صفحه : 1

الجزء الثامن

تتمة كتاب العدل والمعاد

تتمة أبواب المعاد و مايتبعه ويتعلق به

باب 81-اللواء

1- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]الطاّلقَاَنيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ العدَوَيِ‌ّ عَنِ الحُسَينِ بنِ أَحمَدَ الطفّاَويِ‌ّ عَن قَيسِ بنِ الرّبِيعِ عَن سَعدٍ الخَفّافِ عَن عَطِيّةَ العوَفيِ‌ّ عَن مَخدُوجِ بنِ زَيدٍ الذهّليِ‌ّ أَنّ رَسُولَ اللّهِص آخَي بَينَ المُسلِمِينَ ثُمّ قَالَ يَا عَلِيّ أَنتَ أخَيِ‌ وَ أَنتَ منِيّ‌ بِمَنزِلَةِ هَارُونَ مِن مُوسَي غَيرَ أَنّهُ لَا نبَيِ‌ّ بعَديِ‌ أَ مَا عَلِمتَ يَا عَلِيّ أَنّهُ أَوّلُ مَن يُدعَي بِهِ يَومَ القِيَامَةِ يُدعَي بيِ‌ فَأَقُومُ عَن يَمِينِ العَرشِ فَأُكسَي حُلّةً خَضرَاءَ مِن حُلَلِ الجَنّةِ ثُمّ يُدعَي بِأَبِينَا اِبرَاهِيمَ ع فَيَقُومُ عَن يَمِينِ العَرشِ فِي ظِلّهِ فَيُكسَي حُلّةً خَضرَاءَ مِن حُلَلِ الجَنّةِ ثُمّ يُدعَي بِالنّبِيّينَ بَعضُهُم عَلَي أَثَرِ بَعضٍ فَيَقُومُونَ سِمَاطَينِ عَن يَمِينِ العَرشِ فِي ظِلّهِ وَ يُكسَونَ حُلَلًا خُضراً مِن حُلَلِ الجَنّةِ أَلَا وَ إنِيّ‌ أُخبِرُكَ يَا عَلِيّ أَنّ أمُتّيِ‌ أَوّلُ الأُمَمِ يُحَاسَبُونَ يَومَ القِيَامَةِ ثُمّ أُبَشّرُكَ يَا عَلِيّ أَنّ أَوّلَ مَن يُدعَي يَومَ القِيَامَةِ يُدعَي بِكَ هَذَا لِقَرَابَتِكَ منِيّ‌ وَ مَنزِلَتِكَ عنِديِ‌ فَيُدفَعُ إِلَيكَ لوِاَئيِ‌ وَ هُوَ لِوَاءُ الحَمدِ فَتَسِيرُ بِهِ بَينَ السّمَاطَينِ وَ أَنّ آدَمَ وَ جَمِيعَ مَن خَلَقَ اللّهُ يَستَظِلّونَ بِظِلّ لوِاَئيِ‌ يَومَ القِيَامَةِ


صفحه : 2

وَ طُولُهُ مَسِيرَةُ أَلفِ سَنَةٍ سِنَانُهُ يَاقُوتَةٌ حَمرَاءُ قَصَبُهُ فِضّةٌ بَيضَاءُ زُجّهُ دُرّةٌ خَضرَاءُ لَهُ ثَلَاثُ ذَوَائِبَ مِن نُورٍ ذُؤَابَةٌ فِي المَشرِقِ وَ ذُؤَابَةٌ فِي المَغرِبِ وَ ذُؤَابَةٌ فِي وَسَطِ الدّنيَا مَكتُوبٌ عَلَيهَا ثَلَاثَةُ أَسطُرٍ الأَوّلُبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ وَ الآخَرُالحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ وَ الثّالِثُ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ طُولُ كُلّ سَطرٍ مَسِيرَةُ أَلفِ سَنَةٍ وَ عَرضُهُ مَسِيرَةُ أَلفِ سَنَةٍ فَتَسِيرُ بِاللّوَاءِ وَ الحَسَنُ عَن يَمِينِكَ وَ الحُسَينُ عَن يَسَارِكَ حَتّي تَقِفَ بيَنيِ‌ وَ بَينَ اِبرَاهِيمَ فِي ظِلّ العَرشِ فَتُكسَي حُلّةً خَضرَاءَ مِن حُلَلِ الجَنّةِ ثُمّ ينُاَديِ‌ مُنَادٍ مِن عِندِ العَرشِ نِعمَ الأَبُ أَبُوكَ اِبرَاهِيمُ وَ نِعمَ الأَخُ أَخُوكَ عَلِيّ أَلَا وَ إنِيّ‌ أُبَشّرُكَ يَا عَلِيّ أَنّكَ تُدعَي إِذَا دُعِيتُ وَ تُكسَي إِذَا كُسِيتُ وَ تُحَيّا إِذَا حُيّيتُ

بيان قال الجزري‌ زج النصل هو أن يكون النقر في طرف الخشبة فتترك فيهازجا ليمسكه ويحفظ ما في جوفه و قال الفيروزآبادي‌ الزج الحديدة في أسفل الرمح

2- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] عَلِيّ بنُ أَحمَدَ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ عَن خَلَفِ بنِ حَمّادٍ عَن أَبِي الحَسَنِ العبَديِ‌ّ عَنِ الأَعمَشِ عَن عَبَايَةَ بنِ ربِعيِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَبّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أتَاَنيِ‌ جَبرَئِيلُ ع وَ هُوَ فَرِحٌ مُستَبشِرٌ فَقُلتُ لَهُ حبَيِبيِ‌ جَبرَئِيلُ مَعَ مَا أَنتَ فِيهِ مِنَ الفَرَحِ مَا مَنزِلَةُ أخَيِ‌ وَ ابنِ عمَيّ‌ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ عِندَ رَبّهِ فَقَالَ جَبرَئِيلُ يَا مُحَمّدُ وَ ألّذِي بَعَثَكَ بِالنّبُوّةِ وَ اصطَفَاكَ بِالرّسَالَةِ مَا هَبَطتُ فِي وقَتيِ‌ هَذَا إِلّا لِهَذَا يَا مُحَمّدُ العلَيِ‌ّ الأَعلَي يَقرَأُ عَلَيكَ السّلَامَ وَ يَقُولُ مُحَمّدٌ نبَيِ‌ّ رحَمتَيِ‌ وَ عَلِيّ مُقِيمُ حجُتّيِ‌ لَا أُعَذّبُ مَن وَالَاهُ وَ إِن عصَاَنيِ‌ وَ لَا أَرحَمُ مَن عَادَاهُ وَ إِن أطَاَعنَيِ‌ قَالَ ابنُ عَبّاسٍ ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ أتَاَنيِ‌ جَبرَئِيلُ وَ بِيَدِهِ لِوَاءُ الحَمدِ وَ هُوَ سَبعُونَ شِقّةً الشّقّةُ مِنهُ أَوسَعُ مِنَ الشّمسِ وَ القَمَرِ فَيَدفَعُهُ إلِيَ‌ّ فَآخُذُهُ وَ أَدفَعُهُ إِلَي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ كَيفَ يُطِيقُ عَلِيّ عَلَي حَملِ اللّوَاءِ وَ قَد ذَكَرتَ أَنّهُ سَبعُونَ شِقّةً الشّقّةُ مِنهُ أَوسَعُ مِنَ الشّمسِ وَ القَمَرِ فَغَضِبَ رَسُولُ اللّهِص ثُمّ قَالَ يَا رَجُلُ إِنّهُ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ أَعطَي اللّهُ عَلِيّاً مِنَ القُوّةِ مِثلَ قُوّةِ


صفحه : 3

جَبرَئِيلَ وَ مِنَ الجَمَالِ مِثلَ جَمَالِ يُوسُفَ وَ مِنَ الحِلمِ مِثلَ حِلمِ رِضوَانَ وَ مِنَ الصّوتِ مَا يدُاَنيِ‌ صَوتَ دَاوُدَ وَ لَو لَا أَنّ دَاوُدَ خَطِيبٌ فِي الجِنَانِ لأَعُطيِ‌َ عَلِيّ مِثلَ صَوتِهِ وَ إِنّ عَلِيّاً أَوّلُ مَن يَشرَبُ مِنَ السّلسَبِيلِ وَ الزّنجَبِيلِ وَ إِنّ لعِلَيِ‌ّ وَ شِيعَتِهِ مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ مَقَاماً يَغبِطُهُ بِهِ الأَوّلُونَ وَ الآخِرُونَ

3-ل ،[الخصال ] أَبِي عَنِ الحَسَنِ بنِ أَحمَدَ الإِسكِيفِ القمُيّ‌ّ باِلريّ‌ّ يَرفَعُ الحَدِيثَ إِلَي مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن مُحَمّدِ بنِ حَسّانَ القوُميِسيِ‌ّ[القوُمسِيِ‌ّ،القوَسيِ‌ّ] عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ الأنَصاَريِ‌ّ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ عَبدِ الكَرِيمِ الراّزيِ‌ّ عَن عَبدِ الحَمِيدِ الحمِاّنيِ‌ّ عَن لَيثٍ عَن مُجَاهِدٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أتَاَنيِ‌ جَبرَئِيلُ وَ هُوَ فَرِحٌ مُستَبشِرٌ فَقُلتُ حبَيِبيِ‌ جَبرَئِيلُ مَعَ مَا أَنتَ فِيهِ مِنَ الفَرَحِ مَا مَنزِلَةُ أخَيِ‌ وَ ابنِ عمَيّ‌ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ عِندَ رَبّهِ فَقَالَ وَ ألّذِي بَعَثَكَ بِالنّبُوّةِ وَ اصطَفَاكَ بِالرّسَالَةِ مَا هَبَطتُ فِي وقَتيِ‌ هَذَا إِلّا لِهَذَا يَا مُحَمّدُ اللّهُ العلَيِ‌ّ الأَعلَي يَقرَأُ عَلَيكُمَا السّلَامَ وَ قَالَ مُحَمّدٌ نبَيِ‌ّ رحَمتَيِ‌ وَ عَلِيّ مُقِيمُ حجُتّيِ‌ لَا أُعَذّبُ مَن وَالَاهُ وَ إِن عصَاَنيِ‌ وَ لَا أَرحَمُ مَن عَادَاهُ وَ إِن أطَاَعنَيِ‌ قَالَ ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ يأَتيِنيِ‌ جَبرَئِيلُ وَ مَعَهُ لِوَاءُ الحَمدِ وَ هُوَ سَبعُونَ شِقّةً الشّقّةُ مِنهُ أَوسَعُ مِنَ الشّمسِ وَ القَمَرِ وَ أَنَا عَلَي كرُسيِ‌ّ مِن كرَاَسيِ‌ّ الرّضوَانِ فَوقَ مِنبَرٍ مِن مَنَابِرِ القُدسِ فَآخُذُهُ وَ أَدفَعُهُ إِلَي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ فَوَثَبَ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ كَيفَ يُطِيقُ عَلَي حَملِ اللّوَاءِ وَ قَد ذَكَرتَ أَنّهُ سَبعُونَ شِقّةً الشّقّةُ مِنهُ أَوسَعُ مِنَ الشّمسِ وَ القَمَرِ فَقَالَ النّبِيّص إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ يعُطيِ‌ اللّهُ عَلِيّاً مِنَ القُوّةِ مِثلَ قُوّةِ جَبرَئِيلَ وَ مِنَ النّورِ مِثلَ نُورِ آدَمَ وَ مِنَ الحِلمِ مِثلَ حِلمِ رِضوَانَ وَ مِنَ الجَمَالِ مِثلَ جَمَالِ يُوسُفَ وَ مِنَ الصّوتِ مَا يدُاَنيِ‌ صَوتَ دَاوُدَ وَ لَو لَا أَن يَكُونَ دَاوُدُ خَطِيباً لعِلَيِ‌ّ فِي الجِنَانِ لأَعُطيِ‌َ مِثلَ صَوتِهِ وَ إِنّ عَلِيّاً أَوّلُ مَن يَشرَبُ مِنَ السّلسَبِيلِ وَ الزّنجَبِيلِ لَا تَجُوزُ لعِلَيِ‌ّ قَدَمٌ عَلَي الصّرَاطِ إِلّا وَ ثَبَتَت لَهُ مَكَانَهَا أُخرَي وَ إِنّ لعِلَيِ‌ّ


صفحه : 4

وَ شِيعَتِهِ مِنَ اللّهِ مَكَاناً يَغبِطُهُ بِهِ الأَوّلُونَ وَ الآخِرُونَ

4-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] أَبِي عَنِ الحَسَنِ بنِ أَحمَدَ الماَلكِيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ أَبِي مَحمُودٍ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا عَلِيّ أَنتَ أَوّلُ مَن يَدخُلُ الجَنّةَ وَ بِيَدِكَ لوِاَئيِ‌ وَ هُوَ لِوَاءُ الحَمدِ وَ هُوَ سَبعُونَ شِقّةً الشّقّةُ مِنهُ أَوسَعُ مِنَ الشّمسِ وَ القَمَرِ الخَبَرَ

5-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِالأَسَانِيدِ الثّلَاثَةِ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا عَلِيّ إنِيّ‌ سَأَلتُ ربَيّ‌ فِيكَ خَمسَ خِصَالٍ فَأَعطَانِيهَا أَحَدُهَا أَن يَجعَلَكَ حَامِلَ لوِاَئيِ‌ وَ هُوَ لِوَاءُ اللّهِ الأَكبَرُ مَكتُوبٌ عَلَيهِ المُفلِحُونَ هُمُ الفَائِزُونَ بِالجَنّةِ الخَبَرَ

6- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]الحَفّارُ عَن أَبِي القَاسِمِ الدعّبلِيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن دِعبِلٍ عَن مُجَاشِعِ بنِ عَمرٍو عَن مَيسَرَةَ بنِ عُبَيدِ اللّهِ عَن عَبدِ الكَرِيمِ الجزَرَيِ‌ّ عَن سَعِيدِ بنِ جُبَيرٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ أَنّهُ سُئِلَ عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَعَدَ اللّهُ الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ مِنهُم مَغفِرَةً وَ أَجراً عَظِيماً قَالَ سَأَلَ قَومٌ النّبِيّص فَقَالُوا فِيمَن نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ يَا نبَيِ‌ّ اللّهِ قَالَ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ عُقِدَ لِوَاءٌ مِن نُورٍ أَبيَضَ وَ نَادَي مُنَادٍ لِيَقُم سَيّدُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ فيَعُطيِ‌ اللّهُ اللّوَاءَ مِنَ النّورِ الأَبيَضِ بِيَدِهِ تَحتَهُ جَمِيعُ السّابِقِينَ الأَوّلِينَمِنَ المُهاجِرِينَ وَ الأَنصارِ لَا يُخَالِطُهُم غَيرُهُم حَتّي يَجلِسَ عَلَي مِنبَرٍ مِن نُورِ رَبّ العِزّةِ وَ يُعرَضَ الجَمِيعُ عَلَيهِ رَجُلًا رَجُلًا فيَعُطيِ‌َ أَجرَهُ وَ نُورَهُ فَإِذَا أَتَي عَلَي آخِرِهِم قِيلَ لَهُم قَد عَرَفتُم مَوضِعَكُم وَ مَنَازِلَكُم مِنَ الجَنّةِ إِنّ رَبّكُم يَقُولُ لَكُم عنِديِ‌ لَكُم مَغفِرَةٌ وَ أَجرٌ عَظِيمٌ يعَنيِ‌ الجَنّةَ فَيَقُومُ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ وَ القَومُ تَحتَ لِوَائِهِ مَعَهُم حَتّي يَدخُلَ الجَنّةَ ثُمّ يَرجِعُ إِلَي مِنبَرِهِ وَ لَا يَزَالُ يُعرَضُ عَلَيهِ جَمِيعُ المُؤمِنِينَ فَيَأخُذُ نَصِيبَهُ مِنهُم إِلَي الجَنّةِ وَ يَترُكُ أَقوَاماً عَلَي النّارِ فَذَلِكَ قَولُهُ عَزّ وَ جَلّ وَ الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحَاتِلَهُم أَجرُهُم وَ نُورُهُميعَنيِ‌ السّابِقِينَ الأَوّلِينَ وَ المُؤمِنِينَ وَ أَهلَ الوَلَايَةِ لَهُ وَ قَولُهُوَ الّذِينَ كَفَرُوا وَ كَذّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصحابُ الجَحِيمِهُمُ الّذِينَ قَاسَمَ عَلَيهِمُ النّارَ فَاستَحَقّوا الجَحِيمَ


صفحه : 5

7-شف ،[كشف اليقين ] مِن كِتَابِ كِفَايَةِ الطّالِبِ،لِمُحَمّدِ بنِ يُوسُفَ القرُشَيِ‌ّ الشاّفعِيِ‌ّ عَن عَتِيقِ بنِ أَبِي الفَضلِ السلّماَنيِ‌ّ عَن أَبِي القَاسِمِ عَلِيّ مُحَدّثِ الشّامِ عَن أَبِي القَاسِمِ إِسمَاعِيلَ بنِ أَحمَدَ السمّرَقنَديِ‌ّ عَن عَاصِمِ بنِ الحَسَنِ العاَصمِيِ‌ّ عَن عَبدِ الوَاحِدِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ سَعِيدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ الحَسَنِ عَن خُزَيمَةَ بنِ مَاهَانَ عَن عِيسَي بنِ يُونُسَ عَنِ الأَعمَشِ عَن سَعِيدِ بنِ جُبَيرٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يأَتيِ‌ عَلَي النّاسِ يَومٌ مَا فِيهِ رَاكِبٌ إِلّا نَحنُ أَربَعَةٌ فَقَالَ لَهُ العَبّاسُ بنُ عَبدِ المُطّلِبِ عَمّهُ فِدَاكَ أَبِي وَ أمُيّ‌ مَن هَؤُلَاءِ الأَربَعَةُ فَقَالَ أَنَا عَلَي البُرَاقِ وَ أخَيِ‌ صَالِحٌ عَلَي نَاقَةِ اللّهِ التّيِ‌ عَقَرَهَا قَومُهُ وَ عمَيّ‌ حَمزَةُ أَسَدُ اللّهِ وَ أَسَدُ رَسُولِهِ عَلَي ناَقتَيِ‌َ العَضبَاءِ وَ أخَيِ‌ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَي نَاقَةٍ مِن نُوقِ الجَنّةِ مُدَبّجَةُ الجَنبَينِ عَلَيهِ حُلّتَانِ خَضرَاوَانِ مِن كِسوَةِ الرّحمَنِ عَلَي رَأسِهِ تَاجٌ مِن نُورٍ لِذَلِكَ التّاجِ سَبعُونَ رُكناً عَلَي كُلّ رُكنٍ يَاقُوتَةٌ حَمرَاءُ تضُيِ‌ءُ لِلرّاكِبِ مِن مَسِيرَةِ ثَلَاثَةِ أَيّامٍ وَ بِيَدِهِ لِوَاءُ الحَمدِ ينُاَديِ‌ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ فَيَقُولُ الخَلَائِقُ مَن هَذَا أَ مَلَكٌ مُقَرّبٌ أَ نبَيِ‌ّ مُرسَلٌ أَ حَامِلُ عَرشٍ فيَنُاَديِ‌ مُنَادٍ مِن بُطنَانِ العَرشِ لَيسَ هَذَا مَلَكٌ مُقَرّبٌ وَ لَا نبَيِ‌ّ مُرسَلٌ وَ لَا حَامِلُ عَرشٍ هَذَا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ وصَيِ‌ّ رَسُولِ رَبّ العَالَمِينَ وَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ قَائِدُ الغُرّ المُحَجّلِينَ إِلَي جَنّاتِ النّعِيمِ

شف ،[كشف اليقين ] من جزء عليه رواية أبي بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي‌ قال حدثنا أبو الحسن عن ابن عقدة عن محمد بن أحمد بن الحسن مثله

8-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ]بِإِسنَادِهِ عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ الأنَصاَريِ‌ّ قَالَتَذَاكَرَ أَصحَابُنَا الجَنّةَ عِندَ النّبِيّص فَقَالَ النّبِيّص إِنّ أَوّلَ أَهلِ الجَنّةِ دُخُولًا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ قَالَ فَقَالَ أَبُو دُجَانَةَ الأنَصاَريِ‌ّ يَا رَسُولَ اللّهِ أَ لَيسَ أَخبَرتَنَا أَنّ الجَنّةَ مُحَرّمَةٌ عَلَي الأَنبِيَاءِ حَتّي تَدخُلَهَا وَ عَلَي الأُمَمِ حَتّي تَدخُلَهَا أُمّتُكَ قَالَ بَلَي يَا أَبَا دُجَانَةَ أَ مَا عَلِمتَ أَنّ لِلّهِ لِوَاءً مِن نُورٍ عَمُودُهُ مِن يَاقُوتٍ مَكتُوبٌ عَلَي ذَلِكَ اللّوَاءِ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُحَمّدٌ رَسُولُ


صفحه : 6

اللّهِ وَ آلُ مُحَمّدٍ خَيرُ البَرِيّةِ وَ صَاحِبُ اللّوَاءِ أَمَامَ القَومِ قَالَ فَسَرّ بِذَلِكَ عَلِيّ ع فَقَالَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي أَكرَمَنَا وَ شَرّفَنَا بِكَ قَالَ فَقَالَ النّبِيّص أَبشِر يَا عَلِيّ مَا مِن عَبدٍ يُحِبّكَ وَ يَنتَحِلُ مَوَدّتَكَ إِلّا بَعَثَهُ اللّهُ يَومَ القِيَامَةِ مَعَنَا ثُمّ قَرَأَ النّبِيّص هَذِهِ الآيَةَإِنّ المُتّقِينَ فِي جَنّاتٍ وَ نَهَرٍ فِي مَقعَدِ صِدقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُقتَدِرٍ

9- ع ،[علل الشرائع ] الحُسَينُ بنُ عَلِيّ الصوّفيِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرٍ الحضَرمَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ القرُشَيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ أَحمَدَ التمّيِميِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ مَروَانَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ قَالَ لِي رَسُولُ اللّهِص أَنتَ أَوّلُ مَن يَدخُلُ الجَنّةَ فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ أَدخُلُهَا قَبلَكَ قَالَ نَعَم لِأَنّكَ صَاحِبُ لوِاَئيِ‌ فِي الآخِرَةِ كَمَا أَنّكَ صَاحِبُ لوِاَئيِ‌ فِي الدّنيَا وَ صَاحِبُ اللّوَاءِ هُوَ المُتَقَدّمُ ثُمّ قَالَ ع يَا عَلِيّ كأَنَيّ‌ بِكَ وَ قَد دَخَلتَ الجَنّةَ وَ بِيَدِكَ لوِاَئيِ‌ وَ هُوَ لِوَاءُ الحَمدِ تَحتَهُ آدَمُ فَمَن دُونَهُ

10-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] عَن أَبِي أَحمَدَ يَحيَي بنِ عُبَيدِ بنِ القَاسِمِ القزَويِنيِ‌ّ رَفَعَهُ إِلَي أَبِي وَقّاصٍ قَالَصَلّي بِنَا النّبِيّص صَلَاةَ الفَجرِ يَومَ الجُمُعَةِ ثُمّ أَقبَلَ عَلَينَا بِوَجهِهِ الكَرِيمِ الحَسَنِ وَ أَثنَي عَلَي اللّهِ تَعَالَي فَقَالَ أَخرُجُ يَومَ القِيَامَةِ وَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ أمَاَميِ‌ وَ بِيَدِهِ لِوَاءُ الحَمدِ وَ هُوَ يَومَئِذٍ شِقّتَانِ شِقّةٌ مِنَ السّندُسِ وَ شِقّةٌ مِنَ الإِستَبرَقِ فَوَثَبَ إِلَيهِ رَجُلٌ أعَراَبيِ‌ّ مِن أَهلِ نَجدٍ مِن وُلدِ جَعفَرِ بنِ كِلَابِ بنِ رَبِيعَةَ فَقَالَ قَد أرَسلَوُنيِ‌ إِلَيكَ لِأَسأَلَكَ فَقَالَ قُل يَا أَخَا البَادِيَةِ قَالَ مَا تَقُولُ فِي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ فَقَد كَثُرَ الِاختِلَافُ فِيهِ فَتَبَسّمَ رَسُولُ اللّهِص ضَاحِكاً فَقَالَ يَا أعَراَبيِ‌ّ وَ لِمَ كَثُرَ الِاختِلَافُ فِيهِ عَلِيّ منِيّ‌ كرَأَسيِ‌ مِن بدَنَيِ‌ وَ زرِيّ‌ مِن قمَيِصيِ‌ فَوَثَبَ الأعَراَبيِ‌ّ مُغضَباً ثُمّ قَالَ يَا مُحَمّدُ إنِيّ‌ أَشَدّ مِن عَلِيّ بَطشاً فَهَل يَستَطِيعُ عَلِيّ أَن يَحمِلَ لِوَاءَ الحَمدِ فَقَالَ النّبِيّص مَهلًا يَا أعَراَبيِ‌ّ فَقَد أعُطيِ‌َ يَومَ القِيَامَةِ خِصَالًا شَتّي حُسنَ يُوسُفَ وَ زُهدَ يَحيَي وَ صَبرَ أَيّوبَ وَ طُولَ آدَمَ وَ قُوّةَ جَبرَئِيلَ عَلَيهِمُ الصّلَاةُ وَ السّلَامُ وَ بِيَدِهِ لِوَاءُ الحَمدِ وَ كُلّ الخَلَائِقِ تَحتَ اللّوَاءِ وَ تَحُفّ بِهِ الأَئِمّةُ وَ المُؤَذّنُونَ بِتِلَاوَةِ القُرآنِ وَ الأَذَانِ وَ هُمُ الّذِينَ لَا


صفحه : 7

يَتَبَدّدُونَ فِي قُبُورِهِم فَوَثَبَ الأعَراَبيِ‌ّ مُغضَباً وَ قَالَ أللّهُمّ إِن يَكُن مَا قَالَ مُحَمّدٌ حَقّاً فَأَنزِل عَلَيّ حَجَراً فَأَنزَلَ اللّهُ فِيهِسَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ لِلكافِرينَ لَيسَ لَهُ دافِعٌ مِنَ اللّهِ ذيِ‌ المَعارِجِ

11-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] أَبُو القَاسِمِ الحسُيَنيِ‌ّ رَفَعَهُ إِلَي مُعَاذِ بنِ جَبَلٍ قَالَ قَالَ النّبِيّص إِنّ اللّهَ أعَطاَنيِ‌ فِي عَلِيّ أَنّهُ مُتّكِئٌ بَينَ يدَيَ‌ّ يَومَ الشّفَاعَةِ وَ أعَطاَنيِ‌ فِي عَلِيّ لآِخرِتَيِ‌ أَنّهُ صَاحِبُ مفَاَتيِحيِ‌ يَومَ أَفتَحُ أَبوَابَ الجَنّةِ وَ أعَطاَنيِ‌ فِي عَلِيّ لآِخرِتَيِ‌ أنَيّ‌ أُعطَي يَومَ القِيَامَةِ أَربَعَةَ أَلوِيَةٍ فَلِوَاءُ الحَمدِ بيِدَيِ‌ وَ أَدفَعُ لِوَاءَ التّهلِيلِ لعِلَيِ‌ّ وَ أُوَجّهُهُ فِي أَوّلِ فَوجٍ وَ هُمُ الّذِينَ يُحَاسَبُونَ حِسَاباً يَسِيراً وَ يَدخُلُونَ الجَنّةَ بِغَيرِ حِسَابٍ عَلَيهِم وَ أَدفَعُ لِوَاءَ التّكبِيرِ إِلَي حَمزَةَ وَ أُوَجّهُهُ فِي الفَوجِ الثاّنيِ‌ وَ أَدفَعُ لِوَاءَ التّسبِيحِ إِلَي جَعفَرٍ وَ أُوَجّهُهُ فِي الفَوجِ الثّالِثِ ثُمّ أُقِيمُ عَلَي أمُتّيِ‌ حَتّي أَشفَعَ لَهُم ثُمّ أَكُونُ أَنَا القَائِدَ وَ اِبرَاهِيمُ السّائِقَ حَتّي أُدخِلَ أمُتّيِ‌ الجَنّةَ الخَبَرَ

12-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ]بِإِسنَادِهِ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع وَ سَاقَ الحَدِيثَ إِلَي أَن قَالَ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ أَمَرَ اللّهُ خُزّانَ جَهَنّمَ أَن يَدفَعُوا مَفَاتِيحَ جَهَنّمَ إِلَي عَلِيّ يُدخِلُ مَن يُرِيدُ وَ ينُحَيّ‌ مَن يُرِيدُ وَ سَاقَهُ إِلَي أَن قَالَ يَا عَلِيّ إِنّ مَعَكَ لِوَاءَ الحَمدِ يَومَ القِيَامَةِ تُقَدّمُ بِهِ قُدّامَ أمُتّيِ‌ وَ المُؤَذّنُونَ عَن يَمِينِكَ وَ عَن شِمَالِكَ

باب 91- أنه يدعي فيه كل أناس بإمامهم

الآيات هودفَاتّبَعُوا أَمرَ فِرعَونَ وَ ما أَمرُ فِرعَونَ بِرَشِيدٍ يَقدُمُ قَومَهُ يَومَ القِيامَةِ فَأَورَدَهُمُ النّارَ وَ بِئسَ الوِردُ المَورُودُالإسراءيَومَ نَدعُوا كُلّ أُناسٍ بِإِمامِهِم فَمَن أوُتيِ‌َ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولئِكَ يَقرَؤُنَ كِتابَهُم وَ لا يُظلَمُونَ فَتِيلًا وَ مَن كانَ فِي هذِهِ أَعمي فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعمي وَ أَضَلّ سَبِيلًا


صفحه : 8

تفسير قال الطبرسي‌ رحمه الله يَقدُمُ قَومَهُ يَومَ القِيامَةِيعني‌ أن فرعون يمشي‌ بين يدي‌ قومه يوم القيامة علي قدميه حتي يهجم بهم إلي النار كما كان يقدمهم في الدنيا يدعوهم إلي طريق النار وإنما قال فَأَورَدَهُمُ النّارَ علي لفظ الماضي‌ والمراد به المستقبل لأن ماعطفه عليه من قوله يَقدُمُ قَومَهُ يَومَ القِيامَةِيدل عليه وقيل إنه معطوف علي قوله فَاتّبَعُوا أَمرَ فِرعَونَوَ بِئسَ الوِردُ المَورُودُ أي بئس الماء ألذي يردونه عطاشا لإحياء نفوسهم النار وإنما أطلق سبحانه علي النار اسم الورد المورود ليطابق مايرد عليه أهل الجنة من الأنهار والعيون وقيل معناه بئس المدخل المدخول فيه النار وقيل بئس النصيب المقسوم لهم النار. و في قوله سبحانه يَومَ نَدعُوا كُلّ أُناسٍ بِإِمامِهِم فيه أقوال أحدها أن معناه رئيسهم والمعني علي هذا أن ينادي يوم القيامة فيقال هاتوا متبعي‌ ابراهيم هاتوا متبعي‌ موسي هاتوا متبعي‌ محمدص فيقوم أهل الحق الذين اتبعوا الأنبياء عليهم السلام فيأخذون كتبهم بأيمانهم ثم يقال هاتوا متبعي‌ الشيطان هاتوا متبعي‌ رءوس الضلالة و هذامعني مارواه سعيد بن جبير عن ابن عباس وَ روُيِ‌َ أَيضاً عَن عَلِيّ ع أَنّ الأَئِمّةَ إِمَامُ هُدًي وَ إِمَامُ ضَلَالَةٍ

وَ رَوَاهُ الواَلبِيِ‌ّ عَنهُ بِأَئِمّتِهِم فِي الخَيرِ وَ الشّرّ

. وثانيها معناه بكتابهم ألذي أنزل عليهم من أوامر الله ونواهيه فيقال يا أهل القرآن و يا أهل التوراة. وثالثها أن معناه بمن كانوا يأتمون به من علمائهم وأئمتهم

وَ يَجمَعُ هَذِهِ الأَقوَالَ مَا روُيِ‌َ عَنِ الرّضَا ع بِالأَسَانِيدِ الصّحِيحَةِ أَنّهُ روُيِ‌َ عَن آبَائِهِ ع عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ فِيهِ يُدعَي كُلّ أُنَاسٍ بِإِمَامِ زَمَانِهِم وَ كِتَابِ رَبّهِم وَ سُنّةِ نَبِيّهِ

وَ روُيِ‌َ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ قَالَ لَا تُمَجّدُونَ اللّهَ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ


صفحه : 9

فَدَعَا كُلّ أُنَاسٍ إِلَي مَن يَتَوَلّونَهُ وَ فَزِعنَا إِلَي رَسُولِ اللّهِص وَ فَزِعتُم إِلَينَا فَإِلَي أَينَ تَرَونَ يَذهَبُ بِكُم إِلَي الجَنّةِ وَ رَبّ الكَعبَةِ قَالَهَا ثَلَاثاً

ورابعها أن معناه بكتابهم ألذي فيه أعمالهم وخامسها معناه بأمهاتهم .فَمَن أوُتيِ‌َ كِتابَهُ أي كتاب عمله بِيَمِينِهِ فَأُولئِكَ يَقرَؤُنَ كِتابَهُمفرحين مسرورين وَ لا يُظلَمُونَ فَتِيلًا أي لاينقصون عن ثواب أعمالهم مقدار فتيل و هوالمفتول ألذي في شق النواة وقيل الفتيل في بطن النواة والنقير في ظهرها والقطمير قشر النواةوَ مَن كانَ فِي هذِهِ أَعمي فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعميذكر في معناه أقوال إحداها أن معناه من كان فيما تقدم ذكره من النعم أعمي فهو عما غيب عنه من أمر الآخرة أعمي . وثانيها من كان في هذه الدنيا أعمي عن آيات الله ضالا عن الحق فهو في الآخرة أشد تحيرا وذهابا عن طريق الجنة أو عن الحجة إذاسئل فإن من ضل عن معرفة الله في الدنيا يكون في القيامة منقطع الحجة. وثالثها أن معناه من كان في الدنيا أعمي القلب فإنه في الآخرة أعمي العين يحشر كذلك عقوبة له علي ضلالته في الدنيا كقوله وَ نَحشُرُهُ يَومَ القِيامَةِ أَعمي ويؤول قوله فَبَصَرُكَ اليَومَ حَدِيدٌبأن معناه الإخبار عن قوة المعرفة والجاهل بالله سبحانه يكون عارفا به في الآخرة و علي هذافليس قوله أعمي علي سبيل المبالغة والتعجب و إن عطف عليه بقوله وَ أَضَلّ سَبِيلًاقيل ويجوز أن يكون أعمي عبارة عما يلحقه من الغم المفرط فإنه إذا لم ير إلا مايسوؤه فكأنه أعمي يقال فلان سخين العين . ورابعها أن معناه من كان في الدنيا ضالا فهو في الآخرة أضل لأنه لاتقبل توبته .

1-فس ،[تفسير القمي‌] أَحمَدُ بنُ إِدرِيسَ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَن ربِعيِ‌ّ عَنِ الفُضَيلِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَييَومَ نَدعُوا كُلّ أُناسٍ بِإِمامِهِم قَالَ يجَيِ‌ءُ رَسُولُ اللّهِص فِي قَرنِهِ وَ عَلِيّ فِي قَرنِهِ وَ الحَسَنُ


صفحه : 10

فِي قَرنِهِ وَ الحُسَينُ فِي قَرنِهِ وَ كُلّ مَن مَاتَ بَينَ ظهَراَنيَ‌ قَومٍ جَاءُوا مَعَهُ

وَ قَالَ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ ذَلِكَ يَومُ القِيَامَةِ ينُاَديِ‌ مُنَادٍ لِيَقُم أَبُو بَكرٍ وَ شِيعَتُهُ وَ عُمَرُ وَ شِيعَتُهُ وَ عُثمَانُ وَ شِيعَتُهُ وَ عَلِيّ وَ شِيعَتُهُ قَولُهُوَ لا يُظلَمُونَ فَتِيلًا قَالَ الجِلدَةُ التّيِ‌ فِي ظَهرِ النّوَاةِ

2-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِالأَسَانِيدِ الثّلَاثَةِ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص فِي قَولِ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَييَومَ نَدعُوا كُلّ أُناسٍ بِإِمامِهِم قَالَ يُدعَي كُلّ قَومٍ بِإِمَامِ زَمَانِهِم وَ كِتَابِ اللّهِ وَ سُنّةِ نَبِيّهِم

3- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَن أَحمَدَ بنِ الوَلِيدِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَن أَيّوبَ عَن صَفوَانَ عَن أَبَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ نَادَي مُنَادٍ مِن بُطنَانِ العَرشِ أَينَ خَلِيفَةُ اللّهِ فِي أَرضِهِ فَيَقُومُ دَاوُدُ النّبِيّ ع فيَأَتيِ‌ النّدَاءُ مِن عِندِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ لَسنَا إِيّاكَ أَرَدنَا وَ إِن كُنتَ لِلّهِ تَعَالَي خَلِيفَةً ثُمّ ينُاَديِ‌ ثَانِيَةً أَينَ خَلِيفَةُ اللّهِ فِي أَرضِهِ فَيَقُومُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع فيَأَتيِ‌ النّدَاءُ مِن قِبَلِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ يَا مَعشَرَ الخَلَائِقِ هَذَا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ خَلِيفَةُ اللّهِ فِي أَرضِهِ وَ حُجّتُهُ عَلَي عِبَادِهِ فَمَن تَعَلّقَ بِحَبلِهِ فِي دَارِ الدّنيَا فَليَتَعَلّق بِحَبلِهِ فِي هَذَا اليَومِ يسَتضَيِ‌ءُ بِنُورِهِ وَ ليَتّبِعهُ إِلَي الدّرَجَاتِ العُلَي مِنَ الجَنّاتِ قَالَ فَيَقُومُ النّاسُ الّذِينَ قَد تَعَلّقُوا بِحَبلِهِ فِي الدّنيَا فَيَتّبِعُونَهُ إِلَي الجَنّةِ ثُمّ يأَتيِ‌ النّدَاءُ مِن عِندِ اللّهِ جَلّ جَلَالُهُ أَلَا مَنِ ائتَمّ بِإِمَامٍ فِي دَارِ الدّنيَا فَليَتّبِعهُ إِلَي حَيثُ يَذهَبُ بِهِ فَحِينَئِذٍتَبَرّأَ الّذِينَ اتّبِعُوا مِنَ الّذِينَ اتّبَعُوا وَ رَأَوُا العَذابَ وَ تَقَطّعَت بِهِمُ الأَسبابُ وَ قالَ الّذِينَ اتّبَعُوا لَو أَنّ لَنا كَرّةً فَنَتَبَرّأَ مِنهُم كَما تَبَرّؤُا مِنّا كَذلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعمالَهُم حَسَراتٍ عَلَيهِم وَ ما هُم بِخارِجِينَ مِنَ النّارِ

جا،[المجالس للمفيد] ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المفيد عن الصدوق عن أبيه عن سعد عن أيوب عن صفوان عن أبان عنه ع مثله كشف ،[كشف الغمة] من كتاب ابن طلحة عن جعفر بن محمد ع

مثله


صفحه : 11

4-سن ،[المحاسن ] أَبِي عَنِ النّضرِ عَنِ الحلَبَيِ‌ّ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن مَالِكٍ الجهُنَيِ‌ّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّهُ لَيسَ مِن قَومٍ ائتَمّوا بِإِمَامِهِم فِي الدّنيَا إِلّا جَاءَ يَومَ القِيَامَةِ يَلعَنُهُم وَ يَلعَنُونَهُ إِلّا أَنتُم وَ مَن عَلَي مِثلِ حَالِكُم

5-سن ،[المحاسن ] أَبِي عَن حَمزَةَ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن عَقِيلِ بنِ دَرّاجٍ عَن مَالِكِ بنِ أَعيَنَ قَالَ قَالَ لِي أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَا مَالِكُ أَ مَا تَرضَونَ أَن يأَتيِ‌َ كُلّ قَومٍ يَلعَنُ بَعضُهُم بَعضاً إِلّا أَنتُم وَ مَن قَالَ بِقَولِكُم

6-سن ،[المحاسن ] أَبِي عَنِ النّضرِ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن يَعقُوبَ بنِ شُعَيبٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع يَومَ نَدعُوا كُلّ أُناسٍ بِإِمامِهِم فَقَالَ نَدعُو كُلّ قَرنٍ مِن هَذِهِ الأُمّةِ بِإِمَامِهِم قُلتُ فيَجَيِ‌ءُ رَسُولُ اللّهِص فِي قَرنِهِ وَ عَلِيّ ع فِي قَرنِهِ وَ الحَسَنُ ع فِي قَرنِهِ وَ الحُسَينُ ع فِي قَرنِهِ وَ كُلّ إِمَامٍ فِي قَرنِهِ ألّذِي هَلَكَ بَينَ أَظهُرِهِم قَالَ نَعَم

7-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَنِ الفُضَيلِ قَالَ سَأَلتُ أَبَا جَعفَرٍ ع عَن قَولِ اللّهِيَومَ نَدعُوا كُلّ أُناسٍ بِإِمامِهِم قَالَ يجَيِ‌ءُ رَسُولُ اللّهِص فِي قَومِهِ وَ عَلِيّ فِي قَومِهِ وَ الحَسَنُ فِي قَومِهِ وَ الحُسَينُ فِي قَومِهِ وَ كُلّ مَن مَاتَ بَينَ ظهَراَنيَ‌ إِمَامٍ جَاءَ مَعَهُ

8-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ يُدعَي كُلّ بِإِمَامِهِ ألّذِي مَاتَ فِي عَصرِهِ فَإِن أَثبَتَهُ أعُطيِ‌َ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ لِقَولِهِيَومَ نَدعُوا كُلّ أُناسٍ بِإِمامِهِم فَمَن أوُتيِ‌َ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولئِكَ يَقرَؤُنَ كِتابَهُم وَ اليَمِينُ إِثبَاتُ الإِمَامِ لِأَنّهُ كِتَابٌ لَهُ يَقرَؤُهُ لِأَنّ اللّهَ يَقُولُفَأَمّا مَن أوُتيِ‌َ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هاؤُمُ اقرَؤُا كِتابِيَه إنِيّ‌ ظَنَنتُ أنَيّ‌ مُلاقٍ حِسابِيَه إِلَي آخِرِ الآيَاتِ وَ الكِتَابُ الإِمَامُ فَمَن نَبَذَهُ وَرَاءَ ظَهرِهِ كَانَ كَمَا قَالَفَنَبَذُوهُ وَراءَ ظُهُورِهِم وَ مَن أَنكَرَهُ كَانَ مِن أَصحَابِ الشّمَالِ الّذِينَ قَالَ اللّهُما أَصحابُ الشّمالِ فِي سَمُومٍ وَ حَمِيمٍ وَ ظِلّ مِن يَحمُومٍ إِلَي آخِرِ الآيَاتِ


صفحه : 12

بيان علي هذاالتأويل من بطن الآية يكون المراد بالكتاب الإمام لاشتماله علي علم ما كان و ما يكون وإيتائه في الدنيا الهداية إلي ولايته و في الآخرة الحشر معه وجعله من أتباعه والمراد باليمين البيعة فإنها تكون باليمين أي من أوتي‌ إمامه في الآخرة بسبب بيعته له في الدنيا

9-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَحَدِهِمَا ع قَالَ سَأَلتُهُ عَن قَولِهِيَومَ نَدعُوا كُلّ أُناسٍ بِإِمامِهِم قَالَ مَن كَانَ يَأتَمّونَ بِهِ فِي الدّنيَا وَ يُؤتَي بِالشّمسِ وَ القَمَرِ فَيُقذَفَانِ فِي جَهَنّمَ وَ مَن يَعبُدُهُمَا

شي‌،[تفسير العياشي‌] عن جعفر بن أحمد عن الفضل بن شاذان أنه وجد مكتوبا بخط أبيه مثله

10-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن قَولِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع الإِسلَامُ بَدَأَ غَرِيباً وَ سَيَعُودُ غَرِيباً كَمَا كَانَ فَطُوبَي لِلغُرَبَاءِ فَقَالَ يَا أَبَا مُحَمّدٍ يَستَأنِفُ الداّعيِ‌ مِنّا دُعَاءً جَدِيداً كَمَا دَعَا إِلَيهِ رَسُولُ اللّهِص فَأَخَذتُ بِفَخِذِهِ فَقُلتُ أَشهَدُ أَنّكَ إمِاَميِ‌ فَقَالَ أَمَا إِنّهُ سَيُدعَي كُلّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِم أَصحَابُ الشّمسِ بِالشّمسِ وَ أَصحَابُ القَمَرِ بِالقَمَرِ وَ أَصحَابُ النّارِ بِالنّارِ وَ أَصحَابُ الحِجَارَةِ بِالحِجَارَةِ

توضيح قال الجزري‌ فيه إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كمابدأ فطوبي للغرباء أي أنه كان في أول أمره كالغريب الوحيد ألذي لا أهل له عنده لقلّة المسلمين يومئذ وسيعود غريبا كما كان أي يقلّ المسلمون في آخر الزمان فيصيرون كالغرباء فطوبي للغرباء أي الجنة لأولئك المسلمين الذين كانوا في أول الإسلام ويكونون في آخره وإنما خصّهم بهالصبرهم علي أذي الكفار أولا وآخرا ولزومهم دين الإسلام

11-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن عَمّارٍ الساّباَطيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع لَا يُترَكُ الأَرضُ بِغَيرِ إِمَامٍ يُحِلّ حَلَالَ اللّهِ وَ يُحَرّمُ حَرَامَهُ وَ هُوَ قَولُ اللّهِيَومَ نَدعُوا كُلّ أُناسٍ بِإِمامِهِم ثُمّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن مَاتَ بِغَيرِ إِمَامٍ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيّةً فَمَدّوا أَعنَاقَهُم وَ فَتَحُوا أَعيُنَهُم فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع لَيسَتِ الجَاهِلِيّةَ الجَهلَاءَ فَلَمّا خَرَجنَا مِن عِندِهِ


صفحه : 13

فَقَالَ لَنَا سُلَيمَانُ هُوَ وَ اللّهِ الجَاهِلِيّةُ الجَهلَاءُ وَ لَكِن لَمّا رَآكُم مَدَدتُم أَعنَاقَكُم وَ فَتَحتُم أَعيُنَكُم قَالَ لَكُم كَذَلِكَ

12-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن بَشِيرٍ الدّهّانِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَنتُم وَ اللّهِ عَلَي دِينِ اللّهِ ثُمّ تَلَايَومَ نَدعُوا كُلّ أُناسٍ بِإِمامِهِم ثُمّ قَالَ عَلِيّ إِمَامُنَا وَ رَسُولُ اللّهِص إِمَامُنَا كَم مِن إِمَامٍ يجَيِ‌ءُ يَومَ القِيَامَةِ يَلعَنُ أَصحَابَهُ وَ يَلعَنُونَهُ وَ نَحنُ ذُرّيّةُ مُحَمّدٍ وَ أُمّنَا فَاطِمَةُ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم

13-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع لَمّا نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُيَومَ نَدعُوا كُلّ أُناسٍ بِإِمامِهِم قَالَ المُسلِمُونَ يَا رَسُولَ اللّهِ أَ وَ لَستَ إِمَامَ المُسلِمِينَ أَجمَعِينَ قَالَ فَقَالَ أَنَا رَسُولُ اللّهِ إِلَي النّاسِ أَجمَعِينَ وَ لَكِن سَيَكُونُ بعَديِ‌ أَئِمّةٌ عَلَي النّاسِ مِنَ اللّهِ مِن أَهلِ بيَتيِ‌ يَقُومُونَ فِي النّاسِ فَيُكَذّبُونَ وَ يُظلَمُونَ أَلَا فَمَن تَوَلّاهُم فَهُوَ منِيّ‌ وَ معَيِ‌ وَ سيَلَقاَنيِ‌ أَلَا وَ مَن ظَلَمَهُم وَ أَعَانَ عَلَي ظُلمِهِم وَ كَذّبَهُم فَلَيسَ منِيّ‌ وَ لَا معَيِ‌ وَ أَنَا مِنهُ برَيِ‌ءٌ

14- وَ روُيِ‌َ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي مِثلُهُ وَ يَظلِمُهُم أَئِمّةُ الكُفرِ وَ الضّلَالِ وَ أَشيَاعُهُم

15-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن عَبدِ الأَعلَي قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ السّمعُ وَ الطّاعَةُ أَبوَابُ الجَنّةِ السّامِعُ المُطِيعُ لَا حُجّةَ عَلَيهِ وَ إِمَامُ المُسلِمِينَ تَمّت حُجّتُهُ وَ احتِجَاجُهُ يَومَ يَلقَي اللّهَ لِقَولِ اللّهِيَومَ نَدعُوا كُلّ أُناسٍ بِإِمامِهِم

16-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن بَشِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّهُ كَانَ يَقُولُ مَا بَينَ أَحَدِكُم وَ بَينَ أَن يَغتَبِطَ إِلّا أَن تَبلُغَ نَفسُهُ هَاهُنَا وَ أَشَارَ بِإِصبَعِهِ إِلَي حَنجَرَتِهِ قَالَ ثُمّ تَأَوّلَ بِآيَاتٍ مِنَ الكِتَابِ فَقَالَأَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرّسُولَ وَ أوُليِ‌ الأَمرِ مِنكُممَن يُطِعِ الرّسُولَ فَقَد أَطاعَ اللّهَإِن كُنتُم تُحِبّونَ اللّهَ فاَتبّعِوُنيِ‌ يُحبِبكُمُ اللّهُ قَالَ ثُمّ قَالَيَومَ نَدعُوا كُلّ أُناسٍ بِإِمامِهِمفَرَسُولُ اللّهِ إِمَامُكُم وَ كَم إِمَامٍ يَومَ القِيَامَةِ يجَيِ‌ءُ يَلعَنُ أَصحَابَهُ وَ يَلعَنُونَهُ

17-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن مُحَمّدٍ عَن أَحَدِهِمَا ع أَنّهُ سُئِلَ عَن قَولِهِيَومَ نَدعُوا كُلّ أُناسٍ بِإِمامِهِم فَقَالَ مَا كَانُوا يَأتَمّونَ بِهِ فِي الدّنيَا وَ يُؤتَي بِالشّمسِ وَ القَمَرِ فَيُقذَفَانِ فِي جَهَنّمَ وَ مَن كَانَ يَعبُدُهُمَا


صفحه : 14

18-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن إِسمَاعِيلَ بنِ هَمّامٍ قَالَ قَالَ الرّضَا ع فِي قَولِ اللّهِيَومَ نَدعُوا كُلّ أُناسٍ بِإِمامِهِم قَالَ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ قَالَ اللّهُ أَ لَيسَ عَدلًا مِن رَبّكُم أَن نوُلَيّ‌َ كُلّ قَومٍ مَن تَوَلّوا قَالُوا بَلَي قَالَ فَيَقُولُ تَمَيّزُوا فَيَتَمَيّزُونَ

19-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن مُحَمّدِ بنِ حَمدَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِن كُنتُم تُرِيدُونَ أَن تَكُونُوا مَعَنَا يَومَ القِيَامَةِ لَا يَلعَنُ بَعضُكُم بَعضاً فَاتّقُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا فَإِنّ اللّهَ يَقُولُيَومَ نَدعُوا كُلّ أُناسٍ بِإِمامِهِم

20-شف ،[كشف اليقين ] مِن كِتَابِ المَعرِفَةِ تَألِيفِ عَبّادِ بنِ يَعقُوبَ الروّاَجنِيِ‌ّ، عَن أَبِي عَبدِ الرّحمَنِ المسَعوُديِ‌ّ عَنِ الحَارِثِ بنِ حَصِيرَةَ عَن صَخرِ بنِ الحَكَمِ الفزَاَريِ‌ّ عَن حَنَانِ بنِ الحَربِ الأزَديِ‌ّ عَنِ الرّبِيعِ بنِ جَمِيلٍ عَن مَالِكِ بنِ ضَمرَةَ الروّاّسيِ‌ّ عَن أَبِي ذَرّ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ قَالَ لَمّا أَن سُيّرَ أَبُو ذَرّ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ اجتَمَعَ هُوَ وَ عَلِيّ ع وَ المِقدَادُ بنُ الأَسوَدِ قَالَ أَ لَستُم تَشهَدُونَ أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ أمُتّيِ‌ تَرِدُ عَلَيّ الحَوضَ عَلَي خَمسِ رَايَاتٍ أَوّلُهَا رَايَةُ العِجلِ فَأَقُومُ فَآخُذُ بِيَدِهِ فَإِذَا أَخَذتُ بِيَدِهِ اسوَدّ


صفحه : 15

وَجهُهُ وَ رَجَفَت قَدَمَاهُ وَ خَفَقَت أَحشَاؤُهُ وَ مَن فَعَلَ ذَلِكَ تَبِعَهُ فَأَقُولُ مَا ذَا خلَفَتمُوُنيِ‌ فِي الثّقَلَينِ بعَديِ‌ فَيَقُولُونَ كَذّبنَا الأَكبَرَ وَ مَزّقنَاهُ وَ اضطَهَدنَا الأَصغَرَ وَ ابتَزَزنَاهُ حَقّهُ فَأَقُولُ اسلُكُوا ذَاتَ الشّمَالِ فَيُصرَفُونَ ظِمَاءً مُظمَئِينَ مُسوَدّةً وُجُوهُهُم لَا يَطعَمُونَ مِنهُ قَطرَةً ثُمّ تَرِدُ عَلَيّ رَايَةُ فِرعَونِ أمُتّيِ‌ فِيهِم أَكثَرُ النّاسِ وَ هُمُ المُبَهرَجُونَ قُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ مَا المُبَهرَجُونَ أَ بَهرَجُوا الطّرِيقَ قَالَ لَا وَ لَكِنّهُم بَهرَجُوا دِينَهُم وَ هُمُ الّذِينَ يَغضَبُونَ لِلدّنيَا وَ لَهَا يَرضَونَ وَ لَهَا يَسخَطُونَ وَ لَهَا يَنصِبُونَ فَآخُذُ بِيَدِ صَاحِبِهِم فَإِذَا أَخَذتُ بِيَدِهِ اسوَدّ وَجهُهُ وَ رَجَفَت قَدَمَاهُ وَ خَفَقَت أَحشَاؤُهُ وَ مَن فَعَلَ ذَلِكَ تَبِعَهُ فَأَقُولُ مَا خلَفَتمُوُنيِ‌ فِي الثّقَلَينِ بعَديِ‌ فَيَقُولُونَ كَذّبنَا الأَكبَرَ وَ مَزّقنَاهُ وَ قَاتَلنَا الأَصغَرَ وَ قَتَلنَاهُ فَأَقُولُ اسلُكُوا طَرِيقَ أَصحَابِكُم فَيَنصَرِفُونَ ظِمَاءً مُظمَئِينَ مُسوَدّةً وُجُوهُهُم لَا يَطعَمُونَ مِنهُ قَطرَةً ثُمّ تَرِدُ عَلَيّ رَايَةُ فُلَانٍ وَ هُوَ إِمَامُ خَمسِينَ أَلفاً مِن أمُتّيِ‌ فَأَقُومُ فَآخُذُ بِيَدِهِ فَإِذَا أَخَذتُ بِيَدِهِ اسوَدّ وَجهُهُ وَ رَجَفَت قَدَمَاهُ وَ خَفَقَت أَحشَاؤُهُ وَ مَن فَعَلَ ذَلِكَ تَبِعَهُ فَأَقُولُ مَا خلَفَتمُوُنيِ‌ فِي الثّقَلَينِ بعَديِ‌ فَيَقُولُونَ كَذّبنَا الأَكبَرَ وَ عَصَينَاهُ وَ خَذَلنَا الأَصغَرَ وَ خُذِلنَا عَنهُ فَأَقُولُ اسلُكُوا سَبِيلَ أَصحَابِكُم فَيَنصَرِفُونَ ظِمَاءً مُظمَئِينَ مُسوَدّةً وُجُوهُهُم لَا يَطعَمُونَ مِنهُ قَطرَةً ثُمّ يَرِدُ عَلَيّ المُخدَجُ بِرَايَتِهِ وَ هُوَ إِمَامُ سَبعِينَ أَلفاً مِن أمُتّيِ‌ فَإِذَا أَخَذتُ بِيَدِهِ اسوَدّ وَجهُهُ وَ رَجَفَت قَدَمَاهُ وَ خَفَقَت أَحشَاؤُهُ وَ مَن فَعَلَ ذَلِكَ تَبِعَهُ فَأَقُولُ مَا ذَا خلَفَتمُوُنيِ‌ فِي الثّقَلَينِ بعَديِ‌ فَيَقُولُونَ كَذّبنَا الأَكبَرَ وَ عَصَينَاهُ وَ قَاتَلنَا الأَصغَرَ فَقَتَلنَاهُ فَأَقُولُ اسلُكُوا سَبِيلَ أَصحَابِكُم فَيَنصَرِفُونَ ظِمَاءً مُظمَئِينَ مُسوَدّةً وُجُوهُهُم لَا يَطعَمُونَ مِنهُ قَطرَةً ثُمّ يَرِدُ عَلَيّ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ قَائِدُ الغُرّ المُحَجّلِينَ فَأَقُومُ فَآخُذُ بِيَدِهِ فَيَبيَضّ وَجهُهُ وَ وُجُوهُ أَصحَابِهِ فَأَقُولُ مَا ذَا خلَفَتمُوُنيِ‌ فِي الثّقَلَينِ بعَديِ‌ فَيَقُولُونَ اتّبَعنَا الأَكبَرَ وَ صَدّقنَاهُ وَ وَازَرنَا الأَصغَرَ وَ نَصَرنَاهُ وَ قُتِلنَا مَعَهُ فَأَقُولُ رَوّوا فَيَشرَبُونَ شَربَةً لَا يَظمَئُونَ بَعدَهَا أَبَداً إِمَامُهُم كَالشّمسِ الطّالِعَةِ وَ وُجُوهُهُم كَالقَمَرِ لَيلَةَ البَدرِ أَو كَانُوا كَأَضوَإ نَجمٍ فِي السّمَاءِ قَالَ أَ لَستُم تَشهَدُونَ عَلَي ذَلِكَ قَالُوا بَلَي قَالَوَ أَنَا عَلي ذلِكُم مِنَ الشّاهِدِينَ

بيان قال في القاموس البهرج الباطل والردي والمباح والبهرجة أن


صفحه : 16

تعدل بالشي‌ء عن الجادّة القاصدة إلي غيرها والمبهرج من المياه المهمل ألذي لايمنع عنه و من الدماء المهدر وقول أبي محجن لابن أبي وقاص بهرجتني‌ أي هدرتني‌ بإسقاط الحد عني‌ انتهي و الرجل الثالث هوعثمان وإنما لم يذكر معاوية لأنه من أتباعه والمخدج هوذو الثدية رئيس الخوارج وسيأتي‌ هذاالخبر بأسانيد جمة من طرق الخاص والعام في أبواب فضائل أمير المؤمنين ع و في كتاب الفتن مع شرحه

باب 02-صفة الحوض وساقيه صلوات الله عليه

الآيات الكوثرإِنّا أَعطَيناكَ الكَوثَرَتفسير قال الطبرسي‌ رحمه الله اختلفوا في تفسير الكوثر فقيل هونهر في الجنة عن عائشة و ابن عمر قَالَ ابنُ عَبّاسٍ لَمّا نَزَلَإِنّا أَعطَيناكَ الكَوثَرَصَعِدَ رَسُولُ اللّهِص المِنبَرَ فَقَرَأَهَا عَلَي النّاسِ فَلَمّا نَزَلَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ مَا هَذَا ألّذِي أَعطَاكَهُ اللّهُ قَالَ نَهَرٌ فِي الجَنّةِ أَشَدّ بَيَاضاً مِنَ اللّبَنِ وَ أَشَدّ استِقَامَةً مِنَ القِدحِ حَافَتَاهُ قِبَابُ الدّرّ وَ اليَاقُوتِ تَرِدُهُ طَيرٌ خُضرٌ لَهَا أَعنَاقٌ كَأَعنَاقِ البُختِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ مَا أَنعَمَ تِلكَ الطّيرَ قَالَ أَ فَلَا أُخبِرُكُم بِأَنعَمَ مِنهَا قَالُوا بَلَي قَالَ مَن أَكَلَ الطّائِرَ وَ شَرِبَ المَاءَ فَازَ بِرِضوَانِ اللّهِ تَعَالَي

وَ روُيِ‌َ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ قَالَ نَهَرٌ فِي الجَنّةِ أَعطَاهُ اللّهُ نَبِيّهُ عِوَضاً مِنِ ابنِهِ

. وقيل هوحوض النبي ص ألذي يكثر الناس عليه يوم القيامة عن عطاء

وَ قَالَ أَنَسٌبَينَا رَسُولُ اللّهِص ذَاتَ يَومٍ بَينَ أَظهُرِنَا إِذ أَغفَي إِغفَاءً ثُمّ رَفَعَ رَأسَهُ مُتَبَسّماً فَقُلتُ مَا أَضحَكَكَ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ أُنزِلَت عَلَيّ آنِفاً سُورَةٌ فَقَرَأَ سُورَةَ الكَوثَرِ ثُمّ قَالَ أَ تَدرُونَ مَا الكَوثَرُ قُلنَا اللّهُ وَ رَسُولُهُ أَعلَمُ قَالَ فَإِنّهُ نَهَرٌ وَعَدَنِيهِ ربَيّ‌ عَلَيهِ خَيراً كَثِيراً هُوَ حوَضيِ‌ تَرِدُ عَلَيهِ أمُتّيِ‌ يَومَ القِيَامَةِ آنِيَتُهُ عَدَدُ نُجُومِ السّمَاءِ فَيُختَلَجُ القَرنُ مِنهُم فَأَقُولُ يَا رَبّ إِنّهُم مِن أمُتّيِ‌ فَيُقَالُ إِنّكَ لَا تدَريِ‌ مَا أَحدَثُوا


صفحه : 17

بَعدَكَ أَورَدَهُ مُسلِمٌ فِي الصّحِيحِ

وقيل الكوثر الخير الكثير عن ابن عباس و ابن جبير ومجاهد وقيل هوالنبوة والكتاب عن عكرمة وقيل القرآن عن الحسن وقيل هوكثرة الأصحاب والأشياع عن أبي بكر بن عياش وقيل هوكثرة النسل والذرية و قدظهرت الكثرة في نسله من ولد فاطمة ع حتي لايحصي عددهم واتصل إلي يوم القيامة مددهم وقيل هوالشفاعة رووه عن الصادق ع واللفظ محتمل للكل فيجب أن يحمل علي جميع ماذكر من الأقوال فقد أعطاه الله سبحانه الخير الكثير في الدنيا ووعده الخير الكثير في الآخرة وجميع هذه الأقوال تفصيل للجملة التي‌ هي‌ الخير الكثير في الدارين .

1-بشا،[بشارة المصطفي ]جا،[المجالس للمفيد] ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَنِ ابنِ قُولَوَيهِ عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَامِرٍ عَنِ المُعَلّي بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ جُمهُورٍ العمَيّ‌ّ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن أَبِي مُحَمّدٍ الواَبشِيِ‌ّ عَن أَبِي الوَردِ قَالَسَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ مُحَمّدَ بنَ عَلِيّ البَاقِرَ ع يَقُولُ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ جَمَعَ اللّهُ النّاسَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ مِنَ الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ عُرَاةً حُفَاةً فَيُوقَفُونَ عَلَي طَرِيقِ المَحشَرِ حَتّي يَعرَقُوا عَرَقاً شَدِيداً وَ تَشتَدّ أَنفَاسُهُم فَيَمكُثُونَ كَذَلِكَ مَا شَاءَ اللّهُ وَ ذَلِكَ قَولُهُ تَعَالَيفَلا تَسمَعُ إِلّا هَمساً قَالَ ثُمّ ينُاَديِ‌ مُنَادٍ مِن تِلقَاءِ العَرشِ أَينَ النّبِيّ الأمُيّ‌ّ قَالَ فَيَقُولُ النّاسُ قَد أَسمَعتَ كُلّا فَسَمّ بِاسمِهِ قَالَ فيَنُاَديِ‌ أَينَ نبَيِ‌ّ الرّحمَةِ مُحَمّدُ بنُ عَبدِ اللّهِ قَالَ فَيَقُومُ رَسُولُ اللّهِص فَيَتَقَدّمُ أَمَامَ النّاسِ كُلّهِم حَتّي ينَتهَيِ‌َ إِلَي حَوضٍ طُولُهُ مَا بَينَ أَيلَةَ وَ صَنعَاءَ فَيَقِفُ عَلَيهِ ثُمّ ينُاَديِ‌ بِصَاحِبِكُم فَيَقُومُ أَمَامَ النّاسِ فَيَقِفُ مَعَهُ ثُمّ يُؤَذّنُ لِلنّاسِ فَيَمُرّونَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع فَبَينَ وَارِدٍ يَومَئِذٍ وَ بَينَ مَصرُوفٍ فَإِذَا رَأَي رَسُولُ اللّهِص مَن يُصرَفُ عَنهُ مِن مُحِبّينَا أَهلَ البَيتِ بَكَي وَ قَالَ يَا رَبّ شِيعَةُ عَلِيّ يَا رَبّ شِيعَةُ عَلِيّ قَالَ فَيَبعَثُ اللّهُ عَلَيهِ[ إِلَيهِ]مَلَكاً فَيَقُولُ لَهُ مَا يُبكِيكَ يَا مُحَمّدُ قَالَ فَيَقُولُ وَ كَيفَ لَا أبَكيِ‌ لِأُنَاسٍ مِن شِيعَةِ أخَيِ‌ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ أَرَاهُم قَد صُرِفُوا تِلقَاءَ أَصحَابِ النّارِ وَ مُنِعُوا مِن وُرُودِ حوَضيِ‌ قَالَ فَيَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَهُ يَا مُحَمّدُ إنِيّ‌ قَد وَهَبتُهُم لَكَ وَ صَفَحتُ لَكَ عَن ذُنُوبِهِم وَ أَلحَقتُهُم بِكَ وَ بِمَن كَانُوا يَتَوَلّونَ مِن ذُرّيّتِكَ وَ جَعَلتُهُم فِي زُمرَتِكَ وَ أَورَدتُهُم حَوضَكَ وَ قَبِلتُ شَفَاعَتَكَ فِيهِم وَ أَكرَمتُكَ بِذَلِكَ


صفحه : 18

ثُمّ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع فَكَم مِن بَاكٍ يَومَئِذٍ وَ بَاكِيَةٍ يُنَادُونَ يَا مُحَمّدَاه إِذَا رَأَوا ذَلِكَ قَالَ فَلَا يَبقَي أَحَدٌ يَومَئِذٍ كَانَ يَتَوَلّانَا وَ يُحِبّنَا إِلّا كَانَ فِي حِزبِنَا وَ مَعَنَا وَ وَرَدَ حَوضَنَا

جا فس ،[تفسير القمي‌] أبي عن ابن محبوب عن الوابشي‌ عن أبي الورد مثله أقول قدأثبتنا الخبر في باب صفة المحشر واللفظ هناك لعلي‌ بن ابراهيم وهاهنا للشيخ وبينهما اختلاف يسير

2-جا،[المجالس للمفيد] ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَن عَلِيّ بنِ هِلَالٍ[بِلَالٍ]المهُلَبّيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ الحُسَينِ البغَداَديِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن مُحَمّدِ بنِ الصّلتِ عَن أَبِي كُدَيبَةَ[ أَبِي كُرَيبَةَ، أَبِي كُدَينَةَ] عَن عَطَاءٍ عَن سَعِيدِ بنِ جُبَيرٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَبّاسٍ قَالَ لَمّا نَزَلَ عَلَي رَسُولِ اللّهِص إِنّا أَعطَيناكَ الكَوثَرَ قَالَ لَهُ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ مَا هُوَ الكَوثَرُ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ نَهَرٌ أكَرمَنَيِ‌ اللّهُ بِهِ قَالَ عَلِيّ إِنّ هَذَا النّهَرَ شَرِيفٌ فَانعَتهُ لَنَا يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ نَعَم يَا عَلِيّ الكَوثَرُ نَهَرٌ يجَريِ‌ تَحتَ عَرشِ اللّهِ تَعَالَي مَاؤُهُ أَشَدّ بَيَاضاً مِنَ اللّبَنِ وَ أَحلَي مِنَ العَسَلِ وَ أَليَنُ مِنَ الزّبدِ وَ حَصَاهُ[حَصبَاؤُهُ]الزّبَرجَدُ وَ اليَاقُوتُ وَ المَرجَانُ حَشِيشُهُ الزّعفَرَانُ تُرَابُهُ المِسكُ الأَذفَرُ قَوَاعِدُهُ تَحتَ عَرشِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ ثُمّ ضَرَبَ رَسُولُ اللّهِص يَدَهُ فِي جَنبِ عَلِيّ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ قَالَ يَا عَلِيّ إِنّ هَذَا النّهَرَ لِي وَ لَكَ وَ لِمُحِبّيكَ مِن بعَديِ‌

بشا،[بشارة المصطفي ] عن ابن شيخ الطائفة عن أبيه عن المفيد مثله قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] ابن جبير و ابن عباس

مثله

3-ج ،[الإحتجاج ] عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ قَالَ النّبِيّص إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أعَطاَنيِ‌ نَهَراً فِي السّمَاءِ مَجرَاهُ تَحتَ العَرشِ عَلَيهِ أَلفُ أَلفِ قَصرٍ لَبِنَةٌ مِن ذَهَبٍ وَ لَبِنَةٌ مِن فِضّةٍ حَشِيشُهَا الزّعفَرَانُ وَ رَضرَاضُهَا الدّرّ وَ اليَاقُوتُ وَ أَرضُهَا المِسكُ الأَبيَضُ فَذَلِكَ خَيرٌ لِي وَ لأِمُتّيِ‌ وَ ذَلِكَ قَولُهُ تَعَالَيإِنّا أَعطَيناكَ الكَوثَرَالخَبَرَ


صفحه : 19

بيان قال الجزري‌ في صفة الكوثر طينه المسك ورضراضه التوم الرضراض الحصي الصغار والتوم الدر

4-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ هَاشِمٍ عَن عَلِيّ بنِ مَعبَدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ خَالِدٍ عَن عَلِيّ بنِ مُوسَي الرّضَا عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن لَم يُؤمِن بحِوَضيِ‌ فَلَا أَورَدَهُ اللّهُ حوَضيِ‌ الخَبَرَ

5- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]حَمزَةُ بنُ مُحَمّدٍ العلَوَيِ‌ّ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ مَعبَدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ خَالِدٍ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا عَلِيّ أَنتَ أخَيِ‌ وَ وزَيِريِ‌ وَ صَاحِبُ لوِاَئيِ‌ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ وَ أَنتَ صَاحِبُ حوَضيِ‌ مَن أَحَبّكَ أحَبَنّيِ‌ وَ مَن أَبغَضَكَ أبَغضَنَيِ‌

6- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ القرُشَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَنِ المُفَضّلِ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص وَ مَن أَرَادَ أَن يَتَخَلّصَ مِن هَولِ القِيَامَةِ فَليَتَوَلّ ولَيِيّ‌ وَ ليَتّبِع وصَيِيّ‌ وَ خلَيِفتَيِ‌ مِن بعَديِ‌ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ فَإِنّهُ صَاحِبُ حوَضيِ‌ يَذُودُ عَنهُ أَعدَاءَهُ يسَقيِ‌ أَولِيَاءَهُ فَمَن لَم يُسقَ مِنهُ لَم يَزَل عَطشَاناً وَ لَم يَروِ أَبَداً وَ مَن سقُيِ‌َ مِنهُ شَربَةً لَم يَشقَ وَ لَم يَظمَأ أَبَداً الخَبَرَ

7-فس ،[تفسير القمي‌] قَالَ رَسُولُ اللّهِص فِي حَجّةِ الوَدَاعِ فِي مَسجِدِ الخَيفِ إنِيّ‌ فَرَطُكُم وَ أَنتُم وَارِدُونَ عَلَيّ الحَوضَ حَوضٌ عَرضُهُ مَا بَينَ بُصرَي وَ صَنعَاءَ فِيهِ قُدحَانٌ مِن فِضّةٍ عَدَدَ النّجُومِ الخَبَرَ

8-ل ،[الخصال ]بِالأَسَانِيدِ الكَثِيرَةِ عَن حُذَيفَةَ بنِ أَسِيدٍ مِثلَهُ

9-ل ،[الخصال ] فِي الأَربَعِمِائَةِ، قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع أَنَا مَعَ رَسُولِ اللّهِ وَ معَيِ‌ عِترَتُهُ عَلَي الحَوضِ فَمَن أَرَادَنَا فَليَأخُذ بِقَولِنَا وَ ليَعمَل بِعِلمِنَا فَإِنّ لِكُلّ أَهلِ بَيتٍ نجيب [نَجِيباً] وَ لَنَا شَفَاعَةً وَ لِأَهلِ مَوَدّتِنَا شَفَاعَةً فَتَنَافَسُوا فِي لِقَائِنَا عَلَي الحَوضِ فَإِنّا نَذُودُ عَنهُ أَعدَاءَنَا وَ نسَقيِ‌ مِنهُ أَحِبّاءَنَا وَ أَولِيَاءَنَا وَ مَن شَرِبَ مِنهُ شَربَةً لَم يَظمَأ بَعدَهَا أَبَداً حَوضُنَا


صفحه : 20

مُتّرِعٌ فِيهِ مَثعَبَانِ[مَثقَبَانِ]يَنصَبّانِ مِنَ الجَنّةِ أَحَدُهُمَا مِن تَسنِيمٍ وَ الآخَرُ مِن مَعِينٍ عَلَي حَافَتَيهِ الزّعفَرَانُ وَ حَصَاهُ اللّؤلُؤُ وَ اليَاقُوتُ وَ هُوَ الكَوثَرُ الخَبَرَ

فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ]عبيد بن كثير رفعه عنه ع مثله توضيح اتّرع كافتعل امتلأ قاله الفيروزآبادي‌ و قال مثاعب المدينة مسايل مائها

10-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِإِسنَادِ التمّيِميِ‌ّ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ قَالَ النّبِيّص تَرِدُ شِيعَتُكَ يَومَ القِيَامَةِ رِوَاءً غَيرَ عِطَاشٍ وَ يَرِدُ عَدُوّكَ عِطَاشاً يَستَسقُونَ فَلَا يُسقَونَ

11- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَنِ ابنِ قُولَوَيهِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ مَسعُودٍ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ مُعَاذٍ عَن زَكَرِيّا بنِ عدَيِ‌ّ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ عُمَرَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَقِيلٍ عَن حَمزَةَ بنِ أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِ‌ّ عَن أَبِيهِ قَالَ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ عَلَي المِنبَرِ مَا بَالُ أَقوَامٍ يَقُولُونَ إِنّ رَحِمَ رَسُولِ اللّهِص لَا يُشَفّعُ[ لَا يَنفَعُ] يَومَ القِيَامَةِ بَلَي بَلَي وَ اللّهِ إِنّ رحَمِيِ‌ لَمَوصُولَةٌ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ وَ إنِيّ‌ أَيّهَا النّاسُ فَرَطُكُم يَومَ القِيَامَةِ عَلَي الحَوضِ فَإِذَا جِئتُم قَالَ الرّجُلُ يَا رَسُولَ اللّهِ أَنَا فُلَانُ بنُ فُلَانٍ فَأَقُولُ أَمّا النّسَبُ فَقَد عَرَفتُهُ وَ لَكِنّكُم أَخَذتُم بعَديِ‌ ذَلِكَ الشّمَالَ وَ ارتَدَدتُم عَلَي أَعقَابِكُمُ القَهقَرَي

12- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَنِ الجعِاَبيِ‌ّ عَن أَبِي عُقدَةَ عَنِ الحَسَنِ بنِ القَاسِمِ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ بنِ يَعلَي عَن عَلِيّ بنِ سَيفِ بنِ عَمِيرَةَ عَن أَبِيهِ عَن أَبَانٍ عَنِ ابنِ سَيَابَةَ عَن حُمرَانَ عَن أَبِي حَربِ بنِ أَبِي الأَسوَدِ الدؤّلَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ قَالَ سَمِعتُ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع يَقُولُ وَ اللّهِ لَأَزُودَنّ بيِدَيَ‌ّ هَاتَينِ القَصِيرَتَينِ عَن حَوضِ رَسُولِ اللّهِص أَعدَاءَنَا وَ لَيَرِدَنّهُ أَحِبَاؤُنَا


صفحه : 21

13-جا،[المجالس للمفيد] ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَنِ الجعِاَبيِ‌ّ عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن أَبِي عَوَانَةَ مُوسَي القَطّانِ عَن مُحَمّدِ[ أَحمَدَ] بنِ يَحيَي الأوَديِ‌ّ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ أَبَانٍ عَن عَلِيّ بنِ هَاشِمِ بنِ البَرِيدِ عَن أَبِيهِ عَن عَبدِ الرّحمَنِ[ عَبدِ الرّزّاقِ] بنِ قَيسٍ الرحّبيِ‌ّ قَالَ كُنتُ جَالِساً مَعَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع عَلَي بَابِ القَصرِ حَتّي أَلجَأَتهُ الشّمسُ إِلَي حَائِطِ القَصرِ فَوَثَبَ لِيَدخُلَ فَقَامَ رَجُلٌ مِن هَمدَانَ فَتَعَلّقَ بِثَوبِهِ وَ قَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ حدَثّنيِ‌ حَدِيثاً جَامِعاً ينَفعَنُيِ‌ اللّهُ بِهِ قَالَ أَ وَ لَم يَكُن فِي حَدِيثِ كَثِيرٍ قَالَ بَلَي وَ لَكِن حدَثّنيِ‌ حَدِيثاً جَامِعاً ينَفعَنُيِ‌ اللّهُ بِهِ قَالَ حدَثّنَيِ‌ خلَيِليِ‌ رَسُولُ اللّهِص أنَيّ‌ أَرِدُ أَنَا وَ شيِعتَيِ‌ الحَوضَ رِوَاءً مَروِيّينَ مُبيَضّةً وُجُوهُهُم وَ يَرِدُ عَدُوّنَا ظِمَاءً مُظمَئِينَ مُسوَدّةً وُجُوهُهُم خُذهَا إِلَيكَ قَصِيرَةً مِن طَوِيلَةٍ أَنتَ مَعَ مَن أَحبَبتَ وَ لَكَ مَا اكتَسَبتَ أرَسلِنيِ‌ يَا أَخَا هَمدَانَ ثُمّ دَخَلَ القَصرَ

14- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ الكَاتِبِ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الزعّفرَاَنيِ‌ّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ الثقّفَيِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ السعّديِ‌ّ عَن يَحيَي بنِ عَبدِ الحَمِيدِ الحمِاّنيِ‌ّ عَن قَيسِ بنِ الرّبِيعِ عَن سَعدِ بنِ طَرِيفٍ عَنِ الأَصبَغِ بنِ نُبَاتَةَ عَن أَبِي أَيّوبَ الأنَصاَريِ‌ّ أَنّ رَسُولَ اللّهِص سُئِلَ عَنِ الحَوضِ فَقَالَ أَمّا إِذَا سأَلَتمُوُنيِ‌ عَنهُ فَسَأُخبِرُكُم أَنّ الحَوضَ أكَرمَنَيِ‌ اللّهُ بِهِ وَ فضَلّنَيِ‌ عَلَي مَن كَانَ قبَليِ‌ مِنَ الأَنبِيَاءِ وَ هُوَ مَا بَينَ أَيلَةَ وَ صَنعَاءَ فِيهِ مِنَ الآنِيَةِ عَدَدَ نُجُومِ السّمَاءِ يَسِيلُ فِيهِ خَلِيجَانِ مِنَ المَاءِ مَاؤُهُ أَشَدّ بَيَاضاً مِنَ اللّبَنِ وَ أَحلَي مِنَ العَسَلِ حَصَاهُ الزّمُرّدُ وَ اليَاقُوتُ بَطحَاؤُهُ مِسكٌ أَذفَرُ شَرطٌ مَشرُوطٌ مِن ربَيّ‌ لَا يَرِدُهُ أَحَدٌ مِن أمُتّيِ‌ إِلّا النّقِيّةُ قُلُوبُهُم الصّحِيحَةُ نِيّاتُهُم المُسَلّمُونَ لوِصَيِ‌ّ


صفحه : 22

مِن بعَديِ‌ الّذِينَ يُعطُونَ مَا عَلَيهِم فِي يُسرٍ وَ لَا يَأخُذُونَ مَا عَلَيهِم[لَهُم] فِي عُسرٍ يَذُودُ عَنهُ يَومَ القِيَامَةِ مَن لَيسَ مِن شِيعَتِهِ كَمَا يَذُودُ الرّجُلُ البَعِيرَ الأَجرَبَ مِن إِبِلِهِ مَن شَرِبَ مِنهُ لَم يَظمَأ أَبَداً

15- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] عَلِيّ بنُ أَحمَدَ بنِ مُوسَي عَن مُحَمّدٍ الأسَدَيِ‌ّ عَنِ البرَمكَيِ‌ّ عَن جَعفَرِ بنِ أَحمَدَ التمّيِميِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن عَبدِ المَلِكِ بنِ عُمَيرٍ الشيّباَنيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَنَا سَيّدُ الأَنبِيَاءِ وَ المُرسَلِينَ وَ أَفضَلُ مِنَ المَلَائِكَةِ المُقَرّبِينَ وَ أوَصيِاَئيِ‌ سَادَةُ أَوصِيَاءِ النّبِيّينَ وَ المُرسَلِينَ وَ ذرُيّتّيِ‌ أَفضَلُ ذُرّيّاتِ النّبِيّينَ وَ المُرسَلِينَ وَ أصَحاَبيِ‌ الّذِينَ سَلَكُوا منِهاَجيِ‌ أَفضَلُ أَصحَابِ النّبِيّينَ وَ المُرسَلِينَ وَ ابنتَيِ‌ فَاطِمَةُ سَيّدَةُ نِسَاءِ العَالَمِينَ وَ الطّاهِرَاتُ مِن أزَواَجيِ‌ أُمّهَاتُ المُؤمِنِينَ وَ أمُتّيِ‌ خَيرُ أُمّةٍ أُخرِجَت لِلنّاسِ وَ أَنَا أَكثَرُ النّبِيّينَ تَبَعاً يَومَ القِيَامَةِ وَ لِي حَوضٌ عَرضُهُ مَا بَينَ بُصرَي وَ صَنعَاءَ فِيهِ مِنَ الأَبَارِيقِ عَدَدُ نُجُومِ السّمَاءِ وَ خلَيِفتَيِ‌ عَلَي الحَوضِ يَومَئِذٍ خلَيِفتَيِ‌ فِي الدّنيَا فَقِيلَ وَ مَن ذَاكَ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ إِمَامُ المُسلِمِينَ وَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ مَولَاهُم بعَديِ‌ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ يسَقيِ‌ مِنهُ أَولِيَاءَهُ وَ يَذُودُ عَنهُ أَعدَاءَهُ كَمَا يَذُودُ أَحَدُكُمُ الغَرِيبَةَ مِنَ الإِبِلِ عَنِ المَاءِ ثُمّ قَالَ ع مَن أَحَبّ عَلِيّاً وَ أَطَاعَهُ فِي دَارِ الدّنيَا وَرَدَ عَلَيّ حوَضيِ‌ غَداً وَ كَانَ معَيِ‌ فِي درَجَتَيِ‌ فِي الجَنّةِ وَ مَن أَبغَضَ عَلِيّاً فِي دَارِ الدّنيَا وَ عَصَاهُ لَم أَرَهُ وَ لَم يرَنَيِ‌ يَومَ القِيَامَةِ وَ اختَلَجَ دوُنيِ‌ وَ أُخِذَ بِهِ ذَاتَ الشّمَالِ إِلَي النّارِ

بيان بصري كحبلي بلد بالشام وقرية ببغداد

16-ثو،[ثواب الأعمال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَنِ ابنِ مِهرَانَ عَن أَبِيهِ عَن إِسحَاقَ بنِ جَرِيرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع جاَءنَيِ‌ ابنُ عَمّكَ كَأَنّهُ أعَراَبيِ‌ّ مَجنُونٌ وَ عَلَيهِ إِزَارٌ وَ طَيلَسَانٌ وَ نَعلَاهُ فِي يَدِهِ فَقَالَ لِي إِنّ قَوماً يَقُولُونَ فِيكَ قُلتُ لَهُ أَ لَستَ عَرَبِيّاً قَالَ بَلَي قُلتُ إِنّ العَرَبَ لَا تُبغِضُ عَلِيّاً ع ثُمّ قُلتُ لَهُ لَعَلّكَ مِمّن يُكَذّبُ بِالحَوضِ أَمَا وَ اللّهِ لَئِن أَبغَضتَهُ ثُمّ وَرَدتَ عَلَيهِ الحَوضَ لَتَمُوتَنّ عَطَشاً

17-مل ،[كامل الزيارات ] مُحَمّدٌ الحمِيرَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ سَالِمٍ عَن مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ


صفحه : 23

عَن عَبدِ اللّهِ بنِ حَمّادٍ عَن عَبدِ اللّهِ الأَصَمّ عَن مِسمَعٍ كِردِينٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ المُوجَعَ قَلبُهُ لَنَا لَيَفرَحُ يَومَ يَرَانَا عِندَ مَوتِهِ فَرحَةً لَا تَزَالُ تِلكَ الفَرحَةُ فِي قَلبِهِ حَتّي يَرِدَ عَلَينَا الحَوضَ وَ إِنّ الكَوثَرَ لَيَفرَحُ بِمُحِبّنَا إِذَا وَرَدَ عَلَيهِ حَتّي إِنّهُ لَيُذِيقُهُ مِن ضُرُوبِ الطّعَامِ مَا لَا يشَتهَيِ‌ أَن يَصدُرَ عَنهُ يَا مِسمَعُ مَن شَرِبَ مِنهُ شَربَةً لَم يَظمَأ بَعدَهَا أَبَداً وَ لَم يَشقَ بَعدَهَا أَبَداً وَ هُوَ فِي بَردِ الكَافُورِ وَ رِيحِ المِسكِ وَ طَعمِ الزّنجَبِيلِ أَحلَي مِنَ العَسَلِ وَ أَليَنُ مِنَ الزّبدِ وَ أَصفَي مِنَ الدّمعِ وَ أَذكَي مِنَ العَنبَرِ يَخرُجُ مِن تَسنِيمٍ وَ يَمُرّ بِأَنهَارِ الجِنَانِ تجَريِ‌ عَلَي رَضرَاضِ الدّرّ وَ اليَاقُوتِ فِيهِ مِنَ القُدحَانِ أَكثَرُ مِن عَدَدِ نُجُومِ السّمَاءِ يُوجَدُ رِيحُهُ مِن مَسِيرَةِ أَلفِ عَامٍ قُدحَانُهُ مِنَ الذّهَبِ وَ الفِضّةِ وَ أَلوَانِ الجَوهَرِ يَفُوحُ فِي وَجهِ الشّارِبِ مِنهُ كُلّ فَائِحَةٍ حَتّي يَقُولَ الشّارِبُ مِنهُ ليَتنَيِ‌ تُرِكتُ هَاهُنَا لَا أبَغيِ‌ بِهَذَا بَدَلًا وَ لَا عَنهُ تَحوِيلًا أَمَا إِنّكَ يَا كِردِينُ مِمّن تَروَي مِنهُ وَ مَا مِن عَينٍ بَكَت لَنَا إِلّا نُعّمَت بِالنّظَرِ إِلَي الكَوثَرِ وَ سُقِيَت مِنهُ مَن[ مَعَ مَن]أَحَبّنَا وَ إِنّ الشّارِبَ مِنهُ لَيُعطَي مِنَ اللّذّةِ وَ الطّعمِ وَ الشّهوَةِ لَهُ أَكثَرَ مِمّا يُعطَاهُ مَن هُوَ دُونَهُ فِي حُبّنَا وَ إِنّ عَلَي الكَوثَرِ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ فِي يَدِهِ عَصَاءٌ مِن عَوسَجٍ يَحطِمُ بِهَا أَعدَاءَنَا فَيَقُولُ الرّجُلُ مِنهُم إنِيّ‌ أَشهَدُ الشّهَادَتَينِ فَيَقُولُ انطَلِق إِلَي إِمَامِكَ فُلَانٍ فَاسأَلهُ أَن يَشفَعَ لَكَ فَيَقُولُ تَبَرّأَ منِيّ‌ إمِاَميِ‌َ ألّذِي تَذكُرُهُ فَيَقُولُ ارجِع وَرَاءَكَ فَقُل للِذّيِ‌ كُنتَ تَتَوَلّاهُ وَ تُقَدّمُهُ عَلَي الخَلقِ فَاسأَلهُ إِذ كَانَ عِندَكَ خَيرُ الخَلقِ أَن يَشفَعَ لَكَ فَإِنّ خَيرَ الخَلقِ حَقِيقٌ أَن لَا يُرَدّ إِذَا شَفَعَ فَيَقُولُ إنِيّ‌ أَهلِكُ عَطَشاً فَيَقُولُ زَادَكَ اللّهُ ظَمَأً وَ زَادَكَ اللّهُ عَطَشاً قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ وَ كَيفَ يَقدِرُ عَلَي الدّنُوّ مِنَ الحَوضِ وَ لَم يَقدِر عَلَيهِ غَيرُهُ قَالَ وَرِعَ عَن أَشيَاءَ قَبِيحَةٍ وَ كَفّ عَن شَتمِنَا إِذَا ذَكَرَنَا وَ تَرَكَ أَشيَاءَ اجتَرَأَ عَلَيهَا غَيرُهُ وَ لَيسَ ذَلِكَ لِحُبّنَا وَ لَا لِهَوًي مِنهُ لَنَا وَ لَكِن ذَلِكَ لِشِدّةِ اجتِهَادِهِ فِي عِبَادَتِهِ


صفحه : 24

وَ تَدَيّنِهِ وَ لِمَا قَد شُغِلَ بِهِ نَفسُهُ عَن ذِكرِ النّاسِ فَأَمّا قَلبُهُ فَمُنَافِقٌ وَ دِينُهُ النّصبُ وَ اتّبَاعُهُ أَهلَ النّصبِ وَ وَلَايَةَ المَاضِينَ وَ تَقدِيمُهُ لَهُمَا عَلَي كُلّ أَحَدٍ

18-شف ،[كشف اليقين ] مِن كِتَابِ مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ أَبِي الثّلجِ بِإِسنَادِهِ إِلَي أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ فِي قَولِهِ عَزّ وَ جَلّيَومَ تَبيَضّ وُجُوهٌ وَ تَسوَدّ وُجُوهٌالآيَةَ قَالَ النّبِيّص تُحشَرُ أمُتّيِ‌ يَومَ القِيَامَةِ حَتّي يَرِدُوا عَلَيّ الحَوضَ فَتَرِدُ رَايَةُ إِمَامِ المُتّقِينَ وَ سَيّدُ المُسلِمِينَ وَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ خَيرُ الوَصِيّينَ وَ قَائِدُ الغُرّ المُحَجّلِينَ وَ هُوَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ فَأَقُولُ مَا فَعَلتُم بِالثّقَلَينِ بعَديِ‌ فَيَقُولُونَ أَمّا الأَكبَرَ فَاتّبَعنَا وَ صَدّقنَا وَ أَطَعنَا وَ أَمّا الأَصغَرَ فَأَحبَبنَا وَ وَالَينَا حَتّي هُرِقَت دِمَاؤُنَا فَأَقُولُ رَوّوا رِوَاءً مَروِيّينَ مُبيَضّةً وُجُوهُكُمُ الحَوضَ وَ هُوَ تَفسِيرُ الآيَةِ

19-شف ،[كشف اليقين ] مِن كِتَابِ كِفَايَةِ الطّالِبِ تَألِيفِ صَدرِ الحُفّاظِ مُحَمّدِ بنِ يُوسُفَ الشاّفعِيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الوَاحِدِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن عَبدِ الحَمِيدِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن حُسَينِ بنِ مُحَمّدٍ عَن حَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ يَرفَعَ[بَزِيعٍ] عَن يَحيَي بنِ الحُسَينِ بنِ الفُرَاتِ عَن أَبِي عَبدِ الرّحمَنِ المسَعوُديِ‌ّ وَ هُوَ عَبدُ اللّهِ بنُ عَبدِ المَلِكِ عَنِ الحَارِثِ بنِ حَصِيرَةَ عَن صَخرِ بنِ الحَكَمِ الفزَاَريِ‌ّ عَن حَنَانِ بنِ الحَارِثِ الأزَديِ‌ّ عَنِ الرّبِيعِ بنِ جَمِيلٍ الضبّيّ‌ّ عَن مَالِكِ بنِ ضَمرَةَ الدوّسيِ‌ّ عَن أَبِي ذَرّ الغفِاَريِ‌ّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَرِدُ عَلَيّ الحَوضَ رَايَةُ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ إِمَامِ الغُرّ المُحَجّلِينَ فَأَقُومُ فَآخُذُ بِيَدِهِ فَيَبيَضّ وَجهُهُ وَ وُجُوهُ أَصحَابِهِ فَأَقُولُ مَا خلَفَتمُوُنيِ‌ فِي الثّقَلَينِ بعَديِ‌ فَيَقُولُونَ اتّبَعنَا الأَكبَرَ وَ صَدّقنَاهُ وَ وَازَرنَا الأَصغَرَ وَ نَصَرنَاهُ وَ قُتِلنَا[قَاتَلنَا]مَعَهُ فَأَقُولُ رَوّوا رِوَاءً مَروِيّينَ فَيَشرَبُونَ شَربَةً لَا يَظمَئُونَ بَعدَهَا وَجهُ إِمَامِهِم كَالشّمسِ الطّالِعَةِ وَ وُجُوهُهُم كَالقَمَرِ لَيلَةَ البَدرِ وَ كَأَضوَإِ نَجمٍ فِي السّمَاءِ

20-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]الحَافِظُ أَبُو نُعَيمٍ بِإِسنَادِهِ إِلَي عَطِيّةَ عَن أَنَسٍ قَالَدَخَلتُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ قَد أُعطِيتُ الكَوثَرَ فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ مَا الكَوثَرُ قَالَ نَهَرٌ فِي الجَنّةِ عَرضُهُ وَ طُولُهُ مَا بَينَ المَشرِقِ وَ المَغرِبِ لَا يَشرَبُ أَحَدٌ مِنهُ فَيَظمَأَ وَ لَا يَتَوَضّأُ


صفحه : 25

أَحَدٌ مِنهُ فَيَشعَثَ لَا يَشرَبُهُ إِنسَانٌ أَخفَرَ ذمِتّيِ‌ وَ قَتَلَ أَهلَ بيَتيِ‌

21- النّبِيّص يَذُودُ عَلِيّ عَنهُ يَومَ القِيَامَةِ مَن لَيسَ مِن شِيعَتِهِ وَ مَن شَرِبَ مِنهُ لَم يَظمَأ أَبَداً

22-طَارِقٌ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ ألّذِي فَلَقَ الحَبّةَ وَ بَرَأَ النّسَمَةَ لَأَقمَعَنّ بيِدَيِ‌ هَاتَينِ عَنِ الحَوضِ أَعدَاءَنَا إِذَا وَرَدَتهُ أَحِبّاؤُنَا

وروي أحمد في الفضائل نحوا منه عن أبي حرب بن أبي الأسود الدؤلي‌

23-بشا،[بشارة المصطفي ] مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ بنِ عَبدِ الصّمَدِ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَبّادٍ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ الراّزيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الخَطِيبِ عَن عَقِيلٍ عَن مُحَمّدِ بنِ بُندَارَ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَرَفَةَ عَن وَكِيعٍ عَن شَفِيقٍ عَن أَبِي اليَقظَانِ عَن زَاذَانَ عَنِ ابنِ عُمَرَ قَالَ حَدّثَنَا النّبِيّص وَ هُوَ الصّادِقُ المُصَدّقُ قَالَ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ وَ جَمَعَ اللّهُ الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ نَادَي مُنَادٍ بِصَوتٍ يَسمَعُ بِهِ البَعِيدُ كَمَا يَسمَعُ بِهِ القَرِيبُ أَينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ أَينَ عَلِيّ الرّضَا فَيُؤتَي بعِلَيِ‌ّ الرّضَا فَيُحَاسِبُهُ حِسَاباً يَسِيراً وَ يُكسَي حُلّتَانِ خَضرَاوَانِ وَ يُعطَي عَصَاهُ مِنَ الشّجَرَةِ وَ هيِ‌َ شَجَرَةُ طُوبَي فَيُقَالُ لَهُ قِف عَلَي الحَوضِ فَاسقِ مَن شِئتَ وَ امنَع مَن شِئتَ

بيان الظاهر أن المراد بعلي‌ الرضا أيضا أمير المؤمنين ع

24-كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة] مُحَمّدُ بنُ عَبّاسٍ عَن أَحمَدَ بنِ سَعِيدٍ العمَاّريِ‌ّ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ زَكَرِيّا عَن مُحَمّدِ بنِ عَونٍ عَن عِكرِمَةَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ فِي قَولِهِ تَعَالَيإِنّا أَعطَيناكَ الكَوثَرَ قَالَ نَهَرٌ فِي الجَنّةِ عُمقُهُ فِي الأَرضِ سَبعُونَ أَلفَ فَرسَخٍ مَاؤُهُ أَشَدّ بَيَاضاً مِنَ اللّبَنِ وَ أَحلَي مِنَ العَسَلِ شَاطِئَاهُ مِنَ اللّؤلُؤِ وَ الزّبَرجَدِ وَ اليَاقُوتِ خَصّ اللّهُ بِهِ نَبِيّهُ وَ أَهلَ بَيتِهِ ع دُونَ الأَنبِيَاءِ

25- وَ يُؤَيّدُهُ مَا رَوَاهُ أَيضاً عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن حُصَينِ بنِ مُخَارِقٍ عَن عَمرِو بنِ


صفحه : 26

خَالِدٍ عَن زَيدِ بنِ عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أرَاَنيِ‌ جَبرَئِيلُ منَاَزلِيِ‌ وَ مَنَازِلَ أَهلِ بيَتيِ‌ عَلَي الكَوثَرِ

26- وَ يَعضُدُهُ أَيضاً مَا رَوَاهُ عَنِ الحَسَنِ بنِ مَحبُوبٍ عَن عَلِيّ بنِ رِئَابٍ عَن مِسمَعِ بنِ أَبِي سِيرَةَ[ أَبِي سَبرَةَ] عَن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ قَالَ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ لَمّا أسُريِ‌َ بيِ‌ إِلَي السّمَاءِ السّابِعَةِ قَالَ لِي جَبرَئِيلُ تَقَدّم يَا مُحَمّدُ أَمَامَكَ وَ أرَاَنيِ‌ الكَوثَرَ وَ قَالَ يَا مُحَمّدُ هَذَا الكَوثَرُ لَكَ دُونَ النّبِيّينَ فَرَأَيتُ عَلَيهِ قُصُوراً كَثِيرَةً مِنَ اللّؤلُؤِ وَ اليَاقُوتِ وَ الدّرّ وَ قَالَ يَا مُحَمّدُ هَذِهِ مَسَاكِنُكَ وَ مَسَاكِنُ وَزِيرِكَ وَ وَصِيّكَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَ ذُرّيّتِهِ الأَبرَارِ قَالَ فَضَرَبتُ بيِدَيِ‌ إِلَي بَلَاطِهِ فَشَمَمتُهُ فَإِذَا هُوَ مِسكٌ وَ إِذَا أَنَا بِالقُصُورِ لَبِنَةٌ ذَهَبٌ وَ لَبِنَةٌ فِضّةٌ

27- وَ روُيِ‌َ أَيضاً عَن أَحمَدَ بنِ هَوذَةَ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ إِسحَاقَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ حَمّادٍ عَن حُمرَانَ بنِ أَعيَنَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص صَلّي الغَدَاةَ ثُمّ التَفَتَ إِلَي عَلِيّ ع فَقَالَ يَا عَلِيّ مَا هَذَا النّورُ ألّذِي أَرَاهُ قَد غَشِيَكَ قَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ أصَاَبتَنيِ‌ جَنَابَةٌ فِي هَذِهِ اللّيلَةِ فَأَخَذتُ بَطنَ الواَديِ‌ وَ لَم أُصِبِ المَاءَ فَلَمّا وَلّيتُ ناَداَنيِ‌ مُنَادٍ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَالتَفَتّ فَإِذَا خلَفيِ‌ إِبرِيقٌ مَملُوءٌ مِن مَاءٍ فَاغتَسَلتُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا عَلِيّ أَمّا المنُاَديِ‌ فَجَبرَئِيلُ وَ المَاءُ مِن نَهَرٍ يُقَالُ لَهُ الكَوثَرُ عَلَيهِ اثنَا عَشَرَ أَلفَ شَجَرَةٍ كُلّ شَجَرَةٍ لَهَا ثَلَاثَةُ مِائَةٍ وَ سِتّونَ غُصناً فَإِذَا أَرَادَ أَهلُ الجَنّةِ الطّرَبَ هَبّت رِيحٌ فَمَا مِن شَجَرَةٍ وَ لَا غُصنٍ إِلّا وَ هُوَ أَحلَي صَوتاً مِنَ الآخَرِ وَ لَو لَا أَنّ اللّهَ تَعَالَي كَتَبَ عَلَي أَهلِ الجَنّةِ أَن لَا يَمُوتُوا لَمَاتُوا فَرَحاً مِن شِدّةِ حَلَاوَةِ تِلكَ الأَصوَاتِ وَ هَذَا النّهَرُ فِي جَنّةِ عَدنٍ وَ هُوَ لِي وَ لَكَ وَ لِفَاطِمَةَ وَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ وَ لَيسَ لِأَحَدٍ فِيهِ شَيءٌ

توضيح البلاط كسحاب الحجارة التي‌ تفرش في الدار

28-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] مُحَمّدُ بنُ عِيسَي بنِ زَكَرِيّا مُعَنعَناً عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لِمُحِبّينَا أَهلَ البَيتِ سَتَجِدُونَ مِن قُرَيشٍ أَثَرَةً فَاصبِرُوا حَتّي تلَقوَنيِ‌ عَلَي الحَوضِ شَرَابُهُ أَحلَي مِنَ العَسَلِ وَ أَبيَضُ مِنَ اللّبَنِ وَ أَبرَدُ


صفحه : 27

مِنَ الثّلجِ وَ أَليَنُ مِنَ الزّبدِ وَ أَنتُمُ الّذِينَ وَصَفَكُمُ اللّهُ فِي كِتَابِهِيَطُوفُ عَلَيهِم وِلدانٌ مُخَلّدُونَ إِلَي قَولِهِوَ لا يُنزِفُونَ

29-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ]عُبَيدُ بنُ كَثِيرٍ مُعَنعَناً عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ لَمّا أَنزَلَ اللّهُ تَعَالَي عَلَي نَبِيّهِ مُحَمّدٍص وَ أَهلِ بَيتِهِ ع إِنّا أَعطَيناكَ الكَوثَرَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع يَا رَسُولَ اللّهِ لَقَد شَرّفَ اللّهُ هَذَا النّهَرَ وَ كَرّمَهُ فَانعَتهُ لَنَا قَالَ نَعَم يَا عَلِيّ الكَوثَرُ نَهَرٌ يجَريِ‌ اللّهُ مِن تَحتِ عَرشِهِ مَاؤُهُ أَبيَضُ مِنَ اللّبَنِ وَ أَحلَي مِنَ العَسَلِ وَ أَليَنُ مِنَ الزّبدِ حَصبَاهُ الدّرّ وَ اليَاقُوتُ وَ المَرجَانُ تُرَابُهُ المِسكُ الأَذفَرُ حَشِيشُهُ الزّعفَرَانُ يجَريِ‌ مِن تَحتِ قَوَائِمِ عَرشِ رَبّ العَالَمِينَ ثَمَرُهُ كَأَمثَالِ القِلَالِ مِنَ الزّبَرجَدِ الأَخضَرِ وَ اليَاقُوتِ الأَحمَرِ وَ الدّرّ الأَبيَضِ يَستَبِينُ ظَاهِرُهُ مِن بَاطِنِهِ وَ بَاطِنُهُ مِن ظَاهِرِهِ فَبَكَي النّبِيّص وَ أَصحَابُهُ ثُمّ ضَرَبَ بِيَدِهِ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَقَالَ يَا عَلِيّ وَ اللّهِ مَا هُوَ لِي وحَديِ‌ وَ إِنّمَا هُوَ لِي وَ لَكَ وَ لِمُحِبّيكَ مِن بعَديِ‌

عد،[العقائد] اعتِقَادُنَا فِي الحَوضِ أَنّهُ حَقّ وَ أَنّ عَرضَهُ مَا بَينَ أَيلَةَ وَ صَنعَاءَ وَ هُوَ حَوضُ النّبِيّص وَ أَنّ فِيهِ مِنَ الأَبَارِيقِ عَدَدَ نُجُومِ السّمَاءِ وَ أَنّ الواَليِ‌َ عَلَيهِ يَومَ القِيَامَةِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع يسَقيِ‌ مِنهُ أَولِيَاءَهُ وَ يَذُودُ عَنهُ أَعدَاءَهُ مَن شَرِبَ مِنهُ شَربَةً لَم يَظمَأ بَعدَهَا أَبَداً

30- وَ قَالَ النّبِيّص لَيَختَلِجَنّ قَومٌ مِن أصَحاَبيِ‌ دوُنيِ‌ وَ أَنَا عَلَي الحَوضِ فَيُؤخَذُ بِهِم ذَاتَ الشّمَالِ فأَنُاَديِ‌ يَا رَبّ أصُيَحاَبيِ‌ أصُيَحاَبيِ‌[أصَحاَبيِ‌ أصَحاَبيِ‌]فَيُقَالُ إِنّكَ لَا تدَريِ‌ مَا أَحدَثُوا بَعدَكَ

31- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ الوَلِيدِ عَن أَبِيهِ عَن سَعِيدِ بنِ عَبدِ اللّهِ


صفحه : 28

بنِ مُوسَي عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ العرَزمَيِ‌ّ عَن مُعَلّي بنِ هِلَالٍ عَنِ الكلَبيِ‌ّ عَن أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ أعَطاَنيِ‌ اللّهُ خَمساً وَ أَعطَي عَلِيّاً خَمساً أعَطاَنيِ‌ جَوَامِعَ الكَلِمِ وَ أَعطَي عَلِيّاً جَوَامِعَ العِلمِ وَ جعَلَنَيِ‌ نَبِيّاً وَ جَعَلَهُ وَصِيّاً وَ أعَطاَنيِ‌ الكَوثَرَ وَ أَعطَاهُ السّلسَبِيلَ وَ أعَطاَنيِ‌ الوحَي‌َ وَ أَعطَاهُ الإِلهَامَ وَ أَسرَي بيِ‌ إِلَيهِ وَ فَتَحَ لَهُ أَبوَابَ السّمَاءِ وَ الحُجُبَ حَتّي نَظَرَ إلِيَ‌ّ وَ نَظَرتُ إِلَيهِ الحَدِيثَ

32- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَنِ القَاسِمِ عَن جَدّهِ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ يَا عَلِيّ أَنتَ وَ شِيعَتُكَ عَلَي الحَوضِ تَسقُونَ مَن أَحبَبتُم وَ تَمنَعُونَ مَن كَرِهتُم وَ أَنتُمُ الآمِنُونَ يَومَ الفَزَعِ الأَكبَرِ فِي ظِلّ العَرشِ يَفزَعُ النّاسُ وَ لَا تَفزَعُونَ وَ يَحزَنُ النّاسُ وَ لَا تَحزَنُونَ فِيكُم نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُإِنّ الّذِينَ سَبَقَت لَهُم مِنّا الحُسني أُولئِكَ عَنها مُبعَدُونَفِيكُم نَزَلَتلا يَحزُنُهُمُ الفَزَعُ الأَكبَرُ وَ تَتَلَقّاهُمُ المَلائِكَةُ هذا يَومُكُمُ ألّذِي كُنتُم تُوعَدُونَالحَدِيثَ

فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ]القاسم بن عبيد معنعنا عنه عن آبائه ع مثله وزاد في آخره يا علي أنت وشيعتك تطلبون في الموقف وأنتم في الجنان متنعمون

33-أَعلَامُ الدّينِ للِديّلمَيِ‌ّ مِن كِتَابِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي أَيّوبَ الأنَصاَريِ‌ّ قَالَكُنتُ عِندَ رَسُولِ اللّهِص وَ قَد سُئِلَ عَنِ الحَوضِ فَقَالَ أَمّا إِذَا سأَلَتمُوُنيِ‌


صفحه : 29

عَنِ الحَوضِ فإَنِيّ‌ سَأُخبِرُكُم عَنهُ إِنّ اللّهَ تَعَالَي أكَرمَنَيِ‌ بِهِ دُونَ الأَنبِيَاءِ وَ إِنّهُ مَا بَينَ أَيلَةَ إِلَي صَنعَاءَ يَسِيلُ فِيهِ خَلِيجَانِ مِنَ المَاءِ مَاؤُهُمَا أَبيَضُ مِنَ اللّبَنِ وَ أَحلَي مِنَ العَسَلِ بَطحَاؤُهُمَا مِسكٌ أَذفَرُ حَصبَاؤُهُمَا الدّرّ وَ اليَاقُوتُ شَرطٌ مَشرُوطٌ مِن ربَيّ‌ لَا يَرِدُهُمَا إِلّا الصّحِيحَةُ نِيّاتُهُم النّقِيّةُ قُلُوبُهُم الّذِينَ يُعطُونَ مَا عَلَيهِم فِي يُسرٍ وَ لَا يَأخُذُونَ مَا لَهُم فِي عُسرٍ المُسَلّمُونَ للِوصَيِ‌ّ مِن بعَديِ‌ يَذُودُ مَن لَيسَ مِن شِيعَتِهِ كَمَا يَذُودُ الرّجُلُ الجَمَلَ الأَجرَبَ عَن إِبِلِهِ

باب 12-الشفاعة

الآيات البقرةوَ اتّقُوا يَوماً لا تجَزيِ‌ نَفسٌ عَن نَفسٍ شَيئاً وَ لا يُقبَلُ مِنها شَفاعَةٌ وَ لا يُؤخَذُ مِنها عَدلٌ وَ لا هُم يُنصَرُونَ و قال تعالي وَ اتّقُوا يَوماً لا تجَزيِ‌ نَفسٌ عَن نَفسٍ شَيئاً وَ لا يُقبَلُ مِنها عَدلٌ وَ لا تَنفَعُها شَفاعَةٌ وَ لا هُم يُنصَرُونَ و قال تعالي يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمّا رَزَقناكُم مِن قَبلِ أَن يأَتيِ‌َ يَومٌ لا بَيعٌ فِيهِ وَ لا خُلّةٌ وَ لا شَفاعَةٌ و قال مَن ذَا ألّذِي يَشفَعُ عِندَهُ إِلّا بِإِذنِهِالإسراءعَسي أَن يَبعَثَكَ رَبّكَ مَقاماً مَحمُوداًمريم لا يَملِكُونَ الشّفاعَةَ إِلّا مَنِ اتّخَذَ عِندَ الرّحمنِ عَهداًطه يَومَئِذٍ لا تَنفَعُ الشّفاعَةُ إِلّا مَن أَذِنَ لَهُ الرّحمنُ وَ رضَيِ‌َ لَهُ قَولًاالأنبياءوَ قالُوا اتّخَذَ الرّحمنُ وَلَداً سُبحانَهُ بَل عِبادٌ مُكرَمُونَ لا يَسبِقُونَهُ بِالقَولِ وَ هُم بِأَمرِهِ يَعمَلُونَ يَعلَمُ ما بَينَ أَيدِيهِم وَ ما خَلفَهُم وَ لا يَشفَعُونَ إِلّا لِمَنِ ارتَضي وَ هُم مِن خَشيَتِهِ مُشفِقُونَالشعراءفَما لَنا مِن شافِعِينَ وَ لا صَدِيقٍ حَمِيمٍسبأوَ لا تَنفَعُ الشّفاعَةُ عِندَهُ إِلّا لِمَن أَذِنَ لَهُ حَتّي إِذا فُزّعَ عَن قُلُوبِهِم قالُوا ما ذا قالَ رَبّكُم قالُوا الحَقّ وَ هُوَ العلَيِ‌ّ الكَبِيرُ


صفحه : 30

الدخان إِنّ يَومَ الفَصلِ مِيقاتُهُم أَجمَعِينَ يَومَ لا يغُنيِ‌ مَولًي عَن مَولًي شَيئاً وَ لا هُم يُنصَرُونَ إِلّا مَن رَحِمَ اللّهُ إِنّهُ هُوَ العَزِيزُ الرّحِيمُالنجم وَ كَم مِن مَلَكٍ فِي السّماواتِ لا تغُنيِ‌ شَفاعَتُهُم شَيئاً إِلّا مِن بَعدِ أَن يَأذَنَ اللّهُ لِمَن يَشاءُ وَ يَرضيالمدثرفَما تَنفَعُهُم شَفاعَةُ الشّافِعِينَالنبأيَومَ يَقُومُ الرّوحُ وَ المَلائِكَةُ صَفّا لا يَتَكَلّمُونَ إِلّا مَن أَذِنَ لَهُ الرّحمنُ وَ قالَ صَواباًتفسير قال الطبرسي‌ قدس الله روحه في قوله تعالي وَ اتّقُوا أي احذروا واخشوايَوماً لا تجَزيِ‌ أي لاتغني‌ أو لاتقضي‌ فيه نَفسٌ عَن نَفسٍ شَيئاً و لاتدفع عنها مكروها وقيل لايؤدي‌ أحد عن أحد حقا وجب عليه لله أولغيره وَ لا يُقبَلُ مِنها شَفاعَةٌ قال المفسرون حكم هذه الآية مختص باليهود لأنهم قالوا نحن أولاد الأنبياء وآباؤنا يشفعون لنا فآيسهم الله عن ذلك فخرج الكلام مخرج العموم والمراد به الخصوص ويدل علي ذلك أن الأمة أجمعت علي أن للنبي‌ص شفاعة مقبولة و إن اختلفوا في كيفيتها فعندنا هي‌ مختصة بدفع المضار وإسقاط العقاب عن مستحقيه من مذنبي‌ المؤمنين وقالت المعتزلة هي‌ في زيادة المنافع للمطيعين والتائبين دون العاصين وهي‌ ثابتة عندنا للنبي‌ص ولأصحابه المنتجبين وللأئمة من أهل بيته الطاهرين ولصالحي‌ المؤمنين وينجي‌ الله تعالي بشفاعتهم كثيرا من الخاطئين . ويؤيده الخبر ألذي تلقته الأمة بالقبول وَ هُوَ قَولُهُ ع ادّخَرتُ شفَاَعتَيِ‌ لِأَهلِ الكَبَائِرِ مِن أمُتّيِ‌

وَ مَا جَاءَ فِي رِوَايَاتِ أَصحَابِنَا رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُم مَرفُوعاً عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ إنِيّ‌ أَشفَعُ يَومَ القِيَامَةِ فَأُشَفّعُ وَ يَشفَعُ عَلِيّ فَيُشَفّعُ وَ يَشفَعُ أَهلُ بيَتيِ‌ فَيُشَفّعُونَ وَ إِنّ أَدنَي المُؤمِنِينَ شَفَاعَةً لَيَشفَعُ فِي أَربَعِينَ مِن إِخوَانِهِ كُلّ قَدِ استَوجَبُوا النّارَ

.وَ لا يُؤخَذُ مِنها عَدلٌ أي فدية لأنه يعادل المفدي‌ ويماثله و أما ماجاء في الحديث لايقبل الله منه صرفا و لاعدلا فاختلف في معناه قال الحسن الصرف العمل والعدل الفدية و قال الأصمعي‌ الصرف التطوع والعدل الفريضة


صفحه : 31

و قال أبوعبيدة الصرف الحيلة والعدل الفدية و قال الكلبي‌ الصرف الفدية والعدل رجل مكانه وَ لا هُم يُنصَرُونَ أي لايعاونون حتي ينجوا من العذاب وقيل ليس لهم ناصر ينتصر لهم من الله إذاعاقبهم . و في قوله سبحانه لا بَيعٌ فِيهِ أي لاتجارةوَ لا خُلّةٌ أي لاصداقة لأنهم بالمعاصي‌ يصيرون أعداء وقيل لأن شغله بنفسه يمنع من صداقة غيره و هذاكقوله الأَخِلّاءُ يَومَئِذٍ بَعضُهُم لِبَعضٍ عَدُوّ إِلّا المُتّقِينَوَ لا شَفاعَةٌ أي لغير المؤمنين مطلقا. و في قوله سبحانه مَن ذَا ألّذِي يَشفَعُ عِندَهُ إِلّا بِإِذنِهِ هواستفهام معناه الإنكار والنفي‌ أي لايشفع يوم القيامة أحد لأحد إلابإذنه وأمره و ذلك أن المشركين كانوا يزعمون أن الأصنام تشفع لهم فأخبر الله سبحانه أن أحدا ممن له الشفاعة لايشفع إلا بعد أن يأذن الله له في ذلك ويأمره به . و في قوله عز و جل وَ نَسُوقُ المُجرِمِينَ إِلي جَهَنّمَ وِرداً لا يَملِكُونَ الشّفاعَةَ أي لايقدرون علي الشفاعة فلايشفعون و لايشفع لهم حين يشفع أهل الإيمان بعضهم لبعض لأن ملك الشفاعة علي وجهين أحدهما أن يشفع للغير والآخر أن يستدعي‌ الشفاعة من غيره لنفسه فبين سبحانه أن هؤلاء الكفار لاتنفذ شفاعة غيرهم فيهم و لاشفاعة لهم لغيرهم إِلّا مَنِ اتّخَذَ عِندَ الرّحمنِ عَهداً أي لايملك الشفاعة إلاهؤلاء أو لايشفع إلالهؤلاء والعهد هوالإيمان والإقرار بوحدانية الله تعالي والتصديق بأنبيائه وقيل هوشهادة أن لاإله إلا الله و أن يتبرءوا إلي الله من الحول والقوة و لايرجوا إلالله عن ابن عباس وقيل معناه لايشفع إلا من وعد له الرحمن بإطلاق الشفاعة كالأنبياء والشهداء والعلماء و المؤمنين علي ماورد به الأخبار و قال علي بن ابراهيم في تفسيره

حدَثّنَيِ‌ أَبِي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن سُلَيمَانَ بنِ جَعفَرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن لَم يُحسِن وَصِيّتَهُ عِندَ المَوتِ كَانَ نَقصاً فِي مُرُوءَتِهِ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللّهِ كَيفَ يوُصيِ‌ المَيّتُ قَالَ إِذَا حَضَرَتهُ الوَفَاةُ وَ اجتَمَعَ النّاسُ إِلَيهِ قَالَأللّهُمّ فاطِرَ السّماواتِ وَ الأَرضِ وَ سَاقَ الحَدِيثَ إِلَي أَن قَالَ وَ تَصدِيقُ هَذِهِ الوَصِيّةِ فِي سُورَةِ مَريَمَ فِي قَولِهِلا يَملِكُونَ الشّفاعَةَ إِلّا مَنِ


صفحه : 32

اتّخَذَ عِندَ الرّحمنِ عَهداًفَهَذَا عَهدُ المَيّتِ

أقول سيأتي‌ الخبر في باب الوصية. و قال في قوله تعالي إِلّا مَن أَذِنَ لَهُ الرّحمنُ وَ رضَيِ‌َ لَهُ قَولًا أي لاتنفع ذلك اليوم شفاعة أحد في غيره إلاشفاعة من أذن الله له في أن يشفع ورضي‌ قوله فيها من الأنبياء والأولياء والصالحين والصديقين والشهداء و في قوله سبحانه وَ قالُوا اتّخَذَ الرّحمنُ وَلَداًيعني‌ من الملائكةسُبحانَهُنزه نفسه عن ذلك بَل عِبادٌ مُكرَمُونَ أي ليسوا أولادا كماتزعمون بل عباد أكرمهم الله واصطفاهم لا يَسبِقُونَهُ بِالقَولِ أي لايتكلمون إلابما يأمرهم به ربهم وَ هُم بِأَمرِهِ يَعمَلُونَ يَعلَمُ ما بَينَ أَيدِيهِم وَ ما خَلفَهُم أي ماقدموا من أعمالهم و ماأخروا منها يعني‌ ماعملوا منها و ماهم عاملون وَ لا يَشفَعُونَ إِلّا لِمَنِ ارتَضي أي ارتضي الله دينه و قال مجاهد إلالمن رضي‌ الله عنه وقيل هم أهل شهادة أن لاإله إلا الله وقيل هم المؤمنون المستحقون للثواب وحقيقته أنه لايشفعون إلالمن ارتضي الله أن يشفع فيه فيكون في معني قوله مَن ذَا ألّذِي يَشفَعُ عِندَهُ إِلّا بِإِذنِهِوَ هُم مِن خَشيَتِهِ أي من خشيتهم منه فأضيف المصدر إلي المفعول مُشفِقُونَخائفون وجلون من التقصير في عبادته . و في قوله سبحانه وَ لا تَنفَعُ الشّفاعَةُ عِندَهُ إِلّا لِمَن أَذِنَ لَهُ أي لاتنفع الشفاعة عند الله إلالمن رضيه الله وارتضاه وأذن له في الشفاعة مثل الملائكة والأنبياء والأولياء أو إلالمن أذن الله أن يشفع له حَتّي إِذا فُزّعَ عَن قُلُوبِهِم أي كشف الفزع عن قلوبهم واختلف في الضمير في قوله عَن قُلُوبِهِمفقيل يعود إلي المشركين أي حتي إذاأخرج عن قلوبهم الفزع ليسمعوا كلام الملائكةقالُوا أي الملائكةما ذا قالَ رَبّكُم قالُوا أي المشركون مجيبين لهم الحَقّ أي قال الحق فيعترفون أن ماجاء به الرسل كان حقا عن ابن عباس وغيره وقيل إن الضمير يعود إلي الملائكة ثم اختلف في معناه علي وجوه أحدها أن الملائكة إذاصعدوا بأعمال العباد ولهم زجل وصوت عظيم فتحسب الملائكة أنها الساعة فيخرون سجدا ويفزعون فإذاعلموا أنه ليس ذلك قالُوا ما ذا قالَ رَبّكُم قالُوا الحَقّ.


صفحه : 33

وثانيها أن الفترة لماكانت بين عيسي و محمدص وبعث الله محمداص أنزل الله سبحانه جبرئيل بالوحي‌ فلما نزلت ظنت الملائكة أنه نزل بشي‌ء من أمر الساعة فصعقوا لذلك فجعل جبرئيل يمر بكل سماء ويكشف عنهم الفزع فرفعوا رءوسهم و قال بعضهم لبعض ما ذا قالَ رَبّكُم قالُوا الحَقّيعني‌ الوحي‌. وثالثها أن الله إذاأوحي إلي بعض ملائكته لحق الملائكة غشي‌ عندسماع الوحي‌ ويصعقون ويخرون سجدا للآية العظيمة فإذافزع عن قلوبهم سألت الملائكة ذلك الملك ألذي أوحي‌ إليه ماذا قال ربك أويسأل بعضهم بعضا فيعلمون أن الأمر في غيرهم . و في قوله تعالي يَومَ لا يغُنيِ‌ مَولًي عَن مَولًي شَيئاًالمولي الصاحب ألذي من شأنه أن يتولي معونة صاحبه علي أموره فيدخل في ذلك ابن العم والناصر والحليف وغيرهم أي لايغني‌ فيه ولي‌ عن ولي‌ شيئا و لايدفع عنه عذاب الله وَ لا هُم يُنصَرُونَ و هذا لاينافي‌ ماذهب إليه أكثر الأمة من إثبات الشفاعة لأنها لاتحصل إلابأمر الله تعالي وإذنه والمراد بالآية أنه ليس لهم من يدفع عنهم العذاب وينصرهم من غير أن يأذن الله لهم فيه ويدل عليه قوله إِلّا مَن رَحِمَ اللّهُ أي إلاالذين رحمهم الله من المؤمنين فإنه إما أن يسقط عقابهم ابتداء أويأذن بالشفاعة فيهم . و في قوله تعالي إِلّا مِن بَعدِ أَن يَأذَنَ اللّهُ أي للملائكة في الشفاعةلِمَن يَشاءُ وَ يَرضيلهم أن يشفعوا فيه . و في قوله تعالي فَما تَنفَعُهُم شَفاعَةُ الشّافِعِينَ أي شفاعة الملائكة والنبيين كمانفعت الموحدين عن ابن عباس و قال الحسن لم تنفعهم شفاعة ملك و لاشهيد و لامؤمن ويعضد هذاالإجماع علي أن عقاب الكفر لايسقط بالشفاعة و قدصحت الرواية عن ابن مسعود قال يشفع نبيكم رابع أربعة جبرئيل ثم ابراهيم ثم موسي أوعيسي ثم نبيكم لايشفع أحد أكثر مما يشفع فيه نبيكم ثم النبيون ثم الصديقون ثم الشهداء ويبقي قوم في جهنم فيقال لهم ما سَلَكَكُم فِي سَقَرَ إلي قوله فَما تَنفَعُهُم شَفاعَةُ الشّافِعِينَ قال ابن مسعود فهؤلاء الذين يبقون في جهنم

وَ عَنِ الحَسَنِ عَن رَسُولِ اللّهِص قَالَ يَقُولُ الرّجُلُ مِن أَهلِ الجَنّةِ يَومَ القِيَامَةِ أَي رَبّ عَبدُكَ فُلَانٌ سقَاَنيِ‌ شَربَةً مِن


صفحه : 34

مَاءٍ فِي الدّنيَا فشَفَعّنيِ‌ فِيهِ فَيَقُولُ اذهَب فَأَخرِجهُ مِنَ النّارِ فَيَذهَبُ فَيَتَجَسّسُ فِي النّارِ حَتّي يُخرِجَهُ مِنهَا

وَ قَالَص إِنّ مِن أمُتّيِ‌ مَن سَيُدخِلُ اللّهُ الجَنّةَ بِشَفَاعَتِهِ أَكثَرَ مِن مُضَرَ

1-ل ،[الخصال ] أَبُو الحَسَنِ طَاهِرُ بنُ مُحَمّدِ بنِ يُونُسَ عَن مُحَمّدِ بنِ عُثمَانَ الهرَوَيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ نَجدَةَ عَن أَبِي بِشرٍ خَتَنِ المقُريِ‌ عَن مُعتَمِرِ بنِ سُلَيمَانَ عَن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لِكُلّ نبَيِ‌ّ دَعوَةٌ قَد دَعَا بِهَا وَ قَد سَأَلَ سُؤلًا وَ قَد أَخبَأتُ دعَوتَيِ‌ لشِفَاَعتَيِ‌ لأِمُتّيِ‌ يَومَ القِيَامَةِ

2-ل ،[الخصال ] أَبِي عَنِ الحمِيرَيِ‌ّ عَن هَارُونَ عَنِ ابنِ صَدَقَةَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص ثَلَاثَةٌ يَشفَعُونَ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَيُشَفّعُونَ الأَنبِيَاءُ ثُمّ العُلَمَاءُ ثُمّ الشّهَدَاءُ

3-ل ،[الخصال ]الأَربَعُمِائَةِ، قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع لَا تُعَنّونَا فِي الطّلَبِ وَ الشّفَاعَةِ لَكُم يَومَ القِيَامَةِ فِيمَا قَدّمتُم وَ قَالَ ع لَنَا شَفَاعَةٌ وَ لِأَهلِ مَوَدّتِنَا شَفَاعَةٌ

4-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] أَبِي عَن سَعدٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ هَاشِمٍ عَن عَلِيّ بنِ مَعبَدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ خَالِدٍ عَنِ الرّضَا عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن لَم يُؤمِن بحِوَضيِ‌ فَلَا أَورَدَهُ اللّهُ حوَضيِ‌ وَ مَن لَم يُؤمِن بشِفَاَعتَيِ‌ فَلَا أَنَالَهُ اللّهُ شفَاَعتَيِ‌ ثُمّ قَالَ ع إِنّمَا شفَاَعتَيِ‌ لِأَهلِ الكَبَائِرِ مِن أمُتّيِ‌ فَأَمّا المُحسِنُونَ فَمَا عَلَيهِم مِن سَبِيلٍ قَالَ الحُسَينُ بنُ خَالِدٍ فَقُلتُ لِلرّضَا ع يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ فَمَا مَعنَي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ لا يَشفَعُونَ إِلّا لِمَنِ ارتَضي قَالَ لَا يَشفَعُونَ إِلّا لِمَنِ ارتَضَي اللّهُ دِينَهُ

5-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] قَالَ مُصَنّفُ هَذَا الكِتَابِالمُؤمِنُ هُوَ ألّذِي تَسُرّهُ حَسَنَتُهُ وَ تَسُوؤُهُ


صفحه : 35

سَيّئَتُهُ لِقَولِ النّبِيّص مَن سَرّتهُ حَسَنَتُهُ وَ سَاءَتهُ سَيّئَتُهُ فَهُوَ مُؤمِنٌ وَ مَتَي سَاءَتهُ سَيّئَةٌ نَدِمَ عَلَيهَا وَ النّدَمُ تَوبَةٌ وَ التّائِبُ مُستَحِقّ لِلشّفَاعَةِ وَ الغُفرَانِ وَ مَن لَم تَسُؤهُ سَيّئَتُهُ فَلَيسَ بِمُؤمِنٍ وَ إِذَا لَم يَكُن مُؤمِناً لَم يَستَحِقّ الشّفَاعَةَ لِأَنّ اللّهَ غَيرُ مُرتَضٍ لِدِينِهِ

6- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]الطاّلقَاَنيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ إِسحَاقَ عَن أَبِي قِلَابَةَ عَبدِ المَلِكِ بنِ مُحَمّدٍ عَن غَانِمِ بنِ الحَسَنِ السعّديِ‌ّ عَن مُسلِمِ بنِ خَالِدٍ المكَيّ‌ّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ ع عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ الأنَصاَريِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ قَالَت فَاطِمَةُ ع لِرَسُولِ اللّهِص يَا أَبَتَاه أَينَ أَلقَاكَ يَومَ المَوقِفِ الأَعظَمِ وَ يَومَ الأَهوَالِ وَ يَومَ الفَزَعِ الأَكبَرِ قَالَ يَا فَاطِمَةُ عِندَ بَابِ الجَنّةِ وَ معَيِ‌ لِوَاءُ الحَمدِ وَ أَنَا الشّفِيعُ لأِمُتّيِ‌ إِلَي ربَيّ‌ قَالَت يَا أَبَتَاه فَإِن لَم أَلقَكَ هُنَاكَ قَالَ القيَنيِ‌ عَلَي الحَوضِ وَ أَنَا أسَقيِ‌ أمُتّيِ‌ قَالَت يَا أَبَتَاه إِن لَم أَلقَكَ هُنَاكَ قَالَ القيَنيِ‌ عَلَي الصّرَاطِ وَ أَنَا قَائِمٌ أَقُولُ رَبّ سَلّم أمُتّيِ‌ قَالَت فَإِن لَم أَلقَكَ هُنَاكَ قَالَ القيَنيِ‌ وَ أَنَا عِندَ المِيزَانِ أَقُولُ رَبّ سَلّم أمُتّيِ‌ قَالَت فَإِن لَم أَلقَكَ هُنَاكَ قَالَ القيَنيِ‌ عَلَي شَفِيرِ جَهَنّمَ أَمنَعُ شَرَرَهَا وَ لَهَبَهَا عَن أمُتّيِ‌ فَاستَبشَرَت فَاطِمَةُ بِذَلِكَ صَلّي اللّهُ عَلَيهَا وَ عَلَي أَبِيهَا وَ بَعلِهَا وَ بَنِيهَا

7-فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن زُرعَةَ عَن سَمَاعَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَسَأَلتُهُ عَن شَفَاعَةِ النّبِيّ يَومَ القِيَامَةِ قَالَ يُلجِمُ النّاسَ يَومَ القِيَامَةِ العَرَقُ فَيَقُولُونَ انطَلِقُوا بِنَا إِلَي آدَمَ يَشفَعُ لَنَا[ عِندَ رَبّهِ]فَيَأتُونَ آدَمَ فَيَقُولُونَ اشفَع لَنَا عِندَ رَبّكَ فَيَقُولُ إِنّ لِي ذَنباً وَ خَطِيئَةً فَعَلَيكُم بِنُوحٍ فَيَأتُونَ نُوحاً فَيَرُدّهُم إِلَي مَن يَلِيهِ وَ يَرُدّهُم كُلّ نبَيِ‌ّ إِلَي مَن يَلِيهِ حَتّي يَنتَهُونَ إِلَي عِيسَي فَيَقُولُ عَلَيكُم بِمُحَمّدٍ رَسُولِ اللّهِ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ وَ عَلَي جَمِيعِ الأَنبِيَاءِ فَيَعرِضُونَ أَنفُسَهُم عَلَيهِ وَ يَسأَلُونَهُ فَيَقُولُ انطَلِقُوا فَيَنطَلِقُ بِهِم إِلَي


صفحه : 36

بَابِ الجَنّةِ وَ يَستَقبِلُ بَابَ الرّحمَنِ وَ يَخِرّ سَاجِداً فَيَمكُثُ مَا شَاءَ اللّهُ فَيَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ ارفَع رَأسَكَ وَ اشفَع تُشَفّع وَ سَل تُعطَ وَ ذَلِكَ قَولُهُعَسي أَن يَبعَثَكَ رَبّكَ مَقاماً مَحمُوداً

بيان تشفع علي بناء المجهول من التفعيل يقال شفعه تشفيعا أي قبل شفاعته

8-فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن مُعَاوِيَةَ وَ هِشَامٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَو قَد قُمتُ[ لَو قَدِمتُ]المَقَامَ المَحمُودَ لَشَفَعتُ فِي أَبِي وَ أمُيّ‌ وَ عمَيّ‌ وَ أَخٍ كَانَ لِي فِي الجَاهِلِيّةِ

بيان كون الأخ في الجاهلية أي قبل البعثة لاينافي‌ كونه مؤمنا

9-فس ،[تفسير القمي‌] جَعفَرُ بنُ أَحمَدَ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ مُوسَي عَنِ ابنِ البطَاَئنِيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِلا يَملِكُونَ الشّفاعَةَ إِلّا مَنِ اتّخَذَ عِندَ الرّحمنِ عَهداً قَالَ لَا يَشفَعُ وَ لَا يُشَفّعُ لَهُم وَ لَا يَشفَعُونَإِلّا مَنِ اتّخَذَ عِندَ الرّحمنِ عَهداً إِلّا مَن أَذِنَ لَهُ بِوَلَايَةِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ الأَئِمّةِ مِن بَعدِهِ فَهُوَ العَهدُ عِندَ اللّهِ الخَبَرَ

10-بشا،[بشارة المصطفي ] لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن سَلَمَةَ بنِ الخَطّابِ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن إِسحَاقَ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ صَبّاحٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ الصّادِقِ ع قَالَ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ جَمَعَ اللّهُ الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَتَغشَاهُم ظُلمَةٌ شَدِيدَةٌ فَيَضِجّونَ إِلَي رَبّهِم وَ يَقُولُونَ يَا رَبّ اكشِف عَنّا هَذِهِ الظّلمَةَ قَالَ فَيُقبِلُ قَومٌ يمَشيِ‌ النّورُ بَينَ أَيدِيهِم قَد أَضَاءَ أَرضَ القِيَامَةِ فَيَقُولُ أَهلُ الجَمعِ فَهَؤُلَاءِ أَنبِيَاءُ اللّهِ فَيَجِيئُهُمُ النّدَاءُ مِن عِندِ اللّهِ مَا هَؤُلَاءِ بِأَنبِيَاءَ فَيَقُولُ أَهلُ الجَمعِ فَهَؤُلَاءِ مَلَائِكَةٌ فَيَجِيئُهُمُ النّدَاءُ مِن عِندِ اللّهِ مَا هَؤُلَاءِ بِمَلَائِكَةٍ فَيَقُولُ أَهلُ الجَمعِ هَؤُلَاءِ شُهَدَاءُ فَيَجِيئُهُمُ النّدَاءُ مِن عِندِ اللّهِ مَا هَؤُلَاءِ بِشُهَدَاءَ فَيَقُولُونَ مَن هُم فَيَجِيئُهُمُ النّدَاءُ يَا أَهلَ الجَمعِ سَلُوهُم مَن أَنتُم فَيَقُولُ الجَمعُ مَن أَنتُم فَيَقُولُونَ نَحنُ العَلَوِيّونَ نَحنُ ذُرّيّةُ مُحَمّدٍ رَسُولِ اللّهِص نَحنُ أَولَادُ عَلِيّ ولَيِ‌ّ اللّهِ نَحنُ


صفحه : 37

المَخصُوصُونَ بِكَرَامَةِ اللّهِ نَحنُ الآمِنُونَ المُطمَئِنّونَ فَيَجِيئُهُمُ النّدَاءُ مِن عِندِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ اشفَعُوا فِي مُحِبّيكُم وَ أَهلِ مَوَدّتِكُم وَ شِيعَتِكُم فَيَشفَعُونَ فَيُشَفّعُونَ

11- ع ،[علل الشرائع ] أَبِي عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ مَالِكٍ عَن أَحمَدَ بنِ مَديَنَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ شِيعَتُنَا مِن نُورِ اللّهِ خُلِقُوا وَ إِلَيهِ يَعُودُونَ وَ اللّهِ إِنّكُم لَمُلحَقُونَ بِنَا يَومَ القِيَامَةِ وَ إِنّا لَنَشفَعُ فَنُشَفّعُ وَ وَ اللّهِ إِنّكُم لَتَشفَعُونَ فَتُشَفّعُونَ وَ مَا مِن رَجُلٍ مِنكُم إِلّا وَ سَتُرفَعُ لَهُ نَارٌ عَن شِمَالِهِ وَ جَنّةٌ عَن يَمِينِهِ فَيُدخِلُ أَحِبّاءَهُ الجَنّةَ وَ أَعدَاءَهُ النّارَ

12- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَنِ النّضرِ بنِ شُعَيبٍ عَنِ القلَاَنسِيِ‌ّ عَنِ الصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا قُمتُ المَقَامَ المَحمُودَ تَشَفّعتُ فِي أَصحَابِ الكَبَائِرِ مِن أمُتّيِ‌ فيَشُفَعّنُيِ‌ اللّهُ فِيهِم وَ اللّهِ لَا تَشَفّعتُ فِيمَن آذَي ذرُيّتّيِ‌

13- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]القَطّانُ عَنِ السكّرّيِ‌ّ عَنِ الجوَهرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عُمَارَةَ عَن أَبِيهِ قَالَ قَالَ الصّادِقُ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ ع مَن أَنكَرَ ثَلَاثَةَ أَشيَاءَ فَلَيسَ مِن شِيعَتِنَا المِعرَاجَ وَ المُسَاءَلَةَ فِي القَبرِ وَ الشّفَاعَةَ

14- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] فِي خَبَرِ أَبِي ذَرّ وَ سَلمَانَ قَالَا قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ اللّهَ أعَطاَنيِ‌ مَسأَلَةً فَأَخّرتُ مسَألَتَيِ‌ لِشَفَاعَةِ المُؤمِنِينَ مِن أمُتّيِ‌ يَومَ القِيَامَةِ فَفَعَلَ ذَلِكَ الخَبَرَ

15-فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن أَبِي أُسَامَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ وَ أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَا وَ اللّهِ لَنَشفَعَنّ وَ اللّهِ لَنَشفَعَنّ فِي المُذنِبِينَ مِن شِيعَتِنَا حَتّي تَقُولَ أَعدَاؤُنَا إِذَا رَأَوا ذَلِكَفَما لَنا مِن شافِعِينَ وَ لا صَدِيقٍ حَمِيمٍ فَلَو أَنّ لَنا كَرّةً فَنَكُونَ مِنَ المُؤمِنِينَ قَالَ مِنَ المُهتَدِينَ قَالَ لِأَنّ الإِيمَانَ قَد لَزِمَهُم بِالإِقرَارِ

بيان أي ليس المراد بالإيمان هنا الإسلام بل الاهتداء إلي الأئمة ع وولايتهم أو ليس المراد الإيمان الظاهري‌


صفحه : 38

16-فس ،[تفسير القمي‌] وَ لا تَنفَعُ الشّفاعَةُ عِندَهُ إِلّا لِمَن أَذِنَ لَهُ قَالَ لَا يَشفَعُ أَحَدٌ مِن أَنبِيَاءِ اللّهِ وَ رُسُلِهِ يَومَ القِيَامَةِ حَتّي يَأذَنَ اللّهُ لَهُ إِلّا رَسُولُ اللّهِص فَإِنّ اللّهَ قَد أَذِنَ لَهُ فِي الشّفَاعَةِ مِن قَبلِ يَومِ القِيَامَةِ وَ الشّفَاعَةُ لَهُ وَ لِلأَئِمّةِ مِن وُلدِهِ ثُمّ بَعدَ ذَلِكَ لِلأَنبِيَاءِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم وَ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ

قَالَ حدَثّنَيِ‌ أَبِي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي العَبّاسِ المُكَبّرِ قَالَ دَخَلَ مَولًي لِامرَأَةِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَا عَلَي أَبِي جَعفَرٍ ع يُقَالُ لَهُ أَبُو أَيمَنَ فَقَالَ يَا أَبَا جَعفَرٍ تُغرُونَ النّاسَ وَ تَقُولُونَ شَفَاعَةُ مُحَمّدٍ شَفَاعَةُ مُحَمّدٍ فَغَضِبَ أَبُو جَعفَرٍ ع حَتّي تَرَبّدَ وَجهُهُ ثُمّ قَالَ وَيحَكَ يَا أَبَا أَيمَنَ أَ غَرّكَ أَن عَفّ بَطنُكَ وَ فَرجُكَ أَمَا لَو قَد رَأَيتَ أَفزَاعَ القِيَامَةِ لَقَدِ احتَجتَ إِلَي شَفَاعَةِ مُحَمّدٍص وَيلَكَ فَهَل يَشفَعُ إِلّا لِمَن وَجَبَت لَهُ النّارُ ثُمّ قَالَ مَا أَحَدٌ مِنَ الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ إِلّا وَ هُوَ مُحتَاجٌ إِلَي شَفَاعَةِ مُحَمّدٍص يَومَ القِيَامَةِ ثُمّ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع إِنّ لِرَسُولِ اللّهِص الشّفَاعَةَ فِي أُمّتِهِ وَ لَنَا شَفَاعَةً فِي شِيعَتِنَا وَ لِشِيعَتِنَا شَفَاعَةً فِي أَهَالِيهِم ثُمّ قَالَ وَ إِنّ المُؤمِنَ لَيَشفَعُ فِي مِثلِ رَبِيعَةَ وَ مُضَرَ وَ إِنّ المُؤمِنَ لَيَشفَعُ حَتّي لِخَادِمِهِ وَ يَقُولُ يَا رَبّ حَقّ خدِمتَيِ‌ كَانَ يقَيِنيِ‌ الحَرّ وَ البَردَ

سن ،[المحاسن ] أبي عن ابن أبي عمير مثله إلي قوله وجبت له النار بيان تربّد تغيّر

17-ل ،[الخصال ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ وَ سَعدٌ عَنِ ابنِ عِيسَي وَ البرَقيِ‌ّ مَعاً عَن مُحَمّدٍ البرَقيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي الجَارُودِ عَن سَعِيدِ بنِ جُبَيرٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أُعطِيتُ خَمساً لَم يُعطَهَا أَحَدٌ قبَليِ‌ جُعِلَت لِيَ الأَرضُ مَسجِداً وَ طَهُوراً وَ نُصِرتُ بِالرّعبِ وَ أُحِلّ لِيَ المَغنَمُ وَ أُعطِيتُ جَوَامِعَ الكَلِمِ وَ أُعطِيتُ الشّفَاعَةَ

18-ل ،[الخصال ]مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ الرقّيّ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ جَبَلَةَ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن آبَائِهِ عَن جَدّهِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ ع فِي


صفحه : 39

حَدِيثٍ طَوِيلٍ أَنّ النّبِيّص قَالَ فِي جَوَابِ نَفَرٍ مِنَ اليَهُودِ سَأَلُوهُ عَن مَسَائِلَ وَ أَمّا شفَاَعتَيِ‌ ففَيِ‌ أَصحَابِ الكَبَائِرِ مَا خَلَا أَهلَ الشّركِ وَ الظّلمِ

بيان المراد بالظلم سائر أنواع الكفر والمذاهب الباطلة

19-ل ،[الخصال ]القَطّانُ عَنِ ابنِ زَكَرِيّا عَن ابنِ حَبِيبٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن أَبَانٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الفَضلِ الزرّقَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ إِنّ لِلجَنّةِ ثَمَانِيَةَ أَبوَابٍ بَابٌ يَدخُلُ مِنهُ النّبِيّونَ وَ الصّدّيقُونَ وَ بَابٌ يَدخُلُ مِنهُ الشّهَدَاءُ وَ الصّالِحُونَ وَ خَمسَةُ أَبوَابٍ يَدخُلُ مِنهَا شِيعَتُنَا وَ مُحِبّونَا فَلَا أَزَالُ وَاقِفاً عَلَي الصّرَاطِ أَدعُو وَ أَقُولُ رَبّ سَلّم شيِعتَيِ‌ وَ محُبِيّ‌ وَ أنَصاَريِ‌ وَ مَن توَاَلاَنيِ‌ فِي دَارِ الدّنيَا فَإِذَا النّدَاءُ مِن بُطنَانِ العَرشِ قَد أُجِيبَت دَعوَتُكَ وَ شُفّعتَ فِي شِيعَتِكَ وَ يَشفَعُ كُلّ رَجُلٍ مِن شيِعتَيِ‌ وَ مَن توَلَاّنيِ‌ وَ نصَرَنَيِ‌ وَ حَارَبَ مَن حاَربَنَيِ‌ بِفِعلٍ أَو قَولٍ فِي سَبعِينَ أَلفاً مِن جِيرَانِهِ وَ أَقرِبَائِهِ وَ بَابٌ يَدخُلُ مِنهُ سَائِرُ المُسلِمِينَ مِمّن يَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ لَم يَكُن فِي قَلبِهِ مِقدَارُ ذَرّةٍ مِن بُغضِنَا أَهلَ البَيتِ

20- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]الفَحّامُ عَنِ المنَصوُريِ‌ّ عَن عَمّ أَبِيهِ عَن أَبِي الحَسَنِ العسَكرَيِ‌ّ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع سَمِعتُ النّبِيّص يَقُولُ إِذَا حُشِرَ النّاسُ يَومَ القِيَامَةِ ناَداَنيِ‌ مُنَادٍ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّ اللّهَ جَلّ اسمُهُ قَد أَمكَنَكَ مِن مُجَازَاةِ مُحِبّيكَ


صفحه : 40

وَ محُبِيّ‌ أَهلِ بَيتِكَ المُوَالِينَ لَهُم فِيكَ وَ المُعَادِينَ لَهُم فِيكَ فَكَافِهِم بِمَا شِئتَ فَأَقُولُ يَا رَبّ الجَنّةَ فَأُبَوّؤُهُم مِنهَا حَيثُ شِئتُ فَذَلِكَ المَقَامُ المَحمُودُ ألّذِي وُعِدتُ بِهِ

21- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]الحَفّارُ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ عَلِيّ الدعّبلِيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ اِبرَاهِيمَ بنِ كَثِيرٍ قَالَ دَخَلنَا عَلَي أَبِي نُوَاسٍ الحَسَنِ بنِ هاَنيِ‌ نَعُودُهُ فِي مَرَضِهِ ألّذِي مَاتَ فِيهِ فَقَالَ لَهُ عِيسَي بنُ مُوسَي الهاَشمِيِ‌ّ يَا أَبَا عَلِيّ أَنتَ فِي آخِرِ يَومٍ مِن أَيّامِ الدّنيَا وَ أَوّلِ يَومٍ مِنَ الآخِرَةِ وَ بَينَكَ وَ بَينَ اللّهِ هَنَاتٌ فَتُب إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ قَالَ أَبُو نُوَاسٍ سنَدّوُنيِ‌ فَلَمّا استَوَي جَالِساً قَالَ إيِاّي‌َ تخُوَفّنُيِ‌ بِاللّهِ وَ قَد حدَثّنَيِ‌ حَمّادُ بنُ سَلَمَةَ عَن ثَابِتٍ البنُاَنيِ‌ّ عَن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لِكُلّ نبَيِ‌ّ شَفَاعَةٌ وَ أَنَا خَبَأتُ شفَاَعتَيِ‌ لِأَهلِ الكَبَائِرِ مِن أمُتّيِ‌ يَومَ القِيَامَةِ أَ فَتَرَي لَا أَكُونُ مِنهُم

