صفحه : 1

الجزء التاسع

كتاب الإحتجاج

بِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِالحمد لله ألذي خَلَقَ الإِنسانَ وعَلّمَهُ البَيانَ وسلك به سبل الهدي بعلم الدليل ومنار البرهان واحتج علي عباده برسله وأوصيائهم ليخرجوهم من ظلمات الكفر والضلالة إلي نور الهدي والإيمان ونصر أعوان الدين وأنصار الحق واليقين بالبراهين الباهرة والحجج القاهرة علي من ضل وأضل من سائر أهل الأديان والصلاة علي من جعل الصلاة عليه ذريعة للوصول إلي موائد الكرامة والإحسان محمد ألذي نور الله به صدور أنبيائه وأصفيائه بلوامع العرفان و علي أهل بيته الذين أكمل الله بولائهم علي عباده الامتنان وجعلهم خزنة علم القرآن وسدنة بيت الإيقان أما بعدفهذا هوالمجلد الرابع من كتاب بحار الأنوار في بيان مااحتج الله سبحانه و تعالي ورسوله وحججه صلوات الله عليهم أجمعين علي المخالفين والمعاندين من أرباب الملل المختلفة والعقائد الزائغة عن الدين المبين وذكر ما لايخص بابا من أبواب الكتاب من جوامع علوم الدين و إن فرقت أجزاؤها علي أبواب المناسبة لها تيسيرا للطالبين من مؤلفات تراب أقدام المؤمنين محمدباقر بن محمدتقي‌ حشرهما الله تعالي مع الأئمة الطاهرين وجعلهما من أفزاع يوم الدين من الآمنين وممن يؤتي كتابه بفضل ربه بيمين


صفحه : 2

باب 1-احتجاج الله تعالي علي أرباب الملل المختلفة في القرآن الكريم

البقرةإِنّ الّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيهِم أَ أَنذَرتَهُم أَم لَم تُنذِرهُم لا يُؤمِنُونَ خَتَمَ اللّهُ عَلي قُلُوبِهِم وَ عَلي سَمعِهِم وَ عَلي أَبصارِهِم غِشاوَةٌ وَ لَهُم عَذابٌ عَظِيمٌ وَ مِنَ النّاسِ مَن يَقُولُ آمَنّا بِاللّهِ وَ بِاليَومِ الآخِرِ وَ ما هُم بِمُؤمِنِينَ يُخادِعُونَ اللّهَ وَ الّذِينَ آمَنُوا وَ ما يَخدَعُونَ إِلّا أَنفُسَهُم وَ ما يَشعُرُونَ فِي قُلُوبِهِم مَرَضٌ فَزادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَ لَهُم عَذابٌ أَلِيمٌ بِما كانُوا يَكذِبُونَ وَ إِذا قِيلَ لَهُم لا تُفسِدُوا فِي الأَرضِ قالُوا إِنّما نَحنُ مُصلِحُونَ أَلا إِنّهُم هُمُ المُفسِدُونَ وَ لكِن لا يَشعُرُونَ وَ إِذا قِيلَ لَهُم آمِنُوا كَما آمَنَ النّاسُ قالُوا أَ نُؤمِنُ كَما آمَنَ السّفَهاءُ أَلا إِنّهُم هُمُ السّفَهاءُ وَ لكِن لا يَعلَمُونَ وَ إِذا لَقُوا الّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنّا وَ إِذا خَلَوا إِلي شَياطِينِهِم قالُوا إِنّا مَعَكُم إِنّما نَحنُ مُستَهزِؤُنَ اللّهُ يسَتهَز‌ِئُ بِهِم وَ يَمُدّهُم فِي طُغيانِهِم يَعمَهُونَ أُولئِكَ الّذِينَ اشتَرَوُا الضّلالَةَ بِالهُدي فَما رَبِحَت تِجارَتُهُم وَ ما كانُوا مُهتَدِينَ و قال تعالي يا أَيّهَا النّاسُ اعبُدُوا رَبّكُمُ ألّذِي


صفحه : 3

خَلَقَكُم وَ الّذِينَ مِن قَبلِكُم لَعَلّكُم تَتّقُونَ ألّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرضَ فِراشاً وَ السّماءَ بِناءً وَ أَنزَلَ مِنَ السّماءِ ماءً فَأَخرَجَ بِهِ مِنَ الثّمَراتِ رِزقاً لَكُم فَلا تَجعَلُوا لِلّهِ أَنداداً وَ أَنتُم تَعلَمُونَ وَ إِن كُنتُم فِي رَيبٍ مِمّا نَزّلنا عَلي عَبدِنا فَأتُوا بِسُورَةٍ مِن مِثلِهِ وَ ادعُوا شُهَداءَكُم مِن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُم صادِقِينَ و قال تعالي إِنّ اللّهَ لا يسَتحَييِ‌ أَن يَضرِبَ مَثَلًا ما بَعُوضَةً فَما فَوقَها فَأَمّا الّذِينَ آمَنُوا فَيَعلَمُونَ أَنّهُ الحَقّ مِن رَبّهِم وَ أَمّا الّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ ما ذا أَرادَ اللّهُ بِهذا مَثَلًا يُضِلّ بِهِ كَثِيراً وَ يهَديِ‌ بِهِ كَثِيراً وَ ما يُضِلّ بِهِ إِلّا الفاسِقِينَ و قال تعالي يا بنَيِ‌ إِسرائِيلَ اذكُرُوا نعِمتَيِ‌َ التّيِ‌ أَنعَمتُ عَلَيكُم وَ أَوفُوا بعِهَديِ‌ أُوفِ بِعَهدِكُم وَ إيِاّي‌َ فَارهَبُونِ وَ آمِنُوا بِما أَنزَلتُ مُصَدّقاً لِما مَعَكُم وَ لا تَكُونُوا أَوّلَ كافِرٍ بِهِ وَ لا تَشتَرُوا بآِياتيِ‌ ثَمَناً قَلِيلًا وَ إيِاّي‌َ فَاتّقُونِ وَ لا تَلبِسُوا الحَقّ بِالباطِلِ وَ تَكتُمُوا الحَقّ وَ أَنتُم تَعلَمُونَ و قال تعالي أَ تَأمُرُونَ النّاسَ بِالبِرّ وَ تَنسَونَ أَنفُسَكُم وَ أَنتُم تَتلُونَ الكِتابَ أَ فَلا تَعقِلُونَ و قال تعالي يا بنَيِ‌ إِسرائِيلَ اذكُرُوا نعِمتَيِ‌َ التّيِ‌ أَنعَمتُ عَلَيكُم وَ أنَيّ‌ فَضّلتُكُم عَلَي العالَمِينَ و قال تعالي أَ فَتَطمَعُونَ أَن يُؤمِنُوا لَكُم وَ قَد كانَ فَرِيقٌ مِنهُم يَسمَعُونَ كَلامَ اللّهِ ثُمّ يُحَرّفُونَهُ مِن بَعدِ ما عَقَلُوهُ وَ هُم يَعلَمُونَ وَ إِذا لَقُوا الّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنّا وَ إِذا خَلا بَعضُهُم إِلي بَعضٍ قالُوا أَ تُحَدّثُونَهُم بِما فَتَحَ اللّهُ عَلَيكُم لِيُحَاجّوكُم بِهِ عِندَ رَبّكُم أَ فَلا تَعقِلُونَ أَ وَ لا يَعلَمُونَ أَنّ اللّهَ يَعلَمُ ما يُسِرّونَ وَ ما يُعلِنُونَ وَ مِنهُم أُمّيّونَ لا يَعلَمُونَ الكِتابَ إِلّا أمَانيِ‌ّ وَ إِن هُم إِلّا يَظُنّونَ فَوَيلٌ لِلّذِينَ يَكتُبُونَ الكِتابَ بِأَيدِيهِم ثُمّ يَقُولُونَ هذا مِن عِندِ اللّهِ لِيَشتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلًا فَوَيلٌ لَهُم مِمّا كَتَبَت أَيدِيهِم وَ وَيلٌ لَهُم مِمّا يَكسِبُونَ


صفحه : 4

و قال تعالي وَ إِذ أَخَذنا مِيثاقَ بنَيِ‌ إِسرائِيلَ إلي قوله ثُمّ تَوَلّيتُم إِلّا قَلِيلًا مِنكُم وَ أَنتُم مُعرِضُونَ وَ إِذ أَخَذنا مِيثاقَكُم لا تَسفِكُونَ دِماءَكُم وَ لا تُخرِجُونَ أَنفُسَكُم مِن دِيارِكُم ثُمّ أَقرَرتُم وَ أَنتُم تَشهَدُونَ ثُمّ أَنتُم هؤُلاءِ تَقتُلُونَ أَنفُسَكُم وَ تُخرِجُونَ فَرِيقاً مِنكُم مِن دِيارِهِم تَظاهَرُونَ عَلَيهِم بِالإِثمِ وَ العُدوانِ وَ إِن يَأتُوكُم أُساري تُفادُوهُم وَ هُوَ مُحَرّمٌ عَلَيكُم إِخراجُهُم أَ فَتُؤمِنُونَ بِبَعضِ الكِتابِ وَ تَكفُرُونَ بِبَعضٍ إلي قوله وَ قالُوا قُلُوبُنا غُلفٌ بَل لَعَنَهُمُ اللّهُ بِكُفرِهِم فَقَلِيلًا ما يُؤمِنُونَ وَ لَمّا جاءَهُم كِتابٌ مِن عِندِ اللّهِ مُصَدّقٌ لِما مَعَهُم وَ كانُوا مِن قَبلُ يَستَفتِحُونَ عَلَي الّذِينَ كَفَرُوا فَلَمّا جاءَهُم ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعنَةُ اللّهِ عَلَي الكافِرِينَ بِئسَمَا اشتَرَوا بِهِ أَنفُسَهُم أَن يَكفُرُوا بِما أَنزَلَ اللّهُ بَغياً أَن يُنَزّلَ اللّهُ مِن فَضلِهِ عَلي مَن يَشاءُ مِن عِبادِهِ فَباؤُ بِغَضَبٍ عَلي غَضَبٍ وَ لِلكافِرِينَ عَذابٌ مُهِينٌ وَ إِذا قِيلَ لَهُم آمِنُوا بِما أَنزَلَ اللّهُ قالُوا نُؤمِنُ بِما أُنزِلَ عَلَينا وَ يَكفُرُونَ بِما وَراءَهُ وَ هُوَ الحَقّ مُصَدّقاً لِما مَعَهُم قُل فَلِمَ تَقتُلُونَ أَنبِياءَ اللّهِ مِن قَبلُ إِن كُنتُم مُؤمِنِينَ إلي قوله قُل إِن كانَت لَكُمُ الدّارُ الآخِرَةُ عِندَ اللّهِ خالِصَةً مِن دُونِ النّاسِ فَتَمَنّوُا المَوتَ إِن كُنتُم صادِقِينَ وَ لَن يَتَمَنّوهُ أَبَداً بِما قَدّمَت أَيدِيهِم وَ اللّهُ عَلِيمٌ بِالظّالِمِينَ إلي قوله قُل مَن كانَ عَدُوّا لِجِبرِيلَ فَإِنّهُ نَزّلَهُ عَلي قَلبِكَ بِإِذنِ اللّهِ مُصَدّقاً لِما بَينَ يَدَيهِ وَ هُديً وَ بُشري لِلمُؤمِنِينَ إلي قوله يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا راعِنا وَ قُولُوا انظُرنا وَ اسمَعُوا وَ لِلكافِرِينَ عَذابٌ أَلِيمٌ


صفحه : 5

إلي قوله أَم تُرِيدُونَ أَن تَسئَلُوا رَسُولَكُم كَما سُئِلَ مُوسي مِن قَبلُ وَ مَن يَتَبَدّلِ الكُفرَ بِالإِيمانِ فَقَد ضَلّ سَواءَ السّبِيلِ وَدّ كَثِيرٌ مِن أَهلِ الكِتابِ لَو يَرُدّونَكُم مِن بَعدِ إِيمانِكُم كُفّاراً حَسَداً مِن عِندِ أَنفُسِهِم مِن بَعدِ ما تَبَيّنَ لَهُمُ الحَقّ إلي قوله وَ قالُوا لَن يَدخُلَ الجَنّةَ إِلّا مَن كانَ هُوداً أَو نَصاري تِلكَ أَمانِيّهُم قُل هاتُوا بُرهانَكُم إِن كُنتُم صادِقِينَ إلي قوله وَ قالَتِ اليَهُودُ لَيسَتِ النّصاري عَلي شَيءٍ وَ قالَتِ النّصاري لَيسَتِ اليَهُودُ عَلي شَيءٍ وَ هُم يَتلُونَ الكِتابَ كَذلِكَ قالَ الّذِينَ لا يَعلَمُونَ مِثلَ قَولِهِم فَاللّهُ يَحكُمُ بَينَهُم يَومَ القِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَختَلِفُونَ إلي قوله وَ قالُوا اتّخَذَ اللّهُ وَلَداً سُبحانَهُ بَل لَهُ ما فِي السّماواتِ وَ الأَرضِ كُلّ لَهُ قانِتُونَ و قال تعالي وَ قالَ الّذِينَ لا يَعلَمُونَ لَو لا يُكَلّمُنَا اللّهُ أَو تَأتِينا آيَةٌ كَذلِكَ قالَ الّذِينَ مِن قَبلِهِم مِثلَ قَولِهِم تَشابَهَت قُلُوبُهُم قَد بَيّنّا الآياتِ لِقَومٍ يُوقِنُونَ إِنّا أَرسَلناكَ بِالحَقّ بَشِيراً وَ نَذِيراً وَ لا تُسئَلُ عَن أَصحابِ الجَحِيمِ وَ لَن تَرضي عَنكَ اليَهُودُ وَ لَا النّصاري حَتّي تَتّبِعَ مِلّتَهُم قُل إِنّ هُدَي اللّهِ هُوَ الهُدي وَ لَئِنِ اتّبَعتَ أَهواءَهُم بَعدَ ألّذِي جاءَكَ مِنَ العِلمِ ما لَكَ مِنَ اللّهِ مِن ولَيِ‌ّ وَ لا نَصِيرٍ إلي قوله وَ قالُوا كُونُوا هُوداً أَو نَصاري تَهتَدُوا قُل بَل مِلّةَ اِبراهِيمَ حَنِيفاً وَ ما كانَ مِنَ المُشرِكِينَ و قال تعالي قُل أَ تُحَاجّونَنا فِي اللّهِ وَ هُوَ رَبّنا وَ رَبّكُم وَ لَنا أَعمالُنا وَ لَكُم أَعمالُكُم وَ نَحنُ لَهُ مُخلِصُونَ أَم تَقُولُونَ إِنّ اِبراهِيمَ وَ إِسماعِيلَ وَ إِسحاقَ وَ يَعقُوبَ وَ الأَسباطَ كانُوا هُوداً أَو نَصاري قُل أَ أَنتُم أَعلَمُ أَمِ اللّهُ وَ مَن أَظلَمُ مِمّن كَتَمَ شَهادَةً عِندَهُ مِنَ اللّهِ وَ مَا اللّهُ بِغافِلٍ عَمّا تَعمَلُونَ و قال تعالي سَيَقُولُ السّفَهاءُ مِنَ النّاسِ ما وَلّاهُم عَن قِبلَتِهِمُ التّيِ‌ كانُوا عَلَيها قُل لِلّهِ المَشرِقُ وَ المَغرِبُ يهَديِ‌ مَن يَشاءُ إِلي صِراطٍ مُستَقِيمٍ إلي قوله الّذِينَ آتَيناهُمُ الكِتابَ يَعرِفُونَهُ كَما يَعرِفُونَ أَبناءَهُم وَ إِنّ فَرِيقاً مِنهُم لَيَكتُمُونَ الحَقّ وَ هُم يَعلَمُونَ و قال تعالي وَ مِنَ النّاسِ مَن يَتّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَنداداً يُحِبّونَهُم كَحُبّ


صفحه : 6

اللّهِ وَ الّذِينَ آمَنُوا أَشَدّ حُبّا لِلّهِ وَ لَو يَرَي الّذِينَ ظَلَمُوا إِذ يَرَونَ العَذابَ أَنّ القُوّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَ أَنّ اللّهَ شَدِيدُ العَذابِ إِذ تَبَرّأَ الّذِينَ اتّبِعُوا مِنَ الّذِينَ اتّبَعُوا وَ رَأَوُا العَذابَ وَ تَقَطّعَت بِهِمُ الأَسبابُ وَ قالَ الّذِينَ اتّبَعُوا لَو أَنّ لَنا كَرّةً فَنَتَبَرّأَ مِنهُم كَما تَبَرّؤُا مِنّا كَذلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعمالَهُم حَسَراتٍ عَلَيهِم وَ ما هُم بِخارِجِينَ مِنَ النّارِ و قال سبحانه وَ إِذا قِيلَ لَهُمُ اتّبِعُوا ما أَنزَلَ اللّهُ قالُوا بَل نَتّبِعُ ما أَلفَينا عَلَيهِ آباءَنا أَ وَ لَو كانَ آباؤُهُم لا يَعقِلُونَ شَيئاً وَ لا يَهتَدُونَ وَ مَثَلُ الّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ ألّذِي يَنعِقُ بِما لا يَسمَعُ إِلّا دُعاءً وَ نِداءً صُمّ بُكمٌ عمُي‌ٌ فَهُم لا يَعقِلُونَ و قال تعالي لَيسَ البِرّ أَن تُوَلّوا وُجُوهَكُم قِبَلَ المَشرِقِ وَ المَغرِبِ وَ لكِنّ البِرّ مَن آمَنَ بِاللّهِ وَ اليَومِ الآخِرِ إلي قوله وَ أُولئِكَ هُمُ المُتّقُونَ


صفحه : 7

و قال سبحانه وَ مِنَ النّاسِ مَن يُعجِبُكَ قَولُهُ فِي الحَياةِ الدّنيا وَ يُشهِدُ اللّهَ عَلي ما فِي قَلبِهِ وَ هُوَ أَلَدّ الخِصامِ وَ إِذا تَوَلّي سَعي فِي الأَرضِ لِيُفسِدَ فِيها وَ يُهلِكَ الحَرثَ وَ النّسلَ وَ اللّهُ لا يُحِبّ الفَسادَ وَ إِذا قِيلَ لَهُ اتّقِ اللّهَ أَخَذَتهُ العِزّةُ بِالإِثمِ فَحَسبُهُ جَهَنّمُ وَ لَبِئسَ المِهادُ و قال سبحانه سَل بنَيِ‌ إِسرائِيلَ كَم آتَيناهُم مِن آيَةٍ بَيّنَةٍ وَ مَن يُبَدّل نِعمَةَ اللّهِ مِن بَعدِ ما جاءَتهُ فَإِنّ اللّهَ شَدِيدُ العِقابِآل عمران فَإِن حَاجّوكَ فَقُل أَسلَمتُ وجَهيِ‌َ لِلّهِ وَ مَنِ اتّبَعَنِ وَ قُل لِلّذِينَ أُوتُوا الكِتابَ وَ الأُمّيّينَ أَ أَسلَمتُم فَإِن أَسلَمُوا فَقَدِ اهتَدَوا وَ إِن تَوَلّوا فَإِنّما عَلَيكَ البَلاغُ وَ اللّهُ بَصِيرٌ بِالعِبادِ و قال تعالي أَ لَم تَرَ إِلَي الّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الكِتابِ يُدعَونَ إِلي كِتابِ اللّهِ لِيَحكُمَ بَينَهُم ثُمّ يَتَوَلّي فَرِيقٌ مِنهُم وَ هُم مُعرِضُونَ ذلِكَ بِأَنّهُم قالُوا لَن تَمَسّنَا النّارُ إِلّا أَيّاماً مَعدُوداتٍ وَ غَرّهُم فِي دِينِهِم ما كانُوا يَفتَرُونَ و قال سبحانه إِنّ مَثَلَ عِيسي عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرابٍ ثُمّ قالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ الحَقّ مِن رَبّكَ فَلا تَكُن مِنَ المُمتَرِينَ فَمَن حَاجّكَ فِيهِ مِن بَعدِ ما جاءَكَ مِنَ العِلمِ فَقُل تَعالَوا نَدعُ أَبناءَنا وَ أَبناءَكُم وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُم وَ أَنفُسَنا وَ أَنفُسَكُم ثُمّ نَبتَهِل فَنَجعَل لَعنَتَ اللّهِ عَلَي الكاذِبِينَ إلي قوله تعالي قُل يا أَهلَ الكِتابِ تَعالَوا إِلي كَلِمَةٍ سَواءٍ بَينَنا وَ بَينَكُم أَلّا نَعبُدَ إِلّا اللّهَ وَ لا نُشرِكَ بِهِ شَيئاً وَ لا يَتّخِذَ بَعضُنا بَعضاً أَرباباً مِن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلّوا فَقُولُوا اشهَدُوا بِأَنّا مُسلِمُونَ يا أَهلَ الكِتابِ لِمَ تُحَاجّونَ فِي اِبراهِيمَ وَ ما أُنزِلَتِ التّوراةُ وَ الإِنجِيلُ إِلّا مِن بَعدِهِ أَ فَلا تَعقِلُونَ ها أَنتُم هؤُلاءِ حاجَجتُم فِيما لَكُم بِهِ عِلمٌ فَلِمَ تُحَاجّونَ فِيما لَيسَ لَكُم بِهِ عِلمٌ وَ اللّهُ يَعلَمُ وَ أَنتُم لا تَعلَمُونَ ما كانَ اِبراهِيمُ يَهُودِيّا وَ لا نَصرانِيّا وَ لكِن كانَ حَنِيفاً مُسلِماً وَ ما كانَ مِنَ المُشرِكِينَ إِنّ أَولَي النّاسِ بِإِبراهِيمَ لَلّذِينَ اتّبَعُوهُ وَ هذَا النّبِيّ وَ الّذِينَ آمَنُوا وَ اللّهُ ولَيِ‌ّ المُؤمِنِينَ وَدّت طائِفَةٌ مِن أَهلِ الكِتابِ لَو يُضِلّونَكُم وَ ما يُضِلّونَ إِلّا أَنفُسَهُم وَ ما يَشعُرُونَ يا أَهلَ الكِتابِ لِمَ تَكفُرُونَ بِآياتِ اللّهِ وَ أَنتُم تَشهَدُونَ يا أَهلَ الكِتابِ لِمَ تَلبِسُونَ الحَقّ


صفحه : 8

بِالباطِلِ وَ تَكتُمُونَ الحَقّ وَ أَنتُم تَعلَمُونَ وَ قالَت طائِفَةٌ مِن أَهلِ الكِتابِ آمِنُوا باِلذّيِ‌ أُنزِلَ عَلَي الّذِينَ آمَنُوا وَجهَ النّهارِ وَ اكفُرُوا آخِرَهُ لَعَلّهُم يَرجِعُونَ وَ لا تُؤمِنُوا إِلّا لِمَن تَبِعَ دِينَكُم قُل إِنّ الهُدي هُدَي اللّهِ أَن يُؤتي أَحَدٌ مِثلَ ما أُوتِيتُم أَو يُحاجّوكُم عِندَ رَبّكُم قُل إِنّ الفَضلَ بِيَدِ اللّهِ يُؤتِيهِ مَن يَشاءُ وَ اللّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ يَختَصّ بِرَحمَتِهِ مَن يَشاءُ وَ اللّهُ ذُو الفَضلِ العَظِيمِ وَ مِن أَهلِ الكِتابِ مَن إِن تَأمَنهُ بِقِنطارٍ يُؤَدّهِ إِلَيكَ وَ مِنهُم مَن إِن تَأمَنهُ بِدِينارٍ لا يُؤَدّهِ إِلَيكَ إِلّا ما دُمتَ عَلَيهِ قائِماً ذلِكَ بِأَنّهُم قالُوا لَيسَ عَلَينا فِي الأُمّيّينَ سَبِيلٌ وَ يَقُولُونَ عَلَي اللّهِ الكَذِبَ وَ هُم يَعلَمُونَ بَلي مَن أَوفي بِعَهدِهِ وَ اتّقي فَإِنّ اللّهَ يُحِبّ المُتّقِينَ إِنّ الّذِينَ يَشتَرُونَ بِعَهدِ اللّهِ وَ أَيمانِهِم ثَمَناً قَلِيلًا أُولئِكَ لا خَلاقَ لَهُم فِي الآخِرَةِ وَ لا يُكَلّمُهُمُ اللّهُ وَ لا يَنظُرُ إِلَيهِم يَومَ القِيامَةِ وَ لا يُزَكّيهِم وَ لَهُم عَذابٌ أَلِيمٌ وَ إِنّ مِنهُم لَفَرِيقاً يَلوُونَ أَلسِنَتَهُم بِالكِتابِ لِتَحسَبُوهُ مِنَ الكِتابِ وَ ما هُوَ مِنَ الكِتابِ وَ يَقُولُونَ هُوَ مِن عِندِ اللّهِ وَ ما هُوَ مِن عِندِ اللّهِ وَ يَقُولُونَ عَلَي اللّهِ الكَذِبَ وَ هُم يَعلَمُونَ ما كانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤتِيَهُ اللّهُ الكِتابَ وَ الحُكمَ وَ النّبُوّةَ ثُمّ يَقُولَ لِلنّاسِ كُونُوا عِباداً لِي مِن دُونِ اللّهِ وَ لكِن كُونُوا رَبّانِيّينَ بِما كُنتُم تُعَلّمُونَ الكِتابَ وَ بِما كُنتُم تَدرُسُونَ وَ لا يَأمُرَكُم أَن تَتّخِذُوا المَلائِكَةَ وَ النّبِيّينَ أَرباباً أَ يَأمُرُكُم بِالكُفرِ بَعدَ إِذ أَنتُم مُسلِمُونَ إلي قوله تعالي أَ فَغَيرَ دِينِ اللّهِ يَبغُونَ وَ لَهُ أَسلَمَ مَن فِي السّماواتِ وَ الأَرضِ طَوعاً وَ كَرهاً وَ إِلَيهِ يُرجَعُونَ إلي قوله كَيفَ يهَديِ‌ اللّهُ قَوماً كَفَرُوا بَعدَ إِيمانِهِم وَ شَهِدُوا أَنّ الرّسُولَ حَقّ وَ جاءَهُمُ البَيّناتُ وَ اللّهُ لا يهَديِ‌ القَومَ الظّالِمِينَ و قال تعالي كُلّ الطّعامِ كانَ حِلّا لبِنَيِ‌ إِسرائِيلَ إِلّا ما حَرّمَ إِسرائِيلُ عَلي نَفسِهِ مِن قَبلِ أَن تُنَزّلَ التّوراةُ قُل فَأتُوا بِالتّوراةِ فَاتلُوها إِن كُنتُم صادِقِينَ فَمَنِ افتَري عَلَي اللّهِ الكَذِبَ مِن بَعدِ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الظّالِمُونَ قُل صَدَقَ اللّهُ فَاتّبِعُوا مِلّةَ اِبراهِيمَ حَنِيفاً وَ ما كانَ مِنَ المُشرِكِينَ


صفحه : 9

و قال تعالي قُل يا أَهلَ الكِتابِ لِمَ تَكفُرُونَ بِآياتِ اللّهِ وَ اللّهُ شَهِيدٌ عَلي ما تَعمَلُونَ قُل يا أَهلَ الكِتابِ لِمَ تَصُدّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ مَن آمَنَ تَبغُونَها عِوَجاً وَ أَنتُم شُهَداءُ وَ مَا اللّهُ بِغافِلٍ عَمّا تَعمَلُونَ يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا إِن تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنَ الّذِينَ أُوتُوا الكِتابَ يَرُدّوكُم بَعدَ إِيمانِكُم كافِرِينَ وَ كَيفَ تَكفُرُونَ وَ أَنتُم تُتلي عَلَيكُم آياتُ اللّهِ وَ فِيكُم رَسُولُهُ وَ مَن يَعتَصِم بِاللّهِ فَقَد هدُيِ‌َ إِلي صِراطٍ مُستَقِيمٍ و قال تعالي وَ لَو آمَنَ أَهلُ الكِتابِ لَكانَ خَيراً لَهُم مِنهُمُ المُؤمِنُونَ وَ أَكثَرُهُمُ الفاسِقُونَ لَن يَضُرّوكُم إِلّا أَذيً وَ إِن يُقاتِلُوكُم يُوَلّوكُمُ الأَدبارَ ثُمّ لا يُنصَرُونَ ضُرِبَت عَلَيهِمُ الذّلّةُ أَينَ ما ثُقِفُوا إِلّا بِحَبلٍ مِنَ اللّهِ وَ حَبلٍ مِنَ النّاسِ وَ باؤُ بِغَضَبٍ مِنَ اللّهِ وَ ضُرِبَت عَلَيهِمُ المَسكَنَةُ ذلِكَ بِأَنّهُم كانُوا يَكفُرُونَ بِآياتِ اللّهِ وَ يَقتُلُونَ الأَنبِياءَ بِغَيرِ حَقّ ذلِكَ بِما عَصَوا وَ كانُوا يَعتَدُونَ لَيسُوا سَواءً مِن أَهلِ الكِتابِ أُمّةٌ قائِمَةٌ يَتلُونَ آياتِ اللّهِ آناءَ اللّيلِ وَ هُم يَسجُدُونَ يُؤمِنُونَ بِاللّهِ وَ اليَومِ الآخِرِ وَ يَأمُرُونَ بِالمَعرُوفِ وَ يَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ وَ يُسارِعُونَ فِي الخَيراتِ وَ أُولئِكَ مِنَ الصّالِحِينَ و قال تعالي لَقَد سَمِعَ اللّهُ قَولَ الّذِينَ قالُوا إِنّ اللّهَ فَقِيرٌ وَ نَحنُ أَغنِياءُ سَنَكتُبُ ما قالُوا وَ قَتلَهُمُ الأَنبِياءَ بِغَيرِ حَقّ وَ نَقُولُ ذُوقُوا عَذابَ الحَرِيقِ ذلِكَ بِما قَدّمَت أَيدِيكُم وَ أَنّ اللّهَ لَيسَ بِظَلّامٍ لِلعَبِيدِ الّذِينَ قالُوا إِنّ اللّهَ عَهِدَ إِلَينا أَلّا نُؤمِنَ لِرَسُولٍ حَتّي يَأتِيَنا بِقُربانٍ تَأكُلُهُ النّارُ قُل قَد جاءَكُم رُسُلٌ مِن قبَليِ‌ بِالبَيّناتِ وَ باِلذّيِ‌ قُلتُم فَلِمَ قَتَلتُمُوهُم إِن كُنتُم صادِقِينَ فَإِن كَذّبُوكَ فَقَد كُذّبَ رُسُلٌ مِن قَبلِكَ جاؤُ بِالبَيّناتِ وَ الزّبُرِ وَ الكِتابِ المُنِيرِ كُلّ نَفسٍ ذائِقَةُ المَوتِ وَ إِنّما تُوَفّونَ أُجُورَكُم يَومَ القِيامَةِ فَمَن زُحزِحَ عَنِ النّارِ وَ أُدخِلَ الجَنّةَ فَقَد فازَ وَ مَا الحَياةُ الدّنيا إِلّا مَتاعُ الغُرُورِ لَتُبلَوُنّ فِي أَموالِكُم وَ أَنفُسِكُم وَ لَتَسمَعُنّ مِنَ الّذِينَ أُوتُوا الكِتابَ مِن قَبلِكُم وَ مِنَ الّذِينَ أَشرَكُوا أَذيً كَثِيراً وَ إِن تَصبِرُوا وَ تَتّقُوا فَإِنّ ذلِكَ مِن عَزمِ الأُمُورِ وَ إِذ أَخَذَ اللّهُ مِيثاقَ الّذِينَ أُوتُوا الكِتابَ لَتُبَيّنُنّهُ لِلنّاسِ وَ لا تَكتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَراءَ ظُهُورِهِم وَ اشتَرَوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلًا فَبِئسَ ما يَشتَرُونَ لا تَحسَبَنّ الّذِينَ يَفرَحُونَ بِما أَتَوا وَ يُحِبّونَ


صفحه : 10

أَن يُحمَدُوا بِما لَم يَفعَلُوا فَلا تَحسَبَنّهُم بِمَفازَةٍ مِنَ العَذابِ وَ لَهُم عَذابٌ أَلِيمٌ وَ لِلّهِ مُلكُ السّماواتِ وَ الأَرضِ وَ اللّهُ عَلي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ و قال تعالي وَ إِنّ مِن أَهلِ الكِتابِ لَمَن يُؤمِنُ بِاللّهِ وَ ما أُنزِلَ إِلَيكُم وَ ما أُنزِلَ إِلَيهِم خاشِعِينَ لِلّهِ لا يَشتَرُونَ بِآياتِ اللّهِ ثَمَناً قَلِيلًا أُولئِكَ لَهُم أَجرُهُم عِندَ رَبّهِم إِنّ اللّهَ سَرِيعُ الحِسابِالنساءأَ لَم تَرَ إِلَي الّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الكِتابِ يَشتَرُونَ الضّلالَةَ وَ يُرِيدُونَ أَن تَضِلّوا السّبِيلَ وَ اللّهُ أَعلَمُ بِأَعدائِكُم وَ كَفي بِاللّهِ وَلِيّا وَ كَفي بِاللّهِ نَصِيراً مِنَ الّذِينَ هادُوا يُحَرّفُونَ الكَلِمَ عَن مَواضِعِهِ وَ يَقُولُونَ سَمِعنا وَ عَصَينا وَ اسمَع غَيرَ مُسمَعٍ وَ راعِنا لَيّا بِأَلسِنَتِهِم وَ طَعناً فِي الدّينِ وَ لَو أَنّهُم قالُوا سَمِعنا وَ أَطَعنا وَ اسمَع وَ انظُرنا لَكانَ خَيراً لَهُم وَ أَقوَمَ وَ لكِن لَعَنَهُمُ اللّهُ بِكُفرِهِم فَلا يُؤمِنُونَ إِلّا قَلِيلًا يا أَيّهَا الّذِينَ أُوتُوا الكِتابَ آمِنُوا بِما نَزّلنا مُصَدّقاً لِما مَعَكُم مِن قَبلِ أَن نَطمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدّها عَلي أَدبارِها أَو نَلعَنَهُم كَما لَعَنّا أَصحابَ السّبتِ وَ كانَ أَمرُ اللّهِ مَفعُولًا إِنّ اللّهَ لا يَغفِرُ أَن يُشرَكَ بِهِ وَ يَغفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَن يَشاءُ وَ مَن يُشرِك بِاللّهِ فَقَدِ افتَري إِثماً عَظِيماً أَ لَم تَرَ إِلَي الّذِينَ يُزَكّونَ أَنفُسَهُم بَلِ اللّهُ يزُكَيّ‌ مَن يَشاءُ وَ لا يُظلَمُونَ فَتِيلًا انظُر كَيفَ يَفتَرُونَ عَلَي اللّهِ الكَذِبَ وَ كَفي بِهِ إِثماً مُبِيناً أَ لَم تَرَ إِلَي الّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الكِتابِ يُؤمِنُونَ بِالجِبتِ وَ الطّاغُوتِ وَ يَقُولُونَ لِلّذِينَ كَفَرُوا هؤُلاءِ أَهدي مِنَ الّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا أُولئِكَ الّذِينَ لَعَنَهُمُ اللّهُ وَ مَن يَلعَنِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ نَصِيراً أَم لَهُم نَصِيبٌ مِنَ المُلكِ فَإِذاً لا يُؤتُونَ النّاسَ نَقِيراً أَم يَحسُدُونَ النّاسَ عَلي ما آتاهُمُ اللّهُ مِن فَضلِهِ فَقَد آتَينا آلَ اِبراهِيمَ الكِتابَ وَ الحِكمَةَ وَ آتَيناهُم مُلكاً عَظِيماً


صفحه : 11

و قال سبحانه أَ لَم تَرَ إِلَي الّذِينَ يَزعُمُونَ أَنّهُم آمَنُوا بِما أُنزِلَ إِلَيكَ وَ ما أُنزِلَ مِن قَبلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحاكَمُوا إِلَي الطّاغُوتِ وَ قَد أُمِرُوا أَن يَكفُرُوا بِهِ وَ يُرِيدُ الشّيطانُ أَن يُضِلّهُم ضَلالًا بَعِيداً وَ إِذا قِيلَ لَهُم تَعالَوا إِلي ما أَنزَلَ اللّهُ وَ إِلَي الرّسُولِ رَأَيتَ المُنافِقِينَ يَصُدّونَ عَنكَ صُدُوداً فَكَيفَ إِذا أَصابَتهُم مُصِيبَةٌ بِما قَدّمَت أَيدِيهِم ثُمّ جاؤُكَ يَحلِفُونَ بِاللّهِ إِن أَرَدنا إِلّا إِحساناً وَ تَوفِيقاً أُولئِكَ الّذِينَ يَعلَمُ اللّهُ ما فِي قُلُوبِهِم فَأَعرِض عَنهُم وَ عِظهُم وَ قُل لَهُم فِي أَنفُسِهِم قَولًا بَلِيغاً و قال تعالي وَ يَقُولُونَ طاعَةٌ فَإِذا بَرَزُوا مِن عِندِكَ بَيّتَ طائِفَةٌ مِنهُم غَيرَ ألّذِي تَقُولُ وَ اللّهُ يَكتُبُ ما يُبَيّتُونَ فَأَعرِض عَنهُم وَ تَوَكّل عَلَي اللّهِ وَ كَفي بِاللّهِ وَكِيلًا أَ فَلا يَتَدَبّرُونَ القُرآنَ وَ لَو كانَ مِن عِندِ غَيرِ اللّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اختِلافاً كَثِيراً وَ إِذا جاءَهُم أَمرٌ مِنَ الأَمنِ أَوِ الخَوفِ أَذاعُوا بِهِ وَ لَو رَدّوهُ إِلَي الرّسُولِ وَ إِلي أوُليِ‌ الأَمرِ مِنهُم لَعَلِمَهُ الّذِينَ يَستَنبِطُونَهُ مِنهُم وَ لَو لا فَضلُ اللّهِ عَلَيكُم وَ رَحمَتُهُ لَاتّبَعتُمُ الشّيطانَ إِلّا قَلِيلًا و قال تعالي إِن يَدعُونَ مِن دُونِهِ إِلّا إِناثاً وَ إِن يَدعُونَ إِلّا شَيطاناً مَرِيداً لَعَنَهُ اللّهُ وَ قالَ لَأَتّخِذَنّ مِن عِبادِكَ نَصِيباً مَفرُوضاً وَ لَأُضِلّنّهُم وَ لَأُمَنّيَنّهُم وَ لَآمُرَنّهُم فَلَيُبَتّكُنّ آذانَ الأَنعامِ وَ لَآمُرَنّهُم فَلَيُغَيّرُنّ خَلقَ اللّهِ وَ مَن يَتّخِذِ الشّيطانَ وَلِيّا مِن دُونِ اللّهِ فَقَد خَسِرَ خُسراناً مُبِيناً و قال تعالي لَيسَ بِأَمانِيّكُم وَ لا أمَانيِ‌ّ أَهلِ الكِتابِ مَن يَعمَل سُوءاً يُجزَ بِهِ وَ لا يَجِد لَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَلِيّا وَ لا نَصِيراً و قال تعالي يَسئَلُكَ أَهلُ الكِتابِ أَن تُنَزّلَ عَلَيهِم كِتاباً مِنَ السّماءِ فَقَد


صفحه : 12

سَأَلُوا مُوسي أَكبَرَ مِن ذلِكَ فَقالُوا أَرِنَا اللّهَ جَهرَةً فَأَخَذَتهُمُ الصّاعِقَةُ بِظُلمِهِم ثُمّ اتّخَذُوا العِجلَ مِن بَعدِ ما جاءَتهُمُ البَيّناتُ فَعَفَونا عَن ذلِكَ وَ آتَينا مُوسي سُلطاناً مُبِيناً وَ رَفَعنا فَوقَهُمُ الطّورَ بِمِيثاقِهِم وَ قُلنا لَهُمُ ادخُلُوا البابَ سُجّداً وَ قُلنا لَهُم لا تَعدُوا فِي السّبتِ وَ أَخَذنا مِنهُم مِيثاقاً غَلِيظاً فَبِما نَقضِهِم مِيثاقَهُم وَ كُفرِهِم بِآياتِ اللّهِ وَ قَتلِهِمُ الأَنبِياءَ بِغَيرِ حَقّ وَ قَولِهِم قُلُوبُنا غُلفٌ بَل طَبَعَ اللّهُ عَلَيها بِكُفرِهِم فَلا يُؤمِنُونَ إِلّا قَلِيلًا وَ بِكُفرِهِم وَ قَولِهِم عَلي مَريَمَ بُهتاناً عَظِيماً وَ قَولِهِم إِنّا قَتَلنَا المَسِيحَ عِيسَي ابنَ مَريَمَ رَسُولَ اللّهِ وَ ما قَتَلُوهُ وَ ما صَلَبُوهُ وَ لكِن شُبّهَ لَهُم وَ إِنّ الّذِينَ اختَلَفُوا فِيهِ لفَيِ‌ شَكّ مِنهُ ما لَهُم بِهِ مِن عِلمٍ إِلّا اتّباعَ الظّنّ وَ ما قَتَلُوهُ يَقِيناً بَل رَفَعَهُ اللّهُ إِلَيهِ وَ كانَ اللّهُ عَزِيزاً حَكِيماً وَ إِن مِن أَهلِ الكِتابِ إِلّا لَيُؤمِنَنّ بِهِ قَبلَ مَوتِهِ وَ يَومَ القِيامَةِ يَكُونُ عَلَيهِم شَهِيداً فَبِظُلمٍ مِنَ الّذِينَ هادُوا حَرّمنا عَلَيهِم طَيّباتٍ أُحِلّت لَهُم وَ بِصَدّهِم عَن سَبِيلِ اللّهِ كَثِيراً وَ أَخذِهِمُ الرّبَوا وَ قَد نُهُوا عَنهُ وَ أَكلِهِم أَموالَ النّاسِ بِالباطِلِ وَ أَعتَدنا لِلكافِرِينَ مِنهُم عَذاباً أَلِيماً لكِنِ الرّاسِخُونَ فِي العِلمِ مِنهُم وَ المُؤمِنُونَ يُؤمِنُونَ بِما أُنزِلَ إِلَيكَ وَ ما أُنزِلَ مِن قَبلِكَ وَ المُقِيمِينَ الصّلاةَ وَ المُؤتُونَ الزّكاةَ وَ المُؤمِنُونَ بِاللّهِ وَ اليَومِ الآخِرِ أُولئِكَ سَنُؤتِيهِم أَجراً عَظِيماً و قال تعالي يا أَيّهَا النّاسُ قَد جاءَكُمُ الرّسُولُ بِالحَقّ مِن رَبّكُم فَآمِنُوا خَيراً لَكُم وَ إِن تَكفُرُوا فَإِنّ لِلّهِ ما فِي السّماواتِ وَ الأَرضِ وَ كانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً يا أَهلَ الكِتابِ لا تَغلُوا فِي دِينِكُم وَ لا تَقُولُوا عَلَي اللّهِ إِلّا الحَقّ إِنّمَا المَسِيحُ عِيسَي ابنُ مَريَمَ رَسُولُ اللّهِ وَ كَلِمَتُهُ أَلقاها إِلي مَريَمَ وَ رُوحٌ مِنهُ فَآمِنُوا بِاللّهِ وَ رُسُلِهِ وَ لا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ انتَهُوا خَيراً لَكُم إِنّمَا اللّهُ إِلهٌ واحِدٌ سُبحانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ ما فِي السّماواتِ وَ ما فِي الأَرضِ وَ كَفي بِاللّهِ وَكِيلًا لَن يَستَنكِفَ المَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبداً لِلّهِ وَ لَا المَلائِكَةُ المُقَرّبُونَ وَ مَن يَستَنكِف عَن عِبادَتِهِ وَ يَستَكبِر فَسَيَحشُرُهُم إِلَيهِ جَمِيعاً فَأَمّا الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ فَيُوَفّيهِم أُجُورَهُم وَ يَزِيدُهُم مِن فَضلِهِ وَ أَمّا الّذِينَ استَنكَفُوا وَ استَكبَرُوا فَيُعَذّبُهُم عَذاباً أَلِيماً وَ لا يَجِدُونَ لَهُم مِن دُونِ اللّهِ وَلِيّا وَ لا نَصِيراً يا أَيّهَا النّاسُ قَد جاءَكُم بُرهانٌ مِن رَبّكُم وَ أَنزَلنا إِلَيكُم نُوراً مُبِيناً فَأَمّا الّذِينَ آمَنُوا بِاللّهِ وَ اعتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدخِلُهُم فِي رَحمَةٍ مِنهُ وَ فَضلٍ وَ يَهدِيهِم إِلَيهِ صِراطاً مُستَقِيماً


صفحه : 13

المائدةوَ لَقَد أَخَذَ اللّهُ مِيثاقَ بنَيِ‌ إِسرائِيلَ إلي قوله فَبِما نَقضِهِم مِيثاقَهُم لَعَنّاهُم وَ جَعَلنا قُلُوبَهُم قاسِيَةً يُحَرّفُونَ الكَلِمَ عَن مَواضِعِهِ وَ نَسُوا حَظّا مِمّا ذُكّرُوا بِهِ وَ لا تَزالُ تَطّلِعُ عَلي خائِنَةٍ مِنهُم إِلّا قَلِيلًا مِنهُم فَاعفُ عَنهُم وَ اصفَح إِنّ اللّهَ يُحِبّ المُحسِنِينَ وَ مِنَ الّذِينَ قالُوا إِنّا نَصاري أَخَذنا مِيثاقَهُم فَنَسُوا حَظّا مِمّا ذُكّرُوا بِهِ فَأَغرَينا بَينَهُمُ العَداوَةَ وَ البَغضاءَ إِلي يَومِ القِيامَةِ وَ سَوفَ يُنَبّئُهُمُ اللّهُ بِما كانُوا يَصنَعُونَ يا أَهلَ الكِتابِ قَد جاءَكُم رَسُولُنا يُبَيّنُ لَكُم كَثِيراً مِمّا كُنتُم تُخفُونَ مِنَ الكِتابِ وَ يَعفُوا عَن كَثِيرٍ قَد جاءَكُم مِنَ اللّهِ نُورٌ وَ كِتابٌ مُبِينٌ يهَديِ‌ بِهِ اللّهُ مَنِ اتّبَعَ رِضوانَهُ سُبُلَ السّلامِ وَ يُخرِجُهُم مِنَ الظّلُماتِ إِلَي النّورِ بِإِذنِهِ وَ يَهدِيهِم إِلي صِراطٍ مُستَقِيمٍ لَقَد كَفَرَ الّذِينَ قالُوا إِنّ اللّهَ هُوَ المَسِيحُ ابنُ مَريَمَ قُل فَمَن يَملِكُ مِنَ اللّهِ شَيئاً إِن أَرادَ أَن يُهلِكَ المَسِيحَ ابنَ مَريَمَ وَ أُمّهُ وَ مَن فِي الأَرضِ جَمِيعاً وَ لِلّهِ مُلكُ السّماواتِ وَ الأَرضِ وَ ما بَينَهُما يَخلُقُ ما يَشاءُ وَ اللّهُ عَلي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ وَ قالَتِ اليَهُودُ وَ النّصاري نَحنُ أَبناءُ اللّهِ وَ أَحِبّاؤُهُ قُل فَلِمَ يُعَذّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَل أَنتُم بَشَرٌ مِمّن خَلَقَ يَغفِرُ لِمَن يَشاءُ وَ يُعَذّبُ مَن يَشاءُ وَ لِلّهِ مُلكُ السّماواتِ وَ الأَرضِ وَ ما بَينَهُما وَ إِلَيهِ المَصِيرُ يا أَهلَ الكِتابِ قَد جاءَكُم رَسُولُنا يُبَيّنُ لَكُم عَلي فَترَةٍ مِنَ الرّسُلِ أَن تَقُولُوا ما جاءَنا مِن بَشِيرٍ وَ لا نَذِيرٍ فَقَد جاءَكُم بَشِيرٌ وَ نَذِيرٌ وَ اللّهُ عَلي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ و قال سبحانه وَ قالَتِ اليَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغلُولَةٌ غُلّت أَيدِيهِم وَ لُعِنُوا بِما قالُوا بَل يَداهُ مَبسُوطَتانِ يُنفِقُ كَيفَ يَشاءُ وَ لَيَزِيدَنّ كَثِيراً مِنهُم ما أُنزِلَ إِلَيكَ مِن رَبّكَ طُغياناً وَ كُفراً وَ أَلقَينا بَينَهُمُ العَداوَةَ وَ البَغضاءَ إِلي يَومِ القِيامَةِ كُلّما أَوقَدُوا ناراً لِلحَربِ أَطفَأَهَا اللّهُ وَ يَسعَونَ فِي الأَرضِ فَساداً وَ اللّهُ لا يُحِبّ المُفسِدِينَ وَ لَو أَنّ أَهلَ الكِتابِ آمَنُوا وَ


صفحه : 14

اتّقَوا لَكَفّرنا عَنهُم سَيّئاتِهِم وَ لَأَدخَلناهُم جَنّاتِ النّعِيمِ وَ لَو أَنّهُم أَقامُوا التّوراةَ وَ الإِنجِيلَ وَ ما أُنزِلَ إِلَيهِم مِن رَبّهِم لَأَكَلُوا مِن فَوقِهِم وَ مِن تَحتِ أَرجُلِهِم مِنهُم أُمّةٌ مُقتَصِدَةٌ وَ كَثِيرٌ مِنهُم ساءَ ما يَعمَلُونَ و قال تعالي قُل يا أَهلَ الكِتابِ لَستُم عَلي شَيءٍ حَتّي تُقِيمُوا التّوراةَ وَ الإِنجِيلَ وَ ما أُنزِلَ إِلَيكُم مِن رَبّكُم وَ لَيَزِيدَنّ كَثِيراً مِنهُم ما أُنزِلَ إِلَيكَ مِن رَبّكَ طُغياناً وَ كُفراً فَلا تَأسَ عَلَي القَومِ الكافِرِينَ إلي قوله سبحانه لَقَد كَفَرَ الّذِينَ قالُوا إِنّ اللّهَ هُوَ المَسِيحُ ابنُ مَريَمَ وَ قالَ المَسِيحُ يا بنَيِ‌ إِسرائِيلَ اعبُدُوا اللّهَ ربَيّ‌ وَ رَبّكُم إِنّهُ مَن يُشرِك بِاللّهِ فَقَد حَرّمَ اللّهُ عَلَيهِ الجَنّةَ وَ مَأواهُ النّارُ وَ ما لِلظّالِمِينَ مِن أَنصارٍ لَقَد كَفَرَ الّذِينَ قالُوا إِنّ اللّهَ ثالِثُ ثَلاثَةٍ وَ ما مِن إِلهٍ إِلّا إِلهٌ واحِدٌ وَ إِن لَم يَنتَهُوا عَمّا يَقُولُونَ لَيَمَسّنّ الّذِينَ كَفَرُوا مِنهُم عَذابٌ أَلِيمٌ أَ فَلا يَتُوبُونَ إِلَي اللّهِ وَ يَستَغفِرُونَهُ وَ اللّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ مَا المَسِيحُ ابنُ مَريَمَ إِلّا رَسُولٌ قَد خَلَت مِن قَبلِهِ الرّسُلُ وَ أُمّهُ صِدّيقَةٌ كانا يَأكُلانِ الطّعامَ انظُر كَيفَ نُبَيّنُ لَهُمُ الآياتِ ثُمّ انظُر أَنّي يُؤفَكُونَ قُل أَ تَعبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ ما لا يَملِكُ لَكُم ضَرّا وَ لا نَفعاً وَ اللّهُ هُوَ السّمِيعُ العَلِيمُ قُل يا أَهلَ الكِتابِ لا تَغلُوا فِي دِينِكُم غَيرَ الحَقّ وَ لا تَتّبِعُوا أَهواءَ قَومٍ قَد ضَلّوا مِن قَبلُ وَ أَضَلّوا كَثِيراً وَ ضَلّوا عَن سَواءِ السّبِيلِ إلي قوله تَري كَثِيراً مِنهُم يَتَوَلّونَ الّذِينَ كَفَرُوا لَبِئسَ ما قَدّمَت لَهُم أَنفُسُهُم أَن سَخِطَ اللّهُ عَلَيهِم وَ فِي العَذابِ هُم خالِدُونَ وَ لَو كانُوا يُؤمِنُونَ بِاللّهِ وَ النّبِيّ وَ ما أُنزِلَ إِلَيهِ مَا اتّخَذُوهُم أَولِياءَ وَ لكِنّ كَثِيراً مِنهُم فاسِقُونَ لَتَجِدَنّ أَشَدّ النّاسِ عَداوَةً لِلّذِينَ آمَنُوا اليَهُودَ وَ الّذِينَ أَشرَكُوا وَ لَتَجِدَنّ أَقرَبَهُم مَوَدّةً لِلّذِينَ آمَنُوا الّذِينَ قالُوا إِنّا نَصاري ذلِكَ بِأَنّ مِنهُم قِسّيسِينَ وَ رُهباناً وَ أَنّهُم لا يَستَكبِرُونَ وَ إِذا سَمِعُوا ما أُنزِلَ إِلَي الرّسُولِ تَري أَعيُنَهُم تَفِيضُ مِنَ الدّمعِ مِمّا عَرَفُوا مِنَ الحَقّ يَقُولُونَ رَبّنا آمَنّا فَاكتُبنا مَعَ الشّاهِدِينَ وَ ما لَنا لا نُؤمِنُ بِاللّهِ وَ ما جاءَنا مِنَ الحَقّ وَ نَطمَعُ أَن يُدخِلَنا رَبّنا مَعَ القَومِ الصّالِحِينَ فَأَثابَهُمُ اللّهُ بِما قالُوا جَنّاتٍ تجَريِ‌ مِن تَحتِهَا الأَنهارُ خالِدِينَ فِيها وَ ذلِكَ جَزاءُ المُحسِنِينَ


صفحه : 15

و قال تعالي ما جَعَلَ اللّهُ مِن بَحِيرَةٍ وَ لا سائِبَةٍ وَ لا وَصِيلَةٍ وَ لا حامٍ وَ لكِنّ الّذِينَ كَفَرُوا يَفتَرُونَ عَلَي اللّهِ الكَذِبَ وَ أَكثَرُهُم لا يَعقِلُونَ وَ إِذا قِيلَ لَهُم تَعالَوا إِلي ما أَنزَلَ اللّهُ وَ إِلَي الرّسُولِ قالُوا حَسبُنا ما وَجَدنا عَلَيهِ آباءَنا أَ وَ لَو كانَ آباؤُهُم لا يَعلَمُونَ شَيئاً وَ لا يَهتَدُونَ و قال تعالي وَ إِذ قالَ اللّهُ يا عِيسَي ابنَ مَريَمَ أَ أَنتَ قُلتَ لِلنّاسِ اتخّذِوُنيِ‌ وَ أمُيّ‌ إِلهَينِ مِن دُونِ اللّهِ قالَ سُبحانَكَ ما يَكُونُ لِي أَن أَقُولَ ما لَيسَ لِي بِحَقّ إِن كُنتُ قُلتُهُ فَقَد عَلِمتَهُ تَعلَمُ ما فِي نفَسيِ‌ وَ لا أَعلَمُ ما فِي نَفسِكَ إِنّكَ أَنتَ عَلّامُ الغُيُوبِ إلي آخر السورة الأنعام الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي خَلَقَ السّماواتِ وَ الأَرضَ إلي قوله وَ ما تَأتِيهِم مِن آيَةٍ مِن آياتِ رَبّهِم إِلّا كانُوا عَنها مُعرِضِينَ فَقَد كَذّبُوا بِالحَقّ لَمّا جاءَهُم فَسَوفَ يَأتِيهِم أَنباءُ ما كانُوا بِهِ يَستَهزِؤُنَ أَ لَم يَرَوا كَم أَهلَكنا مِن قَبلِهِم مِن قَرنٍ مَكّنّاهُم فِي الأَرضِ ما لَم نُمَكّن لَكُم وَ أَرسَلنَا السّماءَ عَلَيهِم مِدراراً وَ جَعَلنَا الأَنهارَ تجَريِ‌ مِن تَحتِهِم فَأَهلَكناهُم بِذُنُوبِهِم وَ أَنشَأنا مِن بَعدِهِم قَرناً آخَرِينَ وَ لَو نَزّلنا عَلَيكَ كِتاباً فِي قِرطاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيدِيهِم لَقالَ الّذِينَ كَفَرُوا إِن هذا إِلّا سِحرٌ مُبِينٌ وَ قالُوا لَو لا أُنزِلَ عَلَيهِ مَلَكٌ وَ لَو أَنزَلنا مَلَكاً لقَضُيِ‌َ الأَمرُ ثُمّ لا يُنظَرُونَ وَ لَو جَعَلناهُ مَلَكاً لَجَعَلناهُ رَجُلًا وَ لَلَبَسنا عَلَيهِم ما يَلبِسُونَ وَ لَقَدِ استهُز‌ِئَ بِرُسُلٍ مِن قَبلِكَ فَحاقَ بِالّذِينَ سَخِرُوا مِنهُم ما كانُوا بِهِ يَستَهزِؤُنَ قُل سِيرُوا فِي الأَرضِ ثُمّ انظُرُوا كَيفَ كانَ عاقِبَةُ المُكَذّبِينَ إلي قوله تعالي قُل أَيّ شَيءٍ أَكبَرُ شَهادَةً قُلِ اللّهُ شَهِيدٌ بيَنيِ‌ وَ بَينَكُم وَ أوُحيِ‌َ إلِيَ‌ّ هذَا القُرآنُ لِأُنذِرَكُم بِهِ وَ مَن بَلَغَ أَ إِنّكُم لَتَشهَدُونَ أَنّ مَعَ اللّهِ آلِهَةً أُخري قُل لا أَشهَدُ قُل إِنّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ وَ إنِنّيِ‌ برَيِ‌ءٌ مِمّا تُشرِكُونَ الّذِينَ آتَيناهُمُ الكِتابَ يَعرِفُونَهُ كَما يَعرِفُونَ أَبناءَهُمُ الّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُم فَهُم لا يُؤمِنُونَ


صفحه : 16

إلي قوله وَ مِنهُم مَن يَستَمِعُ إِلَيكَ وَ جَعَلنا عَلي قُلُوبِهِم أَكِنّةً أَن يَفقَهُوهُ وَ فِي آذانِهِم وَقراً وَ إِن يَرَوا كُلّ آيَةٍ لا يُؤمِنُوا بِها حَتّي إِذا جاؤُكَ يُجادِلُونَكَ يَقُولُ الّذِينَ كَفَرُوا إِن هذا إِلّا أَساطِيرُ الأَوّلِينَ وَ هُم يَنهَونَ عَنهُ وَ يَنأَونَ عَنهُ وَ إِن يُهلِكُونَ إِلّا أَنفُسَهُم وَ ما يَشعُرُونَ إلي قوله قَد نَعلَمُ إِنّهُ لَيَحزُنُكَ ألّذِي يَقُولُونَ فَإِنّهُم لا يُكَذّبُونَكَ وَ لكِنّ الظّالِمِينَ بِآياتِ اللّهِ يَجحَدُونَ وَ لَقَد كُذّبَت رُسُلٌ مِن قَبلِكَ فَصَبَرُوا عَلي ما كُذّبُوا وَ أُوذُوا حَتّي أَتاهُم نَصرُنا وَ لا مُبَدّلَ لِكَلِماتِ اللّهِ وَ لَقَد جاءَكَ مِن نَبَإِ المُرسَلِينَ وَ إِن كانَ كَبُرَ عَلَيكَ إِعراضُهُم فَإِنِ استَطَعتَ أَن تبَتغَيِ‌َ نَفَقاً فِي الأَرضِ أَو سُلّماً فِي السّماءِ فَتَأتِيَهُم بِآيَةٍ وَ لَو شاءَ اللّهُ لَجَمَعَهُم عَلَي الهُدي فَلا تَكُونَنّ مِنَ الجاهِلِينَ إِنّما يَستَجِيبُ الّذِينَ يَسمَعُونَ وَ المَوتي يَبعَثُهُمُ اللّهُ ثُمّ إِلَيهِ يُرجَعُونَ وَ قالُوا لَو لا نُزّلَ عَلَيهِ آيَةٌ مِن رَبّهِ قُل إِنّ اللّهَ قادِرٌ عَلي أَن يُنَزّلَ آيَةً وَ لكِنّ أَكثَرَهُم لا يَعلَمُونَ إلي قوله تعالي قُل أَ رَأَيتَكُم إِن أَتاكُم عَذابُ اللّهِ أَو أَتَتكُمُ السّاعَةُ أَ غَيرَ اللّهِ تَدعُونَ إِن كُنتُم صادِقِينَ بَل إِيّاهُ تَدعُونَ فَيَكشِفُ ما تَدعُونَ إِلَيهِ إِن شاءَ وَ تَنسَونَ ما تُشرِكُونَ إلي قوله قُل أَ رَأَيتُم إِن أَخَذَ اللّهُ سَمعَكُم وَ أَبصارَكُم وَ خَتَمَ عَلي قُلُوبِكُم مَن إِلهٌ غَيرُ اللّهِ يَأتِيكُم بِهِ انظُر كَيفَ نُصَرّفُ الآياتِ ثُمّ هُم يَصدِفُونَ قُل أَ رَأَيتَكُم إِن أَتاكُم عَذابُ اللّهِ بَغتَةً أَو جَهرَةً هَل يُهلَكُ إِلّا القَومُ الظّالِمُونَ إلي قوله قُل لا أَقُولُ لَكُم عنِديِ‌ خَزائِنُ اللّهِ وَ لا أَعلَمُ الغَيبَ وَ لا أَقُولُ لَكُم إنِيّ‌ مَلَكٌ إِن أَتّبِعُ إِلّا ما يُوحي إلِيَ‌ّ قُل هَل يسَتوَيِ‌ الأَعمي وَ البَصِيرُ أَ فَلا تَتَفَكّرُونَ وَ أَنذِر بِهِ الّذِينَ يَخافُونَ أَن يُحشَرُوا إِلي رَبّهِم لَيسَ لَهُم مِن دُونِهِ ولَيِ‌ّ وَ لا شَفِيعٌ لَعَلّهُم يَتّقُونَ إلي قوله قُل إنِيّ‌ نُهِيتُ أَن أَعبُدَ الّذِينَ تَدعُونَ مِن دُونِ اللّهِ قُل لا أَتّبِعُ أَهواءَكُم قَد ضَلَلتُ إِذاً وَ ما أَنَا مِنَ المُهتَدِينَ قُل إنِيّ‌ عَلي بَيّنَةٍ مِن ربَيّ‌ وَ كَذّبتُم بِهِ ما عنِديِ‌ ما تَستَعجِلُونَ بِهِ إِنِ الحُكمُ إِلّا لِلّهِ يَقُصّ الحَقّ وَ هُوَ خَيرُ الفاصِلِينَ قُل لَو أَنّ عنِديِ‌ ما تَستَعجِلُونَ بِهِ لقَضُيِ‌َ الأَمرُ بيَنيِ‌ وَ بَينَكُم وَ اللّهُ أَعلَمُ بِالظّالِمِينَ إلي قوله تعالي قُل مَن يُنَجّيكُم مِن ظُلُماتِ البَرّ وَ البَحرِ تَدعُونَهُ تَضَرّعاً وَ خُفيَةً لَئِن أَنجانا مِن هذِهِ لَنَكُونَنّ مِنَ الشّاكِرِينَ


صفحه : 17

قُلِ اللّهُ يُنَجّيكُم مِنها وَ مِن كُلّ كَربٍ ثُمّ أَنتُم تُشرِكُونَ قُل هُوَ القادِرُ عَلي أَن يَبعَثَ عَلَيكُم عَذاباً مِن فَوقِكُم أَو مِن تَحتِ أَرجُلِكُم أَو يَلبِسَكُم شِيَعاً وَ يُذِيقَ بَعضَكُم بَأسَ بَعضٍ انظُر كَيفَ نُصَرّفُ الآياتِ لَعَلّهُم يَفقَهُونَ وَ كَذّبَ بِهِ قَومُكَ وَ هُوَ الحَقّ قُل لَستُ عَلَيكُم بِوَكِيلٍ لِكُلّ نَبَإٍ مُستَقَرّ وَ سَوفَ تَعلَمُونَ وَ إِذا رَأَيتَ الّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آياتِنا فَأَعرِض عَنهُم حَتّي يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيرِهِ وَ إِمّا يُنسِيَنّكَ الشّيطانُ فَلا تَقعُد بَعدَ الذّكري مَعَ القَومِ الظّالِمِينَ إلي قوله تعالي قُل أَ نَدعُوا مِن دُونِ اللّهِ ما لا يَنفَعُنا وَ لا يَضُرّنا وَ نُرَدّ عَلي أَعقابِنا بَعدَ إِذ هَدانَا اللّهُ كاَلذّيِ‌ استَهوَتهُ الشّياطِينُ فِي الأَرضِ حَيرانَ لَهُ أَصحابٌ يَدعُونَهُ إِلَي الهُدَي ائتِنا قُل إِنّ هُدَي اللّهِ هُوَ الهُدي وَ أُمِرنا لِنُسلِمَ لِرَبّ العالَمِينَ و قال سبحانه وَ ما قَدَرُوا اللّهَ حَقّ قَدرِهِ إِذ قالُوا ما أَنزَلَ اللّهُ عَلي بَشَرٍ مِن شَيءٍ قُل مَن أَنزَلَ الكِتابَ ألّذِي جاءَ بِهِ مُوسي نُوراً وَ هُديً لِلنّاسِ تَجعَلُونَهُ قَراطِيسَ تُبدُونَها وَ تُخفُونَ كَثِيراً وَ عُلّمتُم ما لَم تَعلَمُوا أَنتُم وَ لا آباؤُكُم قُلِ اللّهُ ثُمّ ذَرهُم فِي خَوضِهِم يَلعَبُونَ وَ هذا كِتابٌ أَنزَلناهُ مُبارَكٌ مُصَدّقُ ألّذِي بَينَ يَدَيهِ وَ لِتُنذِرَ أُمّ القُري وَ مَن حَولَها وَ الّذِينَ يُؤمِنُونَ بِالآخِرَةِ يُؤمِنُونَ بِهِ وَ هُم عَلي صَلاتِهِم يُحافِظُونَ إلي قوله تعالي وَ جَعَلُوا لِلّهِ شُرَكاءَ الجِنّ وَ خَلَقَهُم وَ خَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَ بَناتٍ بِغَيرِ عِلمٍ سُبحانَهُ وَ تَعالي عَمّا يَصِفُونَ بَدِيعُ السّماواتِ وَ الأَرضِ أَنّي يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَ لَم تَكُن لَهُ صاحِبَةٌ وَ خَلَقَ كُلّ شَيءٍ وَ هُوَ بِكُلّ شَيءٍ عَلِيمٌ إلي قوله


صفحه : 18

قَد جاءَكُم بَصائِرُ مِن رَبّكُم فَمَن أَبصَرَ فَلِنَفسِهِ وَ مَن عمَيِ‌َ فَعَلَيها وَ ما أَنَا عَلَيكُم بِحَفِيظٍ وَ كَذلِكَ نُصَرّفُ الآياتِ وَ لِيَقُولُوا دَرَستَ وَ لِنُبَيّنَهُ لِقَومٍ يَعلَمُونَ اتّبِع ما أوُحيِ‌َ إِلَيكَ مِن رَبّكَ لا إِلهَ إِلّا هُوَ وَ أَعرِض عَنِ المُشرِكِينَ إلي قوله سبحانه وَ أَقسَمُوا بِاللّهِ جَهدَ أَيمانِهِم لَئِن جاءَتهُم آيَةٌ لَيُؤمِنُنّ بِها قُل إِنّمَا الآياتُ عِندَ اللّهِ وَ ما يُشعِرُكُم أَنّها إِذا جاءَت لا يُؤمِنُونَ وَ نُقَلّبُ أَفئِدَتَهُم وَ أَبصارَهُم كَما لَم يُؤمِنُوا بِهِ أَوّلَ مَرّةٍ وَ نَذَرُهُم فِي طُغيانِهِم يَعمَهُونَ وَ لَو أَنّنا نَزّلنا إِلَيهِمُ المَلائِكَةَ وَ كَلّمَهُمُ المَوتي وَ حَشَرنا عَلَيهِم كُلّ شَيءٍ قُبُلًا ما كانُوا لِيُؤمِنُوا إِلّا أَن يَشاءَ اللّهُ وَ لكِنّ أَكثَرَهُم يَجهَلُونَ إلي قوله أَ فَغَيرَ اللّهِ أبَتغَيِ‌ حَكَماً وَ هُوَ ألّذِي أَنزَلَ إِلَيكُمُ الكِتابَ مُفَصّلًا وَ الّذِينَ آتَيناهُمُ الكِتابَ يَعلَمُونَ أَنّهُ مُنَزّلٌ مِن رَبّكَ بِالحَقّ فَلا تَكُونَنّ مِنَ المُمتَرِينَ وَ تَمّت كَلِمَةُ رَبّكَ صِدقاً وَ عَدلًا لا مُبَدّلَ لِكَلِماتِهِ وَ هُوَ السّمِيعُ العَلِيمُ وَ إِن تُطِع أَكثَرَ مَن فِي الأَرضِ يُضِلّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتّبِعُونَ إِلّا الظّنّ وَ إِن هُم إِلّا يَخرُصُونَ إلي قوله وَ إِنّ الشّياطِينَ لَيُوحُونَ إِلي أَولِيائِهِم لِيُجادِلُوكُم وَ إِن أَطَعتُمُوهُم إِنّكُم لَمُشرِكُونَ إلي قوله تعالي وَ إِذا جاءَتهُم آيَةٌ قالُوا لَن نُؤمِنَ حَتّي نُؤتي مِثلَ ما أوُتيِ‌َ رُسُلُ اللّهِ اللّهُ أَعلَمُ حَيثُ يَجعَلُ رِسالَتَهُ سَيُصِيبُ الّذِينَ أَجرَمُوا صَغارٌ عِندَ اللّهِ وَ عَذابٌ شَدِيدٌ بِما كانُوا يَمكُرُونَ إلي قوله وَ رَبّكَ الغنَيِ‌ّ ذُو الرّحمَةِ إِن يَشَأ يُذهِبكُم وَ يَستَخلِف مِن بَعدِكُم ما يَشاءُ كَما أَنشَأَكُم مِن ذُرّيّةِ قَومٍ آخَرِينَ إِنّ ما تُوعَدُونَ لَآتٍ وَ ما أَنتُم بِمُعجِزِينَ قُل يا قَومِ اعمَلُوا عَلي مَكانَتِكُم إنِيّ‌ عامِلٌ فَسَوفَ تَعلَمُونَ مَن تَكُونُ لَهُ عاقِبَةُ الدّارِ إِنّهُ لا يُفلِحُ الظّالِمُونَ وَ جَعَلُوا لِلّهِ مِمّا ذَرَأَ مِنَ الحَرثِ وَ الأَنعامِ نَصِيباً فَقالُوا هذا لِلّهِ بِزَعمِهِم وَ هذا لِشُرَكائِنا فَما كانَ لِشُرَكائِهِم فَلا يَصِلُ إِلَي اللّهِ وَ ما كانَ لِلّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلي شُرَكائِهِم ساءَ ما يَحكُمُونَ وَ كَذلِكَ زَيّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ المُشرِكِينَ قَتلَ أَولادِهِم شُرَكاؤُهُم لِيُردُوهُم وَ لِيَلبِسُوا عَلَيهِم دِينَهُم وَ لَو شاءَ اللّهُ ما فَعَلُوهُ فَذَرهُم وَ ما يَفتَرُونَ وَ قالُوا هذِهِ أَنعامٌ وَ حَرثٌ حِجرٌ لا يَطعَمُها إِلّا مَن نَشاءُ بِزَعمِهِم وَ أَنعامٌ حُرّمَت ظُهُورُها وَ أَنعامٌ لا يَذكُرُونَ اسمَ اللّهِ عَلَيهَا افتِراءً عَلَيهِ سَيَجزِيهِم بِما كانُوا يَفتَرُونَ وَ قالُوا ما فِي بُطُونِ هذِهِ الأَنعامِ خالِصَةٌ لِذُكُورِنا وَ مُحَرّمٌ عَلي


صفحه : 19

أَزواجِنا وَ إِن يَكُن مَيتَةً فَهُم فِيهِ شُرَكاءُ سَيَجزِيهِم وَصفَهُم إِنّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ قَد خَسِرَ الّذِينَ قَتَلُوا أَولادَهُم سَفَهاً بِغَيرِ عِلمٍ وَ حَرّمُوا ما رَزَقَهُمُ اللّهُ افتِراءً عَلَي اللّهِ قَد ضَلّوا وَ ما كانُوا مُهتَدِينَ إلي قوله سبحانه وَ عَلَي الّذِينَ هادُوا حَرّمنا كُلّ ذيِ‌ ظُفُرٍ وَ مِنَ البَقَرِ وَ الغَنَمِ حَرّمنا عَلَيهِم شُحُومَهُما إِلّا ما حَمَلَت ظُهُورُهُما أَوِ الحَوايا أَو مَا اختَلَطَ بِعَظمٍ ذلِكَ جَزَيناهُم بِبَغيِهِم وَ إِنّا لَصادِقُونَ فَإِن كَذّبُوكَ فَقُل رَبّكُم ذُو رَحمَةٍ واسِعَةٍ وَ لا يُرَدّ بَأسُهُ عَنِ القَومِ المُجرِمِينَ سَيَقُولُ الّذِينَ أَشرَكُوا لَو شاءَ اللّهُ ما أَشرَكنا وَ لا آباؤُنا وَ لا حَرّمنا مِن شَيءٍ كَذلِكَ كَذّبَ الّذِينَ مِن قَبلِهِم حَتّي ذاقُوا بَأسَنا قُل هَل عِندَكُم مِن عِلمٍ فَتُخرِجُوهُ لَنا إِن تَتّبِعُونَ إِلّا الظّنّ وَ إِن أَنتُم إِلّا تَخرُصُونَ قُل فَلِلّهِ الحُجّةُ البالِغَةُ فَلَو شاءَ لَهَداكُم أَجمَعِينَ قُل هَلُمّ شُهَداءَكُمُ الّذِينَ يَشهَدُونَ أَنّ اللّهَ حَرّمَ هذا فَإِن شَهِدُوا فَلا تَشهَد مَعَهُم وَ لا تَتّبِع أَهواءَ الّذِينَ كَذّبُوا بِآياتِنا وَ الّذِينَ لا يُؤمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَ هُم بِرَبّهِم يَعدِلُونَ إلي قوله وَ هذا كِتابٌ أَنزَلناهُ مُبارَكٌ فَاتّبِعُوهُ وَ اتّقُوا لَعَلّكُم تُرحَمُونَ أَن تَقُولُوا إِنّما أُنزِلَ الكِتابُ عَلي طائِفَتَينِ مِن قَبلِنا وَ إِن كُنّا عَن دِراسَتِهِم لَغافِلِينَ أَو تَقُولُوا لَو أَنّا أُنزِلَ عَلَينَا الكِتابُ لَكُنّا أَهدي مِنهُم فَقَد جاءَكُم بَيّنَةٌ مِن رَبّكُم وَ هُديً وَ رَحمَةٌ فَمَن أَظلَمُ مِمّن كَذّبَ بِآياتِ اللّهِ وَ صَدَفَ عَنها سنَجَزيِ‌ الّذِينَ يَصدِفُونَ عَن آياتِنا سُوءَ العَذابِ بِما كانُوا يَصدِفُونَ هَل يَنظُرُونَ إِلّا أَن تَأتِيَهُمُ المَلائِكَةُ أَو يأَتيِ‌َ رَبّكَ أَو يأَتيِ‌َ بَعضُ آياتِ رَبّكَ يَومَ يأَتيِ‌ بَعضُ آياتِ رَبّكَ لا يَنفَعُ نَفساً إِيمانُها لَم تَكُن آمَنَت مِن قَبلُ أَو كَسَبَت فِي إِيمانِها خَيراً قُلِ انتَظِرُوا إِنّا مُنتَظِرُونَ إِنّ الّذِينَ فَرّقُوا دِينَهُم وَ كانُوا شِيَعاً لَستَ مِنهُم فِي شَيءٍ إِنّما أَمرُهُم إِلَي اللّهِ ثُمّ يُنَبّئُهُم بِما كانُوا يَفعَلُونَ


صفحه : 20

إلي قوله قُل إنِنّيِ‌ هدَانيِ‌ ربَيّ‌ إِلي صِراطٍ مُستَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِلّةَ اِبراهِيمَ حَنِيفاً وَ ما كانَ مِنَ المُشرِكِينَ قُل إِنّ صلَاتيِ‌ وَ نسُكُيِ‌ وَ محَياي‌َ وَ ممَاتيِ‌ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ وَ بِذلِكَ أُمِرتُ وَ أَنَا أَوّلُ المُسلِمِينَ قُل أَ غَيرَ اللّهِ أبَغيِ‌ رَبّا وَ هُوَ رَبّ كُلّ شَيءٍ وَ لا تَكسِبُ كُلّ نَفسٍ إِلّا عَلَيها وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزرَ أُخري ثُمّ إِلي رَبّكُم مَرجِعُكُم فَيُنَبّئُكُم بِما كُنتُم فِيهِ تَختَلِفُونَالأعراف المص كِتابٌ أُنزِلَ إِلَيكَ فَلا يَكُن فِي صَدرِكَ حَرَجٌ مِنهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَ ذِكري لِلمُؤمِنِينَ اتّبِعُوا ما أُنزِلَ إِلَيكُم مِن رَبّكُم وَ لا تَتّبِعُوا مِن دُونِهِ أَولِياءَ قَلِيلًا ما تَذَكّرُونَ و قال سبحانه وَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً قالُوا وَجَدنا عَلَيها آباءَنا وَ اللّهُ أَمَرَنا بِها قُل إِنّ اللّهَ لا يَأمُرُ بِالفَحشاءِ أَ تَقُولُونَ عَلَي اللّهِ ما لا تَعلَمُونَ قُل أَمَرَ ربَيّ‌ بِالقِسطِ وَ أَقِيمُوا وُجُوهَكُم عِندَ كُلّ مَسجِدٍ وَ ادعُوهُ مُخلِصِينَ لَهُ الدّينَ كَما بَدَأَكُم تَعُودُونَ فَرِيقاً هَدي وَ فَرِيقاً حَقّ عَلَيهِمُ الضّلالَةُ إِنّهُمُ اتّخَذُوا الشّياطِينَ أَولِياءَ مِن دُونِ اللّهِ وَ يَحسَبُونَ أَنّهُم مُهتَدُونَ إلي قوله وَ لَقَد جِئناهُم بِكِتابٍ فَصّلناهُ عَلي عِلمٍ هُديً وَ رَحمَةً لِقَومٍ يُؤمِنُونَ إلي قوله تعالي حاكيا عن نوح [هود] علي نبينا وآله و عليه السلام أَ تجُادلِوُننَيِ‌ فِي أَسماءٍ سَمّيتُمُوها أَنتُم وَ آباؤُكُم ما نَزّلَ اللّهُ بِها مِن سُلطانٍ فَانتَظِرُوا إنِيّ‌ مَعَكُم مِنَ المُنتَظِرِينَ و قال تعالي قُل يا أَيّهَا النّاسُ إنِيّ‌ رَسُولُ اللّهِ إِلَيكُم جَمِيعاً ألّذِي لَهُ مُلكُ السّماواتِ وَ الأَرضِ لا إِلهَ إِلّا هُوَ يحُييِ‌ وَ يُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ النّبِيّ الأمُيّ‌ّ ألّذِي يُؤمِنُ بِاللّهِ وَ كَلِماتِهِ وَ اتّبِعُوهُ لَعَلّكُم تَهتَدُونَ و قال سبحانه أَ وَ لَم يَتَفَكّرُوا ما بِصاحِبِهِم مِن جِنّةٍ إِن هُوَ إِلّا نَذِيرٌ مُبِينٌ أَ وَ لَم يَنظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السّماواتِ وَ الأَرضِ وَ ما خَلَقَ اللّهُ مِن شَيءٍ وَ أَن عَسي أَن يَكُونَ قَدِ اقتَرَبَ أَجَلُهُم فبَأِيَ‌ّ حَدِيثٍ بَعدَهُ يُؤمِنُونَ إلي قوله قُل لا أَملِكُ لنِفَسيِ‌ نَفعاً وَ لا ضَرّا إِلّا ما شاءَ اللّهُ وَ لَو كُنتُ أَعلَمُ الغَيبَ لَاستَكثَرتُ مِنَ الخَيرِ وَ ما مسَنّيِ‌َ السّوءُ إِن أَنَا إِلّا نَذِيرٌ وَ بَشِيرٌ لِقَومٍ يُؤمِنُونَ إلي قوله أَ يُشرِكُونَ ما لا يَخلُقُ شَيئاً وَ هُم يُخلَقُونَ


صفحه : 21

وَ لا يَستَطِيعُونَ لَهُم نَصراً وَ لا أَنفُسَهُم يَنصُرُونَ وَ إِن تَدعُوهُم إِلَي الهُدي لا يَتّبِعُوكُم سَواءٌ عَلَيكُم أَ دَعَوتُمُوهُم أَم أَنتُم صامِتُونَ إِنّ الّذِينَ تَدعُونَ مِن دُونِ اللّهِ عِبادٌ أَمثالُكُم فَادعُوهُم فَليَستَجِيبُوا لَكُم إِن كُنتُم صادِقِينَ أَ لَهُم أَرجُلٌ يَمشُونَ بِها أَم لَهُم أَيدٍ يَبطِشُونَ بِها أَم لَهُم أَعيُنٌ يُبصِرُونَ بِها أَم لَهُم آذانٌ يَسمَعُونَ بِها قُلِ ادعُوا شُرَكاءَكُم ثُمّ كِيدُونِ فَلا تُنظِرُونِ إِنّ ولَيِيّ‌َ اللّهُ ألّذِي نَزّلَ الكِتابَ وَ هُوَ يَتَوَلّي الصّالِحِينَ وَ الّذِينَ تَدعُونَ مِن دُونِهِ لا يَستَطِيعُونَ نَصرَكُم وَ لا أَنفُسَهُم يَنصُرُونَ وَ إِن تَدعُوهُم إِلَي الهُدي لا يَسمَعُوا وَ تَراهُم يَنظُرُونَ إِلَيكَ وَ هُم لا يُبصِرُونَ خُذِ العَفوَ وَ أمُر بِالعُرفِ وَ أَعرِض عَنِ الجاهِلِينَ وَ إِمّا يَنزَغَنّكَ مِنَ الشّيطانِ نَزغٌ فَاستَعِذ بِاللّهِ إِنّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ إلي قوله تعالي وَ إِذا لَم تَأتِهِم بِآيَةٍ قالُوا لَو لا اجتَبَيتَها قُل إِنّما أَتّبِعُ ما يُوحي إلِيَ‌ّ مِن ربَيّ‌ هذا بَصائِرُ مِن رَبّكُم وَ هُديً وَ رَحمَةٌ لِقَومٍ يُؤمِنُونَالأنفال يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ لا تَوَلّوا عَنهُ وَ أَنتُم تَسمَعُونَ وَ لا تَكُونُوا كَالّذِينَ قالُوا سَمِعنا وَ هُم لا يَسمَعُونَ إِنّ شَرّ الدّوَابّ عِندَ اللّهِ الصّمّ البُكمُ الّذِينَ لا يَعقِلُونَ وَ لَو عَلِمَ اللّهُ فِيهِم خَيراً لَأَسمَعَهُم وَ لَو أَسمَعَهُم لَتَوَلّوا وَ هُم مُعرِضُونَ يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا استَجِيبُوا لِلّهِ وَ لِلرّسُولِ إِذا دَعاكُم لِما يُحيِيكُم وَ اعلَمُوا أَنّ اللّهَ يَحُولُ بَينَ المَرءِ وَ قَلبِهِ وَ أَنّهُ إِلَيهِ تُحشَرُونَ إلي قوله تعالي وَ إِذا تُتلي عَلَيهِم آياتُنا قالُوا قَد سَمِعنا لَو نَشاءُ لَقُلنا مِثلَ هذا إِن هذا إِلّا أَساطِيرُ الأَوّلِينَ وَ إِذ قالُوا أللّهُمّ إِن كانَ هذا هُوَ الحَقّ مِن عِندِكَ فَأَمطِر عَلَينا حِجارَةً مِنَ السّماءِ أَوِ ائتِنا بِعَذابٍ أَلِيمٍ وَ ما كانَ اللّهُ لِيُعَذّبَهُم وَ أَنتَ فِيهِم وَ ما كانَ اللّهُ مُعَذّبَهُم وَ هُم يَستَغفِرُونَ


صفحه : 22

إلي قوله وَ ما كانَ صَلاتُهُم عِندَ البَيتِ إِلّا مُكاءً وَ تَصدِيَةً فَذُوقُوا العَذابَ بِما كُنتُم تَكفُرُونَ إلي قوله تعالي قُل لِلّذِينَ كَفَرُوا إِن يَنتَهُوا يُغفَر لَهُم ما قَد سَلَفَ وَ إِن يَعُودُوا فَقَد مَضَت سُنّتُ الأَوّلِينَالتوبةوَ قالَتِ اليَهُودُ عُزَيرٌ ابنُ اللّهِ وَ قالَتِ النّصاري المَسِيحُ ابنُ اللّهِ ذلِكَ قَولُهُم بِأَفواهِهِم يُضاهِؤُنَ قَولَ الّذِينَ كَفَرُوا مِن قَبلُ قاتَلَهُمُ اللّهُ أَنّي يُؤفَكُونَ اتّخَذُوا أَحبارَهُم وَ رُهبانَهُم أَرباباً مِن دُونِ اللّهِ وَ المَسِيحَ ابنَ مَريَمَ وَ ما أُمِرُوا إِلّا لِيَعبُدُوا إِلهاً واحِداً لا إِلهَ إِلّا هُوَ سُبحانَهُ عَمّا يُشرِكُونَ يُرِيدُونَ أَن يُطفِؤُا نُورَ اللّهِ بِأَفواهِهِم وَ يَأبَي اللّهُ إِلّا أَن يُتِمّ نُورَهُ وَ لَو كَرِهَ الكافِرُونَ هُوَ ألّذِي أَرسَلَ رَسُولَهُ بِالهُدي وَ دِينِ الحَقّ لِيُظهِرَهُ عَلَي الدّينِ كُلّهِ وَ لَو كَرِهَ المُشرِكُونَ يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا إِنّ كَثِيراً مِنَ الأَحبارِ وَ الرّهبانِ لَيَأكُلُونَ أَموالَ النّاسِ بِالباطِلِ وَ يَصُدّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إلي قوله إِنّمَا النسّيِ‌ءُ زِيادَةٌ فِي الكُفرِ يُضَلّ بِهِ الّذِينَ كَفَرُوا يُحِلّونَهُ عاماً وَ يُحَرّمُونَهُ عاماً لِيُواطِؤُا عِدّةَ ما حَرّمَ اللّهُ فَيُحِلّوا ما حَرّمَ اللّهُ زُيّنَ لَهُم سُوءُ أَعمالِهِم وَ اللّهُ لا يهَديِ‌ القَومَ الكافِرِينَ و قال تعالي وَ إِذا ما أُنزِلَت سُورَةٌ فَمِنهُم مَن يَقُولُ أَيّكُم زادَتهُ هذِهِ إِيماناً فَأَمّا الّذِينَ آمَنُوا فَزادَتهُم إِيماناً وَ هُم يَستَبشِرُونَ وَ أَمّا الّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَرَضٌ فَزادَتهُم رِجساً إِلَي رِجسِهِم وَ ماتُوا وَ هُم كافِرُونَ أَ وَ لا يَرَونَ أَنّهُم يُفتَنُونَ فِي كُلّ عامٍ مَرّةً أَو مَرّتَينِ ثُمّ لا يَتُوبُونَ وَ لا هُم يَذّكّرُونَ وَ إِذا ما أُنزِلَت سُورَةٌ نَظَرَ بَعضُهُم إِلي بَعضٍ هَل يَراكُم مِن أَحَدٍ ثُمّ انصَرَفُوا صَرَفَ اللّهُ قُلُوبَهُم بِأَنّهُم قَومٌ لا يَفقَهُونَ


صفحه : 23

يونس الر تِلكَ آياتُ الكِتابِ الحَكِيمِ أَ كانَ لِلنّاسِ عَجَباً أَن أَوحَينا إِلي رَجُلٍ مِنهُم أَن أَنذِرِ النّاسَ وَ بَشّرِ الّذِينَ آمَنُوا أَنّ لَهُم قَدَمَ صِدقٍ عِندَ رَبّهِم قالَ الكافِرُونَ إِنّ هذا لَساحِرٌ مُبِينٌ و قال تعالي وَ إِذا تُتلي عَلَيهِم آياتُنا بَيّناتٍ قالَ الّذِينَ لا يَرجُونَ لِقاءَنَا ائتِ بِقُرآنٍ غَيرِ هذا أَو بَدّلهُ قُل ما يَكُونُ لِي أَن أُبَدّلَهُ مِن تِلقاءِ نفَسيِ‌ إِن أَتّبِعُ إِلّا ما يُوحي إلِيَ‌ّ إنِيّ‌ أَخافُ إِن عَصَيتُ ربَيّ‌ عَذابَ يَومٍ عَظِيمٍ قُل لَو شاءَ اللّهُ ما تَلَوتُهُ عَلَيكُم وَ لا أَدراكُم بِهِ فَقَد لَبِثتُ فِيكُم عُمُراً مِن قَبلِهِ أَ فَلا تَعقِلُونَ فَمَن أَظلَمُ مِمّنِ افتَري عَلَي اللّهِ كَذِباً أَو كَذّبَ بِآياتِهِ إِنّهُ لا يُفلِحُ المُجرِمُونَ وَ يَعبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ ما لا يَضُرّهُم وَ لا يَنفَعُهُم وَ يَقُولُونَ هؤُلاءِ شُفَعاؤُنا عِندَ اللّهِ قُل أَ تُنَبّئُونَ اللّهَ بِما لا يَعلَمُ فِي السّماواتِ وَ لا فِي الأَرضِ سُبحانَهُ وَ تَعالي عَمّا يُشرِكُونَ إلي قوله وَ يَقُولُونَ لَو لا أُنزِلَ عَلَيهِ آيَةٌ مِن رَبّهِ فَقُل إِنّمَا الغَيبُ لِلّهِ فَانتَظِرُوا إنِيّ‌ مَعَكُم مِنَ المُنتَظِرِينَ و قال تعالي قُل مَن يَرزُقُكُم مِنَ السّماءِ وَ الأَرضِ أَمّن يَملِكُ السّمعَ وَ الأَبصارَ وَ مَن يُخرِجُ الحيَ‌ّ مِنَ المَيّتِ وَ يُخرِجُ المَيّتَ مِنَ الحيَ‌ّ وَ مَن يُدَبّرُ الأَمرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ فَقُل أَ فَلا تَتّقُونَ فَذلِكُمُ اللّهُ رَبّكُمُ الحَقّ فَما ذا بَعدَ الحَقّ إِلّا الضّلالُ فَأَنّي تُصرَفُونَ كَذلِكَ حَقّت كَلِمَةُ رَبّكَ عَلَي الّذِينَ فَسَقُوا أَنّهُم لا يُؤمِنُونَ قُل هَل مِن شُرَكائِكُم مَن يَبدَؤُا الخَلقَ ثُمّ يُعِيدُهُ قُلِ اللّهُ يَبدَؤُا الخَلقَ ثُمّ يُعِيدُهُ فَأَنّي تُؤفَكُونَ قُل هَل مِن شُرَكائِكُم مَن يهَديِ‌ إِلَي الحَقّ قُلِ اللّهُ يهَديِ‌ لِلحَقّ أَ فَمَن يهَديِ‌ إِلَي الحَقّ أَحَقّ أَن يُتّبَعَ أَمّن لا يهَدِيّ‌ إِلّا أَن يُهدي فَما لَكُم كَيفَ تَحكُمُونَ وَ ما يَتّبِعُ أَكثَرُهُم إِلّا ظَنّا إِنّ الظّنّ لا يغُنيِ‌ مِنَ الحَقّ شَيئاً إِنّ اللّهَ عَلِيمٌ بِما يَفعَلُونَ وَ ما كانَ هذَا القُرآنُ أَن يُفتَري مِن دُونِ اللّهِ وَ لكِن تَصدِيقَ ألّذِي بَينَ يَدَيهِ وَ تَفصِيلَ الكِتابِ لا رَيبَ فِيهِ مِن رَبّ العالَمِينَ أَم يَقُولُونَ افتَراهُ قُل فَأتُوا بِسُورَةٍ مِثلِهِ وَ ادعُوا مَنِ استَطَعتُم مِن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُم صادِقِينَ بَل كَذّبُوا بِما لَم يُحِيطُوا بِعِلمِهِ وَ لَمّا يَأتِهِم تَأوِيلُهُ كَذلِكَ كَذّبَ الّذِينَ مِن قَبلِهِم فَانظُر كَيفَ كانَ عاقِبَةُ الظّالِمِينَ وَ مِنهُم مَن يُؤمِنُ بِهِ وَ مِنهُم مَن لا يُؤمِنُ بِهِ وَ رَبّكَ أَعلَمُ بِالمُفسِدِينَ وَ إِن كَذّبُوكَ فَقُل لِي عمَلَيِ‌ وَ لَكُم عَمَلُكُم أَنتُم بَرِيئُونَ مِمّا أَعمَلُ وَ أَنَا برَيِ‌ءٌ مِمّا تَعمَلُونَ وَ مِنهُم مَن يَستَمِعُونَ إِلَيكَ أَ فَأَنتَ تُسمِعُ الصّمّ وَ لَو كانُوا لا يَعقِلُونَ وَ مِنهُم مَن يَنظُرُ إِلَيكَ أَ فَأَنتَ تهَديِ‌ العمُي‌َ وَ لَو كانُوا لا يُبصِرُونَ


صفحه : 24

إلي قوله وَ يَقُولُونَ مَتي هذَا الوَعدُ إِن كُنتُم صادِقِينَ قُل لا أَملِكُ لنِفَسيِ‌ ضَرّا وَ لا نَفعاً إِلّا ما شاءَ اللّهُ لِكُلّ أُمّةٍ أَجَلٌ إِذا جاءَ أَجَلُهُم فَلا يَستَأخِرُونَ ساعَةً وَ لا يَستَقدِمُونَ قُل أَ رَأَيتُم إِن أَتاكُم عَذابُهُ بَياتاً أَو نَهاراً ما ذا يَستَعجِلُ مِنهُ المُجرِمُونَ أَ ثُمّ إِذا ما وَقَعَ آمَنتُم بِهِ آلآنَ وَ قَد كُنتُم بِهِ تَستَعجِلُونَ...وَ يَستَنبِئُونَكَ أَ حَقّ هُوَ قُل إيِ‌ وَ ربَيّ‌ إِنّهُ لَحَقّ وَ ما أَنتُم بِمُعجِزِينَ إلي قوله يا أَيّهَا النّاسُ قَد جاءَتكُم مَوعِظَةٌ مِن رَبّكُم وَ شِفاءٌ لِما فِي الصّدُورِ وَ هُديً وَ رَحمَةٌ لِلمُؤمِنِينَ قُل بِفَضلِ اللّهِ وَ بِرَحمَتِهِ فَبِذلِكَ فَليَفرَحُوا هُوَ خَيرٌ مِمّا يَجمَعُونَ قُل أَ رَأَيتُم ما أَنزَلَ اللّهُ لَكُم مِن رِزقٍ فَجَعَلتُم مِنهُ حَراماً وَ حَلالًا قُل آللّهُ أَذِنَ لَكُم أَم عَلَي اللّهِ تَفتَرُونَ إلي قوله وَ لا يَحزُنكَ قَولُهُم إِنّ العِزّةَ لِلّهِ جَمِيعاً هُوَ السّمِيعُ العَلِيمُ أَلا إِنّ لِلّهِ مَن فِي السّماواتِ وَ مَن فِي الأَرضِ وَ ما يَتّبِعُ الّذِينَ يَدعُونَ مِن دُونِ اللّهِ شُرَكاءَ إِن يَتّبِعُونَ إِلّا الظّنّ وَ إِن هُم إِلّا يَخرُصُونَ هُوَ ألّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللّيلَ لِتَسكُنُوا فِيهِ وَ النّهارَ مُبصِراً إِنّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَومٍ يَسمَعُونَ قالُوا اتّخَذَ اللّهُ وَلَداً سُبحانَهُ هُوَ الغنَيِ‌ّ لَهُ ما فِي السّماواتِ وَ ما فِي الأَرضِ إِن عِندَكُم مِن سُلطانٍ بِهذا أَ تَقُولُونَ عَلَي اللّهِ ما لا تَعلَمُونَ قُل إِنّ الّذِينَ يَفتَرُونَ عَلَي اللّهِ الكَذِبَ لا يُفلِحُونَ إلي قوله إِنّ الّذِينَ حَقّت عَلَيهِم كَلِمَتُ رَبّكَ لا يُؤمِنُونَ وَ لَو جاءَتهُم كُلّ آيَةٍ حَتّي يَرَوُا العَذابَ الأَلِيمَ إلي قوله وَ لَو شاءَ رَبّكَ لَآمَنَ مَن فِي الأَرضِ كُلّهُم جَمِيعاً أَ فَأَنتَ تُكرِهُ النّاسَ حَتّي يَكُونُوا مُؤمِنِينَ إلي قوله قُلِ انظُرُوا ما ذا فِي السّماواتِ وَ الأَرضِ وَ ما تغُنيِ‌ الآياتُ وَ النّذُرُ عَن قَومٍ لا يُؤمِنُونَ فَهَل يَنتَظِرُونَ إِلّا مِثلَ أَيّامِ الّذِينَ خَلَوا مِن قَبلِهِم قُل فَانتَظِرُوا إنِيّ‌ مَعَكُم مِنَ المُنتَظِرِينَ ثُمّ ننُجَيّ‌ رُسُلَنا وَ الّذِينَ آمَنُوا كَذلِكَ حَقّا عَلَينا نُنجِ المُؤمِنِينَ قُل يا أَيّهَا النّاسُ إِن كُنتُم فِي شَكّ مِن ديِنيِ‌ فَلا أَعبُدُ الّذِينَ تَعبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ وَ لكِن أَعبُدُ اللّهَ ألّذِي يَتَوَفّاكُم وَ أُمِرتُ أَن أَكُونَ مِنَ المُؤمِنِينَ وَ أَن أَقِم وَجهَكَ لِلدّينِ حَنِيفاً وَ لا تَكُونَنّ مِنَ المُشرِكِينَ وَ لا تَدعُ مِن دُونِ اللّهِ ما لا يَنفَعُكَ وَ لا يَضُرّكَ فَإِن فَعَلتَ فَإِنّكَ إِذاً مِنَ الظّالِمِينَ


صفحه : 25

إلي قوله سبحانه قُل يا أَيّهَا النّاسُ قَد جاءَكُمُ الحَقّ مِن رَبّكُم فَمَنِ اهتَدي فَإِنّما يهَتدَيِ‌ لِنَفسِهِ وَ مَن ضَلّ فَإِنّما يَضِلّ عَلَيها وَ ما أَنَا عَلَيكُم بِوَكِيلٍ وَ اتّبِع ما يُوحي إِلَيكَ وَ اصبِر حَتّي يَحكُمَ اللّهُ وَ هُوَ خَيرُ الحاكِمِينَهودالر كِتابٌ أُحكِمَت آياتُهُ ثُمّ فُصّلَت مِن لَدُن حَكِيمٍ خَبِيرٍ أَلّا تَعبُدُوا إِلّا اللّهَ إنِنّيِ‌ لَكُم مِنهُ نَذِيرٌ وَ بَشِيرٌ وَ أَنِ استَغفِرُوا رَبّكُم ثُمّ تُوبُوا إِلَيهِ يُمَتّعكُم مَتاعاً حَسَناً إِلي أَجَلٍ مُسَمّي وَ يُؤتِ كُلّ ذيِ‌ فَضلٍ فَضلَهُ وَ إِن تَوَلّوا فإَنِيّ‌ أَخافُ عَلَيكُم عَذابَ يَومٍ كَبِيرٍ إِلَي اللّهِ مَرجِعُكُم وَ هُوَ عَلي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ أَلا إِنّهُم يَثنُونَ صُدُورَهُم لِيَستَخفُوا مِنهُ أَلا حِينَ يَستَغشُونَ ثِيابَهُم يَعلَمُ ما يُسِرّونَ وَ ما يُعلِنُونَ إِنّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصّدُورِ إلي قوله وَ لَئِن أَخّرنا عَنهُمُ العَذابَ إِلي أُمّةٍ مَعدُودَةٍ لَيَقُولُنّ ما يَحبِسُهُ أَلا يَومَ يَأتِيهِم لَيسَ مَصرُوفاً عَنهُم وَ حاقَ بِهِم ما كانُوا بِهِ يَستَهزِؤُنَ إلي قوله فَلَعَلّكَ تارِكٌ بَعضَ ما يُوحي إِلَيكَ وَ ضائِقٌ بِهِ صَدرُكَ أَن يَقُولُوا لَو لا أُنزِلَ عَلَيهِ كَنزٌ أَو جاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنّما أَنتَ نَذِيرٌ وَ اللّهُ عَلي كُلّ شَيءٍ وَكِيلٌ أَم يَقُولُونَ افتَراهُ قُل فَأتُوا بِعَشرِ سُوَرٍ مِثلِهِ مُفتَرَياتٍ وَ ادعُوا مَنِ استَطَعتُم مِن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُم صادِقِينَ فَإِلّم يَستَجِيبُوا لَكُم فَاعلَمُوا أَنّما أُنزِلَ بِعِلمِ اللّهِ وَ أَن لا إِلهَ إِلّا هُوَ فَهَل أَنتُم مُسلِمُونَ إلي قوله فَلا تَكُ فِي مِريَةٍ مِنهُ إِنّهُ الحَقّ مِن رَبّكَ وَ لكِنّ أَكثَرَ النّاسِ لا يُؤمِنُونَ و قال تعالي تِلكَ مِن أَنباءِ الغَيبِ نُوحِيها إِلَيكَ ما كُنتَ تَعلَمُها أَنتَ وَ لا قَومُكَ مِن قَبلِ هذا فَاصبِر إِنّ العاقِبَةَ لِلمُتّقِينَ و قال سبحانه وَ كُلّا نَقُصّ عَلَيكَ مِن أَنباءِ الرّسُلِ ما نُثَبّتُ بِهِ فُؤادَكَ وَ جاءَكَ فِي هذِهِ الحَقّ وَ مَوعِظَةٌ وَ ذِكري لِلمُؤمِنِينَ وَ قُل لِلّذِينَ لا يُؤمِنُونَ اعمَلُوا عَلي مَكانَتِكُم إِنّا عامِلُونَ وَ انتَظِرُوا إِنّا مُنتَظِرُونَ وَ لِلّهِ غَيبُ السّماواتِ وَ الأَرضِ وَ إِلَيهِ يُرجَعُ الأَمرُ كُلّهُ فَاعبُدهُ وَ تَوَكّل عَلَيهِ وَ ما رَبّكَ بِغافِلٍ عَمّا تَعمَلُونَ


صفحه : 26

يوسف ذلِكَ مِن أَنباءِ الغَيبِ نُوحِيهِ إِلَيكَ وَ ما كُنتَ لَدَيهِم إِذ أَجمَعُوا أَمرَهُم وَ هُم يَمكُرُونَ وَ ما أَكثَرُ النّاسِ وَ لَو حَرَصتَ بِمُؤمِنِينَ وَ ما تَسئَلُهُم عَلَيهِ مِن أَجرٍ إِن هُوَ إِلّا ذِكرٌ لِلعالَمِينَ وَ كَأَيّن مِن آيَةٍ فِي السّماواتِ وَ الأَرضِ يَمُرّونَ عَلَيها وَ هُم عَنها مُعرِضُونَ وَ ما يُؤمِنُ أَكثَرُهُم بِاللّهِ إِلّا وَ هُم مُشرِكُونَ أَ فَأَمِنُوا أَن تَأتِيَهُم غاشِيَةٌ مِن عَذابِ اللّهِ أَو تَأتِيَهُمُ السّاعَةُ بَغتَةً وَ هُم لا يَشعُرُونَ قُل هذِهِ سبَيِليِ‌ أَدعُوا إِلَي اللّهِ عَلي بَصِيرَةٍ أَنَا وَ مَنِ اتبّعَنَيِ‌ وَ سُبحانَ اللّهِ وَ ما أَنَا مِنَ المُشرِكِينَ وَ ما أَرسَلنا مِن قَبلِكَ إِلّا رِجالًا نوُحيِ‌ إِلَيهِم مِن أَهلِ القُري أَ فَلَم يَسِيرُوا فِي الأَرضِ فَيَنظُرُوا كَيفَ كانَ عاقِبَةُ الّذِينَ مِن قَبلِهِم وَ لَدارُ الآخِرَةِ خَيرٌ لِلّذِينَ اتّقَوا أَ فَلا تَعقِلُونَالرعدالمر تِلكَ آياتُ الكِتابِ وَ ألّذِي أُنزِلَ إِلَيكَ مِن رَبّكَ الحَقّ وَ لكِنّ أَكثَرَ النّاسِ لا يُؤمِنُونَ إلي قوله تعالي وَ يَستَعجِلُونَكَ بِالسّيّئَةِ قَبلَ الحَسَنَةِ وَ قَد خَلَت مِن قَبلِهِمُ المَثُلاتُ وَ إِنّ رَبّكَ لَذُو مَغفِرَةٍ لِلنّاسِ عَلي ظُلمِهِم وَ إِنّ رَبّكَ لَشَدِيدُ العِقابِ وَ يَقُولُ الّذِينَ كَفَرُوا لَو لا أُنزِلَ عَلَيهِ آيَةٌ مِن رَبّهِ إِنّما أَنتَ مُنذِرٌ وَ لِكُلّ قَومٍ هادٍ إلي قوله هُوَ ألّذِي يُرِيكُمُ البَرقَ خَوفاً وَ طَمَعاً وَ يُنشِئُ السّحابَ الثّقالَ وَ يُسَبّحُ الرّعدُ بِحَمدِهِ وَ المَلائِكَةُ مِن خِيفَتِهِ وَ يُرسِلُ الصّواعِقَ فَيُصِيبُ بِها مَن يَشاءُ وَ هُم يُجادِلُونَ فِي اللّهِ وَ هُوَ شَدِيدُ المِحالِ لَهُ دَعوَةُ الحَقّ وَ الّذِينَ يَدعُونَ مِن دُونِهِ لا يَستَجِيبُونَ لَهُم بشِيَ‌ءٍ إِلّا كَباسِطِ كَفّيهِ إِلَي الماءِ لِيَبلُغَ فاهُ وَ ما هُوَ بِبالِغِهِ وَ ما دُعاءُ الكافِرِينَ إِلّا فِي ضَلالٍ وَ لِلّهِ يَسجُدُ مَن فِي السّماواتِ وَ الأَرضِ طَوعاً وَ كَرهاً وَ ظِلالُهُم بِالغُدُوّ وَ الآصالِ قُل مَن رَبّ السّماواتِ وَ الأَرضِ قُلِ اللّهُ قُل أَ فَاتّخَذتُم مِن دُونِهِ أَولِياءَ لا يَملِكُونَ لِأَنفُسِهِم نَفعاً وَ لا ضَرّا قُل هَل يسَتوَيِ‌ الأَعمي وَ البَصِيرُ أَم هَل تسَتوَيِ‌ الظّلُماتُ وَ النّورُ أَم جَعَلُوا لِلّهِ شُرَكاءَ خَلَقُوا كَخَلقِهِ فَتَشابَهَ الخَلقُ عَلَيهِم قُلِ اللّهُ خالِقُ كُلّ شَيءٍ وَ هُوَ الواحِدُ القَهّارُ إلي قوله سبحانه أَنزَلَ مِنَ السّماءِ ماءً فَسالَت أَودِيَةٌ بِقَدَرِها فَاحتَمَلَ السّيلُ زَبَداً رابِياً وَ مِمّا يُوقِدُونَ عَلَيهِ فِي النّارِ ابتِغاءَ حِليَةٍ أَو مَتاعٍ زَبَدٌ مِثلُهُ كَذلِكَ يَضرِبُ


صفحه : 27

اللّهُ الحَقّ وَ الباطِلَ فَأَمّا الزّبَدُ فَيَذهَبُ جُفاءً وَ أَمّا ما يَنفَعُ النّاسَ فَيَمكُثُ فِي الأَرضِ كَذلِكَ يَضرِبُ اللّهُ الأَمثالَ

إلي قوله أَ فَمَن يَعلَمُ أَنّما أُنزِلَ إِلَيكَ مِن رَبّكَ الحَقّ كَمَن هُوَ أَعمي إِنّما يَتَذَكّرُ أُولُوا الأَلبابِ و قال تعالي وَ يَقُولُ الّذِينَ كَفَرُوا لَو لا أُنزِلَ عَلَيهِ آيَةٌ مِن رَبّهِ قُل إِنّ اللّهَ يُضِلّ مَن يَشاءُ وَ يهَديِ‌ إِلَيهِ مَن أَنابَ إلي قوله تعالي كَذلِكَ أَرسَلناكَ فِي أُمّةٍ قَد خَلَت مِن قَبلِها أُمَمٌ لِتَتلُوَا عَلَيهِمُ ألّذِي أَوحَينا إِلَيكَ وَ هُم يَكفُرُونَ بِالرّحمنِ قُل هُوَ ربَيّ‌ لا إِلهَ إِلّا هُوَ عَلَيهِ تَوَكّلتُ وَ إِلَيهِ مَتابِ وَ لَو أَنّ قُرآناً سُيّرَت بِهِ الجِبالُ أَو قُطّعَت بِهِ الأَرضُ أَو كُلّمَ بِهِ المَوتي بَل لِلّهِ الأَمرُ جَمِيعاً أَ فَلَم يَيأَسِ الّذِينَ آمَنُوا أَن لَو يَشاءُ اللّهُ لَهَدَي النّاسَ جَمِيعاً وَ لا يَزالُ الّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُم بِما صَنَعُوا قارِعَةٌ أَو تَحُلّ قَرِيباً مِن دارِهِم حَتّي يأَتيِ‌َ وَعدُ اللّهِ إِنّ اللّهَ لا يُخلِفُ المِيعادَ وَ لَقَدِ استهُز‌ِئَ بِرُسُلٍ مِن قَبلِكَ فَأَملَيتُ لِلّذِينَ كَفَرُوا ثُمّ أَخَذتُهُم فَكَيفَ كانَ عِقابِ أَ فَمَن هُوَ قائِمٌ عَلي كُلّ نَفسٍ بِما كَسَبَت وَ جَعَلُوا لِلّهِ شُرَكاءَ قُل سَمّوهُم أَم تُنَبّئُونَهُ بِما لا يَعلَمُ فِي الأَرضِ أَم بِظاهِرٍ مِنَ القَولِ بَل زُيّنَ لِلّذِينَ كَفَرُوا مَكرُهُم وَ صُدّوا عَنِ السّبِيلِ وَ مَن يُضلِلِ اللّهُ فَما لَهُ مِن هادٍ إلي قوله وَ الّذِينَ آتَيناهُمُ الكِتابَ يَفرَحُونَ بِما أُنزِلَ إِلَيكَ وَ مِنَ الأَحزابِ مَن يُنكِرُ بَعضَهُ قُل إِنّما أُمِرتُ أَن أَعبُدَ اللّهَ وَ لا أُشرِكَ بِهِ إِلَيهِ أَدعُوا وَ إِلَيهِ مَآبِ وَ كَذلِكَ أَنزَلناهُ حُكماً عَرَبِيّا وَ لَئِنِ اتّبَعتَ أَهواءَهُم بَعدَ ما جاءَكَ مِنَ العِلمِ ما لَكَ مِنَ اللّهِ مِن ولَيِ‌ّ وَ لا واقٍ إلي قوله وَ إِن ما نُرِيَنّكَ بَعضَ ألّذِي نَعِدُهُم أَو نَتَوَفّيَنّكَ فَإِنّما عَلَيكَ البَلاغُ وَ عَلَينَا الحِسابُ إلي قوله وَ يَقُولُ الّذِينَ كَفَرُوا لَستَ مُرسَلًا قُل كَفي بِاللّهِ شَهِيداً بيَنيِ‌ وَ بَينَكُم وَ مَن عِندَهُ عِلمُ الكِتابِ ابراهيم الر كِتابٌ أَنزَلناهُ إِلَيكَ لِتُخرِجَ النّاسَ مِنَ الظّلُماتِ إِلَي النّورِ بِإِذنِ رَبّهِم إِلي صِراطِ العَزِيزِ الحَمِيدِ إلي قوله مَثَلُ الّذِينَ كَفَرُوا بِرَبّهِم أَعمالُهُم كَرَمادٍ اشتَدّت بِهِ الرّيحُ فِي يَومٍ عاصِفٍ لا يَقدِرُونَ مِمّا كَسَبُوا عَلي شَيءٍ ذلِكَ هُوَ الضّلالُ البَعِيدُ أَ لَم تَرَ أَنّ اللّهَ خَلَقَ السّماواتِ وَ الأَرضَ بِالحَقّ إِن يَشَأ يُذهِبكُم وَ يَأتِ بِخَلقٍ جَدِيدٍ وَ ما ذلِكَ عَلَي اللّهِ بِعَزِيزٍ


صفحه : 28

و قال تعالي ابراهيم أَ لَم تَرَ كَيفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيّبَةٍ أَصلُها ثابِتٌ وَ فَرعُها فِي السّماءِ تؤُتيِ‌ أُكُلَها كُلّ حِينٍ بِإِذنِ رَبّها وَ يَضرِبُ اللّهُ الأَمثالَ لِلنّاسِ لَعَلّهُم يَتَذَكّرُونَ وَ مَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجتُثّت مِن فَوقِ الأَرضِ ما لَها مِن قَرارٍ و قال سبحانه أَ لَم تَرَ إِلَي الّذِينَ بَدّلُوا نِعمَتَ اللّهِ كُفراً وَ أَحَلّوا قَومَهُم دارَ البَوارِ جَهَنّمَ يَصلَونَها وَ بِئسَ القَرارُ وَ جَعَلُوا لِلّهِ أَنداداً لِيُضِلّوا عَن سَبِيلِهِ قُل تَمَتّعُوا فَإِنّ مَصِيرَكُم إِلَي النّارِالحجرالر تِلكَ آياتُ الكِتابِ وَ قُرآنٍ مُبِينٍ رُبَما يَوَدّ الّذِينَ كَفَرُوا لَو كانُوا مُسلِمِينَ ذَرهُم يَأكُلُوا وَ يَتَمَتّعُوا وَ يُلهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوفَ يَعلَمُونَ إلي قوله وَ قالُوا يا أَيّهَا ألّذِي نُزّلَ عَلَيهِ الذّكرُ إِنّكَ لَمَجنُونٌ لَو ما تَأتِينا بِالمَلائِكَةِ إِن كُنتَ مِنَ الصّادِقِينَ ما نُنَزّلُ المَلائِكَةَ إِلّا بِالحَقّ وَ ما كانُوا إِذاً مُنظَرِينَ إِنّا نَحنُ نَزّلنَا الذّكرَ وَ إِنّا لَهُ لَحافِظُونَ إلي قوله وَ لَو فَتَحنا عَلَيهِم باباً مِنَ السّماءِ فَظَلّوا فِيهِ يَعرُجُونَ لَقالُوا إِنّما سُكّرَت أَبصارُنا بَل نَحنُ قَومٌ مَسحُورُونَ إلي قوله وَ ما خَلَقنَا السّماواتِ وَ الأَرضَ وَ ما بَينَهُما إِلّا بِالحَقّ وَ إِنّ السّاعَةَ لَآتِيَةٌ فَاصفَحِ الصّفحَ الجَمِيلَ إِنّ رَبّكَ هُوَ الخَلّاقُ العَلِيمُ وَ لَقَد آتَيناكَ سَبعاً مِنَ المثَانيِ‌ وَ القُرآنَ العَظِيمَ لا تَمُدّنّ عَينَيكَ إِلي ما مَتّعنا بِهِ أَزواجاً مِنهُم وَ لا تَحزَن عَلَيهِم وَ اخفِض جَناحَكَ لِلمُؤمِنِينَ وَ قُل إنِيّ‌ أَنَا النّذِيرُ المُبِينُ كَما أَنزَلنا عَلَي المُقتَسِمِينَ الّذِينَ جَعَلُوا القُرآنَ عِضِينَ فَوَ رَبّكَ لَنَسئَلَنّهُم أَجمَعِينَ عَمّا كانُوا يَعمَلُونَ فَاصدَع بِما تُؤمَرُ وَ أَعرِض عَنِ المُشرِكِينَ إِنّا كَفَيناكَ المُستَهزِئِينَ الّذِينَ يَجعَلُونَ مَعَ اللّهِ إِلهاً آخَرَ فَسَوفَ يَعلَمُونَ وَ لَقَد نَعلَمُ أَنّكَ يَضِيقُ صَدرُكَ بِما يَقُولُونَ فَسَبّح بِحَمدِ رَبّكَ وَ كُن مِنَ السّاجِدِينَ وَ اعبُد رَبّكَ حَتّي يَأتِيَكَ اليَقِينُالنحل أَتي أَمرُ اللّهِ فَلا تَستَعجِلُوهُ سُبحانَهُ وَ تَعالي عَمّا يُشرِكُونَ يُنَزّلُ المَلائِكَةَ بِالرّوحِ مِن أَمرِهِ عَلي مَن يَشاءُ مِن عِبادِهِ أَن أَنذِرُوا أَنّهُ لا إِلهَ إِلّا أَنَا فَاتّقُونِ خَلَقَ السّماواتِ وَ الأَرضَ بِالحَقّ تَعالي عَمّا يُشرِكُونَ إلي قوله أَ فَمَن يَخلُقُ


صفحه : 29

كَمَن لا يَخلُقُ أَ فَلا تَذَكّرُونَ

إلي قوله وَ الّذِينَ يَدعُونَ مِن دُونِ اللّهِ لا يَخلُقُونَ شَيئاً وَ هُم يُخلَقُونَ أَمواتٌ غَيرُ أَحياءٍ وَ ما يَشعُرُونَ أَيّانَ يُبعَثُونَ إِلهُكُم إِلهٌ واحِدٌ فَالّذِينَ لا يُؤمِنُونَ بِالآخِرَةِ قُلُوبُهُم مُنكِرَةٌ وَ هُم مُستَكبِرُونَ لا جَرَمَ أَنّ اللّهَ يَعلَمُ ما يُسِرّونَ وَ ما يُعلِنُونَ إِنّهُ لا يُحِبّ المُستَكبِرِينَ وَ إِذا قِيلَ لَهُم ما ذا أَنزَلَ رَبّكُم قالُوا أَساطِيرُ الأَوّلِينَ لِيَحمِلُوا أَوزارَهُم كامِلَةً يَومَ القِيامَةِ وَ مِن أَوزارِ الّذِينَ يُضِلّونَهُم بِغَيرِ عِلمٍ أَلا ساءَ ما يَزِرُونَ إلي قوله وَ قالَ الّذِينَ أَشرَكُوا لَو شاءَ اللّهُ ما عَبَدنا مِن دُونِهِ مِن شَيءٍ نَحنُ وَ لا آباؤُنا وَ لا حَرّمنا مِن دُونِهِ مِن شَيءٍ كَذلِكَ فَعَلَ الّذِينَ مِن قَبلِهِم فَهَل عَلَي الرّسُلِ إِلّا البَلاغُ المُبِينُ إلي قوله إِن تَحرِص عَلي هُداهُم فَإِنّ اللّهَ لا يهَديِ‌ مَن يُضِلّ وَ ما لَهُم مِن ناصِرِينَ إلي قوله وَ أَنزَلنا إِلَيكَ الذّكرَ لِتُبَيّنَ لِلنّاسِ ما نُزّلَ إِلَيهِم وَ لَعَلّهُم يَتَفَكّرُونَ أَ فَأَمِنَ الّذِينَ مَكَرُوا السّيّئاتِ أَن يَخسِفَ اللّهُ بِهِمُ الأَرضَ أَو يَأتِيَهُمُ العَذابُ مِن حَيثُ لا يَشعُرُونَ أَو يَأخُذَهُم فِي تَقَلّبِهِم فَما هُم بِمُعجِزِينَ أَو يَأخُذَهُم عَلي تَخَوّفٍ فَإِنّ رَبّكُم لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ أَ وَ لَم يَرَوا إِلي ما خَلَقَ اللّهُ مِن شَيءٍ يَتَفَيّؤُا ظِلالُهُ عَنِ اليَمِينِ وَ الشّمائِلِ سُجّداً لِلّهِ وَ هُم داخِرُونَ وَ لِلّهِ يَسجُدُ ما فِي السّماواتِ وَ ما فِي الأَرضِ مِن دابّةٍ وَ المَلائِكَةُ وَ هُم لا يَستَكبِرُونَ يَخافُونَ رَبّهُم مِن فَوقِهِم وَ يَفعَلُونَ ما يُؤمَرُونَ وَ قالَ اللّهُ لا تَتّخِذُوا إِلهَينِ اثنَينِ إِنّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ فإَيِاّي‌َ فَارهَبُونِ وَ لَهُ ما فِي السّماواتِ وَ الأَرضِ وَ لَهُ الدّينُ واصِباً أَ فَغَيرَ اللّهِ تَتّقُونَ وَ ما بِكُم مِن نِعمَةٍ فَمِنَ اللّهِ ثُمّ إِذا مَسّكُمُ الضّرّ فَإِلَيهِ تَجئَرُونَ ثُمّ إِذا كَشَفَ الضّرّ عَنكُم إِذا فَرِيقٌ مِنكُم بِرَبّهِم يُشرِكُونَ لِيَكفُرُوا بِما آتَيناهُم فَتَمَتّعُوا فَسَوفَ تَعلَمُونَ وَ يَجعَلُونَ لِما لا يَعلَمُونَ نَصِيباً مِمّا رَزَقناهُم تَاللّهِ لَتُسئَلُنّ عَمّا كُنتُم تَفتَرُونَ وَ يَجعَلُونَ لِلّهِ البَناتِ سُبحانَهُ وَ لَهُم ما يَشتَهُونَ وَ إِذا بُشّرَ أَحَدُهُم بِالأُنثي ظَلّ وَجهُهُ مُسوَدّا وَ هُوَ كَظِيمٌ يَتَواري مِنَ القَومِ مِن سُوءِ ما بُشّرَ بِهِ أَ يُمسِكُهُ عَلي هُونٍ أَم يَدُسّهُ فِي التّرابِ أَلا ساءَ ما يَحكُمُونَ إلي قوله تعالي وَ يَجعَلُونَ لِلّهِ ما يَكرَهُونَ وَ تَصِفُ أَلسِنَتُهُمُ الكَذِبَ أَنّ لَهُمُ الحُسني لا جَرَمَ أَنّ لَهُمُ النّارَ وَ أَنّهُم مُفرَطُونَ إلي قوله وَ ما أَنزَلنا عَلَيكَ الكِتابَ إِلّا لِتُبَيّنَ لَهُمُ ألّذِي اختَلَفُوا فِيهِ وَ هُديً وَ رَحمَةً لِقَومٍ يُؤمِنُونَ إلي


صفحه : 30

قوله وَ اللّهُ فَضّلَ بَعضَكُم عَلي بَعضٍ فِي الرّزقِ فَمَا الّذِينَ فُضّلُوا برِاَديّ‌ رِزقِهِم عَلي ما مَلَكَت أَيمانُهُم فَهُم فِيهِ سَواءٌ أَ فَبِنِعمَةِ اللّهِ يَجحَدُونَ إلي قوله وَ يَعبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ ما لا يَملِكُ لَهُم رِزقاً مِنَ السّماواتِ وَ الأَرضِ شَيئاً وَ لا يَستَطِيعُونَ فَلا تَضرِبُوا لِلّهِ الأَمثالَ إِنّ اللّهَ يَعلَمُ وَ أَنتُم لا تَعلَمُونَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلًا عَبداً مَملُوكاً لا يَقدِرُ عَلي شَيءٍ وَ مَن رَزَقناهُ مِنّا رِزقاً حَسَناً فَهُوَ يُنفِقُ مِنهُ سِرّا وَ جَهراً هَل يَستَوُونَ الحَمدُ لِلّهِ بَل أَكثَرُهُم لا يَعلَمُونَ وَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلًا رَجُلَينِ أَحَدُهُما أَبكَمُ لا يَقدِرُ عَلي شَيءٍ وَ هُوَ كَلّ عَلي مَولاهُ أَينَما يُوَجّههُ لا يَأتِ بِخَيرٍ هَل يسَتوَيِ‌ هُوَ وَ مَن يَأمُرُ بِالعَدلِ وَ هُوَ عَلي صِراطٍ مُستَقِيمٍ إلي قوله فَإِن تَوَلّوا فَإِنّما عَلَيكَ البَلاغُ المُبِينُ يَعرِفُونَ نِعمَتَ اللّهِ ثُمّ يُنكِرُونَها وَ أَكثَرُهُمُ الكافِرُونَ إلي قوله وَ نَزّلنا عَلَيكَ الكِتابَ تِبياناً لِكُلّ شَيءٍ وَ هُديً وَ رَحمَةً وَ بُشري لِلمُسلِمِينَ إلي قوله وَ أَوفُوا بِعَهدِ اللّهِ إِذا عاهَدتُم وَ لا تَنقُضُوا الأَيمانَ بَعدَ تَوكِيدِها وَ قَد جَعَلتُمُ اللّهَ عَلَيكُم كَفِيلًا إِنّ اللّهَ يَعلَمُ ما تَفعَلُونَ وَ لا تَكُونُوا كاَلتّيِ‌ نَقَضَت غَزلَها مِن بَعدِ قُوّةٍ أَنكاثاً تَتّخِذُونَ أَيمانَكُم دَخَلًا بَينَكُم أَن تَكُونَ أُمّةٌ هيِ‌َ أَربي مِن أُمّةٍ إِنّما يَبلُوكُمُ اللّهُ بِهِ وَ لَيُبَيّنَنّ لَكُم يَومَ القِيامَةِ ما كُنتُم فِيهِ تَختَلِفُونَ وَ لَو شاءَ اللّهُ لَجَعَلَكُم أُمّةً واحِدَةً وَ لكِن يُضِلّ مَن يَشاءُ وَ يهَديِ‌ مَن يَشاءُ وَ لَتُسئَلُنّ عَمّا كُنتُم تَعمَلُونَ وَ لا تَتّخِذُوا أَيمانَكُم دَخَلًا بَينَكُم فَتَزِلّ قَدَمٌ بَعدَ ثُبُوتِها وَ تَذُوقُوا السّوءَ بِما صَدَدتُم عَن سَبِيلِ اللّهِ وَ لَكُم عَذابٌ عَظِيمٌ إلي قوله وَ إِذا بَدّلنا آيَةً مَكانَ آيَةٍ وَ اللّهُ أَعلَمُ بِما يُنَزّلُ قالُوا إِنّما أَنتَ مُفتَرٍ بَل أَكثَرُهُم لا يَعلَمُونَ قُل نَزّلَهُ رُوحُ القُدُسِ مِن رَبّكَ بِالحَقّ لِيُثَبّتَ الّذِينَ آمَنُوا وَ هُديً وَ بُشري لِلمُسلِمِينَ وَ لَقَد نَعلَمُ أَنّهُم يَقُولُونَ إِنّما يُعَلّمُهُ بَشَرٌ لِسانُ ألّذِي يُلحِدُونَ إِلَيهِ أعَجمَيِ‌ّ وَ هذا لِسانٌ عرَبَيِ‌ّ مُبِينٌ إلي قوله ثُمّ أَوحَينا إِلَيكَ أَنِ اتّبِع مِلّةَ اِبراهِيمَ حَنِيفاً وَ ما كانَ مِنَ المُشرِكِينَ و قال سبحانه ادعُ إِلي سَبِيلِ رَبّكَ بِالحِكمَةِ وَ المَوعِظَةِ الحَسَنَةِ وَ جادِلهُم باِلتّيِ‌ هيِ‌َ أَحسَنُ إِنّ رَبّكَ هُوَ أَعلَمُ بِمَن ضَلّ عَن سَبِيلِهِ وَ هُوَ أَعلَمُ بِالمُهتَدِينَ إلي قوله وَ اصبِر وَ ما صَبرُكَ إِلّا بِاللّهِ وَ لا تَحزَن عَلَيهِم وَ لا تَكُ فِي ضَيقٍ مِمّا يَمكُرُونَ إِنّ اللّهَ مَعَ الّذِينَ اتّقَوا وَ الّذِينَ هُم مُحسِنُونَ


صفحه : 31

الإسراءإِنّ هذَا القُرآنَ يهَديِ‌ للِتّيِ‌ هيِ‌َ أَقوَمُ وَ يُبَشّرُ المُؤمِنِينَ الّذِينَ يَعمَلُونَ الصّالِحاتِ أَنّ لَهُم أَجراً كَبِيراً وَ أَنّ الّذِينَ لا يُؤمِنُونَ بِالآخِرَةِ أَعتَدنا لَهُم عَذاباً أَلِيماً إلي قوله ذلِكَ مِمّا أَوحي إِلَيكَ رَبّكَ مِنَ الحِكمَةِ وَ لا تَجعَل مَعَ اللّهِ إِلهاً آخَرَ فَتُلقي فِي جَهَنّمَ مَلُوماً مَدحُوراً أَ فَأَصفاكُم رَبّكُم بِالبَنِينَ وَ اتّخَذَ مِنَ المَلائِكَةِ إِناثاً إِنّكُم لَتَقُولُونَ قَولًا عَظِيماً وَ لَقَد صَرّفنا فِي هذَا القُرآنِ لِيَذّكّرُوا وَ ما يَزِيدُهُم إِلّا نُفُوراً قُل لَو كانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَما يَقُولُونَ إِذاً لَابتَغَوا إِلي ذيِ‌ العَرشِ سَبِيلًا سُبحانَهُ وَ تَعالي عَمّا يَقُولُونَ عُلُوّا كَبِيراً إلي قوله وَ إِذا قَرَأتَ القُرآنَ جَعَلنا بَينَكَ وَ بَينَ الّذِينَ لا يُؤمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجاباً مَستُوراً وَ جَعَلنا عَلي قُلُوبِهِم أَكِنّةً أَن يَفقَهُوهُ وَ فِي آذانِهِم وَقراً وَ إِذا ذَكَرتَ رَبّكَ فِي القُرآنِ وَحدَهُ وَلّوا عَلي أَدبارِهِم نُفُوراً نَحنُ أَعلَمُ بِما يَستَمِعُونَ بِهِ إِذ يَستَمِعُونَ إِلَيكَ وَ إِذ هُم نَجوي إِذ يَقُولُ الظّالِمُونَ إِن تَتّبِعُونَ إِلّا رَجُلًا مَسحُوراً انظُر كَيفَ ضَرَبُوا لَكَ الأَمثالَ فَضَلّوا فَلا يَستَطِيعُونَ سَبِيلًا إلي قوله قُلِ ادعُوا الّذِينَ زَعَمتُم مِن دُونِهِ فَلا يَملِكُونَ كَشفَ الضّرّ عَنكُم وَ لا تَحوِيلًا أُولئِكَ الّذِينَ يَدعُونَ يَبتَغُونَ إِلي رَبّهِمُ الوَسِيلَةَ أَيّهُم أَقرَبُ وَ يَرجُونَ رَحمَتَهُ وَ يَخافُونَ عَذابَهُ إِنّ عَذابَ رَبّكَ كانَ مَحذُوراً إلي قوله وَ إِذ قُلنا لَكَ إِنّ رَبّكَ أَحاطَ بِالنّاسِ وَ ما جَعَلنَا الرّؤيَا التّيِ‌ أَرَيناكَ إِلّا فِتنَةً لِلنّاسِ وَ الشّجَرَةَ المَلعُونَةَ فِي القُرآنِ وَ نُخَوّفُهُم فَما يَزِيدُهُم إِلّا طُغياناً كَبِيراً إلي قوله سبحانه قُل كُلّ يَعمَلُ عَلي شاكِلَتِهِ فَرَبّكُم أَعلَمُ بِمَن هُوَ أَهدي سَبِيلًا إلي قوله تعالي وَ لَئِن شِئنا لَنَذهَبَنّ باِلذّيِ‌ أَوحَينا إِلَيكَ ثُمّ لا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَينا وَكِيلًا إِلّا رَحمَةً مِن رَبّكَ إِنّ فَضلَهُ كانَ عَلَيكَ كَبِيراً قُل لَئِنِ اجتَمَعَتِ الإِنسُ وَ الجِنّ عَلي أَن يَأتُوا بِمِثلِ هذَا القُرآنِ لا يَأتُونَ بِمِثلِهِ وَ لَو كانَ بَعضُهُم لِبَعضٍ ظَهِيراً وَ لَقَد صَرّفنا لِلنّاسِ فِي هذَا القُرآنِ مِن كُلّ مَثَلٍ فَأَبي أَكثَرُ النّاسِ إِلّا كُفُوراً وَ قالُوا لَن نُؤمِنَ لَكَ حَتّي تَفجُرَ لَنا مِنَ الأَرضِ يَنبُوعاً أَو تَكُونَ لَكَ جَنّةٌ مِن نَخِيلٍ وَ عِنَبٍ فَتُفَجّرَ الأَنهارَ خِلالَها تَفجِيراً أَو تُسقِطَ السّماءَ كَما زَعَمتَ عَلَينا كِسَفاً أَو تأَتيِ‌َ بِاللّهِ وَ المَلائِكَةِ قَبِيلًا أَو يَكُونَ لَكَ بَيتٌ مِن زُخرُفٍ أَو تَرقي فِي السّماءِ وَ لَن نُؤمِنَ لِرُقِيّكَ حَتّي تُنَزّلَ عَلَينا كِتاباً نَقرَؤُهُ قُل سُبحانَ ربَيّ‌ هَل كُنتُ إِلّا بَشَراً رَسُولًا


صفحه : 32

وَ ما مَنَعَ النّاسَ أَن يُؤمِنُوا إِذ جاءَهُمُ الهُدي إِلّا أَن قالُوا أَ بَعَثَ اللّهُ بَشَراً رَسُولًا قُل لَو كانَ فِي الأَرضِ مَلائِكَةٌ يَمشُونَ مُطمَئِنّينَ لَنَزّلنا عَلَيهِم مِنَ السّماءِ مَلَكاً رَسُولًا قُل كَفي بِاللّهِ شَهِيداً بيَنيِ‌ وَ بَينَكُم إِنّهُ كانَ بِعِبادِهِ خَبِيراً بَصِيراً إلي قوله قُل لَو أَنتُم تَملِكُونَ خَزائِنَ رَحمَةِ ربَيّ‌ إِذاً لَأَمسَكتُم خَشيَةَ الإِنفاقِ وَ كانَ الإِنسانُ قَتُوراً و قال تعالي وَ بِالحَقّ أَنزَلناهُ وَ بِالحَقّ نَزَلَ وَ ما أَرسَلناكَ إِلّا مُبَشّراً وَ نَذِيراً وَ قُرآناً فَرَقناهُ لِتَقرَأَهُ عَلَي النّاسِ عَلي مُكثٍ وَ نَزّلناهُ تَنزِيلًا قُل آمِنُوا بِهِ أَو لا تُؤمِنُوا إِنّ الّذِينَ أُوتُوا العِلمَ مِن قَبلِهِ إِذا يُتلي عَلَيهِم يَخِرّونَ لِلأَذقانِ سُجّداً وَ يَقُولُونَ سُبحانَ رَبّنا إِن كانَ وَعدُ رَبّنا لَمَفعُولًا وَ يَخِرّونَ لِلأَذقانِ يَبكُونَ وَ يَزِيدُهُم خُشُوعاًالكهف الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي أَنزَلَ عَلي عَبدِهِ الكِتابَ وَ لَم يَجعَل لَهُ عِوَجاً قَيّماً لِيُنذِرَ بَأساً شَدِيداً مِن لَدُنهُ وَ يُبَشّرَ المُؤمِنِينَ الّذِينَ يَعمَلُونَ الصّالِحاتِ أَنّ لَهُم أَجراً حَسَناً ماكِثِينَ فِيهِ أَبَداً وَ يُنذِرَ الّذِينَ قالُوا اتّخَذَ اللّهُ وَلَداً ما لَهُم بِهِ مِن عِلمٍ وَ لا لِآبائِهِم كَبُرَت كَلِمَةً تَخرُجُ مِن أَفواهِهِم إِن يَقُولُونَ إِلّا كَذِباً فَلَعَلّكَ باخِعٌ نَفسَكَ عَلي آثارِهِم إِن لَم يُؤمِنُوا بِهذَا الحَدِيثِ أَسَفاً و قال تعالي وَ اتلُ ما أوُحيِ‌َ إِلَيكَ مِن كِتابِ رَبّكَ لا مُبَدّلَ لِكَلِماتِهِ وَ لَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلتَحَداً إلي قوله وَ قُلِ الحَقّ مِن رَبّكُم فَمَن شاءَ فَليُؤمِن وَ مَن شاءَ فَليَكفُر إِنّا أَعتَدنا لِلظّالِمِينَ ناراً أَحاطَ بِهِم سُرادِقُها إلي قوله تعالي ما أَشهَدتُهُم خَلقَ السّماواتِ وَ الأَرضِ وَ لا خَلقَ أَنفُسِهِم وَ ما كُنتُ مُتّخِذَ المُضِلّينَ عَضُداً إلي قوله وَ لَقَد صَرّفنا فِي هذَا القُرآنِ لِلنّاسِ مِن كُلّ مَثَلٍ وَ كانَ الإِنسانُ


صفحه : 33

أَكثَرَ شَيءٍ جَدَلًا وَ ما مَنَعَ النّاسَ أَن يُؤمِنُوا إِذ جاءَهُمُ الهُدي وَ يَستَغفِرُوا رَبّهُم إِلّا أَن تَأتِيَهُم سُنّةُ الأَوّلِينَ أَو يَأتِيَهُمُ العَذابُ قُبُلًا

إلي قوله وَ مَن أَظلَمُ مِمّن ذُكّرَ بِآياتِ رَبّهِ فَأَعرَضَ عَنها وَ نسَيِ‌َ ما قَدّمَت يَداهُ إِنّا جَعَلنا عَلي قُلُوبِهِم أَكِنّةً أَن يَفقَهُوهُ وَ فِي آذانِهِم وَقراً وَ إِن تَدعُهُم إِلَي الهُدي فَلَن يَهتَدُوا إِذاً أَبَداً و قال سبحانه أَ فَحَسِبَ الّذِينَ كَفَرُوا أَن يَتّخِذُوا عبِاديِ‌ مِن دوُنيِ‌ أَولِياءَ إِنّا أَعتَدنا جَهَنّمَ لِلكافِرِينَ نُزُلًا إلي قوله قُل إِنّما أَنَا بَشَرٌ مِثلُكُم يُوحي إلِيَ‌ّ أَنّما إِلهُكُم إِلهٌ واحِدٌ فَمَن كانَ يَرجُوا لِقاءَ رَبّهِ فَليَعمَل عَمَلًا صالِحاً وَ لا يُشرِك بِعِبادَةِ رَبّهِ أَحَداًمريم ذلِكَ عِيسَي ابنُ مَريَمَ قَولَ الحَقّ ألّذِي فِيهِ يَمتَرُونَ ما كانَ لِلّهِ أَن يَتّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبحانَهُ إِذا قَضي أَمراً فَإِنّما يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ وَ إِنّ اللّهَ ربَيّ‌ وَ رَبّكُم فَاعبُدُوهُ هذا صِراطٌ مُستَقِيمٌ فَاختَلَفَ الأَحزابُ مِن بَينِهِم فَوَيلٌ لِلّذِينَ كَفَرُوا مِن مَشهَدِ يَومٍ عَظِيمٍ و قال تعالي وَ إِذا تُتلي عَلَيهِم آياتُنا بَيّناتٍ قالَ الّذِينَ كَفَرُوا لِلّذِينَ آمَنُوا أَيّ الفَرِيقَينِ خَيرٌ مَقاماً وَ أَحسَنُ نَدِيّا وَ كَم أَهلَكنا قَبلَهُم مِن قَرنٍ هُم أَحسَنُ أَثاثاً وَ رِءياً قُل مَن كانَ فِي الضّلالَةِ فَليَمدُد لَهُ الرّحمنُ مَدّا حَتّي إِذا رَأَوا ما يُوعَدُونَ إِمّا العَذابَ وَ إِمّا السّاعَةَ فَسَيَعلَمُونَ مَن هُوَ شَرّ مَكاناً وَ أَضعَفُ جُنداً إلي قوله أَ فَرَأَيتَ ألّذِي كَفَرَ بِآياتِنا وَ قالَ لَأُوتَيَنّ مالًا وَ وَلَداً أَطّلَعَ الغَيبَ أَمِ اتّخَذَ عِندَ الرّحمنِ عَهداً كَلّا سَنَكتُبُ ما يَقُولُ وَ نَمُدّ لَهُ مِنَ العَذابِ مَدّا وَ نَرِثُهُ ما يَقُولُ وَ يَأتِينا فَرداً وَ اتّخَذُوا مِن دُونِ اللّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُم عِزّا كَلّا سَيَكفُرُونَ بِعِبادَتِهِم وَ يَكُونُونَ عَلَيهِم ضِدّا إلي قوله وَ قالُوا اتّخَذَ الرّحمنُ وَلَداً لَقَد جِئتُم شَيئاً إِدّا تَكادُ السّماواتُ يَتَفَطّرنَ مِنهُ وَ تَنشَقّ الأَرضُ وَ تَخِرّ الجِبالُ هَدّا أَن دَعَوا لِلرّحمنِ وَلَداً وَ ما ينَبغَيِ‌ لِلرّحمنِ أَن يَتّخِذَ وَلَداً إِن كُلّ مَن فِي السّماواتِ وَ الأَرضِ إِلّا آتيِ‌ الرّحمنِ عَبداً إلي قوله فَإِنّما يَسّرناهُ بِلِسانِكَ لِتُبَشّرَ بِهِ المُتّقِينَ وَ تُنذِرَ بِهِ قَوماً لُدّاطه وَ كَذلِكَ أَنزَلناهُ قُرآناً عَرَبِيّا وَ صَرّفنا فِيهِ مِنَ الوَعِيدِ لَعَلّهُم يَتّقُونَ


صفحه : 34

أَو يُحدِثُ لَهُم ذِكراً فَتَعالَي اللّهُ المَلِكُ الحَقّ وَ لا تَعجَل بِالقُرآنِ مِن قَبلِ أَن يُقضي إِلَيكَ وَحيُهُ وَ قُل رَبّ زدِنيِ‌ عِلماً و قال سبحانه وَ قالُوا لَو لا يَأتِينا بِآيَةٍ مِن رَبّهِ أَ وَ لَم تَأتِهِم بَيّنَةُ ما فِي الصّحُفِ الأُولي وَ لَو أَنّا أَهلَكناهُم بِعَذابٍ مِن قَبلِهِ لَقالُوا رَبّنا لَو لا أَرسَلتَ إِلَينا رَسُولًا فَنَتّبِعَ آياتِكَ مِن قَبلِ أَن نَذِلّ وَ نَخزي قُل كُلّ مُتَرَبّصٌ فَتَرَبّصُوا فَسَتَعلَمُونَ مَن أَصحابُ الصّراطِ السوّيِ‌ّ وَ مَنِ اهتَديالأنبياءاقتَرَبَ لِلنّاسِ حِسابُهُم وَ هُم فِي غَفلَةٍ مُعرِضُونَ ما يَأتِيهِم مِن ذِكرٍ مِن رَبّهِم مُحدَثٍ إِلّا استَمَعُوهُ وَ هُم يَلعَبُونَ لاهِيَةً قُلُوبُهُم وَ أَسَرّوا النّجوَي الّذِينَ ظَلَمُوا هَل هذا إِلّا بَشَرٌ مِثلُكُم أَ فَتَأتُونَ السّحرَ وَ أَنتُم تُبصِرُونَ قالَ ربَيّ‌ يَعلَمُ القَولَ فِي السّماءِ وَ الأَرضِ وَ هُوَ السّمِيعُ العَلِيمُ بَل قالُوا أَضغاثُ أَحلامٍ بَلِ افتَراهُ بَل هُوَ شاعِرٌ فَليَأتِنا بِآيَةٍ كَما أُرسِلَ الأَوّلُونَ ما آمَنَت قَبلَهُم مِن قَريَةٍ أَهلَكناها أَ فَهُم يُؤمِنُونَ وَ ما أَرسَلنا قَبلَكَ إِلّا رِجالًا نوُحيِ‌ إِلَيهِم فَسئَلُوا أَهلَ الذّكرِ إِن كُنتُم لا تَعلَمُونَ وَ ما جَعَلناهُم جَسَداً لا يَأكُلُونَ الطّعامَ وَ ما كانُوا خالِدِينَ ثُمّ صَدَقناهُمُ الوَعدَ فَأَنجَيناهُم وَ مَن نَشاءُ وَ أَهلَكنَا المُسرِفِينَ لَقَد أَنزَلنا إِلَيكُم كِتاباً فِيهِ ذِكرُكُم أَ فَلا تَعقِلُونَ إلي قوله وَ ما خَلَقنَا السّماءَ وَ الأَرضَ وَ ما بَينَهُما لاعِبِينَ لَو أَرَدنا أَن نَتّخِذَ لَهواً لَاتّخَذناهُ مِن لَدُنّا إِن كُنّا فاعِلِينَ بَل نَقذِفُ بِالحَقّ عَلَي الباطِلِ فَيَدمَغُهُ فَإِذا هُوَ زاهِقٌ وَ لَكُمُ الوَيلُ مِمّا تَصِفُونَ وَ لَهُ مَن فِي السّماواتِ وَ الأَرضِ وَ مَن عِندَهُ لا يَستَكبِرُونَ عَن عِبادَتِهِ وَ لا يَستَحسِرُونَ يُسَبّحُونَ اللّيلَ وَ النّهارَ لا يَفتُرُونَ أَمِ اتّخَذُوا آلِهَةً مِنَ الأَرضِ هُم يُنشِرُونَ لَو كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلّا اللّهُ لَفَسَدَتا فَسُبحانَ اللّهِ رَبّ العَرشِ عَمّا يَصِفُونَ لا يُسئَلُ عَمّا يَفعَلُ وَ هُم يُسئَلُونَ أَمِ اتّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً قُل هاتُوا بُرهانَكُم هذا ذِكرُ مَن معَيِ‌َ وَ ذِكرُ مَن قبَليِ‌ بَل أَكثَرُهُم لا يَعلَمُونَ الحَقّ فَهُم مُعرِضُونَ وَ ما أَرسَلنا مِن قَبلِكَ مِن رَسُولٍ إِلّا نوُحيِ‌ إِلَيهِ أَنّهُ لا إِلهَ إِلّا أَنَا فَاعبُدُونِ وَ قالُوا اتّخَذَ الرّحمنُ وَلَداً سُبحانَهُ بَل عِبادٌ مُكرَمُونَ لا يَسبِقُونَهُ بِالقَولِ وَ هُم بِأَمرِهِ يَعمَلُونَ يَعلَمُ ما بَينَ أَيدِيهِم وَ ما خَلفَهُم وَ لا يَشفَعُونَ إِلّا لِمَنِ ارتَضي وَ هُم مِن خَشيَتِهِ مُشفِقُونَ وَ مَن يَقُل مِنهُم إنِيّ‌ إِلهٌ مِن دُونِهِ فَذلِكَ نَجزِيهِ جَهَنّمَ كَذلِكَ نجَزيِ‌ الظّالِمِينَ إلي قوله


صفحه : 35

سبحانه وَ ما جَعَلنا لِبَشَرٍ مِن قَبلِكَ الخُلدَ أَ فَإِن مِتّ فَهُمُ الخالِدُونَ إلي قوله وَ إِذا رَآكَ الّذِينَ كَفَرُوا إِن يَتّخِذُونَكَ إِلّا هُزُواً أَ هذَا ألّذِي يَذكُرُ آلِهَتَكُم وَ هُم بِذِكرِ الرّحمنِ هُم كافِرُونَ خُلِقَ الإِنسانُ مِن عَجَلٍ سَأُرِيكُم آياتيِ‌ فَلا تَستَعجِلُونِ إلي قوله قُل مَن يَكلَؤُكُم بِاللّيلِ وَ النّهارِ مِنَ الرّحمنِ بَل هُم عَن ذِكرِ رَبّهِم مُعرِضُونَ أَم لَهُم آلِهَةٌ تَمنَعُهُم مِن دُونِنا لا يَستَطِيعُونَ نَصرَ أَنفُسِهِم وَ لا هُم مِنّا يُصحَبُونَ بَل مَتّعنا هؤُلاءِ وَ آباءَهُم حَتّي طالَ عَلَيهِمُ العُمُرُ أَ فَلا يَرَونَ أَنّا نأَتيِ‌ الأَرضَ نَنقُصُها مِن أَطرافِها أَ فَهُمُ الغالِبُونَ قُل إِنّما أُنذِرُكُم باِلوحَي‌ِ وَ لا يَسمَعُ الصّمّ الدّعاءَ إِذا ما يُنذَرُونَ إلي قوله تعالي وَ هذا ذِكرٌ مُبارَكٌ أَنزَلناهُ أَ فَأَنتُم لَهُ مُنكِرُونَ و قال سبحانه وَ لَقَد كَتَبنا فِي الزّبُورِ مِن بَعدِ الذّكرِ أَنّ الأَرضَ يَرِثُها عبِاديِ‌َ الصّالِحُونَ إِنّ فِي هذا لَبَلاغاً لِقَومٍ عابِدِينَ وَ ما أَرسَلناكَ إِلّا رَحمَةً لِلعالَمِينَ قُل إِنّما يُوحي إلِيَ‌ّ أَنّما إِلهُكُم إِلهٌ واحِدٌ فَهَل أَنتُم مُسلِمُونَ فَإِن تَوَلّوا فَقُل آذَنتُكُم عَلي سَواءٍ وَ إِن أدَريِ‌ أَ قَرِيبٌ أَم بَعِيدٌ ما تُوعَدُونَ إِنّهُ يَعلَمُ الجَهرَ مِنَ القَولِ وَ يَعلَمُ ما تَكتُمُونَ وَ إِن أدَريِ‌ لَعَلّهُ فِتنَةٌ لَكُم وَ مَتاعٌ إِلي حِينٍ قالَ رَبّ احكُم بِالحَقّ وَ رَبّنَا الرّحمنُ المُستَعانُ عَلي ما تَصِفُونَالحج وَ مِنَ النّاسِ مَن يُجادِلُ فِي اللّهِ بِغَيرِ عِلمٍ وَ يَتّبِعُ كُلّ شَيطانٍ مَرِيدٍ كُتِبَ عَلَيهِ أَنّهُ مَن تَوَلّاهُ فَأَنّهُ يُضِلّهُ وَ يَهدِيهِ إِلي عَذابِ السّعِيرِ إلي قوله تعالي وَ مِنَ النّاسِ مَن يُجادِلُ فِي اللّهِ بِغَيرِ عِلمٍ وَ لا هُديً وَ لا كِتابٍ مُنِيرٍ ثانيِ‌َ عِطفِهِ لِيُضِلّ عَن سَبِيلِ اللّهِ لَهُ فِي الدّنيا خزِي‌ٌ وَ نُذِيقُهُ يَومَ القِيامَةِ عَذابَ الحَرِيقِ ذلِكَ بِما قَدّمَت يَداكَ وَ أَنّ اللّهَ لَيسَ بِظَلّامٍ لِلعَبِيدِ وَ مِنَ النّاسِ مَن يَعبُدُ اللّهَ عَلي حَرفٍ فَإِن أَصابَهُ خَيرٌ


صفحه : 36

اطمَأَنّ بِهِ وَ إِن أَصابَتهُ فِتنَةٌ انقَلَبَ عَلي وَجهِهِ خَسِرَ الدّنيا وَ الآخِرَةَ ذلِكَ هُوَ الخُسرانُ المُبِينُ يَدعُوا مِن دُونِ اللّهِ ما لا يَضُرّهُ وَ ما لا يَنفَعُهُ ذلِكَ هُوَ الضّلالُ البَعِيدُ يَدعُوا لَمَن ضَرّهُ أَقرَبُ مِن نَفعِهِ لَبِئسَ المَولي وَ لَبِئسَ العَشِيرُ إلي قوله مَن كانَ يَظُنّ أَن لَن يَنصُرَهُ اللّهُ فِي الدّنيا وَ الآخِرَةِ فَليَمدُد بِسَبَبٍ إِلَي السّماءِ ثُمّ ليَقطَع فَليَنظُر هَل يُذهِبَنّ كَيدُهُ ما يَغِيظُ وَ كَذلِكَ أَنزَلناهُ آياتٍ بَيّناتٍ وَ أَنّ اللّهَ يهَديِ‌ مَن يُرِيدُ إلي قوله أَ لَم تَرَ أَنّ اللّهَ يَسجُدُ لَهُ مَن فِي السّماواتِ وَ مَن فِي الأَرضِ وَ الشّمسُ وَ القَمَرُ وَ النّجُومُ وَ الجِبالُ وَ الشّجَرُ وَ الدّوَابّ وَ كَثِيرٌ مِنَ النّاسِ وَ كَثِيرٌ حَقّ عَلَيهِ العَذابُ وَ مَن يُهِنِ اللّهُ فَما لَهُ مِن مُكرِمٍ إِنّ اللّهَ يَفعَلُ ما يَشاءُ و قال سبحانه وَ إِن يُكَذّبُوكَ فَقَد كَذّبَت قَبلَهُم قَومُ نُوحٍ وَ عادٌ وَ ثَمُودُ وَ قَومُ اِبراهِيمَ وَ قَومُ لُوطٍ وَ أَصحابُ مَديَنَ وَ كُذّبَ مُوسي فَأَملَيتُ لِلكافِرِينَ ثُمّ أَخَذتُهُم فَكَيفَ كانَ نَكِيرِ إلي قوله أَ فَلَم يَسِيرُوا فِي الأَرضِ فَتَكُونَ لَهُم قُلُوبٌ يَعقِلُونَ بِها أَو آذانٌ يَسمَعُونَ بِها فَإِنّها لا تَعمَي الأَبصارُ وَ لكِن تَعمَي القُلُوبُ التّيِ‌ فِي الصّدُورِ وَ يَستَعجِلُونَكَ بِالعَذابِ وَ لَن يُخلِفَ اللّهُ وَعدَهُ وَ إِنّ يَوماً عِندَ رَبّكَ كَأَلفِ سَنَةٍ مِمّا تَعُدّونَ وَ كَأَيّن مِن قَريَةٍ أَملَيتُ لَها وَ هيِ‌َ ظالِمَةٌ ثُمّ أَخَذتُها وَ إلِيَ‌ّ المَصِيرُ قُل يا أَيّهَا النّاسُ إِنّما أَنَا لَكُم نَذِيرٌ مُبِينٌ إلي قوله ذلِكَ بِأَنّ اللّهَ هُوَ الحَقّ وَ أَنّ ما يَدعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الباطِلُ وَ أَنّ اللّهَ هُوَ العلَيِ‌ّ الكَبِيرُ أَ لَم تَرَ أَنّ اللّهَ أَنزَلَ مِنَ السّماءِ ماءً فَتُصبِحُ الأَرضُ مُخضَرّةً إِنّ اللّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ لَهُ ما فِي السّماواتِ وَ ما فِي الأَرضِ وَ إِنّ اللّهَ لَهُوَ الغنَيِ‌ّ الحَمِيدُ أَ لَم تَرَ أَنّ اللّهَ سَخّرَ لَكُم ما فِي الأَرضِ وَ الفُلكَ تجَريِ‌ فِي البَحرِ بِأَمرِهِ وَ يُمسِكُ السّماءَ أَن تَقَعَ عَلَي الأَرضِ إِلّا بِإِذنِهِ إِنّ اللّهَ بِالنّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ وَ هُوَ ألّذِي أَحياكُم ثُمّ يُمِيتُكُم ثُمّ يُحيِيكُم إِنّ الإِنسانَ لَكَفُورٌ لِكُلّ أُمّةٍ جَعَلنا مَنسَكاً هُم ناسِكُوهُ فَلا يُنازِعُنّكَ فِي الأَمرِ وَ ادعُ إِلي رَبّكَ إِنّكَ لَعَلي هُديً مُستَقِيمٍ وَ إِن جادَلُوكَ فَقُلِ اللّهُ أَعلَمُ بِما تَعمَلُونَ اللّهُ يَحكُمُ بَينَكُم يَومَ القِيامَةِ فِيما كُنتُم فِيهِ تَختَلِفُونَ أَ لَم تَعلَم أَنّ اللّهَ يَعلَمُ ما فِي السّماءِ وَ الأَرضِ إِنّ ذلِكَ فِي كِتابٍ إِنّ ذلِكَ عَلَي اللّهِ يَسِيرٌ


صفحه : 37

وَ يَعبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ ما لَم يُنَزّل بِهِ سُلطاناً وَ ما لَيسَ لَهُم بِهِ عِلمٌ وَ ما لِلظّالِمِينَ مِن نَصِيرٍ وَ إِذا تُتلي عَلَيهِم آياتُنا بَيّناتٍ تَعرِفُ فِي وُجُوهِ الّذِينَ كَفَرُوا المُنكَرَ يَكادُونَ يَسطُونَ بِالّذِينَ يَتلُونَ عَلَيهِم آياتِنا قُل أَ فَأُنَبّئُكُم بِشَرّ مِن ذلِكُمُ النّارُ وَعَدَهَا اللّهُ الّذِينَ كَفَرُوا وَ بِئسَ المَصِيرُ يا أَيّهَا النّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاستَمِعُوا لَهُ إِنّ الّذِينَ تَدعُونَ مِن دُونِ اللّهِ لَن يَخلُقُوا ذُباباً وَ لَوِ اجتَمَعُوا لَهُ وَ إِن يَسلُبهُمُ الذّبابُ شَيئاً لا يَستَنقِذُوهُ مِنهُ ضَعُفَ الطّالِبُ وَ المَطلُوبُ ما قَدَرُوا اللّهَ حَقّ قَدرِهِ إِنّ اللّهَ لقَوَيِ‌ّ عَزِيزٌالمؤمنون فَذَرهُم فِي غَمرَتِهِم حَتّي حِينٍ أَ يَحسَبُونَ أَنّما نُمِدّهُم بِهِ مِن مالٍ وَ بَنِينَ نُسارِعُ لَهُم فِي الخَيراتِ بَل لا يَشعُرُونَ إلي قوله وَ لا نُكَلّفُ نَفساً إِلّا وُسعَها وَ لَدَينا كِتابٌ يَنطِقُ بِالحَقّ وَ هُم لا يُظلَمُونَ بَل قُلُوبُهُم فِي غَمرَةٍ مِن هذا وَ لَهُم أَعمالٌ مِن دُونِ ذلِكَ هُم لَها عامِلُونَ حَتّي إِذا أَخَذنا مُترَفِيهِم بِالعَذابِ إِذا هُم يَجأَرُونَ لا تَجأَرُوا اليَومَ إِنّكُم مِنّا لا تُنصَرُونَ قَد كانَت آياتيِ‌ تُتلي عَلَيكُم فَكُنتُم عَلي أَعقابِكُم تَنكِصُونَ مُستَكبِرِينَ بِهِ سامِراً تَهجُرُونَ أَ فَلَم يَدّبّرُوا القَولَ أَم جاءَهُم ما لَم يَأتِ آباءَهُمُ الأَوّلِينَ أَم لَم يَعرِفُوا رَسُولَهُم فَهُم لَهُ مُنكِرُونَ أَم يَقُولُونَ بِهِ جِنّةٌ بَل جاءَهُم بِالحَقّ وَ أَكثَرُهُم لِلحَقّ كارِهُونَ وَ لَوِ اتّبَعَ الحَقّ أَهواءَهُم لَفَسَدَتِ السّماواتُ وَ الأَرضُ وَ مَن فِيهِنّ بَل أَتَيناهُم بِذِكرِهِم فَهُم عَن ذِكرِهِم مُعرِضُونَ أَم تَسأَلُهُم خَرجاً فَخَراجُ رَبّكَ خَيرٌ وَ هُوَ خَيرُ الرّازِقِينَ وَ إِنّكَ لَتَدعُوهُم إِلي صِراطٍ مُستَقِيمٍ وَ إِنّ الّذِينَ لا يُؤمِنُونَ بِالآخِرَةِ عَنِ الصّراطِ لَناكِبُونَ وَ لَو رَحِمناهُم وَ كَشَفنا ما بِهِم مِن ضُرّ لَلَجّوا فِي طُغيانِهِم يَعمَهُونَ وَ لَقَد أَخَذناهُم بِالعَذابِ فَمَا استَكانُوا لِرَبّهِم وَ ما يَتَضَرّعُونَ حَتّي إِذا فَتَحنا عَلَيهِم باباً ذا عَذابٍ شَدِيدٍ إِذا هُم فِيهِ مُبلِسُونَ وَ هُوَ ألّذِي أَنشَأَ لَكُمُ السّمعَ وَ الأَبصارَ وَ الأَفئِدَةَ قَلِيلًا ما تَشكُرُونَ وَ هُوَ ألّذِي ذَرَأَكُم فِي الأَرضِ وَ إِلَيهِ تُحشَرُونَ وَ هُوَ ألّذِي يحُييِ‌ وَ يُمِيتُ وَ لَهُ اختِلافُ اللّيلِ وَ النّهارِ أَ فَلا تَعقِلُونَ بَل قالُوا مِثلَ ما قالَ الأَوّلُونَ قالُوا أَ إِذا مِتنا وَ كُنّا تُراباً وَ عِظاماً أَ إِنّا لَمَبعُوثُونَ لَقَد وُعِدنا


