغيره أجمع الناس كلهم علي أنه لم يقل أحد من الصحابة و لاأحد من العلماء هذاالكلام . و قال ابن ميثم كني بشغر رجلها عن خلو تلك الفتنة من مدبر قال الجوهري بلدة شاغرة برجلها إذا لم تمنع من غارة أحد وشغر البلد أي خلا من الناس و قال ابن الأثير شغر الكلب رفع إحدي رجليه ليبول وقيل الشغر البعد وقيل الاتساع و منه حديث علي ع قبل أن تشغر برجلها فتنة انتهي .
صفحه : 129
و قوله ع تطأ في خطامها قال ابن ميثم استعارة بوصف الناقة التي أرسلت خطامها وخلت عن القائد في طريقها فهي تخبط وتعثر وتطأ من لقيت من الناس علي غيرنظام من حالها وتذهب بأحلام قومها قال بعض الشارحين أي يتحير أهل زمانها فلايهتدون إلي طريق التخلص عنها ويحتمل أن يريد أنهم يأتون إليها سراعا رغبة ورهبة من غيرمعرفة بكونها فتنة
1-ل ،[الخصال ] أَبِي عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي نَجرَانَ عَن عَاصِمِ بنِ حُمَيدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ قَيسٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَبَينَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فِي الرّهبَةِ وَ النّاسُ عَلَيهِ مُتَرَاكِمُونَ فَمِن بَينِ مُستَفتٍ وَ مِن بَينِ مُستَعدٍ إِذ قَامَ إِلَيهِ رَجُلٌ فَقَالَ السّلَامُ عَلَيكَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ فَنَظَرَ إِلَيهِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع بِعَينَيهِ هَاتَيكَ العَظِيمَتَينِ ثُمّ قَالَ وَ عَلَيكَ السّلَامُ وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ مَن أَنتَ فَقَالَ أَنَا رَجُلٌ مِن رَعِيّتِكَ وَ أَهلِ بِلَادِكَ قَالَ مَا أَنتَ مِن رعَيِتّيِ وَ لَا مِن أَهلِ بلِاَديِ وَ لَو سَلّمتَ عَلَيّ يَوماً وَاحِداً مَا خَفِيتَ عَلَيّ فَقَالَ الأَمَانَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع هَل أَحدَثتَ فِي مصِريِ هَذَا حَدَثاً مُنذُ دَخَلتَهُ قَالَ لَا قَالَ فَلَعَلّكَ مِن رِجَالِ الحَربِ
صفحه : 130
قَالَ نَعَم قَالَ إِذَا وَضَعَتِ الحَربُ أَوزَارَهَا فَلَا بَأسَ قَالَ أَنَا رَجُلٌ بعَثَنَيِ إِلَيكَ مُعَاوِيَةُ مُتَغَفّلًا لَكَ أَسأَلُكَ عَن شَيءٍ بَعَثَ فِيهِ ابنُ الأَصفَرِ وَ قَالَ لَهُ إِن كُنتَ أَحَقّ بِهَذَا الأَمرِ وَ الخَلِيفَةَ بَعدَ مُحَمّدٍص فأَجَبِنيِ عَمّا أَسأَلُكَ فَإِنّكَ إِذَا فَعَلتَ ذَلِكَ اتّبَعتُكَ وَ بَعَثتُ إِلَيكَ بِالجَائِزَةِ فَلَم يَكُن عِندَهُ جَوَابٌ وَ قَد أَقلَقَهُ ذَلِكَ فبَعَثَنَيِ إِلَيكَ لِأَسأَلَكَ عَنهَا فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع قَاتَلَ اللّهُ ابنَ آكِلَةِ الأَكبَادِ مَا أَضَلّهُ وَ أَعمَاهُ وَ مَن مَعَهُ وَ اللّهِ لَقَد أَعتَقَ جَارِيَةً فَمَا أَحسَنَ أَن يَتَزَوّجَ بِهَا حُكمُ اللّهِ بيَنيِ وَ بَينَ هَذِهِ الأُمّةِ قَطَعُوا رحَمِيِ وَ أَضَاعُوا أيَاّميِ وَ دَفَعُوا حقَيّ وَ صَغّرُوا عَظِيمَ منَزلِتَيِ وَ أَجمَعُوا عَلَي منُاَزعَتَيِ عَلَيّ بِالحَسَنِ وَ الحُسَينِ وَ مُحَمّدٍ فَأُحضِرُوا فَقَالَ يَا شاَميِّ هَذَانِ ابنَا رَسُولِ اللّهِ وَ هَذَا ابنيِ فَاسأَل أَيّهُم أَحبَبتَ فَقَالَ أَسأَلُ ذَا الوَفرَةِ يعَنيِ الحَسَنَ ع وَ كَانَ صَبِيّاً فَقَالَ لَهُ الحَسَنُ ع سلَنيِ عَمّا بَدَا لَكَ فَقَالَ الشاّميِّ كَم بَينَ الحَقّ وَ البَاطِلِ وَ كَم بَينَ السّمَاءِ وَ الأَرضِ وَ كَم بَينَ المَشرِقِ وَ المَغرِبِ وَ مَا قَوسُ قُزَحَ وَ مَا العَينُ التّيِ تأَويِ إِلَيهَا أَروَاحُ المُشرِكِينَ وَ مَا العَينُ التّيِ تأَويِ إِلَيهَا أَروَاحُ المُؤمِنِينَ وَ مَا المُؤَنّثُ وَ مَا عَشَرَةُ أَشيَاءَ بَعضُهَا أَشَدّ مِن بَعضٍ فَقَالَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ ع بَينَ الحَقّ وَ البَاطِلِ أَربَعُ أَصَابِعَ فَمَا رَأَيتَهُ بِعَينِكَ فَهُوَ الحَقّ وَ قَد تَسمَعُ بِأُذُنَيكَ بَاطِلًا كَثِيراً قَالَ الشاّميِّ صَدَقتَ قَالَ وَ بَينَ السّمَاءِ وَ الأَرضِ دَعوَةُ المَظلُومِ وَ مَدّ البَصَرِ فَمَن قَالَ لَكَ غَيرَ هَذَا فَكَذّبهُ قَالَ صَدَقتَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ قَالَ وَ بَينَ المَشرِقِ وَ المَغرِبِ مَسِيرَةَ يَومٍ لِلشّمسِ تَنظُرُ إِلَيهَا حِينَ تَطلُعُ مِن مَشرِقِهَا وَ حِينَ تَغِيبُ فِي مَغرِبِهَا قَالَ الشاّميِّ صَدَقتَ فَمَا قَوسُ قُزَحَ قَالَ وَيحَكَ لَا تَقُل قَوسُ قُزَحَ فَإِنّ قُزَحَ اسمُ شَيطَانٍ وَ هُوَ قَوسُ اللّهِ وَ عَلَامَةُ الخِصبِ وَ أَمَانٌ لِأَهلِ الأَرضِ مِنَ الغَرَقِ وَ أَمّا العَينُ التّيِ تأَويِ إِلَيهَا أَروَاحُ المُشرِكِينَ فهَيَِ عَينٌ يُقَالُ لَهَا بَرَهُوتُ وَ أَمّا العَينُ التّيِ تأَويِ إِلَيهَا أَروَاحُ المُؤمِنِينَ فهَيَِ عَينٌ يُقَالُ لَهَا سَلمَي وَ أَمّا المُؤَنّثُ فَهُوَ
صفحه : 131
ألّذِي لَا يُدرَي أَ ذَكَرٌ هُوَ أَو أُنثَي فَإِنّهُ يُنتَظَرُ بِهِ فَإِن كَانَ ذَكَراً احتَلَمَ وَ إِن كَانَت أُنثَي حَاضَت وَ بَدَا ثَديُهَا وَ إِلّا قِيلَ لَهُ بُل عَلَي الحَائِطِ فَإِن أَصَابَ بَولُهُ الحَائِطَ فَهُوَ ذَكَرٌ وَ إِنِ انتَكَصَ بَولُهُ كَمَا يَنتَكِصُ بَولُ البَعِيرِ فهَيَِ امرَأَةٌ وَ أَمّا عَشَرَةُ أَشيَاءَ بَعضُهَا أَشَدّ مِن بَعضٍ فَأَشَدّ شَيءٍ خَلَقَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ الحَجَرُ وَ أَشَدّ مِنَ الحَجَرِ الحَدِيدُ يُقطَعُ بِهِ الحَجَرُ وَ أَشَدّ مِنَ الحَدِيدِ النّارُ تُذِيبُ الحَدِيدَ وَ أَشَدّ مِنَ النّارِ المَاءُ يُطفِئُ النّارَ وَ أَشَدّ مِنَ المَاءِ السّحَابُ يَحمِلُ المَاءَ وَ أَشَدّ مِنَ السّحَابِ الرّيحُ يَحمِلُ السّحَابَ وَ أَشَدّ مِنَ الرّيحِ المَلَكُ ألّذِي يُرسِلُهَا وَ أَشَدّ مِنَ المَلَكِ مَلَكُ المَوتِ ألّذِي يُمِيتُ المَلَكَ وَ أَشَدّ مِن مَلَكِ المَوتِ المَوتُ ألّذِي يُمِيتُ مَلَكَ المَوتِ وَ أَشَدّ مِنَ المَوتِ أَمرُ اللّهِ رَبّ العَالَمِينَ ألّذِي يُمِيتُ المَوتَ فَقَالَ الشاّميِّ أَشهَدُ أَنّكَ ابنُ رَسُولِ اللّهِ حَقّاً وَ أَنّ عَلِيّاً أَولَي بِالأَمرِ مِن مُعَاوِيَةَ ثُمّ كَتَبَ هَذِهِ الجَوَابَاتِ وَ ذَهَبَ بِهَا إِلَي مُعَاوِيَةَ فَبَعَثَهَا مُعَاوِيَةُ إِلَي ابنِ الأَصفَرِ فَكَتَبَ إِلَيهِ ابنُ الأَصفَرِ يَا مُعَاوِيَةُ لِمَ تكُلَمّنُيِ بِغَيرِ كَلَامِكَ وَ تجُيِبنُيِ بِغَيرِ جَوَابِكَ أُقسِمُ بِالمَسِيحِ مَا هَذَا جَوَابُكَ وَ مَا هُوَ إِلّا مِن مَعدِنِ النّبُوّةِ وَ مَوضِعِ الرّسَالَةِ وَ أَمّا أَنتَ فَلَو سأَلَتنَيِ دِرهَماً مَا أَعطَيتُكَ
ضه ،[روضة الواعظين ]ج ،[الإحتجاج ]مرسلامثله بيان سيأتي مثله بزيادة وتغيير في كتاب الفتن قوله بعث فيه ابن الأصفر أي ملك الروم وإنما سمي الروم بنو الأصفر لأن أباهم الأول كان أصفر اللون و هوروم بن عيص بن إسحاق بن ابراهيم كذا ذكره الجزري قوله ع قطعوا رحمي أي لم يراعوا الرحم التي بيني و بين رسول الله ص أوبيني وبينهم فالمراد به قريش والأول أظهر. قوله ع وأضاعوا أيامي أي ماصدر مني من الغزوات وغيرها مما أيد
صفحه : 132
الله به الدين ونصر به المسلمين و ماأظهر الله ورسوله من مناقبي فكثيرا مايطلق الأيام ويراد بهاالوقائع المشهورة الواقعة فيها و قال المفسرون في قوله تعالي وَ ذَكّرهُم بِأَيّامِ اللّهِ أي نعمه وسيأتي في بعض الروايات وأصغوا إنائي أي أمالوه لينصب ما فيه والوفرة الشعر المجتمع علي الرأس أو ماسال علي الأذنين منه أو ماجاوز شحمة الأذن قوله و كان صبيا أي حدث السن فإنه ع كان في زمن خلافة أمير المؤمنين ع متجاوزا عن الثلاثين . قوله ع فمن قال غير هذافكذبه أي لايعلم أكثر الناس و لايصلحهم أن يعلموا بغير هذاالوجه فلاينافي ماورد من تحديده في بعض الأخبار لبعض المصالح وسيأتي في كتاب السماء والعالم وسيأتي تفصيل أجزاء الخبر في مواضعها
2-فس ،[تفسير القمي] الحُسَينُ بنُ عَبدِ اللّهِ السكّيَنيِّ عَن أَبِي سَعِيدٍ البجَلَيِّ عَن عَبدِ المَلِكِ بنِ هَارُونَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ لَمّا بَلَغَ مَلِكَ الرّومِ أَمرُ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ مُعَاوِيَةَ وَ أُخبِرَ أَنّ رَجُلَينِ قَد خَرَجَا يَطلُبَانِ المُلكَ فَسَأَلَ مِن أَينَ خَرَجَا فَقِيلَ لَهُ رَجُلٌ بِالكُوفَةِ وَ رَجُلٌ بِالشّامِ فَأَمَرَ المَلِكُ وُزَرَاءَهُ فَقَالَ تَخَلّلُوا هَل تُصِيبُونَ مِن تُجّارِ العَرَبِ مَن يَصِفُهُمَا لِي فأَتُيَِ بِرَجُلَينِ مِن تُجّارِ الشّامِ وَ رَجُلَينِ مِن تُجّارِ مَكّةَ فَسَأَلَهُم مِن صِفَتِهِمَا فَوَصَفُوهُمَا لَهُ ثُمّ قَالَ لِخُزّانِ بُيُوتِ خَزَائِنِهِ أَخرِجُوا إلِيَّ الأَصنَامَ فَأَخرَجُوهَا فَنَظَرَ إِلَيهَا فَقَالَ الشاّميِّ ضَالّ وَ الكوُفيِّ هَادٍ ثُمّ كَتَبَ إِلَي مُعَاوِيَةَ أَنِ ابعَث إلِيَّ أَعلَمَ أَهلِ بَيتِكَ وَ كَتَبَ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أَنِ ابعَث إلِيَّ أَعلَمَ أَهلِ بَيتِكَ فَأَسمَعَ مِنهُمَا ثُمّ أَنظُرَ فِي الإِنجِيلِ كِتَابِنَا ثُمّ أُخبِرَكُمَا مَن أَحَقّ بِهَذَا الأَمرِ وَ خشَيَِ عَلَي مُلكِهِ فَبَعَثَ مُعَاوِيَةُ يَزِيدَ ابنَهُ وَ بَعَثَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع الحَسَنَ ع ابنَهُ فَلَمّا دَخَلَ يَزِيدُ عَلَي المَلِكِ أَخَذَ بِيَدِهِ فَقَبّلَهَا ثُمّ قَبّلَ رَأسَهُ ثُمّ دَخَلَ عَلَيهِ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَا فَقَالَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي لَم يجَعلَنيِ يَهُودِيّاً وَ لَا نَصرَانِيّاً وَ لَا مَجُوسِيّاً وَ لَا عَابِدَ الشّمسِ وَ القَمَرِ وَ لَا الصّنَمِ وَ البَقَرِ وَ جعَلَنَيِ حَنِيفاً مُسلِماً وَ لَم يجَعلَنيِ مِنَ المُشرِكِينَ تَبَارَكَ اللّهُ
صفحه : 133
رَبّ العَرشِ العَظِيمِوَ الحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ ثُمّ جَلَسَ لَا يَرفَعُ بَصَرَهُ فَلَمّا نَظَرَ مَلِكُ الرّومِ إِلَي الرّجُلَينِ أَخرَجَهُمَا ثُمّ فَرّقَ بَينَهُمَا ثُمّ بَعَثَ إِلَي يَزِيدَ فَأَحضَرَهُ ثُمّ أَخرَجَ مِن خَزَائِنِهِ ثَلَاثَمِائَةٍ وَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ صُندُوقاً فِيهَا تَمَاثِيلُ الأَنبِيَاءِ وَ قَد زُيّنَت بِزِينَةِ كُلّ نبَيِّ مُرسَلٍ فَأَخرَجَ صَنَماً فَعَرَضَهُ عَلَي يَزِيدَ فَلَم يَعرِفهُ ثُمّ عَرَضَهُ عَلَيهِ صَنَماً صَنَماً فَلَا يَعرِفُ مِنهَا شَيئاً وَ لَا يُجِيبُ مِنهَا بشِيَءٍ ثُمّ سَأَلَهُ عَن أَرزَاقِ الخَلَائِقِ وَ عَن أَروَاحِ المُؤمِنِينَ أَينَ تَجتَمِعُ وَ عَن أَروَاحِ الكُفّارِ أَينَ تَكُونُ إِذَا مَاتُوا فَلَم يَعرِف مِن ذَلِكَ شَيئاً ثُمّ دَعَا الحَسَنَ بنَ عَلِيّ ع فَقَالَ إِنّمَا بَدَأتُ بِيَزِيدَ بنِ مُعَاوِيَةَ كيَ يَعلَمَ أَنّكَ تَعلَمُ مَا لَا يَعلَمُ وَ يَعلَمُ أَبُوكَ مَا لَا يَعلَمُ أَبُوهُ فَقَد وُصِفَ أَبُوكَ وَ أَبُوهُ فَنَظَرتُ فِي الإِنجِيلِ فَرَأَيتُ فِيهِ مُحَمّداً رَسُولَ اللّهِص وَ الوَزِيرَ عَلِيّاً وَ نَظَرتُ فِي الأَوصِيَاءِ فَرَأَيتُ فِيهَا أَبَاكَ وصَيِّ مُحَمّدٍ فَقَالَ لَهُ الحَسَنُ ع سلَنيِ عَمّا بَدَا لَكَ مِمّا تَجِدُهُ فِي الإِنجِيلِ وَ عَمّا فِي التّورَاةِ وَ عَمّا فِي القُرآنِ أُخبِرُكَ بِهِ إِن شَاءَ اللّهُ تَعَالَي فَدَعَا المَلِكُ بِالأَصنَامِ فَأَوّلُ صَنَمٍ عُرِضَ عَلَيهِ فِي صِفَةِ القَمَرِ فَقَالَ الحَسَنُ ع فَهَذِهِ صِفَةُ آدَمَ أبو[ أَبِي]البَشَرِ ثُمّ عُرِضَ عَلَيهِ آخَرُ فِي صِفَةِ الشّمسِ فَقَالَ الحَسَنُ ع هَذِهِ صِفَةُ حَوّاءَ أُمّ البَشَرِ ثُمّ عُرِضَ عَلَيهِ آخَرُ فِي صِفَةٍ حَسَنَةٍ فَقَالَ هَذِهِ صِفَةُ شَيثِ بنِ آدَمَ وَ كَانَ أَوّلَ مَن بُعِثَ وَ بَلَغَ عُمُرُهُ فِي الدّنيَا أَلفَ سَنَةٍ وَ أَربَعِينَ عَاماً ثُمّ عُرِضَ عَلَيهِ صَنَمٌ آخَرُ فَقَالَ هَذِهِ صِفَةُ نُوحٍ صَاحِبُ السّفِينَةِ وَ كَانَ عُمُرُهُ أَلفاً وَ أَربَعَمِائَةِ سَنَةٍ وَ لَبِثَ فِي قَومِهِ أَلفَ سَنَةٍ إِلّا خَمسِينَ عَاماً ثُمّ عُرِضَ عَلَيهِ صَنَمٌ آخَرُ فَقَالَ هَذِهِ صِفَةُ اِبرَاهِيمَ عَرِيضُ الصّدرِ طَوِيلُ الجَبهَةِ ثُمّ أُخرِجَ إِلَيهِ صَنَمٌ آخَرُ فَقَالَ هَذِهِ صِفَةُ إِسرَائِيلَ وَ هُوَ يَعقُوبُ ثُمّ أُخرِجَ إِلَيهِ صَنَمٌ آخَرُ فَقَالَ هَذِهِ صِفَةُ إِسمَاعِيلَ ثُمّ أُخرِجَ إِلَيهِ صَنَمٌ آخَرُ فَقَالَ هَذِهِ صِفَةُ يُوسُفَ بنِ يَعقُوبَ بنِ إِسحَاقَ بنِ اِبرَاهِيمَ ثُمّ أُخرِجَ صَنَمٌ آخَرُ فَقَالَ هَذِهِ صِفَةُ مُوسَي بنِ عِمرَانَ وَ كَانَ عُمُرُهُ مِائَتَينِ وَ أَربَعِينَ سَنَةً وَ كَانَ بَينَهُ وَ بَينَ اِبرَاهِيمَ خَمسُمِائَةِ عَامٍ ثُمّ أُخرِجَ إِلَيهِ صَنَمٌ آخَرُ فَقَالَ هَذِهِ صِفَةُ دَاوُدَ صَاحِبِ الحَربِ ثُمّ أُخرِجَ إِلَيهِ صَنَمٌ آخَرُ فَقَالَ
صفحه : 134
هَذِهِ صِفَةُ شُعَيبٍ ثُمّ زَكَرِيّا ثُمّ يَحيَي ثُمّ عِيسَي ابنِ مَريَمَ رُوحِ اللّهِ وَ كَلِمَتِهِ وَ كَانَ عُمُرُهُ فِي الدّنيَا ثلاث وثلاثون [ثَلَاثاً وَ ثَلَاثِينَ]سَنَةً ثُمّ رَفَعَهُ اللّهُ إِلَي السّمَاءِ وَ يَهبِطُ إِلَي الأَرضِ بِدِمَشقَ وَ هُوَ ألّذِي يَقتُلُ الدّجّالَ ثُمّ عُرِضَ عَلَيهِ صَنَمٌ صَنَمٌ فَيُخبِرُ بِاسمِ نبَيِّ نبَيِّ ثُمّ عُرِضَ عَلَيهِ الأَوصِيَاءُ وَ الوُزَرَاءُ فَكَانَ يُخبِرُهُم بِاسمِ وصَيِّ وصَيِّ وَ وَزِيرٍ وَزِيرٍ ثُمّ عُرِضَ عَلَيهِ أَصنَامٌ بِصِفَةِ المُلُوكِ فَقَالَ الحَسَنُ ع هَذِهِ أَصنَامٌ لَم نَجِد صِفَتَهَا فِي التّورَاةِ وَ لَا فِي الإِنجِيلِ وَ لَا فِي الزّبُورِ وَ لَا فِي القُرآنِ فَلَعَلّهَا مِن صِفَةِ المُلُوكِ فَقَالَ المَلِكُ أَشهَدُ عَلَيكُم يَا أَهلَ بَيتِ مُحَمّدٍ إِنّكُم قَد أُعطِيتُم عِلمَ الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ وَ عِلمَ التّورَاةِ وَ الإِنجِيلِ وَ الزّبُورِ وَ صُحُفِ اِبرَاهِيمَ وَ أَلوَاحِ مُوسَي ثُمّ عُرِضَ عَلَيهِ صَنَمٌ يَلُوحُ فَلَمّا نَظَرَ إِلَيهِ بَكَي بُكَاءً شَدِيداً فَقَالَ لَهُ المَلِكُ مَا يُبكِيكَ فَقَالَ هَذِهِ صِفَةُ جدَيّ مُحَمّدٍص كَثّ اللّحيَةِ عَرِيضُ الصّدرِ طَوِيلُ العُنُقِ عَرِيضُ الجَبهَةِ أَقنَي الأَنفِ أَفلَجُ الأَسنَانِ حَسَنُ الوَجهِ قَطَطُ الشّعرِ طَيّبُ الرّيحِ حَسَنُ الكَلَامِ فَصِيحُ اللّسَانِ كَانَ يَأمُرُ بِالمَعرُوفِ وَ يَنهَي عَنِ المُنكَرِ بَلَغَ عُمُرُهُ ثَلَاثاً وَ سِتّينَ سَنَةً وَ لَم يُخَلّف بَعدَهُ إِلّا خَاتَمٌ مَكتُوبٌ عَلَيهِ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ وَ كَانَ يَتَخَتّمُ فِي يَمِينِهِ وَ خُلّفَ سَيفُهُ ذُو الفَقَارِ وَ قَضِيبُهُ وَ جُبّةُ صُوفٍ وَ كِسَاءُ صُوفٍ كَانَ يَتَسَروَلُ بِهِ لَم يَقطَعهُ وَ لَم يَخُطّهُ حَتّي لَحِقَ بِاللّهِ فَقَالَ المَلِكُ إِنّا نَجِدُ فِي الإِنجِيلِ أَنّهُ يَكُونُ لَهُ مَا يُتَصَدّقُ عَلَي سِبطَيهِ فَهَل كَانَ ذَلِكَ فَقَالَ لَهُ الحَسَنُ ع قَد كَانَ ذَلِكَ فَقَالَ المَلِكُ فبَقَيَِ لَكُم ذَلِكَ فَقَالَ لَا فَقَالَ المَلِكُ لَهَذِهِ أَوّلُ فِتنَةِ هَذِهِ الأُمّةِ عَلَيهَا ثُمّ عَلَي مُلكِ نَبِيّكُم وَ اختِيَارِهِم عَلَي ذُرّيّةِ نَبِيّهِم مِنكُمُ القَائِمُ بِالحَقّ الآمِرُ بِالمَعرُوفِ وَ الناّهيِ عَنِ المُنكَرِ قَالَ ثُمّ سَأَلَ المَلِكُ الحَسَنَ ع عَن سَبعَةِ أَشيَاءَ خَلَقَهَا اللّهُ لَم تَركُض فِي رَحِمٍ فَقَالَ الحَسَنُ ع أَوّلُ هَذَا آدَمُ ثُمّ حَوّاءُ ثُمّ كَبشُ
صفحه : 135
اِبرَاهِيمَ ثُمّ نَاقَةُ صَالِحٍ ثُمّ إِبلِيسُ المَلعُونُ ثُمّ الحَيّةُ ثُمّ الغُرَابُ التّيِ ذَكَرَهَا اللّهُ فِي القُرآنِ ثُمّ سَأَلَهُ عَن أَرزَاقِ الخَلَائِقِ فَقَالَ الحَسَنُ ع أَرزَاقُ الخَلَائِقِ فِي السّمَاءِ الرّابِعَةِ تَنزِلُ بِقَدَرٍ وَ تُبسَطُ بِقَدَرٍ ثُمّ سَأَلَهُ عَن أَروَاحِ المُؤمِنِينَ أَينَ يَكُونُونَ إِذَا مَاتُوا قَالَ تَجتَمِعُ عِندَ صَخرَةِ بَيتِ المَقدِسِ فِي كُلّ لَيلَةِ الجُمُعَةِ وَ هُوَ عَرشُ اللّهِ الأَدنَي مِنهَا يَبسُطُ اللّهُ الأَرضَ وَ إِلَيهِ يَطوِيهَا وَ مِنهَا المَحشَرُ وَ مِنهَا استَوَي رَبّنَا إِلَي السّمَاءِ وَ المَلَائِكَةِ ثُمّ سَأَلَهُ عَن أَروَاحِ الكُفّارِ أَينَ تَجتَمِعُ قَالَ تَجتَمِعُ فِي واَديِ حَضرَمَوتَ وَرَاءِ مَدِينَةِ اليَمَنِ ثُمّ يَبعَثُ اللّهُ نَاراً مِنَ المَشرِقِ وَ نَاراً مِنَ المَغرِبِ وَ يُتبِعُهُمَا بِرِيحَينِ شَدِيدَتَينِ فَيُحشَرُ النّاسُ عِندَ صَخرَةِ بَيتِ المَقدِسِ فَيُحشَرُ أَهلُ الجَنّةِ عَن يَمِينِ الصّخرَةِ وَ يُزلِفُ المُتّقِينَ وَ يَصِيرُ جَهَنّمُ عَن يَسَارِ الصّخرَةِ فِي تُخُومِ الأَرَضِينَ السّابِعَةِ وَ فِيهَا الفَلَقُ وَ السّجّينُ فَيُعرَفُ الخَلَائِقُ مِن عِندِ الصّخرَةِ فَمَن وَجَبَت لَهُ الجَنّةُ دَخَلَهَا وَ مَن وَجَبَت لَهُ النّارُ دَخَلَهَا وَ ذَلِكَ قَولُهُفَرِيقٌ فِي الجَنّةِ وَ فَرِيقٌ فِي السّعِيرِ فَلَمّا أَخبَرَ الحَسَنُ ع بِصِفَةِ مَا عُرِضَ عَلَيهِ مِنَ الأَصنَامِ وَ تَفسِيرِ مَا سَأَلَهُ التَفَتَ المَلِكُ إِلَي يَزِيدَ بنِ مُعَاوِيَةَ وَ قَالَ أَ شَعَرتَ أَنّ ذَلِكَ عِلمٌ لَا يَعلَمُهُ إِلّا نبَيِّ مُرسَلٌ أَو وصَيِّ مُوَازِرٌ قَد أَكرَمَهُ اللّهُ بِمُوَازَرَةِ نَبِيّهِ أَو عِترَةِ نبَيِّ مُصطَفًي وَ غَيرُهُ المعُاَديِ فَقَد طَبَعَ اللّهُ عَلَي قَلبِهِ وَ آثَرَ دُنيَاهُ عَلَي آخِرَتِهِ أَو هَوَاهُ عَلَي دِينِهِ وَ هُوَ مِنَ الظّالِمِينَ قَالَ فَسَكَتَ يَزِيدُ وَ خَمَدَ قَالَ فَأَحسَنَ المَلِكُ جَائِزَةَ الحَسَنِ ع وَ أَكرَمَهُ وَ قَالَ لَهُ ادعُ رَبّكَ حَتّي يرَزقُنَيِ دِينَ نَبِيّكَ فَإِنّ حَلَاوَةَ المُلكِ قَد حَالَت بيَنيِ وَ بَينَ ذَلِكَ وَ أَظُنّهُ شَقَاءً مُردِياً وَ عَذَاباً أَلِيماً قَالَ فَرَجَعَ يَزِيدُ إِلَي مُعَاوِيَةَ وَ كَتَبَ إِلَيهِ المَلِكُ أَنّهُ يُقَالُ مَن
صفحه : 136
آتَاهُ اللّهُ العِلمَ بَعدَ نَبِيّكُم وَ حَكَمَ بِالتّورَاةِ وَ مَا فِيهَا وَ الإِنجِيلِ وَ مَا فِيهِ وَ الزّبُورِ وَ مَا فِيهِ وَ الفُرقَانِ وَ مَا فِيهِ فَالحَقّ وَ الخِلَافَةُ لَهُ وَ كَتَبَ إِلَي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع أَنّ الحَقّ وَ الخِلَافَةَ لَكَ وَ بَيتَ النّبُوّةِ فِيكَ وَ فِي وُلدِكَ فَقَاتِل مَن قَاتَلَكَ يُعَذّبهُ اللّهُ بِيَدِكَ ثُمّ يُخَلّدهُ اللّهُ نَارَ جَهَنّمَ فَإِنّ مَن قَاتَلَكَ نَجِدُهُ فِي الإِنجِيلِ أَنّ عَلَيهِ لَعنَةَ اللّهِ وَ المَلَائِكَةِ وَ النّاسِ أَجمَعِينَ وَ عَلَيهِ لَعنَةُ أَهلِ السّمَاوَاتِ وَ الأَرَضِينَ
بيان كث الشيء أي كثف والقنا في الأنف طوله ودقة أرنبته مع حدب في وسطه والفلج بالتحريك فرجة ما بين الثنايا والرباعيات ويقال جعد قطط أي شديدة الجعودة ويقال سرولته أي ألبسته السراويل فتسرول قوله مايتصدق علي سبطيه يعني فدكا واستواء الرب من صخرة بيت المقدس إلي السماء كناية عن عروج الملائكة بأمره تعالي من ذلك الموضع إلي السماء لتسويتها وسيأتي تفسير سائر أجزاء الخبر
3-د،[العدد القوية]كَتَبَ الحَسَنُ البصَريِّ إِلَي الحَسَنِ بنِ عَلِيّ ع أَمّا بَعدُ فَأَنتُم أَهلُ بَيتِ النّبُوّةِ وَ مَعدِنُ الحِكمَةِ وَ أَنّ اللّهَ جَعَلَكُمُ الفُلكَ الجَارِيَةَ فِي اللّجَجِ الغَامِرَةِ يَلجَأُ إِلَيكُمُ اللّاجِئُ وَ يَعتَصِمُ بِحَبلِكُمُ الغاَليِ مَنِ اقتَدَي بِكُمُ اهتَدَي وَ نَجَا وَ مَن تَخَلّفَ عَنكُم هَلَكَ وَ غَوَي وَ إنِيّ كَتَبتُ إِلَيكَ عِندَ الحَيرَةِ وَ اختِلَافِ الأُمّةِ فِي القَدَرِ فتَفُضيِ إِلَينَا مَا أَفضَاهُ اللّهُ إِلَيكُم أَهلَ البَيتِ فَنَأخُذَ بِهِ
صفحه : 137
فَكَتَبَ إِلَيهِ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ ع أَمّا بَعدُ فَإِنّا أَهلُ بَيتٍ كَمَا ذَكَرتَ عِندَ اللّهِ وَ عِندَ أَولِيَائِهِ فَأَمّا عِندَكَ وَ عِندَ أَصحَابِكَ فَلَو كُنّا كَمَا ذَكَرتَ مَا تَقَدّمتُمُونَا وَ لَا استَبدَلتُم بِنَا غَيرَنَا وَ لعَمَريِ لَقَد ضَرَبَ اللّهُ مَثَلَكُم فِي كِتَابِهِ حَيثُ يَقُولُأَ تَستَبدِلُونَ ألّذِي هُوَ أَدني باِلذّيِ هُوَ خَيرٌ هَذَا لِأَولِيَائِكَ فِيمَا سَأَلُوا وَ لَكُم فِيمَا استَبدَلتُم وَ لَو لَا مَا أُرِيدُ مِنَ الِاحتِجَاجِ عَلَيكَ وَ عَلَي أَصحَابِكَ مَا كَتَبتُ إِلَيكَ بشِيَءٍ مِمّا نَحنُ عَلَيهِ وَ لَئِن وُصِلَ كتِاَبيِ إِلَيكَ لَتَجِدَنّ الحُجّةَ عَلَيكَ وَ عَلَي أَصحَابِكَ مُؤَكّدَةً حَيثُ يَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّأَ فَمَن يهَديِ إِلَي الحَقّ أَحَقّ أَن يُتّبَعَ أَمّن لا يهَدِيّ إِلّا أَن يُهدي فَما لَكُم كَيفَ تَحكُمُونَفَاتّبِع مَا كَتَبتُ إِلَيكَ فِي القَدَرِ فَإِنّهُ مَن لَم يُؤمِن بِالقَدَرِ خَيرَهُ وَ شَرّهُ فَقَد كَفَرَ وَ مَن حَمَلَ المعَاَصيَِ عَلَي اللّهِ فَقَد فَجَرَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ لَا يُطَاعُ بِإِكرَاهٍ وَ لَا يُعصَي بِغَلَبَةٍ وَ لَا يُهمَلُ العِبَادُ مِنَ المَلَكَةِ وَ لَكِنّهُ المَالِكُ لِمَا مَلّكَهُم وَ القَادِرُ عَلَي مَا أَقدَرَهُم فَإِنِ ائتَمَرُوا بِالطّاعَةِ لَن يَكُونَ عَنهَا صَادّاً مُثَبّطاً وَ إِنِ ائتَمَرُوا بِالمَعصِيَةِ فَشَاءَ أَن يَحُولَ بَينَهُم وَ بَينَ مَا ائتَمَرُوا بِهِ فَعَلَ وَ إِن لَم يَفعَل فَلَيسَ هُوَ حَمَلَهُم عَلَيهَا وَ لَا كَلّفَهُم إِيّاهَا جَبراً بَل تَمكِينُهُ إِيّاهُم وَ إِعذَارُهُ إِلَيهِم طَرّقَهُم وَ مَكّنَهُم فَجَعَلَ لَهُمُ السّبِيلَ إِلَي أَخذِ مَا أَمَرَهُم بِهِ وَ تَركِ مَا نَهَاهُم عَنهُ وَ وَضعِ التّكلِيفِ عَن أَهلِ النّقصَانِ وَ الزّمَانَةِ وَ السّلَامُ
4-ف ،[تحف العقول ]جَوَابُهُ ع عَن مَسَائِلَ سَأَلَهُ عَنهَا مَلِكُ الرّومِ حِينَ وَفَدَ إِلَيهِ وَ يَزِيدُ بنُ مُعَاوِيَةَ فِي خَبَرٍ طَوِيلٍ اختَصَرنَا مِنهُ مَوضِعَ الحَاجَةِ سَأَلَهُ عَنِ المَجَرّةِ وَ عَن سَبعَةِ أَشيَاءَ خَلَقَهَا اللّهُ
صفحه : 138
لَم تُخلَق فِي رَحِمٍ فَضَحِكَ الحُسَينُ ع فَقَالَ لَهُ مَا أَضحَكَكَ قَالَ لِأَنّكَ سأَلَتنَيِ عَن أَشيَاءَ مَا هيَِ مِن مُنتَهَي العِلمِ إِلّا كَالقَذَي فِي عَرضِ البَحرِ أَمّا المَجَرّةُ فهَيَِ قَوسُ اللّهِ وَ سَبعَةُ أَشيَاءَ لَم تُخلَق فِي رَحِمٍ فَأَوّلُهَا آدَمُ ثُمّ حَوّاءُ وَ الغُرَابُ وَ كَبشُ اِبرَاهِيمَ وَ نَاقَةُ اللّهِ وَ عَصَا مُوسَي وَ الطّيرُ ألّذِي خَلَقَهُ عِيسَي ابنُ مَريَمَ ثُمّ سَأَلَهُ عَن أَرزَاقِ الخَلَائِقِ فَقَالَ أَرزَاقُ العِبَادِ فِي السّمَاءِ الرّابِعَةِ يُنزِلُهَا اللّهُ بِقَدَرٍ وَ يَبسُطُهَا بِقَدَرٍ ثُمّ سَأَلَهُ عَن أَروَاحِ المُؤمِنِينَ أَينَ تَجتَمِعُ قَالَ تَجتَمِعُ تَحتَ صَخرَةِ بَيتِ المَقدِسِ لَيلَةَ الجُمُعَةِ وَ هُوَ عَرشُ اللّهِ الأَدنَي مِنهَا بُسِطَ الأَرضُ وَ إِلَيهَا يَطوِيهَا وَ مِنهَا استَوَي إِلَي السّمَاءِ وَ أَمّا أَروَاحُ الكُفّارِ فَتَجتَمِعُ فِي دَارِ الدّنيَا فِي حَضرَمَوتَ وَرَاءِ مَدِينَةِ اليَمَنِ ثُمّ يَبعَثُ اللّهُ نَاراً مِنَ المَشرِقِ وَ نَاراً مِنَ المَغرِبِ بَينَهُمَا رِيحَانِ فَيَحشُرَانِ النّاسَ إِلَي تِلكَ الصّخرَةِ فِي بَيتِ المَقدِسِ فَتُحبَسُ فِي يَمِينِ الصّخرَةِ وَ تُزلَفُ الجَنّةُ لِلمُتّقِينَ وَ جَهَنّمُ فِي يَسَارِ الصّخرَةِ فِي تُخُومِ الأَرَضِينَ وَ فِيهَا الفَلَقُ وَ سِجّينٌ فَتَفَرّقُ الخَلَائِقُ مِن عِندِ الصّخرَةِ فِي بَيتِ المَقدِسِ فَمَن وَجَبَت لَهُ الجَنّةُ دَخَلَهَا مِن عِندِ الصّخرَةِ وَ مَن وَجَبَت لَهُ النّارُ دَخَلَهَا مِن عِندِ الصّخرَةِ
أقول الظاهر أن هذاالخبر مختصر من الخبر السابق وإنما اشتبه اسم أحد السبطين بالآخر صلوات الله عليهما و إن أمكن صدوره منهما جميعا
5- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ المُفَضّلِ بنِ اِبرَاهِيمَ بنِ قَيسٍ الأشَعرَيِّ عَن عَلِيّ بنِ حَسّانَ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ كَثِيرٍ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع قَالَ لَمّا أَجمَعَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ ع
صفحه : 139
عَلَي صُلحِ مُعَاوِيَةَ خَرَجَ حَتّي لَقِيَهُ فَلَمّا اجتَمَعَا قَامَ مُعَاوِيَةُ خَطِيباً فَصَعِدَ المِنبَرَ وَ أَمَرَ الحَسَنَ ع أَن يَقُومَ أَسفَلَ مِنهُ بِدَرَجَةٍ ثُمّ تَكَلّمَ مُعَاوِيَةُ فَقَالَ أَيّهَا النّاسُ هَذَا الحَسَنُ بنُ عَلِيّ وَ ابنُ فَاطِمَةَ رَآنَا لِلخِلَافَةِ أَهلًا وَ لَم يَرَ نَفسَهُ لَهَا أَهلًا وَ قَد أَتَانَا لِيُبَايِعَ طَوعاً ثُمّ قَالَ قُم يَا حَسَنُ فَقَامَ الحَسَنُ ع فَخَطَبَ فَقَالَ الحَمدُ لِلّهِ المُستَحمِدِ بِالآلَاءِ وَ تَتَابُعِ النّعمَاءِ وَ صَارِفِ الشّدَائِدِ وَ البَلَاءِ عِندَ الفُهَمَاءِ وَ غَيرِ الفُهَمَاءِ المُذعِنِينَ مِن عِبَادِهِ لِامتِنَاعِهِ بِجَلَالِهِ وَ كِبرِيَائِهِ وَ عُلُوّهِ عَن لُحُوقِ الأَوهَامِ بِبَقَائِهِ المُرتَفِعِ عَن كُنهِ طَيّاتِ المَخلُوقِينَ مِن أَن تُحِيطَ بِمَكنُونِ غَيبِهِ رَوِيّاتِ عُقُولِ الرّاءِينَ وَ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ فِي رُبُوبِيّتِهِ وَ وُجُودِهِ وَ وَحدَانِيّتِهِ صَمَداً لَا شَرِيكَ لَهُ فَرداً لَا ظَهِيرَ لَهُ وَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ اصطَفَاهُ وَ انتَجَبَهُ وَ ارتَضَاهُ وَ بَعَثَهُ دَاعِياً إِلَي الحَقّ سِرَاجاً مُنِيراً وَ لِلعِبَادِ مِمّا يَخَافُونَ نَذِيراً وَ لِمَا يَأمَلُونَ بَشِيراً فَنَصَحَ لِلأُمّةِ وَ صَدَعَ بِالرّسَالَةِ وَ أَبَانَ لَهُم دَرَجَاتِ العُمَالَةِ شَهَادَةً عَلَيهَا أَمَاتَ وَ أُحشِرَ وَ بِهَا فِي الآجِلَةِ أَقرَبُ وَ أَحبَرُ وَ أَقُولُ مَعشَرَ الخَلَائِقِ فَاسمَعُوا وَ لَكُم أَفئِدَةٌ وَ أَسمَاعٌ فَعُوا إِنّا أَهلُ بَيتٍ أَكرَمَنَا اللّهُ بِالإِسلَامِ وَ اختَارَنَا وَ اصطَفَانَا وَ اجتَبَانَا فَأَذهَبَ عَنّا الرّجسَ وَ طَهّرَنَا تَطهِيراً وَ الرّجسُ هُوَ الشّكّ فَلَا نَشُكّ فِي اللّهِ الحَقّ وَ دِينَهُ أَبَداً وَ طَهّرَنَا مِن كُلّ أَفنٍ وَ غَيّةٍ مُخلِصِينَ إِلَي آدَمَ نِعمَةً مِنهُ لَم يَفتَرِقِ النّاسُ قَطّ فِرقَتَينِ إِلّا جَعَلَنَا اللّهُ فِي خَيرِهِمَا فَأَدّتِ الأُمُورُ وَ أَفضَتِ الدّهُورُ إِلَي أَن بَعَثَ اللّهُ مُحَمّداًص لِلنّبُوّةِ وَ اختَارَهُ لِلرّسَالَةِ وَ أَنزَلَ عَلَيهِ كِتَاباً ثُمّ أَمَرَهُ بِالدّعَاءِ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَكَانَ أَبِي ع أَوّلَ مَنِ استَجَابَ لِلّهِ تَعَالَي وَ لِرَسُولِهِص وَ أَوّلَ مَن آمَنَ وَ صَدّقَ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ قَد قَالَ اللّهُ تَعَالَي فِي كِتَابِهِ المُنزَلِ عَلَي نَبِيّهِ المُرسَلِأَ فَمَن كانَ عَلي بَيّنَةٍ مِن رَبّهِ وَ يَتلُوهُ شاهِدٌ مِنهُفَرَسُولُ اللّهِ ألّذِي عَلَي بَيّنَةٍ مِن رَبّهِ وَ أَبِي ألّذِي يَتلُوهُ وَ هُوَ شَاهِدٌ مِنهُ وَ قَد قَالَ لَهُ رَسُولُهُص
صفحه : 140
حِينَ أَمَرَهُ أَن يَسِيرَ إِلَي مَكّةَ وَ المَوسِمِ بِبَرَاءَةَ سِر بِهَا يَا عَلِيّ فإَنِيّ أُمِرتُ أَن لَا يَسِيرَ بِهَا إِلّا أَنَا أَو رَجُلٌ منِيّ وَ أَنتَ هُوَ فعَلَيِّ مِن رَسُولِ اللّهِ وَ رَسُولُ اللّهِ مِنهُ وَ قَالَ لَهُ النّبِيّ حِينَ قَضَي بَينَهُ وَ بَينَ أَخِيهِ جَعفَرِ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَ مَولَاهُ زَيدِ بنِ حَارِثَةَ فِي ابنَةِ حَمزَةَ أَمّا أَنتَ يَا عَلِيّ فمَنِيّ وَ أَنَا مِنكَ وَ أَنتَ ولَيِّ كُلّ مُؤمِنٍ مِن بعَديِ فَصَدّقَ أَبِي رَسُولَ اللّهِص سَابِقاً وَ وَقَاهُ بِنَفسِهِ ثُمّ لَم يَزَل رَسُولُ اللّهِ فِي كُلّ مَوطِنٍ يُقَدّمُهُ وَ لِكُلّ شَدِيدٍ يُرسِلُهُ ثِقَةً مِنهُ بِهِ وَ طُمَأنِينَةً إِلَيهِ لِعِلمِهِ بِنَصِيحَةِ اللّهِ وَ رَسُولِهِ وَ أَنّهُ أَقرَبُ المُقَرّبِينَ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ وَ قَد قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّالسّابِقُونَ السّابِقُونَ أُولئِكَ المُقَرّبُونَفَكَانَ أَبِي سَابِقَ السّابِقِينَ إِلَي اللّهِ تَعَالَي وَ إِلَي رَسُولِهِص وَ أَقرَبَ الأَقرَبِينَ وَ قَد قَالَ اللّهُ تَعَالَيلا يسَتوَيِ مِنكُم مَن أَنفَقَ مِن قَبلِ الفَتحِ وَ قاتَلَ أُولئِكَ أَعظَمُ دَرَجَةًفأَبَيِ كَانَ أَوّلَهُم إِسلَاماً وَ إِيمَاناً وَ أَوّلَهُم إِلَي اللّهِ وَ رَسُولِهِ هِجرَةً وَ لُحُوقاً وَ أَوّلَهُم عَلَي وُجدِهِ وَ وُسعِهِ نَفَقَةً قَالَ سُبحَانَهُوَ الّذِينَ جاؤُ مِن بَعدِهِم يَقُولُونَ رَبّنَا اغفِر لَنا وَ لِإِخوانِنَا الّذِينَ سَبَقُونا بِالإِيمانِ وَ لا تَجعَل فِي قُلُوبِنا غِلّا لِلّذِينَ آمَنُوا رَبّنا إِنّكَ رَؤُفٌ رَحِيمٌفَالنّاسُ مِن جَمِيعِ الأُمَمِ يَستَغفِرُونَ لَهُ بِسَبقِهِ إِيّاهُم إِلَي الإِيمَانِ بِنَبِيّهِص وَ ذَلِكَ أَنّهُ لَم يَسبِقهُ إِلَي الإِيمَانِ بِهِ أَحَدٌ وَ قَد قَالَ اللّهُ تَعَالَيوَ السّابِقُونَ الأَوّلُونَ مِنَ المُهاجِرِينَ وَ الأَنصارِ وَ الّذِينَ اتّبَعُوهُم بِإِحسانٍفَهُوَ سَابِقُ جَمِيعِ السّابِقِينَ فَكَمَا أَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ فَضّلَ السّابِقِينَ عَلَي المُتَخَلّفِينَ وَ المُتَأَخّرِينَ فَكَذَلِكَ فَضّلَ سَابِقَ السّابِقِينَ عَلَي السّابِقِينَ وَ قَد قَالَ اللّهُأَ جَعَلتُم سِقايَةَ الحاجّ وَ عِمارَةَ المَسجِدِ الحَرامِ كَمَن آمَنَ بِاللّهِ وَ اليَومِ الآخِرِ وَ جاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِفَهُوَ المُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللّهِ حَقّاً وَ فِيهِ نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ وَ كَانَ مِمّنِ استَجَابَ لِرَسُولِ اللّهِص عَمّهُ حَمزَةُ وَ جَعفَرٌ ابنُ عَمّهِ فَقُتِلَا شَهِيدَينِ رضَيَِ
صفحه : 141
اللّهُ عَنهُمَا فِي قَتلَي كَثِيرَةٍ مَعَهُمَا مِن أَصحَابِ رَسُولِ اللّهِص فَجَعَلَ اللّهُ تَعَالَي حَمزَةَ سَيّدَ الشّهَدَاءِ مِن بَينِهِم وَ جَعَلَ لِجَعفَرٍ جَنَاحَينِ يَطِيرُ بِهِمَا مَعَ المَلَائِكَةِ كَيفَ يَشَاءُ مِن بَينِهِم وَ ذَلِكَ لِمَكَانِهِمَا مِن رَسُولِ اللّهِص وَ مَنزِلَتِهِمَا وَ قَرَابَتِهِمَا مِنهُ وَ صَلّي رَسُولُ اللّهِص عَلَي حَمزَةَ سَبعِينَ صَلَاةً مِن بَينِ الشّهَدَاءِ الّذِينَ استُشهِدُوا مَعَهُ وَ كَذَلِكَ جَعَلَ اللّهُ تَعَالَي لِنِسَاءِ النّبِيّص لِلمُحسِنَةِ مِنهُنّ أَجرَينِ وَ لِلمُسِيئَةِ مِنهُنّ وِزرَينِ ضِعفَينِ لِمَكَانِهِنّ مِن رَسُولِ اللّهِص وَ جَعَلَ الصّلَاةَ فِي مَسجِدِ رَسُولِ اللّهِص بِأَلفِ صَلَاةٍ فِي سَائِرِ المَسَاجِدِ إِلّا مَسجِدَ الحَرَامِ مَسجِدَ خَلِيلِهِ اِبرَاهِيمَ ع بِمَكّةَ وَ ذَلِكَ لِمَكَانِ رَسُولِ اللّهِص مِن رَبّهِ وَ فَرَضَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ الصّلَاةَ عَلَي نَبِيّهِص عَلَي كَافّةِ المُؤمِنِينَ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ كَيفَ الصّلَاةُ عَلَيكَ فَقَالَ قُولُوا أللّهُمّ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ فَحَقّ عَلَي كُلّ مُسلِمٍ أَن يصُلَيَّ عَلَينَا مَعَ الصّلَاةِ عَلَي النّبِيّص فَرِيضَةً وَاجِبَةً وَ أَحَلّ اللّهُ تَعَالَي خُمُسَ الغَنِيمَةِ لِرَسُولِهِص وَ أَوجَبَهَا لَهُ فِي كِتَابِهِ وَ أَوجَبَ لَنَا مِن ذَلِكَ مَا أَوجَبَ لَهُ وَ حَرّمَ عَلَيهِ الصّدَقَةَ وَ حَرّمَهَا عَلَينَا مَعَهُ فَأَدخَلَنَا وَ لَهُ الحَمدُ فِيمَا أَدخَلَ فِيهِ نَبِيّهُص وَ أَخرَجَنَا وَ نَزّهَنَا مِمّا أَخرَجَهُ مِنهُ وَ نَزّهَهُ عَنهُ كَرَامَةً أَكرَمَنَا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِهَا وَ فَضِيلَةً فَضّلَنَا بِهَا عَلَي سَائِرِ العِبَادِ فَقَالَ اللّهُ تَعَالَي لِمُحَمّدٍص حِينَ جَحَدَهُ كَفَرَةُ أَهلِ الكِتَابِ وَ حَاجّوهُفَقُل تَعالَوا نَدعُ أَبناءَنا وَ أَبناءَكُم وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُم وَ أَنفُسَنا وَ أَنفُسَكُم ثُمّ نَبتَهِل فَنَجعَل لَعنَتَ اللّهِ عَلَي الكاذِبِينَفَأَخرَجَ رَسُولُ اللّهِص مِنَ الأَنفُسِ مَعَهُ أَبِي وَ مِنَ البَنِينَ أَنَا وَ أخَيِ وَ مِنَ النّسَاءِ أمُيّ فَاطِمَةَ مِنَ النّاسِ جَمِيعاً فَنَحنُ أَهلُهُ وَ لَحمُهُ وَ دَمُهُ وَ نَفسُهُ وَ نَحنُ مِنهُ وَ هُوَ مِنّا وَ قَد قَالَ اللّهُ تَعَالَيإِنّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرّجسَ أَهلَ البَيتِ وَ يُطَهّرَكُم تَطهِيراً فَلَمّا نَزَلَت آيَةُ التّطهِيرِ جَمَعَنَا رَسُولُ اللّهِص أَنَا وَ أخَيِ وَ أمُيّ وَ أَبِي فَجَلّلَنَا وَ نَفسَهُ فِي كِسَاءٍ لِأُمّ سَلَمَةَ خيَبرَيِّ وَ ذَلِكَ فِي حُجرَتِهَا وَ فِي يَومِهَا فَقَالَ أللّهُمّ هَؤُلَاءِ أَهلُ بيَتيِ وَ هَؤُلَاءِ أهَليِ وَ عتِرتَيِ فَأَذهِب عَنهُمُ الرّجسَ وَ طَهّرهُم تَطهِيراً فَقَالَت أُمّ سَلَمَةَ رضَيَِ اللّهُ عَنهَا أَدخُلُ مَعَهُم يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ لَهَا رَسُولُ اللّهِص يَرحَمُكَ اللّهُ أَنتَ عَلَي خَيرٍ وَ إِلَي خَيرٍ وَ مَا أرَضاَنيِ عَنكَ وَ لَكِنّهَا خَاصّةٌ لِي وَ لَهُم
صفحه : 142
ثُمّ مَكَثَ رَسُولُ اللّهِص بَعدَ ذَلِكَ بَقِيّةَ عُمُرِهِ حَتّي قَبَضَهُ اللّهُ إِلَيهِ يَأتِينَا فِي كُلّ يَومٍ عِندَ طُلُوعِ الفَجرِ فَيَقُولُ الصّلَاةَ يَرحَمُكُمُ اللّهُإِنّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرّجسَ أَهلَ البَيتِ وَ يُطَهّرَكُم تَطهِيراً وَ أَمَرَ رَسُولُ اللّهِص بِسَدّ الأَبوَابِ الشّارِعَةِ فِي مَسجِدِهِ غَيرَ بَابِنَا فَكَلّمُوهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ أَمَا إنِيّ لَم أَسُدّ أَبوَابَكُم وَ لَم أَفتَح بَابَ عَلِيّ مِن تِلقَاءِ نفَسيِ وَ لكَنِيّ أَتّبِعُ مَا يُوحَي إلِيَّ وَ إِنّ اللّهَ أَمَرَ بِسَدّهَا وَ فَتحِ بَابِهِ فَلَم يَكُن مِن بَعدِ ذَلِكَ أَحَدٌ تُصِيبُهُ جَنَابَةٌ فِي مَسجِدِ رَسُولِ اللّهِص وَ يُولّدُ فِيهِ الأَولادَ غَيرَ رَسُولِ اللّهِص وَ أَبِي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع تَكرِمَةً مِنَ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي لَنَا وَ فَضلًا اختَصّنَا بِهِ عَلَي جَمِيعِ النّاسِ وَ هَذَا بَابُ أَبِي قَرِينُ بَابِ رَسُولِ اللّهِص فِي مَسجِدِهِ وَ مَنزِلُنَا بَينَ مَنَازِلِ رَسُولِ اللّهِص وَ ذَلِكَ أَنّ اللّهَ أَمَرَ نَبِيّهُص أَن يبَنيَِ مَسجِدَهُ فَبَنَي فِيهِ عَشَرَةَ أَبيَاتٍ تِسعَةً لِبَنِيهِ وَ أَزوَاجِهِ وَ عَاشِرُهَا وَ هُوَ مُتَوَسّطُهَا لأِبَيِ وَ هَا هُوَ بِسَبِيلٍ مُقِيمٍ وَ البَيتُ هُوَ المَسجِدُ المُطَهّرُ وَ هُوَ ألّذِي قَالَ اللّهُ تَعَالَيأَهلَ البَيتِفَنَحنُ أَهلُ البَيتِ وَ نَحنُ الّذِينَ أَذهَبَ اللّهُ عَنّا الرّجسَ وَ طَهّرَنَا تَطهِيراً أَيّهَا النّاسُ إنِيّ لَو قُمتُ حَولًا فَحَولًا أَذكُرُ ألّذِي أَعطَانَا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ وَ خَصّنَا بِهِ مِنَ الفَضلِ فِي كِتَابِهِ وَ عَلَي لِسَانِ نَبِيّهِص لَم أُحصِهِ وَ أَنَا ابنُ النّبِيّ النّذِيرِ البَشِيرِ وَ السّرَاجِ المُنِيرِ ألّذِي جَعَلَهُ اللّهُ رَحمَةً لِلعَالَمِينَ وَ أَبِي عَلِيّ ع ولَيِّ المُؤمِنِينَ وَ شَبِيهُ هَارُونَ وَ إِنّ مُعَاوِيَةَ بنَ صَخرٍ زَعَمَ أنَيّ رَأَيتُهُ لِلخِلَافَةِ أَهلًا وَ لَم أَرَ نفَسيِ لَهَا أَهلًا فَكَذَبَ مُعَاوِيَةُ وَ ايمُ اللّهِ لَأَنّا أَولَي النّاسِ بِالنّاسِ فِي كِتَابِ اللّهِ وَ عَلَي لِسَانِ رَسُولِ اللّهِص غَيرَ أَنّا لَم نَزَل أَهلَ البَيتِ مُخِيفِينَ مَظلُومِينَ مُضطَهِدِينَ مُنذُ قُبِضَ رَسُولُ اللّهِ فَاللّهُ بَينَنَا وَ بَينَ مَن ظَلَمَنَا حَقّنَا وَ نَزَلَ عَلَي رِقَابِنَا وَ حَمَلَ النّاسَ عَلَي أَكتَافِنَا وَ مَنَعَنَا سَهمَنَا فِي كِتَابِ اللّهِ مِنَ الفيَءِ وَ الغَنَائِمِ وَ مَنَعَ أُمّنَا فَاطِمَةَ ع إِرثَهَا مِن أَبِيهَا إِنّا لَا نسُمَيّ أَحَداً وَ لَكِن أُقسِمُ بِاللّهِ قَسَماً تَالِياً لَو أَنّ النّاسَ سَمِعُوا قَولَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ لَأَعطَتهُمُ السّمَاءُ قَطرَهَا وَ الأَرضُ بَرَكَتَهَا وَ لَمَا اختَلَفَ فِي هَذِهِ الأُمّةِ سَيفَانِ وَ لَأَكَلُوهَا خَضرَاءَ خَضِرَةً
صفحه : 143
إِلَي يَومِ القِيَامَةِ وَ إِذاً مَا طَمِعتَ يَا مُعَاوِيَةُ فِيهَا وَ لَكِنّهَا لَمّا أُخرِجَت سَالِفاً مِن مَعدِنِهَا وَ زُحزِحَت عَن قَوَاعِدِهَا تَنَازَعَتهَا قُرَيشٌ بَينَهَا وَ تَرَامَتهَا كتَرَاَميِ الكُرَةِ حَتّي طَمِعتَ فِيهَا أَنتَ يَا مُعَاوِيَةُ وَ أَصحَابُكَ مِن بَعدِكَ وَ قَد قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَا وَلّت أُمّةٌ أَمرَهَا رَجُلًا قَطّ وَ فِيهِم مَن هُوَ أَعلَمُ مِنهُ إِلّا لَم يَزَل أَمرُهُم يَذهَبُ سَفَالًا حَتّي يَرجِعُوا إِلَي مَا تَرَكُوا وَ قَد تَرَكَت بَنُو إِسرَائِيلَ وَ كَانُوا أَصحَابَ مُوسَي ع هَارُونَ أَخَاهُ وَ خَلِيفَتَهُ وَ وَزِيرَهُ وَ عَكَفُوا عَلَي العِجلِ وَ أَطَاعُوا فِيهِ سَامِرِيهِم وَ هُم يَعلَمُونَ أَنّهُ خَلِيفَةُ مُوسَي ع وَ قَد سَمِعَت هَذِهِ الأُمّةُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ ذَلِكَ لأِبَيِ إِنّهُ منِيّ بِمَنزِلَةِ هَارُونَ مِن مُوسَي إِلّا أَنّهُ لَا نبَيِّ بعَديِ وَ قَد رَأَوا رَسُولَ اللّهِص حِينَ نَصَبَهُ لَهُم بِغَدِيرِ خُمّ وَ سَمِعُوهُ وَ نَادَي لَهُ بِالوَلَايَةِ ثُمّ أَمَرَهُم أَن يُبَلّغَ الشّاهِدُ مِنهُمُ الغَائِبَ وَ قَد خَرَجَ رَسُولُ اللّهِص حَذَراً مِن قَومِهِ إِلَي الغَارِ لَمّا أَجمَعُوا عَلَي أَن يَمكُرُوا بِهِ وَ هُوَ يَدعُوهُم لَمّا لَم يَجِد عَلَيهِم أَعوَاناً وَ لَو وَجَدَ عَلَيهِم أَعوَاناً لَجَاهَدَهُم وَ قَد كَفّ أَبِي يَدَهُ وَ نَاشَدَهُم وَ استَغَاثَ أَصحَابَهُ فَلَم يُغَث وَ لَم يُنصَر وَ لَو وَجَدَ عَلَيهِم أَعوَاناً مَا أَجَابَهُم وَ قَد جُعِلَ فِي سَعَةٍ كَمَا جُعِلَ النّبِيّص فِي سَعَةٍ وَ قَد خذَلَتَنيِ الأُمّةُ وَ بَايَعتُكَ يَا ابنَ حَربٍ وَ لَو وَجَدتُ عَلَيكَ أَعوَاناً يَخلُصُونَ مَا بَايَعتُكَ وَ قَد جَعَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ هَارُونَ فِي سَعَةٍ حِينَ استَضعَفُوهُ قَومُهُ وَ عَادَوهُ كَذَلِكَ أَنَا وَ أَبِي فِي سَعَةٍ مِنَ اللّهِ حِينَ تَرَكَتنَا الأُمّةُ وَ بَايَعَت غَيرَنَا وَ لَم نَجِد عَلَيهِ أَعوَاناً وَ إِنّمَا هيَِ السّنَنُ وَ الأَمثَالُ يَتبَعُ بَعضُهَا بَعضاً أَيّهَا النّاسُ إِنّكُم لَوِ التَمَستُم بَينَ المَشرِقِ وَ المَغرِبِ رَجُلًا جَدّهُ رَسُولُ اللّهِص وَ أَبُوهُ وصَيِّ رَسُولِ اللّهِ لَم تَجِدُوا غيَريِ وَ غَيرَ أخَيِ فَاتّقُوا اللّهَ وَ لَا تَضِلّوا بَعدَ البَيَانِ وَ كَيفَ بِكُم وَ أَنّي ذَلِكَ مِنكُم أَلَا وَ إنِيّ قَد بَايَعتُ هَذَا وَ أَشَارَ بِيَدِهِ إِلَي مُعَاوِيَةَوَ إِن أدَريِ لَعَلّهُ فِتنَةٌ لَكُم وَ مَتاعٌ إِلي حِينٍأَيّهَا النّاسُ إِنّهُ لَا يُعَابُ أَحَدٌ بِتَركِ حَقّهِ وَ إِنّمَا يُعَابُ أَن يَأخُذَ مَا لَيسَ لَهُ وَ كُلّ صَوَابٍ نَافِعٌ وَ كُلّ خَطَإٍ ضَارّ لِأَهلِهِ وَ قَد كَانَتِ القَضِيّةُ فَفَهِمَهَا سُلَيمَانُ فَنَفَعَت سُلَيمَانَ وَ لَم تَضُرّ دَاوُدَ ع فَأَمّا القَرَابَةُ فَقَد نَفَعَتِ المُشرِكَ
صفحه : 144
وَ هيَِ وَ اللّهِ لِلمُؤمِنِ أَنفَعُ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لِعَمّهِ أَبِي طَالِبٍ وَ هُوَ فِي المَوتِ قُل لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ أَشفَع لَكَ بِهَا يَومَ القِيَامَةِ وَ لَم يَكُن رَسُولُ اللّهِص يَقُولُ لَهُ وَ يَعِدُ إِلّا مَا يَكُونُ مِنهُ عَلَي يَقِينٍ وَ لَيسَ ذَلِكَ لِأَحَدٍ مِنَ النّاسِ كُلّهِم غَيرَ شَيخِنَا أعَنيِ أَبَا طَالِبٍ يَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ لَيسَتِ التّوبَةُ لِلّذِينَ يَعمَلُونَ السّيّئاتِ حَتّي إِذا حَضَرَ أَحَدَهُمُ المَوتُ قالَ إنِيّ تُبتُ الآنَ وَ لَا الّذِينَ يَمُوتُونَ وَ هُم كُفّارٌ أُولئِكَ أَعتَدنا لَهُم عَذاباً أَلِيماًأَيّهَا النّاسُ اسمَعُوا وَ عُوا وَ اتّقُوا اللّهَ وَ رَاجِعُوا وَ هَيهَاتَ مِنكُمُ الرّجعَةُ إِلَي الحَقّ وَ قَد صَارَعَكُمُ النّكُوصُ وَ خَامَرَكُمُ الطّغيَانُ وَ الجُحُودُأَ نُلزِمُكُمُوها وَ أَنتُم لَها كارِهُونَوَ السّلامُ عَلي مَنِ اتّبَعَ الهُدي قَالَ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ وَ اللّهِ مَا نَزَلَ الحَسَنُ حَتّي أَظلَمَت عَلَيّ الأَرضُ وَ هَمَمتُ أَن أَبطِشَ بِهِ ثُمّ عَلِمتُ أَنّ الإِغضَاءَ أَقرَبُ إِلَي العَافِيَةِ
بيان الطية بالكسر النية والقصد والأفن بالتحريك ضعف الرأي وبالفتح النقص والغية الزنا والتألي علي التفعل الحكم بالجزم والحلف علي الشيء وزحزحته عن كذا أي باعدته عنه قوله ع و قدكانت القضية لعل المراد بيان أن الأوصياء والأنبياء وعترتهم ع ليسوا كسائر الخلق في أحوالهم كما أن عدم إصابة داود ع القضية لمصلحة لم يضره و من سائر الخلق الخطأ
صفحه : 145
ضار وقضية أبي طالب ع لعلها إلزام علي العامة القائلين بكونه كافرا و أماالتوبة فقد مضي القول فيها والنكوص الإحجام عن الشيء ونكص رجع والمخامرة المخالطة.أقول سيأتي سائر احتجاجاتهما صلوات الله عليهما في أبواب تأريخهما و كتاب الفتن وإنما أوردنا هاهنا قليلا منها
1-ج ،[الإحتجاج ] عَن أَبِي حَمزَةَ الثمّاَليِّ قَالَ دَخَلَ قَاضٍ مِن قُضَاةِ الكُوفَةِ عَلَي عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع فَقَالَ لَهُ جعَلَنَيَِ اللّهُ فِدَاكَ أخَبرِنيِ عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ جَعَلنا بَينَهُم وَ بَينَ القُرَي التّيِ بارَكنا فِيها قُريً ظاهِرَةً وَ قَدّرنا فِيهَا السّيرَ سِيرُوا فِيها ليَاليَِ وَ أَيّاماً آمِنِينَ قَالَ لَهُ مَا يَقُولُ النّاسُ فِيهَا قَبلَكُم بِالعِرَاقِ قَالَ يَقُولُونَ إِنّهَا مَكّةُ فَقَالَ وَ هَل رَأَيتَ السّرَقَ فِي مَوضِعٍ أَكثَرَ مِنهُ بِمَكّةَ قَالَ فَمَا هُوَ قَالَ إِنّمَا عَنَي الرّجَالَ قَالَ وَ أَينَ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللّهِ فَقَالَ أَ وَ مَا تَسمَعُ إِلَي قَولِهِ تَعَالَيوَ كَأَيّن مِن قَريَةٍ عَتَت عَن أَمرِ رَبّها وَ رُسُلِهِ وَ قَالَوَ تِلكَ القُري أَهلَكناهُم وَ قَالَسئَلِ القَريَةَ التّيِ كُنّا فِيها وَ العِيرَ التّيِ أَقبَلنا فِيهافَليَسأَلِ القَريَةَ أَوِ الرّجَالَ أَوِ العِيرَ قَالَ وَ تَلَا ع آيَاتٍ فِي هَذَا المَعنَي قَالَ جُعِلتُ فِدَاكَ فَمَن هُم قَالَ ع نَحنُ هُم وَ قَولُهُسِيرُوا فِيها ليَاليَِ وَ أَيّاماً آمِنِينَ قَالَ آمِنِينَ مِنَ الزّيغِ
بيان هذاأحد بطون الآية الكريمة فالمراد بالقري التي باركنا فيهاالأئمة ع إما بتأويل أهل القري أوكني عنهم بهالأنهم مجمع العلوم كما قال النبي ص أنامدينة العلم و علي بابها وبالقري الظاهرة سفراؤهم وخواص أصحابهم الذين
صفحه : 146
يوصلون علومهم إلي من دونهم كماصرح به في بعض الأخبار وروي في بعضها أن سير الشيعة آمنين في زمن القائم عجل الله تعالي فرجه
2-ج ،[الإحتجاج ] وَ روُيَِ أَنّ زَينَ العَابِدِينَ عَلِيّ بنَ الحُسَينِ ع مَرّ عَلَي الحَسَنِ البصَريِّ وَ هُوَ يَعِظُ النّاسَ بِمِنًي فَوَقَفَ عَلَيهِ ثُمّ قَالَ أَمسِك أَسأَلكَ عَنِ الحَالِ التّيِ أَنتَ عَلَيهَا مُقِيمٌ أَ تَرضَاهَا لِنَفسِكَ فِيمَا بَينَكَ وَ بَينَ اللّهِ لِلمَوتِ إِذَا نَزَلَ بِكَ غَداً قَالَ لَا قَالَ أَ فَتُحَدّثُ نَفسَكَ بِالتّحَوّلِ وَ الِانتِقَالِ عَنِ الحَالِ التّيِ لَا تَرضَاهَا لِنَفسِكَ إِلَي الحَالِ التّيِ تَرضَاهَا قَالَ فَأَطرَقَ مَلِيّاً ثُمّ قَالَ إنِيّ أَقُولُ ذَلِكَ بِلَا حَقِيقَةٍ قَالَ أَ فَتَرجُو نَبِيّاً بَعدَ مُحَمّدٍ يَكُونُ لَكَ مَعَهُ سَابِقَةٌ قَالَ لَا قَالَ أَ فَتَرجُو دَاراً غَيرَ الدّارِ التّيِ أَنتَ فِيهَا تَرِدُ إِلَيهَا فَتَعمَلَ فِيهَا قَالَ لَا قَالَ أَ فَرَأَيتَ أَحَداً بِهِ مُسكَةُ عَقلٍ رضَيَِ لِنَفسِهِ مِن نَفسِهِ بِهَذَا إِنّكَ عَلَي حَالٍ لَا تَرضَاهَا وَ لَا تُحَدّثُ نَفسَكَ بِالِانتِقَالِ إِلَي حَالٍ تَرضَاهَا عَلَي حَقِيقَةٍ وَ لَا تَرجُو نَبِيّاً بَعدَ مُحَمّدٍ وَ لَا دَاراً غَيرَ الدّارِ التّيِ أَنتَ فِيهَا فَتَرِدَ إِلَيهَا فَتَعمَلَ فِيهَا وَ أَنتَ تَعِظُ النّاسَ وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي فَلِمَ تَشغَلُ النّاسَ عَنِ الفِعلِ وَ أَنتَ تَعِظُ النّاسَ قَالَ فَلَمّا وَلّي ع قَالَ الحَسَنُ مَن هَذَا قَالُوا عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع قَالَ أَهلُ بَيتِ عِلمٍ فَمَا رئُيَِ الحَسَنُ بَعدَ ذَلِكَ يَعِظُ النّاسَ
3-أَقُولُ وَ رَوَي السّيّدُ المُرتَضَي رَحِمَهُ اللّهُ فِي كِتَابِ الفُصُولِ عَنِ الشّيخِ بِإِسنَادِهِ قَالَ سَأَلَ رَجُلٌ عَلِيّ بنَ الحُسَينِ ع فَقَالَ لَهُ أخَبرِنيِ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ بِمَا ذَا فُضّلتُمُ النّاسَ جَمِيعاً وَ سُدتُمُوهُم فَقَالَ لَهُ ع أَنَا أُخبِرُكَ بِذَلِكَ اعلَم أَنّ النّاسَ كُلّهُم لَا يَخلُونَ مِن أَن يَكُونُوا أَحَدَ ثَلَاثَةٍ إِمّا رَجُلٌ أَسلَمَ عَلَي يَدِ جَدّنَا رَسُولِ اللّهِ فَهُوَ مَولَانَا وَ نَحنُ سَادَاتُهُ وَ إِلَينَا يَرجِعُ بِالوَلَاءِ أَو رَجُلٌ قَاتَلَنَا فَقَتَلنَاهُ فَمَضَي إِلَي النّارِ أَو رَجُلٌ أَخَذنَا مِنهُ الجِزيَةَ عَن يَدٍ وَ هُوَ صَاغِرٌ وَ لَا رَابِعَ لِلقَومِ فأَيَّ فَضلٍ لَم نَحُزهُ وَ شَرَفٍ لَم نَحصُلهُ بِذَلِكَ
صفحه : 147
1-كنز الكراجكي، قال الشعبيكنت بواسط و كان يوم أضحي فحضرت صلاة العيد مع الحجاج فخطب خطبة بليغة فلما انصرف جاءني رسوله فأتيته فوجدته جالسا مستوفزا قال ياشعبي هذا يوم أضحي و قدأردت أن أضحي فيه برجل من أهل العراق وأحببت أن تستمع قوله فتعلم أني قدأصبت الرأي فيما أفعل به فقلت أيها الأمير أ وتري أن تستن بسنة رسول الله ص وتضحي بما أمر أن يضحي به وتفعل مثل فعله وتدع ماأردت أن تفعله به في هذااليوم العظيم إلي غيره فقال ياشعبي إنك إذاسمعت ما يقول صوبت رأيي فيه لكذبه علي الله و علي رسوله وإدخال الشبهة في الإسلام قلت أفيري الأمير أن يعفيني من ذلك قال لابد منه ثم أمر بنطع فبسط وبالسياف فأحضر و قال أحضروا الشيخ فأتوا به فإذا هويحيي بن يعمر فاغتممت غما شديدا و قلت في نفسي و أي شيءيقوله يحيي مما يوجب قتله
صفحه : 148
فقال له الحجاج أنت تزعم أنك زعيم العراق قال يحيي أنافقيه من فقهاء العراق قال فمن أي فقهك زعمت أن الحسن و الحسين من ذرية رسول الله قال ما أنازاعم ذلك بل قائله بحق قال وبأي حق قلته قال بكتاب الله عز و جل فنظر إلي الحجاج و قال اسمع ما يقول فإن هذامما لم أكن سمعته عنه أتعرف أنت في كتاب الله عز و جل أن الحسن و الحسين من ذرية محمد رسول الله ص فجعلت أفكر في ذلك فلم أجد في القرآن شيئا يدل علي ذلك وفكر الحجاج مليا ثم قال ليحيي لعلك تريد قول الله تعالي فَمَن حَاجّكَ فِيهِ مِن بَعدِ ما جاءَكَ مِنَ العِلمِ فَقُل تَعالَوا نَدعُ أَبناءَنا وَ أَبناءَكُم وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُم وَ أَنفُسَنا وَ أَنفُسَكُم ثُمّ نَبتَهِل فَنَجعَل لَعنَتَ اللّهِ عَلَي الكاذِبِينَ و أن رسول الله ص خرج للمباهلة ومعه علي وفاطمة و الحسن و الحسين قال الشعبي فكأنما أهدي إلي قلبي سرورا و قلت في نفسي قدخلص يحيي و كان الحجاج حافظا للقرآن فقال له يحيي و الله إنها لحجة في ذلك بليغة ولكن ليس منها أحتج لما قلت فاصفر وجه الحجاج وأطرق مليا ثم رفع رأسه إلي يحيي و قال له إن أنت جئت من كتاب الله بغيرها في ذلك فلك عشرة ألف درهم و إن لم تأت فأنا في حل من دمك قال نعم قال الشعبي فغمني قوله و قلت أ ما كان في ألذي نزع به الحجاج مايحتج به يحيي ويرضيه بأنه قدعرفه وسبقه إليه ويتخلص منه حتي رد عليه وأفحمه فإن جاءه بعد هذابشيء لم آمن أن يدخل عليه فيه من القول مايبطل به حجته لئلا يقال إنه قدعلم ما قدجهله هو فقال يحيي للحجاج قول الله تعالي وَ مِن ذُرّيّتِهِ داوُدَ وَ سُلَيمانَ من عني بذلك قال الحجاج ابراهيم ع قال فداود وسليمان من ذريته قال نعم قال يحيي و من نص الله عليه بعد هذا أنه من ذريته فقرأ الحجاج وَ أَيّوبَ وَ يُوسُفَ وَ مُوسي وَ هارُونَ وَ كَذلِكَ نجَزيِ المُحسِنِينَ قال يحيي و من قال وَ زَكَرِيّا وَ يَحيي وَ عِيسي قال يحيي و من أين كان عيسي من ذرية ابراهيم ع و لاأب له قال من أمه مريم ع قال يحيي فمن أقرب مريم من ابراهيم ع أم فاطمة من محمدص وعيسي من ابراهيم و الحسن و الحسين ع من رسول الله
صفحه : 149
ص قال الشعبي فكأنما ألقمه حجرا فقال أطلقوه قبحه الله وادفعوا إليه عشرة ألف درهم لابارك الله له فيها ثم أقبل علي فقال قد كان رأيك صوابا ولكنا أبيناه ودعا بجزور فنحره وقام فدعا بالطعام فأكل وأكلنا معه و ماتكلم بكلمة حتي انصرفنا و لم يزل مما احتج به يحيي بن يعمر واجما بيان قال الجوهري استوفز في قعدته إذاقعد قعودا منتصبا غيرمطمئن و في القاموس وجم كوعد وجما ووجوما سكت علي غيظ والشيء كرهه
1-فس ،[تفسير القمي]حدَثّنَيِ أَبِي عَن إِسمَاعِيلَ بنِ أَبَانٍ عَن عَمرِو بنِ عَبدِ اللّهِ الثقّفَيِّ قَالَأَخرَجَ هِشَامُ بنُ عَبدِ المَلِكِ أَبَا جَعفَرٍ مُحَمّدَ بنَ عَلِيّ ع مِنَ المَدِينَةِ إِلَي الشّامِ وَ كَانَ يُنَزّلُهُ مَعَهُ فَكَانَ يَقعُدُ مَعَ النّاسِ فِي مَجَالِسِهِم فَبَينَا هُوَ قَاعِدٌ وَ عِندَهُ جَمَاعَةٌ مِنَ النّاسِ يَسأَلُونَهُ إِذ نَظَرَ إِلَي النّصَارَي يَدخُلُونَ فِي جَبَلٍ هُنَاكَ فَقَالَ مَا لِهَؤُلَاءِ القَومِ أَ لَهُم عِيدٌ اليَومَ قَالُوا لَا يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ وَ لَكِنّهُم يَأتُونَ عَالِماً لَهُم فِي هَذَا الجَبَلِ فِي كُلّ سَنَةٍ فِي هَذَا اليَومِ فَيُخرِجُونَهُ وَ يَسأَلُونَهُ عَمّا يُرِيدُونَ وَ عَمّا يَكُونُ فِي عَامِهِم قَالَ أَبُو جَعفَرٍ وَ لَهُ عِلمٌ فَقَالُوا مِن أَعلَمِ النّاسِ قَد أَدرَكَ أَصحَابَ الحَوَارِيّينَ مِن أَصحَابِ عِيسَي ع قَالَ فَهَلُمّ أَن نَذهَبَ إِلَيهِ فَقَالُوا ذَلِكَ إِلَيكَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ قَالَ فَقَنّعَ أَبُو جَعفَرٍ رَأسَهُ بِثَوبِهِ وَ مَضَي هُوَ وَ أَصحَابُهُ فَاختَلَطُوا بِالنّاسِ حَتّي أَتَوُا الجَبَلَ قَالَ فَقَعَدَ أَبُو جَعفَرٍ وَسطَ النّصَارَي هُوَ وَ أَصحَابُهُ فَأَخرَجَ النّصَارَي بِسَاطاً ثُمّ وَضَعُوا الوَسَائِدَ ثُمّ دَخَلُوا فَأَخرَجُوا ثُمّ رَبَطُوا عَينَيهِ فَقَلّبَ عَينَيهِ كَأَنّهُمَا عَينَا أَفعَي ثُمّ قَصَدَ نَحوَ أَبِي جَعفَرٍ ع فَقَالَ لَهُ
صفحه : 150
أَ مِنّا أَنتَ أَو مِنَ الأُمّةِ المَرحُومَةِ فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع مِنَ الأُمّةِ المَرحُومَةِ قَالَ أَ فَمِن عُلَمَائِهِم أَنتَ أَو مِن جُهّالِهِم قَالَ لَستُ مِن جُهّالِهِم قَالَ النصّراَنيِّ أَسأَلُكَ أَو تسَألَنُيِ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع سلَنيِ فَقَالَ يَا مَعشَرَ النّصَارَي رَجُلٌ مِن أُمّةِ مُحَمّدٍ يَقُولُ سلَنيِ إِنّ هَذَا لَعَالِمٌ بِالمَسَائِلِ ثُمّ قَالَ يَا عَبدَ اللّهِ أخَبرِنيِ عَن سَاعَةٍ مَا هيَِ مِنَ اللّيلِ وَ لَا هيَِ مِنَ النّهَارِ أَيّ سَاعَةٍ هيَِ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع مَا بَينَ طُلُوعِ الفَجرِ إِلَي طُلُوعِ الشّمسِ قَالَ النصّراَنيِّ فَإِذَا لَم يَكُن مِن سَاعَاتِ اللّيلِ وَ لَا مِن سَاعَاتِ النّهَارِ فَمِن أَيّ السّاعَاتِ هيَِ فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع مِن سَاعَاتِ الجَنّةِ وَ فِيهَا تُفِيقُ مَرضَانَا فَقَالَ النصّراَنيِّ أَصَبتَ فَأَسأَلُكَ أَو تسَألَنُيِ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع سلَنيِ قَالَ يَا مَعَاشِرَ النّصَارَي إِنّ هَذَا لمَلَيِّ بِالمَسَائِلِ أخَبرِنيِ عَن أَهلِ الجَنّةِ كَيفَ صَارُوا يَأكُلُونَ وَ لَا يَتَغَوّطُونَ أعَطنِيِ مِثلَهُ فِي الدّنيَا فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع هُوَ هَذَا الجَنِينُ فِي بَطنِ أُمّهِ يَأكُلُ مِمّا تَأكُلُ أُمّهُ وَ لَا يَتَغَوّطُ قَالَ النصّراَنيِّ أَصَبتَ أَ لَم تَقُل مَا أَنَا مِن عُلَمَائِهِم قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع إِنّمَا قُلتُ لَكَ مَا أَنَا مِن جُهّالِهِم قَالَ النصّراَنيِّ فَأَسأَلُكَ أَو تسَألَنُيِ[ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع سَلنِي] قَالَ يَا مَعشَرَ النّصَارَي وَ اللّهِ لَأَسأَلَنّهُ يَرتَطِمُ فِيهَا كَمَا يَرتَطِمُ الحِمَارُ فِي الوَحلِ فَقَالَ اسأَل قَالَ أخَبرِنيِ عَن رَجُلٍ دَنَا مِنِ امرَأَتِهِ فَحَمَلَت بِابنَينِ جَمِيعاً حَمَلَتهُمَا فِي سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ وَ مَاتَا فِي سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ وَ دُفِنَا فِي سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ فِي قَبرٍ وَاحِدٍ فَعَاشَ أَحَدُهُمَا خَمسِينَ وَ مِائَةَ سَنَةٍ وَ عَاشَ الآخَرُ خَمسِينَ سَنَةً مَن هُمَا قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع هُمَا عُزَيرٌ وَ عَزرَةُ كَانَ حَمَلَ أُمّهُمَا مَا وَصَفتَ وَ وَضَعَتهُمَا عَلَي مَا وَصَفتَ وَ عَاشَ عَزرَةُ وَ عُزَيرٌ فَعَاشَ عَزرَةُ وَ عُزَيرٌ ثَلَاثِينَ سَنَةً ثُمّ أَمَاتَ اللّهُ عُزَيراً مِائَةَ سَنَةٍ وَ
صفحه : 151
بقَيَِ عَزرَةُ يَحيَا ثُمّ بَعَثَ اللّهُ عُزَيراً فَعَاشَ مَعَ عَزرَةِ عِشرِينَ سَنَةً قَالَ النصّراَنيِّ يَا مَعشَرَ النّصَارَي مَا رَأَيتُ أَحَداً قَطّ أَعلَمَ مِن هَذَا الرّجُلِ لَا تسَألَوُنيّ عَن حَرفٍ وَ هَذَا بِالشّامِ ردُوّنيِ فَرَدّوهُ إِلَي كَهفِهِ وَ رَجَعَ النّصَارَي مَعَ أَبِي جَعفَرٍ ع
بيان قوله وربطوا عينيه أي قدكانوا ربطوهما قبل أن يخرجوه فلما حلوا الرباط قلبهما ونظر إليهم ويحتمل أن يكونوا ربطوا جفني عينيه العلياوين إلي فوق ليتمكن من النظر من كثرة الكبر ويقال رطمه إذاأدخله في أمر لايخرج منه فارتطم والوحل الطين
2-ير،[بصائر الدرجات ] مُحَمّدُ بنُ الحُسَينِ عَنِ البزَنَطيِّ عَن عَبدِ الكَرِيمِ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ قَالَدَخَلتُ أَنَا وَ أَبُو جَعفَرٍ ع مَسجِدَ الحَرَامِ فَإِذَا طَاوُسٌ اليمَاَنيِّ يَقُولُ لِأَصحَابِهِ تَدرُونَ مَتَي قُتِلَ نِصفُ النّاسِ فَسَمِعَهُ أَبُو جَعفَرٍ ع يَقُولُ نِصفُ النّاسِ قَالَ إِنّمَا هُوَ رُبُعُ النّاسِ إِنّمَا هُوَ آدَمُ وَ حَوّاءُ وَ قَابِيلُ وَ هَابِيلُ قَالَ صَدَقتَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ قَالَ أَ تدَريِ مَا صُنِعَ بِالقَاتِلِ قَالَ لَا قَالَ مُحَمّدُ بنُ مُسلِمٍ قُلتُ فِي نفَسيِ هَذِهِ وَ اللّهِ مَسأَلَةٌ قَالَ فَغَدَوتُ إِلَيهِ فِي مَنزِلِهِ فَلَبِسَ ثِيَابَهُ وَ أُسرِجَ لَهُ قَالَ فبَدَأَنَيِ بِالحَدِيثِ قَبلَ أَن أَسأَلَهُ فَقَالَ يَا مُحَمّدَ بنَ مُسلِمٍ إِنّ بِالهِندِ أَو بِتِلقَاءِ الهِندِ رجل [رَجُلًا]يَلبَسُ المُسُوحَ مَغلُولَةً يَدُهُ إِلَي عُنُقِهِ موكل [مُوَكّلًا] بِهِ عَشَرَةُ رَهطٍ تَفنَي النّاسُ وَ لَا يَفنُونَ كُلّمَا ذَهَبَ وَاحِدٌ جُعِلَ مَكَانَهُ آخَرُ يَدُورُ مَعَ الشّمسِ حَيثُ مَا دَارَت يُعَذّبُ بِحَرّ الشّمسِ وَ زَمهَرِيرِ البَردِ حَتّي تَقُومَ السّاعَةُ
صفحه : 152
قَالَ وَ قُلتُ وَ مَن ذَا جعَلَنَيَِ اللّهُ فِدَاكَ قَالَ ذَاكَ قَابِيلُ
3-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيَِ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّ عَبدَ المَلِكِ بنَ مَروَانَ كَتَبَ إِلَي عَامِلِهِ بِالمَدِينَةِ فِي رِوَايَةِ هِشَامِ بنِ عَبدِ المَلِكِ أَن وَجّه إلِيَّ مُحَمّدَ بنَ عَلِيّ فَخَرَجَ أَبِي وَ أخَرجَنَيِ مَعَهُ فَمَضَينَا حَتّي أَتَينَا مَديَنَ شُعَيبٍ فَإِذَا نَحنُ بِدَيرٍ عَظِيمٍ وَ عَلَي بَابِهِ أَقوَامٌ عَلَيهِم ثِيَابُ صُوفٍ خَشِنَةٌ فأَلَبسَنَيِ واَلدِيِ وَ لَبِسَ ثِيَاباً خَشِنَةً فَأَخَذَ بيِدَيِ حَتّي جِئنَا وَ جَلَسنَا عِندَ القَومِ فَدَخَلنَا مَعَ القَومِ الدّيرَ فَرَأَينَا شَيخاً قَد سَقَطَ حَاجِبَاهُ عَلَي عَينَيهِ مِنَ الكِبَرِ فَنَظَرَ إِلَينَا فَقَالَ لأِبَيِ أَنتَ مِنّا أَم مِن هَذِهِ الأُمّةِ المَرحُومَةِ قَالَ لَا بَل مِن هَذِهِ الأُمّةِ المَرحُومَةِ قَالَ مِن عُلَمَائِهَا أَو مِن جُهّالِهَا قَالَ أَبِي مِن عُلَمَائِهَا قَالَ أَسأَلُكَ عَن مَسأَلَةٍ قَالَ سَل قَالَ أخَبرِنيِ عَن أَهلِ الجَنّةِ إِذَا دَخَلُوهَا وَ أَكَلُوا مِن نَعِيمِهَا هَل يَنقُصُ مِن ذَلِكَ شَيءٌ قَالَ لَا قَالَ الشّيخُ مَا نَظِيرُهُ قَالَ أَبِي أَ لَيسَ التّورَاةُ وَ الإِنجِيلُ وَ الزّبُورُ وَ الفُرقَانُ يُؤخَذُ مِنهَا وَ لَا يَنقُصُ مِنهَا شَيءٌ قَالَ أَنتَ مِن عُلَمَائِهَا ثُمّ قَالَ أَهلُ الجَنّةِ هَل يَحتَاجُونَ إِلَي البَولِ وَ الغَائِطِ قَالَ أَبِي لَا قَالَ وَ مَا نَظِيرُ ذَلِكَ قَالَ أَبِي أَ لَيسَ الجَنِينُ فِي بَطنِ أُمّهِ يَأكُلُ وَ يَشرَبُ وَ لَا يَبُولُ وَ لَا يَتَغَوّطُ قَالَ صَدَقتَ قَالَ وَ سَأَلَ عَن مَسَائِلَ فَأَجَابَ أَبِي ثُمّ قَالَ الشّيخُ أخَبرِنيِ عَن تَوأَمَينِ وُلِدَا فِي سَاعَةٍ وَ مَاتَا فِي سَاعَةٍ عَاشَ أَحَدُهُمَا مِائَةً وَ خَمسِينَ سَنَةً وَ عَاشَ الآخَرُ خَمسِينَ سَنَةً مَن كَانَا وَ كَيفَ قِصّتُهُمَا قَالَ أَبِي هُمَا عُزَيرٌ وَ عَزرَةُ أَكرَمَ اللّهُ تَعَالَي عُزَيراً بِالنّبُوّةِ عِشرِينَ سَنَةً وَ أَمَاتَهُ مِائَةَ سَنَةٍ ثُمّ أَحيَاهُ فَعَاشَ بَعدَهُ ثَلَاثِينَ سَنَةً وَ مَاتَا فِي سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ فَخَرّ الشّيخُ مَغشِيّاً عَلَيهِ فَقَالَ فَقَامَ أَبِي وَ خَرَجنَا مِنَ الدّيرِ فَخَرَجَ إِلَينَا جَمَاعَةٌ مِنَ الدّيرِ وَ قَالُوا يَدعُوكَ
صفحه : 153
شَيخُنَا فَقَالَ أَبِي مَا لِي بِشَيخِكُم مِن حَاجَةٍ فَإِن كَانَ لَهُ عِندَنَا حَاجَةٌ فَليَقصِدنَا فَرَجَعُوا ثُمّ جَاءُوا بِهِ وَ أَجلَسَ بَينَ يدَيَ أَبِي فَقَالَ مَا اسمُكَ قَالَ ع مُحَمّدٌ قَالَ أَنتَ مُحَمّدٌ النّبِيّ قَالَ لَا أَنَا ابنُ بِنتِهِ قَالَ مَا اسمُ أُمّكَ قَالَ أمُيّ فَاطِمَةُ قَالَ مَن كَانَ أَبُوكَ قَالَ اسمُهُ عَلِيّ قَالَ أَنتَ ابنُ إِليَا بِالعِبرَانِيّةِ وَ عَلِيّ بِالعَرَبِيّةِ قَالَ نَعَم قَالَ ابنُ شَبّرَ أَو شَبِيرٍ قَالَ إنِيّ ابنُ شَبِيرٍ قَالَ الشّيخُ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَنّ جَدّكَ مُحَمّداًص رَسُولُ اللّهِ ثُمّ ارتَحَلنَا حَتّي أَتَينَا عَبدَ المَلِكِ فَنَزَلَ مِن سَرِيرِهِ وَ استَقبَلَ أَبِي وَ قَالَ عُرِضَت لِي مَسأَلَةٌ لَم يَعرِفهَا العُلَمَاءُ فأَخَبرِنيِ إِذَا قَتَلَت هَذِهِ الأُمّةُ إِمَامَهَا المَفرُوضَ طَاعَتُهُ عَلَيهِم أَيّ عِبرَةٍ يُرِيهِمُ اللّهُ فِي ذَلِكَ اليَومِ قَالَ أَبِي إِذَا كَانَ كَذَلِكَ لَا يَرفَعُونَ حَجَراً إِلّا وَ يَرَونَ تَحتَهُ دَماً عَبِيطاً فَقَبّلَ عَبدُ المَلِكِ رَأسَ أَبِي وَ قَالَ صَدَقتَ إِنّ فِي يَومٍ قُتِلَ فِيهِ أَبُوكَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع كَانَ عَلَي بَابِ أَبِي مَروَانَ حَجَرٌ عَظِيمٌ فَأَمَرَ أَن يَرفَعُوهُ فَرَأَينَا تَحتَهُ دَماً عَبِيطاً يغَليِ وَ كَانَ لِي أَيضاً حَوضٌ كَبِيرٌ فِي بسُتاَنيِ وَ كَانَ حَافَتُهُ[حَافَتَاهُ]حِجَارَةً سَودَاءَ فَأَمَرتُ أَن تُرفَعَ وَ يُوضَعَ مَكَانَهَا حِجَارَةٌ بِيضٌ وَ كَانَ فِي ذَلِكَ اليَومِ قُتِلَ الحُسَينُ ع فَرَأَيتُ دَماً عَبِيطاً يغَليِ تَحتَهَا أَ تُقِيمُ عِندَنَا وَ لَكَ مِنَ الكَرَامَةِ مَا تَشَاءُ أَم تَرجِعُ قَالَ أَبِي بَل أَرجِعُ إِلَي قَبرِ جدَيّ فَأَذِنَ لَهُ بِالِانصِرَافِ فَبَعَثَ قَبلَ خُرُوجِنَا بَرِيداً يَأمُرُ أَهلَ كُلّ مَنزِلٍ أَن لَا يُطعِمُونَا شَيئاً وَ لَا يُمكِنُونَا مِنَ النّزُولِ فِي بَلَدٍ حَتّي نَمُوتَ جُوعاً فَكُلّمَا بَلَغنَا مَنزِلًا طَرَدُونَا وَ فنَيَِ زَادُنَا حَتّي أَتَينَا مَديَنَ شُعَيبٍ وَ قَد أُغلِقَ بَابُهُ فَصَعِدَ أَبِي جَبَلًا هُنَاكَ مُطِلّا عَلَي البَلَدِ أَو مَكَاناً مُرتَفِعاً عَلَيهِ فَقَرَأَوَ إِلي مَديَنَ أَخاهُم شُعَيباً قالَ يا قَومِ اعبُدُوا اللّهَ ما لَكُم مِن إِلهٍ غَيرُهُ وَ لا تَنقُصُوا المِكيالَ وَ المِيزانَ إنِيّ أَراكُم بِخَيرٍ وَ إنِيّ أَخافُ عَلَيكُم عَذابَ يَومٍ مُحِيطٍ وَ يا قَومِ أَوفُوا المِكيالَ وَ المِيزانَ بِالقِسطِ وَ لا تَبخَسُوا النّاسَ أَشياءَهُم وَ لا تَعثَوا فِي الأَرضِ مُفسِدِينَ بَقِيّتُ اللّهِ خَيرٌ لَكُم إِن كُنتُم
صفحه : 154
مُؤمِنِينَ ثُمّ رَفَعَ صَوتَهُ وَ قَالَ وَ اللّهِ أَنَا بَقِيّةُ اللّهِ فَأَخبَرُوا الشّيخَ بِقُدُومِنَا وَ أَحوَالِنَا فَحَمَلُوهُ إِلَي أَبِي وَ كَانَ لَهُم مَعَهُم مِنَ الطّعَامِ كَثِيرٌ فَأَحسَنَ ضِيَافَتَنَا فَأَمَرَ الواَليِ بِتَقيِيدِ الشّيخِ فَقَيّدُوهُ لِيَحمِلُوهُ إِلَي عَبدِ المَلِكِ لِأَنّهُ خَالَفَ أَمرَهُ قَالَ الصّادِقُ ع فَاغتَمَمتُ لِذَلِكَ وَ بَكَيتُ فَقَالَ واَلدِيِ وَ لَا بَأسَ مِن عَبدِ المَلِكِ بِالشّيخِ وَ لَا يَصِلُ إِلَيهِ فَإِنّهُ يُتَوَفّي أَوّلَ مَنزِلٍ يَنزِلُهُ وَ ارتَحَلنَا حَتّي رَجَعنَا إِلَي المَدِينَةِ بِجَهدٍ
4-كا،[الكافي]عِدّةٌ مِن أَصحَابِنَا عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن مُحَمّدِ بنِ الفُضَيلِ عَن أَبِي حَمزَةَ الثمّاَليِّ قَالَكُنتُ جَالِساً فِي مَسجِدِ رَسُولِ اللّهِص إِذ أَقبَلَ رَجُلٌ فَسَلّمَ فَقَالَ مَن أَنتَ يَا عَبدَ اللّهِ فَقُلتُ رَجُلٌ مِن أَهلِ الكُوفَةِ فَقُلتُ فَمَا حَاجَتُكَ فَقَالَ لِي أَ تَعرِفُ أَبَا جَعفَرٍ مُحَمّدَ بنَ عَلِيّ ع قُلتُ نَعَم قَالَ فَمَا حَاجَتُكَ إِلَيهِ فَقَالَ هَيّأتُ لَهُ أَربَعِينَ مَسأَلَةً أَسأَلُهُ عَنهَا فَمَا كَانَ مِن حَقّ أَخَذتُهُ وَ مَا كَانَ مِن بَاطِلٍ تَرَكتُهُ قَالَ أَبُو حَمزَةَ فَقُلتُ هَل تَعرِفُ مَا بَينَ الحَقّ وَ البَاطِلِ فَقَالَ نَعَم فَقُلتُ لَهُ فَمَا حَاجَتُكَ إِلَيهِ إِذَا كُنتَ تَعرِفُ مَا بَينَ الحَقّ وَ البَاطِلِ فَقَالَ لِي يَا أَهلَ الكُوفَةِ أَنتُم قَومٌ مَا تُطَاقُونَ إِذَا رَأَيتَ أَبَا جَعفَرٍ ع فأَخَبرِنيِ فَمَا انقَطَعَ كَلَامُهُ حَتّي أَقبَلَ أَبُو جَعفَرٍ ع وَ حَولَهُ أَهلُ خُرَاسَانَ وَ غَيرُهُم يَسأَلُونَهُ عَن مَنَاسِكِ الحَجّ فَمَضَي حَتّي جَلَسَ مَجلِسَهُ وَ جَلَسَ الرّجُلُ قَرِيباً مِنهُ قَالَ أَبُو حَمزَةَ فَجَلَستُ بِحَيثُ أَسمَعُ الكَلَامَ وَ حَولَهُ عَالِمٌ مِنَ النّاسِ فَلَمّا قَضَي حَوَائِجَهُم وَ انصَرَفُوا التَفَتَ إِلَي الرّجُلِ فَقَالَ لَهُ مَن أَنتَ فَقَالَ أَنَا قَتَادَةُ بنُ دِعَامَةَ البصَريِّ فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعفَرٍ ع أَنتَ فَقِيهُ أَهلِ البَصرَةِ قَالَ نَعَم فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعفَرٍ
صفحه : 155
ع وَيحَكَ يَا قَتَادَةُ إِنّ اللّهَ تَعَالَي خَلَقَ خَلقاً مِن خَلقِهِ فَجَعَلَهُم حُجَجاً عَلَي خَلقِهِ وَ هُم أَوتَادٌ فِي أَرضِهِ قُوّامٌ بِأَمرِهِ نُجَبَاءُ فِي عِلمِهِ اصطَفَاهُم قَبلَ خَلقِهِ أَظِلّةً عَن يَمِينِ عَرشِهِ قَالَ فَسَكَتَ قَتَادَةُ طَوِيلًا ثُمّ قَالَ أَصلَحَكَ اللّهُ وَ اللّهِ لَقَد جَلَستُ بَينَ يدَيَِ الفُقَهَاءِ وَ قُدّامَ ابنِ عَبّاسٍ فَمَا اضطَرَبَ قلَبيِ قُدّامَ وَاحِدٍ مِنهُم مَا اضطَرَبَ قُدّامَكَ فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع أَ تدَريِ أَينَ أَنتَ بَينَ يدَيَبُيُوتٍ أَذِنَ اللّهُ أَن تُرفَعَ وَ يُذكَرَ فِيهَا اسمُهُ يُسَبّحُ لَهُ فِيها بِالغُدُوّ وَ الآصالِ رِجالٌ لا تُلهِيهِم تِجارَةٌ وَ لا بَيعٌ عَن ذِكرِ اللّهِ وَ إِقامِ الصّلاةِ وَ إِيتاءِ الزّكاةِفَأَنتَ ثَمّ وَ نَحنُ أُولَئِكَ فَقَالَ قَتَادَةُ صَدَقتَ وَ اللّهِ جعَلَنَيَِ اللّهُ فِدَاكَ وَ اللّهِ مَا هيَِ بُيُوتَ حِجَارَةٍ وَ لَا طِينٍ قَالَ قَتَادَةُ فأَخَبرِنيِ عَنِ الجُبُنّ فَتَبَسّمَ أَبُو جَعفَرٍ ع وَ قَالَ رَجَعَت مَسَائِلُكَ إِلَي هَذَا قَالَ ضَلّت عنَيّ فَقَالَ لَا بَأسَ بِهِ فَقَالَ إِنّهُ رُبّمَا جُعِلَت فِيهِ إِنفَحَةُ المَيّتِ قَالَ لَيسَ بِهَا بَأسٌ إِنّ الإِنفَحَةَ لَيسَت لَهَا عُرُوقٌ وَ لَا فِيهَا دَمٌ وَ لَا لَهَا عَظمٌ إِنّمَا تَخرُجُ مِن بَينِ فَرثٍ وَ دَمٍ ثُمّ قَالَ وَ إِنّمَا الإِنفَحَةُ بِمَنزِلَةِ دَجَاجَةٍ مَيتَةٍ خَرَجَت مِنهَا بَيضَةٌ فَهَل تَأكُلُ تِلكَ البَيضَةَ فَقَالَ قَتَادَةُ لَا وَ لَا آمُرُ بِأَكلِهَا فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعفَرٍ ع وَ لِمَ قَالَ لِأَنّهَا مِنَ المَيتَةِ قَالَ لَهُ فَإِن حُضِنَت تِلكَ البَيضَةُ فَخَرَجَت مِنهَا دَجَاجَةٌ أَ تَأكُلُهَا قَالَ نَعَم قَالَ فَمَا حَرّمَ عَلَيكَ البَيضَةَ وَ أَحَلّ لَكَ الدّجَاجَةَ ثُمّ قَالَ فَكَذَلِكَ الإِنفَحَةُ مِثلُ البَيضَةِ فَاشتَرِ الجُبُنّ مِن أَسوَاقِ المُسلِمِينَ مِن أيَديِ المُصَلّينَ وَ لَا تَسأَل عَنهُ إِلّا أَن يَأتِيَكَ مَن يُخبِرُكَ عَنهُ
صفحه : 156
5-شي،[تفسير العياشي] عَن مُحَمّدِ بنِ هَاشِمٍ عَمّن أَخبَرَهُ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ لَهُ الأَبرَشُ الكلَبيِّ بلَغَنَيِ أَنّكَ قُلتَ فِي قَولِ اللّهِيَومَ تُبَدّلُ الأَرضُأَنّهَا تُبَدّلُ خُبزَةً فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع صَدَقُوا تُبَدّلُ الأَرضُ خُبزَةً نَقِيّةً فِي المَوقِفِ يَأكُلُونَ مِنهَا فَضَحِكَ الأَبرَشُ وَ قَالَ أَ مَا لَهُم شُغُلٌ بِمَا هُم فِيهِ عَن أَكلِ الخُبُزِ فَقَالَ وَيحَكَ فِي أَيّ المَنزِلَتَينِ هُم أَشَدّ شُغُلًا وَ أَسوَأُ حَالًا إِذَا هُم فِي المَوقِفِ أَو فِي النّارِ يُعَذّبُونَ فَقَالَ لَا فِي النّارِ فَقَالَ وَيحَكَ وَ إِنّ اللّهَ يَقُولُلَآكِلُونَ مِن شَجَرٍ مِن زَقّومٍ فَمالِؤُنَ مِنهَا البُطُونَ فَشارِبُونَ عَلَيهِ مِنَ الحَمِيمِ فَشارِبُونَ شُربَ الهِيمِ قَالَ فَسَكَتَ
وَ فِي خَبَرٍ آخَرَ عَنهُ فَقَالَ وَ هُم فِي النّارِ لَا يُشغَلُونَ عَن أَكلِ الضّرِيعِ وَ شُربِ الحَمِيمِ وَ هُم فِي العَذَابِ كَيفَ يُشغَلُونَ عَنهُ فِي الحِسَابِ
6-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] سَأَلَ طَاوُسٌ اليمَاَنيِّ البَاقِرَ ع مَتَي هَلَكَ ثُلُثُ النّاسِ فَقَالَ ع يَا أَبَا عَبدِ الرّحمَنِ لَم يَمُت ثُلُثُ النّاسِ قَطّ يَا شَيخُ أَرَدتَ أَن تَقُولَ مَتَي هَلَكَ رُبُعُ النّاسِ وَ ذَلِكَ يَومَ قَتَلَ قَابِيلُ هَابِيلَ كَانُوا أَربَعَةً آدَمُ وَ حَوّاءُ وَ هَابِيلُ وَ قَابِيلُ فَهَلَكَ رُبُعُهُم قَالَ فَأَيّهُمَا كَانَ أَبَا النّاسِ القَاتِلَ أَوِ المَقتُولَ قَالَ لَا وَاحِدَ مِنهُمَا أَبُوهُم شَيثٌ وَ سَأَلَهُ عَن شَيءٍ قَلِيلُهُ حَلَالٌ وَ كَثِيرُهُ حَرَامٌ فِي القُرآنِ قَالَ نَهَرُ طَالُوتَ إِلّا مَنِ اغتَرَفَ غُرفَةً بِيَدِهِ وَ عَن صَلَاةٍ مَفرُوضَةٍ بِغَيرِ وُضُوءٍ وَ صَومٍ لَا يَحجُزُ عَن أَكلٍ وَ شُربٍ فَقَالَ ع الصّلَاةُ عَلَي النّبِيّ وَ الصّومُ قَولُهُ تَعَالَيإنِيّ نَذَرتُ لِلرّحمنِ صَوماً وَ عَن شَيءٍ يَزِيدُ وَ يَنقُصُ فَقَالَ ع القَمَرُ وَ عَن شَيءٍ يَزِيدُ وَ لَا يَنقُصُ فَقَالَ البَحرُ وَ عَن شَيءٍ يَنقُصُ وَ لَا يَزِيدُ فَقَالَ العُمُرُ وَ عَن طَائِرٍ طَارَ مَرّةً وَ لَم يَطِر قَبلَهَا وَ لَا بَعدَهَا قَالَ ع طُورُ سَينَاءَ قَولُهُ تَعَالَيوَ إِذ نَتَقنَا الجَبَلَ فَوقَهُم كَأَنّهُ ظُلّةٌ وَ عَن قَومٍ شَهِدُوا بِالحَقّ وَ هُم كَاذِبُونَ قَالَ ع المُنَافِقُونَ حِينَ قَالُوانَشهَدُ إِنّكَ لَرَسُولُ اللّهِ
صفحه : 157
7- مُحَمّدُ بنُ المُنكَدِرِ رَأَيتُ البَاقِرَ ع وَ هُوَ مُتّكِئٌ عَلَي غُلَامَينِ أَسوَدَينِ فَسَلّمتُ عَلَيهِ فَرَدّ عَلَيّ عَلَي بُهرٍ وَ قَد تَصَبّبَ عَرَقاً فَقُلتُ أَصلَحَكَ اللّهُ لَو جَاءَكَ المَوتُ وَ أَنتَ عَلَي هَذِهِ الحَالِ فِي طَلَبِ الدّنيَا فَخَلّي الغُلَامَينِ مِن يَدِهِ وَ تَسَانَدَ وَ قَالَ لَو جاَءنَيِ أَنَا فِي طَاعَةٍ مِن طَاعَاتِ اللّهِ أَكُفّ بِهَا نفَسيِ عَنكَ وَ عَنِ النّاسِ وَ إِنّمَا كُنتُ أَخَافُ اللّهَ لَو جاَءنَيِ وَ أَنَا عَلَي مَعصِيَةٍ مِن معَاَصيِ اللّهِ فَقُلتُ رَحِمَكَ اللّهُ أَرَدتُ أَن أَعِظَكَ فوَعَظَتنَيِ
8- وَ كَانَ عَبدُ اللّهِ بنُ نَافِعِ بنِ الأَزرَقِ يَقُولُ لَو عَرَفتُ أَنّ بَينَ قُطرَيهَا أَحَداً تبُلغِنُيِ إِلَيهِ الإِبِلُ يخَصمِنُيِ بِأَنّ عَلِيّاً ع قَتَلَ أَهلَ النّهرَوَانِ وَ هُوَ غَيرُ ظَالِمٍ لَرَحَلتُهَا إِلَيهِ قِيلَ لَهُ ائتِ وَلَدَهُ مُحَمّدَ البَاقِرِ ع فَأَتَاهُ فَسَأَلَهُ فَقَالَ ع بَعدَ الكَلَامِ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي أَكرَمَنَا بِنُبُوّتِهِ وَ اختَصّنَا بِوَلَايَتِهِ يَا مَعشَرَ أَولَادِ المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ مَن كَانَ عِندَهُ مَنقَبَةٌ فِي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَليَقُم وَ ليُحَدّث فَقَامُوا وَ نَشَرُوا مِن مَنَاقِبِهِ
صفحه : 158
فَلَمّا انتَهَوا إِلَي قَولِهِ لَأُعطِيَنّ الرّايَةَ الخَبَرَ سَأَلَهُ أَبُو جَعفَرٍ ع عَن صِحّتِهِ فَقَالَ هُوَ حَقّ لَا شَكّ فِيهِ وَ لَكِن عَلِيّاً أَحدَثَ الكُفرَ بَعدُ فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع أخَبرِنيِ عَنِ اللّهِ أَحَبّ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع يَومَ أَحَبّهُ وَ هُوَ يَعلَمُ أَنّهُ يَقتُلُ أَهلَ النّهرَوَانِ أَم لَم يَعلَم إِن قُلتَ لَا كَفَرتَ فَقَالَ قَد عَلِمَ قَالَ فَأَحَبّهُ عَلَي أَن يَعمَلَ بِطَاعَتِهِ أَم عَلَي أَن يَعمَلَ بِمَعصِيَتِهِ قَالَ عَلَي أَن يَعمَلَ بِطَاعَتِهِ فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع قُم مَخصُوصاً فَقَامَ وَ هُوَ يَقُولُحَتّي يَتَبَيّنَ لَكُمُ الخَيطُ الأَبيَضُ مِنَ الخَيطِ الأَسوَدِاللّهُ أَعلَمُ حَيثُ يَجعَلُ رِسالَتَهُ
9- وَ فِي حَدِيثِ نَافِعِ بنِ الأَزرَقِ أَنّهُ سَأَلَ البَاقِرَ ع عَن مَسَائِلَ مِنهَا قَولُهُ تَعَالَيوَ سئَل مَن أَرسَلنا مِن قَبلِكَ مِن رُسُلِنا أَ جَعَلنا مِن دُونِ الرّحمنِ آلِهَةً يُعبَدُونَ مَنِ ألّذِي يَسأَلُهُ مُحَمّدٌ وَ كَانَ بَينَهُ وَ بَينَ عِيسَي خَمسُمِائَةِ سَنَةٍ قَالَ فَقَرَأَ أَبُو جَعفَرٍ ع سُبحانَ ألّذِي أَسري بِعَبدِهِ لَيلًا ثُمّ ذَكَرَ اجتِمَاعَهُ بِالمُرسَلِينَ وَ الصّلَاةَ بِهِم
10- وَ تَكَلّمَ بَعضُ رُؤَسَاءِ الكَيسَانِيّةِ مَعَ البَاقِرِ ع فِي حَيَاةِ مُحَمّدِ بنِ الحَنَفِيّةِ قَالَ لَهُ وَيحَكَ مَا هَذِهِ الحِمَاقَةُ أَنتُم أَعلَمُ بِهِ أَم نَحنُ قَد حدَثّنَيِ أَبِي عَلِيّ بنُ الحُسَينِ عَلَيهِمَا السّلَامُ أَنّهُ شَهِدَ مَوتَهُ وَ غُسلَهُ وَ كَفنَهُ وَ الصّلَاةَ عَلَيهِ وَ إِنزَالَهُ فِي قَبرِهِ فَقَالَ شُبّهَ عَلَي أَبِيكَ كَمَا شُبّهَ عِيسَي ابنُ مَريَمَ عَلَي اليَهُودِ فَقَالَ لَهُ البَاقِرُ ع أَ فَنَجعَلُ هَذِهِ الحُجّةَ قَضَاءً بَينَنَا وَ بَينَكَ قَالَ نَعَم قَالَ أَ رَأَيتَ اليَهُودَ الّذِينَ شُبّهَ عِيسَي ع عَلَيهِم كَانُوا أَولِيَاءَهُ أَو أَعدَاءَهُ قَالَ بَل كَانُوا أَعدَاءَهُ قَالَ فَكَانَ أَبِي عَدُوّ مُحَمّدِ بنِ الحَنَفِيّةِ فَشُبّهَ لَهُ قَالَ لَا وَ انقَطَعَ وَ رَجَعَ عَمّا كَانَ عَلَيهِ
11- وَ جَاءَهُ رَجُلٌ مِن أَهلِ الشّامِ وَ سَأَلَهُ عَن بَدءِ خَلقِ البَيتِ فَقَالَ ع إِنّ اللّهَ تَعَالَي لَمّا قَالَ لِلمَلَائِكَةِإنِيّ جاعِلٌ فِي الأَرضِ خَلِيفَةًفَرَدّوا عَلَيهِ بِقَولِهِمأَ تَجعَلُ فِيها وَ سَاقَ الكَلَامَ إِلَي قَولِهِ تَعَالَيوَ ما كُنتُم تَكتُمُونَفَعَلِمُوا أَنّهُم وَقَعُوا فِي الخَطِيئَةِ
صفحه : 159
فَعَاذُوا بِالعَرشِ فَطَافُوا حَولَهُ سَبعَةَ أَشوَاطٍ يَستَرضُونَ رَبّهُم عَزّ وَ جَلّ فرَضَيَِ عَنهُم وَ قَالَ لَهُمُ اهبِطُوا إِلَي الأَرضِ فَابنُوا لِي بَيتاً يُعَوّذُ بِهِ مَن أَذنَبَ مِن عبِاَديِ وَ يَطُوفُ حَولَهُ كَمَا طُفتُم أَنتُم حَولَ عرَشيِ فَأَرضَي عَنهُ كَمَا رَضِيتُ عَنكُم فَبَنَوا هَذَا البَيتَ فَقَالَ لَهُ الرّجُلُ صَدَقتَ يَا أَبَا جَعفَرٍ فَمَا بَدءُ هَذَا الحَجَرِ قَالَ إِنّ اللّهَ تَعَالَي لَمّا أَخَذَ مِيثَاقَ بنَيِ آدَمَ أَجرَي نَهَراً أَحلَي مِنَ العَسَلِ وَ أَليَنَ مِنَ الزّبدِ ثُمّ أَمَرَ القَلَمَ استَمَدّ مِن ذَلِكَ وَ كَتَبَ إِقرَارَهُم وَ مَا هُوَ كَائِنٌ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ ثُمّ أَلقَمَ ذَلِكَ الكِتَابُ هَذَا الحَجَرَ فَهَذَا الِاستِلَامُ ألّذِي تَرَي إِنّمَا هُوَ بِيعَةٌ عَلَي إِقرَارِهِم وَ كَانَ أَبِي إِذَا استَلَمَ الرّكنَ قَالَ أللّهُمّ أمَاَنتَيِ أَدّيتُهَا وَ ميِثاَقيِ تَعَاهَدتُهُ لِيَشهَدَ لِي عِندَكَ بِالوَفَاءِ فَقَالَ الرّجُلُ صَدَقتَ يَا أَبَا جَعفَرٍ ثُمّ قَامَ فَلَمّا وَلّي قَالَ البَاقِرُ ع لِابنِهِ الصّادِقِ ع اردُدهُ عَلَيّ فَتَبِعَهُ إِلَي الصّفَا فَلَم يَرَهُ فَقَالَ البَاقِرُ ع أَرَاهُ الخَضِرَ ع
12-كش ،[رجال الكشي] مُحَمّدُ بنُ قُولَوَيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ بُندَارَ القمُيّّ عَنِ البرَقيِّ عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ النّضرِ عَن عَبّادِ بنِ بَشِيرٍ عَن ثُوَيرِ بنِ أَبِي فَاخِتَةَ قَالَخَرَجتُ حَاجّاً فصَحَبِنَيِ عُمَرُ بنُ ذَرّ القاَضيِ وَ ابنُ قَيسٍ المَاصِرُ وَ الصّلتُ بنُ بَهرَامَ وَ كَانُوا إِذَا
صفحه : 160
نَزَلُوا مَنزِلًا قَالُوا انظُرِ الآنَ فَقَد حَرّرنَا أَربَعَةَ آلَافِ مَسأَلَةٍ نَسأَلُ أَبَا جَعفَرٍ ع مِنهَا عَن ثَلَاثِينَ كُلّ يَومٍ وَ قَد قَلّدنَاكَ ذَلِكَ قَالَ ثُوَيرٌ فغَمَنّيِ ذَلِكَ حَتّي إِذَا دَخَلنَا المَدِينَةَ فَافتَرَقنَا فَنَزَلتُ أَنَا عَلَي أَبِي جَعفَرٍ فَقُلتُ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ إِنّ ابنَ ذَرّ وَ ابنَ قَيسٍ المَاصِرَ وَ الصّلتَ صحَبِوُنيِ وَ كُنتُ أَسمَعُهُم يَقُولُونَ قَد حَرّرنَا أَربَعَةَ آلَافِ مَسأَلَةٍ نَسأَلُ أَبَا جَعفَرٍ ع عَنهَا فغَمَنّيِ ذَلِكَ فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع مَا يَغُمّكَ مِن ذَلِكَ فَإِذَا جَاءُوا فَأذَن لَهُم فَلَمّا كَانَ مِن غَدٍ دَخَلَ مَولًي لأِبَيِ جَعفَرٍ ع فَقَالَ جُعِلتُ فِدَاكَ إِنّ بِالبَابِ ابنَ ذَرّ وَ مَعَهُ قَومٌ فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع يَا ثُوَيرُ قُم فَأذَنَ لَهُم فَقُمتُ فَأَدخَلتُهُم فَلَمّا دَخَلُوا سَلّمُوا وَ قَعَدُوا وَ لَم يَتَكَلّمُوا فَلَمّا طَالَ ذَلِكَ أَقبَلَ أَبُو جَعفَرٍ ع يَستَفتِيهِمُ الأَحَادِيثَ وَ أَقبَلُوا لَا يَتَكَلّمُونَ فَلَمّا رَأَي ذَلِكَ أَبُو جَعفَرٍ ع قَالَ لِجَارِيَةٍ لَهُ يُقَالُ لَهَا سَرحَةُ هاَتيِ الخِوَانَ فَلَمّا جَاءَت بِهِ فَوَضَعَتهُ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي جَعَلَ لِكُلّ شَيءٍ حَدّاً ينَتهَيِ إِلَيهِ حَتّي أَنّ لِهَذَا الخِوَانِ حَدّاً ينَتهَيِ إِلَيهِ فَقَالَ ابنُ ذَرّ وَ مَا حَدّهُ قَالَ إِذَا وُضِعَ ذُكِرَ اسمُ اللّهِ وَ إِذَا رُفِعَ حُمِدَ اللّهُ قَالَ ثُمّ أَكَلُوا ثُمّ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع اسقيِنيِ فَجَاءَتهُ بِكُوزٍ مِن أَدَمٍ فَلَمّا صَارَ فِي يَدِهِ قَالَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي جَعَلَ لِكُلّ شَيءٍ حَدّاً ينَتهَيِ إِلَيهِ حَتّي أَنّ لِهَذَا الكُوزِ حَدّاً ينَتهَيِ إِلَيهِ فَقَالَ ابنُ ذَرّ وَ مَا حَدّهُ قَالَ يُذكَرُ اسمُ اللّهِ عَلَيهِ إِذَا شُرِبَ وَ يُحمَدُ اللّهُ عَلَيهِ إِذَا فُرِغَ وَ لَا يُشرَبُ مِن عِندِ عُروَتِهِ وَ لَا مِن كَسرٍ إِن كَانَ فِيهِ قَالَ فَلَمّا فَرَغُوا أَقبَلَ عَلَيهِم يَستَفتِيهِمُ الأَحَادِيثَ فَلَا يَتَكَلّمُونَ فَلَمّا رَأَي ذَلِكَ أَبُو جَعفَرٍ ع قَالَ يَا ابنَ ذَرّ أَ لَا تُحَدّثُنَا بِبَعضِ مَا سَقَطَ إِلَيكُم مِن حَدِيثِنَا قَالَ بَلَي يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ قَالَ إنِيّ تَارِكٌ فِيكُمُ الثّقَلَينِ أَحَدُهُمَا أَكبَرُ مِن آخَرَ كِتَابَ اللّهِ وَ أَهلَ بيَتيِ إِن تَمَسّكتُم بِهِمَا لَن تَضِلّوا فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع يَا ابنَ ذَرّ إِذَا لَقِيتَ رَسُولَ اللّهِص فَقَالَ مَا خلَفَتنَيِ فِي الثّقَلَينِ فَمَا ذَا تَقُولُ قَالَ فَبَكَي ابنُ ذَرّ حَتّي رَأَيتُ دُمُوعَهُ تَسِيلُ عَلَي لِحيَتِهِ ثُمّ قَالَ أَمّا الأَكبَرَ فَمَزّقنَاهُ وَ أَمّا الأَصغَرَ فَقَتَلنَاهُ فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع إِذاً تُصَدّقَهُ يَا ابنَ ذَرّ لَا وَ اللّهِ لَا تَزُولُ قَدَمٌ يَومَ القِيَامَةِ حَتّي يُسأَلَ عَن ثَلَاثٍ
صفحه : 161
عَن عُمُرِهِ فِيمَا أَفنَاهُ وَ عَن مَالِهِ أَينَ اكتَسَبَهُ وَ فِيمَا أَنفَقَهُ وَ عَن حُبّنَا أَهلَ البَيتِ قَالَ فَقَامُوا وَ خَرَجُوا فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع لِمَولًي لَهُ اتّبِعهُم فَانظُر مَا يَقُولُونَ قَالَ فَتَبِعَهُمُ ثُمّ رَجَعَ فَقَالَ جُعِلتُ فِدَاكَ قَد سَمِعتُهُم يَقُولُونَ لِابنِ ذَرّ مَا عَلَي هَذَا خَرَجنَا مَعَكَ فَقَالَ وَيلَكُم اسكُتُوا مَا أَقُولُ إِنّ رَجُلًا يَزعُمُ أَنّ اللّهَ يسَألَنُيِ عَن وَلَايَتِهِ وَ كَيفَ أَسأَلُ رَجُلًا يَعلَمُ حَدّ الخِوَانِ وَ حَدّ الكُوزِ
13-فس ،[تفسير القمي] أَبِي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ الثمّاَليِّ عَن أَبِي الرّبِيعِ قَالَحَجَجتُ مَعَ أَبِي جَعفَرٍ ع فِي السّنَةِ التّيِ حَجّ فِيهَا هِشَامُ بنُ عَبدِ المَلِكِ وَ كَانَ مَعَهُ نَافِعُ بنُ الأَزرَقِ مَولَي عُمَرَ بنِ الخَطّابِ فَنَظَرَ نَافِعٌ إِلَي أَبِي جَعفَرٍ فِي رُكنِ البَيتِ وَ قَدِ اجتَمَعَ عَلَيهِ النّاسُ فَقَالَ لِهِشَامٍ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ مَن هَذَا ألّذِي يَتَكَافَأُ عَلَيهِ النّاسُ فَقَالَ هَذَا نبَيِّ أَهلِ الكُوفَةِ هَذَا مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم أَجمَعِينَ فَقَالَ نَافِعٌ لَآتِيَنّهُ وَ لَأَسأَلَنّهُ عَن مَسَائِلَ لَا يجُيِبنُيِ فِيهَا إِلّا نبَيِّ أَو وصَيِّ نبَيِّ أَوِ ابنُ وصَيِّ نبَيِّ فَقَالَ هِشَامٌ فَاذهَب إِلَيهِ فَسَلهُ فَلَعَلّكَ أَن تُخجِلَهُ فَجَاءَ نَافِعٌ فَاتّكَأَ عَلَي النّاسِ ثُمّ أَشرَفَ عَلَي أَبِي جَعفَرٍ ع فَقَالَ يَا مُحَمّدَ بنَ عَلِيّ إنِيّ قَد قَرَأتُ التّورَاةَ وَ الإِنجِيلَ وَ الزّبُورَ وَ الفُرقَانَ وَ قَد عَرَفتُ حَلَالَهَا وَ حَرَامَهَا قَد جِئتُ أَسأَلُكَ عَن مَسَائِلَ لَا يجُيِبنُيِ فِيهَا إِلّا نبَيِّ أَو وصَيِّ نبَيِّ أَوِ ابنُ وصَيِّ نبَيِّ فَرَفَعَ إِلَيهِ أَبُو جَعفَرٍ ع رَأسَهُ فَقَالَ سَل فَقَالَ أخَبرِنيِ كَم بَينَ عِيسَي وَ مُحَمّدٍ مِن سَنَةٍ قَالَ أُخبِرُكَ بقِوَليِ أَم بِقَولِكَ قَالَ أخَبرِنيِ بِالقَولَينِ جَمِيعاً قَالَ أَمّا بقِوَليِ فَخَمسُمِائَةِ سَنَةٍ وَ أَمّا بِقَولِكَ فَسِتّمِائَةِ سَنَةٍ قَالَ فأَخَبرِنيِ عَن قَولِ اللّهِ تَعَالَيوَ سئَل مَن أَرسَلنا مِن قَبلِكَ مِن رُسُلِنا أَ جَعَلنا مِن دُونِ الرّحمنِ آلِهَةً يُعبَدُونَ مَنِ ألّذِي سَأَلَ مُحَمّدٌص وَ كَانَ بَينَهُ وَ بَينَ عِيسَي خَمسُمِائَةِ سَنَةٍ قَالَ فَتَلَا أَبُو جَعفَرٍ ع هَذِهِ الآيَةَسُبحانَ ألّذِي أَسري بِعَبدِهِ لَيلًا مِنَ المَسجِدِ الحَرامِ إِلَي المَسجِدِ
صفحه : 162
الأَقصَي ألّذِي بارَكنا حَولَهُ لِنُرِيَهُ مِن آياتِنافَكَانَ مِنَ الآيَاتِ التّيِ أَرَاهَا اللّهُ مُحَمّداًص حِينَ أَسرَي بِهِ إِلَي بَيتِ المَقدِسِ أَن حَشَرَ اللّهُ الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ مِنَ النّبِيّينَ وَ المُرسَلِينَ ثُمّ أَمَرَ جَبرَئِيلَ ع فَأَذّنَ شَفعاً وَ أَقَامَ شَفعاً ثُمّ قَالَ فِي إِقَامَتِهِ حيَّ عَلَي خَيرِ العَمَلِ ثُمّ تَقَدّمَ مُحَمّدٌص فَصَلّي بِالقَومِ فَأَنزَلَ اللّهُ تَعَالَي عَلَيهِوَ سئَل مَن أَرسَلنا مِن قَبلِكَ مِن رُسُلِنا أَ جَعَلنا مِن دُونِ الرّحمنِ آلِهَةً يُعبَدُونَ فَقَالَ لَهُم رَسُولُ اللّهِص عَلَامَ تَشهَدُونَ وَ مَا كُنتُم تَعبُدُونَ قَالُوا نَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَنّكَ رَسُولُ اللّهِ أُخِذَت عَلَي ذَلِكَ مَوَاثِيقُنَا وَ عُهُودُنَا قَالَ نَافِعٌ صَدَقتَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ يَا أَبَا جَعفَرٍ أَنتُم وَ اللّهِ أَوصِيَاءُ رَسُولِ اللّهِ وَ خُلَفَاؤُهُ فِي التّورَاةِ وَ أَسمَاؤُكُم فِي الإِنجِيلِ وَ فِي الزّبُورِ وَ فِي القُرآنِ وَ أَنتُم أَحَقّ بِالأَمرِ مِن غَيرِكُم
14-أَقُولُ وَ رَوَي السّيّدُ المُرتَضَي رَحِمَهُ اللّهُ فِي كِتَابِ الفُصُولِ عَنِ الشّيخِ رَحِمَهُ اللّهُ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ الوَلِيدِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ ابنِ أُذَينَةَ عَن بُكَيرِ بنِ أَعيَنَ قَالَجَاءَ رَجُلٌ إِلَي أَبِي جَعفَرٍ ع فَقَالَ لَهُ يَا أَبَا جَعفَرٍ مَا تَقُولُ فِي امرَأَةٍ تَرَكَت زَوجَهَا وَ إِخوَتَهَا لِأُمّهَا وَ أُختَهَا لِأَبِيهَا فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع لِلزّوجِ النّصفُ ثَلَاثَةُ أَسهُمٍ مِن سِتّةِ أَسهُمٍ وَ لِلإِخوَةِ مِنَ الأُمّ الثّلُثُ سَهمَانِ مِن سِتّةٍ وَ لِلأُختِ مِنَ الأَبِ مَا بقَيَِ وَ هُوَ السّدُسُ سَهمٌ مِن سِتّةٍ فَقَالَ لَهُ الرّجُلُ فَإِنّ فَرَائِضَ زَيدٍ وَ فَرَائِضَ العَامّةِ وَ القُضَاةِ عَلَي غَيرِ ذَلِكَ يَا أَبَا جَعفَرٍ يَقُولُونَ لِلأُختِ مِنَ الأَبِ ثَلَاثَةُ أَسهُمٍ مِن سِتّةٍ إِلَي ثَمَانِيَةٍ فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعفَرٍ ع وَ لِمَ قَالُوا ذَلِكَ قَالَ لِأَنّ اللّهَ تَعَالَي يَقُولُإِنِ امرُؤٌ هَلَكَ لَيسَ لَهُ وَلَدٌ وَ لَهُ أُختٌ فَلَها نِصفُ ما تَرَكَ فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع فَإِن كَانَ الأُختُ أَخاً قَالَ لَيسَ لَهُ إِلّا السّدُسُ فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع فَمَا لَكُم نَقَصتُمُ الأَخَ إِن كُنتُم تَحتَجّونَ لِلأُختِ بِأَنّ اللّهَ تَعَالَي قَد سَمّي لَهَا النّصفَ فَإِنّ اللّهَ تَعَالَي قَد سَمّي لِلأَخِ أَيضاً الكُلّ وَ الكُلّ أَكثَرُ مِنَ النّصفِ قَالَ اللّهُ تَعَالَي
صفحه : 163