22-ل ،[الخصال ] فِي خَبَرِ الأَعمَشِ عَنِ الصّادِقِ ع أَصحَابُ الحُدُودِ مُسلِمُونَ لَا مُؤمِنُونَ وَ لَا كَافِرُونَ فَإِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي لَا يُدخِلُ النّارَ مُؤمِناً وَ قَد وَعَدَهُ الجَنّةَ وَ لَا يُخرِجُ مِنَ النّارِ كَافِراً وَ قَد أَوعَدَهُ النّارَ وَ الخُلُودَ فِيهَاوَ يَغفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَن يَشاءُفَأَصحَابُ الحُدُودِ فُسّاقٌ لَا مُؤمِنُونَ وَ لَا كَافِرُونَ وَ لَا يَخلُدُونَ فِي النّارِ وَ يَخرُجُونَ مِنهَا يَوماً وَ الشّفَاعَةُ جَائِزَةٌ لَهُم وَ لِلمُستَضعَفِينَ إِذَا ارتَضَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ دِينَهُم الخَبَرَ

23-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] فِيمَا كَتَبَ الرّضَا ع لِلمَأمُونِ مَن مَحَضَ الإِيمَانَ وَ مُذنِبُو أَهلِ التّوحِيدِ يَدخُلُونَ النّارَ وَ يَخرُجُونَ مِنهَا وَ الشّفَاعَةُ جَائِزَةٌ لَهُم

24-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] أَحمَدُ بنُ أَبِي جَعفَرٍ البيَهقَيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ المدَنَيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ مَهرَوَيهِ القزَويِنيِ‌ّ عَن دَاوُدَ بنِ سُلَيمَانَ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ وُلّينَا حِسَابَ شِيعَتِنَا فَمَن كَانَت مَظلِمَتُهُ فِيمَا بَينَهُ وَ بَينَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ حَكَمنَا فِيهَا فَأَجَابَنَا وَ مَن كَانَت مَظلِمَتُهُ بَينَهُ وَ فِيمَا بَينَ[فِيمَا بَينَهُ وَ بَينَ] النّاسِ استَوهَبنَاهَا فَوُهِبَت لَنَا وَ مَن كَانَت مَظلِمَتُهُ فِيمَا بَينَهُ وَ بَينَنَا كُنّا أَحَقّ مَن عَفَا وَ صَفَحَ

25-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِإِسنَادِ التمّيِميِ‌ّ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ مَن


صفحه : 41

كَذَبَ بِشَفَاعَةِ رَسُولِ اللّهِص لَم تَنَلهُ

26-ثو،[ثواب الأعمال ] أَبِي عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن أَبِي وَلّادٍ عَن مُيَسّرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ المُؤمِنَ مِنكُم يَومَ القِيَامَةِ لَيَمُرّ بِهِ الرّجُلُ لَهُ المَعرِفَةُ بِهِ فِي الدّنيَا وَ قَد أُمِرَ بِهِ إِلَي النّارِ وَ المَلَكُ يَنطَلِقُ بِهِ قَالَ فَيَقُولُ لَهُ يَا فُلَانُ أغَثِنيِ‌ فَقَد كُنتُ أَصنَعُ إِلَيكَ المَعرُوفَ فِي الدّنيَا وَ أَسعَفُكَ فِي الحَاجَةِ تَطلُبُهَا منِيّ‌ فَهَل عِندَكَ اليَومَ مُكَافَاةٌ فَيَقُولُ المُؤمِنُ لِلمَلَكِ المُوَكّلِ بِهِ خَلّ سَبِيلَهُ قَالَ فَيَسمَعُ اللّهُ قَولَ المُؤمِنِ فَيَأمُرُ المَلَكَ أَن يُجِيزَ قَولَ المُؤمِنِ فيَخُلَيّ‌ سَبِيلَهُ

27-ثو،[ثواب الأعمال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ عَنِ النّضرِ عَن يَحيَي الحلَبَيِ‌ّ عَن أَبِي المَغرَاءِ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن عَلِيّ الصّائِغِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّ المُؤمِنَ لَيَشفَعُ لِحَمِيمِهِ إِلّا أَن يَكُونَ نَاصِباً وَ لَو أَنّ نَاصِباً شَفَعَ لَهُ كُلّ نبَيِ‌ّ مُرسَلٍ وَ مَلَكٍ مُقَرّبٍ مَا شُفّعُوا

28-سن ،[المحاسن ] أَبِي عَن سَعدَانَ بنِ مُسلِمٍ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ وَهبٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن قَولِ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيلا يَتَكَلّمُونَ إِلّا مَن أَذِنَ لَهُ الرّحمنُ وَ قالَ صَواباً قَالَ نَحنُ وَ اللّهِ المَأذُونُ لَهُم فِي ذَلِكَ اليَومِ وَ القَائِلُونَ صَوَاباً قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ وَ مَا تَقُولُونَ قَالَ نُمَجّدُ رَبّنَا وَ نصُلَيّ‌ عَلَي نَبِيّنَا وَ نَشفَعُ لِشِيعَتِنَا فَلَا يَرُدّنَا رَبّنَا

كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة] محمد بن العباس عن الحسن عن محمد بن عيسي عن يونس عن سعدان مثله و عن الكاظم ع أيضا

مثله

29-كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الفُضَيلِ عَن أَبِي الحَسَنِ الماَضيِ‌ ع مِثلَهُ

30-سن ،[المحاسن ]بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع قَولُهُمَن ذَا ألّذِي يَشفَعُ عِندَهُ إِلّا بِإِذنِهِ يَعلَمُ ما بَينَ أَيدِيهِم قَالَ نَحنُ أُولَئِكَ الشّافِعُونَ


صفحه : 42

شي‌،[تفسير العياشي‌] عن معاوية بن عمار مثله

31-سن ،[المحاسن ] أَبِي عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ قَالَ قَالَ رَجُلٌ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع إِنّ لَنَا جَاراً مِنَ الخَوَارِجِ يَقُولُ إِنّ مُحَمّداً يَومَ القِيَامَةِ هَمّهُ نَفسُهُ فَكَيفَ يَشفَعُ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَا أَحَدٌ مِنَ الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ إِلّا وَ هُوَ يَحتَاجُ إِلَي شَفَاعَةِ مُحَمّدٍص يَومَ القِيَامَةِ

32-سن ،[المحاسن ]عُمَرُ بنُ عَبدِ العَزِيزِ عَن مُفَضّلٍ أَو غَيرِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِفَما لَنا مِن شافِعِينَ وَ لا صَدِيقٍ حَمِيمٍ قَالَ الشّافِعُونَ الأَئِمّةُ وَ الصّدِيقُ مِنَ المُؤمِنِينَ

33-سن ،[المحاسن ] أَبِي عَن حَمزَةَ بنِ عَبدِ اللّهِ عَنِ ابنِ عَمِيرَةَ عَن أَبِي حَمزَةَ قَالَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع إِنّ لِرَسُولِ اللّهِص شَفَاعَةً

34-سن ،[المحاسن ] أَبِي عَن فَضَالَةَ عَن حُسَينِ بنِ عُثمَانَ عَن أَبِي حَمزَةَ أَنّهُ قَالَ للِنبّيِ‌ّص شَفَاعَةٌ فِي أُمّتِهِ وَ لَنَا شَفَاعَةٌ فِي شِيعَتِنَا وَ لِشِيعَتِنَا شَفَاعَةٌ فِي أَهلِ بَيتِهِم

35-سن ،[المحاسن ] أَبِي عَن حَمزَةَ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ عَن عَلِيّ الخدَمَيِ‌ّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّ الجَارَ يَشفَعُ لِجَارِهِ وَ الحَمِيمَ لِحَمِيمِهِ وَ لَو أَنّ المَلَائِكَةَ المُقَرّبِينَ وَ الأَنبِيَاءَ المُرسَلِينَ شَفَعُوا فِي نَاصِبٍ مَا شُفّعُوا

36-سن ،[المحاسن ] ابنُ مَحبُوبٍ عَن أَبَانٍ عَن أَسَدِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن جَابِرِ بنِ يَزِيدَ قَالَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع يَا جَابِرُ لَا تَستَعِن بِعَدُوّنَا فِي حَاجَةٍ وَ لَا تَستَعطِهِ وَ لَا تَسأَلهُ شَربَةَ مَاءٍ إِنّهُ لَيَمُرّ بِهِ المُؤمِنُ فِي النّارِ فَيَقُولُ يَا مُؤمِنُ أَ لَستُ فَعَلتُ بِكَ كَذَا وَ كَذَا فيَسَتحَييِ‌ مِنهُ فَيَستَنقِذُهُ مِنَ النّارِ فَإِنّمَا سمُيّ‌َ المُؤمِنُ مُؤمِناً لِأَنّهُ يُؤمِنُ عَلَي اللّهِ فَيُؤمِنُ فَيُجِيزُ أَمَانَهُ


صفحه : 43

37-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] عَلِيّ بنُ الجَعدِ عَن شُعبَةَ عَن قَتَادَةَ عَن أَبِي الجَوزَاءِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ فِي قَولِهِ تَعَالَيفَما تَنفَعُهُم شَفاعَةُ الشّافِعِينَ قَالَ يعَنيِ‌ مَا تَنفَعُ كُفّارَ مَكّةَ شَفَاعَةُ الشّافِعِينَ ثُمّ قَالَ أَوّلُ مَن يَشفَعُ يَومَ القِيَامَةِ فِي أُمّتِهِ رَسُولُ اللّهِ وَ أَوّلُ مَن يَشفَعُ فِي أَهلِ بَيتِهِ وَ وُلدِهِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ أَوّلُ مَن يَشفَعُ فِي الرّومِ المُسلِمِينَ صُهَيبٌ وَ أَوّلُ مَن يَشفَعُ فِي مؤُمنِيِ‌ الحَبَشَةِ بِلَالٌ

38-حُمرَانُ بنُ أَعيَنَ قَالَ الصّادِقُ ع وَ اللّهِ لَنَشفَعَنّ لِشِيعَتِنَا وَ اللّهِ لَنَشفَعَنّ لِشِيعَتِنَا وَ اللّهِ لَنَشفَعَنّ لِشِيعَتِنَا حَتّي يَقُولَ النّاسُفَما لَنا مِن شافِعِينَ وَ لا صَدِيقٍ حَمِيمٍ

39-فِردَوسُ الديّلمَيِ‌ّ أَبُو هُرَيرَةَ قَالَ النّبِيّص الشّفَعَاءُ خَمسَةٌ القُرآنُ وَ الرّحِمُ وَ الأَمَانَةُ وَ نَبِيّكُم وَ أَهلُ بَيتِ نَبِيّكُم

40-تَفسِيرُ وَكِيعٍ، قَالَ ابنُ عَبّاسٍ فِي قَولِهِوَ لَسَوفَ يُعطِيكَ رَبّكَ فَتَرضييعَنيِ‌ وَ لَسَوفَ يُشَفّعُكَ يَا مُحَمّدُ يَومَ القِيَامَةِ فِي جَمِيعِ أَهلِ بَيتِكَ فَتُدخِلُهُم كُلّهُمُ الجَنّةَ تَرضَي بِذَلِكَ عَن رَبّكَ

41-البَاقِرُ ع فِي قَولِهِوَ تَري كُلّ أُمّةٍ جاثِيَةًالآيَةَ. قَالَ ذَاكَ النّبِيّص وَ عَلِيّ يَقُومُ عَلَي كَومٍ قَد عَلَا عَلَي الخَلَائِقِ فَيَشفَعُ ثُمّ يَقُولُ يَا عَلِيّ اشفَع فَيَشفَعُ الرّجُلُ فِي القَبِيلَةِ وَ يَشفَعُ الرّجُلُ لِأَهلِ البَيتِ وَ يَشفَعُ الرّجُلُ لِلرّجُلَينِ عَلَي قَدرِ عَمَلِهِ فَذَلِكَ المَقَامُ المَحمُودُ

42- أَبُو عَبدِ اللّهِ ع وَ بَشّرِ الّذِينَ آمَنُوا أَنّ لَهُم قَدَمَ صِدقٍ عِندَ رَبّهِم قَالَ وَلَايَةُ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ يُقَالُأَنّ لَهُم قَدَمَ صِدقٍ قَالَ شَفَاعَةُ النّبِيّوَ ألّذِي جاءَ بِالصّدقِشَفَاعَةُ عَلِيّ ع أُولئِكَ هُمُ الصّدّيقُونَشَفَاعَةُ الأَئِمّةِ ع

43- النّبِيّص إنِيّ‌ لَأَشفَعُ يَومَ القِيَامَةِ فَأُشَفّعُ وَ يَشفَعُ عَلِيّ فَيُشَفّعُ وَ يَشفَعُ أَهلُ بيَتيِ‌ فَيُشَفّعُونَ

بيان قال الجزري‌ الكوم من الارتفاع والعلو و منه الحديث إن قوما من الموحّدين يحبسون يوم القيامة علي الكوم إلي أن يهذّبوا هي‌ بالفتح المواضع المشرفة واحدها كومة ويهذبوا أي ينفوا من المآثم


صفحه : 44

44-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع اللّهُ رَحِيمٌ بِعِبَادِهِ وَ مِن رَحمَتِهِ أَنّهُ خَلَقَ مِائَةَ رَحمَةٍ جَعَلَ مِنهَا رَحمَةً وَاحِدَةً فِي الخَلقِ كُلّهِم فَبِهَا يَتَرَاحَمُ النّاسُ وَ تَرحَمُ الوَالِدَةُ وَلَدَهَا وَ تَحَنّنُ الأُمّهَاتُ مِنَ الحَيَوَانَاتِ عَلَي أَولَادِهَا فَإِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ أَضَافَ هَذِهِ الرّحمَةَ الوَاحِدَةَ إِلَي تِسعٍ وَ تِسعِينَ رَحمَةً فَيَرحَمُ بِهَا أُمّةَ مُحَمّدٍ ثُمّ يُشَفّعُهُم فِيمَن يُحِبّونَ لَهُ الشّفَاعَةَ مِن أَهلِ المِلّةِ حَتّي إِنّ الوَاحِدَ ليَجَيِ‌ءُ إِلَي مُؤمِنٍ مِنَ الشّيعَةِ فَيَقُولُ اشفَع لِي فَيَقُولُ وَ أَيّ حَقّ لَكَ عَلَيّ فَيَقُولُ سَقَيتُكَ يَوماً مَاءً فَيَذكُرُ ذَلِكَ فَيَشفَعُ لَهُ فَيُشَفّعُ فِيهِ وَ يَجِيئُهُ آخَرُ فَيَقُولُ إِنّ لِي عَلَيكَ حَقّاً فَاشفَع لِي فَيَقُولُ وَ مَا حَقّكَ عَلَيّ فَيَقُولُ استَظلَلتَ بِظِلّ جدِاَريِ‌ سَاعَةً فِي يَومٍ حَارّ فَيَشفَعُ لَهُ فَيُشَفّعُ فِيهِ وَ لَا يَزَالُ يَشفَعُ حَتّي يَشفَعَ فِي جِيرَانِهِ وَ خُلَطَائِهِ وَ مَعَارِفِهِ فَإِنّ المُؤمِنَ أَكرَمُ عَلَي اللّهِ مِمّا تَظُنّونَ

45-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ اتّقُوا يَوماً لا تجَزيِ‌ نَفسٌ عَن نَفسٍ شَيئاً لَا يَدفَعُ عَنهَا عَذَاباً قَدِ استَحَقّتهُ عِندَ النّزعِوَ لا يُقبَلُ مِنها شَفاعَةٌيَشفَعُ لَهَا بِتَأخِيرِ المَوتِ عَنهَاوَ لا يُؤخَذُ مِنها عَدلٌ لَا يُقبَلُ فِدَاءٌ مَكَانَهُ يُمَاتُ وَ يُترَكُ هُوَ قَالَ الصّادِقُ ع وَ هَذَا يَومُ المَوتِ فَإِنّ الشّفَاعَةَ وَ الفِدَاءَ لَا يغُنيِ‌ فِيهِ[ عَنهُ]فَأَمّا فِي يَومِ القِيَامَةِ فَإِنّا وَ أَهلَنَا نجَزيِ‌ عَن شِيعَتِنَا كُلّ جَزَاءٍ لَيَكُونَنّ عَلَي الأَعرَافِ بَينَ الجَنّةِ مُحَمّدٌ وَ عَلِيّ وَ فَاطِمَةُ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ع وَ الطّيّبُونَ مِن آلِهِم فَنَرَي بَعضَ شِيعَتِنَا فِي تِلكَ العَرَصَاتِ فَمَن كَانَ مِنهُم مُقَصّراً فِي بَعضِ شَدَائِدِهَا فَنَبعَثُ عَلَيهِم خِيَارَ شِيعَتِنَا كَسَلمَانَ وَ المِقدَادِ وَ أَبِي ذَرّ وَ عَمّارٍ وَ نُظَرَائِهِم فِي العَصرِ ألّذِي يَلِيهِم وَ فِي كُلّ عَصرٍ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ فَيَنقُضُونَ عَلَيهِم كَالبُزَاةِ وَ الصّقُورِ وَ يَتَنَاوَلُونَهُم كَمَا يَتَنَاوَلُ البُزَاةُ وَ الصّقُورُ صَيدَهَا فَيَزِفّونَهُم إِلَي الجَنّةِ زَفّاً وَ إِنّا لَنَبعَثُ عَلَي آخَرِينَ مِن مُحِبّينَا مِن خِيَارِ شِيعَتِنَا كَالحَمَامِ فَيَلتَقِطُونَهُم مِنَ العَرَصَاتِ كَمَا يَلتَقِطُ الطّيرُ الحَبّ وَ يَنقُلُونَهُم إِلَي الجِنَانِ بِحَضرَتِنَا وَ سَيُؤتَي بِالوَاحِدِ مِن مقُصَرّيِ‌ شِيعَتِنَا فِي أَعمَالِهِ بَعدَ أَن صَانَ الوَلَايَةَ وَ التّقِيّةَ وَ حُقُوقَ إِخوَانِهِ وَ يُوقَفُ بِإِزَائِهِ مَا بَينَ مِائَةٍ وَ أَكثَرَ


صفحه : 45

مِن ذَلِكَ إِلَي مِائَةِ أَلفٍ مِنَ النّصّابِ فَيُقَالُ لَهُ هَؤُلَاءِ فِدَاؤُكَ مِنَ النّارِ فَيَدخُلُ هَؤُلَاءِ المُؤمِنُونَ الجَنّةَ وَ أُولَئِكَ النّصّابُ النّارَ وَ ذَلِكَ مَا قَالَ اللّهُ تَعَالَيرُبَما يَوَدّ الّذِينَ كَفَرُوايعَنيِ‌ بِالوَلَايَةِلَو كانُوا مُسلِمِينَ فِي الدّنيَا مُنقَادِينَ لِلإِمَامَةِ لِيُجعَلَ مُخَالِفُوهُم مِنَ النّارِ فِدَاءَهُم

46-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن خَيثَمَةَ الجعُفيِ‌ّ قَالَكُنتُ عِندَ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع أَنَا وَ مُفَضّلُ بنُ عُمَرَ لَيلًا لَيسَ عِندَهُ أَحَدٌ غَيرُنَا فَقَالَ لَهُ مُفَضّلٌ الجعُفيِ‌ّ جُعِلتُ فِدَاكَ حَدّثنَا حَدِيثاً نَسُرّ بِهِ قَالَ نَعَم إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ حَشَرَ اللّهُ الخَلَائِقَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ حُفَاةً عُرَاةً غُرلًا قَالَ فَقُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ مَا الغُرلُ قَالَ كَمَا خُلِقُوا أَوّلَ مَرّةٍ فَيَقِفُونَ حَتّي يُلجِمَهُمُ العَرَقُ فَيَقُولُونَ لَيتَ اللّهَ يَحكُمُ بَينَنَا وَ لَو إِلَي النّارِ يَرَونَ أَنّ فِي النّارِ رَاحَةً فِيمَا هُم فِيهِ ثُمّ يَأتُونَ آدَمَ فَيَقُولُونَ أَنتَ أَبُونَا وَ أَنتَ نبَيِ‌ّ فَاسأَل رَبّكَ يَحكُم بَينَنَا وَ لَو إِلَي النّارِ فَيَقُولُ آدَمُ لَستُ بِصَاحِبِكُم خلَقَنَيِ‌ ربَيّ‌ بِيَدِهِ وَ حمَلَنَيِ‌ عَلَي عَرشِهِ وَ أَسجَدَ لِي مَلَائِكَتَهُ ثُمّ أمَرَنَيِ‌ فَعَصَيتُهُ وَ لكَنِيّ‌ أَدُلّكُم عَلَي ابنيِ‌َ الصّدّيقِ ألّذِي مَكَثَ فِي قَومِهِ أَلفَ سَنَةٍ إِلّا خَمسِينَ عَاماً يَدعُوهُم كُلّمَا كَذّبُوا اشتَدّ تَصدِيقُهُ(نوح ) قَالَ فَيَأتُونَ نُوحاً فَيَقُولُونَ سَل رَبّكَ يَحكُم بَينَنَا وَ لَو إِلَي النّارِ قَالَ فَيَقُولُ لَستُ بِصَاحِبِكُم إنِيّ‌ قُلتُ إِنّ ابنيِ‌ مِن أهَليِ‌ وَ لكَنِيّ‌ أَدُلّكُم عَلَي مَنِ اتّخَذَهُ اللّهُ خَلِيلًا فِي دَارِ الدّنيَا ايتُوا اِبرَاهِيمَ قَالَ فَيَأتُونَ اِبرَاهِيمَ فَيَقُولُ لَستُ بِصَاحِبِكُم إنِيّ‌ قُلتُإنِيّ‌ سَقِيمٌ وَ لكَنِيّ‌ أَدُلّكُم عَلَي مَن كَلّمَ اللّهَ تَكلِيماً( موسي ) قَالَ فَيَأتُونَ مُوسَي فَيَقُولُونَ لَهُ فَيَقُولُ لَستُ بِصَاحِبِكُم إنِيّ‌ قَتَلتُ نَفساً وَ لكَنِيّ‌ أَدُلّكُم عَلَي مَن كَانَ يَخلُقُ بِإِذنِ اللّهِ وَ يبُر‌ِئُ الأَكمَهَ وَ الأَبرَصَ بِإِذنِ اللّهِ(عيسي )فَيَأتُونَهُ فَيَقُولُ لَستُ بِصَاحِبِكُم وَ لكَنِيّ‌ أَدُلّكُم عَلَي مَن بَشّرتُكُم بِهِ فِي دَارِ الدّنيَا( أحمد) ثُمّ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَا مِن نبَيِ‌ّ وُلِدَ مِن آدَمَ إِلَي مُحَمّدٍ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم إِلّا وَ هُم تَحتَ لِوَاءِ مُحَمّدٍ قَالَ فَيَأتُونَهُ ثُمّ قَالَ فَيَقُولُونَ


صفحه : 46

يَا مُحَمّدُ سَل رَبّكَ يَحكُم بَينَنَا وَ لَو إِلَي النّارِ قَالَ فَيَقُولُ نَعَم أَنَا صَاحِبُكُم فيَأَتيِ‌ دَارَ الرّحمَنِ وَ هيِ‌َ عَدنٌ وَ إِنّ بَابَهَا سَعَتُهُ بُعدُ مَا بَينَ المَشرِقِ وَ المَغرِبِ فَيُحَرّكُ حَلقَةً مِنَ الحَلَقِ فَيُقَالُ مَن هَذَا وَ هُوَ أَعلَمُ بِهِ فَيَقُولُ أَنَا مُحَمّدٌ فَيُقَالُ افتَحُوا لَهُ قَالَ فَيُفتَحُ لِي قَالَ فَإِذَا نَظَرتُ إِلَي ربَيّ‌ مَجّدتُهُ تَمجِيداً لَم يُمَجّدهُ أَحَدٌ كَانَ قبَليِ‌ وَ لَا يُمَجّدُهُ أَحَدٌ كَانَ بعَديِ‌ ثُمّ أَخِرّ سَاجِداً فَيَقُولُ يَا مُحَمّدُ ارفَع رَأسَكَ وَ قُل يُسمَع قَولُكَ وَ اشفَع تُشَفّع وَ سَل تُعطَ قَالَ فَإِذَا رَفَعتُ رأَسيِ‌ وَ نَظَرتُ إِلَي ربَيّ‌ مَجّدتُهُ تَمجِيداً أَفضَلَ مِنَ الأَوّلِ ثُمّ أَخِرّ سَاجِداً فَيَقُولُ ارفَع رَأسَكَ وَ قُل يُسمَع قَولُكَ وَ اشفَع تُشَفّع وَ سَل تُعطَ فَإِذَا رَفَعتُ رأَسيِ‌ وَ نَظَرتُ إِلَي ربَيّ‌ مَجّدتُهُ تَمجِيداً أَفضَلَ مِنَ الأَوّلِ وَ الثاّنيِ‌ ثُمّ أَخِرّ سَاجِداً فَيَقُولُ ارفَع رَأسَكَ وَ قُل يُسمَع قَولُكَ وَ اشفَع تُشَفّع وَ سَل تُعطَ فَإِذَا رَفَعتُ رأَسيِ‌ أَقُولُ رَبّ احكُم بَينَ عِبَادِكَ وَ لَو إِلَي النّارِ فَيَقُولُ نَعَم يَا مُحَمّدُ قَالَ ثُمّ يُؤتَي بِنَاقَةٍ مِن يَاقُوتٍ أَحمَرَ وَ زِمَامُهَا زَبَرجَدٌ أَخضَرُ حَتّي أَركَبَهَا ثُمّ آتيِ‌ المَقَامَ المَحمُودَ حَتّي أقَضيِ‌َ عَلَيهِ وَ هُوَ تَلّ مِن مِسكٍ أَذفَرَ بِحِيَالِ العَرشِ ثُمّ يُدعَي اِبرَاهِيمُ فَيُحمَلُ عَلَي مِثلِهَا فيَجَيِ‌ءُ حَتّي يَقِفَ عَن يَمِينِ رَسُولِ اللّهِص ثُمّ رَفَعَ رَسُولُ اللّهِص يَدَهُ فَضَرَبَ عَلَي كَتِفِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ثُمّ قَالَ ثُمّ تُؤتَي وَ اللّهِ بِمِثلِهَا فَتُحمَلُ عَلَيهِ ثُمّ تجَيِ‌ءُ حَتّي تَقِفَ بيَنيِ‌ وَ بَينَ أَبِيكَ اِبرَاهِيمَ ثُمّ يَخرُجُ مُنَادٍ مِن عِندِ الرّحمَنِ فَيَقُولُ يَا مَعشَرَ الخَلَائِقِ أَ لَيسَ العَدلُ مِن رَبّكُم أَن يوُلَيّ‌َ كُلّ قَومٍ مَا كَانُوا يَتَوَلّونَ فِي دَارِ الدّنيَا فَيَقُولُونَ بَلَي وَ أَيّ شَيءٍ عَدلٌ غَيرُهُ قَالَ فَيَقُومُ الشّيطَانُ ألّذِي أَضَلّ فِرقَةً مِنَ النّاسِ حَتّي زَعَمُوا أَنّ عِيسَي هُوَ اللّهُ وَ ابنُ اللّهِ فَيَتّبِعُونَهُ إِلَي النّارِ وَ يَقُومُ الشّيطَانُ ألّذِي أَضَلّ فِرقَةً مِنَ النّاسِ حَتّي زَعَمُوا أَنّ عُزَيزاً ابنُ اللّهِ حَتّي يَتّبِعُونَهُ إِلَي النّارِ وَ يَقُومُ كُلّ شَيطَانٍ أَضَلّ فِرقَةً فَيَتّبِعُونَهُ إِلَي النّارِ حَتّي تَبقَي هَذِهِ الأُمّةُ ثُمّ يَخرُجُ مُنَادٍ مِن عِندِ اللّهِ فَيَقُولُ يَا مَعشَرَ الخَلَائِقِ أَ لَيسَ العَدلُ مِن رَبّكُم أَن يوُلَيّ‌َ كُلّ فَرِيقٍ مَن كَانُوا يَتَوَلّونَ فِي دَارِ الدّنيَا فَيَقُولُونَ بَلَي فَيَقُومُ شَيطَانٌ فَيَتّبِعُهُ مَن كَانَ يَتَوَلّاهُ ثُمّ يَقُومُ شَيطَانٌ فَيَتّبِعُهُ مَن كَانَ يَتَوَلّاهُ ثُمّ يَقُومُ شَيطَانٌ ثَالِثٌ فَيَتّبِعُهُ


صفحه : 47

مَن كَانَ يَتَوَلّاهُ ثُمّ يَقُومُ مُعَاوِيَةُ فَيَتّبِعُهُ مَن كَانَ يَتَوَلّاهُ وَ يَقُومُ عَلِيّ فَيَتّبِعُهُ مَن كَانَ يَتَوَلّاهُ ثُمّ يَزِيدُ بنُ مُعَاوِيَةَ فَيَتّبِعُهُ مَن كَانَ يَتَوَلّاهُ وَ يَقُومُ الحَسَنُ فَيَتّبِعُهُ مَن كَانَ يَتَوَلّاهُ وَ يَقُومُ الحُسَينُ فَيَتّبِعُهُ مَن كَانَ يَتَوَلّاهُ ثُمّ يَقُومُ مَروَانُ بنُ الحَكَمِ وَ عَبدُ المَلِكِ فَيَتّبِعُهُمَا مَن كَانَ يَتَوَلّاهُمَا ثُمّ يَقُومُ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ فَيَتّبِعُهُ مَن كَانَ يَتَوَلّاهُ ثُمّ يَقُومُ الوَلِيدُ بنُ عَبدِ المَلِكِ وَ يَقُومُ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ فَيَتّبِعُهُمَا مَن كَانَ يَتَوَلّاهُمَا ثُمّ أَقُومُ أَنَا فيَتَبّعِنُيِ‌ مَن كَانَ يتَوَلَاّنيِ‌ وَ كأَنَيّ‌ بِكُمَا معَيِ‌ ثُمّ يُؤتَي بِنَا فَيَجلِسُ عَلَي العَرشِ رَبّنَا وَ يُؤتَي بِالكُتُبِ فَنَرجِعُ فَنَشهَدُ عَلَي عَدُوّنَا وَ نَشفَعُ لِمَن كَانَ مِن شِيعَتِنَا مُرَهّقاً قَالَ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ فَمَا المُرَهّقُ قَالَ المُذنِبُ فَأَمّا الّذِينَ اتّقَوا مِن شِيعَتِنَا فَقَد نَجَاهُمُ اللّهُبِمَفازَتِهِم لا يَمَسّهُمُ السّوءُ وَ لا هُم يَحزَنُونَ قَالَ ثُمّ جَاءَتهُ جَارِيَةٌ لَهُ فَقَالَت إِنّ فُلَاناً القرُشَيِ‌ّ بِالبَابِ فَقَالَ ائذَنُوا لَهُ ثُمّ قَالَ لَنَا اسكُتُوا

بيان قال الجزري‌ فيه يبلغ العرق منهم مايلجمهم أي يصل إلي أفواههم فيصير لهم بمنزلة اللجام يمنعهم عن الكلام يعني‌ في المحشر قوله ص فإذانظرت إلي ربي‌ أي إلي عرشه أو إلي كرامته أو إلي نور من أنوار عظمته والجلوس علي العرش كناية عن ظهور الحكم والأمر من عندالعرش وخلق الكلام هناك

47-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن مُحَمّدِ بنِ حَكِيمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَو قَد قُمتُ المَقَامَ المَحمُودَ شَفَعتُ لأِبَيِ‌ وَ أمُيّ‌ وَ عمَيّ‌ وَ أَخٍ كَانَ لِي مُوَافِياً فِي الجَاهِلِيّةِ

48-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن عِيصِ بنِ القَاسِمِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّ أُنَاساً مِن بنَيِ‌ هَاشِمٍ أَتَوا رَسُولَ اللّهِص فَسَأَلُوهُ أَن يَستَعمِلَهُم عَلَي صَدَقَاتِ الموَاَشيِ‌ وَ قَالُوا يَكُونُ لَنَا هَذَا السّهمُ ألّذِي جَعَلَهُ لِلعَالَمِينَ عَلَيهَا فَنَحنُ أَولَي بِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا بنَيِ‌ عَبدِ المُطّلِبِ إِنّ الصّدَقَةَ لَا تَحِلّ لِي وَ لَا لَكُم وَ لكَنِيّ‌ وُعِدتُ الشّفَاعَةَ ثُمّ قَالَ وَ اللّهِ أَشهَدُ أَنّهُ قَد وَعَدَهَا فَمَا ظَنّكُم يَا بنَيِ‌ عَبدِ المُطّلِبِ إِذَا أَخَذتُ بِحَلقَةِ البَابِ أَ ترَوَنيِ‌ مُؤثِراً عَلَيكُم غَيرَكُم ثُمّ قَالَ إِنّ الجِنّ وَ الإِنسَ يَجلِسُونَ يَومَ القِيَامَةِ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَإِذَا طَالَ بِهِمُ المَوقِفُ طَلَبُوا الشّفَاعَةَ فَيَقُولُونَ إِلَي مَن فَيَأتُونَ نُوحاً فَيَسأَلُونَهُ الشّفَاعَةَ فَقَالَ هَيهَاتَ قَد رَفَعتُ حاَجتَيِ‌ فَيَقُولُونَ إِلَي مَن فَيُقَالُ إِلَي اِبرَاهِيمَ فَيَأتُونَ إِلَي اِبرَاهِيمَ


صفحه : 48

فَيَسأَلُونَهُ الشّفَاعَةَ فَيَقُولُ هَيهَاتَ قَد رَفَعتُ حاَجتَيِ‌ فَيَقُولُونَ إِلَي مَن فَيُقَالُ ايتُوا مُوسَي فَيَأتُونَهُ فَيَسأَلُونَهُ الشّفَاعَةَ فَيَقُولُ هَيهَاتَ قَد رَفَعتُ حاَجتَيِ‌ فَيَقُولُونَ إِلَي مَن فَيُقَالُ ايتُوا مُحَمّداً فَيَأتُونَهُ فَيَسأَلُونَهُ الشّفَاعَةَ فَيَقُومُ مُدِلّا حَتّي يأَتيِ‌َ بَابَ الجَنّةِ فَيَأخُذُ بِحَلقَةِ البَابِ ثُمّ يَقرَعُهُ فَيُقَالُ مَن هَذَا فَيَقُولُ أَحمَدُ فَيُرَحّبُونَ وَ يَفتَحُونَ البَابَ فَإِذَا نَظَرَ إِلَي الجَنّةِ خَرّ سَاجِداً يُمَجّدُ رَبّهُ بِالعَظَمَةِ فَيَأتِيهِ مَلَكٌ فَيَقُولُ ارفَع رَأسَكَ وَ سَل تُعطَ وَ اشفَع تُشَفّع فَيَرفَعُ رَأسَهُ فَيَدخُلُ مِن بَابِ الجَنّةِ فَيَخِرّ سَاجِداً وَ يُمَجّدُ رَبّهُ وَ يُعَظّمُهُ فَيَأتِيهِ مَلَكٌ فَيَقُولُ ارفَع رَأسَكَ وَ سَل تُعطَ وَ اشفَع تُشَفّع فَيَقُومُ فَمَا يَسأَلُ شَيئاً إِلّا أَعطَاهُ إِيّاهُ

بيان قوله ع قدرفعت حاجتي‌ أي إلي غيري‌ والحاصل أني‌ أيضا أستشفع من غيري‌ فلاأستطيع شفاعتكم ويمكن أن يقرأ علي بناء المفعول كناية عن رفع الرجاء أي رفع عني‌ طلب الحاجة لماصدر مني‌ من ترك الأولي

49-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَن أَحَدِهِمَا قَالَ فِي قَولِهِعَسي أَن يَبعَثَكَ رَبّكَ مَقاماً مَحمُوداً قَالَ هيِ‌َ الشّفَاعَةُ

50-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن صَفوَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إنِيّ‌ أَستَوهِبُ مِن ربَيّ‌ أَربَعَةً آمِنَةَ بِنتَ وَهبٍ وَ عَبدَ اللّهِ بنَ عَبدِ المُطّلِبِ وَ أَبَا طَالِبٍ وَ رَجُلًا جَرَت بيَنيِ‌ وَ بَينَهُ أُخُوّةٌ فَطَلَبَ إلِيَ‌ّ أَن أَطلُبَ إِلَي ربَيّ‌ أَن يَهَبَهُ لِي

51-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن عُبَيدِ بنِ زُرَارَةَ قَالَ سُئِلَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع عَنِ المُؤمِنِ هَل لَهُ شَفَاعَةٌ قَالَ نَعَم فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ القَومِ هَل يَحتَاجُ المُؤمِنُ إِلَي شَفَاعَةِ مُحَمّدٍص يَومَئِذٍ قَالَ نَعَم إِنّ لِلمُؤمِنِينَ خَطَايَا وَ ذُنُوباً وَ مَا مِن أَحَدٍ إِلّا يَحتَاجُ إِلَي شَفَاعَةِ مُحَمّدٍ يَومَئِذٍ قَالَ وَ سَأَلَهُ رَجُلٌ عَن قَولِ رَسُولِ اللّهِص أَنَا سَيّدُ وُلدِ آدَمَ وَ لَا فَخرَ قَالَ نَعَم قَالَ يَأخُذُ حَلقَةَ بَابِ الجَنّةِ فَيَفتَحُهَا فَيَخِرّ سَاجِداً فَيَقُولُ اللّهُ ارفَع رَأسَكَ اشفَع تُشَفّع اطلُب تُعطَ فَيَرفَعُ رَأسَهُ ثُمّ يَخِرّ سَاجِداً فَيَقُولُ اللّهُ ارفَع رَأسَكَ اشفَع تُشَفّع وَ اطلُب تُعطَ ثُمّ يَرفَعُ رَأسَهُ فَيَشفَعُ فَيُشَفّعُ وَ يَطلُبُ فَيُعطَي

52-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن سَمَاعَةَ بنِ مِهرَانَ عَن أَبِي اِبرَاهِيمَ ع فِي قَولِ اللّهِعَسي أَن يَبعَثَكَ رَبّكَ مَقاماً مَحمُوداً قَالَ يَقُومُ النّاسُ يَومَ القِيَامَةِ مِقدَارَ أَربَعِينَ عَاماً وَ يُؤمَرُ الشّمسُ فَيَركَبُ عَلَي رُءُوسِ العِبَادِ وَ يُلجِمُهُمُ العَرَقُ وَ يُؤمَرُ الأَرضُ لَا تَقبَل مِن


صفحه : 49

عَرَقِهِم شَيئاً فَيَأتُونَ آدَمَ فَيَتَشَفّعُونَ مِنهُ فَيَدُلّهُم عَلَي نُوحٍ وَ يَدُلّهُم نُوحٌ عَلَي اِبرَاهِيمَ وَ يَدُلّهُم اِبرَاهِيمُ عَلَي مُوسَي وَ يَدُلّهُم مُوسَي عَلَي عِيسَي وَ يَدُلّهُم عِيسَي فَيَقُولُ عَلَيكُم بِمُحَمّدٍ خَاتَمِ البَشَرِ فَيَقُولُ مُحَمّدٌ أَنَا لَهَا فَيَنطَلِقُ حَتّي يأَتيِ‌َ بَابَ الجَنّةِ فَيَدُقّ فَيُقَالُ لَهُ مَن هَذَا وَ اللّهُ أَعلَمُ فَيَقُولُ مُحَمّدٌ فَيُقَالُ افتَحُوا لَهُ فَإِذَا فُتِحَ البَابُ استَقبَلَ رَبّهُ فَيَخِرّ سَاجِداً فَلَا يَرفَعُ رَأسَهُ حَتّي يُقَالَ لَهُ تَكَلّم وَ سَل تُعطَ وَ اشفَع تُشَفّع فَيَرفَعُ رَأسَهُ فَيَستَقبِلُ رَبّهُ فَيَخِرّ سَاجِداً فَيُقَالُ لَهُ مِثلُهَا فَيَرفَعُ رَأسَهُ حَتّي إِنّهُ لَيَشفَعُ مَن قَد أُحرِقَ بِالنّارِ فَمَا أَحَدٌ مِنَ النّاسِ يَومَ القِيَامَةِ فِي جَمِيعِ الأُمَمِ أَوجَهَ مِن مُحَمّدٍص وَ هُوَ قَولُ اللّهِ تَعَالَيعَسي أَن يَبعَثَكَ رَبّكَ مَقاماً مَحمُوداً

53-بشا،[بشارة المصطفي ]يَحيَي بنُ مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ الجوَاّنيِ‌ّ عَن جَامِعِ بنِ أَحمَدَ الدهّسِتاَنيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ بنِ العَبّاسِ الصنّدلَيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ اِبرَاهِيمَ الثعّاَلبِيِ‌ّ عَن يَعقُوبَ بنِ أَحمَدَ السرّيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَحمَدَ بنِ عَامِرٍ الطاّئيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ مُوسَي الرّضَا عَن آبَائِهِ ع عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَربَعَةٌ أَنَا لَهُم شَفِيعٌ يَومَ القِيَامَةِ المُكرِمُ لذِرُيّتّيِ‌ وَ القاَضيِ‌ لَهُم


صفحه : 50

حَوَائِجَهُم وَ الساّعيِ‌ فِي أُمُورِهِم مَا اضطُرّوا إِلَيهِ وَ المُحِبّ لَهُم بِقَلبِهِ وَ لِسَانِهِ عِندَ مَا اضطُرّوا

54-كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة] مُحَمّدُ بنُ العَبّاسِ عَن أَحمَدَ بنِ هَوذَةَ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ إِسحَاقَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ حَمّادٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ وَكّلَنَا اللّهُ بِحِسَابِ شِيعَتِنَا فَمَا كَانَ سَأَلنَا اللّهَ أَن يَهَبَهُ لَنَا فَهُوَ لَهُم وَ مَا كَانَ لِلآدَمِيّينَ سَأَلنَا اللّهَ أَن يُعَوّضَهُم بَدَلَهُ فَهُوَ لَهُم وَ مَا كَانَ لَنَا فَهُوَ لَهُم ثُمّ قَرَأَإِنّ إِلَينا إِيابَهُم ثُمّ إِنّ عَلَينا حِسابَهُم

55- وَ بِهَذَا الإِسنَادِ إِلَي عَبدِ اللّهِ بنِ حَمّادٍ عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ ع فِي هَذِهِ الآيَةِ قَالَ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ وَكّلَنَا بِحِسَابِ شِيعَتِنَا فَمَا كَانَ لِلّهِ سَأَلنَاهُ أَن يَهَبَهُ لَنَا فَهُوَ لَهُم وَ مَا كَانَ لِمُخَالِفِيهِم فَهُوَ لَهُم وَ مَا كَانَ لَنَا فَهُوَ لَهُم ثُمّ قَالَ هُم مَعَنَا حَيثُ كُنّا

56- وَ روُيِ‌َ أَنّهُ سُئِلَ الصّادِقُ ع عَن هَذِهِ الآيَةِ قَالَ إِذَا حَشَرَ اللّهُ النّاسَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ أَجَلّ اللّهُ أَشيَاعَنَا أَن يُنَاقِشَهُم فِي الحِسَابِ فَنَقُولُ إِلَهَنَا هَؤُلَاءِ شِيعَتُنَا فَيَقُولُ اللّهُ تَعَالَي قَد جَعَلتُ أَمرَهُم إِلَيكُم وَ قَد شَفّعتُكُم فِيهِم وَ غَفَرتُ لِمُسِيئِهِم أَدخِلُوهُمُ الجَنّةَ بِغَيرِ حِسَابٍ

57- وَ عَن مُحَمّدِ بنِ العَبّاسِ عَنِ الحُسَينِ بنِ أَحمَدَ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن يُونُسَ عَن جَمِيلٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ الحَسَنِ ع أُحَدّثُهُم بِتَفسِيرِ جَابِرٍ قَالَ لَا تُحَدّث بِهِ السّفَلَةَ فَيُوَبّخُوهُ أَ مَا تَقرَأُإِنّ إِلَينا إِيابَهُم ثُمّ إِنّ عَلَينا حِسابَهُم قُلتُ بَلَي قَالَ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ وَ جَمَعَ اللّهُ الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ وَلّانَا حِسَابَ شِيعَتِنَا فَمَا كَانَ بَينَهُم وَ بَينَ اللّهِ حَكَمنَا عَلَي اللّهِ فِيهِ فَأَجَازَ حُكُومَتَنَا وَ مَا كَانَ بَينَهُم وَ بَينَ النّاسِ استَوهَبنَاهُ مِنهُم فَوَهَبُوهُ لَنَا وَ مَا كَانَ بَينَنَا وَ بَينَهُم فَنَحنُ أَحَقّ مَن عَفَا وَ صَفَحَ

58- ع ،[علل الشرائع ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَنِ ابنِ


صفحه : 51

مُسكَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ لِفَاطِمَةَ وَقفَةٌ عَلَي بَابِ جَهَنّمَ فَإِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ كُتِبَ بَينَ عيَنيَ‌ كُلّ رَجُلٍ مُؤمِنٍ أَو كَافِرٍ فَيُؤمَرُ بِمُحِبّ قَد كَثُرَت ذُنُوبُهُ إِلَي النّارِ فَتَقرَأُ بَينَ عَينَيهِ مُحِبّاً فَتَقُولُ إلِهَيِ‌ وَ سيَدّيِ‌ سمَيّتنَيِ‌ فَاطِمَةَ وَ فَطَمتَ بيِ‌ مَن توَلَاّنيِ‌ وَ تَوَلّي ذرُيّتّيِ‌ مِنَ النّارِ وَ وَعدُكَ الحَقّ وَ أَنتَ لَا تُخلِفُ المِيعَادَ فَيَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ صَدَقتِ يَا فَاطِمَةُ إنِيّ‌ سَمّيتُكِ فَاطِمَةَ وَ فَطَمتُ بِكِ مَن أَحَبّكِ وَ تَوَلّاكِ وَ أَحَبّ ذُرّيّتَكِ وَ تَوَلّاهُم مِنَ النّارِ وَ وعَديِ‌َ الحَقّ وَ أَنَا لَا أُخلِفُ المِيعَادَ وَ إِنّمَا أَمَرتُ بعِبَديِ‌ هَذَا إِلَي النّارِ لتِشَفعَيِ‌ فِيهِ فَأُشَفّعَكِ لِيَتَبَيّنَ لمِلَاَئكِتَيِ‌ وَ أنَبيِاَئيِ‌ وَ رسُلُيِ‌ وَ أَهلِ المَوقِفِ مَوقِفُكِ منِيّ‌ وَ مَكَانَتُكِ عنِديِ‌ فَمَن قَرَأتِ بَينَ عَينَيهِ مُؤمِناً فَجَذَبتِ بِيَدِهِ وَ أَدخَلتِهِ الجَنّةَ[فخَذُيِ‌ بِيَدِهِ وَ أَدخِلِيهِ الجَنّةَ]

59-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ]سَهلُ بنُ أَحمَدَ الديّنوَرَيِ‌ّ بِإِسنَادِهِ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ قَالَ جَابِرٌ لأِبَيِ‌ جَعفَرٍ ع جُعِلتُ فِدَاكَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ حدَثّنيِ‌ بِحَدِيثٍ فِي فَضلِ جَدّتِكَ فَاطِمَةَ إِذَا أَنَا حَدّثتُ بِهِ الشّيعَةَ فَرِحُوا بِذَلِكَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع حدَثّنَيِ‌ أَبِي عَن جدَيّ‌ عَن رَسُولِ اللّهِص قَالَ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ نُصِبَ لِلأَنبِيَاءِ وَ الرّسُلِ مَنَابِرُ مِن نُورٍ فَيَكُونُ منِبرَيِ‌ أَعلَي مَنَابِرِهِم يَومَ القِيَامَةِ ثُمّ يَقُولُ اللّهُ يَا مُحَمّدُ اخطُب فَأَخطُبُ بِخُطبَةٍ لَم يَسمَع أَحَدٌ مِنَ الأَنبِيَاءِ وَ الرّسُلِ بِمِثلِهَا ثُمّ يُنصَبُ لِلأَوصِيَاءِ مَنَابِرُ مِن نُورٍ وَ يُنصَبُ لوِصَيِيّ‌ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ فِي أَوسَاطِهِم مِنبَرٌ مِن نُورٍ فَيَكُونُ مِنبَرُهُ أَعلَي مَنَابِرِهِم ثُمّ يَقُولُ اللّهُ يَا عَلِيّ اخطُب فَيَخطُبُ بِخُطبَةٍ لَم يَسمَع أَحَدٌ مِنَ الأَوصِيَاءِ بِمِثلِهَا ثُمّ يُنصَبُ لِأَولَادِ الأَنبِيَاءِ وَ المُرسَلِينَ مَنَابِرُ مِن نُورٍ فَيَكُونُ لاِبنيَ‌ّ وَ سبِطيَ‌ّ وَ ريَحاَنتَيَ‌ّ أَيّامَ حيَاَتيِ‌ مِنبَرٌ مِن نُورٍ ثُمّ يُقَالُ لَهُمَا اخطُبَا فَيَخطُبَانِ بِخُطبَتَينِ لَم يَسمَع أَحَدٌ مِن أَولَادِ الأَنبِيَاءِ وَ المُرسَلِينَ بِمِثلِهَا ثُمّ ينُاَديِ‌ المنُاَديِ‌ وَ هُوَ جَبرَئِيلُ ع أَينَ فَاطِمَةُ بِنتُ مُحَمّدٍ أَينَ خَدِيجَةُ بِنتُ خُوَيلِدٍ أَينَ مَريَمُ بِنتُ عِمرَانَ أَينَ آسِيَةُ بِنتُ مُزَاحِمٍ أَينَ أُمّ كُلثُومٍ أُمّ يَحيَي


صفحه : 52

بنِ زَكَرِيّا فَيَقُمنَ فَيَقُولُ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي يَا أَهلَ الجَمعِ لِمَنِ الكَرَمُ اليَومَ فَيَقُولُ مُحَمّدٌ وَ عَلِيّ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ لِلّهِ الوَاحِدِ القَهّارِ فَيَقُولُ اللّهُ تَعَالَي يَا أَهلَ الجَمعِ إنِيّ‌ قَد جَعَلتُ الكَرَمَ لِمُحَمّدٍ وَ عَلِيّ وَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ وَ فَاطِمَةَ يَا أَهلَ الجَمعِ طَأطِئُوا الرّءُوسَ وَ غُضّوا الأَبصَارَ فَإِنّ هَذِهِ فَاطِمَةُ تَسِيرُ إِلَي الجَنّةِ فَيَأتِيهَا جَبرَئِيلُ بِنَاقَةٍ مِن نُوقِ الجَنّةِ مُدَبّحَةَ الجَنبَينِ خِطَامُهَا مِنَ اللّؤلُؤِ الرّطبِ عَلَيهَا رَحلٌ مِنَ المَرجَانِ فَتُنَاخُ بَينَ يَدَيهَا فَتَركَبُهَا فَيَبعَثُ اللّهُ مِائَةَ أَلفِ مَلَكٍ لِيَسِيرُوا عَن يَمِينِهَا وَ يَبعَثُ إِلَيهَا مِائَةَ أَلفِ مَلَكٍ عَن يَسَارِهَا وَ يَبعَثُ إِلَيهَا مِائَةَ أَلفِ مَلَكٍ يَحمِلُونَهَا عَلَي أَجنِحَتِهِم حَتّي يُصَيّرُوهَا عَلَي بَابِ الجَنّةِ فَإِذَا صَارَت عِندَ بَابِ الجَنّةِ تَلتَفِتُ فَيَقُولُ اللّهُ يَا بِنتَ حبَيِبيِ‌ مَا التِفَاتُكِ وَ قَد أَمَرتُ بِكِ إِلَي جنَتّيِ‌ فَتَقُولُ يَا رَبّ أَحبَبتُ أَن يُعرَفَ قدَريِ‌ فِي مِثلِ هَذَا اليَومِ فَيَقُولُ اللّهُ يَا بِنتَ حبَيِبيِ‌ ارجعِيِ‌ فاَنظرُيِ‌ مَن كَانَ فِي قَلبِهِ حُبّ لَكِ أَو لِأَحَدٍ مِن ذُرّيّتِكِ خذُيِ‌ بِيَدِهِ فَأَدخِلِيهِ الجَنّةَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع وَ اللّهِ يَا جَابِرُ إِنّهَا ذَلِكَ اليَومَ لَتَلتَقِطُ شِيعَتَهَا وَ مُحِبّيهَا كَمَا يَلتَقِطُ الطّيرُ الحَبّ الجَيّدَ مِنَ الحَبّ الردّيِ‌ءِ فَإِذَا صَارَ شِيعَتُهَا مَعَهَا عِندَ بَابِ الجَنّةِ يلُقيِ‌ اللّهُ فِي قُلُوبِهِم أَن يَلتَفِتُوا فَإِذَا التَفَتُوا يَقُولُ اللّهُ يَا أحَبِاّئيِ‌ مَا التِفَاتُكُم وَ قَد شَفّعتُ فِيكُم فَاطِمَةَ بِنتَ حبَيِبيِ‌ فَيَقُولُونَ يَا رَبّ أَحبَبنَا أَن يُعرَفَ قَدرُنَا فِي مِثلِ هَذَا اليَومِ فَيَقُولُ اللّهُ يَا أحَبِاّئيِ‌ ارجِعُوا وَ انظُرُوا مَن أَحَبّكُم لِحُبّ فَاطِمَةَ انظُرُوا مَن أَطعَمَكُمُ لِحُبّ فَاطِمَةَ انظُرُوا مَن كَسَاكُم لِحُبّ فَاطِمَةَ انظُرُوا مَن سَقَاكُم شَربَةً فِي حُبّ فَاطِمَةَ انظُرُوا مَن رَدّ عَنكُم غَيبَةً فِي حُبّ فَاطِمَةَ فَخُذُوا بِيَدِهِ وَ أَدخِلُوهُ الجَنّةَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع وَ اللّهِ لَا يَبقَي فِي النّاسِ إِلّا شَاكّ أَو كَافِرٌ أَو مُنَافِقٌ فَإِذَا صَارُوا بَينَ الطّبَقَاتِ نَادُوا كَمَا قَالَ اللّهُ تَعَالَيفَما لَنا مِن شافِعِينَ وَ لا صَدِيقٍ حَمِيمٍفَيَقُولُونَفَلَو أَنّ لَنا كَرّةً فَنَكُونَ مِنَ المُؤمِنِينَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع هَيهَاتَ هَيهَاتَ مُنِعُوا مَا طَلَبُواوَ لَو رُدّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنهُ وَ إِنّهُم لَكاذِبُونَ

60- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَنِ ابنِ قُولَوَيهِ عَنِ الحمِيرَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَنِ


صفحه : 53

التفّليِسيِ‌ّ عَن أَبِي العَبّاسِ الفَضلِ بنِ عَبدِ المَلِكِ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ يَا فَضلُ إِنّمَا سمُيّ‌َ المُؤمِنُ مُؤمِناً لِأَنّهُ يُؤمِنُ عَلَي اللّهِ فَيُجِيزُ اللّهُ أَمَانَهُ ثُمّ قَالَ أَ مَا سَمِعتَ اللّهَ يَقُولُ فِي أَعدَائِكُم إِذَا رَأَوا شَفَاعَةَ الرّجُلِ مِنكُم لِصَدِيقِهِ يَومَ القِيَامَةِفَما لَنا مِن شافِعِينَ وَ لا صَدِيقٍ حَمِيمٍ

61-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن حَفصٍ المُؤَذّنِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ فِي رِسَالَتِهِ إِلَي أَصحَابِهِ قَالَ وَ اعلَمُوا أَنّهُ لَيسَ يغُنيِ‌ عَنكُم مِنَ اللّهِ أَحَدٌ مِن خَلقِهِ شَيئاً لَا مَلَكٌ مُقَرّبٌ وَ لَا نبَيِ‌ّ مُرسَلٌ وَ لَا مَن دُونَ ذَلِكَ فَمَن سَرّهُ أَن يَنفَعَهُ شَفَاعَةُ الشّافِعِينَ عِندَ اللّهِ فَليَطلُب إِلَي اللّهِ أَن يَرضَي عَنهُ

62-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] عَن سُلَيمَانَ بنِ مُحَمّدٍ بِإِسنَادِهِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَسَمِعتُ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ عَلَيهِ السّلَامُ يَقُولُ دَخَلَ رَسُولُ اللّهِص ذَاتَ يَومٍ عَلَي فَاطِمَةَ وَ هيِ‌َ حَزِينَةٌ فَقَالَ لَهَا مَا حَزَنَكِ يَا بُنَيّةُ قَالَت يَا أَبَةِ ذَكَرتُ المَحشَرَ وَ وُقُوفَ النّاسِ عُرَاةً يَومَ القِيَامَةِ فَقَالَ يَا بُنَيّةُ إِنّهُ لَيَومٌ عَظِيمٌ وَ لَكِن قَد أخَبرَنَيِ‌ جَبرَئِيلُ عَنِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ أَنّهُ قَالَ أَوّلُ مَن يَنشَقّ عَنهُ الأَرضُ يَومَ القِيَامَةِ أَنَا ثُمّ أَبِي اِبرَاهِيمُ ثُمّ بَعلُكِ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع ثُمّ يَبعَثُ اللّهُ إِلَيكِ جَبرَئِيلَ فِي سَبعِينَ أَلفَ مَلَكٍ فَيَضرِبُ عَلَي قَبرِكِ سَبعَ قِبَابٍ مِن نُورٍ ثُمّ يَأتِيكِ إِسرَافِيلُ بِثَلَاثِ حُلَلٍ مِن نُورٍ فَيَقِفُ عِندَ رَأسِكِ فَيُنَادِيكِ يَا فَاطِمَةُ بِنتَ مُحَمّدٍ قوُميِ‌ إِلَي مَحشَرِكِ فَتَقُومِينَ آمِنَةً رَوعَتُكِ مَستُورَةً عَورَتُكِ فَيُنَاوِلُكِ إِسرَافِيلُ الحُلَلَ فَتَلبَسِينَهَا وَ يَأتِيكِ رُوفَائِيلُ بِنَجِيبَةٍ مِن نُورٍ زِمَامُهَا مِن لُؤلُؤٍ رَطبٍ عَلَيهَا مِحَفّةٌ مِن ذَهَبٍ فَتَركَبِينَهَا وَ يَقُودُ رُوفَائِيلُ بِزِمَامِهَا وَ بَينَ يَدَيكِ سَبعُونَ أَلفَ مَلَكٍ بِأَيدِيهِم أَلوِيَةُ التّسبِيحِ فَإِذَا جَدّ بِكِ السّيرُ استَقبَلَتكِ سَبعُونَ أَلفَ حَورَاءَ يَستَبشِرُونَ بِالنّظَرِ إِلَيكِ بِيَدِ كُلّ وَاحِدَةٍ مِنهُنّ مِجمَرَةٌ مِن نُورٍ يَسطَعُ مِنهَا رِيحُ العُودِ مِن غَيرِ نَارٍ وَ عَلَيهِنّ أَكَالِيلُ الجَوهَرِ


صفحه : 54

مُرَصّعَةٌ بِالزّبَرجَدِ الأَخضَرِ فَيُسرِعنَ عَن يَمِينِكِ فَإِذَا سِرتِ مِن قَبرِكِ استَقبَلَتكِ مَريَمُ بِنتُ عِمرَانَ فِي مِثلِ مَن مَعَكِ مِنَ الحُورِ فَتُسَلّمُ عَلَيكِ وَ تَسِيرُ هيِ‌َ وَ مَن مَعَهَا عَن يَسَارِكِ ثُمّ تَستَقبِلُكِ أُمّكِ خَدِيجَةُ بِنتُ خُوَيلِدٍ أَوّلُ المُؤمِنَاتِ بِاللّهِ وَ بِرَسُولِهِ وَ مَعَهَا سَبعُونَ أَلفَ مَلَكٍ بِأَيدِيهِم أَلوِيَةُ التّكبِيرِ فَإِذَا قَرُبتِ مِنَ الجَمعِ استَقبَلَتكِ حَوّاءُ فِي سَبعِينَ أَلفَ حَورَاءَ وَ مَعَهَا آسِيَةُ بِنتُ مُزَاحِمٍ فَتَسِيرَانِ هُمَا وَ مَن مَعَهُمَا مَعَكِ فَإِذَا تَوَسّطتِ الجَمعَ وَ ذَلِكَ أَنّ اللّهَ يَجمَعُ الخَلَائِقَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فتَسَتوَيِ‌ بِهِمُ الأَقدَامُ ثُمّ ينُاَديِ‌ مُنَادٍ مِن تَحتِ العَرشِ يَسمَعُ الخَلَائِقُ غُضّوا أَبصَارَكُم حَتّي تَجُوزَ فَاطِمَةُ بِنتُ مُحَمّدٍص وَ مَن مَعَهَا فَلَا يَنظُرُ إِلَيكِ يَومَئِذٍ إِلّا اِبرَاهِيمُ خَلِيلُ الرّحمَنِ وَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ وَ يَطلُبُ آدَمُ حَوّاءَ فَيَرَاهَا مَعَ أُمّكِ خَدِيجَةَ أَمَامَكِ ثُمّ يُنصَبُ لَكِ مِنبَرٌ مِنَ النّورِ فِيهِ سَبعُ مَرَاقٍ بَينَ المِرقَاةِ إِلَي المِرقَاةِ صُفُوفُ المَلَائِكَةِ بِأَيدِيهِم أَلوِيَةُ النّورِ وَ يَصطَفّ الحُورُ العِينُ عَن يَمِينِ المِنبَرِ وَ عَن يَسَارِهِ وَ أَقرَبُ النّسَاءِ مِنكِ عَن يَسَارِكِ حَوّاءُ وَ آسِيَةُ فَإِذَا صِرتِ فِي أَعلَي المِنبَرِ أَتَاكِ جَبرَئِيلُ فَيَقُولُ لَكِ يَا فَاطِمَةُ سلَيِ‌ حَاجَتَكِ فَتَقُولِينَ يَا رَبّ أرَنِيِ‌ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ فَيَأتِيَانِكِ وَ أَودَاجُ الحُسَينِ تَشخُبُ دَماً وَ هُوَ يَقُولُ يَا رَبّ خُذ لِيَ اليَومَ حقَيّ‌ مِمّن ظلَمَنَيِ‌ فَيَغضَبُ عِندَ ذَلِكَ الجَلِيلُ وَ يَغضَبُ لِغَضَبِهِ جَهَنّمُ وَ المَلَائِكَةُ أَجمَعُونَ فَتَزفِرُ جَهَنّمُ عِندَ ذَلِكَ زَفرَةً ثُمّ يَخرُجُ فَوجٌ مِنَ النّارِ وَ يَلتَقِطُ قَتَلَةَ الحُسَينِ وَ أَبنَاءَهُم وَ أَبنَاءَ أَبنَائِهِم وَ يَقُولُونَ يَا رَبّ إِنّا لَم نَحضُرِ الحُسَينَ فَيَقُولُ اللّهُ لِزَبَانِيَةِ جَهَنّمَ خُذُوهُم بِسِيمَاهُم بِزُرقَةِ الأَعيُنِ وَ سَوَادِ الوُجُوهِ خُذُوا بِنَوَاصِيهِم فَأَلقُوهُم فِي الدّركِ الأَسفَلِ مِنَ النّارِ فَإِنّهُم كَانُوا أَشَدّ عَلَي أَولِيَاءِ الحُسَينِ مِن آبَائِهِمُ الّذِينَ حَارَبُوا الحُسَينَ فَقَتَلُوهُ فَتَسمَعِينَ أَشهِقَتَهُم فِي جَهَنّمَ ثُمّ يَقُولُ جَبرَئِيلُ يَا فَاطِمَةُ سلَيِ‌ حَاجَتَكِ فَتَقُولِينَ يَا رَبّ شيِعتَيِ‌ فَيَقُولُ اللّهُ قَد غَفَرتُ لَهُم فَتَقُولِينَ يَا رَبّ شِيعَةُ ولُديِ‌ فَيَقُولُ اللّهُ قَد غَفَرتُ لَهُم فَتَقُولِينَ يَا رَبّ شِيعَةُ شيِعتَيِ‌ فَيَقُولُ اللّهُ انطلَقِيِ‌ فَمَنِ اعتَصَمَ بِكِ فَهُوَ مَعَكِ فِي الجَنّةِ فَعِندَ ذَلِكَ تَوَدّ الخَلَائِقُ أَنّهُم كَانُوا فَاطِمِيّينَ فَتَسِيرِينَ وَ مَعَكِ شِيعَتُكِ وَ شِيعَةُ وُلدِكِ وَ شِيعَةُ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ آمِنَةً رَوعَاتُهُم مَستُورَةً عَورَاتُهُم قَد ذَهَبَت عَنهُمُ الشّدَائِدُ


صفحه : 55

وَ سَهُلَت لَهُمُ المَوَارِدُ يَخَافُ النّاسُ وَ هُم لَا يَخَافُونَ وَ يَظمَأُ النّاسُ وَ هُم لَا يَظمَئُونَ فَإِذَا بَلَغتِ بَابَ الجَنّةِ تَلَقّتكِ اثنَا عَشَرَ أَلفَ حَورَاءَ لَم يَتَلَقّينَ أَحَداً قَبلَكِ وَ لَا يَتَلَقّينَ أَحَداً كَانَ بَعدَكِ بِأَيدِيهِم حِرَابٌ مِن نُورٍ عَلَي نَجَائِبَ مِن نُورٍ جِلَالُهَا مِنَ الذّهَبِ الأَصفَرِ وَ اليَاقُوتِ أَزِمّتُهَا مِن لُؤلُؤٍ رَطبٍ عَلَي كُلّ نَجِيبٍ نُمرُقَةٌ مِن سُندُسٍ فَإِذ[ فَإِذَا]دَخَلتِ الجَنّةَ تَبَاشَرُ بِكِ أَهلُهَا وَ وُضِعَ لِشِيعَتِكِ مَوَائِدُ مِن جَوهَرٍ عَلَي عُمُدٍ مِن نُورٍ فَيَأكُلُونَ مِنهَا وَ النّاسُ فِي الحِسَابِوَ هُم فِي مَا اشتَهَت أَنفُسُهُم خالِدُونَالحَدِيثَ

63-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَولُهُ تَعَالَيوَ لكِنّ البِرّ مَن آمَنَ بِاللّهِ وَ اليَومِ الآخِرِ قَالَ آمَنَ بِاليَومِ الآخِرِ يَومِ القِيَامَةِ التّيِ‌ أَفضَلُ مَن يُوَافِيهَا مُحَمّدٌ سَيّدُ النّبِيّينَ وَ بَعدَهُ عَلِيّ أَخُوهُ وَ صَفِيّهُ سَيّدُ الوَصِيّينَ وَ التّيِ‌ لَا يَحضُرُهَا مِن شِيعَةِ مُحَمّدٍ أَحَدٌ إِلّا أَضَاءَت فِيهَا أَنوَارُهُ فَسَارَ فِيهَا إِلَي جَنّاتِ النّعِيمِ هُوَ وَ إِخوَانُهُ وَ أَزوَاجُهُ وَ ذُرّيّاتُهُ وَ المُحسِنُونَ إِلَيهِ وَ الدّافِعُونَ فِي الدّنيَا عَنهُ وَ لَا يَحضُرُهَا مِن أَعدَاءِ مُحَمّدٍ أَحَدٌ إِلّا غَشِيَتهُ ظُلُمَاتُهَا فَتَسِيرُ فِيهَا إِلَي العَذَابِ الأَلِيمِ هُوَ وَ شُرَكَاؤُهُ فِي عَقدِهِ وَ دِينِهِ وَ مَذهَبِهِ وَ المُتَقَرّبُونَ كَانُوا فِي الدّنيَا إِلَيهِ لِغَيرِ تَقِيّةٍ لَحَفَتهُم مِنهُ التّيِ‌ تنُاَديِ‌ الجِنَانُ فِيهَا إِلَينَا أَولِيَاءَ مُحَمّدٍ وَ عَلِيّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَا وَ شِيعَتَهُمَا وَ عَنّا أَعدَاءَ مُحَمّدٍ وَ عَلِيّ ع وَ أَهلَ مُخَالَفَتِهِمَا وَ تنُاَديِ‌ النّيرَانُ عَنّا عَنّا أَولِيَاءَ مُحَمّدٍ وَ عَلِيّ ع وَ شِيعَتَهُمَا وَ إِلَينَا إِلَينَا أَعدَاءَ مُحَمّدٍ وَ عَلِيّ وَ شِيعَتَهُمَا تَقُولُ الجِنَانُ يَا مُحَمّدُ وَ يَا عَلِيّ إِنّ اللّهَ أَمَرَنَا بِطَاعَتِكُمَا وَ أَن تَأذَنَا فِي الدّخُولِ إِلَينَا مَن تُدخِلَانِهِ فَاملَئَانَا بِشِيعَتِكُمَا مَرحَباً بِهِم وَ أَهلًا وَ سَهلًا وَ تَقُولُ النّيرَانُ يَا مُحَمّدُ وَ يَا عَلِيّ إِنّ اللّهَ تَعَالَي أَمَرَنَا بِطَاعَتِكُمَا وَ أَن تُحرِقَ بِنَا مَن تَأمُرَانِنَا بِحَرقِهِ بِنَا فَاملَئَانَا بِأَعدَائِكُمَا

64- ع ،[علل الشرائع ] أَبِي عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَن حَنَانٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ لَا تَسأَلُوهُم فَتُكَلّفُونَا قَضَاءَ حَوَائِجِهِم يَومَ القِيَامَةِ

65- وَ بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع لَا تَسأَلُوهُمُ الحَوَائِجَ فَتَكُونُوا لَهُمُ الوَسِيلَةَ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فِي القِيَامَةِ


صفحه : 56

66- ع ،[علل الشرائع ]بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ بَعَثَ اللّهُ العَالِمَ وَ العَابِدَ فَإِذَا وَقَفَا بَينَ يدَيَ‌ِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ قِيلَ لِلعَابِدِ انطَلِق إِلَي الجَنّةِ وَ قِيلَ لِلعَالِمِ قِف تَشفَع لِلنّاسِ بِحُسنِ تَأدِيبِكَ لَهُم

67-ختص ،[الإختصاص ]روُيِ‌َ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَا مِن أَهلِ بَيتٍ يَدخُلُ وَاحِدٌ مِنهُمُ الجَنّةَ إِلّا دَخَلُوا أَجمَعِينَ الجَنّةَ قِيلَ وَ كَيفَ ذَلِكَ قَالَ يَشفَعُ فِيهِم فَيُشَفّعُ حَتّي يَبقَي الخَادِمُ فَيَقُولُ يَا رَبّ خوُيَدمِتَيِ‌ قَد كَانَت تقَيِنيِ‌ الحَرّ وَ القُرّ فَيُشَفّعُ فِيهَا

68- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] ابنُ عُبدُونٍ عَنِ ابنِ الزّبَيرِ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ بنِ فَضّالٍ عَنِ العَبّاسِ بنِ عَامِرٍ عَن أَحمَدَ بنِ رِزقٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا تَستَخِفّوا بِشِيعَةِ عَلِيّ فَإِنّ الرّجُلَ مِنهُم لَيَشفَعُ لِعَدَدِ رَبِيعَةَ وَ مُضَرَ

69-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ]فُرَاتُ بنُ اِبرَاهِيمَ الكوُفيِ‌ّ مُعَنعَناً عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ فِينَا وَ فِي شِيعَتِنَا قَولُهُ تَعَالَيفَما لَنا مِن شافِعِينَ وَ لا صَدِيقٍ حَمِيمٍ وَ ذَلِكَ أَنّ اللّهَ تَعَالَي يُفَضّلُنَا وَ يُفَضّلُ شِيعَتَنَا حَتّي إِنّا لَنَشفَعُ وَ يَشفَعُونَ فَإِذَا رَأَي ذَلِكَ مَن لَيسَ مِنهُم قَالُوافَما لَنا مِن شافِعِينَ وَ لا صَدِيقٍ حَمِيمٍ

70-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن عَلِيّ بنِ عُقبَةَ عَن عُمَرَ بنِ أَبَانٍ عَن عَبدِ الحَمِيدِ الواَبشِيِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قُلتُ لَهُ إِنّ لَنَا جَاراً يَنتَهِكُ المَحَارِمَ كُلّهَا حَتّي إِنّهُ لَيَترُكُ الصّلَاةَ فَضلًا عَن غَيرِهَا فَقَالَ سُبحَانَ اللّهِ وَ أَعظَمَ ذَلِكَ أَ لَا أُخبِرُكُم بِمَن هُوَ شَرّ مِنهُ قُلتُ بَلَي قَالَ النّاصِبُ لَنَا شَرّ مِنهُ أَمَا إِنّهُ لَيسَ مِن عَبدٍ يُذكَرُ عِندَهُ أَهلُ البَيتِ فَيَرِقّ لِذِكرِنَا إِلّا مَسَحَتِ المَلَائِكَةُ ظَهرَهُ وَ غُفِرَ لَهُ ذُنُوبُهُ كُلّهَا إِلّا أَن يجَيِ‌ءَ بِذَنبٍ يُخرِجُهُ مِنَ الإِيمَانِ وَ إِنّ الشّفَاعَةَ لَمَقبُولَةٌ وَ مَا تُقُبّلَ فِي نَاصِبٍ وَ إِنّ المُؤمِنَ لَيَشفَعُ لِجَارِهِ وَ مَا لَهُ حَسَنَةٌ فَيَقُولُ يَا رَبّ جاَريِ‌ كَانَ يَكُفّ


صفحه : 57

عنَيّ‌ الأَذَي فَيَشفَعُ فِيهِ فَيَقُولُ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي أَنَا رَبّكَ وَ أَنَا أَحَقّ مَن كَافَي عَنكَ فَيُدخِلُهُ الجَنّةَ وَ مَا لَهُ مِن حَسَنَةٍ وَ إِنّ أَدنَي المُؤمِنِينَ شَفَاعَةً لَيَشفَعُ لِثَلَاثِينَ إِنسَاناً فَعِندَ ذَلِكَ يَقُولُ أَهلُ النّارِفَما لَنا مِن شافِعِينَ وَ لا صَدِيقٍ حَمِيمٍ