صفحه : 38

نَحنُ وَ آباؤُنا هذا مِن قَبلُ إِن هذا إِلّا أَساطِيرُ الأَوّلِينَ قُل لِمَنِ الأَرضُ وَ مَن فِيها إِن كُنتُم تَعلَمُونَ سَيَقُولُونَ لِلّهِ قُل أَ فَلا تَذَكّرُونَ قُل مَن رَبّ السّماواتِ السّبعِ وَ رَبّ العَرشِ العَظِيمِ سَيَقُولُونَ لِلّهِ قُل أَ فَلا تَتّقُونَ قُل مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلّ شَيءٍ وَ هُوَ يُجِيرُ وَ لا يُجارُ عَلَيهِ إِن كُنتُم تَعلَمُونَ سَيَقُولُونَ لِلّهِ قُل فَأَنّي تُسحَرُونَ بَل أَتَيناهُم بِالحَقّ وَ إِنّهُم لَكاذِبُونَ مَا اتّخَذَ اللّهُ مِن وَلَدٍ وَ ما كانَ مَعَهُ مِن إِلهٍ إِذاً لَذَهَبَ كُلّ إِلهٍ بِما خَلَقَ وَ لَعَلا بَعضُهُم عَلي بَعضٍ سُبحانَ اللّهِ عَمّا يَصِفُونَ عالِمِ الغَيبِ وَ الشّهادَةِ فَتَعالي عَمّا يُشرِكُونَ قُل رَبّ إِمّا ترُيِنَيّ‌ ما يُوعَدُونَ رَبّ فَلا تجَعلَنيِ‌ فِي القَومِ الظّالِمِينَ وَ إِنّا عَلي أَن نُرِيَكَ ما نَعِدُهُم لَقادِرُونَ ادفَع باِلتّيِ‌ هيِ‌َ أَحسَنُ السّيّئَةَ نَحنُ أَعلَمُ بِما يَصِفُونَ وَ قُل رَبّ أَعُوذُ بِكَ مِن هَمَزاتِ الشّياطِينِ وَ أَعُوذُ بِكَ رَبّ أَن يَحضُرُونِ إلي قوله أَ فَحَسِبتُم أَنّما خَلَقناكُم عَبَثاً وَ أَنّكُم إِلَينا لا تُرجَعُونَ فَتَعالَي اللّهُ المَلِكُ الحَقّ لا إِلهَ إِلّا هُوَ رَبّ العَرشِ الكَرِيمِ وَ مَن يَدعُ مَعَ اللّهِ إِلهاً آخَرَ لا بُرهانَ لَهُ بِهِ فَإِنّما حِسابُهُ عِندَ رَبّهِ إِنّهُ لا يُفلِحُ الكافِرُونَالنورلَقَد أَنزَلنا آياتٍ مُبَيّناتٍ وَ اللّهُ يهَديِ‌ مَن يَشاءُ إِلي صِراطٍ مُستَقِيمٍ وَ يَقُولُونَ آمَنّا بِاللّهِ وَ بِالرّسُولِ وَ أَطَعنا ثُمّ يَتَوَلّي فَرِيقٌ مِنهُم مِن بَعدِ ذلِكَ وَ ما أُولئِكَ بِالمُؤمِنِينَ وَ إِذا دُعُوا إِلَي اللّهِ وَ رَسُولِهِ لِيَحكُمَ بَينَهُم إِذا فَرِيقٌ مِنهُم مُعرِضُونَ وَ إِن يَكُن لَهُمُ الحَقّ يَأتُوا إِلَيهِ مُذعِنِينَ أَ فِي قُلُوبِهِم مَرَضٌ أَمِ ارتابُوا أَم يَخافُونَ أَن يَحِيفَ اللّهُ عَلَيهِم وَ رَسُولُهُ بَل أُولئِكَ هُمُ الظّالِمُونَ إِنّما كانَ قَولَ المُؤمِنِينَ إِذا دُعُوا إِلَي اللّهِ وَ رَسُولِهِ لِيَحكُمَ بَينَهُم أَن يَقُولُوا سَمِعنا وَ أَطَعنا وَ أُولئِكَ هُمُ المُفلِحُونَ وَ مَن يُطِعِ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ يَخشَ اللّهَ وَ يَتّقهِ فَأُولئِكَ هُمُ الفائِزُونَ وَ أَقسَمُوا بِاللّهِ جَهدَ أَيمانِهِم لَئِن أَمَرتَهُم لَيَخرُجُنّ قُل لا تُقسِمُوا طاعَةٌ مَعرُوفَةٌ إِنّ اللّهَ خَبِيرٌ بِما تَعمَلُونَ قُل أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرّسُولَ فَإِن تَوَلّوا فَإِنّما عَلَيهِ ما حُمّلَ وَ عَلَيكُم ما حُمّلتُم وَ إِن تُطِيعُوهُ تَهتَدُوا وَ ما عَلَي الرّسُولِ إِلّا البَلاغُ المُبِينُ إلي قوله لا تَحسَبَنّ الّذِينَ كَفَرُوا مُعجِزِينَ فِي الأَرضِ وَ مَأواهُمُ النّارُ وَ لَبِئسَ المَصِيرُ


صفحه : 39

الفرقان تَبارَكَ ألّذِي نَزّلَ الفُرقانَ عَلي عَبدِهِ لِيَكُونَ لِلعالَمِينَ نَذِيراً ألّذِي لَهُ مُلكُ السّماواتِ وَ الأَرضِ وَ لَم يَتّخِذ وَلَداً وَ لَم يَكُن لَهُ شَرِيكٌ فِي المُلكِ وَ خَلَقَ كُلّ شَيءٍ فَقَدّرَهُ تَقدِيراً وَ اتّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لا يَخلُقُونَ شَيئاً وَ هُم يُخلَقُونَ وَ لا يَملِكُونَ لِأَنفُسِهِم ضَرّا وَ لا نَفعاً وَ لا يَملِكُونَ مَوتاً وَ لا حَياةً وَ لا نُشُوراً وَ قالَ الّذِينَ كَفَرُوا إِن هَذا إِلّا إِفكٌ افتَراهُ وَ أَعانَهُ عَلَيهِ قَومٌ آخَرُونَ فَقَد جاؤُ ظُلماً وَ زُوراً وَ قالُوا أَساطِيرُ الأَوّلِينَ اكتَتَبَها فهَيِ‌َ تُملي عَلَيهِ بُكرَةً وَ أَصِيلًا قُل أَنزَلَهُ ألّذِي يَعلَمُ السّرّ فِي السّماواتِ وَ الأَرضِ إِنّهُ كانَ غَفُوراً رَحِيماً وَ قالُوا ما لِهذَا الرّسُولِ يَأكُلُ الطّعامَ وَ يمَشيِ‌ فِي الأَسواقِ لَو لا أُنزِلَ إِلَيهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً أَو يُلقي إِلَيهِ كَنزٌ أَو تَكُونُ لَهُ جَنّةٌ يَأكُلُ مِنها وَ قالَ الظّالِمُونَ إِن تَتّبِعُونَ إِلّا رَجُلًا مَسحُوراً انظُر كَيفَ ضَرَبُوا لَكَ الأَمثالَ فَضَلّوا فَلا يَستَطِيعُونَ سَبِيلًا تَبارَكَ ألّذِي إِن شاءَ جَعَلَ لَكَ خَيراً مِن ذلِكَ جَنّاتٍ تجَريِ‌ مِن تَحتِهَا الأَنهارُ وَ يَجعَل لَكَ قُصُوراً إلي قوله سبحانه وَ ما أَرسَلنا قَبلَكَ مِنَ المُرسَلِينَ إِلّا إِنّهُم لَيَأكُلُونَ الطّعامَ وَ يَمشُونَ فِي الأَسواقِ وَ جَعَلنا بَعضَكُم لِبَعضٍ فِتنَةً أَ تَصبِرُونَ وَ كانَ رَبّكَ بَصِيراً وَ قالَ الّذِينَ لا يَرجُونَ لِقاءَنا لَو لا أُنزِلَ عَلَينَا المَلائِكَةُ أَو نَري رَبّنا لَقَدِ استَكبَرُوا فِي أَنفُسِهِم وَ عَتَوا عُتُوّا كَبِيراً إلي قوله وَ قالَ الّذِينَ كَفَرُوا لَو لا نُزّلَ عَلَيهِ القُرآنُ جُملَةً واحِدَةً كَذلِكَ لِنُثَبّتَ بِهِ فُؤادَكَ وَ رَتّلناهُ تَرتِيلًا وَ لا يَأتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلّا جِئناكَ بِالحَقّ وَ أَحسَنَ تَفسِيراً إلي قوله أَ رَأَيتَ مَنِ اتّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ أَ فَأَنتَ تَكُونُ عَلَيهِ وَكِيلًا أَم تَحسَبُ أَنّ أَكثَرَهُم يَسمَعُونَ أَو يَعقِلُونَ إِن هُم إِلّا كَالأَنعامِ بَل هُم أَضَلّ سَبِيلًا إلي قوله فَلا تُطِعِ الكافِرِينَ وَ جاهِدهُم بِهِ جِهاداً كَبِيراً إلي قوله سبحانه وَ يَعبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ ما لا يَنفَعُهُم وَ لا يَضُرّهُم وَ كانَ الكافِرُ عَلي رَبّهِ ظَهِيراً وَ ما أَرسَلناكَ إِلّا مُبَشّراً وَ نَذِيراً قُل ما أَسئَلُكُم عَلَيهِ مِن أَجرٍ إِلّا مَن شاءَ أَن يَتّخِذَ إِلي رَبّهِ سَبِيلًا وَ تَوَكّل عَلَي الحيَ‌ّ


صفحه : 40

ألّذِي لا يَمُوتُ وَ سَبّح بِحَمدِهِ وَ كَفي بِهِ بِذُنُوبِ عِبادِهِ خَبِيراً إلي قوله وَ إِذا قِيلَ لَهُمُ اسجُدُوا لِلرّحمنِ قالُوا وَ مَا الرّحمنُ أَ نَسجُدُ لِما تَأمُرُنا وَ زادَهُم نُفُوراًالشعراءطسم تِلكَ آياتُ الكِتابِ المُبِينِ لَعَلّكَ باخِعٌ نَفسَكَ أَلّا يَكُونُوا مُؤمِنِينَ إِن نَشَأ نُنَزّل عَلَيهِم مِنَ السّماءِ آيَةً فَظَلّت أَعناقُهُم لَها خاضِعِينَ وَ ما يَأتِيهِم مِن ذِكرٍ مِنَ الرّحمنِ مُحدَثٍ إِلّا كانُوا عَنهُ مُعرِضِينَ فَقَد كَذّبُوا فَسَيَأتِيهِم أَنبؤُا ما كانُوا بِهِ يَستَهزِؤُنَ أَ وَ لَم يَرَوا إِلَي الأَرضِ كَم أَنبَتنا فِيها مِن كُلّ زَوجٍ كَرِيمٍ إِنّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَ ما كانَ أَكثَرُهُم مُؤمِنِينَ و قال سبحانه وَ إِنّهُ لَتَنزِيلُ رَبّ العالَمِينَ نَزَلَ بِهِ الرّوحُ الأَمِينُ عَلي قَلبِكَ لِتَكُونَ مِنَ المُنذِرِينَ بِلِسانٍ عرَبَيِ‌ّ مُبِينٍ وَ إِنّهُ لفَيِ‌ زُبُرِ الأَوّلِينَ أَ وَ لَم يَكُن لَهُم آيَةً أَن يَعلَمَهُ عُلَماءُ بنَيِ‌ إِسرائِيلَ وَ لَو نَزّلناهُ عَلي بَعضِ الأَعجَمِينَ فَقَرَأَهُ عَلَيهِم ما كانُوا بِهِ مُؤمِنِينَ كَذلِكَ سَلَكناهُ فِي قُلُوبِ المُجرِمِينَ لا يُؤمِنُونَ بِهِ حَتّي يَرَوُا العَذابَ الأَلِيمَ فَيَأتِيَهُم بَغتَةً وَ هُم لا يَشعُرُونَ فَيَقُولُوا هَل نَحنُ مُنظَرُونَ أَ فَبِعَذابِنا يَستَعجِلُونَ أَ فَرَأَيتَ إِن مَتّعناهُم سِنِينَ ثُمّ جاءَهُم ما كانُوا يُوعَدُونَ ما أَغني عَنهُم ما كانُوا يُمَتّعُونَ إلي قوله وَ ما تَنَزّلَت بِهِ الشّياطِينُ وَ ما ينَبغَيِ‌ لَهُم وَ ما يَستَطِيعُونَ إِنّهُم عَنِ السّمعِ لَمَعزُولُونَ فَلا تَدعُ مَعَ اللّهِ إِلهاً آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ المُعَذّبِينَ وَ أَنذِر عَشِيرَتَكَ الأَقرَبِينَ وَ اخفِض جَناحَكَ لِمَنِ اتّبَعَكَ مِنَ المُؤمِنِينَ فَإِن عَصَوكَ فَقُل إنِيّ‌ برَيِ‌ءٌ مِمّا تَعمَلُونَ وَ تَوَكّل عَلَي العَزِيزِ الرّحِيمِ ألّذِي يَراكَ حِينَ تَقُومُ وَ تَقَلّبَكَ فِي السّاجِدِينَ إِنّهُ هُوَ السّمِيعُ العَلِيمُ هَل أُنَبّئُكُم عَلي مَن تَنَزّلُ الشّياطِينُ تَنَزّلُ عَلي كُلّ أَفّاكٍ أَثِيمٍ يُلقُونَ السّمعَ وَ أَكثَرُهُم كاذِبُونَالنمل 1-طس تِلكَ آياتُ القُرآنِ وَ كِتابٍ مُبِينٍ هُديً وَ بُشري لِلمُؤمِنِينَ إلي قوله وَ إِنّكَ لَتُلَقّي القُرآنَ مِن لَدُن حَكِيمٍ عَلِيمٍ


صفحه : 41

و قال تعالي قُلِ الحَمدُ لِلّهِ وَ سَلامٌ عَلي عِبادِهِ الّذِينَ اصطَفي آللّهُ خَيرٌ أَمّا يُشرِكُونَ أَمّن خَلَقَ السّماواتِ وَ الأَرضَ وَ أَنزَلَ لَكُم مِنَ السّماءِ ماءً فَأَنبَتنا بِهِ حَدائِقَ ذاتَ بَهجَةٍ ما كانَ لَكُم أَن تُنبِتُوا شَجَرَها أَ إِلهٌ مَعَ اللّهِ بَل هُم قَومٌ يَعدِلُونَ أَمّن جَعَلَ الأَرضَ قَراراً وَ جَعَلَ خِلالَها أَنهاراً وَ جَعَلَ لَها روَاسيِ‌َ وَ جَعَلَ بَينَ البَحرَينِ حاجِزاً أَ إِلهٌ مَعَ اللّهِ بَل أَكثَرُهُم لا يَعلَمُونَ أَمّن يُجِيبُ المُضطَرّ إِذا دَعاهُ وَ يَكشِفُ السّوءَ وَ يَجعَلُكُم خُلَفاءَ الأَرضِ أَ إِلهٌ مَعَ اللّهِ قَلِيلًا ما تَذَكّرُونَ أَمّن يَهدِيكُم فِي ظُلُماتِ البَرّ وَ البَحرِ وَ مَن يُرسِلُ الرّياحَ بُشراً بَينَ يدَيَ‌ رَحمَتِهِ أَ إِلهٌ مَعَ اللّهِ تَعالَي اللّهُ عَمّا يُشرِكُونَ أَمّن يَبدَؤُا الخَلقَ ثُمّ يُعِيدُهُ وَ مَن يَرزُقُكُم مِنَ السّماءِ وَ الأَرضِ أَ إِلهٌ مَعَ اللّهِ قُل هاتُوا بُرهانَكُم إِن كُنتُم صادِقِينَ إلي قوله وَ لا تَحزَن عَلَيهِم وَ لا تَكُن فِي ضَيقٍ مِمّا يَمكُرُونَ إلي قوله وَ إِنّ رَبّكَ لَيَعلَمُ ما تُكِنّ صُدُورُهُم وَ ما يُعلِنُونَ إلي قوله إِنّ هذَا القُرآنَ يَقُصّ عَلي بنَيِ‌ إِسرائِيلَ أَكثَرَ ألّذِي هُم فِيهِ يَختَلِفُونَ وَ إِنّهُ لَهُديً وَ رَحمَةٌ لِلمُؤمِنِينَ إِنّ رَبّكَ يقَضيِ‌ بَينَهُم بِحُكمِهِ وَ هُوَ العَزِيزُ العَلِيمُ فَتَوَكّل عَلَي اللّهِ إِنّكَ عَلَي الحَقّ المُبِينِ إِنّكَ لا تُسمِعُ المَوتي وَ لا تُسمِعُ الصّمّ الدّعاءَ إِذا وَلّوا مُدبِرِينَ وَ ما أَنتَ بهِاديِ‌ العمُي‌ِ عَن ضَلالَتِهِم إِن تُسمِعُ إِلّا مَن يُؤمِنُ بِآياتِنا فَهُم مُسلِمُونَ إلي قوله أَ لَم يَرَوا أَنّا جَعَلنَا اللّيلَ لِيَسكُنُوا فِيهِ وَ النّهارَ مُبصِراً إِنّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَومٍ يُؤمِنُونَ إلي قوله إِنّما أُمِرتُ أَن أَعبُدَ رَبّ هذِهِ البَلدَةِ ألّذِي حَرّمَها وَ لَهُ كُلّ شَيءٍ وَ أُمِرتُ أَن أَكُونَ مِنَ المُسلِمِينَ وَ أَن أَتلُوَا القُرآنَ فَمَنِ اهتَدي فَإِنّما يهَتدَيِ‌ لِنَفسِهِ وَ مَن ضَلّ فَقُل إِنّما أَنَا مِنَ المُنذِرِينَ وَ قُلِ الحَمدُ لِلّهِ سَيُرِيكُم آياتِهِ فَتَعرِفُونَها وَ ما رَبّكَ بِغافِلٍ عَمّا تَعمَلُونَالقصص وَ لَو لا أَن تُصِيبَهُم مُصِيبَةٌ بِما قَدّمَت أَيدِيهِم فَيَقُولُوا رَبّنا لَو لا أَرسَلتَ إِلَينا رَسُولًا فَنَتّبِعَ آياتِكَ وَ نَكُونَ مِنَ المُؤمِنِينَ فَلَمّا جاءَهُمُ الحَقّ مِن عِندِنا قالُوا لَو لا أوُتيِ‌َ مِثلَ ما أوُتيِ‌َ مُوسي أَ وَ لَم يَكفُرُوا بِما أوُتيِ‌َ مُوسي مِن قَبلُ قالُوا سِحرانِ تَظاهَرا وَ قالُوا إِنّا بِكُلّ كافِرُونَ قُل فَأتُوا بِكِتابٍ مِن عِندِ اللّهِ هُوَ أَهدي مِنهُما أَتّبِعهُ إِن كُنتُم صادِقِينَ فَإِن لَم يَستَجِيبُوا لَكَ فَاعلَم أَنّما يَتّبِعُونَ أَهواءَهُم وَ مَن أَضَلّ مِمّنِ اتّبَعَ هَواهُ بِغَيرِ هُديً مِنَ اللّهِ إِنّ اللّهَ لا يهَديِ‌ القَومَ الظّالِمِينَ وَ لَقَد وَصّلنا لَهُمُ القَولَ لَعَلّهُم يَتَذَكّرُونَ الّذِينَ آتَيناهُمُ الكِتابَ مِن قَبلِهِ هُم بِهِ يُؤمِنُونَ وَ إِذا يُتلي عَلَيهِم قالُوا


صفحه : 42

آمَنّا بِهِ إِنّهُ الحَقّ مِن رَبّنا إِنّا كُنّا مِن قَبلِهِ مُسلِمِينَ

إلي قوله وَ قالُوا إِن نَتّبِعِ الهُدي مَعَكَ نُتَخَطّف مِن أَرضِنا أَ وَ لَم نُمَكّن لَهُم حَرَماً آمِناً يُجبي إِلَيهِ ثَمَراتُ كُلّ شَيءٍ رِزقاً مِن لَدُنّا وَ لكِنّ أَكثَرَهُم لا يَعلَمُونَ إلي قوله قُل أَ رَأَيتُم إِن جَعَلَ اللّهُ عَلَيكُمُ اللّيلَ سَرمَداً إِلي يَومِ القِيامَةِ مَن إِلهٌ غَيرُ اللّهِ يَأتِيكُم بِضِياءٍ أَ فَلا تَسمَعُونَ قُل أَ رَأَيتُم إِن جَعَلَ اللّهُ عَلَيكُمُ النّهارَ سَرمَداً إِلي يَومِ القِيامَةِ مَن إِلهٌ غَيرُ اللّهِ يَأتِيكُم بِلَيلٍ تَسكُنُونَ فِيهِ أَ فَلا تُبصِرُونَ و قال سبحانه قُل ربَيّ‌ أَعلَمُ مَن جاءَ بِالهُدي وَ مَن هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ وَ ما كُنتَ تَرجُوا أَن يُلقي إِلَيكَ الكِتابُ إِلّا رَحمَةً مِن رَبّكَ فَلا تَكُونَنّ ظَهِيراً لِلكافِرِينَ وَ لا يَصُدّنّكَ عَن آياتِ اللّهِ بَعدَ إِذ أُنزِلَت إِلَيكَ وَ ادعُ إِلي رَبّكَ وَ لا تَكُونَنّ مِنَ المُشرِكِينَ وَ لا تَدعُ مَعَ اللّهِ إِلهاً آخَرَ لا إِلهَ إِلّا هُوَ كُلّ شَيءٍ هالِكٌ إِلّا وَجهَهُ لَهُ الحُكمُ وَ إِلَيهِ تُرجَعُونَالعنكبوت وَ مِنَ النّاسِ مَن يَقُولُ آمَنّا بِاللّهِ فَإِذا أوُذيِ‌َ فِي اللّهِ جَعَلَ فِتنَةَ النّاسِ كَعَذابِ اللّهِ وَ لَئِن جاءَ نَصرٌ مِن رَبّكَ لَيَقُولُنّ إِنّا كُنّا مَعَكُم أَ وَ لَيسَ اللّهُ بِأَعلَمَ بِما فِي صُدُورِ العالَمِينَ وَ لَيَعلَمَنّ اللّهُ الّذِينَ آمَنُوا وَ لَيَعلَمَنّ المُنافِقِينَ وَ قالَ الّذِينَ كَفَرُوا لِلّذِينَ آمَنُوا اتّبِعُوا سَبِيلَنا وَ لنَحمِل خَطاياكُم وَ ما هُم بِحامِلِينَ مِن خَطاياهُم مِن شَيءٍ إِنّهُم لَكاذِبُونَ وَ لَيَحمِلُنّ أَثقالَهُم وَ أَثقالًا مَعَ أَثقالِهِم وَ لَيُسئَلُنّ يَومَ القِيامَةِ عَمّا كانُوا يَفتَرُونَ و قال سبحانه مَثَلُ الّذِينَ اتّخَذُوا مِن دُونِ اللّهِ أَولِياءَ كَمَثَلِ العَنكَبُوتِ اتّخَذَت بَيتاً وَ إِنّ أَوهَنَ البُيُوتِ لَبَيتُ العَنكَبُوتِ لَو كانُوا يَعلَمُونَ إِنّ اللّهَ يَعلَمُ ما يَدعُونَ مِن دُونِهِ مِن شَيءٍ وَ هُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ وَ تِلكَ الأَمثالُ نَضرِبُها لِلنّاسِ وَ ما يَعقِلُها إِلّا العالِمُونَ خَلَقَ اللّهُ السّماواتِ وَ الأَرضَ بِالحَقّ إِنّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِلمُؤمِنِينَ إلي قوله


صفحه : 43

وَ لا تُجادِلُوا أَهلَ الكِتابِ إِلّا باِلتّيِ‌ هيِ‌َ أَحسَنُ إِلّا الّذِينَ ظَلَمُوا مِنهُم وَ قُولُوا آمَنّا باِلذّيِ‌ أُنزِلَ إِلَينا وَ أُنزِلَ إِلَيكُم وَ إِلهُنا وَ إِلهُكُم واحِدٌ وَ نَحنُ لَهُ مُسلِمُونَ وَ كَذلِكَ أَنزَلنا إِلَيكَ الكِتابَ فَالّذِينَ آتَيناهُمُ الكِتابَ يُؤمِنُونَ بِهِ وَ مِن هؤُلاءِ مَن يُؤمِنُ بِهِ وَ ما يَجحَدُ بِآياتِنا إِلّا الكافِرُونَ وَ ما كُنتَ تَتلُوا مِن قَبلِهِ مِن كِتابٍ وَ لا تَخُطّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لَارتابَ المُبطِلُونَ بَل هُوَ آياتٌ بَيّناتٌ فِي صُدُورِ الّذِينَ أُوتُوا العِلمَ وَ ما يَجحَدُ بِآياتِنا إِلّا الظّالِمُونَ وَ قالُوا لَو لا أُنزِلَ عَلَيهِ آياتٌ مِن رَبّهِ قُل إِنّمَا الآياتُ عِندَ اللّهِ وَ إِنّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ أَ وَ لَم يَكفِهِم أَنّا أَنزَلنا عَلَيكَ الكِتابَ يُتلي عَلَيهِم إِنّ فِي ذلِكَ لَرَحمَةً وَ ذِكري لِقَومٍ يُؤمِنُونَ قُل كَفي بِاللّهِ بيَنيِ‌ وَ بَينَكُم شَهِيداً يَعلَمُ ما فِي السّماواتِ وَ الأَرضِ وَ الّذِينَ آمَنُوا بِالباطِلِ وَ كَفَرُوا بِاللّهِ أُولئِكَ هُمُ الخاسِرُونَ وَ يَستَعجِلُونَكَ بِالعَذابِ وَ لَو لا أَجَلٌ مُسَمّي لَجاءَهُمُ العَذابُ وَ لَيَأتِيَنّهُم بَغتَةً وَ هُم لا يَشعُرُونَ يَستَعجِلُونَكَ بِالعَذابِ وَ إِنّ جَهَنّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالكافِرِينَ إلي قوله وَ لَئِن سَأَلتَهُم مَن خَلَقَ السّماواتِ وَ الأَرضَ وَ سَخّرَ الشّمسَ وَ القَمَرَ لَيَقُولُنّ اللّهُ فَأَنّي يُؤفَكُونَ إلي قوله تعالي وَ لَئِن سَأَلتَهُم مَن نَزّلَ مِنَ السّماءِ ماءً فَأَحيا بِهِ الأَرضَ مِن بَعدِ مَوتِها لَيَقُولُنّ اللّهُ قُلِ الحَمدُ لِلّهِ بَل أَكثَرُهُم لا يَعقِلُونَ إلي قوله فَإِذا رَكِبُوا فِي الفُلكِ دَعَوُا اللّهَ مُخلِصِينَ لَهُ الدّينَ فَلَمّا نَجّاهُم إِلَي البَرّ إِذا هُم يُشرِكُونَ لِيَكفُرُوا بِما آتَيناهُم وَ لِيَتَمَتّعُوا فَسَوفَ يَعلَمُونَ أَ وَ لَم يَرَوا أَنّا جَعَلنا حَرَماً آمِناً وَ يُتَخَطّفُ النّاسُ مِن حَولِهِم أَ فَبِالباطِلِ يُؤمِنُونَ وَ بِنِعمَةِ اللّهِ يَكفُرُونَالروم أَ وَ لَم يَتَفَكّرُوا فِي أَنفُسِهِم ما خَلَقَ اللّهُ السّماواتِ وَ الأَرضَ وَ ما بَينَهُما إِلّا بِالحَقّ وَ أَجَلٍ مُسَمّي وَ إِنّ كَثِيراً مِنَ النّاسِ بِلِقاءِ رَبّهِم لَكافِرُونَ أَ وَ لَم يَسِيرُوا فِي الأَرضِ فَيَنظُرُوا كَيفَ كانَ عاقِبَةُ الّذِينَ مِن قَبلِهِم كانُوا أَشَدّ مِنهُم قُوّةً وَ أَثارُوا الأَرضَ وَ عَمَرُوها أَكثَرَ مِمّا عَمَرُوها وَ جاءَتهُم رُسُلُهُم بِالبَيّناتِ فَما كانَ اللّهُ لِيَظلِمَهُم وَ لكِن كانُوا أَنفُسَهُم يَظلِمُونَ إلي قوله ضَرَبَ لَكُم مَثَلًا مِن أَنفُسِكُم هَل لَكُم مِن ما مَلَكَت أَيمانُكُم مِن شُرَكاءَ فِي ما رَزَقناكُم فَأَنتُم فِيهِ سَواءٌ تَخافُونَهُم كَخِيفَتِكُم أَنفُسَكُم كَذلِكَ نُفَصّلُ الآياتِ لِقَومٍ يَعقِلُونَ بَلِ اتّبَعَ الّذِينَ ظَلَمُوا أَهواءَهُم بِغَيرِ عِلمٍ فَمَن يهَديِ‌ مَن أَضَلّ اللّهُ وَ ما لَهُم مِن ناصِرِينَ إلي قوله وَ إِذا مَسّ النّاسَ ضُرّ دَعَوا رَبّهُم مُنِيبِينَ إِلَيهِ ثُمّ إِذا أَذاقَهُم مِنهُ رَحمَةً إِذا فَرِيقٌ مِنهُم بِرَبّهِم يُشرِكُونَ لِيَكفُرُوا بِما


صفحه : 44

آتَيناهُم فَتَمَتّعُوا فَسَوفَ تَعلَمُونَ أَم أَنزَلنا عَلَيهِم سُلطاناً فَهُوَ يَتَكَلّمُ بِما كانُوا بِهِ يُشرِكُونَ

إلي قوله تعالي اللّهُ ألّذِي خَلَقَكُم ثُمّ رَزَقَكُم ثُمّ يُمِيتُكُم ثُمّ يُحيِيكُم هَل مِن شُرَكائِكُم مَن يَفعَلُ مِن ذلِكُم مِن شَيءٍ سُبحانَهُ وَ تَعالي عَمّا يُشرِكُونَ إلي قوله وَ لَئِن أَرسَلنا رِيحاً فَرَأَوهُ مُصفَرّا لَظَلّوا مِن بَعدِهِ يَكفُرُونَ فَإِنّكَ لا تُسمِعُ المَوتي وَ لا تُسمِعُ الصّمّ الدّعاءَ إِذا وَلّوا مُدبِرِينَ وَ ما أَنتَ بِهادِ العمُي‌ِ عَن ضَلالَتِهِم إِن تُسمِعُ إِلّا مَن يُؤمِنُ بِآياتِنا فَهُم مُسلِمُونَ إلي قوله تعالي وَ لَقَد ضَرَبنا لِلنّاسِ فِي هذَا القُرآنِ مِن كُلّ مَثَلٍ وَ لَئِن جِئتَهُم بِآيَةٍ لَيَقُولَنّ الّذِينَ كَفَرُوا إِن أَنتُم إِلّا مُبطِلُونَ كَذلِكَ يَطبَعُ اللّهُ عَلي قُلُوبِ الّذِينَ لا يَعلَمُونَ فَاصبِر إِنّ وَعدَ اللّهِ حَقّ وَ لا يَستَخِفّنّكَ الّذِينَ لا يُوقِنُونَلقمان الم تِلكَ آياتُ الكِتابِ الحَكِيمِ هُديً وَ رَحمَةً لِلمُحسِنِينَ إلي قوله وَ مِنَ النّاسِ مَن يشَترَيِ‌ لَهوَ الحَدِيثِ لِيُضِلّ عَن سَبِيلِ اللّهِ بِغَيرِ عِلمٍ وَ يَتّخِذَها هُزُواً أُولئِكَ لَهُم عَذابٌ مُهِينٌ وَ إِذا تُتلي عَلَيهِ آياتُنا وَلّي مُستَكبِراً كَأَن لَم يَسمَعها كَأَنّ فِي أُذُنَيهِ وَقراً فَبَشّرهُ بِعَذابٍ أَلِيمٍ إلي قوله خَلَقَ السّماواتِ بِغَيرِ عَمَدٍ تَرَونَها وَ أَلقي فِي الأَرضِ روَاسيِ‌َ أَن تَمِيدَ بِكُم وَ بَثّ فِيها مِن كُلّ دابّةٍ وَ أَنزَلنا مِنَ السّماءِ ماءً فَأَنبَتنا فِيها مِن كُلّ زَوجٍ كَرِيمٍ هذا خَلقُ اللّهِ فأَرَوُنيِ‌ ما ذا خَلَقَ الّذِينَ مِن دُونِهِ بَلِ الظّالِمُونَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ إلي قوله وَ مِنَ النّاسِ مَن يُجادِلُ فِي اللّهِ بِغَيرِ عِلمٍ وَ لا هُديً وَ لا كِتابٍ مُنِيرٍ وَ إِذا قِيلَ لَهُمُ اتّبِعُوا ما أَنزَلَ اللّهُ قالُوا بَل نَتّبِعُ ما وَجَدنا عَلَيهِ آباءَنا أَ وَ لَو كانَ الشّيطانُ يَدعُوهُم إِلي عَذابِ السّعِيرِ وَ مَن يُسلِم وَجهَهُ إِلَي اللّهِ وَ هُوَ مُحسِنٌ فَقَدِ استَمسَكَ بِالعُروَةِ الوُثقي وَ إِلَي اللّهِ عاقِبَةُ الأُمُورِ وَ مَن كَفَرَ فَلا يَحزُنكَ كُفرُهُ إِلَينا مَرجِعُهُم فَنُنَبّئُهُم بِما عَمِلُوا إِنّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصّدُورِ نُمَتّعُهُم قَلِيلًا ثُمّ نَضطَرّهُم إِلي عَذابٍ غَلِيظٍ وَ لَئِن سَأَلتَهُم مَن خَلَقَ السّماواتِ وَ الأَرضَ لَيَقُولُنّ اللّهُ قُلِ الحَمدُ لِلّهِ بَل أَكثَرُهُم لا يَعلَمُونَ إلي قوله وَ إِذا غَشِيَهُم مَوجٌ كَالظّلَلِ دَعَوُا اللّهَ مُخلِصِينَ لَهُ الدّينَ فَلَمّا نَجّاهُم إِلَي البَرّ فَمِنهُم مُقتَصِدٌ وَ ما يَجحَدُ بِآياتِنا إِلّا كُلّ خَتّارٍ كَفُورٍ


صفحه : 45

التنزيل الم تَنزِيلُ الكِتابِ لا رَيبَ فِيهِ مِن رَبّ العالَمِينَ أَم يَقُولُونَ افتَراهُ بَل هُوَ الحَقّ مِن رَبّكَ لِتُنذِرَ قَوماً ما أَتاهُم مِن نَذِيرٍ مِن قَبلِكَ لَعَلّهُم يَهتَدُونَ اللّهُ ألّذِي خَلَقَ السّماواتِ وَ الأَرضَ وَ ما بَينَهُما فِي سِتّةِ أَيّامٍ ثُمّ استَوي عَلَي العَرشِ ما لَكُم مِن دُونِهِ مِن ولَيِ‌ّ وَ لا شَفِيعٍ أَ فَلا تَتَذَكّرُونَ إلي قوله وَ مَن أَظلَمُ مِمّن ذُكّرَ بِآياتِ رَبّهِ ثُمّ أَعرَضَ عَنها إِنّا مِنَ المُجرِمِينَ مُنتَقِمُونَ إلي قوله أَ وَ لَم يَهدِ لَهُم كَم أَهلَكنا مِن قَبلِهِم مِنَ القُرُونِ يَمشُونَ فِي مَساكِنِهِم إِنّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ أَ فَلا يَسمَعُونَالأحزاب يا أَيّهَا النّبِيّ إِنّا أَرسَلناكَ شاهِداً وَ مُبَشّراً وَ نَذِيراً وَ داعِياً إِلَي اللّهِ بِإِذنِهِ وَ سِراجاً مُنِيراً وَ بَشّرِ المُؤمِنِينَ بِأَنّ لَهُم مِنَ اللّهِ فَضلًا كَبِيراً وَ لا تُطِعِ الكافِرِينَ وَ المُنافِقِينَ وَ دَع أَذاهُم وَ تَوَكّل عَلَي اللّهِ وَ كَفي بِاللّهِ وَكِيلًاسبأوَ الّذِينَ سَعَوا فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ أُولئِكَ لَهُم عَذابٌ مِن رِجزٍ أَلِيمٌ وَ يَرَي الّذِينَ أُوتُوا العِلمَ ألّذِي أُنزِلَ إِلَيكَ مِن رَبّكَ هُوَ الحَقّ وَ يهَديِ‌ إِلي صِراطِ العَزِيزِ الحَمِيدِ وَ قالَ الّذِينَ كَفَرُوا هَل نَدُلّكُم عَلي رَجُلٍ يُنَبّئُكُم إِذا مُزّقتُم كُلّ مُمَزّقٍ إِنّكُم لفَيِ‌ خَلقٍ جَدِيدٍ أَفتَري عَلَي اللّهِ كَذِباً أَم بِهِ جِنّةٌ بَلِ الّذِينَ لا يُؤمِنُونَ بِالآخِرَةِ فِي العَذابِ وَ الضّلالِ البَعِيدِ أَ فَلَم يَرَوا إِلي ما بَينَ أَيدِيهِم وَ ما خَلفَهُم مِنَ السّماءِ وَ الأَرضِ إِن نَشَأ نَخسِف بِهِمُ الأَرضَ أَو نُسقِط عَلَيهِم كِسَفاً مِنَ السّماءِ إِنّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِكُلّ عَبدٍ مُنِيبٍ إلي قوله تعالي قُلِ ادعُوا الّذِينَ زَعَمتُم مِن دُونِ اللّهِ لا يَملِكُونَ مِثقالَ ذَرّةٍ فِي السّماواتِ وَ لا فِي الأَرضِ وَ ما لَهُم فِيهِما مِن شِركٍ وَ ما لَهُ مِنهُم مِن ظَهِيرٍ إلي قوله قُل مَن يَرزُقُكُم مِنَ السّماواتِ وَ الأَرضِ قُلِ اللّهُ وَ إِنّا أَو إِيّاكُم لَعَلي هُديً أَو فِي ضَلالٍ مُبِينٍ قُل لا تُسئَلُونَ عَمّا أَجرَمنا وَ لا نُسئَلُ عَمّا تَعمَلُونَ قُل يَجمَعُ بَينَنا رَبّنا ثُمّ يَفتَحُ بَينَنا بِالحَقّ وَ هُوَ الفَتّاحُ العَلِيمُ قُل أرَوُنيِ‌َ الّذِينَ أَلحَقتُم بِهِ شُرَكاءَ كَلّا بَل هُوَ اللّهُ العَزِيزُ الحَكِيمُ وَ ما أَرسَلناكَ إِلّا كَافّةً لِلنّاسِ بَشِيراً وَ نَذِيراً وَ لكِنّ أَكثَرَ النّاسِ لا يَعلَمُونَ إلي قوله وَ إِذا تُتلي عَلَيهِم آياتُنا بَيّناتٍ قالُوا ما هذا إِلّا رَجُلٌ يُرِيدُ أَن يَصُدّكُم عَمّا كانَ يَعبُدُ آباؤُكُم وَ قالُوا ما هذا إِلّا إِفكٌ مُفتَريً وَ قالَ الّذِينَ كَفَرُوا لِلحَقّ لَمّا جاءَهُم إِن هذا إِلّا سِحرٌ مُبِينٌ وَ ما آتَيناهُم


صفحه : 46

مِن كُتُبٍ يَدرُسُونَها وَ ما أَرسَلنا إِلَيهِم قَبلَكَ مِن نَذِيرٍ

إلي قوله قُل إِنّما أَعِظُكُم بِواحِدَةٍ أَن تَقُومُوا لِلّهِ مَثني وَ فُرادي ثُمّ تَتَفَكّرُوا ما بِصاحِبِكُم مِن جِنّةٍ إِن هُوَ إِلّا نَذِيرٌ لَكُم بَينَ يدَيَ‌ عَذابٍ شَدِيدٍ قُل ما سَأَلتُكُم مِن أَجرٍ فَهُوَ لَكُم إِن أجَريِ‌َ إِلّا عَلَي اللّهِ وَ هُوَ عَلي كُلّ شَيءٍ شَهِيدٌ قُل إِنّ ربَيّ‌ يَقذِفُ بِالحَقّ عَلّامُ الغُيُوبِ قُل جاءَ الحَقّ وَ ما يبُد‌ِئُ الباطِلُ وَ ما يُعِيدُ قُل إِن ضَلَلتُ فَإِنّما أَضِلّ عَلي نفَسيِ‌ وَ إِنِ اهتَدَيتُ فَبِما يوُحيِ‌ إلِيَ‌ّ ربَيّ‌ إِنّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌفاطرأَ فَمَن زُيّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنّ اللّهَ يُضِلّ مَن يَشاءُ وَ يهَديِ‌ مَن يَشاءُ فَلا تَذهَب نَفسُكَ عَلَيهِم حَسَراتٍ إِنّ اللّهَ عَلِيمٌ بِما يَصنَعُونَ إلي قوله ذلِكُمُ اللّهُ رَبّكُم لَهُ المُلكُ وَ الّذِينَ تَدعُونَ مِن دُونِهِ ما يَملِكُونَ مِن قِطمِيرٍ إِن تَدعُوهُم لا يَسمَعُوا دُعاءَكُم وَ لَو سَمِعُوا مَا استَجابُوا لَكُم وَ يَومَ القِيامَةِ يَكفُرُونَ بِشِركِكُم وَ لا يُنَبّئُكَ مِثلُ خَبِيرٍ يا أَيّهَا النّاسُ أَنتُمُ الفُقَراءُ إِلَي اللّهِ وَ اللّهُ هُوَ الغنَيِ‌ّ الحَمِيدُ إِن يَشَأ يُذهِبكُم وَ يَأتِ بِخَلقٍ جَدِيدٍ وَ ما ذلِكَ عَلَي اللّهِ بِعَزِيزٍ إلي قوله وَ ما يسَتوَيِ‌ الأَعمي وَ البَصِيرُ وَ لَا الظّلُماتُ وَ لَا النّورُ وَ لَا الظّلّ وَ لَا الحَرُورُ وَ ما يسَتوَيِ‌ الأَحياءُ وَ لَا الأَمواتُ إِنّ اللّهَ يُسمِعُ مَن يَشاءُ وَ ما أَنتَ بِمُسمِعٍ مَن فِي القُبُورِ إِن أَنتَ إِلّا نَذِيرٌ إِنّا أَرسَلناكَ بِالحَقّ بَشِيراً وَ نَذِيراً وَ إِن مِن أُمّةٍ إِلّا خَلا فِيها نَذِيرٌ وَ إِن يُكَذّبُوكَ فَقَد كَذّبَ الّذِينَ مِن قَبلِهِم جاءَتهُم رُسُلُهُم بِالبَيّناتِ وَ بِالزّبُرِ وَ بِالكِتابِ المُنِيرِ ثُمّ أَخَذتُ الّذِينَ كَفَرُوا فَكَيفَ كانَ نَكِيرِ إلي قوله وَ ألّذِي أَوحَينا إِلَيكَ مِنَ الكِتابِ هُوَ الحَقّ مُصَدّقاً لِما بَينَ يَدَيهِ إِنّ اللّهَ بِعِبادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ إلي قوله قُل أَ رَأَيتُم شُرَكاءَكُمُ الّذِينَ تَدعُونَ مِن دُونِ اللّهِ أرَوُنيِ‌ ما ذا خَلَقُوا مِنَ الأَرضِ أَم لَهُم شِركٌ فِي السّماواتِ أَم آتَيناهُم كِتاباً فَهُم عَلي بَيّنَةٍ مِنهُ بَل إِن يَعِدُ الظّالِمُونَ بَعضُهُم بَعضاً إِلّا غُرُوراً إلي قوله وَ أَقسَمُوا بِاللّهِ جَهدَ أَيمانِهِم لَئِن جاءَهُم نَذِيرٌ لَيَكُونُنّ أَهدي مِن إِحدَي الأُمَمِ فَلَمّا جاءَهُم نَذِيرٌ ما زادَهُم إِلّا نُفُوراً استِكباراً فِي الأَرضِ وَ مَكرَ السّيّئِ وَ لا يَحِيقُ المَكرُ السّيّئُ إِلّا بِأَهلِهِ فَهَل يَنظُرُونَ إِلّا سُنّتَ الأَوّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنّتِ اللّهِ تَبدِيلًا وَ لَن تَجِدَ لِسُنّتِ اللّهِ تَحوِيلًا


صفحه : 47

يس يس وَ القُرآنِ الحَكِيمِ إِنّكَ لَمِنَ المُرسَلِينَ عَلي صِراطٍ مُستَقِيمٍ تَنزِيلَ العَزِيزِ الرّحِيمِ لِتُنذِرَ قَوماً ما أُنذِرَ آباؤُهُم فَهُم غافِلُونَ لَقَد حَقّ القَولُ عَلي أَكثَرِهِم فَهُم لا يُؤمِنُونَ إلي قوله وَ سَواءٌ عَلَيهِم أَ أَنذَرتَهُم أَم لَم تُنذِرهُم لا يُؤمِنُونَ إلي قوله أَ لَم يَرَوا كَم أَهلَكنا قَبلَهُم مِنَ القُرُونِ أَنّهُم إِلَيهِم لا يَرجِعُونَ إلي قوله وَ إِذا قِيلَ لَهُمُ اتّقُوا ما بَينَ أَيدِيكُم وَ ما خَلفَكُم لَعَلّكُم تُرحَمُونَ وَ ما تَأتِيهِم مِن آيَةٍ مِن آياتِ رَبّهِم إِلّا كانُوا عَنها مُعرِضِينَ وَ إِذا قِيلَ لَهُم أَنفِقُوا مِمّا رَزَقَكُمُ اللّهُ قالَ الّذِينَ كَفَرُوا لِلّذِينَ آمَنُوا أَ نُطعِمُ مَن لَو يَشاءُ اللّهُ أَطعَمَهُ إِن أَنتُم إِلّا فِي ضَلالٍ مُبِينٍ إلي قوله وَ مَن نُعَمّرهُ نُنَكّسهُ فِي الخَلقِ أَ فَلا يَعقِلُونَ وَ ما عَلّمناهُ الشّعرَ وَ ما ينَبغَيِ‌ لَهُ إِن هُوَ إِلّا ذِكرٌ وَ قُرآنٌ مُبِينٌ لِيُنذِرَ مَن كانَ حَيّا وَ يَحِقّ القَولُ عَلَي الكافِرِينَ إلي قوله وَ اتّخَذُوا مِن دُونِ اللّهِ آلِهَةً لَعَلّهُم يُنصَرُونَ لا يَستَطِيعُونَ نَصرَهُم وَ هُم لَهُم جُندٌ مُحضَرُونَ فَلا يَحزُنكَ قَولُهُم إِنّا نَعلَمُ ما يُسِرّونَ وَ ما يُعلِنُونَالصافات فَاستَفتِهِم أَ هُم أَشَدّ خَلقاً أَم مَن خَلَقنا إِنّا خَلَقناهُم مِن طِينٍ لازِبٍ بَل عَجِبتَ وَ يَسخَرُونَ وَ إِذا ذُكّرُوا لا يَذكُرُونَ وَ إِذا رَأَوا آيَةً يَستَسخِرُونَ وَ قالُوا إِن هذا إِلّا سِحرٌ مُبِينٌ و قال سبحانه فَاستَفتِهِم أَ لِرَبّكَ البَناتُ وَ لَهُمُ البَنُونَ أَم خَلَقنَا المَلائِكَةَ إِناثاً وَ هُم شاهِدُونَ أَلا إِنّهُم مِن إِفكِهِم لَيَقُولُونَ وَلَدَ اللّهُ وَ إِنّهُم لَكاذِبُونَ أَصطَفَي البَناتِ عَلَي البَنِينَ ما لَكُم كَيفَ تَحكُمُونَ أَ فَلا تَذَكّرُونَ أَم لَكُم سُلطانٌ مُبِينٌ فَأتُوا بِكِتابِكُم إِن كُنتُم صادِقِينَ وَ جَعَلُوا بَينَهُ وَ بَينَ الجِنّةِ نَسَباً وَ لَقَد عَلِمَتِ الجِنّةُ إِنّهُم لَمُحضَرُونَ سُبحانَ اللّهِ عَمّا يَصِفُونَ إِلّا عِبادَ اللّهِ المُخلَصِينَ فَإِنّكُم وَ ما تَعبُدُونَ ما أَنتُم عَلَيهِ بِفاتِنِينَ إِلّا مَن هُوَ صالِ الجَحِيمِ وَ ما مِنّا إِلّا لَهُ مَقامٌ مَعلُومٌ وَ إِنّا لَنَحنُ الصّافّونَ وَ إِنّا لَنَحنُ المُسَبّحُونَ وَ إِن كانُوا لَيَقُولُونَ لَو أَنّ عِندَنا ذِكراً مِنَ الأَوّلِينَ لَكُنّا عِبادَ اللّهِ المُخلَصِينَ


صفحه : 48

فَكَفَرُوا بِهِ فَسَوفَ يَعلَمُونَ

إلي قوله فَتَوَلّ عَنهُم حَتّي حِينٍ وَ أَبصِرهُم فَسَوفَ يُبصِرُونَ أَ فَبِعَذابِنا يَستَعجِلُونَ فَإِذا نَزَلَ بِساحَتِهِم فَساءَ صَباحُ المُنذَرِينَ وَ تَوَلّ عَنهُم حَتّي حِينٍ وَ أَبصِر فَسَوفَ يُبصِرُونَص ص وَ القُرآنِ ذيِ‌ الذّكرِ بَلِ الّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزّةٍ وَ شِقاقٍ كَم أَهلَكنا مِن قَبلِهِم مِن قَرنٍ فَنادَوا وَ لاتَ حِينَ مَناصٍ وَ عَجِبُوا أَن جاءَهُم مُنذِرٌ مِنهُم وَ قالَ الكافِرُونَ هذا ساحِرٌ كَذّابٌ أَ جَعَلَ الآلِهَةَ إِلهاً واحِداً إِنّ هذا لشَيَ‌ءٌ عُجابٌ وَ انطَلَقَ المَلَأُ مِنهُم أَنِ امشُوا وَ اصبِرُوا عَلي آلِهَتِكُم إِنّ هذا لشَيَ‌ءٌ يُرادُ ما سَمِعنا بِهذا فِي المِلّةِ الآخِرَةِ إِن هذا إِلّا اختِلاقٌ أَ أُنزِلَ عَلَيهِ الذّكرُ مِن بَينِنا بَل هُم فِي شَكّ مِن ذكِريِ‌ بَل لَمّا يَذُوقُوا عَذابِ أَم عِندَهُم خَزائِنُ رَحمَةِ رَبّكَ العَزِيزِ الوَهّابِ أَم لَهُم مُلكُ السّماواتِ وَ الأَرضِ وَ ما بَينَهُما فَليَرتَقُوا فِي الأَسبابِ جُندٌ ما هُنالِكَ مَهزُومٌ مِنَ الأَحزابِ و قال سبحانه وَ ما خَلَقنَا السّماءَ وَ الأَرضَ وَ ما بَينَهُما باطِلًا ذلِكَ ظَنّ الّذِينَ كَفَرُوا فَوَيلٌ لِلّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النّارِ أَم نَجعَلُ الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ كَالمُفسِدِينَ فِي الأَرضِ أَم نَجعَلُ المُتّقِينَ كَالفُجّارِ كِتابٌ أَنزَلناهُ إِلَيكَ مُبارَكٌ لِيَدّبّرُوا آياتِهِ وَ لِيَتَذَكّرَ أُولُوا الأَلبابِ و قال سبحانه قُل إِنّما أَنَا مُنذِرٌ وَ ما مِن إِلهٍ إِلّا اللّهُ الواحِدُ القَهّارُ رَبّ السّماواتِ وَ الأَرضِ وَ ما بَينَهُمَا العَزِيزُ الغَفّارُ قُل هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ أَنتُم عَنهُ مُعرِضُونَ ما كانَ لِي مِن عِلمٍ بِالمَلَإِ الأَعلي إِذ يَختَصِمُونَ إِن يُوحي إلِيَ‌ّ إِلّا أَنّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ إلي قوله قُل ما أَسئَلُكُم عَلَيهِ مِن أَجرٍ وَ ما أَنَا مِنَ المُتَكَلّفِينَ إِن هُوَ إِلّا ذِكرٌ لِلعالَمِينَ وَ لَتَعلَمُنّ نَبَأَهُ بَعدَ حِينٍالزمرتَنزِيلُ الكِتابِ مِنَ اللّهِ العَزِيزِ الحَكِيمِ إِنّا أَنزَلنا إِلَيكَ الكِتابَ بِالحَقّ فَاعبُدِ اللّهَ مُخلِصاً لَهُ الدّينَ أَلا لِلّهِ الدّينُ الخالِصُ وَ الّذِينَ اتّخَذُوا مِن دُونِهِ أَولِياءَ ما نَعبُدُهُم إِلّا لِيُقَرّبُونا إِلَي اللّهِ زُلفي إِنّ اللّهَ يَحكُمُ بَينَهُم فِي ما هُم فِيهِ يَختَلِفُونَ إِنّ اللّهَ لا يهَديِ‌ مَن هُوَ كاذِبٌ كَفّارٌ لَو أَرادَ اللّهُ أَن يَتّخِذَ وَلَداً لَاصطَفي مِمّا يَخلُقُ ما يَشاءُ سُبحانَهُ هُوَ اللّهُ الواحِدُ القَهّارُ إلي قوله وَ إِذا مَسّ الإِنسانَ ضُرّ دَعا رَبّهُ مُنِيباً إِلَيهِ ثُمّ إِذا خَوّلَهُ نِعمَةً مِنهُ نسَيِ‌َ ما كانَ يَدعُوا إِلَيهِ مِن قَبلُ وَ جَعَلَ لِلّهِ


صفحه : 49

أَنداداً لِيُضِلّ عَن سَبِيلِهِ قُل تَمَتّع بِكُفرِكَ قَلِيلًا إِنّكَ مِن أَصحابِ النّارِ

إلي قوله قُل إنِيّ‌ أُمِرتُ أَن أَعبُدَ اللّهَ مُخلِصاً لَهُ الدّينَ وَ أُمِرتُ لِأَن أَكُونَ أَوّلَ المُسلِمِينَ قُل إنِيّ‌ أَخافُ إِن عَصَيتُ ربَيّ‌ عَذابَ يَومٍ عَظِيمٍ قُلِ اللّهَ أَعبُدُ مُخلِصاً لَهُ ديِنيِ‌ فَاعبُدُوا ما شِئتُم مِن دُونِهِ قُل إِنّ الخاسِرِينَ الّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُم وَ أَهلِيهِم يَومَ القِيامَةِ أَلا ذلِكَ هُوَ الخُسرانُ المُبِينُ إلي قوله أَ فَمَن شَرَحَ اللّهُ صَدرَهُ لِلإِسلامِ فَهُوَ عَلي نُورٍ مِن رَبّهِ فَوَيلٌ لِلقاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِن ذِكرِ اللّهِ أُولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ اللّهُ نَزّلَ أَحسَنَ الحَدِيثِ كِتاباً مُتَشابِهاً مثَانيِ‌َ تَقشَعِرّ مِنهُ جُلُودُ الّذِينَ يَخشَونَ رَبّهُم ثُمّ تَلِينُ جُلُودُهُم وَ قُلُوبُهُم إِلي ذِكرِ اللّهِ ذلِكَ هُدَي اللّهِ يهَديِ‌ بِهِ مَن يَشاءُ وَ مَن يُضلِلِ اللّهُ فَما لَهُ مِن هادٍ إلي قوله وَ لَقَد ضَرَبنا لِلنّاسِ فِي هذَا القُرآنِ مِن كُلّ مَثَلٍ لَعَلّهُم يَتَذَكّرُونَ قُرآناً عَرَبِيّا غَيرَ ذيِ‌ عِوَجٍ لَعَلّهُم يَتّقُونَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ وَ رَجُلًا سَلَماً لِرَجُلٍ هَل يَستَوِيانِ مَثَلًا الحَمدُ لِلّهِ بَل أَكثَرُهُم لا يَعلَمُونَ إلي قوله أَ لَيسَ اللّهُ بِكافٍ عَبدَهُ وَ يُخَوّفُونَكَ بِالّذِينَ مِن دُونِهِ وَ مَن يُضلِلِ اللّهُ فَما لَهُ مِن هادٍ وَ مَن يَهدِ اللّهُ فَما لَهُ مِن مُضِلّ أَ لَيسَ اللّهُ بِعَزِيزٍ ذيِ‌ انتِقامٍ وَ لَئِن سَأَلتَهُم مَن خَلَقَ السّماواتِ وَ الأَرضَ لَيَقُولُنّ اللّهُ قُل أَ فَرَأَيتُم ما تَدعُونَ مِن دُونِ اللّهِ إِن أرَادنَيِ‌َ اللّهُ بِضُرّ هَل هُنّ كاشِفاتُ ضُرّهِ أَو أرَادنَيِ‌ بِرَحمَةٍ هَل هُنّ مُمسِكاتُ رَحمَتِهِ قُل حسَبيِ‌َ اللّهُ عَلَيهِ يَتَوَكّلُ المُتَوَكّلُونَ قُل يا قَومِ اعمَلُوا عَلي مَكانَتِكُم إنِيّ‌ عامِلٌ فَسَوفَ تَعلَمُونَ مَن يَأتِيهِ عَذابٌ يُخزِيهِ وَ يَحِلّ عَلَيهِ عَذابٌ مُقِيمٌ إِنّا أَنزَلنا عَلَيكَ الكِتابَ لِلنّاسِ بِالحَقّ فَمَنِ اهتَدي فَلِنَفسِهِ وَ مَن ضَلّ فَإِنّما يَضِلّ عَلَيها وَ ما أَنتَ عَلَيهِم بِوَكِيلٍ إلي قوله أَمِ اتّخَذُوا مِن دُونِ اللّهِ شُفَعاءَ قُل أَ وَ لَو كانُوا لا يَملِكُونَ شَيئاً وَ لا يَعقِلُونَ قُل لِلّهِ الشّفاعَةُ جَمِيعاً لَهُ مُلكُ السّماواتِ وَ الأَرضِ ثُمّ إِلَيهِ تُرجَعُونَ وَ إِذا ذُكِرَ اللّهُ وَحدَهُ اشمَأَزّت قُلُوبُ الّذِينَ لا يُؤمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَ إِذا ذُكِرَ الّذِينَ مِن دُونِهِ إِذا هُم يَستَبشِرُونَ قُلِ أللّهُمّ فاطِرَ السّماواتِ وَ الأَرضِ عالِمَ الغَيبِ وَ الشّهادَةِ أَنتَ تَحكُمُ بَينَ عِبادِكَ فِي ما كانُوا فِيهِ يَختَلِفُونَ إلي قوله وَ أَنِيبُوا إِلي رَبّكُم وَ أَسلِمُوا لَهُ مِن قَبلِ أَن يَأتِيَكُمُ العَذابُ ثُمّ لا تُنصَرُونَ وَ اتّبِعُوا أَحسَنَ ما أُنزِلَ إِلَيكُم مِن رَبّكُم مِن قَبلِ أَن يَأتِيَكُمُ العَذابُ


صفحه : 50

بَغتَةً وَ أَنتُم لا تَشعُرُونَ إلي قوله قُل أَ فَغَيرَ اللّهِ تأَمرُوُنيّ‌ أَعبُدُ أَيّهَا الجاهِلُونَ وَ لَقَد أوُحيِ‌َ إِلَيكَ وَ إِلَي الّذِينَ مِن قَبلِكَ لَئِن أَشرَكتَ لَيَحبَطَنّ عَمَلُكَ وَ لَتَكُونَنّ مِنَ الخاسِرِينَ بَلِ اللّهَ فَاعبُد وَ كُن مِنَ الشّاكِرِينَالمؤمن ما يُجادِلُ فِي آياتِ اللّهِ إِلّا الّذِينَ كَفَرُوا فَلا يَغرُركَ تَقَلّبُهُم فِي البِلادِ كَذّبَت قَبلَهُم قَومُ نُوحٍ وَ الأَحزابُ مِن بَعدِهِم وَ هَمّت كُلّ أُمّةٍ بِرَسُولِهِم لِيَأخُذُوهُ وَ جادَلُوا بِالباطِلِ لِيُدحِضُوا بِهِ الحَقّ فَأَخَذتُهُم فَكَيفَ كانَ عِقابِ إلي قوله وَ اللّهُ يقَضيِ‌ بِالحَقّ وَ الّذِينَ يَدعُونَ مِن دُونِهِ لا يَقضُونَ بشِيَ‌ءٍ إِنّ اللّهَ هُوَ السّمِيعُ البَصِيرُ أَ وَ لَم يَسِيرُوا فِي الأَرضِ فَيَنظُرُوا كَيفَ كانَ عاقِبَةُ الّذِينَ كانُوا مِن قَبلِهِم كانُوا هُم أَشَدّ مِنهُم قُوّةً وَ آثاراً فِي الأَرضِ فَأَخَذَهُمُ اللّهُ بِذُنُوبِهِم وَ ما كانَ لَهُم مِنَ اللّهِ مِن واقٍ ذلِكَ بِأَنّهُم كانَت تَأتِيهِم رُسُلُهُم بِالبَيّناتِ فَكَفَرُوا فَأَخَذَهُمُ اللّهُ إِنّهُ قوَيِ‌ّ شَدِيدُ العِقابِ و قال سبحانه فَاصبِر إِنّ وَعدَ اللّهِ حَقّ وَ استَغفِر لِذَنبِكَ وَ سَبّح بِحَمدِ رَبّكَ باِلعشَيِ‌ّ وَ الإِبكارِ إِنّ الّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللّهِ بِغَيرِ سُلطانٍ أَتاهُم إِن فِي صُدُورِهِم إِلّا كِبرٌ ما هُم بِبالِغِيهِ فَاستَعِذ بِاللّهِ إِنّهُ هُوَ السّمِيعُ البَصِيرُ لَخَلقُ السّماواتِ وَ الأَرضِ أَكبَرُ مِن خَلقِ النّاسِ وَ لكِنّ أَكثَرَ النّاسِ لا يَعلَمُونَ وَ ما يسَتوَيِ‌ الأَعمي وَ البَصِيرُ وَ الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ وَ لَا المسُيِ‌ءُ قَلِيلًا ما تَتَذَكّرُونَ إلي قوله قُل إنِيّ‌ نُهِيتُ أَن أَعبُدَ الّذِينَ تَدعُونَ مِن دُونِ اللّهِ لَمّا جاءنَيِ‌ البَيّناتُ مِن ربَيّ‌ وَ أُمِرتُ أَن أُسلِمَ لِرَبّ العالَمِينَ إلي قوله أَ لَم تَرَ إِلَي الّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللّهِ أَنّي يُصرَفُونَ الّذِينَ كَذّبُوا بِالكِتابِ وَ بِما أَرسَلنا بِهِ رُسُلَنا فَسَوفَ يَعلَمُونَ إلي قوله وَ لَقَد أَرسَلنا رُسُلًا مِن قَبلِكَ مِنهُم مَن قَصَصنا عَلَيكَ وَ مِنهُم مَن لَم نَقصُص عَلَيكَ وَ ما كانَ لِرَسُولٍ أَن يأَتيِ‌َ بِآيَةٍ إِلّا بِإِذنِ اللّهِ فَإِذا جاءَ أَمرُ اللّهِ قضُيِ‌َ بِالحَقّ وَ خَسِرَ هُنالِكَ المُبطِلُونَ إلي آخر السورة


صفحه : 51

السجدةحم تَنزِيلٌ مِنَ الرّحمنِ الرّحِيمِ كِتابٌ فُصّلَت آياتُهُ قُرآناً عَرَبِيّا لِقَومٍ يَعلَمُونَ بَشِيراً وَ نَذِيراً فَأَعرَضَ أَكثَرُهُم فَهُم لا يَسمَعُونَ وَ قالُوا قُلُوبُنا فِي أَكِنّةٍ مِمّا تَدعُونا إِلَيهِ وَ فِي آذانِنا وَقرٌ وَ مِن بَينِنا وَ بَينِكَ حِجابٌ فَاعمَل إِنّنا عامِلُونَ قُل إِنّما أَنَا بَشَرٌ مِثلُكُم يُوحي إلِيَ‌ّ أَنّما إِلهُكُم إِلهٌ واحِدٌ فَاستَقِيمُوا إِلَيهِ وَ استَغفِرُوهُ وَ وَيلٌ لِلمُشرِكِينَ الّذِينَ لا يُؤتُونَ الزّكاةَ وَ هُم بِالآخِرَةِ هُم كافِرُونَ إلي قوله فَإِن أَعرَضُوا فَقُل أَنذَرتُكُم صاعِقَةً مِثلَ صاعِقَةِ عادٍ وَ ثَمُودَ إِذ جاءَتهُمُ الرّسُلُ مِن بَينِ أَيدِيهِم وَ مِن خَلفِهِم أَلّا تَعبُدُوا إِلّا اللّهَ قالُوا لَو شاءَ رَبّنا لَأَنزَلَ مَلائِكَةً فَإِنّا بِما أُرسِلتُم بِهِ كافِرُونَ إلي قوله وَ قالَ الّذِينَ كَفَرُوا لا تَسمَعُوا لِهذَا القُرآنِ وَ الغَوا فِيهِ لَعَلّكُم تَغلِبُونَ فَلَنُذِيقَنّ الّذِينَ كَفَرُوا عَذاباً شَدِيداً وَ لَنَجزِيَنّهُم أَسوَأَ ألّذِي كانُوا يَعمَلُونَ إلي قوله وَ مَن أَحسَنُ قَولًا مِمّن دَعا إِلَي اللّهِ وَ عَمِلَ صالِحاً وَ قالَ إنِنّيِ‌ مِنَ المُسلِمِينَ وَ لا تسَتوَيِ‌ الحَسَنَةُ وَ لَا السّيّئَةُ ادفَع باِلتّيِ‌ هيِ‌َ أَحسَنُ فَإِذَا ألّذِي بَينَكَ وَ بَينَهُ عَداوَةٌ كَأَنّهُ ولَيِ‌ّ حَمِيمٌ وَ ما يُلَقّاها إِلّا الّذِينَ صَبَرُوا وَ ما يُلَقّاها إِلّا ذُو حَظّ عَظِيمٍ إلي قوله إِنّ الّذِينَ كَفَرُوا بِالذّكرِ لَمّا جاءَهُم وَ إِنّهُ لَكِتابٌ عَزِيزٌ لا يَأتِيهِ الباطِلُ مِن بَينِ يَدَيهِ وَ لا مِن خَلفِهِ تَنزِيلٌ مِن حَكِيمٍ حَمِيدٍ ما يُقالُ لَكَ إِلّا ما قَد قِيلَ لِلرّسُلِ مِن قَبلِكَ إِنّ رَبّكَ لَذُو مَغفِرَةٍ وَ ذُو عِقابٍ أَلِيمٍ وَ لَو جَعَلناهُ قُرآناً أَعجَمِيّا لَقالُوا لَو لا فُصّلَت آياتُهُ ءَ أعَجمَيِ‌ّ وَ عرَبَيِ‌ّ قُل هُوَ لِلّذِينَ آمَنُوا هُديً وَ شِفاءٌ وَ الّذِينَ لا يُؤمِنُونَ فِي آذانِهِم وَقرٌ وَ هُوَ عَلَيهِم عَمًي أُولئِكَ يُنادَونَ مِن مَكانٍ بَعِيدٍ إلي قوله قُل أَ رَأَيتُم إِن كانَ مِن عِندِ اللّهِ ثُمّ كَفَرتُم بِهِ مَن أَضَلّ مِمّن هُوَ فِي شِقاقٍ بَعِيدٍحمعسق وَ الّذِينَ اتّخَذُوا مِن دُونِهِ أَولِياءَ اللّهُ حَفِيظٌ عَلَيهِم وَ ما أَنتَ عَلَيهِم بِوَكِيلٍ وَ كَذلِكَ أَوحَينا إِلَيكَ قُرآناً عَرَبِيّا لِتُنذِرَ أُمّ القُري وَ مَن حَولَها وَ تُنذِرَ يَومَ الجَمعِ لا رَيبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الجَنّةِ وَ فَرِيقٌ فِي السّعِيرِ إلي قوله أَمِ اتّخَذُوا مِن دُونِهِ أَولِياءَ فَاللّهُ هُوَ الولَيِ‌ّ وَ هُوَ يحُي‌ِ المَوتي وَ هُوَ عَلي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ إلي قوله شَرَعَ لَكُم مِنَ الدّينِ ما وَصّي بِهِ نُوحاً وَ ألّذِي أَوحَينا إِلَيكَ وَ ما وَصّينا بِهِ اِبراهِيمَ وَ مُوسي وَ عِيسي أَن أَقِيمُوا الدّينَ وَ لا تَتَفَرّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَي المُشرِكِينَ ما تَدعُوهُم إِلَيهِ اللّهُ يجَتبَيِ‌ إِلَيهِ مَن يَشاءُ وَ يهَديِ‌ إِلَيهِ مَن يُنِيبُ وَ ما تَفَرّقُوا إِلّا مِن بَعدِ ما جاءَهُمُ العِلمُ بَغياً بَينَهُم وَ لَو لا كَلِمَةٌ سَبَقَت مِن رَبّكَ إِلي أَجَلٍ مُسَمّي لقَضُيِ‌َ بَينَهُم وَ إِنّ الّذِينَ أُورِثُوا الكِتابَ مِن


صفحه : 52

بَعدِهِم لفَيِ‌ شَكّ مِنهُ مُرِيبٍ فَلِذلِكَ فَادعُ وَ استَقِم كَما أُمِرتَ وَ لا تَتّبِع أَهواءَهُم وَ قُل آمَنتُ بِما أَنزَلَ اللّهُ مِن كِتابٍ وَ أُمِرتُ لِأَعدِلَ بَينَكُمُ اللّهُ رَبّنا وَ رَبّكُم لَنا أَعمالُنا وَ لَكُم أَعمالُكُم لا حُجّةَ بَينَنا وَ بَينَكُمُ اللّهُ يَجمَعُ بَينَنا وَ إِلَيهِ المَصِيرُ وَ الّذِينَ يُحَاجّونَ فِي اللّهِ مِن بَعدِ ما استُجِيبَ لَهُ حُجّتُهُم داحِضَةٌ عِندَ رَبّهِم وَ عَلَيهِم غَضَبٌ وَ لَهُم عَذابٌ شَدِيدٌ

إلي قوله قُل لا أَسئَلُكُم عَلَيهِ أَجراً إِلّا المَوَدّةَ فِي القُربي وَ مَن يَقتَرِف حَسَنَةً نَزِد لَهُ فِيها حُسناً إِنّ اللّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ أَم يَقُولُونَ افتَري عَلَي اللّهِ كَذِباً فَإِن يَشَإِ اللّهُ يَختِم عَلي قَلبِكَ وَ يَمحُ اللّهُ الباطِلَ وَ يُحِقّ الحَقّ بِكَلِماتِهِ إِنّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصّدُورِ إلي قوله استَجِيبُوا لِرَبّكُم مِن قَبلِ أَن يأَتيِ‌َ يَومٌ لا مَرَدّ لَهُ مِنَ اللّهِ ما لَكُم مِن مَلجَإٍ يَومَئِذٍ وَ ما لَكُم مِن نَكِيرٍ فَإِن أَعرَضُوا فَما أَرسَلناكَ عَلَيهِم حَفِيظاً إِن عَلَيكَ إِلّا البَلاغُ إلي قوله وَ كَذلِكَ أَوحَينا إِلَيكَ رُوحاً مِن أَمرِنا ما كُنتَ تدَريِ‌ مَا الكِتابُ وَ لَا الإِيمانُ وَ لكِن جَعَلناهُ نُوراً نهَديِ‌ بِهِ مَن نَشاءُ مِن عِبادِنا وَ إِنّكَ لتَهَديِ‌ إِلي صِراطٍ مُستَقِيمٍ صِراطِ اللّهِ ألّذِي لَهُ ما فِي السّماواتِ وَ ما فِي الأَرضِ أَلا إِلَي اللّهِ تَصِيرُ الأُمُورُالزخرف حم وَ الكِتابِ المُبِينِ إِنّا جَعَلناهُ قُرآناً عَرَبِيّا لَعَلّكُم تَعقِلُونَ وَ إِنّهُ فِي أُمّ الكِتابِ لَدَينا لعَلَيِ‌ّ حَكِيمٌ أَ فَنَضرِبُ عَنكُمُ الذّكرَ صَفحاً أَن كُنتُم قَوماً مُسرِفِينَ وَ كَم أَرسَلنا مِن نبَيِ‌ّ فِي الأَوّلِينَ وَ ما يَأتِيهِم مِن نبَيِ‌ّ إِلّا كانُوا بِهِ يَستَهزِؤُنَ فَأَهلَكنا أَشَدّ مِنهُم بَطشاً وَ مَضي مَثَلُ الأَوّلِينَ إلي قوله سبحانه وَ جَعَلُوا لَهُ مِن عِبادِهِ جُزءاً إِنّ الإِنسانَ لَكَفُورٌ مُبِينٌ أَمِ اتّخَذَ مِمّا يَخلُقُ بَناتٍ وَ أَصفاكُم بِالبَنِينَ وَ إِذا بُشّرَ أَحَدُهُم بِما ضَرَبَ لِلرّحمنِ مَثَلًا ظَلّ وَجهُهُ مُسوَدّا وَ هُوَ


صفحه : 53

كَظِيمٌ أَ وَ مَن يُنَشّؤُا فِي الحِليَةِ وَ هُوَ فِي الخِصامِ غَيرُ مُبِينٍ وَ جَعَلُوا المَلائِكَةَ الّذِينَ هُم عِبادُ الرّحمنِ إِناثاً أَ شَهِدُوا خَلقَهُم سَتُكتَبُ شَهادَتُهُم وَ يُسئَلُونَ وَ قالُوا لَو شاءَ الرّحمنُ ما عَبَدناهُم ما لَهُم بِذلِكَ مِن عِلمٍ إِن هُم إِلّا يَخرُصُونَ أَم آتَيناهُم كِتاباً مِن قَبلِهِ فَهُم بِهِ مُستَمسِكُونَ بَل قالُوا إِنّا وَجَدنا آباءَنا عَلي أُمّةٍ وَ إِنّا عَلي آثارِهِم مُهتَدُونَ وَ كَذلِكَ ما أَرسَلنا مِن قَبلِكَ فِي قَريَةٍ مِن نَذِيرٍ إِلّا قالَ مُترَفُوها إِنّا وَجَدنا آباءَنا عَلي أُمّةٍ وَ إِنّا عَلي آثارِهِم مُقتَدُونَ قالَ أَ وَ لَو جِئتُكُم بِأَهدي مِمّا وَجَدتُم عَلَيهِ آباءَكُم قالُوا إِنّا بِما أُرسِلتُم بِهِ كافِرُونَ فَانتَقَمنا مِنهُم فَانظُر كَيفَ كانَ عاقِبَةُ المُكَذّبِينَ إلي قوله بَل مَتّعتُ هؤُلاءِ وَ آباءَهُم حَتّي جاءَهُمُ الحَقّ وَ رَسُولٌ مُبِينٌ وَ لَمّا جاءَهُمُ الحَقّ قالُوا هذا سِحرٌ وَ إِنّا بِهِ كافِرُونَ وَ قالُوا لَو لا نُزّلَ هذَا القُرآنُ عَلي رَجُلٍ مِنَ القَريَتَينِ عَظِيمٍ أَ هُم يَقسِمُونَ رَحمَتَ رَبّكَ نَحنُ قَسَمنا بَينَهُم مَعِيشَتَهُم فِي الحَياةِ الدّنيا وَ رَفَعنا بَعضَهُم فَوقَ بَعضٍ دَرَجاتٍ لِيَتّخِذَ بَعضُهُم بَعضاً سُخرِيّا وَ رَحمَتُ رَبّكَ خَيرٌ مِمّا يَجمَعُونَ إلي قوله أَ فَأَنتَ تُسمِعُ الصّمّ أَو تهَديِ‌ العمُي‌َ وَ مَن كانَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ فَإِمّا نَذهَبَنّ بِكَ فَإِنّا مِنهُم مُنتَقِمُونَ أَو نُرِيَنّكَ ألّذِي وَعَدناهُم فَإِنّا عَلَيهِم مُقتَدِرُونَ فَاستَمسِك باِلذّيِ‌ أوُحيِ‌َ إِلَيكَ إِنّكَ عَلي صِراطٍ مُستَقِيمٍ وَ إِنّهُ لَذِكرٌ لَكَ وَ لِقَومِكَ وَ سَوفَ تُسئَلُونَ وَ سئَل مَن أَرسَلنا مِن قَبلِكَ مِن رُسُلِنا أَ جَعَلنا مِن دُونِ الرّحمنِ آلِهَةً يُعبَدُونَ و قال تعالي وَ لَمّا ضُرِبَ ابنُ مَريَمَ مَثَلًا إِذا قَومُكَ مِنهُ يَصِدّونَ وَ قالُوا أَ آلِهَتُنا خَيرٌ أَم هُوَ ما ضَرَبُوهُ لَكَ إِلّا جَدَلًا بَل هُم قَومٌ خَصِمُونَ إِن هُوَ إِلّا عَبدٌ أَنعَمنا عَلَيهِ وَ جَعَلناهُ مَثَلًا لبِنَيِ‌ إِسرائِيلَ وَ لَو نَشاءُ لَجَعَلنا مِنكُم مَلائِكَةً فِي الأَرضِ يَخلُفُونَ إلي قوله لَقَد جِئناكُم بِالحَقّ وَ لكِنّ أَكثَرَكُم لِلحَقّ كارِهُونَ أَم أَبرَمُوا أَمراً فَإِنّا مُبرِمُونَ أَم يَحسَبُونَ أَنّا لا نَسمَعُ سِرّهُم وَ نَجواهُم بَلي وَ رُسُلُنا لَدَيهِم يَكتُبُونَ قُل إِن كانَ لِلرّحمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوّلُ العابِدِينَ سُبحانَ رَبّ السّماواتِ وَ الأَرضِ رَبّ العَرشِ عَمّا يَصِفُونَ فَذَرهُم يَخُوضُوا وَ يَلعَبُوا حَتّي يُلاقُوا يَومَهُمُ ألّذِي يُوعَدُونَ إلي قوله وَ لَئِن سَأَلتَهُم مَن خَلَقَهُم لَيَقُولُنّ اللّهُ فَأَنّي يُؤفَكُونَ وَ قِيلِهِ يا رَبّ إِنّ هؤُلاءِ قَومٌ لا يُؤمِنُونَ فَاصفَح عَنهُم وَ قُل سَلامٌ فَسَوفَ يَعلَمُونَالدخان حم وَ الكِتابِ المُبِينِ إِنّا أَنزَلناهُ فِي لَيلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنّا كُنّا


صفحه : 54

مُنذِرِينَ

إلي قوله بَل هُم فِي شَكّ يَلعَبُونَ إلي قوله فَإِنّما يَسّرناهُ بِلِسانِكَ لَعَلّهُم يَتَذَكّرُونَ فَارتَقِب إِنّهُم مُرتَقِبُونَالجاثيةحم تَنزِيلُ الكِتابِ مِنَ اللّهِ العَزِيزِ الحَكِيمِ إلي قوله تِلكَ آياتُ اللّهِ نَتلُوها عَلَيكَ بِالحَقّ فبَأِيَ‌ّ حَدِيثٍ بَعدَ اللّهِ وَ آياتِهِ يُؤمِنُونَ وَيلٌ لِكُلّ أَفّاكٍ أَثِيمٍ يَسمَعُ آياتِ اللّهِ تُتلي عَلَيهِ ثُمّ يُصِرّ مُستَكبِراً كَأَن لَم يَسمَعها فَبَشّرهُ بِعَذابٍ أَلِيمٍ وَ إِذا عَلِمَ مِن آياتِنا شَيئاً اتّخَذَها هُزُواً أُولئِكَ لَهُم عَذابٌ مُهِينٌ مِن وَرائِهِم جَهَنّمُ وَ لا يغُنيِ‌ عَنهُم ما كَسَبُوا شَيئاً وَ لا مَا اتّخَذُوا مِن دُونِ اللّهِ أَولِياءَ وَ لَهُم عَذابٌ عَظِيمٌ هذا هُديً وَ الّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ رَبّهِم لَهُم عَذابٌ مِن رِجزٍ أَلِيمٌ إلي قوله قُل لِلّذِينَ آمَنُوا يَغفِرُوا لِلّذِينَ لا يَرجُونَ أَيّامَ اللّهِ ليِجَزيِ‌َ قَوماً بِما كانُوا يَكسِبُونَ إلي قوله تعالي ثُمّ جَعَلناكَ عَلي شَرِيعَةٍ مِنَ الأَمرِ فَاتّبِعها وَ لا تَتّبِع أَهواءَ الّذِينَ لا يَعلَمُونَ إِنّهُم لَن يُغنُوا عَنكَ مِنَ اللّهِ شَيئاً وَ إِنّ الظّالِمِينَ بَعضُهُم أَولِياءُ بَعضٍ وَ اللّهُ ولَيِ‌ّ المُتّقِينَ هذا بَصائِرُ لِلنّاسِ وَ هُديً وَ رَحمَةٌ لِقَومٍ يُوقِنُونَ إلي قوله أَ فَرَأَيتَ مَنِ اتّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ وَ أَضَلّهُ اللّهُ عَلي عِلمٍ وَ خَتَمَ عَلي سَمعِهِ وَ قَلبِهِ وَ جَعَلَ عَلي بَصَرِهِ غِشاوَةً فَمَن يَهدِيهِ مِن بَعدِ اللّهِ أَ فَلا تَذَكّرُونَ وَ قالُوا ما هيِ‌َ إِلّا حَياتُنَا الدّنيا نَمُوتُ وَ نَحيا وَ ما يُهلِكُنا إِلّا الدّهرُ وَ ما لَهُم بِذلِكَ مِن عِلمٍ إِن هُم إِلّا يَظُنّونَالأحقاف حم تَنزِيلُ الكِتابِ مِنَ اللّهِ العَزِيزِ الحَكِيمِ ما خَلَقنَا السّماواتِ وَ الأَرضَ وَ ما بَينَهُما إِلّا بِالحَقّ وَ أَجَلٍ مُسَمّي وَ الّذِينَ كَفَرُوا عَمّا أُنذِرُوا مُعرِضُونَ قُل أَ رَأَيتُم ما تَدعُونَ مِن دُونِ اللّهِ أرَوُنيِ‌ ما ذا خَلَقُوا مِنَ الأَرضِ أَم لَهُم شِركٌ فِي السّماواتِ ائتوُنيِ‌ بِكِتابٍ مِن قَبلِ هذا أَو أَثارَةٍ مِن عِلمٍ إِن كُنتُم صادِقِينَ وَ مَن أَضَلّ مِمّن يَدعُوا مِن دُونِ اللّهِ مَن لا يَستَجِيبُ لَهُ إِلي يَومِ القِيامَةِ وَ هُم عَن دُعائِهِم غافِلُونَ وَ إِذا حُشِرَ النّاسُ كانُوا لَهُم أَعداءً وَ كانُوا بِعِبادَتِهِم كافِرِينَ وَ إِذا تُتلي عَلَيهِم آياتُنا بَيّناتٍ قالَ الّذِينَ كَفَرُوا لِلحَقّ لَمّا جاءَهُم هذا سِحرٌ مُبِينٌ أَم يَقُولُونَ افتَراهُ قُل إِنِ افتَرَيتُهُ فَلا تَملِكُونَ لِي مِنَ اللّهِ شَيئاً هُوَ أَعلَمُ بِما تُفِيضُونَ فِيهِ كَفي بِهِ شَهِيداً بيَنيِ‌ وَ بَينَكُم وَ هُوَ الغَفُورُ الرّحِيمُ قُل ما كُنتُ بِدعاً مِنَ الرّسُلِ وَ ما أدَريِ‌ ما يُفعَلُ بيِ‌ وَ لا بِكُم إِن أَتّبِعُ


صفحه : 55

إِلّا ما يُوحي إلِيَ‌ّ وَ ما أَنَا إِلّا نَذِيرٌ مُبِينٌ قُل أَ رَأَيتُم إِن كانَ مِن عِندِ اللّهِ وَ كَفَرتُم بِهِ وَ شَهِدَ شاهِدٌ مِن بنَيِ‌ إِسرائِيلَ عَلي مِثلِهِ فَآمَنَ وَ استَكبَرتُم إِنّ اللّهَ لا يهَديِ‌ القَومَ الظّالِمِينَ وَ قالَ الّذِينَ كَفَرُوا لِلّذِينَ آمَنُوا لَو كانَ خَيراً ما سَبَقُونا إِلَيهِ وَ إِذ لَم يَهتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هذا إِفكٌ قَدِيمٌ وَ مِن قَبلِهِ كِتابُ مُوسي إِماماً وَ رَحمَةً وَ هذا كِتابٌ مُصَدّقٌ لِساناً عَرَبِيّا لِيُنذِرَ الّذِينَ ظَلَمُوا وَ بُشري لِلمُحسِنِينَ

إلي قوله فَاصبِر كَما صَبَرَ أُولُوا العَزمِ مِنَ الرّسُلِ وَ لا تَستَعجِل لَهُم كَأَنّهُم يَومَ يَرَونَ ما يُوعَدُونَ لَم يَلبَثُوا إِلّا ساعَةً مِن نَهارٍ بَلاغٌ فَهَل يُهلَكُ إِلّا القَومُ الفاسِقُونَ محمدوَ الّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتّعُونَ وَ يَأكُلُونَ كَما تَأكُلُ الأَنعامُ وَ النّارُ مَثويً لَهُم وَ كَأَيّن مِن قَريَةٍ هيِ‌َ أَشَدّ قُوّةً مِن قَريَتِكَ التّيِ‌ أَخرَجَتكَ أَهلَكناهُم فَلا ناصِرَ لَهُم أَ فَمَن كانَ عَلي بَيّنَةٍ مِن رَبّهِ كَمَن زُيّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَ اتّبَعُوا أَهواءَهُم إلي قوله وَ مِنهُم مَن يَستَمِعُ إِلَيكَ حَتّي إِذا خَرَجُوا مِن عِندِكَ قالُوا لِلّذِينَ أُوتُوا العِلمَ ما ذا قالَ آنِفاً أُولئِكَ الّذِينَ طَبَعَ اللّهُ عَلي قُلُوبِهِم وَ اتّبَعُوا أَهواءَهُم إلي آخر السورة الفتح إِنّا أَرسَلناكَ شاهِداً وَ مُبَشّراً وَ نَذِيراً لِتُؤمِنُوا بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ وَ تُعَزّرُوهُ وَ تُوَقّرُوهُ وَ تُسَبّحُوهُ بُكرَةً وَ أَصِيلًا إِنّ الّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنّما يُبايِعُونَ اللّهَ يَدُ اللّهِ فَوقَ أَيدِيهِم فَمَن نَكَثَ فَإِنّما يَنكُثُ عَلي نَفسِهِ وَ مَن أَوفي بِما عاهَدَ عَلَيهُ اللّهَ فَسَيُؤتِيهِ أَجراً عَظِيماًالحجرات وَ اعلَمُوا أَنّ فِيكُم رَسُولَ اللّهِ لَو يُطِيعُكُم فِي كَثِيرٍ مِنَ الأَمرِ لَعَنِتّم وَ لكِنّ اللّهَ حَبّبَ إِلَيكُمُ الإِيمانَ وَ زَيّنَهُ فِي قُلُوبِكُم وَ كَرّهَ إِلَيكُمُ الكُفرَ وَ الفُسُوقَ وَ العِصيانَ أُولئِكَ هُمُ الرّاشِدُونَ و قال سبحانه قالَتِ الأَعرابُ آمَنّا قُل لَم تُؤمِنُوا وَ لكِن قُولُوا أَسلَمنا وَ لَمّا يَدخُلِ الإِيمانُ فِي قُلُوبِكُم وَ إِن تُطِيعُوا اللّهَ وَ رَسُولَهُ لا يَلِتكُم مِن أَعمالِكُم شَيئاً إِنّ اللّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ إلي قوله قُل أَ تُعَلّمُونَ اللّهَ بِدِينِكُم وَ اللّهُ يَعلَمُ ما فِي السّماواتِ وَ ما فِي الأَرضِ وَ اللّهُ بِكُلّ شَيءٍ عَلِيمٌ يَمُنّونَ عَلَيكَ أَن أَسلَمُوا قُل لا تَمُنّوا عَلَيّ إِسلامَكُم بَلِ اللّهُ يَمُنّ عَلَيكُم أَن هَداكُم لِلإِيمانِ إِن كُنتُم صادِقِينَ إِنّ اللّهَ يَعلَمُ غَيبَ السّماواتِ وَ الأَرضِ وَ اللّهُ بَصِيرٌ بِما تَعمَلُونَ


صفحه : 56

ق ق وَ القُرآنِ المَجِيدِ بَل عَجِبُوا أَن جاءَهُم مُنذِرٌ مِنهُم فَقالَ الكافِرُونَ هذا شَيءٌ عَجِيبٌ أَ إِذا مِتنا وَ كُنّا تُراباً ذلِكَ رَجعٌ بَعِيدٌ إلي قوله وَ كَم أَهلَكنا قَبلَهُم مِن قَرنٍ هُم أَشَدّ مِنهُم بَطشاً فَنَقّبُوا فِي البِلادِ هَل مِن مَحِيصٍ إِنّ فِي ذلِكَ لَذِكري لِمَن كانَ لَهُ قَلبٌ أَو أَلقَي السّمعَ وَ هُوَ شَهِيدٌ إلي قوله سبحانه نَحنُ أَعلَمُ بِما يَقُولُونَ وَ ما أَنتَ عَلَيهِم بِجَبّارٍ فَذَكّر بِالقُرآنِ مَن يَخافُ وَعِيدِالذاريات فَفِرّوا إِلَي اللّهِ إنِيّ‌ لَكُم مِنهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ وَ لا تَجعَلُوا مَعَ اللّهِ إِلهاً آخَرَ إنِيّ‌ لَكُم مِنهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ كَذلِكَ ما أَتَي الّذِينَ مِن قَبلِهِم مِن رَسُولٍ إِلّا قالُوا ساحِرٌ أَو مَجنُونٌ أَ تَواصَوا بِهِ بَل هُم قَومٌ طاغُونَ فَتَوَلّ عَنهُم فَما أَنتَ بِمَلُومٍ وَ ذَكّر فَإِنّ الذّكري تَنفَعُ المُؤمِنِينَ إلي آخر السورة الطورفَذَكّر فَما أَنتَ بِنِعمَةِ رَبّكَ بِكاهِنٍ وَ لا مَجنُونٍ أَم يَقُولُونَ شاعِرٌ نَتَرَبّصُ بِهِ رَيبَ المَنُونِ قُل تَرَبّصُوا فإَنِيّ‌ مَعَكُم مِنَ المُتَرَبّصِينَ أَم تَأمُرُهُم أَحلامُهُم بِهذا أَم هُم قَومٌ طاغُونَ أَم يَقُولُونَ تَقَوّلَهُ بَل لا يُؤمِنُونَ فَليَأتُوا بِحَدِيثٍ مِثلِهِ إِن كانُوا صادِقِينَ أَم خُلِقُوا مِن غَيرِ شَيءٍ أَم هُمُ الخالِقُونَ أَم خَلَقُوا السّماواتِ وَ الأَرضَ بَل لا يُوقِنُونَ أَم عِندَهُم خَزائِنُ رَبّكَ أَم هُمُ المُصَيطِرُونَ أَم لَهُم سُلّمٌ يَستَمِعُونَ فِيهِ فَليَأتِ مُستَمِعُهُم بِسُلطانٍ مُبِينٍ أَم لَهُ البَناتُ وَ لَكُمُ البَنُونَ أَم تَسئَلُهُم أَجراً فَهُم مِن مَغرَمٍ مُثقَلُونَ أَم عِندَهُمُ الغَيبُ فَهُم يَكتُبُونَ أَم يُرِيدُونَ كَيداً فَالّذِينَ كَفَرُوا هُمُ المَكِيدُونَ أَم لَهُم إِلهٌ غَيرُ اللّهِ سُبحانَ اللّهِ عَمّا يُشرِكُونَ وَ إِن يَرَوا كِسفاً مِنَ السّماءِ ساقِطاً يَقُولُوا سَحابٌ مَركُومٌ فَذَرهُم حَتّي يُلاقُوا يَومَهُمُ ألّذِي فِيهِ يُصعَقُونَ يَومَ لا يغُنيِ‌ عَنهُم كَيدُهُم شَيئاً وَ لا هُم يُنصَرُونَ وَ إِنّ لِلّذِينَ ظَلَمُوا عَذاباً دُونَ ذلِكَ وَ لكِنّ أَكثَرَهُم لا يَعلَمُونَ وَ اصبِر لِحُكمِ رَبّكَ فَإِنّكَ بِأَعيُنِنا وَ سَبّح بِحَمدِ رَبّكَ حِينَ تَقُومُ وَ مِنَ اللّيلِ فَسَبّحهُ وَ إِدبارَ النّجُومِالنجم وَ النّجمِ إِذا هَوي ما ضَلّ صاحِبُكُم وَ ما غَوي وَ ما يَنطِقُ عَنِ الهَوي إِن هُوَ إِلّا وحَي‌ٌ يُوحي عَلّمَهُ شَدِيدُ القُوي ذُو مِرّةٍ فَاستَوي إلي قوله


صفحه : 57

أَ فَرَأَيتُمُ اللّاتَ وَ العُزّي وَ مَناةَ الثّالِثَةَ الأُخري أَ لَكُمُ الذّكَرُ وَ لَهُ الأُنثي تِلكَ إِذاً قِسمَةٌ ضِيزي إِن هيِ‌َ إِلّا أَسماءٌ سَمّيتُمُوها أَنتُم وَ آباؤُكُم ما أَنزَلَ اللّهُ بِها مِن سُلطانٍ إِن يَتّبِعُونَ إِلّا الظّنّ وَ ما تَهوَي الأَنفُسُ وَ لَقَد جاءَهُم مِن رَبّهِمُ الهُدي أَم لِلإِنسانِ ما تَمَنّي فَلِلّهِ الآخِرَةُ وَ الأُولي وَ كَم مِن مَلَكٍ فِي السّماواتِ لا تغُنيِ‌ شَفاعَتُهُم شَيئاً إِلّا مِن بَعدِ أَن يَأذَنَ اللّهُ لِمَن يَشاءُ وَ يَرضي إِنّ الّذِينَ لا يُؤمِنُونَ بِالآخِرَةِ لَيُسَمّونَ المَلائِكَةَ تَسمِيَةَ الأُنثي وَ ما لَهُم بِهِ مِن عِلمٍ إِن يَتّبِعُونَ إِلّا الظّنّ وَ إِنّ الظّنّ لا يغُنيِ‌ مِنَ الحَقّ شَيئاً إلي قوله أَ فَرَأَيتَ ألّذِي تَوَلّي وَ أَعطي قَلِيلًا وَ أَكدي أَ عِندَهُ عِلمُ الغَيبِ فَهُوَ يَري أَم لَم يُنَبّأ بِما فِي صُحُفِ مُوسي وَ اِبراهِيمَ ألّذِي وَفّي أَلّا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزرَ أُخري وَ أَن لَيسَ لِلإِنسانِ إِلّا ما سَعي وَ أَنّ سَعيَهُ سَوفَ يُري ثُمّ يُجزاهُ الجَزاءَ الأَوفي إلي آخر السورة القمراقتَرَبَتِ السّاعَةُ وَ انشَقّ القَمَرُ وَ إِن يَرَوا آيَةً يُعرِضُوا وَ يَقُولُوا سِحرٌ مُستَمِرّ وَ كَذّبُوا وَ اتّبَعُوا أَهواءَهُم وَ كُلّ أَمرٍ مُستَقِرّ وَ لَقَد جاءَهُم مِنَ الأَنباءِ ما فِيهِ مُزدَجَرٌ حِكمَةٌ بالِغَةٌ فَما تُغنِ النّذُرُ فَتَوَلّ عَنهُم إلي قوله سبحانه وَ لَقَد جاءَ آلَ فِرعَونَ النّذُرُ كَذّبُوا بِآياتِنا كُلّها فَأَخَذناهُم أَخذَ عَزِيزٍ مُقتَدِرٍ أَ كُفّارُكُم خَيرٌ مِن أُولئِكُم أَم لَكُم بَراءَةٌ فِي الزّبُرِ أَم يَقُولُونَ نَحنُ جَمِيعٌ مُنتَصِرٌ سَيُهزَمُ الجَمعُ وَ يُوَلّونَ الدّبُرَ إلي قوله وَ لَقَد أَهلَكنا أَشياعَكُم فَهَل مِن مُدّكِرٍ وَ كُلّ شَيءٍ فَعَلُوهُ فِي الزّبُرِ وَ كُلّ صَغِيرٍ وَ كَبِيرٍ مُستَطَرٌالرحمن الرّحمنُ عَلّمَ القُرآنَ إلي آخر السورة الواقعةأَ فَرَأَيتُم ما تُمنُونَ أَ أَنتُم تَخلُقُونَهُ أَم نَحنُ الخالِقُونَ إلي قوله أَ فَرَأَيتُم ما تَحرُثُونَ أَ أَنتُم تَزرَعُونَهُ أَم نَحنُ الزّارِعُونَ لَو نَشاءُ لَجَعَلناهُ حُطاماً فَظَلتُم تَفَكّهُونَ إِنّا لَمُغرَمُونَ بَل نَحنُ مَحرُومُونَ أَ فَرَأَيتُمُ الماءَ ألّذِي تَشرَبُونَ أَ أَنتُم أَنزَلتُمُوهُ مِنَ المُزنِ أَم نَحنُ المُنزِلُونَ لَو نَشاءُ جَعَلناهُ أُجاجاً فَلَو لا تَشكُرُونَ أَ فَرَأَيتُمُ النّارَ التّيِ‌ تُورُونَ أَ أَنتُم أَنشَأتُم شَجَرَتَها أَم نَحنُ المُنشِؤُنَ نَحنُ جَعَلناها تَذكِرَةً


صفحه : 58

وَ مَتاعاً لِلمُقوِينَ فَسَبّح بِاسمِ رَبّكَ العَظِيمِ فَلا أُقسِمُ بِمَواقِعِ النّجُومِ وَ إِنّهُ لَقَسَمٌ لَو تَعلَمُونَ عَظِيمٌ إِنّهُ لَقُرآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتابٍ مَكنُونٍ لا يَمَسّهُ إِلّا المُطَهّرُونَ تَنزِيلٌ مِن رَبّ العالَمِينَ أَ فَبِهذَا الحَدِيثِ أَنتُم مُدهِنُونَ وَ تَجعَلُونَ رِزقَكُم أَنّكُم تُكَذّبُونَ إلي قوله إِنّ هذا لَهُوَ حَقّ اليَقِينِ فَسَبّح بِاسمِ رَبّكَ العَظِيمِالحديدوَ ما لَكُم لا تُؤمِنُونَ بِاللّهِ وَ الرّسُولُ يَدعُوكُم لِتُؤمِنُوا بِرَبّكُم وَ قَد أَخَذَ مِيثاقَكُم إِن كُنتُم مُؤمِنِينَ هُوَ ألّذِي يُنَزّلُ عَلي عَبدِهِ آياتٍ بَيّناتٍ لِيُخرِجَكُم مِنَ الظّلُماتِ إِلَي النّورِ وَ إِنّ اللّهَ بِكُم لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ إلي قوله تعالي أَ لَم يَأنِ لِلّذِينَ آمَنُوا أَن تَخشَعَ قُلُوبُهُم لِذِكرِ اللّهِ وَ ما نَزَلَ مِنَ الحَقّ وَ لا يَكُونُوا كَالّذِينَ أُوتُوا الكِتابَ مِن قَبلُ فَطالَ عَلَيهِمُ الأَمَدُ فَقَسَت قُلُوبُهُم وَ كَثِيرٌ مِنهُم فاسِقُونَ اعلَمُوا أَنّ اللّهَ يحُي‌ِ الأَرضَ بَعدَ مَوتِها قَد بَيّنّا لَكُمُ الآياتِ لَعَلّكُم تَعقِلُونَ إلي قوله يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا اتّقُوا اللّهَ وَ آمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَ يَجعَل لَكُم نُوراً تَمشُونَ بِهِ وَ يَغفِر لَكُم وَ اللّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ لِئَلّا يَعلَمَ أَهلُ الكِتابِ أَلّا يَقدِرُونَ عَلي شَيءٍ مِن فَضلِ اللّهِ وَ أَنّ الفَضلَ بِيَدِ اللّهِ يُؤتِيهِ مَن يَشاءُ وَ اللّهُ ذُو الفَضلِ العَظِيمِالمجادلةإِنّ الّذِينَ يُحَادّونَ اللّهَ وَ رَسُولَهُ كُبِتُوا كَما كُبِتَ الّذِينَ مِن قَبلِهِم وَ قَد أَنزَلنا آياتٍ بَيّناتٍ وَ لِلكافِرِينَ عَذابٌ مُهِينٌ إلي قوله أَ لَم تَرَ إِلَي الّذِينَ تَوَلّوا قَوماً غَضِبَ اللّهُ عَلَيهِم ما هُم مِنكُم وَ لا مِنهُم وَ يَحلِفُونَ عَلَي الكَذِبِ وَ هُم يَعلَمُونَ أَعَدّ اللّهُ لَهُم عَذاباً شَدِيداً إِنّهُم ساءَ ما كانُوا يَعمَلُونَ اتّخَذُوا أَيمانَهُم جُنّةً فَصَدّوا عَن سَبِيلِ اللّهِ فَلَهُم عَذابٌ مُهِينٌ إلي قوله استَحوَذَ عَلَيهِمُ الشّيطانُ فَأَنساهُم ذِكرَ اللّهِ أُولئِكَ حِزبُ الشّيطانِ أَلا إِنّ حِزبَ الشّيطانِ هُمُ الخاسِرُونَ إِنّ الّذِينَ يُحَادّونَ اللّهَ وَ رَسُولَهُ أُولئِكَ فِي الأَذَلّينَ كَتَبَ اللّهُ لَأَغلِبَنّ أَنَا وَ رسُلُيِ‌ إِنّ اللّهَ قوَيِ‌ّ عَزِيزٌالممتحنةقَد كانَت لَكُم أُسوَةٌ حَسَنَةٌ فِي اِبراهِيمَ وَ الّذِينَ مَعَهُ إِذ قالُوا لِقَومِهِم إِنّا بُرَآؤُا مِنكُم وَ مِمّا تَعبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ كَفَرنا بِكُم وَ بَدا بَينَنا وَ بَينَكُمُ العَداوَةُ وَ البَغضاءُ أَبَداً حَتّي تُؤمِنُوا بِاللّهِ وَحدَهُ إِلّا قَولَ اِبراهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَستَغفِرَنّ لَكَ وَ ما أَملِكُ


صفحه : 59

لَكَ مِنَ اللّهِ مِن شَيءٍ رَبّنا عَلَيكَ تَوَكّلنا وَ إِلَيكَ أَنَبنا وَ إِلَيكَ المَصِيرُ

إلي قوله يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلّوا قَوماً غَضِبَ اللّهُ عَلَيهِم قَد يَئِسُوا مِنَ الآخِرَةِ كَما يَئِسَ الكُفّارُ مِن أَصحابِ القُبُورِالصف وَ إِذ قالَ عِيسَي ابنُ مَريَمَ يا بنَيِ‌ إِسرائِيلَ إنِيّ‌ رَسُولُ اللّهِ إِلَيكُم مُصَدّقاً لِما بَينَ يدَيَ‌ّ مِنَ التّوراةِ وَ مُبَشّراً بِرَسُولٍ يأَتيِ‌ مِن بعَديِ‌ اسمُهُ أَحمَدُ فَلَمّا جاءَهُم بِالبَيّناتِ قالُوا هذا سِحرٌ مُبِينٌ وَ مَن أَظلَمُ مِمّنِ افتَري عَلَي اللّهِ الكَذِبَ وَ هُوَ يُدعي إِلَي الإِسلامِ وَ اللّهُ لا يهَديِ‌ القَومَ الظّالِمِينَ يُرِيدُونَ لِيُطفِؤُا نُورَ اللّهِ بِأَفواهِهِم وَ اللّهُ مُتِمّ نُورِهِ وَ لَو كَرِهَ الكافِرُونَ هُوَ ألّذِي أَرسَلَ رَسُولَهُ بِالهُدي وَ دِينِ الحَقّ لِيُظهِرَهُ عَلَي الدّينِ كُلّهِ وَ لَو كَرِهَ المُشرِكُونَالجمعةهُوَ ألّذِي بَعَثَ فِي الأُمّيّينَ رَسُولًا مِنهُم يَتلُوا عَلَيهِم آياتِهِ وَ يُزَكّيهِم وَ يُعَلّمُهُمُ الكِتابَ وَ الحِكمَةَ وَ إِن كانُوا مِن قَبلُ لفَيِ‌ ضَلالٍ مُبِينٍ إلي قوله قُل يا أَيّهَا الّذِينَ هادُوا إِن زَعَمتُم أَنّكُم أَولِياءُ لِلّهِ مِن دُونِ النّاسِ فَتَمَنّوُا المَوتَ إِن كُنتُم صادِقِينَ وَ لا يَتَمَنّونَهُ أَبَداً بِما قَدّمَت أَيدِيهِم وَ اللّهُ عَلِيمٌ بِالظّالِمِينَ قُل إِنّ المَوتَ ألّذِي تَفِرّونَ مِنهُ فَإِنّهُ مُلاقِيكُم ثُمّ تُرَدّونَ إِلي عالِمِ الغَيبِ وَ الشّهادَةِ فَيُنَبّئُكُم بِما كُنتُم تَعمَلُونَالمنافقون إِذا جاءَكَ المُنافِقُونَ إلي آخر السورة التغابن أَ لَم يَأتِكُم نَبَأُ الّذِينَ كَفَرُوا مِن قَبلُ فَذاقُوا وَبالَ أَمرِهِم وَ لَهُم عَذابٌ أَلِيمٌ ذلِكَ بِأَنّهُ كانَت تَأتِيهِم رُسُلُهُم بِالبَيّناتِ فَقالُوا أَ بَشَرٌ يَهدُونَنا فَكَفَرُوا وَ تَوَلّوا وَ استَغنَي اللّهُ وَ اللّهُ غنَيِ‌ّ حَمِيدٌ إلي قوله تعالي فَآمِنُوا بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ وَ النّورِ ألّذِي أَنزَلنا وَ اللّهُ بِما تَعمَلُونَ خَبِيرٌ إلي قوله وَ أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرّسُولَ فَإِن تَوَلّيتُم فَإِنّما عَلي رَسُولِنَا البَلاغُ المُبِينُالطلاق الّذِينَ آمَنُوا قَد أَنزَلَ اللّهُ إِلَيكُم ذِكراً رَسُولًا يَتلُوا عَلَيكُم آياتِ اللّهِ مُبَيّناتٍ لِيُخرِجَ الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ مِنَ الظّلُماتِ إِلَي النّورِ وَ مَن يُؤمِن بِاللّهِ وَ يَعمَل صالِحاً يُدخِلهُ جَنّاتٍ تجَريِ‌ مِن تَحتِهَا الأَنهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً قَد أَحسَنَ اللّهُ لَهُ رِزقاً إلي آخر السورة


صفحه : 60

الملك هُوَ ألّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرضَ ذَلُولًا فَامشُوا فِي مَناكِبِها وَ كُلُوا مِن رِزقِهِ وَ إِلَيهِ النّشُورُ أَ أَمِنتُم مَن فِي السّماءِ أَن يَخسِفَ بِكُمُ الأَرضَ فَإِذا هيِ‌َ تَمُورُ أَم أَمِنتُم مَن فِي السّماءِ أَن يُرسِلَ عَلَيكُم حاصِباً فَسَتَعلَمُونَ كَيفَ نَذِيرِ وَ لَقَد كَذّبَ الّذِينَ مِن قَبلِهِم فَكَيفَ كانَ نَكِيرِ أَ وَ لَم يَرَوا إِلَي الطّيرِ فَوقَهُم صافّاتٍ وَ يَقبِضنَ ما يُمسِكُهُنّ إِلّا الرّحمنُ إِنّهُ بِكُلّ شَيءٍ بَصِيرٌ أَمّن هذَا ألّذِي هُوَ جُندٌ لَكُم يَنصُرُكُم مِن دُونِ الرّحمنِ إِنِ الكافِرُونَ إِلّا فِي غُرُورٍ أَمّن هذَا ألّذِي يَرزُقُكُم إِن أَمسَكَ رِزقَهُ بَل لَجّوا فِي عُتُوّ وَ نُفُورٍ أَ فَمَن يمَشيِ‌ مُكِبّا عَلي وَجهِهِ أَهدي أَمّن يمَشيِ‌ سَوِيّا عَلي صِراطٍ مُستَقِيمٍ قُل هُوَ ألّذِي أَنشَأَكُم وَ جَعَلَ لَكُمُ السّمعَ وَ الأَبصارَ وَ الأَفئِدَةَ قَلِيلًا ما تَشكُرُونَ قُل هُوَ ألّذِي ذَرَأَكُم فِي الأَرضِ وَ إِلَيهِ تُحشَرُونَ إلي قوله قُل أَ رَأَيتُم إِن أَصبَحَ ماؤُكُم غَوراً فَمَن يَأتِيكُم بِماءٍ مَعِينٍالقلم ن وَ القَلَمِ وَ ما يَسطُرُونَ ما أَنتَ بِنِعمَةِ رَبّكَ بِمَجنُونٍ وَ إِنّ لَكَ لَأَجراً غَيرَ مَمنُونٍ وَ إِنّكَ لَعَلي خُلُقٍ عَظِيمٍ فَسَتُبصِرُ وَ يُبصِرُونَ بِأَيّكُمُ المَفتُونُ إِنّ رَبّكَ هُوَ أَعلَمُ بِمَن ضَلّ عَن سَبِيلِهِ وَ هُوَ أَعلَمُ بِالمُهتَدِينَ فَلا تُطِعِ المُكَذّبِينَ وَدّوا لَو تُدهِنُ فَيُدهِنُونَ وَ لا تُطِع كُلّ حَلّافٍ مَهِينٍ هَمّازٍ مَشّاءٍ بِنَمِيمٍ مَنّاعٍ لِلخَيرِ مُعتَدٍ أَثِيمٍ عُتُلّ بَعدَ ذلِكَ زَنِيمٍ أَن كانَ ذا مالٍ وَ بَنِينَ إِذا تُتلي عَلَيهِ آياتُنا قالَ أَساطِيرُ الأَوّلِينَ سَنَسِمُهُ عَلَي الخُرطُومِ إلي قوله أَ فَنَجعَلُ المُسلِمِينَ كَالمُجرِمِينَ ما لَكُم كَيفَ تَحكُمُونَ أَم لَكُم كِتابٌ فِيهِ تَدرُسُونَ إِنّ لَكُم فِيهِ لَما تَخَيّرُونَ أَم لَكُم أَيمانٌ عَلَينا بالِغَةٌ إِلي يَومِ القِيامَةِ إِنّ لَكُم لَما تَحكُمُونَ سَلهُم أَيّهُم بِذلِكَ زَعِيمٌ أَم لَهُم شُرَكاءُ فَليَأتُوا بِشُرَكائِهِم إِن كانُوا صادِقِينَ إلي قوله فذَرَنيِ‌ وَ مَن يُكَذّبُ بِهذَا الحَدِيثِ سَنَستَدرِجُهُم مِن حَيثُ لا يَعلَمُونَ وَ أمُليِ‌ لَهُم إِنّ كيَديِ‌ مَتِينٌ أَم تَسئَلُهُم أَجراً فَهُم مِن مَغرَمٍ مُثقَلُونَ أَم عِندَهُمُ الغَيبُ فَهُم يَكتُبُونَ إلي قوله وَ إِن يَكادُ الّذِينَ كَفَرُوا لَيُزلِقُونَكَ بِأَبصارِهِم لَمّا سَمِعُوا الذّكرَ وَ يَقُولُونَ إِنّهُ لَمَجنُونٌ وَ ما هُوَ إِلّا ذِكرٌ لِلعالَمِينَ


صفحه : 61

الحاقةفَلا أُقسِمُ بِما تُبصِرُونَ وَ ما لا تُبصِرُونَ إِنّهُ لَقَولُ رَسُولٍ كَرِيمٍ وَ ما هُوَ بِقَولِ شاعِرٍ قَلِيلًا ما تُؤمِنُونَ وَ لا بِقَولِ كاهِنٍ قَلِيلًا ما تَذَكّرُونَ تَنزِيلٌ مِن رَبّ العالَمِينَ وَ لَو تَقَوّلَ عَلَينا بَعضَ الأَقاوِيلِ لَأَخَذنا مِنهُ بِاليَمِينِ ثُمّ لَقَطَعنا مِنهُ الوَتِينَ فَما مِنكُم مِن أَحَدٍ عَنهُ حاجِزِينَ وَ إِنّهُ لَتَذكِرَةٌ لِلمُتّقِينَ وَ إِنّا لَنَعلَمُ أَنّ مِنكُم مُكَذّبِينَ وَ إِنّهُ لَحَسرَةٌ عَلَي الكافِرِينَ وَ إِنّهُ لَحَقّ اليَقِينِ فَسَبّح بِاسمِ رَبّكَ العَظِيمِالمعارج فَلا أُقسِمُ بِرَبّ المَشارِقِ وَ المَغارِبِ إِنّا لَقادِرُونَ عَلي أَن نُبَدّلَ خَيراً مِنهُم وَ ما نَحنُ بِمَسبُوقِينَ فَذَرهُم يَخُوضُوا وَ يَلعَبُوا حَتّي يُلاقُوا يَومَهُمُ ألّذِي يُوعَدُونَنوح وَ قالُوا لا تَذَرُنّ آلِهَتَكُم وَ لا تَذَرُنّ وَدّا وَ لا سُواعاً وَ لا يَغُوثَ وَ يَعُوقَ وَ نَسراًالجن قُل إِنّما أَدعُوا ربَيّ‌ وَ لا أُشرِكُ بِهِ أَحَداً قُل إنِيّ‌ لا أَملِكُ لَكُم ضَرّا وَ لا رَشَداً قُل إنِيّ‌ لَن يجُيِرنَيِ‌ مِنَ اللّهِ أَحَدٌ وَ لَن أَجِدَ مِن دُونِهِ مُلتَحَداً إِلّا بَلاغاً مِنَ اللّهِ وَ رِسالاتِهِ إلي آخر السورة المزمل وَ اذكُرِ اسمَ رَبّكَ وَ تَبَتّل إِلَيهِ تَبتِيلًا رَبّ المَشرِقِ وَ المَغرِبِ لا إِلهَ إِلّا هُوَ فَاتّخِذهُ وَكِيلًا وَ اصبِر عَلي ما يَقُولُونَ وَ اهجُرهُم هَجراً جَمِيلًا وَ ذرَنيِ‌ وَ المُكَذّبِينَ أوُليِ‌ النّعمَةِ وَ مَهّلهُم قَلِيلًا إلي قوله إِنّا أَرسَلنا إِلَيكُم رَسُولًا شاهِداً عَلَيكُم كَما أَرسَلنا إِلي فِرعَونَ رَسُولًا إلي قوله إِنّ هذِهِ تَذكِرَةٌ فَمَن شاءَ اتّخَذَ إِلي رَبّهِ سَبِيلًاالمدثريا أَيّهَا المُدّثّرُ قُم فَأَنذِر إلي قوله ذرَنيِ‌ وَ مَن خَلَقتُ وَحِيداً وَ جَعَلتُ لَهُ مالًا مَمدُوداً وَ بَنِينَ شُهُوداً وَ مَهّدتُ لَهُ تَمهِيداً ثُمّ يَطمَعُ أَن أَزِيدَ كَلّا إِنّهُ كانَ لِآياتِنا عَنِيداً سَأُرهِقُهُ صَعُوداً إِنّهُ فَكّرَ وَ قَدّرَ فَقُتِلَ كَيفَ قَدّرَ ثُمّ قُتِلَ كَيفَ قَدّرَ ثُمّ نَظَرَ ثُمّ عَبَسَ وَ بَسَرَ ثُمّ أَدبَرَ وَ استَكبَرَ فَقالَ إِن هذا إِلّا سِحرٌ يُؤثَرُ إِن هذا إِلّا قَولُ البَشَرِ سَأُصلِيهِ سَقَرَ إلي قوله وَ ما


صفحه : 62

هيِ‌َ إِلّا ذِكري لِلبَشَرِ كَلّا وَ القَمَرِ وَ اللّيلِ إِذ أَدبَرَ وَ الصّبحِ إِذا أَسفَرَ إِنّها لَإِحدَي الكُبَرِ نَذِيراً لِلبَشَرِ لِمَن شاءَ مِنكُم أَن يَتَقَدّمَ أَو يَتَأَخّرَ إلي قوله فَما لَهُم عَنِ التّذكِرَةِ مُعرِضِينَ كَأَنّهُم حُمُرٌ مُستَنفِرَةٌ فَرّت مِن قَسوَرَةٍ بَل يُرِيدُ كُلّ امر‌ِئٍ مِنهُم أَن يُؤتي صُحُفاً مُنَشّرَةً كَلّا بَل لا يَخافُونَ الآخِرَةَ كَلّا إِنّهُ تَذكِرَةٌ فَمَن شاءَ ذَكَرَهُ وَ ما يَذكُرُونَ إِلّا أَن يَشاءَ اللّهُ هُوَ أَهلُ التّقوي وَ أَهلُ المَغفِرَةِالقيامةلا تُحَرّك بِهِ لِسانَكَ لِتَعجَلَ بِهِ إِنّ عَلَينا جَمعَهُ وَ قُرآنَهُ فَإِذا قَرَأناهُ فَاتّبِع قُرآنَهُ ثُمّ إِنّ عَلَينا بَيانَهُ كَلّا بَل تُحِبّونَ العاجِلَةَ وَ تَذَرُونَ الآخِرَةَالدهرإِنّا نَحنُ نَزّلنا عَلَيكَ القُرآنَ تَنزِيلًا فَاصبِر لِحُكمِ رَبّكَ وَ لا تُطِع مِنهُم آثِماً أَو كَفُوراً إلي قوله إِنّ هؤُلاءِ يُحِبّونَ العاجِلَةَ وَ يَذَرُونَ وَراءَهُم يَوماً ثَقِيلًا نَحنُ خَلَقناهُم وَ شَدَدنا أَسرَهُم وَ إِذا شِئنا بَدّلنا أَمثالَهُم تَبدِيلًا إِنّ هذِهِ تَذكِرَةٌ فَمَن شاءَ اتّخَذَ إِلي رَبّهِ سَبِيلًاالمرسلات أَ لَم نَخلُقكُم مِن ماءٍ مَهِينٍ إلي آخر السورة النبأأَ لَم نَجعَلِ الأَرضَ مِهاداً إلي آخر السورة النازعات أَ أَنتُم أَشَدّ خَلقاً أَمِ السّماءُ بَناها رَفَعَ سَمكَها فَسَوّاها وَ أَغطَشَ لَيلَها وَ أَخرَجَ ضُحاها وَ الأَرضَ بَعدَ ذلِكَ دَحاها أَخرَجَ مِنها ماءَها وَ مَرعاها وَ الجِبالَ أَرساها مَتاعاً لَكُم وَ لِأَنعامِكُمعبس عَبَسَ وَ تَوَلّي إلي آخر السورة التكويرفَلا أُقسِمُ بِالخُنّسِ الجَوارِ الكُنّسِ وَ اللّيلِ إِذا عَسعَسَ وَ الصّبحِ إِذا تَنَفّسَ إِنّهُ لَقَولُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ذيِ‌ قُوّةٍ عِندَ ذيِ‌ العَرشِ مَكِينٍ مُطاعٍ ثَمّ أَمِينٍ وَ ما صاحِبُكُم بِمَجنُونٍ وَ لَقَد رَآهُ بِالأُفُقِ المُبِينِ وَ ما هُوَ عَلَي الغَيبِ بِضَنِينٍ وَ ما هُوَ بِقَولِ شَيطانٍ رَجِيمٍ فَأَينَ تَذهَبُونَ إِن هُوَ إِلّا ذِكرٌ لِلعالَمِينَ لِمَن شاءَ مِنكُم أَن يَستَقِيمَ وَ ما تَشاؤُنَ إِلّا أَن يَشاءَ اللّهُ رَبّ العالَمِينَ


صفحه : 63

الانفطاريا أَيّهَا الإِنسانُ ما غَرّكَ بِرَبّكَ الكَرِيمِ ألّذِي خَلَقَكَ فَسَوّاكَ فَعَدَلَكَ فِي أَيّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكّبَكَالانشقاق فَلا أُقسِمُ بِالشّفَقِ وَ اللّيلِ وَ ما وَسَقَ وَ القَمَرِ إِذَا اتّسَقَ لَتَركَبُنّ طَبَقاً عَن طَبَقٍ فَما لَهُم لا يُؤمِنُونَ وَ إِذا قرُ‌ِئَ عَلَيهِمُ القُرآنُ لا يَسجُدُونَ بَلِ الّذِينَ كَفَرُوا يُكَذّبُونَ وَ اللّهُ أَعلَمُ بِما يُوعُونَ فَبَشّرهُم بِعَذابٍ أَلِيمٍ إِلّا الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ لَهُم أَجرٌ غَيرُ مَمنُونٍالبروج بَلِ الّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكذِيبٍ وَ اللّهُ مِن وَرائِهِم مُحِيطٌ بَل هُوَ قُرآنٌ مَجِيدٌ فِي لَوحٍ مَحفُوظٍالطارق وَ السّماءِ ذاتِ الرّجعِ وَ الأَرضِ ذاتِ الصّدعِ إِنّهُ لَقَولٌ فَصلٌ وَ ما هُوَ بِالهَزلِ إِنّهُم يَكِيدُونَ كَيداً وَ أَكِيدُ كَيداً فَمَهّلِ الكافِرِينَ أَمهِلهُم رُوَيداًالأعلي إلي آخر السورة الغاشيةأَ فَلا يَنظُرُونَ إِلَي الإِبِلِ كَيفَ خُلِقَت وَ إِلَي السّماءِ كَيفَ رُفِعَت وَ إِلَي الجِبالِ كَيفَ نُصِبَت وَ إِلَي الأَرضِ كَيفَ سُطِحَت فَذَكّر إِنّما أَنتَ مُذَكّرٌ لَستَ عَلَيهِم بِمُصَيطِرٍ إِلّا مَن تَوَلّي وَ كَفَرَ فَيُعَذّبُهُ اللّهُ العَذابَ الأَكبَرَ إِنّ إِلَينا إِيابَهُم ثُمّ إِنّ عَلَينا حِسابَهُمالبلدلا أُقسِمُ بِهذَا البَلَدِ إلي آخر السورة أ لم نشرح إلي آخر السورة والتين إلي آخر السورة العلق إلي آخر السورة البينة إلي آخر السورة الماعون إلي آخر السورة الكوثر إلي آخر السورة الكافرون إلي آخر السورة النصر إلي آخر السورة


صفحه : 64

تفسير قال الطبرسي‌ رحمه الله في قوله تعالي إِنّ الّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيهِمقيل نزلت في أبي جهل وخمسة من أهل بيته قتلوا يوم بدر وقيل نزلت في قوم بأعيانهم من أحبار اليهود ممن كفر بالنبي‌ص عنادا وكتم أمره حسدا وقيل نزلت في مشركي‌ العرب وقيل هي‌ عامة في جميع الكفار أخبر الله تعالي بأن جميعهم لايؤمنون و في قوله تعالي وَ مِنَ النّاسِ مَن يَقُولُ آمَنّانزلت في المنافقين وهم عبد الله بن أبي بن سلول وجد بن قيس ومعتب بن قشير وأصحابهم وأكثرهم من اليهود و في قوله وَ إِذا خَلَوا إِلي شَياطِينِهِم روُيِ‌َ عَن أَبِي جَعفَرٍ البَاقِرِ ع أَنّهُم كُهّانُهُم

و في قوله إِنّ اللّهَ لا يسَتحَييِ‌ أَن يَضرِبَ مَثَلًا ما بَعُوضَةً فَما فَوقَها

روُيِ‌َ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ قَالَ إِنّمَا ضَرَبَ اللّهُ المَثَلَ بِالبَعُوضَةِ لِأَنّ البَعُوضَةَ عَلَي صِغَرِ حَجمِهَا خَلَقَ اللّهُ فِيهَا جَمِيعَ مَا خَلَقَ فِي الفِيلِ مَعَ كِبَرِهِ وَ زِيَادَةِ عُضوَينِ آخَرَينِ فَأَرَادَ اللّهُ سُبحَانَهُ أَن يُنَبّهَ بِذَلِكَ المُؤمِنِينَ عَلَي لَطِيفِ خَلقِهِ وَ عَجِيبِ صَنعَتِهِ

و في قوله يا بنَيِ‌ إِسرائِيلَ اذكُرُواالخطاب لليهود والنصاري وقيل هوخطاب لليهود الذين كانوا بالمدينة و ماحولها. و في قوله تعالي وَ لا تَشتَرُوا بآِياتيِ‌ ثَمَناً قَلِيلًا.

روُيِ‌َ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي هَذِهِ الآيَةِ قَالَ كَانَ حيَ‌ّ بنُ أَخطَبَ وَ كَعبُ بنُ الأَشرَفِ وَ آخَرُونَ مِنَ اليَهُودِ لَهُم مَأكَلَةٌ عَلَي اليَهُودِ فِي كُلّ سَنَةٍ فَكَرِهُوا بُطلَانَهَا بِأَمرِ النّبِيّص فَحَرّفُوا لِذَلِكَ آيَاتٍ مِنَ التّورَاةِ فِيهَا صِفَتُهُ وَ ذِكرُهُ فَذَلِكَ الثّمَنُ ألّذِي أُرِيدُ فِي الآيَةِ

و في قوله أَ تَأمُرُونَ النّاسَ بِالبِرّ هذه الآية خطاب لعلماء اليهود وكانوا يقولون لأقربائهم من المسلمين اثبتوا علي ماأنتم عليه و لايؤمنون هم و في قوله أَ فَتَطمَعُونَ أَن يُؤمِنُوا لَكُمقيل إنهم علماء اليهود الذين يحرفون التوراة فيجعلون الحلال حراما والحرام حلالا


صفحه : 65

اتباعا لأهوائهم وإعانة لمن يرشونهم و في قوله وَ إِذا لَقُوا الّذِينَ آمَنُوا إلي قوله لِيُحَاجّوكُم بِهِ عِندَ رَبّكُم.

روُيِ‌َ عَن أَبِي جَعفَرٍ البَاقِرِ ع أَنّهُ قَالَ كَانَ قَومٌ مِنَ اليَهُودِ لَيسُوا مِنَ المُعَانِدِينَ المُتَوَاطِئِينَ إِذَا لَقُوا المُسلِمِينَ حَدّثُوهُم بِمَا فِي التّورَاةِ مِن صِفَةِ مُحَمّدٍص فَنَهَاهُم كُبَرَاؤُهُم عَن ذَلِكَ وَ قَالُوا أَ تُخبِرُونَهُم بِمَا فِي التّورَاةِ مِن صِفَةِ مُحَمّدٍص فَيُحَاجّوكُم بِهِ عِندَ رَبّكُم فَنَزَلَتِ الآيَةُ

و في قوله فَوَيلٌ لِلّذِينَ يَكتُبُونَ الكِتابَ بِأَيدِيهِم ثُمّ يَقُولُونَ هذا مِن عِندِ اللّهِقيل كتابتهم بأيديهم أنهم عمدوا إلي التوراة وحرفوا صفة النبي ص ليوقعوا الشك بذلك علي المستضعفين من اليهود و هوالمروي‌ عن أبي جعفرالباقر ع و عن جماعة من أهل التفسير وقيل كان صفته في التوراة أسمر ربعة فجعلوه آدم طوالا و في رواية عكرمة عن ابن عباس قال إن أحبار اليهود وجدوا صفة النبي ص مكتوبة في التوراة أكحل أعين ربعة حسن الوجه فمحوه من التوراة حسدا وبغيا فأتاهم نفر من قريش فقالوا أتجدون في التوراة نبيا منا قالوا نعم نجده طويلا أزرق سبط الشعر ذكره الواحدي‌ بإسناده في الوسيط و في قوله وَ كانُوا مِن قَبلُ يَستَفتِحُونَ عَلَي الّذِينَ كَفَرُوا قال ابن عباس كانت اليهود يستفتحون أي يستنصرون علي الأوس والخزرج برسول الله ص قبل مبعثه فلما بعثه الله من العرب و لم يكن من بني‌ إسرائيل كفروا به وجحدوا ماكانوا يقولونه فيه فقال لهم معاذ بن جبل وبشر بن البراء بن معرور يامعشر اليهود اتقوا الله وأسلموا فقد كنتم تستفتحون علينا بمحمد ونحن


صفحه : 66

أهل الشرك وتصفونه وتذكرون أنه مبعوث فقال سلام بن مسلم أخو بني‌ النضير ماجاءنا بشي‌ء نعرفه و ما هوبالذي‌ كنا نذكر لكم فأنزل الله تعالي هذه الآية. و في قوله قُل مَن كانَ عَدُوّا لِجِبرِيلَ

عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ سَبَبُ نُزُولِ هَذِهِ الآيَةِ مَا روُيِ‌َ أَنّ ابنَ صُورِيَا وَ جَمَاعَةً مِن يَهُودِ أَهلِ فَدَكَ لَمّا قَدِمَ النّبِيّص إِلَي المَدِينَةِ سَأَلُوهُ فَقَالُوا يَا مُحَمّدُ كَيفَ نَومُكَ فَقَد أُخبِرنَا عَن نَومِ النّبِيّ ألّذِي يأَتيِ‌ فِي آخِرِ الزّمَانِ فَقَالَ يَنَامُ عيَناَي‌َ وَ قلَبيِ‌ يَقظَانُ قَالُوا صَدَقتَ يَا مُحَمّدُ فَأَخبِرنَا عَنِ الوَلَدِ يَكُونُ مِنَ الرّجُلِ أَوِ المَرأَةِ فَقَالَ أَمّا العِظَامُ وَ العَصَبُ وَ العُرُوقُ فَمِنَ الرّجُلِ وَ أَمّا اللّحمُ وَ الدّمُ وَ الظّفُرُ وَ الشّعرُ فَمِنَ المَرأَةِ قَالُوا صَدَقتَ يَا مُحَمّدُ فَمَا بَالُ الوَلَدِ يُشبِهُ أَعمَامَهُ لَيسَ فِيهِ شَبَهٌ مِن أَخوَالِهِ أَو يُشبِهُ أَخوَالَهُ وَ لَيسَ فِيِه مِن شَبَهِ أَعمَامِهِ شَيءٌ فَقَالَ أَيّهُمَا عَلَا مَاؤُهُ كَانَ الشّبَهُ لَهُ قَالُوا صَدَقتَ يَا مُحَمّدُ قَالُوا فَأَخبِرنَا عَن رَبّكَ مَا هُوَ فَأَنزَلَ اللّهُ سُبحَانَهُقُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ إِلَي آخِرِ السّورَةِ فَقَالَ لَهُ ابنُ صُورِيَا خَصلَةٌ وَاحِدَةٌ إِن قُلتَهَا آمَنتُ بِكَ وَ اتّبَعتُكَ أَيّ مَلَكٍ يَأتِيكَ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَيكَ قَالَ فَقَالَ جَبرَئِيلُ قَالَ ذَلِكَ عَدُوّنَا يَنزِلُ بِالقِتَالِ وَ الشّدّةِ وَ الحَربِ وَ مِيكَائِيلُ يَنزِلُ بِالبِشرِ وَ الرّخَاءِ فَلَو كَانَ مِيكَائِيلُ هُوَ ألّذِي يَأتِيكَ لَآمَنّا بِكَ فَأَنزَلَ اللّهُ هَذِهِ الآيَةَ جَوَاباً لِليَهُودِ وَ رَدّاً عَلَيهِم.

و في قوله تعالي لا تَقُولُوا راعِنا كان المسلمون يقولون يا رسول الله راعنا أي استمع منا فحرفت اليهود هذااللفظ فقالوا يا محمدراعنا وهم يلحدون إلي الرعونة ويريدون به النقيصة والوقيعة فلما عوتبوا قالوا نقول كما يقول المسلمون فنهي الله عن ذلك بقوله لا تَقُولُوا راعِنا وَ قُولُوا انظُرنا و قال قتادة إنها كلمة كانت تقولها اليهود علي وجه الاستهزاء و قال عطاء هي‌ كلمة كانت الأنصار تقولها في الجاهلية فنهوا عنها في الإسلام و قال السدي‌ كان ذلك كلام يهودي‌ بعينه يقال له رفاعة بن زيد يريد بذلك الرعونة فنهي‌ المسلمون عن ذلك

وَ قَالَ البَاقِرُ ع هَذِهِ


صفحه : 67

الكَلِمَةُ سَبّ بِالعِبرَانِيّةِ إِلَيهِ كَانُوا يَذهَبُونَ

وقيل كان معناه عندهم اسمع لاسمعت ومعني انظُرناانتظرنا نفهم أوفهمنا و بين لنا أوأقبل علينا. و في قوله تعالي أَم تُرِيدُونَ أَن تَسئَلُوا رَسُولَكُماختلف في سبب نزولهافرَوُيِ‌َ عَنِ ابنِ،عَبّاسٍ أَنّ رَافِعَ بنَ حَرمَلَةَ وَ وَهبَ بنَ زَيدٍ قَالَا لِرَسُولِ اللّهِ ائتِنَا بِكِتَابٍ تُنزِلُهُ عَلَينَا مِنَ السّمَاءِ نَقرَؤُهُ وَ فَجّر لَنَا أَنهَاراً نَتّبِعكَ وَ نُصَدّقكَ فَأَنزَلَ اللّهُ هَذِهِ الآيَةَ وَ قَالَ الحَسَنُ عَنَي بِذَلِكَ مشُركِيِ‌ العَرَبِ وَ قَد سَأَلُواوَ قالُوا لَن نُؤمِنَ لَكَ حَتّي تَفجُرَ لَنا إلي قوله أَو تأَتيِ‌َ بِاللّهِ وَ المَلائِكَةِ قَبِيلًا وقالوالَو لا أُنزِلَ عَلَينَا المَلائِكَةُ أَو نَري رَبّنا و قال السدي‌ سألت العرب محمداص أن يأتيهم بالله فيروه جهرة

وَ قَالَ مُجَاهِدٌ سَأَلَت قُرَيشٌ مُحَمّداًص أَن يَجعَلَ لَهُمُ الصّفَا ذَهَباً فَقَالَ لَهُم نَعَم وَ لَكِن يَكُونُ لَكُم كَالمَائِدَةِ لِقَومِ عِيسَي عَلَي نَبِيّنَا وَ آلِهِ وَ عَلَيهِ السّلَامُ فَرَجَعُوا

و قال روي‌ أن رسول الله ص سأله قوم أن يجعل لهم ذات أنواط كما كان للمشركين ذات أنواط وهي‌ شجرة كانوا يعبدونها ويعلقون عليها التمر وغيره من المأكولات كماسألوا موسي اجعَل لَنا إِلهاً. و في قوله وَدّ كَثِيرٌ مِن أَهلِ الكِتابِنزلت الآية في حي‌ بن أخطب وأخيه أبي ياسر بن أخطب و قددخلا علي النبي ص حين قدم المدينة فلما خرجا قيل لحي‌ أ هونبي‌ فقال هو هوفقيل ما له عندك قال العداوة إلي الموت و هو ألذي نقض العهد وأثار الحرب يوم الأحزاب عن ابن عباس وقيل نزلت في كعب بن الأشرف عن الزهري‌ وقيل في جماعة من اليهود عن الحسن و في قوله قالَتِ اليَهُودُ لَيسَتِ النّصاري عَلي شَيءٍ قال ابن عباس إنه لماقدم وفد نجران من النصاري علي رسول الله ص أتتهم أحبار اليهود فتنازعوا عند رسول الله فقال رافع بن حرملة


صفحه : 68

ماأنتم علي شيء وجحد نبوة عيسي وكفر بالإنجيل فقال رجل من أهل نجران ليست اليهود علي شيء وجحد نبوة موسي وكفر بالتوراة فأنزل الله تعالي هذه الآية والّذِينَ لا يَعلَمُونَمشركو العرب قالوا لمحمدص وأصحابه إنهم ليسوا علي شيء أوقالوا إن جميع الأنبياء وأممهم لم يكونوا علي شيء. و في قوله وَ قالُوا اتّخَذَ اللّهُ وَلَداًنزلت في النصاري حيث قالوا المسيح ابن الله أوفيهم و في مشركي‌ العرب حيث قالوا الملائكة بنات الله سبحانه تنزيها له عن اتخاذ الولد و عن القبائح والصفات التي‌ لاتليق به بَل لَهُ ما فِي السّماواتِ وَ الأَرضِملكا والولد لا يكون ملكا للأب لأن البنوة والملك لايجتمعان أوفعلا والفعل لا يكون من جنس الفاعل والولد لا يكون إلا من جنس أبيه . و في قوله وَ قالَ الّذِينَ لا يَعلَمُونَهم النصاري عن مجاهد واليهود عن ابن عباس ومشركو العرب عن الحسن وقتادة و هوالأقرب أَو تَأتِينا آيَةٌ أي موافقة لدعوتناقَد بَيّنّا الآياتِ لِقَومٍ يُوقِنُونَ أي فيما ظهر من الآيات الباهرات الدالة علي صدقه كفاية لمن ترك التعنت والعناد و لوعلم الله في إظهار مااقترحوه مصلحة لأظهرها. و في قوله وَ قالُوا كُونُوا هُوداً عن ابن عباس أن ، عبد الله بن صوريا وكعب بن الأشرف ومالك بن الصيف وجماعة من اليهود ونصاري أهل نجران خاصموا أهل الإسلام كل فرقة تزعم أنها أحق بدين الله من غيرها فقالت اليهود نبينا موسي أفضل الأنبياء وكتابنا التوراة أفضل الكتب وقالت النصاري نبينا عيسي أفضل الأنبياء وكتابنا الإنجيل أفضل الكتب و كل فريق منهما قالوا للمؤمنين كونوا علي ديننا فأنزل الله هذه الآية وقيل إن ابن صوريا قال لرسول الله ص ماالهدي


صفحه : 69

إلا مانحن عليه فاتبعنا يا محمدتهتد وقالت النصاري مثل ذلك فنزلت . و في قوله تعالي وَ إِذا قِيلَ لَهُمُ اتّبِعُوا ما أَنزَلَ اللّهُ عن ابن عباس قال دعا النبي ص اليهود إلي الإسلام فقالوابَل نَتّبِعُ ما وَجَدنا عَلَيهِ آباءَنافهم كانوا أعلم منا فنزلت هذه الآية و في رواية الضحاك عنه أنها نزلت في كفار قريش . و في قوله وَ مِنَ النّاسِ مَن يُعجِبُكَ قَولُهُ قال الحسن نزلت في المنافقين و قال السدي‌ نزلت في الأخنس بن شريق كان يظهر الجميل بالنبي‌ص والمحبة له والرغبة في دينه ويبطن خلاف ذلك و

روُيِ‌َ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّ المُرَادَ بِالحَرثِ فِي هَذَا المَوضِعِ الدّينُ وَ بِالنّسلِ النّاسُ

و في قوله يُدعَونَ إِلي كِتابِ اللّهِ لِيَحكُمَ بَينَهُم أي في نبوة النبي ص أو في أمر ابراهيم و أن دينه الإسلام أو في أمر الرجم

فَقَد روُيِ‌َ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ أَنّ رَجُلًا وَ امرَأَةً مِن أَهلِ خَيبَرَ زَنَيَا وَ كَانَا مِن ذوَيِ‌ شَرَفٍ فِيهِم وَ كَانَ فِي كِتَابِهِمُ الرّجمُ فَكَرِهُوا رَجمَهُمَا لِشَرَفِهِمَا وَ رَجَوا أَن يَكُونَ عِندَ رَسُولِ اللّهِص رُخصَةٌ فِي أَمرِهِمَا فَرَفَعُوا أَمرَهُمَا إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَحَكَمَ عَلَيهِمَا بِالرّجمِ فَقَالَ لَهُ النّعمَانُ بنُ أَوفَي وَ بحَريِ‌ّ بنُ عَمرٍو[نَجرُ بنُ عَمرٍو]جُرتَ عَلَيهِمَا يَا مُحَمّدُ لَيسَ عَلَيهِمَا الرّجمُ فَقَالَ لَهُم رَسُولُ اللّهِص بيَنيِ‌ وَ بَينَكُمَا التّورَاةُ قَالُوا قَد أَنصَفتَنَا قَالَ فَمَن أَعلَمُكُم بِالتّورَاةِ قَالَ رَجُلٌ أَعوَرُ يَسكُنُ فَدَكَ يُقَالُ لَهُ ابنُ صُورِيَا فَأَرسَلُوا إِلَيهِ فَقَدِمَ المَدِينَةَ وَ كَانَ جَبرَئِيلُ قَد وَصَفَهُ لِرَسُولِ اللّهِص فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص أَنتَ ابنُ صُورِيَا قَالَ نَعَم قَالَ أَنتَ أَعلَمُ اليَهُودِ قَالَ كَذَلِكَ يَزعُمُونَ قَالَ فَدَعَا رَسُولُ اللّهِص بشِيَ‌ءٍ مِنَ التّورَاةِ فِيهَا الرّجمُ مَكتُوبٌ فَقَالَ لَهُ اقرَأ فَلَمّا أَتَي عَلَي آيَةِ الرّجمِ وَضَعَ كَفّهُ عَلَيهَا وَ قَرَأَ مَا بَعدَهَا فَقَالَ ابنُ سَلَامٍ يَا رَسُولَ اللّهِ قَد جَاوَزَهَا وَ قَامَ إِلَي ابنِ صُورِيَا وَ رَفَعَ كَفّهُ عَنهَا وَ قَرَأَ عَلَي رَسُولِ اللّهِص وَ عَلَي اليَهُودِ بِأَنّ المُحصِنَ وَ المُحصِنَةَ إِذَا زَنَيَا وَ قَامَت عَلَيهِمَا


صفحه : 70

البَيّنَةُ رُجِمَا وَ إِن كَانَتِ المَرأَةُ حُبلَي انتُظِرَ بِهَا حَتّي تَضَعَ مَا فِي بَطنِهَا فَأَمَرَ رَسُولُ اللّهِ بِاليَهُودِيّينِ فَرُجِمَا فَغَضِبَ اليَهُودُ لِذَلِكَ فَأَنزَلَ اللّهُ تَعَالَي هَذِهِ الآيَةَ.

و في قوله إِنّ مَثَلَ عِيسي عِندَ اللّهِقيل نزلت في وفد نجران العاقب والسيد و من معهما قالوا لرسول الله ص هل رأيت ولدا من غيرذكر فنزلت إِنّ مَثَلَ عِيسيالآيات فقرأها عليهم عن ابن عباس وقتادة و الحسن . و في قوله تعالي قُل يا أَهلَ الكِتابِ تَعالَوانزلت في نصاري نجران وقيل في يهود المدينة و قدرواه أصحابنا أيضا وقيل في الفريقين من أهل الكتاب . و في قوله وَ لا يَتّخِذَ بَعضُنا بَعضاً أَرباباً مِن دُونِ اللّهِ أي لايتخذ بعضنا عيسي ربا أو لايتخذ الأحبار أربابا بأن يطيعوهم طاعة الأرباب

وَ روُيِ‌َ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ قَالَ مَا عَبَدُوهُم مِن دُونِ اللّهِ وَ لَكِن حَرّمُوا لَهُم حَلَالًا وَ أَحَلّوا لَهُم حَرَاماً فَكَانَ ذَلِكَ اتّخَاذَهُم أَربَاباً مِن دُونِ اللّهِ

و في قوله يا أَهلَ الكِتابِ لِمَ تُحَاجّونَ قال ابن عباس وغيره إن أحبار اليهود ونصاري نجران اجتمعوا عند رسول الله فتنازعوا في ابراهيم فقالت اليهود ما كان ابراهيم إلايهوديا وقالت النصاري ما كان إلانصرانيا فنزلت . و في قوله وَ قالَت طائِفَةٌ قال الحسن والسدي‌ تواطأ أحد عشر رجلا من أحبار يهود خيبر وقري عرنية و قال بعضهم لبعض ادخلوا في دين محمدأول النهار باللسان دون الاعتقاد واكفروا به آخر النهار وقولوا إنا نظرنا في كتبنا وشاورنا علماءنا فوجدنا محمدا ليس بذلك وظهر لنا كذبه وبطلان دينه فإذافعلتم ذلك شك أصحابه في دينهم وقالوا إنهم أهل الكتاب وهم أعلم به منا فيرجعون عن دينه إلي دينكم و قال مجاهد ومقاتل والكلبي‌ كان هذا في شأن القبلة لماحولت إلي الكعبة


صفحه : 71

وصلوا شق ذلك علي اليهود فقال كعب بن الأشرف لأصحابه آمنوا بما أنزل علي محمد من أمر الكعبة وصلوا إليها وجه النهار وارجعوا إلي قبلتكم آخره لعلهم يشكون . و في قوله وَ مِن أَهلِ الكِتابِ عن ابن عباس قال يعني‌ بقوله مَن إِن تَأمَنهُ بِقِنطارٍ يُؤَدّهِ إِلَيكَ عبد الله بن سلام أودعه رجل ألفا ومائتي‌ أوقية من ذهب فأداه إليه وبالآخر فنحاص بن عازوراء و ذلك أن رجلا من قريش استودعه دينارا فخانه و في بعض التفاسير أن الذين يؤدون الأمانة في هذه الأمة النصاري والذين لايؤدونها اليهود. و في قوله إِنّ الّذِينَ يَشتَرُونَ بِعَهدِ اللّهِنزلت في جماعة من أحبار اليهود أبي رافع وكنانة بن أبي الحقيق وحي‌ بن أخطب وكعب بن الأشرف كتموا ما في التوراة من أمر محمدص وكتبوا بأيديهم غيره وحلفوا أنه من عند الله لئلا تفوتهم الرئاسة و ما كان لهم علي أتباعهم عن عكرمة وقيل نزلت في الأشعث بن قيس وخصم له في أرض قام ليحلف عند رسول الله ص فلما نزلت الآية نكل الأشعث واعترف بالحق ورد الأرض . و في قوله وَ إِنّ مِنهُم لَفَرِيقاًقيل نزلت في جماعة من أحبار اليهود كتبوا بأيديهم ما ليس في كتاب الله من نعت محمدص وغيره وأضافوه إلي كتاب الله وقيل نزلت في اليهود والنصاري حرفوا التوراة والإنجيل وضربوا كتاب الله بعضه ببعض وألحقوا به ما ليس منه وأسقطوا منه الدين الحنيف عن ابن عباس . و في قوله ما كانَ لِبَشَرٍ

قِيلَ إِنّ أَبَا رَافِعٍ القرُظَيِ‌ّ مِنَ اليَهُودِ وَ رَئِيسَ وَفدِ نَجرَانَ قَالَا يَا مُحَمّدُ أَ تُرِيدُ أَن نَعبُدَكَ أَو نَتّخِذَكَ إِلَهاً قَالَ مَعَاذَ اللّهِ أَن أَعبُدَ غَيرَ اللّهِ أَو آمُرَ بِعِبَادَةِ غَيرِ اللّهِ مَا بِذَلِكَ بعَثَنَيِ‌ وَ لَا بِذَلِكَ أمَرَنَيِ‌ فَنَزَلَت عَنِ ابنِ عَبّاسٍ وَ عَطَاءٍ

وقيل نزلت في نصاري نجران

وَ قِيلَ إِنّ رَجُلًا قَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ نُسَلّمُ عَلَيكَ


صفحه : 72

كَمَا يُسَلّمُ بَعضُنَا عَلَي بَعضٍ أَ فَلَا نَسجُدُ لَكَ قَالَ لَا ينَبغَيِ‌ أَن يُسجَدَ لِأَحَدٍ مِن دُونِ اللّهِ وَ لَكِن أَكرِمُوا نَبِيّكُم وَ اعرِفُوا الحَقّ لِأَهلِهِ فَنَزَلَت

و في قوله تعالي كَيفَ يهَديِ‌ اللّهُقيل نزلت في رجل من الأنصار يقال له الحارث بن سويد بن الصامت و كان قتل المحذر بن زياد البلوي‌ غدرا وهرب وارتد عن الإسلام ولحق بمكة ثم ندم فأرسل إلي قومه أن يسألوا رسول الله ص هل لي من توبة فسألوا فنزلت الآيات إلي قوله إِلّا الّذِينَ تابُوافحملها إليه رجل من قومه فقال إني‌ لأعلم أنك لصدوق و أن رسول الله لأصدق منك و أن الله تعالي أصدق الثلاثة ورجع إلي المدينة وتاب وحسن إسلامه و هوالمروي‌ عن أبي عبد الله ع وقيل نزلت في أهل الكتاب الذين كانوا يؤمنون بالنبي‌ص قبل مبعثه ثم كفروا بعدالبعث حسدا وبغيا. و في قوله تعالي كُلّ الطّعامِ كانَ حِلّاأنكر اليهود تحليل النبي ص لحوم الإبل فقال ص كل ذلك كان حلا لإبراهيم ع فقالت اليهود كل شيءنحرمه فإنه كان محرما علي نوح و ابراهيم وهلم جرا حتي انتهي إلينا فنزلت . و في قوله تعالي لِمَ تَصُدّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِقيل إنهم كانوا يغرون بين الأوس والخزرج يذكرونهم الحروب التي‌ كانت بينهم في الجاهلية حتي تدخلهم الحمية والعصبية فينسلخوا عن الدين فهي‌ في اليهود خاصة وقيل في اليهود والنصاري ومعناها لم تصدون بالتكذيب بالنبي‌ و إن صفته ليست في كتبكم . و في قوله تعالي لَن يَضُرّوكُم إِلّا أَذيً قال مقاتل إن رءوس اليهود مثل كعب بن الأشرف و أبي رافع و أبي ياسر وكنانة و ابن صوريا عمدوا إلي مؤمنيهم كعبد الله بن سلام وأصحابه فأنبوهم علي إسلامهم فنزلت . و في قوله تعالي لَيسُوا سَواءًقيل لماأسلم عبد الله بن سلام وجماعة قالت


صفحه : 73

أحبار اليهود ماآمن بمحمد إلاأشرارنا فنزلت عن ابن عباس وغيره وقيل نزلت في أربعين من أهل نجران واثنين وثلاثين من الحبشة وثمانية من الروم كانوا علي عهد عيسي فصدقوا محمداص عن عطاء. و في قوله لَقَد سَمِعَ اللّهُ لمانزل مَن ذَا ألّذِي يُقرِضُ اللّهَ قَرضاً حَسَناًقالت اليهودإِنّ اللّهَ فَقِيرٌيستقرض مناوَ نَحنُ أَغنِياءُقائله حي‌ بن أخطب عن الحسن ومجاهد وقيل كتب النبي ص مع أبي بكر إلي يهود بني‌ قينقاع يدعوهم إلي إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة و أن يقرضوا الله قرضا حسنا فدخل أبوبكر بيت مدارستهم فوجد ناسا كثيرا منهم اجتمعوا إلي رجل منهم يقال له فنحاص بن عازوراء فدعاهم إلي الإسلام والزكاة والصلاة فقال فنحاص إن كان ماتقول حقا فإن الله إذالفقير ونحن أغنياء و لو كان غنيا لمااستقرضنا أموالنا فغضب أبوبكر وضرب وجهه فنزلت . و في قوله تعالي الّذِينَ قالُوا إِنّ اللّهَ عَهِدَ إِلَيناقيل نزلت في جماعة من اليهود منهم كعب بن الأشرف ومالك بن الصيف ووهب بن يهودا وفنحاص بن عازوراء قالوا يا محمدإِنّ اللّهَ عَهِدَ إِلَينا في التوراةأَلّا نُؤمِنَ لِرَسُولٍ حَتّي يَأتِيَنا بِقُربانٍ تَأكُلُهُ النّارُ فإن زعمت أن الله بعثك إلينا فجئنا به لنصدقك فأنزل هذه الآية عن الكلبي‌ وقيل إن الله أمر بني‌ إسرائيل في التوراة من جاءكم يزعم أنه نبي‌ فلاتصدقوه حتي يأتي‌بِقُربانٍ تَأكُلُهُ النّارُ حتي يأتيكم المسيح و محمدص فإذاأتياكم فآمنوا بهما بغير قربان فَلِمَ قَتَلتُمُوهُم إِن كُنتُم صادِقِينَ هذاتكذيب لهم في قولهم ودلالة علي عنادهم و علي أن النبي ص لوأتاهم بالقربان المتقبل كماأرادوا لم يؤمنوا به كما لم يؤمنوا آباؤهم وإنما لم يقطع الله عذرهم لعلمه سبحانه بأن في الإتيان به مفسدة لهم والمعجزات تابعة للمصالح و كان ذلك اقتراح في الأدلة علي الله و ألذي يلزم في ذلك أن يزيح علتهم بنصب الأدلة فقط.


صفحه : 74

و في قوله تعالي أَ لَم تَرَ إِلَي الّذِينَ أُوتُوانزلت في رفاعة بن زيد بن السائب ومالك بن دخشم كانا إذاتكلم رسول الله ص لويا بلسانهما وعاباه عن ابن عباس . و في قوله أَ لَم تَرَ إِلَي الّذِينَ يُزَكّونَ أَنفُسَهُمقيل نزلت في رجال من اليهود أتوا بأطفالهم إلي النبي ص فقالوا هل علي هؤلاء من ذنب قال لافقالوا فوالله مانحن إلاكهيئتهم ماعملناه بالنهار كفر عنا بالليل و ماعملناه بالليل كفر عنا بالنهار فكذبهم الله تعالي وقيل نزلت في اليهود والنصاري حين قالوانَحنُ أَبناءُ اللّهِ وَ أَحِبّاؤُهُ وقالُوا لَن يَدخُلَ الجَنّةَ إِلّا مَن كانَ هُوداً أَو نَصاري و هوالمروي‌ عن أبي جعفر ع . و في قوله أَ لَم تَرَ إِلَي الّذِينَ أُوتُوا نَصِيباًقيل كان أبوبرزة كاهنا في الجاهلية فسافر إليه ناس ممن أسلم فنزلت وقيل إن كعب بن الأشرف خرج في سبعين راكبا من اليهود إلي مكة بعدوقعة أحد ليحالفوا قريشا علي رسول الله ص فينقضوا العهد ألذي كان بينهم و بين رسول الله ص فنزل كعب علي أبي سفيان فأحسن مثواه ونزلت اليهود في دور قريش فقال أهل مكة إنكم أهل كتاب و محمدصاحب الكتاب فلانأمن أن يكون هذامكرا منكم فإن أردت أن نخرج معك فاسجد لهذين الصنمين وآمن بهما ففعل فذلك قوله يُؤمِنُونَ بِالجِبتِ وَ الطّاغُوتِ ثم قال كعب يا أهل مكة ليجي‌ء منكم ثلاثون ومنا ثلاثون نلصق أكبادنا بالكعبة فنعاهد رب البيت لنجهدن علي قتال محمدففعلوا ذلك فلما فرغوا قال أبوسفيان لكعب إنك امرؤ تقرأ الكتاب وتعلم ونحن أميون لانعلم فأينا أهدي طريقا وأقرب إلي الحق نحن أم محمد قال كعب اعرضوا علي دينكم فقال أبوسفيان نحن ننحر للحجيج الكوماء ونسقيهم الماء ونقري‌ الضيف ونفك العاني‌ ونصل الرحم ونعمر بيت ربنا ونطوف به ونحن أهل الحرم و محمدفارق دين آبائه وقطع الرحم وفارق الحرم


صفحه : 75

وديننا القديم ودين محمدالحديث فقال كعب أنتم و الله أهدي سبيلا مما عليه محمدص فنزلت . و في قوله أَ لَم تَرَ إِلَي الّذِينَ يَزعُمُونَ كان بين رجل من اليهود و رجل من المنافقين خصومة فقال اليهودي‌ أخاصم إلي محمدلأنه علم أنه لايقبل الرشوة و لايجور في الحكم و قال المنافق لابل بيني‌ وبينك كعب بن الأشرف لأنه علم أنه يأخذ الرشوة فنزلت فالطاغوت هوكعب بن الأشرف وقيل إنه كاهن من جهينة أراد المنافق أن يتحاكم إليه وقيل أراد به ماكانوا يتحاكمون فيه إلي الأوثان بضرب القداح و عَنِ البَاقِرِ وَ الصّادِقِ ع أَنّ المعَنيِ‌ّ بِهِ كُلّ مَن يُتَحَاكَمُ إِلَيهِ مِمّن يَحكُمُ بِغَيرِ الحَقّ

و في قوله لَوَجَدُوا فِيهِ اختِلافاً كَثِيراً أي تناقضا من جهة حق وباطل أواختلافا في الأخبار عما يسرون أو من جهة بليغ ومرذول أوتناقضا كثيرا و ذلك أن كلام البشر إذاطال وتضمن من المعاني‌ ماتضمنه القرآن لم يخل من التناقض في المعاني‌ والاختلاف في اللفظ و كل هذه منفي‌ عن كتاب الله . و في قوله إِن يَدعُونَ مِن دُونِهِ إِلّا إِناثاً فيه أقوال أحدها إلاأوثانا وكانوا يسمون الأوثان باسم الإناث اللات والعزي ومنات الثالثة الأخري وأشاف ونائلة عن أبي مالك والسدي‌ ومجاهد و ابن زيد وذكره أبوحمزة الثمالي‌ في تفسيره قال كان في كل واحدة منهن شيطانة أنثي تتراءي للسدنة وتكلمهم و ذلك من صنيع إبليس و هوالشيطان ألذي ذكره الله فقال لعنه الله قالوا واللات كان اسما لصخرة والعزي كان


صفحه : 76

اسما لشجرة إلانقلوهما إلي الوثن وجعلوهما علما عليهما وقيل العزي تأنيث الأعز واللات تأنيث لفظة الله و قال الحسن كان لكل حي‌ من العرب وثن يسمونه باسم الأنثي . وثانيها أن المراد إلامواتا عن ابن عباس و الحسن وقتادة فالمعني مايعبدون من دون الله إلاجمادا ومواتا لايعقل و لاينطق و لايضر و لاينفع فدل ذلك علي غاية جهلهم وضلالهم وسماها إناثا لاعتقاد مشركي‌ العرب الأنوثة في كل مااتضعت منزلته ولأن الإناث من كل جنس أرذله و قال الزجاج لأن الموات يخبر عنها بلفظ التأنيث تقول الأحجار تعجبني‌ ويجوز أن يكون سماها إناثا لضعفها وقلة خيرها وعدم نصرتها. وثالثها أن المعني إلاملائكة لأنهم كانوا يزعمون أن الملائكة بنات الله وكانوا يعبدون الملائكةوَ إِن يَدعُونَ إِلّا شَيطاناً مَرِيداً أي ماردا شديدا في كفره وعصيانه متماديا في شركه وطغيانه .يسأل عن هذافيقال كيف نفي في أول الكلام عبادتهم لغير الإناث ثم أثبت في آخره عبادتهم للشيطان فأثبت في الآخر مانفاه في الأول أجاب الحسن عن هذا فقال إنهم لم يعبدوا إلاالشيطان في الحقيقة لأن الأوثان كانت مواتا مادعت أحدا إلي عبادتها بل الداعي‌ إلي عبادتها الشيطان فأضيفت العبادة إليه و قال ابن عباس كان في كل من أصنامهم شيطان يدعو المشركين إلي عبادتها فلذلك حسن إضافة العبادة إليهما وقيل ليس في الآية إثبات المنفي‌ بل مايعبدون إلاالأوثان و إلاالشيطان لَأَتّخِذَنّ مِن عِبادِكَ نَصِيباً مَفرُوضاً أي معلوما

وَ روُيِ‌َ أَنّ النّبِيّص قَالَ فِي هَذِهِ الآيَةِ مِن بنَيِ‌ آدَمَ تِسعَةٌ وَ تِسعُونَ فِي النّارِ وَ وَاحِدٌ فِي الجَنّةِ

وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي مِن كُلّ أَلفٍ وَاحِدٌ لِلّهِ وَ سَائِرُهُم لِلنّارِ وَ لِإِبلِيسَ

أوردهما أبوحمزة الثمالي‌ في تفسيره وَ لَأُمَنّيَنّهُميعني‌ طول البقاء في الدنيا فيؤثرونها علي الآخرة وقيل أقول لهم ليس وراءكم بعث و لانشور و لاجنة و لانار فافعلوا ماشئتم وقيل معناه


صفحه : 77

أمنينهم بالأهواء الباطلة الداعية إلي المعصية وأزين لهم شهوات الدنيا وزهراتهاوَ لَآمُرَنّهُم فَلَيُبَتّكُنّ آذانَ الأَنعامِ أي ليشققن آذانهم وقيل ليقطعن الأذن من أصلها و هوالمروي‌

عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع وَ هَذَا شَيءٌ قَد كَانَ مُشرِكُو العَرَبِ يَفعَلُونَهُ يَجدَعُونَ آذَانَ الأَنعَامِ

ويقال كانوا يفعلونه بالبحيرة والسائبةوَ لَآمُرَنّهُم فَلَيُغَيّرُنّ خَلقَ اللّهِ أي دين الله عن ابن عباس وغيره و هوالمروي‌ عن أبي عبد الله ع وقيل أراد معني الخصاء وكرهوا الإخصاء في البهائم وقيل إنه الوشم وقيل إنه أراد الشمس والقمر والحجارة عدلوا عن الانتفاع بها إلي عبادتها. و في قوله لَيسَ بِأَمانِيّكُمقيل تفاخر المسلمون و أهل الكتاب فقال أهل الكتاب نبينا قبل نبيكم وكتابنا قبل كتابكم ونحن أولي بالله منكم فقال المسلمون نبينا خاتم النبيين وكتابنا يقضي‌ علي الكتب وديننا الإسلام فنزلت الآية فقال أهل الكتاب نحن وأنتم سواء فأنزل الله تعالي الآية التي‌ بعدهاوَ مَن يَعمَل مِنَ الصّالِحاتِ مِن ذَكَرٍ أَو أُنثي وَ هُوَ مُؤمِنٌففلح المسلمون وقيل لماقالت اليهودنَحنُ أَبناءُ اللّهِ وَ أَحِبّاؤُهُ و قال أهل الكتاب لَن يَدخُلَ الجَنّةَ إِلّا مَن كانَ هُوداً أَو نَصارينزلت . و في قوله يَسئَلُكَ أَهلُ الكِتابِروي‌ أن كعب بن الأشرف وجماعة من اليهود قالوا يا محمد إن كنت نبيا فأتنا بكتاب من السماء جملة كماأوتي‌ موسي بالتوراة جملة فنزلت وقيل إنهم سألوا أن ينزل علي رجال منهم بأعيانهم كتابا يأمرهم الله فيه بتصديقه واتباعه وروي‌ أنهم سألوا أن ينزل عليهم كتابا خاصا لهم قال الحسن إنما سألوا ذلك للتعنت والتحكم في طلب المعجزة لالظهور الحق و لوسألوه ذلك استرشادا لاعنادا لأعطاهم الله ذلك . و في قوله فَبِظُلمٍ مِنَ الّذِينَ هادُوا حَرّمنا عَلَيهِم طَيّباتٍ أُحِلّت لَهُم أي كانت حلالا لهم قبل ذلك فلما فعلوا مافعلوا اقتضت المصلحة تحريم هذه الأشياء عليهم وهي‌


صفحه : 78

ما بين في قوله سبحانه وَ عَلَي الّذِينَ هادُوا حَرّمنا كُلّ ذيِ‌ ظُفُرٍالآية. و في قوله تعالي يا أَهلَ الكِتابِقيل إنه خطاب لليهود والنصاري لأن النصاري غلت في المسيح فقالوا هو ابن الله وبعضهم قال هو الله وبعضهم قال هوثالث ثلاثة الأب والابن وروح القدس واليهود غلت فيه حتي قالوا ولد لغير رشدة فالغلو لازم للفريقين وقيل للنصاري خاصةوَ لا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ هذاخطاب للنصاري أي لاتقولوا آلهتنا ثلاثة وقيل هذا لايصح لأن النصاري لم يقولوا بثلاثة آلهة ولكنهم يقولون إله واحد ثلاثة أقانيم أب و ابن وروح القدس ومعناه لاتقولوا الله ثلاثة و قدشبهوا قولهم جوهر واحد ثلاثة أقانيم بقولنا سراج واحد ثم نقول إنه ثلاثة أشياء دهن وقطن ونار وشمس واحدة وإنما هي‌ جسم وضوء وشعاع و هذاغلط بعيد لأنا لانعني‌ بقولنا سراج واحد أنه شيءواحد بل هوأشياء علي الحقيقة وكذلك الشمس كماتقول عشرة واحدة وإنسان واحد ودار واحدة وإنما هي‌ أشياء متغايرة فإن قالوا إن الله شيءواحد وإله واحد حقيقة فقولهم ثلاثة متناقضة و إن قالوا إنه في الحقيقة أشياء كماذكرناه فقد تركوا القول بالتوحيد والتحقوا بالمشبهة و إلا فلاواسطة بين الأمرين انتهي . و قال الرازي‌ في تفسيره المعني لاتقولوا إن الله سبحانه واحد بالجوهر ثلاثة بالأقانيم . واعلم أن مذهب النصاري مجهول جدا و ألذي يتحصل منهم أنهم أثبتوا ذاتا موصوفا بصفات ثلاثة إلاأنهم و إن سموا تلك الصفات بأنها صفات فهي‌ في الحقيقة ذوات بدليل أنهم يجوزون عليها الحلول في عيسي و في مريم و لو لاأنها ذوات قائمة بأنفسها لماجوزوا عليها أن يحل في الغير و أن يفارق ذاتا إلي أخري فهم و إن كانوا يسمونها بالصفات إلاأنهم في الحقيقة يثبتون ذواتا متعددة قائمة بأنفسها و ذلك محض الكفر. ثم قال اختلفوا في تعيين المبتدإ لقوله ثلاثة علي أقوال الأول ماذكرناه


صفحه : 79

أي و لاتقولوا الأقانيم ثلاثة الثاني‌ قال الزجاج و لاتقولوا آلهتنا ثلاثة و ذلك لأن القرآن يدل علي أن النصاري يقولون إن الله والمسيح ومريم ثلاثة آلهة والدليل عليه قوله تعالي أَ أَنتَ قُلتَ لِلنّاسِ اتخّذِوُنيِ‌ وَ أمُيّ‌ إِلهَينِ مِن دُونِ اللّهِالثالث قال الفراء و لاتقولوا هم ثلاثة كقوله سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ و ذلك لأن ذكر عيسي ومريم مع الله بهذه العبارة يوهم كونهما إلهين وبالجملة فلانري مذهبا في الدنيا أشد ركاكة وبعدا عن العقل من مذهب النصاري . و قال الطبرسي‌ رحمه الله في قوله تعالي فَأَغرَينا بَينَهُمُ العَداوَةَ وَ البَغضاءَ أي بين اليهود والنصاري وقيل المراد بين أصناف النصاري خاصة لأهوائهم المختلفة في الدين و ذلك أن النسطورية قالت إن عيسي ابن الله واليعقوبية أن الله هو


صفحه : 80

المسيح ابن مريم والملكانية وهم الروم قالُوا إِنّ اللّهَ ثالِثُ ثَلاثَةٍ الله وعيسي ومريم . و في قوله نَحنُ أَبناءُ اللّهِقيل إن اليهود قالوا نحن في القرب من الله بمنزلة الابن من أبيه والنصاري كماقالوا المسيح ابن الله جعلوا نفوسهم أبناء الله وأحباءه لأنهم تأولوا ما في الإنجيل من قول المسيح أذهب إلي أبي وأبيكم عن الحسن وقيل إن جماعة من اليهود منهم كعب بن الأشرف وكعب بن أسيد وزيد بن التابوة وغيرهم قالوا لنبي‌ الله حين حذرهم بنقمات الله وعقوباته لاتخوفنا فإنا أبناء الله وأحباؤه و إن غضب علينا فإنما يغضب كغضب الرجل علي ولده يعني‌ أنه يزول عن قريب عن ابن عباس وقيل إنه لما قال قوم إن المسيح ابن الله أجري ذلك علي جميعهم كماتقول العرب هذيل شعراء أي فيهم شعراء. و في قوله قالَتِ اليَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغلُولَةٌ أي مقبوضة عن العطاء ممسكة عن الرزق فنسبوه إلي البخل عن ابن عباس وغيره قالوا إن الله كان قدبسط علي اليهود حتي كانوا من أكثر الناس مالا وأخصبهم ناحية فلما عصوا الله في محمدص وكذبوه كف الله عنهم مابسط عليهم من السعة فقال عند ذلك فنحاص بن عازوراءيَدُ اللّهِ مَغلُولَةٌ و لم يقل إلي عنقه قال أهل المعاني‌ إنما قال فنحاص و لم ينهه الآخرون ورضوا بقوله فأشركهم الله في ذلك وقيل معناه يد الله مكفوفة عن عذابنا فليس يعذبنا إلابما يبر به قسمه قدر ما عبدآباؤنا العجل وقيل إنه استفهام وتقديره أيد الله مغلولة عنا حيث قتر المعيشة علينا و قال أبوالقاسم البلخي‌ يجوز أن يكون اليهود قالوا قولا واعتقدوا مذهبا يؤدي‌ إلي أن الله تعالي يبخل في حال ويجود في حالة أخري فحكي ذلك عنهم علي وجه التعجيب منهم والتكذيب لهم ويجوز أن يكونوا قالوا ذلك علي وجه الهزء من حيث لم يوسع علي النبي ص و ليس ينبغي‌ أن يتعجب من قوم يقولون لموسي اجعَل لَنا إِلهاً كَما لَهُم آلِهَةٌ ويتخذون العجل


صفحه : 81

إلها أن يقولوا إن الله يبخل تارة ويجود أخري و قال الحسن بن علي المغربي‌ حدثني‌ بعض اليهود بمصر أن طائفة منهم قال ذلك .أقول قال الرازي‌ لعله كان فيهم من كان علي مذهب الفلسفة و هو أن الله تعالي موجب لذاته و أن حدوث الحوادث عنه لايمكن إلا علي نهج واحد وسنن واحدة و أنه تعالي غيرقادر علي إحداث الحوادث علي غيرالوجوه التي‌ عليها يقع فعبروا عن عدم الاقتدار علي التغيير والتبديل بغل اليد. و قال الطبرسي‌ رحمه الله في قوله غُلّت أَيدِيهِم فيه أقوال أحدها أنه علي سبيل الإخبار أي غلت أيديهم في جهنم وثانيها أن يكون خرج مخرج الدعاء كمايقال قاتله الله وثالثها أن معناه جعلوا بخلاء وألزموا البخل فهم أبخل قوم فلم يلق يهودي‌ أبدا غيرلئيم بخيل .كُلّما أَوقَدُوا ناراً لِلحَربِ أَطفَأَهَا اللّهُ أي لحرب محمدص و في هذادلالة ومعجزة لأن الله أخبر فوافق خبره المخبر فقد كانت اليهود أشد أهل الحجاز بأسا وأمنعهم دارا حتي أن قريشا تعتضد بهم والأوس والخزرج تستبق إلي مخالفتهم وتتكثر بنصرتهم فأباد الله خضراءهم واستأصل شأفتهم واجتث أصلهم فأجلي النبي ص بني‌ النضير وبني‌ قينقاع وقتل بني‌ قريظة وشرد أهل خيبر وغلب علي فدك ودان أهل وادي‌ القري فمحا الله سبحانه آثارهم صاغرين . و في قوله لَقَد كَفَرَ الّذِينَ قالُوا هذامذهب اليعقوبية منهم لأنهم قالوا إن الله تعالي اتحد بالمسيح اتحاد الذات فصارا شيئا واحدا وصار الناسوت لاهوتا.