فَلَها نِصفُ ما تَرَكَ وَ هُوَ يَرِثُها إِن لَم يَكُن لَها وَلَدٌ فَلَا تُعطُونَ ألّذِي جَعَلَ اللّهُ لَهُ الجَمِيعَ فِي فَرَائِضِكُم شَيئاً وَ تُعطُونَهُ السّدُسَ فِي مَوضِعٍ وَ تُعطُونَ ألّذِي جَعَلَ اللّهُ تَعَالَي لَهُ النّصفَ تَامّاً فَقَالَ الرّجُلُ وَ كَيفَ نعُطيِ الأُختَ أَصلَحَكَ اللّهُ النّصفَ وَ لَا نعُطيِ الأَخَ شَيئاً فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع تَقُولُونَ فِي أُمّ وَ زَوجٍ وَ إِخوَةٍ لِأُمّ وَ أُختٍ لِأَبٍ فَتُعطُونَ الزّوجَ النّصفَ ثَلَاثَةَ أَسهُمٍ مِن سِتّةٍ تَعُولُ إِلَي تِسعَةٍ وَ الأُمّ السّدُسَ وَ الإِخوَةَ مِنَ الأُمّ الثّلُثَ وَ الأُختَ مِنَ الأَبِ النّصفَ ثَلَاثَةً يَرتَفِعُ مِن سِتّةٍ إِلَي تِسعَةٍ فَقَالَ كَذَلِكَ يَقُولُونَ فَقَالَ إِن كَانَتِ الأُختُ أَخاً لِأَبٍ قَالَ لَيسَ لَهُ شَيءٌ فَقَالَ الرّجُلُ لأِبَيِ جَعفَرٍ ع فَمَا تَقُولُ أَنتَ رَحِمَكَ اللّهُ قَالَ فَلَيسَ لِلإِخوَةِ مِنَ الأَبِ وَ الأُمّ وَ لَا لِلإِخوَةِ مِنَ الأُمّ وَ لَا لِلإِخوَةِ مِنَ الأَبِ مَعَ الأُمّ شَيءٌ
1- مع ،[معاني الأخبار]المُظَفّرُ العلَوَيِّ عَنِ ابنِ العيَاّشيِّ عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ أَحمَدَ عَن سُلَيمَانَ بنِ الخَصِيبِ قَالَ حدَثّنَيِ الثّقَةُ قَالَ حَدّثَنَا أَبُو جُمُعَةَ رَحمَةُ بنُ صَدَقَةَ قَالَ أَتَي رَجُلٌ مِن بنَيِ أُمَيّةَ وَ كَانَ زِندِيقاً جَعفَرَ بنَ مُحَمّدٍ ع فَقَالَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فِي كِتَابِهِالمص أَيّ شَيءٍ أَرَادَ بِهَذَا وَ أَيّ شَيءٍ فِيهِ مِنَ الحَلَالِ وَ الحَرَامِ وَ أَيّ شَيءٍ فِيهِ مِمّا يَنتَفِعُ بِهِ النّاسُ قَالَ فَاغتَاظَ مِن ذَلِكَ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ ع فَقَالَ أَمسِك وَيحَكَ الأَلِفُ وَاحِدٌ وَ اللّامُ ثَلَاثُونَ وَ المِيمُ أَربَعُونَ وَ الصّادُ تِسعُونَ كَم مَعَكَ فَقَالَ الرّجُلُ أَحَدٌ وَ ثَلَاثُونَ وَ مِائَةٌ فَقَالَ لَهُ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ ع إِذَا انقَضَت سَنَةُ إِحدَي وَ ثَلَاثِينَ وَ مِائَةً انقَضَي مُلكُ أَصحَابِكَ قَالَ فَنَظَرنَا فَلَمّا انقَضَت سَنَةُ إِحدَي وَ ثَلَاثِينَ وَ مِائَةٍ يَومُ عَاشُورَاءَ دَخَلَ المُسوَدّةُ الكُوفَةَ وَ ذَهَبَ مُلكُهُم
صفحه : 164
بيان هذاالخبر لايستقيم إذاحمل علي مدة ملكهم لعنهم الله لأنه كان ألف شهر و لا علي تأريخ الهجرة بعدابتنائه عليه لتأخر حدوث هذاالتأريخ عن زمن الرسول ص و لا علي تأريخ عام الفيل لأنه يزيد علي أحد وستين ومائة مع أن أكثر نسخ الكتاب أحد وثلاثون ومائة و هو لايوافق عدد الحروف . و قدأشكل علي حل هذاالخبر زمانا حتي عثرت علي اختلاف ترتيب الأباجاد في كتاب عيون الحساب فوجدت فيه أن ترتيب أبجد عندالمغاربة هكذا أبجد هوز حطي كلمن صعفض قرست ثخذ ظغش فالصاد المهملة عندهم ستون والضاد المعجمة تسعون والسين المهملة ثلاثمائة والظاء المعجمة ثمانمائة والغين المعجمة تسعمائة والشين المعجمة ألف فحينئذ يستقيم ما في أكثر النسخ من عدد المجموع ولعل الاشتباه في قوله والصاد تسعون من النساخ لظنهم أنه مبني علي المشهور وحينئذ يستقيم إذابني علي البعثة أو علي نزول الآية كما لايخفي علي المتأمل و الله يعلم
2-ج ،[الإحتجاج ] مِن سُؤَالِ الزّندِيقِ ألّذِي سَأَلَ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن مَسَائِلَ كَثِيرَةٍ أَن قَالَ كَيفَ يَعبُدُ اللّهَ الخَلقُ وَ لَم يَرَوهُ قَالَ ع رَأَتهُ القُلُوبُ بِنُورِ الإِيمَانِ وَ أَثبَتَتهُ العُقُولُ بِيَقَظَتِهَا إِثبَاتَ العَيَانِ وَ أَبصَرَتهُ الأَبصَارُ بِمَا رَأَتهُ مِن حُسنِ التّركِيبِ وَ إِحكَامِ التّألِيفِ ثُمّ الرّسُلِ وَ آيَاتِهَا وَ الكُتُبِ وَ مُحكَمَاتِهَا وَ اقتَصَرَتِ العُلَمَاءُ عَلَي مَا رَأَت مِن عَظَمَتِهِ دُونَ رُؤيَتِهِ قَالَ أَ لَيسَ هُوَ قَادِراً أَن يَظهَرَ لَهُم حَتّي يَرَوهُ وَ يَعرِفُوهُ فَيُعبَدَ عَلَي يَقِينٍ قَالَ لَيسَ لِلمُحَالِ جَوَابٌ قَالَ فَمِن أَينَ أَثبَتّ أَنبِيَاءَ وَ رُسُلًا قَالَ ع إِنّا لَمّا أَثبَتنَا أَنّ لَنَا خَالِقاً صَانِعاً مُتَعَالِياً عَنّا وَ عَن جَمِيعِ مَا خَلَقَ وَ كَانَ ذَلِكَ الصّانِعُ حَكِيماً لَم يَجُز أَن يُشَاهِدَهُ خَلقُهُ وَ لَا أَن يُلَامِسُوهُ وَ لَا أَن يُبَاشِرَهُم وَ
صفحه : 165
يُبَاشِرُوهُ وَ يُحَاجّهُم وَ يُحَاجّوهُ ثَبَتَ أَنّ لَهُ سُفَرَاءَ فِي خَلقِهِ وَ عِبَادِهِ يَدُلّونَهُم عَلَي مَصَالِحِهِم وَ مَنَافِعِهِم وَ مَا بِهِ بَقَاؤُهُم وَ فِي تَركِهِ فَنَاؤُهُم فَثَبَتَ الآمِرُونَ وَ النّاهُونَ عَنِ الحَكِيمِ العَلِيمِ فِي خَلقِهِ وَ ثَبَتَ عِندَ ذَلِكَ أَنّ لَهُ مُعَبّرِينَ وَ هُمُ الأَنبِيَاءُ وَ صَفوَتُهُ مِن خَلقِهِ حُكَمَاءَ مُؤَدّبِينَ بِالحِكمَةِ مَبعُوثِينَ عَنهُ مُشَارِكِينَ لِلنّاسِ فِي أَحوَالِهِم عَلَي مُشَارَكَتِهِم لَهُم فِي الخَلقِ وَ التّركِيبِ مُؤَدّينَ مِن عِندِ الحَكِيمِ العَلِيمِ بِالحِكمَةِ وَ الدّلَائِلِ وَ البَرَاهِينِ وَ الشّوَاهِدِ مِن إِحيَاءِ المَوتَي وَ إِبرَاءِ الأَكمَهِ وَ الأَبرَصِ فَلَا تَخلُو الأَرضُ مِن حُجّةٍ يَكُونُ مَعَهُ عِلمٌ يَدُلّ عَلَي صِدقِ مَقَالِ الرّسُولِ وَ وُجُوبِ عَدَالَتِهِ ثُمّ قَالَ ع بَعدَ ذَلِكَ نَحنُ نَزعُمُ أَنّ الأَرضَ لَا تَخلُو مِن حُجّةٍ وَ لَا تَكُونُ الحُجّةُ إِلّا مِن عَقِبِ الأَنبِيَاءِ مَا بَعَثَ اللّهُ نَبِيّاً قَطّ مِن غَيرِ نَسلِ الأَنبِيَاءِ وَ ذَلِكَ أَنّ اللّهَ تَعَالَي شَرَعَ لبِنَيِ آدَمَ طَرِيقاً مُنِيراً وَ أَخرَجَ مِن آدَمَ نَسلًا طَاهِراً طَيّباً أَخرَجَ مِنهُ الأَنبِيَاءَ وَ الرّسُلَ هُم صَفوَةُ اللّهِ وَ خُلّصُ الجَوهَرِ طُهّرُوا فِي الأَصلَابِ وَ حُفِظُوا فِي الأَرحَامِ لَم يُصِبهُم سِفَاحُ الجَاهِلِيّةِ وَ لَا شَابَ أَنسَابَهُم لِأَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ جَعَلَهُم فِي مَوضِعٍ لَا يَكُونُ أَعلَي دَرَجَةً وَ شَرَفاً مِنهُ فَمَن كَانَ خَازِنَ عِلمِ اللّهِ وَ أَمِينَ غَيبِهِ وَ مُستَودَعَ سِرّهِ وَ حُجّتَهُ عَلَي خَلقِهِ وَ تَرجُمَانَهُ وَ لِسَانَهُ لَا يَكُونُ إِلّا بِهَذِهِ الصّفَةِ فَالحُجّةُ لَا يَكُونُ إِلّا مِن نَسلِهِم يَقُومُ مَقَامَ النّبِيّ فِي الخَلقِ بِالعِلمِ ألّذِي عِندَهُ وَ وَرِثَهُ عَنِ الرّسُولِ إِن جَحَدَهُ النّاسُ سَكَتَ وَ كَانَ بَقَاءُ مَا عَلَيهِ النّاسُ قَلِيلًا مِمّا فِي أَيدِيهِم مِن عِلمِ الرّسُولِ عَلَي اختِلَافٍ مِنهُم فِيهِ قَد أَقَامُوا بَينَهُمُ الرأّيَ وَ القِيَاسَ إِن هُم أَقَرّوا بِهِ وَ أَطَاعُوهُ وَ أَخَذُوا عَنهُ ظَهَرَ العَدلُ وَ ذَهَبَ الِاختِلَافُ وَ التّشَاجُرُ وَ استَوَي الأَمرُ وَ أَبَانَ الدّينَ وَ غَلَبَ عَلَي الشّكّ اليَقِينُ وَ لَا يَكَادُ أَن يُقِرّ النّاسُ بِهِ أَو يَحِقّوا لَهُ بَعدَ فَقدِ الرّسُولِ وَ مَا مَضَي رَسُولٌ وَ
صفحه : 166
لَا نبَيِّ قَطّ لَم يَختَلِف أُمّتُهُ مِن بَعدِهِ وَ إِنّمَا كَانَ عِلّةُ اختِلَافِهِم خِلَافَهُم عَلَي الحُجّةِ وَ تَركَهُم إِيّاهُ قَالَ فَمَا يُصنَعُ بِالحُجّةِ إِذَا كَانَ بِهَذِهِ الصّفَةِ قَالَ قَد يُقتَدَي بِهِ وَ يَخرُجُ عَنهُ الشيّءُ بَعدَ الشيّءِ مِمّا فِيهِ مَنفَعَةُ الخَلقِ وَ صَلَاحُهُم فَإِن أَحدَثُوا فِي دِينِ اللّهِ شَيئاً أَعلَمَهُم وَ إِن زَادُوا فِيهِ أَخبَرَهُم وَ إِن نَقَصُوا مِنهُ شَيئاً أَفَادَهُم ثُمّ قَالَ الزّندِيقُ مِن أَيّ شَيءٍ خُلِقَ الأَشيَاءُ قَالَ ع لَا مِن شَيءٍ فَقَالَ فَكَيفَ يجَيِءُ مِن لَا شَيءٍ شَيءٌ قَالَ ع إِنّ الأَشيَاءَ لَا تَخلُو أَن تَكُونَ خُلِقَت مِن شَيءٍ أَو مِن غَيرِ شَيءٍ فَإِن كَانَت خُلِقَت مِن شَيءٍ كَانَ مَعَهُ فَإِنّ ذَلِكَ الشيّءَ قَدِيمٌ وَ القَدِيمُ لَا يَكُونُ حَدِيثاً وَ لَا يَفنَي وَ لَا يَتَغَيّرُ وَ لَا يَخلُو ذَلِكَ الشيّءُ مِن أَن يَكُونَ جَوهَراً وَاحِداً وَ لَوناً وَاحِداً فَمِن أَينَ جَاءَت هَذِهِ الأَلوَانُ المُختَلِفَةُ وَ الجَوَاهِرُ الكَثِيرَةُ المَوجُودَةُ فِي هَذَا العَالَمِ مِن ضُرُوبٍ شَتّي وَ مِن أَينَ جَاءَ المَوتُ إِن كَانَ الشيّءُ ألّذِي أُنشِئَت مِنهُ الأَشيَاءُ حَيّاً أَو مِن أَينَ جَاءَتِ الحَيَاةُ إِن كَانَ ذَلِكَ الشيّءُ مَيّتاً وَ لَا يَجُوزُ أَن يَكُونَ مِن حيَّ وَ مَيّتٍ قَدِيمَينِ لَم يَزَالَا لِأَنّ الحيَّ لَا يجَيِءُ مِنهُ مَيّتٌ وَ هُوَ لَم يَزَل حَيّاً وَ لَا يَجُوزُ أَيضاً أَن يَكُونَ المَيّتُ قَدِيماً لَم يَزَل بِمَا هُوَ بِهِ مِنَ المَوتِ لِأَنّ المَيّتَ لَا قُدرَةَ لَهُ وَ لَا بَقَاءَ قَالَ فَمِن أَينَ قَالُوا إِنّ الأَشيَاءَ أَزَلِيّةٌ قَالَ هَذِهِ مَقَالَةُ قَومٍ جَحَدُوا مُدَبّرَ الأَشيَاءِ فَكَذّبُوا الرّسُلَ وَ مَقَالَتَهُم وَ الأَنبِيَاءَ وَ مَا أَنبَئُوا عَنهُ وَ سَمّوا كُتُبَهُم أَسَاطِيرَ الأَوّلِينَ وَ وَضَعُوا لِأَنفُسِهِم دِيناً بِآرَائِهِم وَ استِحسَانِهِم إِنّ الأَشيَاءَ تَدُلّ عَلَي حُدُوثِهِا مِن دَوَرَانِ الفَلَكِ بِمَا فِيهِ وَ هيَِ سَبعَةُ أَفلَاكٍ وَ تَحَرّكُ الأَرضُ وَ مَن عَلَيهَا وَ انقِلَابُ الأَزمِنَةِ وَ اختِلَافُ الوَقتِ وَ الحَوَادِثُ التّيِ تَحدُثُ فِي العَالَمِ مِن زِيَادَةٍ وَ نُقصَانٍ وَ مَوتٍ وَ بَلًي وَ اضطِرَارِ النّفسِ إِلَي الإِقرَارِ بِأَنّ لَهَا صَانِعاً وَ مُدَبّراً أَ مَا تَرَي الحُلوَ يَصِيرُ حَامِضاً وَ العَذبَ مُرّاً وَ الجَدِيدَ بَالِياً وَ كُلّ إِلَي تَغَيّرٍ وَ فَنَاءٍ قَالَ فَلَم يَزَل صَانِعُ العَالَمِ عَالِماً بِالأَحدَاثِ التّيِ أَحدَثَهَا قَبلَ أَن يُحدِثَهَا قَالَ لَم يَزَل يَعلَمُ فَخَلَقَ مَا عَلِمَ
صفحه : 167
قَالَ أَ مُختَلِفٌ هُوَ أَم مُؤتَلِفٌ قَالَ لَا يَلِيقُ بِهِ الِاختِلَافُ وَ لَا الِائتِلَافُ إِنّمَا يَختَلِفُ المتُجَزَّئُ وَ يَأتَلِفُ المُتَبَعّضُ فَلَا يُقَالُ لَهُ مُؤتَلِفٌ وَ لَا مُختَلِفٌ قَالَ فَكَيفَ هُوَ اللّهُ الوَاحِدُ قَالَ وَاحِدٌ فِي ذَاتِهِ فَلَا وَاحِدَ كَوَاحِدٍ لِأَنّ مَا سِوَاهُ مِنَ الوَاحِدِ متُجَزَّئٌ وَ هُوَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي وَاحِدٌ لَا متُجَزَّئٌ وَ لَا يَقَعُ عَلَيهِ العَدّ قَالَ فلَأِيَّ عِلّةٍ خَلَقَ الخَلقَ وَ هُوَ غَيرُ مُحتَاجٍ إِلَيهِم وَ لَا مُضطَرّ إِلَي خَلقِهِم وَ لَا يَلِيقُ بِهِ العَبَثُ بِنَا قَالَ خَلَقَهُم لِإِظهَارِ حِكمَتِهِ وَ إِنفَاذِ عِلمِهِ وَ إِمضَاءِ تَدبِيرِهِ قَالَ وَ كَيفَ لَا يَقتَصِرُ عَلَي هَذِهِ الدّارِ فَيَجعَلَهَا دَارَ ثَوَابِهِ وَ مُحتَبَسَ عِقَابِهِ قَالَ إِنّ هَذِهِ الدّارَ دَارُ ابتِلَاءٍ وَ مَتجَرُ الثّوَابِ وَ مُكتَسَبُ الرّحمَةِ مُلِئَت آفَاتٍ وَ طُبِقَت شَهَوَاتٍ لِيَختَبِرَ فِيهَا عَبِيدَهُ بِالطّاعَةِ فَلَا يَكُونُ دَارُ عَمَلٍ دَارَ جَزَاءٍ قَالَ أَ فَمِن حِكمَتِهِ أَن جَعَلَ لِنَفسِهِ عَدُوّاً وَ قَد كَانَ وَ لَا عَدُوّ لَهُ فَخَلَقَ كَمَا زَعَمتَ إِبلِيسَ فَسَلّطَهُ عَلَي عَبِيدِهِ يَدعُوهُم إِلَي خِلَافِ طَاعَتِهِ وَ يَأمُرُهُم بِمَعصِيَتِهِ وَ جَعَلَ لَهُ مِنَ القُوّةِ كَمَا زَعَمتَ يَصِلُ بِلُطفِ الحِيلَةِ إِلَي قُلُوبِهِم فَيُوَسوِسُ إِلَيهِم فَيُشَكّكُهُم فِي رَبّهِم وَ يُلَبّسُ عَلَيهِم دِينَهُم فَيُزِيلُهُم عَن مَعرِفَتِهِ حَتّي أَنكَرَ قَومٌ لَمّا وَسوَسَ إِلَيهِم رُبُوبِيّتَهُ وَ عَبَدُوا سِوَاهُ فَلِمَ سَلّطَ عَدُوّهُ عَلَي عَبِيدِهِ وَ جَعَلَ لَهُ السّبِيلَ إِلَي إِغوَائِهِم قَالَ إِنّ هَذَا العَدُوّ ألّذِي ذَكَرتَ لَا يَضُرّهُ عَدَاوَتُهُ وَ لَا يَنفَعُهُ وَلَايَتُهُ عَدَاوَتُهُ لَا تُنقِصُ مِن مُلكِهِ شَيئاً وَ وَلَايَتُهُ لَا تَزِيدُ فِيهِ شَيئاً وَ إِنّمَا يُتّقَي العَدُوّ إِذَا كَانَ فِي قُوّةٍ يَضُرّ وَ يَنفَعُ إِن هَمّ بِمُلكٍ أَخَذَهُ أَو بِسُلطَانٍ قَهَرَهُ فَأَمّا إِبلِيسُ فَعَبدٌ خَلَقَهُ لِيَعبُدَهُ وَ يُوَحّدَهُ وَ قَد عَلِمَ حِينَ خَلقِهِ مَا هُوَ وَ إِلَي مَا يَصِيرُ إِلَيهِ فَلَم يَزَل يَعبُدُهُ مَعَ مَلَائِكَتِهِ حَتّي امتَحَنَهُ بِسُجُودِ آدَمَ فَامتَنَعَ مِن ذَلِكَ حَسَداً وَ شَقَاوَةً غَلَبَت عَلَيهِ فَلَعَنَهُ عِندَ ذَلِكَ وَ أَخرَجَهُ عَن صُفُوفِ المَلَائِكَةِ وَ أَنزَلَهُ إِلَي الأَرضِ مَلعُوناً مَدحُوراً فَصَارَ عَدُوّ آدَمَ وَ وُلدِهِ
صفحه : 168
بِذَلِكَ السّبَبِ وَ مَا لَهُ مِنَ السّلطَنَةِ عَلَي وُلدِهِ إِلّا الوَسوَسَةَ وَ الدّعَاءَ إِلَي غَيرِ السّبِيلِ وَ قَد أَقَرّ مَعَ مَعصِيَتِهِ لِرَبّهِ بِرُبُوبِيّتِهِ قَالَ أَ فَيَصلُحُ السّجُودُ لِغَيرِ اللّهِ قَالَ لَا قَالَ فَكَيفَ أَمَرَ اللّهُ المَلَائِكَةَ بِالسّجُودِ لآِدَمَ قَالَ إِنّ مَن سَجَدَ بِأَمرِ اللّهِ سَجَدَ لِلّهِ فَكَانَ سُجُودُهُ لِلّهِ إِذَا كَانَ عَن أَمرِ اللّهِ قَالَ فَمِن أَينَ أَصلُ الكِهَانَةِ وَ مِن أَينَ يُخبَرُ النّاسُ بِمَا يَحدُثُ قَالَ إِنّ الكِهَانَةَ كَانَت فِي الجَاهِلِيّةِ فِي كُلّ حِينِ فَترَةٍ مِنَ الرّسُلِ كَانَ الكَاهِنُ بِمَنزِلَةِ الحَاكِمِ يَحتَكِمُونَ إِلَيهِ فِيمَا يَشتَبِهُ عَلَيهِم مِنَ الأُمُورِ بَينَهُم فَيُخبِرُهُم بِأَشيَاءَ تَحدُثُ وَ ذَلِكَ فِي وُجُوهٍ شَتّي مِن فِرَاسَةِ العَينِ وَ ذَكَاءِ القَلبِ وَ وَسوَسَةِ النّفسِ وَ فِطنَةِ الرّوحِ مَعَ قَذفٍ فِي قَلبِهِ لِأَنّ مَا يَحدُثُ فِي الأَرضِ مِنَ الحَوَادِثِ الظّاهِرَةِ فَذَلِكَ يَعلَمُ الشّيطَانُ وَ يُؤَدّيهِ إِلَي الكَاهِنِ وَ يُخبِرُهُ بِمَا يَحدُثُ فِي المَنَازِلِ وَ الأَطرَافِ وَ أَمّا أَخبَارُ السّمَاءِ فَإِنّ الشّيَاطِينَ كَانَت تَقعُدُ مَقَاعِدَ استِرَاقِ السّمعِ إِذ ذَاكَ وَ هيَِ لَا تَحجُبُ وَ لَا تُرجَمُ بِالنّجُومِ وَ إِنّمَا مُنِعَت مِنِ استِرَاقِ السّمعِ لِئَلّا يَقَعَ فِي الأَرضِ سَبَبٌ يُشَاكِلُ الوحَيَ مِن خَبَرِ السّمَاءِ وَ لُبِسَ عَلَي أَهلِ الأَرضِ مَا جَاءَهُم عَنِ اللّهِ لِإِثبَاتِ الحُجّةِ وَ نفَيِ الشّبَهِ وَ كَانَ الشّيطَانُ يَستَرِقّ الكَلِمَةَ الوَاحِدَةَ مِن خَبَرِ السّمَاءِ بِمَا يَحدُثُ مِنَ اللّهِ فِي خَلقِهِ فَيَختَطِفُهَا ثُمّ يَهبِطُ بِهَا إِلَي الأَرضِ فَيَقذِفُهَا إِلَي الكَاهِنِ فَإِذَا قَد زَادَ مِن كَلِمَاتٍ عِندَهُ فَيَختَلِطُ الحَقّ بِالبَاطِلِ فَمَا أَصَابَ الكَاهِنَ مِن خَبَرٍ مِمّا كَانَ يُخبِرُ بِهِ فَهُوَ مَا أَدّاهُ إِلَيهِ شَيطَانُهُ مِمّا سَمِعَهُ وَ مَا أَخطَأَ فِيهِ فَهُوَ مِن بَاطِلِ مَا زَادَ فِيهِ فَمُذ مُنِعَتِ الشّيَاطِينُ عَنِ استِرَاقِ السّمعِ انقَطَعَتِ الكِهَانَةُ وَ اليَومَ إِنّمَا تؤُدَيّ الشّيَاطِينُ إِلَي كَهّانِهَا أَخبَاراً لِلنّاسِ مِمّا يَتَحَدّثُونَ بِهِ وَ مَا يُحَدّثُونَهُ وَ الشّيَاطِينُ تؤُدَيّ إِلَي الشّيَاطِينِ مَا يَحدُثُ فِي العَبدِ مِنَ الحَوَادِثِ مِن سَارِقٍ سَرَقَ وَ قَاتِلٍ قَتَلَ وَ غَائِبٍ غَابَ وَ هُم بِمَنزِلَةِ النّاسِ أَيضاً صَدُوقٌ وَ كَذُوبٌ فَقَالَ كَيفَ صَعِدَتِ الشّيَاطِينُ إِلَي السّمَاءِ وَ هُم أَمثَالُ النّاسِ فِي الخِلقَةِ وَ الكَثَافَةِ وَ قَد كَانُوا يَبنُونَ لِسُلَيمَانَ بنِ دَاوُدَ مِنَ البِنَاءِ مَا يَعجِزُ عَنهُ وُلدُ آدَمَ قَالَ غَلّظُوا لِسُلَيمَانَ
صفحه : 169
كَمَا سُخّرُوا وَ هُم خَلقٌ رَقِيقٌ غِذَاؤُهُمُ التّنَسّمُ وَ الدّلِيلُ عَلَي ذَلِكَ صُعُودُهُم إِلَي السّمَاءِ لِاستِرَاقِ السّمعِ وَ لَا يَقدِرُ الجِسمُ الكَثِيفُ عَلَي الِارتِقَاءِ إِلَيهَا إِلّا بِسُلّمٍ أَو سَبَبٍ قَالَ فأَخَبرِنيِ عَنِ السّحرِ مَا أَصلُهُ وَ كَيفَ يَقدِرُ السّاحِرُ عَلَي مَا يُوصَفُ مِن عَجَائِبِهِ وَ مَا يَفعَلُ قَالَ إِنّ السّحرَ عَلَي وُجُوهٍ شَتّي وَجهٌ مِنهَا بِمَنزِلَةِ الطّبّ كَمَا أَنّ الأَطِبّاءَ وَضَعُوا لِكُلّ دَاءٍ دَوَاءً فَكَذَلِكَ عِلمُ السّحرِ احتَالُوا لِكُلّ صِحّةٍ آفَةً وَ لِكُلّ عَافِيَةٍ عَاهَةً وَ لِكُلّ مَعنًي حِيلَةً وَ نَوعٌ مِنهُ آخَرُ خَطفَةٌ وَ سُرعَةٌ وَ مَخَارِيقُ وَ خِفّةٌ وَ نَوعٌ مِنهُ مَا يَأخُذُ أَولِيَاءُ الشّيَاطِينِ عَنهُم قَالَ فَمِن أَينَ عَلِمَ الشّيَاطِينُ السّحرَ قَالَ مِن حَيثُ عَرَفَ الأَطِبّاءُ الطّبّ بَعضُهُ تَجرِبَةٌ وَ بَعضُهُ عِلَاجٌ قَالَ فَمَا تَقُولُ فِي المَلَكَينِ هَارُوتَ وَ مَارُوتَ وَ مَا يَقُولُ النّاسُ بِأَنّهُمَا يُعَلّمَانِ النّاسَ السّحرَ قَالَ إِنّهُمَا مَوضِعُ ابتِلَاءٍ وَ مَوقِفُ فِتنَةٍ تَسبِيحُهُمَا اليَومَ لَو فَعَلَ الإِنسَانُ كَذَا وَ كَذَا لَكَانَ كَذَا وَ لَو يُعَالِجُ بِكَذَا وَ كَذَا لَصَارَ كَذَا أَصنَافَ سِحرٍفَيَتَعَلّمُونَ مِنهُما مَا يَخرُجُ عَنهُمَا فَيَقُولَانِ لَهُمإِنّما نَحنُ فِتنَةٌ فَلَا تَأخُذُوا عَنّا مَا يَضُرّكُم وَ لَا يَنفَعُكُم قَالَ أَ فَيَقدِرُ السّاحِرُ أَن يَجعَلَ الإِنسَانَ بِسِحرِهِ فِي صُورَةِ الكَلبِ وَ الحِمَارِ أَو غَيرِ ذَلِكَ قَالَ هُوَ أَعجَزُ مِن ذَلِكَ وَ أَضعَفُ مِن أَن يُغَيّرَ خَلقَ اللّهِ إِنّ مَن أَبطَلَ مَا رَكّبَهُ اللّهُ وَ صَوّرَهُ وَ غَيّرَهُ فَهُوَ شَرِيكٌ لِلّهِ فِي خَلقِهِ تَعَالَي عَن ذَلِكَ عُلُوّاً كَبِيراً لَو قَدَرَ السّاحِرُ عَلَي مَا وَصَفتَ لَدَفَعَ عَن نَفسِهِ الهُمُومَ وَ الآفَةَ وَ الأَمرَاضَ وَ لَنَفَي البَيَاضَ عَن رَأسِهِ وَ الفَقرَ عَن سَاحَتِهِ وَ إِنّ مِن أَكبَرِ السّحرِ النّمِيمَةَ يُفَرّقُ بِهَا بَينَ المُتَحَابّينَ وَ يَجلِبُ العَدَاوَةَ عَلَي المُتَصَافّينَ وَ يُسفَكُ بِهَا الدّمَاءُ وَ يُهدَمُ بِهَا الدّورُ وَ يَكشِفُ السّتُورَ وَ النّمّامُ أَشَرّ مَن وَطِئَ عَلَي الأَرضِ بِقَدَمٍ فَأَقرَبُ أَقَاوِيلِ السّحرِ مِنَ الصّوَابِ أَنّهُ بِمَنزِلَةِ الطّبّ
صفحه : 170
إِنّ السّاحِرَ عَالَجَ الرّجُلَ فَامتَنَعَ مِن مُجَامَعَةِ النّسَاءِ فَجَاءَ الطّبِيبُ فَعَالَجَهُ بِغَيرِ ذَلِكَ العِلَاجِ فأَبُرِئَ قَالَ فَمَا بَالُ وُلدِ آدَمَ فِيهِم شَرِيفٌ وَ وَضِيعٌ قَالَ الشّرِيفُ المُطِيعُ وَ الوَضِيعُ العاَصيِ قَالَ أَ لَيسَ فِيهِم فَاضِلٌ وَ مَفضُولٌ قَالَ إِنّمَا يَتَفَاضَلُونَ بِالتّقوَي قَالَ فَتَقُولُ إِنّ وُلدَ آدَمَ كُلّهُم سَوَاءٌ فِي الأَصلِ لَا يَتَفَاعَلُونَ إِلّا بِالتّقوَي قَالَ نَعَم إنِيّ وَجَدتُ أَصلَ الخَلقِ التّرَابَ وَ الأَبَ آدَمَ وَ الأُمّ حَوّاءَ خَلَقَهُم إِلَهٌ وَاحِدٌ وَ هُم عَبِيدُهُ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ اختَارَ مِن وُلدِ آدَمَ أُنَاساً طُهرٌ مِيلَادُهُم وَ طَيّبٌ أَبدَانُهُم وَ حَفِظَهُم فِي أَصلَابِ الرّجَالِ وَ أَرحَامِ النّسَاءِ أَخرَجَ مِنهُمُ الأَنبِيَاءَ وَ الرّسُلَ فَهُم أَزكَي فُرُوعِ آدَمَ فَعَلَ ذَلِكَ لَا لِأَمرٍ استَحَقّوهُ مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ لَكِن عَلِمَ اللّهُ مِنهُم حِينَ ذَرَأَهُم أَنّهُم يُطِيعُونَهُ وَ يَعبُدُونَهُ وَ لَا يُشرِكُونَ بِهِ شَيئاً فَهَؤُلَاءِ بِالطّاعَةِ نَالُوا مِنَ اللّهِ الكَرَامَةَ وَ المَنزِلَةَ الرّفِيعَةَ عِندَهُ وَ هَؤُلَاءِ الّذِينَ لَهُمُ الشّرَفُ وَ الفَضلُ وَ الحَسَبُ وَ سَائِرُ النّاسِ سَوَاءٌ إِلّا مَنِ اتّقَي اللّهَ أَكرَمَهُ وَ مَن أَطَاعَهُ أَحَبّهُ وَ مَن أَحَبّهُ لَم يُعَذّبهُ بِالنّارِ قَالَ فأَخَبرِنيِ عَنِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ كَيفَ لَم يَخلُقِ الخَلقَ كُلّهُم مُطِيعِينَ مُوَحّدِينَ وَ كَانَ عَلَي ذَلِكَ قَادِراً قَالَ ع لَو خَلَقَهُم مُطِيعِينَ لَم يَكُن لَهُم ثَوَابٌ لِأَنّ الطّاعَةَ إِذاً مَا كَانَت فِعلَهُم وَ لَم تَكُن جَنّةٌ وَ لَا نَارٌ وَ لَكِن خَلَقَ خَلقَهُ فَأَمَرَهُم بِطَاعَتِهِ وَ نَهَاهُم عَن مَعصِيَتِهِ وَ احتَجّ عَلَيهِم بِرُسُلِهِ وَ قَطَعَ عُذرَهُم بِكُتُبِهِ لِيَكُونُوا هُمُ الّذِينَ يُطِيعُونَ وَ يَعصُونَ وَ يَستَوجِبُونَ بِطَاعَتِهِم لَهُ الثّوَابَ وَ بِمَعصِيَتِهِم إِيّاهُ العِقَابَ قَالَ فَالعَمَلُ الصّالِحُ مِنَ العَبدِ هُوَ فِعلُهُ وَ العَمَلُ الشّرّ مِنَ العَبدِ هُوَ فِعلُهُ قَالَ العَمَلُ الصّالِحُ العَبدُ يَفعَلُهُ وَ اللّهُ بِهِ أَمَرَهُ وَ العَمَلُ الشّرّ العَبدُ يَفعَلُهُ وَ اللّهُ عَنهُ نَهَاهُ قَالَ أَ لَيسَ فِعلُهُ بِالآلَةِ التّيِ رَكّبَهَا فِيهِ قَالَ نَعَم وَ لَكِن بِالآلَةِ التّيِ عَمِلَ بِهَا الخَيرَ قَدَرَ بِهَا عَلَي الشّرّ ألّذِي نَهَاهُ عَنهُ قَالَ فَإِلَي العَبدِ مِنَ الأَمرِ شَيءٌ قَالَ مَا نَهَاهُ اللّهُ عَن شَيءٍ إِلّا وَ قَد عَلِمَ أَنّهُ يُطِيقُ
صفحه : 171
تَركَهُ وَ لَا أَمَرَهُ بشِيَءٍ إِلّا وَ قَد عَلِمَ أَنّهُ يَستَطِيعُ فِعلَهُ لِأَنّهُ لَيسَ مِن صِفَتِهِ الجَورُ وَ العَبَثُ وَ الظّلمُ وَ تَكلِيفُ العِبَادِ مَا لَا يُطِيقُونَ قَالَ فَمَن خَلَقَهُ اللّهُ كَافِراً يَستَطِيعُ الإِيمَانَ وَ لَهُ عَلَيهِ بِتَركِهِ الإِيمَانَ حُجّةٌ قَالَ ع إِنّ اللّهَ خَلَقَ خَلقَهُ جَمِيعاً مُسلِمِينَ أَمَرَهُم وَ نَهَاهُم وَ الكُفرُ اسمٌ يَلحَقُ الفِعلَ حِينَ يَفعَلُهُ العَبدُ وَ لَم يَخلُقِ اللّهُ العَبدَ حِينَ خَلَقَهُ كَافِراً إِنّهُ إِنّمَا كَفَرَ مِن بَعدِ أَن بَلَغَ وَقتاً لَزِمَتهُ الحُجّةُ مِنَ اللّهِ تَعَالَي فَعَرَضَ عَلَيهِ الحَقّ فَجَحَدَهُ فَبِإِنكَارِ الحَقّ صَارَ كَافِراً قَالَ فَيَجُوزُ أَن يُقَدّرَ عَلَي العَبدِ الشّرّ وَ يَأمُرَهُ بِالخَيرِ وَ هُوَ لَا يَستَطِيعُ الخَيرَ أَن يَعمَلَهُ وَ يُعَذّبَهُ عَلَيهِ قَالَ إِنّهُ لَا يَلِيقُ بِعَدلِ اللّهِ وَ رَأفَتِهِ أَن يُقَدّرَ عَلَي العَبدِ الشّرّ وَ يُرِيدَهُ مِنهُ ثُمّ يَأمُرَهُ بِمَا يَعلَمُ أَنّهُ لَا يَستَطِيعُ أَخذَهُ وَ الِانتِزَاعَ عَمّا لَا يَقدِرُ عَلَي تَركِهِ ثُمّ يُعَذّبَهُ عَلَي تَركِهِ أَمرَهُ ألّذِي عَلِمَ أَنّهُ لَا يَستَطِيعُ أَخذَهُ قَالَ فَبِمَا ذَا استَحَقّ الّذِينَ أَغنَاهُم وَ أَوسَعَ عَلَيهِم مِن رِزقِهِ الغِنَي وَ السّعَةَ وَ بِمَا ذَا استَحَقّ الفُقَرَاءُ التّقتِيرَ وَ الضّيقَ قَالَ اختَبَرَ الأَغنِيَاءَ بِمَا أَعطَاهُم لِيَنظُرَ كَيفَ شُكرُهُم وَ الفُقَرَاءَ إِنّمَا مَنَعَهُم لِيَنظُرَ كَيفَ صَبرُهُم وَ وَجهٌ آخَرُ أَنّهُ عَجّلَ لِقَومٍ فِي حَيَاتِهِم وَ لِقَومٍ آخَرَ لِيَومِ حَاجَتِهِم إِلَيهِ وَ وَجهٌ آخَرُ أَنّهُ عَلِمَ احتِمَالَ كُلّ قَومٍ فَأَعطَاهُم عَلَي قَدرِ احتِمَالِهِم وَ لَو كَانَ الخَلقُ كُلّهُم أَغنِيَاءَ لَخَرِبَتِ الدّنيَا وَ فَسَدَ التّدبِيرُ وَ صَارَ أَهلُهَا إِلَي الفَنَاءِ وَ لَكِن جَعَلَ بَعضَهُم لِبَعضٍ عَوناً وَ جَعَلَ أَسبَابَ أَرزَاقِهِم فِي ضُرُوبِ الأَعمَالِ وَ أَنوَاعِ الصّنَاعَاتِ وَ ذَلِكَ أَدوَمُ فِي البَقَاءِ وَ أَصَحّ فِي التّدبِيرِ ثُمّ اختَبَرَ الأَغنِيَاءَ بِاستِعطَافِ الفُقَرَاءِ كُلّ ذَلِكَ لُطفٌ وَ رَحمَةٌ مِنَ الحَكِيمِ ألّذِي لَا يُعَابُ تَدبِيرُهُ قَالَ فَمَا استَحَقّ الطّفلَ الصّغِيرَ مَا يُصِيبُهُ مِنَ الأَوجَاعِ وَ الأَمرَاضِ بِلَا ذَنبٍ عَمِلَهُ
صفحه : 172
وَ لَا جُرمٍ سَلَفَ مِنهُ قَالَ إِنّ المَرَضَ عَلَي وُجُوهٍ شَتّي مَرَضُ بَلوَي وَ مَرَضُ العُقُوبَةِ وَ مَرَضٌ جُعِلَ عَلَيهِ الفَنَاءُ وَ أَنتَ تَزعُمُ أَنّ ذَلِكَ مِن أَغذِيَةٍ رَدِيئَةٍ وَ أَشرِبَةٍ وَبِيئَةٍ أَو مِن عِلّةٍ كَانَت بِأُمّهِ وَ تَزعُمُ أَنّ مَن أَحسَنَ السّيَاسَةَ لِبَدَنِهِ وَ أَجمَلَ النّظَرَ فِي أَحوَالِ نَفسِهِ وَ عَرَفَ الضّارّ مِمّا يَأكُلُ مِنَ النّافِعِ لَم يَمرَض وَ تَمِيلُ فِي قَولِكَ إِلَي مَن يَزعُمُ أَنّهُ لَا يَكُونُ المَرَضُ وَ المَوتُ إِلّا مِنَ المَطعَمِ وَ المَشرَبِ قَد مَاتَ أَرَسطَاطَالِيسُ مُعَلّمُ الأَطِبّاءِ وَ أَفلَاطوُنُ رَئِيسُ الحُكَمَاءِ وَ جَالِينُوسُ شَاخَ وَ دَقّ بَصَرُهُ وَ مَا دَفَعَ المَوتَ حِينَ نَزَلَ بِسَاحَتِهِ وَ لَم يَألُوا حِفظَ نَفسِهِم وَ النّظَرَ لِمَا يُوَافِقُهَا كَم مِن مَرِيضٍ قَد زَادَهُ المُعَالِجُ سُقماً وَ كَم مِن طَبِيبٍ عَالِمٍ وَ بَصِيرٍ بِالأَدوَاءِ وَ الأَدوِيَةِ مَاهِرٍ مَاتَ وَ عَاشَ الجَاهِلُ بِالطّبّ بَعدَهُ زَمَاناً فَلَا ذَاكَ نَفَعَهُ عِلمُهُ بِطِبّهِ عِندَ انقِطَاعِ مُدّتِهِ وَ حُضُورِ أَجَلِهِ وَ لَا هَذَا ضَرّهُ الجَهلُ بِالطّبّ مَعَ بَقَاءِ المُدّةِ وَ تَأَخّرِ الأَجَلِ ثُمّ قَالَ ع إِنّ أَكثَرَ الأَطِبّاءِ قَالُوا إِنّ عِلمَ الطّبّ لَم يَعرِفهُ الأَنبِيَاءُ فَمَا نَصنَعُ عَلَي قِيَاسِ قَولِهِم بِعِلمٍ زَعَمُوا لَيسَ تَعرِفُهُ الأَنبِيَاءُ الّذِينَ كَانُوا حُجَجَ اللّهِ عَلَي خَلقِهِ وَ أُمَنَاءَهُ فِي أَرضِهِ وَ خُزّانَ عِلمِهِ وَ وَرَثَةَ حِكمَتِهِ وَ الأَدِلّاءَ عَلَيهِ وَ الدّعَاةَ إِلَي طَاعَتِهِ ثُمّ إنِيّ وَجَدتُ أَكثَرَهُم يَتَنَكّبُ فِي مَذهَبِهِ سُبُلَ الأَنبِيَاءِ وَ يُكَذّبُ الكُتُبَ المُنزَلَةَ عَلَيهِم مِنَ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي فَهَذَا ألّذِي أزَهدَنَيِ فِي طَلَبِهِ وَ حَامِلِيهِ قَالَ فَكَيفَ تَزهَدُ فِي قَومٍ وَ أَنتَ مُؤَدّبُهُم وَ كَبِيرُهُم قَالَ إنِيّ لَمّا رَأَيتُ الرّجُلَ مِنهُمُ المَاهِرَ فِي طِبّهِ إِذَا سَأَلتُهُ لَم يَقِف عَلَي حُدُودِ نَفسِهِ وَ تَألِيفِ بَدَنِهِ وَ تَركِيبِ أَعضَائِهِ وَ مَجرَي الأَغذِيَةِ فِي جَوَارِحِهِ وَ مَخرَجِ نَفسِهِ وَ حَرَكَةِ لِسَانِهِ وَ مُستَقَرّ كَلَامِهِ وَ نُورِ
صفحه : 173
بَصَرِهِ وَ انتِشَارِ ذَكَرِهِ وَ اختِلَافِ شَهَوَاتِهِ وَ انسِكَابِ عَبَرَاتِهِ وَ مَجمَعِ سَمعِهِ وَ مَوضِعِ عَقلِهِ وَ مَسكَنِ رُوحِهِ وَ مَخرَجِ عَطسَتِهِ وَ هَيجِ غُمُومِهِ وَ أَسبَابِ سُرُورِهِ وَ عِلّةِ مَا حَدَثَ فِيهِ مِن بُكمٍ وَ صَمَمٍ وَ غَيرِ ذَلِكَ لَم يَكُن عِندَهُم فِي ذَلِكَ أَكثَرُ مِن أَقَاوِيلَ استَحسَنُوهَا وَ عِلَلٍ فِيمَا بَينَهُم جَوّزُوهَا قَالَ فأَخَبرِنيِ عَنِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ أَ لَهُ شَرِيكٌ فِي مُلكِهِ أَو مُضَادّ لَهُ فِي تَدبِيرِهِ قَالَ لَا قَالَ فَمَا هَذَا الفَسَادُ المَوجُودُ فِي هَذَا العَالَمِ مِن سِبَاعٍ ضَارِيَةٍ وَ هَوَامّ مَخُوفَةٍ وَ خَلقٍ كَثِيرٍ مُشَوّهَةٍ وَ دُودٍ وَ بَعُوضٍ وَ حَيّاتٍ وَ عَقَارِبَ وَ زَعَمتَ أَنّهُ لَا يَخلُقُ شَيئاً إِلّا لِعِلّةٍ لِأَنّهُ لَا يَعبَثُ قَالَ أَ لَستَ تَزعُمُ أَنّ العَقَارِبَ تَنفَعُ مِن وَجَعِ المَثَانَةِ وَ الحَصَاةِ وَ لِمَن يَبُولُ فِي الفِرَاشِ وَ إِنّ أَفضَلَ التّريَاقِ مَا عُولِجَ مِن لُحُومِ الأفَاَعيِ وَ إِنّ لُحُومَهَا إِذَا أَكَلَهَا المَجذُومُ لِشِبِتّ[بِشِبِتّ]نَفَعَهُ وَ تَزعُمُ أَنّ الدّودَ الأَحمَرَ ألّذِي يُصَابُ تَحتَ الأَرضِ نَافِعٌ لِلأَكَلَةِ قَالَ نَعَم قَالَ ع فَأَمّا البَعُوضُ وَ البَقّ فَبَعضُ سَبَبِهِ أَنّهُ جُعِلَ أَرزَاقُ الطّيرِ وَ أَهَانَ بِهَا جَبّاراً تَمَرّدَ عَلَي اللّهِ وَ تَجَبّرَ وَ أَنكَرَ رُبُوبِيّتَهُ فَسَلّطَ اللّهُ عَلَيهِ أَضعَفَ خَلقِهِ لِيُرِيَهُ قُدرَتَهُ وَ عَظَمَتَهُ وَ هيَِ البَعُوضُ فَدَخَلَت فِي مَنخِرِهِ حَتّي وَصَلَت إِلَي دِمَاغِهِ فَقَتَلَتهُ وَ اعلَم أَنّا لَو وَقَفنَا عَلَي كُلّ شَيءٍ خَلَقَهُ اللّهُ لِمَ خَلَقَهُ وَ لأِيَّ شَيءٍ أَنشَأَهُ لَكِنّا قَد سَاوَينَاهُ فِي عِلمِهِ وَ عَلِمنَا كُلّ مَا يَعلَمُ وَ استَغنَينَا عَنهُ وَ كُنّا وَ هُوَ فِي العِلمِ سَوَاءً قَالَ فأَخَبرِنيِ هَل يُعَابُ شَيءٌ مِن خَلقِ اللّهِ وَ تَدبِيرِهِ قَالَ لَا قَالَ فَإِنّ اللّهَ خَلَقَ خَلقَهُ غُرلًا أَ ذَلِكَ مِنهُ حِكمَةٌ أَم عَبَثٌ قَالَ بَل حِكمَةٌ مِنهُ قَالَ غَيّرتُم
صفحه : 174
خَلقَ اللّهِ وَ جَعَلتُم فِعلَكُم فِي قَطعِ القُلفَةِ أَصوَبَ مِمّا خَلَقَ اللّهُ لَهَا وَ عِبتُمُ الأَقلَفَ وَ اللّهُ خَلَقَهُ وَ مَدَحتُمُ الخِتَانَ وَ هُوَ فِعلُكُم أَم تَقُولُونَ إِنّ ذَلِكَ مِنَ اللّهِ كَانَ خَطَأً غَيرَ حِكمَةٍ قَالَ ع ذَلِكَ مِنَ اللّهِ حِكمَةٌ وَ صَوَابٌ غَيرَ أَنّهُ سَنّ ذَلِكَ وَ أَوجَبَهُ عَلَي خَلقِهِ كَمَا أَنّ المَولُودَ إِذَا خَرَجَ مِن بَطنِ أُمّهِ وَجَدنَا سُرّتَهُ مُتّصِلَةً بِسُرّةِ أُمّهِ كَذَلِكَ خَلَقَهَا الحَكِيمُ فَأَمَرَ العِبَادَ بِقَطعِهَا وَ فِي تَركِهَا فَسَادٌ بَيّنٌ لِلمَولُودِ وَ الأُمّ وَ كَذَلِكَ أَظفَارُ الإِنسَانِ أَمَرَ إِذَا طَالَت أَن تُقَلّمَ وَ كَانَ قَادِراً يَومَ دَبّرَ خِلقَةَ الإِنسَانِ أَن يَخلُقَهَا خِلقَةً لَا تَطُولُ وَ كَذَلِكَ الشّعرُ مِنَ الشّارِبِ وَ الرّأسِ يَطُولُ فَيُجَزّ وَ كَذَلِكَ الثّيرَانُ خَلَقَهَا فُحُولَةً وَ إِخصَاؤُهَا أَوفَقُ وَ لَيسَ فِي ذَلِكَ عَيبٌ فِي تَقدِيرِ اللّهِ تَعَالَي قَالَ أَ لَستَ تَقُولُ يَقُولُ اللّهُادعوُنيِ أَستَجِب لَكُم وَ قَد نَرَي المُضطَرّ يَدعُوهُ فَلَا يُستَجَابُ لَهُ وَ المَظلُومَ يَستَنصِرُهُ عَلَي عَدُوّهِ فَلَا يَنصُرُهُ قَالَ ع وَيحَكَ مَا يَدعُوهُ أَحَدٌ إِلّا استَجَابَ لَهُ أَمّا الظّالِمُ فَدُعَاؤُهُ مَردُودٌ إِلَي أَن يَتُوبَ إِلَيهِ وَ أَمّا المُحِقّ فَإِنّهُ إِذَا دَعَاهُ استَجَابَ لَهُ وَ صَرَفَ عَنهُ البَلَاءَ مِن حَيثُ لَا يَعلَمُهُ وَ ادّخَرَ لَهُ ثَوَاباً جَزِيلًا لِيَومِ حَاجَتِهِ إِلَيهِ وَ إِن لَم يَكُنِ الأَمرُ ألّذِي سَأَلَ العَبدُ خِيَرَةً لَهُ إِن أَعطَاهُ أَمسَكَ عَنهُ وَ المُؤمِنُ العَارِفُ بِاللّهِ رُبّمَا عَزّ عَلَيهِ أَن يَدعُوهُ فِيمَا لَا يدَريِ أَ صَوَابٌ ذَلِكَ أَم خَطَأٌ وَ قَد يَسأَلُ العَبدُ رَبّهُ إِهلَاكَ مَن لَم يَنقَطِع مُدّتُهُ وَ يَسأَلُ المَطَرَ وَقتاً وَ لَعَلّهُ أَوَانُ لَا يَصلُحُ فِيهِ المَطَرُ لِأَنّهُ أَعرَفُ بِتَدبِيرِ مَا خَلَقَ مِن خَلقِهِ وَ أَشبَاهُ ذَلِكَ كَثِيرَةٌ فَافهَم هَذَا قَالَ فأَخَبرِنيِ أَيّهَا الحَكِيمُ مَا بَالُ السّمَاءِ لَا يَنزِلُ مِنهَا إِلَي الأَرضِ أَحَدٌ وَ لَا يَصعَدُ مِنَ الأَرضِ إِلَيهَا بَشَرٌ وَ لَا طَرِيقَ إِلَيهَا وَ لَا مَسلَكَ فَلَو نَظَرَ العِبَادُ فِي كُلّ دَهرٍ مَرّةً مَن يَصعَدُ إِلَيهَا وَ يَنزِلُ لَكَانَ ذَلِكَ أَثبَتَ فِي الرّبُوبِيّةِ وَ أَنفَي لِلشّكّ وَ أَقوَي لِليَقِينِ وَ أَجدَرَ أَن يَعلَمَ العِبَادُ أَنّ هُنَاكَ مُدَبّراً إِلَيهِ يَصعَدُ الصّاعِدُ وَ مِن عِندِهِ يَهبِطُ الهَابِطُ
صفحه : 175
قَالَ ع إِنّ كُلّ مَا تَرَي فِي الأَرضِ مِنَ التّدبِيرِ إِنّمَا هُوَ يَنزِلُ مِنَ السّمَاءِ وَ مِنهَا مَا يَظهَرُ أَ مَا تَرَي الشّمسُ مِنهَا تَطلُعُ وَ هيَِ نُورُ النّهَارِ وَ فِيهَا قِوَامُ الدّنيَا وَ لَو حُبِسَت حَارَ مَن عَلَيهَا وَ هَلَكَ وَ القَمَرُ مِنهَا يَطلُعُ وَ هُوَ نُورُ اللّيلِ وَ بِهِ يُعلَمُ عَدَدُ السّنِينَ وَ الحِسَابِ وَ الشّهُورِ وَ الأَيّامِ وَ لَو حُبِسَ لَحَارَ مَن عَلَيهَا وَ فَسَدَ التّدبِيرُ وَ فِي السّمَاءِ النّجُومُ التّيِ يُهتَدَي بِهَا فِي ظُلُمَاتِ البَرّ وَ البَحرِ وَ مِنَ السّمَاءِ يَنزِلُ الغَيثُ ألّذِي فِيهِ حَيَاةُ كُلّ شَيءٍ مِنَ الزّرعِ وَ النّبَاتِ وَ الأَنعَامِ وَ كُلّ الخَلقِ لَو حُبِسَ عَنهُم لَمَا عَاشُوا وَ الرّيحُ لَو حُبِسَت أَيّاماً لَفَسَدَتِ الأَشيَاءُ جَمِيعاً وَ تَغَيّرَت ثُمّ الغَيمُ وَ الرّعدُ وَ البَرقُ وَ الصّوَاعِقُ كُلّ ذَلِكَ إِنّمَا هُوَ دَلِيلٌ عَلَي أَنّ هُنَاكَ مُدَبّراً يُدَبّرُ كُلّ شَيءٍ وَ مِن عِندِهِ يَنزِلُ وَ قَد كَلّمَ اللّهُ مُوسَي ع وَ نَاجَاهُ وَ رَفَعَ اللّهُ عِيسَي ابنَ مَريَمَ وَ المَلَائِكَةُ تَنزِلُ مِن عِندِهِ غَيرَ أَنّكَ لَا تُؤمِنُ بِمَا لَم تَرَهُ بِعَينِكَ وَ فِيمَا تَرَاهُ بِعَينِكَ كِفَايَةٌ أَن تَفهَمَ وَ تَعقِلَ قَالَ فَلَو أَنّ اللّهَ رَدّ إِلَينَا مِنَ الأَموَاتِ فِي كُلّ مِائَةِ عَامٍ لِنَسأَلَهُ عَمّن مَضَي مِنّا إِلَي مَا صَارُوا وَ كَيفَ حَالُهُم وَ مَا ذَا لَقُوا بَعدَ المَوتِ وَ أَيّ شَيءٍ صُنِعَ بِهِم لِيَعمَلَ النّاسُ عَلَي اليَقِينِ اضمَحَلّ الشّكّ وَ ذَهَبَ الغِلّ عَنِ القُلُوبِ قَالَ إِنّ هَذِهِ مَقَالَةُ مَن أَنكَرَ الرّسُلَ وَ كَذّبَهُم وَ لَم يُصَدّق بِمَا بِهِ مِن عِندِ اللّهِ إِذَا أَخبَرُوا وَ قَالُوا إِنّ اللّهَ أَخبَرَ فِي كِتَابِهِ عَزّ وَ جَلّ عَلَي لِسَانِ الأَنبِيَاءِ حَالَ مَن مَاتَ مِنّا أَ فَيَكُونُ أَحَدٌ أَصدَقَ مِنَ اللّهِ قَولًا وَ مِن رُسُلِهِ وَ قَد رَجَعَ إِلَي الدّنيَا مِمّن مَاتَ خَلقٌ كَثِيرٌ مِنهُم أَصحَابُ الكَهفِ أَمَاتَهُمُ اللّهُ ثَلَاثَمِائَةِ عَامٍ وَ تِسعَةً ثُمّ بَعَثَهُم فِي زَمَانِ قَومٍ أَنكَرُوا البَعثَ لِيَقطَعَ حُجّتَهُم وَ لِيُرِيَهُم قُدرَتَهُ وَ لِيَعلَمُوا أَنّ البَعثَ حَقّ وَ أَمَاتَ اللّهُ إِرمِيَا النّبِيّ ألّذِي نَظَرَ إِلَي
صفحه : 176
خَرَابِ بَيتِ المَقدِسِ وَ مَا حَولَهُ حِينَ غَزَاهُم بُختَنَصّرُ فَقَالَأَنّي يحُييِ هذِهِ اللّهُ بَعدَ مَوتِها فَأَماتَهُ اللّهُ مِائَةَ عامٍ ثُمّ أَحيَاهُ وَ نَظَرَ إِلَي أَعضَائِهِ كَيفَ تَلتَئِمُ وَ كَيفَ تَلبَسُ اللّحمَ وَ إِلَي مَفَاصِلِهِ وَ عُرُوقِهِ كَيفَ تُوصَلُ فَلَمّا استَوَي قَاعِداًقالَ أَعلَمُ أَنّ اللّهَ عَلي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ وَ أَحيَا اللّهُ قَوماً خَرَجُوا عَن أَوطَانِهِم هَارِبِينَ مِنَ الطّاعُونِ لَا يُحصَي عَدَدُهُم فَأَمَاتَهُمُ اللّهُ دَهراً طَوِيلًا حَتّي بُلِيَت عِظَامُهُم وَ تَقَطّعَت أَوصَالُهُم وَ صَارُوا تُرَاباً فَبَعَثَ اللّهُ تَعَالَي فِي وَقتٍ أَحَبّ أَن يَرَي خَلقُهُ قُدرَتَهُ نَبِيّاً يُقَالُ لَهُ حِزقِيلُ فَدَعَاهُم فَاجتَمَعَت أَبدَانُهُم وَ رَجَعَت فِيهَا أَروَاحُهُم وَ قَامُوا كَهَيئَةِ يَومَ مَاتُوا لَا يَفتَقِدُونَ مِن أَعدَادِهِم رَجُلًا فَعَاشُوا بَعدَ ذَلِكَ دَهراً طَوِيلًا وَ إِنّ اللّهَ أَمَاتَ قَوماً خَرَجُوا مَعَ مُوسَي حِينَ تَوَجّهَ إِلَي اللّهِ فَقَالُواأَرِنَا اللّهَ جَهرَةًفَأَمَاتَهُمُ اللّهُ ثُمّ أَحيَاهُم قَالَ فأَخَبرِنيِ عَمّن قَالَ بِتَنَاسُخِ الأَروَاحِ مِن أَيّ شَيءٍ قَالُوا ذَلِكَ وَ بأِيَّ حُجّةٍ قَامُوا عَلَي مَذَاهِبِهِم قَالَ إِنّ أَصحَابَ التّنَاسُخِ قَد خَلّفُوا وَرَاءَهُم مِنهَاجَ الدّينِ وَ زَيّنُوا لِأَنفُسِهِمُ الضّلَالَاتِ وَ أَمرَجُوا أَنفُسَهُم فِي الشّهَوَاتِ وَ زَعَمُوا أَنّ السّمَاءَ خَاوِيَةٌ مَا فِيهَا شَيءٌ مِمّا يُوصَفُ وَ أَنّ مُدَبّرَ هَذَا العَالَمِ فِي صُورَةِ المَخلُوقِينَ بِحُجّةِ مَن رَوَي أَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ خَلَقَ آدَمَ عَلَي صُورَتِهِ وَ أَنّهُ لَا جَنّةَ وَ لَا نَارَ وَ لَا بَعثَ وَ لَا نُشُورَ وَ القِيَامَةُ عِندَهُم خُرُوجُ الرّوحِ مِن قَالَبِهِ وَ وُلُوجُهُ فِي قَالَبٍ آخَرَ إِن كَانَ مُحسِناً فِي القَالَبِ الأَوّلِ أُعِيدَ فِي قَالَبٍ أَفضَلَ مِنهُ حُسناً فِي أَعلَي دَرَجَةِ الدّنيَا وَ إِن كَانَ مُسِيئاً أَو غَيرَ عَارِفٍ صَارَ فِي بَعضِ الدّوَابّ المُتعَبَةِ فِي الدّنيَا أَو هَوَامّ مُشَوّهَةِ الخِلقَةِ وَ لَيسَ عَلَيهِم صَومٌ وَ لَا صَلَاةٌ وَ لَا شَيءٌ مِنَ العِبَادَةِ أَكثَرُ مِن مَعرِفَةِ مَن تَجِبُ عَلَيهِ مَعرِفَتُهُ وَ كُلّ شَيءٍ مِن شَهَوَاتِ الدّنيَا مُبَاحٌ لَهُم مِن فُرُوجِ النّسَاءِ وَ غَيرِ ذَلِكَ مِن نِكَاحِ الأَخَوَاتِ وَ البَنَاتِ وَ الخَالَاتِ وَ ذَوَاتِ البُعُولَةِ وَ كَذَلِكَ المَيتَةُ وَ الخَمرُ وَ الدّمُ فَاستَقبَحَ مَقَالَتَهُم كُلّ الفِرَقِ وَ لَعَنَهُم كُلّ الأُمَمِ
صفحه : 177
فَلَمّا سَأَلُوا الحُجّةَ زَاغُوا وَ حَادُوا فَكَذّبَ مَقَالَتَهُمُ التّورَاةُ وَ لَعَنَهُمُ الفُرقَانُ وَ زَعَمُوا مَعَ ذَلِكَ أَنّ إِلَهَهُم يَنتَقِلُ مِن قَالَبٍ إِلَي قَالَبٍ وَ أَنّ الأَروَاحَ الأَزَلِيّةَ هيَِ التّيِ كَانَت فِي آدَمَ ثُمّ هَلُمّ جَرّاً تجَريِ إِلَي يَومِنَا هَذَا فِي وَاحِدٍ بَعدَ آخَرَ فَإِذَا كَانَ الخَالِقُ فِي صُورَةِ المَخلُوقِ فَبِمَا يُستَدَلّ عَلَي أَنّ أَحَدَهُمَا خَالِقُ صَاحِبِهِ وَ قَالُوا إِنّ المَلَائِكَةَ مِن وُلدِ آدَمَ كُلّ مَن صَارَ فِي أَعلَي دَرَجَةِ دِينِهِم خَرَجَ مِن مَنزِلَةِ الِامتِحَانِ وَ التّصفِيَةِ فَهُوَ مَلَكٌ فَطَوراً تَخَالُهُم نَصَارَي فِي أَشيَاءَ وَ طَوراً دَهرِيّةً يَقُولُونَ إِنّ الأَشيَاءَ عَلَي غَيرِ الحَقِيقَةِ قَد كَانَ يَجِبُ عَلَيهِم أَن لَا يَأكُلُوا شَيئاً مِنَ اللّحمَانِ لِأَنّ الدّوَابّ عِندَهُم كُلّهَا مِن وُلدِ آدَمَ حُوّلُوا مِن صُوَرِهِم فَلَا يَجُوزُ أَكلُ لُحُومِ القَرَابَاتِ قَالَ وَ مَن زَعَمَ أَنّ اللّهَ لَم يَزَل وَ مَعَهُ طِينَةٌ مُوذِيَةٌ فَلَم يَستَطِعِ التفّصَيَّ مِنهَا إِلّا بِامتِزَاجِهِ بِهَا وَ دُخُولِهِ فِيهَا فَمِن تِلكَ الطّينَةِ خَلَقَ الأَشيَاءَ قَالَ سُبحَانَ اللّهِ تَعَالَي مَا أَعجَزَ إِلَهاً يُوصَفُ بِالقُدرَةِ لَا يَستَطِيعُ التفّصَيّ مِنَ الطّينَةِ إِن كَانَتِ الطّينَةُ حَيّةً أَزَلِيّةً فَكَانَا إِلَهَينِ قَدِيمَينِ فَامتَزَجَا وَ دَبّرَ العَالَمَ مِن أَنفُسِهِمَا فَإِن كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ فَمِن أَينَ جَاءَ المَوتُ وَ الفَنَاءُ وَ إِن كَانَتِ الطّينَةُ مَيتَةً فَلَا بَقَاءَ لِلمَيّتِ مَعَ الأزَلَيِّ القَدِيمِ وَ المَيّتُ لَا يجَيِءُ مِنهُ حيَّ هَذِهِ مَقَالَةُ الدّيصَانِيّةِ أَشَدّ الزّنَادِقَةِ قَولًا وَ أَهمَلُهُم مِثلًا نَظَرُوا فِي كُتُبٍ قَد صَنّفَتهَا أَوَائِلُهُم وَ حَبّرُوهَا لَهُم بِأَلفَاظٍ مُزَخرَفَةٍ مِن غَيرِ أَصلٍ ثَابِتٍ وَ لَا حُجّةٍ تُوجِبُ إِثبَاتَ مَا ادّعَوا كُلّ ذَلِكَ خِلَافاً عَلَي اللّهِ وَ عَلَي رُسُلِهِ وَ تَكذِيباً بِمَا جَاءُوا بِهِ عَنِ اللّهِ فَأَمّا مَن زَعَمَ أَنّ الأَبدَانَ ظُلمَةٌ وَ الأَروَاحَ نُورٌ وَ أَنّ النّورَ لَا يَعمَلُ الشّرّ وَ الظّلمَةَ لَا تَعمَلُ الخَيرَ فَلَا تَجِبُ عَلَيهِم أَن يَلُومُوا أَحَداً عَلَي مَعصِيَةٍ وَ لَا رُكُوبِ حُرمَةٍ وَ لَا إِتيَانِ
صفحه : 178
فَاحِشَةٍ وَ أَنّ ذَلِكَ عَلَي الظّلمَةِ غَيرُ مُستَنكَرٍ لِأَنّ ذَلِكَ فِعلُهَا وَ لَا لَهُ أَن يَدعُوَ رَبّاً وَ لَا يَتَضَرّعُ إِلَيهِ لِأَنّ النّورَ رَبّ وَ الرّبّ لَا يَتَضَرّعُ إِلَي نَفسِهِ وَ لَا يَستَعِيذُ بِغَيرِهِ وَ لَا لِأَحَدٍ مِن أَهلِ المَقَالَةِ أَن يَقُولَ أَحسَنتَ أَو أَسَأتَ لِأَنّ الإِسَاءَةَ مِن فِعلِ الظّلمَةِ وَ ذَلِكَ فِعلُهُا وَ الإِحسَانَ مِنَ النّورِ وَ لَا يَقُولُ النّورُ لِنَفسِهِ أَحسَنتَ يَا مُحسِنُ وَ لَيسَ هُنَاكَ ثَالِثٌ فَكَانَتِ الظّلمَةُ عَلَي قِيَاسِ قَولِهِم أَحكَمَ فِعلًا وَ أَتقَنَ تَدبِيراً وَ أَعَزّ أَركَاناً مِنَ النّورِ لِأَنّ الأَبدَانَ مُحكَمَةٌ فَمَن صَوّرَ هَذَا الخَلقَ صُورَةً وَاحِدَةً عَلَي نُعُوتٍ مُختَلِفَةٍ وَ كُلّ شَيءٍ يُرَي ظَاهِراً مِنَ الزّهرِ وَ الأَشجَارِ وَ الثّمَارِ وَ الطّيرِ وَ الدّوَابّ يَجِبُ أَن يَكُونَ إِلَهاً ثُمّ حُبِسَتِ النّورُ فِي حَبسِهَا وَ الدّولَةُ لَهَا وَ أَمّا مَا ادّعَوا بِأَنّ العَاقِبَةَ سَوفَ تَكُونُ لِلنّورِ فَدَعوَي وَ ينَبغَيِ عَلَي قِيَاسِ قَولِهِم أَن لَا يَكُونَ لِلنّورِ فِعلٌ لِأَنّهُ أَسِيرٌ وَ لَيسَ لَهُ سُلطَانٌ فَلَا فِعلَ لَهُ وَ لَا تَدبِيرَ وَ إِن كَانَ لَهُ مَعَ الظّلمَةِ تَدبِيرٌ فَمَا هُوَ بِأَسِيرٍ بَل هُوَ مُطلَقٌ عَزِيزٌ فَإِن لَم يَكُن كَذَلِكَ وَ كَانَ أَسِيرَ الظّلمَةِ فَإِنّهُ يَظهَرُ فِي هَذَا العَالَمِ إِحسَانٌ وَ خَيرٌ مَعَ فَسَادٍ وَ شَرّ فَهَذَا يَدُلّ عَلَي أَنّ الظّلمَةَ تُحسِنُ الخَيرَ وَ تَفعَلُهُ كَمَا تُحسِنُ الشّرّ وَ تَفعَلُهُ فَإِن قَالُوا مُحَالٌ ذَلِكَ فَلَا نُورَ يَثبُتُ وَ لَا ظُلمَةَ وَ بَطَلَت دَعوَاهُم وَ رَجَعَ الأَمرُ إِلَي أَنّ اللّهَ وَاحِدٌ وَ مَا سِوَاهُ بَاطِلٌ فَهَذِهِ مَقَالَةُ ماَنيِ الزّندِيقِ وَ أَصحَابِهِ وَ أَمّا مَن قَالَ النّورُ وَ الظّلمَةُ بَينَهُمَا حُكمٌ فَلَا بُدّ مِن أَن يَكُونَ أَكبَرُ الثّلَاثَةِ الحُكمَ لِأَنّهُ لَا يَحتَاجُ إِلَي الحَاكِمِ إِلّا مَغلُوبٌ أَو جَاهِلٌ أَو مَظلُومٌ وَ هَذِهِ مَقَالَةُ المَدقُونِيَةُ وَ الحِكَايَةُ عَنهُم تَطُولُ
صفحه : 179
قَالَ فَمَا قِصّةُ ماَنيِ قَالَ مُتَفَحّصٌ أَخَذَ بَعضَ المَجُوسِيّةِ فَشَابَهَا بِبَعضِ النّصرَانِيّةِ فَأَخطَأَ المِلّتَينِ وَ لَم يُصِب مَذهَباً وَاحِداً مِنهُمَا وَ زَعَمَ أَنّ العَالَمَ دُبّرَ مِن إِلَهَينِ نُورٍ وَ ظُلمَةٍ وَ أَنّ النّورَ فِي حِصَارٍ مِنَ الظّلمَةِ عَلَي مَا حَكَينَا مِنهُ فَكَذّبَتهُ النّصَارَي وَ قَبِلَتهُ المَجُوسُ قَالَ فأَخَبرِنيِ عَنِ المَجُوسِ أَ بَعَثَ اللّهُ إِلَيهِم نَبِيّاً فإَنِيّ أَجِدُ لَهُم كُتُباً مُحكَمَةً وَ مَوَاعِظَ بَلِيغَةً وَ أَمثَالًا شَافِيَةً يُقِرّونَ بِالثّوَابِ وَ العِقَابِ وَ لَهُم شَرَائِعُ يَعمَلُونَ بِهَا قَالَ مَامِن أُمّةٍ إِلّا خَلا فِيها نَذِيرٌ وَ قَد بُعِثَ إِلَيهِم نبَيِّ بِكِتَابٍ مِن عِندِ اللّهِ فَأَنكَرُوهُ وَ جَحَدُوا لِكِتَابِهِ قَالَ وَ مَن هُوَ فَإِنّ النّاسَ يَزعُمُونَ أَنّهُ خَالِدُ بنُ سِنَانٍ قَالَ ع إِنّ خَالِداً كَانَ عَرَبِيّاً بَدَوِيّاً مَا كَانَ نَبِيّاً وَ إِنّمَا ذَلِكَ شَيءٌ يَقُولُهُ النّاسُ قَالَ أَ فَزَردُشتُ قَالَ إِنّ زَردُشتَ أَتَاهُم بِزَمزَمَةٍ وَ ادّعَي النّبُوّةَ فَآمَنَ مِنهُم قَومٌ وَ جَحَدَهُ قَومٌ فَأَخرَجُوهُ فَأَكَلَتهُ السّبَاعُ فِي بَرّيّةٍ مِنَ الأَرضِ قَالَ فأَخَبرِنيِ عَنِ المَجُوسِ كَانُوا أَقرَبَ إِلَي الصّوَابِ فِي دَهرِهِم أَمِ العَرَبُ قَالَ العَرَبُ فِي الجَاهِلِيّةِ كَانَت أَقرَبَ إِلَي الدّينِ الحنَيِفيِّ مِنَ المَجُوسِ وَ ذَلِكَ أَنّ المَجُوسَ
صفحه : 180
كَفَرَت بِكُلّ الأَنبِيَاءِ وَ جَحَدَت كُتُبَهَا وَ أَنكَرَت بَرَاهِينَهَا وَ لَم تَأخُذ بشِيَءٍ مِن سُنَنِهَا وَ آثَارِهَا وَ أَنّ كَيخُسرَوَ مَلِكَ المَجُوسِ فِي الدّهرِ الأَوّلِ قَتَلَ ثَلَاثَمِائَةِ نبَيِّ وَ كَانَتِ المَجُوسُ لَا تَغتَسِلُ مِنَ الجَنَابَةِ وَ العَرَبُ كَانَت تَغتَسِلُ وَ الِاغتِسَالُ مِن خَالِصِ شَرَائِعِ الحَنِيفِيّةِ وَ كَانَتِ المَجُوسُ لَا تَختَتِنُ وَ هُوَ مِن سُنَنِ الأَنبِيَاءِ وَ إِنّ أَوّلَ مَن فَعَلَ ذَلِكَ اِبرَاهِيمُ خَلِيلُ اللّهِ وَ كَانَتِ المَجُوسُ لَا تَغتَسِلُ[تُغَسّلُ]مَوتَاهُم وَ لَا تُكَفّنُهَا وَ كَانَتِ العَرَبُ تَفعَلُ ذَلِكَ وَ كَانَتِ المَجُوسُ ترَميِ المَوتَي فِي الصحّاَريِ وَ النّوَاوِيسِ وَ العَرَبُ تُوَارِيهَا فِي قُبُورِهَا وَ تَلحَدُ لَهَا وَ كَذَلِكَ السّنّةُ عَلَي الرّسُلِ إِنّ أَوّلَ مَن حُفِرَ لَهُ قَبرٌ آدَمُ أَبُو البَشَرِ وَ أُلحِدَ لَهُ لَحدٌ وَ كَانَتِ المَجُوسُ تأَتيِ الأُمّهَاتِ وَ تَنكِحُ البَنَاتِ وَ الأَخَوَاتِ وَ حَرّمَت ذَلِكَ العَرَبُ وَ أَنكَرَتِ المَجُوسُ بَيتَ اللّهِ الحَرَامَ وَ سَمّتهُ بَيتَ الشّيطَانِ وَ العَرَبُ كَانَت تَحُجّهُ وَ تُعَظّمُهُ وَ يَقُولُ بَيتُ رَبّنَا وَ تُقِرّ بِالتّورَاةِ وَ الإِنجِيلِ وَ تَسأَلُ أَهلَ الكِتَابِ وَ تَأخُذُ عَنهُم وَ كَانَتِ العَرَبُ فِي كُلّ الأَسبَابِ أَقرَبَ إِلَي الدّينِ الحنَيِفيِّ مِنَ المَجُوسِ قَالَ فَإِنّهُم احتَجّوا بِإِتيَانِ الأَخَوَاتِ أَنّهَا سُنّةٌ مِن آدَمَ قَالَ فَمَا حُجّتُهُم فِي إِتيَانِ البَنَاتِ وَ الأُمّهَاتِ وَ قَد حَرّمَ ذَلِكَ آدَمُ وَ نُوحٌ وَ اِبرَاهِيمُ وَ مُوسَي وَ عِيسَي وَ سَائِرُ الأَنبِيَاءِ ع وَ كُلّ مَا جَاءَ عَنِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ قَالَ فَلِمَ حَرّمَ اللّهُ تَعَالَي الخَمرَ وَ لَا لَذّةَ أَفضَلُ مِنهَا قَالَ حَرّمَهَا لِأَنّهَا أُمّ الخَبَائِثِ أَ وَ لَيسَ كُلّ شَيءٍ يأَتيِ عَلَي شَارِبِهَا سَاعَةٌ يُسلَبُ لُبّهُ وَ لَا يَعرِفُ رَبّهُ وَ لَا يَترُكُ مَعصِيَةً إِلّا رَكِبَهَا وَ لَا حُرمَةً إِلّا انتَهَكَهَا وَ لَا رَحِماً مَاسّةً إِلّا قَطَعَهَا وَ لَا فَاحِشَةً إِلّا أَتَاهَا وَ السّكرَانُ زِمَامُهُ بِيَدِ الشّيطَانِ إِن أَمَرَهُ أَن يَسجُدَ لِلأَوثَانِ سَجَدَ وَ يَنقَادُ حَيثُ مَا قَادَهُ قَالَ فَلِمَ حَرّمَ الدّمَ المَسفُوحَ قَالَ لِأَنّهُ يُورِثُ القَسَاوَةَ وَ يَسلُبُ الفُؤَادَ رَحمَتَهُ وَ يُعَفّنُ البَدَنَ وَ يُغَيّرُ اللّونَ وَ أَكثَرَ مَا يُصِيبُ الإِنسَانَ الجُذَامُ يَكُونُ مِن أَكلِ الدّمِ قَالَ فَأَكلُ الغُدَدِ قَالَ يُورِثُ الجُذَامَ قَالَ فَالمَيتَةُ لِمَ حَرّمَهَا قَالَ صَلَوَاتُ
صفحه : 181
اللّهِ عَلَيهِ فَرقاً بَينَهَا وَ بَينَ مَا يُذكَرُ عَلَيهِ اسمُ اللّهِ وَ المَيتَةُ قَد جَمَدَ فِيهَا الدّمُ وَ تَرَاجَعَ إِلَي بَدَنِهَا فَلَحمُهَا ثَقِيلٌ غَيرُ مرَيِءٍ لِأَنّهَا يُؤكَلُ لَحمُهَا بِدَمِهَا قَالَ فَالسّمَكُ مَيتَةٌ قَالَ إِنّ السّمَكَ ذَكَاتُهُ إِخرَاجُهُ حَيّاً مِنَ المَاءِ ثُمّ يُترَكُ حَتّي يَمُوتَ مِن ذَاتِ نَفسِهِ وَ ذَلِكَ أَنّهُ لَيسَ لَهُ دَمٌ وَ كَذَلِكَ الجَرَادُ قَالَ فَلِمَ حَرّمَ الزّنَا قَالَ لِمَا فِيهِ مِنَ الفَسَادِ وَ ذَهَابِ المَوَارِيثِ وَ انقِطَاعِ الأَنسَابِ لَا تَعلَمُ المَرأَةُ فِي الزّنَا مَن أَحبَلَهَا وَ لَا المَولُودُ يَعلَمُ مَن أَبُوهُ وَ لَا أَرحَامَ مَوصُولَةٌ وَ لَا قَرَابَةَ مَعرُوفَةٌ قَالَ فَلِمَ حَرّمَ اللّوَاطَ قَالَ مِن أَجلِ أَنّهُ لَو كَانَ إِتيَانُ الغُلَامِ حَلَالًا لَاستَغنَي الرّجَالُ عَنِ النّسَاءِ وَ كَانَ فِيهِ قَطعُ النّسلِ وَ تَعطِيلُ الفُرُوجِ وَ كَانَ فِي إِجَازَةِ ذَلِكَ فَسَادٌ كَثِيرٌ قَالَ فَلِمَ حَرّمَ إِتيَانِ البَهِيمَةِ قَالَ ع كَرِهَ أَن يُضَيّعَ الرّجُلُ مَاءَهُ وَ يأَتيَِ غَيرَ شَكلِهِ وَ لَو أَبَاحَ ذَلِكَ لَرَبَطَ كُلّ رَجُلٍ أَتَاناً يَركَبُ ظَهرَهَا وَ يَغشَي فَرجَهَا فَكَانَ يَكُونُ فِي ذَلِكَ فَسَادٌ كَثِيرٌ فَأَبَاحَ ظُهُورَهَا وَ حَرّمَ عَلَيهِم فُرُوجَهَا وَ خَلَقَ لِلرّجَالِ النّسَاءَ لِيَأنِسُوا بِهِنّ وَ يَسكُنُوا إِلَيهِنّ وَ يَكُنّ مَوضِعَ شَهَوَاتِهِم وَ أُمّهَاتِ أَولَادِهِم قَالَ فَمَا عِلّةُ الغُسلِ مِنَ الجَنَابَةِ وَ إِنّ مَا أتُيَِ حَلَالٌ وَ لَيسَ فِي الحَلَالِ تَدنِيسٌ قَالَ ع إِنّ الجَنَابَةَ بِمَنزِلَةِ الحَيضِ وَ ذَلِكَ أَنّ النّطفَةَ دَمٌ لَا تَستَحكِمُ وَ لَا يَكُونُ الجِمَاعُ إِلّا بِحَرَكَةٍ شَدِيدَةٍ وَ شَهوَةٍ غَالِبَةٍ وَ إِذَا فَرَغَ تَنَفّسَ البَدَنُ وَ وَجَدَ الرّجُلُ مِن نَفسِهِ رَائِحَةً كَرِيهَةً فَوَجَبَ الغُسلُ لِذَلِكَ وَ غُسلُ الجَنَابَةِ مَعَ ذَلِكَ أَمَانَةٌ ائتَمَنَ اللّهُ تَعَالَي عَلَيهَا عَبِيدَهُ لِيَختَبِرَهُم بِهَا قَالَ أَيّهَا الحَكِيمُ فَمَا تَقُولُ فِيمَن زَعَمَ أَنّ هَذَا التّدبِيرَ ألّذِي يَظهَرُ فِي هَذَا العَالَمِ تَدبِيرُ النّجُومِ السّبعَةِ قَالَ يَحتَاجُونَ إِلَي دَلِيلِ أَنّ هَذَا العَالَمَ الأَكبَرَ وَ العَالَمَ الأَصغَرَ مِن تَدبِيرِ النّجُومِ التّيِ تَسبَحُ فِي الفَلَكِ وَ تَدُورُ حَيثُ دَارَت مُتعِبَةً لَا تَفتُرُ وَ سَائِرَةً
صفحه : 182
لَا تَقِفُ ثُمّ قَالَ وَ إِنّ كُلّ نَجمٍ مِنهَا مُوَكّلٌ مُدَبّرٌ فهَيَِ بِمَنزِلَةِ العَبِيدِ المَأمُورِينَ المَنهِيّينَ فَلَو كَانَت قَدِيمَةً أَزَلِيّةً لَم تَتَغَيّر مِن حَالٍ إِلَي حَالٍ قَالَ فَمَن قَالَ بِالطّبَائِعِ قَالَ مَن لَم يَملِكِ البَقَاءَ وَ لَا صَرفَ الحَوَادِثِ وَ غَيّرَتهُ الأَيّامُ وَ الليّاَليِ لَا يَرُدّ الهَرَمَ وَ لَا يَدفَعُ الأَجَلَ مَا تَصنَعُ بِهِ قَالَ فأَخَبرِنيِ عَمّن زَعَمَ أَنّ الخَلقَ لَم يَزَل يَتَنَاسَلُونَ وَ يَتَوَالَدُونَ وَ يَذهَبُ قَرنٌ وَ يجَيِءُ قَرنٌ تُفنِيهِمُ الأَمرَاضُ وَ الأَعرَاضُ وَ صُنُوفُ الآفَاتِ يُخبِرُكَ الآخِرُ عَنِ الأَوّلِ وَ يُنَبّئُكَ الخَلَفُ عَنِ السّلَفِ وَ القُرُونُ عَنِ القُرُونِ أَنّهُم وَجَدُوا الخَلقَ عَلَي هَذَا الوَصفِ بِمَنزِلَةِ الشّجَرِ وَ النّبَاتِ فِي كُلّ دَهرٍ يَخرُجُ مِنهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ بِمَصلَحَةِ النّاسِ بَصِيرٍ بِتَألِيفِ الكَلَامِ وَ يُصَنّفُ كِتَاباً قَد حَبّرَهُ بِفِطنَتِهِ وَ حَسّنَهُ بِحِكمَتِهِ قَد جَعَلَهُ حَاجِزاً بَينَ النّاسِ يَأمُرُهُم بِالخَيرِ وَ يَحُثّهُم عَلَيهِ وَ يَنهَاهُم عَنِ السّوءِ وَ الفَسَادِ وَ يَزجُرُهُم عَنهُ لِئَلّا يَتَهَاوَشُوا وَ لَا يَقتُلَ بَعضُهُم بَعضاً قَالَ ع وَيحَكَ إِنّ مَن خَرَجَ مِن بَطنِ أُمّهِ أَمسِ وَ يَرحَلُ عَنِ الدّنيَا غَداً لَا عِلمَ لَهُ بِمَا كَانَ قَبلَهُ وَ لَا مَا يَكُونُ بَعدَهُ ثُمّ إِنّهُ لَا يَخلُو الإِنسَانُ مِن أَن يَكُونَ خَلَقَ نَفسَهُ أَو خَلَقَهُ غَيرُهُ أَو لَم يَزَل مَوجُوداً فَمَا لَيسَ بشِيَءٍ لَا يَقدِرُ عَلَي أَن يَخلُقَ شَيئاً وَ هُوَ لَيسَ بشِيَءٍ وَ كَذَلِكَ مَا لَم يَكُن فَيَكُونُ شَيئاً يُسأَلُ فَلَا يَعلَمُ كَيفَ كَانَ ابتِدَاؤُهُ وَ لَو كَانَ الإِنسَانُ أَزَلِيّاً لَم تَحدُث فِيهِ الحَوَادِثُ لِأَنّ الأزَلَيِّ لَا تُغَيّرُهُ الأَيّامُ وَ لَا يأَتيِ عَلَيهِ الفَنَاءُ مَعَ أَنّا لَم نَجِد بِنَاءً مِن غَيرِ بَانٍ وَ لَا أَثَراً مِن غَيرِ مُؤَثّرٍ وَ لَا تَألِيفاً مِن غَيرِ مُؤَلّفٍ فَمَن زَعَمَ أَنّ أَبَاهُ خَلَقَهُ قِيلَ فَمَن خَلَقَ أَبَاهُ وَ لَو أَنّ الأَبَ هُوَ ألّذِي خَلَقَ ابنَهُ لَخَلَقَهُ عَلَي شَهوَتِهِ وَ صَوّرَهُ عَلَي مَحَبّتِهِ وَ لَمَلَكَ حَيَاتَهُ وَ لَجَارَ فِيهِ حُكمُهُ مَرِضَ
صفحه : 183
فَلَم يَنفَعهُ وَ مَاتَ فَعَجَزَ عَن رَدّهِ إِنّ مَنِ استَطَاعَ أَن يَخلُقَ خَلقاً وَ يَنفُخَ فِيهِ رُوحاً حَتّي يمَشيَِ عَلَي رِجلَيهِ سَوِيّاً يَقدِرُ أَن يَدفَعَ عَنهُ الفَسَادَ قَالَ فَمَا تَقُولُ فِي عِلمِ النّجُومِ قَالَ هُوَ عِلمٌ قَلّت مَنَافِعُهُ وَ كَثُرَت مَضَرّاتُهُ لِأَنّهُ لَا يُدفَعُ بِهِ المَقدُورُ وَ لَا يُتّقَي بِهِ المَحذُورُ إِن أَخبَرَ المُنَجّمُ بِالبَلَاءِ لَم يُنجِهِ التّحَرّزُ مِنَ القَضَاءِ وَ إِن أَخبَرَ هُوَ بِخَيرٍ لَم يَستَطِع تَعجِيلَهُ وَ إِن حَدَثَ بِهِ سُوءٌ لَم يُمكِنهُ صَرفُهُ وَ المُنَجّمُ يُضَادّ اللّهَ فِي عِلمِهِ بِزَعمِهِ أَنّهُ يَرُدّ قَضَاءَ اللّهِ عَن خَلقِهِ قَالَ فَالرّسُولُ أَفضَلُ أَمِ المَلَكُ المُرسَلُ إِلَيهِ قَالَ بَلِ الرّسُولُ أَفضَلُ قَالَ فَمَا عِلّةُ المَلَائِكَةِ المُوَكّلِينَ بِعِبَادِهِ يَكتُبُونَ عَلَيهِم وَ لَهُم وَ اللّهُ عَالِمُ السّرّ وَ مَا هُوَ أَخفَي قَالَ استَعبَدَهُم بِذَلِكَ وَ جَعَلَهُم شُهُوداً عَلَي خَلقِهِ لِيَكُونَ العِبَادُ لِمُلَازَمَتِهِم إِيّاهُم أَشَدّ عَلَي طَاعَةِ اللّهِ مُوَاظَبَةً وَ عَن مَعصِيَتِهِ أَشَدّ انقِبَاضاً وَ كَم مِن عَبدٍ يَهُمّ بِمَعصِيَةٍ فَيَذكُرُ مَكَانَهَا فَارعَوَي وَ كَفّ فَيَقُولُ ربَيّ يرَاَنيِ وَ حفَظِتَيِ عَلَيّ بِذَلِكَ تَشهَدُ وَ إِنّ اللّهَ بِرَأفَتِهِ وَ لُطفِهِ أَيضاً وَكّلَهُم بِعِبَادِهِ يَذُبّونَ عَنهُ مَرَدَةَ الشّيَاطِينِ وَ هَوَامّ الأَرضِ وَ آفَاتٍ كَثِيرَةً مِن حَيثُ لَا يَرَونَ بِإِذنِ اللّهِ إِلَي أَن يجَيِءَ أَمرُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ قَالَ فَخَلَقَ الخَلقَ لِلرّحمَةِ أَم لِلعَذَابِ قَالَ خَلَقَهُم لِلرّحمَةِ وَ كَانَ فِي عِلمِهِ قَبلَ خَلقِهِ إِيّاهُم أَنّ قَوماً مِنهُم يَصِيرُونَ إِلَي عَذَابِهِ بِأَعمَالِهِمُ الرّدِيئَةِ وَ جَحدِهِم بِهِ قَالَ يُعَذّبُ مَن أَنكَرَ فَاستَوجَبَ عَذَابَهُ بِإِنكَارِهِ فَبِمَ يُعَذّبُ مَن وَحّدَهُ وَ عَرَفَهُ قَالَ يُعَذّبُ المُنكِرَ لِإِلَهِيّتِهِ عَذَابَ الأَبَدِ وَ يُعَذّبُ المُقِرّ بِهِ عَذَاباً عُقُوبَةً لِمَعصِيَتِهِ إِيّاهُ فِيمَا فَرَضَ عَلَيهِ ثُمّ يَخرُجُوَ لا يَظلِمُ رَبّكَ أَحَداً قَالَ فَبَينَ الكُفرِ وَ الإِيمَانِ مَنزِلَةٌ قَالَ لَا قَالَ فَمَا الإِيمَانُ وَ مَا الكُفرُ
صفحه : 184
قَالَ الإِيمَانُ أَن يُصَدّقَ اللّهَ فِيمَا غَابَ عَنهُ مِن عَظَمَةِ اللّهِ لِتَصدِيقِهِ بِمَا شَاهَدَ مِن ذَلِكَ وَ عَايَنَ وَ الكُفرُ الجُحُودُ قَالَ فَمَا الشّركُ وَ مَا الشّكّ قَالَ الشّركُ أَن يَضُمّ إِلَي الوَاحِدِ ألّذِي لَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ آخَرَ وَ الشّكّ مَا لَم يَعتَقِد قَلبُهُ شَيئاً قَالَ أَ فَيَكُونُ العَالِمُ جَاهِلًا قَالَ عَالِمٌ بِمَا يَعلَمُ وَ جَاهِلٌ بِمَا يَجهَلُ قَالَ فَمَا السّعَادَةُ وَ مَا الشّقَاوَةُ قَالَ السّعَادَةُ سَبَبُ خَيرٍ تُمسِكُ بِهِ السّعِيدُ فَيَجُرّهُ إِلَي النّجَاةِ وَ الشّقَاوَةُ سَبَبُ خِذلَانٍ تُمسِكُ بِهِ الشقّيِّ فَجَرّهُ إِلَي الهَلَكَةِ وَ كُلّ بِعِلمِ اللّهِ تَعَالَي قَالَ أخَبرِنيِ عَنِ السّرَاجِ إِذَا انطَفَأَ أَينَ يَذهَبُ نُورُهُ قَالَ يَذهَبُ فَلَا يَعُودُ قَالَ فَمَا أَنكَرتَ أَن يَكُونَ الإِنسَانُ مِثلَ ذَلِكَ إِذَا مَاتَ وَ فَارَقَ الرّوحُ البَدَنَ لَم يَرجِع إِلَيهِ أَبَداً كَمَا لَا يَرجِعُ ضَوءُ السّرَاجِ إِلَيهِ أَبَداً إِذَا انطَفَأَ قَالَ لَم تُصِبِ القِيَاسَ إِنّ النّارَ فِي الأَجسَامِ كَامِنَةٌ وَ الأَجسَامُ قَائِمَةٌ بِأَعيَانِهَا كَالحَجَرِ وَ الحَدِيدِ فَإِذَا ضُرِبَ
صفحه : 185
أَحَدُهُمَا بِالآخَرِ سُطِعَت مِن بَينِهِمَا نَارٌ يُقتَبَسُ مِنهُمَا سِرَاجٌ لَهُ الضّوءُ فَالنّارُ ثَابِتَةٌ فِي أَجسَامِهَا وَ الضّوءُ ذَاهِبٌ وَ الرّوحُ جِسمٌ رَقِيقٌ قَد أُلبِسُ قَالَباً كَثِيفاً وَ لَيسَ بِمَنزِلَةِ السّرَاجِ ألّذِي ذَكَرتَ إِنّ ألّذِي خَلَقَ فِي الرّحِمِ جَنِيناً مِن مَاءٍ صَافٍ وَ رَكّبَ فِيهِ ضُرُوباً مُختَلِفَةً مِن عُرُوقٍ وَ عَصَبٍ وَ أَسنَانٍ وَ شَعرٍ وَ عِظَامٍ وَ غَيرِ ذَلِكَ هُوَ يُحيِيهِ بَعدَ مَوتِهِ وَ يُعِيدُهُ بَعدَ فَنَائِهِ قَالَ فَأَينَ الرّوحُ قَالَ فِي بَطنِ الأَرضِ حَيثُ مَصرَعُ البَدَنِ إِلَي وَقتِ البَعثِ قَالَ فَمَن صُلِبَ أَينَ رُوحُهُ قَالَ فِي كَفّ المَلَكِ ألّذِي قَبَضَهَا حَتّي يُودِعَهَا الأَرضَ قَالَ فأَخَبرِنيِ عَنِ الرّوحِ أَ غَيرُ الدّمِ قَالَ نَعَم الرّوحُ عَلَي مَا وَصَفتُ لَكَ مَادّتُهُ مِنَ الدّمِ وَ مِنَ الدّمِ رُطُوبَةُ الجِسمِ وَ صَفَاءُ اللّونِ وَ حُسنُ الصّوتِ وَ كَثرَةُ الضّحكِ فَإِذَا جَمَدَ الدّمُ فَارَقَ الرّوحُ البَدَنَ قَالَ فَهَل يُوصَفُ بِخِفّةٍ وَ ثِقلٍ وَ وَزنٍ قَالَ الرّوحُ بِمَنزِلَةِ الرّيحِ فِي الزّقّ إِذَا نُفِخَت فِيهِ امتَلَأَ الزّقّ مِنهَا فَلَا يَزِيدُ فِي وَزنِ الزّقّ وُلُوجُهَا فِيهِ وَ لَا يَنقُصُهَا خُرُوجُهَا مِنهُ كَذَلِكَ الرّوحُ لَيسَ لَهَا ثِقلٌ وَ لَا وَزنٌ قَالَ فأَخَبرِنيِ مَا جَوهَرُ الرّيحِ قَالَ الرّيحُ هَوَاءٌ إِذَا تَحَرّكَ سمُيَّ رِيحاً فَإِذَا سَكَنَ سمُيَّ هَوَاءً وَ بِهِ قِوَامُ الدّنيَا وَ لَو كُفِتَ الرّيحُ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ لَفَسَدَ كُلّ شَيءٍ عَلَي وَجهِ الأَرضِ وَ نَتُنَ وَ ذَلِكَ أَنّ الرّيحَ بِمَنزِلَةِ المِروَحَةِ تَذُبّ وَ تَدفَعُ الفَسَادَ عَن كُلّ شَيءٍ وَ تُطَيّبُهُ فهَيَِ بِمَنزِلَةِ الرّوحِ إِذَا خَرَجَ عَنِ البَدَنِ نَتُنَ البَدَنُ وَ تَغَيّرَ تَبَارَكَاللّهُ أَحسَنُ الخالِقِينَ قَالَ أَ فَيَتَلَاشَي الرّوحُ بَعدَ خُرُوجِهِ عَن قَالَبِهِ أَم هُوَ بَاقٍ قَالَ بَل هُوَ بَاقٍ إِلَي وَقتِ يُنفَخُ فِي الصّورِ فَعِندَ ذَلِكَ تَبطُلُ الأَشيَاءُ وَ تَفنَي فَلَا حِسّ وَ لَا مَحسُوسَ ثُمّ أُعِيدَتِ الأَشيَاءُ كَمَا بَدَأَهَا مُدَبّرُهَا وَ ذَلِكَ أَربَعُمِائَةِ سَنَةٍ تَسبُتُ فِيهَا الخَلقُ وَ ذَلِكَ بَينَ النّفخَتَينِ قَالَ وَ أَنّي لَهُ بِالبَعثِ وَ البَدَنُ قَد بلَيَِ وَ الأَعضَاءُ قَد تَفَرّقَت فَعُضوٌ بِبَلدَةٍ
صفحه : 186
يَأكُلُهَا سِبَاعُهَا وَ عُضوٌ بِأُخرَي تَمزِقُهُ هَوَامّهَا وَ عُضوٌ قَد صَارَ تُرَاباً بنُيَِ بِهِ مَعَ الطّينِ حَائِطٌ قَالَ إِنّ ألّذِي أَنشَأَهُ مِن غَيرِ شَيءٍ وَ صَوّرَهُ عَلَي غَيرِ مِثَالٍ كَانَ سَبَقَ إِلَيهِ قَادِرٌ أَن يُعِيدَهُ كَمَا بَدَأَهُ قَالَ أَوضِح لِي ذَلِكَ قَالَ إِنّ الرّوحَ مُقِيمَةٌ فِي مَكَانِهَا رُوحَ المُحسِنِ فِي ضِيَاءٍ وَ فُسحَةٍ وَ رُوحَ المسُيِءِ فِي ضِيقٍ وَ ظُلمَةٍ وَ البَدَنُ يَسِيرُ تُرَاباً مِنهُ خُلِقَ وَ مَا تَقذِفُ بِهِ السّبَاعُ وَ الهَوَامّ مِن أَجوَافِهَا مِمّا أَكَلَتهُ وَ مَزّقَتهُ كُلّ ذَلِكَ فِي التّرَابِ مَحفُوظٌ عِندَ مَن لَا يَعزُبُ عَنهُ مِثقَالُ ذَرّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرضِ وَ يَعلَمُ عَدَدَ الأَشيَاءِ وَ وَزنَهَا وَ إِنّ تُرَابَ الرّوحَانِيّينَ بِمَنزِلَةِ الذّهَبِ فِي التّرَابِ فَإِذَا كَانَ حِينَ البَعثِ مَطَرَتِ الأَرضُ مَطَرَ النّشُورِ فَتَربُو الأَرضُ ثُمّ تَمخَضُ مَخضَ السّقّاءِ فَيَصِيرُ تُرَابُ البِشرِ كَمَصِيرِ الذّهَبِ مِنَ التّرَابِ إِذَا غُسِلَ بِالمَاءِ وَ الزّبدِ مِنَ اللّبَنِ إِذَا مُخِضَ فَيَجتَمِعُ تُرَابُ كُلّ قَالَبٍ فَيَنقُلُ بِإِذنِ القَادِرِ إِلَي حَيثُ الرّوحُ فَتَعُودُ الصّوَرُ بِإِذنِ المُصَوّرِ كَهَيئَتِهَا وَ تَلِجُ الرّوحُ فِيهَا فَإِذَا قَدِ استَوَي لَا يُنكِرُ مِن نَفسِهِ شَيئاً قَالَ أخَبرِنيِ عَنِ النّاسِ يُحشَرُونَ يَومَ القِيَامَةِ عُرَاةً قَالَ بَل يُحشَرُونَ فِي أَكفَانِهِم قَالَ أَنّي لَهُم بِالأَكفَانِ وَ قَد بُلِيَت قَالَ إِنّ ألّذِي أَحيَا أَبدَانَهُم جَدّدَ أَكفَانَهُم قَالَ فَمَن مَاتَ بِلَا كَفَنٍ قَالَ يَستُرُ اللّهُ عَورَتَهُ بِمَا شَاءَ مِن عِندِهِ قَالَ فَيُعرَضُونَ صُفُوفاً قَالَ نَعَم هُم يَومَئِذٍ عِشرُونَ وَ مِائَةُ أَلفِ صَفّ فِي عَرضِ الأَرضِ قَالَ أَ وَ لَيسَ تُوزَنُ الأَعمَالُ قَالَ ع لَا إِنّ الأَعمَالَ
صفحه : 187
لَيسَت بِأَجسَامٍ وَ إِنّمَا هيَِ صِفَةُ مَا عَمِلُوا وَ إِنّمَا يَحتَاجُ إِلَي وَزنِ الشيّءِ مَن جَهِلَ عَدَدَ الأَشيَاءِ وَ لَا يَعرِفُ ثِقلَهَا وَ خِفّتَهَا وَ إِنّ اللّهَ لَا يَخفَي عَلَيهِ شَيءٌ قَالَ فَمَا المِيزَانُ قَالَ العَدلُ قَالَ فَمَا مَعنَاهُ فِي كِتَابِهِفَمَن ثَقُلَت مَوازِينُهُ قَالَ فَمَن رُجّحَ عَمَلُهُ قَالَ فأَخَبرِنيِ أَ وَ لَيسَ فِي النّارِ مُقَنّعٌ أَن يُعَذّبَ خَلقَهُ بِهَا دُونَ الحَيّاتِ وَ العَقَارِبِ قَالَ إِنّمَا يُعَذّبُ بِهَا قَوماً زَعَمُوا أَنّهَا لَيسَت مِن خَلقِهِ إِنّمَا شَرِيكُهُ ألّذِي يَخلُقُهُ فَيُسَلّطُ اللّهُ تَعَالَي عَلَيهِمُ العَقَارِبَ وَ الحَيّاتِ فِي النّارِ لِيُذِيقَهُم بِهَا وَبَالَ مَا كَانُوا عَلَيهِ فَجَحَدُوا أَن يَكُونَ صَنَعَهُ قَالَ فَمِن أَينَ قَالُوا إِنّ أَهلَ الجَنّةِ يأَتيِ الرّجُلُ مِنهُم إِلَي ثَمَرَةٍ يَتَنَاوَلُهَا فَإِذَا أَكَلَهَا عَادَت كَهَيئَتِهَا قَالَ نَعَم ذَلِكَ عَلَي قِيَاسِ السّرَاجِ يأَتيِ القَابِسُ فَيَقتَبِسُ مِنهُ فَلَا يَنقُصُ مِن ضَوئِهِ شَيءٌ وَ قَدِ امتَلَأَتِ الدّنيَا مِنهُ سُرُجاً قَالَ أَ لَيسُوا يَأكُلُونَ وَ يَشرَبُونَ وَ تَزعُمُ أَنّهُ لَا تَكُونُ لَهُمُ الحَاجَةُ قَالَ بَلَي لِأَنّ غِذَاءَهُم رَقِيقٌ لَا ثُفلَ لَهُ بَل يَخرُجُ مِن أَجسَادِهِم بِالعَرَقِ قَالَ فَكَيفَ تَكُونُ الحَورَاءُ فِي كُلّ مَا أَتَاهَا زَوجُهَا عَذرَاءَ قَالَ لِأَنّهَا خُلِقَت مِنَ الطّيبِ لَا تَعتَرِيهَا عَاهَةٌ وَ لَا تُخَالِطُ جِسمَهَا آفَةٌ وَ لَا يجَريِ فِي ثَقبِهَا شَيءٌ وَ لَا يُدَنّسُهَا حَيضٌ فَالرّحِمُ مُلتَزِقَةٌ إِذ لَيسَ فِيهِ لِسِوَي الإِحلِيلِ مَجرًي قَالَ فهَيَِ تَلبَسُ سَبعِينَ حُلّةً وَ يَرَي زَوجُهَا مُخّ سَاقِهَا مِن وَرَاءِ حُلَلِهَا وَ بَدَنِهَا قَالَ نَعَم كَمَا يَرَي أَحَدُكُمُ الدّرَاهِمَ إِذَا أُلقِيَت فِي مَاءٍ صَافٍ قَدرُهُ قِيدَ رُمحٍ قَالَ فَكَيفَ يُنَعّمُ أَهلُ الجَنّةِ بِمَا فِيهَا مِنَ النّعِيمِ وَ مَا مِنهُم أَحَدٌ إِلّا وَ قَدِ افتَقَدَ ابنَهُ أَو أَبَاهُ أَو حَمِيمَهُ أَو أُمّهُ فَإِذَا افتَقَدُوهُم فِي الجَنّةِ لَم يَشُكّوا فِي مَصِيرِهِم إِلَي النّارِ فَمَا يَصنَعُ بِالنّعِيمِ مَن يَعلَمُ أَنّ حَمِيمَهُ فِي النّارِ يُعَذّبُ قَالَ ع إِنّ أَهلَ العِلمِ قَالُوا
صفحه : 188
إِنّهُم يَنسَونَ ذِكرَهُم وَ قَالَ بَعضُهُم انتَظَرُوا قُدُومَهُمُ وَ رَجَوا أَن يَكُونُوا بَينَ الجَنّةِ وَ النّارِ فِي أَصحَابِ الأَعرَافِ قَالَ فأَخَبرِنيِ عَنِ الشّمسِ أَينَ تَغِيبُ قَالَ إِنّ بَعضَ العُلَمَاءِ قَالُوا إِذَا انحَدَرَت أَسفَلَ القُبّةِ دَارَ بِهَا الفَلَكُ إِلَي بَطنِ السّمَاءِ صَاعِدَةً أَبَداً إِلَي أَن تَنحَطّ إِلَي مَوضِعِ مَطلَعِهَا يعَنيِ أَنّهَا تَغِيبُ فِي عَينٍ حَامِئَةٍ ثُمّ تَخرِقُ الأَرضَ رَاجِعَةً إِلَي مَوضِعِ مَطلَعِهَا فَتَحَيّرُ تَحتَ العَرشِ حَتّي يُؤذَنَ لَهَا بِالطّلُوعِ وَ يُسلَبُ نُورُهَا كُلّ يَومٍ وَ يَتَجَلّلُ نُورٌ آخَرُ قَالَ فاَلكرُسيِّ أَكبَرُ أَمِ العَرشُ قَالَ كُلّ شَيءٍ خَلَقَهُ اللّهُ تَعَالَي فِي جَوفِ الكرُسيِّ خَلَا عَرشِهِ فَإِنّهُ أَعظَمُ مِن أَن يُحِيطَ بِهِ الكرُسيِّ قَالَ فَخَلَقَ النّهَارَ قَبلَ اللّيلِ قَالَ نَعَم خَلَقَ النّهَارَ قَبلَ اللّيلِ وَ الشّمسَ قَبلَ القَمَرِ وَ الأَرضَ قَبلَ السّمَاءِ وَ وَضَعَ الأَرضَ قَبلَ[ عَلَي]الحُوتِ وَ الحُوتُ فِي المَاءِ وَ المَاءُ فِي صَخرَةٍ مُجَوّفَةٍ وَ الصّخرَةُ عَلَي عَاتِقِ مَلَكٍ وَ المَلَكُ عَلَي الثّرَي وَ الثّرَي عَلَي الرّيحِ العَقِيمِ وَ الرّيحُ عَلَي الهَوَاءِ وَ الهَوَاءُ تُمسِكُهُ القُدرَةُ وَ لَيسَ تَحتَ الرّيحِ العَقِيمِ إِلّا الهَوَاءُ وَ الظّلُمَاتُ وَ لَا وَرَاءَ ذَلِكَ سَعَةٌ وَ لَا ضِيقٌ وَ لَا شَيءٌ يُتَوَهّمُ ثُمّ خَلَقَ الكرُسيِّ فَحَشَاهُ السّمَاوَاتِ وَ الأَرضَ وَ الكرُسيِّ أَكبَرُ مِن كُلّ شَيءٍ خَلَقَ ثُمّ خَلَقَ العَرشَ فَجَعَلَهُ أَكبَرَ مِنَ الكرُسيِّ
بيان هذاالخبر و إن كان مرسلا لكن أكثر أجزائه أوردها الكليني والصدوق متفرقة في المواضع المناسبة لها وسياقه شاهد صدق علي حقيته .
صفحه : 189
قوله ع إثبات العيان أي كإثبات العيان والمشاهدة قوله ع وأبصرته الإسناد مجازي أوالمراد بالأبصار البصائر قوله ع ليس للمحال جواب أي أي مافرضت من ظهوره تعالي للأبصار محال و من أتي ليس له جواب و في بعض النسخ ليس للمحيل جواب أي لمن أتي بالمحال و في بعضها للمحل أي لايمكن الجواب عن تلك المسألة علي وجه يوافق فهمك لأنك سألت عن قدرة الله علي المحال فإن أجبت بأنه محال توهمت أن ذلك من نقص القدرة. قوله ع والقديم لا يكون حديثا أي ما يكون وجوده أزليا لا يكون محدثا معلولا فيكون واجب الوجود بذاته فلايعتريه التغير والفناء و قدنسب إلي بعض الحكماء أنه قال المبدع الأول هومبدع الصور فقط دون الهيولي فإنها لم تزل مع المبدع فأنكر عليه سائر الحكماء وقالوا إن الهيولي لوكانت أزلية قديمة لماقبلت الصور و لماتغيرت من حال إلي حال و لماقبلت فعل غيرها إذ الأزلي لايتغير. قوله ع فمن أين جاءت هذه الألوان المختلفة لعل هذاالكلام مبني علي مازعموا من أن كل حادث لابد له من منشإ ومبدإ يشاكله ويناسبه في الذات والصفات فألزمه ع مايعتقده أوالمراد أن الاحتياج إلي المادة إن كان لعجز الصانع تعالي عن إحداث شيء لم يكن فلابد من وجود الأشياء بصفاتها في المادة حتي يخرجها منها و هذامحال لاستلزامه كون المادة ذات حقائق متباينة واتصافها بصفات متضادة و إن قلتم إنها مشتملة علي بعضها فقد حكمتم بإحداث بعضها من غيرمادة فليكن الجميع كذلك و إن قلتم إن جوهر المادة يتبدل جوهرا آخر وأعراضها أعراضا آخر فقد حكمتم بفناء ما هوأزلي و هذامحال كمامر وبحدوث شيءآخر من غير شيء و هذامستلزم للمطلوب .
صفحه : 190
و أما ماذكره ع في الحياة والموت فيرجع إلي ماذكرنا وملخصه أنه لايخلو إما أن تكون مادة الكل حيا بذاته أوميتا بذاته أوتكون الأشياء من أصلين أحدهما حي بذاته والآخر ميت بذاته و هذاأيضا يحتمل وجهين أحدهما أن يكون كل شيءمأخوذا من كل من الحي والميت والثاني أن يكون الحي مأخوذا من الحي والميت مأخوذا من الميت فأبطل ع الأول بأنه لوحصل الميت بذاته عن الحي بذاته يلزم زوال الحياة الأزلية عن هذاالجزء من المادة و قدمر امتناعه أوتبدل الحقيقة التي يحكم العقل بديهة بامتناعه و لوقيل بإعدام الحي وإنشاء الميت فيلزم المفسدة الأولي مع الإقرار بالمدعي و هوحدوث الشيء لا من شيء وبهذا يبطل الثاني وكذا الثالث لأن الجزء الحي من المادة يجري فيه ماسبق إذاحصل منه ميت وأشار إليه بقوله لأن الحي لايجيء منه ميت وأشار إلي الرابع بقوله و لايجوز أن يكون الميت قديما و به يبطل الثاني والثالث أيضا وتقريره أن الأزلي لابد أن يكون واجب الوجود بذاته كاملا بذاته لشهادة العقول بأن الاحتياج والنقص من شواهد الإمكان المحوج إلي المؤثر والموجد فلا يكون الأزلي ميتا. قوله ع واضطرار النفس عطف علي دوران الفلك قوله أمختلف هوأم مؤتلف أي أ هومركب من أجزاء مختلفة الحقيقة أم من أجزاء متفقة الحقيقة فأجاب ع بنفيهما. قوله ع فلا يكون دار عمل دار جزاء أي لايصلح كون دار العمل دار جزاء لأن الاختيار والتكليف يقتضي كون دار العمل مشوبا بالراحة والآلام والصحة والأسقام و لاتكون ذات نعم خالصة ليصلح لكونها محل جزاء للمطيعين و لا يكون عقوباتها خالصة و إلالزم الإلجاء وينافي التكليف فلايصلح كونها دار عقاب للعاصين والكافرين . قوله ع إنه بمنزلة الطب أي إن الله تعالي كماجعل لبعض الأدوية المضرة تأثيرا في البدن ثم جعل في بعض الأدوية مايدفع ضرر تلك الأدوية فكذلك جعل لبعض
صفحه : 191
الأعمال تأثيرا في أبدان الخلق وعقولهم فهذا هوالسحر وأجري علي لسان الأنبياء والأوصياء آيات وأدعية وأسماء وأعمالا تدفع ضرر ذلك عنهم فالمراد بقوله فجاء الطبيب أي العالم بما يدفع السحر بالآيات والأدعية ويحتمل أن يكون بعض أنواع السحر يدفع بعمل الطب أيضا. قوله ع إن المرض علي وجوه شتي لعله ع جعل مرض الأطفال من القسم الأول لأنه ابتلاء للأبوين لينظر كيف صبرهم وشكرهم والحاصل أنه ع أبطل ماتوهمه السائل وبني عليه كلامه من أن المرض لا يكون إلاعقوبة لذنب قوله ع وأشربة وبية أي مورثة للوباء و هوالطاعون وأصله الهمز قوله شاخ أي صار شيخا ودق بصره أي ضعف أو علي بناء المجهول أي عمي قوله ع و لم يألوا أي و لم يقصروا. قوله ع غرلا هوجميع الأغرل بمعني الأقلف ألذي لم يختتن ويقال مرجت الدابة أمرجها بالضم مرجا إذاأرسلتها ترعي و قال قوم فعل وأفعل فيه بمعني . قوله ع أكثر من معرفة من تجب عليه معرفته أي الطبيعة التي يقولون إنها الصانع أوالدهر ويحتمل أن يكون هذابيان مذاهب جماعة منهم يقولون بالصانع و أنه حل في الأجسام كمايدل عليه ماذكره آخرا. قوله ع علي غيرالحقيقة أي بغير صانع ومدبر لأن ماجعلوه صانعا فهو ليس بصانع حقيقة و أماشباهتهم بالنصاري فمن جهة قولهم بالحلول و إن الأرواح بعدكمالها تتصل بالأجرام الفلكية قوله لم يزل ومعه طينة موذية قال صاحب الملل والنحل الديصانية أصحاب ديصان أثبتوا أصلين نورا وظلاما فالنور يفعل الخير قصدا واختيارا والظلام يفعل الشر طبعا واضطرارا فما كان من خير ونفع وطيب وحسن فمن النور و ما كان من شر وضر ونتن وقبح فمن الظلام
صفحه : 192
واختلفوا في المزاج والخلاص فزعم بعضهم أن النور داخل الظلمة والظلمة تلقاه بخشونة وغلظ فتأذي بها وأحب أن يرققها ويلينها ثم يتخلص منها و ليس ذلك لاختلاف جسمها ولكن كما أن المنشار جنسه حديد وصفيحته لينة وأسنانه خشنة فاللين في النور والخشونة في الظلمة وهما جنس واحد فتلطف للنور بلينة حتي يدخل تلك الفرج فما أمكنه إلابتلك الخشونة فلايتصور الوصول إلي كمال ووجود إلابلين وخشونة. و قال بعضهم بل الظلام احتال حتي تشبث بالنور من أسفل صفيحته فاجتهد النور حتي يتخلص منه ويدفعها عن نفسه فاعتمد عليه فلحج فيه و ذلك بمنزلة الإنسان ألذي يريد الخروج من حل وقع فيه فيعتمد علي رجله ليخرج فيزداد ولوجا فيه فاحتاج النور إلي زمان ليعالج التخلص منه والتفرد بعالمه . و قال بعضهم إن النور إنما دخل الظلام اختيارا ليصلحها ويستخرج منها أجزاء صالحة لعالمه فلما دخل تشبث به زمانا فصار يفعل الجور والقبيح اضطرارا لااختيارا و لوانفرد في عالمه ما كان يحصل منه إلاالخير المحض و الحسن البحت وفرق بين الفعل الضروري و بين الفعل الاختياري انتهي .
صفحه : 193
و قدمر منا القول في بيان اختلاف مذهبهم وتطبيق الخبر عليها في كتاب التوحيد. قوله ع أتاهم بزمزمة الزمزمة الصوت البعيد له دوي والمراد أنه أتاهم بكلام غيرمفهوم بعيد عن الأذهان مباين للحق قوله ع فرقا بينهما لماكانت الميتة نوعين إحداهما ماأخل فيهابأصل الذبح والثانية ماأخل فيهابشرائط الذبح فأشار ع إلي الثانية بقوله فرقا بينها والحاصل أن الحكمة فيه غرض يتعلق بأديان الناس لابأبدانهم وأشار إلي الأولي بقوله والميتة قدجمد فيهاالدم وتنفس البدن كناية عن العرق . قوله ع إن من خرج من بطن أمه أمس حاصله أن الأنبياء يخبرون الناس بما كان و ما يكون فلو كان كمازعمه السائل أني لهم علم ذلك قوله فما ليس بشيء لايقدر علي أن يخلق شيئا و هو ليس بشيء هذاإبطال للشق الأول و هو أن يكون خلق نفسه و هومبني علي مايحكم به العقل من تقدم العلة علي المعلول بالوجود و لما كان الشق الثاني متضمنا لما هوالمطلوب و هوكون الصانع سوي هذه الممكنات الحادثة و لما هو غيرالمطلوب و هوكون صانعه مثله في الحدوث أبطل هذابقوله وكذلك ما لم يكن فيكون أي لايمكن أن يكون صانعه شيئا لم يكن فوجد و هوبحيث إذاسئل لايعلم كيف ابتدأ نفسه لأن الممكن ألذي اكتسب الوجود من غيره و هو في معرض الزوال لايتأتي منه إيجاد غيره . ويحتمل أن يكون ضمير ابتداؤه راجعا إلي المعلول أي كيف يكون إنسان موجدا لإنسان آخر مع أنه إذاسئل لايعلم كيف كان ابتداء خلق هذاالآخر ويحتمل أن يكون علي الوجه الأول دليلا آخر علي إبطال الشق الأول أي لا يكون الإنسان موجدا لنفسه و إلالكان يعلم ابتداء خلقه و قوله مع أنا لم نجد دليل آخر علي إبطال ماسبق مبنيا علي مايحكم به العقل من أن التركيب والتأليف يوجب الاحتياج إلي المؤثر. ثم قال فلو قيل إن خالق الابن هوالأب ننقل الكلام إلي الأب حتي
صفحه : 194
ينتهي إلي صانع غيرمؤلف و لامركب لايحتاج إلي صانع آخر وإنما خص الأب لأنه أقرب الممكنات إليه ثم أبطل كون الأب خالقا بوجه آخر و هو أنه لو كان خالقا لابنه لخلقه علي مايريده ويشتهيه ولملك حياته وبقاءه إلي آخر ماذكره ع . قوله يعذب المنكر لإلهيته منكر كل من أصول الدين داخل في ذلك قوله ع إن النار في الأجسام كامنة ظاهره يدل علي مذهب الكمون والبروز ويمكن أن يكون المراد أنها جزء للمركبات أو لما كان من ملاقاة الأجسام يحصل النار حكم بكمونها فيهامجازا وحاصل ماذكره ع من الفرق أن مايعدم عندانطفاء السراج هوالضوء و أماجسم النار فهو يستحيل هواء و لاينعدم والروح ليس بعرض مثل الضوء حتي ينعدم بتغير محله و لايعود بل هوجسم باق بعدانفصاله عن البدن حتي يعود إليه ثم أزال ع استبعاده إعادة البدن وإعادة الروح إليه بقوله إن ألذي خلق في الرحم . قوله ع فتربو الأرض أي ترتفع وظاهر الخبر انعدام الصور ثم عودها بعدفنائها وبقاء مواد الأبدان . قوله ع لاينكر من نفسه شيئا أي يعرف أجزاء بدنه كما كان لم يتغير شيءمنها قوله ع قيد رمح بالكسر أي قدره . قوله و قال بعضهم انتظروا لعل في هذه التبهيم مصلحةً وأحدَهما قول المعصوم والآخرَ قول غيره ويحتمل أن يكون بعضهم ينسون وبعضهم ينتظرون و كل معصوم ذكر حال بعضهم . قوله ع ثم تخرق الأرض أي تذهب تحتها قوله و لاوراء ذلك سعة و لاضيق أي سوي السماوات أي ليس بين تلك الفضاء المظلم و بين السماء شيء و الله يعلم
3-يد،[التوحيد]الدّقّاقُ عَن أَبِي القَاسِمِ العلَوَيِّ عَنِ البرَمكَيِّ عَنِ الحُسَينِ بنِ الحَسَنِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ هَاشِمٍ القمُيّّ عَنِ العَبّاسِ بنِ عَمرٍو الفقُيَميِّ عَن هِشَامِ بنِ الحَكَمِ فِي حَدِيثِ الزّندِيقِ ألّذِي أَتَي أَبَا عَبدِ اللّهِ ع فَكَانَ مِن قَولِ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع لَهُ لَا يَخلُو
صفحه : 195
قَولُكَ إِنّهُمَا اثنَانِ مِن أَن يَكُونَا قَدِيمَينِ قَوِيّينِ أَو يَكُونَا ضَعِيفَينِ أَو يَكُونَ أَحَدُهُمَا قَوِيّاً وَ الآخَرُ ضَعِيفاً فَإِن كَانَا قَوِيّينِ فَلِمَ لَا يَدفَعُ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُم صَاحِبَهُ وَ يَنفَرِدُ بِالتّدبِيرِ وَ إِن زَعَمتَ أَنّ أَحَدَهُمَا قوَيِّ وَ الآخَرَ ضَعِيفٌ ثَبَتَ أَنّهُ وَاحِدٌ كَمَا نَقُولُ لِلعَجزِ الظّاهِرِ فِي الثاّنيِ وَ إِن قُلتَ إِنّهُمَا اثنَانِ لَم يَخلُو مِن أَن يَكُونَا مُتّفِقَينِ مِن كُلّ جِهَةٍ أَو مُفتَرِقَينِ مِن كُلّ جِهَةٍ فَلَمّا رَأَينَا الخَلقَ مُنتَظِماً وَ الفَلَكَ جَارِياً وَ اختِلَافَ اللّيلِ وَ النّهَارِ وَ الشّمسَ وَ القَمَرَ دَلّ صِحّةُ الأَمرِ وَ التّدبِيرِ وَ ائتِلَافُ الأَمرِ عَلَي أَنّ المُدَبّرَ وَاحِدٌ ثُمّ يَلزَمُكَ إِنِ ادّعَيتَ اثنَينِ فَلَا بُدّ مِن فُرجَةٍ بَينَهُمَا حَتّي يَكُونَا اثنَينِ فَصَارَتِ الفُرجَةُ ثَالِثاً بَينَهُمَا قَدِيماً مَعَهُمَا فَيَلزَمُكَ ثَلَاثَةٌ وَ إِنِ ادّعَيتَ ثَلَاثَةً لَزِمَكَ مَا قُلنَا فِي الِاثنَينِ حَتّي يَكُونَ بَينَهُمَا فُرجَتَانِ فَيَكُونَ خَمسَةً ثُمّ يَتَنَاهَي فِي العَدَدِ إِلَي مَا لَا نِهَايَةَ فِي الكَثرَةِ قَالَ هِشَامٌ فَكَانَ مِن سُؤَالِ الزّندِيقِ أَن قَالَ فَمَا الدّلِيلُ عَلَيهِ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع وُجُودُ الأَفَاعِيلِ التّيِ دَلّت عَلَي أَنّ صَانِعاً صَنَعَهَا أَ لَا تَرَي أَنّكَ إِذَا نَظَرتَ إِلَي بِنَاءٍ مَشِيدٍ مبَنيِّ عَلِمتَ أَنّ لَهُ بَانِياً وَ إِن كُنتَ لَم تَرَ الباَنيَِ وَ لَم تُشَاهِدهُ قَالَ فَمَا هُوَ قَالَ هُوَ شَيءٌ بِخِلَافِ الأَشيَاءِ أَرجِعُ بقِوَليِ شَيءٌ إِلَي إِثبَاتِ مَعنًي وَ أَنّهُ شَيءٌ بِحَقِيقَةِ الشّيئِيّةِ غَيرَ أَنّهُ لَا جِسمٌ وَ لَا صُورَةٌ وَ لَا يُحَسّ وَ لَا يُجَسّ وَ لَا يُدرَكُ بِالحَوَاسّ الخَمسِ لَا تُدرِكُهُ الأَوهَامُ وَ لَا تَنقُصُهُ الدّهُورُ وَ لَا يُغَيّرُهُ الزّمَانُ قَالَ السّائِلُ فَتَقُولُ إِنّهُ سَمِيعٌ بَصِيرٌ قَالَ هُوَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ سَمِيعٌ بِغَيرِ
صفحه : 196
جَارِحَةٍ وَ بَصِيرٌ بِغَيرِ آلَةٍ بَل يَسمَعُ بِنَفسِهِ وَ يُبصِرُ بِنَفسِهِ لَيسَ قوَليِ إِنّهُ يَسمَعُ بِنَفسِهِ وَ يُبصِرُ بِنَفسِهِ أَنّهُ شَيءٌ وَ النّفسُ شَيءٌ آخَرُ وَ لَكِن أَرَدتُ عِبَارَةً عَن نفَسيِ إِذ كُنتُ مَسئُولًا وَ إِفهَاماً لَكَ إِذ كُنتَ سَائِلًا وَ أَقُولُ يَسمَعُ بِكُلّهِ لَا أَنّ الكُلّ مِنهُ لَهُ بَعضٌ وَ لكَنِيّ أَرَدتُ إِفهَامَكَ وَ التّعبِيرُ عَن نفَسيِ وَ لَيسَ مرَجعِيِ فِي ذَلِكَ إِلّا إِلَي أَنّهُ السّمِيعُ البَصِيرُ العَالِمُ الخَبِيرُ بِلَا اختِلَافِ الذّاتِ وَ لَا اختِلَافِ المَعنَي قَالَ السّائِلُ فَمَا هُوَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع هُوَ الرّبّ وَ هُوَ المَعبُودُ وَ هُوَ اللّهُ وَ لَيسَ قوَليِ اللّهُ إِثبَاتَ هَذِهِ الحُرُوفِ أَلِف لَام لَاه وَ لكَنِيّ أَرجِعُ إِلَي مَعنًي هُوَ شَيءٌ خَالِقُ الأَشيَاءِ وَ صَانِعُهَا وَقَعَت عَلَيهِ هَذِهِ الحُرُوفُ وَ هُوَ المَعنَي ألّذِي يُسَمّي بِهِ اللّهُ وَ الرّحمَنُ وَ الرّحِيمُ وَ العَزِيزُ وَ أَشبَاهُ ذَلِكَ مِن أَسمَائِهِ وَ هُوَ المَعبُودُ جَلّ وَ عَزّ قَالَ السّائِلُ فَإِنّا لَم نَجِد مَوهُوماً إِلّا مَخلُوقاً قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع لَو كَانَ ذَلِكَ كَمَا تَقُولُ لَكَانَ التّوحِيدُ عَنّا مُرتَفِعاً لِأَنّا لَم نُكَلّف أَن نَعتَقِدَ غَيرَ مَوهُومٍ وَ لَكِنّا نَقُولُ كُلّ مَوهُومٍ بِالحَوَاسّ مُدرَكٌ فَمَا تَحُدّهُ الحَوَاسّ وَ تُمَثّلُهُ فَهُوَ مَخلُوقٌ وَ لَا بُدّ مِن إِثبَاتِ صَانِعٍ لِلأَشيَاءِ خَارِجٍ مِنَ الجِهَتَينِ المَذمُومَتَينِ إِحدَاهُمَا النفّيُ إِذ كَانَ النفّيُ هُوَ الإِبطَالَ وَ العَدَمَ وَ الجِهَةُ الثّانِيَةُ التّشبِيهُ مِن صِفَةِ المَخلُوقِ الظّاهِرِ التّركِيبِ وَ التّألِيفِ فَلَم يَكُن بُدّ مِن إِثبَاتِ الصّانِعِ لِوُجُودِ المَصنُوعَينِ وَ الِاضطِرَارِ مِنهُم إِلَيهِ ثَبَتَ أَنّهُم مَصنُوعُونَ وَ أَنّ صَانِعَهُم غَيرُهُم وَ لَيسَ مِثلَهُم إِذ كَانَ مِثلُهُم شَبِيهاً بِهِم فِي ظَاهِرِ التّركِيبِ وَ التّألِيفِ وَ فِيمَا يجَريِ عَلَيهِم مِن حُدُوثِهِم بَعدَ أَن لَم يَكُونُوا وَ تَنَقّلِهِم مِن صِغَرٍ إِلَي كِبَرٍ وَ سَوَادٍ إِلَي بَيَاضٍ وَ قُوّةٍ إِلَي ضَعفٍ وَ أَحوَالٍ مَوجُودَةٍ لَا حَاجَةَ بِنَا إِلَي تَفسِيرِهَا لِثَبَاتِهَا وَ وُجُودِهَا
صفحه : 197
قَالَ السّائِلُ فَقَد حَدّدتَهُ إِذ أَثبَتّ وُجُودَهُ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع لَم أُحَدّدهُ وَ لَكِن أَثبَتّهُ إِذ لَم يَكُن بَينَ الإِثبَاتِ وَ النفّيِ مَنزِلَةٌ قَالَ السّائِلُ فَلَهُ إِنّيّةٌ وَ مَائِيّةٌ قَالَ نَعَم لَا يَثبُتُ الشيّءُ إِلّا بِإِنّيّةٍ وَ مَائِيّةٍ قَالَ السّائِلُ فَلَهُ كَيفِيّةٌ قَالَ لَا لِأَنّ الكَيفِيّةَ جِهَةُ الصّفَةِ وَ الإِحَاطَةِ
صفحه : 198
وَ لَكِن لَا بُدّ مِنَ الخُرُوجِ مِن جِهَةِ التّعطِيلِ وَ التّشبِيهِ لِأَنّ مَن نَفَاهُ أَنكَرَهُ وَ دَفَعَ رُبُوبِيّتَهُ وَ أَبطَلَهُ وَ مَن شَبّهَهُ بِغَيرِهِ فَقَد أَثبَتَهُ بِصِفَةِ المَخلُوقِينَ المَصنُوعِينَ الّذِينَ لَا يَستَحِقّونَ الرّبُوبِيّةَ وَ لَكِن لَا بُدّ مِن إِثبَاتِ ذَاتٍ بِلَا كَيفِيّةٍ لَا يَستَحِقّهَا غَيرُهُ لَا يُشَارِكُ فِيهَا وَ لَا يُحَاطُ بِهَا وَ لَا يَعلَمُهَا غَيرُهُ قَالَ السّائِلُ فيَعُاَنيِ الأَشيَاءَ بِنَفسِهِ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع هُوَ أَجَلّ مِن أَن يعُاَنيَِ الأَشيَاءَ بِمُبَاشَرَةٍ وَ مُعَالَجَةٍ لِأَنّ ذَلِكَ صِفَةُ المَخلُوقِ ألّذِي لَا تجَيِءُ الأَشيَاءُ إِلَيهِ إِلّا بِالمُبَاشَرَةِ وَ المُعَالَجَةِ وَ هُوَ تَعَالَي نَافِذُ الإِرَادَةِ وَ المَشِيّةِ فَعّالٌ لِمَا يَشَاءُ قَالَ السّائِلُ فَلَهُ رِضًا وَ سَخَطٌ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع نَعَم وَ لَيسَ ذَلِكَ عَلَي مَا يُوجَدُ فِي المَخلُوقِينَ وَ ذَلِكَ أَنّ الرّضَا وَ السّخَطَ دَخّالٌ يَدخُلُ عَلَيهِ فَيَنقُلُهُ مِن حَالٍ إِلَي حَالٍ وَ ذَلِكَ صِفَةُ المَخلُوقِينَ العَاجِزِينَ المُحتَاجِينَ وَ هُوَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي العَزِيزُ الرّحِيمُ لَا حَاجَةَ بِهِ إِلَي شَيءٍ مِمّا خَلَقَ وَ خَلقُهُ جَمِيعاً مُحتَاجُونَ إِلَيهِ وَ إِنّمَا خَلَقَ الأَشيَاءَ مِن غَيرِ حَاجَةٍ وَ لَا سَبَبٍ اختِرَاعاً وَ ابتِدَاعاً قَالَ السّائِلُ فَقَولُهُالرّحمنُ عَلَي العَرشِ استَوي قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع بِذَلِكَ وَصَفَ نَفسَهُ وَ كَذَلِكَ هُوَ مُستَولٍ عَلَي العَرشِ بَائِنٌ مِن خَلقِهِ مِن غَيرِ أَن يَكُونَ العَرشُ حَامِلًا لَهُ وَ لَا أَن يَكُونَ العَرشُ حَاوِياً لَهُ وَ لَا أَنّ العَرشَ مُحتَازٌ لَهُ وَ لَكِنّا نَقُولُ هُوَ حَامِلُ العَرشِ وَ مُمسِكُ العَرشِ وَ نَقُولُ مِن ذَلِكَ مَا قَالَوَسِعَ كُرسِيّهُ السّماواتِ وَ الأَرضَفَثَبّتنَا مِنَ العَرشِ وَ الكرُسيِّ مَا ثَبّتَهُ وَ نَفَينَا أَن يَكُونَ العَرشُ أَوِ الكرُسيِّ
صفحه : 199
حَاوِياً لَهُ وَ أَن يَكُونَ عَزّ وَ جَلّ مُحتَاجاً إِلَي مَكَانٍ أَو إِلَي شَيءٍ مِمّا خَلَقَ بَل خَلقُهُ مُحتَاجُونَ إِلَيهِ قَالَ السّائِلُ فَمَا الفَرقُ بَينَ أَن تَرفَعُوا أَيدِيَكُم إِلَي السّمَاءِ وَ بَينَ أَن تَخفِضُوهَا نَحوَ الأَرضِ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع ذَلِكَ فِي عِلمِهِ وَ إِحَاطَتِهِ وَ قُدرَتِهِ سَوَاءٌ وَ لَكِنّهُ عَزّ وَ جَلّ أَمَرَ أَولِيَاءَهُ وَ عِبَادَهُ بِرَفعِ أَيدِيهِم إِلَي السّمَاءِ نَحوَ العَرشِ لِأَنّهُ جَعَلَهُ مَعدِنَ الرّزقِ فَثَبّتنَا مَا ثَبّتَهُ القُرآنُ وَ الأَخبَارُ عَنِ الرّسُولِص حِينَ قَالَ ارفَعُوا أَيدِيَكُم إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ هَذَا يُجمِعُ عَلَيهِ فِرَقُ الأُمّةِ كُلّهَا قَالَ السّائِلُ فَمِن أَينَ أَثبَتّ أَنبِيَاءَ وَ رُسُلًا قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّا لَمّا أَثبَتنَا أَنّ لَنَا خَالِقاً صَانِعاً مُتَعَالِياً عَنّا وَ عَن جَمِيعِ مَا خَلَقَ وَ كَانَ ذَلِكَ الصّانِعُ حَكِيماً لَم يَجُز أَن يُشَاهِدَهُ خَلقُهُ وَ لَا يُلَامِسُوهُ وَ لَا يُبَاشِرَهُم وَ لَا يُبَاشِرُوهُ وَ يُحَاجّهُم وَ يُحَاجّوهُ فَثَبَتَ أَنّ لَهُ سُفَرَاءَ فِي خَلقِهِ وَ عِبَادِهِ يَدُلّونَهُم عَلَي مَصَالِحِهِم وَ مَنَافِعِهِم وَ مَا بِهِ بَقَاؤُهُم وَ فِي تَركِهِ فَنَاؤُهُم فَثَبَتَ الآمِرُونَ وَ النّاهُونَ عَنِ الحَكِيمِ العَلِيمِ فِي خَلقِهِ وَ ثَبَتَ عِندَ ذَلِكَ أَنّ لَهُ مُعَبّرِينَ وَ هُمُ الأَنبِيَاءُ وَ صَفوَتُهُ مِن خَلقِهِ حُكَمَاءَ مُؤَدّبِينَ بِالحِكمَةِ مَبعُوثِينَ بِهَا غَيرَ مُشَارِكِينَ لِلنّاسِ فِي أَحوَالِهِم عَلَي مُشَارَكَتِهِم لَهُم فِي الخَلقِ وَ التّركِيبِ مُؤَيّدِينَ مِن عِندِ الحَكِيمِ العَلِيمِ بِالحِكمَةِ وَ الدّلَائِلِ وَ البَرَاهِينِ وَ الشّوَاهِدِ مِن إِحيَاءِ المَوتَي وَ إِبرَاءِ الأَكمَهِ وَ الأَبرَصِ فَلَا تَخلُو أَرضُ اللّهِ مِن حُجّةٍ يَكُونُ مَعَهُ عِلمٌ يَدُلّ عَلَي صِدقِ مَقَالِ الرّسُولِ وَ وُجُوبِ عَدَالَتِهِ
أقول في بعض نسخ التوحيد بعد قوله فرق الأمة كلها زيادة قال السائل
صفحه : 200
فتقول إنه ينزل إلي السماء الدنيا قال أبو عبد الله ع نقول ذلك لأن الروايات قدصحت به والأخبار. قال السائل و إذانزل أنيس قدحال عن العرش وحئوله عن العرش انتقال قال أبو عبد الله ع ليس ذلك علي مايوجد من المخلوق ألذي ينتقل باختلاف الحال عليه والملالة والسآمة وناقل ينقله ويحوله من حال إلي حال بل هوتبارك و تعالي لايحدث عليه الحال و لايجري عليه الحدوث فلا يكون نزوله كنزول المخلوق ألذي متي تنحي عن مكان خلا منه المكان الأولي ولكنه ينزل إلي سماء الدنيا بغير معاناة و لاحركة فيكون هو كما في السماء السابعة علي العرش كذلك هو في سماء الدنيا إنما يكشف عن عظمته ويري أولياءه نفسه حيث شاء ويكشف ماشاء من قدرته ومنظره في القرب والبعد سواء.أقول و في تلك النسخة التي فيهاتلك الزيادة زيادة أخري بعدتمام الخبر وهي هذه قال مصنف هذاالكتاب قوله ع إنه علي العرش ليس بمعني التمكن فيه ولكنه بمعني التعالي عليه بالقدرة يقال فلان علي خير واستعانة علي عمل كذا وكذا ليس بمعني التمكن فيه والاستقرار عليه ولكن ذلك بمعني التمكن منه والقدرة عليه . و قوله في النزول ليس في بمعني الانتقال وقطع المسافات ولكنه علي معني إنزال الأمر منه إلي سماء الدنيا لأن العرش هوالمكان ألذي ينتهي إليه بأعمال العباد من السدرة المنتهي إليه و قديجعل الله عز و جل السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل و في ليالي الجمعة مسافة الأعمال في ارتفاعها أقرب منها في سائر الأوقات إلي العرش .