شي‌،[تفسير العياشي‌] عن أبي جعفر ع مثله

71-كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَن سَهلٍ عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَن سَعدَانَ عَن سَمَاعَةَ قَالَ كُنتُ قَاعِداً مَعَ أَبِي الحَسَنِ الأَوّلِ ع وَ النّاسُ فِي الطّوَافِ فِي جَوفِ اللّيلِ فَقَالَ يَا سَمَاعَةُ إِلَينَا إِيَابُ هَذَا الخَلقِ وَ عَلَينَا حِسَابُهُم فَمَا كَانَ لَهُم مِن ذَنبٍ بَينَهُم وَ بَينَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ حَتَمنَا عَلَي اللّهِ فِي تَركِهِ لَنَا فَأَجَابَنَا إِلَي ذَلِكَ وَ مَا كَانَ بَينَهُم وَ بَينَ النّاسِ استَوهَبنَاهُ مِنهُم وَ أَجَابُوا إِلَي ذَلِكَ وَ عَوّضَهُمُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ

72-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] مُحَمّدُ بنُ القَاسِمِ بنِ عُبَيدٍ مُعَنعَناً عَن بِشرِ بنِ شُرَيحٍ البصَريِ‌ّ قَالَ قُلتُ لِمُحَمّدِ بنِ عَلِيّ ع أَيّةُ آيَةٍ فِي كِتَابِ اللّهِ أَرجَي قَالَ مَا يَقُولُ فِيهَا قَومُكَ قَالَ قُلتُ يَقُولُونَيا عبِاديِ‌َ الّذِينَ أَسرَفُوا عَلي أَنفُسِهِم لا تَقنَطُوا مِن رَحمَةِ اللّهِ قَالَ لَكِنّا أَهلَ البَيتِ لَا نَقُولُ ذَلِكَ قَالَ قُلتُ فأَيَ‌ّ شَيءٍ تَقُولُونَ فِيهَا قَالَ نَقُولُوَ لَسَوفَ يُعطِيكَ رَبّكَ فَتَرضيالشّفَاعَةُ وَ اللّهِ الشّفَاعَةُ وَ اللّهِ الشّفَاعَةُ

73-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَحِبّوا مَوَالِيَنَا مَعَ حُبّكُم لِآلِنَا هَذَا زَيدُ بنُ حَارِثَةَ وَ ابنُ أُسَامَةَ بنِ زَيدٍ مِن خَوَاصّ مَوَالِينَا فَأَحِبّوهُمَا فَوَ ألّذِي بَعَثَ مُحَمّداً بِالحَقّ نَبِيّاً لَيَنفَعُكُم حُبّهُمَا قَالُوا وَ كَيفَ يَنفَعُنَا حُبّهُمَا قَالَ إِنّهُمَا يَأتِيَانِ يَومَ القِيَامَةِ عَلِيّاً صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ بِخَلقٍ كَثِيرٍ أَكثَرَ مِن رَبِيعَةَ وَ مُضَرَ بِعَدَدِ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُم فَيَقُولَانِ يَا أَخَا رَسُولِ اللّهِ هَؤُلَاءِ أَحَبّونَا بِحُبّ مُحَمّدٍ رَسُولِ اللّهِ وَ بِحُبّكَ فَيَكتُبُ عَلِيّ ع جُوزُوا عَلَي الصّرَاطِ سَالِمِينَ وَ ادخُلُوا الجِنَانَ فَيَعبُرُونَ عَلَيهِ وَ يَرِدُونَ الجَنّةَ سَالِمِينَ وَ ذَلِكَ أَنّ أَحَداً لَا يَدخُلُ الجَنّةَ مِن سَائِرِ أُمّةِ مُحَمّدٍص إِلّا بِجَوَازٍ مِن


صفحه : 58

عَلِيّ ع فَإِن أَرَدتُمُ الجَوَازَ عَلَي الصّرَاطِ سَالِمِينَ وَ دُخُولَ الجِنَانِ غَانِمِينَ فَأَحِبّوا بَعدَ حُبّ مُحَمّدٍ وَ آلِهِ مَوَالِيَهُ ثُمّ إِن أَرَدتُم أَن يُعَظّمَ مُحَمّدٌ وَ عَلِيّ ع عِندَ اللّهِ مَنَازِلَكُم فَأَحِبّوا شِيعَةَ مُحَمّدٍ وَ عَلِيّ وَ جِدّوا فِي قَضَاءِ حَوَائِجِ المُؤمِنِينَ فَإِنّ اللّهَ تَعَالَي إِذَا أَدخَلَكُمُ مَعَاشِرَ شِيعَتِنَا وَ مُحِبّينَا الجِنَانَ نَادَي مُنَادِيهِ فِي تِلكَ الجِنَانِ يَا عبِاَديِ‌ قَد دَخَلتُمُ الجَنّةَ برِحَمتَيِ‌ فَتَقَاسَمُوهَا عَلَي قَدرِ حُبّكُم لِشِيعَةِ مُحَمّدٍ وَ عَلِيّ وَ قَضَاءِ حُقُوقِ إِخوَانِكُمُ المُؤمِنِينَ فَأَيّهُم كَانَ أَشَدّ لِلشّيعَةِ حُبّاً وَ لِحُقُوقِ إِخوَانِهِمُ المُؤمِنِينَ أَشَدّ قَضَاءً كَانَت دَرَجَاتُهُ فِي الجِنَانِ أَعلَي حَتّي إِنّ فِيهِم مَن يَكُونُ أَرفَعَ مِنَ الآخَرِ بِمَسِيرَةِ خَمسِمِائَةِ سَنَةٍ تَرَابِيعِ قُصُورٍ وَ جِنَانٍ

بيان لعل المراد بالترابيع المربعات أو كان في الأصل مرابع جمع مربع و هومنزل القوم في الربيع

74-عد،[العقائد]اعتقادنا في الشفاعة أنها لمن ارتضي‌ دينه من أهل الكبائر والصغائر فأما التائبون من الذنوب فغير محتاجين إلي الشفاعة و قال النبي ص من لم يؤمن بشفاعتي‌ فلاأناله الله شفاعتي‌

75- وَ قَالَص لَا شَفِيعَ أَنجَحُ مِنَ التّوبَةِ وَ الشّفَاعَةُ لِلأَنبِيَاءِ وَ الأَوصِيَاءِ وَ المُؤمِنِينَ وَ المَلَائِكَةِ وَ فِي المُؤمِنِينَ مَن يَشفَعُ مِثلَ رَبِيعَةَ وَ مُضَرَ وَ أَقَلّ المُؤمِنِينَ شَفَاعَةً مَن يَشفَعُ لِثَلَاثِينَ إِنسَاناً وَ الشّفَاعَةُ لَا تَكُونُ لِأَهلِ الشّكّ وَ الشّركِ وَ لَا لِأَهلِ الكُفرِ وَ الجُحُودِ بَل يَكُونُ لِلمُؤمِنِينَ مِن أَهلِ التّوحِيدِ

76- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]بِإِسنَادِهِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ عَنِ النّبِيّص قَالَكأَنَيّ‌ أَنظُرُ إِلَي ابنتَيِ‌ فَاطِمَةَ وَ قَد أَقبَلَت يَومَ القِيَامَةِ عَلَي نَجِيبٍ مِن نُورٍ عَن يَمِينِهَا سَبعُونَ أَلفَ مَلَكٍ وَ عَن يَسَارِهَا سَبعُونَ أَلفَ مَلَكٍ وَ خَلفَهَا سَبعُونَ أَلفَ مَلَكٍ تَقُودُ مُؤمِنَاتِ أمُتّيِ‌ إِلَي الجَنّةِ


صفحه : 59

فَأَيّمَا امرَأَةٍ صَلّت فِي اليَومِ وَ اللّيلَةِ خَمسَ صَلَوَاتٍ وَ صَامَت شَهرَ رَمَضَانَ وَ حَجّت بَيتَ اللّهِ الحَرَامَ وَ زَكّت مَالَهَا وَ أَطَاعَت زَوجَهَا وَ وَالَت عَلِيّاً بعَديِ‌ دَخَلَتِ الجَنّةَ بِشَفَاعَةِ ابنتَيِ‌ فَاطِمَةَ الخَبَرَ

77- مِن كِتَابِ فَضَائِلِ الشّيعَةِ لِلصّدُوقِ،رَحِمَهُ اللّهُ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ نَشفَعُ فِي المُذنِبِ مِن شِيعَتِنَا فَأَمّا المُحسِنُونَ فَقَد نَجَاهُمُ اللّهُ

78- مِن كِتَابِ صِفَاتِ الشّيعَةِ لِلصّدُوقِ،رَحِمَهُ اللّهُ بِإِسنَادِهِ عَن عَمّارٍ الساّباَطيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لِكُلّ مُؤمِنٍ خَمسُ سَاعَاتٍ يَومَ القِيَامَةِ يَشفَعُ فِيهَا

79- وَ عَن أَبِيهِ عَنِ الحمِيرَيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ أَبِي نَجرَانَ عَن أَبِي الحَسَنِ ع قَالَ شِيعَتُنَا الّذِينَ يُقِيمُونَ الصّلَاةَ وَ يُؤتُونَ الزّكَاةَ وَ يَحُجّونَ البَيتَ الحَرَامَ وَ يَصُومُونَ شَهرَ رَمَضَانَ وَ يُوَالُونَ أَهلَ البَيتِ وَ يَتَبَرّءُونَ مِن أَعدَائِهِم وَ سَاقَ الحَدِيثَ إِلَي أَن قَالَ وَ إِنّ أَحَدَهُم لَيَشفَعُ فِي مِثلِ رَبِيعَةَ وَ مُضَرَ فَيُشَفّعُهُ اللّهُ فِيهِم لِكَرَامَتِهِ عَلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ

أقول سيأتي‌ بعض الأخبار في باب الجنة

80- مِن كِتَابِ التّمحِيصِ، عَن أَبِي الحَسَنِ الأَوّلِ ع قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَقُولُ لَا تَستَخِفّوا بِفُقَرَاءِ شِيعَةِ عَلِيّ وَ عِترَتِهِ مِن بَعدِهِ فَإِنّ الرّجُلَ مِنهُم لَيَشفَعُ لِمِثلِ رَبِيعَةَ وَ مُضَرَ

81-دَعَوَاتُ الراّونَديِ‌ّ، عَن سَمَاعَةَ بنِ مِهرَانَ قَالَ قَالَ أَبُو الحَسَنِ ع إِذَا كَانَت لَكَ حَاجَةٌ إِلَي اللّهِ فَقُلِ أللّهُمّ إنِيّ‌ أَسأَلُكَ بِحَقّ مُحَمّدٍ وَ عَلِيّ فَإِنّ لَهُمَا عِندَكَ شَأناً مِنَ الشّأنِ وَ قَدراً مِنَ القَدرِ فَبِحَقّ ذَلِكَ الشّأنِ وَ ذَلِكَ القَدرِ أَن تصُلَيّ‌َ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ أَن تَفعَلَ بيِ‌ كَذَا وَ كَذَا فَإِنّهُ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ لَم يَبقَ مَلَكٌ مُقَرّبٌ وَ لَا نبَيِ‌ّ مُرسَلٌ وَ لَا مُؤمِنٌ مُمتَحَنٌ إِلّا وَ هُوَ يَحتَاجُ إِلَيهِمَا فِي ذَلِكَ اليَومِ

82-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] عَنِ النّبِيّص قَالَ أَمَا إِنّ مِن شِيعَةِ عَلِيّ ع لَمَن يأَتيِ‌ يَومَ القِيَامَةِ وَ قَد وُضِعَ لَهُ فِي كِفّةِ سَيّئَاتِهِ مِنَ الآثَامِ مَا هُوَ أَعظَمُ مِنَ الجِبَالِ الروّاَسيِ‌ وَ


صفحه : 60

البِحَارِ السّيّارَةِ تَقُولُ الخَلَائِقُ هَلَكَ هَذَا العَبدُ فَلَا يَشُكّونَ أَنّهُ مِنَ الهَالِكِينَ وَ فِي عَذَابِ اللّهِ مِنَ الخَالِدِينَ فَيَأتِيهِ النّدَاءُ مِن قِبَلِ اللّهِ تَعَالَي يَا أَيّهَا العَبدُ الجاَنيِ‌ هَذِهِ الذّنُوبُ المُوبِقَاتُ فَهَل بِإِزَائِهَا حَسَنَةٌ تُكَافِئُهَا وَ تَدخُلُ الجَنّةَ بِرَحمَةِ اللّهِ أَو تَزِيدُ عَلَيهَا فَتَدخُلُهَا بِوَعدِ اللّهِ يَقُولُ العَبدُ لَا أدَريِ‌ فَيَقُولُ منُاَديِ‌ رَبّنَا عَزّ وَ جَلّ إِنّ ربَيّ‌ يَقُولُ نَادِ فِي عَرَصَاتِ القِيَامَةِ أَلَا إِنّ فُلَانَ بنَ فُلَانٍ مِن بَلَدِ كَذَا وَ كَذَا وَ قَريَةِ كَذَا وَ كَذَا قَد رُهِنَ بِسَيّئَاتِهِ كَأَمثَالِ الجِبَالِ وَ البِحَارِ وَ لَا حَسَنَةَ بِإِزَائِهَا فأَيَ‌ّ أَهلِ هَذَا المَحشَرِ كَانَت لِي عِندَهُ يَدٌ أَو عَارِفَةٌ فلَيغُثِنيِ‌ بمِجُاَزاَتيِ‌ عَنهَا فَهَذَا أَوَانُ شِدّةِ حاَجتَيِ‌ إِلَيهَا فيَنُاَديِ‌ الرّجُلُ بِذَلِكَ فَأَوّلُ مَن يُجِيبُهُ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ لَبّيكَ لَبّيكَ لَبّيكَ أَيّهَا المُمتَحَنُ فِي محَبَتّيِ‌ المَظلُومُ بعِدَاَوتَيِ‌ ثُمّ يأَتيِ‌ هُوَ وَ مَن مَعَهُ عَدَدٌ كَثِيرٌ وَ جَمّ غَفِيرٌ وَ إِن كَانُوا أَقَلّ عَدَداً مِن خُصَمَائِهِ الّذِينَ لَهُم قِبَلَهُ الظّلَامَاتُ فَيَقُولُ ذَلِكَ العَدَدُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ نَحنُ إِخوَانُهُ المُؤمِنُونَ كَانَ بِنَا بَارّاً وَ لَنَا مُكرِماً وَ فِي مُعَاشَرَتِهِ إِيّانَا مَعَ كَثرَةِ إِحسَانِهِ إِلَينَا مُتَوَاضِعاً وَ قَد نَزَلنَا لَهُ عَن جَمِيعِ طَاعَاتِنَا وَ بَذَلنَاهَا لَهُ فَيَقُولُ عَلِيّ ع فَبِمَا ذَا تَدخُلُونَ جَنّةَ رَبّكُم فَيَقُولُونَ بِرَحمَةِ اللّهِ الوَاسِعَةِ التّيِ‌ لَا يَعدَمُهَا مَن وَالَاكَ وَ وَالَي آلَكَ يَا أَخَا رَسُولِ اللّهِ فيَأَتيِ‌ النّدَاءُ مِن قِبَلِ اللّهِ تَعَالَي يَا أَخَا رَسُولِ اللّهِ هَؤُلَاءِ إِخوَانُهُ المُؤمِنُونَ قَد بَذَلُوا لَهُ فَأَنتَ مَا ذَا تَبذُلُ لَهُ فإَنِيّ‌ أَنَا الحَكَمُ مَا بيَنيِ‌ وَ بَينَهُ مِنَ الذّنُوبِ قَد غَفَرتُهَا لَهُ بِمُوَالَاتِهِ إِيّاكَ وَ مَا بَينَهُ وَ بَينَ عبِاَديِ‌ مِنَ الظّلَامَاتِ فَلَا بُدّ مِن فصَليِ‌ بَينَهُ وَ بَينَهُم فَيَقُولُ عَلِيّ ع يَا رَبّ أَفعَلُ مَا تأَمرُنُيِ‌ فَيَقُولُ اللّهُ يَا عَلِيّ اضمَن لِخُصَمَائِهِ تَعوِيضَهُم عَن ظُلَامَاتِهِم قِبَلَهُ فَيَضمَنُ لَهُم عَلِيّ ع ذَلِكَ وَ يَقُولُ لَهُم اقتَرِحُوا عَلَي مَا شِئتُم أُعطِكُم عِوَضاً مِن ظُلَامَاتِكُم قِبَلَهُ فَيَقُولُونَ يَا أَخَا رَسُولِ اللّهِ تَجعَلُ لَنَا بِإِزَاءِ ظُلَامَتِنَا قِبَلَهُ ثَوَابَ نَفَسٍ مِن أَنفَاسِكَ لَيلَةَ بَيتُوتَتِكَ عَلَي فِرَاشِ مُحَمّدٍص فَيَقُولُ عَلِيّ ع قَد وَهَبتُ ذَلِكَ لَكُم فَيَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فَانظُرُوا يَا عبِاَديِ‌َ الآنَ إِلَي مَا نِلتُمُوهُ مِن عَلِيّ فِدَاءً لِصَاحِبِهِ مِن ظُلَامَاتِكُم وَ يُظهِرُ لَهُم ثَوَابَ


صفحه : 61

نَفَسٍ وَاحِدٍ فِي الجِنَانِ مِن عَجَائِبِ قُصُورِهَا وَ خَيرَاتِهَا فَيَكُونُ ذَلِكَ مَا يرُضيِ‌ اللّهُ بِهِ خُصَمَاءَ أُولَئِكَ المُؤمِنِينَ ثُمّ يُرِيهِم بَعدَ ذَلِكَ مِنَ الدّرَجَاتِ وَ المَنَازِلِ مَا لَا عَينٌ رَأَت وَ لَا أُذُنٌ سَمِعَت وَ لَا خَطَرَ عَلَي بَالِ بَشَرٍ يَقُولُونَ يَا رَبّنَا هَل بقَيِ‌َ مِن جِنَانِكَ شَيءٌ إِذَا كَانَ هَذَا كُلّهُ لَنَا فَأَينَ تَحِلّ سَائِرُ عِبَادِكَ المُؤمِنِينَ وَ الأَنبِيَاءُ وَ الصّدّيقُونَ وَ الشّهَدَاءُ وَ الصّالِحُونَ وَ يُخَيّلُ إِلَيهِم عِندَ ذَلِكَ أَنّ الجَنّةَ بِأَسرِهَا قَد جُعِلَتُ لَهُم فيَأَتيِ‌ النّدَاءُ مِن قِبَلِ اللّهِ تَعَالَي يَا عبِاَديِ‌ هَذَا ثَوَابُ نَفَسٍ مِن أَنفَاسِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ألّذِي اقتَرَحتُمُوهُ عَلَيهِ قَد جَعَلَهُ لَكُم فَخُذُوهُ وَ انظُرُوا فَيَصِيرُونَ هُم وَ هَذَا المُؤمِنُ ألّذِي عَوّضَهُ عَلِيّ ع فِي تِلكَ الجِنَانِ ثُمّ يَرَونَ مَا يُضِيفُهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَي مَمَالِكِ عَلِيّ ع فِي الجِنَانِ مَا هُوَ أَضعَافُ مَا بَذَلَهُ عَن وَلِيّهِ الموُاَليِ‌ لَهُ مِمّا شَاءَ مِنَ الأَضعَافِ التّيِ‌ لَا يَعرِفُهَا غَيرُهُ ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَ ذلِكَ خَيرٌ نُزُلًا أَم شَجَرَةُ الزّقّومِالمُعَدّةُ لمِخُاَلفِيِ‌ أخَيِ‌ وَ وصَيِيّ‌ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع

83-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن يَعقُوبَ الأَحمَرِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ العَدلُ الفَرِيضَةُ

84- وَ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ الفَضلِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ العَدلُ فِي قَولِ أَبِي جَعفَرٍ ع الفِدَاءُ

85-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَسبَاطٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع قَولُهُ لَا يَقبَلُ اللّهُ مِنهُ صَرفاً وَ لَا عَدلًا قَالَ الصّرفُ النّافِلَةُ وَ العَدلُ الفَرِيضَةُ

86-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَبَانِ بنِ تَغلِبَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِنّ المُؤمِنَ لَيَشفَعُ يَومَ القِيَامَةِ لِأَهلِ بَيتِهِ فَيُشَفّعُ فِيهِم حَتّي يَبقَي خَادِمُهُ فَيَقُولُ فَيَرفَعُ سَبّابَتَيهِ يَا رَبّ خوُيَدمِيِ‌ كَانَ يقَيِنيِ‌ الحَرّ وَ البَردَ فَيُشَفّعُ فِيهِ

تذنيب قال العلامة قدس الله روحه في شرحه علي التجريد اتفقت العلماء علي ثبوت الشفاعة للنبي‌ص قوله تعالي عَسي أَن يَبعَثَكَ رَبّكَ مَقاماً مَحمُوداًقيل إنه الشفاعة واختلفوا فقالت الوعيدية إنها عبارة عن طلب زيادة المنافع


صفحه : 62

للمؤمنين المستحقين للثواب وذهبت التفضلية إلي أن الشفاعة للفساق من هذه الأمة في إسقاط عقابهم و هوالحق وأبطل المصنف الأول بأن الشفاعة لوكانت في زيادة المنافع لا غيرلكنا شافعين في النبي ص حيث نطلب له من الله تعالي علو الدرجات والتالي‌ باطل قطعا لأن الشافع أعلي من المشفوع فيه فالمقدم مثله و قداستدلوا بوجوه الأول قوله تعالي ما لِلظّالِمِينَ مِن حَمِيمٍ وَ لا شَفِيعٍ يُطاعُنفي الله تعالي قبول الشفاعة عن الظالم والفاسق ظالم والجواب أنه تعالي نفي الشفيع المطاع ونحن نقول به لأنه ليس في الآخرة شفيع يطاع لأن المطاع فوق المطيع و الله تعالي فوق كل موجود و لاأحد فوقه و لايلزم من نفي‌ الشفيع المطاع نفي‌ الشفيع المجاب سلمنا لكن لم لايجوز أن يكون المراد بالظالمين هنا الكفار جمعا بين الأدلة.الثاني‌ قوله تعالي ما لِلظّالِمِينَ مِن أَنصارٍ و لوشفع ص في الفاسق لكان ناصرا له .الثالث قوله تعالي وَ لا تَنفَعُها شَفاعَةٌيَوماً لا تجَزيِ‌ نَفسٌ عَن نَفسٍ شَيئاًفَما تَنفَعُهُم شَفاعَةُ الشّافِعِينَ. والجواب عن هذه الآيات كلها أنها مختصة بالكفار جمعا بين الأدلة.الرابع قوله تعالي وَ لا يَشفَعُونَ إِلّا لِمَنِ ارتَضينفي شفاعة الملائكة من غيرالمرضي‌ لله تعالي والفاسق غيرمرضي‌. والجواب لانسلم أن الفاسق غيرمرضي‌ بل هومرضي‌ لله تعالي في إيمانه . و قال المحقق الطوسي‌ رحمه الله والحق صدق الشفاعة فيهما أي لزيادة المنافع وإسقاط المضار وثبوت الثاني‌ له ع بقوله ادخرت شفاعتي‌ لأهل الكبائر من أمتي‌. و قال النووي‌ في شرح صحيح المسلم قال القاضي‌ عياض مذهب أهل السنة


صفحه : 63

جواز الشفاعة عقلا ووجوبها سمعا بصريح الآيات وبخبر الصادق و قدجاءت الآثار التي‌ بلغت بمجموعها التواتر بصحة الشفاعة في الآخرة لمذنبي‌ المؤمنين وأجمع السلف الصالح و من بعدهم من أهل السنة عليها ومنعت الخوارج وبعض المعتزلة منها وتعلقوا بمذاهبهم في تخليد المذنبين في النار واحتجوا بقوله تعالي فَما تَنفَعُهُم شَفاعَةُ الشّافِعِينَ وأمثاله وهي‌ في الكفار و أماتأويلهم أحاديث الشفاعة بكونها في زيادة الدرجات فباطل وألفاظ الأحاديث في الكتاب وغيره صريحة في بطلان مذهبهم وإخراج من استوجب النار لكن الشفاعة خمسة أقسام أولها مختصة بنبينا محمدص و هوالإزاحة من هول الموقف وتعجيل الحساب .الثانية في إدخال قوم الجنة بغير حساب و هذه أيضا وردت لنبيناص .الثالثة الشفاعة لقوم استوجبوا النار فيشفع فيهم نبيناص و من يشاء الله .الرابعة فيمن دخل النار من المؤمنين و قدجاءت الأحاديث بإخراجهم من النار بشفاعة نبيناص والملائكة وإخوانهم من المؤمنين ثم يخرج الله تعالي كل من قال لاإله إلا الله كماجاء في الحديث لايبقي فيها إلاالكافرون .الخامسة الشفاعة في زيادة الدرجات في الجنة لأهلها و هذه لاينكرها المعتزلة و لاينكرون أيضا شفاعة الحشر الأولي انتهي


صفحه : 64

باب 22-الصراط

الآيات الفجرإِنّ رَبّكَ لَبِالمِرصادِتفسير قال الطبرسي‌ رحمه الله أي عليه طريق العباد فلايفوته أحد والمعني أنه لايفوته شيء من أعمالهم لأنه يسمع ويري جميع أقوالهم وأفعالهم كما لايفوت من هوبالمرصاد. وَ روُيِ‌َ عَن عَلِيّ ع أَنّ مَعنَاهُ إِنّ رَبّكَ قَادِرٌ عَلَي أَن يجَزيِ‌َ أَهلَ المعَاَصيِ‌ جَزَاءَهُم

وَ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ قَالَ المِرصَادُ قَنطَرَةٌ عَلَي الصّرَاطِ لَا يَجُوزُهَا عَبدٌ بِمَظلِمَةٍ

وروي‌ عن ابن عباس في هذه الآية قال إن علي جسر جهنم سبع محابس يسأل العبد عندأولها عن شهادة أن لاإله إلا الله فإن جاء بهاتامة جاز إلي الثاني‌ فيسأل عن الصلاة فإن جاء بهاتامة جاز إلي الثالث فيسأل عن الزكاة فإن جاء بهاتامة جاز إلي الرابع فيسأل عن الصوم فإن جاء به تاما جاز إلي الخامس فيسأل عن الحج فإن جاء به تاما جاز إلي السادس فيسأل عن العمرة فإن جاء بهاتامة جاز إلي السابع فيسأل عن المظالم فإن خرج منها و إلايقال انظروا فإن كان له تطوع أكمل به أعماله فإذافرغ انطلق به إلي الجنة

1- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن مُحَمّدٍ البرَقيِ‌ّ عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمّدٍ الجوَهرَيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ الصّادِقِ ع قَالَ النّاسُ يَمُرّونَ عَلَي الصّرَاطِ طَبَقَاتٍ وَ الصّرَاطُ أَدَقّ مِنَ الشّعرِ وَ مِن حَدّ السّيفِ فَمِنهُم مَن يَمُرّ مِثلَ البَرقِ وَ مِنهُم مَن يَمُرّ مِثلَ عَدوِ الفَرَسِ وَ مِنهُم


صفحه : 65

مَن يَمُرّ حَبواً وَ مِنهُم مَن يَمُرّ مَشياً وَ مِنهُم مَن يَمُرّ مُتَعَلّقاً قَد تَأخُذُ النّارُ مِنهُ شَيئاً وَ تَترُكُ شَيئاً

ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر]القاسم بن محمد مثله

2-فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَن عَمرِو بنِ عُثمَانَ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ لَمّا نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُوَ جيِ‌ءَ يَومَئِذٍ بِجَهَنّمَسُئِلَ عَن ذَلِكَ رَسُولُ اللّهِص فَقَالَ أخَبرَنَيِ‌ الرّوحُ الأَمِينُ أَنّ اللّهَ لَا إِلَهَ غَيرُهُ إِذَا بَرّزَ الخَلَائِقَ وَ جَمَعَ الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ أَتَي بِجَهَنّمَ تُقَادُ بِأَلفِ زِمَامٍ يَقُودُهَا مِائَةُ أَلفِ مَلَكٍ مِنَ الغِلَاظِ الشّدَادِ لَهَا هَدّةٌ وَ غَضَبٌ وَ زَفِيرٌ وَ شَهِيقٌ وَ إِنّهَا لَتَزفِرُ الزّفرَةَ فَلَو لَا أَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَخّرَهُم لِلحِسَابِ لَأَهلَكَتِ الجَمعَ ثُمّ يَخرُجُ مِنهَا عُنُقٌ فَيُحِيطُ بِالخَلَائِقِ البَرّ مِنهُم وَ الفَاجِرِ فَمَا خَلَقَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَبداً مِن عِبَادِهِ مَلَكاً وَ لَا نَبِيّاً إِلّا ينُاَديِ‌ رَبّ نفَسيِ‌ نفَسيِ‌ وَ أَنتَ يَا نبَيِ‌ّ اللّهِ تنُاَديِ‌ أمُتّيِ‌ أمُتّيِ‌ ثُمّ يُوضَعُ عَلَيهَا الصّرَاطُ أَدَقّ مِنَ الشّعرَةِ وَ أَحَدّ مِنَ السّيفِ عَلَيهَا ثَلَاثُ قَنَاطِرَ فَأَمّا وَاحِدَةٌ فَعَلَيهَا الأَمَانَةُ وَ الرّحِمُ وَ أَمّا ثَانِيهَا فَعَلَيهَا الصّلَاةُ وَ أَمّا الثّالِثَةُ فَعَلَيهَا عَدلُ رَبّ العَالَمِينَ لَا إِلَهَ غَيرُهُ فَيُكَلّفُونَ المَمَرّ عَلَيهَا فَتَحبِسُهُمُ الرّحِمُ وَ الأَمَانَةُ فَإِن نَجَوا مِنهَا حَبَسَتهُمُ الصّلَاةُ فَإِن نَجَوا مِنهَا كَانَ المُنتَهَي إِلَي رَبّ العَالَمِينَ جَلّ وَ عَزّ وَ هُوَ قَولُهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيإِنّ رَبّكَ لَبِالمِرصادِ وَ النّاسُ عَلَي الصّرَاطِ فَمُتَعَلّقٌ بِيَدٍ وَ تَزُولُ قَدَمٌ وَ يَستَمسِكُ بِقَدَمٍ وَ المَلَائِكَةُ حَولَهَا يُنَادُونَ يَا حَلِيمُ اغفِر وَ اصفَح وَ عُد بِفَضلِكَ وَ سَلّم سَلّم وَ النّاسُ يَتَهَافَتُونَ فِي النّارِ كَالفَرَاشِ فَإِذَا نَجَا نَاجٍ بِرَحمَةِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ مَرّ بِهَا فَقَالَ الحَمدُ لِلّهِ وَ بِنِعمَتِهِ تَتِمّ الصّالِحَاتُ وَ تَزكُو الحَسَنَاتُ وَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي نجَاّنيِ‌ مِنكِ بَعدَ إِيَاسٍ بِمَنّهِ وَ فَضلِهِإِنّ رَبّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ

بيان أقول قدمر برواية الصدوق بأدني تغيير في باب أنه يؤتي بجهنم في القيامة قوله ع كان المنتهي إلي رب العالمين أي إلي عدله ومجازاته عن مظالم العباد


صفحه : 66

3- مع ،[معاني‌ الأخبار]القَطّانُ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ مُحَمّدٍ الحسَنَيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ عِيسَي بنِ أَبِي مَريَمَ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ العرَزمَيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ حَاتِمٍ المنِقرَيِ‌ّ عَنِ المُفَضّلِ بنِ عُمَرَ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَنِ الصّرَاطِ فَقَالَ هُوَ الطّرِيقُ إِلَي مَعرِفَةِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ هُمَا صِرَاطَانِ صِرَاطٌ فِي الدّنيَا وَ صِرَاطٌ فِي الآخِرَةِ فَأَمّا الصّرَاطُ ألّذِي فِي الدّنيَا فَهُوَ الإِمَامُ المَفرُوضُ الطّاعَةُ مَن عَرَفَهُ فِي الدّنيَا وَ اقتَدَي بِهُدَاهُ مَرّ عَلَي الصّرَاطِ ألّذِي هُوَ جِسرُ جَهَنّمَ فِي الآخِرَةِ وَ مَن لَم يَعرِفهُ فِي الدّنيَا زَلّت قَدَمُهُ عَنِ الصّرَاطِ فِي الآخِرَةِ فَتَرَدّي فِي نَارِ جَهَنّمَ

4- مع ،[معاني‌ الأخبار] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ هَاشِمٍ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ مُوسَي العبَسيِ‌ّ عَن سَعدِ بنِ طَرِيفٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا عَلِيّ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ أَقعُدُ أَنَا وَ أَنتَ وَ جَبرَئِيلُ عَلَي الصّرَاطِ فَلَم يَجُز أَحَدٌ إِلّا مَن كَانَ مَعَهُ كِتَابٌ فِيهِ بَرَاةٌ بِوَلَايَتِكَ

5-فس ،[تفسير القمي‌] فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ فِي قَولِهِوَ إِنّ جَهَنّمَ لَمَوعِدُهُم أَجمَعِينَفَوُقُوفُهُم عَلَي الصّرَاطِ

6-ثو،[ثواب الأعمال ] أَبِي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحَجّالِ عَن غَالِبِ بنِ مُحَمّدٍ عَمّن ذَكَرَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّإِنّ رَبّكَ لَبِالمِرصادِ قَالَ قَنطَرَةٌ عَلَي الصّرَاطِ لَا يَجُوزُهَا عَبدٌ بِمَظلِمَةٍ

7-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] مُحَمّدُ بنُ الصّبّاحِ الزعّفرَاَنيِ‌ّ عَنِ المزُنَيِ‌ّ عَنِ الشاّفعِيِ‌ّ عَن مَالِكٍ عَن حُمَيدٍ عَن أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص فِي قَولِهِ تَعَالَيفَلَا اقتَحَمَ العَقَبَةَ إِنّ فَوقَ الصّرَاطِ عَقَبَةً كَئُوداً طُولُهَا ثَلَاثَةُ آلَافِ عَامٍ أَلفُ عَامٍ هُبُوطٌ وَ أَلفُ عَامٍ شَوكٌ


صفحه : 67

وَ حَسَكٌ وَ عَقَارِبُ وَ حَيّاتٌ وَ أَلفُ عَامٍ صُعُودٌ أَنَا أَوّلُ مَن يَقطَعُ تِلكَ العَقَبَةَ وَ ثاَنيِ‌ مَن يَقطَعُ تِلكَ العَقَبَةَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ وَ قَالَ بَعدَ كَلَامٍ لَا يَقطَعُهَا فِي غَيرِ مَشَقّةٍ إِلّا مُحَمّدٌ وَ أَهلُ بَيتِهِ

8-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]تَفسِيرُ مُقَاتِلٍ عَن عَطَاءٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ يَومَ لا يخُزيِ‌ اللّهُ النّبِيّ لَا يُعَذّبُ اللّهُ مُحَمّداًوَ الّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ لَا يُعَذّبُ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ وَ فَاطِمَةَ وَ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ وَ حَمزَةَ وَ جَعفَراًنُورُهُم يَسعييضُيِ‌ءُ عَلَي الصّرَاطِ لعِلَيِ‌ّ وَ فَاطِمَةَ مِثلَ الدّنيَا سَبعِينَ مَرّةً فَيَسعَي نُورُهُمبَينَ أَيدِيهِم وَ يَسعَي عَن أَيمَانِهِم وَ هُم يَتّبِعُونَهَا فيَمَضيِ‌ أَهلُ بَيتِ مُحَمّدٍ وَ آلُهُ زُمرَةً عَلَي الصّرَاطِ مِثلَ البَرقِ الخَاطِفِ ثُمّ قَومٌ مِثلَ الرّيحِ ثُمّ قَومٌ مِثلَ عَدوِ الفَرَسِ ثُمّ يمَضيِ‌ قَومٌ مِثلَ المشَي‌ِ ثُمّ قَومٌ مِثلَ الحَبوِ ثُمّ قَومٌ مِثلَ الزّحفِ وَ يَجعَلُهُ اللّهُ عَلَي المُؤمِنِينَ عَرِيضاً وَ عَلَي المُذنِبِينَ دَقِيقاً قَالَ اللّهُ تَعَالَييَقُولُونَ رَبّنا أَتمِم لَنا نُورَنا حَتّي نَجتَازَ بِهِ عَلَي الصّرَاطِ قَالَ فَيَجُوزُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ فِي هَودَجٍ مِنَ الزّمُرّدِ الأَخضَرِ وَ مَعَهُ فَاطِمَةُ عَلَي نَجِيبٍ مِنَ اليَاقُوتِ الأَحمَرِ حَولَهَا سَبعُونَ أَلفَ حَورَاءَ كَالبَرقِ اللّامِعِ

9-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ بَزِيعٍ عَن حَنَانِ بنِ سَدِيرٍ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ أَبُو ذَرّ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ حَافَتَا الصّرَاطِ يَومَ القِيَامَةِ الرّحِمُ وَ الأَمَانَةُ فَإِذَا مَرّ الوَصُولُ لِلرّحِمِ المؤُدَيّ‌ لِلأَمَانَةِ نَفَذَ إِلَي الجَنّةِ وَ إِذَا مَرّ الخَائِنُ لِلأَمَانَةِ القَطُوعُ لِلرّحِمِ لَم يَنفَعهُ مَعَهُمَا عَمَلٌ وَ تَكَفّأُ بِهِ الصّرَاطُ فِي النّارِ

ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] عن حنان مثله

10-نهج ،[نهج البلاغة] وَ اعلَمُوا أَنّ مَجَازَكُم عَلَي الصّرَاطِ وَ مَزَالِقِ دَحضِهِ وَ أَهَاوِيلِ زَلَلِهِ وَ تَارَاتِ أَهوَالِهِ

11- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]الفَحّامُ عَن مُحَمّدِ بنِ الهَاشِمِ الهاَشمِيِ‌ّ عَن أَبِي هَاشِمِ بنِ القَاسِمِ عَن


صفحه : 68

مُحَمّدِ بنِ زَكَرِيّا بنِ عَبدِ اللّهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ المُثَنّي عَن تَمَامَةَ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَنِ النّبِيّص قَالَ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ وَ نُصِبَ الصّرَاطُ عَلَي جَهَنّمَ لَم يَجُز عَلَيهِ إِلّا مَن كَانَ مَعَهُ جَوَازٌ فِيهِ وَلَايَةُ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ ذَلِكَ قَولُهُوَ قِفُوهُم إِنّهُم مَسؤُلُونَيعَنيِ‌ عَن وَلَايَةِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع

12-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] عَنِ النّبِيّص قَالَ إِنّ اللّهَ تَعَالَي إِذَا بَعَثَ الخَلَائِقَ مِنَ الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ نَادَي منُاَديِ‌ رَبّنَا مِن تَحتِ عَرشِهِ يَا مَعشَرَ الخَلَائِقِ غُضّوا أَبصَارَكُم لِتَجُوزَ فَاطِمَةُ بِنتُ مُحَمّدٍ سَيّدَةُ نِسَاءِ العَالَمِينَ عَلَي الصّرَاطِ فَتَغُضّ الخَلَائِقُ كُلّهُم أَبصَارَهُم فَتَجُوزُ فَاطِمَةُ عَلَي الصّرَاطِ لَا يَبقَي أَحَدٌ فِي القِيَامَةِ إِلّا غَضّ بَصَرَهُ عَنهَا إِلّا مُحَمّدٌ وَ عَلِيّ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ وَ الطاهرين [الطّاهِرُونَ] مِن أَولَادِهِم فَإِنّهُم أَولَادُهَا فَإِذَا دَخَلَتِ الجَنّةَ بقَيِ‌َ مِرطُهَا مَمدُوداً عَلَي الصّرَاطِ طَرَفٌ مِنهُ بِيَدِهَا وَ هيِ‌َ فِي الجَنّةِ وَ طَرَفٌ فِي عَرَصَاتِ القِيَامَةِ فيَنُاَديِ‌ منُاَديِ‌ رَبّنَا يَا أَيّهَا المُحِبّونَ لِفَاطِمَةَ تَعَلّقُوا بِأَهدَابِ مِرطِ فَاطِمَةَ سَيّدَةِ نِسَاءِ العَالَمِينَ فَلَا يَبقَي مُحِبّ لِفَاطِمَةَ إِلّا تَعَلّقَ بِهُدبَةٍ مِن أَهدَابِ مِرطِهَا حَتّي يَتَعَلّقَ بِهَا أَكثَرُ مِن أَلفِ فِئَامٍ وَ أَلفِ فِئَامٍ قَالُوا وَ كَم فِئَامٌ وَاحِدٌ قَالَ أَلفُ أَلفٍ يُنجَونَ بِهَا مِنَ النّارِ

13-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] عَنِ النّبِيّص قَالَ إِنّهُ لَيُرَي يَومَ القِيَامَةِ إِلَي جَانِبِ الصّرَاطِ عَالَمٌ كَثِيرٌ مِنَ النّاسِ لَا يَعرِفُ عَدَدَهُم إِلّا اللّهُ تَعَالَي هُم كَانُوا محُبِيّ‌ حَمزَةَ وَ كَثِيرٌ مِنهُم أَصحَابُ الذّنُوبِ وَ الآثَامِ فَتَحُولُ حِيطَانٌ بَينَهُم وَ بَينَ سُلُوكِ الصّرَاطِ وَ العُبُورِ إِلَي الجَنّةِ فَيَقُولُونَ يَا حَمزَةُ قَد تَرَي مَا نَحنُ فِيهِ فَيَقُولُ حَمزَةُ لِرَسُولِ اللّهِص وَ لعِلَيِ‌ّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَد تَرَيَانِ أوَليِاَئيِ‌ يَستَغِيثُونَ بيِ‌ فَيَقُولُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِص لعِلَيِ‌ّ ولَيِ‌ّ اللّهِ يَا عَلِيّ أَعِن عَمّكَ عَلَي إِغَاثَةِ أَولِيَائِهِ وَ استِنقَاذِهِم مِنَ النّارِ فيَأَتيِ‌ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع بِالرّمحِ ألّذِي كَانَ يُقَاتِلُ بِهِ حَمزَةُ أَعدَاءَ اللّهِ فِي الدّنيَا فَيُنَاوِلُهُ إِيّاهُ


صفحه : 69

وَ يَقُولُ يَا عَمّ رَسُولِ اللّهِ وَ عَمّ أخَيِ‌ رَسُولِ اللّهِ ذُدِ الجَحِيمَ عَن أُولَئِكَ بِرُمحِكَ هَذَا كَمَا كُنتَ تَذُودُ بِهِ عَن أَولِيَاءِ اللّهِ فِي الدّنيَا أَعدَاءَ اللّهِ فَيَتَنَاوَلُ حَمزَةُ الرّمحَ بِيَدِهِ فَيَضَعُ زُجّهُ فِي حِيطَانِ النّارِ الحَائِلَةِ بَينَ أَولِيَائِهِ وَ بَينَ العُبُورِ إِلَي الجَنّةِ عَلَي الصّرَاطِ وَ يَدفَعُهَا دَفعَةً فَيُنَحّيهَا مَسِيرَةَ خَمسِمِائَةِ عَامٍ ثُمّ يَقُولُ لِأَولِيَائِهِ وَ المُحِبّينَ الّذِينَ كَانُوا لَهُ فِي الدّنيَا اعبُرُوا فَيَعبُرُونَ عَلَي الصّرَاطِ آمِنِينَ سَالِمِينَ قَدِ انزَاحَت عَنهُمُ النّيرَانُ وَ بُعّدَت عَنهُمُ الأَهوَالُ وَ يَرِدُونَ الجَنّةَ غَانِمِينَ ظَافِرِينَ

14-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] عَن عُبَيدِ بنِ كَثِيرٍ مُعَنعَناً عَن أَبِي هُرَيرَةَ أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ أتَاَنيِ‌ جَبرَئِيلُ ع فَقَالَ أُبَشّرُكَ يَا مُحَمّدُ بِمَا تَجُوزُ عَلَي الصّرَاطِ قَالَ قُلتُ بَلَي قَالَ تَجُوزُ بِنُورِ اللّهِ وَ يَجُوزُ عَلِيّ بِنُورِكَ وَ نُورُكَ مِن نُورِ اللّهِ وَ تَجُوزُ أُمّتُكَ بِنُورِ عَلِيّ وَ نُورُ عَلِيّ مِن نُورِكَوَ مَن لَم يَجعَلِ اللّهُ لَهُ نُوراً فَما لَهُ مِن نُورٍ

15-ل ،[الخصال ]القَطّانُ عَنِ ابنِ زَكَرِيّا عَنِ ابنِ حَبِيبٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عُبَيدِ اللّهِ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ الفُضَيلِ الرزّقيِ‌ّ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع وَ سَاقَ الحَدِيثَ إِلَي أَن قَالَ فَلَا أَزَالُ وَاقِفاً عَلَي الصّرَاطِ أَدعُو وَ أَقُولُ رَبّ سَلّم شيِعتَيِ‌ وَ محُبِيّ‌ّ وَ أنَصاَريِ‌ وَ مَن توَلَاّنيِ‌ فِي دَارِ الدّنيَا إِلَي آخِرِ مَا مَرّ فِي بَابِ الشّفَاعَةِ

16- مِن كِتَابِ فَضَائِلِ الشّيعَةِ لِلصّدُوقِ،رَحِمَهُ اللّهُ بِإِسنَادِهِ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَثبَتُكُم قَدَماً عَلَي الصّرَاطِ أَشَدّكُم حُبّاً لِأَهلِ بيَتيِ‌

17- وَ بِإِسنَادِهِ عَنِ الثمّاَليِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ النّبِيّص لعِلَيِ‌ّ ع مَا ثَبَتَ حُبّكَ فِي قَلبِ امر‌ِئٍ مُؤمِنٍ فَزَلّت بِهِ قَدَمٌ عَلَي الصّرَاطِ إِلّا ثَبَتَت لَهُ قَدَمٌ حَتّي أَدخَلَهُ اللّهُ بِحُبّكَ الجَنّةَ

18-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ]الصّرَاطُ المُستَقِيمُ صِرَاطَانِ صِرَاطٌ فِي الدّنيَا وَ صِرَاطٌ فِي الآخِرَةِ


صفحه : 70

فَأَمّا الصّرَاطُ المُستَقِيمُ فِي الدّنيَا فَهُوَ مَا قَصُرَ مِنَ الغُلُوّ وَ ارتَفَعَ عَنِ التّقصِيرِ وَ استَقَامَ فَلَم يَعدِل إِلَي شَيءٍ مِنَ البَاطِلِ وَ أَمّا الصّرَاطُ فِي الآخِرَةِ فَهُوَ طَرِيقُ المُؤمِنِينَ إِلَي الجَنّةِ ألّذِي هُوَ مُستَقِيمٌ لَا يَعدِلُونَ عَنِ الجَنّةِ إِلَي النّارِ وَ لَا إِلَي غَيرِ النّارِ سِوَي الجَنّةِ

19-عد،[العقائد]اعتقادنا في الصراط أنه حق و أنه جسر جهنم و أن عليه ممر جميع الخلق قال الله عز و جل وَ إِن مِنكُم إِلّا وارِدُها كانَ عَلي رَبّكَ حَتماً مَقضِيّا والصراط في وجه آخر اسم حجج الله فمن عرفهم في الدنيا وأطاعهم أعطاه الله جوازا علي الصراط ألذي هوجسر جهنم يوم القيامة

وَ قَالَ النّبِيّص لعِلَيِ‌ّ ع يَا عَلِيّ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ أَقعُدُ أَنَا وَ أَنتَ وَ جَبرَئِيلُ عَلَي الصّرَاطِ فَلَا يَجُوزُ عَلَي الصّرَاطِ إِلّا مَن كَانَت مَعَهُ بَرَاءَةٌ بِوَلَايَتِكَ

أقول قال الشيخ المفيد رفع الله في الجنان درجته الصراط في اللغة هوالطريق فلذلك سمي‌ الدين صراطا لأنه طريق إلي الثواب و له سمي‌ الولاء لأمير المؤمنين والأئمة من ذريته ع صراطا و من معناه قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع أَنَا صِرَاطُ اللّهِ المُستَقِيمُ وَ عُروَتُهُ الوُثقَي التّيِ‌لَا انفِصامَ لَها

يعني‌ أن معرفته والتمسك به طريق إلي الله سبحانه و قدجاء الخبر بأن الطريق يوم القيامة إلي الجنة كالجسر تمر به الناس و هوالصراط ألذي يقف عن يمينه رسول الله ص و عن شماله أمير المؤمنين ع ويأتيهما النداء من الله تعالي أَلقِيا فِي جَهَنّمَ كُلّ كَفّارٍ عَنِيدٍ

وَ جَاءَ الخَبَرُ أَنّهُ لَا يَعبُرُ الصّرَاطَ يَومَ القِيَامَةِ إِلّا مَن كَانَ مَعَهُ بَرَاءَةٌ مِن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع مِنَ النّارِ

وَ جَاءَ الخَبَرُ بِأَنّ الصّرَاطَ أَدَقّ مِنَ الشّعرَةِ وَ أَحَدّ مِنَ السّيفِ عَلَي الكَافِرِ

والمراد بذلك أنه لايثبت لكافر قدم علي الصراط يوم القيامة من شدة مايلحقهم من أهوال القيامة ومخاوفها فهم يمشون عليه كالذي‌ يمشي‌ علي الشي‌ء ألذي هوأدق


صفحه : 71

من الشعرة وأحد من السيف و هذامثل مضروب لمايلحق الكافر من الشدة في عبوره علي الصراط و هوطريق إلي الجنة وطريق إلي النار يسير العبد منه إلي الجنة ويري من أهوال النار و قديعبر به عن الطريق المعوج فلهذا قال الله تعالي وَ أَنّ هذا صرِاطيِ‌ مُستَقِيماًفميز بين طريقه ألذي دعا إلي سلوكه من الدين و بين طرق الضلال و قال تعالي فيما أمر عباده من الدعاء وتلاوة القرآن اهدِنَا الصّراطَ المُستَقِيمَفدل علي أن سواه صراط غيرمستقيم وصراط الله دين الله وصراط الشيطان طريق العصيان والصراط في الأصل علي مابيناه هوالطريق والصراط يوم القيامة هوالطريق للسلوك إلي الجنة والنار علي ماقدمناه انتهي .أقول لااضطرار في تأويل كونه أدق من الشعرة وأحد من السيف وتأويل الظواهر الكثيرة بلا ضرورة غيرجائز وسنورد كثيرا من أخبار هذاالباب في باب أن أمير المؤمنين ع قسيم الجنة والنار

باب 32-الجنة ونعيمها رزقنا الله وسائر المؤمنين حورها وقصورها وحبورها وسرورها

الآيات البقرةوَ بَشّرِ الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أَنّ لَهُم جَنّاتٍ تجَريِ‌ مِن تَحتِهَا الأَنهارُ كُلّما رُزِقُوا مِنها مِن ثَمَرَةٍ رِزقاً قالُوا هذَا ألّذِي رُزِقنا مِن قَبلُ وَ أُتُوا بِهِ مُتَشابِهاً وَ لَهُم فِيها أَزواجٌ مُطَهّرَةٌ وَ هُم فِيها خالِدُونَ و قال سبحانه وَ الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ أَصحابُ الجَنّةِ هُم فِيها خالِدُونَ و قال تعالي وَ قالُوا لَن يَدخُلَ الجَنّةَ إِلّا مَن كانَ هُوداً أَو نَصاري تِلكَ أَمانِيّهُم قُل هاتُوا بُرهانَكُم إِن كُنتُم صادِقِينَ بَلي مَن أَسلَمَ وَجهَهُ لِلّهِ وَ هُوَ مُحسِنٌ فَلَهُ أَجرُهُ عِندَ رَبّهِ وَ لا خَوفٌ عَلَيهِم وَ لا هُم يَحزَنُونَ


صفحه : 72

آل عمران قُل أَ أُنَبّئُكُم بِخَيرٍ مِن ذلِكُم لِلّذِينَ اتّقَوا عِندَ رَبّهِم جَنّاتٌ تجَريِ‌ مِن تَحتِهَا الأَنهارُ خالِدِينَ فِيها وَ أَزواجٌ مُطَهّرَةٌ وَ رِضوانٌ مِنَ اللّهِ وَ اللّهُ بَصِيرٌ بِالعِبادِ و قال تعالي وَ سارِعُوا إِلي مَغفِرَةٍ مِن رَبّكُم وَ جَنّةٍ عَرضُهَا السّماواتُ وَ الأَرضُ أُعِدّت لِلمُتّقِينَ و قال تعالي أُولئِكَ جَزاؤُهُم مَغفِرَةٌ مِن رَبّهِم وَ جَنّاتٌ تجَريِ‌ مِن تَحتِهَا الأَنهارُ خالِدِينَ فِيها وَ نِعمَ أَجرُ العامِلِينَ و قال سبحانه لَأُكَفّرَنّ عَنهُم سَيّئاتِهِم وَ لَأُدخِلَنّهُم جَنّاتٍ تجَريِ‌ مِن تَحتِهَا الأَنهارُ ثَواباً مِن عِندِ اللّهِ وَ اللّهُ عِندَهُ حُسنُ الثّوابِ و قال تعالي لكِنِ الّذِينَ اتّقَوا رَبّهُم لَهُم جَنّاتٌ تجَريِ‌ مِن تَحتِهَا الأَنهارُ خالِدِينَ فِيها نُزُلًا مِن عِندِ اللّهِ وَ ما عِندَ اللّهِ خَيرٌ لِلأَبرارِالنساءوَ مَن يُطِعِ اللّهَ وَ رَسُولَهُ يُدخِلهُ جَنّاتٍ تجَريِ‌ مِن تَحتِهَا الأَنهارُ خالِدِينَ فِيها وَ ذلِكَ الفَوزُ العَظِيمُ و قال تعالي وَ الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ سَنُدخِلُهُم جَنّاتٍ تجَريِ‌ مِن تَحتِهَا الأَنهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً لَهُم فِيها أَزواجٌ مُطَهّرَةٌ وَ نُدخِلُهُم ظِلّا ظَلِيلًا و قال سبحانه وَ الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ سَنُدخِلُهُم جَنّاتٍ تجَريِ‌ مِن تَحتِهَا الأَنهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً وَعدَ اللّهِ حَقّا وَ مَن أَصدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلًا و قال تعالي وَ مَن يَعمَل مِنَ الصّالِحاتِ مِن ذَكَرٍ أَو أُنثي وَ هُوَ مُؤمِنٌ فَأُولئِكَ يَدخُلُونَ الجَنّةَ وَ لا يُظلَمُونَ نَقِيراًالمائدةوَ لَأُدخِلَنّكُم جَنّاتٍ تجَريِ‌ مِن تَحتِهَا الأَنهارُ و قال سبحانه وَ لَو أَنّ أَهلَ الكِتابِ آمَنُوا وَ اتّقَوا لَكَفّرنا عَنهُم سَيّئاتِهِم وَ لَأَدخَلناهُم جَنّاتِ النّعِيمِ و قال تعالي قالَ اللّهُ هذا يَومُ يَنفَعُ الصّادِقِينَ صِدقُهُم لَهُم جَنّاتٌ تجَريِ‌ مِن تَحتِهَا الأَنهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُم وَ رَضُوا عَنهُ ذلِكَ الفَوزُ العَظِيمُ و قال سبحانه فَأَثابَهُمُ اللّهُ بِما قالُوا جَنّاتٍ تجَريِ‌ مِن تَحتِهَا الأَنهارُ خالِدِينَ فِيها وَ ذلِكَ جَزاءُ المُحسِنِينَالأنعام لَهُم دارُ السّلامِ عِندَ رَبّهِم وَ هُوَ وَلِيّهُم بِما كانُوا يَعمَلُونَالتوبةيُبَشّرُهُم رَبّهُم بِرَحمَةٍ مِنهُ وَ رِضوانٍ وَ جَنّاتٍ لَهُم فِيها نَعِيمٌ مُقِيمٌ خالِدِينَ فِيها أَبَداً إِنّ اللّهَ عِندَهُ أَجرٌ عَظِيمٌ و قال تعالي


صفحه : 73

وَعَدَ اللّهُ المُؤمِنِينَ وَ المُؤمِناتِ جَنّاتٍ تجَريِ‌ مِن تَحتِهَا الأَنهارُ خالِدِينَ فِيها وَ مَساكِنَ طَيّبَةً فِي جَنّاتِ عَدنٍ وَ رِضوانٌ مِنَ اللّهِ أَكبَرُ ذلِكَ هُوَ الفَوزُ العَظِيمُ و قال أَعَدّ اللّهُ لَهُم جَنّاتٍ تجَريِ‌ مِن تَحتِهَا الأَنهارُ خالِدِينَ فِيها ذلِكَ الفَوزُ العَظِيمُ و قال رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُم وَ رَضُوا عَنهُ وَ أَعَدّ لَهُم جَنّاتٍ تجَريِ‌ تَحتَهَا الأَنهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً ذلِكَ الفَوزُ العَظِيمُيونس إِنّ الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ يَهدِيهِم رَبّهُم بِإِيمانِهِم تجَريِ‌ مِن تَحتِهِمُ الأَنهارُ فِي جَنّاتِ النّعِيمِ دَعواهُم فِيها سُبحانَكَ أللّهُمّ وَ تَحِيّتُهُم فِيها سَلامٌ وَ آخِرُ دَعواهُم أَنِ الحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَهودإِنّ الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ وَ أَخبَتُوا إِلي رَبّهِم أُولئِكَ أَصحابُ الجَنّةِ هُم فِيها خالِدُونَالرعدوَ الّذِينَ صَبَرُوا ابتِغاءَ وَجهِ رَبّهِم وَ أَقامُوا الصّلاةَ وَ أَنفَقُوا مِمّا رَزَقناهُم سِرّا وَ عَلانِيَةً وَ يَدرَؤُنَ بِالحَسَنَةِ السّيّئَةَ أُولئِكَ لَهُم عُقبَي الدّارِ جَنّاتُ عَدنٍ يَدخُلُونَها وَ مَن صَلَحَ مِن آبائِهِم وَ أَزواجِهِم وَ ذُرّيّاتِهِم وَ المَلائِكَةُ يَدخُلُونَ عَلَيهِم مِن كُلّ بابٍ سَلامٌ عَلَيكُم بِما صَبَرتُم فَنِعمَ عُقبَي الدّارِ و قال سبحانه الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ طُوبي لَهُم وَ حُسنُ مَآبٍ و قال سبحانه مَثَلُ الجَنّةِ التّيِ‌ وُعِدَ المُتّقُونَ تجَريِ‌ مِن تَحتِهَا الأَنهارُ أُكُلُها دائِمٌ وَ ظِلّها تِلكَ عُقبَي الّذِينَ اتّقَوا وَ عُقبَي الكافِرِينَ النّارُ و قال تعالي وَ سَيَعلَمُ الكُفّارُ لِمَن عُقبَي الدّارِ ابراهيم وَ أُدخِلَ الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ جَنّاتٍ تجَريِ‌ مِن تَحتِهَا الأَنهارُ خالِدِينَ فِيها بِإِذنِ رَبّهِم تَحِيّتُهُم فِيها سَلامٌالحجرإِنّ المُتّقِينَ فِي جَنّاتٍ وَ عُيُونٍ ادخُلُوها بِسَلامٍ آمِنِينَ وَ نَزَعنا ما فِي صُدُورِهِم مِن غِلّ إِخواناً عَلي سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ لا يَمَسّهُم فِيها نَصَبٌ وَ ما هُم مِنها بِمُخرَجِينَالنحل وَ لَدارُ الآخِرَةِ خَيرٌ وَ لَنِعمَ دارُ المُتّقِينَ جَنّاتُ عَدنٍ يَدخُلُونَها تجَريِ‌ مِن تَحتِهَا الأَنهارُ لَهُم فِيها ما يَشاؤُنَ كَذلِكَ يجَزيِ‌ اللّهُ المُتّقِينَ الّذِينَ تَتَوَفّاهُمُ المَلائِكَةُ طَيّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيكُم ادخُلُوا الجَنّةَ بِما كُنتُم تَعمَلُونَ


صفحه : 74

الكهف وَ يُبَشّرَ المُؤمِنِينَ الّذِينَ يَعمَلُونَ الصّالِحاتِ أَنّ لَهُم أَجراً حَسَناً ماكِثِينَ فِيهِ أَبَداً و قال تعالي إِنّ الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ إِنّا لا نُضِيعُ أَجرَ مَن أَحسَنَ عَمَلًا أُولئِكَ لَهُم جَنّاتُ عَدنٍ تجَريِ‌ مِن تَحتِهِمُ الأَنهارُ يُحَلّونَ فِيها مِن أَساوِرَ مِن ذَهَبٍ وَ يَلبَسُونَ ثِياباً خُضراً مِن سُندُسٍ وَ إِستَبرَقٍ مُتّكِئِينَ فِيها عَلَي الأَرائِكِ نِعمَ الثّوابُ وَ حَسُنَت مُرتَفَقاً و قال تعالي إِنّ الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ كانَت لَهُم جَنّاتُ الفِردَوسِ نُزُلًا خالِدِينَ فِيها لا يَبغُونَ عَنها حِوَلًامريم إِلّا مَن تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً فَأُولئِكَ يَدخُلُونَ الجَنّةَ وَ لا يُظلَمُونَ شَيئاً جَنّاتِ عَدنٍ التّيِ‌ وَعَدَ الرّحمنُ عِبادَهُ بِالغَيبِ إِنّهُ كانَ وَعدُهُ مَأتِيّا لا يَسمَعُونَ فِيها لَغواً إِلّا سَلاماً وَ لَهُم رِزقُهُم فِيها بُكرَةً وَ عَشِيّا تِلكَ الجَنّةُ التّيِ‌ نُورِثُ مِن عِبادِنا مَن كانَ تَقِيّاطه وَ مَن يَأتِهِ مُؤمِناً قَد عَمِلَ الصّالِحاتِ فَأُولئِكَ لَهُمُ الدّرَجاتُ العُلي جَنّاتُ عَدنٍ تجَريِ‌ مِن تَحتِهَا الأَنهارُ خالِدِينَ فِيها وَ ذلِكَ جَزاءُ مَن تَزَكّيالحج إِنّ اللّهَ يُدخِلُ الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ جَنّاتٍ تجَريِ‌ مِن تَحتِهَا الأَنهارُ و قال تعالي إِنّ اللّهَ يُدخِلُ الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ جَنّاتٍ تجَريِ‌ مِن تَحتِهَا الأَنهارُ يُحَلّونَ فِيها مِن أَساوِرَ مِن ذَهَبٍ وَ لُؤلُؤاً وَ لِباسُهُم فِيها حَرِيرٌ وَ هُدُوا إِلَي الطّيّبِ مِنَ القَولِ وَ هُدُوا إِلي صِراطِ الحَمِيدِ و قال سبحانه فَالّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ لَهُم مَغفِرَةٌ وَ رِزقٌ كَرِيمٌ و قال تعالي فَالّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ فِي جَنّاتِ النّعِيمِ و قال سبحانه وَ الّذِينَ هاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللّهِ ثُمّ قُتِلُوا أَو ماتُوا لَيَرزُقَنّهُمُ اللّهُ رِزقاً حَسَناً وَ إِنّ اللّهَ لَهُوَ خَيرُ الرّازِقِينَ لَيُدخِلَنّهُم مُدخَلًا يَرضَونَهُ وَ إِنّ اللّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ المؤمنين أُولئِكَ هُمُ الوارِثُونَ الّذِينَ يَرِثُونَ الفِردَوسَ هُم فِيها خالِدُونَالفرقان قُل أَ ذلِكَ خَيرٌ أَم جَنّةُ الخُلدِ التّيِ‌ وُعِدَ المُتّقُونَ كانَت لَهُم جَزاءً وَ مَصِيراً لَهُم فِيها ما يَشاؤُنَ خالِدِينَ كانَ عَلي رَبّكَ وَعداً مَسؤُلًا و قال


صفحه : 75

تعالي أُولئِكَ يُجزَونَ الغُرفَةَ بِما صَبَرُوا وَ يُلَقّونَ فِيها تَحِيّةً وَ سَلاماً خالِدِينَ فِيها حَسُنَت مُستَقَرّا وَ مُقاماًالعنكبوت وَ الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ لَنُبَوّئَنّهُم مِنَ الجَنّةِ غُرَفاً تجَريِ‌ مِن تَحتِهَا الأَنهارُ خالِدِينَ فِيها نِعمَ أَجرُ العامِلِينَلقمان إِنّ الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ لَهُم جَنّاتُ النّعِيمِ خالِدِينَ فِيها وَعدَ اللّهِ حَقّا وَ هُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُالتنزيل فَلا تَعلَمُ نَفسٌ ما أخُفيِ‌َ لَهُم مِن قُرّةِ أَعيُنٍ جَزاءً بِما كانُوا يَعمَلُونَ و قال تعالي أَمّا الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ فَلَهُم جَنّاتُ المَأوي نُزُلًا بِما كانُوا يَعمَلُونَالأحزاب وَ كانَ بِالمُؤمِنِينَ رَحِيماً تَحِيّتُهُم يَومَ يَلقَونَهُ سَلامٌ وَ أَعَدّ لَهُم أَجراً كَرِيماًسبأإِلّا مَن آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً فَأُولئِكَ لَهُم جَزاءُ الضّعفِ بِما عَمِلُوا وَ هُم فِي الغُرُفاتِ آمِنُونَفاطرجَنّاتُ عَدنٍ يَدخُلُونَها يُحَلّونَ فِيها مِن أَساوِرَ مِن ذَهَبٍ وَ لُؤلُؤاً وَ لِباسُهُم فِيها حَرِيرٌ وَ قالُوا الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي أَذهَبَ عَنّا الحَزَنَ إِنّ رَبّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ ألّذِي أَحَلّنا دارَ المُقامَةِ مِن فَضلِهِ لا يَمَسّنا فِيها نَصَبٌ وَ لا يَمَسّنا فِيها لُغُوبٌيس إِنّ أَصحابَ الجَنّةِ اليَومَ فِي شُغُلٍ فاكِهُونَ هُم وَ أَزواجُهُم فِي ظِلالٍ عَلَي الأَرائِكِ مُتّكِؤُنَ لَهُم فِيها فاكِهَةٌ وَ لَهُم ما يَدّعُونَ سَلامٌ قَولًا مِن رَبّ رَحِيمٍالصافات إِلّا عِبادَ اللّهِ المُخلَصِينَ أُولئِكَ لَهُم رِزقٌ مَعلُومٌ فَواكِهُ وَ هُم مُكرَمُونَ فِي جَنّاتِ النّعِيمِ عَلي سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ يُطافُ عَلَيهِم بِكَأسٍ مِن مَعِينٍ بَيضاءَ لَذّةٍ لِلشّارِبِينَ لا فِيها غَولٌ وَ لا هُم عَنها يُنزَفُونَ وَ عِندَهُم قاصِراتُ الطّرفِ عِينٌ كَأَنّهُنّ بَيضٌ مَكنُونٌ فَأَقبَلَ بَعضُهُم عَلي بَعضٍ يَتَساءَلُونَ قالَ قائِلٌ مِنهُم إنِيّ‌ كانَ لِي قَرِينٌ يَقُولُ أَ إِنّكَ لَمِنَ المُصَدّقِينَ أَ إِذا مِتنا وَ كُنّا تُراباً وَ عِظاماً أَ إِنّا لَمَدِينُونَ


صفحه : 76

قالَ هَل أَنتُم مُطّلِعُونَ فَاطّلَعَ فَرَآهُ فِي سَواءِ الجَحِيمِ قالَ تَاللّهِ إِن كِدتَ لَتُردِينِ وَ لَو لا نِعمَةُ ربَيّ‌ لَكُنتُ مِنَ المُحضَرِينَ أَ فَما نَحنُ بِمَيّتِينَ إِلّا مَوتَتَنَا الأُولي وَ ما نَحنُ بِمُعَذّبِينَ إِنّ هذا لَهُوَ الفَوزُ العَظِيمُ لِمِثلِ هذا فَليَعمَلِ العامِلُونَص وَ إِنّ لِلمُتّقِينَ لَحُسنَ مَآبٍ جَنّاتِ عَدنٍ مُفَتّحَةً لَهُمُ الأَبوابُ مُتّكِئِينَ فِيها يَدعُونَ فِيها بِفاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَ شَرابٍ وَ عِندَهُم قاصِراتُ الطّرفِ أَترابٌ هذا ما تُوعَدُونَ لِيَومِ الحِسابِ إِنّ هذا لَرِزقُنا ما لَهُ مِن نَفادٍالزمرلكِنِ الّذِينَ اتّقَوا رَبّهُم لَهُم غُرَفٌ مِن فَوقِها غُرَفٌ مَبنِيّةٌ تجَريِ‌ مِن تَحتِهَا الأَنهارُ وَعدَ اللّهِ لا يُخلِفُ اللّهُ المِيعادَ و قال سبحانه لَهُم ما يَشاؤُنَ عِندَ رَبّهِم ذلِكَ جَزاءُ المُحسِنِينَ قال تعالي نقلا عن الذين يحملون العرش و من حوله المؤمن رَبّنا وَ أَدخِلهُم جَنّاتِ عَدنٍ التّيِ‌ وَعَدتَهُم وَ مَن صَلَحَ مِن آبائِهِم وَ أَزواجِهِم وَ ذُرّيّاتِهِم إِنّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ وَ قِهِمُ السّيّئاتِ وَ مَن تَقِ السّيّئاتِ يَومَئِذٍ فَقَد رَحِمتَهُ وَ ذلِكَ هُوَ الفَوزُ العَظِيمُ و قال تعالي وَ مَن عَمِلَ صالِحاً مِن ذَكَرٍ أَو أُنثي وَ هُوَ مُؤمِنٌ فَأُولئِكَ يَدخُلُونَ الجَنّةَ يُرزَقُونَ فِيها بِغَيرِ حِسابٍالسجدةإِنّ الّذِينَ قالُوا رَبّنَا اللّهُ ثُمّ استَقامُوا تَتَنَزّلُ عَلَيهِمُ المَلائِكَةُ أَلّا تَخافُوا وَ لا تَحزَنُوا وَ أَبشِرُوا بِالجَنّةِ التّيِ‌ كُنتُم تُوعَدُونَ نَحنُ أَولِياؤُكُم فِي الحَياةِ الدّنيا وَ فِي الآخِرَةِ وَ لَكُم فِيها ما تشَتهَيِ‌ أَنفُسُكُم وَ لَكُم فِيها ما تَدّعُونَ نُزُلًا مِن غَفُورٍ رَحِيمٍالزخرف الّذِينَ آمَنُوا بِآياتِنا وَ كانُوا مُسلِمِينَ ادخُلُوا الجَنّةَ أَنتُم وَ أَزواجُكُم تُحبَرُونَ يُطافُ عَلَيهِم بِصِحافٍ مِن ذَهَبٍ وَ أَكوابٍ وَ فِيها ما تَشتَهِيهِ الأَنفُسُ وَ تَلَذّ الأَعيُنُ وَ أَنتُم فِيها خالِدُونَ وَ تِلكَ الجَنّةُ التّيِ‌ أُورِثتُمُوها بِما كُنتُم تَعمَلُونَ لَكُم فِيها فاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنها تَأكُلُونَالدخان إِنّ المُتّقِينَ فِي مَقامٍ أَمِينٍ فِي جَنّاتٍ وَ عُيُونٍ يَلبَسُونَ مِن سُندُسٍ وَ إِستَبرَقٍ مُتَقابِلِينَ كَذلِكَ وَ زَوّجناهُم بِحُورٍ عِينٍ يَدعُونَ فِيها بِكُلّ فاكِهَةٍ آمِنِينَ لا يَذُوقُونَ فِيهَا المَوتَ إِلّا المَوتَةَ الأُولي وَ وَقاهُم عَذابَ الجَحِيمِ فَضلًا مِن رَبّكَ ذلِكَ هُوَ الفَوزُ العَظِيمُ


صفحه : 77

الأحقاف إِنّ الّذِينَ قالُوا رَبّنَا اللّهُ ثُمّ استَقامُوا فَلا خَوفٌ عَلَيهِم وَ لا هُم يَحزَنُونَ أُولئِكَ أَصحابُ الجَنّةِ خالِدِينَ فِيها جَزاءً بِما كانُوا يَعمَلُونَ و قال تعالي في أصحاب الجنةوَعدَ الصّدقِ ألّذِي كانُوا يُوعَدُونَ محمدوَ يُدخِلُهُمُ الجَنّةَ عَرّفَها لَهُم و قال سبحانه إِنّ اللّهَ يُدخِلُ الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ جَنّاتٍ تجَريِ‌ مِن تَحتِهَا الأَنهارُ و قال تعالي مَثَلُ الجَنّةِ التّيِ‌ وُعِدَ المُتّقُونَ فِيها أَنهارٌ مِن ماءٍ غَيرِ آسِنٍ وَ أَنهارٌ مِن لَبَنٍ لَم يَتَغَيّر طَعمُهُ وَ أَنهارٌ مِن خَمرٍ لَذّةٍ لِلشّارِبِينَ وَ أَنهارٌ مِن عَسَلٍ مُصَفّي وَ لَهُم فِيها مِن كُلّ الثّمَراتِ وَ مَغفِرَةٌ مِن رَبّهِمالفتح وَ مَن يُطِعِ اللّهَ وَ رَسُولَهُ يُدخِلهُ جَنّاتٍ تجَريِ‌ مِن تَحتِهَا الأَنهارُ وَ مَن يَتَوَلّ يُعَذّبهُ عَذاباً أَلِيماًق وَ أُزلِفَتِ الجَنّةُ لِلمُتّقِينَ غَيرَ بَعِيدٍ هذا ما تُوعَدُونَ لِكُلّ أَوّابٍ حَفِيظٍ مَن خشَيِ‌َ الرّحمنَ بِالغَيبِ وَ جاءَ بِقَلبٍ مُنِيبٍ ادخُلُوها بِسَلامٍ ذلِكَ يَومُ الخُلُودِ لَهُم ما يَشاؤُنَ فِيها وَ لَدَينا مَزِيدٌالذريات إِنّ المُتّقِينَ فِي جَنّاتٍ وَ عُيُونٍ آخِذِينَ ما آتاهُم رَبّهُم إِنّهُم كانُوا قَبلَ ذلِكَ مُحسِنِينَ و قال سبحانه وَ فِي السّماءِ رِزقُكُم وَ ما تُوعَدُونَالطورإِنّ المُتّقِينَ فِي جَنّاتٍ وَ نَعِيمٍ فاكِهِينَ بِما آتاهُم رَبّهُم وَ وَقاهُم رَبّهُم عَذابَ الجَحِيمِ كُلُوا وَ اشرَبُوا هَنِيئاً بِما كُنتُم تَعمَلُونَ مُتّكِئِينَ عَلي سُرُرٍ مَصفُوفَةٍ وَ زَوّجناهُم بِحُورٍ عِينٍ وَ الّذِينَ آمَنُوا وَ اتّبَعَتهُم ذُرّيّتُهُم بِإِيمانٍ أَلحَقنا بِهِم ذُرّيّتَهُم وَ ما أَلَتناهُم مِن عَمَلِهِم مِن شَيءٍ كُلّ امر‌ِئٍ بِما كَسَبَ رَهِينٌ وَ أَمدَدناهُم بِفاكِهَةٍ وَ لَحمٍ مِمّا يَشتَهُونَ يَتَنازَعُونَ فِيها كَأساً لا لَغوٌ فِيها وَ لا تَأثِيمٌ وَ يَطُوفُ عَلَيهِم غِلمانٌ لَهُم كَأَنّهُم لُؤلُؤٌ مَكنُونٌ وَ أَقبَلَ بَعضُهُم عَلي بَعضٍ يَتَساءَلُونَ قالُوا إِنّا كُنّا قَبلُ فِي