صفحه : 82

و قال الرازي‌ في تفسير قول النصاري ثالِثُ ثَلاثَةٍطريقان الأول قول المفسرين و هوأنهم أرادوا بذلك أن الله ومريم وعيسي آلهة ثلاثة والثاني‌ أن المتكلمين حكوا عن النصاري أنهم يقولون جوهر واحد ثلاثة أقانيم أب و ابن وروح القدس و هذه الثلاثة إله واحد كما أن الشمس اسم يتناول القرص والشعاع والحرارة وعنوا بالأب الذات وبالابن الكلمة وبالروح الحياة وأثبتوا الذات والكلمة والحياة وقالوا إن الكلمة التي‌ هي‌ كلام الله اختلطت بجسد عيسي اختلاط الماء بالخمر والماء باللبن وزعمت أن الأب إله والابن إله والروح إله والكل إله واحد واعلم أن هذامعلوم البطلان ببديهة العقل فإن الثلاثة لاتكون واحدا والواحد لا يكون ثلاثة و لانري في الدنيا مقالة أشد فسادا من مقالة النصاري . و قال الطبرسي‌ رحمه الله في قوله تعالي تَري كَثِيراً مِنهُم أي من اليهوديَتَوَلّونَ الّذِينَ كَفَرُوايريد كفار مكة يريد بذلك كعب بن الأشرف وأصحابه حين استحاشوا المشركين علي رسول الله ص كمامر وَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ البَاقِرُ ع يَتَوَلّونَ المُلُوكَ الجَبّارِينَ وَ يُزَيّنُونَ لَهُم أَهوَاءَهُم لِيُصِيبُوا مِن دُنيَاهُم

و في قوله تعالي ما جَعَلَ اللّهُ مِن بَحِيرَةٍيريد ماحرمها أهل الجاهلية والبحيرة هي‌ الناقة كانت إذانتجت خمسة أبطن و كان آخرها ذكرا بحروا أذنها وامتنعوا من ركوبها ونحرها و لاتطرد من ماء و لاتمنع من مرعي فإذالقيها المعيي‌ لم يركبها وقيل إنهم كانوا إذانتجت الناقة خمسة أبطن نظروا في البطن الخامس فإن كان ذكرا نحروه فأكله الرجال والنساء جميعا و إن كانت أنثي شقوا أذنها فتلك البحيرة ثم لايجز لها وبر و لايذكر عليها اسم الله إن ذكيت و لا


صفحه : 83

حمل عليها وحرم علي النساء أن يذقن من لبنها شيئا و لا أن ينتفعن بها و كان لبنها ومنافعها للرجال خاصة دون النساء حتي تموت فإذاماتت اشترك الرجال والنساء في أكلها عن ابن عباس وقيل إن البحيرة بنت السائبة.وَ لا سائِبَةٍ وهي‌ ماكانوا يسيبونه فإن الرجل إذانذر لقدوم من سفر أولبرء من علة أو ماأشبه ذلك فقال ناقتي‌ سائمة فكانت كالبحيرة في أن لاينتفع بها و أن لاتخلا عن ماء و لاتمنع من مرعي عن الزجاج وعلقمة وقيل هي‌ التي‌ تسيب للأصنام أي تعتق لها و كان الرجل يسيب من ماله مايشاء فيجي‌ء به إلي السدنة وهم خدمة آلهتهم فيطعمون من لبنها أبناء السبيل ونحو ذلك عن ابن عباس و ابن مسعود وقيل إن السائبة هي‌ الناقة إذاتابعت بين عشر إناث ليس فيهن ذكر سيبت فلم يركبوها و لم يجزوا وبرها و لم يشرب لبنها إلاضيف فما نتجت بعد ذلك من أنثي شق أذنها ثم يخلي سبيلها مع أمها.وَ لا وَصِيلَةٍ وهي‌ في الغنم كانت الشاة إذاولدت أنثي فهي‌ لهم و إذاولدت ذكرا جعلوه لآلهتهم فإن ولدت ذكرا وأنثي قالوا وصلت أخاها فلم يذبحوا الذكر لآلهتهم عن الزجاج وقيل كانت الشاة إذاولدت سبعة أبطن فإن كانت السابع جديا ذبحوه لآلهتهم ولحمه للرجال دون النساء و إن كانت عناقا استحيوها وكانت من عرض الغنم و إن ولدت في البطن السابع جديا وعناقا قالوا إن الأخت وصلت أخاها فمحرمة علينا فحرما جميعا وكانت المنفعة واللبن للرجال دون النساء عن ابن مسعود ومقاتل وقيل الوصيلة الشاة إذاأتأمت عشر إناث في خمسة أبطن ليس فيهاذكر جعلت وصيلة فقالوا قدوصلت فكان ماولدت بعد ذلك للذكور دون الإناث عن محمد بن إسحاق .


صفحه : 84

وَ لا حامٍ و هوالذكر من الإبل كانت العرب إذانتجت من صلب الفحل عشرة أبطن قالوا قدحمي ظهره فلايحمل عليه و لايمنع من ماء و لا من مرعي عن ابن عباس و ابن مسعود وغيرهما وقيل إنه الفحل إذالقح ولد ولده قيل حمي ظهره فلايركب عن الفراء.أعلم الله سبحانه أنه لم يحرم من هذه الأشياء شيئا و قال المفسرون

روُيِ‌َ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ عَنِ النّبِيّص أَنّ عَمرَو بنَ لحُيَ‌ّ بنِ قَمَعَةَ بنِ خِندِفَ كَانَ قَد مَلِكَ مَكّةَ وَ كَانَ أَوّلَ مَن غَيّرَ دِينَ إِسمَاعِيلَ فَاتّخَذَ الأَصنَامَ وَ نَصَبَ الأَوثَانَ وَ بَحَرَ البَحِيرَةَ وَ سَيّبَ السّائِبَةَ وَ وَصَلَ الوَصِيلَةَ وَ حَمَي الحاَميِ‌َ قَالَ رَسُولُ اللّهِص فَلَقَد رَأَيتُهُ فِي النّارِ تؤُذيِ‌ أَهلَ النّارِ رِيحُ قُصبِهِ وَ يُروَي يَجُرّ قُصبَهُ فِي النّارِ

و في قوله وَ لَو نَزّلنا عَلَيكَ كِتاباًنزلت في النضر بن الحارث و عبد الله بن أمية ونوفل بن خويلد قالوا يا محمدلن نؤمن لك حتي تأتينا بكتاب من عند الله ومعه أربعة من الملائكة يشهدون عليه أنه من عند الله وأنك رسوله وَ لَو أَنزَلنا مَلَكاً لقَضُيِ‌َ الأَمرُ ثُمّ لا يُنظَرُونَ أي لماآمنوا به فاقتضت الحكمة استيصالهم و أن لايمهلهم وَ لَو جَعَلناهُ مَلَكاً أي الرسول أو ألذي ينزل عليه ليشهد بالرسالةلَجَعَلناهُ رَجُلًالأنهم لايستطيعون أن يروا الملك في صورته لأن أعين الخلق تحار عن رؤية الملائكة إلا بعدالتجسم بالأجسام الكثيفةوَ لَلَبَسنا عَلَيهِم ما يَلبِسُونَ قال الزجاج كانوا هم يلبسون علي ضعفتهم في أمر النبي ص فيقولون إنما هذابشر مثلكم فقال لوأنزلنا ملكا فرأوهم الملك رجلا لكان يلحقهم من اللبس مثل مالحق ضعفتهم منهم و هذااحتجاج عليهم بأن ألذي طلبوه لايزيدهم بيانا وقيل معناه و لوأنزلنا ملكا لماعرفوه إلابالتفكر وهم لايتفكرون فيبقون في اللبس ألذي كانوا فيه وأضاف اللبس إلي نفسه لأنه يقع عندإنزاله الملائكة.


صفحه : 85

و في قوله قُل أَيّ شَيءٍ أَكبَرُ شَهادَةً قال الكلبي‌ أتي أهل مكة رسول الله ص فقالوا ماوجد الله رسولا غيرك مانري أحدا يصدقك فيما تقول ولقد سألنا عنك اليهود والنصاري فزعموا أنه ليس لك عندهم ذكر فأرنا من يشهد أنك رسول الله ص كماتزعم فأنزل الله تعالي هذه الآية. و في قوله وَ مَن بَلَغَ.

فِي تَفسِيرِ العيَاّشيِ‌ّ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ وَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَعنَاهُ وَ مَن بَلَغَ أَن يَكُونَ إِمَاماً مِن آلِ مُحَمّدٍص فَهُوَ يُنذِرُ بِالقُرآنِ كَمَا أَنذَرَ بِهِ رَسُولُ اللّهِص

و في قوله كَما يَعرِفُونَ أَبناءَهُمُ قال أبوحمزة الثمالي‌ لماقدم النبي ص المدينة قال عمر لعبد الله بن سلام إن الله أنزل علي نبيه أن أهل الكتاب يَعرِفُونَهُ كَما يَعرِفُونَ أَبناءَهُمُفكيف هذه المعرفة قال نعرف نبي‌ الله بالنعت ألذي نعته الله إذارأينا فيكم كمايعرف أحدنا ابنه إذارآه بين الغلمان وايم الله ألذي يحلف به ابن سلام لأنا بمحمد أشد معرفة مني‌ بابني‌ فقال له كيف قال عبد الله عرفته بما نعته الله لنا في كتابنا فأشهد أنه هوفأما ابني‌ فإني‌ لاأدري‌ ماأحدثت أمه فقال قدوفقت وصدقت وأصبت . و في قوله وَ مِنهُم مَن يَستَمِعُ إِلَيكَقيل إن نفرا من مشركي‌ مكة منهم النضر بن الحارث و أبوسفيان بن حرب والوليد بن مغيرة وعتبة بن ربيعة وأخوه شيبة وغيرهم جلسوا إلي رسول الله ص و هويقرأ القرآن فقالوا للنضر ما يقول محمد فقال أساطير الأولين مثل ماكنت أحدثكم عن القرون الماضية وأساطير الأولين أحاديثهم التي‌ كانوا يسطرونها وقيل معني الأساطير الترهات والبسابس مثل حديث رستم وإسفنديار وغيره مما لافائدة فيه .


صفحه : 86

و في قوله قَد نَعلَمُ إِنّهُ لَيَحزُنُكَ ألّذِي يَقُولُونَ أي مايقولون إنك شاعر أومجنون وأشباه ذلك فَإِنّهُم لا يُكَذّبُونَكَقرأ نافع والكسائي‌ والأعشي عن أبي بكر لايكذبونك بالتخفيف و هوقراءة علي ع والمروي‌ عن الصادق ع والباقون بفتح الكاف والتشديد و فيه وجوه .أحدها لايكذبونك بقلوبهم اعتقادا و إن كانوا يظهرون بأفواههم التكذيب عنادا و هوقول الأكثر ويشهد له مارواه سلام بن مسكين عن أبي يزيد المدني‌ أن رسول الله ص لقي‌ أباجهل فصافحه أبوجهل فقيل له في ذلك فقال و الله إني‌ لأعلم أنه صادق ولكنا متي كنا تبعا لعبد مناف فأنزل الله تعالي هذه الآية و قال السدي‌ التقي أخنس بن شريق و أبوجهل بن هشام فقال له يا أباالحكم أخبرني‌ عن محمدص أصادق هوأم كاذب فإنه ليس هنا أحد غيري‌ وغيرك يسمع كلامنا فقال أبوجهل ويحك و الله إن محمدا لصادق و ماكذب قط ولكن إذاذهب بنو قصي‌ باللواء والحجابة والسقاية والندوة والنبوة فما ذا يكون لسائر قريش . وثانيها أن المعني لايكذبونك بحجة و لايتمكنون من إبطال ماجئت به ببرهان ويدل عليه ماروي‌ عن علي ع أنه كان يقرأ لايكذبونك و يقول إن المراد بهاأنهم لايأتون بحق هوأحق من حقك . وثالثها أن المراد لايصادفونك كاذبا كماتقول العرب قاتلناكم فما أجبناكم أي ماأصبناكم جبناء و لايختص هذاالوجه بالقراءة بالتخفيف لأن أفعلت وفعلت يجوزان في هذاالموضع وأفعلت هوالأصل فيه . ورابعها أن المراد لاينسبونك إلي الكذب فيما أتيت به لأنك كنت عندهم أمينا صدوقا وإنما يدفعون ماأتيت به ويقصدون التكذيب بآيات الله وروي‌ أن أباجهل قال للنبي‌ص لانتهمك و لانكذبك ولكننا نتهم ألذي جئت به ونكذبه .


صفحه : 87

وخامسها أن المراد لايكذبونك بل يكذبونني‌ فإن تكذيبك راجع إلي‌ ولست مختصا به لأنك رسول فمن رد عليك فقد رد علي . و في قوله فَإِنِ استَطَعتَ أَن تبَتغَيِ‌َ أي تطلب وتتخذنَفَقاً فِي الأَرضِ أي سربا ومسكنا في جوف الأرض أَو سُلّماً أي مصعدا إلي السماءفَتَأتِيَهُم بِآيَةٍ أي حجة تلجئهم إلي الإيمان فافعل وقيل فتأتيهم بآية أفضل مما آتيناهم به فافعل إِنّما يَستَجِيبُ الّذِينَ يَسمَعُونَ أي يصغون إليك ويتفكرون في آياتك فإن من لم يتفكر و لم يستدل بالآيات بمنزلة من لم يسمع وَ المَوتي يَبعَثُهُمُ اللّهُيريد أن الذين لايصغون إليك و لايتدبرون بمنزلة الموتي فلايجيبون إلي أن يبعثهم الله يوم القيامة.وَ قالُوا لَو لا نُزّلَ عَلَيهِ آيَةٌ مِن رَبّهِ أي مااقترحوا عليه من مثل آيات الأولين كعصا موسي وناقة ثمودوَ لكِنّ أَكثَرَهُم لا يَعلَمُونَ ما في إنزالها من وجوب الاستيصال لهم إذا لم يؤمنوا عندنزولها و ما في الاقتصار بهم علي ماأوتوه من الآيات من المصلحة. و في قوله هَل يُهلَكُ إِلّا القَومُ الظّالِمُونَ أي الذين يكفرون بالله ويفسدون في الأرض فإن هلك فيه مؤمن أوطفل فإنما يهلك محنة ويعوضه الله علي ذلك أعواضا كثيرة يصغر ذلك في جنبها. و في قوله هَل يسَتوَيِ‌ الأَعمي وَ البَصِيرُ أي العارف بالله سبحانه العالم بدينه والجاهل به وبدينه فجعل الأعمي مثلا للجاهل والبصير مثلا للعارف بالله وبنبيه و في تفسير أهل البيت ع هل يستوي‌ من يعلم و من لايعلم و في قوله الّذِينَ


صفحه : 88

يَخافُونَ أَن يُحشَرُوا إِلي رَبّهِميريد المؤمنين يخافون القيامة وأهوالها وقيل معناه يعلمون و قَالَ الصّادِقُ ع أَنذِر بِالقُرآنِ مَن يَرجُونَ الوُصُولَ إِلَي رَبّهِم بِرَغبَتِهِم فِيمَا عِندَهُ فَإِنّ القُرآنَ شَافِعٌ مُشَفّعٌ

و في قوله ما تَستَعجِلُونَ بِهِقيل معناه ألذي تطلبونه من العذاب كأن يقولوا يا محمدائتنا بالذي‌ تعدنا وقيل هي‌ الآيات التي‌ اقترحوها عليه استعجلوه بهافأعلم الله سبحانه أن ذلك عنده و في قوله مِن فَوقِكُمقيل عني به الصيحة والحجارة والطوفان والريح أَو مِن تَحتِ أَرجُلِكُمعني به الخسف وقيل مِن فَوقِكُم أي من قبل كباركم أَو مِن تَحتِ أَرجُلِكُم من سفلتكم وقيل مِن فَوقِكُمالسلاطين الظلمةأَو مِن تَحتِ أَرجُلِكُمالعبيد السوء و من لاخير فيه و هوالمروي‌ عن أبي عبد الله ع أَو يَلبِسَكُم شِيَعاً أي يخلطكم فرقا مختلفي‌ الأهواء لاتكونون شيعة واحدة وقيل هو أن يكلهم إلي أنفسهم ويخليهم من ألطافه بذنوبهم السالفة وقيل عني به يضرب بعضهم ببعض بما يلقيه بينهم من العداوة والعصبية و هوالمروي‌ عن أبي عبد الله ع وَ يُذِيقَ بَعضَكُم بَأسَ بَعضٍ أي قتال بعض وحرب بعض وقيل هوسوء الجوار عن أبي عبد الله ع .

وَ فِي تَفسِيرِ الكلَبيِ‌ّ أَنّهُ لَمّا نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ قَامَ النّبِيّص فَتَوَضّأَ وَ أَسبَغَ وُضُوءَهُ ثُمّ قَامَ وَ صَلّي فَأَحسَنَ صَلَاتَهُ ثُمّ سَأَلَ اللّهَ سُبحَانَهُ أَن لَا يَبعَثَ عَلَي أُمّتِهِ عَذَاباً مِن فَوقِهِم وَ لَا مِن تَحتِ أَرجُلِهِم وَ لَا يُلبِسَهُم شِيَعاً وَ لَا يُذِيقَ بَعضَهُم بَأسَ بَعضٍ فَنَزَلَ جَبرَئِيلُ ع فَقَالَ يَا مُحَمّدُ إِنّ اللّهَ تَعَالَي سَمِعَ مَقَالَتَكَ وَ إِنّهُ قَد أَجَارَهُم مِن خَصلَتَينِ وَ لَم يُجِرهُم مِن خَصلَتَينِ أَجَارَهُم مِن أَن يَبعَثَ عَلَيهِم عَذَاباً مِن فَوقِهِم أَو مِن تَحتِ أَرجُلِهِم وَ لَم يُجِرهُم مِنَ الخَصلَتَينِ الأُخرَيَينِ فَقَالَص يَا جَبرَئِيلُ فَمَا بَقَاءُ أمُتّيِ‌ مَعَ قَتلِ بَعضِهِم بَعضاً فَقَامَ وَ عَادَ إِلَي الدّعَاءِ فَنَزَلَالم أَ حَسِبَ النّاسُالآيَتَينِ فَقَالَ لَا بُدّ مِن فِتنَةٍ تُبتَلَي بِهَا الأُمّةُ بَعدَ نَبِيّهَا لِيَتَبَيّنَ الصّادِقُ مِنَ الكَاذِبِ لِأَنّ الوحَي‌َ انقَطَعَ وَ بقَيِ‌َ السّيفُ وَ افتِرَاقُ الكَلِمَةِ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ.


صفحه : 89

وَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع لَمّا نَزَلَفَلا تَقعُد بَعدَ الذّكري مَعَ القَومِ الظّالِمِينَ قَالَ المُسلِمُونَ كَيفَ نَصنَعُ إِن كَانَ كُلّمَا استَهزَأَ المُشرِكُونَ بِالقُرآنِ قُمنَا وَ تَرَكنَاهُم فَلَا نَدخُلُ إِذاً المَسجِدَ الحَرَامَ وَ لَا نَطُوفُ بِالبَيتِ الحَرَامِ فَأَنزَلَ اللّهُ تَعَالَيوَ ما عَلَي الّذِينَ يَتّقُونَ مِن حِسابِهِم مِن شَيءٍأم [أَمَرَهُم]بِتَذكِيرِهِم وَ تَبصِيرِهِم مَا استَطَاعُوا

. و في قوله كاَلذّيِ‌ استَهوَتهُ الشّياطِينُ فِي الأَرضِ حَيرانَاستَهوَتهُ من قولهم هوي من حالق إذاتردي ويشبه به ألذي زل عن الطريق المستقيم وقيل استغوته الغيلان في المهامة وقيل دعته الشياطين إلي اتباع الهوي وقيل أهلكته وقيل ذهبت به لَهُ أَصحابٌ يَدعُونَهُ إِلَي الهُدَي أي إلي الطريق الواضح يقولون له ائتِنا و لايقبل منهم و لايصير إليهم لأنه قدتحير لاستيلاء الشيطان عليه . و في قوله وَ ما قَدَرُوا اللّهَ حَقّ قَدرِهِ

جَاءَ رَجُلٌ مِنَ اليَهُودِ يُقَالُ لَهُ مَالِكُ بنُ الصّيفِ يُخَاصِمُ النّبِيّص فَقَالَ لَهُ النّبِيّص أُنشِدُكَ باِلذّيِ‌ أَنزَلَ التّورَاةَ عَلَي مُوسَي أَ مَا تَجِدُ فِي التّورَاةِ أَنّ اللّهَ سُبحَانَهُ يُبغِضُ الحِبرَ السّمِينَ وَ كَانَ سَمِيناً فَغَضِبَ وَ قَالَ وَ اللّهِما أَنزَلَ اللّهُ عَلي بَشَرٍ مِن شَيءٍفقالوا[ فَقَالَ] لَهُ أَصحَابُهُ وَيحَكَ وَ لَا مُوسَي فَنَزَلَتِ الآيَةُ عَن سَعِيدِ بنِ جُبَيرٍ

و في رواية أخري عنه أنها نزلت في الكفار أنكروا قدرة الله عليهم فمن أقر أن الله علي كل شيءقدير فقد قدر الله حق قدره وقيل نزلت في مشركي‌ قريش عن مجاهد وقيل إن الرجل كان فنحاص بن عازوراء و هوقائل هذه المقالة عن السدي‌ وقيل إن اليهود قالت يا محمدأنزل الله عليك كتابا قال نعم قالوا و الله ماأنزل الله من السماء كتابا فنزلت عن ابن عباس تَجعَلُونَهُ قَراطِيسَ أي كتبا وصحفا متفرقة أوذا قراطيس أي تودعونه إياهاتُبدُونَها وَ تُخفُونَ كَثِيراً أي تبدون بعضها وتكتمون بعضها و هو ما في الكتب من صفات الرسول ص والإشارة إليه وَ عُلّمتُم ما لَم تَعلَمُوا أَنتُم وَ لا آباؤُكُمقيل إنه خطاب للمسلمين وقيل هو


صفحه : 90

خطاب لليهود أي علمتم التوراة فضيعتموه أوعلمتم بالقرآن ما لم تعلمواقُلِ اللّهُ أي الله أنزل ذلك ثُمّ ذَرهُم فِي خَوضِهِم أي فيما خاضوا فيه من الباطل واللعب و هذاالأمر علي التهديد. و في قوله وَ جَعَلُوا لِلّهِ شُرَكاءَ الجِنّأراد بالجن الملائكة لاستتارهم عن الأعين وقيل إن قريشا كانوا يقولون إن الله صاهر الجن فحدث بينهم الملائكة فالمراد الجن المعروف وقيل أراد بالجن الشياطين لأنهم أطاعوا الشيطان في عبادة الأوثان وَ خَلَقَهُمالهاء والميم عائدة عليهم أي جعلوا للذي‌ خلقهم شركاء لايخلقون أو علي الجن فالمعني و الله خالق الجن فكيف يكونون شركاء ويجوز أن يكون المعني وخلق الجن والإنس جميعا وقيل إن المراد بالآية المجوس إذ قالوا يزدان وأهرمن و هوالشيطان عندهم فنسبوا خلق المؤذيات والشرور والأشياء الضارة إلي أهرمن ومثلهم الثنوية القائلون بالنور والظلمةوَ خَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَ بَناتٍ أي اختلقوا وموهوا وافتروا الكذب علي الله ونسبوا البنين والبنات إليه فإن المشركين قالوا الملائكة بنات الله والنصاري قالوا المسيح ابن الله واليهود قالوا عزير ابن الله بِغَيرِ عِلمٍ أي بغير حجة. و في قوله وَ لِيَقُولُوا دَرَستَ ذلك يا محمد أي تعلمته من اليهود و هذه اللام لام الصيرورة أي إن السبب ألذي أداهم إلي أن قالوا درست هوتلاوة الآيات . و في قوله وَ أَقسَمُوا بِاللّهِقالت قريش يا محمدتخبرنا أن موسي كان معه عصا يضرب به الحجر فتنفجر منه اثنتا عشرة عينا وتخبرنا أن عيسي كان يحيي‌ الموتي وتخبرنا أن ثمود كانت له ناقة فأتنا بآية من الآيات حتي نصدقك فقال رسول الله ص أي شيءتحبون أن آتيكم به قالوا اجعل لنا الصفا ذهبا وابعث لنا بعض موتانا حتي نسألهم عنك أحق ماتقول أم باطل وأرنا الملائكة يشهدون لك أوائتنا بالله والملائكة قبيلا فقال رسول الله فإن فعلت بعض ماتقولون أتصدقونني‌ قالوا نعم و الله لئن


صفحه : 91

فعلت لنتبعنك أجمعين وسأل المسلمون رسول الله ص أن ينزلها عليهم حتي يؤمنوا فقام رسول الله يدعو أن يجعل الصفا ذهبا فجاء جبرئيل ع فقال له إن شئت أصبح الصفا ذهبا ولكن إن لم يصدقوا عذبتهم و إن شئت تركتهم حتي يتوب تائبهم فقال ع بل يتوب تائبهم فأنزل الله تعالي هذه الآية عن الكلبي‌ و محمد بن كعب .جَهدَ أَيمانِهِم أي مجدين مجتهدين مظهرين الوفاء به إِنّمَا الآياتُ عِندَ اللّهِ أي هومالكها والقادر عليها فلو علم صلاحكم لأنزلهاوَ نُقَلّبُ أَفئِدَتَهُم وَ أَبصارَهُم أي في جهنم عقوبة لهم أو في الدنيا بالحيرةوَ حَشَرنا أي جمعناعَلَيهِم كُلّ شَيءٍ أي كل آية وقيل أي كل ماسألوه قُبُلًا أي معاينة ومقابلةإِلّا أَن يَشاءَ اللّهُ أي أن يجبرهم علي الإيمان و هوالمروي‌ عن أهل البيت ع . و في قوله فَلا تَكُونَنّ مِنَ المُمتَرِينَ أي من الشاكين في ذلك والخطاب للنبي‌ص والمراد به الأمة وقيل الخطاب لغيره أي فلاتكن أيها الإنسان أوأيها السامع وَ إِن هُم إِلّا يَخرُصُونَ أي ماهم إلايكذبون أو لايقولون عن علم ولكن عن خرز وتخمين و قال ابن عباس كانوا يدعون النبي ص و المؤمنين إلي أكل الميتة ويقولون أتأكلون ماقتلتم و لاتأكلون ماقتل ربكم فهذا إضلالهم . و في قوله وَ إِنّ الشّياطِينَ لَيُوحُونَ إِلي أَولِيائِهِميعني‌ علماء الكافرين ورؤساءهم لِيُجادِلُوكُم في استحلال الميتة كمامر و قال عكرمة إن قوما من مجوس فارس كتبوا إلي مشركي‌ قريش فكانوا أولياءهم في الجاهلية أن محمدا وأصحابه يزعمون أنهم يتبعون أمر الله ثم يزعمون أن ماذبحوه حلال و ماقتله الله حرام فوقع ذلك في نفوسهم فذلك إيحاؤهم إليهم و قال ابن عباس هم إبليس وجنوده


صفحه : 92

ليوحون إلي أوليائهم من الإنس بإلقاء الوسوسة في قلوبهم . و في قوله وَ هذا لِشُرَكائِنايعني‌ الأوثان وإنما جعل الأوثان شركاءهم لأنهم جعلوا لها نصيبا من أموالهم .فَما كانَ لِشُرَكائِهِم فَلا يَصِلُ إِلَي اللّهِ فيه أقوال أحدها أنهم كانوا يزرعون لله زرعا وللأصنام زرعا فكان إذازكا الزرع ألذي زرعوه لله و لم يزك الزرع ألذي زرعوه للأصنام جعلوا بعضه للأصنام وصرفوه إليها ويقولون إن الله غني‌ والأصنام أحوج و إن زكا الزرع ألذي جعلوه للأصنام و لم يزك الزرع ألذي زرعوه لله لم يجعلوا منه شيئا لله تعالي وقالوا هوغني‌ وكانوا يقسمون النعم فيجعلون بعضه لله وبعضه للأصنام فما كان لله أطعموه الضيفان و ما كان للصنم أنفق علي الصنم . وثانيها أنه إذا كان اختلط ماجعل للأصنام بما جعل لله تعالي ردوه و إذااختلط ماجعل لله بما جعل للأصنام تركوه وقالوا الله أغني و إذاتخرق الماء من ألذي لله في ألذي للأصنام لم يسدوه و إذاتخرق من ألذي للأصنام في ألذي لله سدوه وقالوا الله أغني عن ابن عباس وقتادة و هوالمروي‌ عن أئمتنا ع . وثالثها أنه إذاهلك ماجعل للأصنام بدلوه مما جعل لله و إذاهلك ماجعل لله لم يبدلوه مما جعل للأصنام . و في قوله قَتلَ أَولادِهِم شُرَكاؤُهُميعني‌ الشياطين الذين زينوا لهم قتل البنات ووأدهن أحياء خيفة العيلة والفقر والعار وقيل كان السبب في تزيين قتل البنات أن النعمان بن المنذر أغار علي قوم فسبي نساءهم و كان فيهن بنت قيس بن عاصم ثم اصطلحوا فأرادت كل امرأة منهن عشيرتها غيرابنة قيس فإنها أرادت من سباها فحلف قيس لاتولد له بنت إلاوأدها فصار ذلك سنة فيما بينهم . قوله حِجرٌ أي حرام عني بذلك الأنعام والزرع اللذين جعلوهما لآلهتهم وأوثانهم لا يَطعَمُها إِلّا مَن نَشاءُ بِزَعمِهِم أي لايأكلها إلا من نشاء أن نأذن له في


صفحه : 93

أكلها وأعلم سبحانه أن هذاالتحريم زعم منهم لاحجة لهم فيه وكانوا لايحلون ذلك إلالمن قام بخدمة أصنامهم من الرجال دون النساءوَ أَنعامٌ حُرّمَت ظُهُورُها أي الركوب عليها وهي‌ السائبة والبحيرة والحام وَ أَنعامٌ لا يَذكُرُونَ اسمَ اللّهِ عَلَيهَاقيل كانت لهم من أنعامهم طائفة لايذكرون اسم الله عليها و لا في شيء من شأنها وقيل إنهم كانوا لايحجون عليها وقيل هي‌ التي‌ إذاذكوها أهلوا عليها بأصنامهم فلايذكرون اسم الله عليهاافتِراءً عَلَيهِلأنهم كانوا يقولون إن الله أمرهم بذلك وَ قالُوا ما فِي بُطُونِ هذِهِ الأَنعامِيعني‌ ألبان البحائر والسيب عن ابن عباس وغيره وقيل يعني‌ أجنة البحائر والسيب ماولد منها حيا فهو خالص للذكور دون النساء و ماولدت ميتا أكله الرجال والنساء وقيل المراد به كلاهماوَ مُحَرّمٌ عَلي أَزواجِنا أي إناثنا. و في قوله فَإِن شَهِدُوا فَلا تَشهَد مَعَهُممعناه فإن لم يجدوا شاهدا يشهد لهم علي تحريمها غيرهم فشهدوا بأنفسهم فلاتشهد أنت معهم . قوله عَلي طائِفَتَينِ مِن قَبلِنا أي اليهود والنصاري وَ إِن كُنّا عَن دِراسَتِهِم لَغافِلِينَ أي إنا كنا غافلين عن تلاوة كتبهم . و في قوله إِنّ الّذِينَ فَرّقُوا دِينَهُم وَ كانُوا شِيَعاًقرأ حمزة والكسائي‌ فارقوا و هوالمروي‌ عن علي ع . واختلف في المعنيين بهذه الآية علي أقوال أحدها أنهم الكفار وأصناف المشركين ونسختها آية السيف وثانيها أنهم اليهود والنصاري لأنهم يكفر بعضهم بعضا وثالثها أنهم أهل الضلالة وأصحاب الشبهات والبدع من هذه الأمة رواه أبوهريرة وعائشة و هوالمروي‌ عن الباقر ع جعلوا دين الله أديانا لإكفار بعضهم بعضا وصاروا أحزابا وفرقالَستَ مِنهُم فِي شَيءٍ هذاخطاب للنبي‌ص وإعلام له أنه ليس منهم في شيء و أنه علي المباعدة التامة من أن يجتمع معهم في


صفحه : 94

معني من مذاهبهم الفاسدة وقيل أي لست من مخالطتهم في شيء وقيل لست من قتالهم في شيءفنسختها آية القتال . و في قوله تعالي فَلا يَكُن فِي صَدرِكَ حَرَجٌ مِنهُ فيه أقوال أحدها أن معني الحرج الضيق أي لايضيق صدرك لتشعب الفكر خوفا من أن لاتقوم بتبليغ ماأنزل إليك حق القيام فليس عليك أكثر من الإنذار. وثانيها أن معني الحرج الشك أي لايكن في صدرك شك فيما يلزمك من القيام بحقه . وثالثها أن معناه فلايضيقن صدرك من قومك أن يكذبوك ويجبهوك بالسوء فيما أنزل إليك وَ قَد روُيِ‌َ أَنّ اللّهَ تَعَالَي لَمّا أَنزَلَ القُرآنَ عَلَي رَسُولِ اللّهِ قَالَ إنِيّ‌ أَخشَي أَن يكُذَبّنَيِ‌ النّاسُ وَ يَثلَغُوا رأَسيِ‌ فَيَترُكُوهُ كَالخُبزَةِ فَأَزَالَ اللّهُ تَعَالَي الخَوفَ عَنهُ بِهَذِهِ الآيَةِ

. و في قوله تعالي وَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةًكني‌ به عن المشركين الذين كانوا يبدون سوآتهم في طوافهم فكان يطوف الرجال والنساء عراة يقولون نطوف كماولدتنا أمهاتنا و لانطوف في الثياب التي‌ قارفنا فيهاالذنوب وهم الحمس قال الفراء كانوا يعملون شيئا من سيور مقطعة يشدونه علي حقويهم يسمي حوفا و إن عمل من صوف سمي‌ رهطا و كان تضع المرأة علي قبلها النسعة فتقول


صفحه : 95


اليوم يبدو بعضه أوكله .   و مابدا منه فلاأحله .

تعني‌ الفرج لأن ذلك لايستر سترا تاما. و في قوله فِي أَسماءٍ سَمّيتُمُوها أَنتُم وَ آباؤُكُم أي في أصنام صنعتموها أنتم وآباؤكم واخترعتم لها أسماء سميتموها آلهة و ما فيها من معني الإلهية شيء وقيل معناه تسميتهم لبعضها أنه يسقيهم المطر والآخر أنه يأتيهم بالرزق والآخر أنه يشفي‌ المرضي والآخر أنه يصحبهم في السفرما نَزّلَ اللّهُ بِها مِن سُلطانٍ أي حجة وبرهان فَانتَظِرُواعذاب الله فإنه نازل بكم . و في قوله وَ كَلِماتِهِ أي الكتب المتقدمة والقرآن والوحي‌ و في قوله أَ وَ لَم يَتَفَكّرُوا ما بِصاحِبِهِم مِن جِنّةٍمعناه أ و لم يتفكروا هؤلاء الكفار المكذبون بمحمدص فيعلموا أنه ليس بمجنون إذ ليس في أقواله وأحواله مايدل علي الجنون ثم ابتدأ بالكلام فقال ما بِصاحِبِهِم مِن جِنّةٍ أي ليس به جنون و ذلك أن رسول الله ص صعد الصفا و كان يدعو قريشا فخذا فخذا إلي توحيد الله ويخوفهم عذاب الله فقال المشركون إن صاحبهم قدجن بات ليلا يصوت إلي الصباح فنزلت . و في قوله تعالي قُلِ ادعُوا شُرَكاءَكُممعناه أن معبودي‌ ينصرني‌ ويدفع كيد الكائدين عني‌ ومعبودكم لايقدر علي نصركم فإن قدرتم لي علي ضر فاجتمعوا أنتم مع أصنامكم وتظاهروا علي كيدي‌ و لاتمهلوني‌ في الكيد والإضرار فإن معبودي‌


صفحه : 96

يدفع كيدكم عني‌وَ إِن تَدعُوهُم أي الأصنام أوالمشركين خُذِ العَفوَ أي ماعفا وفضل من أموالهم أوالعفو من أخلاق الناس واقبل الميسور منها وقيل هوالعفو في قبول العذر من المعتذر وترك المؤاخذة بالإساءةوَ أمُر بِالعُرفِ أي بالمعروف وَ أَعرِض عَنِ الجاهِلِينَ أي أعرض عنهم عندقيام الحجة عليهم والإياس من قبولهم و لاتقابلهم بالسفه . و لايقال هي‌ منسوخة بآية القتال لأنها عامة خص عنها الكافر ألذي يجب قتله بدليل قال ابن زيد لمانزلت هذه الآية قال النبي ص كيف يارب والغضب فنزل قوله وَ إِمّا يَنزَغَنّكَ مِنَ الشّيطانِ نَزغٌ أي إن نالك من الشيطان وسوسة ونخسة في القلب أوعرض لك من الشيطان عارض . و في قوله وَ إِذا لَم تَأتِهِم بِآيَةٍ قالُوا لَو لا اجتَبَيتَها أي إذاجئتهم بآية كذبوا بها و إذاأبطأت عنهم يقترحونها ويقولون هلا جئتنا من قبل نفسك فليس كل ماتقوله وحيا من السماء وقيل إذا لم تأتهم بآية مقترحة قالوا هلا اخترتها من قبل نفسك فتسأل ربك أن يأتيك بها. و في قوله كَالّذِينَ قالُوا سَمِعنا وَ هُم لا يَسمَعُونَالسماع هنا بمعني القبول وهؤلاء هم المنافقون وقيل هم أهل الكتاب من اليهود وقريظة والنضير وقيل إنهم مشركو العرب لأنهم قالوا قدسمعنا لونشاء لقلنا مثل هذاإِنّ شَرّ الدّوَابّ عِندَ اللّهِ الصّمّ البُكمُ الّذِينَ لا يَعقِلُونَيعني‌ هؤلاء المشركين الذين لم ينتفعوا بما يسمعون من الحق و لايتكلمون به و لايعتقدونه و لايقرون به فكأنهم صم بكم لايعقلون كالدواب قَالَ البَاقِرُ ع نَزَلَتِ الآيَةُ فِي بنَيِ‌ عَبدِ الدّارِ لَم يَكُن أَسلَمَ مِنهُم غَيرُ مُصعَبِ بنِ عُمَيرٍ وَ حَلِيفٍ لَهُم يُقَالُ لَهُ سُوَيبِطٌ


صفحه : 97

و في قوله لَو نَشاءُ لَقُلنا مِثلَ هذاإنما قالوا ذلك مع ظهور عجزهم عن الإتيان بمثله عداوة وعنادا وقيل إنما قالوا ذلك قبل ظهور عجزهم و كان قائل هذاالنضر بن الحارث بن كلدة وأسر يوم بدر فقتله رسول الله ص وعقبة بن أبي معيط وقتله أيضا يوم بدروَ إِذ قالُوا أللّهُمّالقائل لذلك النضر بن الحارث أيضا وقيل أبوجهل و في قوله إِلّا مُكاءً وَ تَصدِيَةًالمكاء الصفير والتصدية ضرب اليد علي اليد قال ابن عباس كانت قريش يطوفون بالبيت عراة يصفرون ويصفقون وصَلاتُهُممعناه دعاؤهم أي يقيمون المكاء والتصدية مكان الدعاء والتسبيح وقيل أراد ليس لهم صلاة و لاعبادة وإنما يحصل منهم ما هوضرب من اللهو واللعب وروي‌ أن النبي ص كان إذاصلي في المسجد الحرام قام رجلان من بني‌ عبدالدار عن يمينه فيصفران ورجلان عن يساره يصفقان بأيديهما فيخلطان عليه صلاته فقتلهم الله جميعا ببدر ولهم يقول ولبقية بني‌ عبدالدارفَذُوقُوا العَذابَيعني‌ عذاب السيف يوم بدر وقيل عذاب الآخرة. و في قوله تعالي فَقَد مَضَت سُنّتُ الأَوّلِينَ أي في نصر المؤمنين وكبت أعداء الدين و في قوله وَ قالَتِ اليَهُودُ عُزَيرٌ ابنُ اللّهِ قال ابن عباس القائل لذلك جماعة منهم جاءوا إلي النبي ص منهم سلام بن مشكم ونعمان بن أوفي وشاس بن قيس ومالك بن الصيف فقالوا ذلك وقيل إنما قال ذلك جماعة منهم من قبل و قدانقرضوا و إن عزيرا أملي التوراة من ظهر قلبه علمه جبرئيل ع فقالوا إنه ابن الله إلا أن الله أضاف ذلك إلي جميعهم و إن كانوا لايقولون ذلك اليوم كمايقال إن الخوارج يقولون بتعذيب أطفال المشركين وإنما يقوله الأزارقة منهم خاصة ويدل علي أن هذامذهب اليهود أنهم لم ينكروا ذلك لماسمعوا هذه الآية مع شدة حرصهم علي تكذيب الرسول ص يُضاهِؤُنَ قَولَ الّذِينَ كَفَرُوا أي عباد الأصنام في عبادتهم لها أو في عبادتهم للملائكة وقولهم إنهم بنات الله اتّخَذُوا أَحبارَهُم وَ رُهبانَهُم أَرباباً مِن دُونِ اللّهِ.

روُيِ‌َ عَن أَبِي جَعفَرٍ وَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُمَا قَالَا أَمَا وَ اللّهِ مَا


صفحه : 98

صَامُوا لَهُم وَ لَا صَلّوا لَهُم وَ لَكِنّهُم أَحَلّوا لَهُم حَرَاماً وَ حَرّمُوا عَلَيهِم حَلَالًا فَاتّبَعُوهُم فَعَبَدُوهُم مِن حَيثُ لَا يَشعُرُونَ

وَ رَوَي الثعّلبَيِ‌ّ بِإِسنَادِهِ عَن عدَيِ‌ّ بنِ حَاتِمٍ قَالَ أَتَيتُ رَسُولَ اللّهِص وَ فِي عنُقُيِ‌ صَلِيبٌ مِن ذَهَبٍ فَقَالَ يَا عدَيِ‌ّ اطرَح هَذَا الوَثَنَ مِن عُنُقِكَ قَالَ فَطَرَحتُهُ وَ انتَهَيتُ إِلَيهِ وَ هُوَ يَقرَأُ هَذِهِ الآيَةَ حَتّي فَرَغَ مِنهَا فَقُلتُ لَهُ إِنّا لَسنَا نَعبُدُهُم فَقَالَ أَ لَيسَ يُحَرّمُونَ مَا أَحَلّ اللّهُ فَتُحَرّمُونَهُ وَ يُحِلّونَ مَا حَرّمَ اللّهُ فَتَستَحِلّونَهُ قَالَ فَقُلتُ بَلَي قَالَ فَتِلكَ عِبَادَتُهُم

و في قوله إِنّمَا النسّيِ‌ءُ زِيادَةٌ فِي الكُفرِيعني‌ تأخير الأشهر الحرم عما رتبها الله سبحانه عليه وكانت العرب تحرم الأشهر الأربعة و ذلك مما تمسكت به من ملة ابراهيم وإسماعيل وهم كانوا أصحاب غارات وحروب فربما كان يشق عليهم أن يمكثوا ثلاثة أشهر متوالية لايغيرون فيهافكانوا يؤخرون تحريم المحرم إلي صفر فيحرمونه ويستحلون المحرم فيمكثون بذلك زمانا ثم يزول التحريم إلي المحرم و لايفعلون ذلك إلا في ذي‌ الحجة و قال ابن عباس معني قوله زِيادَةٌ فِي الكُفرِأنهم كانوا أحلوا ماحرم الله وحرموا ماأحل الله قال الفراء و ألذي كان يقوم به رجل من كنانة يقال له نعيم بن تغلبة و كان رئيس الموسم فيقول أنا ألذي لاأعاب و لاأخاب و لايرد لي قضاء فيقولون نعم صدقت أنسئنا شهرا وأخر عنا حرمة المحرم واجعلها في صفر وأحل المحرم فيفعل ذلك و ألذي كان ينسئها حين جاء الإسلام جنادة بن عوف بن أمية الكناني‌ قال ابن عباس وأول من سن النسي‌ء عمرو بن لحي‌ بن قمعة بن خندف و قال أبومسلم بل رجل من بني‌ كنانة يقال له القلمس و قال مجاهد كان المشركون يحجون في كل شهر عامين فحجوا في ذي‌ الحجة عامين ثم حجوا في المحرم عامين ثم حجوا في صفر عامين وكذلك في الشهور حتي وافقت الحجة التي‌ قبل حجة الوداع في ذي‌ القعدة ثم حج النبي


صفحه : 99

ص في العام القابل حجة الوداع فوافقت في ذي‌ الحجة فذلك حين قال النبي ص في خطبته ألا إن الزمان قداستدار كهيئته يوم خلق السماوات و الأرض السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم ثلاثة متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مفطر ألذي بين جمادي وشعبان وأراد ع بذلك أن الأشهر الحرم رجعت إلي مواضعها وأعاد الحج إلي ذي‌ الحجة وبطل النسي‌ءلِيُواطِؤُا عِدّةَ ما حَرّمَ اللّهُ أي أنهم لم يحلوا شهرا من الحرام إلاحرموا مكانه شهرا من الحلال و لم يحرموا شهرا من الحلال إلاأحلوا مكانه شهرا من الحرام ليكون موافقة في العدد. و في قوله أَنّهُم يُفتَنُونَ أي يمتحنون فِي كُلّ عامٍ مَرّةً أَو مَرّتَينِبالأمراض والأوجاع أوبالجهاد مع رسول الله ص و مايرون من نصرة الله رسوله و ماينال أعداءه من القتل والسبي‌ وقيل بالقحط والجوع وقيل بهتك أستارهم و مايظهر من خبث سرائرهم وَ إِذا ما أُنزِلَت سُورَةٌ أي من القرآن وهم حضور مع النبي ص كرهوا مايسمعونه ونَظَرَ بَعضُهُم إِلي بَعضٍنظرا يؤمون به هَل يَراكُم مِن أَحَدٍ وإنما يفعلون ذلك لأنهم منافقون يحذرون أن يعلم بهم فكأنهم يقول بعضهم لبعض هل يراكم من أحد ثم يقومون فينصرفون وإنما يفعلون ذلك مخافة أن تنزل آية تفضحهم وكانوا لايقولون ذلك بألسنتهم ولكن ينظرون نظرة من يقول لغيره ذلك وقيل إن المنافقين كان ينظر بعضهم إلي بعض نظر تعنت وطعن في القرآن ثم يقولون هل يرانا أحد من المسلمين فإذاتحقق لهم أنه لايراهم أحد من المسلمين بالغوا فيه و إن علموا أنه يراهم واحد كفوا عنه ثُمّ انصَرَفُوا عن المجلس أو عن الإيمان صَرَفَ اللّهُ قُلُوبَهُم عن رحمته وثوابه وقيل إنه دعاء عليهم .


صفحه : 100

و في قوله قالَ الّذِينَ لا يَرجُونَ لِقاءَنَا أي لايؤمنون بالبعث والنشورائتِ بِقُرآنٍ غَيرِ هذا ألذي تتلوه عليناأَو بَدّلهُفاجعله علي خلاف ماتقرؤه والفرق بينهما أن الإتيان بغيره قد يكون معه وتبديله لا يكون إلابرفعه وقيل معني قوله بَدّلهُ غيرأحكامه من الحلال والحرام أرادوا بذلك زوال الحظر عنهم وسقوط الأمر منهم و أن يخلي بينهم و بين مايريدون وَ لا أَدراكُم بِهِ أي و لاأعلمكم الله به بأن لاينزله علي فَقَد لَبِثتُ فِيكُم عُمُراً مِن قَبلِهِ أي أقمت بينكم دهرا طويلا من قبل إنزال القرآن فلم أقرأه عليكم و لاادعيت نبوة حتي أكرمني‌ الله به وَ يَقُولُونَ هؤُلاءِ شُفَعاؤُنا عِندَ اللّهِأخبر سبحانه عن هؤلاء الكفار أنهم قالوا إنا نعبد هذه الأصنام لتشفع لنا عند الله و إن الله أذن لنا في عبادتها و أنه سيشفعها فينا في الآخرة وتوهموا أن عبادتها أشد في تعظيم الله سبحانه من قصده تعالي بالعبادة فجمعوا بين قبيح القول وقبيح الفعل وقبيح التوهم وقيل معناه هؤلاء شفعاؤنا في الدنيا لإصلاح معاشنا عن الحسن قال لأنهم كانوا لايقرون بالبعث بدلالة قوله تعالي وَ أَقسَمُوا بِاللّهِ جَهدَ أَيمانِهِم لا يَبعَثُ اللّهُ مَن يَمُوتُقُل أَ تُنَبّئُونَ اللّهَ بِما لا يَعلَمُ فِي السّماواتِ وَ لا فِي الأَرضِ أي تخبرون الله بما لايعلم من حسن عبادة الأصنام وكونها شافعة لأن ذلك لو كان صحيحا لكان تعالي به عالما ففي‌ نفي‌ علمه بذلك نفي‌ المعلوم . و في قوله تعالي فَسَيَقُولُونَ اللّهُ فيهادلالة علي أنهم كانوا يقرون بالخالق و إن كانوا مشركين فإن جمهور العقلاء يقرون بالصانع سوي جماعة قليلة من ملحدة الفلاسفة و من أقر بالصانع علي هذاصنفان موحد يعتقد أن الصانع واحد لايستحق العبادة غيره ومشرك وهم ضربان فضرب جعلوا لله شريكا في ملكه يضاده ويناويه وهم الثنوية والمجوس ثم اختلفوا فمنهم من يثبت لله شريكا قديما كالمانوية ومنهم من يثبت لله شريكا محدثا كالمجوس وضرب آخر لايجعل لله شريكا في حكمه


صفحه : 101

وملكه ولكن يجعل له شريكا في العبادة يكون متوسطا بينه و بين الصانع وهم أصحاب المتوسطات ثم اختلفوا فمنهم من جعل الوسائط من الأجرام العلوية كالنجوم والشمس والقمر ومنهم من جعل المتوسط من الأجسام السفلية كالأصنام ونحوها تعالي الله عما يقول الزائغون عن سبيله علوا كبيرا. و في قوله تعالي أَمّن لا يهَدِيّ‌ إِلّا أَن يُهديالأصنام لاتهتدي‌ و لاتهدي‌ أحدا و إن هديت لأنها موات من حجارة ونحوها ولكن الكلام نزل علي أنها إن هديت اهتدت لأنهم لمااتخذوها آلهة عبر عنها كمايعبر عمن يعقل ووصفت بصفة من يعقل و إن لم تكن في الحقيقة كذلك أ لاتري إلي قوله تعالي إِنّ الّذِينَ تَدعُونَ مِن دُونِ اللّهِ عِبادٌ أَمثالُكُم و قوله فَادعُوهُم فَليَستَجِيبُوا لَكُمأَ لَهُم أَرجُلٌ يَمشُونَ بِهاالآية وكذا قوله إِن تَدعُوهُم لا يَسمَعُوا دُعاءَكُم وَ لَو سَمِعُوا مَا استَجابُوا لَكُمفأجري عليه اللفظ كمايجري‌ علي من يعلم وقيل المراد بذلك الملائكة والجن وقيل الرؤساء والمضلون الذين يدعون إلي الكفر وقيل إن المعني في قوله لا يهَدِيّ‌ إِلّا أَن يُهدي لايتحرك إلا أن يحرك بَل كَذّبُوا بِما لَم يُحِيطُوا بِعِلمِهِ أي بما لم يعلموه من جميع وجوهه لأن في القرآن مايعلم المراد منه بدليل ويحتاج إلي الفكر فيه أوالرجوع إلي الرسول في معرفة مراده مثل المتشابه فالكفار لما لم يعرفوا المراد بظاهره كذبوا به وقيل أي لم يحيطوا بكيفية نظمه وترتيبه و هذا كما أن الناس يعرفون ألفاظ الشعر والخطب ومعانيها و مايمكنهم إبداعها لجهلهم بنظمها وترتيبها و قال الحسن معناه بل كذبوا بالقرآن من غيرعلم ببطلانه وقيل معناه بل كذبوا بما في القرآن من الجنة والنار والبعث والنشور والثواب والعقاب . و في قوله ما ذا يَستَعجِلُ مِنهُ المُجرِمُونَ هذاالاستفهام معناه التفظيع والتهويل كما يقول الإنسان لمن هو في أمر يستوخم عاقبته ماذا تجني‌ علي نفسك و قَالَ


صفحه : 102

أَبُو جَعفَرٍ البَاقِرُ ع يُرِيدُ بِذَلِكَ عَذَاباً يَنزِلُ مِنَ السّمَاءِ عَلَي فَسَقَةِ أَهلِ القِبلَةِ فِي آخِرِ الزّمَانِ

.أَ ثُمّ إِذا ما وَقَعَ آمَنتُم بِهِ هذااستفهام إنكار وتقديره أحين وقع بكم العذاب المقدر الموقت آمنتم به أي بالله أوبالقرآن أوبالعذاب ألذي كنتم تنكرونه فيقال لكم الآن تؤمنون به وَ قَد كُنتُم بِهِ أي بالعذاب تَستَعجِلُونَ من قبل مستهزءين . و في قوله قُل بِفَضلِ اللّهِ وَ بِرَحمَتِهِقيل فضل الله الإسلام ورحمته القرآن وقيل بالعكس و

قَالَ أَبُو جَعفَرٍ البَاقِرُ ع فَضلُ اللّهِ رَسُولُ اللّهِص وَ رَحمَتُهُ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع

وروي ذلك الكلبي‌ عن أبي صالح عن ابن عباس . و في قوله فَجَعَلتُم مِنهُ حَراماً وَ حَلالًايعني‌ ماحرموا من البحيرة والسائبة والوصيلة والحام وأمثالها. و في قوله وَ لا يَحزُنكَ قَولُهُم أي أقوالهم المؤذية كقولهم إنك ساحر أومجنون وَ ما يَتّبِعُ الّذِينَ يَدعُونَ مِن دُونِ اللّهِ شُرَكاءَيتحمل ماهاهنا وجهين أحدهما أن يكون بمعني أي شيءتقبيحا لفعلهم والآخر أن يكون نافية أي و مايتبعون شركاء في الحقيقة ويحتمل وجها ثالثا و هو أن يكون بمعني ألذي و يكون منصوبا بالعطف علي من و يكون التقدير و ألذي يتبع الأصنام الذين يدعونهم من دون الله شركاء. و في قوله وَ ما أَنَا عَلَيكُم بِوَكِيلٍ أي ما أنابحفيظ لكم عن الإهلاك إذا لم تنظروا أنتم لأنفسكم والمعني أنه ليس علي إلاالبلاغ و لايلزمني‌ أن أجعلكم مهتدين و أن أنجيكم من النار كمايجب علي من وكل علي متاع أن يحفظه من الضرر. و في قوله يُمَتّعكُم مَتاعاً حَسَناً إِلي أَجَلٍ مُسَمّييعني‌ يمتعكم في الدنيا بالنعم السابغة في الخفض والدعة والأمن والسعة إلي الوقت ألذي قدر لكم أجل الموت فيه وَ يُؤتِ كُلّ ذيِ‌ فَضلٍ فَضلَهُ أي ذي‌ إفضال علي غيره بمال أوكلام أوعمل جزاء إفضاله أو كل ذي‌ عمل صالح ثوابه علي قدر عمله أَلا إِنّهُم يَثنُونَ

صُدُورَهُمقيل نزلت في الأخنس بن شريق و كان حلو الكلام يلقي رسول الله ص بما يحب وينطوي‌ بقلبه علي مايكره عن ابن عباس و

رَوَي العيَاّشيِ‌ّ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ أخَبرَنَيِ‌ جَابِرُ بنُ عَبدِ اللّهِ أَنّ المُشرِكِينَ إِذَا مَرّوا بِرَسُولِ اللّهِص طَأطَأَ أَحَدُهُم رَأسَهُ وَ ظَهرَهُ هَكَذَا وَ غَطّي رَأسَهُ بِثَوبِهِ حَتّي لَا يَرَاهُ رَسُولُ اللّهِ فَأَنزَلَ اللّهُ تَعَالَي هَذِهِ الآيَةَ

.أَلا إِنّهُميعني‌ الكفار والمنافقين يَثنُونَ صُدُورَهُم أي يطوونها علي ماهم عليه من الكفر عن الحسن وقيل معناه يخفون صدورهم لكيلا يسمعوا كتاب الله وذكره وقيل يثنونها علي عداوة النبي ص وقيل إنهم كانوا إذاقعدوا مجلسا علي معاداة النبي ص والسعي‌ في أمره بالفساد انضم بعضهم إلي بعض وثني بعضهم صدره إلي صدر بعض يتناجون لِيَستَخفُوا مِنهُ أي ليخفوا ذلك من الله تعالي علي القول الأخير و علي الأقوال الأخر ليستروا ذلك عن النبي ص أَلا حِينَ يَستَغشُونَ ثِيابَهُم أي يتغطون بثيابهم ثم يتفاوضون فيما كانوا يدبرونه علي النبي ص و علي المؤمنين ويكتمونه وقيل كني‌ باستغشاء ثيابهم عن الليل لأنهم يتغطون بظلمته . و في قوله إِلي أُمّةٍ مَعدُودَةٍ أي إلي أجل مسمي ووقت معلوم عن ابن عباس ومجاهد وقيل أي إلي جماعة يتعاقبون فيصرون علي الكفر و لا يكون فيهم من يؤمن كمافعلنا بقوم نوح وقيل إن الأمة المعدودة هم أصحاب المهدي‌ عجل الله فرجه في آخر الزمان ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا كعدة أهل بدر يجتمعون في ساعة واحدة كمايجتمع قزع الخريف و هوالمروي‌ عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع . و في قوله فَلَعَلّكَ تارِكٌروي‌ عن ابن عباس أن رؤساء مكة من قريش أتوا رسول الله ص فقالوا يا محمد إن كنت رسولا فحول لنا جبال مكة ذهبا أوائتنا بملائكة يشهدون لك بالنبوة فأنزل الله تعالي فَلَعَلّكَ تارِكٌالآية و

رَوَي العيَاّشيِ‌ّ


صفحه : 104

بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ لعِلَيِ‌ّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع إنِيّ‌ سَأَلتُ ربَيّ‌ أَن يؤُاَخيِ‌َ بيَنيِ‌ وَ بَينَكَ فَفَعَلَ فَسَأَلتُ ربَيّ‌ أَن يَجعَلَكَ وصَيِيّ‌ فَفَعَلَ فَقَالَ بَعضُ القَومِ وَ اللّهِ لَصَاعٌ مِن تَمرٍ فِي شَنّ بَالٍ أَحَبّ إِلَينَا مِمّا سَأَلَ مُحَمّدٌ رَبّهُ فَهَلّا سَأَلَهُ مَلَكاً يَعضُدُهُ عَلَي عَدُوّهِ أَو كَنزاً يَستَعِينُ بِهِ عَلَي فَاقَتِهِ فَنَزَلَتِ الآيَةُ

فَلَعَلّكَ تارِكٌ بَعضَ ما يُوحي إِلَيكَ و هو ما فيه سب آلهتهم فلاتبلغهم إياه خوفا منهم .وَ ضائِقٌ بِهِ صَدرُكَ أي ولعلك يَضِيقُ صَدرُكَ بِما يَقُولُونَ وبما يلحقك من أذاهم وتكذيبهم وقيل باقتراحاتهم أَن يَقُولُوا أي كراهة أومخافة أن يقولوالَو لا أُنزِلَ عَلَيهِ كَنزٌ من المال أَو جاءَ مَعَهُ مَلَكٌيشهد له و ليس قوله فَلَعَلّكَ علي وجه الشك بل المراد به النهي‌ عن ترك أداء الرسالة والحث عليه كما يقول أحدنا لغيره و قدعلم من حاله أنه يطيعه و لايعصيه ويدعوه غيره إلي عصيانه لعلك تترك بعض ماآمرك به لقول فلان وإنما يقول ذلك ليؤنس من يدعوه إلي ترك أمره .قُل فَأتُوا بِعَشرِ سُوَرٍ مِثلِهِ مُفتَرَياتٍ أي إن كان هذامفتري علي الله كمازعمتم فأتوا بعشر سور مثله في النظم والفصاحة مفتريات علي زعمكم فإن القرآن نزل بلغتكم و قدنشأت أنا بين أظهركم فإن لم يمكنكم ذلك فاعلموا أنه من عند الله و هذاصريح في التحدي‌ و فيه دلالة علي جهة إعجاز القرآن وأنها هي‌ الفصاحة والبلاغة في هذاالنظم المخصوص لأنه لو كان جهة الإعجاز غير ذلك لماقنع في المعارضة بالافتراء والاختلاق لأن البلاغة ثلاث طبقات فأعلي طبقاتها معجز وأدناها وأوسطها ممكن فالتحدي‌ في الآية إنما وقع في الطبقة العليا منها و لو كان وجه الإعجاز الصرفة لكان الركيك من الكلام أبلغ في باب الإعجاز والمثل المذكور في الآية لايجوز أن يكون المراد به مثله في الجنس لأن مثله في الجنس يكون حكايته فلايقع بهاالتحدي‌ وإنما يرجع ذلك إلي ما هومتعارف بين العرب في تحدي‌ بعضهم بعضا كمااشتهر من مناقضات إمر‌ئ القيس وعلقمة وعمرو بن كلثوم والحارث بن حلزة وجرير والفرزدق وغيرهم .وَ ادعُوا مَنِ استَطَعتُم مِن دُونِ اللّهِ أي ليعينوكم علي معارضة القرآن إِن كُنتُم صادِقِينَ


صفحه : 105

في قولكم إني‌ افتريته فهذا غاية مايمكن في التحدي‌ والمحاجة و فيه الدلالة الواضحة علي إعجاز القرآن لأنه إذاثبت أن النبي ص تحداهم به وأوعدهم بالقتل والأسر بعد أن عاب دينهم وآلهتهم وثبت أنهم كانوا أحرص الناس علي إبطال أمره حتي بذلوا مهجهم وأموالهم في ذلك فإذاقيل لهم افتروا أنتم مثل هذاالقرآن وأدحضوا حجته فذلك أيسر وأهون عليكم من كل ماتكلفتموه فعدلوا عن ذلك وصاروا إلي الحرب والقتل وتكلف الأمور الشاقة فذلك من أدل الدلائل علي عجزهم إذ لوقدروا علي معارضته مع سهولة ذلك عليهم لفعلوه لأن العاقل لايعدل عن الأمر السهل إلي الصعب الشاق مع حصول الغرض بكل واحد منهما فكيف و لوبلغوا غاية أمانيهم في الأمر الشاق و هوقتله ص لكان لايحصل غرضهم من إبطال أمرهم فإن المحق قديقتل . فإن قيل لم ذكر التحدي‌ مرة بعشر سور ومرة بسورة ومرة بحديث مثله فالجواب أن التحدي‌ إنما يقع بما يظهر فيه الإعجاز من منظور الكلام فيجوز أن يتحدي مرة بالأقل ومرة بالأكثرفَإِلّم يَستَجِيبُوا لَكُمقيل إنه خطاب للمسلمين وقيل للكفار أي فإن لم يستجب لكم من تدعونهم إلي المعاونة وقيل للرسول ص وذكره بلفظ الجمع تفخيما. و في قوله ما كُنتَ تَعلَمُها أَنتَ وَ لا قَومُكَ مِن قَبلِ هذا أي إن هذه الأخبار لم تكن تعلمها أنت و لاقومك من العرب يعرفونها من قبل إيحائنا إليك لأنهم لم يكونوا من أهل كتاب وسير.


صفحه : 106

و في قوله ما نُثَبّتُ بِهِ فُؤادَكَ أي مانقوي‌ به قلبك ونطيب به نفسك ونزيدك به ثباتا علي ما أنت عليه من الإنذار والصبر علي أذي قومك . و في قوله وَ ما يُؤمِنُ أَكثَرُهُم بِاللّهِ إِلّا وَ هُم مُشرِكُونَ فيه أقوال أحدها أنهم مشركو قريش كانوا يقرون بالله خالقا ومحييا ومميتا ويعبدون الأصنام ويدعونها آلهة عن ابن عباس والجبائي‌. وثانيها أنها نزلت في مشركي‌ العرب إذاسئلوا من خلق السماوات و الأرض وينزل القطر قالوا الله ثم هم يشركون وكانوا يقولون في تلبيتهم لبيك لاشريك لك إلاشريك هو لك تملكه و ماملك عن الضحاك . وثالثها أنهم أهل الكتاب آمنوا بالله واليوم الآخر والتوراة والإنجيل ثم أشركوا بإنكار القرآن ونبوة نبيناص عن الحسن و هذاالقول مع ماتقدمه رواه دارم بن قبيصة عن علي بن موسي الرضا عن جده أبي عبد الله ع . ورابعها أنهم المنافقون يظهرون الإيمان ويشركون في السر عن البلخي‌ وخامسها أنهم المشبهة آمنوا في الجملة وأشركوا في التفصيل وروي‌ ذلك عن ابن عباس وسادسها أن المراد بالإشراك شرك الطاعة لاشرك العبادة أطاعوا الشيطان في المعاصي‌ التي‌ يرتكبونها مما أوجب الله عليها النار فأشركوا بالله في طاعته و لم يشركوا بالله في عبادته عن أبي جعفر ع . وَ روُيِ‌َ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ قَالَ قَولُ الرّجُلِ لَو لَا فُلَانٌ لَهَلَكتُ وَ لَو لَا فُلَانٌ لَضَاعَ عيِاَليِ‌ جَعلٌ لِلّهِ شَرِيكاً فِي مُلكِهِ يَرزُقُهُ وَ يَدفَعُ عَنهُ فَقِيلَ لَهُ لَو قَالَ لَو لَا أَن مَنّ اللّهُ عَلَيّ بِفُلَانٍ لَهَلَكتُ قَالَ لَا بَأسَ بِهَذَا

وَ فِي رِوَايَةِ زُرَارَةَ وَ مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ وَ حُمرَانَ عَنهُمَا ع أَنّهُ شِركُ النّعَمِ

وَ رَوَي مُحَمّدُ بنُ الفُضَيلِ عَن أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع قَالَ إِنّهُ شِركٌ لَا يَبلُغُ بِهِ الكُفرَ

.أَ فَأَمِنُوا أَن تَأتِيَهُم غاشِيَةٌ مِن عَذابِ اللّهِ أي عقوبة تغشاهم وتحيط بهم .


صفحه : 107

و في قوله يَستَعجِلُونَكَ بِالسّيّئَةِ قَبلَ الحَسَنَةِ أي بالعذاب قبل الرحمة عن ابن عباس وغيره والمثلات العقوبات .إِنّما أَنتَ مُنذِرٌ وَ لِكُلّ قَومٍ هادٍ فيه أقوال أحدها إنما أنت مخوف وهاد لكل قوم و ليس إليك إنزال الآيات فأنت مبتدأ ومنذر خبره وهاد عطف علي منذر والثاني‌ أن المنذر هو محمدص والهادي‌ هو الله والثالث أن معناه ولكل قوم نبي‌ يهديهم وداع يرشده والرابع أن المراد بالهادي‌ كل داع إلي الحق

وَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ لَمّا نَزَلَتِ الآيَةُ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَنَا المُنذِرُ وَ عَلِيّ الهاَديِ‌ مِن بعَديِ‌ يَا عَلِيّ بِكَ يهَتدَيِ‌ المُهتَدُونَ

وروي مثله أبوالقاسم الحسكاني‌ بإسناده عن أبي بردة الأسلمي‌. و في قوله إِلّا كَباسِطِ كَفّيهِ هذامثل ضربه الله لكل من عبد غير الله ودعاه رجاء أن ينفعه فمثله كمثل رجل بسط كفيه إلي الماء من مكان بعيد ليتناوله ويسكن به غلته و ذلك الماء لايبلغ فاه لبعد المسافة بينهما فكذلك ما كان يعبده المشركون من الأصنام لايصل نفعها إليهم فلايستجاب دعاؤهم عن ابن عباس وقيل كباسط كفيه إلي الماء أي كالذي‌ يدعو الماء بلسانه ويشير إليه بيده فلايأتيه الماء عن مجاهد وقيل كالذي‌ يبسط كفيه إلي الماء فمات قبل أن يبلغ الماء فاه وقيل إنه يتمثل العرب لمن يسعي فيما لايدركه فيقول هوكالقابض علي الماء.وَ ما دُعاءُ الكافِرِينَ إِلّا فِي ضَلالٍ أي ليس دعاؤهم الأصنام من دون الله إلا في ذهاب عن الحق والصواب وقيل في ضلال عن طريق الإجابة والنفع وَ لِلّهِ يَسجُدُ

مَن فِي السّماواتِ وَ الأَرضِيعني‌ الملائكة وسائر المكلفين طَوعاً وَ كَرهاً أي يجب السجود لله تعالي إلا أن المؤمن يسجد له طوعا والكافر كرها بالسيف أويخضعون له إلا أن الكافر يخضع له كرها لأنه لايمكنه أن يمتنع عن الخضوع لله تعالي لمايحل به من الآلام والأسقام وَ ظِلالُهُم أي ويسجد ظلالهم لله بِالغُدُوّ وَ الآصالِ أي العشيات قيل المراد بالظل الشخص فإن من يسجد يسجد معه ظله قال الحسن يسجد ظل الكافر و لايسجد الكافر ومعناه عند أهل التحقيق أنه يسجد شخصه دون قلبه لأنه لايريد بسجوده عبادة ربه من حيث إنه يسجد للخوف وقيل إن الظلال علي ظاهرها والمعني في سجودها تمايلها من جانب إلي جانب وانقيادها للتسخير بالطول والقصرقُل هَل يسَتوَيِ‌ الأَعمي وَ البَصِيرُ أي المؤمن والكافرأَم هَل تسَتوَيِ‌ الظّلُماتُ وَ النّورُ أي الكفر والإيمان أوالضلالة والهدي أوالجهل والعلم أَم جَعَلُوا لِلّهِ شُرَكاءَ خَلَقُوا كَخَلقِهِ أي هل جعل هؤلاء الكفار شركاء في العبادة خلقوا أفعالا مثل خلق الله تعالي من الأجسام والألوان والطعوم والروائح والقدرة والحياة و غير ذلك فَتَشابَهَ الخَلقُ عَلَيهِم أي فاشتبه لذلك عليهم ما ألذي خلق الله و ما ألذي خلق الأوثان فظنوا أن الأوثان تستحق العبادة لأن أفعالها مثل أفعال الله تعالي فإذا لم يكن ذلك مشتبها إذ كان ذلك كله لله لم يبق شبهة أنه الإله لاتستحق العبادة سواه . و في قوله تعالي فَسالَت أَودِيَةٌ بِقَدَرِهايعني‌ فاحتمل الأنهار الماء كل نهر بقدره الصغير علي قدر صغره والكبير علي قدر كبره فَاحتَمَلَ السّيلُ زَبَداً رابِياً أي طافيا عاليا فوق الماء شبه سبحانه الحق والإسلام بالماء الصافي‌ النافع للخلق والباطل بالزبد الذاهب باطلا وقيل إنه مثل للقرآن النازل من السماء ثم يحتمل القلوب حظها من اليقين والشك علي قدرها فالماء مثل لليقين والزبد مثل للشك عن ابن عباس ثم ذكر المثل الآخر فقال وَ مِمّا يُوقِدُونَ عَلَيهِ فِي النّارِ و هوالذهب


صفحه : 109

والفضة والرصاص وغيره مما يذاب ابتِغاءَ حِليَةٍ أي طلب زينة يتخذ منه كالذهب والفضةأَو مَتاعٍمعناه ابتغاء متاع ينتفع به و هومثل جواهر الأرض يتخذ منه الأواني‌ وغيرهازَبَدٌ مِثلُهُ أي مثل زبد الماء فإن هذه الأشياء التي‌ تستخرج من المعادن توقد عليها النار ليتميز الخالص من الخبيث لها أيضا زبد و هوخبثهاكَذلِكَ يَضرِبُ اللّهُ الحَقّ وَ الباطِلَ أي مثل الحق والباطل فَأَمّا الزّبَدُ فَيَذهَبُ جُفاءً أي باطلا متفرقا بحيث لاينتفع به وَ أَمّا ما يَنفَعُ النّاسَ و هوالماء الصافي‌ والأعيان التي‌ ينتفع بهافَيَمكُثُ فِي الأَرضِفينتفع به الناس فمثل المؤمن واعتقاده كمثل هذاالماء المنتفع به في نبات الأرض وحياة كل شيء به وكمثل نفع الفضة والذهب وسائر الأعيان المنتفع بها ومثل الكافر وكفره كمثل هذاالزبد ألذي يذهب جفاء وكمثل خبث الحديد و ماتخرجه النار من وسخ الذهب والفضة التي‌ لاينتفع به كَذلِكَ يَضرِبُ اللّهُ الأَمثالَللناس في أمر دينهم قال قتادة هذه ثلاثة أمثال ضربها الله تعالي في مثل واحد شبه نزول القرآن بالماء ألذي ينزل من السماء وشبه القلوب بالأودية والأنهار فمن استقصي في تدبره وتفكر في معانيه أخذ حظا عظيما منه كالنهر الكبير ألذي يأخذ الماء الكثير و من رضي‌ بما أداه إلي التصديق بالحق علي الجملة كان أقل حظا منه كالنهر الصغير فهذا مثل . ثم شبه الخطرات ووساوس الشيطان بالزبد يعلو علي الماء و ذلك من خبث التربة لا من الماء وكذا الله مايقع في النفس من الشكوك فمن ذاتها لا من ذات الحق يقول فكما يذهب الزبد باطلا ويبقي صفوة الماء كذلك يذهب مخائل الشك باطلا ويبقي الحق فهذا مثل ثان والمثل الثالث قوله وَ مِمّا يُوقِدُونَ عَلَيهِفالكفر مثل هذاالخبث ألذي لاينتفع به والإيمان مثل الصافي‌ ألذي ينتفع به . و في قوله وَ لَو أَنّ قُرآناًجواب لومحذوف أي لكان هذاالقرآن وقيل أي لماآمنواأَ فَلَم يَيأَسِ الّذِينَ آمَنُوا أي أفلم يعلموا ويتبينوا عن ابن عباس وغيره وقيل معناه أ و لم يعلم الذين آمنوا علما يئسوا معه من أن يكون غير ماعلموه


صفحه : 110

وقيل معناه أفلم ييأس الذين آمنوا من إيمان هؤلاء الذين وصفهم الله بأنهم لايؤمنون قارِعَةٌ أي نازلة وداهية تقرعهم من الحرب والجدب والقتل والأسرأَو تَحُلّ قَرِيباً مِن دارِهِمقيل إن التاء في تحل للتأنيث أي تَحُلّتلك القارعةقَرِيباً مِن دارِهِمفتجاورهم حتي تحصل لهم المخافة منها وقيل إن التاء للخطاب أي تَحُلّ أنت يا محمدبنفسك قَرِيباً مِن دارِهِميعني‌ مكةحَتّي يأَتيِ‌َ وَعدُ اللّهِبفتح مكة وقيل أي بالإذن لك في قتالهم وقيل حتي يأتي‌ يوم القيامة.فَأَملَيتُ لِلّذِينَ كَفَرُوا أي فأمهلتهم وأطلت مدتهم ليتوبوا أوليتم عليهم الحجةفَكَيفَ كانَ عِقابِتفخيم لذلك العقاب أَ فَمَن هُوَ قائِمٌ عَلي كُلّ نَفسٍ بِما كَسَبَت أي أفمن هوقائم بالتدبير علي كل نفس وحافظ علي كل نفس أعمالها حتي يجازيها كمن ليس بهذه الصفة من الأصنام ويدل علي المحذوف قوله تعالي وَ جَعَلُوا لِلّهِ شُرَكاءَ قُل سَمّوهُم أي بما يستحقون من الصفات وإضافة الأفعال إليهم إن كانوا شركاء لله كمايوصف الله بالخالق والرازق والمحيي‌ والمميت وقيل سموهم بالأسماء التي‌ هي‌ صفاتهم ثم انظروا هل تدل صفاتهم علي جواز عبادتهم واتخاذهم آلهة وقيل معناه أنه ليس لهم اسم له مدخل في استحقاق الإلهية و ذلك استحقار لهم وقيل سموهم ماذا خلقوا أوهل ضروا أونفعواأَم تُنَبّئُونَهُ بِما لا يَعلَمُ فِي الأَرضِ أي بل أتخبرون الله بشريك له في الأرض و هو لايعلمه علي معني أنه ليس و لو كان لعلم أَم بِظاهِرٍ مِنَ القَولِ أي أم تقولون مجازا من القول وباطلا لاحقيقة له فالمعني أنه كلام ظاهر ليس له في الحقيقة باطن ومعني فهو كلام فقط وقيل أم بظاهر كتاب أنزله الله سميتم الأصنام آلهة فبين أنه ليس هاهنا دليل عقلي‌ و لاسمعي‌ يوجب استحقاق الأصنام الإلهيةبَل زُيّنَ لِلّذِينَ كَفَرُوا مَكرُهُم أي دع ذكر ماكنا فيه زين الشيطان لهم الكفر لأن مكرهم بالرسول كفر منهم وقيل بل زين لهم الرؤساء والغواة كذبهم وزورهم . و في قوله وَ الّذِينَ آتَيناهُمُ الكِتابَ يَفرَحُونَالمراد أصحاب النبي ص


صفحه : 111

الذين أعطوا القرآن أومؤمنو أهل الكتاب . و في قوله وَ إِن ما نُرِيَنّكَ بَعضَ ألّذِي نَعِدُهُم أي من نصر المؤمنين عليهم وتمكينك منهم بالقتل والأسر واغتنام الأموال أَو نَتَوَفّيَنّكَ أي نقبضك إلينا قبل أن نريك ذلك و بين بهذا أنه يكون بعض ذلك في حياته وبعضه بعدوفاته أي فلاتنتظر أن يكون جميع ذلك في أيام حياتك فَإِنّما عَلَيكَ أن تبلغهم ماأرسلناك به إليهم وعلينا حسابهم ومجازاتهم . و في قوله وَ مَن عِندَهُ عِلمُ الكِتابِقيل هو الله تعالي وقيل مؤمنو أهل الكتاب وقيل إن المراد به علي بن أبي طالب ع وأئمة الهدي ع عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع بأسانيد. و في قوله مَثَلُ الّذِينَ كَفَرُوا بِرَبّهِم أي مثل أعمالهم كَرَمادٍ اشتَدّت بِهِ الرّيحُ أي ذرته ونسفته فِي يَومٍ عاصِفٍ أي شديد الريح فكما لايقدر أحد علي جمع ذلك الرماد المتفرق والانتفاع به فكذلك هؤلاء الكفارلا يَقدِرُونَ مِمّا كَسَبُوا عَلي شَيءٍ أي علي الانتفاع بأعمالهم . و في قوله كَلِمَةً طَيّبَةًهي‌ كلمة التوحيد وقيل كل كلام أمر الله تعالي كَشَجَرَةٍ طَيّبَةٍ أَصلُها ثابِتٌ وَ فَرعُها فِي السّماءِ أي شجرة زاكية نامية راسخة أصولها في الأرض عالية أغصانها وثمارها في السماء وأراد به المبالغة في الرفعة و هذه الشجرة قيل هي‌ النخلة وقيل شجرة في الجنة


صفحه : 112

وَ رَوَي ابنُ عُقدَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع أَنّ الشّجَرَةَ رَسُولُ اللّهِص وَ فَرعَهَا عَلِيّ ع وَ غُصنَ الشّجَرَةِ فَاطِمَةُ ع وَ ثِمَارَهَا أَولَادُهَا وَ أَورَاقَهَا شِيعَتُنَا ثُمّ قَالَ ع إِنّ الرّجُلَ مِن شِيعَتِنَا لَيَمُوتُ فَتَسقُطُ مِنَ الشّجَرَةِ وَرَقَةٌ وَ إِنّ المَولُودَ مِن شِيعَتِنَا لَيُولَدُ فَيُورَقُ مَكَانَ تِلكَ الوَرَقَةِ وَرَقَةٌ

.تؤُتيِ‌ أُكُلَها أي تخرج هذه الشجرة مايؤكل منهاكُلّ حِينٍ أي في كل ستة أشهر عن ابن عباس و أبي جعفر ع وقيل أي كل سنة وقيل أي كل غداة وعشية وقيل في جميع الأوقات وقيل إنه سبحانه شبه الإيمان بالنخلة لثبات الإيمان في قلب المؤمن كثبات النخلة في منبتها وشبه ارتفاع عمله إلي السماء بارتفاع فروع النخلة وشبه مايكسبه المؤمنون من بركة الإيمان وثوابه كل وقت وحين بما ينال من ثمرة النخلة في أوقات السنة كلها من الرطب والتمر وقيل إن معني قوله تؤُتيِ‌ أُكُلَها كُلّ حِينٍ بِإِذنِ رَبّها مايفتي‌ به الأئمة من آل محمدشيعتهم في الحلال والحرام وَ مَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍهي‌ كلمة الشرك والكفر وقيل كل كلام في معصية الله كشجرة خبيثة غيرزاكية وهي‌ شجرة الحنظل وقيل إنها شجرة هذه صفتها و هو أنه لاقرار لها في الأرض وقيل إنها الكشوث و

رَوَي أَبُو الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع أَنّ هَذَا مَثَلُ بنَيِ‌ أُمَيّةَ

.اجتُثّت مِن فَوقِ الأَرضِ أي استؤصلت واقتلعت جثته من الأرض ما لَها مِن قَرارٍ مالتلك الشجرة من ثبات فإن الريح تنسفها وتذهب بهافكما أن هذه الشجرة لاثبات لها و لابقاء و لاينتفع بهاأحد فكذلك الكلمة الخبيثة لاينتفع بهاصاحبها. و في قوله أَ لَم تَرَ إِلَي الّذِينَ بَدّلُوا نِعمَتَ اللّهِ كُفراً أي عرفوا نعمة الله بمحمد أي عرفوا محمدا ثم كفروا به فبدلوا مكان الشكر كفرا و

روُيِ‌َ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ قَالَ نَحنُ وَ اللّهِ نِعمَةُ اللّهِ التّيِ‌ أَنعَمَ بِهَا عَلَي عِبَادِهِ وَ بِنَا يَفُوزُ مَن فَازَ


صفحه : 113

ويحتمل أن يكون المراد جميع نعم الله بدلوها أقبح التبديل إذ جعلوا مكان شكرها الكفر بها واختلف في المعني‌ بالآية

فرَوُيِ‌َ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ ابنِ عَبّاسٍ وَ ابنِ جُبَيرٍ وَ غَيرِهِم أَنّهُم كُفّارُ قُرَيشٍ كَذّبُوا نَبِيّهُم وَ نَصَبُوا لَهُ الحَربَ وَ العَدَاوَةَ

وَ سَأَلَ رَجُلٌ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع عَن هَذِهِ الآيَةِ فَقَالَ هُمَا الأَفجَرَانِ مِن قُرَيشٍ بَنُو أُمَيّةَ وَ بَنُو المُغِيرَةِ فَأَمّا بَنُو أُمَيّةَ فَمُتّعُوا إِلَي حِينٍ وَ أَمّا بَنُو المُغِيرَةِ فَكَفَيتُمُوهُم يَومَ بَدرٍ

وقيل إنهم جبلة بن الأيهم و من تبعه من العرب تنصروا ولحقوا بالروم وَ أَحَلّوا قَومَهُم دارَ البَوارِ أي دار الهلاك . و في قوله رُبَما يَوَدّ الّذِينَ كَفَرُوا أي في الآخرة إذاصار المسلمون إلي الجنة والكفار إلي النارما نُنَزّلُ المَلائِكَةَ إِلّا بِالحَقّ أي بالموت أوبعذاب الاستئصال إن لم يؤمنوا أو إلابالرسالةوَ ما كانُوا إِذاً أي حين تنزل الملائكةمُنظَرِينَ أي لايمهلون ساعة.إِنّا نَحنُ نَزّلنَا الذّكرَ أي القرآن وَ إِنّا لَهُ لَحافِظُونَ عن الزيادة والنقصان والتغيير والتحريف وقيل نحفظه من كيد المشركين فلايمكنهم إبطاله و لايندرس و لاينسي وقيل المعني وإنا لمحمد حافظون .وَ لَو فَتَحنا عَلَيهِم أي علي هؤلاء المشركين باباً مِنَ السّماءِينظرون إليه فَظَلّوا فِيهِ يَعرُجُونَ أي فظلت الملائكة تصعد وتنزل في ذلك الباب وقيل فظل هؤلاء المشركون يعرجون إلي السماء من ذلك الباب وشاهدوا ملكوت السماوات لَقالُوا إِنّما سُكّرَت أَبصارُنا أي سدت وغطيت وقيل تحيرت وسكنت عن أن تنظربَل نَحنُ قَومٌ مَسحُورُونَسحرنا محمدفيخيل الأشياء إلينا علي خلاف حقيقتها.


صفحه : 114

و في قوله لا تَمُدّنّ عَينَيكَ إِلي ما مَتّعنا بِهِ أَزواجاً مِنهُم أي لاترفعن عينيك من هؤلاء الكفار إلي مامتعناهم وأنعمنا عليهم به أمثالا من النعم من الأموال والأولاد و غير ذلك من زهرات الدنيا فيكون أزواجا منصوبا علي الحال والمراد به الأشياء والأمثال وقيل لاتنظرن و لاتعظمن في عينيك و لاتمدهما إلي مامتعنا به أصنافا من المشركين وَ لا تَحزَن عَلَيهِم إن لم يؤمنوا ونزل بهم العذاب وَ اخفِض جَناحَكَ لِلمُؤمِنِينَ أي تواضع لهم .كَما أَنزَلنا عَلَي المُقتَسِمِينَ أي أنزلنا القرآن عليك كماأنزلنا علي المقتسمين وهم اليهود والنصاري الّذِينَ جَعَلُوا القُرآنَ عِضِينَجمع عضة وأصله عضوة والتعضية التفريق أي فرقوا وجعلوه أعضاء فآمنوا ببعضه وكفروا ببعضه وقيل سماهم مقتسمين لأنهم اقتسموا كتب الله فآمنوا ببعضها وكفروا ببعضها وقيل معناه أني‌ أنذركم عذاباكَما أَنزَلنا عَلَي المُقتَسِمِينَالذين اقتسموا طريق مكة يصدون عن رسول الله ص والإيمان به قال مقاتل كانوا ستة عشر رجلا بعثهم الوليد بن المغيرة أيام الموسم يقولون لمن أتي مكة لاتغتروا بالخارج منا والمدعي‌ النبوة فأنزل الله بهم عذابا فماتوا شر ميتة ثم وصفهم فقال الّذِينَ جَعَلُوا القُرآنَ عِضِينَأجزاء أجزاء فقالوا سحر وقالوا أساطير الأولين وقالوا مفتري عن ابن عباس .فَاصدَع بِما تُؤمَرُ أي أظهر وأعلن وصرح بما أمرت به غيرخائف وَ أَعرِض عَنِ المُشرِكِينَ أي لاتخاصمهم إلي أن تؤمر بقتالهم أو لاتلتفت إليهم و لاتخف منهم حَتّي يَأتِيَكَ اليَقِينُ أي الموت . و في قوله أَمواتٌ غَيرُ أَحياءٍ أي الأصنام أوالكفارلا جَرَمَ أي حقا و هوبمنزلة اليمين .


صفحه : 115

و في قوله أَو يَأخُذَهُم فِي تَقَلّبِهِم أي يأخذهم العذاب في تصرفهم في أسفارهم وتجاراتهم وقيل في تقلبهم في كل الأحوال ليلا ونهارا فيدخل فيه تقلبهم علي الفراش يمينا وشمالافَما هُم بِمُعجِزِينَ أي فليسوا بفائتين و مايريده الله بهم من الهلاك لايمتنع عليه أَو يَأخُذَهُم عَلي تَخَوّفٍ قال الأكثر أي علي تنقص إما بقتل أوبموت أي ينقص من أطرافهم ونواحيهم يأخذ منهم الأول فالأول حتي يأتي‌ علي جميعهم وقيل في حال تخوفهم من العذاب يَتَفَيّؤُا ظِلالُهُ أي يتميل ظلاله عن جانب اليمين وجانب الشمال ومعني سجود الظل دورانه من جانب إلي جانب كمامر وقيل المراد بالظل هوالشخص بعينه ولهذا الإطلاق شواهد في كلام العرب وَ هُم داخِرُونَ أي أذلة صاغرون فنبه تعالي علي أن جميع الأشياء تخضع له بما فيها من الدلالة علي الحاجة إلي واضعها ومدبرها فهي‌ في ذلك كالساجد من العبادوَ لَهُ الدّينُ واصِباً أي له الطاعة دائمة واجبة علي الدوام من وصب الشي‌ء وصوبا إذادام وقيل أي خالصانَصِيباً مِمّا رَزَقناهُم أي مامر ذكره في سورة الأنعام من الحرث والأنعام وغيرهاوَ لَهُم ما يَشتَهُونَ أي ويجعلون لأنفسهم مايشتهونه ويحبونه من البنين وَ هُوَ كَظِيمٌ أي ممتلئ غيظا وحزناأَ يُمسِكُهُ عَلي هُونٍ أَم يَدُسّهُ فِي التّرابِ أي يدبر في أمر البنت المولود له أيمسكه علي ذل وهوان أم يخفيه في التراب ويدفنه حيا و هوالوأد ألذي كان من عادة العرب و هو أن أحدهم كان يحفر حفيرة صغيرة فإذاولد له أنثي جعلها فيها وحثا عليها التراب حتي تموت تحته وكانوا يفعلون ذلك مخافة الفقروَ يَجعَلُونَ لِلّهِ ما يَكرَهُونَ أي البنات أَنّ لَهُمُ الحُسني أي البنون أوالمثوبة الحسني في الآخرةوَ أَنّهُم مُفرَطُونَ أي مقدمون معجلون إلي النار. و في قوله فَمَا الّذِينَ فُضّلُوا فيه قولان أحدهما أنهم لايشركون عبيدهم في أموالهم وأزواجهم حتي يكونوا فيه سواء ويرون ذلك نقصا فلايرضون لأنفسهم به وهم يشركون عبادي‌ في ملكي‌ وسلطاني‌ ويوجهون العبادة والقرب إليهم كما


صفحه : 116

يوجهونها إلي‌ والثاني‌ أن معناه فهؤلاء الذين فضلهم الله في الرزق من الأحرار لايرزقون مماليكهم بل الله رازق الملاك والمماليك فإن ألذي ينفقه المولي علي مملوكه إنما ينفقه مما يرزقه الله فهم سواء في ذلك . و في قوله وَ مَن رَزَقناهُ مِنّا رِزقاً حَسَناًيريد حرا رزقناه وملكناه مالا ونعمةفَهُوَ يُنفِقُ مِنهُ سِرّا وَ جَهراً لايخاف من أحدهَل يَستَوُونَيريد أن الاثنين المتساويين في الخلق إذا كان أحدهما مالكا قادرا علي الإنفاق دون الآخر لايستويان فكيف يسوي بين الحجارة التي‌ لاتعقل و لاتتحرك و بين الله عزاسمه القادر علي كل شيء والرازق لجميع خلقه وقيل إن هذاالمثل للكافر والمؤمن فإن الكافر لاخير عنده والمؤمن يكسب الخيروَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلًا رَجُلَينِ أَحَدُهُما أَبكَمُ لا يَقدِرُ عَلي شَيءٍ من الكلام لأنه لايفهم و لايفهم عنه وقيل معناه لايقدر أن يميز أمر نفسه وَ هُوَ كَلّ عَلي مَولاهُ أي ثقل ووبال علي وليه ألذي يتولي أمره أَينَما يُوَجّههُ لا يَأتِ بِخَيرٍ أي لامنفعة لمولاه فيه أينما يرسله في حاجة لايرجع بخير و لايهتدي‌ إلي منفعةهَل يسَتوَيِ‌ هُوَ أي هذاالأبكم وَ مَن يَأمُرُ بِالعَدلِ أي و من هوفصيح يأمر بالحق والصواب وَ هُوَ عَلي صِراطٍ مُستَقِيمٍ أي علي دين قويم وطريق واضح فيما يأتي‌ ويذر و فيه أيضا وجهان أحدهما أنه مثل ضربه الله تعالي فيمن يؤمل الخير من جهته و من لايؤمل منه وأصل الخير كله من الله فكيف يسوي بينه و بين شيءسواه في العبادة. والآخر أنه مثل للكافر والمؤمن فالأبكم الكافر و ألذي يأمر بالعدل المؤمن عن ابن عباس وقيل إن الأبكم أبي بن خلف ومَن يَأمُرُ بِالعَدلِحمزة وعثمان بن مظعون عن عطاء وقيل إن الأبكم هاشم بن عمرو بن الحارث القرشي‌ و كان قليل الخير يعادي‌ رسول الله ص .


صفحه : 117

و في قوله وَ لا تَنقُضُوا الأَيمانَ بَعدَ تَوكِيدِهانزلت في الذين بايعوا النبي ص علي الإسلام فقال سبحانه للمسلمين الذين بايعوه لايحملنكم قلة المسلمين وكثرة المشركين علي نقض البيعة فإن الله حافظكم أي اثبتوا علي ماعاهدتم عليه الرسول وأكدتموه بالأيمان وقيل نزلت في قوم حالفوا قوما فجاءهم قوم وقالوا نحن أكثر منهم وأعز وأقوي فانقضوا ذلك العهد وحالفوناوَ لا تَكُونُوا كاَلتّيِ‌ نَقَضَت غَزلَها أي لاتكونوا كالمرأة التي‌ غزلت ثم نقضت غزلها من بعدإمرار وفتل للغزل وهي‌ امرأة حمقاء من قريش كانت تغزل مع جواريها إلي انتصاف النهار ثم تأمرهن أن ينقضن ماغزلن و لاتزال ذلك دأبها واسمها ريطة بنت عمرو بن كعب و كان تسمي خرقاء مكةأَنكاثاًجمع نكث و هوالغزل من الصوف والشعر يبرم ثم ينكث وينقض ليغزل ثانيةتَتّخِذُونَ أَيمانَكُم دَخَلًا بَينَكُم أي دغلا وخيانة ومكراأَن تَكُونَ أُمّةٌ هيِ‌َ أَربي مِن أُمّةٍ أي بسبب أن يكون قوم أكثر من قوم وأمة أعلي من أمةفَتَزِلّ قَدَمٌ بَعدَ ثُبُوتِها أي فتضلوا عن الرشد بعد أن تكونوا علي هدي . و في قوله وَ إِذا بَدّلنا آيَةً مَكانَ آيَةٍيعني‌ إذانسخنا آية وآتينا مكانها أخري قالُوا إِنّما أَنتَ مُفتَرٍ قال ابن عباس كانوا يقولون يسخر محمدبأصحابه يأمرهم اليوم بأمر وغدا يأمرهم بأمر وإنه لكاذب ويأتيهم بما يقول من عندنفسه وَ لَقَد نَعلَمُ أَنّهُم يَقُولُونَ إِنّما يُعَلّمُهُ بَشَرٌ قال ابن عباس قالت قريش إنما يعلمه بلعام و كان قينا بمكة روميا نصرانيا و قال الضحاك أرادوا به سلمان الفارسي‌ قالوا إنه يتعلم القصص منه و قال مجاهد وقتادة أرادوا به عبدا لبني‌ الحضرمي‌ روميا يقال له يعيش أوعائش صاحب كتاب وأسلم وحسن إسلامه و قال عبد الله بن مسلم كان غلامان في الجاهلية نصرانيان من أهل عين التمر اسم أحدهما يسار والآخر جبير وكانا صيقلين يقرءان كتابا لهما بلسانهم و كان رسول الله ص ربما مر بهما واستمع قراءتهما فقالوا إنما يتعلم منهما ثم ألزمهم الله الحجة وأكذبهم بأن قال


صفحه : 118

لِسانُ ألّذِي يُلحِدُونَ إِلَيهِ أعَجمَيِ‌ّ أي لغة ألذي يضيفون إليه التعليم ويميلون إليه القول أعجمية والأعجمي‌ هو ألذي لايفصح و إن كان عربياوَ هذا لِسانٌ عرَبَيِ‌ّ مُبِينٌ أي ظاهر بين لايتشكل يعني‌ إذاكانت العرب تعجز عن الإتيان بمثله و هوبلغتهم فكيف يأتي‌ به الأعجمي‌. و في قوله لا تَجعَل مَعَ اللّهِ إِلهاً آخَرَالخطاب للنبي‌ص والمراد به غيره ليكون أبلغ في الزجرمَدحُوراً أي مطرودا مبعدا عن رحمة الله . و في قوله إِذاً لَابتَغَوا إِلي ذيِ‌ العَرشِ سَبِيلًا أي لطلبوا طريقا يقربهم إلي مالك العرش لعلمهم بعلوه عليهم وعظمته و قال أكثر المفسرين معناه لطلبوا سبيلا إلي معازة مالك العرش ومغالبته فإن الشريكين في الإلهية يكونان متساويين في صفات الذات ويطلب أحدهما مغالبة صاحبه ليصفو له الملك فيكون إشارة إلي دليل التمانع . و في قوله وَ إِذا قَرَأتَ القُرآنَ جَعَلنا بَينَكَ وَ بَينَ الّذِينَ لا يُؤمِنُونَ بِالآخِرَةِ قال الكلبي‌ هم أبوسفيان والنضر بن الحارث و أبوجهل وأم جميل امرأة أبي لهب حجب الله رسوله عن أبصارهم عندقراءة القرآن فكانوا يأتونه ويمرون به و لايرونه حِجاباً مَستُوراً أي ساترا وقيل مستورا عن الأعين لايبصر إنما هو من قدرة الله وَ إِذا ذَكَرتَ رَبّكَ فِي القُرآنِ وَحدَهُ أي ذكرت الله بالتوحيد وأبطلت الشرك وَلّوا عَلي أَدبارِهِم نُفُوراً أي أعرضوا عنك مدبرين نافرين والمعني‌ بذلك كفار قريش وقيل هم الشياطين وقيل إذاسمعوابِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِولوا وقيل إذاسمعوا قول لاإله إلا الله .


صفحه : 119

نَحنُ أَعلَمُ بِما يَستَمِعُونَ بِهِ إِذ يَستَمِعُونَ إِلَيكَ أي ليس يخفي علينا حال هؤلاء المشركين وغرضهم في الاستماع إليك وَ إِذ هُم نَجوي أي متناجون والمعني أنانعلمهم في حال مايصغون إلي سماع قراءتك و في حال يقومون من عندك ويتناجون فيما بينهم فيقول بعضهم هوساحر وبعضهم هوكاهن وبعضهم هوشاعر وقيل يعني‌ به أباجهل وزمعة بن الأسود وعمرو بن هشام وخويطب بن عبدالعزي اجتمعوا وتشاوروا في أمر النبي ص فقال أبوجهل هومجنون و قال زمعة هوشاعر و قال خويطب هوكاهن ثم أتوا الوليد بن المغيرة وعرضوا ذلك عليه فقال هوساحرإِذ يَقُولُ الظّالِمُونَ إِن تَتّبِعُونَ إِلّا رَجُلًا مَسحُوراً أي سحر فاختلط عليه أمره وقيل المراد بالمسحور المخدوع والمعلل وقيل أي ذا سحر أي رئة خلقه الله بشرا مثلكم وقيل المسحور بمعني الساحر كالمستور بمعني الساتر. و في قوله قُلِ ادعُوا الّذِينَ زَعَمتُم أي الملائكة والمسيح وعزير وقيل هم الجن لأن قوما من العرب كانُوا يَعبُدُونَ الجِنّ عن ابن مسعود قال وأسلم أولئك النفر وبقي‌ الكفار علي عبادتهم . و في قوله إِنّ رَبّكَ أَحاطَ بِالنّاسِ أي أحاط علما بأحوالهم و مايفعلونه من طاعة أومعصيةوَ ما جَعَلنَا الرّؤيَا التّيِ‌ أَرَيناكَ فيه أقوال أحدها أن المراد بالرؤيا رؤية العين والمراد الأسري و مارآه في المعراج وثانيها أنها رؤيا نوم رآها أنه سيدخل مكة و هوبالمدينة فقصدها فصده المشركون في الحديبية حتي شك قوم وثالثها أن ذلك رؤيا رآها النبي ص في منامه أن قرودا تصعد منبره وتنزل فساءه ذلك واغتم به و هوالمروي‌ عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع وقالوا علي هذاالتأويل إن الشجرة الملعونة في القرآن هي‌ بنو أمية أخبره الله تعالي بتغلبهم علي مقامه وقتلهم ذريته وقيل إن الشجرة الملعونة هي‌ شجرة الزقوم وإنما سميت فتنة لأن المشركين


صفحه : 120

قالوا إن النار تحرق الشجر فكيف تنبت الشجرة في النار وصدق به المؤمنون . و في قوله وَ قالُوا لَن نُؤمِنَ لَكَ قال ابن عباس إن جماعة من قريش وهم عتبة وشيبة ابنا ربيعة و أبوسفيان بن الحرب والأسود بن المطلب وزمعة بن الأسود والوليد بن المغيرة و أبوجهل بن هشام و عبد الله بن أمية وأمية بن خلف والعاص بن وائل ونبيه ومنبه ابنا الحجاج والنضر بن الحارث و أبوالبختري‌ بن هشام اجتمعوا عندالكعبة و قال بعضهم لبعض ابعثوا إلي محمد وكلموه وخاصموه فبعثوا إليه أن أشراف قومك قداجتمعوا لك فبادر عليه وآله صلوات الله وسلامه إليهم ظنا منه أنه بدا لهم من أمره و كان حريصا علي رشدهم فجلس إليهم فقالوا يا محمدإنا دعوناك لنعتذر إليك فلانعلم قوما أدخل علي قومه ماأدخلت علي قومك شتمت الآلهة وعبت الدين وسفهت الأحلام وفرقت الجماعة فإن كنت جئت بهذا لتطلب مالا أعطيناك و إن كنت تطلب الشرف سودناك علينا و إن كانت علة غلبت عليك طلبنا لك الأطباء فقال ص ليس شيء من ذلك بل بعثني‌ الله إليكم رسولا وأنزل كتابا فإن قبلتم ماجئت به فهو حظكم في الدنيا والآخرة و إن تردوه أصبرحَتّي يَحكُمَ اللّهُ بَينَناقالوا فإذا ليس أحد أضيق بلدا منا فاسأل ربك أن يسير هذه الجبال ويجري‌ لنا أنهارا كأنهار الشام والعراق و أن يبعث لنا من مضي وليكن فيهم قصي‌ فإنه شيخ صدوق لنسألهم عما تقول أحق أم باطل فقال مابهذا بعثت قالوا فإن لم تفعل ذلك فاسأل ربك أن يبعث ملكا يصدقك ويجعل لنا جنات وكنوزا وقصورا من ذهب فقال مابهذا بعثت و قدجئتكم بما بعثني‌ الله تعالي به فإن قبلتم و إلافهو يحكم بيني‌ وبينكم قالوا فأسقط علينا السماء كمازعمت أن ربك إن شاء فعل ذلك قال ذاك إلي الله إن شاء فعل و قال قائل منهم لانؤمن لك حتي


صفحه : 121

تأتي‌ بالله والملائكة قبيلا فقام النبي ص وقام معه عبد الله بن أمية المخزومي‌ ابن عمته عاتكة بنت عبدالمطلب فقال يا محمدص عرض عليك قومك ماعرضوا فلم تقبله ثم سألوك لأنفسهم أمورا فلم تفعل ثم سألوك أن تعجل ماتخوفهم به فلم تفعل فو الله لاأؤمن بك أبدا حتي تتخذ سلما إلي السماء ثم ترقي فيه و أناأنظر ويأتي‌ معك نفر من الملائكة يشهدون لك و كتاب يشهد لك و قال أبوجهل إنه أبي إلاسب الآلهة وشتم الآباء وإني‌ أعاهد الله لأحملن حجرا فإذاسجد ضربت به رأسه فانصرف رسول الله ص حزينا لمارأي من قومه فأنزل الله سبحانه الآيات .

حَتّي تَفجُرَ لَنا مِنَ الأَرضِ يَنبُوعاً أي تشقق لنا من أرض مكة عينا ينبع منه الماء في وسط مكةأَو تُسقِطَ السّماءَ كَما زَعَمتَ عَلَينا كِسَفاً أي قطعا قدتركب بعضها علي بعض ومعني كمازعمت أي كماخوفتنا به من انشقاق السماء وانفطارها أو كمازعمت أنك نبي‌ تأتي‌ بالمعجزات أَو تأَتيِ‌َ بِاللّهِ وَ المَلائِكَةِ قَبِيلًا أي كفيلا ضامنا لنا بما تقول وقيل هوجمع القبيلة أي بالملائكة قبيلة قبيلة وقيل أي مقابلين لنا و هذايدل علي أن القوم كانوا مشبهة مع شركهم أَو يَكُونَ لَكَ بَيتٌ مِن زُخرُفٍ أي من ذهب وقيل الزخرف النقوش أَو تَرقي فِي السّماءِ أي تصعدوَ لَن نُؤمِنَ لِرُقِيّكَ حَتّي تُنَزّلَ عَلَينا كِتاباً نَقرَؤُهُ أي و لوفعلت ذلك لم نصدقك حتي تنزل علي كل واحد منا كتابا من السماء شاهدا بصحة نبوتك نقرؤه قُل سُبحانَ ربَيّ‌ أي تنزيها له من كل قبيح وسوء و في ذلك من الجواب أنكم تتخيرون الآيات وهي‌ إلي الله سبحانه فهو العالم بالتدبير الفاعل لماتوجبه المصلحة فلاوجه لطلبكم إياها مني‌ وقيل أي تعظيما له عن أن يحكم عليه عبيده لأن له الطاعة عليهم وقيل إنهم لماقالوا أوتأتي‌ بالله أوترقي في السماء إلي عند الله لاعتقادهم أنه سبحانه جسم قال قُل سُبحانَ ربَيّ‌ عن كونه بصفة الأجسام حتي يجوز عليه المقابلة والنزول وقيل معناه تنزيها له عن أن يفعل المعجزات تابعا للاقتراحات هَل كُنتُ إِلّا بَشَراً رَسُولًا أي هذه الأشياء ليست في طاقة البشر فلاأقدر


صفحه : 122

بنفسي‌ أن آتي‌ بهاقُل لَو كانَ فِي الأَرضِ مَلائِكَةٌ يَمشُونَ مُطمَئِنّينَ أي ساكنين قاطنين لَنَزّلنا عَلَيهِم مِنَ السّماءِ مَلَكاً رَسُولًامنهم وقيل معناه مطمئنين إلي الدنيا ولذاتها غيرخائفين و لامتعبدين بشرع وقيل معناه لو كان أهل الأرض ملائكة لبعثنا إليهم ملكا ليكونوا إلي الفهم إليه أسرع وقيل إن العرب قالوا كنا ساكنين مطمئنين فجاء محمدفأزعجنا وشوش علينا أمرنا فبين الله سبحانه أنهم لوكانوا ملائكة مطمئنين لأوجبت الحكمة إرسال الرسل إليهم فكذلك كون الناس مطمئنين لايمنع من إرسال الرسل إليهم إذ هم إليه أحوج من الملائكة. و في قوله خَشيَةَ الإِنفاقِ أي الفقر والفاقةوَ كانَ الإِنسانُ قَتُوراً أي بخيلا و في قوله وَ قُرآناً فَرَقناهُ أي وأنزلنا عليك قرآنا فصلناه سورا وآيات أوفرقنا به الحق عن الباطل أوجعلنا بعضه خبرا وبعضه أمرا وبعضه نهيا وبعضه وعدا وبعضه وعيدا أوأنزلناه متفرقا لم ننزله جميعا إذ كان بين أوله وآخره نيف وعشرون سنةلِتَقرَأَهُ عَلَي النّاسِ عَلي مُكثٍ أي علي تثبت وتؤدة ليكون أمكن في قلوبهم وقيل لتقرأه عليهم مفرقا شيئا بعد شيءوَ نَزّلناهُ تَنزِيلًا علي حسب الحاجة ووقوع الحوادث قُل آمِنُوا بِهِ أَو لا تُؤمِنُوا به فإن إيمانكم ينفعكم و لاينفع غيركم و هذاتهديد لهم إِنّ الّذِينَ أُوتُوا العِلمَ مِن قَبلِهِ أي أعطوا علم التوراة قبل نزول القرآن كعبد الله بن سلام وغيره وقيل إنهم أهل العلم من أهل الكتاب وغيرهم وقيل إنهم أمة محمدص إِذا يُتلي عَلَيهِم يَخِرّونَ لِلأَذقانِ سُجّداً أي يسقطون علي الوجوه ساجدين وإنما خص الذقن لأن من سجد كان أقرب شيء منه إلي الأرض ذقنه . و في قوله قَيّماً أي معتدلا مستقيما لاتناقض فيه أوقيما علي سائر الكتب


صفحه : 123

المتقدمة يصدقها ويحفظها وينفي‌ الباطل عنها و هوالناسخ لشرائعها وقيل قيما لأمور الدين يلزم الرجوع إليه فيها وقيل دائما لاينسخ فَلَعَلّكَ باخِعٌ نَفسَكَ عَلي آثارِهِم أي مهلك وقاتل نفسك علي آثار قومك الذين قالُوا لَن نُؤمِنَ لَكَ حَتّي تَفجُرَ لَنا مِنَ الأَرضِ يَنبُوعاًتمردا منهم علي ربهم إِن لَم يُؤمِنُوا بِهذَا الحَدِيثِ أي بالقرآن أَسَفاً أي حزنا وتلهفا ووجدا بإدبارهم عنك وإعراضهم عن قبول ماآتيتهم به وقيل عَلي آثارِهِم أي بعدموتهم . و في قوله إِلّا أَن تَأتِيَهُم سُنّةُ الأَوّلِينَ أي إلاطلب أن تأتيهم العادة في الأولين من عذاب الاستئصال أَو يَأتِيَهُمُ العَذابُ قُبُلًا أي مقابلة من حيث يرونها وتأويله أنهم بامتناعهم عن الإيمان بمنزلة من يطلب هذا حتي يؤمن كرها. و في قوله أَ فَحَسِبَ الّذِينَ كَفَرُوا أي أفحسب الذين جحدوا توحيد الله أَن يَتّخِذُوا عبِاديِ‌ مِن دوُنيِ‌أربابا ينصرونهم ويدفعون عنهم عقابي‌ والمراد بالعباد المسيح والملائكة وقيل معناه أفحسب الذين كفروا أن يتخذوا من دوني‌ آلهة وإني‌ لاأغضب لنفسي‌ عليهم و لاأعاقبهم فَمَن كانَ يَرجُوا لِقاءَ رَبّهِ أي يطمع لقاء ثوابه . و في قوله فَاختَلَفَ الأَحزابُ مِن بَينِهِم أي الأحزاب من أهل الكتاب في أمر عيسي علي نبينا وآله و عليه السلام كمامر. و في قوله قالَ الّذِينَ كَفَرُوا لِلّذِينَ آمَنُوا أَيّ الفَرِيقَينِ أي أنحن أم أنتم خَيرٌ مَقاماً أي منزلا ومسكنا أوموضع إقامةوَ أَحسَنُ نَدِيّا أي مجلساهُم أَحسَنُ أَثاثاً وَ رِءياً قال ابن عباس الأثاث المتاع وزينة الدنيا والرئي‌ المنظر والهيئة وقيل المعني‌ بالآية النضر بن الحارث وذووه وكانوا يرجلون شعورهم ويلبسون أفخر ثيابهم ويفتخرون بشارتهم وهيئتهم علي أصحاب النبي ص فَليَمدُد


صفحه : 124

لَهُ الرّحمنُ مَدّاأمر معناه الخبر أي جعل الله جزاء ضلالته أن يمد له بأن يتركه فيها. و في قوله أَ فَرَأَيتَ ألّذِي كَفَرَ بِآياتِنا أفرأيت كلمة تعجيب و هوالعاص بن وائل وقيل الوليد بن المغيرة وقيل هوعام وَ قالَ لَأُوتَيَنّ مالًا وَ وَلَداً أي في الجنة استهزاء أو إن أقمت علي دين آبائي‌ وعبادة آلهتي‌ أعطي في الدنيا مالا وولداوَ نَمُدّ لَهُ مِنَ العَذابِ مَدّا أي نصل له بعض العذاب بالبعض فلاينقطع أبداوَ نَرِثُهُ ما يَقُولُ أي ماعنده من المال والولد. و في قوله لَقَد جِئتُم شَيئاً إِدّاالإد الأمر العظيم أي لقد جئتم بشي‌ء منكر عظيم شنيع تَكادُ السّماواتُ يَتَفَطّرنَ مِنهُ أي أرادت السماوات تنشق لعظم فريتهم وإعظاما لقولهم وَ تَخِرّ الجِبالُ أي تسقطهَدّا أي كسرا شديدا وقيل معناه هدماوَ ما ينَبغَيِ‌ لِلرّحمنِ أَن يَتّخِذَ وَلَداً أي لايليق به و ليس من صفته اتخاذ الولد لأنه يقتضي‌ حدوثه واحتياجه و في قوله قَوماً لُدّا أي شدادا في الخصومة. و في قوله أَو يُحدِثُ لَهُم ذِكراً أي يجدد القرآن لهم عظة واعتبارا وقيل يحدث لهم شرفا بإيمانهم به .وَ لا تَعجَل بِالقُرآنِ فيه وجوه أحدها أن معناه لاتعجل بتلاوته قبل أن يفرغ جبرئيل ع من إبلاغه فإنه ص كان يقرأ معه ويعجل بتلاوته مخافة نسيانه أي تفهم مايوحي إليك إلي أن يفرغ الملك من قراءته و لاتقرأ معه وثانيها أن معناه لاتقر‌ئ به أصحابك و لاتمله حتي يتبين لك معانيه وثالثها أن معناه و لاتسأل إنزال القرآن قبل أن يأتيك وحيه لأنه تعالي إنما ينزله بحسب المصلحة وقت الحاجة.


صفحه : 125

و في قوله أَ وَ لَم تَأتِهِم بَيّنَةُ ما فِي الصّحُفِ الأُولي أي أ و لم يأتهم في القرآن بيان ما في كتب الأولي من أنباء الأمم التي‌ أهلكناهم لمااقترحوا الآيات ثم كفروا بهاقُل كُلّ مُتَرَبّصٌ أي كل واحد منا ومنكم منتظر فنحن ننتظر وعد الله لنا فيكم وأنتم تتربصون بنا الدوائر. و في قوله بَل قالُوا أَضغاثُ أَحلامٍ أي قالوا القرآن المجيد تخاليط أحلام رآها في المنام ما آمَنَت قَبلَهُم مِن قَريَةٍ أَهلَكناها أي لم يؤمن قبل هؤلاء الكفار من أهل قرية جاءتهم الآيات التي‌ طلبوها فأهلكناهم مصرين علي الكفرأَ فَهُم يُؤمِنُونَ عندمجيئهافَسئَلُوا أَهلَ الذّكرِ. قَالَ عَلِيّ ع نَحنُ أَهلُ الذّكرِ

وقيل أهل التوراة والإنجيل وقيل أهل العلم بأخبار الأمم وقيل أهل القرآن فيه ذكركم أي شرفكم إن تمسكتم به أوذكر ماتحتاجون إليه من أمر دينكم ودنياكم . و قال البيضاوي‌ في قوله تعالي وَ ما خَلَقنَا السّماءَ وَ الأَرضَ وَ ما بَينَهُما لاعِبِينَ وإنما خلقناها مشحونة بضروب البدائع تبصرة للنظار وتذكرة لذوي‌ الاعتبارلَو أَرَدنا أَن نَتّخِذَ لَهواً مايتلهي به ويلعب لَاتّخَذناهُ مِن لَدُنّا من جهة قدرتنا أو من عندنا مما يليق بحضرتنا من المجردات لا من الأجسام المرفوعة والأجرام المبسوطة كعادتكم في رفع السقوف وتزويقها وتسوية الفروش وتزيينها وقيل اللهو الولد بلغة اليمن وقيل الزوجة والمراد الرد علي النصاري بَل نَقذِفُ بِالحَقّ عَلَي الباطِلِ ألذي من عداده اللهوفَيَدمَغُهُفيمحقه .وَ مَن عِندَهُيعني‌ الملائكة المنزلين منه لكرامتهم بمنزلة المقربين عندالملوك وَ لا يَستَحسِرُونَ أي و لايتبعون منه أَ فَإِن مِتّ فَهُمُ الخالِدُونَنزلت حين قالوا


صفحه : 126

نتربص به ريب المنون حَتّي طالَ عَلَيهِمُ العُمُرُ أي طالت أعمارهم فحسبوا أن لايزالوا كذلك و أنه بسبب ماهم فيه . و قال الطبرسي‌ رحمه الله في قوله تعالي أَنّا نأَتيِ‌ الأَرضَ نَنقُصُها مِن أَطرافِها أي يأتيها أمرنا فينقصها من أطرافها بتخريبها وبموت أهلها وقيل بموت العلماء وروي‌ ذلك عن أبي عبد الله ع قَالَ نُقصَانُهَا ذَهَابُ عَالِمِهَا وقيل معناه نَنقُصُها مِن أَطرافِهابظهور النبي ص علي من قاتله أرضا فأرضا وقوما فقوما فيأخذ قراهم وأراضيهم . و في قوله وَ لَقَد كَتَبنا فِي الزّبُورِ مِن بَعدِ الذّكرِقيل الزبور كتب الأنبياء والذكر اللوح المحفوظ وقيل الزبور الكتب المنزلة بعدالتوراة والذكر التوراة وقيل الزبور زبور داود والذكر التوراةأَنّ الأَرضَ يَرِثُها عبِاديِ‌َ الصّالِحُونَقيل يعني‌ أرض الجنة يرثها عبادي‌ المطيعون وقيل هي‌ الأرض المعروفة يرثها أمة محمدبالفتوح و

قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع هُم أَصحَابُ المهَديِ‌ّ عَجّلَ اللّهُ فَرَجَهُ فِي آخِرِ الزّمَانِ

.فَقُل آذَنتُكُم عَلي سَواءٍ أي أعلمتكم بالحرب إعلاما يستوي‌ نحن وأنتم في علمه أو علي سواء في الإيذان لم أبين الحق لقوم دون قوم وَ إِن أدَريِ‌ أي ماأدري‌أَ قَرِيبٌ أَم بَعِيدٌ ما تُوعَدُونَيعني‌ أجل القيامة أوالإذن في حربكم وَ إِن أدَريِ‌ أي ماأدري‌لَعَلّهُ فِتنَةٌ أي لعل ماآذنتكم به اختبار لكم أولعل هذه الدنيا فتنة لكم أولعل تأخير العذاب محنة واختبار لكم لترجعوا عما أنتم عليه وَ مَتاعٌ إِلي حِينٍ أي تتمتعون به إلي وقت انقضاء آجالكم . و في قوله تعالي وَ مِنَ النّاسِ مَن يُجادِلُقيل المراد به النضر بن الحارث والمراد بالشيطان شيطان الإنس لأنه كان يأخذ من الأعاجم واليهود مايطعن به علي المسلمين .


صفحه : 127

و في قوله ثانيِ‌َ عِطفِهِ أي متكبرا في نفسه تقول العرب ثني فلان عطفه إذاتكبر وتجبر وعطفا الرجل جانباه وقيل معناه لاوي‌ عنقه إعراضا وتكبراوَ مِنَ النّاسِ مَن يَعبُدُ اللّهَ عَلي حَرفٍ أي علي ضعف في العبادة كضعف القائم علي حرف أي علي طرف جبل ونحوه وقيل أي علي شك وقيل يعبد الله بلسانه دون قلبه قيل نزلت في جماعة كانوا يقدمون علي رسول الله ص المدينة فكان أحدهم إذاصح جسمه ونتجت فرسه وولدت امرأته غلاما وكثرت ماشيته رضي‌ به واطمأن إليه و إن أصابه وجع وولدت امرأته جارية قال ماأصبت في هذاالدين إلاشراوَ إِن أَصابَتهُ فِتنَةٌ أي اختبار بجدب وقلة مال انقَلَبَ عَلي وَجهِهِ أي رجع عن دينه إلي الكفر. و قال البيضاوي‌ في قوله تعالي مَن كانَ يَظُنّ أَن لَن يَنصُرَهُ اللّهُ فِي الدّنيا وَ الآخِرَةِالمعني أن الله ناصر رسوله في الدنيا والآخرة فمن كان يظن خلاف ذلك ويتوقعه من غيظه وقيل المراد بالنصر الرزق والضمير لمن فَليَمدُد بِسَبَبٍ إِلَي السّماءِ ثُمّ ليَقطَع أي فليستقص في إزالة غيظه أوجزعه بأن يفعل كل مايفعله الممتلئ غضبا أوالمبالغ جزعا حتي يمد حبلا إلي سماء بيته فيختنق من قطع إذااختنق فإن المختنق يقطع نفسه بحبس مجاريه وقيل فليمدد حبلا إلي سماء الدنيا ثم ليقطع به المسافة حتي يبلغ عنانه فيجتهد في دفع نصره أوتحصيل رزقه فَليَنظُرفليتصور في نفسه هَل يُذهِبَنّ كَيدُهُفعله ذلك وسماه علي الأول كيدا لأنه منتهي مايقدر عليه ما يَغِيظُغيظه أو ألذي يغيظ من نصر الله وقيل نزلت في قوم مسلمين استبطئوا نصر الله لاستعجالهم وشدة غيظهم علي المشركين يَكادُونَ يَسطُونَ بِالّذِينَ يَتلُونَ عَلَيهِم آياتِنا أي يثبون ويبطشون بهم ضَعُفَ الطّالِبُ وَ المَطلُوبُ أي عابد الصنم ومعبوده أوالذباب يطلب مايسلب عن الصنم من الطيب والصنم يطلب منه الذباب السلب أوالصنم والذباب كأنه يطلبه ليستنقذ منه مايسلبه فلو حققت وجدت الصنم أضعف منه بدرجات ما قَدَرُوا اللّهَ حَقّ قَدرِهِ أي ماعرفوه حق معرفته فَذَرهُم فِي غَمرَتِهِم


صفحه : 128

أي في جهالتهم شبهها بالماء ألذي يغمر القامة لأنهم مغمورون فيها أولاعبون فيهاحَتّي حِينٍ أي إلي أن يقتلوا أويموتواأَ يَحسَبُونَ أَنّما نُمِدّهُم بِهِ أن مانعطيهم ونجعله مددا لهم مِن مالٍ وَ بَنِينَبيان لما و ليس خبرا له بل خبره نُسارِعُ لَهُم فِي الخَيراتِ والراجع محذوف والمعني أن ألذي نمدهم به نسارع به فيما فيه خيرهم وإكرامهم بَل لا يَشعُرُونَ أن ذلك الإمداد استدراج وَ لَدَينا كِتابٌيعني‌ اللوح أوصحيفة الأعمال بَل قُلُوبُهُم فِي غَمرَةٍ في غفلة غامرة لهامِن هذا ألذي وصف به هؤلاء أو من كتاب الحفظةوَ لَهُم أَعمالٌخبيثةمِن دُونِ ذلِكَمتجاوزة لماوصفوا به أومنحطة عما هم عليه من الشرك هُم لَها عامِلُونَمعتادون فعلهاحَتّي إِذا أَخَذنا مُترَفِيهِممتنعّميهمبِالعَذابِيعني‌ القتل يوم بدر أوالجوع حين دعا عليهم الرسول ص فقال أللّهُمّ اشدُد وَطأَتَكَ عَلَي مُضَرَ وَ اجعَلهَا عَلَيهِم سِنِينَ كسَنِيِ‌ يُوسُفَ فقحطوا حتي أكلوا الكلاب والجيف والعظام المحترقةإِذا هُم يَجأَرُونَفأجاءوا الصراخ بالاستغاثة فقيل لهم لا تَجأَرُوا اليَومَفَكُنتُم عَلي أَعقابِكُم تَنكِصُونَالنكوص الرجوع القهقري مُستَكبِرِينَ بِهِالضمير للبيت وشهرة استكبارهم وافتخارهم بأنهم قوامه أغني عن سبق ذكره أولآياتي‌ فإنها بمعني كتابي‌سامِراً أي يسمرون بذكر القرآن والطعن فيه تَهجُرُونَ من الهجر بفتح الهاء إما بمعني القطيعة أوالهذيان أي تعرضون عن القرآن أوتهذون في شأنه أوالهجر بالضم الفحش أَ فَلَم يَدّبّرُوا القَولَ أي القرآن ليعلموا أنه الحق أَم جاءَهُم ما لَم يَأتِ آباءَهُمُ الأَوّلِينَ من الرسول والكتاب أو من الأمن من عذاب الله فلم يخافوا كماخاف آباؤهم الأقدمون وَ لَوِ اتّبَعَ الحَقّ أَهواءَهُمبأن كان في الواقع آلهةلَفَسَدَتِ السّماواتُ وَ الأَرضُ وَ مَن فِيهِنّ كماسبق في قوله تعالي لَو كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلّا اللّهُ لَفَسَدَتا وقيل لواتبع الحق أهواءهم وانقلب باطلا لذهب ماقام به العالم فلايبقي أو لواتبع الحق ألذي جاء به محمدأهواءهم وانقلب شركا لجاء الله بالقيامة وأهلك


صفحه : 129

العالم من فرط غضبه أو لواتبع الله أهواءهم بأن أنزل مايشتهونه من الشرك والمعاصي‌ لخرج عن الألوهية و لم يقدر أن يمسك السماوات و الأرض أَم تَسأَلُهُم خَرجاًأجرا علي أداء الرسالةفَخَراجُ رَبّكَرزقه في الدنيا وثوابه في العقبي خَيرٌلسعته ودوامه وَ لَو رَحِمناهُم وَ كَشَفنا ما بِهِم مِن ضُرّيعني‌ القحط روي‌ أنهم قحطوا حتي أكلوا العلهز فجاء أبوسفيان إلي رسول الله ص فقال أنشدك الله والرحم ألست تزعم أنك بعثت رحمة للعالمين قتلت الآباء بالسيف والأبناء بالجوع فنزلت وَ لَقَد أَخَذناهُم بِالعَذابِيعني‌ القتل يوم بدرذا عَذابٍ شَدِيدٍيعني‌ الجوع فإنه أشد من القتل والأسرإِذا هُم فِيهِ مُبلِسُونَمتحيرون آيسون من كل خير حتي جاءك أعتاهم يستعطفك قُل مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلّ شَيءٍ أي ملكه غاية مايمكن وقيل خزائنه وَ هُوَ يُجِيرُيغيث من يشاء ويحرسه وَ لا يُجارُ عَلَيهِ و لايغاث أحد و لايمنع منه وتعديته بعلي لتضمين معني النصرةإِذاً لَذَهَبَ كُلّ إِلهٍ بِما خَلَقَ أي لو كان معه آلهة كمايقولون لذهب كل إله منهم بما خلقه واستبد به وامتاز ملكه عن ملك الآخرين ووقع بينهم التحارب والتغالب كما هوحال ملوك الدنيا فلم يكن بيده وحده ملكوت كل شيء واللازم باطل بالإجماع والاستقراء وقيام البرهان علي استناد جميع الممكنات إلي واجب . و قال الطبرسي‌ رحمه الله في قوله وَ يَقُولُونَ آمَنّا بِاللّهِقيل نزلت الآيات في رجل من المنافقين كان بينه و بين رجل من اليهود حكومة فدعاه اليهودي‌ إلي رسول الله ص ودعاه المنافق إلي كعب بن الأشرف وحكي البلخي‌ أنه كانت بين علي ع وعثمان منازعة في أرض اشتراها من علي ع فخرجت فيهاأحجار وأراد ردها بالعيب فلم يأخذها فقال بيني‌ وبينك رسول الله ص فقال الحكم بن أبي العاص إن حاكمته إلي ابن عمه حكم له فلاتحاكمه إليه فنزلت


صفحه : 130

الآيات و هوالمروي‌ عن أبي جعفر ع أوقريب منه وَ إِن يَكُن لَهُمُ الحَقّ أي و إن علموا أن الحق يقع لهم يَأتُوا إِلَيهِ أي إلي النبي ص مُذعِنِينَمسرعين طائعين أَ فِي قُلُوبِهِم مَرَضٌ أي شك في نبوتك ونفاق أَمِ ارتابُوا في عدلك أي رأوا منك مارابهم لأجله أمرك . و في قوله وَ أَقسَمُوا بِاللّهِ جَهدَ أَيمانِهِم لما بين الله سبحانه كراهتهم لحكمه قالوا للنبي‌ص و الله لوأمرتنا بالخروج من ديارنا وأموالنا لفعلنا فنزلت والمعني حلفوا بالله أغلظ أيمانهم وقدر طاقتهم أنك إن أمرتنا بالخروج إلي غزواتك لخرجناقُللهم لا تُقسِمُوا أي لاتحلفوا وتم الكلام طاعَةٌ مَعرُوفَةٌ أي طاعة حسنة للنبي‌ص خالصة صادقة أفضل وأحسن من قسمكم وقيل معناه ليكن منكم طاعةفَإِنّما عَلَيهِ ما حُمّلَ أي كلف وأمر. و في قوله وَ أَعانَهُ عَلَيهِ قَومٌ آخَرُونَقالوا أعان محمد علي هذاالقرآن عداس مولي خويطب بن عبدالعزي ويسار غلام العلاء بن الحضرمي‌ وحبر مولي عامر وكانوا من أهل الكتاب وقيل إنهم قالوا أعانه قوم من اليهودفَقَد جاؤُ ظُلماً وَ زُوراً أي شركا وكذبا وإنما اكتفي بذلك في جوابهم لتقدم ذكر التحدي‌ وعجزهم عن الإتيان بمثله وَ قالُوا أَساطِيرُ الأَوّلِينَ أي هذه أحاديث المتقدمين و ماسطروه في كتبهم اكتَتَبَهاانتسخها وقيل استكتبهافهَيِ‌َ تُملي عَلَيهِ بُكرَةً وَ أَصِيلًا أي تملي عليه طرفي‌ نهاره حتي يحفظها وينسخها. و قال البيضاوي‌ في قوله تعالي قُل أَنزَلَهُ ألّذِي يَعلَمُ السّرّ فِي السّماواتِ وَ الأَرضِلأنه أعجزكم عن آخركم بفصاحته وتضمنه إخبارا عن مغيبات مستقبلة وأشياء مكنونة لايعلمها إلاعالم الأسرار فكيف يجعلونه أساطير الأولين وَ قالُوا


صفحه : 131

ما لِهذَا الرّسُولِ يَأكُلُ الطّعامَ كمانأكل وَ يمَشيِ‌ فِي الأَسواقِلطلب المعاش كمانمشي‌ و ذلك لعمههم وقصور نظرهم علي المحسوسات فإن تميز الرسل عمن عداهم ليس بأمور جسمانية وإنما هوبأحوال نفسانية. و في قوله وَ جَعَلنا بَعضَكُم أي الناس لِبَعضٍ فِتنَةً أي ابتلاء و من ذلك ابتلاء الفقراء بالأغنياء والمرسلين بالمرسل إليهم أَ تَصبِرُونَعلة للجعل والمعني وجعلنا بعضكم لبعض فتنة لنعلم أيكم يصبر و في قوله كَذلِكَ لِنُثَبّتَ بِهِ فُؤادَكَ أي كذلك أنزلناه متفرقا لنقوي‌ بتفريقه فؤادك علي حفظه وفهمه لأن حاله يخالف حال موسي وداود وعيسي حيث كان أميا وكانوا يكتبون فلو ألقي‌ إليه جملة لتعيا بحفظه ولأن نزوله بحسب الوقائع يوجب مزيد بصيرة وخوض في المعني ولأنه إذانزل منجما و هويتحدي بكل نجم فيعجزون عن معارضته زاد ذلك قوة قلبه ولأنه إذانزل به جبرئيل ع حالا بعدحال يثبت به فؤاده ومنها معرفة الناسخ والمنسوخ ومنها انضمام القرائن الحالية إلي الدلالات اللفظية فإنه يعين علي البلاغةوَ رَتّلناهُ تَرتِيلًا أي وقرأناه عليك شيئا بعد شيء علي تؤدة وتمهل في عشرين سنة أو في ثلاث وعشرين سنةوَ لا يَأتُونَكَ بِمَثَلٍبسؤال عجيب إِلّا جِئناكَ بِالحَقّالدامغ له في جوابه وَ أَحسَنَ تَفسِيراً أي ما هوأحسن بيانا أومعني من سؤالهم أو لايأتونك بحال عجيبة يقولون هلا كانت هذه حاله إلاأعطيناك من الأحوال مايحق لك في حكمتنا و ما هوأحسن كشفا لمابعثت له . و في قوله وَ كانَ الكافِرُ عَلي رَبّهِ ظَهِيراًيظاهر الشيطان بالعداوة والشرك إِلّا مَن شاءَ أي إلافعل من شاءأَن يَتّخِذَ إِلي رَبّهِ سَبِيلًا أن يتقرب إليه فصور ذلك بصورة الأجر من حيث إنه مقصود فعله واستثناه منه قلعا لشبهة الطمع وإظهارا لغاية الشفقة حيث اعتد بإنفاعك نفسك بالتعرض للثواب والتخلص عن


صفحه : 132

العقاب أجرا وافيا مرضيا به مقصورا عليه وقيل الاستثناء منقطع معناه لكن من شاء أن يتخذ إلي ربه سبيلا فليفعل . و في قوله إِن نَشَأ نُنَزّل عَلَيهِم مِنَ السّماءِ آيَةً أي دلالة ملجئة إلي الإيمان أوبلية قاسرة إليه فَظَلّت أَعناقُهُم لَها خاضِعِينَأقحمت الأعناق لبيان موضع الخضوع وترك الخبر علي أصله وقيل لماوصفت الأعناق بصفات العقلاء أجريت مجراهم وقيل المراد بهاالرؤساء أوالجماعات مِن كُلّ زَوجٍصنف كَرِيمٍمحمود كثير المنفعة. و في قوله وَ إِنّهُ لفَيِ‌ زُبُرِ الأَوّلِينَ أي و إن ذكره أومعناه لفي‌ الكتب المتقدمةأَ وَ لَم يَكُن لَهُم آيَةً علي صحة القرآن أونبوة محمدص أَن يَعلَمَهُ عُلَماءُ بنَيِ‌ إِسرائِيلَ أن يعرفوه بنعته المذكور في كتبهم وَ لَو نَزّلناهُ عَلي بَعضِ الأَعجَمِينَ كما هوزيادة في إعجازه أوبلغة العجم فَقَرَأَهُ عَلَيهِم ما كانُوا بِهِ مُؤمِنِينَلفرط عنادهم واستكبارهم أولعدم فهمهم واستنكافهم من اتباع العجم كَذلِكَ سَلَكناهُ أي أدخلنا القرآن وَ ما تَنَزّلَت بِهِ أي بالقرآن الشّياطِينُ كمايزعمه بعض المشركين وَ ما ينَبغَيِ‌ لَهُمإنزال ذلك و لايقدرون عليه إنهم مصروفون عن استماع القرآن ممنوعون بالشهب وَ أَنذِر عَشِيرَتَكَ الأَقرَبِينَالأقرب منهم فالأقرب فإن الاهتمام بشأنهم أهمّ وروُيِ‌َ أَنّهُ لَمّا نَزَلَت صَعِدَ الصّفَا وَ نَادَاهُم فَخِذاً فَخِذاً حَتّي اجتَمَعُوا إِلَيهِ فَقَالَ لَو أَخبَرتُكُم أَنّ بِسَفحِ هَذَا الجَبَلِ خَيلًا أَ كُنتُم مصُدَقّيِ‌ّ قَالُوا نَعَم قَالَ فإَنِي‌ّنَذِيرٌ لَكُم بَينَ يدَيَ‌ عَذابٍ شَدِيدٍ

وَ اخفِض جَناحَكَ لِمَنِ اتّبَعَكَ مِنَ المُؤمِنِينَلين جانبك لهم مستعار من خفض الطائر جناحه إذاأراد أن ينحطألّذِي يَراكَ حِينَ تَقُومُ إلي التهجدوَ تَقَلّبَكَ فِي السّاجِدِينَ وترددك في تصفح أحوال المجتهدين كما

روُيِ‌َ أَنّهُ ع لَمّا نُسِخَ فَرضُ قِيَامِ اللّيلِ طَافَ تِلكَ اللّيلَةَ


صفحه : 133

بِبُيُوتِ أَصحَابِهِ لِيَنظُرَ مَا يَصنَعُونَ حِرصاً عَلَي كَثرَةِ طَاعَاتِهِم فَوَجَدَهَا كَبُيُوتِ الزّنَابِيرِ لِمَا سَمِعَ مِن دَندَنَتِهِم بِذِكرِ اللّهِ وَ التّلَاوَةِ

أوتصرفك فيما بين المصلين بالقيام والركوع والسجود والقعود إذاأممتهم تَنَزّلُ عَلي كُلّ أَفّاكٍ أَثِيمٍ لما بين أن القرآن لايصح أن يكون مما تنزلت به الشياطين أكد ذلك بأن بين أن محمدا لايصلح أن يتنزلوا عليه من وجهين أحدهما أنه إنما يكون علي شرير كذاب كثير الإثم فإن اتصال الإنسان بالغائبات لمابينهما من التناسب والتواد وحال محمدص علي خلاف ذلك وثانيهما قوله يُلقُونَ السّمعَ أي الأفاكون يلقون السمع إلي الشياطين فيتلقون منهم ظنونا وأمارات لنقصان علمهم فيضمون إليها علي حسب تخيلاتهم أشياء لايطابق أكثرها و لاكذلك محمدص فإنه أخبر عن مغيبات كثيرة لاتحصي و قدطابق كلها و قدفسر الأكثر بالكل لقوله عَلي كُلّ أَفّاكٍ والأظهر أن الأكثرية باعتبار أقوالهم علي معني أن هؤلاء قل من يصدق منهم فيما يحكي عن الجني‌ وقيل الضمائر للشياطين أي يلقون السمع إلي الملإ الأعلي قبل أن رجموا فيخطفون منهم بعض المغيبات ويوحون به إلي أوليائهم أويلقون مسموعهم منهم إلي أوليائهم . و في قوله بَل هُم قَومٌ يَعدِلُونَ أي عن الحق ألذي هوالتوحيد و في قوله لَو لا أَن تُصِيبَهُم مُصِيبَةٌ لو لاالأولي امتناعية والثاني‌ تحضيضية والمعني لو لاقولهم إذاأصابتهم عقوبة بسبب كفرهم ومعاصيهم ربنا هلا أرسلت إلينا رسولا يبلغنا آياتك فنتبعها ونكون من المصدقين ماأرسلناك هُوَ أَهدي مِنهُما أي مما أنزل علي موسي و علي وَ لَقَد وَصّلنا لَهُمُ القَولَأتبعنا بعضه بعضا في الإنزال ليتصل التذكير أو في النظم ليتقرر الدعوة بالحجة والمواعظ بالمواعيد والنصائح بالعبر و في قوله جَعَلَ فِتنَةَ النّاسِ أي مايصيبهم من أذيتهم في الصرف عن الإيمان كَعَذابِ اللّهِ في الصرف عن الكفروَ لَئِن جاءَ نَصرٌ مِن رَبّكَفتح وغنيمةلَيَقُولُنّ إِنّا كُنّا مَعَكُم في الدين فأشركونا فيه والمراد المنافقون أوقوم ضعف إيمانهم فارتدوا من


صفحه : 134

أذي المشركين وَ لَيَحمِلُنّ أَثقالَهُم أي أثقال مااقترفته أنفسهم وَ أَثقالًا مَعَ أَثقالِهِم وأثقالا أخر معها لماتسببوا له بالإضلال والحمل علي المعاصي‌ من غير أن ينقص من أثقال من تبعهم شيء. و في قوله مَثَلُ الّذِينَ اتّخَذُوا مِن دُونِ اللّهِ أَولِياءَفيما اتخذوه معتمدا ومتكلاكَمَثَلِ العَنكَبُوتِ اتّخَذَت بَيتاًفيما نسجه من الخور والوهن بل ذلك أوهن فإن لهذا حقيقة وانتفاعا ما أومثلهم بالإضافة إلي الموحد كمثله بالإضافة إلي رجل يبني‌ بيتا من حجر وجص ويجوز أن يكون المراد ببيت العنكبوت دينهم سماه به تحقيقا للتمثيل فيكون المعني و إن أوهن مايعتمد به في الدين دينهم و في قوله وَ لا تُجادِلُوا أَهلَ الكِتابِ إِلّا باِلتّيِ‌ هيِ‌َ أَحسَنُ أي بالخصلة التي‌ هي‌ أحسن كمعارضة الخشونة باللين والغضب بالكظم وقيل منسوخ بآية السيف إذ لامجادلة أشد منه وجوابه أنه آخر الدواء وقيل المراد به ذوو العهد منهم إِلّا الّذِينَ ظَلَمُوا مِنهُمبالإفراط في الاعتداء والعناد أوبإثبات الولد وقولهم يَدُ اللّهِ مَغلُولَةٌ أوبنبذ العهد ومنع الجزيةفَالّذِينَ آتَيناهُمُ الكِتابَ يُؤمِنُونَ بِهِهم عبد الله بن سلام وأضرابه أو من تقدم عهد الرسول من أهل الكتاب وَ مِن هؤُلاءِ أي و من العرب أو أهل مكة أوممن في عهد الرسول من أهل الكتاب . و قال الطبرسي‌ رحمه الله في قوله تعالي فِي صُدُورِ الّذِينَ أُوتُوا العِلمَهم النبي ص والمؤمنون به لأنهم حفظوه ووعوه وقيل هم الأئمة من آل محمدص عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع وَ يُتَخَطّفُ النّاسُ مِن حَولِهِم أي يقتل الناس بعضهم بعضا فيما حولهم وهم آمنون في الحرم أَ فَبِالباطِلِ يُؤمِنُونَ أي يصدقون بعبادة الأصنام وهي‌ باطلة مضمحلة.


صفحه : 135

و قال البيضاوي‌ في قوله تعالي وَ أَثارُوا الأَرضَ أي قلبوا وجهها لاستنباط المياه واستخراج المعادن وزرع البذور وغيرها. و في قوله ضَرَبَ لَكُم مَثَلًا في عبادة الأصنام مِن أَنفُسِكُم أي منتزعا من أحواله التي‌ هي‌ أقرب الأمور إليكم هَل لَكُم مِن ما مَلَكَت أَيمانُكُم مِن شُرَكاءَ فِي ما رَزَقناكُم من الأموال وغيرهافَأَنتُم فِيهِ سَواءٌفتكونون سواء أنتم وهم فيه شركاء يتصرفون فيه كتصرفكم مع أنه بشر مثلكم وأنها معارة لكم تَخافُونَهُم أن تستبدوا بتصرف فيه كَخِيفَتِكُم أَنفُسَكُم كماتخاف الأحرار بعضهم من بعض كَذلِكَ نُفَصّلُ الآياتِنبينهالِقَومٍ يَعقِلُونَيستعملون عقولهم في تدبر الأمثال لِيَكفُرُوا بِما آتَيناهُماللام فيه للعاقبة وقيل للأمر بمعني التهديد كقوله فَتَمَتّعُوا غير أنه التفت فيه مبالغةفَسَوفَ تَعلَمُونَعاقبة تمتعكم أَم أَنزَلنا عَلَيهِم سُلطاناً أي حجة وقيل ذا سلطان أي ملكا معه برهان فَهُوَ يَتَكَلّمُتكلم دلالة كقوله كِتابُنا يَنطِقُ عَلَيكُم بِالحَقّ أونطق بِما كانُوا بِهِ يُشرِكُونَبإشراكهم وصحته أوبالأمر ألذي بسببه يشركون في ألوهيته . و في قوله فَرَأَوهُ مُصفَرّا أي فرأوا الأثر أوالزرع فإنه مدلول عليه بما تقدم وقيل السحاب لأنه إذا كان مصفرا لم يمطرفَإِنّكَ لا تُسمِعُ المَوتي والكفار مثلهم لماسدوا عن الحق مشاعرهم وَ لا تُسمِعُ الصّمّ الدّعاءَ إِذا وَلّوا مُدبِرِينَقيد الحكم به ليكون أشد استحالة فإن الأصم المقبل و إن لم يسمع الكلام تفطن منه بواسطة الحركات شيئاوَ ما أَنتَ بِهادِ العمُي‌ِ عَن ضَلالَتِهِمسماهم عميا لفقدهم المقصود الحقيقي‌ من الأبصار أولعمي‌ قلوبهم وَ لا يَستَخِفّنّكَ أي و لايحملنك علي الخفة والقلق الّذِينَ لا يُوقِنُونَبتكذيبهم . و قال الطبرسي‌ رحمه الله نزل قوله وَ مِنَ النّاسِ مَن يشَترَيِ‌ لَهوَ الحَدِيثِ في النضر بن الحارث كان يتجر فيخرج إلي فارس فيشتري‌ أخبار الأعاجم ويحدث بهاقريشا و يقول لهم إن محمداص يحدثكم بحديث عاد وثمود و أناأحدثكم


صفحه : 136

بحديث رستم وإسفنديار وأخبار الأكاسرة فيستملحون حديثه ويتركون استماع القرآن عن الكلبي‌ وقيل نزل في رجل اشتري جارية تغنيه ليلا ونهارا عن ابن عباس وأكثر المفسرين علي أن المراد بلهو الحديث الغناء و هوقول ابن عباس و ابن مسعود و هُوَ المرَويِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ وَ أَبِي عَبدِ اللّهِ وَ أَبِي الحَسَنِ الرّضَا صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم قَالُوا مِنهُ الغِنَاءُ.

روُيِ‌َ أَيضاً عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ قَالَ هُوَ الطّعنُ فِي الحَقّ وَ الِاستِهزَاءُ بِهِ

و ما كان أبوجهل وأصحابه يجيئون به إذ قال يامعشر قريش أ لاأطعمكم من الزقوم ألذي يخوفكم به صاحبكم ثم أرسل إلي زبد وتمر و قال هذا هوالزقوم ألذي يخوفكم به

قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع وَ مِنهُ الغِنَاءُ

فعلي هذافإنه يدخل فيه كل شيءيلهي‌ عن سبيل الله و عن طاعته وَ يَتّخِذَها أي آيات القرآن أوسبيل الله هُزُواًيستهز‌ئ بهاكَأَنّ فِي أُذُنَيهِ وَقراً أي ثقلا يمنعه عن سماع الآيات . و في قوله بِغَيرِ عَمَدٍ تَرَونَهاإذ لو كان لها عمد لرأيتموها لأنها لوكانت تكون أجساما عظاما حتي يصح منها أن تقل السماوات و لوكانت كذلك لاحتاجت إلي عمد آخر فكان يتسلسل فإذا لاعمد لها وقيل إن المراد بغير عمد مرئية والمعني أن لها عمدا لاترونهاوَ أَلقي فِي الأَرضِ روَاسيِ‌َ أي جبالا ثابتةأَن تَمِيدَ بِكُم أي كراهة أن تميد بكم . و في قوله أَ وَ لَو كانَ الشّيطانُ يَدعُوهُمجواب لومحذوف تقديره أ و لو كان الشيطان يدعوهم إِلي عَذابِ السّعِيرِلاتبعوهم وَ مَن يُسلِم وَجهَهُ إِلَي اللّهِ أي و من يخلص دينه لله ويقصد في أفعاله التقرب إلي الله وَ هُوَ مُحسِنٌ فيهافيفعلها علي موجب العلم ومقتضي الشرع فَقَدِ استَمسَكَ بِالعُروَةِ الوُثقي أي فقد تعلق بالعروة الوثيقة التي‌لَا انفِصامَ لَهاوَ إِلَي اللّهِ عاقِبَةُ الأُمُورِ أي و إلي الله يرجع أواخر الأمور علي وجه لا يكون لأحد التصرف فيهابالأمر والنهي‌.


صفحه : 137

و في قوله كَالظّلَلِشبه الموج بالسحاب ألذي يركب بعضه علي بعض وقيل يريد كالجبال فَمِنهُم مُقتَصِدٌ أي عدل في الوفاء في البر بما عاهد الله عليه في البحر من التوحيد له

روي السدي‌ عن مصعب بن سعد عن أبيه قال لما كان يوم فتح مكة أمن رسول الله ص الناس إلاأربعة نفر قال اقتلوهم و إن وجدتموهم متعلقين بأستار الكعبة عكرمة بن أبي جهل و عبد الله بن أخطل وقيس بن سبابة و عبد الله بن أبي سرح

فأما عكرمة فركب البحر فأصابتهم ريح عاصفة فقال أهل السفينة أخلصوا فإن آلهتكم لاتغني‌ عنكم شيئا هاهنا فقال عكرمة لئن لم ينجني‌ في البحر إلاالإخلاص ماينجيني‌ في البر غيره أللهم إن لك علي عهدا إن أنت عافيتني‌ مما أنا فيه أني‌ آتي‌ محمدا حتي أضع يدي‌ في يده فلأجدنه عفوا كريما فجاء فأسلم والختر أقبح الغدر. و في قوله ما أَتاهُم مِن نَذِيرٍ مِن قَبلِكَيعني‌ قريشا إذ لم يأتهم نبي‌ قبل نبيناص و إن أتي غيرهم من قبائل العرب مثل خالد بن سنان العبسي‌ وقيل يعني‌ أهل الفترة بين عيسي و محمدص لم يأتهم نبي‌ قبله فِي سِتّةِ أَيّامٍ أي فيما قدره ستة أيام ثُمّ استَوي عَلَي العَرشِبالقهر والاستعلاء. و في قوله أُولئِكَ لَهُم عَذابٌ مِن رِجزٍ أي سيئ العذاب أَ فَلَم يَرَوا إِلي ما بَينَ أَيدِيهِم وَ ما خَلفَهُم مِنَ السّماءِ وَ الأَرضِكيف أحاطت بهم و ذلك أن الإنسان حيثما نظر رأي السماء و الأرض قدامه وخلفه و عن يمينه وشماله فلايقدر علي الخروج منهاكِسَفاً مِنَ السّماءِ أي قطعة منها تغطيهم وتهلكهم .وَ ما لَهُ مِنهُم مِن ظَهِيرٍ أي ليس له سبحانه منهم معاون علي خلق السماوات و الأرض و لا علي شيء من الأشياءوَ إِنّا أَو إِيّاكُم لَعَلي هُديً أَو فِي ضَلالٍ مُبِينٍإنما قال ذلك علي وجه الإنصاف في الحجاج دون الشك كما يقول القائل أحدنا كاذب و إن كان هوعالما بالكاذب ثُمّ يَفتَحُ بَينَنا أي يحكم بالحق .


صفحه : 138

و قال البيضاوي‌ في قوله تعالي قُل أرَوُنيِ‌َ الّذِينَ أَلحَقتُم بِهِ شُرَكاءَ أي لأري بأي‌ صفة ألحقتموهم بالله في استحقاق العبادة و هواستفسار عن شبهتهم بعدإلزام الحجة عليهم زيادة في تبكيتهم وَ ما أَرسَلناكَ إِلّا كَافّةً لِلنّاسِ أي إلارسالة عامة لهم من الكف فإنها إذاعمتهم فقد كفتهم أن يخرج منها أحد منهم أو إلاجامعا لهم في الإبلاغ فهي‌ حال من الكاف والتاء للمبالغةوَ ما آتَيناهُم مِن كُتُبٍ يَدرُسُونَها فيهادليل علي صحة الإشراك وَ ما أَرسَلنا إِلَيهِم قَبلَكَ مِن نَذِيرٍيدعوهم إليه وينذرهم علي تركه و قدبان من قبل أن لاوجه له فمن أين وقع لهم هذه الشبهةقُل إِنّما أَعِظُكُم بِواحِدَةٍأرشدكم وأنصح لكم بخصلة واحدة هي‌ مادل عليه أَن تَقُومُوا لِلّهِ و هوالقيام من مجلس رسول الله ص أوالانتصاب في الأمر خالصا لوجه الله معرضا عن المراء والتقليدمَثني وَ فُراديمتفرقين اثنين اثنين وواحدا واحدا فإن الازدحام يشوش الخاطر ويخلط القول ثُمّ تَتَفَكّرُوا في أمر محمدص و ماجاء به لتعلموا حقيقته ما بِصاحِبِكُم مِن جِنّةٍفتعلموا ما به جنون يحمله علي ذلك أواستئناف منبه لهم علي أن ماعرفوا من رجاحة عقله كاف في ترجيح صدقه فإنه لايدعه أن يتصدي لادعاء أمر خطير من غيروثوق ببرهان فيفتضح علي رءوس الأشهاد ويلقي‌ نفسه إلي الهلاك فكيف و قدانضم إليه معجزات كثيرة وقيل مااستفهامية والمعني ثم تتفكروا أي شيء به من آثار الجنون قُل ما سَأَلتُكُم مِن أَجرٍ أي شيءسألتكم من أجر علي الرسالةفَهُوَ لَكُم والمراد نفي‌ السؤال وقيل ماموصولة يراد بها ماسألهم بقوله ما أَسئَلُكُم عَلَيهِ مِن أَجرٍ إِلّا مَن شاءَ أَن يَتّخِذَ إِلي رَبّهِ سَبِيلًا و قوله لا أَسئَلُكُم عَلَيهِ أَجراً إِلّا المَوَدّةَ فِي القُربي واتخاذ السبيل ينفعهم وقرباه قرباهم قُل إِنّ ربَيّ‌ يَقذِفُ بِالحَقّيلقيه وينزله علي من يجتبيه من عباده أويرمي‌ الباطل فيدمغه أويرمي‌ به إلي أقطار الأرض فيكون وعدا بإظهار الإسلام وَ ما يبُد‌ِئُ الباطِلُ وَ ما يُعِيدُ أي زهق الباطل أي الشرك بحيث لم يبق له أثر مأخوذ من هلاك الحي‌ فإنه إذاهلك لم يبق له إبداء و لاإعادة وقيل الباطل إبليس أوالصنم والمعني لاينشئ خلقا


صفحه : 139

و لايعيده أو لايبد‌ئ خيرا لأهله و لايعيده وقيل مااستفهامية منتصبة بما بعده . و في قوله أَ فَمَن زُيّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً أي كمن لم يزين له بل وفق حتي عرف الحق واستحسن الأعمال واستقبحها علي ماهي‌ عليه فحذف الجواب لدلالةفَإِنّ اللّهَ يُضِلّ مَن يَشاءُ وَ يهَديِ‌ مَن يَشاءُ وقيل تقديره أفمن زين له سوء عمله ذهبت نفسك عليهم حسرة فحذف الجواب لدلالةفَلا تَذهَب نَفسُكَ عَلَيهِم حَسَراتٍ عليه ومعناه فلاتهلك نفسك عليهم للحسرات علي غيهم وإصرارهم علي التكذيب ما يَملِكُونَ مِن قِطمِيرٍ هولفافة النواةوَ لَو سَمِعُوا علي سبيل الفرض مَا استَجابُوا لَكُملعدم قدرتهم علي الإنفاع أولتبريهم منكم مما تدعون لهم وَ يَومَ القِيامَةِ يَكفُرُونَ بِشِركِكُمبإشراككم لهم يقرون ببطلانه أويقولون ماكنتم إيانا تعبدون وَ لا يُنَبّئُكَ مِثلُ خَبِيرٍ و لايخبرك بالأمر مخبر مثل خبير عالم به أخبرك و هو الله سبحانه فإنه الخبير به علي الحقيقة دون سائر المخبرين وَ ما يسَتوَيِ‌ الأَعمي وَ البَصِيرُالكافر والمؤمن وقيل مثلان للصنم ولله عز و جل وَ لَا الظّلُماتُ وَ لَا النّورُ و لاالباطل و لاالحق وَ لَا الظّلّ وَ لَا الحَرُورُ و لاالثواب و لاالعقاب وَ ما يسَتوَيِ‌ الأَحياءُ وَ لَا الأَمواتُتمثيل آخر للمؤمنين والكافرين أبلغ من الأول ولذلك كرر الفعل وقيل للعلماء والجهلاءإِنّ اللّهَ يُسمِعُ مَن يَشاءُهدايته فيوفقه لفهم آياته والاتعاظ بعظاته وَ ما أَنتَ بِمُسمِعٍ مَن فِي القُبُورِترشيح لتمثيل المصرين علي الكفر بالأموات ومبالغة في إقناطه عنهم بِالبَيّناتِبالمعجزات الشاهدة علي نبوتهم وَ بِالزّبُرِكصحف ابراهيم وَ بِالكِتابِ المُنِيرِكالتوراة والإنجيل علي إرادة التفصيل دون الجمع ويجوز أن يراد بهما واحد والعطف لتغاير الوصفين أَم آتَيناهُم كِتاباًينطق علي أنااتخذنا شركاءفَهُم عَلي بَيّنَةٍ مِنهُ علي حجة من ذلك الكتاب بأن لهم شركة جعلية ويجوز أن يكون هم للمشركين وَ لا يَحِيقُ أي لايحيطفَهَل يَنظُرُونَينتظرون إِلّا سُنّتَ الأَوّلِينَسنة الله فيهم بتعذيب مكذبيهم فَلَن تَجِدَ لِسُنّتِ اللّهِ تَبدِيلًاوَ لَن


صفحه : 140

تَجِدَ لِسُنّتِ اللّهِ تَحوِيلًا أي لايبدلها بجعل غيرالتعذيب تعذيبا و لايحولها بأن ينقله من المكذبين إلي غيرهم . و في قوله وَ إِذا قِيلَ لَهُمُ اتّقُوا ما بَينَ أَيدِيكُم وَ ما خَلفَكُمالوقائع التي‌ خلت والعذاب المعد في الآخرة أونوازل السماء ونوائب الأرض كقوله أَ فَلَم يَرَوا إِلي ما بَينَ أَيدِيهِم وَ ما خَلفَهُم مِنَ السّماءِ وَ الأَرضِ أوعذاب الدنيا وعذاب الآخرة أوعكسه أو ماتقدم من الذنوب و ماتأخروَ إِذا قِيلَ لَهُم أَنفِقُوا مِمّا رَزَقَكُمُ اللّهُ علي محاويجكم قالَ الّذِينَ كَفَرُوابالصانع يعني‌ معطلة كانوا بمكةلِلّذِينَ آمَنُواتهكما بهم من إقرارهم به وتعليقهم الأمور بمشيته أَ نُطعِمُ مَن لَو يَشاءُ اللّهُ أَطعَمَهُ علي زعمكم وقيل قاله مشركو قريش حين استطعمهم فقراء المؤمنين إيهاما بأن الله لما كان قادرا أن يطعمهم و لم يطعمهم فنحن أحق بذلك و هذا من فرط جهالتهم فإن الله تعالي يطعم بأسباب منها حث الأغنياء علي إطعام الفقراء وتوفيقهم له .وَ ما عَلّمناهُ الشّعرَرد لقولهم إن محمداص شاعر أي ماعلمناه الشعر بتعليم القرآن فإنه غيرمقفي و لاموزون و ليس معناه مايتوخاه الشعراء من التخيلات المرغبة والمنفرةوَ ما ينَبغَيِ‌ لَهُ و مايصح له الشعر و لايتأتي له إن أراد قرضه علي مااختبرتم طبعه نحوا من أربعين سنة و قوله


أنا النبي لاكذب .   و أنا ابن عبدالمطلب .