صفحه : 201
و قوله يري أولياءه نفسه فإنه يعني بإظهار بدائع فطرته فقد جرت العادة بأن يقال للسلطان إذاأظهر قوة وقدرة وخيلا ورجلا قدأظهر نفسه و علي ذلك دل الكلام ومجاز اللفظ انتهي .أقول قدمضي تفاسير أجزاء الخبر في كتاب التوحيد و هذاالخبر جزء من الخبر السابق أيضا فلاتغفل 4- من كتاب الغرر،للسيد المرتضي رضي الله عنه ، قيل إن الجعد بن درهم جعل في قارورة ماء وترابا فاستحال دودا وهواما فقال لأصحابه أناخلقت ذلك لأني كنت سبب كونه فبلغ ذلك جعفر بن محمد ع فقال ليقل كم هي وكم الذكران منه والإناث إن كان خلقه وكم وزن كل واحد منهن وليأمر ألذي سعي إلي هذاالوجه أن يرجع إلي غيره فانقطع وهرب
5-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]يُونُسُ فِي حَدِيثِهِ قَالَسَأَلَ ابنُ أَبِي العَوجَاءِ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع لِمَا اختَلَفَت مَنِيّاتُ النّاسِ فَمَاتَ بَعضُهُم بِالبَطَنِ وَ بَعضُهُم بِالسّلّ فَقَالَ ع لَو كَانَتِ العِلّةُ وَاحِدَةً أَمِنَ النّاسُ حَتّي تجَيِءَ تِلكَ العِلّةُ بِعَينِهَا فَأَحَبّ اللّهُ أَن لَا يُؤمَنَ عَلَي حَالٍ
صفحه : 202
قَالَ وَ لِمَ يَمِيلُ القَلبُ إِلَي الخُضرَةِ أَكثَرَ مِمّا يَمِيلُ إِلَي غَيرِهَا قَالَ مِن قِبَلِ أَنّ اللّهَ تَعَالَي خَلَقَ القَلبَ أَخضَرَ وَ مِن شَأنِ الشيّءِ أَن يَمِيلَ إِلَي شَكلِهِ
وَ يُروَي أَنّهُ لَمّا جَاءَ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَهُ مَا اسمُكَ فَلَم يُجِبهُ وَ أَقبَلَ ع عَلَي غَيرِهِ فَانكَفَأَ رَاجِعاً إِلَي أَصحَابِهِ فَقَالُوا مَا وَرَاءَكَ قَالَ شَرّ ابتدَأَنَيِ فسَأَلَنَيِ عَنِ اسميِ فَإِن كُنتُ قُلتُ عَبدَ الكَرِيمِ فَيَقُولُ مَن هَذَا الكَرِيمُ ألّذِي أَنتَ عَبدُهُ فَإِمّا أُقِرّ بِمَلِيكٍ وَ إِمّا أُظهِرُ منِيّ مَا أَكتُمُ فَقَالُوا انصَرِف عَنهُ فَلَمّا انصَرَفَ قَالَ ع وَ أَقبَلَ ابنُ أَبِي العَوجَاءِ إِلَي أَصحَابِهِ مَحجُوجاً قَد ظَهَرَ عَلَيهِ ذِلّةُ الغَلَبَةِ فَقَالَ مَن قَالَ مِنهُم إِنّ هَذِهِ لَلحُجّةُ الدّامِغَةُ صَدَقَ وَ إِن لَم يَكُن خَيرٌ يُرجَي وَ لَا شَرّ يُتّقَي فَالنّاسُ شُرّعٌ سَوَاءٌ وَ إِن يَكُن مُنقَلَبٌ إِلَي ثَوَابٍ وَ عِقَابٍ فَقَد هَلَكنَا فَقَالَ ابنُ أَبِي العَوجَاءِ لِأَصحَابِهِ أَ وَ لَيسَ بِابنِ ألّذِي نَكَلَ بِالخَلقِ وَ أَمَرَ بِالحَلقِ وَ شَوّهَ عَورَاتِهِم وَ فَرّقَ أَموَالَهُم وَ حَرّمَ نِسَاءَهُم
بيان لعل الخضرة في القلب كناية عن كونه مأمورا بالعلم والحكمة ومحلا لإزهار المعرفة و قدمر في كتاب التوحيد أن الخضرة صورة ومثال للمعرفة
6-فس ،[تفسير القمي]روُيَِ أَنّهُ لَمّا سَأَلَ رَجُلٌ مِنَ الزّنَادِقَةِ أَبَا جَعفَرٍ الأَحوَلَ فَقَالَ أخَبرِنيِ عَن قَولِ اللّهِ تَعَالَيفَانكِحُوا ما طابَ لَكُم مِنَ النّساءِ مَثني وَ ثُلاثَ وَ رُباعَ فَإِن خِفتُم أَلّا تَعدِلُوا فَواحِدَةً وَ قَالَ تَعَالَي فِي آخِرِ السّورَةِوَ لَن تَستَطِيعُوا أَن تَعدِلُوا بَينَ النّساءِ وَ لَو حَرَصتُم فَلا تَمِيلُوا كُلّ المَيلِفَبَينَ القَولَينِ فَرقٌ فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ الأَحوَلُ فَلَم يَكُن فِي ذَلِكَ عنِديِ جَوَابٌ فَقَدِمتُ المَدِينَةَ فَدَخَلتُ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَسَأَلتُهُ عَنِ الآيَتَينِ فَقَالَ أَمّا قَولُهُفَإِن خِفتُم أَلّا تَعدِلُوا فَواحِدَةًفَإِنّمَا عَنَي فِي النّفَقَةِ وَ قَولُهُوَ لَن تَستَطِيعُوا أَن تَعدِلُوا بَينَ النّساءِ وَ لَو حَرَصتُمفَإِنّمَا عَنَي فِي المَوَدّةِ فَإِنّهُ لَا يَقدِرُ أَحَدٌ أَن يَعدِلَ بَينَ امرَأَتَينِ فِي المَوَدّةِ فَرَجَعَ أَبُو جَعفَرٍ الأَحوَلُ إِلَي الرّجُلِ فَأَخبَرَهُ فَقَالَ هَذَا حَمَلتَهُ مِنَ الحِجَازِ
صفحه : 203
7-كا،[الكافي]عِدّةٌ مِن أَصحَابِنَا عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَنِ الحُسَينِ بنِ المُختَارِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع لأِبَيِ حَنِيفَةَ يَا أَبَا حَنِيفَةَ مَا تَقُولُ فِي بَيتٍ سَقَطَ عَلَي قَومٍ وَ بقَيَِ مِنهُم صَبِيّانِ أَحَدُهُمَا حُرّ وَ الآخَرُ مَملُوكٌ لِصَاحِبِهِ فَلَم يُعرَفِ الحُرّ مِنَ المَملُوكِ فَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ يُعتَقُ نِصفُ هَذَا وَ يُعتَقُ نِصفُ هَذَا وَ يُقسَمُ المَالُ بَينَهُمَا فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع لَيسَ كَذَلِكَ وَ لَكِنّهُ
صفحه : 204
يُقرَعُ فَمَن أَصَابَتهُ القُرعَةُ فَهُوَ الحُرّ وَ يُعتَقُ هَذَا فَيُجعَلُ مَولًي لَهُ
8-ختص ،[الإختصاص ] مُحَمّدُ بنُ عُبَيدٍ عَن حَمّادٍ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ قَالَ دَخَلَ أَبُو حَنِيفَةَ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَقَالَ إنِيّ رَأَيتُ ابنَكَ مُوسَي يصُلَيّ وَ النّاسُ يَمُرّونَ بَينَ يَدَيهِ فَلَا يَنهَاهُم وَ فِيهِ مَا فِيهِ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع ادعُ فَلَمّا جَاءَهُ قَالَ يَا بنُيَّ إِنّ أَبَا حَنِيفَةَ يَذكُرُ أَنّكَ تصُلَيّ وَ النّاسُ يَمُرّونَ بَينَ يَدَيكَ فَلَا تَنهَاهُم قَالَ نَعَم يَا أَبَتِ إِنّ ألّذِي كُنتُ أصُلَيّ لَهُ كَانَ أَقرَبَ إلِيَّ مِنهُم يَقُولُ اللّهُ تَعَالَيوَ نَحنُ أَقرَبُ إِلَيهِ مِن حَبلِ الوَرِيدِ قَالَ فَضَمّهُ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِلَي نَفسِهِ وَ قَالَ بأِبَيِ أَنتَ وَ أمُيّ يَا مُوَدّعَ الأَسرَارِ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَا أَبَا حَنِيفَةَ القَتلُ عِندَكُم أَشَدّ أَمِ الزّنَا فَقَالَ بَلِ القَتلُ قَالَ فَكَيفَ أَمَرَ اللّهُ تَعَالَي فِي القَتلِ بِالشّاهِدَينِ وَ فِي الزّنَا بِأَربَعَةٍ كَيفَ يُدرَكُ هَذَا بِالقِيَاسِ يَا أَبَا حَنِيفَةَ تَركُ الصّلَاةِ أَشَدّ أَم تَركُ الصّيَامِ فَقَالَ بَل تَركُ الصّلَاةِ قَالَ فَكَيفَ تقَضيِ المَرأَةُ صِيَامَهَا وَ لَا تقَضيِ صَلَاتَهَا كَيفَ يُدرَكُ هَذَا بِالقِيَاسِ وَيحَكَ يَا أَبَا حَنِيفَةَ النّسَاءُ أَضعَفُ عَنِ المَكَاسِبِ أَمِ الرّجَالُ فَقَالَ بَلِ النّسَاءُ قَالَ فَكَيفَ جَعَلَ اللّهُ تَعَالَي لِلمَرأَةِ سَهماً وَ لِلرّجُلِ سَهمَينِ كَيفَ يُدرَكُ هَذَا بِالقِيَاسِ يَا أَبَا حَنِيفَةَ الغَائِطُ أَقذَرُ أَمِ المنَيِّ قَالَ بَلِ الغَائِطُ قَالَ فَكَيفَ يُستَنجَي مِنَ الغَائِطِ وَ يُغتَسَلُ مِنَ المنَيِّ كَيفَ يُدرَكُ هَذَا بِالقِيَاسِ تَقُولُ سَأُنزِلُ مِثلَ مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالَ أَعُوذُ بِاللّهِ أَن أَقُولَهُ قَالَ بَلَي تَقُولُهُ أَنتَ وَ أَصحَابُكَ مِن حَيثُ لَا تَعلَمُونَ قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ جُعِلتُ فِدَاكَ حدَثّنيِ بِحَدِيثٍ أَروِيهِ عَنكَ قَالَ حدَثّنَيِ أَبِي مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ عَن جَدّهِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم أَجمَعِينَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ اللّهَ أَخَذَ مِيثَاقَ أَهلِ البَيتِ مِن أَعلَي عِلّيّينَ وَ أَخَذَ طِينَةَ شِيعَتِنَا مِنهُ وَ لَو جَهَدَ أَهلُ السّمَاءِ وَ أَهلُ الأَرضِ أَن يُغَيّرُوا مِن ذَلِكَ شَيئاً مَا استَطَاعُوهُ قَالَ فَبَكَي أَبُو حَنِيفَةَ بُكَاءً شَدِيداً وَ بَكَي أَصحَابُهُ ثُمّ خَرَجَ وَ خَرَجُوا
صفحه : 205
9- ع ،[علل الشرائع ]ل ،[الخصال ]الطاّلقَاَنيِّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ العدَوَيِّ عَن عَبّادِ بنِ صُهَيبٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَنِ الرّبِيعِ صَاحِبِ المَنصُورِ قَالَ حَضَرَ أَبُو عَبدِ اللّهِ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ الصّادِقُ ع مَجلِسَ المَنصُورِ يَوماً وَ عِندَهُ رَجُلٌ مِنَ الهِندِ يَقرَأُ كُتُبَ الطّبّ فَجَعَلَ أَبُو عَبدِ اللّهِ الصّادِقُ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ ع يُنصِتُ لِقِرَاءَتِهِ فَلَمّا فَرَغَ الهنِديِّ قَالَ لَهُ يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ أَ تُرِيدُ مِمّا معَيِ شَيئاً قَالَ لَا فَإِنّ مَا معَيِ خَيرٌ مِمّا مَعَكَ قَالَ وَ مَا هُوَ قَالَ أدُاَويِ الحَارّ بِالبَارِدِ وَ البَارِدَ بِالحَارّ وَ الرّطبَ بِاليَابِسِ وَ اليَابِسَ بِالرّطبِ وَ أَرُدّ الأَمرَ كُلّهُ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ أَستَعمِلُ مَا قَالَهُ رَسُولُ اللّهِص وَ أَعلَمُ أَنّ المَعِدَةَ بَيتُ الدّاءِ وَ الحِميَةُ هيَِ الدّوَاءُ وَ أُعَوّدُ البَدَنَ مَا اعتَادَ فَقَالَ الهنِديِّ وَ هَلِ الطّبّ إِلّا هَذَا فَقَالَ الصّادِقُ ع أَ فتَرَاَنيِ عَن كُتُبِ الطّبّ أَخَذتُ قَالَ نَعَم قَالَ لَا وَ اللّهِ مَا أَخَذتُ إِلّا عَنِ اللّهِ سُبحَانَهُ فأَخَبرِنيِ أَنَا أَعلَمُ بِالطّبّ أَم أَنتَ فَقَالَ الهنِديِّ لَا بَل أَنَا قَالَ الصّادِقُ ع فَأَسأَلُكَ شَيئاً قَالَ سَل قَالَ أخَبرِنيِ يَا هنِديِّ كَم كَانَ فِي الرّأسِ شُئُونٌ قَالَ لَا أَعلَمُ قَالَ فَلِمَ جُعِلَ الشّعرُ عَلَيهِ مِن فَوقِهِ قَالَ لَا أَعلَمُ قَالَ فَلِمَ خَلَتِ الجَبهَةُ مِنَ الشّعرِ قَالَ لَا أَعلَمُ قَالَ فَلِمَ كَانَ لَهَا تَخطِيطٌ وَ أَسَارِيرُ قَالَ لَا أَعلَمُ قَالَ فَلِمَ كَانَ الحَاجِبَانِ مِن فَوقِ العَينَينِ قَالَ لَا أَعلَمُ قَالَ فَلِمَ جُعِلَتِ العَينَانِ كَاللّوزَتَينِ قَالَ لَا أَعلَمُ قَالَ فَلِمَ جُعِلَ الأَنفُ فِيمَا بَينَهُمَا قَالَ لَا أَعلَمُ قَالَ فَلِمَ كَانَ ثَقبُ الأَنفِ فِي أَسفَلِهِ قَالَ لَا أَعلَمُ قَالَ فَلِمَ جُعِلَتِ الشّفَةُ وَ الشّارِبُ مِن فَوقِ الفَمِ قَالَ لَا أَعلَمُ قَالَ فَلِمَ احتَدّ السّنّ وَ عُرّضَ الضّرسُ وَ طَالَ النّابُ قَالَ لَا أَعلَمُ قَالَ فَلِمَ جُعِلَتِ اللّحيَةُ لِلرّجَالِ قَالَ لَا أَعلَمُ قَالَ فَلِمَ خَلَتِ الكَفّانِ مِنَ الشّعرِ قَالَ لَا أَعلَمُ قَالَ فَلِمَ خَلَا الظّفُرُ وَ الشّعرُ مِنَ الحَيَاةِ قَالَ لَا أَعلَمُ قَالَ فَلِمَ كَانَ القَلبُ كَحَبّ الصّنَوبَرِ قَالَ لَا أَعلَمُ قَالَ فَلِمَ كَانَتِ الرّئَةُ قِطعَتَينِ وَ جُعِلَ حَرَكَتُهَا فِي مَوضِعِهَا قَالَ لَا أَعلَمُ قَالَ فَلِمَ كَانَتِ الكَبِدُ حَدبَاءَ قَالَ لَا أَعلَمُ
صفحه : 206
قَالَ فَلِمَ كَانَتِ الكُليَةُ كَحَبّ اللّوبِيَا قَالَ لَا أَعلَمُ قَالَ فَلِمَ جُعِلَ طيَّ الرّكبَتَينِ إِلَي خَلفٍ قَالَ لَا أَعلَمُ قَالَ فَلِمَ تَخَصّرَتِ القَدَمُ قَالَ لَا أَعلَمُ فَقَالَ الصّادِقُ ع لكَنِيّ أَعلَمُ قَالَ فَأَجِب قَالَ الصّادِقُ ع كَانَ فِي الرّأسِ شُئُونٌ لِأَنّ المُجَوّفَ إِذَا كَانَ بِلَا فَصلٍ أُسرِعَ إِلَيهِ الصّدَاعُ فَإِذَا جُعِلَ ذَا فُصُولٍ كَانَ الصّدَاعُ مِنهُ أَبعَدَ وَ جُعِلَ الشّعرُ مِن فَوقِهِ لِتُوصَلَ بِوَصلِهِ الأَدهَانُ إِلَي الدّمَاغِ وَ يَخرُجَ بِأَطرَافِهِ البُخَاُر مِنهُ وَ يُرَدّ الحَرّ وَ البَردُ الوَارِدَينِ عَلَيهِ وَ خَلَتِ الجَبهَةُ مِنَ الشّعرِ لِأَنّهَا مَصَبّ النّورِ إِلَي العَينَينِ وَ جُعِلَ فِيهَا التّخطِيطُ وَ الأَسَارِيرُ لِيُحتَبَسَ العَرَقُ الوَارِدُ مِنَ الرّأسِ عَنِ العَينِ قَدرَ مَا يُمِيطُهُ الإِنسَانُ عَن نَفسِهِ كَالأَنهَارِ فِي الأَرضِ التّيِ تَحبِسُ المِيَاهَ وَ جُعِلَ الحَاجِبَانِ مِن فَوقِ العَينَانِ لِيُرَادّ عَلَيهِمَا مِنَ النّورِ قَدرَ الكَفَافِ أَ لَا تَرَي يَا هنِديِّ أَنّ مَن غَلَبَهُ النّورُ جَعَلَ يَدَهُ عَلَي عَينَيهِ لِيَرُدّ عَلَيهِمَا قَدرَ كِفَايَتِهَا مِنهُ وَ جُعِلَ الأَنفُ فِيمَا بَينَهُمَا لِيَقسِمَ النّورَ قِسمَينِ إِلَي كُلّ عَينٍ سَوَاءً وَ كَانَتِ العَينُ كَاللّوزَةِ ليِجَريَِ فِيهَا المِيلُ بِالدّوَاءِ وَ يَخرُجَ مِنهَا الدّاءَ وَ لَو كَانَت مُرَبّعَةً أَو مُدَوّرَةً مَا جَرَي فِيهَا المِيلُ وَ مَا صَارَ إِلَيهَا دَوَاءٌ وَ لَا خَرَجَ مِنهَا دَاءٌ وَ جُعِلَ ثَقبُ الأَنفِ فِي أَسفَلِهِ لِتَنزِلَ مِنهُ الأَدوَاءُ المُنحَدِرَةُ مِنَ الدّمَاغِ وَ يَصعَدَ فِيهِ الأَرَايِيحُ إِلَي المَشَامّ وَ لَو كَانَ فِي أَعلَاهُ لَمَا أُنزِلَ دَاءٌ وَ لَا وُجِدَ رَائِحَةٌ وَ جُعِلَ الشّارِبُ وَ الشّفَةُ فَوقَ الفَمِ لِحَبسِ مَا يَنزِلُ مِنَ الدّمَاغِ عَنِ الفَمِ لِئَلّا يَتَنَغّصَ عَلَي الإِنسَانِ طَعَامُهُ وَ شَرَابُهُ فَيُمِيطَهُ عَن نَفسِهِ وَ جُعِلَتِ اللّحيَةُ لِلرّجَالِ لِيَستَغنِيَ بِهَا عَنِ الكَشفِ فِي المَنظَرِ وَ يُعلَمَ بِهَا الذّكَرُ مِنَ الأُنثَي وَ جُعِلَ السّنّ حَادّاً لِأَنّ بِهِ يَقَعُ العَضّ وَ جُعِلَ الضّرسُ عَرِيضاً لِأَنّ بِهِ يَقَعُ الطّحنُ وَ المَضغُ وَ كَانَ النّابُ طَوِيلًا لِيَسنِدَ الأَضرَاسُ وَ الأَسنَانُ كَالأُسطُوَانَةِ فِي البِنَاءِ
صفحه : 207
وَ خَلَا الكَفّانِ مِنَ الشّعرِ لِأَنّ بِهِمَا يَقَعُ اللّمسُ فَلَو كَانَ فِيهِمَا شَعرٌ مَا دَرَي الإِنسَانُ مَا يُقَابِلُهُ وَ يَلمَسُهُ وَ خَلَا الشّعرُ وَ الظّفُرُ مِنَ الحَيَاةِ لِأَنّ طُولَهُمَا سَمجٌ وَ قَصّهُمَا حَسَنٌ فَلَو كَانَ فِيهِمَا حَيَاةٌ لَأَلِمَ الإِنسَانُ لِقَصّهِمَا وَ كَانَ القَلبُ كَحَبّ الصّنَوبَرِ لِأَنّهُ مُنَكّسٌ فَجَعَلَ رَأسَهُ دَقِيقاً لِيَدخُلَ فِي الرّئَةِ فَتَرَوّحَ عَنهُ بِبَردِهَا لِئَلّا يَشِيطَ الدّمَاغُ بِحَرّهِ وَ جُعِلَتِ الرّئَةُ قِطعَتَينِ لِيَدخُلَ بَينَ مَضَاغِطِهَا فَيَتَرَوّحَ عَنهُ بِحَرَكَتِهَا وَ كَانَتِ الكَبِدُ حَدبَاءَ لِتُثَقّلَ المَعِدَةَ وَ يَقَعَ جَمِيعُهَا عَلَيهَا فَيَعصِرَهَا لِيَخرُجَ مَا فِيهَا مِنَ البُخَارِ وَ جُعِلَتِ الكُليَةُ كَحَبّ اللّوبِيَا لِأَنّ عَلَيهَا مَصَبّ المنَيِّ نُقطَةً بَعدَ نُقطَةٍ فَلَو كَانَت مُرَبّعَةً أَو مُدَوّرَةً أُحبِسَتِ النّقطَةُ الأُولَي إِلَي الثّانِيَةِ فَلَا يَلتَذّ بِخُرُوجِهَا الحيَّ إِذِ المنَيِّ يَنزِلُ مِن فِقَارِ الظّهرِ إِلَي الكُليَةِ فهَيَِ كَالدّودَةِ تَنقَبِضُ وَ تَنبَسِطُ تَرمِيهِ أَوّلًا فَأَوّلًا إِلَي المَثَانَةِ كَالبُندُقَةِ مِنَ القَوسِ وَ جُعِلَ طيَّ الرّكبَةِ إِلَي خَلفٍ لِأَنّ الإِنسَانَ يمَشيِ إِلَي مَا بَينَ يَدَيهِ فَيَعتَدِلُ الحَرَكَاتُ وَ لَو لَا ذَلِكَ لَسَقَطَ فِي المشَيِ وَ جُعِلَتِ القَدَمُ مُخَصّرَةً لِأَنّ الشيّءَ إِذَا وَقَعَ عَلَي الأَرضِ جَمِيعَهُ ثَقُلَ ثِقلَ حَجَرِ الرّحَي فَإِذَا كَانَ عَلَي حَرفِهِ دَفَعَهُ الصبّيِّ وَ إِذَا وَقَعَ عَلَي وَجهِهِ صَعُبَ نَقلُهُ عَلَي الرّجُلِ فَقَالَ الهنِديِّ مِن أَينَ لَكَ هَذَا العِلمُ فَقَالَ ع أَخَذتُهُ عَن آباَئيِ ع عَن رَسُولِ اللّهِص عَن جَبرَئِيلَ عَن رَبّ العَالَمِينَ جَلّ جَلَالُهُ ألّذِي خَلَقَ الأَجسَادَ وَ الأَروَاحَ فَقَالَ الهنِديِّ صَدَقتَ وَ أَنَا أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ وَ عَبدُهُ وَ أَنّكَ أَعلَمُ أَهلِ زَمَانِكَ
بيان قال ابن سينا في التشريح أماالجمجمة فهي من سبعة أعظم أربعة
صفحه : 208
كالجدران وواحد كالقاعدة والباقيات يتألف منها القحف وبعضها موصول إلي بعض بدروز يقال لها الشئون و قال الجوهري السرر واحد أسرار الكف والجبهة وهي خطوطها وجمع الجمع أسارير و قال رجل مخصر القدمين إذاكانت قدمه تمس الأرض من مقدمها وعقبها وتخوي أخمصها مع دقة فيه . قوله بوصوله أي بسبب وصول الشعر إلي الدماغ تصل إليه الأدهان ولعله كان بدله بأصوله لمقابلة قوله بأطرافه . قوله في المنظر متعلق بقوله يستغني أي ليستغني في النظر بسبب اللحية عن كشف العورة لاستعلام كونه ذكرا أوأنثي . قوله ع ليسند الأضراس والأسنان لعل ذلك لكونه طويلا يمنع وقوع الأسنان بعضها علي بعض في بعض الأحوال كما أن الأسطوانة تمنع وقوع السقف أولكونه أقوي وأثبت من سائر الأسنان فيحفظ سائرها بالالتصاق به كمايجعل بين الأسطوانتين المثبتتين في الأرض أخشاب دقاق فتمسكانها و قال الجوهري شاط السمن إذانضج حتي يحترق . قوله لأن الإنسان يمشي إلي ما بين يديه لعل المعني أن الإنسان يميل في المشي إلي قدامه بأعالي بدنه وإنما ينحني أعاليه إلي هذه الجهة كحالة الركوع مثلا فلو كان طي الركبة من قدامه أيضا لكان يقع علي وجهه فجعلت الأعالي مائلة إلي القدام والأسافل مائلة إلي الخلف لتعتدل الحركات فلايقع في المشي و لا في الركوع وأمثالهما فقوله يمشي إلي ما بين يديه أي مائلا إلي ما بين يديه وسيأتي مزيد توضيح لهذا الخبر في كتاب السماء والعالم إن شاء الله تعالي
10-كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة]رَوَي الشّيخُ المُفِيدُ قَدّسَ اللّهُ رُوحَهُ بِإِسنَادِهِ إِلَي مُحَمّدِ بنِ السّائِبِ الكلَبيِّ قَالَ لَمّا قَدِمَ الصّادِقُ ع العِرَاقَ نَزَلَ الحِيرَةَ فَدَخَلَ عَلَيهِ أَبُو حَنِيفَةَ وَ سَأَلَهُ عَن مَسَائِلَ وَ كَانَ مِمّا سَأَلَهُ أَن قَالَ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ مَا الأَمرُ بِالمَعرُوفِ فَقَالَ ع المَعرُوفُ يَا أَبَا حَنِيفَةَ المَعرُوفُ فِي أَهلِ السّمَاءِ المَعرُوفُ فِي أَهلِ الأَرضِ وَ ذَلِكَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ جُعِلتُ فِدَاكَ فَمَا المُنكَرُ قَالَ اللّذَانِ ظَلَمَاهُ حَقّهُ وَ ابتَزّاهُ أَمرَهُ
صفحه : 209
وَ حَمَلَا النّاسَ عَلَي كَتِفِهِ قَالَ أَلَا مَا هُوَ أَن تَرَي الرّجُلَ عَلَي معَاَصيِ اللّهِ فَتَنهَاهُ عَنهَا فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع لَيسَ ذَاكَ أَمرٌ بِمَعرُوفٍ وَ لَا نهَيٌ عَن مُنكَرٍ إِنّمَا ذَلِكَ خَيرٌ قَدّمَهُ قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ أخَبرِنيِ جُعِلتُ فِدَاكَ عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّثُمّ لَتُسئَلُنّ يَومَئِذٍ عَنِ النّعِيمِ قَالَ فَمَا هُوَ عِندَكَ يَا أَبَا حَنِيفَةَ قَالَ الأَمنُ فِي السّربِ وَ صِحّةُ البَدَنِ وَ القُوتُ الحَاضِرُ فَقَالَ يَا أَبَا حَنِيفَةَ لَئِن وَقّفَكَ اللّهُ أَو أَوقَفَكَ يَومَ القِيَامَةِ حَتّي يَسأَلَكَ عَن كُلّ أَكلَةٍ أَكَلتَهَا وَ شَربَةٍ شَرِبتَهَا لَيَطُولَنّ وُقُوفُكَ قَالَ فَمَا النّعِيمُ جُعِلتُ فِدَاكَ قَالَ النّعِيمُ نَحنُ الّذِينَ أَنقَذَ اللّهُ النّاسَ بِنَا مِنَ الضّلَالَةِ وَ بَصّرَهُم بِنَا مِنَ العَمَي وَ عَلّمَهُم بِنَا مِنَ الجَهلِ قَالَ جُعِلتُ فِدَاكَ فَكَيفَ كَانَ القُرآنُ جَدِيداً أَبَداً قَالَ لِأَنّهُ لَم يُجعَل لِزَمَانٍ دُونَ زَمَانٍ فَتُخلِقَهُ الأَيّامُ وَ لَو كَانَ كَذَلِكَ لفَنَيَِ القُرآنُ قَبلَ فَنَاءِ العَالَمِ
11-شا،[الإرشاد] جَعفَرُ بنُ مُحَمّدِ بنِ قُولَوَيهِ عَنِ الكلُيَنيِّ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَنِ العَبّاسِ بنِ عَمرٍو الفقُيَميِّ أَنّ ابنَ أَبِي العَوجَاءِ وَ ابنَ طَالُوتَ وَ ابنَ الأَعمَي وَ ابنَ المُقَفّعِ فِي نَفَرٍ مِنَ الزّنَادِقَةِ كَانُوا مُجتَمِعِينَ فِي المَوسِمِ بِالمَسجِدِ الحَرَامِ وَ أَبُو عَبدِ اللّهِ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ ع فِيهِ إِذ ذَلِكَ يفُتيِ النّاسَ وَ يُفَسّرُ لَهُمُ القُرآنَ وَ يُجِيبُ عَنِ المَسَائِلِ بِالحُجَجِ وَ البَيّنَاتِ فَقَالَ القَومُ لِابنِ أَبِي العَوجَاءِ هَل لَكَ فِي تَغلِيطِ هَذَا الجَالِسِ وَ سُؤَالِهِ عَمّا يَفضَحُهُ عِندَ هَؤُلَاءِ المُحِيطِينَ بِهِ فَقَد تَرَي فِتنَةَ النّاسِ بِهِ وَ يُفَسّرُ لَهُمُ القُرآنَ وَ يُجِيبُ عَنِ المَسَائِلِ بِهِ وَ هُوَ عَلّامَةُ زَمَانِهِ فَقَالَ لَهُم ابنُ أَبِي العَوجَاءِ نَعَم ثُمّ تَقَدّمَ فَفَرّقَ النّاسَ وَ قَالَ أَبَا عَبدِ اللّهِ إِنّ المَجَالِسَ أَمَانَاتٌ وَ لَا بُدّ لِكُلّ مَن كَانَ بِهِ سُعَالٌ أَن يَسعُلَ فَتَأذَنُ لِي فِي السّؤَالِ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع سَل إِن شِئتَ فَقَالَ ابنُ أَبِي العَوجَاءِ إِلَي كَم تَدُوسُونَ هَذَا البَيدَرَ وَ تَلُوذُونَ بِهَذَا الحَجَرِ وَ تَعبُدُونَ هَذَا البَيتَ المَرفُوعَ بِالطّوبِ وَ المَدَرِ وَ تُهَروِلُونَ حَولَهُ
صفحه : 210
هَروَلَةَ البَعِيرِ إِذَا نَفَرَ مَن فَكّرَ فِي هَذَا وَ قَدّرَ عَلِمَ أَنّهُ فِعلُ غَيرِ حَكِيمٍ وَ لَا ذيِ نَظَرٍ فَقُل فَإِنّكَ رَأسُ هَذَا الأَمرِ وَ سَنَامُهُ وَ أَبُوكَ أُسّهُ وَ نِظَامُهُ فَقَالَ لَهُ الصّادِقُ ع إِنّ مَن أَضَلّهُ اللّهُ وَ أَعمَي قَلبَهُ استَوخَمَ الحَقّ وَ لَم يَستَعذِبهُ وَ صَارَ الشّيطَانُ وَلِيّهُ وَ رَبّهُ وَ يُورِدُهُ مَوَارِدَ الهَلَكَةِ وَ لَا يُصدِرُهُ وَ هَذَا بَيتٌ استَعبَدَ اللّهُ بِهِ خَلقَهُ لِيَختَبِرَ طَاعَتَهُم فِي إِتيَانِهِ فَحَثّهُم عَلَي تَعظِيمِهِ وَ زِيَارَتِهِ وَ جَعَلَهُ قِبلَةً لِلمُصَلّينَ لَهُ فَهُوَ شُعبَةٌ مِن رِضوَانِهِ وَ طَرِيقٌ يؤُدَيّ إِلَي غُفرَانِهِ مَنصُوبٌ عَلَي استِوَاءِ الكَمَالِ وَ مَجمَعِ العَظَمَةِ وَ الجَلَالِ خَلَقَهُ اللّهُ تَعَالَي قَبلَ دَحوِ الأَرضِ بأِلَفيَ عَامٍ فَأَحَقّ مَن أُطِيعَ فِيمَا أَمَرَ وَ انتهُيَِ عَمّا زَجَرَ اللّهُ المُنشِئُ لِلأَروَاحِ وَ الصّوَرِ فَقَالَ لَهُ ابنُ أَبِي العَوجَاءِ ذَكَرتَ أَبَا عَبدِ اللّهِ فَأَحَلتَ عَلَي غَائِبٍ فَقَالَ الصّادِقُ ع كَيفَ يَكُونُ يَا وَيلَكَ غَائِباً مَن هُوَ مَعَ خَلقِهِ شَاهِدٌ وَ إِلَيهِم أَقرَبُ مِن حَبلِ الوَرِيدِ يَسمَعُ كَلَامَهُم وَ يَعلَمُ أَسرَارَهُم لَا يَخلُو مِنهُ مَكَانٌ وَ لَا يَشغَلُ بِهِ مَكَانٌ وَ لَا يَكُونُ مِن مَكَانٍ أَقرَبَ مِن مَكَانٍ يَشهَدُ لَهُ بِذَلِكَ آثَارُهُ وَ يَدُلّ عَلَيهِ أَفعَالُهُ وَ ألّذِي بَعَثَهُ بِالآيَاتِ المُحكَمَةِ وَ البَرَاهِينِ الوَاضِحَةِ مُحَمّدٌص جَاءَنَا بِهَذِهِ العِبَادَةِ فَإِن شَكَكتَ فِي شَيءٍ مِن أَمرِهِ فَسَل عَنهُ أُوضِحهُ لَكَ قَالَ فَأُبلِسَ ابنُ أَبِي العَوجَاءِ وَ لَم يَدرِ مَا يَقُولُ وَ انصَرَفَ مِن بَينِ يَدَيهِ فَقَالَ لِأَصحَابِهِ سَأَلتُكُم أَن تَلتَمِسُوا لِي جَمرَةً[خُمرَةً]فأَلَقيَتمُوُنيِ عَلَي جَمرَةٍ فَقَالُوا اسكُت فَوَ اللّهِ لَقَد فَضَحتَنَا بِحَيرَتِكَ وَ انقِطَاعِكَ وَ مَا رَأَينَا أَحقَرَ مِنكَ اليَومَ فِي مَجلِسِهِ فَقَالَ أَبِي تَقُولُونَ هَذَا إِنّهُ ابنُ مَن حَلَقَ رُءُوسَ مَن تَرَونَ وَ أَومَأَ بِيَدِهِ إِلَي أَهلِ المَوسِمِ
صفحه : 211
بيان الطوب بالضم الآجر ويقال طعام وخيم أي غيرموافق واستوخمه لم يستمره . و قوله الله المنشئ خبر لقوله أحق ويقال أبلس أي يئس وتحير والجمرة بالفتح النار المتقدة والحصاة والمراد بالأول الثاني وبالثاني الأول أي سألتكم أن تطلبوا لي حصاة ألعب بها وأرميها فألقيتموني في نار متقدة لم يمكني التخلص منها
12-شا،[الإرشاد]روُيَِ أَنّ أَبَا شَاكِرٍ الديّصَاَنيِّ وَقَفَ ذَاتَ يَومٍ فِي مَجلِسِ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَقَالَ لَهُ إِنّكَ لَأَحَدُ النّجُومِ الزّوَاهِرِ وَ كَانَ آبَاؤُكَ بُدُوراً بَوَاهِرَ وَ أُمّهَاتُكَ عَقِيلَاتٍ عَبَاهِرَ وَ عُنصُرُكَ مِن أَكرَمِ العَنَاصِرِ وَ إِذَا ذُكِرَ العُلَمَاءُ فَعَلَيكَ تُثنَي الخَنَاصِرُ خَبّرنَا أَيّهَا البَحرُ الزّاخِرُ مَا الدّلِيلُ عَلَي حُدُوثِ العَالَمِ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مِن أَقرَبِ الدّلِيلِ عَلَي ذَلِكَ مَا أَذكُرُهُ لَكَ ثُمّ دَعَا بِبَيضَةٍ ثُمّ وَضَعَهَا فِي رَاحَتِهِ وَ قَالَ هَذَا حِصنٌ مَلمُومٌ دَاخِلُهُ غِرقِئٌ رَقِيقٌ يُطِيفُ بِهِ كَالفِضّةِ السّائِلَةِ وَ الذّهَبَةِ المَائِعَةِ أَ تَشُكّ فِي ذَلِكَ فَقَالَ أَبُو شَاكِرٍ لَا شَكّ فِيهِ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع ثُمّ إِنّهُ تَنفَلِقُ عَن صُورَةٍ كَالطّاوُسِ أَ دَخَلَهُ شَيءٌ غَيرَ مَا عَرَفتَ قَالَ لَا قَالَ فَهَذَا الدّلِيلُ عَلَي حُدُوثِ العَالَمِ قَالَ أَبُو شَاكِرٍ دَلَلتَ أَبَا عَبدِ اللّهِ فَأَوضَحتَ وَ قُلتَ فَأَحسَنتَ وَ ذَكَرتَ فَأَوجَزتَ وَ قَد عَلِمتَ أَنّا لَا نَقبَلُ إِلّا مَا أَدرَكنَاهُ بِأَبصَارِنَا أَو سَمِعنَاهُ بِآذَانِنَا أَو ذُقنَاهُ بِأَفوَاهِنَا أَو شَمِمنَاهُ بِآنَافِنَا أَو لَمَسنَاهُ بِبَشَرَتِنَا فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع ذَكَرتَ الحَوَاسّ الخَمسَ وَ هيَِ لَا تَنفَعُ فِي الِاستِنبَاطِ إِلّا بِدَلِيلٍ كَمَا لَا تَقطَعُ الظّلمَةُ بِغَيرِ مِصبَاحٍ
صفحه : 212
يريد به ع أن الحواس بغير عقل لايوصل إلي معرفة الغائبات و أن ألذي أراه من حدوث الصورة معقول بني العلم به علي محسوس .أقول قدمر شرح الخبر في كتاب التوحيد
13-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] أَبُو جَعفَرٍ الطوّسيِّ فِي الأمَاَليِ وَ أَبُو نُعَيمٍ فِي الحِليَةِ وَ صَاحِبُ الرّوضَةِ بِالإِسنَادِ وَ الرّوَايَةُ يَزِيدُ بَعضُهَا عَلَي بَعضٍ عَن مُحَمّدٍ الصيّرفَيِّ وَ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ سَالِمٍ أَنّهُ دَخَلَ ابنُ شُبرُمَةَ وَ أَبُو حَنِيفَةَ عَلَي الصّادِقِ ع فَقَالَ لأِبَيِ حَنِيفَةَ اتّقِ اللّهَ وَ لَا تَقِسِ الدّينَ بِرَأيِكَ فَإِنّ أَوّلَ مَن قَاسَ إِبلِيسُ إِذ أَمَرَهُ اللّهُ تَعَالَي بِالسّجُودِ فَقَالَأَنَا خَيرٌ مِنهُ خلَقَتنَيِ مِن نارٍ وَ خَلَقتَهُ مِن طِينٍ ثُمّ قَالَ هَل تُحسِنُ أَن تَقِيسَ رَأسَكَ مِن جَسَدِكَ قَالَ لَا قَالَ فأَخَبرِنيِ عَنِ المُلُوحَةِ فِي العَينَينِ وَ المَرَارَةِ فِي الأُذُنَينِ وَ البُرُودَةِ فِي المَنخِرَينِ وَ العُذُوبَةِ فِي الشّفَتَينِ لأِيَّ شَيءٍ جُعِلَ ذَلِكَ قَالَ لَا أدَريِ فَقَالَ ع إِنّ اللّهَ تَعَالَي خَلَقَ العَينَينِ فَجَعَلَهَا شَحمَتَينِ وَ جَعَلَ المُلُوحَةَ فِيهِمَا مَنّاً عَلَي بنَيِ آدَمَ وَ لَو لَا ذَلِكَ لَذَابَتَا وَ جَعَلَ المَرَارَةَ فِي الأُذُنَينِ مَنّاً مِنهُ عَلَي بنَيِ آدَمَ وَ لَو لَا ذَلِكَ لَقَحَمَتِ الدّوَابّ فَأَكَلَت دِمَاغَهُ وَ جَعَلَ المَاءَ فِي المَنخِرَينِ لِيَصعَدَ النّفَسُ وَ يَنزِلَ وَ يَجِدَ مِنهُ الرّيحَ الطّيّبَةَ وَ الرّدِيئَةَ وَ جَعَلَ العُذُوبَةَ فِي الشّفَتَينِ لِيَجِدَ ابنُ آدَمَ لَذّةَ مَطعَمِهِ وَ مَشرَبِهِ ثُمّ قَالَ لَهُ أخَبرِنيِ عَن كَلِمَةٍ أَوّلُهَا شِركٌ وَ آخِرُهَا إِيمَانٌ قَالَ لَا أدَريِ قَالَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ ثُمّ قَالَ أَيّمَا أَعظَمُ عِندَ اللّهِ تَعَالَي القَتلُ أَوِ الزّنَا فَقَالَ بَلِ القَتلُ قَالَ فَإِنّ اللّهَ تَعَالَي قَد رضَيَِ فِي القَتلِ بِشَاهِدَينِ وَ لَم يَرضَ فِي الزّنَا إِلّا بِأَربَعَةٍ ثُمّ قَالَ إِنّ الشّاهِدَ عَلَي الزّنَا شَهِدَ عَلَي اثنَينِ وَ فِي القَتلِ عَلَي وَاحِدٍ لِأَنّ القَتلَ فِعلٌ وَاحِدٌ وَ الزّنَا فِعلَانِ ثُمّ قَالَ أَيّمَا أَعظَمُ عِندَ اللّهِ تَعَالَي الصّومُ أَوِ الصّلَاةُ
صفحه : 213
قَالَ لَا بَلِ الصّلَاةُ قَالَ فَمَا بَالُ المَرأَةِ إِذَا حَاضَت تقَضيِ الصّومَ وَ لَا تقَضيِ الصّلَاةَ ثُمّ قَالَ لِأَنّهَا تَخرُجُ إِلَي صَلَاةٍ فَتُدَاوِمُهَا وَ لَا تَخرُجُ إِلَي صَومٍ ثُمّ قَالَ المَرأَةُ أَضعَفُ أَمِ الرّجُلُ قَالَ المَرأَةُ قَالَ فَمَا بَالُ المَرأَةِ وَ هيَِ ضَعِيفَةٌ لَهَا سَهمٌ وَاحِدٌ وَ الرّجُلُ قوَيِّ لَهُ سَهمَانِ ثُمّ قَالَ لِأَنّ الرّجُلَ يُجبَرُ عَلَي الإِنفَاقِ عَلَي المَرأَةِ وَ لَا تُجبَرُ المَرأَةُ عَلَي الإِنفَاقِ عَلَي الرّجُلِ ثُمّ قَالَ البَولُ أَقذَرُ أَمِ المنَيِّ قَالَ البَولُ قَالَ يَجِبُ عَلَي قِيَاسِكَ أَن يَجِبَ الغُسلُ مِنَ البَولِ دُونَ المنَيِّ وَ قَد أَوجَبَ اللّهُ تَعَالَي الغُسلَ مِنَ المنَيِّ دُونَ البَولِ ثُمّ قَالَ لِأَنّ المنَيِّ اختِيَارٌ وَ يَخرُجُ مِن جَمِيعِ الجَسَدِ وَ يَكُونُ فِي الأَيّامِ وَ البَولُ ضَرُورَةٌ وَ يَكُونُ فِي اليَومِ مَرّاتٍ قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ كَيفَ يَخرُجُ مِن جَمِيعِ الجَسَدِ وَ اللّهُ يَقُولُيَخرُجُ مِن بَينِ الصّلبِ وَ التّرائِبِ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع فَهَل قَالَ لَا يَخرُجُ مِن غَيرِ هَذَينِ المَوضِعَينِ ثُمّ قَالَ ع لِمَ لَا تَحِيضُ المَرأَةُ إِذَا حَبِلَت قَالَ لَا أدَريِ قَالَ عَلَيهِ السّلَامُ وَ الصّلَاةُ حَبَسَ اللّهُ تَعَالَي الدّمَ فَجَعَلَهُ غِذَاءً لِلوَلَدِ ثُمّ قَالَ ع أَينَ مَقعَدُ الكَاتِبَينِ قَالَ لَا أدَريِ قَالَ مَقعَدُهُمَا عَلَي النّاجِدَينِ وَ الفَمُ الدّوَاةُ وَ اللّسَانُ القَلَمُ وَ الرّيقُ المِدَادُ ثُمّ قَالَ لِمَ يَضَعُ الرّجُلُ يَدَهُ عَلَي مُقَدّمِ رَأسِهِ عِندَ المُصِيبَةِ وَ المَرأَةُ عَلَي خَدّهَا قَالَ لَا أدَريِ فَقَالَ ع اقتِدَاءً بِآدَمَ وَ حَوّاءَ حَيثُ أُهبِطَا مِنَ الجَنّةِ أَ مَا تَرَي أَنّ مِن شَأنِ الرّجُلِ الِاكتِئَابَ عِندَ المُصِيبَةِ وَ مِن شَأنِ المَرأَةِ رَفعَهَا رَأسَهَا إِلَي السّمَاءِ إِذَا بَكَت ثُمّ قَالَ ع مَا تَرَي فِي رَجُلٍ كَانَ لَهُ عَبدٌ فَتَزَوّجَ وَ زَوّجَ عَبدَهُ فِي لَيلَةٍ وَاحِدَةٍ ثُمّ سَافَرَا وَ جَعَلَا امرَأَتَيهِمَا فِي بَيتٍ وَاحِدٍ فَسَقَطَ البَيتُ عَلَيهِم فَقَتَلَ المَرأَتَينِ وَ بقَيَِ الغُلَامَانِ أَيّهُمَا فِي رَأيِكَ المَالِكُ وَ أَيّهُمَا المَملُوكُ وَ أَيّهُمَا الوَارِثُ وَ أَيّهُمَا المَورُوثُ ثُمّ قَالَ فَمَا تَرَي فِي رَجُلٍ أَعمَي فَقَأَ عَينَ صَحِيحٍ وَ أَقطَعَ قَطَعَ يَدَ رَجُلٍ كَيفَ يُقَامُ عَلَيهِمَا الحَدّ ثُمّ قَالَ ع فأَخَبرِنيِ عَن قَولِ اللّهِ تَعَالَي لِمُوسَي وَ هَارُونَ حِينَ بَعَثَهُمَا إِلَي فِرعَونَلَعَلّهُ يَتَذَكّرُ أَو يَخشيلَعَلّ مِنكَ شَكّ قَالَ نَعَم قَالَ وَ كَذَلِكَ مِنَ اللّهِ شَكّ إِذ قَالَلَعَلّهُ
صفحه : 214
ثُمّ قَالَ أخَبرِنيِ عَن قَولِ اللّهِ تَعَالَيوَ قَدّرنا فِيهَا السّيرَ سِيرُوا فِيها ليَاليَِ وَ أَيّاماً آمِنِينَ أَيّ مَوضِعٍ هُوَ قَالَ هُوَ مَا بَينَ مَكّةَ وَ المَدِينَةِ قَالَ ع نَشَدتُكُم بِاللّهِ هَل تَسِيرُونَ بَينَ مَكّةَ وَ المَدِينَةِ لَا تَأمَنُونَ عَلَي دِمَائِكُم مِنَ القَتلِ وَ عَلَي أَموَالِكُم مِنَ السّرَقِ ثُمّ قَالَ وَ أخَبرِنيِ عَن قَولِ اللّهِ تَعَالَيوَ مَن دَخَلَهُ كانَ آمِناً أَيّ مَوضِعٍ هُوَ قَالَ ذَاكَ بَيتُ اللّهِ الحَرَامُ فَقَالَ نَشَدتُكُم بِاللّهِ هَل تَعلَمُونَ أَنّ عَبدَ اللّهِ بنَ الزّبَيرِ وَ سَعِيدَ بنَ جُبَيرٍ دَخَلَاهُ فَلَم يَأمَنَا القَتلَ قَالَ فاَعفنُيِ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ قَالَ فَأَنتَ ألّذِي تَقُولُسَأُنزِلُ مِثلَ ما أَنزَلَ اللّهُ قَالَ أَعُوذُ بِاللّهِ مِن هَذَا القَولِ قَالَ إِذَا سُئِلتَ فَمَا تَصنَعُ قَالَ أُجِيبُ عَنِ الكِتَابِ أَوِ السّنّةِ أَوِ الِاجتِهَادِ قَالَ إِذَا اجتَهَدتَ مِن رَأيِكَ وَجَبَ عَلَي المُسلِمِينَ قَبُولُهُ قَالَ نَعَم قَالَ وَ كَذَلِكَ وَجَبَ قَبُولُ مَا أَنزَلَ اللّهُ تَعَالَي فَكَأَنّكَ قُلتَسَأُنزِلُ مِثلَ ما أَنزَلَ اللّهُ تَعَالَي
14- وَ فِي حَدِيثِ مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ أَنّ الصّادِقَ ع قَالَ لأِبَيِ حَنِيفَةَ أخَبرِنيِ عَن هَاتَينِ النّكتَتَينِ اللّتَينِ فِي يدَيَ حِمَارِكَ لَيسَ يَنبُتُ عَلَيهِمَا شَعرٌ قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ خَلقٌ كَخَلقِ أُذُنَيكَ فِي جَسَدِكَ وَ عَينَيكَ فَقَالَ لَهُ تَرَي هَذَا قِيَاساً إِنّ اللّهَ تَعَالَي خَلَقَ أذُنُيَّ لِأَسمَعَ بِهِمَا وَ خَلَقَ عيَنيَّ لِأُبصِرَ بِهِمَا فَهَذَا لِمَا خَلَقَهُ فِي جَمِيعِ الدّوَابّ وَ مَا يُنتَفَعُ بِهِ فَانصَرَفَ أَبُو حَنِيفَةَ مُعَتّباً فَقُلتُ أخَبرِنيِ مَا هيَِ قَالَ إِنّ اللّهَ تَعَالَي يَقُولُ فِي كِتَابِهِلَقَد خَلَقنَا الإِنسانَ فِي كَبَدٍيعَنيِ مُنتَصِباً فِي بَطنِ أُمّهِ غِذَاؤُهُ مِن غِذَائِهَا مِمّا تَأكُلُ وَ تَشرَبُ أُمّهُ هَاهُنَا مِيثَاقُهُ بَينَ عَينَيهِ فَإِذَا أَذِنَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِي وِلَادَتِهِ أَتَاهُ مَلَكٌ يُقَالُ لَهُ حَيَوَانُ فَزَجَرَهُ زَجرَةً انقَلَبَ وَ نسَيَِ المِيثَاقَ وَ خَلَقَ جَمِيعَ البَهَائِمِ فِي بُطُونِ أُمّهَاتِهِنّ مَنكُوسَةً مُؤَخّرُهُ إِلَي مُقَدّمِ أُمّهِ كَمَا يَأخُذُ الإِنسَانُ فِي بَطنِ أُمّهِ فَهَاتَانِ النّكتَتَانِ السّودَاوَانِ اللّتَانِ تَرَي مَا بَينَ الدّوَابّ هُوَ مَوضِعُ عُيُونِهَا فِي بَطنِ أُمّهَاتِهَا فَلَيسَ يَنبُتُ عَلَيهِ الشّعرُ وَ هُوَ لِجَمِيعِ البَهَائِمِ مَا خَلَا البَعِيرَ فَإِنّ عُنُقَ البَعِيرِ طَالَ فَتَقَدّمَ رَأسُهُ بَينَ يَدَيهِ وَ رِجلَيهِ
صفحه : 215
بيان قوله ع لأنها تخرج إلي صلاة لعله مبني علي وجهين أحدهما أن الصلاة فعل والصوم ترك والثاني أن الصلاة تكون دائما والصوم يكون في السنة مرة ويمكن أن يقرأ يحرج بالحاء المهملة قوله ع فما بال الناس يغتسلون من الجنابة لماحكم أبوحنيفة بأرجسية البول بناء علي مازعمه من طهارة محل المني بالفرك ألزم ع عليه ذلك و إلافالمني أرجس عندنا قوله ع أ ماتري أن من شأن الرجل أي علة هذاأيضا مثل علة تلك أي أكب آدم ع عندهبوطه ورفع حواء رأسها عندخروجها وسيأتي شرح تلك العلل في مواضعها إن شاء الله تعالي
15-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] ابنُ جَرِيرِ بنِ رُستُمَ الطبّرَيِّ عَن إِسمَاعِيلَ الطوّسيِّ عَن أَحمَدَ البصَريِّ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي خُنَيسٍ الكوُفيِّ قَالَ حَضَرتُ مَجلِسَ الصّادِقِ عَلَيهِ الصّلَاةُ وَ السّلَامُ وَ عِندَهُ جَمَاعَةٌ مِنَ النّصَارَي فَقَالُوا فَضلُ مُوسَي وَ عِيسَي وَ مُحَمّدٍ ع سَوَاءٌ لِأَنّهُم صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم أَصحَابُ الشّرَائِعِ وَ الكُتُبِ فَقَالَ الصّادِقُ ع إِنّ مُحَمّداًص أَفضَلُ مِنهُمَا وَ أَعلَمُ وَ لَقَد أَعطَاهُ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي مِنَ العِلمِ مَا لَم يُعطِ غَيرَهُ فَقَالُوا آيَةٌ مِن كِتَابِ اللّهِ تَعَالَي نَزَلَت فِي هَذَا قَالَ ع نَعَم قَولُهُ تَعَالَيوَ كَتَبنا لَهُ فِي الأَلواحِ مِن كُلّ شَيءٍ وَ قَولُهُ تَعَالَي لِعِيسَيوَ لِأُبَيّنَ لَكُم بَعضَ ألّذِي تَختَلِفُونَ فِيهِ وَ قَولُهُ تَعَالَي لِلسّيّدِ المُصطَفَيص وَ جِئنا بِكَ شَهِيداً عَلي هؤُلاءِ وَ نَزّلنا عَلَيكَ الكِتابَ تِبياناً لِكُلّ شَيءٍ وَ قَولُهُ تَعَالَيلِيَعلَمَ أَن قَد أَبلَغُوا رِسالاتِ رَبّهِم وَ أَحاطَ بِما لَدَيهِم وَ أَحصي كُلّ شَيءٍ عَدَداًفَهُوَ وَ اللّهُ أَعلَمُ مِنهُمَا وَ لَو حَضَرَ مُوسَي وَ عِيسَي بحِضَرتَيِ وَ سأَلَاَنيِ لَأَجَبتُهُمَا وَ سَأَلتُهُمَا مَا أَجَابَا
16-ختص ،[الإختصاص ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ وَ الحَسَنِ بنِ مَتّيلٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ هَاشِمٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ الهمَذَاَنيِّ عَنِ السيّاّريِّ عَن دَاوُدَ الرقّيّّ قَالَسأَلَنَيِ
صفحه : 216
بَعضُ الخَوَارِجِ عَن قَولِ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيمِنَ الضّأنِ اثنَينِ وَ مِنَ المَعزِ اثنَينِالآيَةَ مَا ألّذِي أَحَلّ اللّهُ مِن ذَلِكَ وَ مَا ألّذِي حَرّمَ اللّهُ قَالَ فَلَم يَكُن عنِديِ فِي ذَلِكَ شَيءٌ فَحَجَجتُ فَدَخَلتُ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَقُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ إِنّ رَجُلًا مِنَ الخَوَارِجِ سأَلَنَيِ عَن كَذَا وَ كَذَا فَقَالَ ع إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَحَلّ فِي الأُضحِيّةِ بِمِنًي الضّأنَ وَ المَعزَ الأَهلِيّةَ وَ حَرّمَ فِيهَا الجَبَلِيّةَ وَ ذَلِكَ قَولُهُ عَزّ وَ جَلّمِنَ الضّأنِ اثنَينِ وَ مِنَ المَعزِ اثنَينِ وَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَحَلّ فِي الأُضحِيّةِ بِمِنًي الإِبِلَ العِرَابَ وَ حَرّمَ فِيهَا البخَاَتيِّ وَ أَحَلّ فِيهَا البَقَرَ الأَهلِيّةَ وَ حَرّمَ فِيهَا الجَبَلِيّةَ وَ ذَلِكَ قَولُهُ عَزّ وَ جَلّوَ مِنَ الإِبِلِ اثنَينِ وَ مِنَ البَقَرِ اثنَينِ قَالَ فَانصَرَفتُ إِلَي صاَحبِيِ فَأَخبَرتُهُ بِهَذَا الجَوَابِ فَقَالَ هَذَا شَيءٌ حَمَلَتهُ الإِبِلُ مِنَ الحِجَازِ
17-كَنزُ الفَوَائِدِ للِكرَاَجكُيِّ، ذَكَرُوا أَنّ أَبَا حَنِيفَةَ أَكَلَ طَعَاماً مَعَ الإِمَامِ الصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَلَيهِمَا الصّلَاةُ وَ السّلَامُ فَلَمّا رَفَعَ الصّادِقُ ع يَدَهُ مِن أَكلِهِ قَالَ الحَمدُ لِلّهِ رَبّ العَالَمِينَ أللّهُمّ هَذَا مِنكَ وَ مِن رَسُولِكَص فَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ أَ جَعَلتَ مَعَ اللّهِ شَرِيكاً فَقَالَ ع لَهُ وَيلَكَ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ يَقُولُ فِي كِتَابِهِوَ ما نَقَمُوا إِلّا أَن أَغناهُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ مِن فَضلِهِ وَ يَقُولُ عَزّ وَ جَلّ فِي مَوضِعٍ آخَرَوَ لَو أَنّهُم رَضُوا ما آتاهُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ قالُوا حَسبُنَا اللّهُ سَيُؤتِينَا اللّهُ مِن فَضلِهِ وَ رَسُولُهُ فَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ وَ اللّهِ لكَأَنَيّ مَا قَرَأتُهُمَا قَطّ مِن كِتَابِ اللّهِ وَ لَا سَمِعتُهُمَا إِلّا فِي هَذَا الوَقتِ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع بَلَي قَد قَرَأتَهُمَا وَ سَمِعتَهُمَا وَ لَكِنّ اللّهَ تَعَالَي أَنزَلَ فِيكَ وَ فِي أَشبَاهِكَأَم عَلي قُلُوبٍ أَقفالُها وَ قَالَ اللّهُ تَعَالَيكَلّا بَل رانَ عَلي قُلُوبِهِم ما كانُوا يَكسِبُونَ
18- كِتَابُ الإِستِدرَاكِ،بِإِسنَادِهِ عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَامِرٍ بِإِسنَادِهِ أَنّ أَبَا عَبدِ اللّهِ جَعفَرَ بنَ مُحَمّدٍ الصّادِقَ عَلَيهِ الصّلَاةُ وَ السّلَامُ استَحضَرَهُ المَنصُورُ فِي مَجلِسٍ غَاصّ بِأَهلِهِ فَأَمَرَهُ بِالجُلُوسِ فَأَطرَقَ مَلِيّاً ثُمّ رَفَعَ رَأسَهُ وَ قَالَ لَهُ يَا جَعفَرُ إِنّ النّبِيّص قَالَ
صفحه : 217
لِأَبِيكَ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع يَوماً لَو لَا أَن تَقُولَ فِيكَ طَوَائِفُ مِن أمُتّيِ مَا قَالَتِ النّصَارَي فِي المَسِيحِ لَقُلتُ فِيكَ قَولًا لَا تَمُرّ بِمَلَإٍ إِلّا أَخَذُوا مِن تُرَابِ قَدَمَيكَ يَستَشفُونَ بِهِ وَ قَالَ عَلِيّ ع يَهلِكُ فِيّ اثنَانِ مُحِبّ مُفرِطٌ وَ مُبغِضٌ مُفرِطٌ فَالِاعتِذَارُ مِنهُ أَن لَا يَرضَي بِمَا يَقُولُ فِيهِ المُفرِطُ وَ لعَمَريِ إِنّ عِيسَي ابنَ مَريَمَ ع لَو سَكَتَ عَمّا قَالَت فِيهِ النّصَارَي لَعَذّبَهُ اللّهُ وَ قَد نَعلَمُ مَا يُقَالُ فِيكَ مِنَ الزّورِ وَ البُهتَانِ وَ إِمسَاكَكَ عَمّن يَقُولُ ذَلِكَ فِيكَ وَ رِضَاكَ بِهِ سَخَطُ الدّيّانِ زَعَمَ أَوغَادُ الشّامِ وَ أَوبَاشُ العِرَاقِ أَنّكَ حِبرُ الدّهرِ وَ نَامُوسُهُ وَ حُجّةُ المَعبُودِ وَ تَرجُمَانُهُ وَ عَيبَةُ عِلمِهِ وَ مِيزَانُ قِسطِهِ وَ مِصبَاحُهُ ألّذِي يَقطَعُ بِهِ الطّالِبُ عَرضَ الظّلمَةِ إِلَي فَضَاءِ النّورِ وَ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي لَا يَقبَلُ مِن عَامِلٍ جَهِلَ حَقّكَ فِي الدّنيَا عَمَلًا وَ لَا يَرفَعُ لَهُ يَومَ القِيَامَةِ وَزناً فَنَسَبُوكَ إِلَي غَيرِ حَدّكَ وَ قَالُوا فِيكَ مَا لَيسَ فِيكَ فَقُل فَإِنّ أَوّلَ مَن قَالَ الحَقّ لَجَدّكَ وَ أَوّلَ مَن صَدّقَهُ عَلَيهِ أَبُوكَ ع فَأَنتَ حرَيِّ بِأَن تَقتَصّ آثَارَهُمَا وَ تَسلُكَ سَبِيلَهُمَا فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع أَنَا فَرعٌ مِن فُرُوعِ الزّيتُونَةِ وَ قِندِيلٌ مِن قَنَادِيلِ بَيتِ النّبُوّةِ وَ سَلِيلُ الرّسَالَةِ وَ أَدِيبُ السّفَرَةِ وَ رَبِيبُ الكِرَامِ البَرَرَةِ وَ مِصبَاحٌ مِن مَصَابِيحِ المِشكَاةِ التّيِ فِيهَا نُورُ النّورِ وَ صَفوَةُ الكَلِمَةِ البَاقِيَةِ فِي عَقِبِ المُصطَفَينَ إِلَي يَومِ الحَشرِ فَالتَفَتَ المَنصُورُ إِلَي جُلَسَائِهِ فَقَالَ قَد أحَاَلنَيِ عَلَي بَحرٍ مَوّاجٍ لَا يُدرَكُ طَرَفُهُ وَ لَا يُبلَغُ عُمقُهُ تَغرَقُ فِيهِ السّبحَاءُ وَ يَحَارُ فِيهِ العُلَمَاءُ وَ يَضِيقُ بِالسّامِعِ عَرضُ الفَضَاءِ هَذَا الشّجَا المُعتَرِضُ فِي حُلُوقِ الخُلَفَاءِ ألّذِي لَا يَحِلّ قَتلُهُ وَ لَا يَجُوزُ نَفيُهُ وَ لَو لَا مَا تجَمعَنُيِ وَ إِيّاهُ مِن شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ طَابَ أَصلُهَا وَ بَسَقَ فَرعُهَا وَ عَذُبَ ثَمَرُهَا بُورِكَت فِي
صفحه : 218
الذّرّ وَ تَقَدّسَت فِي الزّبُرِ لَكَانَ منِيّ إِلَيهِ مَا لَا يُحمَدُ فِي العَوَاقِبِ لِمَا يبَلغُنُيِ مِن شِدّةِ عَيبِهِ لَنَا وَ سُوءِ القَولِ فِينَا فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع لَا تَقبَل فِي ذيِ رَحِمِكَ وَ أَهلِ الدّعَةِ مِن أَهلِكَ قَولَ مَن حَرّمَ اللّهُ عَلَيهِ الجَنّةَ وَ جَعَلَ مَأوَاهُ النّارَ فَإِنّ النّمّامَ شَاهِدُ زُورٍ وَ شَرِيكُ إِبلِيسَ فِي الإِغرَاءِ بَينَ النّاسِ وَ قَد قَالَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَييا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا إِن جاءَكُم فاسِقٌ بِنَبَإٍالآيَةَ وَ نَحنُ لَكَ أَنصَارٌ وَ أَعوَانٌ وَ لِمُلكِكَ دَعَائِمُ وَ أَركَانٌ مَا أَمَرتَ بِالمَعرُوفِ وَ الإِحسَانِ وَ أَمضَيتَ فِي الرّعِيّةِ أَحكَامَ القُرآنِ وَ أَرغَمتَ بِطَاعَتِكَ أَنفَ الشّيطَانِ وَ إِن كَانَ يَجِبُ عَلَيكَ فِي سَعَةِ فَهمِكَ وَ كَرَمِ حِلمِكَ وَ مَعرِفَتِكَ بِآدَابِ اللّهِ أَن تَصِلَ مَن قَطَعَكَ وَ تعُطيَِ مَن حَرَمَكَ وَ تَعفُوَ عَمّن ظَلَمَكَ فَإِنّ المُكَافِئَ لَيسَ بِالوَاصِلِ إِنّمَا الوَاصِلُ مَن إِذَا قَطَعتَ رَحِمَهُ وَصَلَهَا فَصِل يَزِدِ اللّهُ فِي عُمُرِكَ وَ يُخَفّف عَنكَ الحِسَابَ يَومَ حَشرِكَ فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ المَنصُورُ قَد قَبِلتُ عُذرَكَ لِصِدقِكَ وَ صَفَحتُ عَنكَ لِقَدرِكَ فحَدَثّنيِ عَن نَفسِكَ بِحَدِيثٍ أَتّعِظُ بِهِ وَ يَكُونُ لِي زَاجِرُ صِدقٍ عَنِ المُوبِقَاتِ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع عَلَيكَ بِالحِلمِ فَإِنّهُ رُكنُ العِلمِ وَ املِك نَفسَكَ عِندَ أَسبَابِ القُدرَةِ فَإِنّكَ إِن تَفعَل كُلّ مَا تَقدِرُ عَلَيهِ كُنتَ كَمَن شَفّي غَيظاً أَو أَبدَي حِقداً أَو يَجِبُ أَن يُذكَرَ بِالصّولَةِ وَ اعلَم أَنّكَ إِن عَاقَبتَ مُستَحِقّاً لَم يَكُن غَايَةُ مَا تُوصَفُ بِهِ إِلّا العَدلَ وَ لَا أَعلَمُ حَالًا أَفضَلَ مِن حَالِ العَدلِ وَ الحَالُ التّيِ تُوجِبُ الشّكرَ أَفضَلُ مِنَ الحَالِ التّيِ تُوجِبُ الصّبرَ فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ المَنصُورُ وَعَظتَ فَأَحسَنتَ وَ قُلتَ فَأَوجَزتَ فحَدَثّنيِ عَن فَضلِ جَدّكَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيهِ الصّلَاةُ وَ السّلَامُ حَدِيثاً لَم تَروَهُ العَامّةُ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع حدَثّنَيِ أَبِي عَن جدَيّ أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ لَيلَةَ أسُريَِ بيِ إِلَي السّمَاءِ فُتِحَ لِي فِي بصَرَيِ غَلوَةٌ كَمِثَالِ مَا يَرَي الرّاكِبُ خَرقَ الإِبرَةِ مَسِيرَةَ يَومٍ وَ عَهِدَ إلِيَّ ربَيّ فِي عَلِيّ ثَلَاثَ كَلِمَاتٍ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ فَقُلتُ لَبّيكَ ربَيّ فَقَالَ إِنّ عَلِيّاً
صفحه : 219
إِمَامُ المُتّقِينَ وَ قَائِدُ الغُرّ المُحَجّلِينَ وَ يَعسُوبُ المُؤمِنِينَ وَ المَالُ يَعسُوبُ الظّلَمَةِ وَ هُوَ الكَلِمَةُ التّيِ أَلزَمتُهَا المُتّقِينَ وَ كَانُوا أَحَقّ بِهَا وَ أَهلِهَا فَبَشّرهُ بِذَلِكَ قَالَ فَبَشّرَهُ النّبِيّص بِذَلِكَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ إنِيّ أُذكَرُ هُنَاكَ فَقَالَ نَعَم إِنّكَ لَتُذكَرُ فِي الرّفِيعِ الأَعلَي فَقَالَ المَنصُورُذلِكَ فَضلُ اللّهِ يُؤتِيهِ مَن يَشاءُ
19- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ عَاصِمٍ عَن سُلَيمَانَ بنِ دَاوُدَ الشاّذكَوُنيِّ عَن حَفصِ بنِ غِيَاثٍ قَالَ كُنتُ عِندَ سَيّدِ الجَعَافِرِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع لَمّا أَقدَمَهُ المَنصُورُ فَأَتَاهُ ابنُ أَبِي العَوجَاءِ وَ كَانَ مُلحِداً فَقَالَ لَهُ مَا تَقُولُ فِي هَذِهِ الآيَةِكُلّما نَضِجَت جُلُودُهُم بَدّلناهُم جُلُوداً غَيرَهاهَب هَذِهِ الجُلُودُ عَصَت فَعُذّبَت فَمَا بَالُ الغَيرِ يُعَذّبُ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع وَيحَكَ هيَِ هيَِ وَ هيَِ غَيرُهَا قَالَ أعَقلِنيِ هَذَا القَولَ فَقَالَ لَهُ أَ رَأَيتَ لَو أَنّ رَجُلًا عَمَدَ إِلَي لَبِنَةٍ فَكَسَرَهَا ثُمّ صَبّ عَلَيهَا المَاءَ وَ جَبَلَهَا ثُمّ رَدّهَا إِلَي هَيئَتِهَا الأُولَي أَ لَم تَكُن هيَِ هيَِ وَ هيَِ غَيرُهَا فَقَالَ بَلَي أَمتَعَ اللّهُ بِكَ
صفحه : 220
20-أَقُولُ وَجَدتُ بِخَطّ بَعضِ الأَفَاضِلِ نَقلًا مِن خَطّ الشّهِيدِ رَفَعَ اللّهُ دَرَجَتَهُ قَالَ قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ النّعمَانُ بنُ ثَابِتٍ جِئتُ إِلَي حَجّامٍ بِمِنًي لِيَحلِقَ رأَسيِ فَقَالَ أَدنِ مَيَامِنَكَ وَ استَقبِلِ القِبلَةَ وَ سَمّ اللّهَ فَتَعَلّمتُ مِنهُ ثَلَاثَ خِصَالٍ لَم تَكُن عنِديِ فَقُلتُ لَهُ مَملُوكٌ أَنتَ أَم حُرّ فَقَالَ مَملُوكٌ قُلتُ لِمَن قَالَ لِجَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ العلَوَيِّ ع قُلتُ أَ شَاهِدٌ هُوَ أَم غَائِبٌ قَالَ شَاهِدٌ فَصِرتُ إِلَي بَابِهِ وَ استَأذَنتُ عَلَيهِ فحَجَبَنَيِ وَ جَاءَ قَومٌ مِن أَهلِ الكُوفَةِ فَاستَأذَنُوا فَأَذِنَ لَهُم فَدَخَلتُ مَعَهُم فَلَمّا صِرتُ عِندَهُ قُلتُ لَهُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ لَو أَرسَلتَ إِلَي أَهلِ الكُوفَةِ فَنَهَيتَهُم أَن يَشتِمُوا أَصحَابَ مُحَمّدٍص فإَنِيّ تَرَكتُ بِهَا أَكثَرَ مِن عَشَرَةِ آلَافٍ يَشتِمُونَهُم فَقَالَ لَا يَقبَلُونَ منِيّ فَقُلتُ وَ مَن لَا يَقبَلُ مِنكَ وَ أَنتَ ابنُ رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ أَنتَ مِمّن لَم تَقبَل منِيّ دَخَلتَ داَريِ بِغَيرِ إذِنيِ وَ جَلَستَ بِغَيرِ أمَريِ وَ تَكَلّمتَ بِغَيرِ رأَييِ وَ قَد بلَغَنَيِ أَنّكَ تَقُولُ بِالقِيَاسِ قُلتُ نَعَم بِهِ أَقُولُ قَالَ وَيحَكَ يَا نُعمَانُ أَوّلُ مَن قَاسَ اللّهَ تَعَالَي إِبلِيسُ حِينَ أَمَرَهُ بِالسّجُودِ لآِدَمَ ع وَ قَالَ خلَقَتنَيِ مِن نَارٍ وَ خَلَقتَهُ مِن طِينٍ أَيّمَا أَكبَرُ يَا نُعمَانُ القَتلُ أَوِ الزّنَا قُلتُ القَتلُ قَالَ فَلِمَ جَعَلَ اللّهُ فِي القَتلِ شَاهِدَينِ وَ فِي الزّنَا أَربَعَةً أَ يَنقَاسُ لَكَ هَذَا قُلتُ لَا قَالَ فَأَيّمَا أَكبَرُ البَولُ أَوِ المنَيِّ قُلتُ البَولُ قَالَ فَلِمَ أَمَرَ اللّهُ فِي البَولِ بِالوُضُوءِ وَ فِي المنَيِّ بِالغُسلِ أَ يَنقَاسُ لَكَ هَذَا قُلتُ لَا قَالَ فَأَيّمَا أَكبَرُ الصّلَاةُ أَوِ الصّيَامُ قُلتُ الصّلَاةُ قَالَ فَلِمَ وَجَبَ عَلَي الحَائِضِ أَن تقَضيَِ الصّومَ وَ لَا تقَضيَِ الصّلَاةَ أَ يَنقَاسُ لَكَ هَذَا قُلتُ لَا قَالَ فَأَيّمَا أَضعَفُ المَرأَةُ أَمِ الرّجُلُ قُلتُ المَرأَةُ قَالَ فَلِمَ جَعَلَ اللّهُ تَعَالَي فِي المِيرَاثِ لِلرّجُلِ سَهمَينِ وَ لِلمَرأَةِ سَهماً أَ يَنقَاسُ لَكَ هَذَا قُلتُ لَا قَالَ فَلِمَ حَكَمَ اللّهُ تَعَالَي فِيمَن سَرَقَ عَشَرَةَ دَرَاهِمَ بِالقَطعِ وَ إِذَا قَطَعَ رَجُلٌ يَدَ رَجُلٍ فَعَلَيهِ دِيَتُهَا خَمسَةُ آلَافِ دِرهَمٍ أَ يَنقَاسُ لَكَ هَذَا قُلتُ لَا قَالَ وَ قَد بلَغَنَيِ أَنّكَ تُفَسّرُ آيَةً فِي كِتَابِ اللّهِ وَ هيَِثُمّ لَتُسئَلُنّ يَومَئِذٍ عَنِ النّعِيمِ أَنّهُ الطّعَامُ الطّيّبُ وَ المَاءُ البَارِدُ فِي اليَومِ الصّائِفِ قُلتُ نَعَم قَالَ لَهُ دَعَاكَ
صفحه : 221
رَجُلٌ وَ أَطعَمَكَ طَعَاماً طَيّباً وَ أَسقَاكَ مَاءً بَارِداً ثُمّ امتَنّ عَلَيكَ بِهِ مَا كُنتَ تَنسُبُهُ إِلَيهِ قُلتُ إِلَي البُخلِ قَالَ أَ فَيَبخَلُ اللّهُ تَعَالَي قُلتُ فَمَا هُوَ قَالَ حُبّنَا أَهلَ البَيتِ
21- وَ مِنهُ، قَالَ دَخَلَ طَاوُسٌ عَلَي الصّادِقِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ فَقَالَ لَهُ يَا طَاوُسُ نَاشَدتُكَ اللّهَ هَل عَلِمتَ أَحَداً أَقبَلَ لِلعُذرِ مِنَ اللّهِ تَعَالَي قَالَ أللّهُمّ لَا قَالَ هَل عَلِمتَ أَحَداً أَصدَقَ مِمّن قَالَ لَا أَقدِرُ وَ هُوَ لَا يَقدِرُ قَالَ أللّهُمّ لَا قَالَ فَلِمَ لَا يَقبَلُ مَن لَا أَقبَلَ لِلعُذرِ مِنهُ مِمّن لَا أَصدَقَ فِي القَولِ مِنهُ فَنَفَضَ ثَوبَهُ فَقَالَ مَا بيَنيِ وَ بَينَ الحَقّ عَدَاوَةٌ
22-دَعَائِمُ الإِسلَامِ،رُوّينَا عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَا أَنّهُ قَالَ لأِبَيِ حَنِيفَةَ وَ قَد دَخَلَ عَلَيهِ فَقَالَ لَهُ يَا نُعمَانُ مَا ألّذِي تَعتَمِدُ عَلَيهِ فِيمَا لَم تَجِد فِيهِ نَصّاً فِي كِتَابِ اللّهِ وَ لَا خَبَراً عَنِ الرّسُولِص قَالَ أَقِيسُهُ عَلَي مَا وَجَدتُ مِن ذَلِكَ قَالَ لَهُ أَوّلُ مَن قَاسَ إِبلِيسُ فَأَخطَأَ إِذ أَمَرَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِالسّجُودِ لآِدَمَ ع فَقَالَ أَنَا خَيرٌ مِنهُ خلَقَتنَيِ مِن نَارٍ وَ خَلَقتَهُ مِن طِينٍ فَرَأَي أَنّ النّارَ أَشرَفُ عُنصُراً مِنَ الطّينِ فَخَلّدَهُ ذَلِكَ فِي العَذَابِ المُهِينِ يَا نُعمَانُ أَيّهُمَا أَطهَرُ المنَيِّ أَوِ البَولُ قَالَ المنَيِّ قَالَ فَقَد جَعَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِي البَولِ الوُضُوءَ وَ فِي المنَيِّ الغُسلَ وَ لَو كَانَ يُحمَلُ عَلَي القِيَاسِ لَكَانَ الغُسلُ فِي البَولِ وَ أَيّهُمَا أَعظَمُ عِندَ اللّهِ الزّنَا أَم قَتلُ النّفسِ قَالَ قَتلُ النّفسِ قَالَ فَقَد جَعَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِي قَتلِ النّفسِ الشّاهِدَينِ وَ فِي الزّنَا أَربَعَةً وَ لَو كَانَ عَلَي القِيَاسِ لَكَانَ الأَربَعَةُ الشّهَدَاءُ فِي القَتلِ لِأَنّهُ أَعظَمُ وَ أَيّهُمَا أَعظَمُ عِندَ اللّهِ الصّلَاةُ أَمِ الصّومُ قَالَ الصّلَاةُ قَالَ فَقَد أَمَرَ رَسُولُ اللّهِص الحَائِضَ بِأَن تقَضيَِ الصّومَ وَ لَا تقَضيَِ الصّلَاةَ وَ لَو كَانَ عَلَي القِيَاسِ لَكَانَ الوَاجِبُ أَن تقَضيَِ الصّلَاةَ فَاتّقِ اللّهَ يَا نُعمَانُ وَ لَا تَقِس فَإِنّا نَقِفُ غَداً نَحنُ وَ أَنتَ وَ مَن خَالَفَنَا بَينَ يدَيَِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَيَسأَلُنَا عَن قَولِنَا وَ يَسأَلُهُم عَن قَولِهِم فَنَقُولُ قُلنَا قَالَ اللّهُ وَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص وَ تَقُولُ أَنتَ وَ أَصحَابُكَ رَأَينَا وَ قِسنَا فَيَفعَلُ اللّهُ بِنَا وَ بِكُم مَا يَشَاءُ
صفحه : 222
23- وَ رُوّينَا عَن بَعضِ الأَئِمّةِ الطّاهِرِينَ عَلَيهِمُ السّلَامُ وَ الصّلَاةُ أَنّهُ قَالَ أَتَي أَبُو حَنِيفَةَ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَلَيهِ أَفضَلُ الصّلَاةِ وَ السّلَامِ فَخَرَجَ إِلَيهِ يَتَوَكّأُ عَلَي عَصًا فَقَالَ لَهُ أَبُو حَنِيفَةَ مَا هَذِهِ العَصَا يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ مَا بَلَغَ بِكَ مِنَ السّنّ مَا كُنتَ تَحتَاجُ إِلَيهَا قَالَ أَجَل وَ لَكِنّهَا عَصَا رَسُولِ اللّهِص فَأَرَدتُ أَن أَتَبَرّكَ بِهَا قَالَ أَمَا إنِيّ لَو عَلِمتُ ذَلِكَ وَ أَنّهَا عَصَا رَسُولِ اللّهِص لَقُمتُ وَ قَبّلتُهَا فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ الصّلَاةُ وَ السّلَامُ سُبحَانَ اللّهِ وَ حَسَرَ عَن ذِرَاعِهِ وَ قَالَ وَ اللّهِ يَا نُعمَانُ لَقَد عَلِمتَ أَنّ هَذَا مِن شَعرِ رَسُولِ اللّهِص وَ مِن بَشَرِهِ فَمَا قَبّلتَهُ فَتَطَاوَلَ أَبُو حَنِيفَةَ لِيُقَبّلَ يَدَهُ فَاستَلّ كُمّهُ وَ جَذَبَ يَدَهُ وَ دَخَلَ مَنزِلَهُ
1-ل ،[الخصال ] حَدّثَنَا أَحمَدُ بنُ مُحَمّدِ بنِ الهَيثَمِ العجِليِّ وَ أَحمَدُ بنُ الحَسَنِ القَطّانُ وَ مُحَمّدُ بنُ أَحمَدَ السنّاَنيِّ وَ الحُسَينُ بنُ اِبرَاهِيمَ بنِ أَحمَدَ بنِ هِشَامٍ المُكَتّبُ وَ عَبدُ اللّهِ بنُ مُحَمّدٍ الصّائِغُ وَ عَلِيّ بنُ عَبدِ اللّهِ الوَرّاقُ رضَيَِ اللّهُ عَنهُم قَالُوا حَدّثَنَا أَبُو العَبّاسِ أَحمَدُ بنُ يَحيَي بنِ زَكَرِيّا القَطّانُ قَالَ حَدّثَنَا بَكرُ بنُ عَبدِ اللّهِ بنِ حَبِيبٍ قَالَ حَدّثَنَا تَمِيمُ بنُ بُهلُولٍ قَالَ حدَثّنَيِ أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعمَشِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَ هَذِهِ شَرَائِعُ الدّينِ لِمَن تَمَسّكَ بِهَا وَ أَرَادَ اللّهُ تَعَالَي هُدَاهُ إِسبَاغَ الوُضُوءِ كَمَا أَمَرَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِي كِتَابِهِ النّاطِقِ غَسلُ الوَجهِ وَ اليَدَينِ إِلَي المِرفَقَينِ وَ مَسحُ الرّأسِ وَ القَدَمَينِ إِلَي الكَعبَينِ مَرّةً مَرّةً وَ مَرّتَانِ جَائِزٌ وَ لَا يَنقُضُ الوُضُوءَ إِلّا البَولُ وَ الرّيحُ وَ النّومُ وَ الغَائِطُ وَ الجَنَابَةُ وَ مَن مَسَحَ عَلَي الخُفّينِ فَقَد خَالَفَ اللّهَ تَعَالَي وَ رَسُولَهُص وَ كِتَابَهُ وَ وُضُوؤُهُ لَم يَتِمّ وَ صَلَاتُهُ غَيرُ مُجزِيَةٍ
صفحه : 223
وَ الأَغسَالُ مِنهَا غُسلُ الجَنَابَةِ وَ الحَيضِ وَ غُسلُ المَيّتِ وَ غُسلُ مَن مَسّ المَيّتَ بَعدَ مَا يَبرُدُ وَ غُسلُ مَن غَسّلَ المَيّتَ وَ غُسلُ يَومِ الجُمُعَةِ وَ غُسلُ العِيدَينِ وَ غُسلُ دُخُولِ مَكّةَ وَ غُسلُ دُخُولِ المَدِينَةِ وَ غُسلُ الزّيَارَةِ وَ غُسلُ الإِحرَامِ وَ غُسلُ يَومِ عَرَفَةَ وَ غُسلُ يَومِ لَيلَةِ سَبعَ عَشرَةَ مِن شَهرِ رَمَضَانَ وَ غُسلُ لَيلَةِ تِسعَ عَشرَةَ مِن شَهرِ رَمَضَانَ وَ غُسلُ لَيلَةِ إِحدَي وَ عِشرِينَ مِنهُ وَ لَيلَةِ ثَلَاثٍ وَ عِشرِينَ مِنهُ أَمّا الفَرضُ فَغُسلُ الجَنَابَةِ وَ غُسلُ الجَنَابَةِ وَ الحَيضِ وَاحِدٌ وَ صَلَاةُ الفَرِيضَةِ الظّهرُ أَربَعُ رَكَعَاتٍ وَ العَصرُ أَربَعُ رَكَعَاتٍ وَ المَغرِبُ ثَلَاثُ رَكَعَاتٍ وَ العِشَاءُ الآخِرَةُ أَربَعُ رَكَعَاتٍ وَ الفَجرُ رَكعَتَانِ فَجُملَةُ الصّلَوَاتِ المَفرُوضَةِ سَبعَ عَشرَةَ رَكعَةً وَ السّنّةُ أَربَعٌ وَ ثَلَاثُونَ رَكعَةً مِنهَا أَربَعُ رَكَعَاتٍ بَعدَ المَغرِبِ لَا تَقصِيرَ فِيهَا فِي سَفَرٍ وَ لَا حَضَرٍ وَ رَكعَتَانِ مِن جُلُوسٍ بَعدَ العِشَاءِ الآخِرِ تُعَدّانِ بِرَكعَةٍ وَ ثَمَانُ رَكَعَاتٍ فِي السّحَرِ وَ هيَِ صَلَاةُ اللّيلِ وَ الشّفعُ رَكعَتَانِ وَ الوَترُ رَكعَةٌ وَ رَكعَتَا الفَجرِ بَعدَ الوَترِ وَ ثَمَانُ رَكَعَاتٍ قَبلَ الظّهرِ وَ ثَمَانُ رَكَعَاتٍ قَبلَ العَصرِ وَ الصّلَاةُ تُستَحَبّ فِي أَوّلِ الأَوقَاتِ وَ فَضلُ الجَمَاعَةِ عَلَي الفَردِ بِأَربَعَةٍ وَ عِشرِينَ وَ لَا صَلَاةَ خَلفَ الفَاجِرِ وَ لَا يُقتَدَي إِلّا بِأَهلِ الوَلَايَةِ وَ لَا يُصَلّي فِي جُلُودِ المَيتَةِ وَ إِن دُبِغَت سَبعِينَ مَرّةً وَ لَا فِي جُلُودِ السّبَاعِ وَ لَا يُسجَدُ إِلّا عَلَي الأَرضِ أَو مَا أَنبَتَتِ الأَرضُ إِلّا المَأكُولَ وَ القُطنَ وَ الكَتّانَ وَ يُقَالُ فِي افتِتَاحِ الصّلَاةِ تَعَالَي عَرشُكَ وَ لَا يُقَالُ تَعَالَي جَدّكَ وَ لَا يُقَالُ فِي التّشَهّدِ الأَوّلِ السّلَامُ عَلَينَا وَ عَلَي عِبَادِ اللّهِ الصّالِحِينَ لِأَنّ تَحلِيلَ الصّلَاةِ هُوَ التّسلِيمُ وَ إِذَا قُلتَ هَذَا فَقَد سَلّمتَ وَ التّقصِيرُ فِي ثَمَانِيَةِ فَرَاسِخَ وَ هُوَ بَرِيدَانِ وَ إِذَا قَصّرتَ أَفطَرتَ وَ مَن لَم يُقَصّر فِي السّفَرِ لَم تُجزِ صَلَاتُهُ لِأَنّهُ قَد زَادَ فِي فَرضِ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ وَ القُنُوتُ فِي جَمِيعِ الصّلَوَاتِ سُنّةٌ وَاجِبَةٌ فِي الرّكعَةِ الثّانِيَةِ قَبلَ الرّكُوعِ وَ بَعدَ القِرَاءَةِ وَ الصّلَاةُ عَلَي المَيّتِ خَمسُ تَكبِيرَاتٍ فَمَن نَقَصَ مِنهَا فَقَد خَالَفَ السّنّةَ وَ المَيّتُ يُسَلّ مِن قِبَلِ رِجلَيهِ سَلّا وَ المَرأَةُ تُؤخَذُ بِالعَرضِ مِن قِبَلِ اللّحدِ وَ القُبُورُ تُرَبّعُ
صفحه : 224
وَ لَا تُسَنّمُ وَ الإِجهَارُ بِبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ فِي الصّلَاةِ وَاجِبٌ وَ فَرَائِضُ الصّلَاةِ سَبعٌ الوَقتُ وَ الطّهُورُ وَ التّوَجّهُ وَ القِبلَةُ وَ الرّكُوعُ وَ السّجُودُ وَ الدّعَاءُ وَ الزّكَاةُ فَرِيضَةٌ وَاجِبَةٌ عَلَي كُلّ ماِئتَيَ دِرهَمٍ خَمسَةُ دَرَاهِمَ وَ لَا تَجِبُ فِيمَا دُونَ ذَلِكَ مِنَ الفِضّةِ وَ لَا تَجِبُ عَلَي مَالٍ زَكَاةٌ حَتّي يَحُولَ عَلَيهِ الحَولُ مِن يَومَ مَلَكَهُ صَاحِبُهُ وَ لَا يَحِلّ أَن تُدفَعَ الزّكَاةُ إِلّا إِلَي أَهلِ الوَلَايَةِ وَ المَعرِفَةِ وَ تَجِبُ عَلَي الذّهَبِ الزّكَاةُ إِذَا بَلَغَ عِشرِينَ مِثقَالًا فَيَكُونُ فِيهِ نِصفُ دِينَارٍ وَ تَجِبُ عَلَي الحِنطَةِ وَ الشّعِيرِ وَ التّمرِ وَ الزّبِيبِ إِذَا بَلَغَ خَمسَةُ أَوسَاقٍ العُشرُ إِن كَانَ سقُيَِ سَيحاً وَ إِن سقُيَِ باِلدوّاَليِ فَعَلَيهِ نِصفُ العُشرِ وَ الوَسقُ سِتّونَ صَاعاً وَ الصّاعُ أَربَعَةُ أَمدَادٍ وَ تَجِبُ عَلَي الغَنَمِ الزّكَاةُ إِذَا بَلَغَت أَربَعِينَ شَاةً فَتَكُونُ فِيهَا شَاةٌ فَإِذَا بَلَغَت مِائَةً وَ عِشرِينَ وَ تَزِيدُ وَاحِدَةٌ فَتَكُونُ فِيهَا شَاتَانِ إِلَي مِائَتَينِ فَإِن زَادَت وَاحِدَةٌ فَفِيهَا ثَلَاثُ شِيَاهٍ إِلَي ثَلَاثِمِائَةٍ ثُمّ بَعدَ ذَلِكَ تَكُونُ فِي كُلّ مِائَةِ شَاةٍ شَاةٌ وَ تَجِبُ عَلَي البَقَرِ الزّكَاةُ إِذَا بَلَغَت ثَلَاثِينَ بَقَرَةً تَبِيعَةً حَولِيّةً فَتَكُونُ فِيهَا تَبِيعٌ حوَليِّ إِلَي أَن تَبلُغَ أَربَعِينَ بَقَرَةً ثُمّ يَكُونُ فِيهَا مُسِنّةٌ إِلَي سِتّينَ فَفِيهَا تَبِيعَانِ إِلَي أَن تَبلُغَ سَبعِينَ فَفِيهَا تَبِيعٌ وَ مُسِنّةٌ إِلَي أَن تَبلُغَ ثَمَانِينَ ثُمّ يَكُونُ فِيهَا مُسِنّتَانِ إِلَي تِسعِينَ ثُمّ يَكُونُ فِيهَا ثَلَاثُ تَبَايِعَ ثُمّ بَعدَ ذَلِكَ فِي كُلّ ثَلَاثِينَ بَقَرَةً تَبِيعٌ وَ فِي كُلّ أَربَعِينَ مُسِنّةٌ وَ يَجِبُ عَلَي الإِبِلِ الزّكَاةُ إِذَا بَلَغَت خَمسَةً فَيَكُونُ فِيهَا شَاةٌ فَإِذَا بَلَغَت عَشَرَةً فَشَاتَانِ فَإِذَا بَلَغَت خَمسَةَ عَشَرَ فَثَلَاثُ شِيَاهٍ فَإِذَا بَلَغَت عِشرِينَ فَأَربَعُ شِيَاهٍ فَإِذَا بَلَغَت خَمساً وَ عِشرِينَ فَخَمسُ شِيَاهٍ فَإِذَا زَادَت وَاحِدَةٌ فَفِيهَا بِنتُ مَخَاضٍ فَإِذَا بَلَغَت خَمساً وَ ثَلَاثِينَ وَ زَادَت وَاحِدَةٌ فَفِيهَا بِنتُ لَبُونٍ فَإِذَا بَلَغَت خَمساً وَ أَربَعِينَ وَ زَادَت وَاحِدَةٌ فَفِيهَا حِقّةٌ فَإِذَا بَلَغَت سِتّينَ وَ زَادَت وَاحِدَةٌ فَفِيهَا جَذَعَةٌ إِلَي ثَمَانِينَ فَإِن زَادَت وَاحِدَةٌ فَفِيهَا ثنَيِّ إِلَي تِسعِينَ فَإِذَا بَلَغَت تِسعِينَ
صفحه : 225
فَفِيهَا ابنَتَا لَبُونٍ فَإِن زَادَت وَاحِدَةٌ إِلَي عِشرِينَ وَ مِائَةٍ فَفِيهَا حِقّتَانِ طَرُوقَتَا الفَحلِ فَإِذَا كَثُرَتِ الإِبِلُ ففَيِ كُلّ أَربَعِينَ بِنتُ لَبُونٍ وَ فِي كُلّ خَمسِينَ حِقّةٌ وَ يَسقُطُ الغَنَمُ بَعدَ ذَلِكَ وَ يَرجِعُ إِلَي أَسنَانِ الإِبِلِ وَ زَكَاةُ الفِطرَةِ وَاجِبَةٌ عَلَي كُلّ رَأسٍ صَغِيرٍ أَو كَبِيرٍ حُرّ أَو عَبدٍ ذَكَرٍ أَو أُنثَي أَربَعَةُ أَمدَادٍ مِنَ الحِنطَةِ وَ الشّعِيرِ وَ التّمرِ وَ الزّبِيبِ وَ هُوَ صَاعٌ تَامّ وَ لَا يَجُوزُ دَفعُ ذَلِكَ أَجمَعِ إِلّا إِلَي أَهلِ الوَلَايَةِ وَ المَعرِفَةِ وَ أَكثَرُ أَيّامِ الحَيضِ عَشَرَةُ أَيّامٍ وَ أَقَلّهَا ثَلَاثَةُ أَيّامٍ وَ المُستَحَاضَةُ تَغتَسِلُ وَ تحَتشَيِ وَ تصُلَيّ وَ الحَائِضُ تَترُكُ الصّلَاةَ وَ لَا تَقضِيهَا وَ تَترُكُ الصّومَ وَ تَقضِيهِ وَ صِيَامُ شَهرِ رَمَضَانَ فَرِيضَةٌ يُصَامُ لِرُؤيَتِهِ وَ يُفطَرُ لِرُؤيَتِهِ وَ لَا يُصَلّي التّطَوّعُ فِي جَمَاعَةٍ لِأَنّ ذَلِكَ بِدعَةٌ وَ ضَلَالَةٌ وَ كُلّ ضَلَالَةٍ فِي النّارِ وَ صَومُ ثَلَاثَةِ أَيّامٍ فِي كُلّ شَهرٍ سُنّةٌ وَ هُوَ صَومُ خَمِيسَينِ بَينَهُمَا أَربِعَاءُ الخَمِيسُ الأَوّلُ فِي العَشرِ الأَوّلِ وَ الأَربِعَاءُ مِنَ العَشرِ الأَوسَطِ وَ الخَمِيسُ الأَخِيرُ مِنَ العَشرِ الأَخِيرِ وَ صَومُ شَعبَانَ حَسَنٌ لِمَن صَامَهُ لِأَنّ الصّالِحِينَ قَد صَامُوهُ وَ رَغِبُوا فِيهِ وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَصِلُ شَعبَانَ بِشَهرِ رَمَضَانَ وَ الفَائِتُ مِن شَهرِ رَمَضَانَ إِن قضُيَِ مُتَفَرّقاً جَازَ وَ إِن قضُيَِ مُتَتَابِعاً فَهُوَ أَفضَلُ وَ حِجّ البَيتِ وَاجِبٌ لِمَن استَطَاعَ إِلَيهِ سَبِيلًا وَ هُوَ الزّادُ وَ الرّاحِلَةُ مَعَ صِحّةِ البَدَنِ وَ أَن يَكُونَ لِلإِنسَانِ مَا يُخَلّفُهُ عَلَي عِيَالِهِ وَ مَا يَرجِعُ إِلَيهِ بَعدَ حَجّهِ وَ لَا يَجُوزُ الحَجّ إِلّا تَمَتّعاً وَ لَا يَجُوزُ الإِقرَانُ وَ الإِفرَادُ إِلّا لِمَن كَانَ أَهلُهُ حاَضرِيِ المَسجِدِ الحَرَامِ وَ لَا يَجُوزُ الإِحرَامُ قَبلَ بُلُوغِ المِيقَاتِ وَ لَا يَجُوزُ تَأخِيرُهُ عَنِ المِيقَاتِ إِلّا لِمَرَضٍ أَو تَقِيّةٍ وَ قَد قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ أَتِمّوا الحَجّ وَ العُمرَةَ لِلّهِ وَ تَمَامُهَا اجتِنَابُ الرّفَثِ وَ الفُسُوقِ وَ الجِدَالِ فِي الحَجّ وَ لَا يجُزيِ فِي النّسُكِ الخصَيِّ لِأَنّهُ نَاقِصٌ وَ يَجُوزُ المَوجُوءُ إِذَا لَم يُوجَد غَيرُهُ وَ فَرَائِضُ الحَجّ الإِحرَامُ وَ التّلبِيَةُ الأَربَعُ وَ هيَِ لَبّيكَ أللّهُمّ
صفحه : 226
لَبّيكَ لَبّيكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبّيكَ إِنّ الحَمدَ وَ النّعمَةَ لَكَ وَ المُلكَ لَا شَرِيكَ لَكَ وَ الطّوَافُ بِالبَيتِ لِلعُمرَةِ فَرِيضَةٌ وَ رَكعَتَاهُ عِندَ مَقَامِ اِبرَاهِيمَ ع فَرِيضَةٌ وَ السعّيُ بَينَ الصّفَا وَ المَروَةِ فَرِيضَةٌ وَ طَوَافُ الحَجّ فَرِيضَةٌ وَ رَكعَتَاهُ عِندَ المَقَامِ فَرِيضَةٌ وَ السعّيُ بَينَ الصّفَا وَ المَروَةِ فَرِيضَةٌ وَ طَوَافُ النّسَاءِ فَرِيضَةٌ وَ لَا يُسعَي بَعدَهُ بَينَ الصّفَا وَ المَروَةِ وَ الوُقُوفُ بِالمَشعَرِ فَرِيضَةٌ وَ الهدَيُ لِلتّمَتّعِ فَرِيضَةٌ فَأَمّا الوُقُوفُ بِعَرَفَةَ فَهُوَ سُنّةٌ وَاجِبَةٌ وَ الحَلقُ سُنّةٌ وَ رمَيُ الجِمَارِ سُنّةٌ وَ الجِهَادُ وَاجِبٌ مَعَ إِمَامٍ عَادِلٍ وَ مَن قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَ لَا يَحِلّ قَتلُ أَحَدٍ مِنَ الكُفّارِ وَ النّصّابِ فِي دَارِ التّقِيّةِ إِلّا قَاتِلٍ أَو سَاعٍ فِي فَسَادٍ وَ ذَلِكَ إِذَا لَم تَخَف عَلَي نَفسِكَ وَ لَا عَلَي أَصحَابِكَ وَ استِعمَالُ التّقِيّةِ فِي دَارِ التّقِيّةِ وَاجِبٌ وَ لَا حِنثَ وَ لَا كَفّارَةَ عَلَي مَن حَلَفَ تَقِيّةً يَدفَعُ بِذَلِكَ ظُلماً عَن نَفسِهِ وَ الطّلَاقُ لِلسّنّةِ عَلَي مَا ذَكَرَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِي كِتَابِهِ وَ سُنّةِ نَبِيّهِ وَ لَا يَجُوزُ طَلَاقٌ لِغَيرِ السّنّةِ وَ كُلّ طَلَاقٍ مُخَالِفٍ لِلكِتَابِ فَلَيسَ بِطَلَاقٍ كَمَا أَنّ كُلّ نِكَاحٍ يُخَالِفُ السّنّةَ فَلَيسَ بِنِكَاحٍ وَ لَا يُجمَعُ بَينَ أَكثَرَ مِن أَربَعِ حَرَائِرَ وَ إِذَا طُلّقَتِ المَرأَةُ لِلعِدّةِ ثَلَاثَ مَرّاتٍ لَم يَحِلّ لِلرّجُلِحَتّي تَنكِحَ زَوجاً غَيرَهُ وَ قَد قَالَ ع وَ اتّقُوا تَزوِيجَ المُطَلّقَاتِ ثَلَاثاً فِي مَوضِعٍ وَاحِدٍ فَإِنّهُنّ ذَوَاتُ أَزوَاجٍ وَ الصّلَاةُ عَلَي النّبِيّص وَاجِبَةٌ فِي كُلّ المَوَاطِنِ وَ عِندَ العُطَاسِ وَ الرّيَاحِ وَ غَيرِ ذَلِكَ وَ حُبّ أَولِيَاءِ اللّهِ وَاجِبٌ وَ الوَلَايَةُ لَهُم وَاجِبَةٌ وَ البَرَاءَةُ مِن أَعدَائِهِم وَاجِبَةٌ وَ مِنَ الّذِينَ ظَلَمُوا آلَ مُحَمّدٍ صَلّي اللّهُ عَلَيهِم وَ هَتَكُوا حِجَابَهُ وَ أَخَذُوا مِن فَاطِمَةَ ع فَدَكَ وَ مَنَعُوهَا مِيرَاثَهَا وَ غَصَبُوهَا وَ زَوجَهَا حُقُوقَهُمَا وَ هَمّوا بِإِحرَاقِ بَيتِهَا وَ أَسّسُوا الظّلمَ وَ غَيّرُوا سُنّةَ رَسُولِ اللّهِص وَ البَرَاءَةُ مِنَ النّاكِثِينَ وَ القَاسِطِينَ وَ المَارِقِينَ
صفحه : 227
وَاجِبَةٌ وَ البَرَاءَةُ مِنَ الأَنصَابِ وَ الأَزلَامِ أَئِمّةِ الضّلَالِ وَ قَادَةِ الجَورِ كُلّهِم أَوّلِهِم وَ آخِرِهِم وَاجِبَةٌ وَ البَرَاءَةُ مِن أَشقَي الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ شَقِيقِ عَاقِرِ نَاقَةِ ثَمُودَ قَاتِلِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَاجِبَةٌ وَ البَرَاءَةُ مِن جَمِيعِ قَتَلَةِ أَهلِ البَيتِ ع وَاجِبَةٌ وَ الوَلَايَةُ لِلمُؤمِنِينَ الّذِينَ لَم يُغَيّرُوا وَ لَم يُبَدّلُوا بَعدَ نَبِيّهِم وَاجِبَةٌ مِثلُ سَلمَانَ الفاَرسِيِّ وَ أَبِي ذَرّ الغفِاَريِّ وَ المِقدَادِ بنِ الأَسوَدِ الكنِديِّ وَ عَمّارِ بنِ يَاسِرٍ وَ جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ الأنَصاَريِّ وَ حُذَيفَةَ بنِ اليَمَانِ وَ أَبِي الهَيثَمِ بنِ التّيّهَانِ وَ سَهلِ بنِ حُنَيفٍ وَ أَبِي أَيّوبَ الأنَصاَريِّ وَ عَبدِ اللّهِ بنِ الصّامِتِ وَ عُبَادَةَ بنِ الصّامِتِ وَ خُزَيمَةَ بنِ ثَابِتٍ ذيِ الشّهَادَتَينِ وَ أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِّ وَ مَن نَحَا نَحوَهُم وَ فَعَلَ مِثلَ فِعلِهِم وَ الوَلَايَةُ لِأَتبَاعِهِم وَ المُقتَدِينَ بِهِم وَ بِهُدَاهُم وَاجِبَةٌ وَ بِرّ الوَالِدَينِ وَاجِبٌ فَإِن كَانَا مُشرِكَينِ فَلَا تُطِعهُمَا وَ لَا غَيرَهُمَا فِي المَعصِيَةِ فَإِنّهُ لَا طَاعَةَ لِمَخلُوقٍ فِي مَعصِيَةِ الخَالِقِ وَ الأَنبِيَاءُ وَ أَوصِيَاؤُهُم لَا ذُنُوبَ لَهُم لِأَنّهُم مَعصُومُونَ مُطَهّرُونَ وَ تَحلِيلُ المُتعَتَينِ وَاجِبٌ كَمَا أَنزَلَهُمَا اللّهُ تَعَالَي عَزّ وَ جَلّ فِي كِتَابِهِ وَ سَنّهُمَا رَسُولُ اللّهِ مُتعَةِ الحَجّ وَ مُتعَةِ النّسَاءِ وَ الفَرَائِضُ عَلَي مَا أَنزَلَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي وَ العَقِيقَةُ لِلوَلَدِ الذّكَرِ وَ الأُنثَي يَومَ السّابِعِ وَ يُسَمّي الوَلَدُ يَومَ السّابِعِ وَ يُحلَقُ رَأسُهُ وَ يُتَصَدّقُ بِوَزنِ شَعرِهِ ذَهَباً أَو فِضّةً وَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَا يُكَلّفُ نَفساً إِلّا وُسعَهَا وَ لَا يُكَلّفُهَا فَوقَ طَاقَتِهَا وَ أَفعَالُ العِبَادِ مَخلُوقَةٌ خَلقَ تَقدِيرٍ لَا خَلقَ تَكوِينٍ وَاللّهُ خالِقُ كُلّ شَيءٍ وَ لَا تَقُولُ بِالجَبرِ وَ لَا بِالتّفوِيضِ وَ لَا يَأخُذُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ البرَيِءَ بِالسّقِيمِ وَ لَا يُعَذّبُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ الأَطفَالَ بِذُنُوبِ الآبَاءِ فَإِنّهُ تَعَالَي قَالَ فِي مُحكَمِ كِتَابِهِوَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزرَ أُخري وَ قَالَ عَزّ وَ جَلّوَ أَن لَيسَ لِلإِنسانِ إِلّا ما سَعي وَ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ أَن يَعفُوَ وَ يَتَفَضّلَ وَ لَيسَ لَهُ عَزّ وَ جَلّ أَن يَظلِمَ وَ لَا يَفرِضُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَلَي عِبَادِهِ طَاعَةَ مَن يَعلَمُ أَنّهُ يُغوِيهِم وَ يُضِلّهُم وَ لَا يَختَارُ لِرِسَالَتِهِ وَ لَا يصَطفَيِ مِن عِبَادِهِ مَن يَعلَمُ أَنّهُ يَكفُرُ بِهِ وَ يَعبُدُ الشّيطَانَ دُونَهُ وَ لَا يَتّخِذُ عَلَي خَلقِهِ حُجّةً إِلّا مَعصُوماً
صفحه : 228
وَ الإِسلَامُ غَيرُ الإِيمَانِ وَ كُلّ مُؤمِنٍ مُسلِمٌ وَ لَيسَ كُلّ مُسلِمٍ مُؤمِناً وَ لَا يَسرِقُ السّارِقُ حِينَ يَسرِقُ وَ هُوَ مُؤمِنٌ وَ لَا يزَنيِ الزاّنيِ وَ هُوَ مُؤمِنٌ وَ أَصحَابُ الحُدُودِ مُسلِمُونَ لَا مُؤمِنُونَ وَ لَا كَافِرُونَ فَإِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي لَا يُدخِلُ النّارَ مُؤمِناً وَ قَد وَعَدَهُ الجَنّةَ وَ لَا يُخرِجُ مِنَ النّارِ كَافِراً وَ قَد وَعَدَهُ النّارَ وَ الخُلُودَ فِيهَاوَ يَغفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَن يَشاءُفَأَصحَابُ الحُدُودِ فُسّاقٌ لَا مُؤمِنُونَ وَ لَا كَافِرُونَ وَ لَا يُخلَدُونَ فِي النّارِ وَ يُخرَجُونَ مِنهَا يَوماً مَا وَ الشّفَاعَةُ جَائِزَةٌ لَهُم وَ لِلمُستَضعَفِينَ إِذَا ارتَضَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ دِينَهُم وَ القُرآنُ كَلَامُ اللّهِ تَعَالَي لَيسَ بِخَالِقٍ وَ لَا مَخلُوقٍ وَ الدّارُ اليَومَ دَارُ تَقِيّةٍ وَ هيَِ دَارُ الإِسلَامِ لَا دَارُ كُفرٍ وَ لَا دَارُ إِيمَانٍ وَ الأَمرُ بِالمَعرُوفِ وَ النهّيُ عَنِ المُنكَرِ وَاجِبَانِ عَلَي مَن أَمكَنَهُ وَ لَم يَخَف عَلَي نَفسِهِ وَ لَا عَلَي أَصحَابِهِ وَ الإِيمَانُ هُوَ أَدَاءُ الفَرَائِضِ وَ اجتِنَابُ الكَبَائِرِ وَ الإِيمَانُ هُوَ مَعرِفَةٌ بِالقَلبِ وَ إِقرَارٌ بِاللّسَانِ وَ عَمَلٌ بِالأَركَانِ وَ الإِقرَارُ بِعَذَابِ القَبرِ وَ مُنكَرٍ وَ نَكِيرٍ وَ البَعثِ بَعدَ المَوتِ وَ الحِسَابِ وَ الصّرَاطِ وَ المِيزَانِ وَ لَا إِيمَانَ بِاللّهِ إِلّا بِالبَرَاءَةِ مِن أَعدَاءِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ التّكبِيرُ فِي العِيدَينِ وَاجِبٌ أَمّا فِي الفِطرِ ففَيِ خَمسِ صَلَوَاتٍ يُبتَدَأُ بِهِ مِن صَلَاةِ المَغرِبِ لَيلَةَ الفِطرِ إِلَي صَلَاةِ العَصرِ مِن يَومِ الفِطرِ وَ هُوَ أَن يُقَالَ اللّهُ أَكبَرُ اللّهُ أَكبَرُ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ اللّهُ أَكبَرُ اللّهُ أَكبَرُ وَ لِلّهِ الحَمدُ اللّهُ أَكبَرُ عَلَي مَا هَدَانَا وَ الحَمدُ لِلّهِ عَلَي مَا أَبلَانَا لِقَولِهِ عَزّ وَ جَلّوَ لِتُكمِلُوا العِدّةَ وَ لِتُكَبّرُوا اللّهَ عَلي ما هَداكُم وَ فِي الأَضحَي بِالأَمصَارِ فِي دُبُرِ عَشرِ صَلَوَاتٍ يُبتَدَأُ بِهِ مِن صَلَاةِ الظّهرِ يَومَ النّحرِ إِلَي صَلَاةِ الغَدَاةِ يَومَ الثّالِثِ وَ بِمِنًي دُبُرَ خَمسَ عَشرَةَ صَلَاةً يُبتَدَأُ بِهِ مِن صَلَاةِ الظّهرِ يَومَ النّحرِ إِلَي صَلَاةِ الغَدَاةِ يَومَ الرّابِعِ وَ يُزَادُ فِي هَذَا التّكبِيرِ وَ اللّهُ أَكبَرُ عَلَي مَا رَزَقَنَا مِن بَهِيمَةِ الأَنعَامِ وَ النّفَسَاءُ لَا تَقعُدُ أَكثَرَ مِن عِشرِينَ يَوماً إِلّا أَن تَطهُرَ قَبلَ ذَلِكَ وَ إِن لَم تَطهُر بَعدَ العِشرِينَ اغتَسَلَت وَ احتَشَت وَ عَمِلَت عَمَلَ المُستَحَاضَةِ وَ الشّرَابُ فَكُلّ مَا أَسكَرَ كَثِيرُهُ فَقَلِيلُهُ وَ كَثِيرُهُ حَرَامٌ
صفحه : 229
وَ كُلّ ذيِ نَابٍ مِنَ السّبَاعِ وَ ذيِ مِخلَبٍ مِنَ الطّيرِ فَأَكلُهُ حَرَامٌ وَ الطّحَالُ حَرَامٌ لِأَنّهُ دَمٌ وَ الجرِيّّ وَ الماَرماَهيِ وَ الطاّفيِ وَ الزّمّيرُ حَرَامٌ وَ كُلّ سَمَكٍ لَا يَكُونُ لَهُ فُلُوسٌ فَأَكلُهُ حَرَامٌ وَ يُؤكَلُ مِنَ البَيضِ مَا اختَلَفَ طَرَفَاهُ وَ لَا يُؤكَلُ مَا استَوَي طَرَفَاهُ وَ يُؤكَلُ مِنَ الجَرَادِ مَا استَقَلّ بِالطّيَرَانِ وَ لَا يُؤكَلُ مِنهُ الدّبَي لِأَنّهُ لَا يَستَقِلّ بِالطّيَرَانِ وَ ذَكَاةُ السّمَكِ وَ الجَرَادِ أَخذُهُ وَ الكَبَائِرُ مُحَرّمَةٌ وَ هيَِ الشّركُ بِاللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ قَتلُ النّفسِ التّيِ حَرّمَ اللّهُ تَعَالَي وَ عُقُوقُ الوَالِدَينِ وَ الفِرَارُ مِنَ الزّحفِ وَ أَكلُ مَالِ اليَتِيمِ ظُلماً وَ أَكلُ الرّبَا بَعدَ البَيّنَةِ وَ قَذفُ المُحصَنَاتِ وَ بَعدَ ذَلِكَ الزّنَا وَ اللّوَاطُ وَ السّرِقَةُ وَ أَكلُ المَيتَةِ وَ الدّمِ وَ لَحمِ الخِنزِيرِ وَ مَا أُهِلّ لِغَيرِ اللّهِ بِهِ مِن غَيرِ ضَرُورَةٍ وَ أَكلُ السّحتِ وَ البَخسُ فِي المِكيَالِ وَ المِيزَانِ وَ المَيسِرُ وَ شَهَادَةُ الزّورِ وَ اليَأسُ مِن رَوحِ اللّهِ وَ الأَمنُ مِن مَكرِ اللّهِ وَ القُنُوطُ مِن رَحمَةِ اللّهِ وَ تَركُ مُعَاوَنَةِ المَظلُومِينَ وَ الرّكُونُ إِلَي الظّالِمِينَ وَ اليَمِينُ الغَمُوسُ وَ حَبسُ الحُقُوقِ مِن غَيرِ عُسرٍ وَ استِعمَالُ الكِبرِ وَ التّجَبّرُ وَ الكَذِبُ وَ الإِسرَافُ وَ التّبذِيرُ وَ الخِيَانَةُ وَ الِاستِخفَافُ بِالحَجّ وَ المُحَارَبَةُ لِأَولِيَاءِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ الملَاَهيِ التّيِ تَصُدّ عَن ذِكرِ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي مَكرُوهَةٌ كَالغِنَاءِ وَ ضَربِ الأَوتَارِ وَ الإِصرَارُ عَلَي صَغَائِرِ الذّنُوبِ ثُمّ قَالَ ع إِنّ فِي هذا لَبَلاغاً لِقَومٍ عابِدِينَ
قال الصدوق الكبائر هي سبع وبعدها فكل ذنب كبير بالإضافة إلي ما هوأصغر منه وصغير بالإضافة إلي ما هوأكبر منه و هذامعني ماذكره الصادق ع في هذاالحديث من ذكر الكبائر الزائدة علي السبع ولا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ.أقول أجزاء الخبر مشروحة مفرقة علي الأبواب المناسبة لها
صفحه : 230
1-ختص ،[الإختصاص ]يَعقُوبُ بنُ يَزِيدَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ قَالَ قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ لأِبَيِ جَعفَرٍ مُؤمِنِ الطّاقِ مَا تَقُولُ فِي الطّلَاقِ الثّلَاثِ قَالَ أَ عَلَي خِلَافِ الكِتَابِ وَ السّنّةِ قَالَ نَعَم قَالَ أَبُو جَعفَرٍ لَا يَجُوزُ ذَلِكَ قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ وَ لِمَ لَا يَجُوزُ ذَلِكَ قَالَ لِأَنّ التّزوِيجَ عَقدٌ عُقِدَ بِالطّاعَةِ فَلَا يُحَلّ بِالمَعصِيَةِ وَ إِذَا لَم يَجُزِ التّزوِيجُ بِجِهَةِ المَعصِيَةِ لَم يَجُزِ الطّلَاقُ بِجِهَةِ المَعصِيَةِ وَ فِي إِجَازَةِ ذَلِكَ طَعنٌ عَلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فِيمَا أَمَرَ بِهِ وَ عَلَي رَسُولِهِ فِيمَا سَنّ لِأَنّهُ إِذَا كَانَ العَمَلُ بِخِلَافِهِمَا فَلَا مَعنَي لَهُمَا وَ فِي قَولِنَا مَن شَذّ عَنهُمَا رُدّ إِلَيهِمَا وَ هُوَ صَاغِرٌ قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ قَد جَوّزَ العُلَمَاءُ ذَلِكَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ لَيسَ العُلَمَاءُ الّذِينَ جَوّزُوا لِلعَبدِ العَمَلَ بِالمَعصِيَةِ وَ استِعمَالَ سُنّةِ الشّيطَانِ فِي دِينِ اللّهِ وَ لَا عَالِمَ أَكبَرُ مِنَ الكِتَابِ وَ السّنّةِ فَلِمَ تُجَوّزُونَ لِلعَبدِ الجَمعَ بَينَ مَا فَرّقَ اللّهُ مِنَ الطّلَاقِ الثّلَاثِ فِي وَقتٍ وَاحِدٍ وَ لَا تُجَوّزُونَ لَهُ الجَمعَ بَينَ مَا فَرّقَ اللّهُ مِنَ الصّلَوَاتِ الخَمسِ وَ فِي تَجوِيزِ ذَلِكَ تَعطِيلُ الكِتَابِ وَ هَدمُ السّنّةِ وَ قَد قَالَ اللّهُ جَلّ وَ عَزّوَ مَن يَتَعَدّ حُدُودَ اللّهِ فَقَد ظَلَمَ نَفسَهُ مَا تَقُولُ يَا أَبَا حَنِيفَةَ فِي رَجُلٍ قَالَ إِنّهُ طَالِقٌ امرَأَتَهُ عَلَي سُنّةِ الشّيطَانِ أَ يَجُوزُ لَهُ ذَلِكَ الطّلَاقُ قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ فَقَد خَالَفَ السّنّةَ وَ بَانَت مِنهُ امرَأَتُهُ وَ عَصَي رَبّهُ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ فَهُوَ كَمَا قُلنَا إِذَا خَالَفَ سُنّةَ اللّهِ عَمِلَ بِسُنّةِ الشّيطَانِ وَ مَن أَمضَي بِسُنّتِهِ فَهُوَ عَلَي مِلّتِهِ لَيسَ لَهُ فِي دِينِ اللّهِ نَصِيبٌ قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ هَذَا عُمَرُ بنُ الخَطّابِ وَ هُوَ مِن أَفضَلِ أَئِمّةِ المُسلِمِينَ قَالَ إِنّ اللّهَ جَلّ ثَنَاؤُهُ جَعَلَ لَكُم فِي الطّلَاقِ أَنَاةً فَاستَعجَلتُمُوهُ وَ أَجَزنَا لَكُم مَا استَعجَلتُمُوهُ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ إِنّ عُمَرَ كَانَ لَا يَعرِفُ أَحكَامَ الدّينِ قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ وَ كَيفَ ذَلِكَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ مَا أَقُولُ فِيهِ مَا تُنكِرُهُ أَمّا أَوّلُ ذَلِكَ فَإِنّهُ قَالَ لَا يصُلَيّ الجُنُبُ حَتّي يَجِدَ المَاءَ وَ لَو سَنَةً وَ الأُمّةُ عَلَي خِلَافِ ذَلِكَ وَ أَتَاهُ أَبُو كيف
صفحه : 231
العاَئذِيِّ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إنِيّ غِبتُ فَقَدِمتُ وَ قَد تَزَوّجَتِ امرأَتَيِ فَقَالَ إِن كَانَ قَد دَخَلَ بِهَا فَهُوَ أَحَقّ بِهَا وَ إِن لَم يَكُن دَخَلَ بِهَا فَأَنتَ أَولَي بِهَا وَ هَذَا حُكمٌ لَا يُعرَفُ وَ الأُمّةُ عَلَي خِلَافِهِ وَ قَضَي فِي رَجُلٍ غَابَ عَن أَهلِهِ أَربَعَ سِنِينَ أَنّهَا تَتَزَوّجُ إِن شَاءَت وَ الأُمّةُ عَلَي خِلَافِ ذَلِكَ أَنّهَا لَا تَتَزَوّجُ أَبَداً حَتّي تَقُومَ البَيّنَةُ أَنّهُ مَاتَ أَو طَلّقَهَا وَ أَنّهُ قَتَلَ سَبعَةَ نَفَرٍ مِن أَهلِ اليَمَنِ بِرَجُلٍ وَاحِدٍ وَ قَالَ لَو لَا مَا عَلَيهِ أَهلُ صَنعَاءَ لَقَتَلتُهُم بِهِ وَ الأُمّةُ عَلَي خِلَافِهِ وَ أتُيَِ بِامرَأَةٍ حُبلَي شَهِدُوا عَلَيهَا بِالفَاحِشَةِ فَأَمَرَ بِرَجمِهَا فَقَالَ لَهُ عَلِيّ ع إِن كَانَ لَكَ السّبِيلُ عَلَيهَا فَمَا سَبِيلُكَ عَلَي مَا فِي بَطنِهَا فَقَالَ لَو لَا عَلِيّ لَهَلَكَ عُمَرُ وَ أتُيَِ بِمَجنُونَةٍ قَد زَنَت فَأَمَرَ بِرَجمِهَا فَقَالَ لَهُ عَلِيّ ع أَ مَا عَلِمتَ أَنّ القَلَمَ قَد رُفِعَ عَنهَا حَتّي تَصِحّ فَقَالَ لَو لَا عَلِيّ لَهَلَكَ عُمَرُ وَ إِنّهُ لَم يَدرِ الكَلَالَةَ فَسَأَلَ النّبِيّص عَنهَا فَأَخبَرَهُ بِهَا فَلَم يَفهَم عَنهُ فَسَأَلَ ابنَتَهُ حَفصَةَ أَن تَسأَلَ النّبِيّ عَنِ الكَلَالَةِ فَسَأَلَتهُ فَقَالَ لَهَا أَبُوكِ أَمَرَكِ بِهَذَا قَالَت نَعَم فَقَالَ لَهَا إِنّ أَبَاكِ لَا يَفهَمُهَا حَتّي يَمُوتَ فَمَن لَم يَعرِفِ الكَلَالَةَ كَيفَ يَعرِفُ أَحكَامَ الدّينِ
2-أقول قال السيد رضي الله عنه في كتاب الفصول ،أخبرني الشيخ أدام الله عزه مرسلا قال مر الفضال بن الحسن بن فضال الكوفي بأبي حنيفة و هو في جمع كثير يملي عليهم شيئا من فقهه وحديثه فقال لصاحب كان معه و الله لاأبرح أوأخجلَ أباحنيفة قال صاحبه إن أباحنيفة ممن قدعلت حاله وظهرت حجته قال مه هل رأيت حجة كافر علت علي مؤمن ثم دنا منه فسلم عليه فرد ورد القوم السلام بأجمعهم فقال يا أباحنيفة رحمك الله إن لي أخا يقول إن خير الناس بعد رسول الله ص
صفحه : 232
علي بن أبي طالب ع و أناأقول إن أبابكر خير الناس وبعده عمر فما تقول أنت رحمك الله فأطرق مليا ثم رفع رأسه فقال كفي بمكانهما من رسول الله ص كرما وفخرا أ ماعلمت أنهما ضجيعاه في قبره فأي حجة أوضح لك من هذه فقال له فضال إني قد قلت ذلك لأخي فقال و الله لئن كان الموضع لرسول الله ص دونهما فقد ظلما بدفنهما في موضع ليس لهما فيه حق و إن كان الموضع لهم فوهباه لرسول الله ص فقد أساءا و ماأحسنا إذ رجعا في هبتهما ونكثا عهدهما فأطرق أبوحنيفة ساعة ثم قال له لم يكن له و لالهما خاصة ولكنهما نظرا في حق عائشة وحفصة فاستحقا الدفن في ذلك الموضع بحقوق ابنتيهما فقال له فضال قد قلت له ذلك فقال أنت تعلم أن النبي ص مات عن تسع حشايا ونظرنا فإذالكل واحدة منهن تسع الثمن ثم نظرنا في تسع الثمن فإذا هوشبر في شبر فكيف يستحق الرجلان أكثر من ذلك و بعدفما بال حفصة وعائشة ترثان رسول الله ص وفاطمة بنته تمنع الميراث فقال أبوحنيفة ياقوم نحوه عني فإنه و الله رافضي خبيث 3- ومما حكي الشيخ رحمه الله قال
قال الحارث بن عبد الله الربعي كنت جالسا في مجلس المنصور و هوبالجسر الأكبر وسوار القاضي عنده والسيد الحميري ينشده
إن الإله ألذي لا شيءيشبهه | آتاكم الملك للدنيا وللدين |
آتاكم الله ملكا لازوال له | حتي يقاد إليكم صاحب الصين |
وصاحب الهند مأخوذ برمته | وصاحب الترك محبوس علي هون |
حتي أتي علي القصيدة والمنصور مسرور فقال سوار إن هذا و الله يا أمير المؤمنين
صفحه : 233
يعطيك بلسانه ما ليس في قلبه و الله إن القوم الذين يدين بحبهم لغيركم وإنه لينطوي علي عداوتكم فقال السيد و الله إنه لكاذب وإنني في مدحتك لصادق وإنه حمله الحسد إذ رآك علي هذه الحال و إن انقطاعي إليكم ومودتي لكم أهل البيت لمعرق فيها من أبوي و إن هذا وقومه لأعداؤكم في الجاهلية والإسلام و قدأنزل الله عز و جل علي نبيه عليه الصلاة و السلام في أهل بيت هذاإِنّ الّذِينَ يُنادُونَكَ مِن وَراءِ الحُجُراتِ أَكثَرُهُم لا يَعقِلُونَ فقال المنصور صدقت فقال سوار يا أمير المؤمنين إنه يقول بالرجعة ويتناول الشيخين بالسب والوقيعة فيهما فقال السيد أما قوله إني أقول بالرجعة فإني أقول بذلك علي ما قال الله تعالي وَ يَومَ نَحشُرُ مِن كُلّ أُمّةٍ فَوجاً مِمّن يُكَذّبُ بِآياتِنا فَهُم يُوزَعُونَ و قد قال في موضع آخروَ حَشَرناهُم فَلَم نُغادِر مِنهُم أَحَداًفعلمنا أن هاهنا حشرين أحدهما عام والآخر خاص و قال سبحانه رَبّنا أَمَتّنَا اثنَتَينِ وَ أَحيَيتَنَا اثنَتَينِ فَاعتَرَفنا بِذُنُوبِنا فَهَل إِلي خُرُوجٍ مِن سَبِيلٍ و قال تعالي فَأَماتَهُ اللّهُ مِائَةَ عامٍ ثُمّ بَعَثَهُ و قال تعالي أَ لَم تَرَ إِلَي الّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيارِهِم وَ هُم أُلُوفٌ حَذَرَ المَوتِ فَقالَ لَهُمُ اللّهُ مُوتُوا ثُمّ أَحياهُمفهذا كتاب الله تعالي و قد قال رسول الله ص يحشر المتكبرون في صور الذر يوم القيامة و قال ص لم يجر في بني إسرائيل شيء إلا و يكون في أمتي مثله حتي الخسف والمسخ والقذف و قال حذيفة و الله ماأبعد أن يمسخ الله عز و جل كثيرا من هذه الأمة قردة وخنازير فالرجعة التي أذهب إليها مانطق به القرآن وجاءت به السنة وإني لأعتقد أن الله عز و جل يرد هذايعني سوارا إلي الدنيا كلبا أوقردا أوخنزيرا أوذرة فإنه و الله متجبر متكبر كافر قال فضحك المنصور وأنشأ السيد يقول
جاثيت سوارا أباشملة | عندالإمام الحاكم العادل |
فقال قولا خطلا كله | عندالوري الحافي والناعل |
صفحه : 234
ماذب عما قلت من وصمة | في أهله بل لج في الباطل |
وبان للمنصور صدقي كما | قدبان كذب الأنوك الجاهل |
يبغض ذا العرش و من يصطفي | من رسله بالنير الفاضل |
ويشنأ الحبر الجواد ألذي | فضل بالفضل علي الفاضل |
ويعتدي بالحكم في معشر | أدوا حقوق الرسل للراسل |
فبين الله تزاويقه | فصار مثل الهائم الهامل |
فقال المنصور كف عنه فقال السيد يا أمير المؤمنين البادئ أظلم يكف عني حتي أكف عنه فقال المنصور لسوار قدتكلم بكلام فيه نصفة كف عنه حتي لايهجوك
1-يد،[التوحيد] أَبِي عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ وَ مُحَمّدٌ العَطّارُ عَنِ الأشَعرَيِّ عَنِ ابنِ هَاشِمٍ عَن مُحَمّدِ بنِ حَمّادٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن يُونُسَ عَن هِشَامِ بنِ الحَكَمِ عَن جَاثَلِيقٍ مِن جَثَالِقَةِ النّصَارَي يُقَالُ لَهُ بُرَيهَةُ قَد مَكَثَ جَاثَلِيقٌ فِي النّصرَانِيّةِ سَبعِينَ سَنَةً فَكَانَ يَطلُبُ الإِسلَامَ وَ يَطلُبُ مَن يَحُجّ عَلَيهِ مِمّن يَقرَأُ كُتُبَهُ وَ يَعرِفُ المَسِيحَ بِصِفَاتِهِ وَ دَلَائِلِهِ وَ آيَاتِهِ قَالَ وَ عُرِفَ بِذَلِكَ حَتّي اشتَهَرَ فِي النّصَارَي وَ المُسلِمِينَ وَ اليَهُودِ وَ المَجُوسِ حَتّي افتَخَرَت بِهِ النّصَارَي وَ قَالَت لَو لَم يَكُن فِي دِينِ النّصرَانِيّةِ إِلّا بُرَيهَةُ لَأَجزَأَنَا وَ كَانَ طَالِباً لِلحَقّ وَ الإِسلَامِ مَعَ ذَلِكَ وَ كَانَت مَعَهُ امرَأَةٌ تَخدُمُهُ طَالَ
صفحه : 235
مَكثُهَا مَعَهُ وَ كَانَ يُسِرّ إِلَيهَا ضَعفَ النّصرَانِيّةِ وَ ضَعفَ حُجّتِهَا قَالَ فَعَرَفَت ذَلِكَ مِنهُ فَضَرَبَ بُرَيهَةُ الأَمرَ ظَهراً لِبَطنٍ وَ أَقبَلَ يَسأَلُ عَن أَئِمّةِ المُسلِمِينَ وَ عَن صُلَحَائِهِم وَ عُلَمَائِهِم وَ أَهلِ الحِجَي مِنهُم وَ كَانَ يسَتقَرِئُ فِرقَةً فِرقَةً لَا يَجِدُ عِندَ القَومِ شَيئاً وَ قَالَ لَو كَانَت أَئِمّتُكُم أَئِمّةً عَلَي الحَقّ لَكَانَ عِندَكُم بَعضُ الحَقّ فَوُصِفَ لَهُ الشّيعَةُ وَ وُصِفَ لَهُ هِشَامُ بنُ الحَكَمِ فَقَالَ يُونُسُ بنُ عَبدِ الرّحمَنِ فَقَالَ لِي هِشَامٌ بَينَمَا أَنَا عَلَي دكُاّنيِ عَلَي بَابِ الكَرخِ جَالِسٌ وَ عنِديِ قَومٌ يَقرَءُونَ عَلَيّ القُرآنَ فَإِذَا أَنَا بِفَوجِ النّصَارَي مَعَهُ مَا بَينَ القِسّيسِينَ إِلَي غَيرِهِم نَحوٌ مِن مِائَةِ رَجُلٍ عَلَيهِمُ السّوَادُ وَ البَرَانِسُ وَ الجَاثَلِيقُ الأَكبَرُ فِيهِم بُرَيهَةُ حَتّي نَزَلُوا حَولَ دكُاّنيِ وَ جُعِلَ لِبُرَيهَةَ كرُسيِّ يَجلِسُ عَلَيهِ فَقَامَتِ الأَسَاقِفَةُ وَ الرّهَابِنَةُ عَلَي عِصِيّهِم وَ عَلَي رُءُوسِهِم بَرَانِسُهُم فَقَالَ بُرَيهَةُ مَا بقَيَِ فِي المُسلِمِينَ أَحَدٌ مِمّن يُذكَرُ بِالعِلمِ بِالكَلَامِ إِلّا وَ قَد نَاظَرتُهُ فِي النّصرَانِيّةِ فَمَا عِندَهُم شَيءٌ فَقَد جِئتُ أُنَاظِرُكَ فِي الإِسلَامِ قَالَ فَضَحِكَ هِشَامٌ فَقَالَ يَا بُرَيهَةُ إِن كُنتَ تُرِيدُ منِيّ آيَاتٍ كَآيَاتِ المَسِيحِ فَلَيسَ أَنَا بِالمَسِيحِ وَ لَا مِثلِهِ وَ لَا أُدَانِيهِ ذَاكَ رُوحٌ طَيّبَةٌ خَمِيصَةٌ مُرتَفِعَةٌ آيَاتُهُ ظَاهِرَةٌ وَ عَلَامَاتُهُ قَائِمَةٌ فَقَالَ بُرَيهَةُ فأَعَجبَنَيِ الكَلَامُ وَ الوَصفُ قَالَ هِشَامٌ إِن أَرَدتَ الحِجَاجَ فَهَاهُنَا قَالَ بُرَيهَةُ نَعَم فإَنِيّ أَسأَلُكَ مَا نِسبَةُ نَبِيّكُم هَذَا مِنَ المَسِيحِ نِسبَةَ الأَبدَانِ قَالَ هِشَامٌ ابنُ عَمّ جَدّهِ لِأُمّهِ لِأَنّهُ مِن وُلدِ إِسحَاقَ وَ مُحَمّدٌص مِن وُلدِ إِسمَاعِيلَ قَالَ بُرَيهَةُ وَ كَيفَ تَنسُبُهُ إِلَي أَبِيهِ قَالَ هِشَامٌ إِن أَرَدتَ نِسبَتَهُ عِندَكُم فَأَخبَرتُكُم وَ إِن أَرَدتَ نِسبَتَهُ عِندَنَا أَخبَرتُكَ قَالَ بُرَيهَةُ أُرِيدُ نِسبَتَهُ عِندَنَا وَ
صفحه : 236
ظَنَنتُ أَنّهُ إِذَا نَسَبَهُ نِسبَتَنَا أَغلِبُهُ قُلتُ فَانسُبهُ بِالنّسبَةِ التّيِ نَنسُبُهُ بِهَا قَالَ هِشَامٌ نَعَم يَقُولُونَ إِنّهُ قَدِيمٌ مِن قَدِيمٍ فَأَيّهُمَا الأَبُ وَ أَيّهُمَا الِابنُ قَالَ بُرَيهَةُ ألّذِي نَزَلَ إِلَي الأَرضِ الِابنُ قَالَ بُرَيهَةُ الِابنُ رَسُولُ الأَبِ قَالَ هِشَامٌ إِنّ الأَبَ أَحكَمُ مِنَ الِابنِ لِأَنّ الخَلقَ خَلقُ الأَبِ قَالَ بُرَيهَةُ إِنّ الخَلقَ خَلقُ الأَبِ وَ خَلقُ الِابنِ قَالَ هِشَامٌ مَا مَنَعَهُمَا أَن يَنزِلَا جَمِيعاً كَمَا خَلَقَا إذ[ إِذَا]اشتَرَكَا قَالَ بُرَيهَةُ كَيفَ يَشتَرِكَانِ وَ هُمَا شَيءٌ وَاحِدٌ إِنّمَا يَفتَرِقَانِ بِالِاسمِ قَالَ هِشَامٌ إِنّمَا يَجتَمِعَانِ بِالِاسمِ قَالَ بُرَيهَةُ جَهلٌ هَذَا الكَلَامُ قَالَ هِشَامٌ عُرفٌ هَذَا الكَلَامُ قَالَ بُرَيهَةُ إِنّ الِابنَ مُتّصِلٌ بِالأَبِ قَالَ هِشَامٌ إِنّ الِابنَ مُنفَصِلٌ مِنَ الأَبِ قَالَ بُرَيهَةُ هَذَا خِلَافُ مَا يَعقِلُهُ النّاسُ قَالَ هِشَامٌ إِن كَانَ مَا يَعقِلُهُ النّاسُ شَاهِداً لَنَا وَ عَلَينَا فَقَد غَلَبتُكَ لِأَنّ الأَبَ كَانَ وَ لَم يَكُنِ الِابنُ فَتَقُولُ هَكَذَا يَا بُرَيهَةُ قَالَ لَا مَا أَقُولُ هَكَذَا قَالَ فَلِمَ استَشهَدتَ قَوماً لَا تَقبَلُ شَهَادَتَهُم لِنَفسِكَ قَالَ بُرَيهَةُ إِنّ الأَبَ اسمٌ وَ الِابنَ اسمٌ بِقُدرَةِ القَدِيمِ قَالَ هِشَامٌ الِاسمَانِ قَدِيمَانِ كَقِدَمِ الأَبِ وَ الِابنِ قَالَ بُرَيهَةُ لَا وَ لَكِنّ الأَسمَاءَ مُحدَثَةٌ قَالَ فَقَد جَعَلتَ الأَبَ ابناً وَ الِابنَ أَباً إِن كَانَ الِابنُ أَحدَثَ هَذِهِ الأَسمَاءَ دُونَ الأَبِ فَهُوَ الأَبُ وَ إِن كَانَ الأَبُ أَحدَثَ هَذِهِ الأَسمَاءَ فَهُوَ الِابنُ وَ الِابنُ أَبٌ وَ لَيسَ هَاهُنَا ابنٌ قَالَ بُرَيهَةُ إِنّ الِابنَ اسمٌ لِلرّوحِ حِينَ نَزَلَت إِلَي الأَرضِ قَالَ هِشَامٌ فَحِينَ لَم تَنزِل إِلَي الأَرضِ فَاسمُهَا مَا هُوَ قَالَ بُرَيهَةُ فَاسمُهَا ابنٌ نَزَلَت أَو لَم تَنزِل قَالَ هِشَامٌ فَقَبلَ النّزُولِ هَذِهِ الرّوحُ اسمُهَا كُلّهَا وَاحِدَةٌ أَو اسمُهَا اثنَانِ قَالَ بُرَيهَةُ هيَِ كُلّهَا وَاحِدَةٌ رُوحٌ وَاحِدَةٌ قَالَ رَضِيتَ أَن تَجعَلَ بَعضَهَا ابناً وَ بَعضَهَا أَباً قَالَ بُرَيهَةُ لَا لِأَنّ اسمَ الأَبِ وَ اسمَ الِابنِ وَاحِدٌ قَالَ هِشَامٌ فَالِابنُ أَبُو الأَبِ وَ الأَبُ أَبُو الِابنِ فَالأَبُ وَ الِابنُ وَاحِدٌ قَالَ الأَسَاقِفَةُ بِلِسَانِهَا لِبُرَيهَةَ مَا مَرّ بِكَ مِثلُ ذَا قَطّ تَقُومُ فَتَحَيّرَ
صفحه : 237
بُرَيهَةُ وَ ذَهَبَ يَقُومُ فَتَعَلّقَ بِهِ هِشَامٌ قَالَ مَا يَمنَعُكَ مِنَ الإِسلَامِ أَ فِي قَلبِكَ حَزَازَةٌ فَقُلهَا وَ إِلّا سَأَلتُكَ عَنِ النّصرَانِيّةِ مَسأَلَةً وَاحِدَةً تَبِيتُ عَلَيهَا لَيلَتَكَ هَذِهِ فَتُصبِحُ وَ لَيسَت لَكَ هِمّةٌ غيَريِ قَالَتِ الأَسَاقِفَةُ لَا تُرِد هَذِهِ المَسأَلَةَ لَعَلّهَا تُشكِلُ قَالَ بُرَيهَةُ قُلهَا يَا أَبَا الحَكَمِ قَالَ هِشَامٌ أَ فَرَأَيتَكَ الِابنُ يَعلَمُ مَا عِندَ الأَبِ قَالَ نَعَم قَالَ أَ فَرَأَيتَكَ الأَبُ يَعلَمُ كُلّ مَا عِندَ الِابنِ قَالَ نَعَم قَالَ أَ فَرَأَيتَكَ تُخبِرُ عَنِ الِابنِ أَ يَقدِرُ عَلَي كُلّ مَا يَقدِرُ عَلَيهِ الأَبُ قَالَ نَعَم قَالَ أَ فَرَأَيتَكَ عَنِ الأَبِ أَ يَقدِرُ عَلَي كُلّ مَا يَقدِرُ عَلَيهِ الِابنُ قَالَ نَعَم قَالَ فَكَيفَ يَكُونُ وَاحِدٌ مِنهُمَا ابنَ صَاحِبِهِ وَ هُمَا مُتَسَاوِيَانِ وَ كَيفَ يَظلِمُ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُمَا صَاحِبَهُ قَالَ بُرَيهَةُ لَيسَ مِنهُمَا ظُلمٌ قَالَ هِشَامٌ مِنَ الحَقّ بَينَهُمَا أَن يَكُونَ الِابنُ أَبَ الأَبِ وَ الأَبُ ابنَ الِابنِ بِت عَلَيهَا يَا بُرَيهَةُ وَ افتَرَقَ النّصَارَي وَ هُم يَتَمَنّونَ أَن لَا يَكُونُوا رَأَوا هِشَاماً وَ لَا أَصحَابَهُ قَالَ فَرَجَعَ بُرَيهَةُ مُغتَمّاً مُهتَمّاً حَتّي صَارَ إِلَي مَنزِلِهِ فَقَالَتِ امرَأَتُهُ التّيِ تَخدُمُهُ مَا لِي أَرَاكَ مُهتَمّاً مُغتَمّاً فَحَكَي لَهَا الكَلَامَ ألّذِي كَانَ بَينَهُ وَ بَينَ هِشَامٍ فَقَالَت لِبُرَيهَةَ وَيحَكَ أَ تُرِيدُ أَن تَكُونَ عَلَي حَقّ أَو عَلَي بَاطِلٍ قَالَ بُرَيهَةُ بَل عَلَي الحَقّ فَقَالَت لَهُ أَينَمَا وَجَدتَ الحَقّ فَمِل إِلَيهِ وَ إِيّاكَ وَ اللّجَاجَةَ فَإِنّ اللّجَاجَةَ شَكّ وَ الشّكّ شُؤمٌ وَ أَهلُهُ فِي النّارِ قَالَ فَصَوّبَ قَولَهَا وَ عَزَمَ عَلَي الغُدُوّ عَلَي هِشَامٍ قَالَ فَغَدَا إِلَيهِ وَ لَيسَ مَعَهُ أَحَدٌ مِن أَصحَابِهِ فَقَالَ يَا هِشَامُ أَ لَكَ مَن تَصدُرُ عَن رَأيِهِ فَتَرجِعُ إِلَي قَولِهِ وَ تَدِينُ بِطَاعَتِهِ قَالَ هِشَامٌ نَعَم يَا بُرَيهَةُ قَالَ وَ مَا صِفَتُهُ قَالَ هِشَامٌ فِي نَسَبِهِ أَو دِينِهِ قَالَ فِيهِمَا جَمِيعاً صِفَةُ نَسَبِهِ وَ صِفَةُ دِينِهِ قَالَ هِشَامٌ أَمّا النّسَبُ خَيرُ الأَنسَابِ رَأسُ العَرَبِ
صفحه : 238
وَ صَفوَةُ قُرَيشٍ وَ فَاضِلُ بنَيِ هَاشِمٍ كُلّ مَن نَازَعَهُ فِي نَسَبِهِ وَجَدَهُ أَفضَلَ مِنهُ لِأَنّ قُرَيشاً أَفضَلُ العَرَبِ وَ بَنُو هَاشِمٍ أَفضَلُ قُرَيشٍ وَ أَفضَلُ بنَيِ هَاشِمٍ خَاصّهُم وَ دَيّنُهُم وَ سَيّدُهُم وَ كَذَلِكَ وَلَدُ السّيّدِ أَفضَلُ مِن وَلَدِ غَيرِهِ وَ هَذَا مِن وُلدِ السّيّدِ قَالَ فَصِف دِينَهُ قَالَ هِشَامٌ شَرَائِعَهُ أَو صِفَةَ بَدَنِهِ وَ طَهَارَتِهِ قَالَ صِفَةَ بَدَنِهِ وَ طَهَارَتِهِ قَالَ هِشَامٌ مَعصُومٌ فَلَا يعَصيِ وَ سخَيِّ فَلَا يَبخَلُ وَ شُجَاعٌ فَلَا يَجبُنُ وَ مَا استُودِعَ مِنَ العِلمِ فَلَا يَجهَلُ حَافِظٌ لِلدّينِ قَائِمٌ بِمَا فُرِضَ عَلَيهِ مِن عِترَةِ الأَنبِيَاءِ وَ جَامِعُ عِلمِ الأَنبِيَاءِ يَحلُمُ عِندَ الغَضَبِ وَ يُنصِفُ عِندَ الظّلمِ وَ يُعِينُ عِندَ الرّضَا وَ يُنصِفُ مِنَ العَدُوّ وَ الولَيِّ وَ لَا يَسأَلُكَ شَطَطاً فِي عَدُوّهِ وَ لَا يَمنَعُ إِفَادَةَ وَلِيّهِ يَعمَلُ بِالكِتَابِ وَ يُحَدّثُ بِالأُعجُوبَاتِ مِن أَهلِ الطّهَارَاتِ يحَكيِ قَولَ الأَئِمّةِ الأَصفِيَاءِ لَم يُنقَض لَهُ حُجّةٌ وَ لَم يجعل [يَجهَل]مَسأَلَةً يفُتيِ فِي كُلّ سَنَةٍ وَ يَجلُو كُلّ مُدلَهِمّةٍ قَالَ بُرَيهَةُ وَصَفتَ المَسِيحَ فِي صِفَاتِهِ وَ أَثبَتّهُ بِحُجَجِهِ وَ آيَاتِهِ إِلّا أَنّ الشّخصَ بَائِنٌ عَن شَخصِهِ وَ الوَصفَ قَائِمٌ بِوَصفِهِ فَإِن يَصدُقِ الوَصفُ نُؤمِنُ بِالشّخصِ قَالَ هِشَامٌ إِن تُؤمِن تَرشُد وَ إِن تَتّبِعِ الحَقّ لَا تُؤَنّب ثُمّ قَالَ هِشَامٌ يَا بُرَيهَةُ مَا مِن حُجّةٍ أَقَامَهَا اللّهُ عَلَي أَوّلِ خَلقِهِ إِلّا أَقَامَهَا فِي وَسَطِ خَلقِهِ وَ آخِرِ خَلقِهِ فَلَا تَبطُلُ الحُجَجُ وَ لَا تَذهَبُ المِلَلُ وَ لَا تَذهَبُ السّنَنُ قَالَ بُرَيهَةُ مَا أَشبَهَ هَذَا بِالحَقّ وَ أَقرَبَهُ بِالصّدقِ هَذِهِ صِفَةُ الحُكَمَاءِ يُقِيمُونَ مِنَ الحُجّةِ مَا يَنفُونَ بِهِ الشّبهَةَ قَالَ هِشَامٌ نَعَم فَارتَحَلَا حَتّي أَتَيَا المَدِينَةَ وَ المَرأَةُ مَعَهُمَا وَ هُمَا يُرِيدَانِ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع فَلَقِيَا مُوسَي بنَ جَعفَرٍ ع فَحَكَي لَهُ هِشَامٌ الحِكَايَةَ فَلَمّا فَرَغَ قَالَ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ ع يَا بُرَيهَةُ كَيفَ عِلمُكَ بِكِتَابِكَ قَالَ أَنَا بِهِ عَالِمٌ قَالَ كَيفَ ثِقَتُكَ بِتَأوِيلِهِ قَالَ مَا أوَثقَنَيِ بعِلِميِ بِهِ قَالَ فَابتَدَأَ مُوسَي ع يَقرَأُ الإِنجِيلَ قَالَ بُرَيهَةُ وَ المَسِيحُ لَقَد كَانَ يَقرَؤُهَا هَكَذَا وَ مَا قَرَأَ هَذِهِ القِرَاءَةَ إِلّا المَسِيحُ قَالَ بُرَيهَةُ
صفحه : 239
إِيّاكَ كُنتُ أَطلُبُ مُنذُ خَمسِينَ سَنَةً أَو مِثلَكَ قَالَ فَآمَنَ وَ حَسُنَ إِيمَانُهُ وَ آمَنَتِ المَرأَةُ وَ حَسُنَ إِيمَانُهَا قَالَ فَدَخَلَ هِشَامٌ وَ بُرَيهَةُ وَ المَرأَةُ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَحَكَي هِشَامٌ الحِكَايَةَ وَ الكَلَامَ ألّذِي جَرَي بَينَ مُوسَي ع وَ بُرَيهَةَ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع ذُرّيّةً بَعضُها مِن بَعضٍ وَ اللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ قَالَ بُرَيهَةُ جُعِلتُ فِدَاكَ أَنّي لَكُمُ التّورَاةُ وَ الإِنجِيلُ وَ كُتُبُ الأَنبِيَاءِ قَالَ هيَِ عِندَنَا وِرَاثَةٌ مِن عِندِهِم نَقرَؤُهَا كَمَا قَرَءُوهَا وَ نَقُولُهَا كَمَا قَالُوهَا إِنّ اللّهَ لَا يَجعَلُ حُجّةً فِي أَرضِهِ يُسأَلُ عَن شَيءٍ فَيَقُولُ لَا أدَريِ فَلَزِمَ بُرَيهَةُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع حَتّي مَاتَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع ثُمّ لَزِمَ مُوسَي بنَ جَعفَرٍ ع حَتّي مَاتَ فِي زَمَانِهِ فَغَسّلَهُ وَ كَفّنَهُ بِيَدِهِ وَ قَالَ هَذَا حوَاَريِّ مِن حوَاَريِّ المَسِيحِ يَعرِفُ حَقّ اللّهِ عَلَيهِ فَتَمَنّي أَكثَرُ أَصحَابِهِ أَن يَكُونُوا مِثلَهُ
بيان قال الفيروزآبادي الجاثليق بفتح الثاء المثلثة رئيس للنصاري في بلاد الإسلام بمدينة السلام و يكون تحت يد بطريق أنطاكية ثم المطران تحت يده ثم الأسقف يكون في كل بلد من تحت المطران ثم القسيس ثم الشماس . قوله خميصة أي جائعة نسب الجوع إلي الروح مجازا والمراد أنه كان مرتاضا لله أوكناية عن الخفاء أي مخفية كيفية حدوثها عن الخلق وقيل ساكنة مطمئنة من خمص الجرح إذاسكن ورمه . قوله إن أردت الحجاج فهاهنا في بعض النسخ فها هين فكلمة ها للإجابة وهين خبر مبتدإ محذوف أي هوعندنا هين يسير. قوله إنما يجتمعان بالاسم أي العقل يحكم بمغايرة الشخصين واستحالة اتحادهما وإنما اجتمعا حيث سميتهما باسم واحد كالقديم والإله والخالق ونحوها أوالمعني أنه لايعقل اتحادهما إلاباتحاد اسمهما واختلاف الاسم دليل علي تغاير
صفحه : 240