صفحه : 78

أَهلِنا مُشفِقِينَ فَمَنّ اللّهُ عَلَينا وَ وَقانا عَذابَ السّمُومِ إِنّا كُنّا مِن قَبلُ نَدعُوهُ إِنّهُ هُوَ البَرّ الرّحِيمُالقمرإِنّ المُتّقِينَ فِي جَنّاتٍ وَ نَهَرٍ فِي مَقعَدِ صِدقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُقتَدِرٍالرحمن وَ لِمَن خافَ مَقامَ رَبّهِ جَنّتانِ فبَأِيَ‌ّ آلاءِ رَبّكُما تُكَذّبانِ ذَواتا أَفنانٍ فبَأِيَ‌ّ آلاءِ رَبّكُما تُكَذّبانِ فِيهِما عَينانِ تَجرِيانِ فبَأِيَ‌ّ آلاءِ رَبّكُما تُكَذّبانِ فِيهِما مِن كُلّ فاكِهَةٍ زَوجانِ فبَأِيَ‌ّ آلاءِ رَبّكُما تُكَذّبانِ مُتّكِئِينَ عَلي فُرُشٍ بَطائِنُها مِن إِستَبرَقٍ وَ جَنَي الجَنّتَينِ دانٍ فبَأِيَ‌ّ آلاءِ رَبّكُما تُكَذّبانِ فِيهِنّ قاصِراتُ الطّرفِ لَم يَطمِثهُنّ إِنسٌ قَبلَهُم وَ لا جَانّ فبَأِيَ‌ّ آلاءِ رَبّكُما تُكَذّبانِ كَأَنّهُنّ الياقُوتُ وَ المَرجانُ فبَأِيَ‌ّ آلاءِ رَبّكُما تُكَذّبانِ هَل جَزاءُ الإِحسانِ إِلّا الإِحسانُ فبَأِيَ‌ّ آلاءِ رَبّكُما تُكَذّبانِ وَ مِن دُونِهِما جَنّتانِ فبَأِيَ‌ّ آلاءِ رَبّكُما تُكَذّبانِ مُدهامّتانِ فبَأِيَ‌ّ آلاءِ رَبّكُما تُكَذّبانِ فِيهِما عَينانِ نَضّاخَتانِ فبَأِيَ‌ّ آلاءِ رَبّكُما تُكَذّبانِ فِيهِما فاكِهَةٌ وَ نَخلٌ وَ رُمّانٌ فبَأِيَ‌ّ آلاءِ رَبّكُما تُكَذّبانِ فِيهِنّ خَيراتٌ حِسانٌ فبَأِيَ‌ّ آلاءِ رَبّكُما تُكَذّبانِ حُورٌ مَقصُوراتٌ فِي الخِيامِ فبَأِيَ‌ّ آلاءِ رَبّكُما تُكَذّبانِ لَم يَطمِثهُنّ إِنسٌ قَبلَهُم وَ لا جَانّ فبَأِيَ‌ّ آلاءِ رَبّكُما تُكَذّبانِ مُتّكِئِينَ عَلي رَفرَفٍ خُضرٍ وَ عبَقرَيِ‌ّ حِسانٍ فبَأِيَ‌ّ آلاءِ رَبّكُما تُكَذّبانِالواقعةوَ السّابِقُونَ السّابِقُونَ أُولئِكَ المُقَرّبُونَ فِي جَنّاتِ النّعِيمِ ثُلّةٌ مِنَ الأَوّلِينَ وَ قَلِيلٌ مِنَ الآخِرِينَ عَلي سُرُرٍ مَوضُونَةٍ مُتّكِئِينَ عَلَيها مُتَقابِلِينَ يَطُوفُ عَلَيهِم وِلدانٌ مُخَلّدُونَ بِأَكوابٍ وَ أَبارِيقَ وَ كَأسٍ مِن مَعِينٍ لا يُصَدّعُونَ عَنها وَ لا يُنزِفُونَ وَ فاكِهَةٍ مِمّا يَتَخَيّرُونَ وَ لَحمِ طَيرٍ مِمّا يَشتَهُونَ وَ حُورٌ عِينٌ كَأَمثالِ اللّؤلُؤِ المَكنُونِ جَزاءً بِما كانُوا يَعمَلُونَ لا يَسمَعُونَ فِيها لَغواً وَ لا تَأثِيماً إِلّا قِيلًا سَلاماً سَلاماً وَ أَصحابُ اليَمِينِ ما أَصحابُ اليَمِينِ فِي سِدرٍ مَخضُودٍ وَ طَلحٍ مَنضُودٍ وَ ظِلّ مَمدُودٍ وَ ماءٍ مَسكُوبٍ وَ فاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ لا مَقطُوعَةٍ وَ لا مَمنُوعَةٍ وَ فُرُشٍ مَرفُوعَةٍ إِنّا أَنشَأناهُنّ إِنشاءً فَجَعَلناهُنّ أَبكاراً عُرُباً أَتراباً لِأَصحابِ اليَمِينِ ثُلّةٌ مِنَ الأَوّلِينَ وَ ثُلّةٌ مِنَ الآخِرِينَ


صفحه : 79

الحديدسابِقُوا إِلي مَغفِرَةٍ مِن رَبّكُم وَ جَنّةٍ عَرضُها كَعَرضِ السّماءِ وَ الأَرضِ أُعِدّت لِلّذِينَ آمَنُوا بِاللّهِ وَ رُسُلِهِالمجادلةوَ يُدخِلُهُم جَنّاتٍ تجَريِ‌ مِن تَحتِهَا الأَنهارُ خالِدِينَ فِيها رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُم وَ رَضُوا عَنهُالحشرلا يسَتوَيِ‌ أَصحابُ النّارِ وَ أَصحابُ الجَنّةِ أَصحابُ الجَنّةِ هُمُ الفائِزُونَالصف وَ يُدخِلكُم جَنّاتٍ تجَريِ‌ مِن تَحتِهَا الأَنهارُ وَ مَساكِنَ طَيّبَةً فِي جَنّاتِ عَدنٍ ذلِكَ الفَوزُ العَظِيمُالتغابن وَ يُدخِلهُ جَنّاتٍ تجَريِ‌ مِن تَحتِهَا الأَنهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً ذلِكَ الفَوزُ العَظِيمُالطلاق وَ مَن يُؤمِن بِاللّهِ وَ يَعمَل صالِحاً يُدخِلهُ جَنّاتٍ تجَريِ‌ مِن تَحتِهَا الأَنهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً قَد أَحسَنَ اللّهُ لَهُ رِزقاًالملك إِنّ الّذِينَ يَخشَونَ رَبّهُم بِالغَيبِ لَهُم مَغفِرَةٌ وَ أَجرٌ كَبِيرٌالمعارج أُولئِكَ فِي جَنّاتٍ مُكرَمُونَ و قال تعالي أَ يَطمَعُ كُلّ امر‌ِئٍ مِنهُم أَن يُدخَلَ جَنّةَ نَعِيمٍ كَلّاالدهرإِنّ الأَبرارَ يَشرَبُونَ مِن كَأسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً عَيناً يَشرَبُ بِها عِبادُ اللّهِ يُفَجّرُونَها تَفجِيراً و قال تعالي 12-وَ جَزاهُم بِما صَبَرُوا جَنّةً وَ حَرِيراً مُتّكِئِينَ فِيها عَلَي الأَرائِكِ لا يَرَونَ فِيها شَمساً وَ لا زَمهَرِيراً وَ دانِيَةً عَلَيهِم ظِلالُها وَ ذُلّلَت قُطُوفُها تَذلِيلًا وَ يُطافُ عَلَيهِم بِآنِيَةٍ مِن فِضّةٍ وَ أَكوابٍ كانَت قَوارِيرَا قَوارِيرَا مِن فِضّةٍ قَدّرُوها تَقدِيراً وَ يُسقَونَ فِيها كَأساً كانَ مِزاجُها زَنجَبِيلًا عَيناً فِيها تُسَمّي سَلسَبِيلًا وَ يَطُوفُ عَلَيهِم وِلدانٌ مُخَلّدُونَ إِذا رَأَيتَهُم حَسِبتَهُم لُؤلُؤاً مَنثُوراً وَ إِذا رَأَيتَ ثَمّ رَأَيتَ نَعِيماً وَ مُلكاً كَبِيراً عالِيَهُم ثِيابُ سُندُسٍ خُضرٌ وَ إِستَبرَقٌ وَ حُلّوا أَساوِرَ مِن فِضّةٍ وَ سَقاهُم رَبّهُم شَراباً طَهُوراً إِنّ هذا كانَ لَكُم جَزاءً وَ كانَ سَعيُكُم مَشكُوراً


صفحه : 80

المرسلات إِنّ المُتّقِينَ فِي ظِلالٍ وَ عُيُونٍ وَ فَواكِهَ مِمّا يَشتَهُونَ كُلُوا وَ اشرَبُوا هَنِيئاً بِما كُنتُم تَعمَلُونَ إِنّا كَذلِكَ نجَزيِ‌ المُحسِنِينَ وَيلٌ يَومَئِذٍ لِلمُكَذّبِينَالنبأإِنّ لِلمُتّقِينَ مَفازاً حَدائِقَ وَ أَعناباً وَ كَواعِبَ أَتراباً وَ كَأساً دِهاقاً لا يَسمَعُونَ فِيها لَغواً وَ لا كِذّاباً جَزاءً مِن رَبّكَ عَطاءً حِساباًالنازعات وَ أَمّا مَن خافَ مَقامَ رَبّهِ وَ نَهَي النّفسَ عَنِ الهَوي فَإِنّ الجَنّةَ هيِ‌َ المَأويالمطففين إِنّ الأَبرارَ لفَيِ‌ نَعِيمٍ عَلَي الأَرائِكِ يَنظُرُونَ تَعرِفُ فِي وُجُوهِهِم نَضرَةَ النّعِيمِ يُسقَونَ مِن رَحِيقٍ مَختُومٍ خِتامُهُ مِسكٌ وَ فِي ذلِكَ فَليَتَنافَسِ المُتَنافِسُونَ وَ مِزاجُهُ مِن تَسنِيمٍ عَيناً يَشرَبُ بِهَا المُقَرّبُونَ إِنّ الّذِينَ أَجرَمُوا كانُوا مِنَ الّذِينَ آمَنُوا يَضحَكُونَ وَ إِذا مَرّوا بِهِم يَتَغامَزُونَ وَ إِذَا انقَلَبُوا إِلي أَهلِهِمُ انقَلَبُوا فَكِهِينَ وَ إِذا رَأَوهُم قالُوا إِنّ هؤُلاءِ لَضالّونَ وَ ما أُرسِلُوا عَلَيهِم حافِظِينَ فَاليَومَ الّذِينَ آمَنُوا مِنَ الكُفّارِ يَضحَكُونَ عَلَي الأَرائِكِ يَنظُرُونَ هَل ثُوّبَ الكُفّارُ ما كانُوا يَفعَلُونَالبروج إِنّ الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ لَهُم جَنّاتٌ تجَريِ‌ مِن تَحتِهَا الأَنهارُ ذلِكَ الفَوزُ الكَبِيرُالغاشيةفِي جَنّةٍ عالِيَةٍ لا تَسمَعُ فِيها لاغِيَةً فِيها عَينٌ جارِيَةٌ فِيها سُرُرٌ مَرفُوعَةٌ وَ أَكوابٌ مَوضُوعَةٌ وَ نَمارِقُ مَصفُوفَةٌ وَ زرَابيِ‌ّ مَبثُوثَةٌالفجريا أَيّتُهَا النّفسُ المُطمَئِنّةُ ارجعِيِ‌ إِلي رَبّكِ راضِيَةً مَرضِيّةً فاَدخلُيِ‌ فِي عبِاديِ‌ وَ ادخلُيِ‌ جنَتّيِ‌التين إِلّا الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ فَلَهُم أَجرٌ غَيرُ مَمنُونٍالبينةإِنّ الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُم خَيرُ البَرِيّةِ جَزاؤُهُم عِندَ رَبّهِم جَنّاتُ عَدنٍ تجَريِ‌ مِن تَحتِهَا الأَنهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُم وَ رَضُوا عَنهُ ذلِكَ لِمَن خشَيِ‌َ رَبّهُ


صفحه : 81

تفسير قال الطبرسي‌ رحمه الله في قوله تعالي تجَريِ‌ مِن تَحتِهَا أي من تحت أشجارها ومساكنهاالأَنهارُ واستعمل الجري‌ في النهر توسعا لأنه موضع الجري‌كُلّما رُزِقُوا مِنها أي من الجنات والمعني من أشجارهامِن ثَمَرَةٍ رِزقاً أي أعطوا من ثمارها عطاء أوأطعموا منها طعاما لأن الرزق عبارة عما يصح الانتفاع به و لا يكون لأحد المنع منه قالُوا هذَا ألّذِي رُزِقنا مِن قَبلُ فيه وجوه أحدها أن ثمار الجنة إذاجنيت من أشجارها عاد مكانها مثلها فيشتبه عليهم فيقولون هذَا ألّذِي رُزِقنا مِن قَبلُ عن أبي عبيدة ويحيي بن أبي كثير. وثانيها أن معناه هذا ألذي رزقنا من قبل في الدنيا عن ابن عباس و ابن مسعود وقيل هذا هو ألذي وعدنا به في الدنيا. وثالثها أن معناه هذا ألذي رزقناه من قبل في الجنة أي كالذي‌ رزقنا وهم يعلمون أنه غيره ولكنهم شبهوه به في طعمه ولونه وريحه وطيبه وجودته عن الحسن وواصل . قال الشيخ أبو جعفررحمه الله وأقوي الأقوال قول ابن عباس لأنه تعالي قال كُلّما رُزِقُوا مِنها مِن ثَمَرَةٍ رِزقاًفعم و لم يخص فأول ماأتوا به لايتقدر فيه هذاالقول إلابأن يكون إشارة إلي ماتقدم رزقه في الدنيا و يكون التقدير هذامثل ألذي رزقناه في الدنيا لأن مارزقوا في الدنيا فقد عدم فأقام المضاف إليه مقام المضاف .وَ أُتُوا بِهِ مُتَشابِهاً فيه وجوه أحدها أنه أراد مشتبها في اللون مختلفا في الطعم وثانيها أن كلها متشابه خيار لارذل فيه وثالثها أنه يشبه ثمر الدنيا غير أن ثمر الجنة أطيب ورابعها أنه يشبه بعضه بعضا في اللذة وجميع الصفات وخامسها أن التشابه من حيث الموافقة فالخادم يوافق المسكن والمسكن يوافق الفرش وكذلك جميع مايليق به وَ لَهُم فِيها أَزواجٌ من الحور العين وقيل من نساء الدنيا قال الحسن هن عجائزكم الغمص الرمص العمش طهرن من قذرات


صفحه : 82

الدنيامُطَهّرَةٌقيل في الأبدان والأخلاق والأعمال فلايحضن و لايلدن و لايتغوطن و لايبلن قدطهرن من الأقذار والآثام وَ هُم فِيها أي في الجنةخالِدُونَيعني‌ دائمون يبقون ببقاء الله لاانقطاع لذلك و لانفاد لأن النعمة تتم بالخلود والبقاء كماتتنغص بالزوال والفناء. و في قوله عز و جل وَ قالُوا لَن يَدخُلَ الجَنّةَ هذا علي الإيجاز وتقديره قالت اليهود لن يدخل الجنة إلا من كان يهوديا وقالت النصاري لن يدخل الجنة إلا من كان نصرانياتِلكَ أَمانِيّهُم أي تلك المقالة أماني‌ كاذبة يتمنونها علي الله وقيل أمانيهم أباطيلهم وقيل أي تلك أقاويلهم وتلاوتهم من قولهم تمني أي تلاقُل هاتُوا أي أحضروا أمر تعجيز وإنكاربُرهانَكُم أي حجتكم إِن كُنتُم صادِقِينَ في هذاالقول بَلي مَن أَسلَمَ وَجهَهُ لِلّهِ أي من أخلص نفسه لله بأن سلك سبيل مرضاته وقيل وجه وجهه لطاعة الله وقيل فوض أمره إلي الله وقيل استسلم لأمر الله وخضع وتواضع لله وَ هُوَ مُحسِنٌ في عمله وقيل مؤمن وقيل مخلص فَلَهُ أَجرُهُ عِندَ رَبّهِ أي فله جزاء عمله عند الله وَ لا خَوفٌ عَلَيهِم وَ لا هُم يَحزَنُونَ في الآخرة و هذاظاهر علي قول من يقول إنه لا يكون علي أهل الجنة خوف و لاحزن في الآخرة و أما علي قول من قال إن بعضهم يخاف ثم يأمن فمعناه أنهم لايخافون فوت جزاء أعمالهم لأنهم يكونون علي ثقة بأن ذلك لايفوتهم . و في قوله عز و جل وَ سارِعُوا إِلي مَغفِرَةٍ مِن رَبّكُم أي إلي الأعمال التي‌ توجب المغفرةوَ جَنّةٍ عَرضُهَا السّماواتُ وَ الأَرضُاختلف في معناه علي أقوال أحدها أن المعني عرضها كعرض السماوات والأرضين السبع إذاضم بعضها إلي بعض عن ابن عباس و الحسن واختاره الجبائي‌ والبلخي‌ وإنما ذكر العرض بالعظم دون الطول لأنه يدل علي أن الطول أعظم و ليس كذلك لوذكر الطول . وثانيها أن معناه ثمنها لوبيعت كثمن السماوات و الأرض لوبيعتا كمايقال عرضت هذاالمتاع للبيع والمراد بذلك عظم مقدارها وجلالة قدرها و أنه لايساويها شيء و إن عظم عن أبي مسلم الأصفهاني‌ و هذاوجه مليح إلا أن فيه تعسفا.


صفحه : 83

وثالثها أن عرضها لم يرد به العرض ألذي هوخلاف الطول وإنما أراد سعتها وعظمها والعرب إذاوصفت الشي‌ء بالسعة وصفته بالعرض ويسأل فيقال إذاكانت الجنة عرضها كعرض السماء و الأرض فأين تكون النار فجوابه أَنّهُ روُيِ‌َ أَنّ النّبِيّص سُئِلَ عَن ذَلِكَ فَقَالَ سُبحَانَ اللّهِ إِذَا جَاءَ النّهَارُ فَأَينَ اللّيلُ

و هذه معارضة فيهاإسقاط المسألة لأن القادر علي أن يذهب بالليل حيث يشاء قادر علي أن يخلق النار حيث شاء. ويسأل أيضا إذاكانت الجنة في السماء فكيف يكون لها هذاالعرض والجواب أنه قيل إن الجنة فوق السماوات السبع تحت العرش عن أنس بن مالك و قدقيل إن الجنة فوق السماوات السبع و إن النار تحت الأرضين السبع عن قتادة وقيل معني قولهم إن الجنة في السماء أنها في ناحية السماء وجهة السماء لا أن السماء تحويها و لاينكر أن يخلق الله في العلو أمثال السماوات والأرضين و إن صح الخبر أنها في السماء الرابعة كان كمايقال في الدار بستان لاتصاله بها وكونه في ناحية منها أويشرع إليه بابها و إن كان أضعاف الدار وقيل إن الله تعالي يزيد في عرضها يوم القيامة فيكون المراد عرضها السماوات و الأرض يوم القيامة لا في الحال عن أبي بكر أحمد بن علي مع تسليمه أنها في السماءأُعِدّت لِلمُتّقِينَ أي المطيعين لله ولرسوله باجتناب المقبحات وفعل الطاعات و هذايدل علي أن الجنة مخلوقة اليوم لأنها لاتكون معدة إلا وهي‌ مخلوقة.أقول و قال الرازي‌ في تفسير هذه الآية وهاهنا سؤالات الأول مامعني أن عرضها مثل عرض السماوات و الأرض فيه وجوه الأول أن المراد لوجعلت السماوات والأرضون طبقا طبقا بحيث يكون كل واحد من تلك الطبقات سطحا مؤلفا من أجزاء لايتجزي ثم وصل البعض بالبعض طبقا واحدا لكان ذلك مثل عرض الجنة و هذاغاية في السعة لايعلمها إلا الله الثاني‌ أن الجنة التي‌ تكون عرضها مثل عرض السماوات و الأرض إنما يكون للرجل الواحد لأن الإنسان إنما يرغب فيما يصير ملكا له فلابد و أن تكون الجنة المملوكة لكل واحد مقدار هذا ثم


صفحه : 84

ذكر ماذكر سابقا عن أبي مسلم ثم قال الرابع المقصود المبالغة في وصف سعة الجنة و ذلك لأنه لا شيءعندنا أعرض منها ونظيره قوله تعالي خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السّماواتُ وَ الأَرضُ فإن أطول الأشياء بقاء عندنا هوالسماوات و الأرض فخوطبنا علي وفق ماعرفناه فكذا هاهنا ثم قال السؤال الثالث أنتم تقولون إن الجنة في السماء فكيف يكون عرضها كعرض السماء والجواب من وجهين الأول أن المراد من قولنا إنها في السماء أنها فوق السماوات وتحت العرش

قَالَ ع فِي صِفَةِ الفِردَوسِ سَقفُهَا عَرشُ الرّحمَنِ

وَ روُيِ‌َ أَنّ رَسُولَ هِرَقلَ سَأَلَ النّبِيّص فَقَالَ إِنّكَ تَدعُو إِلَيجَنّةٍ عَرضُهَا السّماواتُ وَ الأَرضُ أُعِدّت لِلمُتّقِينَفَأَينَ النّارُ فَقَالَ النّبِيّص سُبحَانَ اللّهِ فَأَينَ اللّيلُ إِذَا جَاءَ النّهَارُ

المعني و الله أعلم أنه إذادار الفلك حصل النهار في جانب من العالم والليل في ضد ذلك الجانب فكذلك الجنة في جهة العلو والنار في جهة السفل وسئل أنس بن مالك عن الجنة في الأرض أم في السماء فقال فأي‌ أرض وسماء تسع الجنة قيل فأين هي‌ قال فوق السماوات السبع تحت العرش . والثاني‌ أن الذين يقولون الجنة والنار غيرمخلوقتين الآن لايبعد أن تكون الجنة عندهم مخلوقة في مكان السماوات والنار في مكان الأرض و أما قوله أُعِدّت لِلمُتّقِينَفظاهره يدل علي أن الجنة والنار مخلوقتان الآن . و قال الطبرسي‌ رحمه الله في قوله تعالي نُزُلًا مِن عِندِ اللّهِالنزل مايعد للضيف من الكرامة والبر والطعام والشراب وَ ما عِندَ اللّهِ من الثواب والكرامةخَيرٌ لِلأَبرارِمما ينقلب فيه الذين كفروا لأن ذلك عن قريب سيزول و ما عند الله سبحانه دائم لايزول . و في قوله تعالي وَ نُدخِلُهُم ظِلّا ظَلِيلًا أي كنينا ليس فيه حر و لابرد بخلاف ظل الدنيا وقيل ظلا دائما لاتنسخه الشمس كما في الدنيا وقيل ظلا متمكنا قويا كمايقال يوم أيوم وليل أليل وداهية دهياء يصفون الشي‌ء بمثل لفظه إذاأرادوا المبالغة و قال النقير النكتة في ظهر النواة كان ذلك نقر فيه .


صفحه : 85

و في قوله تعالي لَهُم دارُ السّلامِ أي للذين تذكروا وتدبروا وعرفوا الحق وتبعوه دار السلامة الدائمة الخالصة من كل آفة وبلية مما يلقاه أهل النار وقيل إن السلام هو الله تعالي وداره الجنةعِندَ رَبّهِم أي هي‌ مضمونة لهم عندربهم يوصلهم إليها لامحالة كما يقول الرجل لغيره لك عندي‌ هذاالمال أي في ضماني‌ وقيل معناه لهم دار السلام في الآخرة يعطيهم إياهاوَ هُوَ وَلِيّهُميعني‌ الله يتولي إيصال المنافع إليهم ودفع المضار عنهم وقيل وليهم ناصرهم علي أعدائهم وقيل يتولاهم في الدنيا بالتوفيق و في الآخرة بالجزاءبِما كانُوا يَعمَلُونَ أي جزاء بما كانوا يعملونه من الطاعات . و في قوله تعالي لَهُم فِيها نَعِيمٌ مُقِيمٌ أي دائم لايزول و لاينقطع خالِدِينَ فِيها أَبَداً أي دائمين فيها مع كون النعيم مقيما لهم إِنّ اللّهَ عِندَهُ أَجرٌ أي جزاء علي العمل عَظِيمٌ أي كثير مضاعف لاتبلغه نعمة غيره من الخلق . و في قوله سبحانه وَ مَساكِنَ طَيّبَةًيطيب العيش فيهابناها الله تعالي من اللئالي‌ والياقوت الأحمر والزبرجد الأخضر لاأذي فيها و لاوصب و لانصب عن الحسن فِي جَنّاتِ عَدنٍ أي في جنات إقامة وخلد وهي‌ بطنان الجنة أي وسطها عن ابن مسعود وقيل هي‌ مدينة في الجنة فيهاالرسل والأنبياء والشهداء وأئمة الهدي و الناس حولهم والجنان حولها عن الضحاك وقيل إن عدن أعلي درجة في الجنة و فيهاعين التسنيم والجنان حولها محدقة بها وهي‌ مغطاة من يوم خلقها الله حتي ينزلها أهلها الأنبياء والصديقون والشهداء والصالحون و من شاء الله و فيهاقصور الدر واليواقيت والذهب تهب ريح طيبة من تحت العرش فيدخل عليهم كثبان المسك الأبيض عن مقاتل والكلبي‌

وَ روُيِ‌َ أَنّهُص قَالَعَدنٌ دَارُ اللّهِ التّيِ‌ لَم تَرَهَا عَينٌ وَ لَا يَخطُرُ عَلَي قَلبِ بَشَرٍ وَ لَا يَسكُنُهَا غَيرُ ثَلَاثَةٍ النّبِيّينَ وَ الصّدّيقِينَ وَ الشّهَدَاءِ


صفحه : 86

يَقُولُ اللّهُ طُوبَي لِمَن دَخَلَكِ

وَ رِضوانٌ مِنَ اللّهِ أَكبَرُرفع علي الابتداء أي ورضي الله تعالي عنهم أكبر من ذلك كله قال الجبائي‌ إنما صار الرضوان أكبر من الثواب لأنه لايوجد منه شيء إلابالرضوان و هوالداعي‌ إليه الموجب له و قال الحسن لأن مايصل إلي القلب من السرور برضوان الله أكبر من جميع ذلك ذلِكَ هُوَ الفَوزُ العَظِيمُ أي ذلك النعيم ألذي وصفت هوالنجاح العظيم ألذي لا شيءأعظم منه . و في قوله تعالي يَهدِيهِم رَبّهُم بِإِيمانِهِم أي إلي الجنةتجَريِ‌ مِن تَحتِهِمُ الأَنهارُ فِي جَنّاتِ النّعِيمِ أي تجري‌ بين أيديهم وهم يرونها من علو وقيل معناه من تحت بساتينهم وأسرتهم وقصورهم و قوله بِإِيمانِهِميعني‌ جزاء علي إيمانهم دَعواهُم فِيها أي دعاء المؤمنين في الجنة وذكرهم فيها أن يقولواسُبحانَكَ أللّهُمّيقولون ذلك لا علي وجه العبادة لأنه ليس هناك تكليف بل يلتذون بالتسبيح وقيل إنهم إذامر بهم الطير في الهواء ويشتهونه قالواسُبحانَكَ أللّهُمّفيأتيهم الطير فيقع مشويا بين أيديهم و إذاقضوا منه الشهوة قالواالحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَفيطير الطير حيا كما كان فيكون مفتتح كلامهم في كل شيءالتسبيح ومختتم كلامهم التحميد و يكون التسبيح في الجنة بدل التسمية في الدنيا عن ابن جريح وَ تَحِيّتُهُم فِيها سَلامٌ أي تحيتهم من الله سبحانه في الجنة سلام وقيل معناه تحية بعضهم لبعض فيها أوتحية الملائكة لهم فيهاسلام يقولون سلام عليكم أي سلمتم من الآفات والمكاره التي‌ ابتلي‌ بها أهل الناروَ آخِرُ دَعواهُم أَنِ الحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ أي يجعلون هذاآخر كلامهم في كل ماذكروه . و في قوله سبحانه وَ أَخبَتُوا إِلي رَبّهِم أي أنابوا وتضرعوا إليه وقيل أي اطمأنوا إلي ذكره وقيل خضعوا له وخشعوا إليه والكل متقارب . و قال البيضاوي‌ في قوله تعالي وَ يَدرَؤُنَ بِالحَسَنَةِ السّيّئَةَ أي يدفعونها


صفحه : 87

بهافيجازون الإساءة بالإحسان أويتبعون الحسنة السيئة فتمحوهاأُولئِكَ لَهُم عُقبَي الدّارِعاقبة الدنيا و ماينبغي‌ أن يكون مال أهلها وهي‌ الجنةجَنّاتُ عَدنٍبدل من عقبي الدار أومبتدأ خبره يَدخُلُونَها والعدن الإقامة أي جنات يقيمون فيها وقيل هوبطنان الجنةوَ مَن صَلَحَ مِن آبائِهِم وَ أَزواجِهِم وَ ذُرّيّاتِهِمعطف علي المرفوع في يدخلونها وإنما ساغ للفصل بالضمير الآخر أومفعول معه والمعني أنه يلحق بهم من صلح من أهلهم و إن لم يبلغ مبلغ فضلهم تبعا لهم وتعظيما لشأنهم و هودليل علي أن الدرجة تعلو بالشفاعة أو أن الموصوفين بتلك الصفات مقترن بعضهم ببعض لمابينهم من القرابة والوصلة في دخول الجنة زيادة في أنسهم و في التقليد بالصلاح دلالة علي أن مجرد الأنساب لاينفع وَ المَلائِكَةُ يَدخُلُونَ عَلَيهِم مِن كُلّ بابٍ من أبواب المنازل أو من أبواب الفتوح والتحف قائلين سَلامٌ عَلَيكُمبشارة بدوام السلامةبِما صَبَرتُممتعلق بعليكم أوبمحذوف أي هذابما صبرتم لابسلام فإن الخبر فاصل والباء للسببية أوالبدلية. و قال الطبرسي‌ رحمه الله في قوله تعالي طُوبي لَهُم فيه أقوال أحدها أن معناه فرح لهم وقرة عين عن ابن عباس الثاني‌ غبطة لهم عن الضحاك الثالث خير لهم وكرامة عن ابراهيم النخعي‌ الرابع الجنة لهم عن مجاهد الخامس العيش الطيب لهم عن الزجاج أوالحال المستطابة لهم عن ابن الأنباري‌ لأنه فعلي من الطيب وقيل أطيب الأشياء لهم و هوالجنة عن الجبائي‌ السادس هنيئا بطيب العيش لهم السابع حسني لهم عن قتادة الثامن نعم مالهم عن عكرمة التاسع دوام الخير لهم العاشر أن طوبي شجرة في الجنة أصلها في دار النبي ص و في دار كل مؤمن منها غصن عن عبيد بن عمير ووهب و أبي هريرة وشهر بن حوشب رواه عن أبي سعيد الخدري‌ مرفوعا و هوالمروي‌ عن أبي جعفر ع . وروي الثعلبي‌ بإسناده عن الكلبي‌ عن أبي صالح عن ابن عباس قال طوبي شجرة أصلها في دار علي في الجنة و في دار كل مؤمن منها غصن ورواه أبوبصير عن أبي عبد الله ع

وَ رَوَي الحَاكِمُ أَبُو القَاسِمِ الحسَكاَنيِ‌ّ بِإِسنَادِهِ عَن مُوسَي بنِ


صفحه : 88

جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ سُئِلَ رَسُولُ اللّهِص عَن طُوبَي قَالَ شَجَرَةٌ أَصلُهَا فِي داَريِ‌ وَ فَرعُهَا عَلَي أَهلِ الجَنّةِ ثُمّ سُئِلَ عَنهَا مَرّةً أُخرَي فَقَالَ فِي دَارِ عَلِيّ فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ إِنّ داَريِ‌ وَ دَارَ عَلِيّ فِي الجَنّةِ بِمَكَانٍ وَاحِدٍ

وَ حُسنُ مَآبٍ أي ولهم حسن مرجع . و في قوله تعالي أُكُلُها دائِمٌيعني‌ أن ثمارها لاتنقطع كثمار الدنيا وظلها لايزول و لاتنسخه الشمس عن الحسن وقيل معناه نعيمها لاينقطع بموت و لاآفة عن ابن عباس وقيل لذتها في الأفواه باقية عن ابراهيم التيمي‌وَ ظِلّهاأيضا دائم لا يكون مرة شمسا ومرة ظلا كما يكون في الدنياتِلكَ عُقبَي الّذِينَ اتّقَوا أي تلك الجنة عاقبة المتقين فالطريق إليها التقوي وَ عُقبَي الكافِرِينَ النّارُ أي عاقبة أمر الكفار النار. و في قوله تعالي إِنّ المُتّقِينَ فِي جَنّاتٍ أي في بساتين خلقت لهم وَ عُيُونٍ من ماء وخمر وعسل تفور من الفوارة ثم تجري‌ في مجاريهاادخُلُوها بِسَلامٍ أي يقال لهم ادخلوا الجنات بسلامة من الآفات وبراءة من المكاره والمضرات آمِنِينَ من الإخراج منها ساكني‌ النفس إلي انتفاء الضرر فيهاوَ نَزَعنا ما فِي صُدُورِهِم مِن غِلّ أي وأزلنا عن صدور أهل الجنة ما فيها من أسباب العداوة من الغل أي الحقد والحسد والتنافس والتباغض إِخواناًمنصوب علي الحال أي وهم يكونون إخوانا متوادين يريد مثل الإخوان فيصفوا لذلك عيشهم عَلي سُرُرٍ أي كائنين علي مجالس السررمُتَقابِلِينَمتواجهين فينظر بعضهم إلي بعض قال مجاهد لايري الرجل من أهل الجنة قفا زوجته و لاتري زوجته قفاه لأن الأسرة تدور بهم كيف ماشاءوا حتي يكونوا متقابلين في عموم أحوالهم وقيل متقابلين في الزيارة إذاتزاوروا استوت مجالسهم ومنازلهم و إذاافترقوا كانت منازل بعضهم أرفع من بعض لا يَمَسّهُم فِيها أي في الجنةنَصَبٌ أي عناء وتعب لأنهم لايحتاجون إلي إتعاب أنفسهم لتحصيل مقاصدهم إذ جميع النعم حاصلة لهم وَ ما هُم مِنها بِمُخرَجِينَ أي يبقون فيهامؤبدين .


صفحه : 89

و في قوله تعالي تجَريِ‌ مِن تَحتِهِمُ الأَنهارُلأنهم علي غرف في الجنة كما قال وَ هُم فِي الغُرُفاتِ آمِنُونَ وقيل إن أنهار الجنة تجري‌ من غيرأخاديد في الأرض فلذلك قال من تحتهم يُحَلّونَ فِيها مِن أَساوِرَ مِن ذَهَبٍ أي يجعل لهم فيهاحلي‌ من أساور وقيل إنه يحلي كل واحد بثلاثة أساور سوار من فضة وسوار من ذهب وسوار من لؤلؤ وياقوت عن سعيد بن جبيروَ يَلبَسُونَ ثِياباً خُضراً مِن سُندُسٍ وَ إِستَبرَقٍ أي من الديباج الرقيق والغليظ وقيل إن الإستبرق فارسي‌ معرب أصله إستبر وقيل هوالديباج المنسوج بالذهب مُتّكِئِينَ فِيها عَلَي الأَرائِكِمتنعمين في تلك الجنان علي السرر في الحجال وإنما قال متكئين لأن الاتكاء يفيد أنهم منعمون في الأمن والراحة فإن الإنسان لايتكئ إلا في حال الأمن والسلامةنِعمَ الثّوابُ أي طاب ثوابهم وعظم عن ابن عباس وَ حَسُنَتالأرائك مُرتَفَقاً أي موضع ارتفاق وقيل منزلا ومجلسا ومجتمعا. و في قوله تعالي كانَت لَهُم جَنّاتُ الفِردَوسِ أي كان في حكم الله وعلمه لهم بساتين الفردوس و هوأطيب موضع في الجنة وأوسطها وأفضلها وأرفعها عن قتادة وقيل هوالجنة الملتفة الأشجار عن قتادة وقيل هوالبستان ألذي فيه الأعناب عن كعب و

رَوَي عُبَادَةُ بنُ الصّامِتِ عَنِ النّبِيّص قَالَ الجَنّةُ مِائَةُ دَرَجَةٍ مَا بَينَ كُلّ دَرَجَتَينِ كَمَا بَينَ السّمَاءِ وَ الأَرضِ الفِردَوسُ أَعلَاهَا دَرَجَةً مِنهَا تُفَجّرُ أَنهَارُ الجَنّةِ الأَربَعَةُ فَإِذَا سَأَلتُمُ اللّهَ فَاسأَلُوهُ الفِردَوسَ

نُزُلًا أي منزلا ومأوي وقيل ذات نزل خالِدِينَ فِيها أي دائمين فيهالا يَبغُونَ عَنها حِوَلًا أي لايطلبون عن تلك الجنات تحولا إلي موضع آخر لطيبها وحصول مرادهم فيها.


صفحه : 90

و في قوله جل وعلاوَ لا يُظلَمُونَ شَيئاً أي و لايبخسون شيئا من ثوابهم بل يوفيه الله عليهم علي التمام والكمال جَنّاتِ عَدنٍ أي إقامة ووحد في الآية المتقدمة وجمع هاهنا لأنه جنة تشتمل علي جنات وقيل لأن لكل واحد من المؤمنين جنة تجمعها الجنة العظمي التّيِ‌ وَعَدَ الرّحمنُ عِبادَهُ بِالغَيبِالمراد بالعباد المؤمنون وقيل يتناول الكافر بشرط رجوعه عن كفره و قال بِالغَيبِلأنهم غابوا عما فيهامما لاعين رأت و لاأذن سمعت عن ابن عباس والمعني أنه وعدهم أمرا لم يكونوا يشاهدونه فصدقوه و هوغائب عنهم إِنّهُ كانَ وَعدُهُ أي موعوده مَأتِيّا أي آتيا لامحالة والمفعول هاهنا بمعني الفاعل لأن ماأتيته فقد أتاك وقيل الموعود هوالجنة والجنة مأتية يأتيها المؤمنون لا يَسمَعُونَ فِيها لَغواً أي قولا لامعني له يستفاد و قد يكون اللغو الهذر و مايلقي من الكلام مثل الفحش والأباطيل إِلّا سَلاماً أي سلام الملائكة عليهم وسلام بعضهم علي بعض و قال الزجاج السلام اسم جامع لكل خير لأنه يتضمن السلامة أي يسمعون مايسلمهم وَ لَهُم رِزقُهُم فِيها بُكرَةً وَ عَشِيّا قال المفسرون ليس في الجنة شمس و لاقمر فيكون لهم بكرة وعشي‌ والمراد أنهم يؤتون رزقهم علي مايعرفونه من مقدار الغداء والعشاء وقيل كانت العرب إذاأصاب أحدهم الغداء والعشاء أعجب به وكانت تكره الأكلة الواحدة في اليوم فأخبر الله تعالي أن لهم في الجنة رزقهم بكرة وعشيا علي قدر ذلك الوقت و ليس ثم ليل وإنما هوضوء ونور عن قتادة وقيل إنهم يعرفون مقدار الليل بإرخاء وفتح الأبواب تِلكَ الجَنّةُ التّيِ‌ نُورِثُ مِن عِبادِنا مَن كانَ تَقِيّا أي إنما نملك تلك الجنة من كان تقيا في دار الدنيا بترك المعاصي‌ وفعل الطاعات وإنما قال نورث لأنه شبه بالميراث من جهة أنه تمليك بحال استونفت عن حال قدانقضت من أمر الدنيا كماينقضي‌ حال الميت من أمر الدنيا وقيل إنه تعالي أورثهم من الجنة المساكن والمنازل التي‌ كانت لأهل النار لوأطاعوا الله تعالي وأضاف العباد إلي نفسه لأنه أراد المؤمنين .


صفحه : 91

و في قوله سبحانه وَ ذلِكَ جَزاءُ مَن تَزَكّي أي تطهر بالإيمان والطاعة عن دنس الكفر والمعصية وقيل تَزَكّيطلب الزكاء بإرادة الطاعة والعمل بها. و في قوله تعالي مِن أَساوِرَهي‌ حلي‌ اليدمِن ذَهَبٍ وَ لُؤلُؤاً أي و من لؤلؤ و قال البيضاوي‌ ولؤلؤ عطف علي أساور لا علي ذهب لأنه لم يعهد السوار منه إلا أن يراد به المرصعة به ونصبه عاصم ونافع عطفا علي محلها أوإضمار الناصب مثل ويؤتون وَ لِباسُهُم فِيها حَرِيرٌ غيرأسلوب الكلام فيه للدلالة علي أن الحرير ثيابهم المعتادة أوللمحافظة علي هيئة الفواصل . و قال الطبرسي‌ رحمه الله وَ هُدُوا إِلَي الطّيّبِ مِنَ القَولِ أي أرشدوا في الجنة إلي التحيات الحسنة يحيي‌ بعضهم بعضا ويحييهم الله وملائكته بها وقيل معناه أرشدوا إلي شهادة أن لاإله إلا الله والحمد لله عن ابن عباس وزاد بن زيد و الله أكبر وقيل إلي القرآن وقيل إلي القول ألذي يلتذونه ويشتهونه وتطيب به نفوسهم وقيل إلي ذكر الله فهم به يتنعمون وَ هُدُوا إِلي صِراطِ الحَمِيدِ والحميد هو الله المستحق للحمد المتحمد إلي عباده بنعمته عن الحسن أي الطالب منهم أن يحمدوه وصراط الحميد هوطريق الإسلام وطريق الجنة. و في قوله سبحانه وَ رِزقٌ كَرِيمٌيعني‌ نعيم الجنة فإنه أكرم دار و في قوله تعالي أُولئِكَ هُمُ الوارِثُونَ أي يرثون منازل أهل النار من الجنة

فَقَد روُيِ‌َ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ مَا مِنكُم مِن أَحَدٍ إِلّا لَهُ مَنزِلَانِ مَنزِلٌ فِي الجَنّةِ وَ مَنزِلٌ فِي النّارِ فَإِن مَاتَ وَ دَخَلَ النّارَ وَرِثَ أَهلُ الجَنّةِ مَنزِلَهُ

الّذِينَ يَرِثُونَ الفِردَوسَ هواسم من أسماء الجنة ولذلك أنث فقال هُم فِيها خالِدُونَ وقيل هواسم لرياض الجنة وقيل هي‌ جنة مخصوصة ثم اختلف في أصله فقيل هواسم رومي‌ فعرب وقيل هوعربي‌ وزنه فعلول و هوالبستان ألذي فيه كرم و قال الجبائي‌ معني الوراثة هنا أن الجنة ونعيمها يئول إليهم من غيراكتساب كمايئول المال إلي الوارث من غيراكتساب . و في قوله تعالي كانَ عَلي رَبّكَ وَعداً مَسؤُلًا قال ابن عباس معناه أن الله


صفحه : 92

سبحانه وعد لهم الجزاء فسألوه الوفاء فوفي وقيل إن الملائكة سألوا الله ذلك لهم فأجيبوا إلي مسألتهم و ذلك قولهم رَبّنا وَ أَدخِلهُم جَنّاتِ عَدنٍ التّيِ‌ وَعَدتَهُم وقيل إنهم سألوا الله تعالي في الدنيا الجنة بالدعاء فأجابهم في الآخرة إلي ماسألوا. و في قوله تعالي أُولئِكَ يُجزَونَ الغُرفَةَ أي يثابون الدرجة الرفيعة في الجنةبِما صَبَرُوا علي أمر ربهم وطاعة نبيهم وقيل هي‌ غرف الزبرجد والدر والياقوت والغرفة في الأصل بناء فوق بناء وقيل الغرفة اسم لأعلي منازل الجنة وأفضلها كماأنها في الدنيا أعلي المساكن وَ يُلَقّونَ فِيها تَحِيّةً وَ سَلاماً أي تتلقاهم الملائكة فيهابالتحية وهي‌ كل قول يسر به الإنسان وبالسلام بشارة لهم بعظيم الثواب وقيل التحية الملك العظيم و السلام جميع أنواع السلامة وقيل التحية البقاء الدائم و قال الكلبي‌ يحيي‌ بعضهم بعضا بالسلام ويرسل إليهم الرب بالسلام . و في قوله تعالي فَلا تَعلَمُ نَفسٌ ما أخُفيِ‌َ لَهُم مِن قُرّةِ أَعيُنٍ أي لايعلم أحد ماخبئ لهؤلاء الذين ذكروا مما تقر به أعينهم قال ابن عباس هذا ما لاتفسير له فالأمر أعظم وأجل مما يعرف تفسيره

وَ قَد وَرَدَ فِي الصّحِيحِ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ إِنّ اللّهَ يَقُولُ أَعدَدتُ لعِبِاَديِ‌َ الصّالِحِينَ مَا لَا عَينٌ رَأَت وَ لَا أُذُنٌ سَمِعَت وَ لَا خَطَرَ عَلَي قَلبِ بَشَرٍ بَلهَ مَا أَطلَعتُكُم عَلَيهِ اقرَءُوا إِن شِئتُمفَلا تَعلَمُ نَفسٌ ما أخُفيِ‌َ لَهُم مِن قُرّةِ أَعيُنٍرَوَاهُ البخُاَريِ‌ّ وَ مُسلِمٌ جَمِيعاً

و قدقيل في فائدة الإخفاء وجوه .أحدها أن الشي‌ء إذاعظم خطره و جل قدره لاتستدرك صفاته علي كنه إلابشرح طويل و مع ذلك فيكون إبهامه أبلغ .


صفحه : 93

وثانيها أن قرارات العيون غيرمتناهية فلايمكن العلم بتفاصيلها. وثالثها أنه جعل ذلك في مقابلة صلاة الليل وهي‌ خفية فكذلك مابإزائها من جزائها

وَ يُؤَيّدُ ذَلِكَ مَا روُيِ‌َ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ قَالَ مَا مِن حَسَنَةٍ إِلّا وَ لَهَا ثَوَابٌ مُبَيّنٌ فِي القُرآنِ إِلّا صَلَاةُ اللّيلِ فَإِنّ اللّهَ عَزّ اسمُهُ لَم يُبَيّن ثَوَابَهَا لِعِظَمِ خَطَرِهَا

فَلا تَعلَمُ نَفسٌالآية وقرة العين رؤية ماتقر به العين يقال أقر الله عينك أي صادف فؤادك مايرضيك فتقر عينك حتي لاتطمح بالنظر إلي مافوقه وقيل هي‌ من القر أي البرد لأن المستبشر الضاحك يخرج من شئون عينيه دمع بارد والمحزون المهموم يخرج من عينيه دمع حار. قوله تعالي نُزُلًا بِما كانُوا يَعمَلُونَ أي عطاء بما كانوا يعملون وقيل ينزلهم الله فيهانزلا كماينزل الضيف يعني‌ أنهم في حكم الأضياف . و في قوله تعالي تَحِيّتُهُم يَومَ يَلقَونَهُ سَلامٌ أي يحيي‌ بعضهم بعضا يوم يلقون ثواب الله بأن يقولوا السلامة لكم من جميع الآفات ولقاء الله سبحانه معناه لقاء ثوابه وروي‌ عن البراء بن عازب أنه قال يوم يلقون ملك الموت لايقبض روح مؤمن إلاسلم عليه فعلي هذا يكون المعني تحية المؤمن من ملك الموت يوم يلقونه أن يسلم عليهم وملك الموت مذكور في الملائكةوَ أَعَدّ لَهُم أَجراً كَرِيماً أي ثوابا جزيلا. و في قوله تعالي فَأُولئِكَ لَهُم جَزاءُ الضّعفِ أي يضاعف الله حسناتهم فيجزي‌ بالحسنة الواحدة عشرا إلي مازاد والضعف اسم الجنس يدل علي القليل والكثير. و في قوله سبحانه وَ قالُوا الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي أَذهَبَ عَنّا الحَزَنَأخبر سبحانه عن حالهم أنهم إذادخلوها يقولون الحمد لله اعترافا منهم بنعمته لا علي وجه التكليف وشكرا له علي أن أذهب الغم ألذي كانوا عليه في دار الدنيا عنهم وقيل يعنون الحزن ألذي أصابهم قبل دخول الجنة لأنهم كانوا يخافون دخول النار إذاكانوا مستحقين لذلك فإذاتفضل الله عليهم بإسقاط عقابهم وأدخلهم الجنة حمدوه علي ذلك وشكروه إِنّ رَبّنا لَغَفُورٌلذنوب عباده شَكُورٌيقبل اليسير من محاسن أعمالهم وقيل إن شكره سبحانه هومكافاته لهم علي الشكر له والقيام بطاعته ألّذِي

أَحَلّنا دارَ المُقامَةِ أي أنزلنا دار الخلود يقيمون فيهاأبدا لايموتون و لايتحولون عنهامِن فَضلِهِ أي ذلك بتفضله وكرمه لا يَمَسّنا فِيها نَصَبٌ أي لايصيبنا في الجنة عناء ومشقةوَ لا يَمَسّنا فِيها لُغُوبٌ أي إعياء ومتعبة في طلب المعاش . و في قوله تعالي إِنّ أَصحابَ الجَنّةِ اليَومَ فِي شُغُلٍشغلهم النعيم ألذي شملهم وغمرهم بسروره عما فيه أهل النار من العذاب عن الحسن والكلبي‌ فلايذكرونهم و لايهتمون بهم و إن كانوا أقاربهم وقيل شغلوا بافتضاض العذاري عن ابن عباس و ابن مسعود و هوالمروي‌ عن الصادق ع قال وحواجبهن كالأهلة وأشفار أعينهن كقوادم النسور وقيل باستمتاع الألحان عن وكيع وقيل شغلهم في الجنة سبعة أنواع من الثواب لسبعة أعضاء فثواب الرجل بقوله ادخُلُوها بِسَلامٍ آمِنِينَ وثواب اليديَتَنازَعُونَ فِيها كَأساً لا لَغوٌ فِيها وَ لا تَأثِيمٌ وثواب الفرج وَ حُورٌ عِينٌ وثواب الفم كُلُوا وَ اشرَبُوا هَنِيئاًالآية وثواب اللسان وَ آخِرُ دَعواهُمالآية وثواب الأذن لا يَسمَعُونَ فِيها لَغواً ونظائرها وثواب العين وَ تَلَذّ الأَعيُنُ.فاكِهُونَ أي فرحون عن ابن عباس وقيل ناعمون معجبون بما هم فيه قال أبوزيد الفكه الطيب النفس الضحوك رجل فكه وفاكه و لم يسمع لهذا فعل في الثلاثي‌ و قال أبومسلم إنه مأخوذ عن الفكاهة فهو كناية عن الأحاديث الطيبة وقيل فاكِهُونَذوو فاكهة كمايقال لاحم شاحم أي ذو لحم وشحم وعاسل ذو عسل هُم وَ أَزواجُهُم فِي ظِلالٍ أي هم وحلائلهم في الدنيا ممن وافقهم علي إيمانهم في أستار عن وهج النار وسمومها فهم في مثل تلك الحال الطيبة من الظلال التي‌ لاحر فيها و لابرد وقيل أزواجهم التي‌ زوجهم الله تعالي من الحور العين في ظلال أشجار الجنة وقيل في ظلال تسترهم من نظر العيون إليهم عَلَي الأَرائِكِ وهي‌ السرر عليها الحجال وقيل هي‌ الوسائدمُتّكِؤُنَ أي جالسون جلوس الملوك إذ ليس لهم من الأعمال شيء قال الأزهري‌ كل مااتكئ عليه فهو أريكةلَهُم فِيها أي في الجنةفاكِهَةٌ وَ لَهُم ما يَدّعُونَ أي مايتمنون ويشتهون قال أبوعبيدة تقول العرب ادع علي ماشئت أي تمن علي وقيل معناه أن كل من يدعي‌ شيئا فهو


صفحه : 95

له بحكم الله تعالي لأنه قدهذب طباعهم فلايدعون إلا مايحسن منهم قال الزجاج هومأخوذ من الدعاء يعني‌ أن أهل الجنة كل مايدعونه يأتيهم سَلامٌ أي لهم سلام ومني أهل الجنة أن يسلم الله عليهم قَولًا أي يقوله الله قولامِن رَبّ رَحِيمٍبهم يسمعونه من الله فيؤذنهم بدوام الأمن والسلامة مع سبوغ النعمة والكرامة وقيل إن الملائكة تدخل عليهم من كل باب يقولون سلام عليكم من ربكم الرحيم . و في قوله تعالي أُولئِكَ لَهُم رِزقٌ مَعلُومٌجعل لهم التصرف فيه وحكم لهم به في الأوقات المستأنفة في كل وقت شيئا معلوما مقدرافَواكِهُهي‌ جمع فاكهة يقع علي الرطب واليابس من الثمار كلها يتفكهون بها ويتنعمون بالتصرف فيهاوَ هُم مُكرَمُونَ مع ذلك أي معظمون مبجلون فِي جَنّاتِ النّعِيمِ أي وهم مع ذلك في بساتين فيهاأنواع النعيم عَلي سُرُرٍ مُتَقابِلِينَيستمتع بعضهم بالنظر إلي وجوه بعض و لايري بعضهم قفا بعض يُطافُ عَلَيهِم بِكَأسٍ و هوالإناء بما فيه من الشراب مِن مَعِينٍ أي من خمر جارية في أنهار ظاهرة العيون وقيل شديدة الجري‌ ثم وصف الخمر فقال بَيضاءَوصفها بالبياض لأنها في نهاية الرقة مع الصفاء واللطافة النورية التي‌ لها قال الحسن خمر الجنة أشد بياضا من اللبن وذكر أن قراءة ابن مسعود صفراء فيحتمل أن يكون بيضاء الكأس صفراء اللون لَذّةٍ أي لذيذةلِلشّارِبِينَ ليس فيها مايعتري‌ خمر الدنيا من المرارة والكراهةلا فِيها غَولٌ أي لايغتال عقولهم فيذهب بها و لايصيبهم منها وجع في البطن و لا في الرأس ويقال للوجع غول لأنه يؤدي‌ إلي الهلاك وَ لا هُم عَنها يُنزَفُونَقرأ أهل الكوفة غيرعاصم ينزفون بكسر الزاي‌ والباقون بفتحها وكذلك في سورة الواقعة إلاعاصم فإنه قرأ هاهنا بفتح الزاي‌ وهناك بكسرها قال أبو علي يكون أنزف علي معنيين أحدهما بمعني سكر والآخر بمعني أنفد شرابه فمن قرأ ينزفون يجوز أن يريد لايسكرون عندشربها ويجوز أن يريد لاينفد ذلك عندهم كماينفد شراب أهل الدنيا و من قرأ بالفتح فهو من نزف الرجل فهو منزوف ونزيف إذاذهب عقله بالسكر قال ابن عباس معناه


صفحه : 96

و لايبولون قال و في الخمر أربع خصال السكر والصداع والقي‌ء والبول فنزه الله سبحانه خمر الجنة عن هذه الخصال وَ عِندَهُم قاصِراتُ الطّرفِقصرن طرفهن علي أزواجهن فلايردن غيرهن لحبهن إياهم وقيل معناه لايفتحن أعينهن دلالا وغنجاعِينٌ أي واسعات العيون والواحدة عيناء وقيل هي‌ الشديدة بياض العين الشديدة سوادها عن الحسن كَأَنّهُنّ بَيضٌ مَكنُونٌشبههن ببيض النعام يكنه بالريش من الريح والغبار عن الحسن و ابن زيد وقيل شبههن ببطن البيض قبل أن يقشر وقبل أن تمسه الأيدي‌ والمكنون المصون فَأَقبَلَ بَعضُهُم عَلي بَعضٍ يَتَساءَلُونَيعني‌ أهل الجنة يسأل بعضهم بعضا عن أحوالهم من حيث بعثوا إلي أن أدخلوا الجنة فيخبر كل صاحبه بإنعام الله عليه قالَ قائِلٌ مِنهُم أي من أهل الجنةإنِيّ‌ كانَ لِي قَرِينٌ في الدنيا أي صاحب يختص بي‌ إما من الإنس علي قول ابن عباس أو من الشياطين علي قول مجاهديَقُولُ لي علي وجه الإنكار علي والتهجين لفعلي‌أَ إِنّكَ لَمِنَ المُصَدّقِينَبيوم الدين وبالبعث والنشور والحساب والجزاءأَ إِذا مِتنا وَ كُنّا تُراباً وَ عِظاماً أَ إِنّا لَمَدِينُونَ أي مجزيون محاسبون قالَ هَل أَنتُم مُطّلِعُونَ أي ثم قال هذاالمؤمن لإخوانه في الجنة هل أنتم مطلعون علي موضع من الجنة يري منه هذاالقرين يقال اطلع إلي كذا إذاأشرف عليه والمعني هل تؤثرون أن تروا مكان هذاالقرين في النار و في الكلام حذف أي فيقولون له نعم اطلع أنت فأنت أعرف بصاحبك قال الكلبي‌ و ذلك لأن الله تعالي جعل لأهل الجنة كوة ينظرون منها إلي أهل النارفَاطّلَعَ فَرَآهُ فِي سَواءِ الجَحِيمِ أي فاطلع هذاالمؤمن فرأي قرينه في وسط النارقالَ أي فقال له المؤمن تَاللّهِ إِن كِدتَ لَتُردِينِ إن مخففة من الثقيلة أقسم بالله سبحانه علي وجه التعجب إنك كدت تهلكني‌ بما قلته لي ودعوتني‌ إليه حتي يكون هلاكي‌ كهلاك المتردي‌ من شاهق وَ لَو لا نِعمَةُ ربَيّ‌ علي بالعصمة واللطف والهداية حتي آمنت لَكُنتُ مِنَ المُحضَرِينَمعك في النار و لايستعمل أحضر مطلقا إلا في الشر قال قتادة فو الله لو لا أن الله عرفه إياه لما كان يعرفه لقد تغير حبره وسبره أي حسنه وسيماؤه أَ فَما نَحنُ بِمَيّتِينَ إِلّا مَوتَتَنَا الأُولي وَ ما نَحنُ بِمُعَذّبِينَ أي يقول المؤمن


صفحه : 97

لهذا القرين علي وجه التقريع ألست كنت تقول في الدنيا إنا لانموت إلاالموتة التي‌ تكون في الدنيا و لانعذب فقد ظهر الأمر بخلاف ذلك وقيل إن هذا من قول أهل الجنة بعضهم لبعض علي وجه إظهار السرور بدوام نعيم الجنة ولهذا عقبه بقوله إِنّ هذا لَهُوَ الفَوزُ العَظِيمُمعناه أَ فَما نَحنُ بِمَيّتِينَ في هذه الجنةإِلّا مَوتَتَنَاالتي‌ كانت في الدنياوَ ما نَحنُ بِمُعَذّبِينَ كماوعدنا الله تعالي ويريدون التحقيق لاالشك قالوه سرورا وفرحا كقوله


أبطحاء مكة هذا ألذي .   أراه عيانا و هذا أنا.

لِمِثلِ هذا فَليَعمَلِ العامِلُونَ هذا من تمام الحكاية عن قول أهل الجنة وقيل إن هذا من قول الله سبحانه . و في قوله تعالي وَ إِنّ لِلمُتّقِينَ لَحُسنَ مَآبٍ أي حسن مرجع ومنقلب يرجعون في الآخرة إلي ثواب الله ومرضاته ثم فسر حسن المآب بقوله جَنّاتِ عَدنٍفهي‌ في موضع جر علي البدل أي جنات إقامة وخلودمُفَتّحَةً لَهُمُ الأَبوابُ أي يجدون أبوابها مفتوحة حين يردونها و لايحتاجون إلي الوقوف عندأبوابها حتي تفتح لهم وقيل أي لايحتاجون إلي مفاتيح بل تنفتح بغير مفتاح وتنغلق بغير مغلاق و قال الحسن يكلم يقال انفتحي‌ انغلقي‌ وقيل معناه أنها معدة لهم غيرممنوعين منها و إن لم تكن أبوابها مفتوحة لهم قبل مصيرهم كما يقول الرجل لغيره متي نشطت لزيارتي‌ فالباب مفتوح والدست مطروح مُتّكِئِينَ فِيها أي مسندين فيها إلي المساند جالسين جلسة الملوك يَدعُونَ فِيها بِفاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَ شَرابٍ أي يحكمون في ثمارها وشرابها فإذاقالوا لشي‌ء منها أقبل حصل عندهم وَ عِندَهُم قاصِراتُ الطّرفِ أي أزواج قصرن طرفهن علي أزواجهن راضيات بهم مالهن في غيرهم رغبة والقاصر نقيض الماد يقال فلان قاصر طرفه عن فلان وماد عينه إلي فلان أَترابٌ أي أقران علي سن واحد ليس فيهن عجائز و لاهرمة وقيل أمثال وأشباه عن مجاهد أي


صفحه : 98

متساويات في الحسن ومقدار الشباب لا يكون لواحدة علي صاحبتها فضل في ذلك وقيل أتراب علي مقدار سن الأزواج كل واحدة منهن ترب زوجها و لاتكون أكبر منه قال الفراء الترب اللدة مأخوذ من اللعب بالتراب و لايقال إلا في الإناث هذا ما تُوعَدُونَ أي مايوعد به المتقون أويخاطبون فيقال لهم هذاالقول لِيَومِ الحِسابِ أي ليوم الجزاءإِنّ هذا لَرِزقُنا أي عطاؤنا المتصل ما لَهُ مِن نَفادٍ أي فناء وانقطاع لأنه علي سبيل الدوام عن قتادة وقيل إنه ليس لشي‌ء في الجنة نفاد ماأكل من ثمارها خلف مكانه مثله و ماأكل من حيوانها وطيرها عاد مكانه حيا عن ابن عباس . و في قوله تعالي لَهُم غُرَفٌ أي قصور في الجنةمِن فَوقِها غُرَفٌقصور مبنية و هذا في مقابلة قوله لَهُم مِن فَوقِهِم ظُلَلٌ مِنَ النّارِ وَ مِن تَحتِهِم ظُلَلٌ فإن في الجنة منازل رفيعة بعضها فوق بعض و ذلك أن النظر من الغرف إلي الخضر والمياه أشهي وألذوَعدَ اللّهِ أي وعدهم الله تلك الغرف والمنازل وعدا. و في قوله تعالي وَ قِهِمُ السّيّئاتِ أي عذاب السيئات ويجوز أن يكون العذاب هوالسيئات وسماه السيئات اتساعا كما قال وَ جَزاءُ سَيّئَةٍ سَيّئَةٌ مِثلُها. و في قوله يُرزَقُونَ فِيها بِغَيرِ حِسابٍ أي زيادة علي مايستحقونه تفضلا منه تعالي و لو كان علي مقدار العمل فقط لكان بحساب وقيل معناه لاتبعة عليهم فيما يعطون من الخير في الجنة. و في قوله تعالي وَ لَكُم فِيها أي في الآخرةما تشَتهَيِ‌ أَنفُسُكُم من الملاذ وتتمنونه من المنافع وَ لَكُم فِيها ما تَدّعُونَ أنه لكم فإنه سبحانه يحكم لكم بذلك وقيل إن المراد بقوله ما تشَتهَيِ‌ أَنفُسُكُمالبقاء لأنهم كانوا يشتهون البقاء في الدنيا أي لكم فيها ماكنتم تشتهونه من البقاء ولكم فيها ماكنتم تتمنونه من النعيم نُزُلًا مِن غَفُورٍ رَحِيمٍمعناه أن هذاالموعود به مع جلالته في نفسه له جلالة بمعطيه إذ هوعطاء لكم ورزق مجري عليكم ممن يغفر الذنوب ويستر العيوب رحمة منه لعباده فهو أهنأ لكم وأكمل لسروركم .


صفحه : 99

و في قوله تعالي الّذِينَ آمَنُوا بِآياتِنا أي صدقوا بحججنا ودلائلنا واتبعوهاوَ كانُوا مُسلِمِينَ أي مستسلمين لأمرنا خاضعين منقادين ثم بين سبحانه مايقال لهم بقوله ادخُلُوا الجَنّةَ أَنتُم وَ أَزواجُكُماللاتي‌ كن مؤمنات مثلكم وقيل أزواجكم من الحور العين في الجنةتُحبَرُونَ أي تسرون وتكرمون يُطافُ عَلَيهِم بِصِحافٍ أي بقصاع مِن ذَهَبٍ فيهاألوان الأطعمةوَ أَكوابٍ أي كيزان لاعري لها وقيل بآنية مستديرة الرأس اكتفي سبحانه بذكر الصحاف والأكواب عن ذكر الطعام والشراب وَ فِيها ما تَشتَهِيهِ الأَنفُسُ من أنواع النعيم المشروبة والمطعومة والملبوسة والمشمومة وغيرهاوَ تَلَذّ الأَعيُنُبالنظر إليه قدجمع الله سبحانه بذلك ما لواجتمع الخلائق كلهم علي أن يصفوا ما في الجنة من أنواع النعيم لم يزيدوا علي ماانتظمته هاتان اللفظتان . و في قوله تعالي فِي مَقامٍ أَمِينٍأمنوا فيه الغير من الموت والحوادث وقيل أمنوا من الشيطان والأحزان يَلبَسُونَ مِن سُندُسٍ وَ إِستَبرَقٍقيل السندس مايلبسونه والإستبرق مايفترشونه مُتَقابِلِينَ في المجالس وقيل متقابلين بالمحبة لامتدابرين بالبغضةكَذلِكَحال أهل الجنةوَ زَوّجناهُم بِحُورٍ عِينٍ قال الأخفش المراد به التزويج المعروف و قال غيره لا يكون في الجنة تزويج والمعني وقرناهم بحور عين يَدعُونَ فِيها بِكُلّ فاكِهَةٍ آمِنِينَ أي يستدعون فيهابأي‌ ثمرة شاءوا واشتهوه غيرخائفين فوتها آمنين من نفادها ومضرتها وقيل آمنين من التخم والأسقام والأوجاع لا يَذُوقُونَ فِيهَا المَوتَشبه الموت بالطعام ألذي يذاق ويتكره عندالمذاق ثم نفي ذلك أن يكون في الجنة وإنما خصهم بأنهم لايذوقون الموت مع أن جميع أهل الآخرة لايذوقون الموت لما في ذلك من البشارة لهم بالحياة الهنيئة في الجنة فأما من يكون فيما هوكالموت في الشدة فإنه لايطلق له هذه الصفة لأنه يموت موتات كثيرة بما يقاسيه من العقوبةإِلّا المَوتَةَ الأُوليقيل معناه بعدالموتة الأولي وقيل معناه لكن الموتة الأولي قدذاقوها وقيل سوي الموتة الأولي وَ وَقاهُم عَذابَ الجَحِيمِ أي فصرف عنهم عذاب النار استدلت المعتزلة بهذا علي أن الفاسق الملي‌ لايخرج من النار لأنه لا يكون قدوقي‌ النار والجواب عن ذلك أن هذه الآية يجوز أن تكون


صفحه : 100

مختصة بمن لايستحق دخول النار فلايدخلها أوبمن استحق فيفضل عليه بالعفو فلايدخلها ويجوز أن يكون المراد وقاهم عذاب الجحيم علي وجه التأبيد أو علي الوجه ألذي يعذب عليه الكفارفَضلًا مِن رَبّكَ أي فعل الله ذلك بهم تفضلا منه لأنه سبحانه خلقهم وأنعم عليهم وركب فيهم العقل وكلفهم و بين لهم من الآيات مااستدلوا به علي وحدانية الله تعالي وحسن الطاعات فاستحقوا به النعم العظيمة ثم جزاهم بالحسنة عشر أمثالها فكان ذلك فضلا منه عزاسمه وقيل إنما سماه فضلا و إن كان مستحقا لأن سبب الاستحقاق هوالتكليف والتمكين و هوفضل منه تعالي ذلِكَ هُوَ الفَوزُ العَظِيمُ أي الظفر بالمطلوب العظيم الشأن . و في قوله تعالي عَرّفَها لَهُم أي بينها لهم حتي عرفوها إذادخلوها وتفرقوا إلي منازلهم وكانوا أعرف بها من أهل الجمعة إذاانصرفوا إلي منازلهم عن ابن جبير و أبي سعيد الخدري‌ وقتادة ومجاهد و ابن زيد وقيل معناه بينها لهم وأعلمهم بوصفها علي مايشوق إليها فيرغبون فيها ويسعون لها عن الجبائي‌ وقيل معناه طيبها لهم عن ابن عباس في رواية عطاء من العرف و هوالرائحة الطيبة يقال طعام معرف أي مطيب . و في قوله جل وعلامِن ماءٍ غَيرِ آسِنٍ أي غيرمتغير لطول المقام كماتتغير مياه الدنياوَ أَنهارٌ مِن لَبَنٍ لَم يَتَغَيّر طَعمُهُفهو غيرحامض و لاقارص و لايعتريه شيء من العوارض التي‌ تصيب الألبان في الدنياوَ أَنهارٌ مِن خَمرٍ لَذّةٍ لِلشّارِبِينَ أي لذيذة يلتذون بشربها و لايتأذون بها و لابعاقبتها بخلاف خمر الدنيا التي‌ لاتخلو من المرارة والسكر والصداع وَ أَنهارٌ مِن عَسَلٍ مُصَفّي أي خالص من الشمع والرغوة والقذي و من جميع الأذي والعيوب التي‌ تكون لعسل الدنياوَ لَهُم فِيها مِن كُلّ الثّمَراتِمما يعرفون اسمها ومما لايعرفون مبرأة من كل مكروه يكون لثمرات الدنياوَ مَغفِرَةٌ مِن رَبّهِم أي ولهم مع هذامغفرة من ربهم و هو أنه يستر ذنوبهم وينسيهم إساءتهم حتي لايتنغص عليهم نعيم الجنة.