و قوله


هل أنت إلاإصبع دميت .   و في سبيل الله مالقيت .

اتفاقي‌ من غيرتكلف وقصد منه إلي ذلك و قديقع مثله كثيرا في تضاعيف المنثورات علي أن الخليل ماعد المشطور من الرجز شعرا هذا و قدروي‌ أنه حرك الباءين وكسر التاء الأولي بلا إشباع وسكن الثانية وقيل الضمير للقرآن أي و مايصح للقرآن أن يكون شعراإِن هُوَ إِلّا ذِكرٌعظة وإرشاد من الله وَ قُرآنٌ مُبِينٌ


صفحه : 141

و كتاب سماوي‌ يتلي في المعابد ظاهر أنه ليس كلام البشر لما فيه من الإعجازلِيُنذِرَالقرآن أوالرسول مَن كانَ حَيّاعاقلا فهما فإن الغافل كالميت أومؤمنا في علم الله فإن الحياة الأبدية بالإيمان وتخصيص الإنذار به لأنه المنتفع به وَ يَحِقّ القَولُ ويجب كلمة العذاب عَلَي الكافِرِينَالمصرين علي الكفروَ اتّخَذُوا مِن دُونِ اللّهِ آلِهَةًأشركوها به في العبادةلَعَلّهُم يُنصَرُونَرجاء أن ينصروهم فيما حزبهم من الأمور والأمر بالعكس لأنه لا يَستَطِيعُونَ نَصرَهُم وَ هُم لَهُم جُندٌ مُحضَرُونَمعدون لحفظهم والذب عنهم أومحضرون أثرهم في النار. و في قوله فَاستَفتِهِم أي فاستخبرهم والضمير لمشركي‌ مكة أولبني‌ آدم أَ هُم أَشَدّ خَلقاً أَم مَن خَلَقنايعني‌ ماذكر من الملائكة والسماء و الأرض و مابينهما والمشارق والكواكب والشهب الثواقب و من لتغليب العقلاءإِنّا خَلَقناهُم مِن طِينٍ لازِبٍ والمراد إثبات المعاد ورد استحالتهم بأن استحالة ذلك إما لعدم قابلية المادة ومادتهم الأصلية هي‌ الطين اللازب الحاصل من ضم الجزء المائي‌ إلي الجزء الأرضي‌ وهما باقيان قابلان للانضمام بعد و قدعلموا أن الإنسان الأول إنما تولد منه إما لاعترافهم بحدوث العالم أوبقصة آدم علي نبينا وآله و عليه السلام وشاهدوا تولد كثير من الحيوانات منه بلا توسط مواقعة فلزمهم أن يجوزوا إعادتهم كذلك وإما لعدم قدرة الفاعل فإن من قدر علي خلق هذه الأشياء قدر علي ما لايعتد به بالإضافة إليها سيما و من ذلك بدأهم أولا وقدرته ذاتية لاتتغيربَل عَجِبتَ من قدرة الله وإنكارهم البعث وَ يَسخَرُونَ من تعجبك وتقريرك للبعث .وَ جَعَلُوا بَينَهُ وَ بَينَ الجِنّةِ نَسَباًيعني‌ الملائكة ذكرهم باسم جنسهم وضعا


صفحه : 142

منهم أن يبلغوا هذه المرتبة وقيل قالوا إن الله صاهر الجن فخرجت الملائكة وقيل قالوا الله والشيطان أخوان وَ لَقَد عَلِمَتِ الجِنّةُ إِنّهُم أن الكفرة أوالإنس أوالجنة إن فسرت بغير الملائكةلَمُحضَرُونَ في العذاب سُبحانَ اللّهِ عَمّا يَصِفُونَ من الولد والنسب إِلّا عِبادَ اللّهِ المُخلَصِينَاستثناء من المحضرين منقطع أومتصل إن فسر الضمير بما يعمهم و مابينهما اعتراض أو من يصفون فَإِنّكُم وَ ما تَعبُدُونَعود إلي خطابهم ما أَنتُم عَلَيهِ أي علي الله بِفاتِنِينَمفسدين الناس بإغوائهم إِلّا مَن هُوَ صالِ الجَحِيمِ إلا من سبق في علم الله تعالي أنه من أهل النار ويصلاها لامحالة وأنتم ضمير لهم ولآلهتهم غلب فيه المخاطب علي الغائب ويجوز أن يكون وَ ما تَعبُدُونَ لما فيه من معني المقارنة سادا مسد الخبر أي إنكم وآلهتكم قرناء لاتزالون تعبدونها ماأنتم علي ماتعبدونه بفاتنين بباعثين علي طريق الفتنة إلاضالا مستوجبا للنار مثلكم وَ ما مِنّا إِلّا لَهُ مَقامٌ مَعلُومٌحكاية اعتراف الملائكة بالعبودية للرد علي عبدتهم والمعني و مامنا أحد إلا له مقام معلوم في المعرفة والعبادة والانتهاء إلي أمر الله في تدبير العالم ويحتمل أن يكون هذا و ماقبله من قوله سُبحانَ اللّهِ من كلامهم ليتصل بقوله وَ لَقَد عَلِمَتِ الجِنّةُوَ إِنّا لَنَحنُ الصّافّونَ في أداء الطاعة ومنازل الخدمةوَ إِنّا لَنَحنُ المُسَبّحُونَالمنزهون الله عما لايليق به وَ إِن كانُوا لَيَقُولُونَيعني‌ مشركي‌ قريش لَو أَنّ عِندَنا ذِكراً مِنَ الأَوّلِينَكتابا من الكتب التي‌ نزلت عليهم لَكُنّا عِبادَ اللّهِ المُخلَصِينَلأخلصنا العبادة له و لم نخالف مثلهم فَكَفَرُوا بِهِ أي لماجاءهم الذكر ألذي هوأشرف الأذكار والمهيمن عليهافَسَوفَ يَعلَمُونَعاقبة كفرهم فَتَوَلّ عَنهُم حَتّي حِينٍ أي يوم بدر وقيل يوم الفتح وَ أَبصِرهُم علي ماينالهم حينئذفَسَوفَ يُبصِرُونَ ماقضينا لك من التأييد والنصرة والثواب في الآخرةأَ فَبِعَذابِنا يَستَعجِلُونَروي‌ أنه لمانزل فَسَوفَ يُبصِرُونَقالوا متي هذافنزل فَإِذا نَزَلَ بِساحَتِهِم فإذانزل العذاب بفنائهم فَساءَ صَباحُ المُنذَرِينَ أي فبئس صباح المنذرين صباحهم .


صفحه : 143

و في قوله فِي عِزّةٍ أي استكبار عن الحق وَ شِقاقٍخلاف لله ولرسوله فَنادَوااستغاثة أوتوبة واستغفاراوَ لاتَ حِينَ مَناصٍ أي ليس الحين حين مناص و لاهي‌ المشبهة بليس زيدت عليها تاء التأنيث للتأكيد وقيل هي‌ النافية للجنس أي و لاحين مناص لهم وقيل للفعل والنصب بإضماره أي و لاأري حين مناص . و قال الطبرسي‌ رحمه الله قال المفسرون إن أشراف قريش وهم خمسة وعشرون منهم الوليد بن المغيرة و هوأكبرهم و أبوجهل و أبي وأمية ابنا خلف وعتبة وشيبة ابنا ربيعة والنضر بن الحارث أتوا أباطالب وقالوا أنت شيخنا وكبيرنا و قدأتيناك تقضي‌ بيننا و بين ابن أخيك فإنه سفه أحلامنا وشتم آلهتنا فدعا أبوطالب رسول الله ص و قال يا ابن أخي‌ هؤلاء قومك يسألونك فقال ماذا يسألونني‌ قالوا دعنا وآلهتنا ندعك وإلهك فقال ص أتعطونني‌ كلمة واحدة تملكون بهاالعرب والعجم فقال له أبوجهل لله أبوك نعطيك ذلك وعشر أمثالها فقال قولوا لاإله إلا الله فقاموا وقالواأَ جَعَلَ الآلِهَةَ إِلهاً واحِداًفنزلت هذه الآيات .

روُيِ‌َ أَنّ النّبِيّص استَعبَرَ ثُمّ قَالَ يَا عَمّ وَ اللّهِ لَو وُضِعَتِ الشّمسُ فِي يمَيِنيِ‌ وَ القَمَرُ فِي شمِاَليِ‌ مَا تَرَكتُ هَذَا القَولَ حَتّي أُنفِذَهُ أَو أُقتَلَ دُونَهُ فَقَالَ لَهُ أَبُو طَالِبٍ امضِ لِأَمرِكَ فَوَ اللّهِ لَا أَخذُلُكَ أَبَداً

و قال البيضاوي‌وَ انطَلَقَ المَلَأُ مِنهُم أي وانطلق أشراف قريش من مجلس أبي طالب بعد مابكتهم رسول الله ص أَنِ امشُوا وَ اصبِرُوا واثبتواعَلي آلِهَتِكُم علي عبادتهاإِنّ هذا لشَيَ‌ءٌ يُرادُ إن هذاالأمر لشي‌ء من ريب الزمان يراد بنا فلامرد له أو إن هذاالرأي‌ ألذي يدعيه من التوحيد أويقصده من الرئاسة والترفع علي العرب والعجم لشي‌ء يتمني أويريده كل أحد أو إن دينكم يطلب ليؤخذ منكم


صفحه : 144

ما سَمِعنا بِهذابالذي‌ يقوله فِي المِلّةِ الآخِرَةِ في الملة التي‌ أدركنا عليه آباءنا أو في ملة عيسي التي‌ هوآخر الملل فإن النصاري يثلثون ويجوز أن يكون حالا من هذا أي ماسمعنا من أهل الكتاب و لاالكهان بالتوحيد كائنا في الملة المترقبةإِن هذا إِلّا اختِلاقٌكذب اختلقه أَم عِندَهُم خَزائِنُ رَحمَةِ رَبّكَبل أعندهم خزائن رحمته و في تصرفهم حتي يتخيروا للنبوة من شاءواأَم لَهُم مُلكُ السّماواتِ أي ليس لهم مدخل في أمر هذاالعالم الجسماني‌ ألذي هوجزء يسير من خزائنه فمن أين لهم أن يتصرفوا فيهافَليَرتَقُوا فِي الأَسبابِ أي إن كان لهم ذلك فليصعدوا في المعارج التي‌ يتوصل بها إلي العرش حتي يستووا عليه ويدبروا أمر العالم فينزلوا الوحي‌ إلي من يستصوبونه والسبب في الأصل هوالوصلة وقيل المراد بالأسباب السماوات لأنها أسباب الحوادث السفليةجُندٌ ما هُنالِكَ مَهزُومٌ مِنَ الأَحزابِ أي هم جند ما من الكفار المتحزبين علي الرسل مهزوم مكسور عما قريب فمن أين لهم التدابير الإلهية أو فلاتكترث بما يقولون .قُل هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ أي ماأنبأتكم به من أني‌ نذير من عقوبة من هذه صفته و أنه واحد في الألوهية وقيل مابعده من نبإ آدم ما كانَ لِي مِن عِلمٍ بِالمَلَإِ الأَعلي إِذ يَختَصِمُونَ فإن إخباره عن تقاول الملائكة و ماجري بينهم علي ماوردت في الكتب المتقدمة من غيرسماع ومطالعة كتاب لايتصور إلابالوحي‌وَ ما أَنَا مِنَ المُتَكَلّفِينَالمتصنعين بما لست من أهله علي ماعرفتم من حالي‌ فأنتحل النبوة وأتقول القرآن بَعدَ حِينٍ بعدالموت أو يوم القيامة أو عندظهور الإسلام . و في قوله وَ الّذِينَ اتّخَذُوا مِن دُونِهِ أَولِياءَيحتمل المتخذين من الكفرة والمتخذين من الملائكة وعيسي والأصنام علي حذف الراجع وإضمار المشركين من غيرذكر لدلالة المساق عليهم و هومبتدأ خبره علي الأول ما نَعبُدُهُم إِلّا لِيُقَرّبُونا إِلَي اللّهِ زُلفيبإضمار القول أوإِنّ اللّهَ يَحكُمُ بَينَهُم و هومتعين علي الثاني‌


صفحه : 145

و علي هذا يكون القول المضمر بما في حيزه حالا أوبدلا من الصلة وزلفي مصدر أوحال لَو أَرادَ اللّهُ أَن يَتّخِذَ وَلَداً كمازعموالَاصطَفي مِمّا يَخلُقُ ما يَشاءُإذ لاموجود سواه إلا و هومخلوقه لقيام الدلالة علي امتناع وجود واجبين ووجوب استناد ماعدا الواجب إليه و من البين أن المخلوق لايماثل الخالق فيقوم مقام الولد له ثم قرر ذلك بقوله سُبحانَهُ هُوَ اللّهُ الواحِدُ القَهّارُ فإن الألوهية الحقيقية تتبع الوجوب المستلزم للوحدة الذاتية وهي‌ تنافي‌ المماثلة فضلا عن التولد لأن كل واحد من المثلين مركب من الحقيقة المشتركة والتعين المخصوص والقهارية المطلقة تنافي‌ قبول الزوال المحوج إلي الولدنسَيِ‌َ ما كانَ يَدعُوا إِلَيهِ أي نسي‌ الضر ألذي كان يدعو الله إلي كشفه أوربه ألذي كان يتضرع إليه .أَ فَمَن شَرَحَ اللّهُخبره محذوف دل عليه قوله فَوَيلٌ لِلقاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِن ذِكرِ اللّهِ أي من أجل ذكره .ضَرَبَ اللّهُ مَثَلًاللمشرك والموحدرَجُلًا فِيهِ شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ وَ رَجُلًا سَلَماً لِرَجُلٍمثل المشرك علي مايدعيه مذهبه من أن يدعي‌ كل واحد من معبوديه عبوديته ويتنازعوا فيه بعبد يتشارك فيه جمع يتجاذبونه ويتعاورونه في المهام المختلفة في تحيره وتوزع قلبه والموحد بمن خلص لواحد ليس لغيره عليه سبيل و قال الطبرسي‌ رحمه الله في قوله تعالي وَ يُخَوّفُونَكَ بِالّذِينَ مِن دُونِهِكانت الكفار تخيفه بالأوثان التي‌ كانوا يعبدونها قالوا أ ماتخاف أن تهلكك آلهتنا وقيل إنه لماقصد خالد لكسر العزي بأمر النبي ص قالوا إياك ياخالد فبأسها شديد فضرب خالد أنفها بالفأس فهشمها فقال


كفرانك ياعزي لاسبحانك   سبحان من أهانك

صفحه : 146

أَ وَ لَو كانُوا لا يَملِكُونَ شَيئاً من شفاعةوَ لا يَعقِلُونَجواب هذاالاستفهام محذوف أي أ و لوكانوا بهذه الصفة تتخذونهم شفعاء وتعبدونهم راجين شفاعتهم قُل لِلّهِ الشّفاعَةُ جَمِيعاً أي لايشفع أحد إلابإذنه وَ إِذا ذُكِرَ اللّهُ وَحدَهُ اشمَأَزّت أي نفرت وقيل انقبضت . و قال البيضاوي‌وَ اتّبِعُوا أَحسَنَ ما أُنزِلَ إِلَيكُم مِن رَبّكُم أي القرآن أوالمأمور به دون المنهي‌ عنه أوالعزائم دون الرخص أوالناسخ دون المنسوخ ولعله ما هوأنجي وأسلم كالإنابة والمواظبة علي الطاعةإِنّ الّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللّهِعام في كل مجادل مبطل و إن نزلت في مشركي‌ مكة أواليهود حين قالوا لست صاحبنا بل هوالمسيح بن داود يبلغ سلطانه البر والبحر وتسير معه الأنهارإِن فِي صُدُورِهِم إِلّا كِبرٌ إلاتكبر عن الحق وتعظم عن التفكر والتعلم أوإرادة الرئاسة أو إن النبوة والملك لا يكون إلالهم ما هُم بِبالِغِيهِببالغي‌ دفع الآيات أوالمرادلَخَلقُ السّماواتِ وَ الأَرضِ أَكبَرُ مِن خَلقِ النّاسِفمن قدر علي خلقها أولا من غيرأصل قدر علي خلق الإنسان ثانيا من أصل .فَإِذا جاءَ أَمرُ اللّهِ أي بالعذاب في الدنيا والآخرةقضُيِ‌َ بِالحَقّبإنجاء المحق وتعذيب المبطل وَ خَسِرَ هُنالِكَ المُبطِلُونَالمعاندون باقتراح الآيات بعدظهور مايغنيهم عنها. و في قوله قُلُوبُنا فِي أَكِنّةٍ أي في أغطية و هذه تمثيلات لنبو قلوبهم عن إدراك مايدعوهم إليه واعتقاده ومج أسماعهم له وامتناع مواصلتهم وموافقتهم للرسول فَاعمَل علي دينك أو في إبطال أمرناإِنّنا عامِلُونَ علي ديننا أو في إبطال أمرك . و قال الطبرسي‌ رحمه الله قيل إن أباجهل رفع ثوبا بينه و بين النبي ص


صفحه : 147

فقال يا محمد أنت من ذاك الجانب ونحن من هذاالجانب فاعمل أنت علي دينك ومذهبك إننا عاملون علي ديننا ومذهبنافَاستَقِيمُوا إِلَيهِ أي لاتميلوا عن سبيله وتوجهوا إليه بالطاعة. و في قوله وَ الغَوا فِيهِ أي عارضوه باللغو والباطل وبما لايعتد به من الكلام لَعَلّكُم تَغلِبُونَ أي لتغلبوه باللغو والباطل و لايتمكن أصحابه من الاستماع وقيل الغوا فيه بالتخليط في القول والمكاء والصفير وقيل معناه ارفعوا أصواتكم في وجهه بالشعر والرجز عن ابن عباس والسدي‌ لماعجزوا عن معارضة القرآن احتالوا في اللبس علي غيرهم وتواصوا بترك استماعه والإلغاء عندقراءته . و قال البيضاوي‌ في قوله وَ ما يُلَقّاها أي مايلقي هذه السجية وهي‌ مقابلة الإساءة بالإحسان إِلّا الّذِينَ صَبَرُوافإنها تحبس النفس عن الانتقام وَ ما يُلَقّاها إِلّا ذُو حَظّ عَظِيمٍ من الخير وكمال النفس وقيل الحظ العظيم الجنة.وَ لَو جَعَلناهُ قُرآناً أَعجَمِيّاجواب لقولهم هلا نزل القرآن بلغة العجم لَقالُوا لَو لا فُصّلَت آياتُهُبينت بلسان نفقهه ءَ أعَجمَيِ‌ّ وَ عرَبَيِ‌ّ أكلام أعجمي‌ ومخاطب عربي‌ إنكار مقرر للتخصيص أُولئِكَ يُنادَونَ مِن مَكانٍ بَعِيدٍ هوتمثيل لهم في عدم قبولهم واستماعهم له بمن تصيح به من مسافة بعيدة.شَرَعَ لَكُم مِنَ الدّينِ أي شرع لكم دين نوح علي نبينا وآله و عليه السلام و محمدص و من بينهما من أرباب الشرائع عليهم الصلاة و السلام و هوالأصل المشترك فيما بينهم المفسر بقوله أَن أَقِيمُوا الدّينَ و هوالإيمان بما يجب تصديقه والطاعة فيه أحكام الله وَ لا تَتَفَرّقُوا فِيهِ و لاتختلفوا في هذاالأصل أمافروع الشرائع فمختلفةوَ ما تَفَرّقُوايعني‌ الأمم السالفة وقيل أهل الكتاب وَ إِنّ الّذِينَ أُورِثُوا الكِتابَ مِن بَعدِهِميعني‌ أهل الكتاب الذين كانوا في عهد رسول الله ص أوالمشركين الذين أورثوا القرآن من بعد أهل الكتاب فَلِذلِكَ أي فلأجل ذلك التفرق أوالكتاب


صفحه : 148

أوالعلم ألذي أوتيته لا حُجّةَ بَينَنا وَ بَينَكُمُ أي لاحجاج بمعني لاخصومة إذ الحق قدظهر و لم يبق للمخاصمة مجال وَ الّذِينَ يُحَاجّونَ فِي اللّهِ في دينه مِن بَعدِ ما استُجِيبَ لَهُ من بعد مااستجاب له الناس ودخلوا فيه أو من بعد مااستجاب الله لرسوله فأظهر دينه بنصره يوم بدر أو من بعد مااستجاب له أهل الكتاب بأن أقروا بنبوته واستفتحوا به حُجّتُهُم داحِضَةٌزائلة باطلة.فَإِن يَشَإِ اللّهُ يَختِم عَلي قَلبِكَاستبعاد للافتراء عن مثله بالإشعار علي أنه إنما يجتر‌ئ عليه من كان مختوما علي قلبه جاهلا بربه وكأنه قال إن يشإ الله خذلانك يختم علي قلبك لتجتر‌ئ بالافتراء عليه وقيل يَختِم عَلي قَلبِكَيمسك القرآن والوحي‌ عنه أويربط عليه بالصبر فلايشق عليك أذاهم .وَ كَذلِكَ أَوحَينا إِلَيكَ رُوحاً مِن أَمرِنايعني‌ ماأوحي إليه وسماه روحا لأن القلوب تحيا به وقيل جبرئيل ع والمعني أرسلناه إليك بالوحي‌ما كُنتَ تدَريِ‌ مَا الكِتابُ وَ لَا الإِيمانُ أي قبل الوحي‌ و هودليل علي أنه لم يكن متعبدا قبل النبوة بشرع وقيل المراد هوالإيمان بما لاطريق إليه إلاالسمع وَ لكِن جَعَلناهُ نُوراً أي الروح أوالكتاب أوالإيمان . و في قوله وَ إِنّهُعطف علي إنافِي أُمّ الكِتابِ في اللوح المحفوظ فإنه أصل الكتب السماويةلَدَينامحفوظا عندنا عن التغييرلعَلَيِ‌ّرفيع الشأن في الكتب السماوية لكونه معجزا من بينهاحَكِيمٌذو حكمة بالغة أومحكم لاينسخه غيره أَ فَنَضرِبُ عَنكُمُ الذّكرَ صَفحاً أفنذوده ونبعده عنكم مجاز من قولهم ضرب الغرائب عن الحوض والفاء للعطف علي محذوف أي أنهملكم فنضرب عنكم الذكر وصفحا مصدر من غيرلفظه فإن تنحية الذكر عنهم إعراض أومفعول له أوحال بمعني صافحين وأصله أن تولي‌ الشي‌ء صفحة عنقك وقيل إنه بمعني الجانب فيكون ظرفاأَن كُنتُم أي لئن كنتم فَأَهلَكنا أَشَدّ مِنهُم بَطشاً أي من القوم المسرفين


صفحه : 149

لأنه صرف الخطاب عنهم إلي الرسول ص مخبرا عنهم وَ مَضي مَثَلُ الأَوّلِينَ وسلف في القرآن قصتهم العجيبة و فيه وعد للرسول ص ووعيد لهم بمثل ماجري علي الأولين وَ جَعَلُوا لَهُ مِن عِبادِهِ جُزءاً أي ولدا فقالوا الملائكة بنات الله ولعله سماه جزءا كماسمي‌ بعضا لأنه بضعة من الوالد دلالة علي استحالته علي الواحد الحق في ذاته وَ هُوَ كَظِيمٌمملوء قلبه من الكرب أَ وَ مَن يُنَشّؤُا فِي الحِليَةِ أي أوجعلوا له أواتخذ من يتربي في الزينة يعني‌ البنات وَ هُوَ فِي الخِصامِ في المجادلةغَيرُ مُبِينٍمقرر لمايدعيه من نقصان العقل وضعف الرأي‌وَ جَعَلُوا المَلائِكَةَ الّذِينَ هُم عِبادُ الرّحمنِ إِناثاًكفر آخر تضمنه مقالهم شنع به عليهم و هوجعلهم أكمل العباد وأكرمهم علي الله أنقصهم رأيا وأخسهم صنفاأَ شَهِدُوا خَلقَهُم أحضروا خلق الله إياهم فشاهدوهم إناثا فإن ذلك مما يعلم بالمشاهدة.كِتاباً مِن قَبلِهِ أي من قبل القرآن قالَ أَ وَ لَو جِئتُكُم بِأَهدي مِمّا وَجَدتُم عَلَيهِ آباءَكُم أي أتتبعون آباءكم و لوجئتكم بدين أهدي من دين آبائكم و هوحكاية أمر ماض أوحي‌ إلي النذير أوخطاب لرسول الله ص ويؤيد الأول أنه قرأ ابن عامر وحفص قال و قوله قالُوا إِنّا بِما أُرسِلتُم بِهِ كافِرُونَ أي و إن كان أهدي إقناطا للنذير من أن ينظروا ويتفكروا فيه بَل مَتّعتُ هؤُلاءِالمعاصرين للرسول من قريش وَ آباءَهُمبالمد في العمر والنعمة فاغتروا بذلك وانهمكوا في الشهوات . و قال الطبرسي‌ رحمه الله في قوله تعالي وَ قالُوا لَو لا نُزّلَ هذَا القُرآنُ عَلي رَجُلٍ مِنَ القَريَتَينِ عَظِيمٍيعنون بالقريتين مكة والطائف وبالرجل منهما الوليد بن المغيرة من مكة وعروة بن مسعود الثقفي‌ من الطائف وقيل عتبة بن ربيعة من مكة و ابن عبدياليل من الطائف وقيل الوليد بن المغيرة من مكة وحبيب بن عمرو الثقفي‌ من الطائف عن ابن عباس وإنما قالوا ذلك لأن الرجلين كانا عظيمين في قومهما وذوي‌ الأموال الجسيمة فيهما فدخلت الشبهة عليهم حتي اعتقدوا أن من كان كذلك كان أولي بالنبوة فقال سبحانه ردا عليهم أَ هُم يَقسِمُونَ رَحمَتَ رَبّكَ


صفحه : 150

يعني‌ النبوة بين الخلق ثم قال نَحنُ قَسَمنا بَينَهُم مَعِيشَتَهُم فِي الحَياةِ الدّنيا أي نحن قسمنا الرزق في المعيشة علي حسب ماعلمنا من مصالح عبادنا فليس لأحد أن يتحكم في شيء من ذلك فكما فضلنا بعضهم علي بعض في الرزق فكذلك اصطفينا للرسالة من شئناوَ رَفَعنا بَعضَهُم فَوقَ بَعضٍ دَرَجاتٍ أي أفقرنا البعض وأغنينا البعض و لم نفوض ذلك إليهم مع قلة خطره فكيف نفوض اختيار النبوة إليهم مع عظم محلها وشرف قدرهالِيَتّخِذَ بَعضُهُم بَعضاً سُخرِيّامعناه أن الوجه في اختلاف الرزق بين العباد في الضيق والسعة زيادة علي ما فيه من المصلحة أن في ذلك تسخيرا من بعض العباد لبعض بإحواجهم إليهم ليستخدم بعضهم بعضا فينتفع أحدهم بعمل الآخر له فينتظم بذلك قوام أمر العالم وقيل معناه ليملك بعضهم بعضا بما لهم فيتخذونهم عبيدا ومماليك وَ رَحمَتُ رَبّكَ خَيرٌ مِمّا يَجمَعُونَ أي الثواب أوالجنة أوالنبوةفَإِمّا نَذهَبَنّ بِكَ فَإِنّا مِنهُم مُنتَقِمُونَ أي فإما نتوفينك فإنا منتقمون من أمتك بعدك أَو نُرِيَنّكَ ألّذِي وَعَدناهُم أي في حياتك ماوعدناهم من العذاب فَإِنّا عَلَيهِم مُقتَدِرُونَ أي قادرون علي الانتقام منهم وعقوبتهم في حياتك و بعدوفاتك قال الحسن وقتادة إن الله أكرم نبيه بأن لم يره تلك النقمة و لم ير في أمته إلا ماقرت به عينه و قد كان بعده نقمة شديدة. و قَد روُيِ‌َ أَنّهُص أرُيِ‌َ مَا يَلقَي أُمّتُهُ بَعدَهُ فَمَا زَالَ مُنقَبِضاً وَ لَم يَنبَسِط ضَاحِكاً حَتّي لقَيِ‌َ اللّهَ تَعَالَي

وَ رَوَي جَابِرُ بنُ عَبدِ اللّهِ الأنَصاَريِ‌ّ قَالَ إنِيّ‌ لَأَدنَاهُم مِن رَسُولِ اللّهِص فِي حَجّةِ الوَدَاعِ بِمِنًي قَالَ لَا أَلفِيَنّكُم تَرجِعُونَ بعَديِ‌ كُفّاراً يَضرِبُ بَعضُكُم رِقَابَ بَعضٍ وَ ايمُ اللّهِ لَئِن فَعَلتُمُوهَا لتَعَرفِنُنّيِ‌ فِي الكَتِيبَةِ التّيِ‌ تُضَارِبُكُم ثُمّ التَفَتَ إِلَي خَلفِهِ فَقَالَ أَو عَلِيّ أَو عَلِيّ ثَلَاثَ مَرّاتٍ فَرَأَينَا أَنّ جَبرَئِيلَ ع غَمَزَهُ فَأَنزَلَ اللّهُ تَعَالَي عَلَي أَثَرِ ذَلِكَفَإِمّا نَذهَبَنّ بِكَ فَإِنّا مِنهُم مُنتَقِمُونَبعِلَيِ‌ّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع .

قيل إن النبي ص أري‌ الانتقام منهم و هو ما كان من نقمة الله من


صفحه : 151

المشركين يوم بدر بعد أن أخرجوه من مكةوَ إِنّهُ لَذِكرٌ لَكَ وَ لِقَومِكَ أي شرف وَ سَوفَ تُسئَلُونَ عن شكر ماجعله الله لكم من الشرف وقيل عن القرآن وعما يلزمكم من القيام بحقه وَ سئَل مَن أَرسَلنا مِن قَبلِكَ مِن رُسُلِنا أي سل مؤمني‌ أهل الكتاب والتقدير سل أمم من أرسلنا وقيل معناه وسل الأنبياء وهم الذين جمعوا له ليلة الأسري وكانوا سبعين نبيا منهم موسي وعيسي علي نبينا وآله وعليهما السلام و لم يسألهم لأنه كان أعلم بالله منهم . و في قوله تعالي وَ لَمّا ضُرِبَ ابنُ مَريَمَ مَثَلًااختلف في المراد وجوه أحدها أن معناه و لماوصف ابن مريم شبها في العذاب بالآلهة أي فيما قالوه و علي زعمهم و ذلك أنه لمانزل قوله إِنّكُم وَ ما تَعبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ حَصَبُ جَهَنّمَ قال المشركون قدرضينا أن تكون آلهتنا حيث يكون عيسي و ذلك قوله إِذا قَومُكَ مِنهُ يَصِدّونَ أي يضجون ضجيج المجادلة حيث خاصموك و هو قوله وَ قالُوا أَ آلِهَتُنا خَيرٌ أَم هُوَ أي ليست آلهتنا خيرا من عيسي فإن كان عيسي في النار بأنه يعبد من دون الله فكذلك آلهتنا عن ابن عباس ومقاتل . وثانيها أن معناه لماضرب الله المسيح مثلا بآدم في قوله إِنّ مَثَلَ عِيسي عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرابٍاعترض علي النبي ص بذلك قوم من كفار قريش فنزلت . وثالثها أن النبي ص لمامدح المسيح وأمه و أنه كآدم في الخاصية قالوا إن محمدا يريد أن نعبده كماعبدت النصاري عيسي عن قتادة. ورابعها

مَا رَوَاهُ سَادَةُ أَهلِ البَيتِ ع عَن عَلِيّ ع أَنّهُ قَالَجِئتُ إِلَي رَسُولِ اللّهِص يَوماً فَوَجَدتُهُ فِي مَلَإٍ مِن قُرَيشٍ فَنَظَرَ إلِيَ‌ّ ثُمّ قَالَ يَا عَلِيّ إِنّمَا مَثَلُكَ فِي هَذِهِ الأُمّةِ كَمَثَلِ عِيسَي بنِ مَريَمَ أَحَبّهُ قَومٌ فَأَفرَطُوا فِي حُبّهِ فَهَلَكُوا وَ أَبغَضَهُ قَومٌ وَ أَفرَطُوا فِي بُغضِهِ فَهَلَكُوا وَ اقتَصَدَ فِيهِ قَومٌ فَنَجَوا فَعَظُمَ ذَلِكَ عَلَيهِم وَ ضَحِكُوا


صفحه : 152

وَ قَالُوا يُشَبّهُهُ بِالأَنبِيَاءِ وَ الرّسُلِ فَنَزَلَت

.وَ قالُوا أَ آلِهَتُنا خَيرٌ أَم هُوَ أي المسيح أو محمدص أو علي ع لَجَعَلنا مِنكُم أي بدلا منكم معاشر بني‌ آدم مَلائِكَةً فِي الأَرضِ يَخلُفُونَبني‌ آدم .أَم أَبرَمُوا أَمراً فَإِنّا مُبرِمُونَ أي بل أبرموا أمرا في كيد محمدص والمكر به فَإِنّا مُبرِمُونَ أي محكمون أمرا في مجازاتهم أَم يَحسَبُونَ أَنّا لا نَسمَعُ سِرّهُم وَ نَجواهُمالسر مايضمره الإنسان في نفسه و لايظهره لغيره والنجوي مايحدث به المحدث غيره في الخفية. و قال البيضاوي‌قُل إِن كانَ لِلرّحمنِ وَلَدٌ فإن النبي ص يكون أعلم بالله وبما يصح له و ما لايصح له وأولي بتعظيم مايوجب تعظيمه و من حق تعظيم الوالد تعظيم ولده و لايلزم من ذلك صحة كينونة الولد وعبادته له إذ المحال قديستلزم المحال وقيل معناه إن كان له ولد في زعمكم فَأَنَا أَوّلُ العابِدِينَلله الموحدين له أوالآنفين منه أو من أن يكون له ولد من عبديعبد إذااشتد أنفه أو ما كان له ولد فأنا أول الموحدين من أهل مكةفَأَنّي يُؤفَكُونَيصرفون من عبادته إلي عبادة غيره وَ قِيلِهِ وقول الرسول ونصبه للعطف علي سرهم أو علي محل الساعة أولإضمار فعله أي قال قيله وجره عاصم وحمزة عطفا علي الساعةفَاصفَح عَنهُمفأعرض عن دعوتهم آيسا عن إيمانهم وَ قُل سَلامٌتسلم منكم ومتاركة. و في قوله سبحانه فبَأِيَ‌ّ حَدِيثٍ بَعدَ اللّهِ وَ آياتِهِ يُؤمِنُونَ أي بعدآيات الله


صفحه : 153

وتقديم اسم الله للمبالغة والتعظيم كما في أعجبني‌ زيد وكرمه أو بعدحديث الله و هوالقرآن وآياته دلائله المتلوة أوالقرآن والعطف لتغاير الوصفين قُل لِلّذِينَ آمَنُوا يَغفِرُوا أي يعفوا ويصفحوالِلّذِينَ لا يَرجُونَ أَيّامَ اللّهِ لايتوقعون وقائعه بأعدائه من قولهم أيام العرب لوقائعهم أو لايأملون الأوقات التي‌ وقتها الله لنصر المؤمنين وثوابهم ووعدهم بها وقيل إنها منسوخة بآية القتال ليِجَزيِ‌َ قَوماًعلة للأمرثُمّ جَعَلناكَ عَلي شَرِيعَةٍ أي طريقةمِنَ الأَمرِ أي أمر الدين هذا أي القرآن أواتباع الشريعةبَصائِرُ لِلنّاسِبينات تبصرهم وجه الفلاح .أَ فَرَأَيتَ مَنِ اتّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ أي ترك متابعة الهدي إلي مطاوعة الهوي فكأنه يعبده وقر‌ئ آلهة هواه لأنه كان أحدهم يستحسن حجرا فيعبده فإذارأي أحسن منه رفضه إليه وَ قالُوا ما هيِ‌َ ماالحياة أوالحال إِلّا حَياتُنَا الدّنياالتي‌ نحن فيهانَمُوتُ وَ نَحيانكون أمواتا ونطفا و ماقبلها ونحيا بعد ذلك أونموت بأنفسنا ونحيا ببقاء أولادنا أويموت بعضنا ويحيا بعض أويصيبنا الموت والحياة فيها و ليس وراء ذلك حياة ويحتمل أنهم أرادوا به التناسخ فإنه عقيدة أكثر عبدة الأوثان وَ ما يُهلِكُنا إِلّا الدّهرُ إلامرور الزمان وَ ما لَهُم بِذلِكَ مِن عِلمٍيعني‌ نسبة الحوادث إلي حركات الأفلاك و مايتعلق بها علي الاستقلال أوإنكار البعث أوكليهماإِن هُم إِلّا يَظُنّونَإذ لادليل لهم عليه وإنما قالوه بناء علي التقليد والإنكار لما لم يحسوا به . و في قوله وَ أَجَلٍ مُسَمّي وبتقدير الأجل ينتهي‌ إليه الكل و هو يوم القيامة أو كل واحد و هوآخر مدة بقائه المقدر له أَو أَثارَةٍ مِن عِلمٍ أوبقية من علم بقيت عليكم من علوم الأولين هل فيها مايدل علي استحقاقهم للعبادة أوالأمر بهاوَ مَن أَضَلّ مِمّن يَدعُوا مِن دُونِ اللّهِ مَن لا يَستَجِيبُ لَهُإنكار أن يكون أحد أضل من المشركين حيث تركوا عبادة السميع المجيب القادر الخبير إلي عبادة من لايستجيب لهم لوسمع دعاءهم فضلا أن يعلم سرائرهم ويراعي‌ مصالحهم إِلي يَومِ القِيامَةِ


صفحه : 154

مادامت الدنياوَ هُم عَن دُعائِهِم غافِلُونَلأنهم إما جمادات وإما عباد مسخرون مشتغلون بأحوالهم قُل إِنِ افتَرَيتُهُ علي الفرض فَلا تَملِكُونَ لِي مِنَ اللّهِ شَيئاً أي إن عاجلني‌ الله بالعقوبة فلاتقدرون علي دفع شيءمنها فكيف أجتر‌ئ عليه وأعرض نفسي‌ للعقاب من غيرتوقع نفع و لادفع ضر من قبلكم هُوَ أَعلَمُ بِما تُفِيضُونَ فِيهِتندفعون فيه من القدح في آياته قُل ما كُنتُ بِدعاً مِنَ الرّسُلِبديعا منهم أدعوكم إلي ما لايدعون إليه أوأقدر علي ما لم يقدروا عليه و هوالإتيان بالمقترحات كلهاوَ شَهِدَ شاهِدٌ مِن بنَيِ‌ إِسرائِيلَ أي عبد الله بن سلام وقيل موسي علي نبينا وآله و عليه السلام وشهادته ما في التوراة من نعت الرسول ص عَلي مِثلِهِمثل القرآن و هو ما في التوراة من المعاني‌ المصدقة للقرآن المطابقة لها أومثل ذلك و هوكونه من عند الله إِنّ اللّهَ لا يهَديِ‌ القَومَ الظّالِمِينَاستئناف مشعر بأن كفرهم به لضلالهم المسبب عن ظلمهم ودليل علي الجواب المحذوف مثل ألستم ظالمين وَ قالَ الّذِينَ كَفَرُوا لِلّذِينَ آمَنُوالأجلهم لَو كانَ خَيراًالإيمان أو ماأتي به محمدص ما سَبَقُونا إِلَيهِ وهم سقاط إذ عامتهم فقراء وموال ورعاة وإنما قاله قريش وقيل بنو عامر وغطفان وأسد وأشجع لماأسلم جهينة ومزنة وأسلم وغفار أواليهود حين أسلم ابن سلام وأصحابه بَلاغٌ أي هذا ألذي وعظتم به أو هذه السورة بلاغ أي كفاية أوتبليغ من الرسول . و قال الطبرسي‌ رحمه الله في قوله تعالي مِن قَريَتِكَ التّيِ‌ أَخرَجَتكَ أي أخرجك أهلها والمعني كم من رجال هم أشد من أهل مكةأَ فَمَن كانَ عَلي بَيّنَةٍ مِن رَبّهِ أي علي يقين من دينه و علي حجة واضحة من اعتقاده في التوحيد والشرائع كَمَن زُيّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِهم المشركون وقيل هم المنافقون و هوالمروي‌ عن أبي جعفر ع وَ مِنهُم مَن يَستَمِعُ إِلَيكَيعني‌ المنافقين قالُوا لِلّذِينَ أُوتُوا العِلمَيعني‌ الذين آتاهم الله العلم والفهم من المؤمنين عَنِ الأَصبَغِ بنِ نُبَاتَةَ عَن عَلِيّ ع قَالَإِنّا كُنّا عِندَ رَسُولِ اللّهِص فَيُخبِرُنَا باِلوحَي‌ِ فَأَعِيهِ أَنَا وَ مَن يَعِيهِ فَإِذَا خَرَجنَا قَالُوا


صفحه : 155

ما ذا قالَ آنِفاً

أي أي شيء قال الساعة وإنما قالوا استهزاء وإظهارا إنا لم نشتغل بوعيه وفهمه وقيل إنما قالوا ذلك لأنهم لم يفهموا معناه و لم يعلموا ماسمعوه وقيل بل قالوا ذلك تحقيرا لقوله ص أي لم يقل شيئا فيه فائدة ويحتمل أيضا أن يكونوا سألوا رياء ونفاقا أي لم يذهب عني‌ من قوله إلا هذافما ذا قال أعده علي لأحفظه . و في قوله وَ تُعَزّرُوهُ أي تنصروه بالسيف واللسان إِنّ الّذِينَ يُبايِعُونَكَالمراد بيعة الحديبية وهي‌ بيعة الرضوان . و في قوله لَعَنِتّم أي لوقعتم في عنت و هوالإثم والهلاك قالَتِ الأَعرابُ آمَنّاهم قوم من بني‌ أسد أتوا النبي ص في سنة جدبة وأظهروا الإسلام و لم يكونوا مؤمنين في السر إنما كانوا يطلبون الصدقة فأمره الله سبحانه أن يخبرهم بذلك ليكون آية معجزة له فقال قُل لَم تُؤمِنُوا أي لم تصدقوا علي الحقيقة في الباطن وَ لكِن قُولُوا أَسلَمنا أي استسلمنا مخافة السبي‌ والقتل لا يَلِتكُم مِن أَعمالِكُم أي لاينقصكم من ثواب أعمالكم شَيئاًقالوا فلما نزلت الآيتان أتوا رسول الله ص يحلفون أنهم مؤمنون صادقون في دعواهم الإيمان فأنزل الله سبحانه قُل أَ تُعَلّمُونَ اللّهَ بِدِينِكُم أي أتخبرون الله بالدين ألذي أنتم عليه والمعني أنه سبحانه عالم بذلك فلايحتاج إلي إخباركم به و كان هؤلاء يقولون آمنا بك من غيرقتال وقاتلك بنو فلان فقال سبحانه يَمُنّونَ عَلَيكَ أَن أَسلَمُوا أي بأن أسلموا. و قال البيضاوي‌ في قوله تعالي وَ كَم أَهلَكنا قَبلَهُمقبل قومك مِن قَرنٍ هُم أَشَدّ مِنهُم بَطشاً أي قوة كعاد وثمودفَنَقّبُوا فِي البِلادِفخرقوا في البلاد وتصرفوا فيها أوجالوا في الأرض كل مجال حذر الموت وأصل التنقيب التنقير عن الشي‌ء والبحث عنه هَل مِن مَحِيصٍ أي لهم من الله أو من الموت وقيل الضمير في نقبوا


صفحه : 156

لأهل مكة أي ساروا في أسفارهم في بلاد القرون فهل رأوا لهم محيصا حتي يتوقعوا مثله لأنفسهم لِمَن كانَ لَهُ قَلبٌ أي قلب واع يتفكر في حقائقه أَو أَلقَي السّمعَ وأصغي لاستماعه وَ هُوَ شَهِيدٌحاضر بذهنه ليفهم معانيه أوشاهد بصدقه فيتعظ بظواهره وينزجر بزواجره وَ ما أَنتَ عَلَيهِم بِجَبّارٍ أي بمسلط تقهرهم علي الإيمان أوتفعل بهم ماتريد وإنما أنت داع .أَ تَواصَوا بِهِ أي كان الأولين والآخرين منهم أوصي بعضهم بعضا بهذا القول حتي قالوه جميعابَل هُم قَومٌ طاغُونَإضراب عن أن التواصي‌ جامعهم لتباعد أيامهم إلي أن الجامع لهم علي هذاالقول مشاركتهم في الطغيان الحامل عليه فَتَوَلّ عَنهُمفأعرض عن مجادلتهم فَما أَنتَ بِمَلُومٍ علي الإعراض بعد مابذلت جهدك في البلاغ .فَما أَنتَ بِنِعمَةِ رَبّكَبحمد الله وإنعامه بِكاهِنٍ وَ لا مَجنُونٍ كمايقولون أَم يَقُولُونَ شاعِرٌ نَتَرَبّصُ بِهِ رَيبَ المَنُونِ مايقلق النفوس من حوادث الدهر وقيل المنون الموت قُل تَرَبّصُوا فإَنِيّ‌ مَعَكُم مِنَ المُتَرَبّصِينَأتربص هلاككم كماتتربصون هلاكي‌أَم تَأمُرُهُم أَحلامُهُمعقولهم بِهذاالتناقض في القول فإن الكاهن يكون ذا فتنة ودقة نظر والمجنون مغطي عقله والشاعر يكون ذا كلام موزون متسق مخيل و لايتأتي ذلك من المجنون أَم هُم قَومٌ طاغُونَمجاوزون الحد في العنادأَم يَقُولُونَ تَقَوّلَهُاختلقه من تلقاء نفسه بَل لا يُؤمِنُونَفيرمون بهذه المطاعن لكفرهم وعنادهم أَم خُلِقُوا مِن غَيرِ شَيءٍأم أحدثوا وقدروا من غيرمحدث ومقدر فلذلك لايعبدونه أو من أجل لا شيء من عبادة ومجازاةأَم هُمُ الخالِقُونَيؤيد الأول فإن معناه أم خلقوا أنفسهم ولذلك عقبه بقوله أَم خَلَقُوا السّماواتِ وَ الأَرضَ وأم في هذه الآيات منقطعة ومعني الهمزة فيهاالإنكاربَل لا يُوقِنُونَ أي إذاسئلوا من خلقكم و من خلق السماوات و الأرض قالوا الله إذ لوأيقنوا ذلك لماأعرضوا عن عبادته أَم عِندَهُم خَزائِنُ رَبّكَخزائن رزقه حتي يرزقوا النبوة من شاءوا أوخزائن علمه


صفحه : 157

حتي يختاروا لها من شاءواأَم هُمُ المُصَيطِرُونَالغالبون علي الأشياء يدبرونها كيف شاءواأَم لَهُم سُلّمٌمرتقي إلي السماءأَم تَسئَلُهُم أَجراً علي تبليغ الرسالةفَهُم مِن مَغرَمٍ من التزام غرم مُثقَلُونَمحملون الثقل فلذلك زهدوا في اتباعك وَ إِن يَرَوا كِسفاًقطعةمِنَ السّماءِ ساقِطاً يَقُولُوا من فرط طغيانهم وعنادهم سَحابٌ مَركُومٌ هذاسحاب تراكم بعضها علي بعض فَإِنّكَ بِأَعيُنِنا في حفظنا بحيث نراك ونكلؤك . و قال الطبرسي‌ رحمه الله في قوله تعالي أَ فَرَأَيتُمُ اللّاتَ وَ العُزّي وَ مَناةَ الثّالِثَةَ الأُخري أي أخبرونا عن هذه الآلهة التي‌ تعبدونها من دون الله وتعبدون معها الملائكة وتزعمون أن الملائكة بنات الله وقيل معناه أفرأيتم أيها الزاعمون أن اللات والعزي ومنات بنات الله لأنه كان منهم من يقول إنما نعبد هؤلاء لأنهم بنات الله وقيل زعموا أن الملائكة بنات الله وصوروا أصنامهم علي صورهم وعبدوها من دون الله واشتقوا لها أسماء من أسماء الله فقالوا اللات من الله والعزي من العزيز وقيل إن اللات صنم كانت ثقيف تعبده والعزي صنم أيضا وقيل إنها كانت شجرة سمرة عظيمة لغطفان يعبدونها فبعث إليها رسول الله ص خالد بن الوليد فقطعها و قال


يا عزكفرانك لاسبحانك   إني‌ رأيت الله قدأهانك

عن مجاهد و قال قتادة كانت مناة صنما لهذيل بين مكة والمدينة و قال الضحاك والكلبي‌ كانت في الكعبة لهذيل وخزاعة يعبدها أهل مكة وقيل اللات والعزي ومناة أصنام من حجارة كانت في الكعبة يعبدونها ومعني الآية أخبروني‌ عن هذه الأصنام هل ضرت أونفعت أوفعلت مايجب أن يعدل بالله ثم قال سبحانه منكرا علي كفار قريش قولهم الملائكة بنات الله وكذلك الأصنام أَ لَكُمُ الذّكَرُ وَ لَهُ الأُنثي تِلكَ إِذاً قِسمَةٌ ضِيزي أي جائرة غيرمعتدلة يعني‌ أن القسمة التي‌ قسمتم من نسبة الإناث إلي الله وإيثاركم بالبنين قسمة غيرعادلة.


صفحه : 158

و في قوله أَ فَرَأَيتَ ألّذِي تَوَلّي ونزلت الآيات السبع في عثمان بن عفان كان يتصدق وينفق ماله فقال له أخوه من الرضاعة عبد الله بن سعد بن أبي سرح ما هذا ألذي تصنع يوشك أن لايبقي لك شيء فقال عثمان إن لي ذنوبا وإني‌ أطلب بما أصنع رضا الله وأرجو عفوه فقال له عبد الله أعطني‌ ناقتك برحلها و أناأتحمل عنك ذنوبك كلها فأعطاه وأشهد عليه وأمسك عن الصدقة فنزلت أَ فَرَأَيتَ ألّذِي تَوَلّي أي يوم أحد حين ترك المركز وأعطي قليلا ثم قطع نفقته إلي قوله سَوفَ يُريفعاد عثمان إلي ما كان عليه عن ابن عباس وجماعة من المفسرين . وقيل نزلت في الوليد بن المغيرة و كان قداتبع رسول الله ص علي دينه فعيره المشركون وقالوا تركت دين الأشياخ وضللتهم وزعمت أنهم في النار قال إني‌ خشيت عذاب الله فضمن له ألذي عاتبه إن هوأعطاه شيئا من ماله ورجع إلي شركه أن يتحمل عنه عذاب الله ففعل فأعطي ألذي عاتبه بعض ما كان ضمن له ثم بخل ومنعه تمام ماضمن له فنزلت أَ فَرَأَيتَ ألّذِي تَوَلّي عن الإيمان وَ أَعطيصاحبه الضامن قَلِيلًا وَ أَكدي أي بخل بالباقي‌ عن مجاهد و ابن زيد. وقيل نزلت في العاص بن وائل السهمي‌ و ذلك أنه ربما كان يوافق رسول الله ص في بعض الأمور عن السدي‌ وقيل نزلت في رجل قال لأهله جهزوني‌ حتي أنطلق إلي هذا الرجل يريد النبي ص فتجهز وخرج فلقيه رجل من الكفار فقال له أين تريد فقال محمداص لعلي‌ أصيب من خيره قال له الرجل أعطني‌ جهازك وأحمل عنك إثمك عن عطاء بن يسار وقيل نزلت في أبي جهل و ذلك أنه قال و الله مايأمرنا محمدص إلابمكارم الأخلاق فذلك قوله وَ أَعطي قَلِيلًا وَ أَكدي أي لم يؤمن به عن محمد بن كعب . و قال البيضاوي‌ في قوله تعالي وَ يَقُولُوا سِحرٌ مُستَمِرّ أي مطرد و هويدل علي أنهم رأوا قبله آيات أخري مترادفة حتي قالوا ذلك أومحكم من المرة


صفحه : 159

أومستبشع من استمر إذ اشتدت مرارته أومار ذاهب لايبقي وَ كُلّ أَمرٍ مُستَقِرّمنته إلي غاية من خذلان أونصرة في الدنيا وشقاوة أوسعادة في الآخرة.أَم يَقُولُونَ نَحنُ جَمِيعٌجماعة أمرنا مجتمع مُنتَصِرٌممتنع لانرام أومنتصر من الأعداء لانغلب أومتناصر ينصر بعضنا بعضاسَيُهزَمُ الجَمعُ وَ يُوَلّونَ الدّبُرَ أي الأدبار وإفراده لإرادة الجنس أولأن كل واحد يولي‌ دبره و قدوقع ذلك يوم بدروَ لَقَد أَهلَكنا أَشياعَكُم أي أشباهكم في الكفر ممن قبلكم . و في قوله تعالي أَ فَرَأَيتُم ما تُمنُونَ أي ماتقذفونه في الأرحام من النطف أَ فَرَأَيتُم ما تَحرُثُونَتبذرون حبه أَ أَنتُم تَزرَعُونَهُتنبتونه لَجَعَلناهُ حُطاماًهشيمافَظَلتُم تَفَكّهُونَتعجبون أوتندمون علي اجتهادكم فيه أو علي ماأصبتم لأجله من المعاصي‌ فتتحدثون فيه والتفكه التنقل بصنوف الفاكهة و قداستعير للتنقل بالحديث إِنّا لَمُغرَمُونَلملزمون غرامة ماأنفقنا أومهلكون لهلاك رزقنا من الغرام بَل نَحنُ مَحرُومُونَحرمنا رزقناأَ أَنتُم أَنزَلتُمُوهُ مِنَ المُزنِ من السحاب واحدته مزنة وقيل المزن السحاب الأبيض وماؤه أعذب لَو نَشاءُ جَعَلناهُ أُجاجاًملحا أو من الأجيج فإنه يحرق الفم فَلَو لا تَشكُرُونَأمثال هذه النعم الضروريةأَ فَرَأَيتُمُ النّارَ التّيِ‌ تُورُونَتقدحون أَ أَنتُم أَنشَأتُم شَجَرَتَها أَم نَحنُ المُنشِؤُنَيعني‌ الشجرة التي‌ منه الزنادنَحنُ جَعَلناهاجعلنا نار الزنادتَذكِرَةًتبصرة في أمر البعث أو في الظلام أوتذكيرا أوأنموذجا لنار جهنم وَ مَتاعاً ومنفعةلِلمُقوِينَللذين ينزلون القواء وهي‌ القفر أوللذين خلت بطونهم أومزاودهم من الطعام من أقوت الدار إذاخلت من ساكنيهافَسَبّح بِاسمِ رَبّكَ العَظِيمِفأحدث التسبيح بذكر اسمه أوبذكره فَلا أُقسِمُإذ الأمر أوضح من أن يحتاج إلي قسم أوفأقسم و لامزيدة للتأكيد أوفلانا أقسم فحذف المبتدأ وأشبع فتحة لام الابتداء ويدل عليه أنه قر‌ئ فلأقسم أو فلارد لكلام


صفحه : 160

يخالف المقسم عليه بِمَواقِعِ النّجُومِبمساقطها أوبمنازلها ومجاريها وقيل النجوم نجوم القرآن ومواقعها أوقات نزولهاوَ إِنّهُ لَقَسَمٌ لَو تَعلَمُونَ عَظِيمٌ لما في القسم به من الدلالة علي عظيم القدرة وكمال الحكمة وفرط الرحمةإِنّهُ لَقُرآنٌ كَرِيمٌكثير النفع فِي كِتابٍ مَكنُونٍمصون و هواللوح لا يَمَسّهُ إِلّا المُطَهّرُونَ لايطلع علي اللوح إلاالمطهرون من الكدورات الجسمانية وهم الملائكة أو لايمس القرآن إلاالمطهرون من الأحداث فيكون نفيا بمعني نهي‌ أو لايطلبه إلاالمطهرون من الكفرأَ فَبِهذَا الحَدِيثِ أَنتُم مُدهِنُونَمتهاونون به كمن يدهن في الأمر أي يلين جانبه و لايتصلب فيه تهاونا به وَ تَجعَلُونَ رِزقَكُم أي شكر رزقكم أَنّكُم تُكَذّبُونَ أي بمانحه حيث تنسبونه إلي الأنواء.أَ لَم يَأنِ لِلّذِينَ آمَنُوا أ لم يأت وقته يقال أني الأمر يأني‌ أنيا و أنا وإنا إذاجاء أناه وَ ما نَزَلَ مِنَ الحَقّ أي القرآن و هوعطف علي الذكر عطف أحد الوصفين علي الآخر ويجوز أن يراد بالذكر أن يذكر الله فَطالَ عَلَيهِمُ الأَمَدُ أي فطال عليهم الزمان بطول أعمارهم أوآمالهم أو مابينهم و بين أنبيائهم . و قال الطبرسي‌ رحمه الله قيل إن قوله تعالي أَ لَم يَأنِ لِلّذِينَ آمَنُواالآية


صفحه : 161

نزلت في المنافقين بعدالهجرة بسنة و ذلك أنهم سألوا سلمان الفارسي‌ ذات يوم فقالوا حدثناعما في التوراة فإن فيهاعجائب فنزلت الر تِلكَ آياتُ الكِتابِ المُبِينِ إلي قوله تعالي لَمِنَ الغافِلِينَفخبرهم أن هذاالقرآن أحسن القصص وأنفع لهم من غيره فكفوا عن سؤال سلمان ماشاء الله ثم عادوا فسألوا سلمان عن مثل ذلك فنزلت اللّهُ نَزّلَ أَحسَنَ الحَدِيثِ كِتاباًالآية فكفوا عن سؤال سلمان ماشاء الله ثم عادوا فسألوا سلمان فنزلت هذه الآية عن الكلبي‌ ومقاتل وقيل نزلت في المؤمنين و قال ابن مسعود ما كان بين إسلامنا و بين أن عوتبنا بهذه الآية إلاأربع سنين فجعل المؤمنون يعاتب بعضهم بعضا وقيل إن الله استبطأ قلوب المؤمنين فعاتبهم علي رأس ثلاث عشرة سنة من نزول القرآن بهذه الآية عن ابن عباس وقيل كانت الصحابة بمكة مجدبين فلما هاجروا أصابوا الريف والنعمة فتغيروا عما كانوا عليه فقست قلوبهم والواجب أن يزدادوا الإيمان واليقين والإخلاص في طول صحبة الكتاب عن محمد بن كعب . و قال البيضاوي‌ في قوله تعالي يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا أي بالرسل المتقدمةاتّقُوا اللّهَفيما نهاكم منه وَ آمِنُوا بِرَسُولِهِ محمدص يُؤتِكُم كِفلَينِنصيبين مِن رَحمَتِهِلإيمانكم بمحمدص وإيمانكم بمن قبله و لايبعد أن يثابوا علي دينهم السابق و إن كان منسوخا ببركة الإسلام وقيل الخطاب للنصاري الذين كانوا في عصره وَ يَجعَل لَكُم نُوراً تَمشُونَ بِهِيريد المذكور في قوله يَسعي نُورُهُم أوالهدي ألذي يسلك به إلي جناب القدس لِئَلّا يَعلَمَ أي ليعلموا و لامزيدة ويؤيده أنه قر‌ئ ليعلم ولكي‌ يعلم ولأن يعلم بإدغام النون في الياءأَهلُ الكِتابِ أَلّا يَقدِرُونَ عَلي شَيءٍ مِن فَضلِ اللّهِ أن هي‌ المخففة والمعني أنهم لاينالون شيئا مما ذكر من فضله لأنهم لم يؤمنوا برسوله و هومشروط بالإيمان به أو لايقدرون علي شيء من فضله فضلا أن يتصرفوا في أعظمه و هوالنبوة فيخصونها بمن أرادوا وقيل لا غيرمزيدة


صفحه : 162

والمعني لئلا يعتقد أهل الكتاب أنه لايقدر النبي والمؤمنون به علي شيء من فضل الله و لاينالونه فيكون وَ أَنّ الفَضلَعطفا علي أن لايعلم . و في قوله تعالي إِنّ الّذِينَ يُحَادّونَ اللّهَ وَ رَسُولَهُيعادونهما فإن كلا من المتعاديين في حد غيرحد الآخر أويضعون ويختارون حدودا غيرحدودهما كبتوا أخزوا أوأهلكوا وأصل الكبت الكب .أَ لَم تَرَ إِلَي الّذِينَ تَوَلّوا أي والواقَوماً غَضِبَ اللّهُ عَلَيهِميعني‌ اليهودما هُم مِنكُم وَ لا مِنهُملأنهم منافقون مذبذبون بين ذلك وَ يَحلِفُونَ عَلَي الكَذِبِ و هوادعاء الإسلام وَ هُم يَعلَمُونَ أن المحلوف عليه كذب و روُيِ‌َ أَنّهُص كَانَ فِي حُجرَةٍ مِن حُجُرَاتِهِ فَقَالَ يَدخُلُ عَلَيكُمُ الآنَ رَجُلٌ قَلبُهُ قَلبُ جَبّارٍ وَ يَنظُرُ بِعَينِ شَيطَانٍ فَدَخَلَ عَبدُ اللّهِ بنُ نتيل [نُفَيلٍ]المُنَافِقُ وَ كَانَ أَزرَقَ فَقَالَ عَلَيهِ وَ آلِهِ السّلَامُ عَلَامَ تشَتمِنُيِ‌ أَنتَ وَ أَصحَابُكَ فَحَلَفَ بِاللّهِ مَا فَعَلَ ثُمّ جَاءَ بِأَصحَابِهِ فَحَلَفُوا فَنَزَلَت

.اتّخَذُوا أَيمانَهُم أي التي‌ حلفوا بهاجُنّةًوقاية دون دمائهم وأموالهم فَصَدّوا عَن سَبِيلِ اللّهِفصدوا الناس في خلال أمنهم عن دين الله بالتحريش والتثبيطاستَحوَذَ عَلَيهِمُ الشّيطانُ أي استولي عليهم . و في قوله لا تَتَوَلّوا قَوماً غَضِبَ اللّهُ عَلَيهِميعني‌ عامة الكفار أواليهود إذ روي‌ أنها نزلت في بعض فقراء المسلمين كانوا يواصلون اليهود ليصيبوا من ثمارهم قَد يَئِسُوا مِنَ الآخِرَةِلكفرهم بها أولعلمهم بأنه لاحظ لهم فيهالعنادهم الرسول المنعوت في التوراة المؤيد بالآيات كَما يَئِسَ الكُفّارُ مِن أَصحابِ القُبُورِ أن يبعثوا أويثابوا أوينالهم خير منهم . و قال الطبرسي‌ رحمه الله هُوَ ألّذِي بَعَثَ فِي الأُمّيّينَيعني‌ العرب وكانت أمة أمية لاتكتب و لاتقرأ و لم يبعث إليهم نبي‌ وقيل يعني‌ أهل مكة لأن مكة تسمي


صفحه : 163

أم القري وَ يُعَلّمُهُمُ الكِتابَ وَ الحِكمَةَالكتاب القرآن والحكمة الشرائع وقيل إن الحكمة تعم الكتاب والسنة و كل ماأراده الله تعالي قُل يا أَيّهَا الّذِينَ هادُوا أي سموا يهوداإِن زَعَمتُم أَنّكُم أَولِياءُ لِلّهِ أي إن كنتم تظنون علي زعمكم أنكم أنصار الله و أن الله ينصركم مِن دُونِ النّاسِ فَتَمَنّوُا المَوتَ إِن كُنتُم صادِقِينَأنكم أبناء الله وأحباؤه فإن الموت هو ألذي يوصلكم إليه و

روُيِ‌َ أَنّهُص قَالَ لَو تَمَنّوا لَمَاتُوا عَن آخِرِهِم

. و قال البيضاوي‌ في قوله قَد أَنزَلَ اللّهُ إِلَيكُم ذِكراً رَسُولًايعني‌ بالذكر جبرئيل ع لكثرة ذكره أولنزوله بالذكر و هوالقرآن أولأنه مذكور في السماوات أوذا ذكر أي شرف أومحمداص لمواظبته علي تلاوة القرآن أوتبليغه وعبر عن إرساله بالإنزال ترشيحا أولأنه مسبب عن إنزال الوحي‌ إليه وأبدل عنه رسولا للبيان أوأراد به القرآن ورسولا منصوب بمقدر مثل أرسل أوذكر أوالرسول مفعوله أوبدله علي أنه بمعني الرسالة. و في قوله هُوَ ألّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرضَ ذَلُولًالينة ليسهل لكم السلوك فيهافَامشُوا فِي مَناكِبِها أي في جوانبها أوجبالهافَإِذا هيِ‌َ تَمُورُتضطرب كَيفَ نَذِيرِ أي كيف إنذاري‌فَكَيفَ كانَ نَكِيرِ أي إنكاري‌ عليهم بإنزال العذاب صافّاتٍباسطات أجنحتهن في الجو عندطيرانها فإنهن إذابسطنها صففن قوادمهاوَ يَقبِضنَ ويضممنها إذاضربن بهاجنوبهن وقتا بعدوقت للاستظهار به علي التحرك ما يُمسِكُهُنّ في الجو علي خلاف الطبع إِلّا الرّحمنُالشامل رحمته كل شيءبأن خلقهن علي أشكال وخصائص هيأتهن للجري‌ في الهواءأَمّن هذَا ألّذِي هُوَ جُندٌ لَكُم أي الآلهةإِن أَمسَكَ رِزقَهُبإمساك المطر وسائر الأسباب المحصلة والموصلة له إليكم أَ فَمَن يمَشيِ‌ مُكِبّا عَلي وَجهِهِيقال كببته فأكب ومعني مكبا أنه يعثر كل ساعة ويخر لوجهه لوعورة طريقه ولذلك قابله بقوله أَمّن يمَشيِ‌ سَوِيّاسالما من العثار


صفحه : 164

عَلي صِراطٍ مُستَقِيمٍمستوي‌ الأجزاء أوالجهة والمراد تمثيل المشرك والموحد بالسالكين والدينين بالمسلكين وقيل المراد بالمكب الأعمي فإنه يعتسف فينكب وبالسوي‌ البصير وقيل من يمشي‌ مكبا هو ألذي يحشر علي وجهه إلي النار و من يمشي‌ سويا ألذي يحشر علي قدميه إلي الجنةإِن أَصبَحَ ماؤُكُم غَوراً أي غائرا في الأرض بحيث لاتناله الدلاء مصدر وصف به فَمَن يَأتِيكُم بِماءٍ مَعِينٍجار أوظاهر سهل المأخذ.ن من أسماء الحروف وقيل اسم الحوت والمراد به الجنس أواليهموت و هو ألذي عليه الأرض أوالدواة فإن بعض الحيتان يستخرج منه شيءأسود يكتب به وَ القَلَمِ هو ألذي خط اللوح أو ألذي يخط به أقسم به لكثرة فوائده وَ ما يَسطُرُونَ و مايكتبون ما أَنتَ بِنِعمَةِ رَبّكَ بِمَجنُونٍجواب القسم والمعني ما أنت بمجنون منعما عليك بالنبوة وحصافة الرأي‌وَ إِنّ لَكَ لَأَجراً علي الاحتمال أوالإبلاغ غَيرَ مَمنُونٍمقطوع أوممنون به عليك من الناس بِأَيّكُمُ المَفتُونُأيكم ألذي فتن بالجنون والباء مزيدة أوبأيكم الجنون علي أن المفتون مصدر كالمعقول والمجلود أوبأي‌ الفريقين منكم المجنون أبفريق المؤمنين أوبفريق الكافرين أي في أيهما يوجد من يستحق هذاالاسم وَدّوا لَو تُدهِنُبأن تلاينهم بأن تدع نهيهم عن الشرك أوتوافقهم فيه أحيانافَيُدهِنُونَفيلاينونك بترك الطعن والموافقةوَ لا تُطِع كُلّ حَلّافٍ


صفحه : 165

كثير الحلف في الحق والباطل مَهِينٍحقير الرأي‌هَمّازٍعياب مَشّاءٍ بِنَمِيمٍنقال للحديث علي وجه السعايةمَنّاعٍ لِلخَيرِيمنع الناس عن الخير من الإيمان والإنفاق والعمل الصالح مُعتَدٍمتجاوز في الظلم أَثِيمٍكثير الآثام عُتُلّجاف غليظبَعدَ ذلِكَ بعد ماعد من مثالبه زَنِيمٍدعي‌ قيل هوالوليد بن المغيرة ادعاه أبوه بعدثماني‌ عشرة من مولده وقيل الأخنس بن شريق أصله في ثقيف وعداده في زهرةأَن كانَ ذا مالٍ وَ بَنِينَ إِذا تُتلي عَلَيهِ آياتُنا قالَ أَساطِيرُ الأَوّلِينَ أي قال ذلك حينئذ لأن كان متمولا مستظهرا بالبنين من فرط غروره لكن العامل مدلول قال لانفسه لأن ما بعدالشرط لايعمل فيما قبله ويجوز أن يكون علة للا تطع أي لاتطع من هذه مثالبه لأن كان ذا مال سَنَسِمُهُبالكي‌عَلَي الخُرطُومِ علي الأنف و قدأصاب أنف الوليد جراحة يوم بدر فبقي‌ أثره وقيل هوعبارة عن أن يذله غاية الإذلال أويسود وجهه يوم القيامة.إِنّ لَكُم فِيهِ لَما تَخَيّرُونَ أي إن لكم ماتختارونه وتشتهونه وأصله أن لكم بالفتح لأنه المدروس فلما جئت باللام كسرت وتخير الشي‌ء واختياره أخذ خيره أَم لَكُم أَيمانٌ عَلَيناعهود مؤكدة بالأيمان بالِغَةٌمتناهية في التوكيدإِلي يَومِ القِيامَةِمتعلق بالمقدر في لكم أي ثابتة لكم علينا إلي يوم القيامة لانخرج عن عهدتها حتي نحكمكم في ذلك اليوم أوببالغة أي أيمان علينا تبلغ ذلك اليوم إِنّ لَكُم لَما تَحكُمُونَجواب القسم سَلهُم أَيّهُم بِذلِكَ زَعِيمٌبذلك الحكم قائم يدعيه ويصححه أَم لَهُم شُرَكاءُ في هذاالقول فَليَأتُوا بِشُرَكائِهِم إِن كانُوا صادِقِينَ في دعواهم إذ لاأقل من التقليدسَنَستَدرِجُهُمسندنيهم من العذاب درجة درجة بالإمهال وإدامة الصحة وازدياد النعمةوَ أمُليِ‌ لَهُم وأمهلهم إِنّ كيَديِ‌ مَتِينٌ لايدفع بشي‌ء وإنما سمي‌ إنعامه استدراجا بالكيد لأنه في صورته وَ إِن يَكادُ الّذِينَ كَفَرُوا لَيُزلِقُونَكَ


صفحه : 166

بِأَبصارِهِم إن هي‌ المخففة واللام دليلها والمعني أنهم لشدة عداوتهم ينظرون إليك شزرا أي غضبا بحيث يكادون يزلون قدمك ويرمونك . و في قوله بِما تُبصِرُونَ وَ ما لا تُبصِرُونَ أي بالمشاهدات والمغيبات و ذلك يتناول الخالق والمخلوقات بأسرهاوَ لَو تَقَوّلَ عَلَينا بَعضَ الأَقاوِيلِسمي‌ الافتراء تقولا لأنه قول متكلف لَأَخَذنا مِنهُ بِاليَمِينِبيمينه ثُمّ لَقَطَعنا مِنهُ الوَتِينَ أي نياط قلبه بضرب عنقه و هوتصوير لإهلاكه بأفظع ماتفعله الملوك بمن يغضبون عليه و هو أن يأخذ القتال بيمينه ويكفحه بالسيف ويضرب جيده وقيل اليمين بمعني القوةفَما مِنكُم مِن أَحَدٍ عَنهُ عن القتل أوالمقتول حاجِزِينَدافعين وصف لأحد فإنه عام والخطاب للناس وَ إِنّهُ لَحَسرَةٌ عَلَي الكافِرِينَ إذارأوا ثواب المؤمنين به وَ إِنّهُ لَحَقّ اليَقِينِلليقين ألذي لاريب فيه . و في قوله عَلي أَن نُبَدّلَ خَيراً مِنهُم أي نهلكهم ونأتي‌ بخلق أمثل منهم أونعطي‌ محمدا ع بدلكم و هوخير منكم وهم الأنصاروَ لَن أَجِدَ مِن دُونِهِ مُلتَحَداًمنحرفا وملتجأإِلّا بَلاغاً مِنَ اللّهِاستثناء من قوله لا أَملِكُ فإن التبليغ إرشاد وإنفاع أو من مُلتَحَداً أومعناه أن لاأبلغ بلاغا و ماقبله دليل الجواب وَ رِسالاتِهِعطف علي بلاغا.وَ تَبَتّل إِلَيهِ تَبتِيلًا أي انقطع إليه بالعبادة وجرد نفسك عما سواه وَ اهجُرهُم هَجراً جَمِيلًابأن تجانبهم وتدانيهم و لاتكافئهم وتكل أمرهم إلي الله أوُليِ‌ النّعمَةِأرباب التنعم يريد صناديد قريش .ذرَنيِ‌ وَ مَن خَلَقتُ وَحِيداًنزل في الوليد بن المغيرة ووحيدا حال من الياء أي ذرني‌ وحدي‌ معه فأنا أكفيكه أو من التاء أي و من خلقته وحدي‌ لم يشركني‌ في


صفحه : 167

خلقه أحد أو من العائد المحذوف أي من خلقته فريدا لامال له و لاولد أوذم فإنه كان ملقبا به فسماه الله تهكما به أوأراد أنه وحيد في الشرارة أو عن أبيه لأنه كان زنيماوَ جَعَلتُ لَهُ مالًا مَمدُوداًمبسوطا كثيرا أوممددا بالنماء و كان له الزرع والضرع والتجارةوَ بَنِينَ شُهُوداًحضورا معه بمكة يتمتع بلقائهم لايحتاجون إلي سفر لطلب المعاش استغناء بنعمته و لايحتاج أن يرسلهم في مصالحه لكثرة خدمه أو في المحافل والأندية لوجاهتهم قيل كان له عشرة بنين أوأكثر كلهم رجال فأسلم منهم ثلاثة خالد وعمارة وهشام وَ مَهّدتُ لَهُ تَمهِيداً وبسطت له الرئاسة والجاه العريض حتي لقب ريحانة قريش والوحيد أي باستحقاق الرئاسة والتقدم ثُمّ يَطمَعُ أَن أَزِيدَ علي ماأوتيه و هواستبعاد لطمعه إما لأنه لامزيد علي ماأوتي‌ أولأنه لايناسب ما هو عليه من كفران النعم ومعاندة المنعم ولذلك قال كَلّا إِنّهُ كانَ لِآياتِنا عَنِيداًفإنه ردع له عن الطمع وتعليل للردع علي سبيل الاستئناف بمعاندة آيات المنعم قيل مازال بعدنزول هذه الآية في نقصان ماله حتي هلك سَأُرهِقُهُ صَعُوداًسأغشيه عقبة شاقة المصعد و هومثل لمايلقي من الشدائد و عَنهُ ع الصّعُودُ جَبَلٌ مِن نَارٍ يَصّعّدُ فِيهِ سَبعِينَ خَرِيفاً ثُمّ يهَويِ‌ فِيهِ كَذَلِكَ أَبَداً

.إِنّهُ فَكّرَ وَ قَدّرَتعليل للوعيد أوبيان للعناد والمعني فكر فيما يخيل طعنا في القرآن وقدر في نفسه ما يقول فيه فَقُتِلَ كَيفَ قَدّرَتعجيب من تقديره استهزاء به أولأنه أصاب أقصي مايمكن أن يقال عليه من قولهم قتله الله ماأشجعه .

روُيِ‌َ أَنّهُ مَرّ باِلنبّيِ‌ّص وَ هُوَ يَقرَأُ حم السّجدَةَ فَأَتَي قَومَهُ وَ قَالَ قَد سَمِعتُ مِن مُحَمّدٍص آنِفاً كَلَاماً مَا هُوَ مِن كَلَامِ الإِنسِ وَ الجِنّ إِنّ لَهُ لَحَلَاوَةً وَ إِنّ عَلَيهِ لَطَلَاوَةً وَ إِنّ أَعلَاهُ لَمُثمِرٌ وَ إِنّ أَسفَلَهُ لَمُغدِقٌ وَ إِنّهُ لَيَعلُو وَ لَا يُعلَي فَقَالَ قُرَيشٌ صَبَأَ الوَلِيدُ فَقَالَ ابنُ أَخِيهِ أَبُو جَهلٍ أَنَا أَكفِيكُمُوهُ فَقَعَدَ إِلَيهِ حَزِيناً وَ كَلّمَهُ بِمَا أَحمَاهُ فَقَامَ فَنَادَاهُم


صفحه : 168

فَقَالَ تَزعُمُونَ أَنّ مُحَمّداًص مَجنُونٌ فَهَل رَأَيتُمُوهُ يُخنَقُ وَ تَقُولُونَ إِنّهُ كَاهِنٌ فَهَل رَأَيتُمُوهُ يَتَكَهّنُ وَ تَزعُمُونَ أَنّهُ شَاعِرٌ فَهَل رَأَيتُمُوهُ يَتَعَاطَي شِعراً فَقَالُوا لَا فَقَالَ مَا هُوَ إِلّا سَاحِرٌ أَ مَا رَأَيتُمُوهُ يُفَرّقُ بَينَ المَرءِ وَ أَهلِهِ وَ وُلدِهِ وَ مَوَالِيهِ فَفَرِحُوا بِهِ وَ تَفَرّقُوا مُستَعجِبِينَ مِنهُ

.ثُمّ قُتِلَ كَيفَ قَدّرَتكرير للمبالغةثُمّ نَظَرَ أي في أمر القرآن مرة بعدأخري ثُمّ عَبَسَقطب وجهه لما لم يجد فيه طعنا و لم يدر ما يقول أونظر إلي رسول الله ص وقطب وجهه وَ بَسَرَإتباع لعبس ثُمّ أَدبَرَ عن الحق أوالرسول وَ استَكبَرَ عن اتباعه فَقالَ إِن هذا إِلّا سِحرٌ يُؤثَرُيروي ويتعلم وَ ما هيِ‌َ أي سقر أوعدة الخزنة أوالسورةإِلّا ذِكري لِلبَشَرِ إلاتذكرة لهم كَلّاردع لمن أنكرها أوإنكار لأن يتذكروا بهاإِنّها لَإِحدَي الكُبَرِلإحدي البلايا الكبرلِمَن شاءَ مِنكُم أَن يَتَقَدّمَ أَو يَتَأَخّرَبدل من لِلبَشَرِ أي نذيرا للمتمكنين من السبق إلي الخير أوالتخلف عنه أولمن شاء خبر لأن يتقدم .كَأَنّهُم حُمُرٌ مُستَنفِرَةٌ فَرّت مِن قَسوَرَةٍشبههم في إعراضهم ونفارهم عن استماع الذكر بحمر نافرة فرت من قسورة أي أسدبَل يُرِيدُ كُلّ امر‌ِئٍ مِنهُم أَن يُؤتي صُحُفاً مُنَشّرَةًقراطيس تنشر وتقرأ و ذلك أنهم قالوا للنبي‌ص لن نتبعك حتي تأتي‌ كلا منا بكتاب من السماء فيها من الله إلي فلان اتبع محمدالا تُحَرّك يا محمدبِهِبالقرآن لِسانَكَ لِتَعجَلَ بِهِلتأخذه علي عجلة مخافة أن ينفلت منك إِنّ عَلَينا جَمعَهُ في صدرك وَ قُرآنَهُ وإثبات قراءته في لسانك و هوتعليل للنهي‌فَإِذا قَرَأناهُبلسان جبرئيل ع عليك فَاتّبِع قُرآنَهُقراءته وتكرر فيه حتي يرسخ في ذهنك ثُمّ إِنّ عَلَينا بَيانَهُبيان ماأشكل عليك من معانيه وقيل الخطاب مع الإنسان المذكور والمعني أنه يؤتي كتابه فيتلجلج لسانه من سرعة قراءته خوفا فيقال له لا تُحَرّك بِهِ لِسانَكَ لِتَعجَلَ بِهِ فإن علينا بمقتضي الوعد جمع ما فيه من أعمالك وقراءته فإذاقرأناه فاتبع قراءته بالإقرار أوالتأمل فيه ثم إن علينا بيان أمره بالجزاء عليه وَ شَدَدنا أَسرَهُم أي وأحكمنا ربط مفاصلهم بأعصاب وَ إِذا شِئنا بَدّلنا

أَمثالَهُم تَبدِيلًا و إذاشئنا أهلكناهم وبدلنا أمثالهم في الخلقة وشدة الأسر يعني‌ النشأة الثانية ولذلك جي‌ء بإذا أوبدلناهم غيرهم ممن يطيع و إذالتحقق القدرة وقوة الداعيةأَ لَم نَخلُقكُم مِن ماءٍ مَهِينٍنطفة قذرة ذليلةفَجَعَلناهُ فِي قَرارٍ مَكِينٍ هوالرحم إِلي قَدَرٍ مَعلُومٍ إلي مقدار معلوم من الوقت قدره الله تعالي للولادةفَقَدَرنا أي فقدرنا علي رد ذلك أوفقدرناه فَنِعمَ القادِرُونَنحن وَيلٌ يَومَئِذٍ لِلمُكَذّبِينَبقدرتنا علي ذلك أو علي الإعادةأَ لَم نَجعَلِ الأَرضَ كِفاتاًكافتة اسم لمايكفت أي يضم ويجمع أَحياءً وَ أَمواتاًمنتصبان علي المفعوليةوَ جَعَلنا فِيها روَاسيِ‌َ شامِخاتٍجبالا ثوابت طوالاوَ أَسقَيناكُم ماءً فُراتاًبخلق الأنهار والمنابع فيها.فَلا أُقسِمُ بِالخُنّسِبالكواكب الرواجع من خنس إذاتأخر وهي‌ ماسوي النيرين من السيارات ولذلك وصفها بقوله الجَوارِ الكُنّسِ أي السيارات التي‌ تختفي‌ تحت ضوء الشمس وَ اللّيلِ إِذا عَسعَسَ إذاأقبل بظلامه أوأدبروَ الصّبحِ إِذا تَنَفّسَ أي إذاأضاءإِنّهُ أي القرآن لَقَولُ رَسُولٍ كَرِيمٍيعني‌ جبرئيل ع مَكِينٍذي‌ مكانةمُطاعٍ في ملائكته ثَمّ أَمِينٍ علي الوحي‌ و ثم يحتمل اتصاله بما قبله و مابعده وَ لَقَد رَآهُرأي رسول الله جبرئيل بِالأُفُقِ المُبِينِبمطلع الشمس الأعلي وَ ما هُوَ و ما محمدص عَلَي الغَيبِ علي مايخبره من الوحي‌ إليه وغيره من الغيوب بظنين بمتهم وقرأ نافع وعاصم وحمزة و ابن عامربِضَنِينٍ من الضن و هوالبخل أي لايبخل بالتبليغ والتعليم وَ ما هُوَ بِقَولِ شَيطانٍ رَجِيمٍبقول بعض المسترقة للسمع وهي‌ نفي‌ لقولهم إنه لكهانة وسحرفَأَينَ تَذهَبُونَاستضلال لهم فيما يسلكونه في أمر الرسول والقرآن كقولك لتارك الجادة أين تذهب .ما غَرّكَ بِرَبّكَ الكَرِيمِ أي شيءخدعك وجرأك علي عصيانه ألّذِي خَلَقَكَ فَسَوّاكَ فَعَدَلَكَالتسوية جعل الأعضاء سليمة مسواة معدة لمنافعها والتعديل جعل البنية معتدلة متناسبة الأعضاء أومعدلة بما يستعدها من القوي فِي أَيّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكّبَكَ أي ركبك في أي صورة شاءها و مامزيدة.


صفحه : 170

فَلا أُقسِمُ بِالشّفَقِالحمرة التي‌ تري في أفق المغرب وَ اللّيلِ وَ ما وَسَقَ و ماجمعه وستره من الدواب وغيرهاوَ القَمَرِ إِذَا اتّسَقَاجتمع وتم بدرالَتَركَبُنّ طَبَقاً عَن طَبَقٍحالا بعدحال مطابقة لأختها في الشدة أومراتب من الشدة بعدالمراتب وهي‌ الموت وأهوال القيامة أوهي‌ و ماقبلها من الدواهي‌ علي أنه جمع طبقةلا يَسجُدُونَ أي لايخضعون أو لايسجدون لقراءة آية السجدة.بِما يُوعُونَ أي يضمرون في صدورهم من الكفر والعداوةغَيرُ مَمنُونٍ أي مقطوع أوممنون به عليهم وَ السّماءِ ذاتِ الرّجعِترجع في كل دورة إلي الموضع ألذي تحركت عنه وقيل الرجع المطروَ الأَرضِ ذاتِ الصّدعِ مايتصدع عنه الأرض من النبات أوالشق بالنبات والعيون إِنّهُ إن القرآن لَقَولٌ فَصلٌفاصل بين الحق والباطل أَمهِلهُم رُوَيداًإمهالا يسيرالَستَ عَلَيهِم بِمُصَيطِرٍبمتسلط. و قال الطبرسي‌ رحمه الله في قوله تعالي أَهلَكتُ مالًا لُبَداً أي أهلكت مالا كثيرا في عداوة النبي ص يفتخر بذلك وقيل هوالحارث بن عامر بن نوفل و ذلك أنه أذنب ذنبا فاستفتي النبي ص فأمره أن يكفر فقال لقد ذهب مالي‌ في الكفارات والنفقات منذ دخلت في دين محمدص أَ يَحسَبُ أَن لَم يَرَهُ أَحَدٌفيطالبه من أين اكتسبه وفيما أنفقه وقيل إنه كان كاذبا لم ينفق ماقاله .إِنّ الإِنسانَ لَيَطغي أَن رَآهُ استَغني أي لئن رأي نفسه مستغنية عن ربه بعشيرته وأمواله وقوته قيل إنها نزلت في أبي جهل بن هشام من هنا إلي آخر


صفحه : 171

السورةإِنّ إِلي رَبّكَ الرّجعي أي إلي الله مرجع كل أحدأَ رَأَيتَ ألّذِي يَنهي عَبداً إِذا صَلّيروي‌ أن أباجهل قال هل يعفر محمدوجهه بين أظهركم قالوا نعم قال فبالذي‌ يحلف به لئن رأيته يفعل ذلك لأطأن علي رقبته فقيل له ها هو ذلك يصلي‌ فانطلق ليطأ علي رقبته فما فاجأهم إلا و هوينكص علي عقبيه ويتقي‌ بيديه فقالوا ما لك يا أباالحكم قال إن بيني‌ وبينه خندقا من نار وهولا وأجنحة و قال نبي‌ الله و ألذي نفسي‌ بيده لودنا مني‌ لاختطفته الملائكة عضوا عضوا فأنزل الله سبحانه أَ رَأَيتَ ألّذِي يَنهي إلي آخر السورةأَ رَأَيتَ إِن كانَ عَلَي الهُدييعني‌ محمداص أَو أَمَرَ بِالتّقوي أي بالإخلاص والتوحيد ومخافة الله تعالي وهاهنا حذف تقديره كيف يكون حال من ينهاه عن الصلاةأَ رَأَيتَ إِن كَذّبَ أي أبوجهل وَ تَوَلّي عن الإيمان . و قال البيضاوي‌ في قوله تعالي لَم يَكُنِ الّذِينَ كَفَرُوا مِن أَهلِ الكِتابِاليهود والنصاري فإنهم كفروا بالإلحاد في صفات الله وَ المُشرِكِينَ وعبدة الأصنام مُنفَكّينَعما كانوا عليه من دينهم أوالوعد باتباع الحق إذاجاءهم الرسول حَتّي تَأتِيَهُمُ البَيّنَةُالرسول أوالقرآن فإنه مبين للحق رَسُولٌ مِنَ اللّهِبدل من البَيّنَةُبنفسه أوبتقدير مضاف أومبتدأيَتلُوا صُحُفاً مُطَهّرَةًصفته أوخبره فِيها كُتُبٌ قَيّمَةٌمكتوبات مستقيمةوَ ما تَفَرّقَ الّذِينَ أُوتُوا الكِتابَعما كانوا عليه بأن آمن بعضهم أوتردد في دينه أو عن وعدهم بالإصرار علي الكفرإِلّا مِن بَعدِ ما جاءَتهُمُ البَيّنَةُ وَ ما أُمِرُوا أي في كتبهم بما فيهاإِلّا لِيَعبُدُوا اللّهَ مُخلِصِينَ لَهُ الدّينَ لايشركون حُنَفاءَمائلين عن العقائد الزائغةوَ يُقِيمُوا الصّلاةَ وَ يُؤتُوا الزّكاةَ ولكنهم حرفوه فعصواوَ ذلِكَ دِينُ القَيّمَةِ أي دين الملة القيمة.أَ رَأَيتَ ألّذِي يُكَذّبُ بِالدّينِبالجزاء أوالإسلام فَذلِكَ ألّذِي يَدُعّ اليَتِيمَيدفعه دفعا عنيفا و هو أبوجهل كان وصيا ليتيم فجاءه عريانا يسأله من مال نفسه فدفعه


صفحه : 172

أو أبوسفيان نحر جزورا فسأله يتيم لحما فقرعه بعصاه أوالوليد بن المغيرة أومنافق بخيل . و قال الطبرسي‌ رحمه الله نزلت سورة الجحد في نفر من قريش منهم الحارث بن قيس السهمي‌ والعاص بن وائل والوليد بن المغيرة والأسود بن عبديغوث والأسود بن المطلب بن أسد وأمية بن خلف قالوا هلم يا محمدفاتبع ديننا ونتبع دينك ونشركك في أمرنا كله تعبد آلهتنا سنة ونعبد إلهك سنة فإن كان ألذي جئت به خيرا مما بأيدينا كنا قدشركناك فيه وأخذنا بحظنا منه و إن كان ألذي بأيدينا خيرا مما في يديك كنت قدشركتنا في أمرنا وأخذت بحظك منه فقال معاذ الله أن أشرك به غيره قالوا فاستلم بعض آلهتنا نصدقك ونعبد إلهك فقال حتي أنظر مايأتي‌ من عندربي‌ فنزل قُل يا أَيّهَا الكافِرُونَالسورة فعدل رسول الله ص إلي المسجد الحرام و فيه الملأ من قريش فقام علي رءوسهم ثم قرأ عليهم حتي فرغ من السورة فآيسوا عند ذلك وآذوه وآذوا أصحابه قال ابن عباس وفيهم نزل قوله أَ فَغَيرَ اللّهِ تأَمرُوُنيّ‌ أَعبُدُ أَيّهَا الجاهِلُونَقُل يا أَيّهَا الكافِرُونَيريد قوما معينين لا أَعبُدُ ما تَعبُدُونَ أي لاأعبد آلهتكم التي‌ تعبدونها اليوم و في هذه الحال وَ لا أَنتُم عابِدُونَ ما أَعبُدُ أي إلهي‌ ألذي أعبده اليوم و في هذه الحال وَ لا أَنا عابِدٌ ما عَبَدتّمفيما بعداليوم وَ لا أَنتُم عابِدُونَ ما أَعبُدُفيما بعداليوم من الأوقات المستقبلة وقيل أيضا في وجه التكرار إن القرآن نزل بلغة العرب و من عادتهم تكرير الكلام للتأكيد والإفهام وقيل أيضا في ذلك إن المعني لاأعبد الأصنام التي‌ تعبدونها و لاأنتم عابدون الله ألذي أناعابده إذاأشركتم به واتخذتم الأصنام وغيرها تعبدونها من دونه وإنما يعبد الله من أخلص العبادة له وَ لا أَنا عابِدٌ ما عَبَدتّم أي لاأعبد عبادتكم فتكون مامصدريةوَ لا أَنتُم عابِدُونَ ما أَعبُدُ أي و ماتعبدون عبادتي‌ فأراد في الأول المعبود و في الثاني‌ العبادةلَكُم دِينُكُم وَ لِيَ دِينِ أي لكم جزاء دينكم و لي جزاء ديني‌ فحذف المضاف أولكم كفركم بالله


صفحه : 173

و لي دين التوحيد والإخلاص علي الوعيد والتهديد كقوله اعمَلُوا ما شِئتُم أوالمراد بالدين الجزاء.أقول أكثر آيات القرآن الكريم مسوقة للاحتجاج وإنما اقتصرنا علي ماأوردنا لكونها أظهر فيه مع أنا قدأوردنا كثيرا منها في كتاب التوحيد و كتاب العدل والمعاد وسيأتي‌ بعضها مع تفسير كثير مما أوردنا هاهنا في كتاب أحوال نبيناص

1-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] الم ذلِكَ الكِتابُ لا رَيبَ فِيهِ هُديً لِلمُتّقِينَ قَالَ الإِمَامُ ع كَذّبَت قُرَيشٌ وَ اليَهُودُ بِالقُرآنِ وَ قَالُوا سِحرٌ مُبِينٌ تَقَوّلَهُ فَقَالَ عَزّ وَ جَلّالم ذلِكَ الكِتابُ أَي يَا مُحَمّدُ هَذَا الكِتَابُ ألّذِي أَنزَلتُهُ عَلَيكَ وَ هُوَ بِالحُرُوفِ المُقَطّعَةِ التّيِ‌ مِنهَا أَلِفٌ وَ لَامٌ وَ مِيمٌ وَ هُوَ بِلُغَتِكُم وَ حُرُوفِ هِجَائِكُم فَأتُوا بِمِثلِهِ إِن كُنتُم صَادِقِينَ فَاستَعِينُوا[ وَ استَعِينُوا] عَلَي ذَلِكَ بِسَائِرِ شُهَدَائِكُم ثُمّ بَيّنَ أَنّهُم لَا يَقدِرُونَ عَلَيهِ بِقَولِهِقُل لَئِنِ اجتَمَعَتِ الإِنسُ وَ الجِنّ عَلي أَن يَأتُوا بِمِثلِ هذَا القُرآنِ لا يَأتُونَ بِمِثلِهِ وَ لَو كانَ بَعضُهُم لِبَعضٍ ظَهِيراً قَالَ اللّهُ تَعَالَيالم هُوَ القُرآنُ ألّذِي افتُتِحَ بِالم هُوَذلِكَ الكِتابُ ألّذِي أَخبَرَ بِهِ مُوسَي وَ مَن بَعدَهُ مِنَ الأَنبِيَاءِ وَ أَخبَرُوا بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ أنَيّ‌ سَأُنزِلُهُ عَلَيكَ يَا مُحَمّدُ كِتَاباً عَرَبِيّاً عَزِيزاًلا يَأتِيهِ الباطِلُ مِن بَينِ يَدَيهِ وَ لا مِن خَلفِهِ تَنزِيلٌ مِن حَكِيمٍ حَمِيدٍلا رَيبَ فِيهِ لَا شَكّ فِيهِ لِظُهُورِهِ عِندَهُم كَمَا أَخبَرَهُم أَنبِيَاؤُهُم أَنّ مُحَمّداًص يَنزِلُ عَلَيهِ الكِتَابُ يَقرَؤُهُ هُوَ وَ أُمّتُهُ عَلَي سَائِرِ أَحوَالِهِم

2-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] إِنّ الّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيهِمالآيَةَ قَالَ الإِمَامُ ع لَمّا ذَكَرَ اللّهُ هَؤُلَاءِ المُؤمِنِينَ وَ مَدَحَهُم ذَكَرَ المُنَافِقِينَ المُخَالِفِينَ لَهُم فِي كُفرِهِم فَقَالَإِنّ الّذِينَ كَفَرُوابِاللّهِ وَ بِمَا آمَنَ بِهِ هَؤُلَاءِ المُؤمِنُونَ مِن تَوحِيدِ اللّهِ وَ نُبُوّةِ مُحَمّدٍ رَسُولِ اللّهِص وَ بِوَصِيّةِ عَلِيّ ع ولَيِ‌ّ اللّهِ وَ وصَيِ‌ّ رَسُولِهِ وَ بِالأَئِمّةِ الطّيّبِينَ الطّاهِرِينَ خِيَارِ عِبَادِهِ المَيَامِينَ القَوّامِينَ بِمَصَالِحِ خَلقِ اللّهِسَواءٌ عَلَيهِم أَ أَنذَرتَهُمخَوّفتَهُمأَم لَم تُنذِرهُم لَم تُخَوّفهُملا يُؤمِنُونَأَخبَرَ عَن عِلمِهِ فِيهِم وَ هُمُ الّذِينَ قَد عَلِمَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَنّهُم لَا يُؤمِنُونَ


صفحه : 174

قَالَ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ البَاقِرُ ع إِنّ رَسُولَ اللّهِص لَمّا قَدِمَ المَدِينَةَ وَ ظَهَرَت آثَارُ صِدقِهِ وَ آيَاتُ حَقّيّتَهِ وَ بَيّنَاتُ نُبُوّتِهِ كَادَتِ اليَهُودُ أَشَدّ كَيدٍ وَ قَصَدُوهُ أَقبَحَ قَصدٍ يَقصِدُونَ أَنوَارَهُ لِيَطمِسُوهَا وَ حُجّتَهُ لِيُبطِلُوهَا فَكَانَ مِمّن قَصَدَهُ لِلرّدّ عَلَيهِ وَ تَكذِيبِهِ مَالِكُ بنُ الصّيفِ وَ كَعبُ بنُ الأَشرَفِ وَ حيُيَ‌ّ بنُ أَخطَبَ وَ حدي‌[جدُيَ‌ّ] بنُ أَخطَبَ وَ أَبُو يَاسِرِ بنُ أَخطَبَ وَ أَبُو لُبَابَةَ بنُ عَبدِ المُنذِرِ فَقَالَ مَالِكٌ لِرَسُولِ اللّهِص يَا مُحَمّدُ تَزعُمُ أَنّكَ رَسُولُ اللّهِ قَالَ رَسُولُ اللّهِص كَذَلِكَ قَالَ اللّهُ خَالِقُ الخَلقِ أَجمَعِينَ قَالَ يَا مُحَمّدُ لَن نُؤمِنَ لَكَ أَنّكَ رَسُولُهُ حَتّي يُؤمِنَ لَكَ هَذَا البِسَاطُ ألّذِي تحَتيِ‌ إِلَي آخِرِ مَا سيَأَتيِ‌ فِي أَبوَابِ مُعجِزَاتِهِص

خَتَمَ اللّهُ عَلي قُلُوبِهِم وَ عَلي سَمعِهِمالآيَةَ

قَالَ ع أَي وَسَمَهَا بِسِمَةٍ يَعرِفُهَا مَن يَشَاءُ مِن مَلَائِكَتِهِ إِذَا نَظَرَ إِلَيهَا بِأَنّهُمُ الّذِينَ لَا يُؤمِنُونَوَ عَلي سَمعِهِم وَ عَلي أَبصارِهِم غِشاوَةٌ وَ ذَلِكَ أَنّهُم لَمّا أَعرَضُوا عَنِ النّظَرِ فِيمَا كُلّفُوهُ وَ قَصّرُوا فِيمَا أُرِيدَ مِنهُم جَهِلُوا مَا لَزِمَهُمُ الإِيمَانُ بِهِ فَصَارُوا كَمَن عَلَي عَينَيهِ غِطَاءٌ لَا يُبصِرُ مَا أَمَامَهُ فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَتَعَالَي عَنِ العَبَثِ وَ الفَسَادِ وَ عَن مُطَالَبَةِ العِبَادِ بِمَا قَد مَنَعَهُم بِالقَهرِ مِنهُ فَلَا يَأمُرُهُم بَمُغَالَبَتِهِ وَ لَا بِالمَسِيرِ إِلَي مَا قَد صَدّهُم بِالعَجزِ عَنهُوَ لَهُم عَذابٌ عَظِيمٌيعَنيِ‌ فِي الآخِرَةِ العَذَابَ المُعَدّ لِلكَافِرِينَ وَ فِي الدّنيَا أَيضاً لِمَن يُرِيدُ أَن يَستَصلِحَهُ بِمَا يَنزِلُ بِهِ مِن عَذَابِ الِاستِصلَاحِ لِيُنَبّهَهُ لِطَاعَتِهِ أَو مِن عَذَابِ الِاصطِلَامِ لِيُصَيّرَهُ إِلَي عَدلِهِ وَ حِكمَتِهِ

3-فس ،[تفسير القمي‌]وَ مِنَ النّاسِ مَن يَقُولُ آمَنّا بِاللّهِ وَ بِاليَومِ الآخِرِ وَ ما هُم بِمُؤمِنِينَفَإِنّهَا نَزَلَت فِي قَومٍ مُنَافِقِينَ أَظهَرُوا لِرَسُولِ اللّهِص الإِسلَامَ وَ كَانُوا إِذَا رَأَوُا الكُفّارَ قَالُوا إِنّا مَعَكُم وَ إِذَا لَقُوا المُؤمِنِينَ قَالُوا نَحنُ مُؤمِنُونَ وَ كَانُوا يَقُولُونَ لِلكُفّارِإِنّا مَعَكُم إِنّما نَحنُ مُستَهزِؤُنَفَرَدّ اللّهُ عَلَيهِماللّهُ يسَتهَز‌ِئُ بِهِم وَ يَمُدّهُم فِي طُغيانِهِم


صفحه : 175

يَعمَهُونَ وَ الِاستِهزَاءُ مِنَ اللّهِ هُوَ العَذَابُوَ يَمُدّهُم فِي طُغيانِهِم أَي يَدَعُهُمأُولئِكَ الّذِينَ اشتَرَوُا الضّلالَةَ بِالهُديالضّلَالَةُ هَاهُنَا الحَيرَةُ وَ الهُدَي البَيَانُ وَ اختَارُوا الحَيرَةَ وَ الضّلَالَةَ عَلَي البَيَانِوَ ادعُوا شُهَداءَكُميعَنيِ‌ الّذِينَ عَبَدُوهُم وَ أَطَاعُوهُم مِن دُونِ اللّهِ

4-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ]وَ إِن كُنتُم فِي رَيبٍ مِمّا نَزّلنا عَلي عَبدِناالآيَةَ قَالَ العَالِمُ ع فَلَمّا ضَرَبَ اللّهُ الأَمثَالَ لِلكَافِرِينَ المُجَاهِدِينَ الدّافِعِينَ لِنُبُوّةِ مُحَمّدٍص وَ المُنَاصِبِينَ المُنَافِقِينَ لِرَسُولِ اللّهِص الدّافِعِينَ مَا قَالَهُ مُحَمّدٌص فِي أَخِيهِ عَلِيّ ع وَ الدّافِعِينَ أَن يَكُونَ مَا قَالَهُ عَنِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ هيِ‌َ آيَاتُ مُحَمّدٍص وَ مُعجِزَاتُهُ لِمُحَمّدٍص مُضَافَةً إِلَي آيَاتِهِ التّيِ‌ بَيّنَهَا لعِلَيِ‌ّ ع بِمَكّةَ وَ المَدِينَةِ وَ لَم يَزدَادُوا إِلّا عُتُوّاً وَ طُغيَاناً قَالَ اللّهُ تَعَالَي لِمَرَدَةِ أَهلِ مَكّةَ وَ عُتَاةِ أَهلِ المَدِينَةِإِن كُنتُم فِي رَيبٍ مِمّا نَزّلنا عَلي عَبدِنا حَتّي تَجحَدُوا أَن يَكُونَ مُحَمّدٌ رَسُولَ اللّهِ وَ أَن يَكُونَ هَذَا المُنَزّلُ عَلَيهِ كلَاَميِ‌ مَعَ إظِهاَريِ‌ عَلَيهِ بِمَكّةَ البَاهِرَاتِ مِنَ الآيَاتِ كَالغَمَامَةِ التّيِ‌ كَانَ يُظِلّهُ بِهَا فِي أَسفَارِهِ وَ الجَمَادَاتِ التّيِ‌ كَانَت تُسَلّمُ عَلَيهِ مِنَ الجِبَالِ وَ الصّخُورِ وَ الأَحجَارِ وَ الأَشجَارِ وَ كَدِفَاعِهِ قَاصِدِيهِ بِالقَتلِ عَنهُ وَ قَتلِهِ إِيّاهُم وَ كَالشّجَرَتَينِ المُتَبَاعِدَتَينِ اللّتَينِ تَلَاصَقَتَا فَقَعَدَ خَلفَهُمَا لِحَاجَتِهِ ثُمّ تَرَاجَعَتَا إِلَي أَمكِنَتِهِمَا كَمَا كَانَتَا وَ كَدُعَائِهِ لِلشّجَرَةِ فَجَاءَتهُ مُجِيبَةً خَاضِعَةً ذَلِيلَةً ثُمّ أَمرِهِ لَهَا بِالرّجُوعِ فَرَجَعَت سَامِعَةً مُطِيعَةً قَالَ يَا مَعَاشِرَ قُرَيشٍ وَ اليَهُودِ وَ يَا مَعَاشِرَ النّوَاصِبِ المُنتَحِلِينَ لِلإِسلَامِ الّذِينَ هُم مِنهُ بُرَآءُ وَ يَا مَعشَرَ العَرَبِ الفُصَحَاءَ البُلَغَاءَ ذوَيِ‌ الأَلسُنِفَأتُوا بِسُورَةٍ مِن مِثلِهِ مِن مِثلِ مُحَمّدٍص مِن مِثلِ رَجُلٍ مِنكُم لَا يَقرَأُ وَ لَا يَكتُبُ وَ لَم يَدرُس كِتَاباً وَ لَا اختَلَفَ إِلَي عَالِمٍ وَ لَا تَعَلّمَ مِن أَحَدٍ وَ أَنتُم تَعرِفُونَهُ فِي أَسفَارِهِ وَ فِي حَضَرِهِ بقَيِ‌َ كَذَلِكَ أَربَعِينَ سَنَةً ثُمّ أوُتيِ‌َ جَوَامِعَ العِلمِ حَتّي عَلِمَ عِلمَ الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ


صفحه : 176

فَإِن كُنتُم فِي رَيبٍ مِن هَذِهِ الآيَاتِ فَأتُوا مِن مِثلِ هَذَا الرّجُلِ بِمِثلِ هَذَا الكَلَامِ لِيُبَيّنَ أَنّهُ كَاذِبٌ لِأَنّ كُلّ مَا كَانَ مِن عِندِ غَيرِ اللّهِ فَسَيُوجَدُ لَهُ نَظِيرٌ فِي سَائِرِ خَلقِ اللّهِوَ إِن كُنتُممَعَاشِرَ قُرّاءِ الكُتُبِ مِنَ اليَهُودِ وَ النّصَارَي فِي شَكّ مِمّا جَاءَكُم بِهِ مُحَمّدٌص مِن شَرَائِعِهِ وَ مِن نَصبِهِ أَخَاهُ سَيّدّ الوَصِيّينَ وَصِيّاً بَعدَ أَن أَظهَرَ لَكُم مُعجِزَاتِهِ التّيِ‌ مِنهَا أَن كَلّمَتهُ ذِرَاعٌ مَسمُومَةٌ وَ نَاطَقَهُ ذِئبٌ وَ حَنّ إِلَيهِ العُودُ وَ هُوَ عَلَي المِنبَرِ وَ دَفَعَ اللّهُ عَنهُ السّمّ ألّذِي دَسّتهُ اليَهُودُ فِي طَعَامِهِم وَ قَلَبَ عَلَيهِمُ البَلَاءَ وَ أَهلَكَهُم بِهِ وَ كَثّرَ القَلِيلَ مِنَ الطّعَامِفَأتُوا بِسُورَةٍ مِن مِثلِهِيعَنيِ‌ مِثلَ القُرآنِ مِنَ التّورَاةِ وَ الإِنجِيلِ وَ الزّبُورِ وَ صُحُفِ اِبرَاهِيمَ وَ الكُتُبِ الأَربَعَةَ عَشَرَ فَإِنّكُم لَا تَجِدُونَ فِي سَائِرِ كُتُبِ اللّهِ سُورَةً كَسُورَةٍ مِن هَذَا القُرآنِ وَ كَيفَ يَكُونُ كَلَامُ مُحَمّدٍص المُتَقَوّلُ أَفضَلَ مِن سَائِرِ كَلَامِ اللّهِ وَ كُتُبِهِ يَا مَعشَرَ اليَهُودِ وَ النّصَارَي ثُمّ قَالَ لِجَمَاعَتِهِموَ ادعُوا شُهَداءَكُم مِن دُونِ اللّهِادعُوا أَصنَامَكُمُ التّيِ‌ تَعبُدُونَهَا أَيّهَا المُشرِكُونَ وَ ادعُوا شَيَاطِينَكُم يَا أَيّهَا النّصَارَي وَ اليَهُودُ وَ ادعُوا قُرَنَاءَكُم مِنَ المُلحِدِينَ يَا منُاَفقِيِ‌ المُسلِمِينَ مِنَ النّصّابِ لِآلِ مُحَمّدٍ الطّيّبِينَ ع وَ سَائِرَ أَعوَانِكُم عَلَي إِرَادَاتِكُمإِن كُنتُم صادِقِينَبِأَنّ مُحَمّداً تَقَوّلَ هَذَا القُرآنَ مِن تِلقَاءِ نَفسِهِ لَم يُنَزّلهُ اللّهُ عَلَيهِ وَ أَنّ مَا ذَكَرَهُ مِن فَضلِ عَلِيّ عَلَي جَمِيعِ أُمّتِهِ وَ قَلّدَهُ سِيَاسَتَهُم لَيسَ بِأَمرِ أَحكَمِ الحَاكِمِينَ ثُمّ قَالَ عَزّ وَ جَلّفَإِن لَم تَفعَلُوا أَي لَم تَأتُوا يَا أَيّهَا المُقَرّعُونَ بِحُجّةِ رَبّ العَالَمِينَوَ لَن تَفعَلُوا أَي وَ لَا يَكُونُ هَذَا مِنكُم أَبَداًفَاتّقُوا النّارَ التّيِ‌ وَقُودُهَا النّاسُ أَي حَطَبُهَاوَ الحِجارَةُتُوقَدُ تَكُونُ عَذَاباً عَلَي أَهلِهَاأُعِدّت لِلكافِرِينَالمُكَذّبِينَ بِكَلَامِهِ وَ بِنَبِيّهِص النّاصِبِينَ العَدَاوَةَ لِوَلِيّهِ وَ وَصِيّهِ قَالَ فَاعلَمُوا بِعَجزِكُم عَن ذَلِكَ أَنّهُ مِن قِبَلِ اللّهِ وَ لَو كَانَ مِن قِبَلِ المَخلُوقِينَ لَقَدَرتُم عَلَي مُعَارَضَتِهِ فَلَمّا عَجَزُوا بَعدَ التّقرِيعِ وَ التحّدَيّ‌ قَالَ اللّهُقُل لَئِنِ اجتَمَعَتِ الإِنسُ وَ الجِنّ عَلي أَن يَأتُوا بِمِثلِ هذَا القُرآنِ لا يَأتُونَ بِمِثلِهِ


صفحه : 177

وَ لَو كانَ بَعضُهُم لِبَعضٍ ظَهِيراً

5-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] إِنّ اللّهَ لا يسَتحَييِ‌ أَن يَضرِبَ مَثَلًا ما بَعُوضَةً فَما فَوقَهاالآيَةَ قَالَ البَاقِرُ ع فَلَمّا قَالَ اللّهُيا أَيّهَا النّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ وَ ذَكَرَ الذّبَابَ فِي قَولِهِإِنّ الّذِينَ تَدعُونَ مِن دُونِ اللّهِ لَن يَخلُقُوا ذُباباًالآيَةَ وَ لَمّا قَالَمَثَلُ الّذِينَ اتّخَذُوا مِن دُونِ اللّهِ أَولِياءَ كَمَثَلِ العَنكَبُوتِالآيَةَ وَ ضَرَبَ مَثَلًا فِي هَذِهِ السّورَةِ باِلذّيِ‌ استَوقَدَ نَاراً وَ بِالصّيّبِ مِنَ السّمَاءِ قَالَتِ الكُفّارُ وَ النّوَاصِبُ وَ مَا هَذَا مِنَ الأَمثَالِ فَيُضرَبَ يُرِيدُونَ بِهِ الطّعنَ عَلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ اللّهُ يَا مُحَمّدُإِنّ اللّهَ لا يسَتحَييِ‌ لَا يَترُكُ حَيَاءًأَن يَضرِبَ مَثَلًالِلحَقّ يُوضِحُهُ بِهِ عِندَ عِبَادِهِ المُؤمِنِينَما بَعُوضَةً مَا هُوَ بَعُوضَةُ المَثَلِفَما فَوقَهافَوقَ البَعُوضَةِ وَ هُوَ الذّبَابُ يَضرِبُ بِهِ المَثَلَ إِذَا عَلِمَ أَنّ فِيهِ صَلَاحَ عِبَادِهِ وَ نَفعَهُمفَأَمّا الّذِينَ آمَنُوابِاللّهِ وَ بِوَلَايَةِ مُحَمّدٍ وَ عَلِيّ وَ آلِهِمَا الطّيّبِينَ وَ سَلّمَ لِرَسُولِ اللّهِص وَ لِلأَئِمّةِ أَحكَامَهُم وَ أَخبَارَهُم وَ أَحوَالَهُم وَ لَم يُقَابِلهُم فِي أُمُورِهِم وَ لَم يَتَعَاطَ الدّخُولَ فِي أَسرَارِهِم وَ لَم يُفشِ شَيئاً مِمّا يَقِفُ عَلَيهِ مِنهَا إِلّا بِإِذنِهِمفَيَعلَمُونَيَعلَمُ هَؤُلَاءِ المُؤمِنُونَ الّذِينَ هَذِهِ صِفَتُهُمأَنّهُالمَثَلُ المَضرُوبُالحَقّ مِن رَبّهِمأَرَادَ بِهِ الحَقّ وَ إِبَانَتَهُ وَ الكَشفَ عَنهُ وَ إِيضَاحَهُوَ أَمّا الّذِينَ كَفَرُوابِمُحَمّدٍ بِمُعَارَضَتِهِم لَهُ فِي عَلِيّ بِلِمَ وَ كَيفَ وَ تَركِهِمُ الِانقِيَادَ لَهُ فِي سَائِرِ مَا أَمَرَ بِهِفَيَقُولُونَ ما ذا أَرادَ اللّهُ بِهذا مَثَلًا يُضِلّ بِهِ كَثِيراً وَ يهَديِ‌ بِهِ كَثِيراً يَقُولُ الّذِينَ كَفَرُوا إِنّ اللّهَ يُضِلّ بِهَذَا المَثَلِ كَثِيراً وَ يهَديِ‌ بِهِ كَثِيراً أَي فَلَا مَعنَي لِلمَثَلِ لِأَنّهُ وَ إِن نَفَعَ بِهِ مَن يَهدِيهِ فَهُوَ يُضِرّ بِهِ مَن يُضِلّهُ فَرَدّ اللّهُ تَعَالَي عَلَيهِم قِيلَهُم فَقَالَوَ ما يُضِلّ بِهِ أَي وَ مَا يُضِلّ اللّهُ بِالمَثَلِإِلّا الفاسِقِينَالجَانِينَ عَلَي أَنفُسِهِم بِتَركِ تَأَمّلِهِ وَ بِوَضعِهِ عَلَي خِلَافِ مَا أَمَرَ اللّهُ بِوَضعِهِ عَلَيهِ


صفحه : 178

بيان قوله ع ما هوبعوضة ظاهره أنه ع قرأ بالرفع كماقر‌ئ به في الشواذ فكلمة ماإما موصولة حذف صدر صلتها أوموصوفة كذلك ومحلها النصب بالبدلية أواستفهامية هي‌ المبتدأ والأظهر في الخبر الوجهان الأولان

6-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ]يا بنَيِ‌ إِسرائِيلَ اذكُرُواالآيَةَ قَالَ الإِمَامُ ع قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّيا بنَيِ‌ إِسرائِيلَوُلدَ يَعقُوبَ إِسرَائِيلَاذكُرُوا نعِمتَيِ‌َ التّيِ‌ أَنعَمتُ عَلَيكُم لَمّا بَعَثتُ مُحَمّداً وَ أَقرَرتُهُ بِمَدِينَتِكُم وَ لَم أُجَشّمكُمُ الحَطّ وَ التّرحَالَ إِلَيهِ وَ أَوضَحتُ عَلَامَاتِهِ وَ دَلَائِلَ صِدقِهِ لِئَلّا يَشتَبِهَ عَلَيكُم حَالُهُوَ أَوفُوا بعِهَديِ‌ ألّذِي أَخَذَتهُ عَلَي أَسلَافِكُم أَنبِيَاؤُكُم وَ أَمَرُوهُم أَن يُؤَدّوهُ إِلَي أَخلَافِهِم لَيُؤمِنُنّ بِمُحَمّدٍ العرَبَيِ‌ّ القرُشَيِ‌ّ الهاَشمِيِ‌ّ المُتَأَتّي بِالآيَاتِ المُؤَيّدِ بِالمُعجِزَاتِ التّيِ‌ مِنهَا أَن كَلّمَتهُ ذِرَاعٌ مَسمُومَةٌ وَ نَاطَقَهُ ذِئبٌ وَ حَنّ إِلَيهِ عُودُ المِنبَرِ وَ كَثّرَ اللّهُ القَلِيلَ مِنَ الطّعَامِ وَ أَلَانَ لَهُ الصّلبَ مِنَ الأَحجَارِ وَ صَبّت لَهُ المِيَاهُ السّيّالَةُ وَ لَم يُؤَيّد نَبِيّاً مِن أَنبِيَائِهِ بِدَلَالَةٍ إِلّا جَعَلَ لَهُ مِثلَهَا أَو أَفضَلَ مِنهَا وَ ألّذِي جَعَلَ مِن آيَاتِهِ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع شَقِيقُهُ وَ رَفِيقُهُ عَقلُهُ مِن عَقلِهِ وَ عِلمُهُ مِن عِلمِهِ وَ حِلمُهُ مِن حِلمِهِ مُؤَيّدٌ دِينَهُ بِسَيفِهِ البَاتِرِ بَعدَ أَن قَطَعَ مَعَاذِيرَ المُعَانِدِينَ بِدَلِيلِهِ القَاهِرِ وَ عِلمِهِ الفَاضِلِ وَ فَضلِهِ الكَامِلِأُوفِ بِعَهدِكُم ألّذِي أَوجَبتُ بِهِ لَكُم نَعِيمَ الأَبَدِ فِي دَارِ الكَرَامَةِ وَ مُستَقَرّ الرّحمَةِوَ إيِاّي‌َ فَارهَبُونِ فِي مُخَالَفَةِ مُحَمّدٍص فإَنِيّ‌ القَادِرُ عَلَي صَرفِ بَلَاءِ مَن يُعَادِيكُم عَلَي موُاَفقَتَيِ‌ وَ هُم لَا يَقدِرُونَ عَلَي صَرفِ انتقِاَميِ‌ عَنكُم إِذَا آثَرتُم مخُاَلفَتَيِ‌


صفحه : 179

وَ آمِنُوا بِما أَنزَلتُ مُصَدّقاً لِما مَعَكُم وَ لا تَكُونُوا أَوّلَ كافِرٍ بِهِالآيَةَ قَالَ الإِمَامُ ع قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لِليَهُودِوَ آمِنُواأَيّهَا اليَهُودُبِما أَنزَلتُ عَلَي مُحَمّدٍص مِن ذِكرِ نُبُوّتِهِ وَ أَنبَاءِ إِمَامَةِ أَخِيهِ عَلِيّ وَ عِترَتِهِ الطّاهِرِينَمُصَدّقاً لِما مَعَكُم فَإِنّ مَثَلَ هَذَا فِي كِتَابِكُم أَنّ مُحَمّداً النّبِيّ سَيّدُ الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ المُؤَيّدُ بِسَيّدِ الوَصِيّينَ وَ خَلِيفَةِ رَسُولِ رَبّ العَالَمِينَ فَارُوقِ الأُمّةِ وَ بَابِ مَدِينَةِ الحِكمَةِ وَ وصَيِ‌ّ رَسُولِ الرّحمَةِوَ لا تَشتَرُوا بآِياتيِ‌المُنَزّلَةِ بِنُبُوّةِ مُحَمّدٍص وَ إِمَامَةِ عَلِيّ ع وَ الطّيّبِينَ مِن عِترَتِهِثَمَناً قَلِيلًابِأَن تَجحَدُوا نُبُوّةَ النّبِيّص وَ إِمَامَةَ الإِمَامِ ع تَعتَاضُوا مِنهَا عَرَضَ الدّنيَا فَإِنّ ذَلِكَ وَ إِن كَثُرَ فَإِلَي نَفَادٍ أَو خَسَارٍ وَ بَوَارٍ وَ قَالَ عَزّ وَ جَلّوَ إيِاّي‌َ فَاتّقُونِ فِي كِتمَانِ أَمرِ مُحَمّدٍص وَ أَمرِ وَصِيّهِ فَإِنّكُم إِن تَتّقُوا لَم تَقدَحُوا فِي نُبُوّةِ النّبِيّ وَ لَا فِي وَصِيّةِ الوصَيِ‌ّ بَل حُجَجُ اللّهِ عَلَيكُم قَائِمَةٌ وَ بَرَاهِينُهُ لِذَلِكَ وَاضِحَةٌ وَ قَد قَطَعَت مَعَاذِيرَكُم وَ أَبطَلَت تَموِيهَكُم وَ هَؤُلَاءِ يَهُودُ المَدِينَةِ جَحَدُوا نُبُوّةَ مُحَمّدٍ وَ خَانُوهُ وَ قَالُوا نَحنُ نَعلَمُ أَنّ مُحَمّداً نبَيِ‌ّ وَ أَنّ عَلِيّاً وَصِيّهُ وَ لَكِن لَستَ أَنتَ ذَاكَ وَ لَا هَذَا يُشِيرُونَ إِلَي عَلِيّ فَأَنطَقَ اللّهُ ثِيَابَهُمُ التّيِ‌ عَلَيهِم وَ خِفَافَهُمُ التّيِ‌ فِي أَرجُلِهِم يَقُولُ كُلّ وَاحِدٍ مِنهَا لِلَابِسِهِ كَذَبتَ يَا عَدُوّ اللّهِ بَلِ النّبِيّ مُحَمّدٌص هَذَا وَ الوصَيِ‌ّ عَلِيّ هَذَا وَ لَو أُذِنَ لَنَا ضَغَطنَاكُم وَ عَقَرنَاكُم وَ قَتَلنَاكُم وَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ اللّهَ يُمهِلُهُم لِعِلمِهِ بِأَنّهُ سَيَخرُجُ مِن أَصلَابِهِم ذُرّيّاتٌ طَيّبَاتٌ مُؤمِنَاتٌ لَو تَزَيّلُوا لَعَذّبَ هَؤُلَاءِ عَذَاباً أَلِيماً إِنّمَا يَعجَلُ مَن يَخَافُ الفَوتَ

7-فس ،[تفسير القمي‌]أَ فَتَطمَعُونَ أَن يُؤمِنُوا لَكُمالآيَةَ فَإِنّهَا نَزَلَت فِي اليَهُودِ قَد كَانُوا


صفحه : 180

أَظهَرُوا الإِسلَامِ وَ كَانُوا مُنَافِقِينَ وَ كَانُوا إِذَا رَأَوا رَسُولَ اللّهِص قَالُوا إِنّا مَعَكُم وَ إِذَا لَقُوا اليَهُودَ قَالُوا نَحنُ مَعَكُم وَ كَانُوا يُخبِرُونَ المُسلِمِينَ بِمَا فِي التّورَاةِ مِن صِفَةِ مُحَمّدٍ رَسُولِ اللّهِص وَ أَصحَابِهِ فَقَالَ لَهُم كُبَرَاؤُهُم وَ عُلَمَاؤُهُمأَ تُحَدّثُونَهُم بِما فَتَحَ اللّهُ عَلَيكُم لِيُحَاجّوكُم بِهِ عِندَ رَبّكُم أَ فَلا تَعقِلُونَفَرَدّ اللّهُ عَلَيهِم فَقَالَأَ وَ لا يَعلَمُونَ أَنّ اللّهَ يَعلَمُ ما يُسِرّونَ وَ ما يُعلِنُونَ وَ مِنهُم أَي مِنَ اليَهُودِأُمّيّونَ لا يَعلَمُونَ الكِتابَ إِلّا أمَانيِ‌ّ وَ إِن هُم إِلّا يَظُنّونَ وَ كَانَ قَومٌ مِنهُم يُحَرّفُونَ التّورَاةَ وَ أَحكَامَهُ ثُمّ يَدّعُونَ أَنّهُ مِن عِندِ اللّهِ فَأَنزَلَ اللّهُ تَعَالَي فِيهِمفَوَيلٌ لِلّذِينَ يَكتُبُونَ الكِتابَالآيَةَوَ قالُوا لَن تَمَسّنَا النّارُ إِلّا أَيّاماً مَعدُودَةً قَالَ بَنُو إِسرَائِيلَ لَن نُعَذّبَ إِلّا الأَيّامَ المَعدُودَاتِ التّيِ‌ عَبَدنَا فِيهَا العِجلَ فَرَدّ اللّهُ عَلَيهِم فَقَالَ اللّهُ تَعَالَيقُل يَا مُحَمّدُأَتّخَذتُم عِندَ اللّهِ عَهداًالآيَةَوَ قُولُوا لِلنّاسِ حُسناًنَزَلَت فِي اليَهُودِ ثُمّ نُسِخَت بِقَولِهِفَاقتُلُوا المُشرِكِينَ حَيثُ وَجَدتُمُوهُم

8-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ]وَ إِذ أَخَذنا مِيثاقَكُم لا تَسفِكُونَ دِماءَكُمالآيَةَ قَالَ الإِمَامُ ع أَي وَ اذكُرُوا يَا بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ حِينَ أَخَذَ مِيثَاقَكُم أَي أَخَذَ المِيثَاقَ عَلَي أَسلَافِكُم وَ عَلَي كُلّ مَن يَصِلُ إِلَيهِ الخَبَرُ بِذَلِكَ مِن أَخلَافِهِمُ الّذِينَ أَنتُم مِنهُملا تَسفِكُونَ دِماءَكُم لَا يَسفِك بَعضُكُم دِمَاءَ بَعضٍوَ لا تُخرِجُونَ أَنفُسَكُم مِن دِيارِكُم أَي لَا يُخرِج بَعضُكُم بَعضاً مِن دِيَارِهِمثُمّ أَقرَرتُمبِذَلِكَ المِيثَاقِ كَمَا أَقَرّ بِهِ أَسلَافُكُم وَ التَزَمتُمُوهُ كَمَا التَزَمُوهُوَ أَنتُم تَشهَدُونَبِذَلِكَ المِيثَاقِ عَلَي أَسلَافِكُم وَ أَنفُسِكُمثُمّ أَنتُممَعَاشِرَ اليَهُودِتَقتُلُونَ أَنفُسَكُميَقتُلُ بَعضُكُم بَعضاًوَ تُخرِجُونَ فَرِيقاً مِنكُم مِن دِيارِهِمغَضَباً وَ قَهراًتَظاهَرُونَ عَلَيهِميُظَاهِرُ بَعضُكُم بَعضاً عَلَي إِخرَاجِ مَن تُخرِجُونَهُ مِن دِيَارِهِم وَ قَتلِ مَن تَقتُلُونَهُم بِغَيرِ حَقّبِالإِثمِ وَ العُدوانِباِلتعّدَيّ‌ تَتَعَاوَنُونَ وَ تَتَظَاهَرُونَوَ إِن يَأتُوكُميعَنيِ‌


صفحه : 181

هَؤُلَاءِ الّذِينَ تُخرِجُونَهُم أَي تَرُومُونَ إِخرَاجَهُم وَ قَتلَهُم ظُلماً إِن يَأتُوكُمأُساري قَد أَسَرَهُم أَعدَاؤُكُم وَ أَعدَاؤُهُمتُفادُوهُم مِنَ الأَعدَاءِ بِأَموَالِكُموَ هُوَ مُحَرّمٌ عَلَيكُم إِخراجُهُمأَعَادَ قَولَهُإِخراجُهُم وَ لَم يَقتَصِر عَلَي أَن يَقُولَوَ هُوَ مُحَرّمٌ عَلَيكُملِأَنّهُ لَو قَالَ ذَلِكَ لرَئُيِ‌َ أَنّ المُحَرّمَ إِنّمَا هُوَ مُفَادَاتُهُم ثُمّ قَالَ اللّهُأَ فَتُؤمِنُونَ بِبَعضِ الكِتابِ وَ هُوَ ألّذِي أَوجَبَ عَلَيهِمُ المُفَادَاتِوَ تَكفُرُونَ بِبَعضٍ وَ هُوَ ألّذِي حَرّمَ قَتلَهُم وَ إِخرَاجَهُم فَقَالَ فَإِذَا كَانَ قَد حَرّمَ الكِتَابُ قَتلَ النّفُوسِ وَ الإِخرَاجَ مِنَ الدّيَارِ كَمَا فَرَضَ فِدَاءَ الأُسَرَاءِ فَمَا بَالُكُم تُطِيعُونَ فِي بَعضٍ وَ تَعصُونَ فِي بَعضِ كَأَنّكُم بِبَعضٍ كَافِرُونَ وَ بِبَعضٍ مُؤمِنُونَ ثُمّ قَالَفَما جَزاءُ مَن يَفعَلُ ذلِكَ مِنكُم يَا مَعشَرَ اليَهُودِإِلّا خزِي‌ٌذُلّفِي الحَياةِ الدّنياجِزيَةٌ تُضرَبُ عَلَيهِ يُذَلّ بِهَاوَ يَومَ القِيامَةِ يُرَدّونَ إِلي أَشَدّ العَذابِ إِلَي جِنسِ أَشَدّ العَذَابِ يَتَفَاوَتُ ذَلِكَ عَلَي قَدرِ تَفَاوُتِ مَعَاصِيهِم وَ مَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمّا يَعمَلُونَ يَعمَلُ هَؤُلَاءِ اليَهُودُ ثُمّ وَصَفَهُم فَقَالَ تَعَالَيأُولئِكَ الّذِينَ اشتَرَوُا الحَياةَ الدّنيا بِالآخِرَةِرَضُوا بِالدّنيَا وَ حُطَامِهَا بَدَلًا مِن نَعِيمِ الجِنَانِ المُستَحَقّ بِطَاعَاتِ اللّهِفَلا يُخَفّفُ عَنهُمُ العَذابُ وَ لا هُم يُنصَرُونَ لَا يَنصُرُهُم أَحَدٌ يَدفَعُ عَنهُمُ العَذَابَ

9-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ]وَ لَمّا جاءَهُم كِتابٌ مِن عِندِ اللّهِالآيَةَ قَالَ الإِمَامُ ع ذَمّ اللّهُ تَعَالَي اليَهُودَ فَقَالَوَ لَمّا جاءَهُميعَنيِ‌ هَؤُلَاءِ اليَهُودَ الّذِينَ تَقَدّمَ ذِكرُهُم وَ إِخوَانَهُم مِنَ اليَهُودِ جَاءَهُمكِتابٌ مِن عِندِ اللّهِالقُرآنُمُصَدّقٌ ذَلِكَ الكِتَابُلِما مَعَهُمالتّورَاةِ التّيِ‌ بُيّنَ فِيهَا أَنّ مُحَمّداً الأَمِينَ مِن وُلدِ إِسمَاعِيلَ المُؤَيّدَ بِخَيرِ خَلقِ اللّهِ بَعدَهُ عَلِيّ ولَيِ‌ّ اللّهِوَ كانُوايعَنيِ‌ هَؤُلَاءِ اليَهُودَمِن قَبلُظُهُورِ مُحَمّدٍص بِالرّسَالَةِيَستَفتِحُونَيَسأَلُونَ الفَتحَ وَ الظّفَرَعَلَي الّذِينَ كَفَرُوا مِن أَعدَائِهِم وَ المُنَاوِينَ لَهُم وَ كَانَ اللّهُ يَفتَحُ لَهُم وَ يَنصُرُهُم قَالَ اللّهُ تَعَالَيفَلَمّا جاءَهُم أَي هَؤُلَاءِ اليَهُودَما


صفحه : 182

عَرَفُوا مِن نَعتِ مُحَمّدٍص وَ صِفَتِهِكَفَرُوا بِهِجَحَدُوا نُبُوّتَهُ حَسَداً لَهُ وَ بَغياً عَلَيهِ

أقول سيأتي‌ تمامه في كتاب أحوال النبي ص

10-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] بِئسَمَا اشتَرَوا بِهِ أَنفُسَهُمالآيَةَ قَالَ الإِمَامُ ع ذَمّ اللّهُ تَعَالَي اليَهُودَ وَ عَابَ فِعلَهُم فِي كُفرِهِم بِمُحَمّدٍص فَقَالَبِئسَمَا اشتَرَوا بِهِ أَنفُسَهُم أَي اشتَرَوهَا بِالهَدَايَا وَ الفُضُولِ التّيِ‌ كَانَت تَصِلُ إِلَيهِم وَ كَانَ اللّهُ أَمَرَهُم بِشِرَائِهَا مِنَ اللّهِ بِطَاعَتِهِم لَهُ لِيَجعَلَ لَهُم أَنفُسَهُم وَ الِانتِفَاعَ بِهَا دَائِماً فِي نَعِيمِ الآخِرَةِ فَلَم يَشتَرُوهَا بَلِ اشتَرَوهَا بِمَا أَنفَقُوهُ فِي عَدَاوَةِ رَسُولِ اللّهِص لِيَبقَي لَهُم عِزّهُم فِي الدّنيَا وَ رِئَاسَتُهُم عَلَي الجُهّالِ وَ يَنَالُوا المُحَرّمَاتِ وَ أَصَابُوا الفُضُولَاتِ مِنَ السّفَلَةِ وَ صَرَفُوهُم عَن سَبِيلِ الرّشَادِ وَ وَقَفُوهُم عَلَي طُرُقِ الضّلَالَاتِ ثُمّ قَالَ عَزّ وَ جَلّأَن يَكفُرُوا بِما أَنزَلَ اللّهُ بَغياً أَي بِمَا أَنزَلَ عَلَي مُوسَي مِن تَصدِيقِ مُحَمّدٍص بَغياًأَن يُنَزّلَ اللّهُ مِن فَضلِهِ عَلي مَن يَشاءُ مِن عِبادِهِ قَالَ وَ إِنّمَا كَانَ كُفرُهُم لِبَغيِهِم وَ حَسَدِهِم لَهُ لِمَا أَنزَلَ اللّهُ مِن فَضلِهِ عَلَيهِ وَ هُوَ القُرآنُ ألّذِي أَبَانَ فِيهِ نُبُوّتَهُ وَ أَظهَرَ بِهِ آيَتَهُ وَ مُعجِزَتَهُ ثُمّ قَالَفَباؤُ بِغَضَبٍ عَلي غَضَبٍيعَنيِ‌ رَجَعُوا وَ عَلَيهِمُ الغَضَبُ مِنَ اللّهِ عَلَي غَضَبٍ فِي أَثَرِ غَضَبٍ وَ الغَضَبُ الأَوّلُ حِينَ كَذّبُوا بِعِيسَي ابنِ مَريَمَ وَ الغَضَبُ الثاّنيِ‌ حِينَ كَذّبُوا بِمُحَمّدٍص قَالَ وَ الغَضَبُ الأَوّلُ أَن جَعَلَهُم قِرَدَةً خَاسِئِينَ وَ لَعَنَهُم عَلَي لِسَانِ عِيسَي ع وَ الغَضَبُ الثاّنيِ‌ حِينَ سَلّطَ عَلَيهِم سُيُوفَ مُحَمّدٍ وَ آلِهِ وَ أَصحَابِهِ وَ أُمّتِهِ حَتّي ذَلّلَهُم بِهَا فَإِمّا دَخَلُوا فِي الإِسلَامِ طَائِعِينَ وَ إِمّا أَدّوُا الجِزيَةَ صَاغِرِينَ دَاخِرِينَ

11-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ]وَ إِذا قِيلَ لَهُم آمِنُوا بِما أَنزَلَ اللّهُالآيَةَ قَالَ الإِمَامُ ع وَ إِذَا قِيلَ لِهَؤُلَاءِ اليَهُودِ الّذِينَ تَقَدّمَ ذِكرُهُمآمِنُوا بِما أَنزَلَ اللّهُ عَلَي مُحَمّدٍ مِنَ القُرآنِ المُشتَمِلِ عَلَي الحَلَالِ وَ الحَرَامِ وَ الفَرَائِضِ وَ الأَحكَامِقالُوا نُؤمِنُ بِما أُنزِلَ عَلَينا مِنَ التّورَاةِوَ يَكفُرُونَ بِما وَراءَهُيعَنيِ‌ مَا سِوَاهُ لَا يُؤمِنُونَ بِهِوَ هُوَ الحَقّ وَ ألّذِي يَقُولُ


صفحه : 183

هَؤُلَاءِ اليَهُودُ إِنّهُ وَرَاءَهُ هُوَ الحَقّ لِأَنّهُ هُوَ النّاسِخُ لِلمَنسُوخِ ألّذِي تَقَدّمَهُ قَالَ اللّهُ تَعَالَيقُل فَلِمَ تَقتُلُونَ وَ لِمَ كَانَ يَقتُلُ أَسلَافُكُمأَنبِياءَ اللّهِ مِن قَبلُ إِن كُنتُم مُؤمِنِينَبِالتّورَاةِ أَي لَيسَ فِي التّورَاةِ الأَمرُ بِقَتلِ الأَنبِيَاءِ فَإِذَا كُنتُم تَقتُلُونَ الأَنبِيَاءَ فَمَا آمَنتُم بِمَا أُنزِلَ عَلَيكُم مِنَ التّورَاةِ لِأَنّ فِيهَا تَحرِيمَ قَتلِ الأَنبِيَاءِ وَ كَذَلِكَ إِذَا لَم تُؤمِنُوا بِمُحَمّدٍ وَ بِمَا أُنزِلَ عَلَيهِ وَ هُوَ القُرآنُ وَ فِيهِ الأَمرُ بِالإِيمَانِ بِهِ فَأَنتُم مَا آمَنتُم بَعدُ بِالتّورَاةِ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَخبَرَ اللّهُ تَعَالَي أَنّ مَن لَا يُؤمِنُ بِالقُرآنِ فَمَا آمَنَ بِالتّورَاةِ فَإِنّ اللّهَ تَعَالَي أَخَذَ عَلَيهِمُ الإِيمَانَ بِهِمَا لَا يَقبَلُ الإِيمَانَ بِأَحَدِهِمَا إِلّا مَعَ الإِيمَانِ بِالآخَرِ

12-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] أَم تُرِيدُونَ أَن تَسئَلُوا رَسُولَكُمالآيَةَ قَالَ الإِمَامُ ع قَالَ عَلِيّ بنُ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ مُوسَي ع أَم تُرِيدُونَبَل تُرِيدُونَ يَا كُفّارَ قُرَيشٍ وَ اليَهُودِأَن تَسئَلُوا رَسُولَكُم مَا تَقتَرِحُونَهُ مِنَ الآيَاتِ التّيِ‌ لَا تَعلَمُونَ هَل فِيهَا صَلَاحُكُم أَو فَسَادُكُمكَما سُئِلَ مُوسي مِن قَبلُ وَ اقتُرِحَ عَلَيهِ لِمَا قِيلَ لَهُلَن نُؤمِنَ لَكَ حَتّي نَرَي اللّهَ جَهرَةً فَأَخَذَتكُمُ الصّاعِقَةُوَ مَن يَتَبَدّلِ الكُفرَ بِالإِيمانِ بَعدَ جَوَابِ الرّسُولِ لَهُ أَنّ مَا سَأَلَهُ لَا يَصلُحُ اقتِرَاحُهُ عَلَي الأَنبِيَاءِ وَ بَعدَ مَا يُظهِرُ اللّهُ لَهُ مَا اقتَرَحَ إِن كَانَ صَوَاباًوَ مَن يَتَبَدّلِ الكُفرَ بِالإِيمانِبِأَن لَا يُؤمِنَ عَن مُشَاهَدَةِ مَا اقتَرَحَ مِنَ الآيَاتِ أَو لَا يُؤمِنَ إِذَا عَرَفَ أَن لَيسَ لَهُ أَن يَقتَرِحَ وَ أَنّهُ يَجِبُ أَن يكَتفَيِ‌َ بِمَا قَد أَقَامَهُ اللّهُ مِنَ الدّلَالَاتِ وَ أَوضَحَ مِنَ البَيّنَاتِ فَيَتَبَدّلَ الكُفرَ بِالإِيمَانِ بِأَن يُعَانِدَ وَ يَلتَزِمَ الحُجّةَ القَائِمَةَ عَلَيهِفَقَد ضَلّ سَواءَ السّبِيلِأَخطَأَ قَصدَ الطّرُقِ المُؤَدّيَةِ إِلَي الجِنَانِ وَ أَخَذَ فِي الطّرُقِ المُؤَدّيَةِ إِلَي النّيرَانِ


صفحه : 184

13-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] وَدّ كَثِيرٌ مِن أَهلِ الكِتابِالآيَةَ قَالَ الإِمَامُ ع وَدّ كَثِيرٌ مِن أَهلِ الكِتابِ لَو يَرُدّونَكُم مِن بَعدِ إِيمانِكُم كُفّاراًبِمَا يُورِدُونَهُ عَلَيكُم مِنَ الشّبَهِحَسَداً مِن عِندِ أَنفُسِهِملَكُم بِأَن أَكرَمَكُم بِمُحَمّدٍ وَ عَلِيّ وَ آلِهِمَا الطّيّبِينَمِن بَعدِ ما تَبَيّنَ لَهُمُ الحَقّالمُعجِزَاتُ الدّالّاتُ عَلَي صِدقِ مُحَمّدٍص وَ فَضلِ عَلِيّ وَ آلِهِمَافَاعفُوا وَ اصفَحُوا عَن جَهلِهِم وَ قَابِلُوهُم بِحُجَجِ اللّهِ وَ ادفَعُوا بِهَا أَبَاطِيلَهُمحَتّي يأَتيِ‌َ اللّهُ بِأَمرِهِفِيهِم بِالقَتلِ يَومَ مَكّةَ فَحِينَئِذٍ تُجلُونَهُم مِن بَلَدِ مَكّةَ وَ مِن جَزِيرَةِ العَرَبِ وَ لَا تُقِرّونَ بِهَا كَافِراًإِنّ اللّهَ عَلي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ وَ لِقُدرَتِهِ عَلَي الأَشيَاءِ قَدَرَ عَلَي مَا هُوَ أَصلَحُ لَكُم فِي تَعَبّدِهِ إِيّاكُم مِن مُدَارَاتِهِم وَ مُقَابَلَتِهِم بِالجِدَالِباِلتّيِ‌ هيِ‌َ أَحسَنُ

أقول وسيأتي‌ تمامه في أبواب أحوال أصحاب النبي ص

14-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَولُهُ عَزّ وَ جَلّوَ قالَتِ اليَهُودُ لَيسَتِ النّصاري عَلي شَيءٍ وَ قالَتِ النّصاري لَيسَتِ اليَهُودُ عَلي شَيءٍ وَ هُم يَتلُونَ الكِتابَ كَذلِكَ قالَ الّذِينَ لا يَعلَمُونَ مِثلَ قَولِهِم فَاللّهُ يَحكُمُ بَينَهُم يَومَ القِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَختَلِفُونَ قَالَ الإِمَامُ ع قَالَ اللّهُ تَعَالَيوَ قالَتِ اليَهُودُ لَيسَتِ النّصاري عَلي شَيءٍ مِنَ الدّينِ بَل دِينُهُم بَاطِلٌ وَ كُفرٌوَ هُم يَتلُونَ الكِتابَالتّورَاةَوَ قالَتِ النّصاري لَيسَتِ اليَهُودُ عَلي شَيءٍ مِنَ الدّينِ بَل دِينُهُم بَاطِلٌ وَ كُفرٌوَ هُم يَتلُونَ الكِتابَالإِنجِيلَ فَقَالَ هَؤُلَاءِ وَ هَؤُلَاءِ مُقَلّدُون بِلَا حُجّةٍ وَ هُم يَتلُونَ الكِتَابَ فَلَا يَتَأَمّلُونَهُ لِيَعمَلُوا بِمَا يُوجِبُهُ فَيَتَخَلّصُوا مِنَ الضّلَالَةِ ثُمّ قَالَكَذلِكَ قالَ الّذِينَ لا يَعلَمُونَالحَقّ وَ لَم يَنظُرُوا فِيهِ مِن حَيثُ أَمَرَهُمُ اللّهُ فَقَالَ بَعضُهُم لِبَعضٍ وَ هُم مُختَلِفُونَ كَقَولِ اليَهُودِ وَ النّصَارَي بَعضُهُم لِبَعضٍ هَؤُلَاءِ يُكَفّرُ هَؤُلَاءِ وَ هَؤُلَاءِ يُكَفّرُ هَؤُلَاءِ ثُمّ قَالَ اللّهُ تَعَالَيفَاللّهُ يَحكُمُ بَينَهُم يَومَ القِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَختَلِفُونَ فِي الدّنيَا يُبَيّنُ ضَلَالَهُم وَ فِسقَهُم وَ يجُاَزيِ‌ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُم بِقَدرِ استِحقَاقِهِ

وَ قَالَ الإِمَامُ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع إِنّمَا أُنزِلَتِ الآيَةُ لِأَنّ قَوماً


صفحه : 185

مِنَ اليَهُودِ وَ قَوماً مِنَ النّصَارَي جَاءُوا إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالُوا يَا مُحَمّدُ اقضِ بَينَنَا فَقَالَ قُصّوا عَلَيّ قِصّتَكُم فَقَالَتِ اليَهُودُ نَحنُ المُؤمِنُونَ بِالإِلَهِ الوَاحِدِ الحَكِيمِ وَ أَولِيَائِهِ وَ لَيسَتِ النّصَارَي عَلَي شَيءٍ مِنَ الدّينِ وَ الحَقّ وَ قَالَتِ النّصَارَي بَل نَحنُ المُؤمِنُونَ بِالإِلَهِ الوَاحِدِ الحَكِيمِ وَ لَيسَتِ اليَهُودُ عَلَي شَيءٍ مِنَ الدّينِ وَ الحَقّ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص كُلّكُم مُخطِئُونَ مُبطِلُونَ فَاسِقُونَ عَن دِينِ اللّهِ وَ أَمرِهِ فَقَالَتِ اليَهُودُ فَكَيفَ نَكُونُ كَافِرِينَ وَ فِينَا كِتَابُ اللّهِ التّورَاةُ نَقرَؤُهُ فَقَالَتِ النّصَارَي كَيفَ نَكُونُ كَافِرِينَ وَ لَنَا كِتَابُ اللّهِ الإِنجِيلُ نَقرَؤُهُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّكُم خَالَفتُم أَيّهَا اليَهُودُ وَ النّصَارَي كِتَابَ اللّهِ فَلَم تَعمَلُوا بِهِ فَلَو كُنتُم عَامِلِينَ بِالكِتَابَينِ لَمَا كَفّرَ بَعضُكُم بَعضاً بِغَيرِ حُجّةٍ لِأَنّ كُتَبَ اللّهِ أَنزَلَهَا شِفَاءً مِنَ العَمَي وَ بَيَاناً مِنَ الضّلَالَةِ يهَديِ‌ العَامِلِينَ بِهَا إِلَي صِرَاطٍ مُستَقِيمٍ وَ كِتَابُ اللّهِ إِذَا لَم تَعمَلُوا بِمَا كَانَ فِيهِ كَانَ وَبَالًا عَلَيكُم وَ حُجّةُ اللّهِ إِذَا لَم تَنقَادُوا لَهَا كُنتُم لِلّهِ عَاصِينَ وَ لِسَخَطِهِ مُتَعَرّضِينَ ثُمّ أَقبَلَ رَسُولُ اللّهِص عَلَي اليَهُودِ وَ قَالَ احذَرُوا أَن يَنَالَكُم بِخِلَافِ أَمرِ اللّهِ وَ خِلَافِ كِتَابِ اللّهِ مَا أَصَابَ أَوَائِلَكُمُ الّذِينَ قَالَ اللّهُ فِيهِمفَبَدّلَ الّذِينَ ظَلَمُوا قَولًا غَيرَ ألّذِي قِيلَ لَهُم وَ أُمِرُوا بِأَن يَقُولُوهُ قَالَ اللّهُ تَعَالَيفَأَنزَلنا عَلَي الّذِينَ ظَلَمُوا رِجزاً مِنَ السّماءِعَذَاباً مِنَ السّمَاءِ طَاعُوناً نَزَلَ بِهِم فَمَاتَ مِنهُم مِائَةٌ وَ عِشرُونَ أَلفاً ثُمّ أَخَذَهُم بَعدَ ذَلِكَ فَمَاتَ مِنهُم مِائَةٌ وَ عِشرُونَ أَلفاً أَيضاً وَ كَانَ خِلَافُهُم أَنّهُم لَمّا أَن بَلَغُوا البَابَ رَأَوا بَاباً مُرتَفِعاً فَقَالُوا مَا بَالُنَا نَحتَاجُ أَن نَركَعَ عِندَ الدّخُولِ هَاهُنَا ظَنَنّا أَنّهُ بَابٌ مُتَطَأمِنٌ لَا بُدّ مِنَ الرّكُوعِ فِيهِ وَ هَذَا بَابٌ مُرتَفِعٌ إِلَي مَتَي يَسخَرُ بِنَا هَؤُلَاءِ يَعنُونَ مُوسَي وَ يُوشَعَ بنَ نُونٍ وَ يَسجُدُونّا فِي الأَبَاطِيلِ وَ جَعَلُوا إستاهم [أَستَاهَهُم]نَحوَ البَابِ وَ قَالُوا بَدَلَ قَولِهِم حِطّةٌ ألّذِي أُمِرُوا بِهِ همطا سمقانا يَعنُونَ حِنطَةً حَمرَاءَ فَذَلِكَ تَبدِيلُهُم


صفحه : 186

15-فس ،[تفسير القمي‌] وَ أُشرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ العِجلَ بِكُفرِهِم أَي أَحَبّوا العِجلَ حَتّي عَبَدُوهُ ثُمّ قَالُوا نَحنُ أَولِيَاءُ اللّهِ فَقَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِن كُنتُم أَولِيَاءَ اللّهِ كَمَا تَقُولُونَفَتَمَنّوُا المَوتَ إِن كُنتُم صادِقِينَلِأَنّ فِي التّورَاةِ مَكتُوبٌ إِنّ أَولِيَاءَ اللّهِ يَتَمَنّونَ المَوتَ قَولُهُ تَعَالَيقُل مَن كانَ عَدُوّا لِجِبرِيلَالآيَةَ فَإِنّهَا نَزَلَت فِي اليَهُودِ الّذِينَ قَالُوا لِرَسُولِ اللّهِص إِنّ لَنَا مِنَ المَلَائِكَةِ أَصدِقَاءَ وَ أَعدَاءً فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن صَدِيقُكُم وَ مَن عَدُوّكُم قَالُوا جَبرَئِيلُ عَدُوّنَا لِأَنّهُ يأَتيِ‌ بِالعَذَابِ وَ لَو كَانَ ألّذِي نَزَلَ عَلَيكَ مِيكَائِيلُ لَآمَنّا بِكَ فَإِنّ مِيكَائِيلَ صَدِيقُنَا وَ جَبرَئِيلَ مَلَكُ الفَظَاظَةِ وَ العَذَابِ وَ مِيكَائِيلُ مَلَكُ الرّحمَةِ فَأَنزَلَ اللّهُ تَعَالَيقُل مَن كانَ عَدُوّا لِجِبرِيلَ إِلَي قَولِهِفَإِنّ اللّهَ عَدُوّ لِلكافِرِينَ

16-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ]وَ مِنَ النّاسِ مَن يَتّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَنداداًالآيَةَ قَالَ الإِمَامُ ع قَالَ اللّهُ تَعَالَي لَمّا آمَنَ المُؤمِنُونَ وَ قَبِلَ وَلَايَةَ مُحَمّدٍ وَ عَلِيّ ع العَاقِلُونَ وَ صَدّ عَنهُمَا المُعَانِدُونَوَ مِنَ النّاسِ مَن يَتّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَنداداًأَعدَاءً يَجعَلُونَهُم لِلّهِ أَمثَالًايُحِبّونَهُم كَحُبّ اللّهِيُحِبّونَ تِلكَ الأَندَادَ مِنَ الأَصنَامِ كَحُبّهِم لِلّهِوَ الّذِينَ آمَنُوا أَشَدّ حُبّا لِلّهِ مِن هَؤُلَاءِ المُتّخِذِينَ الأَندَادَ مَعَ اللّهِ لِأَنّ المُؤمِنِينَ يَرَونَ الرّبُوبِيّةَ لِلّهِ لَا يُشرِكُونَ ثُمّ قَالَ يَا مُحَمّدُوَ لَو يَرَي الّذِينَ ظَلَمُوابِاتّخَاذِ الأَصنَامِ أَندَاداً وَ اتّخَاذِ الكُفّارِ وَ الفُجّارِ أَمثَالًا لِمُحَمّدٍ وَ عَلِيّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَاإِذ يَرَونَ العَذابَالوَاقِعَ بِهِم لِكُفرِهِم وَ عِنَادِهِمأَنّ القُوّةَ لِلّهِلَعَلِمُوا أَنّ القُوّةَ لِلّهِ يُعَذّبُ مَن يَشَاءُ وَ يُكرِمُ مَن يَشَاءُ لَا قُوّةَ لِلكُفّارِ يَمتَنِعُونَ بِهَا عَن عَذَابِهِوَ أَنّ اللّهَ شَدِيدُ العَذابِ وَ لَعَلِمُوا أَنّ اللّهَ شَدِيدُ العِقَابِ لِمَنِ اتّخَذَ الأَندَادَ مَعَ اللّهِ ثُمّ قَالَإِذ تَبَرّأَ الّذِينَ اتّبِعُواالرّؤَسَاءُمِنَ الّذِينَ اتّبَعُواالرّعَايَا وَ الأَتبَاعِوَ تَقَطّعَت بِهِمُ الأَسبابُفَنِيَت حِيَلُهُم وَ لَا


صفحه : 187

يَقدِرُونَ عَلَي النّجَاةِ مِن عَذَابِ اللّهِ بشِيَ‌ءٍوَ قالَ الّذِينَ اتّبَعُواالأَتبَاعُلَو أَنّ لَنا كَرّةًيَتَمَنّونَ لَو كَانَ لَهُم رَجعَةٌ إِلَي الدّنيَافَنَتَبَرّأَ مِنهُمهُنَاكَكَما تَبَرّؤُا مِنّاهُنَا قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّكَذلِكَ كَمَا تَبَرّأَ بَعضُهُم مِن بَعضٍيُرِيهِمُ اللّهُ أَعمالَهُم حَسَراتٍ عَلَيهِم وَ ذَلِكَ أَنّهُم عَمِلُوا فِي الدّنيَا لِغَيرِ اللّهِ فَيَرَونَ أَعمَالَ غَيرِهِمُ التّيِ‌ كَانَت لِلّهِ قَد عَظّمَ اللّهُ ثَوَابَ أَهلِهَا وَ رَأَوا أَعمَالَ أَنفُسِهِم لَا ثَوَابَ لَهَا إِذ كَانَت لِغَيرِ اللّهِ وَ كَانَت عَلَي غَيرِ الوَجهِ ألّذِي أَمَرَ اللّهُ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ ما هُم بِخارِجِينَ مِنَ النّارِعَذَابُهُم سَرمَدٌ دَائِمٌ إِذ كَانَت ذُنُوبُهُم كُفراً لَا يَلحَقُهُم شَفَاعَةُ نبَيِ‌ّ وَ لَا وصَيِ‌ّ وَ لَا خَيّرٍ مِن خِيَارِ شِيعَتِهِم

17-فس ،[تفسير القمي‌] وَ مَثَلُ الّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ ألّذِي يَنعِقُالآيَةَ فَإِنّ البَهَائِمَ إِذَا زَجَرَهَا صَاحِبُهَا فَإِنّهَا تَسمَعُ الصّوتَ وَ لَا تدَريِ‌ مَا يُرِيدُ وَ كَذَلِكَ الكُفّارُ إِذَا قَرَأتَ عَلَيهِمُ القُرآنَ وَ عَرَضتَ عَلَيهِمُ الإِيمَانَ لَا يَعلَمُونَ مِثلَ البَهَائِمِ

18-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] وَ مَثَلُ الّذِينَ كَفَرُواالآيَةَ قَالَ الإِمَامُ ع قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ مَثَلُ الّذِينَ كَفَرُوا فِي عِبَادَتِهِمُ الأَصنَامَ وَ اتّخَاذِهِمُ الأَندَادَ مِن دُونِ مُحَمّدٍ وَ عَلِيّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَاكَمَثَلِ ألّذِي يَنعِقُ بِما لا يَسمَعُيَصُوتُ بِمَا لَا يَسمَعُإِلّا دُعاءً وَ نِداءً لَا يَفهَمُ مَا يُرَادُ مِنهُ فيتعب [فَيُغِيثَ]المُستَغِيثَ بِهِ وَ يُعِينَ مَنِ استَغَاثَهُ[استَعَانَهُ]صُمّ بُكمٌ عمُي‌ٌ مِنَ الهُدَي فِي اتّبَاعِهِمُ الأَندَادَ مِن دُونِ اللّهِ وَ الأَضدَادَ لِأَولِيَاءِ اللّهِ الّذِينَ سَمّوهُم بِأَسمَاءِ خِيَارِ خُلَفَاءِ اللّهِ وَ لَقّبُوهُم بِأَلقَابِ أَفَاضِلِ الأَئِمّةِ الّذِينَ نَصَبَهُمُ اللّهُ لِإِقَامَةِ دِينِ اللّهِفَهُم لا يَعقِلُونَأَمرَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ

قَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع هَذَا فِي عُبّادِ الأَصنَامِ وَ فِي النّصّابِ لِأَهلِ بَيتِ مُحَمّدٍص نبَيِ‌ّ اللّهِ هُم أَتبَاعُ إِبلِيسَ وَ عُتَاةُ مَرَدَتِهِ سَوفَ يُصَيّرُونَهُم إِلَي الهَاوِيَةِ

19-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ]لَيسَ البِرّ أَن تُوَلّوا وُجُوهَكُمالآيَةَ قَالَ الإِمَامُ قَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع إِنّ رَسُولَ اللّهِص لَمّا أَن فَضّلَ عَلِيّاً وَ أَخبَرَ عَن جَلَالَتِهِ عِندَ رَبّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ أَبَانَ عَن فَضَائِلِ شِيعَتِهِ وَ أَنصَارِ دَعوَتِهِ وَ وَبّخَ اليَهُودَ وَ النّصَارَي عَلَي كُفرِهِم وَ


صفحه : 188

كِتمَانِهِم مُحَمّداً وَ عَلِيّاً عَلَيهِمَا الصّلَاةُ وَ السّلَامُ فِي كُتُبِهِم بِفَضَائِلِهِم وَ مَحَاسِنِهِم فَخَرَتِ اليَهُودُ وَ النّصَارَي عَلَيهِم فَقَالَ اليَهُودُ قَد صَلّينَا إِلَي قِبلَتِنَا هَذِهِ الصّلَوَاتِ الكَثِيرَةَ وَ فِينَا مَن يحُييِ‌ اللّيلَ صَلَاةً إِلَيهَا وَ هيِ‌َ قِبلَةُ مُوسَي التّيِ‌ أَمَرَنَا بِهَا وَ قَالَتِ النّصَارَي قَد صَلّينَا إِلَي قِبلَتِنَا هَذِهِ الصّلَوَاتِ الكَثِيرَةَ وَ فِينَا مَن يحُييِ‌ اللّيلَ صَلَاةً إِلَيهَا وَ هيِ‌َ قِبلَةُ عِيسَي التّيِ‌ أَمَرَنَا بِهَا وَ قَالَ كُلّ وَاحِدٍ مِنَ الفَرِيقَينِ أَ تَرَي رَبّنَا يُبطِلُ أَعمَالَنَا هَذِهِ الكَثِيرَةَ وَ صَلَاتَنَا إِلَي قِبلَتِنَا لِأَنّا لَا نَتّبِعُ مُحَمّداً عَلَي هَوَاهُ فِي نَفسِهِ وَ أَخِيهِ فَأَنزَلَ اللّهُ تَعَالَي يَا مُحَمّدُص قُللَيسَ البِرّالطّاعَةَ التّيِ‌ تَنَالُونَ بِهَا الجِنَانَ وَ تَستَحِقّونَ بِهَا الغُفرَانَ وَ الرّضوَانَأَن تُوَلّوا وُجُوهَكُم قِبَلَ المَشرِقِبِصَلَاتِكُم أَيّهَا النّصَارَي وَ قِبَلَ المَغرِبِ أَيّهَا اليَهُودُ وَ أَنتُم لِأَمرِ اللّهِ مُخَالِفُونَ وَ عَلَي ولَيِ‌ّ اللّهِ مُغتَاظُونَوَ لكِنّ البِرّ مَن آمَنَ بِاللّهِبِأَنّهُ الوَاحِدُ الأَحَدُ الفَردُ الصّمَدُ يُعَظّمُ مَن يَشَاءُ وَ يُكرِمُ مَن يَشَاءُ وَ يُهِينُ مَن يَشَاءُ وَ يُذِلّهُ لَا رَادّ لِأَمرِ اللّهِ وَلا مُعَقّبَ لِحُكمِهِ وَ آمَنَ بِاليَومِ الآخِرِ يَومِ القِيَامَةِ التّيِ‌ أَفضَلُ مَن يُوَافِيهَا مُحَمّدٌ سَيّدُ النّبِيّينَ وَ بَعدَهُ عَلِيّ أَخُوهُ وَ صَفِيّهُ سَيّدُ الوَصِيّينَ وَ التّيِ‌ لَا يَحضُرُهَا مِن شِيعَةِ مُحَمّدٍ أَحَدٌ إِلّا أَضَاءَت فِيهَا أَنوَارُهُ فَصَارَ فِيهَا إِلَي جَنّاتِ النّعِيمِ هُوَ وَ إِخوَانُهُ وَ أَزوَاجُهُ وَ ذُرّيّاتُهُ وَ المُحسِنُونَ إِلَيهِ وَ الدّافِعُونَ فِي الدّنيَا عَنهُ وَ لَا يَحضُرُهَا مِن أَعدَاءِ مُحَمّدٍ أَحَدٌ إِلّا غَشِيَتهُ ظُلُمَاتُهَا فَيَسِيرُ فِيهَا إِلَي العَذَابِ الأَلِيمِ هُوَ وَ شُرَكَاؤُهُ فِي عَقدِهِ وَ دِينِهِ وَ مَذهَبِهِ وَ المُتَقَرّبُونَ كَانُوا فِي الدّنيَا إِلَيهِ مِن غَيرِ تَقِيّةٍ لَحِقَتهُم مِنهُ الخَبَرَ