المسميات والأول أوجه فقال بريهة هذاالكلام مجهول غيرمعقول قال هشام بل هومعروف عندالعقلاء موجه فقال إن الابن متصل بالأب أي متحد معه فقال بل الابن يكون جزء من الأب منفصلا منه فكيف يجوز اتحاده به . قوله هذاخلاف مايعقله الناس لعله بني الكلام علي المغالطة فإن الناس يقولون إن الابن متصل بالأب غيرمنفصل عنه أي هومتحد معه في الحقيقة مرتبط به يشتركان في الأحوال غالبا فحمله علي الواحدة الحقيقية فغير هشام الكلام إلي ما لايحتمل المغالطة فقال لو كان شهادة الناس حجة فهم يحكمون بأن الأب متقدم وجوده زمانا علي وجود الابن فلم لاتقول به . قوله بقدرة القديم أي حصل هذان الاسمان بقدرة القديم فسأله هشام عن قدم الاسمين فقال لابل هما محدثان فاستدل هشام علي بطلان الاتحاد بمنبهات فسأله عن محدث الأسماء ثم قال إن قلت إن المحدث هوالابن دون الأب فالحكم بالاتحاد يقتضي أن يكون الأب أيضا محدثا و هوخلاف الفرض وكذا العكس فأراد التفصي عن ذلك فقال الروح لمانزلت إلي الأرض سميت بالابن ثم ندم عن ذلك ورجع و قال قبل النزول أيضا كانت ابنا. ويحتمل أن يكون مراده أنها من حيث النزول والاتصال بالبدن سميت ابنا فسبب التسمية حادث والتسمية قديم فسأله هشام هل كان قبل النزول شيئان لهما اسمان فقال لابل كانت روح واحدة و لما كان كلامه متهافتا متناقضا وجهه هشام بأنه يكون بعضه مسمي بالابن وبعضه مسمي بالأب فلم يرض بذلك فحكم باتحاد الاسمين أيضا كاتحاد المسميين ويحتمل أن يكون مراده بالاسم هاهنا المسمي فقال هشام الابن أمر إضافي لابد له من أب والحكم بالاتحاد يقتضي أن يكون الابن أباللأب والحال أن الأب لابد أن يكون أبالابن فكيف يكون الأب والابن واحدا و لايبعد أن يكون في الأصل فالابن ابن الأب أي البنوة الإضافية تقتضي
صفحه : 241
أبا والأبوة تقتضي ابنا فكيف تحكم باتحادهما أواتحاد الاسمين علي الاحتمال الأول مع تغاير المفهومين فقوله فالأب والابن واحد استفهام علي الإنكار. قوله وهما متساويان حاصل الكلام أن الحكم بأن أحدهما ابن والآخر أب يقتضي فرقا بينهما حتي يحكم علي أحدهما بالأبوة التي هي أقوي و فيهاجهة العلية و علي الآخر بالبنوة التي هي أضعف و فيهاجهة المعلولية فإذاحكمت بأنهما متساويان من جميع الجهات لايتأتي هذاالحكم و أماالظلم فهو من حيث إن الأبوة شرافة وبحكم الاتحاد يتصف الابن بأبوة الأب و هذاظلم للأب وكذا العكس والحكم بالظلم من الطرفين أيضا مبني علي الاتحاد ويحتمل أن يكون المراد غصب ما هوحق له سواء كان أشرف أم لا
2-ف ،[تحف العقول ] مِن كَلَامِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع مَعَ الرّشِيدِ فِي خَبَرٍ طَوِيلٍ ذَكَرنَا مِنهُ مَوضِعَ الحَاجَةِ إِلَيهِ دَخَلَ إِلَيهِ وَ قَد عَمَدَ عَلَي القَبضِ عَلَيهِ لِأَشيَاءَ كُذِبَت عَلَيهِ عِندَهُ فَأَخرَجَ طُومَاراً طَوِيلًا فِيهِ مَذَاهِبُ وَ شُنعَةٌ نَسَبَهَا إِلَي شِيعَتِهِ فَقَرَأَهُ ثُمّ قَالَ لَهُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ نَحنُ أَهلُ بَيتٍ مُنِينَا بِالتّقَوّلِ عَلَينَا وَ رَبّنَا غَفُورٌ سَتُورٌ أَبَي أَن يَكشِفَ أَسرَارَ عِبَادِهِ إِلّا فِي وَقتِ مُحَاسَبَتِهِيَومَ لا يَنفَعُ مالٌ وَ لا بَنُونَ إِلّا مَن أَتَي اللّهَ بِقَلبٍ سَلِيمٍ ثُمّ قَالَ حدَثّنَيِ أَبِي عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ عَنِ النّبِيّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم الرّحِمُ إِذَا مَسّتِ الرّحِمَ اضطَرَبَت ثُمّ سَكَنَت فَإِن رَأَي أَمِيرُ المُؤمِنِينَ أَن تَمَسّ رحَمِيِ رَحِمَهُ وَ يصُاَفحِنَيِ فَعَلَ فَتَحَوّلَ عِندَ ذَلِكَ عَن سَرِيرِهِ وَ مَدّ يَمِينَهُ إِلَي مُوسَي فَأَخَذَهُ بِيَمِينِهِ ثُمّ ضَمّهُ إِلَي صَدرِهِ فَاعتَنَقَهُ وَ أَقعَدَهُ عَن يَمِينِهِ وَ قَالَ أَشهَدُ أَنّكَ صَادِقٌ وَ أَبُوكَ صَادِقٌ وَ جَدّكَ صَادِقٌ وَ رَسُولُ اللّهِص صَادِقٌ وَ لَقَد دَخَلتَ وَ أَنَا أَشَدّ النّاسِ عَلَيكَ حَنَقاً وَ غَضَباً لِمَا رقُيَِ إلِيَّ فِيكَ فَلَمّا تَكَلّمتَ بِمَا تَكَلّمتَ وَ صاَفحَتنَيِ
صفحه : 242
سرُيَِ عنَيّ وَ تَحَوّلَ غضَبَيِ عَلَيكَ رِضًا وَ سَكَتَ سَاعَةً ثُمّ قَالَ لَهُ أُرِيدُ أَن أَسأَلَكَ عَنِ العَبّاسِ وَ عَلِيّ بِمَا صَارَ عَلِيّ أَولَي بِمِيرَاثِ رَسُولِ اللّهِص مِنَ العَبّاسِ وَ العَبّاسُ عَمّ رَسُولِ اللّهِص وَ صِنوُ أَبِيهِ فَقَالَ لَهُ مُوسَي اعفنُيِ قَالَ لَا وَ اللّهِ لَا أَعفَيتُكَ فأَجَبِنيِ قَالَ فَإِن لَم تعُفنِيِ فأَمَنّيّ قَالَ أَمّنتُكَ قَالَ إِنّ النّبِيّص لَم يُوَرّث مَن قَدَرَ عَلَي الهِجرَةِ فَلَم يُهَاجِر إِنّ أَبَاكَ العَبّاسَ آمَنَ وَ لَم يُهَاجِر وَ إِنّ عَلِيّاً آمَنَ وَ هَاجَرَ وَ قَالَ اللّهُالّذِينَ آمَنُوا وَ لَم يُهاجِرُوا ما لَكُم مِن وَلايَتِهِم مِن شَيءٍ حَتّي يُهاجِرُوافَالتَمَعَ لَونُ هَارُونَ وَ تَغَيّرَ وَ قَالَ مَا لَكُم لَا تَنسُبُونَ إِلَي عَلِيّ وَ هُوَ أَبُوكُم وَ تَنسُبُونَ إِلَي رَسُولِ اللّهِص وَ هُوَ جَدّكُم فَقَالَ مُوسَي ع إِنّ اللّهَ نَسَبَ المَسِيحَ عِيسَي ابنَ مَريَمَ إِلَي خَلِيلِهِ اِبرَاهِيمَ بِأُمّهِ مَريَمَ البِكرِ البَتُولِ التّيِ لَم يَمَسّهَا بَشَرٌ فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ مِن ذُرّيّتِهِ داوُدَ وَ سُلَيمانَ وَ أَيّوبَ وَ يُوسُفَ وَ مُوسي وَ هارُونَ وَ كَذلِكَ نجَزيِ المُحسِنِينَ وَ زَكَرِيّا وَ يَحيي وَ عِيسي وَ إِلياسَ كُلّ مِنَ الصّالِحِينَفَنَسَبَهُ بِأُمّهِ وَحدَهَا إِلَي خَلِيلِهِ اِبرَاهِيمَ كَمَا نَسَبَ دَاوُدَ وَ سُلَيمَانَ وَ أَيّوبَ وَ يُوسُفَ وَ مُوسَي وَ هَارُونَ بِآبَائِهِم وَ أُمّهَاتِهِم فَضِيلَةً لِعِيسَي وَ مَنزِلَةً رَفِيعَةً بِأُمّهِ وَحدَهَا وَ ذَلِكَ قَولُهُ تَعَالَي فِي قِصّةِ مَريَمَإِنّ اللّهَ اصطَفاكِ وَ طَهّرَكِ وَ اصطَفاكِ عَلي نِساءِ العالَمِينَبِالمَسِيحِ مِن غَيرِ بَشَرٍ وَ كَذَلِكَ اصطَفَي رَبّنَا فَاطِمَةَ ع وَ طَهّرَهَا وَ فَضّلَهَا عَلَي نِسَاءِ العَالَمِينَ بِالحَسَنِ وَ الحُسَينِ سيَدّيَ شَبَابِ أَهلِ الجَنّةِ فَقَالَ لَهُ هَارُونُ وَ قَدِ اضطَرَبَ وَ سَاءَهُ مَا سَمِعَ مِن أَينَ قُلتُم الإِنسَانُ يَدخُلُهُ الفَسَادُ مِن قِبَلِ النّسَاءِ وَ مِن قِبَلِ الآبَاءِ لِحَالِ الخُمُسِ ألّذِي لَم يَدفَع إِلَي أَهلِهِ فَقَالَ مُوسَي ع هَذِهِ مَسأَلَةٌ مَا سَأَلَ عَنهَا أَحَدٌ مِنَ السّلَاطِينِ غَيرُكَ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ لَا تَيمٌ وَ لَا عدَيِّ وَ لَا بَنُو أُمَيّةَ وَ لَا سُئِلَ عَنهَا أَحَدٌ مِن آباَئيِ فَلَا تكَشفِنيِ عَنهَا قَالَ فَإِنّ الزّندَقَةَ
صفحه : 243
قَد كَثُرَت فِي الإِسلَامِ وَ هَؤُلَاءِ الزّنَادِقَةُ الّذِينَ يَرفَعُونَ إِلَينَا فِي الأَخبَارِ هُمُ المَنسُوبُونَ إِلَيكُم فَمَا الزّندِيقُ عِندَكُم أَهلَ البَيتِ فَقَالَ ع الزّندِيقُ هُوَ الرّادّ عَلَي اللّهِ وَ عَلَي رَسُولِهِ وَ هُمُ الّذِينَ يُحَادّونَ اللّهَ وَ رَسُولَهُ قَالَ اللّهُلا تَجِدُ قَوماً يُؤمِنُونَ بِاللّهِ وَ اليَومِ الآخِرِ يُوادّونَ مَن حَادّ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ لَو كانُوا آباءَهُم أَو أَبناءَهُم أَو إِخوانَهُم أَو عَشِيرَتَهُم إِلَي آخِرِ الآيَةِ وَ هُمُ المُلحِدُونَ عَدَلُوا عَنِ التّوحِيدِ إِلَي الإِلحَادِ فَقَالَ هَارُونُ أخَبرِنيِ عَن أَوّلِ مَن أَلحَدَ وَ تَزَندَقَ فَقَالَ مُوسَي ع أَوّلُ مَن أَلحَدَ وَ تَزَندَقَ فِي السّمَاءِ إِبلِيسُ اللّعِينُ فَاستَكبَرَ وَ افتَخَرَ عَلَي صفَيِّ اللّهِ وَ نَجِيبِهِ آدَمَ فَقَالَ اللّعِينُأَنَا خَيرٌ مِنهُ خلَقَتنَيِ مِن نارٍ وَ خَلَقتَهُ مِن طِينٍفَعَتَا عَن أَمرِ رَبّهِ وَ أَلحَدَ فَتَوَارَثَ الإِلحَادَ ذُرّيّتُهُ إِلَي أَن تَقُومَ السّاعَةُ فَقَالَ وَ لِإِبلِيسَ ذُرّيّةٌ فَقَالَ نَعَم أَ لَم تَسمَع إِلَي قَولِ اللّهِإِلّا إِبلِيسَ كانَ مِنَ الجِنّ فَفَسَقَ عَن أَمرِ رَبّهِ أَ فَتَتّخِذُونَهُ وَ ذُرّيّتَهُ أَولِياءَ مِن دوُنيِ وَ هُم لَكُم عَدُوّ بِئسَ لِلظّالِمِينَ بَدَلًا ما أَشهَدتُهُم خَلقَ السّماواتِ وَ الأَرضِ وَ لا خَلقَ أَنفُسِهِم وَ ما كُنتُ مُتّخِذَ المُضِلّينَ عَضُداًلِأَنّهُم يُضِلّونَ ذُرّيّةَ آدَمَ بِزَخَارِفِهِم وَ كَذِبِهِم وَ يَشهَدُونَ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ كَمَا وَصَفَهُمُ اللّهُ فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ لَئِن سَأَلتَهُم مَن خَلَقَ السّماواتِ وَ الأَرضَ لَيَقُولُنّ اللّهُ قُلِ الحَمدُ لِلّهِ بَل أَكثَرُهُم لا يَعلَمُونَ أَي أَنّهُم لَا يَقُولُونَ ذَلِكَ إِلّا تَلقِيناً وَ تَأدِيباً وَ تَسمِيَةً وَ مَن لَم يَعلَم وَ إِن شَهِدَ كَانَ شَاكّاً حَاسِداً مُعَانِداً وَ لِذَلِكَ قَالَتِ العَرَبُ مَن جَهِلَ أَمراً عَادَاهُ وَ مَن قَصّرَ عَنهُ عَابَهُ وَ أَلحَدَ فِيهِ لِأَنّهُ جَاهِلٌ غَيرُ عَالِمٍ وَ كَانَ لَهُ مَعَ أَبِي يُوسُفَ القاَضيِ كَلَامٌ طَوِيلٌ لَيسَ هَذَا مَوضِعَهُ ثُمّ قَالَ الرّشِيدُ بِحَقّ آبَائِكَ لَمّا اختَصَرتَ كَلِمَاتٍ جَامِعَةً لِمَا تَجَارَينَاهُ فَقَالَ نَعَم وَ أتُيَِ بِدَوَاةٍ وَ قِرطَاسٍ فَكَتَبَ
صفحه : 244
بِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِجَمِيعُ أُمُورِ الأَديَانِ أَربَعَةٌ أَمرٌ لَا اختِلَافَ فِيهِ وَ هُوَ إِجمَاعُ الأُمّةِ عَلَي الضّرُورَةِ التّيِ يُضطَرّونَ إِلَيهَا الأَخبَارُ المُجمَعُ عَلَيهَا وَ هيَِ الغَايَةُ المَعرُوضُ عَلَيهَا كُلّ شُبهَةٍ وَ المُستَنبَطُ مِنهَا كُلّ حَادِثَةٍ وَ أَمرٌ يَحتَمِلُ الشّكّ وَ الإِنكَارَ فَسَبِيلُهُ استِيضَاحُ أَهلِهِ لِمُنتَحِلِيهِ بِحُجّةٍ مِن كِتَابِ اللّهِ مُجمَعٍ عَلَي تَأوِيلِهَا وَ سُنّةٍ مُجمَعٍ عَلَيهَا لَا اختِلَافَ فِيهَا أَو قِيَاسٌ تَعرِفُ العُقُولُ عَدلَهُ وَ يَسَعُ خَاصّةَ الأُمّةِ وَ عَامّتَهَا الشّكّ فِيهِ وَ الإِنكَارُ لَهُ وَ هَذَانِ الأَمرَانِ مِن أَمرِ التّوحِيدِ فَمَا دُونَهُ وَ أَرشِ الخَدشِ فَمَا فَوقَهُ فَهَذَا المَعرُوضُ ألّذِي يُعرَضُ عَلَيهِ أَمرُ الدّينِ فَمَا ثَبَتَ لَكَ بُرهَانُهُ اصطَفَيتَهُ وَ مَا غَمَضَ عَلَيكَ صَوَابُهُ نَفَيتَهُ فَمَن أَورَدَ وَاحِدَةً مِن هَذِهِ الثّلَاثِ فهَيَِ الحُجّةُ البَالِغَةُ التّيِ بَيّنَهَا اللّهُ فِي قَولِهِ لِنَبِيّهِقُل فَلِلّهِ الحُجّةُ البالِغَةُ فَلَو شاءَ لَهَداكُم أَجمَعِينَيَبلُغُ الحُجّةُ البَالِغَةُ الجَاهِلَ فَيَعلَمُهَا بِجَهلِهِ كَمَا يَعلَمُهُ العَالِمُ بِعِلمِهِ لِأَنّ اللّهَ عَدلٌ لَا يَجُورُ يَحتَجّ عَلَي خَلقِهِ بِمَا يَعلَمُونَ وَ يَدعُوهُم إِلَي مَا يَعرِفُونَ لَا إِلَي مَا يَجهَلُونَ وَ يُنكِرُونَ فَأَجَازَهُ الرّشِيدُ وَ رَدّهُ وَ الخَبَرُ طَوِيلٌ
أقول سيأتي الخبر بإسناد آخر في أبواب تأريخه ع بتغيير واعلم أن عدم توريث من لم يهاجر غيرمشهور بين علمائنا وسيأتي القول فيه في كتاب الميراث و قدمر شرح آخر الخبر في كتاب العلم
3-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيَِ أَنّ قَوماً مِنَ اليَهُودِ قَالُوا لِلصّادِقِ ع أَيّ مُعجِزٍ يَدُلّ عَلَي نُبُوّةِ مُحَمّدٍص قَالَ كِتَابُهُ المُهَيمِنُ البَاهِرُ لِعُقُولِ النّاظِرِينَ مَعَ مَا أعُطيَِ مِنَ الحَلَالِ
صفحه : 245
وَ الحَرَامِ وَ غَيرِهِمَا مِمّا لَو ذَكَرنَاهُ لَطَالَ شَرحُهُ فَقَالَ اليَهُودُ كَيفَ لَنَا أَن نَعلَمَ أَنّ هَذَا كَمَا وَصَفتَ فَقَالَ لَهُم مُوسَي بنُ جَعفَرٍ ع وَ هُوَ صبَيِّ وَ كَانَ حَاضِراً وَ كَيفَ لَنَا بِأَن نَعلَمَ مَا تَذكُرُونَ مِن آيَاتِ مُوسَي أَنّهَا عَلَي مَا تَصِفُونَ قَالُوا عَلِمنَا ذَلِكَ بِنَقلِ الصّادِقِينَ قَالَ لَهُم مُوسَي بنُ جَعفَرٍ ع فَاعلَمُوا صِدقَ مَا أَنبَأتُكُم بِهِ بِخَبَرِ طِفلٍ لَقّنَهُ اللّهُ تَعَالَي مِن غَيرِ تَعلِيمٍ وَ لَا مَعرِفَةٍ عَنِ النّاقِلِينَ فَقَالُوا نَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ وَ أَنّكُمُ الأَئِمّةُ الهَادِيَةُ وَ الحُجَجُ مِن عِندِ اللّهِ عَلَي خَلقِهِ فَوَثَبَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع فَقَبّلَ بَينَ عيَنيَ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع ثُمّ قَالَ أَنتَ القَائِمُ مِن بعَديِ فَلِهَذَا قَالَتِ الوَاقِفَةُ إِنّ مُوسَي بنَ جَعفَرٍ ع حيَّ وَ إِنّهُ القَائِمُ ثُمّ كَسَاهُم أَبُو عَبدِ اللّهِ وَ وَهَبَ لَهُم وَ انصَرَفُوا مُسلِمِينَ وَ لَا شُبهَةَ فِي ذَلِكَ لِأَنّ كُلّ إِمَامٍ يَكُونُ قَائِماً بَعدَ أَبِيهِ فَأَمّا القَائِمُ ألّذِي يَملَأُ الأَرضَ عَدلًا فَهُوَ المهَديِّ بنُ الحَسَنِ العسَكرَيِّ
أقول سيأتي احتجاجه ع علي اليهود في بيان معجزات النبي ص بطوله في أبواب معجزاته ص
4-شي،[تفسير العياشي] عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ النّعمَانِ قَالَ لَمّا بَنَي المهَديِّ فِي المَسجِدِ الحَرَامِ بَقِيَت دَارٌ فِي تَربِيعِ المَسجِدِ فَطَلَبَهَا مِن أَربَابِهَا فَامتَنَعُوا فَسَأَلَ عَن ذَلِكَ الفُقَهَاءَ فَكُلّ قَالَ لَهُ إِنّهُ لَا ينَبغَيِ أَن تُدخِلَ شَيئاً فِي المَسجِدِ الحَرَامِ غَصباً فَقَالَ لَهُ عَلِيّ بنُ يَقطِينٍ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ لَو كَتَبتَ إِلَي مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع لَأَخبَرَكَ بِوَجهِ الأَمرِ فِي ذَلِكَ فَكَتَبَ إِلَي واَليِ المَدِينَةِ أَن سَل مُوسَي بنَ جَعفَرٍ ع عَن دَارٍ أَرَدنَا أَن نُدخِلَهَا فِي المَسجِدِ الحَرَامِ فَامتَنَعَ عَلَينَا صَاحِبُهَا فَكَيفَ المَخرَجُ مِن ذَلِكَ فَقَالَ ذَلِكَ لأِبَيِ الحَسَنِ ع فَقَالَ أَبُو الحَسَنِ ع وَ لَا بُدّ مِنَ الجَوَابِ فِي هَذَا فَقَالَ لَهُ الأَمرُ لَا بُدّ مِنهُ فَقَالَ اكتُببِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ إِن كَانَتِ الكَعبَةُ هيَِ النّازِلَةَ بِالنّاسِ فَالنّاسُ أَولَي بِبُنيَانِهَا وَ إِن كَانَ النّاسُ هُمُ النّازِلُونَ بِفِنَاءِ الكَعبَةِ فَالكَعبَةُ أَولَي بِفِنَائِهَا فَلَمّا أَتَي الكِتَابُ المهَديِّ أَخَذَ الكِتَابَ فَقَبّلَهُ ثُمّ أَمَرَ بِهَدمِ الدّارِ فَأَتَي أَهلُ الدّارِ أَبَا الحَسَنِ ع فَسَأَلُوهُ أَن يَكتُبَ
صفحه : 246
لَهُم إِلَي المهَديِّ كِتَاباً فِي ثَمَنِ دَارِهِم فَكَتَبَ إِلَيهِ أَنِ ارضَخ لَهُم شَيئاً فَأَرضَاهُم
بيان الرضخ العطاء القليل
5-ف ،[تحف العقول ] قَالَ عَبدُ اللّهِ بنُ يَحيَي كَتَبتُ إِلَيهِ فِي دُعَاءٍ الحَمدُ لِلّهِ مُنتَهَي عِلمِهِ فَكَتَبَ لَا تَقُولَنّ مُنتَهَي عِلمِهِ فَإِنّهُ لَيسَ لِعِلمِهِ مُنتَهًي وَ لَكِن قُلِ الحَمدُ لِلّهِ مُنتَهَي رِضَاهُ
6- وَ سَأَلَهُ رَجُلٌ عَنِ الجَوَادِ فَقَالَ إِنّ لِكَلَامِكَ وَجهَينِ فَإِن كُنتَ تَسأَلُ عَنِ المَخلُوقِ فَإِنّ الجَوَادَ ألّذِي يؤُدَيّ مَا افتَرَضَ اللّهُ عَلَيهِ وَ البَخِيلَ مَن بَخِلَ بِمَا افتَرَضَ اللّهُ عَلَيهِ وَ إِن كُنتَ تعَنيِ الخَالِقَ فَهُوَ الجَوَادُ إِن أَعطَي وَ هُوَ الجَوَادُ إِن مَنَعَ لِأَنّهُ إِن أَعطَاكَ أَعطَاكَ مَا لَيسَ لَكَ وَ إِن مَنَعَكَ مَنَعَكَ مَا لَيسَ لَكَ
7- وَ قَالَ لَهُ وَكِيلُهُ وَ اللّهِ مَا خُنتُكَ فَقَالَ لَهُ خِيَانَتُكَ وَ تَضيِيعُكَ عَلَيّ ماَليِ سَوَاءٌ وَ الخِيَانَةُ شَرّهُمَا عَلَيكَ
8- وَ قَالَ ع مَن تَكَلّمَ فِي اللّهِ هَلَكَ وَ مَن طَلَبَ الرّئَاسَةَ هَلَكَ وَ مَن دَخَلَهُ العُجبُ هَلَكَ
9- وَ قَالَ اشتَدّت مَئُونَةُ الدّنيَا وَ الدّينِ فَأَمّا مَئُونَةُ الدّنيَا فَإِنّكَ لَا تَمُدّ يَدَكَ إِلَي شَيءٍ مِنهَا إِلّا وَجَدتَ فَاجِراً قَد سَبَقَكَ إِلَيهِ وَ أَمّا مَئُونَةُ الآخِرَةِ فَإِنّكَ لَا تَجِدُ أَعوَاناً يُعِينُونَكَ عَلَيهِ
10- وَ قَالَ أَربَعَةٌ مِنَ الوَسوَاسِ أَكلُ الطّينِ وَ فَتّ الطّينِ وَ تَقلِيمُ الأَظفَارِ بِالأَسنَانِ وَ أَكلُ اللّحيَةِ وَ ثَلَاثٌ يَجلِينَ البَصَرَ النّظَرُ إِلَي الخُضرَةِ وَ النّظَرُ إِلَي المَاءِ الجاَريِ وَ النّظَرُ إِلَي الوَجهِ الحَسَنِ
11- وَ قَالَ ع إِذَا كَانَ الجَورُ أَغلَبَ مِنَ الحَقّ لَم يَحِلّ لِأَحَدٍ أَن يَظُنّ بِأَحَدٍ خَيراً حَتّي يَعرِفَ ذَلِكَ مِنهُ
12- وَ قَالَ ع لَيسَ القُبلَةُ عَلَي الفَمِ إِلّا لِلزّوجَةِ وَ الوَلَدِ الصّغِيرِ
صفحه : 247
13- وَ قَالَ ع تَفَقّهُوا فِي دِينِ اللّهِ فَإِنّ الفِقهَ مِفتَاحُ البَصِيرَةِ وَ تَمَامُ العِبَادَةِ وَ السّبَبُ إِلَي المَنَازِلِ الرّفِيعَةِ وَ الرّتَبِ الجَلِيلَةِ فِي الدّينِ وَ الدّنيَا وَ فَضلُ الفَقِيهِ عَلَي العَابِدِ كَفَضلِ الشّمسِ عَلَي الكَوَاكِبِ وَ مَن لَم يَتَفَقّه فِي دِينِهِ لَم يَرضَ اللّهُ لَهُ عَمَلًا
14- وَ قَالَ ع لعِلَيِّ بنِ يَقطِينٍ كَفّارَةُ عَمَلِ السّلطَانِ الإِحسَانُ إِلَي الإِخوَانِ
15- وَ قَالَ ع إِذَا كَانَ الإِمَامُ عَادِلًا كَانَ لَهُ الأَجرُ وَ عَلَيكَ الشّكرُ وَ إِذَا كَانَ جَائِراً كَانَ عَلَيهِ الوِزرُ وَ عَلَيكَ الصّبرُ
16- وَ قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ حَجَجتُ فِي أَيّامِ أَبِي عَبدِ اللّهِ الصّادِقِ ع فَلَمّا أَتَيتُ المَدِينَةَ دَخَلتُ دَارَهُ فَجَلَستُ فِي الدّهلِيزِ أَنتَظِرُ إِذنَهُ إِذ خَرَجَ صبَيِّ يَدرُجُ فَقُلتُ يَا غُلَامُ أَينَ يَضَعُ الغَرِيبُ الغَائِطَ مِن بَلَدِكُم قَالَ عَلَي رَسلِكَ ثُمّ جَلَسَ مُستَنِداً إِلَي الحَائِطِ ثُمّ قَالَ تَوَقّ شُطُوطَ الأَنهَارِ وَ مَسَاقِطَ الثّمَارِ وَ أَفنِيَةَ المَسَاجِدِ وَ قَارِعَةَ الطّرِيقِ وَ تَوَارَ خَلفَ جِدَارٍ وَ شُلّ ثَوبَكَ وَ لَا تَستَقبِلِ القِبلَةَ وَ لَا تَستَدبِرهَا وَ ضَع حَيثُ شِئتَ فأَعَجبَنَيِ مَا سَمِعتُ مِنَ الصبّيِّ فَقُلتُ لَهُ مَا اسمُكَ فَقَالَ أَنَا مُوسَي بنُ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَقُلتُ لَهُ يَا غُلَامُ مِمّن المَعصِيَةُ فَقَالَ إِنّ السّيّئَاتِ لَا تَخلُو مِن إِحدَي ثَلَاثٍ إِمّا أَن تَكُونَ مِنَ اللّهِ وَ لَيسَت مِنهُ فَلَا ينَبغَيِ لِلرّبّ أَن يُعَذّبَ العَبدَ عَلَي مَا لَا يَرتَكِبُ وَ إِمّا أَن تَكُونَ مِنهُ وَ مِنَ العَبدِ وَ لَيسَت كَذَلِكَ فَلَا ينَبغَيِ لِلشّرِيكِ القوَيِّ أَن يَظلِمَ الشّرِيكَ الضّعِيفَ وَ إِمّا أَن تَكُونَ مِنَ العَبدِ وَ هيَِ مِنهُ فَإِن عَفَا فَبِكَرَمِهِ وَ جُودِهِ وَ إِن عَاقَبَ فَبِذَنبِ العَبدِ وَ جَرِيرَتِهِ قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ فَانصَرَفتُ وَ لَم أَلقَ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع وَ استَغنَيتُ بِمَا سَمِعتُ
صفحه : 248
17-كَنزُ الكرَاَجكُيِّ،رَوَي مُحَمّدُ بنُ سِنَانٍ عَن دَاوُدَ الرقّيّّ أَنّ أَبَا حَنِيفَةَ قَالَ لِابنِ أَبِي لَيلَي مُرّ بِنَا إِلَي مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع لِنَسأَلَهُ عَن أَفَاعِيلِ العِبَادِ وَ ذَلِكَ فِي حَيَاةِ الصّادِقِ ع وَ مُوسَي ع يَومَئِذٍ غُلَامٌ فَلَمّا صَارَا إِلَيهِ سَلّمَا عَلَيهِ ثُمّ قَالَا لَهُ أَخبِرنَا عَن أَفَاعِيلِ العِبَادِ مِمّن هيَِ فَقَالَ لَهُمَا إِن كَانَت أَفَاعِيلُ العِبَادِ مِنَ اللّهِ دُونَ خَلقِهِ فَاللّهُ أَعلَي وَ أَعَزّ وَ أَعدَلُ مِن أَن يُعَذّبَ عَبِيدَهُ عَلَي فِعلِ نَفسِهِ وَ إِن كَانَت مِنَ اللّهِ وَ مِن خَلقِهِ فَإِنّهُ أَعلَي وَ أَعَزّ مِن أَن يُعَذّبَ عَبِيدَهُ عَلَي فِعلٍ قَد شَارَكَهُم فِيهِ وَ إِن كَانَت أَفَاعِيلُ العِبَادِ مِنَ العِبَادِ فَإِن عَذّبَ فَبِعَدلِهِ وَ إِن غَفَرَ فَهُوَ أَهلُ التّقوي وَ أَهلُ المَغفِرَةِ ثُمّ أَنشَأَ يَقُولُ(شِعرٌ)
لَم تَخلُ أَفعَالُنَا اللاّتيِ نُذَمّ بِهَا | إِحدَي ثَلَاثِ مَعَانٍ حِينَ نَأتِيهَا |
إِمّا تَفَرّدَ بَارِينَا بِصَنعَتِهَا | فَيَسقُطُ الذّمّ عَنّا حِينَ نُنشِيهَا |
أَو كَانَ يَشرَكُنَا فِيهَا فَيُلحِقُهُ | مَا سَوفَ يَلحَقُنَا مِن لَائِمٍ فِيهَا |
أَو لَم يَكُن لإِلِهَيِ فِي جِنَايَتِهَا | ذَنبٌ فَمَا الذّنبُ إِلّا ذَنبُ جَانِيهَا |
أقول سيأتي أكثر مناظراته واحتجاجاته في أبواب تأريخه صلوات الله عليه وكثير مما صدر عنه من جوامع العلوم في كتاب الروضة
صفحه : 249
1-أَخبَرَنَا أَحمَدُ بنُ مُوسَي بنِ جَعفَرِ بنِ أَبِي العَبّاسِ قَالَ حَدّثَنَا أَبُو جَعفَرِ بنُ يَزِيدَ بنِ النّضرِ الخرُاَساَنيِّ مِن كِتَابِهِ فِي جُمَادَي الآخِرَةِ سَنَةَ إِحدَي وَ ثَمَانِينَ وَ مِائَتَينِ قَالَ حَدّثَنَا عَلِيّ بنُ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ عُمَرَ بنِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع عَن عَلِيّ بنِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَخِيهِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع قَالَسَأَلتُ أَبِي جَعفَرَ بنَ مُحَمّدٍ عَن رَجُلٍ وَاقَعَ امرَأَتَهُ قَبلَ طَوَافِ النّسَاءِ مُتَعَمّداً مَا عَلَيهِ قَالَ يَطُوفُ وَ عَلَيهِ بَدَنَةٌ وَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ أُخِذَ وَ عَلَيهِ ثَلَاثَةُ حُدُودٍ الخَمرُ وَ السّرِقَةُ وَ الزّنَا فَمَا فِيهَا مِنَ الحُدُودِ قَالَ يُبدَأُ بِحَدّ الخَمرِ ثُمّ السّرِقَةِ ثُمّ الزّنَا وَ سَأَلتُهُ عَن خُنثَي دَلّسَ نَفسَهُ لِامرَأَتِهِ مَا عَلَيهِ قَالَ يُوجَعُ ظَهرُهُ وَ أُذِيقَ تَمهِيناً وَ عَلَيهِ المَهرُ كَامِلًا إِن كَانَ دَخَلَ بِهَا وَ إِن لَم يَكُن دَخَلَ بِهَا فَعَلَيهِ نِصفُ المَهرِ
صفحه : 250
وَ سَأَلتُهُ عَن ذَبِيحَةِ اليهَوُديِّ وَ النصّراَنيِّ هَل تَحِلّ قَالَ كُل مِمّا ذُكِرَ اسمُ اللّهِ عَلَيهِ وَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ أَصَابَ شَاةً فِي الصّحرَاءِ هَل تَحِلّ لَهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص هيَِ لَكَ أَو لِأَخِيكَ أَو لِذِئبٍ خُذهَا فَعَرّفهَا حَيثُ أَصَبتَهَا فَإِن عَرَفتَ فَرُدّهَا عَلَي صَاحِبِهَا وَ إِن لَم تَعرِفهَا فَكُلهَا وَ أَنتَ ضَامِنٌ لَهَا إِن جَاءَ صَاحِبُهَا وَ يَطلُبُهَا أَن تَرُدّ عَلَيهِ ثَمَنَهَا وَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ صَامَ مِن ظِهَارٍ ثُمّ أَيسَرَ وَ قَد بقَيَِ عَلَيهِ مِن صَومِهِ يَومَانِ أَو ثَلَاثَةٌ كَيفَ يَصنَعُ قَالَ إِن صَامَ شَهراً وَ دَخَلَ فِي الثاّنيِ أَجزَأَهُ الصّومُ وَ يُتِمّ صَومَهُ وَ لَا عِتقَ عَلَيهِ وَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ تَتَابَعَ عَلَيهِ رَمَضَانَانِ لَم يَصِحّ فِيهِمَا ثُمّ صَحّ بَعدُ كَيفَ يَصنَعُ قَالَ يقَضيِ الآخِرَ بِصَومٍ وَ يقَضيِ عَنِ الأَوّلِ بِصَدَقَةٍ كُلّ يَومٍ مُدّاً مِن طَعَامٍ وَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ خَرَجَ بِطَيرٍ مِن مَكّةَ حَتّي وَرَدَ بِهِ الكُوفَةَ كَيفَ يَصنَعُ قَالَ يَرُدّهُ إِلَي مَكّةَ وَ إِن مَاتَ يَتَصَدّقُ بِثَمَنِهِ وَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ تَرَكَ طَوَافَهُ حَتّي قَدِمَ بَلَدَهُ وَ وَاقَعَ النّسَاءَ كَيفَ يَصنَعُ قَالَ يَبعَثُ بِبَدَنَةٍ إِن كَانَ تَرَكَهُ فِي حَجّ بَعَثَ بِهَا فِي حَجّ وَ إِن كَانَ تَرَكَهُ فِي عُمرَةٍ بَعَثَ فِي عُمرَةٍ وَ وَكّلَ مَن يَطُوفُ عَنهُ عَمّا كَانَ تَرَكَ مِن طَوَافِهِ
صفحه : 251
وَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ كَانَ لَهُ أَربَعُ نِسوَةٍ فَمَاتَت إِحدَاهُنّ هَل يَصلُحُ لَهُ أَن يَتَزَوّجَ مَكَانَهَا أُخرَي قَبلَ أَن تنَقضَيَِ عِدّةُ المُتَوَفّي قَالَ إِذَا مَاتَ فَليَتَزَوّج مَا أَحَبّ وَ سَأَلتُهُ عَن صَلَاةِ الخَوفِ كَيفَ هيَِ قَالَ يَقُومُ الإِمَامُ فيَصُلَيّ بِبَعضِ أَصحَابِهِ رَكعَةً ثُمّ يَقُومُ فِي الثّانِيَةِ وَ يَقُومُ أَصحَابُهُ فَيُصَلّونَ الثّانِيَةَ مَعَهُ ثُمّ يُخَفّفُونَ وَ يَنصَرِفُونَ وَ يأَتيِ أَصحَابُهُ البَاقُونَ فَيُصَلّونَ مَعَهُ الثّانِيَةَ فَإِذَا قَعَدَ فِي التّشَهّدِ قَامُوا فَصَلّوُا الثّانِيَةَ لِأَنفُسِهِم ثُمّ قَعَدُوا فَتَشَهّدُوا مَعَهُ ثُمّ سَلّمَ وَ انصَرَفَ وَ انصَرَفُوا وَ سَأَلتُهُ عَن صَلَاةِ المَغرِبِ فِي الخَوفِ كَيفَ هيَِ قَالَ يَقُومُ الإِمَامُ فيَصُلَيّ بِبَعضِ أَصحَابِهِ رَكعَةً ثُمّ يَقُومُ فِي الثّانِيَةِ وَ يَقُومُونَ فَيُصَلّونَ رَكعَتَينِ يُخَفّفُونَ وَ يَنصَرِفُونَ وَ يأَتيِ أَصحَابُهُ البَاقُونَ فَيُصَلّونَ مَعَهُ الثّانِيَةَ ثُمّ يَقُومُ بِهِم فِي الثّانِيَةِ فيَصُلَيّ بِهِم فَتَكُونُ لِلإِمَامِ الثّالِثَةُ وَ لِلقَومِ الثّانِيَةُ ثُمّ يَقعُدُ وَ يَتَشَهّدُ وَ يَتَشَهّدُونَ مَعَهُ ثُمّ يَقُومُ أَصحَابُهُ وَ الإِمَامُ قَاعِدٌ فَيُصَلّونَ الثّالِثَةَ وَ يَتَشَهّدُونَ ثُمّ يُسَلّمُ وَ يُسَلّمُونَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ المُتعَةِ فِي الحَجّ مِن أَينَ إِحرَامُهَا وَ إِحرَامُ الحَجّ قَالَ قَد وَقّتَ رَسُولُ اللّهِص لِأَهلِ العِرَاقِ مِنَ العَقِيقِ وَ لِأَهلِ المَدِينَةِ وَ مَا يَلِيهَا مِنَ الشّجَرَةِ وَ لِأَهلِ شَامٍ وَ مَا يَلِيهَا مِنَ الجُحفَةِ وَ لِأَهلِ الطّائِفِ مِن قَرنٍ وَ لِأَهلِ اليَمَنِ مِن يَلَملَمَ فَلَيسَ ينَبغَيِ لِأَحَدٍ أَن يَعدُوَ عَن هَذِهِ المَوَاقِيتِ إِلَي غَيرِهَا وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ هَل يَصلُحُ لَهُ أَن يَصِيدَ حَمَامَ الحَرَمِ فِي الحِلّ فَيَذبَحَهُ فَيُدخِلَهُ فِي الحَرَمِ فَيَأكُلَهُ قَالَ لَا يَصلُحُ أَكلُ حَمَامِ الحَرَمِ عَلَي حَالٍ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ هَل يَصلُحُ لَهُ أَن يَنتِفَ إِبطَهُ فِي رَمَضَانَ وَ هُوَ صَائِمٌ قَالَ لَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ أَ يَصلُحُ لَهُ أَن يَصُبّ المَاءَ مِن فِيهِ فَيَغسِلَ بِهِ الشيّءَ يَكُونُ فِي ثَوبِهِ قَالَ لَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ امرَأَةٍ توُفُيَّ عَنهَا زَوجُهَا وَ هيَِ حَامِلٌ فَوَضَعَت وَ تَزَوّجَت قَبلَ أَن ينَقضَيَِ أَربَعَةُ أَشهُرٍ وَ عَشراً مَا حَالُهَا قَالَ إِن كَانَ دَخَلَ بِهَا زَوجُهَا فُرّقَ بَينَهُمَا فَاعتَدّت مَا بقَيَِ عَلَيهَا مِن زَوجِهَا الأَوّلِ ثُمّ اعتَدّت عِدّةً أُخرَي مِنَ الزّوجِ الأَخِيرِ ثُمّ لَا تَحِلّ لَهُ أَبَداً وَ إِن تَزَوّجَت غَيرَهُ فَإِن لَم يَكُن دَخَلَ بِهَا فُرّقَ بَينَهُمَا وَ اعتَدّت مَا بقَيَِ عَلَيهَا مِن عِدّتِهَا مِنَ المُتَوَفّي عَنهَا وَ هُوَ خَاطِبٌ مِنَ الخُطّابِ
صفحه : 252
وَ سَأَلتُهُ عَنِ الدّبَي مِنَ الجَرَادِ هَل يَحِلّ لَهُ أَكلُهُ قَالَ لَا يَحِلّ أَكلُهُ حَتّي يَطِيرَ وَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ أَتَاهُ رَجُلَانِ يَخطُبَانِ ابنَتَهُ فهَوَيَِ الجَدّ أَن يُزَوّجَ أَحَدَهُمَا وَ هوَيَِ أَبُوهَا الآخَرَ أَيّهُمَا أَحَقّ أَن يُنكِحَ قَالَ ألّذِي هوَيَِ الجَدّ أَحَقّ بِالجَارِيَةِ لِأَنّهَا وَ أَبَاهَا لِجَدّهَا وَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ كَانَ لَهُ غَنَمٌ وَ كَانَ يَعزِلُ مِن جُلُودِهَا ألّذِي مِنَ المَيّتِ فَاختَلَطَت فَلَم يُعرَفِ الذكّيِّ مِنَ المَيّتِ هَل يَصلُحُ لَهُ بَيعُهُ قَالَ يَبِيعُهُ مِمّن يَستَحِلّ بَيعَ المَيتَةِ مِنهُ وَ يَأكُلُ ثَمَنَهُ وَ لَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ المَرأَةِ هَل يَصلُحُ لَهَا أَن تُعنِقَ الرّجُلَ فِي شَهرِ رَمَضَانَ وَ هيَِ صَائِمَةٌ فَتُقَبّلَ بَعضَ جَسَدِهِ مِن غَيرِ شَهوَةٍ قَالَ لَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ المَرأَةِ يَصلُحُ لَهَا أَن تَمسَحَ عَلَي الخِمَارِ قَالَ لَا يَصلُحُ حَتّي تَمسَحَ عَلَي رَأسِهَا وَ سَأَلتُهُ عَنِ الصّائِمِ هَل يَصلُحُ لَهُ أَن يَصُبّ فِي أُذُنِهِ الدّهنَ قَالَ إِذَا لَم يَدخُل حَلقَهُ فَلَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ وَطِئَ جَارِيَةً فَبَاعَهَا قَبلَ أَن تَحِيضَ فَوَطِئَهَا ألّذِي اشتَرَاهَا فِي ذَلِكَ الطّهرِ فَوَلَدَت لَهُ لِمَنِ الوَلَدُ قَالَ الوَلَدُ للِذّيِ هيَِ عِندَهُ فَليَصِر لِقَولِ رَسُولِ اللّهِص الوَلَدُ لِلفِرَاشِ وَ سَأَلتُهُ عَنِ امرَأَةٍ أَرضَعَت مَملُوكَهَا مَا حَالُهُ قَالَ إِذَا أَرضَعَت عَتَقَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ المَرأَةِ هَل يَصلُحُ لَهَا أَن تَأكُلَ مِن عَقِيقَةِ وَلَدِهَا قَالَ لَا يَصلُحُ لَهَا الأَكلُ مِنهُ فَليَتَصَدّق بِهَا كُلّهَا وَ سَأَلتُهُ عَن مَولُودٍ تَرَكَ أَهلُهُ حَلقَ رَأسِهِ فِي اليَومِ السّابِعِ هَل عَلَيهِ بَعدَ ذَلِكَ حَلقُهُ وَ الصّدَقَةُ بِوَزنِهِ قَالَ إِذَا مَضَي سَبعَةُ أَيّامٍ فَلَيسَ عَلَيهِم حَلقُهُ إِنّمَا الحَلقُ وَ العَقِيقَةُ وَ الِاسمُ فِي اليَومِ السّابِعِ
صفحه : 253
وَ سَأَلتُهُ عَنِ الحَجّ مُفرَداً هُوَ أَفضَلُ أَوِ الإِقرَانُ قَالَ إِقرَانُ الحَجّ أَفضَلُ مِنَ الإِفرَادِ وَ سَأَلتُهُ عَنِ المُتعَةِ وَ الحَجّ مُفرَداً وَ عَن قِرَانٍ أَيّهُمَا أَفضَلُ قَالَ المُتَمَتّعُ أَفضَلُ مِنَ المُفرِدِ وَ مِنَ القَارِنِ السّائِقِ ثُمّ قَالَ إِنّ المُتعَةَ هيَِ التّيِ فِي كِتَابِ اللّهِ وَ التّيِ أَمَرَ بِهَا رَسُولُ اللّهِص ثُمّ قَالَ إِنّ المُتعَةَ دَخَلَت فِي الحَجّ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ ثُمّ شَبّكَ أَصَابِعَهُ بَعضَهَا فِي بَعضٍ قَالَ كَانَ ابنُ عَبّاسٍ يَقُولُ مَن أَبَي حَالَفتُهُ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَسجُدُ فَيَضَعُ يَدَهُ عَلَي نَعلِهِ هَل يَصلُحُ ذَلِكَ لَهُ قَالَ لَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ هَل يَصلُحُ أَن يُزَوّجَ ابنَتَهُ بِغَيرِ إِذنِهَا قَالَ نَعَم لَيسَ يَكُونُ لِلوَلَدِ مَعَ الوَالِدِ أَمرٌ إِلّا أَن تَكُونَ امرَأَةً قَد دُخِلَ بِهَا قَبلَ ذَلِكَ فَتِلكَ لَا يَجُوزُ نِكَاحُهَا إِلّا أَن تُستَأمَرَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ هَل يَحِلّ لَهُ أَن يصُلَيَّ خَلفَ الإِمَامِ فَوقَ دُكّانٍ قَالَ إِذَا كَانَ مَعَ القَومِ فِي الصّفّ فَلَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ المَرأَةِ هَل تَصلُحُ لَهَا أَن تصُلَيَّ فِي مِلحَفَةٍ وَ مِقنَعَةٍ وَ لَهَا دِرعٌ قَالَ لَا يَصلُحُ لَهَا إِلّا أَن تَلبَسَ دِرعَهَا وَ سَأَلتُهُ عَنِ المَرأَةِ هَل يَصلُحُ لَهَا أَن تصُلَيَّ فِي إِزَارٍ وَ مِلحَفَةٍ وَ مِقنَعَةٍ وَ لَهَا دِرعٌ قَالَ إِذَا وَجَدَت فَلَا يَصلُحُ لَهَا الصّلَاةُ إِلّا وَ عَلَيهَا دِرعٌ وَ سَأَلتُهُ عَنِ المَرأَةِ هَل تَصلُحُ لَهَا أَن تصُلَيَّ فِي إِزَارٍ وَ مِلحَفَةٍ تُقَنّعُ بِهَا وَ لَهَا دِرعٌ قَالَ لَا يَصلُحُ لَهَا أَن تصُلَيَّ حَتّي تَلبَسَ دِرعَهَا وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ هَل يَصلُحُ لَهُ أَن يَؤُمّ فِي سَرَاوِيلَ وَ رِدَاءٍ قَالَ لَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَن قِيَامِ شَهرِ رَمَضَانَ هَل يَصلُحُ قَالَ لَا يَصلُحُ إِلّا بِقِرَاءَةِ القُرآنِ تَبدَأُ فَتَقرَأُ فَاتِحَةَ الكِتَابِ ثُمّ تُنصِتُ لِقِرَاءَةِ الإِمَامِ فَإِذَا أَرَادَ الرّكُوعَ قَرَأتَ قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ وَ غَيرَهَا ثُمّ رَكَعتَ أَنتَ إِذَا رَكَعَ فَكَبّر أَنتَ فِي رُكُوعِكَ وَ سُجُودِكَ كَمَا تَفعَلُ إِذَا صَلّيتَ وَحدَكَ وَ صَلَاتُكَ وَحدَكَ أَفضَلُ
صفحه : 254
وَ سَأَلتُهُ عَنِ السّرَاوِيلِ هَل تجَزيِ مَكَانَ الإِزَارِ قَالَ نَعَم وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ هَل يَصلُحُ لَهُ أَن يصُلَيَّ فِي إِزَارٍ وَ قَلَنسُوَةٍ وَ هُوَ يَجِدُ رِدَاءً قَالَ لَا يَصلُحُ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ هَل يَصلُحُ أَن يَؤُمّ فِي سَرَاوِيلَ وَ قَلَنسُوَةٍ قَالَ لَا يَصلُحُ وَ سَأَلتُهُ عَنِ المُحرِمِ هَل يَصلُحُ لَهُ أَن يَعقِدَ إِزَارَهُ عَلَي عُنُقِهِ فِي صَلَاتِهِ قَالَ لَا يَصلُحُ أَن يَعقِدَ وَ لَكِن يَثنِيهِ عَلَي عُنُقِهِ وَ لَا يَعقِدُهُ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ هَل يَصلُحُ أَن يَجمَعَ طرَفَيَ رِدَائِهِ عَلَي يَسَارِهِ قَالَ لَا يَصلُحُ جَمعُهُمَا عَلَي اليَسَارِ وَ لَكِنِ اجمَعهُمَا عَلَي يَمِينِكَ أَو دَعهُمَا مُتَفَرّقِينَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الجرِيّّ هَل يَحِلّ أَكلُهُ قَالَ إِنّا وَجَدنَا فِي كِتَابِ عَلِيّ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع حَرَامٌ وَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ ضُرِبَ بِعَظمٍ فِي أُذُنِهِ فَادّعَي أَنّهُ لَا يَسمَعُ قَالَ إِذَا كَانَ الرّجُلُ مُسلِماً صُدّقَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ المُكَارِينَ الّذِينَ يَختَلِفُونَ إِلَي النّيلِ هَل عَلَيهِم تَمَامُ الصّلَاةِ قَالَ إِذَا كَانَ مُختَلَفَهُم فَليَصُومُوا وَ ليُتِمّوا الصّلَاةَ إِلّا أَن يَجِدّ بِهِمُ السّيرُ فَليُفطِرُوا وَ ليَقصُرُوا
صفحه : 255
وَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ نَكَحَ امرَأَتَهُ وَ هُوَ صَائِمٌ فِي شَهرِ رَمَضَانَ مَا عَلَيهِ قَالَ عَلَيهِ القَضَاءُ وَ عِتقُ رَقَبَةٍ فَإِن لَم يَجِد فَصِيَامُ شَهرَينِ مُتَتَابِعَينِ فَإِن لَم يَستَطِع فَإِطعَامُ سِتّينَ مِسكِيناً فَإِن لَم يَجِد فَليَستَغفِرِ اللّهَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ هَل يَصلُحُ لَهُ وَ هُوَ صَائِمٌ فِي رَمَضَانَ أَن يُقَلّبَ الجَارِيَةَ فَيَضرِبَ عَلَي بَطنِهَا وَ فَخِذِهَا وَ عَجُزِهَا قَالَ إِن لَم يَفعَل ذَلِكَ بِشَهوَةٍ فَلَا بَأسَ بِهِ فَأَمّا الشّهوَةُ فَلَا يَصلُحُ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الصّدَقَةِ فِيمَا هيَِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص فِي تِسعَةٍ الحِنطَةِ وَ الشّعِيرِ وَ التّمرِ وَ الزّبِيبِ وَ الذّهَبِ وَ الفِضّةِ وَ الإِبِلِ وَ البَقَرِ وَ الغَنَمِ وَ عفُيَِ عَمّا سِوَي ذَلِكَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ المُسلِمِ هَل يَصلُحُ لَهُ أَن يَسِيحَ فِي الأَرضِ أَو يَتَرَهّبَ فِي بَيتٍ لَا يَخرُجُ مِنهُ قَالَ لَا وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَقَعُ ثَوبُهُ عَلَي حِمَارٍ مَيّتٍ هَل يَصلُحُ لَهُ الصّلَاةُ فِيهِ قَبلَ أَن يَغسِلَهُ قَالَ لَيسَ عَلَيهِ غَسلُهُ فَليُصَلّ فِيهِ فَلَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَقَعُ ثَوبُهُ عَلَي كَلبٍ مَيّتٍ هَل يَصلُحُ لَهُ الصّلَاةُ فِيهِ قَالَ يَنضِحُهُ وَ يصُلَيّ فِيهِ فَلَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ يُدرِكُ تَكبِيرَةً أَو ثِنتَينِ عَلَي مَيّتٍ كَيفَ يَصنَعُ قَالَ يُتِمّ مَا بقَيَِ مِن تَكبِيرِهِ وَ يُبَادِرُ الرّفعَ وَ يُخَفّفُ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الوَبَاءِ يَقَعُ فِي الأَرضِ هَل يَصلُحُ لِلرّجُلِ أَن يَهرُبَ مِنهُ قَالَ يَهرُبُ مِنهُ مَا لَم يَقَع فِي مَسجِدِهِ ألّذِي يصُلَيّ فِيهِ فَإِذَا وَقَعَ فِي أَهلِ مَسجِدِهِ ألّذِي يصُلَيّ فِيهِ فَلَا يَصلُحُ لَهُ الهَرَبُ مِنهُ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَستَاكُ وَ هُوَ صَائِمٌ فَتَقَيّأَ مَا عَلَيهِ قَالَ إِن كَانَ تَقَيّأَ مُتَعَمّداً فَعَلَيهِ قَضَاؤُهُ وَ إِن لَم يَكُن تَعَمّدَ ذَلِكَ فَلَيسَ عَلَيهِ شَيءٌ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الدّوَاءِ هيَِ يَصلُحُ بِالنّبِيذِ قَالَ لَا وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ هَل يَصلُحُ لَهُ أَن يصُلَيَّ فِي قَمِيصٍ وَاحِدٍ وَ قَبَاءٍ وَاحِدَةٍ قَالَ لِيَطرَح عَلَي ظَهرِهِ شَيئاً
صفحه : 256
وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ هَل يَصلُحُ لَهُ أَن يَؤُمّ فِي مِمطَرٍ وَحدَهُ أَو جُبّةٍ وَحدَهَا قَالَ إِذَا كَانَ تَحتَهَا قَمِيصٌ فَلَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ المُحرِمِ هَل يَصلُحُ لَهُ أَن يُصَارِعَ قَالَ لَا يَصلُحُ مَخَافَةَ أَن يُصِيبَهُ جُرحٌ أَو يَقَعَ بَعضُ شَعرِهِ وَ سَأَلتُهُ عَنِ المُحرِمِ هَل يَصلُحُ لَهُ أَن يَستَاكَ قَالَ لَا بَأسَ وَ لَا ينَبغَيِ أَن يدُميَِ فَمَهُ وَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ أَصَابَ ثَوبَهُ خِنزِيرٌ فَذَكَرَ وَ هُوَ فِي صَلَاتِهِ قَالَ فَليَمضِ فَلَا بَأسَ وَ إِن لَم يَكُن دَخَلَ فِي صَلَاتِهِ فَليَنضَح مَا أَصَابَ مِن ثَوبِهِ إِلّا أَن يَكُونَ فِيهِ أَثَرٌ فَيَغسِلُهُ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ هَل يَصلُحُ أَن يَؤُمّ فِي قَبَاءٍ وَ قَمِيصٍ قَالَ إِذَا كَانَا ثَوبَينِ فَلَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَرعُفُ وَ هُوَ يَتَوَضّأُ فَيَقطُرُ قَطرَةٌ فِي إِنَائِهِ هَل يَصلُحُ لَهُ الوُضُوءُ مِنهُ قَالَ لَا وَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ رَعَفَ فَامتَخَطَ فَطَارَ بَعضُ ذَلِكَ الدّمِ قَطراً قَطراً صِغَاراً فَأَصَابَ إِنَاءَهُ هَل يَصلُحُ الوُضُوءُ مِنهُ قَالَ إِن لَم يَكُن شَيءٌ يَستَبِينُ فِي المَاءِ فَلَا بَأسَ وَ إِن كَانَ شَيئاً بَيّناً فَلَا يُتَوَضّأُ مِنهُ وَ سَأَلتُهُ عَن ذَبِيحَةِ الجَارِيَةِ هَل تَصلُحُ قَالَ إِذَا كَانَت لَا تَنخَعُ وَ لَا تَكسِرُ الرّقَبَةَ فَلَا بَأسَ وَ قَالَ قَد كَانَت لِأَهلِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ جَارِيَةٌ تَذبَحُ لَهُم وَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ مُحرِمٍ أَصَابَ نَعَامَةً مَا عَلَيهِ قَالَ عَلَيهِ بَدَنَةٌ فَإِن لَم يَجِد فَليَتَصَدّق عَلَي سِتّينَ مِسكِيناً فَإِن لَم يَجِد فَليَصُم ثَمَانِيَةَ عَشَرَ يَوماً وَ سَأَلتُهُ عَن مُحرِمٍ أَصَابَ بَقَرَةً مَا عَلَيهِ قَالَ بَقَرَةٌ فَإِن لَم يَجِد فَليَتَصَدّق عَلَي ثَلَاثِينَ مِسكِيناً فَإِن لَم يَجِد فَليَصُم تِسعَةَ أَيّامٍ
صفحه : 257
وَ سَأَلتُهُ عَن مُحرِمٍ أَصَابَ ظَبياً مَا عَلَيهِ قَالَ عَلَيهِ شَاةٌ فَإِن لَم يَجِد فَليَتَصَدّق عَلَي عَشَرَةِ مَسَاكِينَ فَإِن لَم يَجِد فَليَصُم ثَلَاثَةَ أَيّامٍ وَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ قَالَ لآِخَرَ هَذِهِ الجَارِيَةُ لَكَ خَيّرتُكَ هَل يَحِلّ فَرجُهَا لَهُ قَالَ إِن كَانَ حَلّ لَهُ بَيعُهَا حَلّ لَهُ فَرجُهَا وَ إِلّا فَلَا يَحِلّ لَهُ فَرجُهَا وَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ جَعَلَ عَلَيهِ عِتقَ نَسَمَةٍ أَ يجُزيِ عَنهُ أَن يُعتِقَ أَعرَجَ وَ أَشَلّ قَالَ إِذَا كَانَ مِمّا يُبَاعُ أَجزَأَ عَنهُ إِلّا أَن يَكُونَ وَقّتَ عَلَي نَفسِهِ شَيئاً فَعَلَيهِ مَا وَقّتَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الحُرّ تَحتَهُ المَملُوكَةُ هَل عَلَيهِ الرّجمُ إِذَا زَنَي قَالَ نَعَم وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يُسلِفُ فِي الفُلُوسِ أَ يَصلُحُ لَهُ أَن يَأخُذَ كَفِيلًا قَالَ لَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يُسلِمُ فِي النّخلِ قَبلَ أَن يَطلَعَ أَ يَحِلّ ذَلِكَ قَالَ لَا يَصلُحُ السّلَمُ فِي النّخلِ وَ سَأَلتُهُ عَن بَيعِ النّخلِ قَالَ إِذَا كَانَ زَهواً وَ استَبَانَ البُسرُ مِنَ الشّيصِ حَلّ شِرَاؤُهُ وَ بَيعُهُ وَ سَأَلتُهُ عَنِ السّلَمِ فِي البُرّ أَ يَصلُحُ قَالَ إِذَا اشتَرَي مِنكَ كَذَا وَ كَذَا فَلَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ السّلَمِ فِي النّخلِ قَالَ لَا يَصلُحُ وَ إِنِ اشتَرَي مِنكَ هَذَا النّخلَ فَلَا بَأسَ أَي كَيلًا مُسَمّي بِعَينِهِ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلَينِ يَشتَرِكَانِ فِي السّلَمِ أَ يَصلُحُ لَهُمَا أَن يَقتَسِمَا قَبلَ أَن يَقبِضَا قَالَ لَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الحَيَوَانِ بِالحَيَوَانِ نَسِيّةً وَ زِيَادَةَ دَرَاهِمَ يَنقُدُ الدّرَاهِمَ وَ يُؤَخّرُ الحَيَوَانَ أَ يَصلُحُ قَالَ إِذَا تَرَاضَيَا فَلَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يُكَاتِبُ مَملُوكَهُ عَلَي وُصَفَاءَ وَ يَضمَنُ عِندَ ذَلِكَ أَ يَصلُحُ قَالَ إِذَا سَمّي خُمَاسِيّاً أَو رُبَاعِيّاً أَو غَيرَهُ فَلَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يشَترَيِ الجَارِيَةَ فَيَقَعُ عَلَيهَا أَ يَصلُحُ لَهُ أَن يَبِيعَهَا مُرَابَحَةً قَالَ لَا بَأسَ
صفحه : 258
وَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ لَهُ عَلَي آخَرَ حِنطَةٌ أَ يَأخُذُ بِكَيلِهَا شَعِيراً قَالَ إِذَا رَضِيَا فَلَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ لَهُ عَلَي آخَرَ تَمرٌ أَو شَعِيرٌ أَو حِنطَةٌ أَ يَأخُذُ قِيمَتَهُ الدّرَاهِمَ قَالَ إِذَا قَوّمَهُ دَرَاهِمَ فَسَدَ لِأَنّ الأَصلَ ألّذِي اشتَرَاهُ دَرَاهِمُ فَلَا يَصلُحُ دَرَاهِمُ بِدَرَاهِمَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يشَترَيِ الطّعَامَ أَ يَحِلّ لَهُ أَن يوُلَيَّ مِنهُ قَبلَ أَن يَقبِضَهُ قَالَ إِذَا لَم يَربَح عَلَيهِ شَيءٌ فَلَا بَأسَ وَ إِن رَبِحَ فَلَا يَصلُحُ حَتّي يَقبِضَهُ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يشَترَيِ الطّعَامَ أَ يَصلُحُ لَهُ بَيعُهُ قَبلَ أَن يَقبِضَهُ قَالَ إِذَا رَبِحَ لَم يَصلُح حَتّي يَقبِضَ وَ إِن كَانَ يُوَلّيهِ فَلَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ اشتَرَي سَمناً فَفَضَلَ لَهُ أَ يَحِلّ لَهُ أَن يَأخُذَ مَكَانَهُ رِطلًا أَو رِطلَينِ زَيتاً قَالَ إِذَا اختَلَفَا وَ تَرَاضَيَا فَليَأخُذ مَا أَحَبّ فَلَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ استَأجَرَ أَرضاً أَو سَفِينَةً بِدِرهَمَينِ فَآجَرَ بَعضَهَا بِدِرهَمٍ وَ نِصفٍ وَ سَكَنَ فِيمَا بقَيَِ أَ يَصلُحُ ذَلِكَ قَالَ لَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَن مَملُوكَةٍ بَينَ رَجُلَينِ زَوّجَهَا أَحَدُهُمَا وَ الآخَرُ غَائِبٌ هَل يَجُوزُ النّكَاحُ قَالَ إِذَا كَرِهَ الغَائِبُ لَم يَجُزِ النّكَاحُ وَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ استَأجَرَ بَيتاً بِعَشَرَةِ دَرَاهِمَ فَأَتَاهُ خَيّاطٌ أَو غَيرُهُ فَقَالَ أَعمَلُ فِيهِ الأَجرُ بيَنيِ وَ بَينَكَ وَ مَا رَبِحتُ فلَيِ وَ لَكَ فَرَبِحَ أَكثَرَ مِن أَجرِ البَيتِ أَ يَحِلّ لَهُ ذَلِكَ قَالَ لَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ قَالَ لِرَجُلٍ أُعطِيكَ عَشَرَةَ دَرَاهِمَ وَ تعُلَمّنُيِ عَمَلَكَ وَ تشُاَركِنُيِ هَل يَحِلّ ذَلِكَ لَهُ قَالَ إِذَا رضَيَِ فَلَا بَأسَ بِهِ وَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ أَعطَي رَجُلًا مِائَةَ دِرهَمٍ يَعمَلُ بِهَا عَلَي أَن يُعطِيَهُ خَمسَةَ دَرَاهِمَ أَو أَقَلّ أَو أَكثَرَ أَ يَحِلّ ذَلِكَ قَالَ لَا هَذَا الرّبَا مَحضاً وَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ أَعطَي عَبدَهُ عَشَرَةَ دَرَاهِمَ أَن يؤُدَيَّ إِلَيهِ كُلّ شَهرٍ عَشَرَةَ دَرَاهِمَ أَ يَحِلّ ذَلِكَ قَالَ لَا بَأسَ
صفحه : 259
وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يعُطيِ عَن زَكَاتِهِ عَنِ الدّرَاهِمِ دَنَانِيرَ وَ عَنِ الدّنَانِيرِ دَرَاهِمَ بِالقِيمَةِ أَ يَحِلّ ذَلِكَ قَالَ لَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَبِيعُ السّلعَةَ وَ يَشتَرِطُ أَنّ لَهُ نِصفَهَا ثُمّ يَبِيعُهَا مُرَابَحَةً أَ يَحِلّ ذَلِكَ قَالَ لَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ استَأجَرَ دَاراً بشِيَءٍ مُسَمّي عَلَي أَنّ عَلَيهِ بَعدَ ذَلِكَ تَطيِينَهَا وَ إِصلَاحَ أَبوَابِهَا أَ يَحِلّ ذَلِكَ قَالَ لَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ بَاعَ بَيعاً إِلَي أَجَلٍ فَحَلّ الأَجَلُ وَ البَيعُ عِندَ صَاحِبِهِ فَأَتَاهُ البَيّعُ فَقَالَ بعِنيِ ألّذِي اشتَرَيتَ منِيّ وَ حُطّ لِي كَذَا وَ كَذَا فَأُقَاصّكَ مِن ماَليِ عَلَيكَ أَ يَحِلّ ذَلِكَ قَالَ إِذَا رَضِيَا فَلَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الأَضحَي بِمِنًي كَم هُوَ قَالَ ثَلَاثَةُ أَيّامٍ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الأَضحَي فِي غَيرِ مِنًي كَم هُوَ قَالَ ثَلَاثَةُ أَيّامٍ وَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ كَانَ مُسَافِراً فَقَدِمَ بَعدَ الأَضحَي بِيَومَينِ أَ يضُحَيّ فِي اليَومِ الثّالِثِ قَالَ نَعَم وَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ كَانَ لَهُ عَلَي آخَرَ عَشَرَةُ دَرَاهِمَ فَقَالَ لَهُ اشتَرِ ثَوباً فَبِعهُ وَ اتّضِع ثَمَنَهُ وَ مَا اتّضَعتَ فَهُوَ عَلَيّ أَ يَحِلّ ذَلِكَ قَالَ إِذَا تَرَاضَيَا فَلَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ بَاعَ ثَوباً بِعَشَرَةِ دَرَاهِمَ إِلَي أَجَلٍ ثُمّ اشتَرَاهُ بِخَمسَةِ دَرَاهِمَ بِنَقدٍ قَالَ إِذَا لَم يَشتَرِط وَ رَضِيَا فَلَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَكُونُ خَلفَ الإِمَامِ يَجهَرُ بِالقِرَاءَةِ وَ هُوَ يقَتدَيِ بِهِ هَل لَهُ أَن يَقرَأَ خَلفَهُ قَالَ لَا وَ لَكِن لِيُنصِت لِلقُرآنِ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَكُونُ خَلفَ الإِمَامِ يقَتدَيِ بِهِ فِي الظّهرِ وَ العَصرِ يَقرَأُ خَلفَهُ قَالَ لَا وَ لَكِن يُسَبّحُ وَ يَحمَدُ رَبّهُ وَ يصُلَيّ عَلَي النّبِيّص وَ عَلَي أَهلِ بَيتِهِ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الخَاتَمِ فِيهِ نَقشُ تَمَاثِيلَ سَبُعٍ أَو طَيرٍ أَ يُصَلّي فِيهِ قَالَ لَا
صفحه : 260
وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ أَ يَحِلّ لَهُ أَن يُفَضّلَ بَعضَ وُلدِهِ عَلَي بَعضٍ قَالَ قَد فَضّلتُ فُلَاناً عَلَي أهَليِ وَ ولُديِ فَلَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَن قَومٍ اجتَمَعُوا عَلَي قَتلِ آخَرَ مَا حَالُهُم قَالَ يُقتَلُونَ بِهِ وَ سَأَلتُهُ عَن قَومٍ أَحرَارٍ اجتَمَعُوا عَلَي قَتلِ مَملُوكٍ مَا حَالُهُم قَالَ يَرُدّونَ ثَمَنَهُ وَ سَأَلتُهُ عَنِ امرَأَةٍ تَزَوّجَت قَبلَ أَن تنَقضَيَِ عِدّتُهَا قَالَ يُفَرّقُ بَينَهَا وَ بَينَهُ وَ يَكُونُ خَاطِباً مِنَ الخُطّابِ وَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ تَزَوّجَ جَارِيَةَ أَخِيهِ أَو عَمّهِ أَوِ ابنِ أَخِيهِ فَوَلَدَت مَا حَالُ الوَلَدِ قَالَ إِذَا كَانَ الوَلَدُ يَرِثُ مِن مَلِيكِهِ شَيئاً عَتَقَ وَ سَأَلتُهُ عَن نصَراَنيِّ يَمُوتُ ابنُهُ وَ هُوَ مُسلِمٌ هَل يَرِثُهُ قَالَ لَا يَرِثُ أَهلُ مِلّةٍ مِلّةً وَ سَأَلتُهُ عَن لُحُومِ الحُمُرِ الأَهلِيّةِ قَالَ نَهَي رَسُولُ اللّهِص وَ إِنّمَا نَهَي عَنهَا لِأَنّهُم يَعمَلُونَ عَلَيهَا وَ كُرِهَ أَكلُ لُحُومِهَا لِئَلّا يُفنُوهَا وَ سَأَلتُهُ عَنِ المَرأَةِ أَ تَحُفّ الشّعرَ عَن وَجهِهَا قَالَ لَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ المَرأَةِ تَزَوّجُ عَلَي عَمّهَا أَو خَالِهَا قَالَ لَا وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَحلِفُ عَلَي اليَمِينِ وَ يسَتثَنيِ مَا حَالُهُ قَالَ هُوَ عَلَي مَا استَثنَي وَ سَأَلتُهُ عَن تَفرِيجِ الأَصَابِعِ فِي الرّكُوعِ أَ سُنّةٌ هُوَ قَالَ إِن شَاءَ فَعَلَ وَ إِن شَاءَ تَرَكَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ المَطَرِ يجَريِ فِي المَكَانِ فِيهِ العَذِرَةُ فَيُصِيبُ الثّوبَ أَ يُصَلّي فِيهِ قَبلَ أَن يُغسَلَ قَالَ إِذَا جَرَي بِهِ المَطَرُ فَلَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الثّوبِ يَقَعُ فِي مَربِطِ الدّابّةِ عَلَي بَولِهَا وَ رَوثِهَا كَيفَ يَصنَعُ قَالَ إِن عَلِقَ بِهِ شَيءٌ فَليَغسِلهُ وَ إِن كَانَ جَافّاً فَلَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الطّعَامِ يُوضَعُ عَلَي السّفرَةِ أَوِ الخِوَانِ قَد أَصَابَهُ الخَمرُ أَ يُؤكَلُ قَالَ إِن كَانَ الخِوَانُ يَابِساً فَلَا بَأسَ
صفحه : 261
وَ سَأَلتُهُ عَن أَكلِ السّلَحفَاةِ وَ السّرَطَانِ وَ الجرِيّّ قَالَ أَمّا الجرِيّّ فَلَا يُؤكَلُ وَ لَا السّلَحفَاةُ وَ لَا السّرَطَانُ وَ سَأَلتُهُ عَنِ اللّحمِ ألّذِي يَكُونُ فِي أَصدَافِ البَحرِ وَ الفُرَاتِ أَ يُؤكَلُ قَالَ ذَلِكَ لَحمُ الضّفدِعِ فَلَا يَصلُحُ أَكلُهُ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الطّينِ يُطرَحُ فِيهِ السّرقِينُ يُطَيّنُ بِهِ المَسجِدُ أَوِ البَيتُ أَ يُصَلّي فِيهِ قَالَ لَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الجِصّ يُطبَخُ بِالعَذِرَةِ أَ يَصلُحُ أَن يُجَصّصَ بِهِ المَسجِدُ قَالَ لَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ البُورِيَا تَبُلّ فَيُصِيبُهَا مَاءٌ قَذِرٌ فَيُصَلّي عَلَيهَا قَالَ إِذَا يَبِسَ فَلَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ امرَأَةٍ أَسلَمَت ثُمّ أَسلَمَ زَوجُهَا وَ قَد تَزَوّجَت غَيرَهُ مَا حَالُهَا قَالَ هيَِ للِذّيِ تَزَوّجَت وَ لَا تُرَدّ عَلَي الأَوّلِ وَ سَأَلتُهُ عَنِ امرَأَةٍ أَسلَمَت ثُمّ أَسلَمَ زَوجُهَا تَحِلّ لَهُ قَالَ هُوَ أَحَقّ بِهَا مَا لَم تَتَزَوّج وَ لَكِنّهَا تُخَيّرُ فَلَهَا مَا اختَارَت وَ سَأَلتُهُ عَن حَدّ مَا يُقطَعُ فِيهِ السّارِقُ وَ مَا هُوَ قَالَ قَطَعَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فِي ثَمَنِ بَيضَةِ حَدِيدٍ دِرهَمَينِ أَو ثَلَاثَةٍ وَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ سَرَقَ جَارِيَةً ثُمّ بَاعَهَا هَل يَحِلّ فَرجُهَا لِمَنِ اشتَرَاهَا قَالَ إِذَا اتّهِمَ أَنّهَا سَرِقَةٌ فَلَا تَحِلّ لَهُ وَ إِن لَم يَعلَم فَلَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الكَلبِ وَ الفَأرَةِ إِذَا أَكَلَا مِنَ الجُبُنّ أَوِ السّمنِ أَ يُؤكَلُ قَالَ يُطرَحُ مَا شَمّاهُ وَ يُؤكَلُ مَا بقَيَِ وَ سَأَلتُهُ عَن فَأرَةٍ أَو كَلبٍ شَرِبَ مِن سَمنٍ أَو زَيتٍ أَو لَبَنٍ أَ يَحِلّ أَكلُهُ قَالَ إِن كَانَ جَرّةً أَو نَحوَهَا فَلَا يَأكُلهُ وَ لَكِن يُنتَفَعُ بِهِ فِي سِرَاجٍ أَو غَيرِهِ وَ إِن كَانَ أَكثَرَ
صفحه : 262
مِن ذَلِكَ فَلَا بَأسَ بِأَكلِهِ إِلّا أَن يَكُونَ صَاحِبُهُ موسر[مُوسِراً]فَليُهَرِقهُ وَ لَا يَنتَفِعنَ بِهِ فِي شَيءٍ وَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ تَصَدّقَ عَلَي بَعضِ وُلدِهِ بِصَدَقَةٍ ثُمّ بَدَا لَهُ أَن يُدخِلَ فِيهَا غَيرَهُ مَعَ وُلدِهِ أَ يَصلُحُ ذَلِكَ لَهُ قَالَ يَصنَعُ الوَالِدُ بِمَالِ وَلَدِهِ مَا شَاءَ وَ الهِبَةُ مِنَ الوَالِدِ بِمَنزِلَةِ الصّدَقَةِ لِغَيرِهِ وَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلَينِ نَصرَانِيّينِ بَاعَ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ خِنزِيراً أَو خَمراً إِلَي أَجَلٍ مُسَمّي فَأَسلَمَا قَبلَ أَن يُقبَضَ الثّمَنُ هَل يَحِلّ لَهُ ثَمَنُهُ بَعدَ إِسلَامِهِ قَالَ إِنّمَا لَهُ الثّمَنُ فَلَا بَأسَ بِأَخذِهِ وَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ شَهِدَ عَلَيهِ ثَلَاثَةُ رِجَالٍ أَنّهُ زَنَي بِفُلَانَةَ وَ شَهِدَ الرّابِعُ أَنّهُ قَالَ لَا أدَريِ بِمَن زَنَي بِفُلَانَةَ أَو غَيرِهَا قَالَ مَا حَالُ الرّجُلِ إِن كَانَ أُحصِنَ أَو لَم يُحصَن لَم يُتِمّ الحَدِيثَ وَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ طَلّقَ قَبلَ أَن يَدخُلَ بِامرَأَتِهِ فَادّعَت أَنّهَا حَامِلٌ مِنهُ مَا حَالُهَا قَالَ إِن قَامَتِ البَيّنَةُ أَنّهُ أَرخَي سِتراً ثُمّ أَنكَرَ الوَلَدَ لَاعَنَهَا وَ بَانَت مِنهُ وَ عَلَيهِ المَهرُ كَامِلًا وَ سَأَلتُهُ عَنِ الخُبزِ أَ يَصلُحُ أَن يُطَيّنَ بِالسّمنِ قَالَ لَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَن فِرَاشِ اليهَوُديِّ أَ يُنَامُ عَلَيهِ قَالَ لَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَن ثِيَابِ النصّراَنيِّ وَ اليهَوُديِّ أَ يَصلُحُ أَن يصُلَيَّ فِيهِ المُسلِمُ قَالَ لَا وَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ قَذَفَ امرَأَتَهُ ثُمّ طَلّقَهَا ثُمّ طَلَبَت بَعدَ الطّلَاقِ قَذفَهُ إِيّاهَا قَالَ إِن أَقَرّ جُلِدَ وَ إِن كَانَت فِي عِدّةٍ لَاعَنَهَا وَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ مُسلِمٍ تَحتَهُ يَهُودِيّةٌ أَو نَصرَانِيّةٌ أَو أَمَةٌ نَفَي وَلَدَهَا وَ قَذَفَهَا هَل عَلَيهِ لِعَانٌ قَالَ لَا وَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ قَالَ لِأَمَتِهِ وَ أَرَادَ أَن يُعتِقَهَا وَ يَتَزَوّجَهَا أَعتَقتُكِ وَ جَعَلتُ عِتقَكِ صَدَاقَكِ قَالَ عَتَقَت وَ هيَِ بِالخِيَارِ إِن شَاءَت تَزَوّجَت وَ إِن شَاءَت فَلَا وَ إِن تَزَوّجَتهُ
صفحه : 263
فَليُعطِهَا شَيئاً وَ إِن قَالَ تَزَوّجتُكِ وَ جَعَلتُ مَهرَكِ عِتقَكِ جَازَ النّكَاحُ وَ إِن أَحَبّ يُعطِيهَا شَيئاً وَ سَأَلتُهُ عَن مُكَاتَبٍ بَينَ قَومٍ أَعتَقَ بَعضُهُم نَصِيبَهُ ثُمّ عَجَزَ المُكَاتَبُ بَعدَ ذَلِكَ مَا حَالُهُ قَالَ عَتَقَ بِمَا عَتَقَ مِنهُ وَ يُستَسعَي فِيمَا بقَيَِ وَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ كَاتَبَ مَملُوكَهُ وَ قَالَ بَعدَ مَا كَاتَبَهُ هَب لِي بَعضَ مكُاَتبَتَيِ وَ أُعَجّلُ بَعضَ مكُاَتبَتَيِ لَكَ مكَاَنيِ أَ يَحِلّ ذَلِكَ قَالَ إِذَا كَانَت هِبَةً فَلَا بَأسَ وَ إِن قَالَ حُطّ عنَيّ وَ أُعَجّلُ لَكَ فَلَا يَصلُحُ وَ سَأَلتُهُ عَن مُكَاتَبٍ أَدّي نِصفَ مُكَاتَبَتِهِ أَو بَعضَهَا ثُمّ مَاتَ وَ تَرَكَ وُلداً وَ مَالًا كَثِيراً مَا حَالُهُ قَالَ إِذَا أَدّي النّصفَ عَتَقَ وَ يُؤَدّي مُكَاتَبَتُهُ مِن مَالِهِ وَ مِيرَاثُهُ لِوُلدِهِ وَ سَأَلتُهُ عَنِ المُسلِمِ هَل يَصلُحُ لَهُ أَن يَأكُلَ مَعَ المجَوُسيِّ فِي قَصعَةٍ وَاحِدَةٍ وَ يَقعُدَ مَعَهُ عَلَي فِرَاشِهِ أَو فِي مَسجِدِهِ أَو يُصَافِحَهُ قَالَ لَا وَ سَأَلتُهُ عَنِ المُكَاتَبِ جَنَي جِنَايَةً عَلَي مَن هيَِ قَالَ هيَِ عَلَي المُكَاتَبِ وَ سَأَلتُهُ عَنِ المُكَاتَبِ عَلَيهِ فِطرَةُ رَمَضَانَ أَو عَلَي مَن كَاتَبَهُ أَ وَ تَجُوزُ شَهَادَتُهُ قَالَ الفِطرَةُ عَلَيهِ وَ لَا تَجُوزُ شَهَادَتُهُ وَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ أَعتَقَ نِصفَ مَملُوكِهِ وَ هُوَ صَحِيحٌ مَا حَالُهُ قَالَ يَعتِقُ النّصفُ وَ يَسعَي فِي النّصفِ الآخَرِ يُقَوّمُ قِيمَةَ عَدلٍ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ أَ يَصلُحُ لَهُ أَن يَلبَسَ الطّيلَسَانَ فِيهِ دِيبَاجٌ وَ البَرّكَانَ عَلَيهِ حَرِيرٌ قَالَ لَا وَ سَأَلتُهُ عَنِ الدّيبَاجِ أَ يَصلُحُ لِبَاسُهُ لِلنّاسِ قَالَ لَا وَ سَأَلتُهُ عَنِ الخَلَاخِيلِ أَ يَصلُحُ لُبسُهَا لِلنّسَاءِ وَ الصّبيَانِ قَالَ إِن كُنّ صُمّاً فَلَا بَأسَ وَ إِن يَكُن لَهَا صَوتٌ فَلَا
صفحه : 264
وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ أَ يَصلُحُ أَن يَركَبَ دَابّةً عَلَيهَا الجُلجُلُ قَالَ إِن كَانَ لَهُ صَوتٌ فَلَا وَ إِن كَانَ أَصَمّ فَلَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الفَأرَةِ تَمُوتُ فِي السّمنِ وَ العَسَلِ الجَامِدِ أَ يَصلُحُ أَكلُهُ قَالَ اطرَح مَا حَولَ مَكَانِهَا ألّذِي مَاتَت فِيهِ وَ كُل مَا بقَيَِ وَ لَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ المَاشِيَةِ تَكُونُ لِرَجُلٍ فَيَمُوتُ بَعضُهَا أَ يَصلُحُ لَهُ بَيعُ جُلُودِهَا وَ دِبَاغُهَا وَ يَلبَسَهَا قَالَ لَا وَ إِن لَبِسَهَا فَلَا يصُلَيّ فِيهَا وَ سَأَلتُهُ عَنِ الدّابّةِ أَ يَصلُحُ أَن يَضرِبَ وَجهَهَا أَو يَسِمَهَا بِالنّارِ قَالَ لَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ أَ يَصلُحُ أَن يَأخُذَ مِن لِحيَتِهِ قَالَ أَمّا مِن عَارِضَيهِ فَلَا بَأسَ وَ أَمّا مِن مُقَدّمِهِ فَلَا يَأخُذ وَ سَأَلتُهُ عَن أَخذِ الشّارِبَينِ أَ سُنّةٌ هُوَ قَالَ نَعَم وَ سَأَلتُهُ عَنِ النّثرِ لِلسّكّرِ فِي العُرسِ أَو غَيرِهِ أَ يَصلُحُ أَكلُهُ قَالَ يُكرَهُ أَكلُ مَا انتُهِبَ وَ سَأَلتُهُ عَن جَعلِ الآبِقِ وَ الضّالّةِ قَالَ لَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَن بَيعِ الوَلَاءِ يَحِلّ قَالَ لَا وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ هَل يَصلُحُ أَن يصُلَيَّ فِي مَسجِدٍ وَ حِيطَانُهُ كِوًي كُلّهُ قِبلَتُهُ وَ جَانِبَيهِ[جَانِبَاهُ] وَ امرَأَةٌ تصُلَيّ حِيَالَهُ يَرَاهَا وَ لَا تَرَاهُ قَالَ لَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ المَرأَةِ تَكُونُ فِي صَلَاتِهَا قَائِمَةً يبَكيِ ابنُهَا إِلَي جَنبِهَا هَل يَصلُحُ لَهَا أَن تَتَنَاوَلَهُ وَ تَحمِلَهُ وَ هيَِ قَائِمَةٌ قَالَ لَا تَحمِلُ وَ هيَِ قَائِمَةٌ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الأُضحِيّةِ قَالَ ضَحّ بِكَبشٍ أَملَحَ أَقرَنَ فَحلًا سَمِيناً فَإِن لَم تَجِد كَبشاً سَمِيناً فَمِن فُحُولَةِ المِعزَي وَ مَوجُوءٍ مِنَ الضّأنِ أَوِ المِعزَي فَإِن لَم تَجِد فَنَعجَةً مِنَ الضّأنِ سَمِينَةً وَ كَانَ عَلِيّ ع يَقُولُ ضَحّ بثِنَيِّ فَصَاعِداً وَ اشتَرِهِ سَلِيمَ الأُذُنَينِ وَ العَينَينِ وَ استَقبِلِ القِبلَةَ وَ قُل حِينَ تُرِيدُ أَن تَذبَحَوَجّهتُ وجَهيَِ للِذّيِ فَطَرَ
صفحه : 265
السّماواتِ وَ الأَرضَ حَنِيفاً
مُسلِماًوَ ما أَنَا مِنَ المُشرِكِينَإِنّ صلَاتيِ وَ نسُكُيِ وَ محَيايَ وَ ممَاتيِ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ وَ بِذلِكَ أُمِرتُ وَ أَنَا مِنَ المُسلِمِينَ أللّهُمّ مِنكَ وَ لَكَ أللّهُمّ تَقَبّل منِيّ بِسمِ اللّهِ ألّذِي لَا إِلَهَ إِلّا هُوَ وَ اللّهُ أَكبَرُ وَ صَلّي اللّهُ عَلَي مُحَمّدٍ وَ عَلَي أَهلِ بَيتِهِ ثُمّ كُل وَ أَطعِم وَ سَأَلتُهُ عَنِ التّكبِيرِ فِي أَيّامِ التّشرِيقِ قَالَ يَومَ النّحرِ صَلَاةَ الأُولَي إِلَي آخِرِ أَيّامِ التّشرِيقِ مِن صَلَاةِ العَصرِ يُكَبّرُ يَقُولُ اللّهُ أَكبَرُ اللّهُ أَكبَرُ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ اللّهُ أَكبَرُ وَ لِلّهِ الحَمدُ اللّهُ أَكبَرُ عَلَي مَا هَدَانَا اللّهُ أَكبَرُ عَلَي مَا رَزَقَنَا مِن بَهِيمَةِ الأَنعَامِ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَكُونُ لِوَلَدِهِ الجَارِيَةُ أَ يَطَؤُهَا قَالَ إِن أَحَبّ أَن يُقَوّمَهَا عَلَي نَفسِهِ قِيمَةً وَ يُشهِدَ شَاهِدَينِ عَلَي نَفسِهِ بِثَمَنِهَا فَيَطَؤُهَا إِن أَحَبّ وَ إِن كَانَ لِوَلَدِهِ مَالٌ وَ أَحَبّ أَن يَأخُذَ مِنهُ فَليَأخُذ وَ إِن كَانَتِ الأُمّ حَيّةً فَلَا أُحِبّ أَن تَأخُذَ مِنهُ شَيئاً إِلّا قَرضاً وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَذبَحُ عَلَي غَيرِ قِبلَةٍ قَالَ لَا بَأسَ إِذَا لَم يَتَعَمّد وَ إِن ذَبَحَ وَ لَم يُسَمّ فَلَا بَأسَ أَن يسُمَيَّ إِذَا ذَكَرَ بِسمِ اللّهِ عَلَي أَوّلِهِ وَ آخِرِهِ ثُمّ يَأكُلُ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الزّكَاةِ أَ يُعطَاهَا مَن لَهُ المِائَةُ قَالَ نَعَم وَ مَن لَهُ الدّارُ وَ العَبدُ فَإِنّ الدّارَ لَيسَ نَعُدّهَا مَالًا وَ سَأَلتُهُ عَنِ الحَائِضِ قَالَ يُشرَبُ مِن سُؤرِهَا وَ لَا يُتَوَضّأُ مِنهُ وَ سَأَلتُهُ عَنِ المَملُوكِ يُعطَي مِنَ الزّكَاةِ قَالَ لَا وَ سَأَلتُهُ عَنِ الصّرُورَةِ يُحِجّهُ الرّجُلُ مِنَ الزّكَاةِ قَالَ نَعَم وَ لَيسَ ينَبغَيِ لِأَهلِ مَكّةَ أَن يَمنَعَ الحَاجّ شَيئاً مِنَ الدّورِ يَنزِلُونَهَا وَ سَأَلتُهُ عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّاذكُرُوا اللّهَ كَثِيراً قَالَ قُلتُ مَن ذَكَرَ اللّهَ ماِئتَيَ مَرّةٍ أَ كَثِيرٌ هُوَ قَالَ نَعَم وَ سَأَلتُهُ عَنِ النّومِ بَعدَ الغَدَاةِ قَالَ لَا حَتّي تَطلُعَ الشّمسُ قَالَ وَ ذَكَرَ الخَاتَمَ قَالَ إِذَا اغتَسَلتَ فَحَوّلهُ مِن مَكَانِهِ وَ إِن نَسِيتَ حَتّي تَقُومَ فِي الصّلَاةِ فَلَا آمُرُكَ أَن تُعِيدَ الصّلَاةَ
صفحه : 266
وَ ذَكَرَ ذُو القَرنَينِ قُلتُ عَبداً كَانَ أَم مَلَكاً قَالَ عَبدٌ أَحَبّ اللّهَ فَأَحَبّهُ وَ نَصَحَ لِلّهِ فَنَصَحَهُ اللّهُ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الِاختِلَافِ فِي القَضَاءِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فِي أَشيَاءَ مِنَ المَعرُوفِ أَنّهُ لَم يَأمُر بِهَا وَ لَم يَنهَ عَنهَا إِلّا أَنّهُ نَهَي عَنهَا نَفسَهُ وَ وُلدَهُ فَقُلتُ كَيفَ يَكُونُ ذَلِكَ قَالَ أَحَلّتهَا آيَةٌ وَ حَرّمَتهَا آيَةٌ فَقُلتُ هَل يَصلُحُ إِلّا بِأَنّ إِحدَاهُمَا مَنسُوخَةٌ أَم هُمَا مُحكَمَتَانِ ينَبغَيِ أَن يُعمَلَ بِهِمَا قَالَ قَد بَيّنَ إِذ نَهَي نَفسَهُ وَ وُلدَهُ قُلتُ لَهُ فَمَا مَنَعَ أَن يُبَيّنَ لِلنّاسِ قَالَ خشَيَِ أَن لَا يُطَاعَ وَ لَو أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع ثَبَتَت قَدَمَاهُ أَقَامَ كِتَابَ اللّهِ كُلّهُ وَ الحَقّ كُلّهُ وَ صَلّي حَسَنٌ وَ حُسَينٌ وَرَاءَ مَروَانَ وَ نَحنُ نصُلَيّ مَعَهُم وَ سَأَلتُهُ عَمّن يرَويِ عَنكُم تَفسِيراً وَ ثَوَابَهُ عَن رَسُولِ اللّهِص فِي قَضَاءٍ أَو طَلَاقٍ أَو فِي شَيءٍ لَم نَسمَعهُ قَطّ مِن مَنَاسِكٍ أَو شِبهِهِ فِي غَيرِ أَن يسُمَيَّ لَكُم عَدُوّاً أَ وَ يَسَعُنَا أَن نَقُولَ فِي قَولِهِ اللّهُ أَعلَمُ إِن كَانَ مُحَمّدٌ يَقُولُونَهُ قَالَ لَا يَسَعُكُم حَتّي تَستَيقِنُوا وَ سَأَلتُهُ عَن نبَيِّ اللّهِ هَل كَانَ يَقُولُ عَلَي اللّهِ شَيئاً قَطّ أَو يَنطِقُ عَن هَوًي أَو يَتَكَلّفُ فَقَالَ لَا فَقُلتُ أَ رَأَيتَكَ قَولَهُ لعِلَيِّ ع مَن كُنتُ مَولَاهُ فعَلَيِّ مَولَاهُ اللّهُ أَمَرَهُ بِهِ قَالَ نَعَم قُلتُ فَأَبرَأُ إِلَي اللّهِ مِمّن أَنكَرَ ذَلِكَ مُنذُ يَومٍ أَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللّهِص قَالَ نَعَم قُلتُ هَل يُسَلّمُ النّاسُ حَتّي يَعرِفُوا ذَلِكَ قَالَ لَاإِلّا المُستَضعَفِينَ مِنَ الرّجالِ وَ النّساءِ وَ الوِلدانِ لا يَستَطِيعُونَ حِيلَةً وَ لا يَهتَدُونَ سَبِيلًا قُلتُ مَن هُوَ قَالَ أَ رَأَيتُم خَدَمَكُم وَ نِسَاءَكُم مِمّن لَا يَعرِفُ ذَلِكَ أَ تَقتُلُونَ خَدَمَكُم وَ هُم مَقرُونٌ لَكُم وَ قَالَ مَن عُرِضَ عَلَيهِ ذَلِكَ فَأَنكَرَهُ فَأَبعَدَهُ اللّهُ وَ أَسحَقَهُ لَا خَيرَ فِيهِ
صفحه : 267
وَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ يَقُولُ إِنِ اشتَرَيتُ فُلَاناً فَهُوَ حُرّ وَ إِنِ اشتَرَيتُ هَذَا الثّوبَ فَهُوَ صَدَقَةٌ وَ إِن نَكَحتُ فهَيَِ طَلَاقٌ قَالَ لَيسَ ذَلِكَ بشِيَءٍ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يُطَلّقُ امرَأَتَهُ فِي غَيرِ عِدّةٍ فَقَالَ إِنّ ابنَ عُمَرَ طَلّقَ امرَأَتَهُ عَلَي عَهدِ رَسُولِ اللّهِص وَ هيَِ حَائِضٌ فَأَمَرَهُ رَسُولُ اللّهِص أَن يُرَاجِعَهَا وَ لَم يَحسُب تِلكَ التّطلِيقَةَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَقُولُ لِامرَأَتِهِ أَنتِ عَلَيّ حَرَامٌ قَالَ هيَِ يَمِينٌ يُكَفّرُهَا قَالَ اللّهُ تَعَالَي لِمُحَمّدٍص يا أَيّهَا النّبِيّ لِمَ تُحَرّمُ ما أَحَلّ اللّهُ لَكَ تبَتغَيِ مَرضاتَ أَزواجِكَ وَ اللّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ قَد فَرَضَ اللّهُ لَكُم تَحِلّةَ أَيمانِكُم وَ اللّهُ مَولاكُمفَجَعَلَهَا يَمِيناً فَكَفّرَهَا نبَيِّ اللّهِص وَ سَأَلتُهُ بِمَا يُكَفّرُ يَمِينَهُ قَالَ إِطعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ فَقُلتُ كَم إِطعَامُ كُلّ مِسكِينٍ فَقَالَ مُدّ مُدّ وَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ أَكَلَ رِبًا لَا يَرَي إِلّا أَنّهُ حَلَالٌ قَالَ لَا يَضُرّهُ حَتّي يُصِيبَهُ مُتَعَمّداً فَهُوَ رِباً وَ سَأَلتُهُ عَن هَذِهِ الآيَةِأَو كِسوَتُهُملِلمَسَاكِينِ قَالَ ثَوبٌ يوُاَريِ بِهِ عَورَتَهُ وَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ يَقُولُ عَلَيّ نَذرٌ وَ لَا يسُمَيّ شَيئاً قَالَ لَيسَ بشِيَءٍ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الصّيَامِ فِي الحَضَرِ قَالَ ثَلَاثَةُ أَيّامٍ فِي كُلّ شَهرٍ الخَمِيسُ فِي جُمعَةٍ وَ الأَربِعَاءُ فِي جُمعَةٍ وَ الخَمِيسُ فِي جُمعَةٍ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَمُوتُ وَ لَهُ أُمّ وَلَدٍ وَ لَهُ مَعَهَا وَلَدٌ أَ يَصلُحُ لِلرّجُلِ أَن يَتَزَوّجَهَا قَالَ أُخبِرُكَ مَا أَوصَي عَلِيّ ع فِي أُمّهَاتِ الأَولَادِ قُلتُ نَعَم قَالَ إِنّ عَلِيّاً أَوصَي أَيّمَا امرَأَةٍ مِنهُنّ كَانَ لَهَا وَلَدٌ فهَيَِ مِن نَصِيبِ وَلَدِهَا وَ سَأَلتُهُ عَن كَسبِ الحَجّامِ قَالَ إِنّ رَجُلًا أَتَي رَسُولَ اللّهِص يَسأَلُهُ عَنهُ فَقَالَ لَهُ هَل لَكَ نَاضِحٌ قَالَ نَعَم قَالَ اعلِفهُ إِيّاهُ
صفحه : 268
وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَتَعَمّدُ الغِنَاءَ يُجلَسُ إِلَيهِ قَالَ لَا وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَتَصَدّقُ عَلَي وُلدِهِ أَ يَصلُحُ لَهُ أَن يَرُدّهَا قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص ألّذِي يَتَصَدّقُ بِصَدَقَةٍ ثُمّ يَرجِعُ فِيهَا مِثلُ ألّذِي يقَيِءُ ثُمّ يَرجِعُ فِي قَيئِهِ وَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ يَمُرّ عَلَي ثَمَرَةٍ فَيَأكُلُ مِنهَا قَالَ نَعَم قَد نَهَي رَسُولُ اللّهِص أَن تُستَرَ الحِيطَانُ بِرَفعِ بِنَائِهَا وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يُعطَي الأَرضَ عَلَي أَن يَعمُرَهَا وَ يكَريَِ أَنهَارَهَا بشِيَءٍ مَعلُومٍ قَالَ لَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَن أَهلِ الأَرضِ أَ يَأكُلُ فِي إِنَائِهِم إِذَا كَانُوا يَأكُلُونَ المَيتَةَ وَ الخِنزِيرَ قَالَ لَا وَ لَا فِي آنِيَةِ الذّهَبِ وَ الفِضّةِ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الكَبَائِرِ التّيِ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّإِن تَجتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنهَونَ عَنهُ قَالَ التّيِ أَوجَبَ اللّهُ عَلَيهَا النّارَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَصرِمُ أَخَاهُ وَ ذَا قَرَابَتِهِ مِمّن لَا يَعرِفُ الوَلَايَةَ قَالَ إِن لَم يَكُن عَلَيهِ طَلَاقٌ أَو عِتقٌ فَليُكَلّمهُ وَ سَأَلتُهُ عَمّن يَرَي هِلَالَ شَهرِ رَمَضَانَ وَحدَهُ لَا يُبصِرُهُ غَيرُهُ أَ لَهُ أَن يَصُومَ قَالَ إِذَا لَم يَشُكّ فِيهِ فَليَصُم وَحدَهُ وَ يَصُومُ مَعَ النّاسِ إِذَا صَامُوا وَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ طَافَ فَذَكَرَ أَنّهُ عَلَي غَيرِ وُضُوءٍ فَكَيفَ يَصنَعُ قَالَ يَقطَعُ طَوَافَهُ وَ لَا يَعتَدّ بِمَا طَافَ وَ عَلَيهِ الوُضُوءُ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ أَ يَصلُحُ أَن يَلمِسَ وَ يُقَبّلَ وَ هُوَ يقَضيِ شَهرَ رَمَضَانَ قَالَ لَا وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يمَشيِ فِي العَذَرَةِ وَ هيَِ يَابِسَةٌ فَتُصِيبُ ثِيَابَهُ أَو رِجلَهُ أَ يَصلُحُ لَهُ أَن يَدخُلَ المَسجِدَ فيَصُلَيَّ وَ لَم يَغسِل مَا أَصَابَهُ قَالَ إِذَا كَانَ يَابِساً فَلَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يُؤَذّنُ أَو يُقِيمُ وَ هُوَ عَلَي غَيرِ وُضُوءٍ أَ يُجزِيهِ ذَلِكَ قَالَ أَمّا
صفحه : 269
الأَذَانُ فَلَا بَأسَ وَ أَمّا الإِقَامَةُ فَلَا يُقِيمُ إِلّا عَلَي وُضُوءٍ قُلتُ فَإِن أَقَامَ وَ هُوَ عَلَي غَيرِ وُضُوءٍ أَ يصُلَيّ بِإِقَامَتِهِ قَالَ لَا وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَكسِرُ بَيضَ الحَمَامِ أَو بَعضَهُ وَ فِي البَيضِ فِرَاخٌ تَتَحَرّكُ مَا عَلَيهِ قَالَ يَتَصَدّقُ عَمّا تَحَرّكَ مِنهُ بِشَاةٍ يَتَصَدّقُ بِلَحمِهَا إِذَا كَانَ مُحرِماً وَ إِن لَم يَتَحَرّكِ الفِرَاخُ تَصَدّقَ بِثَمَنِهِ دَرَاهِمَ أَو شِبهَهُ أَوِ اشتَرَي بِهِ عَلَفاً لِحَمَامِ الحَرَمِ وَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ أَصَابَ بَيضَ نَعَامٍ فِيهِ فِرَاخٌ قَد تَحَرّكَت مَا عَلَيهِ قَالَ لِكُلّ فَرخٍ بَعِيرٌ يَنحَرُهُ بِالمَنحَرِ وَ سَأَلتُهُ عَنِ النّضُوحِ يُجعَلُ فِيهِ النّبِيذُ أَ يَصلُحُ لِلمَرأَةِ أَن تصُلَيَّ وَ هُوَ عَلَي رَأسِهَا قَالَ لَا حَتّي تَغتَسِلَ مِنهُ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الكُحلِ يَصلُحُ أَن يُعجَنَ بِالنّبِيذِ قَالَ لَا وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَلبَسُ الثّوبَ المُشبَعَ بِالعُصفُرِ قَالَ إِذَا لَم يَكُن فِيهِ طِيبٌ فَلَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ المَرأَةِ وَ هيَِ مُختَضِبَةٌ بِالحِنّاءِ وَ الوَسِمَةِ قَالَ إِذَا بَرَزَ الفَمُ وَ المَنخِرُ فَلَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ لَبِسَ فِرَاءَ الثّعَالِبِ وَ السّنَانِيرِ قَالَ لَا بَأسَ وَ لَا يصُلَيّ فِيهِ وَ سَأَلتُهُ عَن لُبسِ السّمّورِ وَ السّنجَابِ وَ الفَنَكِ وَ القَاقُمِ قَالَ لَا بَأسَ وَ لَا يُصَلّي إِلّا أَن يَكُونَ ذَكِيّاً وَ سَأَلتُهُ عَنِ الإِقرَانِ بَينَ التّينِ وَ التّمرِ وَ سَائِرِ الفَوَاكِهِ أَ يَصلُحُ قَالَ نَهَي رَسُولُ اللّهِص عَنِ الإِقرَانِ فَإِن كُنتَ وَحدَكَ فَكُل مَا أَحبَبتَ وَ إِن كُنتَ مَعَ قَومٍ فَلَا تُقرِن إِلّا بِإِذنِهِم
صفحه : 270
وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَقعُدُ فِي المَسجِدِ وَ رِجلُهُ خَارِجٌ مِنهُ أَوِ انتَقَلَ مِنَ المَسجِدِ وَ هُوَ فِي صَلَاتِهِ أَ يَصلُحُ لَهُ قَالَ لَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الفِضّةِ فِي الخِوَانِ وَ الصّحفَةِ وَ السّيفِ وَ المِنطَقَةِ وَ بِالسّرجِ أَوِ اللّجَامِ يُبَاعُ بِدَرَاهِمَ أَقَلّ مِنَ الفِضّةِ أَو أَكثَرَ يَحِلّ قَالَ يَبِيعُ الفِضّةَ بِدَنَانِيرَ وَ مَا سِوَي ذَلِكَ بِدَرَاهِمَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ السّرجِ وَ اللّجَامِ فِيهِ الفِضّةُ أَ يُركَبُ بِهِ قَالَ إِن كَانَ مُمَوّهاً لَا تَقدِرُ أَن تَنزِعَ مِنهُ شَيئاً فَلَا بَأسَ وَ إِلّا فَلَا تَركَب بِهِ وَ سَأَلتُهُ عَنِ السّيفِ يُعَلّقُ فِي المَسجِدِ قَالَ أَمّا فِي القِبلَةِ فَلَا وَ أَمّا فِي جَانِبِهِ فَلَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَن أَلبَانِ الأُتُنِ أَ يُشرَبُ لِدَوَاءٍ أَو يُجعَلُ لِدَوَاءٍ قَالَ لَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الشّربِ فِي الإِنَاءِ يُشرَبُ فِيهِ الخَمرُ قَدَحَ عِيدَانٍ أَو بَاطِيَةٍ أَ يُشرَبُ فِيهِ قَالَ إِذَا غُسِلَ فَلَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَغتَسِلُ فِي المَكَانِ مِنَ الجَنَابَةِ أَو يَبُولُ ثُمّ يَجِفّ أَ يَصلُحُ لَهُ أَن يَفتَرِشَ قَالَ نَعَم إِذَا كَانَ جَافّاً وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَمُرّ بِالمَكَانِ فِيهِ العَذِرَةُ فَتَهُبّ الرّيحُ فتَسَفيِ عَلَيهِ مِنَ العَذِرَةِ فَيُصِيبُ ثَوبَهُ وَ رَأسَهُ أَ وَ يصُلَيّ قَبلَ أَن يَغسِلَهُ قَالَ نَعَم يَنفُضُهُ وَ يصُلَيّ فَلَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الخَمرِ يَكُونُ أَوّلُهُ خَمراً ثُمّ يَصِيرُ خَلّا أَ يُؤكَلُ قَالَ نَعَم إِذَا ذَهَبَ سُكرُهُ فَلَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَن حُبّ الخَمرِ أَ يُجعَلُ فِيهِ الخَلّ وَ الزّيتُونُ أَو شِبهُهُ قَالَ إِذَا غُسِلَ فَلَا بَأسَ
صفحه : 271
وَ سَأَلتُهُ عَنِ العَقِيقَةِ عَنِ الغُلَامِ وَ الجَارِيَةِ مَا هيَِ قَالَ سَوَاءٌ كَبشٌ كَبشٌ وَ يَحلِقُ رَأسَهُ فِي السّابِعِ وَ يَتَصَدّقُ بِوَزنِهِ ذَهَباً أَو فِضّةً فَإِن لَم يَجِد رَفَعَ الشّعرَ أَو عَرَفَ وَزنَهُ فَإِذَا أَيسَرَ تَصَدّقَ بِوَزنِهِ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَدعُو وَ حَولَهُ إِخوَانُهُ يَجِبُ عَلَيهِم أَن يُؤَمّنُوا قَالَ إِن شَاءُوا فَعَلُوا وَ إِن شَاءُوا سَكَتُوا فَإِن دَعَا بِحَقّ وَ قَالَ لَهُم أَمّنُوا وَجَبَ عَلَيهِم أَن يَفعَلُوا وَ سَأَلتُهُ عَنِ الغِنَاءِ أَ يَصلُحُ فِي الفِطرِ وَ الأَضحَي وَ الفَرَحِ قَالَ لَا بَأسَ مَا لَم يَزمُر بِهِ وَ سَأَلتُهُ عَن شَارِبِ الخَمرِ مَا حَالُهُ إِذَا سَكِرَ مِنهَا قَالَ مَن شَرِبَ الخَمرَ فَمَاتَ بَعدَهُ بِأَربَعِينَ يَوماً لقَيَِ اللّهَ كَعَابِدِ وَثَنٍ وَ سَأَلتُهُ عَنِ النّوحِ عَلَي المَيّتِ أَ يَصلُحُ قَالَ يُكرَهُ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الشّعرِ أَ يَصلُحُ أَن يُنشَدَ فِي المَسجِدِ قَالَ لَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الضّالّةِ أَ يَصلُحُ أَن تُنشَدَ فِي المَسجِدِ قَالَ لَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَن فِطرَةِ شَهرِ رَمَضَانَ عَلَي كُلّ إِنسَانٍ هيَِ أَم عَلَي مَن صَامَ وَ عَرَفَ الصّلَاةَ قَالَ كُلّ صَغِيرٍ وَ كَبِيرٍ مِمّن يَعُولُ وَ سَأَلتُهُ عَن قَتلِ النّملَةِ أَ يَصلُحُ قَالَ لَا تَقتُلهَا إِلّا أَن تُؤذِيَكَ وَ سَأَلتُهُ عَن قَتلِ الهُدهُدِ قَالَ لَا تُؤذِيهِ وَ لَا تَذبَحهُ فَنِعمَ الطّيرُ هُوَ وَ سَأَلتُهُ عَمّن تَرَكَ قِرَاءَةَ أُمّ القُرآنِ مَا حَالُهُ قَالَ إِن كَانَ مُتَعَمّداً فَلَا صَلَاةَ لَهُ وَ إِن كَانَ نسَيَِ فَلَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَن الضّبّ وَ اليَربُوعِ أَ يَحِلّ أَكلُهُ قَالَ لَا وَ سَأَلتُهُ عَمّن كَانَ عَلَيهِ يَومَانِ مِن شَهرِ رَمَضَانَ كَيفَ يَقضِيهِمَا قَالَ يَفصِلُ بَينَهُمَا بِيَومٍ وَ إِن كَانَ أَكثَرَ مِن ذَلِكَ فَلَا يَقضِيهِ إِلّا مُتَوَالِياً
صفحه : 272
وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يُلَاعِبُ المَرأَةَ أَو يُجَرّدُهَا أَو يُقَبّلُهَا فَيَخرُجُ مِنهُ الشيّءُ مَا عَلَيهِ قَالَ إِن جَاءَتِ الشّهوَةُ وَ خَرَجَ بِدَفقٍ وَ فَتَرَ لِخُرُوجِهِ فَعَلَيهِ الغُسلُ وَ إِن كَانَ إِنّمَا هُوَ شَيءٌ لَا يَجِدَ لَهُ شَهوَةً وَ لَا فَترَةً لَا غُسلَ عَلَيهِ وَ يَتَوَضّأُ لِلصّلَاةِ وَ سَأَلتُهُ عَنِ المَرأَةِ أَ لَهَا أَن تعُطيَِ مِن بَيتِ زَوجِهَا شَيئاً بِغَيرِ إِذنِهِ قَالَ لَا إِلّا أَن يُحَلّلَهَا وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَطرِفُ بَعدَ الفَجرِ أَ يصُلَيّ الرّكعَتَينِ خَارِجاً مِنَ المَسجِدِ قَالَ يصُلَيّ فِي مَكّةَ لَا يَخرُجُ مِنهَا إِلّا أَن يَنسَي فَيَخرُجُ فيَصُلَيّ فَإِذَا رَجَعَ إِلَي المَسجِدِ فَليُصَلّ أَيّ سَاعَةٍ شَاءَ ركَعتَيَ ذَلِكَ الطّوَافِ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَطُوفُ الأُسبُوعَ وَ لَا يصُلَيّ رَكعَتَيهِ حَتّي يَبدُوَ لَهُ أَن يَطُوفَ أُسبُوعاً هَل يَصلُحُ ذَلِكَ قَالَ لَا حَتّي يصُلَيَّ ركَعتَيَِ الأُسبُوعِ الأَوّلِ ثُمّ ليَطُف إِن شَاءَ مَا أَحَبّ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ هَل يَصلُحُ لَهُ أَن يَقِفَ بِعَرَفَاتٍ عَلَي غَيرِ وُضُوءٍ قَالَ لَا يَصلُحُ لَهُ إِلّا وَ هُوَ عَلَي وُضُوءٍ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ هَل يَصلُحُ أَن يَقِفَ عَلَي شَيءٍ مِنَ المَشَاعِرِ وَ هُوَ عَلَي غَيرِ وُضُوءٍ قَالَ لَا يَصلُحُ إِلّا عَلَي وُضُوءٍ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ هَل يَصلُحُ أَن يقَضيَِ شَيئاً مِنَ المَنَاسِكِ وَ هُوَ عَلَي غَيرِ وُضُوءٍ قَالَ لَا يَصلُحُ إِلّا عَلَي وُضُوءٍ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَكُونُ لَهُ الثّوبُ قَد أَصَابَتهُ الجَنَابَةُ فَلَم يَغسِلهُ هَل يَصلُحُ النّومُ فِيهِ قَالَ يُكرَهُ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَعرَقُ فِي الثّوبِ يَعلَمُ أَنّ فِيهِ جَنَابَةً كَيفَ يَصنَعُ هَل يَصلُحُ لَهُ أَن يصُلَيَّ قَبلَ أَن يَغسِلَ قَالَ إِذَا عَلِمَ أَنّهُ إِذَا عَرِقَ أَصَابَ جَسَدَهُ مِن تِلكَ الجَنَابَةِ التّيِ فِي الثّوبِ فَليَغسِل مَا أَصَابَ جَسَدَهُ مِن ذَلِكَ وَ إِن عَلِمَ أَنّهُ قَد أَصَابَ جَسَدَهُ وَ لَم يَعرِف مَكَانَهُ فَليَغسِل جَسَدَهُ كُلّهُ
صفحه : 273
وَ سَأَلتُهُ عَنِ القُعُودِ فِي العِيدَينِ وَ الجُمُعَةِ وَ الإِمَامُ يَخطُبُ كَيفَ هُوَ أَ يَستَقبِلُ الإِمَامَ أَوِ القِبلَةَ قَالَ يَستَقبِلُ الإِمَامَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ العَجُوزِ وَ العَاتِقِ هَل عَلَيهِمَا مِنَ التّزَيّنِ وَ التّطَيّبِ فِي الجُمُعَةِ وَ العِيدَينِ مَا عَلَي الرّجَالِ قَالَ نَعَم وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَسهُو فيَبَنيِ عَلَي مَا ظَنّ كَيفَ يَصنَعُ أَ يَفتَحُ الصّلَاةَ أَو يَقُومُ فَيُكَبّرُ وَ يَقرَأُ وَ هَل عَلَيهِ أَذَانٌ وَ إِقَامَةٌ وَ إِن كَانَ قَد سَهَا فِي الرّكعَتَينِ الأُخرَاوَينِ وَ قَد فَرَغَ مِن قِرَاءَتِهِ هَل عَلَيهِ أَن يُسَبّحَ أَو يُكَبّرَ قَالَ يبَنيِ عَلَي مَا كَانَ صَلّي إِن كَانَ فَرَغَ مِنَ القِرَاءَةِ فَلَيسَ عَلَيهِ قِرَاءَةٌ وَ لَيسَ عَلَيهِ أَذَانٌ وَ لَا إِقَامَةٌ وَ لَا سَهوَ عَلَيهِ وَ سَأَلتُهُ عَنِ التّكبِيرِ أَيّامَ التّشرِيقِ هَل تُرفَعُ فِيهِ الأيَديِ أَم لَا قَالَ تَرفَعُ يَدَكَ شَيئاً أَو تُحَرّكُهَا وَ سَأَلتُهُ عَنِ التّكبِيرِ أَيّامَ التّشرِيقِ أَ وَاجِبٌ هُوَ قَالَ يُستَحَبّ فَإِن نَسِيَهُ فَلَيسَ عَلَيهِ شَيءٌ وَ سَأَلتُهُ عَنِ النّسَاءِ هَل عَلَيهِنّ التّكبِيرُ أَيّامَ التّشرِيقِ قَالَ نَعَم وَ لَا يَجهَرنَ بِهِ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَدخُلُ مَعَ الإِمَامِ وَ قَد سَبَقَهُ بِرَكعَةٍ فَيُكَبّرُ الإِمَامُ إِذَا سَلّمَ أَيّامَ التّشرِيقِ كَيفَ يَصنَعُ الرّجُلُ قَالَ يَقُومُ فيَقَضيِ مَا فَاتَهُ مِنَ الصّلَاةِ فَإِذَا فَرَغَ كَبّرَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يصُلَيّ وَحدَهُ أَيّامَ التّشرِيقِ هَل عَلَيهِ تَكبِيرٌ قَالَ نَعَم وَ إِن نَسِيَهُ فَلَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ القَولِ أَيّامَ التّشرِيقِ مَا هُوَ قَالَ يَقُولُ اللّهُ أَكبَرُ اللّهُ أَكبَرُ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ اللّهُ أَكبَرُ وَ لِلّهِ الحَمدُ اللّهُ أَكبَرُ عَلَي مَا هَدَانَا اللّهُ أَكبَرُ عَلَي مَا رَزَقَنَا مِن بَهِيمَةِ الأَنعَامِ وَ سَأَلتُهُ عَنِ النّوَافِلِ أَيّامَ التّشرِيقِ هَل فِيهَا تَكبِيرٌ قَالَ نَعَم وَ إِن نسَيَِ فَلَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَسمَعُ الأَذَانَ فيَصُلَيّ الفَجرَ وَ لَا يدَريِ طَلَعَ الفَجرُ أَم لَا وَ لَا
صفحه : 274
يَعرِفُهُ غَيرَ أَنّهُ يَظُنّ أَنّهُ لِمَكَانِ الأَذَانِ قَد طَلَعَ هَل يُجزِيهِ ذَلِكَ قَالَ لَا يُجزِيهِ حَتّي يَعلَمَ أَنّهُ قَد طَلَعَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ المُسلِمِ العَارِفِ يَدخُلُ بَيتَ أَخِيهِ فَيَسقِيهِ النّبِيذَ أَو شَرَاباً لَا يَعرِفُهُ هَل يَصلُحُ لَهُ شُربُهُ مِن غَيرِ أَن يَسأَلَهُ عَنهُ قَالَ إِذَا كَانَ مُسلِماً عَارِفاً فَاشرَب مَا أَتَاكَ بِهِ إِلّا أَن تُنكِرَهُ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ هَل يَصلُحُ لَهُ أَن يَتَخَتّمَ بِالذّهَبِ قَالَ لَا وَ سَأَلتُهُ عَنِ اللّعِبِ بِأَربَعَةَ عَشَرَ وَ شِبهِهَا قَالَ لَا تُستَحَبّ شَيئاً مِنَ اللّعِبِ غَيرَ الرّهَانِ وَ الرمّيِ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَفتَتِحُ السّورَةَ فَيَقرَأُ بَعضَهَا ثُمّ يُخطِئُ فَيَأخُذُ فِي غَيرِهَا حَتّي يَختِمَهَا ثُمّ يَعلَمُ أَنّهُ قَد أَخطَأَ هَل لَهُ أَن يَرجِعَ فِي ألّذِي افتَتَحَ وَ إِن كَانَ قَد رَكَعَ وَ سَجَدَ قَالَ إِن كَانَ لَم يَركَع فَليَرجِع إِن أَحَبّ وَ إِن رَكَعَ فَليَمضِ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الأُضحِيّةِ يُخطِئُ ألّذِي يَذبَحُهَا فيَسُمَيّ غَيرَ صَاحِبِهَا هَل تجُزيِ صَاحِبَ الأُضحِيّةِ قَالَ نَعَم إِنّمَا لَهُ مَا نَوَي وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يشَترَيِ الأُضحِيّةَ عَورَاءَ وَ لَا يَعلَمُ إِلّا بَعدَ شِرَائِهَا هَل تجُزيِ عَنهُ قَالَ نَعَم إِلّا أَن يَكُونَ هَدياً فَإِنّهُ لَا يَجُوزُ نَاقِصُ الهدَيِ وَ سَأَلتُهُ عَن قَومٍ فِي سَفِينَةٍ لَا يَقدِرُونَ أَن يَخرُجُوا إِلّا إِلَي الطّينِ وَ مَاءٍ هَل يَصلُحُ لَهُم أَن يُصَلّوا الفَرِيضَةَ فِي السّفِينَةِ قَالَ نَعَم وَ سَأَلتُهُ عَن قَومٍ صَلّوا جَمَاعَةً فِي سَفِينَةٍ أَينَ يَقُومُ الإِمَامُ وَ إِن كَانَ مَعَهُ نِسَاءٌ كَيفَ يَصنَعُونَ أَ قِيَاماً يُصَلّونَ أَو جُلُوساً قَالَ يُصَلّونَ قِيَاماً فَإِن لَم يَقدِرُوا عَلَي القِيَامِ صَلّوا جُلُوساً وَ يَقُومُ الإِمَامُ أَمَامَهُم وَ النّسَاءُ خَلفَهُم فَإِن ضَاقَتِ السّفِينَةُ قَعَدنَ النّسَاءُ وَ صَلّي الرّجَالُ وَ لَا بَأسَ أَن تَكُونَ النّسَاءُ بِحِيَالِهِم وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يُخطِئُ فِي التّشَهّدِ وَ القُنُوتِ هَل يَصلُحُ أَن يُرَدّدَهُ حَتّي يَذكُرَهُ أَو يُنصِتُ سَاعَةً وَ يَتَذَكّرُ قَالَ لَا بَأسَ أَن يَتَرَدّدَ وَ يُنصِتَ سَاعَةً حَتّي يَذكُرَ وَ لَيسَ فِي القُنُوتِ سَهوٌ كَمَا فِي التّشَهّدِ
صفحه : 275
وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يُخطِئُ فِي قِرَاءَتِهِ هَل لَهُ أَن يُنصِتَ سَاعَةً وَ يَتَذَكّرَ قَالَ لَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ أَرَادَ سُورَةً فَقَرَأَ غَيرَهَا هَل يَصلُحُ لَهُ بَعدَ أَن يَقرَأَ نِصفَهَا أَن يَرجِعَهَا إِلَي التّيِ أَرَادَ قَالَ نَعَم مَا لَم تَكُن قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ وَ قُل يَا أَيّهَا الكَافِرُونَ وَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ قَرَأَ سُورَةً وَاحِدَةً فِي رَكعَتَينِ مِنَ الفَرِيضَةِ وَ هُوَ يُحسِنُ غَيرَهَا وَ إِن فَعَلَ فَمَا عَلَيهِ قَالَ إِذَا أَحسَنَ غَيرَهَا فَلَا يَفعَلُ وَ إِن لَم يُحسِن غَيرَهَا فَلَا بَأسَ وَ إِن فَعَلَ فَلَا شَيءَ عَلَيهِ وَ لَكِن لَا يَعُودُ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَقُومُ فِي صَلَاتِهِ هَل يَصلُحُ لَهُ أَن يُقَدّمَ رِجلًا وَ يُؤَخّرَ أُخرَي مِن غَيرِ مَرَضٍ وَ لَا عِلّةٍ قَالَ لَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَكُونُ فِي صَلَاةٍ فَرِيضَةٍ فَيَقُومُ فِي الرّكعَتَينِ الأُولَيَينِ هَل يَصلُحُ لَهُ أَن يَتَنَاوَلَ جَانِبَ المَسجِدِ فَيَنهَضَ يَستَعِينُ بِهِ عَلَي القِيَامِ مِن غَيرِ ضَعفٍ وَ لَا عِلّةٍ قَالَ لَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ المُتَمَتّعِ يَقدَمُ يَومَ التّروِيَةِ قَبلَ الزّوَالِ كَيفَ يَصنَعُ قَالَ يَطُوفُ وَ يُحِلّ فَإِذَا صَلّي الظّهرَ أَحرَمَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يُصِيبُ اللّقَطَةَ دَرَاهِمَ أَو ثَوباً أَو دَابّةً كَيفَ يَصنَعُ قَالَ يُعَرّفُهَا سَنَةً فَإِن لَم يُعَرّفهَا جَعَلَ فِي عَرضِ مَالِهِ حَتّي يجَيِءَ طَالِبُهَا فَيُعطِيَهُ إِيّاهَا وَ إِن مَاتَ أَوصَي بِهَا وَ هُوَ لَهَا ضَامِنٌ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يُصِيبُ اللّقَطَةَ فَيُعَرّفُهَا سَنَةً ثُمّ يَتَصَدّقُ بِهَا ثُمّ يَأتِيهِ صَاحِبُهَا مَا حَالُ ألّذِي تَصَدّقَ بِهَا وَ لِمَنِ الأَجرُ قَالَ عَلَيهِ أَن يَرُدّهَا عَلَي صَاحِبِهَا أَو قِيمَتَهَا قَالَ هُوَ ضَامِنٌ لَهَا وَ الأَجرُ لَهُ إِلّا أَن يَرضَي صَاحِبُهَا فَيَدَعَهَا وَ لَهُ أَجرُهُ وَ سَأَلتُهُ عَنِ المَرأَةِ تَكُونُ فِي صَلَاةٍ فَرِيضَةٍ وَ وَلَدُهَا إِلَي جَنبِهَا فيَبَكيِ وَ هيَِ قَاعِدَةٌ هَل يَصلُحُ لَهَا أَن تُنَاوِلَهُ فَتُقعِدَهُ فِي حَجرِهَا تُسكِنُهُ أَو تُرضِعُهُ قَالَ لَا بَأسَ
صفحه : 276
وَ سَأَلتُهُ عَنِ المَرأَةِ تَكُونُ بِهَا الجُرُوحُ فِي فَخِذِهَا أَو بَطنِهَا أَو عَضُدِهَا هَل يَصلُحُ لِلرّجُلِ أَن يَنظُرَ إِلَيهِ يُعَالِجَهُ قَالَ لَا وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَكُونُ بِبَطنِ فَخِذِهِ أَو أَليَتِهِ جُرحٌ هَل يَصلُحُ لِلمَرأَةِ أَن تَنظُرَ إِلَيهِ وَ تُدَاوِيَهُ قَالَ إِذَا لَم تَكُن عَورَةً فَلَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الدّقِيقِ يَقَعُ فِيهِ خُرءُ الفَأرِ هَل يَصلُحُ أَكلُهُ إِذَا عُجِنَ مَعَ الدّقِيقِ قَالَ إِذَا لَم يَعرِفهُ فَلَا بَأسَ فَإِذَا عَرَفَهُ فَليَطرَحهُ مِنَ الدّقِيقِ وَ سَأَلتُهُ عَن جُلُودِ الأضَاَحيِّ هَل يَصلُحُ لِمَن ضَحّي بِهَا أَن يَجعَلَهَا جِرَاباً قَالَ لَا يَصلُحُ أَن يَجعَلَهَا جِرَاباً إِلّا أَن يَتَصَدّقَ بِقِيمَتِهِ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَكُونُ عَلَي المُصَلّي أَو عَلَي الحَصِيرِ فَيَسجُدُ فَيَقَعُ كَفّهُ عَلَي المُصَلّي أَو أَطرَافُ أَصَابِعِهِ وَ بَعضُ كَفّهِ خَارِجٌ عَنِ المُصَلّي عَلَي الأَرضِ قَالَ لَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَقرَأُ فِي الفَرِيضَةِ بِفَاتِحَةِ الكِتَابِ وَ بِسُورَةٍ فِي النّفَسِ الوَاحِدِ هَل يَصلُحُ ذَلِكَ لَهُ وَ مَا عَلَيهِ إِن فَعَلَ قَالَ إِن شَاءَ قَرَأَ فِي نَفَسٍ وَاحِدٍ وَ إِن شَاءَ أَكثَرَ فَلَا شَيءَ عَلَيهِ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَكُونُ فِي صَلَاةٍ فَيَسمَعُ الكَلَامَ أَو غَيرَهُ فَيُنصِتُ وَ يَستَمِعُ مَا عَلَيهِ إِن فَعَلَ ذَلِكَ قَالَ هُوَ نَقصٌ فِي الصّلَاةِ وَ لَيسَ عَلَيهِ شَيءٌ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَقرَأُ فِي صَلَاتِهِ هَل يُجزِيهِ أَن لَا يَخرُجَ وَ أَن يَتَوَهّمَ تَوَهّماً قَالَ لَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَصلُحُ لَهُ أَن يَقرَأَ فِي الفَرِيضَةِ فَيَمُرّ بِالآيَةِ فِيهَا التّخوِيفُ فيَبَكيَِ وَ يُرَدّدَ الآيَةَ قَالَ يُرَدّدُ القُرآنَ مَا شَاءَ وَ إِن جَاءَهُ البُكَاءُ فَلَا بَأسَ
صفحه : 277
وَ سَأَلتُهُ عَنِ المِرآةِ هَل يَصلُحُ لَهُ أَن يَعمَلَ بِهَا إِذَا كَانَت لَهَا حَلقَةُ فِضّةٍ قَالَ نَعَم إِنّمَا كُرِهَ إِنَاءٌ شُرِبَ فِيهِ أَن يُستَعمَلَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَحِلّ لَهُ أَن يَكتُبَ القُرآنَ فِي الأَلوَاحِ وَ الصّحِيفَةِ وَ هُوَ عَلَي غَيرِ وُضُوءٍ قَالَ لَا وَ سَأَلتُهُ عَمّا أَصَابَ المَجُوسُ مِنَ الجَرَادِ وَ السّمَكِ أَ يَحِلّ أَكلُهُ قَالَ صَيدُهُ ذَكَاتُهُ لَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الصبّيِّ يَسرِقُ مَا عَلَيهِ قَالَ إِذَا سَرَقَ وَ هُوَ صَغِيرٌ عفُيَِ عَنهُ فَإِن عَادَ قُطِعَت أَنَامِلُهُ وَ إِن عَادَ قُطِعَ أَسفَلُ مِن ذَلِكَ أَو مَا شَاءَ اللّهُ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الصّلَاةِ فِي مَعَاطِنِ الإِبِلِ أَ تَصلُحُ قَالَ لَا تَصلُحُ إِلّا أَن تَخَافَ عَلَي مَتَاعِكَ ضَيعَةً فَاكنُس ثُمّ انضِح بِالمَاءِ ثُمّ صَلّ وَ سَأَلتُهُ عَن مَعَاطِنِ الغَنَمِ أَ تَصلُحُ الصّلَاةُ فِيهَا قَالَ نَعَم لَا بَأسَ بِهِ وَ سَأَلتُهُ عَن شِرَاءِ النّخلِ سَنَتَينِ أَو أَربَعَةً أَ يَحِلّ قَالَ لَا بَأسَ يَقُولُ إِن لَم يُخرِجِ العَامَ شَيئاً أَخرَجَ القَابِلَ إِن شَاءَ اللّهُ وَ سَأَلتُهُ عَن شِرَاءِ النّخلِ سَنَةً وَاحِدَةً أَ يَصلُحُ قَالَ لَا يشَترَيِ حَتّي تَبلُغَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الإِحرَامِ بِحَجّةٍ مَا هُوَ قَالَ إِذَا أَحرَمَ فَقَالَ بِحَجّةٍ فهَيَِ عُمرَةٌ تُحِلّ بِالبَيتِ فَتَكُونُ عُمرَةً كُوفِيّةً وَ حَجّةً مَكّيّةً وَ سَأَلتُهُ عَنِ العُمرَةِ مَتَي هيَِ قَالَ يَعتَمِرُ فِيمَا أَحَبّ مِنَ الشّهُورِ وَ سَأَلتُهُ عَنِ القِيَامِ خَلفَ الإِمَامِ فِي الصّفّ مَا حَدّهُ قَالَ قُم مَا استَطَعتَ فَإِذَا قَعَدتَ فَضَاقَ المَكَانُ فَتَقَدّم أَو تَأَخّر فَلَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَكُونُ فِي صَلَاتِهِ أَ يَضَعُ إِحدَي يَدَيهِ عَلَي الأُخرَي بِكَفّهِ أَو ذِرَاعِهِ قَالَ لَا يَصلُحُ ذَلِكَ فَإِن فَعَلَ فَلَا يَعُودُ لَهُ
قَالَ عَلِيّ قَالَ مُوسَي سَأَلتُ أَبِي جَعفَراً ع عَن ذَلِكَ فَقَالَ أخَبرَنَيِ أَبِي مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ عَن أَبِيهِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ ذَلِكَ عَمَلٌ وَ لَيسَ فِي الصّلَاةِ عَمَلٌ
صفحه : 278
وَ سَأَلتُهُ عَنِ الدّودِ يَقَعُ مِنَ الكَنِيفِ عَلَي الثّوبِ أَ يُصَلّي فِيهِ قَالَ لَا بَأسَ إِلّا أَن يَرَي عَلَيهِ أَثَراً فَيَغسِلُهُ وَ سَأَلتُهُ عَنِ اليهَوُديِّ وَ النصّراَنيِّ يُدخِلُ يَدَهُ فِي المَاءِ أَ يُتَوَضّأُ مِنهُ فِي الصّلَاةِ قَالَ لَا إِلّا أَن يُضطَرّ إِلَيهِ وَ سَأَلتُهُ عَنِ النصّراَنيِّ وَ اليهَوُديِّ يَغتَسِلُ مَعَ المُسلِمِينَ فِي الحَمّامِ قَالَ إِذَا عَلِمَ أَنّهُ نصَراَنيِّ اغتَسَلَ بِغَيرِ مَاءِ الحَمّامِ إِلّا أَن يَغتَسِلَ وَحدَهُ عَلَي الحَوضِ فَيَغسِلُهُ ثُمّ يَغتَسِلُ وَ سَأَلتُهُ عَنِ اليهَوُديِّ وَ النصّراَنيِّ يَشرَبُ مِنَ الدّورَقِ أَ يَشرَبُ مِنهُ المُسلِمُ قَالَ لَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الكُوزِ وَ الدّورَقِ وَ القَدَحِ وَ الزّجَاجِ وَ العِيدَانِ أَ يُشرَبُ مِنهُ قِبَلَ عُروَتِهِ قَالَ لَا يُشرَبُ مِن قِبَلِ عُروَةِ كُوزٍ وَ لَا إِبرِيقٍ وَ لَا قَدَحٍ وَ لَا يُتَوَضّأُ مِن قِبَلِ عُروَتِهِ وَ سَأَلتُهُ عَنِ المَرِيضِ إِذَا كَانَ لَا يَستَطِيعُ القِيَامَ كَيفَ يصُلَيّ قَالَ يصُلَيّ النّافِلَةَ وَ هُوَ جَالِسٌ وَ يَحسُبُ كُلّ رَكعَتَينِ بِرَكعَةٍ وَ أَمّا الفَرِيضَةُ فَيَحتَسِبُ كُلّ رَكعَةٍ بِرَكعَةٍ وَ هُوَ جَالِسٌ إِذَا كَانَ لَا يَستَطِيعُ القِيَامَ وَ سَأَلتُهُ عَن حَدّ مَا يَجِبُ عَلَي المَرِيضِ تَركُ الصّومِ قَالَ كُلّ شَيءٍ مِنَ المَرَضِ أَضَرّ بِهِ الصّومُ فَهُوَ يَسَعُهُ تَركُ الصّومِ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ ذَبَحَ فَقَطَعَ الرّأسَ قَبلَ أَن تَبرُدَ الذّبِيحَةُ كَانَ ذَلِكَ مِنهُ خَطَأً أَو سَبَقَهُ السّكّينُ أَ يُؤكَلُ ذَلِكَ قَالَ نَعَم وَ لَكِن لَا يَعُودُ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الغُلَامِ مَتَي يَجِبُ عَلَيهِ الصّومُ وَ الصّلَاةُ قَالَ إِذَا رَاهَقَ الحُلُمَ وَ عَرَفَ الصّومَ وَ الصّلَاةَ وَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ قُطِعَ عَلَيهِ أَو غَرِقَ مَتَاعُهُ فبَقَيَِ عُريَاناً وَ حَضَرَتِ الصّلَاةُ كَيفَ يصُلَيّ قَالَ إِن أَصَابَ حَشِيشاً يَستُرُ بِهِ عَورَتَهُ أَتَمّ صَلَاتَهُ بِرُكُوعٍ وَ سُجُودٍ وَ إِن لَم يُصِب شَيئاً يَستُرُ بِهِ عَورَتَهُ أَومَأَ وَ هُوَ قَائِمٌ
صفحه : 279
وَ سَأَلتُهُ عَنِ المَرأَةِ لَيسَ لَهَا إِلّا مِلحَفَةٌ وَاحِدَةٌ كَيفَ تصُلَيّ فِيهَا قَالَ تَلتَفّ فِيهَا وَ تغُطَيّ رَأسَهَا وَ تصُلَيّ فَإِن خَرَجَت رِجلُهَا وَ لَم تَقدِر عَلَي غَيرِ ذَلِكَ فَلَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَكُونُ فِي صَلَاةٍ فِي جَمَاعَةٍ فَيَقرَأُ إِنسَانٌ السّجدَةَ كَيفَ يَصنَعُ قَالَ يُومِئُ بِرَأسِهِ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الصّلَاةِ فِي الأَرضِ السّبِخَةِ أَ يُصَلّي فِيهَا قَالَ لَا إِلّا أَن يَكُونَ فِيهَا نَبتٌ إِلّا أَن يُخَافَ فَوتُ الصّلَاةِ فَيُصَلّي وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَلقَاهُ السّبُعُ وَ قَد حَضَرَتِ الصّلَاةُ فَلَا يَستَطِيعُ المشَيَ مَخَافَةَ السّبُعِ وَ إِن قَامَ يصُلَيّ خَافَ فِي رُكُوعِهِ وَ سُجُودِهِ وَ السّبُعُ أَمَامَهُ عَلَي غَيرِ القِبلَةِ فَإِن تَوَجّهَ الرّجُلُ أَمَامَ القِبلَةِ خَافَ أَن يَثِبَ عَلَيهِ الأَسَدُ كَيفَ يَصنَعُ قَالَ يَستَقبِلُ الأَسَدَ وَ يصُلَيّ وَ يُومِئُ إِيمَاءً بِرَأسِهِ وَ هُوَ قَائِمٌ وَ إِن كَانَ الأَسَدُ عَلَي غَيرِ القِبلَةِ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَكُونُ فِي صَلَاتِهِ فَيُقرَأُ آخِرُ السّجدَةِ قَالَ يَسجُدُ إِذَا سَمِعَ شَيئاً مِنَ العَزَائِمِ الأَربَعِ ثُمّ يَقُومُ فَيُتِمّ صَلَاتَهُ إِلّا أَن يَكُونَ فِي فَرِيضَةٍ فَيُومِئُ بِرَأسِهِ إِيمَاءً وَ سَأَلتُهُ عَنِ الحَدِيثِ بَعدَ مَا يصُلَيّ الرّجُلُ العِشَاءَ الآخِرَةَ قَالَ لَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الدّمّلِ يَسِيلُ مِنهُ القَيحُ كَيفَ يَصنَعُ قَالَ إِن كَانَ غَلِيظاً وَ فِيهِ خَلطٌ مِن دَمٍ فَاغسِلهُ كُلّ يَومٍ مَرّتَينِ غَدَاةً وَ عَشِيّةً وَ لَا يَنقُضُ ذَلِكَ الوُضُوءَ فَإِن أَصَابَ ثَوبَكَ قَدرُ دِينَارٍ مِنَ الدّمِ فَاغسِلهُ وَ لَا تُصَلّ فِيهِ حَتّي تَغسِلَهُ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَقُولُ هُوَ أهُديِ كَذَا وَ كَذَا مَا لَا يَقدِرُ عَلَيهِ قَالَ إِذَا كَانَ جَعَلَهُ نَذراً لِلّهِ وَ لَا يَملِكُهُ فَلَا شَيءَ عَلَيهِ وَ إِن كَانَ مِمّا يَملِكُ غُلَامٍ أَو جَارِيَةٍ أَو شِبهِهِ بَاعَهُ وَ اشتَرَي بِثَمَنِهِ طِيباً يُطَيّبُ بِهِ الكَعبَةَ وَ إِن كَانَت دَابّةً فَلَيسَ عَلَيهِ شَيءٌ وَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ لَهُ امرَأَتَانِ قَالَت إِحدَاهُمَا ليَلتَيِ وَ يوَميِ لَكَ يَوماً أَو شَهراً وَ مَا كَانَ نَحوَ ذَلِكَ قَالَ إِذَا طَابَت نَفسُهَا أَوِ اشتَرَي ذَلِكَ مِنهَا فَلَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَكُونُ فِي صَلَاتِهِ فِي الصّفّ هَل يَصلُحُ لَهُ أَن يَتَقَدّمَ إِلَي الثاّنيِ
صفحه : 280
أَوِ الثّالِثِ أَو يَتَأَخّرَ وَرَاءً فِي جَانِبِ الصّفّ الآخَرِ قَالَ إِذَا رَأَي خَلَلًا فَلَا بَأسَ بِهِ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الأَذَانِ وَ الإِقَامَةِ أَ يَصلُحُ عَلَي الدّابّةِ قَالَ أَمّا الأَذَانُ فَلَا بَأسَ وَ أَمّا الإِقَامَةُ فَلَا حَتّي يَنزِلَ عَلَي الأَرضِ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الغُرَابِ الأَبقَعِ وَ الأَسوَدِ أَ يَحِلّ أَكلُهُ قَالَ لَا يَصلُحُ أَكلُ شَيءٍ مِنَ الغِربَانِ زَاغٍ وَ لَا غَيرِهِ وَ سَأَلتُهُ عَن صَومِ الثّلَاثَةِ أَيّامٍ فِي الحَجّ وَ السّبعَةِ أَ يَصُومُهَا مُتَوَالِيَةً أَو يُفَرّقُ بَينَهُمَا قَالَ يَصُومُ الثّلَاثَةَ لَا يُفَرّقُ بَينَهَا وَ لَا يَجمَعُ السّبعَةَ وَ الثّلَاثَةَ مَعاً وَ سَأَلتُهُ عَن كَفّارَةِ صَومِ اليَمِينِ يَصُومُهَا جَمِيعاً أَو يُفَرّقُ بَينَهَا قَالَ يَصُومُهَا جَمِيعاً وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ أَ يَصلُحُ لَهُ أَن يُقَبّلَ الرّجُلَ أَوِ المَرأَةِ تُقَبّلُ المَرأَةَ قَالَ الأَخُ وَ الِابنُ وَ الأُختُ وَ الِابنَةُ وَ نَحوُ ذَلِكَ فَلَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ أَ يَصلُحُ لَهُ أَن يَنَامَ فِي البَيتِ وَحدَهُ قَالَ تُكرَهُ الخَلوَةُ وَ مَا أُحِبّ أَن يَفعَلَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَكُونُ فِي إِصبَعِهِ أَو فِي شَيءٍ مِن يَدِهِ الشيّءُ لِيُصلِحَهُ لَهُ أَن يَبُلّهُ بِبُصَاقِهِ وَ يَمسَحَهُ فِي صَلَاتِهِ قَالَ لَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَبُولُ فِي الطّستِ يَصلُحُ لَهُ الوُضُوءُ فِيهَا قَالَ إِذَا غُسِلَت بَعدَ بَولِهِ فَلَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ المِسكِ وَ العَنبَرِ يَصلُحُ فِي الدّهنِ قَالَ إنِيّ لَأَضَعُهُ فِي الدّهنِ وَ لَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ إِذَا هَمّ بِالحَجّ يَأخُذُ مِن شَعرِ رَأسِهِ وَ شَارِبِهِ وَ لِحيَتِهِ مَا لَم يُحرِم قَالَ لَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَن حَملِ المُسلِمِينَ إِلَي المُشرِكِينَ التّجَارَةَ قَالَ إِذَا لَم يَحمِلُوا سِلَاحاً فَلَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ نسَيَِ القُنُوتَ حَتّي رَكَعَ مَا حَالُهُ قَالَ تَمّت صَلَاتُهُ وَ لَا شَيءَ عَلَيهِ
صفحه : 281