صفحه : 101

و في قوله سبحانه وَ أُزلِفَتِ الجَنّةُ لِلمُتّقِينَ أي قربت الجنة وأدنيت للذين اتقوا الشرك والمعاصي‌ حتي يروا ما فيها من النعيم غَيرَ بَعِيدٍ أي هي‌ قريبة منهم لايلحقهم ضرر و لامشقة في الوصول إليها وقيل معناه ليس ببعيد مجي‌ء ذلك فإن كل آت قريب هذا ما تُوعَدُونَ أي ماوعدتم به من الثواب علي ألسنة الرسل لِكُلّ أَوّابٍ أي تواب رجاع إلي الطاعة وقيل لكل مسبح عن ابن عباس وعطاءحَفِيظٍ لماأمر الله به متحفظ عن الخروج إلي ما لايجوز من سيئة تدنسه أوخطيئة تحط منه وتشينه مَن خشَيِ‌َ الرّحمنَ بِالغَيبِ أي من خاف الله وأطاعه وآمن بثوابه وعقابه و لم يره وقيل أي في الخلوة بحيث لايراه أحدوَ جاءَ بِقَلبٍ مُنِيبٍ أي دوام علي ذلك حتي وافي الآخرة بقلب مقبل علي طاعة الله راجع إلي الله بضمائره ادخُلُوها بِسَلامٍ أي يقال لهم ادخلوا الجنة بأمان من كل مكروه وسلامة من كل آفة وقيل بسلام من الله وملائكته عليهم ذلِكَ يَومُ الخُلُودِالوقت ألذي يبقون فيه في النعيم مؤبدين لا إلي غايةلَهُم ما يَشاؤُنَ فِيها أي ماتشتهيه أنفسهم من أنواع النعم وَ لَدَينا مَزِيدٌ أي وعندنا زيادة علي مايشاءونه مما لم يخطر ببالهم و لم تبلغه أمانيهم وقيل هوالزيادة علي مقدار استحقاقهم من الثواب بأعمالهم . و قال البيضاوي‌ في قوله تعالي وَ فِي السّماءِ رِزقُكُم أي أسباب رزقكم أوتقديره وقيل المراد بالسماء السحاب وبالرزق المطر فإنه سبب الأقوات وَ ما تُوعَدُونَ من الثواب لأن الجنة فوق السماء السابعة أولأن الأعمال وثوابها مكتوبة مقدرة في السماء وقيل إنه مستأنف خبره فَوَ رَبّ السّماءِ وَ الأَرضِ إِنّهُ لَحَقّ. و قال الطبرسي‌ رحمه الله في قوله عز و جل فاكِهِينَ بِما آتاهُم رَبّهُم أي متنعمين بما أعطاهم ربهم من أنواع النعيم وقيل أي معجبين بما آتاهم ربهم كُلُوا وَ اشرَبُوا أي يقال لهم ذلك هَنِيئاً أي مأمون العاقبة من التخمة والسقم مُتّكِئِينَ عَلي سُرُرٍ مَصفُوفَةٍالمصفوفة المصطفة الموصول بعضها ببعض وقيل إن في الكلام حذفا تقديره متكئين علي نمارق موضوعة علي سرر لكنه حذف لأن اللفظ يدل عليه


صفحه : 102

من حيث إن الاتكاء جلسة راحة ودعة و لا يكون ذلك إلا علي الوسائد والنمارق وَ زَوّجناهُم بِحُورٍ عِينٍفالحور البيض النقيات البياض في حسن وكمال والعين الواسعات الأعين في صفاء وبهاء ومعناه قرنا هؤلاء المتقين بحور عين علي وجه التمتيع لهم والتنعيم وَ عَن زَيدِ بنِ أَرقَمَ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ مِن أَهلِ الكِتَابِ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ يَا أَبَا القَاسِمِ تَزعُمُ أَنّ أَهلَ الجَنّةِ يَأكُلُونَ وَ يَشرَبُونَ فَقَالَ وَ ألّذِي نفَسيِ‌ بِيَدِهِ إِنّ الرّجُلَ مِنهُم لَيُؤتَي قُوّةَ مِائَةِ رَجُلٍ عَلَي الأَكلِ وَ الشّربِ وَ الجِمَاعِ قَالَ فَإِنّ ألّذِي يَأكُلُ وَ يَشرَبُ يَكُونُ لَهُ الحَاجَةُ فَقَالَ عَرَقٌ يَفِيضُ مِثلَ رِيحِ المِسكِ فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ ضَمَرَ لَهُ بَطنُهُ

.وَ أَمدَدناهُم بِفاكِهَةٍ أي أعطيناهم حالا بعدحال فإن الإمداد هوالإتيان بالشي‌ء بعدالشي‌ءيَتَنازَعُونَ فِيها كَأساً أي يتعاطون كأس الخمر هم وجلساؤهم بتجاذب لا لَغوٌ فِيها وَ لا تَأثِيمٌ أي لايجري‌ بينهم باطل لأن اللغو مايلغي‌ و لا ما فيه إثم كمايجري‌ في الدنيا من شرب الخمر والتأثيم تفعيل من الإثم يقال أثمه إذاجعله ذا إثم يعني‌ أن تلك الكأس لاتجعلهم آثمين وقيل معناه لايتسابون عليها و لايؤثم بعضهم بعضاوَ يَطُوفُ عَلَيهِمللخدمةغِلمانٌ لَهُم كَأَنّهُم لُؤلُؤٌ مَكنُونٌ في الحسن والصباحة والصفاء والبياض والمكنون المصون المخزون وقيل إنه ليس علي الغلمان مشقة في خدمة أهل الجنة بل لهم في ذلك اللذة والسرور إذ ليست تلك الدار دار محنة

وَ ذُكِرَ عَنِ الحَسَنِ أَنّهُ قَالَ قِيلَ يَا رَسُولَ اللّهِ الخَادِمُ كَاللّؤلُؤِ فَكَيفَ المَخدُومُ فَقَالَ وَ ألّذِي نفَسيِ‌ بِيَدِهِ إِنّ فَضلَ المَخدُومِ عَلَي الخَادِمِ كَفَضلِ القَمَرِ لَيلَةَ البَدرِ عَلَي سَائِرِ الكَوَاكِبِ

وَ أَقبَلَ بَعضُهُم عَلي بَعضٍ يَتَساءَلُونَ أي يتذاكرون ماكانوا فيه من التعب والخوف في الدنيا عن ابن عباس و هو قوله قالُوا إِنّا كُنّا قَبلُ فِي أَهلِنا مُشفِقِينَ أي خائفين في دار الدنيا من العذاب فَمَنّ اللّهُ عَلَينابالمغفرةوَ وَقانا عَذابَ السّمُومِ أي عذاب جهنم والسموم من أسماء جهنم عن الحسن وقيل إن المعني يسأل بعضهم بعضا عما فعلوه في الدنيا فاستحقوا به المصير إلي الثواب والكون في الجنان فيقولون إنا كنا في دار التكليف مشفقين أي خائفين رقيقي‌ القلب والسموم الحر ألذي يدخل في مسام البدن يتألم به وأصله من السم ألذي هو


صفحه : 103

مخرج النفس و كل خرق سم أو من السم ألذي يقتل قال الزجاج يريد عذاب سموم جهنم و هو مايوجد من لفحها وحرهاإِنّا كُنّا مِن قَبلُ أي في الدنيانَدعُوهُ أي ندعو الله ونوحده ونعبده إِنّهُ هُوَ البَرّ أي اللطيف وقيل الصادق فيما وعده الرّحِيمُبعباده . و في قوله تعالي إِنّ المُتّقِينَ فِي جَنّاتٍ وَ نَهَرٍ أي أنهار لأنه اسم جنس يقع علي القليل والكثير والنهر هوالمجري الواسع من مجاري‌ الماءفِي مَقعَدِ صِدقٍ أي مجلس حق لالغو فيه و لاتأثيم وقيل وصفه بالصدق لكونه رفيعا مرضيا وقيل لدوام النعيم به وقيل لأن الله صدق وعد أوليائه فيه عِندَ مَلِيكٍ مُقتَدِرٍ أي عند الله سبحانه فهو المالك القادر ألذي لايعجزه شيء و ليس المراد قرب المكان بل إنهم في كنفه وجواره وكفايته حيث تنالهم غواشي‌ رحمته وفضله . و قال البيضاوي‌ في قوله تعالي وَ لِمَن خافَ مَقامَ رَبّهِ أي موقفه ألذي يقف فيه العباد للحساب أوقيامه علي أحواله من قام عليه إذاراقبه أومقام الخائف عندربه للحساب بأحد المعنيين فأضاف إلي الرب تفخيما وتهويلاجَنّتانِجنة للخائف الإنسي‌ وجنة للخائف الجني‌ فإن الخطاب للفريقين والمعني لكل خائفين منكما أولكل واحد جنة لعقيدته وأخري لعمله أوجنة لفعل الطاعات وأخري لترك المعاصي‌ أوجنة يثاب بها وأخري يتفضل بها عليه أوروحانية وجسمانية وكذا ماجاء مثني بعد. و قال الطبرسي‌ رحمه الله أي جنة عدن وجنة النعيم وقيل بستانان إحداهما داخل القصر والأخري خارج القصر كمايشتهي‌ الإنسان في الدنيا وقيل إحدي الجنتين منزله والأخري منزل أزواجه وخدمه وقيل جنة من ذهب وجنة من فضة. و قال البيضاوي‌ذَواتا أَفنانٍأنواع من الأشجار والثمار جمع فن أوأغصان جمع فنن وهي‌ الغصنة التي‌ تنشعب من فرع الشجر وتخصيصها بالذكر لأنها التي‌ تورق وتثمر وتمد الظل فِيهِما عَينانِ تَجرِيانِحيث شاءوا في الأعالي‌


صفحه : 104

والأسافل وقيل إحداهما التسنيم والأخري السلسبيل فِيهِما مِن كُلّ فاكِهَةٍ زَوجانِصنفان غريب ومعروف أورطب ويابس و قال الطبرسي‌بَطائِنُها مِن إِستَبرَقٍ أي من ديباج غليظ و لم يذكر الظهارة لأن البطانة تدل علي أن الظهارة فوق الإستبرق وقيل إن الظهارة من سندس و هوالديباج الرقيق وروي‌ عن ابن مسعود أنه قال هذه البطائن فما ظنكم بالظهائر وقيل لسعيد بن جبير البطائن من إستبرق فما الظهائر قال هذامما قال الله فَلا تَعلَمُ نَفسٌ ما أخُفيِ‌َ لَهُم مِن قُرّةِ أَعيُنٍوَ جَنَي الجَنّتَينِ دانٍالجني الثمر المجتني أي تدنو الثمرة حتي يجنيها ولي‌ الله إن شاء قائما و إن شاء قاعدا عن ابن عباس وقيل ثمار الجنتين دانية إلي أفواه أربابها فيتناولونها متكئين فإذااضطجعوا نزلت بإزاء أفواههم فيتناولونها مضطجعين لايرد أيديهم عنها بعد و لاشوك عن مجاهدفِيهِنّ أي في الفرش التي‌ ذكرها أو في الجنان لأنها معلومةقاصِراتُ الطّرفِ علي أزواجهن قال أبوذر بن زيد إنها تقول لزوجها وعزة ربي‌ ماأري شيئا في الجنة أحسن منك فالحمد لله ألذي جعلني‌ زوجك وجعلك زوجي‌لَم يَطمِثهُنّ أي لم يقتضهن والاقتضاض النكاح بالتدمية المعني لم يطأهن و لم يغشهن إِنسٌ قَبلَهُم وَ لا جَانّفهن أبكار لأنهن خلقن في الجنة فعلي هذاالقول هن من حور الجنة وقيل هن من نساء الدنيا لم يمسسهن منذ أنشئن خلق عن الشعبي‌ والكلبي‌ أي لم يجامعهن في هذاالخلق ألذي أنشئن فيه إنس و لاجان قال الزجاج في هذه الآية دليل علي أن الجني‌ يغشي كمايغشي الإنسي‌ و قال ضمرة بن حبيب فيهادليل علي أن للجن ثوابا وأزواجا من الحور فالإنسيات للإنس والجنيات للجن قال البلخي‌ والمعني أن مايهب الله لمؤمني‌ الإنس من الحور لم يطمثهن إنس و مايهب الله لمؤمني‌ الجن من الحور لم يطمثهن جان كَأَنّهُنّ الياقُوتُ وَ المَرجانُ أي هن علي صفاء الياقوت و في بياض المرجان عن الحسن وقتادة و قال الحسن والمرجان أشد اللؤلؤ بياضا و هوصغاره وَ فِي الحَدِيثِ أَنّ المَرأَةَ مِن أَهلِ الجَنّةِ يُرَي مُخّ سَاقِهَا مِن وَرَاءِ


صفحه : 105

سَبعِينَ حُلّةً مِن حَرِيرٍ

و عن ابن مسعود يري كمايري السلك من وراء الياقوت هَل جَزاءُ الإِحسانِ إِلّا الإِحسانُ أي ليس جزاء من أحسن في الدنيا إلا أن يحسن إليه في الآخرة وقيل هل جزاء من قال لاإله إلا الله وعمل بما جاء به محمدص إلاالجنة عن ابن عباس

وَ عَن أَنَسٍ قَالَ قَرَأَ رَسُولُ اللّهِص هَذِهِ الآيَةَ فَقَالَ هَل تَدرُونَ مَا يَقُولُ رَبّكُم قَالُوا اللّهُ وَ رَسُولُهُ أَعلَمُ قَالَ فَإِنّ رَبّكُم يَقُولُ هَل جَزَاءُ مَن أَنعَمنَا عَلَيهِ بِالتّوحِيدِ إِلّا الجَنّةُ

وقيل معناه هل جزاء من أحسن إليكم بهذه النعم إلا أن تحسنوا في شكره وعبادته .

وَ رَوَي العيَاّشيِ‌ّ بِإِسنَادِهِ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَن عَلِيّ بنِ سَالِمٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ آيَةٌ فِي كِتَابِ اللّهِ مُسَجّلَةٌ قُلتُ مَا هيِ‌َ قَالَ قَولُ اللّهِ تَعَالَيهَل جَزاءُ الإِحسانِ إِلّا الإِحسانُجَرَت فِي الكَافِرِ وَ المُؤمِنِ وَ البَرّ وَ الفَاجِرِ وَ مَن صُنِعَ إِلَيهِ مَعرُوفٌ فَعَلَيهِ أَن يُكَافِئَ بِهِ وَ لَيسَ المُكَافَاةَ أَن تَصنَعَ كَمَا صُنِعَ حَتّي ترُبيِ‌َ فَإِن صَنَعتَ كَمَا صُنِعَ كَانَ لَهُ الفَضلُ بِالِابتِدَاءِ

.وَ مِن دُونِهِما جَنّتانِ أي و من دون الجنتين اللتين ذكرناهما جنتان أخريان دون الجنتين الأوليين فإنهما أقرب إلي قصره ومجالسه في قصره ليتضاعف له السرور بالتنقل من جنة إلي جنة علي ما هومعروف من طبع البشر في شهوة مثل ذلك ومعني دون هنا مكان قريب من الشي‌ء بالإضافة إلي غيره مما ليس له مثل قربه وقيل إن المعني أنهما دون الجنتين الأوليين في الفضل

فَقَد روُيِ‌َ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ جَنّتَانِ مِن فِضّةٍ أَبنِيَتُهُمَا وَ مَا فِيهِمَا وَ جَنّتَانِ مِن ذَهَبٍ أَبنِيَتُهُمَا وَ مَا فِيهِمَا

وَ رَوَي العيَاّشيِ‌ّ بِالإِسنَادِ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قُلتُ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ أخَبرِنيِ‌ عَنِ المُؤمِنِ تَكُونُ لَهُ امرَأَةٌ مُؤمِنَةٌ يَدخُلَانِ الجَنّةَ يَتَزَوّجُ أَحَدُهُمَا بِالآخَرِ فَقَالَ يَا أَبَا مُحَمّدٍ إِنّ اللّهَ حَكَمٌ عَدلٌ إِن كَانَ هُوَ أَفضَلُ مِنهَا خَيّرَ هُوَ فَإِن اختَارَهَا كَانَت مِن أَزوَاجِهِ وَ إِن كَانَت هيِ‌َ خَيراً مِنهَا خَيّرَهَا فَإِنِ اختَارَتهُ كَانَ زَوجاً لَهَا قَالَ وَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع لَا تَقُولَنّ إِنّ الجَنّةَ وَاحِدَةٌ إِنّ اللّهَ يَقُولُ


صفحه : 106

وَ مِن دُونِهِما جَنّتانِ وَ لَا تَقُولَنّ دَرَجَةً وَاحِدَةً إِنّ اللّهَ يَقُولُ دَرَجَاتٌ بَعضُهَا فَوقَ بَعضٍ إِنّمَا تَفَاضَلَ القَومُ بِالأَعمَالِ قَالَ وَ قُلتُ لَهُ إِنّ المُؤمِنَينِ يَدخُلَانِ الجَنّةَ فَيَكُونُ أَحَدُهُمَا أَرفَعَ مَكَاناً مِنَ الآخَرِ فيَشَتهَيِ‌ أَن يَلقَي صَاحِبَهُ قَالَ مَن كَانَ فَوقَهُ فَلَهُ أَن يَهبِطَ وَ مَن كَانَ تَحتَهُ لَم يَكُن لَهُ أَن يَصعَدَ لِأَنّهُ لَا يَبلُغُ ذَلِكَ المَكَانَ وَ لَكِنّهُم إِذَا أَحَبّوا ذَلِكَ وَ اشتَهَوهُ التَقَوا عَلَي الأَسِرّةِ

وَ عَنِ العَلَاءِ بنِ سَيَابَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قُلتُ لَهُ إِنّ النّاسَ يَتَعَجّبُونَ مِنّا إِذَا قُلنَا يَخرُجُ قَومٌ مِن جَهَنّمَ فَيَدخُلُونَ الجَنّةَ فَيَقُولُونَ لَنَا فَيَكُونُونَ مَعَ أَولِيَاءِ اللّهِ فِي الجَنّةِ فَقَالَ يَا عَلَاءُ إِنّ اللّهَ يَقُولُوَ مِن دُونِهِما جَنّتانِ لَا وَ اللّهِ لَا يَكُونُونَ مَعَ أَولِيَاءِ اللّهِ قُلتُ كَانُوا كَافِرِينَ قَالَ ع لَا وَ اللّهِ لَو كَانُوا كَافِرِينَ مَا دَخَلُوا الجَنّةَ قُلتُ كَانُوا مُؤمِنِينَ قَالَ لَا وَ اللّهِ لَو كَانُوا مُؤمِنِينَ مَا دَخَلُوا النّارَ وَ لَكِن بَينَ ذَلِكَ

وتأويل ذلك لوصح الخبر أنهم لم يكونوا من أفاضل المؤمنين وخيارهم . ثم وصف الجنتين فقال مُدهامّتانِ أي من خضرتهما قداسودتا من الري‌ و كل نبت أخضر فتمام خضرته أن يضرب إلي السواد و هو علي أتم ما يكون من الحسن فِيهِما عَينانِ نَضّاخَتانِ أي فوارتان بالماء تنبع من أصلهما ثم تجريان عن الحسن قال ابن عباس تنضخ علي أولياء الله بالمسك والعنبر والكافور وقيل تنضخان بأنواع الخيرات فِيهِما فاكِهَةٌيعني‌ ألوان الفاكهةوَ نَخلٌ وَ رُمّانٌ وحكي الزجاج عن يونس النحوي‌ أن النخل والرمان من أفضل الفاكهة وإنما فصلا بالواو لفضلهمافِيهِنّ أي في الجنات الأربع خَيراتٌ حِسانٌ أي نساء خيرات الأخلاق حسان الوجوه روته أم سلمة عن النبي ص وقيل خَيراتٌفاضلات في الصلاح والجمال عن الحسن حسان في المناظر والألوان وقيل إنهن من نساء الدنيا ترد عليهم في الجنة وهن أجل من الحور العين وقيل خَيراتٌمختارات عن جرير بن عبد الله وقيل لسن بذربات و لازفرات و لانخرات و لامتطلعات و لامتسومات و لامتسلطات و لاطماحات


صفحه : 107

و لاطوافات في الطرق و لايغرن و لايؤذين و قال عقبة بن عبدالغافر نساء أهل الجنة تأخذ بعضهن بأيدي‌ بعضهن ويتغنين بأصوات لم يسمع الخلائق مثلها


نحن الراضيات فلانسخط   ونحن المقيمات فلانظعن

ونحن خيرات حسان   حبيبات لأزواج كرام

وقالت عائشة إن الحور العين إذاقلن هذه المقالة إجابتهن المؤمنات من نساء الدنيا


نحن المصليات و ماصليتن   ونحن الصائمات و ماصمتن

ونحن المتوضيات و ماتوضيتن   ونحن المتصدقات و ماتصدقتن

فغلبنهن و الله حُورٌ أي بيض حسان البياض و منه العين الحوراء إذاكانت شديدة بياض البياض شديدة سواد السواد وبذلك يتم حسن العين مَقصُوراتٌ فِي الخِيامِ أي محبوسات في الحجال مستورات في القباب عن ابن عباس وغيره والمعني أنهن مصونات مخدرات لايبتذلن وقيل مَقصُوراتٌ أي قصرن علي أزواجهن فلايردن بدلا منهم وقيل إن لكل زوجة خيمة طولها ستون ميلا عن ابن مسعود وَ روُيِ‌َ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ الخَيمَةُ دُرّةٌ وَاحِدَةٌ طُولُهَا فِي الهَوَاءِ سِتّونَ مِيلًا فِي كُلّ زَاوِيَةٍ مِنهَا أَهلٌ لِلمُؤمِنِينَ لَا يَرَاهُ الآخَرُونَ

و عن ابن عباس قال الخيمة درة مجوفة فرسخ في فرسخ فيهاأربعة آلاف مصراع من ذهب

وَ عَن أَنَسٍ عَنِ النّبِيّص قَالَ مَرَرتُ لَيلَةَ أسُريِ‌َ بيِ‌ بِنَهَرٍ حَافَتَاهُ قِبَابُ المَرجَانِ فَنُودِيتُ مِنهُ السّلَامُ عَلَيكَ يَا رَسُولَ اللّهِ فَقُلتُ يَا جَبرَئِيلُ مَن هَؤُلَاءِ قَالَ هَؤُلَاءِ حُورٌ مِنَ الحُورِ العِينِ استَأذَنّ رَبّهُنّ عَزّ وَ جَلّ أَن يُسَلّمنَ عَلَيكَ فَأَذِنَ لَهُنّ فَقُلنَ نَحنُ الخَالِدَاتُ فَلَا نَمُوتُ وَ نَحنُ النّاعِمَاتُ فَلَا نَبأَسُ أَزوَاجُ رِجَالٍ كِرَامٍ ثُمّ قَرَأَص حُورٌ مَقصُوراتٌ فِي الخِيامِ...لَم يَطمِثهُنّالآيَةَ

الوجه في التكرير الإبانة عن أن صفة الحور المقصورات في الخيام كصفة القاصرات الطرف مُتّكِئِينَ عَلي رَفرَفٍ خُضرٍ أي


صفحه : 108

علي فرش مرتفعة عن الجبائي‌ وقيل الرفرف رياض الجنة والواحدة رفرفة عن ابن جبير وقيل هي‌ المجالس الطنافس عن ابن عباس وغيره وقيل هي‌ المرافق يعني‌ الوسائد عن الحسن وَ عبَقرَيِ‌ّ حِسانٍ أي وزرابي‌ حسان عن ابن عباس وغيره وهي‌ الطنافس وقيل العبقري‌ الديباج وقيل هي‌ البسط قال القتيبي‌ كل ثوب موشي فهو عبقري‌ و هوجمع ولذلك قال حسان . و في قوله تعالي ثُلّةٌ مِنَ الأَوّلِينَ أي جماعة كثيرة العدد من الأولين من الأمم الماضيةوَ قَلِيلٌ مِنَ الآخِرِينَ من أمة محمدص لأن من سبق إلي إجابة نبيناص قليل بالإضافة إلي من سبق إلي إجابة النبيين قبله عن جماعة من المفسرين وقيل معناه جماعة من أوائل هذه الأمة وقليل من أواخرهم ممن قرب حالهم من حال أولئك عَلي سُرُرٍ مَوضُونَةٍ أي منسوجة كمايوضن حلق الدرع فيدخل بعضها في بعض قال المفسرون منسوجة بقضبان الذهب مشبكة بالدر والجواهرمُتّكِئِينَ عَلَيها مُتَقابِلِينَ أي متحاذين كل واحد منهم بإزاء الآخر و ذلك أعظم في باب السرور ويَطُوفُ عَلَيهِم وِلدانٌ أي وصفاء وغلمان للخدمةمُخَلّدُونَ أي باقون لايموتون و لايهرمون و لايتغيرون وقيل مقرطون والخلدة القرط واختلف في هذه الولدان فقيل إنهم أولاد أهل الدنيا لم يكن لهم حسنات فيثابون عليها و لاسيئات فيعاقبون عليها فأنزلوا هذه المنزلة عن علي ع و الحسن

وَ قَد روُيِ‌َ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ سُئِلَ عَن أَطفَالِ المُشرِكِينَ فَقَالَ هُم خَدَمُ أَهلِ الجَنّةِ

وقيل هم من خدم الجنة علي صورة الولدان خلقوا لخدمة أهل الجنةبِأَكوابٍ وهي‌ القداح الواسعة الرءوس لاخراطيم لهاوَ أَبارِيقَ وهي‌ التي‌ لها خراطيم وعري و هو ألذي برق من صفاء لونه وَ كَأسٍ مِن مَعِينٍ أي ويطوفون أيضا عليهم بكأس من خمر معين أي ظاهر للعيون جارلا يُصَدّعُونَ عَنها أي لايأخذهم من شربها صداع وقيل لايتفرقون عنهاوَ لا يُنزِفُونَ أي لاتنزف عقولهم بالسكر أو لايفني خضرهم علي القراءة الأخري وَ فاكِهَةٍ مِمّا يَتَخَيّرُونَ أي مما يختارونه ويشتهونه وَ لَحمِ طَيرٍ مِمّا يَشتَهُونَ فإن أهل الجنة إذااشتهوا لحم الطير خلق الله لهم لحم الطير نضيجا حتي لايحتاج إلي ذبح الطير وإيلامه


صفحه : 109

قال ابن عباس يخطر علي قلبه الطير فيصير ممثلا بين يديه علي مااشتهي وَ حُورٌ عِينٌ كَأَمثالِ اللّؤلُؤِ المَكنُونِ أي الدر المخزون المصون في الصدف لم تمسه الأيدي‌لا يَسمَعُونَ فِيها لَغواً أي ما لافائدة فيه من الكلام وَ لا تَأثِيماً أي لا يقول بعضهم لبعض أثمت لأنهم لايتكلمون بما فيه إثم عن ابن عباس وقيل لايتخالفون علي شرب الخمر و لايأثمون بشربها كما في الدنياإِلّا قِيلًا سَلاماً سَلاماً أي لايسمعون إلاقول بعضهم لبعض علي وجه التحية سلاما سلاما والتقدير سلمك الله سلامافِي سِدرٍ مَخضُودٍ أي نبق منزوع الشوكة قدخضد شوكه أي قطع وقيل هو ألذي خضد بكثرة حمله وذهاب شوكه وقيل هوالموقر حملاوَ طَلحٍ مَنضُودٍ قال ابن عباس وغيره هوشجر الموز وقيل هوشجر له ظل بارد طيب عن الحسن وقيل هوشجر يكون باليمن وبالحجاز من أحسن الشجر منظرا وإنما ذكر هاتين الشجرتين لأن العرب كانوا يعرفون ذلك فإن عامة أشجارهم أم غيلان ذات أنوار ورائحة طيبة

وَ رَوَتِ العَامّةُ عَن عَلِيّ ع أَنّهُ قَرَأَ عِندَهُ رَجُلٌوَ طَلحٍ مَنضُودٍ فَقَالَ مَا شَأنُ الطّلحِ إِنّمَا هُوَ وَ طَلعٍ كَقَولِهِوَ نَخلٍ طَلعُها هَضِيمٌفَقِيلَ لَهُ أَ لَا نُغَيّرُهُ فَقَالَ إِنّ القُرآنَ لَا يُغَيّرُ اليَومَ وَ لَا يُحَوّلُ

رَوَاهُ عَنهُ ابنُهُ الحَسَنُ ع وَ قَيسُ بنُ سَعدٍ وَ رَوَاهُ أَصحَابُنَا عَن يَعقُوبَ بنِ شُعَيبٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع وَ طَلحٍ مَنضُودٍ قَالَ لَا وَ طَلعٍ مَنضُودٍ وَ المَنضُودُ ألّذِي بَعضُهُ عَلَي بَعضٍ نُضِدَ بِالحَملِ مِن أَوّلِهِ إِلَي آخِرِهِ فَلَيسَ لَهُ سُوقٌ بَارِزَةٌ فَمِن عُرُوقِهِ إِلَي أَفنَانِهِ ثَمَرٌ كُلّهُ

وَ ظِلّ مَمدُودٍ أي دائم لاتنسخه الشمس فهو ثابت لايزول

وَ قَد وَرَدَ فِي الخَبَرِ أَنّ فِي الجَنّةِ شَجَرَةً يَسِيرُ الرّاكِبُ فِي ظِلّهَا مِائَةَ سَنَةٍ لَا يَقطَعُهَا اقرَءُوا إِن شِئتُموَ ظِلّ مَمدُودٍ

وَ روُيِ‌َ أَيضاً أَنّ أَوقَاتَ الجَنّةِ كَغَدَوَاتِ الصّيفِ لَا يَكُونُ فِيهِ حَرّ وَ لَا بَردٌ

وَ ماءٍ مَسكُوبٍ أي مصبوب يجري‌ الليل والنهار و لاينقطع عنهم فهو مسكوب بسكب الله إياه في مجاريه وقيل مصبوب علي الخمر ليشرب بالمزاج وقيل مسكوب يجري‌ دائما في غيرأخدود عن سفيان وجماعة وقيل مسكوب ليشرب


صفحه : 110

علي مايري من حسنه وصفائه لايحتاجون إلي تعب في استقائه وَ فاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ أي وثمار مختلفة كثيرة غيرقليلة والوجه في تكرير ذكر الفاكهة البيان عن اختلاف صفاتها فذكرت أولا بأنها متخيرة وذكرت هنا بأنها كثيرةلا مَقطُوعَةٍ وَ لا مَمنُوعَةٍ أي لاينقطع كماتنقطع فواكه الدنيا في الشتاء و في أوقات مخصوصة و لاتمتنع ببعد متناول أوشوك يؤذي‌ اليد كما يكون ذلك في الدنيا وقيل إنها لامقطوعة بالأزمان و لاممنوعة بالأثمان لايتوصل إليها إلابالثمن وَ فُرُشٍ مَرفُوعَةٍ أي بسط عالية كمايقال بناء مرفوع وقيل مرفوع بعضها فوق بعض عن الحسن والفراء وقيل معناه ونساء مرتفعات القدر في عقولهن وحسنهن وكمالهن عن الجبائي‌ قال ولذلك عقبه بقوله إِنّا أَنشَأناهُنّ إِنشاءً ويقال لامرأة الرجل فراشه

وَ مِنهُ قَولُهُص الوَلَدُ لِلفِرَاشِ

إِنّا أَنشَأناهُنّ إِنشاءً أي خلقناهن خلقا جديدا قال ابن عباس يعني‌ النساء الآدميات والعجز الشمط يقول خلقناهن بعدالكبر والهرم في الدنيا خلقا آخر وقيل معناه أنشأنا الحور العين كماهن عليه علي هيأتهن لم ينتقلن من حال إلي حال كما يكون في الدنيافَجَعَلناهُنّ أَبكاراً أي عذاري وقيل لايأتيهن أزواجهن إلاوجدوهن أبكاراعُرُباً أي متحننات علي أزواجهن متحببات إليهم وقيل عاشقات [خاشعات ]لأزواجهن عن ابن عباس وقيل العروب اللعوب مع زوجها آنسة به كمايأنس العرب بكلام العربي‌أَتراباً أي متشابهات مستويات في السن وقيل أمثال أزواجهن في السن لِأَصحابِ اليَمِينِ أي هذا ألذي ذكرناه لأصحاب اليمين جزاء وثوابا علي طاعتهم ثُلّةٌ مِنَ الأَوّلِينَ وَ ثُلّةٌ مِنَ الآخِرِينَ أي جماعة من الأمم الماضية وجماعة من مؤمني‌ هذه الأمة وذهب جماعة إلي أن الثلتين جميعا من هذه الأمة. و في قوله تعالي قَد أَحسَنَ اللّهُ لَهُ رِزقاً أي يعطيه أحسن مايعطي أحد و ذلك مبالغة في وصف نعيم الجنة و في قوله تعالي أَ يَطمَعُ كُلّ امر‌ِئٍ مِنهُم أي من هؤلاء المنافقين أَن يُدخَلَ جَنّةَ نَعِيمٍ كمايدخل أولئك الموصوفون قبل هذا وإنما قال هذالأنهم كانوا يقولون إن كان الأمر علي ما قال محمدص فإن لنا في


صفحه : 111

الآخرة عند الله أفضل مما للمؤمنين كماأعطانا في الدنيا أفضل مما أعطاهم كَلّا أي لا يكون ذلك و لايدخلونها. و في قوله تعالي يَشرَبُونَ مِن كَأسٍإناء فيه شراب كانَ مِزاجُها أي مايمازجهاكافُوراً و هواسم عين ماء في الجنة ويدل عليه قوله عَيناً وهي‌ كالمفسرة للكافور وقيل يعني‌ الكافور ألذي له رائحة طيبة والمعني يمازجه ريح الكافور و ليس ككافور الدنيا قال قتادة يمزج بالكافور ويختم بالمسك وقيل معناه طيب بالكافور والمسك والزنجبيل عَيناً يَشرَبُ بِها عِبادُ اللّهِ أي أولياؤه عن ابن عباس أي هذاالشراب من عين يشربها أولياء الله يُفَجّرُونَها تَفجِيراً أي يقودون تلك العين حيث شاءوا من منازلهم وقصورهم عن مجاهد والتفجير تشقيق الأرض ليجري‌ الماء قال وأنهار الجنة تجري‌ بغير أخدود فإذاأراد المؤمن أن يجري‌ نهرا خط خطا فينبع الماء من ذلك الموضع ويجري‌ بغير تعب وَ جَزاهُم بِما صَبَرُوا أي بصبرهم علي طاعته واجتناب معاصيه وتحمل محن الدنيا وشدائدهاجَنّةًيسكنونهاوَ حَرِيراً من لباس الجنة يلبسونه ويفرشونه لا يَرَونَ فِيها شَمساًيتأذون بحرهاوَ لا زَمهَرِيراًيتأذون ببرده وَ دانِيَةً عَلَيهِم ظِلالُهايعني‌ أن أفياء أشجار تلك الجنة قريبة منهم وقيل إن ظلال الجنة لاتنسخها الشمس كماتنسخ ظلال الدنياوَ ذُلّلَت قُطُوفُها تَذلِيلًا أي وسخرت وسهل أخذ ثمارها تسخيرا إن قام ارتفعت بقدره و إن قعد نزلت عليه حتي ينالها و إن اضطجع نزلت حتي تنالها يده وقيل معناه لايرد أيديهم عنها بعد و لاشوك كانَت قَوارِيرَا أي زجاجاقَوارِيرَا مِن فِضّةٍ

قَالَ الصّادِقُ ع يَنفُذُ البَصَرُ فِي فِضّةِ الجَنّةِ كَمَا يَنفُذُ فِي الزّجَاجِ

والمعني أن أصلها من فضة فاجتمع لها بياض الفضة وصفاء القوارير فيري من خارجها ما في داخلها قال أبو علي إن سئل فقيل كيف يكون القوارير من فضة وإنما القوارير من الرمل دونها فالقول في ذلك أن الشي‌ء إذاقاربه شيء واشتدت ملابسته له قيل إنه من كذا و إن لم يكن منه في الحقيقة فعلي هذايجوز قوارير من فضة أي هي‌ في صفاء الفضة ونقائها ويجوز تقدير حذف المضاف أي من صفاء الفضة


صفحه : 112

وقوارير الثانية بدل من الأولي وليست بتكرار وقيل إن قوارير كل أرض من تربتها وأرض الجنة فضة ولذلك كانت قواريرها مثل الفضة عن ابن عباس قَدّرُوها تَقدِيراً أي قدروا الكأس علي قدر ريهم لايزيد و لاينقص من الري‌ والضمير في قدروها للسقاة والخدام الذين يسقون فإنهم يقدرونها ثم يسقون وقيل قدروها علي قدر مل ء الكف أي كانت الأكواب علي قدر مااشتهوا لم تعظم و لم تثقل الكف عن حملها وقيل قدروها في أنفسهم قبل مجيئها علي صفة فجاءت علي ماقدروا والضمير في قدروا للشاربين وَ يُسقَونَ فِيها أي في الجنةكَأساً كانَ مِزاجُها زَنجَبِيلًا قال مقاتل لايشبه زنجبيل الدنيا و قال ابن عباس كلما ذكر الله في القرآن مما في الجنة وسماه ليس له مثل في الدنيا ولكن سماه الله بالاسم ألذي يعرف والزنجبيل مما كانت العرب تستطيبه فلذلك ذكره الله في القرآن ووعدهم أنهم يسقون في الجنة الكأس الممزوجة بزنجبيل الجنةعَيناً فِيها تُسَمّي سَلسَبِيلًا أي الزنجبيل من عين تسمي سلسبيلا قال ابن الأعرابي‌ لم أسمع السلسبيل إلا في القرآن و قال الزجاج هوصفة لما كان في غاية السلاسة يعني‌ أنها سلسة تتسلسل في الحلق وقيل سميت سلسبيلا لأنها تسيل عليهم في الطرق و في منازلهم ينبع من أصل العرش من جنة عدن إلي أهل الجنان وقيل سميت بذلك لأنها ينقاد ماؤها لهم يصرفونها حيث شاءواحَسِبتَهُم لُؤلُؤاً مَنثُوراً أي من الصفاء وحسن المنظر والكثرة فذكر لونهم وكثرتهم وقيل إنما شبههم بالمنثور لانتشارهم في الخدمة فلو كانوا صفا لشبهوا بالمنظوم وَ إِذا رَأَيتَ ثَمّ أي إذارأيت ببصرك ثم يعني‌ الجنة وقيل إن تقديره و إذارأيت الأشياء ثم ورَأَيتَ نَعِيماًخطيراوَ مُلكاً كَبِيراً لايزول و لايفني عن الصادق ع وقيل كبيرا أي واسعا يعني‌ أن نعيم الجنة لايوصف كثرة إنما يوصف بعضها وقيل الملك الكبير استئذان الملائكة عليهم وتحيتهم


صفحه : 113

بالسلام وقيل هو أنه لايريدون شيئا إلاقدروا عليه وقيل و إن أدناهم منزلة ينظر في ملكه من ألف عام يري أقصاه كمايري أدناه وقيل هوالملك الدائم الأبدي‌ في نفاذ الأمر وحصول الأماني‌عالِيَهُم ثِيابُ سُندُسٍ من جعله ظرفا فهو بمنزلة قولك فوقهم ثياب سندس و من جعله حالا فهو بمنزلة قولك تعلوهم ثياب سندس و هو مارق من الثياب فيلبسونها

وَ روُيِ‌َ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ قَالَ فِي مَعنَاهُ تَعلُوهُمُ الثّيَابُ فَيَلبَسُونَهَا

خُضرٌ وَ إِستَبرَقٌ و هو ماغلظ منها و لايراد بهاالغلظ في السلك إنما يراد به الثخانة في النسج قال ابن عباس أ مارأيت الرجل عليه ثياب و ألذي يعلوها أفضلهاوَ حُلّوا أَساوِرَ مِن فِضّةٍالفضة الشفافة وهي‌ التي‌ يري ماوراءها كمايري من البلورة وهي‌ أفضل من الدر والياقوت وهما أفضلان من الذهب فتلك الفضة أفضل من الذهب والفضة والذهب هما أثمان الأشياء وقيل إنهم يحلون بالذهب تارة وبالفضة أخري ليجمعوا محاسن الحلية كما قال تعالي يُحَلّونَ فِيها مِن أَساوِرَ مِن ذَهَبٍ والفضة و إن كانت دنية الثمن فهي‌ في غاية الحسن خاصة إذاكانت بالصفة التي‌ ذكرها والغرض في الآخرة مايكثر الاستلذاذ والسرور به لا مايكثر ثمنه لأنه ليست هناك أثمان وَ سَقاهُم رَبّهُم شَراباً طَهُوراً أي طاهرا من الأقذار والأقذاء لم تدنسها الأيدي‌ و لم تدسها الأرجل كخمر الدنيا وقيل طهورا لايصير بولا نجسا ولكن يصير رشحا في أبدانهم كرشح المسك و إن الرجل من أهل الجنة يقسم له شهوة مائة رجل من أهل الدنيا وأكلهم ونهمتهم فإذاأكل ماشاء سقي‌ شرابا طهورا فيطهر بطنه ويصير ماأكل رشحا يخرج من جلده أطيب ريحا من المسك الأذفر ويضمر بطنه وتعود شهوته عن ابراهيم التيمي‌ و أبي قلابة وقيل

يُطَهّرُهُم مِن كُلّ شَيءٍ سِوَي اللّهِ إِذ لَا طَاهِرَ مِن تَدَنّسٍ بشِيَ‌ءٍ مِنَ الأَكوَانِ إِلّا اللّهُ رَوَوهُ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع

إِنّ هذا أي ماوصف من النعيم كانَ لَكُم جَزاءً أي مكافاة علي أعمالكم الحسنةوَ كانَ سَعيُكُم في مرضاة الله مَشكُوراً أي مقبولا مرضيا جوزيتم عليه . و في قوله تعالي إِنّ المُتّقِينَ فِي ظِلالٍ من أشجار الجنةوَ عُيُونٍجارية بين


صفحه : 114

أيديهم في غيرأخدود لأن ذلك أمتع لهم بما يرونه من حسن مياهها وصفائها وقيل عيون أي ينابيع ماء يجري‌ خلال الأشجار. و في قوله تعالي مَفازاً أي فوزا ونجاة إلي حال السلامة والسرور وقيل المفاز موضع الفوزوَ كَواعِبَ أَتراباً أي جواري‌ تكعب ثديهن مستويات في السن وَ كَأساً دِهاقاً أي مترعة مملوءة وقيل متتابعة علي شاربيها أخذ من متابعة الشد في الدهق وقيل علي قدر ريهم عن مقاتل وَ لا كِذّاباً أي و لاتكذيب بعضهم لبعض و من قرأ بالتخفيف يريد و لامكاذبة وقيل كذباعَطاءً حِساباً أي كافيا وقيل أي كثيرا وقيل حسابا علي قدر الاستحقاق وبحسب العمل . و في قوله تعالي عَلَي الأَرائِكِ يَنظُرُونَ إلي ماأعطوا من النعيم والكرامة وقيل ينظرون إلي عدوهم حين يعذبون تَعرِفُ فِي وُجُوهِهِم نَضرَةَ النّعِيمِ أي إذارأيتهم عرفت أنهم من أهل النعمة بما تري في وجوههم من النور و الحسن والبياض والبهجة قال عطاء و ذلك أن الله تعالي قدزاد في جمالهم وألوانهم ما لايصفه واصف يُسقَونَ مِن رَحِيقٍ أي من خمر صافية خالصة من كل غش مَختُومٍ و هو ألذي له ختام أي عاقبة وقيل مختوم في الآنية بالمسك و هو غيرالخمر التي‌ تجري‌ في الأنهار وقيل هومختوم أي ممنوع من أن تمسه يد حتي يفك ختمه للأبرار ثم فسر المختوم بقوله خِتامُهُ مِسكٌ أي آخر طعمه ريح المسك إذارفع الشارب فاه من آخر شرابه وجد ريحه كريح المسك وقيل ختم إناؤه بالمسك بدلا من الطين ألذي يختم به الشراب في الدنيا و عن أبي الدرداء هوتراب أبيض من الفضة يختمون به شرابهم و لو أن رجلا من أهل الدنيا أدخل إصبعه فيه ثم أخرجها لم يبق ذو روح إلاوجد طيبها ثم رغب فيها فقال وَ فِي ذلِكَ فَليَتَنافَسِ المُتَنافِسُونَ أي فليرغب الراغبون بالمبادرة إلي طاعة الله سبحانه

وَ فِي الحَدِيثِ مَن صَامَ لِلّهِ فِي يَومٍ صَائِفٍ سَقَاهُ اللّهُ عَلَي الظّمَإِ مِنَ الرّحِيقِ المَختُومِ

وَ فِي وَصِيّةِ النّبِيّص لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع يَا عَلِيّ مَن تَرَكَ الخَمرَ لِلّهِ سَقَاهُ اللّهُ مِنَ الرّحِيقِ المَختُومِ

وَ مِزاجُهُ مِن تَسنِيمٍ أي ومزاج ذلك الشراب ألذي وصفناه و هو مايمزج به من تسنيم و هوعين في الجنة و هوأشرف شراب


صفحه : 115

في الجنة قال مسروق يشربها المقربون صرفا ويمزج بهاكأس أصحاب اليمين فيطيب وروي ميمون بن مهران أن ابن عباس سئل عن تسنيم فقال هذامما يقول الله عز و جل فَلا تَعلَمُ نَفسٌ ما أخُفيِ‌َ لَهُم مِن قُرّةِ أَعيُنٍ ونحو هذاقول الحسن خفايا أخفاها الله لأهل الجنة وقيل هوشراب ينصب عليهم من علو انصبابا وقيل هونهر يجري‌ في الهواء فينصب في أواني‌ أهل الجنة بحسب الحاجة ثم فسره سبحانه بقوله عَيناً يَشرَبُ بِهَا المُقَرّبُونَ أي هي‌ خالصة للمقربين يشربونها صرفا ويمزج لسائر أهل الجنة عن ابن مسعود و ابن عباس إِنّ الّذِينَ أَجرَمُوايعني‌ كفار قريش ومترفيهم كأبي‌ جهل والوليد بن المغيرة والعاص بن وائل وأصحابهم كانُوا مِنَ الّذِينَ آمَنُوايعني‌ أصحاب النبي ص مثل عمار وخباب وبلال وغيرهم يَضحَكُونَ علي وجه السخرية بهم والاستهزاء في دار الدنياوَ إِذا مَرّوا بِهِميعني‌ و إذامر المؤمنون بهؤلاء المشركين يَتَغامَزُونَ أي يشير بعضهم إلي بعض بالأعين والحواجب استهزاء بهم أي يقول هؤلاء إنهم علي حق و إن محمدا يأتيه الوحي‌ وإنه رسول وإنا نبعث ونحو ذلك وقيل نزلت في علي بن أبي طالب ع و ذلك أنه كان في نفر من المسلمين جاءوا إلي النبي ص فسخر منهم المنافقون وضحكوا وتغامزوا ثم رجعوا إلي أصحابهم فقالوا رأينا اليوم الأصلع فضحكنا منه فنزلت الآية قبل أن يصل علي ع وأصحابه إلي النبي ص عن مقاتل والكلبي‌ وذكر الحاكم أبوالقاسم الحسكاني‌ في كتاب شواهد التنزيل بإسناده عن أبي صالح عن ابن عباس قال إن الذين أجرموا منافقو قريش والذين آمنوا علي بن أبي طالب وأصحابه وَ إِذَا انقَلَبُوا إِلي أَهلِهِمُ انقَلَبُوا فَكِهِينَيعني‌ و إذارجع هؤلاء الكفار إلي أهلهم رجعوا معجبين بما هم فيه يتفكهون بذكرهم وَ إِذا رَأَوهُم قالُوا إِنّ هؤُلاءِ لَضالّونَلأنهم تركوا التنعم رجاء ثواب لاحقيقة له وَ ما أُرسِلُوا عَلَيهِم حافِظِينَ أي و لم يرسل هؤلاء الكفار حافظين علي المؤمنين ماهم عليه و ماكلفوا حفظ أعمالهم فكيف يطعنون عليهم وقيل معناه و ماأرسلوا عليهم شاهدين فَاليَومَيعني‌ يوم القيامةالّذِينَ آمَنُوا مِنَ الكُفّارِ يَضحَكُونَ كماضحك الكفار منهم في الدنيا و ذلك أنه يفتح للكفار باب إلي الجنة ويقال لهم أخرجوا إليها فإذاوصلوا إليه


صفحه : 116

أغلق دونهم يفعل ذلك بهم مرارا فيضحك منهم المؤمنون عن أبي صالح وقيل يضحكون من الكفار إذارأوهم في العذاب وأنفسهم في النعيم وقيل إن الوجه في ضحك أهل الجنة من أهل النار أنهم لماكانوا أعداء الله وأعداءهم جعل الله سبحانه لهم سرورا في تعذيبهم عَلَي الأَرائِكِ يَنظُرُونَيعني‌ المؤمنين ينظرون إلي تعذيب أعدائهم الكفار علي سرر في الحجال هَل ثُوّبَ الكُفّارُ ما كانُوا يَفعَلُونَ أي هل جوزي‌ الكفار إذافعل بهم هذا ألذي ذكر ماكانوا يفعلونه من السخرية بالمؤمنين في الدنيا و هواستفهام يراد به التقرير وثوب بمعني أثيب وقيل معناه يتصل بما قبله و يكون التقدير إن الذين آمنوا ينظرون هل جوزي‌ الكفار بأعمالهم . و في قوله تعالي غَيرُ مَمنُونٍ أي غيرمنقوص وقيل غيرمقطوع وقيل غيرمحسوب وقيل غيرمكدر بما يؤذي‌ ويغم .

1- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]الهمَداَنيِ‌ّ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ العَبّاسِ وَ العَبّاسِ بنِ عَمرٍو الفقُيَميِ‌ّ مَعاً عَن هِشَامِ بنِ الحَكَمِ عَن ثَابِتِ بنِ هُرمُزَ عَنِ الحَسَنِ بنِ أَبِي الحَسَنِ عَن أَحمَدَ بنِ عَبدِ الحَمِيدِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَلِيّ أَنّهُ لقَيِ‌َ بِلَالًا مُؤَذّنَ رَسُولِ اللّهِص فَسَأَلَهُ فِيمَا سَأَلَهُ عَن وَصفِ بِنَاءِ الجَنّةِ قَالَ اكتُببِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِسَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ إِنّ سُورَ الجَنّةِ لَبِنَةٌ مِن ذَهَبٍ وَ لَبِنَةٌ مِن فِضّةٍ وَ لَبِنَةٌ مِن يَاقُوتٍ وَ مِلَاطُهَا المِسكُ الأَذفَرُ وَ شُرَفُهَا اليَاقُوتُ الأَحمَرُ وَ الأَخضَرُ وَ الأَصفَرُ قُلتُ فَمَا أَبوَابُهَا قَالَ أَبوَابُهَا مُختَلِفَةٌ بَابُ الرّحمَةِ مِن يَاقُوتَةٍ حَمرَاءَ قُلتُ فَمَا حَلقَتُهُ قَالَ وَيحَكَ كُفّ عنَيّ‌ فَقَد كلَفّتنَيِ‌ شَطَطاً قُلتُ مَا أَنَا بِكَافّ عَنكَ حَتّي تؤُدَيّ‌َ إلِيَ‌ّ مَا سَمِعتَ مِن رَسُولِ اللّهِص فِي ذَلِكَ قَالَ اكتُببِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ أَمّا بَابُ الصّبرِ فَبَابٌ صَغِيرٌ مِصرَاعٌ وَاحِدٌ مِن يَاقُوتَةٍ حَمرَاءَ لَا حَلَقَ لَهُ وَ أَمّا بَابُ الشّكرِ فَإِنّهُ مِن يَاقُوتَةٍ بَيضَاءَ لَهَا مِصرَاعَانِ مَسِيرَةُ مَا بَينَهُمَا خَمسُمِائَةِ عَامٍ لَهُ ضَجِيجٌ وَ حَنِينٌ يَقُولُ أللّهُمّ جئِنيِ‌ بأِهَليِ‌ قُلتُ هَل يَتَكَلّمُ البَابُ قَالَ نَعَم يُنطِقُهُ ذُو الجَلَالِ وَ الإِكرَامِ وَ أَمّا بَابُ البَلَاءِ قُلتُ أَ لَيسَ بَابُ


صفحه : 117

البَلَاءِ هُوَ بَابَ الصّبرِ قَالَ لَا قُلتُ فَمَا البَلَاءُ قَالَ المَصَائِبُ وَ الأَسقَامُ وَ الأَمرَاضُ وَ الجُذَامُ وَ هُوَ بَابٌ مِن يَاقُوتَةٍ صَفرَاءَ مِصرَاعٌ وَاحِدٌ مَا أَقَلّ مَن يَدخُلُ مِنهُ قُلتُ رَحِمَكَ اللّهُ زدِنيِ‌ وَ تَفَضّل عَلَيّ فإَنِيّ‌ فَقِيرٌ قَالَ يَا غُلَامُ لَقَد كلَفّتنَيِ‌ شَطَطاً أَمّا البَابُ الأَعظَمُ فَيَدخُلُ مِنهُ العِبَادُ الصّالِحُونَ وَ هُم أَهلُ الزّهدِ وَ الوَرَعِ وَ الرّاغِبُونَ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ المُستَأنِسُونَ بِهِ قُلتُ رَحِمَكَ اللّهُ فَإِذَا دَخَلُوا الجَنّةَ مَا ذَا يَصنَعُونَ قَالَ يَسِيرُونَ عَلَي نَهرَينِ فِي مَصَافّ[مَاءٍ صَافٍ] فِي سُفُنِ اليَاقُوتِ مَجَاذِيفُهَا اللّؤلُؤُ فِيهَا مَلَائِكَةٌ مِن نُورٍ عَلَيهِم ثِيَابٌ خُضرٌ شَدِيدَةٌ خُضرَتُهَا قُلتُ رَحِمَكَ اللّهُ هَل يَكُونُ مِنَ النّورِ أَخضَرُ قَالَ إِنّ الثّيَابَ هيِ‌َ خُضرٌ وَ لَكِن فِيهَا نُورٌ مِن نُورِ رَبّ العَالَمِينَ جَلّ جَلَالُهُ يَسِيرُونَ عَلَي حاَفتَيَ‌ ذَلِكَ النّهَرِ قُلتُ فَمَا اسمُ ذَلِكَ النّهَرِ قَالَ جَنّةُ المَأوَي قُلتُ هَل وَسَطُهَا غَيرُ هَذَا قَالَ نَعَم جَنّةُ عَدنٍ وَ هيِ‌َ فِي وَسَطِ الجِنَانِ فَأَمّا جَنّةُ عَدنٍ فَسُورُهَا يَاقُوتٌ أَحمَرُ وَ حَصبَاؤُهَا اللّؤلُؤُ قُلتُ فَهَل فِيهَا غَيرُهَا قَالَ نَعَم جَنّةُ الفِردَوسِ قُلتُ وَ كَيفَ سُورُهَا قَالَ وَيحَكَ كُفّ عنَيّ‌ حَيّرتَ عَلَي قلَبيِ‌ قُلتُ بَل أَنتَ الفَاعِلُ بيِ‌ ذَلِكَ مَا أَنَا بِكَافّ عَنكَ حَتّي تُتِمّ لِيَ الصّفَةَ وَ تخُبرِنَيِ‌ عَن سُورِهَا قَالَ سُورُهَا نُورٌ فَقُلتُ وَ الغُرَفُ التّيِ‌ هيِ‌َ فِيهَا قَالَ هيِ‌َ مِن نُورِ رَبّ العَالَمِينَ قُلتُ زدِنيِ‌ رَحِمَكَ اللّهُ قَالَ وَيحَكَ إِلَي هَذَا انتَهَي بِنَا رَسُولُ اللّهِص طُوبَي لَكَ إِن أَنتَ وَصَلتَ إِلَي بَعضِ هَذِهِ الصّفَةِ وَ طُوبَي لِمَن يُؤمِنُ بِهَذَا الخَبَرِ

توضيح قال الجزري‌ في صفة الجنة وملاطها مسك أذفر الملاط ألذي يجعل بين سافي‌ البناء يملط به الحائط أي يخلط انتهي والشطط التجاوز عن الحد والجور قوله في مصاف هوجمع المصف أي موضع الصف أي يسيرون مجتمعين مصطفين ويمكن أن يكون بالتخفيف من الصيف أي في متسع يصلح للتنزه في الصيف و في الفقيه في ماء صاف و هوأظهر والمجذاف مايجذف به السفينة وحافة الوادي‌ بالتخفيف جانبه

2- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ إِدرِيسَ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن أَبِيهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ القَاسِمِ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع طُوبَي شَجَرَةٌ فِي الجَنّةِ أَصلُهَا فِي دَارِ النّبِيّص وَ لَيسَ مِن مُؤمِنٍ إِلّا وَ فِي دَارِهِ غُصنٌ


صفحه : 118

مِنهَا لَا تَخطُرُ عَلَي قَلبِهِ شَهوَةُ شَيءٍ إِلّا أَتَاهُ بِهِ ذَلِكَ الغُصنُ وَ لَو أَنّ رَاكِباً مُجِدّاً سَارَ فِي ظِلّهَا مِائَةَ عَامٍ مَا خَرَجَ مِنهَا وَ لَو طَارَ مِن أَسفَلِهَا غُرَابٌ مَا بَلَغَ أَعلَاهَا حَتّي يَسقُطَ هَرِماً أَلَا ففَيِ‌ هَذَا فَارغَبُوا الخَبَرَ

شي‌،[تفسير العياشي‌] عن أبي بصير مثله و فيه حتي يبياض هرما

3- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]الطاّلقَاَنيِ‌ّ عَنِ الجلَوُديِ‌ّ عَن هِشَامِ بنِ جَعفَرٍ عَن حَمّادٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سُلَيمَانَ قَالَ قَرَأتُ فِي الإِنجِيلِ يَا عِيسَي وَ ذَكَرَ أَمرَ نَبِيّنَاص إِلَي أَن قَالَ طُوبَي لِمَن أَدرَكَ زَمَانَهُ وَ شَهِدَ أَيّامَهُ وَ سَمِعَ كَلَامَهُ قَالَ عِيسَي يَا رَبّ وَ مَا طُوبَي قَالَ شَجَرَةٌ فِي الجَنّةِ أَنَا غَرَستُهَا تُظِلّ الجِنَانَ أَصلُهَا مِن رِضوَانٍ مَاؤُهَا مِن تَسنِيمٍ بَردُهُ بَردُ الكَافُورِ وَ طَعمُهُ طَعمُ الزّنجَبِيلِ مَن يَشرَب مِن تِلكَ العَينِ شَربَةً لَا يَظمَأ بَعدَهَا أَبَداً فَقَالَ عِيسَي ع أللّهُمّ اسقنِيِ‌ مِنهَا قَالَ حَرَامٌ يَا عِيسَي عَلَي البَشَرِ أَن يَشرَبُوا مِنهَا حَتّي يَشرَبَ ذَلِكَ النّبِيّ وَ حَرَامٌ عَلَي الأُمَمِ أَن يَشرَبُوا مِنهَا حَتّي يَشرَبَ أُمّةُ ذَلِكَ النّبِيّ الخَبَرَ

4- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] عَلِيّ بنُ عِيسَي عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ مَاجِيلَوَيهِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَنِ الحُسَينِ بنِ عُلوَانَ الكلَبيِ‌ّ عَن عَمرِو بنِ ثَابِتٍ عَن زَيدِ بنِ عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع إِنّ فِي الجَنّةِ لَشَجَرَةً يَخرُجُ مِن أَعلَاهَا الحُلَلُ وَ مِن أَسفَلِهَا خَيلٌ بُلقٌ مُسرَجَةٌ مُلجَمَةٌ ذَوَاتُ أَجنِحَةٍ لَا تَرُوثُ وَ لَا تَبُولُ فَيَركَبُهَا أَولِيَاءُ اللّهِ فَتَطِيرُ بِهِم فِي الجَنّةِ حَيثُ شَاءُوا فَيَقُولُ الّذِينَ أَسفَلُ مِنهُم يَا رَبّنَا مَا بَلّغَ بِعِبَادِكَ هَذِهِ الكَرَامَةَ فَيَقُولُ اللّهُ جَلّ جَلَالُهُ إِنّهُم كَانُوا يَقُومُونَ اللّيلَ وَ لَا يَنَامُونَ وَ يَصُومُونَ النّهَارَ وَ لَا يَأكُلُونَ وَ يُجَاهِدُونَ العَدُوّ وَ لَا يَجبُنُونَ وَ يَتَصَدّقُونَ وَ لَا يَبخَلُونَ

ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] ابن علوان عن ابن طريف عن زيد بن علي مثله

5- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]العَطّارُ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ ابنِ أَبِي


صفحه : 119

حَمزَةَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ فِي الجَنّةِ غُرَفاً يُرَي ظَاهِرُهَا مِن بَاطِنِهَا وَ بَاطِنُهَا مِن ظَاهِرِهَا يَسكُنُهَا مِن أمُتّيِ‌ مَن أَطَابَ الكَلَامَ وَ أَطعَمَ الطّعَامَ وَ أَفشَي السّلَامَ وَ صَلّي بِاللّيلِ وَ النّاسُ نِيَامٌ الخَبَرَ

6-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]يد،[التوحيد]الهمَداَنيِ‌ّ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ الهرَوَيِ‌ّ قَالَ قُلتُ لِلرّضَا ع يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ أخَبرِنيِ‌ عَنِ الجَنّةِ وَ النّارِ أَ هُمَا اليَومَ مَخلُوقَتَانِ فَقَالَ نَعَم وَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص قَد دَخَلَ الجَنّةَ وَ رَأَي النّارَ لَمّا عُرِجَ بِهِ إِلَي السّمَاءِ قَالَ فَقُلتُ لَهُ فَإِنّ قَوماً يَقُولُونَ إِنّهُمَا اليَومَ مُقَدّرَتَانِ غَيرُ مَخلُوقَتَينِ فَقَالَ ع مَا أُولَئِكَ مِنّا وَ لَا نَحنُ مِنهُم مَن أَنكَرَ خَلقَ الجَنّةِ وَ النّارِ فَقَد كَذّبَ النّبِيّص وَ كَذّبَنَا وَ لَيسَ مِن وَلَايَتِنَا عَلَي شَيءٍ وَ خُلّدَ فِي نَارِ جَهَنّمَ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّهذِهِ جَهَنّمُ التّيِ‌ يُكَذّبُ بِهَا المُجرِمُونَ يَطُوفُونَ بَينَها وَ بَينَ حَمِيمٍ آنٍ وَ قَالَ النّبِيّص لَمّا عُرِجَ بيِ‌ إِلَي السّمَاءِ أَخَذَ بيِدَيِ‌ جَبرَئِيلُ فأَدَخلَنَيِ‌ الجَنّةَ فنَاَولَنَيِ‌ مِن رُطَبِهَا فَأَكَلتُهُ فَتَحَوّلَ ذَلِكَ نُطفَةً فِي صلُبيِ‌ فَلَمّا هَبَطتُ إِلَي الأَرضِ وَاقَعتُ خَدِيجَةَ فَحَمَلَت بِفَاطِمَةَ فَفَاطِمَةُ حَورَاءُ إِنسِيّةٌ فَكُلّمَا اشتَقتُ إِلَي رَائِحَةِ الجَنّةِ شَمِمتُ رَائِحَةَ ابنتَيِ‌ فَاطِمَةَ

ج ،[الإحتجاج ]مرسلا مثله

7- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]مَاجِيلَوَيهِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ هَاشِمٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عُمَرَ عَن مُوسَي بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِي الحَسَنِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ ع قَالَ قَالَت أُمّ سَلَمَةَ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهَا لِرَسُولِ اللّهِص بأِبَيِ‌ أَنتَ وَ أمُيّ‌ المَرأَةُ يَكُونُ لَهَا زَوجَانِ فَيَمُوتُونَ وَ يَدخُلُونَ الجَنّةَ لِأَيّهِمَا تَكُونُ فَقَالَ ع يَا أُمّ سَلَمَةَ تَخَيّرُ أَحسَنَهُمَا خُلُقاً وَ خَيرَهُمَا لِأَهلِهِ يَا أُمّ سَلَمَةَ إِنّ حُسنَ الخُلُقِ ذَهَبَ بِخَيرِ الدّنيَا وَ الآخِرَةِ

8-ل ،[الخصال ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن مُوسَي بنِ اِبرَاهِيمَ عَنِ الحَسَنِ


صفحه : 120

عَن أَبِيهِ بِإِسنَادِهِ رَفَعَهُ إِلَي رَسُولِ اللّهِص أَنّ أُمّ سَلَمَةَ قَالَت لَهُ بأِبَيِ‌ أَنتَ وَ أمُيّ‌ المَرأَةُ يَكُونُ لَهَا زَوجَانِ فَيَمُوتَانِ فَيَدخُلَانِ الجَنّةَ الخَبَرَ

9-فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ ابنِ رِئَابٍ عَن أَبِي عُبَيدَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ طُوبَي شَجَرَةٌ فِي الجَنّةِ فِي دَارِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ وَ لَيسَ أَحَدٌ مِن شِيعَتِهِ إِلّا وَ فِي دَارِهِ غُصنٌ مِن أَغصَانِهَا وَ وَرَقَةٌ مِن وَرَقِهَا يَستَظِلّ تَحتَهَا أُمّةٌ مِنَ الأُمَمِ

10- وَ عَنهُ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يُكثِرُ تَقبِيلَ فَاطِمَةَ عَلَيهَا وَ عَلَي أَبِيهَا وَ بَعلِهَا وَ أَولَادِهَا أَلفُ أَلفِ التّحِيّةِ وَ السّلَامِ فَأَنكَرَت ذَلِكَ عَائِشَةُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا عَائِشَةُ إنِيّ‌ لَمّا أسُريِ‌َ بيِ‌ إِلَي السّمَاءِ دَخَلتُ الجَنّةَ فأَدَناَنيِ‌ جَبرَئِيلُ مِن شَجَرَةِ طُوبَي وَ ناَولَنَيِ‌ مِن ثِمَارِهَا فَأَكَلتُهُ فَحَوّلَ اللّهُ ذَلِكَ مَاءً فِي ظهَريِ‌ فَلَمّا هَبَطتُ إِلَي الأَرضِ وَاقَعتُ خَدِيجَةَ فَحَمَلَت بِفَاطِمَةَ فَمَا قَبّلتُهَا قَطّ إِلّا وَجَدتُ رَائِحَةَ شَجَرَةِ طُوبَي مِنهَا

11-فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع جُعِلتُ فِدَاكَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ شوَقّنيِ‌ فَقَالَ يَا أَبَا مُحَمّدٍ إِنّ الجَنّةَ تُوجَدُ رِيحُهَا مِن مَسِيرَةِ أَلفِ عَامٍ وَ إِنّ أَدنَي أَهلِ الجَنّةِ مَنزِلًا لَو نَزَلَ بِهِ الثّقَلَانِ الجِنّ وَ الإِنسُ لَوَسِعَهُم طَعَاماً وَ شَرَاباً وَ لَا يَنقُصُ مِمّا عِندَهُ شَيءٌ وَ إِنّ أَيسَرَ أَهلِ الجَنّةِ مَنزِلَةً مَن يَدخُلُ الجَنّةَ فَيُرفَعُ لَهُ ثَلَاثُ حَدَائِقَ فَإِذَا دَخَلَ أَدنَاهُنّ رَأَي فِيهَا مِنَ الأَزوَاجِ وَ الخَدَمِ وَ الأَنهَارِ وَ الثّمَارِ مَا شَاءَ اللّهُ فَإِذَا شَكَرَ اللّهَ وَ حَمِدَهُ قِيلَ لَهُ ارفَع رَأسَكَ إِلَي الحَدِيقَةِ الثّانِيَةِ فَفِيهَا مَا لَيسَ فِي الأُولَي فَيَقُولُ يَا رَبّ أعَطنِيِ‌ هَذِهِ فَيَقُولُ لعَلَيّ‌ إِن أَعطَيتُكَهَا سأَلَتنَيِ‌ غَيرَهَا فَيَقُولُ رَبّ هَذِهِ هَذِهِ فَإِذَا هُوَ دَخَلَهَا وَ عَظُمَت


صفحه : 121

مَسَرّتُهُ شَكَرَ اللّهَ وَ حَمِدَهُ قَالَ فَيُقَالُ افتَحُوا لَهُ بَابَ الجَنّةِ وَ يُقَالُ لَهُ ارفَع رَأسَكَ فَإِذَا قَد فُتِحَ لَهُ بَابٌ مِنَ الخُلدِ وَ يَرَي أَضعَافَ مَا كَانَ فِيمَا قَبلُ فَيَقُولُ عِندَ تَضَاعُفِ مَسَرّاتِهِ رَبّ لَكَ الحَمدُ ألّذِي لَا يُحصَي إِذ مَنَنتَ عَلَيّ بِالجِنَانِ وَ أنَجيَتنَيِ‌ مِنَ النّيرَانِ فَيَقُولُ رَبّ أدَخلِنيِ‌ الجَنّةَ وَ أنَجنِيِ‌ مِنَ النّارِ قَالَ أَبُو بَصِيرٍ فَبَكَيتُ وَ قُلتُ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ زدِنيِ‌ قَالَ يَا أَبَا مُحَمّدٍ إِنّ فِي الجَنّةِ نَهَراً فِي حَافَتَيهَا جَوَارٍ نَابِتَاتٌ إِذَا مَرّ المُؤمِنُ بِجَارِيَةٍ أَعجَبَتهُ قَلَعَهَا وَ أَنبَتَ اللّهُ مَكَانَهَا أُخرَي قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ زدِنيِ‌ قَالَ المُؤمِنُ يُزَوّجُ ثَمَانَ مِائَةِ عَذرَاءَ وَ أَربَعَةَ آلَافِ ثَيّبٍ وَ زَوجَتَينِ مِنَ الحُورِ العِينِ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ ثَمَانَ مِائَةِ عَذرَاءَ قَالَ نَعَم مَا يَفتَرِشُ مِنهُنّ شَيئاً إِلّا وَجَدَهَا كَذَلِكَ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ مِن أَيّ شَيءٍ خُلِقنَ الحُورُ العِينُ قَالَ مِنَ الجَنّةِ[ مِن تُربَةِ الجَنّةِ النّورَانِيّةِ] وَ يُرَي مُخّ سَاقَيهَا مِن وَرَاءِ سَبعِينَ حُلّةً قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ أَ لَهُنّ كَلَامٌ يَتَكَلّمنَ بِهِ فِي الجَنّةِ قَالَ نَعَم كَلَامٌ يَتَكَلّمنَ بِهِ لَم يَسمَعِ الخَلَائِقُ بِمِثلِهِ قُلتُ مَا هُوَ قَالَ يَقُلنَ نَحنُ الخَالِدَاتُ فَلَا نَمُوتُ وَ نَحنُ النّاعِمَاتُ فَلَا نَبأَسُ وَ نَحنُ المُقِيمَاتُ فَلَا نَظعَنُ وَ نَحنُ الرّاضِيَاتُ فَلَا نَسخَطُ طُوبَي لِمَن خُلِقَ لَنَا وَ طُوبَي لِمَن خُلِقنَا لَهُ نَحنُ اللوّاَتيِ‌( لَو عُلّقَ إِحدَانَا فِي جَوّ السّمَاءِ لَأَغنَي نُورُنَا عَنِ الشّمسِ وَ القَمَرِ خ ل ) لَو أَنّ قَرنَ إِحدَانَا عُلّقَ فِي جَوّ السّمَاءِ لَأَغشَي نُورُهُ الأَبصَارَ

12-ل ،[الخصال ]القَطّانُ عَنِ ابنِ زَكَرِيّا عَنِ ابنِ حَبِيبٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن أَبَانٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الفَضلِ الزرّقَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ إِنّ لِلجَنّةِ ثَمَانِيَةَ أَبوَابٍ بَابٌ يَدخُلُ مِنهُ النّبِيّونَ وَ الصّدّيقُونَ وَ بَابٌ يَدخُلُ مِنهُ الشّهَدَاءُ وَ الصّالِحُونَ وَ خَمسَةُ أَبوَابٍ يَدخُلُ مِنهَا


صفحه : 122

شِيعَتُنَا وَ مُحِبّونَا فَلَا أَزَالُ وَاقِفاً عَلَي الصّرَاطِ أَدعُو وَ أَقُولُ رَبّ سَلّم شيِعتَيِ‌ وَ محُبِيّ‌ّ وَ أنَصاَريِ‌ وَ مَن توَاَلاَنيِ‌ فِي دَارِ الدّنيَا فَإِذَا النّدَاءُ مِن بُطنَانِ العَرشِ قَد أُجِيبَت دَعوَتُكَ وَ شُفّعتَ فِي شِيعَتِكَ وَ يَشفَعُ كُلّ رَجُلٍ مِن شيِعتَيِ‌ وَ مَن توَلَاّنيِ‌ وَ نصَرَنَيِ‌ وَ حَارَبَ مَن حاَربَنَيِ‌ بِفِعلٍ أَو قَولٍ فِي سَبعِينَ أَلفاً مِن جِيرَانِهِ وَ أَقرِبَائِهِ وَ بَابٌ يَدخُلُ مِنهُ سَائِرُ المُسلِمِينَ مِمّن يَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ لَم يَكُن فِي قَلبِهِ مِقدَارُ ذَرّةٍ مِن بُغضِنَا أَهلَ البَيتِ

13- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] أَبِي عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ المُؤَدّبِ عَن أَحمَدَ بنِ عَلِيّ الأصَبهَاَنيِ‌ّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ الثقّفَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ دَاوُدَ الديّنوَرَيِ‌ّ عَن مُنذِرٍ الشعّراَنيِ‌ّ عَن سَعِيدِ بنِ زَيدٍ عَن أَبِي قُنبُلٍ عَن أَبِي الجَارُودِ عَن سَعِيدِ بنِ جُبَيرٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ عَنِ النّبِيّص قَالَ إِنّ حَلقَةَ بَابِ الجَنّةِ مِن يَاقُوتَةٍ حَمرَاءَ عَلَي صَفَائِحِ الذّهَبِ فَإِذَا دُقّتِ الحَلقَةُ عَلَي الصّفحَةِ طَنّت وَ قَالَت يَا عَلِيّ

14-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] أَبُو إِسحَاقَ الموَصلِيِ‌ّ إِنّ قَوماً مِن مَا وَرَاءَ النّهَرِ سَأَلُوا الرّضَا ع عَنِ الحُورِ العِينِ مِمّ خُلِقنَ وَ عَن أَهلِ الجَنّةِ إِذَا دَخَلُوهَا مَا أَوّلُ مَا يَأكُلُونَ فَقَالَ ع أَمّا الحُورُ العِينُ فَإِنّهُنّ خُلِقنَ مِنَ الزّعفَرَانِ وَ التّرَابِ لَا يَفنَينَ وَ أَمّا أَوّلُ مَا يَأكُلُونَ أَهلُ الجَنّةِ فَإِنّهُم يَأكُلُونَ أَوّلَ مَا يَدخُلُونَهَا مِن كَبِدِ الحُوتِ التّيِ‌ عَلَيهَا الأَرضُ

15-فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَن إِسمَاعِيلَ بنِ أَبَانٍ عَن عُمَرَ بنِ عَبدِ اللّهِ الثقّفَيِ‌ّ قَالَ سَأَلَ نصَراَنيِ‌ّ الشّامِ البَاقِرَ ع عَن أَهلِ الجَنّةِ كَيفَ صَارُوا يَأكُلُونَ وَ لَا يَتَغَوّطُونَ أعَطنِيِ‌ مِثلَهُ فِي الدّنيَا فَقَالَ ع هَذَا الجَنِينُ فِي بَطنِ أُمّهِ يَأكُلُ مِمّا تَأكُلُ أُمّهُ وَ لَا يَتَغَوّطُ الخَبَرَ

16-فس ،[تفسير القمي‌] الدّلِيلُ عَلَي أَنّ جِنَانَ الخُلدِ فِي السّمَاءِ قَولُهُلا تُفَتّحُ لَهُم أَبوابُ السّماءِ وَ لا يَدخُلُونَ الجَنّةَالآيَةَ


صفحه : 123

17-فس ،[تفسير القمي‌] وَ نَزَعنا ما فِي صُدُورِهِم مِن غِلّ قَالَ العَدَاوَةُ تُنزَعُ مِنهُم أَي مِنَ المُؤمِنِينَ فِي الجَنّةِ فَإِذَا دَخَلُوا الجَنّةَ قَالُوا كَمَا حَكَي اللّهُالحَمدُ لِلّهِ ألّذِي هَدانا لِهذا وَ ما كُنّا لنِهَتدَيِ‌َ لَو لا أَن هَدانَا اللّهُ إِلَي قَولِهِبِما كُنتُم تَعمَلُونَ

18-فس ،[تفسير القمي‌] إِنّ الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ كانَت لَهُم جَنّاتُ الفِردَوسِ نُزُلًا خالِدِينَ فِيها لا يَبغُونَ عَنها حِوَلًا أَي لَا يُحِبّونَ[ لَا يُحَوّلُونَ] وَ لَا يَسأَلُونَ التّحوِيلَ عَنهَا

وَ رَوَي جَعفَرُ بنُ أَحمَدَ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ مُوسَي عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيخالِدِينَ فِيها لا يَبغُونَ عَنها حِوَلًا قَالَ خَالِدِينَ لَا يَخرُجُونَ مِنهَا وَلا يَبغُونَ عَنها حِوَلًا قَالَ لَا يُرِيدُونَ بِهَا بَدَلًا قُلتُ قَولُهُإِنّ الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ كانَت لَهُم جَنّاتُ الفِردَوسِ نُزُلًا قَالَ هَذِهِ نَزَلَت فِي أَبِي ذَرّ وَ المِقدَادِ وَ سَلمَانَ الفاَرسِيِ‌ّ وَ عَمّارِ بنِ يَاسِرٍ جَعَلَ اللّهُ لَهُم جَنّاتِ الفِردَوسِ نُزُلًا مَأوًي وَ مَنزِلًا