20-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ]وَ مِنَ النّاسِ مَن يُعجِبُكَ قَولُهُ فِي الحَياةِ الدّنياالآيَةَ قَالَ الإِمَامُ ع لَمّا أَمَرَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِي الآيَةِ المُتَقَدّمَةِ بِالتّقوَي سِرّاً وَ عَلَانِيَةً أَخبَرَ مُحَمّداًص أَنّ فِي النّاسِ مَن يُظهِرُهَا وَ يُسِرّ خِلَافَهَا وَ ينَطوَيِ‌ عَلَي معَاَصيِ‌ اللّهِ فَقَالَ


صفحه : 189

يَا مُحَمّدُوَ مِنَ النّاسِ مَن يُعجِبُكَ قَولُهُ فِي الحَياةِ الدّنيا وَ بِإِظهَارِهِ تِلكَ[ لَكَ]الدّينَ وَ الإِسلَامَ وَ تَزَيّنِهِ فِي حَضرَتِكَ بِالوَرَعِ وَ الإِحسَانِوَ يُشهِدُ اللّهَ عَلي ما فِي قَلبِهِبِأَن يَحلِفَ لَكَ بِأَنّهُ مُؤمِنٌ مُخلِصٌ مُصَدّقٌ لِقَولِهِ بِعَمَلِهِوَ إِذا تَوَلّيعَنكَ أَدبَرَسَعي فِي الأَرضِ لِيُفسِدَ فِيها وَ يعَصيِ‌َ بِالكُفرِ المُخَالِفِ لِمَا أَظهَرَ لَكَ وَ الظّلمِ المُبَايِنِ لِمَا وَعَدَ مِن نَفسِهِ بِحَضرَتِكَوَ يُهلِكَ الحَرثَبِأَن يُحرِقَهُ أَو يُفسِدَهُوَ النّسلَبِأَن يَقتُلَ الحَيَوَانَاتِ فَيَقطَعَ نَسلَهَاوَ اللّهُ لا يُحِبّ الفَسادَ لَا يَرضَي بِهِ وَ لَا يَترُكُ أَن يُعَاقِبَ عَلَيهِوَ إِذا قِيلَ لَهُلِهَذَا ألّذِي يُعجِبُكَ قَولُهُاتّقِ اللّهَ وَ دَع سُوءَ صَنِيعِكَأَخَذَتهُ العِزّةُ بِالإِثمِ ألّذِي هُوَ مُحتَقِبُهُ فَيَزدَادُ إِلَي شَرّهِ شَرّاً وَ يُضِيفُ إِلَي ظُلمِهِ ظُلماًفَحَسبُهُ جَهَنّمُجَزَاءً لَهُ عَلَي سُوءِ فِعلِهِ وَ عَذَاباًوَ لَبِئسَ المِهادُتَمهِيدُهَا وَ يَكُونُ دَائِماً فِيهَا

21-فس ،[تفسير القمي‌] وَ يُهلِكَ الحَرثَ وَ النّسلَ قَالَ الحَرثُ فِي هَذَا المَوضِعِ الدّينُ وَ النّسلُ النّاسُ وَ نَزَلَت فِي الثاّنيِ‌ وَ يُقَالُ فِي مُعَاوِيَةَ

22-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَنِ الحُسَينِ بنِ بَشّارٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا الحَسَنِ ع عَن قَولِ اللّهِوَ مِنَ النّاسِ مَن يُعجِبُكَ قَولُهُ فِي الحَياةِ الدّنيا قَالَ فُلَانٌ وَ فُلَانٌوَ يُهلِكَ الحَرثَ وَ النّسلَهُمُ الذّرّيّةُ وَ الحَرثُ الزّرعُ

23-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ وَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَأَلتُهُمَا عَن قَولِهِوَ إِذا تَوَلّي سَعي فِي الأَرضِ إِلَي آخِرِ الآيَةِ فَقَالَ النّسلُ الوَلَدُ وَ الحَرثُ الأَرضُ وَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع الحَرثُ الذّرّيّةُ

24-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَبِي إِسحَاقَ السبّيِعيِ‌ّ عَن عَلِيّ ع فِي قَولِهِوَ إِذا تَوَلّي


صفحه : 190

سَعي فِي الأَرضِ لِيُفسِدَ فِيها وَ يُهلِكَ الحَرثَ وَ النّسلَبِظُلمِهِ وَ سُوءِ سِيرَتِهِوَ اللّهُ لا يُحِبّ الفَسادَ

25-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن سَعدٍ الإِسكَافِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ هُوَ أَلَدّ الخِصامِ قَالَ اللّدّ الخُصُومَةُ

26-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيسَل بنَيِ‌ إِسرائِيلَ كَم آتَيناهُم مِن آيَةٍ بَيّنَةٍفَمِنهُم مَن آمَنَ وَ مِنهُم مَن جَحَدَ وَ مِنهُم مَن أَقَرّ وَ مِنهُم مَن أَنكَرَ

27-فس ،[تفسير القمي‌] ها أَنتُم هؤُلاءِ أَي أَنتُم يَا هَؤُلَاءِحاجَجتُم فِيما لَكُم بِهِ عِلمٌيعَنيِ‌ بِمَا فِي التّورَاةِ وَ الإِنجِيلِفَلِمَ تُحَاجّونَ فِيما لَيسَ لَكُم بِهِ عِلمٌيعَنيِ‌ بِمَا فِي صُحُفِ اِبرَاهِيمَ ع قَولُهُ تَعَالَيوَ تَكتُمُونَ الحَقّ وَ أَنتُم تَعلَمُونَ أَي تَعلَمُونَ مَا فِي التّورَاةِ مِن صِفَةِ رَسُولِ اللّهِص وَ تَكتُمُونَهُ قَولُهُ تَعَالَيوَ قالَت طائِفَةٌ مِن أَهلِ الكِتابِالآيَةَ قَالَ نَزَلَت فِي قَومٍ مِنَ اليَهُودِ قَالُوا آمَنّا باِلذّيِ‌ جَاءَ بِهِ مُحَمّدٌص بِالغَدَاةِ وَ كَفَرُوا بِهِ باِلعشَيِ‌ّ

وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ قالَت طائِفَةٌ مِن أَهلِ الكِتابِ آمِنُوا باِلذّيِ‌ أُنزِلَ عَلَي الّذِينَ آمَنُوا وَجهَ النّهارِ وَ اكفُرُوا آخِرَهُ لَعَلّهُم يَرجِعُونَ فَإِنّ رَسُولَ اللّهِص لَمّا قَدِمَ المَدِينَةَ وَ هُوَ يصُلَيّ‌ نَحوَ بَيتِ المَقدِسِ أَعجَبَ ذَلِكَ اليَهُودَ فَلَمّا صَرَفَهُ اللّهُ عَن بَيتِ المَقدِسِ إِلَي البَيتِ الحَرَامِ وَجَدَتِ اليَهُودُ مِن ذَلِكَ وَ كَانَ صَرفُ القِبلَةِ فِي صَلَاةِ الظّهرِ فَقَالُوا صَلّي مُحَمّدٌ الغَدَاةَ وَ استَقبَلَ قِبلَتَنَا فَآمِنُوا باِلذّيِ‌ أُنزِلَ عَلَي مُحَمّدٍ وَجهَ النّهَارِ وَ اكفُرُوا آخِرَهُ يَعنُونَ القِبلَةَ حِينَ استَقبَلَ رَسُولُ اللّهِص المَسجِدَ الحَرَامَ لَعَلّهُم يَرجِعُونَ إِلَي قِبلَتِنَا

28-فس ،[تفسير القمي‌]ذلِكَ بِأَنّهُم قالُوا لَيسَ عَلَينا فِي الأُمّيّينَ سَبِيلٌ فَإِنّ اليَهُودَ قَالُوا يَحِلّ لَنَا أَن نَأخُذَ مَالَ الأُمّيّينَ وَ الأُمّيّونَ الّذِينَ لَيسَ مَعَهُم كِتَابٌ فَرَدّ اللّهُ عَلَيهِم


صفحه : 191

فَقَالَوَ يَقُولُونَ عَلَي اللّهِ الكَذِبَ وَ هُم يَعلَمُونَ قَولُهُإِنّ الّذِينَ يَشتَرُونَ بِعَهدِ اللّهِ وَ أَيمانِهِم ثَمَناً قَلِيلًا قَالَ يَتَقَرّبُونَ إِلَي النّاسِ بِأَنّهُم مُسلِمُونَ فَيَأخُذُونَ مِنهُم وَ يَخُونُونَهُم وَ مَا هُم بِمُسلِمِينَ عَلَي الحَقِيقَةِ قَولُهُ تَعَالَيوَ إِنّ مِنهُم لَفَرِيقاً يَلوُونَ أَلسِنَتَهُم بِالكِتابِالآيَةَ قَالَ كَانَ اليَهُودُ يَقرَءُونَ شَيئاً لَيسَ فِي التّورَاةِ وَ يَقُولُونَ هُوَ فِي التّورَاةِ فَكَذّبَهُمُ اللّهُ قَولُهُما كانَ لِبَشَرٍالآيَةَ أَي إِنّ عِيسَي لَم يَقُل لِلنّاسِ إنِيّ‌ خَلَقتُكُم فَكُونُوا عِبَاداً لِي مِن دُونِ اللّهِ وَ لَكِن قَالَ لَهُم كُونُوا رَبّانِيّينَ أَي عُلَمَاءَ قَولُهُوَ لا يَأمُرَكُمالآيَةَ قَالَ كَانَ قَومٌ يَعبُدُونَ المَلَائِكَةَ وَ قَومٌ مِنَ النّصَارَي زَعَمُوا أَنّ عِيسَي رَبّ وَ اليَهُودُ قَالُوا عُزَيرٌ ابنُ اللّهِ فَقَالَ اللّهُلا يَأمُرَكُم أَن تَتّخِذُوا المَلائِكَةَ وَ النّبِيّينَ أَرباباً

29-فس ،[تفسير القمي‌] أَ فَغَيرَ دِينِ اللّهِ يَبغُونَ قَالَ أَ غَيرَ هَذَا ألّذِي قُلتُ لَكُم أَن تُقِرّوا بِمُحَمّدٍ وَ وَصِيّهِوَ لَهُ أَسلَمَ مَن فِي السّماواتِ وَ الأَرضِ طَوعاً وَ كَرهاً أَي فَرَقاً مِنَ السّيفِ

30-فس ،[تفسير القمي‌] كُلّ الطّعامِ كانَ حِلّا لبِنَيِ‌ إِسرائِيلَالآيَةَ قَالَ إِنّ يَعقُوبَ كَانَ يُصِيبُهُ عِرقُ النّسَا فَحَرّمَ عَلَي نَفسِهِ لَحمَ الجَمَلِ فَقَالَتِ اليَهُودُ إِنّ لَحمَ الجَمَلِ مُحَرّمٌ فِي التّورَاةِ فَقَالَ عَزّ وَ جَلّ لَهُمفَأتُوا بِالتّوراةِ فَاتلُوها إِن كُنتُم صادِقِينَإِنّمَا حَرّمَ هَذَا إِسرَائِيلُ عَلَي نَفسِهِ وَ لَم يُحَرّمهُ عَلَي النّاسِ

31-شي‌،[تفسير العياشي‌] ابنُ أَبِي يَعفُورٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن قَولِ اللّهِكُلّ الطّعامِ كانَ حِلّا لبِنَيِ‌ إِسرائِيلَ إِلّا ما حَرّمَ إِسرائِيلُ عَلي نَفسِهِ قَالَ إِنّ إِسرَائِيلَ كَانَ إِذَا أَكَلَ لُحُومَ الإِبِلِ هَيّجَ عَلَيهِ وَجَعَ الخَاصِرَةِ فَحَرّمَ عَلَي نَفسِهِ لَحمَ الإِبِلِ وَ ذَلِكَمِن قَبلِ أَن تُنَزّلَ التّوراةُ فَلَمّا أُنزِلَتِ التّورَاةُ لَم يُحَرّمهُ وَ لَم يَأكُلهُ


صفحه : 192

32-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن سَمَاعَةَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ فِي قَولِ اللّهِقُل قَد جاءَكُم رُسُلٌ مِن قبَليِ‌ بِالبَيّناتِ وَ باِلذّيِ‌ قُلتُم فَلِمَ قَتَلتُمُوهُم إِن كُنتُم صادِقِينَ وَ قَد عَلِمَ أَنّ هَؤُلَاءِ لَم تَقتُلُوا وَ لَكِن لَقَد كَانَ هَوَاهُم مَعَ الّذِينَ قَتَلُوا فَسَمّاهُمُ اللّهُ قَاتِلِينَ لِمُتَابَعَةِ هَوَاهُم وَ رِضَاهُم بِذَلِكَ الفِعلِ

33-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن مُحَمّدِ بنِ هَاشِمٍ عَمّن حَدّثَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَمّا نَزَلَت هَذِهِ الآيَاتُقُل قَد جاءَكُم رُسُلٌ مِن قبَليِ‌ بِالبَيّناتِ وَ باِلذّيِ‌ قُلتُم فَلِمَ قَتَلتُمُوهُم إِن كُنتُم صادِقِينَ وَ قَد عَلِمَ أَن قَالُوا وَ اللّهِ مَا قَتَلنَا وَ لَا شَهِدنَا قَالَ وَ إِنّمَا قِيلَ لَهُمُ ابرَءُوا مِمّن قَتَلَهُم فَأَبَوا

34-فس ،[تفسير القمي‌] لَقَد سَمِعَ اللّهُ قَولَ الّذِينَ قالُوا إِنّ اللّهَ فَقِيرٌ وَ نَحنُ أَغنِياءُ قَالَ وَ اللّهِ مَا رَأَوُا اللّهَ فَيَعلَمُونَ أَنّهُ فَقِيرٌ وَ لَكِنّهُم رَأَوا أَولِيَاءَ اللّهِ فُقَرَاءَ فَقَالُوا لَو كَانَ اللّهُ غَنِيّاً لَأَغنَي أَولِيَاءَهُ فَافتَخَرُوا عَلَي اللّهِ بِالغِنَي وَ أَمّا قَولُهُالّذِينَ قالُوا إِنّ اللّهَ عَهِدَ إِلَينا أَلّا نُؤمِنَ لِرَسُولٍ حَتّي يَأتِيَنا بِقُربانٍ تَأكُلُهُ النّارُفَكَانَ عِندَ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ طَستٌ كَانُوا يُقَرّبُونَ فِيهِ القُربَانَ فَيَضَعُونَهُ فِي الطّستِ فتَجَيِ‌ءُ نَارٌ فَتَقَعُ فِيهِ فَتُحرِقُهُ فَقَالُوا لِرَسُولِ اللّهِص لَن نُؤمِنَ لَكَ حَتّي تَأتِيَنَا بِقُربَانٍ تَأكُلُهُ النّارُ كَمَا كَانَ لبِنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَقَالَ اللّهُ تَعَالَيقُللَهُم يَا مُحَمّدُقَد جاءَكُم رُسُلٌ مِن قبَليِ‌ بِالبَيّناتِ وَ باِلذّيِ‌ قُلتُم فَلِمَ قَتَلتُمُوهُم إِن كُنتُم صادِقِينَ

وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِفَإِن كَذّبُوكَ فَقَد كُذّبَ رُسُلٌ مِن قَبلِكَ جاؤُ بِالبَيّناتِالآيَاتِوَ الزّبُرِ هُوَ كُتُبُ الأَنبِيَاءِوَ الكِتابِ المُنِيرِالحَلَالِ وَ الحَرَامِ

35-فس ،[تفسير القمي‌] فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ إِذ أَخَذَ اللّهُ مِيثاقَ الّذِينَ أُوتُوا الكِتابَ لَتُبَيّنُنّهُ لِلنّاسِ وَ لا تَكتُمُونَهُ ذَلِكَ أَنّ اللّهَ أَخَذَ


صفحه : 193

مِيثَاقَ الّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ فِي مُحَمّدٍص لَتُبَيّنُنّهُ لِلنّاسِ إِذَا خَرَجَ وَ لَا تَكتُمُونَهُفَنَبَذُوهُ وَراءَ ظُهُورِهِم يَقُولُ نَبَذُوا عَهدَ اللّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِموَ اشتَرَوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلًا فَبِئسَ ما يَشتَرُونَ

36-شي‌،[تفسير العياشي‌]عَمرُو بنُ شِمرٍ عَن جَابِرٍ قَالَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ عَلَي مُحَمّدٍص هَكَذَا يَا أَيّهَا الّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ آمِنُوا بِمَا أَنزَلتُ فِي عَلِيّ مُصَدّقاً لِمَا مَعَكُم مِن قَبلِ أَن نَطمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدّهَا عَلَي أَعقَابِهَا الآيَةَ فَأَمّا قَولُهُمُصَدّقاً لِما مَعَكُميعَنيِ‌ مُصَدّقاً بِرَسُولِ اللّهِص

37-فس ،[تفسير القمي‌]أَ لَم تَرَ إِلَي الّذِينَ يُزَكّونَ أَنفُسَهُم بَلِ اللّهُ يزُكَيّ‌ مَن يَشاءُ قَالَ هُمُ الّذِينَ سَمّوا أَنفُسَهُم بِالصّدّيقِ وَ الفَارُوقِ وَ ذيِ‌ النّورَينِ قَولُهُوَ لا يُظلَمُونَ فَتِيلًا قَالَ القِشرَةُ التّيِ‌ تَكُونُ عَلَي النّوَاةِ ثُمّ كَنّي عَنهُم فَقَالَانظُر كَيفَ يَفتَرُونَ عَلَي اللّهِ الكَذِبَ وَ هُم هَؤُلَاءِ الثّلَاثَةُ وَ قَولُهُأَ لَم تَرَ إِلَي الّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الكِتابِ يُؤمِنُونَ بِالجِبتِ وَ الطّاغُوتِ وَ يَقُولُونَ لِلّذِينَ كَفَرُوا هؤُلاءِ أَهدي مِنَ الّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا قَالَ نَزَلَت فِي اليَهُودِ حِينَ سَأَلَهُم مُشرِكُو العَرَبِ فَقَالُوا أَ دِينُنُا أَفضَلُ أَم دِينُ مُحَمّدٍ قَالُوا بَلَي دِينُكُم أَفضَلُ وَ قَد روُيِ‌َ فِيهِ أَيضاً أَنّهَا نَزَلَت فِي الّذِينَ غَصَبُوا آلَ مُحَمّدٍ حَقّهُم وَ حَسَدُوا مَنزِلَتَهُم فَقَالَ اللّهُأُولئِكَ الّذِينَ لَعَنَهُمُ اللّهُ وَ مَن يَلعَنِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ نَصِيراً أَم لَهُم نَصِيبٌ مِنَ المُلكِ فَإِذاً لا يُؤتُونَ النّاسَ نَقِيراًيعَنيِ‌ النّقطَةَ التّيِ‌ فِي ظَهرِ النّوَاةِ ثُمّ قَالَأَم يَحسُدُونَ النّاسَيعَنيِ‌ بِالنّاسِ هُنَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ الأَئِمّةَ ع عَلي ما


صفحه : 194

آتاهُمُ اللّهُ مِن فَضلِهِ فَقَد آتَينا آلَ اِبراهِيمَ الكِتابَ وَ الحِكمَةَ وَ آتَيناهُم مُلكاً عَظِيماً وَ هيِ‌َ الخِلَافَةُ بَعدَ النّبُوّةِ وَ هُمُ الأَئِمّةُ ع

حدَثّنَيِ‌ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع عَن أَبِيهِ عَن يُونُسَ عَن أَبِي جَعفَرٍ الأَحوَلِ عَن حَنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قُلتُ قَولُهُفَقَد آتَينا آلَ اِبراهِيمَ الكِتابَ قَالَ النّبُوّةَ قُلتُوَ الحِكمَةَ قَالَ الفَهمَ وَ القَضَاءَوَ آتَيناهُم مُلكاً عَظِيماً قَالَ الطّاعَةَ المَفرُوضَةَ

38-فس ،[تفسير القمي‌] يُرِيدُونَ أَن يَتَحاكَمُوا إِلَي الطّاغُوتِنَزَلَت فِي الزّبَيرِ بنِ العَوّامِ فَإِنّهُ نَازَعَ رَجُلًا مِنَ اليَهُودِ فِي حَدِيقَةٍ فَقَالَ الزّبَيرُ تَرضَي[نَرضَي]بِابنِ شَيبَةَ اليهَوُديِ‌ّ وَ قَالَ اليهَوُديِ‌ّ نَرضَي بِمُحَمّدٍص فَأَنزَلَ اللّهُ تَعَالَيأَ لَم تَرَ إِلَي الّذِينَ يَزعُمُونَ أَنّهُم آمَنُوا بِما أُنزِلَ إِلَيكَ إِلَي قَولِهِرَأَيتَ المُنافِقِينَ يَصُدّونَ عَنكَ صُدُوداًهُم أَعدَاءُ آلِ مُحَمّدٍص كُلّهُم جَرَت فِيهِم هَذِهِ الآيَةُ

39-فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن مَنصُورٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ وَ أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَا المُصِيبَةُ هيِ‌َ الخَسفُ وَ اللّهِ بِالفَاسِقِينَ عِندَ الحَوضِ قَولُ اللّهِفَكَيفَ إِذا أَصابَتهُم مُصِيبَةٌالآيَةَ

40-فس ،[تفسير القمي‌] وَ لَو لا فَضلُ اللّهِ عَلَيكُم وَ رَحمَتُهُ قَالَ الفَضلُ رَسُولُ اللّهِص وَ الرّحمَةُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ

41-فس ،[تفسير القمي‌] لَيسَ بِأَمانِيّكُم وَ لا أمَانيِ‌ّ أَهلِ الكِتابِيعَنيِ‌ لَيسَ مَا تَتَمَنّونَ أَنتُم وَ لَا أَهلُ الكِتَابِ أَي أَن لَا تُعَذّبُوا بِأَفعَالِكُم قَولُهُوَ لا يُظلَمُونَ نَقِيراًهيِ‌َ النّقطَةُ التّيِ‌ فِي النّوَاةِ

42-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَنِ الحَارِثِ بنِ المُغِيرَةِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِوَ إِن مِن


صفحه : 195

أَهلِ الكِتابِ إِلّا لَيُؤمِنَنّ بِهِ قَبلَ مَوتِهِ وَ يَومَ القِيامَةِ يَكُونُ عَلَيهِم شَهِيداً قَالَ هُوَ رَسُولُ اللّهِص

43-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَنِ المُفَضّلِ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن قَولِ اللّهِوَ إِن مِن أَهلِ الكِتابِالآيَةَ فَقَالَ هَذِهِ فِينَا نَزَلَت خَاصّةً إِنّهُ لَيسَ رَجُلٌ مِن وُلدِ فَاطِمَةَ ع يَمُوتُ وَ لَا يَخرُجُ مِنَ الدّنيَا حَتّي يُقِرّ لِلإِمَامِ بِإِمَامَتِهِ كَمَا أَقَرّ وُلدُ يَعقُوبَ لِيُوسُفَ حِينَ قَالُواتَاللّهِ لَقَد آثَرَكَ اللّهُ عَلَينا

44-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِ فِي عِيسَيوَ إِن مِن أَهلِ الكِتابِالآيَةَ فَقَالَ إِنّمَا إِيمَانُ أَهلِ الكِتَابِ لِمُحَمّدٍص

45-فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمّدٍ عَن سُلَيمَانَ بنِ دَاوُدَ المنِقرَيِ‌ّ عَن أَبِي حَمزَةَ عَن شَهرِ بنِ حَوشَبٍ قَالَ قَالَ لِيَ الحَجّاجُ يَا شَهرُ آيَةٌ فِي كِتَابِ اللّهِ قَد أعَيتَنيِ‌ فَقُلتُ أَيّهَا الأَمِيرُ أَيّةُ آيَةٍ هيِ‌َ فَقَالَ قَولُهُوَ إِن مِن أَهلِ الكِتابِ إِلّا لَيُؤمِنَنّ بِهِ قَبلَ مَوتِهِ وَ اللّهِ إنِيّ‌ لَأَمُرّ باِليهَوُديِ‌ّ وَ النصّراَنيِ‌ّ فَتُضرَبُ عُنُقُهُ ثُمّ أَرمَقُهُ بعِيَنيِ‌ فَمَا أَرَاهُ يُحَرّكُ شَفَتَيهِ حَتّي يَخمُدَ فَقُلتُ أَصلَحَ اللّهُ الأَمِيرَ لَيسَ عَلَي مَا تَأَوّلتَ قَالَ كَيفَ هُوَ قُلتُ إِنّ عِيسَي يَنزِلُ قَبلَ يَومِ القِيَامَةِ إِلَي الدّنيَا فَلَا يَبقَي أَهلُ مِلّةِ يهَوُديِ‌ّ وَ لَا غَيرِهِ إِلّا آمَنَ بِهِ قَبلَ مَوتِهِ وَ يصُلَيّ‌ خَلفَ المهَديِ‌ّ قَالَ وَيحَكَ أَنّي لَكَ هَذَا وَ مِن أَينَ جِئتَ بِهِ فَقُلتُ حدَثّنَيِ‌ بِهِ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَقَالَ جِئتَ وَ اللّهِ بِهَا مِن عَينٍ صَافِيَةٍ

46-فس ،[تفسير القمي‌] قَولُهُ تَعَالَيفَبِظُلمٍ مِنَ الّذِينَ هادُواالآيَةَفَإِنّهُ حدَثّنَيِ‌ أَبِي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَبِي يَعفُورٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ

مَن زَرَعَ حِنطَةً فِي أَرضٍ فَلَم تَزكُ فِي أَرضِهِ وَ زَرعِهِ وَ خَرَجَ زَرعُهُ كَثِيرَ الشّعِيرِ فَبِظُلمِ عَمَلِهِ فِي مِلكِ


صفحه : 196

رَقَبَةِ الأَرضِ أَو بِظُلمٍ لِمُزَارِعِهِ وَ أَكَرَتِهِ لِأَنّ اللّهَ يَقُولُفَبِظُلمٍ مِنَ الّذِينَ هادُوا حَرّمنا عَلَيهِم طَيّباتٍ أُحِلّت لَهُم وَ بِصَدّهِم عَن سَبِيلِ اللّهِ كَثِيراًيعَنيِ‌ لُحُومَ الإِبِلِ وَ البَقَرِ وَ الغَنَمِ هَكَذَا أَنزَلَهَا اللّهُ فَاقرَءُوهَا هَكَذَا وَ مَا كَانَ اللّهُ لِيُحِلّ شَيئاً فِي كِتَابِهِ ثُمّ يُحَرّمَهُ بَعدَ مَا أَحَلّهُ وَ لَا يُحَرّمَ شَيئاً ثُمّ يُحِلّهُ بَعدَ مَا حَرّمَهُ قُلتُ وَ كَذَلِكَ أَيضاًوَ مِنَ البَقَرِ وَ الغَنَمِ حَرّمنا عَلَيهِم شُحُومَهُما قَالَ نَعَم قُلتُ فَقَولُهُإِلّا ما حَرّمَ إِسرائِيلُ عَلي نَفسِهِ قَالَ إِنّ إِسرَائِيلَ كَانَ إِذَا أَكَلَ مِن لَحمِ الإِبِلِ يُهَيّجُ عَلَيهِ وَجَعَ الخَاصِرَةِ فَحَرّمَ عَلَي نَفسِهِ لَحمَ الإِبِلِ وَ ذَلِكَ مِن قَبلِ أَن تُنَزّلَ التّورَاةُ فَلَمّا نُزّلَتِ التّورَاةُ لَم يُحَرّمهُ وَ لَم يَأكُلهُ

بيان أقول رَوَاهُ العيَاّشيِ‌ّ عَنِ ابنِ أَبِي يَعفُورٍ وَ سَاقَهُ إِلَي قَولِهِ يعَنيِ‌ لُحُومَ الإِبِلِ وَ البَقَرِ وَ الغَنَمِ وَ قَالَ إِنّ إِسرَائِيلَ كَانَ إِذَا أَكَلَ مِن لَحمِ البَقَرِ إِلَي آخِرِ الخَبَرِ

ولعله إنما أسقط الزوائد لإعضالها وعدم استقامة معناها بلا تكلف و ألذي سنح لي في حله أنه ع قرأ حَرَمنَا عَلَيهِم بالتخفيف أي جعلناهم محرومين من تلك الطيبات وإنما عدي‌ بعلي بتضمين معني السخط ونحوه والحاصل أنهم لماظلموا أنفسهم بارتكاب المحرمات سلبنا عنهم اللطف والتوفيق حتي ابتدعوا وحرموا الطيبات علي أنفسهم . ثم استدل ع علي أن هذه القراءة أولي و هذاالمعني أحري بأن ظلم اليهود كان بعد موسي علي نبينا وآله و عليه السلام و لم ينسخ التوراة كتاب بعده سوي الإنجيل واليهود لم يعملوا بحكم الإنجيل فتعين أن يكون التحريم من قبل أنفسهم فقوله ثم يحرمه بعد ماأحله أي في غير هذاالكتاب و بعدذهاب النبي ألذي نزل عليه الكتاب فلاينافي‌ نسخ الكتاب بالكتاب وبالسنة ثم سأل السائل عن قوله حَرّمنَا عَلَيهِم شُحُومَهُمَا فقال ع هنا أيضا كذلك بالتخفيف بهذا المعني و أما قوله تعالي إِلّا ما حَرّمَ إِسرائِيلُ عَلي نَفسِهِفهو بالتشديد لأنه مصرح بأنه إنما حرم علي نفسه بفعله و لم يحرمه الله عليه ويحتمل علي بعد أن يكون المعني أنه ع


صفحه : 197

لمااستشهد بالآية علي أن الله تعالي قديذهب ببعض النعم لمعاصي‌ العباد عرف السائل بأن المراد بالتحريم هاهنا مايناسب هذاالمعني و هوابتلاؤهم ببلاء لم يمكنهم الانتفاع بهاإما بآفة أوبأن يستولي‌ الشيطان عليهم فيحرموها علي أنفسهم ثم أكد ذلك بقوله هكذا أنزلها الله أي بهذا المعني و إن لم يختلف اللفظ فاقرءوها هكذا أي قاصدين هذاالمعني لا مافهمه الناس والأول أصوب و أما قوله و لم يأكله فالظاهر أن المراد به موسي علي نبينا وآله و عليه السلام أي لم يحرمه موسي علي نبينا وآله و عليه السلام أوالكتاب و لم يأكله موسي تنزها أولاشتراك العلة بينه و بين إسرائيل ويحتمل أن يكون المعني أنه نزل في التوراة أن إسرائيل لم يحرمه و لم يأكله

47-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سُلَيمَانَ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع قَولُهُقَد جاءَكُم بُرهانٌ مِن رَبّكُم وَ أَنزَلنا إِلَيكُم نُوراً مُبِيناً قَالَ البُرهَانُ مُحَمّدٌص وَ النّورُ عَلِيّ ع قَالَ قُلتُ قَولُهُصِراطاً مُستَقِيماً قَالَ الصّرَاطُ المُستَقِيمُ عَلِيّ ع

48-فس ،[تفسير القمي‌]وَ مِنَ الّذِينَ قالُوا إِنّا نَصاري أَخَذنا مِيثاقَهُم قَالَ عَنَي أَنّ عِيسَي ابنَ مَريَمَ عَبدٌ مَخلُوقٌ فَجَعَلُوهُ رَبّاًفَنَسُوا حَظّا مِمّا ذُكّرُوا بِهِ قَولُهُيا أَهلَ الكِتابِ قَد جاءَكُم رَسُولُنا يُبَيّنُ لَكُم كَثِيراً مِمّا كُنتُم تُخفُونَ مِنَ الكِتابِ وَ يَعفُوا عَن كَثِيرٍ قَالَ يُبَيّنُ النّبِيّص مَا أَخفَيتُمُوهُ مِمّا فِي التّورَاةِ مِن أَخبَارِهِ وَ يَدَعُ كَثِيراً لَا يُبَيّنُهُقَد جاءَكُم مِنَ اللّهِ نُورٌ وَ كِتابٌ مُبِينٌيعَنيِ‌ بِالنّورِ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ الأَئِمّةَ ع قَولُهُقَد جاءَكُم رَسُولُنا يُبَيّنُ لَكُممُخَاطَبَةٌ لِأَهلِ الكِتَابِيُبَيّنُ لَكُم عَلي فَترَةٍ مِنَ الرّسُلِ قَالَ عَلَي انقِطَاعٍ مِنَ الرّسُلِ ثُمّ احتَجّ عَلَيهِم فَقَالَأَن تَقُولُوا أَي لِئَلّا تَقُولُوا


صفحه : 198

قَولُهُاذكُرُوا نِعمَتَ اللّهِ عَلَيكُم إِذ جَعَلَ فِيكُم أَنبِياءَ وَ جَعَلَكُم مُلُوكاًيعَنيِ‌ فِي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ لَم يَجمَعِ اللّهُ لَهُمُ النّبُوّةَ وَ المُلكَ فِي بَيتٍ وَاحِدٍ ثُمّ جَمَعَ اللّهُ لِنَبِيّهِص

49-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن يَعقُوبَ بنِ شُعَيبٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن قَولِ اللّهِقالَتِ اليَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغلُولَةٌ قَالَ فَقَالَ لِي كَذَا وَ قَالَ وَ أَومَأَ بِيَدِهِ إِلَي عُنُقِهِ وَ لَكِنّهُ قَالَ قَد فَرَغَ مِنَ الأَشيَاءِ

وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي يعَنيِ‌ قَولَهُم فَرَغَ مِنَ الأَمرِ

وَ عَن حَمّادٍ عَنهُ ع قَالَ يَعنُونَ أَنّهُ قَد فَرَغَ مِمّا هُوَ كَائِنٌلُعِنُوا بِما قالُوا قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّبَل يَداهُ مَبسُوطَتانِ

50-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِكُلّما أَوقَدُوا ناراً لِلحَربِ أَطفَأَهَا اللّهُكُلّمَا أَرَادَ جَبّارٌ مِنَ الجَبَابِرَةِ هَلَكَةَ آلِ مُحَمّدٍ قَصَمَهُ اللّهُ

51-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِ تَعَالَي وَ لَو أَنّ أَهلَ الكِتَابِأَقامُوا التّوراةَ وَ الإِنجِيلَ وَ ما أُنزِلَ إِلَيهِم مِن رَبّهِم قَالَ الوَلَايَةُ

52-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَبِي الصّهبَاءِ البكَريِ‌ّ قَالَ سَمِعتُ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع وَ دَعَا رَأسَ الجَالُوتِ وَ أُسقُفّ النّصَارَي فَقَالَ إنِيّ‌ سَائِلُكُمَا عَن أَمرٍ وَ أَنَا أَعلَمُ بِهِ مِنكُمَا فَلَا تكَتمُاَنيِ‌ ثُمّ دَعَا أُسقُفّ النّصَارَي فَقَالَ أُنشِدُكَ بِاللّهِ ألّذِي أَنزَلَ الإِنجِيلَ عَلَي عِيسَي وَ جَعَلَ عَلَي رِجلِهِ البَرَكَةَ وَ كَانَ يبُر‌ِئُ الأَكمَهَ وَ الأَبرَصَ وَ أَبرَأَ أَكمَهَ العَينِ وَ أَحيَا المَيّتَ وَ صَنَعَ لَكُم مِنَ الطّينِ طُيُوراً وَ أَنبَأَكُم بِمَا تَأكُلُونَ وَ مَا تَدّخِرُونَ فَقَالَ دُونَ هَذَا صدق [أَصدُقُ] فَقَالَ عَلِيّ ع بِكَمِ افتَرَقَت بَنُو إِسرَائِيلَ بَعدَ عِيسَي فَقَالَ لَا وَ اللّهِ إِلّا فِرقَةً وَاحِدَةً فَقَالَ عَلِيّ كَذَبتَ وَ ألّذِي لَا إِلَهَ إِلّا هُوَ لَقَدِ افتَرَقَت عَلَي اثنَتَينِ وَ سَبعِينَ فِرقَةً كُلّهَا فِي النّارِ إِلّا فِرقَةً وَاحِدَةً إِنّ اللّهَ يَقُولُمِنهُم أُمّةٌ مُقتَصِدَةٌ وَ كَثِيرٌ مِنهُم ساءَ ما يَعمَلُونَفَهَذِهِ التّيِ‌ تَنجُو

53-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن حُمرَانَ بنِ أَعيَنَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِ اللّهِ تَعَالَييا أَهلَ الكِتابِ لَستُم عَلي شَيءٍ حَتّي تُقِيمُوا التّوراةَ وَ الإِنجِيلَ وَ ما أُنزِلَ إِلَيكُم مِن رَبّكُم وَ لَيَزِيدَنّ كَثِيراً مِنهُم ما أُنزِلَ إِلَيكَ مِن رَبّكَ طُغياناً وَ كُفراً قَالَ هُوَ وَلَايَةُ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع


صفحه : 199

54-فس ،[تفسير القمي‌] وَ قالَتِ اليَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغلُولَةٌالآيَةَ قَالَ قَالُوا قَد فَرَغَ اللّهُ مِنَ الأَمرِ لَا يُحدِثُ اللّهُ غَيرَ مَا قَدّرَهُ فِي التّقدِيرِ الأَوّلِ فَرَدّ اللّهُ عَلَيهِم فَقَالَبَل يَداهُ مَبسُوطَتانِ يُنفِقُ كَيفَ يَشاءُ أَي يُقَدّمُ وَ يُؤَخّرُ وَ يَزِيدُ وَ يَنقُصُ وَ لَهُ البَدَاءُ وَ المَشِيّةُ قَولُهُوَ لَو أَنّهُم أَقامُوا التّوراةَ وَ الإِنجِيلَ وَ ما أُنزِلَ إِلَيهِم مِن رَبّهِميعَنيِ‌ اليَهُودَ وَ النّصَارَيلَأَكَلُوا مِن فَوقِهِم وَ مِن تَحتِ أَرجُلِهِم قَالَ مِن فَوقِهِمُ المَطَرُ وَ مِن تَحتِ أَرجُلِهِم النّبَاتُ قَولُهُمِنهُم أُمّةٌ مُقتَصِدَةٌ قَالَ قَومٌ مِنَ اليَهُودِ دَخَلُوا فِي الإِسلَامِ فَسَمّاهُمُ اللّهُ مُقتَصِدَةً

55-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن مَروَانَ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ ذَكَرَ النّصَارَي وَ عَدَاوَتَهُم فَقُلتُ قَولُ اللّهِ تَعَالَيذلِكَ بِأَنّ مِنهُم قِسّيسِينَ وَ رُهباناً وَ أَنّهُم لا يَستَكبِرُونَ قَالَ أُولَئِكَ كَانُوا قَوماً بَينَ عِيسَي وَ مُحَمّدٍص يَنتَظِرُونَ مجَيِ‌ءَ مُحَمّدٍص

56-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِما جَعَلَ اللّهُ مِن بَحِيرَةٍ وَ لا سائِبَةٍ وَ لا وَصِيلَةٍ وَ لا حامٍ قَالَ إِنّ أَهلَ الجَاهِلِيّةِ كَانُوا إِذَا وَلَدَتِ النّاقَةُ وَلَدَينِ فِي بَطنٍ قَالُوا وَصَلَت فَلَا يَستَحِلّونَ ذَبحَهَا وَ لَا أَكلَهَا وَ إِذَا وَلَدَت عَشراً جَعَلُوهَا سَائِبَةً فَلَا يَستَحِلّونَ ظَهرَهَا وَ لَا أَكلَهَا وَ الحَامُ فَحلُ الإِبِلِ لَم يَكُونُوا يَستَحِلّونَ فَأَنزَلَ اللّهُ إِنّ اللّهَ لَم يُحَرّم شَيئاً مِن هَذَا وَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ البَحِيرَةُ إِذَا وَلَدَت وَ وَلَدَ وَلَدُهَا بُحِرَت

57-فس ،[تفسير القمي‌] قَولُهُما جَعَلَ اللّهُ مِن بَحِيرَةٍالآيَةَ فَإِنّ البَحِيرَةَ كَانَت إِذَا وَضَعَتِ الشّاةُ خَمسَةَ أَبطُنٍ ففَيِ‌ السّادِسَةِ قَالَتِ العَرَبُ قَد بُحِرَت فَجَعَلُوهَا لِلصّنَمِ وَ لَا تُمنَعُ مَاءً وَ لَا مَرعًي وَ الوَصِيلَةَ إِذَا وَضَعَتِ الشّاةُ خَمسَةَ أَبطُنٍ ثُمّ وَضَعَت فِي السّادِسَةِ جَدياً وَ عَنَاقاً فِي بَطنٍ وَاحِدٍ جَعَلُوا الأُنثَي لِلصّنَمِ وَ قَالُوا وَصَلَت أَخَاهَا وَ حَرّمُوا لَحمَهَا عَلَي النّسَاءِ وَ الحَامَ كَانَ إِذَا كَانَ الفَحلُ مِنَ الإِبِلِ جَدّ الجَدّ قَالُوا حَمَي ظَهرَهُ


صفحه : 200

فَسَمّوهُ حَاماً فَلَا يُركَبُ وَ لَا يُمنَعُ مَاءً وَ لَا مَرعًي وَ لَا يُحمَلُ عَلَيهِ شَيءٌ فَرَدّ اللّهُ عَلَيهِم فَقَالَما جَعَلَ اللّهُ مِن بَحِيرَةٍ إِلَي قَولِهِوَ أَكثَرُهُم لا يَعقِلُونَ

58-فس ،[تفسير القمي‌] وَ إِذ قالَ اللّهُ يا عِيسَي ابنَ مَريَمَ أَ أَنتَ قُلتَ لِلنّاسِ اتخّذِوُنيِ‌ وَ أمُيّ‌ إِلهَينِ مِن دُونِ اللّهِفَلَفظُ الآيَةِ مَاضٍ وَ مَعنَاهُ مُستَقبِلٌ وَ لَم يَقُلهُ بَعدُ وَ سَيَقُولُهُ وَ ذَلِكَ أَنّ النّصَارَي زَعَمُوا أَنّ عِيسَي قَالَ لَهُم إنِيّ‌ وَ أمُيّ‌ إِلَهَانِ مِن دُونِ اللّهِ فَإِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ يَجمَعُ اللّهُ بَينَ النّصَارَي وَ بَينَ عِيسَي فَيَقُولُ لَهُأَ أَنتَ قُلتَ لِلنّاسِ اتخّذِوُنيِ‌ وَ أمُيّ‌ إِلهَينِفَيَقُولُ عِيسَيسُبحانَكَ ما يَكُونُ لِي أَن أَقُولَ ما لَيسَ لِي بِحَقّ إِن كُنتُ قُلتُهُ فَقَد عَلِمتَهُ تَعلَمُ ما فِي نفَسيِ‌ وَ لا أَعلَمُ ما فِي نَفسِكَ إِنّكَ أَنتَ عَلّامُ الغُيُوبِ إِلَي قَولِهِوَ أَنتَ عَلي كُلّ شَيءٍ شَهِيدٌ وَ الدّلِيلُ عَلَي أَنّ عِيسَي لَم يَقُل لَهُم ذَلِكَ قَولُهُهذا يَومُ يَنفَعُ الصّادِقِينَ صِدقُهُم

59-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن ثَعلَبَةَ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي لِعِيسَيأَ أَنتَ قُلتَ لِلنّاسِ اتخّذِوُنيِ‌ وَ أمُيّ‌ إِلهَينِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ لَم يَقُلهُ وَ سَيَقُولُهُ إِنّ اللّهَ إِذَا عَلِمَ أَنّ شَيئاً كَائِنٌ أَخبَرَ عَنهُ خَبَرَ مَا كَانَ

وَ عَن سُلَيمَانَ بنِ خَالِدٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ سُئِلَ عَن هَذِهِ الآيَةِ فَقَالَ إِنّ اللّهَ إِذَا أَرَادَ أَمراً أَن يَكُونَ قَصّهُ قَبلَ أَن يَكُونَ كَأَن قَد كَانَ

60-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن جَابِرٍ الجعُفيِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِتَعلَمُ ما فِي نفَسيِ‌ وَ لا أَعلَمُ ما فِي نَفسِكَ إِنّكَ أَنتَ عَلّامُ الغُيُوبِ قَالَ إِنّ الِاسمَ الأَكبَرَ ثَلَاثَةٌ وَ سَبعُونَ حَرفاً فَاحتَجَبَ الرّبّ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي مِنهَا بِحَرفٍ فَمِن ثَمّ لَا يَعلَمُ أَحَدٌ مَا فِي نَفسِهِ عَزّ وَ جَلّ أَعطَي آدَمَ اثنَينِ وَ سَبعِينَ حَرفاً مِنَ الِاسمِ تَوَارَثَتهَا الأَنبِيَاءُ حَتّي صَارَت إِلَي عِيسَي فَذَلِكَ قَولُ عِيسَيتَعلَمُ ما فِي نفَسيِ‌يعَنيِ‌ اثنَينِ وَ سَبعِينَ حَرفاً مِنَ الِاسمِ الأَكبَرِ يَقُولُ أَنتَ عَلّمتَنِيهَا فَأَنتَ تَعلَمُهَاوَ لا أَعلَمُ ما فِي نَفسِكَ يَقُولُ لِأَنّكَ احتَجَبتَ مِن خَلقِكَ بِذَلِكَ الحَرفِ فَلَا يَعلَمُ أَحَدٌ مَا فِي نَفسِكَ


صفحه : 201

61-فس ،[تفسير القمي‌] قَالَ تَعَالَي حِكَايَةً عَن قُرَيشٍوَ قالُوا لَو لا أُنزِلَ عَلَيهِ مَلَكٌيعَنيِ‌ عَلَي رَسُولِ اللّهِص وَ لَو أَنزَلنا مَلَكاً لقَضُيِ‌َ الأَمرُ ثُمّ لا يُنظَرُونَفَأَخبَرَ عَزّ وَ جَلّ أَنّ الآيَةَ إِذَا جَاءَت وَ المَلَكُ إِذَا نَزَلَ وَ لَم يُؤمِنُوا هَلَكُوا فَاستَعفَي النّبِيّص مِنَ الآيَاتِ رَأفَةً مِنهُ وَ رَحمَةً عَلَي أُمّتِهِ وَ أَعطَاهُ اللّهُ الشّفَاعَةَ ثُمّ قَالَ اللّهُوَ لَو جَعَلناهُ مَلَكاً لَجَعَلناهُ رَجُلًا وَ لَلَبَسنا عَلَيهِم ما يَلبِسُونَ وَ لَقَدِ استهُز‌ِئَ بِرُسُلٍ مِن قَبلِكَ فَحاقَ بِالّذِينَ سَخِرُوا مِنهُم ما كانُوا بِهِ يَستَهزِؤُنَ أَي نَزَلَ بِهِمُ العَذَابُ ثُمّ قَالَقُللَهُم يَا مُحَمّدُسِيرُوا فِي الأَرضِ أَيِ انظُرُوا فِي القُرآنِ وَ أَخبَارِ الأَنبِيَاءِثُمّ انظُرُوا كَيفَ كانَ عاقِبَةُ المُكَذّبِينَ ثُمّ قَالَقُللَهُملِمَن ما فِي السّماواتِ وَ الأَرضِ ثُمّ رَدّ عَلَيهِم فَقَالَقُللَهُملِلّهِ كَتَبَ عَلي نَفسِهِ الرّحمَةَيعَنيِ‌ أَوجَبَ الرّحمَةَ عَلَي نَفسِهِ

62-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَنِ ابنِ أَبِي يَعفُورٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع لَبَسُوا عَلَيهِم لَبَسَ اللّهُ عَلَيهِم فَإِنّ اللّهَ يَقُولُوَ لَلَبَسنا عَلَيهِم ما يَلبِسُونَ

63-فس ،[تفسير القمي‌] فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيقُل أَيّ شَيءٍ أَكبَرُ شَهادَةً قُلِ اللّهُ شَهِيدٌ بيَنيِ‌ وَ بَينَكُم وَ ذَلِكَ أَنّ مشُركِيِ‌ أَهلِ مَكّةَ قَالُوا يَا مُحَمّدُ مَا وَجَدَ اللّهُ رَسُولًا يُرسِلُهُ غَيرَكَ مَا نَرَي أَحَداً يُصَدّقُكَ باِلذّيِ‌ تَقُولُ وَ ذَلِكَ فِي أَوّلِ مَا دَعَاهُم وَ هُوَ يَومَئِذٍ بِمَكّةَ قَالُوا وَ لَقَد سَأَلنَا عَنكَ اليَهُودَ وَ النّصَارَي فَزَعَمُوا أَنّهُ لَيسَ لَكَ ذِكرٌ عِندَهُم فَأتِنَا بِمَن يَشهَدُ أَنّكَ رَسُولُ اللّهِص قَالَ رَسُولُ اللّهِاللّهُ شَهِيدٌ بيَنيِ‌ وَ بَينَكُمالآيَةَ قَالَأَ إِنّكُم لَتَشهَدُونَ أَنّ مَعَ اللّهِ آلِهَةً أُخري يَقُولُ اللّهُ لِمُحَمّدٍص فَإِن شَهِدُوا فَلا تَشهَد مَعَهُم قَالَقُل لا أَشهَدُ قُل إِنّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ وَ إنِنّيِ‌ برَيِ‌ءٌ مِمّا تُشرِكُونَ

64-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن زُرَارَةَ وَ حُمرَانَ عَن أَبِي جَعفَرٍ وَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِ


صفحه : 202

وَ أوُحيِ‌َ إلِيَ‌ّ هذَا القُرآنُ لِأُنذِرَكُم بِهِ وَ مَن بَلَغَيعَنيِ‌ الأَئِمّةَ مِن بَعدِهِ وَ هُم يُنذِرُونَ بِهِ النّاسَ

وَ عَن أَبِي خَالِدٍ الكاَبلُيِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ مَن بَلَغَ أَن يَكُونَ إِمَاماً مِن ذُرّيّتِهِ الأَوصِيَاءُ[ذُرّيّةِ الأَوصِيَاءِ]فَهُوَ يُنذِرُ بِالقُرآنِ كَمَا أَنذَرَ بِهِ رَسُولُ اللّهِ

65-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن عَمّارِ بنِ مِيثَمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَرَأَ رَجُلٌ عِندَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَفَإِنّهُم لا يُكَذّبُونَكَ وَ لكِنّ الظّالِمِينَ بِآياتِ اللّهِ يَجحَدُونَ فَقَالَ بَلَي وَ اللّهِ لَقَد كَذّبُوهُ أَشَدّ المُكَذّبِينَ وَ لَكِنّهَا مُخَفّفَةٌ لَا يُكَذّبُونَكَ لَا يَأتُونَ بِبَاطِلٍ يُكَذّبُونَ بِهِ حَقّكَ

وَ عَنِ الحُسَينِ بنِ المُنذِرِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيفَإِنّهُم لا يُكَذّبُونَكَ قَالَ لَا يَستَطِيعُونَ إِبطَالَ قَولِكَ

66-فس ،[تفسير القمي‌] قَولُهُقَد نَعلَمُ إِنّهُ لَيَحزُنُكَ ألّذِي يَقُولُونَالآيَةَ فَإِنّهَا قُرِئَت عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَقَالَ بَلَي وَ اللّهِ لَقَد كَذّبُوهُ أَشَدّ التّكذِيبِ وَ إِنّمَا نَزَلَت لَا يُكَذّبُونَكَ أَي لَا يَأتُونَ بِحَقّ يُبطِلُونَ حَقّكَ

حدَثّنَيِ‌ أَبِي عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمّدٍ عَن سُلَيمَانَ بنِ دَاوُدَ المنِقرَيِ‌ّ عَن حَفصِ بنِ غِيَاثٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَا حَفصُ إِنّ مَن صَبَرَ صَبَرَ قَلِيلًا وَ إِنّ مَن جَزِعَ جَزِعَ قَلِيلًا ثُمّ قَالَ عَلَيكَ بِالصّبرِ فِي جَمِيعِ أُمُورِكَ فَإِنّ اللّهَ بَعَثَ مُحَمّداًص وَ أَمَرَهُ بِالصّبرِ وَ الرّفقِ فَقَالَوَ اصبِر عَلي ما يَقُولُونَ وَ اهجُرهُم هَجراً جَمِيلًا وَ قَالَادفَع باِلتّيِ‌ هيِ‌َ أَحسَنُ فَإِذَا ألّذِي بَينَكَ وَ بَينَهُ عَداوَةٌ كَأَنّهُ ولَيِ‌ّ حَمِيمٌفَصَبَرَ رَسُولُ اللّهِص حَتّي قَابَلُوهُ بِالعِظَامِ وَ رَمَوهُ بِهَا فَضَاقَ صَدرُهُ فَأَنزَلَ اللّهُوَ لَقَد نَعلَمُ أَنّكَ يَضِيقُ صَدرُكَ بِما يَقُولُونَ ثُمّ كَذّبُوهُ وَ رَمَوهُ فَحَزِنَ لِذَلِكَ فَأَنزَلَ اللّهُقَد نَعلَمُ إِنّهُ لَيَحزُنُكَ ألّذِي يَقُولُونَ فَإِنّهُم لا يُكَذّبُونَكَ وَ لكِنّ الظّالِمِينَ بِآياتِ اللّهِ يَجحَدُونَ وَ لَقَد كُذّبَت رُسُلٌ مِن قَبلِكَ فَصَبَرُوا عَلي ما كُذّبُوا وَ أُوذُوا حَتّي أَتاهُم


صفحه : 203

نَصرُنافَأَلزَمَ نَفسَهُ الصّبرَ فَقَعَدُوا وَ ذَكَرُوا اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي وَ كَذّبُوهُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لَقَد صَبَرتُ فِي نفَسيِ‌ وَ أهَليِ‌ وَ عرِضيِ‌ وَ لَا صَبرَ لِي عَلَي ذِكرِهِم إلِهَيِ‌ فَأَنزَلَ اللّهُ تَعَالَيوَ لَقَد خَلَقنَا السّماواتِ وَ الأَرضَ وَ ما بَينَهُما فِي سِتّةِ أَيّامٍ وَ ما مَسّنا مِن لُغُوبٍ فَاصبِر عَلي ما يَقُولُونَفَصَبَرَص فِي جَمِيعِ أَحوَالِهِ ثُمّ بُشّرَ فِي الأَئِمّةِ مِن عِترَتِهِ وَ وُصِفُوا بِالصّبرِ فَقَالَوَ جَعَلنا مِنهُم أَئِمّةً يَهدُونَ بِأَمرِنا لَمّا صَبَرُوا وَ كانُوا بِآياتِنا يُوقِنُونَفَعِندَ ذَلِكَ قَالَص الصّبرُ مِنَ الإِيمَانِ كَالرّأسِ مِنَ البَدَنِ فَشَكَرَ اللّهُ لَهُ ذَلِكَ فَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيهِوَ تَمّت كَلِمَتُ رَبّكَ الحُسني عَلي بنَيِ‌ إِسرائِيلَ بِما صَبَرُوا وَ دَمّرنا ما كانَ يَصنَعُ فِرعَونُ وَ قَومُهُ وَ ما كانُوا يَعرِشُونَ فَقَالَ آيَةُ بُشرَي وَ انتِقَامٍ فَأَبَاحَ اللّهُ قَتلَ المُشرِكِينَ حَيثُ وُجِدُوا فَقَتَلَهُم عَلَي يدَيَ‌ رَسُولِ اللّهِص وَ أَحِبّائِهِ وَ عَجّلَ لَهُ ثَوَابَ صَبرِهِ مَعَ مَا ادّخَرَ لَهُ فِي الآخِرَةِ

وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِوَ إِن كانَ كَبُرَ عَلَيكَ إِعراضُهُم قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يُحِبّ إِسلَامَ الحَارِثِ بنِ عَامِرِ بنِ نَوفَلِ بنِ عَبدِ مَنَافٍ دَعَاهُ رَسُولُ اللّهِص وَ جَهَدَ بِهِ أَن يُسلِمَ فَغَلَبَ عَلَيهِ الشّقَاءُ فَشَقّ ذَلِكَ عَلَي رَسُولِ اللّهِ فَأَنزَلَ اللّهُ تَعَالَيوَ إِن كانَ كَبُرَ عَلَيكَ إِعراضُهُم إِلَي قَولِهِنَفَقاً فِي الأَرضِ يَقُولُ سَرَباً وَ قَالَ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ فِي قَولِهِنَفَقاً فِي الأَرضِ أَو سُلّماً فِي السّماءِ قَالَ إِن قَدَرتَ أَن تَحفِرَ الأَرضَ أَو تَصّعّدَ السّمَاءَ أَي لَا تَقدِرُ عَلَي ذَلِكَ ثُمّ قَالَوَ لَو شاءَ اللّهُ لَجَمَعَهُم عَلَي الهُدي أَي جَعَلَهُم كُلّهُم مُؤمِنِينَ وَ قَولُهُفَلا تَكُونَنّ مِنَ الجاهِلِينَمُخَاطَبَةٌ للِنبّيِ‌ّص وَ المَعنَي لِلنّاسِ ثُمّ قَالَإِنّما يَستَجِيبُ الّذِينَ يَسمَعُونَيعَنيِ‌ يَعقِلُونَ وَ يُصَدّقُونَوَ المَوتي يَبعَثُهُمُ اللّهُ أَي يُصَدّقُونَ بِأَنّ المَوتَي يَبعَثُهُمُ اللّهُوَ قالُوا لَو لا نُزّلَ عَلَيهِ آيَةٌ أَي هَلّا نُزّلَ عَلَيهِ آيَةٌقُل إِنّ اللّهَ قادِرٌ عَلي أَن يُنَزّلَ آيَةً وَ لكِنّ أَكثَرَهُم لا يَعلَمُونَ قَالَ لَا يَعلَمُونَ أَنّ الآيَةَ إِذَا جَاءَت وَ لَم يُؤمِنُوا بِهَا لَهَلَكُوا


صفحه : 204

وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِإِنّ اللّهَ قادِرٌ عَلي أَن يُنَزّلَ آيَةً وَ سَيُرِيكُم فِي آخِرِ الزّمَانِ آيَاتٍ مِنهَا دَابّةُ الأَرضِ وَ الدّجّالُ وَ نُزُولُ عِيسَي ابنِ مَريَمَ وَ طُلُوعُ الشّمسِ مِن مَغرِبِهَا

67-فس ،[تفسير القمي‌] قُللَهُم يَا مُحَمّدُأَ رَأَيتَكُم إِن أَتاكُم عَذابُ اللّهِ أَو أَتَتكُمُ السّاعَةُ أَ غَيرَ اللّهِ تَدعُونَ إِن كُنتُم صادِقِينَ ثُمّ رَدّ عَلَيهِم فَقَالَبَل إِيّاهُ تَدعُونَ فَيَكشِفُ ما تَدعُونَ إِلَيهِ إِن شاءَ وَ تَنسَونَ ما تُشرِكُونَ قَالَ تَدعُونَ اللّهَ إِذَا أَصَابَكُم ضُرّ ثُمّ إِذَا كَشَفَ عَنكُم ذَلِكَ تَنسَونَ مَا تُشرِكُونَ أَي تَترُكُونَ الأَصنَامَ

68-فس ،[تفسير القمي‌] قَولُهُقُل أَ رَأَيتُم إِن أَخَذَ اللّهُ سَمعَكُم وَ أَبصارَكُم وَ خَتَمَ عَلي قُلُوبِكُم مَن إِلهٌ غَيرُ اللّهِ يَأتِيكُم بِهِ انظُر كَيفَ نُصَرّفُ الآياتِ ثُمّ هُم يَصدِفُونَ قَالَ اللّهُ تَعَالَي قُل لِقُرَيشٍإِن أَخَذَ اللّهُ سَمعَكُم وَ أَبصارَكُم وَ خَتَمَ عَلي قُلُوبِكُم مَن إِلهٌ غَيرُ اللّهِيَرُدّهَا عَلَيكُم إِلّا اللّهُثُمّ هُم يَصدِفُونَ أَي يَكذِبُونَ

وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيقُل أَ رَأَيتُم إِن أَخَذَ اللّهُ سَمعَكُم وَ أَبصارَكُم وَ خَتَمَ عَلي قُلُوبِكُم يَقُولُ أَخَذَ اللّهُ مِنكُمُ الهُدَيثُمّ هُم يَصدِفُونَ يَقُولُ يُعرِضُونَ قَولُهُ تَعَالَيقُل أَ رَأَيتَكُم إِن أَتاكُم عَذابُ اللّهِ بَغتَةً أَو جَهرَةً هَل يُهلَكُ إِلّا القَومُ الظّالِمُونَفَإِنّهَا نَزَلَت لَمّا هَاجَرَ رَسُولُ اللّهِص إِلَي المَدِينَةِ وَ أَصَابَ أَصحَابَهُ الجَهدُ وَ العِلَلُ وَ المَرَضُ فَشَكَوا ذَلِكَ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَأَنزَلَ اللّهُقُللَهُم يَا مُحَمّدُأَ رَأَيتَكُم إِن أَتاكُم عَذابُ اللّهِ بَغتَةً أَو جَهرَةً هَل يُهلَكُ إِلّا القَومُ الظّالِمُونَ أَي إِنّهُ لَا يُصِيبُكُم إِلّا الجَهدُ وَ الضّرّ فِي الدّنيَا فَأَمّا العَذَابُ الأَلِيمُ ألّذِي فِيهِ الهَلَاكُ لَا يُصِيبُ إِلّا القَومَ الظّالِمِينَ


صفحه : 205

69-فس ،[تفسير القمي‌] قَولُهُ تَعَالَيقُل هُوَ القادِرُ عَلي أَن يَبعَثَ عَلَيكُم عَذاباً مِن فَوقِكُم قَالَ السّلطَانُ الجَائِرُأَو مِن تَحتِ أَرجُلِكُم قَالَ السّفِلَةُ وَ مَن لَا خَيرَ فِيهِأَو يَلبِسَكُم شِيَعاً قَالَ العَصَبِيّةُوَ يُذِيقَ بَعضَكُم بَأسَ بَعضٍ قَالَ سُوءُ الجِوَارِ

وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِقُل هُوَ القادِرُ عَلي أَن يَبعَثَ عَلَيكُم عَذاباً مِن فَوقِكُم قَالَ هُوَ الدّجّالُ وَ الصّيحَةُأَو مِن تَحتِ أَرجُلِكُم وَ هُوَ الخَسفُأَو يَلبِسَكُم شِيَعاً وَ هُوَ اختِلَافٌ فِي الدّينِ وَ طَعنُ بَعضِكُم عَلَي بَعضٍوَ يُذِيقَ بَعضَكُم بَأسَ بَعضٍ وَ هُوَ أَن يَقتُلَ بَعضُكُم بَعضاً وَ كُلّ هَذَا فِي أَهلِ القِبلَةِ يَقُولُ اللّهُانظُر كَيفَ نُصَرّفُ الآياتِ لَعَلّهُم يَفقَهُونَ وَ كَذّبَ بِهِ قَومُكَ وَ هُم قُرَيشٌ قَولُهُلِكُلّ نَبَإٍ مُستَقَرّ يَقُولُ لِكُلّ نَبَإٍ حَقِيقَةٌوَ سَوفَ تَعلَمُونَ وَ قَولُهُلَعَلّهُم يَفقَهُونَ أَي كيَ‌ يَفقَهُونَ[يَفقَهُوا] قَولُهُوَ كَذّبَ بِهِ قَومُكَ وَ هُوَ الحَقّيعَنيِ‌ القُرآنَ كَذّبَت بِهِ قُرَيشٌ قَولُهُلِكُلّ نَبَإٍ مُستَقَرّلِكُلّ خَبَرٍ وَقتٌ قَولُهُوَ إِذا رَأَيتَ الّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آياتِنايعَنيِ‌ الّذِينَ يُكَذّبُونَ بِالقُرآنِ وَ يَستَهزِءُونَ بِهِ قَولُهُكاَلذّيِ‌ استَهوَتهُ الشّياطِينُ أَي خَدَعَتهُ قَولُهُلَهُ أَصحابٌ يَدعُونَهُ إِلَي الهُدَي ائتِنايعَنيِ‌ ارجِع إِلَينَا وَ هُوَ كِنَايَةٌ عَن إِبلِيسَ

70-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن ربِعيِ‌ّ بنِ عَبدِ اللّهِ عَمّن ذَكَرَهُ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِ اللّهِوَ إِذا رَأَيتَ الّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آياتِنا قَالَ الكَلَامُ فِي اللّهِ وَ الجِدَالُ فِي القُرآنِفَأَعرِض عَنهُم حَتّي يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيرِهِ قَالَ مِنهُ القَصّاصُ

بيان قوله منه القصاص أي ناقلو القصص والأكاذيب والمراد علماء المخالفين ورواتهم

71-فس ،[تفسير القمي‌] قَولُهُ سُبحَانَهُوَ ما قَدَرُوا اللّهَ حَقّ قَدرِهِ قَالَ لَم يَبلُغُوا مِن عَظَمَةِ اللّهِ أَن يَصِفُوهُ بِصِفَتِهِإِذ قالُوا ما أَنزَلَ اللّهُ عَلي بَشَرٍ مِن شَيءٍ وَ هُم قُرَيشٌ وَ اليَهُودُ فَرَدّ


صفحه : 206

اللّهُ عَلَيهِم وَ احتَجّ وَ قَالَقُللَهُم يَا مُحَمّدُمَن أَنزَلَ الكِتابَ ألّذِي جاءَ بِهِ مُوسي نُوراً وَ هُديً لِلنّاسِ تَجعَلُونَهُ قَراطِيسَ تُبدُونَهايعَنيِ‌ تُقِرّونَ بِبَعضِهَاوَ تُخفُونَ كَثِيراًيعَنيِ‌ مِن أَخبَارِ رَسُولِ اللّهِص وَ عُلّمتُم ما لَم تَعلَمُوا أَنتُم وَ لا آباؤُكُم قُلِ اللّهُ ثُمّ ذَرهُم فِي خَوضِهِم يَلعَبُونَيعَنيِ‌ فِيمَا خَاضُوا فِيهِ مِنَ التّكذِيبِ ثُمّ قَالَوَ هذا كِتابٌيعَنيِ‌ القُرآنَأَنزَلناهُ مُبارَكٌ مُصَدّقُ ألّذِي بَينَ يَدَيهِيعَنيِ‌ التّورَاةَ وَ الإِنجِيلَ وَ الزّبُورَوَ لِتُنذِرَ أُمّ القُري وَ مَن حَولَهايعَنيِ‌ مَكّةَ وَ إِنّمَا سُمّيَت أُمّ القُرَي لِأَنّهَا خُلِقَت أَوّلَ بُقعَةٍوَ الّذِينَ يُؤمِنُونَ بِالآخِرَةِ يُؤمِنُونَ بِهِ أَي باِلنبّيِ‌ّ وَ القُرآنِ

72-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن قَولِ اللّهِ تَعَالَيقُل مَن أَنزَلَ الكِتابَ ألّذِي جاءَ بِهِ مُوسي نُوراً وَ هُديً لِلنّاسِ تَجعَلُونَهُ قَراطِيسَ تُبدُونَها قَالَ كَانُوا يَكتُمُونَ مَا شَاءُوا وَ يُبدُونَ مَا شَاءُوا

فِي رِوَايَةٍ أُخرَي عَنهُ ع قَالَ كَانُوا يَكتُبُونَهُ فِي القَرَاطِيسِ ثُمّ يُبدُونَ مَا شَاءُوا وَ يُخفُونَ مَا شَاءُوا وَ قَالَ كُلّ كِتَابٍ أُنزِلَ فَهُوَ عِندَ أَهلِ العِلمِ

73-فس ،[تفسير القمي‌] قَولُهُ تَعَالَيوَ مَن عمَيِ‌َ فَعَلَيهايعَنيِ‌ عَلَي النّفسِ وَ ذَلِكَ لِاكتِسَابِهَا المعَاَصيِ‌ قَولُهُوَ لِيَقُولُوا دَرَستَ قَالَ كَانَت قُرَيشٌ تَقُولُ لِرَسُولِ اللّهِص إِنّ ألّذِي تُخبِرُنَا بِهِ مِنَ الأَخبَارِ تَتَعَلّمُهُ مِن عُلَمَاءِ اليَهُودِ وَ تَدرُسُهُ قَولُهُوَ أَعرِض عَنِ المُشرِكِينَمَنسُوخَةٌ بِقَولِهِفَاقتُلُوا المُشرِكِينَ حَيثُ وَجَدتُمُوهُم قَولُهُوَ أَقسَمُوا بِاللّهِ جَهدَ أَيمانِهِميعَنيِ‌ قُرَيشاً قَولُهُوَ نُقَلّبُ أَفئِدَتَهُم وَ أَبصارَهُم يَقُولُ وَ نُنَكّسُ قُلُوبَهُم

وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِوَ نُقَلّبُ أَفئِدَتَهُم وَ أَبصارَهُم يَقُولُ وَ نُنَكّسُ قُلُوبَهُم فَيَكُونُ أَسفَلُ قُلُوبِهِم أَعلَاهَا وَ نعُميِ‌ أَبصَارَهُم فَلَا يُبصِرُونَ الهُدَيكَما لَم يُؤمِنُوا بِهِ أَوّلَ مَرّةٍيعَنيِ‌ فِي الذّرّ وَ المِيثَاقِوَ نَذَرُهُم فِي طُغيانِهِم يَعمَهُونَ أَي يَضِلّونَ ثُمّ عَرّفَ اللّهُ نَبِيّهُص مَا فِي ضَمَائِرِهِم وَ أَنّهُم مُنَافِقُونَ فَقَالَوَ لَو أَنّنا نَزّلنا إِلَيهِمُ المَلائِكَةَ إِلَي قَولِهِقُبُلًا أَي عَيَاناً الآيَةَ قَولُهُوَ هُوَ ألّذِي


صفحه : 207

أَنزَلَ إِلَيكُمُ الكِتابَ مُفَصّلًايعَنيِ‌ يَفصِلُ بَينَ الحَقّ وَ البَاطِلِ قَولُهُقالُوا لَن نُؤمِنَ حَتّي نُؤتي مِثلَ ما أوُتيِ‌َ رُسُلُ اللّهِ قَالَ قَالَ الأَكَابِرُ لَن نُؤمِنَ حَتّي نُؤتَي مِثلَ مَا أوُتيِ‌َ الرّسُلُ مِنَ الوحَي‌ِ وَ التّنزِيلِ قَولُهُبِما كانُوا يَمكُرُونَ أَي يَعصُونَ اللّهَ فِي السّرّ

74-فس ،[تفسير القمي‌] قَولُهُوَ جَعَلُوا لِلّهِ مِمّا ذَرَأَ مِنَ الحَرثِ وَ الأَنعامِ نَصِيباً إِلَي قَولِهِ تَعَالَيساءَ ما يَحكُمُونَ فَإِنّ العَرَبَ كَانَت إِذَا زَرَعُوا زَرعاً قَالُوا هَذَا لِلّهِ وَ هَذَا لِآلِهَتِنَا وَ كَانُوا إِذَا سَقَوهَا فَخَرَقَ المَاءُ مِنَ ألّذِي لِلّهِ فِي ألّذِي لِلأَصنَامِ لَم يَسُدّوهُ وَ قَالُوا اللّهُ أَغنَي وَ إِذَا خَرَقَ مِنَ ألّذِي لِلأَصنَامِ فِي ألّذِي لِلّهِ سَدّوهُ وَ قَالُوا اللّهُ أَغنَي وَ إِذَا وَقَعَ شَيءٌ مِنَ ألّذِي لِلّهِ فِي ألّذِي لِلأَصنَامِ لَم يَرُدّوهُ وَ قَالُوا اللّهُ أَغنَي وَ إِذَا وَقَعَ شَيءٌ مِنَ ألّذِي لِلأَصنَامِ فِي ألّذِي لِلّهِ رَدّوهُ وَ قَالُوا اللّهُ أَغنَي فَأَنزَلَ اللّهُ فِي ذَلِكَ عَلَي نَبِيّهِص وَ حَكَي فِعلَهُم وَ قَولَهُم فَقَالَوَ جَعَلُوا لِلّهِالآيَةَ قَولُهُوَ كَذلِكَ زَيّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ المُشرِكِينَ قَتلَ أَولادِهِم شُرَكاؤُهُم قَالَ يعَنيِ‌ أَسلَافَهُم زَيّنُوا لَهُم قَتلَ أَولَادِهِملِيُردُوهُم وَ لِيَلبِسُوا عَلَيهِم دِينَهُميعَنيِ‌ يُغرُوهُم وَ يَلبِسُوا عَلَيهِم دِينَهُم قَولُهُوَ قالُوا هذِهِ أَنعامٌ وَ حَرثٌ حِجرٌ قَالَ الحِجرُ المُحَرّمُلا يَطعَمُها إِلّا مَن نَشاءُ بِزَعمِهِم قَالَ كَانُوا يُحَرّمُونَهَا عَلَي قَومٍوَ أَنعامٌ حُرّمَت ظُهُورُهايعَنيِ‌ البَحِيرَةَ وَ السّائِبَةَ وَ الوَصِيلَةَ وَ الحَامَوَ قالُوا ما فِي بُطُونِ هذِهِ الأَنعامِ قَالَ كَانُوا يُحَرّمُونَ الجَنِينَ ألّذِي يُخرِجُونَهُ مِن بُطُونِ الأَنعَامِ عَلَي النّسَاءِ فَإِذَا كَانَ مَيّتاً تَأكُلُهُ الرّجَالُ وَ النّسَاءُ ثُمّ قَالَقَد خَسِرَ الّذِينَ قَتَلُوا أَولادَهُم سَفَهاً بِغَيرِ عِلمٍ أَي بِغَيرِ فَهمٍوَ حَرّمُوا ما رَزَقَهُمُ اللّهُ وَ هُم قَومٌ يَقتُلُونَ أَولَادَهُم مِنَ البَنَاتِ لِلغِيرَةِ وَ قَومٌ كَانُوا يَقتُلُونَ أَولَادَهُم مِنَ الجُوعِ

75-فس ،[تفسير القمي‌]وَ عَلَي الّذِينَ هادُوا حَرّمنا كُلّ ذيِ‌ ظُفُرٍيعَنيِ‌ اليَهُودَ حَرّمَ اللّهُ عَلَيهِم لُحُومَ الطّيرِ وَ حَرّمَ عَلَيهِمُ الشّحُومَ وَ كَانُوا يُحِبّونَها إِلّا مَا كَانَ عَلَي ظُهُورِ الغَنَمِ


صفحه : 208

أَو فِي جَانِبِهِ خَارِجاً مِنَ البَطنِ وَ هُوَ قَولُهُحَرّمنا عَلَيهِم شُحُومَهُما إِلّا ما حَمَلَت ظُهُورُهُما أَوِ الحَوايايعَنيِ‌ فِي الجَنبَينِأَو مَا اختَلَطَ بِعَظمٍ ذلِكَ جَزَيناهُم بِبَغيِهِم أَي كَانَ مُلُوكُ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ يَمنَعُونَ فُقَرَاءَهُم مِن أَكلِ لُحُومِ الطّيرِ وَ الشّحُومِ فَحَرّمَ اللّهُ ذَلِكَ عَلَيهِم بِبَغيِهِم عَلَي فُقَرَائِهِم

76-فس ،[تفسير القمي‌] قَولُهُأَن تَقُولُوا إِنّما أُنزِلَ الكِتابُ عَلي طائِفَتَينِ مِن قَبلِنايعَنيِ‌ اليَهُودَ وَ النّصَارَي وَ إِن كُنّا لَم نَدرُس كُتُبَهُمأَو تَقُولُوا لَو أَنّا أُنزِلَ عَلَينَا الكِتابُ لَكُنّا أَهدي مِنهُميعَنيِ‌ قُرَيشاً قَالُوا لَو أُنزِلَ عَلَينَا الكِتَابُ لَكُنّا أَهدَي وَ أَطوَعَ مِنهُمفَقَد جاءَكُم بَيّنَةٌ مِن رَبّكُم وَ هُديً وَ رَحمَةٌيعَنيِ‌ القُرآنَسنَجَزيِ‌ الّذِينَ يَصدِفُونَ عَن آياتِنا أَي يَدفَعُونَ وَ يَمنَعُونَ عَنهَا

77-فس ،[تفسير القمي‌] قَولُهُإِنّ الّذِينَ فَرّقُوا دِينَهُم وَ كانُوا شِيَعاً قَالَ فَارَقُوا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع وَ صَارُوا أَحزَاباً

حدَثّنَيِ‌ أَبِي عَنِ النّضرِ بنِ سُوَيدٍ عَن يَحيَي الحلَبَيِ‌ّ عَنِ المُعَلّي بنِ خُنَيسٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِ تَعَالَي إِنّ الّذِينَ فَارَقُوا دِينَهُم وَ كَانُوا شِيَعاً قَالَ فَارَقَ القَومُ وَ اللّهِ دِينَهُم

78-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن كُلَيبٍ الصيّداَويِ‌ّ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن قَولِ اللّهِإِنّ الّذِينَ فَرّقُوا دِينَهُم وَ كانُوا شِيَعاً قَالَ كَانَ عَلِيّ ع يَقرَؤُهَا فَارَقُوا دِينَهُم قَالَ فَارَقَ وَ اللّهِ القَومُ دِينَهُم


صفحه : 209

79-فس ،[تفسير القمي‌] المص كِتابٌ أُنزِلَ إِلَيكَمُخَاطَبَةٌ لِرَسُولِ اللّهِص فَلا يَكُن فِي صَدرِكَ حَرَجٌ مِنهُ أَي ضِيقٌلِتُنذِرَ بِهِ وَ ذِكري لِلمُؤمِنِينَ

حدَثّنَيِ‌ أَبِي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ ابنِ رِئَابٍ عَن مُحَمّدِ بنِ قَيسٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ قَالَ إِنّ حيُيَ‌ّ بنَ أَخطَبَ وَ أَبَا يَاسِرِ بنَ أَخطَبَ وَ نَفَراً مِنَ اليَهُودِ مِن أَهلِ نَجرَانَ أَتَوا رَسُولَ اللّهِص فَقَالُوا لَهُ أَ لَيسَ فِيمَا تَذكُرُ فِيمَا أُنزِلَ إِلَيكَالم قَالَ بَلَي قَالُوا أَتَاكَ بِهَا جَبرَئِيلُ ع مِن عِندِ اللّهِ قَالَ نَعَم قَالُوا لَقَد بُعِثَ أَنبِيَاءُ قَبلَكَ مَا نَعلَمُ نَبِيّاً مِنهُم أَخبَرَنَا مُدّةَ مُلكِهِ وَ مَا أَكَلَ أُمّتَهُ غَيرَكَ قَالَ فَأَقبَلَ حيُيَ‌ّ بنُ أَخطَبَ عَلَي أَصحَابِهِ فَقَالَ لَهُمُ الأَلِفُ وَاحِدٌ وَ اللّامُ ثَلَاثُونَ وَ المِيمُ أَربَعُونَ فَهَذِهِ إِحدَي وَ سَبعُونَ سَنَةً فَعَجَبٌ مِمّن يَدخُلُ فِي دِينٍ مُدّةُ مُلكِهِ وَ أَكلِ أُمّتِهِ إِحدَي وَ سَبعُونَ سَنَةً قَالَ ثُمّ أَقبَلَ عَلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ لَهُ يَا مُحَمّدُ هَل مَعَ هَذَا غَيرُهُ قَالَ نَعَم قَالَ هَاتِهِ قَالَالمص قَالَ هَذَا أَثقَلُ وَ أَطوَلُ الأَلِفُ وَاحِدٌ وَ اللّامُ ثَلَاثُونَ وَ المِيمُ أَربَعُونَ وَ الصّادُ تِسعُونَ فَهَذِهِ مِائَةٌ وَ إِحدَي وَ سِتّونَ سَنَةً ثُمّ قَالَ لِرَسُولِ اللّهِص هَل مَعَ هَذِهِ غَيرُهُ قَالَ نَعَم قَالَ هَاتِ قَالَالر قَالَ هَذَا أَثقَلُ وَ أَطوَلُ الأَلِفُ وَاحِدٌ وَ اللّامُ ثَلَاثُونَ وَ الرّاءُ مِائَتَانِ ثُمّ قَالَ فَهَل مَعَ هَذَا غَيرُهُ قَالَ نَعَم قَالَ هَاتِ قَالَالمر قَالَ هَذَا أَثقَلُ وَ أَطوَلُ الأَلِفُ وَاحِدٌ وَ اللّامُ ثَلَاثُونَ وَ المِيمُ أَربَعُونَ وَ الرّاءُ مِائَتَانِ ثُمّ قَالَ هَل مَعَ هَذَا غَيرُهُ قَالَ نَعَم قَالُوا لَقَدِ التَبَسَ عَلَينَا أَمرُكَ فَمَا ندَريِ‌ مَا أُعطِيتَ ثُمّ قَامُوا عَنهُ ثُمّ قَالَ أَبُو يَاسِرٍ لحِيُيَ‌ّ أَخِيهِ وَ مَا يُدرِيكَ لَعَلّ مُحَمّداً قَد جُمِعَ لَهُ فِيهِم هَذَا كُلّهُ وَ أَكثَرُ مِنهُ فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع إِنّ هَذِهِ الآيَاتِ أُنزِلَت فِيهِممِنهُ آياتٌ مُحكَماتٌ هُنّ أُمّ الكِتابِ وَ أُخَرُ مُتَشابِهاتٌ وَ هيِ‌َ تجَريِ‌ فِي وُجُوهٍ أُخَرَ عَلَي غَيرِ مَا تَأَوّلَ حيُيَ‌ّ بنُ أَخطَبَ وَ أَخُوهُ وَ أَصحَابُهُ ثُمّ خَاطَبَ اللّهُ الخَلقَ فَقَالَاتّبِعُوا ما أُنزِلَ إِلَيكُم مِن رَبّكُم وَ لا تَتّبِعُوا مِن دُونِهِ أَولِياءَ غَيرَ مُحَمّدٍقَلِيلًا ما تَذَكّرُونَ

80-فس ،[تفسير القمي‌] وَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً قالُوا أَي عَبَدَةُ الأَصنَامِ

وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ


صفحه : 210

قَولُهُكَما بَدَأَكُم تَعُودُونَ قَالَ خَلَقَهُم حِينَ خَلَقَهُم مُؤمِناً وَ كَافِراً وَ شَقِيّاً وَ سَعِيداً وَ كَذَلِكَ يَعُودُونَ يَومَ القِيَامَةِ مُهتَدٍ وَ ضَالّ

81-فس ،[تفسير القمي‌] قَولُهُ تَعَالَيلِما يُحيِيكُم قَالَ الحَيَاةُ الجَنّةُوَ اعلَمُوا أَنّ اللّهَ يَحُولُ بَينَ المَرءِ وَ قَلبِهِ أَي يَحُولُ بَينَ مَا يُرِيدُ اللّهُ وَ بَينَ مَا يُرِيدُهُ

حَدّثَنَا أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَن جَعفَرِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن كَثِيرِ بنِ عَيّاشٍ عَن أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا استَجِيبُوا لِلّهِ وَ لِلرّسُولِ إِذا دَعاكُم لِما يُحيِيكُم يَقُولُ وَلَايَةُ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَإِنّ اتّبَاعَكُم إِيّاهُ وَ وَلَايَتَهُ أَجمَعُ لِأَمرِكُم وَ أَبقَي لِلعَدلِ فِيكُم وَ أَمّا قَولُهُوَ اعلَمُوا أَنّ اللّهَ يَحُولُ بَينَ المَرءِ وَ قَلبِهِ يَقُولُ يَحُولُ بَينَ المَرءِ المُؤمِنِ وَ مَعصِيَتِهِ أَن تَقُودَهُ إِلَي النّارِ وَ يَحُولُ بَينَ الكَافِرِ وَ بَينَ طَاعَتِهِ أَن يَستَكمِلَ بِهَا الإِيمَانَ

82-فس ،[تفسير القمي‌] قَولُهُوَ إِذ قالُوا أللّهُمّ إِن كانَ هذا هُوَ الحَقّ مِن عِندِكَالآيَةَ فَإِنّهَا نَزَلَت لَمّا قَالَ رَسُولُ اللّهِ لِقُرَيشٍ إِنّ اللّهَ بعَثَنَيِ‌ أَن أَقتُلَ جَمِيعَ مُلُوكِ الدّنيَا وَ أَجُرّ المُلكَ إِلَيكُم فأَجَيِبوُنيِ‌ إِلَي مَا أَدعُوكُم إِلَيهِ تَملِكُوا بِهَا العَرَبَ وَ تَدِينُ لَكُم بِهَا العَجَمُ وَ تَكُونُوا مُلُوكاً فِي الجَنّةِ فَقَالَ أَبُو جَهلٍأللّهُمّ إِن كانَ هذا ألّذِي يَقُولُ مُحَمّدٌهُوَ الحَقّ مِن عِندِكَ فَأَمطِر عَلَينا حِجارَةً مِنَ السّماءِ أَوِ ائتِنا بِعَذابٍ أَلِيمٍحَسَداً لِرَسُولِ اللّهِص ثُمّ قَالَ كُنّا وَ بنَيِ‌ هَاشِمٍ كفَرَسَيَ‌ رِهَانٍ نَحمِلُ إِذَا حَمَلُوا وَ نَظعَنُ[نَطعَنُ] إِذَا ظَعَنُوا[طَعَنُوا] وَ نُوقِدُ إِذَا أَوقَدُوا فَلَمّا استَوَي بِنَا وَ بِهِمُ الرّكبُ قَالَ قَائِلٌ مِنهُم مِنّا نبَيِ‌ّ لَا نَرضَي بِذَلِكَ أَن يَكُونَ فِي( مِن خ ل )بنَيِ‌ هَاشِمٍ وَ لَا يَكُونَ فِي( مِن خ ل )بنَيِ‌ مَخزُومٍ ثُمّ


صفحه : 211

قَالَ غُفرَانَكَ أللّهُمّ فَأَنزَلَ اللّهُ فِي ذَلِكَوَ ما كانَ اللّهُ لِيُعَذّبَهُم وَ أَنتَ فِيهِم وَ ما كانَ اللّهُ مُعَذّبَهُم وَ هُم يَستَغفِرُونَحِينَ قَالَ غُفرَانَكَ أللّهُمّ فَلَمّا هَمّوا بِقَتلِ رَسُولِ اللّهِص وَ أَخرَجُوهُ مِن مَكّةَ قَالَ اللّهُوَ ما لَهُم أَلّا يُعَذّبَهُمُ اللّهُ وَ هُم يَصُدّونَ عَنِ المَسجِدِ الحَرامِ وَ ما كانُوا أَولِياءَهُيعَنيِ‌ قُرَيشاً مَا كَانُوا أَولِيَاءَ مَكّةَإِن أَولِياؤُهُ إِلّا المُتّقُونَ أَنتَ وَ أَصحَابُكَ يَا مُحَمّدُ فَعَذّبَهُمُ اللّهُ بِالسّيفِ يَومَ بَدرٍ فَقُتِلُوا

83-فس ،[تفسير القمي‌] لَمّا اجتَمَعَت قُرَيشٌ أَن يَدخُلُوا عَلَي النّبِيّ لَيلًا فَيَقتُلُوهُ وَ خَرَجُوا إِلَي المَسجِدِ يُصَفّرُونَ وَ يُصَفّقُونَ وَ يَطُوفُونَ بِالبَيتِ فَأَنزَلَ اللّهُوَ ما كانَ صَلاتُهُم عِندَ البَيتِ إِلّا مُكاءً وَ تَصدِيَةًفَالمُكَاءُ التّصفِيرُ وَ التّصدِيَةُ صَفقُ اليَدَينِ

84-فس ،[تفسير القمي‌] فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِاتّخَذُوا أَحبارَهُم وَ رُهبانَهُم أَرباباً مِن دُونِ اللّهِ وَ المَسِيحَ ابنَ مَريَمَ أَمّا المَسِيحُ فَعَصَوهُ وَ عَظّمُوهُ فِي أَنفُسِهِم حِينَ زَعَمُوا أَنّهُ إِلَهٌ وَ أَنّهُ ابنُ اللّهِ وَ طَائِفَةٌ مِنهُم قَالُوا ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَ طَائِفَةٌ مِنهُم قَالُوا هُوَ اللّهُ وَ أَمّا أَحبَارُهُم وَ رُهبَانُهُم فَإِنّهُم أَطَاعُوا وَ أَخَذُوا بِقَولِهِم وَ اتّبَعُوا مَا أَمَرُوهُم بِهِ وَ دَانُوا بِمَا دَعَوهُم إِلَيهِ فَاتّخَذُوهُم أَربَاباً بِطَاعَتِهِم لَهُم وَ تَركِهِم أَمرَ اللّهِ وَ كُتُبَهُ وَ رُسُلَهُفَنَبَذُوهُ وَراءَ ظُهُورِهِم وَ مَا أَمَرَهُم بِهِ الأَحبَارُ وَ الرّهبَانُ اتّبَعُوهُم وَ أَطَاعُوهُم وَ عَصَوُا اللّهَ وَ إِنّمَا ذُكِرَ هَذَا فِي كِتَابِنَا لكِيَ‌ نَتّعِظَ بِهِم فَعَيّرَ اللّهُ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ بِمَا صَنَعُوا يَقُولُ اللّهُوَ ما أُمِرُوا إِلّا لِيَعبُدُوا إِلهاً واحِداً لا إِلهَ إِلّا هُوَ سُبحانَهُ عَمّا يُشرِكُونَ

85-فس ،[تفسير القمي‌]إِنّمَا النسّيِ‌ءُ زِيادَةٌ فِي الكُفرِالآيَةَ فَإِنّهُ كَانَ سَبَبُ نُزُولِهَا أَنّ رَجُلًا مِن كِنَانَةَ كَانَ يَقِفُ فِي المَوسِمِ فَيَقُولُ قَد أَحلَلتُ دِمَاءَ المُحِلّينِ طيَ‌ّ وَ خَثعَمٍ فِي


صفحه : 212

شَهرِ المُحَرّمِ وَ أَنسَأتُهُ وَ حَرّمتُ بَدَلَهُ صَفَرَ فَإِذَا كَانَ العَامُ المُقبِلُ يَقُولُ قَد أَحلَلتُ صَفَرَ وَ أَنسَأتُهُ وَ حَرّمتُ بَدَلَهُ شَهرَ المُحَرّمِ فَأَنزَلَ اللّهُإِنّمَا النسّيِ‌ءُ زِيادَةٌ فِي الكُفرِ إِلَي قَولِهِزُيّنَ لَهُم سُوءُ أَعمالِهِم

86-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن يَزِيدَ بنِ عَبدِ المَلِكِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّهُ لَن يَغضَبَ اللّهُ لشِيَ‌ءٍ كَغَضَبِ الطّلحِ وَ السّدرِ إِنّ الطّلحَ كَانَت كَالأُترُجّ وَ السّدرَ كَالبِطّيخِ فَلَمّا قَالَتِ اليَهُودُيَدُ اللّهِ مَغلُولَةٌنُقِصَتَا حَملَهُمَا فَصَغِرَ فَصَارَ لَهُ عَجَمٌ وَ اشتَدّ العَجَمُ فَلَمّا أَن قَالَتِ النّصَارَيالمَسِيحُ ابنُ اللّهِزَعِرَتَا فَخَرَجَ لَهُمَا هَذَا الشّوكُ وَ نُقِصَتَا حَملَهُمَا وَ صَارَ السّدرُ إِلَي هَذَا الحَملِ وَ ذَهَبَ حَملُ الطّلحِ فَلَا يَحمِلُ حَتّي يَقُومَ قَائِمُنَا وَ قَالَ مَن سَقَي طَلحَةً أَو سِدرَةً فَكَأَنّمَا سَقَي مُؤمِناً مِن ظَمَإٍ

بيان قيل الطلح شجر الموز وقيل أم غيلان وقيل كل شجر عظيم كثير الشوك والخبر ينفي‌ الأول ويمكن أن يكون غضبهما مجازا عن ظهور الغضب فيهما وكفي ذلك في شرفهما

87-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِ تَعَالَياتّخَذُوا أَحبارَهُم وَ رُهبانَهُم أَرباباً مِن دُونِ اللّهِ قَالَ مَا دَعَوهُم إِلَي عِبَادَةِ أَنفُسِهِم وَ لَو دَعَوهُم مَا أَجَابُوهُم وَ لَكِنّهُم أَحَلّوا لَهُم حَلَالًا وَ حَرّمُوا عَلَيهِم حَرَاماً فَأَخَذُوا بِهِ فَكَانُوا أَربَابَهُم مِن دُونِ اللّهِ

وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي فَكَانُوا يَعبُدُونَهُم مِن حَيثُ لَا يَشعُرُونَ

88-فس ،[تفسير القمي‌] أَ وَ لا يَرَونَ أَنّهُم يُفتَنُونَ فِي كُلّ عامٍ أَي يَمرَضُونَ قَولُهُنَظَرَ بَعضُهُم إِلي بَعضٍيعَنيِ‌ المُنَافِقِينَثُمّ انصَرَفُوا أَي تَفَرّقُواصَرَفَ اللّهُ قُلُوبَهُم عَنِ الحَقّ إِلَي البَاطِلِ بِاختِيَارِهِمُ البَاطِلَ عَلَي الحَقّ

89-فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عُمَرَ اليمَاَنيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِقَدَمَ صِدقٍ عِندَ رَبّهِم قَالَ هُوَ رَسُولُ اللّهِص


صفحه : 213

90-فس ،[تفسير القمي‌] قالَ الّذِينَ لا يَرجُونَ لِقاءَنَا ائتِ بِقُرآنٍ غَيرِ هذا فَإِنّ قُرَيشاً قَالَت لِرَسُولِ اللّهِص ائتِنَا بِقُرآنٍ غَيرِ هَذَا فَإِنّ هَذَا شَيءٌ تَعَلّمتَهُ مِنَ اليَهُودِ وَ النّصَارَي قَولُهُفَقَد لَبِثتُ فِيكُم عُمُراً مِن قَبلِهِ أَي قَد لَبِثتُ فِيكُم أَربَعِينَ سَنَةً قَبلَ أَن يُوحَي إلِيَ‌ّ لَم آتِكُم بشِيَ‌ءٍ مِنهُ حَتّي أوُحيِ‌َ إلِيَ‌ّ وَ أَمّا قَولُهُأَو بَدّلهُ

فَإِنّهُ أخَبرَنَيِ‌ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَن أَبِي السّفَاتِجِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيائتِ بِقُرآنٍ غَيرِ هذا أَو بَدّلهُيعَنيِ‌ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع قُل ما يَكُونُ لِي أَن أُبَدّلَهُ مِن تِلقاءِ نفَسيِ‌ إِن أَتّبِعُ إِلّا ما يُوحي إلِيَ‌ّيعَنيِ‌ فِي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَولُهُوَ يَعبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ ما لا يَضُرّهُم وَ لا يَنفَعُهُم وَ يَقُولُونَ هؤُلاءِ شُفَعاؤُنا عِندَ اللّهِ قَالَ كَانَت قُرَيشٌ يَعبُدُونَ الأَصنَامَ وَ يَقُولُونَ إِنّمَا نَعبُدُهُملِيُقَرّبُونا إِلَي اللّهِ زُلفيفَإِنّا لَا نَقدِرُ عَلَي عِبَادَةِ اللّهِ فَرَدّ اللّهُ عَلَيهِم وَ قَالَقُللَهُم يَا مُحَمّدُأَ تُنَبّئُونَ اللّهَ بِما لا يَعلَمُ أَي لَيسَ لَهُ شَرِيكٌ يُعبَدُ

91-فس ،[تفسير القمي‌] فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِأَ فَمَن يهَديِ‌ إِلَي الحَقّ أَحَقّ أَن يُتّبَعَالآيَةَ فَأَمّا مَن يهَديِ‌ إِلَي الحَقّ فَهُوَ مُحَمّدٌ وَ آلُ مُحَمّدٍ مِن بَعدِهِ وَ أَمّا مَن لَا يهَدِيّ‌ إِلّا أَن يُهدَي فَهُوَ مَن خَالَفَ مِن قُرَيشٍ وَ غَيرِهِم أَهلَ بَيتِهِ مِن بَعدِهِ

وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَنهُ ع قَولُهُقُل أَ رَأَيتُم إِن أَتاكُم عَذابُهُ بَياتاًيعَنيِ‌ لَيلًاأَو نَهاراً ما ذا يَستَعجِلُ مِنهُ المُجرِمُونَفَهَذَا عَذَابٌ يَنزِلُ فِي آخِرِ الزّمَانِ عَلَي فَسَقَةِ أَهلِ القِبلَةِ وَ هُم يَجحَدُونَ نُزُولَ العَذَابِ عَلَيهِم قَولُهُوَ ما أَنَا عَلَيكُم بِوَكِيلٍ أَي لَستُ بِوَكِيلٍ عَلَيكُم أَحفَظُ أَعمَالَكُم إِنّمَا عَلَيّ أَن أَدعُوَكُم

92-فس ،[تفسير القمي‌] فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع الر كِتابٌ أُحكِمَت آياتُهُ قَالَ هُوَ القُرآنُمِن لَدُن حَكِيمٍ خَبِيرٍ قَالَ مِن عِندِ حَكِيمٍ خَبِيرٍوَ أَنِ استَغفِرُوا رَبّكُميعَنيِ‌ المُؤمِنِينَ قَولُهُوَ يُؤتِ كُلّ ذيِ‌ فَضلٍ فَضلَهُفَهُوَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع


صفحه : 214

قَولُهُوَ إِن تَوَلّوا فإَنِيّ‌ أَخافُ عَلَيكُم عَذابَ يَومٍ كَبِيرٍيعَنيِ‌ الدّخَانَ وَ الصّيحَةَ قَولُهُأَلا إِنّهُم يَثنُونَ صُدُورَهُم لِيَستَخفُوا مِنهُ يَقُولُ يَكتُمُونَ مَا فِي صُدُورِهِم مِن بُغضِ عَلِيّ ع وَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ آيَةَ المُنَافِقِ بُغضُ عَلِيّ ع فَكَانَ قَومٌ يُظهِرُونَ المَوَدّةَ لعِلَيِ‌ّ ع عِندَ النّبِيّص وَ يُسِرّونَ بُغضَهُ فَقَالَأَلا حِينَ يَستَغشُونَ ثِيابَهُمفَإِنّهُ كَانَ إِذَا حَدّثَ بشِيَ‌ءٍ مِن فَضلِ عَلِيّ أَو تَلَا عَلَيهِم مَا أَنزَلَ اللّهُ فِيهِ نَفَضُوا ثِيَابَهُم ثُمّ قَامُوا يَقُولُ اللّهُيَعلَمُ ما يُسِرّونَ وَ ما يُعلِنُونَحِينَ قَامُواإِنّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصّدُورِ قَولُهُوَ لَئِن أَخّرنا عَنهُمُ العَذابَ إِلي أُمّةٍ مَعدُودَةٍ قَالَ إِن مَتّعنَاهُم فِي هَذِهِ الدّنيَا إِلَي خُرُوجِ القَائِمِ عَجّلَ اللّهُ فَرَجَهُ فَنَرُدّهُم وَ نُعَذّبُهُملَيَقُولُنّ ما يَحبِسُهُ أَي يَقُولُونَ أَمَا لَا يَقُومُ القَائِمُ وَ لَا يَخرُجُ عَلَي حَدّ الِاستِهزَاءِ فَقَالَ اللّهُأَلا يَومَ يَأتِيهِم لَيسَ مَصرُوفاً عَنهُم وَ حاقَ بِهِم ما كانُوا بِهِ يَستَهزِؤُنَ قَولُهُأَ فَمَن كانَ عَلي بَيّنَةٍ مِن رَبّهِ

حدَثّنَيِ‌ أَبِي عَن يَحيَي بنِ أَبِي عِمرَانَ عَن يُونُسَ عَن أَبِي بَصِيرٍ وَ الفُضَيلِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّمَا أُنزِلَتأَ فَمَن كانَ عَلي بَيّنَةٍ مِن رَبّهِيعَنيِ‌ رَسُولَ اللّهِص وَ يَتلُوهُ شاهِدٌ مِنهُيعَنيِ‌ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إِمَاماً وَ رَحمَةً وَ مِن قَبلِهِ كِتَابُ مُوسَي أُولَئِكَ يُؤمِنُونَ بِهِ فَقَدّمُوا وَ أَخّرُوا فِي التّألِيفِ

بيان تفسير الاستغشاء بالنفض غريب لم أظفر به في اللغة

93-فس ،[تفسير القمي‌] قَولُهُوَ كَأَيّن مِن آيَةٍ فِي السّماواتِ وَ الأَرضِ قَالَ الكُسُوفُ وَ الزّلزَلَةُ وَ الصّوَاعِقُ قَولُهُوَ ما يُؤمِنُ أَكثَرُهُم بِاللّهِ إِلّا وَ هُم مُشرِكُونَفَهَذَا شِركُ الطّاعَةِ

أَخبَرَنَا أَحمَدُ بنُ إِدرِيسَ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن مُوسَي بنِ بَكرٍ عَنِ الفُضَيلِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِ اللّهِ تَعَالَيوَ ما يُؤمِنُ أَكثَرُهُم بِاللّهِ إِلّا وَ هُم مُشرِكُونَ قَالَ شِركُ طَاعَةٍ لَيسَ بِشِركِ عِبَادَةٍ وَ المعَاَصيِ‌ التّيِ‌ يَرتَكِبُونَ فهَيِ‌َ شِركُ طَاعَةٍ أَطَاعُوا فِيهَا الشّيطَانَ فَأَشرَكُوا بِاللّهِ فِي الطّاعَةِ لِغَيرِهِ وَ لَيسَ بِإِشرَاكِ عِبَادَةٍ أَن يَعبُدُوا غَيرَ اللّهِ


صفحه : 215

وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِقُل هذِهِ سبَيِليِ‌ أَدعُوا إِلَي اللّهِ عَلي بَصِيرَةٍ أَنَا وَ مَنِ اتبّعَنَيِ‌يعَنيِ‌ نَفسَهُ وَ مَنِ اتّبَعَهُ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع وَ آلُ مُحَمّدٍ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ عَلَيهِم أَجمَعِينَ

94-فس ،[تفسير القمي‌] قَولُهُهُوَ ألّذِي يُرِيكُمُ البَرقَ خَوفاً وَ طَمَعاًيعَنيِ‌ يَخَافُهُ قَومٌ وَ يَطمَعُ فِيهِ قَومٌ أَن يُمطَرُواوَ يُنشِئُ السّحابَ الثّقالَيعَنيِ‌ يَرفَعُهَا مِنَ الأَرضِوَ يُسَبّحُ الرّعدُ أَيِ المَلَكُ ألّذِي يَسُوقُ السّحَابَوَ هُوَ شَدِيدُ المِحالِ أَي شَدِيدُ الغَضَبِ

وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِوَ الّذِينَ يَدعُونَ مِن دُونِهِ لا يَستَجِيبُونَ لَهُم بشِيَ‌ءٍفَهَذَا مَثَلٌ ضَرَبَهُ اللّهُ لِلّذِينَ يَعبُدُونَ الأَصنَامَ وَ الّذِينَ يَعبُدُونَ الآلِهَةَ مِن دُونِ اللّهِ لَا يَستَجِيبُونَ لَهُم بشِيَ‌ءٍ وَ لَا يَنفَعُهُمإِلّا كَباسِطِ كَفّيهِ إِلَي الماءِلِيَتَنَاوَلَهُ مِن بَعِيدٍ وَ لَا يَنَالُهُ

وَ حدَثّنَيِ‌ أَبِي عَن أَحمَدَ بنِ النّضرِ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَجَاءَ رَجُلٌ إِلَي النّبِيّص فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ رَأَيتُ أَمراً عَظِيماً فَقَالَ وَ مَا رَأَيتَ قَالَ كَانَ لِي مَرِيضٌ وَ نُعِتَ لَهُ مَاءٌ مِن بِئرِ الأَحقَافِ يسَتشَفيِ‌ بِهِ فِي بَرَهُوتَ قَالَ فَتَهَيّأتُ وَ معَيِ‌ قِربَةٌ وَ قَدَحٌ لآِخُذَ مِن مَائِهَا وَ أَصُبّ فِي القِربَةِ إِذَا شَيءٌ قَد هَبَطَ مِن جَوّ السّمَاءِ كَهَيئَةِ السّلسِلَةِ وَ هُوَ يَقُولُ يَا هَذَا اسقنِيِ‌ السّاعَةَ السّاعَةَ أَمُوتُ فَرَفَعتُ رأَسيِ‌ وَ رَفَعتُ إِلَيهِ القَدَحَ لِأَسقِيَهُ فَإِذَا رَجُلٌ فِي عُنُقِهِ سِلسِلَةٌ فَلَمّا ذَهَبتُ أُنَاوِلُهُ القَدَحَ اجتَذَبَ منِيّ‌ حَتّي عَلِقَ بِالشّمسِ ثُمّ أَقبَلتُ عَلَي المَاءِ أَغتَرِفُ إِذَا أَقبَلَ الثّانِيَةَ وَ هُوَ يَقُولُ العَطَشَ العَطَشَ يَا هَذَا اسقنِيِ‌ السّاعَةَ أَمُوتُ فَرَفَعتُ القَدَحَ لِأَسقِيَهُ فَاجتَذَبَ منِيّ‌ حَتّي عَلِقَ بِالشّمسِ حَتّي فَعَلَ ذَلِكَ الثّالِثَةَ وَ شَدَدتُ قرِبتَيِ‌ وَ لَم أَسقِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص ذَاكَ قَابِيلُ بنُ آدَمَ ألّذِي قَتَلَ أَخَاهُ وَ هُوَ قَولُهُ عَزّ وَ جَلّ


صفحه : 216

وَ الّذِينَ يَدعُونَ مِن دُونِهِ لا يَستَجِيبُونَ لَهُم بشِيَ‌ءٍ إِلّا كَباسِطِ كَفّيهِ إِلَي الماءِالآيَةَ قَولُهُوَ لِلّهِ يَسجُدُ مَن فِي السّماواتِ وَ الأَرضِ طَوعاً وَ كَرهاً وَ ظِلالُهُم بِالغُدُوّ وَ الآصالِ قَالَ بِالعَشِيّةِ قَالَ ظِلّ المُؤمِنِ يَسجُدُ طَوعاً وَ ظِلّ الكَافِرِ يَسجُدُ كَرهاً وَ هُوَ نُمُوّهُم وَ حَرَكَتُهُم وَ زِيَادَتُهُم وَ نُقصَانُهُم

وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِوَ لِلّهِ يَسجُدُ مَن فِي السّماواتِ وَ الأَرضِالآيَةَ قَالَ أَمّا مَن يَسجُدُ مِن أَهلِ السّمَاوَاتِ طَوعاً فَالمَلَائِكَةُ يَسجُدُونَ طَوعاً وَ مَن يَسجُدُ مِن أَهلِ الأَرضِ فَمَن وُلِدَ فِي الإِسلَامِ فَهُوَ يَسجُدُ لَهُ طَوعاً وَ أَمّا مَن يَسجُدُ لَهُ كَرهاً فَمَن جُبِرَ عَلَي الإِسلَامِ وَ أَمّا مَن لَم يَسجُد فَظِلّهُ يَسجُدُ لَهُ بِالغَدَاةِ وَ العشَيِ‌ّ وَ قَولُهُهَل يسَتوَيِ‌ الأَعمي وَ البَصِيرُيعَنيِ‌ المُؤمِنَ وَ الكَافِرَأَم هَل تسَتوَيِ‌ الظّلُماتُ وَ النّورُ أَمّا الظّلُمَاتُ فَالكُفرُ وَ أَمّا النّورُ فَهُوَ الإِيمَانُ وَ قَولُهُأَنزَلَ مِنَ السّماءِ ماءً فَسالَت أَودِيَةٌ بِقَدَرِها يَقُولُ الكَبِيرُ عَلَي قَدرِ كِبَرِهِ وَ الصّغِيرُ عَلَي قَدرِ صِغَرِهِ قَولُهُاللّهُ أَنزَلَ مِنَ السّماءِ ماءً يَقُولُ أَنزَلَ الحَقّ مِنَ السّمَاءِ فَاحتَمَلَتهُ القُلُوبُ بِأَهوَائِهَا ذُو اليَقِينِ عَلَي قَدرِ يَقِينِهِ وَ ذُو الشّكّ عَلَي قَدرِ شَكّهِ فَاحتَمَلَ الهَوَي بَاطِلًا كَثِيراً وَ جَفَاءً فَالمَاءُ هُوَ الحَقّ وَ الأَودِيَةُ هيِ‌َ القُلُوبُ وَ السّيلُ هُوَ الهَوَي وَ الزّبَدُ هُوَ البَاطِلُ وَ الحِليَةُ وَ المَتَاعُ هُوَ الحَقّ قَالَ اللّهُكَذلِكَ يَضرِبُ اللّهُ الحَقّ وَ الباطِلَ فَأَمّا الزّبَدُ فَيَذهَبُ جُفاءً وَ أَمّا ما يَنفَعُ النّاسَ فَيَمكُثُ فِي الأَرضِفَالزّبَدُ وَ خُبثُ الحِليَةِ هُوَ البَاطِلُ وَ المَتَاعُ وَ الحِليَةُ هُوَ الحَقّ مَن أَصَابَ الزّبَدَ وَ خُبثَ الحِليَةِ فِي الدّنيَا لَم يَنتَفِع بِهِ وَ كَذَلِكَ صَاحِبُ البَاطِلِ يَومَ القِيَامَةِ لَا يَنتَفِعُ بِهِ وَ أَمّا الحِليَةُ وَ المَتَاعُ فَهُوَ الحَقّ مَن أَصَابَ الحِليَةَ وَ المَتَاعَ فِي الدّنيَا انتَفَعَ بِهِ وَ كَذَلِكَ صَاحِبُ الحَقّ يَومَ القِيَامَةِ يَنفَعُهُكَذلِكَ يَضرِبُ اللّهُ الأَمثالَ قَولُهُزَبَداً رابِياً أَي مُرتَفِعاًوَ مِمّا يُوقِدُونَ عَلَيهِ فِي النّارِ ابتِغاءَ حِليَةٍيعَنيِ‌ مَا يَخرُجُ مِنَ المَاءِ مِنَ الجَوَاهِرِ وَ هُوَ مَثَلٌ أَي يَثبُتُ الحَقّ فِي قُلُوبِ المُؤمِنِينَ وَ فِي قُلُوبِ الكُفّارِ لَا يَثبُتُفَأَمّا الزّبَدُ فَيَذهَبُ جُفاءًيعَنيِ‌ يَبطُلُوَ أَمّا ما يَنفَعُ النّاسَ فَيَمكُثُ فِي الأَرضِ وَ هَذَا مَثَلُ المُؤمِنِينَ وَ المُشرِكِينَ فَقَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّكَذلِكَ يَضرِبُ اللّهُ الأَمثالَ


صفحه : 217

لِلّذِينَ استَجابُوا لِرَبّهِمُ الحُسني إِلَي قَولِهِوَ بِئسَ المِهادُفَالمُؤمِنُ إِذَا سَمِعَ الحَدِيثَ ثَبَتَ فِي قَلبِهِ رَجَاءَ رَبّهِ وَ آمَنَ بِهِ وَ هُوَ مِثلُ المَاءِ ألّذِي يَبقَي فِي الأَرضِ فَيَنبُتُ النّبَاتُ وَ ألّذِي لَا يُنتَفَعُ بِهِ يَكُونُ مِثلَ الزّبَدِ ألّذِي تَضرِبُهُ الرّيَاحُ فَيَبطُلُ قَولُهُوَ بِئسَ المِهادُ قَالَ يَتَمَهّدُونَ فِي النّارِ قَولُهُأُولُوا الأَلبابِ أَي أُولُو العُقُولِ

95-فس ،[تفسير القمي‌] قَولُهُوَ لَو أَنّ قُرآناًالآيَةَ قَالَ لَو كَانَ شَيءٌ مِنَ القُرآنِ كَذَلِكَ لَكَانَ هَذَا قَولُهُقارِعَةٌ أَي عَذَابٌ

وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ لا يَزالُ الّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُم بِما صَنَعُوا قارِعَةٌ وَ هيِ‌َ النّقِمَةُأَو تَحُلّ قَرِيباً مِن دارِهِمفَتَحُلّ بِقَومٍ غَيرِهِم فَيَرَونَ ذَلِكَ وَ يَسمَعُونَ بِهِ وَ الّذِينَ حَلّت بِهِم عُصَاةٌ كُفّارٌ مِثلُهُم وَ لَا يَتّعِظُ بَعضُهُم بِبَعضٍ وَ لَن يَزَالُوا كَذَلِكَحَتّي يأَتيِ‌َ وَعدُ اللّهِ ألّذِي وَعَدَ المُؤمِنِينَ مِنَ النّصرِ وَ يخُزيِ‌ الكَافِرِينَ وَ قَالَ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ فِي قَولِهِفَأَملَيتُ لِلّذِينَ كَفَرُوا ثُمّ أَخَذتُهُم أَي طَوّلتُ لَهُمُ الأَمَلَ ثُمّ أَهلَكتُهُم

96-فس ،[تفسير القمي‌] الر كِتابٌ أَنزَلناهُ إِلَيكَ يَا مُحَمّدُلِتُخرِجَ النّاسَ مِنَ الظّلُماتِ إِلَي النّورِ بِإِذنِ رَبّهِميعَنيِ‌ مِنَ الكُفرِ إِلَي الإِيمَانِإِلي صِراطِ العَزِيزِ الحَمِيدِ وَ الصّرَاطُ الطّرِيقُ الوَاضِحُ وَ إِمَامَةُ الأَئِمّةِ ع قَولُهُمَثَلُ الّذِينَ كَفَرُواالآيَةَ قَالَ مَن لَم يُقِرّ بِوَلَايَةِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع بَطَلَ عَمَلُهُ مِثلُ الرّمَادِ ألّذِي تجَيِ‌ءُ الرّيحُ فَتَحمِلُهُ

97-فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ الأَحوَلِ عَن سَلّامِ بنِ مُستَنِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَسَأَلتُهُ عَن قَولِ اللّهِ تَعَالَيمَثَلًا كَلِمَةً طَيّبَةًالآيَةَ قَالَ


صفحه : 218

الشّجَرَةُ رَسُولُ اللّهِص وَ نَسَبُهُ ثَابِتٌ فِي بنَيِ‌ هَاشِمٍ وَ فَرعُ الشّجَرَةِ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع وَ غُصنُ الشّجَرَةِ فَاطِمَةُ ع وَ ثَمَرَاتُهَا الأَئِمّةُ مِن وُلدِ عَلِيّ وَ فَاطِمَةَ ع وَ شِيعَتُهُم وَرَقُهَا وَ إِنّ المُؤمِنَ مِن شِيعَتِنَا لَيَمُوتُ فَتَسقُطُ مِنَ الشّجَرَةِ وَرَقَةٌ وَ إِنّ المُؤمِنَ لَيُولَدُ فَتُورِقُ الشّجَرَةُ وَرَقَةً قُلتُ أَ رَأَيتَ قَولَهُتؤُتيِ‌ أُكُلَها كُلّ حِينٍ بِإِذنِ رَبّها قَالَ يعَنيِ‌ بِذَلِكَ مَا يفُتيِ‌ الأَئِمّةُ شِيعَتَهُم فِي كُلّ حَجّ وَ عُمرَةٍ مِنَ الحَلَالِ وَ الحَرَامِ ثُمّ ضَرَبَ اللّهُ لِأَعدَاءِ آلِ مُحَمّدٍ مَثَلًا فَقَالَوَ مَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجتُثّت مِن فَوقِ الأَرضِ ما لَها مِن قَرارٍ

فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ قَالَ كَذَلِكَ الكَافِرُونَ لَا تَصّعّدُ أَعمَالُهُم إِلَي السّمَاءِ وَ بَنُو أُمَيّةَ لَا يَذكُرُونَ اللّهَ فِي مَجلِسٍ وَ لَا فِي مَسجِدٍ وَ لَا تَصّعّدُ أَعمَالُهُم إِلَي السّمَاءِ إِلّا قَلِيلٌ مِنهُم

98-فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَن قَولِ اللّهِ تَعَالَيأَ لَم تَرَ إِلَي الّذِينَ بَدّلُوا نِعمَتَ اللّهِ كُفراً قَالَ نَزَلَت فِي الأَفجَرَينِ مِن قُرَيشٍ بنَيِ‌ أُمَيّةَ وَ بنَيِ‌ المُغِيرَةِ فَأَمّا بَنُو المُغِيرَةِ فَقَطَعَ اللّهُ دَابِرَهُم يَومَ بَدرٍ وَ أَمّا بَنُو أُمَيّةَ فَمُتّعُوا إِلَي حِينٍ ثُمّ قَالَ نَحنُ وَ اللّهِ نِعمَةُ اللّهِ التّيِ‌ أَنعَمَ اللّهُ بِهَا عَلَي عِبَادِهِ وَ بِنَا يَفُوزُ مَن فَازَ

99-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن عَمرِو بنِ سَعِيدٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن قَولِ اللّهِالّذِينَ بَدّلُوا نِعمَتَ اللّهِ كُفراً قَالَ فَقَالَ مَا تَقُولُونَ فِي ذَلِكَ فَقَالَ نَقُولُ هُمَا الأَفجَرَانِ مِن قُرَيشٍ بَنُو أُمَيّةَ وَ بَنُو المُغِيرَةِ فَقَالَ بَلَي هيِ‌َ قُرَيشٌ قَاطِبَةً إِنّ اللّهَ خَاطَبَ نَبِيّهُ فَقَالَ إنِيّ‌ فَضّلتُ قُرَيشاً عَلَي العَرَبِ وَ أَنعَمتُ عَلَيهِم نعِمتَيِ‌ وَ بَعَثتُ إِلَيهِم رَسُولًا فَبَدّلُوا نعِمتَيِ‌ وَ كَذّبُوا رسَوُليِ‌

100-فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ ابنِ أُذَينَةَ عَن رِفَاعَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ ينُاَديِ‌ مُنَادٍ مِن عِندِ اللّهِ لَا يَدخُلُ الجَنّةَ إِلّا


صفحه : 219

مُسلِمٌ فَيَومَئِذٍ يَوَدّ الّذِينَ كَفَرُوا لَو كَانُوا مُسلِمِينَ قَولُهُوَ يُلهِهِمُ الأَمَلُ أَي يُشغِلُهُم قَولُهُكِتابٌ مَعلُومٌ أَي أَجَلٌ مَكتُوبٌ قَولُهُلَو ما تَأتِينا أَي هَلّا تَأتِينَا قَولُهُوَ ما كانُوا إِذاً مُنظَرِينَقَالُوا لَو أَنزَلنَا المَلَائِكَةَ لَم يُنظَرُوا وَ هَلَكُوا قَولُهُوَ لَقَد آتَيناكَ سَبعاً مِنَ المثَانيِ‌ وَ القُرآنَ العَظِيمَيعَنيِ‌ فَاتِحَةَ الكِتَابِ قَولُهُالّذِينَ جَعَلُوا القُرآنَ عِضِينَ قَالَ قَسَمُوا القُرآنَ وَ لَم يُؤَلّفُوهُ عَلَي مَا أَنزَلَهُ اللّهُ

101-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن حَمّادٍ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ عَن أَحَدِهِمَا ع فِي قَولِ اللّهِلا تَمُدّنّ عَينَيكَ إِلي ما مَتّعنا بِهِ أَزواجاً مِنهُم قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص نَزَلَ بِهِ ضَيفُهُ فَاستَسلَفَ مِن يهَوُديِ‌ّ فَقَالَ اليهَوُديِ‌ّ وَ اللّهِ يَا مُحَمّدُ لَا ثَاغِيَةَ وَ لَا رَاغِيَةَ فَعَلَي مَا أَسلِفُهُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص إنِيّ‌ لَأَمِينُ اللّهِ فِي سَمَائِهِ وَ أَرضِهِ وَ لَوِ ائتمَنَتنَيِ‌ عَلَي شَيءٍ لَأَدّيتُهُ إِلَيكَ قَالَ فَبَعَثَ بِدَرَقَةٍ لَهُ فَرَهَنَهَا عِندَهُ فَنَزَلَت عَلَيهِوَ لا تَمُدّنّ عَينَيكَ إِلي ما مَتّعنا بِهِ أَزواجاً مِنهُم زَهرَةَ الحَياةِ الدّنيا

بيان الثاغية الغنم والراغية الناقة والدرقة بالتحريك الترس إذا كان من جلود ليس فيه خشب

102-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن زُرَارَةَ وَ حُمرَانَ وَ مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ وَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِالّذِينَ جَعَلُوا القُرآنَ عِضِينَ قَالَ هُم قُرَيشٌ

103-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِوَ لا تَجهَر بِصَلاتِكَ وَ لا تُخافِت بِها قَالَ نَسَخَتهَافَاصدَع بِما تُؤمَرُ

104-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ رَفَعَهُ قَالَ كَانَ المُستَهزِءُونَ خَمسَةً مِن قُرَيشٍ الوَلِيدَ بنَ المُغِيرَةِ المخَزوُميِ‌ّ وَ العَاصَ بنَ وَائِلٍ السهّميِ‌ّ وَ الحَارِثَ بنَ حَنظَلَةَ وَ الأَسوَدَ بنَ عَبدِ يَغُوثَ بنِ وَهبٍ الزهّريِ‌ّ وَ الأَسوَدَ بنَ المُطّلِبِ بنِ أَسَدٍ فَلَمّا قَالَ اللّهُ تَعَالَيإِنّا كَفَيناكَ المُستَهزِئِينَعَلِمَ رَسُولُ اللّهِص أَنّهُ قَد أَخزَاهُم فَأَمَاتَهُمُ اللّهُ بِشَرّ مِيتَاتٍ


صفحه : 220

105-فس ،[تفسير القمي‌] أَتي أَمرُ اللّهِ فَلا تَستَعجِلُوهُ قَالَ نَزَلَت لَمّا سَأَلَت قُرَيشٌ رَسُولَ اللّهِص أَن يُنَزّلَ عَلَيهِمُ العَذَابَ قَولُهُيُنَزّلُ المَلائِكَةَ بِالرّوحِ مِن أَمرِهِيعَنيِ‌ بِالقُوّةِ التّيِ‌ جَعَلَهَا اللّهُ فِيهِم

وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِعَلي مَن يَشاءُ مِن عِبادِهِ أَن أَنذِرُوا أَنّهُ لا إِلهَ إِلّا أَنَا فَاتّقُونِ يَقُولُ بِالكِتَابِ وَ النّبُوّةِ

بيان تأويل الروح بالقوة غريب وسيأتي‌ في الأخبار أنه خلق أعظم من الملائكة ولعله من بطون الآية و قوله يَقُولُ بِالكِتَابِ إما تفسير للروح أيضا كماذكره المفسرون أومتعلق بالإنذار

106-فس ،[تفسير القمي‌] قَالَ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ فِي قَولِهِلِيَحمِلُوا أَوزارَهُم كامِلَةً يَومَ القِيامَةِالآيَةَ قَالَ يعَنيِ‌ يَحمِلُونَ آثَامَهُم يعَنيِ‌ الّذِينَ غَصَبُوا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع وَ آثَامَ كُلّ مَنِ اقتَدَي بِهِم قَولُهُفِي تَقَلّبِهِم قَالَ إِذَا جَاءُوا وَ ذَهَبُوا فِي التّجَارَاتِ وَ فِي أَعمَالِهِم فَيَأخُذُهُم فِي تِلكَ الحَالَةِأَو يَأخُذَهُم عَلي تَخَوّفٍ قَالَ عَلَي تَيَقّظٍ قَولُهُسُجّداً لِلّهِ وَ هُم داخِرُونَ قَالَ تَحوِيلُ كُلّ ظِلّ خَلَقَهُ اللّهُ هُوَ سُجُودُهُ لِلّهِ لِأَنّهُ لَيسَ شَيءٌ إِلّا لَهُ ظِلّ يَتَحَرّكُ بِتَحرِيكِهِ وَ تَحَرّكُهُ سُجُودُهُ قَولُهُوَ لَهُ الدّينُ واصِباً أَي وَاجِباً قَولُهُتَجئَرُونَ أَي تَفزَعُونَ وَ تَرجِعُونَوَ يَجعَلُونَ لِما لا يَعلَمُونَ نَصِيباً مِمّا رَزَقناهُم هُوَ ألّذِي وَصَفنَاهُ مِمّا كَانَتِ العَرَبُ يَجعَلُونَ لِلأَصنَامِ نَصِيباً فِي زَرعِهِم


صفحه : 221

وَ إِبِلِهِم وَ غَنَمِهِموَ يَجعَلُونَ لِلّهِ البَناتِ قَالَ قَالَت قُرَيشٌ إِنّ المَلَائِكَةَ هُم بَنَاتُ اللّهِ فَنَسَبُوا مَا لَا يَشتَهُونَ إِلَي اللّهِ فَقَالَ اللّهُ تَعَالَيسُبحانَهُ وَ لَهُم ما يَشتَهُونَيعَنيِ‌ مِنَ البَنِينَ قَولُهُأَ يُمسِكُهُ عَلي هُونٍ أَي يَستَهِينُ بِهِ قَولُهُوَ أَنّهُم مُفرَطُونَ أَي مُعَذّبُونَ قَولُهُفَمَا الّذِينَ فُضّلُوا برِاَديّ‌ رِزقِهِم قَالَ لَا يَجُوزُ لِلرّجُلِ أَن يَخُصّ نَفسَهُ بشِيَ‌ءٍ مِنَ المَأكُولِ دُونَ عِيَالِهِ

وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ التّيِ‌ نَقَضَت غَزلَهَا امرَأَةٌ مِن بنَيِ‌ تَمِيمِ بنِ مُرّةَ وَ يُقَالُ لَهَا رَابِطَةُ بِنتُ كَعبِ بنِ سَعدِ بنِ تَيمِ بنِ كَعبِ بنِ لؤُيَ‌ّ بنِ غَالِبٍ كَانَت حَمقَاءَ تَغزِلُ الشّعرَ فَإِذَا غَزَلَتهُ نَقَضَتهُ ثُمّ عَادَت فَغَزَلَتهُ فَقَالَ اللّهُكاَلتّيِ‌ نَقَضَت غَزلَها مِن بَعدِ قُوّةٍ أَنكاثاً تَتّخِذُونَ أَيمانَكُم دَخَلًا بَينَكُم قَالَ إِنّ اللّهَ تَعَالَي أَمَرَ بِالوَفَاءِ وَ نَهَي عَن نَقضِ العَهدِ فَضَرَبَ لَهُم مَثَلًا قَولُهُوَ إِذا بَدّلنا آيَةً مَكانَ آيَةٍ قَالَ كَانَ إِذَا نُسِخَت آيَةٌ قَالُوا لِرَسُولِ اللّهِص أَنتَ مُفتَرٍفَرَدّ اللّهُ عَلَيهِم فَقَالَقُللَهُم يَا مُحَمّدُنَزّلَهُ رُوحُ القُدُسِ مِن رَبّكَ بِالحَقّيعَنيِ‌ جَبرَئِيلَ

وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِرُوحُ القُدُسِ قَالَ هُوَ جَبرَئِيلُ ع وَ القُدُسُ الطّاهِرُلِيُثَبّتَ اللّهُالّذِينَ آمَنُواهُم آلُ مُحَمّدٍص قَولُهُلِسانُ ألّذِي يُلحِدُونَ إِلَيهِ أعَجمَيِ‌ّ قَالَ هُوَ لِسَانُ أَبِي فُكَيهَةَ مَولَي ابنِ الخضَرمَيِ‌ّ كَانَ أعَجمَيِ‌ّ اللّسَانِ وَ كَانَ قَدِ اتّبَعَ نبَيِ‌ّ اللّهِ وَ آمَنَ بِهِ وَ كَانَ مِن أَهلِ الكِتَابِ فَقَالَت قُرَيشٌ إِنّهُ يُعَلّمُ مُحَمّداً عِلمَهُ بِلِسَانِهِ


صفحه : 222

107-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن سَمَاعَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَن قَولِ اللّهِوَ لَهُ الدّينُ واصِباً قَالَ وَاجِباً

108-فس ،[تفسير القمي‌] لا تَجعَل مَعَ اللّهِ إِلهاً آخَرَمُخَاطَبَةٌ للِنبّيِ‌ّص وَ المَعنَي لِلنّاسِ وَ هُوَ قَولُ الصّادِقِ ع إِنّ اللّهَ بَعَثَ نَبِيّهُ بِإِيّاكِ أعَنيِ‌ وَ اسمعَيِ‌ يَا جَارَةُ قَولُهُإِذاً لَابتَغَوا إِلي ذيِ‌ العَرشِ سَبِيلًا قَالَ لَو كَانَتِ الأَصنَامُ آلِهَةً كَمَا يَزعُمُونَ لَصَعَدُوا إِلَي العَرشِ قَولُهُوَ إِذ هُم نَجوي أَي إِذ هُم فِي سِرّ يَقُولُونَ هُوَ سَاحِرٌ قَولُهُظَهِيراً أَي مُعِيناً قَولُهُوَ قالُوا لَن نُؤمِنَ لَكَ حَتّي تَفجُرَ لَنا مِنَ الأَرضِ يَنبُوعاًفَإِنّهَا نَزَلَت فِي عَبدِ اللّهِ بنِ أَبِي أُمَيّةَ أخَيِ‌ أُمّ سَلَمَةَ رَحمَةُ اللّهِ عَلَيهَا وَ ذَلِكَ أَنّهُ قَالَ هَذَا لِرَسُولِ اللّهِص بِمَكّةَ قَبلَ الهِجرَةِ فَلَمّا خَرَجَ رَسُولُ اللّهِ إِلَي فَتحِ مَكّةَ استَقبَلَ عَبدَ اللّهِ بنَ أَبِي أُمَيّةَ فَسَلّمَ عَلَي رَسُولِ اللّهِص فَلَم يَرُدّ السّلَامَ عَلَيهِ فَأَعرَضَ عَنهُ وَ لَم يُجِبهُ بشِيَ‌ءٍ وَ كَانَت أُختُهُ أَمّ سَلَمَةَ مَعَ رَسُولِ اللّهِص فَدَخَلَ إِلَيهَا وَ قَالَ يَا أخُتيِ‌ إِنّ رَسُولَ اللّهِص قَد قَبِلَ إِسلَامَ النّاسِ كُلّهِم وَ رَدّ إسِلاَميِ‌ فَلَيسَ يقَبلَنُيِ‌ كَمَا قَبِلَ غيَريِ‌ فَلَمّا دَخَلَ رَسُولُ اللّهِص عَلَي أُمّ سَلَمَةَ قَالَت بأِبَيِ‌ أَنتَ وَ أمُيّ‌ يَا رَسُولَ اللّهِ سَعِدَ بِكَ جَمِيعُ النّاسِ إِلّا أخَيِ‌ مِن بَينِ قُرَيشٍ وَ العَرَبِ رَدَدتَ إِسلَامَهُ وَ قَبِلتَ إِسلَامَ النّاسِ كُلّهِم إِلّا أخَيِ‌ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا أُمّ سَلَمَةَ إِنّ أَخَاكِ كذَبّنَيِ‌ تَكذِيباً لَم يكُذَبّنيِ‌ أَحَدٌ مِنَ النّاسِ هُوَ ألّذِي قَالَ لِيلَن نُؤمِنَ لَكَ حَتّي تَفجُرَ لَنا مِنَ الأَرضِ يَنبُوعاً إِلَي قَولِهِكِتاباً نَقرَؤُهُقَالَت أُمّ سَلَمَةَ بأِبَيِ‌ أَنتَ وَ أمُيّ‌ يَا رَسُولَ اللّهِ أَ لَم تَقُل إِنّ الإِسلَامَ يَجُبّ مَا كَانَ قَبلَهُ قَالَ نَعَم فَقَبِلَ رَسُولُ اللّهِص إِسلَامَهُ

وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِحَتّي تَفجُرَ لَنا مِنَ الأَرضِ


صفحه : 223

يَنبُوعاً أَي عَيناًأَو تَكُونَ لَكَ جَنّةٌ أَي بُستَانٌمِن نَخِيلٍ وَ عِنَبٍ فَتُفَجّرَ الأَنهارَ خِلالَها تَفجِيراً مِن تِلكَ العُيُونِأَو تُسقِطَ السّماءَ كَما زَعَمتَ عَلَينا كِسَفاً وَ ذَلِكَ أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ إِنّهُ سَيَسقُطُ مِنَ السّمَاءِ كِسفاً لِقَولِهِوَ إِن يَرَوا كِسفاً مِنَ السّماءِ ساقِطاً يَقُولُوا سَحابٌ مَركُومٌ وَ قَولُهُأَو تأَتيِ‌َ بِاللّهِ وَ المَلائِكَةِ قَبِيلًا وَ القَبِيلُ الكَثِيرُأَو يَكُونَ لَكَ بَيتٌ مِن زُخرُفٍالمُزَخرَفُ بِالذّهَبِأَو تَرقي فِي السّماءِ وَ لَن نُؤمِنَ لِرُقِيّكَ حَتّي تُنَزّلَ عَلَينا كِتاباً نَقرَؤُهُ يَقُولُ مِنَ اللّهِ إِلَي عَبدِ اللّهِ بنِ أَبِي أُمَيّةَ إِنّ مُحَمّداً صَادِقٌ وَ إنِيّ‌ أَنَا بَعَثتُهُ وَ يجَيِ‌ءُ مَعَهُ أَربَعَةٌ مِنَ المَلَائِكَةِ يَشهَدُونَ أَنّ اللّهَ هُوَ كَتَبَهُ فَأَنزَلَ اللّهُقُل سُبحانَ ربَيّ‌ هَل كُنتُ إِلّا بَشَراً رَسُولًا قَولُهُوَ ما مَنَعَ النّاسَ أَن يُؤمِنُوا إِذ جاءَهُمُ الهُدي قَالَ قَالَ الكُفّارُ لِمَ لَم يَبعَثِ اللّهُ إِلَينَا المَلَائِكَةَ فَقَالَ اللّهُ لَو بَعَثنَا إِلَيهِم مَلَكاً لَمَا آمَنُوا وَ لَهَلَكُوا وَ لَو كَانَتِ المَلَائِكَةُ فِي الأَرضِيَمشُونَ مُطمَئِنّينَ لَنَزّلنا عَلَيهِم مِنَ السّماءِ مَلَكاً رَسُولًا قَولُهُقُل لَو أَنتُم تَملِكُونَالآيَةَ قَالَ لَو كَانَتِ الأَموَالُ بِيَدِ النّاسِ لَمَا أَعطَوُا النّاسَ شَيئاً مَخَافَةَ الفَنَاءِوَ كانَ الإِنسانُ قَتُوراً أَي بَخِيلًا قَولُهُعَلي مُكثٍ أَي عَلَي مَهلٍ

109-فس ،[تفسير القمي‌] وَ لَم يَجعَل لَهُ عِوَجاً قَيّماً قَالَ هَذَا مُقَدّمٌ وَ مُؤَخّرٌ لِأَنّ مَعنَاهُ ألّذِي أَنزَلَ عَلَي عَبدِهِ الكِتَابَ قَيّماً وَ لَم يَجعَل لَهُ عِوَجاً فَقَد قَدّمَ حَرفاً عَلَي حَرفٍلِيُنذِرَ بَأساً شَدِيداً مِن لَدُنهُيعَنيِ‌ يُخَوّفُ وَ يُحَذّرُهُم مِن عَذَابِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ

وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِفَلَعَلّكَ باخِعٌ نَفسَكَ يَقُولُ قَاتِلٌ نَفسَكَعَلي آثارِهِم قَولُهُأَسَفاً أَي حُزناً

110-فس ،[تفسير القمي‌] قَولُهُلَقَد جِئتُم شَيئاً إِدّا أَي عَظِيماً قَولُهُقَوماً لُدّا قَالَ أَصحَابُ الكَلَامِ وَ الخُصُومَةِ

111-فس ،[تفسير القمي‌]أَ فَتَأتُونَ السّحرَ وَ أَنتُم تُبصِرُونَ أَي تَأتُونَ مُحَمّداًص وَ هُوَ سَاحِرٌ


صفحه : 224

ثُمّ قَالَ قُل لَهُم يَا مُحَمّدُربَيّ‌ يَعلَمُ القَولَ فِي السّماءِ وَ الأَرضِيعَنيِ‌ مَا يُقَالُ فِي السّمَاءِ وَ الأَرضِ ثُمّ حَكَي اللّهُ قَولَ قُرَيشٍ فَقَالَبَل قالُوا أَضغاثُ أَحلامٍ بَلِ افتَراهُ أَي هَذَا ألّذِي يُخبِرُنَا مُحَمّدٌ يَرَاهُ فِي النّومِ وَ قَالَ بَعضُهُمبَلِ افتَراهُ أَي يَكذِبُ وَ قَالَ بَعضُهُمبَل هُوَ شاعِرٌ فَليَأتِنا بِآيَةٍ كَما أُرسِلَ الأَوّلُونَفَرَدّ اللّهُ عَلَيهِم فَقَالَما آمَنَت قَبلَهُم مِن قَريَةٍ أَهلَكناها أَ فَهُم يُؤمِنُونَ قَالَ كَيفَ يُؤمِنُونَ وَ لَم يُؤمِن مَن كَانَ قَبلَهُم بِالآيَاتِ حَتّي هَلَكُوا قَولُهُفَسئَلُوا أَهلَ الذّكرِ قَالَ آلُ مُحَمّدٍ قَولُهُوَ ما جَعَلنا لِبَشَرٍ مِن قَبلِكَ الخُلدَفَإِنّهُ لَمّا أَخبَرَ اللّهُ نَبِيّهُ بِمَا يُصِيبُ أَهلَ بَيتِهِ بَعدَهُ وَ ادّعَاءِ مَنِ ادّعَي الخِلَافَةَ دُونَهُم اغتَمّ رَسُولُ اللّهِص فَأَنزَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ ما جَعَلنا لِبَشَرٍ مِن قَبلِكَ الخُلدَ أَ فَإِن مِتّ فَهُمُ الخالِدُونَكُلّ نَفسٍ ذائِقَةُ المَوتِ وَ نَبلُوكُم بِالشّرّ وَ الخَيرِ فِتنَةً أَي نَختَبِرُهُم قَولُهُوَ لَقَد كَتَبنا فِي الزّبُورِ مِن بَعدِ الذّكرِ قَالَ الكُتُبُ كُلّهَا ذِكرٌأَنّ الأَرضَ يَرِثُها عبِاديِ‌َ الصّالِحُونَ قَالَ القَائِمُ عَجّلَ اللّهُ فَرَجَهُ وَ أَصحَابُهُ قَالَ وَ الزّبُورُ فِيهِ مَلَاحِمُ وَ تَحمِيدٌ وَ تَمجِيدٌ وَ دُعَاءٌ قَولُهُقالَ رَبّ احكُم بِالحَقّ قَالَ مَعنَاهُ لَا تَدَعِ الكُفّارَ وَ الحَقّ الِانتِقَامُ مِنَ الظّالِمِينَ

112-فس ،[تفسير القمي‌] وَ مِنَ النّاسِ مَن يُجادِلُ فِي اللّهِ بِغَيرِ عِلمٍ وَ لا هُديً وَ لا كِتابٍ مُنِيرٍ قَالَ نَزَلَت فِي أَبِي جَهلٍثانيِ‌َ عِطفِهِ قَالَ تَوَلّي عَنِ الحَقّلِيُضِلّ عَن سَبِيلِ اللّهِ قَالَ عَن طَرِيقِ اللّهِ وَ الإِيمَانِ قَولُهُوَ مِنَ النّاسِ مَن يَعبُدُ اللّهَ عَلي حَرفٍ قَالَ عَلَي شَكّفَإِن أَصابَهُ خَيرٌ اطمَأَنّ بِهِالآيَةَ

فَإِنّهُ حدَثّنَيِ‌ أَبِي عَن يَحيَي بنِ أَبِي عِمرَانَ عَن يُونُسَ عَن حَمّادٍ عَنِ ابنِ طَيّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَنَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ


صفحه : 225

فِي قَومٍ وَحّدُوا اللّهَ وَ خَلَعُوا عِبَادَةَ مَن دُونَ اللّهِ وَ خَرَجُوا مِنَ الشّركِ وَ لَم يَعرِفُوا أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِص فَهُم يَعبُدُونَ اللّهَ عَلَي شَكّ فِي مُحَمّدٍ وَ مَا جَاءَ بِهِ فَأَتَوا رَسُولَ اللّهِص فَقَالُوا نَنظُرُ فَإِن كَثُرَت أَموَالُنَا وَ عُوفِينَا فِي أَنفُسِنَا وَ أَولَادِنَا عَلِمنَا أَنّهُ صَادِقٌ وَ أَنّهُ رَسُولُ اللّهِص وَ إِن كَانَ غَيرُ ذَلِكَ نَظَرنَا فَأَنزَلَ اللّهُفَإِن أَصابَهُ خَيرٌ اطمَأَنّ بِهِ وَ إِن أَصابَتهُ فِتنَةٌ انقَلَبَ عَلي وَجهِهِ خَسِرَ الدّنيا وَ الآخِرَةَ ذلِكَ هُوَ الخُسرانُ المُبِينُ يَدعُوا مِن دُونِ اللّهِ ما لا يَضُرّهُ وَ ما لا يَنفَعُهُانقَلَبَ مُشرِكاً يَدعُو غَيرَ اللّهِ وَ يَعبُدُ غَيرَهُ فَمِنهُم مَن يَعرِفُ وَ يَدخُلُ الإِيمَانُ قَلبَهُ فَهُوَ مُؤمِنٌ وَ يُصَدّقُ وَ يَزُولُ عَن مَنزِلَتِهِ مِنَ الشّكّ إِلَي الإِيمَانِ وَ مِنهُم مَن يَلبَثُ عَلَي شَكّهِ وَ مِنهُم مَن يَنقَلِبُ إِلَي الشّركِ وَ أَمّا قَولُهُمَن كانَ يَظُنّ أَن لَن يَنصُرَهُ اللّهُ فِي الدّنيا وَ الآخِرَةِ فَإِنّ الظّنّ فِي كِتَابِ اللّهِ عَلَي وَجهَينِ ظَنّ يَقِينٍ وَ ظَنّ شَكّ فَهَذَا ظَنّ شَكّ قَالَ مَن شَكّ أَنّ اللّهَ لَا يُثِيبُهُ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِفَليَمدُد بِسَبَبٍ إِلَي السّماءِ أَي يَجعَلُ بَينَهُ وَ بَينَ اللّهِ دَلِيلًا وَ الدّلِيلُ عَلَي أَنّ السّبَبَ هُوَ الدّلِيلُ قَولُ اللّهِ فِي سُورَةَ الكَهفِوَ آتَيناهُ مِن كُلّ شَيءٍ سَبَباً فَأَتبَعَ سَبَباً أَي دَلِيلًا وَ قَالَثُمّ ليَقطَع أَي يُمَيّزُ وَ الدّلِيلُ عَلَي أَنّ القَطعَ هُوَ التّميِيزُ قَولُهُوَ قَطّعناهُمُ اثنتَيَ‌ عَشرَةَ أَسباطاً أُمَماً أَي مَيّزنَاهُم فَقَولُهُثُمّ ليَقطَع أَي يُمَيّزُفَليَنظُر هَل يُذهِبَنّ كَيدُهُ ما يَغِيظُ أَي حِيلَتُهُ وَ الدّلِيلُ عَلَي أَنّ الكَيدَ هُوَ الحِيلَةُ قَولُهُ تَعَالَيكَذلِكَ كِدنا لِيُوسُفَ أَيِ احتَلنَا لَهُ حَتّي حَبَسَ أَخَاهُ وَ قَولُهُ يحَكيِ‌ قَولَ فِرعَونَفَأَجمِعُوا كَيدَكُم أَي حِيلَتُكُم قَالَ فَإِذَا وَضَعَ لِنَفسِهِ سَبَباً وَ مَيّزَ دَلّهُ عَلَي الحَقّ وَ أَمّا العَامّةُ فَإِنّهُم رَوَوا فِي ذَلِكَ أَنّهُ مَن لَم يُصَدّق بِمَا قَالَ اللّهُ فَليُلقِ حَبلًا إِلَي سَقفِ البَيتِ ثُمّ ليَختَنِق

113-فس ،[تفسير القمي‌] فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِأُولئِكَ يُسارِعُونَ فِي الخَيراتِ وَ هُم لَها سابِقُونَ يَقُولُ هُوَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ لَم يَسبِقهُ أَحَدٌ وَ قَولُهُبَل قُلُوبُهُم فِي غَمرَةٍ مِن هذايعَنيِ‌ مِنَ القُرآنِوَ لَهُم أَعمالٌ مِن دُونِ ذلِكَ يَقُولُ مَا كُتِبَ عَلَيهِم فِي اللّوحِ مَاهُم لَها عامِلُونَقَبلَ أَن يُخلَقُوا هُم لِذَلِكَ الأَعمَالِ المَكتُوبَةِ عَامِلُونَ


صفحه : 226

وَ قَالَ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ فِي قَولِهِوَ لَدَينا كِتابٌ يَنطِقُ بِالحَقّ أَي عَلَيكُم ثُمّ قَالَبَل قُلُوبُهُم فِي غَمرَةٍ مِن هذا أَي فِي شَكّ مِمّا يَقُولُونَحَتّي إِذا أَخَذنا مُترَفِيهِم أَي كُبَرَاءَهُمبِالعَذابِ إِذا هُم يَجأَرُونَ أَي يَضِجّونَ فَرَدّ اللّهُ عَلَيهِملا تَجأَرُوا اليَومَ إِلَي قَولِهِسامِراً تَهجُرُونَ أَي جَعَلتُمُوهُ سَمَراً وَ هَجَرتُمُوهُ قَولُهُأَم يَقُولُونَ بِهِ جِنّةٌيعَنيِ‌ بِرَسُولِ اللّهِص قَولُهُوَ لَوِ اتّبَعَ الحَقّ أَهواءَهُم قَالَ الحَقّ رَسُولُ اللّهِ وَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ الدّلِيلُ عَلَي ذَلِكَ قَولُهُقَد جاءَكُمُ الرّسُولُ بِالحَقّ مِن رَبّكُميعَنيِ‌ وَلَايَةَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ مِثلُهُ كَثِيرٌ وَ الدّلِيلُ عَلَي أَنّ الحَقّ رَسُولُ اللّهِص وَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ لَوِ اتّبَعَ رَسُولُ اللّهِص وَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع قُرَيشاً لَفَسَدَتِ السّمَاوَاتُ وَ الأَرضُ وَ مَن فِيهِنّ فَفَسَادُ السّمَاءِ إِذَا لَم تَمطُر وَ فَسَادُ الأَرضِ إِذَا لَم تَنبُت وَ فَسَادُ النّاسِ فِي ذَلِكَ قَولُهُوَ إِنّكَ لَتَدعُوهُم إِلي صِراطٍ مُستَقِيمٍ قَالَ إِلَي وَلَايَةِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَوَ إِنّ الّذِينَ لا يُؤمِنُونَ بِالآخِرَةِ عَنِ الصّراطِ لَناكِبُونَ قَالَ عَنِ الإِمَامِ لَحَادّونَ ثُمّ رَدّ عَلَي الثّنَوِيّةِ الّذِينَ قَالُوا بِإِلَهَينِ فَقَالَمَا اتّخَذَ اللّهُ مِن وَلَدٍ وَ ما كانَ مَعَهُ مِن إِلهٍ قَالَ لَو كَانَ إِلَهَينِ مِن دُونِ اللّهِ كَمَا زَعَمتُم لَكَانَا يَختَلِفَانِ فَيَخلُقُ هَذَا وَ لَا يَخلُقُ هَذَا وَ يُرِيدُ هَذَا وَ لَا يُرِيدُ هَذَا وَ لَطَلَبَ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُمُ الغَلَبَةَ وَ إِذَا أَرَادَ أَحَدُهُمَا خَلقَ إِنسَانٍ وَ أَرَادَ الآخَرُ خَلقَ بَهِيمَةٍ فَيَكُونُ إِنسَاناً وَ بَهِيمَةً فِي حَالَةٍ


صفحه : 227

وَاحِدَةٍ وَ هُوَ مُحَالٌ فَلَمّا بَطَلَ هَذَا ثَبَتَ التّدبِيرُ وَ الصّنعُ لِوَاحِدٍ وَ دَلّ أَيضاً التّدبِيرُ وَ ثَبَاتُهُ وَ قِوَامُ بَعضِهِ بِبَعضٍ عَلَي أَنّ الصّانِعَ وَاحِدٌ جَلّ جَلَالُهُ ثُمّ قَالَ آنِفاًسُبحانَ اللّهِ عَمّا يَصِفُونَ قَولُهُوَ قُل رَبّ أَعُوذُ بِكَ مِن هَمَزاتِ الشّياطِينِ قَالَ مَا يَقَعُ فِي القَلبِ مِن وَسوَسَةِ الشّيطَانِ

114-فس ،[تفسير القمي‌] قَولُهُوَ يَقُولُونَ آمَنّا بِاللّهِ وَ بِالرّسُولِ وَ أَطَعنا إِلَي قَولِهِوَ ما أُولئِكَ بِالمُؤمِنِينَ

فَإِنّهُ حدَثّنَيِ‌ أَبِي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ فِي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ وَ عُثمَانَ وَ ذَلِكَ أَنّهُ كَانَ بَينَهُمَا مُنَازَعَةٌ فِي حَدِيقَةٍ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ تَرضَي بِرَسُولِ اللّهِص فَقَالَ عَبدُ الرّحمَنِ بنُ عَوفٍ لِعُثمَانَ لَا تُحَاكِمهُ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَإِنّهُ يَحكُمُ لَهُ عَلَيكَ وَ لَكِن حَاكِمهُ إِلَي ابنِ شَيبَةَ اليهَوُديِ‌ّ فَقَالَ عُثمَانُ لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع لَا أَرضَي إِلّا بِابنِ شَيبَةَ اليهَوُديِ‌ّ فَقَالَ ابنُ شَيبَةَ لِعُثمَانَ تَأتَمِنُونَ مُحَمّداً عَلَي وحَي‌ِ السّمَاءِ وَ تَتّهِمُونَهُ فِي الأَحكَامِ فَأَنزَلَ اللّهُ عَلَي رَسُولِهِوَ إِذا دُعُوا إِلَي اللّهِ وَ رَسُولِهِ لِيَحكُمَ بَينَهُم إِلَي قَولِهِبَل أُولئِكَ هُمُ الظّالِمُونَ ثُمّ ذَكَرَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ فَقَالَإِنّما كانَ قَولَ المُؤمِنِينَ إِذا دُعُوا إِلَي اللّهِ وَ رَسُولِهِ لِيَحكُمَ بَينَهُم أَن يَقُولُوا سَمِعنا وَ أَطَعنا إِلَي قَولِهِفَأُولئِكَ هُمُ الفائِزُونَ

115-فس ،[تفسير القمي‌] قَولُهُوَ أَعانَهُ عَلَيهِ قَومٌ آخَرُونَقَالُوا إِنّ هَذَا ألّذِي يَقرَؤُهُ مُحَمّدٌ وَ يُخبِرُنَا بِهِ إِنّمَا يَتَعَلّمُهُ مِنَ اليَهُودِ وَ يَستَكتُبُهُ مِن عُلَمَاءِ النّصَارَي وَ يَكتُبُ عَن


صفحه : 228

رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ ابنُ قبطَةَ يَنقُلُهُ عَنهُ بِالغَدَاةِ وَ العشَيِ‌ّ

وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيإِفكٌ افتَراهُ قَالَ الإِفكُ الكَذِبُوَ أَعانَهُ عَلَيهِ قَومٌ آخَرُونَيعَنيِ‌ أَبَا فُهَيكَةَ[فُكَيهَةَ] وَ حِبراً وَ عَدّاساً وَ عَابِساً مَولَي حُوَيطِبٍ قَولُهُأَساطِيرُ الأَوّلِينَ اكتَتَبَهافَهُوَ قَولُ النّضرِ بنِ الحَارِثِ بنِ عَلقَمَةَ بنِ كِلدَةَ قَالَأَساطِيرُ الأَوّلِينَ اكتَتَبَها مُحَمّدٌفهَيِ‌َ تُملي عَلَيهِ بُكرَةً وَ أَصِيلًا

116-فس ،[تفسير القمي‌] قَولُهُلَعَلّكَ باخِعٌ نَفسَكَ أَي خَادِعٌ قَولُهُإِن نَشَأ نُنَزّل عَلَيهِم مِنَ السّماءِ آيَةً فَظَلّت أَعناقُهُم لَها خاضِعِينَ

فَإِنّهُ حدَثّنَيِ‌ أَبِي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ تُخضِعُ رِقَابَهُم يعَنيِ‌ بنَيِ‌ أُمَيّةَ وَ هيِ‌َ الصّيحَةُ مِنَ السّمَاءِ بِاسمِ صَاحِبِ الأَمرِ عَجّلَ اللّهُ فَرَجَهُ قَولُهُوَ إِنّهُ لَتَنزِيلُ رَبّ العالَمِينَ أَيِ القُرآنُ

وَ حدَثّنَيِ‌ أَبِي عَن حَسّانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِ وَ إِنّهُ لَتَنزِيلُ رَبّ العالَمِينَ إِلَي قَولِهِمِنَ المُنذِرِينَ قَالَ الوَلَايَةُ التّيِ‌ نَزَلَت لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع يَومَ الغَدِيرِ

قَولُهُ وَ لَو نَزّلناهُ عَلي بَعضِ الأَعجَمِينَ قَالَ الصّادِقُ ع لَو نُزّلَ القُرآنُ عَلَي العَجَمِ مَا آمَنَت بِهِ العَرَبُ وَ قَد نُزّلَ عَلَي العَرَبِ فَآمَنَت بِهِ العَجَمُ فَهَذِهِ فَضِيلَةُ العَجَمِ


صفحه : 229

وَ حدَثّنَيِ‌ مُحَمّدُ بنُ الوَلِيدِ عَن مُحَمّدِ بنِ الفُرَاتِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ ألّذِي يَراكَ حِينَ تَقُومُ فِي النّبُوّةِوَ تَقَلّبَكَ فِي السّاجِدِينَ قَالَ فِي أَصلَابِ النّبِيّينَ

117-فس ،[تفسير القمي‌] قَولُهُوَ قالُوا إِن نَتّبِعِ الهُدي مَعَكَ قَالَ نَزَلَت فِي قُرَيشٍ حِينَ دَعَاهُم رَسُولُ اللّهِ ع إِلَي الإِسلَامِ وَ الهِجرَةِ قَالُواإِن نَتّبِعِ الهُدي مَعَكَ نُتَخَطّف مِن أَرضِنا

118-فس ،[تفسير القمي‌] قَولُهُجَعَلَ فِتنَةَ النّاسِ كَعَذابِ اللّهِ قَالَ إِذَا آذَاهُ إِنسَانٌ أَو أَصَابَهُ ضُرّ أَو فَاقَةٌ أَو خَوفٌ مِنَ الظّالِمِينَ دَخَلَ مَعَهُم فِي دِينِهِم فَرَأَي أَنّ مَا يَفعَلُونَهُ هُوَ مِثلُ عَذَابِ اللّهِ ألّذِي لَا يَنقَطِعُ قَولُهُوَ لَئِن جاءَ نَصرٌ مِن رَبّكَيعَنيِ‌ القَائِمَ عَجّلَ اللّهُ فَرَجَهُ قَولُهُوَ لنَحمِل خَطاياكُم قَالَ كَانَ الكُفّارُ يَقُولُونَ لِلمُؤمِنِينَ كُونُوا مَعَنَا فَإِنّ ألّذِي تَخَافُونَ أَنتُم لَيسَ بشِيَ‌ءٍ فَإِن كَانَ حَقّاً فَنَحمِلُ نَحنُ ذُنُوبَكُم فَيُعَذّبُهُمُ اللّهُ مَرّتَينِ مَرّةً بِذُنُوبِهِم وَ مَرّةً بِذُنُوبِ غَيرِهِم ثُمّ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلًا فِيمَنِ اتّخَذَ مِن دُونِ اللّهِ وَلِيّاً فَقَالَمَثَلُ الّذِينَ اتّخَذُوا مِن دُونِ اللّهِ أَولِياءَ كَمَثَلِ العَنكَبُوتِ اتّخَذَت بَيتاً وَ هُوَ ألّذِي نَسَجَهُ العَنكَبُوتُ عَلَي بَابِ الغَارِ ألّذِي دَخَلَهُ رَسُولُ اللّهِص وَ هُوَ أَوهَنُ البُيُوتِ فَكَذَلِكَ مَنِ اتّخَذَ مِن دُونِ اللّهِ وَلِيّاًوَ ما يَعقِلُها إِلّا العالِمُونَيعَنيِ‌ آلَ مُحَمّدٍ ع قَولُهُوَ لا تُجادِلُوا أَهلَ الكِتابِ قَالَ اليَهُودُ وَ النّصَارَيإِلّا باِلتّيِ‌ هيِ‌َ أَحسَنُ قَالَ بِالقُرآنِ قَولُهُفَالّذِينَ آتَيناهُمُ الكِتابَ يُؤمِنُونَ بِهِيعَنيِ‌ آلَ مُحَمّدٍ ع وَ مِن هؤُلاءِ مَن يُؤمِنُ بِهِيعَنيِ‌ أَهلَ الإِيمَانِ مِن أَهلِ القِبلَةِ قَولُهُفِي صُدُورِ الّذِينَ أُوتُوا العِلمَ قَالَ هُمُ الأَئِمّةُ ع

119-فس ،[تفسير القمي‌] قَولُهُضَرَبَ لَكُم مَثَلًا مِن أَنفُسِكُمفَإِنّهُ كَانَ سَبَبُ نُزُولِهَا


صفحه : 230

أَنّ قُرَيشاً وَ العَرَبَ كَانُوا إِذَا حَجّوا يُلَبّونَ وَ كَانَت تَلبِيَتُهُم لَبّيكَ أللّهُمّ لَبّيكَ لَبّيكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبّيكَ إِنّ الحَمدَ وَ النّعمَةَ لَكَ وَ المُلكَ لَا شَرِيكَ لَكَ وَ هيِ‌َ تَلبِيَةُ اِبرَاهِيمَ ع وَ الأَنبِيَاءِ ع فَجَاءَهُم إِبلِيسُ فِي صُورَةِ شَيخٍ فَقَالَ لَيسَت هَذِهِ تَلبِيَةَ أَسلَافِكُم قَالُوا وَ مَا كَانَت تَلبِيَتُهُم قَالَ كَانُوا يَقُولُونَ لَبّيكَ أللّهُمّ لَبّيكَ لَا شَرِيكَ لَكَ إِلّا شَرِيكٌ هُوَ لَكَ فَنَفَرَت قُرَيشٌ مِن هَذَا القَولِ فَقَالَ لَهُم إِبلِيسُ عَلَي رَسلِكُم حَتّي آتيِ‌َ عَلَي آخِرِ كلَاَميِ‌ فَقَالُوا مَا هُوَ فَقَالَ إِلّا شَرِيكٌ هُوَ لَكَ تَملِكُهُ وَ مَا مَلَكَ أَ لَا تَرَونَ أَنّهُ يَملِكُ الشّرِيكَ وَ مَا مَلَكَ فَرَضُوا بِذَلِكَ وَ كَانُوا يُلَبّونَ بِهَذَا قُرَيشٌ خَاصّةً فَلَمّا بَعَثَ اللّهُ رَسُولَهُ أَنكَرَ ذَلِكَ عَلَيهِم وَ قَالَ هَذَا شِركٌ فَأَنزَلَ اللّهُضَرَبَ لَكُم مَثَلًا مِن أَنفُسِكُمالآيَةَ أَي تَرضَونَ أَنتُم فِيمَا تَملِكُونَ أَن يَكُونَ لَكُم فِيهِ شَرِيكٌ وَ إِذَا لَم تَرضَوا أَنتُم أَن يَكُونَ لَكُم فِيمَا تَملِكُونَهُ شَرِيكٌ فَكَيفَ تَرضَونَ أَن تَجعَلُوا لِي شَرِيكاً فِيمَا أَملِكُ قَولُهُوَ لا يَستَخِفّنّكَ الّذِينَ لا يُوقِنُونَ أَي لَا يُغضِبَنّكَ

120-فس ،[تفسير القمي‌] فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِوَ مِنَ النّاسِ مَن يشَترَيِ‌ لَهوَ الحَدِيثِ لِيُضِلّ عَن سَبِيلِ اللّهِ بِغَيرِ عِلمٍفَهُوَ النّضرُ بنُ الحَارِثِ بنِ عَلقَمَةَ بنِ كِلدَةَ مِن بنَيِ‌ عَبدِ الدّارِ بنِ قصُيَ‌ّ وَ كَانَ النّضرُ رَاوِيَةً لِأَحَادِيثِ النّاسِ وَ أَشعَارِهِم قَولُهُهذا خَلقُ اللّهِ أَي مَخلُوقُهُ لِأَنّ الخَلقَ هُوَ الفِعلُ وَ الفِعلُ لَا يُرَي قَولُهُوَ إِذا قِيلَ لَهُمُ اتّبِعُوا ما أَنزَلَ اللّهُفَهُوَ النّضرُ بنُ الحَارِثِ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص اتّبِع مَا أُنزِلَ إِلَيكَ مِن رَبّكَ قَالَ بَل أَتّبِعُ مَا وَجَدتُ عَلَيهِ آباَئيِ‌ قَولُهُفَمِنهُم مُقتَصِدٌ أَي صَالِحٌ وَ الخَتّارُ الخَدّاعُ


صفحه : 231

121-فس ،[تفسير القمي‌] فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِقُل ما سَأَلتُكُم مِن أَجرٍ فَهُوَ لَكُم وَ ذَلِكَ أَنّ رَسُولَ اللّهِص سَأَلَ قَومَهُ أَن يَوَدّوا أَقَارِبَهُ وَ لَا يُؤذُونَهُم وَ أَمّا قَولُهُفَهُوَ لَكُم يَقُولُ ثَوَابُهُ لَكُم