وَ سَأَلتُهُ عَنِ الجَزُورِ وَ البَقَرَةِ عَن كَم يُضَحّي بِهَا قَالَ يسُمَيّ رَبّ البَيتِ نَفسَهُ وَ هُوَ يجُزيِ عَن أَهلِ البَيتِ إِذَا كَانُوا أَربَعَةً أَو خَمسَةً وَ سَأَلتُهُ عَمّا حَسَرَ عَنهُ المَاءُ مِن صَيدِ البَحرِ وَ هُوَ مَيّتٌ أَ يَحِلّ أَكلُهُ قَالَ لَا وَ سَأَلتُهُ عَن صَيدِ البَحرِ يَحبِسُهُ فَيَمُوتُ فِي مَصِيدَتِهِ قَالَ إِذَا كَانَ مَحبُوساً فَكُل فَلَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَن ظبَيٍ أَو حِمَارٍ وحَشيِّ أَو طَيرٍ صَرَعَهُ رَجُلٌ ثُمّ رَمَاهُ بَعدَ مَا صَرَعَهُ غَيرُهُ فَمَاتَ أَ يُؤكَلُ قَالَ كُلهُ مَا لَم يَتَغَيّر إِذَا سمُيَّ وَ رمُيَِ وَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ يَلحَقُ الظبّيَ أَوِ الحِمَارَ فَيَضرِبُهُ بِالسّيفِ فَيَقطَعُهُ نِصفَينِ هَل يَحِلّ أَكلُهُ قَالَ إِذَا سَمّي وَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ يَلحَقُ حِمَاراً أَو ظَبياً فَيَضرِبُهُ بِالسّيفِ فَيَصرَعُهُ أَ يُؤكَلُ قَالَ إِذَا أَدرَكَ ذَكَاتَهُ ذَكّاهُ وَ إِن مَاتَ قَبلَ أَن يَغِيبَ عَنهُ أَكَلَهُ وَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ مُسلِمٍ اشتَرَي مُشرِكاً وَ هُوَ فِي أَرضِ الشّركِ فَقَالَ العَبدُ لَا أَستَطِيعُ المشَيَ فَخَافَ المُسلِمُ أَن يَلحَقَ العَبدُ بِالقَومِ أَ يَحِلّ قَتلُهُ قَالَ إِذَا خَافَ أَن يَلحَقَ بِالقَومِ يعَنيِ العَدُوّ حَلّ قَتلُهُ وَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ كَانَ لَهُ عَلَي آخَرَ دَرَاهِمُ فَجَحَدَهُ ثُمّ وَقَعَت لِلجَاحِدِ مِثلُهَا عِندَ المَجحُودِ أَ يَحِلّ أَن يَجحَدَهُ مِثلَ مَا جَحَدَهُ قَالَ نَعَم وَ لَا يَزدَادُ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَتَصَدّقُ عَلَي الرّجُلِ بِجَارِيَةٍ هَل يَحِلّ فَرجُهَا لَهُ مَا لَم يَدفَعهَا إِلَي ألّذِي تَصَدّقَ بِهَا عَلَيهِ قَالَ إِذَا تَصَدّقَ بِهَا حَرُمَت عَلَيهِ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الصّلَاةِ عَلَي الجِنَازَةِ إِذَا احمَرّتِ الشّمسُ أَ يَصلُحُ قَالَ لَا صَلَاةَ إِلّا فِي وَقتِ صَلَاةٍ وَ إِذَا وَجَبَتِ الشّمسُ فَصَلّ المَغرِبَ ثُمّ صَلّ عَلَي الجِنَازَةِ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَكُونُ خَلفَ الإِمَامِ فَيَطُولُ فِي التّشَهّدِ فَيَأخُذُهُ البَولُ أَو
صفحه : 282
يَخَافُ عَلَي شَيءٍ يَفُوتُ أَو يَعرِضُ لَهُ وَجَعٌ كَيفَ يَصنَعُ قَالَ يُسَلّمُ وَ يَنصَرِفُ وَ يَدَعُ الإِمَامَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ المَرأَةِ أَ لَهَا أَن تَخرُجَ بِغَيرِ إِذنِ زَوجِهَا قَالَ لَا وَ سَأَلتُهُ عَنِ المَرأَةِ أَ لَهَا أَن تَصُومَ بِغَيرِ إِذنِ زَوجِهَا قَالَ لَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الدّينِ يَكُونُ عَلَي قَومٍ مَيَاسِيرَ إِذَا شَاءَ صَاحِبُهُ قَبَضَهُ هَل عَلَيهِ زَكَاةٌ قَالَ لَا حَتّي يَقبِضَهُ وَ يَحُولَ عَلَيهِ الحَولُ
قَالَ أَبُو الحَسَنِ عَلِيّ بنُ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ مُوسَييَضُمّ أُسبُوعَينِ فَثَلَاثَةً ثُمّ يصُلَيّ لَهَا وَ لَا يصُلَيّ عَن أَكثَرَ مِن ذَلِكَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ المَرِيضِ أَ يُكوَي أَو يسَترَقيِ قَالَ لَا بَأسَ إِذَا استَرقَي بِمَا يَعرِفُ وَ سَأَلتُهُ عَنِ المُطَلّقَةِ أَ لَهَا نَفَقَةٌ عَلَي زَوجِهَا حَتّي تنَقضَيَِ عِدّتُهَا قَالَ نَعَم وَ سَأَلتُهُ عَنِ امرَأَةٍ بَلَغَهَا أَنّ زَوجَهَا توُفُيَّ فَاعتَدّت ثُمّ تَزَوّجَت فَبَلَغَهَا بَعدَ أَن تَزَوّجَت أَنّ زَوجَهَا حيَّ هَل تَحِلّ لِلآخَرِ قَالَ لَا وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَنسَي صَلَاةَ اللّيلِ فَيَذكُرُ إِذَا قَامَ فِي صَلَاةِ الزّوَالِ كَيفَ يَصنَعُ قَالَ يَبدَأُ بِالزّوَالِ فَإِذَا صَلّي الظّهرَ قَضَي صَلَاةَ اللّيلِ وَ الوَترِ مَا بَينَهُ وَ بَينَ العَصرِ أَو مَتَي مَا أَحَبّ وَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ احتَجَمَ فَأَصَابَ ثَوبَهُ فَلَم يَعلَم بِهِ حَتّي كَانَ مِن غَدٍ كَيفَ يَصنَعُ قَالَ إِن كَانَ رَأَي فَلَم يَغسِلهُ فَليَقضِ جَمِيعَ مَا فَاتَهُ عَلَي قَدرِ مَا كَانَ يصُلَيّ لَا يَنقُصُ مِنهُ شَيئاً وَ إِن كَانَ رَآهُ وَ قَد صَلّي فَليَبدَأ بِتِلكَ الصّلَاةِ ثُمّ ليَقضِ صَلَاتَهُ تِلكَ وَ سَأَلتُهُ عَن فِرَاشِ الحَرِيرِ أَو مِرفَقَةِ الحَرِيرِ أَو مُصَلّي حَرِيرٍ وَ مِثلِهِ مِنَ الدّيبَاجِ يَصلُحُ لِلرّجُلِ التّكَأَةُ عَلَيهِ وَ الصّلَاةُ قَالَ يَفتَرِشُهُ وَ يَقُومُ عَلَيهِ وَ لَا يَسجُدُ عَلَيهِ
صفحه : 283
وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَسهُو فِي السّجدَةِ الآخِرَةِ مِنَ الفَرِيضَةِ قَالَ يُسَلّمُ ثُمّ يَسجُدُهَا وَ فِي النّافِلَةِ مِثلُ ذَلِكَ وَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ افتَتَحَ الصّلَاةَ فَبَدَأَ بِسُورَةٍ قَبلَ فَاتِحَةِ الكِتَابِ ثُمّ ذَكَرَ بَعدَ مَا فَرَغَ مِنَ السّورَةِ كَيفَ يَصنَعُ قَالَ يمَضيِ فِي صَلَاتِهِ وَ يَقرَأُ فَاتِحَةَ الكِتَابِ فِيمَا يَستَقبِلُ وَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ افتَتَحَ بِقِرَاءَةِ سُورَةٍ قَبلَ فَاتِحَةِ الكِتَابِ هَل يُجزِيهِ ذَلِكَ إِذَا كَانَ خَطَأً قَالَ نَعَم وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ هَل يُجزِيهِ أَن يَسجُدَ فِي السّفِينَةِ عَلَي القِيرِ قَالَ لَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ هَل يَصلُحُ لَهُ أَن يَنظُرَ وَ هُوَ فِي صَلَاتِهِ فِي نَقشِ خَاتَمِهِ كَأَنّهُ يُرِيدُ قِرَاءَتَهُ أَو فِي صَحِيفَةٍ أَو فِي كِتَابٍ فِي القِبلَةِ قَالَ ذَلِكَ نَقصٌ فِي الصّلَاةِ وَ لَيسَ يَقطَعُهَا وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ هَل يَصلُحُ لَهُ أَن يَقرَأَ فِي رُكُوعِهِ أَو سُجُودِهِ الشيّءَ يَبقَي عَلَيهِ مِنَ السّورَةِ يَكُونُ يَقرَؤُهَا قَالَ أَمّا فِي الرّكُوعِ فَلَا يَصلُحُ وَ أَمّا فِي السّجُودِ فَلَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ هَل يَصلُحُ أَن يَقرَأَ فِي رُكُوعِهِ أَو سُجُودِهِ مِن سُورَةٍ غَيرِ سُورَتِهِ التّيِ كَانَ يَقرَؤُهَا قَالَ إِن نَزَعَ بِآيَةٍ فَلَا بَأسَ فِي السّجُودِ وَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ نسَيَِ أَن يَضطَجِعَ عَلَي يَمِينِهِ بَعدَ ركَعتَيَِ الفَجرِ فَذَكَرَ حِينَ أَخَذَ فِي الإِقَامَةِ كَيفَ يَصنَعُ قَالَ يَقُومُ وَ يصُلَيّ وَ يَدَعُ ذَلِكَ فَلَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ يَكُونُ فِي صَلَاتِهِ وَ إِلَي جَانِبِهِ رَجُلٌ رَاقِدٌ فَيُرِيدُ أَن يُوقِظَهُ يُسَبّحُ وَ يَرفَعُ صَوتَهُ لَا يُرِيدُ إِلّا لِيَستَيقِظَ الرّجُلُ هَل يَقطَعُ ذَلِكَ صَلَاتَهُ أَو مَا عَلَيهِ قَالَ لَا يَقطَعُ صَلَاتَهُ وَ لَا شَيءَ وَ لَا بَأسَ بِهِ وَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ يَكُونُ فِي صَلَاتِهِ فَيَستَأذِنُ إِنسَانٌ عَلَي البَابِ فَيُسَبّحُ فَيَرفَعُ صَوتَهُ لِيُسمِعَ خَادِمَهُ فَتَأتِيَهُ فَيُرِيَهَا بِيَدِهِ أَنّ عَلَي البَابِ إِنسَاناً هَل يَقطَعُ ذَلِكَ صَلَاتَهُ وَ مَا عَلَيهِ قَالَ لَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَكُونُ عَلَي غَيرِ وُضُوءٍ فَيُصِيبُهُ المَطَرُ حَتّي يَسِيلَ مِن رَأسِهِ
صفحه : 284
وَ جَبهَتِهِ وَ يَدَيهِ وَ رِجلَيهِ هَل يُجزِيهِ ذَلِكَ مِنَ الوُضُوءِ قَالَ إِن غَسَلَهُ فَهُوَ يُجزِيهِ وَ يَتَمَضمَضُ وَ يَستَنشِقُ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يُجنِبُ هَل يُجزِيهِ مِن غُسلِ الجَنَابَةِ أَن يَقُومَ فِي المَطَرِ حَتّي يَسِيلَ رَأسَهُ وَ جَسَدَهُ وَ هُوَ يَقدِرُ عَلَي المَاءِ سِوَي ذَلِكَ قَالَ إِن كَانَ يَغسِلُهُ كَمَا يَغتَسِلُ بِالمَاءِ أَجزَأَهُ ذَلِكَ إِلّا أَنّهُ ينَبغَيِ لَهُ أَن يَتَمَضمَضَ وَ يَستَنشِقَ وَ يُمِرّ يَدَهُ عَلَي مَا نَالَت مِن جَسَدِهِ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ تُصِيبُهُ الجَنَابَةُ فَلَا يَقدِرُ عَلَي المَاءِ فَيُصِيبُهُ المَطَرُ هَل يُجزِيهِ ذَلِكَ أَو عَلَيهِ التّيَمّمُ قَالَ إِن غَسَلَهُ أَجزَأَهُ أَن لَا يَتَيَمّمَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ الجُنُبِ أَو عَلَي غَيرِ وُضُوءٍ لَا يَكُونُ مَعَهُ مَاءٌ وَ هُوَ يُصِيبُ ثَلجاً وَ صَعِيداً أَيّهُمَا أَفضَلُ التّيَمّمُ أَو يَمسَحَ بِالثّلجِ وَجهَهُ وَ جَسَدَهُ وَ رَأسَهُ قَالَ الثّلجُ إِن بَلّ رَأسَهُ وَ جَسَدَهُ أَفضَلُ فَإِن لَم يَقدِر عَلَي أَن يَغتَسِلَ بِالثّلجِ فَليَتَيَمّم وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ أَ يَصلُحُ لَهُ أَن يُغمِضَ عَينَيهِ مُتَعَمّداً فِي صَلَاتِهِ قَالَ لَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَكُونُ فِي صَلَاتِهِ فَيَعلَمُ أَنّ رِيحاً خَرَجَت مِنهُ وَ لَا يَجِدُ رِيحاً وَ لَا يَسمَعُ صَوتاً كَيفَ يَصنَعُ قَالَ يُعِيدُ الصّلَاةَ وَ الوُضُوءَ وَ لَا يَعتَدّ بشِيَءٍ مِمّا صَلّي إِذَا عَلِمَ ذَلِكَ يَقِيناً وَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ وَجَدَ رِيحاً فِي بَطنِهِ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَي أَنفِهِ فَخَرَجَ مِنَ المَسجِدِ مُتَعَمّداً حَتّي خَرَجَتِ الرّيحُ مِن بَطنِهِ ثُمّ عَادَ إِلَي المَسجِدِ فَصَلّي وَ لَم يَتَوَضّأ أَ يُجزِيهِ ذَلِكَ قَالَ لَا يُجزِيهِ ذَلِكَ حَتّي يَتَوَضّأَ وَ لَا يَعتَدّ بشِيَءٍ مِمّا صَلّي وَ سَأَلتُهُ عَنِ القِيَامِ مِنَ التّشَهّدِ فِي الرّكعَتَينِ الأُولَيَينِ كَيفَ يَقُومُ يَضَعُ يَدَيهِ وَ رُكبَتَيهِ عَلَي الأَرضِ ثُمّ يَنهَضُ أَو كَيفَ يَصنَعُ قَالَ كَيفَ شَاءَ فَعَلَ وَ لَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ هَل يُجزِيهِ أَن يَسجُدَ فَيَجعَلَ عِمَامَتَهُ أَو قَلَنسُوَتَهُ بَينَ جَبهَتِهِ وَ بَينَ الأَرضِ قَالَ لَا يَصلُحُ حَتّي تَقَعَ جَبهَتُهُ عَلَي الأَرضِ وَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ تَرَكَ ركَعتَيَِ الفَجرِ حَتّي دَخَلَ المَسجِدَ وَ الإِمَامُ قَائِمٌ فِي
صفحه : 285
الصّلَاةِ كَيفَ يَصنَعُ قَالَ يَدخُلُ فِي صَلَاةِ القَومِ وَ يَدَعُ الرّكعَتَينِ فَإِذَا ارتَفَعَتِ الشّمسُ قَضَاهَا وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ هَل يَصلُحُ لَهُ أَن يَرفَعَ طَرفَهُ إِلَي السّمَاءِ وَ هُوَ فِي صَلَاتِهِ قَالَ لَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ المَرأَةِ المُغَاضِبَةِ زَوجَهَا هَل لَهَا صَلَاةٌ أَو مَا حَالُهَا قَالَ لَا تَزَالُ عَاصِيَةً حَتّي يَرضَي عَنهَا وَ سَأَلتُهُ عَنِ القَومِ يَتَحَدّثُونَ حَتّي يَذهَبَ ثُلُثُ اللّيلِ أَو أَكثَرُ أَيّهُمَا أَفضَلُ أَ يُصَلّونَ العِشَاءَ جَمِيعاً أَو فِي غَيرِ جَمَاعَةٍ قَالَ يُصَلّونَهَا فِي جَمَاعَةٍ أَفضَلُ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَقرَأُ فِي الفَرِيضَةِ بِسُورَةِ النّجمِ يَركَعُ بِهَا ثُمّ يَقُومُ بِغَيرِهَا قَالَ يَسجُدُ بِهَا ثُمّ يَقُومُ فَيَقرَأُ بِفَاتِحَةِ الكِتَابِ ثُمّ يَركَعُ وَ ذَلِكَ زِيَادَةٌ فِي الفَرِيضَةِ فَلَا يَعُودَنّ يَقرَأُ السّجدَةَ فِي الفَرِيضَةِ وَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ يَكُونُ فِي صَلَاتِهِ فَيَظُنّ أَنّ ثَوبَهُ قَدِ انخَرَقَ أَو أَصَابَهُ شَيءٌ هَل يَصلُحُ لَهُ أَن يَنظُرَ فِيهِ وَ يُفَتّشَهُ وَ هُوَ فِي صَلَاتِهِ قَالَ إِن كَانَ فِي مُقَدّمِ الثّوبِ أَو جَانِبَيهِ فَلَا بَأسَ وَ إِن كَانَ فِي مُؤَخّرِهِ فَلَا يَلتَفِتُ فَإِنّهُ لَا يَصلُحُ لَهُ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ هَل يَصلُحُ لَهُ أَن يصُلَيَّ خَلفَ النّخلَةِ فِيهَا حَملُهَا قَالَ لَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ هَل يَصلُحُ لَهُ أَن يصُلَيَّ فِي الكَرمِ وَ فِيهِ حَملُهُ قَالَ لَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ مَسّ ظَهرَ سِنّورٍ هَل يَصلُحُ لَهُ أَن يصُلَيَّ قَبلَ أَن يَغسِلَ يَدَهُ قَالَ لَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَن إِمَامٍ أَمّ قَوماً مُسَافِرِينَ كَيفَ يصُلَيّ المُسَافِرُونَ قَالَ يُصَلّونَ رَكعَتَينِ وَ يَقُومُ الإِمَامُ فَيُتِمّ صَلَاتَهُ فَإِذَا سَلّمَ فَانصَرَفَ انصَرَفُوا وَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ هَل يَصلُحُ لَهُ أَن يصُلَيَّ وَ أَمَامَهُ حِمَارٌ وَاقِفٌ قَالَ يَضَعُ بَينَهُ وَ بَينَهُ قَصَبَةً أَو عُوداً أَو شَيئاً يُقِيمُهُ بَينَهُمَا ثُمّ يصُلَيّ فَلَا بَأسَ قُلتُ فَإِن لَم يَفعَل وَ صَلّي أَ يُعِيدُ صَلَاتَهُ أَو مَا عَلَيهِ قَالَ لَا يُعِيدُ صَلَاتَهُ وَ لَا شَيءَ عَلَيهِ
صفحه : 286
وَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ جَعَلَ ثُلُثَ حَجّتِهِ لِمَيّتٍ وَ ثُلُثَهَا لحِيَّ قَالَ لِلمَيّتِ فَأَمّا الحيَّ فَلَا وَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ جَعَلَ عَلَيهِ أَن يَصُومَ بِالكُوفَةِ شَهراً وَ بِالمَدِينَةِ شَهراً وَ بِمَكّةَ شَهراً فَصَامَ أَربَعَةَ عَشَرَ يَوماً بِمَكّةَ أَ لَهُ أَن يَرجِعَ إِلَي أَهلِهِ فَيَصُومَ مَا عَلَيهِ بِالكُوفَةِ قَالَ نَعَم لَا بَأسَ وَ لَيسَ عَلَيهِ شَيءٌ وَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ زَوّجَ ابنَتَهُ غُلَاماً فِيهِ لِينٌ وَ أَبُوهُ لَا بَأسَ بِهِ قَالَ إِن لَم تَكُن بِهِ فَاحِشَةٌ فَيُزَوّجُهُ يعَنيِ الخُنثَ وَ سَأَلتُهُ عَن قَومٍ أَحرَارٍ وَ مَمَالِيكَ اجتَمَعُوا عَلَي قَتلِ مَملُوكٍ مَا حَالُهُم قَالَ يُقتَلُ مَن قَتَلَهُ مِنَ المَمَالِيكِ وَ تَفدِيهِ الأَحرَارُ وَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ قَالَ إِذَا مِتّ فَفُلَانَةُ جاَريِتَيِ حُرّةٌ فَعَاشَ حَتّي وَلَدَتِ الجَارِيَةُ أَولَاداً ثُمّ مَاتَ مَا حَالُهُم قَالَ عَتَقَتِ الجَارِيَةُ وَ أَولَادُهَا مَمَالِيكُ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَتَوَشّحُ بِالثّوبِ فَيَقَعُ عَلَي الأَرضِ أَو يُجَاوِزُ عَاتِقَهُ أَ يَصلُحُ ذَلِكَ قَالَ لَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَقُولُ لِمَملُوكِهِ يَا أخَيِ وَ يَا ابنيِ أَ يَصلُحُ ذَلِكَ قَالَ لَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الدّابّةِ تَبُولُ فَيُصِيبُ بَولُهُ المَسجِدَ أَو حَائِطَهُ أَ يُصَلّي فِيهِ قَبلَ أَن يُغسَلَ قَالَ إِذَا جَفّ فَلَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يُجَامِعُ أَو يَدخُلُ الكَنِيفَ وَ عَلَيهِ خَاتَمٌ فِيهِ ذِكرُ اللّهِ أَو شَيءٌ مِنَ القُرآنِ أَ يَصلُحُ ذَلِكَ قَالَ لَا وَ سَأَلتُهُ عَنِ القُعُودِ وَ القِيَامِ وَ الصّلَاةِ عَلَي جُلُودِ السّبَاعِ وَ بَيعِهَا وَ رُكُوبِهَا أَ يَصلُحُ ذَلِكَ قَالَ لَا بَأسَ مَا لَم يُسجَد عَلَيهَا وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَكُونُ عَلَيهِ الصّيَامُ الأَيّامَ الثّلَاثَةَ مِن كُلّ شَهرٍ أَ يَصُومُهَا قَضَاءً وَ هُوَ فِي شَهرٍ لَم يَصُم أَيّامَهُ قَالَ لَا بَأسَ
صفحه : 287
وَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ يُؤَخّرُ الصّومَ الأَيّامَ الثّلَاثَةَ مِنَ الشّهرِ حَتّي يَكُونَ فِي آخِرِ الشّهرِ فَلَا يُدرِكُ الخَمِيسَ الآخِرَ إِلّا أَن يَجمَعَهُ مَعَ الأَربِعَاءِ أَ يُجزِيهِ ذَلِكَ قَالَ لَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَن صَومِ ثَلَاثَةِ أَيّامٍ مِنَ الشّهرِ يَكُونُ عَلَي الرّجُلِ يَقضِيهَا مُتَوَالِيَةً أَو يُفَرّقُ بَينَهَا قَالَ أَيّ ذَلِكَ أَحَبّ وَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ طَلّقَ أَو مَاتَتِ امرَأَتُهُ ثُمّ زَنَي هَل عَلَيهِ رَجمٌ قَالَ نَعَم وَ سَأَلتُهُ عَنِ امرَأَةٍ طُلّقَت ثُمّ زَنَت بَعدَ مَا طُلّقَت سَنَةً أَو أَكثَرَ هَل عَلَيهَا الرّجمُ قَالَ نَعَم وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَطُوفُ بِالبَيتِ وَ هُوَ جُنُبٌ فَيَذكُرُ وَ هُوَ فِي طَوَافِهِ هَل عَلَيهِ أَن يَقطَعَ طَوَافَهُ قَالَ يَقطَعُ طَوَافَهُ وَ لَا يَعتَدّ بشِيَءٍ مِمّا طَافَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الجُنُبِ يُدخِلُ يَدَهُ فِي غِسلِهِ قَبلَ أَن يَتَوَضّأَ وَ قَبلَ أَن يَغسِلَ يَدَهُ مَا حَالُهُ قَالَ إِذَا لَم يُصِب يَدُهُ شَيئاً مِنَ الجَنَابَةِ فَلَا بَأسَ قَالَ وَ أَن يَغسِلَ يَدَهُ قَبلَ أَن يُدخِلَهَا فِي شَيءٍ مِن غِسلِهِ أَحَبّ إلِيَّ وَ سَأَلتُهُ عَن وَلَدِ الزّنَا تَجُوزُ شَهَادَتُهُ أَو يَؤُمّ قَوماً قَالَ لَا تَجُوزُ شَهَادَتُهُ وَ لَا يَؤُمّ وَ سَأَلتُهُ عَنِ اللّقَطَةِ إِذَا كَانَت جَارِيَةً هَل يَحِلّ لِمَن لَقَطَهَا فَرجُهَا قَالَ لَا إِنّمَا حَلّ لَهُ بَيعُهَا بِمَا أَنفَقَ عَلَيهَا وَ سَأَلتُهُ عَن فَضلِ الشّاةِ وَ البَقَرِ وَ البَعِيرِ أَ يُشرَبُ مِنهُ وَ يُتَوَضّأُ قَالَ لَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الكَنِيفِ يُصَبّ فِيهِ المَاءُ فَيَنتَضِحُ عَلَي الثّوبِ مَا حَالُهُ قَالَ إِذَا كَانَ جَافّاً فَلَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الجَرَادِ يَصِيدُهُ فَيَمُوتُ بَعدَ مَا يَصِيدُهُ أَ يُؤكَلُ قَالَ لَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الجَرَادِ يُصِيبُهُ مَيتاً فِي البَحرِ أَو فِي الصّحرَاءِ أَ يُؤكَلُ قَالَ لَا تَأكُلهُ
صفحه : 288
وَ سَأَلتُهُ عَنِ الفِرَاشِ يَكُونُ كَثِيرَ الصّوفِ فَيُصِيبُهُ البَولُ كَيفَ يُغسَلُ قَالَ يُغسَلُ الظّاهِرُ ثُمّ يُصَبّ عَلَيهِ المَاءُ فِي المَكَانِ ألّذِي أَصَابَهُ البَولُ حَتّي يَخرُجَ المَاءُ مِن جَانِبِ الفِرَاشِ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الكَنِيفِ يَكُونُ فَوقَ البَيتِ فَيُصِيبُهُ المَطَرُ فَيَكِفُ فَيُصِيبُ الثّيَابَ أَ يُصَلّي فِيهَا قَبلَ أَن يُغسَلَ قَالَ إِذَا جَرَي مِن مَاءِ المَطَرِ فَلَا بَأسَ يُصَلّي فِيهَا وَ سَأَلتُهُ عَنِ الفَأرَةِ تُصِيبُ الثّوبَ أَ يُصَلّي فِيهِ قَالَ إِذَا لَم تَكُنِ الفَأرَةُ رَطبَةً فَلَا بَأسَ وَ إِن كَانَت رَطبَةً فَاغسِل مَا أَصَابَ مِن ثَوبِكَ وَ الكَلبُ مِثلُ ذَلِكَ وَ سَأَلتُهُ عَن فَضلِ الفَرَسِ وَ البَغلِ وَ الحِمَارِ أَ يُشرَبُ مِنهُ وَ يُتَوَضّأُ لِلصّلَاةِ قَالَ لَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الصّلَاةِ عَلَي بوَاَريِّ النّصَارَي وَ اليَهُودِ التّيِ يَقعُدُونَ عَلَيهَا فِي بُيُوتِهِم أَ يَصلُحُ قَالَ لَا تُصَلّ عَلَيهَا وَ سَأَلتُهُ عَنِ الفَأرَةِ وَ الدّجَاجَةِ وَ الحَمَامَةِ أَو أَشبَاهِهِنّ تَطَأُ عَلَي العَذَرَةِ ثُمّ تَطَأُ الثّوبَ أَ يُغسَلُ قَالَ إِن كَانَ استَبَانَ مِن أَثَرِهِ شَيءٌ فَاغسِلهُ وَ إِلّا فَلَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الدّجَاجَةِ وَ الحَمَامَةِ وَ العُصفُورِ وَ أَشبَاهِهِ تَطَأُ فِي العَذَرَةِ ثُمّ تَدخُلُ فِي المَاءِ أَ يُتَوَضّأُ مِنهُ قَالَ لَا إِلّا أَن يَكُونَ مَاءً كَثِيراً قَدرَ كُرّ وَ سَأَلتُهُ عَنِ العَظَايَةِ وَ الوَزَغِ وَ الحَيّةِ تَقَعُ فِي المَاءِ فَلَا تَمُوتُ أَ يُتَوَضّأُ مِنهُ لِلصّلَاةِ قَالَ لَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ العَقرَبِ وَ الخُنفَسَاءِ وَ شِبهِهِ يَمُوتُ فِي الجُبّ وَ الدّنّ أَ يُتَوَضّأُ مِنهُ قَالَ لَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يُدرِكُهُ رَمَضَانُ فِي السّفَرِ فَيُقِيمُ فِي المَكَانِ هَل عَلَيهِ صَومٌ قَالَ لَا حَتّي يُجمِعَ عَلَي مُقَامِ عَشَرَةِ أَيّامٍ فَإِذَا أَجمَعَ صَامَ وَ أَتَمّ الصّلَاةَ
صفحه : 289
وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَكُونُ عَلَيهِ أَيّامٌ مِن شَهرِ رَمَضَانَ وَ هُوَ مُسَافِرٌ هَل يقَضيِ إِذ أَقَامَ فِي المَكَانِ قَالَ لَا حَتّي يُجمِعَ عَلَي مُقَامِ عَشَرَةِ أَيّامٍ وَ سَأَلتُهُ عَن صَلَاةِ الكُسُوفِ مَا حَدّهَا قَالَ يصُلَيّ مَتَي مَا أَحَبّ وَ يَقرَأُ مَا أَحَبّ غَيرَ أَنّهُ يَقرَأُ وَ يَركَعُ وَ يَقرَأُ وَ يَركَعُ وَ يَقرَأُ وَ يَركَعُ أَربَعَ رَكَعَاتٍ وَ يَسجُدُ فِي الخَامِسَةِ ثُمّ يَقُومُ فَيَفعَلُ مِثلَ ذَلِكَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ المُطَلّقَةِ كَم عِدّتُهَا قَالَ ثَلَاثُ حِيَضٍ وَ تَعتَدّ مِن أَوّلِ تَطلِيقَةٍ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يُطَلّقُ تَطلِيقَةً أَو تَطلِيقَتَينِ ثُمّ يَترُكُهَا حَتّي تنَقضَيَِ عِدّتُهَا مَا حَالُهَا قَالَ إِذَا تَرَكَهَا عَلَي أَنّهُ لَا يُرِيدُهَا بَانَت مِنهُ فَلَم تَحِلّ لَهُ حَتّي تَنكِحَ زَوجاً غَيرَهُ وَ إِن تَرَكَهَا عَلَي أَنّهُ يُرِيدُ مُرَاجَعَتَهَا ثُمّ مَضَي لِذَلِكَ مِنهُ سَنَةً فَهُوَ أَحَقّ بِرَجعَتِهَا وَ سَأَلتُهُ عَنِ الصّدَقَةِ إِذَا لَم تُقبَض هَل يَجُوزُ لِصَاحِبِهَا قَالَ إِذَا كَانَ أَبٌ تَصَدّقَ بِهَا عَلَي وَلَدٍ صَغِيرٍ فَإِنّهَا جَائِزَةٌ لِأَنّهُ يَقبِضُ لِوَلَدِهِ إِذَا كَانَ صَغِيراً وَ إِذَا كَانَ وَلَداً كَبِيراً فَلَا يَجُوزُ لَهُ حَتّي يَقبِضَ وَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ تَصَدّقَ عَلَي رَجُلٍ بِصَدَقَةٍ فَلَم يَحُزهَا هَل يَجُوزُ ذَلِكَ قَالَ هيَِ جَائِزَةٌ حِيزَت أَو لَم تُحَز وَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ استَأجَرَ دَابّةً إِلَي مَكَانٍ فَجَازَ ذَلِكَ فَنَفَقَتِ الدّابّةُ مَا عَلَيهِ قَالَ إِذَا كَانَ جَازَ المَكَانَ ألّذِي استَأجَرَ إِلَيهِ فَهُوَ ضَامِنٌ وَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ استَأجَرَ دَابّةً فَأَعطَاهَا غَيرَهُ فَنَفَقَت مَا عَلَيهِ قَالَ إِن كَانَ شَرَطَ أَن لَا يَركَبَهَا غَيرُهُ فَهُوَ ضَامِنٌ لَهَا وَ إِن لَم يُسَمّ فَلَيسَ عَلَيهِ شَيءٌ وَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ استَأجَرَ دَابّةً فَوَقَعَت فِي بِئرٍ فَانكَسَرَت مَا عَلَيهِ قَالَ هُوَ ضَامِنٌ كَانَ يَلزَمُهُ أَن يَستَوثِقَ مِنهَا وَ إِن أَقَامَ البَيّنَةَ أَنّهُ رَبَطَهَا وَ استَوثَقَ مِنهَا فَلَيسَ عَلَيهِ شَيءٌ وَ سَأَلتُهُ عَن بخُتيِّ مُغتَلِمٍ قَتَلَ رَجُلًا فَقَامَ أَخُو المَقتُولِ فَعَقَرَ البخُتيِّ وَ قَتَلَهُ
صفحه : 290
مَا حَالُهُم قَالَ عَلَي صَاحِبِ البخُتيِّ دِيَةُ المَقتُولِ وَ لِصَاحِبِ البخُتيِّ ثَمَنُهُ عَلَي ألّذِي عَقَرَ بُختِيّهُ وَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ تَحتَهُ مَملُوكَةٌ بَينَ رَجُلَينِ فَقَالَ أَحَدُهُمَا قَد بَدَا لِي أَن أَنزِعَ جاَريِتَيِ مِنكَ وَ أَبِيعَ نصَيِبيِ فَبَاعَهُ فَقَالَ المشُترَيِ أُرِيدُ أَن أَقبِضَ جاَريِتَيِ هَل تَحرُمُ عَلَي الزّوجِ قَالَ إِذَا اشتَرَاهَا غَيرُ ألّذِي كَانَ أَنكَحَهَا إِيّاهُ فَالطّلَاقُ بِيَدِهِ إِن شَاءَ فَرّقَ بَينَهُمَا وَ إِن شَاءَ تَرَكَهَا مَعَهُ فهَيَِ حَلَالٌ لِزَوجِهَا وَ هُمَا عَلَي نِكَاحِهِمَا حَتّي يَنزِعَهَا المشُترَيِ وَ إِن أَنكَحَهَا إِيّاهُ نِكَاحاً جَدِيداً فَالطّلَاقُ إِلَي الزّوجِ وَ لَيسَ إِلَي السّيّدِ الطّلَاقُ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ زَوّجَ ابنَهُ وَ هُوَ صَغِيرٌ فَدَخَلَ الِابنُ بِامرَأَتِهِ عَلَي مَنِ المَهرُ عَلَي الأَبِ أَو عَلَي الِابنِ قَالَ المَهرُ عَلَي الغُلَامِ وَ إِن لَم يَكُن لَهُ شَيءٌ فَعَلَي الأَبِ يَضمَنُ ذَلِكَ عَلَي ابنِهِ أَو لَم يَضمَن إِذَا كَانَ هُوَ أَنكَحَهُ وَ هُوَ صَغِيرٌ وَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ حُرّ وَ تَحتَهُ مَملُوكَةٌ بَينَ رَجُلَينِ أَرَادَ أَحَدُهُمَا نَزعَهَا مِنهُ هَل لَهُ ذَلِكَ قَالَ الطّلَاقُ إِلَي الزّوجِ لَا يَحِلّ لِوَاحِدٍ مِنَ الشّرِيكَينِ أَن يُطَلّقَهَا فَيَستَخلِصَ أَحَدُهُمَا وَ سَأَلتُهُ عَن حُبّ مَاءٍ فِيهِ أَلفُ رِطلٍ وَقَعَ فِيهِ وُقِيّةُ بَولٍ هَل يَصلُحُ شُربُهُ أَوِ الوُضُوءُ مِنهُ قَالَ لَا يَصلُحُ وَ سَأَلتُهُ عَن قِدرٍ فِيهَا أَلفُ رِطلِ مَاءٍ فَطُبِخَ فِيهَا لَحمٌ وَقَعَ فِيهَا وُقِيّةُ دَمٍ هَل يَصلُحُ أَكلُهُ قَالَ إِذَا طُبِخَ فَكُل فَلَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَن فَأرَةٍ وَقَعَت فِي بِئرٍ فَمَاتَت هَل يَصلُحُ الوُضُوءُ عَن مَائِهَا قَالَ انزِع مِن مَائِهَا سَبعَ دلُيِّ ثُمّ تَوَضّأ وَ لَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَن فَأرَةٍ وَقَعَت فِي بِئرٍ فَأُخرِجَت وَ قَد تَقَطّعَت هَل يَصلُحُ الوُضُوءُ مِن مَائِهَا قَالَ يُنزَحُ مِنهَا عِشرُونَ دَلواً إِذَا تَقَطّعَت ثُمّ يُتَوَضّأُ وَ لَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَن صبَيِّ بَالَ فِي بِئرٍ هَل يَصلُحُ الوُضُوءُ مِنهَا فَقَالَ يُنزَحُ المَاءُ كُلّهُ وَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ مَسّ مَيّتاً عَلَيهِ الغُسلُ قَالَ إِن كَانَ المَيّتُ لَم يَبرُد فَلَا غُسلَ عَلَيهِ وَ إِن كَانَ قَد بَرَدَ فَعَلَيهِ الغُسلُ إِذَا مَسّهُ
صفحه : 291
وَ سَأَلتُهُ عَن بِئرٍ صُبّ فِيهَا الخَمرُ هَل يَصلُحُ الوُضُوءُ مِن مَائِهَا قَالَ لَا يَصلُحُ حَتّي يُنزَحَ المَاءُ كُلّهُ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الصّدَقَةِ يَجعَلُهَا الرّجُلُ لِلّهِ مَبتُوتَةً هَل لَهُ أَن يَرجِعَ فِيهَا قَالَ إِذَا جَعَلَهَا لِلّهِ فهَيَِ لِلمَسَاكِينِ وَ ابنِ السّبِيلِ فَلَيسَ لَهُ أَن يَرجِعَ فِيهَا وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ هَل يَصلُحُ لَهُ أَن يصُلَيَّ أَو يَصُومَ عَن بَعضِ مَوتَاهُ قَالَ نَعَم فيَصُلَيّ مَا أَحَبّ وَ يَجعَلُ ذَلِكَ لِلمَيّتِ فَهُوَ لِلمَيّتِ إِذَا جَعَلَ ذَلِكَ لَهُ
بيان قوله قال سألت أبي يدل علي أن السائل في تلك المسئولات الكاظم ع والمسئول أبوه ع و في قرب الإسناد وسائر كتب الحديث السائل علي بن جعفر والمسئول أخوه الكاظم و هوالصواب ولعله اشتبه علي النساخ أوالرواة ويدل عليه التصريح بسؤال علي عن أخيه في أثناء الخبر مرارا. قوله الله أعلم إن كان محمديقولونه كانت النسخ هنا محرفة مصحفة والأظهر أنه كان هكذا وَ سَأَلتُهُ عَمّن يرَويِ عَنكُم تَفسِيراً أَو رِوَايَةً عَن رَسُولِ اللّهِص فِي قَضَاءٍ أَو طَلَاقٍ أَو عِتقٍ أَو شَيءٍ لَم نَسمَعهُ قَطّ مِن مَنَاسِكَ أَو شِبهِهِ مِن غَيرِ أَن يسُمَيَّ لَكُم عَدُوّاً أَ يَسَعُنَا أَن نَقُولَ فِي قَولِهِ اللّهُ أَعلَمُ إِن كَانَ آلُ مُحَمّدٍ ع يَقُولُونَهُ
فكلمة إن نافية والحاصل أنه هل يجوز تكذيب مثل هذه الرواية فأجاب ع بأنه لايجوز تكذيبه حتي يستيقن كذبه ويحتمل أن تكون كلمة إن شرطية أي إن كان آل محمديقولونه فنحن نقول به فالجواب أنه لايجوز التصديق به حتي يستيقن فالمراد باليقين مايشمل الظن المعتبر شرعا. قوله قال أبو الحسن علي بن جعفرلعله إنما أعاد اسمه إشعارا لماسقط من بين الخبر لئلا يتوهم اتصاله بما قبله كمايدل عليه الابتداء من وسط جواب قدسقط سؤاله رأسا. ثم اعلم أنا لماشرحنا أجزاء الخبر في أبوابها برواية الحميري فلم نعد شرحها هاهنا حذرا من التكرار وكذلك تركنا بعض ما فيها من التصحيفات ليرجع من أراد تصحيحها إلي ماأوردنا منه في أبوابها
صفحه : 292
1- قال السيد المرتضي رضي الله عنه في كتاب الفصول ،أخبرني الشيخ أيده الله قال دخل ضرار بن عمرو الضبي علي يحيي بن خالد البرمكي فقال له يا أباعمرو هل لك في مناظرة رجل هوركن الشيعة فقال ضرار هلم من شئت فبعث إلي هشام بن الحكم فأحضره فقال يا أبا محمد هذاضرار و هو من قدعلمت في الكلام والخلاف لك فكلمه في الإمامة فقال نعم ثم أقبل علي ضرار فقال يا أباعمرو خبرني علي ماتجب الولاية والبراءة علي الظاهر أم علي الباطن فقال ضرار بل علي الظاهر فإن الباطن لايدرك إلابالوحي فقال هشام صدقت فخبرني الآن أي الرجلين كان أذب عن وجه رسول الله ص بالسيف وأقتل لأعداء الله عز و جل بين يديه وأكثر آثارا في الجهاد علي بن أبي طالب أو أبوبكر فقال علي بن أبي طالب ولكن أبابكر كان أشد يقينا فقال هشام هذا هوالباطن ألذي قدتركنا الكلام فيه و قداعترفت لعلي ع بظاهر عمله من الولاية ما لم يجب لأبي بكر فقال ضرار هذاالظاهر نعم ثم قال هشام أفليس إذا كان الباطن مع الظاهر فهو الفضل ألذي لايدفع فقال ضرار بلي فقال هشام ألست تعلم أن النبي ص قال لعلي ع إنه مني بمنزلة هارون من موسي إلا أنه لانبي بعدي فقال ضرار نعم فقال له هشام أيجوز أن يقول له هذاالقول إلا و هوعنده في الباطن مؤمن قال لا فقال هشام فقد صح لعلي ع ظاهره وباطنه و لم يصح لصاحبك ظاهر و لاباطن والحمد لله
صفحه : 293
2- قال وأخبرني الشيخ أدام الله تأييده قال
سأل يحيي بن خالد البرمكي هشام بن الحكم رحمة الله عليه بحضرة الرشيد فقال له أخبرني ياهشام عن الحق هل يكون في جهتين مختلفتين فقال هشام لا قال فخبرني عن نفسين اختصما في حكم في الدين وتنازعا واختلفا هل يخلوان من أن يكونا محقين أومبطلين أو يكون أحدهما مبطلا والآخر محقا فقال هشام لايخلوان من ذلك و ليس يجوز أن يكونا محقين علي ماقدمت من الجواب فقال له يحيي بن خالد فخبرني عن علي والعباس لمااختصما إلي أبي بكر في الميراث أيهما كان المحق من المبطل إذ كنت لاتقول إنهما كانا محقين و لامبطلين فقال هشام فنظرت إذاأنني إن قلت إن عليا ع كان مبطلا كفرت وخرجت عن مذهبي و إن قلت إن العباس كان مبطلا ضرب عنقي ووردت علي مسألة لم أكن سئلت عنها قبل ذلك الوقت و لاأعددت لها جوابا فذكرت قول أبي عبد الله ع و هو يقول لي ياهشام لاتزال مؤيدا بروح القدس مانصرتنا بلسانك فعلمت أني لاأخذل و عنّ لي الجواب في الحال فقلت له لم يكن من أحدهما خطأ وكانا جميعا محقين ولهذا نظير قدنطق به القرآن في قصة داود ع حيث يقول الله جل اسمه وَ هَل أَتاكَ نَبَأُ الخَصمِ إِذ تَسَوّرُوا المِحرابَ إلي قوله تعالي خَصمانِ بَغي بَعضُنا عَلي بَعضٍفأي الملكين كان مخطئا وأيهما كان مصيبا أم تقول إنهما كانا مخطئين فجوابك في ذلك جوابي بعينه فقال يحيي لست أقول إن الملكين أخطئا بل أقول إنهما أصابا و ذلك أنهما لم يختصما في الحقيقة و لااختلفا في الحكم وإنما أظهرا ذلك لينبها داود ع علي الخطيئة ويعرفاه الحكم ويوقفاه عليه قال فقلت له كذلك علي والعباس لم يختلفا في الحكم و لم يختصما في الحقيقة وإنما أظهرا الاختلاف والخصومة لينبها أبابكر علي غلطه ويوقفاه علي خطيئته ويدلاه علي ظلمه لهما في الميراث و لم يكونا في ريب من أمرهما وإنما كان ذلك منهما علي حد ما كان من الملكين فلم يحر جوابا واستحسن ذلك الرشيد
صفحه : 294
3- وأخبرني الشيخ أيضا قال أحب الرشيد أن يسمع كلام هشام بن الحكم مع الخوارج فأمر بإحضار هشام بن الحكم وإحضار عبد الله بن يزيد الإباضي وجلس بحيث يسمع كلامهما و لايري القوم شخصه و كان بالحضرة يحيي بن خالد فقال يحيي لعبد الله بن يزيد سل أبا محمديعني هشاما عن شيء فقال هشام لامسألة للخوارج علينا فقال عبد الله بن يزيد وكيف ذلك فقال هشام لأنكم قوم قداجتمعتم معنا علي ولاية رجل وتعديله والإقرار بإمامته وفضله ثم فارقتمونا في عداوته والبراءة منه فنحن علي إجماعنا وشهادتكم لنا وخلافكم علينا غيرقادح في مذهبنا ودعواكم غيرمقبولة علينا إذ الاختلاف لايقابل الاتفاق وشهادة الخصم لخصمه مقبولة وشهادته عليه مردودة قال يحيي بن خالد لقد قربت قطعه يا أبا محمد ولكن جاره شيئا فإن أمير المؤمنين أطال الله بقاه يحب ذلك قال فقال هشام أناأفعل ذلك غير أن الكلام ربما انتهي إلي حد يغمض ويدق علي الأفهام فيعاند أحد الخصمين أويشتبه عليه فإن أحب الإنصاف فليجعل بيني وبينه واسطة عدلا إن خرجت عن الطريق ردني إليه و إن جار في حكمه شهد عليه فقال عبد الله بن يزيد لقد دعا أبو محمد إلي الإنصاف فقال هشام فمن يكون هذه الواسطة و ما يكون مذهبه أ يكون من أصحابي أو من أصحابك أومخالفا للملة لنا جميعا قال عبد الله بن يزيد اختر من شئت فقد رضيت به قال هشام أما أنافأري أنه إن كان من أصحابي لم يؤمن عليه العصبية لي و إن كان من أصحابك لم آمنه في الحكم علي و إن كان مخالفا لنا جميعا لم يكن مأمونا علي و لاعليك ولكن يكون رجلا من أصحابي ورجلا من أصحابك فينظران فيما بيننا ويحكمان علينا بموجب الحق ومحض الحكم بالعدل فقال عبد الله بن يزيد فقد أنصفت يا أبا محمد وكنت أنتظر هذامنك فأقبل هشام علي يحيي بن خالد فقال له قدقطعته أيها الوزير ودمرت علي
صفحه : 295
مذاهبه كلها بأهون سعي و لم يبق معه شيء واستغنيت عن مناظرته قال فحرك الستر الرشيد وأصغي يحيي بن خالد فقال هذامتكلم الشيعة واقف الرجل مواقفة لم يتضمن مناظرة ثم ادعي عليه أنه قدقطعه وأفسد مذهبه فمره أن يبين عن صحة ماادعاه علي الرجل فقال يحيي بن خالد لهشام إن أمير المؤمنين يأمرك أن تكشف عن صحة ماادعيت علي هذا الرجل قال فقال هشام رحمه الله إن هؤلاء القوم لم يزالوا معنا علي ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع حتي كان من أمر الحكمين ما كان فأكفروه بالتحكيم وضللوه بذلك وهم الذين اضطروه إليه والآن فقد حكم هذاالشيخ و هوعماد أصحابه مختارا غيرمضطر رجلين مختلفين في مذهبهما أحدهما يكفره والآخر يعدله فإن كان مصيبا في ذلك فأمير المؤمنين أولي بالصواب و إن كان مخطئا كافرا فقد أراحنا من نفسه بشهادته بالكفر عليها والنظر في كفره وإيمانه أولي من النظر في إكفاره عليا ع قال فاستحسن ذلك الرشيد وأمر بصلته وجائزته
4- وَ قَالَ الشّيخُ أَدَامَ اللّهُ عِزّهُ وَ هِشَامُ بنُ الحَكَمِ مِن أَكبَرِ أَصحَابِ أَبِي عَبدِ اللّهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع وَ كَانَ فَقِيهاً وَ رَوَي حَدِيثاً كَثِيراً وَ صَحِبَ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع وَ بَعدَهُ أَبَا الحَسَنِ مُوسَي ع وَ كَانَ يُكَنّي أَبَا مُحَمّدٍ وَ أَبَا الحَكَمِ وَ كَانَ مَولَي بنَيِ شَيبَانَ وَ كَانَ مُقِيماً بِالكُوفَةِ وَ بَلَغَ مِن مَرتَبَتِهِ وَ عُلُوّهِ عِندَ أَبِي عَبدِ اللّهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع أَنّهُ دَخَلَ عَلَيهِ بِمِنًي وَ هُوَ غُلَامٌ أَوّلَ مَا اختَطّ عَارِضَاهُ وَ فِي مَجلِسِهِ شُيُوخُ الشّيعَةِ كَحُمرَانَ بنِ أَعيَنَ وَ قَيسٍ المَاصِرِ وَ يُونُسَ بنِ يَعقُوبَ وَ أَبِي جَعفَرٍ الأَحوَلِ وَ غَيرِهِم فَرَفَعَهُ عَلَي جَمَاعَتِهِم وَ لَيسَ فِيهِم إِلّا مَن هُوَ أَكبَرُ سِنّاً مِنهُ فَلَمّا رَأَي أَبُو عَبدِ اللّهِ ع أَنّ ذَلِكَ الفِعلَ كَبُرَ عَلَي أَصحَابِهِ قَالَ هَذَا نَاصِرُنَا بِقَلبِهِ وَ لِسَانِهِ وَ يَدِهِ وَ قَالَ لَهُ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع وَ قَد سَأَلَهُ عَن أَسمَاءِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ اشتِقَاقِهَا فَأَجَابَهُ ثُمّ قَالَ لَهُ أَ فَهِمتَ يَا هِشَامُ فَهماً تَدفَعُ بِهِ أَعدَاءَنَا المُلحِدِينَ مَعَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ قَالَ الشّيخُ نَعَم قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع
صفحه : 296
نَفَعَكَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِهِ وَ ثَبّتَكَ قَالَ هِشَامٌ فَوَ اللّهِ مَا قهَرَنَيِ أَحَدٌ فِي التّوحِيدِ حَتّي قُمتُ مقَاَميِ هَذَا
قال الشيخ أدام الله عزه و قدروي عن أبي عبد الله ع ثمانية رجال كل واحد منهم يقال له هشام فمنهم أبو محمدهشام بن الحكم مولي بني شيبان هذا ومنهم هشام بن سالم مولي بشر بن مروان و كان من سبي الجوزجان ومنهم هشام الكفري ألذي يروي عنه علي بن الحكم ومنهم هشام المعروف بأبي عبد الله البزاز ومنهم هشام الصيدناني رحمه الله ومنهم هشام الخياط رحمة الله عليه ومنهم هشام بن يزيد رحمة الله عليه ومنهم هشام بن المثني الكوفي رحمة الله عليه 5- قال و من حكايات الشيخ أدام الله عزه قال سُئِلَ هِشَامُ بنُ الحَكَمِ رَحمَةُ اللّهُ عَلَيهِ عَمّا يَروِيهِ العَامّةُ مِن قَولِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع
لَمّا قُبِضَ عُمَرُ وَ قَد دَخَلَ عَلَيهِ وَ هُوَ مُسَجّي لَوَدِدتُ أَن أَلقَي اللّهَ تَعَالَي بِصَحِيفَةِ هَذَا المُسَجّي وَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ إنِيّ لَأَرجُو أَن أَلقَي اللّهَ تَعَالَي بِصَحِيفَةِ هَذَا المُسَجّي
فقال هشام هذاحديث غيرثابت و لامعروف الإسناد وإنما حصل من جهة القصاص وأصحاب الطرقات و لوثبت لكان المعني فيه معروفا و ذلك أن عمر واطأ أبابكر والمغيرة وسالما مولي أبي حذيفة و أباعبيدة علي كتب صحيفة بينهم يتعاقدون فيها علي أنه إذامات رسول الله ص لم يورثوا أحدا من أهل بيته و لم يولوهم مقامه من بعده وكانت الصحيفة لعمر إذ كان عماد القوم فالصحيفة التي ود أمير المؤمنين ع ورجا أن يلقي الله عز و جل بهاهي هذه الصحيفة ليخاصمه بها ويحتج عليه بمضمونها والدليل علي ذلك ماروته العامة عن أبي بن كعب أنه كان يقول في مسجد
صفحه : 297
رسول الله ص بعد أن أفضي الأمر إلي أبي بكر بصوت يسمعه أهل المسجد ألا هلك أهل العقدة و الله ماآسي عليهم إنما آسي علي من يضلون من الناس فقيل له ياصاحب رسول الله من هؤلاء أهل العقدة و ماعقدتهم فقال قوم تعاقدوا بينهم إن مات رسول الله ص لم يورثوا أحدا من أهل بيته و لم يولوهم مقامه أما و الله لئن عشت إلي يوم الجمعة لأقومن فيهم مقاما أبين للناس أمرهم قال فما أتت عليه الجمعة
6-ختص ،[الإختصاص ] أحمد بن الحسن عن عبدالعظيم بن عبد الله قال قال هارون الرشيد لجعفر بن يحيي البرمكي إني أحب أن أسمع كلام المتكلمين من حيث لايعلمون بمكاني فيحتجون عن بعض مايريدون فأمر جعفرالمتكلمين فأحضروا داره وصار هارون في مجلس يسمع كلامهم وأرخي بينه و بين المتكلمين سترا فاجتمع المتكلمون وغص المجلس بأهله ينتظرون هشام بن الحكم فدخل عليهم هشام و عليه قميص إلي الركبة وسراويل إلي نصف الساق فسلم علي الجميع و لم يخص جعفرا بشيء فقال له رجل من القوم لم فضلت عليا علي أبي بكر و الله يقول ثانيَِ اثنَينِ إِذ هُما فِي الغارِ إِذ يَقُولُ لِصاحِبِهِ لا تَحزَن إِنّ اللّهَ مَعَنا فقال هشام فأخبرني عن حزنه في ذلك الوقت أ كان لله رضا أم غيررضا فسكت فقال هشام إن زعمت أنه كان لله رضا فلم نهاه رسول الله ص فقال لا تَحزَن أنهاه عن طاعة الله ورضاه و إن زعمت أنه كان لله غيررضا فلم تفتخر بشيء كان لله غيررضا و قدعلمت ما قال الله تبارك و تعالي حين قال فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلي رَسُولِهِ وَ عَلَي المُؤمِنِينَ ولأنكم قلتم وقلنا وقالت العامة الجنة اشتاقت إلي أربعة نفر إلي علي بن أبي طالب ع والمقداد بن الأسود وعمار بن ياسر و أبي ذر الغفاري فأري صاحبنا قددخل مع هؤلاء في هذه الفضيلة وتخلف عنها صاحبكم ففضلنا صاحبنا علي صاحبكم بهذه الفضيلة
صفحه : 298
وقلتم وقلنا وقالت العامة إن الذابين عن الإسلام أربعة نفر علي بن أبي طالب ع والزبير بن العوام و أبودجانة الأنصاري وسلمان الفارسي فأري صاحبنا قددخل مع هؤلاء في هذه الفضيلة وتخلف عنها صاحبكم ففضلنا صاحبنا علي صاحبكم بهذه الفضيلة وقلتم وقلنا وقالت العامة إن القراء أربعة نفر علي بن أبي طالب ع و عبد الله بن مسعود و أبي بن كعب وزيد بن ثابت فأري صاحبنا قددخل مع هؤلاء في هذه الفضيلة وتخلف عنها صاحبكم ففضلنا صاحبنا علي صاحبكم بهذه الفضيلة وقلتم وقلنا وقالت العامة إن المطهرين من السماء أربعة نفر علي بن أبي طالب وفاطمة و الحسن و الحسين ع فأري صاحبنا قددخل مع هؤلاء في هذه الفضيلة وتخلف عنها صاحبكم ففضلنا صاحبنا علي صاحبكم بهذه الفضيلة وقلتم وقلنا وقالت العامة إن الأبرار أربعة علي بن أبي طالب وفاطمة و الحسن و الحسين ع فأري صاحبنا قددخل مع هؤلاء في هذه الفضيلة وتخلف عنها صاحبكم ففضلنا صاحبنا علي صاحبكم بهذه الفضيلة وقلتم وقلنا وقالت العامة إن الشهداء أربعة نفر علي بن أبي طالب و جعفر وحمزة وعبيدة بن الحارث بن عبدالمطلب فأري صاحبنا قددخل مع هؤلاء في هذه الفضيلة وتخلف عنها صاحبكم ففضلنا صاحبنا علي صاحبكم بهذه الفضيلة قال فحرك هارون الستر وأمر جعفر الناس بالخروج فخرجوا مرعوبين وخرج هارون إلي المجلس فقال من هذا ابن الفاعلة فو الله لقد هممت بقتله وإحراقه بالنار أقول سيأتي سائر احتجاجات هشام في أبواب تاريخ الكاظم ع
صفحه : 299
1-يد،[التوحيد]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] حَدّثَنَا أَبُو مُحَمّدٍ جَعفَرُ بنُ عَلِيّ بنِ أَحمَدَ الفَقِيهُ القمُيّّ ثُمّ الإيِلاَقيِّ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ قَالَ أَخبَرَنَا أَبُو مُحَمّدٍ الحَسَنُ بنُ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ صَدَقَةَ القمُيّّ قَالَ حدَثّنَيِ أَبُو عَمرٍو مُحَمّدُ بنُ عُمَرَ بنِ عَبدِ العَزِيزِ الأنَصاَريِّ الكجَيّّ قَالَ حدَثّنَيِ مَن سَمِعَ الحَسَنَ بنَ مُحَمّدٍ النوّفلَيِّ ثُمّ الهاَشمِيِّ يَقُولُ لَمّا قَدِمَ عَلِيّ بنُ مُوسَي الرّضَا ع عَلَي المَأمُونِ أَمَرَ الفَضلَ بنَ سَهلٍ أَن يَجمَعَ لَهُ أَصحَابَ المَقَالَاتِ مِثلَ الجَاثَلِيقِ وَ رَأسِ الجَالُوتِ وَ رُؤَسَاءِ الصّابِئِينَ وَ الهِربِذِ الأَكبَرِ وَ أَصحَابِ ذُردهَشتَ وَ نِسطَاسَ الروّميِّ وَ المُتَكَلّمِينَ لِيَسمَعَ كَلَامَهُ وَ كَلَامَهُم فَجَمَعَهُمُ الفَضلُ بنُ سَهلٍ ثُمّ أَعلَمَ المَأمُونَ بِاجتِمَاعِهِم فَقَالَ المَأمُونُ أَدخِلهُم عَلَيّ فَفَعَلَ فَرَحّبَ بِهِمُ المَأمُونُ ثُمّ قَالَ لَهُم إنِيّ إِنّمَا جَمَعتُكُم لِخَيرٍ
صفحه : 300
وَ أَحبَبتُ أَن تُنَاظِرُوا ابنَ عمَيّ هَذَا المدَنَيِّ القَادِمَ عَلَيّ فَإِذَا كَانَ بُكرَةً فَاغدُوا عَلَيّ وَ لَا يَتَخَلّف مِنكُم أَحَدٌ فَقَالُوا السّمعَ وَ الطّاعَةَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ نَحنُ مُبكِرُونَ إِن شَاءَ اللّهُ قَالَ الحَسَنُ بنُ مُحَمّدٍ النوّفلَيِّ فَبَينَا نَحنُ فِي حَدِيثٍ لَنَا عِندَ أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع إِذ دَخَلَ عَلَينَا يَاسِرٌ وَ كَانَ يَتَوَلّي أَمرَ أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع فَقَالَ لَهُ يَا سيَدّيِ إِنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ يُقرِئُكَ السّلَامَ وَ يَقُولُ فِدَاكَ أَخُوكَ إِنّهُ اجتَمَعَ إلِيَّ أَصحَابُ المَقَالَاتِ وَ أَهلُ الأَديَانِ وَ المُتَكَلّمُونَ مِن جَمِيعِ المِلَلِ فَرَأيُكَ فِي البُكُورِ عَلَينَا إِن أَحبَبتَ كَلَامَهُم وَ إِن كَرِهتَ ذَلِكَ فَلَا تَتَجَشّم وَ إِن أَحبَبتَ أَن نَصِيرَ إِلَيكَ خَفّ ذَلِكَ عَلَينَا فَقَالَ أَبُو الحَسَنِ ع أَبلِغهُ السّلَامَ وَ قُل لَهُ قَد عَلِمتُ مَا أَرَدتَ وَ أَنَا صَائِرٌ إِلَيكَ بُكرَةً إِن شَاءَ اللّهُ قَالَ الحَسَنُ بنُ مُحَمّدٍ النوّفلَيِّ فَلَمّا مَضَي يَاسِرٌ التَفَتَ إِلَينَا ثُمّ قَالَ لِي يَا نوَفلَيِّ أَنتَ عرِاَقيِّ وَ رِقّةُ العرِاَقيِّ غَيرُ غَلِيظَةٍ فَمَا عِندَكَ فِي جَمعِ ابنِ عَمّكَ عَلَينَا أَهلَ الشّركِ وَ أَصحَابَ المَقَالَاتِ فَقُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ يُرِيدُ الِامتِحَانَ وَ يُحِبّ أَن يَعرِفَ مَا عِندَكَ وَ لَقَد بَنَي عَلَي أَسَاسٍ غَيرِ وَثِيقِ البُنيَانِ وَ بِئسَ وَ اللّهِ مَا بَنَي فَقَالَ لِي وَ مَا بِنَاؤُهُ فِي هَذَا البَابِ قُلتُ إِنّ أَصحَابَ الكَلَامِ وَ البِدَعِ خِلَافُ العُلَمَاءِ وَ ذَلِكَ أَنّ العَالِمَ لَا يُنكِرُ غَيرَ المُنكَرِ وَ أَصحَابُ المَقَالَاتِ وَ المُتَكَلّمُونَ وَ أَهلُ الشّركِ أَصحَابُ إِنكَارٍ وَ مُبَاهَتَةٍ إِنِ احتَجَجتَ عَلَيهِم بِأَنّ اللّهَ وَاحِدٌ قَالُوا صَحّح وَحدَانِيّتَهُ وَ إِن قُلتَ إِنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ قَالُوا أَثبِت رِسَالَتَهُ ثُمّ يُبَاهِتُونَ الرّجُلَ وَ هُوَ يُبطِلُ عَلَيهِم بِحُجّتِهِ وَ يُغَالِطُونَهُ حَتّي يَترُكَ قَولَهُ فَاحذَرهُم جُعِلتُ فِدَاكَ قَالَ فَتَبَسّمَ ع ثُمّ قَالَ يَا نوَفلَيِّ أَ فَتَخَافُ أَن يقَطعَوُنيِ عَلَيّ حجُتّيِ قُلتُ لَا وَ اللّهِ مَا خِفتُ عَلَيكَ قَطّ وَ إنِيّ لَأَرجُو أَن يُظفِرَكَ اللّهُ بِهِم إِن شَاءَ اللّهُ فَقَالَ لِي يَا نوَفلَيِّ أَ تُحِبّ أَن تَعلَمَ مَتَي يَندَمُ المَأمُونُ قُلتُ نَعَم
صفحه : 301
قَالَ إِذَا سَمِعَ احتجِاَجيِ عَلَي أَهلِ التّورَاةِ بِتَورَاتِهِم وَ عَلَي أَهلِ الإِنجِيلِ بِإِنجِيلِهِم وَ عَلَي أَهلِ الزّبُورِ بِزَبُورِهِم وَ عَلَي الصّابِئِينَ بِعِبرَانِيّتِهِم وَ عَلَي الهَرَابِذَةِ بِفَارِسِيّتِهِم وَ عَلَي أَهلِ الرّومِ بِرُومِيّتِهِم وَ عَلَي أَصحَابِ المَقَالَاتِ بِلُغَاتِهِم فَإِذَا قَطَعتُ كُلّ صِنفٍ وَ دَحَضَت حُجّتُهُ وَ تَرَكَ مَقَالَتَهُ وَ رَجَعَ إِلَي قوَليِ عَلِمَ المَأمُونُ أَنّ المَوضِعَ ألّذِي هُوَ بِسَبِيلِهِ لَيسَ بِمُستَحَقّ لَهُ فَعِندَ ذَلِكَ تَكُونُ النّدَامَةُ مِنهُ وَ لَا حَولَ وَ لَا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ العلَيِّ العَظِيمِ فَلَمّا أَصبَحنَا أَتَانَا الفَضلُ بنُ سَهلٍ فَقَالَ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ ابنُ عَمّكَ يَنتَظِرُكَ وَ قَدِ اجتَمَعَ القَومُ فَمَا رَأيُكَ فِي إِتيَانِهِ فَقَالَ لَهُ الرّضَا ع تقَدَمّنيِ فإَنِيّ سَائِرٌ إِلَي نَاحِيَتِكُم إِن شَاءَ اللّهُ ثُمّ تَوَضّأَ ع وُضُوءَهُ لِلصّلَاةِ وَ شَرِبَ شَربَةَ سَوِيقٍ وَ سَقَانَا مِنهُ ثُمّ خَرَجَ وَ خَرَجنَا مَعَهُ حَتّي دَخَلنَا عَلَي المَأمُونِ فَإِذَا المَجلِسُ غَاصّ بِأَهلِهِ وَ مُحَمّدُ بنُ جَعفَرٍ فِي جَمَاعَةِ الطّالِبِيّينَ وَ الهَاشِمِيّينَ وَ القُوّادُ حُضُورٌ فَلَمّا دَخَلَ الرّضَا ع قَامَ المَأمُونُ وَ قَامَ مُحَمّدُ بنُ جَعفَرٍ وَ جَمِيعُ بنَيِ هَاشِمٍ فَمَا زَالُوا وُقُوفاً وَ الرّضَا ع جَالِسٌ مَعَ المَأمُونِ حَتّي أَمَرَهُم بِالجُلُوسِ فَجَلَسُوا فَلَم يَزَلِ المَأمُونُ مُقبِلًا عَلَيهِ يُحَدّثُهُ سَاعَةً ثُمّ التَفَتَ إِلَي الجَاثَلِيقِ فَقَالَ يَا جَاثَلِيقُ هَذَا ابنُ عمَيّ عَلِيّ بنُ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ وَ هُوَ مِن وُلدِ فَاطِمَةَ بِنتِ نَبِيّنَا وَ ابنُ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَا فَأُحِبّ أَن تُكَلّمَهُ وَ تُحَاجّهُ وَ تُنصِفَهُ فَقَالَ الجَاثَلِيقُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ كَيفَ أُحَاجّ رَجُلًا يَحتَجّ عَلَيّ بِكِتَابٍ أَنَا مُنكِرُهُ وَ نبَيِّ لَا أُؤمِنُ بِهِ فَقَالَ لَهُ الرّضَا ع يَا نصَراَنيِّ فَإِنِ احتَجَجتُ عَلَيكَ بِإِنجِيلِكَ أَ تُقِرّ بِهِ قَالَ الجَاثَلِيقُ وَ هَل أَقدِرُ عَلَي دَفعِ مَا نَطَقَ بِهِ الإِنجِيلُ نَعَم وَ اللّهِ أُقِرّ بِهِ عَلَي رَغمِ أنَفيِ فَقَالَ لَهُ الرّضَا ع سَل عَمّا بَدَا لَكَ وَ افهَمِ الجَوَابَ قَالَ الجَاثَلِيقُ مَا تَقُولُ فِي نُبُوّةِ عِيسَي وَ كِتَابِهِ هَل تُنكِرُ مِنهُمَا شَيئاً قَالَ
صفحه : 302
الرّضَا ع أَنَا مُقِرّ بِنُبُوّةِ عِيسَي وَ كِتَابِهِ وَ مَا بَشّرَ بِهِ أُمّتَهُ وَ أَقَرّت بِهِ الحَوَارِيّونَ وَ كَافِرٌ بِنُبُوّةِ كُلّ عِيسًي لَم يُقِرّ بِنُبُوّةِ مُحَمّدٍص وَ بِكِتَابِهِ وَ لَم يُبَشّر بِهِ أُمّتَهُ قَالَ الجَاثَلِيقُ أَ لَيسَ إِنّمَا تُقطَعُ الأَحكَامُ بشِاَهدِيَ عَدلٍ قَالَ بَلَي قَالَ فَأَقِم شَاهِدَينِ مِن غَيرِ أَهلِ مِلّتِكَ عَلَي نُبُوّةِ مُحَمّدٍ مِمّن لَا تُنكِرُهُ النّصرَانِيّةُ وَ سَلنَا مِثلَ ذَلِكَ مِن غَيرِ أَهلِ مِلّتِنَا قَالَ الرّضَا ع الآنَ جِئتَ بِالنّصِفَةِ يَا نصَراَنيِّ أَ لَا تَقبَلُ منِيّ العَدلَ المُقَدّمَ عِندَ المَسِيحِ عِيسَي ابنِ مَريَمَ قَالَ الجَاثَلِيقُ مَن هَذَا العَدلُ سَمّهِ لِي قَالَ مَا تَقُولُ فِي يُوحَنّا الديّلمَيِّ قَالَ بَخ بَخ ذَكَرتَ أَحَبّ النّاسِ إِلَي المَسِيحِ قَالَ ع فَأَقسَمتُ عَلَيكَ هَل نَطَقَ الإِنجِيلُ أَنّ يُوحَنّا قَالَ إِنّ المَسِيحَ أخَبرَنَيِ بِدِينِ مُحَمّدٍ العرَبَيِّ وَ بشَرّنَيِ بِهِ أَنّهُ يَكُونُ مِن بَعدِهِ فَبَشّرتُ بِهِ الحَوَارِيّينَ فَآمَنُوا بِهِ قَالَ الجَاثَلِيقُ قَد ذَكَرَ ذَلِكَ يُوحَنّا عَنِ المَسِيحِ وَ بَشّرَ بِنُبُوّةِ رَجُلٍ وَ بِأَهلِ بَيتِهِ وَ وَصِيّهِ وَ لَم يُلَخّص مَتَي يَكُونُ ذَلِكَ وَ لَم يُسَمّ لَنَا القَومَ فَنَعرِفَهُم قَالَ الرّضَا ع فَإِن جِئنَاكَ بِمَن يَقرَأُ الإِنجِيلَ فَتَلَا عَلَيكَ ذِكرَ مُحَمّدٍ وَ أَهلِ بَيتِهِ وَ أُمّتِهِ أَ تُؤمِنُ بِهِ قَالَ شَدِيداً قَالَ الرّضَا ع لِنِسطَاسَ الروّميِّ كَيفَ حِفظُكَ لِلسّفرِ الثّالِثِ مِنَ الإِنجِيلِ قَالَ مَا أحَفظَنَيِ لَهُ ثُمّ التَفَتَ إِلَي رَأسِ الجَالُوتِ فَقَالَ أَ لَستَ تَقرَأُ الإِنجِيلَ قَالَ بَلَي لعَمَريِ قَالَ فَخُذ عَلَيّ السّفرَ الثّالِثَ فَإِن كَانَ فِيهِ ذِكرُ مُحَمّدٍ وَ أَهلِ بَيتِهِ وَ أُمّتِهِ فَاشهَدُوا لِي وَ إِن لَم يَكُن فِيهِ ذِكرُهُ فَلَا تَشهَدُوا لِي ثُمّ قَرَأَ ع السّفرَ الثّالِثَ حَتّي إِذَا بَلَغَ ذِكرَ النّبِيّص وَقَفَ ثُمّ قَالَ يَا نصَراَنيِّ إنِيّ أَسأَلُكَ بِحَقّ المَسِيحِ وَ أُمّهِ أَ تَعلَمُ أنَيّ عَالِمٌ بِالإِنجِيلِ قَالَ نَعَم ثُمّ تَلَا عَلَينَا ذِكرَ مُحَمّدٍ وَ أَهلِ بَيتِهِ وَ أُمّتِهِ ثُمّ قَالَ مَا تَقُولُ يَا نصَراَنيِّ هَذَا قَولُ عِيسَي ابنِ مَريَمَ فَإِن كَذّبتَ مَا يَنطِقُ بِهِ الإِنجِيلُ فَقَد كَذّبتَ مُوسَي وَ عِيسَي ع وَ مَتَي أَنكَرتَ هَذَا الذّكرَ وَجَبَ عَلَيكَ القَتلُ لِأَنّكَ تَكُونُ قَد كَفَرتَ بِرَبّكَ وَ بِنَبِيّكَ وَ بِكِتَابِكَ قَالَ الجَاثَلِيقُ لَا أُنكِرُ مَا قَد بَانَ لِي فِي الإِنجِيلِ وَ إنِيّ لَمُقِرّ بِهِ قَالَ الرّضَا ع اشهَدُوا عَلَي إِقرَارِهِ
صفحه : 303
ثُمّ قَالَ يَا جَاثَلِيقُ سَل عَمّا بَدَا لَكَ قَالَ الجَاثَلِيقُ أخَبرِنيِ عَن حوَاَريِّ عِيسَي ابنِ مَريَمَ كَم كَانَ عِدّتُهُم وَ عَن عُلَمَاءِ الإِنجِيلِ كَم كَانُوا قَالَ الرّضَا ع عَلَي الخَبِيرِ سَقَطتَ أَمّا الحَوَارِيّونَ فَكَانُوا اثنيَ عَشَرَ رَجُلًا وَ كَانَ أَفضَلُهُم وَ أَعلَمُهُم أَلُوقَا وَ أَمّا عُلَمَاءُ النّصَارَي فَكَانُوا ثَلَاثَةَ رِجَالٍ يُوحَنّا الأَكبَرُ بِأجّ وَ يُوحَنّا بِقِرقِيسَا وَ يُوحَنّا الديّلمَيِّ بِزجار وَ عِندَهُ كَانَ ذِكرُ النّبِيّص وَ ذِكرُ أَهلِ بَيتِهِ وَ أُمّتِهِ وَ هُوَ ألّذِي بَشّرَ أُمّةَ عِيسَي وَ بنَيِ إِسرَائِيلَ بِهِ ثُمّ قَالَ لَهُ يَا نصَراَنيِّ وَ اللّهِ إِنّا لَنُؤمِنُ بِعِيسَي ألّذِي آمَنَ بِمُحَمّدٍص وَ مَا نَنقِمُ عَلَي عِيسَاكُم شَيئاً إِلّا ضَعفَهُ وَ قِلّةَ صِيَامِهِ وَ صَلَاتِهِ قَالَ الجَاثَلِيقُ أَفسَدتَ وَ اللّهِ عِلمَكَ وَ ضَعّفتَ أَمرَكَ وَ مَا كُنتُ ظَنَنتُ إِلّا أَنّكَ أَعلَمُ أَهلِ الإِسلَامِ قَالَ الرّضَا ع وَ كَيفَ ذَاكَ قَالَ الجَاثَلِيقُ مِن قَولِكِ إِنّ عِيسَي كَانَ ضَعِيفاً قَلِيلَ الصّيَامِ قَلِيلَ الصّلَاةِ وَ مَا أَفطَرَ عِيسَي يَوماً قَطّ وَ لَا نَامَ بِلَيلٍ قَطّ وَ مَا زَالَ صَائِمَ الدّهرِ قَائِمَ اللّيلِ قَالَ الرّضَا ع فَلِمَن كَانَ يَصُومُ وَ يصُلَيّ قَالَ فَخَرِسَ الجَاثَلِيقُ وَ انقَطَعَ قَالَ الرّضَا ع يَا نصَراَنيِّ أَسأَلُكَ عَن مَسأَلَةٍ قَالَ سَل فَإِن كَانَ عنِديِ عِلمُهَا أَجَبتُكَ قَالَ الرّضَا ع مَا أَنكَرتَ أَنّ عِيسَي كَانَ يحُييِ المَوتَي بِإِذنِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ قَالَ الجَاثَلِيقُ أَنكَرتُ ذَلِكَ مِن قِبَلِ أَنّ مَن أَحيَا المَوتَي وَ أَبرَأَ الأَكمَهَ وَ الأَبرَصَ فَهُوَ رَبّ مُستَحِقّ لِأَن يُعبَدَ قَالَ الرّضَا ع فَإِنّ اليَسَعَ قَد صَنَعَ مِثلَ مَا صَنَعَ عِيسَي مَشَي عَلَي المَاءِ وَ أَحيَا المَوتَي وَ أَبرَأَ الأَكمَهَ وَ الأَبرَصَ فَلَم تَتّخِذهُ أُمّتُهُ رَبّاً وَ لَم يَعبُدهُ أَحَدٌ مِن دُونِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ لَقَد صَنَعَ حِزقِيلُ النّبِيّ مِثلَ مَا صَنَعَ عِيسَي ابنُ مَريَمَ فَأَحيَا خَمسَةً وَ ثَلَاثِينَ أَلفَ رَجُلٍ مِن بَعدِ مَوتِهِم بِسِتّينَ سَنَةً
صفحه : 304
ثُمّ التَفَتَ إِلَي رَأسِ الجَالُوتِ فَقَالَ لَهُ يَا رَأسَ الجَالُوتِ أَ تَجِدُ هَؤُلَاءِ فِي شَبَابِ بنَيِ إِسرَائِيلَ فِي التّورَاةِ اختَارَهُم بخُت َنَصّرُ مِن سبَيِ بنَيِ إِسرَائِيلَ حِينَ غَزَا بَيتَ المَقدِسِ ثُمّ انصَرَفَ بِهِم إِلَي بَابِلَ فَأَرسَلَهُ اللّهُ تَعَالَي عَزّ وَ جَلّ إِلَيهِم فَأَحيَاهُمُ اللّهُ هَذَا فِي التّورَاةِ لَا يَدفَعُهُ إِلّا كَافِرٌ مِنكُم قَالَ رَأسُ الجَالُوتِ قَد سَمِعنَا بِهِ وَ عَرَفنَاهُ قَالَ صَدَقتَ ثُمّ قَالَ يَا يهَوُديِّ خُذ عَلَي هَذَا السّفرِ مِنَ التّورَاةِ فَتَلَا ع عَلَينَا مِنَ التّورَاةِ آيَاتٍ فَأَقبَلَ اليهَوُديِّ يَتَرَجّحُ لِقِرَاءَتِهِ وَ يَتَعَجّبُ ثُمّ أَقبَلَ عَلَي النصّراَنيِّ فَقَالَ يَا نصَراَنيِّ أَ فَهَؤُلَاءِ كَانُوا قَبلَ عِيسَي أَم عِيسَي كَانَ قَبلَهُم قَالَ بَل كَانُوا قَبلَهُ قَالَ الرّضَا ع لَقَدِ اجتَمَعَت قُرَيشٌ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَسَأَلُوهُ أَن يحُييَِ لَهُم مَوتَاهُم فَوَجّهَ مَعَهُم عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع فَقَالَ لَهُ اذهَب إِلَي الجَبّانَةِ فَنَادِ بِأَسمَاءِ هَؤُلَاءِ الرّهطِ الّذِينَ يَسأَلُونَ عَنهُم بِأَعلَي صَوتِكَ يَا فُلَانُ وَ يَا فُلَانُ وَ يَا فُلَانُ يَقُولُ لَكُم مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ قُومُوا بِإِذنِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَقَامُوا يَنفُضُونَ التّرَابَ عَن رُءُوسِهِم فَأَقبَلَت قُرَيشٌ تَسأَلُهُم عَن أُمُورِهِم ثُمّ أَخبَرُوهُم أَنّ مُحَمّداًص قَد بُعِثَ نَبِيّاً وَ قَالُوا وَدِدنَا أَنّا أَدرَكنَاهُ فَنُؤمِنُ بِهِ وَ لَقَد أَبرَأَ الأَكمَهَ وَ الأَبرَصَ وَ المَجَانِينَ وَ كَلّمَهُ البَهَائِمُ وَ الطّيرُ وَ الجِنّ وَ الشّيَاطِينُ وَ لَم نَتّخِذهُ رَبّاً مِن دُونِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ لَم نُنكِر لِأَحَدٍ مِن هَؤُلَاءِ فَضلَهُم فَمَتَي اتّخَذتُم عِيسَي رَبّاً جَازَ لَكُم أَن تَتّخِذُوا اليَسَعَ وَ الحِزقِيلَ لِأَنّهُمَا قَد صَنَعَا مِثلَ مَا صَنَعَ عِيسَي مِن إِحيَاءِ المَوتَي وَ غَيرِهِ وَ إِنّ قَوماً مِن بنَيِ إِسرَائِيلَ هَرَبُوا مِن بِلَادِهِم مِنَ الطّاعُونِوَ هُم أُلُوفٌ حَذَرَ المَوتِفَأَمَاتَهُمُ اللّهُ فِي سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ فَعَمَدَ أَهلُ تِلكَ القَريَةِ فَحَظَرُوا عَلَيهِم حَظِيرَةً فَلَم يَزَالُوا فِيهَا حَتّي نَخَرَت عِظَامُهُم وَ صَارُوا رَمِيماً فَمَرّ بِهِم نبَيِّ مِن أَنبِيَاءِ بنَيِ إِسرَائِيلَ فَتَعَجّبَ مِنهُم وَ مِن كَثرَةِ العِظَامِ البَالِيَةِ فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَيهِ أَ تُحِبّ أَن أُحيِيَهُم لَكَ فَتُنذِرَهُم قَالَ نَعَم يَا رَبّ فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَيهِ أَن نَادِهِم فَقَالَ أَيّتُهَا العِظَامُ البَالِيَةُ قوُميِ بِإِذنِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَقَامُوا أَحيَاءً أَجمَعُونَ يَنفُضُونَ التّرَابَ عَن رُءُوسِهِم ثُمّ اِبرَاهِيمُ خَلِيلُ
صفحه : 305
الرّحمَنِ حِينَ أَخَذَ الطّيرَ فَقَطَعَهُنّ قِطَعاً ثُمّ وَضَعَعَلي كُلّ جَبَلٍ مِنهُنّ جُزءاً ثُمّ نَادَاهُنّ فَأَقبَلنَ سَعياً إِلَيهِ ثُمّ مُوسَي بنُ عِمرَانَ وَ أَصحَابُهُ السّبعُونَ الّذِينَ اختَارَهُم صَارُوا مَعَهُ إِلَي الجَبَلِ فَقَالُوا لَهُ إِنّكَ قَد رَأَيتَ اللّهَ سُبحَانَهُ فَأَرِنَاهُ كَمَا رَأَيتَهُ فَقَالَ لَهُم إنِيّ لَم أَرَهُ فَقَالُوالَن نُؤمِنَ لَكَ حَتّي نَرَي اللّهَ جَهرَةًفَأَخَذَتهُمُ الصّاعِقَةُ فَاحتَرَقُوا عَن آخِرِهِم وَ بقَيَِ مُوسَي وَحِيداً فَقَالَ يَا رَبّ إنِيّ اختَرتُ سَبعِينَ رَجُلًا مِن بنَيِ إِسرَائِيلَ فَجِئتُ بِهِم وَ أَرجِعُ وحَديِ فَكَيفَ يصُدَقّنُيِ قوَميِ بِمَا أُخبِرُهُم بِهِ فَلَو شِئتَ أَهلَكتَهُم مِن قَبلُ وَ إيِاّيَ أَ تُهلِكُنا بِما فَعَلَ السّفَهاءُ مِنّافَأَحيَاهُمُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مِن بَعدِ مَوتِهِم وَ كُلّ شَيءٍ ذَكَرتُهُ لَكَ مِن هَذَا لَا تَقدِرُ عَلَي دَفعِهِ لِأَنّ التّورَاةَ وَ الإِنجِيلَ وَ الزّبُورَ وَ الفُرقَانَ قَد نَطَقَت بِهِ فَإِن كَانَ كُلّ مَن أَحيَا المَوتَي وَ أَبرَأَ الأَكمَهَ وَ الأَبرَصَ وَ المَجَانِينَ يُتّخَذُ رَبّاً مِن دُونِ اللّهِ فَاتّخِذ هَؤُلَاءِ كُلّهُم أَربَاباً مَا تَقُولُ يَا يهَوُديِّ قَالَ الجَاثَلِيقُ القَولُ قَولُكَ وَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ ثُمّ التَفَتَ ع إِلَي رَأسِ الجَالُوتِ فَقَالَ يَا يهَوُديِّ أَقبِل عَلَيّ أَسأَلكَ بِالعَشرِ الآيَاتِ التّيِ أُنزِلَت عَلَي مُوسَي بنِ عِمرَانَ هَل تَجِدُ فِي التّورَاةِ مَكتُوباً نَبَأَ مُحَمّدٍ وَ أُمّتِهِ إِذَا جَاءَتِ الأُمّةُ الأَخِيرَةُ أَتبَاعُ رَاكِبِ البَعِيرِ يُسَبّحُونَ الرّبّ جِدّاً جِدّاً تَسبِيحاً جَدِيداً فِي الكَنَائِسِ الجَدَدِ فَليَفزَع بَنُو إِسرَائِيلَ إِلَيهِم وَ إِلَي مَلِكِهِم لِتَطمَئِنّ قُلُوبُهُم فَإِنّ بِأَيدِيهِم سُيُوفاً يَنتَقِمُونَ بِهَا مِنَ الأُمَمِ الكَافِرَةِ فِي أَقطَارِ الأَرضِ أَ هَكَذَا هُوَ فِي التّورَاةِ مَكتُوبٌ قَالَ رَأسُ الجَالُوتِ نَعَم إِنّا لَنَجِدُهُ كَذَلِكَ ثُمّ قَالَ لِلجَاثَلِيقِ يَا نصَراَنيِّ كَيفَ عِلمُكَ بِكِتَابِ شَعيَا قَالَ أَعرِفُهُ حَرفاً حَرفاً قَالَ لَهُمَا أَ تَعرِفَانِ هَذَا مِن كَلَامِهِ يَا قَومِ إنِيّ رَأَيتُ صُورَةَ رَاكِبِ الحِمَارِ لَابِساً جَلَابِيبَ النّورِ وَ رَأَيتُ رَاكِبَ البَعِيرِ ضَوؤُهُ مِثلُ ضَوءِ القَمَرِ فَقَالَا قَد قَالَ ذَلِكَ شَعيَا قَالَ الرّضَا ع يَا نصَراَنيِّ هَل تَعرِفُ فِي الإِنجِيلِ قَولَ عِيسَي إنِيّ ذَاهِبٌ إِلَي رَبّكُم وَ ربَيّ وَ البَارِقلِيطَا جَاءَ هُوَ ألّذِي يَشهَدُ لِي بِالحَقّ كَمَا شَهِدتُ لَهُ وَ هُوَ
صفحه : 306
ألّذِي يُفَسّرُ لَكُم كُلّ شَيءٍ وَ هُوَ ألّذِي يبُديِ فَضَائِحَ الأُمَمِ وَ هُوَ ألّذِي يَكسِرُ عَمُودَ الكُفرِ فَقَالَ الجَاثَلِيقُ مَا ذَكَرتَ شَيئاً فِي الإِنجِيلِ إِلّا وَ نَحنُ مُقِرّونَ بِهِ قَالَ أَ تَجِدُ هَذَا فِي الإِنجِيلِ ثَابِتاً يَا جَاثَلِيقُ قَالَ نَعَم قَالَ الرّضَا ع يَا جَاثَلِيقُ أَ لَا تخُبرِنُيِ عَنِ الإِنجِيلِ الأَوّلِ حِينَ افتَقَدتُمُوهُ عِندَ مَن وَجَدتُمُوهُ وَ مَن وَضَعَ لَكُم هَذَا الإِنجِيلَ قَالَ لَهُ مَا افتَقَدنَا الإِنجِيلَ إِلّا يَوماً وَاحِداً حَتّي وَجَدنَاهُ غَضّاً طَرِيّاً فَأَخرَجَهُ إِلَينَا يُوحَنّا وَ مَتّي فَقَالَ لَهُ الرّضَا ع مَا أَقَلّ مَعرِفَتَكَ بِسِرّ الإِنجِيلِ وَ عُلَمَائِهِ فَإِن كَانَ هَذَا كَمَا تَزعُمُ فَلِمَ اختَلَفتُم فِي الإِنجِيلِ وَ إِنّمَا وَقَعَ الِاختِلَافُ فِي هَذَا الإِنجِيلِ ألّذِي فِي أَيدِيكُمُ اليَومَ فَلَو كَانَ عَلَي العَهدِ الأَوّلِ لَم تَختَلِفُوا فِيهِ وَ لكَنِيّ مُفِيدُكَ عِلمَ ذَلِكَ اعلَم أَنّهُ لَمّا افتُقِدَ الإِنجِيلُ الأَوّلُ اجتَمَعَتِ النّصَارَي إِلَي عُلَمَائِهِم فَقَالُوا لَهُم قُتِلَ عِيسَي ابنُ مَريَمَ وَ افتَقَدنَا الإِنجِيلَ وَ أَنتُمُ العُلَمَاءُ فَمَا عِندَكُم فَقَالَ لَهُم ألوقا وَ مرقابوس إِنّ الإِنجِيلَ فِي صُدُورِنَا وَ نَحنُ نُخرِجُهُ إِلَيكُم سِفراً سِفراً فِي كُلّ أَحَدٍ فَلَا تَحزَنُوا عَلَيهِ وَ لَا تَخلُوا الكَنَائِسَ فَإِنّا سَنَتلُوهُ عَلَيكُم فِي كُلّ أَحَدٍ سِفراً سِفراً حَتّي نَجمَعَهُ كُلّهُ فَقَعَدَ ألوقا وَ مرقابوس وَ يُوحَنّا وَ مَتّي فَوَضَعُوا لَكُم هَذَا الإِنجِيلَ بَعدَ مَا افتَقَدتُمُ الإِنجِيلَ الأَوّلَ وَ إِنّمَا كَانَ هَؤُلَاءِ الأَربَعَةُ تَلَامِيذَ التّلَامِيذِ الأَوّلِينَ أَ عَلِمتَ ذَلِكَ قَالَ الجَاثَلِيقُ أَمّا هَذَا فَلَم أَعلَمهُ وَ قَد عَلِمتُهُ الآنَ وَ قَد بَانَ لِي مِن فَضلِ عِلمِكَ بِالإِنجِيلِ وَ سَمِعتُ أَشيَاءَ مِمّا عَلِمتُهُ شَهِدَ قلَبيِ أَنّهَا حَقّ فَاستَزَدتُ كَثِيراً مِنَ الفَهمِ فَقَالَ لَهُ الرّضَا ع فَكَيفَ شَهَادَةُ هَؤُلَاءِ عِندَكَ قَالَ جَائِزَةٌ هَؤُلَاءِ عُلَمَاءُ الإِنجِيلِ وَ كُلّ مَا شَهِدُوا بِهِ فَهُوَ حَقّ فَقَالَ الرّضَا ع لِلمَأمُونِ وَ مَن حَضَرَهُ مِن أَهلِ بَيتِهِ وَ مِن غَيرِهِم اشهَدُوا عَلَيهِ قَالُوا قَد شَهِدنَا ثُمّ قَالَ لِلجَاثَلِيقِ بِحَقّ الِابنِ وَ أُمّهِ هَل تَعلَمُ أَنّ مَتّي قَالَ إِنّ المَسِيحَ هُوَ ابنُ دَاوُدَ بنِ اِبرَاهِيمَ بنِ إِسحَاقَ بنِ يَعقُوبَ بنِ يَهُودَا بنِ حضرون وَ قَالَ مرقابوس فِي
صفحه : 307
نِسبَةِ عِيسَي ابنِ مَريَمَ أَنّهُ كَلِمَةُ اللّهِ أَحَلّهَا فِي الجَسَدِ الآدمَيِّ فَصَارَت إِنسَاناً وَ قَالَ ألوقا إِنّ عِيسَي ابنَ مَريَمَ وَ أُمّهُ كَانَا إِنسَانَينِ مِن لَحمٍ وَ دَمٍ فَدَخَلَ فِيهِمَا رُوحُ القُدُسِ ثُمّ إِنّكَ تَقُولُ مِن شَهَادَةِ عِيسَي عَلَي نَفسِهِ حَقّاً أَقُولُ لَكُم يَا مَعشَرَ الحَوَارِيّينَ إِنّهُ لَا يَصعَدُ إِلَي السّمَاءِ إِلّا مَن نَزَلَ مِنهَا إِلّا رَاكِبَ البَعِيرِ خَاتَمَ الأَنبِيَاءِ فَإِنّهُ يَصعَدُ إِلَي السّمَاءِ وَ يَنزِلُ فَمَا تَقُولُ فِي هَذَا القَولِ قَالَ الجَاثَلِيقُ هَذَا قَولُ عِيسَي لَا نُنكِرُهُ قَالَ الرّضَا ع فَمَا تَقُولُ فِي شَهَادَةِ ألوقا وَ مرقابوس وَ مَتّي عَلَي عِيسَي وَ مَا نَسَبُوهُ إِلَيهِ قَالَ الجَاثَلِيقُ كَذَبُوا عَلَي عِيسَي قَالَ الرّضَا ع يَا قَومِ أَ لَيسَ قَد زَكّاهُم وَ شَهِدَ أَنّهُم عُلَمَاءُ الإِنجِيلِ وَ قَولَهُم حَقّ فَقَالَ الجَاثَلِيقُ يَا عَالِمَ المُسلِمِينَ أُحِبّ أَن تعُفيِنَيِ مِن أَمرِ هَؤُلَاءِ قَالَ الرّضَا ع فَإِنّا قَد فَعَلنَا سَل يَا نصَراَنيِّ عَمّا بَدَا لَكَ قَالَ الجَاثَلِيقُ لِيَسأَلكَ غيَريِ فَلَا وَ حَقّ المَسِيحِ مَا ظَنَنتُ أَنّ فِي عُلَمَاءِ المُسلِمِينَ مِثلَكَ فَالتَفَتَ الرّضَا ع إِلَي رَأسِ الجَالُوتِ فَقَالَ لَهُ تسَألَنُيِ أَو أَسأَلُكَ فَقَالَ بَل أَسأَلُكَ وَ لَستُ أَقبَلُ مِنكَ حُجّةً إِلّا مِنَ التّورَاةِ أَو مِنَ الإِنجِيلِ أَو مِن زَبُورِ دَاوُدَ أَو بِمَا فِي صُحُفِ اِبرَاهِيمَ وَ مُوسَي قَالَ الرّضَا ع لَا تَقبَلُ منِيّ حُجّةً إِلّا بِمَا تَنطِقُ بِهِ التّورَاةُ عَلَي لِسَانِ مُوسَي بنِ عِمرَانَ وَ الإِنجِيلُ عَلَي لِسَانِ عِيسَي ابنِ مَريَمَ وَ الزّبُورُ عَلَي لِسَانِ دَاوُدَ فَقَالَ رَأسُ الجَالُوتِ مِن أَينَ تُثبِتُ نُبُوّةَ مُحَمّدٍ قَالَ الرّضَا ع شَهِدَ بِنُبُوّتِهِ مُوسَي بنُ عِمرَانَ وَ عِيسَي ابنُ مَريَمَ وَ دَاوُدُ خَلِيفَةُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فِي الأَرضِ فَقَالَ لَهُ ثَبّت قَولَ مُوسَي بنِ عِمرَانَ قَالَ الرّضَا ع هَل تَعلَمُ يَا يهَوُديِّ أَنّ مُوسَي بنَ عِمرَانَ أَوصَي بنَيِ إِسرَائِيلَ فَقَالَ لَهُم إِنّهُ سَيَأتِيكُم نبَيِّ مِن إِخوَانِكُم فَبِهِ فَصَدّقُوا وَ مِنهُ فَاسمَعُوا فَهَل تَعلَمُ أَنّ لبِنَيِ إِسرَائِيلَ إِخوَةً غَيرَ وُلدِ إِسمَاعِيلَ إِن كُنتَ تَعرِفُ قَرَابَةَ إِسرَائِيلَ مِن إِسمَاعِيلَ وَ النّسَبَ ألّذِي بَينَهُمَا مِن قِبَلِ اِبرَاهِيمَ فَقَالَ رَأسُ الجَالُوتِ هَذَا قَولُ مُوسَي لَا نَدفَعُهُ فَقَالَ لَهُ الرّضَا ع هَل جَاءَكُم مِن إِخوَةِ بنَيِ
صفحه : 308
إِسرَائِيلَ نبَيِّ غَيرُ مُحَمّدٍ قَالَ لَا قَالَ الرّضَا ع أَ فَلَيسَ قَد صَحّ هَذَا عِندَكُم قَالَ نَعَم وَ لكَنِيّ أُحِبّ أَن تُصَحّحَهُ لِي مِنَ التّورَاةِ فَقَالَ لَهُ الرّضَا ع هَل تُنكِرُ أَنّ التّورَاةَ تَقُولُ لَكُم قَد جَاءَ النّورُ مِن جَبَلِ طُورِ سَينَاءَ وَ أَضَاءَ لَنَا مِن جَبَلِ سَاعِيرَ وَ استَعلَنَ عَلَينَا مِن جَبَلِ فَارَانَ قَالَ رَأسُ الجَالُوتِ أَعرِفُ هَذِهِ الكَلِمَاتِ وَ مَا أَعرِفُ تَفسِيرَهَا قَالَ الرّضَا ع أَنَا أُخبِرُكَ بِهِ أَمّا قَولُهُ جَاءَ النّورُ مِن قِبَلِ طُورِ سَينَاءَ فَذَلِكَ وحَيُ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي ألّذِي أَنزَلَهُ عَلَي مُوسَي عَلَي جَبَلِ طُورِ سَينَاءَ وَ أَمّا قَولُهُ وَ أَضَاءَ النّاسُ مِن جَبَلِ سَاعِيرَ فَهُوَ الجَبَلُ ألّذِي أَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَي عِيسَي ابنِ مَريَمَ وَ هُوَ عَلَيهِ وَ أَمّا قَولُهُ وَ استَعلَنَ عَلَينَا مِن جَبَلِ فَارَانَ فَذَلِكَ جَبَلٌ مِن جِبَالِ مَكّةَ بَينَهُ وَ بَينَهَا يَومٌ وَ قَالَ شَعيَا النّبِيّ فِيمَا تَقُولُ أَنتَ وَ أَصحَابُكَ فِي التّورَاةِ رَأَيتُ رَاكِبِينَ أَضَاءَ لَهُمَا الأَرضُ أَحَدُهُمَا عَلَي حِمَارٍ وَ الآخَرُ عَلَي جَمَلٍ فَمَن رَاكِبُ الحِمَارِ وَ مَن رَاكِبُ الجَمَلِ قَالَ رَأسُ الجَالُوتِ لَا أَعرِفُهُمَا فخَبَرّنيِ بِهِمَا قَالَ ع أَمّا رَاكِبُ الحِمَارِ فَعِيسَي وَ أَمّا رَاكِبُ الجَمَلِ فَمُحَمّدٌ أَ تُنكِرُ هَذَا مِنَ التّورَاةِ قَالَ لَا مَا أُنكِرُهُ ثُمّ قَالَ الرّضَا ع هَل تَعرِفُ حيقوقَ النّبِيّ قَالَ نَعَم إنِيّ بِهِ لَعَارِفٌ قَالَ ع فَإِنّهُ قَالَ وَ كِتَابُكُم يَنطِقُ بِهِ جَاءَ اللّهُ بِالبَيَانِ مِن جَبَلِ فَارَانَ وَ امتَلَأَتِ السّمَاوَاتُ مِن تَسبِيحِ أَحمَدَ وَ أُمّتُهُ يَحمِلُ خَيلَهُ فِي البَحرِ كَمَا يَحمِلُ فِي البَرّ يَأتِينَا بِكِتَابٍ جَدِيدٍ بَعدَ خَرَابِ بَيتِ المَقدِسِ يعَنيِ بِالكِتَابِ القُرآنَ أَ تَعرِفُ هَذَا وَ تُؤمِنُ بِهِ قَالَ رَأسُ الجَالُوتِ قَد قَالَ ذَلِكَ حيقوقُ النّبِيّ وَ لَا نُنكِرُ قَولَهُ قَالَ الرّضَا ع فَقَد قَالَ دَاوُدُ فِي زَبُورِهِ وَ أَنتَ تَقرَؤُهُ أللّهُمّ ابعَث مُقِيمَ السّنّةِ بَعدَ الفَترَةِ فَهَل تَعرِفُ نَبِيّاً أَقَامَ السّنّةَ بَعدَ الفَترَةِ غَيرَ مُحَمّدٍ قَالَ رَأسُ الجَالُوتِ هَذَا قَولُ دَاوُدَ نَعرِفُهُ وَ لَا نُنكِرُهُ وَ لَكِن عَنَي بِذَلِكَ عِيسَي وَ أَيّامُهُ هيَِ الفَترَةُ قَالَ لَهُ الرّضَا ع جَهِلتَ أَنّ عِيسَي لَم يُخَالِفِ السّنّةَ وَ كَانَ مُوَافِقاً لِسُنّةِ التّورَاةِ حَتّي رَفَعَهُ اللّهُ إِلَيهِ وَ فِي الإِنجِيلِ مَكتُوبٌ أَنّ ابنَ البَرّةِ ذَاهِبٌ وَ البَارِقلِيطَا جَاءَ مِن بَعدِهِ وَ هُوَ يُخَفّفُ الآصَارَ وَ يُفَسّرُ لَكُم كُلّ شَيءٍ وَ يَشهَدُ لِي كَمَا شَهِدتُ لَهُ أَنَا جِئتُكُم بِالأَمثَالِ وَ هُوَ يَأتِيكُم
صفحه : 309
بِالتّأوِيلِ أَ تُؤمِنُ بِهَذَا فِي الإِنجِيلِ قَالَ نَعَم لَا أُنكِرُهُ فَقَالَ لَهُ الرّضَا ع يَا رَأسَ الجَالُوتِ أَسأَلُكَ عَن نَبِيّكَ مُوسَي بنِ عِمرَانَ فَقَالَ سَل قَالَ ع مَا الحُجّةُ عَلَي أَنّ مُوسَي ثَبَتَت نُبُوّتُهُ قَالَ اليهَوُديِّ إِنّهُ جَاءَ بِمَا لَم يَجِئ بِهِ أَحَدٌ مِنَ الأَنبِيَاءِ قَبلَهُ قَالَ لَهُ مِثلَ مَا ذَا قَالَ مِثلَ فَلقِ البَحرِ وَ قَلبِهِ العَصَا حَيّةً تَسعَي وَ ضَربِهِ الحَجَرَ فَانفَجَرَت مِنهُ العُيُونُ وَ إِخرَاجِهِ يَدَهُ بَيضَاءَ لِلنّاظِرِينَ وَ عَلَامَاتٍ لَا يَقدِرُ الخَلقُ عَلَي مِثلِهَا قَالَ لَهُ الرّضَا ع صَدَقتَ فِي أَنّهُ كَانَت حُجّةً عَلَي نُبُوّتِهِ إِنّهُ جَاءَ بِمَا لَا يَقدِرُ الخَلقُ عَلَي مِثلِهِ أَ فَلَيسَ كُلّ مَنِ ادّعَي أَنّهُ نبَيِّ ثُمّ جَاءَ بِمَا لَا يَقدِرُ الخَلقُ عَلَي مِثلِهِ وَجَبَ عَلَيكُم تَصدِيقُهُ قَالَ لَا لِأَنّ مُوسَي لَم يَكُن لَهُ نَظِيرٌ لِمَكَانِهِ مِن رَبّهِ وَ قُربِهِ مِنهُ وَ لَا يَجِبُ عَلَينَا الإِقرَارُ بِنُبُوّةِ مَنِ ادّعَاهَا حَتّي يأَتيَِ مِنَ الأَعلَامِ بِمِثلِ مَا جَاءَ بِهِ قَالَ الرّضَا ع فَكَيفَ أَقرَرتُم بِالأَنبِيَاءِ الّذِينَ كَانُوا قَبلَ مُوسَي وَ لَم يَفلِقُوا البَحرَ وَ لَم يَفجُرُوا مِنَ الحَجَرِ اثنتَيَ عَشرَةَ عَيناً وَ لَم يُخرِجُوا بِأَيدِيهِم مِثلَ إِخرَاجِ مُوسَي يَدَهُ بَيضَاءَ وَ لَم يَقلِبُوا العَصَا حَيّةً تَسعَي قَالَ لَهُ اليهَوُديِّ قَد خَبّرتُكَ أَنّهُ مَتَي مَا جَاءُوا عَلَي نُبُوّتِهِم مِنَ الآيَاتِ بِمَا لَا يَقدِرُ الخَلقُ عَلَي مِثلِهِ وَ لَو جَاءُوا بِمَا لَم يَجِئ بِهِ مُوسَي أَو كَانَ عَلَي غَيرِ مَا جَاءَ بِهِ مُوسَي وَجَبَ تَصدِيقُهُم قَالَ قَالَ الرّضَا ع يَا رَأسَ الجَالُوتِ فَمَا يَمنَعُكَ مِنَ الإِقرَارِ بِعِيسَي ابنِ مَريَمَ وَ قَد كَانَ يحُييِ المَوتَي وَ يبُرِئُ الأَكمَهَ وَ الأَبرَصَ وَ يَخلُقُ مِنَ الطّينِ كَهَيئَةِ الطّيرِ ثُمّ يَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيراً بِإِذنِ اللّهِ قَالَ رَأسُ الجَالُوتِ يُقَالُ إِنّهُ فَعَلَ ذَلِكَ وَ لَم نَشهَدهُ قَالَ الرّضَا ع أَ رَأَيتَ مَا جَاءَ بِهِ مُوسَي مِنَ الآيَاتِ شَاهَدتَهُ أَ لَيسَ إِنّمَا جَاءَتِ الأَخبَارُ مِن ثِقَاتِ أَصحَابِ مُوسَي أَنّهُ فَعَلَ ذَلِكَ قَالَ بَلَي قَالَ فَكَذَلِكَ أَيضاً أَتَتكُمُ الأَخبَارُ المُتَوَاتِرَةُ بِمَا فَعَلَ عِيسَي ابنُ مَريَمَ فَكَيفَ صَدّقتُم بِمُوسَي وَ لَم تُصَدّقُوا بِعِيسَي فَلَم يُحِر جَوَاباً قَالَ الرّضَا ع وَ كَذَلِكَ أَمرُ مُحَمّدٍص وَ مَا جَاءَ بِهِ وَ أَمرُ كُلّ نبَيِّ بَعَثَهُ اللّهُ وَ مِن آيَاتِهِ أَنّهُ كَانَ يَتِيماً فَقِيراً رَاعِياً أَجِيراً لَم يَتَعَلّم كِتَاباً وَ لَم يَختَلِف إِلَي مُعَلّمٍ ثُمّ جَاءَ بِالقُرآنِ ألّذِي فِيهِ قِصَصُ الأَنبِيَاءِ وَ
صفحه : 310
أَخبَارُهُم حَرفاً حَرفاً وَ أَخبَارُ مَن مَضَي وَ مَن بقَيَِ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ ثُمّ كَانَ يُخبِرُهُم بأَسرَارِهِم وَ مَا يَعمَلُونَ فِي بُيُوتِهِم وَ جَاءَ بِآيَاتٍ كَثِيرَةٍ لَا تُحصَي قَالَ قَالَ رَأسُ الجَالُوتِ لَم يَصِحّ عِندَنَا خَبَرُ عِيسَي وَ لَا خَبَرُ مُحَمّدٍ وَ لَا يَجُوزُ لَنَا أَن نُقِرّ لَهُمَا بِمَا لَم يَصِحّ قَالَ الرّضَا ع فَالشّاهِدُ ألّذِي شَهِدَ لِعِيسَي وَ لِمُحَمّدٍ صَلّي اللّهُ عَلَيهِمَا شَاهِدُ زُورٍ فَلَم يُحِر جَوَاباً ثُمّ دَعَا بِالهِربِذِ الأَكبَرِ فَقَالَ لَهُ الرّضَا ع أخَبرِنيِ عَن زَردَهُشتَ ألّذِي تَزعُمُ أَنّهُ نبَيِّ مَا حُجّتُكَ عَلَي نُبُوّتِهِ قَالَ إِنّهُ أَتَي بِمَا لَم يَأتِنَا بِهِ أَحَدٌ قَبلَهُ وَ لَم نَشهَدهُ وَ لَكِنّ الأَخبَارَ مِن أَسلَافِنَا وَرَدَت عَلَينَا بِأَنّهُ أَحَلّ لَنَا مَا لَم يُحِلّهُ غَيرُهُ فَاتّبَعنَاهُ قَالَ أَ فَلَيسَ إِنّمَا أَتَتكُمُ الأَخبَارُ فَاتّبَعتُمُوهُ قَالَ بَلَي قَالَ فَكَذَلِكَ سَائِرُ الأُمَمِ السّالِفَةِ أَتَتهُمُ الأَخبَارُ بِمَا أَتَي بِهِ النّبِيّونَ وَ أَتَي بِهِ مُوسَي وَ عِيسَي وَ مُحَمّدٌ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم فَمَا عُذرُكُم فِي تَركِ الإِقرَارِ لَهُم إِذ كُنتُم إِنّمَا أَقرَرتُم بِزَردهُشتَ مِن قِبَلِ الأَخبَارِ المُتَوَاتِرَةِ بِأَنّهُ جَاءَ بِمَا لَم يَجِئ بِهِ غَيرُهُ فَانقَطَعَ الهِربِذُ مَكَانَهُ فَقَالَ الرّضَا ع يَا قَومِ إِن كَانَ فِيكُم أَحَدٌ يُخَالِفُ الإِسلَامَ وَ أَرَادَ أَن يَسأَلَ فَليَسأَل غَيرَ مُحتَشِمٍ فَقَامَ إِلَيهِ عِمرَانُ الصّابِئُ وَ كَانَ وَاحِداً مِنَ المُتَكَلّمِينَ فَقَالَ يَا عَالِمَ النّاسِ لَو لَا أَنّكَ دَعَوتَ إِلَي مَسأَلَتِكَ لَم أَقدِم عَلَيكَ بِالمَسَائِلِ فَلَقَد دَخَلتُ الكُوفَةَ وَ البَصرَةَ وَ الشّامَ وَ الجَزِيرَةَ وَ لَقِيتُ المُتَكَلّمِينَ فَلَم أَقَع عَلَي أَحَدٍ يُثبِتُ لِي وَاحِداً لَيسَ غَيرَهُ قَائِماً بِوَحدَانِيّتِهِ أَ فَتَأذَنُ لِي أَن أَسأَلَكَ قَالَ الرّضَا ع إِن كَانَ فِي الجَمَاعَةِ عِمرَانُ الصّابِئُ فَأَنتَ هُوَ قَالَ أَنَا هُوَ قَالَ سَل يَا عِمرَانُ وَ عَلَيكَ بِالنّصَفَةِ وَ إِيّاكَ وَ الخَطَلَ وَ الجَورَ قَالَ وَ اللّهِ يَا سيَدّيِ مَا أُرِيدُ إِلّا أَن تُثبِتَ لِي شَيئاً أَتَعَلّقُ بِهِ فَلَا أَجُوزُهُ قَالَ سَل عَمّا بَدَا لَكَ فَازدَحَمَ النّاسُ وَ انضَمّ بَعضُهُم إِلَي بَعضٍ فَقَالَ عِمرَانُ الصّابِئُ أخَبرِنيِ عَنِ الكَائِنِ الأَوّلِ وَ عَمّا خَلَقَ قَالَ سَأَلتَ فَافهَم أَمّا الوَاحِدُ فَلَم
صفحه : 311
يَزَل وَاحِداً كَائِناً لَا شَيءَ مَعَهُ بِلَا حُدُودٍ وَ لَا أَعرَاضٍ وَ لَا يَزَالُ كَذَلِكَ ثُمّ خَلَقَ خَلقاً مُبتَدِعاً مُختَلِفاً بِأَعرَاضٍ وَ حُدُودٍ مُختَلِفَةٍ لَا فِي شَيءٍ أَقَامَهُ وَ لَا فِي شَيءٍ حَدّهُ وَ لَا عَلَي شَيءٍ حِذَاهُ وَ مَثّلَهُ لَهُ فَجَعَلَ الخَلقَ مِن بَعدِ ذَلِكَ صَفوَةً وَ غَيرَ صَفوَةٍ وَ اختِلَافاً وَ ائتِلَافاً وَ أَلوَاناً وَ ذَوقاً وَ طَعماً لَا لِحَاجَةٍ كَانَت مِنهُ إِلَي ذَلِكَ وَ لَا لِفَضلِ مَنزِلَةٍ لَا يَبلُغُهَا إِلّا بِهِ وَ لَا رَأَي لِنَفسِهِ فِيمَا خَلَقَ زِيَادَةً وَ لَا نُقصَاناً تَعقِلُ هَذَا يَا عِمرَانُ قَالَ نَعَم وَ اللّهِ يَا سيَدّيِ قَالَ وَ اعلَم يَا عِمرَانُ أَنّهُ لَو كَانَ خَلَقَ مَا خَلَقَ لِحَاجَةٍ لَم يَخلُق إِلّا مَن يَستَعِينُ بِهِ عَلَي حَاجَتِهِ وَ لَكَانَ ينَبغَيِ أَن يَخلُقَ أَضعَافَ مَا خَلَقَ لِأَنّ الأَعوَانَ كُلّمَا كَثُرُوا كَانَ صَاحِبُهُم أَقوَي وَ الحَاجَةُ يَا عِمرَانُ لَا يَسَعُهَا لِأَنّهُ لَم يُحدِث مِنَ الخَلقِ شَيئاً إِلّا حَدَثَت فِيهِ حَاجَةٌ أُخرَي وَ لِذَلِكَ أَقُولُ لَم يَخلُقِ الخَلقَ لِحَاجَةٍ وَ لَكِن نَقَلَ بِالخَلقِ الحَوَائِجَ بَعضَهُم إِلَي بَعضٍ وَ فَضّلَ بَعضَهُم عَلَي بَعضٍ بِلَا حَاجَةٍ مِنهُ إِلَي مَن فَضّلَ وَ لَا نَقِمَةٍ مِنهُ عَلَي مَن أَذَلّ فَلِهَذَا خَلَقَ قَالَ عِمرَانُ يَا سيَدّيِ هَل كَانَ الكَائِنُ مَعلُوماً فِي نَفسِهِ عِندَ نَفسِهِ قَالَ الرّضَا ع إِنّمَا يَكُونُ المَعلِمَةُ باِلشيّءِ لنِفَيِ خِلَافِهِ وَ لِيَكُونَ الشيّءُ نَفسُهُ بِمَا نفُيَِ عَنهُ مَوجُوداً وَ لَم يَكُن هُنَاكَ شَيءٌ يُخَالِفُهُ فَتَدعُوهُ الحَاجَةُ إِلَي نفَيِ ذَلِكَ الشيّءِ عَن نَفسِهِ بِتَحدِيدِ مَا عَلِمَ مِنهَا أَ فَهِمتَ يَا عِمرَانُ قَالَ نَعَم وَ اللّهِ يَا سيَدّيِ فأَخَبرِنيِ بأِيَّ شَيءٍ عَلِمَ مَا عَلِمَ أَ بِضَمِيرٍ أَم بِغَيرِ ذَلِكَ قَالَ الرّضَا ع أَ رَأَيتَ إِذَا عَلِمَ بِضَمِيرٍ هَل تَجِدُ بُدّاً مِن أَن تَجعَلَ لِذَلِكَ الضّمِيرِ حَدّاً تنَتهَيِ إِلَيهِ المَعرِفَةُ قَالَ عِمرَانُ لَا بُدّ مِن ذَلِكَ قَالَ الرّضَا ع فَمَا ذَلِكَ الضّمِيرُ فَانقَطَعَ عِمرَانُ وَ لَم يُحِر جَوَاباً قَالَ الرّضَا ع لَا بَأسَ إِن سَأَلتُكَ عَنِ الضّمِيرِ نَفسِهِ تَعرِفُهُ بِضَمِيرٍ آخَرَ فَقُلتَ نَعَم أَفسَدتَ
صفحه : 312
عَلَيكَ قَولَكَ وَ دَعوَاكَ يَا عِمرَانُ أَ لَيسَ ينَبغَيِ أَن تَعلَمَ أَنّ الوَاحِدَ لَيسَ يُوصَفُ بِضَمِيرٍ وَ لَيسَ يُقَالُ لَهُ أَكثَرُ مَن فَعَلَ وَ عَمِلَ وَ صَنَعَ وَ لَيسَ يُتَوَهّمُ مِنهُ مَذَاهِبُ وَ تَجرِبَةٌ كَمَذَاهِبِ المَخلُوقِينَ وَ تَجرِبَتِهِم فَاعقِل ذَلِكَ وَ ابنِ عَلَيهِ مَا عَلِمتَ صَوَاباً قَالَ عِمرَانُ يَا سيَدّيِ أَ لَا تخُبرِنُيِ عَن حُدُودِ خَلقِهِ كَيفَ هيَِ وَ مَا مَعَانِيهَا وَ عَلَي كَم نَوعٍ تَكُونُ قَالَ قَد سَأَلتَ فَافهَم إِنّ حُدُودَ خَلقِهِ عَلَي سِتّةِ أَنوَاعٍ مَلمُوسٍ وَ مَوزُونٍ وَ مَنظُورٍ إِلَيهِ وَ مَا لَا ذَوقَ لَهُ وَ هُوَ الرّوحُ وَ مِنهَا مَنظُورٌ إِلَيهِ وَ لَيسَ لَهُ وَزنٌ وَ لَا لَمسٌ وَ لَا حِسّ وَ لَا لَونٌ وَ لَا ذَوقٌ وَ التّقدِيرُ وَ الأَعرَاضُ وَ الصّوَرُ وَ الطّولُ وَ العَرضُ وَ مِنهَا العَمَلُ وَ الحَرَكَاتُ التّيِ تَصنَعُ الأَشيَاءَ وَ تَعمَلُهَا وَ تُغَيّرُهَا مِن حَالٍ إِلَي حَالٍ وَ تَزِيدُهَا وَ تَنُقُصُهَا فَأَمّا الأَعمَالُ وَ الحَرَكَاتُ فَإِنّهَا تَنطَلِقُ لِأَنّهُ لَا وَقتَ لَهَا أَكثَرَ مِن قَدرِ مَا يَحتَاجُ إِلَيهِ فَإِذَا فَرَغَ مِنَ الشيّءِ انطَلَقَ بِالحَرَكَةِ وَ بقَيَِ الأَثَرُ وَ يجَريِ مَجرَي الكَلَامِ ألّذِي يَذهَبُ وَ يَبقَي أَثَرُهُ قَالَ لَهُ عِمرَانُ يَا سيَدّيِ أَ لَا تخُبرِنُيِ عَنِ الخَالِقِ إِذَا كَانَ وَاحِداً لَا شَيءَ غَيرُهُ وَ لَا شَيءَ مَعَهُ أَ لَيسَ قَد تَغَيّرَ بِخَلقِهِ الخَلقَ قَالَ لَهُ الرّضَا ع لَم يَتَغَيّر عَزّ وَ جَلّ بِخَلقِ الخَلقِ وَ لَكِنّ الخَلقَ يَتَغَيّرُ بِتَغيِيرِهِ قَالَ عِمرَانُ فبَأِيَّ شَيءٍ عَرَفنَاهُ قَالَ بِغَيرِهِ قَالَ فأَيَّ شَيءٍ غَيرُهُ قَالَ الرّضَا ع مَشِيّتُهُ وَ اسمُهُ وَ صِفَتُهُ وَ مَا أَشبَهَ ذَلِكَ وَ كُلّ ذَلِكَ مُحدَثٌ مَخلُوقٌ مُدَبّرٌ قَالَ عِمرَانُ يَا سيَدّيِ فأَيَّ شَيءٍ هُوَ قَالَ هُوَ نُورٌ بِمَعنَي أَنّهُ هَادٍ لِخَلقِهِ مِن أَهلِ السّمَاءِ وَ أَهلِ الأَرضِ وَ لَيسَ لَكَ عَلَي أَكثَرَ مِن توَحيِديِ إِيّاهُ قَالَ عِمرَانُ يَا سيَدّيِ أَ لَيسَ قَد كَانَ سَاكِتاً قَبلَ الخَلقِ لَا يَنطِقُ ثُمّ نَطَقَ قَالَ الرّضَا ع لَا يَكُونُ السّكُوتُ إِلّا عَن نُطقٍ قَبلَهُ وَ المَثَلُ فِي ذَلِكَ أَنّهُ لَا يُقَالُ لِلسّرَاجِ
صفحه : 313
هُوَ سَاكِتٌ لَا يَنطِقُ وَ لَا يُقَالُ إِنّ السّرَاجَ ليَضُيِءُ فِيمَا يُرِيدُ أَن يَفعَلَ بِنَا لِأَنّ الضّوءَ مِنَ السّرَاجِ لَيسَ بِفِعلٍ مِنهُ وَ لَا كَونٍ وَ إِنّمَا هُوَ لَيسَ شَيءٌ غَيرَهُ فَلَمّا استَضَاءَ لَنَا قُلنَا قَد أَضَاءَ لَنَا حَتّي استَضَأنَا بِهِ فَبِهَذَا تَستَبصِرُ أَمرَكَ قَالَ عِمرَانُ يَا سيَدّيِ فَإِنّ ألّذِي كَانَ عنِديِ أَنّ الكَائِنَ قَد تَغَيّرَ فِي فِعلِهِ عَن حَالِهِ بِخَلقِهِ الخَلقَ قَالَ الرّضَا ع أَحَلتَ يَا عِمرَانُ فِي قَولِكَ إِنّ الكَائِنَ يَتَغَيّرُ فِي وَجهٍ مِنَ الوُجُوهِ حَتّي يُصِيبَ الذّاتَ مِنهُ مَا يُغَيّرُهُ يَا عِمرَانُ هَل تَجِدُ النّارَ يُغَيّرُهَا تَغَيّرُ نَفسِهَا أَو هَل تَجِدُ الحَرَارَةَ تُحرِقُ نَفسَهَا أَو هَل رَأَيتَ بَصِيراً قَطّ رَأَي بَصَرَهُ قَالَ عِمرَانُ لَم أَرَ هَذَا أَ لَا تخُبرِنُيِ يَا سيَدّيِ أَ هُوَ فِي الخَلقِ أَمِ الخَلقُ فِيهِ قَالَ الرّضَا ع جَلّ يَا عِمرَانُ عَن ذَلِكَ لَيسَ هُوَ فِي الخَلقِ وَ لَا الخَلقُ فِيهِ تَعَالَي عَن ذَلِكَ وَ سَأُعَلّمُكَ مَا تَعرِفُهُ بِهِ وَلا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِأخَبرِنيِ عَنِ المِرآةِ أَنتَ فِيهَا أَم هيَِ فِيكَ فَإِن كَانَ لَيسَ وَاحِدٌ مِنكُمَا فِي صَاحِبِهِ فبَأِيَّ شَيءٍ استَدلَلتَ بِهَا عَلَي نَفسِكَ قَالَ عِمرَانُ بِضَوءٍ بيَنيِ وَ بَينَهَا قَالَ الرّضَا ع هَل تَرَي مِن ذَلِكَ الضّوءِ فِي المِرآةِ أَكثَرَ مِمّا تَرَاهُ فِي عَينِكَ قَالَ نَعَم قَالَ الرّضَا ع فَأَرِنَاهُ فَلَم يُحِر جَوَاباً قَالَ ع فَلَا أَرَي النّورَ إِلّا وَ قَد دَلّكَ وَ دَلّ المِرآةُ عَلَي أَنفُسِكُمَا مِن غَيرِ أَن يَكُونَ فِي وَاحِدٍ مِنكُمَا وَ لِهَذَا أَمثَالٌ كَثِيرَةٌ غَيرُ هَذَا لَا يَجِدُ الجَاهِلُ فِيهَا مَقَالًاوَ لِلّهِ المَثَلُ الأَعلي ثُمّ التَفَتَ إِلَي المَأمُونِ فَقَالَ الصّلَاةُ قَد حَضَرَت فَقَالَ عِمرَانُ يَا سيَدّيِ لَا تَقطَع عَلَيّ مسَألَتَيِ فَقَد رَقّ قلَبيِ قَالَ الرّضَا ع نصُلَيّ وَ نَعُودُ فَنَهَضَ وَ نَهَضَ المَأمُونُ فَصَلّي الرّضَا ع دَاخِلًا وَ صَلّي النّاسُ خَارِجاً خَلفَ مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ ثُمّ خَرَجَا فَعَادَ الرّضَا ع إِلَي مَجلِسِهِ وَ دَعَا بِعِمرَانَ فَقَالَ سَل يَا عِمرَانُ قَالَ يَا سيَدّيِ أَ لَا تخُبرِنُيِ عَنِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ هَل يُوَحّدُ بِحَقِيقَةٍ أَو يُوَحّدُ بِوَصفٍ قَالَ الرّضَا ع إِنّ اللّهَ المبُدِئُ الوَاحِدُ الكَائِنُ الأَوّلُ لَم يَزَل وَاحِداً لَا شَيءَ مَعَهُ فَرداً لَا ثاَنيَِ مَعَهُ لَا مَعلُوماً وَ لَا مَجهُولًا وَ لَا مُحكَماً وَ لَا مُتَشَابِهاً وَ لَا مَذكُوراً وَ لَا مَنسِيّاً وَ لَا شَيئاً يَقَعُ عَلَيهِ اسمُ شَيءٍ مِنَ الأَشيَاءِ غَيرِهِ وَ لَا مِن وَقتٍ كَانَ وَ لَا إِلَي وَقتٍ يَكُونُ وَ لَا بشِيَءٍ قَامَ وَ لَا إِلَي شَيءٍ
صفحه : 314
يَقُومُ وَ لَا إِلَي شَيءٍ استَنَدَ وَ لَا فِي شَيءٍ استَكَنّ وَ ذَلِكَ كُلّهُ قَبلَ الخَلقِ إِذ لَا شَيءَ غَيرُهُ وَ مَا أُوقِعَت عَلَيهِ مِنَ الكُلّ فهَيَِ صِفَاتٌ مُحدَثَةٌ وَ تَرجَمَةٌ يَفهَمُ بِهَا مَن فَهِمَ وَ اعلَم أَنّ الإِبدَاعَ وَ المَشِيّةَ وَ الإِرَادَةَ مَعنَاهَا وَاحِدٌ وَ أَسمَاؤُهَا ثَلَاثَةٌ وَ كَانَ أَوّلُ إِبدَاعِهِ وَ إِرَادَتِهِ وَ مَشِيّتِهِ الحُرُوفَ التّيِ جَعَلَهَا أَصلًا لِكُلّ شَيءٍ وَ دَلِيلًا عَلَي كُلّ مُدرِكٍ وَ فَاصِلًا لِكُلّ مُشكِلٍ وَ بِتِلكَ الحُرُوفِ تَفرِيقُ كُلّ شَيءٍ مِنِ اسمِ حَقّ وَ بَاطِلٍ أَو فِعلٍ أَو مَفعُولٍ أَو مَعنًي أَو غَيرِ مَعنًي وَ عَلَيهَا اجتَمَعَتِ الأُمُورُ كُلّهَا وَ لَم يَجعَل لِلحُرُوفِ فِي إِبدَاعِهِ لَهَا مَعنًي غَيرَ أَنفُسِهَا يَتَنَاهَي وَ لَا وُجُودَ لَهَا لِأَنّهَا مُبدَعَةٌ بِالإِبدَاعِ وَ النّورُ فِي هَذَا المَوضِعِ أَوّلُ فِعلِ اللّهِ ألّذِي هُوَ نُورُ السّمَاوَاتِ وَ الأَرضِ وَ الحُرُوفُ هيَِ المَفعُولُ بِذَلِكَ الفِعلِ وَ هيَِ الحُرُوفُ التّيِ عَلَيهَا الكَلَامُ وَ العِبَارَاتُ كُلّهَا مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ عَلّمَهَا خَلقَهُ وَ هيَِ ثَلَاثَةٌ وَ ثَلَاثُونَ حَرفاً فَمِنهَا ثَمَانِيَةٌ وَ عِشرُونَ حَرفاً تَدُلّ عَلَي لُغَاتِ العَرَبِيّةِ وَ مِنَ الثّمَانِيَةِ وَ العِشرِينَ اثنَانِ وَ عِشرُونَ حَرفاً تَدُلّ عَلَي لُغَاتِ السّريَانِيّةِ وَ العِبرَانِيّةِ وَ مِنهَا خَمسَةُ أَحرُفٍ مُتَحَرّفَةٍ فِي سَائِرِ اللّغَاتِ مِنَ العَجَمِ لِأَقَالِيمِ اللّغَاتِ كُلّهَا وَ هيَِ خَمسَةُ أَحرُفٍ تَحَرّفَت مِنَ الثّمَانِيَةِ وَ العِشرِينَ الحَرفَ مِنَ اللّغَاتِ فَصَارَتِ الحُرُوفُ ثَلَاثَةً وَ ثَلَاثِينَ حَرفاً فَأَمّا الخَمسَةُ المُختَلِفَةُ فَحُجَجٌ لَا يَجُوزُ ذِكرُهَا أَكثَرَ مِمّا ذَكَرنَاهُ ثُمّ جَعَلَ الحُرُوفَ بَعدَ إِحصَائِهَا وَ إِحكَامِ عِدّتِهَا فِعلًا مِنهُ كَقَولِهِ عَزّ وَ جَلّكُن فَيَكُونُ وَ كُن مِنهُ صُنعٌ وَ مَا يَكُونُ بِهِ المَصنُوعُ فَالخَلقُ الأَوّلُ مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ الإِبدَاعُ لَا وَزنَ لَهُ وَ لَا حَرَكَةَ وَ لَا سَمعَ وَ لَا لَونَ وَ لَا حِسّ وَ الخَلقُ الثاّنيِ الحُرُوفُ لَا وَزنَ لَهَا وَ لَا لَونَ وَ هيَِ مَسمُوعَةٌ مَوصُوفَةٌ غَيرُ مَنظُورٍ إِلَيهَا وَ الخَلقُ الثّالِثُ مَا كَانَ مِنَ الأَنوَاعِ كُلّهَا مَحسُوساً مَلمُوساً ذَا ذَوقٍ مَنظُورٍ إِلَيهِ وَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي سَابِقٌ لِلإِبدَاعِ لِأَنّهُ لَيسَ قَبلَهُ عَزّ وَ جَلّ شَيءٌ وَ لَا كَانَ مَعَهُ شَيءٌ وَ الإِبدَاعُ سَابِقٌ لِلحُرُوفِ وَ الحُرُوفُ لَا تَدُلّ عَلَي غَيرِ نَفسِهَا قَالَ المَأمُونُ وَ كَيفَ لَا تَدُلّ عَلَي غَيرِ نَفسِهَا قَالَ الرّضَا ع لِأَنّ اللّهَ تَبَارَكَ
صفحه : 315
وَ تَعَالَي لَا يَجمَعُ مِنهَا شَيئاً لِغَيرِ مَعنًي أَبَداً فَإِذَا أَلّفَ مِنهَا أَحرُفاً أَربَعَةً أَو خَمسَةً أَو سِتّةً أَو أَكثَرَ مِن ذَلِكَ أَو أَقَلّ لَم يُؤَلّفهَا لِغَيرِ مَعنًي وَ لَم يَكُ إِلّا لِمَعنًي مُحدَثٍ لَم يَكُن قَبلَ ذَلِكَ شَيئاً قَالَ عِمرَانُ فَكَيفَ لَنَا بِمَعرِفَةِ ذَلِكَ قَالَ الرّضَا ع أَمّا المَعرِفَةُ فَوَجهُ ذَلِكَ وَ بَيَانُهُ أَنّكَ تَذكُرُ الحُرُوفَ إِذَا لَم تُرِد بِهَا غَيرَ نَفسِهَا ذَكَرتَهَا فَرداً فَقُلتَ أب ت ث ج ح خ حَتّي تأَتيَِ عَلَي آخِرِهَا فَلَم تَجِد لَهَا مَعنًي غَيرَ أَنفُسِهَا فَإِذَا أَلّفتَهَا وَ جَمَعتَ مِنهَا أَحرُفاً وَ جَعَلتَهَا اسماً وَ صِفَةً لِمَعنَي مَا طَلَبتَ وَ وَجهِ مَا عَنَيتَ كَانَت دَلِيلَةً عَلَي مَعَانِيهَا دَاعِيَةً إِلَي المَوصُوفِ بِهَا أَ فَهِمتَهُ قَالَ نَعَم قَالَ الرّضَا ع وَ اعلَم أَنّهُ لَا تَكُونُ صِفَةٌ لِغَيرِ مَوصُوفٍ وَ لَا اسمٌ لِغَيرِ مَعنًي وَ لَا حَدّ لِغَيرِ مَحدُودٍ وَ الصّفَاتُ وَ الأَسمَاءُ كُلّهَا تَدُلّ عَلَي الكَمَالِ وَ الوُجُودِ وَ لَا تَدُلّ عَلَي الإِحَاطَةِ كَمَا تَدُلّ عَلَي الحُدُودِ التّيِ هيَِ التّربِيعُ وَ التّثلِيثُ وَ التّسدِيسُ لِأَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ تُدرَكُ مَعرِفَتُهُ بِالصّفَاتِ وَ الأَسمَاءِ وَ لَا تُدرَكُ بِالتّحدِيدِ بِالطّولِ وَ العَرضِ وَ القِلّةِ وَ الكَثرَةِ وَ اللّونِ وَ الوَزنِ وَ مَا أَشبَهَ ذَلِكَ وَ لَيسَ يَحُلّ بِاللّهِ جَلّ وَ تَقَدّسَ شَيءٌ مِن ذَلِكَ حَتّي يَعرِفَهُ خَلقُهُ بِمَعرِفَتِهِم أَنفُسَهُم بِالضّرُورَةِ التّيِ ذَكَرنَا وَ لَكِن يُدَلّ عَلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ بِصِفَاتِهِ وَ يُدرَكُ بِأَسمَائِهِ وَ يُستَدَلّ عَلَيهِ بِخَلقِهِ حَتّي لَا يَحتَاجَ فِي ذَلِكَ الطّالِبُ المُرتَادُ إِلَي رُؤيَةِ عَينٍ وَ لَا استِمَاعِ أُذُنٍ وَ لَا لَمسِ كَفّ وَ لَا إِحَاطَةٍ بِقَلبٍ فَلَو كَانَت صِفَاتُهُ جَلّ ثَنَاؤُهُ لَا تَدُلّ عَلَيهِ وَ أَسمَاؤُهُ لَا تَدعُو إِلَيهِ وَ المَعلَمَةُ مِنَ الخَلقِ لَا تُدرِكُهُ لِمَعنَاهُ كَانَتِ العِبَادَةُ مِنَ الخَلقِ لِأَسمَائِهِ وَ صِفَاتِهِ دُونَ مَعنَاهُ فَلَو لَا أَنّ ذَلِكَ كَذَلِكَ لَكَانَ المَعبُودُ المُوَحّدُ غَيرَ اللّهِ لِأَنّ صِفَاتِهِ وَ أَسمَاءَهُ غَيرُهُ أَ فَهِمتَ قَالَ نَعَم يَا سيَدّيِ زدِنيِ قَالَ الرّضَا ع إِيّاكَ وَ قَولَ الجُهّالِ أَهلِ العَمَي وَ الضّلَالِ الّذِينَ يَزعُمُونَ أَنّ اللّهَ جَلّ وَ تَقَدّسَ مَوجُودٌ فِي الآخِرَةِ لِلحِسَابِ وَ الثّوَابِ وَ العِقَابِ وَ لَيسَ بِمَوجُودٍ فِي الدّنيَا لِلطّاعَةِ وَ الرّجَاءِ وَ لَو كَانَ فِي الوُجُودِ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ نَقصٌ وَ اهتِضَامٌ لَم يُوجَد فِي الآخِرَةِ أَبَداً وَ لَكِنّ القَومَ تَاهُوا وَ عَمُوا وَ صَمّوا عَنِ الحَقّ مِن حَيثُ لَا يَعلَمُونَ وَ ذَلِكَ
صفحه : 316
قَولُهُ عَزّ وَ جَلّوَ مَن كانَ فِي هذِهِ أَعمي فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعمي وَ أَضَلّ سَبِيلًايعَنيِ أَعمَي عَنِ الحَقَائِقِ المَوجُودَةِ وَ قَد عَلِمَ ذَوُو الأَلبَابِ أَنّ الِاستِدلَالَ عَلَي مَا هُنَاكَ لَا يَكُونُ إِلّا بِمَا هَاهُنَا مِن أَخذِ عِلمِ ذَلِكَ بِرَأيِهِ وَ طَلَبِ وُجُودِهِ وَ إِدرَاكِهِ عَن نَفسِهِ دُونَ غَيرِهَا لَم يَزدَد مِن عِلمِ ذَلِكَ إِلّا بُعداً لِأَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ جَعَلَ عِلمَ ذَلِكَ خَاصّةً عِندَ قَومٍ يَعقِلُونَ وَ يَعلَمُونَ وَ يَفهَمُونَ قَالَ عِمرَانُ يَا سيَدّيِ أَ لَا تخُبرِنُيِ عَنِ الإِبدَاعِ أَ خَلقٌ هُوَ أَم غَيرُ خَلقٍ قَالَ لَهُ الرّضَا ع بَل خَلقٌ سَاكِنٌ لَا يُدرَكُ بِالسّكُونِ وَ إِنّمَا صَارَ خَلقاً لِأَنّهُ شَيءٌ مُحدَثٌ وَ اللّهُ ألّذِي أَحدَثَهُ فَصَارَ خَلقاً لَهُ وَ إِنّمَا هُوَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ وَ خَلقُهُ لَا ثَالِثَ بَينَهُمَا وَ لَا ثَالِثَ غَيرُهُمَا فَمَا خَلَقَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَم يَعدُ أَن يَكُونَ خَلقَهُ وَ قَد يَكُونُ الخَلقُ سَاكِناً وَ مُتَحَرّكاً وَ مُختَلِفاً وَ مُؤتَلِفاً وَ مَعلُوماً وَ مُتَشَابِهاً وَ كُلّ مَا وَقَعَ عَلَيهِ حَدّ فَهُوَ خَلقُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ اعلَم أَنّ كُلّ مَا أَوجَدَتكَ الحَوَاسّ فَهُوَ مَعنًي مُدرَكٌ لِلحَوَاسّ وَ كُلّ حَاسّةٍ تَدُلّ عَلَي مَا جَعَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَهَا فِي إِدرَاكِهَا وَ الفَهمُ مِنَ القَلبِ بِجَمِيعِ ذَلِكَ كُلّهِ وَ اعلَم أَنّ الوَاحِدَ ألّذِي هُوَ قَائِمٌ بِغَيرِ تَقدِيرٍ وَ لَا تَحدِيدٍ خَلَقَ خَلقاً مُقَدّراً بِتَحدِيدٍ وَ تَقدِيرٍ وَ كَانَ ألّذِي خَلَقَ خَلقَينِ اثنَينِ التّقدِيرَ وَ المُقَدّرَ وَ لَيسَ فِي وَاحِدٍ مِنهُمَا لَونٌ وَ لَا وَزنٌ وَ لَا ذَوقٌ فَجَعَلَ أَحَدَهُمَا يُدرَكُ بِالآخَرِ وَ جَعَلَهُمَا مُدرَكَينِ بِنَفسِهِمَا وَ لَم يَخلُق شَيئاً فَرداً قَائِماً بِنَفسِهِ دُونَ غَيرِهِ للِذّيِ أَرَادَ مِنَ الدّلَالَةِ عَلَي نَفسِهِ وَ إِثبَاتِ وُجُودِهِ فَاللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي فَردٌ وَاحِدٌ لَا ثاَنيَِ مَعَهُ يُقِيمُهُ وَ لَا يَعضُدُهُ وَ لَا يَكُنّهُ وَ الخَلقُ يُمسِكُ بَعضُهُ بَعضاً بِإِذنِ اللّهِ وَ مَشِيّتِهِ وَ إِنّمَا اختَلَفَ النّاسُ فِي هَذَا البَابِ حَتّي تَاهُوا وَ تَحَيّرُوا وَ طَلَبُوا الخَلَاصَ مِنَ الظّلمَةِ بِالظّلمَةِ فِي وَصفِهِمُ اللّهَ بِصِفَةِ أَنفُسِهِم فَازدَادُوا مِنَ الحَقّ بُعداً وَ لَو وَصَفُوا اللّهَ عَزّ وَ جَلّ بِصِفَاتِهِ وَ وَصَفُوا المَخلُوقِينَ بِصِفَاتِهِم لَقَالُوا بِالفَهمِ وَ اليَقِينِ وَ لَمَا اختَلَفُوا فَلَمّا طَلَبُوا مِن ذَلِكَ مَا تَحَيّرُوا فِيهِ ارتَبَكُوا فِيهِوَ اللّهُ يهَديِ مَن يَشاءُ إِلي صِراطٍ مُستَقِيمٍ قَالَ عِمرَانُ يَا سيَدّيِ أَشهَدُ أَنّهُ كَمَا وَصَفتَ وَ لَكِن بَقِيَت لِي مَسأَلَةٌ قَالَ
صفحه : 317
سَل عَمّا أَرَدتَ قَالَ أَسأَلُكَ عَنِ الحَكِيمِ فِي أَيّ شَيءٍ هُوَ وَ هَل يُحِيطُ بِهِ شَيءٌ وَ هَل يَتَحَوّلُ مِن شَيءٍ إِلَي شَيءٍ أَو بِهِ حَاجَةٌ إِلَي شَيءٍ قَالَ الرّضَا ع أُخبِرُكَ يَا عِمرَانُ فَاعقِل مَا سَأَلتَ عَنهُ فَإِنّهُ مِن أَغمَضِ مَا يَرِدُ عَلَي المَخلُوقِينَ فِي مَسَائِلِهِم وَ لَيسَ يَفهَمُهُ المُتَفَاوِتُ عَقلُهُ العَازِبُ حِلمُهُ وَ لَا يَعجِزُ عَن فَهِمِهِ أُولُو العَقلِ المُنصِفُونَ أَمّا أَوّلُ ذَلِكَ فَلَو كَانَ خَلَقَ مَا خَلَقَ لِحَاجَةٍ مِنهُ لَجَازَ لِقَائِلٍ أَن يَقُولَ يَتَحَوّلُ إِلَي مَا خَلَقَ لِحَاجَتِهِ إِلَي ذَلِكَ وَ لَكِنّهُ عَزّ وَ جَلّ لَم يَخلُق شَيئاً لِحَاجَةٍ وَ لَم يَزَل ثَابِتاً لَا فِي شَيءٍ وَ لَا عَلَي شَيءٍ إِلّا أَنّ الخَلقَ يُمسِكُ بَعضُهُ بَعضاً وَ يَدخُلُ بَعضُهُ فِي بَعضٍ وَ يَخرُجُ مِنهُ وَ اللّهُ جَلّ وَ تَقَدّسَ بِقُدرَتِهِ يُمسِكُ ذَلِكَ كُلّهُ وَ لَيسَ يَدخُلُ فِي شَيءٍ وَ لَا يَخرُجُ مِنهُ وَ لَا يَئُودُهُ حِفظُهُ وَ لَا يَعجِزُ عَن إِمسَاكِهِ وَ لَا يَعرِفُ أَحَدٌ مِنَ الخَلقِ كَيفَ ذَلِكَ إِلّا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ وَ مَن أَطلَعَهُ عَلَيهِ مِن رُسُلِهِ وَ أَهلِ سِرّهِ وَ المُستَحفَظِينَ[المُستَحفِظِينَ]لِأَمرِهِ وَ خُزّانِهِ القَائِمِينَ بِشَرِيعَتِهِ وَ إِنّمَا أَمرُهُكَلَمحٍ بِالبَصَرِأَو هُوَ أَقرَبُ إِذَا شَاءَ شَيئاًفَإِنّما يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُبِمَشِيّتِهِ وَ إِرَادَتِهِ وَ لَيسَ شَيءٌ مِن خَلقِهِ أَقرَبَ إِلَيهِ مِن شَيءٍ وَ لَا شَيءٌ أَبعَدَ مِنهُ مِن شَيءٍ أَ فَهِمتَ يَا عِمرَانُ قَالَ نَعَم يَا سيَدّيِ قَد فَهِمتُ وَ أَشهَدُ أَنّ اللّهَ عَلَي مَا وَصَفتَهُ وَ وَحّدتَهُ وَ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ المَبعُوثُ بِالهُدَي وَ دِينِ الحَقّ ثُمّ خَرّ سَاجِداً نَحوَ القِبلَةِ وَ أَسلَمَ قَالَ الحَسَنُ بنُ مُحَمّدٍ النوّفلَيِّ فَلَمّا نَظَرَ المُتَكَلّمُونَ إِلَي كَلَامِ عِمرَانَ الصّابِئِ وَ كَانَ جَدِلًا لَم يَقطَعهُ عَن حُجّتِهِ أَحَدٌ قَطّ لَم يَدنُ مِنَ الرّضَا ع أَحَدٌ مِنهُم وَ لَم يَسأَلُوهُ عَن شَيءٍ وَ أَمسَينَا فَنَهَضَ المَأمُونُ وَ الرّضَا ع فَدَخَلَا وَ انصَرَفَ النّاسُ وَ كُنتُ مَعَ جَمَاعَةٍ مِن أَصحَابِنَا إِذ بَعَثَ إلِيَّ مُحَمّدُ بنُ جَعفَرٍ فَأَتَيتُهُ فَقَالَ لِي يَا نوَفلَيِّ أَ مَا رَأَيتَ مَا جَاءَ بِهِ صَدِيقُكَ لَا وَ اللّهِ مَا ظَنَنتُ أَنّ عَلِيّ بنَ مُوسَي ع خَاضَ فِي شَيءٍ مِن هَذَا قَطّ وَ لَا عَرَفنَاهُ بِهِ أَنّهُ كَانَ يَتَكَلّمُ بِالمَدِينَةِ أَو يَجتَمِعُ إِلَيهِ أَصحَابُ الكَلَامِ قُلتُ قَد كَانَ الحَاجّ يَأتُونَهُ فَيَسأَلُونَهُ عَن أَشيَاءَ مِن حَلَالِهِم وَ حَرَامِهِم فَيُجِيبُهُم وَ رُبّمَا كَلّمَ مَن يَأتِيهِ يُحَاجّهُ
صفحه : 318
فَقَالَ مُحَمّدُ بنُ جَعفَرٍ يَا أَبَا مُحَمّدٍ إنِيّ أَخَافُ عَلَيهِ أَن يَحسُدَهُ هَذَا الرّجُلُ فَيَسُمّهُ أَو يَفعَلَ بِهِ بَلِيّةً فَأَشِر عَلَيهِ بِالإِمسَاكِ عَن هَذِهِ الأَشيَاءِ قُلتُ إِذاً لَا يَقبَلُ منِيّ وَ مَا أَرَادَ الرّجُلُ إِلّا امتِحَانَهُ لِيَعلَمَ هَل عِندَهُ شَيءٌ مِن عُلُومِ آبَائِهِ ع فَقَالَ لِي قُل لَهُ إِنّ عَمّكَ قَد كَرِهَ هَذَا البَابَ وَ أَحَبّ أَن تُمسِكَ عَن هَذِهِ الأَشيَاءِ لِخِصَالٍ شَتّي فَلَمّا انقَلَبتُ إِلَي مَنزِلِ الرّضَا ع أَخبَرتُهُ بِمَا كَانَ مِن عَمّهِ مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ فَتَبَسّمَ ثُمّ قَالَ حَفِظَ اللّهُ عمَيّ مَا أعَرفَنَيِ بِهِ لِمَ كَرِهَ ذَلِكَ يَا غُلَامُ صِر إِلَي عِمرَانَ الصّابِئِ فأَتنِيِ بِهِ فَقُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ أَنَا أَعرِفُ مَوضِعَهُ وَ هُوَ عِندَ بَعضِ إِخوَانِنَا مِنَ الشّيعَةِ قَالَ فَلَا بَأسَ قَرّبُوا إِلَيهِ دَابّةً فَصِرتُ إِلَي عِمرَانَ فَأَتَيتُهُ بِهِ فَرَحّبَ بِهِ وَ دَعَا بِكِسوَةٍ فَخَلَعَهَا عَلَيهِ وَ حَمَلَهُ وَ دَعَا بِعَشَرَةِ آلَافِ دِرهَمٍ فَوَصَلَهُ بِهَا فَقُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ حَكَيتَ فِعلَ جَدّكَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ هَكَذَا يَجِبُ ثُمّ دَعَا ع بِالعِشَاءِ فأَجَلسَنَيِ عَن يَمِينِهِ وَ أَجلَسَ عِمرَانَ عَن يَسَارِهِ حَتّي إِذَا فَرَغنَا قَالَ لِعِمرَانَ انصَرِف مُصَاحِباً وَ بَكّر عَلَينَا نُطعِمكَ طَعَامَ المَدِينَةِ فَكَانَ عِمرَانُ بَعدَ ذَلِكَ يَجتَمِعُ إِلَيهِ المُتَكَلّمُونَ مِن أَصحَابِ المَقَالَاتِ فَيُبطِلُ أَمرَهُم حَتّي اجتَنَبُوهُ وَ وَصَلَهُ المَأمُونُ بِعَشَرَةِ آلَافِ دِرهَمٍ وَ أَعطَاهُ الفَضلُ مَالًا وَ حَمَلَهُ وَ وَلّاهُ الرّضَا ع صَدَقَاتِ بَلخٍ فَأَصَابَ الرّغَائِبَ
ج ،[الإحتجاج ]مُرسَلًا مِثلَهُ إِلّا أَنّهُ أَسقَطَ بَعضَ المَطَالِبِ الغَامِضَةِ
بيان قال الفيروزآبادي الهرابذة قومة بيت النار للهند أوعظماء الهند أوعلمائهم أوخدم نار المجوس الواحد كزبرج و قال نسطاس بالكسر علم وبالرومية العالم بالطب . قوله ع ورقة العراقي غيرغليظة لعل المراد بالرقة سرعة الفهم أي هوقليل الفهم أوكثيره أي ليس في دقة فهمه غلظة بل هو في غاية الدقة ويمكن أن يقرأ رقة بتخفيف القاف كعدة وهي الأرض التي يصيبها المطر في القيظ فتنبت فتكون خضراء
صفحه : 319
فتكون في الكلام استعارة أي ليس فيما ينبت في ساحة ضميره من المعاني غلظة و في بعض النسخ رية العراقي و هذامثل مشهور بين العرب والعجم يعبر به عن الجبن ولعله أظهر و إن اتفقت أكثر نسخ الكتب الثلاثة علي الأول و قال الجوهري المنزل غاص بالقوم أي ممتلئ بهم . قوله شديدا أي أؤمن إيمانا شديدا و في بعض النسخ بالسين المهملة علي فعيل أو يكون سد أمرا من ساد يسود ويدا تمييزا أو يكون أصله أسد يدا أي أنعم علينا و علي المعجمة أيضا يحتمل أن يكون شد بالتشديد أمرا ويدا مفعولا لكنه بعيد. قوله ع علي الخبير سقطت منهم من قرأ علي الجبير بالجيم أي وقعت من السطح علي من يقدر جبر كسرك والأشهر بالخاء المعجمة قوله و ماننقم بكسر القاف أي نعيب . قوله ع أتجد هؤلاء في شباب بني إسرائيل أي هؤلاء الذين أحياهم حزقيل كانوا من تلك الشباب ويحتمل أن يكون اسم الإشارة راجعا إلي حزقيل واليسع و ماذكره ع أخيرا من قوله إن قوما من بني إسرائيل هربوا هي قصة إحياء حزقيل كماسيأتي في باب أحواله في أخبار كثيرة أن ألذي أحياهم كان حزقيل و إن كان ظاهر الخبر أنه غيره . قوله ع يترجح لقراءته أي يتحرك ويميل يمينا وشمالا من كثرة التعجب قال الفيروزآبادي ترجحت به الأرجوحة مالت وترجح تذبذب و في بعض النسخ بالجيمين أي يضطرب والغض الطري. قوله ع فيما تقول أنت وأصحابك في التوراة أي في الأسفار الملحقة بالتوراة و إلافشيعا مؤخر عن موسي ع ولذا قال فيما تقول أنت وأصحابك أي تدعون أنها حق وملحقة بالتوراة. قوله ع يحمل خيله في البحر إشارة إلي إجراء النبي ص وأصحابه خيلهم علي الماء كمامر في خبر معجزاته ص وسيأتي.