122-فس ،[تفسير القمي‌] احتَجّ اللّهُ عَلَي عَبَدَةِ الأَصنَامِ فَقَالَإِن تَدعُوهُم لا يَسمَعُوا دُعاءَكُم وَ لَو سَمِعُوا مَا استَجابُوا لَكُم وَ يَومَ القِيامَةِ يَكفُرُونَ بِشِركِكُميعَنيِ‌ يَجحَدُونَ بِشِركِكُم لَهُم يَومَ القِيَامَةِ قَولُهُوَ ما يسَتوَيِ‌ الأَعمي وَ البَصِيرُمَثَلٌ ضَرَبَهُ اللّهُ لِلمُؤمِنِ وَ الكَافِرِوَ ما أَنتَ بِمُسمِعٍ مَن فِي القُبُورِ قَالَ هَؤُلَاءِ الكُفّارُ لَا يَسمَعُونَ مِنكَ كَمَا لَا يَسمَعُ أَهلُ القُبُورِ قَولُهُوَ إِن مِن أُمّةٍ إِلّا خَلا فِيها نَذِيرٌ قَالَ لِكُلّ زَمَانٍ إِمَامٌ ثُمّ حَكَي عَزّ وَ جَلّ قَولَ قُرَيشٍ فَقَالَوَ أَقسَمُوا بِاللّهِ جَهدَ أَيمانِهِم لَئِن جاءَهُم نَذِيرٌ لَيَكُونُنّ أَهدي مِن إِحدَي الأُمَمِيعَنيِ‌ الّذِينَ هَلَكُوافَلَمّا جاءَهُم نَذِيرٌيعَنيِ‌ رَسُولَ اللّهِص

123-فس ،[تفسير القمي‌] قَالَ الصّادِقُ ع يس اسمُ رَسُولِ اللّهِص عَلي صِراطٍ مُستَقِيمٍ قَالَ عَلَي الطّرِيقِ الوَاضِحِتَنزِيلَ العَزِيزِ الرّحِيمِ قَالَ القُرآنُلَقَد حَقّ القَولُ عَلي أَكثَرِهِميعَنيِ‌ لِمَن نَزَلَ بِهِ العَذَابُ قَولُهُوَ مَن نُعَمّرهُ نُنَكّسهُ فِي الخَلقِ أَ فَلا يَعقِلُونَفَإِنّهُ رَدّ عَلَي الزّنَادِقَةِ الّذِينَ يُبطِلُونَ التّوحِيدَ وَ يَقُولُونَ إِنّ الرّجُلَ إِذَا نَكَحَ المَرأَةَ وَ صَارَتِ النّطفَةُ فِي الرّحِمِ تَلَقّتهُ أَشكَالٌ مِنَ الغِذَاءِ وَ دَارَ عَلَيهِ الفَلَكُ وَ مَرّ عَلَيهِ اللّيلُ وَ النّهَارُ فَيُولَدُ الإِنسَانُ بِالطّبَائِعِ مِنَ الغِذَاءِ وَ مُرُورِ اللّيلِ وَ النّهَارِ فَنَقَضَ اللّهُ عَلَيهِم قَولَهُم فِي حَرفٍ وَاحِدٍ فَقَالَوَ مَن نُعَمّرهُ نُنَكّسهُ فِي الخَلقِ أَ فَلا يَعقِلُونَ قَالَ لَو كَانَ هَذَا كَمَا يَقُولُونَ ينَبغَيِ‌ أَن يَزِيدَ الإِنسَانُ أَبَداً مَا دَامَتِ الأَشكَالُ قَائِمَةً وَ اللّيلُ وَ النّهَارُ قَائِمَانِ وَ الفَلَكُ يَدُورُ فَكَيفَ صَارَ يَرجِعُ إِلَي النّقصَانِ كُلّمَا ازدَادَ فِي الكِبَرِ إِلَي حَدّ الطّفُولِيّةِ وَ نُقصَانِ السّمعِ وَ البَصَرِ وَ القُوّةِ وَ الفِقهِ وَ العِلمِ وَ المَنطِقِ حَتّي يَنقُصَ وَ يَنتَكِسَ فِي الخَلقِ وَ لَكِنّ ذَلِكَ مِن خَلقِ العَزِيزِ العَلِيمِ وَ تَقدِيرِهِ


صفحه : 232

قَولُهُوَ ما عَلّمناهُ الشّعرَ وَ ما ينَبغَيِ‌ لَهُ قَالَ كَانَت قُرَيشٌ تَقُولُ إِنّ هَذَا ألّذِي يَقُولُهُ مُحَمّدٌص شِعرٌ فَرَدّ اللّهُ عَلَيهِم فَقَالَوَ ما عَلّمناهُ الشّعرَ وَ لَم يَقُل رَسُولُ اللّهِ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ شِعراً قَطّ قَولُهُلِيُنذِرَ مَن كانَ حَيّايعَنيِ‌ مُؤمِناً حيَ‌ّ القَلبِوَ يَحِقّ القَولُ عَلَي الكافِرِينَيعَنيِ‌ العَذَابَ

وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ اتّخَذُوا مِن دُونِ اللّهِ آلِهَةً إِلَي قَولِهِلا يَستَطِيعُونَ نَصرَهُم أَي لَا يَستَطِيعُ الآلِهَةُ لَهُم نَصراًوَ هُم لَهُملِلآلِهَةِجُندٌ مُحضَرُونَ

124-فس ،[تفسير القمي‌] قَولُهُمِن طِينٍ لازِبٍيعَنيِ‌ يَلزَقُ بِاليَدِ قَولُهُفَاستَفتِهِم أَ لِرَبّكَ البَناتُ قَالَ قَالَت قُرَيشٌ إِنّ المَلَائِكَةَ هُم بَنَاتُ اللّهِ فَرَدّ اللّهُ عَلَيهِمفَاستَفتِهِمالآيَةَ إِلَي قَولِهِسُلطانٌ مُبِينٌ أَي حُجّةٌ قَوِيّةٌ عَلَي مَا يَزعُمُونَ قَولُهُوَ جَعَلُوا بَينَهُ وَ بَينَ الجِنّةِ نَسَباًيعَنيِ‌ أَنّهُم قَالُوا إِنّ الجِنّ بَنَاتُ اللّهِ فَقَالَوَ لَقَد عَلِمَتِ الجِنّةُ إِنّهُم لَمُحضَرُونَيعَنيِ‌ أَنّهُم فِي النّارِ

وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِوَ إِن كانُوا لَيَقُولُونَ لَو أَنّ عِندَنا ذِكراً مِنَ الأَوّلِينَ لَكُنّا عِبادَ اللّهِ المُخلَصِينَفَهُم كُفّارُ قُرَيشٍ كَانُوا يَقُولُونَلَو أَنّ عِندَنا ذِكراً مِنَ الأَوّلِينَقَاتَلَ اللّهُ اليَهُودَ وَ النّصَارَي كَيفَ كَذّبُوا أَنبِيَاءَهُم أَمَا وَ اللّهِ لَو كَانَ عِندَنَا ذِكرٌ مِنَ الأَوّلِينَلَكُنّا عِبادَ اللّهِ المُخلَصِينَ يَقُولُ اللّهُفَكَفَرُوا بِهِحِينَ جَاءَهُم مُحَمّدٌص قَولُهُفَإِذا نَزَلَ بِساحَتِهِم فَساءَ صَباحُ المُنذَرِينَيعَنيِ‌ العَذَابَ إِذَا نَزَلَ ببِنَيِ‌ أُمَيّةَ وَ أَشيَاعِهِم فِي آخِرِ الزّمَانِ قَولُهُوَ تَوَلّ عَنهُم حَتّي حِينٍ وَ أَبصِر فَسَوفَ يُبصِرُونَفَذَلِكَ إِذَا أَتَاهُمُ العَذَابُ أَبصَرُوا حِينَ لَا يَنفَعُهُمُ البَصَرُ فَهَذِهِ فِي أَهلِ الشّبُهَاتِ وَ الضّلَالَاتِ مِن أَهلِ القِبلَةِ

125-فس ،[تفسير القمي‌] قَولُهُ تَعَالَيفِي عِزّةٍ وَ شِقاقٍيعَنيِ‌ فِي كُفرٍ قَولُهُفَنادَوا وَ لاتَ


صفحه : 233

حِينَ مَناصٍ أَي لَيسَ هُوَ وَقتَ مَفَرّ قَولُهُإِلّا اختِلاقٌ أَي تَخلِيطٌ قَولُهُمِنَ الأَحزابِيعَنيِ‌ الّذِينَ تَحَزّبُوا عَلَيكَ يَومَ الخَندَقِ

حَدّثَنَا سَعِيدُ بنُ مُحَمّدٍ عَن بَكرِ بنِ سَهلٍ عَن عَبدِ الغنَيِ‌ّ عَن مُوسَي بنِ عَبدِ الرّحمَنِ عَنِ ابنِ جَرِيحٍ عَن عَطَاءٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ فِي قَولِهِ تَعَالَي قُل يَا مُحَمّدُما أَسئَلُكُم عَلَيهِ أَي عَلَي مَا أَدعُوكُم إِلَيهِ مِن مَالٍ تُعطُونِيهِوَ ما أَنَا مِنَ المُتَكَلّفِينَيُرِيدُ مَا أَتَكَلّفُ هَذَا مِن عنِديِ‌إِن هُوَ إِلّا ذِكرٌيُرِيدُ مَوعِظَةًلِلعالَمِينَيُرِيدُ الخَلقَ أَجمَعِينَوَ لَتَعلَمُنّ يَا مَعشَرَ المُشرِكِينَنَبَأَهُ بَعدَ حِينٍيُرِيدُ عِندَ المَوتِ وَ بَعدَ المَوتِ يَومَ القِيَامَةِ

126-فس ،[تفسير القمي‌] قَولُهُما نَعبُدُهُم إِلّا لِيُقَرّبُونا إِلَي اللّهِ زُلفي وَ ذَلِكَ أَنّ قُرَيشاً قَالَت إِنّمَا نَعبُدُ الأَصنَامَ لِيُقَرّبُونَا إِلَي اللّهِ زُلفَي فَإِنّا لَا نَقدِرُ أَن نَعبُدَ اللّهَ حَقّ عِبَادَتِهِ فَحَكَي اللّهُ قَولَهُم عَلَي لَفظِ الخَبَرِ وَ مَعنَاهُ حِكَايَةٌ عَنهُم

وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيقُل إِنّ الخاسِرِينَ الّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُميعَنيِ‌ غَبَنُوا أَنفُسَهُم وَ أَهلِيهِم يَومَ القِيَامَةِ

127-فس ،[تفسير القمي‌] قَولُهُما يُجادِلُ فِي آياتِ اللّهِهُمُ الأَئِمّةُ ع قَولُهُوَ الأَحزابُ مِن بَعدِهِمهُم أَصحَابُ الأَنبِيَاءِ الّذِينَ تَحَزّبُواوَ هَمّت كُلّ أُمّةٍ بِرَسُولِهِم لِيَأخُذُوهُيعَنيِ‌ يَقتُلُوهُوَ جادَلُوا بِالباطِلِ أَي خَاصَمُوالِيُدحِضُوا بِهِ الحَقّ أَي يُبطِلُوهُ وَ يَدفَعُوهُ

128-فس ،[تفسير القمي‌] قَولُهُفُصّلَت آياتُهُ أَي بُيّنَ حَلَالُهَا وَ حَرَامُهَا وَ أَحكَامُهَا وَ سُنَنُهَابَشِيراً وَ نَذِيراً أَي يُبَشّرُ المُؤمِنِينَ وَ يُنذِرُ الظّالِمِينَفَأَعرَضَ أَكثَرُهُميعَنيِ‌ عَنِ القُرآنِ قَولُهُفِي أَكِنّةٍ مِمّا تَدعُونا إِلَيهِ أَي تَدعُونَا إِلَي مَا لَا نَفهَمُهُ وَ لَا نَعقِلُهُ قَولُهُفَاستَقِيمُوا إِلَيهِ أَي أَجِيبُوهُ قَولُهُوَ وَيلٌ لِلمُشرِكِينَهُمُ الّذِينَ أَقَرّوا بِالإِسلَامِ وَ أَشرَكُوا بِالأَعمَالِ

أَخبَرَنَا أَحمَدُ بنُ إِدرِيسَ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن أَبِي


صفحه : 234

جَمِيلَةَ عَن أَبَانِ بنِ تَغلِبَ قَالَ قَالَ لِي أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَا أَبَانُ أَ تَرَي أَنّ اللّهَ طَلَبَ مِنَ المُشرِكِينَ زَكَاةَ أَموَالِهِم وَ هُم يُشرِكُونَ بِهِ حَيثُ يَقُولُوَ وَيلٌ لِلمُشرِكِينَ الّذِينَ لا يُؤتُونَ الزّكاةَ وَ هُم بِالآخِرَةِ هُم كافِرُونَ قُلتُ لَهُ كَيفَ ذَاكَ جُعِلتُ فِدَاكَ فَسّرهُ لِي فَقَالَ وَيلٌ لِلمُشرِكِينَ الّذِينَ أَشرَكُوا بِالإِمَامِ الأَوّلِ وَ هُم بِالأَئِمّةِ الآخِرِينَ كَافِرُونَ يَا أَبَانُ إِنّمَا دَعَا اللّهُ العِبَادَ إِلَي الإِيمَانِ بِهِ فَإِذَا آمَنُوا بِاللّهِ وَ بِرَسُولِهِ افتَرَضَ عَلَيهِمُ الفَرَائِضَ قَولُهُإِذ جاءَتهُمُ الرّسُلُ مِن بَينِ أَيدِيهِميعَنيِ‌ نُوحاً وَ اِبرَاهِيمَ وَ مُوسَي وَ عِيسَي وَ النّبِيّينَوَ مِن خَلفِهِم أَنتَ قَولُهُوَ الغَوا فِيهِ أَي صَيّرُوهُ سُخرِيّةً وَ لَغواً وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع

فِي قَولِهِإِنّ الّذِينَ كَفَرُوا بِالذّكرِ لَمّا جاءَهُميعَنيِ‌ القُرآنَلا يَأتِيهِ الباطِلُ مِن بَينِ يَدَيهِ قَالَ لَا يَأتِيهِ مِن قِبَلِ التّورَاةِ وَ لَا مِن قِبَلِ الإِنجِيلِ وَ الزّبُورِ وَ أَمّامِن خَلفِهِ لَا يَأتِيهِ مِن بَعدِهِ كِتَابٌ يُبطِلُهُ قَولُهُلَو لا فُصّلَت آياتُهُ ءَ أعَجمَيِ‌ّ وَ عرَبَيِ‌ّ قَالَ لَو كَانَ هَذَا القُرآنُ أَعجَمِيّاً لَقَالُوا كَيفَ نَتَعَلّمُهُ وَ لِسَانُنَا عرَبَيِ‌ّ وَ أَتَيتَنَا بِقُرآنٍ أعَجمَيِ‌ّ فَأَحَبّ اللّهُ أَن يُنَزّلَ بِلِسَانِهِم

129-فس ،[تفسير القمي‌] قَولُهُ تَعَالَيأَن أَقِيمُوا الدّينَ أَي تَعَلّمُوا الدّينَ يعَنيِ‌ التّوحِيدَ وَ إِقَامَ الصّلَاةِ وَ إِيتَاءَ الزّكَاةِ وَ صَومَ شَهرِ رَمَضَانَ وَ حِجّ البَيتِ وَ السّنَنَ وَ الأَحكَامَ التّيِ‌ فِي الكُتُبِ وَ الإِقرَارَ بِوَلَايَةِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ لا تَتَفَرّقُوا فِيهِ أَي لَا تَختَلِفُوا فِيهِكَبُرَ عَلَي المُشرِكِينَ ما تَدعُوهُم إِلَيهِ مِن ذِكرِ هَذِهِ الشّرَائِعِ ثُمّ قَالَاللّهُ يجَتبَيِ‌ إِلَيهِ مَن يَشاءُ أَي يَختَارُوَ يهَديِ‌ إِلَيهِ مَن يُنِيبُ وَ هُمُ الأَئِمّةُ الّذِينَ اجتَبَاهُمُ اللّهُ وَ اختَارَهُم قَالَوَ ما تَفَرّقُوا إِلّا مِن بَعدِ ما جاءَهُمُ العِلمُ بَغياً بَينَهُم قَالَ لَم يَتَفَرّقُوا بِجَهلٍ وَ لَكِنّهُم تَفَرّقُوا لَمّا جَاءَهُمُ العِلمُ وَ عَرَفُوهُ فَحَسَدَ بَعضُهُم بَعضاً وَ بَغَي بَعضُهُم عَلَي بَعضٍ لَمّا رَأَوا مِن تَفَاضُلِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ بِأَمرِ اللّهِ فَتَفَرّقُوا فِي المَذَاهِبِ وَ أَخَذُوا بِالآرَاءِ وَ الأَهوَاءِ ثُمّ قَالَ عَزّ وَ جَلّوَ لَو لا كَلِمَةٌ سَبَقَت مِن رَبّكَ إِلي أَجَلٍ مُسَمّي لقَضُيِ‌َ بَينَهُم قَالَ لَو لَا أَنّ اللّهَ قَد قَدّرَ ذَلِكَ أَن يَكُونَ فِي التّقدِيرِ الأَوّلِ لقَضُيِ‌َ بَينَهُم إِذَا اختَلَفُوا وَ أَهلَكَهُم وَ لَم يُنظِرهُم


صفحه : 235

وَ لَكِن أَخّرَهُم إِلَي أَجَلٍ مُسَمّي المَقدُورِوَ إِنّ الّذِينَ أُورِثُوا الكِتابَ مِن بَعدِهِم لفَيِ‌ شَكّ مِنهُ مُرِيبٍكِنَايَةٌ عَنِ الّذِينَ نَقَضُوا أَمرَ رَسُولِ اللّهِص ثُمّ قَالَفَلِذلِكَ فَادعُ وَ استَقِميعَنيِ‌ لِهَذِهِ الأُمُورِ وَ الدّينِ ألّذِي تَقَدّمَ ذِكرُهُ وَ مُوَالَاةِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَادعُ وَ استَقِمكَما أُمِرتَ ثُمّ قَالَ عَزّ وَ جَلّوَ الّذِينَ يُحَاجّونَ فِي اللّهِ أَي يَحتَجّونَ عَلَي اللّهِ بَعدَ مَا شَاءَ اللّهُ أَن يَبعَثَ عَلَيهِمُ الرّسُلَ فَبَعَثَ اللّهُ إِلَيهِمُ الرّسُلَ وَ الكُتُبَ فَغَيّرُوا وَ بَدّلُوا ثُمّ يَحتَجّونَ يَومَ القِيَامَةِ فَحُجّتُهُم عَلَي اللّهِداحِضَةٌ أَي بَاطِلَةٌعِندَ رَبّهِم ثُمّ قَالَقُللَهُم يَا مُحَمّدُلا أَسئَلُكُم عَلَيهِ أَجراًيعَنيِ‌ عَلَي النّبُوّةِإِلّا المَوَدّةَ فِي القُربي

قَالَ حدَثّنَيِ‌ أَبِي عَنِ ابنِ أَبِي نَجرَانَ عَن عَاصِمِ بنِ حُمَيدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ فِي قَولِ اللّهِ تَعَالَيقُل لا أَسئَلُكُم عَلَيهِ أَجراً إِلّا المَوَدّةَ فِي القُربييعَنيِ‌ فِي أَهلِ بَيتِهِ قَالَ جَاءَتِ الأَنصَارُ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالُوا إِنّا قَد آوَينَا وَ نَصَرنَا فَخُذ طَائِفَةً مِن أَموَالِنَا فَاستَعِن بِهَا عَلَي مَا نَابَكَ فَأَنزَلَ اللّهُ تَعَالَيقُل لا أَسئَلُكُم عَلَيهِ أَجراًيعَنيِ‌ عَلَي النّبُوّةِإِلّا المَوَدّةَ فِي القُربييعَنيِ‌ فِي أَهلِ بَيتِهِ ثُمّ قَالَ أَ لَا تَرَي أَنّ الرّجُلَ يَكُونُ لَهُ صَدِيقٌ وَ فِي نَفسِ ذَلِكَ الرّجُلِ شَيءٌ عَلَي أَهلِ بَيتِهِ فَلَا يَسلَمُ صَدرُهُ فَأَرَادَ اللّهُ أَن لَا يَكُونَ فِي نَفسِ رَسُولِ اللّهِ شَيءٌ عَلَي أُمّتِهِ فَعَرَضَ[فَفَرَضَ]عَلَيهِمُ المَوَدّةَ فِي القُربَي فَإِن أَخَذُوا أَخَذُوا مَفرُوضاً وَ إِن تَرَكُوا تَرَكُوا مَفرُوضاً قَالَ فَانصَرَفُوا مِن عِندِهِ وَ بَعضُهُم يَقُولُ عَرَضنَا عَلَيهِ أَموَالَنَا فَقَالَ قَاتِلُوا عَن أَهلِ بيَتيِ‌ مِن بعَديِ‌ وَ قَالَت طَائِفَةٌ مَا قَالَ هَذَا رَسُولُ اللّهِص وَ جَحَدُوهُ وَ قَالُوا كَمَا حَكَي اللّهُأَم يَقُولُونَ افتَري عَلَي اللّهِ كَذِباً فَقَالَ اللّهُ تَعَالَيفَإِن يَشَإِ اللّهُ يَختِم عَلي قَلبِكَ قَالَ لَوِ افتَرَيتَوَ يَمحُ اللّهُ الباطِلَيعَنيِ‌ يُبطِلُهُوَ يُحِقّ الحَقّ بِكَلِماتِهِيعَنيِ‌ بِالأَئِمّةِ وَ القَائِمِ مِن آلِ مُحَمّدٍ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ

130-فس ،[تفسير القمي‌] قَولُهُأَ فَنَضرِبُ عَنكُمُ الذّكرَ صَفحاً أَي نَدَعُكُم مُهمَلِينَ لَا نَحتَجّ عَلَيكُم بِرَسُولٍ أَو بِإِمَامٍ أَو بِحُجَجٍ قَولُهُأَشَدّ مِنهُم بَطشاًيعَنيِ‌ مِن قُرَيشٍ قَولُهُ


صفحه : 236

وَ جَعَلُوا لَهُ مِن عِبادِهِ جُزءاً قَالَ قَالَت قُرَيشٌ إِنّ المَلَائِكَةَ هُم بَنَاتُ اللّهِ قَولُهُأَ وَ مَن يُنَشّؤُا فِي الحِليَةِ أَي فِي الذّهَبِ قَولُهُعَلي أُمّةٍ أَي عَلَي مَذهَبٍ ثُمّ حَكَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ قَولَ قُرَيشٍوَ قالُوا لَو لا نُزّلَ أَي هَلّا نُزّلَهذَا القُرآنُ عَلي رَجُلٍ مِنَ القَريَتَينِ عَظِيمٍ وَ هُوَ عُروَةُ بنُ مَسعُودٍ وَ القَريَتَينِ مَكّةُ وَ الطّائِفُ وَ كَانَ يَحتَمِلُ الدّيَاتِ وَ كَانَ عَمّ المُغِيرَةِ بنِ شُعبَةَ فَرَدّ اللّهُ عَلَيهِم فَقَالَأَ هُم يَقسِمُونَ رَحمَتَ رَبّكَيعَنيِ‌ النّبُوّةَ وَ القُرآنَ حِينَ قَالُوا لِمَ لَم يُنَزّل عَلَي عُروَةَ بنِ مَسعُودٍ

أقول سيأتي‌ تفسير قوله وَ سئَل مَن أَرسَلنا مِن قَبلِكَ في باب احتجاج الباقر ع

131-فس ،[تفسير القمي‌] قَولُهُوَ لَمّا ضُرِبَ ابنُ مَريَمَ مَثَلًاالآيَةَحدَثّنَيِ‌ أَبِي عَن وَكِيعٍ عَنِ الأَعمَشِ عَن سَلَمَةَ بنِ كُهَيلٍ عَن أَبِي صَادِقٍ عَن أَبِي الأَعَزّ عَن سَلمَانَ الفاَرسِيِ‌ّ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ قَالَ

بَينَمَا رَسُولُ اللّهِص جَالِسٌ فِي أَصحَابِهِ إِذ قَالَ إِنّهُ يَدخُلُ عَلَيكُمُ السّاعَةَ شَبِيهُ عِيسَي ابنِ مَريَمَ فَخَرَجَ بَعضُ مَن كَانَ جَالِساً مَعَ رَسُولِ اللّهِ لِيَكُونَ هُوَ الدّاخِلَ فَدَخَلَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع فَقَالَ الرّجُلُ لِبَعضِ أَصحَابِهِ أَ مَا رضَيِ‌َ مُحَمّدٌ أَن فَضّلَ عَلِيّاً عَلَينَا حَتّي يُشَبّهَهُ بِعِيسَي ابنِ مَريَمَ وَ اللّهِ لَآلِهَتُنَا التّيِ‌ كُنّا نَعبُدُهَا فِي الجَاهِلِيّةِ أَفضَلُ مِنهُ فَأَنزَلَ اللّهُ فِي ذَلِكَ المَجلِسِ وَ لَمّا ضُرِبَ ابنُ مَريَمَ مَثَلًا إِذَا قَومُكَ مِنهُ يَضِجّونَ فَحَرّفُوهَايَصِدّونَوَ قالُوا أَ آلِهَتُنا خَيرٌ أَم هُوَ ما ضَرَبُوهُ لَكَ إِلّا جَدَلًا بَل هُم قَومٌ خَصِمُونَ إِن عَلِيّ إِلّا عَبدٌ أَنعَمنَا عَلَيهِ وَ جَعَلنَاهُ مَثَلًا لبِنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَمَحَا اسمَهُ عَن هَذَا المَوضِعِ ثُمّ ذَكَرَ اللّهُ خَطَرَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ عِظَمَ شَأنِهِ عِندَهُ تَعَالَي فَقَالَوَ إِنّهُ لَعِلمٌ لِلسّاعَةِ فَلا تَمتَرُنّ بِها وَ اتّبِعُونِ هذا صِراطٌ مُستَقِيمٌيعَنيِ‌ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع قَولُهُفَأَنَا أَوّلُ العابِدِينَيعَنيِ‌ أَوّلَ الآنِفِينَ لَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ


صفحه : 237

132-فس ،[تفسير القمي‌] إِنّا أَنزَلناهُيعَنيِ‌ القُرآنَفِي لَيلَةٍ مُبارَكَةٍ وَ هيِ‌َ لَيلَةُ القَدرِ أَنزَلَ اللّهُ القُرآنَ فِيهَا إِلَي البَيتِ المَعمُورِ جُملَةً وَاحِدَةً ثُمّ نُزّلَ مِنَ البَيتِ المَعمُورِ عَلَي رَسُولِ اللّهِص فِي طُولِ عِشرِينَ سَنَةً قَولُهُفَارتَقِب إِنّهُم مُرتَقِبُونَ أَيِ انتَظِر إِنّهُم مُنتَظِرُونَ

133-فس ،[تفسير القمي‌] قَولُهُوَيلٌ لِكُلّ أَفّاكٍ أَي كَذّابٍ قَولُهُوَ إِذا عَلِمَ مِن آياتِنا شَيئاًيعَنيِ‌ إِذَا رَأَي فَوَضَعَ العِلمَ مَكَانَ الرّؤيَةِ قَولُهُعَذابٌ مِن رِجزٍ أَلِيمٌ قَالَ الشّدّةُ وَ السّوءُ

حَدّثَنَا أَبُو القَاسِمِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبّاسٍ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ مُوسَي عَن عَبدِ العَظِيمِ الحسَنَيِ‌ّ عَن عُمَرَ بنِ رُشَيدٍ عَن دَاوُدَ بنِ كَثِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّقُل لِلّذِينَ آمَنُوا يَغفِرُوا لِلّذِينَ لا يَرجُونَ أَيّامَ اللّهِ قَالَ قُل لِلّذِينَ مَنَنّا عَلَيهِم بِمَعرِفَتِنَا أَن يُعَلّمُوا الّذِينَ لَا يَعلَمُونَ فَإِذَا عَرّفُوهُم فَقَد غَفَرُوا لَهُم قَولُهُأَ فَرَأَيتَ مَنِ اتّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ قَالَ نَزَلَت فِي قُرَيشٍ كُلّمَا هَوَوا شَيئاً عَبَدُوهُوَ أَضَلّهُ اللّهُ عَلي عِلمٍ أَي عَذّبَهُ عَلَي عِلمٍ مِنهُ فِيمَا ارتَكَبُوا مِن أَمرِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ جَرَي ذَلِكَ بَعدَ رَسُولِ اللّهِص فِيمَا فَعَلُوهُ بَعدَهُ بِأَهوَائِهِم وَ آرَائِهِم وَ أَزَالُوا الخِلَافَةَ وَ الإِمَامَةَ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع بَعدَ أَخذِهِ المِيثَاقَ عَلَيهِم مَرّتَينِ لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ قَولُهُ تَعَالَياتّخَذَ إِلهَهُ هَواهُنَزَلَت فِي قُرَيشٍ وَ جَرَت بَعدَ رَسُولِ اللّهِص فِي أَصحَابِهِ الّذِينَ غَصَبُوا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع وَ اتّخَذُوا إِمَاماً بِأَهوَائِهِم ثُمّ عَطَفَ عَلَي الدّهرِيّةِ الّذِينَ قَالُوا لَا نَحيَا بَعدَ المَوتِ فَقَالَوَ قالُوا ما هيِ‌َ إِلّا حَياتُنَا الدّنيا نَمُوتُ وَ نَحيا وَ هَذَا مُقَدّمٌ وَ مُؤَخّرٌ لِأَنّ الدّهرِيّةَ لَم يُقِرّوا بِالبَعثِ وَ النّشُورِ بَعدَ المَوتِ وَ إِنّمَا قَالُوا نَحيَا وَ نَمُوتُ وَ مَا يُهلِكُنَا إِلّا الدّهرُ إِلَي قَولِهِيَظُنّونَفَهَذَا ظَنّ شَكّ


صفحه : 238

134-فس ،[تفسير القمي‌] قَولُهُوَ الّذِينَ كَفَرُوا عَمّا أُنذِرُوا مُعرِضُونَيعَنيِ‌ قُرَيشاً عَمّا دَعَاهُم إِلَيهِ رَسُولُ اللّهِص ثُمّ احتَجّ عَلَيهِم فَقَالَقُللَهُم يَا مُحَمّدُأَ رَأَيتُم ما تَدعُونَ مِن دُونِ اللّهِيعَنيِ‌ الأَصنَامَ التّيِ‌ كَانُوا يَعبُدُونَهَا ثُمّ قَالَوَ مَن أَضَلّ مِمّن يَدعُوا مِن دُونِ اللّهِ مَن لا يَستَجِيبُ لَهُ قَالَ مَن عَبَدَ الشّمسَ وَ القَمَرَ وَ الكَوَاكِبَ وَ البَهَائِمَ وَ الشّجَرَ وَ الحَجَرَإِذا حُشِرَ النّاسُكَانَت هَذِهِ الأَشيَاءُلَهُم أَعداءً وَ كانُوا بِعِبادَتِهِم كافِرِينَ ثُمّ قَالَأَم يَقُولُونَ يَا مُحَمّدُافتَراهُيعَنيِ‌ القُرآنَ أَي وَضَعَهُ مِن عِندِهِ فَقُللَهُمإِنِ افتَرَيتُهُ فَلا تَملِكُونَ لِي مِنَ اللّهِ شَيئاً إِن أثَاَبنَيِ‌ أَو عاَقبَنَيِ‌ عَلَي ذَلِكَهُوَ أَعلَمُ بِما تُفِيضُونَ فِيهِ أَي تَكذِبُونَ ثُمّ قَالَقُللَهُمما كُنتُ بِدعاً مِنَ الرّسُلِ أَي لَم أَكُن وَاحِداً مِنَ الرّسُلِ فَقَد كَانَ قبَليِ‌ أَنبِيَاءُ

135-فس ،[تفسير القمي‌] قَولُهُوَ مِنهُم مَن يَستَمِعُ إِلَيكَ حَتّي إِذا خَرَجُوا مِن عِندِكَفَإِنّهَا نَزَلَت فِي المُنَافِقِينَ مِن أَصحَابِ رَسُولِ اللّهِص وَ مَن كَانَ إِذَا سَمِعَ شَيئاً مِنهُ لَم يُؤمِن بِهِ وَ لَم يَعِهِ فَإِذَا خَرَجَ قَالَ لِلمُؤمِنِينَ مَا ذَا قَالَ مُحَمّدٌ آنِفاً

136-فس ،[تفسير القمي‌] قَولُهُوَ لكِن قُولُوا أَسلَمنا أَيِ استَسلَمتُم بِالسّيفِوَ لَمّا يَدخُلِ الإِيمانُ فِي قُلُوبِكُم قَولُهُلا يَلِتكُم أَي لَا يَنقُصُكُم قَولُهُيَمُنّونَ عَلَيكَ أَن أَسلَمُوانَزَلَت فِي عُثمَانَ يَومَ الخَندَقِ وَ ذَلِكَ أَنّهُ مَرّ بِعَمّارِ بنِ يَاسِرٍ وَ هُوَ يَحفِرُ الخَندَقَ وَ قَدِ ارتَفَعَ الغُبَارُ مِنَ الحَفرِ فَوَضَعَ عُثمَانُ كُمّهُ عَلَي أَنفِهِ وَ مَرّ فَقَالَ عَمّارٌ


لَا يسَتوَيِ‌ مَن يبَنيِ‌ المَسَاجِدَا   يَظَلّ فِيهَا رَاكِعاً وَ سَاجِداً

كَمَن يَمُرّ بِالغُبَارِ حَائِداً   يُعرِضُ عَنهُ جَاحِداً مُعَانِداً

فَالتَفَتَ إِلَيهِ عُثمَانُ فَقَالَ يَا ابنَ السّودَاءِ إيِاّي‌َ تعَنيِ‌ ثُمّ أَتَي رَسُولَ اللّهِص فَقَالَ لَهُ لَم نَدخُل مَعَكَ فِي الإِسلَامِ لِتَسُبّ أَعرَاضَنَا فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص قَد أَقَلتُكَ إِسلَامَكَ فَاذهَب فَأَنزَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّيَمُنّونَ عَلَيكَ أَن أَسلَمُوا إِلَي قَولِهِإِن كُنتُم صادِقِينَ أَي لَيسَ هُم صَادِقِينَ


صفحه : 239

137-فس ،[تفسير القمي‌] قَولُهُفَتَوَلّ عَنهُم فَما أَنتَ بِمَلُومٍ قَالَ هَمّ اللّهُ جَلّ ذِكرُهُ بِهَلَاكِ أَهلِ الأَرضِ فَأَنزَلَ عَلَي رَسُولِهِفَتَوَلّ عَنهُم يَا مُحَمّدُفَما أَنتَ بِمَلُومٍ ثُمّ بَدَا لَهُ فِي ذَلِكَ فَأَنزَلَ عَلَيهِوَ ذَكّر فَإِنّ الذّكري تَنفَعُ المُؤمِنِينَ

138-فس ،[تفسير القمي‌] أَم تَأمُرُهُم أَحلامُهُم بِهذا قَالَ لَم يَكُن فِي الدّنيَا أَحلَمَ مِن قُرَيشٍ ثُمّ عَطَفَ عَلَي أَصحَابِ رَسُولِ اللّهِص فَقَالَأَم يَقُولُونَ يَا مُحَمّدُتَقَوّلَهُيعَنيِ‌ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع بَل لا يُؤمِنُونَ أَنّهُ لَم يَتَقَوّلهُ وَ لَم يُقِمهُ بِرَأيِهِ ثُمّ قَالَفَليَأتُوا بِحَدِيثٍ مِثلِهِ أَي رَجُلٍ مِثلِهِ مِن عِندِ اللّهِإِن كانُوا صادِقِينَ ثُمّ قَالَأَم تَسئَلُهُم يَا مُحَمّدُأَجراًفِيمَا آتَيتُهُم بِهِفَهُم مِن مَغرَمٍ مُثقَلُونَ أَي أَم يَقَعُ عَلَيهِمُ الغُرمُ الثّقِيلُ قَولُهُوَ إِنّ لِلّذِينَ ظَلَمُواآلَ مُحَمّدٍص حَقّهُمعَذاباً دُونَ ذلِكَ قَالَ عَذَابُ الرّجعَةِ بِالسّيفِ قَولُهُفَإِنّكَ بِأَعيُنِنا أَي بِحِفظِنَا وَ حِرزِنَا وَ نِعمَتِنَاوَ سَبّح بِحَمدِ رَبّكَ حِينَ تَقُومُ قَالَ لِصَلَاةِ اللّيلِفَسَبّحهُ قَالَ صَلَاةُ اللّيلِ

أَخبَرَنَا أَحمَدُ بنُ إِدرِيسَ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ البزَنَطيِ‌ّ عَنِ الرّضَا ع قَالَ أَدبارَ السّجُودِأَربَعَ رَكَعَاتٍ بَعدَ المَغرِبِوَ إِدبارَ النّجُومِرَكعَتَينِ قَبلَ صَلَاةِ الصّبحِ

139-فس ،[تفسير القمي‌]وَ النّجمِ إِذا هَوي قَالَ النّجمُ رَسُولُ اللّهِص إِذا هَوي لَمّا أسُريِ‌َ بِهِ إِلَي السّمَاءِ وَ هُوَ فِي الهَوَاءِ وَ هُوَ قَسَمٌ بِرَسُولِ اللّهِص وَ هُوَ فَضلٌ لَهُ عَلَي الأَنبِيَاءِ وَ جَوَابُ القَسَمِما ضَلّ صاحِبُكُم وَ ما غَوي وَ ما يَنطِقُ عَنِ الهَوي أَي لَا يَتَكَلّمُ بِالهَوَيإِن هُوَيعَنيِ‌ القُرآنَإِلّا وحَي‌ٌ يُوحي عَلّمَهُ شَدِيدُ القُوييعَنيِ‌ اللّهَ عَزّ وَ جَلّذُو مِرّةٍ فَاستَوييعَنيِ‌ رَسُولَ اللّهِص


صفحه : 240

قَولُهُوَ هُوَ بِالأُفُقِ الأَعلييعَنيِ‌ رَسُولَ اللّهِص ثُمّ دَنايعَنيِ‌ الرّسُولَص مِن رَبّهِ عَزّ وَ جَلّفَتَدَلّي قَالَ إِنّمَا نَزَلَت ثُمّ دَنَا فَتَدَانَيفَكانَ قابَ قَوسَينِ قَالَ كَانَ مِنَ اللّهِ كَمَا بَينَ مِقبَضِ القَوسِ إِلَي رَأسِ السّيَةِأَو أَدني قَالَ بَل أَدنَي مِن ذَلِكَفَأَوحي إِلي عَبدِهِ ما أَوحي قَالَ وحَي‌ُ مُشَافَهَةٍ قَولُهُإِذ يَغشَي السّدرَةَ ما يَغشي قَالَ لَمّا رَفَعَ الحِجَابَ بَينَهُ وَ بَينَ رَسُولِ اللّهِ غشَيِ‌َ نُورُهُ السّدرَةَ قَولُهُما زاغَ البَصَرُ وَ ما طَغي أَي لَم يُنكِرلَقَد رَأي مِن آياتِ رَبّهِ الكُبري قَالَ رَأَي جَبرَئِيلَ عَلَي سَاقِهِ الدّرّ مِثلَ القَطرِ عَلَي البَقلِ لَهُ سِتّمِائَةِ جَنَاحٍ قَد مَلَأَ مَا بَينَ السّمَاءِ وَ الأَرضِ وَ أَمّا قَولُهُأَ فَرَأَيتُمُ اللّاتَ وَ العُزّي قَالَ اللّاتُ رَجُلٌ وَ العُزّي امرَأَةٌ قَولُهُوَ مَناةَ الثّالِثَةَ الأُخري قَالَ كَانَ صَنَمٌ بِالمِسكِ خَارِجٌ مِنَ الحَرَمِ عَلَي سِتّةِ أَميَالٍ يُسَمّي المَنَاةَ قَولُهُتِلكَ إِذاً قِسمَةٌ ضِيزي أَي نَاقِصَةٌ ثُمّ قَالَإِن هيِ‌َيعَنيِ‌ اللّاتَ وَ العُزّي وَ المَنَاةَإِلّا أَسماءٌ سَمّيتُمُوها أَنتُم وَ آباؤُكُم ما أَنزَلَ اللّهُ بِها مِن سُلطانٍ


صفحه : 241

أَي مِن حُجّةٍ قَولُهُفبَأِيَ‌ّ آلاءِ رَبّكَ تَتَماري أَي بأِيَ‌ّ سُلطَانٍ تُخَاصِمُهذا نَذِيرٌيعَنيِ‌ رَسُولَ اللّهِص مِنَ النّذُرِ الأُوليأَ فَمِن هذَا الحَدِيثِ تَعجَبُونَيعَنيِ‌ مَا قَد تَقَدّمَ ذِكرُهُ مِنَ الأَخبَارِوَ تَضحَكُونَ وَ لا تَبكُونَ وَ أَنتُم سامِدُونَ أَي لَاهُونَ

بيان هوي يكون بمعني هبط وبمعني صعد

140-فس ،[تفسير القمي‌] قَولُهُوَ اتّبَعُوا أَهواءَهُم أَي كَانُوا يَعمَلُونَ بِرَأيِهِم وَ يُكَذّبُونَ أَنبِيَاءَهُم قَولُهُما فِيهِ مُزدَجَرٌ أَي مُتّعَظٌ قَولُهُوَ لَقَد أَهلَكنا أَشياعَكُم أَي أَتبَاعَكُم فِي عِبَادَةِ الأَصنَامِ قَولُهُوَ كُلّ شَيءٍ فَعَلُوهُ فِي الزّبُرِ أَي مَكتُوبٌ فِي الكُتُبِوَ كُلّ صَغِيرٍ وَ كَبِيرٍيعَنيِ‌ مِن ذَنبٍمُستَطَرٌ أَي مَكتُوبٌ

141-فس ،[تفسير القمي‌] قَولُهُأَ فَرَأَيتُم ما تُمنُونَيعَنيِ‌ النّطفَةَ قَولُهُمِنَ المُزنِ قَالَ مِنَ السّحَابِ قَولُهُأَ فَرَأَيتُمُ النّارَ التّيِ‌ تُورُونَ أَي تُوقِدُونَهَا وَ تَنتَفِعُونَ بِهَا قَولُهُلِلمُقوِينَ أَي لِلمُحتَاجِينَ قَولُهُفَلا أُقسِمُ بِمَواقِعِ النّجُومِ أَي فَأُقسِمُ

حَدّثَنَا مُحَمّدُ بنُ أَحمَدَ بنِ ثَابِتٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدِ بنِ سَمَاعَةَ وَ أَحمَدَ بنِ الحَسَنِ القَزّازِ جَمِيعاً عَن صَالِحِ بنِ خَالِدٍ عَن ثَابِتِ بنِ شُرَيحٍ عَن أَبَانِ بنِ تَغلِبَ عَن عَبدِ الأَعلَي الثعّلبَيِ‌ّ وَ لَا أرَاَنيِ‌ إِلّا وَ قَد سَمِعتُهُ مِن عَبدِ الأَعلَي قَالَ حدَثّنَيِ‌ أَبُو عَبدِ الرّحمَنِ السلّمَيِ‌ّ أَنّ عَلِيّاً ع قَرَأَ بِهِمُ الوَاقِعَةَ وَ تَجعَلُونَ شُكرَكُم أَنّكُم تُكَذّبُونَ فَلَمّا انصَرَفَ قَالَ إنِيّ‌ عَرَفتُ أَنّهُ سَيَقُولُ قَائِلٌ لِمَ قَرَأَهَا هَكَذَا قَرَأتُهَا إنِيّ‌ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقرَؤُهَا كَذَلِكَ وَ كَانُوا إِذَا مُطِرُوا قَالُوا مُطِرنَا بِنَوءِ كَذَا وَ كَذَا فَأَنزَلَ اللّهُ وَ تَجعَلُونَ شُكرَكُم أَنّكُم تُكَذّبُونَ

وَ حَدّثَنَا عَلِيّ بنُ الحُسَينِ عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِوَ تَجعَلُونَ رِزقَكُم أَنّكُم تُكَذّبُونَ قَالَ


صفحه : 242

بَل هيِ‌َ وَ تَجعَلُونَ شُكرَكُم أَنّكُم تُكَذّبُونَ

بيان قال الطبرسي‌ رحمه الله قرأ علي ع و ابن عباس وروي‌ عن النبي ص وَ تَجعَلُونَ شُكرَكُم

142-فس ،[تفسير القمي‌] قَولُهُأَ لَم يَأنِيعَنيِ‌ أَ لَم يَجِبأَن تَخشَعَ قُلُوبُهُميعَنيِ‌ الرّهَبَ قَولُهُيُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ قَالَ نَصِيبَينِ مِن رَحمَتِهِ أَحَدُهُمَا أَن لَا يُدخِلَهُ النّارَ وَ الثّانِيَةُ أَن يُدخِلَهُ الجَنّةَ قَولُهُوَ يَجعَل لَكُم نُوراً تَمشُونَ بِهِيعَنيِ‌ الإِيمَانَ

أَخبَرَنَا الحُسَينُ بنُ عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ الحَسَنِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ النّضرِ بنِ سُوَيدٍ عَنِ القَاسِمِ بنِ سُلَيمَانَ عَن سَمَاعَةَ بنِ مِهرَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِيُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ قَالَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَاوَ يَجعَل لَكُم نُوراً تَمشُونَ بِهِ قَالَ إِمَاماً تَأتَمّونَ بِهِ

143-فس ،[تفسير القمي‌] قَولُهُأَ لَم تَرَ إِلَي الّذِينَ تَوَلّوا قَوماً غَضِبَ اللّهُ عَلَيهِم قَالَ نَزَلَت فِي الثاّنيِ‌ لِأَنّهُ مَرّ بِهِ رَسُولُ اللّهِص وَ هُوَ جَالِسٌ عِندَ رَجُلٍ مِنَ اليَهُودِ يَكتُبُ خَبَرَ رَسُولِ اللّهِص فَأَنزَلَ اللّهُ جَلّ ثَنَاؤُهُأَ لَم تَرَ إِلَي الّذِينَ تَوَلّوا قَوماً غَضِبَ اللّهُ عَلَيهِم ما هُم مِنكُم وَ لا مِنهُمفَجَاءَ الثاّنيِ‌ إِلَي النّبِيّص فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص رَأَيتُكَ تَكتُبُ عَنِ اليَهُودِ وَ قَد نَهَي اللّهُ عَن ذَلِكَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ كَتَبتُ عَنهُ مَا فِي التّورَاةِ مِن صِفَتِكَ وَ أَقبَلَ يَقرَأُ ذَلِكَ عَلَي رَسُولِ اللّهِص وَ هُوَ غَضبَانُ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ الأَنصَارِ وَيلَكَ أَ مَا تَرَي غَضَبَ النّبِيّص عَلَيكَ فَقَالَ أَعُوذُ بِاللّهِ مِن غَضَبِ اللّهِ وَ غَضَبِ رَسُولِهِ إنِيّ‌ إِنّمَا كَتَبتُ ذَلِكَ لِمَا وَجَدتُ فِيهِ مِن خَبَرِكَ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص يَا فُلَانُ لَو أَنّ مُوسَي بنَ عِمرَانَ فِيهِم قَائِماً ثُمّ أَتَيتَهُ رَغبَةً عَمّا جِئتُ بِهِ لَكُنتَ كَافِراً بِمَا جِئتُ بِهِ

144-فس ،[تفسير القمي‌] قَولُهُهُوَ ألّذِي بَعَثَ فِي الأُمّيّينَ رَسُولًا مِنهُم قَالَ الأُمّيّونَ الّذِينَ لَيسَ مَعَهُم كِتَابٌ


صفحه : 243

قَالَ فحَدَثّنَيِ‌ أَبِي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيهُوَ ألّذِي بَعَثَ فِي الأُمّيّينَ رَسُولًا مِنهُم قَالَ كَانُوا يَكتُبُونَ وَ لَكِن لَم يَكُن مَعَهُم كِتَابٌ مِن عِندِ اللّهِ وَ لَا بَعَثَ إِلَيهِم رَسُولًا فَنَسَبَهُم إِلَي الأُمّيّينَ قَولُهُفَتَمَنّوُا المَوتَ إِن كُنتُم صادِقِينَ قَالَ إِنّ فِي التّورَاةِ مَكتُوباً أَولِيَاءُ اللّهِ يَتَمَنّونَ المَوتَ

145-فس ،[تفسير القمي‌] عَلِيّ بنُ الحُسَينِ عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن أَبِي أَيّوبَ عَن أَبِي خَالِدٍ الكاَبلُيِ‌ّ قَالَ سَأَلتُ أَبَا جَعفَرٍ ع عَن قَولِهِفَآمِنُوا بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ وَ النّورِ ألّذِي أَنزَلنا قَالَ يَا أَبَا خَالِدٍ النّورُ وَ اللّهِ الأَئِمّةُ مِن آلِ مُحَمّدٍص إِلَي يَومِ القِيَامَةِ هُم وَ اللّهِ نُورُ اللّهِ ألّذِي أَنزَلَ الخَبَرَ قَولُهُقَد أَنزَلَ اللّهُ إِلَيكُم ذِكراً رَسُولًا قَالَ الذّكرُ اسمُ رَسُولِ اللّهِص وَ قَالُوا نَحنُ أَهلُ الذّكرِ قَولُهُذَلُولًا أَي فِرَاشاًفَامشُوا فِي مَناكِبِها أَي فِي أَطرَافِهَا

146-فس ،[تفسير القمي‌] قَولُهُن وَ القَلَمِ وَ ما يَسطُرُونَ أَي مَا يَكتُبُونَ هُوَ قَسَمٌ وَ جَوَابُهُما أَنتَ بِنِعمَةِ رَبّكَ بِمَجنُونٍ قَولُهُوَ إِنّ لَكَ لَأَجراً غَيرَ مَمنُونٍ أَي لَا يَمُنّ عَلَيكَ فِيمَا يُعطِيكَ مِن عَظِيمِ الثّوَابِ قَولُهُوَ لَو تَقَوّلَ عَلَينا بَعضَ الأَقاوِيلِيعَنيِ‌ رَسُولَ اللّهِص لَأَخَذنا مِنهُ بِاليَمِينِ قَالَ انتَقَمنَا مِنهُ بِقُوّةٍثُمّ لَقَطَعنا مِنهُ الوَتِينَ قَالَ عِرقٌ فِي الظّهرِ يَكُونُ مِنهُ الوَلَدُ قَالَفَما مِنكُم مِن أَحَدٍ عَنهُ حاجِزِينَيعَنيِ‌ لَا يَحجُزُ اللّهَ أَحَدٌ وَ لَا يَمنَعُهُ عَن رَسُولِ اللّهِص قَولُهُوَ قالُوا لا تَذَرُنّ آلِهَتَكُم وَ لا تَذَرُنّ وَدّا قَالَ كَانَ قَومٌ مُؤمِنُونَ قَبلَ نُوحٍ عَلَي نَبِيّنَا وَ آلِهِ وَ عَلَيهِ السّلَامُ فَمَاتُوا فَحَزِنَ عَلَيهِمُ النّاسُ فَجَاءَ إِبلِيسُ فَاتّخَذَ لَهُم صُوَرَهُم لِيَأنَسُوا بِهَا فَأَنِسُوا بِهَا فَلَمّا جَاءَهُمُ الشّتَاءُ أَدخَلُوهُمُ البُيُوتَ فَمَضَي ذَلِكَ القَرنُ


صفحه : 244

وَ جَاءَ القَرنُ الآخَرُ فَجَاءَهُم إِبلِيسُ فَقَالَ لَهُم إِنّ هَؤُلَاءِ آلِهَةٌ كَانُوا آبَاؤُكُم يَعبُدُونَهَا فَعَبَدُوهُم وَ ضَلّ مِنهُم بَشَرٌ كَثِيرٌ فَدَعَا عَلَيهِم نُوحٌ فَأَهلَكَهُمُ اللّهُ قَولُهُوَ لا تَذَرُنّ وَدّا وَ لا سُواعاً قَالَ كَانَت وَدّ صَنَماً لِكَلبٍ وَ كَانَت سُواعٌ لِهُذَيلٍ وَ يَغُوثُ لِمُرَادٍ وَ يَعُوقُ لِهَمدَانَ وَ نَسرٌ لِحُصَينٍ قَولُهُقُل إنِيّ‌ لَن يجُيِرنَيِ‌ مِنَ اللّهِ أَحَدٌ إِن كَتَمتُ مَا أُمِرتُ بِهِوَ لَن أَجِدَ مِن دُونِهِ مُلتَحَداًيعَنيِ‌ مَأوًيإِلّا بَلاغاً مِنَ اللّهِأُبَلّغُكُم مَا أمَرَنَيِ‌ اللّهُ بِهِ مِن وَلَايَةِ عَلِيّ ع وَ مَن يَعصِ اللّهَ وَ رَسُولَهُ فِي وَلَايَةِ عَلِيّ ع فَإِنّ لَهُ نارَ جَهَنّمَ خالِدِينَ فِيها أَبَداً

147-فس ،[تفسير القمي‌] يا أَيّهَا المُدّثّرُ قَالَ تَدَثّرَ الرّسُولُص فَالمُدّثّرُ يعَنيِ‌ المُتَدَثّرَ بِثَوبِهِقُم فَأَنذِر قَالَ هُوَ قِيَامُهُ فِي الرّجعَةِ يُنذِرُ فِيهَا قَولُهُوَ ثِيابَكَ فَطَهّر قَالَ تَطهِيرُهَا تَشمِيرُهَا وَ يُقَالُ شِيعَتُنَا يُطَهّرُونَوَ الرّجزَ فَاهجُرالرّجزُ الخَبِيثُ

وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ لا تَمنُن تَستَكثِرُ لَا تعُطيِ‌ العَطِيّةَ تَلتَمِسُ أَكثَرَ مِنهَا

بيان قوله ويقال شيعتنا يطهرون لعل المعني أن الثياب كناية عن الشيعة فأمرص بتطهيرهم عن الذنوب والأخلاق الذميمة كماقالوا ع لشيعتهم في مواطن أنتم الشعار دون الدثار

148-فس ،[تفسير القمي‌] قَولُهُذرَنيِ‌ وَ مَن خَلَقتُ وَحِيداًفَإِنّهَا نَزَلَت فِي الوَلِيدِ بنِ المُغِيرَةِ وَ كَانَ شَيخاً كَبِيراً مُجَرّباً مِن دُهَاةِ العَرَبِ وَ كَانَ مِنَ المُستَهزِءِينَ بِرَسُولِ اللّهِص


صفحه : 245

وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَقعُدُ فِي الحِجرِ وَ يَقرَأُ القُرآنَ فَاجتَمَعَت قُرَيشٌ إِلَي الوَلِيدِ بنِ المُغِيرَةِ فَقَالُوا يَا أَبَا عَبدِ شَمسٍ مَا هَذَا ألّذِي يَقُولُ مُحَمّدٌ شِعرٌ أَم كِهَانَةٌ أَم خَطبٌ فَقَالَ دعَوُنيِ‌ أَسمَع كَلَامَهُ فَدَنَا مِن رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ يَا مُحَمّدُ أنَشدِنيِ‌ مِن شِعرِكَ قَالَ مَا هُوَ شِعرٌ وَ لَكِنّهُ كَلَامُ اللّهِ ألّذِي ارتَضَاهُ المَلَائِكَةُ وَ أَنبِيَاؤُهُ وَ رُسُلُهُ فَقَالَ اتلُ عَلَيّ مِنهُ شَيئاً فَقَرَأَ عَلَيهِ رَسُولُ اللّهِص حم السّجدَةَ فَلَمّا بَلَغَ قَولَهُفَإِن أَعرَضُوا يَا مُحَمّدُ قُرَيشٌفَقُللَهُمأَنذَرتُكُم صاعِقَةً مِثلَ صاعِقَةِ عادٍ وَ ثَمُودَ قَالَ فَاقشَعَرّ الوَلِيدُ وَ قَامَت كُلّ شَعرَةٍ فِي رَأسِهِ وَ لِحيَتِهِ وَ مَرّ إِلَي بَيتِهِ وَ لَم يَرجِع إِلَي قُرَيشٍ مِن ذَلِكَ فَمَشَوا إِلَي أَبِي جَهلٍ فَقَالُوا يَا أَبَا الحَكَمِ إِنّ أَبَا عَبدِ شَمسٍ صَبَأَ إِلَي دِينِ مُحَمّدٍ أَ مَا تَرَاهُ لَم يَرجِع إِلَينَا فَعَدَا أَبُو جَهلٍ إِلَي الوَلِيدِ فَقَالَ لَهُ يَا عَمّ نَكّستَ رُءُوسَنَا وَ فَضَحتَنَا وَ أَشمَتّ بِنَا عَدُوّنَا وَ صَبَوتَ إِلَي دِينِ مُحَمّدٍ قَالَ مَا صَبَوتُ إِلَي دِينِهِ وَ لكَنِيّ‌ سَمِعتُ كَلَاماً صَعباً تَقشَعِرّ مِنهُ الجُلُودُ فَقَالَ لَهُ أَبُو جَهلٍ أَ خَطبٌ هيِ‌َ قَالَ لَا إِنّ الخَطبَ كَلَامٌ مُتّصِلٌ وَ هَذَا كَلَامٌ مَنثُورٌ وَ لَا يُشبِهُ بَعضُهُ بَعضاً قَالَ فَشِعرٌ هُوَ قَالَ لَا أَمَا إنِيّ‌ قَد سَمِعتُ أَشعَارَ العَرَبِ بَسِيطَهَا وَ مَدِيدَهَا وَ رَمَلَهَا وَ رَجَزَهَا وَ مَا هُوَ بِشِعرٍ قَالُوا فَمَا هُوَ قَالَ دعَنيِ‌ أُفَكّرُ فِيهِ فَلَمّا كَانَ مِنَ الغَدِ قَالُوا لَهُ يَا أَبَا عَبدِ شَمسٍ مَا تَقُولُ فِيمَا قُلنَاهُ قَالَ قُولُوا هُوَ سِحرٌ فَإِنّهُ أَخَذَ بِقُلُوبِ النّاسِ فَأَنزَلَ اللّهُ عَلَي رَسُولِهِ فِي ذَلِكَذرَنيِ‌ وَ مَن خَلَقتُ وَحِيداً وَ إِنّمَا سمُيّ‌َ وَحِيداً لِأَنّهُ قَالَ لِقُرَيشٍ أَنَا أَتَوَحّدُ بِكِسوَةِ البَيتِ سَنَةً وَ عَلَيكُم فِي جَمَاعَتِكُم سَنَةً وَ كَانَ لَهُ مَالٌ كَثِيرٌ وَ حَدَائِقُ وَ كَانَ لَهُ عَشرُ بَنِينَ بِمَكّةَ وَ كَانَ لَهُ عَشرُ عَبِيدٍ عِندَ كُلّ عَبدٍ أَلفُ دِينَارٍ يَتّجِرُ بِهَا وَ تِلكَ القِنطَارُ فِي ذَلِكَ الزّمَانِ وَ يُقَالُ إِنّ القِنطَارَ جِلدُ ثَورٍ مَملُوءٌ ذَهَباً فَأَنزَلَ اللّهُذرَنيِ‌ وَ مَن خَلَقتُ وَحِيداً إِلَي قَولِهِصَعُوداً قَالَ جَبَلٌ يُسَمّي صَعُوداًإِنّهُ فَكّرَ وَ قَدّرَ فَقُتِلَ كَيفَ قَدّرَ ثُمّ قُتِلَ كَيفَ قَدّرَيعَنيِ‌ قَدّرَهُ كَيفَ سَوّاهُ وَ عَدَلَهُثُمّ نَظَرَ ثُمّ عَبَسَ وَ بَسَرَ قَالَ عَبَسَ وَجهَهُ وَ بَسَرَ قَالَ لَوَي شِدقَهُثُمّ أَدبَرَ وَ استَكبَرَ فَقالَ إِن


صفحه : 246

هذا إِلّا سِحرٌ يُؤثَرُ إِلَي قَولِهِسَقَرَوَادٍ فِي النّارِ قَولُهُفَرّت مِن قَسوَرَةٍيعَنيِ‌ مِنَ الأَسَدِ

وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِبَل يُرِيدُ كُلّ امر‌ِئٍ مِنهُم أَن يُؤتي صُحُفاً مُنَشّرَةً وَ ذَلِكَ أَنّهُم قَالُوا يَا مُحَمّدُ قَد بَلَغَنَا أَنّ الرّجُلَ مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ كَانَ يُذنِبُ الذّنبَ فَيُصبِحُ وَ ذَنبُهُ مَكتُوبٌ عِندَ رَأسِهِ وَ كَفّارَتُهُ فَنَزَلَ جَبرَئِيلُ عَلَي نبَيِ‌ّ اللّهِص وَ قَالَ يَسأَلُكَ قَومُكَ سُنّةَ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فِي الذّنُوبِ فَإِن شَاءُوا[شِئنَا خ ل ]فَعَلنَا ذَلِكَ بِهِم وَ أَخَذنَاهُم بِمَا كُنّا نَأخُذُ بِهِ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَزَعَمُوا أَنّ رَسُولَ اللّهِص كَرِهَ ذَلِكَ لِقَومِهِ

149-فس ،[تفسير القمي‌] إِنّ عَلَينا جَمعَهُ وَ قُرآنَهُ قَالَ عَلَي آلِ مُحَمّدٍص جَمعُ القُرآنِ وَ قِرَاءَتُهُفَإِذا قَرَأناهُ فَاتّبِع قُرآنَهُ قَالَ يعَنيِ‌ اتّبِعُوا مَا ذَا قَرَءُوهُثُمّ إِنّ عَلَينا بَيانَهُ أَي تَفسِيرَهُ قَولُهُوَ شَدَدنا أَسرَهُميعَنيِ‌ خَلقَهُم قَالَ الشّاعِرُ


وَ ضَامِرَةٍ شَدّ المَلِيكُ أَسرَهَا   أَسفَلَهَا وَ ظَهرَهَا وَ بَطنَهَا

قَالَ الضّامِرَةُ يعَنيِ‌ فَرَسَهُ شَدّ المَلِيكُ أَسرَهَا أَي خَلَقَهَا تَكَادُ مَادّتُهَا قَالَ عُنُقُهَا تَكُونُ شَطرَهَا أَي نِصفَهَا

بيان قوله تكاد مادتها تكون شطرها مصراع آخر لم يورده أولا فذكره عندالتفسير و في بعض النسخ هذاالمصراع مذكور بين المصراعين والمادة بمعني العنق لم نجد في اللغة والظاهر أنه كان هاديها والهادي‌ العنق فيستقيم الوزن والمعني

150-فس ،[تفسير القمي‌]أَ لَم نَخلُقكُم مِن ماءٍ مَهِينٍ قَالَ مُنتِنٌفَجَعَلناهُ فِي قَرارٍ مَكِينٍ قَالَ فِي الرّحِمِ قَولُهُأَ لَم نَجعَلِ الأَرضَ كِفاتاً أَحياءً وَ أَمواتاً قَالَ الكِفَاتُ


صفحه : 247

المَسَاكِنُ وَ قَالَ نَظَرَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فِي رُجُوعِهِ مِن صِفّينَ إِلَي المَقَابِرِ فَقَالَ هَذِهِ كِفَاتُ الأَموَاتِ أَي مَسَاكِنُهُم ثُمّ نَظَرَ إِلَي بُيُوتِ الكُوفَةِ فَقَالَ هَذِهِ كِفَاتُ الأَحيَاءِ ثُمّ تَلَا قَولَهُأَ لَم نَجعَلِ الأَرضَ كِفاتاً أَحياءً وَ أَمواتاً قَولُهُوَ جَعَلنا فِيها روَاسيِ‌َ شامِخاتٍ قَالَ جِبِالًا مُرتَفِعَةًوَ أَسقَيناكُم ماءً فُراتاً أَي عَذباً وَ كُلّ عَذبٍ مِنَ المَاءِ هُوَ الفُرَاتُ

151-فس ،[تفسير القمي‌] قَولُهُ تَعَالَيأَ لَم نَجعَلِ الأَرضَ مِهاداً قَالَ يَمهَدُ فِيهَا الإِنسَانُ وَ يَهدَأُوَ الجِبالَ أَوتاداً أَي أَوتَادَ الأَرضِوَ جَعَلنَا اللّيلَ لِباساً قَالَ يَلبَسُ عَلَي النّهَارِوَ جَعَلنا سِراجاً وَهّاجاً قَالَ الشّمسُ المُضِيئَةُوَ أَنزَلنا مِنَ المُعصِراتِ قَالَ مِنَ السّحَابِماءً ثَجّاجاً قَالَ صَبّاً عَلَي صَبّ قَولُهُوَ جَنّاتٍ أَلفافاً قَالَ بَسَاتِينُ مُلتَفّةُ الشّجَرِ

152-فس ،[تفسير القمي‌] قَولُهُوَ أَغطَشَ لَيلَها أَي أَظلَمَوَ أَخرَجَ ضُحاها أَيِ الشّمسَوَ الأَرضَ بَعدَ ذلِكَ دَحاها أَي بَسَطَهَاوَ الجِبالَ أَرساها أَي أَثبَتَهَا قَولُهُقَضباً قَالَ القَضبُ القَتّوَ حَدائِقَ غُلباً أَي بَسَاتِينَ مُلتَفّةً مُجتَمِعَةًوَ فاكِهَةً وَ أَبّا قَالَ الأَبّ الحَشِيشُ لِلبَهَائِمِ

حَدّثَنَا سَعِيدُ بنُ مُحَمّدٍ عَن بَكرِ بنِ سَهلٍ عَن عَبدِ الغنَيِ‌ّ بنِ سَعِيدٍ عَن مُوسَي بنِ عَبدِ الرّحمَنِ عَن مُقَاتِلِ بنِ سُلَيمَانَ عَنِ الضّحّاكِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ فِي قَولِهِمَتاعاً لَكُم وَ لِأَنعامِكُميُرِيدُ مَنَافِعَ لَكُم وَ لِأَنعَامِكُم

153-فس ،[تفسير القمي‌]فَلا أُقسِمُ أَي أُقسِمُبِالخُنّسِ وَ هُوَ اسمُ النّجُومِالجَوارِ الكُنّسِ


صفحه : 248

قَالَ النّجُومُ تَكنِسُ بِالنّهَارِ فَلَا تَبِينُوَ اللّيلِ إِذا عَسعَسَ قَالَ إِذَا أَظلَمَوَ الصّبحِ إِذا تَنَفّسَ قَالَ إِذَا ارتَفَعَ وَ هَذَا كُلّهُ قَسَمٌ وَ جَوَابُهُإِنّهُ لَقَولُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ذيِ‌ قُوّةٍ عِندَ ذيِ‌ العَرشِ مَكِينٍيعَنيِ‌ ذَا مَنزِلَةٍ عَظِيمَةٍ عِندَ اللّهِ مَكِينٍمُطاعٍ ثَمّ أَمِينٍفَهَذَا مَا فَضّلَ اللّهُ بِهِ نَبِيّهُص وَ لَم يُعطِ أَحَداً مِنَ الأَنبِيَاءِ مِثلَهُ

حَدّثَنَا جَعفَرُ بنُ أَحمَدَ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ مُوسَي عَنِ ابنِ البطَاَئنِيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِذيِ‌ قُوّةٍ عِندَ ذيِ‌ العَرشِ مَكِينٍ قَالَ يعَنيِ‌ جَبرَئِيلَ قُلتُ قَولُهُمُطاعٍ ثَمّ أَمِينٍ قَالَ يعَنيِ‌ رَسُولَ اللّهِص هُوَ المُطَاعُ عِندَ رَبّهِ الأَمِينُ يَومَ القِيَامَةِ قُلتُ قَولُهُوَ ما صاحِبُكُم بِمَجنُونٍ قَالَ يعَنيِ‌ النّبِيّص مَا هُوَ بِمَجنُونٍ فِي نَصبِهِ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع عَلَماً لِلنّاسِ قُلتُ قَولُهُوَ ما هُوَ عَلَي الغَيبِ بِضَنِينٍ قَالَ وَ مَا هُوَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي عَلَي نَبِيّهِ بِغَيبِهِ بِضَنِينٍ عَلَيهِ قُلتُوَ ما هُوَ بِقَولِ شَيطانٍ رَجِيمٍ قَالَ يعَنيِ‌ الكَهَنَةَ الّذِينَ كَانُوا فِي قُرَيشٍ فَنَسَبَ كَلَامَهُم إِلَي كَلَامِ الشّيَاطِينِ الّذِينَ كَانُوا مَعَهُم يَتَكَلّمُونَ عَلَي أَلسِنَتِهِم فَقَالَوَ ما هُوَ بِقَولِ شَيطانٍ رَجِيمٍمِثلَ أُولَئِكَ قُلتُ قَولُهُفَأَينَ تَذهَبُونَ إِن هُوَ إِلّا ذِكرٌ لِلعالَمِينَ قَالَ أَينَ تَذهَبُونَ فِي عَلِيّ ع يعَنيِ‌ وَلَايَتَهُ أَينَ تَفِرّونَ مِنهَاإِن هُوَ إِلّا ذِكرٌ لِلعالَمِينَلِمَن أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَهُ عَلَي وَلَايَتِهِ قُلتُ قَولُهُلِمَن شاءَ مِنكُم أَن يَستَقِيمَ قَالَ أَن يَستَقِيمَ فِي طَاعَةِ عَلِيّ ع وَ الأَئِمّةِ مِن بَعدِهِ قُلتُ قَولُهُوَ ما تَشاؤُنَ إِلّا أَن يَشاءَ اللّهُ رَبّ العالَمِينَ قَالَ لِأَنّ المَشِيّةَ إِلَيهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي لَا إِلَي النّاسِ

154-فس ،[تفسير القمي‌] قَولُهُفَسَوّاكَ فَعَدَلَكَ أَي لَيسَ فِيكَ اعوِجَاجٌفِي أَيّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكّبَكَ قَالَ لَو شَاءَ رَكّبَكَ عَلَي غَيرِ هَذِهِ الصّورَةِكَلّا بَل تُكَذّبُونَ بِالدّينِ قَالَ رَسُولُ اللّهِص وَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ إِنّ عَلَيكُم لَحافِظِينَ قَالَ المَلَكَانِ المُوَكّلَانِ بِالإِنسَانِكِراماً كاتِبِينَيَكتُبُونَ الحَسَنَاتِ وَ السّيّئَاتِ


صفحه : 249

قَولُهُفَلا أُقسِمُ بِالشّفَقِ أَيِ الحُمرَةِ بَعدَ غُرُوبِ الشّمسِوَ اللّيلِ وَ ما وَسَقَ يَقُولُ إِذ سَاقَ كُلّ شَيءٍ مِنَ الخَلقِ إِلَي حَيثُ يَهلِكُونَ بِهَاوَ القَمَرِ إِذَا اتّسَقَ إِذَا اجتَمَعَلَتَركَبُنّ طَبَقاً عَن طَبَقٍ يَقُولُ حَالًا بَعدَ حَالٍ يَقُولُ لَتَركَبُنّ سُنّةَ مَن كَانَ قَبلَكُم حَذوَ النّعلِ بِالنّعلِ وَ القُذّةِ بِالقُذّةِ لَا تُخطِئُونَ طَرِيقَهُم وَ لَا يُخطَي شِبرٌ بِشِبرٍ وَ ذِرَاعٌ بِذِرَاعٍ وَ بَاعٌ بِبَاعٍ حَتّي أَن لَو كَانَ مَن قَبلَكُم دَخَلَ جُحرَ ضَبّ لَدَخَلتُمُوهُ قَالُوا اليَهُودَ وَ النّصَارَي تعَنيِ‌ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ فَمَن أعَنيِ‌ لَتَنقُضُنّ عُرَي الإِسلَامِ عُروَةً عُروَةً فَيَكُونُ أَوّلَ مَا تَنقُضُونَ مِن دِينِكُمُ الأَمَانَةُ وَ آخِرَهُ الصّلَاةُ قَالَ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ فِي قَولِهِإِنّهُ ظَنّ أَن لَن يَحُورَبَلَي يَرجِعُ بَعدَ المَوتِفَلا أُقسِمُ بِالشّفَقِقَسَمٌ وَ جَوَابُهُلَتَركَبُنّ طَبَقاً عَن طَبَقٍ أَي مَذهَباً بَعدَ مَذهَبٍوَ اللّهُ أَعلَمُ بِما يُوعُونَ أَي بِمَا يعَيِ‌ صُدُورُهُملَهُم أَجرٌ غَيرُ مَمنُونٍ أَي لَا يُمَنّ عَلَيهِم

بيان قوله يقول إذاساق كل شيءبيان لحاصل المعني مع رعاية الاشتقاق الكبير في اللفظ أيضا والهلاك مجاز عن النوم

155-فس ،[تفسير القمي‌] وَ السّماءِ ذاتِ الرّجعِ قَالَ ذَاتُ المَطَرِوَ الأَرضِ ذاتِ الصّدعِ أَي ذَاتِ النّبَاتِ وَ هُوَ قَسَمٌ وَ جَوَابُهُإِنّهُ لَقَولٌ فَصلٌيعَنيِ‌ مَا مَضَي أَي قَاطِعٌوَ ما هُوَ بِالهَزلِ أَي لَيسَ بِالسّخرِيّةِإِنّهُم يَكِيدُونَ كَيداً أَي يَحتَالُونَ الحِيَلَوَ أَكِيدُ كَيداًفَهُوَ مِنَ اللّهِ العَذَابُفَمَهّلِ الكافِرِينَ أَمهِلهُم رُوَيداً قَالَ دَعهُم قَلِيلًا

بيان قوله يعني‌ مامضي أي الضمير راجع إلي مامضي من الآيات

156-فس ،[تفسير القمي‌]سَبّحِ اسمَ رَبّكَ الأَعلَي قَالَ قُل سُبحَانَ ربَيّ‌َ الأَعلَيألّذِي


صفحه : 250

خَلَقَ فَسَوّي وَ ألّذِي قَدّرَ فَهَدي قَالَ قَدّرَ الأَشيَاءَ فِي التّقدِيرِ الأَوّلِ ثُمّ هَدَي إِلَيهَا مَن يَشَاءُ قَولُهُوَ ألّذِي أَخرَجَ المَرعي قَالَ أَيِ النّبَاتُفَجَعَلَهُ بَعدَ إِخرَاجِهِغُثاءً أَحوي قَالَ يَصِيرُ هَشِيماً بَعدَ بُلُوغِهِ وَ يَسوَدّ قَولُهُسَنُقرِئُكَ فَلا تَنسي أَي نُعلِمُكَ فَلَا تَنسَي ثُمّ استَثنَي فَقَالَإِلّا ما شاءَ اللّهُلِأَنّهُ لَا يُؤمَنُ النّسيَانُ لِأَنّ ألّذِي لَا يَنسَي هُوَ اللّهُوَ نُيَسّرُكَ لِليُسري فَذَكّر يَا مُحَمّدُإِن نَفَعَتِ الذّكري سَيَذّكّرُ مَن يَخشيبِذِكرِكَ إِيّاهُ ثُمّ قَالَوَ يَتَجَنّبُهَايعَنيِ‌ مَا يَذكُرُ بِهِالأَشقَي ألّذِي يَصلَي النّارَ الكُبري قَالَ نَارُ يَومِ القِيَامَةِثُمّ لا يَمُوتُ فِيها وَ لا يَحيييعَنيِ‌ فِي النّارِ فَيَكُونُ كَمَا قَالَ اللّهُوَ يَأتِيهِ المَوتُ مِن كُلّ مَكانٍ وَ ما هُوَ بِمَيّتٍ قَولُهُقَد أَفلَحَ مَن تَزَكّي قَالَ زَكَاةُ الفِطرَةِ فَإِذَا أَخرَجَهَا قُبِلَت صَلَاةُ العِيدِوَ ذَكَرَ اسمَ رَبّهِ فَصَلّي قَالَ صَلَاةُ الفِطرِ وَ الأَضحَيإِنّ هذايعَنيِ‌ مَا قَد تَلَوتُهُ مِنَ القُرآنِلفَيِ‌ الصّحُفِ الأُولي صُحُفِ اِبراهِيمَ وَ مُوسي

حَدّثَنَا سَعِيدُ بنُ مُحَمّدٍ عَن بَكرِ بنِ سَهلٍ عَن عَبدِ الغنَيِ‌ّ بنِ سَعِيدٍ عَن مُوسَي بنِ عَبدِ الرّحمَنِ عَنِ ابنِ جَرِيحٍ عَن عَطَاءٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ فِي قَولِهِ تَعَالَيإِنّهُ يَعلَمُ الجَهرَ وَ ما يَخفييُرِيدُ مَا يَكُونُ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ فِي قَلبِكَ وَ نَفسِكَوَ نُيَسّرُكَ يَا مُحَمّدُ فِي جَمِيعِ أُمُورِكَلِليُسري

وَ بِهَذَا الإِسنَادِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ فِي قَولِهِأَ فَلا يَنظُرُونَ إِلَي الإِبِلِ كَيفَ خُلِقَتيُرِيدُ الأَنعَامَ إِلَي قَولِهِوَ إِلَي الجِبالِ كَيفَ نُصِبَت يَقُولُ عَزّ وَ جَلّ يَقدِرُ أَحَدٌ أَن يَخلُقَ مِثلَ الإِبِلِ وَ يَرفَعَ مِثلَ السّمَاءِ وَ يَنصِبَ مِثلَ الجِبَالِ وَ يَسطَحَ مِثلَ الأَرضِ غيَريِ‌ وَ يَفعَلَ مِثلَ هَذَا الفِعلِ أَحَدٌ سوِاَي‌َ قَولُهُفَذَكّر إِنّما أَنتَ مُذَكّرٌ أَي


صفحه : 251

فَعِظ يَا مُحَمّدُ إِنّمَا أَنتَ وَاعِظٌ قَالَ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ فِي قَولِهِلَستَ عَلَيهِم بِمُصَيطِرٍ قَالَ لَستَ بِحَافِظٍ وَ لَا كَاتِبٍ عَلَيهِم

وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِإِلّا مَن تَوَلّي وَ كَفَرَ يَقُولُ مَن لَم يَتّعِظ وَ لَم يُصَدّقكَ وَ جَحَدَ ربُوُبيِتّيِ‌ وَ كَفَرَ نعِمتَيِ‌فَيُعَذّبُهُ اللّهُ العَذابَ الأَكبَرَيُرِيدُ العَذَابَ الشّدِيدَ الدّائِمَإِنّ إِلَينا إِيابَهُميُرِيدُ مَصِيرَهُمثُمّ إِنّ عَلَينا حِسابَهُم أَي جَزَاءَهُم

157-فس ،[تفسير القمي‌] لا أُقسِمُ بِهذَا البَلَدِ أَي مَكّةَوَ أَنتَ حِلّ بِهذَا البَلَدِ قَالَ كَانَت قُرَيشٌ لَا يَستَحِلّونَ أَن يَظلِمُوا أَحَداً فِي هَذَا البَلَدِ وَ يَستَحِلّونَ ظُلمَكَ فِيهِوَ والِدٍ وَ ما وَلَدَ قَالَ آدَمُ وَ مَا وَلَدَ مِنَ الأَنبِيَاءِ وَ الأَوصِيَاءِلَقَد خَلَقنَا الإِنسانَ فِي كَبَدٍ أَي مُنتَصِباً وَ لَم يَخلُق مِثلَهُ شَيءٌيَقُولُ أَهلَكتُ مالًا لُبَداً أَي مُجتَمِعاً

وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِيَقُولُ أَهلَكتُ مالًا لُبَداً قَالَ هُوَ عَمرُو بنُ عَبدِ وُدّ حِينَ عَرَضَ عَلَيهِ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع الإِسلَامَ يَومَ الخَندَقِ وَ قَالَ فَأَينَ مَا أَنفَقتُ فِيكُم مَالًا لُبَداً وَ كَانَ قَد أَنفَقَ مَالًا فِي الصّدّ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَقَتَلَهُ عَلِيّ ع

وَ أَخبَرَنَا أَحمَدُ بنُ إِدرِيسَ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ عَبّادٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ أَبِي يَعقُوبَ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيأَ يَحسَبُ أَن لَن يَقدِرَ عَلَيهِ أَحَدٌيعَنيِ‌ نَعثَلَ فِي قَتلِهِ ابنَةَ النّبِيّص يَقُولُ أَهلَكتُ مالًا لُبَداًيعَنيِ‌ ألّذِي جَهّزَ بِهِ النّبِيّص فِي جَيشِ العُسرَةِأَ يَحسَبُ أَن لَم يَرَهُ أَحَدٌ قَالَ فِي فَسَادٍ كَانَ فِي نَفسِهِأَ لَم نَجعَل لَهُ عَينَينِ رَسُولَ اللّهِص وَ لِساناًيعَنيِ‌ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع وَ شَفَتَينِيعَنيِ‌ الحَسَنَ وَ الحُسَينَوَ هَدَيناهُ النّجدَينِ إِلَي وَلَايَتِهِمَافَلَا اقتَحَمَ العَقَبَةَ وَ ما أَدراكَ مَا العَقَبَةُ يَقُولُ مَا أَعلَمَكَ وَ كُلّ شَيءٍ فِي القُرآنِ مَا أَدرَاكَ فَهُوَ مَا أَعلَمَكَيَتِيماً ذا مَقرَبَةٍيعَنيِ‌ رَسُولَ اللّهِص وَ المَقرَبَةُ


صفحه : 252

قُربَاهُأَو مِسكِيناً ذا مَترَبَةٍيعَنيِ‌ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع مُترِبٌ بِالعِلمِ

بيان ... قال الجوهري‌ نعثل اسم رجل كان طويل اللحية ... قوله مَا أَعلَمَكَ لعله جعل ماللتعجب ويحتمل علي بعد أن يكون إشارة إلي ماقيل إن كل موضع في القرآن فيه وَ ما أَدراكَفهو ما قدبينه الله و ما كان ما يُدرِيكَ لم يبينه قوله مُترِبٌ بِالعِلمِ علي بناء الفاعل أي مستغن يقال أترب الرجل إذااستغني كأنه صار له من المال بقدر التراب ذكره الجوهري‌

158-فس ،[تفسير القمي‌] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ الشيّباَنيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ عَن إِسحَاقَ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن عُثمَانَ بنِ يُوسُفَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ كَيسَانَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَنَزَلَ جَبرَئِيلُ ع عَلَي مُحَمّدٍص فَقَالَ يَا مُحَمّدُ اقرَأ فَقَالَ وَ مَا أَقرَأُ قَالَاقرَأ بِاسمِ رَبّكَ ألّذِي خَلَقَيعَنيِ‌ خَلَقَ نُورَكَ الأَقدَمَ قَبلَ الأَشيَاءِخَلَقَ الإِنسانَ مِن عَلَقٍيعَنيِ‌ خَلَقَكَ مِن نُطفَةٍ وَ شَقّ مِنكَ عَلِيّاًاقرَأ وَ رَبّكَ الأَكرَمُ ألّذِي عَلّمَ بِالقَلَمِيعَنيِ‌ عَلّمَ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع عَلّمَ الإِنسانَ ما لَم يَعلَميعَنيِ‌ عَلّمَ عَلِيّاً مِنَ الكِتَابَةِ لَكَ مَا لَم يَعلَم قَبلَ ذَلِكَ قَالَ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ فِي قَولِهِاقرَأ بِاسمِ رَبّكَ قَالَ اقرَأ بِاسمِ اللّهِ الرّحمَنِ الرّحِيمِ ألّذِيخَلَقَ الإِنسانَ مِن عَلَقٍ قَالَ مِن دَمٍاقرَأ وَ رَبّكَ الأَكرَمُ ألّذِي عَلّمَ بِالقَلَمِ قَالَ عَلّمَ الإِنسَانَ الكِتَابَةَ التّيِ‌ بِهَا يَتِمّ أُمُورُ الدّنيَا فِي مَشَارِقِ الأَرضِ وَ مَغَارِبِهَا ثُمّ قَالَكَلّا إِنّ الإِنسانَ لَيَطغي أَن رَآهُ استَغني قَالَ إِنّ الإِنسَانَ إِذَا استَغنَي يَكفُرُ وَ يَطغَي وَ يُنكِرُإِنّ إِلي رَبّكَ الرّجعي قَولُهُأَ رَأَيتَ ألّذِي يَنهي عَبداً إِذا صَلّي قَالَ كَانَ الوَلِيدُ بنُ المُغِيرَةِ يَنهَي النّاسَ عَنِ الصّلَاةِ وَ أَن يُطَاعَ اللّهَ وَ رَسُولَهُ فَقَالَ اللّهُ تَعَالَيأَ رَأَيتَ ألّذِي يَنهي عَبداً إِذا صَلّي قَولُهُلَنَسفَعاً بِالنّاصِيَةِ أَي لَنَأخُذُهُ بِالنّاصِيَةِ فَنُلقِيهِ فِي النّارِ قَولُهُفَليَدعُ نادِيَهُ قَالَ لَمّا مَاتَ أَبُو طَالِبٍ ع فَنَادَي أَبُو جَهلٍ وَ الوَلِيدُ عَلَيهِمَا لَعَائِنُ اللّهِ هَلُمّ فَاقتُلُوا مُحَمّداً فَقَد مَاتَ ألّذِي كَانَ نَاصِرَهُ فَقَالَ اللّهُفَليَدعُ


صفحه : 253

نادِيَهُ سَنَدعُ الزّبانِيَةَ قَالَ كَمَا دَعَا إِلَي قَتلِ رَسُولِ اللّهِص نَحنُ أَيضاً نَدعُ الزّبَانِيَةَ ثُمّ قَالَكَلّا لا تُطِعهُ وَ اسجُد وَ اقتَرِب أَي لَم يُطِيعُوهُ لَمّا دَعَاهُم إِلَيهِ لِأَنّ رَسُولَ اللّهِص أَجَارَهُ مُطعِمُ بنُ عدَيِ‌ّ بنِ نَوفَلِ بنِ عَبدِ مَنَافٍ وَ لَم يَجسُر عَلَيهِ أَحَدٌ

بيان أي لم يطيعوه علي هذاالتأويل لعله خبر في صورة النهي‌ أي قلنا بالخطاب العام لا تُطِعهُ وَ لَم نُوَفّقهُم لِذَلِكَ

159-فس ،[تفسير القمي‌] لَم يَكُنِ الّذِينَ كَفَرُوا مِن أَهلِ الكِتابِيعَنيِ‌ قُرَيشاًوَ المُشرِكِينَ مُنفَكّينَ قَالَ هُم فِي كُفرِهِمحَتّي تَأتِيَهُمُ البَيّنَةُ

وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ البَيّنَةُ مُحَمّدٌص وَ قَالَ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ فِي قَولِهِوَ ما تَفَرّقَ الّذِينَ أُوتُوا الكِتابَ إِلّا مِن بَعدِ ما جاءَتهُمُ البَيّنَةُ قَالَ لَمّا جَاءَهُم رَسُولُ اللّهِص بِالقُرآنِ خَالَفُوهُ وَ تَفَرّقُوا بَعدَهُ قَولُهُحُنَفاءَ أَي طَاهِرينَ قَولُهُوَ ذلِكَ دِينُ القَيّمَةِ أَي دِينٌ قَيّمٌ قَولُهُإِنّ الّذِينَ كَفَرُوا مِن أَهلِ الكِتابِ وَ المُشرِكِينَ فِي نارِ جَهَنّمَ قَالَ أَنزَلَ اللّهُ عَلَيهِمُ القُرآنَ فَارتَدّوا وَ كَفَرُوا وَ عَصَوا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع أُولئِكَ هُم شَرّ البَرِيّةِ قَولُهُإِنّ الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُم خَيرُ البَرِيّةِ قَالَ نَزَلَت فِي آلِ مُحَمّدٍ ع

160-فس ،[تفسير القمي‌] أَ رَأَيتَ ألّذِي يُكَذّبُ بِالدّينِ قَالَ نَزَلَت فِي أَبِي جَهلٍ وَ كُفّارِ قُرَيشٍفَذلِكَ ألّذِي يَدُعّ اليَتِيمَ أَي يَدفَعُهُ يعَنيِ‌ عَن حَقّهِوَ لا يَحُضّ عَلي طَعامِ المِسكِينِ أَي لَا يَرغَبُ فِي إِطعَامِ المِسكِينِ

161-فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ قَالَسَأَلَ أَبُو شَاكِرٍ أَبَا جَعفَرٍ الأَحوَلَ عَن قَولِ اللّهِقُل يا أَيّهَا الكافِرُونَ لا أَعبُدُ ما تَعبُدُونَ وَ لا أَنتُم عابِدُونَ ما أَعبُدُ وَ لا أَنا عابِدٌ


صفحه : 254

ما عَبَدتّم وَ لا أَنتُم عابِدُونَ ما أَعبُدُفَهَل يَتَكَلّمُ الحَكِيمُ بِمِثلِ هَذَا القَولِ وَ يُكَرّرُهُ مَرّةً بَعدَ مَرّةٍ فَلَم يَكُن عِندَ أَبِي جَعفَرٍ الأَحوَلِ فِي ذَلِكَ جَوَابٌ فَدَخَلَ المَدِينَةَ فَسَأَلَ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن ذَلِكَ فَقَالَ كَانَ سَبَبُ نُزُولِهَا وَ تَكرَارِهَا أَنّ قُرَيشاً قَالَت لِرَسُولِ اللّهِص تَعبُدُ إِلَهَنَا سَنَةً وَ نَعبُدُ إِلَهَكَ سَنَةً وَ تَعبُدُ إِلَهَنَا سَنَةً وَ نَعبُدُ إِلَهَكَ سَنَةً فَأَجَابَهُمُ اللّهُ بِمِثلِ مَا قَالُوا فَقَالَ فِيمَا قَالُوا تَعبُدُ إِلَهَنَا سَنَةًقُل يا أَيّهَا الكافِرُونَ لا أَعبُدُ ما تَعبُدُونَ وَ فِيمَا قَالُوا وَ نَعبُدُ إِلَهَكَ سَنَةًوَ لا أَنتُم عابِدُونَ ما أَعبُدُ وَ فِيمَا قَالُوا تَعبُدُ إِلَهَنَا سَنَةًوَ لا أَنا عابِدٌ ما عَبَدتّم وَ فِيمَا قَالُوا وَ نَعبُدُ إِلَهَكَ سَنَةًوَ لا أَنتُم عابِدُونَ ما أَعبُدُ لَكُم دِينُكُم وَ لِيَ دِينِ قَالَ فَرَجَعَ أَبُو جَعفَرٍ الأَحوَلُ إِلَي أَبِي شَاكِرٍ فَأَخبَرَهُ بِذَلِكَ فَقَالَ أَبُو شَاكِرٍ هَذَا حَمَلَتهُ الإِبِلُ مِنَ الحِجَازِ

أقول سيأتي‌ كثير من تفاسير تلك الآيات في الأبواب الآتية


صفحه : 255

أبواب احتجاجات الرسول ص

باب 1- مااحتج صلي الله عليه وآله به علي المشركين والزنادقة وسائر أهل الملل الباطلة

1-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَولُهُ عَزّ وَ جَلّوَ قالُوا لَن يَدخُلَ الجَنّةَ إِلّا مَن كانَ هُوداً أَو نَصاري تِلكَ أَمانِيّهُم قُل هاتُوا بُرهانَكُم إِن كُنتُم صادِقِينَ بَلي مَن أَسلَمَ وَجهَهُ لِلّهِ وَ هُوَ مُحسِنٌ فَلَهُ أَجرُهُ عِندَ رَبّهِ وَ لا خَوفٌ عَلَيهِم وَ لا هُم يَحزَنُونَ قَالَ الإِمَامُ ع قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ قالُوايعَنيِ‌ اليَهُودَ وَ النّصَارَي قَالَتِ اليَهُودُلَن يَدخُلَ الجَنّةَ إِلّا مَن كانَ هُوداً أَي يَهُودِيّاً وَ قَولُهُأَو نَصارييعَنيِ‌ وَ قَالَتِ النّصَارَي لَن يَدخُلَ الجَنّةَ إِلّا مَن كَانَ نَصرَانِيّاً قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ قَد قَالَ غَيرُهُم قَالَتِ الدّهرِيّةُ الأَشيَاءُ لَا بَدءَ لَهَا وَ هيِ‌َ دَائِمَةٌ مَن خَالَفَنَا ضَالّ مُخطِئٌ مُضِلّ وَ قَالَتِ الثّنَوِيّةُ النّورُ وَ الظّلمَةُ هُمَا المُدَبّرَانِ مَن خَالَفَنَا فَقَد ضَلّ وَ قَالَت مُشرِكُو العَرَبِ إِنّ أَوثَانَنَا آلِهَةٌ مَن خَالَفَنَا فِي هَذَا ضَلّ فَقَالَ اللّهُ تَعَالَيتِلكَ أَمانِيّهُمالتّيِ‌ يَتَمَنّونَهَاقُللَهُمهاتُوا بُرهانَكُم عَلَي مَقَالَتِكُمإِن كُنتُم صادِقِينَ وَ قَالَ الصّادِقُ ع وَ قَد ذُكِرَ عِندَهُ الجِدَالُ فِي الدّينِ وَ أَنّ رَسُولَ اللّهِص وَ الأَئِمّةَ ع قَد نَهَوا عَنهُ فَقَالَ الصّادِقُ ع لَم يَنهَ عَنهُ مُطلَقاً وَ لَكِنّهُ نَهَي عَنِ الجِدَالِ بِغَيرِ التّيِ‌ هيِ‌َ أَحسَنُ أَ مَا تَسمَعُونَ اللّهَ يَقُولُوَ لا تُجادِلُوا أَهلَ الكِتابِ إِلّا باِلتّيِ‌ هيِ‌َ أَحسَنُ وَ قَولُهُ تَعَالَيادعُ إِلي سَبِيلِ رَبّكَ بِالحِكمَةِ وَ المَوعِظَةِ الحَسَنَةِ وَ جادِلهُم باِلتّيِ‌ هيِ‌َ أَحسَنُفَالجِدَالُ باِلتّيِ‌ هيِ‌َ أَحسَنُ قَد قَرَنَهُ العُلَمَاءُ بِالدّينِ وَ الجِدَالُ بِغَيرِ التّيِ‌ هيِ‌َ أَحسَنُ مُحَرّمٌ حَرّمَهُ اللّهُ عَلَي شِيعَتِنَا وَ كَيفَ يُحَرّمُ اللّهُ الجِدَالَ جُملَةً وَ هُوَ يَقُولُ


صفحه : 256

وَ قالُوا لَن يَدخُلَ الجَنّةَ إِلّا مَن كانَ هُوداً أَو نَصاري قَالَ اللّهُ تَعَالَيتِلكَ أَمانِيّهُم قُل هاتُوا بُرهانَكُم إِن كُنتُم صادِقِينَفَجَعَلَ عِلمَ الصّدقِ الإِتيَانَ بِالبُرهَانِ وَ هَل يُؤتَي بِالبُرهَانِ إِلّا فِي الجِدَالِ باِلتّيِ‌ هيِ‌َ أَحسَنُ قِيلَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ فَمَا الجِدَالُ باِلتّيِ‌ هيِ‌َ أَحسَنُ وَ التّيِ‌ لَيسَت بِأَحسَنَ قَالَ أَمّا الجِدَالُ ألّذِي بِغَيرِ التّيِ‌ هيِ‌َ أَحسَنُ فَأَن تُجَادِلَ مُبطِلًا فَيُورِدَ عَلَيكَ بَاطِلًا فَلَا تَرُدّهُ بِحُجّةٍ قَد نَصَبَهَا اللّهُ وَ لَكِن تَجحَدُ قَولَهُ أَو تَجحَدُ حَقّاً يُرِيدُ ذَلِكَ المُبطِلُ أَن يُعِينَ بِهِ بَاطِلَهُ فَتَجحَدُ ذَلِكَ الحَقّ مَخَافَةَ أَن يَكُونَ لَهُ عَلَيكَ فِيهِ حُجّةٌ لِأَنّكَ لَا تدَريِ‌ كَيفَ المَخلَصُ مِنهُ فَذَلِكَ حَرَامٌ عَلَي شِيعَتِنَا أَن يَصِيرُوا فِتنَةً عَلَي ضُعَفَاءِ إِخوَانِهِم وَ عَلَي المُبطِلِينَ أَمّا المُبطِلُونَ فَيَجعَلُونَ ضَعفَ الضّعِيفِ مِنكُم إِذَا تَعَاطَي مُجَادَلَتَهُ وَ ضَعفَ مَا[ مَن خ ل ] فِي يَدِهِ حُجّةً لَهُ عَلَي بَاطِلِهِ وَ أَمّا الضّعَفَاءُ مِنكُم فَتَعمَي قُلُوبُهُم لِمَا يَرَونَ مِن ضَعفِ المُحِقّ فِي يَدِ المُبطِلِ وَ أَمّا الجِدَالُ باِلتّيِ‌ هيِ‌َ أَحسَنُ فَهُوَ مَا أَمَرَ اللّهُ تَعَالَي بِهِ نَبِيّهُ أَن يُجَادِلَ بِهِ مَن جَحَدَ البَعثَ بَعدَ المَوتِ وَ إِحيَاءِهِ لَهُ فَقَالَ اللّهُ تَعَالَي حَاكِياً عَنهُوَ ضَرَبَ لَنا مَثَلًا وَ نسَيِ‌َ خَلقَهُ قالَ مَن يحُي‌ِ العِظامَ وَ هيِ‌َ رَمِيمٌ فَقَالَ اللّهُ تَعَالَي فِي الرّدّ عَلَيهِقُل يَا مُحَمّدُيُحيِيهَا ألّذِي أَنشَأَها أَوّلَ مَرّةٍ وَ هُوَ بِكُلّ خَلقٍ عَلِيمٌ ألّذِي جَعَلَ لَكُم مِنَ الشّجَرِ الأَخضَرِ ناراً فَإِذا أَنتُم مِنهُ تُوقِدُونَفَأَرَادَ اللّهُ مِن نَبِيّهِ أَن يُجَادِلَ المُبطِلَ ألّذِي قَالَ كَيفَ يَجُوزُ أَن يَبعَثَ هَذِهِ العِظَامَ وَ هيِ‌َ رَمِيمٌ فَقَالَ اللّهُقُل يُحيِيهَا ألّذِي أَنشَأَها أَوّلَ مَرّةٍ أَ فَيَعجِزُ مَنِ ابتَدَأَ بِهِ لَا مِن شَيءٍ أَن يُعِيدَهُ بَعدَ أَن يَبلَي بَلِ ابتِدَاؤُهُ أَصعَبُ عِندَكُم مِن إِعَادَتِهِ ثُمّ قَالَألّذِي جَعَلَ لَكُم مِنَ الشّجَرِ الأَخضَرِ ناراً أَي إِذَا كَانَ قَد كَمّنَ النّارَ الحَارّةَ فِي الشّجَرِ الأَخضَرِ الرّطبِ ثُمّ يَستَخرِجُهَا فَعَرّفَكُم أَنّهُ عَلَي إِعَادَةِ مَن بلَيِ‌َ أَقدَرُ ثُمّ قَالَأَ وَ لَيسَ ألّذِي خَلَقَ السّماواتِ وَ الأَرضَ بِقادِرٍ عَلي أَن يَخلُقَ مِثلَهُم بَلي وَ هُوَ الخَلّاقُ العَلِيمُ أَي إِذَا كَانَ خَلقُ السّمَاوَاتِ وَ الأَرضِ أَعظَمَ وَ أَبعَدَ فِي أَوهَامِكُم


صفحه : 257

وَ قَدَرِكُم أَن يَقدِرُوا عَلَيهِ مِن إِعَادَةِ الباَليِ‌ فَكَيفَ جَوّزتُم مِنَ اللّهِ خَلقَ الأَعجَبِ عِندَكُم وَ الأَصعَبِ لَدَيكُم وَ لَم تُجَوّزُوا مِنهُ مَا هُوَ أَسهَلُ عِندَكُم مِن إِعَادَةِ الباَليِ‌ قَالَ الصّادِقُ ع فَهَذَا الجِدَالُ باِلتّيِ‌ هيِ‌َ أَحسَنُ لِأَنّ فِيهَا قَطعَ عُذرِ الكَافِرِينَ وَ إِزَالَةَ شُبَهِهِم وَ أَمّا الجِدَالُ بِغَيرِ التّيِ‌ هيِ‌َ أَحسَنُ فَأَن تَجحَدَ حَقّاً لَا يُمكِنُكَ أَن تُفَرّقَ بَينَهُ وَ بَينَ بَاطِلِ مَن تُجَادِلُهُ وَ إِنّمَا تَدفَعُهُ عَن بَاطِلِهِ بِأَن تَجحَدَ الحَقّ فَهَذَا هُوَ المُحَرّمُ لِأَنّكَ مِثلُهُ جَحَدَ هُوَ حَقّاً وَ جَحَدتَ أَنتَ حَقّاً آخَرَ وَ قَالَ أَبُو مُحَمّدٍ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ العسَكرَيِ‌ّ ع فَقَامَ إِلَيهِ رَجُلٌ آخَرُ فَقَالَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ أَ فَجَادَلَ رَسُولُ اللّهِ فَقَالَ الصّادِقُ ع مَهمَا ظَنَنتَ بِرَسُولِ اللّهِص مِن شَيءٍ فَلَا تَظُنّنّ بِهِ مُخَالَفَةَ اللّهِ أَ لَيسَ اللّهُ قَد قَالَوَ جادِلهُم باِلتّيِ‌ هيِ‌َ أَحسَنُ وَ قَالَقُل يُحيِيهَا ألّذِي أَنشَأَها أَوّلَ مَرّةٍلِمَن ضَرَبَ لِلّهِ مَثَلًا أَ فَتَظُنّ أَنّ رَسُولَ اللّهِص خَالَفَ مَا أَمَرَهُ اللّهُ بِهِ فَلَم يُجَادِل مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ وَ لَم يُخبِر عَنِ اللّهِ بِمَا أَمَرَهُ أَن يُخبِرَ بِهِ

وَ لَقَد حدَثّنَيِ‌ أَبِي البَاقِرُ عَن جدَيّ‌ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ زَينِ العَابِدِينَ عَن أَبِيهِ الحُسَينِ سَيّدِ الشّهَدَاءِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم أَجمَعِينَ أَنّهُ اجتَمَعَ يَوماً عِندَ رَسُولِ اللّهِص أَهلُ خَمسَةِ أَديَانٍ اليَهُودُ وَ النّصَارَي وَ الدّهرِيّةُ وَ الثّنَوِيّةُ وَ مُشرِكُو العَرَبِ فَقَالَتِ اليَهُودُ نَحنُ نَقُولُ عُزَيرٌ ابنُ اللّهِ وَ قَد جِئنَاكَ يَا مُحَمّدُ لِنَنظُرَ مَا تَقُولُ فَإِنِ اتّبَعتَنَا فَنَحنُ أَسبَقُ إِلَي الصّوَابِ مِنكَ وَ أَفضَلُ وَ إِن خَالَفتَنَا خَصَمنَاكَ وَ قَالَتِ النّصَارَي نَحنُ نَقُولُ المَسِيحُ ابنُ اللّهِ اتّحَدَ بِهِ وَ قَد جِئنَاكَ لِنَنظُرَ مَا تَقُولُ فَإِنِ اتّبَعتَنَا فَنَحنُ أَسبَقُ إِلَي الصّوَابِ مِنكَ وَ أَفضَلُ وَ إِن خَالَفتَنَا خَصَمنَاكَ وَ قَالَتِ الدّهرِيّةُ نَحنُ نَقُولُ الأَشيَاءُ لَا بَدءَ لَهَا وَ هيِ‌َ دَائِمَةٌ وَ قَد جِئنَاكَ لِنَنظُرَ مَا تَقُولُ فَإِنِ اتّبَعتَنَا فَنَحنُ أَسبَقُ إِلَي الصّوَابِ مِنكَ وَ أَفضَلُ وَ إِن خَالَفتَنَا خَصَمنَاكَ وَ قَالَتِ الثّنَوِيّةُ نَحنُ نَقُولُ إِنّ النّورَ وَ الظّلمَةَ هُمَا المُدَبّرَانِ وَ قَد جِئنَاكَ لِنَنظُرَ مَا تَقُولُ فَإِنِ اتّبَعتَنَا فَنَحنُ أَسبَقُ إِلَي الصّوَابِ مِنكَ وَ أَفضَلُ وَ إِن خَالَفتَنَا خَصَمنَاكَ


صفحه : 258

وَ قَالَت مُشرِكُو العَرَبِ نَحنُ نَقُولُ إِنّ أَوثَانَنَا آلِهَةٌ وَ قَد جِئنَاكَ لِنَنظُرَ مَا تَقُولُ فَإِنِ اتّبَعتَنَا فَنَحنُ أَسبَقُ إِلَي الصّوَابِ مِنكَ وَ أَفضَلُ وَ إِن خَالَفتَنَا خَصَمنَاكَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص آمَنتُ بِاللّهِ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ كَفَرتُ بِالجِبتِ وَ بِكُلّ مَعبُودٍ سِوَاهُ ثُمّ قَالَ لَهُم إِنّ اللّهَ تَعَالَي قَد بعَثَنَيِ‌ كَافّةً لِلنّاسِ بَشِيراً وَ نَذِيراً حُجّةً عَلَي العَالَمِينَ وَ سَيَرُدّ كَيدَ مَن يَكِيدُ دِينَهُ فِي نَحرِهِ ثُمّ قَالَ لِليَهُودِ أَ جئِتمُوُنيِ‌ لِأَقبَلَ قَولَكُم بِغَيرِ حُجّةٍ قَالُوا لَا قَالَ فَمَا ألّذِي دَعَاكُم إِلَي القَولِ بِأَنّ عُزَيراً ابنُ اللّهِ قَالُوا لِأَنّهُ أَحيَا لبِنَيِ‌ إِسرَائِيلَ التّورَاةَ بَعدَ مَا ذَهَبَت وَ لَم يَفعَل بِهَا هَذَا إِلّا لِأَنّهُ ابنُهُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص فَكَيفَ صَارَ عُزَيرٌ ابنَ اللّهِ دُونَ مُوسَي وَ هُوَ ألّذِي جَاءَهُم بِالتّورَاةِ وَ رئُيِ‌َ مِنهُ مِنَ المُعجِزَاتِ مَا قَد عَلِمتُم فَإِن كَانَ عُزَيرٌ ابنَ اللّهِ لِمَا أَظهَرَ مِنَ الكَرَامَةِ بِإِحيَاءِ التّورَاةِ فَلَقَد كَانَ مُوسَي بِالبُنُوّةِ أَحَقّ وَ أَولَي وَ لَئِن كَانَ هَذَا المِقدَارُ مِن إِكرَامِهِ لِعُزَيرٍ يُوجِبُ أَنّهُ ابنُهُ فَأَضعَافُ هَذِهِ الكَرَامَةِ لِمُوسَي تُوجِبُ لَهُ مَنزِلَةً أَجَلّ مِنَ البُنُوّةِ وَ إِن كُنتُم إِنّمَا تُرِيدُونَ بِالبُنُوّةِ الوِلَادَةَ عَلَي سَبِيلِ مَا تُشَاهِدُونَهُ فِي دُنيَاكُم هَذِهِ مِن وِلَادَةِ الأُمّهَاتِ الأَولَادَ بوِطَي‌ِ آبَائِهِم لَهُنّ فَقَد كَفَرتُم بِاللّهِ وَ شَبّهتُمُوهُ بِخَلقِهِ وَ أَوجَبتُم فِيهِ صِفَاتِ المُحدَثِينَ وَ وَجَبَ عِندَكُم أَن يَكُونَ مُحدَثاً مَخلُوقاً وَ أَن يَكُونَ لَهُ خَالِقٌ صَنَعَهُ وَ ابتَدَعَهُ قَالُوا لَسنَا نعَنيِ‌ هَذَا فَإِنّ هَذَا كُفرٌ كَمَا ذَكَرتَ وَ لَكِنّا نعَنيِ‌ أَنّهُ ابنُهُ عَلَي مَعنَي الكَرَامَةِ وَ إِن لَم يَكُن هُنَاكَ وِلَادَةٌ كَمَا يَقُولُ بَعضُ عُلَمَائِنَا لِمَن يُرِيدُ إِكرَامَهُ وَ إِبَانَتَهُ بِالمَنزِلَةِ عَن غَيرِهِ يَا بنُيَ‌ّ وَ إِنّهُ ابنيِ‌ لَا عَلَي إِثبَاتِ وِلَادَتِهِ مِنهُ لِأَنّهُ قَد يَقُولُ ذَلِكَ لِمَن هُوَ أجَنبَيِ‌ّ لَا نَسَبَ بَينَهُ وَ بَينَهُ وَ كَذَلِكَ لَمّا فَعَلَ اللّهُ بِعُزَيرٍ مَا فَعَلَ كَانَ قَدِ اتّخَذَهُ ابناً عَلَي الكَرَامَةِ لَا عَلَي الوِلَادَةِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص فَهَذَا مَا قُلتُهُ لَكُم إِنّهُ إِن وَجَبَ عَلَي هَذَا الوَجهِ أَن يَكُونَ عُزَيرٌ ابنَهُ فَإِنّ هَذِهِ المَنزِلَةَ لِمُوسَي أَولَي وَ إِنّ اللّهَ يَفضَحُ كُلّ مُبطِلٍ بِإِقرَارِهِ وَ يَقلِبُ عَلَيهِ حُجّتَهُ


صفحه : 259

وَ أَمّا مَا احتَجَجتُم بِهِ يُؤَدّيكُم إِلَي مَا هُوَ أَكبَرُ مِمّا ذَكَرتُهُ لَكُم لِأَنّكُم قُلتُم إِنّ عَظِيماً مِن عُظَمَائِكُم قَد يَقُولُ لأِجَنبَيِ‌ّ لَا نَسَبَ بَينَهُ وَ بَينَهُ يَا بنُيَ‌ّ وَ هَذَا ابنيِ‌ لَا عَلَي طَرِيقِ الوِلَادَةِ فَقَد تَجِدُونَ أَيضاً هَذَا العَظِيمَ يَقُولُ لأِجَنبَيِ‌ّ آخَرَ هَذَا أخَيِ‌ وَ لآِخَرَ هَذَا شيَخيِ‌ وَ أَبِي وَ لآِخَرَ هَذَا سيَدّيِ‌ وَ يَا سيَدّيِ‌ عَلَي سَبِيلِ الإِكرَامِ وَ إِنّ مَن زَادَهُ فِي الكَرَامَةِ زَادَهُ فِي مِثلِ هَذَا القَولِ فَإِذاً يَجُوزُ عِندَكُم أَن يَكُونَ مُوسَي أَخاً لِلّهِ أَو شَيخاً لَهُ أَو أَباً أَو سَيّداً لِأَنّهُ قَد زَادَهُ فِي الإِكرَامِ مِمّا لِعُزَيرٍ كَمَا أَنّ مَن زَادَ رَجُلًا فِي الإِكرَامِ قَالَ لَهُ يَا سيَدّيِ‌ وَ يَا شيَخيِ‌ وَ يَا عمَيّ‌ وَ يَا رئَيِسيِ‌ عَلَي طَرِيقِ الإِكرَامِ وَ أَنّ مَن زَادَهُ فِي الكَرَامَةِ زَادَهُ فِي مِثلِ هَذَا القَولِ أَ فَيَجُوزُ عِندَكُم أَن يَكُونَ مُوسَي أَخاً لِلّهِ أَو شَيخاً أَو عَمّاً أَو رَئِيساً أَو سَيّداً أَو أَمِيراً لِأَنّهُ قَد زَادَهُ فِي الإِكرَامِ عَلَي مَن قَالَ لَهُ يَا شيَخيِ‌ أَو يَا سيَدّيِ‌ أَو يَا عمَيّ‌ أَو يَا أمَيِريِ‌ أَو يَا رئَيِسيِ‌ قَالَ فَبُهِتَ القَومُ وَ تَحَيّرُوا وَ قَالُوا يَا مُحَمّدُ أَجّلنَا نَتَفَكّر فِيمَا قُلتَهُ لَنَا فَقَالَ انظُرُوا فِيهِ بِقُلُوبٍ مُعتَقِدَةٍ لِلإِنصَافِ يَهدِكُمُ اللّهُ ثُمّ أَقبَلَص عَلَي النّصَارَي فَقَالَ وَ أَنتُم قُلتُم إِنّ القَدِيمَ عَزّ وَ جَلّ اتّحَدَ بِالمَسِيحِ ابنِهِ فَمَا ألّذِي أَرَدتُمُوهُ بِهَذَا القَولِ أَرَدتُم أَنّ القَدِيمَ صَارَ مُحدَثاً لِوُجُودِ هَذَا المُحدَثِ ألّذِي هُوَ عِيسَي أَوِ المُحدَثَ ألّذِي هُوَ عِيسَي صَارَ قَدِيماً لِوُجُودِ القَدِيمِ ألّذِي هُوَ اللّهُ أَو مَعنَي قَولِكُم إِنّهُ اتّحَدَ بِهِ أَنّهُ اختَصّهُ بِكَرَامَةٍ لَم يُكرِم بِهَا أَحَداً سِوَاهُ فَإِن أَرَدتُم أَنّ القَدِيمَ تَعَالَي صَارَ مُحدَثاً فَقَد أَبطَلتُم لِأَنّ القَدِيمَ مُحَالٌ أَن يَنقَلِبَ فَيَصِيرَ مُحدَثاً وَ إِن أَرَدتُم أَنّ المُحدَثَ صَارَ قَدِيماً فَقَد أَحَلتُم لِأَنّ المُحدَثَ أَيضاً مُحَالٌ أَن يَصِيرَ قَدِيماً وَ إِن أَرَدتُم أَنّهُ اتّحَدَ بِهِ بِأَنِ اختَصّهُ وَ اصطَفَاهُ عَلَي سَائِرِ عِبَادِهِ فَقَد أَقرَرتُم بِحُدُوثِ عِيسَي وَ بِحُدُوثِ المَعنَي ألّذِي اتّحَدَ بِهِ مِن أَجلِهِ لِأَنّهُ إِذَا كَانَ عِيسَي مُحدَثاً وَ كَانَ اللّهُ اتّحَدَ بِهِ بِأَن أَحدَثَ بِهِ مَعنًي صَارَ بِهِ أَكرَمَ الخَلقِ عِندَهُ فَقَد صَارَ عِيسَي وَ ذَلِكَ المَعنَي مُحدَثَينِ وَ هَذَا


صفحه : 260

خِلَافُ مَا بَدَأتُم تَقُولُونَهُ قَالَ فَقَالَتِ النّصَارَي يَا مُحَمّدُ إِنّ اللّهَ تَعَالَي لَمّا أَظهَرَ عَلَي يَدِ عِيسَي مِنَ الأَشيَاءِ العَجِيبَةِ مَا أَظهَرَ فَقَدِ اتّخَذَهُ وَلَداً عَلَي جِهَةِ الكَرَامَةِ فَقَالَ لَهُم رَسُولُ اللّهِص قَد سَمِعتُم مَا قُلتُهُ لِليَهُودِ فِي هَذَا المَعنَي ألّذِي ذَكَرتُمُوهُ ثُمّ أَعَادَص ذَلِكَ كُلّهُ فَسَكَتُوا إِلّا رَجُلًا وَاحِداً مِنهُم قَالَ لَهُ يَا مُحَمّدُ أَ وَ لَستُم تَقُولُونَ إِنّ اِبرَاهِيمَ خَلِيلُ اللّهِ قَالَ قَد قُلنَا ذَلِكَ فَقَالَ إِذَا قُلتُم ذَلِكَ فَلِمَ مَنَعتُمُونَا مِن أَن نَقُولَ إِنّ عِيسَي ابنُ اللّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّهُمَا لَم يَشتَبِهَا لِأَنّ قَولَنَا إِنّ اِبرَاهِيمَ خَلِيلُ اللّهِ فَإِنّمَا هُوَ مُشتَقّ مِنَ الخَلّةِ أَوِ الخُلّةِ فَأَمّا الخَلّةُ فَإِنّمَا مَعنَاهَا الفَقرُ وَ الفَاقَةُ وَ قَد كَانَ خَلِيلًا إِلَي رَبّهِ فَقِيراً وَ إِلَيهِ مُنقَطِعاً وَ عَن غَيرِهِ مُتَعَفّفاً مُعرِضاً مُستَغنِياً وَ ذَلِكَ لَمّا أُرِيدَ قَذفُهُ فِي النّارِ فرَمُيِ‌َ بِهِ فِي المَنجَنِيقِ فَبَعَثَ اللّهُ تَعَالَي جَبرَئِيلَ ع وَ قَالَ لَهُ أَدرِك عبَديِ‌ فَجَاءَهُ فَلَقِيَهُ فِي الهَوَاءِ فَقَالَ كلَفّنيِ‌ مَا بَدَا لَكَ فَقَد بعَثَنَيِ‌ اللّهُ لِنُصرَتِكَ فَقَالَ بَل حسَبيِ‌َ اللّهُ وَ نِعمَ الوَكِيلُ إنِيّ‌ لَا أَسأَلُ غَيرَهُ وَ لَا حَاجَةَ لِي إِلّا إِلَيهِ فَسَمّاهُ خَلِيلَهُ أَي فَقِيرَهُ وَ مُحتَاجَهُ وَ المُنقَطِعَ إِلَيهِ عَمّن سِوَاهُ وَ إِذَا جُعِلَ مَعنَي ذَلِكَ مِنَ الخُلّةِ[الخَلَلِ] وَ هُوَ أَنّهُ قَد تَخَلّلَ مَعَانِيَهُ وَ وَقَفَ عَلَي أَسرَارٍ لَم يَقِف عَلَيهَا غَيرُهُ كَانَ مَعنَاهُ العَالِمَ بِهِ وَ بِأُمُورِهِ وَ لَا يُوجِبُ ذَلِكَ تَشبِيهَ اللّهِ بِخَلقِهِ أَ لَا تَرَونَ أَنّهُ إِذَا لَم يَنقَطِع إِلَيهِ لَم يَكُن خَلِيلَهُ وَ إِذَا لَم يَعلَم بِأَسرَارِهِ لَم يَكُن خَلِيلَهُ وَ إِنّ مَن يَلِدُهُ الرّجُلُ وَ إِن أَهَانَهُ وَ أَقصَاهُ لَم يَخرُج عَن أَن يَكُونَ وَلَدَهُ لِأَنّ مَعنَي الوِلَادَةِ قَائِمٌ ثُمّ إِن وَجَبَ لِأَنّهُ قَالَ اِبرَاهِيمُ خلَيِليِ‌ أَن تَقِيسُوا أَنتُم فَتَقُولُوا إِنّ عِيسَي ابنُهُ وَجَبَ أَيضاً أَن تَقُولُوا لَهُ وَ لِمُوسَي إِنّهُ ابنُهُ فَإِنّ ألّذِي مَعَهُ مِنَ المُعجِزَاتِ لَم يَكُن بِدُونِ مَا كَانَ مَعَ عِيسَي فَقُولُوا إِنّ مُوسَي أَيضاً ابنُهُ وَ إِنّهُ يَجُوزُ أَن تَقُولُوا عَلَي هَذَا المَعنَي إِنّهُ شَيخُهُ وَ سَيّدُهُ وَ عَمّهُ وَ رَئِيسُهُ وَ أَمِيرُهُ كَمَا ذَكَرتُهُ لِليَهُودِ فَقَالَ بَعضُهُم لِبَعضٍ وَ فِي الكُتُبِ المُنَزّلَةِ أَنّ عِيسَي قَالَ أَذهَبُ إِلَي أَبِي فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص فَإِن كُنتُم بِذَلِكَ الكِتَابِ تَعمَلُونَ فَإِنّ فِيهِ أَذهَبُ إِلَي أَبِي وَ أَبِيكُم فَقُولُوا إِنّ جَمِيعَ الّذِينَ خَاطَبَهُم عِيسَي كَانُوا أَبنَاءَ اللّهِ كَمَا


صفحه : 261

كَانَ عِيسَي ابنَهُ مِنَ الوَجهِ ألّذِي كَانَ عِيسَي ابنَهُ ثُمّ إِنّ مَا فِي هَذَا الكِتَابِ يُبطِلُ عَلَيكُم هَذَا ألّذِي زَعَمتُم أَنّ عِيسَي مِن جِهَةِ الِاختِصَاصِ كَانَ ابناً لَهُ لِأَنّكُم قُلتُم إِنّمَا قُلنَا إِنّهُ ابنُهُ لِأَنّهُ اختَصّهُ بِمَا لَم يَختَصّ بِهِ غَيرُهُ وَ أَنتُم تَعلَمُونَ أَنّ ألّذِي خَصّ بِهِ عِيسَي لَم يَخُصّ بِهِ هَؤُلَاءَ القَومَ الّذِينَ قَالَ لَهُم عِيسَي أَذهَبُ إِلَي أَبِي وَ أَبِيكُم فَبَطَلَ أَن يَكُونَ الِاختِصَاصُ لِعِيسَي لِأَنّهُ قَد ثَبَتَ عِندَكُم بِقَولِ عِيسَي لِمَن لَم يَكُن لَهُ مِثلُ اختِصَاصِ عِيسَي وَ أَنتُم إِنّمَا حَكَيتُم لَفظَةَ عِيسَي وَ تَأَوّلتُمُوهَا عَلَي غَيرِ وَجهِهَا لِأَنّهُ إِذَا قَالَ أَبِي وَ أَبِيكُم فَقَد أَرَادَ غَيرَ مَا ذَهَبتُم إِلَيهِ وَ نَحَلتُمُوهُ وَ مَا يُدرِيكُم لَعَلّهُ عَنَي أَذهَبُ إِلَي آدَمَ أَو إِلَي نُوحٍ إِنّ اللّهَ يرَفعَنُيِ‌ إِلَيهِم وَ يجَمعَنُيِ‌ مَعَهُم وَ آدَمَ أَبِي وَ أَبِيكُم وَ كَذَلِكَ نُوحٌ بَل مَا أَرَادَ غَيرَ هَذَا فَسَكَتَتِ النّصَارَي وَ قَالُوا مَا رَأَينَا كَاليَومِ مُجَادِلًا وَ لَا مُخَاصِماً وَ سَنَنظُرُ فِي أُمُورِنَا ثُمّ أَقبَلَ رَسُولُ اللّهِص عَلَي الدّهرِيّةِ فَقَالَ وَ أَنتُم فَمَا ألّذِي دَعَاكُم إِلَي القَولِ بِأَنّ الأَشيَاءَ لَا بَدءَ لَهَا وَ هيِ‌َ دَائِمَةٌ لَم تَزَل وَ لَا تَزَالُ فَقَالُوا لِأَنّا لَا نَحكُمُ إِلّا بِمَا نُشَاهِدُ وَ لَم نَجِد لِلأَشيَاءِ مُحدِثاً فَحَكَمنَا بِأَنّهَا لَم تَزَل وَ لَم نَجِد لَهَا انقِضَاءً وَ فَنَاءً فَحَكَمنَا بِأَنّهَا لَا تَزَالُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أَ فَوَجَدتُم لَهَا قِدَماً أَم وَجَدتُم لَهَا بَقَاءً أَبَدَ الأَبَدِ فَإِن قُلتُم إِنّكُم وَجَدتُم ذَلِكَ أَثبَتّم لِأَنفُسِكُم أَنّكُم لَم تَزَالُوا عَلَي هَيئَتِكُم وَ عُقُولِكُم بِلَا نِهَايَةٍ وَ لَا تَزَالُونَ كَذَلِكَ وَ لَئِن قُلتُم هَذَا دَفَعتُمُ العِيَانَ وَ كَذّبَكُمُ العَالِمُونَ الّذِينَ يُشَاهِدُونَكُم قَالُوا بَل لَم نُشَاهِد لَهَا قِدَماً وَ لَا بَقَاءً أَبَدَ الأَبَدِ قَالَ رَسُولُ اللّهِص فَلِمَ صِرتُم بِأَن تَحكُمُوا بِالقِدَمِ وَ البَقَاءِ دَائِماً لِأَنّكُم لَم تُشَاهِدُوا حُدُوثَهَا وَ انقِضَاؤُهَا أَولَي مِن تَارِكِ التّمَيّزِ لَهَا مِثلُكُم[يَحكُمُ]فَيَحكُمُ لَهَا بِالحُدُوثِ وَ الِانقِضَاءِ وَ الِانقِطَاعِ لِأَنّهُ لَم يُشَاهِد لَهَا


صفحه : 262

قِدَماً وَ لَا بَقَاءً أَبَدَ الأَبَدِ أَ وَ لَستُم تُشَاهِدُونَ اللّيلَ وَ النّهَارَ وَاحِدُهُمَا بَعدَ الآخَرِ فَقَالُوا نَعَم فَقَالَ أَ فَتَرَونَهُمَا لَم يَزَالَا وَ لَا يَزَالَانِ فَقَالُوا نَعَم قَالَ أَ فَيَجُوزُ عِندَكُم اجتِمَاعُ اللّيلِ وَ النّهَارِ فَقَالُوا لَا فَقَالَ ع فَإِذاً يَنقَطِعَ أَحَدُهُمَا عَنِ الآخَرِ فَيَسبِقَ أَحَدُهُمَا وَ يَكُونَ الثاّنيِ‌ جَارِياً بَعدَهُ فَقَالُوا كَذَلِكَ هُوَ فَقَالَ قَد حَكَمتُم بِحُدُوثِ مَا تَقَدّمَ مِن لَيلٍ وَ نَهَارٍ وَ لَم تُشَاهِدُوهُمَا فَلَا تُنكِرُوا لِلّهِ قُدرَةً ثُمّ قَالَ ع أَ تَقُولُونَ مَا قِبَلَكُم مِنَ اللّيلِ وَ النّهَارِ مُتَنَاهٍ أَم غَيرُ مُتَنَاهٍ فَإِن قُلتُم غَيرُ مُتَنَاهٍ فَقَد وَصَلَ إِلَيكُم آخِرٌ بِلَا نِهَايَةَ لِأَوّلِهِ وَ إِن قُلتُم إِنّهُ مُتَنَاهٍ فَقَد كَانَ وَ لَا شَيءَ مِنهُمَا قَالُوا نَعَم قَالَ لَهُم أَ قُلتُم إِنّ العَالَمَ قَدِيمٌ غَيرُ مُحدَثٍ وَ أَنتُم عَارِفُونَ بِمَعنَي مَا أَقرَرتُم بِهِ وَ بِمَعنَي مَا جَحَدتُمُوهُ قَالُوا نَعَم قَالَ رَسُولُ اللّهِص فَهَذَا ألّذِي نُشَاهِدُهُ مِنَ الأَشيَاءِ بَعضُهَا إِلَي بَعضٍ مُفتَقِرٌ لِأَنّهُ لَا قِوَامَ لِلبَعضِ إِلّا بِمَا يَتّصِلُ بِهِ كَمَا تَرَي البِنَاءَ مُحتَاجاً بَعضُ أَجزَائِهِ إِلَي بَعضٍ وَ إِلّا لَم يَتّسِق وَ لَم يَستَحكِم وَ كَذَلِكَ سَائِرُ مَا نَرَي قَالَ فَإِذَا كَانَ هَذَا المُحتَاجُ بَعضُهُ إِلَي بَعضٍ لِقُوّتِهِ وَ تَمَامِهِ هُوَ القَدِيمَ فأَخَبرِوُنيِ‌ أَن لَو كَانَ مُحدَثاً كَيفَ كَانَ يَكُونُ وَ مَا ذَا كَانَت تَكُونُ صِفَتُهُ قَالَ فَصَمَتُوا وَ عَلِمُوا أَنّهُم لَا يَجِدُونَ لِلمُحدَثِ صِفَةً يَصِفُونَهُ بِهَا إِلّا وَ هيِ‌َ مَوجُودَةٌ فِي هَذَا ألّذِي زَعَمُوا أَنّهُ قَدِيمٌ فَوَجَمُوا وَ قَالُوا سَنَنظُرُ فِي أَمرِنَا ثُمّ أَقبَلَ رَسُولُ اللّهِص عَلَي الثّنَوِيّةِ الّذِينَ قَالُوا النّورُ وَ الظّلمَةُ هُمَا المُدَبّرَانِ


صفحه : 263

فَقَالَ وَ أَنتُم فَمَا ألّذِي دَعَاكُم إِلَي مَا قُلتُمُوهُ مِن هَذَا فَقَالُوا لِأَنّا قَد وَجَدنَا العَالَمَ صِنفَينِ خَيراً وَ شَرّاً وَ وَجَدنَا الخَيرَ ضِدّاً لِلشّرّ فَأَنكَرنَا أَن يَكُونَ فَاعِلٌ وَاحِدٌ يَفعَلُ الشيّ‌ءَ وَ ضِدّهُ بَل لِكُلّ وَاحِدٍ مِنهُمَا فَاعِلٌ أَ لَا تَرَي أَنّ الثّلجَ مُحَالٌ أَن يَسخُنَ كَمَا أَنّ النّارَ مُحَالٌ أَن تَبرُدَ فَأَثبَتنَا لِذَلِكَ صَانِعَينِ قَدِيمَينِ ظُلمَةً وَ نُوراً فَقَالَ لَهُم رَسُولُ اللّهِص أَ فَلَستُم قَد وَجَدتُم سَوَاداً وَ بَيَاضاً وَ حُمرَةً وَ صُفرَةً وَ خُضرَةً وَ زُرقَةً وَ كُلّ وَاحِدٍ ضِدّ لِسَائِرِهَا لِاستِحَالَةِ اجتِمَاعِ اثنَينِ مِنهَا فِي مَحَلّ وَاحِدٍ كَمَا كَانَ الحَرّ وَ البَردُ ضِدّينِ لِاستِحَالَةِ اجتِمَاعِهِمَا فِي مَحَلّ وَاحِدٍ قَالُوا نَعَم قَالَ فَهَلّا أَثبَتّم بِعَدَدِ كُلّ لَونٍ صَانِعاً قَدِيماً لِيَكُونَ فَاعِلُ كُلّ ضِدّ مِن هَذِهِ الأَلوَانِ غَيرَ فَاعِلِ الضّدّ الآخَرِ قَالَ فَسَكَتُوا ثُمّ قَالَ وَ كَيفَ اختَلَطَ هَذَا النّورُ وَ الظّلمَةُ وَ هَذَا مِن طَبعِهِ الصّعُودُ وَ هَذَا مِن طَبعِهِ النّزُولُ أَ رَأَيتُم لَو أَنّ رَجُلًا أَخَذَ شَرقاً يمَشيِ‌ إِلَيهِ وَ الآخَرَ غَرباً يمَشيِ‌ إِلَيهِ أَ كَانَ يَجُوزُ أَن يَلتَقِيَا مَا دَامَا سَائِرَينِ عَلَي وُجُوهِهِمَا قَالُوا لَا فَقَالَ وَجَبَ أَن لَا يَختَلِطَ النّورُ وَ الظّلمَةُ لِذَهَابِ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُمَا فِي غَيرِ جِهَةِ الآخَرِ فَكَيفَ حَدَثَ هَذَا العَالَمُ مِنِ امتِزَاجِ مَا مُحَالٌ أَن يَمتَزِجَ بَل هُمَا مُدَبّرَانِ جَمِيعاً مَخلُوقَانِ فَقَالُوا سَنَنظُرُ فِي أُمُورِنَا ثُمّ أَقبَلَ عَلَي مشُركِيِ‌ العَرَبِ وَ قَالَ وَ أَنتُم فَلِمَ عَبَدتُمُ الأَصنَامَ مِن دُونِ اللّهِ فَقَالُوا نَتَقَرّبُ بِذَلِكَ إِلَي اللّهِ تَعَالَي فَقَالَ أَ وَ هيِ‌َ سَامِعَةٌ مُطِيعَةٌ لِرَبّهَا عَابِدَةٌ لَهُ حَتّي تَتَقَرّبُوا بِتَعظِيمِهَا إِلَي اللّهِ فَقَالُوا لَا قَالَ فَأَنتُمُ الّذِينَ نَحَتّمُوهَا بِأَيدِيكُم فَلِأَن تَعبُدُكُم هيِ‌َ لَو كَانَ يَجُوزُ مِنهَا العِبَادَةُ أَحرَي مِن أَن تَعبُدُوهَا إِذَا لَم يَكُن أَمَرَكُم بِتَعظِيمِهَا مَن هُوَ العَارِفُ بِمَصَالِحِكُم وَ عَوَاقِبِكُم وَ الحَكِيمُ فِيمَا يُكَلّفُكُم قَالَ فَلَمّا قَالَ رَسُولُ اللّهِص هَذَا اختَلَفُوا فَقَالَ بَعضُهُم إِنّ اللّهَ قَد حَلّ فِي هَيَاكِلِ رِجَالٍ كَانُوا عَلَي هَذِهِ الصّوَرِ فَصَوّرنَا هَذِهِ الصّوَرَ نُعَظّمُهَا لِتَعظِيمِنَا تِلكَ الصّوَرَ التّيِ‌ حَلّ فِيهَا رَبّنَا


صفحه : 264

وَ قَالَ آخَرُونَ مِنهُم إِنّ هَذِهِ صَوَرُ أَقوَامٍ سَلَفُوا كَانُوا مُطِيعِينَ لِلّهِ قَبلَنَا فَمَثّلنَا صُوَرَهُم وَ عَبَدنَاهَا تَعظِيماً لِلّهِ وَ قَالَ آخَرُونَ مِنهُم إِنّ اللّهَ لَمّا خَلَقَ آدَمَ وَ أَمَرَ المَلَائِكَةَ بِالسّجُودِ لَهُ كُنّا نَحنُ أَحَقّ بِالسّجُودِ لِآدَمَ مِنَ المَلَائِكَةِ فَفَاتَنَا ذَلِكَ فَصَوّرنَا صُورَتَهُ فَسَجَدنَا لَهُ تَقَرّباً إِلَي اللّهِ تَعَالَي كَمَا تَقَرّبَتِ المَلَائِكَةُ بِالسّجُودِ لآِدَمَ إِلَي اللّهِ تَعَالَي وَ كَمَا أُمِرتُم بِالسّجُودِ بِزَعمِكُم إِلَي جِهَةِ مَكّةَ[كَعبَةَ خ ل ]فَفَعَلتُم ثُمّ نَصَبتُم فِي ذَلِكَ البَلَدِ بِأَيدِيكُم مَحَارِيبَ سَجَدتُم إِلَيهَا وَ قَصَدتُمُ الكَعبَةَ لَا مَحَارِيبَكُم وَ قَصدُكُم بِالكَعبَةِ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ لَا إِلَيهَا فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أَخطَأتُمُ الطّرِيقَ وَ ضَلَلتُم أَمّا أَنتُم وَ هُوَ يُخَاطِبُ الّذِينَ قَالُوا إِنّ اللّهَ يَحِلّ فِي هَيَاكِلِ رِجَالٍ كَانُوا عَلَي هَذِهِ الصّوَرِ التّيِ‌ صَوّرنَاهَا فَصَوّرنَا هَذِهِ نُعَظّمُهَا لِتَعظِيمِنَا لِتِلكَ الصّوَرِ التّيِ‌ حَلّ فِيهَا رَبّنَا فَقَد وَصَفتُم رَبّكُم بِصِفَةِ المَخلُوقَاتِ أَ وَ يَحِلّ رَبّكُم فِي شَيءٍ حَتّي يُحِيطَ بِهِ ذَلِكَ الشيّ‌ءُ فأَيَ‌ّ فَرقٍ بَينَهُ إِذاً وَ بَينَ سَائِرِ مَا يَحِلّ فِيهِ مِن لَونِهِ وَ طَعمِهِ وَ رَائِحَتِهِ وَ لِينِهِ وَ خُشُونَتِهِ وَ ثِقلِهِ وَ خِفّتِهِ وَ لِمَ صَارَ هَذَا المَحلُولُ فِيهِ مُحدَثاً وَ ذَلِكَ قَدِيماً دُونَ أَن يَكُونَ ذَلِكَ مُحدَثاً وَ هَذَا قَدِيماً وَ كَيفَ يَحتَاجُ إِلَي المَحَالّ مَن لَم يَزَل قَبلَ المَحَالّ وَ هُوَ عَزّ وَ جَلّ كَمَا لَم يَزَل وَ إِذَا وَصَفتُمُوهُ بِصِفَةِ المُحدَثَاتِ فِي الحُلُولِ فَقَد لَزِمَكُم أَن تَصِفُوهُ بِالزّوَالِ أَمّا مَا وَصَفتُمُوهُ بِالزّوَالِ وَ الحُدُوثِ فَصِفُوهُ بِالفَنَاءِ لِأَنّ ذَلِكَ أَجمَعُ مِن صِفَاتِ الحَالّ وَ المَحلُولِ فِيهِ وَ جَمِيعُ ذَلِكَ يُغَيّرُ الذّاتَ فَإِن كَانَ لَم يَتَغَيّر ذَاتُ الباَريِ‌ عَزّ وَ جَلّ بِحُلُولِهِ فِي شَيءٍ جَازَ أَن لَا يَتَغَيّرَ بِأَن يَتَحَرّكَ وَ يَسكُنَ وَ يَسوَدّ وَ يَبيَضّ وَ يَحمَرّ وَ


صفحه : 265

يَصفَرّ وَ تَحِلّهُ الصّفَاتُ التّيِ‌ تَتَعَاقَبُ عَلَي المَوصُوفِ بِهَا حَتّي يَكُونَ فِيهِ جَمِيعُ صِفَاتِ المُحدَثِينَ وَ يَكُونَ مُحدَثاً عَزّ اللّهُ تَعَالَي عَن ذَلِكَ ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص فَإِذَا بَطَلَ مَا ظَنَنتُمُوهُ مِن أَنّ اللّهَ يَحِلّ فِي شَيءٍ فَقَد فَسَدَ مَا بَنَيتُم عَلَيهِ قَولَكُم قَالَ فَسَكَتَ القَومُ وَ قَالُوا سَنَنظُرُ فِي أُمُورِنَا ثُمّ أَقبَلَ عَلَي الفَرِيقِ الثاّنيِ‌ فَقَالَ أَخبِرُونَا عَنكُم إِذَا عَبَدتُم صُوَرَ مَن كَانَ يَعبُدُ اللّهَ فَسَجَدتُم لَهُ وَ صَلّيتُم فَوَضَعتُمُ الوُجُوهَ الكَرِيمَةَ عَلَي التّرَابِ بِالسّجُودِ لَهَا فَمَا ألّذِي أَبقَيتُم لِرَبّ العَالَمِينَ أَ مَا عَلِمتُم أَنّ مِن حَقّ مَن يَلزَمُ تَعظِيمُهُ وَ عِبَادَتُهُ أَن لَا يُسَاوَي بِهِ عَبدُهُ أَ رَأَيتُم مَلِكاً أَو عَظِيماً إِذَا سَاوَيتُمُوهُ بِعَبِيدِهِ فِي التّعظِيمِ وَ الخُشُوعِ وَ الخُضُوعِ أَ يَكُونُ فِي ذَلِكَ وَضعٌ مِنَ الكَبِيرِ كَمَا يَكُونُ زِيَادَةٌ فِي تَعظِيمِ الصّغِيرِ فَقَالُوا نَعَم قَالَ أَ فَلَا تَعلَمُونَ أَنّكُم مِن حَيثُ تُعَظّمُونَ اللّهَ بِتَعظِيمِ صُوَرِ عِبَادِهِ المُطِيعِينَ لَهُ تَزِرُونَ عَلَي رَبّ العَالَمِينَ قَالَ فَسَكَتَ القَومُ بَعدَ أَن قَالُوا سَنَنظُرُ فِي أُمُورِنَا ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لِلفَرِيقِ الثّالِثِ لَقَد ضَرَبتُم لَنَا مَثَلًا وَ شَبّهتُمُونَا بِأَنفُسِكُم وَ لَا سَوَاءَ وَ ذَلِكَ لِأَنّا عِبَادُ اللّهِ مَخلُوقُونَ مَربُوبُونَ نَأتَمِرُ لَهُ فِيمَا أَمَرَنَا وَ نَنزَجِرُ عَمّا زَجَرَنَا وَ نَعبُدُهُ مِن حَيثُ يُرِيدُهُ مِنّا فَإِذَا أَمَرَنَا بِوَجهٍ مِنَ الوُجُوهِ أَطَعنَاهُ وَ لَم نَتَعَدّ إِلَي غَيرِهِ مِمّا لَم يَأمُرنَا وَ لَم يَأذَن لَنَا لِأَنّا لَا ندَريِ‌ لَعَلّهُ أَرَادَ مِنّا الأَوّلَ وَ هُوَ يَكرَهُ الثاّنيِ‌َ وَ قَد نَهَانَا أَن نَتَقَدّمَ بَينَ يَدَيهِ فَلَمّا أَمَرَنَا أَن نَعبُدَهُ بِالتّوَجّهِ إِلَي الكَعبَةِ أَطَعنَا ثُمّ أَمَرَنَا بِعِبَادَتِهِ بِالتّوَجّهِ نَحوَهَا فِي سَائِرِ البُلدَانِ التّيِ‌ نَكُونُ بِهَا فَأَطَعنَا فَلَم نَخرُج فِي شَيءٍ مِن ذَلِكَ عَنِ اتّبَاعِ أَمرِهِ وَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ حَيثُ أَمَرَنَا بِالسّجُودِ لآِدَمَ لَم يَأمُر بِالسّجُودِ لِصُورَتِهِ التّيِ‌ هيِ‌َ غَيرُهُ فَلَيسَ لَكُم أَن تَقِيسُوا ذَلِكَ عَلَيهِ لِأَنّكُم لَا تَدرُونَ لَعَلّهُ يَكرَهُ مَا تَفعَلُونَ إِذ لَم يَأمُركُم بِهِ ثُمّ قَالَ لَهُم رَسُولُ اللّهِص أَ رَأَيتُم لَو أَذِنَ لَكُم رَجُلٌ فِي دُخُولِ دَارِهِ يَوماً بِعَينِهِ أَ لَكُم أَن تَدخُلُوهَا بَعدَ ذَلِكَ بِغَيرِ أَمرِهِ أَو لَكُم أَن تَدخُلُوا دَاراً لَهُ أُخرَي مِثلَهَا بِغَيرِ أَمرِهِ أَو وَهَبَ لَكُم رَجُلٌ ثَوباً مِن ثِيَابِهِ أَو عَبداً مِن


صفحه : 266

عَبِيدِهِ أَو دَابّةً مِن دَوَابّهِ أَ لَكُم أَن تَأخُذُوا ذَلِكَ فَإِن لَم تَأخُذُوهُ أَخَذتُم آخَرَ مِثلَهُ قَالُوا لَا لِأَنّهُ لَم يَأذَن لَنَا فِي الثاّنيِ‌ كَمَا أَذِنَ لَنَا فِي الأَوّلِ قَالَ فأَخَبرِوُنيِ‌ اللّهُ أَولَي بِأَن لَا يُتَقَدّمَ عَلَي مِلكِهِ بِغَيرِ أَمرِهِ أَو بَعضُ المَملُوكِينَ قَالُوا بَلِ اللّهُ أَولَي بِأَن لَا يُتَصَرّفَ فِي مِلكِهِ بِغَيرِ إِذنِهِ قَالَ فَلِمَ فَعَلتُم وَ مَتَي أَمَرَكُم أَن تَسجُدُوا لِهَذِهِ الصّوَرِ قَالَ فَقَالَ القَومُ سَنَنظُرُ فِي أُمُورِنَا وَ سَكَتُوا وَ قَالَ الصّادِقُ ع فَوَ ألّذِي بَعَثَهُ بِالحَقّ نَبِيّاً مَا أَتَت عَلَي جَمَاعَتِهِم إِلّا ثَلَاثَةُ أَيّامٍ حَتّي أَتَوا رَسُولَ اللّهِص فَأَسلَمُوا وَ كَانُوا خَمسَةً وَ عِشرِينَ رَجُلًا مِن كُلّ فِرقَةٍ خَمسَةٌ وَ قَالُوا مَا رَأَينَا مِثلَ حُجّتِكَ يَا مُحَمّدُ نَشهَدُ أَنّكَ رَسُولُ اللّهِص وَ قَالَ الصّادِقُ ع قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فَأَنزَلَ اللّهُ تَعَالَيالحَمدُ لِلّهِ ألّذِي خَلَقَ السّماواتِ وَ الأَرضَ وَ جَعَلَ الظّلُماتِ وَ النّورَ ثُمّ الّذِينَ كَفَرُوا بِرَبّهِم يَعدِلُونَفَكَانَ فِي هَذِهِ الآيَةِ رَدّاً عَلَي ثَلَاثَةِ أَصنَافٍ مِنهُم لَمّا قَالَالحَمدُ لِلّهِ ألّذِي خَلَقَ السّماواتِ وَ الأَرضَفَكَانَ رَدّاً عَلَي الدّهرِيّةِ الّذِينَ قَالُوا الأَشيَاءُ لَا بَدءَ لَهَا وَ هيِ‌َ دَائِمَةٌ ثُمّ قَالَوَ جَعَلَ الظّلُماتِ وَ النّورَفَكَانَ رَدّاً عَلَي الثّنَوِيّةِ الّذِينَ قَالُوا إِنّ النّورَ وَ الظّلمَةَ هُمَا المُدَبّرَانِ ثُمّ قَالَثُمّ الّذِينَ كَفَرُوا بِرَبّهِم يَعدِلُونَفَكَانَ رَدّاً عَلَي مشُركِيِ‌ العَرَبِ الّذِينَ قَالُوا إِنّ أَوثَانَنَا آلِهَةٌ ثُمّ أَنزَلَ اللّهُ تَعَالَيقُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ إِلَي آخِرِهَا فَكَانَ رَدّاً عَلَي مَنِ ادّعَي مِن دُونِ اللّهِ ضِدّاً أَو نِدّاً قَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لِأَصحَابِهِ قُولُواإِيّاكَ نَعبُدُ أَي نَعبُدُ وَاحِداً لَا نَقُولُ كَمَا قَالَتِ الدّهرِيّةُ إِنّ الأَشيَاءَ لَا بَدءَ لَهَا وَ هيِ‌َ دَائِمَةٌ وَ لَا كَمَا قَالَتِ الثّنَوِيّةُ الّذِينَ قَالُوا إِنّ النّورَ وَ الظّلمَةَ هُمَا المُدَبّرَانِ وَ لَا كَمَا قَالَ مُشرِكُو العَرَبِ إِنّ أَوثَانَنَا آلِهَةٌ فَلَا نُشرِكُ بِكَ شَيئاً وَ لَا ندَعّيِ‌ مِن دُونِكَ إِلَهاً كَمَا يَقُولُ هَؤُلَاءِ الكُفّارُ وَ لَا نَقُولُ كَمَا قَالَتِ اليَهُودُ وَ النّصَارَي إِنّ لَكَ وَلَداً تَعَالَيتَ عَن ذَلِكَ قَالَ فَذَلِكَ قَولُهُوَ قالُوا لَن يَدخُلَ الجَنّةَ إِلّا مَن كانَ هُوداً أَو نَصاري وَ قَالَ غَيرُهُم مِن هَؤُلَاءِ


صفحه : 267

الكُفّارِ مَا قَالُوا قَالَ اللّهُ يَا مُحَمّدُتِلكَ أَمانِيّهُمالتّيِ‌ يَتَمَنّونَهَا بِلَا حُجّةٍقُل هاتُوا بُرهانَكُم وَ حُجّتَكُم عَلَي دَعوَاكُمإِن كُنتُم صادِقِينَ كَمَا أَتَي مُحَمّدٌ بِبَرَاهِينِهِ التّيِ‌ سَمِعتُمُوهَا ثُمّ قَالَبَلي مَن أَسلَمَ وَجهَهُ لِلّهِيعَنيِ‌ كَمَا فَعَلَ هَؤُلَاءِ الّذِينَ آمَنُوا بِرَسُولِ اللّهِص لَمّا سَمِعُوا بَرَاهِينَهُ وَ حُجَجَهُوَ هُوَ مُحسِنٌ فِي عَمَلِهِ لِلّهِفَلَهُ أَجرُهُثَوَابُهُعِندَ رَبّهِ يَومَ فَصلِ القَضَاءِوَ لا خَوفٌ عَلَيهِمحِينَ يَخَافُ الكَافِرُونَ مَا يُشَاهِدُونَهُ مِنَ العَذَابِوَ لا هُم يَحزَنُونَ عِندَ المَوتِ لِأَنّ البِشَارَةَ بِالجِنَانِ تَأتِيهِم عِندَ ذَلِكَ

ج ،[الإحتجاج ]بِإِسنَادِهِ إِلَي أَبِي مُحَمّدٍ ع قَالَ ذُكِرَ عِندَ الصّادِقِ ع الجِدَالُ فِي الدّينِ وَ أَنّ رَسُولَ اللّهِص وَ الأَئِمّةَ ع قَد نَهَوا عَنهُ وَ سَاقَ الحَدِيثَ إِلَي قَولِهِ وَ قَالُوا مَا رَأَينَا مِثلَ حُجّتِكَ يَا مُحَمّدُ نَشهَدُ أَنّكَ رَسُولُ اللّهِ

بيان قوله ص من الخلة أوالخلة والأولي بالفتح وهي‌ بمعني الفقر والحاجة والثانية بالضم وهي‌ بمعني غاية الصداقة والمحبة اشتق من الخلال لأن المحبة تخللت قلبه فصارت خلاله أي في باطنه و قدذكر اللغويون أنه يحتمل كون الخليل مشتقا من الخلة بالفتح أوالضم . قوله ص قَد حَكَمتُم بِحُدُوثِ مَا تَقَدّمَ مِن لَيلٍ وَ نَهَارٍ تدرج ع في الاحتجاج فنزلهم أولا عن مرتبة الإنكار إلي مدرجة الشك بهذا الكلام وحاصله أنكم كثيرا ماتحكمون بأشياء لم تروها كحكمكم هذابعدم اجتماع الليل والنهار فيما سبق من الأزمان فليس لكم أن تجعلوا عدم مشاهدتكم لشي‌ء حجة للجزم بإنكاره فلاتنكروا لله قدرة أي فلاتنكروا أن الأشياء مقدورة لله تعالي و أن الله خالقها أو لاتنكروا قدرة الله علي إحداثها من كتم العدم و من غيرمادة ثم أخذص في إقامة البرهان علي حدوثها و هويحتمل وجهين .الأول أن يكون إلي آخر الكلام برهانا واحدا حاصله أنه لايخلو من أن يكون الليل والنهار أي الزمان غيرمتناه من طرف الأزل منتهيا إلينا أومتناهيا من


صفحه : 268

طرف الأزل أيضا فعلي الثاني‌ فالأشياء لحدوثها لابد لها من صانع يتقدمها ضرورة فهذا معني قوله فقد كان و لا شيءمنهما أي كان الصانع قبل وجود شيءمنهما ثم أخذص في إبطال الشق الأول بأنكم إنما حكمتم بقدمها لئلا تحتاج إلي صانع والعقل السليم يحكم بأن القديم ألذي لايحتاج إلي صانع لابد أن يكون مباينا في الصفات والحالات للحادث ألذي يحتاج إلي الصانع مع أن ماحكمتم بقدمه لم يتميز عن الحادث في شيء من التغيرات والصفات والحالات أوالمعني أن مايوجب الحكم في الحادث بكونه محتاجا إلي الصانع من التركب واعتوار الصفات المتضادة عليه وكونها في معرض الانحلال والزوال كلها موجودة فيما حكمتم بقدمه وعدم احتياجه إلي الصانع فيجب أن يكون هذاأيضا حادثا مصنوعا.الثاني‌ أن يكون قوله أَ تَقُولُونَ إلي قوله قَالَ لَهُم أَ قُلتُم برهانا واحدا بأن يكون قوله فَقَد وَصَلَ إِلَيكُم آخِرٌ بِلَا نِهَايَةَ لِأَوّلِهِ إبطالا للشق الأول بالإحالة علي الدلائل التي‌ أقيمت علي إبطال الأمور الغير المتناهية المترتبة بناء علي عدم اشتراط وجودها معا في إجرائها كمازعمه أكثر المتكلمين و يكون بعد ذلك دليلا واحدا كمامر سياقه ويمكن أن يقرر ماقبله أيضا برهانا ثالثا علي إثبات الصانع بأن يكون المراد بقوله ص حَكَمتُم بِحُدُوثِ مَا تَقَدّمَ مِن لَيلٍ وَ نَهَارٍ لبيان أن حكمهم بحدوث كل ليل ونهار يكفي‌ لاحتياجها إلي الصانع و لاينفعكم قدم طبيعة الزمان فإن كل ليل و كل نهار لحدوثه بشخصه يكفي‌ لإثبات ذلك . قوله ص وَ كَيفَ اختَلَطَ هَذَا النّورُ وَ الظّلمَةُ إشارة إلي ماذكره المانوية من الثنوية و هو أن العالم مصنوع مركب من أصلين قديمين أحدهما نور والآخر ظلمة وأنهما أبديان لم يزلا و لايزالان ثم اختلفوا في المزاج وسببه فقال بعضهم كان ذلك بالخبط والاتفاق و قال بعضهم وجوها ركيكة أخري وقالوا جميع أجزاء النور أبدا في الصعود والارتفاع وأجزاء الظلمة أبدا في النزول والتسفل فرد النبي ص عليهم بأنكم إذااعترفتم بأن النور يقتضي‌ بطبعه الصعود والظلمة تقتضي‌ بطبعها النزول و لاتعترفون بصانع يقسرهما علي الاجتماع والامتزاج فمن أين جاء امتزاجهما واختلاطهما


صفحه : 269

ليحصل هذاالعالم وكيف يتأتي الخبط والاتفاق مع كون الطبيعتين قاسرتين لهما علي الافتراق وتفصيل القول وبسط الكلام في أمثال ذلك يوجب الخروج عن موضوع الكتاب وإنما نكتفي‌ بإشارات مقنعة لأولي‌ الألباب في كل باب

2-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ]ج ،[الإحتجاج ]بِالإِسنَادِ إِلَي أَبِي مُحَمّدٍ العسَكرَيِ‌ّ ع أَنّهُ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ ع هَل كَانَ رَسُولُ اللّهِص يُنَاظِرُ اليَهُودَ وَ المُشرِكِينَ إِذَا عَاتَبُوهُ وَ يُحَاجّهُم قَالَ بَلَي مِرَاراً كَثِيرَةً مِنهَا مَا حَكَي اللّهُ تَعَالَي مِن قَولِهِموَ قالُوا ما لِهذَا الرّسُولِ يَأكُلُ الطّعامَ وَ يمَشيِ‌ فِي الأَسواقِ لَو لا أُنزِلَ إِلَيهِ مَلَكٌ إِلَي قَولِهِرَجُلًا مَسحُوراًوَ قالُوا لَو لا نُزّلَ هذَا القُرآنُ عَلي رَجُلٍ مِنَ القَريَتَينِ عَظِيمٍوَ قالُوا لَن نُؤمِنَ لَكَ حَتّي تَفجُرَ لَنا مِنَ الأَرضِ يَنبُوعاً إِلَي قَولِهِكِتاباً نَقرَؤُهُ ثُمّ قِيلَ لَهُ فِي آخِرِ ذَلِكَ لَو كُنتَ نَبِيّاً كَمُوسَي لَنَزّلتَ عَلَينَا الصّاعِقَةَ فِي مَسأَلَتِنَا إِلَيكَ لِأَنّ مَسأَلَتَنَا أَشَدّ مِن مَسَائِلِ قَومِ مُوسَي لِمُوسَي قَالَ وَ ذَلِكَ أَنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ قَاعِداً ذَاتَ يَومٍ بِمَكّةَ بِفِنَاءِ الكَعبَةِ إِذَا اجتَمَعَ جَمَاعَةٌ مِن رُؤَسَاءِ قُرَيشٍ مِنهُمُ الوَلِيدُ بنُ المُغِيرَةِ المخَزوُميِ‌ّ وَ أَبُو البخَترَيِ‌ّ بنُ هِشَامٍ وَ أَبُو جَهلِ بنُ هِشَامٍ وَ العَاصُ بنُ وَائِلٍ السهّميِ‌ّ وَ عَبدُ اللّهِ بنُ أَبِي أُمَيّةَ المخَزوُميِ‌ّ وَ كَانَ مَعَهُم جَمعٌ مِمّن يَلِيهِم كَثِيرٌ وَ رَسُولُ اللّهِص فِي نَفَرٍ مِن أَصحَابِهِ يَقرَأُ عَلَيهِم كِتَابَ اللّهِ وَ يؤُدَيّ‌ إِلَيهِم عَنِ اللّهِ أَمرَهُ وَ نَهيَهُ فَقَالَ المُشرِكُونَ بَعضُهُم لِبَعضٍ لَقَدِ استَفحَلَ أَمرُ مُحَمّدٍ وَ عَظُمَ خَطبُهُ فَتَعَالَوا نَبدَأ بِتَقرِيعِهِ وَ تَبكِيتِهِ وَ تَوبِيخِهِ وَ الِاحتِجَاجِ عَلَيهِ وَ إِبطَالِ مَا جَاءَ بِهِ لِيَهُونَ خَطبُهُ عَلَي أَصحَابِهِ وَ يَصغَرَ قَدرُهُ عِندَهُم فَلَعَلّهُ أَن يَنزِعَهُ عَمّا هُوَ فِيهِ مِن غَيّهِ وَ بَاطِلِهِ وَ تَمَرّدِهِ وَ طُغيَانِهِ فَإِنِ انتَهَي وَ إِلّا عَامَلنَاهُ بِالسّيفِ البَاتِرِ قَالَ أَبُو جَهلٍ فَمَنِ ألّذِي يلَيِ‌ كَلَامَهُ وَ مُجَادَلَتَهُ قَالَ عَبدُ اللّهِ بنُ أَبِي أُمَيّةَ المخَزوُميِ‌ّ


صفحه : 270

أَنَا إِلَي ذَلِكَ أَ فَمَا ترَضاَنيِ‌ لَهُ قِرناً حَسِيباً وَ مُجَادِلًا كَفِيّاً قَالَ أَبُو جَهلٍ بَلَي فَأَتَوهُ بِأَجمَعِهِم فَابتَدَأَ عَبدُ اللّهِ بنُ أَبِي أُمَيّةَ المخَزوُميِ‌ّ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ لَقَدِ ادّعَيتَ دَعوَي عَظِيمَةً وَ قُلتَ مَقَالًا هَائِلًا زَعَمتَ أَنّكَ رَسُولُ رَبّ العَالَمِينَ وَ مَا ينَبغَيِ‌ لِرَبّ العَالَمِينَ وَ خَالِقِ الخَلقِ أَجمَعِينَ أَن يَكُونَ مِثلُكَ رَسُولَهُ بَشَراً[بَشَرٌ]مِثلُنَا تَأكُلُ كَمَا نَأكُلُ وَ تمَشيِ‌ فِي الأَسوَاقِ كَمَا نمَشيِ‌ فَهَذَا مَلِكُ الرّومِ وَ هَذَا مَلِكُ الفُرسِ لَا يَبعَثَانِ رَسُولًا إِلّا كَثِيرَ مَالٍ عَظِيمَ حَالٍ لَهُ قُصُورٌ وَ دُورٌ وَ فَسَاطِيطُ وَ خِيَامٌ وَ عَبِيدٌ وَ خُدّامٌ وَ رَبّ العَالَمِينَ فَوقَ هَؤُلَاءِ كُلّهِم وَ هُم عَبِيدُهُ وَ لَو كُنتَ نَبِيّاً لَكَانَ مَعَكَ مَلَكٌ يُصَدّقُكَ وَ نُشَاهِدُهُ بَل لَو أَرَادَ اللّهُ أَن يَبعَثَ إِلَينَا نَبِيّاً لَكَانَ إِنّمَا يَبعَثُ إِلَينَا مَلَكاً لَا بَشَراً مِثلَنَا مَا أَنتَ يَا مُحَمّدُ إِلّا مَسحُوراً وَ لَستَ بنِبَيِ‌ّ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص هَل بقَيِ‌َ مِن كَلَامِكَ شَيءٌ قَالَ بَلَي لَو أَرَادَ اللّهُ أَن يَبعَثَ إِلَينَا رَسُولًا لَبَعَثَ أَجَلّ مَن فِيمَا بَينَنَا مَالًا وَ أَحسَنَهُ حَالًا فَهَلّا نَزَلَ هَذَا القُرآنُ ألّذِي تَزعَمُ أَنّ اللّهَ أَنزَلَهُ عَلَيكَ وَ انبَعَثَكَ بِهِ رَسُولًاعَلي رَجُلٍ مِنَ القَريَتَينِ عَظِيمٍإِمّا الوَلِيدُ بنُ المُغِيرَةِ بِمَكّةَ وَ إِمّا عُروَةُ بنُ مَسعُودٍ الثقّفَيِ‌ّ بِالطّائِفِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص هَل بقَيِ‌َ مِن كَلَامِكَ شَيءٌ يَا عَبدَ اللّهِ فَقَالَ بَلَيلَن نُؤمِنَ لَكَ حَتّي تَفجُرَ لَنا مِنَ الأَرضِ يَنبُوعاًبِمَكّةَ هَذِهِ فَإِنّهَا ذَاتُ أَحجَارٍ وَعِرَةٍ وَ جِبَالٍ تَكسَحُ أَرضَهَا وَ تَحفِرُهَا وَ تجُريِ‌ فِيهَا العُيُونَ فَإِنّنَا إِلَي ذَلِكَ مُحتَاجُونَأَو تَكُونَ لَكَ جَنّةٌ مِن نَخِيلٍ وَ عِنَبٍفَتَأكُلُ مِنهَا وَ تُطعِمُنَافَتُفَجّرَ الأَنهارَ خِلالَهاخِلَالَ تِلكَ النّخِيلِ وَ الأَعنَابِتَفجِيراً أَو تُسقِطَ السّماءَ كَما زَعَمتَ عَلَينا كِسَفاًفَإِنّكَ قُلتَ لَنَاوَ إِن يَرَوا كِسفاً مِنَ السّماءِ ساقِطاً يَقُولُوا سَحابٌ مَركُومٌفَلَعَلّنَا نَقُولُ ذَلِكَ ثُمّ قَالَأَو تأَتيِ‌َ بِاللّهِ وَ المَلائِكَةِ قَبِيلًاتأَتيِ‌ بِهِ وَ بِهِم وَ هُم لَنَا مُقَابِلُونَأَو يَكُونَ لَكَ بَيتٌ مِن زُخرُفٍتُعطِينَا مِنهُ وَ تُغنِينَا بِهِ فَلَعَلّنَا نَطغَي فَإِنّكَ قُلتَ لَنَاكَلّا إِنّ الإِنسانَ لَيَطغي أَن رَآهُ استَغني ثُمّ قَالَأَو تَرقي