صفحه : 320
قوله ع إن عيسي لم يخالف السنة لعل المعني أن ظاهر قوله مقيم السنة أنه يأتي بسنة جديدة وعيسي لم ينسخ شرعه التوراة بل أحل لهم بعض ألذي حرم عليهم . قوله ع لا في شيءأقامه أي في مادة قديمة كمازعمته الفلاسفة قوله ومثله له أي مثل أولا ذلك الشيء للشيء الكائن ثم خلق الكائن علي حذوه كما هوشأن المخلوقين ويحتمل أن يكون ضمير له راجعا إلي الصانع تعالي . قوله ع والحاجة ياعمران لايسعها أي لايسع الخلق الحاجة و لايدفعها لأن كل من خلق لو كان علي وجه الاحتياج لكان يحتاج لحفظه وتربيته ورزقه ودفع الشرور عنه إلي أضعافه من الخلق وهكذا قوله هل كان الكائن معلوما في نفسه عندنفسه أقول هذاالكلام وجوابه في غاية الإغلاق و قدخطر بالبال في حله وجوه لايخلو كل منها من شيء.الأول أن يكون المراد بالكائن الصانع تعالي والمعني أن الصانع تعالي هل كان معلوما في نفسه عندنفسه قبل وجوده فأجاب ع بأن المعلمة قبل الشيء إنما يكون لشيء يوجده غيره فيصوره في نفسه حتي يدفع عنه ماينافي وجوده وكماله ثم يوجده علي ماتصوره والواجب الوجود بذاته ذاته مقتض لوجوده و لامانع لوجوده حتي يحتاج إلي ذلك فلذلك هوأزلي غيرمعلول .الثاني أن يكون المراد بالكائن الصانع أيضا و يكون المعني هل هومعلوم عندنفسه بصورة حاصلة في ذاته ولذا قال في نفسه فأجاب ع بأن الصورة الحاصلة إنما تكون لشيء يشترك مع غيره في شيء من الذاتيات ويخالفه في غيرها فيحتاج إلي الصورة الحاصلة لتعينه وتشخيصه وامتيازه عما يشاركه فأما البسيط المطلق ألذي تشخصه من ذاته و لم يشارك غيره في شيء من الذاتيات فلايحتاج لمعرفة نفسه إلي حصول صورة بل هوحاضر بذاته عندذاته فقوله و لم يكن هناك شيءيخالف أي شيءيخالف في بعض الذاتيات فتدعوه الحاجة إلي نفي ذلك الشيء عن نفسه بتحديد ماعلم من ذاته بجنس وفصل وتشخيص .
صفحه : 321
الثالث أن يكون المراد بالكائن الحادث المعلول والمراد معلوميته عندالصانع بصورة حاصلة منه فيه وحاصل الجواب علي هذا أن المخلوق إذاأراد صنع شيءيصوره أولا في نفسه لعجزه عن الإتيان بكل مايريد ولإمكان وجود مايخالفه ويعارضه فيما يريده فيصوره في نفسه علي وجه لايعارضه شيء في حصول ماأراد منه وينفي الموانع عن نفسه بتحديد ماعلم منه و أماالصانع تعالي فهو لايحتاج إلي ذلك لكمال قدرته ولعدم تخيل الموانع عن الإيجاد ثمة بل إِنّما أَمرُهُ إِذا أَرادَ شَيئاً أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُفليس المراد نفي العلم رأسا بل نفي العلم علي الوجه ألذي تخيله السائل بوجه يوافق فهمه وضمير منها راجع إلي الشيء الكائن باعتبار النفس أو إلي النفس أي علما ناشئا من النفس .الرابع أن يكون المراد كون الحادث معلوما لنفسه عندنفسه قبل وجوده لاكونه معلوما لصانعه فالجواب أن الشيء بعدوجوده وتشخصه يكون معلوما لنفسه علي وجه يمتاز عن غيره و أماالأعدام ففي مرتبة عدمها لا يكون بينها تمييز حتي يحتاج كل عدم إلي العلم بامتيازه عن غيره والحاصل أن الامتياز العيني للشيء لا يكون إلا بعدوجوده لافتقار وجوده إلي التميز عن غيره مما يخالفه في ذاته وتشخصه و أماامتيازه في علمه تعالي فليس علي نحو الوجود العيني فلايستلزم علم كل حادث هناك بنفسه كما يكون لذوي العقول بعدوجودها. قوله ع بأي شيءعلم ماعلم بضمير أم بغير ذلك أي بصورة ذهنية حصلت في الذهن أم بغيرها فأجاب ع بأن العلم لو لم يكن إلابحصول صورة لشيء فالعلم بالمعلوم لابد أن يكون موقوفا علي العلم بالصورة التي هي آلة ملاحظة المعلوم وتحديدها وتصويرها قال عمران لابد من ذلك فقال ع لابد لك أن تعرف تلك الصورة وحقيقتها فبين لنا حقيقتها فلما عجز عن الجواب ألزم ع عليه الإيراد بوجه آخر و هو أنه علي قولك إنه لابد لكل معلوم أن يعرف بصورة فالصورة أيضا معلوم لابد أن تعرف بصورة أخري وهكذا إلي ما لانهاية له و إن قلت إن الصورة تعرف بنفسها بالعلم الحضوري من غيراحتياج إلي صورة أخري
صفحه : 322
فلم لايجوز أن يكون علمه تعالي بأصل الأشياء علي وجه لايحتاج إلي صورة وضمير. ثم لماأفسد ع الأصل ألذي هومبني كلام السائل أقام البرهان علي امتناع حلول الصور فيه واتصافه بالضمير لمنافاته لوحدته الحقيقية واستلزامه التجزؤ والتبعض وكونه متصفا بالصفات الزائدة و كل ذلك ينافي وجوب الوجود فليس فيه تعالي عندإيجاد المخلوقين سوي التأثير من غيرعمل وروية وتفكر وتصوير وخطور وتجربة وذهاب الفكر إلي المذاهب وسائر ما يكون الناقصين العاجزين من الممكنات . قوله ع علي ستة أنواع لعل الأول ما يكون ملموسا وموزونا ومنظورا إليه والثاني ما لا يكون له تلك الأوصاف كالروح وإنما عبر عنه بما لاذوق له اكتفاء ببعض صفاته و في بعض النسخ و ما لالون له و هوالروح و هوأظهر للمقابلة والثالث ما يكون منظورا إليه و لا يكون ملموسا و لامحسوسا و لاموزونا و لالون له كالهواء أوالسماء فالمراد بكونه منظورا إليه أنه يظهر للنظر بآثاره أو قديري و لالون له بذاته أويراد به الجن والملك وأشباههما والظاهر أن قوله و لالون زيد من النساخ والرابع التقدير ويدخل فيه الصور والطول والعرض . والخامس الأعراض القارة المدركة بالحواس كاللون والضوء و هو ألذي عبر عنه بالأعراض والسادس الأعراض الغير القارة كالأعمال والحركات التي تذهب هي وتبقي آثارها ويمكن تصوير التقسيم بوجوه أخر تركناها لمن تفكر فيه . قوله ع مشيته واسمه وصفته يحتمل أن يكون المعني آثار المشية والصفات فإنها قدعرفنا الله بها وهي محدثات أوالمعني أن كل مانتعقل من صفاته تعالي وندركه بأذهاننا فهي مخلوقة مصنوعة و الله تعالي غيرها و قدمر تحقيق ذلك في كتاب التوحيد.
صفحه : 323
قوله ع و ليس لك علي أكثر من توحيدي إياه أي لايمكنني أن أبين لك من ذات الصانع وصفاته إلا مايرجع إلي توحيده تعالي وتنزيهه عن مشابهة من سواه أو لايلزمني البيان لك في هذاالوقت إلاتوحيده لترجع عما أنت عليه من الشرك . قوله ع لا يكون السكوت إلا عن نطق قبله حاصله أن السكوت عدم ملكة فلايقال للسراج إنه ساكت حيث لاينطق إذ ليس من شأنه النطق وكذلك الله سبحانه لايوصف بالنطق بالمعني ألذي فهمت و هومزاولته بلسان وشفة أوبغير ذلك مما يوجب التغير في ذاته بل كلامه هوإيجاده للأصوات والحروف في الأجسام . ثم لما كان هذاأيضا موهما لنوع تغير في ذاته تعالي بأن يتوهم أن إيجاده بمزاولة الجوارح والآلات والأعمال أزال ذلك التوهم بأن الألفاظ كثيرا ماتطلق في بعض الموارد مقارنا لبعض الأشياء فيتوهم اشتراط تلك المقارنات في استعمالها و ليس كذلك والخلق والإيجاد كذلك فإنهما يطلقان في المخلوقين غالبا مقارنا لمزاولتهم الأعمال وتحريكهم الجوارح واستعانتهم بالآلات فيتوهم الجهال أنهما لايطلقان إلابذلك فبين ذلك بالتشبيه بالسراج أيضا فإنه يقال إنه يضيء و ليس معني إضاءته أنه يفعل فعلا يزاول فيه الأعمال والجوارح والآلات أو أنه يحدث له عند ذلك إرادة وخطور بال كما يكون في ضرب زيد وقتل عمرو بل ليس إلااستتباع ضوئه لاستضاءتنا فكذلك الصانع تعالي ليس إيجاده بما يوجب تغييرا في ذاته من حدوث أمر فيه أومزاولة عمل أوروية أوتفكر أواستعمال جارحة أوآلة كما يكون في المخلوقين غالبا و ليس الغرض التشبيه الكامل في ذلك حتي يلزم عدم كون إيجاده تعالي علي وجه الإرادة والاختيار بل فيما ذكرناه من الوجوه .فقوله ع و لايقال إن السراج ليضيء فيما يريد أن يفعل بنا النفي فيه راجع إلي القيد أي لايطلق إضاءة السراج علي فعل يريده أن يفعل بنا لأن الضوء من السراج ليس بفعل منه و لاكون وإحداث وإنما هوالسراج حسب ليس معه إرادة و لافعل و لامزاولة عمل فلما استضأنا به وحصل الضوء فينا من قبله نسبنا إليه
صفحه : 324
الإضاءة وقلنا قدأضاء فلايشترط في استعمال تلك الأفعال إلاالاستتباع والسببية من غيراشتراط شيءآخر والأظهر بدل فلما استضاء لنا قوله فلما استضأنا به كما لايخفي . قوله ع هل تجد النار يغيرها تغير نفسها حاصله أن الشيء لايؤثر في نفسه بتغيير وإفناء وتأثير بل إنما يتأثر من غيره فالنار لاتتغير إلابتأثير غيرها فيها والحرارة لاتحرق نفسها والبصر لاينطبع من نفسه بل من صورة غيره فالله سبحانه لايمكن أن يتأثر ويتغير بفعل نفسه وتأثير غيره تعالي فيه محال و أماالإنسان إذاضرب عضوا منه علي عضو آخر فيتأثر فليس من ذلك لأن أحد العضوين مؤثر والآخر متأثر أويقال الإنسان أثر في نفسه بتوسط غيره و هوعضو منه و الله سبحانه لايتأتي فيه ذلك لوحدته الحقيقية وبساطته المطلقة فلايعقل تغيره بفعل نفسه بوجه ثم لماتوهم عمران أن الخلق والتأثير لا يكون إلابكون المؤثر في الأثر أوالأثر في المؤثر أجاب بذكر بعض الشرائط والعلل الناقصة علي التنظير فمثل بالمرآة حيث يشترط انطباع صورة البصر في المرآة وانطباع صورة المرآة في البصر بوجود ضوء قائم بالهواء المتوسط بينهما فالضوء علة ناقصة لتأثر البصر والمرآة مع عدم حصوله في شيءمنهما وعدم حصول شيءمنهما فيه فلم لايجوز تأثير الصانع في العالم مع عدم حصول العالم فيه و لاحصوله في العالم . قوله هل يوحد بحقيقة بالحاء المهملة المشددة المفتوحة أي هل يتأتي توحيده مع تعقل كنه حقيقته أوإنما يوحد مع تعقله بوجه من وجوهه وبوصف من أوصافه و في بعض النسخ يوجد بالجيم من الوجدان أي يعرف و هوأظهر فأجاب ع بأنه إنما يعرف بالوجوه التي هي محدثة في أذهاننا وهي مغايرة لحقيقته تعالي و ماذكره أولا لبيان أنه قديم أزلي والقديم يخالف المحدثات في الحقيقة و كل شيءغيره فهو حادث . قوله ع لامعلوما تفصيل للثاني أي ليس معه غيره لامعلوم و لامجهول والمراد بالمحكم مايعرف حقيقته وبالمتشابه ضده ويحتمل أن يكون إشارة إلي
صفحه : 325
نفي قول من قال بقدم القرآن فإن المحكم والمتشابه يطلقان علي آياته و هذاالخبر أيضا يدل علي أن إرادته تعالي من صفات الفعل وهي عين الإبداع وهي محدثة و قدمر الأخبار في ذلك وشرحها في كتاب التوحيد ويدل علي أن أول مبدعاته تعالي الحروف . قوله ع و لم يجعل للحروف في إبداعه لها معني أي إنما خلق الحروف المفردة التي ليس لها موضوع غيرأنفسها و لم يجعل لها وضعا و لامعني ينتهي إليه ويوجد ويعرف بذلك الحرف ويحتمل أن يكون المراد بالمعني الصفة أي أول ماخلقها كان غيرموصوف بمعني وصفة ينتهي إليها ويوجد لأنها كانت مبدعة بمحض الإبداع و لم يكن هناك شيء غيرالإبداع والحروف حتي يكون معني للحروف أوصفة لها والمراد بالنور الوجود إذ به يظهر الأشياء كماتظهر الموجودات للحس بالنور فالإبداع هوالإيجاد وبالإيجاد تصير الأشياء موجودة فالإبداع هوالتأثير والحروف هي الأثر موجودة بالتأثير وبعبارة أخري الحروف محل تأثير يعبر عنه بالمفعول والفعل والأثر هوالوجود. قوله ع و أماالخمسة المختلفة فبحجج كذا في النسخ أي إنما حدثت تلك الحروف بحجج جمع الحجة أي أسباب وعلل من انحراف لهجات الخلق واختلاف منطقهم لاينبغي ذكرها والأظهر أنه ع كان ذكر تلك الحروف فاشتبه علي الرواة وصحفوها فالخمسة الكاف الفارسية في قولهم بگو بمعني تكلم والجيم الفارسية المنقوطة بثلاث نقاط كما في قولهم چه ميگوئي والزاي الفارسية المنقوطة بثلاث نقاط كمايقولون [9F]اله والباء المنقوطة بثلاث نقاط كما في پياله وپياده والتاء الهندية ثم ركب الحروف وأوجد بهاالأشياء وجعلها فعلا منه كما قال إِنّما أَمرُهُ إِذا أَرادَ شَيئاً أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُفكن صنع وإيجاد للأشياء و مايوجد به هوالمصنوع فأول صادر عنه تعالي هوالإيجاد و هومعني لاوزن له و لاحركة و ليس بمسموع و لاملون و لامحسوس والخلق الثاني يعني الحرف غيرموزون و لاملون لكنها مسموعة موصوفة و لايمكن إبصارها والخلق الثالث و هو
صفحه : 326
ماوجد بهذه الحروف من السماوات والأرضين وغيرهما فهي محسوسة ملموسة مذوقة مبصرة فالله مقدم بوجوده علي الإبداع ألذي هوخلقه الأول لأنه ليس شيءقبله حتي يسبقه أيضا إبداع و لا كان شيءدائما معه والإبداع متقدم علي الحروف لوجودها به ومعني كون الحروف غيردالة علي معني غيرنفسها هو أن الحروف المفردة إنما وضعت للتركيب و ليس لها معني تدل عليه إلا بعدالتركيب وظاهر كلامه ع أن كل معني يدل عليه الكلمات ويوضع بإزائها الألفاظ إنما هي محدثة و أماالأسماء الدالة علي الرب تعالي فإنما وضعت لمعان محدثة ذهنية وهي تدل عليه تعالي و لم توضع أولا لكنه حقيقته المقدسة و لالكنه صفاته الحقيقية لأنها إنما وضعت لمعرفة الخلق ودعائهم و لايمكنهم الوصول إلي كنه الذات والصفات ولذا قال لم يك إلالمعني لم يكن قبل ذلك شيئا و إن أمكن أن يكون المراد بها غيرأسمائه تعالي . قوله ع والصفات والأسماء كلها تدل علي الكمال والوجود أي صفات الله وأسماؤه كلها دالة علي وجوده وكماله لا علي مايشتمل علي النقص كالإحاطة و قوله كماتدل بيان للمنفي أي كأن يدل الحدود التي هي التربيع والتثليث والتسديس ويحتمل أن يكون المعني لأن الإحاطة تدل علي أن المحاط مشتمل علي الحدود. قوله ع بمعرفتهم أنفسهم أي علي نحو مايعرفون أنفسهم أوبسبب معرفة أنفسهم قوله ع بالضرورة التي ذكرنا أي لأنه ضروري أنه لايحد بالحدود و لايوصف بها أوالمعني أنه تعالي لايعرف بالتحديد لأنه لايحل فيه الحدود و قدذكرنا أنه ضروري أنه لاحد لغير محدود فلو عرف بالحدود يلزم كونه محدودا بها ولعل غرضه تنزيهه تعالي عن صفات تلك المعرفات بأن الحروف و إن دلت عليه لكن ليس فيه صفاتها والمعاني الذهنية و إن دلتنا عليه لكن فيه حدودها ولوازمها. ثم استدل ع بأنه لابد أن ينتقل الناس من تلك الأسماء والصفات التي
صفحه : 327
يدركونها إلي ذاته تعالي بوجه و إلايلزم أن يكون الخلق عابدين للأسماء والصفات لالله تعالي لأن صفاته وأسماءه المدركة غيره تعالي فهذه الصفات المدركة و إن كانت مخالفة بالحقيقة له تعالي لكنها آلة لملاحظته ووسيلة للانتقال إليه وتوجه العبادة نحوه والمعلمة محل العلم والإدراك من القوي والمشاعر ويمكن أن يقرأ علي صيغة اسم الفاعل . قوله لمعناه الضمير راجع إلي الخلق أي لقصد الخلق إليه أو إلي الله فيكون بدلا من الضمير والأظهر لاتدرك معناه قوله إن الله جل وتقدس موجود في الآخرة مأخوذ من الوجدان أي يعرفونه ويجدونه بالبصر واستدل ع علي ذلك بأنه لو كان إدراكه بالبصر نقصا له كما هوالواقع لم يدرك في الآخرة أيضا به و لو كان كمالا له لكان مبصرا في الدنيا أيضا قوله عن الحقائق الموجودة أي المدركة قوله علي ماهناك أي ما عند الله تعالي من صفاته إلابما هاهنا أي لايمكن الاستبداد في معرفته تعالي بالعقل بل لابد من الرجوع في ذلك إلي ماأوحي إلي أنبيائه ع ويحتمل أن يكون المراد بقوله هناك الآخرة وبقوله هاهنا الدنيا أي إنما يقاس أحوال الآخرة بالدنيا فكيف يجوز رؤيته تعالي في الآخرة مع استحالته في الدنيا والأول أظهر كمايدل عليه مابعده . قوله بل خلق ساكن أي نسبة وإضافة بين العلة والمعلول فكأنه ساكن فيهما أوعرض قائم بمحل لايمكنه مفارقته . و قوله لايدرك بالسكون أي أمر اعتباري إضافي ينتزعه العقل و لايشار إليه في الخارج وإنما قلنا إنه خلق لأن هذه النسبة والتأثير غيره تعالي و هومحدث و كل محدث معلول فلاتتوهم أنه خلق يحتاج إلي تأثير آخر وهكذا حتي يتسلسل بل ليس في الحقيقة إلاالرب ومخلوقه ألذي أوجده والإيجاد معني صار سببا لوجود المعلول بتأثيره تعالي فكل شيءخلقه الله لم يعد و لم يتجاوز أن يصدق عليه أن الله خلقه فهذا هومعني الإبداع لا غير و هذاالمعني يقع عليه حد و كل مايقع عليه حد فهو خلق الله .
صفحه : 328
قوله ع و كان ألذي خلق خلقين اثنين لعله إشارة إلي الخلق الأول وهي الحروف ففي خلق الحروف يخلق شيئان حرف وتحديد وتقدير قائم به و ليس شيء من الحرف والعرض القائم به ذا لون ووزن وذوق وجعل أحدهما يدرك بالآخر أي الحرف يعرف بالحدود القائمة به فيعرف بأنه شيءمحدود أوالمعني أنه لو لم يكن محدودا لم يكن مدركا بالحواس وجعل الحرف وحده كليهما مدركين بنفسهما لابآثارهما فإن الأمور المحسوسة إنما تدرك بأنفسها لابآثارها و لم يخلق شيئا فردا عن الحدود والتقديرات قائما بنفسه دون غيره أي من غير أن يخلق معه غيره كالحدود لأنه أراد أن يكون حروفا وأصواتا دالة علي نفسه وإثبات وجوده و ما يكون دالا علي المعاني هاديا للناس إلي المعرفة لا يكون إلامحسوسا و كل محسوس يكون محدودا والمعني أنه أراد أن يكون محدودا ليدل بكونه علي هذه الحالة علي إمكانه وافتقاره إلي الصانع فيكون بوجوده بنفسه دالا علي الصانع لاباعتبار مدلوله . قوله ع و لايكنه أي لايستره و قال الجوهري ارتبك الرجل في الأمر أي نشب فيه و لم يكد يتخلص منه قوله المتفاوت عقله أي المتباعد عنه عقله من التفاوت بمعني التباعد أوبمعني الاختلاف أي لايثبت عقله علي أمر ثابت بل يكون دائما في الشك والتردد.أقول هذاالخبر من متشابهات الأخبار التي لايعلم تأويلهاإِلّا اللّهُ وَ الرّاسِخُونَ فِي العِلمِ و لايلزمنا فيهاسوي التسليم وإنما ذكرنا فيها ماذكرنا علي سبيل الاحتمال علي قدر مايصل إليه فهمي الناقص مع أن في تلك الأخبار الطويلة المشتملة علي المعاني المعضلة كثيرا مايقع التحريف والإسقاط من الرواة و الله يعلم وحججه صلوات الله عليهم حقائق كلامهم
صفحه : 329
2-يد،[التوحيد]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِالإِسنَادِ المُتَقَدّمِ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدٍ النوّفلَيِّ قَالَ قَدِمَ سُلَيمَانُ المرَوزَيِّ مُتَكَلّمُ خُرَاسَانَ عَلَي المَأمُونِ فَأَكرَمَهُ وَ وَصَلَهُ ثُمّ قَالَ لَهُ إِنّ ابنَ عمَيّ عَلِيّ بنَ مُوسَي قَدِمَ عَلَيّ مِنَ الحِجَازِ وَ هُوَ يُحِبّ الكَلَامَ وَ أَصحَابَهُ فَلَا عَلَيكَ أَن تَصِيرَ إِلَينَا يَومَ التّروِيَةِ لِمُنَاظَرَتِهِ فَقَالَ سُلَيمَانُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إنِيّ أَكرَهُ أَن أَسأَلَ مِثلَهُ فِي مَجلِسِكَ فِي جَمَاعَةٍ مِن بنَيِ هَاشِمٍ فَيَنتَقِصَ عِندَ القَومِ إِذَا كلَمّنَيِ وَ لَا يَجُوزُ الِاستِقصَاءُ عَلَيهِ قَالَ المَأمُونُ إِنّمَا وَجّهتُ إِلَيكَ لمِعَرفِتَيِ بِقُوّتِكَ وَ لَيسَ مرُاَديِ إِلّا أَن تَقطَعَهُ عَن حُجّةٍ وَاحِدَةٍ فَقَط فَقَالَ سُلَيمَانُ حَسبُكَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ اجمَع بيَنيِ وَ بَينَهُ وَ خلَنّيِ وَ الذّمّ فَوَجّهَ المَأمُونُ إِلَي الرّضَا ع فَقَالَ إِنّهُ قَد قَدِمَ عَلَينَا رَجُلٌ مِن أَهلِ مَروَ وَ هُوَ وَاحِدُ خُرَاسَانَ مِن أَصحَابِ الكَلَامِ فَإِن خَفّ عَلَيكَ أَن تَتَجَشّمَ المَصِيرَ إِلَينَا فَعَلتَ فَنَهَضَ ع لِلوُضُوءِ وَ قَالَ لَنَا تقَدَمّوُنيِ وَ عِمرَانُ الصّابِئُ مَعَنَا فَصِرنَا إِلَي البَابِ فَأَخَذَ يَاسِرٌ وَ خَالِدٌ بيِدَيِ فأَدَخلَاَنيِ عَلَي المَأمُونِ فَلَمّا سَلّمتُ قَالَ أَينَ أخَيِ أَبُو الحَسَنِ أَبقَاهُ اللّهُ قُلتُ خَلّفتُهُ يَلبَسُ ثِيَابَهُ وَ أَمَرَنَا أَن نَتَقَدّمَ ثُمّ قُلتُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إِنّ عِمرَانَ مَولَاكَ معَيِ وَ هُوَ بِالبَابِ فَقَالَ مَن عِمرَانُ قُلتُ الصّابِئُ ألّذِي أَسلَمَ عَلَي يَدَيكَ قَالَ فَليَدخُل فَدَخَلَ فَرَحّبَ بِهِ المَأمُونُ ثُمّ قَالَ لَهُ يَا عِمرَانُ لَم تَمُت حَتّي صِرتَ مِن بنَيِ هَاشِمٍ قَالَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي شرَفّنَيِ بِكُم يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَقَالَ لَهُ المَأمُونُ يَا عِمرَانُ هَذَا سُلَيمَانُ المرَوزَيِّ مُتَكَلّمُ خُرَاسَانَ قَالَ عِمرَانُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إِنّهُ يَزعُمُ أَنّهُ وَاحِدُ خُرَاسَانَ فِي النّظَرِ وَ يُنكِرُ البَدَاءَ قَالَ فَلِمَ لَا تُنَاظِرُهُ قَالَ عِمرَانُ ذَاكَ إِلَيهِ فَدَخَلَ الرّضَا ع فَقَالَ فِي أَيّ شَيءٍ كُنتُم قَالَ عِمرَانُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ هَذَا سُلَيمَانُ المرَوزَيِّ فَقَالَ سُلَيمَانُ أَ تَرضَي بأِبَيِ الحَسَنِ وَ بِقَولِهِ فِيهِ قَالَ عِمرَانُ قَد رَضِيتُ بِقَولِ أَبِي الحَسَنِ فِي البَدَاءِ عَلَي أَن يأَتيِنَيِ فِيهِ بِحُجّةٍ أَحتَجّ بِهَا عَلَي نظُرَاَئيِ مِن أَهلِ النّظَرِ قَالَ المَأمُونُ يَا أَبَا الحَسَنِ مَا تَقُولُ فِيمَا تَشَاجَرَا فِيهِ قَالَ وَ مَا أَنكَرتَ مِنَ البَدَاءِ يَا سُلَيمَانُ وَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُأَ وَ لا يَذكُرُ الإِنسانُ أَنّا خَلَقناهُ مِن قَبلُ وَ لَم يَكُ شَيئاً
صفحه : 330
وَ يَقُولُ عَزّ وَ جَلّوَ هُوَ ألّذِي يَبدَؤُا الخَلقَ ثُمّ يُعِيدُهُ وَ يَقُولُبَدِيعُ السّماواتِ وَ الأَرضِ وَ يَقُولُ عَزّ وَ جَلّيَزِيدُ فِي الخَلقِ ما يَشاءُ وَ يَقُولُوَ بَدَأَ خَلقَ الإِنسانِ مِن طِينٍ وَ يَقُولُ عَزّ وَ جَلّوَ آخَرُونَ مُرجَونَ لِأَمرِ اللّهِ إِمّا يُعَذّبُهُم وَ إِمّا يَتُوبُ عَلَيهِم وَ يَقُولُ عَزّ وَ جَلّوَ ما يُعَمّرُ مِن مُعَمّرٍ وَ لا يُنقَصُ مِن عُمُرِهِ إِلّا فِي كِتابٍ قَالَ سُلَيمَانُ هَل رُوّيتَ فِيهِ عَن آبَائِكَ شَيئاً قَالَ نَعَم رُوّيتُ عَن أَبِي عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ قَالَ إِنّ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ عِلمَينِ عِلماً مَخزُوناً مَكنُوناً لَا يَعلَمُهُ إِلّا هُوَ مِن ذَلِكَ يَكُونُ البَدَاءُ وَ عِلماً عَلّمَهُ مَلَائِكَتَهُ وَ رُسُلَهُ فَالعُلَمَاءُ مِن أَهلِ بَيتِ نَبِيّكَ يَعلَمُونَهُ قَالَ سُلَيمَانُ أُحِبّ أَن تَنزِعَهُ لِي مِن كِتَابِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ قَالَ قَولُ اللّهِ تَعَالَي لِنَبِيّهِص فَتَوَلّ عَنهُم فَما أَنتَ بِمَلُومٍأَرَادَ هَلَاكَهُم ثُمّ بَدَا لِلّهِ تَعَالَي فَقَالَوَ ذَكّر فَإِنّ الذّكري تَنفَعُ المُؤمِنِينَ قَالَ سُلَيمَانُ زدِنيِ جُعِلتُ فِدَاكَ قَالَ الرّضَا ع لَقَد أخَبرَنَيِ أَبِي عَن آبَائِهِ ع أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَوحَي إِلَي نبَيِّ مِن أَنبِيَائِهِ أَن أَخبِر فُلَانَ المَلِكِ[فُلَاناً المَلِكَ]أنَيّ مُتَوَفّيهِ إِلَي كَذَا وَ كَذَا فَأَتَاهُ ذَلِكَ النّبِيّ فَأَخبَرَهُ فَدَعَا اللّهَ المَلِكُ وَ هُوَ عَلَي سَرِيرِهِ حَتّي سَقَطَ مِنَ السّرِيرِ وَ قَالَ يَا رَبّ أجَلّنيِ حَتّي يَشِبّ طفِليِ وَ أقَضيَِ أمَريِ فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَي ذَلِكَ النّبِيّ أَنِ ائتِ فُلَانَ المَلِكِ[فُلَاناً المَلِكَ]فَأَعلِمهُ أنَيّ قَد أَنسَيتُ أَجَلَهُ وَ زِدتُ فِي عُمُرِهِ خَمسَ عَشرَةَ سَنَةً فَقَالَ ذَلِكَ النّبِيّ يَا رَبّ إِنّكَ لَتَعلَمُ أنَيّ لَم أَكذِب قَطّ فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَيهِ إِنّمَا أَنتَ عَبدٌ مَأمُورٌ فَأَبلِغهُ ذَلِكَ وَ اللّهُلا يُسئَلُ عَمّا يَفعَلُ ثُمّ التَفَتَ إِلَي سُلَيمَانَ فَقَالَ أَحسَبُكَ ضَاهَيتَ اليَهُودَ فِي هَذَا البَابِ قَالَ أَعُوذُ بِاللّهِ مِن ذَلِكَ وَ مَا قَالَتِ اليَهُودُ قَالَ قَالَتِ اليَهُودُيَدُ اللّهِ مَغلُولَةٌيَعنُونَ أَنّ اللّهَ تَعَالَي قَد فَرَغَ مِنَ الأَمرِ فَلَيسَ يُحدِثُ شَيئاً فَقَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّغُلّت أَيدِيهِم وَ لُعِنُوا بِما قالُوا وَ لَقَد سَمِعتُ قَوماً سَأَلُوا أَبِي مُوسَي بنَ جَعفَرٍ عَنِ البَدَاءِ فَقَالَ وَ مَا يُنكِرُ النّاسُ مِنَ البَدَاءِ وَ أَن يَقِفَ اللّهُ قَوماً يُرجِئُهُم لِأَمرِهِ قَالَ سُلَيمَانُ أَ لَا تخُبرِنُيِ عَن
صفحه : 331
إِنّا أَنزَلناهُ فِي لَيلَةِ القَدرِ فِي أَيّ شَيءٍ أُنزِلَت قَالَ يَا سُلَيمَانُ لَيلَةُ القَدرِ يُقَدّرُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِيهَا مَا يَكُونُ مِنَ السّنَةِ إِلَي السّنَةِ مِن حَيَاةٍ أَو مَوتٍ أَو خَيرٍ أَو شَرّ أَو رِزقٍ فَمَا قَدّرَهُ فِي تِلكَ اللّيلَةِ فَهُوَ مِنَ المَحتُومِ قَالَ سُلَيمَانُ الآنَ قَد فَهِمتُ جُعِلتُ فِدَاكَ فزَدِنيِ قَالَ يَا سُلَيمَانُ إِنّ مِنَ الأُمُورِ أُمُوراً مَوقُوفَةً عِندَ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي يُقَدّمُ مِنهَا مَا يَشَاءُ وَ يُؤَخّرُ مَا يَشَاءُ يَا سُلَيمَانُ إِنّ عَلِيّاً ع كَانَ يَقُولُ العِلمُ عِلمَانِ فَعِلمٌ عَلّمَهُ اللّهُ مَلَائِكَتَهُ وَ رُسُلَهُ فَمَا عَلّمَهُ مَلَائِكَتَهُ وَ رُسُلَهُ فَإِنّهُ يَكُونُ وَ لَا يُكَذّبُ نَفسَهُ وَ لَا مَلَائِكَتَهُ وَ لَا رُسُلَهُ وَ عِلمٌ عِندَهُ مَخزُونٌ لَم يُطلِع عَلَيهِ أَحَداً مِن خَلقِهِ يُقَدّمُ مِنهُ مَا يَشَاءُ وَ يُؤَخّرُ مَا يَشَاءُ وَ يَمحُو مَا يَشَاءُ وَ يُثبِتُ مَا يَشَاءُ قَالَ سُلَيمَانُ لِلمَأمُونِ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ لَا أُنكِرُ بَعدَ يوَميِ هَذَا البَدَاءَ وَ لَا أُكَذّبُ بِهِ إِن شَاءَ اللّهُ فَقَالَ المَأمُونُ يَا سُلَيمَانُ سَل أَبَا الحَسَنِ عَمّا بَدَا لَكَ وَ عَلَيكَ بِحُسنِ الِاستِمَاعِ وَ الإِنصَافِ قَالَ سُلَيمَانُ يَا سيَدّيِ أَسأَلُكَ قَالَ الرّضَا سَل عَمّا بَدَا لَكَ قَالَ مَا تَقُولُ فِيمَن جَعَلَ الإِرَادَةَ اسماً وَ صِفَةً مِثلَ حيَّ وَ سَمِيعٍ وَ بَصِيرٍ وَ قَدِيرٍ قَالَ الرّضَا ع إِنّمَا قُلتُم حَدَثَتِ الأَشيَاءُ وَ اختَلَفَت لِأَنّهُ شَاءَ وَ أَرَادَ وَ لَم تَقُولُوا حَدَثَت وَ اختَلَفَت لِأَنّهُ سَمِيعٌ بَصِيرٌ فَهَذَا دَلِيلٌ عَلَي أَنّهَا لَيسَت مِثلَ سَمِيعٍ وَ لَا بَصِيرٍ وَ لَا قَدِيرٍ قَالَ سُلَيمَانُ فَإِنّهُ لَم يَزَل مُرِيداً قَالَ يَا سُلَيمَانُ فَإِرَادَتُهُ غَيرُهُ قَالَ نَعَم قَالَ فَقَد أَثبَتّ مَعَهُ شَيئاً غَيرَهُ لَم يَزَل قَالَ سُلَيمَانُ مَا أَثبَتّ قَالَ الرّضَا ع أَ هيَِ مُحدَثَةٌ قَالَ سُلَيمَانُ لَا مَا هيَِ مُحدَثَةٌ فَصَاحَ بِهِ المَأمُونُ وَ قَالَ يَا سُلَيمَانُ مِثلُهُ يُعَايَا أَو يُكَابَرُ عَلَيكَ بِالإِنصَافِ أَ مَا تَرَي مَن حَولَكَ مِن أَهلِ النّظَرِ ثُمّ قَالَ كَلّمهُ يَا أَبَا الحَسَنِ فَإِنّهُ مُتَكَلّمُ خُرَاسَانَ فَأَعَادَ عَلَيهِ المَسأَلَةَ فَقَالَ هيَِ مُحدَثَةٌ يَا سُلَيمَانُ فَإِنّ الشيّءَ إِذَا لَم يَكُن أَزَلِيّاً كَانَ مُحدَثاً وَ إِذَا لَم يَكُن مُحدَثاً كَانَ أَزَلِيّاً قَالَ سُلَيمَانُ إِرَادَتُهُ مِنهُ كَمَا أَنّ سَمعَهُ مِنهُ وَ بَصَرَهُ مِنهُ وَ عِلمَهُ مِنهُ قَالَ
صفحه : 332
الرّضَا ع فَإِرَادَتُهُ نَفسُهُ قَالَ لَا قَالَ فَلَيسَ المُرِيدُ مِثلَ السّمِيعِ وَ البَصِيرِ قَالَ سُلَيمَانُ إِنّمَا أَرَادَ نَفسُهُ كَمَا سَمِعَ نَفسُهُ وَ أَبصَرَ نَفسُهُ وَ عَلِمَ نَفسُهُ قَالَ الرّضَا ع مَا مَعنَي أَرَادَ نَفسُهُ أَرَادَ أَن يَكُونَ شَيئاً أَو أَرَادَ أَن يَكُونَ حَيّاً أَو سَمِيعاً أَو بَصِيراً أَو قَدِيراً قَالَ نَعَم قَالَ الرّضَا ع أَ فَبِإِرَادَتِهِ كَانَ ذَلِكَ قَالَ سُلَيمَانُ نَعَم قَالَ الرّضَا ع فَلَيسَ لِقَولِكَ أَرَادَ أَن يَكُونَ حَيّاً سَمِيعاً بَصِيراً مَعنًي إِذَا لَم يَكُن ذَلِكَ بِإِرَادَتِهِ قَالَ سُلَيمَانُ بَلَي قَد كَانَ ذَلِكَ بِإِرَادَتِهِ فَضَحِكَ المَأمُونُ وَ مَن حَولَهُ وَ ضَحِكَ الرّضَا ع ثُمّ قَالَ لَهُم ارفُقُوا بِمُتَكَلّمِ خُرَاسَانَ فَقَالَ يَا سُلَيمَانُ فَقَد حَالَ عِندَكُم عَن حَالِهِ وَ تَغَيّرَ عَنهَا وَ هَذَا مَا لَا يُوصَفُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِهِ فَانقَطَعَ ثُمّ قَالَ الرّضَا ع يَا سُلَيمَانُ أَسأَلُكَ مَسأَلَةً قَالَ سَل جُعِلتُ فِدَاكَ قَالَ أخَبرِنيِ عَنكَ وَ عَن أَصحَابِكَ تُكَلّمُونَ النّاسَ بِمَا تَفقَهُونَ وَ تَعرِفُونَ أَو بِمَا لَا تَفقَهُونَ وَ لَا تَعرِفُونَ قَالَ بِمَا نَفقَهُ وَ نَعلَمُ قَالَ الرّضَا ع فاَلذّيِ يَعلَمُ النّاسُ أَنّ المُرِيدَ غَيرُ الإِرَادَةِ وَ أَنّ المُرِيدَ قَبلَ الإِرَادَةِ وَ أَنّ الفَاعِلَ قَبلَ المَفعُولِ وَ هَذَا يُبطِلُ قَولَكُم إِنّ الإِرَادَةَ وَ المُرِيدَ شَيءٌ وَاحِدٌ قَالَ جُعِلتُ فِدَاكَ لَيسَ ذَاكَ مِنهُ عَلَي مَا يَعرِفُ النّاسُ وَ لَا عَلَي مَا يَفقَهُونَ قَالَ فَأَرَاكُمُ ادّعَيتُم عِلمَ ذَلِكَ بِلَا مَعرِفَةٍ وَ قُلتُمُ الإِرَادَةُ كَالسّمعِ وَ البَصَرِ وَ إِذًا كَانَ ذَلِكَ عِندَكُم عَلَي مَا لَا يُعرَفُ وَ لَا يُعقَلُ فَلَم يُحِر جَوَاباً ثُمّ قَالَ الرّضَا ع يَا سُلَيمَانُ هَل يَعلَمُ اللّهُ جَمِيعَ مَا فِي الجَنّةِ وَ النّارِ
صفحه : 333
قَالَ سُلَيمَانُ نَعَم قَالَ فَيَكُونُ مَا عَلِمَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَنّهُ يَكُونُ مِن ذَلِكَ قَالَ نَعَم قَالَ فَإِذَا كَانَ حَتّي لَا يَبقَي مِنهُ شَيءٌ إِلّا كَانَ أَ يَزِيدُهُم أَو يَطوِيهِ عَنهُم قَالَ سُلَيمَانُ بَل يَزِيدُهُم قَالَ فَأَرَاهُ فِي قَولِكَ قَد زَادَهُم مَا لَم يَكُن فِي عِلمِهِ أَنّهُ يَكُونُ قَالَ جُعِلتُ فِدَاكَ فَالمَزِيدُ لَا غَايَةَ لَهُ قَالَ فَلَيسَ يُحِيطُ عِلمُهُ عِندَكُم بِمَا يَكُونُ فِيهِمَا إِذَا لَم يَعرِف غَايَةَ ذَلِكَ وَ إِذَا لَم يُحِط عِلمُهُ بِمَا يَكُونُ فِيهِمَا لَم يَعلَم مَا يَكُونُ فِيهِمَا أَن يَكُونَ تَعَالَي اللّهُ عَن ذَلِكَ عُلُوّاً كَبِيراً قَالَ سُلَيمَانُ إِنّمَا قُلتُ لَا يَعلَمُهُ لِأَنّهُ لَا غَايَةَ لِهَذَا لِأَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ وَصَفَهُمَا بِالخُلُودِ وَ كَرِهنَا أَن نَجعَلَ لَهُمَا انقِطَاعاً قَالَ الرّضَا ع لَيسَ عِلمُهُ بِذَلِكَ بِمُوجِبٍ لِانقِطَاعِهِ عَنهُم لِأَنّهُ قَد يَعلَمُ ذَلِكَ ثُمّ يَزِيدُهُم ثُمّ لَا يَقطَعُهُ عَنهُم وَ كَذَلِكَ قَالَ عَزّ وَ جَلّ فِي كِتَابِهِكُلّما نَضِجَت جُلُودُهُم بَدّلناهُم جُلُوداً غَيرَها لِيَذُوقُوا العَذابَ وَ قَالَ لِأَهلِ الجَنّةِعَطاءً غَيرَ مَجذُوذٍ وَ قَالَ عَزّ وَ جَلّوَ فاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ لا مَقطُوعَةٍ وَ لا مَمنُوعَةٍفَهُوَ جَلّ وَ عَزّ يَعلَمُ ذَلِكَ وَ لَا يَقطَعُ عَنهُمُ الزّيَادَةَ أَ رَأَيتَ مَا أَكَلَ أَهلُ الجَنّةِ وَ مَا شَرِبُوا أَ لَيسَ يُخلِفُ مَكَانَهُ قَالَ بَلَي قَالَ أَ فَيَكُونُ يَقطَعُ ذَلِكَ عَنهُم وَ قَد أَخلَفَ مَكَانَهُ قَالَ سُلَيمَانُ لَا قَالَ فَكَذَلِكَ كُلّمَا يَكُونُ فِيهَا إِذَا أَخلَفَ مَكَانَهُ فَلَيسَ بِمَقطُوعٍ عَنهُم قَالَ سُلَيمَانُ بَل يَقطَعُهُ عَنهُم وَ لَا يَزِيدُهُم قَالَ الرّضَا ع إِذاً يَبِيدُ مَا فِيهِمَا وَ هَذَا يَا سُلَيمَانُ إِبطَالُ الخُلُودِ وَ خِلَافُ الكِتَابِ لِأَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُلَهُم ما يَشاؤُنَ فِيها وَ لَدَينا مَزِيدٌ وَ يَقُولُ عَزّ وَ جَلّعَطاءً غَيرَ مَجذُوذٍ وَ يَقُولُ عَزّ وَ جَلّوَ ما هُم مِنها بِمُخرَجِينَ وَ يَقُولُ عَزّ وَ جَلّخالِدِينَ فِيها أَبَداً وَ يَقُولُ عَزّ وَ جَلّوَ فاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ لا مَقطُوعَةٍ وَ لا مَمنُوعَةٍفَلَم يُحِر جَوَاباً ثُمّ قَالَ الرّضَا ع يَا سُلَيمَانُ أَ لَا تخُبرِنُيِ عَنِ الإِرَادَةِ فِعلٌ هيَِ أَم غَيرُ فِعلٍ قَالَ بَلَي هيَِ فِعلٌ قَالَ فهَيَِ مُحدَثَةٌ لِأَنّ الفِعلَ كُلّهُ مُحدَثٌ قَالَ لَيسَت بِفِعلٍ قَالَ فَمَعَهُ غَيرُهُ لَم يَزَل قَالَ سُلَيمَانُ الإِرَادَةُ هيَِ الإِنشَاءُ قَالَ يَا سُلَيمَانُ هَذَا ألّذِي عِبتُمُوهُ عَلَي ضِرَارٍ وَ أَصحَابِهِ مِن قَولِهِم إِنّ كُلّ مَا خَلَقَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ
صفحه : 334
فِي سَمَاءٍ أَو أَرضٍ أَو بَحرٍ أَو بَرّ مِن كَلبٍ أَو خِنزِيرٍ أَو قِردٍ أَو إِنسَانٍ أَو دَابّةٍ إِرَادَةُ اللّهِ وَ إِنّ إِرَادَةَ اللّهِ تَحيَا وَ تَمُوتُ وَ تَذهَبُ وَ تَأكُلُ وَ تَشرَبُ وَ تَنكِحُ وَ تَلِدُ وَ تَظلِمُ وَ تَفعَلُ الفَوَاحِشَ وَ تَكفُرُ وَ تُشرِكُ فَنَبرَأُ مِنهَا وَ نُعَادِيهَا وَ هَذَا حَدّهَا قَالَ سُلَيمَانُ إِنّهَا كَالسّمعِ وَ البَصَرِ وَ العِلمِ قَالَ الرّضَا ع قَد رَجَعتَ إِلَي هَذَا ثَانِيَةً فأَخَبرِنيِ عَنِ السّمعِ وَ البَصَرِ وَ العِلمِ أَ مَصنُوعٌ قَالَ سُلَيمَانُ لَا قَالَ الرّضَا ع فَكَيفَ نَفَيتُمُوهُ فَمَرّةً قُلتُم لَم يُرِد وَ مَرّةً قُلتُم أَرَادَ وَ لَيسَت بِمَفعُولٍ لَهُ قَالَ سُلَيمَانُ إِنّمَا ذَلِكَ كِقَولِنَا مَرّةً عَلِمَ وَ مَرّةً لَم يَعلَم قَالَ الرّضَا ع لَيسَ ذَلِكَ سَوَاءً لِأَنّ نفَيَ المَعلُومِ لَيسَ بنِفَيِ العِلمِ وَ نفَيُ المُرَادِ نفَيُ الإِرَادَةِ أَن تَكُونَ لِأَنّ الشيّءَ إِذَا لَم يُرَد لَم يَكُن إِرَادَةٌ وَ قَد يَكُونُ العِلمُ ثَابِتاً وَ إِن لَم يَكُنِ المَعلُومُ بِمَنزِلَةِ البَصَرِ فَقَد يَكُونُ الإِنسَانُ بَصِيراً وَ إِن لَم يَكُنِ المُبصَرُ وَ يَكُونُ العِلمُ ثَابِتاً وَ إِن لَم يَكُنِ المَعلُومُ قَالَ سُلَيمَانُ إِنّهَا مَصنُوعَةٌ قَالَ فهَيَِ مُحدَثَةٌ لَيسَت كَالسّمعِ وَ البَصَرِ لِأَنّ السّمعَ وَ البَصَرَ لَيسَا بِمَصنُوعَينِ وَ هَذِهِ مَصنُوعَةٌ قَالَ سُلَيمَانُ إِنّهَا صِفَةٌ مِن صِفَاتِهِ لَم تَزَل قَالَ فيَنَبغَيِ أَن يَكُونَ الإِنسَانُ لَم يَزَل لِأَنّ صِفَتَهُ لَم تَزَل قَالَ سُلَيمَانُ لَا لِأَنّهُ لَم يَفعَلهَا قَالَ الرّضَا ع يَا خرُاَساَنيِّ مَا أَكثَرَ غَلَطَكَ أَ فَلَيسَ بِإِرَادَتِهِ وَ قَولِهِ تَكُونُ الأَشيَاءُ قَالَ سُلَيمَانُ لَا قَالَ فَإِذَا لَم تَكُن بِإِرَادَتِهِ وَ لَا مَشِيّتِهِ وَ لَا أَمرِهِ وَ لَا بِالمُبَاشَرَةِ فَكَيفَ يَكُونُ ذَلِكَ تَعَالَي اللّهُ عَن ذَلِكَ فَلَم يُحِر جَوَاباً ثُمّ قَالَ الرّضَا ع أَ لَا تخُبرِنُيِ عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ إِذا أَرَدنا أَن نُهلِكَ قَريَةً أَمَرنا مُترَفِيها فَفَسَقُوا فِيهايعَنيِ بِذَلِكَ أَنّهُ يُحدِثُ إِرَادَةً قَالَ لَهُ نَعَم قَالَ فَإِذَا أَحدَثَ إِرَادَةً كَانَ قَولُكَ إِنّ الإِرَادَةَ هيَِ هُوَ أَو شَيءٌ مِنهُ بَاطِلًا لِأَنّهُ لَا يَكُونُ أَن يُحدِثَ نَفسَهُ وَ لَا يَتَغَيّرُ عَن حَالِهِ تَعَالَي اللّهُ عَن ذَلِكَ قَالَ سُلَيمَانُ إِنّهُ لَم يَكُن عَنَي بِذَلِكَ أَنّهُ يُحدِثُ إِرَادَةً قَالَ فَمَا عَنَي بِهِ قَالَ عَنَي بِهِ فِعلَ الشيّءِ قَالَ الرّضَا ع
صفحه : 335
وَيلَكَ كَم تُرَدّدُ هَذِهِ المَسأَلَةَ وَ قَد أَخبَرتُكَ أَنّ الإِرَادَةَ مُحدَثَةٌ لِأَنّ فِعلَ الشيّءِ مُحدَثٌ قَالَ فَلَيسَ لَهَا مَعنًي قَالَ الرّضَا ع قَد وَصَفَ نَفسَهُ عِندَكُم حَتّي وَصَفَهَا بِالإِرَادَةِ بِمَا لَا مَعنَي لَهُ فَإِذَا لَم يَكُن لَهَا مَعنًي قَدِيمٌ وَ لَا حَدِيثٌ بَطَلَ قَولُكُم إِنّ اللّهَ لَم يَزَل مُرِيداً قَالَ سُلَيمَانُ إِنّمَا عَنَيتُ أَنّهَا فِعلٌ مِنَ اللّهِ لَم يَزَل قَالَ أَ لَا تَعلَمُ أَنّ مَا لَم يَزَل لَا يَكُونُ مَفعُولًا وَ قَدِيماً حَدِيثاً فِي حَالَةٍ وَاحِدَةٍ فَلَم يُحِر جَوَاباً قَالَ الرّضَا ع لَا بَأسَ أَتمِم مَسأَلَتَكَ قَالَ سُلَيمَانُ قُلتُ إِنّ الإِرَادَةَ صِفَةٌ مِن صِفَاتِهِ قَالَ الرّضَا ع كَم تُرَدّدُ عَلَيّ أَنّهَا صِفَةٌ مِن صِفَاتِهِ فَصِفَتُهُ مُحدَثَةٌ أَو لَم تَزَل قَالَ سُلَيمَانُ مُحدَثَةٌ قَالَ الرّضَا ع اللّهُ أَكبَرُ فَالإِرَادَةُ مُحدَثَةٌ وَ إِن كَانَت صِفَةً مِن صِفَاتِهِ لَم تَزَل فَلَم يُرِد شَيئاً قَالَ الرّضَا ع إِنّ مَا لَم يَزَل لَا يَكُونُ مَفعُولًا قَالَ سُلَيمَانُ لَيسَ الأَشيَاءُ إِرَادَةً وَ لَم يُرِد شَيئاً قَالَ الرّضَا ع وُسوِستَ يَا سُلَيمَانُ فَقَد فَعَلَ وَ خَلَقَ مَا لَم يَزَل خَلقَهُ وَ فِعلَهُ وَ هَذِهِ صِفَةُ مَن لَا يدَريِ مَا فَعَلَ تَعَالَي اللّهُ عَن ذَلِكَ قَالَ سُلَيمَانُ يَا سيَدّيِ فَقَد أَخبَرتُكَ أَنّهَا كَالسّمعِ وَ البَصَرِ وَ العِلمِ قَالَ المَأمُونُ وَيلَكَ يَا سُلَيمَانُ كَم هَذَا الغَلَطُ وَ التّردَادُ اقطَع هَذَا وَ خُذ فِي غَيرِهِ إِذ لَستَ تَقوَي عَلَي غَيرِ هَذَا الرّدّ قَالَ الرّضَا ع دَعهُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ لَا تَقطَع عَلَيهِ مَسأَلَتَهُ فَيَجعَلَهَا حُجّةً تَكَلّم يَا سُلَيمَانُ قَالَ قَد أَخبَرتُكَ أَنّهَا كَالسّمعِ وَ البَصَرِ وَ العِلمِ قَالَ الرّضَا ع لَا بَأسَ أخَبرِنيِ عَن مَعنَي هَذِهِ أَ مَعنًي وَاحِدٌ أَو معَاَنيِ مُختَلِفَةٌ قَالَ سُلَيمَانُ مَعنًي وَاحِدٌ قَالَ الرّضَا ع فَمَعنَي الإِرَادَاتِ كُلّهَا مَعنًي وَاحِدٌ قَالَ سُلَيمَانُ نَعَم قَالَ الرّضَا ع فَإِن كَانَ مَعنَاهَا مَعنًي وَاحِداً كَانَت إِرَادَةُ القِيَامِ إِرَادَةَ القُعُودِ وَ إِرَادَةُ الحَيَاةِ إِرَادَةَ المَوتِ إِذ كَانَت إِرَادَتُهُ وَاحِدَةً لَم يَتَقَدّم بَعضُهَا بَعضاً وَ لَم يُخَالِف بَعضُهَا بَعضاً وَ كَانَ شَيئاً وَاحِداً قَالَ سُلَيمَانُ إِنّ مَعنَاهَا مُختَلِفٌ قَالَ فأَخَبرِنيِ عَنِ المُرِيدِ أَ هُوَ الإِرَادَةُ أَو غَيرُهَا قَالَ سُلَيمَانُ بَل هُوَ الإِرَادَةُ قَالَ
صفحه : 336
الرّضَا ع فَالمُرِيدُ عِندَكُم مُختَلِفٌ إِذ كَانَ هُوَ الإِرَادَةَ قَالَ يَا سيَدّيِ لَيسَ الإِرَادَةُ المُرِيدَ قَالَ فَالإِرَادَةُ مُحدَثَةٌ وَ إِلّا فَمَعَهُ غَيرُهُ افهَم وَ زِد فِي مَسأَلَتِكَ قَالَ سُلَيمَانُ فَإِنّهَا اسمٌ مِن أَسمَائِهِ قَالَ الرّضَا ع هَل سَمّي نَفسَهُ بِذَلِكَ قَالَ سُلَيمَانُ لَا لَم يُسَمّ نَفسَهُ بِذَلِكَ قَالَ الرّضَا ع فَلَيسَ لَكَ أَن تُسَمّيَهُ بِمَا لَم يُسَمّ بِهِ نَفسَهُ قَالَ قَد وَصَفَ نَفسَهُ بِأَنّهُ مُرِيدٌ قَالَ الرّضَا ع لَيسَ صِفَتُهُ نَفسَهُ أَنّهُ مُرِيدٌ إِخبَاراً عَن أَنّهُ إِرَادَةٌ وَ لَا إِخبَاراً عَن أَنّ الإِرَادَةَ اسمٌ مِن أَسمَائِهِ قَالَ سُلَيمَانُ لِأَنّ إِرَادَتَهُ عِلمُهُ قَالَ الرّضَا ع يَا جَاهِلُ فَإِذَا عَلِمَ الشيّءَ فَقَد أَرَادَهُ قَالَ سُلَيمَانُ أَجَل قَالَ فَإِذَا لَم يُرِدهُ لَم يَعلَمهُ قَالَ سُلَيمَانُ أَجَل قَالَ مِن أَينَ قُلتَ ذَاكَ وَ مَا الدّلِيلُ عَلَي أَنّ إِرَادَتَهُ عِلمُهُ وَ قَد يَعلَمُ مَا لَا يُرِيدُهُ أَبَداً وَ ذَلِكَ قَولُهُ عَزّ وَ جَلّوَ لَئِن شِئنا لَنَذهَبَنّ باِلذّيِ أَوحَينا إِلَيكَفَهُوَ يَعلَمُ كَيفَ يَذهَبُ بِهِ وَ لَا يَذهَبُ بِهِ أَبَداً قَالَ سُلَيمَانُ لِأَنّهُ قَد فَرَغَ مِنَ الأَمرِ فَلَيسَ يَزِيدُ فِيهِ شَيئاً قَالَ الرّضَا ع هَذَا قَولُ اليَهُودِ فَكَيفَ قَالَادعوُنيِ أَستَجِب لَكُم قَالَ سُلَيمَانُ إِنّمَا عَنَي بِذَلِكَ أَنّهُ قَادِرٌ عَلَيهِ قَالَ أَ فَيَعِدُ مَا لَا يفَيِ بِهِ فَكَيفَ قَالَيَزِيدُ فِي الخَلقِ ما يَشاءُ وَ قَالَ عَزّ وَ جَلّيَمحُوا اللّهُ ما يَشاءُ وَ يُثبِتُ وَ عِندَهُ أُمّ الكِتابِ وَ قَد فَرَغَ مِنَ الأَمرِ فَلَم يُحِر جَوَاباً قَالَ الرّضَا ع يَا سُلَيمَانُ هَل يَعلَمُ أَنّ إِنسَاناً يَكُونُ وَ لَا يُرِيدُ أَن يَخلُقَ إِنسَاناً أَبَداً أَو أَنّ إِنسَاناً يَمُوتُ وَ لَا يُرِيدُ أَن يَمُوتَ اليَومَ قَالَ سُلَيمَانُ نَعَم قَالَ الرّضَا ع فَيَعلَمُ أَنّهُ يَكُونُ مَا يُرِيدُ أَن يَكُونَ أَو يَعلَمُ أَنّهُ يَكُونُ مَا لَا يُرِيدُ أَن يَكُونَ قَالَ يَعلَمُ أَنّهُمَا يَكُونَانِ جَمِيعاً قَالَ الرّضَا ع إِذًا يَعلَمُ أَنّ إِنسَاناً حيَّ مَيّتٌ قَائِمٌ قَاعِدٌ أَعمَي بَصِيرٌ فِي حَالَةٍ وَاحِدَةٍ وَ هَذَا هُوَ المَحَالُ قَالَ جُعِلتُ فِدَاكَ فَإِنّهُ يَعلَمُ أَن يَكُونَ أَحَدُهُمَا دُونَ الآخَرِ قَالَ لَا بَأسَ فَأَيّهُمَا يَكُونُ ألّذِي أَرَادَ أَن يَكُونَ أَوِ ألّذِي لَم يُرِد أَن يَكُونَ قَالَ سُلَيمَانُ ألّذِي أَرَادَ أَن يَكُونَ فَضَحِكَ الرّضَا ع وَ المَأمُونُ وَ أَصحَابُ المَقَالَاتِ قَالَ الرّضَا ع غَلِطتَ وَ تَرَكتَ قَولَكَ
صفحه : 337
إِنّهُ يَعلَمُ أَنّ إِنسَاناً يَمُوتُ اليَومَ وَ هُوَ لَا يُرِيدُ أَن يَمُوتَ اليَومَ وَ إِنّهُ يَخلُقُ خَلقاً وَ إِنّهُ لَا يُرِيدُ أَن يَخلُقَهُم وَ إِذَا لَم يَجُزِ العِلمُ عِندَكُم بِمَا لَم يُرِد أَن يَكُونَ فَإِنّمَا يَعلَمُ أَن يَكُونَ مَا أَرَادَ أَن يَكُونَ قَالَ سُلَيمَانُ فَإِنّمَا قوَليِ إِنّ الإِرَادَةَ لَيسَت هُوَ وَ لَا غَيرَهُ قَالَ الرّضَا ع يَا جَاهِلُ إِذَا قُلتَ لَيسَت هُوَ فَقَد جَعَلتَهَا غَيرَهُ فَإِذَا قُلتُ لَيسَت هيَِ غَيرَهُ فَقَد جَعَلتَهَا هُوَ قَالَ سُلَيمَانُ فَهُوَ يَعلَمُ كَيفَ يَصنَعُ الشيّءَ قَالَ نَعَم قَالَ سُلَيمَانُ فَإِنّ ذَلِكَ إِثبَاتٌ للِشيّءِ قَالَ الرّضَا ع أَحَلتَ لِأَنّ الرّجُلَ قَد يُحسِنُ البِنَاءَ وَ إِن لَم يَبنِ وَ يُحسِنُ الخِيَاطَةَ وَ إِن لَم يَخِط وَ يُحسِنُ صَنعَةَ الشيّءِ وَ إِن لَم يَصنَعهُ أَبَداً ثُمّ قَالَ لَهُ يَا سُلَيمَانُ هَل يَعلَمُ أَنّهُ وَاحِدٌ لَا شَيءَ مَعَهُ قَالَ نَعَم قَالَ أَ فَيَكُونُ ذَلِكَ إِثبَاتاً للِشيّءِ قَالَ سُلَيمَانُ لَيسَ يَعلَمُ أَنّهُ وَاحِدٌ لَا شَيءَ مَعَهُ قَالَ الرّضَا ع أَ فَتَعلَمُ أَنتَ ذَاكَ قَالَ نَعَم قَالَ فَأَنتَ يَا سُلَيمَانُ أَعلَمُ مِنهُ إِذاً قَالَ سُلَيمَانُ المَسأَلَةُ مُحَالٌ قَالَ مُحَالٌ عِندَكَ أَنّهُ وَاحِدٌ لَا شَيءَ مَعَهُ وَ أَنّهُ سَمِيعٌ بَصِيرٌ حَكِيمٌ قَادِرٌ قَالَ نَعَم قَالَ فَكَيفَ أَخبَرَ عَزّ وَ جَلّ أَنّهُ وَاحِدٌ حيَّ سَمِيعٌ بَصِيرٌ حَكِيمٌ قَادِرٌ عَلِيمٌ خَبِيرٌ وَ هُوَ لَا يَعلَمُ ذَلِكَ وَ هَذَا رَدّ مَا قَالَ وَ تَكذِيبُهُ تَعَالَي اللّهُ عَن ذَلِكَ ثُمّ قَالَ لَهُ الرّضَا ع فَكَيفَ يُرِيدُ صُنعَ مَا لَا يدَريِ صُنعَهُ وَ لَا مَا هُوَ وَ إِذَا كَانَ الصّانِعُ لَا يدَريِ كَيفَ يَصنَعُ الشيّءَ قَبلَ أَن يَصنَعَهُ فَإِنّمَا هُوَ مُتَحَيّرٌ تَعَالَي اللّهُ عَن ذَلِكَ قَالَ سُلَيمَانُ فَإِنّ الإِرَادَةَ القُدرَةُ قَالَ الرّضَا ع وَ هُوَ عَزّ وَ جَلّ يَقدِرُ عَلَي مَا لَا يُرِيدُهُ أَبَداً وَ لَا بُدّ مِن ذَلِكَ لِأَنّهُ قَالَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيوَ لَئِن شِئنا لَنَذهَبَنّ باِلذّيِ أَوحَينا إِلَيكَفَلَو كَانَتِ الإِرَادَةُ هيَِ القُدرَةَ كَانَ قَد أَرَادَ أَن يَذهَبَ بِهِ
صفحه : 338
لِقُدرَتِهِ فَانقَطَعَ سُلَيمَانُ قَالَ المَأمُونُ عِندَ ذَلِكَ يَا سُلَيمَانُ هَذَا أَعلَمُ هاَشمِيِّ ثُمّ تَفَرّقَ القَومُ
ج ،[الإحتجاج ]مرسلامثله إلا أنه أسقط بعض الخبر اختصارا بيان اعلم أنه لما كان للبداء معان أثبتها ع بمعانيها.الأول أن يكون المراد به إحداث أمر لم يكن وإيجاد شيء بعدعدمه و هذا ألذي نسب إلي اليهود نفيه حيث قالوا خلق جميع الأشياء في الأزل وفرغ من الأمر ولذا قالوايَدُ اللّهِ مَغلُولَةٌ و إلي نفيه أشار بقوله أَ وَ لَم يَرَ الإِنسانُ و قوله تعالي وَ هُوَ ألّذِي يَبدَؤُا الخَلقَ و قوله بَدِيعُ السّماواتِ وَ الأَرضِ و قوله وَ بَدَأَ خَلقَ الإِنسانِ و قوله وَ آخَرُونَ مُرجَونَ.الثاني نسخ الأحكام و إليه أشار بقوله وَ ذَكّر فَإِنّ الذّكري تَنفَعُ المُؤمِنِينَ. والثالث تقدير الأشياء وإثباتها في الألواح السماوية ومحوها وتغييرها بحسب المصالح و إليه أشار بقوله وَ ما يُعَمّرُ مِن مُعَمّرٍ وَ لا يُنقَصُ مِن عُمُرِهِ وغيرها مما ذكره والمعروف من البداء هوالمعني الأخير كمامر بيانه في بابه ويمكن تطبيق بعض الآيات السابقة عليه أيضا بأن يراد بالخلق التقدير لاالإيجاد. قوله و أن يقف الله قوما يرجئهم لأمره يحتمل أن يكون تفسيرا للبداء لأنه أيضا نوع من البداء حيث لايظهر أولا في التقدير كونهم معذبين أومرحومين ثم يظهر للخلق بعد ذلك ويحتمل أن يكون أمرا آخر كانوا ينكرونه ذكره ع استطرادا لشباهته بالبداء وذكر الآية الدالة عليه سابقا يؤيد الأول قوله اسما وصفة مثل حي أي جعلوها من الصفات الذاتية القديمة لا من صفات الفعل الحادثة.
صفحه : 339
قوله مثله يعايا أي تتكلم معه علي سبيل المباهتة والمغالطة قال الجوهري المعاياة أن تأتي بشيء لايهتدي له . قوله فأعاد عليه المسألة أي أعاد المروزي سؤال الحدوث والقدم عنه ع ويحتمل أن يكون المراد أنه ع أعاد السؤال السابق فأجاب المروزي بمثل جوابه سابقا فرد الإمام ع عليه و قال هي محدثة ويحتمل أن يكون فقال بيانا للإعادة. قوله أفبإرادته كان ذلك قال سليمان نعم كذا في أكثر نسخ الكتاب الثلاثة و في بعض نسخ التوحيد قال سليمان لا و هوالأظهر و علي ما في أكثر النسخ يكون حاصل جوابه ع أن ماذكرت من كون حياته وسمعه وبصره محدثا مسبوقا بالإرادة معلوم الانتفاء كماأوضحه أخيرا وبينه بأنه يوجب التغير في ذاته تعالي وكونه محلا للحوادث . قوله ع فأراكم ادعيتم علم ذلك لعل المعني أنك لماادعيت أن ذلك علي خلاف مايعقله الناس فلم يحصل لك من ذلك سوي احتمال أن يكون كذلك و لم تقم دليلا علي ذلك ومحض الاحتمال لايكفي في مقام الاستدلال أوالمعني أنه إذا كان هذاالأمر علي خلاف مايعقله الناس ويفهمونه فلايمكن التصديق به إذ التصديق فرع تصور الأطراف . قوله الإرادة هي الإنشاء لعله كان مراده أنها عين المنشإ ثم اعلم أن مانسبه المتكلمون إلي ضرار هوكون إرادته تعالي عين ذاته لاعين المخلوقات ولعله كان قائلا بأحدهما ثم رجع إلي الآخر. قوله كقولنا مرة علم ومرة لم يعلم لعله أراد أن العلم أيضا يمكن نفيه قبل حصول المعلوم فأجاب ع ببطلان ذلك ويحتمل أن يكون أشار بذلك إلي ما في بعض الآيات من قوله لِنَعلَمَ مَن يَتّبِعُ الرّسُولَ وأمثاله فأجاب ع بأنها مأولة بالعلم بعدالحصول و إلافأصل العلم لايتوقف علي الحصول ويحتمل أن يكون مراده أنه لايمكن نفي الإرادة كما لايمكن نفي العلم .
صفحه : 340
قوله لأن صفته لم تزل الظاهر صنعته بدل صفته أي لايتوقف صنعه وإيجاده إلا علي إرادته تعالي إيجاده فإذاكانت الإرادة قديمة كان المراد أيضا قديما و لو كان صفته فالمراد أيضا ماذكرنا بنوع من التكلف أي صفة إيجاده بإرجاع الضمير إلي الإنسان أو إلي الله تعالي فأجاب الخراساني بأن قدم الإرادة لايستلزم قدم المراد إذ الإيجاد فعل فلعله مع وجود الإرادة لم يفعله فأجاب ع بأن إرادته تعالي لايتخلف عن الإيجاد لقوله تعالي إِنّما أَمرُهُ إِذا أَرادَ شَيئاً أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ ثم أجاب أخيرا بأن إيجاده تعالي ليس بمباشرة ومزاولة بل ليس إلابمحض إرادته فإذا لم تكن الإرادة كافية في الإيجاد فعلي أي شيءيتوقف . قوله حتي وصفها بالإرادة بما لامعني له أي كيف يعقل أن يقال إن الإرادة لامعني لها والحال أن الله تعالي وصف نفسه بها وذكرها في كتابه وهل يجوز أن يذكر الله شيئا لامعني له . قوله ع فلم يرد شيئا إذ الإرادة الأزلية إما أن يتعلق بقديم فالقديم لا يكون مسبوقا بالإرادة كمامر في الأخبار أوبحادث فيلزم تخلف المراد عن الإرادة و هو غيرجائز كمامر في هذاالخبر أو هوبالتشديد من الرد أي لم يرد الخراساني جوابا فكلمة إن وصلية قوله ليس الأشياء إرادة و لم يرد شيئا أي ليست الأشياء عين الإرادة كما قال ضرار و لم يتعلق إرادته أيضا بشيء ويحتمل أن يكون كلمة إلااستثناء كما في بعض النسخ أي ليس إلاشيئا واحدا أراده و هوأصل الخلق من غيرتفصيل أوالإرادة فقال ع لقد وسوست علي بناء المجهول أي وسوس إليك الشيطان حتي تكلمت بذلك أوخبط الشيطان عقلك حيث تتكلم بهذه الخرافات ثم بين ضعف قوله بأنه علي قولك إنه أراد الإرادة القديمة و لم يرد غيرها أن يكون الإرادة متعلقة بأمر قديم لم يزل مع الله وتأثير الشيء فيما يكون معه دائما لا يكون علي وجه الإرادة والاختيار بل يكون علي وجه الاضطرار كإحراق النار و في بعض نسخ التوحيد
صفحه : 341
ما لم يرد خلقه و هوأظهر أي يلزم علي قولك أن يكون صدور الأشياء عنه تعالي بغير إرادة و هذه صفة من لايدري مافعل كالنار في إحراقه تعالي الله عن ذلك . قوله و إلافمعه غيره أي يلزم تعدد القدماء قوله لأن إرادته علمه أي مانسب إلي نفسه بلفظ الإرادة أراد به العلم والظاهر أن اللام زيد من النساخ والسائل رجع عن كلامه السابق لعجزه عن جواب مايرد عليه إلي كلام آخر قوله فإن ذلك إثبات للشيء أي في الأزل إنما قال ذلك ظنا منه أن العلم بالشيء يستلزم وجوده .أقول قدمر شرح بعض أجزاء الخبر في كتاب التوحيد و قال الصدوق رحمة الله عليه في الكتابين بعدإيراد هذاالخبر كان المأمون يجلب علي الرضا ع من متكلمي الفرق و أهل الأهواء المضلة كل من سمع به حرصا علي انقطاع الرضا ع من الحجة مع واحد منهم و ذلك حسدا منه له ولمنزلته من العلم فكان لايكلمه أحد إلاأقر له بالفضل والتزم الحجة له عليه لأن الله تعالي ذكره يأبي إلا أن يعلي كلمته ويتم نوره وينصر حجته وهكذا وعد تبارك و تعالي في كتابه فقال إِنّا لَنَنصُرُ رُسُلَنا وَ الّذِينَ آمَنُوا فِي الحَياةِ الدّنيايعني بالذين آمنوا الأئمة الهداة ع وأتباعهم العارفين بهم والآخذين عنهم ينصرهم بالحجة علي مخالفيهم ماداموا في الدنيا وكذلك يفعل بهم في الآخرة و إن الله لايخلف وعده
3-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]الهمَداَنيِّ وَ المُكَتّبُ وَ الوَرّاقُ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ عَن صَفوَانَ بنِ يَحيَي صَاحِبِ الساّبرِيِّ قَالَسأَلَنَيِ أَبُو قُرّةَ صَاحِبُ الجَاثَلِيقِ أَن أُوصِلَهُ إِلَي الرّضَا ع فَاستَأذَنتُهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ أَدخِلهُ عَلَيّ فَلَمّا دَخَلَ عَلَيهِ قَبّلَ بِسَاطَهُ وَ قَالَ هَكَذَا عَلَينَا فِي دِينِنَا أَن نَفعَلَ بِأَشرَافِ أَهلِ زَمَانِنَا ثُمّ قَالَ لَهُ أَصلَحَكَ اللّهُ مَا تَقُولُ فِي فِرقَةٍ ادّعَت دَعوَي فَشَهِدَت لَهُم فِرقَةٌ أُخرَي مُعَدّلُونَ قَالَ الدّعوَي لَهُم قَالَ فَادّعَت فِرقَةٌ أُخرَي دَعوَي فَلَم يَجِدُوا شُهُوداً مِن غَيرِهِم قَالَ لَا شَيءَ لَهُم قَالَ فَإِنّا نَحنُ ادّعَينَا أَنّ عِيسَي رُوحُ اللّهِ
صفحه : 342
وَ كَلِمَتُهُ فَوَافَقَنَا عَلَي ذَلِكَ المُسلِمُونَ وَ ادّعَي المُسلِمُونَ أَنّ مُحَمّداً نبَيِّ فَلَم نُتَابِعهُم عَلَيهِ وَ مَا أَجمَعنَا عَلَيهِ خَيرٌ مِمّا افتَرَقنَا فِيهِ فَقَالَ لَهُ الرّضَا ع مَا اسمُكَ قَالَ يُوحَنّا قَالَ يَا يُوحَنّا إِنّا آمَنّا بِعِيسَي رُوحِ اللّهِ وَ كَلِمَتِهِ ألّذِي كَانَ يُؤمِنُ بِمُحَمّدٍ وَ يُبَشّرُ بِهِ وَ يُقِرّ عَلَي نَفسِهِ أَنّهُ عَبدٌ مَربُوبٌ فَإِن كَانَ عِيسَي ألّذِي هُوَ عِندَكَ رُوحُ اللّهِ وَ كَلِمَتُهُ لَيسَ هُوَ ألّذِي آمَنَ بِمُحَمّدٍ وَ بَشّرَ بِهِ وَ لَا هُوَ ألّذِي أَقَرّ لِلّهِ بِالعُبُودِيّةِ وَ الرّبُوبِيّةِ فَنَحنُ مِنهُ بِرَاءٌ فَأَينَ اجتَمَعنَا فَقَامَ فَقَالَ لِصَفوَانَ بنِ يَحيَي قُم فَمَا كَانَ أَغنَانَا عَن هَذَا المَجلِسِ
4-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]تَمِيمُ بنُ عَبدِ اللّهِ بنِ تَمِيمٍ القرُشَيِّ عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ عَلِيّ الأنَصاَريِّ عَن أَبِي الصّلتِ عَبدِ السّلَامِ بنِ صَالِحٍ الهرَوَيِّ قَالَسَأَلَ مَأمُونٌ أَبَا الحَسَنِ عَلِيّ بنَ مُوسَي الرّضَا ع عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ هُوَ ألّذِي خَلَقَ السّماواتِ وَ الأَرضَ فِي سِتّةِ أَيّامٍ وَ كانَ عَرشُهُ عَلَي الماءِ لِيَبلُوَكُم أَيّكُم أَحسَنُ عَمَلًا فَقَالَ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي خَلَقَ العَرشَ وَ المَاءَ وَ المَلَائِكَةَ قَبلَ خَلقِ السّمَاوَاتِ وَ الأَرضِ فَكَانَتِ المَلَائِكَةُ تَستَدِلّ بِأَنفُسِهَا وَ بِالعَرشِ وَ المَاءِ عَلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ ثُمّ جَعَلَ عَرشَهُ عَلَي المَاءِ لِيُظهِرَ بِذَلِكَ قُدرَتَهُ لِلمَلَائِكَةِ فَتَعلَمَ أَنّهُ عَلَي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ ثُمّ رَفَعَ العَرشَ بِقُدرَتِهِ وَ نَقَلَهُ فَجَعَلَهُ فَوقَ السّمَاوَاتِ السّبعِ ثُمّ خَلَقَ السّمَاوَاتِ وَ الأَرضَ فِي سِتّةِ أَيّامٍ وَ هُوَ مُستَولٍ عَلَي عَرشِهِ وَ كَانَ قَادِراً عَلَي أَن يَخلُقَهَا فِي طَرفَةِ عَينٍ وَ لَكِنّهُ عَزّ وَ جَلّ خَلَقَهَا فِي سِتّةِ أَيّامٍ لِيُظهِرَ لِلمَلَائِكَةِ مَا يَخلُقُهُ مِنهَا شَيئاً بَعدَ شَيءٍ فَتَستَدِلّ بِحُدُوثِ مَا يَحدُثُ عَلَي اللّهِ تَعَالَي ذِكرُهُ مَرّةً بَعدَ مَرّةٍ وَ لَم يَخلُقِ اللّهُ العَرشَ لِحَاجَةٍ بِهِ إِلَيهِ لِأَنّهُ غنَيِّ عَنِ العَرشِ وَ عَن جَمِيعِ مَا خَلَقَ لَا يُوصَفُ بِالكَونِ عَلَي العَرشِ لِأَنّهُ لَيسَ بِجِسمٍ تَعَالَي عَن صِفَةِ خَلقِهِ عُلُوّاً كَبِيراً وَ أَمّا قَولُهُ عَزّ وَ جَلّلِيَبلُوَكُم أَيّكُم أَحسَنُ عَمَلًافَإِنّهُ عَزّ وَ جَلّ خَلَقَ خَلقَهُ لِيَبلُوَهُم بِتَكلِيفِ طَاعَتِهِ وَ عِبَادَتِهِ لَا عَلَي سَبِيلِ الِامتِحَانِ وَ التّجرِبَةِ لِأَنّهُ لَم يَزَل عَلِيماً بِكُلّ شَيءٍ فَقَالَ المَأمُونُ فَرّجتَ عنَيّ يَا أَبَا الحَسَنِ فَرّجَ اللّهُ عَنكَ ثُمّ قَالَ لَهُ يَا ابنَ
صفحه : 343
رَسُولِ اللّهِ فَمَا مَعنَي قَولِ اللّهِ جَلّ ثَنَاؤُهُوَ لَو شاءَ رَبّكَ لَآمَنَ مَن فِي الأَرضِ كُلّهُم جَمِيعاً أَ فَأَنتَ تُكرِهُ النّاسَ حَتّي يَكُونُوا مُؤمِنِينَ وَ ما كانَ لِنَفسٍ أَن تُؤمِنَ إِلّا بِإِذنِ اللّهِ فَقَالَ الرّضَا ع حدَثّنَيِ أَبِي مُوسَي بنُ جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ عَن أَبِيهِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيهِمُ السّلَامُ قَالَ إِنّ المُسلِمِينَ قَالُوا لِرَسُولِ اللّهِص لَو أَكرَهتَ يَا رَسُولَ اللّهِ مَن قَدَرتَ عَلَيهِ مِنَ النّاسِ عَلَي الإِسلَامِ لَكَثُرَ عَدَدُنَا وَ قَوِينَا عَلَي عَدُوّنَا فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ مَا كُنتُ لِأَلقَي اللّهَ عَزّ وَ جَلّ بِبِدعَةٍ لَم يُحَدّث إلِيَّ فِيهَا شَيئاًوَ ما أَنَا مِنَ المُتَكَلّفِينَفَأَنزَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَلَيهِ يَا مُحَمّدُوَ لَو شاءَ رَبّكَ لَآمَنَ مَن فِي الأَرضِ كُلّهُم جَمِيعاً عَلَي سَبِيلِ الإِلجَاءِ وَ الِاضطِرَارِ فِي الدّنيَا كَمَا يُؤمِنُونَ عِندَ المُعَايَنَةِ وَ رُؤيَةِ البَأسِ فِي الآخِرَةِ وَ لَو فَعَلتُ ذَلِكَ بِهِم لَم يَستَحِقّوا منِيّ ثَوَاباً وَ لَا مَدحاً وَ لكَنِيّ أُرِيدُ مِنهُم أَن يُؤمِنُوا مُختَارِينَ غَيرَ مُضطَرّينَ لِيَستَحِقّوا منِيّ الزّلفَي وَ الكَرَامَةَ وَ دَوَامَ الخُلُودِ فِي جَنّةِ الخُلدِأَ فَأَنتَ تُكرِهُ النّاسَ حَتّي يَكُونُوا مُؤمِنِينَ وَ أَمّا قَولُهُ عَزّ وَ جَلّوَ ما كانَ لِنَفسٍ أَن تُؤمِنَ إِلّا بِإِذنِ اللّهِفَلَيسَ ذَلِكَ عَلَي سَبِيلِ تَحرِيمِ الإِيمَانِ عَلَيهَا وَ لَكِن عَلَي مَعنَي أَنّهَا مَا كَانَت لِتُؤمِنَ إِلّا بِإِذنِ اللّهِ وَ إِذنُهُ أَمرُهُ لَهَا بِالإِيمَانِ مَا كَانَت مُكَلّفَةً مُتَعَبّدَةً وَ إِلجَاؤُهُ إِيّاهَا إِلَي الإِيمَانِ عِندَ زَوَالِ التّكلِيفِ وَ التّعَبّدِ عَنهَا فَقَالَ المَأمُونُ فَرّجتَ عنَيّ يَا أَبَا الحَسَنِ فَرّجَ اللّهُ عَنكَ فأَخَبرِنيِ عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّالّذِينَ كانَت أَعيُنُهُم فِي غِطاءٍ عَن ذكِريِ وَ كانُوا لا يَستَطِيعُونَ سَمعاً فَقَالَ إِنّ غِطَاءَ العَينِ لَا يَمنَعُ مِنَ الذّكرِ الذّكرُ لَا يُرَي بِالعَينِ وَ لَكِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ شَبّهَ الكَافِرِينَ بِوَلَايَةِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع بِالعُميَانِ لِأَنّهُم كَانُوا يَستَثقِلُونَ قَولَ النّبِيّص فِيهِ وَ لَا يَستَطِيعُونَ لَهُ سَمعاً فَقَالَ المَأمُونُ فَرّجتَ عنَيّ فَرّجَ اللّهُ عَنكَ
ج ،[الإحتجاج ]الهروي مثله
5-ج ،[الإحتجاج ] عَن صَفوَانَ بنِ يَحيَي قَالَسأَلَنَيِ أَبُو قُرّةَ المُحَدّثُ صَاحِبُ شُبرُمَةَ أَن
صفحه : 344
أُدخِلَهُ إِلَي أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع فَاستَأذَنتُهُ فَأَذِنَ لَهُ فَدَخَلَ فَسَأَلَهُ عَن أَشيَاءَ مِنَ الحَلَالِ وَ الحَرَامِ وَ الفَرَائِضِ وَ الأَحكَامِ حَتّي بَلَغَ سُؤَالُهُ إِلَي التّوحِيدِ فَقَالَ لَهُ أخَبرِنيِ جعَلَنَيَِ اللّهُ فِدَاكَ عَن كَلَامِ اللّهِ لِمُوسَي فَقَالَ اللّهُ أَعلَمُ بأِيَّ لِسَانٍ كَلّمَهُ بِالسّريَانِيّةِ أَم بِالعِبرَانِيّةِ فَأَخَذَ أَبُو قُرّةَ بِلِسَانِهِ فَقَالَ إِنّمَا أَسأَلُكَ عَن هَذَا اللّسَانِ فَقَالَ أَبُو الحَسَنِ ع سُبحَانَ اللّهِ عَمّا تَقُولُ وَ مَعَاذَ اللّهِ أَن يُشبِهَ خَلقَهُ أَو يَتَكَلّمَ بِمِثلِ مَا هُم مُتَكَلّمُونَ وَ لَكِنّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيلَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ وَ لَا كَمِثلِهِ قَائِلٌ فَاعِلٌ قَالَ كَيفَ ذَلِكَ قَالَ كَلَامُ الخَالِقِ لِمَخلُوقٍ لَيسَ كَكَلَامِ المَخلُوقِ لِمَخلُوقٍ وَ لَا يَلفَظُ بِشِقّ فَمٍ وَ لَا لِسَانٍ وَ لَكِن يَقُولُ لَهُ كُن فَكَانَ بِمَشِيّتِهِ مَا خَاطَبَ بِهِ مُوسَي مِنَ الأَمرِ وَ النهّيِ مِن غَيرِ تَرَدّدٍ فِي نَفَسٍ فَقَالَ أَبُو قُرّةَ فَمَا تَقُولُ فِي الكُتُبِ فَقَالَ أَبُو الحَسَنِ ع التّورَاةُ وَ الإِنجِيلُ وَ الزّبُورُ وَ الفُرقَانُ وَ كُلّ كِتَابٍ أُنزِلَ كَانَ كَلَامَ اللّهِ تَعَالَي أَنزَلَهُ لِلعَالَمِينَ نُوراً وَ هُدًي وَ هيَِ كُلّهَا مُحدَثَةٌ وَ هيَِ غَيرُ اللّهِ حَيثُ يَقُولُأَو يُحدِثُ لَهُم ذِكراً وَ قَالَما يَأتِيهِم مِن ذِكرٍ مِن رَبّهِم مُحدَثٍ إِلّا استَمَعُوهُ وَ هُم يَلعَبُونَ وَ اللّهُ أَحدَثَ الكُتُبَ كُلّهَا التّيِ أَنزَلَهَا فَقَالَ أَبُو قُرّةَ فَهَل يَفنَي فَقَالَ أَبُو الحَسَنِ ع أَجمَعَ المُسلِمُونَ عَلَي أَنّ مَا سِوَي اللّهِ فَانٍ وَ مَا سِوَي اللّهِ فِعلُ اللّهِ وَ التّورَاةُ وَ الإِنجِيلُ وَ الزّبُورُ وَ الفُرقَانُ فِعلُ اللّهِ تَعَالَي أَ لَم تَسمَعِ النّاسَ يَقُولُونَ رَبّ القُرآنِ وَ إِنّ القُرآنَ يَقُولُ يَومَ القِيَامَةِ يَا رَبّ هَذَا فُلَانٌ وَ هُوَ أَعرَفُ بِهِ قَد أَظمَأتُ نَهَارَهُ وَ أَسهَرتُ لَيلَهُ فشَفَعّنيِ فِيهِ وَ كَذَلِكَ التّورَاةُ وَ الإِنجِيلُ وَ الزّبُورُ كُلّهَا مُحدَثَةٌ مَربُوبَةٌ أَحدَثَهَا مَنلَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌهُدًي لِقَومٍ يَعقِلُونَ فَمَن زَعَمَ أَنّهُنّ لَم يَزَلنَ فَقَد أَظهَرَ أَنّ اللّهَ لَيسَ بِأَوّلِ قَدِيمٍ وَ لَا وَاحِدٍ وَ أَنّ الكَلَامَ لَم يَزَل مَعَهُ وَ لَيسَ لَهُ بَدءٌ وَ لَيسَ بِإِلَهٍ قَالَ أَبُو قُرّةَ وَ إِنّا رُوّينَا أَنّ الكُتُبَ كُلّهَا تجَيِءُ يَومَ القِيَامَةِ وَ النّاسُ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ صُفُوفٌ قِيَامٌ لِرَبّ العَالَمِينَ يَنظُرُونَ حَتّي تَرجِعَ فِيهِ لِأَنّهَا مِنهُ وَ هيَِ جُزءٌ مِنهُ فَإِلَيهِ تَصِيرُ قَالَ أَبُو الحَسَنِ ع فَهَكَذَا قَالَتِ النّصَارَي
صفحه : 345
فِي المَسِيحِ إِنّهُ رُوحُهُ جُزءٌ مِنهُ وَ يَرجِعُ فِيهِ وَ كَذَلِكَ قَالَتِ المَجُوسُ فِي النّارِ وَ الشّمسِ إِنّهُمَا جُزءٌ مِنهُ يَرجِعُ فِيهِ تَعَالَي رَبّنَا أَن يَكُونَ مُتَجَزّئاً أَو مُختَلِفاً وَ إِنّمَا يَختَلِفُ وَ يَأتَلِفُ المتُجَزَيّ لِأَنّ كُلّ متُجَزَّئٍ مُتَوَهّمٌ وَ القِلّةُ وَ الكَثرَةُ مَخلُوقَةٌ دَالّةٌ عَلَي خَالِقٍ خَلَقَهَا فَقَالَ أَبُو قُرّةَ فَإِنّا رُوّينَا أَنّ اللّهَ قَسّمَ الرّؤيَةَ وَ الكَلَامَ بَينَ نَبِيّينِ فَقَسّمَ لِمُوسَي الكَلَامَ وَ لِمُحَمّدٍص الرّؤيَةَ فَقَالَ أَبُو الحَسَنِ ع فَمَنِ المُبَلّغُ عَنِ اللّهِ إِلَي الثّقَلَينِ مِنَ الجِنّ وَ الإِنسِ أَنّهُلا تُدرِكُهُ الأَبصارُ وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلماً وَلَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ أَ لَيسَ مُحَمّدٌ قَالَ بَلَي قَالَ أَبُو الحَسَنِ ع فَكَيفَ يجَيِءُ رَجُلٌ إِلَي الخَلقِ جَمِيعاً فَيُخبِرُهُم أَنّهُ جَاءَ مِن عِندِ اللّهِ وَ أَنّهُ يَدعُوهُم إِلَي اللّهِ بِأَمرِ اللّهِ وَ يَقُولُ إِنّهُلا تُدرِكُهُ الأَبصارُ وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلماً وَلَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ ثُمّ يَقُولُ أَنَا رَأَيتُهُ بعِيَنيِ وَ أَحَطتُ بِهِ عِلماً وَ هُوَ عَلَي صُورَةِ البَشَرِ أَ مَا تَستَحيُونَ مَا قَدَرَتِ الزّنَادِقَةُ أَن تَرمِيَهُ بِهَذَا أَن يَكُونَ أَتَي عَنِ اللّهِ بِأَمرٍ ثُمّ يأَتيِ بِخِلَافِهِ مِن وَجهٍ آخَرَ فَقَالَ أَبُو قُرّةَ فَإِنّهُ يَقُولُوَ لَقَد رَآهُ نَزلَةً أُخري فَقَالَ أَبُو الحَسَنِ ع إِنّ بَعدَ هَذِهِ الآيَةِ مَا يَدُلّ عَلَي مَا رَأَي حَيثُ يَقُولُما كَذَبَ الفُؤادُ ما رَأي يَقُولُ مَا كَذَبَ فُؤَادُ مُحَمّدٍص مَا رَأَت عَينَاهُ ثُمّ أَخبَرَ بِمَا رَأَت عَينَاهُ فَقَالَلَقَد رَأي مِن آياتِ رَبّهِ الكُبريفَآيَاتُ اللّهِ غَيرُ اللّهِ وَ قَالَوَ لا يُحِيطُونَ بِهِ عِلماً فَإِذَا رَأَتهُ الأَبصَارُ فَقَد أَحَاطَت بِهِ العِلمَ وَ وَقَعَتِ المَعرِفَةُ فَقَالَ أَبُو قُرّةَ فَتُكَذّبُ بِالرّوَايَةِ فَقَالَ أَبُو الحَسَنِ ع إِذَا كَانَتِ الرّوَايَةُ مُخَالِفَةً لِلقُرآنِ كَذّبتُهَا وَ مَا أَجمَعَ المُسلِمُونَ عَلَيهِ أَنّهُ لَا يُحَاطُ بِهِ عِلماً وَلا تُدرِكُهُ الأَبصارُ وَلَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ وَ سَأَلَهُ عَن قَولِ اللّهِسُبحانَ ألّذِي أَسري بِعَبدِهِ لَيلًا مِنَ المَسجِدِ الحَرامِ فَقَالَ أَبُو الحَسَنِ قَد أَخبَرَ اللّهُ تَعَالَي أَنّهُ أَسرَي بِهِ ثُمّ أَخبَرَ لِمَ أَسرَي بِهِ فَقَالَلِنُرِيَهُ مِن
صفحه : 346
آياتِنافَآيَاتُ اللّهِ غَيرُ اللّهِ لَقَد أَعذَرَ وَ بَيّنَ لِمَ فَعَلَ بِهِ ذَلِكَ وَ مَا رَآهُ فَقَالَفبَأِيَّ حَدِيثٍ بَعدَ اللّهِ وَ آياتِهِ يُؤمِنُونَفَأَخبَرَ أَنّهُ غَيرُ اللّهِ فَقَالَ أَبُو قُرّةَ فَأَينَ اللّهُ فَقَالَ أَبُو الحَسَنِ ع الأَينُ مَكَانٌ وَ هَذِهِ مَسأَلَةُ شَاهِدٍ عَن غَائِبٍ وَ اللّهُ تَعَالَي لَيسَ بِغَائِبٍ وَ لَا يَقدَمُهُ قَادِمٌ وَ هُوَ بِكُلّ مَكَانٍ مَوجُودٌ مُدَبّرٌ صَانِعٌ حَافِظٌ مُمسِكُ السّمَاوَاتِ وَ الأَرضِ فَقَالَ أَبُو قُرّةَ أَ لَيسَ هُوَ فَوقَ السّمَاءِ دُونَ مَا سِوَاهَا فَقَالَ أَبُو الحَسَنِ ع هُوَ اللّهُ فِي السّماواتِ وَ فِي الأَرضِوَ هُوَ ألّذِي فِي السّماءِ إِلهٌ وَ فِي الأَرضِ إِلهٌ وَهُوَ ألّذِي يُصَوّرُكُم فِي الأَرحامِ كَيفَ يَشاءُوَ هُوَ مَعَكُم أَينَ ما كُنتُم وَ هُوَ ألّذِياستَوي إِلَي السّماءِ وَ هيَِ دُخانٌ وَ هُوَ ألّذِياستَوي إِلَي السّماءِ فَسَوّاهُنّ سَبعَ سَماواتٍ وَ هُوَ ألّذِياستَوي عَلَي العَرشِ قَد كَانَ وَ لَا خَلقَ وَ هُوَ كَمَا كَانَ إِذ لَا خَلقَ لَم يَنتَقِل مَعَ المُنتَقِلِينَ فَقَالَ أَبُو قُرّةَ فَمَا بَالُكُم إِذَا دَعَوتُم رَفَعتُم أَيدِيَكُم إِلَي السّمَاءِ فَقَالَ أَبُو الحَسَنِ ع إِنّ اللّهَ استَعبَدَ خَلقَهُ بِضُرُوبٍ مِنَ العِبَادَةِ وَ لِلّهِ مَفَازِعُ يَفزَعُونَ إِلَيهِ وَ يُستَعبَدُ[مُستَعبَدٌ]فَاستَعبَدَ عِبَادَهُ بِالقَولِ وَ العِلمِ وَ العَمَلِ وَ التّوجِيهِ وَ نَحوِ ذَلِكَ استَعبَدَهُم بِتَوجِيهِ الصّلَاةِ إِلَي الكَعبَةِ وَ وَجّهَ إِلَيهَا الحَجّ وَ العُمرَةَ وَ استَعبَدَ خَلقَهُ عِندَ الدّعَاءِ وَ الطّلَبِ وَ التّضَرّعِ بِبَسطِ الأيَديِ وَ رَفعِهَا إِلَي السّمَاءِ لِحَالِ الِاستِكَانَةِ وَ عَلَامَةِ العُبُودِيّةِ وَ التّذَلّلِ لَهُ فَقَالَ أَبُو قُرّةَ فَمَن أَقرَبُ إِلَي اللّهِ المَلَائِكَةُ أَو أَهلُ الأَرضِ قَالَ أَبُو الحَسَنِ ع إِن كُنتَ تَقُولُ بِالشّبرِ وَ الذّرَاعِ فَإِنّ الأَشيَاءَ كُلّهَا بَابٌ وَاحِدٌ هيَِ فِعلُهُ لَا يَشتَغِلُ بِبَعضِهَا عَن بَعضٍ يُدَبّرُ أَعلَي الخَلقِ مِن حَيثُ يُدَبّرُ أَسفَلَهُ وَ يُدَبّرُ أَوّلَهُ مِن حَيثُ يُدَبّرُ آخِرَهُ مِن غَيرِ عَنَاءٍ وَ لَا كُلفَةٍ وَ لَا مَئُونَةٍ وَ لَا مُشَاوَرَةٍ وَ لَا نَصَبٍ وَ إِن كُنتَ تَقُولُ مَن أَقرَبُ إِلَيهِ فِي الوَسِيلَةِ فَأَطوَعُهُم لَهُ وَ أَنتُم تَروُونَ أَنّ أَقرَبَ مَا يَكُونُ العَبدُ إِلَي اللّهِ
صفحه : 347
وَ هُوَ سَاجِدٌ وَ رَوَيتُم أَنّ أَربَعَةَ أَملَاكٍ التَقَوا أَحَدُهُم مِن أَعلَي الخَلقِ وَ أَحَدُهُم مِن أَسفَلِ الخَلقِ وَ أَحَدُهُم مِن شَرقِ الخَلقِ وَ أَحَدُهُم مِن غَربِ الخَلقِ فَسَأَلَ بَعضُهُم بَعضاً فَكُلّهُم قَالَ مِن عِندِ اللّهِ أرَسلَنَيِ بِكَذَا وَ كَذَا ففَيِ هَذَا دَلِيلٌ عَلَي أَنّ ذَلِكَ فِي المَنزِلَةِ دُونَ التّشبِيهِ وَ التّمثِيلِ فَقَالَ أَبُو قُرّةَ أَ تُقِرّ أَنّ اللّهَ تَعَالَي مَحمُولٌ فَقَالَ أَبُو الحَسَنِ ع كُلّ مَحمُولٍ مَفعُولٌ وَ مُضَافٌ إِلَي غَيرِهِ مُحتَاجٌ فَالمَحمُولُ اسمُ نَقصٍ فِي اللّفظِ وَ الحَامِلُ فَاعِلٌ وَ هُوَ اللّفظُ فِي مَمدُوحٍ وَ كَذَلِكَ قَولُ القَائِلِ فَوقٌ وَ تَحتٌ وَ أَعلَي وَ أَسفَلُ وَ قَد قَالَ اللّهُ تَعَالَيوَ لِلّهِ الأَسماءُ الحُسني فَادعُوهُ بِها وَ لَم يَقُل فِي شَيءٍ مِن كُتُبِهِ إِنّهُ مَحمُولٌ بَل هُوَ الحَامِلُ فِي البَرّ وَ البَحرِ وَ المُمسِكُ لِلسّمَاوَاتِ وَ الأَرضِ وَ المَحمُولُ مَا سِوَي اللّهِ وَ لَم نَسمَع أَحَداً آمَنَ بِاللّهِ وَ عَظّمَهُ قَطّ قَالَ فِي دُعَائِهِ يَا مَحمُولُ قَالَ أَبُو قُرّةَ أَ فَتُكَذّبُ بِالرّوَايَةِ إِنّ اللّهَ إِذَا غَضِبَ إِنّمَا يُعرَفُ غَضَبُهُ أَنّ المَلَائِكَةَ الّذِينَ يَحمِلُونَ العَرشَ يَجِدُونَ ثِقلَهُ عَلَي كَوَاهِلِهِم فَيَخِرّونَ سُجّداً فَإِذَا ذَهَبَ الغَضَبُ خَفّ فَرَجَعُوا إِلَي مَوَاقِفِهِم فَقَالَ ع أخَبرِنيِ عَنِ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي مُنذُ لَعَنَ إِبلِيسَ إِلَي يَومِكَ هَذَا وَ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ غَضبَانُ هُوَ عَلَي إِبلِيسَ وَ أَولِيَائِهِ أَو رَاضٍ عَنهُم فَقَالَ نَعَم هُوَ غَضبَانُ عَلَيهِ قَالَ فَمَتَي رضَيَِ فَخَفّفَ وَ هُوَ فِي صِفَتِكَ لَم يَزَل غَضبَانَ عَلَيهِ وَ عَلَي أَتبَاعِهِ ثُمّ قَالَ وَيحَكَ كَيفَ تجَترَيِ أَن تَصِفَ رَبّكَ بِالتّغَيّرِ مِن حَالٍ إِلَي حَالٍ وَ أَنّهُ يجَريِ عَلَيهِ مَا يجَريِ عَلَي المَخلُوقِينَ سُبحَانَهُ لَم يَزَل مَعَ الزّائِلِينَ وَ لَم يَتَغَيّر مَعَ المُتَغَيّرِينَ قَالَ صَفوَانُ فَتَحَيّرَ أَبُو قُرّةَ وَ لَم يُحِر جَوَاباً حَتّي قَامَ وَ خَرَجَ
بيان قوله و ليس له بدء أي ليس للكلام علة لأن القديم غيرمصنوع و ليس بإله أي والحال أن الكلام ليس بإله حتي لايحتاج إلي الصانع أوالصانع
صفحه : 348
يلزم أن لا يكون إلها لوجود الشريك معه في القدم و في بعض النسخ و ليس بآلة بالتاء أي يلزم أن لا يكون الكلام آلة للتفهيم و ليس في بعض النسخ قوله و ليس له بدء والأظهر حينئذ كون الضمير راجعا إلي الصانع كمامر في الوجه الثاني. قوله لأن كل متجزئ متوهم كأنه علي سبيل القلب أي كل مايتوهم فيه العقل الاختلاف والائتلاف يكون متجزئا أوالمعني أن كل متجزئ يتوهم فيه العقل القلة والكثرة والزيادة والنقصان و هذه صفات الإمكان والمخلوقية قوله و ماأجمع المسلمون معطوف علي القرآن .أقول قدمر شرح أجزاء الخبر في كتاب التوحيد
6-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]رَوَي ابنُ جَرِيرِ بنِ رُستُمَ الطبّرَيِّ عَن أَحمَدَ الطوّسيِّ عَن أَشيَاخِهِ فِي حَدِيثٍ أَنّهُ انتُدِبَ لِلرّضَا ع قَومٌ يُنَاظِرُونَ فِي الإِمَامَةِ عِندَ المَأمُونِ فَأَذِنَ لَهُم فَاختَارُوا يَحيَي بنَ الضّحّاكِ السمّرَقنَديِّ فَقَالَ سَل يَا يَحيَي فَقَالَ يَحيَي بَل سَل أَنتَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ لتِشُرَفّنَيِ بِذَلِكَ فَقَالَ ع يَا يَحيَي مَا تَقُولُ فِي رَجُلٍ ادّعَي الصّدقَ لِنَفسِهِ وَ كَذّبَ الصّادِقِينَ أَ يَكُونُ صَادِقاً مُحِقّاً فِي دِينِهِ أَم كَاذِباً فَلَم يُحِر جَوَاباً سَاعَةً فَقَالَ المَأمُونُ أَجِبهُ يَا يَحيَي فَقَالَ قطَعَنَيِ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَالتَفَتَ إِلَي الرّضَا ع فَقَالَ مَا هَذِهِ المَسأَلَةُ التّيِ أَقَرّ يَحيَي بِالِانقِطَاعِ فِيهَا فَقَالَ ع إِن زَعَمَ يَحيَي أَنّهُ صَدّقَ الصّادِقِينَ فَلَا إِمَامَةَ لِمَن شَهِدَ بِالعَجزِ عَلَي نَفسِهِ فَقَالَ عَلَي مِنبَرِ الرّسُولِ وُلّيتُكُم وَ لَستُ بِخَيرِكُم وَ الأَمِيرُ خَيرٌ مِنَ الرّعِيّةِ وَ إِن زَعَمَ يَحيَي أَنّهُ صَدّقَ الصّادِقِينَ فَلَا إِمَامَةَ لِمَن أَقَرّ عَلَي نَفسِهِ عَلَي مِنبَرِ الرّسُولِص أَنّ لِي شَيطَاناً يعَترَيِنيِ وَ الإِمَامُ لَا يَكُونُ فِيهِ الشّيطَانُ وَ إِن زَعَمَ يَحيَي أَنّهُ صَدّقَ الصّادِقِينَ فَلَا إِمَامَةَ لِمَن أَقَرّ عَلَيهِ صَاحِبُهُ فَقَالَ كَانَت إِمَامَةُ أَبِي بَكرٍ فَلتَةً وَقَي اللّهُ شَرّهَا فَمَن عَادَ إِلَي مِثلِهَا فَاقتُلُوهُ فَصَاحَ المَأمُونُ عَلَيهِم فَتَفَرّقُوا ثُمّ التَفَتَ إِلَي بنَيِ هَاشِمٍ فَقَالَ لَهُم أَ لَم أَقُل لَكُم أَن لَا تُفَاتِحُوهُ وَ لَا تَجمَعُوا عَلَيهِ فَإِنّ هَؤُلَاءِ عِلمُهُم مِن عِلمِ رَسُولِ اللّهِص
صفحه : 349
7- وَ فِي كِتَابِ الصفّواَنيِّ أَنّهُ قَالَ الرّضَا ع لِابنِ قُرّةَ النصّراَنيِّ مَا تَقُولُ فِي المَسِيحِ قَالَ يَا سيَدّيِ إِنّهُ مِنَ اللّهِ فَقَالَ وَ مَا تُرِيدُ بِقَولِكَ مِن وَ مِن عَلَي أَربَعَةِ أَوجُهٍ لَا خَامِسَ لَهَا أَ تُرِيدُ بِقَولِكَ مِن كَالبَعضِ مِنَ الكُلّ فَيَكُونَ مُبَعّضاً أَو كَالخِلّ مِنَ الخَمرِ فَيَكُونَ عَلَي سَبِيلِ الِاستِحَالَةِ أَو كَالوَلَدِ مِنَ الوَالِدِ فَيَكُونَ عَلَي سَبِيلِ المُنَاكَحَةِ أَو كَالصّنعَةِ مِنَ الصّانِعِ فَيَكُونَ عَلَي سَبِيلِ المَخلُوقِ مِنَ الخَالِقِ أَو عِندَكَ وَجهٌ آخَرُ فَتُعَرّفَنَاهُ فَانقَطَعَ
8- أَبُو إِسحَاقَ الموَصلِيِّ إِنّ قَوماً مِن مَا وَرَاءَ النّهَرِ سَأَلُوا الرّضَا ع عَنِ الحُورِ العِينِ مِمّ خُلِقنَ وَ عَن أَهلِ الجَنّةِ إِذَا دَخَلُوهَا مَا أَوّلُ مَا يَأكُلُونَ وَ عَن مُعتَمَدِ رَبّ العَالَمِينَ أَينَ كَانَ وَ كَيفَ كَانَ إِذ لَا أَرضَ وَ لَا سَمَاءَ وَ لَا شَيءَ فَقَالَ ع أَمّا الحُورُ العِينُ فَإِنّهُنّ خُلِقنَ مِنَ الزّعفَرَانِ وَ التّرَابِ لَا يَفنَينَ وَ أَمّا أَوّلُ مَا يَأكُلُونَ أَهلُ الجَنّةِ فَإِنّهُم يَأكُلُونَ أَوّلَ مَا يَدخُلُونَهَا مِن كَبِدِ الحُوتِ التّيِ عَلَيهَا الأَرضُ وَ أَمّا مُعتَمَدُ الرّبّ عَزّ وَ جَلّ فَإِنّهُ أَيّنَ الأَينَ وَ كَيّفَ الكَيفَ وَ إِنّ ربَيّ بِلَا أَينٍ وَ لَا كَيفٍ وَ كَانَ مُعتَمَدُهُ عَلَي قُدرَتِهِ سُبحَانَهُ وَ تَعَالَي
9-أَقُولُ وَ رَوَي السّيّدُ المُرتَضَي رضَيَِ اللّهُ عَنهُ فِي كِتَابِ الفُصُولِ، عَن شَيخِهِ المُفِيدِ رَحِمَهُ اللّهُ أَنّهُ قَالَروُيَِ أَنّهُ لَمّا سَارَ المَأمُونُ إِلَي خُرَاسَانَ وَ كَانَ مَعَهُ الرّضَا عَلِيّ بنُ مُوسَي ع فَبَينَا هُمَا يَسِيرَانِ إِذ قَالَ لَهُ المَأمُونُ يَا أَبَا الحَسَنِ إنِيّ فَكّرتُ فِي شَيءٍ فَنَتَجَ لِيَ الفِكرُ الصّوَابَ فِيهِ فَكّرتُ فِي أَمرِنَا وَ أَمرِكُم وَ نَسَبِنَا وَ نَسَبِكُم فَوَجَدتُ الفَضِيلَةَ فِيهِ وَاحِدَةً وَ رَأَيتُ اختِلَافَ شِيعَتِنَا فِي ذَلِكَ مَحمُولًا عَلَي الهَوَي وَ العَصَبِيّةِ فَقَالَ لَهُ أَبُو الحَسَنِ ع إِنّ لِهَذَا الكَلَامِ جَوَاباً إِن شِئتَ ذَكَرتُهُ لَكَ وَ إِن شِئتَ أَمسَكتُ فَقَالَ لَهُ المَأمُونُ إنِيّ لَم أَقُلهُ إِلّا لِأَعلَمَ مَا عِندَكَ فِيهِ قَالَ لَهُ الرّضَا ع أَنشُدُكَ اللّهَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ لَو أَنّ اللّهَ بَعَثَ نَبِيّهُ مُحَمّداًص فَخَرَجَ عَلَينَا مِن وَرَاءِ أَكَمَةٍ مِن هَذِهِ الآكَامِ يَخطُبُ إِلَيكَ ابنَتَكَ كُنتَ مُزَوّجَهُ إِيّاهَا فَقَالَ يَا سُبحَانَ اللّهِ وَ هَل يَرغَبُ أَحَدٌ
صفحه : 350
عَن رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ لَهُ الرّضَا ع أَ فَتَرَاهُ كَانَ يَحِلّ لَهُ أَن يَخطُبَ إلِيَّ قَالَ فَسَكَتَ المَأمُونُ هُنَيئَةً ثُمّ قَالَ أَنتُم وَ اللّهِ أَمَسّ بِرَسُولِ اللّهِص رَحِماً
قال الشيخ وإنما المعني في هذاالكلام أن ولد عباس يحلون لرسول الله ص كماتحل له البعداء في النسب منه و أن ولد أمير المؤمنين ع من فاطمة ع و من أمامة بنت زينب ابنة رسول الله ص يحرمن عليه لأنهن من ولده في الحقيقة فالولد ألصق بالوالد وأقرب وأحرز للفضل من ولد العم بلا ارتياب بين أهل الدين وكيف يصح مع ذلك أن يتساووا في الفضل بقرابة رسول الله ص فنبه الرضا ع علي هذاالمعني وأوضحه له
10- قَالَ وَ حدَثّنَيِ الشّيخُ أَدَامَ اللّهُ عِزّهُ أَيضاً قَالَ قَالَ المَأمُونُ يَوماً لِلرّضَا ع أخَبرِنيِ بِأَكبَرِ فَضِيلَةٍ لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع يَدُلّ عَلَيهَا القُرآنُ قَالَ فَقَالَ لَهُ الرّضَا ع فَضِيلَةٌ فِي المُبَاهَلَةِ قَالَ اللّهُ جَلّ جَلَالُهُفَمَن حَاجّكَ فِيهِ مِن بَعدِ ما جاءَكَ مِنَ العِلمِ فَقُل تَعالَوا نَدعُ أَبناءَنا وَ أَبناءَكُم وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُم وَ أَنفُسَنا وَ أَنفُسَكُم ثُمّ نَبتَهِل فَنَجعَل لَعنَتَ اللّهِ عَلَي الكاذِبِينَفَدَعَا رَسُولُ اللّهِص الحَسَنَ وَ الحُسَينَ ع فَكَانَا ابنَيهِ وَ دَعَا فَاطِمَةَ ع فَكَانَت فِي هَذَا المَوضِعِ نِسَاءَهُ وَ دَعَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع فَكَانَ نَفسَهُ بِحُكمِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَقَد ثَبَتَ أَنّهُ لَيسَ أَحَدٌ مِن خَلقِ اللّهِ تَعَالَي أَجَلّ مِن رَسُولِ اللّهِص وَ أَفضَلَ فَوَجَبَ أَن لَا يَكُونَ أَحَدٌ أَفضَلَ مِن نَفسِ رَسُولِ اللّهِص بِحُكمِ اللّهِ تَعَالَي قَالَ فَقَالَ لَهُ المَأمُونُ أَ لَيسَ قَد ذَكَرَ اللّهُ تَعَالَي الأَبنَاءَ بِلَفظِ الجَمعِ وَ إِنّمَا دَعَا رَسُولُ اللّهِ ابنَيهِ خَاصّةً وَ ذَكَرَ النّسَاءَ بِلَفظِ الجَمعِ وَ إِنّمَا دَعَا رَسُولُ اللّهِص ابنَتَهُ وَحدَهَا فَأَلّا جَازَ أَن يُذكَرَ الدّعَاءُ لِمَن هُوَ نَفسُهُ وَ يَكُونَ المُرَادُ نَفسَهُ فِي الحَقِيقَةِ دُونَ غَيرِهِ فَلَا يَكُونُ لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع مَا ذَكَرتَ مِنَ الفَضلِ قَالَ فَقَالَ لَهُ الرّضَا ع لَيسَ يَصِحّ مَا ذَكَرتَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ ذَلِكَ أَنّ الداّعيَِ إِنّمَا يَكُونُ دَاعِياً لِغَيرِهِ كَمَا أَنّ الآمِرَ آمِرٌ لِغَيرِهِ وَ لَا يَصِحّ أَن يَكُونَ دَاعِياً لِنَفسِهِ فِي الحَقِيقَةِ كَمَا لَا يَكُونُ آمِراً لَهَا فِي الحَقِيقَةِ
صفحه : 351
وَ إِذَا لَم يَدعُ رَسُولُ اللّهِص رَجُلًا فِي المُبَاهَلَةِ إِلّا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع فَقَد ثَبَتَ أَنّهُ نَفسُهُ التّيِ عَنَاهَا اللّهُ سُبحَانَهُ فِي كِتَابِهِ وَ جَعَلَ حُكمَهُ ذَلِكَ فِي تَنزِيلِهِ قَالَ فَقَالَ المَأمُونُ إِذَا وَرَدَ الجَوَابُ سَقَطَ السّؤَالُ
11-الدّرّةُ البَاهِرَةُ مِنَ الأَصدَافِ الطّاهِرَةِ، قَالَ لِلرّضَا ع الصّوفِيّةُ إِنّ المَأمُونَ قَد رَدّ إِلَيكَ هَذَا الأَمرَ وَ أَنتَ أَحَقّ النّاسِ بِهِ إِلّا أَنّهُ تَحتَاجُ أَن تَلبَسَ الصّوفَ وَ مَا يَحسُنُ لُبسُهُ فَقَالَ ع وَيحَكُم إِنّمَا يُرَادُ مِنَ الإِمَامِ قِسطُهُ وَ عَدلُهُ إِذَا قَالَ صَدَقَ وَ إِذَا حَكَمَ عَدَلَ وَ إِذَا وَعَدَ أَنجَزَ قَالَ اللّهُ تَعَالَيقُل مَن حَرّمَ زِينَةَ اللّهِ التّيِ أَخرَجَ لِعِبادِهِ وَ الطّيّباتِ مِنَ الرّزقِ إِنّ يُوسُفَ ع لَبِسَ الدّيبَاجَ المَنسُوجَ بِالذّهَبِ وَ جَلَسَ عَلَي مُتّكَآتِ آلِ فِرعَونَ
12- وَ أَرَادَ المَأمُونُ قَتلَ رَجُلٍ فَقَالَ لَهُ مَا تَقُولُ يَا أَبَا الحَسَنِ فَقَالَ إِنّ اللّهَ لَا يَزِيدُ لِحُسنِ العَفوِ إِلّا عِزّاً فَعَفَا عَنهُ
13- وَ أتُيَِ المَأمُونُ بنِصَراَنيِّ زَنَي بِهَاشِمِيّةٍ فَلَمّا رَآهُ أَسلَمَ فَقَالَ الفُقَهَاءُ أَهدَرَ الإِسلَامُ مَا قَبلَهُ فَسَأَلَ الرّضَا ع فَقَالَ اقتُلهُ فَإِنّهُ مَا أَسلَمَ حَتّي رَأَي البَأسَ قَالَ اللّهُ تَعَالَيفَلَمّا رَأَوا بَأسَناالآيَتَانِ
صفحه : 352
1-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] حَدّثَنَا عَبدُ الوَاحِدِ بنُ مُحَمّدِ بنِ عُبدُوسٍ النيّساَبوُريِّ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ بِنَيسَابُورَ فِي شَعبَانَ سَنَةِ اثنَتَينِ وَ خَمسِينَ وَ ثَلَاثِمِائَةٍ قَالَ حَدّثَنَا عَلِيّ بنُ مُحَمّدِ بنِ قُتَيبَةَ النيّساَبوُريِّ عَنِ الفَضلِ بنِ شَاذَانَ قَالَسَأَلَ المَأمُونُ عَلِيّ بنَ مُوسَي الرّضَا ع أَن يَكتُبَ لَهُ مَحضَ الإِسلَامِ عَلَي الإِيجَازِ وَ الِاختِصَارِ فَكَتَبَ ع أَنّ مَحضَ الإِسلَامِ شَهَادَةُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ إِلَهاً وَاحِداً أَحَداً صَمَداً قَيّوماً سَمِيعاً بَصِيراً قَدِيراً قَدِيماً بَاقِياً عَالِماً لَا يَجهَلُ قَادِراً لَا يَعجِزُ غَنِيّاً لَا يَحتَاجُ عَدلًا لَا يَجُورُ وَ أَنّهُخالِقُ كُلّ شَيءٍ وَلَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ لَا شِبهَ لَهُ وَ لَا ضِدّ لَهُ وَ لَا كُفوَ لَهُ وَ أَنّهُ المَقصُودُ بِالعِبَادَةِ وَ الدّعَاءِ وَ الرّغبَةِ وَ الرّهبَةِ وَ أَنّ مُحَمّداًص عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ وَ أَمِينُهُ وَ صَفِيّهُ وَ صَفوَتُهُ مِن خَلقِهِ وَ سَيّدُ المُرسَلِينَ وَ خَاتَمُ النّبِيّينَ وَ أَفضَلُ العَالَمِينَ لَا نبَيِّ بَعدَهُ وَ لَا تَبدِيلَ لِمِلّتِهِ وَ لَا تَغيِيرَ لِشَرِيعَتِهِ وَ أَنّ جَمِيعَ مَا جَاءَ بِهِ مُحَمّدُ بنُ عَبدِ اللّهِ هُوَ الحَقّ المُبِينُ وَ التّصدِيقُ بِهِ وَ بِجَمِيعِ مَن مَضَي قَبلَهُ مِن رُسُلِ اللّهِ وَ أَنبِيَائِهِ وَ حُجَجِهِ وَ التّصدِيقُ بِكِتَابِهِ الصّادِقِ العَزِيزِ ألّذِيلا يَأتِيهِ الباطِلُ مِن بَينِ يَدَيهِ وَ لا مِن خَلفِهِ تَنزِيلٌ مِن حَكِيمٍ حَمِيدٍ وَ أَنّهُ المُهَيمِنُ عَلَي الكُتُبِ كُلّهَا
صفحه : 353
وَ أَنّهُ حَقّ مِن فَاتِحَتِهِ إِلَي خَاتِمَتِهِ نُؤمِنُ بِمُحكَمِهِ وَ مُتَشَابِهِهِ وَ خَاصّهِ وَ عَامّهِ وَ وَعدِهِ وَ وَعِيدِهِ وَ نَاسِخِهِ وَ مَنسُوخِهِ وَ قِصَصِهِ وَ أَخبَارِهِ لَا يَقدِرُ أَحَدٌ مِنَ المَخلُوقِينَ أَن يأَتيَِ بِمِثلِهِ وَ أَنّ الدّلِيلَ بَعدَهُ وَ الحُجّةَ عَلَي المُؤمِنِينَ وَ القَائِمَ بِأَمرِ المُسلِمِينَ وَ النّاطِقَ عَنِ القُرآنِ وَ العَالِمَ بِأَحكَامِهِ أَخُوهُ وَ خَلِيفَتُهُ وَ وَصِيّهُ وَ وَلِيّهُ ألّذِي كَانَ مِنهُ بِمَنزِلَةِ هَارُونَ مِن مُوسَي عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ إِمَامُ المُتّقِينَ وَ قَائِدُ الغُرّ المُحَجّلِينَ وَ أَفضَلُ الوَصِيّينَ وَ وَارِثُ عِلمِ النّبِيّينَ وَ المُرسَلِينَ وَ بَعدَهُ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ سَيّدَا شَبَابِ أَهلِ الجَنّةِ ثُمّ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ زَينُ العَابِدِينَ ثُمّ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ بَاقِرُ عِلمِ الأَوّلِينَ ثُمّ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ الصّادِقُ وَارِثُ عِلمِ الوَصِيّينَ ثُمّ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ الكَاظِمُ ثُمّ عَلِيّ بنُ مُوسَي الرّضَا ثُمّ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ ثُمّ عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ ثُمّ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ ثُمّ الحُجّةُ القَائِمُ المُنتَظَرُ وَلَدُهُ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم أَجمَعِينَ أَشهَدُ لَهُم بِالوَصِيّةِ وَ الإِمَامَةِ وَ أَنّ الأَرضَ لَا تَخلُو مِن حُجّةِ اللّهِ تَعَالَي عَلَي خَلقِهِ كُلّ عَصرٍ وَ أَوَانٍ وَ أَنّهُمُ العُروَةُ الوُثقَي وَ أَئِمّةُ الهُدَي وَ الحُجّةُ عَلَي أَهلِ الدّنيَا إِلَي أَن يَرِثَ اللّهُ الأَرضَ وَ مَن عَلَيهَا وَ أَنّ كُلّ مَن خَالَفَهُم ضَالّ مُضِلّ تَارِكٌ لِلحَقّ وَ الهُدَي وَ أَنّهُمُ المُعَبّرُونَ عَنِ القُرآنِ وَ النّاطِقُونَ عَنِ الرّسُولِص بِالبَيَانِ مَن مَاتَ وَ لَم يَعرِفهُم مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيّةً وَ أَنّ مِن دِينِهِمُ الوَرَعَ وَ العِفّةَ وَ الصّدقَ وَ الصّلَاحَ وَ الِاستِقَامَةَ وَ الِاجتِهَادَ وَ أَدَاءَ الأَمَانَةِ إِلَي البَرّ وَ الفَاجِرِ وَ طُولَ السّجُودِ وَ صِيَامَ النّهَارِ وَ قِيَامَ اللّيلِ وَ اجتِنَابَ المَحَارِمِ وَ انتِظَارَ الفَرَجِ بِالصّبرِ وَ حُسنَ العَزَاءِ وَ كَرَمَ الصّحبَةِ ثُمّ الوُضُوءُ كَمَا أَمَرَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِي كِتَابِهِ غَسلُ الوَجهِ وَ اليَدَينِ إِلَي المِرفَقَينِ
صفحه : 354
وَ مَسحُ الرّأسِ وَ الرّجلَينِ مَرّةً وَاحِدَةً وَ لَا يَنقُضُ الوُضُوءَ إِلّا غَائِطٌ أَو بَولٌ أَو رِيحٌ أَو نَومٌ أَو جَنَابَةٌ وَ إِن مَسَحَ عَلَي الخُفّينِ فَقَد خَالَفَ اللّهَ تَعَالَي وَ رَسُولَهُص وَ تَرَكَ فَرِيضَتَهُ وَ كِتَابَهُ وَ غُسلُ يَومِ الجُمُعَةِ سُنّةٌ وَ غُسلُ العِيدَينِ وَ غُسلُ دُخُولِ مَكّةَ وَ المَدِينَةِ وَ غُسلُ الزّيَارَةِ وَ غُسلُ الإِحرَامِ وَ أَوّلِ لَيلَةٍ مِن شَهرِ رَمَضَانَ وَ لَيلَةِ سَبعَةَ عَشَرَ وَ لَيلَةِ تِسعَةَ عَشَرَ وَ لَيلَةِ إِحدَي وَ عِشرِينَ وَ لَيلَةِ ثَلَاثٍ وَ عِشرِينَ مِن شَهرِ رَمَضَانَ هَذِهِ الأَغسَالُ سُنّةٌ وَ غُسلُ الجَنَابَةِ فَرِيضَةٌ وَ غُسلُ الحَيضِ مِثلُهُ وَ الصّلَاةُ الفَرِيضَةُ الظّهرُ أَربَعُ رَكَعَاتٍ وَ العَصرُ أَربَعُ رَكَعَاتٍ وَ المَغرِبُ ثَلَاثُ رَكَعَاتٍ وَ العِشَاءُ الآخِرَةُ أَربَعُ رَكَعَاتٍ وَ الغَدَاةُ رَكعَتَانِ هَذِهِ سَبعَ عَشرَةَ رَكعَةً وَ السّنّةُ أَربَعٌ وَ ثَلَاثُونَ رَكعَةً ثَمَانُ رَكَعَاتٍ قَبلَ فَرِيضَةِ الظّهرِ وَ ثَمَانُ رَكَعَاتٍ قَبلَ العَصرِ وَ أَربَعُ رَكَعَاتٍ بَعدَ المَغرِبِ وَ رَكعَتَانِ مِن جُلُوسٍ بَعدَ العَتَمَةِ تُعَدّانِ بِرَكعَةٍ وَ ثَمَانُ رَكَعَاتٍ فِي السّحَرِ وَ الشّفعُ وَ الوَترُ ثَلَاثُ رَكَعَاتٍ تُسَلّمُ بَعدَ الرّكعَتَينِ وَ رَكعَتَا الفَجرِ وَ الصّلَاةُ فِي أَوّلِ الوَقتِ وَ فَضلُ الجَمَاعَةِ عَلَي الفَردِ أَربَعٌ وَ عِشرُونَ وَ لَا صَلَاةَ خَلفَ الفَاجِرِ وَ لَا يُقتَدَي إِلّا بِأَهلِ الوَلَايَةِ وَ لَا تُصَلّي فِي جُلُودِ السّبَاعِ وَ لَا يَجُوزُ أَن تَقُولَ فِي التّشَهّدِ الأَوّلِ السّلَامُ عَلَينَا وَ عَلَي عِبَادِ اللّهِ الصّالِحِينَ لِأَنّ تَحلِيلَ الصّلَاةِ التّسلِيمُ فَإِذَا قُلتَ هَذَا فَقَد سَلّمتَ وَ التّقصِيرُ فِي ثَمَانِيَةِ فَرَاسِخَ وَ مَا زَادَ وَ إِذَا قَصّرتَ أَفطَرتَ وَ مَن لَم يُفطِر لَم يُجزِ عَنهُ صَومُهُ فِي السّفَرِ وَ عَلَيهِ القَضَاءُ لِأَنّهُ لَيسَ عَلَيهِ صَومٌ فِي السّفَرِ وَ القُنُوتُ سُنّةٌ وَاجِبَةٌ فِي الغَدَاةِ وَ الظّهرِ وَ العَصرِ وَ المَغرِبِ وَ العِشَاءِ الآخِرَةِ وَ الصّلَاةُ عَلَي المَيّتِ خَمسُ تَكبِيرَاتٍ فَمَن نَقَصَ فَقَد خَالَفَ وَ المَيّتُ يُسَلّ مِن قِبَلِ رِجلَيهِ
صفحه : 355
وَ يُرفَقُ بِهِ إِذَا أُدخِلَ قَبرَهُ وَ الإِجهَارُ بِبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ فِي جَمِيعِ الصّلَوَاتِ سُنّةٌ وَ الزّكَاةُ الفَرِيضَةُ فِي كُلّ ماِئتَيَ دِرهَمٍ خَمسَةُ دَرَاهِمَ وَ لَا يَجِبُ فِيمَا دُونَ ذَلِكَ شَيءٌ وَ لَا تَجِبُ الزّكَاةُ عَلَي المَالِ حَتّي يَحُولَ عَلَيهِ الحَولُ وَ لَا يَجُوزُ أَن يُعطَي الزّكَاةُ غَيرَ أَهلِ الوَلَايَةِ المَعرُوفِينَ وَ العُشرُ مِنَ الحِنطَةِ وَ الشّعِيرِ وَ التّمرِ وَ الزّبِيبِ إِذَا بَلَغَ خَمسَةَ أَوسَاقٍ وَ الوَسقُ سِتّونَ صَاعاً وَ الصّاعُ أَربَعَةُ أَمدَادٍ وَ زَكَاةُ الفِطرِ فَرِيضَةٌ عَلَي كُلّ رَأسٍ صَغِيرٍ أَو كَبِيرٍ حُرّ أَو عَبدٍ ذَكَرٍ أَو أُنثَي مِنَ الحِنطَةِ وَ الشّعِيرِ وَ التّمرِ وَ الزّبِيبِ صَاعٌ وَ هُوَ أَربَعَةُ أَمدَادٍ وَ لَا يَجُوزُ دَفعُهَا إِلّا عَلَي أَهلِ الوَلَايَةِ وَ أَكثَرُ الحَيضِ عَشَرَةُ أَيّامٍ وَ أَقَلّهُ ثَلَاثَةُ أَيّامٍ وَ المُستَحَاضَةُ تحَتشَيِ وَ تَغتَسِلُ وَ تصُلَيّ وَ الحَائِضُ تَترُكُ الصّلَاةَ وَ لَا تقَضيِ وَ تَترُكُ الصّومَ وَ تقَضيِ وَ صِيَامُ شَهرِ رَمَضَانَ فَرِيضَةٌ يُصَامُ لِلرّؤيَةِ وَ يُفطَرُ لِلرّؤيَةِ وَ لَا يَجُوزُ أَن يُصَلّي تطوع [التّطَوّعَ] فِي الجَمَاعَةِ لِأَنّ ذَلِكَ بِدعَةٌ وَ كُلّ بِدعَةٍ ضَلَالَةٌ وَ كُلّ ضَلَالَةٍ فِي النّارِ وَ صَومُ ثَلَاثَةِ أَيّامٍ فِي كُلّ شَهرِ سُنّةٌ فِي كُلّ عَشَرَةِ أَيّامٍ يَومُ أَربِعَاءَ بَينَ خَمِيسَينِ وَ صَومُ شَعبَانَ حَسَنٌ لِمَن صَامَهُ وَ إِن قَضَيتَ فَوَائِتَ شَهرِ رَمَضَانَ مُتَفَرّقاً أَجزَأَ وَ حِجّ البَيتِ فَرِيضَةٌ عَلَي مَنِ استَطَاعَ إِلَيهِ سَبِيلًا وَ السّبِيلُ الزّادُ وَ الرّاحِلَةُ مَعَ الصّحّةِ وَ لَا يَجُوزُ الحَجّ إِلّا تَمَتّعاً وَ لَا يَجُوزُ القِرَانُ وَ الإِفرَادُ ألّذِي يَستَعمِلُهُ العَامّةُ إِلّا لِأَهلِ مَكّةَ وَ حَاضِرِيهَا وَ لَا يَجُوزُ الإِحرَامُ دُونَ المِيقَاتِ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ أَتِمّوا الحَجّ وَ العُمرَةَ لِلّهِ وَ لَا يَجُوزُ أَن يُضَحّي باِلخصَيِّ لِأَنّهُ نَاقِصٌ وَ يَجُوزُ الوجَيِءُ وَ الجِهَادُ وَاجِبٌ مَعَ الإِمَامِ العَادِلِ وَ مَن قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَ لَا يَجُوزُ قَتلُ أَحَدٍ مِنَ الكُفّارِ وَ النّصّابِ فِي دَارِ التّقِيّةِ إِلّا قَاتِلٍ أَو سَاعٍ فِي فَسَادٍ وَ ذَلِكَ إِذَا لَم تَخَف عَلَي نَفسِكَ وَ عَلَي أَصحَابِكَ وَ التّقِيّةُ فِي دَارِ التّقِيّةِ وَاجِبَةٌ وَ لَا حِنثَ عَلَي مَن حَلَفَ تَقِيّةً يَدفَعُ بِهَا ظُلماً عَن نَفسِهِ
صفحه : 356
وَ الطّلَاقُ لِلسّنّةِ عَلَي مَا ذَكَرَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِي كِتَابِهِ وَ سُنّةِ رَسُولِهِص وَ لَا يَكُونُ طَلَاقٌ لِغَيرِ السّنّةِ وَ كُلّ طَلَاقٍ يُخَالِفُ الكِتَابَ فَلَيسَ بِطَلَاقٍ كَمَا أَنّ كُلّ نِكَاحٍ يُخَالِفُ الكِتَابَ فَلَيسَ بِنِكَاحٍ وَ لَا يَجُوزُ الجَمعُ بَينَ أَكثَرَ مِن أَربَعِ حَرَائِرَ وَ إِذَا طُلّقَتِ المَرأَةُ لِلعِدّةِ ثَلَاثَ مَرّاتٍ لَم تَحِلّ لِزَوجِهَا حَتّي تَنكِحَ زَوجاً غَيرَهُ وَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع اتّقُوا تَزوِيجَ المُطَلّقَاتِ ثَلَاثاً فِي مَوضِعٍ وَاحِدٍ فَإِنّهُنّ ذَوَاتُ أَزوَاجٍ وَ الصّلَاةُ عَلَي النّبِيّ وَ آلِهِ ع وَاجِبَةٌ فِي كُلّ مَوطِنٍ وَ عِندَ العُطَاسِ وَ الذّبَائِحِ وَ غَيرِ ذَلِكَ وَ حُبّ أَولِيَاءِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَاجِبٌ وَ كَذَلِكَ بُغضُ أَعدَاءِ اللّهِ وَ البَرَاءَةُ مِنهُم وَ مِن أَئِمّتِهِم وَ بِرّ الوَالِدَينِ وَاجِبٌ وَ إِن كَانَا مُشرِكَينِ وَ لَا طَاعَةَ لَهُمَا فِي مَعصِيَةِ الخَالِقِ وَ لَا لِغَيرِهِمَا فَإِنّهُ لَا طَاعَةَ لِمَخلُوقٍ فِي مَعصِيَةِ الخَالِقِ وَ ذَكَاةُ الجَنِينِ ذَكَاةُ أُمّهِ إِذَا أَشعَرَ وَ أَوبَرَ وَ تَحلِيلُ المُتعَتَينِ اللّتَينِ أَنزَلَهُمَا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِي كِتَابِهِ وَ سَنّهُمَا رَسُولُ اللّهِ عَلَيهِ وَ عَلَي آلِهِ السّلَامُ مُتعَةُ النّسَاءِ وَ مُتعَةُ الحَجّ وَ الفَرَائِضُ عَلَي مَا أَنزَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِي كِتَابِهِ وَ لَا عَولَ فِيهَا وَ لَا يَرِثُ مَعَ الوَلَدِ وَ الوَالِدَينِ أَحَدٌ إِلّا الزّوجُ وَ المَرأَةُ وَ ذُو السّهمِ أَحَقّ مِمّن لَا سَهمَ لَهُ وَ لَيسَتِ العَصَبَةُ مِن دِينِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ العَقِيقَةُ عَنِ المَولُودِ الذّكَرِ وَ الأُنثَي وَاجِبَةٌ وَ كَذَلِكَ تَسمِيَتُهُ وَ حَلقُ رَأسِهِ يَومَ السّابِعِ وَ يُتَصَدّقُ بِوَزنِ الشّعرِ ذَهَباً أَو فِضّةً وَ الخِتَانُ سُنّةٌ وَاجِبَةٌ لِلرّجَالِ وَ مَكرُمَةٌ لِلنّسَاءِ وَ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي لَا يُكَلّفُ نَفساً إِلّا وُسعَهَا وَ إِنّ أَفعَالَ العِبَادِ مَخلُوقَةٌ لِلّهِ خَلقَ تَقدِيرٍ لَا خَلقَ تَكوِينٍ وَ اللّهُ خَالِقُ كُلّ شَيءٍ وَ لَا يَقُولُ بِالجَبرِ وَ التّفوِيضِ وَ لَا يَأخُذُ