صفحه : 271

فِي السّماءِ

أَي تَصعَدَ فِي السّمَاءِوَ لَن نُؤمِنَ لِرُقِيّكَ أَي لِصُعُودِكَحَتّي تُنَزّلَ عَلَينا كِتاباً نَقرَؤُهُ مِنَ اللّهِ العَزِيزِ الحَكِيمِ إِلَي عَبدِ اللّهِ بنِ أَبِي أُمَيّةَ المخَزوُميِ‌ّ وَ مَن مَعَهُ بِأَن آمِنُوا بِمُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ عَبدِ المُطّلِبِ فَإِنّهُ رسَوُليِ‌ فَصَدّقُوهُ فِي مَقَالِهِ فَإِنّهُ مِن عنِديِ‌ ثُمّ لَا أدَريِ‌ يَا مُحَمّدُ إِذَا فَعَلتَ هَذَا كُلّهُ أُؤمِنُ بِكَ أَو لَا أُؤمِنُ بِكَ بَل لَو رَفَعتَنَا إِلَي السّمَاءِ وَ فَتَحتَ أَبوَابَهَا وَ أَدخَلتَنَاهَا لَقُلنَاإِنّما سُكّرَت أَبصارُنا أَو سَحَرتَنَا فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا عَبدَ اللّهِ أَ بقَيِ‌َ شَيءٌ مِن كَلَامِكَ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ أَ وَ لَيسَ فِيمَا أَورَدتُهُ عَلَيكَ كِفَايَةٌ وَ بَلَاغٌ مَا بقَيِ‌َ شَيءٌ فَقُل مَا بَدَا لَكَ وَ أَفصِح عَن نَفسِكَ إِن كَانَت لَكَ حُجّةٌ وَ أتِنَا بِمَا سَأَلنَاكَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أللّهُمّ أَنتَ السّامِعُ لِكُلّ صَوتٍ وَ العَالِمُ بِكُلّ شَيءٍ تَعلَمُ مَا قَالَهُ عِبَادُكَ فَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيهِ يَا مُحَمّدُوَ قالُوا ما لِهذَا الرّسُولِ يَأكُلُ الطّعامَ وَ يمَشيِ‌ فِي الأَسواقِ إِلَي قَولِهِرَجُلًا مَسحُوراً ثُمّ قَالَ اللّهُ تَعَالَيانظُر كَيفَ ضَرَبُوا لَكَ الأَمثالَ فَضَلّوا فَلا يَستَطِيعُونَ سَبِيلًا ثُمّ قَالَ يَا مُحَمّدُتَبارَكَ ألّذِي إِن شاءَ جَعَلَ لَكَ خَيراً مِن ذلِكَ جَنّاتٍ تجَريِ‌ مِن تَحتِهَا الأَنهارُ وَ يَجعَل لَكَ قُصُوراً وَ أَنزَلَ عَلَيهِ يَا مُحَمّدُفَلَعَلّكَ تارِكٌ بَعضَ ما يُوحي إِلَيكَ وَ ضائِقٌ بِهِ صَدرُكَالآيَةَ وَ أَنزَلَ عَلَيهِ يَا مُحَمّدُوَ قالُوا لَو لا أُنزِلَ عَلَيهِ مَلَكٌ وَ لَو أَنزَلنا مَلَكاً لقَضُيِ‌َ الأَمرُ إِلَي قَولِهِوَ لَلَبَسنا عَلَيهِم ما يَلبِسُونَ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص يَا عَبدَ اللّهِ أَمّا مَا ذَكَرتَ مِن أنَيّ‌ آكُلُ الطّعَامَ كَمَا تَأكُلُونَ وَ زَعَمتَ أَنّهُ لَا يَجُوزُ لِأَجلِ هَذِهِ أَن أَكُونَ لِلّهِ رَسُولًا فَإِنّمَا الأَمرُ لِلّهِيَفعَلُ ما يَشاءُ وَيَحكُمُ ما يُرِيدُ وَ هُوَ مَحمُودٌ وَ لَيسَ لَكَ وَ لَا لِأَحَدٍ الِاعتِرَاضُ عَلَيهِ بِلِمَ وَ كَيفَ أَ لَا تَرَي أَنّ اللّهَ كَيفَ أَفقَرَ بَعضاً وَ أَغنَي بَعضاً وَ أَعَزّ بَعضاً وَ أَذَلّ بَعضاً وَ أَصَحّ بَعضاً وَ أَسقَمَ بَعضاً وَ شَرّفَ بَعضاً وَ وَضَعَ بَعضاً وَ كُلّهُم مِمّن يَأكُلُ الطّعَامَ ثُمّ لَيسَ لِلفُقَرَاءِ أَن يَقُولُوا لِمَ أَفقَرتَنَا وَ أَغنَيتَهُم وَ لَا لِلوُضَعَاءِ أَن يَقُولُوا لِمَ وَضَعتَنَا وَ شَرّفتَهُم[ وَ] لَا لِلزّمنَي وَ الضّعَفَاءِ أَن يَقُولُوا لِمَ أَزمَنتَنَا وَ أَضعَفتَنَا وَ صَحّحتَهُم وَ لَا لِلأَذِلّاءِ أَن يَقُولُوا لِمَ أَذلَلتَنَا وَ أَعزَزتَهُم وَ لَا لِقِبَاحِ الصّوَرِ أَن يَقُولُوا لِمَ أَقبَحتَنَا وَ جَمّلتَهُم بَل إِن قَالُوا ذَلِكَ كَانُوا عَلَي رَبّهِم رَادّينَ وَ لَهُ فِي أَحكَامِهِ مُنَازِعِينَ وَ بِهِ كَافِرِينَ وَ لَكَانَ جَوَابُهُ لَهُم أَنَا


صفحه : 272

المَلِكُ الخَافِضُ الرّافِعُ المغُنيِ‌ المُفقِرُ المُعِزّ المُذِلّ المُصَحّحُ المُسقِمُ وَ أَنتُمُ العَبِيدُ لَيسَ لَكُم إِلّا التّسلِيمُ لِي وَ الِانقِيَادُ لحِكُميِ‌ فَإِن سَلّمتُم كُنتُم عِبَاداً مُؤمِنِينَ وَ إِن أَبَيتُم كُنتُم بيِ‌ كَافِرِينَ وَ بعِقُوُباَتيِ‌ مِنَ الهَالِكِينَ ثُمّ أَنزَلَ اللّهُ عَلَيهِ يَا مُحَمّدُقُل إِنّما أَنَا بَشَرٌ مِثلُكُميعَنيِ‌ آكُلُ الطّعَامَيُوحي إلِيَ‌ّ أَنّما إِلهُكُم إِلهٌ واحِدٌيعَنيِ‌ قُل لَهُم أَنَا فِي البَشَرِيّةِ مِثلُكُم وَ لَكِن ربَيّ‌ خصَنّيِ‌ بِالنّبُوّةِ دُونَكُم كَمَا يَخُصّ بَعضَ البَشَرِ بِالغِنَي وَ الصّحّةِ وَ الجَمَالِ دُونَ بَعضٍ مِنَ البَشَرِ فَلَا تُنكِرُوا أَن يخَصُنّيِ‌ أَيضاً بِالنّبُوّةِ ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص وَ أَمّا قَولُكَ هَذَا مَلِكُ الرّومِ وَ مَلِكُ الفُرسِ لَا يَبعَثَانِ رَسُولًا إِلّا كَثِيرَ المَالِ عَظِيمَ الحَالِ لَهُ قُصُورٌ وَ دُورٌ وَ فَسَاطِيطُ وَ خِيَامٌ وَ عَبِيدٌ وَ خُدّامٌ وَ رَبّ العَالَمِينَ فَوقَ هَؤُلَاءِ كُلّهِم فَإِنّهُم عَبِيدُهُ فَإِنّ اللّهَ لَهُ التّدبِيرُ وَ الحُكمُ لَا يَفعَلُ عَلَي ظَنّكَ وَ حُسبَانِكَ وَ لَا بِاقتِرَاحِكَ بَليَفعَلُ ما يَشاءُ وَيَحكُمُ ما يُرِيدُ وَ هُوَ مَحمُودٌ يَا عَبدَ اللّهِ إِنّمَا بَعَثَ اللّهُ نَبِيّهُ لِيُعَلّمَ النّاسَ دِينَهُم وَ يَدعُوهُم إِلَي رَبّهِم وَ يَكِدّ نَفسَهُ فِي ذَلِكَ آنَاءَ لَيلِهِ وَ نَهَارِهِ فَلَو كَانَ صَاحِبَ قُصُورٍ يَحتَجِبُ فِيهَا وَ عَبِيدٍ وَ خَدَمٍ يَستُرُونَهُ عَنِ النّاسِ أَ لَيسَ كَانَتِ الرّسَالَةُ تَضِيعُ وَ الأُمُورُ تَتَبَاطَأُ أَ وَ مَا تَرَي المُلُوكَ إِذَا احتَجَبُوا كَيفَ يجَريِ‌ الفَسَادُ وَ القَبَائِحُ مِن حَيثُ لَا يَعلَمُونَ بِهِ وَ لَا يَشعُرُونَ يَا عَبدَ اللّهِ إِنّمَا بعَثَنَيِ‌ اللّهُ وَ لَا مَالَ لِي لِيُعَرّفَكُم قُدرَتَهُ وَ قُوّتَهُ وَ أَنّهُ هُوَ النّاصِرُ لِرَسُولِهِ لَا تَقدِرُونَ عَلَي قَتلِهِ وَ لَا مَنعِهِ مِن رِسَالَتِهِ فَهَذَا أَبيَنُ فِي قُدرَتِهِ وَ فِي عَجزِكُم وَ سَوفَ يظُفرِنُيِ‌ اللّهُ بِكُم فَأُوَسّعُكُم قَتلًا وَ أَسراً ثُمّ يظُفرِنُيِ‌ اللّهُ بِبِلَادِكُم وَ يسَتوَليِ‌ عَلَيهَا المُؤمِنُونَ مِن دُونِكُم وَ دُونَ مَن يُوَافِقُكُم عَلَي دِينِكُم ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص وَ أَمّا قَولُكَ وَ لَو كُنتَ نَبِيّاً لَكَانَ مَعَكَ مَلَكٌ يُصَدّقُكَ وَ نُشَاهِدُهُ بَل لَو أَرَادَ أَن يَبعَثَ إِلَينَا نَبِيّاً لَكَانَ إِنّمَا يَبعَثُ لَنَا مَلَكاً لَا بَشَراً مِثلَنَا فَالمَلَكُ لَا تُشَاهِدُهُ حَواسّكُم لِأَنّهُ مِن جِنسِ هَذَا الهَوَاءِ لَا عِيَانَ مِنهُ وَ لَو شَاهَدتُمُوهُ بِأَن يُزَادَ فِي قُوَي أَبصَارِكُم لَقُلتُم لَيسَ هَذَا مَلَكاً بَل هَذَا بَشَرٌ لِأَنّهُ إِنّمَا كَانَ يَظهَرُ لَكُم بِصُورَةِ البَشَرِ ألّذِي قَد أَلِفتُمُوهُ لِتَفهَمُوا عَنهُ مَقَالَتَهُ وَ تَعرِفُوا خِطَابَهُ وَ مُرَادَهُ فَكَيفَ كُنتُم تَعلَمُونَ صِدقَ المَلِكِ وَ أَنّ مَا يَقُولُهُ حَقّ بَل إِنّمَا بَعَثَ اللّهُ بَشَراً وَ أَظهَرَ عَلَي


صفحه : 273

يَدِهِ المُعجِزَاتِ التّيِ‌ لَيسَت فِي طَبَائِعِ البَشَرِ الّذِينَ قَد عَلِمتُم ضَمَائِرَ قُلُوبِهِم فَتَعلَمُونَ بِعَجزِكُم عَمّا جَاءَ بِهِ أَنّهُ مُعجِزَةٌ وَ أَنّ ذَلِكَ شَهَادَةٌ مِنَ اللّهِ بِالصّدقِ لَهُ وَ لَو ظَهَرَ لَكُم مَلَكٌ وَ ظَهَرَ عَلَي يَدِهِ مَا يَعجِزُ عَنهُ البَشَرُ لَم يَكُن فِي ذَلِكَ مَا يَدُلّكُم أَنّ ذَلِكَ لَيسَ فِي طَبَائِعِ سَائِرِ أَجنَاسِهِ مِنَ المَلَائِكَةِ حَتّي يَصِيرَ ذَلِكَ مُعجِزاً أَ لَا تَرَونَ أَنّ الطّيُورَ التّيِ‌ تَطِيرُ لَيسَ ذَلِكَ مِنهَا بِمُعجِزٍ لِأَنّ لَهَا أَجنَاساً يَقَعُ مِنهَا مِثلُ طَيَرَانِهَا وَ لَو أَنّ آدَمِيّاً طَارَ كَطَيَرَانِهَا كَانَ ذَلِكَ مُعجِزاً فَاللّهُ عَزّ وَ جَلّ سَهّلَ عَلَيكُمُ الأَمرَ وَ جَعَلَهُ بِحَيثُ يَقُومُ عَلَيكُم حُجّتُهُ وَ أَنتُم تَقتَرِحُونَ عِلمَ الصّعبِ ألّذِي لَا حُجّةَ فِيهِ ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص وَ أَمّا قَولُكَ مَا أَنتَ إِلّا رَجُلٌ مَسحُورٌ فَكَيفَ أَكُونُ كَذَلِكَ وَ قَد تَعلَمُونَ أنَيّ‌ فِي صِحّةِ التّميِيزِ وَ العَقلِ فَوقَكُم فَهَل جَرّبتُم عَلَيّ مُنذُ نَشَأتُ إِلَي أَنِ استَكمَلتُ أَربَعِينَ سَنَةً خِزيَةً أَو ذِلّةً أَو كَذِبَةً أَو جِنَايَةً[خَنَاءً] أَو خَطأً مِنَ القَولِ أَو سَفَهاً مِنَ الرأّي‌ِ أَ تَظُنّونَ أَنّ رَجُلًا يَعتَصِمُ طُولَ هَذِهِ المُدّةِ بِحَولِ نَفسِهِ وَ قُوّتِهَا أَو بِحَولِ اللّهِ وَ قُوّتِهِ وَ ذَلِكَ مَا قَالَ اللّهُ تَعَالَيانظُر كَيفَ ضَرَبُوا لَكَ الأَمثالَ فَضَلّوا فَلا يَستَطِيعُونَ سَبِيلًا إِلَي أَن يُثبِتُوا عَلَيكَ عَمًي بِحُجّةٍ أَكثَرَ مِن دَعَاوِيهِمُ البَاطِلَةِ التّيِ‌ يُبَيّنُ عَلَيكَ التّحصِيلُ بُطلَانَهَا ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص وَ أَمّا قَولُكَلَو لا نُزّلَ هذَا القُرآنُ عَلي رَجُلٍ مِنَ القَريَتَينِ عَظِيمٍالوَلِيدِ بنِ المُغِيرَةِ بِمَكّةَ أَو عُروَةَ بِالطّائِفِ فَإِنّ اللّهَ لَيسَ يَستَعظِمُ مَالَ الدّنيَا كَمَا تَستَعظِمُهُ أَنتَ وَ لَا خَطَرَ لَهُ عِندَهُ كَمَا لَهُ عِندَكَ بَل لَو كَانَتِ الدّنيَا عِندَهُ تَعدِلُ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ لَمَا سَقَي كَافِراً بِهِ مُخَالِفاً لَهُ شَربَةَ مَاءٍ وَ لَيسَ قِسمَةُ رَحمَةِ اللّهِ إِلَيكَ بَلِ اللّهُ هُوَ القَاسِمُ لِلرّحمَاتِ وَ الفَاعِلُ لِمَا يَشَاءُ فِي عَبِيدِهِ وَ إِمَائِهِ وَ لَيسَ هُوَ عَزّ وَ جَلّ مِمّن يَخَافُ أَحَداً كَمَا تَخَافُهُ أَنتَ لِمَالِهِ وَ حَالِهِ فَعَرَفتَهُ[فَتَعرِفَهُ]بِالنّبُوّةِ لِذَلِكَ وَ لَا مِمّن يَطمَعُ فِي أَحَدٍ فِي مَالِهِ أَو حَالِهِ كَمَا تَطمَعُ فَتَخُصّهُ بِالنّبُوّةِ لِذَلِكَ وَ لَا مِمّن يُحِبّ أَحَداً مَحَبّةَ الهَوَي كَمَا تُحِبّ فَيُقَدّمَ مَن لَا يَستَحِقّ التّقدِيمَ وَ إِنّمَا مُعَامَلَتُهُ بِالعَدلِ فَلَا يُؤثِرُ لِأَفضَلِ مَرَاتِبِ الدّينِ وَ خِلَالِهِ إِلّا الأَفضَلَ فِي طَاعَتِهِ وَ الأَجَدّ فِي خِدمَتِهِ وَ كَذَا لَا يُؤَخّرُ فِي مَرَاتِبِ


صفحه : 274

الدّينِ وَ خِلَالِهِ إِلّا أَشَدّهُم تَبَاطُؤاً عَن طَاعَتِهِ وَ إِذَا كَانَ هَذَا صِفَتُهُ لَم يَنظُر إِلَي مَالٍ وَ لَا إِلَي حَالٍ بَل هَذَا المَالُ وَ الحَالُ مِن تَفَضّلِهِ وَ لَيسَ لِأَحَدٍ مِن عِبَادِهِ عَلَيهِ ضَرِيبَةٌ لَازِمَةٌ فَلَا يُقَالُ لَهُ إِذَا تَفَضّلتَ بِالمَالِ عَلَي عَبدٍ فَلَا بُدّ أَن تَتَفَضّلَ عَلَيهِ بِالنّبُوّةِ أَيضاً لِأَنّهُ لَيسَ لِأَحَدٍ إِكرَاهُهُ عَلَي خِلَافِ مُرَادِهِ وَ لَا إِلزَامُهُ تَفَضّلًا لِأَنّهُ تَفَضّلَ قَبلَهُ بِنِعمَةٍ أَ لَا تَرَي يَا عَبدَ اللّهِ كَيفَ أَغنَي وَاحِداً وَ قَبّحَ صُورَتَهُ وَ كَيفَ حَسّنَ صُورَةَ وَاحِدٍ وَ أَفقَرَهُ وَ كَيفَ شَرّفَ وَاحِداً وَ أَفقَرَهُ وَ كَيفَ أَغنَي وَاحِداً وَ وَضَعَهُ ثُمّ لَيسَ لِهَذَا الغنَيِ‌ّ أَن يَقُولَ هَلّا أُضِيفَ إِلَي يسَاَريِ‌ جَمَالُ فُلَانٍ وَ لَا لِلجَمِيلِ أَن يَقُولَ هَلّا أُضِيفَ إِلَي جمِاَليِ‌ مَالُ فُلَانٍ وَ لَا لِلشّرِيفِ أَن يَقُولَ هَلّا أُضِيفَ إِلَي شرَفَيِ‌ مَالُ فُلَانٍ وَ لَا لِلوَضِيعِ أَن يَقُولَ هَلّا أُضِيفَ إِلَي ضعِتَيِ‌ شَرَفُ فُلَانٍ وَ لَكِنّ الحُكمَ لِلّهِ يَقسِمُ كَيفَ يَشَاءُ وَ يَفعَلُ كَمَا يَشَاءُ وَ هُوَ حَكِيمٌ فِي أَفعَالِهِ مَحمُودٌ فِي أَعمَالِهِ وَ ذَلِكَ قَولُهُوَ قالُوا لَو لا نُزّلَ هذَا القُرآنُ عَلي رَجُلٍ مِنَ القَريَتَينِ عَظِيمٍ قَالَ اللّهُ تَعَالَيأَ هُم يَقسِمُونَ رَحمَتَ رَبّكَ يَا مُحَمّدُنَحنُ قَسَمنا بَينَهُم مَعِيشَتَهُم فِي الحَياةِ الدّنيافَأَحوَجَنَا بَعضاً إِلَي بَعضٍ أَحوَجَ هَذَا إِلَي مَالِ ذَلِكَ وَ أَحوَجَ ذَلِكَ إِلَي سِلعَةِ هَذَا وَ إِلَي خِدمَتِهِ فَتَرَي أَجَلّ المُلُوكِ وَ أَغنَي الأَغنِيَاءِ مُحتَاجاً إِلَي أَفقَرِ الفُقَرَاءِ فِي ضَربٍ مِنَ الضّرُوبِ إِمّا سِلعَةٌ مَعَهُ لَيسَت مَعَهُ وَ إِمّا خِدمَةٌ يَصلُحُ لَهَا لَا يَتَهَيّأُ لِذَلِكَ المَلِكِ أَن يسَتغَنيِ‌َ إِلّا بِهِ وَ إِمّا بَابٌ مِنَ العُلُومِ وَ الحِكَمِ هُوَ فَقِيرٌ إِلَي أَن يَستَفِيدَهَا مِن هَذَا الفَقِيرِ ألّذِي يَحتَاجُ إِلَي مَالِ ذَلِكَ المَلِكِ الغنَيِ‌ّ وَ ذَلِكَ المَلِكُ يَحتَاجُ إِلَي عِلمِ هَذَا الفَقِيرِ أَو رَأيِهِ أَو مَعرِفَتِهِ ثُمّ لَيسَ لِلمَلِكِ أَن يَقُولَ هَلّا اجتَمَعَ إِلَي ماَليِ‌ عِلمُ هَذَا الفَقِيرِ وَ لَا لِلفَقِيرِ أَن يَقُولَ هَلّا اجتَمَعَ إِلَي رأَييِ‌ وَ علِميِ‌ وَ مَا أَتَصَرّفُ فِيهِ مِن فُنُونِ الحِكَمِ مَالُ هَذَا المَلِكِ الغنَيِ‌ّ


صفحه : 275

ثُمّ قَالَوَ رَفَعنا بَعضَهُم فَوقَ بَعضٍ دَرَجاتٍ لِيَتّخِذَ بَعضُهُم بَعضاً سُخرِيّا ثُمّ قَالَ يَا مُحَمّدُ قُل لَهُموَ رَحمَتُ رَبّكَ خَيرٌ مِمّا يَجمَعُونَ أَي مَا يَجمَعُهُ هَؤُلَاءِ مِن أَموَالِ الدّنيَا ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص وَ أَمّا قَولُكَلَن نُؤمِنَ لَكَ حَتّي تَفجُرَ لَنا مِنَ الأَرضِ يَنبُوعاً إِلَي آخِرِ مَا قُلتَهُ فَإِنّكَ اقتَرَحتَ عَلَي مُحَمّدٍ رَسُولِ اللّهِ أَشيَاءَ مِنهَا مَا لَو جَاءَكَ بِهِ لَم يَكُن بُرهَاناً لِنُبُوّتِهِ وَ رَسُولُ اللّهِ يَرتَفِعُ أَن يَغتَنِمَ جَهلَ الجَاهِلِينَ وَ يَحتَجّ عَلَيهِم بِمَا لَا حُجّةَ فِيهِ وَ مِنهَا مَا لَو جَاءَكَ بِهِ كَانَ مَعَهُ هَلَاكُكَ وَ إِنّمَا يُؤتَي بِالحُجَجِ وَ البَرَاهِينِ لِيُلزِمَ عِبَادَ اللّهِ الإِيمَانَ بِهَا لَا لِيَهلِكُوا بِهَا فَإِنّمَا اقتَرَحتَ هَلَاكَكَ وَ رَبّ العَالَمِينَ أَرحَمُ بِعِبَادِهِ وَ أَعلَمُ بِمَصَالِحِهِم مِن أَن يُهلِكَهُم بِمَا يَقتَرِحُونَ وَ مِنهَا المُحَالُ ألّذِي لَا يَصِحّ وَ لَا يَجُوزُ كَونُهُ وَ رَسُولُ رَبّ العَالَمِينَ يُعَرّفُكَ ذَلِكَ وَ يَقطَعُ مَعَاذِيرَكَ وَ يَضِيقُ عَلَيكَ سَبِيلُ مُخَالَفَتِهِ وَ يُلجِئُكَ بِحُجَجِ اللّهِ إِلَي تَصدِيقِهِ حَتّي لَا يَكُونَ لَكَ عِندَ ذَلِكَ مَحِيدٌ وَ لَا مَحِيصٌ وَ مِنهَا مَا قَدِ اعتَرَفتَ عَلَي نَفسِكَ أَنّكَ فِيهِ مُعَانِدٌ مُتَمَرّدٌ لَا تَقبَلُ حُجّةً وَ لَا تصُغيِ‌ إِلَي بُرهَانٍ وَ مَن كَانَ كَذَلِكَ فَدَوَاؤُهُ عَذَابُ اللّهِ النّازِلُ مِن سَمَائِهِ أَو فِي جَحِيمِهِ أَو بِسُيُوفِ أَولِيَائِهِ وَ أَمّا قَولُكَ يَا عَبدَ اللّهِلَن نُؤمِنَ لَكَ حَتّي تَفجُرَ لَنا مِنَ الأَرضِ يَنبُوعاًبِمَكّةَ هَذِهِ فَإِنّهَا ذَاتُ حِجَارَةٍ وَ صُخُورٍ وَ جِبَالٍ تَكسَحُ أَرضَهَا وَ تَحفِرُهَا وَ تجُريِ‌ فِيهَا العُيُونَ فَإِنّنَا إِلَي ذَلِكَ مُحتَاجُونَ فَإِنّكَ سَأَلتَ هَذَا وَ أَنتَ جَاهِلٌ بِدَلَائِلِ اللّهِ يَا عَبدَ اللّهِ أَ رَأَيتَ لَو فَعَلتَ هَذَا كُنتَ مِن أَجلِ هَذَا نَبِيّاً قَالَ لَا قَالَ أَ رَأَيتَ الطّائِفَ التّيِ‌ لَكَ فِيهَا بَسَاتِينُ أَ مَا كَانَ هُنَاكَ مَوَاضِعُ فَاسِدَةٌ صَعبَةٌ أَصلَحتَهَا وَ ذَلّلتَهَا وَ كَسَحتَهَا وَ أَجرَيتَ فِيهَا عُيُوناً استَنبَطتَهَا قَالَ بَلَي قَالَ وَ هَل لَكَ فِيهَا فِي هَذَا نُظَرَاءُ قَالَ بَلَي قَالَ أَ فَصِرتَ بِذَلِكَ أَنتَ وَ هُم أَنبِيَاءُ قَالَ لَا قَالَ فَكَذَلِكَ لَا يَصِيرُ هَذَا حُجّةً لِمُحَمّدٍ


صفحه : 276

لَو فَعَلَهُ عَلَي نُبُوّتِهِ فَمَا هُوَ إِلّا كَقَولِكَ لَن نُؤمِنَ لَكَ حَتّي تَقُومَ وَ تمَشيِ‌َ عَلَي الأَرضِ أَو حَتّي تَأكُلَ الطّعَامَ كَمَا يَأكُلُ النّاسُ وَ أَمّا قَولُكَ يَا عَبدَ اللّهِأَو تَكُونَ لَكَ جَنّةٌ مِن نَخِيلٍ وَ عِنَبٍفَتَأكُلَ مِنهَا وَ تُطعِمَنَا وَ تُفَجّرَالأَنهارَ خِلالَها تَفجِيراً أَ وَ لَيسَ لِأَصحَابِكَ وَ لَكَ جَنّاتٌ مِن نَخِيلٍ وَ عِنَبٍ بِالطّائِفِ تَأكُلُونَ وَ تُطعِمُونَ مِنهَا وَ تُفَجّرُونَ الأَنهَارَ خِلَالَهَا تَفجِيراً أَ فَصِرتُم أَنبِيَاءَ بِهَذَا قَالَ لَا قَالَ فَمَا بَالُ اقتِرَاحِكُم عَلَي رَسُولِ اللّهِص أَشيَاءَ لَو كَانَت كَمَا تَقتَرِحُونَ لَمَا دَلّت عَلَي صِدقِهِ بَل لَو تَعَاطَاهَا لَدَلّ تَعَاطِيهَا عَلَي كَذِبِهِ لِأَنّهُ حِينَئِذٍ يَحتَجّ بِمَا لَا حُجّةَ فِيهِ وَ يَختَدِعُ الضّعَفَاءَ عَن عُقُولِهِم وَ أَديَانِهِم وَ رَسُولُ رَبّ العَالَمِينَ يَجِلّ وَ يَرتَفِعُ عَن هَذَا ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا عَبدَ اللّهِ وَ أَمّا قَولُكَأَو تُسقِطَ السّماءَ كَما زَعَمتَ عَلَينا كِسَفاًفَإِنّكَ قُلتَوَ إِن يَرَوا كِسفاً مِنَ السّماءِ ساقِطاً يَقُولُوا سَحابٌ مَركُومٌ فَإِنّ فِي سُقُوطِ السّمَاءِ عَلَيكُم هَلَاكَكُم وَ مَوتَكُم فَإِنّمَا تُرِيدُ بِهَذَا مِن رَسُولِ اللّهِص أَن يُهلِكَكَ وَ رَسُولُ رَبّ العَالَمِينَ أَرحَمُ بِكَ مِن ذَلِكَ لَا يُهلِكُكَ وَ لَكِنّهُ يُقِيمُ عَلَيكَ حُجَجَ اللّهِ وَ لَيسَ حُجَجُ اللّهِ لِنَبِيّهِ عَلَي حَسَبِ اقتِرَاحِ عِبَادِهِ لِأَنّ العِبَادَ جُهّالٌ بِمَا يَجُوزُ مِنَ الصّلَاحِ وَ بِمَا لَا يَجُوزُ مِنَ[ مِنهُ]الفَسَادِ وَ قَد يَختَلِفُ اقتِرَاحُهُم وَ يَتَضَادّ حَتّي يَستَحِيلَ وُقُوعُهُ وَ اللّهُ لَا يجُريِ‌ تَدبِيرَهُ عَلَي مَا يَلزَمُ بِهِ المُحَالُ ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص وَ هَل رَأَيتَ يَا عَبدَ اللّهِ طَبِيباً كَانَ دَوَاؤُهُ لِلمَرضَي عَلَي حَسَبِ اقتِرَاحَاتِهِم وَ إِنّمَا يَفعَلُ بِهِ مَا يَعلَمُ صَلَاحَهُ فِيهِ أَحَبّهُ العَلِيلُ أَو كَرِهَهُ فَأَنتُمُ المَرضَي وَ اللّهُ طَبِيبُكُم فَإِن أَنفَذتُم لِدَوَائِهِ شَفَاكُم وَ إِن تَمَرّدتُم عَلَيهِ أَسقَمَكُم وَ بَعدُ فَمَتَي رَأَيتَ يَا عَبدَ اللّهِ مدُعّيِ‌ حَقّ مِن قِبَلِ رَجُلٍ أَوجَبَ عَلَيهِ حَاكِمٌ مِن حُكّامِهِم فِيمَا مَضَي بَيّنَةً عَلَي دَعوَاهُ عَلَي حَسَبِ اقتِرَاحِ المُدّعَي عَلَيهِ إِذاً مَا كَانَ يَثبُتُ لِأَحَدٍ عَلَي أَحَدٍ دَعوَي وَ لَا حَقّ وَ لَا كَانَ بَينَ ظَالِمٍ وَ مَظلُومٍ وَ لَا بَينَ صَادِقٍ وَ كَاذِبٍ فَرقٌ ثُمّ قَالَ يَا عَبدَ اللّهِ وَ أَمّا قَولُكَأَو تأَتيِ‌َ بِاللّهِ وَ المَلائِكَةِ قَبِيلًايُقَابِلُونَنَا وَ نُعَايِنُهُم


صفحه : 277

فَإِنّ هَذَا مِن المُحَالِ ألّذِي لَا خَفَاءَ بِهِ لِأَنّ رَبّنَا عَزّ وَ جَلّ لَيسَ كَالمَخلُوقِينَ يجَيِ‌ءُ وَ يَذهَبُ وَ يَتَحَرّكُ وَ يُقَابِلُ شَيئاً حَتّي يُؤتَي بِهِ فَقَد سَأَلتُمُوهُ بِهَذَا المُحَالِ وَ إِنّمَا هَذَا ألّذِي دَعَوتَ إِلَيهِ صِفَةُ أَصنَامِكُم الضّعِيفَةِ المَنقُوصَةِ التّيِ‌ لَا تَسمَعُ وَ لَا تُبصِرُ وَ لَا تَعلَمُ وَ لَا تغُنيِ‌ عَنكُم شَيئاً وَ لَا عَن أَحَدٍ يَا عَبدَ اللّهِ أَ وَ لَيسَ لَكَ ضِيَاعٌ وَ جَنّاتٌ بِالطّائِفِ وَ عِقَارٌ بِمَكّةَ وَ قُوّامٌ عَلَيهَا قَالَ بَلَي قَالَ أَ فَتُشَاهِدُ جَمِيعَ أَحوَالِهَا بِنَفسِكَ أَو بِسُفَرَاءَ بَينَكَ وَ بَينَ مُعَامِلِيكَ قَالَ بِسُفَرَاءَ قَالَ أَ رَأَيتَ لَو قَالَ مُعَامِلُوكَ وَ أَكَرَتُكَ وَ خَدَمُكَ لِسُفَرَائِكَ لَا نُصَدّقُكُم فِي هَذِهِ السّفَارَةِ إِلّا أَن تَأتُونَا بِعَبدِ اللّهِ بنِ أَبِي أُمَيّةَ لِنُشَاهِدَهُ فَنَسمَعَ مَا تَقُولُونَ عَنهُ شِفَاهاً كُنتَ تُسَوّغُهُم هَذَا أَ وَ كَانَ يَجُوزُ لَهُم عِندَكَ ذَلِكَ قَالَ لَا قَالَ فَمَا ألّذِي يَجِبُ عَلَي سُفَرَائِكَ أَ لَيسَ أَن يَأتُوهُم عَنكَ بِعَلَامَةٍ صَحِيحَةٍ تَدُلّهُم عَلَي صِدقِهِم يَجِبُ عَلَيهِم أَن يُصَدّقُوهُم قَالَ بَلَي قَالَ يَا عَبدَ اللّهِ أَ رَأَيتَ سَفِيرَكَ لَو أَنّهُ لَمّا سَمِعَ مِنهُم هَذَا عَادَ إِلَيكَ وَ قَالَ قُم معَيِ‌ فَإِنّهُم قَدِ اقتَرَحُوا عَلَيّ مَجِيئَكَ معَيِ‌ أَ لَيسَ يَكُونُ لَكَ مُخَالِفاً وَ تَقُولُ لَهُ إِنّمَا أَنتَ رَسُولٌ لَا مُشِيرٌ وَ آمِرٌ قَالَ بَلَي قَالَ فَكَيفَ صِرتَ تَقتَرِحُ عَلَي رَسُولِ رَبّ العَالَمِينَ مَا لَا تُسَوّغُ عَلَي أَكَرَتِكَ وَ مُعَامِلِيكَ أَن يَقتَرِحُوهُ عَلَي رَسُولِكَ إِلَيهِم وَ كَيفَ أَرَدتَ مِن رَسُولِ رَبّ العَالَمِينَ أَن يَستَذِمّ عَلَي رَبّهِ بِأَن يَأمُرَ عَلَيهِ وَ يَنهَي وَ أَنتَ لَا تُسَوّغُ مِثلَ هَذَا عَلَي رَسُولِكَ إِلَي أَكَرَتِكَ وَ قُوّامِكَ هَذِهِ حُجّةٌ قَاطِعَةٌ لِإِبطَالِ جَمِيعِ مَا ذَكَرتَهُ فِي كُلّ مَا اقتَرَحتَهُ يَا عَبدَ اللّهِ وَ أَمّا قَولُكَ يَا عَبدَ اللّهِأَو يَكُونَ لَكَ بَيتٌ مِن زُخرُفٍ وَ هُوَ الذّهَبُ أَ مَا بَلَغَكَ أَنّ لِعَظِيمِ مِصرَ بُيُوتاً مِن زُخرُفٍ قَالَ بَلَي قَالَ أَ فَصَارَ بِذَلِكَ نَبِيّاً قَالَ لَا قَالَ فَكَذَلِكَ لَا تُوجِبُ لِمُحَمّدٍ لَو كَانَت لَهُ نُبُوّةٌ وَ مُحَمّدٌ لَا يَغتَنِمُ جَهلَكَ بِحُجَجِ اللّهِ وَ أَمّا قَولُكَ يَا عَبدَ اللّهِأَو تَرقي فِي السّماءِ ثُمّ قُلتَوَ لَن نُؤمِنَ لِرُقِيّكَ حَتّي تُنَزّلَ عَلَينا كِتاباً نَقرَؤُهُ يَا عَبدَ اللّهِ الصّعُودُ إِلَي السّمَاءِ أَصعَبُ مِنَ النّزُولِ عَنهَا وَ إِذَا


صفحه : 278

اعتَرَفتَ عَلَي نَفسِكَ أَنّكَ لَا تُؤمِنُ إِذَا صَعِدتَ فَكَذَلِكَ حُكمُ النّزُولِ ثُمّ قُلتَحَتّي تُنَزّلَ عَلَينا كِتاباً نَقرَؤُهُ ثُمّ مِن بَعدِ ذَلِكَ لَا أدَريِ‌ أُؤمِنُ بِكَ أَو لَا أُؤمِنُ بِكَ فَأَنتَ يَا عَبدَ اللّهِ مُقِرّ بِأَنّكَ تُعَانِدُ حُجّةَ اللّهِ عَلَيكَ فَلَا دَوَاءَ لَكَ إِلّا تَأدِيبُهُ عَلَي يَدِ أَولِيَائِهِ البَشَرِ أَو مَلَائِكَتِهِ الزّبَانِيَةِ وَ قَد أَنزَلَ اللّهُ عَلَيّ حِكمَةً جَامِعَةً لِبُطلَانِ كُلّ مَا اقتَرَحتَهُ فَقَالَ تَعَالَيقُل يَا مُحَمّدُسُبحانَ ربَيّ‌ هَل كُنتُ إِلّا بَشَراً رَسُولًا مَا أَبعَدَ ربَيّ‌ عَن أَن يَفعَلَ الأَشيَاءَ عَلَي مَا تَقتَرِحُهُ الجُهّالُ بِمَا يَجُوزُ وَ بِمَا لَا يَجُوزُ وَهَل كُنتُ إِلّا بَشَراً رَسُولًا لَا يلَزمَنُيِ‌ إِلّا إِقَامَةُ حُجّةِ اللّهِ التّيِ‌ أعَطاَنيِ‌ وَ لَيسَ لِي أَن آمُرَ عَلَي ربَيّ‌ وَ لَا أَنهَي وَ لَا أُشِيرَ فَأَكُونَ كَالرّسُولِ ألّذِي بَعَثَهُ مَلِكٌ إِلَي قَومٍ مِن مُخَالِفِيهِ فَرَجَعَ إِلَيهِ يَأمُرُهُ أَن يَفعَلَ بِهِم مَا اقتَرَحُوهُ عَلَيهِ فَقَالَ أَبُو جَهلٍ يَا مُحَمّدُ هَاهُنَا وَاحِدَةٌ أَ لَستَ زَعَمتَ أَنّ قَومَ مُوسَي احتَرَقُوا بِالصّاعِقَةِ لَمّا سَأَلُوهُ أَن يُرِيَهُمُ اللّهُ جَهرَةً قَالَ بَلَي قَالَ فَلَو كُنتَ نَبِيّاً لَاحتَرَقنَا نَحنُ أَيضاً فَقَد سَأَلنَا أَشَدّ مِمّا سَأَلَ قَومُ مُوسَي لِأَنّهُم زَعَمتَ أَنّهُم قَالُواأَرِنَا اللّهَ جَهرَةً وَ نَحنُ نَقُولُ لَن نُؤمِنَ لَكَ حَتّيتأَتيِ‌َ بِاللّهِ وَ المَلائِكَةِ قَبِيلًانُعَايِنُهُم فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا أَبَا جَهلٍ أَ مَا عَلِمتَ قِصّةَ اِبرَاهِيمَ الخَلِيلِ ع لَمّا رُفِعَ فِي المَلَكُوتِ وَ ذَلِكَ قَولُ ربَيّ‌وَ كَذلِكَ نرُيِ‌ اِبراهِيمَ مَلَكُوتَ السّماواتِ وَ الأَرضِ وَ لِيَكُونَ مِنَ المُوقِنِينَقَوّي اللّهُ بَصَرَهُ لَمّا رَفَعَهُ دُونَ السّمَاءِ حَتّي أَبصَرَ الأَرضَ وَ مَن عَلَيهَا ظَاهِرِينَ وَ مُستَتِرِينَ فَرَأَي رَجُلًا وَ امرَأَةً عَلَي فَاحِشَةٍ فَدَعَا عَلَيهِمَا بِالهَلَاكِ فَهَلَكَا ثُمّ رَأَي آخَرَينِ فَدَعَا عَلَيهِمَا بِالهَلَاكِ فَهَلَكَا ثُمّ رَأَي آخَرَينِ فَهَمّ بِالدّعَاءِ عَلَيهِمَا فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ أَن يَا اِبرَاهِيمُ اكفُف دَعوَتَكَ عَن عبِاَديِ‌ وَ إمِاَئيِ‌ فإَنِيّ‌ أَنَا الغَفُورُ الرّحِيمُ الجَبّارُ الحَلِيمُ لَا تضَرُنّيِ‌ ذُنُوبُ عبِاَديِ‌ وَ إمِاَئيِ‌ كَمَا لَا تنَفعَنُيِ‌ طَاعَتُهُم وَ لَستُ


صفحه : 279

أَسُوسُهُم بِشِفَاءِ الغَيظِ كَسِيَاسَتِكَ فَاكفُف دَعوَتَكَ عَن عبِاَديِ‌ فَإِنّمَا أَنتَ عَبدٌ نَذِيرٌ لَا شَرِيكَ فِي المَملَكَةِ وَ لَا مُهَيمِنَ عَلَيّ وَ عبِاَديِ‌ معَيِ‌ بَينَ خِلَالٍ ثَلَاثٍ إِمّا تَابُوا إلِيَ‌ّ فَتُبتُ عَلَيهِم وَ غَفَرتُ ذُنُوبَهُم وَ سَتَرتُ عُيُوبَهُم وَ إِمّا كَفَفتُ عَنهُم عذَاَبيِ‌ لعِلِميِ‌ بِأَنّهُ سَيَخرُجُ مِن أَصلَابِهِم ذُرّيّاتٌ مُؤمِنُونَ فَأَرفُقُ بِالآبَاءِ الكَافِرِينَ وَ أَتَأَنّي بِالأُمّهَاتِ الكَافِرَاتِ وَ أَرفَعُ عَنهُم عذَاَبيِ‌ لِيَخرُجَ ذَلِكَ المُؤمِنُ مِن أَصلَابِهِم فَإِذَا تَزَايَلُوا حَقّ بِهِم عذَاَبيِ‌ وَ حَاقَ بِهِم بلَاَئيِ‌ وَ إِن لَم يَكُن هَذَا وَ لَا هَذَا فَإِنّ ألّذِي أَعدَدتُهُ لَهُم مِن عذَاَبيِ‌ أَعظَمُ مِمّا تُرِيدُهُ بِهِم فَإِنّ عذَاَبيِ‌ لعِبِاَديِ‌ عَلَي حَسَبِ جلَاَليِ‌ وَ كبِريِاَئيِ‌ يَا اِبرَاهِيمُ فَخَلّ بيَنيِ‌ وَ بَينَ عبِاَديِ‌ فإَنِيّ‌ أَرحَمُ بِهِم مِنكَ وَ خَلّ بيَنيِ‌ وَ بَينَ عبِاَديِ‌ فإَنِيّ‌ أَنَا الجَبّارُ الحَلِيمُ العَلّامُ الحَكِيمُ أُدَبّرُهُم بعِلِميِ‌ وَ أُنَفّذُ فِيهِم قضَاَئيِ‌ وَ قدَرَيِ‌ ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ اللّهَ يَا أَبَا جَهلٍ إِنّمَا دَفَعَ عَنكَ العَذَابَ لِعِلمِهِ بِأَنّهُ سَيُخرِجُ مِن صُلبِكَ ذُرّيّةً طَيّبَةً عِكرِمَةَ ابنَكَ وَ سيَلَيِ‌ مِن أُمُورِ المُسلِمِينَ مَا إِن أَطَاعَ اللّهَ فِيهِ كَانَ عِندَ اللّهِ جَلِيلًا وَ إِلّا فَالعَذَابُ نَازِلٌ عَلَيكَ وَ كَذَلِكَ سَائِرُ قُرَيشٍ السّائِلِينَ لَمّا سَأَلُوا مِن هَذَا إِنّمَا أُمهِلُوا لِأَنّ اللّهَ عَلِمَ أَنّ بَعضَهُم سَيُؤمِنُ بِمُحَمّدٍ وَ يَنَالُ بِهِ السّعَادَةَ فَهُوَ لَا يَقتَطِعُهُ عَن تِلكَ السّعَادَةِ وَ لَا يَبخَلُ بِهَا عَلَيهِ أَو مَن يُولَدُ مِنهُ مُؤمِنٌ فَهُوَ يُنظِرُ أَبَاهُ لِإِيصَالِ ابنِهِ إِلَي السّعَادَةِ وَ لَو لَا ذَلِكَ لَنَزَلَ العَذَابُ بِكَافّتِكُم فَانظُر نَحوَ السّمَاءِ فَنَظَرَ إِلَي أَكنَافِهَا وَ إِذَا أَبوَابُهَا مُفَتّحَةٌ وَ إِذَا النّيرَانُ نَازِلَةٌ مِنهَا مُسَامِتَةٌ لِرُءُوسِ القَومِ تَدنُو مِنهُم حَتّي وَجَدُوا حَرّهَا بَينَ أَكتَافِهِم فَارتَعَدَت فَرَائِصُ أَبِي جَهلٍ وَ الجَمَاعَةِ


صفحه : 280

فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص وَ لَا تَرُوعَنّكُم فَإِنّ اللّهَ لَا يُهلِكُكُم بِهَا وَ إِنّمَا أَظهَرَهَا عِبرَةً لَكُم ثُمّ نَظَرُوا وَ إِذَا قَد خَرَجَ مِن ظُهُورِ الجَمَاعَةِ أَنوَارٌ قَابَلَتهَا وَ رَفَعَتهَا وَ دَفَعَتهَا حَتّي أَعَادَتهَا فِي السّمَاءِ كَمَا جَاءَت مِنهَا فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص بَعضُ هَذِهِ الأَنوَارِ أَنوَارُ مَن قَد عَلِمَ اللّهُ أَنّهُ سَيُسعِدُهُ بِالإِيمَانِ بيِ‌ مِنكُم مِن بَعدُ وَ بَعضُهَا أَنوَارُ ذُرّيّةٍ طَيّبَةٍ سَتَخرُجُ عَن بَعضِكُم مِمّن لَا يُؤمِنُ وَ هُم يُؤمِنُونَ

توضيح استفحل الأمر تفاقم وعظم قوله تكسح أرضها أي تكنسها عن تلك الأحجار قوله فلعلنا نقول ذلك لعل الأظهر فلعلنا لانقول ذلك ويحتمل أن يكون المعني افعل ذلك لعلنا نقول ذلك فيكون مصدقا لقولك وحجة لك علينا وكذا الكلام في قوله فلعلنا نطغي والضريبة مايؤدي‌ العبد إلي سيده من الخراج المقدر عليه ويقال استذم الرجل إلي الناس أي أتي بما يذم عليه

3- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ قَالَ أخَبرَنَيِ‌ أَبُو مُحَمّدٍ عَبدُ اللّهِ بنُ أَبِي شَيخٍ إِجَازَةً قَالَ حَدّثَنَا أَبُو مُحَمّدِ بنُ أَحمَدَ الحكَيِميِ‌ّ قَالَ أَخبَرَنَا عَبدُ الرّحمَنِ بنُ عَبدِ اللّهِ أَبُو سَعِيدٍ البصَريِ‌ّ قَالَ حَدّثَنَا وَهبُ بنُ جَرِيرٍ عَن أَبِيهِ قَالَ حَدّثَنَا مُحَمّدُ بنُ إِسحَاقَ بنِ بَشّارٍ المدَنَيِ‌ّ قَالَ حدَثّنَيِ‌ سَعِيدُ بنُ مِينَا عَن غَيرِ وَاحِدٍ مِن أَصحَابِهِ أَنّ نَفَراً مِن قُرَيشٍ اعتَرَضُوا الرّسُولَص مِنهُم عُتبَةُ بنُ رَبِيعَةَ وَ أُمَيّةُ بنُ خَلَفٍ وَ الوَلِيدُ بنُ المُغِيرَةِ وَ العَاصُ بنُ سَعِيدٍ فَقَالُوا يَا مُحَمّدُ هَلُمّ فَلنَعبُد مَا تَعبُدُ وَ تَعبُدُ مَا نَعبُدُ فَنَشتَرِكُ نَحنُ وَ أَنتَ فِي الأَمرِ فَإِن يَكُنِ ألّذِي نَحنُ عَلَيهِ الحَقّ فَقَد أَخَذتَ بِحَظّكَ مِنهُ وَ إِن يَكُنِ ألّذِي أَنتَ عَلَيهِ الحَقّ فَقَد أَخَذنَا بِحَظّنَا مِنهُ فَأَنزَلَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيقُل يا أَيّهَا الكافِرُونَ لا أَعبُدُ ما تَعبُدُونَ وَ لا أَنتُم عابِدُونَ ما أَعبُدُ إِلَي آخِرِ السّورَةِ


صفحه : 281

ثُمّ مَشَي أُبَيّ بنُ خَلَفٍ بِعَظمٍ رَمِيمٍ فَفَتّهُ فِي يَدِهِ ثُمّ نَفَخَهُ وَ قَالَ أَ تَزعَمُ أَنّ رَبّكَ يحُييِ‌ هَذَا بَعدَ مَا تَرَي فَأَنزَلَ اللّهُ تَعَالَيوَ ضَرَبَ لَنا مَثَلًا وَ نسَيِ‌َ خَلقَهُ قالَ مَن يحُي‌ِ العِظامَ وَ هيِ‌َ رَمِيمٌ قُل يُحيِيهَا ألّذِي أَنشَأَها أَوّلَ مَرّةٍ وَ هُوَ بِكُلّ خَلقٍ عَلِيمٌ إِلَي آخِرِ السّورَةِ

4-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيِ‌َ أَنّ أَعرَابِيّاً أَتَي النّبِيّص فَقَالَ إنِيّ‌ أُرِيدُ أَن أَسأَلَكَ عَن أَشيَاءَ فَلَا تَغضَب قَالَ سَل عَمّا بَدَا لَكَ فَإِن كَانَ عنِديِ‌ أَجَبتُكَ وَ إِلّا سَأَلتُ جَبرَئِيلَ فَقَالَ أَخبِرنَا عَنِ الصّلَيعَاءِ وَ عَنِ القُرَيعَاءِ وَ عَن أَوّلِ دَمٍ وَقَعَ عَلَي وَجهِ الأَرضِ وَ عَن خَيرِ بِقَاعِ الأَرضِ وَ عَن شَرّهَا فَقَالَ يَا أعَراَبيِ‌ّ هَذَا مَا سَمِعتُ بِهِ وَ لَكِن يأَتيِنيِ‌ جَبرَئِيلُ فَأَسأَلُهُ فَهَبَطَ فَقَالَ هَذِهِ أَسمَاءٌ مَا سَمِعتُ بِهَا قَطّ فَعَرَجَ إِلَي السّمَاءِ ثُمّ هَبَطَ فَقَالَ أَخبِرِ الأعَراَبيِ‌ّ أَنّ الصّلَيعَاءَ هيِ‌َ المِسبَاخُ التّيِ‌ يَزرَعُهَا أَهلُهَا فَلَا تُنبِتُ شَيئاً وَ أَمّا القُرَيعَاءُ فَالأَرضُ التّيِ‌ يَزرَعُهَا أَهلُهَا فَتُنبِتُ هَاهُنَا طَاقَةً وَ هَاهُنَا طَاقَةً فَلَا يَرجِعُ إِلَي أَهلِهَا نَفَقَاتُهُم وَ خَيرُ بِقَاعِ الأَرضِ المَسَاجِدُ وَ شَرّهَا الأَسوَاقُ وَ هيِ‌َ مَيَادِينُ إِبلِيسَ إِلَيهَا يَغدُو وَ إِنّ أَوّلَ دَمٍ وَقَعَ عَلَي الأَرضِ مَشِيمَةُ حَوّاءَ حِينَ وَلَدَت قَابِيلَ بنَ آدَمَ

بيان قال الجزري‌ في حديث علي ع إِنّ أَعرَابِيّاً سَأَلَ النّبِيّص عَنِ الصّلَيعَاءِ وَ القُرَيعَاءِ الصليعاء تصغير الصلعاء الأرض التي‌ لاتنبت والقريعاء أرض لعنها الله إذاأنبتت أوزرع فيهانبت في حافيتها[حافتيها] و لم ينبت في متنها شيء

5-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ]هَل يَنظُرُونَ إِلّا أَن يَأتِيَهُمُ اللّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الغَمامِ وَ المَلائِكَةُ وَ قضُيِ‌َ الأَمرُ وَ إِلَي اللّهِ تُرجَعُ الأُمُورُ قَالَ الإِمَامُ لَمّا بَهَرَهُم رَسُولُ اللّهِص بِآيَاتِهِ وَ قَد رَدّ مَعَاذِيرَهُم بِمُعجِزَاتِهِ أَبَي بَعضُهُمُ الإِيمَانَ وَ اقتَرَحَ عَلَيهِ الِاقتِرَاحَاتِ البَاطِلَةَ وَ هيِ‌َ مَا قَالَ اللّهُ تَعَالَيوَ قالُوا لَن نُؤمِنَ لَكَ حَتّي تَفجُرَ لَنا مِنَ الأَرضِ يَنبُوعاً أَو تَكُونَ


صفحه : 282

لَكَ جَنّةٌ مِن نَخِيلٍ وَ عِنَبٍ فَتُفَجّرَ الأَنهارَ خِلالَها تَفجِيراً أَو تُسقِطَ السّماءَ كَما زَعَمتَ عَلَينا كِسَفاً أَو تأَتيِ‌َ بِاللّهِ وَ المَلائِكَةِ قَبِيلًا وَ سَائِرُ مَا ذُكِرَ فِي الآيَةِ فَقَالَ اللّهُ تَعَالَي يَا مُحَمّدُهَل يَنظُرُونَ أَي هَل يَنظُرُ هَؤُلَاءِ المُكَذّبُونَ بَعدَ إِيضَاحِنَا لَهُمُ الآيَاتِ وَ قَطعِنَا مَعَاذِيرَهُم بِالمُعجِزَاتِإِلّا أَن يَأتِيَهُمُ اللّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الغَمامِ وَ المَلائِكَةُ وَ يَأتِيَهُمُ المَلَائِكَةُ كَمَا كَانُوا اقتَرَحُوا عَلَيكَ اقتِرَاحَهُمُ المُحَالَ فِي الدّنيَا فِي إِتيَانِ اللّهِ ألّذِي لَا يَجُوزُ عَلَيهِ وَ إِتيَانِ المَلَائِكَةِ الّذِينَ لَا يَأتُونَ إِلّا مَعَ زَوَالِ هَذَا التّعَبّدِ وَ حِينَ وُقُوعِ هَلَاكِ الظّالِمِينَ بِظُلمِهِم وَ هَذَا وَقتُ التّعَبّدِ لَا وَقتُ مجَيِ‌ءِ الأَملَاكِ بِالهَلَاكِ فَهُم فِي اقتِرَاحِهِم لمِجَيِ‌ءِ الأَملَاكِ جَاهِلُونَوَ قضُيِ‌َ الأَمرُ أَي هَل يَنظُرُونَ إِلّا مجَيِ‌ءَ المَلَائِكَةِ فَإِذَا جَاءُوا وَ كَانَ ذَلِكَ قضُيِ‌َ الأَمرُ بِهَلَاكِهِموَ إِلَي اللّهِ تُرجَعُ الأُمُورُفَهُوَ يَتَوَلّي الحُكمَ فِيمَا يَحكُمُ بِالعِقَابِ عَلَي مَن عَصَاهُ وَ يُوجِبُ كَرِيمَ المَآبِ لِمَن أَرضَاهُ

قَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع طَلَبَ هَؤُلَاءِ الكُفّارُ الآيَاتِ وَ لَم يَقنَعُوا بِمَا أَتَاهُم بِهِ مِنهَا بِمَا فِيهِ الكِفَايَةُ وَ البَلَاغُ حَتّي قِيلَ لَهُمهَل يَنظُرُونَ إِلّا أَن يَأتِيَهُمُ اللّهُ أَي إِذَا لَم يَقنَعُوا بِالحُجّةِ الوَاضِحَةِ الدّافِعَةِ فَهَل يَنظُرُونَ إِلّا أَن يَأتِيَهُمُ اللّهُ وَ ذَلِكَ مُحَالٌ لِأَنّ الإِتيَانَ عَلَي اللّهِ لَا يَجُوزُ

6-كنز الكراجكي‌،جَاءَ فِي الحَدِيثِ أَنّ قَوماً أَتَوا رَسُولَ اللّهِص فَقَالُوا لَهُ أَ لَستَ رَسُولَ اللّهِ قَالَ لَهُم بَلَي قَالُوا لَهُ وَ هَذَا القُرآنُ ألّذِي أَتَيتَ بِهِ كَلَامُ اللّهِ قَالَ نَعَم قَالُوا فأَخَبرِنيِ‌ عَن قَولِهِإِنّكُم وَ ما تَعبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ حَصَبُ جَهَنّمَ أَنتُم لَها وارِدُونَ إِذَا كَانَ مَعبُودُهُم مَعَهُم فِي النّارِ فَقَد عَبَدُوا المَسِيحَ أَ فَتَقُولُ إِنّهُ فِي النّارِ فَقَالَ لَهُم رَسُولُ اللّهِص إِنّ اللّهَ سُبحَانَهُ أَنزَلَ القُرآنَ عَلَيّ بِكَلَامِ العَرَبِ وَ المُتَعَارَفُ فِي لُغَتِهَا أَنّ مَا لِمَا لَا يَعقِلُ وَ مَن لِمَن يَعقِلُ وَ ألّذِي يَصلُحُ لَهُمَا


صفحه : 283

جَمِيعاً فَإِن كُنتُم مِنَ العَرَبِ فَأَنتُم تَعلَمُونَ هَذَا قَالَ اللّهُ تَعَالَيإِنّكُم وَ ما تَعبُدُونَيُرِيدُ الأَصنَامَ التّيِ‌ عَبَدُوهَا وَ هيِ‌َ لَا تَعقِلُ وَ المَسِيحُ ع لَا يَدخُلُ فِي جُملَتِهَا فَإِنّهُ يَعقِلُ وَ لَو كَانَ قَالَ إِنّكُم وَ مَن تَعبُدُونَ لَدَخَلَ المَسِيحُ فِي الجُملَةِ فَقَالَ القَومُ صَدَقتَ يَا رَسُولَ اللّهِ

باب 2-احتجاج النبي ص علي اليهود في مسائل شتي

1-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ]ج ،[الإحتجاج ]بِالإِسنَادِ إِلَي أَبِي مُحَمّدٍ العسَكرَيِ‌ّ ع قَالَ قَالَ جَابِرُ بنُ عَبدِ اللّهِ الأنَصاَريِ‌ّسَأَلَ رَسُولَ اللّهِص عَبدُ اللّهِ بنُ صُورِيَا غُلَامٌ أَعوَرُ يهَوُديِ‌ّ تَزعُمُ اليَهُودُ أَنّهُ أَعلَمُ يهَوُديِ‌ّ بِكِتَابِ اللّهِ وَ عُلُومِ أَنبِيَائِهِ عَن مَسَائِلَ كَثِيرَةٍ يُعَنّتُهُ فِيهَا فَأَجَابَهُ عَنهَا رَسُولُ اللّهِص بِمَا لَم يَجِد إِلَي إِنكَارِ شَيءٍ مِنهُ سَبِيلًا فَقَالَ لَهُ يَا مُحَمّدُ مَن يَأتِيكَ بِهَذِهِ الأَخبَارِ عَنِ اللّهِ تَعَالَي قَالَ جَبرَئِيلُ قَالَ لَو كَانَ غَيرُهُ يَأتِيكَ بِهَا لَآمَنتُ بِكَ وَ لَكِن جَبرَئِيلُ عَدُوّنَا مِن بَينِ المَلَائِكَةِ وَ لَو كَانَ مِيكَائِيلُ أَو غَيرُهُ سِوَي جَبرَئِيلَ يَأتِيكَ بِهَا لَآمَنتُ بِكَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص وَ لِمَ اتّخَذتُم جَبرَئِيلَ عَدُوّاً قَالَ لِأَنّهُ نَزَلَ بِالبَلَاءِ وَ الشّدّةِ عَلَي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ وَ دَفَعَ دَانِيَالَ عَن قَتلِ بخُت َنَصّرَ حَتّي قوَيِ‌َ أَمرُهُ وَ أَهلَكَ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ وَ كَذَلِكَ كُلّ بَأسٍ وَ شِدّةٍ لَا يُنزِلُهَا إِلّا جَبرَئِيلُ وَ مِيكَائِيلُ يَأتِينَا بِالرّحمَةِ


صفحه : 284

فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص وَيحَكَ أَ جَهِلتَ أَمرَ اللّهِ وَ مَا ذَنبُ جَبرَئِيلَ إِن أَطَاعَ اللّهَ فِيمَا يُرِيدُهُ بِكُم أَ رَأَيتُم مَلَكَ المَوتِ أَ هُوَ عَدُوّكُم وَ قَد وَكّلَهُ اللّهُ بِقَبضِ أَروَاحِ الخَلقِ ألّذِي أَنتُم مِنهُ أَ رَأَيتُمُ الآبَاءَ وَ الأُمّهَاتِ إِذَا أَوجَرُوا الأَولَادَ الأَدوِيَةَ الكَرِيهَةَ لِمَصَالِحِهِم أَ يَجِبُ أَن يَتّخِذَهُم أَولَادُهُم أَعدَاءً مِن أَجلِ ذَلِكَ لَا وَ لَكِنّكُم بِاللّهِ جَاهِلُونَ وَ عَن حِكمَتِهِ غَافِلُونَ أَشهَدُ أَنّ جَبرَئِيلَ وَ مِيكَائِيلَ بِأَمرِ اللّهِ عَامِلَانِ وَ لَهُ مُطِيعَانِ وَ أَنّهُ لَا يعُاَديِ‌ أَحَدَهُمَا إِلّا مَن عَادَي الآخَرَ وَ أَنّهُ مَن زَعَمَ أَنّهُ يُحِبّ أَحَدَهُمَا وَ يُبغِضُ الآخَرَ فَقَد كَذَبَ وَ كَذَلِكَ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ وَ عَلِيّ أَخَوَانِ كَمَا أَنّ جَبرَئِيلَ وَ مِيكَائِيلَ أَخَوَانِ فَمَن أَحَبّهُمَا فَهُوَ مِن أَولِيَاءِ اللّهِ وَ مَن أَبغَضَهُمَا فَهُوَ مِن أَعدَاءِ اللّهِ وَ مَن أَبغَضَ أَحَدَهُمَا وَ زَعَمَ أَنّهُ يُحِبّ الآخَرَ فَقَد كَذَبَ وَ هُمَا مِنهُ بَرِيئَانِ وَ كَذَلِكَ مَن أَبغَضَ وَاحِداً منِيّ‌ وَ مِن عَلِيّ ثُمّ زَعَمَ أَنّهُ يُحِبّ الآخَرَ فَقَد كَذَبَ وَ كِلَانَا مِنهُ بَرِيئَانِ وَ اللّهُ تَعَالَي وَ مَلَائِكَتُهُ وَ خِيَارُ خَلقِهِ مِنهُ بُرَآءُ

2-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَولُهُ عَزّ وَ جَلّقُل مَن كانَ عَدُوّا لِجِبرِيلَ فَإِنّهُ نَزّلَهُ عَلي قَلبِكَ بِإِذنِ اللّهِ مُصَدّقاً لِما بَينَ يَدَيهِ وَ هُديً وَ بُشري لِلمُؤمِنِينَ مَن كانَ عَدُوّا لِلّهِ وَ مَلائِكَتِهِ وَ رُسُلِهِ وَ جِبرِيلَ وَ مِيكالَ فَإِنّ اللّهَ عَدُوّ لِلكافِرِينَ قَالَ الإِمَامُ ع قَالَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع إِنّ اللّهَ تَعَالَي ذَمّ اليَهُودَ فِي بُغضِهِم لِجَبرَئِيلَ ألّذِي كَانَ يُنَفّذُ قَضَاءَ اللّهِ فِيهِم بِمَا يَكرَهُونَ وَ ذَمّهُم أَيضاً وَ ذَمّ النّوَاصِبَ فِي بُغضِهِم لِجَبرَئِيلَ وَ مِيكَائِيلَ ع وَ مَلَائِكَةِ اللّهِ النّازِلِينَ لِتَأيِيدِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع عَلَي الكَافِرِينَ حَتّي أَذَلّهُم بِسَيفِهِ الصّارِمِ فَقَالَقُل يَا مُحَمّدُمَن كانَ عَدُوّا لِجِبرِيلَ مِنَ اليَهُودِ لِرَفعِهِ مِن بخُت َنَصّرَ أَن يَقتُلَهُ دَانِيَالُ مِن غَيرِ ذَنبٍ كَانَ جَنَاهُ بخُت َنَصّرُ حَتّي بَلَغَ كِتَابُ اللّهِ فِي اليَهُودِ أَجَلَهُ وَ حَلّ بِهِم مَا جَرَي فِي سَابِقِ عِلمِهِ وَ مَن كَانَ أَيضاً عَدُوّاً لِجَبرَئِيلَ مِن سَائِرِ الكَافِرِينَ وَ مِن أَعدَاءِ مُحَمّدٍ وَ عَلِيّ النّاصِبِينَ لِأَنّ اللّهَ تَعَالَي بَعَثَ جَبرَئِيلَ لعِلَيِ‌ّ ع مُؤَيّداً


صفحه : 285

وَ لَهُ عَلَي أَعدَائِهِ نَاصِراً وَ مَن كَانَ عَدُوّاً لِجَبرَئِيلَ لِمُظَاهَرَتِهِ مُحَمّداً وَ عَلِيّاً عَلَيهِمَا الصّلَاةُ وَ السّلَامُ وَ مُعَاوَنَتِهِ لَهُمَا وَ إِنفَاذِهِ لِقَضَاءِ رَبّهِ عَزّ وَ جَلّ فِي إِهلَاكِ أَعدَائِهِ عَلَي يَدِ مَن يَشَاءُ مِن عِبَادِهِفَإِنّهُيعَنيِ‌ جَبرَئِيلَنَزّلَهُيعَنيِ‌ نَزّلَ هَذَا القُرآنَعَلي قَلبِكَ يَا مُحَمّدُبِإِذنِ اللّهِبِأَمرِ اللّهِ وَ هُوَ كَقَولِهِنَزَلَ بِهِ الرّوحُ الأَمِينُ عَلي قَلبِكَ لِتَكُونَ مِنَ المُنذِرِينَ بِلِسانٍ عرَبَيِ‌ّ مُبِينٍمُصَدّقاً لِما بَينَ يَدَيهِنَزّلَ هَذَا القُرآنَ جَبرَئِيلُ عَلَي قَلبِكَ يَا مُحَمّدُ مُصَدّقاً مُوَافِقاً لِمَا بَينَ يَدَيهِ مِنَ التّورَاةِ وَ الإِنجِيلِ وَ الزّبُورِ وَ صُحُفِ اِبرَاهِيمَ وَ كُتُبِ شَيثٍ وَ غَيرِهِم مِنَ الأَنبِيَاءِ ثُمّ قَالَمَن كانَ عَدُوّا لِلّهِلِإِنعَامِهِ عَلَي مُحَمّدٍ وَ عَلِيّ وَ آلِهِمَا الطّيّبِينَ وَ هَؤُلَاءِ الّذِينَ بَلَغَ مِن جَهلِهِم أَن قَالُوا نَحنُ نُبغِضُ اللّهَ ألّذِي أَكرَمَ مُحَمّداً وَ عَلِيّاً بِمَا يَدّعِيَانِ وَ جَبرَئِيلَ وَ مَن كَانَ عَدُوّاً لِجِبرِيلَ لِأَنّهُ جَعَلَهُ ظَهِيراً لِمُحَمّدٍ وَ عَلِيّ عَلَيهِمَا الصّلَاةُ وَ السّلَامُ عَلَي أَعدَاءِ اللّهِ وَ ظَهِيراً لِسَائِرِ الأَنبِيَاءِ وَ المُرسَلِينَ كَذَلِكَوَ مَلائِكَتِهِيعَنيِ‌ وَ مَن كَانَ عَدُوّاً لِمَلَائِكَةِ اللّهِ المَبعُوثِينَ لِنُصرَةِ دِينِ اللّهِ وَ تَأيِيدِ أَولِيَاءِ اللّهِ وَ ذَلِكَ قَولُ بَعضِ النّصّابِ وَ المُعَانِدِينَ بَرِئتُ مِن جَبرَئِيلَ النّاصِرِ لعِلَيِ‌ّ ع وَ هُوَ قَولُهُوَ رُسُلِهِ وَ مَن كَانَ عَدُوّاً لِرُسُلِ اللّهِ مُوسَي وَ عِيسَي وَ سَائِرِ الأَنبِيَاءِ الّذِينَ دَعَوا إِلَي نُبُوّةِ مُحَمّدٍص وَ إِمَامَةِ عَلِيّ ع ثُمّ قَالَوَ جِبرِيلَ وَ مِيكالَ وَ مَن كَانَ عَدُوّاً لِجَبرَئِيلَ وَ مِيكَائِيلَ وَ ذَلِكَ كَقَولِ مَن قَالَ مِنَ النّوَاصِبِ لَمّا قَالَ النّبِيّص فِي عَلِيّ ع جَبرَئِيلُ عَن يَمِينِهِ وَ مِيكَائِيلُ عَن يَسَارِهِ وَ إِسرَافِيلُ مِن خَلفِهِ وَ مَلَكُ المَوتِ أَمَامَهُ وَ اللّهُ تَعَالَي مِن فَوقِ عَرشِهِ نَاظِرٌ بِالرّضوَانِ إِلَيهِ نَاصِرُهُ قَالَ بَعضُ النّوَاصِبِ فَأَنَا أَبرَأُ مِنَ اللّهِ وَ مِن جَبرَئِيلَ وَ مِيكَائِيلَ وَ المَلَائِكَةِ الّذِينَ حَالُهُم مَعَ عَلِيّ ع مَا قَالَهُ مُحَمّدٌص فَقَالَ مَن كَانَ عَدُوّاً لِهَؤُلَاءِ تَعَصّباً عَلَي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَإِنّ اللّهَ عَدُوّ لِلكافِرِينَفَاعِلٌ بِهِم مَا يَفعَلُ العَدُوّ بِالعَدُوّ مِن إِحلَالِ النّقِمَاتِ وَ تَشدِيدِ العُقُوبَاتِ


صفحه : 286

وَ كَانَ سَبَبُ نُزُولِ هَاتَينِ الآيَتَينِ مَا كَانَ مِنَ اليَهُودِ أَعدَاءِ اللّهِ مِن قَولٍ سَيّئٍ فِي جَبرَئِيلَ وَ مِيكَائِيلَ وَ مَا كَانَ مِن أَعدَاءِ اللّهِ النّصّابِ مِن قَولٍ أَسوَأَ مِنهُ فِي اللّهِ وَ فِي جَبرَئِيلَ وَ مِيكَائِيلَ وَ سَائِرِ مَلَائِكَةِ اللّهِ وَ أَمّا مَا كَانَ مِنَ النّصّابِ فَهُوَ أَنّ رَسُولَ اللّهِص لَمّا كَانَ لَا يَزَالُ يَقُولُ فِي عَلِيّ ع الفَضَائِلَ التّيِ‌ خَصّهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِهَا وَ الشّرَفَ ألّذِي أَهّلَهُ اللّهُ تَعَالَي لَهُ وَ كَانَ فِي كُلّ ذَلِكَ يَقُولُ أخَبرَنَيِ‌ بِهِ جَبرَئِيلُ عَنِ اللّهِ وَ يَقُولُ فِي بَعضِ ذَلِكَ جَبرَئِيلُ عَن يَمِينِهِ وَ مِيكَائِيلُ عَن يَسَارِهِ وَ يَفتَخِرُ جَبرَئِيلُ عَلَي مِيكَائِيلَ فِي أَنّهُ عَن يَمِينِ عَلِيّ ع ألّذِي هُوَ أَفضَلُ مِنَ اليَسَارِ كَمَا يَفتَخِرُ نَدِيمُ مَلِكٍ عَظِيمٍ فِي الدّنيَا يُجلِسُهُ المَلِكُ عَن يَمِينِهِ عَلَي النّدِيمِ الآخَرِ ألّذِي يُجلِسُهُ عَلَي يَسَارِهِ وَ يَفتَخِرَانِ عَلَي إِسرَافِيلَ ألّذِي خَلفَهُ فِي الخِدمَةِ وَ مَلَكِ المَوتِ ألّذِي أَمَامَهُ بِالخِدمَةِ وَ أَنّ اليَمِينَ وَ الشّمَالَ أَشرَفُ مِن ذَلِكَ كَافتِخَارِ حَاشِيَةِ المَلِكِ عَلَي زِيَادَةِ قُربِ مَحَلّهِم مِن مَلِكِهِم وَ كَانَ يَقُولُ رَسُولُ اللّهِص فِي بَعضِ أَحَادِيثِهِ إِنّ المَلَائِكَةَ أَشرَفُهَا عِندَ اللّهِ أَشَدّهَا لعِلَيِ‌ّ بنِ أَبِي طَالِبٍ حُبّاً وَ إِنّ قَسَمَ المَلَائِكَةِ فِيمَا بَينَهَا وَ ألّذِي شَرّفَ عَلِيّاً عَلَي جَمِيعِ الوَرَي بَعدَ مُحَمّدٍ المُصطَفَي وَ يَقُولُ مَرّةً إِنّ مَلَائِكَةَ السّمَاوَاتِ وَ الحُجُبِ لَيَشتَاقُونَ إِلَي رُؤيَةِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ كَمَا تَشتَاقُ الوَالِدَةُ الشّفِيقَةُ إِلَي وَلَدِهَا البَارّ الشّفِيقِ آخِرِ مَن بقَيِ‌َ عَلَيهَا بَعدَ عَشَرَةٍ دَفَنَتهُم فَكَانَ هَؤُلَاءِ النّصّابُ يَقُولُونَ إِلَي مَتَي يَقُولُ مُحَمّدٌ جَبرَئِيلُ وَ مِيكَائِيلُ وَ المَلَائِكَةُ كُلّ ذَلِكَ تَفخِيمٌ لعِلَيِ‌ّ وَ تَعظِيمٌ لِشَأنِهِ وَ يَقُولُ اللّهُ تَعَالَي خَاصّ لعِلَيِ‌ّ دُونَ سَائِرِ الخَلقِ بَرِئنَا مِن رَبّ وَ مِن مَلَائِكَةٍ وَ مِن جَبرَئِيلَ وَ مِيكَائِيلَ هُم لعِلَيِ‌ّ ع بَعدَ مُحَمّدٍص مُفَضّلُونَ وَ بَرِئنَا مِن رُسُلِ اللّهِ الّذِينَ هُم لعِلَيِ‌ّ ع بَعدَ مُحَمّدٍص مُفَضّلُونَ وَ أَمّا مَا قَالَهُ اليَهُودُ فَهُوَ أَنّ اليَهُودَ أَعدَاءُ اللّهِ فَإِنّهُ لَمّا قَدِمَ النّبِيّص المَدِينَةَ أَتَوهُ بِعَبدِ اللّهِ بنِ صُورِيَا فَقَالَ يَا مُحَمّدُ كَيفَ نَومُكَ فَإِنّا قَد أُخبِرنَا عَن نَومِ النّبِيّ ألّذِي يأَتيِ‌ فِي آخِرِ الزّمَانِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص تَنَامُ عيَنيِ‌ وَ قلَبيِ‌ يَقظَانُ قَالَ صَدَقتَ يَا مُحَمّدُ قَالَ


صفحه : 287

أخَبرِنيِ‌ يَا مُحَمّدُ الوَلَدُ يَكُونُ مِنَ الرّجُلِ أَو مِنَ المَرأَةِ فَقَالَ النّبِيّص أَمّا العِظَامُ وَ العَصَبُ وَ العُرُوقُ فَمِنَ الرّجُلِ وَ أَمّا اللّحمُ وَ الدّمُ وَ الشّعرُ فَمِنَ المَرأَةِ قَالَ صَدَقتَ يَا مُحَمّدُ ثُمّ قَالَ يَا مُحَمّدُ فَمَا بَالُ الوَلَدِ يُشبِهُ أَعمَامَهُ لَيسَ فِيهِ مِن شِبهِ أَخوَالِهِ شَيءٌ وَ يُشبِهُ أَخوَالَهُ لَيسَ فِيهِ مِن شِبهِ أَعمَامِهِ شَيءٌ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أَيّهُمَا عَلَا مَاؤُهُ مَاءَ صَاحِبِهِ كَانَ الشّبهُ لَهُ قَالَ صَدَقتَ يَا مُحَمّدُ فأَخَبرِنيِ‌ عَمّن لَا يُولَدُ لَهُ وَ مَن يُولَدُ لَهُ فَقَالَ إِذَا مَغَرَتِ النّطفَةُ لَم يُولَد لَهُ إِذَا احمَرّت وَ كَدِرَت وَ إِذَا كَانَت صَافِيَةً وُلِدَ لَهُ فَقَالَ أخَبرِنيِ‌ عَن رَبّكَ مَا هُوَ فَنَزَلَت قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ إِلَي آخِرِهَا فَقَالَ ابنُ صُورِيَا صَدَقتَ يَا مُحَمّدُ بَقِيَت خَصلَةٌ إِن قُلتَهَا آمَنتُ بِكَ وَ اتّبَعتُكَ أَيّ مَلَكٍ يَأتِيكَ بِمَا تَقُولُهُ عَنِ اللّهِ قَالَ جَبرَئِيلُ قَالَ ابنُ صُورِيَا كَانَ ذَلِكَ عَدُوّنَا مِن بَينِ المَلَائِكَةِ يَنزِلُ بِالقَتلِ وَ الشّدّةِ وَ الحَربِ وَ رَسُولُنَا مِيكَائِيلُ يأَتيِ‌ بِالسّرُورِ وَ الرّخَاءِ فَلَو كَانَ مِيكَائِيلُ هُوَ ألّذِي يَأتِيكَ آمَنّا بِكَ لِأَنّ مِيكَائِيلَ كَانَ يَشُدّ مُلكَنَا وَ جَبرَئِيلُ كَانَ يُهلِكُ مُلكَنَا فَهُوَ عَدُوّنَا لِذَلِكَ فَقَالَ لَهُ سَلمَانُ الفاَرسِيِ‌ّ فَمَا بَدءُ عَدَاوَتِهِ لَكَ قَالَ نَعَم يَا سَلمَانُ عَادَانَا مِرَاراً كَثِيرَةً وَ كَانَ مِن أَشَدّ ذَلِكَ عَلَينَا أَنّ اللّهَ أَنزَلَ عَلَي أَنبِيَائِهِ أَنّ بَيتَ المَقدِسِ يُخَرّبُ عَلَي يَدِ رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ بخُت َنَصّرُ وَ فِي زَمَانِهِ وَ أَخبَرَنَا بِالحِينِ ألّذِي يُخَرّبُ فِيهِ وَ اللّهُ يُحدِثُ الأَمرَ بَعدَ الأَمرِ فَيَمحُو مَا يَشَاءُ وَ يُثبِتُ فَلَمّا بَلَغنَا ذَلِكَ الحِينَ ألّذِي يَكُونُ فِيهِ هَلَاكُ بَيتِ المَقدِسِ بَعَثَ أَوَائِلُنَا رَجُلًا مِن أَقوِيَاءِ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ وَ أَفَاضِلِهِم نَبِيّاً كَانَ يُعَدّ مِن أَنبِيَائِهِم يُقَالُ لَهُ دَانِيَالُ فِي طَلَبِ بخُت َنَصّرَ لِيَقتُلَهُ فَحَمَلَ مَعَهُ وِقرَ مَالٍ لِيُنفِقَهُ فِي ذَلِكَ فَلَمّا انطَلَقَ فِي طَلَبِهِ لَقِيَهُ بِبَابِلَ غُلَاماً ضَعِيفاً مِسكِيناً لَيسَ لَهُ قُوّةٌ وَ لَا مَنَعَةٌ فَأَخَذَهُ


صفحه : 288

صَاحِبُنَا لِيَقتُلَهُ فَدَفَعَ عَنهُ جَبرَئِيلُ وَ قَالَ لِصَاحِبِنَا إِن كَانَ رَبّكُم هُوَ ألّذِي أَمَرَ بِهَلَاكِكُم فَإِنّهُ لَا يُسَلّطُكَ عَلَيهِ وَ إِن لَم يَكُن هَذَا فَعَلَي أَيّ شَيءٍ تَقتُلُهُ فَصَدّقَهُ صَاحِبُنَا وَ تَرَكَهُ وَ رَجَعَ إِلَينَا وَ أَخبَرَنَا بِذَلِكَ وَ قوَيِ‌َ بخُت َنَصّرُ وَ مَلَكَ وَ غَزَانَا وَ خَرّبَ بَيتَ المَقدِسِ فَلِهَذَا نَتّخِذُهُ عَدُوّاً وَ مِيكَائِيلُ عَدُوّ لِجَبرَئِيلَ فَقَالَ سَلمَانُ يَا ابنَ صُورِيَا بِهَذَا العَقلِ المَسلُوكِ بِهِ غَيرَ سَبِيلِهِ ضَلَلتُم أَ رَأَيتُم أَوَائِلَكُم كَيفَ بَعَثُوا مَن يَقتُلُ بخُت َنَصّرَ وَ قَد أَخبَرَ اللّهُ تَعَالَي فِي كُتُبِهِ وَ عَلَي أَلسِنَةِ رُسُلِهِ أَنّهُ يَملِكُ وَ يُخَرّبُ بَيتَ المَقدِسِ أَرَادُوا تَكذِيبَ أَنبِيَاءِ اللّهِ تَعَالَي فِي أَخبَارِهِم وَ اتّهَمُوهُم فِي أَخبَارِهِم أَو صَدّقُوهُم فِي الخَبَرِ عَنِ اللّهِ وَ مَعَ ذَلِكَ أَرَادُوا مُغَالَبَةَ اللّهِ هَل كَانَ هَؤُلَاءِ وَ مَن وَجّهُوهُ إِلّا كُفّاراً بِاللّهِ وَ أَيّ عَدَاوَةٍ تَجُوزُ أَن يُعتَقَدَ لِجَبرَئِيلَ وَ هُوَ يَصُدّ عَن مُغَالَبَةِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ يَنهَي عَن تَكذِيبِ خَبَرِ اللّهِ تَعَالَي فَقَالَ ابنُ صُورِيَا قَد كَانَ اللّهُ تَعَالَي أَخبَرَ بِذَلِكَ عَلَي أَلسُنِ أَنبِيَائِهِ لَكِنّهُ يَمحُو مَا يَشَاءُ وَ يُثبِتُ قَالَ سَلمَانُ فَإِذاً لَا تَثِقُوا بشِيَ‌ءٍ مِمّا فِي التّورَاةِ مِنَ الأَخبَارِ عَمّا مَضَي وَ مَا يَستَأنِفُ فَإِنّ اللّهَ يَمحُو مَا يَشَاءُ وَ يُثبِتُ وَ إِذاً لَعَلّ اللّهَ قَد كَانَ عَزَلَ مُوسَي وَ هَارُونَ عَنِ النّبُوّةِ وَ أَبطَلَا فِي دَعوَتِهِمَا لِأَنّ اللّهَ يَمحُو مَا يَشَاءُ وَ يُثبِتُ وَ لَعَلّ كُلّ مَا أَخبَرَاكُم أَنّهُ يَكُونُ لَا يَكُونُ وَ مَا أَخبَرَاكُم أَنّهُ لَا يَكُونُ يَكُونُ وَ كَذَلِكَ مَا أَخبَرَاكُم عَمّا كَانَ لَعَلّهُ لَم يَكُن وَ مَا أَخبَرَاكُم أَنّهُ لَم يَكُن لَعَلّهُ كَانَ وَ لَعَلّ مَا وَعَدَهُ مِنَ الثّوَابِ يَمحُوهُ وَ لَعَلّ مَا تَوَعّدَ بِهِ مِنَ العِقَابِ يَمحُوهُ فَإِنّهُ يَمحُو مَا يَشَاءُ وَ يُثبِتُ أَنّكُم جَهِلتُم مَعنَييَمحُوا اللّهُ ما يَشاءُ وَ يُثبِتُفَلِذَلِكُم أَنتُم بِاللّهِ كَافِرُونَ وَ لِإِخبَارِهِ عَنِ الغُيُوبِ مُكَذّبُونَ وَ عَن دِينِ اللّهِ مُنسَلِخُونَ ثُمّ قَالَ سَلمَانُ فإَنِيّ‌ أَشهَدُ أَنّ مَن كَانَ عَدُوّاً لِجَبرَئِيلَ فَإِنّهُ عَدُوّ لِمِيكَائِيلَ وَ أَنّهُمَا جَمِيعاً عَدُوّانِ لِمَن عَادَاهُمَا سِلمَانِ لِمَن سَالَمَهُمَا فَأَنزَلَ اللّهُ تَعَالَي عِندَ ذَلِكَ مُوَافِقاً لِقَولِ سَلمَانَ رَحمَةُ اللّهِ عَلَيهِقُل مَن كانَ عَدُوّا لِجِبرِيلَ فِي مُظَاهَرَتِهِ لِأَولِيَاءِ اللّهِ عَلَي أَعدَائِهِ وَ نُزُولِهِ بِفَضَائِلِ عَلِيّ ولَيِ‌ّ اللّهِ مِن عِندِ اللّهِفَإِنّهُ نَزّلَهُ فَإِنّ جَبرَئِيلَ نَزّلَ هَذَا القُرآنَعَلي قَلبِكَ بِإِذنِ اللّهِ وَ أَمرِهِمُصَدّقاً لِما بَينَ يَدَيهِ مِن سَائِرِ كُتُبِ اللّهِوَ هُديً مِنَ الضّلَالَةِوَ بُشري لِلمُؤمِنِينَبِنُبُوّةِ مُحَمّدٍص وَ وَلَايَةِ عَلِيّ وَ مَن بَعدَهُ مِنَ الأَئِمّةِ بِأَنّهُم


صفحه : 289

أَولِيَاءُ اللّهِ حَقّاً إِذَا مَاتُوا عَلَي مُوَالَاتِهِم لِمُحَمّدٍ وَ عَلِيّ وَ آلِهِمَا الطّيّبِينَ ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا سَلمَانُ إِنّ اللّهَ صَدّقَ قِيلَكَ وَ وَفّقَ رَأيَكَ فَإِنّ جَبرَئِيلَ عَنِ اللّهِ يَقُولُ يَا مُحَمّدُ إِنّ سَلمَانَ وَ المِقدَادَ أَخَوَانِ مُتَصَافِيَانِ فِي وِدَادِكَ وَ وِدَادِ عَلِيّ أَخِيكَ وَ وَصِيّكَ وَ صَفِيّكَ وَ هُمَا فِي أَصحَابِكَ كَجَبرَئِيلَ وَ مِيكَائِيلَ فِي المَلَائِكَةِ عَدُوّانِ لِمَن أَبغَضَ أَحَدَهُمَا وَلِيّانِ لِمَن وَالَاهُمَا وَ وَالَي مُحَمّداً وَ عَلِيّاً عَدُوّانِ لِمَن عَادَي مُحَمّداً وَ عَلِيّاً وَ أَولِيَاءَهُمَا وَ لَو أَحَبّ أَهلُ الأَرضِ سَلمَانَ وَ المِقدَادَ كَمَا تُحِبّهُمَا مَلَائِكَةُ السّمَاوَاتِ وَ الحُجُبِ وَ الكرُسيِ‌ّ وَ العَرشِ لِمَحضِ وِدَادِهِمَا لِمُحَمّدٍ وَ عَلِيّ وَ مُوَالَاتِهِمَا لِأَولِيَائِهِمَا وَ مُعَادَاتِهِمَا لِأَعدَائِهِمَا لَمَا عَذّبَ اللّهُ تَعَالَي أَحَداً مِنهُم بِعَذَابٍ البَتّةَ

بيان قوله إنكم جهلتم معني يَمحُوا اللّهُ ما يَشاءُلعل مراده رضوان الله عليه أن البداء إنما يكون فيما لم يخبر به الأنبياء والأوصياء ع علي سبيل الجزم والحتم و إلايلزم تكذيبهم و هذامما كانوا أخبروا به علي الحتم وأيضا الأمر ألذي يكون فيه البداء لايمكن رفعه بالمغالبة والمعارضة بل بما يتوسل به إلي جنابه تعالي من الدعاء والصدقة والتوبة وأمثالها كمامر تحقيقه في باب البداء و الله يعلم

3-ج ،[الإحتجاج ] عَنِ ابنِ عَبّاسٍ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ قَالَخَرَجَ مِنَ المَدِينَةِ أَربَعُونَ رَجُلًا مِنَ اليَهُودِ قَالُوا انطَلِقُوا بِنَا إِلَي هَذَا الكَاهِنِ الكَذّابِ حَتّي نُوَبّخَهُ فِي وَجهِهِ وَ نُكَذّبَهُ فَإِنّهُ يَقُولُ أَنَا رَسُولُ رَبّ العَالَمِينَ فَكَيفَ يَكُونُ رَسُولًا وَ آدَمُ خَيرٌ مِنهُ وَ نُوحٌ خَيرٌ مِنهُ وَ ذَكَرُوا الأَنبِيَاءَ ع فَقَالَ النّبِيّص لِعَبدِ اللّهِ بنِ سَلَامٍ التّورَاةُ بيَنيِ‌ وَ بَينَكُم فَرَضِيَتِ اليَهُودُ بِالتّورَاةِ فَقَالَتِ اليَهُودُ آدَمُ خَيرٌ مِنكَ لِأَنّ اللّهَ تَعَالَي خَلَقَهُ بِيَدِهِ وَ نَفَخَ فِيهِ مِن رُوحِهِ فَقَالَ النّبِيّص آدَمُ النّبِيّ أَبِي وَ قَد أُعطِيتُ أَنَا أَفضَلَ مِمّا أعُطيِ‌َ آدَمَ فَقَالَتِ اليَهُودُ مَا ذَلِكَ قَالَ إِنّ المنُاَديِ‌ ينُاَديِ‌ كُلّ يَومٍ خَمسَ مَرّاتٍ


صفحه : 290

أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ وَ لَم يَقُل آدَمُ رَسُولُ اللّهِ وَ لِوَاءُ الحَمدِ بيِدَيِ‌ يَومَ القِيَامَةِ وَ لَيسَ بِيَدِ آدَمَ فَقَالَتِ اليَهُودُ صَدَقتَ يَا مُحَمّدُ وَ هُوَ مَكتُوبٌ فِي التّورَاةِ قَالَ هَذِهِ وَاحِدَةٌ قَالَتِ اليَهُودُ مُوسَي خَيرٌ مِنكَ قَالَ النّبِيّص وَ لِمَ ذَلِكَ قَالُوا لِأَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ كَلّمَهُ بِأَربَعَةِ آلَافِ كَلِمَةٍ وَ لَم يُكَلّمكَ بشِيَ‌ءٍ فَقَالَ النّبِيّص لَقَد أُعطِيتُ أَنَا أَفضَلَ مِن ذَلِكَ فَقَالُوا وَ مَا ذَاكَ قَالَ قَولُهُ تَعَالَيسُبحانَ ألّذِي أَسري بِعَبدِهِ لَيلًا مِنَ المَسجِدِ الحَرامِ إِلَي المَسجِدِ الأَقصَي ألّذِي بارَكنا حَولَهُ وَ حُمِلتُ عَلَي جَنَاحِ جَبرَئِيلَ حَتّي انتَهَيتُ إِلَي السّمَاءِ السّابِعَةِ فَجَاوَزتُ سِدرَةَ المُنتَهَيعِندَها جَنّةُ المَأوي حَتّي تَعَلّقتُ بِسَاقِ العَرشِ فَنُودِيتُ مِن سَاقِ العَرشِ إنِيّ‌أَنَا اللّهُ لا إِلهَ إِلّا أَنَاالسّلامُ المُؤمِنُ المُهَيمِنُ العَزِيزُ الجَبّارُ المُتَكَبّرُالرّءُوفُ الرّحِيمُ فَرَأَيتُهُ بقِلَبيِ‌ وَ مَا رَأَيتُهُ بعِيَنيِ‌ فَهَذَا أَفضَلُ مِن ذَلِكَ فَقَالَتِ اليَهُودُ صَدَقتَ يَا مُحَمّدُ وَ هُوَ مَكتُوبٌ فِي التّورَاةِ قَالَ رَسُولُ اللّهِص هَذَا اثنَانِ قَالُوا نُوحٌ خَيرٌ مِنكَ قَالَ النّبِيّص وَ لِمَ ذَلِكَ قَالُوا لِأَنّهُ رَكِبَ السّفِينَةَ فَجَرَت عَلَي الجوُديِ‌ّ قَالَ النّبِيّص لَقَد أُعطِيتُ أَنَا أَفضَلَ مِن ذَلِكَ قَالُوا وَ مَا ذَلِكَ قَالَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أعَطاَنيِ‌ نَهَراً فِي السّمَاءِ مَجرَاهُ تَحتَ العَرشِ عَلَيهِ أَلفُ أَلفِ قَصرٍ لَبِنَةٌ مِن ذَهَبٍ وَ لَبِنَةٌ مِن فِضّةٍ حَشِيشُهَا الزّعفَرَانُ وَ رُضرَاضُهَا الدّرّ وَ اليَاقُوتُ وَ أَرضُهَا المِسكُ الأَبيَضُ فَذَلِكَ خَيرٌ لِي وَ لأِمُتّيِ‌ وَ ذَلِكَ قَولُهُ تَعَالَيإِنّا أَعطَيناكَ الكَوثَرَقَالُوا صَدَقتَ يَا مُحَمّدُ وَ هُوَ مَكتُوبٌ فِي التّورَاةِ هَذَا خَيرٌ مِن ذَاكَ قَالَ النّبِيّص هَذِهِ ثَلَاثَةٌ قَالُوا اِبرَاهِيمُ خَيرٌ مِنكَ قَالَ وَ لِمَ ذَلِكَ قَالُوا لِأَنّ اللّهَ تَعَالَي اتّخَذَهُ خَلِيلًا قَالَ النّبِيّص إِن كَانَ اِبرَاهِيمُ ع خَلِيلَهُ فَأَنَا حَبِيبُهُ مُحَمّدٌ قَالُوا وَ لِمَ سُمّيتَ مُحَمّداً قَالَ سمَاّنيِ‌َ اللّهُ مُحَمّداً وَ شَقّ اسميِ‌ مِنِ اسمِهِ هُوَ المَحمُودُ وَ أَنَا مُحَمّدٌ وَ أمُتّيِ‌ الحَامِدُونَ


صفحه : 291

قَالَتِ اليَهُودُ صَدَقتَ يَا مُحَمّدُ هَذَا خَيرٌ مِن ذَاكَ قَالَ النّبِيّص هَذِهِ أَربَعَةٌ قَالَتِ اليَهُودُ عِيسَي خَيرٌ مِنكَ قَالَ وَ لِمَ ذَاكَ قَالُوا لِأَنّ عِيسَي ابنَ مَريَمَ كَانَ ذَاتَ يَومٍ بِعَقَبَةِ بَيتِ المَقدِسِ فَجَاءَتهُ الشّيَاطِينُ لِيَحمِلُوهُ فَأَمَرَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ جَبرَئِيلَ ع أَنِ اضرِب بِجَنَاحِكَ الأَيمَنِ وُجُوهَ الشّيَاطِينِ وَ أَلقِهِم فِي النّارِ فَضَرَبَ بِأَجنِحَتِهِ وُجُوهَهُم وَ أَلقَاهُم فِي النّارِ قَالَ النّبِيّص لَقَد أُعطِيتُ أَنَا أَفضَلَ مِن ذَلِكَ قَالُوا وَ مَا هُوَ قَالَ أَقبَلتُ يَومَ بَدرٍ مِن قِتَالِ المُشرِكِينَ وَ أَنَا جَائِعٌ شَدِيدَ الجَوعِ فَلَمّا وَرَدتُ المَدِينَةَ استقَبلَتَنيِ‌ امرَأَةٌ يَهُودِيّةٌ وَ عَلَي رَأسِهَا جَفنَةٌ وَ فِي الجَفنَةِ جدَي‌ٌ مشَويِ‌ّ وَ فِي كُمّهَا شَيءٌ مِن سُكّرٍ فَقَالَتِ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي مَنَحَكَ السّلَامَةَ وَ أَعطَاكَ النّصرَ وَ الظّفَرَ عَلَي الأَعدَاءِ وَ إنِيّ‌ قَد كُنتُ نَذَرتُ لِلّهِ نَذراً إِن أَقبَلتَ سَالِماً غَانِماً مِن غَزَاةِ بَدرٍ لَأَذبَحَنّ هَذَا الجدَي‌َ وَ لَأَشوِيَنّهُ وَ لَأَحمِلَنّهُ إِلَيكَ لِتَأكُلَهُ فَقَالَ النّبِيّص فَنَزَلتُ عَن بغَلتَيِ‌َ الشّهبَاءِ وَ ضَرَبتُ بيِدَيِ‌ إِلَي الجدَي‌ِ لآِكُلَهُ فَاستَنطَقَ اللّهُ تَعَالَي الجدَي‌َ فَاستَوَي عَلَي أَربَعِ قَوَائِمَ وَ قَالَ يَا مُحَمّدُ لَا تأَكلُنيِ‌ فإَنِيّ‌ مَسمُومٌ قَالُوا صَدَقتَ يَا مُحَمّدُ هَذَا خَيرٌ مِن ذَلِكَ قَالَ النّبِيّص هَذِهِ خَمسَةٌ قَالُوا بَقِيَت وَاحِدَةٌ ثُمّ نَقُومُ مِن عِندِكَ قَالَ هَاتُوهُ قَالُوا سُلَيمَانُ خَيرٌ مِنكَ قَالَ وَ لِمَ ذَاكَ قَالُوا لِأَنّ اللّهَ تَعَالَي عَزّ وَ جَلّ سَخّرَ لَهُ الشّيَاطِينَ وَ الإِنسَ وَ الجِنّ وَ الرّيَاحَ وَ السّبَاعَ فَقَالَ النّبِيّص فَقَد سَخّرَ اللّهُ لِيَ البُرَاقَ وَ هُوَ خَيرٌ مِنَ الدّنيَا بِحَذَافِيرِهَا وَ هيِ‌َ دَابّةٌ مِن دَوَابّ الجَنّةِ وَجهُهَا مِثلُ وَجهِ آدمَيِ‌ّ وَ حَوَافِرُهَا مِثلُ حَوَافِرِ الخَيلِ وَ ذَنَبُهَا مِثلُ ذَنَبِ البَقَرِ فَوقَ الحِمَارِ وَ دُونَ البَغلِ سَرجُهُ مِن يَاقُوتَةٍ حَمرَاءَ وَ رِكَابُهُ مِن دُرّةٍ بَيضَاءَ مَزمُومَةً بِسَبعِينَ أَلفَ زِمَامٍ مِن ذَهَبٍ عَلَيهِ جَنَاحَانِ مُكَلّلَانِ بِالدّرّ وَ الجَوهَرِ وَ اليَاقُوتِ وَ الزّبَرجَدِ مَكتُوبٌ بَينَ عَينَيهِ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِص قَالَتِ اليَهُودُ صَدَقتَ يَا مُحَمّدُ وَ هُوَ مَكتُوبٌ فِي التّورَاةِ هَذَا خَيرٌ مِن ذَاكَ يَا مُحَمّدُ نَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّكَ رَسُولُ اللّهِ فَقَالَ لَهُم رَسُولُ اللّهِص لَقَد أَقَامَ نُوحٌ فِي قَومِهِ وَ دَعَاهُم أَلفَ سَنَةٍ إِلّا خَمسِينَ عَاماً ثُمّ وَصَفَهُمُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فَقَلّلَهُم فَقَالَوَ ما آمَنَ مَعَهُ إِلّا قَلِيلٌ وَ لَقَد تبَعِنَيِ‌ فِي


صفحه : 292

سنِيّ‌َ القَلِيلِ وَ عمُرُيِ‌َ اليَسِيرِ مَا لَم يَتبَع نُوحاً فِي طُولِ عُمُرِهِ وَ كِبَرِ سِنّهِ وَ إِنّ فِي الجَنّةِ عِشرِينَ وَ مِائَةَ صَفّ أمُتّيِ‌ مِنهَا ثَمَانُونَ صَفّاً وَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ جَعَلَ كتِاَبيِ‌َ المُهَيمِنَ عَلَي كُتُبِهِمُ النّاسِخَ لَهَا وَ لَقَد جِئتُ بِتَحلِيلِ مَا حَرّمُوا وَ تَحرِيمِ بَعضِ مَا أَحَلّوا مِن ذَلِكَ أَنّ مُوسَي جَاءَ بِتَحرِيمِ صَيدِ الحِيتَانِ يَومَ السّبتِ حَتّي إِنّ اللّهَ تَعَالَي قَالَ لِمَنِ اعتَدَي مِنهُمكُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَفَكَانُوا وَ لَقَد جِئتُ بِتَحلِيلِ صَيدِهَا حَتّي صَارَ صَيدُهَا حَلَالًا قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّأُحِلّ لَكُم صَيدُ البَحرِ وَ طَعامُهُ مَتاعاً لَكُم وَ جِئتُ بِتَحلِيلِ الشّحُومِ كُلّهَا وَ كُنتُم لَا تَأكُلُونَهَا ثُمّ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ صَلّي عَلَيّ فِي كِتَابِهِ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّإِنّ اللّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَي النّبِيّ يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا صَلّوا عَلَيهِ وَ سَلّمُوا تَسلِيماً ثُمّ وصَفَنَيِ‌َ اللّهُ تَعَالَي بِالرّأفَةِ وَ الرّحمَةِ وَ ذَكَرَ فِي كِتَابِهِلَقَد جاءَكُم رَسُولٌ مِن أَنفُسِكُم عَزِيزٌ عَلَيهِ ما عَنِتّم حَرِيصٌ عَلَيكُم بِالمُؤمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ وَ أَنزَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَلّا يكُلَمّوُنيِ‌ حَتّي يَتَصَدّقُوا بِصَدَقَةٍ وَ مَا كَانَ ذَلِكَ لنِبَيِ‌ّ قَطّ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيتُمُ الرّسُولَ فَقَدّمُوا بَينَ يدَيَ‌ نَجواكُم صَدَقَةً ثُمّ وَضَعَهَا عَنهُم بَعدَ أَنِ افتَرَضَهَا عَلَيهِم بِرَحمَتِهِ

بيان لعل ذكرهم لعيسي علي نبينا وآله و عليه السلام كان من جانب النصاري وبزعمهم وإقباله ص علي أكل الجدي‌ كان قبل نزول حرمة ذبائح أهل الكتاب أو كان لظهور المعجزة لالقصد الأكل أو كان أخبر أنه ذبحه مسلم

4-ج ،[الإحتجاج ] عَن ثَوبَانَ قَالَ إِنّ يَهُودِيّاً جَاءَ إِلَي النّبِيّص فَقَالَ يَا مُحَمّدُ


صفحه : 293

أَسأَلُكَ فتَخُبرِنُيِ‌ فَرَكَضَهُ ثَوبَانُ بِرِجلِهِ وَ قَالَ قُل يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ لَا أَدعُوهُ إِلّا بِمَا سَمّاهُ أَهلُهُ فَقَالَ أَ رَأَيتَ قَولَهُ عَزّ وَ جَلّيَومَ تُبَدّلُ الأَرضُ غَيرَ الأَرضِوَ السّماواتُ مَطوِيّاتٌ بِيَمِينِهِأَينَ النّاسُ يَومَئِذٍ فَقَالَ فِي الظّلمَةِ دُونَ المَحشَرِ قَالَ فَمَا أَوّلُ مَا يَأكُلُ أَهلُ الجَنّةِ إِذَا دَخَلُوهَا قَالَ كَبِدُ الحُوتِ قَالَ فَمَا طَعَامُهُم عَلَي أَثَرِ ذَلِكَ قَالَ كَبِدُ الثّورِ قَالَ فَمَا شَرَابُهُم عَلَي أَثَرِ ذَلِكَ قَالَ السّلسَبِيلُ قَالَ صَدَقتَ يَا مُحَمّدُ أَسأَلُكَ عَن شَيءٍ لَا يَعلَمُهُ إِلّا نبَيِ‌ّ قَالَ وَ مَا هُوَ قَالَ عَن شَبَهِ الوَلَدِ أَبَاهُ وَ أُمّهُ قَالَ مَاءُ الرّجُلِ أَبيَضُ غَلِيظٌ وَ مَاءُ المَرأَةِ أَصفَرُ رَقِيقٌ فَإِذَا عَلَا مَاءُ الرّجُلِ مَاءَ المَرأَةِ كَانَ الوَلَدُ ذَكَراً بِإِذنِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ مِن قِبَلِ ذَلِكَ يَكُونُ الشّبَهُ وَ إِذَا عَلَا مَاءُ المَرأَةِ مَاءَ الرّجُلِ خَرَجَ الوَلَدُ أُنثَي بِإِذنِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ مِن قِبَلِ ذَلِكَ يَكُونُ الشّبَهُ ثُمّ قَالَص وَ ألّذِي نفَسيِ‌ بِيَدِهِ مَا كَانَ عنِديِ‌ شَيءٌ مِمّا سأَلَتنَيِ‌ عَنهُ حَتّي أَنبَأَنِيهِ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِي مجَلسِيِ‌ هَذَا

ع ،[علل الشرائع ]الدّقّاقُ عَن حَمزَةَ بنِ القَاسِمِ العلَوَيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ البَزّازِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُوسَي الفَرّاءِ عَن مُحَمّدِ بنِ ثَورٍ عَن مُعَمّرِ بنِ يَحيَي عَن يَحيَي بنِ أَبِي كَثِيرٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُرّةَ عَن ثَوبَانَ أَنّ يَهُودِيّاً جَاءَ الخَبَرَ إِلّا أَنّ فِيهِ كَبِدُ الحُوتِ قَالَ فَمَا شَرَابُهُم


صفحه : 294

5- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِي الحَسَنِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ البرَقيِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ جَبَلَةَ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَجَاءَ نَفَرٌ مِنَ اليَهُودِ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ يَا مُحَمّدُ أَنتَ ألّذِي تَزعُمُ أَنّكَ رَسُولُ اللّهِ وَ أَنّكَ ألّذِي يُوحَي إِلَيكَ كَمَا أوُحيِ‌َ إِلَي مُوسَي بنِ عِمرَانَ فَسَكَتَ النّبِيّص سَاعَةً ثُمّ قَالَ نَعَم أَنَا سَيّدُ وُلدِ آدَمَ وَ لَا فَخرَ وَ أَنَا خَاتَمُ النّبِيّينَ وَ إِمَامُ المُتّقِينَ وَ رَسُولُ رَبّ العَالَمِينَ قَالُوا إِلَي مَن إِلَي العَرَبِ أَم إِلَي العَجَمِ أَم إِلَينَا فَأَنزَلَ اللّهُ تَعَالَي هَذِهِ الآيَةَقُل يَا مُحَمّدُيا أَيّهَا النّاسُ إنِيّ‌ رَسُولُ اللّهِ إِلَيكُم جَمِيعاً قَالَ اليهَوُديِ‌ّ ألّذِي كَانَ أَعلَمَهُم يَا مُحَمّدُ إنِيّ‌ أَسأَلُكَ عَن عَشرِ كَلِمَاتٍ أَعطَي اللّهُ مُوسَي بنَ عِمرَانَ فِي البُقعَةِ المُبَارَكَةِ حَيثُ نَاجَاهُ لَا يَعلَمُهَا إِلّا نبَيِ‌ّ مُرسَلٌ أَو مَلَكٌ مُقَرّبٌ قَالَ النّبِيّص سلَنيِ‌ قَالَ أخَبرِنيِ‌ يَا مُحَمّدُ عَنِ الكَلِمَاتِ التّيِ‌ اختَارَهُنّ اللّهُ لِإِبرَاهِيمَ ع حَيثُ بَنَي البَيتَ قَالَ النّبِيّص نَعَم سُبحَانَ اللّهِ وَ الحَمدُ لِلّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ اللّهُ أَكبَرُ قَالَ اليهَوُديِ‌ّ فبَأِيَ‌ّ شَيءٍ بَنَي هَذِهِ الكَعبَةَ مُرَبّعَةً قَالَ النّبِيّص بِالكَلِمَاتِ الأَربَعِ قَالَ لأِيَ‌ّ شَيءٍ سُمّيَتِ الكَعبَةُ قَالَ النّبِيّ لِأَنّهَا وَسَطُ الدّنيَا قَالَ اليهَوُديِ‌ّ أخَبرِنيِ‌ عَن تَفسِيرِ سُبحَانَ اللّهِ وَ الحَمدُ لِلّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ اللّهُ أَكبَرُ قَالَ النّبِيّص عَلِمَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَنّ بنَيِ‌ آدَمَ يَكذِبُونَ عَلَي اللّهِ فَقَالَ سُبحَانَ اللّهِ تَبَرّياً مِمّا يَقُولُونَ وَ أَمّا قَولُهُ الحَمدُ لِلّهِ فَإِنّهُ عَلِمَ أَنّ العِبَادَ لَا يُؤَدّونَ شُكرَ نِعمَتِهِ فَحَمِدَ نَفسَهُ قَبلَ أَن يَحمَدُوهُ وَ هُوَ أَوّلُ الكَلَامِ لَو لَا ذَلِكَ لَمَا أَنعَمَ اللّهُ عَلَي أَحَدٍ بِنِعمَتِهِ فَقَولُهُ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ يعَنيِ‌ وَحدَانِيّتَهُ لَا يَقبَلُ اللّهُ الأَعمَالَ إِلّا بِهَا وَ هيِ‌َ كَلِمَةُ التّقوَي يُثقِلُ اللّهُ بِهَا المَوَازِينَ يَومَ القِيَامَةِ وَ أَمّا قَولُهُ اللّهُ أَكبَرُ فهَيِ‌َ كَلِمَةٌ أَعلَي الكَلِمَاتِ وَ أَحَبّهَا إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ يعَنيِ‌ أَنّهُ لَيسَ شَيءٌ أَكبَرَ منِيّ‌ لَا تُفتَتَحُ الصّلَاةُ إِلّا بِهَا لِكَرَامَتِهَا عَلَي اللّهِ وَ هُوَ الِاسمُ الأَعَزّ الأَكرَمُ قَالَ اليهَوُديِ‌ّ صَدَقتَ يَا مُحَمّدُ فَمَا جَزَاءُ قَائِلِهَا قَالَ


صفحه : 295

إِذَا قَالَ العَبدُ سُبحَانَ اللّهِ سَبّحَ مَعَهُ مَا دُونَ العَرشِ فَيُعطَي قَائِلُهَا عَشرَ أَمثَالِهَا وَ إِذَا قَالَ الحَمدُ لِلّهِ أَنعَمَ اللّهُ عَلَيهِ بِنَعِيمِ الدّنيَا مَوصُولًا بِنَعِيمِ الآخِرَةِ وَ هيِ‌َ الكَلِمَةُ التّيِ‌ يَقُولُهَا أَهلُ الجَنّةِ إِذَا دَخَلُوهَا وَ يَنقَطِعُ الكَلَامُ ألّذِي يَقُولُونَ فِي الدّنيَا مَا خَلَا الحَمدَ لِلّهِ وَ ذَلِكَ قَولُهُ عَزّ وَ جَلّدَعواهُم فِيها سُبحانَكَ أللّهُمّ وَ تَحِيّتُهُم فِيها سَلامٌ وَ آخِرُ دَعواهُم أَنِ الحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ وَ أَمّا قَولُهُ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ فَالجَنّةُ جَزَاؤُهُ وَ ذَلِكَ قَولُهُ عَزّ وَ جَلّهَل جَزاءُ الإِحسانِ إِلّا الإِحسانُ يَقُولُ هَل جَزَاءُ مَن قَالَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ إِلّا الجَنّةُ فَقَالَ اليهَوُديِ‌ّ صَدَقتَ يَا مُحَمّدُ قَد أَخبَرتَ وَاحِدَةً فَتَأذَنُ لِي أَن أَسأَلَكَ الثّانِيَةَ فَقَالَ النّبِيّص سلَنيِ‌ عَمّا شِئتَ وَ جَبرَئِيلُ عَن يَمِينِ النّبِيّص وَ مِيكَائِيلُ عَن يَسَارِهِ يُلَقّنَانِهِ فَقَالَ اليهَوُديِ‌ّ لأِيَ‌ّ شَيءٍ سُمّيتَ مُحَمّداً وَ أَحمَدَ وَ أَبَا القَاسِمِ وَ بَشِيراً وَ نَذِيراً وَ دَاعِياً فَقَالَ النّبِيّص أَمّا مُحَمّدٌ فإَنِيّ‌ مَحمُودٌ فِي الأَرضِ وَ أَمّا أَحمَدُ فإَنِيّ‌ مَحمُودٌ فِي السّمَاءِ وَ أَمّا أَبُو القَاسِمِ فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَقسِمُ يَومَ القِيَامَةِ قِسمَةَ النّارِ فَمَن كَفَرَ بيِ‌ مِنَ الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ ففَيِ‌ النّارِ وَ يَقسِمُ قِسمَةَ الجَنّةِ فَمَن آمَنَ بيِ‌ وَ أَقَرّ بنِبُوُتّيِ‌ ففَيِ‌ الجَنّةِ وَ أَمّا الداّعيِ‌ فإَنِيّ‌ أَدعُو النّاسَ إِلَي دِينِ ربَيّ‌ وَ أَمّا النّذِيرُ فإَنِيّ‌ أُنذِرُ بِالنّارِ مَن عصَاَنيِ‌ وَ أَمّا البَشِيرُ فإَنِيّ‌ أُبَشّرُ بِالجَنّةِ مَن أطَاَعنَيِ‌ قَالَ صَدَقتَ يَا مُحَمّدُ فأَخَبرِنيِ‌ عَنِ اللّهِ لأِيَ‌ّ شَيءٍ وَقّتَ هَذِهِ الخَمسَ صَلَوَاتٍ فِي خَمسِ مَوَاقِيتَ عَلَي أُمّتِكَ فِي سَاعَاتِ اللّيلِ وَ النّهَارِ قَالَ النّبِيّص إِنّ الشّمسَ عِندَ الزّوَالِ لَهَا حَلقَةٌ تَدخُلُ فِيهَا فَإِذَا دَخَلَت فِيهَا زَالَتِ الشّمسُ فَيُسَبّحُ كُلّ شَيءٍ دُونَ العَرشِ لِوَجهِ ربَيّ‌ وَ هيِ‌َ السّاعَةُ التّيِ‌ يصُلَيّ‌ عَلَيّ فِيهَا ربَيّ‌ فَفَرَضَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ


صفحه : 296

عَلَيّ وَ عَلَي أمُتّيِ‌ فِيهَا الصّلَاةَ وَ قَالَأَقِمِ الصّلاةَ لِدُلُوكِ الشّمسِ إِلي غَسَقِ اللّيلِ وَ هيِ‌َ السّاعَةُ التّيِ‌ يُؤتَي فِيهَا بِجَهَنّمَ يَومَ القِيَامَةِ فَمَا مِن مُؤمِنٍ يُوَفّقُ تِلكَ السّاعَةَ أَن يَكُونَ سَاجِداً أَو رَاكِعاً أَو قَائِماً إِلّا حَرّمَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ جَسَدَهُ عَلَي النّارِ وَ أَمّا صَلَاةُ العَصرِ فهَيِ‌َ السّاعَةُ التّيِ‌ أَكَلَ فِيهَا آدَمُ مِنَ الشّجَرَةِ فَأَخرَجَهُ اللّهُ تَعَالَي مِنَ الجَنّةِ فَأَمَرَ اللّهُ ذُرّيّتَهُ بِهَذِهِ الصّلَاةِ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ وَ اختَارَهَا لأِمُتّيِ‌ فهَيِ‌َ مِن أَحَبّ الصّلَوَاتِ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ أوَصاَنيِ‌ أَن أَحفَظَهَا مِن بَينِ الصّلَوَاتِ وَ أَمّا صَلَاةُ المَغرِبِ فهَيِ‌َ السّاعَةُ التّيِ‌ تَابَ اللّهُ فِيهَا عَلَي آدَمَ ع وَ كَانَ بَينَ مَا أَكَلَ مِنَ الشّجَرَةِ وَ بَينَ مَا تَابَ اللّهُ تَعَالَي فِيهَا عَلَيهِ ثَلَاثُمِائَةِ سَنَةٍ مِن أَيّامِ الدّنيَا وَ فِي أَيّامِ الآخِرَةِ يَومٌ كَأَلفِ سَنَةٍ مِن وَقتِ صَلَاةِ العَصرِ إِلَي العِشَاءِ فَصَلّي آدَمُ ثَلَاثَ رَكَعَاتٍ رَكعَةً لِخَطِيئَتِهِ وَ رَكعَةً لِخَطِيئَةِ حَوّاءَ وَ رَكعَةً لِتَوبَتِهِ فَافتَرَضَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ هَذِهِ الثّلَاثَ الرّكَعَاتِ عَلَي أمُتّيِ‌ وَ هيِ‌َ السّاعَةُ التّيِ‌ يُستَجَابُ فِيهَا الدّعَاءُ فوَعَدَنَيِ‌ ربَيّ‌ أَن يَستَجِيبَ لِمَن دَعَاهُ فِيهَا وَ هَذِهِ الصّلَوَاتُ التّيِ‌ أمَرَنَيِ‌ بِهَا ربَيّ‌ عَزّ وَ جَلّ فَقَالَفَسُبحانَ اللّهِ حِينَ تُمسُونَ وَ حِينَ تُصبِحُونَ وَ أَمّا صَلَاةُ العِشَاءِ الآخِرَةِ فَإِنّ لِلقَبرِ ظُلمَةً وَ لِيَومِ القِيَامَةِ ظُلمَةً أمَرَنَيِ‌َ اللّهُ وَ أمُتّيِ‌ بِهَذِهِ الصّلَاةِ فِي ذَلِكَ الوَقتِ لِتُنَوّرَ لَهُمُ القُبُورَ وَ لِيُعطَوُا النّورَ عَلَي الصّرَاطِ وَ مَا مِن قَدَمٍ مَشَت إِلَي صَلَاةِ العَتَمَةِ إِلّا حَرّمَ اللّهُ تَعَالَي جَسَدَهَا عَلَي النّارِ وَ هيِ‌َ الصّلَاةُ التّيِ‌ اختَارَهَا اللّهُ لِلمُرسَلِينَ قبَليِ‌ وَ أَمّا صَلَاةُ الفَجرِ فَإِنّ الشّمسَ إِذَا طَلَعَت تَطلُعُ عَلَي قرَنيَ‌ِ الشّيطَانِ فأَمَرَنَيِ‌َ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَن أصُلَيّ‌َ صَلَاةَ الفَجرِ قَبلَ طُلُوعِ الشّمسِ وَ قَبلَ أَن يَسجُدَ لَهَا الكَافِرُ فَتَسجُدُ أمُتّيِ‌ لِلّهِ وَ سُرعَتُهَا أَحَبّ إِلَي اللّهِ وَ هيِ‌َ الصّلَاةُ التّيِ‌ تَشهَدُهَا مَلَائِكَةُ اللّيلِ وَ مَلَائِكَةُ النّهَارِ


صفحه : 297

قَالَ صَدَقتَ يَا مُحَمّدُ فأَخَبرِنيِ‌ لأِيَ‌ّ شَيءٍ تُوَضّأُ هَذِهِ الجَوَارِحُ الأَربَعُ وَ هيِ‌َ أَنظَفُ المَوَاضِعِ فِي الجَسَدِ قَالَ النّبِيّص لَمّا أَن وَسوَسَ الشّيطَانُ إِلَي آدَمَ وَ دَنَا آدَمُ مِنَ الشّجَرَةِ وَ نَظَرَ إِلَيهَا ذَهَبَ مَاءُ وَجهِهِ ثُمّ قَامَ وَ هُوَ أَوّلُ قَدَمٍ مَشَت إِلَي الخَطِيئَةِ ثُمّ تَنَاوَلَ بِيَدِهِ ثُمّ مَسّهَا فَأَكَلَ مِنهَا فَطَارَ الحلُيِ‌ّ وَ الحُلَلُ عَن جَسَدِهِ ثُمّ وَضَعَ يَدَهُ عَلَي أُمّ رَأسِهِ وَ بَكَي فَلَمّا تَابَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَلَيهِ فَرَضَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَلَيهِ وَ عَلَي ذُرّيّتِهِ الوُضُوءَ عَلَي هَذِهِ الجَوَارِحِ الأَربَعِ وَ أَمَرَهُ أَن يَغسِلَ الوَجهَ لِمَا نَظَرَ إِلَي الشّجَرَةِ وَ أَمَرَهُ بِغَسلِ السّاعِدَينِ إِلَي المِرفَقَينِ لِمَا تَنَاوَلَ مِنهَا وَ أَمَرَهُ بِمَسحِ الرّأسِ لِمَا وَضَعَ يَدَهُ عَلَي رَأسِهِ وَ أَمَرَهُ بِمَسحِ القَدَمَينِ لِمَا مَشَي إِلَي الخَطِيئَةِ ثُمّ سَنّ عَلَي أمُتّيِ‌ المَضمَضَةَ لتِنُقَيّ‌َ القَلبَ مِنَ الحَرَامِ وَ الِاستِنشَاقَ لِتَحرُمَ عَلَيهِم رَائِحَةُ النّارِ وَ نَتنُهَا قَالَ اليهَوُديِ‌ّ صَدَقتَ يَا مُحَمّدُ فَمَا جَزَاءُ عَامِلِهَا قَالَ النّبِيّص أَوّلُ مَا يَمَسّ المَاءَ يَتَبَاعَدُ عَنهُ الشّيطَانُ وَ إِذَا تَمَضمَضَ نَوّرَ اللّهُ قَلبَهُ وَ لِسَانَهُ بِالحِكمَةِ فَإِذَا استَنشَقَ أَمِنَهُ اللّهُ مِنَ النّارِ وَ رَزَقَهُ رَائِحَةَ الجَنّةِ فَإِذَا غَسَلَ وَجهَهُ بَيّضَ اللّهُ وَجهَهُ يَومَ تَبيَضّ فِيهِ وُجُوهٌ وَ تَسوَدّ فِيهِ وُجُوهٌ وَ إِذَا غَسَلَ سَاعِدَيهِ حَرّمَ اللّهُ عَلَيهِ أَغلَالَ النّارِ وَ إِذَا مَسَحَ رَأسَهُ مَسَحَ اللّهُ سَيّئَاتِهِ وَ إِذَا مَسَحَ قَدَمَيهِ أَجَازَهُ اللّهُ عَلَي الصّرَاطِ يَومَ تَزِلّ فِيهِ الأَقدَامُ قَالَ صَدَقتَ يَا مُحَمّدُ فأَخَبرِنيِ‌ عَنِ الخَامِسَةِ لأِيَ‌ّ شَيءٍ أَمَرَ اللّهُ بِالِاغتِسَالِ مِنَ الجَنَابَةِ وَ لَم يَأمُر مِنَ البَولِ وَ الغَائِطِ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ آدَمَ لَمّا أَكَلَ مِنَ


صفحه : 298

الشّجَرَةِ دَبّ ذَلِكَ فِي عُرُوقِهِ وَ شَعرِهِ وَ بَشَرِهِ فَإِذَا جَامَعَ الرّجُلُ أَهلَهُ خَرَجَ المَاءُ مِن كُلّ عِرقٍ وَ شَعرَةٍ فَأَوجَبَ اللّهُ عَلَي ذُرّيّتِهِ الِاغتِسَالَ مِنَ الجَنَابَةِ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ وَ البَولُ يَخرُجُ مِن فَضلَةِ الشّرَابِ ألّذِي يَشرَبُهُ الإِنسَانُ وَ الغَائِطُ يَخرُجُ مِن فَضلَةِ الطّعَامِ ألّذِي يَأكُلُهُ فَعَلَيهِم مِنهُمَا الوُضُوءُ قَالَ اليهَوُديِ‌ّ صَدَقتَ يَا مُحَمّدُ فأَخَبرِنيِ‌ مَا جَزَاءُ مَنِ اغتَسَلَ مِنَ الحَلَالِ قَالَ النّبِيّص إِنّ المُؤمِنَ إِذَا جَامَعَ أَهلَهُ بَسَطَ سَبعُونَ أَلفَ مَلَكٍ جَنَاحَهُ وَ تَنزِلُ الرّحمَةُ فَإِذَا اغتَسَلَ بَنَي اللّهُ لَهُ بِكُلّ قَطرَةٍ بَيتاً فِي الجَنّةِ وَ هُوَ سِرّ فِيمَا بَينَ اللّهِ وَ بَينَ خَلقِهِ يعَنيِ‌ الِاغتِسَالَ مِنَ الجَنَابَةِ قَالَ اليهَوُديِ‌ّ صَدَقتَ يَا مُحَمّدُ فأَخَبرِنيِ‌ عَنِ السّادِسِ عَن خَمسَةِ أَشيَاءَ مَكتُوبَاتٍ فِي التّورَاةِ أَمَرَ اللّهُ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ أَن يَقتَدُوا بِمُوسَي فِيهَا مِن بَعدِهِ قَالَ النّبِيّص فَأَنشَدتُكَ بِاللّهِ إِن أَنَا أَخبَرتُكَ تُقِرّ لِي قَالَ اليهَوُديِ‌ّ نَعَم يَا مُحَمّدُ قَالَ فَقَالَ النّبِيّص أَوّلُ مَا فِي التّورَاةِ مَكتُوبٌ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِص وَ هيِ‌َ بِالعِبرَانِيّةِ طاب ثُمّ تَلَا رَسُولُ اللّهِص هَذِهِ الآيَةَيَجِدُونَهُ مَكتُوباً عِندَهُم فِي التّوراةِ وَ الإِنجِيلِوَ مُبَشّراً بِرَسُولٍ يأَتيِ‌ مِن بعَديِ‌ اسمُهُ أَحمَدُ وَ فِي السّطرِ الثاّنيِ‌ اسمُ وصَيِيّ‌ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَ الثّالِثِ وَ الرّابِعِ سبِطيَ‌ّ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ وَ فِي السّطرِ الخَامِسِ أُمّهِمَا فَاطِمَةَ سَيّدَةِ نِسَاءِ العَالَمِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهَا وَ فِي التّورَاةِ اسمُ وصَيِيّ‌ إِليَا وَ اسمُ السّبطَينِ شَبّرَ وَ شَبِيرٍ وَ هُمَا نُورَا فَاطِمَةَ ع قَالَ اليهَوُديِ‌ّ صَدَقتَ يَا مُحَمّدُ فأَخَبرِنيِ‌ عَن فَضلِكُم أَهلَ البَيتِ قَالَ النّبِيّص لِي فَضلٌ عَلَي النّبِيّينَ فَمَا مِن نبَيِ‌ّ إِلّا دَعَا عَلَي قَومِهِ بِدَعوَةٍ وَ أَنَا أَخّرتُ دعَوتَيِ‌ لأِمُتّيِ‌ لِأَشفَعَ لَهُم يَومَ القِيَامَةِ وَ أَمّا فَضلُ أَهلِ بيَتيِ‌ وَ ذرُيّتّيِ‌ عَلَي غَيرِهِم كَفَضلِ المَاءِ عَلَي كُلّ شَيءٍ وَ بِهِ حَيَاةُ كُلّ شَيءٍ وَ حُبّ أَهلِ بيَتيِ‌ وَ ذرُيّتّيِ‌ استِكمَالُ الدّينِ وَ تَلَا رَسُولُ اللّهِص هَذِهِ الآيَةَاليَومَ أَكمَلتُ لَكُم دِينَكُم وَ أَتمَمتُ عَلَيكُم نعِمتَيِ‌ وَ رَضِيتُ لَكُمُ الإِسلامَ دِيناً إِلَي آخِرِ الآيَةِ قَالَ اليهَوُديِ‌ّ صَدَقتَ يَا مُحَمّدُ فأَخَبرِنيِ‌ بِالسّابِعِ مَا فَضلُ الرّجَالَ عَلَي النّسَاءِ


صفحه : 299

قَالَ النّبِيّص كَفَضلِ السّمَاءِ عَلَي الأَرضِ وَ كَفَضلِ المَاءِ عَلَي الأَرضِ فَبِالمَاءِ يَحيَا الأَرضَ وَ بِالرّجَالِ تَحيَا النّسَاءُ لَو لَا الرّجَالُ مَا خُلِقَ النّسَاءُ لِقَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّالرّجالُ قَوّامُونَ عَلَي النّساءِ بِما فَضّلَ اللّهُ بَعضَهُم عَلي بَعضٍ قَالَ اليهَوُديِ‌ّ لأِيَ‌ّ شَيءٍ كَانَ هَكَذَا قَالَ النّبِيّص خَلَقَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ آدَمَ مِن طِينٍ وَ مِن فَضلَتِهِ وَ بَقِيّتِهِ خُلِقَت حَوّاءُ وَ أَوّلُ مَن أَطَاعَ النّسَاءَ آدَمُ فَأَنزَلَهُ اللّهُ مِنَ الجَنّةِ وَ قَد بَيّنَ فَضلَ الرّجَالِ عَلَي النّسَاءِ فِي الدّنيَا أَ لَا تَرَي إِلَي النّسَاءِ كَيفَ يَحِضنَ وَ لَا يُمكِنُهُنّ العِبَادَةُ مِنَ القَذَارَةِ وَ الرّجَالُ لَا يُصِيبُهُم شَيءٌ مِنَ الطّمَثِ قَالَ اليهَوُديِ‌ّ صَدَقتَ يَا مُحَمّدُ فأَخَبرِنيِ‌ لأِيَ‌ّ شَيءٍ فَرَضَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ الصّومَ عَلَي أُمّتِكَ بِالنّهَارِ ثَلَاثِينَ يَوماً وَ فَرَضَ عَلَي الأُمَمِ أَكثَرَ مِن ذَلِكَ قَالَ النّبِيّص إِنّ آدَمَ لَمّا أَكَلَ مِنَ الشّجَرَةِ بقَيِ‌َ فِي بَطنِهِ ثَلَاثِينَ يَوماً وَ فَرَضَ[فَفَرَضَ] اللّهُ عَلَي ذُرّيّتِهِ ثَلَاثِينَ يَوماً الجُوعَ وَ العَطَشَ وَ ألّذِي يَأكُلُونَهُ بِاللّيلِ تَفَضّلٌ مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ عَلَيهِم وَ كَذَلِكَ كَانَ عَلَي آدَمَ فَفَرَضَ اللّهُ عَلَي أمُتّيِ‌ ذَلِكَ ثُمّ تَلَا رَسُولُ اللّهِص هَذِهِ الآيَةَكُتِبَ عَلَيكُمُ الصّيامُ كَما كُتِبَ عَلَي الّذِينَ مِن قَبلِكُم لَعَلّكُم تَتّقُونَ أَيّاماً مَعدُوداتٍ قَالَ اليهَوُديِ‌ّ صَدَقتَ يَا مُحَمّدُ فَمَا جَزَاءُ مَن صَامَهَا فَقَالَ النّبِيّص مَا مِن مُؤمِنٍ يَصُومُ شَهرَ رَمَضَانَ احتِسَاباً إِلّا أَوجَبَ اللّهُ لَهُ سَبعَ خِصَالٍ أَوّلُهَا يَذُوبُ الحَرَامَ فِي جَسَدِهِ وَ الثّانِيَةُ يَقرُبُ مِن رَحمَةِ اللّهِ وَ الثّالِثَةُ يَكُونُ قَد كَفّرَ خَطِيئَةَ أَبِيهِ آدَمَ وَ الرّابِعَةُ يُهَوّنُ اللّهُ عَلَيهِ سَكَرَاتِ المَوتِ وَ الخَامِسَةُ أَمَانٌ مِنَ الجُوعِ وَ العَطَشِ يَومَ القِيَامَةِ وَ السّادِسَةُ يُعطِيهِ اللّهُ بَرَاءَةً مِنَ النّارِ وَ السّابِعَةُ يُطعِمُهُ اللّهُ مِن ثَمَرَاتِ الجَنّةِ قَالَ صَدَقتَ يَا مُحَمّدُ فأَخَبرِنيِ‌ عَنِ التّاسِعَةِ لأِيَ‌ّ شَيءٍ أَمَرَ اللّهُ بِالوُقُوفِ بِعَرَفَاتٍ بَعدَ العَصرِ قَالَ النّبِيّص إِنّ العَصرَ هيِ‌َ السّاعَةُ التّيِ‌ عَصَي فِيهَا آدَمُ رَبّهُ وَ فَرَضَ


صفحه : 300

اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَلَي أمُتّيِ‌َ الوُقُوفَ وَ التّضَرّعَ وَ الدّعَاءَ فِي أَحَبّ المَوَاضِعِ إِلَيهِ وَ تَكَفّلَ لَهُم بِالجَنّةِ وَ السّاعَةُ التّيِ‌ يَنصَرِفُ فِيهَا النّاسُ هيِ‌َ السّاعَةُ التّيِ‌ تَلَقّي فِيهَا آدَمُ مِن رَبّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيهِ إِنّهُ هُوَ التّوّابُ الرّحِيمُ ثُمّ قَالَ النّبِيّص وَ ألّذِي بعَثَنَيِ‌ بِالحَقّ بَشِيراً وَ نَذِيراً إِنّ لِلّهِ بَاباً فِي السّمَاءِ الدّنيَا يُقَالُ لَهُ بَابُ الرّحمَةِ وَ بَابُ التّوبَةِ وَ بَابُ الحَاجَاتِ وَ بَابَ التّفَضّلِ وَ بَابُ الإِحسَانِ وَ بَابُ الجُودِ وَ بَابُ الكَرَمِ وَ بَابُ العَفوِ وَ لَا يَجتَمِعُ بِعَرَفَاتٍ أَحَدٌ إِلّا استَأهَلَ مِنَ اللّهِ فِي ذَلِكَ الوَقتِ هَذِهِ الخِصَالَ وَ إِنّ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ مِائَةَ أَلفِ مَلَكٍ مَعَ كُلّ مَلَكٍ مِائَةٌ وَ عِشرُونَ أَلفَ مَلَكٍ وَ لِلّهِ رَحمَةٌ عَلَي أَهلِ عَرَفَاتٍ يُنزِلُهَا عَلَي أَهلِ عَرَفَاتٍ فَإِذَا انصَرَفُوا أَشهَدَ اللّهُ مَلَائِكَتَهُ بِعِتقِ أَهلِ عَرَفَاتٍ مِنَ النّارِ وَ أَوجَبَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَهُمُ الجَنّةَ وَ نَادَي مُنَادٍ انصَرِفُوا مَغفُورِينَ فَقَد أرَضيَتمُوُنيِ‌ وَ رَضِيتُ عَنكُم قَالَ اليهَوُديِ‌ّ صَدَقتَ يَا مُحَمّدُ فأَخَبرِنيِ‌ عَنِ العَاشِرَةِ عَن سَبعِ خِصَالٍ أَعطَاكَ اللّهُ تَعَالَي مِن بَينِ النّبِيّينَ وَ أَعطَي أُمّتَكَ مِن بَينِ الأُمَمِ فَقَالَ النّبِيّص أعَطاَنيِ‌َ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فَاتِحَةَ الكِتَابِ وَ الأَذَانَ وَ الجَمَاعَةَ فِي المَسجِدِ وَ يَومَ الجُمُعَةِ وَ الإِجهَارَ فِي ثَلَاثِ صَلَوَاتٍ وَ الرّخَصَ لأِمُتّيِ‌ عِندَ الأَمرَاضِ وَ السّفَرِ وَ الصّلَاةَ عَلَي الجَنَائِزِ وَ الشّفَاعَةَ لِأَصحَابِ الكَبَائِرِ مِن أمُتّيِ‌ قَالَ اليهَوُديِ‌ّ صَدَقتَ يَا مُحَمّدُ فَمَا جَزَاءُ مَن قَرَأَ فَاتِحَةَ الكِتَابِ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن قَرَأَ فَاتِحَةَ الكِتَابِ أَعطَاهُ اللّهُ بِعَدَدِ كُلّ آيَةٍ أُنزِلَت مِنَ السّمَاءِ فيَجَزيِ‌ بِهَا ثَوَابَهَا وَ أَمّا الأَذَانُ فَإِنّهُ يُحشَرُ المُؤَذّنُونَ مِن أمُتّيِ‌ مَعَالنّبِيّينَ وَ الصّدّيقِينَ وَ الشّهَداءِ وَ الصّالِحِينَ


صفحه : 301

وَ أَمّا الجَمَاعَةُ فَإِنّ صُفُوفَ أمُتّيِ‌ فِي الأَرضِ كَصُفُوفِ المَلَائِكَةِ فِي السّمَاءِ وَ الرّكعَةُ فِي الجَمَاعَةِ أَربَعٌ وَ عِشرُونَ رَكعَةً كُلّ رَكعَةٍ أَحَبّ إِلَي اللّهِ مِن عِبَادَةِ أَربَعِينَ سَنَةً وَ أَمّا يَومُ الجُمُعَةِ فَيَجمَعُ اللّهُ فِيهِ الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ لِلحِسَابِ فَمَا مِن مُؤمِنٍ مَشَي إِلَي الجَمَاعَةِ إِلّا خَفّفَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَلَيهِ أَهوَالَ يَومِ القِيَامَةِ ثُمّ يَأمُرُ بِهِ إِلَي الجَنّةِ وَ أَمّا الإِجهَارُ فَإِنّهُ يَتَبَاعَدُ مِنهُ لَهَبُ النّارِ بِقَدرِ مَا يَبلُغُ صَوتَهُ وَ يَجُوزُ عَلَي الصّرَاطِ وَ يُعطَي السّرُورَ حَتّي يَدخُلَ الجَنّةَ وَ أَمّا السّادِسُ فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يُخَفّفُ أَهوَالَ يَومِ القِيَامَةِ لأِمُتّيِ‌ كَمَا ذَكَرَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِي القُرآنِ وَ مَا مِن مُؤمِنٍ يصُلَيّ‌ عَلَي الجَنَائِزِ إِلّا أَوجَبَ اللّهُ لَهُ الجَنّةَ إِلّا أَن يَكُونَ مُنَافِقاً أَو عَاقّاً وَ أَمّا شفَاَعتَيِ‌ فهَيِ‌َ لِأَصحَابِ الكَبَائِرِ مَا خَلَا أَهلَ الشّركِ وَ الظّلمِ قَالَ صَدَقتَ يَا مُحَمّدُ وَ أَنَا أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّكَ عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ خَاتَمُ النّبِيّينَ وَ إِمَامُ المُتّقِينَ وَ رَسُولُ رَبّ العَالَمِينَ فَلَمّا أَسلَمَ وَ حَسُنَ إِسلَامُهُ أَخرَجَ رَقّاً أَبيَضَ فِيهِ جَمِيعُ مَا قَالَ النّبِيّص وَ قَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ ألّذِي بَعَثَكَ بِالحَقّ نَبِيّاً مَا استَنسَختُهَا إِلّا مِنَ الأَلوَاحِ التّيِ‌ كَتَبَهَا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لِمُوسَي بنِ عِمرَانَ وَ لَقَد قَرَأتُ فِي التّورَاةِ فَضلَكَ حَتّي شَكَكتُ فِيهَا يَا مُحَمّدُ وَ لَقَد كُنتُ أَمحُو اسمَكَ مُنذُ أَربَعِينَ سَنَةً مِنَ التّورَاةِ كُلّمَا مَحَوتُهُ وَجَدتُهُ مُثبَتاً فِيهَا وَ لَقَد قَرَأتُ فِي التّورَاةِ أَنّ هَذِهِ المَسَائِلَ لَا يُخرِجُهَا غَيرُكَ وَ أَنّ فِي السّاعَةِ التّيِ‌ تُرَدّ عَلَيكَ فِيهَا هَذِهِ المَسَائِلُ يَكُونُ جَبرَئِيلُ عَن يَمِينِكَ وَ مِيكَائِيلُ عَن يَسَارِكَ وَ وَصِيّكَ بَينَ يَدَيكَ


صفحه : 302

فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص صَدَقتَ هَذَا جَبرَئِيلُ عَن يمَيِنيِ‌ وَ مِيكَائِيلُ عَن يسَاَريِ‌ وَ وصَيِيّ‌ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع بَينَ يدَيَ‌ّ فَآمَنَ اليهَوُديِ‌ّ وَ حَسُنَ إِسلَامُهُ ل ،[الخصال ]بِالإِسنَادِ المَذكُورِ عَن جَدّهِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ قَالَ جَاءَ نَفَرٌ مِنَ اليَهُودِ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَسَأَلَهُ أَعلَمُهُم عَن مَسَائِلَ فَكَانَ فِيمَا سَأَلَهُ أَخبِرنَا عَن سَبعِ خِصَالٍ أَعطَاكَ اللّهُ مِن بَينِ النّبِيّينَ إِلَي آخِرِ الخَبَرِ ع ،[علل الشرائع ]بِالإِسنَادِ المَذكُورِ إِلَي الحَسَنِ ع قَالَ

جَاءَ نَفَرٌ مِنَ اليَهُودِ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَسَأَلَهُ أَعلَمُهُم فَقَالَ لَهُ أخَبرِنيِ‌ عَن تَفسِيرِ سُبحَانَ اللّهِ إِلَي قَولِهِ قَالَ هَل جَزَاءُ مَن قَالَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ إِلّا الجَنّةَ فَقَالَ اليهَوُديِ‌ّ صَدَقتَ يَا مُحَمّدُ ع ،[علل الشرائع ]بِالإِسنَادِ المَذكُورِ قَالَجَاءَ نَفَرٌ مِنَ اليَهُودِ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَسَأَلَهُ أَعلَمُهُم عَن مَسَائِلَ فَكَانَ فِيمَا سَأَلَهُ أَن قَالَ أخَبرِنيِ‌ عَنِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ لأِيَ‌ّ شَيءٍ فَرَضَ هَذِهِ الخَمسَ صَلَوَاتٍ إِلَي قَولِهِ تَشهَدُهَا مَلَائِكَةُ اللّيلِ وَ مَلَائِكَةُ النّهَارِ قَالَ صَدَقتَ يَا مُحَمّدُختص ،[الإختصاص ] عَبدُ الرّحمَنِ بنُ اِبرَاهِيمَ عَنِ الحُسَينِ بنِ مِهرَانَ عَنِ الحَسَنِ[ الحُسَينِ] بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع مِثلَهُ

أقول سيأتي‌ شرح أجزاء الخبر في الأبواب المناسبة لها

6- ع ،[علل الشرائع ]وَهبٌ اليمَاَنيِ‌ّ قَالَ إِنّ يَهُودِيّاً سَأَلَ النّبِيّص فَقَالَ يَا مُحَمّدُ


صفحه : 303

أَ كُنتَ فِي أُمّ الكِتَابِ نَبِيّاً قَبلَ أَن تُخلَقَ قَالَ نَعَم قَالَ وَ هَؤُلَاءِ أَصحَابُكَ المُؤمِنُونَ المُثبِتُونَ مَعَكَ قَبلَ أَن يُخلَقُوا قَالَ نَعَم قَالَ فَمَا شَأنُكَ لَم تَتَكَلّم بِالحِكمَةِ حِينَ خَرَجتَ مِن بَطنِ أُمّكَ كَمَا تَكَلّمَ عِيسَي ابنُ مَريَمَ عَلَي زَعمِكَ وَ قَد كُنتَ قَبلَ ذَلِكَ نَبِيّاً فَقَالَ النّبِيّص إِنّهُ لَيسَ أمَريِ‌ كَأَمرِ عِيسَي ابنِ مَريَمَ إِنّ عِيسَي ابنَ مَريَمَ خَلَقَهُ اللّهُ مِن أُمّ لَيسَ لَهُ أَبٌ كَمَا خَلَقَ آدَمَ ع مِن غَيرِ أَبٍ وَ لَا أُمّ وَ لَو أَنّ عِيسَي حِينَ خَرَجَ مِن بَطنِ أُمّهِ لَم يَنطِق بِالحِكمَةِ لَم يَكُن لِأُمّهِ عُذرٌ عِندَ النّاسِ وَ قَد أَتَت بِهِ مِن غَيرِ أَبٍ وَ كَانُوا يَأخُذُونَهَا كَمَا يَأخُذُونَ بِهِ مِثلَهَا مِنَ المُحصَنَاتِ فَجَعَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مَنطِقَهُ عُذراً لِأُمّهِ

بيان لعل غرض اليهودي‌ من الكلام بحيث يسمع عامة الناس فلذا لم يذكر صلي الله عليه وآله كلامه ألذي خص بسماعه أهله الأدنون أو لم يتعرض له لعدم إمكان إثباته علي السائل مع إنكاره

7- ع ،[علل الشرائع ]الطاّلقَاَنيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ يُوسُفَ الحَلّالِ عَن أَبِي جَعفَرٍ مُحَمّدِ بنِ الخَلِيلِ المحرميِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ بَكرٍ المسِمعَيِ‌ّ عَن حُمَيدٍ الطّوِيلِ عَن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ قَالَسَمِعَ عَبدُ اللّهِ بنُ سَلَامٍ بِقُدُومِ رَسُولِ اللّهِص وَ هُوَ فِي أَرضٍ يَحتَرِثُ فَأَتَي النّبِيّص فَقَالَ إنِيّ‌ أَسأَلُكَ عَن ثَلَاثٍ لَا يَعلَمُهُنّ إِلّا نبَيِ‌ّ أَو وصَيِ‌ّ نبَيِ‌ّ مَا أَوّلُ أَشرَاطِ السّاعَةِ وَ مَا أَوّلُ طَعَامِ أَهلِ الجَنّةِ وَ مَا يَنزِعُ الوَلَدَ إِلَي أَبِيهِ أَو إِلَي أُمّهِ قَالَص أخَبرَنَيِ‌ بِهِنّ جَبرَئِيلُ ع آنِفاً قَالَ هَل أَخبَرَكَ جَبرَئِيلُ قَالَ نَعَم قَالَ ذَلِكَ عَدُوّ اليَهُودِ مِنَ المَلَائِكَةِ قَالَ ثُمّ قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَقُل مَن كانَ عَدُوّا


صفحه : 304

لِجِبرِيلَ فَإِنّهُ نَزّلَهُ عَلي قَلبِكَ بِإِذنِ اللّهِ أَمّا أَوّلُ أَشرَاطِ السّاعَةِ فَنَارٌ تَحشُرُ النّاسَ مِنَ المَشرِقِ إِلَي المَغرِبِ وَ أَمّا أَوّلُ طَعَامٍ يَأكُلُهُ أَهلُ الجَنّةِ فَزِيَادَةُ كَبِدِ الحُوتِ وَ إِذَا سَبَقَ مَاءُ الرّجُلِ مَاءَ المَرأَةِ نَزَعَ الوَلَدُ إِلَيهِ فَقَالَ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَشهَدُ أَنّكَ رَسُولُ اللّهِ إِنّ اليَهُودَ قَومٌ بُهتٌ وَ إِنّهُم إِن عَلِمُوا بإِسِلاَميِ‌ قَبلَ أَن تَسأَلَهُم عنَيّ‌ بهَتَوُنيِ‌ فَجَاءَتِ اليَهُودُ فَقَالَ أَيّ رَجُلٍ عَبدُ اللّهِ بنُ سَلَامٍ قَالُوا خَيرُنَا وَ ابنُ خَيرِنَا وَ سَيّدُنَا وَ ابنُ سَيّدِنَا قَالَ أَ رَأَيتُم إِن أَسلَمَ عَبدُ اللّهِ قَالُوا أَعَاذَهُ اللّهُ مِن ذَلِكَ فَخَرَجَ عَبدُ اللّهِ وَ قَالَ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ قَالُوا شَرّنَا وَ ابنُ شَرّنَا وَ انفَضّوا قَالَ فَقَالَ هَذَا ألّذِي كُنتُ أَخَافُ مِنهُ يَا رَسُولَ اللّهِ

توضيح زيادة الكبد هي‌ القطعة المنفردة المتعلقة بالكبد وهي‌ أهنؤها وأطيبها ذكره الكرماني‌ في شرح البخاري‌ و قال نزع الولد إلي أبيه ونحوه أشبهه و قال الجزري‌ في حديث ابن سلام إنهم قوم بهت جمع بهوت من بناء المبالغة كصبور وصبر ثم يسكن تخفيفا

8- ع ،[علل الشرائع ] الحَسَنُ بنُ يَحيَي بنِ ضُرَيسٍ البجَلَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي جَعفَرٍ أَحمَدَ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ يَزِيدَ بنِ سَلّامِ بنِ عَبدِ اللّهِ مَولَي رَسُولِ اللّهِص عَن يَزِيدَ بنِ سَلّامٍ أَنّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ لِمَ سمُيّ‌َ الفُرقَانُ فُرقَاناً قَالَ لِأَنّهُ مُتَفَرّقُ الآيَاتِ وَ السّوَرِ أُنزِلَت فِي غَيرِ الأَلوَاحِ وَ غَيرُهُ مِنَ الصّحُفِ وَ التّورَاةِ وَ الإِنجِيلِ وَ الزّبُورِ أُنزِلَت كُلّهَا جُملَةً فِي الأَلوَاحِ وَ الوَرَقِ قَالَ فَمَا بَالُ الشّمسِ وَ القَمَرِ لَا يَستَوِيَانِ فِي الضّوءِ وَ النّورِ قَالَ لَمّا خَلَقَهُمَا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَطَاعَا وَ لَم يَعصِيَا شَيئاً فَأَمَرَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ جَبرَئِيلَ ع أَن يَمحُوَ ضَوءَ القَمَرِ فَمَحَاهُ فَأَثّرَ المَحوُ فِي القَمَرِ خُطُوطاً سَودَاءَ وَ لَو أَنّ القَمَرَ تُرِكَ عَلَي حَالِهِ بِمَنزِلَةِ الشّمسِ لَم يُمحَ


صفحه : 305

لَمَا عُرِفَ اللّيلُ مِنَ النّهَارِ وَ لَا النّهَارُ مِنَ اللّيلِ وَ لَا عَلِمَ الصّائِمُ كَم يَصُومُ وَ لَا عَرَفَ النّاسُ عَدَدَ السّنِينَ وَ ذَلِكَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ جَعَلنَا اللّيلَ وَ النّهارَ آيَتَينِ فَمَحَونا آيَةَ اللّيلِ وَ جَعَلنا آيَةَ النّهارِ مُبصِرَةً لِتَبتَغُوا فَضلًا مِن رَبّكُم وَ لِتَعلَمُوا عَدَدَ السّنِينَ وَ الحِسابَ قَالَ صَدَقتَ يَا مُحَمّدُ فأَخَبرِنيِ‌ لِمَ سمُيّ‌َ اللّيلُ لَيلًا قَالَ لِأَنّهُ يُلَايِلُ الرّجَالَ مِنَ النّسَاءِ جَعَلَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أُلفَةً وَ لِبَاساً وَ ذَلِكَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ جَعَلنَا اللّيلَ لِباساً وَ جَعَلنَا النّهارَ مَعاشاً قَالَ صَدَقتَ يَا مُحَمّدُ فَمَا بَالُ النّجُومِ تَستَبِينَ صِغَاراً وَ كِبَاراً وَ مِقدَارُهَا سَوَاءٌ قَالَ لِأَنّ بَينَهَا وَ بَينَ السّمَاءِ الدّنيَا بِحَاراً يَضرِبُ الرّيحُ أَموَاجَهَا فَلِذَلِكَ تَستَبِينَ صِغَاراً وَ كِبَاراً وَ مِقدَارُ النّجُومِ كُلّهَا سَوَاءٌ قَالَ فأَخَبرِنيِ‌ عَنِ الدّنيَا لِمَ سُمّيَتِ الدّنيَا قَالَ لِأَنّ الدّنيَا دَنِيئَةٌ خُلِقَت مِن دُونِ الآخِرَةِ وَ لَو خُلِقَت مَعَ الآخِرَةِ لَم يَفنَ أَهلُهَا كَمَا لَا يَفنَي أَهلُ الآخِرَةِ قَالَ فأَخَبرِنيِ‌ عَنِ القِيَامَةِ لِمَ سُمّيَتِ القِيَامَةَ قَالَ لِأَنّ فِيهَا قِيَامَ الخَلقِ لِلحِسَابِ قَالَ فأَخَبرِنيِ‌ لِمَ سُمّيَتِ الآخِرَةُ آخِرَةً قَالَ لِأَنّهَا مُتَأَخّرَةٌ تجَيِ‌ءُ مِن بَعدِ الدّنيَا لَا تُوصَفُ سِنِينُهَا وَ لَا تُحصَي أَيّامُهَا وَ لَا يَمُوتُ سُكّانُهَا قَالَ صَدَقتَ يَا مُحَمّدُ أخَبرِنيِ‌ عَن أَوّلِ يَومٍ خَلَقَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ قَالَ يَومَ الأَحَدِ قَالَ وَ لِمَ سمُيّ‌َ يَومَ الأَحَدِ قَالَ لِأَنّهُ وَاحِدٌ مَحدُودٌ قَالَ فَالإِثنَينِ قَالَ هُوَ اليَومُ الثاّنيِ‌ مِنَ الدّنيَا قَالَ فَالثّلَاثَاءَ قَالَ الثّالِثُ مِنَ الدّنيَا قَالَ فَالأَربِعَاءَ قَالَ اليَومُ الرّابِعُ مِنَ الدّنيَا قَالَ فَالخَمِيسَ قَالَ هُوَ يَومٌ خَامِسٌ مِنَ الدّنيَا وَ هُوَ يَومٌ أَنِيسٌ لُعِنَ فِيهِ إِبلِيسُ وَ رُفِعَ فِيهِ إِدرِيسُ ع قَالَ فَالجُمُعَةَ قَالَ هُوَيَومٌ مَجمُوعٌ لَهُ النّاسُ وَ ذلِكَ يَومٌ مَشهُودٌ وَ هُوَ يَومُشاهِدٍ وَ مَشهُودٍ قَالَ فَالسّبتَ قَالَ يَومٌ مَسبُوتٌ وَ ذَلِكَ قَولُهُ عَزّ وَ جَلّ فِي القُرآنِوَ لَقَد خَلَقنَا السّماواتِ وَ الأَرضَ وَ ما بَينَهُما فِي سِتّةِ أَيّامٍفَمِنَ الأَحَدِ إِلَي الجُمُعَةِ سِتّةُ أَيّامٍ وَ السّبتُ مُعَطّلٌ قَالَ صَدَقتَ يَا مُحَمّدُ فأَخَبرِنيِ‌ عَن آدَمَ لِمَ سمُيّ‌َ آدَمَ قَالَ لِأَنّهُ خُلِقَ مِن طِينِ الأَرضِ وَ أَدِيمِهَا قَالَ فَآدَمُ خُلِقَ مِنَ الطّينِ كُلّهِ أَو مِن طِينٍ وَاحِدٍ قَالَ بَل مِنَ الطّينِ


صفحه : 306

كُلّهِ وَ لَو خُلِقَ مِن طِينٍ وَاحِدٍ لَمَا عَرَفَ النّاسُ بَعضُهُم بَعضاً وَ كَانُوا عَلَي صُورَةٍ وَاحِدَةٍ قَالَ فَلَهُم فِي الدّنيَا مَثَلٌ قَالَ التّرَابُ فِيهِ أَبيَضُ وَ فِيهِ أَخضَرُ وَ فِيهِ أَصفَرُ وَ فِيهِ أَغبَرُ وَ فِيهِ أَحمَرُ وَ فِيهِ أَزرَقُ وَ فِيهِ عَذبٌ وَ فِيهِ مِلحٌ وَ فِيهِ خَشِنٌ وَ فِيهِ لَيّنٌ وَ فِيهِ أَصهَبُ فَلِذَلِكَ صَارَ النّاسُ فِيهِم لَيّنٌ وَ فِيهِم خَشِنٌ وَ فِيهِم أَبيَضُ وَ فِيهِم أَصفَرُ وَ أَحمَرُ وَ أَصهَبُ وَ أَسوَدُ عَلَي أَلوَانِ التّرَابِ قَالَ فأَخَبرِنيِ‌ عَن آدَمَ خُلِقَ مِن حَوّاءَ أَو خُلِقَت حَوّاءُ مِن آدَمَ قَالَ بَل حَوّاءُ خُلِقَت مِن آدَمَ ع وَ لَو كَانَ آدَمُ خُلِقَ مِن حَوّاءَ لَكَانَ الطّلَاقُ بِيَدِ النّسَاءِ وَ لَم يَكُن بِيَدِ الرّجَالِ قَالَ فَمِن كُلّهِ خُلِقَت أَم مِن بَعضِهِ قَالَ بَل مِن بَعضِهِ وَ لَو خُلِقَت مِن كُلّهِ لَجَازَ القِصَاصُ فِي النّسَاءِ كَمَا يَجُوزُ فِي الرّجَالِ قَالَ فَمِن ظَاهِرِهِ أَو بَاطِنِهِ قَالَ بَل مِن بَاطِنِهِ وَ لَو خُلِقَت مِن ظَاهِرِهِ لَانكَشَفنَ النّسَاءُ كَمَا يَنكَشِفُ الرّجَالُ فَلِذَلِكَ صَارَتِ النّسَاءُ مُستَتِرَاتٌ قَالَ فَمِن يَمِينِهِ أَو مِن شِمَالِهِ قَالَ بَل مِن شِمَالِهِ وَ لَو خُلِقَت مِن يَمِينِهِ لَكَانَ لِلأُنثَي حَظّ كَحَظّ الذّكَرِ مِنَ المِيرَاثِ فَلِذَلِكَ صَارَ لِلأُنثَي سَهمٌ وَ لِلذّكَرِ سَهمَانِ وَ شَهَادَةُ امرَأَتَينِ مِثلَ شَهَادَةِ رَجُلٍ وَاحِدٍ قَالَ فَمِن أَينَ خُلِقَت قَالَ مِنَ الطّينَةِ التّيِ‌ فَضَلَت مِن ضِلعِهِ الأَيسَرِ قَالَ صَدَقتَ يَا مُحَمّدُ فأَخَبرِنيِ‌ عَنِ الواَديِ‌ المُقَدّسِ لِمَ سمُيّ‌َ المُقَدّسَ قَالَ لِأَنّهُ قُدّسَت فِيهِ الأَروَاحُ وَ اصطُفِيَت فِيهِ المَلَائِكَةُ وَ كَلّمَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مُوسَي تَكلِيماً قَالَ فَلِمَ سُمّيَتِ الجَنّةُ جَنّةً قَالَ لِأَنّهَا جَنِينَةٌ خِيَرَةٌ نَقِيّةٌ وَ عِندَ اللّهِ تَعَالَي ذِكرُهُ مَرضِيّةٌ

بيان قوله لأنه يلايل الرجال يظهر منه أن الملايلة كان في الأصل بمعني الملابسة أونحوها و ليس هذاالمعني فيما عندنا من كتب اللغة قال الفيروزآبادي‌ لايلته استجرته لليلة وعاملته ملايلة كمياومة قوله ص من دون الآخرة أي في الرتبة أوبعدها زمانا قوله ص يوم مسبوت قال الجزري‌ قيل سمي‌ يوم السبت لأن الله تعالي خلق العالم في ستة أيام آخرها الجمعة وانقطع العمل فسمي‌ اليوم السابع يوم السبت .