صفحه : 357
اللّهُ عَزّ وَ جَلّ البرَيِءَ بِالسّقِيمِ وَ لَا يُعَذّبُ اللّهُ تَعَالَي الأَطفَالَ بِذُنُوبِ الآبَاءِوَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزرَ أُخريوَ أَن لَيسَ لِلإِنسانِ إِلّا ما سَعي وَ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ أَن يَعفُوَ وَ يَتَفَضّلَ وَ لَا يَجُورَ وَ لَا يَظلِمَ لِأَنّهُ تَعَالَي مُنَزّهٌ عَن ذَلِكَ وَ لَا يَفرِضُ اللّهُ تَعَالَي طَاعَةَ مَن يَعلَمُ أَنّهُ يُضِلّهُم وَ يُغوِيهِم وَ لَا يَختَارُ لِرِسَالَتِهِ وَ لَا يصَطفَيِ مِن عِبَادِهِ مَن يَعلَمُ أَنّهُ يَكفُرُ بِهِ وَ بِعِبَادَتِهِ وَ يَعبُدُ الشّيطَانَ دُونَهُ وَ إِنّ الإِسلَامَ غَيرُ الإِيمَانِ وَ كُلّ مُؤمِنٍ مُسلِمٌ وَ لَيسَ كُلّ مُسلِمٍ مُؤمِناً وَ لَا يَسرِقُ السّارِقُ حِينَ يَسرِقُ وَ هُوَ مُؤمِنٌ وَ لَا يزَنيِ الزاّنيِ حِينَ يزَنيِ وَ هُوَ مُؤمِنٌ وَ أَصحَابُ الحُدُودِ مُسلِمُونَ لَا مُؤمِنُونَ وَ لَا كَافِرُونَ وَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَا يُدخِلُ النّارَ مُؤمِناً وَ قَد وَعَدَهُ الجَنّةَ وَ لَا يُخرِجُ مِنَ النّارِ كَافِراً وَ قَد أَوعَدَهُ النّارَ وَ الخُلُودَ فِيهَا وَ لَا يَغفِرُ أَن يُشرَكَ بِهِ وَ يَغفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَ مُذنِبُو أَهلِ التّوحِيدِ يُدخَلُونَ فِي النّارِ وَ يُخرَجُونَ مِنهَا وَ الشّفَاعَةُ جَائِزَةٌ لَهُم وَ إِنّ الدّارَ اليَومَ دَارُ تَقِيّةٍ وَ هيَِ دَارُ الإِسلَامِ لَا دَارُ كُفرٍ وَ لَا دَارُ إِيمَانٍ وَ الأَمرُ بِالمَعرُوفِ وَ النهّيُ عَنِ المُنكَرِ وَاجِبَانِ إِذَا أَمكَنَ وَ لَم يَكُن خِيفَةٌ عَلَي النّفسِ وَ الإِيمَانُ هُوَ أَدَاءُ الأَمَانَةِ وَ اجتِنَابُ جَمِيعِ الكَبَائِرِ وَ هُوَ مَعرِفَةٌ بِالقَلبِ وَ إِقرَارٌ بِاللّسَانِ وَ عَمَلٌ بِالأَركَانِ وَ التّكبِيرُ فِي العِيدَينِ وَاجِبٌ فِي الفِطرِ فِي دُبُرِ خَمسِ صَلَوَاتٍ وَ يُبدَأُ بِهِ فِي دُبُرِ صَلَاةِ المَغرِبِ لَيلَةَ الفِطرِ وَ فِي الأَضحَي فِي دُبُرِ عَشرِ صَلَوَاتٍ يُبدَأُ بِهِ مِن صَلَاةِ الظّهرِ يَومَ النّحرِ وَ بِمِنًي فِي دُبُرِ خَمسَ عَشرَةَ صَلَاةً
صفحه : 358
وَ النّفَسَاءُ لَا تَقعُدُ عَنِ الصّلَاةِ أَكثَرَ مِن ثَمَانِيَةَ عَشَرَ يَوماً فَإِن طَهُرَت قَبلَ ذَلِكَ صَلّت وَ إِن لَم تَطهُر حَتّي تَجَاوَزَت ثَمَانِيَةَ عَشَرَ يَوماً اغتَسَلَت وَ صَلّت وَ عَمِلَت مَا تَعمَلُ المُستَحَاضَةُ وَ تُؤمِنُ بِعَذَابِ القَبرِ وَ مُنكَرٍ وَ نَكِيرٍ وَ البَعثِ بَعدَ المَوتِ وَ المِيزَانِ وَ الصّرَاطِ وَ البَرَاءَةُ مِنَ الّذِينَ ظَلَمُوا آلَ مُحَمّدٍ ع وَ هَمّوا بِإِخرَاجِهِم وَ سَنّوا ظُلمَهُم وَ غَيّرُوا سُنّةَ نَبِيّهِمص وَ البَرَاءَةُ مِنَ النّاكِثِينَ وَ القَاسِطِينَ وَ المَارِقِينَ الّذِينَ هَتَكُوا حِجَابَ رَسُولِ اللّهِص وَ نَكَثُوا بَيعَةَ إِمَامِهِم وَ أَخرَجُوا المَرأَةَ وَ حَارَبُوا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع وَ قَتَلُوا الشّيعَةَ رَحمَةُ اللّهِ عَلَيهِم وَاجِبَةٌ وَ البَرَاءَةُ مِمّن نَفَي الأَخيَارَ وَ شَرّدَهُم وَ آوَي الطّرَدَاءَ اللّعَنَاءَ وَ جَعَلَ الأَموَالَ دُولَةً بَينَ الأَغنِيَاءِ وَ استَعمَلَ السّفَهَاءَ مِثلَ مُعَاوِيَةَ وَ عَمرِو بنِ العَاصِ لعَيِنيَ رَسُولِ اللّهِص وَ البَرَاءَةُ مِن أَشيَاعِهِمُ الّذِينَ حَارَبُوا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع وَ قَتَلُوا الأَنصَارَ وَ المُهَاجِرِينَ وَ أَهلَ الفَضلِ وَ الصّلَاحِ مِنَ السّابِقِينَ وَ البَرَاءَةُ مِن أَهلِ الِاستِئثَارِ وَ مِن أَبِي مُوسَي الأشَعرَيِّ وَ أَهلِ وَلَايَتِهِالّذِينَ ضَلّ سَعيُهُم فِي الحَياةِ الدّنيا وَ هُم يَحسَبُونَ أَنّهُم يُحسِنُونَ صُنعاً أُولئِكَ الّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ رَبّهِمبِوَلَايَةِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَوَ لِقائِهِ ع كَفَرُوا بِأَن لَقُوا اللّهَ بِغَيرِ إِمَامَتِهِفَحَبِطَت أَعمالُهُم فَلا نُقِيمُ لَهُم يَومَ القِيامَةِ وَزناًفَهُم كِلَابُ أَهلِ النّارِ وَ البَرَاءَةُ مِنَ الأَنصَابِ وَ الأَزلَامِ أَئِمّةِ الضّلَالِ وَ قَادَةِ الجَورِ كُلّهِم أَوّلِهِم وَ آخِرِهِم وَ البَرَاءَةُ مِن أَشبَاهِ عاَقرِيِ النّاقَةِ أَشقِيَاءِ الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ وَ مِمّن يَتَوَلّاهُم وَ الوَلَايَةُ لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ الّذِينَ مَضَوا عَلَي مِنهَاجِ نَبِيّهِمص وَ لَم يُغَيّرُوا وَ لَم يُبَدّلُوا مِثلِ سَلمَانَ الفاَرسِيِّ وَ أَبِي ذَرّ الغفِاَريِّ وَ المِقدَادِ بنِ الأَسوَدِ وَ عَمّارِ بنِ يَاسِرٍ وَ حُذَيفَةَ بنِ اليَمَانِ وَ أَبِي الهَيثَمِ بنِ التّيّهَانِ وَ سَهلِ بنِ حُنَيفٍ وَ عِبَادَةِ بنِ الصّامِتِ وَ أَبِي أَيّوبَ الأنَصاَريِّ وَ خُزَيمَةَ بنِ ثَابِتٍ ذيِ الشّهَادَتَينِ وَ أَبِي سَعِيدٍ
صفحه : 359
الخدُريِّ وَ أَمثَالِهِم رضَيَِ اللّهُ عَنهُم وَ الوَلَايَةُ لِأَتبَاعِهِم وَ أَشيَاعِهِم وَ المُهتَدِينَ بِهُدَاهُم السّالِكِينَ مِنهَاجَهُم رِضوَانُ اللّهِ عَلَيهِم وَ رَحمَتُهُ وَ تَحرِيمُ الخَمرِ قَلِيلِهَا وَ كَثِيرِهَا وَ تَحرِيمُ كُلّ شَرَابٍ مُسكِرٍ قَلِيلِهِ وَ كَثِيرِهِ وَ مَا أَسكَرَ كَثِيرُهُ فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ وَ المُضطَرّ لَا يَشرَبُ الخَمرَ لِأَنّهَا تَقتُلُهُ وَ تَحرِيمُ كُلّ ذيِ نَابٍ مِنَ السّبَاعِ وَ كُلّ ذيِ مِخلَبٍ مِنَ الطّيرِ وَ تَحرِيمُ الطّحَالِ فَإِنّهُ دَمٌ وَ تَحرِيمُ الجرِيّّ وَ السّمَكِ الطاّفيِ وَ الماَرماَهيِ وَ الزّمّيرِ وَ كُلّ سَمَكٍ لَا يَكُونُ لَهُ فَلسٌ وَ اجتِنَابُ الكَبَائِرِ وَ هيَِ قَتلُ النّفسِ التّيِ حَرّمَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ وَ الزّنَا وَ السّرِقَةُ وَ شُربُ الخَمرِ وَ عُقُوقُ الوَالِدَينِ وَ الفِرَارُ مِنَ الزّحفِ وَ أَكلُ مَالِ اليَتِيمِ ظُلماً وَ أَكلُ المَيتَةِ وَ الدّمِ وَ لَحمِ الخِنزِيرِ وَ مَا أُهِلّ لِغَيرِ اللّهِ بِهِ مِن غَيرِ ضَرُورَةٍ وَ أَكلُ الرّبَا بَعدَ البَيّنَةِ وَ السّحتُ وَ المَيسِرُ وَ هُوَ القِمَارُ وَ البَخسُ فِي المِكيَالِ وَ المِيزَانِ وَ قَذفُ المُحصَنَاتِ وَ اللّوَاطُ وَ شَهَادَةُ الزّورِ وَ اليَأسُ مِن رَوحِ اللّهِ وَ الأَمنُ مِن مَكرِ اللّهِ وَ القُنُوطُ مِن رَحمَةِ اللّهِ وَ مَعُونَةُ الظّالِمِينَ وَ الرّكُونُ إِلَيهِم وَ اليَمِينُ الغَمُوسُ وَ حَبسُ الحُقُوقِ مِن غَيرِ عُسرٍ وَ الكَذِبُ وَ الكِبرُ وَ الإِسرَافُ وَ التّبذِيرُ وَ الخِيَانَةُ وَ الِاستِخفَافُ بِالحَجّ وَ المُحَارَبَةُ لِأَولِيَاءِ اللّهِ تَعَالَي وَ الِاشتِغَالُ باِلملَاَهيِ وَ الإِصرَارُ عَلَي الذّنُوبِ
وَ حدَثّنَيِ بِذَلِكَ حَمزَةُ بنُ مُحَمّدِ بنِ أَبِي جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ زَيدِ بنِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ حدَثّنَيِ أَبُو نَصرٍ قَنبَرُ بنُ عَلِيّ بنِ شَاذَانَ عَن أَبِيهِ عَنِ الفَضلِ بنِ شَاذَانَ عَنِ الرّضَا ع إِلّا أَنّهُ لَم يَذكُر فِي حَدِيثِهِ أَنّهُ كَتَبَ ذَلِكَ إِلَي
صفحه : 360
المَأمُونِ وَ ذَكَرَ فِيهِ الفِطرَةَ مُدّينِ مِن حِنطَةٍ وَ صاع [صَاعاً] مِنَ الشّعِيرِ وَ التّمرِ وَ الزّبِيبِ وَ ذَكَرَ فِيهِ أَنّ الوُضُوءَ مَرّةً مَرّةً فَرِيضَةٌ وَ اثنَتَانِ إِسبَاغٌ وَ ذَكَرَ فِيهِ أَنّ ذُنُوبَ الأَنبِيَاءِ ع صِغَارُهُم مَوهُوبَةٌ وَ ذَكَرَ فِيهِ أَنّ الزّكَاةَ عَلَي تِسعَةِ أَشيَاءَ عَلَي الحِنطَةِ وَ الشّعِيرِ وَ التّمرِ وَ الزّبِيبِ وَ الإِبِلِ وَ البَقَرِ وَ الغَنَمِ وَ الذّهَبِ وَ الفِضّةِ
وحديث عبدالواحد بن محمد بن عبدوس رضي الله عنه عندي أصح و لاقوة إلابالله و حدثناالحاكم أبو محمد جعفر بن شاذان رضي الله عنه عن عمه أبي عبد الله محمد بن شاذان عن الفضل بن شاذان عن الرضا ع مثل حديث عبدالواحد بن محمد بن عبدوس .بيان قوله ع من أهل الاستئثار أي الاستبداد بالخلافة من غيراستحقاق وإنما أجمل ذلك تقية و في بعض النسخ من أهل الاستثارة من أبي موسي بدون الواو فالمراد البراءة من أبي موسي وأتباعه الذين طلبوا إثارة الفتنة بالتحكيم فكلمة من للبيان
2-ف ،[تحف العقول ]روُيَِ أَنّ المَأمُونَ بَعَثَ الفَضلَ بنَ سَهلٍ ذَا الرّئَاسَتَينِ إِلَي الرّضَا ع فَقَالَ لَهُ إنِيّ أُحِبّ أَن تَجمَعَ لِي مِنَ الحَلَالِ وَ الحَرَامِ وَ الفَرَائِضِ وَ السّنَنِ فَإِنّكَ حُجّةُ اللّهِ عَلَي خَلقِهِ وَ مَعدِنُ العِلمِ فَدَعَا الرّضَا ع بِدَوَاةٍ وَ قِرطَاسٍ وَ قَالَ لِلفَضلِ اكتُببِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِحَسبُنَا شَهَادَةُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ أَحَداً صَمَداً لَم يَتّخِذ صَاحِبَةً وَ لَا وَلَداً قَيّوماً سَمِيعاً بَصِيراً قَوِيّاً قَائِماً بَاقِياً نُوراً عَالِماً لَا يَجهَلُ قَادِراً لَا يَعجِزُ غَنِيّاً لَا يَحتَاجُ عَدلًا لَا يَجُورُ خَلَقَ كُلّ شَيءٍلَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ لَا شِبهَ لَهُ وَ لَا ضِدّ وَ لَا نِدّ وَ لَا كُفوَ وَ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ وَ أَمِينُهُ وَ صَفوَتُهُ مِن خَلقِهِ سَيّدُ المُرسَلِينَ وَ خَاتَمُ النّبِيّينَ وَ أَفضَلُ العَالَمِينَ لَا نبَيِّ بَعدَهُ وَ لَا تَبدِيلَ لِمِلّتِهِ وَ لَا تَغيِيرَ وَ أَنّ جَمِيعَ مَا جَاءَ بِهِ مُحَمّدٌص هُوَ الحَقّ المُبِينُ نُصَدّقُ بِهِ وَ بِجَمِيعِ مَن مَضَي قَبلَهُ مِن رُسُلِ اللّهِ وَ أَنبِيَائِهِ وَ حُجَجِهِ وَ نُصَدّقُ بِكِتَابِهِ الصّادِقِ ألّذِيلا يَأتِيهِ الباطِلُ مِن بَينِ
صفحه : 361
يَدَيهِ وَ لا مِن خَلفِهِ تَنزِيلٌ مِن حَكِيمٍ حَمِيدٍ وَ أَنّهُ كِتَابُهُ المُهَيمِنُ عَلَي الكُتُبِ كُلّهَا وَ أَنّهُ حَقّ مِن فَاتِحَتِهِ إِلَي خَاتِمَتِهِ نُؤمِنُ بِمُحكَمِهِ وَ مُتَشَابِهِهِ وَ خَاصّهِ وَ عَامّهِ وَ وَعدِهِ وَ وَعِيدِهِ وَ نَاسِخِهِ وَ مَنسُوخِهِ وَ قِصَصِهِ وَ أَخبَارِهِ لَا يَقدِرُ وَاحِدٌ مِنَ المَخلُوقِينَ أَن يأَتيَِ بِمِثلِهِ وَ أَنّ الدّلِيلَ وَ الحُجّةَ مِن بَعدِهِ عَلِيّ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ القَائِمُ بِأُمُورِ المُسلِمِينَ وَ النّاطِقُ عَنِ القُرآنِ وَ العَالِمُ بِأَحكَامِهِ أَخُوهُ وَ خَلِيفَتُهُ وَ وَصِيّهُ وَ ألّذِي كَانَ مِنهُ بِمَنزِلَةِ هَارُونَ مِن مُوسَي عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ إِمَامُ المُتّقِينَ وَ قَائِدُ الغُرّ المُحَجّلِينَ وَ يَعسُوبُ المُؤمِنِينَ وَ أَفضَلُ الوَصِيّينَ بَعدَ النّبِيّينَ وَ بَعدَهُ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ع وَاحِدٌ بَعدَ وَاحِدٍ إِلَي يَومِنَا هَذَا عِترَةُ الرّسُولِ وَ أَعلَمُهُم بِالكِتَابِ وَ السّنّةِ وَ أَعدَلُهُم بِالقَضِيّةِ وَ أَولَاهُم بِالإِمَامَةِ كُلّ عَصرٍ وَ زَمَانٍ وَ أَنّهُم العُروَةُ الوُثقَي وَ أَئِمّةُ الهُدَي وَ الحُجّةُ عَلَي أَهلِ الدّنيَا حَتّي أَن يَرِثَ اللّهُ الأَرضَ وَ مَن عَلَيهَا وَ هُوَ خَيرُ الوَارِثِينَ وَ أَنّ كُلّ مَن خَالَفَهُم ضَالّ مُضِلّ تَارِكٌ لِلحَقّ وَ الهُدَي وَ أَنّهُمُ المُعَبّرُونَ عَنِ القُرآنِ النّاطِقُونَ عَنِ الرّسُلِ بِالبَيَانِ مَن مَاتَ لَا يَعرِفُهُم وَ لَا يَتَوَلّاهُم بِأَسمَائِهِم وَ أَسمَاءِ آبَائِهِم مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيّةً وَ أَنّ مِن دِينِهِمُ الوَرَعَ وَ العِفّةَ وَ الصّدقَ وَ الصّلَاحَ وَ الِاجتِهَادَ وَ أَدَاءَ الأَمَانَةِ إِلَي البَرّ وَ الفَاجِرِ وَ طُولَ السّجُودِ وَ القِيَامَ بِاللّيلِ وَ اجتِنَابَ المَحَارِمِ وَ انتِظَارَ الفَرَجِ بِالصّبرِ وَ حُسنَ الصّحبَةِ وَ حُسنَ الجِوَارِ وَ بَذلَ المَعرُوفِ وَ كَفّ الأَذَي وَ بَسطَ الوَجهِ وَ النّصِيحَةَ وَ الرّحمَةَ لِلمُؤمِنِينَ ثُمّ الوُضُوءُ كَمَا أَمَرَ اللّهُ تَعَالَي فِي كِتَابِهِ غَسلُ الوَجهِ وَ اليَدَينِ وَ مَسحُ الرّأسِ وَ الرّجلَينِ وَاحِدٌ فَرِيضَةٌ وَ اثنَانِ إِسبَاغٌ وَ مَن زَادَ أَثِمَ وَ لَم يُؤجَر وَ لَا يَنقُضُ الوُضُوءَ إِلّا الرّيحُ وَ البَولُ وَ الغَائِطُ وَ النّومُ وَ الجَنَابَةُ وَ مَن مَسَحَ عَلَي الخُفّينِ فَقَد خَالَفَ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ كِتَابَهُ وَ لَم يُجزِ عَنهُ وُضُوؤُهُ وَ ذَلِكَ أَنّ عَلِيّاً خَالَفَ القَومَ فِي المَسحِ عَلَي الخُفّينِ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ رَأَيتُ النّبِيّص يَمسَحُ فَقَالَ عَلِيّ ع قَبلَ نُزُولِ سُورَةِ
صفحه : 362
المَائِدَةِ أَو بَعدَهَا قَالَ لَا أدَريِ قَالَ عَلِيّ ع لكَنِنّيِ أدَريِ أَنّ رَسُولَ اللّهِص لَم يَمسَح عَلَي خُفّيهِ مُنذُ نَزَلَت سُورَةُ المَائِدَةِ وَ الِاغتِسَالُ مِنَ الجَنَابَةِ وَ الِاحتِلَامِ وَ الحَيضِ وَ غُسلُ مَن غَسّلَ المَيّتَ فَرضٌ وَ الغُسلُ يَومَ الجُمُعَةِ وَ العِيدَينِ وَ دُخُولِ مَكّةَ وَ المَدِينَةِ وَ غُسلُ الزّيَارَةِ وَ غُسلُ الإِحرَامِ وَ يَومِ عَرَفَةَ وَ أَوّلِ لَيلَةٍ مِن شَهرِ رَمَضَانَ وَ لَيلَةِ تِسعَ عَشرَةَ مِنهُ وَ إِحدَي وَ عِشرِينَ وَ ثَلَاثٍ وَ عِشرِينَ مِنهُ سُنّةٌ وَ صَلَاةُ الفَرِيضَةِ الظّهرُ أَربَعُ رَكَعَاتٍ وَ العَصرُ أَربَعُ رَكَعَاتٍ وَ المَغرِبُ ثَلَاثُ رَكَعَاتٍ وَ العِشَاءُ الآخِرَةُ أَربَعُ رَكَعَاتٍ وَ الفَجرُ رَكعَتَانِ فَذَلِكَ سَبعَ عَشرَةَ رَكعَةً وَ السّنّةُ أَربَعٌ وَ ثَلَاثُونَ رَكعَةً مِنهَا ثَمَانٌ قَبلَ الظّهرِ وَ ثَمَانٌ بَعدَهَا وَ أَربَعٌ بَعدَ المَغرِبِ وَ رَكعَتَانِ مِن جُلُوسٍ بَعدَ العِشَاءِ الآخِرَةِ تُعَدّانِ بِوَاحِدَةٍ وَ ثَمَانٌ فِي السّحَرِ وَ الوَترُ ثَلَاثُ رَكَعَاتٍ وَ رَكعَتَانِ بَعدَ الوَترِ وَ الصّلَاةُ فِي أَوّلِ الأَوقَاتِ وَ فُضّلَ الجَمَاعَةُ عَلَي الفَردِ بِكُلّ رَكعَةٍ ألَفيَ رَكعَةٍ وَ لَا تُصَلّ خَلفَ فَاجِرٍ لَا تقَتدَيِ إِلّا بِأَهلِ الوَلَايَةِ وَ لَا تُصَلّ فِي جُلُودِ المَيتَةِ وَ لَا جُلُودِ السّبَاعِ وَ التّقصِيرُ فِي أَربَعِ فَرَاسِخَ بُرَيدٌ ذَاهِبٌ وَ بُرَيدٌ جَاءٍ اثنَا عَشَرَ مِيلًا وَ إِذَا قَصّرتَ أَفطَرتَ وَ القُنُوتُ فِي أَربَعِ صَلَوَاتٍ فِي الغَدَاةِ وَ المَغرِبِ وَ العَتَمَةِ وَ يَومِ الجُمُعَةِ صَلَاةِ الظّهرِ وَ كُلّ القُنُوتِ قَبلَ الرّكُوعِ وَ بَعدَ القِرَاءَةِ وَ الصّلَاةُ عَلَي المَيّتِ خَمسُ تَكبِيرَاتٍ وَ لَيسَ فِي صَلَاةِ الجَنَائِزِ تَسلِيمٌ لِأَنّ التّسلِيمَ فِي صَلَاةِ الرّكُوعِ وَ السّجُودِ وَ لَيسَ لِصَلَاةِ الجِنَازَةِ رُكُوعٌ وَ لَا سُجُودٌ وَ يُرَبّعُ قَبرُ المَيّتِ وَ لَا يُسَنّمُ وَ الجَهرُ بِبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ فِي الصّلَاةِ مَعَ فَاتِحَةِ الكِتَابِ وَ الزّكَاةُ المَفرُوضَةُ مِن كُلّ ماِئتَيَ دِرهَمٍ خَمسَةُ دَرَاهِمَ وَ لَا تَجِبُ فِيمَا دُونَ ذَلِكَ وَ فِيمَا زَادَ فِي كُلّ أَربَعِينَ دِرهَماً دِرهَمٌ وَ لَا يَجِبُ فِيمَا دُونَ الأَربَعِينَاتِ شَيءٌ وَ لَا تَجِبُ حَتّي يَحُولَ الحَولُ وَ لَا تُعطَي إِلّا أَهلَ الوَلَايَةِ وَ المَعرِفَةِ وَ فِي كُلّ عِشرِينَ دِينَاراً نِصفُ دِينَارٍ وَ الخُمُسُ مِن جَمِيعِ المَالِ مَرّةٌ وَاحِدَةٌ وَ العُشرُ مِنَ الحِنطَةِ وَ الشّعِيرِ وَ التّمرِ
صفحه : 363
وَ الزّبِيبِ وَ كُلّ شَيءٍ يَخرُجُ مِنَ الأَرضِ مِنَ الحُبُوبِ إِذَا بَلَغَت خَمسَةَ أَوسُقٍ فَفِيهِ العُشرُ إِن كَانَ يُسقَي سَيحاً وَ إِن كَانَ يُسقَي باِلدوّاَليِ فَفِيهَا نِصفُ العُشرِ لِلمُعسِرِ وَ المُوسِرِ وَ يُخرَجُ مِنَ الحُبُوبِ القَبضَةُ وَ القَبضَتَانِ لِأَنّ اللّهَ لَا يُكَلّفُ نَفساً إِلّا وُسعَهَا وَ لَا يُكَلّفُ العَبدَ فَوقَ طَاقَتِهِ وَ الوَسقُ سِتّونَ صَاعاً وَ الصّاعُ سِتّةُ أَرطَالٍ وَ هُوَ أَربَعَةُ أَمدَادٍ وَ المُدّ رِطلٌ وَ رُبُعٌ بِرِطلِ العرِاَقيِّ وَ قَالَ الصّادِقُ ع هيَِ تِسعَةُ أَرطَالٍ باِلعرِاَقيِّ وَ سِتّةُ أَرطَالٍ باِلمدَنَيِّ وَ زَكَاةُ الفِطرِ فَرِيضَةٌ عَلَي رَأسِ كُلّ صَغِيرٍ أَو كَبِيرٍ حُرّ أَو عَبدٍ مِنَ الحِنطَةِ نِصفُ صَاعٍ وَ مِنَ التّمرِ وَ الزّبِيبِ صَاعٌ وَ لَا يَجُوزُ أَن تُعطَي غَيرَ أَهلِ الوَلَايَةِ لِأَنّهَا فَرِيضَةٌ وَ أَكثَرُ الحَيضِ عَشَرَةُ أَيّامٍ وَ أَقَلّهُ ثَلَاثَةُ أَيّامٍ وَ المُستَحَاضَةُ تَغتَسِلُ وَ تصُلَيّ وَ الحَائِضُ تَترُكُ الصّلَاةَ وَ لَا تقَضيِ وَ تَترُكُ الصّيَامَ وَ تَقضِيهِ وَ يُصَامُ شَهرُ رَمَضَانَ لِرُؤيَتِهِ وَ يُفطَرُ لِرُؤيَتِهِ وَ لَا يَجُوزُ التّرَاوِيحُ فِي جَمَاعَةٍ وَ صَومُ ثَلَاثَةِ أَيّامٍ فِي كُلّ شَهرٍ مِن كُلّ عَشَرَةِ أَشهُرٍ شَهرٌ خَمِيسٌ مِنَ العَشرِ الأَوّلِ وَ الأَربِعَاءُ مِنَ العَشرِ الأَوسَطِ وَ الخَمِيسُ مِنَ العَشرِ الآخِرِ وَ صَومُ شَعبَانَ حَسَنٌ وَ هُوَ سُنّةٌ قَالَ رَسُولُ اللّهِص شَعبَانُ شهَريِ وَ شَهرُ رَمَضَانَ شَهرُ اللّهِ وَ إِن قَضَيتَ فَائِتَ شَهرِ رَمَضَانَ مُتَفَرّقاً أَجزَأَكَ وَحِجّ البَيتِ مَنِ استَطاعَ إِلَيهِ سَبِيلًا وَ السّبِيلُ زَادٌ وَ رَاحِلَةٌ وَ لَا يَجُوزُ الحَجّ إِلّا مُتَمَتّعاً وَ لَا يَجُوزُ الإِفرَادُ وَ القِرَانُ ألّذِي يَعمَلُهُ العَامّةُ وَ الإِحرَامُ دُونَ المِيقَاتِ لَا يَجُوزُ قَالَ اللّهُوَ أَتِمّوا الحَجّ وَ العُمرَةَ لِلّهِ وَ لَا يَجُوزُ فِي النّسُكِ الخصَيِّ لِأَنّهُ نَاقِصٌ وَ يَجُوزُ المَوجُوءُ
صفحه : 364
وَ الجِهَادُ مَعَ إِمَامٍ عَادِلٍ وَ مَن قَاتَلَ فَقُتِلَ دُونَ مَالِهِ وَ رَحلِهِ وَ نَفسِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَ لَا يَحِلّ قَتلُ أَحَدٍ مِنَ الكُفّارِ فِي دَارِ التّقِيّةِ إِلّا قَاتِلٍ أَو بَاغٍ ذَلِكَ إِذَا لَم تَحذَر عَلَي نَفسِكَ وَ لَا أَكلُ أَموَالِ النّاسِ مِنَ المُخَالِفِينَ وَ غَيرِهِم وَ التّقِيّةُ فِي دَارِ التّقِيّةِ وَاجِبَةٌ وَ لَا حِنثَ عَلَي مَن حَلَفَ تَقِيّةً يَدفَعُ بِهَا ظُلماً عَن نَفسِهِ وَ الطّلَاقُ بِالسّنّةِ عَلَي مَا ذَكَرَ اللّهُ جَلّ وَ عَزّ وَ سَنّهُ نَبِيّهُ وَ لَا يَكُونُ طَلَاقٌ بِغَيرِ سُنّةٍ وَ كُلّ طَلَاقٍ يُخَالِفُ الكِتَابَ فَلَيسَ بِطَلَاقٍ وَ كُلّ نِكَاحٍ يُخَالِفُ السّنّةَ فَلَيسَ بِنِكَاحٍ وَ لَا تُجمَعُ بَينَ أَكثَرَ مِن أَربَعِ حَرَائِرَ وَ إِذَا طُلّقَتِ المَرأَةُ ثَلَاثَ مَرّاتٍ لِلسّنّةِ لَم تَحِلّ لَهُ حَتّي تَنكِحَ زَوجاً غَيرَهُ وَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع اتّقُوا المُطَلّقَاتِ ثَلَاثاً فَإِنّهُنّ ذَوَاتُ أَزوَاجٍ وَ الصّلَاةُ عَلَي النّبِيّص فِي كُلّ المَوَاطِنِ عِندَ الرّيَاحِ وَ العُطَاسِ وَ غَيرِ ذَلِكَ وَ حُبّ أَولِيَاءِ اللّهِ وَ أَولِيَائِهِم وَ بُغضُ أَعدَائِهِ وَ البَرَاءَةُ مِنهُم وَ مِن أَئِمّتِهِم وَ بِرّ الوَالِدَينِ وَ إِن كَانَا مُشرِكَينَفَلا تُطِعهُما وَ صاحِبهُما فِي الدّنيا مَعرُوفاًلِأَنّ اللّهَ يَقُولُاشكُر لِي وَ لِوالِدَيكَ إلِيَّ المَصِيرُ وَ إِن جاهَداكَ عَلي أَن تُشرِكَ بيِ ما لَيسَ لَكَ بِهِ عِلمٌ فَلا تُطِعهُما قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مَا صَامُوا لَهُم وَ لَا صَلّوا وَ لَكِن أَمَرُوهُم بِمَعصِيَةِ اللّهِ فَأَطَاعُوهُم ثُمّ قَالَ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ مَن أَطَاعَ مَخلُوقاً فِي غَيرِ طَاعَةِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَقَد كَفَرَ وَ اتّخَذَ إِلَهاً مِن دُونِ اللّهِ وَ ذَكَاةُ الجَنِينِ ذَكَاةُ أُمّهِ وَ ذُنُوبُ الأَنبِيَاءِ ع صِغَارٌ مَوهُوبَةٌ لَهُم بِالنّبُوّةِ وَ الفَرَائِضُ عَلَي مَا أَمَرَ اللّهُ لَا عَولَ فِيهَا وَ لَا يَرِثُ مَعَ الوَالِدَينِ وَ الوَلَدِ أَحَدٌ إِلّا الزّوجُ وَ المَرأَةُ وَ ذُو السّهمِ أَحَقّ مِمّن لَا سَهمَ لَهُ وَ لَيسَتِ العَصَبَةُ مِن دِينِ اللّهِ وَ العَقِيقَةُ عَنِ المَولُودِ الذّكَرِ وَ الأُنثَي يَومَ السّابِعِ وَ يُحلَقُ رَأسُهُ يَومَ السّابِعِ وَ يُسَمّي يَومَ السّابِعِ وَ يُتَصَدّقُ بِوَزنِ شَعرِهِ ذَهَباً أَو فِضّةً يَومَ السّابِعِ وَ إِنّ أَفعَالَ العِبَادِ مَخلُوقَةٌ خَلقَ تَقدِيرٍ لَا خَلقَ تَكوِينٍ وَ لَا تَقُل بِالجَبرِ وَ لَا
صفحه : 365
بِالتّفوِيضِ وَ لَا يَأخُذُ اللّهُ البرَيِءَ بِجُرمِ السّقِيمِ وَ لَا يُعَذّبُ اللّهُ الأَبنَاءَ الأَطفَالَ بِذُنُوبِ الآبَاءِ وَ إِنّهُ قَالَوَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزرَ أُخريوَ أَن لَيسَ لِلإِنسانِ إِلّا ما سَعي وَ اللّهُ يَغفِرُ وَ لَا يَظلِمُ وَ لَا يَفرِضُ اللّهُ عَلَي العِبَادِ طَاعَةَ مَن يَعلَمُ أَنّهُ يَظلِمُهُم وَ يُغوِيهِم وَ لَا يَختَارُ لِرِسَالَتِهِ وَ يصَطفَيِ عِبَادَهُ مَن يَعلَمُ أَنّهُ يَكفُرُ وَ يَعبُدُ الشّيطَانَ مِن دُونِهِ وَ إِنّ الإِسلَامَ غَيرُ الإِيمَانِ كُلّ مُؤمِنٍ مُسلِمٌ وَ لَيسَ كُلّ مُسلِمٍ مُؤمِناً لَا يَسرِقُ السّارِقُ حِينَ يَسرِقُ وَ هُوَ مُؤمِنٌ وَ لَا يَشرَبُ الشّارِبُ حِينَ يَشرَبُ الخَمرَ وَ هُوَ مُؤمِنٌ وَ لَا يُقتَلُ النّفسُ التّيِ حَرّمَ اللّهُ بِغَيرِ الحَقّ وَ هُوَ مُؤمِنٌ وَ أَصحَابُ الحُدُودِ لَا مُؤمِنُونَ وَ لَا كَافِرُونَ وَ إِنّ اللّهَ لَا يُدخِلُ النّارَ مُؤمِناً وَ قَد وَعَدَهُ الجَنّةَ وَ الخُلُودَ فِيهَا وَ مَن وَجَبَت لَهُ النّارُ بِنِفَاقٍ أَو فِسقٍ أَو كَبِيرَةٍ مِنَ الكَبَائِرِ لَم يُبعَث مَعَ المُؤمِنِينَ وَ لَا مِنهُم وَ لَا تُحِيطُ جَهَنّمُ إِلّا بِالكَافِرِينَ وَ كُلّ إِثمٍ دَخَلَ صَاحِبُهُ بِلُزُومِهِ النّارَ فَهُوَ فَاسِقٌ وَ مَن أَشرَكَ أَو كَفَرَ أَو نَافَقَ أَو أَتَي كَبِيرَةً مِنَ الكَبَائِرِ وَ الشّفَاعَةُ جَائِزَةٌ لِلمُستَضعَفِينَ وَ الأَمرُ بِالمَعرُوفِ وَ النهّيُ عَنِ المُنكَرِ بِاللّسَانِ وَاجِبٌ وَ الإِيمَانُ أَدَاءُ الفَرَائِضِ وَ اجتِنَابُ المَحَارِمِ وَ الإِيمَانُ هُوَ مَعرِفَةٌ بِالقَلبِ وَ إِقرَارٌ بِاللّسَانِ وَ عَمَلٌ بِالأَركَانِ وَ التّكبِيرُ فِي الأَضحَي خَلفَ عَشَرِ صَلَوَاتٍ يُبتَدَأُ مِن صَلَاةِ الظّهرِ مِن يَومِ النّحرِ وَ فِي الفِطرِ فِي خَمسِ صَلَوَاتٍ يُبتَدَأُ بِصَلَاةِ المَغرِبِ مِن لَيلَةِ الفِطرِ وَ النّفَسَاءُ تَقعُدُ عِشرِينَ يَوماً لَا أَكثَرَ مِنهَا فَإِن طَهُرَت قَبلَ ذَلِكَ صَلّت وَ إِلّا فَإِلَي عِشرِينَ يَوماً ثُمّ تَغتَسِلُ وَ تصُلَيّ وَ تَعمَلُ عَمَلَ المُستَحَاضَةِ وَ تُؤمِنُ بِعَذَابِ القَبرِ وَ مُنكَرٍ وَ نَكِيرٍ وَ البَعثِ بَعدَ المَوتِ وَ الحِسَابِ وَ المِيزَانِ وَ الصّرَاطِ وَ البَرَاءَةِ مِن أَئِمّةِ الضّلَالِ وَ أَتبَاعِهِم وَ المُوَالَاةِ لِأَولِيَاءِ اللّهِ وَ تَحرِيمِ الخَمرِ قَلِيلِهَا وَ كَثِيرِهَا وَ كُلّ مُسكِرٍ خَمرٌ وَ كُلّ مَا أَسكَرَ كَثِيرُهُ فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ وَ المُضطَرّ لَا يَشرَبُ الخَمرَ فَإِنّهَا تَقتُلُهُ وَ تَحرِيمِ كُلّ ذيِ نَابٍ مِنَ السّبَاعِ وَ كُلّ ذيِ مِخلَبٍ مِنَ الطّيرِ وَ تَحرِيمِ الطّحَالِ
صفحه : 366
فَإِنّهُ دَمٌ وَ الجرِيّّ وَ الطاّفيِ وَ الماَرماَهيِ وَ الزّمّيرِ وَ كُلّ شَيءٍ لَا يَكُونُ لَهُ قُشُورٌ وَ مِنَ الطّيرِ مَا لَا يَكُونُ قَانِصَةٌ لَهُ وَ مِنَ البَيضِ كُلّ مَا اختَلَفَ طَرَفَاهُ فَحَلَالٌ أَكلُهُ وَ مَا استَوَي طَرَفَاهُ فَحَرَامٌ أَكلُهُ وَ اجتِنَابِ الكَبَائِرِ وَ هيَِ قَتلُ النّفسِ التّيِ حَرّمَ اللّهُ وَ شُربُ الخَمرِ وَ عُقُوقُ الوَالِدَينِ وَ الفِرَارُ مِنَ الزّحفِ وَ أَكلُ مَالِ اليَتَامَي ظُلماً وَ أَكلُ المَيتَةِ وَ الدّمِ وَ لَحمِ الخِنزِيرِ وَ مَا أُهِلّ لِغَيرِ اللّهِ بِهِ مِن غَيرِ ضَرُورَةٍ بِهِ وَ أَكلُ الرّبَا وَ السّحتُ بَعدَ البَيّنَةِ وَ المَيسِرُ وَ البَخسُ فِي المِيزَانِ وَ المِكيَالِ وَ قَذفُ المُحصَنَاتِ وَ الزّنَا وَ اللّوَاطُ وَ شَهَادَاتُ الزّورِ وَ اليَأسُ مِن رَوحِ اللّهِ وَ الأَمنُ لِمَكرِ اللّهِ وَ القُنُوطُ مِن رَحمَةِ اللّهِ وَ مُعَاوَنَةُ الظّالِمِينَ وَ الرّكُونُ إِلَيهِم وَ اليَمِينُ الغَمُوسُ وَ حَبسُ الحُقُوقِ مِن غَيرِ عُسرٍ وَ المَكرُ وَ الكُفرُ وَ الإِسرَافُ وَ التّبذِيرُ وَ الخِيَانَةُ وَ كِتمَانُ الشّهَادَةِ وَ الملَاَهيِ التّيِ تَصُدّ عَن ذِكرِ اللّهِ مِثلُ الغِنَاءِ وَ ضَربُ الأَوتَارِ وَ الإِصرَارُ عَلَي الصّغَائِرِ مِنَ الذّنُوبِ فَهَذَا أُصُولُ الدّينِوَ الحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ وَ صَلّي اللّهُ عَلَي نَبِيّهِ وَ آلِهِ وَ سَلّمَ تَسلِيماً
أقول ورأيت هذاالخبر برواية أخري عن أبي علي محمد بن الحسين بن الفضل عن أحمد بن علي بن حاتم عن أبيه عن علي بن جعفر عن علي بن أحمد بن حماد والفضل بن سنان الهاشمي عن محمد بن يقطين و ابراهيم بن محمدرووا كلهم عن الرضا ع وجمع بين الروايتين و إن كانت بالأخيرة أوفق تركناها حذرا من التكرار وأول الرواية هكذا أما بعدأول الفرائض شهادة أن لاإله إلا الله
3- وَ أَقُولُ وَجَدتُ بِخَطّ الشّيخِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الجبُاّئيِّ نَقلًا مِن خَطّ الشّيخِ الشّهِيدِ مُحَمّدِ بنِ مكَيّّ قَدّسَ اللّهُ رُوحَهُمَا مَا هَذِهِ صُورَتُهُ يرَويِ السّيّدُ الفَقِيهُ الأَدِيبُ النّسّابَةُ شَمسُ الدّينِ أَبُو عَلِيّ فَخّارُ بنُ مَعَدّ جُزءاً فِيهِ أَحَادِيثُ مُسنَدَةٌ عَن عَلِيّ بنِ مُوسَي الرّضَا الإِمَامِ المَعصُومِ عَلَيهِ الصّلَاةُ وَ السّلَامُ
صفحه : 367
قِرَاءَةً عَلَي الشّيخِ أَبِي طَالِبٍ عَبدِ الرّحمَنِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ السّمِيعِ الهاَشمِيِّ الواَسطِيِّ وَ أَنهَاهُ فِي ذيِ الحِجّةِ سَنَةَ أَربَعَ عَشرَةَ وَ سِتّمِائَةٍ فِي مَنزِلِ الشّيخِ بِقُرَي وَاسِطٍ وَ رَأَيتُ خَطّهُ لَهُ بِالإِجَازَةِ وَ إِسنَادِ الشّيخِ عَن أَبِي الحَسَنِ عَلِيّ بنِ أَبِي سَعدٍ مُحَمّدِ بنِ اِبرَاهِيمَ الخَبّازِ الأزَجيِّ بِقِرَاءَتِهِ عَلَيهِ عَاشِرَ صَفَرٍ سَنَةَ سَبعٍ وَ خَمسِينَ وَ خَمسِمِائَةٍ عَنِ الشّيخِ أَبِي عَبدِ اللّهِ الحُسَينِ بنِ عَبدِ المَلِكِ بنِ الحُسَينِ الخَلّالِ بِقِرَاءَةِ غَيرِهِ عَلَيهِ وَ هُوَ يَسمَعُ فِي يَومِ الجُمُعَةِ رَابِعَ صَفَرٍ سَنَةَ ثَلَاثَ عَشرَةَ وَ خَمسِمِائَةٍ عَنِ الشّيخِ أَبِي أَحمَدَ حَمزَةَ بنِ فَضَالَةَ بنِ مُحَمّدٍ الهرَوَيِّ بِهَرَاةَ عَنِ الشّيخِ أَبِي إِسحَاقَ اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ يَزدَادَ بنِ عَلِيّ بنِ عَبدِ اللّهِ الراّزيِّ ثُمّ البخُاَريِّ بِبُخَارَي قرُِئَ عَلَيهِ فِي دَارِهِ فِي صَفَرٍ سَنَةَ سَبعٍ وَ تِسعِينَ وَ ثَلَاثِمِائَةٍ قَالَ حَدّثَنَا أَبُو الحَسَنِ عَلِيّ بنُ مُحَمّدِ بنِ مَهرَوَيهِ القزَويِنيِّ بِقَزوِينَ قَالَ حَدّثَنَا دَاوُدُ بنُ سُلَيمَانَ بنِ يُوسُفَ بنِ أَحمَدَ الغاَزيِ قَالَ حدَثّنَيِ عَلِيّ بنُ مُوسَي الرّضَا ع عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ ع بِأَسمَائِهِم فِي كُلّ سَنَدٍ إِلَي رَسُولِ اللّهِص الإِيمَانُ إِقرَارٌ بِاللّسَانِ وَ مَعرِفَةٌ بِالقَلبِ وَ عَمَلٌ بِالأَركَانِ
قال علي بن مهرويه قال أبوحاتم محمد بن إدريس الرازي قال أبوالصلت عبد السلام بن صالح الهروي لوقرئ هذاالإسناد علي مجنون لأفاق قال الشيخ أبوإسحاق سمعت عبدالرحمن بن أبي حاتم الرازي يقول كنت مع أبي بالشام فرأيت رجلا مصروعا فذكرت هذاالإسناد فقلت أجرب هذافقرأت عليه هذاالإسناد فقام الرجل ينفض ثيابه ومر
4- وَ بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَيسَ مِنّا مَن غَشّ مُسلِماً أَو ضَرّهُ أَو مَاكَرَهُ
5- وَ بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أتَاَنيِ جَبرَئِيلُ عَن ربَيّ تَعَالَي فَيَقُولُ ربَيّ يُقرِئُكَ السّلَامَ وَ يَقُولُ لَكَ يَا مُحَمّدُ بَشّرِالمُؤمِنِينَ الّذِينَ يَعمَلُونَ الصّالِحاتِ وَ يُؤمِنُونَ بِكَ وَ بِأَهلِ بَيتِكَ بِالجَنّةِ فَلَهُم عنِديِ جَزَاءُ الحُسنَي وَ سَيَدخُلُونَ الجَنّةَ
6- وَ بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَثَلُ المُؤمِنِ عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ مَلَكٍ مُقَرّبٍ وَ إِنّ المُؤمِنَ أَعلَي عِندَ اللّهِ مِن مَلَكٍ مُقَرّبٍ وَ لَيسَ أَحَدٌ أَحَبّ إِلَي اللّهِ مِن تَائِبٍ مُؤمِنٍ أَو مُؤمِنَةٍ تَائِبَةٍ
صفحه : 368
7- وَ بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِيّاكُم وَ مُخَالَطَةَ السّلطَانِ فَإِنّهُ ذَهَابُ الدّينِ وَ إِيّاكُم وَ مَعُونَتَهُ فَإِنّكُم لَا تَحمَدُونَ أَمرَهُ
8- وَ بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن مَرّ عَلَي المَقَابِرِ وَ قَرَأَ قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ إِحدَي عَشرَةَ مَرّةً ثُمّ وَهَبَ أَجرَهُ لِلأَموَاتِ أعُطيَِ أَجرَهُ بِعَدَدِ الأَموَاتِ
9- وَ بِهَذَا الإِسنَادِ كَانَ النّبِيّص إِذَا أَصَابَهُ صُدَاعٌ أَو غَيرُ ذَلِكَ بَسَطَ يَدَيهِ وَ قَرَأَ الفَاتِحَةَ وَ المُعَوّذَتَينِ وَ مَسَحَ بِهِمَا وَجهَهُ فَيَذهَبُ عَنهُ مَا كَانَ يَجِدُ
10- وَ بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ رَسُولُ اللّهِص النّظَرُ فِي ثَلَاثَةِ أَشيَاءَ عِبَادَةٌ النّظَرُ فِي وَجهِ الوَالِدَينِ وَ فِي المُصحَفِ وَ فِي البَحرِ
11- وَ بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن تَرَكَ مَعصِيَةً مَخَافَةً مِنَ اللّهِ أَرضَاهُ اللّهُ يَومَ القِيَامَةِ
12- وَ بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ رَسُولُ اللّهِص الوَلَدُ الصّالِحُ رَيحَانٌ مِن رَيَاحِينِ الجَنّةِ
12- وَ بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ رَسُولُ اللّهِص العِلمُ خَزَائِنُ وَ مَفَاتِحُهُ السّؤَالُ فَاسأَلُوا يَرحَمكُمُ اللّهُ فَإِنّهُ يُؤجِرُ أَربَعَةً السّائِلَ وَ المُعَلّمَ وَ المُستَمِعَ وَ المُحِبّ لَهُم
13- وَ بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ اللّهَ يُبغِضُ الرّجُلَ يُدخَلُ عَلَيهِ بَيتَهُ فَلَا يُقَاتِلُ
14- وَ بِهَذَا الإِسنَادِ عَن عَلِيّ ع لَو رَأَي العَبدُ أَجَلَهُ وَ سُرعَتَهُ إِلَيهِ لَأَبغَضَ الأَمَلَ وَ طَلَبَ الدّنيَا
15- وَ بِهَذَا الإِسنَادِ عَن رَسُولِ اللّهِص ثَلَاثٌ أَخَافُهُنّ عَلَي أمُتّيِ مِن بعَديِ الضّلَالَةُ بَعدَ المَعرِفَةِ وَ مَضَلّاتُ الفِتَنِ وَ شَهوَةُ البَطنِ وَ الفَرجِ
16- وَ بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَربَعَةٌ أَنَا شَفِيعٌ لَهُم يَومَ القِيَامَةِ وَ لَو أَتَوا بِذُنُوبِ أَهلِ الأَرضِ الضّارِبُ بِسَيفِهِ أَمَامَ ذرُيّتّيِ وَ القاَضيِ لَهُم حَوَائِجَهُم وَ الساّعيِ لَهُم فِي حَوَائِجِهِم عِندَ مَا اضطُرّوا إِلَيهِ وَ المُحِبّ لَهُم بِقَلبِهِ وَ لِسَانِهِ
17- وَ بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا عَلِيّ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ تَعَلّقتُ
صفحه : 369
بِحُجزَةِ اللّهِ وَ أَنتَ مُتَعَلّقٌ بحِجُزتَيِ وَ وُلدُكَ مُتَعَلّقُونَ بِحُجزَتِكَ وَ شِيعَةُ وُلدِكَ مُتَعَلّقُونَ بِحُجزَتِهِم فَتَرَي أَينَ يُؤمَرُ بِنَا
18- وَ بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ رَسُولُ اللّهِص كأَنَيّ قَد دُعِيتُ فَأَجَبتُ وَ إنِيّ تَارِكٌ فِيكُمُ الثّقَلَينِ أَحَدُهُمَا أَعظَمُ مِنَ الآخَرِ كِتَابُ اللّهِ حَبلٌ مَمدُودٌ مِنَ السّمَاءِ إِلَي الأَرضِ وَ عتِرتَيِ أَهلُ بيَتيِ فَانظُرُوا كَيفَ تخَلفُوُنيّ فِيهِم
19- وَ بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ رَسُولُ اللّهِص عَلَيكُم بِحُسنِ الخُلُقِ فَإِنّ حُسنَ الخُلُقِ فِي الجَنّةِ لَا مَحَالَةَ وَ إِيّاكُم وَ سُوءَ الخُلُقِ فَإِنّ سُوءَ الخُلُقِ فِي النّارِ لَا مَحَالَةَ
20- وَ بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَو يَعلَمُ العَبدُ مَا فِي حُسنِ الخُلُقِ لَعَلِمَ أَنّهُ مُحتَاجٌ أَن يَكُونَ لَهُ خُلُقٌ حَسَنٌ
21- وَ بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن قَالَ حِينَ يَدخُلُ السّوقَ سُبحَانَ اللّهِ وَ الحَمدُ لِلّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُلَهُ المُلكُ وَ لَهُ الحَمدُيحُييِ وَ يُمِيتُ وَ هُوَ حيَّ لَا يَمُوتُ بِيَدِهِ الخَيرُوَ هُوَ عَلي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌأعُطيَِ مِنَ الأَجرِ بِعَدَدِ مَا خَلَقَ اللّهُ يَومَ القِيَامَةِ
22-بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ رَسُولُ اللّهِص حَافِظُوا عَلَي الصّلَوَاتِ الخَمسِ فَإِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ يَدعُو بِالعَبدِ فَأَوّلُ شَيءٍ يَسأَلُهُ عَنهُ الصّلَاةُ فَإِن جَاءَ بِهَا تَامّاً وَ إِلّا زُخّ فِي النّارِ
23- وَ بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَا يُقلَبُ جَنَاحُ طَائِرٍ فِي الهَوَاءِ إِلّا لَهُ عِندَنَا فِيهِ عِلمٌ
بيان في النهاية زخ به في النار أي دفع ورمي
صفحه : 370
1- قال السيد المرتضي رحمه الله في كتاب الفصول ،سأل علي بن ميثم رحمه الله أباالهذيل العلاف فقال ألست تعلم أن إبليس ينهي عن الخير كله ويأمر بالشر كله فقال بلي قال فيجوز أن يأمر بالشر كله و هو لايعرفه وينهي عن الخير كله و هو لايعرفه قال لا فقال له أبو الحسن فقد ثبت أن إبليس يعلم الشر والخير كله قال أبوالهذيل أجل قال فأخبرني عن إمامك ألذي تأتم به بعدالرسول ص هل
صفحه : 371
يعلم الخير كله والشر كله قال لا قال له فإبليس أعلم من إمامك إذافانقطع أبوالهذيل
2- و قال أبو الحسن علي بن ميثم يوما آخر لأبي الهذيل أخبرني عمن أقر علي نفسه بالكذب وشهادة الزور هل يجوز شهادته في ذلك المقام علي آخر فقال أبوالهذيل لايجوز ذلك قال أبو الحسن أفلست تعلم أن الأنصار ادعت الإمرة لنفسها ثم أكذبت نفسها في ذلك المقام وشهدت بالزور ثم أقرت بهالأبي بكر وشهدت بها له فكيف تجوز شهادة قوم أكذبوا أنفسهم وشهدوا عليها بالزور مع ماأخذنا رهنك من القول في ذلك و قال لي الشيخ أدام الله حراسته هذاكلام موجز في البيان والمعني فيه علي الإيضاح أنه إذا كان الدليل عند من خالفنا علي إمامة أبي بكر إجماع المهاجرين عليه فيما زعمه والأنصار و كان معترفا ببطلان شهادة الأنصار له من حيث أقرت علي نفسها بباطل ماادعته من استحقاق الإمامة فقد صار وجود شهادتهم كعدمها وحصل الشاهد بإمامة أبي بكر بعض الأمة لاكلها وبطل ماادعوه من الإجماع عليها و لاخلاف بيننا و بين خصومنا أن إجماع بعض الأمة ليس بحجة فيما ادعاه و أن الغلط جائز عليه و في ذلك فساد الاستدلال علي إمامة أبي بكر بما ادعاه القوم وعدم البرهان عليها من جميع الوجوه
3- قال وأخبرني الشيخ أيضا قال جاء ضرار إلي أبي الحسن علي بن ميثم رحمه الله فقال له يا أبا الحسن قدجئتك مناظرا فقال له أبو الحسن وفيم تناظرني قال في الإمامة قال ماجئتني و الله مناظرا ولكنك جئت متحكما قال ضرار و من أين لك ذلك قال أبو الحسن علي البيان عنه أنت تعلم أن المناظرة ربما انتهت إلي حد يغمض فيه الكلام فيتوجه الحجة علي الخصم فيجهل ذلك أويعاند و إن لم يشعر بذلك منه أكثر مستمعيه بل كلهم ولكنني أدعوك إلي منصفة في القول اختر
صفحه : 372
أحد الأمرين إما أن تقبل قولي في صاحبي وأقبل قولك في صاحبك فهذه واحدة فقال ضرار لاأفعل ذلك قال له أبو الحسن و لم لاتفعل قال لأنني إذاقبلت قولك في صاحبك قلت لي إنه كان وصي رسول الله ص وأفضل من خلفه وخليفته علي قومه وسيد المسلمين فلاينفعني بعد ذلك مثل أن أقول إن صاحبي كان صديقا واختاره المسلمون إماما لأن ألذي قبلته منك يفسد علي هذا قال أبو الحسن فاقبل قولي في صاحبك وأقبل قولك في صاحبي قال ضرار و هذا لايمكن أيضا لأني إذاقبلت قولك في صاحبي قلت لي كان ضالا مضلا ظالما لآل محمدص قعد غيرمجلسه ودفع الإمام عن حقه و كان في عصر النبي ص منافقا فلاينفعني قبولك قولي فيه إنه كان خيرا فاضلا وصاحبا أمينا لأنه قدانتقض بقبولي قولك فيه إنه كان ضالا مضلا فقال أبو الحسن رحمه الله و إذاكنت لاتقبل قولك في صاحبك و لاقولي فيه فما جئتني إلامتحكما و لم تأتني مناظرا
4- قال وأخبرني الشيخ أيده الله قال قال أبو الحسن علي بن ميثم رحمه الله لرجل نصراني لم علقت الصليب في عنقك قال لأنه شبه الشيء ألذي صلب عليه عيسي ع قال أبو الحسن أفكان ع يحب أن يمثل به قال لا قال فأخبرني عن عيسي أ كان يركب الحمار ويمضي عليه في حوائجه قال نعم قال أفكان يحب بقاء الحمار حتي يبلغ عليه حاجته قال نعم قال فتركت ما كان يحب عيسي بقاءه و ما كان يركبه في حياته بمحبة منه وعمدت إلي ماحمل عليه عيسي ع بالكره وأركبه بالبغض له فعلقته في عنقك فقد كان ينبغي علي هذاالقياس أن تعلق الحمار في عنقك وتطرح الصليب و إلافقد تجاهلت
صفحه : 373
5- قال وأخبرني الشيخ أدام الله عزه قال سئل أبو الحسن علي بن ميثم رحمه الله فقيل له لم صلي أمير المؤمنين ع خلف القوم قال جعلهم بمثل سواري المسجد قال السائل فلم ضرب الوليد بن عقبة الحد بين يدي عثمان فقال لأن الحد له و إليه فإذاأمكنه إقامته أقامه بكل حيلة قال فلم أشار علي أبي بكر وعمر قال طلبا منه أن يحيي أحكام الله و يكون دينه القيم كماأشار يوسف علي ملك مصر نظرا منه للخلق ولأن الأرض والحكم فيها إليه فإذاأمكنه أن يظهر مصالح الخلق فعل و إذا لم يمكنه ذلك بنفسه توصل إليه علي يدي من يمكنه طلبا منه لإحياء أمر الله تعالي قال فلم قعد عن قتالهم قال كماقعد هارون بن عمران ع عن السامري وأصحابه و قدعبدوا العجل قال أفكان ضعيفا قال كان كهارون حيث يقول ياابنَ أُمّ إِنّ القَومَ استضَعفَوُنيِ وَ كادُوا يقَتلُوُننَيِ و كان كنوح ع إذ قال أنَيّ مَغلُوبٌ فَانتَصِر و كان كلوط ع إذ قال لَو أَنّ لِي بِكُم قُوّةً أَو آويِ إِلي رُكنٍ شَدِيدٍ و كان كهارون و موسي ع إذ قال رَبّ إنِيّ لا أَملِكُ إِلّا نفَسيِ وَ أخَيِ قال فلم قعد في الشوري قال اقتدارا منه علي الحجة وعلما منه بأن القوم إن ناظروه وأنصفوه كان هوالغالب و لو لم يفعل وجبت الحجة عليه لأنه من كان له حق فدعي إلي أن يناظر فيه فإن ثبت له الحجة أعطيه فلم يفعل بطل حقه وأدخل بذلك الشبهة علي الخلق و قد قال يومئذ اليوم أدخلت في باب إن أنصفت فيه وصلت إلي حقي يعني أن أبابكر استبد بها يوم السقيفة و لم يشاور قال فلم زوج عمر بن الخطاب ابنته قال لإظهاره الشهادتين وإقراره بفضل رسول الله ص وأراد بذلك استصلاحه وكفه عنه و قدعرض لوط ع بناته علي قومه وهم كفار ليردهم عن ضلالهم فقال هؤُلاءِ بنَاتيِ هُنّ أَطهَرُ لَكُم فَاتّقُوا اللّهَ وَ لا تُخزُونِ فِي ضيَفيِ أَ لَيسَ مِنكُم رَجُلٌ رَشِيدٌ
صفحه : 374
6- قال وأخبرني الشيخ أدام الله عزه أيضا قال دخل أبو الحسن علي بن ميثم رحمه الله علي الحسن بن سهل و إلي جانبه ملحد قدعظمه و الناس حوله فقال لقد رأيت ببابك عجبا قال و ما هو قال رأيت سفينة تعبر بالناس من جانب إلي جانب بلا ملاح و لاماصر فقال له صاحبه الملحد و كان بحضرته إن هذاأصلحك الله لمجنون قال قلت وكيف ذلك قال خشب جماد لاحيلة له و لاقوة و لاحياة فيه و لاعقل كيف تعبر بالناس قال فقال أبو الحسن وأيما أعجب هذا أو هذاالماء ألذي يجري علي وجه الأرض يمنة ويسرة بلا روح و لاحيلة و لاقوي و هذاالنبات ألذي يخرج من الأرض والمطر ألذي ينزل من السماء تزعم أنت أنه لامدبر لهذا كله وتنكر أن تكون سفينة تتحرك بلا مدبر وتعبر بالناس قال فبهت الملحد
7- قال وأخبرني الشيخ أدام الله عزه قال سأل أبوالهذيل العلاف علي بن ميثم رحمه الله عند علي بن رياح فقال له ماالدليل علي أن عليا ع كان أولي بالإمامة من أبي بكر فقال له الدليل علي ذلك إجماع أهل القبلة علي أن عليا ع كان عندوفاة رسول الله ص مؤمنا عالما كافيا و لم يجمعوا بذلك علي أبي بكر فقال له أبوالهذيل و من لم يجمع عليه عافاك الله قال له أبو الحسن أنا وأسلافي من قبل وأصحابي الآن قال له أبوالهذيل فأنت وأصحابك ضلال تائهون فقال له أبو الحسن ليس جواب هذاالكلام إلاالسباب واللطام
8- و قال رضي الله عنه و من حكايات الشيخ أدام الله عزه قال سئل أبو محمدالفضل بن شاذان النيشابوري رحمه الله فقيل له ماالدليل علي إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع فقال الدليل علي ذلك من كتاب الله عز و جل و من سنة نبيه ص و من إجماع المسلمين
صفحه : 375
فأما كتاب الله تبارك و تعالي فقوله عز و جل يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرّسُولَ وَ أوُليِ الأَمرِ مِنكُمفدعانا سبحانه إلي طاعة أولي الأمر كمادعانا إلي طاعة نفسه وطاعة رسوله فاحتجنا إلي معرفة أولي الأمر كماوجبت علينا معرفة الله تعالي ومعرفة الرسول عليه وآله السلام فنظرنا في أقاويل الأمة فوجدناهم قداختلفوا في أولي الأمر وأجمعوا في الآية علي مايوجب كونها في علي بن أبي طالب ع فقال بعضهم أولي الأمر هم أمراء السرايا و قال بعضهم هم العلماء و قال بعضهم هم القوام علي الناس والآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر و قال بعضهم هم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب والأئمة من ذريته ع فسألنا الفرقة الأولة فقلنا لهم أ ليس علي بن أبي طالب ع من أمراء السرايا فقالوا بلي فقلنا للثانية أ لم يكن ع من العلماء قالوا بلي فقلنا للثالثة أ ليس علي ع قد كان من القوام علي الناس بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقالوا بلي فصار أمير المؤمنين ع معينا بالآية باتفاق الأمة واجتماعها وتيقنا ذلك بإقرار المخالف لنا في الإمامة والموافق عليها فوجب أن يكون إماما بهذه الآية لوجود الاتفاق علي أنه معني بها و لم يجب العدول إلي غيره والاعتراف بإمامته لوجود الاختلاف في ذلك وعدم الاتفاق و مايقوم مقامه من البرهان و أماالسنة فإنا وجدنا النبي ص استقضي عليا ع علي اليمن وأمره
صفحه : 376
علي الجيوش وولاه الأموال وأمره بأدائها إلي بني جذيمة الذين قتلهم خالد بن الوليد ظلما واختاره لأداء رسالات الله سبحانه والإبلاغ عنه في سورة براءة واستخلفه عندغيبته علي من خلف و لم نجد النبي ص سن هذه السنن في أحد غيره و لااجتمعت هذه السنن في أحد بعد النبي ص كمااجتمعت في علي ع وسنة رسول الله ص بعدموته واجبة كوجوبها في حياته وإنما يحتاج الأمة إلي الإمام بهذه الخصال التي ذكرناها فإذاوجدناها في رجل قدسنها الرسول ص فيه كان أولي بالإمامة ممن لم يسن النبي فيه شيئا من ذلك و أماالإجماع فإن إمامته ثبتت من جهته من وجوه منها أنهم قدأجمعوا جميعا أن عليا ع قد كان إماما و لويوما واحدا و لم يختلف في ذلك أصناف أهل الإمامة ثم اختلفوا فقالت طائفة كان إماما في وقت كذا وكذا وقالت طائفة بل كان إماما بعد النبي ص في جميع أوقاته و لم يجمع الأمة علي غيره أنه كان إماما في الحقيقة طرفة عين والإجماع أحق أن يتبع من الاختلاف ومنها أنهم أجمعوا جميعا علي أن عليا ع كان يصلح للإمامة و أن الإمامة تصلح لبني هاشم واختلفوا في غيره وقالت طائفة لم يكن تصلح لغير علي بن أبي طالب ع و لاتصلح لغير بني هاشم والإجماع حق لاشبهة فيه والاختلاف لاحجة فيه ومنها أنهم أجمعوا علي أن عليا ع كان بعد النبي ص ظاهر العدالة واجبة له الولاية ثم اختلفوا فقال قوم كان مع ذلك معصوما من الكبائر والضلال و قال آخرون لم يك معصوما ولكن كان عدلا برا تقيا علي الظاهر لايشوب ظاهره الشوائب فحصل الإجماع علي عدالته ع واختلفوا في نفي العصمة عنه ع ثم أجمعوا جميعا علي أن أبابكر لم يكن معصوما واختلفوا في عدالته فقالت طائفة
صفحه : 377
كان عدلا و قال آخرون لم يكن عدلا لأنه أخذ ما ليس له فمن أجمعوا علي عدالته واختلفوا في عصمته أولي بالإمامة وأحق ممن اختلفوا في عدالته وأجمعوا علي نفي العصمة عنه
9- ثُمّ قَالَ وَ مِن حِكَايَاتِ الشّيخِ وَ كَلَامِهِ قَالَ سُئِلَ الفَضلُ بنُ شَاذَانَ رَحِمَهُ اللّهُ عَمّا رَوَتهُ النّاصِبَةُ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أَنّهُ قَالَ لَا أوُتيَِ بِرَجُلٍ يفُضَلّنُيِ عَلَي أَبِي بَكرٍ وَ عُمَرَ إِلّا جَلَدتُهُ حَدّ المفُترَيِ فَقَالَ إِنّمَا رَوَي هَذَا الحَدِيثَ سُوَيدُ بنُ غَفَلَةَ وَ قَد أَجمَعَ أَهلُ الآثَارِ عَلَي أَنّهُ كَانَ كَثِيرَ الغَلَطِ وَ بَعدُ فَإِنّ نَفسَ الحَدِيثِ مُتَنَاقِضٌ لِأَنّ الأُمّةَ مُجمِعَةٌ عَلَي أَنّ عَلِيّاً ع كَانَ عَدلًا فِي قَضِيّتِهِ وَ لَيسَ مِنَ العَدلِ أَن يَجلِدَ حَدّ المفُترَيِ مَن لَم يَفتَرِ لِأَنّ هَذَا جَورٌ عَلَي لِسَانِ الأُمّةِ كُلّهَا وَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع عِندَنَا برَيِءٌ مِن ذَلِكَ
قال الشيخ أدام الله عزه وأقول إن هذاالحديث إن صح عن أمير المؤمنين ع ولن يصح بأدلة أذكرها بعد فإن الوجه فيه أن الفاضل بينه و بين الرجلين إنما وجب عليه حد المفتري من حيث أوجب لهما بالمفاضلة ما لايستحقانه من الفضل لأن المفاضلة لا يكون إلا بين مقاربين في الفضل و بعد أن يكون في المفضول فضل و إذاكانت الدلائل علي أن من لاطاعة معه لافضل له في الدين و أن المرتد عن الإسلام ليس فيه شيء من الفضل الديني و كان الرجلان بجحدهما النص قبل قدخرجا عن الإيمان بطل أن يكون لهما فضل في الإسلام فكيف يحصل لهما من الفضل مايقارب فضل أمير المؤمنين ع ومتي فضل إنسان أمير المؤمنين ع عليهما فقد أوجب لهما فضلا في الدين فإنما استحق حد المفتري ألذي هوكاذب دون المفتري ألذي هوراجم بالقبيح لأنه افتري بالتفضيل لأمير المؤمنين ع عليهما من حيث كذب في إثبات فضل لهما في الدين ويجري في هذاالباب مجري من فضل البر التقي علي الكافر
صفحه : 378
المرتد الخارج عن الدين ومجري من فضل جبرئيل ع علي إبليس و رسول الله ص علي أبي جهل بن هشام في أن المفاضلة بين من ذكرناه يوجب لمن لافضل له علي وجه فضلا مقاربا لفضل العظماء عند الله تعالي و هذا بين لمن تأمله مع أنه لو كان هذاالحديث صحيحا وتأويله علي ماظنه القوم يوجب أن يكون حد المفتري واجبا علي الرسول ص وحاشا له من ذلك لأن رسول الله ص قدفضل أمير المؤمنين ع علي سائر الخلق وآخي بينه و بين نفسه وجعله بحكم الله في المباهلة نفسه وسد أبواب القوم إلابابه ورد أكثر الصحابة عن إنكاحهم ابنته سيدة نساء العالمين ع وأنكحه وقدمه في الولايات كلها و لم يؤخره وأخبر أنه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله و أنه أحب الخلق إلي الله تعالي و أنه مولي من كان مولاه من الأنام و أنه منه بمنزلة هارون من موسي بن عمران و أنه أفضل من سيدي شباب أهل الجنة و أن حربه حربه وسلمه سلمه و غير ذلك مما يطول شرحه إن ذكرناه . و كان أيضا يجب أن يكون ع قدأوجب الحد علي نفسه إذ أبان فضله علي سائر أصحاب الرسول ص حيث يقول أنا عبد الله وأخو رسول الله لم يقلها أحد قبلي و لايقولها أحد بعدي إلامفتر كذاب صليت قبلهم سبع سنين و في قوله لعثمان و قد قال له أبوبكر وعمر خير منك فقال بل أناخير منك ومنهما عبدت الله عز و جل قبلهما وعبدته بعدهما و كان أيضا قدأوجب الحد علي ابنه الحسن وجميع ذريته وأشياعه وأنصاره و أهل بيته فإنه لاريب في اعتقادهم فضله علي سائر الصحابة و قد قال الحسن ع صبيحة الليلة التي قبض فيها أمير المؤمنين ع لقد قبض الليلة رجل ماسبقه الأولون بعمل و لاأدركه الآخرون و هذه المقالة متهافتة جدا. و قال الشيخ أيده الله ولست أمنع العبارة بأن أمير المؤمنين ع كان أفضل من أبي بكر وعمر علي معني تسليم فضلهما من طريق الجدل أو علي معتقد
صفحه : 379
الخصوم في أن لهما فضلا في الدين و أما علي تحقيق القول في المفاضلة فإنه غلط وباطل . قَالَ الشّيخُ وَ شَاهِدُ مَا أَطلَقتُ مِنَ القَولِ وَ نَظِيرُهُ قَولُ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فِي أَهلِ الكُوفَةِ أللّهُمّ إنِيّ قَد مَلِلتُهُم وَ ملَوّنيِ وَ سَئِمتُهُم وَ سئَمِوُنيِ أللّهُمّ فأَبَدلِنيِ بِهِم خَيراً مِنهُم وَ أَبدِلهُم بيِ شَرّاً منِيّ.
و لم يكن في أمير المؤمنين ع شر وإنما أخرج الكلام علي اعتقادهم فيه ومثله قول حسان بن ثابت و هويعني رسول الله ص .
أتهجوه ولست له بكفو | فخيركما لشركما الفداء. |
و لم يكن في رسول الله ص شر وإنما أخرج الكلام علي معتقد الهاجي فيه و قوله تعالي وَ إِنّا أَو إِيّاكُم لَعَلي هُديً أَو فِي ضَلالٍ مُبِينٍ و لم يكن الرسول علي ضلال
10- ثم قال رضي الله عنه و من حكايات الشيخ وكلامه قال الشيخ أيده الله و قد كان الفضل بن شاذان رحمه الله استدل علي إمامة أمير المؤمنين ع بقول الله تعالي وَ أُولُوا الأَرحامِ بَعضُهُم أَولي بِبَعضٍ فِي كِتابِ اللّهِ مِنَ المُؤمِنِينَ وَ المُهاجِرِينَ قال و إذاأوجب الله تعالي للأقرب برسول الله ص الولاية وحكم بأنه أولي به من غيره وجب أن أمير المؤمنين ع كان أولي بمقام رسول الله ص من كل أحد قال الفضل فإن قال قائل فإن العباس كان أقرب إلي رسول الله ص من علي ع قيل له إن الله تعالي لم يذكر الأقرب بالنبيص دون أن علقه بوصف فقال النّبِيّ أَولي بِالمُؤمِنِينَ مِن أَنفُسِهِم وَ أَزواجُهُ أُمّهاتُهُم وَ أُولُوا الأَرحامِ بَعضُهُم أَولي بِبَعضٍ فِي كِتابِ اللّهِ مِنَ المُؤمِنِينَ وَ المُهاجِرِينَفشرط في الأولي بالرسول الإيمان والهجرة و لم يكن العباس من المهاجرين و لاكانت له هجرة باتفاق قال الشيخ رحمه الله وأقول إن أمير المؤمنين ع كان أقرب إلي رسول الله
صفحه : 380
ص من العباس وأولي بمقامه منه إن ثبت أن المقام موروث و ذلك أن عليا ع كان ابن عم رسول الله لأبيه وأمه والعباس رحمه الله عمه لأبيه و من تقرب بسببين كان أقرب ممن يتقرب بسبب واحد وأقول إنه لو لم تكن فاطمة ع موجودة بعد رسول الله ص لكان أمير المؤمنين أحق بتركته من العباس رحمه الله و لوورث مع الولد أحد غيرالأبوين والزوج والزوجة لكان أمير المؤمنين أحق بميراثه ص مع فاطمة ع من العباس بما قدمت من انتظامه القرابة من جهتين واختصاص العباس بها من جهة واحدة. قال الشيخ أيده الله ولست أعلم بين أهل العلم خلافا في أن عليا ع ابن عم رسول الله ص لأبيه وأمه و أن العباس رضي الله عنه كان عمه لأبيه خاصة ويدل علي ذلك مارواه نقلة الآثار و هو أن أباطالب رحمه الله مر علي رسول الله ص و علي ع إلي جنبه فلما سلم قال ما هذا يا ابن أخ فقال له رسول الله ص شيءأمرني به ربي يقربني إليه فقال لابنه جعفر يابني صل جناح ابن عمك فصلي رسول الله ص بعلي و جعفر ع يومئذ فكانت أول صلاة جماعة في الإسلام ثم أنشأ أبوطالب يقول
إن عليا وجعفرا ثقتي. | عندملم الزمان والكرب . |
و الله لاأخذل النبي و لا. | يخذله من بني ذو حسب . |
لاتخذلا وانصرا ابن عمكما. | أخي لأمي من بينهم و أبي . |
وَ مِن ذَلِكَ مَا رَوَاهُ جَابِرُ بنُ عَبدِ اللّهِ الأنَصاَريِّ رَحِمَهُ اللّهُ قَالَ سَمِعتُ عَلِيّاً ع يُنشِدُ وَ رَسُولُ اللّهِ يَسمَعُ
أَنَا أَخُو المُصطَفَي لَا شَكّ فِي نسَبَيِ. | مَعَهُ رُبّيتُ وَ سبطا[BA]سِبطَاهُ]هُمَا ولُديِ. |
جدَيّ وَ جَدّ رَسُولِ اللّهِ مُنفَرِدٌ. | وَ فَاطِمَةُ زوَجتَيِ لَا قَولُ ذيِ فَنَدٍ. |
صفحه : 381
فَالحَمدُ لِلّهِ شُكراً لَا شَرِيكَ لَهُ. | البِرّ بِالعَبدِ وَ الباَقيِ بِلَا أَمَدٍ. |
قَالَ فَتَبَسّمَ رَسُولُ اللّهِص وَ قَالَ لَهُ صَدَقتَ يَا عَلِيّ
و في ذلك أيضا يقول الشاعر
إن علي بن أبي طالب . | جدا رسول الله جداه . |
أبو علي و أبوالمصطفي . | من طينة طيبها الله |
1-فس ،[تفسير القمي] مُحَمّدُ بنُ الحَسَنِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَونٍ النصّيِبيِّ قَالَ لَمّا أَرَادَ المَأمُونُ أَن يُزَوّجَ أَبَا جَعفَرٍ مُحَمّدَ بنَ عَلِيّ بنِ مُوسَي ع ابنَتَهُ أُمّ الفَضلِ اجتَمَعَ عَلَيهِ أَهلُ بَيتِهِ الأَدنَينَ مِنهُ فَقَالُوا يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ نَنشُدُكَ اللّهَ أَن تُخرِجَ عَنّا أَمراً قَد مَلِكنَاهُ وَ تَنزِعَ عَنّا عِزّاً قَد أَلبَسَنَا اللّهُ فَقَد عَرَفتَ الأَمرَ ألّذِي بَينَنَا وَ بَينَ آلِ عَلِيّ ع قَدِيماً وَ حَدِيثاً فَقَالَ المَأمُونُ اسكُتُوا فَوَ اللّهِ لَا قَبِلتُ مِن أَحَدٍ مِنكُم فِي أَمرِهِ فَقَالُوا يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَ فَتُزَوّجُ قُرّةَ عَينِكَ صَبِيّاً لَم يَتَفَقّه فِي دِينِ اللّهِ وَ لَا يَعرِفُ فَرِيضَةً مِن سُنّةٍ وَ لَا يَمِيزُ بَينَ الحَقّ وَ البَاطِلِ وَ لأِبَيِ جَعفَرٍ ع يَومَئِذٍ عَشرُ سِنِينَ أَو إِحدَي عَشرَةَ سَنَةً فَلَو صَبَرتَ عَلَيهِ حَتّي يَتَأَدّبَ وَ يَقرَأَ القُرآنَ وَ يَعرِفَ فَرضاً مِن سُنّةٍ فَقَالَ لَهُمُ المَأمُونُ وَ اللّهِ إِنّهُ أَفقَهُ مِنكُم وَ أَعلَمُ بِاللّهِ وَ بِرَسُولِهِ وَ فَرَائِضِهِ وَ سُنَنِهِ وَ أَحكَامِهِ وَ أَقرَأُ لِكِتَابِ اللّهِ وَ أَعلَمُ بِمُحكَمِهِ وَ مُتَشَابِهِهِ وَ خَاصّهِ وَ عَامّهِ وَ نَاسِخِهِ وَ مَنسُوخِهِ وَ تَنزِيلِهِ وَ تَأوِيلِهِ مِنكُم فَاسأَلُوهُ فَإِن كَانَ الأَمرُ كَمَا قُلتُم قَبِلتُ مِنكُم فِي أَمرِهِ وَ إِن كَانَ كَمَا قُلتُ عَلِمتُم أَنّ الرّجُلَ خَيرٌ مِنكُم
صفحه : 382
فَخَرَجُوا مِن عِندِهِ وَ بَعَثُوا إِلَي يَحيَي بنِ أَكثَمَ وَ أَطمَعُوهُ فِي هَدَايَا أَن يَحتَالَ عَلَي أَبِي جَعفَرٍ ع بِمَسأَلَةٍ لَا يدَريِ كَيفَ الجَوَابُ فِيهَا عِندَ المَأمُونِ إِذَا اجتَمَعُوا لِلتّزوِيجِ فَلَمّا حَضَرُوا وَ حَضَرَ أَبُو جَعفَرٍ ع قَالُوا يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ هَذَا يَحيَي بنُ أَكثَمَ إِن أَذِنتَ لَهُ سَأَلَ أَبَا جَعفَرٍ ع عَن مَسأَلَةٍ فَقَالَ المَأمُونُ يَا يَحيَي سَل أَبَا جَعفَرٍ عَن مَسأَلَةٍ فِي الفِقهِ لِنَنظُرَ كَيفَ فِقهُهُ فَقَالَ يَحيَي يَا أَبَا جَعفَرٍ أَصلَحَكَ اللّهُ مَا تَقُولُ فِي مُحرِمٍ قَتَلَ صَيداً فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع قَتَلَهُ فِي حِلّ أَو فِي حَرَمٍ عَالِماً أَو جَاهِلًا عَمداً أَو خَطَأً عَبداً أَو حُرّاً صَغِيراً أَو كَبِيراً مُبدِئاً أَو مُعِيداً مِن ذَوَاتِ الطّيرِ أَو غَيرِهَا مِن صِغَارِ الصّيدِ أَو مِن كِبَارِهَا مُصِرّاً عَلَيهَا أَو نَادِماً بِاللّيلِ فِي وَكرِهَا أَو بِالنّهَارِ عِيَاناً مُحرِماً لِلحَجّ أَو لِلعُمرَةِ قَالَ فَانقَطَعَ يَحيَي بنُ أَكثَمَ انقِطَاعاً لَم يَخفَ عَلَي أَهلِ المَجلِسِ وَ كَثُرَ النّاسُ تَعَجّباً مِن جَوَابِهِ وَ نَشَطَ المَأمُونُ فَقَالَ تَخطُبُ يَا أَبَا جَعفَرٍ فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع نَعَم يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَقَالَ المَأمُونُ الحَمدُ لِلّهِ إِقرَاراً بِنِعمَتِهِ وَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ إِخلَاصاً لِعَظَمَتِهِ وَ صَلّي اللّهُ عَلَي مُحَمّدٍ عِندَ ذِكرِهِ وَ قَد كَانَ مِن فَضلِ اللّهِ عَلَي الأَنَامِ أَن أَغنَاهُم بِالحَلَالِ عَنِ الحَرَامِ فَقَالَوَ أَنكِحُوا الأَيامي مِنكُم وَ الصّالِحِينَ مِن عِبادِكُم وَ إِمائِكُم إِن يَكُونُوا فُقَراءَ يُغنِهِمُ اللّهُ مِن فَضلِهِ وَ اللّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ ثُمّ إِنّ مُحَمّدَ بنَ عَلِيّ ذَكَرَ أَمّ الفَضلِ بِنتَ عَبدِ اللّهِ وَ بَذَلَ لَهَا مِنَ الصّدَاقِ خَمسَمِائَةِ دِرهَمٍ وَ قَد زَوّجتُ فَهَل قَبِلتَ يَا أَبَا جَعفَرٍ فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع نَعَم يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَد قَبِلتُ هَذَا التّزوِيجَ بِهَذَا الصّدَاقِ ثُمّ أَولَمَ عَلَيهِ المَأمُونُ وَ جَاءَ النّاسُ عَلَي مَرَاتِبِهِم فِي الخَاصّ وَ العَامّ قَالَ فَبَينَا نَحنُ كَذَلِكَ إِذ سَمِعنَا كَلَاماً كَأَنّهُ كَلَامُ المَلّاحِينَ فِي مُجَاوَبَاتِهِم فَإِذَا نَحنُ بِالخَدَمِ يُجرُونَ سَفِينَةً مِن فِضّةٍ فِيهَا نَسَائِجُ مِن إِبرِيسَمٍ مَكَانَ القُلُوسِ وَ السّفِينَةُ مَملُوءَةٌ غَالِيَةٌ فَضَمّخُوا لِحَي أَهلِ الخَاصّ بِهَا ثُمّ مَدّوهَا إِلَي دَارِ العَامّةِ فَطَيّبُوهُم
صفحه : 383
فَلَمّا تَفَرّقَ النّاسُ قَالَ المَأمُونُ يَا أَبَا جَعفَرٍ إِن رَأَيتَ أَن تُبَيّنَ لَنَا مَا ألّذِي يَجِبُ عَلَي كُلّ صِنفٍ مِن هَذِهِ الأَصنَافِ التّيِ ذَكَرتَ فِي قَتلِ الصّيدِ فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع نَعَم يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إِنّ المُحرِمَ إِذَا قَتَلَ صَيداً فِي الحِلّ وَ الصّيدُ مِن ذَوَاتِ الطّيرِ مِن كِبَارِهَا فَعَلَيهِ شَاةٌ وَ إِذَا أَصَابَهُ فِي الحَرَمِ فَعَلَيهِ الجَزَاءُ مُضَاعَفاً وَ إِذَا قَتَلَ فَرخاً فِي الحِلّ فَعَلَيهِ حَمَلٌ قَد فُطِمَ وَ لَيسَ عَلَيهِ قِيمَتُهُ لِأَنّهُ لَيسَ فِي الحَرَمِ وَ إِذَا قَتَلَهُ فِي الحَرَمِ فَعَلَيهِ الحَمَلُ وَ قِيمَتُهُ لِأَنّهُ فِي الحَرَمِ فَإِذَا كَانَ مِنَ الوُحُوشِ فَعَلَيهِ فِي حِمَارٍ وَحشٍ بَدَنَةٌ وَ كَذَلِكَ فِي النّعَامَةِ فَإِن لَم يَقدِر فَإِطعَامُ سِتّينَ مِسكِيناً فَإِن لَم يَقدِر فَصِيَامُ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ يَوماً وَ إِن كَانَت بَقَرَةً فَعَلَيهِ بَقَرَةٌ فَإِن لَم يَقدِر فَعَلَيهِ إِطعَامُ ثَلَاثِينَ مِسكِيناً فَإِن لَم يَقدِر فَليَصُم تِسعَةَ أَيّامٍ وَ إِن كَانَ ظَبياً فَعَلَيهِ شَاةٌ فَإِن لَم يَقدِر فَعَلَيهِ إِطعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ فَإِن لَم يَقدِر فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيّامٍ وَ إِن كَانَ فِي الحَرَمِ فَعَلَيهِ الجَزَاءُ مُضَاعَفاًهَدياً بالِغَ الكَعبَةِحَقّاً وَاجِباً عَلَيهِ أَن يَنحَرَهُ فَإِن كَانَ فِي حَجّ بِمِنًي حَيثُ يَنحَرُ النّاسُ وَ إِن كَانَ فِي عُمرَةٍ يَنحَرُهُ بِمَكّةَ وَ يَتَصَدّقُ بِمِثلِ ثَمَنِهِ حَتّي يَكُونَ مُضَاعَفاً وَ كَذَلِكَ إِذَا أَصَابَ أَرنَباً فَعَلَيهِ شَاةٌ وَ إِذَا قَتَلَ الحَمَامَةَ تَصَدّقَ بِدِرهَمٍ أَو يشَترَيِ بِهِ طَعَاماً لِحَمَامِ الحَرَمِ وَ فِي الفَرخِ نِصفُ دِرهَمٍ وَ فِي البَيضَةِ رُبُعُ دِرهَمٍ وَ كُلّ مَا أَتَي بِهِ المُحرِمُ بِجَهَالَةٍ فَلَا شَيءَ عَلَيهِ فِيهِ إِلّا الصّيدَ فَإِنّ عَلَيهِ الفِدَاءَ بِجَهَالَةٍ كَانَ أَو بِعِلمٍ بِخَطَإٍ كَانَ أَو بِعَمدٍ وَ كُلّ مَا أَتَي العَبدُ فَكَفّارَتُهُ عَلَي صَاحِبِهِ بِمِثلِ مَا يَلزَمُ صَاحِبَهُ وَ كُلّ مَا أَتَي بِهِ الصّغِيرُ ألّذِي لَيسَ بِبَالِغٍ فَلَا شَيءَ عَلَيهِ فِيهِ وَ إِن كَانَ مِمّن عَادَ فَهُوَ مِمّن يَنتَقِمُ اللّهُ مِنهُ لَيسَ عَلَيهِ كَفّارَةٌ وَ النّقِمَةُ فِي الآخِرَةِ وَ إِن دَلّ عَلَي الصّيدِ وَ هُوَ مُحرِمٌ فَقَتَلَ فَعَلَيهِ الفِدَاءُ وَ المُصِرّ عَلَيهِ يَلزَمُهُ بَعدَ الفِدَاءِ عُقُوبَةٌ فِي الآخِرَةِ وَ النّادِمُ عَلَيهِ لَا شَيءَ عَلَيهِ بَعدَ الفِدَاءِ وَ إِذَا أَصَابَ لَيلًا فِي وَكرِهَا خَطَأً فَلَا شَيءَ عَلَيهِ إِلّا أَن يَتَعَمّدَهُ فَإِن تَعَمّدَ بِلَيلٍ أَو نَهَارٍ فَعَلَيهِ الفِدَاءُ وَ المُحرِمُ لِلحَجّ يَنحَرُ الفِدَاءَ بِمِنًي حَيثُ يَنحَرُ النّاسُ وَ المُحرِمُ لِلعُمرَةِ يَنحَرُ بِمَكّةَ فَأَمَرَ المَأمُونُ أَن يُكتَبَ ذَلِكَ كُلّهُ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ ثُمّ دَعَا أَهلَ بَيتِهِ
صفحه : 384
الّذِينَ أَنكَرُوا تَزوِيجَهُ عَلَيهِ فَقَالَ لَهُم هَل فِيكُم أَحَدٌ يُجِيبُ بِمِثلِ هَذَا الجَوَابِ قَالُوا لَا وَ اللّهِ وَ لَا القاَضيِ ثُمّ قَالَ وَيحَكُم أَهلَ هَذَا البَيتِ خَلّوا مِنكُم وَ مِن هَذَا الخَلقِ أَ وَ مَا عَلِمتُم أَنّ رَسُولَ اللّهِص بَايَعَ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ ع وَ هُمَا صَبِيّانِ غَيرُ بَالِغَينِ وَ لَم يُبَايِع طِفلًا غَيرَهُمَا أَ وَ مَا عَلِمتُم أَنّ أَبَاهُ عَلِيّاً ع آمَنَ باِلنبّيِّص وَ هُوَ ابنُ عَشَرَةِ سَنَةٍ وَ قَبِلَ اللّهُ وَ رَسُولُهُ مِنهُ إِيمَانَهُ وَ لَم يَقبَل مِن طِفلٍ غَيرِهِ وَ لَا دَعَا رَسُولُ اللّهِص طِفلًا غَيرَهُ إِلَي الإِيمَانِ أَ وَ مَا عَلِمتُم أَنّهَاذُرّيّةً بَعضُها مِن بَعضٍيجَريِ لِآخِرِهِم مِثلُ مَا يجَريِ لِأَوّلِهِم فَقَالُوا صَدَقتَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ كُنتَ أَنتَ أَعلَمَ بِهِ مِنّا قَالَ ثُمّ أَمَرَ المَأمُونُ أَن يُنثَرَ عَلَي أَبِي جَعفَرٍ ع ثَلَاثَةُ أَطبَاقِ رِقَاعِ زَعفَرَانٍ وَ مِسكٍ مَعجُونٍ بِمَاءِ الوَردِ جَوفُهَا رِقَاعٌ عَلَي طَبَقٍ رِقَاعُ عُمَالَاتٍ وَ الثاّنيِ ضِيَاعُ طُعمَةٍ لِمَن أَخَذَهَا وَ الثّالِثُ فِيهِ بِدَرٌ فَأَمَرَ أَن يُفَرّقَ الطّبَقُ ألّذِي عَلَيهِ عُمَالَاتٌ عَلَي بنَيِ هَاشِمٍ خَاصّةً وَ ألّذِي عَلَيهِ ضِيَاعُ طُعمَةٍ عَلَي الوُزَرَاءِ وَ ألّذِي عَلَيهِ البِدَرُ عَلَي القُوّادِ وَ لَم يَزَل مُكرِماً لأِبَيِ جَعفَرٍ ع أَيّامَ حَيَاتِهِ حَتّي كَانَ يُؤثِرُهُ عَلَي وُلدِهِ
بيان قال الجوهري القلس حبل ضخم من ليف أوخوص من قلوس السفن والبدر بكسر الباء وفتح الدال جمع بدرة التي يجعل فيهاالدراهم والدنانير ف ،[تحف العقول ]مرسلا مثله ختص ،[الإختصاص ] علي بن ابراهيم رفعه
وذكر مثله
صفحه : 385
2-ف ،[تحف العقول ] قَالَ المَأمُونُ لِيَحيَي بنِ أَكثَمَ اطرَح عَلَي أَبِي جَعفَرٍ مُحَمّدِ بنِ الرّضَا ع مَسأَلَةً تَقطَعُهُ فِيهَا فَقَالَ يَحيَي يَا أَبَا جَعفَرٍ مَا تَقُولُ فِي رَجُلٍ نَكَحَ امرَأَةً عَلَي زِنًا أَ تَحِلّ لَهُ أَن يَتَزَوّجَهَا فَقَالَ ع يَدَعُهَا حَتّي يَستَبرِئَهَا مِن نُطفَتِهِ وَ نُطفَةِ غَيرِهِ إِذ لَا يُؤمَنُ مِنهَا أَن تَكُونَ قَد أَحدَثَت مَعَ غَيرِهِ حَدَثاً كَمَا أَحدَثَت مَعَهُ ثُمّ يَتَزَوّجُ بِهَا إِن أَرَادَ فَإِنّمَا مَثَلُهَا مَثَلُ نَخلَةٍ أَكَلَ رَجُلٌ مِنهَا حَرَاماً ثُمّ اشتَرَاهَا فَأَكَلَ مِنهَا حَلَالًا فَانقَطَعَ يَحيَي فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعفَرٍ ع يَا أَبَا مُحَمّدٍ مَا تَقُولُ فِي رَجُلٍ حَرُمَت عَلَيهِ امرَأَةٌ بِالغَدَاةِ وَ حَلّت لَهُ ارتِفَاعَ النّهَارِ وَ حَرُمَت عَلَيهِ نِصفَ النّهَارِ ثُمّ حَلّت لَهُ الظّهرَ ثُمّ حَرُمَت عَلَيهِ العَصرَ ثُمّ حَلّت لَهُ المَغرِبَ ثُمّ حَرُمَت عَلَيهِ نِصفَ اللّيلِ ثُمّ حَلّت لَهُ مَعَ الفَجرِ ثُمّ حَرُمَت عَلَيهِ ارتِفَاعَ النّهَارِ ثُمّ حَلّت لَهُ نِصفَ النّهَارِ فبَقَيَِ يَحيَي وَ الفُقَهَاءُ بُلساً خُرساً فَقَالَ المَأمُونُ يَا أَبَا جَعفَرٍ أَعَزّكَ اللّهُ بَيّن لَنَا هَذَا قَالَ هَذَا رَجُلٌ نَظَرَ إِلَي مَملُوكَةٍ لَا تَحِلّ لَهُ فَاشتَرَاهَا فَحَلّت لَهُ ثُمّ أَعتَقَهَا فَحَرُمَت عَلَيهِ ثُمّ تَزَوّجَهَا فَحَلّت لَهُ فَظَاهَرَ مِنهَا فَحَرُمَت عَلَيهِ فَكَفّرَ لِلظّهَارِ فَحَلّت لَهُ ثُمّ طَلّقَهَا تَطلِيقَةً فَحَرُمَت عَلَيهِ ثُمّ رَاجَعَهَا فَحَلّت لَهُ فَارتَدّ عَنِ الإِسلَامِ فَحَرُمَت عَلَيهِ فَتَابَ وَ رَجَعَ إِلَي الإِسلَامِ فَحَلّت لَهُ بِالنّكَاحِ الأَوّلِ كَمَا أَقَرّ رَسُولُ اللّهِص نِكَاحَ زَينَبَ مَعَ أَبِي العَاصِ بنِ الرّبِيعِ حَيثُ أَسلَمَ عَلَي النّكَاحِ الأَوّلِ
صفحه : 386
1-ف ،[تحف العقول ] قَالَ مُوسَي بنُ مُحَمّدِ بنِ الرّضَالَقِيتُ يَحيَي بنَ أَكثَمَ فِي دَارِ العَامّةِ فسَأَلَنَيِ عَن مَسَائِلَ فَجِئتُ إِلَي أخَيِ عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ فَدَارَ بيَنيِ وَ بَينَهُ مِنَ المَوَاعِظِ مَا حمَلَنَيِ وَ بصَرّنَيِ طَاعَتَهُ فَقُلتُ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ إِنّ ابنَ أَكثَمَ كَتَبَ يسَألَنُيِ عَن مَسَائِلَ لِأُفتِيَهُ فِيهَا فَضَحِكَ ثُمّ قَالَ فَهَل أَفتَيتَهُ قُلتُ لَا قَالَ وَ لِمَ قُلتُ لَم أَعرِفهَا قَالَ وَ مَا هيَِ قُلتُ كَتَبَ يسَألَنُيِ عَن قَولِ اللّهِقالَ ألّذِي عِندَهُ عِلمٌ مِنَ الكِتابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبلَ أَن يَرتَدّ إِلَيكَ طَرفُكَنبَيِّ اللّهِ كَانَ مُحتَاجاً إِلَي عِلمِ آصَفَ وَ عَن قَولِهِ تَعَالَيوَ رَفَعَ أَبَوَيهِ عَلَي العَرشِ وَ خَرّوا لَهُ سُجّداً أَ سَجَدَ يَعقُوبُ وَ وُلدُهُ لِيُوسُفَ وَ هُم أَنبِيَاءُ وَ عَن قَولِهِفَإِن كُنتَ فِي شَكّ مِمّا أَنزَلنا إِلَيكَ فَسئَلِ الّذِينَ يَقرَؤُنَ الكِتابَ مَنِ المُخَاطَبُ بِالآيَةِ فَإِن كَانَ المُخَاطَبُ النّبِيّص فَقَد شَكّ وَ إِن كَانَ المُخَاطَبُ غَيرَهُ فَعَلَي مَن إِذاً أُنزِلَ الكِتَابُ وَ عَن قَولِهِ تَعَالَيوَ لَو أَنّ ما فِي الأَرضِ مِن شَجَرَةٍ أَقلامٌ وَ البَحرُ يَمُدّهُ مِن بَعدِهِ سَبعَةُ أَبحُرٍ ما نَفِدَت كَلِماتُ اللّهِ مَا هَذِهِ الأَبحُرُ وَ أَينَ هيَِ وَ عَن قَولِهِ تَعَالَيفِيها ما تَشتَهِيهِ الأَنفُسُ وَ تَلَذّ الأَعيُنُفَاشتَهَت نَفسُ آدَمَ أَكلَ البُرّ فَأَكَلَ وَ أَطعَمَ فَكَيفَ عُوقِبَ وَ عَن قَولِهِأَو يُزَوّجُهُم ذُكراناً وَ إِناثاًيُزَوّجُ اللّهُ عِبَادَهُ الذّكرَانَ فَقَد عَاقَبَ قَوماً فَعَلُوا ذَلِكَ وَ عَن شَهَادَةِ المَرأَةِ جَازَت وَحدَهَا وَ قَد قَالَ اللّهُوَ أَشهِدُوا ذوَيَ عَدلٍ مِنكُم وَ عَنِ الخُنثَي وَ قَولِ عَلِيّ يُورَثُ مِنَ المَبَالِ فَمَن يَنظُرُ إِذَا بَالَ إِلَيهِ مَعَ أَنّهُ عَسَي أَن يَكُونَ امرَأَةً وَ قَد نَظَرَ إِلَيهَا الرّجَالُ أَو عَسَي أَن يَكُونَ رَجُلًا وَ قَد نَظَرَت إِلَيهِ النّسَاءُ وَ هَذَا مَا لَا يَحِلّ
صفحه : 387
وَ شَهَادَةُ الجَارّ إِلَي نَفسِهِ لَا تُقبَلُ وَ عَن رَجُلٍ أَتَي إِلَي قَطِيعِ غَنَمٍ فَرَأَي الراّعيَِ يَنزُو عَلَي شَاةٍ مِنهَا فَلَمّا بَصُرَ بِصَاحِبِهَا خَلّي سَبِيلَهَا فَدَخَلَت بَينَ الغَنَمِ كَيفَ تُذبَحُ وَ هَل يَجُوزُ أَكلُهَا أَم لَا وَ عَن صَلَاةِ الفَجرِ لِمَ يُجهَرُ فِيهَا بِالقِرَاءَةِ وَ هيَِ مِن صَلَاةِ النّهَارِ وَ إِنّمَا يُجهَرُ فِي صَلَاةِ اللّيلِ وَ عَن قَولِ عَلِيّ ع لِابنِ جُرمُوزٍ بَشّر قَاتِلَ ابنِ صَفِيّةَ بِالنّارِ فَلِمَ لَم يَقتُلهُ وَ هُوَ إِمَامٌ وَ أخَبرِنيِ عَن عَلِيّ ع لِمَ قَتَلَ أَهلَ صِفّينَ وَ أَمَرَ بِذَلِكَ مُقبِلِينَ وَ مُدبِرِينَ وَ أَجَازَ عَلَي الجَرحَي وَ كَانَ حُكمُهُ يَومَ الجَمَلِ أَنّهُ لَم يَقتُل مُوَلّياً وَ لَم يُجِز عَلَي جَرِيحٍ وَ لَم يَأمُر بِذَلِكَ وَ قَالَ مَن دَخَلَ دَارَهُ فَهُوَ آمِنٌ وَ مَن أَلقَي سِلَاحَهُ فَهُوَ آمِنٌ لِمَ فَعَلَ ذَلِكَ فَإِن كَانَ الحُكمُ الأَوّلُ صَوَاباً فاَلثاّنيِ خَطَأٌ وَ أخَبرِنيِ عَن رَجُلٍ أَقَرّ بِاللّوَاطِ عَلَي نَفسِهِ أَ يُحَدّ أَم يُدرَأُ عَنهُ الحَدّ قَالَ اكتُب إِلَيهِ قُلتُ وَ مَا أَكتُبُ قَالَ اكتُببِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ وَ أَنتَ فَأَلهَمَكَ اللّهُ الرّشدَ أتَاَنيِ كِتَابُكَ وَ مَا امتَحَنتَنَا بِهِ مِن تَعَنّتِكَ لِتَجِدَ إِلَي الطّعنِ سَبِيلًا إِن قَصَرنَا فِيهَا وَ اللّهُ يُكَافِئُكَ عَلَي نِيّتِكَ وَ قَد شَرَحنَا مَسَائِلَكَ فَأَصغِ إِلَيهَا سَمعَكَ وَ ذَلّل لَهَا فَهمَكَ وَ اشغَل بِهَا قَلبَكَ فَقَد لَزِمَتكَ الحُجّةُ وَ السّلَامُ سَأَلتَ عَن قَولِ اللّهِ جَلّ وَ عَزّقالَ ألّذِي عِندَهُ عِلمٌ مِنَ الكِتابِفَهُوَ آصَفُ بنُ بَرخِيَا وَ لَم يَعجِز سُلَيمَانُ عَن مَعرِفَةِ مَا عَرَفَ آصَفُ لَكِنّهُ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ أَحَبّ أَن يُعَرّفَ أُمّتَهُ مِنَ الجِنّ وَ الإِنسِ أَنّهُ الحُجّةُ مِن بَعدِهِ وَ ذَلِكَ مِن عِلمِ سُلَيمَانَ ع أَودَعَهُ آصَفَ بِأَمرِ اللّهِ فَفَهّمَهُ ذَلِكَ لِئَلّا يَختَلِفَ عَلَيهِ فِي إِمَامَتِهِ وَ دَلَالَتِهِ كَمَا فُهّمَ سُلَيمَانُ فِي حَيَاةِ دَاوُدَ ع لِتُعرَفَ نُبُوّتُهُ وَ إِمَامَتُهُ مِن بَعدِهِ لِتَأَكّدَ الحُجّةُ عَلَي الخَلقِ وَ أَمّا سُجُودُ يَعقُوبَ وَ وُلدِهِ كَانَ طَاعَةً لِلّهِ وَ مَحَبّةً لِيُوسُفَ كَمَا أَنّ السّجُودَ مِنَ
صفحه : 388
المَلَائِكَةِ لِآدَمَ لَم يَكُن لِآدَمَ وَ إِنّمَا كَانَ ذَلِكَ طَاعَةً لِلّهِ وَ مَحَبّةً مِنهُم لِآدَمَ فَسَجَدَ يَعقُوبُ ع وَ وُلدُهُ وَ يُوسُفُ مَعَهُم شُكراً لِلّهِ بِاجتِمَاعِ شَملِهِم أَ لَم تَرَهُ يَقُولُ فِي شُكرِهِ ذَلِكَ الوَقتَرَبّ قَد آتيَتنَيِ مِنَ المُلكِ وَ علَمّتنَيِ مِن تَأوِيلِ الأَحادِيثِ إِلَي آخِرِ الآيَةِ وَ أَمّا قَولُهُفَإِن كُنتَ فِي شَكّ مِمّا أَنزَلنا إِلَيكَ فَسئَلِ الّذِينَ يَقرَؤُنَ الكِتابَ فَإِنّ المُخَاطَبَ بِهِ رَسُولُ اللّهِص وَ لَم يَكُن فِي شَكّ مِمّا أُنزِلَ إِلَيهِ وَ لَكِن قَالَتِ الجَهَلَةُ كَيفَ لَم يَبعَثِ اللّهُ نَبِيّاً مِنَ المَلَائِكَةِ إِذ لَم يُفَرّق بَينَ نَبِيّهِ وَ بَينَنَا فِي الِاستِغنَاءِ عَنِ المَآكِلِ وَ المَشَارِبِ وَ المشَيِ فِي الأَسوَاقِ فَأَوحَي اللّهُ تَعَالَي إِلَي نَبِيّهِفَسئَلِ الّذِينَ يَقرَؤُنَ الكِتابَبِمَحضَرِ الجَهَلَةِ هَل بَعَثَ اللّهُ رَسُولًا قَبلَكَ إِلّا وَ هُوَ يَأكُلُ الطّعَامَ وَ يمَشيِ فِي الأَسوَاقِ وَ لَكَ بِهِم أُسوَةٌ وَ إِنّمَا قَالَفَإِن كُنتَ فِي شَكّ وَ لَم يَكُن وَ لَكِن لِلنّصَفَةِ كَمَا قَالَ تَعَالَيتَعالَوا نَدعُ أَبناءَنا وَ أَبناءَكُم وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُم وَ أَنفُسَنا وَ أَنفُسَكُم ثُمّ نَبتَهِل فَنَجعَل لَعنَتَ اللّهِ عَلَي الكاذِبِينَ وَ لَو قَالَ عَلَيكُم لَم يُجِيبُوا إِلَي المُبَاهَلَةِ وَ قَد عَلِمَ اللّهُ أَنّ نَبِيّهُ يؤُدَيّ عَنهُ رِسَالَاتِهِ وَ مَا هُوَ مِنَ الكَاذِبِينَ فَكَذَلِكَ عَرَفَ النّبِيّص أَنّهُ صَادِقٌ فِيمَا يَقُولُ وَ لَكِن أَحَبّ أَن يُنصِفَ مِن نَفسِهِ وَ أَمّا قَولُهُوَ لَو أَنّ ما فِي الأَرضِ مِن شَجَرَةٍ أَقلامٌ وَ البَحرُ يَمُدّهُ مِن بَعدِهِ سَبعَةُ أَبحُرٍ ما نَفِدَت كَلِماتُ اللّهِفَهُوَ كَذَلِكَ لَو أَنّ أَشجَارَ الدّنيَا أَقلَامٌ وَ البَحرُ يَمُدّهُ سَبعَةُ أَبحُرٍ وَ انفَجَرَتِ الأَرضُ عُيُوناً لَنَفَدَت قَبلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ اللّهِ وَ هيَِ عَينُ الكِبرِيتِ وَ عَينُ النّمِرِ وَ عَينُ البَرَهُوتِ وَ عَينُ طَبَرِيّةَ وَ حَمّةُ مَاسَبَذَانَ وَ حَمّةُ إِفرِيقِيَةَ
صفحه : 389
يُدعَي لسان وَ عَينُ بحرون وَ نَحنُ كَلِمَاتُ اللّهِ التّيِ لَا تَنفَدُ وَ لَا تُدرَكُ فَضَائِلُنَا وَ أَمّا الجَنّةُ فَإِنّ فِيهَا مِنَ المَآكِلِ وَ المَشَارِبِ وَ الملَاَهيِ مَا تشَتهَيِ الأَنفُسُ وَ تَلَذّ الأَعيُنُ وَ أَبَاحَ اللّهُ ذَلِكَ كُلّهُ لِآدَمَ وَ الشّجَرَةُ التّيِ نَهَي اللّهُ عَنهَا آدَمَ وَ زَوجَتَهُ أَن يَأكُلَا مِنهَا شَجَرَةُ الحَسَدِ عَهِدَ إِلَيهِمَا أَن لَا يَنظُرَا إِلَي مَن فَضّلَ اللّهُ عَلَي خَلَائِقِهِ بِعَينِ الحَسَدِ فنَسَيَِ وَ نَظَرَ بِعَينِ الحَسَدِوَ لَم نَجِد لَهُ عَزماً وَ أَمّا قَولُهُأَو يُزَوّجُهُم ذُكراناً وَ إِناثاً أَي يُولَدُ لَهُ ذُكُورٌ وَ يُولَدُ لَهُ إِنَاثٌ يُقَالُ لِكُلّ اثنَينِ مُقرِنَينِ زَوجَانِ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُمَا زَوجٌ وَ مَعَاذَ اللّهِ أَن يَكُونَ عَنَي الجَلِيلُ مَا لَبّستَ بِهِ عَلَي نَفسِكَ تَطلُبُ الرّخصَ لِارتِكَابِ المَآثِمِوَ مَن يَفعَل ذلِكَ يَلقَ أَثاماً يُضاعَف لَهُ العَذابُ يَومَ القِيامَةِ وَ يَخلُد فِيهِ مُهاناً إِن لَم يَتُب وَ أَمّا شَهَادَةُ المَرأَةِ وَحدَهَا التّيِ جَازَت فهَيَِ القَابِلَةُ جَازَت شَهَادَتُهَا مَعَ الرّضَا فَإِن لَم يَكُن رِضًا فَلَا أَقَلّ مِنِ امرَأَتَينِ تَقُومُ المَرأَةُ بَدَلَ الرّجُلِ لِلضّرُورَةِ لِأَنّ الرّجُلَ لَا يُمكِنُهُ أَن يَقُومَ مَقَامَهَا فَإِن كَانَت وَحدَهَا قُبِلَ قَولُهَا مَعَ يَمِينِهَا وَ أَمّا قَولُ عَلِيّ ع فِي الخُنثَي فهَيَِ كَمَا قَالَ يَنظُرُ قَومٌ عُدُولٌ يَأخُذُ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُم مِرآةً وَ يَقُومُ الخُنثَي خَلفَهُم عُريَانَةً وَ يَنظُرُونَ فِي المَرَايَا فَيَرَونَ الشّبَحَ فَيَحكُمُونَ عَلَيهِ وَ أَمّا الرّجُلُ النّاظِرُ إِلَي الراّعيِ وَ قَد نَزَا عَلَي شَاةٍ فَإِن عَرَفَهَا ذَبَحَهَا وَ أَحرَقَهَا وَ إِن لَم يَعرِفهَا قَسَمَ الغَنَمَ نِصفَينِ وَ سَاهَمَ بَينَهُمَا فَإِذَا وَقَعَ عَلَي أَحَدِ النّصفَينِ فَقَد نَجَا النّصفُ الآخَرُ ثُمّ يُفَرّقُ النّصفَ الآخَرَ فَلَا يَزَالُ كَذَلِكَ حَتّي تَبقَي شَاتَانِ فَيُقرِعُ بَينَهُمَا فَأَيّهَا وَقَعَ السّهمُ بِهَا ذُبِحَت وَ أُحرِقَت وَ نَجَا سَائِرُ الغَنَمِ وَ أَمّا صَلَاةُ الفَجرِ فَالجَهرُ فِيهَا بِالقِرَاءَةِ لِأَنّ النّبِيّص كَانَ يُغَلّسُ بِهَا فَقِرَاءَتُهَا مِنَ اللّيلِ
صفحه : 390
وَ أَمّا قَولُ عَلِيّ ع بَشّر قَاتِلَ ابنِ صَفِيّةَ بِالنّارِ فَهُوَ لِقَولِ رَسُولِ اللّهِص وَ كَانَ مِمّن خَرَجَ يَومَ النّهرِ فَلَم يَقتُلهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع بِالبَصرَةِ لِأَنّهُ عَلِمَ أَنّهُ يُقتَلُ فِي فِتنَةِ النّهرَوَانِ وَ أَمّا قَولُكَ إِنّ عَلِيّاً قَتَلَ أَهلَ صِفّينَ مُقبِلِينَ وَ مُدبِرِينَ وَ أَجَازَ عَلَي جَرِيحِهِم وَ إِنّهُ يَومَ الجَمَلِ لَم يَتبَع مُوَلّياً وَ لَم يُجِز عَلَي جَرِيحٍ وَ مَن أَلقَي سِلَاحَهُ آمَنَهُ وَ مَن دَخَلَ دَارَهُ آمَنَهُ فَإِنّ أَهلَ الجَمَلِ قُتِلَ إِمَامُهُم وَ لَم تَكُن لَهُم فِئَةٌ يَرجِعُونَ إِلَيهَا وَ إِنّمَا رَجَعَ القَومُ إِلَي مَنَازِلِهِم غَيرَ مُحَارِبِينَ وَ لَا مُخَالِفِينَ وَ لَا مُنَابِذِينَ رَضُوا بِالكَفّ عَنهُم فَكَانَ الحُكمُ فِيهِم رَفعَ السّيفِ عَنهُم وَ الكَفّ عَن أَذَاهُم إِذ لَم يَطلُبُوا عَلَيهِ أَعوَاناً وَ أَهلُ صِفّينَ كَانُوا يَرجِعُونَ إِلَي فِئَةٍ مُستَعِدّةٍ وَ إِمَامٍ يَجمَعُ لَهُمُ السّلَاحَ وَ الدّرُوعَ وَ الرّمَاحَ وَ السّيُوفَ وَ يسُنَيّ لَهُمُ العَطَاءَ وَ يُهَيّئُ لَهُمُ الأَنزَالَ وَ يَعُودُ مَرِيضَهُم وَ يَجبُرُ كَسِيرَهُم وَ يدُاَويِ جَرِيحَهُم وَ يَحمِلُ رَاجِلَهُم وَ يَكسُو حَاسِرَهُم وَ يَرُدّهُم فَيَرجِعُونَ إِلَي مُحَارَبَتِهِم وَ قِتَالِهِم فَلَم يُسَاوِ بَينَ الفَرِيقَينِ فِي الحُكمِ لِمَا عَرَفَ مِنَ الحُكمِ فِي قِتَالِ أَهلِ التّوحِيدِ لَكِنّهُ شَرَحَ ذَلِكَ لَهُم فَمَن رَغِبَ عُرِضَ عَلَي السّيفِ أَو يَتُوبَ مِن ذَلِكَ وَ أَمّا الرّجُلُ ألّذِي اعتَرَفَ بِاللّوَاطِ فَإِنّهُ لَم تَقُم عَلَيهِ بَيّنَةٌ وَ إِنّمَا تَطَوّعَ بالإقدار[بِالإِقرَارِ] مِن نَفسِهِ وَ إِذَا كَانَ لِلإِمَامِ ألّذِي مَنّ اللّهُ أَن يُعَاقِبَ عَنِ اللّهِ كَانَ لَهُ أَن يَمُنّ عَنِ اللّهِ أَ مَا سَمِعتَ قَولَ اللّهِهذا عَطاؤُناالآيَةَ قَد أَنبَأنَاكَ بِجَمِيعِ مَا سَأَلتَنَاهُ فَاعلَم ذَلِكَ
ختص ،[الإختصاص ] محمد بن عيسي بن عبيد البغدادي عن محمد بن موسي
مثله
صفحه : 391
أقول قدأوردنا هذه الأجوبة بأدني تغيير في أبواب تاريخه ع وشرح أجزاء الخبر مفرق علي الأبواب المناسبة لها
2- وروي السيد المرتضي رحمه الله عن شيخه المفيد رضي الله عنه قال دخل أبوهاشم داود بن القاسم الجعفري علي محمد بن طاهر بعدقتل يحيي بن عمر المقتول بشاهي فقال له أيها الأمير إنا قدجئناك لنهنئك بأمر لو كان رسول الله ص حيا لعزيناه به
3- قَالَ السّيّدُ المُرتَضَي رضَيَِ اللّهُ عَنهُ أخَبرَنَيِ الشّيخُ أَدَامَ اللّهُ عِزّهُ مُرسَلًا عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي بنِ عُبَيدٍ اليقَطيِنيِّ عَن سَعِيدِ بنِ جَنَاحٍ عَن سُلَيمَانَ بنِ جَعفَرٍ قَالَ قَالَ لِي أَبُو الحَسَنِ العسَكرَيِّ ع نُمتُ وَ أَنَا أُفَكّرُ فِي بَيتِ ابنِ أَبِي حَفصَةَ
أَنّي يَكُونُ وَ لَيسَ ذَاكَ بِكَائِنٍ | لبِنَيِ البَنَاتِ وِرَاثَةُ الأَعمَامِ |
فَإِذَا إِنسَانٌ يَقُولُ لِي
قَد كَانَ إِذ نَزَلَ القُرآنُ بِفَضلِهِ | وَ مَضَي القَضَاءُ بِهِ مِنَ الحُكّامِ |
أَنّ ابنَ فَاطِمَةَ المُنَوّهَ بِاسمِهِ | حَازَ الوِرَاثَةَ عَن بنَيِ الأَعمَامِ |
وَ بقَيَِ ابنُ نَثلَةَ وَاقِفاً مُتَحَيّراً | يبَكيِ وَ يُسعِدُهُ ذَوُو الأَرحَامِ |
بيان نثلة اسم أم العباس ويقال نثيلة ولعل المراد بابن فاطمة أمير المؤمنين ع ويحتمل أن يكون المراد بفاطمة البتول ع وبابنها جنس الابن أوالقائم ع والأول أظهر
4- كِتَابُ الإِستِدرَاكِ، قَالَ نَادَي المُتَوَكّلُ يَوماً كَاتِباً نَصرَانِيّاً أَبَا نُوحٍ فَأَنكَرُوا كُنَي الكِتَابِيّينَ فَاستَفتَي فَاختُلِفَ عَلَيهِ فَبَعَثَ إِلَي أَبِي الحَسَنِ فَوَقّعَ ع بِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِتَبّت يَدا أَبِي لَهَبٍفَعَلِمَ المُتَوَكّلُ أَنّهُ يَحِلّ ذَلِكَ لِأَنّ اللّهَ قَد كَنّي الكَافِرَ
صفحه : 392
1-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] أَبُو القَاسِمِ الكوُفيِّ فِي كِتَابِ التّبدِيلِ أَنّ إِسحَاقَ الكنِديِّ كَانَ فَيلَسُوفَ العِرَاقِ فِي زَمَانِهِ أَخَذَ فِي تَألِيفِ تَنَاقُضِ القُرآنِ وَ شَغَلَ نَفسَهُ بِذَلِكَ وَ تَفَرّدَ بِهِ فِي مَنزِلِهِ وَ أَنّ بَعضَ تَلَامِذَتِهِ دَخَلَ يَوماً عَلَي الإِمَامِ الحَسَنِ العسَكرَيِّ ع فَقَالَ لَهُ أَبُو مُحَمّدٍ ع أَ مَا فِيكُم رَجُلٌ رَشِيدٌ يَردَعُ أُستَاذَكُمُ الكنِديِّ عَمّا أَخَذَ فِيهِ مِن تَشَاغُلِهِ بِالقُرآنِ فَقَالَ التّلمِيذُ نَحنُ مِن تَلَامِذَتِهِ كَيفَ يَجُوزُ مِنّا الِاعتِرَاضُ عَلَيهِ فِي هَذَا أَو فِي غَيرِهِ فَقَالَ لَهُ أَبُو مُحَمّدٍ ع أَ تؤُدَيّ إِلَيهِ مَا أُلقِيهِ إِلَيكَ قَالَ نَعَم قَالَ فَصِر إِلَيهِ وَ تَلَطّف فِي مُؤَانَسَتِهِ وَ مَعُونَتِهِ عَلَي مَا هُوَ بِسَبِيلِهِ فَإِذَا وَقَعَتِ المُؤَانَسَةُ فِي ذَلِكَ فَقُل قَد حضَرَتَنيِ مَسأَلَةٌ أَسأَلُكَ عَنهَا فَإِنّهُ يسَتدَعيِ ذَلِكَ مِنكَ فَقُل لَهُ إِن أَتَاكَ هَذَا المُتَكَلّمُ بِهَذَا القُرآنِ هَل يَجُوزُ أَن يَكُونَ مُرَادُهُ بِمَا تَكَلّمَ بِهِ مِنهُ غَيرَ المعَاَنيِ التّيِ قَد ظَنَنتَهَا أَنّكَ ذَهَبتَ إِلَيهَا فَإِنّهُ سَيَقُولُ إِنّهُ مِنَ الجَائِزِ لِأَنّهُ رَجُلٌ يَفهَمُ إِذَا سَمِعَ فَإِذَا أَوجَبَ ذَلِكَ فَقُل لَهُ فَمَا يُدرِيكَ لَعَلّهُ قَد أَرَادَ غَيرَ ألّذِي ذَهَبتَ أَنتَ إِلَيهِ فَتَكُونُ وَاضِعاً لِغَيرِ مَعَانِيهِ فَصَارَ الرّجُلُ إِلَي الكنِديِّ وَ تَلَطّفَ إِلَي أَن أَلقَي عَلَيهِ هَذِهِ المَسأَلَةَ فَقَالَ لَهُ أَعِد عَلَيّ فَأَعَادَ عَلَيهِ فَتَفَكّرَ فِي نَفسِهِ وَ رَأَي ذَلِكَ مُحتَمِلًا فِي اللّغَةِ وَ سَائِغاً فِي النّظَرِ
أقول قدأوردنا وسنورد عمدة احتجاجاتهم ع وحلها في أبواب تاريخهم صلوات الله عليهم وأبواب المواعظ والحكم وأبواب التوحيد والعدل والمعاد وسائر أبواب الكتاب وإنما أوردنا هاهنا ما لايخص بابا من الأبواب وسيأتي احتجاجات القائم و ماروي عنه ع من جوامع العلوم في كتاب الغيبة إن شاء الله تعالي
صفحه : 393
فقال رضي الله عنه دين الإمامية هوالإقرار بتوحيد الله تعالي ذكره ونفي التشبيه عنه وتنزيهه عما لايليق به والإقرار بأنبياء الله ورسله وحججه وملائكته وكتبه والإقرار بأن محمداص هوسيد الأنبياء والمرسلين و أنه أفضل منهم و من جميع الملائكة المقربين و أنه خاتم النبيين فلانبي بعده إلي يوم القيامة و أن جميع الأنبياء والرسل والأئمة ع أفضل من الملائكة وأنهم معصومون مطهرون من كل دنس ورجس لايهمون بذنب صغير و لاكبير و لايرتكبونه وأنهم أمان لأهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء. و أن الدعائم التي بني الإسلام عليها خمس الصلاة والزكاة والصوم والحج وولاية النبي والأئمة بعده صلوات الله عليهم وهم اثنا عشر إماما أولهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع ثم الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين ثم الباقر محمد بن علي ثم الصادق جعفر بن محمد ثم الكاظم موسي بن جعفر ثم الرضا علي بن موسي ثم الجواد محمد بن علي ثم الهادي علي بن محمد ثم العسكري الحسن بن علي ثم الحجة بن الحسن بن علي ع . والإقرار بأنهم أولو الأمر الذين أمر الله عز و جل بطاعتهم فقال أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرّسُولَ وَ أوُليِ الأَمرِ مِنكُم و أن طاعتهم طاعة الله ومعصيتهم معصية الله ووليهم ولي الله وعدوهم عدو الله عز و جل ومودة ذرية النبي ص إذاكانوا علي
صفحه : 394
منهاج آبائهم الطاهرين فريضة واجبة في أعناق العباد إلي يوم القيامة وهي أجر النبوة لقول الله عز و جل قُل لا أَسئَلُكُم عَلَيهِ أَجراً إِلّا المَوَدّةَ فِي القُربي. والإقرار بأن الإسلام هوالإقرار بالشهادتين والإيمان هوإقرار باللسان وعقد بالقلب وعمل بالجوارح لا يكون الإيمان إلاهكذا. و من شهد الشهادتين فقد حقن ماله ودمه إلابحقهما وحسابه علي الله عز و جل والإقرار بالمساءلة في القبر حين يدفن الميت وبمنكر ونكير وبعذاب القبر والإقرار بخلق الجنة والنار وبمعراج النبي ص إلي السماء السابعة ومنها إلي سدرة المنتهي ومنها إلي حجب النور وبمناجاة الله عز و جل إياه و أنه عرج به بجسمه وروحه علي الصحة والحقيقة لا علي الرؤيا في المنام و أن ذلك لم يكن لأن الله عز و جل في مكان هناك لأنه متعال عن المكان ولكنه عز و جل عرج به ع تشريفا له وتعظيما لمنزلته وليريه ملكوت السماوات كماأراه ملكوت الأرض ويشاهد ما فيها من عظمة الله عز و جل وليخبر أمته بما شاهد في العلو من الآيات والعلامات . والإقرار بالحوض والشفاعة للمذنبين من أصحاب الكبائر والإقرار بالصراط والحساب والميزان واللوح والقلم والعرش والكرسي. والإقرار بأن الصلاة عمود الدين وأنها أول مايحاسب عليه العبد يوم القيامة من الأعمال وأول مايسأل عنه العبد بعدالمعرفة فإن قبلت قبل ماسواها و إن ردت رد ماسواها و إن المفروضات من الصلوات في اليوم والليلة خمس صلوات وهي سبع عشرة ركعة الظهر أربع ركعات والعصر أربع ركعات والمغرب ثلاث ركعات والعشاء الآخرة أربع ركعات والغداة ركعتان . و أماالنافلة فهي مثلا الفريضة أربع وثلاثون ركعة ثمان ركعات قبل الظهر وثمان بعدها قبل العصر وأربع ركعات بعدالمغرب وركعتان من جلوس بعدالعشاء الآخرة يحسبان بركعة وهي وتر لمن لم يلحق الوتر آخر الليل وصلاة الليل ثماني ركعات
صفحه : 395
كل ركعتين بتسليمة والشفع ركعتان بتسليمة والوتر ركعة واحدة ونافلة الغداة ركعتان فجملة الفرائض والنوافل في اليوم والليلة إحدي وخمسون ركعة والأذان والإقامة مثني مثني وفرائض الصلاة سبع الوقت والطهور والتوجه والقبلة والركوع والسجود والدعاء والقنوت في كل صلاة فريضة ونافلة في الركعة الثانية قبل الركوع و بعدالقراءة ويجزي من القول في القنوت رَبّ اغفِر وَ ارحَم وتجاوز عما تعلم إنك أنت الأعز الأجل الأكرم ويجزي فيه أيضا ثلاث تسبيحات و إن أحب المصلي أن يذكر الأئمة ع في قنوته ويصلي عليهم فيجملهم وتكبيرة الافتتاح واحدة وسبع أفضل ويجب الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم في الصلاة عندافتتاح الفاتحة و عندافتتاح السورة بعدها وهي آية من القرآن وهي أقرب إلي اسم الله الأعظم من سواد العين إلي بياضها ويستحب رفع اليدين في كل تكبيرة في الصلاة و هوزين الصلاة والقراءة في الأوليين من الفريضة الحمد وسورة و لاتكون من العزائم التي يسجد فيها وهي سجدة لقمان وحم السجدة والنجم وسورة اقرأ باسم ربك و لاتكن السورة أيضا لإيلاف أو أ لم تر كيف أوالضحي أو أ لم نشرح لأن الإيلاف و أ لم تر كيف سورة واحدة والضحي و أ لم نشرح سورة واحدة فلايجوز التفرد بواحدة منها في ركعة فريضة فمن أراد أن يقرأ بها في الفريضة فليقرأ لإيلاف و أ لم تر كيف في ركعة والضحي و أ لم نشرح في ركعة و لايجوز القران بين سورتين في الفريضة فأما في النافلة فلابأس بأن يقرأ الرجل ماشاء و لابأس بقراءة العزائم في النوافل لأنه إنما يكره ذلك في الفريضة. ويجب أن يقرأ في صلاة الظهر يوم الجمعة سورة الجمعة والمنافقين فبذلك جرت
صفحه : 396
السنة والقول في الركوع والسجود ثلاث تسبيحات وخمس أحسن وسبع أفضل وتسبيحة تامة تجزي في الركوع والسجود للمريض والمستعجل فمن نقص من الثلاث تسبيحات في ركوعه أو في سجوده تسبيحة و لم يكن بمريض و لامستعجل فقد نقص ثلث صلاته و من ترك تسبيحتين فقد نقص ثلثي صلاته و من لم يسبح في ركوعه وسجوده فلاصلاة له إلا أن يهلل أويكبر أويصلي علي النبي ص بعدد التسبيح فإن ذلك يجزيه . ويجزي في التشهد الشهادتان فما زاد فتعبد والتسليم في الصلاة يجزي مرة واحدة مستقبل القبلة ويميل بعينه إلي يمينه و من كان في جمع من أهل الخلاف سلم تسليمتين عن يمينه تسليمة و عن يساره تسليمة كمايفعلون للتقية. وينبغي للمصلي أن يسبح بتسبيح الزهراء فاطمة ع في دبر كل فريضة وهي أربع وثلاثون تكبيرة وثلاث وثلاثون تسبيحة وثلاث وثلاثون تحميدة فإنه من فعل ذلك بعدالفريضة قبل أن يثني رجليه غفر الله له ثم يصلي علي النبي والأئمة ع ويدعو لنفسه بما أحب ويسجد بعدفراغه من الدعاء سجدة الشكر يقول فيهاثلاث مرات شكرا لله و لايدعها إلا إذاحضر مخالف للتقية. و لايجوز التكفير في الصلاة و لاقول آمين بعدفاتحة الكتاب و لاوضع الركبتين علي الأرض في السجود قبل اليدين و لايجوز السجود إلا علي الأرض أو ماأنبتته الأرض إلا ماأكل أولبس و لابأس بالصلاة في شعر ووبر كل ماأكل لحمه و ما لايؤكل لحمه فلايجوز الصلاة في شعره ووبره إلا ماخصته الرخصة وهي الصلاة في السنجاب والسمور والفنك والخز والأولي أن لايصلي فيها و من صلي فيهاجازت صلاته و أماالثعالب فلارخصة فيها إلا في حال التقية والضرورة. والصلاة يقطعها الريح إذاخرج من المصلي أوغيرها مما ينقض الوضوء أويذكر أنه علي غيروضوء أووجد أذي أوضربانا لايمكنه الصبر عليه أورعف فخرج من أنفه دم كثير أوالتفت حتي يري من خلفه و لايقطع صلاة المسلم شيءمما يمر بين يديه من كلب أوامرأة أوحمار أو غير ذلك .