صفحه : 307

و قال الفيروزآبادي‌ السبت الراحة والقطع و قال الأشقر من الدواب الأحمر في مغرة حمرة يحمر منها العرف والذنب و من الناس من تعلو بياضه حمرة و قال الصهب محركة حمرة أوشقرة في الشعر والأصهب بعير ليس بشديد البياض قوله ص لأنها جنينة أي مستورة عن الخلق و لايستر إلا ما كان خيرة

9-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]الصّدُوقُ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ حَامِدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ حَمدَوَيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الكَرِيمِ عَن وَهبِ بنِ جَرِيرٍ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسحَاقَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ بنِ أَبِي الحُسَينِ عَن شَهرِ بنِ حَوشَبٍ قَالَ لَمّا قَدِمَ رَسُولُ اللّهِص المَدِينَةَ أَتَاهُ رَهطٌ مِنَ اليَهُودِ فَقَالُوا إِنّا سَائِلُوكَ عَن أَربَعِ خِصَالٍ فَإِن أَخبَرتَنَا عَنهُ صَدّقنَاكَ وَ آمَنّا بِكَ فَقَالَ عَلَيكُم بِذَلِكَ عَهدَ اللّهِ وَ مِيثَاقَهُ قَالُوا نَعَم قَالَ سَلُوا عَمّا بَدَا لَكُم قَالُوا عَنِ الشّبَهِ كَيفَ يَكُونُ مِنَ المَرأَةِ وَ إِنّمَا النّطفَةُ لِلرّجُلِ فَقَالَ أُنشِدُكُم بِاللّهِ أَ تَعلَمُونَ أَنّ نُطفَةَ الرّجُلِ بَيضَاءُ غَلِيظَةٌ وَ أَنّ نُطفَةَ المَرأَةِ حَمرَاءُ رَقِيقَةٌ فَأَيّتُهُمَا غَلَبَت صَاحِبَتَهَا كَانَت لَهَا الشّبَهُ قَالُوا أللّهُمّ نَعَم قَالُوا فَأَخبِرنَا عَمّا حَرّمَ إِسرَائِيلُ عَلَي نَفسِهِ مِن قَبلِ أَن تَنزِلَ التّورَاةُ قَالَ أُنشِدُكُم بِاللّهِ هَل تَعلَمُونَ أَنّ أَحَبّ الطّعَامِ وَ الشّرَابِ إِلَيهِ لُحُومُ الإِبِلِ وَ أَلبَانُهَا فَاشتَكَي شَكوًي فَلَمّا عَافَاهُ اللّهُ مِنهَا حَرّمَهَا عَلَي نَفسِهِ لِيَشكُرَ اللّهَ بِهِ قَالُوا أللّهُمّ نَعَم فَقَالُوا أَخبِرنَا عَن نَومِكَ كَيفَ هُوَ قَالَ أُنشِدُكُم بِاللّهِ هَل تَعلَمُونَ مِن صِفَةِ هَذَا الرّجُلِ ألّذِي تَزعُمُونَ أنَيّ‌ لَستُ بِهِ تَنَامُ عَينُهُ وَ قَلبُهُ يَقظَانَ قَالُوا أللّهُمّ نَعَم قَالَ وَ كَذَا نوَميِ‌ قَالُوا فَأَخبِرنَا عَنِ الرّوحِ قَالَ أُنشِدُكُم بِاللّهِ هَل تَعلَمُونَ أَنّهُ جَبرَئِيلُ ع قَالُوا أللّهُمّ نَعَم وَ هُوَ ألّذِي يَأتِيكَ وَ هُوَ لَنَا عَدُوّ وَ هُوَ مَلَكٌ إِنّمَا يأَتيِ‌ بِالغِلظَةِ وَ شِدّةِ الأَمرِ وَ لَو لَا ذَلِكَ لَاتّبَعنَاكَ فَأَنزَلَ اللّهُ تَعَالَيقُل مَن كانَ عَدُوّا لِجِبرِيلَ إِلَي قَولِهِأَ وَ كُلّما عاهَدُوا عَهداً نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنهُم

10-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَولُهُ عَزّ وَ جَلّوَ لا تَلبِسُوا الحَقّ بِالباطِلِ وَ تَكتُمُوا الحَقّ وَ أَنتُم


صفحه : 308

تَعلَمُونَ وَ أَقِيمُوا الصّلاةَ وَ آتُوا الزّكاةَ وَ اركَعُوا مَعَ الرّاكِعِينَ أَ تَأمُرُونَ النّاسَ بِالبِرّ وَ تَنسَونَ أَنفُسَكُم وَ أَنتُم تَتلُونَ الكِتابَ أَ فَلا تَعقِلُونَ وَ استَعِينُوا بِالصّبرِ وَ الصّلاةِ وَ إِنّها لَكَبِيرَةٌ إِلّا عَلَي الخاشِعِينَ الّذِينَ يَظُنّونَ أَنّهُم مُلاقُوا رَبّهِم وَ أَنّهُم إِلَيهِ راجِعُونَ يا بنَيِ‌ إِسرائِيلَ اذكُرُوا نعِمتَيِ‌َ التّيِ‌ أَنعَمتُ عَلَيكُم وَ أنَيّ‌ فَضّلتُكُم عَلَي العالَمِينَ وَ اتّقُوا يَوماً لا تجَزيِ‌ نَفسٌ عَن نَفسٍ شَيئاً وَ لا يُقبَلُ مِنها شَفاعَةٌ وَ لا يُؤخَذُ مِنها عَدلٌ وَ لا هُم يُنصَرُونَ وَ إِذ نَجّيناكُم مِن آلِ فِرعَونَ يَسُومُونَكُم سُوءَ العَذابِ يُذَبّحُونَ أَبناءَكُم وَ يَستَحيُونَ نِساءَكُم وَ فِي ذلِكُم بَلاءٌ مِن رَبّكُم عَظِيمٌ قَالَ الإِمَامُ ع خَاطَبَ اللّهُ بِهَا قَوماً يَهُوداً لَبِسُوا الحَقّ بِالبَاطِلَ بِأَن زَعَمُوا أَنّ مُحَمّداًص نبَيِ‌ّ وَ أَنّ عَلِيّاً وصَيِ‌ّ وَ لَكِنّهُمَا يَأتِيَانِ بَعدَ وَقتِنَا هَذَا بِخَمسِمِائَةِ سَنَةٍ فَقَالَ لَهُم رَسُولُ اللّهِص أَ تَرضَونَ التّورَاةَ بيَنيِ‌ وَ بَينَكُم حَكَماً قَالُوا بَلَي فَجَاءُوا بِهَا وَ جَعَلُوا يَقرَءُونَ مِنهَا خِلَافَ مَا فِيهَا فَقَلّبَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ الطّومَارَ ألّذِي مِنهُ كَانُوا يَقرَءُونَ وَ هُوَ فِي يَدِ قَارِءِينَ مِنهُم مَعَ أَحَدِهِمَا أَوّلِهِ وَ مَعَ الآخَرِ آخِرِهِ فَانقَلَبَ ثُعبَاناً لَهَا رَأسَانِ وَ تَنَاوَلَ كُلّ رَأسٍ مِنهُمَا يَمِينَ مَن هُوَ فِي يَدِهِ وَ جَعَلَت[جَعَلَ]تُرَضّضُهُ وَ تُهَشّمُهُ وَ يَصِيحُ الرّجُلَانِ وَ يَصرُخَانِ وَ كَانَت هُنَاكَ طَوَامِيرُ أُخَرُ فَنَطَقَت وَ قَالَت لَا تَزَالَانِ فِي هَذَا العَذَابِ حَتّي تَقرَءَا مَا فِيهَا مِن صِفَةِ مُحَمّدٍص وَ نُبُوّتِهِ وَ صِفَةِ عَلِيّ ع وَ إِمَامَتِهِ عَلَي مَا أَنزَلَ اللّهُ فِيهِ فَقَرَءَا صَحِيحاً وَ آمَنَا بِرَسُولِ اللّهِص وَ اعتَقَدَا إِمَامَةَ عَلِيّ ولَيِ‌ّ اللّهِ وَ وصَيِ‌ّ رَسُولِ اللّهِ فَقَالَ اللّهُ تَعَالَيوَ لا تَلبِسُوا الحَقّ بِالباطِلِبِأَن تُقِرّوا بِمُحَمّدٍ وَ عَلِيّ مِن وَجهٍ وَ تَجحَدُوا مِن وَجهٍوَ تَكتُمُوا الحَقّ مِن نُبُوّةِ هَذَا وَ إِمَامَةِ هَذَاوَ أَنتُم تَعلَمُونَأَنّكُم تَكتُمُونَهُ وَ تُكَابِرُونَ عُلُومَكُم[حُلُومَكُم] وَ عُقُولَكُم فَإِنّ اللّهَ إِذَا كَانَ قَد جَعَلَ أَخبَارَكُم حُجّةً ثُمّ جَحَدتُم لَم يُضَيّع هُوَ حُجّتَهُ بَل يُقِيمُهَا مِن غَيرِ حُجّتِكُم فَلَا تُقَدّرُوا أَنّكُم تُغَالِبُونَ رَبّكُم وَ تُقَاهِرُونَهُ ثُمّ قَالَ عَزّ وَ جَلّ لِقَومٍ مِن مَرَدَةِ اليَهُودِ وَ مُنَافِقِيهِم المُحتَجِنِينَ لِأَموَالِ الفُقَرَاءِ المُستَأكِلِينَ


صفحه : 309

لِلأَغنِيَاءِ الّذِينَ يَأمُرُونَ بِالخَيرِ وَ يَترُكُونَهُ وَ يَنهَونَ عَنِ الشّرّ وَ يَرتَكِبُونَهُ فَقَالَ يَا مَعَاشِرَ اليَهُودِأَ تَأمُرُونَ النّاسَ بِالبِرّبِالصّدَقَاتِ وَ أَدَاءِ الأَمَانَاتِوَ تَنسَونَ أَنفُسَكُم فَلَا تَفعَلُونَ مَا بِهِ تَأمُرُونَوَ أَنتُم تَتلُونَ الكِتابَالتّورَاةَ الآمِرَةَ بِالخَيرَاتِ النّاهِيَةَ عَنِ المُنكَرَاتِ المُخبِرَةَ عَن عِقَابِ المُتَمَرّدِينَ وَ عَن عَظِيمِ الشّرَفِ ألّذِي يَتَطَوّلُ اللّهُ بِهِ عَلَي الطّائِعِينَ المُجتَهِدِينَأَ فَلا تَعقِلُونَ مَا عَلَيكُم مِن عِقَابِ اللّهِ تَعَالَي فِي أَمرِكُم بِمَا بِهِ لَا تَأخُذُونَ وَ فِي نَهيِكُم عَمّا أَنتُم فِيهِ مُنهَمِكُونَ وَ كَانَ هَؤُلَاءِ قوم [قَوماً] مِن رُؤَسَاءِ اليَهُودِ وَ عُلَمَائِهِم احتَجَنُوا أَموَالَ الصّدَقَاتِ وَ المَبَرّاتِ فَأَكَلُوهَا وَ اقتَطَعُوهَا ثُمّ حَضَرُوا رَسُولَ اللّهِص وَ قَد حَرّشُوا عَلَيهِ عَوَامّهُم يَقُولُونَ إِنّ مُحَمّداً قَد تَعَدّي طَورَهُ وَ ادّعَي مَا لَيسَ لَهُ فَجَاءُوا بِأَجمَعِهِم إِلَي حَضرَتِهِ وَ قَدِ اعتَقَدَ عَامّتُهُم أَن يَقَعُوا بِرَسُولِ اللّهِص فَيَقتُلُوهُ وَ لَو أَنّهُ فِي جَمَاهِيرَ مِن أَصحَابِهِ لَا يُبَالُونَ بِمَا أَتَاهُم بِهِ الدّهرُ فَلَمّا حَضَرُوهُ وَ كَانُوا بَينَ يَدَيهِ قَالَ لَهُ رُؤَسَاؤُهُم وَ قَد وَاطَئُوا عَوَامّهُم عَلَي أَنّهُم إِذَا أَفحَمُوا مُحَمّداً وَضَعُوا عَلَيهِ سُيُوفَهُم فَقَالَ رُؤَسَاؤُهُم جِئتَ يَا مُحَمّدُ تَزعُمُ أَنّكَ رَسُولُ رَبّ العَالَمِينَ نَظِيرُ مُوسَي وَ[سَائِرِ]الأَنبِيَاءِ المُتَقَدّمِينَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أَمّا قوَليِ‌ إنِيّ‌ رَسُولُ اللّهِ فَنَعَم وَ أَمّا أَن أَقُولَ إنِيّ‌ نَظِيرُ مُوسَي وَ الأَنبِيَاءِ فَمَا أَقُولُ هَذَا وَ مَا كُنتُ لِأُصَغّرَ مَا قَد عَظّمَهُ اللّهُ تَعَالَي مِن قدَريِ‌ بَل قَالَ ربَيّ‌ يَا مُحَمّدُ إِنّ فَضلَكَ عَلَي جَمِيعِ النّبِيّينَ وَ المُرسَلِينَ وَ المَلَائِكَةِ المُقَرّبِينَ كفَضَليِ‌ وَ أَنَا رَبّ العِزّةِ عَلَي سَائِرِ الخَلقِ أَجمَعِينَ وَ كَذَلِكَ قَالَ اللّهُ تَعَالَي لِمُوسَي ع لَمّا ظَنّ أَنّهُ قَد فُضّلَ عَلَي جَمِيعِ العَالَمِينَ فَغَلُظَ ذَلِكَ عَلَي اليَهُودِ وَ هَمّوا أَن يَقتُلُوهُ فَذَهَبُوا يَسُلّونَ سُيُوفَهُم فَمَا مِنهُم أَحَدٌ إِلّا وَجَدَ يَدَيهِ إِلَي خَلفِهِ كَالمَكتُوفِ يَابِساً لَا يَقدِرُ أَن يُحَرّكَهُمَا وَ تَحَيّرُوا فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص وَ قَد رَأَي مَا بِهِم مِنَ الحَيرَةِ لَا تَجزَعُوا فَخَيرٌ أَرَادَ اللّهُ تَعَالَي بِكُم مَنَعَكُم مِنَ الوُثُوبِ عَلَي وَلِيّهِ وَ حَبَسَكُم عَلَي استِمَاعِ حُجّتِهِ فِي نُبُوّةِ مُحَمّدٍ وَ وَصِيّةِ أَخِيهِ عَلِيّ


صفحه : 310

ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا مَعَاشِرَ اليَهُودِ هَؤُلَاءِ رُؤَسَاؤُكُم كَافِرُونَ وَ لِأَموَالِكُم مُحتَجِنُونَ وَ لِحُقُوقِكُمَ بَاخِسُونَ وَ لَكُم فِي قِسمَةٍ مِن بَعدِ مَا اقتَطَعُوهُ ظَالِمُونَ يَخفِضُونَ وَ يَرفَعُونَ فَقَالَت رُؤَسَاءُ اليَهُودِ حَدَثَ عَن مَوَاضِعِ الحُجّةِ حُجّةُ نُبُوّتِكَ وَ وَصِيّةِ عَلِيّ أَخِيكَ هَذَا دَعوَاكَ الأَبَاطِيلَ وَ إِغرَاؤُكَ قَومَنَا بِنَا فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص وَ لَكِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ قَد أَذِنَ لِنَبِيّهِ أَن يَدعُوَ بِالأَموَالِ التّيِ‌ خُنتُمُوهَا هَؤُلَاءِ الضّعَفَاءُ وَ مَن يَلِيهِم فَيَحضُرُهَا هَاهُنَا بَينَ يَدَيهِ وَ كَذَلِكَ يَدعُو حُسبَانَاتِكُم فَيَحضُرُهَا لَدَيهِ وَ يَدعُو مَن وَاطَأتُمُوهُ عَلَي اقتِطَاعِ أَموَالِ الضّعَفَاءِ فَتَنطِقُ بِاقتِطَاعِهِم جَوَارِحَهُم وَ كَذَلِكَ تَنطِقُ بِاقتِطَاعِكُم جَوَارِحَكُم ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا مَلَائِكَةَ ربَيّ‌ احضرُوُنيِ‌ أَصنَافَ الأَموَالِ التّيِ‌ اقتَطَعَهَا هَؤُلَاءِ الظّالِمُونَ لِعَوَامّهِم فَإِذَا الدّرَاهِمُ فِي الأَكيَاسِ وَ الدّنَانِيرُ وَ إِذَا الثّيَابُ وَ الحَيَوَانَاتُ وَ أَصنَافُ الأَموَالِ مُنحَدِرَةٌ عَلَيهِم مِن حَالِقٍ حَتّي استَقَرّت بَينَ أَيدِيهِم ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص ائتوُنيِ‌ بِحُسبَانَاتِ هَؤُلَاءِ الظّالِمِينَ الّذِينَ غَالَطُوا بِهَا هَؤُلَاءِ الضّعَفَاءُ فَإِذَا الأَدرَاجُ تَنزِلُ عَلَيهِم فَلَمّا استَقَرّت عَلَي الأَرضِ قَالَ خُذُوهَا فَأَخَذُوهَا وَ قَرَءُوا فِيهَا نَصِيبَ كُلّ قَومٍ كَذَا وَ كَذَا فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا مَلَائِكَةَ ربَيّ‌ اكتُبُوا تَحتَ اسمِ كُلّ وَاحِدٍ مِن هَؤُلَاءِ مَا سَرَقُوهُ مِنهُ وَ بَيّنُوهُ فَظَهَرَت كِتَابَةٌ بَيّنَةٌ لَا بَل نَصِيبُ كُلّ قَومٍ كَذَا وَ كَذَا فَإِذَا أَنّهُم قَد خَانُوهُم عَشرَةَ أَضعَافِ مَا دَفَعُوا إِلَيهِم ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا مَلَائِكَةَ ربَيّ‌ مَيّزُوا بَينَ هَذِهِ الأَموَالِ الحَاضِرَةِ كُلّ مَا فَضَلَ عَمّا بَيّنَهُ هَؤُلَاءِ الظّالِمُونَ لنِؤُدَيّ‌َ إِلَي مُستَحِقّهِ فَاضطَرَبَت تِلكَ الأَموَالُ وَ جَعَلَت يَنفَصِلُ بَعضٌ مِن بَعضٍ حَتّي تَمَيّزَت أَجزَاءٌ كَمَا ظَهَرَت فِي الكِتَابِ المَكتُوبِ وَ بَيّنَ أَنّهُم سَرَقُوهُ وَ اقتَطَعُوهُ فَدَفَعَ رَسُولُ اللّهِص إِلَي مَن حَضَرَ مِن عَوَامّهِم نَصِيبَهُ وَ بَعَثَ إِلَي مَن غَابَ مِنهُم فَأَعطَاهُ وَ أَعطَي وَرَثَةَ مَن قَد مَاتَ وَ فَضَحَ اللّهُ اليَهُودَ الرّؤَسَاءَ وَ غَلَبَ الشّقَاءُ عَلَي بَعضِهِم وَ بَعضِ العَوَامّ وَ وَفّقَ اللّهُ بَعضَهُم


صفحه : 311

فَقَالَ لَهُ الرّؤَسَاءُ الّذِينَ هَمّوا بِالإِسلَامِ نَشهَدُ يَا مُحَمّدُ أَنّكَ النّبِيّ الأَفضَلُ وَ أَنّ أَخَاكَ هَذَا وَصِيّكَ هُوَ الوصَيِ‌ّ الأَجَلّ الأَكمَلُ فَقَد فَضَحَنَا اللّهُ بِذُنُوبِنَا أَ رَأَيتَ إِن تُبنَا مِمّا اقتَطَعنَا مَا ذَا يَكُونُ حَالُنَا قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا أَنتُم فِي الجِنَانِ رُفَقَاؤُنَا وَ فِي الدّنيَا وَ فِي دِينِ اللّهِ إِخوَانُنَا وَ يُوَسّعُ اللّهُ أَرزَاقَكُم وَ تَجِدُونَ فِي مَوَاضِعِ هَذِهِ الأَموَالِ التّيِ‌ أُخِذَت مِنكُم أَضعَافَهَا وَ يَنسَي هَؤُلَاءِ الخَلقُ فَضِيحَتَكُم حَتّي لَا يَذكُرَهَا أَحَدٌ مِنهُم فَقَالُوا فَإِنّا نَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَنّكَ يَا مُحَمّدُ عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ وَ صَفِيّهُ وَ خَلِيلُهُ وَ أَنّ عَلِيّاً أَخُوكَ وَ وَزِيرُكَ وَ القَيّمُ بِدِينِكَ وَ النّائِبُ عَنكَ وَ المُنَاضِلُ دُونَكَ وَ هُوَ مِنكَ بِمَنزِلَةِ هَارُونَ مِن مُوسَي إِلّا أَنّهُ لَا نبَيِ‌ّ بَعدَكَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص فَأَنتُمُ المُفلِحُونَ ثُمّ قَالَ اللّهُ تَعَالَييا بنَيِ‌ إِسرائِيلَ اذكُرُوا نعِمتَيِ‌َ التّيِ‌ أَنعَمتُ عَلَيكُم أَن بَعَثتُ مُوسَي وَ هَارُونَ إِلَي أَسلَافِكُم بِالنّبُوّةِ فَهَدَينَاهُم إِلَي نُبُوّةِ مُحَمّدٍص وَ وَصِيّةِ عَلِيّ ع وَ إِمَامَةِ عِترَتِهِ الطّيّبِينَ وَ أَخَذنَا عَلَيكُم بِذَلِكَ العُهُودَ وَ المَوَاثِيقَ التّيِ‌ إِن وَفَيتُم بِهَا كُنتُم مُلُوكاً فِي جِنَانِهِ مُستَحِقّينَ لِكَرَامَاتِهِ وَ رِضوَانِهِوَ أنَيّ‌ فَضّلتُكُم عَلَي العالَمِينَهُنَاكَ أَي فَعَلتُهُ بِأَسلَافِكُم فَضّلتُهُم دِيناً وَ دُنيَا أَمّا تَفضِيلُهُم فِي الدّينِ فَلِقَبُولِهِم وَلَايَةَ مُحَمّدٍ وَ عَلِيّ وَ آلِهِمَا الطّيّبِينَ وَ أَمّا فِي الدّنيَا فَبِأَن ظَلّلتُ عَلَيهِمُ الغَمَامَ وَ أَنزَلتُ عَلَيهِمُ المَنّ وَ السّلوَي وَ سَقَيتُهُم مِن حَجَرٍ مَاءً عَذباً وَ فَلَقتُ لَهُمُ البَحرَ فَأَنجَيتُهُم وَ أَغرَقتُ أَعدَاءَهُم فِرعَونَ وَ قَومَهُ وَ فَضّلتُهُم بِذَلِكَ عَلَي عاَلمَيِ‌ زَمَانِهِمُ الّذِينَ خَالَفُوا طَرَائِقَهُم وَ حَادّوا عَن سَبِيلِهِم ثُمّ قَالَ عَزّ وَ جَلّ لَهُم فَإِذَا كُنتُ قَد فَعَلتُ هَذَا بِأَسلَافِكُم فِي ذَلِكَ الزّمَانِ لِقَبُولِهِم وَلَايَةَ مُحَمّدٍص فَبِالأَحرَي أَن أَزِيدَكُم فَضلًا فِي هَذَا الزّمَانِ إِذَا أَنتُم وَفَيتُم بِمَا أَخَذَ مِنَ العَهدِ وَ المِيثَاقِ عَلَيكُم ثُمّ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ اتّقُوا يَوماً لا تجَزيِ‌


صفحه : 312

نَفسٌ عَن نَفسٍ شَيئاً لَا تَدفَعُ عَنهُ عَذَاباً قَدِ استَحَقّهُ عِندَ النّزعِوَ لا يُقبَلُ مِنها شَفاعَةٌ وَ لَا تَشفَعُ لَهَا بِتَأخِيرِ المَوتِ عَنهَاوَ لا يُؤخَذُ مِنها عَدلٌ لَا يُقبَلُ فِدَاءٌ مَكَانَهُ يُمَاتُ وَ يُترَكُ هُوَ قَالَ الصّادِقُ ع وَ هَذَا يَومُ المَوتِ فَإِنّ الشّفَاعَةَ وَ الفِدَاءَ لَا يغُنيِ‌ عَنهُ وَ أَمّا فِي القِيَامَةِ فَإِنّا وَ أَهلَنَا نجَزيِ‌ عَن شِيعَتِنَا كُلّ جَزَاءٍ

بيان قوله احتجنوا بالنون قال الجوهري‌ حجنت الشي‌ء واحتجنه إذاجذبته بالمحجن إلي نفسك و منه قول قيس بن عاصم عليكم بالمال واحتجانه هوضمكه إلي نفسك وإمساكك إياه . و قال الجزري‌ فيه ماأقطعك العقيق لتحتجنه أي تملكه دون الناس والاحتجان جمع الشي‌ء وضمه إليك و منه واحتجناه دون غيرنا انتهي . و في بعض النسخ بالباء أي احتجبوا بالأموال والأول أظهر ويقال اقتطع من ماله قطعة أخذه والحالق الجبل المرتفع ويقال جاء من حالق أي من مكان مشرف . قوله ع ماسرقوه منه وبينوه أي و مابينوه وأظهروه وأعطوه مستحقه أو هوبصيغة الأمر خطابا للملائكة و هوأظهر والمناضلة المراماة والمراد هنا مطلق الجهاد قوله وحادوا أي مالوا

11-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَولُهُ عَزّ وَ جَلّثُمّ قَسَت قُلُوبُكُم مِن بَعدِ ذلِكَ فهَيِ‌َ كَالحِجارَةِ أَو أَشَدّ قَسوَةً وَ إِنّ مِنَ الحِجارَةِ لَما يَتَفَجّرُ مِنهُ الأَنهارُ وَ إِنّ مِنها لَما يَشّقّقُ فَيَخرُجُ مِنهُ الماءُ وَ إِنّ مِنها لَما يَهبِطُ مِن خَشيَةِ اللّهِ وَ مَا اللّهُ بِغافِلٍ عَمّا تَعمَلُونَ قَالَ الإِمَامُ ع قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّثُمّ قَسَت قُلُوبُكُمعَسَت وَ جَفّت وَ يَبِسَت مِنَ الخَيرِ وَ الرّحمَةِ قُلُوبُكُم مَعَاشِرَ اليَهُودِمِن بَعدِ ذلِكَ مِن بَعدِ مَا بَيّنتُ مِنَ الآيَاتِ البَاهِرَاتِ فِي زَمَانِ مُوسَي وَ مِنَ الآيَاتِ المُعجِزَاتِ التّيِ‌ شَاهَدتُمُوهَا مِن مُحَمّدٍص


صفحه : 313

فهَيِ‌َ كَالحِجارَةِاليَابِسَةِ لَا تَرشَحُ بِرُطُوبَةٍ وَ لَا يَنتَفِضُ مِنهَا مَا يُنتَفَعُ بِهِ أَي إِنّكُم لَا حَقّ اللّهِ تُؤَدّونَ وَ لَا مِن أَموَالِكُم وَ لَا مِن حَوَاشِيهَا تَتَصَدّقُونَ وَ لَا بِالمَعرُوفِ تَتَكَرّمُونَ وَ بِهِ تَجُودُونَ وَ لَا الضّيفَ تُقِرّونَ وَ لَا مَكرُوباً تَغِيثُونَ وَ لَا بشِيَ‌ءٍ مِنَ الإِنسَانِيّةِ تُعَاشِرُونَ وَ تُعَامِلُونَأَو أَشَدّ قَسوَةًإِنّمَا هيِ‌َ فِي قَسَاوَةِ الأَحجَارِ أَو أَشَدّ قَسوَةً أَبهَمَ عَلَي السّامِعِينَ وَ لَم يُبَيّن لَهُم كَمَا يَقُولُ القَائِلُ أَكَلتُ خُبزاً أَو لَحماً وَ هُوَ لَا يُرِيدُ بِهِ أنَيّ‌ لَا أدَريِ‌ مَا أَكَلتُ بَل يُرِيدُ أَن يُبهِمَ عَلَي السّامِعِ حَتّي لَا يَعلَمَ مَا ذَا أَكَلَ وَ إِن كَانَ يَعلَمُ أَنّهُ مَا قَد أَكَلَ وَ لَيسَ مَعنَاهُ بَل أَشَدّ قَسوَةً لِأَنّ هَذَا استِدرَاكٌ غَلَطٌ وَ هُوَ عَزّ وَ جَلّ يَرتَفِعُ أَن يَغلَطَ فِي خَبَرٍ ثُمّ يَستَدرِكَ عَلَي نَفسِهِ الغَلَطَ لِأَنّهُ العَالِمُ بِمَا كَانَ وَ بِمَا يَكُونُ وَ مَا لَا يَكُونُ أَن لَو كَانَ كَيفَ كَانَ يَكُونُ وَ إِنّمَا يَستَدرِكُ الغَلَطَ عَلَي نَفسِهِ المَخلُوقُ المَنقُوصُ وَ لَا يُرِيدُ بِهِ أَيضاً فهَيِ‌َ كَالحِجَارَةِ أَو أَشَدّ قَسوَةً أَي وَ أَشَدّ قَسوَةً لِأَنّ هَذَا تَكذِيبُ الأَوّلِ باِلثاّنيِ‌ لِأَنّهُ قَالَ فهَيِ‌َ كَالحِجَارَةِ فِي الشّدّةِ لَا أَشَدّ مِنهَا وَ لَا أَليَنَ فَإِذَا قَالَ بَعدَ ذَلِكَ أَو أَشَدّ فَقَد رَجَعَ عَن قَولِهِ الأَوّلِ لِأَنّهُ لَيسَ بِأَشَدّ وَ هَذَا مَثَلٌ لِمَن يَقُولُ لَا يجَيِ‌ءُ مِن قُلُوبِكُم خَيرٌ لَا قَلِيلٌ وَ لَا كَثِيرٌ فَأَبهَمَ عَزّ وَ جَلّ فِي الأَوّلِ حَيثُ قَالَأَو أَشَدّ وَ بَيّنَ فِي الثاّنيِ‌ أَنّ قُلُوبَهُم أَشَدّ قَسوَةً مِنَ الحِجَارَةِ لَا بِقَولِهِأَو أَشَدّ قَسوَةًبَل بِقَولِهِ تَعَالَيوَ إِنّ مِنَ الحِجارَةِ لَما يَتَفَجّرُ مِنهُ الأَنهارُ أَي فهَيِ‌َ فِي القَسَاوَةِ بِحَيثُ لَا يجَيِ‌ءُ مِنهَا الخَيرُ وَ فِي الحِجَارَةِ مَا يَتَفَجّرُ مِنهُ الأَنهَارُ فيَجَيِ‌ءُ بِالخَيرِ وَ الغِيَاثِ لبِنَيِ‌ آدَمَوَ إِنّ مِنها مِنَ الحِجَارَةِلَما يَشّقّقُ فَيَخرُجُ مِنهُ الماءُ وَ هُوَ مَا يَقطُرُ مِنهَا المَاءُ فَهُوَ خَيرٌ مِنهَا دُونَ الأَنهَارِ التّيِ‌ يَتَفَجّرُ مِن بَعضِهَا وَ قُلُوبُهُم لَا يَتَفَجّرُ مِنهَا الخَيرَاتُ وَ لَا يَشّقّقُ فَيَخرُجُ مِنهَا قَلِيلٌ مِنَ الخَيرَاتِ وَ إِن لَم يَكُن كَثِيراً ثُمّ قَالَ عَزّ وَ جَلّوَ إِنّ مِنهايعَنيِ‌ مِنَ الحِجَارَةِلَما يَهبِطُ مِن خَشيَةِ اللّهِ إِذَا أَقسَمَ عَلَيهَا بِاسمِ اللّهِ وَ بِأَسمَاءِ أَولِيَائِهِ مُحَمّدٍ وَ عَلِيّ وَ فَاطِمَةَ وَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ وَ الطّيّبِينَ مِن


صفحه : 314

آلِهِم صَلّي اللّهُ عَلَيهِم وَ لَيسَ فِي قُلُوبِكُم شَيءٌ مِن هَذِهِ الخَيرَاتِوَ مَا اللّهُ بِغافِلٍ عَمّا تَعمَلُونَبَل عَالِمٌ بِهِ يُجَازِيكُم عَنهُ بِمَا هُوَ بِهِ عَادِلٌ عَلَيكُم وَ لَيسَ بِظَالِمٍ لَكُم يُشَدّدُ حِسَابَكُم وَ يُؤلِمُ عِقَابَكُم وَ هَذَا ألّذِي وَصَفَ اللّهُ تَعَالَي بِهِ قُلُوبَهُم هَاهُنَا نَحوُ مَا قَالَ فِي سُورَةِ النّسَاءِأَم لَهُم نَصِيبٌ مِنَ المُلكِ فَإِذاً لا يُؤتُونَ النّاسَ نَقِيراً وَ مَا وَصَفَ بِهِ الأَحجَارَ هَاهُنَا نَحوُ مَا وَصَفَ فِي قَولِهِ تَعَالَيلَو أَنزَلنا هذَا القُرآنَ عَلي جَبَلٍ لَرَأَيتَهُ خاشِعاً مُتَصَدّعاً مِن خَشيَةِ اللّهِ وَ هَذَا التّقرِيعُ مِنَ اللّهِ تَعَالَي لِليَهُودِ وَ النّاصِبِ وَ اليَهُودُ جَمَعُوا الأَمرَينِ وَ اقتَرَفُوا الخَطِيئَتَينِ فَغَلّظَ عَلَي اليَهُودِ مَا وَبّخَهُم بِهِ رَسُولُ اللّهِص فَقَالَ جَمَاعَةٌ مِن رُؤَسَائِهِم وَ ذوَيِ‌ الأَلسُنِ وَ البَيَانِ مِنهُم يَا مُحَمّدُ إِنّكَ تَهجُونَا وَ تدَعّيِ‌ عَلَي قُلُوبِنَا مَا اللّهُ يَعلَمُ مِنهَا خِلَافَهُ إِنّ فِيهَا خَيراً كَثِيراً نَصُومُ وَ نَتَصَدّقُ وَ نوُاَسيِ‌ الفُقَرَاءَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّمَا الخَيرُ مَا أُرِيدَ بِهِ وَجهُ اللّهِ تَعَالَي وَ عُمِلَ عَلَي مَا أَمَرَ اللّهُ تَعَالَي بِهِ وَ أَمّا مَا أُرِيدَ بِهِ الرّيَاءُ وَ السّمعَةُ وَ مُعَانَدَةُ رَسُولِ اللّهِص وَ إِظهَارُ العِنَادِ لَهُ وَ التّمَالُكِ وَ الشّرَفِ عَلَيهِ فَلَيسَ بِخَيرٍ بَل هُوَ الشّرّ الخَالِصُ وَبَالٌ عَلَي صَاحِبِهِ يُعَذّبُهُ اللّهُ بِهِ أَشَدّ العَذَابِ فَقَالُوا لَهُ يَا مُحَمّدُ أَنتَ تَقُولُ هَذَا وَ نَحنُ نَقُولُ بَل مَا نُنفِقُهُ إِلّا لِإِبطَالِ أَمرِكَ وَ دَفعِ رِئَاسَتِكَ وَ لِتَفرِيقِ أَصحَابِكَ عَنكَ وَ هُوَ الجِهَادُ الأَعظَمُ نُؤَمّلُ بِهِ مِنَ اللّهِ الثّوَابَ الأَجَلّ الأَجسَمَ وَ أَقَلّ أَحوَالِنَا أَنّا تَسَاوَينَا فِي الدّعوَي مَعَكَ فأَيَ‌ّ فَضلٍ لَكَ عَلَينَا فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا إِخوَةَ اليَهُودِ إِنّ الدّعَاوِيَ يَتَسَاوَي فِيهَا المُحِقّونَ وَ المُبطِلُونَ وَ لَكِن حُجَجُ اللّهِ وَ دَلَائِلُهُ تُفَرّقُ بَينَهُم فَتَكشِفُ عَن تَموِيهِ المُبطِلِينَ وَ تَبِينُ عَن حَقَائِقِ المُحِقّينَ وَ رَسُولُ اللّهِ مُحَمّدٌ لَا يَغتَنِمُ جَهلَكُم وَ لَا يُكَلّفُكُمُ التّسلِيمَ لَهُ بِغَيرِ حُجّةٍ وَ لَكِن يُقِيمُ عَلَيكُم حُجّةَ اللّهِ التّيِ‌ لَا يُمكِنُكُم دِفَاعُهَا وَ لَا تُطِيقُونَ الِامتِنَاعَ مِن مُوجِبِهَا وَ لَو ذَهَبَ مُحَمّدٌ يُرِيكُم آيَةً مِن عِندِهِ لَشَكَكتُم وَ قُلتُم إِنّهُ مُتَكَلّفٌ مَصنُوعٌ مُحتَالٌ فِيهِ مَعمُولٌ أَو مُتَوَاطَأٌ عَلَيهِ وَ إِذَا اقتَرَحتُم أَنتُم فَأَرَاكُم مَا تَقتَرِحُونَ لَم يَكُن لَكُم أَن تَقُولُوا مَعمُولٌ أَو مُتَوَاطَأٌ عَلَيهِ أَو مُتَأَتّي بِحِيلَةٍ وَ مُقَدّمَاتٍ فَمَا ألّذِي تَقتَرِحُونَ فَهَذَا رَبّ


صفحه : 315

العَالَمِينَ قَد وعَدَنَيِ‌ أَن يُظهِرَ لَكُم مَا تَقتَرِحُونَ لِيَقطَعَ مَعَاذِيرَ الكَافِرِينَ مِنكُم وَ يَزِيدَ فِي بَصَائِرِ المُؤمِنِينَ مِنكُم قَالُوا قَد أَنصَفتَنَا يَا مُحَمّدُ فَإِن وَفَيتَ بِمَا وَعَدتَ مِن نَفسِكَ مِنَ الإِنصَافِ وَ إِلّا فَأَنتَ أَوّلُ رَاجِعٍ مِن دَعوَاكَ النّبُوّةَ وَ دَاخِلٌ فِي غُمَارِ الأُمّةِ وَ مُسَلّمٌ لِحُكمِ التّورَاةِ لِعَجزِكَ عَمّا نَقتَرِحُهُ عَلَيكَ وَ ظُهُورِ بَاطِلِ دَعوَاكَ فِيمَا تَرُومُهُ مِن جِهَتِكَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص الصّدقُ بيَنيِ‌ وَ بَينَكُم لَا الوَعِيدُ اقتَرِحُوا مَا أَنتُم مُقتَرِحُونَ لِيُقطَعَ مَعَاذِيرُكُم فِيمَا تَسأَلُونَ فَقَالُوا لَهُ يَا مُحَمّدُ زَعَمتَ أَنّهُ مَا فِي قُلُوبِنَا شَيءٌ مِن مُوَاسَاةِ الفُقَرَاءِ وَ مُعَاوَنَةِ الضّعَفَاءِ وَ النّفَقَةِ فِي إِبطَالِ البَاطِلِ وَ إِحقَاقِ المحق [الحَقّ] وَ أَنّ الأَحجَارَ أَليَنُ مِن قُلُوبِنَا وَ أَطوَعُ لِلّهِ مِنّا وَ هَذِهِ الجِبَالُ بِحَضرَتِنَا فَهَلُمّ بِنَا إِلَي بَعضِهَا فَاستَشهِدهُ عَلَي تَصدِيقِكَ وَ تَكذِيبِنَا فَإِن نَطَقَ بِتَصدِيقِكَ فَأَنتَ المُحِقّ يَلزَمُنَا اتّبَاعُكَ وَ إِن نَطَقَ بِتَكذِيبِكَ أَو صَمَتَ فَلَم يَرُدّ جَوَابَكَ فَاعلَم أَنّكَ المُبطِلُ فِي دَعوَاكَ المُعَانِدُ لِهَوَاكَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص نَعَم هَلُمّوا بِنَا إِلَي أَيّهَا شِئتُم فَأَستَشهِدَهُ لِيَشهَدَ لِي عَلَيكُم فَخَرَجُوا إِلَي أَوعَرِ جَبَلٍ رَأَوهُ فَقَالُوا يَا مُحَمّدُ هَذَا الجَبَلَ فَاستَشهِدهُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لِلجَبَلِ إنِيّ‌ أَسأَلُكَ بِجَاهِ مُحَمّدٍ وَ آلِهِ الطّيّبِينَ الّذِينَ بِذِكرِ أَسمَائِهِم خَفّفَ اللّهُ العَرشَ عَلَي كَوَاهِلِ ثَمَانِيَةٍ مِنَ المَلَائِكَةِ بَعدَ أَن لَم يَقدِرُوا عَلَي تَحرِيكِهِ وَ هُم خَلقٌ كَثِيرٌ لَا يَعرِفُ عَدَدَهُم غَيرُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ بِحَقّ مُحَمّدٍ وَ آلِهِ الطّيّبِينَ الّذِينَ بِذِكرِ أَسمَائِهِم تَابَ اللّهُ عَلَي آدَمَ وَ غَفَرَ خَطِيئَتَهُ وَ أَعَادَهُ إِلَي مَرتَبَتِهِ وَ بِحَقّ مُحَمّدٍ وَ آلِهِ الطّيّبِينَ الّذِينَ بِذِكرِ أَسمَائِهِم وَ سُؤَالِ اللّهِ بِهِم رَفَعَ إِدرِيسَ فِي الجَنّةِ مَكَاناً عَلِيّاً لَمّا شَهِدتَ لِمُحَمّدٍ بِمَا أَودَعَكَ اللّهُ بِتَصدِيقِهِ عَلَي هَؤُلَاءِ اليَهُودِ فِي ذِكرِ قَسَاوَةِ قُلُوبِهِم وَ تَكذِيبِهِم فِي جَحدِهِم لِقَولِ مُحَمّدٍ رَسُولِ اللّهِص


صفحه : 316

فَتَحَرّكَ الجَبَلُ وَ تَزَلزَلَ وَ فَاضَ عَنهُ المَاءُ وَ نَادَي يَا مُحَمّدُ أَشهَدُ أَنّكَ رَسُولُ رَبّ العَالَمِينَ وَ سَيّدُ الخَلَائِقِ أَجمَعِينَ وَ أَشهَدُ أَنّ قُلُوبَ هَؤُلَاءِ اليَهُودِ كَمَا وَصَفتَ أَقسَي مِنَ الحِجَارَةِ لَا يَخرُجُ مِنهَا خَيرٌ كَمَا قَد يَخرُجُ مِنَ الحِجَارَةِ المَاءُ سَيلًا أَو تَفَجّراً وَ أَشهَدُ أَنّ هَؤُلَاءِ كَاذِبُونَ عَلَيكَ فِيمَا بِهِ يَقذِفُونَكَ مِنَ الفِريَةِ عَلَي رَبّ العَالَمِينَ

توضيح أقول تمامه في أبواب معجزات النبي ص ويقال عسا الشي‌ء إذايبس وصلب قوله الصدق بيني‌ وبينكم أي يجب أن نصدق فيما نقول ونأتي‌ به و لانكتفي‌ بالوعد والوعيد و في بعض النسخ ينبئ عنكم و هوأظهر

12-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَولُهُ تَعَالَيأَ فَتَطمَعُونَ أَن يُؤمِنُوا لَكُمالآيَةَ قَالَ الإِمَامُ ع فَلَمّا بَهَرَ رَسُولُ اللّهِص هَؤُلَاءِ اليَهُودَ بِمُعجِزَتِهِ وَ قَطَعَ مَعَاذِيرَهُم بِوَاضِحِ دَلَالَتِهِ لَم يُمكِنهُم مُرَاجَعَتُهُ فِي حُجّتِهِ وَ لَا إِدخَالُ التّلبِيسِ عَلَيهِ فِي مُعجِزَاتِهِ قَالُوا يَا مُحَمّدُ قَد آمَنّا بِأَنّكَ الرّسُولُ الهاَديِ‌ المهَديِ‌ّ وَ أَنّ عَلِيّاً أخوك [أَخَاكَ] هُوَ الوصَيِ‌ّ وَ الولَيِ‌ّ وَ كَانُوا إِذَا خَلَوا بِاليَهُودِ الآخَرِينَ يَقُولُونَ لَهُم إِنّ إِظهَارَنَا لَهُ الإِيمَانَ بِهِ أَمكَنُ لَنَا مِن مَكرُوهِهِ وَ أَعوَنُ لَنَا عَلَي اصطِلَامِهِ وَ اصطِلَامِ أَصحَابِهِ لِأَنّهُم عِندَ اعتِقَادِهِم أَنّنَا مَعَهُم يَقِفُونَنَا عَلَي أَسرَارِهِم وَ لَا يَكتُمُونَنَا شَيئاً فَنُطلِعُ عَلَيهِم أَعدَاءَهُم فَيَقصِدُونَ أَذَاهُم بِمُعَاوَنَتِنَا وَ مُظَاهَرَتِنَا فِي أَوقَاتِ اشتِغَالِهِم وَ اضطِرَابِهِم وَ أَحوَالِ تَعَذّرِ المُدَافَعَةِ وَ الِامتِنَاعِ مِنَ الأَعدَاءِ عَلَيهِم وَ كَانُوا مَعَ ذَلِكَ يُنكِرُونَ عَلَي سَائِرِ اليَهُودِ الإِخبَارَ لِلنّاسِ عَمّا كَانُوا يُشَاهِدونَهُ مِن آيَاتِهِ وَ يُعَايِنُونَهُ مِن مُعجِزَاتِهِ فَأَظهَرَ اللّهُ مُحَمّداً رَسُولَهُ عَلَي قُبحِ اعتِقَادِهِم وَ سُوءِ دَخِيلَاتِهِم وَ عَلَي إِنكَارِهِم عَلَي مَنِ اعتَرَفَ بِمُشَاهَدِهِ[بِمَا شَاهَدَهُ] مِن آيَاتِ مُحَمّدٍ وَ وَاضِحِ بَيّنَاتِهِ وَ بَاهِرِ مُعجِزَاتِهِ فَقَالَ عَزّ وَ جَلّأَ فَتَطمَعُونَ أَنتَ وَ أَصحَابُكَ مِن عَلِيّ ع وَ آلِهِ الطّيّبِينَأَن يُؤمِنُوا لَكُمهَؤُلَاءِ اليَهُودِ الّذِينَ هُم بِحُجَجِ اللّهِ قَد بَهَرتُمُوهُم وَ بِآيَاتِ اللّهِ وَ دَلَائِلِهِ الوَاضِحَةِ قَد قَهَرتُمُوهُمأَن يُؤمِنُوا لَكُم وَ يُصَدّقُوكُم


صفحه : 317

بِقُلُوبِهِم وَ يُبدُوا فِي الخَلَوَاتِ لِشَيَاطِينِهِم شَرِيفَ أَحوَالِكُموَ قَد كانَ فَرِيقٌ مِنهُميعَنيِ‌ مِن هَؤُلَاءِ اليَهُودِ مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَيَسمَعُونَ كَلامَ اللّهِ فِي أَصلِ جَبَلِ طُورِ سَينَاءَ وَ أَوَامِرِهِ وَ نَوَاهِيهِثُمّ يُحَرّفُونَهُعَمّا سَمِعُوهُ إِذَا أَدّوهُ إِلَي مَن وَرَاءَهُم مِن سَائِرِ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَمِن بَعدِ ما عَقَلُوهُ وَ عَلِمُوا أَنّهُم فِيمَا يَقُولُونَهُ كَاذِبُونَوَ هُم يَعلَمُونَأَنّهُم فِي قِيلِهِم كَاذِبُونَ ثُمّ أَظهَرَ اللّهُ عَلَي نِفَاقِهِمُ الآخَرِ فَقَالَ فَقَالَوَ إِذا لَقُوا الّذِينَ آمَنُواكَانُوا إِذَا لَقُوا سَلمَانَ وَ المِقدَادَ وَ أَبَا ذَرّ وَ عَمّاراًقالُوا آمَنّاكَإِيمَانِكُم إِيمَاناً بِنُبُوّةِ مُحَمّدٍص مَقرُوناً بِالإِيمَانِ بِإِمَامَةِ أَخِيهِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ بِأَنّهُ أَخُوهُ الهاَديِ‌ وَ وَزِيرُهُ المؤُاَتيِ‌ وَ خَلِيفَتُهُ عَلَي أُمّتِهِ وَ مُنجِزُ عِدَتِهِ وَ الواَفيِ‌ بِذِمّتِهِ وَ النّاهِضُ بِأَعبَاءِ سِيَاسَتِهِ وَ قَيّمُ الخَلقِ الذّابّ لَهُم عَن سَخَطِ الرّحمَنِ المُوجَبِ لَهُم إِن أَطَاعُوهُ رضَيِ‌َ الرّحمَنُ وَ أَنّ خَلَفَاءَهُ مِن بَعدِهِ هُمُ النّجُومُ الزّاهِرَةُ وَ الأَقمَارُ النّيّرَةُ وَ الشّمسُ المُضِيئَةُ البَاهِرَةُ وَ أَنّ أَولِيَاءَهُم أَولِيَاءُ اللّهِ وَ أَنّ أَعدَاءَهُم أَعدَاءُ اللّهِ وَ يَقُولُ بَعضُهُم نَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً صَاحِبُ المُعجِزَاتِ وَ مُقِيمُ الدّلَالَاتِ الوَاضِحَاتِ وَ سَاقَ الحَدِيثَ كَمَا سيَأَتيِ‌ فِي أَبوَابِ مُعجِزَاتِ الرّسُولِص وَ بَابِ غَزوَةِ بَدرٍ إِلَي قَولِهِ فَلَمّا أَفضَي بَعضُ هَؤُلَاءِ اليَهُودِ إِلَي بَعضٍ قَالُوا أَيّ شَيءٍ صَنَعتُم أَخبَرتُمُوهُم بِمَا فَتَحَ اللّهُ عَلَيكُم


صفحه : 318

مِنَ الدّلَالَاتِ عَلَي صِدقِ نُبُوّةِ مُحَمّدٍص وَ إِمَامَةِ أَخِيهِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع لِيُحَاجّوكُم بِهِ عِندَ رَبّكُمبِأَنّكُم كُنتُم قَد عَلِمتُم هَذَا وَ شَاهَدتُمُوهُم فَلَم تُؤمِنُوا بِهِ وَ لَم تُطِيعُوهُ وَ قَدَرُوا بِجَهلِهِم أَنّهُم إِن لَم يُخبِرُوهُم بِتِلكَ الآيَاتِ لَم يَكُن لَهُ عَلَيهِم حُجّةٌ فِي غَيرِهَا ثُمّ قَالَ عَزّ وَ جَلّأَ فَلا تَعقِلُونَ أَنّ هَذَا ألّذِي يُخبِرُونَهُم بِهِ مِمّا فَتَحَ اللّهُ عَلَيكُم مِن دَلَائِلِ نُبُوّةِ مُحَمّدٍص حُجّةٌ عَلَيكُم عِندَ رَبّكُم قَالَ اللّهُ تَعَالَيأَ وَ لا يَعلَمُونَيعَنيِ‌ أَ وَ لَا يَعلَمُ هَؤُلَاءِ القَائِلُونَ لِإِخوَانِهِمأَ تُحَدّثُونَهُم بِما فَتَحَ اللّهُ عَلَيكُمأَنّ اللّهَ يَعلَمُ ما يُسِرّونَ مِن عَدَاوَةِ مُحَمّدٍص وَ يُضمِرُونَهُ مِن أَنّ إِظهَارَهُمُ الإِيمَانَ بِهِ أَمكَنُ لَهُم مِنِ اصطِلَامِهِ وَ إِبَادَةِ أَصحَابِهِوَ ما يُعلِنُونَ مِنَ الإِيمَانِ ظَاهِراً لِيُؤنِسُوهُم وَ يَقِفُوا بِهِ عَلَي أَسرَارِهِم فَيُذِيعُونَهَا بِحَضرَةِ مَن يَضُرّهُم وَ أَنّ اللّهَ لَمّا عَلِمَ ذَلِكَ دَبّرَ لِمُحَمّدٍص تَمَامَ أَمرِهِ بِبُلُوغِ غَايَةِ مَا أَرَادَهُ اللّهُ بِبَعثِهِ وَ أَنّهُ يُتِمّ أَمرَهُ وَ أَنّ نِفَاقَهُم وَ كَيدَهُم لَا يَضُرّهُ قَولُهُ تَعَالَيوَ مِنهُم أُمّيّونَالآيَةَ قَالَ الإِمَامُ ع ثُمّ قَالَ اللّهُ تَعَالَي يَا مُحَمّدُ وَ مِن هَؤُلَاءِ اليَهُودِ أُمّيّونَ لَا يَقرَءُونَ الكِتَابَ وَ لَا يَكتُبُونَ كاَلأمُيّ‌ّ مَنسُوبٌ إِلَي الأُمّ أَي هُوَ كَمَا خَرَجَ مِن بَطنِ أُمّهِ لَا يَقرَأُ وَ لَا يَكتُبُ لَا يَعلَمُونَ الكِتَابَ المُنزَلَ مِنَ السّمَاءِ وَ لَا المُتَكَذّبَ بِهِ وَ لَا يُمَيّزُونَ بَينَهُمَاإِلّا أمَانيِ‌ّ أَي إِلّا أَن يُقرَأَ عَلَيهِم وَ يُقَالَ لَهُم إِنّ هَذَا كِتَابُ اللّهِ وَ كَلَامُهُ وَ لَا يَعرِفُونَ إِن قرُ‌ِئَ مِنَ الكِتَابِ خِلَافُ مَا فِيهِوَ إِن هُم إِلّا يَظُنّونَ أَي مَا يَقُولُ لَهُم رُؤَسَاؤُهُم مِن تَكذِيبِ مُحَمّدٍص فِي نُبُوّتِهِ وَ إِمَامَةِ عَلِيّ ع سَيّدِ عِترَتِهِ يُقَلّدُونَهُم مَعَ أَنّهُ مُحَرّمٌ عَلَيهِم تَقلِيدُهُم ثُمّ قَالَ عَزّ وَ جَلّفَوَيلٌ لِلّذِينَ يَكتُبُونَ الكِتابَ بِأَيدِيهِمالآيَةَ قَالَ


صفحه : 319

الإِمَامُ ع قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لِقَومٍ مِن هَؤُلَاءِ اليَهُودِ كَتَبُوا صِفَةً زَعَمُوا أَنّهَا صِفَةُ النّبِيّص وَ هُوَ خِلَافُ صِفَتِهِ وَ قَالُوا لِلمُستَضعَفِينَ هَذِهِ صِفَةُ النّبِيّ المَبعُوثِ فِي آخِرِ الزّمَانِ أَنّهُ طَوِيلٌ عَظِيمُ البَدَنِ وَ البَطنِ أَصهَبُ الشّعرِ وَ مُحَمّدٌ بِخِلَافِهِ وَ هُوَ يجَيِ‌ءُ بَعدَ هَذَا الزّمَانِ بِخَمسِمِائَةِ سَنَةٍ وَ إِنّمَا أَرَادُوا بِذَلِكَ لِتَبقَي لَهُم عَلَي ضُعَفَائِهِم رِئَاسَتُهُم وَ تَدُومَ لَهُم مِنهُم إِصَابَاتُهُم وَ يَكُفّوا أَنفُسَهُم مَئُونَةَ خِدمَةِ رَسُولِ اللّهِص وَ خِدمَةِ عَلِيّ ع وَ أَهلِ خَاصّتِهِ فَقَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّفَوَيلٌ لَهُم مِمّا كَتَبَت أَيدِيهِم مِن هَذِهِ الصّفَاتِ المُحَرّفَاتِ المُخَالِفَاتِ لِصِفَةِ مُحَمّدٍص وَ عَلِيّ ع الشّدّةُ لَهُم مِنَ العَذَابِ فِي أَسوَإِ بِقَاعِ جَهَنّمَوَ وَيلٌ لَهُمالشّدّةُ مِنَ العَذَابِ ثَانِيَةً لَهُم مُضَافَةً إِلَي الأُولَي مِمّا يَكسِبُونَهُ مِنَ الأَموَالِ التّيِ‌ يَأخُذُونَهَا إِذَا أَثبَتُوا عَوَامّهُم عَلَي الكُفرِ بِمُحَمّدٍ رَسُولِ اللّهِص وَ الجَحدِ لِوَصِيّةِ أَخِيهِ عَلِيّ ولَيِ‌ّ اللّهِ ع وَ قَالُوالَن تَمَسّنَا النّارُ إِلّا أَيّاماً مَعدُودَةًالآيَةَ قَالَ الإِمَامُ ع قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ قالُوايعَنيِ‌ اليَهُودَ المُظهِرِينَ لِلإِيمَانِ المُسِرّينَ لِلنّفَاقِ المُدبِرِينَ عَلَي رَسُولِ اللّهِص وَ ذَوِيهِ بِمَا يَظُنّونَ أَنّ فِيهِ عَطَبَهُملَن تَمَسّنَا النّارُ إِلّا أَيّاماً مَعدُودَةً وَ ذَلِكَ أَنّهُ كَانَ لَهُم أَصهَارٌ وَ إِخوَةُ رَضَاعٍ مِنَ المُسلِمِينَ يُسِرّونَ كُفرَهُم عَن مُحَمّدٍص وَ صَحبِهِ وَ إِن كَانُوا بِهِ عَارِفِينَ صِيَانَةً لَهُم لِأَرحَامِهِم وَ أَصهَارِهِم قَالَ لَهُم هَؤُلَاءِ وَ لِمَ تَفعَلُونَ هَذَا النّفَاقَ ألّذِي تَعلَمُونَ أَنّكُم بِهِ عِندَ اللّهِ مَسخُوطٌ عَلَيكُم مُعَذّبُونَ أَجَابَهُم ذَلِكَ اليَهُودُ بِأَنّ مُدّةَ ذَلِكَ العَذَابِ نُعَذّبُ بِهِ لِهَذِهِ الذّنُوبِ أَيّاماً مَعدُودَةً تنَقضَيِ‌ ثُمّ نُصِيرُ بَعدُ فِي النّعمَةِ فِي الجِنَانِ فَلَا نَتَعَجّلُ المَكرُوهَ فِي الدّنيَا لِلعَذَابِ ألّذِي هُوَ بِقَدرِ أَيّامِ ذُنُوبِنَا فَإِنّهَا تَفنَي وَ تنَقضَيِ‌ وَ نَكُونُ قَد حَصّلنَا لِذَاتِ الحُرّيّةِ مِنَ الخِدمَةِ وَ لِذَاتِ نِعمَةِ الدّنيَا ثُمّ لَا نبُاَليِ‌ بِمَا يُصِيبُنَا بَعدُ فَإِنّهُ إِذَا لَم يَكُن دَائِماً فَكَأَنّهُ قَد فنَيِ‌َ فَقَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّقُل يَا مُحَمّدُأَتّخَذتُم عِندَ اللّهِ عَهداً أَنّ عَذَابَكُم عَلَي كُفرِكُم


صفحه : 320

بِمُحَمّدٍص وَ دِفعِكُم لِآيَاتِهِ فِي نَفسِهِ وَ فِي عَلِيّ ع وَ سَائِرِ خُلَفَائِهِ وَ أَولِيَائِهِ مُنقَطِعٌ غَيرُ دَائِمٍ بَل مَا هُوَ إِلّا عَذَابٌ دَائِمٌ لَا نَفَادَ لَهُ فَلَا تَجتَرُوا عَلَي الآثَامِ وَ القَبَائِحِ مِنَ الكُفرِ بِاللّهِ وَ بِرَسُولِهِ وَ بِوَلِيّهِ المَنصُوبِ بَعدَهُ عَلَي أُمّتِهِ لِيَسُوسَهُم وَ يَرعَاهُم سِيَاسَةَ الوَالِدِ الشّفِيقِ الرّحِيمِ الكَرِيمِ لِوَلَدِهِ وَ رِعَايَةِ الحَدَبِ المُشفِقِ عَلَي خَاصّتِهِفَلَن يُخلِفَ اللّهُ عَهدَهُوَعدَهُ فَلِذَلِكَ أَنتُم بِمَا تَدّعُونَ مِن فَنَاءِ عَذَابِ ذُنُوبِكُم هَذِهِ فِي حِرزٍأَم تَقُولُونَ عَلَي اللّهِ ما لا تَعلَمُونَبَلَي أَنتُم فِي أَيّهِمَا ادّعَيتُم كَاذِبُونَ

13-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] وَ لَقَد آتَينا مُوسَي الكِتابَ وَ قَفّينا مِن بَعدِهِ بِالرّسُلِالآيَةَ قَالَ الإِمَامُ ع قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ وَ هُوَ يُخَاطِبُ هَؤُلَاءِ اليَهُودَ الّذِينَ أَظهَرَ مُحَمّدٌ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ الطّيّبِينَ المُعجِزَاتِ لَهُم عِندَ تِلكَ الجِبَالِ وَ يُوَبّخُهُموَ لَقَد آتَينا مُوسَي الكِتابَالتّورَاةَ المُشتَمِلَ عَلَي أَحكَامِنَا وَ عَلَي ذِكرِ فَضلِ مُحَمّدٍ وَ آلِهِ الطّيّبِينَ وَ إِمَامَةِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَ خُلَفَائِهِ بَعدَهُ وَ شَرَفِ أَحوَالِ المُسلِمِينَ لَهُ وَ سُوءِ أَحوَالِ المُخَالِفِينَ عَلَيهِوَ قَفّينا مِن بَعدِهِ بِالرّسُلِ وَ جَعَلنَا رَسُولًا فِي أَثَرِ رَسُولٍوَ آتَيناأَعطَينَاعِيسَي ابنَ مَريَمَ البَيّناتِالآيَاتِ الوَاضِحَاتِ إِحيَاءَ المَوتَي وَ إِبرَاءَ الأَكمَهِ وَ الأَبرَصِ وَ الإِنبَاءَ بِمَا يَأكُلُونَ وَ مَا يَدّخِرُونَ فِي بُيُوتِهِموَ أَيّدناهُ بِرُوحِ القُدُسِ وَ هُوَ جَبرَئِيلُ ع وَ ذَلِكَ حِينَ رَفَعَهُ مِن رَوزَنَةِ بَيتِهِ إِلَي السّمَاءِ وَ أَلقَي شِبهَهُ عَلَي مَن رَامَ قَتلَهُ فَقُتِلَ بَدَلًا مِنهُ وَ قِيلَ هُوَ المَسِيحُ

14-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَولُهُ عَزّ وَ جَلّوَ قالُوا قُلُوبُنا غُلفٌ بَل لَعَنَهُمُ اللّهُ بِكُفرِهِم فَقَلِيلًا ما يُؤمِنُونَ قَالَ الإِمَامُ ع قَالَ اللّهُ تَعَالَيوَ قالُوايعَنيِ‌ اليَهُودَ الّذِينَ أَرَاهُم رَسُولُ اللّهِص المُعجِزَاتِ المَذكُورَاتِ عِندَ قَولِهِفهَيِ‌َ كَالحِجارَةِالآيَةَقُلُوبُنا غُلفٌأَوعِيَةٌ لِلخَيرِ وَ العُلُومُ قَد أَحَاطَت بِهَا وَ اشتَمَلَت عَلَيهَا ثُمّ هيِ‌َ مَعَ ذَلِكَ لَا نَعرِفُ لَكَ يَا مُحَمّدُ فَضلًا مَذكُوراً فِي شَيءٍ مِن كُتُبِ اللّهِ وَ لَا عَلَي لِسَانِ أَحَدٍ مِن أَنبِيَاءِ اللّهِ فَقَالَ اللّهُ تَعَالَي رَدّاً عَلَيهِمبَل لَيسَ كَمَا يَقُولُونَ أَوعِيَةً لِلعُلُومِ وَ لَكِن قَدلَعَنَهُمُ اللّهُأَبعَدَهُمُ


صفحه : 321

اللّهُ مِنَ الخَيرِفَقَلِيلًا ما يُؤمِنُونَقَلِيلٌ إِيمَانُهُم يُؤمِنُونَ بِبَعضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ وَ يَكفُرُونَ بِبَعضٍ فَإِذَا كَذّبُوا مُحَمّداً فِي سَائِرِ مَا يَقُولُ فَقَد صَارَ مَا كَذّبُوا بِهِ أَكثَرَ وَ مَا صَدّقُوا بِهِ أَقَلّ وَ إِذَا قرُ‌ِئَغُلفٌفَإِنّهُم قَالُواقُلُوبُنا غُلفٌ فِي غِطَاءٍ فَلَا نَفهَمُ كَلَامَكَ وَ حَدِيثَكَ نَحوَ مَا قَالَ اللّهُ تَعَالَيوَ قالُوا قُلُوبُنا فِي أَكِنّةٍ مِمّا تَدعُونا إِلَيهِ وَ فِي آذانِنا وَقرٌ وَ مِن بَينِنا وَ بَينِكَ حِجابٌ وَ كِلَا القِرَاءَتَينِ حَقّ وَ قَد قَالُوا بِهَذَا وَ بِهَذَا جَمِيعاً ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَعَاشِرَ اليَهُودِ أَ تُعَانِدُونَ رَسُولَ رَبّ العَالَمِينَ وَ تَأبَونَ الِاعتِرَافَ بِأَنّكُم كُنتُم بِذُنُوبِكُم مِنَ الجَاهِلِينَ إِنّ اللّهَ لَا يُعَذّبُ بِهَا أَحَداً وَ لَا يُزِيلُ عَن فَاعِلِ هَذَا عَذَابَهُ أَبَداً إِنّ آدَمَ ع لَم يَقتَرِح عَلَي رَبّهِ المَغفِرَةَ لِذَنبِهِ إِلّا بِالتّوبَةِ فَكَيفَ تَقتَرِحُونَهَا أَنتُم مَعَ عِنَادِكُم

توضيح قال الطبرسي‌ رحمه الله القراءات المشهورة غلف بسكون اللام وروي‌ في الشواذ غلف بضم اللام عن أبي عمرو فمن قرأ بتسكين اللام فهو جمع الأغلف يقال للسيف إذا كان في غلاف أغلف و من قرأ بضم اللام فهو جمع غلاف فمعناه أن قلوبنا أوعية العلم فما بالها لاتفهم

15-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَولُهُ عَزّ وَ جَلّقُل إِن كانَت لَكُمُ الدّارُ الآخِرَةُ عِندَ اللّهِ خالِصَةً إِلَي قَولِهِوَ اللّهُ بَصِيرٌ بِما يَعمَلُونَ قَالَ الإِمَامُ ع قَالَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع إِنّ اللّهَ تَعَالَي لَمّا وَبّخَ هَؤُلَاءِ اليَهُودَ عَلَي لِسَانِ رَسُولِ اللّهِ مُحَمّدٍص وَ قَطَعَ مَعَاذِيرَهُم وَ أَقَامَ عَلَيهِمُ الحُجَجَ الوَاضِحَةَ بِأَنّ مُحَمّداًص سَيّدُ النّبِيّينَ وَ خَيرُ الخَلَائِقِ أَجمَعِينَ وَ أَنّ عَلِيّاً ع سَيّدُ الوَصِيّينَ وَ خَيرُ مَن يُخلِفُهُ بَعدَهُ فِي المُسلِمِينَ وَ أَنّ الطّيّبِينَ مِن آلِهِ هُمُ القُوّامُ بِدِينِ اللّهِ وَ الأَئِمّةُ لِعِبَادِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ انقَطَعَت مَعَاذِيرُهُم وَ هُم لَا يُمكِنُهُم إِيرَادُ حُجّةٍ وَ لَا شُبهَةٍ فَجَاءُوا إِلَي أَن كَابَرُوا فَقَالُوا لَا ندَريِ‌ مَا تَقُولُ وَ لَكِنّا نَقُولُ إِنّ الجَنّةَ خَالِصَةٌ لَنَا مِن دُونِكَ يَا مُحَمّدُ وَ دُونِ عَلِيّ وَ دُونِ أَهلِ دِينِكَ وَ أُمّتِكَ


صفحه : 322

وَ أَنّا بِكُم مُبتَلَونَ وَ مُمتَحَنُونَ وَ نَحنُ أَولِيَاءُ اللّهِ المُخلَصُونَ وَ عِبَادُهُ الخَيّرُونَ وَ مُستَجَابٌ دُعَاؤُنَا غَيرُ مَردُودٍ عَلَينَا بشِيَ‌ءٍ مِن سُؤَالِنَا رَبّنَا فَلَمّا قَالُوا ذَلِكَ قَالَ اللّهُ تَعَالَي لِنَبِيّهِ عَلَيهِ الصّلَاةُ وَ السّلَامُقُل يَا مُحَمّدُ لِهَؤُلَاءِ اليَهُودِإِن كانَت لَكُمُ الدّارُ الآخِرَةُالجَنّةُ وَ نَعِيمُهَاخالِصَةً مِن دُونِ النّاسِ مُحَمّدٍ وَ عَلِيّ وَ الأَئِمّةِ عَلَيهِمُ الصّلَاةُ وَ السّلَامُ وَ سَائِرِ الأَصحَابِ وَ مؤُمنِيِ‌ الأُمّةِ وَ إِنّكُم بِمُحَمّدٍ وَ ذُرّيّتِهِ مُمتَحَنُونَ وَ إِنّ دُعَاءَكُم مُستَجَابٌ غَيرُ مَردُودٍفَتَمَنّوُا المَوتَلِلكَاذِبِينَ مِنكُم وَ مِن مُخَالِفِيكُم فَإِنّ مُحَمّداً وَ عَلِيّاً وَ ذُرّيّتَهُمَا يَقُولُونَ إِنّهُم أَولِيَاءُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ مِن دُونِ النّاسِ الّذِينَ يُخَالِفُونَهُم فِي دِينِهِم وَ هُمُ المُجَابُ دُعَاؤُهُم فَإِن كُنتُم مَعَاشِرَ اليَهُودِ كَمَا تَدّعُونَ فَتَمَنّوُا المَوتَ لِلكَاذِبِينَ مِنكُم وَ مِن مُخَالِفِيكُمإِن كُنتُم صادِقِينَبِأَنّكُم أَنتُمُ المُحِقّونَ المُجَابُ دُعَاؤُكُم عَلَي مُخَالِفِيكُم فَقُولُوا أللّهُمّ أَمِتِ الكَاذِبَ مِنّا وَ مِن مُخَالِفِينَا لِيَستَرِيحَ مِنهُ الصّادِقُونَ وَ لِتَزدَادَ حُجّتُكَ وُضُوحاً بَعدَ أَن قَد صَحّت وَ وَجَبَت ثُمّ قَالَ لَهُم رَسُولُ اللّهِص بَعدَ مَا عَرَضَ هَذَا عَلَيهِم لَا يَقُولُهَا أَحَدٌ مِنكُم إِلّا قَد غَصّ بِرِيقِهِ فَمَاتَ مَكَانَهُ وَ كَانَتِ اليَهُودُ عُلَمَاءَ بِأَنّهُم هُمُ الكَاذِبُونَ وَ أَنّ مُحَمّداًص وَ عَلِيّاً ع وَ مُصَدّقِيهِمَا هُمُ الصّادِقُونَ فَلَم يَجسُرُوا أَن يَدعُوا بِذَلِكَ لِعِلمِهِم بِأَنّهُم إِن دَعَوا فَهُمُ المَيّتُونَ فَقَالَ تَعَالَيوَ لَن يَتَمَنّوهُ أَبَداً بِما قَدّمَت أَيدِيهِميعَنيِ‌ اليَهُودَ لَن يَتَمَنّوُا المَوتَ لِلكَاذِبِ بِمَا قَدّمَت أَيدِيهِم مِنَ الكُفرِ بِاللّهِ وَ بِمُحَمّدٍ رَسُولِهِ وَ نَبِيّهِ وَ صَفِيّهِ وَ بعِلَيِ‌ّ أخَيِ‌ نَبِيّهِ وَ وَصِيّهِ وَ بِالطّاهِرِينَ مِنَ الأَئِمّةِ المُنتَجَبِينَ قَالَ اللّهُ تَعَالَيوَ اللّهُ عَلِيمٌ بِالظّالِمِينَاليَهُودِ إِنّهُم لَا يَجسُرُونَ أَن يَتَمَنّوُا المَوتَ لِلكَاذِبِ لِعِلمِهِم أَنّهُم هُمُ الكَاذِبُونَ وَ لِذَلِكَ أَمَرَكَ أَن تَبهَرَهُم بِحُجّتِكَ وَ تَأمُرَهُم أَن يَدعُوا عَلَي الكَاذِبِ لِيَمتَنِعُوا مِنَ الدّعَاءِ وَ يَتَبَيّنَ لِلضّعَفَاءِ أَنّهُم هُمُ الكَاذِبُونَ ثُمّ قَالَ يَا مُحَمّدُوَ لَتَجِدَنّهُميعَنيِ‌ تَجِدُ هَؤُلَاءِ اليَهُودَأَحرَصَ النّاسِ عَلي حَياةٍ وَ ذَلِكَ لِإِيَاسِهِم مِن نَعِيمِ


صفحه : 323

الآخِرَةِ لِانهِمَاكِهِم فِي كُفرِهِمُ الّذِينَ يَعلَمُونَ أَنّهُم لَا حَظّ لَهُم مَعَهُ فِي شَيءٍ مِن خَيرَاتِ الجَنّةِوَ مِنَ الّذِينَ أَشرَكُوا قَالَ تَعَالَي هَؤُلَاءِ اليَهُودُ أَحرَصُ النّاسِ عَلَي حَيَاةٍ وَ أَحرَصُ مِنَ الّذِينَ أَشرَكُوا عَلَي حَيَاةٍ يعَنيِ‌ المَجُوسَ لِأَنّهُم لَا يَرَونَ النّعِيمَ إِلّا فِي الدّنيَا وَ لَا يُؤَمّلُونَ خَيراً فِي الآخِرَةِ فَلِذَلِكَ هُم أَشَدّ النّاسِ حِرصاً عَلَي حَيَاةٍ ثُمّ وَصَفَ اليَهُودَ فَقَالَيَوَدّ أَحَدُهُميَتَمَنّي أَحَدُهُملَو يُعَمّرُ أَلفَ سَنَةٍ وَ ما هُوَ أَيِ التّعمِيرُ أَلفَ سَنَةٍبِمُزَحزِحِهِبِمُبَاعِدِهِمِنَ العَذابِ أَن يُعَمّرَتَعمِيرُهُ وَ إِنّمَا قَالَوَ ما هُوَ بِمُزَحزِحِهِ مِنَ العَذابِ أَن يُعَمّرَ وَ لَم يَقُل وَ مَا هُوَ بِمُزَحزِحِهِ فَقَط لِأَنّهُ لَو قَالَ وَ مَا هُوَ بِمُزَحزِحِهِ مِنَ العَذَابِ وَ اللّهُ بَصِيرٌ لَكَانَ يَحتَمِلُ أَن يَكُونَ وَ مَا هُوَ يعَنيِ‌ وُدّهُ وَ تَمَنّيَهُ بِمُزَحزِحِهِ فَلَمّا أَرَادَ وَ مَا تَعمِيرُهُ قَالَ وَ مَا هُوَ بِمُزَحزِحِهِ أَن يُعَمّرَ ثُمّ قَالَوَ اللّهُ بَصِيرٌ بِما يَعمَلُونَفَعَلَي حَسَبِهِ يُجَازِيهِم وَ يَعدِلُ عَلَيهِم وَ لَا يَظلِمُهُم قَالَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ ع لَمّا كَاعَتِ اليَهُودُ عَن هَذَا التمّنَيّ‌ وَ قَطَعَ اللّهُ مَعَاذِيرَهُم قَالَت طَائِفَةٌ مِنهُم وَ هُم بِحَضرَةِ رَسُولِ اللّهِص وَ قَد كَاعُوا وَ عَجَزُوا يَا مُحَمّدُ فَأَنتَ وَ المُؤمِنُونَ المُخلَصُونَ لَكَ مُجَابٌ دُعَاؤُكُم وَ عَلِيّ أَخُوكَ وَ وَصِيّكَ أَفضَلُهُم وَ سَيّدُهُم قَالَ رَسُولُ اللّهِص بَلَي قَالُوا يَا مُحَمّدُ فَإِن كَانَ هَذَا كَمَا زَعَمتَ فَقُل لعِلَيِ‌ّ يَدعُو اللّهَ لِابنِ رَئِيسِنَا هَذَا فَقَد كَانَ مِنَ الشّبَابِ جَمِيلًا نَبِيلًا وَسِيماً قَسِيماً لَحِقَهُ بَرَصٌ وَ جُذَامٌ وَ قَد صَارَ حِمًي لَا يُقرَبُ وَ مَهجُوراً لَا يُعَاشَرُ يُنَاوِلُ الخُبزَ عَلَي أَسِنّةِ الرّمَاحِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص ائتوُنيِ‌ بِهِ فأَتُيِ‌َ بِهِ فَنَظَرَ رَسُولُ اللّهِص وَ أَصحَابُهُ مِنهُ إِلَي مَنظَرٍ فَظِيعٍ سَمِجٍ قَبِيحٍ كَرِيهٍ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا أَبَا حَسَنٍ ادعُ اللّهَ لَهُ بِالعَافِيَةِ فَإِنّ اللّهَ يُجِيبُكَ فِيهِ فَدَعَا لَهُ فَلَمّا كَانَ بَعدَ فَرَاغِهِ مِن دُعَائِهِ إِذَا الفَتَي قَد زَالَ عَنهُ كُلّ مَكرُوهٍ وَ عَادَ إِلَي أَفضَلِ مَا كَانَ عَلَيهِ مِنَ النّبلِ وَ الجَمَالِ وَ الوَسَامَةِ وَ الحُسنِ فِي المَنظَرِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لِلفَتَي يَا فَتًي آمِن باِلذّيِ‌ أَغَاثَكَ مِن بَلَائِكَ قَالَ الفَتَي قَد آمَنتُ وَ حَسُنَ إِيمَانُهُ فَقَالَ أَبُوهُ يَا مُحَمّدُ ظلَمَتنَيِ‌ وَ ذَهَبتَ منِيّ‌ باِبنيِ‌ يَا لَيتَهُ كَانَ أَجذَمَ


صفحه : 324

أَبرَصَ كَمَا كَانَ وَ لَم يَدخُل فِي دِينِكَ فَإِنّ ذَلِكَ كَانَ أَحَبّ إلِيَ‌ّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَكِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ قَد خَلّصَهُ مِن هَذِهِ الآفَةِ وَ أَوجَبَ لَهُ نَعِيمَ الجَنّةِ قَالَ أَبُوهُ يَا مُحَمّدُ مَا كَانَ هَذَا لَكَ وَ لَا لِصَاحِبِكَ إِنّمَا جَاءَ وَقتُ عَافِيَتِهِ فعَوُفيِ‌َ فَإِن كَانَ صَاحِبُكَ هَذَا يعَنيِ‌ عَلِيّاً مُجَاباً فِي الخَيرِ فَهُوَ أَيضاً مُجَابٌ فِي الشّرّ فَقُل لَهُ يَدعُو عَلَيّ بِالجُذَامِ وَ البَرَصِ فإَنِيّ‌ أَعلَمُ أَنّهُ لَا يصُيِبنُيِ‌ لِيَتَبَيّنَ لِهَؤُلَاءِ الضّعَفَاءِ الّذِينَ قَد اغتَرّوا بِكَ أَنّ زَوَالَهُ عَنِ ابنيِ‌ لَم يَكُن بِدُعَائِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا يهَوُديِ‌ّ اتّقِ اللّهَ وَ تَهَنّأ بِعَافِيَةِ اللّهِ إِيّاكَ وَ لَا تَتَعَرّض لِلبَلَاءِ وَ لِمَا لَا تُطِيقُهُ وَ قَابِلِ النّعمَةَ بِالشّكرِ فَإِنّ مَن كَفَرَهَا سَلَبَهَا وَ مَن شَكَرَهَا امتَرَي مَزِيدَهَا فَقَالَ اليهَوُديِ‌ّ مِن شُكرِ نِعَمِ اللّهِ تَكذِيبُ عَدُوّ اللّهِ المفُترَيِ‌ عَلَيهِ وَ إِنّمَا أُرِيدُ بِهَذَا أَن أُعَرّفَ ولَدَيِ‌ أَنّهُ لَيسَ مِمّا قُلتَ لَهُ وَ ادّعَيتَهُ قَلِيلٌ وَ لَا كَثِيرٌ وَ أَنّ ألّذِي أَصَابَهُ مِن خَيرٍ لَم يَكُن بِدُعَاءِ عَلِيّ صَاحِبِكَ فَتَبَسّمَ رَسُولُ اللّهِص وَ قَالَ يَا يهَوُديِ‌ّ هَبكَ قُلتَ إِنّ عَافِيَةَ ابنِكَ لَم يَكُن بِدُعَاءِ عَلِيّ ع وَ إِنّمَا صَادَفَ دُعَاؤُهُ وَقتَ مجَيِ‌ءِ عَافِيَتِهِ أَ رَأَيتَ لَو دَعَا عَلِيّ ع عَلَيكَ بِهَذَا البَلَاءِ ألّذِي اقتَرَحتَهُ فَأَصَابَكَ أَ تَقُولُ إِنّ مَا أصَاَبنَيِ‌ لَم يَكُن بِدُعَائِهِ وَ لَكِنّهُ صَادَفَ دُعَاؤُهُ وَقتَ بلَاَئيِ‌ قَالَ لَا أَقُولُ هَذَا لِأَنّ هَذَا احتِجَاجٌ منِيّ‌ عَلَي عَدُوّ اللّهِ فِي دِينِ اللّهِ وَ احتِجَاجٌ مِنهُ عَلَيّ وَ اللّهُ أَحكَمُ مِن أَن يُجِيبَ إِلَي مِثلِ هَذَا فَيَكُونَ قَد فَتَنَ عِبَادَهُ وَ دَعَاهُم إِلَي تَصدِيقِ الكَاذِبِينَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص فَهَذَا فِي دُعَاءِ عَلِيّ ع لِابنِكَ كَهُوَ فِي دُعَائِهِ عَلَيكَ لَا يَفعَلُ اللّهُ تَعَالَي مَا يَلبِسُ بِهِ عَلَي عِبَادِهِ دِينَهُ وَ يُصَدّقُ بِهِ الكَاذِبَ عَلَيهِ فَتَحَيّرَ اليهَوُديِ‌ّ لَمّا بَطَلَت عَلَيهِ شُبهَتُهُ وَ قَالَ يَا مُحَمّدُ لِيَفعَلَ عَلِيّ هَذَا بيِ‌ إِن كُنتَ صَادِقاً فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لعِلَيِ‌ّ ع يَا أَبَا حَسَنٍ قَد أَبَي الكَافِرُ إِلّا عُتُوّاً وَ تَمَرّداً وَ طُغيَاناً فَادعُ عَلَيهِ بِمَا اقتَرَحَ وَ قُلِ أللّهُمّ ابتِلِهِ بِبَلَاءِ ابنِهِ مِن قَبلُ فَقَالَهَا فَأَصَابَ اليهَوُديِ‌ّ دَاءُ ذَلِكَ الغُلَامِ مِثلَ مَا كَانَ فِيهِ الغُلَامُ مِنَ الجُذَامِ وَ البَرَصِ وَ استَولَي عَلَيهِ الأَلَمُ


صفحه : 325

وَ البَلَاءُ وَ جَعَلَ يَصرَخُ وَ يَستَغِيثُ وَ يَقُولُ يَا مُحَمّدُ قَد عَرَفتُ صِدقَكَ فأَقَلِنيِ‌ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لَو عَلِمَ اللّهِ صِدقَكَ لَنَجَاكَ وَ لَكِنّهُ عَالِمٌ بِأَنّكَ لَا تَخرُجُ عَن هَذَا الحَالِ إِلّا ازدَدتَ كُفراً وَ لَو عَلِمَ أَنّهُ إِن نَجَاكَ آمَنتَ بِهِ لَجَادَ عَلَيكَ بِالنّجَاةِ فَإِنّهُ الجَوَادُ الكَرِيمُ ثُمّ قَالَ ع فبَقَيِ‌َ اليهَوُديِ‌ّ فِي ذَلِكَ الدّاءِ وَ البَرَصِ أَربَعِينَ سَنَةً آيَةً لِلنّاظِرِينَ وَ عِبرَةً لِلمُعتَبِرِينَ وَ عَلَامَةً وَ حُجّةً بَيّنَةً لِمُحَمّدٍص بَاقِيَةً لِلغَابِرِينَ وَ عِبرَةً لِلمُتَكَبّرِينَ وَ بقَيِ‌َ ابنُهُ كَذَلِكَ مُعَافًي صَحِيحَ الأَعضَاءِ وَ الجَوَارِحِ ثَمَانِينَ سَنَةً عِبرَةً لِلمُعتَبِرِينَ وَ تَرغِيباً لِلكَافِرِينَ فِي الإِيمَانِ وَ تَزهِيداً لَهُم فِي الكُفرِ وَ العِصيَانِ وَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص حِينَ حَلّ البَلَاءُ باِليهَوُديِ‌ّ بَعدَ زَوَالِ البَلَاءِ عَنِ ابنِهِ عِبَادَ اللّهِ وَ إِيّاكُم وَ الكُفرَ لِنِعَمِ اللّهِ فَإِنّهُ مَشُومٌ عَلَي صَاحِبِهِ أَلَا وَ تَقَرّبُوا إِلَي اللّهِ بِالطّاعَاتِ يُجزِلُ لَكُمُ المَثُوبَاتِ وَ قَصّرُوا أَعمَارَكُم فِي الدّنيَا بِالتّعَرّضِ لِأَعدَاءِ اللّهِ فِي الجِهَادِ لِتَنَالُوا طُولَ أَعمَارِ الآخِرَةِ فِي النّعِيمِ الدّائِمِ الخَالِدِ وَ ابذُلُوا أَموَالَكُم فِي الحُقُوقِ اللّازِمَةِ لِيَطُولَ غِنَاؤُكُم فِي الجَنّةِ فَقَامَ نَاسٌ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ نَحنُ ضُعَفَاءُ الأَبدَانِ قَلِيلُو الأَعمَارِ وَ الأَموَالِ لَا نفَيِ‌ بِمُجَاهَدَةِ الأَعدَاءِ وَ لَا تَفضُلُ أَموَالُنَا عَن نَفَقَاتِ العِيَالَاتِ فَمَا ذَا نَصنَعُ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَلَا فَليَكُن صَدَقَاتُكُم مِن قُلُوبِكُم وَ أَلسِنَتِكُم قَالُوا كَيفَ يَكُونُ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَص أَمّا القُلُوبُ فَتَقطَعُونَهَا عَلَي حُبّ اللّهِ وَ حُبّ مُحَمّدٍ رَسُولِ اللّهِ وَ حُبّ عَلِيّ ولَيِ‌ّ اللّهِ وَ وصَيِ‌ّ رَسُولِ اللّهِ وَ حُبّ المُنتَجَبِينَ لِلقِيَامِ بِدِينِ اللّهِ وَ حُبّ شِيعَتِهِم وَ مُحِبّيهِم وَ حُبّ إِخوَانِكُمُ المُؤمِنِينَ وَ الكَفّ عَنِ اعتِقَادَاتِ العَدَاوَاتِ وَ الشّحنَاءِ وَ البَغضَاءِ وَ أَمّا الأَلسِنَةُ فَتُطلِقُونَهَا بِذِكرِ اللّهِ تَعَالَي بِمَا هُوَ أَهلُهُ وَ الصّلَاةِ عَلَي نَبِيّهِ مُحَمّدٍ وَ آلِهِ الطّيّبِينَ فَإِنّ اللّهَ تَعَالَي بِذَلِكَ يَبلُغُكُم أَفضَلَ الدّرَجَاتِ وَ يُنِيلُكُم بِهِ المَرَاتِبَ العَالِيَاتِ


صفحه : 326

بيان كاع عنه أي هاب وجبن والوسيم الحسن الوجه وكذا القسيم بمعناه ويقال هذا شيءحِمًي علي فِعَلٍ أي محظور لايقرب ويقال امتري الريح السحاب أي استدره

16-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَولُهُ عَزّ وَ جَلّوَ لَقَد أَنزَلنا إِلَيكَ آياتٍ بَيّناتٍ وَ ما يَكفُرُ بِها إِلّا الفاسِقُونَ قَالَ الإِمَامُ ع قَالَ اللّهُ تَعَالَيوَ لَقَد أَنزَلنا إِلَيكَ يَا مُحَمّدُآياتٍ بَيّناتٍدَالّاتٍ عَلَي صِدقِكَ فِي نُبُوّتِكَ مُبَيّنَاتٍ عَن إِمَامَةِ عَلِيّ ع أَخِيكَ وَ وَصِيّكَ وَ صَفِيّكَ مُوضِحَاتٍ عَن كُفرِ مَن شَكّ فِيكَ أَو فِي أَخِيكَ أَو قَابَلَ أَمرَ وَاحِدٍ مِنكُمَا بِخِلَافِ القَبُولِ وَ التّسلِيمِ ثُمّ قَالَوَ ما يَكفُرُ بِهابِهَذِهِ الآيَاتِ الدّالّاتِ عَلَي تَفضِيلِكَ وَ تَفضِيلِ عَلِيّ ع بَعدَكَ عَلَي جَمِيعِ الوَرَيإِلّا الفاسِقُونَالخَارِجُونَ عَن دِينِ اللّهِ وَ طَاعَتِهِ مِنَ اليَهُودِ الكَاذِبِينَ وَ النّوَاصِبِ المُتَسَمّينَ بِالمُسلِمِينَ

قَالَ الإِمَامُ ع قَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع وَ ذَلِكَ أَنّ رَسُولَ اللّهِص لَمّا آمَنَ بِهِ عَبدُ اللّهِ بنُ سَلَامٍ بَعدَ مَسَائِلِهِ التّيِ‌ سَأَلَهَا رَسُولَ اللّهِص وَ جَوَابِهِ إِيّاهُ عَنهَا قَالَ لَهُ يَا مُحَمّدُ بَقِيَت وَاحِدَةٌ وَ هيِ‌َ المَسأَلَةُ الكُبرَي وَ الغَرَضُ الأَقصَي مَنِ ألّذِي يَخلُفُكَ بَعدَكَ وَ يقَضيِ‌ دُيُونَكَ وَ يُنجِزُ عِدَاتِكَ وَ يؤُدَيّ‌ أَمَانَاتِكَ وَ يُوضِحُ عَن آيَاتِكَ وَ بَيّنَاتِكَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أُولَئِكَ أصَحاَبيِ‌ قُعُودٌ فَامضِ إِلَيهِم فَسَيَدُلّكَ النّورُ السّاطِعُ فِي دَائِرَةِ غُرّةِ ولَيِ‌ّ عهَديِ‌ وَ صَفحَةِ خَدّيهِ وَ سَيَنطِقُ طُومَارُكَ بِأَنّهُ هُوَ الوصَيِ‌ّ وَ سَتَشهَدُ جَوَارِحُكَ بِذَلِكَ فَصَارَ عَبدُ اللّهِ بنُ سَلَامٍ إِلَي القَومِ فَرَأَي عَلِيّاً ع يَسطَعُ مِن وَجهِهِ نُورٌ يُبهِرُ نُورَ الشّمسِ وَ نَطَقَ طُومَارُهُ وَ أَعضَاءُ بَدَنِهِ كُلّ يَقُولُ يَا ابنَ سَلَامٍ هَذَا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع المَالِئُ جِنَانَ اللّهِ بِمُحِبّيهِ وَ نِيرَانَهُ بِشَانِئِيهِ البَاثّ دَينَ اللّهِ فِي أَقطَارِ الأَرضِ وَ آفَاقِهَا وَ الناّفيِ‌ الكُفرَ عَن نَوَاحِيهَا وَ أَرجَائِهَا فَتُمسِكُ بِوَلَايَتِهِ تَكُن سَعِيداً وَ اثبُت عَلَي التّسلِيمِ لَهُ تَكُن رَشِيداً فَقَالَ عَبدُ اللّهِ بنُ سَلَامٍ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداًص عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ المُصطَفَي وَ أَمِينُهُ المُرتَضَي وَ أَمِيرُهُ عَلَي جَمِيعِ الوَرَي


صفحه : 327

وَ أَشهَدُ أَنّ عَلِيّاً ع أَخُوهُ وَ صَفِيّهُ وَ وَصِيّهُ القَائِمُ بِأَمرِهِ المُنجِزُ لِعِدَاتِهِ المؤُدَيّ‌ لِأَمَانَاتِهِ المُوضِحُ لِآيَاتِهِ وَ بَيّنَاتِهِ الدّافِعُ لِلأَبَاطِيلِ بِدَلَائِلِهِ وَ مُعجِزَاتِهِ وَ أَشهَدُ أَنّكُمَا اللّذَانِ بَشّرَ بِكُمَا مُوسَي وَ مَن قَبلَهُ مِنَ الأَنبِيَاءِ وَ دَلّ عَلَيكُمَا المُختَارُونَ مِنَ الأَصفِيَاءِ ثُمّ قَالَ لِرَسُولِ اللّهِص قَد تَمّتِ الحُجَجُ وَ انزَاحَتِ العِلَلُ وَ انقَطَعَتِ المَعَاذِيرُ فَلَا عُذرَ لِي إِن تَأَخّرتُ عَنكَ وَ لَا خَيرَ فِيّ إِن تَرَكتُ التّعَصّبَ لَكَ ثُمّ قَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّ اليَهُودَ قَومٌ بُهتٌ وَ إِنّهُم إِن سَمِعُوا بإِسِلاَميِ‌ وَقَعُوا فِيّ فاَخبأَنيِ‌ عِندَكَ وَ إِذَا جَاءُوكَ فَسَلهُم عنَيّ‌ لِتَسمَعَ قَولَهُم فِيّ قَبلَ أَن يَعلَمُوا بإِسِلاَميِ‌ وَ بَعدَهُ لِتَعلَمَ أَحوَالَهُم فَخَبَأَهُ رَسُولُ اللّهِص فِي بَيتِهِ ثُمّ دَعَا قَوماً مِنَ اليَهُودِ فَحَضَرُوهُ وَ عَرَضَ عَلَيهِم أَمرَهُ فَأَبَوا فَقَالَ بِمَن تَرضَونَ حَكَماً بيَنيِ‌ وَ بَينَكُم قَالُوا بِعَبدِ اللّهِ بنِ سَلَامٍ قَالَ وَ أَيّ رَجُلٍ هُوَ قَالُوا رَئِيسُنَا وَ ابنُ رَئِيسِنَا وَ سَيّدُنَا وَ ابنُ سَيّدِنَا وَ عَالِمُنَا وَ ابنُ عَالِمِنَا وَ وَرِعُنَا وَ ابنُ وَرِعِنَا وَ زَاهِدُنَا وَ ابنُ زَاهِدِنَا فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أَ رَأَيتُم إِن آمَنَ بيِ‌ أَ تُؤمِنُونَ قَالُوا قَد أَعَاذَهُ اللّهُ مِن ذَلِكَ ثُمّ أَعَادَهَا وَ أَعَادُوهَا فَقَالَ اخرُج عَلَيهِم يَا عَبدَ اللّهِ وَ أَظهِر مَا قَد أَظهَرَهُ اللّهُ لَكَ مِن أَمرِ مُحَمّدٍص فَخَرَجَ عَلَيهِم وَ هُوَ يَقُولُ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ المَذكُورُ فِي التّورَاةِ وَ الإِنجِيلِ وَ الزّبُورِ وَ صُحُفِ اِبرَاهِيمَ وَ سَائِرِ كُتُبِ اللّهِ المَدلُولُ فِيهَا عَلَيهِ وَ عَلَي أَخِيهِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَلَمّا سَمِعُوهُ يَقُولُ ذَلِكَ قَالُوا يَا مُحَمّدُ سَفِيهُنَا وَ ابنُ سَفِيهِنَا وَ شَرّنَا وَ ابنُ شَرّنَا وَ فَاسِقُنَا وَ ابنُ فَاسِقِنَا وَ جَاهِلُنَا وَ ابنُ جَاهِلِنَا كَانَ غَائِباً عَنّا فَكَرِهنَا أَن نَغتَابَهُ فَقَالَ عَبدُ اللّهِ هَذَا ألّذِي كُنتُ أَخَافُهُ يَا رَسُولَ اللّهِ ثُمّ إِنّ عَبدَ اللّهِ حَسُنَ إِسلَامُهُ وَ لَحِقَهُ القَصدُ الشّدِيدُ مِن جِيرَانِهِ مِنَ اليَهُودِ وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص فِي حَمَارّةِ القَيظِ فِي مَسجِدِهِ يَوماً إِذ دَخَلَ عَلَيهِ عَبدُ اللّهِ بنُ سَلَامٍ وَ قَد كَانَ بِلَالٌ أَذّنَ لِلصّلَاةِ وَ النّاسُ بَينَ قَائِمٍ


صفحه : 328

وَ قَاعِدٍ وَ رَاكِعٍ وَ سَاجِدٍ فَنَظَرَ رَسُولُ اللّهِص إِلَي وَجهِ عَبدِ اللّهِ فَرَآهُ مُتَغَيّراً وَ إِلَي عَينَيهِ دَامِعَتَينِ فَقَالَ مَا لَكَ يَا عَبدَ اللّهِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ قصَدَتَنيِ‌ اليَهُودُ وَ أَسَاءَت جوَاَريِ‌ وَ كُلّ مَاعُونٍ لِي استَعَارُوهُ منِيّ‌ وَ كَسَرُوهُ وَ أَتلَفُوهُ وَ مَا استَعَرتُ مِنهُم مَنَعُونِيهِ ثُمّ زَادَ أَمرُهُم بَعدَ هَذَا فَقَدِ اجتَمَعُوا وَ تَوَاطَئُوا وَ تَحَالَفُوا عَلَي أَن لَا يجُاَلسِنَيِ‌ مِنهُم أَحَدٌ وَ لَا يبُاَيعِنَيِ‌ وَ لَا يشُاَريِنَيِ‌ وَ لَا يكُلَمّنَيِ‌ وَ لَا يخُاَلطِنَيِ‌ وَ قَد تَقَدّمُوا بِذَلِكَ إِلَي مَن فِي منَزلِيِ‌ فَلَيسَ يكُلَمّنُيِ‌ أهَليِ‌ وَ كُلّ جِيرَانِنَا يَهُودٌ وَ قَدِ استَوحَشتُ مِنهُم فَلَيسَ لِي أُنسٌ بِهِم وَ المَسَافَةُ مَا بَينَنَا وَ بَينَ مَسجِدِكَ هَذَا وَ مَنزِلِكَ بَعِيدَةٌ فَلَيسَ يمُكنِنُيِ‌ فِي كُلّ وَقتٍ يلَحقَنُيِ‌ ضِيقُ صَدرٍ مِنهُم أَن أَقصِدَ مَسجِدَكَ أَو مَنزِلَكَ فَلَمّا سَمِعَ ذَلِكَ رَسُولُ اللّهِص غَشِيَهُ مَا كَانَ يَغشَاهُ عِندَ نُزُولِ الوحَي‌ِ عَلَيهِ مِن تَعظِيمِ أَمرِ اللّهِ تَعَالَي ثُمّ سَرَي عَنهُ وَ قَد أُنزِلَ عَلَيهِإِنّما وَلِيّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الّذِينَ آمَنُوا الّذِينَ يُقِيمُونَ الصّلاةَ وَ يُؤتُونَ الزّكاةَ وَ هُم راكِعُونَ وَ مَن يَتَوَلّ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ الّذِينَ آمَنُوا فَإِنّ حِزبَ اللّهِ هُمُ الغالِبُونَ قَالَ يَا عَبدَ اللّهِ بنَ سَلَامٍإِنّما وَلِيّكُمُ اللّهُ وَ نَاصِرُكُمُ اللّهُ عَلَي اليَهُودِ القَاصِدِينَ بِالسّوءِ لَكَوَ رَسُولُهُإِنّمَا وَلِيّكَ وَ نَاصِرُكَوَ الّذِينَ آمَنُوا الّذِينَصِفَتُهُم أَنّهُميُقِيمُونَ الصّلاةَ وَ يُؤتُونَ الزّكاةَ وَ هُم راكِعُونَ أَي وَ هُم فِي رُكُوعِهِم ثُمّ قَالَ يَا عَبدَ اللّهِ بنَ سَلَامٍوَ مَن يَتَوَلّ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ الّذِينَ آمَنُوا مَن تَوَلّاهُم وَ وَالَي أَولِيَاءَهُم وَ عَادَي أَعدَاءَهُم وَ لَجَأَ عِندَ المُهِمّاتِ إِلَي اللّهِ ثُمّ إِلَيهِمفَإِنّ حِزبَ اللّهِجُندَهُهُمُ الغالِبُونَلِليَهُودِ وَ سَائِرِ الكَافِرِينَ أَي فَلَا يَهُمّنّكَ يَا ابنَ سَلَامٍ فَإِنّ اللّهَ تَعَالَي وَ هَؤُلَاءِ أَنصَارُكَ وَ هُوَ كَافِيكَ شُرُورَ أَعدَائِكَ وَ ذَائِدٌ عَنكَ مَكَايِدَهُم فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا عَبدَ اللّهِ بنَ


صفحه : 329

سَلَامٍ أَبشِر فَقَد جَعَلَ اللّهُ لَكَ أَولِيَاءَ خَيراً مِنهُماللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الّذِينَ آمَنُوا الّذِينَ يُقِيمُونَ الصّلاةَ وَ يُؤتُونَ الزّكاةَ وَ هُم راكِعُونَ فَقَالَ عَبدُ اللّهِ مَن هَؤُلَاءِ الّذِينَ آمَنُوا فَنَظَرَ رَسُولُ اللّهِص إِلَي سَائِلٍ فَقَالَ هَل أَعطَاكَ أَحَدٌ شَيئاً الآنَ قَالَ نَعَم ذَلِكَ المصُلَيّ‌ أَشَارَ إلِيَ‌ّ بِإِصبَعِهِ أَن خُذِ الخَاتَمَ فَأَخَذتُهُ فَنَظَرَ إِلَيهِ وَ إِلَي الخَاتَمِ فَإِذَا هُوَ خَاتَمُ عَلِيّ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص اللّهُ أَكبَرُ هَذَا وَلِيّكُم بعَديِ‌ وَ أَولَي النّاسِ بعَديِ‌ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ ثُمّ لَم يَلبَث عَبدُ اللّهِ إِلّا يَسِيراً حَتّي مَرِضَ بَعضُ جِيرَانِهِ وَ افتَقَرَ وَ بَاعَ دَارَهُ فَلَم يَجِد لَهَا مُشتَرِياً غَيرَ عَبدِ اللّهِ وَ أُسِرَ آخَرُ مِن جِيرَانِهِ فَأُلجِئَ إِلَي بَيعِ دَارِهِ فَلَم يَجِد لَهَا مُشتَرِياً غَيرَ عَبدِ اللّهِ ثُمّ لَم يَبقَ مِن جِيرَانِهِ مِنَ اليَهُودِ أَحَدٌ إِلّا دَهَتهُ دَاهِيَةٌ وَ احتَاجَ مِن أَجلِهَا إِلَي بَيعِ دَارِهِ فَمَلَكَ عَبدُ اللّهِ تِلكَ المَحَلّةَ وَ قَلَعَ اللّهُ تَعَالَي شَأفَةَ اليَهُودِ وَ حَوّلَ عَبدُ اللّهِ إِلَي تِلكَ الدّورِ قَوماً مِن خِيَارِ المُهَاجِرِينَ وَ كَانُوا لَهُ أُنّاساً وَ جُلّاساً وَ رَدّ اللّهُ كَيدَ اليَهُودِ فِي نُحُورِهِم وَ طَيّبَ اللّهُ عَيشَ عَبدِ اللّهِ بِإِيمَانِهِ بِرَسُولِهِ وَ مُوَالَاتِهِ لعِلَيِ‌ّ ولَيِ‌ّ اللّهِ ع قَولُهُ عَزّ وَ جَلّأَ وَ كُلّما عاهَدُوا عَهداً نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنهُم بَل أَكثَرُهُم لا يُؤمِنُونَ قَالَ الإِمَامُ ع قَالَ البَاقِرُ ع قَالَ اللّهُ تَعَالَي وَ هُوَ يُوَبّخُ هَؤُلَاءِ اليَهُودَ الّذِينَ تَقَدّمَ ذِكرُهُم وَ عِنَادُهُم وَ هَؤُلَاءِ النّصّابُ الّذِينَ نَكَثُوا مَا أُخِذَ مِنَ العَهدِ عَلَيهِم فَقَالَأَ وَ كُلّما عاهَدُوا عَهداً وَ وَاثَقُوا وَ عَاقَدُوا لَيَكُونَنّ لِمُحَمّدٍ طَائِعِينَ وَ لعِلَيِ‌ّ بَعدَهُ مُؤتَمِرِينَ وَ إِلَي أَمرِهِ صَابِرِينَنَبَذَهُنَبَذَ العَهدَفَرِيقٌ مِنهُم وَ خَالَفَهُ قَالَ اللّهُ تَعَالَيبَل أَكثَرُهُمأَكثَرُ هَؤُلَاءِ اليَهُودِ وَ النّوَاصِبِلا يُؤمِنُونَ فِي مُستَقبَلِ أَعمَارِهِم لَا يَرعَونَ وَ لَا يَتُوبُونَ مَعَ مُشَاهَدَتِهِم لِلآيَاتِ وَ مُعَايَنَتِهِم لِلدّلَالَاتِ قَالَ رَسُولُ اللّهِص اتّقُوا اللّهَ عِبَادَ اللّهِ وَ اثبُتُوا عَلَي مَا أَمَرَكُم بِهِ رَسُولُ اللّهِص


صفحه : 330

مِن تَوحِيدِ اللّهِ وَ مِنَ الإِيمَانِ بِنُبُوّةِ مُحَمّدٍص رَسُولِ اللّهِ وَ مِنَ الِاعتِقَادِ بِوَلَايَةِ عَلِيّ ع ولَيِ‌ّ اللّهِ وَ لَا يَغُرّنّكُم صَلَاتُكُم وَ صِيَامُكُم وَ عِبَادَتُكُمُ السّالِفَةُ إِنّمَا تَنفَعُكُم إِن وَافَيتُمُ العَهدَ وَ المِيثَاقَ فَمَن وَفَي وفُيِ‌َ لَهُ وَ تَفضُلُ بِالإِفضَالِ عَلَيهِ وَفَمَن نَكَثَ فَإِنّما يَنكُثُ عَلي نَفسِهِ وَ اللّهُ ولَيِ‌ّ الِانتِقَامِ مِنهُ وَ إِنّمَا الأَعمَالُ بِخَوَاتِيمِهَا هَذِهِ وَصِيّةُ رَسُولِ اللّهِص لِكُلّ أَصحَابِهِ وَ بِهَا أَوصَي حِينَ صَارَ إِلَي الغَارِ

بيان حمارة القيظ بتشديد الراء شدة حره و في المثل استأصل الله شأفته أي أذهبه الله

17-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَولُهُ عَزّ وَ جَلّوَ لَمّا جاءَهُم رَسُولٌ مِن عِندِ اللّهِ إِلَي قَولِهِلَمَثُوبَةٌ مِن عِندِ اللّهِ خَيرٌ لَو كانُوا يَعلَمُونَ قَالَ الإِمَامُ ع قَالَ الصّادِقُ ع وَ لَمّا جاءَهُمجَاءَ اليَهُودَ وَ مَن يَلِيهِم مِنَ النّوَاصِبِرَسُولٌ مِن عِندِ اللّهِ مُصَدّقٌ لِما مَعَهُمالقُرآنُ مُشتَمِلًا عَلَي فَضلِ مُحَمّدٍ وَ عَلِيّ ع وَ إِيجَابِ وَلَايَتِهِمَا وَ وَلَايَةِ أَولِيَائِهِمَا وَ عَدَاوَةِ أَعدَائِهِمَانَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الّذِينَ أُوتُوا الكِتابَ كِتابَ اللّهِاليَهُودُ التّورَاةَ وَ كُتُبَ أَنبِيَاءِ اللّهِ عَلَيهِمُ الصّلَاةُ وَ السّلَامُوَراءَ ظُهُورِهِمتَرَكُوا العَمَلَ بِمَا فِيهَا وَ حَسَدُوا مُحَمّداًص عَلَي نُبُوّتِهِ وَ عَلِيّاً عَلَي وَصِيّتِهِ وَ جَحَدُوا مَا وَقَفُوا عَلَيهِ مِن فَضَائِلِهِمَاكَأَنّهُم لا يَعلَمُونَ وَ فَعَلُوا فِعلَ مَن جَحَدَ ذَلِكَ وَ الرّدّ لَهُ فِعلَ مَن لَا يَعلَمُ مَعَ عِلمِهِم بِأَنّهُ حَقّوَ اتّبَعُواهَؤُلَاءِ اليَهُودُ وَ النّوَاصِبُما تَتلُوا مَا تَقرَأُالشّياطِينُ عَلي مُلكِ سُلَيمانَ وَ زَعَمُوا أَنّ سُلَيمَانَ بِذَلِكَ السّحرِ وَ التّدبِيرِ وَ النّيرَنجَاتِ نَالَ مَا نَالَهُ مِنَ المُلكِ العَظِيمِ فَصَدّوهُم بِهِ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَ ذَلِكَ أَنّ اليَهُودَ المُلحِدِينَ وَ النّوَاصِبَ المُشرِكِينَ لَهُم فِي إِلحَادِهِم لَمّا سَمِعُوا مِن رَسُولِ اللّهِص فَضَائِلَ عَلِيّ وَ شَاهَدُوا مِنهُ وَ مِن عَلِيّ ع المُعجِزَاتِ التّيِ‌ أَظهَرَهَا اللّهُ تَعَالَي لَهُم عَلَي أَيدِيهِمَا أَفضَي بَعضُ اليَهُودِ وَ النّصّابِ إِلَي بَعضٍ وَ قَالُوا مَا مُحَمّدٌ إِلّا طَالِبَ الدّنيَا بِحِيَلٍ وَ مَخَارِيقَ وَ سِحرٍ وَ نَيرَنجَاتٍ تَعَلّمَهَا وَ عَلّمَ عَلِيّاً بَعضَهَا فَهُوَ


صفحه : 331

يُرِيدُ أَن يَتَمَلّكَ عَلَينَا حَيَاتَهُ وَ يَعقِدَ المُلكَ لعِلَيِ‌ّ بَعدَهُ وَ لَيسَ مَا يَقُولُهُ عَنِ اللّهِ بشِيَ‌ءٍ إِنّمَا هُوَ تَقُولُهُ فَيَعقِدُ عَلَينَا وَ عَلَي ضُعَفَاءِ عِبَادِ اللّهِ بِالسّحرِ وَ النّيرَنجَاتِ التّيِ‌ تَعَلّمَهَا وَ أَوفَرُ النّاسِ حَظّاً مِن هَذَا السّحرِ سُلَيمَانُ بنُ دَاوُدَ ألّذِي مَلَكَ بِسِحرِهِ الدّنيَا كُلّهَا مِنَ الجِنّ وَ الإِنسِ وَ الشّيَاطِينِ وَ نَحنُ إِذَا تَعَلّمنَا بَعضَ مَا كَانَ تَعَلّمَهُ سُلَيمَانُ بنُ دَاوُدَ تَمَكّنّا مِن إِظهَارِ مِثلِ مَا أَظهَرَهُ مُحَمّدٌ وَ عَلِيّ وَ ادّعَينَا لِأَنفُسِنَا مَا يَجعَلُهُ مُحَمّدٌ لعِلَيِ‌ّ وَ قَدِ استَغنَينَا عَنِ الِانقِيَادِ لعِلَيِ‌ّ فَحِينَئِذٍ ذَمّ اللّهُ الجَمِيعَ مِنَ اليَهُودِ وَ النّوَاصِبِ فَقَالَ عَزّ وَ جَلّ نَبَذُوا كِتَابَ اللّهِ الآمِرَ بِوَلَايَةِ مُحَمّدٍص وَ عَلِيّ ع وَراءَ ظُهُورِهِمفَلَم يَعمَلُوا بِهِوَ اتّبَعُوا ما تَتلُواكَفَرَةُ الشّيَاطِينِ مِنَ السّحرِ وَ النّيرَنجَاتِعَلي مُلكِ سُلَيمانَالّذِينَ يَزعُمُونَ أَنّ سُلَيمَانَ مَلَكَ بِهِ وَ نَحنُ أَيضاً بِهِ نَظهَرُ العَجَائِبَ حَتّي تَنقَادَ لَنَا النّاسُ وَ نسَتغَنيِ‌َ عَنِ الِانقِيَادِ لعِلَيِ‌ّ قَالُوا وَ كَانَ سُلَيمَانُ كَافِراً وَ سَاحِراً مَاهِراً بِسِحرِهِ مَلَكَ مَا مَلَكَ وَ قَدِرَ عَلَي مَا قَدِرَ فَرَدّ اللّهُ تَعَالَي عَلَيهِم وَ قَالَوَ ما كَفَرَ سُلَيمانُ وَ لَا استَعمَلَ السّحرَ كَمَا قَالَهُ هَؤُلَاءِ الكَافِرُونَوَ لكِنّ الشّياطِينَ كَفَرُوا يُعَلّمُونَ النّاسَ السّحرَ أَي بِتَعلِيمِهِمُ النّاسَ السّحرَ ألّذِي نَسَبُوهُ إِلَي سُلَيمَانَ كَفَرُوا

18-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَولُهُ عَزّ وَ جَلّيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا راعِنا وَ قُولُوا انظُرنا وَ اسمَعُوا وَ لِلكافِرِينَ عَذابٌ أَلِيمٌ قَالَ الإِمَامُ ع قَالَ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ ع إِنّ رَسُولَ اللّهِص لَمّا قَدِمَ المَدِينَةَ وَ كَثُرَ حَولَهُ المُهَاجِرُونَ وَ الأَنصَارُ وَ كَثُرَت عَلَيهِ المَسَائِلُ وَ كَانُوا يُخَاطِبُونَهُ بِالخِطَابِ الشّرِيفِ العَظِيمِ ألّذِي يَلِيقُ بِهِص وَ ذَلِكَ أَنّ اللّهَ تَعَالَي كَانَ قَالَ لَهُميا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لا تَرفَعُوا أَصواتَكُم فَوقَ صَوتِ النّبِيّ وَ لا تَجهَرُوا لَهُ بِالقَولِ كَجَهرِ بَعضِكُم لِبَعضٍ أَن تَحبَطَ أَعمالُكُم وَ أَنتُم لا تَشعُرُونَ وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص بِهِم رَحِيماً وَ عَلَيهِم عَطُوفاً وَ فِي إِزَالَةِ الآثَامِ عَنهُم مُجتَهِداً حَتّي إِنّهُ كَانَ يَنظُرُ إِلَي كُلّ مَن كَانَ يُخَاطِبُهُ فَيَعمَلُ عَلَي أَن يَكُونَ صَوتُهُ مُرتَفِعاً عَلَي صَوتِهِ لِيَزِيلَ عَنهُ مَا تَوَعّدَهُ اللّهُ بِهِ


صفحه : 332

مِن إِحبَاطِ أَعمَالِهِ حَتّي إِنّ رَجُلًا أَعرَابِيّاً نَادَاهُ يَوماً وَ هُوَ خَلفَ حَائِطٍ بِصَوتٍ لَهُ جهَورَيِ‌ّ يَا مُحَمّدُ فَأَجَابَهُص بِأَرفَعَ مِن صَوتِهِ يُرِيدُ أَن لَا يَأثَمَ الأعَراَبيِ‌ّ بِارتِفَاعِ صَوتِهِ فَقَالَ لَهُ الأعَراَبيِ‌ّ أخَبرِنيِ‌ عَنِ التّوبَةِ إِلَي مَتَي تُقبَلُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا أَخَا العَرَبِ إِنّ بَابَهَا مَفتُوحٌ لِابنِ آدَمَ لَا يَنسَدّ حَتّي تَطلُعَ الشّمسُ مِن مَغرِبِهَا وَ ذَلِكَ قَولُهُ تَعَالَيهَل يَنظُرُونَ إِلّا أَن تَأتِيَهُمُ المَلائِكَةُ أَو يأَتيِ‌َ رَبّكَ أَو يأَتيِ‌َ بَعضُ آياتِ رَبّكَ يَومَ يأَتيِ‌ بَعضُ آياتِ رَبّكَ وَ هُوَ طُلُوعُ الشّمسِ مِن مَغرِبِهَالا يَنفَعُ نَفساً إِيمانُها لَم تَكُن آمَنَت مِن قَبلُ أَو كَسَبَت فِي إِيمانِها خَيراً وَ قَالَ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ ع فَكَانَت هَذِهِ اللّفظَةُ رَاعِنَا مِن أَلفَاظِ المُسلِمِينَ الّذِينَ يُخَاطِبُونَ بِهَا رَسُولَ اللّهِص يَقُولُونَ رَاعِنَا أَيِ ارعَ أَحوَالَنَا وَ اسمَع مِنّا نَسمَع مِنكَ وَ كَانَ فِي لُغَةِ اليَهُودِ اسمَع لَا سَمِعتَ فَلَمّا سَمِعَ اليَهُودُ المُسلِمِينَ يُخَاطِبُونَ بِهَا رَسُولَ اللّهِ يَقُولُونَ رَاعِنَا وَ يُخَاطِبُونَ بِهَا قَالُوا كُنّا نَشتِمُ مُحَمّداًص إِلَي الآنِ سِرّاً فَتَعَالَوُا الآنَ نَشتِمُهُ جَهراً وَ كَانُوا يُخَاطِبُونَ رَسُولَ اللّهِص وَ يَقُولُونَ رَاعِنَا يُرِيدُونَ شَتمَهُ فَتَفَطّنَ لَهُم سَعدُ بنُ مُعَاذٍ الأنَصاَريِ‌ّ فَقَالَ يَا أَعدَاءَ اللّهِ عَلَيكُم لَعنَةُ اللّهِ أَرَاكُم تُرِيدُونَ سَبّ رَسُولِ اللّهِ تُوَهّمُونَا أَنّكُم تَجرُونَ فِي مُخَاطَبَتِهِ مَجرَانَا وَ اللّهِ لَا سَمِعتُهَا مِن أَحَدٍ مِنكُم إِلّا ضَرَبتُ عُنُقَهُ وَ لَو لَا أنَيّ‌ أَكرَهُ أَن أَقدِمَ عَلَيكُم قَبلَ التّقَدّمِ وَ الِاستِئذَانِ لَهُ وَ لِأَخِيهِ وَ وَصِيّهِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع القَيّمِ بِأُمُورِ الأُمّةِ نَائِباً عَنهُ لَضَرَبتُ عُنُقَ مَن قَد سَمِعتُهُ مِنكُم يَقُولُ هَذَا فَأَنزَلَ اللّهُ تَعَالَي يَا مُحَمّدُمِنَ الّذِينَ هادُوا يُحَرّفُونَ الكَلِمَ عَن مَواضِعِهِ وَ يَقُولُونَ سَمِعنا وَ عَصَينا وَ اسمَع غَيرَ مُسمَعٍ وَ راعِنا لَيّا بِأَلسِنَتِهِم وَ طَعناً فِي الدّينِ وَ لَو أَنّهُم قالُوا سَمِعنا وَ أَطَعنا وَ اسمَع وَ انظُرنا لَكانَ خَيراً لَهُم وَ أَقوَمَ وَ لكِن لَعَنَهُمُ اللّهُ بِكُفرِهِم فَلا يُؤمِنُونَ إِلّا قَلِيلًا وَ أَنزَلَيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا راعِنا وَ قُولُوا انظُرنا وَ اسمَعُوا وَ لِلكافِرِينَ عَذابٌ أَلِيمٌلا تَقُولُوا راعِنافَإِنّهَا لَفظَةٌ يَتَوَصّلُ بِهَا أَعدَاؤُكُم مِنَ اليَهُودِ إِلَي سَبّ رَسُولِ اللّهِص


صفحه : 333

وَ سَبّكُم وَ شَتمِكُموَ قُولُوا انظُرنا أَي قُولُوا بِهَذِهِ اللّفظَةِ لَا بِلَفظَةِ رَاعِنَا فَإِنّهُ لَيسَ فِيهَا مَا فِي قَولِكُم رَاعِنَا وَ لَا يُمكِنُهُم أَن يَتَوَصّلُوا بِهَا إِلَي الشّتمِ كَمَا يُمكِنُهُم بِقَولِكُم رَاعِنَاوَ اسمَعُوا إِذَا قَالَ لَكُم رَسُولُ اللّهِص قَولًا وَ أَطِيعُواوَ لِلكافِرِينَيعَنيِ‌ اليَهُودَ الشّاتِمِينَ لِرَسُولِ اللّهِص عَذابٌ أَلِيمٌوَجِيعٌ فِي الدّنيَا إِن عَادُوا لِشَتمِهِم وَ فِي الآخِرَةِ بِالخُلُودِ فِي النّارِ ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا عِبَادَ اللّهِ هَذَا سَعدُ بنُ مُعَاذٍ مِن خِيَارِ عِبَادِ اللّهِ آثَرَ رِضَا اللّهِ عَلَي سَخَطِ قَرَابَاتِهِ وَ أَصهَارِهِ مِنَ اليَهُودِ أَمَرَ بِالمَعرُوفِ وَ نَهَي عَنِ المُنكَرِ وَ غَضِبَ لِمُحَمّدٍص رَسُولِ اللّهِ وَ لعِلَيِ‌ّ ولَيِ‌ّ اللّهِ وَ وصَيِ‌ّ رَسُولِ اللّهِص أَن يُخَاطَبَا بِمَا لَا يَلِيقُ بِجَلَالَتِهِمَا فَشَكَرَ اللّهُ لَهُ لِتَعَصّبِهِ لِمُحَمّدٍص وَ عَلِيّ وَ بَوّأَهُ فِي الجَنّةِ مَنَازِلَ كَرِيمَةً وَ هَيّأَ لَهُ فِيهَا خَيرَاتٍ وَاسِعَةً لَا تأَتيِ‌ الأَلسُنُ عَلَي وَصفِهَا وَ لَا القُلُوبُ عَلَي تَوَهّمِهَا وَ الفِكرِ فِيهَا وَ لَسَلكَةٌ مِن مَنَادِيلِ مَوَائِدِهِ فِي الجَنّةِ خَيرٌ مِنَ الدّنيَا بِمَا فِيهَا وَ زِينَتِهَا وَ لُجَينِهَا وَ جَوَاهِرِهَا وَ سَائِرِ أَموَالِهَا وَ نَعِيمِهَا فَمَن أَرَادَ أَن يَكُونَ فِيهَا رَفِيقُهُ وَ خَلِيطُهُ فَليَتَحَمّل غَضَبَ الأَصدِقَاءِ وَ القَرَابَاتِ وَ ليُؤثِر لَهُم رِضَا اللّهِ فِي الغَضَبِ لِمُحَمّدٍ رَسُولِ اللّهِص وَ ليَغضَب إِذَا رَأَي الحَقّ مَترُوكاً وَ رَأَي البَاطِلَ مَعمُولًا بِهِ وَ إِيّاكُم وَ الهُوَينَا فِيهِ مَعَ التّمَكّنِ وَ القُدرَةِ وَ زَوَالِ التّقِيّةِ فَإِنّ اللّهَ لَا يَقبَلُ لَكُم عُذراً عِندَ ذَلِكَ

19-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَولُهُ عَزّ وَ جَلّما يَوَدّ الّذِينَ كَفَرُوا مِن أَهلِ الكِتابِ وَ لَا المُشرِكِينَ أَن يُنَزّلَ عَلَيكُم مِن خَيرٍ مِن رَبّكُم وَ اللّهُ يَختَصّ بِرَحمَتِهِ مَن يَشاءُ وَ اللّهُ ذُو الفَضلِ العَظِيمِ قَالَ الإِمَامُ ع قَالَ عَلِيّ بنُ مُوسَي الرّضَا ع إِنّ اللّهَ ذَمّ اليَهُودَ وَ المُشرِكِينَ وَ


صفحه : 334

النّوَاصِبَ فَقَالَما يَوَدّ الّذِينَ كَفَرُوا مِن أَهلِ الكِتابِاليَهُودُ وَ النّصَارَيوَ لَا المُشرِكِينَ وَ لَا مِنَ المُشرِكِينَ الّذِينَ هُم نَوَاصِبُ يَغتَاظُونَ لِذِكرِ اللّهِ وَ ذِكرِ مُحَمّدٍ وَ فَضَائِلِ عَلِيّ ع وَ إِبَانَتِهِ عَن شَرِيفِ فَضلِهِ وَ مَحَلّهِأَن يُنَزّلَ عَلَيكُم مِن خَيرٍ مِن رَبّكُم مِنَ الآيَاتِ الزّائِدَاتِ فِي شَرَفِ مُحَمّدٍ وَ عَلِيّ وَ آلِهِمَا الطّيّبِينَ عَلَيهِم صَلَوَاتُ اللّهِ وَ سَلَامُهُ وَ لَا يَوَدّونَ أَن يَنزِلَ دَلِيلٌ مُعجِزٌ مِنَ السّمَاءِ يُبَيّنُ عَن مُحَمّدٍص وَ عَلِيّ ع فَهُم لِأَجلِ ذَلِكَ يَمنَعُونَ أَهلَ دِينِهِم مِن أَن يُحَاجّوكَ مَخَافَةَ أَن تُبهِرَهُم حُجّتُكَ وَ تُفحِمَهُم مُعجِزَاتُكَ فَيُؤمِنَ بِكَ عَوَامّهُم أَو يَضطَرِبُونَ عَلَي رُؤَسَائِهِم فَلِذَلِكَ يَصُدّونَ مَن يُرِيدُ لِقَاءَكَ يَا مُحَمّدُ لِيَعرِفَ أَمرَكَ بِأَنّهُ لَطِيفٌ خَلّاقٌ سَاحِرُ اللّسَانِ لَا تراك [تَرَاهُ] وَ لَا يَرَاكَ خَيرٌ لَكَ وَ أَسلَمُ لِدِينِكَ وَ دُنيَاكَ فَهُم بِمِثلِ هَذَا يَصُدّونَ العَوَامّ عَنكَ ثُمّ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ اللّهُ يَختَصّ بِرَحمَتِهِ مَن يَشاءُ وَ اللّهُ ذُو الفَضلِ العَظِيمِ عَلَي مَن يُوَفّقُهُ لِدِينِهِ وَ يَهدِيهِ إِلَي مُوَالَاتِكَ وَ مُوَالَاةِ أَخِيكَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ فَلَمّا قَرَعَهُم بِهَذَا رَسُولُ اللّهِص حَضَرَهُ مِنهُم جَمَاعَةٌ فَعَانَدُوهُ وَ قَالُوا يَا مُحَمّدُ إِنّكَ تدَعّيِ‌ عَلَي قُلُوبِنَا خِلَافَ مَا فِيهَا مَا نَكرَهُ أَن يَنزِلَ عَلَيكَ حُجّةٌ تَلزَمُ الِانقِيَادَ لَهَا فَنَنقَادَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أَمَا إِن عَانَدتُم مُحَمّداً هَاهُنَا فَسَتُعَانِدُونَ رَبّ العَالَمِينَ إِذَا أَنطَقَ صَحَائِفُكُم بِأَعمَالِكُم وَ تَقُولُونَ ظَلَمَتنَا الحَفَظَةُ وَ كَتَبُوا عَلَينَا مَا لَم نَجتَرِمهُ فَعِندَ ذَلِكَ يُستَشهَدُ جَوَارِحُكُم فَتَشهَدُ عَلَيكُم فَقَالُوا لَا تُبَعّد شَاهِدَكَ فَإِنّهُ فِعلُ الكَذّابِينَ بَينَنَا وَ بَينَ القِيَامَةِ بُعدٌ أَرِنَا فِي أَنفُسِنَا مَا تدَعّيِ‌ لِنَعلَمَ صِدقَكَ وَ لَن تَفعَلَهُ لِأَنّكَ مِنَ الكَذّابِينَ


صفحه : 335

فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لعِلَيِ‌ّ ع استَشهِد جَوَارِحَهُم فَاستَشهَدَهَا عَلِيّ ع فَشَهِدَت كُلّهَا عَلَيهِم أَنّهُم لَا يَوَدّونَ أَن يَنزِلَ عَلَي أُمّةِ مُحَمّدٍص عَلَي لِسَانِ مُحَمّدٍص خَيرٌ مِن عِندِ رَبّكُم آيَةٌ بَيّنَةٌ وَ حُجّةٌ مُعجِزَةٌ لِنُبُوّتِهِ وَ إِمَامَةِ أَخِيهِ عَلِيّ ع مَخَافَةَ أَن تُبهِرَهُم حُجّتُهُ وَ يُؤمِنَ بِهِ عَوَامّهُم وَ يَضطَرِبَ عَلَيهِ كَثِيرٌ مِنهُم فَقَالُوا يَا مُحَمّدُ لَسنَا نَسمَعُ هَذِهِ الشّهَادَةَ التّيِ‌ تدَعّيِ‌ أَنّهَا تَشهَدُ بِهَا جَوَارِحُنَا فَقَالَص يَا عَلِيّ هَؤُلَاءِ مِنَ الّذِينَ قَالَ اللّهُإِنّ الّذِينَ حَقّت عَلَيهِم كَلِمَتُ رَبّكَ لا يُؤمِنُونَ وَ لَو جاءَتهُم كُلّ آيَةٍادعُ عَلَيهِم بِالهَلَاكِ فَدَعَا عَلَيهِم عَلِيّ ع بِالهَلَاكِ فَكُلّ جَارِحَةٍ نَطَقَت بِالشّهَادَةِ عَلَي صَاحِبِهَا انفتَقَت حَتّي مَاتَ مَكَانَهُ فَقَالَ قَومٌ آخَرُونَ حَضَرُوا مِنَ اليَهُودِ مَا أَقسَاكَ يَا مُحَمّدُ قَتَلتَهُم أَجمَعِينَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص مَا كُنتُ أَلِينُ عَلَي مَنِ اشتَدّ عَلَيهِ غَضَبُ اللّهِ أَمَا إِنّهُم لَو سَأَلُوا اللّهَ بِمُحَمّدٍ وَ عَلِيّ وَ آلِهِمَا الطّيّبِينَ أَن يُمهِلَهُم وَ يُقِيلَهُم لَفَعَلَ بِهِم كَمَا كَانَ فَعَلَ بِمَن كَانَ قَبلُ مِن عَبَدَةِ العِجلِ لَمّا سَأَلُوا اللّهَ بِمُحَمّدٍ وَ عَلِيّ وَ آلِهِمَا الطّيّبِينَ وَ قَالَ لَهُم عَلَي لِسَانِ مُوسَي لَو كَانَ دَعَا بِذَلِكَ عَلَي مَن قُتِلَ لَأَعفَاهُ اللّهُ مِنَ القَتلِ كَرَامَةً لِمُحَمّدٍ وَ عَلِيّ وَ آلِهِمَا الطّيّبِينَ ع

20-ختص ،[الإختصاص ] عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ لَمّا بُعِثَ مُحَمّدٌص أَن يَدعُوَ الخَلقَ إِلَي شَهَادَةِ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ فَأَسرَعَ النّاسُ إِلَي الإِجَابَةِ وَ أَنذَرَ النّبِيّص الخَلقَ فَأَمَرَهُ جَبرَئِيلُ ع أَن يَكتُبَ إِلَي أَهلِ الكِتَابِ يعَنيِ‌ اليَهُودَ وَ النّصَارَي وَ يَكتُبَ كِتَاباً وَ أَملَي جَبرَئِيلُ ع عَلَي النّبِيّص كِتَابَهُ وَ كَانَ كَاتِبُهُ يَومَئِذٍ سَعدَ بنَ أَبِي وَقّاصٍ فَكَتَبَ إِلَي يَهُودِ خَيبَرَبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ مِن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ الأمُيّ‌ّ رَسُولِ اللّهِ إِلَي يَهُودِ خَيبَرَ أَمّا بَعدُ فَإِنّ الأَرضَ لِلّهِ يُورِثُها مَن يَشاءُ مِن عِبادِهِ وَ العاقِبَةُ لِلمُتّقِينَ وَ لَا حَولَ وَ لَا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ العلَيِ‌ّ


صفحه : 336

العَظِيمِ ثُمّ وَجّهَ الكِتَابَ إِلَي يَهُودِ خَيبَرَ فَلَمّا وَصَلَ الكِتَابُ إِلَيهِم حَمَلُوهُ وَ أَتَوا بِهِ رَئِيساً لَهُم يُقَالُ لَهُ عَبدُ اللّهِ بنُ سَلَامٍ إِنّ هَذَا كِتَابُ مُحَمّدٍ إِلَينَا فَاقرَأهُ عَلَينَا فَقَرَأَهُ فَقَالَ لَهُم مَا تَرَونَ فِي هَذَا الكِتَابِ قَالُوا نَرَي عَلَامَةً وَجَدنَاهَا فِي التّورَاةِ فَإِن كَانَ هَذَا محمد[مُحَمّداً] ألّذِي بَشّرَ بِهِ مُوسَي وَ دَاوُدُ وَ عِيسَي ع سَيُعَطّلُ التّورَاةَ وَ يُحِلّ لَنَا مَا حُرّمَ عَلَينَا مِن قَبلُ فَلَو كُنّا عَلَي دِينِنَا كَانَ أَحَبّ إِلَينَا فَقَالَ عَبدُ اللّهِ بنُ سَلَامٍ يَا قَومِ اختَرتُمُ الدّنيَا عَلَي الآخِرَةِ وَ العَذَابَ عَلَي الرّحمَةِ قَالُوا لَا قَالَ وَ كَيفَ لَا تَتّبِعُونَ داَعيِ‌َ اللّهِ قَالُوا يَا ابنَ سَلَامٍ وَ مَا عَلِمنَا أَنّ مُحَمّداً صَادِقٌ فِيمَا يَقُولُ قَالَ فَإِذاً نَسأَلَهُ عَنِ الكَائِنِ وَ المُكَوّنِ وَ النّاسِخِ وَ المَنسُوخِ فَإِن كَانَ نَبِيّاً كَمَا يَزعُمُ فَإِنّهُ سَيُبَيّنُ كَمَا بَيّنَ الأَنبِيَاءُ مِن قَبلُ قَالُوا يَا ابنَ سَلَامٍ سِر إِلَي مُحَمّدٍ حَتّي تَنقُضَ كَلَامَهُ وَ تَنظُرَ كَيفَ يَرُدّ عَلَيكَ الجَوَابَ فَقَالَ إِنّكُم قَومٌ تَجهَلُونَ لَو كَانَ هَذَا محمد[مُحَمّداً] ألّذِي بَشّرَ بِهِ مُوسَي وَ عِيسَي ابنُ مَريَمَ وَ كَانَ خَاتَمَ النّبِيّينَ فَلَو اجتَمَعَ الثّقَلَانِ الإِنسُ وَ الجِنّ عَلَي أَن يَرُدّوا عَلَي مُحَمّدٍ حَرفاً وَاحِداً أَو آيَةً مَا استَطَاعُوا بِإِذنِ اللّهِ قَالُوا صَدَقتَ يَا ابنَ سَلَامٍ فَمَا الحِيلَةُ قَالَ عَلَيّ بِالتّورَاةِ فَحُمِلَتِ التّورَاةُ إِلَيهِ فَاستَنسَخَ مِنهَا أَلفَ مَسأَلَةٍ وَ أَربَعَ مَسَائِلَ ثُمّ جَاءَ بِهَا إِلَي النّبِيّص حَتّي دَخَلَ عَلَيهِ يَومَ الإِثنَينِ بَعدَ صَلَاةِ الفَجرِ فَقَالَ السّلَامُ عَلَيكَ يَا مُحَمّدُ فَقَالَ النّبِيّص وَ عَلَي مَنِ اتّبَعَ الهُدَي وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ مَن أَنتَ فَقَالَ أَنَا عَبدُ اللّهِ بنُ سَلَامٍ مِن رُؤَسَاءِ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ وَ مِمّن قَرَأَ التّورَاةَ وَ أَنَا رَسُولُ اليَهُودِ إِلَيكَ مَعَ آيَاتٍ مِنَ التّورَاةِ تُبَيّنُ لَنَا مَا فِيهَا نَرَاكَ مِنَ المُحسِنِينَ فَقَالَ النّبِيّص الحَمدُ لِلّهِ عَلَي نَعمَائِهِ يَا ابنَ سَلَامٍ جئِتنَيِ‌ سَائِلًا أَو مُتَعَنّتاً قَالَ بَل سَائِلًا يَا مُحَمّدُ قَالَ عَلَي الضّلَالَةِ أَم عَلَي الهُدَي قَالَ بَل عَلَي الهُدَي يَا مُحَمّدُ


صفحه : 337

فَقَالَ النّبِيّص فَسَل عَمّا تَشَاءُ قَالَ أَنصَفتَ يَا مُحَمّدُ فأَخَبرِنيِ‌ عَنكَ أَ نبَيِ‌ّ أَنتَ أَم رَسُولٌ قَالَ أَنَا نبَيِ‌ّ وَ رَسُولٌ ذَلِكَ قَولُهُ تَعَالَي فِي القُرآنِمِنهُم مَن قَصَصنا عَلَيكَ وَ مِنهُم مَن لَم نَقصُص عَلَيكَ قَالَ صَدَقتَ يَا مُحَمّدُ فأَخَبرِنيِ‌ كَلّمَكَ اللّهُ قَبلًا قَالَ مَا لِعَبدٍ أَن يُكَلّمَهُ اللّهُ إِلّا وَحياً أَو مِن وَرَاءِ حِجَابٍ قَالَ صَدَقتَ يَا مُحَمّدُ فأَخَبرِنيِ‌ تَدعُو بِدِينِكَ أَم بِدِينِ اللّهِ قَالَ بَل أَدعُو بِدِينِ اللّهِ وَ مَا لِي دِينٌ إِلّا مَا دَيّنَنَا اللّهُ قَالَ صَدَقتَ يَا مُحَمّدُ فأَخَبرِنيِ‌ إِلَي مَا تَدعُو قَالَ إِلَي الإِسلَامِ وَ الإِيمَانِ بِاللّهِ قَالَ وَ مَا الإِسلَامُ قَالَ شَهَادَةُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُوَ أَنّ السّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيبَ فِيها وَ أَنّ اللّهَ يَبعَثُ مَن فِي القُبُورِ قَالَ صَدَقتَ يَا مُحَمّدُ فأَخَبرِنيِ‌ كَم دِينٌ لِرَبّ العَالَمِينَ قَالَ دِينٌ وَاحِدٌ وَ اللّهُ تَعَالَي وَاحِدٌ لَا شَرِيكَ لَهُ قَالَ وَ مَا دِينُ اللّهِ قَالَ الإِسلَامُ قَالَ وَ بِهِ دَانَ النّبِيّونَ مِن قَبلِكَ قَالَ نَعَم قَالَ فَالشّرَائِعُ قَالَ كَانَت مُختَلِفَةً وَ قَد مَضَت سُنّةُ الأَوّلِينَ قَالَ صَدَقتَ يَا مُحَمّدُ فأَخَبرِنيِ‌ عَن أَهلِ الجَنّةِ يَدخُلُونَ فِيهَا بِالإِسلَامِ أَو بِالإِيمَانِ أَو بِالعَمَلِ قَالَ مِنهُم مَن يَدخُلُ بِالثّلَاثَةِ يَكُونُ مُسلِماً مُؤمِناً عَامِلًا فَيَدخُلُ الجَنّةَ بِثَلَاثَةِ أَعمَالٍ أَو يَكُونُ نَصرَانِيّاً أَو يَهُودِيّاً أَو مَجُوسِيّاً فَيُسلِمُ بَينَ الصّلَاتَينِ وَ يُؤمِنُ بِاللّهِ وَ يَخلَعُ الكُفرَ مِن قَلبِهِ فَيَمُوتُ عَلَي مَكَانِهِ وَ لَم يُخَلّف مِنَ الأَعمَالِ شَيئاً فَيَكُونُ مِن أَهلِ الجَنّةِ فَذَلِكَ إِيمَانٌ بِلَا عَمَلٍ وَ يَكُونُ يَهُودِيّاً أَو نَصرَانِيّاً يَتَصَدّقُ وَ يُنفِقُ فِي غَيرِ ذَاتِ اللّهِ فَهُوَ عَلَي الكُفرِ وَ الضّلَالَةِ يَعبُدُ المَخلُوقَ دُونَ الخَالِقِ فَإِذَا مَاتَ عَلَي دِينِهِ كَانَ فَوقَ عَمَلِهِ فِي النّارِ يَومَ القِيَامَةِ لِأَنّ اللّهَ لَا يَتَقَبّلُ إِلّا مِنَ المُتّقِينَ قَالَ صَدَقتَ يَا مُحَمّدُ قَالَ فأَخَبرِنيِ‌ هَل أَنزَلَ عَلَيكَ كِتَاباً قَالَ نَعَم قَالَ وَ أَيّ كِتَابٍ هُوَ قَالَ الفُرقَانُ قَالَ وَ لِمَ سَمّاهُ فُرقَاناً قَالَ لِأَنّهُ مُتَفَرّقُ الآيَاتِ وَ السّوَرِ أَنزَلَ فِي غَيرِ الأَلوَاحِ وَ غَيرِ الصّحُفِ وَ التّورَاةُ وَ الإِنجِيلُ وَ الزّبُورُ أُنزِلَت كُلّهَا جُمَلًا فِي الأَلوَاحِ وَ الأَورَاقِ فَقَالَ صَدَقتَ يَا مُحَمّدُ فأَخَبرِنيِ‌ أَيّ شَيءٍ مُبتَدَأُ القُرآنِ وَ أَيّ شَيءٍ مُؤَخّرُهُ


صفحه : 338

قَالَ مُبتَدَؤُهُبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ وَ مُؤَخّرُهُ أَبجَد قَالَ مَا تَفسِيرُ أَبجَد قَالَ الأَلِفُ آلَاءُ اللّهِ وَ البَاءُ بَهَاءُ اللّهِ وَ الجِيمُ جَمَالُ اللّهِ وَ الدّالّ دِينُ اللّهِ وَ إِدلَالُهُ عَلَي الخَيرِ هَوّز الهَاوِيَةُ حطُيّ‌ حُطُوطُ الخَطَايَا وَ الذّنُوبِ سَعفَص صَاعاً بِصَاعٍ حَقّاً بِحَقّ فَصّاً بِفَصّ يعَنيِ‌ جَوراً بِجَورٍ قَرَشَت سَهمُ اللّهِ المُنزَلُ فِي كِتَابِهِ المُحكَمِبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِسُنّةُ اللّهِ سَبَقَت رَحمَةُ اللّهِ غَضَبَهُ قَالَ لَمّا عَطَسَ آدَمُ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ قَالَالحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَفَأَجَابَهُ رَبّهُ يَرحَمُكَ رَبّكَ يَا آدَمُ فَسَبَقَت لَهُ ذَلِكَ الحُسنَي مِن رَبّهِ مِن قَبلِ أَن يعَصيِ‌َ اللّهَ فِي الجَنّةِ فَقَالَ صَدَقتَ يَا مُحَمّدُ فأَخَبرِنيِ‌ عَن أَربَعَةِ أَشيَاءَ خَلَقَهُنّ اللّهُ تَعَالَي بِيَدِهِ قَالَ خَلَقَ اللّهُ جَنّاتِ عَدنٍ بِيَدِهِ وَ نَصَبَ شَجَرَةَ طُوبَي فِي الجَنّةِ بِيَدِهِ وَ خَلَقَ آدَمَ ع بِيَدِهِ وَ كَتَبَ التّورَاةَ بِيَدِهِ قَالَ صَدَقتَ يَا مُحَمّدُ قَالَ فَمَن أَخبَرَكَ بِهَذَا قَالَ جَبرَئِيلُ ع قَالَ جَبرَئِيلُ عَمّن قَالَ عَن مِيكَائِيلَ قَالَ مِيكَائِيلُ عَمّن قَالَ عَن إِسرَافِيلَ قَالَ إِسرَافِيلُ عَمّن قَالَ عَنِ اللّوحِ المَحفُوظِ قَالَ اللّوحُ عَمّن قَالَ عَنِ القَلَمِ قَالَ القَلَمُ عَمّن قَالَ عَن رَبّ العَالَمِينَ قَالَ صَدَقتَ يَا مُحَمّدُ قَالَ فأَخَبرِنيِ‌ عَن جَبرَئِيلَ فِي زيِ‌ّ الإِنَاثِ أَم فِي زيِ‌ّ الذّكُورِ قَالَ فِي زيِ‌ّ الذّكُورِ لَيسَ فِي زيِ‌ّ الإِنَاثِ قَالَ فأَخَبرِنيِ‌ مَا طَعَامُهُ قَالَ طَعَامُهُ التّسبِيحُ وَ شَرَابُهُ التّهلِيلُ قَالَ صَدَقتَ يَا مُحَمّدُ فأَخَبرِنيِ‌ مَا طُولُ جَبرَئِيلُ قَالَ إِنّهُ عَلَي قَدرِ بَينِ المَلَائِكَةِ لَيسَ بِالطّوِيلِ العاَليِ‌ وَ لَا بِالقَصِيرِ المتُدَاَنيِ‌ لَهُ ثَمَانُونَ ذُؤَابَةً وَ قُصّتُهُ جَعدَةٌ وَ هِلَالٌ بَينَ عَينَيهِ أَغَرّ أَدعَجُ مِحجَلٌ ضَوؤُهُ بَينَ المَلَائِكَةِ كَضَوءِ النّهَارِ عِندَ ظُلمَةِ اللّيلِ


صفحه : 339

لَهُ أَربَعٌ وَ عِشرُونَ جَنَاحاً خَضِراً مُشَبّكَةً بِالدّرّ وَ اليَاقُوتِ مُخَتّمَةً بِاللّؤلُؤِ وَ عَلَيهِ وِشَاحٌ بِطَانَتُهُ الرّحمَةُ إِزَارُهُ الكَرَامَةُ ظِهَارَتُهُ الوَقَارُ رِيشُهُ الزّعفَرَانُ وَاضِحُ الجَبِينِ أَقنَي الأَنفِ سَائِلُ الخَدّينِ مُدَوّرُ اللّحيَينِ حَسَنُ القَامَةِ لَا يَأكُلُ وَ لَا يَشرَبُ وَ لَا يَمَلّ وَ لَا يَسهُو قَائِمٌ بوِحَي‌ِ اللّهِ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ قَالَ صَدَقتَ يَا مُحَمّدُ فأَخَبرِنيِ‌ مَا الوَاحِدُ وَ مَا الِاثنَانِ وَ مَا الثّلَاثَةُ وَ مَا الأَربَعَةُ وَ مَا الخَمسَةُ وَ مَا السّتّةُ وَ مَا السّبعَةُ وَ مَا الثّمَانِيَةُ وَ مَا التّسعَةُ وَ مَا العَشَرَةُ وَ مَا الأَحَدَ عَشَرَ وَ مَا الِاثنَا عَشَرَ وَ مَا الثّلَاثَةَ عَشَرَ وَ مَا الأَربَعَةَ عَشَرَ وَ مَا الخَمسَةَ عَشَرَ وَ مَا السّتّةَ عَشَرَ وَ مَا السّبعَةَ عَشَرَ وَ مَا الثّمَانِيَةَ عَشَرَ وَ مَا التّسعَةَ عَشَرَ وَ مَا العِشرُونَ وَ مَا الأَحَدُ وَ عِشرُونَ وَ مَا الِاثنَانِ وَ عِشرُونَ وَ ثَلَاثَةٌ وَ عِشرُونَ وَ أَربَعَةٌ وَ عِشرُونَ وَ خَمسَةٌ وَ عِشرُونَ وَ سِتّةٌ وَ عِشرُونَ وَ سَبعَةٌ وَ عِشرُونَ وَ ثَمَانِيَةٌ وَ عِشرُونَ وَ تِسعَةٌ وَ عِشرُونَ وَ مَا الثّلَاثُونَ وَ مَا الأَربَعُونَ وَ مَا الخَمسُونَ وَ مَا السّتّونَ وَ مَا السّبعُونَ وَ مَا الثّمَانُونَ وَ مَا التّسعَةُ وَ التّسعُونَ وَ مَا المِائَةُ قَالَ نَعَم يَا ابنَ سَلَامٍ أَمّا الوَاحِدُ فَهُوَ اللّهُ الواحِدُ القَهّارُلا شَرِيكَ لَهُ وَ لَا صَاحِبَةَ لَهُ وَ لَا وَلَدَ لَهُيحُييِ‌ وَ يُمِيتُبِيَدِهِ الخَيرُوَ هُوَ عَلي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ وَ أَمّا الِاثنَانِ فَآدَمُ وَ حَوّاءُ كَانَا زَوجَينِ فِي الجَنّةِ قَبلَ أَن يَخرُجَا مِنهَا وَ أَمّا الثّلَاثَةُ فَجَبرَئِيلُ وَ مِيكَائِيلُ وَ إِسرَافِيلُ وَ هُم رُؤَسَاءُ المَلَائِكَةِ وَ هُم عَلَي وحَي‌ِ رَبّ العَالَمِينَ وَ أَمّا الأَربَعَةُ فَالتّورَاةُ وَ الإِنجِيلُ وَ الزّبُورُ وَ الفُرقَانُ وَ أَمّا الخَمسَةُ أُنزِلَ عَلَيّ وَ عَلَي أمُتّيِ‌ خَمسُ صَلَوَاتٍ لَم تُنزَل عَلَي مَن قبَليِ‌ وَ لَا تُفتَرَضُ عَلَي أُمّةٍ بعَديِ‌ لِأَنّهُ لَا نبَيِ‌ّ بعَديِ‌ وَ أَمّا السّتّةُ خَلَقَ اللّهُالسّماواتِ وَ الأَرضَ فِي سِتّةِ أَيّامٍ


صفحه : 340

وَ أَمّا السّبعَةُ فَسَبعُ سَمَاوَاتٍ شِدَادٍ وَ ذَلِكَ قَولُهُ تَعَالَيوَ بَنَينا فَوقَكُم سَبعاً شِداداً وَ أَمّا الثّمَانِيَةُيَحمِلُ عَرشَ رَبّكَ فَوقَهُم يَومَئِذٍ ثَمانِيَةٌ يَومَئِذٍ تُعرَضُونَ وَ أَمّا التّسعَةُآتَينا مُوسي تِسعَ آياتٍ بَيّناتٍ وَ أَمّا العَشَرَةُتِلكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ وَ أَمّا الأَحَدَ عَشَرَ قَولُ يُوسُفَ لِأَبِيهِيا أَبَتِ إنِيّ‌ رَأَيتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوكَباً وَ أَمّا الِاثنَا عَشَرَ فَالسّنَةُ تأَتيِ‌ كُلّ عَامٍ اثنَا عَشَرَ شَهراً جَدِيداً وَ أَمّا الثّلَاثَةَ عَشَرَ كَوكَباً فَهُم إِخوَةُ يُوسُفَ وَ أَمّا الشّمسُ وَ القَمَرُ فَالأُمّ وَ الأَبُ وَ أَمّا الأَربَعَةَ عَشَرَ فَهُوَ أَربَعَةَ عَشَرَ قِندِيلًا مِن نُورٍ مُعَلّقاً بَينَ العَرشِ وَ الكرُسيِ‌ّ طُولُ كُلّ قِندِيلٍ مَسِيرَةُ مِائَةِ سَنَةٍ وَ أَمّا الخَمسَةَ عَشَرَ فَإِنّ القُرآنَ أُنزِلَ عَلَي آيَاتٍ مُفَصّلَاتٍ فِي خَمسَةَ عَشَرَ يَوماً خَلَا مِن شَهرِ رَمَضَانَألّذِي أُنزِلَ فِيهِ القُرآنُ هُديً لِلنّاسِ وَ بَيّناتٍ مِنَ الهُدي وَ الفُرقانِ وَ أَمّا السّتّةَ عَشَرَ فَسِتّةَ عَشَرَ صَفّاً مِنَ المَلَائِكَةِحَافّينَ مِن حَولِ العَرشِ وَ ذَلِكَ قَولُهُ تَعَالَيحَافّينَ مِن حَولِ العَرشِ وَ أَمّا السّبعَةَ عَشَرَ فَسَبعَةَ عَشَرَ اسماً مِن أَسمَاءِ اللّهِ تَعَالَي مَكتُوباً بَينَ الجَنّةِ وَ النّارِ وَ لَو لَا ذَلِكَ لَزَفَرَت جَهَنّمُ زَفراً فَتَحرِقُ مَن فِي السّمَاوَاتِ وَ مَن فِي الأَرضِ وَ أَمّا الثّمَانِيَةَ عَشَرَ فَثَمَانِيَةَ عَشَرَ حِجَاباً مِن نُورٍ مُعَلّقٍ بَينَ الكرُسيِ‌ّ وَ الحُجُبِ وَ لَو لَا ذَلِكَ لَذَابَت صُمّ الجِبَالِ الشّوَامِخِ فَاحتَرَقَتِ الإِنسُ وَ الجِنّ مِن نُورِ اللّهِ قَالَ صَدَقتَ يَا مُحَمّدُ


صفحه : 341

قَالَ وَ أَمّا التّسعَةَ عَشَرَ فهَيِ‌َسَقَرُ لا تبُقيِ‌ وَ لا تَذَرُ لَوّاحَةٌ لِلبَشَرِ عَلَيها تِسعَةَ عَشَرَ وَ أَمّا العِشرُونَ أَنزَلَ الزّبُورَ عَلَي دَاوُدَ فِي عِشرِينَ يَوماً خَلَونَ مِن شَهرِ رَمَضَانَ وَ ذَلِكَ قَولُهُ تَعَالَي فِي القُرآنِوَ آتَينا داوُدَ زَبُوراً وَ أَمّا أَحَدٌ وَ عِشرُونَ فَتَلَا سُلَيمَانُ بنُ دَاوُدَ وَ سَبّحَت مَعَهُ الجِبَالُ وَ أَمّا الِاثنَانِ وَ العِشرُونَ تَابَ اللّهُ عَلَي دَاوُدَ وَ غَفَرَ لَهُ ذَنبَهُ وَ لَيّنَ الحَدِيدَ يَتّخِذُ مِنهُ السّابِغَاتِ وَ هيِ‌َ الدّرُوعُ وَ أَمّا الثّلَاثَةُ وَ العِشرُونَ أَنزَلَ المَائِدَةَ فِيهِ مِن شَهرِ الصّيَامِ عَلَي عِيسَي ع وَ أَمّا الأَربَعَةُ وَ العِشرُونَكَلّمَ اللّهُ مُوسي تَكلِيماً وَ أَمّا الخَمسَةُ وَ العِشرُونَ فَلَقَ البَحرَ لِمُوسَي وَ لبِنَيِ‌ إِسرَائِيلَ وَ أَمّا السّتّةُ وَ العِشرُونَ أَنزَلَ اللّهُ عَلَي مُوسَي التّورَاةَ وَ أَمّا السّبعَةُ وَ العِشرُونَ أَلقَتِ الحُوتُ يُونُسَ بنَ مَتّي مِن بَطنِهَا وَ أَمّا الثّمَانِيَةُ وَ العِشرُونَ رَدّ اللّهُ بَصَرَ يَعقُوبَ عَلَيهِ وَ أَمّا التّسعَةُ وَ العِشرُونَ رَفَعَ اللّهُ إِدرِيسَمَكاناً عَلِيّا وَ أَمّا الثّلَاثُونَوَ واعَدنا مُوسي ثَلاثِينَ لَيلَةً وَ أَتمَمناها بِعَشرٍ فَتَمّ مِيقاتُ رَبّهِ أَربَعِينَ لَيلَةً وَ أَمّا الخَمسُونَ يَوماًكانَ مِقدارُهُ خَمسِينَ أَلفَ سَنَةٍ وَ أَمّا السّتّونَ فَالأَرضُ لَهَا سِتّونَ عِرقاً وَ النّاسُ خُلِقُوا عَلَي سِتّينَ يَوماً[نَوعاً] وَ أَمّا السّبعُونَوَ اختارَ مُوسي قَومَهُ سَبعِينَ رَجُلًا لِمِيقاتِنا وَ أَمّا الثّمَانُونَ فَشَارِبُ الخَمرِ يُجلَدُ بَعدَ تَحرِيمِهِ ثَمَانِينَ سَوطاً وَ أَمّا التّسعَةُ وَ التّسعُونَلَهُ تِسعٌ وَ تِسعُونَ نَعجَةً وَ أَمّا المِائَةُ فَالزّانِيَةُ وَ الزاّنيِ‌ فَاجلِدُوا كُلّ واحِدٍ مِنهُما مِائَةَ جَلدَةٍ قَالَ صَدَقتَ يَا مُحَمّدُ فأَخَبرِنيِ‌ عَن آدَمَ ع كَيفَ خُلِقَ وَ مِن أَيّ شَيءٍ خُلِقَ


صفحه : 342

قَالَ نَعَم إِنّ اللّهَ سُبحَانَهُ وَ بِحَمدِهِ وَ تَقَدّسَت أَسمَاؤُهُ وَ لَا إِلَهَ غَيرُهُ خَلَقَ آدَمَ مِنَ الطّينِ وَ الطّينَ مِنَ الزّبَدِ وَ الزّبَدَ مِنَ المَوجِ وَ المَوجَ مِنَ البَحرِ وَ البَحرَ مِنَ الظّلمَةِ وَ الظّلمَةَ مِنَ النّورِ وَ النّورَ مِنَ الحَرفِ وَ الحَرفَ مِنَ الآيَةِ وَ الآيَةَ مِنَ السّورَةِ وَ السّورَةَ مِنَ اليَاقُوتَةِ وَ اليَاقُوتَةَ مِن كُن وَ كُن مِن لَا شَيءَ قَالَ صَدَقتَ يَا مُحَمّدُ فأَخَبرِنيِ‌ كَم لِعَبدٍ مِنَ المَلَائِكَةِ قَالَ لِكُلّ عَبدٍ مَلَكَانِ مَلَكٌ عَن يَمِينِهِ وَ مَلَكٌ عَن شِمَالِهِ ألّذِي عَن يَمِينِهِ يَكتُبُ الحَسَنَاتِ وَ ألّذِي عَن شِمَالِهِ يَكتُبُ السّيّئَاتِ قَالَ فَأَينَ يَقعُدُ المَلَكَانِ وَ مَا قَلَمُهُمَا وَ مَا دَوَاتُهُمَا وَ مَا لَوحُهُمَا قَالَ مَقعَدُهُما كَتِفَاهُ وَ قَلَمُهُمَا لِسَانُهُ وَ دَوَاتُهُمَا حَلقُهُ وَ مِدَادُهُمَا رِيقُهُ وَ لَوحُهُمَا فُؤَادُهُ يَكتُبُونَ أَعمَالَهُ إِلَي مَمَاتِهِ قَالَ صَدَقتَ يَا مُحَمّدُ فأَخَبرِنيِ‌ مَا خَلَقَ اللّهُ بَعدَ ذَلِكَ قَالَن وَ القَلَمِ قَالَ وَ مَا تَفسِيرُن وَ القَلَمِ قَالَ النّونُ اللّوحُ المَحفُوظُ وَ القَلَمُ نُورٌ سَاطِعٌ وَ ذَلِكَ قَولُهُ تَعَالَين وَ القَلَمِ وَ ما يَسطُرُونَ قَالَ صَدَقتَ يَا مُحَمّدُ فأَخَبرِنيِ‌ مَا طُولُهُ وَ مَا عَرضُهُ وَ مَا مِدَادُهُ وَ أَينَ مَجرَاهُ قَالَ طُولُ القَلَمِ خَمسُمِائَةِ سَنَةٍ وَ عَرضُهُ مَسِيرَةُ ثَمَانِينَ سَنَةً يَخرُجُ المِدَادُ مِن بَينِ أَسنَانِهِ يجَريِ‌ فِي اللّوحِ المَحفُوظِ بِأَمرِ اللّهِ وَ سُلطَانِهِ قَالَ صَدَقتَ يَا مُحَمّدُ فأَخَبرِنيِ‌ عَنِ اللّوحِ المَحفُوظِ مِمّا هُوَ قَالَ مِن زُمُرّدَةٍ خَضرَاءَ أَجوَافُهُ اللّؤلُؤُ بِطَانَتُهُ الرّحمَةُ قَالَ صَدَقتَ يَا مُحَمّدُ فأَخَبرِنيِ‌ كَم لَحظَةٍ لِرَبّ العَالَمِينَ فِي اللّوحِ فِي كُلّ يَومٍ وَ لَيلَةٍ قَالَ ثَلَاثُمِائَةٍ وَ سِتّونَ لَحظَةً قَالَ صَدَقتَ يَا مُحَمّدُ فأَخَبرِنيِ‌ أَينَ هَبَطَ آدَمُ ع قَالَ بِالهِندِ قَالَ حَوّاءُ قَالَ بِجُدّةَ قَالَ إِبلِيسُ قَالَ بِأَصفَهَانَ قَالَ فَمَا كَانَ لِبَاسُ آدَمَ حَيثُ أُنزِلَ مِنَ الجَنّةِ قَالَ وَرَقَاتٌ مِن وَرَقِ الجَنّةِ كَانَ مُتّزِراً بِوَاحِدَةٍ مُرتَدِياً بِالأُخرَي وَ مُعتَمّاً بِالثّالِثِ قَالَ فَمَا كَانَ لِبَاسُ حَوّاءَ قَالَ شَعرُهَا كَانَ يَبلُغُ الأَرضَ قَالَ فَأَينَ اجتَمَعَا قَالَ بِعَرَفَاتٍ


صفحه : 343

قَالَ صَدَقتَ يَا مُحَمّدُ فأَخَبرِنيِ‌ عَن أَوّلِ رُكنٍ وَضَعَ اللّهُ تَعَالَي فِي الأَرضِ قَالَ الرّكنَ ألّذِي بِمَكّةَ وَ ذَلِكَ قَولُهُ تَعَالَي فِي القُرآنِإِنّ أَوّلَ بَيتٍ وُضِعَ لِلنّاسِ للَذّيِ‌ بِبَكّةَ مُبارَكاً قَالَ صَدَقتَ يَا مُحَمّدُ قَالَ فأَخَبرِنيِ‌ عَن آدَمَ خُلِقَ مِن حَوّاءَ أَو حَوّاءُ خُلِقَت مِن آدَمَ قَالَ بَل خُلِقَت حَوّاءُ مِن آدَمَ وَ لَو أَنّ آدَمَ خُلِقَ مِن حَوّاءَ لَكَانَ الطّلَاقُ بِيَدِ النّسَاءِ وَ لَم يَكُن بِيَدِ الرّجَالِ قَالَ مِن كُلّهِ أَو بَعضِهِ قَالَ بَل مِن بَعضِهِ وَ لَو خُلِقَت حَوّاءُ مِن كُلّهِ لَجَازَ القِصَاصُ فِي النّسَاءِ كَمَا يَجُوزُ فِي الرّجَالِ قَالَ فَمِن ظَاهِرِهِ أَو مِن بَاطِنِهِ قَالَ بَل مِن بَاطِنِهِ وَ لَو خُلِقَت مِن ظَاهِرِهِ لَكُشِفَتِ النّسَاءُ كَمَا يَنكَشِفُ الرّجَالُ فَلِذَلِكَ النّسَاءُ مُستَتِرَاتٌ قَالَ مِن يَمِينِهِ أَو مِن شِمَالِهِ قَالَ بَل مِن شِمَالِهِ وَ لَو خُلِقَت مِن يَمِينِهِ لَكَانَ حَظّ الذّكَرِ وَ الأُنثَي وَاحِداً فَلِذَلِكَ لِلذّكَرِ سَهمَانِ وَ لِلأُنثَي سَهمٌ وَ شَهَادَةُ امرَأَتَينِ بِرَجُلٍ وَاحِدٍ قَالَ فَمِن أَيّ مَوضِعٍ خُلِقَت مِن آدَمَ قَالَص مِن ضِلعِهِ الأَيسَرِ قَالَ مَن سَكَنَ الأَرضَ قَبلَ آدَمَ قَالَ الجِنّ قَالَ وَ بَعدَ الجِنّ قَالَ المَلَائِكَةُ قَالَ وَ بَعدَ المَلَائِكَةِ قَالَ آدَمُ قَالَ فَكَم كَانَ بَينَ الجِنّ وَ بَينَ المَلَائِكَةِ قَالَ سَبعَةَ آلَافِ سَنَةٍ قَالَ فَبَينَ المَلَائِكَةِ وَ بَينَ آدَمَ قَالَ ألَفيَ‌ أَلفِ سَنَةٍ قَالَ صَدَقتَ يَا مُحَمّدُ فأَخَبرِنيِ‌ عَن آدَمَ حَجّ البَيتَ قَالَ نَعَم قَالَ مَن حَلَقَ رَأسَ آدَمَ قَالَ جَبرَئِيلُ قَالَ مَن خَتَنَ آدَمَ قَالَ اختَتَنَ بِنَفسِهِ قَالَ وَ مَنِ اختَتَنَ بَعدَ آدَمَ قَالَ اِبرَاهِيمُ خَلِيلُ الرّحمَنِ ع قَالَ صَدَقتَ يَا مُحَمّدُ فأَخَبرِنيِ‌ عَن رَسُولٍ لَا مِنَ الإِنسِ وَ لَا مِنَ الجِنّ وَ لَا مِنَ الوَحشِ قَالَفَبَعَثَ اللّهُ غُراباً يَبحَثُ فِي الأَرضِ قَالَ صَدَقتَ يَا مُحَمّدُ فأَخَبرِنيِ‌ عَن بُقعَةٍ أَضَاءَتهُ الشّمسُ مَرّةً وَ لَا تَعُودُ أُخرَي إِلَي يَومِ القِيَامَةِ قَالَ لَمّا ضَرَبَ مُوسَي البَحرَ بِعَصَاهُ انفَلَقَ البَحرُ باِثنتَيَ‌ عَشرَةَ قِطعَةً وَ أَضَاءَتِ الشّمسُ عَلَي أَرضِهِ فَلَمّا غَرّقَ اللّهُ فِرعَونَ وَ جُنُودَهُ أَطبَقَ البَحرُ وَ لَا تضُيِ‌ءُ الشّمسُ إِلَي تِلكَ البُقعَةِ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ


صفحه : 344

قَالَ صَدَقتَ يَا مُحَمّدُ فأَخَبرِنيِ‌ عَن بَيتٍ لَهُ اثنَا عَشَرَ بَاباً أُخرِجَ مِنهُ اثنَا عَشَرَ رِزقاً لاِثنيَ‌ عَشَرَ وَلَداً قَالَ لَمّا دَخَلَ مُوسَي البَحرَ مَرّ بِصَخرَةٍ بَيضَاءَ مُرَبّعَةً كَالبَيتِ فَشَكَا بَنُو إِسرَائِيلَ العَطَشَ إِلَي مُوسَي فَضَرَبَهَا بِعَصَاهُ فَانفَجَرَت مِنهَا اثنَا عَشَرَ عَيناً مِنِ اثنيَ‌ عَشَرَ بَاباً

أقول إلي هنا انتهي ماوجدنا من الخبر و قد كان سقط منه أشياء في المنقول منه و كان فيه بعض التصحيف فنقلنا كماوجدنا.بيان قوله ص مِنهُم مَن قَصَصناكأنها نقلت بالمعني و في القرآن هكذاوَ رُسُلًا قَد قَصَصناهُم عَلَيكَ مِن قَبلُ وَ رُسُلًا لَم نَقصُصهُم عَلَيكَ أي كل من هؤلاء رسول نبي‌ مثلي‌. قوله ص ومؤخره أبجد لعل المراد بالتأخر التأخر بحسب الرتبة أو أنه يلزم تعلم معانيه بعدتعلم القرآن وأكثر ما في الخبر مبني‌ علي ما كان مشهورا بين أهل الكتاب و من خصائصهم لايعلمها إلاالأنبياء والأوصياء ع و من أخذ عنهم

باب 3-نادر

1-ب ،[قرب الإسناد]هَارُونُ عَنِ ابنِ زِيَادٍ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ مَرّ بَعضُ الصّحَابَةِ بِرَاهِبٍ فَكَلّمَهُ بشِيَ‌ءٍ فَقَالَ لَهُ الرّاهِبُ يَا عَبدَ اللّهِ إِنّ دِينَكَ جَدِيدٌ وَ ديِنيِ‌ خَلَقٌ فَلَو قَد خَلُقَ دِينُكَ لَم يَكُن شَيءٌ أَحَبّ إِلَيكَ مِن مِثلِهَا