صفحه : 397
و لاسهو في النافلة فمن سها في نافلة فليس عليه شيءفليبن علي ماشاء وإنما السهو في الفريضة فمن سها في الأوليين أعاد الصلاة و من شك في المغرب أعاد الصلاة و من شك في الغداة أعاد الصلاة و من شك في الثانية والثالثة أو في الثالثة والرابعة فليبن علي الأكثر فإذاسلم أتم ماظن أنه قدنقص و لاتجب سجدتا السهو علي المصلي إلا إذاقام في حال قعوده أوقعد في حال قيامه أوترك التشهد أو لم يدر زاد في صلاته أونقص منها وهما بعدالتسليم في الزيادة والنقصان ويقال فيهما بسم الله وبالله السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته و أماسجدة العزائم فيقال فيها لاإله إلا الله حقا حقا لاإله إلا الله إيمانا وتصديقا لاإله إلا الله عبودية ورقا سجدت لك يارب تعبدا ورقا لامستنكفا و لامستكبرا بل أنا عبدذليل خائف مستجير ويكبر إذارفع رأسه و لايقبل من صلاة العبد إلا ماأقبل عليه منها بقلبه حتي أنه ربما قبل من صلاته ربعها أوثلثها أونصفها أوأقل من ذلك أوأكثر ولكن الله عز و جل يتمها بالنوافل . وأولي الناس بالتقدم في جماعة أقرؤهم للقرآن فإن كانوا في القرآن سواء فأقدمهم هجرة فإن كانوا في الهجرة سواء فأسنهم فإن كانوا في السن سواء فأصبحهم وجها وصاحب المسجد أولي بمسجده و من صلي بقوم وفيهم من هوأعلم منه لم يزل أمرهم إلي سفال إلي يوم القيامة والجماعة يوم الجمعة فريضة واجبة و في سائر الأيام سنة من تركها رغبة عنها و عن جماعة المسلمين من غيرعلة فلاصلاة له . ووضعت الجمعة عن تسعة عن الصغير والكبير والمجنون والمسافر والعبد والمرأة والمريض والأعمي و من كان علي رأس فرسخين ويفضل صلاة الرجل في جماعة علي صلاة الرجل وحده خمس وعشرين درجة في الجنة.
صفحه : 398
وفرض السفر ركعتان إلاالمغرب فإن رسول الله ص تركها علي حالها في السفر والحضر و لايصلي في السفر من نوافل النهار شيء و لايترك فيه من نوافل الليل شيء و لايجوز صلاة الليل من أول الليل إلا في السفر و إذاقضاها الإنسان فهو أفضل له من أن يصليها من أول الليل . وحد السفر ألذي يجب فيه التقصير في الصلاة والإفطار في الصوم ثمانية فراسخ فإن كان سفر الرجل أربعة فراسخ و لم يرد الرجوع من يومه فهو بالخيار إن شاء أتم و إن شاء قصر و إن أراد الرجوع من يومه فالتقصير عليه واجب و من كان سفره معصية فعليه التمام في الصوم والصلاة والمتمم في السفر كالمقصر في الحضر والذين يجب عليهم التمام في الصلاة والصوم في السفر المكاري والكري والاشتقان و هوالبريد والراعي والملاح لأنه عملهم وصاحب الصيد إذا كان صيده بطرا وأشرا و إن كان صيده مما يعود به علي عياله فعليه التقصير في الصوم والصلاة و ليس من البر أن يصوم الرجل في سفره تطوعا و لايجوز للمفطر في السفر في شهر رمضان أن يجامع . والصلاة ثلاثة أثلاث ثلث طهور وثلث ركوع وثلث سجود و لاصلاة إلابطهور والوضوء مرة مرة و من توضأ مرتين فهو جائز إلا أنه لايؤجر عليه والماء كله طاهر حتي يعلم أنه قذر و لايفسد الماء إلا ماكانت له نفس سائلة و لابأس بالوضوء بماء الورد والاغتسال به من الجنابة و أماالماء ألذي تسخنه الشمس فلابأس بالوضوء منه وإنما يكره الوضوء به وغسل الثياب والاغتسال لأنه يورث البرص والماء إذا كان قدر كر لم ينجسه شيء والكر ألف رطل ومائتا رطل بالمدني.
صفحه : 399
وروي أن الكر هو ما يكون ثلاثة أشبار طولا في ثلاثة أشبار عرضا في ثلاثة أشبار عمقا وماء البئر طهور كله ما لم يقع فيه شيءينجسه وماء البحر طهور كله . و لاينقض الوضوء إلا ماخرج من الطرفين من بول أوغائط أوريح أومني والنوم إذاذهب بالعقل و لايجوز المسح علي العمامة و لا علي القلنسوة و لايجوز المسح علي الخفين والجوربين إلا من عدو يتقي أوثلج يخاف منه علي الرجلين فيقام الخفان مقام الجبائر فيمسح عليهما. وَ رَوَت عَائِشَةُ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ أَشَدّ النّاسِ حَسرَةً يَومَ القِيَامَةِ مَن رَأَي وُضُوءَهُ عَلَي جِلدِ غَيرِهِ
وقالت عائشة لأن أمسح علي ظهر عير بالفلاة أحب إلي من أن أمسح علي خفي و من لم يجد الماء فليتيمم كما قال الله عز و جل فَتَيَمّمُوا صَعِيداً طَيّباً والصعيد الموضع المرتفع والطيب ألذي ينحدر عنه الماء فإذاأراد الرجل أن يتيمم ضرب بيده علي الأرض مرة واحدة ثم ينفضهما فيمسح بهما وجهه ثم يضرب بيده اليسري الأرض فيمسح بهايده اليمني من المرفق إلي أطراف الأصابع ثم يضرب بيمينه الأرض فيمسح بهايساره من المرفق إلي أطراف الأصابع و قدروي أن يمسح الرجل جبينه وحاجبه ويمسح علي ظهر كفيه و عليه مضي مشايخنا رضي الله عنهم و ماينقض الوضوء ينقض التيمم والنظر إلي الماء ينقض التيمم و من تيمم وصلي ثم وجد الماء و هو في وقت الصلاة أو قدخرج الوقت فلاإعادة عليه لأن التيمم أحد الطهورين فليتوضأ لصلاة أخري و لابأس أن يصلي الرجل بوضوء واحد صلاة الليل
صفحه : 400
والنهار كلها ما لم يحدث وكذلك التيمم ما لم يحدث أويصيب ماء. والغسل في سبعة عشر موطنا ليلة سبع عشرة من شهر رمضان وليلة تسع عشرة وليلة إحدي وعشرين وليلة ثلاث وعشرين وللعيدين و عنددخول الحرمين و عندالإحرام وغسل الزيارة وغسل الدخول إلي البيت و يوم التروية و يوم عرفة وغسل الميت وغسل من غسل ميتا أوكفنه أومسه بعد مابرد وغسل يوم الجمعة وغسل الكسوف إذااحترق القرص كله و لم يعلم به الرجل وغسل الجنابة فريضة وكذلك غسل الحيض
لِأَنّ الصّادِقَ ع قَالَ غُسلُ الجَنَابَةِ وَ الحَيضِ وَاحِدٌ
و كل غسل فيه وضوء في أوله إلاغسل الجنابة لأنه فريضة و إذااجتمع فرضان فأكبرهما يجزي عن أصغرهما و من أراد الغسل من الجنابة فليجتهد أن يبول ليخرج ما في إحليله من المني ثم يغسل يديه ثلاثا من قبل أن يدخلهما الإناء ثم يستنجي وينقي فرجه ثم يضع علي رأسه ثلاث أكف من ماء ويميز الشعر بأنامله حتي يبلغ الماء أصل الشعر كله ثم يتناول الإناء بيده ويصبه علي رأسه وبدنه مرتين ويمر يده علي بدنه كله ويخلل أذنيه بإصبعيه و كل ماأصابه الماء فقد طهر و إذاارتمس الجنب في الماء ارتماسة واحدة أجزأه ذلك من غسله و إن قام في المطر حتي يغسله فقد أجزأه ذلك من غسله و من أحب أن يتمضمض ويستنشق في غسل الجنابة فليفعل و ليس ذلك بواجب لأن الغسل علي ماظهر لا علي مابطن غير أنه إذاأراد أن يأكل أويشرب قبل الغسل لم يجز له إلا أن يغسل يديه ويتمضمض ويستنشق فإنه إن أكل أوشرب قبل ذلك خيف عليه البرص و إذاعرق الجنب في ثوبه وكانت الجنابة من حلال فحلال الصلاة في الثوب و إن كانت من حرام فحرام الصلاة فيه . وأقل الحيض ثلاثة أيام وأكثرها عشرة أيام وأقل الطهر عشرة أيام
صفحه : 401
وأكثره لاحد له وأكثر أيام النفساء التي تقعد فيها عن الصلاة ثمانية عشر يوما وتستظهر بيوم أويومين إلا أن تطهر قبل ذلك . والزكاة علي تسعة أشياء علي الحنطة والشعير والتمر والزبيب والإبل والبقر والغنم والذهب والفضة وعفا رسول الله ص عما سوي ذلك . و لايجوز دفع الزكاة إلا إلي أهل الولاية و لايعطي من أهل الولاية الأبوان والولد والزوج والزوجة والمملوك و كل من يجبر الرجل علي نفقته . والخمس واجب في كل شيءبلغ قيمته دينارا من الكنوز والمعادن والغوص والغنيمة و هولله عز و جل ولرسوله ص ولذي القربي من الأغنياء والفقراء واليتامي والمساكين و ابن السبيل من أهل الدين . وصيام السنة ثلاثة أيام في كل شهر خميس في أوله وأربعاء في وسطه وخميس في آخره وصيام شهر رمضان فريضة و هوبالرؤية و ليس بالرأي و لاالتظني و من صام قبل الرؤية أوأفطر قبل الرؤية فهو مخالف لدين الإمامية. و لاتقبل شهادة النساء في الطلاق و لا في رؤية الهلال والصلاة في شهر رمضان كالصلاة في غيره من الشهور فمن أحب أن يزيد فليصل كل ليلة عشرين ركعة ثماني ركعات بين المغرب والعشاء الآخرة واثنتا عشرة ركعة بعدالعشاء الآخرة إلي أن يمضي عشرون ليلة من شهر رمضان ثم يصلي كل ليلة ثلاثين ركعة ثمان ركعات منها بين المغرب والعشاء واثنتين وعشرين ركعة بعدالعشاء الآخرة ويقرأ في كل ركعة منها الحمد و ماتيسر له من القرآن إلا في ليلة إحدي وعشرين وليلة ثلاث وعشرين فإنه يستحب إحياؤهما و أن يصلي الإنسان في كل ليلة منهما مائة ركعة يقرأ في كل ركعة الحمد مرة وقل هو الله أحد عشر مرات و من أحيا هاتين الليلتين بمذاكرة العلم فهو أفضل وينبغي للرجل إذا كان ليلة الفطر أن يصلي المغرب ثلاثا ثم يسجد و يقول في سجوده ياذا الطول ياذا الحول يامصطفي محمد وناصره صل علي محمد وآل محمد واغفر لي كل ذنب أذنبته ونسيته و هوعندك في كتاب مبين
صفحه : 402
ثم يقول مائة مرة أتوب إلي الله عز و جل ويكبر بعدالمغرب والعشاء الآخرة وصلاة الغداة والعيد والظهر والعصر كمايكبر أيام التشريق و يقول الله أكبر الله أكبر لاإله إلا الله و الله أكبر الله أكبر ولله الحمد و الله أكبر علي ماهدانا والحمد لله علي ماأبلانا و لا يقول فيه ورزقنا من بهيمة الأنعام فإن ذلك في أيام التشريق . وزكاة الفطرة واجبة تجب علي الرجل أن يخرجها عن نفسه و عن كل من يعول من صغير وكبير وحر و عبد وذكر وأنثي صاعا من تمر أوصاعا من زبيب أوصاعا من بر أوصاعا من شعير وأفضل ذلك التمر والصاع أربعة أمداد والمد وزن مائتين واثنين وتسعين درهما ونصف يكون ذلك ألفا ومائة وسبعين وزنة و لابأس بأن يدفع قيمته ذهبا أوورقا و لابأس بأن يدفع عن نفسه وعمن يعول إلي واحد و لايجوز أن يدفع مايلزم واحدا إلي نفسين و لابأس بإخراج الفطرة في أول يوم من شهر رمضان إلي آخره وهي زكاة إلي أن يصلي العيد فإن أخرجها بعدالصلاة فهي صدقة وأفضل وقتها آخر يوم من شهر رمضان و من كان له مملوك مسلم أوذمي فليدفع عنه الفطرة و من ولد له مولود يوم الفطرة قبل الزوال فليدفع عنه الفطرة و إن ولد بعدالزوال فلافطرة عليه وكذلك إذاأسلم الرجل قبل الزوال أوبعده فعلي هذا. والحاج علي ثلاثة أوجه قارن ومفرد ومتمتع بالعمرة إلي الحج و لايجوز لأهل مكة وحاضريها التمتع بالعمرة إلي الحج و ليس لهم إلاالإقران والإفراد لقول الله عز و جل ذلِكَ لِمَن لَم يَكُن أَهلُهُ حاضرِيِ المَسجِدِ الحَرامِ وحد حاضري المسجد الحرام أهل مكة وحواليها علي ثمانية وأربعين ميلا و من كان خارجا من هذاالحد فلايحج إلامتمتعا بالعمرة إلي الحج و لايقبل الله غيره وأول الإحرام
صفحه : 403
المسلخ وآخره ذات عرق وأوله أفضل فإن رسول الله وقت لأهل العراق العقيق ووقت لأهل الطائف قرن المنازل ووقت لأهل اليمن يلملم ووقت لأهل الشام المهيعة وهي الجحفة ووقت لأهل المدينة ذا الحليفة و هومسجد الشجرة و لايجوز الإحرام قبل بلوغ الميقات و لايجوز تأخيره عن الميقات إلالعلة أوتقية وفرائض الحج سبعة الإحرام والتلبيات الأربع وهي لبيك أللهم لبيك لبيك لاشريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لاشريك لك لبيك و غير ذلك من التلبية سنة وينبغي للملبي أن يكثر من قوله لبيك ذا المعارج لبيك فإنها تلبية النبي ص والطواف بالبيت فريضة والركعتان عندمقام ابراهيم ع فريضة والسعي بين الصفا والمروة فريضة. والوقوف بالمشعر فريضة وهدي التمتع فريضة و ماسوي ذلك من مناسك الحج سنة و من أدرك يوم التروية عندزوال الشمس إلي الليل فقد أدرك المتعة و من أدرك يوم النحر مزدلفة و عليه خمسة من الناس فقد أدرك الحج . و لايجوز في الأضاحي من البدن إلاالثني و هو ألذي تم له خمس سنين ودخل في السادسة ويجزي في المعز والبقر الثني و هو ألذي تم له سنة ودخل في الثانية ويجزي من الضأن الجذع لسنة و لايجزي في الأضحية ذات عوار ويجزي البقرة عن خمسة نفر إذاكانوا من أهل بيت والثور عن واحد والبدنة عن سبعة والجزور عن عشرة متفرقين والكبش عن الرجل و عن أهل بيته و إذاعزت الأضاحي أجزأت شاة عن سبعين ويجعل الأضحية ثلاثة أثلاث ثلث يؤكل وثلث يهدي وثلث يتصدق به . و لايجوز صيام أيام التشريق فإنها أيام أكل وشرب وبعال وجرت
صفحه : 404
السنة في الإفطار يوم النحر بعدالرجوع من الصلاة و في الفطر قبل الخروج إلي الصلاة والتكبير في أيام التشريق بمني و في دبر خمس عشرة صلاة من صلاة الظهر يوم النحر إلي صلاة الغداة يوم الرابع وبالأمصار في دبر عشر صلوات من صلاة الظهر يوم النحر إلي صلاة الغداة يوم الثالث . وتحل الفروج بثلاثة وجوه نكاح بميراث ونكاح بلا ميراث ونكاح بملك اليمين و لاولاية لأحد علي المرأة إلالأبيها مادامت بكرا فإذاكانت ثيبا فلاولاية لأحد عليها و لايزوجها أبوها و لاغيره إلابمن ترضي بصداق مفروض و لايقع الطلاق إلا علي الكتاب والسنة و لايمين في طلاق و لا في عتق و لاطلاق قبل نكاح و لاعتق قبل ملك و لاعتق إلا ماأريد به وجه الله عز و جل . والوصية لايجوز إلابالثلث و من أوصي بأكثر من الثلث رد إلي الثلث وينبغي للمسلم أن يوصي لذوي قرابته ممن لايرث بشيء من ماله قل أم كثر و من لم يفعل ذلك فقد ختم عمله بمعصية.سهام المواريث لاتعول علي ستة و لايرث مع الولد والأبوين أحد إلازوج أوزوجة والمسلم يرث الكافر و لايرث الكافر المسلم و ابن الملاعنة لايرثه أبوه و لاأحد من قبل أبيه وترثه أمه فإن لم تكن له أم فأخواله وأقرباؤه من قبل أمه ومتي أقر الملاعن بالولد بعدالملاعنة ألحق به ولده و لم ترجع إليه امرأته فإن مات الأب ورثه الابن و إن مات الابن لم يرثه الأب . و من شرائط دين الإمامية اليقين والإخلاص والتوكل والرضا والتسليم والورع والاجتهاد والزهد والعبادة والصدق والوفاء وأداء الأمانة إلي البر والفاجر و لو إلي قاتل الحسين ع والبر بالوالدين واستعمال المروة والصبر والشجاعة واجتناب المحارم وقطع الطمع عما في أيدي الناس والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله بالنفس والمال علي شرائطه ومواساة الإخوان والمكافأة علي الصنائع وشكر المنعم والثناء علي المحسن والقناعة وصلة الرحم وبر الآباء والأمهات وحسن المجاورة والإيثار ومصاحبة الأخيار ومجانبة الأشرار ومعاشرة الناس
صفحه : 405
بالجميل والتسليم علي جميع الناس مع الاعتقاد بأن سلام الله لاينال الظالمين وإكرام المسلم ذي الشيبة وتوقير الكبير ورحمة الصغير وإكرام كريم كل قوم والتواضع والتخشع وكثرة ذكر الله عز و جل وتلاوة القرآن والدعاء والإغضاء والاحتمال والمجاملة والتقية وحسن الصحابة وكظم الغيظ والتعطف علي الفقراء والمساكين ومشاركتهم في المعيشة وتقوي الله في السر والعلانية والإحسان إلي النساء و ماملكت الأيمان وحفظ اللسان إلا من خير وحسن الظن بالله عز و جل والندم علي الذنب واستعمال السخاء والجود والاعتراف بالتقصير واستعمال جميع مكارم الأفعال والأخلاق للدين والدنيا واجتناب مذامها في الجملة والتفصيل واجتناب الغضب والسخط والحمية والعصبية والكبر وترك التجبر واحتقار الناس والفخر والعجب والبذاء والفحش والبغي وقطيعة الرحم والحسد والحرص والشره والطمع والخرق والجهل والسفه والكذب والخيانة والفسق والفجور واليمين الكاذبة وكتمان الشهادة والشهادة بالزور والغيبة والبهتان والسعاية والسباب واللعان والطعان والمكر والخديعة والغدر والنكث والقتل بغير حق والظلم والقساوة والجفاء والنفاق والرياء والزنا واللواط والربا والفرار من الزحف والتعرب بعدالهجرة وعقوق الوالدين والاحتيال علي الناس وأكل مال اليتيم ظلما وقذف المحصنة. هذا مااتفق إملاؤه علي العجلة من وصف دين الإمامية و قال وسأملي شرح ذلك وتفسيره إذاسهل الله عزاسمه لي العود من مقصدي إلي نيسابور إن شاء الله و لاحول و لاقوة إلابالله العلي العظيم وصلي الله علي محمد وآله وسلم .أقول سيأتي بيان مايخالف المشهور من عقائده وبسط القول في كل منها في أبوابها إن شاء الله تعالي وإنما أوردناها لكونه من عظماء القدماء التابعين لآثار الأئمة النجباء الذين لايتبعون الآراء والأهواء ولذا ينزل أكثر أصحابنا كلامه وكلام أبيه رضي الله عنهما منزلة النص المنقول والخبر المأثور
صفحه : 406
1-ج ،[الإحتجاج ]دخل أبوالعلاء المعري الدهري علي السيد المرتضي قدس الله سره فقال له أيها السيد ماقولك في الكل فقال السيد ماقولك في الجزء فقال ماقولك في الشعري فقال ماقولك في التدوير قال ماقولك في عدم الانتهاء فقال ماقولك في التحيز والناعورة فقال ماقولك في السبع فقال ماقولك في الزائد البري من السبع فقال ماقولك في الأربع فقال ماقولك في الواحد والاثنين فقال ماقولك في المؤثر فقال ماقولك في المؤثرات فقال ماقولك في النحسين فقال ماقولك في السعدين فبهت أبوالعلاء فقال السيد المرتضي رضي الله عنه عند ذلك ألا كل ملحد ملهد و قال أبوالعلاء أخذته من كتاب الله عز و جل يا بنُيَّ لا تُشرِك بِاللّهِ إِنّ الشّركَ لَظُلمٌ عَظِيمٌ وقام وخرج فقال السيد رضي الله عنه قدغاب عنا الرجل و بعد هذا لايرانا فسئل السيد رضي الله عنه عن شرح هذه الرموز والإشارات فقال سألني عن الكل وعنده الكل قديم ويشير بذلك إلي عالم سماه العالم الكبير فقال لي ماقولك فيه أراد أنه قديم وأجبته عن ذلك و قلت له ماقولك في الجزء لأن عندهم الجزء محدث و هوالمتولد عن العالم الكبير و هذاالجزء هوالعالم الصغير عندهم و كان مرادي بذلك أنه إذاصح أن هذاالعالم محدث فذلك ألذي أشار إليه إن صح فهو محدث أيضا لأن هذا من جنسه علي زعمه والشيء الواحد والجنس الواحد لا يكون بعضه قديما وبعضه محدثا فسكت لماسمع ماقلته
صفحه : 407
و أماالشعري أراد أنها ليست من الكواكب السيارة فقلت له ماقولك في التدوير أردت أن الفلك في التدوير والدوران فالشعري لايقدح في ذلك و أماعدم الانتهاء أراد بذلك أن العالم لاينتهي لأنه قديم فقلت له قدصح عندي التحيز والتدوير وكلاهما يدلان علي الانتهاء و أماالسبع أراد بذلك النجوم السيارة التي هي عندهم ذوات الأحكام فقلت له هذاباطل بالزائد البري ألذي يحكم فيه بحكم لا يكون ذلك الحكم منوطا بهذه النجوم السيارة التي هي الزهرة والمشتري والمريخ وعطارد والشمس والقمر وزحل و أماالأربع أراد بهاالطبائع فقلت له ماقولك في الطبيعة الواحدة النارية يتولد منها دابة بجلدها تمس الأيدي ثم تطرح ذلك الجلد علي النار فيحترق الزهومات ويبقي الجلد صحيحا لأن الدابة خلقها الله علي طبيعة النار والنار لاتحرق النار والثلج أيضا يتولد فيه الديدان و هو علي طبيعة واحدة والماء في البحر علي طبيعتين تتولد عنه السموك والضفادع والحيات والسلاحف وغيرها وعنده لايحصل الحيوان إلابالأربع فهذا مناقض لهذا و أماالمؤثر أراد به الزحل فقلت له ماقولك في المؤثر أردت بذلك أن المؤثرات كلهن عنده مؤثرات فالمؤثر القديم كيف يكون مؤثرا و أماالنحسين أراد بهما أنهما من النجوم السيارة إذااجتمعا يخرج من بينهما سعد فقلت له ماقولك في السعدين إذااجتمعا خرج من بينهما نحس هذاحكم أبطله الله تعالي ليعلم الناظر أن الأحكام لاتتعلق بالمسخرات لأن الشاهد يشهد علي أن العسل والسكر إذااجتمعا لايحصل منهما الحنظل والعلقم والحنظل والعلقم إذااجتمعا لايحصل منهما الدبس والسكر هذادليل علي بطلان قولهم و أماقولي ألا كل ملحد ملهد أردت أن كل مشرك ظالم لأن في اللغة
صفحه : 408
ألحد الرجل عن الدين إذاعدل عن الدين وألهد إذاظلم فعلم أبوالعلاء ذلك وأخبرني عن علمه بذلك فقرأيا بنُيَّ لا تُشرِك بِاللّهِالآية و قال إن المعري لماخرج من العراق سئل عن السيد المرتضي رضي الله عنه فقال
ياسائلي عنه لماجئت أسأله | ألا هو الرجل العاري من العار |
لوجئته لرأيت الناس في رجل | والدهر في ساعة و الأرض في دار |
بيان الناعورة الدولاب واستعير هنا للفلك الدوار
2-أقول قال السيد المرتضي رضي الله عنه في كتاب الفصول ،اتفق للشيخ أبي عبد الله المفيد رحمة الله عليه اتفاق مع القاضي أبي بكر أحمد بن سيار في دار الشريف أبي عبد الله محمد بن محمد بن طاهر الموسوي رضي الله عنه و كان بالحضرة جمع كثير يزيد عددهم علي مائة إنسان وفيهم أشراف من بني علي وبني العباس و من وجوه الناس والتجار حضروا في قضاء حق الشريف رحمه الله فجري من جماعة من القوم خوض في ذكر النص علي أمير المؤمنين ع وتكلم الشيخ أبو عبد الله أيده الله في ذلك بكلام يسير علي مااقتضته الحال فقال له القاضي أبوبكر بن سيار خبرني ماالنص في الحقيقة و مامعني هذه اللفظة فقال الشيخ أيده الله النص هوالإظهار والإبانة من ذلك قولهم فلان قدنص قلوصه إذاأبانها بالسير وأبرزها من جملة الإبل ولذلك سمي المفرش العالي منصة لأن الجالس عليه يبين بالظهور من الجماعة فلما أظهره المفرش سمي منصة علي ماذكرناه و من ذلك أيضا قولهم قدنص فلان مذهبه إذاأظهره وأبانه و منه قول الشاعر
وجيد كجيد الريم ليس بفاحش | إذاهي نصته و لابمعطل |
يريد إذاهي أظهرته و قدقيل نصبته والمعني في هذايرجع إلي الإظهار فأما
صفحه : 409
هذه اللفظة فإنها قدجعلت مستعملة في الشريعة علي المعني ألذي قدمت ومتي أردت حد المعني منها قلت حقيقة النص هوالقول المنبئ عن المقول فيه علي سبيل الإظهار فقال القاضي ماأحسن ما قلت ولقد أصبت فيما أوضحت وكشفت فخبرني الآن إذا كان النبي ص قدنص علي إمامة أمير المؤمنين ع فقد أظهر فرض طاعته و إذاأظهره استحال أن يكون مخفيا فما بالنا لانعلمه إن كان الأمر علي ماذكرت في حد النص وحقيقته فقال الشيخ أيده الله أماالإظهار من النبي ص فقد وقع و لم يك خافيا في حال ظهوره و كل من حضره فقد علمه و لم يرتب فيه و لااشتبه عليه و أماسؤالك عن علة فقدك العلم به الآن و في هذاالزمان فإن كنت لاتعلمه علي ماأخبرت به عن نفسك فذلك لدخول الشبهة عليك في طريقه لعدولك عن وجه النظر في الدليل المفضي بك إلي حقيقته و لوتأملت الحجة فيه بعين الإنصاف لعلمته و لوكنت حاضرا في وقت إظهار النبي له ص لماأخللت بعلمه ولكن العلة في ذهابك عن اليقين فيه ماوصفناه فقال وهل يجوز أن يظهر النبي ص شيئا في زمانه فيخفي عمن ينشأ بعدوفاته حتي لايعلمه إلابنظر ثاقب واستدلال عليه فقال الشيخ أيده الله تعالي نعم يجوز ذلك بل لابد منه لمن غاب عن المقام في علم ما كان منه إلي النظر والاستدلال و ليس يجوز أن يقع له به علم الاضطرار لأنه من جملة الغائبات غير أن الاستدلال في هذاالباب يختلف في الغموض والظهور والصعوبة والسهولة علي حسب الأسباب المعترضات في طرفه وربما عري طريق ذلك من سبب فيعلم بيسير من الاستدلال علي وجه يشبه الاضطرار إلا أن طريق النص حصل فيه من الشبهات للأسباب التي اعترضته مايتعذر معها العلم به إلا بعدنظر ثاقب وطول زمان في الاستدلال فقال فإذا كان الأمر علي ماوصفت فما أنكرت أن يكون النبي ص قدنص
صفحه : 410
علي نبي آخر معه في زمانه أونبي يقوم من بعده مقامه وأظهر ذلك وشهره علي حد ماأظهر به إمامة أمير المؤمنين ع فذهب عنا علم ذلك كماذهب عنا علم النص وأسبابه فقال له الشيخ أيده الله أنكرت ذلك من قبل أن العلم حاصل لي ولكل مقر بالشرع ومنكر له بكذب من ادعي ذلك علي رسول الله ص و لو كان ذلك حقا لماعم الجميع علي بطلانه وكذب مدعيه ومضيفه إلي النبي ص و لوتعري بعض العقلاء من سامعي الأخبار عن علم ذلك لاحتجت في إفساده إلي تكلف دليل غير ماوصفت لكن ألذي ذكرت يغنيني عن اعتماد غيره فإن كان النص علي الإمامة نظيره فيجب أن يعم العلم ببطلانه جميع سامعي الأخبار حتي لايختلف في اعتقاد ذلك اثنان و في تنازع الأمة فيه واعتقاد جماعة صحته والعلم به واعتقاد جماعة بطلانه دليل علي فرق مابينه و بين ماعارضت به ثم قال له الشيخ أدام الله حراسته أ لاأنصف القاضي من نفسه والتزم ماألزمه خصومه فيما شاركهم فيه من نفي ماتفردوا به ففصل بينه و بين خصومه في قوله إن النبي ص قدنص علي رجم الزاني وفعله وموضع قطع السارق وفعله و علي صفة الطهارة والصلاة وحدود الصوم والحج والزكاة وفعل ذلك وبينه وكرره وشهره ثم التنازع موجود في ذلك وإنما يعلم الحق فيه و ما عليه العمل من غيره بضرب من الاستدلال بل في قوله إن انشقاق القمر لرسول الله ص كان ظاهرا في حياته ومشهورا في عصره وزمانه و قدأنكر ذلك جماعة من المعتزلة وغيرهم من أهل الملل والملحدة وزعموا أن ذلك من توليد أصحاب السير ومؤلفي المغازي وناقلي الآثار و ليس يمكننا أن ندعي علي من خالفنا فيما ذكرنا علم الاضطرار وإنما نعتمد علي غلطهم في الاستدلال فما يؤمنه أن يكون النبي ص قدنص علي نبي
صفحه : 411
من بعده و إن عري من العلم بذلك علي سبيل الاضطرار وبم يدفع أن يكون قدحصلت شبهات حالت بينه و بين العلم بذلك كماحصل لخصومه فيما عددناه ووصفناه و هذا ما لافصل فيه فقال له ليس يشبه النص علي أمير المؤمنين ع جميع ماذكرت لأن فرض النص عندك فرض عام و ماوقع فيه الاختلاف فيما قدمت فروض خاصة و لوكانت في العموم كهو لماوقع فيهاالاختلاف فقال الشيخ أيده الله فقد انتقض الآن جميع مااعتمدته وبان فساده واحتجت في الاعتماد إلي غيره و ذلك أنك جعلت موجب العلم وسبب ارتفاع الخلاف ظهور الشيء في زمان ما واشتهاره بين الملإ و لم تضم إلي ذلك غيره و لاشرطت فيه موصوفا سواه فلما نقضناه عليك ووضح عندك دماره عدلت إلي التعلق بعموم الفرض وخصوصه و لم يك هذاجاريا فيما سلف والزيادة في الاعتلال انقطاع والانتقال من اعتماد إلي اعتماد أيضا انقطاع علي أنه ما ألذي يؤمنك أن ينص علي نبي يحفظ شرعه فيكون فرض العمل به خاصا في العبادة كما كان الفرض فيما عددناه خاصا فهل فيها من فصل يعقل فلم يأت بشيء تجب حكايته 3- قال وروي الشيخ أنه قال بعض الشيعة لبعض الناصبة في محاورته له في فضل آل محمد ع أرأيت لوبعث الله نبيه ص أين تري كان يحط رحله وثقله قال فقال له الناصب كان يحطه في أهله وولده قال فقال له الشيعي فإني قدحططت هواي حيث يحط رسول الله ص رحله وثقله 4- و من كلام الشيخ أدام الله كفايته في إبطال إمامة أبي بكر من جهة الإجماع سأله المعروف بالكتبي فقال له ماالدليل علي فساد إمامة أبي بكر فقال له الدلالة علي ذلك كثيرة فأنا أذكر لك منها دليلا يقرب من فهمك و هو أن الأمة مجتمعة
صفحه : 412
علي أن الإمام لايحتاج إلي إمام و قدأجمعت الأمة علي أن أبابكر قال علي المنبر وليتكم ولست بخيركم فإن استقمت فاتبعوني و إن اعوججت فقوموني فاعترف بحاجته إلي رعيته وفقره إليهم في تدبيره و لاخلاف بين ذوي العقول أن من احتاج إلي رعيته فهو إلي الإمام أحوج و إذاثبت حاجة أبي بكر إلي الإمام بطلت إمامته بالإجماع المنعقد علي أن الإمام لايحتاج إلي الإمام فلم يدر الكتبي بم يعترض و كان بالحضرة من المعتزلة رجل يعرف بعرزالة فقال ماأنكرت علي من قال لك إن الأمة أيضا مجتمعة علي أن القاضي لايحتاج إلي قاض والأمير لايحتاج إلي أميرفيجب علي هذاالأصل أن يوجب عصمة الأمراء أويخرج من الإجماع فقال له الشيخ إن سكوت الأول أحسن من كلامك هذا و ماكنت أظن أنه يذهب عليك الخطأ في هذاالفصل أوتحمل نفسك عليه مع العلم بوهنه و ذلك أنه لاإجماع في ماذكرت بل الإجماع في ضده لأن الأمة متفقة علي أن القاضي ألذي هودون الإمام يحتاج إلي قاض هوالإمام و ذلك يسقط ماتعلقت به أللهم إلا أن تكون أشرت بالأمير والقاضي إلي نفس الإمام فهو كماوصفت غيرمحتاج إلي قاض يتقدمه أو أمير عليه وإنما استغني عن ذلك لعصمته وكماله فأين موضوع إلزامك عافاك الله فلم يأت بشيء 5- و من كلام الشيخ أدام الله نعماءه أيضا سأله رجل من المعتزلة يعرف بأبي عمرو الشوطي فقال له أ ليس قداجتمعت الأمة علي أن أبابكر وعمر كان ظاهرهما الإسلام فقال له الشيخ نعم قدأجمعوا علي أنهما كانا علي ظاهر الإسلام زمانا فأما أن يكونوا مجمعين علي أنهما كانا في سائر أحوالهما علي ظاهر الإسلام فليس
صفحه : 413
في هذاإجماع لاتفاق أنهما كانا علي الشرك ولوجود طائفة كثيرة العدد تقول إنهما كانا بعدإظهارهما الإسلام علي ظاهر كفر بجحد النص و أنه قد كان يظهر منهما النفاق في حياة النبي ص فقال الشوطي قدبطل ماأردت أن أورده علي هذاالسؤال بما أوردت وكنت أظن أنك تطلق القول علي ماسألتك فقال له الشيخ قدسمعت ماعندي و قدعلمت ما ألذي أردت فلم أمكنك منه ولكني أناأضطرك إلي الوقوع فيما ظننت أنك توقع خصمك فيه أ ليس الأمة مجتمعة علي أنه من اعترف بالشك في دين الله عز و جل والريب في نبوة رسول الله ص فقد اعترف بالكفر وأقر به فقال بلي فقال له الشيخ فإن الأمة مجتمعة لاخلاف بينها علي أن عمر بن الخطاب قال ماشككت منذ أسلمت إلا يوم قاضي رسول الله ص أهل مكة فإني جئت إليه فقلت له يا رسول الله ألست بنبي فقال بلي فقلت ألسنا بالمؤمنين قال بلي فقلت له فعلام تعطي هذه الدنية من نفسك فقال إنها ليست بدنية ولكنها خير لك فقلت له أفليس وعدتنا أنك تدخل مكة قال بلي قلت فما بالنا لاندخلها قال وعدتك أن تدخلها العام قلت لا قال فستدخلها إن شاء الله تعالي فاعترف بشكه في دين الله عز و جل ونبوة رسوله وذكر مواضع شكوكه و بين عن جهاتها و إذا كان الأمر علي ماوصفناه فقد حصل الإجماع علي كفره بعدإظهار الإيمان واعترافه بموجب ذلك علي نفسه ثم ادعي خصوم من الناصبة أنه تيقن بعدالشك ورجع إلي الإيمان بعدالكفر فاطرحنا قولهم لعدم البرهان منهم واعتمدنا علي الإجماع فيما ذكرناه فلم يأت بشيء أكثر من أن قال
صفحه : 414
ماكنت أظن أن أحدا يدعي الإجماع علي كفر عمر بن الخطاب حتي الآن فقال الشيخ فالآن قدعلمت ذلك وتحققته ولعمري إن هذامما لم يسبقني إلي استخراجه أحد فإن كان عندك شيءفأورده فلم يأت بشيء 6- و من كلام الشيخ أدام الله علوه أيضا حضر في دار الشريف أبي عبد الله محمد بن محمد بن طاهر رحمه الله وحضر رجل من المتفقهة يعرف بالورثاني و هو من فهمائهم فقال له الورثاني أ ليس من مذهبك أن رسول الله ص كان معصوما من الخطإ مبرأ من الزلل مأمونا عليه السهو والغلط كاملا بنفسه غنيا عن رعيته فقال له الشيخ بلي كذلك كان رسول الله ص قال فما تصنع في قول الله عز و جل وَ شاوِرهُم فِي الأَمرِ فَإِذا عَزَمتَ فَتَوَكّل عَلَي اللّهِ أ ليس قدأمره الله تعالي بالاستعانة بهم في الرأي وأفقره إليهم فكيف يصح لك ماادعيت مع ظاهر القرآن و مافعله النبي ص فقال الشيخ إن رسول الله ص لم يشاور أصحابه لفقر منه إلي رأيهم و لاحاجة دعته إلي مشورتهم من حيث ظننت وتوهمت بل لأمر آخر أنانذكره لك بعدالإيضاح عما خبرتك به و ذلك أنا قدعلمنا أن رسول الله ص كان معصوما من الكبائر و إن خالفت أنت في عصمته من الصغائر و كان أكمل الخلق باتفاق أهل الملة وأحسنهم رأيا وأوفرهم عقلا وأحكمهم تدبيرا وكانت المواد بينه و بين الله تعالي متصلة والملائكة تتواتر عليه بالتوقيف عن الله سبحانه والتهذيب والإنباء له عن المصالح و إذا كان بهذه الصفات لم يصح أن يدعوه داع إلي اقتباس الرأي من رعيته لأنه ليس أحد منهم إلا و هودونه في سائر ماعددناه وإنما يستشير الحكيم غيره علي طريق الاستفادة والاستعانة برأيه إذاتيقن أنه أحسن رأيا منه وأجود تدبيرا وأكمل عقلا أوظن ذلك فأما إذاأحاط علما بأنه دونه فيما وصفناه لم يكن لاستعانته في تدبيره برأيه معني لأن الكامل لايفتقر إلي الناقص فيما يحتاج فيه إلي الكمال كما
صفحه : 415
لايفتقر العالم إلي الجاهل فيما يحتاج فيه إلي العلم والآية ينبه متضمنها علي ذلك أ لاتري إلي قوله عز و جل وَ شاوِرهُم فِي الأَمرِ فَإِذا عَزَمتَ فَتَوَكّل عَلَي اللّهِفعلق وقوع الفعل بعزمه دون رأيهم ومشورتهم و لو كان إنما أمره بمشورتهم للاستضاءة برأيهم لقال له فإذاأشاروا عليك فاعمل و إذااجتمع رأيهم علي أمر فأمضه فكان تعلق فعله بالمشورة دون العزم ألذي يختص به فلما جاء الذكر بما تلوناه سقط ماتوهمته و أماوجه دعائه لهم إلي المشورة عليه صلوات الله عليه فإن الله عز و جل أمره بتألفهم بمشورتهم وتعلمهم مايصنعونه عندعزماتهم ليتأدبوا بأدب الله عز و جل فاستشارهم لذلك لالحاجة إلي رأيهم علي أن هاهنا وجها آخر بينا و هو أن الله سبحانه أعلمه أن في أمته من يبتغي له الغوائل ويتربص به الدوائر ويسر خلافه ويبطن مقته ويسعي في هدم أمره وينافقه في دينه و لم يعرفه أعيانهم و لادله عليهم بأسمائهم فقال جل جلاله وَ مِن أَهلِ المَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَي النّفاقِ لا تَعلَمُهُم نَحنُ نَعلَمُهُم سَنُعَذّبُهُم مَرّتَينِ ثُمّ يُرَدّونَ إِلي عَذابٍ عَظِيمٍ و قال جل اسمه وَ إِذا ما أُنزِلَت سُورَةٌ نَظَرَ بَعضُهُم إِلي بَعضٍ هَل يَراكُم مِن أَحَدٍ ثُمّ انصَرَفُوا صَرَفَ اللّهُ قُلُوبَهُم بِأَنّهُم قَومٌ لا يَفقَهُونَ و قال تبارك اسمه يَحلِفُونَ لَكُم لِتَرضَوا عَنهُم فَإِن تَرضَوا عَنهُم فَإِنّ اللّهَ لا يَرضي عَنِ القَومِ الفاسِقِينَ و قال تعالي وَ يَحلِفُونَ بِاللّهِ إِنّهُم لَمِنكُم وَ ما هُم مِنكُم وَ لكِنّهُم قَومٌ يَفرَقُونَ و قال عز و جل وَ إِذا رَأَيتَهُم تُعجِبُكَ أَجسامُهُم وَ إِن يَقُولُوا تَسمَع لِقَولِهِم كَأَنّهُم خُشُبٌ مُسَنّدَةٌ يَحسَبُونَ كُلّ صَيحَةٍ عَلَيهِم هُمُ العَدُوّ فَاحذَرهُم قاتَلَهُمُ اللّهُ أَنّي يُؤفَكُونَ و قال جل جلاله وَ لا يَأتُونَ الصّلاةَ إِلّا وَ هُم كُسالي وَ لا يُنفِقُونَ إِلّا وَ هُم كارِهُونَ
صفحه : 416
و قال تبارك و تعالي وَ إِذا قامُوا إِلَي الصّلاةِ قامُوا كُسالي يُراؤُنَ النّاسَ وَ لا يَذكُرُونَ اللّهَ إِلّا قَلِيلًا و قال سبحانه بعد أن نبأه عنهم في الجملةوَ لَو نَشاءُ لَأَرَيناكَهُم فَلَعَرَفتَهُم بِسِيماهُم وَ لَتَعرِفَنّهُم فِي لَحنِ القَولِفدل عليهم بمقالهم وجعل الطريق له إلي معرفتهم مايظهر من نفاقهم في لحن قولهم ثم أمره بمشورتهم ليصل مايظهر منهم إلي علم باطنهم فإن الناصح يبدو نصيحته في مشورته والغاش المنافق يظهر ذلك في مقاله فاستشارهم ص لذلك ولأن الله جل جلاله جعل مشورتهم الطريق إلي معرفتهم أ لاتري أنهم لماأشاروا ببدر عليه ص في الأسري فصدرت مشورتهم عن نيات مشوبة في نصيحته كشف الله ذلك له وذمهم عليه وأبان عن إدغالهم فيه فقال جل اسمه ما كانَ لنِبَيِّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسري حَتّي يُثخِنَ فِي الأَرضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدّنيا وَ اللّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَ اللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ لَو لا كِتابٌ مِنَ اللّهِ سَبَقَ لَمَسّكُم فِيما أَخَذتُم عَذابٌ عَظِيمٌفوجه التوبيخ إليهم والتعنيف علي رأيهم وأبان لرسوله ص عن حالهم فيعلم أن المشورة لهم لم يكن للفقر إلي رأيهم ولكن كانت لماذكرناه فقال الشيخ من القوم يعرف بالجراحي و كان حاضرا ياسبحان الله أتري أن أبابكر وعمر كانا من أهل نفاق كلا مانظنك أيدك الله تطلق هذا و مارأيناص استشار ببدر غيرهما فإن كانا هما من المنافقين فهذا ما لانصبر عليه و لانقوي علي استماعه و إن لم يكونا من جملة أهل النفاق فاعتمد علي الوجه الأول و هو أن النبي ص أراد أن يتألفهم بالمشورة ويعلمهم كيف يصنعون في أمورهم فقال له الشيخ أدام الله نعماءه ليس هذا من الحجاج أيها الشيخ في شيء وإنما هو في استكبار واستعظام معدول به عن الحجة والبرهان و لم نذكر إنسانا بعينه وإنما أتينا بمجمل من القول ففصله الشيخ و كان غنيا عن تفصيله
صفحه : 417
وصاح الورثاني وأعلي صوته بالصياح يقول الصحابة أجل قدرا من أن يكونوا من أهل النفاق و لاسيما الصديق والفاروق وأخذ في كلام نحو هذا من كلام السوقة والعامة و أهل الشغب والفتن فقال له الشيخ أيده الله دع عنك الضجيج وتخلص مما أوردته عليك من البرهان واحتل لنفسك وللقوم فقد بان الحق وزهق الباطل بأهون سعيوَ الحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ7- و من كلام الشيخ أدام الله تأييده أيضا سأله بعض أصحابه فقال له إن المعتزلة والحشوية يدعون أن جلوس أبي بكر وعمر مع رسول الله ص في العريش كان أفضل من جهاد أمير المؤمنين ع بالسيف لأنهما كانا مع النبي ص في مستقره يدبران الأمر معه ص و لو لاأنهما أفضل الخلق عنده مااختصهما بالجلوس معه فبأي شيءتدفع هذا فقال له الشيخ سبيل هذاالقول أن يعكس و هذه القضية أن تقلب و ذلك أن النبي ص لوعلم أنهما لوكانا من جملة المجاهدين بأنفسهما يبارزان الأقران ويقتلان الأبطال ويحصل لهما جهاد يستحقان به الثواب لماحال بينهما و بين هذه المنزلة التي هي أجل وأشرف وأعلي وأسني من القعود علي كل حال بنص الكتاب حيث يقول الله سبحانه لا يسَتوَيِ القاعِدُونَ مِنَ المُؤمِنِينَ غَيرُ أوُليِ الضّرَرِ وَ المُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَموالِهِم وَ أَنفُسِهِم فَضّلَ اللّهُ المُجاهِدِينَ بِأَموالِهِم وَ أَنفُسِهِم عَلَي القاعِدِينَ دَرَجَةً وَ كُلّا وَعَدَ اللّهُ الحُسني وَ فَضّلَ اللّهُ المُجاهِدِينَ عَلَي القاعِدِينَ أَجراً عَظِيماً فلما رأينا الرسول ص قدمنعهما هذه الفضيلة وأجلسهما معه علمنا أن ذلك لعلمه بأنهما لوتعرضا للقتال أوعرضا له لأفسدا إما بأن ينهزما أويوليا الدبر كماصنعا يوم أحد وخيبر وحنين و كان يكون في ذلك عظيم الضرر علي المسلمين و لايؤمن وقوع الوهن
صفحه : 418
فيهم بهزيمة شيخين من جملتهم أوكانا من فرط مايلحقهما من الخوف والجزع يصيران إلي أهل الشرك مستأمنين أو غير ذلك من الفساد ألذي يعلمه الله تعالي ولعله لطف للأمة بأن أمر رسول الله ص بحبسهما عن القتال فأما ماتوهموه من أنه حبسهما للاستعانة برأيهما فقد ثبت أنه كان كاملا وكانا ناقصين عن كماله و كان ص معصوما وكانا غيرمعصومين و كان مؤيدا بالملائكة وكانا غيرمؤيدين و كان يوحي إليه وينزل القرآن عليه و لم يكونا كذلك فأي فقر يحصل له مع ماوصفناه إليهما لو لاعمي القلوب وضعف الرأي وقلة الدين و ألذي يكشف لك عن صحة ماذكرته آنفا في وجه إجلاسهما معه في العريش قول الله سبحانه إِنّ اللّهَ اشتَري مِنَ المُؤمِنِينَ أَنفُسَهُم وَ أَموالَهُم بِأَنّ لَهُمُ الجَنّةَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقتُلُونَ وَ يُقتَلُونَ وَعداً عَلَيهِ حَقّا فِي التّوراةِ وَ الإِنجِيلِ وَ القُرآنِ فلايخلو الرجلان من أن يكونا مؤمنين أو غيرمؤمنين فقد اشتري الله عز و جل أنفسهما منهما بالجنة علي شرط القتال المؤدي إلي القتل منهما لغيرهما أوقتل غيرهما لهما و لو كان ذلك كذلك لماحال النبي بينهما و بين الوفاء بشرط الله عليهما من القتال و في منعهما من ذلك دليل علي أنهما بغير الصفة التي يعتقدها فيهما الجاهلون فقد وضح بما بيناه أن العريش وبال عليهما ودليل علي نقصهما و أنه بالضد مما توهموه والمنة لله تعالي 8- و قال الشيخ أدام الله عزه قال أبو الحسن الخياط جاءني رجل من أصحاب الإمامة عن رئيس لهم زعم أنه أمره أن يسألني عن قول النبي ص لأبي بكرلا تَحزَن أطاعة خوف أبي بكر أم معصية قال فإن كان طاعة فقد نهاه عن الطاعة و إن كان معصية فقد عصي أبوبكر قال فقلت له دع الجواب اليوم ولكن ارجع إليه واسأله عن قول الله تعالي
صفحه : 419
لموسي ع لا تَخَف أيخلو خوف موسي ع من أن يكون طاعة أم معصية فإن يك طاعة فقد نهاه عن الطاعة و إن يك معصية فقد عصي موسي ع قال فمضي ثم عاد إلي فقلت له رجعت إليه قال نعم فقلت له ما قال قال قال لي لاتجلس إليه قال الشيخ أدام الله عزه ولست أدري صحة هذه الحكاية و لاأبعد أن يكون من تخرص الخياط و لو كان صادقا في قوله إن رئيسا من الشيعة أنفذ مسألة عن هذاالسؤال لماقصر الرئيس عن إسقاط ماأورده من الاعتراض ويقوي في النفس أن الخياط أراد التقبيح علي أهل الإمامة في تخرص هذه الحكاية غيرأني أقول له ولأصحابه الفصل بين الأمرين واضح و ذلك أني لوخليت وظاهر قوله تعالي لموسي ع وَ لا تَخَف و قوله تعالي لنبيه ص لا يَحزُنكَ قَولُهُم و ماأشبه هذامما توجه إلي الأنبياء ع لقطعت علي أنه نهي لهم عن قبيح يستحقون عليه الذم لأن في ظاهره حقيقة النهي من قوله لاتفعل كما أن في ظاهر خلافه ومقابله في الكلام حقيقة الأمر إذا قال له افعل لكنني عدلت عن الظاهر لدلالة عقلية أوجبت علي العدول كمايوجب الدلالة علي المرور مع الظاهر عندعدم الدليل الصارف عنه وهي ماثبت من عصمة الأنبياء ع التي ينبئ عن اجتنابهم الآثام و إذا كان الاتفاق حاصلا علي أن أبابكر لم يكن معصوما كعصمة الأنبياء ع وجب أن يجري كلام الله تعالي فيما ضمنه من قصته علي ظاهر النهي وحقيقته وقبح الحال التي كان عليها فتوجه النهي إليه عن استدامتها إذ لاصارف يصرف عن ذلك من عصمته و لاخبر عن الله سبحانه فيه و لا عن رسوله ص فقد بطل ماأورده الخياط و هو في الحقيقة رئيس المعتزلة وبان وهي اعتماده ويكشف عن صحة ماذكرناه ماتقدم به
صفحه : 420
مشايخنا رحمهم الله و هو أن الله سبحانه لم ينزل السكينة قط علي نبيه ص في موطن كان معه فيه أحد من أهل الإيمان إلاعمهم بنزول السكينة وشملهم بهابذلك جاء القرآن قال الله سبحانه وَ يَومَ حُنَينٍ إِذ أَعجَبَتكُم كَثرَتُكُم فَلَم تُغنِ عَنكُم شَيئاً وَ ضاقَت عَلَيكُمُ الأَرضُ بِما رَحُبَت ثُمّ وَلّيتُم مُدبِرِينَ ثُمّ أَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلي رَسُولِهِ وَ عَلَي المُؤمِنِينَ و لما لم يكن مع النبي ص في الغار إلا أبوبكر أفرد الله سبحانه نبيه بالسكينة دونه وخصه بها و لم يشركه معه فقال عزاسمه فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيهِ وَ أَيّدَهُ بِجُنُودٍ لَم تَرَوهافلو كان الرجل مؤمنا لجري مجري المؤمنين في عموم السكينة لهم و لو لا أنه أحدث بحزنه في الغار منكرا لأجله توجه النهي إليه عن استدامته لماحرمه الله تعالي من السكينة ماتفضل به علي غيره من المؤمنين الذين كانوا مع رسول الله ص في المواطن الأخر علي ماجاء في القرآن ونطق به محكم الذكر بالبيان و هذا بين لمن تأمله . قال الشيخ أيده الله و قدحير هذاالكلام جماعة من الناصبة وضيق صدورهم فتشعبوا واختلفوا في الحيلة في التخلص منه فما اعتمد منهم أحد إلا علي مايدل علي ضعف عقله وسخف رأيه وضلاله عن الطريق فقال قوم منهم إن السكينة إنما نزلت علي أبي بكر واعتلوا في ذلك بأنه كان خائفا رعبا و رسول الله ص كان آمنا مطمئنا قالوا والآمن غني عن السكينة وإنما يحتاج إليها الخائف الوجل . قال الشيخ أيده الله فيقال لهم قدجنيتم بجهلكم علي أنفسكم بطعنكم في كتاب الله بهذا الضعيف الواهي من استدلالكم و ذلك أنه لو كان مااعتللتم به
صفحه : 421
صحيحا لوجب أن لاتكون السكينة نزلت علي رسول الله ص في يوم بدر و لا في يوم حنين لأنه لم يك ص في هذين الموضعين خائفا و لاجزعا بل كان آمنا مطمئنا متيقنا بكون الفتح له و أن الله تعالي يظهره عَلَي الدّينِ كُلّهِ وَ لَو كَرِهَ المُشرِكُونَ وفيما نطق به القرآن من تنزيل السكينة عليه مايدمر علي هذاالاعتلال . فإن قلتم إن النبي ص كان في هذين المقامين خائفا و إن لم يبد خوفه فلذلك نزلت السكينة عليه فيهما وحملتم أنفسكم علي هذه الدعوي قلنا لكم و هذه كانت قصته ص في الغار فلم تدفعون ذلك . فإن قلتم إنه ص قد كان محتاجا إلي السكينة في كل حال لينتفي عنه الخوف والجزع و لايتعلقان به في شيء من الأحوال نقضتم ماسلف لكم من الاعتلال وشهدتم ببطلان مقالكم ألذي قدمناه علي أن نص التلاوة يدل علي خلاف ماذكرتموه و ذلك أن الله سبحانه قال فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيهِ وَ أَيّدَهُ بِجُنُودٍ لَم تَرَوهافأنبأ الله عز و جل خلقه أن ألذي نزلت عليه السكينة هوالمؤيد بالملائكة و إذاكانت الهاء التي في التأييد تدل علي مادلت عليه الهاء التي في نزول السكينة وكانت هاء الكناية من مبتدإ قوله إِلّا تَنصُرُوهُ فَقَد نَصَرَهُ اللّهُ إلي قوله وَ أَيّدَهُ بِجُنُودٍ لَم تَرَوها عن مكني واحد و لم يجز أن تكون عن اثنين غيرين كما لايجوز أن يقول القائل لقيت زيدا فأكرمته وكلمته فيكون الكلام لزيد بهاء الكناية و يكون الكرامة لعمرو أوخالد أوبكر و إذا كان المؤيد بالملائكة رسول الله ص باتفاق الأمة فقد ثبت أن ألذي نزلت عليه السكينة هوخاصة دون صاحبه و هذا ما لاشبهة فيه .
صفحه : 422
و قال قوم منهم إن السكينة و إن اختص بها النبي ص فليس يدل ذلك علي نقص الرجل لأن السكينة إنما يحتاج إليها الرئيس المتبوع دون التابع فيقال لهم هذارد علي الله سبحانه لأنه قدأنزلها علي الأتباع المرءوسين ببدر وحنين وغيرهما من المقامات فيجب علي ماأصلتموه أن يكون الله سبحانه فعل بهم ما لم يكن بهم الحاجة إليه و لوفعل ذلك لكان عابثا تعالي الله عما يقول المبطلون علوا كبيرا. قال الشيخ أدام الله عزه وهاهنا شبهة يمكن إيرادها هي أقوي مما تقدم غير أن القوم لم يهتدوا إليها و لاأظن أنها خطرت ببال أحد منهم و هو أن يقول قائل قدوجدنا الله سبحانه ذكر شيئين ثم عبر عن أحدهما بالكناية فكانت الكناية عنهما معا دون أن يختص بأحدهما و هومثل قوله سبحانه وَ الّذِينَ يَكنِزُونَ الذّهَبَ وَ الفِضّةَ وَ لا يُنفِقُونَها فِي سَبِيلِ اللّهِفأورد لفظة الكناية عن الفضة خاصة وإنما أرادهما جميعا معا و قد قال الشاعر
نحن بما عندنا و أنت بما | عندك راض والأمر مختلف . |
وإنما أراد نحن بما عندنا راضون و أنت راض بما عندك فذكر أحد الأمرين فاستغني عن الآخر كذلك يقول سبحانه فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيهِ ويريدهما جميعا دون أحدهما. والجواب عن هذا وبالله التوفيق أن الاختصار بالكناية علي أحد المذكورين دون عموم الجميع مجاز واستعارة واستعمله أهل اللسان في مواضع مخصوصة وجاء به القرآن في أماكن محصورة و قدثبت أن الاستعارة ليست بأصل يجري في الكلام و لايصح عليها القياس و ليس يجوز لنا أن نعدل عن ظواهر القرآن وحقيقة الكلام إلابدليل يلجئ إلي ذلك و لادليل في قوله تعالي فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيهِفنتعدي من أجله المكني عنه إلي غيره . و شيءآخر و هو أن العرب إنما تستعمل ذلك إذا كان المعني فيه معروفا والالتباس عنه مرتفعا فتكتفي بلفظ الواحد عن الاثنين للاختصار ولأمانها من وقوع
صفحه : 423
الشبهة فيه والارتياب فأما إذا لم يكن الشيء معروفا و كان الالتباس عندإفراده متوهما لم يستعمل ذلك و من استعمله كان عندهم ملغزا معميا أ لاتري أن الله سبحانه لما قال وَ الّذِينَ يَكنِزُونَ الذّهَبَ وَ الفِضّةَ وَ لا يُنفِقُونَهاعلم كل سامع للخطاب أنه أرادهما معا مع ماقدمه من كراهة كنزهما المانع من إنفاقهما فلما عم الشيئين بذكر ينتظمهما في ظاهر المقال بما يدل علي معني ماأخره من ذكر الإنفاق اكتفي بذكر أحدهما للاختصار وكذلك قوله تعالي وَ إِذا رَأَوا تِجارَةً أَو لَهواً انفَضّوا إِلَيها وإنما اكتفي بالكناية عن أحدهما في ذكرهما معا لماقدمه في ذكرهما من دليل ماتضمنه الدلالة فقال تعالي وَ إِذا رَأَوا تِجارَةً أَو لَهواً انفَضّوا إِلَيهافأوقع الرؤية علي الشيئين جميعا وجعلهما سببا للاشتغال بما وقعت عليه منهما عن ذكر الله سبحانه والصلاة و ليس يجوز أن يقع الالتباس في أنه أراد أحدهما مع ماقدم من الذكر إذ لوأراد ذلك لخلا الكلام من الفائدة المعقولة و كان العلم بذلك يجزي في الإشارة إليه وكذلك قوله سبحانه وَ اللّهُ وَ رَسُولُهُ أَحَقّ أَن يُرضُوهُ لماتقدم ذكر الله تعالي علي التفصيل وذكر رسوله ص علي البيان دل علي أن الحق في الرضا لهما جميعا و إلا لم يكن ذكرهما جميعا معا يفيد شيئا علي الحد ألذي قدمناه وكذلك قول الشاعر و أنت بما عندك راض والأمر مختلف لو لم يقدم قبله نحن بما عندنا لم يجز الاقتصار علي الثاني لأنه لوحمل الأول علي إسقاط المضمر من قوله راضون لخلا من الفائدة فلما كان سائر ماذكرناه معلوما عند من عقل الخطاب جاز الاقتصار فيه علي أحد المذكورين للإيجاز والاختصار و ليس كذلك قوله تعالي فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيهِلأن الكلام يتم فيها وينتظم في وقوع الكناية عن النبي ص خاصة دون الكائن معه في الغار و لايفتقر إلي رد الهاء عليهما معا مع كونهما في الحقيقة كناية عن واحد في الذكر وظاهر اللسان و لوأرادها للجميع لحصل
صفحه : 424
الالتباس والتعمية والإلغاز لأنه كما يكون اللبس واقعا عنددليل الكلام علي انتظامهما للجميع متي أريد بهاالواحد مع عدم الفائدة لو لم يرجع علي الجميع كذلك يكون التلبيس حاصلا إذاأريد بهاالجميع عندعدم الدليل الموجب لذلك وكمال الفائدة مع الاقتصار علي الواحد في المراد أ لاتري أن قائلا لو قال لقيت زيدا ومعه عمرو فخاطبت زيدا وناظرته وأراد بذلك مناظرة الجميع لكان ملغزا معميا لأنه لم يكن في كلامه مايفتقر إلي عموم الكناية عنهما و لوجعل هذانظير الآيات التي تقدمت لكان جاهلا بفرق مابينها وبينه مما شرحناه فتعلم أنه لانسبة بين الأمرين . و شيءآخر و هو أنه سبحانه كني بالهاء التالية للهاء التي في السكينة عن النبي ص خاصة فلم يجز أن يكون أراد بالأولة غير النبي ص لأنه لايعقل في لسان القوم كناية عن مذكورين بلفظ واحد وكناية ترد فيها علي النسق عن واحد من الاثنين و ليس لذلك نظير في القرآن و لا في الأشعار و لا في شيء من الكلام فلما كانت الهاء في قوله تعالي وَ أَيّدَهُ بِجُنُودٍ لَم تَرَوهاكناية عن النبي ص بالاتفاق ثبت أن التي قبلها من قوله فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيهِكناية عنه ص خاصة وبان مفارقة ذلك لجميع ماتقدم ذكره من الآي والشعر ألذي استشهد و الله الموفق للصواب 9- و من كلام الشيخ أدام الله عزه قال له رجل من أصحاب الحديث ممن يذهب إلي مذاهب الكرابيسي مارأيت أجسر من الشيعة فيما يدعونه من المحال و ذلك أنهم زعموا أن قول الله عز و جل إِنّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرّجسَ أَهلَ البَيتِ
وَ يُطَهّرَكُم تَطهِيراًنزلت في علي وفاطمة و الحسن و الحسين ع مع ما في ظاهر الآية أنها نزلت في أزواج النبي ص و ذلك أنك إذاتأملت الآية من أولها إلي آخرها وجدتها منتظمة لذكر الأزواج خاصة ولن تجد لمن ادعوها له ذكرا قال الشيخ أدام الله عزه أجسر الناس علي ارتكاب الباطل وأبهتهم وأشدهم إنكارا للحق وأجهلهم من قام مقامك في هذاالاحتجاج ودفع ما عليه الإجماع والاتفاق و ذلك أنه لاخلاف بين الأمة أن الآية من القرآن قدتأتي وأولها في شيء وآخرها في غيره ووسطها في معني وأولها في سواه و ليس طريق الاتفاق في المعني إحاطة وصف الكلام في الآتي فقد نقل الموافق والمخالف أن هذه الآية نزلت في بيت أم سلمة رضي الله عنها و رسول الله ص في البيت ومعه علي وفاطمة و الحسن و الحسين ع و قدجللهم بعباء خيبرية و قال أللهم هؤلاء أهل بيتي فأنزل الله عز و جل عليه إِنّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرّجسَ أَهلَ البَيتِ وَ يُطَهّرَكُم تَطهِيراًفتلاها رسول الله ص فقالت أم سلمة رضي الله عنها يا رسول الله ألست من أهل بيتك فقال لها إنك إلي خير و لم يقل لها إنك من أهل بيتي حتي روي أصحاب الحديث أن عمر سئل عن هذه الآية قال سلوا عنها عائشة فقالت عائشة إنها نزلت في بيت أختي أم سلمة فسلوها عنها فإنها أعلم بهامني فلم يختلف أصحاب الحديث من الناصبة وأصحاب الحديث من الشيعة في خصوصها فيمن عددناه وحمل القرآن في التأويل علي ماجاء به الأثر أولي من حمله علي الظن والترجيم مع أن الله سبحانه قددل علي صحة ذلك بمتضمن هذه الآية حيث يقول إِنّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرّجسَ أَهلَ البَيتِ وَ يُطَهّرَكُم تَطهِيراً وإذهاب الرجس لا يكون إلابالعصمة من الذنوب لأن الذنوب من أرجس الرجس والخبر عن الإرادة هاهنا إنما هوخبر عن وقوع الفعل خاصة دون الإرادة التي يكون بهالفظ الأمر أمرا لاسيما علي ماأذهب إليه
صفحه : 426
في وصف القديم بالإرادة وأفرق بين الخبر عن الإرادة هاهنا والخبر عن الإرادة في قوله سبحانه يُرِيدُ اللّهُ لِيُبَيّنَ لَكُم و قوله يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ اليُسرَ وَ لا يُرِيدُ بِكُمُ العُسرَإذ لوجرت مجري واحدا لم يكن لتخصيص أهل البيت بهامعني إذ الإرادة التي يقتضي الخبر والبيان يعم الخلق كلهم علي وجهها في التفسير ومعناها فلما خص الله تبارك و تعالي أهل البيت ع بإرادة إذهاب الرجس عنهم دل ماوصفناه من وقوع إذهابه عنهم و ذلك موجب للعصمة علي ماذكرناه و في الاتفاق علي ارتفاع العصمة عن الأزواج دليل علي بطلان مقال من زعم أنها فيهن مع أن من عرف شيئا من اللسان وأصله لم يرتكب هذاالقول و لاتوهم صحته و ذلك أنه لاخلاف بين أهل العربية أن جمع المذكر بالميم وجمع المؤنث بالنون و أن الفصل بينهما بهاتين العلامتين و لايجوز في لغة القوم وضع علامة المؤنث علي المذكر و لاوضع علامة المذكر علي المؤنث و لااستعملوا ذلك في الحقيقة و لاالمجاز و لماوجدنا الله سبحانه قدبدأ في هذه الآية بخطاب النساء وأورد علامة جمعهن من النون في خطابهن فقال يا نِساءَ النّبِيّ لَستُنّ كَأَحَدٍ مِنَ النّساءِ إِنِ اتّقَيتُنّ فَلا تَخضَعنَ بِالقَولِ فَيَطمَعَ ألّذِي فِي قَلبِهِ مَرَضٌ إلي قوله وَ أَطِعنَ اللّهَ وَ رَسُولَهُ ثم عدل بالكلام عنهن بعد هذاالفصل إلي جمع المذكر فقال إِنّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرّجسَ أَهلَ البَيتِ وَ يُطَهّرَكُم تَطهِيراً فلما جاء بالميم وأسقط النون علمنا أنه لم يتوجه هذاالقول إلي المذكور الأول بما بيناه من أصل العربية وحقيقتها ثم رجع بعد ذلك إلي الأزواج فقال وَ اذكُرنَ ما يُتلي فِي بُيُوتِكُنّ مِن آياتِ اللّهِ وَ الحِكمَةِ إِنّ اللّهَ كانَ لَطِيفاً خَبِيراًفدل بذلك علي إفراد من ذكرناه من آل محمد ع بما علقه عليهم من حكم الطهارة الموجبة للعصمة وجليل الفضيلة و ليس يمكنكم معشر المخالفين أن تدعوا أنه كان في الأزواج مذكورا رجل غيرالنساء أوذكر ليس برجل فيصح التعلق منكم بتغليب المذكر علي المؤنث إذ كان في الجمع ذكر و إذا لم يمكن ادعاء ذلك وبطل أن يتوجه إلي
صفحه : 427
الأزواج فلا غيرلهن توجهت إليه إلا من ذكرناه ممن جاء فيه الأثر علي مابيناه 10- و من كلام الشيخ أدام الله عزه أيضا في الدلالة علي أن أمير المؤمنين صلوات الله عليه وتسليمه لم يبايع أبابكر قال الشيخ قداجتمعت الأمة علي أن أمير المؤمنين ع تأخر عن بيعة أبي بكر فالمقلل يقول كان تأخره ثلاثة أيام ومنهم من يقول تأخر حتي ماتت فاطمة ع ثم بايع بعدموتها ومنهم من يقول تأخر أربعين يوما ومنهم من يقول تأخر ستة أشهر والمحققون من أهل الإمامة يقولون لم يبايع ساعة قط فقد حصل الإجماع علي تأخره عن البيعة ثم اختلفوا في بيعته بعد ذلك علي ماقدمنا به الشرح فما يدل علي أنه لم يبايع البتة أنه ليس يخلو تأخره من أن يكون هدي وتركه ضلالا أو يكون ضلالا وتركه هدي وصوابا أو يكون صوابا وتركه صوابا أو يكون خطأ وتركه خطأ فلو كان التأخر ضلالا وباطلا لكان أمير المؤمنين ع قدضل بعد النبي ص بترك الهدي ألذي كان يجب عليه المصير إليه و قدأجمعت الأمة علي أن أمير المؤمنين ع لم يقع منه ضلال بعد النبي ص في طول زمان أبي بكر وأيام عمر وعثمان وصدرا من أيامه حتي خالفت الخوارج عندالتحكيم وفارقت الأمة فبطل أن يكون تأخره عن بيعة أبي بكر ضلالا و إن كان تأخره هدي وصوابا وتركه خطأ وضلالا فليس يجوز أن يعدل عن الصواب إلي الخطإ و لا عن الهدي إلي الضلال و لاسيما والإجماع واقع علي أنه لم يظهر منه ضلال في أيام ألذي تقدموا ومحال أن يكون التأخر خطأ وتركه خطأ للإجماع علي بطلان ذلك أيضا و لمايوجبه القياس من فساد هذاالمقال و ليس يصح أن يكون صوابا وتركه صوابا لأن الحق لا يكون في جهتين و لا علي وصفين متضادين ولأن القوم المخالفين لنا في هذه المسألة مجمعون علي أنه لم يكن إشكال في جواز الاختيار و
صفحه : 428
صحة إمامة أبي بكر وإنما الناس بين قائلين قائل من الشيعة يقول إن إمامة أبي بكر كانت فاسدة فلايصح القول بهاأبدا وقائل من الناصبة يقول إنها كانت صحيحة و لم يكن علي أحد ريب في صوابها إذ جهة استحقاق الإمامة هوظاهر العدالة والنسب والعلم والقدرة علي القيام بالأمور و لم يكن هذه الأمور ملتبسة علي أحد في أبي بكر عندهم و علي مايذهبون إليه فلايصح مع ذلك أن يكون المتأخر عن بيعته مصيبا أبدا لأنه لا يكون متأخرا لفقد الدليل بل لا يكون متأخرا لشبهة وإنما يتأخر إذاثبت أنه تأخر للعناد فثبت بما بيناه أن أمير المؤمنين ع لم يبايع أبابكر علي شيء من الوجود كماذكرناه وقدمناه و قدكانت الناصبة غافلة عن هذاالاستخراج مع موافقتها علي أن أمير المؤمنين ع تأخر عن البيعة وقتا ما و لوفطنت له لسبقت بالخلاف فيه عن الإجماع و ماأبعد أنهم سيرتكبون ذلك إذاوقفوا علي هذاالكلام غير أن الإجماع السابق لمرتكب ذلك يحجه ويسقط قوله فيهون قصته و لايحتاج معه إلي الإكثار 11- قال وأخبرني الشيخ أيده الله قال قال أبوالقاسم الكعبي سمعت أبا الحسين الخياط يحتج في إبطال قول المرجئة في الشفاعة بقوله تعالي أَ فَمَن حَقّ
عَلَيهِ كَلِمَةُ العَذابِ أَ فَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِي النّارِ قال والشفاعة لاتكون إلالمن استحق العقاب فيقال له ما كان أغفل أبا الحسين وأعظم رقدته أتري أن المرجئة إذاقالت إن النبي ص يشفع فيشفع فيمن يستحق العقاب قالوا إنه هو ألذي ينقذ من في النار أم يقولون إن الله سبحانه هو ألذي أنقذه بفضله ورحمته وجعل ذلك إكراما لنبيه ص فأين وجه الحجة فيما تلاه أ و ماعلم أن من مذهب خصومه القول بالوقف في الأخبار وأنهم لايقطعون بالظاهر علي العموم والاستيعاب فلو كان القول يتضمن نفي خروج أحد من النار لما كان ذلك ظاهرا و لامقطوعا به عندالقوم فكيف ونفس الكلام يدل علي الخصوص دون العموم بقوله تعالي أَ فَمَن حَقّ عَلَيهِ كَلِمَةُ العَذابِ وإنما يعلم من المراد بذلك بدليل دون نفسه و قدحصل الإجماع علي أنه توجه إلي الكفار و ليس أحد من أهل القبلة يدين بجواز الشفاعة للكفار فيكون ماتعلق به الخياط حجة عليه ثم قال أبوالقاسم و كان أبو الحسين يعني الخياط يتلو في ذلك أيضا قوله عز و جل تَاللّهِ إِن كُنّا لفَيِ ضَلالٍ مُبِينٍ إِذ نُسَوّيكُم بِرَبّ العالَمِينَ وَ ما أَضَلّنا إِلّا المُجرِمُونَ فَما لَنا مِن شافِعِينَ وَ لا صَدِيقٍ حَمِيمٍ قال الشيخ أدام الله عزه فيقال له مارأيت أعجب منكم يامعشر المعتزلة تتكلمون في ما قدشارككم الناس فيه من العدل والتوحيد أحسن الكلام حتي إذاصرتم إلي الكلام في الإمامة والإرجاء صرتم فيهما عامة حشوية تخبطون خبط عشواء لاتدرون ماتأتون و ماتذرون ولكن لاأعجب من ذلك وأنتم إنما جودتم فيما عاونكم عليه غيركم واستفدتموه من سواكم وقصرتم فيما تفردتم به لاسيما في نصرة الباطل ألذي لايقدر علي نصرته في الحقيقة قادر ولكن العجب منكم في ادعائكم الفضيلة والبينونة بها من سائر الناس و لو و الله حكي عنكم هذاالاستدلال مخالف لكم لارتبنا بحكايته ولكن لاريب وشيوخكم يحكونه عن مشايخهم ثم لايقنعون حتي
صفحه : 430
يوردوه علي سبيل التبجح به والاستحسان له و أنت أيها الرجل من غلوك فيه جعلته أحد الغرر و أنت و إن كنت أعجمي الأصل والمنشإ فأنت عربي اللسان صحيح الحس وظاهر الآية في الكفار خاصة لايخفي ذلك علي الأنباط فضلا عن غيرهم حيث يقول الله عز و جل حاكيا عن الفرقة بعينها وهي تعني معبوداتها من دون الله تعالي وتخاطبها فيقول إِذ نُسَوّيكُم بِرَبّ العالَمِينَفيعترفون بالشرك بالله عز و جل ثم يقولون وَ ما أَضَلّنا إِلّا المُجرِمُونَ وقبل ذلك يقسمون فيقولون تَاللّهِ إِن كُنّا لفَيِ ضَلالٍ مُبِينٍفهل يا أباالقاسم أصلحك الله تعرف أحدا من خصومك في الإرجاء والشفاعة يذهب إلي جواز الشفاعة لعباد الأصنام المشركين بالله عز و جل والكفار برسله ع حتي استحسنت استدلال شيخك بهذه الآية علي المشبهة زعمت والمجبرة و من ذهب مذهبهم من العامة فإن ادعيت علم ذلك تجاهلت و إن زعمت أنه إذابطلت الشفاعة للكفار فقد بطلت في الفساق أتيت بقياس طريف من القياس ألذي حكي عن أبي حنيفة أنه قال البول في المسجد أحيانا أحسن من بعض القياس وكيف تزعم ذلك و أنت إنما حكيت مجرد القول في الآية و لم تذكر وجه الاستدلال منها و أن ماتوهمت أن الحجة في ظاهرها غفلة عظيمة حصلت منك علي أنه إنما يصح القياس علي العلل والمعاني دون الصور والألفاظ والكفار إنما بطل قول من ادعي الشفاعة لهم أن لوادعاها مدع بصريح القرآن لا غيرفيجب أن لاتبطل الشفاعة لفساق الملة إلابنص القرآن أيضا أوقول من الرسول ص يجري مجري القرآن في الحجة و إذاعدم ذلك بطل القياس فيه مع أنا قدبينا أنك لم تقصد القياس وإنما تعلقت بظاهر القرآن وكشفنا عن غفلتك في التعلق به فليتأمل ذلك أصحابك وليستحيوا لك منه علي أنه قدروي عن الباقر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع أنه قال في هذه الآية دليل علي وجود الشفاعة قال و ذلك أن أهل النار لو لم يروا يوم القيامة الشافعين يشفعون لبعض من استحق العقاب فيشفعون
صفحه : 431
ويخرجون بشفاعتهم من النار أويعفون منها بعدالاستحقاق لماتعاظمت حسراتهم و لاصدر عنهم هذاالمقال لكنهم لمارأوا شافعا يشفع فيشفع وصديقا حميما يشفع لصديقه فيشفع عظمت حسرتهم عند ذلك وقالوافَما لَنا مِن شافِعِينَ وَ لا صَدِيقٍ حَمِيمٍ فَلَو أَنّ لَنا كَرّةً فَنَكُونَ مِنَ المُؤمِنِينَ ولعمري إن مثل هذاالكلام لايرد إلا عن إمام هدي أو من أخذ من أئمة الهدي ع فأما ماحكاه أبوالقاسم الكعبي فيليق بمقال الخياطين ونتيجة عقول السخفاء والضعفاء في الدين 12- و من كلام الشيخ أدام الله عزه سئل في مجلس الشريف أبي الحسن أحمد بن القاسم العلوي المحمدي أدام الله عزه فقيل له ماالدليل علي أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع كان أفضل الصحابة فقال الدليل علي ذلك
قَولُ النّبِيّص أللّهُمّ ائتنِيِ بِأَحَبّ خَلقِكَ إِلَيكَ يَأكُلُ معَيِ مِن هَذَا الطّائِرِ
فجاء أمير المؤمنين ع و قدثبت أن أحب الخلق إلي الله عز و جل أعظمهم ثوابا عند الله تعالي و أن أعظم الناس ثوابا لا يكون إلالأنه أشرفهم أعمالا وأكثرهم عبادة لله تعالي و في ذلك برهان علي فضل أمير المؤمنين ع علي الخلق كلهم سوي الرسول عليه وآله السلام فقال له السائل ماالدليل علي صحة هذاالخبر و ماأنكرت أن يكون غيرمعتمد لأنه إنما رواه أنس بن مالك وحده وأخبار الآحاد ليست بحجة فيما يقطع علي الله عز و جل بصوابه فقال الشيخ أدام الله عزه هذاالخبر و إن كان من أخبار الآحاد علي ماذكرت من أن أنس بن مالك رواه وحده فإن الأمة بأجمعها قدتلقته بالقبول و لم يروا
صفحه : 432
أن أحدا رده علي أنس و لاأنكر صحته عندروايته فصار الإجماع عليه هوالحجة في صوابه و لم يخل ببرهانه كونه من أخبار الآحاد بما شرحناه مع أن التواتر قدورد بأن أمير المؤمنين ع احتج به في مناقبه يوم الدار فقال أنشدكم الله هل فيكم أحد قال له رسول الله ص أللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذاالطائر فجاء أحد غيري قالوا أللهم لا قال أللهم اشهد فاعترف الجميع بصحته و لم يك أمير المؤمنين ع ليحتج بباطل لاسيما و هو في مقام المنازعة والتوصل بفضائله إلي أعلي الرتب التي هي الإمامة والخلافة للرسول ص وإحاطة علمه بأن الحاضرين معه في الشوري يريدون الأمر دونه مع
قَولِ النّبِيّص عَلِيّ مَعَ الحَقّ وَ الحَقّ مَعَ عَلِيّ يَدُورُ حَيثُمَا دَارَ
و إذا كان الأمر علي ماوصفناه دل علي صحة الخبر حسبما بيناه فاعترض بعض المجبرة فقال إن احتجاج الشيعة برواية أنس من أطرف الأشياء و ذلك أنهم يعتقدون تفسيق أنس بل تكفيره فيقولون إنه كتم الشهادة في النص حتي دعا عليه أمير المؤمنين ع ببلاء لايواريه الثياب فبرص علي كبر السن ومات و هوأبرص فكيف يستشهد برواية الكافرين فقالت المعتزلة قدأسقط هذاالكلام الرجل و لم يجعل الحجة في الرواية أنسا وإنما جعلها الإجماع فهذا ألذي أوردته هذيان و قدتقدم إبطاله فقال السائل هب أناسلمنا صحة الخبر ماأنكرت أن لايفيد ماادعيت من فضل أمير المؤمنين ع علي الجماعة و ذلك أن المعني فيه أللهم ائتني بأحب خلقك
صفحه : 433
إليك يأكل معي يريد أحب الخلق إلي الله عز و جل في الأكل معه دون أن يكون أراد أحب الخلق إليه في نفسه لكثرة أعماله إذ قديجوز أن يكون الله سبحانه يحب أن يأكل مع نبيه من غيره أفضل منه و يكون ذلك أحب إليه للمصلحة فقال الشيخ أدام الله عزه هذا ألذي اعترضت به ساقط و ذلك أن محبة الله تعالي ليست ميل الطباع وإنما هي الثواب كما أن بغضه وغضبه ليسا باهتياج وإنما هما العقاب ولفظ أفعل في أحب وأبغض لايتوجه إلا إلي معناهما من الثواب والعقاب و لامعني علي هذاالأصل لقول من زعم أن أحب الخلق إلي الله عز و جل يأكل مع رسول الله ص توجه إلي محبة الأكل والمبالغة في ذلك بلفظ أفعل لأنه يخرج اللفظ عما ذكرناه من الثواب إلي ميل الطباع و ذلك محال في صفة الله سبحانه و شيءآخر و هو أن ظاهر الخطاب يدل علي ماذكرناه دون ماعارضت به أن لوكانت المحبة علي غيرمعني الثواب
لِأَنّهُص قَالَ أللّهُمّ ائتنِيِ بِأَحَبّ خَلقِكَ إِلَيكَ يَأكُل معَيِ مِن هَذَا الطّائِرِ
و قوله بأحب خلقك إليك كلام تام وبعده يأكل معي من هذاالطائر كلام مستأنف و لايفتقر الأول إليه و لو كان أراد ماذكرت لقال أللهم ائتني بأحب خلقك إليك في الأكل معي فلما كان اللفظ علي خلاف هذا و كان علي ماذكرناه لم يجز العدول عن الظاهر إلي محتمل علي المجاز و شيءآخر و هو أنه لوتساوي المعنيان في ظاهر الكلام لكان الواجب عليك تحميلهما اللفظ معا دون الاقتصار علي أحدهما إلابدليل لأنه لايتنافي الجمع بينهما فيكون أراد بقوله أحب خلقك إليك في نفسه وللأكل معي و إذا كان الأمر علي مابيناه سقط اعتراضك فقال رجل من الزيدية كان حاضرا للسائل هذاالاعتراض ساقط علي أصلك وأصلنا لأنا نقول جميعا إن الله تعالي لايريد المباح والأكل مع النبي ص مباح و ليس
صفحه : 434
بفرض و لانفل فيكون الله يحبه فضلا عن أن يكون بعضه أحب إليه من بعض و هذاالسائل من أصحاب أبي هاشم فلذلك أسقط الزيدي كلامه علي أصله إذ كان يوافقه في الأصول علي مذهب أبي هاشم فخلط السائل هنيئة ثم قال للشيخ أدام الله عزه فأنا أعترض باعتراض آخر و هو أن أقول ماأنكرت أن يكون هذاالقول إنما أفاد أن عليا ع كان أفضل الخلق في يوم الطائر ولكن بم تدفع أن يكون قدفضله قوم من الصحابة عند الله تعالي بكثرة الأعمال والمعارف بعد ذلك و هذاالأمر لايعلم بالعقل و ليس معك سمع في نفس الخبر يمنع من ذلك فدل علي أنه ع أفضل من الصحابة كلهم إلي وقتنا هذافإنا لم نسألك عن فضله عليهم وقتا بعينه فقال الشيخ أدام الله عزه هذاالسؤال أوهن مما تقدم والجواب عنه أيسر و ذلك أن الأمة مجمعة علي إبطال قول من زعم أن أحدا اكتسب أعمالا زادت علي الفضل ألذي حصل لأمير المؤمنين ع علي الجماعة من قبل أنهم بين قائلين فقائل يقول إن أمير المؤمنين ع كان أفضل من الكل في وقت الرسول ص لم يساوه أحد بعد ذلك وهم الشيعة الإمامية والزيدية وجماعة من شيوخ المعتزلة وجماعة من أصحاب الحديث وقائل يقول إنه لم يبن لأمير المؤمنين ع في وقت من الأوقات فضل علي سائر الصحابة يقطع به علي الله تعالي ويجزم الشهادة بصحته و لابان لأحد منهم فضل عليه وهم الواقفة في الأربعة من المعتزلة منهم أبو علي و أبوهاشم وأتباعهما وقائل يقول إن أبابكر كان أفضل من أمير المؤمنين ع في وقت الرسول ص وبعده وهم جماعة من المعتزلة وبعض المرجئة وطوائف من أصحاب الحديث وقائل يقول إن أمير المؤمنين ع خرج عن فضله بحوادث كانت منه فساواه غيره وفضل عليه من أجل ذلك من لم يكن له فضل عليه وهم الخوارج وجميعه من المعتزلة منهم الأصم والجاحظ وجماعة من أصحاب الحديث أنكروا قتال أهل القبلة و لم يقل أحد من الأمة أن أمير المؤمنين ع كان أفضل عند الله سبحانه من الصحابة كلهم و لم يخرج عن ولاية الله عز و جل و لاأحدث معصية الله تعالي ثم فضل عليه غيره بعمل زاد به ثوابه علي ثوابه و لاجوز ذلك فيكون معتبرا فإذابطل الاعتبار به للاتفاق علي خلافه
صفحه : 435
سقط و كان الإجماع حجة يقوم مقام قول الله تعالي في صحة ماذهبنا إليه فلم يأت بشيء وذاكرني الشيخ أدام الله عزه هذه المسألة بعد ذلك فزادني فيهازيادة ألحقتها وهي أن قال إن ألذي يسقط مااعترض به السائل من تأويل قول النبي ص أللهم ائتني بأحب خلقك إليك علي المحبة للأكل معه دون محبته في نفسه بإعظام ثوابه بعد ألذي ذكرناه في إسقاطه أن الرواية جاءت عن أنس بن مالك أنه قال لمادعا رسول الله ص أن يأتيه الله تعالي بأحب الخلق إليه قلت أللهم اجعله رجلا من الأنصار ليكون لي الفضل بذلك فجاء علي ع فرددته و قلت له رسول الله علي شغل فمضي ثم عاد ثانية فقال لي استأذن علي رسول الله ص فقلت له إنه علي شغل فجاء ثالثة فاستأذنت له ودخل فقال له النبي ص قدكنت سألت الله تعالي أن يأتيني بك دفعتين و لوأبطأت علي الثالثة لأقسمت علي الله عز و جل أن يأتيني بك فلو لا أن النبي ص سأل الله عز و جل أن يأتيه بأحب خلقه إليه في نفسه وأعظمهم ثوابا عنده وكانت هذه من أجل الفضائل لماآثر أنس أن يختص بهاقومه و لو لا أن أنسا فهم ذلك من معني كلام الرسول ص لمادافع أمير المؤمنين ع عن الدخول ليكون ذلك الفضل لرجل من الأنصار فيحصل له جزء منه و شيءآخر و هو أنه لواحتمل معني لايقتضي الفضيلة لأمير المؤمنين ع لمااحتج به أمير المؤمنين ع يوم الدار و لاجعله شاهدا علي أنه أفضل من الجماعة و ذلك أنه لو لم يكن الأمر علي ماوصفناه و كان محتملا لماظنه المخالفون من أنه سأل ربه تعالي أن يأتيه بأحب الخلق إليه في الأكل معه لماأمن أمير المؤمنين ع من أن يتعلق بذلك بعض خصومه في الحال أويشتبه ذلك علي إنسان فلما احتج به ع علي القوم واعتمده في البرهان دل علي أنه لم يك مفهوما منه إلافضله و كان إعراض الجماعة أيضا عن دفاعه عن ذلك بتسليم ماادعي دليلا علي صحة ماذكرناه و هذابعينه يسقط قول من زعم أنه يجوز مع إطلاق النبي ص في أمير المؤمنين ع مايقتضي
صفحه : 436
فضله عند الله تعالي علي الكافة وجود من هوأفضل منه في المستقبل لأنه لوجاز ذلك لماعدل القوم عن الاعتماد عليه ولجعلوه شبهة في منعه مما ادعاه من القطع علي نقصانهم عنه في الفضل و في عدول القوم عن ذلك دليل علي أن القول مفيد بإطلاقه فضله ع ومؤمن من بلوغ أحد منزلته في الثواب بشيء من الأعمال و هذا بين لمن تدبره 13- و من حكايات الشيخ أدام الله عزه وكلامه حضر الشيخ مجلس أبي منصور بن المرزبان و كان بالحضرة جماعة من متكلمي المعتزلة فجري كلام وخوض في شجاعة الإمام فقال أبوبكر بن صراما عندي أن أبابكر الصديق كان من شجعان العرب ومتقدميهم في الشجاعة فقال الشيخ أدام الله عزه من أين حصل ذلك عندك وبأي وجه عرفته فقال الدليل علي ذلك أنه رأي قتال أهل الردة وحده في نفر معه وخالفه علي رأيه في ذلك جمهور الصحابة وتقاعدوا عن نصرته فقال أما و الله لومنعوني عقالا لقاتلتهم و لم يستوحش من اعتزال القوم له و لاضعف ذلك نفسه و لامنعه من التصميم علي حربهم فلو لا أنه كان من الشجاعة علي حد يقصر الشجعان عنه لماأظهر هذاالقول عندخذلان القوم له فقال الشيخ أدام الله عزه ماأنكرت علي من قال لك إنك لم تلجأ إلي معتمد عليه في هذاالباب و ذلك أن الشجاعة لاتعرف بالحس لصاحبها فقط و لابادعائها وإنما هي شيء في الطبع يمده الاكتساب والطريق إليها أحد الأمرين إما الخبر عنها من جهة علام الغيوب المطلع علي الضمائر جلت عظمته فيعلم خلقه حال الشجاع و إن لم يبد منه فعل يستدل به عليها والوجه الآخر أن يظهر منه أفعال يعلم بهاحاله كمبارزة الأقران ومقاومة الشجعان ومنازلة الأبطال والصبر عنداللقاء وترك الفرار عندتحقق القتال و لايعلم ذلك أيضا بأول وهلة و لابواحدة من الفعل
صفحه : 437
حتي يتكرر ذلك علي حد يتميز به صاحبه ممن حصل له ذلك اتفاقا أو علي سبيل الهوج ولجهل بالتدبير و إذا كان الخبر عن الله سبحانه بشجاعة أبي بكر معدوما و كان هذاالفعل الدال علي الشجاعة غيرموجود للرجل فكيف يجوز لعاقل أن يدعي له الشجاعة بقول قاله ليس من دلالتها في شيء عندأحد من أهل النظر والتحصيل لاسيما ودلائل جنبه وهلعه وخوفه وضعفه أظهر من أن يحتاج فيها إلي التأمل و ذلك أنه لم يبارز قط قرنا و لاقاوم بطلا و لاسفك بيده دما و قدشهد مع رسول الله ص مشاهده فكان لكل أحد من الصحابة أثر في الجهاد إلا له وفر في يوم أحد وانهزم في يوم خيبر وولي الدبر يوم التقي الجمعان وأسلم رسول الله ص في هذه المواطن مع ماكتب الله عز و جل عليه من الجهاد فكيف تجتمع دلائل الجبن ودلائل الشجاعة لرجل واحد في وقت واحد لو لا أن العصبية تميل بالعبد إلي الهوي و قال رجل من طياب الشيعة كان حاضرا عافاك الله أي دليل هذا وكيف يعتمد عليه و أنت تعلم أن الإنسان قديغضب فيقول لوسامني السلطان هذاالأمر ماقبلته و إن عندنا لشيخا ضعيف الجسم ظاهر الجبن يصلي بنا في مسجدنا فما يحدث أمر يضجره وينكره إلا قال و الله لأصبرن علي هذا أولأجاهدن فيه و لواجتمعت فيه ربيعة ومضر فقال ليس الدليل علي الشجاعة ماذكرت دون غيره و ألذي اعتمدنا عليه يدل كمايدل الفعل والخبر ووجه الدلالة فيه أن أبابكر باتفاق لم يكن مئوف العقل و لاغبيا ناقصا بل كان بالإجماع من العقلاء و كان بالاتفاق جيد الآراء فلو لا أنه كان واثقا من نفسه عالما بصبره وشجاعته لما قال هذاالقول بحضرة المهاجرين والأنصار و هو لايأمن أن يقيم القوم علي خلافه فيخذلونه ويتأخرون عنه ويعجز هولجبنه أن
صفحه : 438
لو كان الأمر علي ماادعيتموه عليه فيظهر منه الخلف في قوله و ليس يقع هذا من عاقل حكيم فلما ثبتت حكمة أبي بكر دل مقاله ألذي حكيناه علي شجاعته كماوصفناه فقال الشيخ أدام الله عزه ليس تسليمنا لعقل أبي بكر جودة رأيه تسليما لماادعيت من شجاعته بما رويت عنه من القول و لايوجب ذلك في عرف و لاعقل و لاسنة و لا كتاب و ذلك أنه و إن كان ماذكرت من الحكمة فليس يمنع أن يأتي بهذا القول من جبنه وخوفه وهلعه ليشجع أصحابه ويحض المتأخرين عنه علي نصرته ويحثهم علي جهاد عدوه ويقوي عزمهم في معونته ويصرفهم عن رأيهم في خذلانه وهكذا تصنع الحكماء في تدبيراتهم فيظهرون من الصبر ما ليس عندهم و من الشجاعة ما ليس في طبائعهم حتي يمتحنوا الأمر وينظروا عواقبه فإن استجاب المتأخرون عنهم ونصرهم الخاذلون لهم وكلوا الحرب إليهم وعقلوا الكلفة بهم و إن أقاموا علي الخذلان واتفقوا علي ماترك النصرة لهم والعدول عن معونتهم أظهروا من الرأي خلاف ماسلف وقالوا قدكانت الحال موجبة للقتال و كان عزمنا علي ذلك تاما فلما رأينا أشياعنا وعامة أتباعنا يكرهون ذلك أوجبت الضرورة إعفاءهم مما يكرهون والتدبير لهم بما يؤثرون و هذاأمر قدجرت به عادات الرؤساء في كل زمان و لم يك تنقلهم من رأي إلي رأي مسقطا لأقدارهم عندالأنام فلاينكر أن يكون أبوبكر إنما أظهر التصميم علي الحرب لحث القوم علي موافقته في ذلك و لم يبد لهم جزعه لئلا يزيد ذلك في فشلهم ويقوي به رأيهم واعتمد علي أنهم إن صاروا إلي أمره ونجع هذاالتدبير في تمام غرضه فقد بلغ المراد و إن لم ينجع ذلك عدل عن الرأي الأول كماوصفناه من حال الرؤساء في تدبيراتهم علي أن أبابكر لم يقسم بالله تعالي في قتال أهل الردة بنفسه وإنما أقسم بأنصاره الذين اتبعوه علي رأيه و ليس في يمينه
صفحه : 439
بالله سبحانه لينفذن خالدا وأصحابه ليصلوا بالحرب دليل علي شجاعته في نفسه و شيءآخر و هو أن أبابكر قال هذاالقول عندغضبه لمباينة القوم له و لاخلاف بين ذوي العقول أن الغضبان يعتريه عندغضبه من هيجان الطباع مايفسد عليه رأيه حتي يقدم من القول علي ما لايفي به عندسكون نفسه ويعمل من الأعمال مايندم عليه عندزوال الغضب عنه و لا يكون وقوع ذلك منه دليلا علي فساد عقله ووجوب إخراجه عن جملة أهل التدبير و قدصرح بذلك الرجل في خطبته المشهورة عنه التي لايختلف اثنان فيها وأصحابه خاصة يصولون بها ويجعلونها من مفاخره حيث يقول إن رسول الله ص خرج من الدنيا و ليس أحد يطالبه بضربة سوط فما فوقها و كان ص معصوما من الخطإ يأتيه الملائكة بالوحي فلاتكلفوني ماكنتم تكلفونه فإن لي شيطانا يعتريني عندغضبي فإذارأيتموني مغضبا فاجتنبوني لاأوثر في أشعاركم وأبشاركم فقد أعذر هذا الرجل إلي القوم فيما يأتيه عندغضبه من قول وفعل ودلهم علي الحال فيه فلذلك أمن من نكير المهاجرين والأنصار عليه مقاله عندغضبه مع إحاطة العلم منهم بما لحقه في الحال من خلاف المخالفين عليه حتي بعثه علي ذلك المقال فلم يأت بشيء 14- قال الشيخ أدام الله حراسته كان يختلف إلي حدث من أولاد الأنصار يتعلم الكلام فقال لي يوما اجتمعت البارحة مع الطبراني شيخ من الزيدية فقال لي أنتم يامعشر الإمامية حنبلية وأنتم تستهزءون بالحنبلية فقلت له وكيف ذلك فقال لأن الحنبلية تعتمد علي المنامات وأنتم كذلك والحنبلية تدعي المعجز لأكابرها وأنتم كذلك والحنبلية تري زيارة القبور والاعتكاف عندها وأنتم كذلك فلم يكن عندي جواب أرتضيه فما الجواب
صفحه : 440
قال الشيخ أدام الله عزه فقلت له ارجع إليه وقل له قدعرضت ماألقيته إلي علي فلان فقال قل له إن كانت الإمامية حنبلية بما وصفت أيها الشيخ فالمسلمون بأجمعهم حنبلية والقرآن ناطق بصحة الحنبلية وصواب مذاهب أهلها و ذلك أن الله عز و جل يقول إِذ قالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يا أَبَتِ إنِيّ رَأَيتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوكَباً وَ الشّمسَ وَ القَمَرَ رَأَيتُهُم لِي ساجِدِينَ قالَ يا بنُيَّ لا تَقصُص رُؤياكَ عَلي إِخوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيداً إِنّ الشّيطانَ لِلإِنسانِ عَدُوّ مُبِينٌفأثبت الله جل اسمه المنام وجعل له تأويلا عرفه أولياءه ع وأثبته الأنبياء ودانت به خلفاؤهم وأتباعهم من المؤمنين واعتمدوه في علم ما يكون وأجروه مجري الخبر مع اليقظة وكالعيان له و قال سبحانه وَ دَخَلَ مَعَهُ السّجنَ فَتَيانِ قالَ أَحَدُهُما إنِيّ أرَانيِ أَعصِرُ خَمراً وَ قالَ الآخَرُ إنِيّ أرَانيِ أَحمِلُ فَوقَ رأَسيِ خُبزاً تَأكُلُ الطّيرُ مِنهُ نَبّئنا بِتَأوِيلِهِ إِنّا نَراكَ مِنَ المُحسِنِينَفنبأهما بتأويله و ذلك علي تحقيق منه لحكم المنام و كان سؤالهما مع جهلهما بنبوته دليلا علي أن المنامات حق عندهم والتأويل لأكثرها صحيح إذاوافق معناها و قال عزاسمه وَ قالَ المَلِكُ إنِيّ أَري سَبعَ بَقَراتٍ سِمانٍ يَأكُلُهُنّ سَبعٌ عِجافٌ وَ سَبعَ سُنبُلاتٍ خُضرٍ وَ أُخَرَ يابِساتٍ يا أَيّهَا المَلَأُ أفَتوُنيِ فِي رءُيايَ إِن كُنتُم لِلرّءيا تَعبُرُونَ قالُوا أَضغاثُ أَحلامٍ وَ ما نَحنُ بِتَأوِيلِ الأَحلامِ بِعالِمِينَ ثم فسرها يوسف ع فكان الأمر كما قال و قال سبحانه في قصة ابراهيم وإسماعيل ع فَلَمّا بَلَغَ مَعَهُ السعّيَ قالَ يا بنُيَّ إنِيّ أَري فِي المَنامِ أنَيّ أَذبَحُكَ فَانظُر ما ذا تَري قالَ يا أَبَتِ افعَل ما تُؤمَرُ ستَجَدِنُيِ إِن شاءَ اللّهُ مِنَ الصّابِرِينَفأثبتا ع الرؤيا وأوجبا الحكم بها و لم يقل إسماعيل لأبيه ع ياأبت لاتسفك دمي برؤيا رأيتها فإن الرؤيا قدتكون من حديث النفس وأخلاط البدن وغلبة الطباع بعضها علي بعض كماذهبت إليه المعتزلة فقول الإمامية في هذاالباب مانطق به القرآن وقول هذاالشيخ هوقول الملإ من أصحاب الملك حين قالواأَضغاثُ أَحلامٍ و مع ذلك فإنا لسنا نثبت الأحكام الدينية من جهة
صفحه : 441
المنامات وإنما نثبت من تأويلها ماجاء به الأثر عن ورثة الأنبياء ع فأما قولنا في المعجزات فهو كقول الله تبارك و تعالي وَ أَوحَينا إِلي أُمّ مُوسي أَن أَرضِعِيهِ فَإِذا خِفتِ عَلَيهِ فَأَلقِيهِ فِي اليَمّ وَ لا تخَافيِ وَ لا تحَزنَيِ إِنّا رَادّوهُ إِلَيكِ وَ جاعِلُوهُ مِنَ المُرسَلِينَفضمن هذاالقول تصحيح المنام إذ كان الوحي إليها في المنام يعلمها بما كان قبل كونه و قال سبحانه في قصة مريم ع فَأَشارَت إِلَيهِ قالُوا كَيفَ نُكَلّمُ مَن كانَ فِي المَهدِ صَبِيّا قالَ إنِيّ عَبدُ اللّهِ آتانيَِ الكِتابَ وَ جعَلَنَيِ نَبِيّا وَ جعَلَنَيِ مُبارَكاً أَينَ ما كُنتُ وَ أوَصانيِ بِالصّلاةِ وَ الزّكاةِ ما دُمتُ حَيّافكان نطق المسيح معجزا لمريم ع إذا كان شاهدا ببراءة ساحتها وأم موسي ومريم لم تكونا نبيتين و لامرسلتين ولكنهما كانتا من عباد الله الصالحين فعلي مذهب هذاالشيخ كتاب الله تعالي يصحح الحنبلية و أمازيارة القبور فقد أجمع المسلمون علي زيارة قبر النبي ص حتي أنه من حج و لم يزره فقد جفاه وثلم حجه بذلك الفعل
وَ قَد قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن سَلّمَ عَلَيّ مِن عِندِ قبَريِ سَمِعتُهُ وَ مَن سَلّمَ عَلَيّ مِن بَعِيدٍ بُلّغتُهُ
عليه سلام الله ورحمته وبركاته
وَ قَالَص لِلحَسَنِ ع مَن زَارَكَ بَعدَ مَوتِكَ أَو زَارَ أَبَاكَ أَو زَارَ أَخَاكَ فَلَهُ الجَنّةُ
وَ قَالَ لَهُ ع أَيضاً فِي حَدِيثٍ لَهُ أَوّلِ مَشرُوحٍ[أَوّلُهُ مَشرُوحٌ] فِي غَيرِ هَذَا الكِتَابِ تَزُورُكَ طَائِفَةٌ مِن أمُتّيِ يُرِيدُونَ بِهِ برِيّ وَ صلِتَيِ فَإِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ زُرتُهَا فِي المَوقِفِ فَأَخَذَت بِأَعضَادِهَا فَأَنجَيتُهَا مِن أَهوَالِهِ وَ شَدَائِدِهِ
و لاخلاف بين الأمة أن رسول الله ص لمافرغ من حجة الوداع لاذ بقبر قددرس فقعد عنده طويلا ثم استعبر
فَقِيلَ لَهُ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا هَذَا القَبرُ فَقَالَ هَذَا قَبرُ أمُيّ آمِنَةَ بِنتِ وَهبٍ سَأَلتُ اللّهَ فِي زِيَارَتِهَا فَأَذِنَ لِي وَ قَالَص قَد كُنتُ نَهَيتُكُم عَن زِيَارَةِ القُبُورِ أَلَا فَزُورُوهَا وَ كُنتُ نَهَيتُكُم
صفحه : 442
عَنِ ادّخَارِ لُحُومِ الأضَاَحيِ أَلَا فَادّخِرُوهَا
و قد كان أمرص في حياته بزيارة قبر حمزة ع و كان يلم به وبالشهداء و لم يزل فاطمة ع بعدوفاته ص تغدو إلي قبره وتروح والمسلمون يناوبون علي زيارته وملازمة قبره فإن كان ماتذهب إليه الإمامية من زيارة مشاهد الأئمة ع حنبلية وسخفا من العقل فالإسلام مبني علي الحنبلية ورأس الحنبلية رسول الله ص و هذاقول متهافت جدا يدل علي قلة دين قائله وضعف رأيه وبصيرته ثم قلت له يجب أن تعلمه أن ألذي حكيت عنه قدحرف القول وقبحه و لم يأت به علي وجه و ألذي نذهب إليه في الرؤيا أنها علي أضرب فضرب منها يبشر الله به عباده ويحذرهم وضرب تحزين من الشيطان وكذب يخطر ببال النائم وضرب من غلبة الطباع بعضها علي بعض ولسنا نعتمد علي المنامات كماحكي لكنا نأنس بما يبشر به ونتخوف مما يحذر فيها من وصل إليه شيء من علمها عن ورثة الأنبياء ع ميز بين حق تأويلها وباطله و من لم يصل إليه شيء من ذلك كان علي الرجاء والخوف و هذايسقط مالعله سيتعلق به في منامات الأنبياء ع من أنها وحي لأن تلك مقطوع بصحتها و هذه مشكوك فيها مع أن منها أشياء قداتفق ذوو العادات علي معرفة تأويلها حتي لم يختلفوا فيه ووجدوه حسنا و هذاالشيخ لم يقصد بكلامه الإمامية لكنه قصد الأمة ونصر البراهمة والملحدة مع أني أعجب من هذه الحكاية عنه و أناأعرفه يميل إلي مذهب أبي هاشم ويعظمه ويختاره و أبوهاشم يقول في كتابه المسألة في الإمامة إن أبابكر رأي في المنام كأن عليه ثوبا جديدا عليه رقمان ففسره علي النبي ص فقال له إن صدقت رؤياك فستخبر بولد وتلي الخلافة سنتين فلم يرض شيخه أبوهاشم أن أثبت المنامات حتي أوجب له الخلافة وجعلها دلالة علي الإمامة فيجب علي قول هذاالشيخ
صفحه : 443
الزيدي عندنفسه أن يكون أبوهاشم رئيس المعتزلة عنده حنبليا بل يكون أبوبكر حنبليا بل رسول الله ص لأنه صحح المنام وأوجب به الأحكام و هذا من بهرج المقال 15- ثم قال رضي الله عنه و من حكايات الشيخ أيده الله قال حضرت مجمعا لقوم من الرؤساء و كان فيهم شيخ من أهل الري معتزلي يعظمونه لمحل سلفه وتعلقه بالدولة فسئلت عن شيء من الفقه فأفتيت فيه علي المأثور عن الأئمة ع فقال ذلك الشيخ هذه الفتيا يخالف الإجماع فقلت له عافاك الله من تعني بالإجماع فقال الفقهاء المعروفين بالفتيا في الحلال والحرام من فقهاء الأمصار فقلت هذاأيضا مجمل من القول فهل تدخل آل محمد ع في جملة هؤلاء الفقهاء أم تخرجهم من الإجماع فقال بل أجعلهم في صدر الفقهاء و لوصح عنهم ماتروونه لماخالفناه فقلت له هذامذهب لاأعرفه لك و لالمن أومأت إليه ممن جعلتهم الفقهاء لأن القوم بأجمعهم يرون الخلاف علي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع و هوسيد أهل البيت في كثير مما قدصح عنه من الأحكام فكيف تستوحشون من خلاف ذريته وتوجبون علي أنفسكم قبول قولهم علي كل حال فقال معاذ الله مانذهب إلي هذا و لايذهب إليه أحد من الفقهاء و هذه شناعة منك علي القوم بحضرة هؤلاء الرؤساء فقلت له لم أحك إلا ماأقيم عليه البرهان و لاذكرت إلامعروفا لايمكن أحدا من أهل العلم دفعي عنه لما هو عليه من الاشتهار لكنك أنت تريد أن تتجمل بضد مذهبك عندهؤلاء الرؤساء ثم أقبلت علي القوم فقلت لاخلاف عندشيوخ هذا الرجل وأئمته وفقهائه وسادته أن أمير المؤمنين ع قديجوز عليه الخطأ في شيءيصيب فيه عمرو بن العاص زيادة علي ماحكيت عنه من المقال فاستعظم القوم ذلك و
صفحه : 444
أظهروا البراءة من معتقده وأنكره هو وزاد في الإنكار فقلت له أ ليس من مذهبك ومذهب هؤلاء الفقهاء أن عليا ع لم يكن معصوما كعصمة النبي ص قال بلي قلت فلم لايجوز عليه الخطأ في شيء من الأحكام فسكت ثم قلت له أ ليس عندكم أن أمير المؤمنين ع قد كان يجتهد رأيه في كثير من الأحكام و أن عمرو بن العاص و أبا موسي الأشعري والمغيرة بن شعبة كانوا من أهل الاجتهاد قال بلي قلت له فما ألذي يمنع من إصابة هؤلاء القوم مايذهب علي أمير المؤمنين ع من جهة الاجتهاد مع ارتفاع العصمة عنه وكون هؤلاء القوم من أهل الاجتهاد فقال ليس يمنع من ذلك مانع قلت له فقد أقررت بما أنكرت الآن و مع هذافليس من أصلك أن كل أحد بعد النبي ص يؤخذ من قوله ويترك إلا ماانعقد عليه الإجماع قال بلي قلت له أفليس هذايسوغكم الخلاف علي أمير المؤمنين ع في كثير من أحكامه التي لم يقع عليه الإجماع و بعدفليست لي حاجة إلي هذاالتعسف و لافقر فيما حكيت إلي هذاالاستدلال لأنه لاأحد من الفقهاء إلا و قدخالف أمير المؤمنين ع في بعض أحكامه ورغب عنها إلي غيرها و ليس فيهم أحد وافقه في جميع ماحكم به من الحلال والحرام وإني لأعجب من إنكارك ماذكرت وصاحبك الشافعي يخالف أمير المؤمنين ع في الميراث والمكاتب ويذهب إلي قول زيد فيهما ويروي عنه أنه كان لايري الوضوء من مس الذكر و يقول هو إن الوضوء منه واجب و إن عليا ع خالف الحكم فيه بضرب من الرأي وحكي الربيع عنه في كتابه المشهور أنه لابأس بصلاة الجمعة والعيدين خلف كل أمين و غيرمأمون ومتغلب صلي علي بالناس وعثمان محصور فجعل الدلالة علي جواز الصلاة خلف المتغلب علي أمر الأمة صلاة الناس خلف علي في زمن حصر عثمان فصرح بأن عليا كان متغلبا و لاخلاف أن المتغلب علي أمر الأمة فاسق ضال و قال لابأس بالصلاة خلف الخوارج لأنهم متأولون و إن كانوا فاسقين فمن يكون هذامذهبه ومقالة
صفحه : 445
إمامه وفقيهه يزعم معه أنه لوصح له عن أمير المؤمنين شيء أو عن ذريته لدان به لو لا أن الذاهب إلي هذايريد التلبيس و ليس في فقهاء الأمصار سوي الشافعي إلا و قدشارك الشافعي في الطعن علي أمير المؤمنين ع وتزييف كثير من قوله والرد عليه في أحكامه حتي أنهم يصرحون بأن ألذي يذكره أمير المؤمنين ع في الأحكام معتبر فإن أسنده إلي النبي ص قبلوه منه علي ظاهر العدالة كمايقبلون من أبي موسي الأشعري و أبي هريرة والمغيرة بن شعبة مايسندوه إلي النبي ص بل كمايقبلون من حمال في السوق علي ظاهر العدالة مايرويه مسندا إلي النبي ص فأما ما قال أمير المؤمنين ع من غيرإسناد إلي رسول الله ص كان موقوفا علي سيرهم ونظرهم واجتهادهم فإن وضح صوابه فيه قالوا به من حيث النظر لا من حيث حكمه به و قوله و إن عثروا علي خطيئة فيه اجتنبوه وردوه عليه و علي من اتبعه فيه فزعموا أن آراءهم هي العيار علي قوله ع و هذا ما لايذهب إليه من وجد في صدره جزء من مودته ع وحقه الواجب له وتعظيمه ألذي فرضه الله تعالي ورسوله ص بل لايذهب إلي هذاالقول إلا من
رَدّ عَلَي رَسُولِ اللّهِص قَولَهُ عَلِيّ مَعَ الحَقّ وَ الحَقّ مَعَ عَلِيّ يَدُورُ حَيثُمَا دَارَ وَ قَولَهُص أَنَا مَدِينَةُ العِلمِ وَ عَلِيّ بَابُهَا وَ قَولَهُص عَلِيّ أَقضَاكُم وَ قَولَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع ضَرَبَ رَسُولُ اللّهِص يَدَهُ عَلَي صدَريِ وَ قَالَ أللّهُمّ اهدِ قَلبَهُ وَ ثَبّت لِسَانَهُ فَمَا شَكَكتُ فِي قَضَاءٍ بَينَ اثنَينِ
فلما ورد عليه هذاالكلام تحير و قال هذه شناعات علي الفقهاء والقوم لهم حجج علي ماحكيت عنهم فقال له بعض الحاضرين نحن نبرأ إلي الله من هذاالمقال و كل دائن به و قال له آخر إن كان مع القوم حجج علي ماحكاه الشيخ فهي حجج علي إبطال ماادعيت أولا من ضد هذه الحكاية ونحن نعيذك بالله أن تذهب إلي هذاالقول فإن كل شيءتظنه حجة عليه فهو كالحجة في إبطال نبوة النبي ص فسكت مستحييا مما جري وتفرق الجمع
صفحه : 446
16- قال الشيخ أدام الله عزه قال لي يوما بعض المعتزلة لو كان ماتدعونه من هذاالفقه ألذي تضيفونه إلي جعفر بن محمد و أبيه وابنه ع حقا وأنتم صادقون في الحكاية عنهم لوجب أن يقع لنا معشر مخالفيكم العلم الضروري بصحة ذلك حتي لانشك فيه كماوقع لكم صحة الحكاية عن أبي حنيفة ومالك والشافعي وداود وغيرهم من فقهاء الأمصار برواية أصحابهم عنهم فلما لم نعلم صحة ماتدعونه مع سماعنا لأخباركم وطول مجالستنا لكم دل علي أنكم متخرصون في ذلك و بعدفما بال كل من عددنا من فقهاء الأمصار قداستفاض عنهم القول في الفتيا استفاضة منعت من الريب في مذاهبهم وأنتم أئمتكم أعظم قدرا من هؤلاء وأجل خطرا لاسيما مع ماتعتقدونه فيهم من العصمة وعلو المنزلة والفضل علي جميع البرية والبينونة من الخلق بالمعجزة و مااختصوا به من خلافة الرسول عليه وآله السلام وفرض الطاعة علي الجن والإنس وإِنّ هذا لشَيَءٌ عَجِيبٌ قال الشيخ أدام الله عزه فقلت له إن الجواب عن هذاالسؤال قريب جدا غيرأني أقلبه عليك فلايمكنك الانفصال منه إلابإخراج من ذكرت من جملة أهل العلم ونفي المعرفة عنهم وإسقاط مقال من زعمت أنهم كانوا من أصحاب الفتيا والعلم الضروري حاصل لكل من سمع الأخبار بضد ذلك وخلافه وأنهم ع كانوا من أجلة أهل الفتيا و ذلك أننا و إن كنا كاذبين علي قولك فلابد لهؤلاء القوم ع من مقال في الفتيا يتضمن بعض ماحكيناه عنهم فما بالنا معشر الشيعة بل مابالكم معشر الناصبة لاتعلمون مذاهبهم علي الحقيقة بالضرورة كماتعلمون مذاهب أهل الحجاز و أهل العراق و من ذكرت من فقهاء الأمصار فإن زعمت أنك تعلم لهم في الفتيا مذهبا بخلاف مانحكيه عنهم علم اضطرار مع تديننا بكذبك في ذلك لم نجد فرقا بيننا وبينك إذ ادعينا أننا نعلم صحة مانحكيه عنهم بالاضطرار وإنك وأصحابك تعلمون ذلك ولكنكم تكابرون العيان و هذا ما لافصل فيه فقال إنما لم نعلم مذهبهم باضطرار لأنه مبثوث في مذاهب الفقهاء إذا
صفحه : 447
كانوا ع يختارون مااختاروا من قول الصحابة والتابعين فتفرق مجموع أخبارهم في مذاهب الفقهاء فقلت له فإن هذابعينه موجود في مذهب مالك و أبي حنيفة والشافعي و من عددت لأن هؤلاء تخيروا من أقوال الصحابة والتابعين فكان يجب أن لانعلم مذاهبهم باضطرار علي أنك إن قنعت بهذا الاعتلال فإنا نعتمد عليه في جوابك فنقول إننا إنما تعرينا من علم الاضطرار بمذاهبهم ع لأن الفقهاء تقسموا مذاهبهم المنصوصة عندنا فدانوا بها علي سبيل الاختيار لأن قولهم متفرق في مقال الفقهاء فلذلك لم يقع العلم به باضطرار فقال فهب أن الأمر كماوصفت مابالنا لانعلم مارويتم عنهم من خلاف جميع الفقهاء علم اضطرار فقلت له ليس شيءمما تومئ إليه إلا و قدقاله صحابي أوتابعي و إن اتفق من ذكرت من فقهاء الأمصار علي خلافه الآن فلما قدمنا مما رضيته من الاعتلال لم يحصل علم الاضطرار مع أنك تقول لامحالة بأن قولهم ع في هذه الأبواب بخلاف ما عليه غيرهم فيها و هو ماأجمع عليه عندك فقهاء الأمصار من الصحابة والتابعين بإحسان فما بالنا لانعلم ذلك من مقالهم علم اضطرار و ليس هومما تحدثته مذاهب الفقهاء و لااختلف فيه عندك من أهل الإسلام أحد فبأي شيءتعلقت في ذلك تعلقنا به في إسقاط سؤالك و الله الموفق للصواب فلم يأت شيءتجب حكايته والحمد لله قال السيد رضي الله عنه و قلت للشيخ عقيب هذه الحكاية لي إن حمل هؤلاء القوم أنفسهم علي أن يقولوا إن جعفر بن محمد وأباه محمد بن علي وابنه موسي بن جعفر ع لم يكونوا من أهل الفتيا لكنهم كانوا من أهل الزهد والصلاح قال يقال لهم هب أناسامحناكم في هذه المكابرة وجوزناها لكم أ ليس من قولكم وقول كل مسلم وذمي وعدو لعلي بن أبي طالب ع وولي له أن أمير المؤمنين ع كان من أهل الفتيا فلابد من أن يقولوا بلي فيقال لهم فما بالنا لانعلم جميع مذاهبه في الفتيا كمانعلم جميع مذاهب من عددتموه من فقهاء الأمصار بل
صفحه : 448
من الصحابة كزيد و ابن مسعود وعمر بن الخطاب إن قالوا إنكم تعلمون ذلك باضطرار قلنا لهم و ذلك هو ماتحكونه أنتم عنه أو مانحكيه نحن مما يوافق حكايتنا عن ذريته ع فإن قالوا هو مانحكيه دونكم قلنا لهم ونحن علي أصلكم في إنكار ذلك مكابرون و إن قالوا نعم قلنا لهم بل العلم حاصل لكم بما نحكيه عنه خاصة وأنتم في إنكار ذلك مكابرون و هذا ما لافصل فيه و هوأيضا يسقط اعتلالهم في عدم العلم الضروري بمذاهب الذرية لماذكروه من تقسيم الفقهاء لها لأن أمير المؤمنين ع قدسبق الفقهاء الذين أشاروا إليهم و كان مذهب علي ع متفردا فإن اعتلوا بأنه كان منقسما في قول الصحابة فهم أنفسهم ينكرون ذلك لروايتهم عنه الخلاف مع أنه يجب أن لايعرف مذهب عمر و ابن مسعود لأنهما كانا منقسمين في مذاهب الصحابة و هذافاسد من القول بين الاضمحلال قال الشيخ أدام الله عزه و هذاكلام صحيح ويؤيده علمنا بمذاهب المختارين من المعتزلة والزيدية والخوارج مع انبثاثها في أقوال الصحابة والتابعين وفقهاء الأمصار و قال الشيخ أدام الله حراسته و قدذكرت الجواب عما تقدم من السؤال في هذاالباب في كتابي المعروف بتقرير الأحكام ووجوده هناك يغني عن تكراره هاهنا إذ هو في موضعه مستقصي عن البيان 17- ثم قال قال الشيخ أدام الله تأييده سألني أبو الحسن علي بن نصر الشاهد بعكبرا في مسجده و أنامتوجه إلي سرمن رأي فقال أ ليس قدثبت عندنا أن أمير المؤمنين ع كان أعلم الصحابة كلها وأعرفها بمعالم الدين وكانوا يستفتونه ويتعلمون منه لفقرهم إليه و كان غنيا عنهم لايرجع إلي أحد منهم في علم و لايستفيد ع منهم فقلت نعم هذاقولنا و هوالواضح ألذي لاخفاء به و لايمكن عاقلا دفعه و لايقدم أحد علي إنكاره إلا أن يرتكب البهت والمكابرة فقال أبو الحسن فإن
صفحه : 449
بعض أهل الخلاف قداحتج علي في دفع هذابأن قال وردت الرواية عن علي ع أنه قال ماحدثني أحد بحديث إلااستحلفته عليه ولقد حدثني أبوبكر وصدق أبوبكر فلو كان يعلم ع جميع الدين و لايفتقر إلي غيره لمااحتاج إلي استحلاف من يحدثه و لاالاستظهار في يمينه ليصح عنده علم ماأخبر به و قدروي أيضا أنه صلوات الله عليه حكم في شيء فقال له شاب من القوم أخطأت يا أمير المؤمنين فقال ع صدقت أنت وأخطأت فما ذا يكون الجواب عن هذاالكلام وكيف الطريق إلي حله فقلت أول ما في هذاالكلام أن الأخبار لاتتقابل ويحكم ببعضها علي بعض حتي تتساوي في الصفة فيكون الظاهر المستفيض مقابلا لمثله في الاستفاضة والمتواتر مقابلا لمثله في التواتر والشاذ مقابلا لمثله في الشذوذ و ماذكرناه عن مولانا أمير المؤمنين ع مستفيض قدتواتر به الخبر علي التحقيق و ماذكره هذا الرجل عنه ع من الحديثين فأحدهما شاذ وارد من طريق الآحاد غيرمرضي الإسناد والآخر ظاهر البطلان لانقطاع إسناده وعدم وجوده في نقل معروف من الثقات و ليس يجوز المقابلة في مثل هذه الأخبار بل الواجب إسقاط الظاهر منها الشاذ وإبطال المتواتر ماضاده من الآحاد والثاني أنه لماذكره الخصم من الحديث الأول عن أمير المؤمنين غيروجه يلائم ماذكرناه من فضل مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه في العلم علي سائر الأنام منها أنه صلوات الله عليه إنما كان يستحلف علي الأخبار لئلا يجترئ مجترئ علي الإضافة إلي رسول الله ص بسماع ما لم يسمعه منه وإنما ألقي إليه عنه فحصل عنده بالبلاغ ومنها أنه ع كان يستحلف مع العلم بصدق المخبر ليتأكد خبره عندغيره من السامعين فلايشك فيه و لايرتاب ومنها أنه ع استحلف فيما عرفه يقينا ليكون ذلك حجة له إذاحكم علي أهل العناد و لا يقول منهم قائل عندحكمه بذلك قدحكم بالشاذ
صفحه : 450
ومنها أن يكون استحلافه صلوات الله عليه للمخبر بما لايتضمن حكما في الدين ويتضمن أدبا وموعظة ولفظة حكمة أومدحة لإنسان أومذمة فلايجب إذاعلم ذلك من غيره أن يكون فقيرا في علم الدين إليه وناقصا في العلم عن رتبته علي أن لفظ الحديث ماحدثني أحد بحديث إلااستحلفته فهذا يوجب بالضرورة أنه كان يستحلف علي مايعلم لأنه محال أن يكون كل من حدثه حدثه بما لايعلم فإذاثبت أنه قداستحلف علي علم لأحد ماذكرناه أولغيره من العلل بطل مااعتمده هذاالخصم و أماالحديث الثاني فظهور بطلانه أوضح من أن يخفي و ذلك أنه قال فيه إن شابا قال له ليس الحكم فيه ذلك فقال أمير المؤمنين ع علي مازعم الخصم أصبت أنت وأخطأت و هذاواضح السقوط علي مابيناه لأنه لايخلو مولانا أمير المؤمنين ع أن يكون حكم بالخطإ مع علمه بأنه خطأ أو يكون حكم بالخطإ و هويظن أنه صواب فإن كان حكم بالخطإ علي أنه خطأ عاند في دين الله وضل بإقدامه علي تغيير حكم الله و هوصلوات الله عليه يجل عن هذه الرتبة و لايعتقد مثل هذا فيه الخوارج فضلا عمن دونهم في عداوته من الناصبة و إن كان حكم بالخطإ و هويظن أنه صواب فكيف زال ظنه عن ذلك فانتقل عنه بقول رجل واحد لايعضده برهان فهذا ما لايتوهم علي أحد من أهل الأديان علي أنه لو كان لهذا الحديث أصل أو كان معروفا عندأحد من أهل الآثار لكان الرجل مشهورا معروفا بالعين والنسب مشهور القبيلة والمكان ولكان أيضا الحكم ألذي جري فيه هذاالأمر مشهورا عندالفقهاء ومدونا عندأصحاب الأخبار و في عدم معرفة الرجل وتعين الحكم وعدمه من الأصول دليل علي بطلانه كمابيناه علي أن الأمة قداتفقت عنه صلوات الله عليه
أَنّهُ قَالَ ضَرَبَ رَسُولُ اللّهِص بِيَدِهِ عَلَي صدَريِ وَ قَالَ أللّهُمّ اهدِ قَلبَهُ وَ ثَبّت لِسَانَهُ فَمَا شَكَكتُ فِي قَضَاءٍ بَينَ اثنَينِ
و هذامضاد لوقوع الخطإ منه في الأحكام ومانع لدخول الشك عليه في شيءمنها والارتياب
وَ أَجمَعُوا أَنّ النّبِيّ
صفحه : 451
ص قَالَ عَلِيّ مَعَ الحَقّ وَ الحَقّ مَعَ عَلِيّ يَدُورُ حَيثُمَا دَارَ
و ليس يجوز أن يكون من هذاوصفه يخطئ في الدين أويشك في الأحكام
وَ أَجمَعُوا أَنّ النّبِيّص قَالَ عَلِيّ أَقضَاكُم
وأقضي الناس ليس يجوز أن يخطئ في الأحكام و لا يكون غيره أعلم منه بشيء من الحكم فدل ذلك علي بطلان مااعترض به الخصم وكشف عن وهيه علي البيان وبالله التوفيق وإياه لنستهدي إلي سبيل الرشاد 18- و قال السيد المرتضي رضي الله عنه وحضر الشيخ أبو عبد الله أدام الله عزه بمسجد الكوفة فاجتمع إليه من أهلها وغيرهم أكثر من خمسمائة إنسان فابتدر له رجل من الزيدية أراد الفتنة والشناعة فقال بأي شيءاستجزت إنكار إمامة زيد بن علي فقال له الشيخ إنك قدظننت علي ظنا باطلا وقولي في زيد لايخالفني عليه أحد من الزيدية فلايجب أن يتصور مذهبي في ذلك بالخلاف فقال له الرجل و مامذهبك في إمامة زيد بن علي فقال له الشيخ أناأثبت من إمامة زيد رحمه الله ماتثبته الزيدية وأنفي عنه من ذلك ماتنفيه فأقول إن زيدا رحمة الله عليه كان إماما في العلم والزهد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأنفي عنه الإمامة الموجبة لصاحبها العصمة والنص والمعجز و هذا ما لايخالفني عليه أحد من الزيدية حيثما قدمت فلم يتمالك جميع من حضر من الزيدية أن شكروه ودعوا له وبطلت حيلة الرجل فيما أراد من التشنيع والفتنة 19- و قال رضي الله عنه و من الحكايات قلت للشيخ أبي عبد الله أدام الله عزه إن المعتزلة والحشوية يزعمون أن ألذي نستعمله من المناظرة شيءيخالف أصول الإمامية ويخرج عن إجماعهم لأن القوم لايرون المناظرة دينا وينهون عنها ويرون
صفحه : 452
عن أئمتهم تبديع فاعليها وذم مستعمليها فهل معك رواية عن أهل البيت ع في صحتها لم تعتمد علي حجج العقول و لاتلتفت إلي ماخالفها و إن كان عليه إجماع العصابة فقال أخطأت المعتزلة والحشوية في ماادعوه علينا من خلاف جماعة مذهبنا في استعمال المناظرة وأخطأ من ادعي ذلك من الإمامية أيضا وتجاهل لأن فقهاء الإمامية ورؤساءهم في علم الدين كانوا يستعملون المناظرة ويدينون بصحتها وتلقي ذلك عنهم الخلف ودانوا به و قدأشبعت القول في هذاالباب وذكرت أسماء المعروفين بالنظر وكتبهم ومدائح الأئمة ع لهم في كتاب الكامل في علوم الدين و كتاب الأركان في دعائم الدين و أناأروي لك في هذاالوقت حديثا من جملة ماأوردت في ذلك إن شاء الله
أخَبرَنَيِ أَبُو الحَسَنِ أَحمَدُ بنُ مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ الوَلِيدِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن يُونُسَ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ مَولَي آلِ يَقطِينٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ مُحَمّدِ بنِ النّعمَانِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ الصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَ قَالَ لِي خَاصِمُوهُم وَ بَيّنُوا لَهُمُ الهُدَي ألّذِي أَنتُم عَلَيهِ وَ بَيّنُوا لَهُم ضَلَالَتَهُم وَ بَاهِلُوهُم فِي عَلِيّ ع قُلتُ فإَنِيّ لَا أَزَالَ أَسمَعُ المُعتَزِلَةَ يَدّعُونَ عَلَي أَسلَافِنَا أَنّهُم كَانُوا كُلّهُم مُشَبّهَةً وَ أَسمَعُ المُشَبّهَةَ مِنَ العَامّةِ يَقُولُونَ مِثلَ ذَلِكَ وَ أَرَي جَمَاعَةً مِن أَصحَابِ الحَدِيثِ مِنَ الإِمَامِيّةِ يُطَابِقُونَهُم عَلَي هَذِهِ الحِكَايَةِ وَ يَقُولُونَ إِنّ نفَيَ التّشبِيهِ إِنّمَا أَخَذنَاهُ مِنَ المُعتَزِلَةِ فَأُحِبّ أَن ترَويَِ لِي حَدِيثاً يُبطِلُ ذَلِكَ فَقَالَ هَذِهِ الدّعوَي كَالأَوّلَةِ وَ لَم يَكُن فِي سَلَفِنَا رَحِمَهُمُ اللّهُ مَن تَدَيّنَ بِالتّشبِيهِ مِن طَرِيقِ المَعنَي وَ إِنّمَا خَالَفَ هِشَامٌ وَ أَصحَابُهُ جَمَاعَةَ أَصحَابِ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع بِقَولِهِ فِي الجِسمِ وَ زَعَمَ أَنّ اللّهَ تَعَالَي جِسمٌ لَا كَالأَجسَامِ وَ قَد روُيَِ أَنّهُ رَجَعَ عَن هَذَا القَولِ بَعدَ ذَلِكَ وَ قَدِ اختَلَفَتِ الحِكَايَاتُ عَنهُ وَ لَم يَصِحّ مِنهَا إِلّا مَا ذَكَرتُ وَ أَمّا الرّدّ عَلَي هِشَامٍ وَ القَولُ بنِفَيِ التّشبِيهِ فَهُوَ أَكثَرُ مِن أَن يُحصَي مِنَ الرّوَايَةِ عَن آلِ مُحَمّدٍ ع