19-فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن جَمِيلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَمّا أسُريِ‌َ بيِ‌ إِلَي السّمَاءِ دَخَلتُ الجَنّةَ فَرَأَيتُ فِيهَا مَلَائِكَةً يَبنُونَ لَبِنَةً مِن ذَهَبٍ وَ لَبِنَةً مِن فِضّةٍ وَ رُبّمَا أَمسَكُوا فَقُلتُ لَهُم مَا لَكُم رُبّمَا بَنَيتُم وَ رُبّمَا أَمسَكتُم فَقَالُوا حَتّي تَجِيئَنَا النّفَقَةُ فَقُلتُ لَهُم وَ مَا نَفَقَتُكُم فَقَالُوا قَولُ المُؤمِنِ فِي الدّنيَا سُبحَانَ اللّهِ وَ الحَمدُ لِلّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ اللّهُ أَكبَرُ فَإِذَا قَالَ بَنَينَا وَ إِذَا أَمسَكَ أَمسَكنَا

20-فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَنِ الصّادِقِ ع فِي خَبَرِ المِعرَاجِ قَالَ قَالَ النّبِيّص ثُمّ خَرَجتُ مِنَ البَيتِ المَعمُورِ فَانقَادَ لِي نَهرَانِ نَهَرٌ تُسَمّي الكَوثَرَ وَ نَهَرٌ تُسَمّي الرّحمَةَ فَشَرِبتُ مِنَ الكَوثَرِ وَ اغتَسَلتُ مِنَ الرّحمَةِ ثُمّ انقَادَا لِي جَمِيعاً حَتّي دَخَلتُ الجَنّةَ وَ إِذَا عَلَي حَافَتَيهَا بيُوُتيِ‌ وَ بُيُوتُ أزَواَجيِ‌ وَ إِذَا تُرَابُهَا كَالمِسكِ وَ إِذَا جَارِيَةٌ تَنغَمِسُ فِي أَنهَارِ الجَنّةِ فَقُلتُ لِمَن أَنتِ يَا جَارِيَةُ فَقَالَت لِزَيدِ بنِ حَارِثَةَ فَبَشّرتُهُ بِهَا حِينَ أَصبَحتُ وَ إِذَا بِطَيرِهَا كَالبُختِ وَ إِذَا رُمّانُهَا


صفحه : 124

مِثلُ الدلّيِ‌ّ العِظَامِ وَ إِذَا شَجَرَةٌ لَو أُرسِلَ طَائِرٌ فِي أَصلِهَا مَا دَارَهَا سَبعَمِائَةِ سَنَةٍ وَ لَيسَ فِي الجَنّةِ مَنزِلٌ إِلّا وَ فِيهَا قُترٌ[غُصنٌ]مِنهَا فَقُلتُ مَا هَذِهِ يَا جَبرَئِيلُ فَقَالَ هَذِهِ شَجَرَةُ طُوبَي قَالَ اللّهُطُوبي لَهُم وَ حُسنُ مَآبٍ

بيان البخت الإبل الخراساني‌ والدلي‌ بضم الدال وكسر اللام وتشديد الياء علي وزن فعول جمع الدلو والقتر بالضم وبضمتين الناحية والجانب والقتر القدر ويحرك كل ذلك ذكرها الجوهري‌

21-فس ،[تفسير القمي‌] إِنّ أَصحابَ الجَنّةِ اليَومَ فِي شُغُلٍ قَالَ اقتِضَاضُ العَذَارَيفاكِهُونَ قَالَ يُفَاكِهُونَ النّسَاءَ وَ يُلَاعِبُونَهُنّ

وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي ظِلالٍ عَلَي الأَرائِكِ مُتّكِؤُنَالأَرَائِكُ السّرُرُ عَلَيهَا الحِجَالُ

وَ قَالَ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ فِي قَولِهِسَلامٌ قَولًا مِن رَبّ رَحِيمٍ قَالَ السّلَامُ مِنهُ هُوَ الأَمَانُ

22-فس ،[تفسير القمي‌] فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِأَصحابُ الجَنّةِ يَومَئِذٍ خَيرٌ مُستَقَرّا وَ أَحسَنُ مَقِيلًافَبَلَغَنَا وَ اللّهُ أَعلَمُ أَنّهُ إِذَا استَوَي أَهلُ النّارِ إِلَي النّارِ لِيُنطَلَقَ بِهِم قَبلَ أَن يَدخُلُوا النّارَ فَقِيلَ لَهُمُ ادخُلُواإِلي ظِلّ ذيِ‌ ثَلاثِ شُعَبٍ مِن دُخَانِ النّارِ فَيَحسَبُونَ أَنّهَا الجَنّةُ ثُمّ يَدخُلُونَ النّارَ أَفوَاجاً وَ ذَلِكَ نِصفَ النّهَارِ وَ أَقبَلَ أَهلُ الجَنّةِ فِيمَا اشتَهَوا مِنَ التّحَفِ حَتّي يُعطَوا مَنَازِلَهُم فِي الجَنّةِ نِصفَ النّهَارِ فَذَلِكَ قَولُ اللّهِأَصحابُ الجَنّةِ يَومَئِذٍ خَيرٌ مُستَقَرّا وَ أَحسَنُ مَقِيلًا

23-فس ،[تفسير القمي‌]لا فِيها غَولٌيعَنيِ‌ الفَسَادَوَ لا هُم عَنها يُنزَفُونَ أَي لَا يُطرَدُونَ مِنهَا


صفحه : 125

قَولُهُوَ عِندَهُم قاصِراتُ الطّرفِ عِينٌيعَنيِ‌ الحُورَ العِينَ تَقصُرُ الطّرفَ عَنِ النّظَرِ إِلَيهَا مِن صَفَائِهَا وَ حُسنِهَاكَأَنّهُنّ بَيضٌ مَكنُونٌيعَنيِ‌ مَخزُونٌفَأَقبَلَ بَعضُهُم عَلي بَعضٍ يَتَساءَلُونَ قالَ قائِلٌ مِنهُم إنِيّ‌ كانَ لِي قَرِينٌ يَقُولُ أَ إِنّكَ لَمِنَ المُصَدّقِينَ أَي تُصَدّقُ بِمَا يَقُولُ لَكَ إِنّكَ إِذَا مِتّ حَيِيتَ قَالَ فَيَقُولُ لِصَاحِبِهِهَل أَنتُم مُطّلِعُونَ قَالَ فَيَطّلِعُ فَيَرَاهُفِي سَواءِ الجَحِيمِفَيَقُولُ لَهُتَاللّهِ إِن كِدتَ لَتُردِينِ وَ لَو لا نِعمَةُ ربَيّ‌ لَكُنتُ مِنَ المُحضَرِينَ

وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ فِي قَولِهِفَاطّلَعَ فَرَآهُ فِي سَواءِ الجَحِيمِ أَي يَقُولُ فِي وَسَطِ الجَحِيمِ ثُمّ يَقُولُونَ فِي الجَحِيمِ ثُمّ يَقُولُونَ فِي الجَنّةِأَ فَما نَحنُ بِمَيّتِينَ إِلّا مَوتَتَنَا الأُولي وَ ما نَحنُ بِمُعَذّبِينَ إِنّ هذا لَهُوَ الفَوزُ العَظِيمُ

بيان هذاالتفسير لقاصرات الطرف مبني‌ علي مجي‌ء القصر متعديا بنفسه و هوكذلك قال الفيروزآبادي‌ قصره يقصره جعله قصيرا

24-فس ،[تفسير القمي‌] إِنّ هذا لَرِزقُنا ما لَهُ مِن نَفادٍ أَي لَا يَنفَدُ وَ لَا يَفنَي

25-فس ،[تفسير القمي‌] وَ سِيقَ الّذِينَ اتّقَوا رَبّهُم إِلَي الجَنّةِ زُمَراً أَي جَمَاعَةًسَلامٌ عَلَيكُم طِبتُم أَي طَابَت مَوَالِيدُكُم لِأَنّهُ لَا يَدخُلُ الجَنّةَ إِلّا طَيّبُ المَولِدِ

وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِالحَمدُ لِلّهِ ألّذِي صَدَقَنا وَعدَهُ وَ أَورَثَنَا الأَرضَيعَنيِ‌ أَرضَ الجَنّةِ

26-ثو،[ثواب الأعمال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَن أَحمَدَ بنِ الحُسَينِ عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَن بَعضِ أَصحَابِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَا خَلَقَ اللّهُ خَلقاً إِلّا جَعَلَ لَهُ فِي الجَنّةِ مَنزِلًا وَ فِي النّارِ مَنزِلًا فَإِذَا سَكَنَ أَهلُ الجَنّةِ وَ أَهلُ النّارِ النّارَ نَادَي مُنَادٍ يَا أَهلَ الجَنّةِ أَشرِفُوا فَيُشرِفُونَ عَلَي النّارِ وَ تُرفَعُ لَهُم مَنَازِلُهُم فِي النّارِ ثُمّ يُقَالُ لَهُم هَذِهِ مَنَازِلُكُمُ التّيِ‌ لَو عَصَيتُم رَبّكُم دَخَلتُمُوهَا قَالَ فَلَو أَنّ أَحَداً مَاتَ فَرِحاً لَمَاتَ أَهلُ الجَنّةِ فِي ذَلِكَ اليَومِ فَرِحاً لِمَا صُرِفَ عَنهُم مِنَ العَذَابِ ثُمّ يُنَادَونَ يَا مَعشَرَ أَهلِ النّارِ


صفحه : 126

ارفَعُوا رُءُوسَكُم فَانظُرُوا إِلَي مَنَازِلِكُم فِي الجَنّةِ فَيَرفَعُونَ رُءُوسَهُم فَيَنظُرُونَ إِلَي مَنَازِلِهِم فِي الجَنّةِ وَ مَا فِيهَا مِنَ النّعِيمِ فَيُقَالُ لَهُم هَذِهِ مَنَازِلُكُمُ التّيِ‌ لَو أَطَعتُم رَبّكُم دَخَلتُمُوهَا قَالَ فَلَو أَنّ أَحَداً مَاتَ حُزناً لَمَاتَ أَهلُ النّارِ ذَلِكَ اليَومَ حُزناً فَيُورِثُ هَؤُلَاءِ مَنَازِلَ هَؤُلَاءِ وَ هَؤُلَاءِ مَنَازِلَ هَؤُلَاءِ وَ ذَلِكَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّأُولئِكَ هُمُ الوارِثُونَ الّذِينَ يَرِثُونَ الفِردَوسَ هُم فِيها خالِدُونَ

فس ،[تفسير القمي‌] أبي عن عثمان بن عيسي عن سماعة عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع مثله

27-فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَنِ ابنِ أَبِي نَجرَانَ عَن عَاصِمِ بنِ حُمَيدٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَا مِن عَمَلٍ حَسَنٍ يَعمَلُهُ العَبدُ إِلّا وَ لَهُ ثَوَابٌ فِي القُرآنِ إِلّا صَلَاةَ اللّيلِ فَإِنّ اللّهَ لَم يُبَيّن ثَوَابَهَا لِعَظِيمِ خَطَرِهَا عِندَهُ فَقَالَتَتَجافي جُنُوبُهُم عَنِ المَضاجِعِ يَدعُونَ رَبّهُم خَوفاً وَ طَمَعاً إِلَي قَولِهِيَعمَلُونَ ثُمّ قَالَ إِنّ لِلّهِ كَرَامَةً فِي عِبَادِهِ المُؤمِنِينَ فِي كُلّ يَومِ جُمُعَةٍ فَإِذَا كَانَ يَومُ الجُمُعَةِ بَعَثَ اللّهُ إِلَي المُؤمِنِ مَلَكاً مَعَهُ حُلّةٌ فيَنَتهَيِ‌ إِلَي بَابِ الجَنّةِ فَيَقُولُ استَأذِنُوا لِي عَلَي فُلَانٍ فَيُقَالُ لَهُ هَذَا رَسُولُ رَبّكَ عَلَي البَابِ فَيَقُولُ لِأَزوَاجِهِ أَيّ شَيءٍ تَرَينَ عَلَيّ أَحسَنَ فَيَقُلنَ يَا سَيّدَنَا وَ ألّذِي أَبَاحَكَ الجَنّةَ مَا رَأَينَا عَلَيكَ شَيئاً أَحسَنَ مِن هَذَا بَعَثَ إِلَيكَ رَبّكَ فَيَتّزِرُ بِوَاحِدَةٍ وَ يَتَعَطّفُ بِالأُخرَي فَلَا يَمُرّ بشِيَ‌ءٍ إِلّا أَضَاءَ لَهُ حَتّي ينَتهَيِ‌َ إِلَي المَوعِدِ فَإِذَا اجتَمَعُوا تَجَلّي لَهُمُ الرّبّ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي فَإِذَا نَظَرُوا إِلَيهِ خَرّوا سُجّداً فَيَقُولُ عبِاَديِ‌ ارفَعُوا رُءُوسَكُم لَيسَ هَذَا يَومَ سُجُودٍ وَ لَا يَومَ عِبَادَةٍ قَد رَفَعتُ عَنكُمُ المَئُونَةَ فَيَقُولُونَ يَا رَبّ وَ أَيّ شَيءٍ أَفضَلُ مِمّا أَعطَيتَنَا أَعطَيتَنَا الجَنّةَ فَيَقُولُ لَكُم مِثلُ مَا فِي أَيدِيكُم سَبعِينَ ضِعفاً فَيَرجِعُ المُؤمِنُ فِي كُلّ جُمُعَةٍ بِسَبعِينَ ضِعفاً مِثلَ مَا فِي يَدَيهِ وَ هُوَ قَولُهُوَ لَدَينا مَزِيدٌ وَ هُوَ يَومُ الجُمُعَةِ إِنّ لَيلَهَا لَيلَةٌ غَرّاءُ وَ يَومُهَا يَومٌ أَزهَرُ فَأَكثِرُوا فِيهَا مِنَ التّسبِيحِ وَ التّكبِيرِ وَ التّهلِيلِ وَ الثّنَاءِ عَلَي اللّهِ وَ الصّلَاةِ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ قَالَ فَيَمُرّ المُؤمِنُ فَلَا يَمُرّ بشِيَ‌ءٍ


صفحه : 127

إِلّا أَضَاءَ لَهُ حَتّي ينَتهَيِ‌َ إِلَي أَزوَاجِهِ فَيَقُلنَ وَ ألّذِي أَبَاحَنَا الجَنّةَ يَا سَيّدَنَا مَا رَأَينَا قَطّ أَحسَنَ مِنكَ السّاعَةَ فَيَقُولُ إنِيّ‌ قَد نَظَرتُ بِنُورِ ربَيّ‌ ثُمّ قَالَ إِنّ أَزوَاجَهُ لَا يَغِرنَ وَ لَا يَحِضنَ وَ لَا يَصلَفنَ قَالَ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ إنِيّ‌ أَرَدتُ أَن أَسأَلَكَ عَن شَيءٍ أسَتحَييِ‌ مِنهُ قَالَ سَل قُلتُ هَل فِي الجَنّةِ غِنَاءٌ قَالَ إِنّ فِي الجَنّةِ شَجَراً يَأمُرُ اللّهُ رِيَاحَهَا فَتَهُبّ فَتَضرِبُ تِلكَ الشّجَرَةُ بِأَصوَاتٍ لَم يَسمَعِ الخَلَائِقُ بِمِثلِهَا حُسناً ثُمّ قَالَ هَذَا عِوَضٌ لِمَن تَرَكَ السّمَاعَ فِي الدّنيَا مِن مَخَافَةِ اللّهِ قَالَ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ زدِنيِ‌ فَقَالَ إِنّ اللّهَ خَلَقَ جَنّةً بِيَدِهِ وَ لَم تَرَهَا عَينٌ وَ لَم يَطّلِع مَخلُوقٌ يَفتَحُهَا الرّبّ كُلّ صَبَاحٍ فَيَقُولُ ازداَديِ‌ رِيحاً ازداَديِ‌ طِيباً وَ هُوَ قَولُ اللّهِفَلا تَعلَمُ نَفسٌ ما أخُفيِ‌َ لَهُم مِن قُرّةِ أَعيُنٍ جَزاءً بِما كانُوا يَعمَلُونَ

بيان قوله تجلي لهم الرب أي بأنوار جلاله وآثار رحمته وإفضاله فإذانظروا إليه أي إلي ماظهر لهم من ذلك قوله ع بيده أي بقدرته وبرحمته وإنما خص تلك الجنة بتلك الصفة لبيان امتيازها من بين سائر الجنان بمزيد الكرامة والإحسان ويحتمل أن يكون سائر الجنان مغروسة مبنية بتوسط الملائكة بخلاف هذه الجنة

28-ل ،[الخصال ] ابنُ مُوسَي عَنِ ابنِ زَكَرِيّا القَطّانِ عَنِ ابنِ حَبِيبٍ عَن عَبدِ الرّحِيمِ الجبَلَيِ‌ّ الصيّدنَاَنيِ‌ّ وَ عَبدِ اللّهِ بنِ الصّلتِ عَنِ الحَسَنِ بنِ نَصرٍ الخَزّازِ عَن عَمرِو بنِ


صفحه : 128

طَلحَةَ عَن أَسبَاطِ بنِ نَصرٍ عَن سِمَاكِ بنِ حَربٍ عَن عِكرِمَةَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ قَدِمَ يَهُودِيّانِ فَسَأَلَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَا أَينَ تَكُونُ الجَنّةُ وَ أَينَ تَكُونُ النّارُ قَالَ أَمّا الجَنّةُ ففَيِ‌ السّمَاءِ وَ أَمّا النّارُ ففَيِ‌ الأَرضِ قَالَا فَمَا السّبعَةُ قَالَ سَبعَةُ أَبوَابِ النّارِ مُتَطَابِقَاتٍ قَالَ فَمَا الثّمَانِيَةُ قَالَ ثَمَانِيَةُ أَبوَابِ الجَنّةِ الخَبَرَ

29-فس لكِنِ الّذِينَ اتّقَوا رَبّهُم لَهُم غُرَفٌ مِن فَوقِها غُرَفٌ إِلَي قَولِهِالمِيعادَ قَالَ فَإِنّهُ حدَثّنَيِ‌ أَبِي عَنِ الحَسَنِ بنِ مَحبُوبٍ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسحَاقَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَسَأَلَ عَلِيّ رَسُولَ اللّهِص عَن تَفسِيرِ هَذِهِ الآيَةِ فَقَالَ لِمَا ذَا بُنِيَت هَذِهِ الغُرَفُ يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ يَا عَلِيّ تِلكَ الغُرَفَ بَنَي اللّهُ لِأَولِيَائِهِ بِالدّرّ وَ اليَاقُوتِ وَ الزّبَرجَدِ سُقُوفُهَا الذّهَبُ مَحكُوكَةً بِالفِضّةِ لِكُلّ غُرفَةٍ مِنهَا أَلفُ بَابٍ مِن ذَهَبٍ عَلَي كُلّ بَابٍ مِنهَا مَلَكٌ مُوَكّلٌ بِهِ وَ فِيهَا فُرُشٌ مَرفُوعَةٌ بَعضُهَا فَوقَ بَعضٍ مِنَ الحَرِيرِ وَ الدّيبَاجِ بِأَلوَانٍ مُختَلِفَةٍ وَ حَشوُهَا المِسكُ وَ العَنبَرُ وَ الكَافُورُ وَ ذَلِكَ قَولُ اللّهِوَ فُرُشٍ مَرفُوعَةٍ فَإِذَا دَخَلَ المُؤمِنُ إِلَي مَنَازِلِهِ فِي الجَنّةِ وُضِعَ عَلَي رَأسِهِ تَاجُ المُلكِ وَ الكَرَامَةِ وَ أُلبِسَ حُلَلَ الذّهَبِ وَ الفِضّةِ وَ اليَاقُوتِ وَ الدّرّ مَنظُوماً فِي الإِكلِيلِ تَحتَ التّاجِ وَ أُلبِسَ سَبعُونَ حُلّةً بِأَلوَانٍ مُختَلِفَةٍ مَنسُوجَةً بِالذّهَبِ وَ الفِضّةِ وَ اللّؤلُؤِ وَ اليَاقُوتِ الأَحمَرِ وَ ذَلِكَ قَولُهُيُحَلّونَ فِيها مِن أَساوِرَ مِن ذَهَبٍ وَ لُؤلُؤاً وَ لِباسُهُم فِيها حَرِيرٌ فَإِذَا جَلَسَ المُؤمِنُ عَلَي سَرِيرِهِ اهتَزّ سَرِيرُهُ فَرَحاً فَإِذَا استَقَرّت بوِلَيِ‌ّ اللّهِ مَنَازِلُهُ فِي الجَنّةِ استَأذَنَ عَلَيهِ المَلَكُ المُوَكّلُ بِجِنَانِهِ لِيُهَنّئَهُ كَرَامَةَ اللّهِ إِيّاهُ فَيَقُولُ لَهُ خُدّامُ المُؤمِنِ وَ وُصَفَاؤُهُ مَكَانَكَ فَإِنّ ولَيِ‌ّ اللّهِ قَدِ اتّكَأَ عَلَي أَرَائِكِهِ فَزَوجَتُهُ الحَورَاءُ العَينَاءُ قَد هَبّت لَهُ فَاصبِر لوِلَيِ‌ّ اللّهِ حَتّي يَفرُغَ مِن شُغُلِهِ قَالَ


صفحه : 129

فَتَخرُجُ عَلَيهِ زَوجَتُهُ الحَورَاءُ مِن خَيمَتِهَا تمَشيِ‌ مُقبِلَةً وَ حَولَهَا وُصَفَاؤُهَا يُحَيّينَهَا عَلَيهَا سَبعُونَ حُلّةً مَنسُوجَةً بِاليَاقُوتِ وَ اللّؤلُؤِ وَ الزّبَرجَدِ صُبِغنَ بِمِسكٍ وَ عَنبَرٍ وَ عَلَي رَأسِهَا تَاجُ الكَرَامَةِ وَ فِي رِجلَيهَا نَعلَانِ مِن ذَهَبٍ مُكَلّلَانِ بِاليَاقُوتِ وَ اللّؤلُؤِ شِرَاكُهَا يَاقُوتٌ أَحمَرُ فَإِذَا أُدنِيَت مِن ولَيِ‌ّ اللّهِ وَ هَمّ أَن يَقُومَ إِلَيهَا شَوقاً تَقُولُ لَهُ يَا ولَيِ‌ّ اللّهِ لَيسَ هَذَا يَومَ تَعَبٍ وَ لَا نَصَبٍ فَلَا تَقُم أَنَا لَكَ وَ أَنتَ لِي فَيَعتَنِقَانِ مِقدَارَ خَمسِمِائَةِ عَامٍ مِن أَعوَامِ الدّنيَا لَا يُمِلّهَا وَ لَا تُمِلّهُ قَالَ فَيَنظُرُ إِلَي عُنُقِهَا فَإِذَا عَلَيهَا قِلَادَةٌ مِن قَصَبِ يَاقُوتٍ أَحمَرَ وَسَطُهَا لَوحٌ مَكتُوبٌ أَنتَ يَا ولَيِ‌ّ اللّهِ حبَيِبيِ‌ وَ أَنَا الحَورَاءُ حَبِيبَتُكَ إِلَيكَ تَنَاهَت نفَسيِ‌ وَ إلِيَ‌ّ تَنَاهَت نَفسُكَ ثُمّ يَبعَثُ اللّهُ أَلفَ مَلَكٍ يُهَنّئُونَهُ بِالجَنّةِ وَ يُزَوّجُونَهُ الحَورَاءَ قَالَ فَيَنتَهُونَ إِلَي أَوّلِ بَابٍ مِن جِنَانِهِ فَيَقُولُونَ لِلمَلَكِ المُوَكّلِ بِأَبوَابِ الجِنَانِ استَأذِن لَنَا عَلَي ولَيِ‌ّ اللّهِ فَإِنّ اللّهَ بَعَثَنَا مُهَنّئِينَ فَيَقُولُ المَلَكُ حَتّي أَقُولَ لِلحَاجِبِ فَيُعلِمَهُ مَكَانَكُم قَالَ فَيَدخُلُ المَلَكُ إِلَي الحَاجِبِ وَ بَينَهُ وَ بَينَ الحَاجِبِ ثَلَاثُ جِنَانٍ حَتّي ينَتهَيِ‌َ إِلَي أَوّلِ البَابِ فَيَقُولَ لِلحَاجِبِ إِنّ عَلَي بَابِ العَرصَةِ أَلفَ مَلَكٍ أَرسَلَهُم رَبّ العَالَمِينَ جَاءُوا يُهَنّئُونَ ولَيِ‌ّ اللّهِ وَ قَد سَأَلُوا أَن أَستَأذِنَ لَهُم عَلَيهِ فَيَقُولَ لَهُ الحَاجِبُ إِنّهُ لَيَعظُمُ عَلَيّ أَن أَستَأذِنَ لِأَحَدٍ عَلَي ولَيِ‌ّ اللّهِ وَ هُوَ مَعَ زَوجَتِهِ قَالَ وَ بَينَ الحَاجِبِ وَ بَينَ ولَيِ‌ّ اللّهِ جَنّتَانِ فَيَدخُلُ الحَاجِبُ إِلَي القَيّمِ فَيَقُولُ لَهُ إِنّ عَلَي بَابِ العَرصَةِ أَلفَ مَلَكٍ أَرسَلَهُم رَبّ العَالَمِينَ يُهَنّئُونَ ولَيِ‌ّ اللّهِ فَاستَأذِن لَهُم فَيَقُومُ القَيّمُ إِلَي الخُدّامِ فَيَقُولُ لَهُم إِنّ رُسُلَ الجَبّارِ عَلَي بَابِ العَرصَةِ وَ هُم أَلفُ مَلَكٍ أَرسَلَهُم[رَبّ العَالَمِينَ]يُهَنّئُونَ ولَيِ‌ّ اللّهِ فَأَعلِمُوهُ مَكَانَهُم قَالَ فَيُعلِمُونَ الخُدّامُ قَالَ فَيُؤذَنُ[فَيَأذَنُ]لَهُم فَيَدخُلُونَ عَلَي ولَيِ‌ّ اللّهِ وَ هُوَ فِي الغُرفَةِ وَ لَهَا أَلفُ بَابٍ وَ عَلَي كُلّ بَابٍ مِن أَبوَابِهَا مَلَكٌ مُوَكّلٌ بِهِ فَإِذَا أُذِنَ لِلمَلَائِكَةِ بِالدّخُولِ عَلَي ولَيِ‌ّ اللّهِ فَتَحَ كُلّ مَلَكٍ بَابَهُ ألّذِي قَد وُكّلَ بِهِ فَيَدخُلُ كُلّ مَلَكٍ مِن بَابٍ مِن أَبوَابِ الغُرفَةِ فَيُبَلّغُونَهُ


صفحه : 130

رِسَالَةَ الجَبّارِ وَ ذَلِكَ قَولُ اللّهِوَ المَلائِكَةُ يَدخُلُونَ عَلَيهِم مِن كُلّ بابٍيعَنيِ‌ مِن أَبوَابِ الغُرفَةِسَلامٌ عَلَيكُم بِما صَبَرتُم فَنِعمَ عُقبَي الدّارِ وَ ذَلِكَ قَولُهُوَ إِذا رَأَيتَ ثَمّ رَأَيتَ نَعِيماً وَ مُلكاً كَبِيراًيعَنيِ‌ بِذَلِكَ ولَيِ‌ّ اللّهِ وَ مَا هُوَ فِيهَا مِنَ الكَرَامَةِ وَ النّعِيمِ وَ المُلكِ العَظِيمِ وَ إِنّ المَلَائِكَةَ مِن رُسُلِ اللّهِ لَيَستَأذِنُونَ عَلَيهِ فَلَا يَدخُلُونَ عَلَيهِ إِلّا بِإِذنِهِ فَذَلِكَ المُلكُ العَظِيمُ وَ الأَنهَارُ تجَريِ‌ مِن تَحتِهَا

بيان قوله ع محكوكة بالفضة أي منقوشة بها و في بعض النسخ محبوكة و هوأظهر قال الفيروزآبادي‌ الحبك الشد والإحكام وتحسين أثر الصنعة في الثوب والتحبيك التوثيق والتخطيط قوله ع قدهبت إما من المضاعف أو من المعتل قال الجزري‌ هب التيس أي هاج للسفاد والهباب النشاط و قال التهبي‌ مشي‌ المختال المعجب من هبا يهبو هبوا إذامشي مشيا بطيئا و في بعض النسخ تهيأت و في بعضها هيئت وهما أظهر إليك تناهت نفسي‌ أي بلغ شوقي‌ إليك النهاية فضمن التناهي‌ معني الاشتياق

30-ل ،[الخصال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَن أَحمَدَ بنِ هِلَالٍ عَن عِيسَي بنِ عَبدِ اللّهِ الهاَشمِيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَربَعَةُ أَنهَارٍ مِنَ الجَنّةِ الفُرَاتُ وَ النّيلُ وَ سَيحَانُ وَ جَيحَانُ فَالفُرَاتُ المَاءُ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ وَ النّيلُ العَسَلُ وَ سَيحَانُ الخَمرُ وَ جَيحَانُ اللّبَنُ

بيان لعل المراد اشتراك الاسم ويحتمل أن يكون منبعها من جنة الدنيا وينقلب بعضها بعدالانتقال إلي الدنيا

31-ل ،[الخصال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ سُلَيمَانَ عَن أَحمَدَ بنِ يَحيَي الطّحّانِ عَمّن حَدّثَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ خَمسَةٌ مِن فَاكِهَةِ الجَنّةِ فِي الدّنيَا الرّمّانُ الإمِليِسيِ‌ّ وَ التّفّاحُ وَ السّفَرجَلُ وَ العِنَبُ وَ الرّطَبُ المُشَانُ


صفحه : 131

32-ل ،[الخصال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ النّصرِ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ أَحسِنُوا الظّنّ بِاللّهِ وَ اعلَمُوا أَنّ لِلجَنّةِ ثَمَانِيَةَ أَبوَابٍ عَرضُ كُلّ بَابٍ مِنهَا مَسِيرَةُ أَربَعِينَ سَنَةً

33-ل ،[الخصال ] ابنُ المُظَفّرِ العلَوَيِ‌ّ عَنِ ابنِ العيَاّشيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عَلِيّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ إِسحَاقَ عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع طُوبَي شَجَرَةٌ فِي الجَنّةِ أَصلُهَا فِي دَارِ رَسُولِ اللّهِص فَلَيسَ مِن مُؤمِنٍ إِلّا وَ فِي دَارِهِ غُصنٌ مِن أَغصَانِهَا لَا ينَويِ‌ فِي قَلبِهِ شَيئاً إِلّا أَتَاهُ ذَلِكَ الغُصنُ بِهِ وَ لَو أَنّ رَاكِباً مُجِدّاً سَارَ فِي ظِلّهَا مِائَةَ عَامٍ لَم يَخرُج مِنهَا وَ لَو أَنّ غُرَاباً طَارَ مِن أَصلِهَا مَا بَلَغَ أَعلَاهَا حَتّي يَبيَاضّ هَرَماً أَلَا ففَيِ‌ هَذَا فَارغَبُوا الخَبَرَ

34-ل ،[الخصال ] عَلِيّ بنُ الفَضلِ البغَداَديِ‌ّ عَن أَبِي الحَسَنِ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن غَالِبِ بنِ حَارِثٍ الضبّيّ‌ّ وَ مُحَمّدِ بنِ عُثمَانَ بنِ أَبِي شَيبَةَ عَن يَحيَي بنِ سَالِمٍ ابنِ عَمّ الحَسَنِ بنِ صَالِحٍ وَ كَانَ يَفضُلُ عَلَي الحَسَنِ بنِ صَالِحٍ عَن مِسعَرٍ عَن عَطِيّةَ عَن جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَكتُوبٌ عَلَي بَابِ الجَنّةِ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ عَلِيّ أَخُو رَسُولِ اللّهِ قَبلَ أَن يَخلُقَ اللّهُ السّمَاوَاتِ وَ الأَرضَ بأِلَفيَ‌ عَامٍ


صفحه : 132

35-ل ،[الخصال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الحَمِيدِ عَن مُحَمّدِ بنِ رَاشِدٍ عَن عُمَرَ بنِ سَهلٍ عَن سُهَيلِ بنِ غَزوَانَ قَالَ قَالَ الصّادِقُ ع قَالَ النّبِيّص إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي خَلَقَ فِي الجَنّةِ عَمُوداً مِن يَاقُوتَةٍ حَمرَاءَ عَلَيهِ سَبعُونَ أَلفَ قَصرٍ فِي كُلّ قَصرٍ سَبعُونَ أَلفَ غُرفَةٍ خَلَقَهَا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لِلمُتَحَابّينَ وَ المُتَزَاوِرِينَ فِي اللّهِ الخَبَرَ

36-ل ،[الخصال ] أَبِي عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ الحَسَنِ بنِ الحَسَنِ الفاَرسِيِ‌ّ عَن سُلَيمَانَ بنِ جَعفَرٍ البصَريِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحُسَينِ بنِ زَيدِ بنِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ عَن أَبِيهِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ لَمّا خَلَقَ الجَنّةَ خَلَقَهَا مِن لَبِنَتَينِ لَبِنَةٍ مِن ذَهَبٍ وَ لَبِنَةٍ مِن فِضّةٍ وَ جَعَلَ حِيطَانَهَا اليَاقُوتَ وَ سَقفَهَا الزّبَرجَدَ وَ حَصبَاءَهَا اللّؤلُؤَ وَ تُرَابَهَا الزّعفَرَانَ وَ المِسكَ الأَذفَرَ فَقَالَ لَهَا تكَلَمّيِ‌ فَقَالَت لَا إِلَهَ إِلّا أَنتَ الحيَ‌ّ القَيّومُ قَد سَعِدَ مَن يدَخلُنُيِ‌ فَقَالَ عَزّ وَ جَلّ بعِزِتّيِ‌ وَ عظَمَتَيِ‌ وَ جلَاَليِ‌ وَ ارتفِاَعيِ‌ لَا يَدخُلُهَا مُدمِنُ خَمرٍ وَ لَا سِكّيرٌ وَ لَا قَتّاتٌ وَ هُوَ النّمّامُ وَ لَا دَيّوثٌ وَ هُوَ القَلطَبَانُ وَ لَا قَلّاعٌ وَ هُوَ الشرّطيِ‌ّ وَ لَا زَنّوقٌ وَ هُوَ الخُنثَي وَ لَا خَيّوفٌ وَ هُوَ النّبّاشُ وَ لَا عَشّارٌ وَ لَا قَاطِعُ رَحِمٍ وَ لَا قدَرَيِ‌ّ

بيان السكير بالكسر الكثير الشرب للمسكر فهو إما تأكيد لمدمن الخمر أوالمراد بالخمر مايتخذ من العنب وبالسكير المدمن لسائر المسكرات و قال الفيروزآبادي‌ القلاع كشداد الكذاب والقواد والنباش والشرطي‌ والساعي‌ إلي السلطان بالباطل و لم يذكر للزنوق والخيوف ماذكر فيهما من المعني فيما عندنا


صفحه : 133

من كتب اللغة ويمكن أن يكون الأول الزيوق بالياء قال الفيروزآبادي‌ تزيق تزين واكتحل والثاني‌ الجيوف بالجيم قال الفيروزآبادي‌ الجياف كشداد النباش

37-ل ،[الخصال ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ هِلَالٍ عَنِ العَلَاءِ عَن مُحَمّدٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ وَ اللّهِ مَا خَلَتِ الجَنّةُ مِن أَروَاحِ المُؤمِنِينَ مُنذُ خَلَقَهَا وَ لَا خَلَتِ النّارُ مِن أَروَاحِ الكُفّارِ العُصَاةِ مُنذُ خَلَقَهَا عَزّ وَ جَلّ الخَبَرَ

38-فس ،[تفسير القمي‌] يَومَ نَقُولُ لِجَهَنّمَ هَلِ امتَلَأتِ وَ تَقُولُ هَل مِن مَزِيدٍ قَالَ هُوَ استِفهَامٌ لِأَنّهُ وَعَدَ اللّهُ النّارَ أَن يَملَأَهَا فَتَمتَلِئُ النّارُ ثُمّ يَقُولُ لَهَاهَلِ امتَلَأتِ وَ تَقُولُ هَل مِن مَزِيدٍ عَلَي حَدّ الِاستِفهَامِ أَي لَيسَ فِيّ مَزِيدٌ قَالَ فَتَقُولُ الجَنّةُ يَا رَبّ وَعَدتَ النّارَ أَن تَملَأَهَا وَ وعَدَتنَيِ‌ أَن تمَلأَنَيِ‌ فَلِمَ لَا تمَلأَنُيِ‌ وَ قَد مَلَأتَ النّارَ قَالَ فَيَخلُقُ اللّهُ يَومَئِذٍ خَلقاً يَملَأُ بِهِمُ الجَنّةَ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع طُوبَي لَهُم إِنّهُم لَم يَرَوا غُمُومَ الدّنيَا وَ لَا هُمُومَهَا

ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] ابن أبي عمير عن حسين الأحمسي‌ عن أبي عبد الله ع قال تقول الجنة يارب وذكر نحوه

39-فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمّدٍ عَن سُلَيمَانَ بنِ دَاوُدَ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع عَلَيكَ بِالقُرآنِ فَإِنّ اللّهَ خَلَقَ الجَنّةَ بِيَدِهِ لَبِنَةً مِن ذَهَبٍ وَ لَبِنَةً مِن فِضّةٍ وَ جَعَلَ مِلَاطَهَا المِسكَ وَ تُرَابَهَا الزّعفَرَانَ وَ حَصبَاءَهَا اللّؤلُؤَ وَ جَعَلَ دَرَجَاتِهَا عَلَي قَدرِ آيَاتِ القُرآنِ فَمَن قَرَأَ القُرآنَ قَالَ لَهُ اقرَأ وَ ارقَ وَ مَن دَخَلَ مِنهُمُ الجَنّةَ لَم يَكُن فِي الجَنّةِ أَعلَي دَرَجَةً مِنهُ مَا خَلَا النّبِيّونَ وَ الصّدّيقُونَ

40-فس ،[تفسير القمي‌] قَالَ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ فِي قَولِهِوَ لَقَد رَآهُ نَزلَةً أُخري عِندَ سِدرَةِ المُنتَهي فِي السّمَاءِ السّابِعَةِ وَ أَمّا الرّدّ عَلَي مَن أَنكَرَ خَلقَ الجَنّةِ وَ النّارِ فَقَولُهُعِندَها جَنّةُ المَأوي أَي عِندَ سِدرَةِ المُنتَهَي فَسِدرَةُ المُنتَهَي فِي السّمَاءِ السّابِعَةِ وَ جَنّةُ المَأوَي عِندَهَا

41-فس ،[تفسير القمي‌] قَالَ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ فِي قَولِهِفِيهِنّ قاصِراتُ الطّرفِ قَالَ


صفحه : 134

الحُورُ العِينُ يُقصَرُ الطّرفُ عَنهَا مِن ضَوءِ نُورِهَالَم يَطمِثهُنّ أَي لَم يَمَسّهُنّ أَحَدٌفِيهِما عَينانِ نَضّاخَتانِ أَي تَفُورَانِفِيهِنّ خَيراتٌ حِسانٌ قَالَ حُورٌ نَابِتَاتٌ عَلَي شَطّ الكَوثَرِ كُلّمَا أُخِذَت مِنهَا وَاحِدَةٌ نَبَتَت مَكَانَهَا أُخرَي قَولُهُ تَعَالَيحُورٌ مَقصُوراتٌ فِي الخِيامِ قَالَ يُقصَرُ الطّرفُ عَنهَا

بيان القصر الحبس و ماذكره بيان لحاصل المعني أي إنما حبسن في الخيام لئلا ينظر إليهن غيرأزواجهن ويحتمل أن يكون في الكلام حذف وإيصال أي مقصور عنهن لقصرهن نظر الناظرين عن وجههن لصفائهن وضيائهن

42-فس ،[تفسير القمي‌] يَطُوفُ عَلَيهِم وِلدانٌ مُخَلّدُونَ أَي مَستُورُونَلا يَسمَعُونَ فِيها لَغواً وَ لا تَأثِيماً قَالَ الفُحشَ وَ الكَذِبَ وَ الخَنَي[الخَنَا]فِي سِدرٍ مَخضُودٍ قَالَ شَجَرٌ لَا يَكُونُ لَهُ وَرَقٌ وَ لَا شَوكٌ فِيهِ وَ قَرَأَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع وَ طَلعٍ مَنضُودٍ قَالَ بَعضُهُ إِلَي بَعضٍوَ ظِلّ مَمدُودٍ قَالَ ظِلّ مَمدُودٌ وَسَطَ الجَنّةِ فِي عَرضِ الجَنّةِ وَ عَرضُ الجَنّةِ كَعَرضِ السّمَاءِ وَ الأَرضُ يَسِيرُ الرّاكِبُ فِي ذَلِكَ الظّلّ مَسِيرَةَ مِائَةِ عَامٍ فَلَا يَقطَعُهُوَ ماءٍ مَسكُوبٍ أَي مَرشُوشٍلا مَقطُوعَةٍ وَ لا مَمنُوعَةٍ أَي لَا يَنقَطِعُ وَ لَا يُمنَعُ أَحَدٌ مِن أَخذِهَاإِنّا أَنشَأناهُنّ إِنشاءً قَالَ الحُورَ العِينَ فِي الجَنّةِفَجَعَلناهُنّ أَبكاراً عُرُباً قَالَ يَتَكَلّمنَ بِالعَرَبِيّةِأَتراباًيعَنيِ‌ مُستَوِيَاتِ الأَسنَانِلِأَصحابِ اليَمِينِأَصحَابِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع ثُلّةٌ مِنَ الأَوّلِينَ قَالَ مِنَ الطّبَقَةِ الأُولَي التّيِ‌ كَانَت مَعَ النّبِيّص وَ ثُلّةٌ مِنَ الآخِرِينَ قَالَ بَعدَ النّبِيّ مِن هَذِهِ الأُمّةِ

بيان قال الفيروزآبادي‌وِلدانٌ مُخَلّدُونَمقرطون أومسورون أو لايهرمون أبدا أو لايجاوزون حد الوصافة

43-فس ،[تفسير القمي‌] إِنّ لِلمُتّقِينَ مَفازاً قَالَ يَفُوزُونَ قَولُهُوَ كَواعِبَ أَتراباً قَالَ جوَاَريِ‌[جَوَارٍ]أَترَابٌ لِأَهلِ الجَنّةِ

وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ أَمّا


صفحه : 135

قَولُهُإِنّ لِلمُتّقِينَ مَفازاً قَالَ فهَيِ‌َ الكَرَامَاتُوَ كَواعِبَ أَتراباً أَيِ الفَتَيَاتِ نَاهِدَاتٍ قَالَ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَوَ كَأساً دِهاقاً أَي مُمتَلِئَةً

44-فس ،[تفسير القمي‌] يُسقَونَ مِن رَحِيقٍ مَختُومٍ خِتامُهُ مِسكٌ قَالَ مَاءٌ إِذَا شَرِبَهُ المُؤمِنُ وَجَدَ رَائِحَةَ المِسكِ فِيهِوَ فِي ذلِكَ فَليَتَنافَسِ المُتَنافِسُونَ قَالَ فِيمَا ذَكَرنَا مِنَ الثّوَابِ ألّذِي يَطلُبُهُ المُؤمِنُوَ مِزاجُهُ مِن تَسنِيمٍ هُوَ مَصدَرُ سَنّمَهُ إِذَا رَفَعَهُ لِأَنّهَا أَرفَعُ شَرَابِ أَهلِ الجَنّةِ أَو لِأَنّهَا تَأتِيهِم مِن فَوقُ قَالَ أَشرَفُ شَرَابِ أَهلِ الجَنّةِ يَأتِيهِم فِي عَالٍ تُسَنّمُ عَلَيهِم فِي مَنَازِلِهِم وَ هيِ‌َ عَينٌ يَشرَبُ بِهَا المُقَرّبُونَ بَحتاً وَ المُقَرّبُونَ آلُ مُحَمّدٍ صَلّي اللّهُ عَلَيهِم وَ سَائِرُ المُؤمِنِينَ مَمزُوجاً

45-فس ،[تفسير القمي‌] إِنّا أَعطَيناكَ الكَوثَرَ قَالَ الكَوثَرُ نَهَرٌ فِي الجَنّةِ أَعطَي اللّهُ مُحَمّداً عِوَضاً مِنِ ابنِهِ اِبرَاهِيمَ ع

46-فس ،[تفسير القمي‌] مُتّكِئِينَ فِيها عَلَي الأَرائِكِ يَقُولُ مُتّكِئِينَ فِي الحِجَالِ عَلَي السّرُرِوَ دانِيَةً عَلَيهِم ظِلالُها يَقُولُ قَرِيبٌ ظِلَالُهَا مِنهُموَ ذُلّلَت قُطُوفُها تَذلِيلًادُلّيَت عَلَيهِم ثِمَارُهَا يَنَالُهَا القَائِمُ وَ القَاعِدُأَكوابٍ كانَت قَوارِيرَا قَوارِيرَا مِن فِضّةٍالأَكوَابُ الأَكوَازُ العِظَامُ التّيِ‌ لَا آذَانَ لَهَا وَ لَا عُرَي قَوَارِيرَ مِن فِضّةِ الجَنّةِ يَشرَبُونَ فِيهَاقَدّرُوها تَقدِيراً يَقُولُ صَنَعتُ لَهُم عَلَي قَدرِ رُتبَتِهِم[رَيّهِم] لَا عَجزَ فِيهِ وَ لَا فَضلَمِن سُندُسٍ وَ إِستَبرَقٍالإِستَبرَقُ الدّيبَاجُ وَ قَالَ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ فِي قَولِهِوَ يُطافُ عَلَيهِم بِآنِيَةٍ مِن فِضّةٍ قَالَ يَنفُذُ البَصَرُ فِيهَا كَمَا يَنفُذُ فِي الزّجَاجِوِلدانٌ مُخَلّدُونَ قَالَ مُسَوّرُونَوَ مُلكاً كَبِيراً قَالَ لَا يَزَالُ وَ لَا يَفنَيعالِيَهُم ثِيابُ سُندُسٍ خُضرٌ وَ إِستَبرَقٌ قَالَ يَعلُوهُمُ الثّيَابُ يَلبَسُونَهَا


صفحه : 136

47-فس ،[تفسير القمي‌]سَعِيدُ بنُ مُحَمّدٍ عَن مُوسَي بنِ عَبدِ الرّحمَنِ عَنِ ابنِ جَرِيحٍ عَن عَطَاءٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ فِي قَولِهِفِيها سُرُرٌ مَرفُوعَةٌأَلوَاحُهَا مِن ذَهَبٍ مُكَلّلَةً بِالزّبَرجَدِ وَ الدّرّ وَ اليَاقُوتِ تجَريِ‌ مِن تَحتِهَا الأَنهَارُوَ أَكوابٌ مَوضُوعَةٌيُرِيدُ الأَبَارِيقَ التّيِ‌ لَيسَ لَهَا آذَانٌ وَ قَالَ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ فِي قَولِهِوَ نَمارِقُ مَصفُوفَةٌ قَالَ البُسُطُ وَ الوَسَائِدُوَ زرَابيِ‌ّ مَبثُوثَةٌ قَالَ كُلّ شَيءٍ خَلَقَهُ اللّهُ فِي الجَنّةِ لَهُ مِثَالٌ فِي الدّنيَا إِلّا الزرّاَبيِ‌ّ فَإِنّهُ لَا يُدرَي مَا هيِ‌َ

48-ج ،[الإحتجاج ]هِشَامُ بنُ الحَكَمِ سَأَلَ الزّندِيقُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع فَقَالَ مِن أَينَ قَالُوا إِنّ أَهلَ الجَنّةِ يأَتيِ‌ الرّجُلُ مِنهُم إِلَي ثَمَرَةٍ يَتَنَاوَلُهَا فَإِذَا أَكَلَهَا عَادَت كَهَيئَتِهَا قَالَ نَعَم ذَلِكَ عَلَي قِيَاسِ السّرَاجِ يأَتيِ‌ القَابِسُ فَيَقتَبِسُ مِنهُ فَلَا يَنقُصُ مِن ضَوئِهِ شَيءٌ وَ قَدِ امتَلَأَتِ الدّنيَا مِنهُ سُرُجاً قَالَ أَ لَيسُوا يَأكُلُونَ وَ يَشرَبُونَ وَ تَزعُمُ أَنّهُ لَا تَكُونُ لَهُمُ الحَاجَةُ قَالَ بَلَي لِأَنّ غِذَاءَهُم رَقِيقٌ لَا ثِقلَ لَهُ بَل يَخرُجُ مِن أَجسَادِهِم بِالعَرَقِ قَالَ فَكَيفَ تَكُونُ الحَورَاءُ فِي كُلّ مَا أَتَاهَا زَوجُهَا عَذرَاءَ قَالَ إِنّهَا خُلِقَت مِنَ الطّيبِ لَا تَعتَرِيهَا عَاهَةٌ وَ لَا تُخَالِطُ جِسمَهَا آفَةٌ وَ لَا يجَريِ‌ فِي ثَقبِهَا شَيءٌ وَ لَا يُدَنّسُهَا حَيضٌ فَالرّحِمُ مُلتَزِقَةٌ إِذ لَيسَ فِيهِ لِسِوَي الإِحلِيلِ مَجرًي قَالَ فهَيِ‌َ تَلبَسُ سَبعِينَ حُلّةً وَ يَرَي زَوجُهَا مُخّ سَاقِهَا مِن وَرَاءِ حُلَلِهَا وَ بَدَنِهَا قَالَ نَعَم كَمَا يَرَي أَحَدُكُمُ الدّرَاهِمَ إِذَا أُلقِيَت فِي مَاءٍ صَافٍ قَدرُهُ قِيدُ رُمحٍ قَالَ فَكَيفَ يُنَعّمُ أَهلُ الجَنّةِ بِمَا فِيهَا مِنَ النّعِيمِ وَ مَا مِنهُم أَحَدٌ إِلّا وَ قَدِ افتَقَدَ ابنَهُ أَو أَبَاهُ أَو حَمِيمَهُ أَو أُمّهُ فَإِذَا افتَقَدُوهُم فِي الجَنّةِ لَم يَشكُوا فِي مَصِيرِهِم إِلَي النّارِ فَمَا يَصنَعُ بِالنّعِيمِ مَن يَعلَمُ أَنّ حَمِيمَهُ فِي النّارِ يُعَذّبُ قَالَ ع إِنّ أَهلَ العِلمِ قَالُوا إِنّهُم يُنسَونَ ذِكرَهُم وَ قَالَ بَعضُهُمُ انتَظَرُوا قُدُومَهُم وَ رَجَوا أَن يَكُونُوا بَينَ الجَنّةِ وَ النّارِ فِي أَصحَابِ الأَعرَافِ الخَبَرَ

بيان كان الترديد في السؤال الأخير باعتبار قصور فهم السائل و مع قطع


صفحه : 137

النظر عن الرواية يمكن أن يجاب بوجه آخر و هو أن في النشأة الأخري لمابطلت الأغراض الدنيوية وخلصت محبتهم لله سبحانه فهم يبرءون من أعداء الله و لايحبون إلا من أحبه الله فهم يلتذون بعذاب أعدائه و لوكانوا آباءهم أوأبناءهم أوعشيرتهم كما أن أولياء الله في الدنيا أيضا قطعوا محبتهم عنهم وكانوا يحاربونهم ويقتلونهم بأيديهم ويلتذون بذلك كما قال تعالي لا تَجِدُ قَوماً يُؤمِنُونَ بِاللّهِ وَ اليَومِ الآخِرِ يُوادّونَ مَن حَادّ اللّهَ وَ رَسُولَهُالآية و إليه يشير قوله تعالي يَومَ يَفِرّ المَرءُ مِن أَخِيهِالآية فيمكن أن يكون الأصل في الجواب هذاالوجه لكن لضعف عقل السائل أعرض ع عن هذاالوجه وذكر الوجهين الآخرين الموافقين لعقله وفهمه نقلا عن غيره و الله يعلم

49-فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَن بَعضِ أَصحَابِهِ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَمّا دَخَلتُ الجَنّةَ رَأَيتُ فِيهَا شَجَرَةَ طُوبَي أَصلُهَا فِي دَارِ عَلِيّ وَ مَا فِي الجَنّةِ قَصرٌ وَ لَا مَنزِلٌ إِلّا وَ فِيهَا فُترٌ[قُترٌ]مِنهَا وَ أَعلَاهَا أَسفَاطُ حُلَلٍ مِن سُندُسٍ وَ إِستَبرَقٍ يَكُونُ لِلعَبدِ المُؤمِنِ أَلفُ أَلفِ سَفَطٍ فِي كُلّ سَفَطٍ مِائَةُ أَلفِ حُلّةٍ مَا فِيهَا حُلّةٌ يُشبِهُ الأُخرَي عَلَي أَلوَانٍ مُختَلِفَةٍ وَ هُوَ ثِيَابُ أَهلِ الجَنّةِ وَسَطُهَا ظِلّ مَمدُودٌ عَرضُ الجَنّةِكَعَرضِ السّماءِ وَ الأَرضِ أُعِدّت لِلّذِينَ آمَنُوا بِاللّهِ وَ رُسُلِهِيَسِيرُ الرّاكِبُ فِي ذَلِكَ الظّلّ مَسِيرَةَ مِائَةِ عَامٍ فَلَا يَقطَعُهُ وَ ذَلِكَ قَولُهُوَ ظِلّ مَمدُودٍ وَ أَسفَلُهَا ثِمَارُ أَهلِ الجَنّةِ وَ طَعَامُهُم مُتَذَلّلٌ فِي بُيُوتِهِم يَكُونُ فِي القَضِيبِ مِنهَا مِائَةُ لَونٍ مِنَ الفَاكِهَةِ مِمّا رَأَيتُم فِي دَارِ[ثِمَارِ]الدّنيَا وَ مَا لَم تَرَوهُ وَ مَا سَمِعتُم بِهِ وَ مَا لَم تَسمَعُوا مِثلَهَا وَ كُلّمَا يُجتَنَي مِنهَا شَيءٌ نَبَتَت مَكَانَهَا أُخرَيلا مَقطُوعَةٍ وَ لا مَمنُوعَةٍ وَ تجَريِ‌ نَهَرٌ فِي أَصلِ تِلكَ الشّجَرَةِ تَنفَجِرُ مِنهَا الأَنهَارُ الأَربَعَةُأَنهارٌ مِن ماءٍ


صفحه : 138

غَيرِ آسِنٍ وَ أَنهارٌ مِن لَبَنٍ لَم يَتَغَيّر طَعمُهُ وَ أَنهارٌ مِن خَمرٍ لَذّةٍ لِلشّارِبِينَ وَ أَنهارٌ مِن عَسَلٍ مُصَفّيالخَبَرَ

50-سن ،[المحاسن ] أَبِي وَ ابنِ فَضّالٍ مَعاً عَن عَلِيّ بنِ النّعمَانِ عَنِ الحَارِثِ بنِ مُحَمّدٍ الأَحوَلِ عَمّن حَدّثَهُ عَن أَبِي جَعفَرٍ وَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَا قَالَ رَسُولُ اللّهِص لعِلَيِ‌ّ يَا عَلِيّ إِنّهُ لَمّا أسُريِ‌َ بيِ‌ رَأَيتُ فِي الجَنّةِ نَهَراً أَبيَضَ مِنَ اللّبَنِ وَ أَحلَي مِنَ العَسَلِ وَ أَشَدّ استِقَامَةً مِنَ السّهمِ فِيهِ أَبَارِيقُ عَدَدَ النّجُومِ عَلَي شَاطِئِهِ قِبَابُ اليَاقُوتِ الأَحمَرِ وَ الدّرّ الأَبيَضِ فَضَرَبَ جَبرَئِيلُ بِجَنَاحَيهِ إِلَي جَانِبِهِ فَإِذَا هُوَ مِسكَةٌ ذَفِرَةٌ ثُمّ قَالَ وَ ألّذِي نَفسُ مُحَمّدٍ بِيَدِهِ إِنّ فِي الجَنّةِ لَشَجَراً يَتَصَفّقُ بِالتّسبِيحِ بِصَوتٍ لَم يَسمَعِ الأَوّلُونَ وَ الآخَرُونَ بِمِثلِهِ يُثمِرُ ثَمَراً كَالرّمّانِ يلُقيِ‌ الثّمَرَةَ إِلَي الرّجُلِ فَيَشُقّهَا عَن سَبعِينَ حُلّةً وَ المُؤمِنُونَ عَلَي كرَاَسيِ‌ّ مِن نُورٍ وَ هُمُ الغُرّ المُحَجّلُونَ أَنتَ إِمَامُهُم يَومَ القِيَامَةِ عَلَي الرّجُلِ مِنهُم نَعلَانِ شِرَاكُهُمَا مِن نُورٍ يضُيِ‌ءُ أَمَامَهُم حَيثُ شَاءُوا مِنَ الجَنّةِ فَبَينَا هُوَ كَذَلِكَ إِذ أَشرَفَت عَلَيهِ امرَأَةٌ مِن فَوقِهِ تَقُولُ سُبحَانَ اللّهِ يَا عَبدَ اللّهِ أَ مَا لَنَا مِنكَ دَولَةٌ فَيَقُولُ مَن أَنتِ فَتَقُولُ أَنَا مِنَ اللوّاَتيِ‌ قَالَ اللّهُ تَعَالَيفَلا تَعلَمُ نَفسٌ ما أخُفيِ‌َ لَهُم مِن قُرّةِ أَعيُنٍ جَزاءً بِما كانُوا يَعمَلُونَ ثُمّ قَالَ وَ ألّذِي نَفسُ مُحَمّدٍ بِيَدِهِ إِنّهُ لَيَجِيئُهُ كُلّ يَومٍ سَبعُونَ أَلفَ مَلَكٍ يُسَمّونَهُ بِاسمِهِ وَ اسمِ أَبِيهِ

كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة]الصدوق عن ابن الوليد عن الصفار عن ابن أبي الخطاب عن الحسن بن علي بن النعمان عن الحارث بن محمدالأحول عن أبي عبد الله عن أبي جعفرعليهما السلام مثله

51-شف ،[كشف اليقين ]مُوَفّقُ بنُ أَحمَدَ الخوُارزِميِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ شَاذَانَ عَن


صفحه : 139

أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ أَيّوبَ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ عُتبَةَ عَن بَكرِ بنِ أَحمَدَ وَ حَدّثَنَا أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ الجَرّاحُ عَن أَحمَدَ بنِ الفَضلِ الأهَواَزيِ‌ّ عَن بَكرِ بنِ أَحمَدَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن فَاطِمَةَ بِنتِ الحُسَينِ عَن أَبِيهَا وَ عَمّهَا الحَسَنِ بنِ عَلِيّ ع قَالَا أَخبَرَنَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَمّا أُدخِلتُ الجَنّةَ رَأَيتُ الشّجَرَةَ تَحمِلُ الحلُيِ‌ّ وَ الحُلَلَ أَسفَلُهَا خَيلٌ بُلقٌ وَ أَوسَطُهَا الحُورُ العِينُ وَ فِي أَعلَاهَا الرّضوَانُ قُلتُ يَا جَبرَئِيلُ لِمَن هَذِهِ الشّجَرَةُ قَالَ هَذِهِ لِابنِ عَمّكَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ إِذَا أَمَرَ اللّهُ الخَلِيقَةَ بِالدّخُولِ إِلَي الجَنّةِ يُؤتَي بِشِيعَةِ عَلِيّ حَتّي يُنتَهَي بِهِم إِلَي هَذِهِ الشّجَرَةِ فَيَلبَسُونَ الحلُيِ‌ّ وَ الحُلَلَ وَ يَركَبُونَ الخَيلَ البُلقَ وَ ينُاَديِ‌ مُنَادٍ هَؤُلَاءِ شِيعَةُ عَلِيّ صَبَرُوا فِي الدّنيَا عَلَي الأَذَي فَحُبُوا هَذَا اليَومَ

52-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِلَهُم فِيها أَزواجٌ مُطَهّرَةٌ قَالَ لَا يَحِضنَ وَ لَا يُحدِثنَ

53-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن جَمِيلِ بنِ دَرّاجٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ أَهلَ الجَنّةِ مَا يَتَلَذّذُونَ بشِيَ‌ءٍ فِي الجَنّةِ أَشهَي عِندَهُم مِنَ النّكَاحِ لَا طَعَامٍ وَ لَا شَرَابٍ

54-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن دَاوُدَ بنِ سِرحَانَ عَن رَجُلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِوَ سارِعُوا إِلي مَغفِرَةٍ مِن رَبّكُم وَ جَنّةٍ عَرضُهَا السّماواتُ وَ الأَرضُ قَالَ إِذَا وَضَعُوهَا كَذَا وَ بَسَطَ يَدَيهِ إِحدَاهُمَا مَعَ الأُخرَي

55-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع إِنّ لِلجَنّةِ إِحدَي وَ سَبعِينَ بَاباً يَدخُلُ مِن سَبعِينَ مِنهَا شيِعتَيِ‌ وَ أَهلُ بيَتيِ‌ وَ مِن بَابٍ وَاحِدٍ سَائِرُ النّاسِ

56-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ]وَ بَشّرِ الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أَنّ لَهُم جَنّاتٍبَسَاتِينَ


صفحه : 140

تجَريِ‌ مِن تَحتِهَا الأَنهارُ مِن تَحتِ شَجَرِهَا وَ مَسَاكِنِهَاكُلّما رُزِقُوا مِنها مِن تِلكَ الجِنَانِمِن ثَمَرَةٍ مِن ثِمَارِهَارِزقاًطَعَاماً يُؤتَونَ بِهِقالُوا هذَا ألّذِي رُزِقنا مِن قَبلُ فِي الدّنيَا فَأَسمَاؤُهُ كَأَسمَاءِ مَا فِي الدّنيَا مِن تُفّاحٍ وَ سَفَرجَلٍ وَ رُمّانٍ وَ كَذَا وَ كَذَا وَ إِن كَانَ مَا هُنَاكَ مُخَالِفاً لِمَا فِي الدّنيَا فَإِنّهُ فِي غَايَةِ الطّيبِ وَ إِنّهُ لَا يَستَحِيلُ إِلَي مَا يَستَحِيلُ إِلَيهِ ثِمَارُ الدّنيَا مِن عَذِرَةٍ وَ سَائِرِ المَكرُوهَاتِ مِن صَفرَاءَ وَ سَودَاءَ وَ دَمٍ بَل لَا يَتَوَلّدُ عَن مَأكُولِهِم إِلّا العَرَقُ ألّذِي يجَريِ‌ مِن أَعرَاضِهِم أَطيَبَ مِن رَائِحَةِ المِسكِوَ أُتُوا بِهِبِذَلِكَ الرّزقِ مِنَ الثّمَارِ مِن تِلكَ البَسَاتِينِمُتَشابِهاًيُشبِهُ بَعضُهُ بَعضاً بِأَنّهَا كُلّهَا خِيَارٌ لَا رَذلَ فِيهَا وَ بِأَنّ كُلّ صِنفٍ مِنهَا فِي غَايَةِ الطّيبِ وَ اللّذّةِ لَيسَ كَثِمَارِ الدّنيَا التّيِ‌ بَعضُهَا نيِ‌ّ وَ بَعضُهَا مُتَجَاوِزٌ حَدّ النّضجِ وَ الإِدرَاكِ إِلَي حَدّ الفَسَادِ مِن حُمُوضَةٍ وَ مَرَارَةٍ وَ سَائِرِ ضُرُوبٍ المَكَارِهِ وَ مُتَشَابِهاً أَيضاً مُتّفِقَاتِ الأَلوَانِ مُختَلِفَاتِ الطّعُومِوَ لَهُم فِيها فِي تِلكَ الجِنَانِأَزواجٌ مُطَهّرَةٌ مِن أَنوَاعِ الأَقذَارِ وَ المَكَارِهِ مُطَهّرَاتٌ مِنَ الحَيضِ وَ النّفَاسِ لَا وَلّاجَاتٌ وَ لَا خَرّاجَاتٌ وَ لَا دَخّالَاتٌ وَ لَا خَتّالَاتٌ وَ لَا مُتَغَايِرَاتٌ وَ لَا لِأَزوَاجِهِنّ فَرِكَاتٌ وَ لَا ضَحّابَاتٌ[صَخّابَاتٌ] وَ لَا عَيّابَاتٌ وَ لَا فَحّاشَاتٌ وَ مِن كُلّ المَكَارِهِ وَ العُيُوبِ بَرِيّاتٌوَ هُم فِيها خالِدُونَمُقِيمُونَ فِي تِلكَ البَسَاتِينِ وَ الجَنّاتِ

بيان قال الفيروزآبادي‌ العرض بالكسر كل موضع يعرق منه ورائحته رائحة طيبة كانت أوخبيثة و قال الفرك بالكسر ويفتح البغضة عامة أوخاصة ببغضة الزوجين

57-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن ثُوَيرٍ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع قَالَ إِذَا صَارَ أَهلُ الجَنّةِ فِي الجَنّةِ وَ دَخَلَ ولَيِ‌ّ اللّهِ إِلَي جِنَانِهِ وَ مَسَاكِنِهِ وَ اتّكَأَ كُلّ مُؤمِنٍ مِنهُم عَلَي أَرِيكَتِهِ حَفّتهُ


صفحه : 141

خُدّامُهُ وَ تَهَدّلَت عَلَيهِ الثّمَارُ وَ تَفَجّرَت حَولَهُ العُيُونُ وَ جَرَت مِن تَحتِهِ الأَنهَارُ وَ بَسَطَت لَهُ الزرّاَبيِ‌ّ وَ صُفّفَت لَهُ النّمَارِقُ وَ أَتَتهُ الخُدّامُ بِمَا شَاءَت شَهوَتُهُ مِن قَبلِ أَن يَسأَلَهُم ذَلِكَ قَالَ وَ يَخرُجُ عَلَيهِمُ الحُورُ العِينُ مِنَ الجِنَانِ فَيَمكُثُونَ بِذَلِكَ مَا شَاءَ اللّهُ ثُمّ إِنّ الجَبّارَ يُشرِفُ عَلَيهِم فَيَقُولُ لَهُم أوَليِاَئيِ‌ وَ أَهلَ طاَعتَيِ‌ وَ سُكّانَ جنَتّيِ‌ فِي جوِاَريِ‌ أَلَا هَل أُنَبّئُكُم بِخَيرٍ مِمّا أَنتُم فِيهِ فَيَقُولُونَ رَبّنَا وَ أَيّ شَيءٍ خَيرٌ مِمّا نَحنُ فِيهِ نَحنُ فِيمَا اشتَهَت أَنفُسُنَا وَ لَذّت أَعيُنُنَا مِنَ النّعَمِ فِي جِوَارِ الكَرِيمِ قَالَ فَيَعُودُ عَلَيهِم بِالقَولِ فَيَقُولُونَ رَبّنَا نَعَم فَأتِنَا بِخَيرٍ مِمّا نَحنُ فِيهِ فَيَقُولُ لَهُم تَبَارَكَ وَ تَعَالَي رضِاَي‌َ عَنكُم وَ محَبَتّيِ‌ لَكُم خَيرٌ وَ أَعظَمُ مِمّا أَنتُم فِيهِ قَالَ فَيَقُولُونَ نَعَم يَا رَبّنَا رِضَاكَ عَنّا وَ مَحَبّتُكَ لَنَا خَيرٌ لَنَا وَ أَطيَبُ لِأَنفُسِنَا ثُمّ قَرَأَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع هَذِهِ الآيَةَوَعَدَ اللّهُ المُؤمِنِينَ وَ المُؤمِناتِ جَنّاتٍ تجَريِ‌ مِن تَحتِهَا الأَنهارُ خالِدِينَ فِيها وَ مَساكِنَ طَيّبَةً فِي جَنّاتِ عَدنٍ وَ رِضوانٌ مِنَ اللّهِ أَكبَرُ ذلِكَ هُوَ الفَوزُ العَظِيمُ

58-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] إِنّ فِي الجَنّةِ طُيُوراً كاَلبخَاَتيِ‌ عَلَيهَا مِن أَنوَاعِ الموَاَشيِ‌ تَصِيرُ مَا بَينَ سَمَاءِ الجَنّةِ وَ أَرضِهَا فَإِذَا تَمَنّي مُؤمِنٌ مُحِبّ للِنبّيِ‌ّ وَ آلِهِ ع الأَكلَ مِن شَيءٍ مِنهَا وَقَعَ ذَلِكَ بِعَينِهِ بَينَ يَدَيهِ فَتَنَاثَرَ رِيشُهُ وَ انشَوَي وَ انطَبَخَ فَأَكَلَ مِن جَانِبٍ مِنهُ قَدِيداً وَ مِن جَانِبٍ مِنهُ مَشوِيّاً بِلَا نَارٍ فَإِذَا قَضَي شَهوَتَهُ وَ نَهمَتَهُ قَالَالحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَعَادَت كَمَا كَانَت فَطَارَت فِي الهَوَاءِ وَ فَخَرَت عَلَي سَائِرِ طُيُورِ الجَنّةِ تَقُولُ مَن مثِليِ‌ وَ قَد أَكَلَ منِيّ‌ ولَيِ‌ّ اللّهِ عَن أَمرِ اللّهِ

59-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَنِ الحَسَنِ بنِ مَحبُوبٍ عَن أَبِي وَلّادٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع جُعِلتُ فِدَاكَ إِنّ رَجُلًا مِن أَصحَابِنَا وَرِعاً سِلماً كَثِيرَ الصّلَاةِ قَدِ ابتلُيِ‌َ بِحُبّ اللّهوِ وَ هُوَ يَسمَعُ الغِنَاءَ فَقَالَ أَ يَمنَعُهُ ذَلِكَ مِنَ الصّلَاةِ لِوَقتِهَا أَو مِن صَومٍ أَو مِن عِيَادَةِ مَرِيضٍ أَو حُضُورِ جِنَازَةٍ أَو زِيَارَةِ أَخٍ قَالَ قُلتُ لَا لَيسَ يَمنَعُهُ ذَلِكَ مِن شَيءٍ مِنَ الخَيرِ وَ البِرّ قَالَ فَقَالَ هَذَا مِن خُطُوَاتِ الشّيطَانِ مَغفُورٌ لَهُ ذَلِكَ إِن شَاءَ اللّهُ ثُمّ قَالَ إِنّ


صفحه : 142

طَائِفَةً مِنَ المَلَائِكَةِ عَابُوا وُلدَ آدَمَ فِي اللّذّاتِ وَ الشّهَوَاتِ أعَنيِ‌ الحَلَالَ لَيسَ الحَرَامَ قَالَ فَأَنِفَ اللّهُ لِلمُؤمِنِينَ مِن وُلدِ آدَمَ مِن تَعيِيرِ المَلَائِكَةِ لَهُم قَالَ فَأَلقَي اللّهُ فِي هِمّةِ أُولَئِكَ المَلَائِكَةِ اللّذّاتِ وَ الشّهَوَاتِ كيَ‌ لَا يَعِيبُوا المُؤمِنِينَ قَالَ فَلَمّا أَحَسّوا ذَلِكَ مِن هَمّهِم عَجّوا إِلَي اللّهِ مِن ذَلِكَ فَقَالُوا رَبّنَا عَفوَكَ عَفوَكَ رُدّنَا إِلَي مَا خُلِقنَا لَهُ وَ أَجبَرتَنَا عَلَيهِ فَإِنّا نَخَافُ أَن نَصِيرَ فِي أَمرٍ مَرِيجٍ قَالَ فَنَزَعَ اللّهُ ذَلِكَ مِن هِمَمِهِم قَالَ فَإِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ وَ صَارَ أَهلُ الجَنّةِ فِي الجَنّةِ استَأذَنَ أُولَئِكَ المَلَائِكَةُ عَلَي أَهلِ الجَنّةِ فَيُؤذَنُ لَهُم فَيَدخُلُونَ عَلَيهِم فَيُسَلّمُونَ عَلَيهِم وَ يَقُولُونَ لَهُمسَلامٌ عَلَيكُم بِما صَبَرتُم فِي الدّنيَا عَنِ اللّذّاتِ وَ الشّهَوَاتِ الحَلَالِ

60-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن مُحَمّدِ بنِ الهَيثَمِ عَن رَجُلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع سَلامٌ عَلَيكُم بِما صَبَرتُم عَلَي الفَقرِ فِي الدّنيَافَنِعمَ عُقبَي الدّارِ قَالَ يعَنيِ‌ الشّهَدَاءَ

61-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ بَينَمَا رَسُولُ اللّهِ ع جَالِسٌ ذَاتَ يَومٍ إِذ دَخَلَت أُمّ أَيمَنَ فِي مِلحَفَتِهَا شَيءٌ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللّهِص يَا أُمّ أَيمَنَ أَيّ شَيءٍ فِي مِلحَفَتِكِ فَقَالَت يَا رَسُولَ اللّهِ فُلَانَةُ بِنتُ فُلَانَةَ أَملَكُوهَا فَنَثَرُوا عَلَيهَا فَأَخَذتُ مِن نُثَارِهَا شَيئاً ثُمّ إِنّ أُمّ أَيمَنَ بَكَت فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللّهِص مَا يُبكِيكِ فَقَالَت فَاطِمَةُ زَوّجتَهَا فَلَم تَنثُر عَلَيهَا شَيئاً فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللّهِص لَا تَبكِينَ فَوَ ألّذِي بعَثَنَيِ‌ بِالحَقّ بَشِيراً وَ نَذِيراً لَقَد شَهِدَ إِملَاكَ فَاطِمَةَ جَبرَئِيلُ وَ مِيكَائِيلُ وَ إِسرَافِيلُ فِي أُلُوفٍ مِن مَلَائِكَةٍ وَ لَقَد أَمَرَ اللّهُ طُوبَي فَنَثَرَت عَلَيهِم مِن حُلَلِهَا وَ سُندُسِهَا وَ إِستَبرَقِهَا وَ دُرّهَا وَ زُمُرّدِهَا وَ يَاقُوتِهَا وَ عِطرِهَا فَأَخَذُوا مِنهُ حَتّي مَا دَرَوا مَا يَصنَعُونَ بِهِ وَ لَقَد نَحَلَ اللّهُ طُوبَي فِي مَهرِ فَاطِمَةَ فهَيِ‌َ فِي دَارِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع

62-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَبَانِ بنِ تَغلِبَ قَالَ كَانَ النّبِيّص يُكثِرُ تَقبِيلَ فَاطِمَةَ قَالَ فَعَاتَبَتهُ عَلَي ذَلِكَ عَائِشَةُ فَقَالَت يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّكَ لَتُكثِرُ تَقبِيلَ فَاطِمَةَ فَقَالَ لَهَا


صفحه : 143

وَيلَكِ لَمّا أَن عُرِجَ بيِ‌ إِلَي السّمَاءِ مَرّ بيِ‌ جَبرَئِيلُ عَلَي شَجَرَةِ طُوبَي فنَاَولَنَيِ‌ مِن ثَمَرِهَا فَأَكَلتُهَا فَحَوّلَ اللّهُ ذَلِكَ إِلَي ظهَريِ‌ فَلَمّا أَن هَبَطتُ إِلَي الأَرضِ وَاقَعتُ بِخَدِيجَةَ فَحَمَلَت بِفَاطِمَةَ ع فَمَا قَبّلتُ فَاطِمَةَ إِلّا وَجَدتُ رَائِحَةَ شَجَرَةِ طُوبَي مِنهَا

63-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ طُوبَي شَجَرَةٌ يَخرُجُ مِن جَنّةِ عَدنٍ غَرَسَهَا رَبّهَا بِيَدِهِ

64-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَبِي قُتَيبَةَ تَمِيمِ بنِ ثَابِتٍ عَنِ ابنِ سِيرِينَ فِي قَولِهِ طُوبي لَهُم وَ حُسنُ مَآبٍ قَالَ طُوبَي شَجَرَةٌ فِي الجَنّةِ أَصلُهَا فِي حُجرَةِ عَلِيّ لَيسَ فِي الجَنّةِ حُجرَةٌ إِلّا فِيهَا غُصنٌ مِن أَغصَانِهَا

65-جا،[المجالس للمفيد] ابنُ قُولَوَيهِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن سَعِيدِ بنِ جَنَاحٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ عَن جَابِرِ بنِ يَزِيدَ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص الجَنّةُ مُحَرّمَةٌ عَلَي الأَنبِيَاءِ حَتّي أَدخُلَهَا وَ مُحَرّمَةٌ عَلَي الأُمَمِ كُلّهَا حَتّي يَدخُلَهَا شِيعَتُنَا أَهلَ البَيتِ

66-كش ،[رجال الكشي‌] ابنُ قُتَيبَةَ عَن يَحيَي بنِ أَبِي بَكرٍ قَالَ قَالَ النّظّامُ لِهِشَامِ بنِ الحَكَمِ إِنّ أَهلَ الجَنّةِ لَا يَبقَونَ فِي الجَنّةِ بَقَاءَ الأَبَدِ فَيَكُونَ بَقَاؤُهُم كَبَقَاءِ اللّهِ وَ مُحَالٌ أَن يَبقَوا كَذَلِكَ فَقَالَ هِشَامٌ إِنّ أَهلَ الجَنّةِ يَبقَونَ بِمُبقٍ لَهُم وَ اللّهُ يَبقَي بِلَا مُبقٍ وَ لَيسَ هُوَ كَذَلِكَ فَقَالَ مُحَالٌ أَن يَبقَوُا الأَبَدَ قَالَ قَالَ مَا يَصِيرُونَ قَالَ يُدرِكُهُمُ الخُمُودُ قَالَ فَبَلَغَكَ أَنّ فِي الجَنّةِ مَا تشَتهَيِ‌ الأَنفُسُ قَالَ نَعَم قَالَ فَإِنِ اشتَهَوا أَو سَأَلُوا رَبّهُم بَقَاءَ الأَبَدِ قَالَ إِنّ اللّهَ تَعَالَي لَا يُلهِمُهُم ذَلِكَ قَالَ فَلَو أَنّ رَجُلًا مِن أَهلِ الجَنّةِ نَظَرَ إِلَي ثَمَرَةٍ عَلَي شَجَرَةٍ فَمَدّ يَدَهُ لِيَأخُذَهَا فَتَدَلّت إِلَيهِ الشّجَرَةُ وَ الثّمَارُ ثُمّ حَانَت مِنهُ لَفتَةً فَنَظَرَ إِلَي ثَمَرَةٍ أُخرَي أَحسَنَ مِنهَا فَمَدّ يَدَهُ اليُسرَي لِيَأخُذَهَا فَأَدرَكَهُ الخُمُودُ وَ يَدَاهُ مُتَعَلّقَانِ بِشَجَرَتَينِ فَارتَفَعَتِ الأَشجَارُ وَ بقَيِ‌َ هُوَ مَصلُوباً فَبَلَغَكَ أَنّ فِي الجَنّةِ مَصلُوبِينَ قَالَ هَذَا مُحَالٌ قَالَ فاَلذّيِ‌ أَتَيتَ بِهِ أَمحَلُ مِنهُ أَن يَكُونَ قَومٌ قَد خُلِقُوا وَ عَاشُوا فَأُدخِلُوا الجِنَانَ تُمَوّتُهُم فِيهَا يَا جَاهِلُ


صفحه : 144

بيان قال الجوهري‌ خمد المريض أغمي‌ عليه أومات واللفتة الالتفات قوله تموتهم أي تنسب إليهم الموت و في بعض النسخ بصيغة الغيبة فالفاعل هوالرب تعالي

67-يل ،[الفضائل لابن شاذان ]فض ،[ كتاب الروضة]بِالإِسنَادِ يَرفَعُهُ إِلَي عَبدِ اللّهِ بنِ مَسعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَمّا أسُريِ‌َ بيِ‌ إِلَي السّمَاءِ قَالَ لِي جَبرَئِيلُ ع قَد أَمَرتُ الجَنّةَ وَ النّارَ أَن تُعرَضَ عَلَيكَ قَالَ فَرَأَيتُ الجَنّةَ وَ مَا فِيهَا مِنَ النّعِيمِ وَ رَأَيتُ النّارَ وَ مَا فِيهَا مِنَ العَذَابِ وَ الجَنّةُ فِيهَا ثَمَانِيَةُ أَبوَابٍ عَلَي كُلّ بَابٍ مِنهَا أَربَعُ كَلِمَاتٍ كُلّ كَلِمَةٍ خَيرٌ مِنَ الدّنيَا وَ مَا فِيهَا لِمَن يَعلَمُ وَ يَعمَلُ بِهَا وَ لِلنّارِ سَبعَةُ أَبوَابٍ عَلَي كُلّ بَابٍ مِنهَا ثَلَاثُ كَلِمَاتٍ كُلّ كَلِمَةٍ خَيرٌ مِنَ الدّنيَا وَ مَا فِيهَا لِمَن يَعلَمُ وَ يَعمَلُ بِهَا فَقَالَ لِي جَبرَئِيلُ ع اقرَأ يَا مُحَمّدُ مَا عَلَي الأَبوَابِ فَقَرَأتُ ذَلِكَ أَمّا أَبوَابُ الجَنّةِ فَعَلَي أَوّلِ بَابٍ مِنهَا مَكتُوبٌ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ عَلِيّ ولَيِ‌ّ اللّهِ لِكُلّ شَيءٍ حِيلَةٌ وَ حِيلَةُ العَيشِ أَربَعُ خِصَالٍ القَنَاعَةُ وَ بَذلُ الحَقّ وَ تَركُ الحِقدِ وَ مُجَالَسَةُ أَهلِ الخَيرِ وَ عَلَي البَابِ الثاّنيِ‌ مَكتُوبٌ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ عَلِيّ ولَيِ‌ّ اللّهِ لِكُلّ شَيءٍ حِيلَةٌ وَ حِيلَةُ السّرُورِ فِي الآخِرَةِ أَربَعُ خِصَالٍ مَسحُ رُءُوسِ اليَتَامَي وَ التّعَطّفُ عَلَي الأَرَامِلِ وَ السعّي‌ُ فِي حَوَائِجِ المُؤمِنِينَ وَ التّفَقّدُ لِلفُقَرَاءِ وَ المَسَاكِينِ وَ عَلَي البَابِ الثّالِثِ مَكتُوبٌ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ عَلِيّ ولَيِ‌ّ اللّهِ لِكُلّ شَيءٍ حِيلَةٌ وَ حِيلَةُ الصّحّةِ فِي الدّنيَا أَربَعُ خِصَالٍ قِلّةُ الكَلَامِ وَ قِلّةُ المَنَامِ وَ قِلّةُ المشَي‌ِ وَ قِلّةُ الطّعَامِ وَ عَلَي البَابِ الرّابِعِ مَكتُوبٌ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ عَلِيّ ولَيِ‌ّ اللّهِ مَن كَانَ يُؤمِنُ بِاللّهِ وَ اليَومِ الآخِرِ فَليُكرِم ضَيفَهُ مَن كَانَ يُؤمِنُ بِاللّهِ وَ اليَومِ الآخِرِ فَليُكرِم جَارَهُ مَن كَانَ يُؤمِنُ بِاللّهِ وَ اليَومِ الآخِرِ فَليُكرِم وَالِدَيهِ مَن كَانَ يُؤمِنُ بِاللّهِ وَ اليَومِ الآخِرِ فَليَقُل خَيراً أَو يَسكُتُ وَ عَلَي البَابِ الخَامِسِ مَكتُوبٌ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ عَلِيّ ولَيِ‌ّ اللّهِ مَن أَرَادَ أَن لَا يُظلَمَ فَلَا يَظلِم وَ مَن أَرَادَ أَن لَا يُشتَمَ فَلَا يَشتِم وَ مَن أَرَادَ أَن لَا يُذَلّ فَلَا يُذِلّ وَ مَن أَرَادَ أَن يَستَمسِكَ بِالعُروَةِ الوُثقَي فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ فَليَقُل لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ عَلِيّ ولَيِ‌ّ اللّهِ وَ عَلَي البَابِ السّادِسِ مَكتُوبٌ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ عَلِيّ ولَيِ‌ّ اللّهِ مَن أَرَادَ أَن يَكُونَ قَبرُهُ وَسِيعاً فَسِيحاً


صفحه : 145

فَليَبنِ المَسَاجِدَ وَ مَن أَرَادَ أَن لَا تَأكُلَهُ الدّيدَانُ تَحتَ الأَرضِ فَليَسكُنِ المَسَاجِدَ وَ مَن أَحَبّ أَن يَكُونَ طَرِيّاً مُطِرّاً لَا يَبلَي فَليَكنُسِ المَسَاجِدَ وَ مَن أَحَبّ أَن يَرَي مَوضِعَهُ فِي الجَنّةِ فَليَكسُ المَسَاجِدَ بِالبُسُطِ وَ عَلَي البَابِ السّابِعِ مَكتُوبٌ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ عَلِيّ ولَيِ‌ّ اللّهِ بَيَاضُ القَلبِ فِي أَربَعِ خِصَالٍ عِيَادَةِ المَرِيضِ وَ اتّبَاعِ الجَنَائِزِ وَ شِرَاءِ الأَكفَانِ وَ رَدّ القَرضِ وَ عَلَي البَابِ الثّامِنِ مَكتُوبٌ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ عَلِيّ ولَيِ‌ّ اللّهِ مَن أَرَادَ الدّخُولَ مِن هَذِهِ الأَبوَابِ فَليَتَمَسّك بِأَربَعِ خِصَالٍ السّخَاءِ وَ حُسنِ الخُلُقِ وَ الصّدَقَةِ وَ الكَفّ عَن أَذَي عِبَادِ اللّهِ تَعَالَي وَ رَأَيتُ عَلَي أَبوَابِ النّارِ مَكتُوباً عَلَي البَابِ الأَوّلِ ثَلَاثَ كَلِمَاتٍ مَن رَجَا اللّهَ سَعِدَ وَ مَن خَافَ اللّهَ أَمِنَ وَ الهَالِكُ المَغرُورُ مَن رَجَا غَيرَ اللّهِ وَ خَافَ سِوَاهُ وَ عَلَي البَابِ الثاّنيِ‌ مَن أَرَادَ أَن لَا يَكُونَ عُريَاناً يَومَ القِيَامَةِ فَليَكسُ الجُلُودَ العَارِيَةَ فِي الدّنيَا مَن أَرَادَ أَن لَا يَكُونَ عَطشَاناً يَومَ القِيَامَةِ فَليَسقِ العِطَاشَ فِي الدّنيَا مَن أَرَادَ أَن لَا يَكُونَ يَومَ القِيَامَةِ جَائِعاً فَليُطعِمِ البُطُونَ الجَائِعَةَ فِي الدّنيَا وَ عَلَي البَابِ الثّالِثِ مَكتُوبٌ لَعَنَ اللّهُ الكَاذِبِينَ لَعَنَ اللّهُ البَاخِلِينَ لَعَنَ اللّهُ الظّالِمِينَ وَ عَلَي البَابِ الرّابِعِ مَكتُوبٌ ثَلَاثُ كَلِمَاتٍ أَذَلّ اللّهُ مَن أَهَانَ الإِسلَامَ أَذَلّ اللّهُ مَن أَهَانَ أَهلَ البَيتِ أَذَلّ اللّهُ مَن أَعَانَ الظّالِمِينَ عَلَي ظُلمِهِم لِلمَخلُوقِينَ وَ عَلَي البَابِ الخَامِسِ مَكتُوبٌ ثَلَاثُ كَلِمَاتٍ لَا تَتّبِعُوا الهَوَي فَالهَوَي يُخَالِفُ الإِيمَانَ وَ لَا تُكثِر مَنطِقَكَ فِيمَا لَا يَعنِيكَ فَتَسقُطَ مِن رَحمَةِ اللّهِ وَ لَا تَكُن عَوناً لِلظّالِمِينَ وَ عَلَي البَابِ السّادِسِ مَكتُوبٌ أَنَا حَرَامٌ عَلَي المُجتَهِدِينَ أَنَا حَرَامٌ عَلَي المُتَصَدّقِينَ أَنَا حَرَامٌ عَلَي الصّائِمِينَ وَ عَلَي البَابِ السّابِعِ مَكتُوبٌ ثَلَاثُ كَلِمَاتٍ حَاسِبُوا نُفُوسَكُم قَبلَ أَن تُحَاسَبُوا وَ وَبّخُوا نُفُوسَكُم قَبلَ أَن تُوَبّخُوا


صفحه : 146

وَ ادعُوا اللّهَ عَزّ وَ جَلّ قَبلَ أَن تَرِدُوا عَلَيهِ وَ لَا تَقدِرُوا عَلَي ذَلِكَ

68-كش ،[رجال الكشي‌] عَلِيّ بنُ الحَسَنِ بنِ فَضّالٍ عَن مَروَكِ بنِ عُبَيدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي القمُيّ‌ّ قَالَ تَوَجّهتُ إِلَي أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع فاَستقَبلَنَيِ‌ يُونُسُ مَولَي آلِ يَقطِينٍ فَقَالَ لِي أَينَ تَذهَبُ قُلتُ أُرِيدُ أَبَا الحَسَنِ ع قَالَ فَقَالَ اسأَلهُ عَن هَذِهِ المَسأَلَةِ قُل لَهُ خُلِقَتِ الجَنّةُ بَعدُ فإَنِيّ‌ أَزعُمُ أَنّهَا لَم تُخلَق قَالَ فَدَخَلتُ عَلَي أَبِي الحَسَنِ ع قَالَ فَجَلَستُ عِندَهُ فَقُلتُ لَهُ إِنّ يُونُسَ مَولَي آلِ يَقطِينٍ أوَدعَنَيِ‌ إِلَيكَ رِسَالَةً قَالَ وَ مَا هيِ‌َ قَالَ قُلتُ قَالَ أخَبرِنيِ‌ عَنِ الجَنّةِ خُلِقَت بَعدُ فإَنِيّ‌ أَزعُمُ أَنّهَا لَم تُخلَق قَالَ كَذَبَ فَأَينَ جَنّةُ آدَمَ

69-كش ،[رجال الكشي‌] عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَن مَروَكِ بنِ عُبَيدٍ عَن يَزِيدَ بنِ حَمّادٍ عَنِ ابنِ سِنَانٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ الحَسَنِ ع إِنّ يُونُسَ يَقُولُ إِنّ الجَنّةَ وَ النّارَ لَم يُخلَقَا قَالَ فَقَالَ مَا لَهُ لَعَنَهُ اللّهُ فَأَينَ جَنّةُ آدَمَ

70-تم ،[فلاح السائل ]الصّفّارُ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ ابنِ أَسبَاطٍ عَن رَجُلٍ عَن صَفوَانَ الجَمّالِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ نَظَرَ رِضوَانُ خَازِنُ الجَنّةِ إِلَي قَومٍ لَم يَمُرّوا بِهِ فَيَقُولُ مَن أَنتُم وَ مِن أَينَ دَخَلتُم قَالَ يَقُولُونَ إِيّاكَ عَنّا فَإِنّا قَومٌ عَبَدنَا اللّهَ سِرّاً فَأَدخَلَنَا اللّهُ سِرّاً

71-جع ،[جامع الأخبار] سُئِلَ النّبِيّص عَن أَنهَارِ الجَنّةِ كَم عَرضُ كُلّ نَهَرٍ مِنهَا فَقَالَص عَرضُ كُلّ نَهَرٍ مَسِيرَةُ خَمسِينَ مِائَةَ عَامٍ يَدُورُ تَحتَ القُصُورِ وَ الحُجُبِ تَتَغَنّي أَموَاجُهُ وَ تُسَبّحُ وَ تَطرَبُ فِي الجَنّةِ كَمَا يَطرَبُ النّاسُ فِي الدّنيَا


صفحه : 147

72- وَ قَالَ ع أَكثَرُ أَنهَارِ الجَنّةِ الكَوثَرُ تَنبُتُ الكَوَاعِبُ الأَترَابُ عَلَيهِ يَزُورُهُ أَولِيَاءُ اللّهِ يَومَ القِيَامَةِ فَقَالَ ع خَطِيبُ أَهلِ الجَنّةِ أَنَا مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ

وقيل في شرح الكواعب الأتراب ينبت الله من شطر الكوثر حوراء ويأخذها من يزور الكوثر من أولياء الله تعالي

73- عَنِ النّبِيّص قَالَ لِلرّجُلِ الوَاحِدِ مِن أَهلِ الجَنّةِ سَبعُمِائَةِ ضِعفٍ مِثلُ الدّنيَا وَ لَهُ سَبعُونَ أَلفَ قُبّةٍ وَ سَبعُونَ أَلفَ قَصرٍ وَ سَبعُونَ أَلفَ حِجلَةٍ وَ سَبعُونَ أَلفَ إِكلِيلٍ وَ سَبعُونَ أَلفَ حُلّةٍ وَ سَبعُونَ أَلفَ حَورَاءَ عَينَاءَ وَ سَبعُونَ أَلفَ وَصِيفٍ وَ سَبعُونَ أَلفَ ذُؤَابَةٍ وَ أَربَعُونَ إِكلِيلًا وَ سَبعُونَ أَلفَ حُلّةٍ

74- وَ سُئِلَ النّبِيّص مَا بِنَاؤُهَا قَالَ لَبِنَةٌ مِن ذَهَبٍ وَ لَبِنَةٌ مِن فِضّةٍ وَ مِلَاطُهَا المِسكُ الأَذفَرُ وَ تُرَابُهَا الزّعفَرَانُ وَ حَصَاؤُهَا اللّؤلُؤُ وَ اليَاقُوتُ مَن دَخَلَهَا يَتَنَعّمُ لَا يَبأَسُ أَبَداً وَ يُخَلّدُ لَا يَمُوتُ أَبَداً لَا يَبلَي ثِيَابُهُ وَ لَا شَبَابُهُ

75-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَالَ الإِمَامُ ع فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ يَذكُرُ فِيهِ مُعجِزَاتِ النّبِيّص وَ أَنّ ابنَ أُبَيّ سَمّ طَعَاماً وَ دَعَا النّبِيّص وَ أَصحَابَهُ لِيَقتُلَهُم فَدَفَعَ اللّهُ عَنهُم غَائِلَةَ السّمّ وَ وَسّعَ عَلَيهِمُ البَيتَ وَ بَارَكَ لَهُم فِي الطّعَامِ فَقَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إنِيّ‌ إِذَا تَذَكّرتُ ذَلِكَ البَيتَ كَيفَ وَسِعَهُ اللّهُ بَعدَ ضِيقِهِ وَ فِي ذَلِكَ الطّعَامِ بَعدَ قِلّتِهِ وَ فِي ذَلِكَ السّمّ كَيفَ أَزَالَ اللّهُ تَعَالَي غَائِلَتَهُ أَذكُرُ مَا يَزِيدُ اللّهُ تَعَالَي فِي مَنَازِلِ شِيعَتِنَا وَ خَيرَاتِهِم فِي جَنّاتِ عَدنٍ فِي الفِردَوسِ إِنّ مِن شِيعَتِنَا لَمَن يَهَبُ اللّهُ لَهُ فِي الجِنَانِ مِنَ الدّرَجَاتِ وَ المَنَازِلِ وَ الخَيرَاتِ مَا لَا يَكُونُ الدّنيَا وَ خَيرَاتُهَا فِي جَنبِهَا إِلّا كَالرّملِ فِي البَادِيَةِ الفَضفَاضَةِ فَمَا هُوَ إِلّا أَن يَرَي أَخاً لَهُ مُؤمِناً فَقِيراً فَيَتَوَاضَعُ لَهُ وَ يُكرِمُهُ وَ يُعِينُهُ وَ يَمُونُهُ وَ يَصُونُهُ عَن بَذلِ وَجهِهِ لَهُ حَتّي يَرَي المَلَائِكَةَ المُوَكّلِينَ بِتِلكَ المَنَازِلِ وَ القُصُورِ وَ قَد تَضَاعَفَت حَتّي صَارَت فِي الزّيَادَةِ كَمَا كَانَ هَذَا الزّائِدُ فِي هَذَا البَيتِ الصّغِيرِ ألّذِي رَأَيتُمُوهُ فِيمَا صَارَ إِلَيهِ مِن كِبَرِهِ وَ عِظَمِهِ وَ سَعَتِهِ فَتَقُولُ المَلَائِكَةُ يَا رَبّنَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِالخِدمَةِ فِي هَذِهِ المَنَازِلِ فَأَمدِدنَا


صفحه : 148

بِمَلَائِكَةٍ يُعَاوِنُونَنَا فَيَقُولُ اللّهُ مَا كُنتُ لِأَحمِلَكُم مَا لَا تُطِيقُونَ فَكَم تُرِيدُونَ مَدَداً فَيَقُولُونَ أَلفَ ضِعفِنَا وَ فِيهِم مِنَ المُؤمِنِينَ مَن تَقُولُ المَلَائِكَةُ نَستَزِيدُ مَدَداً أَلفَ أَلفِ ضِعفِنَا وَ أَكثَرَ مِن ذَلِكَ عَلَي قَدرِ قُوّةِ إِيمَانِ صَاحِبِهِم وَ زِيَادَةِ إِحسَانِهِ إِلَي أَخِيهِ المُؤمِنِ فَيُمدِدُهُمُ اللّهُ بِتِلكَ الأَملَاكِ وَ كُلّمَا لقَيِ‌َ هَذَا المُؤمِنُ أَخَاهُ فَبَرّهُ زَادَ اللّهُ فِي مَمَالِكِهِ وَ فِي خَدَمِهِ فِي الجَنّةِ كَذَلِكَ

أقول تمامه في أبواب معجزات نبيناص

76-جع ،[جامع الأخبار] قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع قَالَ النّبِيّص إِنّ فِي الجَنّةِ سُوقاً مَا فِيهَا شِرًي وَ لَا بَيعٌ إِلّا الصّوَرُ مِنَ الرّجَالِ وَ النّسَاءِ مَنِ اشتَهَي صُورَةً دَخَلَ فِيهَا وَ إِنّ فِيهَا مَجمَعُ حُورِ العِينِ يَرفَعنَ أَصوَاتَهُنّ بِصَوتٍ لَم يَسمَعِ الخَلَائِقُ بِمِثلِهِ نَحنُ النّاعِمَاتُ فَلَا نَبأَسُ أَبَداً وَ نَحنُ الطّاعِمَاتُ فَلَا نَجُوعُ أَبَداً وَ نَحنُ الكَاسِيَاتُ فَلَا نَعرَي أَبَداً وَ نَحنُ الخَالِدَاتُ فَلَا نَمُوتُ أَبَداً وَ نَحنُ الرّاضِيَاتُ فَلَا نَسخَطُ أَبَداً وَ نَحنُ المُقِيمَاتُ فَلَا نَظعَنُ أَبَداً فَطُوبَي لِمَن كُنّا لَهُ وَ كَانَ لَنَا نَحنُ خَيرَاتٌ حِسَانٌ أَزوَاجُنَا أَقوَامٌ كِرَامٌ

77- وَ قَالَ النّبِيّص شِبرٌ مِنَ الجَنّةِ خَيرٌ مِنَ الدّنيَا وَ مَا فِيهَا

78- وَ كَانَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يَقُولُ إِنّ أَهلَ الجَنّةِ يَنظُرُونَ إِلَي مَنَازِلِ شِيعَتِنَا كَمَا يَنظُرُ الإِنسَانُ إِلَي الكَوَاكِبِ

79- وَ كَانَ يَقُولُ مَن أَحَبّنَا فَكَانَ مَعَنَا وَ مَن قَاتَلَ مَعَنَا بِيَدِهِ فَهُوَ مَعَنَا فِي الدّرَجَةِ وَ مَن أَحَبّنَا بِقَلبِهِ إِلَي آخِرِ الحَدِيثِ

80- عَن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ فِي الجَنّةِ شَجَرَةً يُقَالُ لَهَا طُوبَي مَا فِي الجَنّةِ دَارٌ وَ لَا قَصرٌ وَ لَا حُجَرٌ وَ لَا بَيتٌ إِلّا وَ فِيهِ غُصنٌ مِن تِلكَ الشّجَرَةِ وَ إِنّ أَصلَهَا فِي داَريِ‌ ثُمّ أَتَي عَلَيهِ مَا شَاءَ اللّهُ ثُمّ حَدّثَهُم فِي يَومٍ آخَرَ أَنّ فِي الجَنّةِ شَجَرَةً يُقَالُ لَهَا طُوبَي مَا فِي الجَنّةِ قَصرٌ وَ لَا دَارٌ وَ لَا بَيتٌ إِلّا وَ فِيهِ مِن ذَلِكَ الشّجَرِ غُصنٌ وَ إِنّ أَصلَهَا فِي دَارِ عَلِيّ فَقَامَ عُمَرُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ أَ وَ لَيسَ حَدّثتَنَا عَن هَذِهِ وَ قُلتَ أَصلُهَا فِي داَريِ‌ ثُمّ حَدّثتَ وَ تَقُولُ أَصلُهَا فِي دَارِ عَلِيّ فَرَفَعَ النّبِيّص رَأسَهُ فَقَالَ


صفحه : 149

أَ وَ مَا عَلِمتَ أَنّ داَريِ‌ وَ دَارَ عَلِيّ وَاحِدٌ وَ حجُرتَيِ‌ وَ حُجرَةَ عَلِيّ وَاحِدٌ وَ قصَريِ‌ وَ قَصرَ عَلِيّ وَاحِدٌ وَ بيَتيِ‌ وَ بَيتَ عَلِيّ وَاحِدٌ وَ درَجَتَيِ‌ وَ دَرَجَةَ عَلِيّ وَاحِدٌ وَ ستَريِ‌ وَ سَترَ عَلِيّ وَاحِدٌ فَقَالَ عُمَرُ يَا رَسُولَ اللّهِ إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُم أَن يأَتيِ‌َ أَهلَهُ كَيفَ يَصنَعُ فَقَالَ النّبِيّص إِذَا أَرَادَ أَحَدُنَا أَن يأَتيِ‌َ أَهلَهُ ضَرَبَ اللّهُ بيَنيِ‌ وَ بَينَهُ حِجَاباً مِن نُورٍ فَإِذَا فَرَغنَا مِن تِلكَ الحَاجَةِ رَفَعَ اللّهُ عَنّا ذَلِكَ الحِجَابَ فَعَرَفَ عُمَرُ حَقّ عَلِيّ ع فَلَم يَحسُد أَحَداً مِن أَصحَابِ رَسُولِ اللّهِص مَا حَسَدَهُ

81-بشا،[بشارة المصطفي ] مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ بنِ عَبدِ الصّمَدِ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي جَعفَرٍ البيَهقَيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ المدَنَيِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ المرَوزَيِ‌ّ عَن سُفيَانَ بنِ عُيَينَةَ عَن لَيثٍ عَن مُجَاهِدٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ يأَتيِ‌ عَلَي أَهلِ الجَنّةِ سَاعَةٌ يَرَونَ فِيهَا نُورَ الشّمسِ وَ القَمَرِ فَيَقُولُونَ أَ لَيسَ قَد وَعَدَنَا رَبّنَا أَن لَا نَرَي فِيهَا شَمساً وَ لَا قَمَراً فيَنُاَديِ‌ مُنَادٍ قَد صَدَقَكُم رَبّكُم وَعدَهُ لَا تَرَونَ فِيهَا شَمساً وَ لَا قَمَراً وَ لَكِن هَذَا رَجُلٌ مِن شِيعَةِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع يَتَحَوّلُ مِن غُرفَةٍ إِلَي غُرفَةٍ فَهَذَا ألّذِي أَشرَقَ عَلَيكُم مِن نُورِ وَجهِهِ

82-نبه ،[تنبيه الخاطر] قَالَ رَجُلٌ لِرَسُولِ اللّهِص يَا أَبَا القَاسِمِ أَ تَزعُمُ أَنّ أَهلَ الجَنّةِ يَأكُلُونَ وَ يَشرَبُونَ قَالَ نَعَم وَ ألّذِي نفَسيِ‌ بِيَدِهِ إِنّ أَحَدَهُم لَيُعطَي قُوّةَ مِائَةِ رَجُلٍ فِي الأَكلِ وَ الشّربِ قَالَ فَإِنّ ألّذِي يَأكُلُ تَكُونُ لَهُ الحَاجَةُ وَ الجَنّةُ طَيّبٌ لَا خُبثَ فِيهَا قَالَ عَرَقٌ يَفِيضُ مِن أَحَدِهِم كَرَشحِ المِسكِ فَيَضمُرُ بَطنُهُ

83- أَبُو أَيّوبَ الأنَصاَريِ‌ّ عَنهُص لَيلَةَ أسُريِ‌َ بيِ‌ مَرّ بيِ‌ اِبرَاهِيمُ ع فَقَالَ مُر أُمّتَكَ أَن يُكثِرُوا مِن غَرسِ الجَنّةِ فَإِنّ أَرضَهَا وَاسِعَةٌ وَ تُربَتَهَا طَيّبَةٌ قُلتُ وَ مَا غَرسُ الجَنّةِ قَالَ لَا حَولَ وَ لَا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ

84-كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة] مُحَمّدُ بنُ العَبّاسِ عَن أَحمَدَ بنِ عَبدِ اللّهِ الدّقّاقِ عَن أَيّوبَ بنِ مُحَمّدٍ الوَرّاقِ عَن عَجّاجِ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ جَعفَرٍ عَنِ الحَسَنِ قَالَسَأَلتُ عِمرَانَ بنَ حُصَينٍ وَ أَبَا هُرَيرَةَ عَن تَفسِيرِ قَولِهِ تَعَالَيوَ مَساكِنَ طَيّبَةًفَقَالَا عَلَي الخَبِيرِ سَقَطتَ سَأَلنَا عَنهَا رَسُولَ اللّهِص فَقَالَ قَصرٌ مِن لُؤلُؤٍ فِي الجَنّةِ فِي ذَلِكَ القَصرِ سَبعُونَ


صفحه : 150

دَاراً مِن يَاقُوتَةٍ حَمرَاءَ فِي كُلّ دَارٍ سَبعُونَ بَيتاً مِن زُمُرّدَةٍ حَمرَاءَ فِي كُلّ بَيتٍ سَبعُونَ سَرِيراً عَلَي كُلّ سَرِيرٍ سَبعُونَ فِرَاشاً مِن كُلّ لَونٍ عَلَي كُلّ فِرَاشٍ امرَأَةٌ مِنَ الحُورِ العِينِ فِي كُلّ بَيتٍ سَبعُونَ مَائِدَةً عَلَي كُلّ مَائِدَةٍ سَبعُونَ لَوناً مِنَ الطّعَامِ فِي كُلّ بَيتٍ سَبعُونَ وَصِيفاً وَ وَصِيفَةً وَ قَالَ فيَعُطيِ‌ اللّهُ المُؤمِنَ مِنَ القُوّةِ فِي غَدَاةٍ وَاحِدَةٍ أَن يأَتيِ‌َ عَلَي ذَلِكَ كُلّهِ

85-كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة] مُحَمّدُ بنُ العَبّاسِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَحمَدَ بنِ الحَسَنِ عَن أَبِيهِ عَن حُسَينِ بنِ مُخَارِقٍ عَن أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ عَنِ النّبِيّص قَالَ قَولُهُ تَعَالَيوَ مِزاجُهُ مِن تَسنِيمٍ قَالَ هُوَ أَشرَفُ شَرَابٍ فِي الجَنّةِ يَشرَبُهُ مُحَمّدٌ وَ آلُ مُحَمّدٍ وَ هُمُ المُقَرّبُونَ السّابِقُونَ رَسُولُ اللّهِص وَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ وَ الأَئِمّةُ وَ فَاطِمَةُ وَ خَدِيجَةُ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم وَ ذُرّيّتُهُمُ الّذِينَ اتّبَعَتهُم بِإِيمَانٍ لِيَتَسَنّمَ عَلَيهِم مِن أعَاَليِ‌ دُورِهِم

86- وَ روُيِ‌َ عَنهُ ع أَنّهُ قَالَ تَسنِيمٌ أَشرَفُ شَرَابٍ فِي الجَنّةِ يَشرَبُهُ مُحَمّدٌ وَ آلُ مُحَمّدٍ صِرفاً وَ يُمزَجُ لِأَصحَابِ اليَمِينِ وَ سَائِرِ أَهلِ الجَنّةِ

87-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ]فُرَاتُ بنُ اِبرَاهِيمَ الكوُفيِ‌ّ مُعَنعَناً عَنِ ابنِ عَبّاسٍ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ فِي قَولِهِ تَعَالَيطُوبي لَهُم وَ حُسنُ مَآبٍ قَالَ النّبِيّص لَمّا أسُريِ‌َ بيِ‌ فَدَخَلتُ الجَنّةَ فَإِذَا أَنَا بِشَجَرَةٍ كُلّ وَرَقَةٍ مِنهَا تغُطَيّ‌ الدّنيَا وَ مَا فِيهَا تَحمِلُ الحلُيِ‌ّ وَ الحُلَلَ وَ الطّعَامَ مَا خَلَا الشّرَابَ وَ لَيسَ فِي الجَنّةِ قَصرٌ وَ لَا دَارٌ وَ لَا بَيتٌ إِلّا فِيهِ غُصنٌ مِن أَغصَانِهَا وَ صَاحِبُ القَصرِ وَ الدّارِ وَ البَيتِ حُلِيّهُ وَ حُلَلُهُ وَ طَعَامُهُ مِنهَا فَقُلتُ يَا جَبرَئِيلُ مَا هَذِهِ الشّجَرَةُ قَالَ هَذِهِ طُوبَي لَكَ فَطُوبَي لَكَ وَ لِكَثِيرٍ مِن أُمّتِكَ قُلتُ فَأَينَ مُنتَهَاهَا يعَنيِ‌ أَصلَهَا قَالَ فِي دَارِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ابنِ عَمّكَ ع

88-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ]إِسمَاعِيلُ بنُ إِسحَاقَ بنِ اِبرَاهِيمَ الفاَرسِيِ‌ّ مُعَنعَناً عَن أَبِي جَعفَرٍ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَمّا أسُريِ‌َ بيِ‌ إِلَي السّمَاءِ فَصِرتُ فِي السّمَاءِ الدّنيَا حَتّي صِرتُ فِي السّمَاءِ السّادِسَةِ فَإِذَا أَنَا بِشَجَرَةٍ لَم أَرَ شَجَرَةً أَحسَنَ مِنهَا وَ لَا أَكبَرَ مِنهَا فَقُلتُ لِجَبرَئِيلَ يَا حبَيِبيِ‌ مَا هَذِهِ الشّجَرَةُ قَالَ هَذِهِ طُوبَي يَا حبَيِبيِ‌


صفحه : 151

قَالَ فَقُلتُ مَا هَذَا الصّوتُ العاَليِ‌ الجهَورَيِ‌ّ قَالَ هَذَا صَوتُ طُوبَي قُلتُ أَيّ شَيءٍ يَقُولُ قَالَ يَقُولُ وَا شَوقَاه إِلَيكَ يَا عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع

89-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ]عُبَيدُ بنُ كَثِيرٍ مُعَنعَناً عَن سَلمَانَ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ قَالَ قَالَ بَعضُ أَزوَاجِ النّبِيّص يَا رَسُولَ اللّهِ مَا لَكَ تُحِبّ فَاطِمَةَ حُبّاً مَا تُحِبّ أَحَداً مِن أَهلِ بَيتِكَ قَالَ إِنّهُ لَمّا أسُريِ‌َ بيِ‌ إِلَي السّمَاءِ انتَهَي بيِ‌ جَبرَئِيلُ ع إِلَي شَجَرَةِ طُوبَي فَعَمَدَ إِلَي ثَمَرَةٍ مِن أَثمَارِ طُوبَي فَفَرَكَهُ بَينَ إِصبَعَيهِ ثُمّ أَطعَمَنِيهِ ثُمّ مَسَحَ يَدَهُ بَينَ كتَفِيَ‌ّ ثُمّ قَالَ يَا مُحَمّدُ إِنّ اللّهَ تَعَالَي يُبَشّرُكَ بِفَاطِمَةَ مِن خَدِيجَةَ بِنتِ خُوَيلِدٍ فَلَمّا أَن هَبَطتُ إِلَي الأَرضِ فَكَانَ ألّذِي كَانَ فَعَلِقَت خَدِيجَةُ بِفَاطِمَةَ فَأَنَا إِذَا اشتَقتُ إِلَي الجَنّةِ أَدنَيتُهَا فَشَمِمتُ رِيحَ الجَنّةِ فهَيِ‌َ حَورَاءُ إِنسِيّةٌ

90-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] الحُسَينُ بنُ سَعِيدٍ مُعَنعَناً عَنِ ابنِ عَبّاسٍ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ فِي الجَنّةِ لَشَجَرَةً يُقَالُ لَهَا طُوبَي مَا فِي الجَنّةِ دَارٌ إِلّا فِيهَا غُصنٌ مِن أَغصَانِهَا أَحلَي مِنَ الشّهدِ وَ أَليَنُ مِنَ الزّبدِ أَصلُهَا فِي داَريِ‌ وَ فَرعُهَا فِي دَارِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع

91-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] الحُسَينُ بنُ القَاسِمِ وَ الحُسَينُ بنُ مُحَمّدِ بنِ مُصعَبٍ وَ عَلِيّ بنُ حُمدُونٍ زَادَ بَعضُهُم عَلَي بَعضٍ الحَرفَ وَ الحَرفَينِ وَ نَقَصَ بَعضُهُمُ الحَرفَ وَ الحَرفَينِ وَ المَعنَي وَاحِدٌ إِن شَاءَ اللّهُ قَالُوا حَدّثَنَا عِيسَي بنُ مِهرَانَ مُعَنعَناً عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ لَمّا نَزَلَت عَلَي رَسُولِ اللّهِص طُوبي لَهُم وَ حُسنُ مَآبٍقَامَ مِقدَادُ بنُ الأَسوَدِ الكنِديِ‌ّ إِلَي النّبِيّص فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ مَا طُوبَي قَالَ يَا مِقدَادُ شَجَرَةٌ فِي الجَنّةِ لَو يَسِيرُ الرّاكِبُ الجَوَادُ لَسَارَ فِي ظِلّهَا مِائَةَ عَامٍ قَبلَ أَن يَقطَعَهَا وَرَقُهَا وَ قُشُورُهَا بُرُودٌ خُضرٌ وَ زَهرُهَا رِيَاضٌ وَ أَفنَانُهَا سُندُسٌ وَ إِستَبرَقٌ وَ ثَمَرُهَا حُلَلٌ خُضرٌ وَ طَعمُهَا زَنجَبِيلٌ وَ عَسَلٌ وَ بَطحَاؤُهَا يَاقُوتٌ أَحمَرُ وَ زُمُرّدٌ أَخضَرُ وَ تُرَابُهَا مِسكٌ وَ عَنبَرٌ وَ


صفحه : 152

حَشِيشُهَا مَنِيعٌ وَ أَلَنجُوجٌ يَتَأَجّجُ مِن غَيرِ وَقُودٍ يَتَفَجّرُ مِن أَصلِهَا السّلسَبِيلُ وَ الرّحِيقُ وَ المَعِينُ وَ ظِلّهَا مَجلِسٌ مِن مَجَالِسِ شِيعَةِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع يَألَفُونَهُ وَ يَتَحَدّثُونَ بِجَمعِهِم وَ بَينَا هُم فِي ظِلّهَا يَتَحَدّثُونَ إِذ جَاءَتهُمُ المَلَائِكَةُ يَقُودُونَ نُجَبَاءَ جُبِلَت مِنَ اليَاقُوتِ ثُمّ نُفِخَ الرّوحُ فِيهَا مَزمُومَةً بِسَلَاسِلَ مِن ذَهَبٍ كَأَنّ وُجُوهَهَا المَصَابِيحُ نَضَارَةً وَ حُسناً وَبَرُهَا خَزّ أَحمَرُ وَ مِرعِزّي أَبيَضُ مُختَلِطَانِ لَم يَنظُرِ النّاظِرُونَ إِلَي مِثلِهِ حُسناً وَ بَهَاءً وَ ذُلُلٌ مِن غَيرِ مُهلَةٍ نُجَبَاءُ مِن غَيرِ رِيَاضَةٍ عَلَيهَا رِحَالٌ أَلوَاحُهَا مِنَ الدّرّ وَ اليَاقُوتِ المُفَضّضَةِ بِاللّؤلُؤِ وَ المَرجَانِ صَفَائِحُهَا مِنَ الذّهَبِ الأَحمَرِ مُلَبّسَةً باِلعبَقرَيِ‌ّ وَ الأُرجُوَانِ فَأَنَاخُوا تِلكَ النّجَائِبَ إِلَيهِم ثُمّ قَالُوا لَهُم رَبّكُم يُقرِئُكُمُ السّلَامَ وَ يَرَاكُم وَ يَنظُرُ إِلَيكُم وَ يُحِبّكُم وَ تُحِبّونَهُ وَ يَزِيدُكُم مِن فَضلِهِ وَ سَعَتِهِ فَإِنّهُ ذُو رَحمَةٍ وَاسِعَةٍ وَ فَضلٍ عَظِيمٍ قَالَ فَيُحمَلُ كُلّ رَجُلٍ مِنهُم عَلَي رَاحِلَتِهِ فَيَنطَلِقُونَ صَفّاً وَاحِداً مُعتَدِلًا وَ لَا يَمُرّونَ بِشَجَرَةٍ مِن أَشجَارِ الجَنّةِ إِلّا أَتحَفَتهُم بِثِمَارِهَا وَ رَحَلَت لَهُم عَن طَرِيقِهِم كَرَاهِيَةَ أَن يُثلَمَ طَرِيقَتُهُم وَ أَن يُفَرّقَ بَينَ الرّجُلِ وَ رَفِيقِهِ فَلَمّا دُفِعُوا إِلَي الجَبّارِ جَلّ جَلَالُهُ قَالُوا رَبّنَا أَنتَ السّلَامُ وَ لَكَ يَحِقّ الجَلَالُ وَ الإِكرَامُ فَيَقُولُ اللّهُ تَعَالَي مَرحَباً بعِبِاَديِ‌َ الّذِينَ حَفِظُوا وصَيِتّيِ‌ فِي أَهلِ بَيتِ نبَيِيّ‌ وَ رَعَوا حقَيّ‌ وَ خاَفوُنيِ‌ بِالغَيبِ وَ كَانُوا منِيّ‌ عَلَي كُلّ حَالٍ مُشفِقِينَ قَالُوا أَمَا وَ عِزّتِكَ وَ جَلَالِكَ مَا قَدَرنَاكَ حَقّ قَدرِكَ وَ مَا أَدّينَا إِلَيكَ كُلّ حَقّكَ فَأذَن لَنَا فِي السّجُودِ قَالَ


صفحه : 153

لَهُم رَبّهُم إنِيّ‌ وَضَعتُ عَنكُم مَئُونَةَ العِبَادَةِ وَ أَرَحتُ عَلَيكُم أَبدَانَكُم وَ طَالَ مَا أَنصَبتُم لِيَ الأَبدَانَ وَ عَنِتّمُ الوُجُوهَ فَالآنَ أَفضَيتُم إِلَي روُحيِ‌ وَ رحَمتَيِ‌ فاَسألَوُنيِ‌ مَا شِئتُم وَ تَمَنّوا عَلَيّ أُعطِكُم أَمَانِيّكُم فإَنِيّ‌ لَن أَجزِيَكُمُ اليَومَ بِأَعمَالِكُم وَ لَكِن برِحَمتَيِ‌ وَ كرَاَمتَيِ‌ وَ طوَليِ‌ وَ ارتِفَاعِ مكَاَنيِ‌ وَ عِظَمِ شأَنيِ‌ وَ لِحُبّكُم أَهلَ بَيتِ نبَيِيّ‌ فَلَا يَزَالُ يَرفَعُ أَقدَارَ محُبِيّ‌ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فِي العَطَايَا وَ المَوَاهِبِ حَتّي إِنّ المُقَصّرَ مِن شِيعَتِهِ لَيَتَمَنّي فِي أُمنِيّتِهِ مِثلَ جَمِيعِ الدّنيَا مُنذُ يَومَ خَلَقَهَا اللّهُ إِلَي يَومَ أَفنَاهَا فَيَقُولُ لَهُم رَبّهُم لَقَد قَصّرتُم فِي أَمَانِيّكُم وَ رَضِيتُم بِدُونِ مَا يَحِقّ لَكُم فَانظُرُوا إِلَي مَوَاهِبِ رَبّكُم فَإِذَا بِقُبَابٍ وَ قُصُورٍ فِي أَعلَي عِلّيّينَ مِنَ اليَاقُوتِ الأَحمَرِ وَ الأَخضَرِ وَ الأَصفَرِ وَ الأَبيَضِ فَلَو لَا أَنّهَا مُسَخّرَةٌ إِذاً لَلُمِعَتِ الأَبصَارُ مِنهَا فَمَا كَانَ مِن تِلكَ القُصُورِ مِنَ اليَاقُوتِ الأَحمَرِ فَهُوَ مَفرُوشٌ باِلعبَقرَيِ‌ّ الأَحمَرِ يَزهَرُ نُورُهَا وَ مَا كَانَ مِنهَا مِنَ اليَاقُوتِ الأَخضَرِ فَهُوَ مَفرُوشٌ بِالسّندُسِ الأَخضَرِ وَ مَا كَانَ مِنهَا مِنَ اليَاقُوتِ الأَبيَضِ فَهُوَ مَفرُوشٌ بِالحَرِيرِ الأَبيَضِ وَ مَا كَانَ مِنهَا مِنَ اليَاقُوتِ الأَصفَرِ فَهُوَ مَفرُوشٌ بِالرّيَاشِ الأَصفَرِ مَثبُوتَةً بِالزّمُرّدِ الأَخضَرِ وَ الفِضّةِ البَيضَاءِ وَ الذّهَبِ الأَحمَرِ قَوَاعِدُهَا وَ أَركَانُهَا مِنَ الجَوهَرِ يَثُورُ مِن أَبوَابِهَا وَ أَعرَاصِهَا نُورٌ مِثلُ شُعَاعِ الشّمسِ عِندَهُ مِثلُ الكَوَاكِبِ الدرّيّ‌ّ فِي النّهَارِ المضُيِ‌ءِ وَ إِذَا عَلَي بَابِ كُلّ قَصرٍ مِن تِلكَ القُصُورِ جَنّتَانِمُدهامّتانِفِيهِما عَينانِ نَضّاخَتانِ وَفِيهِما مِن كُلّ فاكِهَةٍ زَوجانِ فَلَمّا أَن أَرَادُوا أَن يَنصَرِفُوا إِلَي مَنَازِلِهِم رَكِبُوا عَلَي بَرَاذِينَ مِن نُورٍ بأِيَديِ‌ وِلدَانٍ مُخَلّدِينَ بِيَدِ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُم حَكَمَةُ بِرذَونٍ مِن تِلكَ البَرَاذِينِ لُجُمُهَا وَ أَعِنّتُهَا مِنَ الفِضّةِ البَيضَاءِ وَ أَثفَارُهَا مِنَ الجَوهَرِ فَلَمّا دَخَلُوا مَنَازِلَهُم وَجَدُوا المَلَائِكَةَ يُهَنّئُونَهُم بِكَرَامَةِ رَبّهِم حَتّي إِذَا استَقَرّوا قَرَارَهُم قِيلَ لَهُمفَهَل وَجَدتُم ما وَعَدَ رَبّكُم حَقّا قالُوا نَعَمرَبّنَا رَضِينَا فَارضَ عَنّا قَالَ برِضِاَي‌َ عَنكُم وَ بِحُبّكُم


صفحه : 154

أَهلَ بَيتِ نبَيِيّ‌ أَحلَلتُم داَريِ‌ وَ صَافَحَتكُمُ المَلَائِكَةُ فَهَنِيئاً هَنِيئاً غَيرَ مَحذُورٍ وَ لَيسَ فِيهِ تَنغِيصٌ فَعِندَهَاقالُوا الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي أَذهَبَ عَنّا الحَزَنَ إِنّ رَبّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ قَالَ أَبُو مُوسَي فَحَدّثتُ بِهِ أَصحَابَ الحَدِيثِ عَن هَؤُلَاءِ الثّمَانِيَةِ فَقُلتُ لَهُم أَنَا أَبرَأُ إِلَيكُم مِن عُهدَةِ هَذَا الحَدِيثِ لِأَنّ فِيهِ قَوماً مَجهُولِينَ وَ لَعَلّهُم لَم يَكُونُوا صَادِقِينَ فَرَأَيتُ مِن ليَلتَيِ‌ أَو بَعدُ كَأَنّهُ أتَاَنيِ‌ آتٍ وَ مَعَهُ كِتَابٌ فِيهِ مِن مُخَوّلِ بنِ اِبرَاهِيمَ وَ الحَسَنِ بنِ الحُسَينِ وَ يَحيَي بنِ الحَسَنِ بنِ فُرَاتٍ وَ عَلِيّ بنِ القَاسِمِ الكنِديِ‌ّ وَ لَم أَلقَ عَلِيّ بنَ القَاسِمِ وَ عِدّةٌ بَعدُ لَم أَحفَظ أَسَامِيَهُم كَتَبنَا إِلَيكَ مِن تَحتِ شَجَرَةِ طُوبَي وَ قَد أَنجَزَ رَبّنَا لَنَا مَا وَعَدَنَا فَاستَمسِك بِمَا عِندَكَ مِنَ الكُتُبِ فَإِنّكَ لَن تَقرَأَ مِنهَا كِتَاباً إِلّا أَشرَقَت لَهُ الجَنّةُ

بيان المنيع لم أر له معني يناسب المقام و فيه تصحيف والألنجوج عود البخور والمرعزي ويمد إذاخفف و قدتفتح الميم في الكل الزغب ألذي تحت شعر العنز والرياش اللباس الفاخر ولمع بالشي‌ء ذهب به والحكمة محركة ماأحاط بحنكي‌ الفرس من لجامه و فيهاالعذاران والثفر بالتحريك و قديسكن السير في مؤخر السرج سعد السعود، من تفسير العباس بن مروان بإسناده عن جعفر بن محمد عن آبائه عن أمير المؤمنين ع مثله

92-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] مُحَمّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ اِبرَاهِيمَ مُعَنعَناً عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيالّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ طُوبي لَهُم وَ حُسنُ مَآبٍفبَلَغَنَيِ‌ أَنّ طُوبَي شَجَرَةٌ فِي


صفحه : 155

الجَنّةِ مَنَابِتُهُ فِي دَارِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَ هيِ‌َ لَهُ وَ لِشِيعَتِهِ وَ عَلَي تِلكَ الشّجَرَةِ أَسفَاطٌ فِيهَا حُلَلٌ مِن سُندُسٍ وَ إِستَبرَقٍ يَكُونُ لِلعَبدِ مِنهَا أَلفُ أَلفِ سَفَطٍ فِي كُلّ سَفَطٍ مِائَةُ أَلفِ حُلّةٍ لَيسَ مِنهَا حُلّةٌ إِلّا مُخَالِفَةً لِلَونِ الأُخرَي إِلّا أَنّ أَلوَانَهَا كُلّهَا خُضرٌ مِن سُندُسٍ وَ إِستَبرَقٍ فَهَذَا أَعلَي تِلكَ الشّجَرَةِ وَ وَسَطُهَا ظُلَلُهُم يَظَلّ عَلَيهِم يَسِيرُ الرّاكِبُ فِي ظِلّ تِلكَ الشّجَرَةِ مِائَةَ عَامٍ قَبلَ أَن يَقطَعَهَا وَ أَسفَلُهَا ثَمَرَتُهَا متُدَلَيّ‌[مُتَدَلّيَةٌ] عَلَي بُيُوتِهِم يَكُونُ مِنهَا القَضِيبُ مِثلَ القَصَبَةِ فِيهِ مِائَةُ لَونٍ مِنَ الفَوَاكِهِ مَا رَأَيتَ وَ لَم تَرَ وَ مَا سَمِعتَ وَ لَم تَسمَع متُدَلَيّ‌[مُتَدَلّيَةٌ] عَلَي بُيُوتِهِم كُلّمَا قَطَعُوا مِنهَا يَنبُتُ مَكَانَهَا يَقُولُ اللّهُ تَعَالَيلا مَقطُوعَةٍ وَ لا مَمنُوعَةٍ وَ تُدعَي تِلكَ الشّجَرَةُ طُوبَي وَ يَخرُجُ نَهَرٌ مِن أَصلِ تِلكَ الشّجَرَةِ فيَسَقيِ‌ جَنّةَ عَدنٍ وَ هيِ‌َ قَصرٌ مِن لُؤلُؤَةٍ وَاحِدَةٍ لَيسَ فِيهَا صَدعٌ وَ لَا وَصلٌ لَوِ اجتَمَعَ أَهلُ الإِسلَامِ كُلّهَا عَلَي ذَلِكَ القَصرِ لَهُم فِيهِ سَعَةٌ لَهَا أَلفُ أَلفِ بَابٍ وَ كُلّ بَابٍ مِصرَاعَانِ مِن زَبَرجَدٍ وَ يَاقُوتٍ اثنَا عَشَرَ مِيلًا لَا يَدخُلُهَا إِلّا نبَيِ‌ّ أَو صِدّيقٌ أَو شَهِيدٌ أَو مُتَحَابّ فِي اللّهِ أَو ضَعِيفٌ مِنَ المُؤمِنِينَ تِلكَ مَنَازِلُهُم وَ هيِ‌َ جَنّةُ عَدنٍ

93-كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن أَبِي جَمِيلَةَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع قَالَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي يَا عبِاَديِ‌َ الصّدّيقِينَ تَنَعّمُوا بعِبِاَدتَيِ‌ فِي الدّنيَا فَإِنّكُم تَتَنَعّمُونَ بِهَا فِي الآخِرَةِ

بيان قوله فإنكم تتنعمون بها أي بسببها أوبثوابها أوبأصل العبادة فإن الصديقين يلتذون بعبادة ربهم أكثر من جميع اللذات والمشتهيات بل لايلتذون بشي‌ء إلا بهافهم في الجنة يعبدون الله ويذكرونه لا علي وجه التكليف بل لالتذاذهم وتنعمهم بها و هذا هوالأظهر

94-كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن دَاوُدَ العجِليِ‌ّ مَولَي


صفحه : 156

أَبِي المِعزَي قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ ثَلَاثٌ أُعطِينَ سَمعَ الخَلَائِقِ الجَنّةُ وَ النّارُ وَ الحُورُ العِينُ فَإِذَا صَلّي العَبدُ وَ قَالَ أللّهُمّ أعَتقِنيِ‌ مِنَ النّارِ وَ أدَخلِنيِ‌ الجَنّةَ وَ زوَجّنيِ‌ مِنَ الحُورِ العِينِ قَالَتِ النّارُ يَا رَبّ إِنّ عَبدَكَ قَد سَأَلَكَ أَن تُعتِقَهُ منِيّ‌ فَأَعتِقهُ وَ قَالَتِ الجَنّةُ يَا رَبّ إِنّ عَبدَكَ قَد سَأَلَكَ إيِاّي‌َ فَأَسكِنهُ وَ قَالَتِ الحُورُ العِينُ يَا رَبّ إِنّ عَبدَكَ قَد خَطَبَنَا إِلَيكَ فَزَوّجهُ مِنّا فَإِن هُوَ انصَرَفَ مِن صَلَاتِهِ وَ لَم يَسأَل مِنَ اللّهِ شَيئاً مِن هَذَا قُلنَ الحُورُ العِينُ إِنّ هَذَا العَبدَ فِينَا لَزَاهِدٌ وَ قَالَتِ الجَنّةُ إِنّ هَذَا العَبدَ فِيّ لَزَاهِدٌ وَ قَالَتِ النّارُ إِنّ هَذَا العَبدَ فِيّ لَجَاهِلٌ

95-كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن زَكَرِيّا المُؤمِنِ عَن دَاوُدَ بنِ فَرقَدٍ أَو قُتَيبَةَ الأَعشَي عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ أَصحَابُ رَسُولِ اللّهِص يَا رَسُولَ اللّهِ فِدَاكَ آبَاؤُنَا وَ أُمّهَاتُنَا إِنّ أَصحَابَ المَعرُوفِ فِي الدّنيَا عُرِفُوا بِمَعرُوفِهِم فَبِمَ يُعرَفُونَ فِي الآخِرَةِ فَقَالَ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي إِذَا أَدخَلَ أَهلَ الجَنّةِ الجَنّةَ أَمَرَ رِيحاً عَبِقَةً طَيّبَةً فَلَزِقَت بِأَهلِ المَعرُوفِ فَلَا يَمُرّ أَحَدٌ مِنهُم بِمَلَإٍ مِن أَهلِ الجَنّةِ إِلّا وَجَدُوا رِيحَهُ فَقَالُوا هَذَا مِن أَهلِ المَعرُوفِ

بيان عبق به الطيب كفرح لزق به

96-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن مَنصُورِ بنِ يُونُسَ عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ لِلجَنّةِ بَاباً يُقَالُ لَهُ المَعرُوفُ لَا يَدخُلُهُ إِلّا أَهلُ المَعرُوفِ وَ أَهلُ المَعرُوفِ فِي الدّنيَا هُم أَهلُ المَعرُوفِ فِي الآخِرَةِ

97-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن صَالِحِ بنِ عُقبَةَ عَنِ المُفَضّلِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ المُؤمِنَ لَيُتحِفُ أَخَاهُ التّحفَةَ قُلتُ وَ أَيّ شَيءٍ التّحفَةُ قَالَ مِن مَجلِسٍ وَ مُتّكَإٍ وَ طَعَامٍ وَ كِسوَةٍ وَ سَلَامٍ فَتَطَاوَلُ الجَنّةُ مُكَافَاةً لَهُ وَ يوُحيِ‌ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَيهَا أنَيّ‌ قَد حَرّمتُ طَعَامَكِ عَلَي أَهلِ الدّنيَا إِلّا عَلَي نبَيِ‌ّ أَو وصَيِ‌ّ نبَيِ‌ّ فَإِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ أَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَيهَا أَن كاَفئِيِ‌ أوَليِاَئيِ‌ بِتُحَفِهِم فَتَخرُجُ مِنهَا وُصَفَاءُ وَ وَصَائِفُ مَعَهُم أَطبَاقٌ مُغَطّاةٌ بِمَنَادِيلَ مِن لُؤلُؤٍ فَإِذَا نَظَرُوا إِلَي جَهَنّمَ وَ هَولِهَا وَ إِلَي الجَنّةِ وَ مَا فِيهَا طَارَت عُقُولُهُم وَ امتَنَعُوا أَن يَأكُلُوا


صفحه : 157

فيَنُاَديِ‌ مُنَادٍ مِن تَحتِ العَرشِ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ قَد حَرّمَ جَهَنّمَ عَلَي مَن أَكَلَ مِن طَعَامِ جَنّتِهِ فَيَمُدّ القَومُ أَيدِيَهُم فَيَأكُلُونَ

98-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسحَاقَ المدَنَيِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص سُئِلَ عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّيَومَ نَحشُرُ المُتّقِينَ إِلَي الرّحمنِ وَفداً فَقَالَ يَا عَلِيّ إِنّ الوَفدَ لَا يَكُونُونَ إِلّا رُكبَاناً أُولَئِكَ رِجَالٌ اتّقَوُا اللّهَ فَأَحَبّهُمُ اللّهُ عَزّ ذِكرُهُ وَ اختَصّهُم وَ رضَيِ‌َ أَعمَالَهُم فَسَمّاهُمُ المُتّقِينَ ثُمّ قَالَ لَهُ يَا عَلِيّ أَمَا وَ ألّذِي فَلَقَ الحَبّةَ وَ بَرَأَ النّسَمَةَ إِنّهُم لَيَخرُجُونَ مِن قُبُورِهِم وَ إِنّ المَلَائِكَةَ لَتَستَقبِلُهُم بِنُوقٍ مِن نُوقِ العِزّ عَلَيهَا رَحَائِلُ الذّهَبِ مُكَلّلَةً بِالدّرّ وَ اليَاقُوتِ وَ جَلَائِلُهَا الإِستَبرَقُ وَ السّندُسُ وَ خُطُمُهَا جُدُلُ الأُرجُوَانِ تَطِيرُ بِهِم إِلَي المَحشَرِ مَعَ كُلّ رَجُلٍ مِنهُم أَلفُ مَلَكٍ مِن قُدّامِهِ وَ عَن يَمِينِهِ وَ عَن شِمَالِهِ يَزُفّونَهُم زَفّاً حَتّي يَنتَهُوا بِهِم إِلَي بَابِ الجَنّةِ الأَعظَمِ وَ عَلَي بَابِ الجَنّةِ شَجَرَةٌ إِنّ الوَرَقَةَ مِنهَا لَيَستَظِلّ تَحتَهَا أَلفُ رَجُلٍ مِنَ النّاسِ وَ عَن يَمِينِ الشّجَرَةِ عَينٌ مُطَهّرَةٌ مُزَكّيَةٌ قَالَ فَيُسقَونَ مِنهَا شَربَةً شَربَةً فَيُطَهّرُ اللّهُ بِهَا قُلُوبَهُم مِنَ الحَسَدِ وَ يُسقِطُ عَن أَبشَارِهِمُ الشّعرَ وَ ذَلِكَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ سَقاهُم رَبّهُم شَراباً طَهُوراً مِن تِلكَ العَينِ المُطَهّرَةِ قَالَ ثُمّ يَنصَرِفُونَ إِلَي عَينٍ أُخرَي عَن يَسَارِ الشّجَرَةِ فَيَغتَسِلُونَ فِيهَا وَ هيِ‌َ عَينُ الحَيَاةِ فَلَا يَمُوتُونَ أَبَداً قَالَ ثُمّ يُوقَفُ بِهِم قُدّامَ العَرشِ وَ قَد سَلِمُوا مِنَ الآفَاتِ وَ الأَسقَامِ وَ الحَرّ وَ البَردِ أَبَداً قَالَ فَيَقُولُ الجَبّارُ جَلّ ذِكرُهُ لِلمَلَائِكَةِ الّذِينَ مَعَهُم احشُرُوا أوَليِاَئيِ‌ إِلَي الجَنّةِ وَ لَا تُوقِفُوهُم مَعَ الخَلَائِقِ فَقَد سَبَقَ رضِاَي‌َ عَنهُم وَ وَجَبَت رحَمتَيِ‌ لَهُم وَ كَيفَ أُرِيدُ أَن أُوقِفَهُم مَعَ أَصحَابِ الحَسَنَاتِ وَ السّيّئَاتِ قَالَ فَتَسُوقُهُمُ المَلَائِكَةُ إِلَي الجَنّةِ فَإِذَا انتَهَوا بِهِم إِلَي بَابِ الجَنّةِ الأَعظَمِ ضَرَبَ المَلَائِكَةُ الحَلقَةَ


صفحه : 158

ضَربَةً عَظِيمَةً تَصِرّ صَرِيراً[فَبَلَغَ]يَبلُغُ صَوتُ صَرِيرِهَا كُلّ حَورَاءَ أَعَدّهَا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لِأَولِيَائِهِ فِي الجِنَانِ فَيَتَبَاشَرُونَ بِهِم إِذَا سَمِعُوا صَرِيرَ الحَلقَةِ فَيَقُولُ بَعضُهُم[فَيَتَبَاشَرنَ بِهِم إِذَا سَمِعنَ صَرِيرَ الحَلقَةِ فَيَقُولُ بَعضُهُنّ]لِبَعضٍ قَد جَاءَنَا أَولِيَاءُ اللّهِ فَيُفتَحُ لَهُمُ البَابُ فَيَدخُلُونَ الجَنّةَ وَ تُشرِفُ عَلَيهِم أَزوَاجُهُم مِنَ الحُورِ العِينِ وَ الآدَمِيّينَ فَيَقُلنَ مَرحَباً بِكُم فَمَا كَانَ أَشَدّ شَوقَنَا إِلَيكُم وَ يَقُولُ لَهُنّ أَولِيَاءُ اللّهِ مِثلَ ذَلِكَ فَقَالَ عَلِيّ ع يَا رَسُولَ اللّهِ أَخبِرنَا عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّغُرَفٌ مِن فَوقِها غُرَفٌ مَبنِيّةٌبِمَا ذَا بُنِيَت يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ يَا عَلِيّ تِلكَ غُرَفٌ بَنَاهَا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لِأَولِيَائِهِ بِالدّرّ وَ اليَاقُوتِ وَ الزّبَرجَدِ سُقُوفُهَا الذّهَبُ مَحبُوكَةً بِالفِضّةِ لِكُلّ غُرفَةٍ مِنهَا أَلفُ بَابٍ مِنَ الذّهَبِ عَلَي كُلّ بَابٍ مِنهَا مَلَكٌ مُوَكّلٌ بِهِ فِيهَا فُرُشٌ مَرفُوعَةٌ بَعضُهَا فَوقَ بَعضٍ مِنَ الحَرِيرِ وَ الدّيبَاجِ بِأَلوَانٍ مُختَلِفَةٍ وَ حَشوُهَا المِسكُ وَ الكَافُورُ وَ العَنبَرُ وَ ذَلِكَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ فُرُشٍ مَرفُوعَةٍ إِذَا أُدخِلَ المُؤمِنُ إِلَي مَنَازِلِهِ فِي الجَنّةِ وَ وُضِعَ عَلَي رَأسِهِ تَاجُ المُلكِ وَ الكَرَامَةِ أُلبِسَ حُلَلَ الذّهَبِ وَ الفِضّةِ وَ اليَاقُوتِ وَ الدّرّ مَنظُومٌ[المَنظُومِ مَنظُوماً] فِي الإِكلِيلِ تَحتَ التّاجِ قَالَ وَ أُلبِسَ سَبعِينَ حُلّةَ حَرِيرٍ بِأَلوَانٍ مُختَلِفَةٍ وَ ضُرُوبٍ مُختَلِفَةٍ مَنسُوجَةً بِالذّهَبِ وَ الفِضّةِ وَ اللّؤلُؤِ وَ اليَاقُوتِ الأَحمَرِ فَذَلِكَ قَولُهُ عَزّ وَ جَلّيُحَلّونَ فِيها مِن أَساوِرَ مِن ذَهَبٍ وَ لُؤلُؤاً وَ لِباسُهُم فِيها حَرِيرٌ فَإِذَا جَلَسَ المُؤمِنُ عَلَي سَرِيرِهِ اهتَزّ سَرِيرُهُ فَرَحاً فَإِذَا استَقَرّ بوِلَيِ‌ّ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ مَنَازِلُهُ فِي الجِنَانِ استَأذَنَ عَلَيهِ المَلَكُ المُوَكّلُ بِجِنَانِهِ لِيُهَنّئَهُ بِكَرَامَةِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ إِيّاهُ فَيَقُولُ لَهُ خُدّامُ المُؤمِنِ مِنَ الوُصَفَاءِ وَ الوَصَائِفِ مَكَانَكَ فَإِنّ ولَيِ‌ّ اللّهِ قَدِ اتّكَأَ عَلَي أَرِيكَتِهِ وَ زَوجَتُهُ الحَورَاءُ تَهَيّأُ لَهُ فَاصبِر لوِلَيِ‌ّ اللّهِ قَالَ فَتَخرُجُ عَلَيهِ زَوجَتُهُ الحَورَاءُ مِن خَيمَةٍ لَهَا تمَشيِ‌ مُقبِلَةً وَ حَولَهَا وَصَائِفُهَا وَ عَلَيهَا سَبعُونَ حُلّةً مَنسُوجَةً بِاليَاقُوتِ وَ اللّؤلُؤِ وَ الزّبَرجَدِ مِن مِسكٍ وَ عَنبَرٍ وَ عَلَي رَأسِهَا تَاجُ الكَرَامَةِ وَ عَلَيهَا نَعلَانِ مِن


صفحه : 159

ذَهَبٍ مُكَلّلَتَانِ بِاليَاقُوتِ وَ اللّؤلُؤِ شِرَاكُهُمَا يَاقُوتٌ أَحمَرُ فَإِذَا دَنَت مِن ولَيِ‌ّ اللّهِ فَهَمّ أَن يَقُومَ إِلَيهَا شَوقاً فَتَقُولُ لَهُ يَا ولَيِ‌ّ اللّهِ لَيسَ هَذَا يَومَ تَعَبٍ وَ لَا نَصَبٍ فَلَا تَقُم أَنَا لَكَ وَ أَنتَ لِي فَيَعتَنِقَانِ مِقدَارَ خَمسِمِائَةِ عَامٍ مِن أَعوَامِ الدّنيَا لَا يُمِلّهَا وَ لَا تُمِلّهُ قَالَ فَإِذَا فَتَرَ بَعضَ الفُتُورِ مِن غَيرِ مَلَالَةٍ نَظَرَ إِلَي عُنُقِهَا فَإِذَا عَلَيهَا قَلَائِدُ مِن قَصَبٍ مِن يَاقُوتٍ أَحمَرَ وَسَطُهَا لَوحٌ صَفحَتُهُ دُرّةٌ مَكتُوبٌ فِيهَا أَنتَ يَا ولَيِ‌ّ اللّهِ حبَيِبيِ‌ وَ أَنَا الحَورَاءُ حَبِيبَتُكَ إِلَيكَ تَنَاهَت نفَسيِ‌ وَ إلِيَ‌ّ تَنَاهَت نَفسُكَ ثُمّ يَبعَثُ اللّهُ إِلَيهِ أَلفَ مَلَكٍ يُهَنّئُونَهُ بِالجَنّةِ وَ يُزَوّجُونَهُ بِالحَورَاءِ قَالَ فَيَنتَهُونَ إِلَي أَوّلِ بَابٍ مِن جِنَانِهِ فَيَقُولُونَ لِلمَلَكِ المُوَكّلِ بِأَبوَابِ جِنَانِهِ استَأذِن لَنَا عَلَي ولَيِ‌ّ اللّهِ فَإِنّ اللّهَ بَعَثَنَا إِلَيهِ نُهَنّئُهُ فَيَقُولُ لَهُمُ المَلَكُ حَتّي أَقُولَ لِلحَاجِبِ فَيُعلِمَهُ مَكَانَكُم قَالَ فَيَدخُلُ المَلَكُ إِلَي الحَاجِبِ وَ بَينَهُ وَ بَينَ الحَاجِبِ ثَلَاثُ جِنَانٍ حَتّي ينَتهَيِ‌َ إِلَي أَوّلِ بَابٍ فَيَقُولَ لِلحَاجِبِ إِنّ عَلَي بَابِ العَرصَةِ أَلفَ مَلَكٍ أَرسَلَهُم رَبّ العَالَمِينَ لِيُهَنّئُوا ولَيِ‌ّ اللّهِ وَ قَد سأَلَوُنيِ‌ أَن آذَنَ لَهُم عَلَيهِ فَيَقُولُ الحَاجِبُ إِنّهُ لَيَعظُمُ عَلَيّ أَن أَستَأذِنَ لِأَحَدٍ عَلَي ولَيِ‌ّ اللّهِ وَ هُوَ مَعَ زَوجَتِهِ الحَورَاءِ قَالَ وَ بَينَ الحَاجِبِ وَ بَينَ ولَيِ‌ّ اللّهِ جَنّتَانِ قَالَ فَيَدخُلُ الحَاجِبُ إِلَي القَيّمِ فَيَقُولُ لَهُ إِنّ عَلَي بَابِ العَرصَةِ أَلفَ مَلَكٍ أَرسَلَهُم رَبّ العِزّةِ يُهَنّئُونَ ولَيِ‌ّ اللّهِ فَاستَأذِن فَيَتَقَدّمُ القَيّمُ إِلَي الخُدّامِ فَيَقُولُ لَهُم إِنّ رُسُلَ الجَبّارِ عَلَي بَابِ العَرصَةِ وَ هُم أَلفُ مَلَكٍ أَرسَلَهُمُ اللّهُ يُهَنّئُونَ ولَيِ‌ّ اللّهِ فَأَعلِمُوهُ بِمَكَانِهِم قَالَ فَيُعلِمُونَهُ فَيُؤذَنُ لِلمَلَائِكَةِ فَيَدخُلُونَ عَلَي ولَيِ‌ّ اللّهِ وَ هُوَ فِي الغُرفَةِ وَ لَهَا أَلفُ بَابٍ وَ عَلَي كُلّ بَابٍ مِن أَبوَابِهَا مَلَكٌ مُوَكّلٌ بِهِ فَإِذَا أُذِنَ لِلمَلَائِكَةِ بِالدّخُولِ عَلَي ولَيِ‌ّ اللّهِ فَتَحَ كُلّ مَلَكٍ بَابَهُ المُوَكّلَ بِهِ قَالَ فَيُدخِلُ القَيّمُ كُلّ مَلَكٍ مِن بَابٍ مِن أَبوَابِ الغُرفَةِ قَالَ فَيُبَلّغُونَهُ رِسَالَةَ الجَبّارِ جَلّ وَ عَزّ وَ ذَلِكَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ المَلائِكَةُ يَدخُلُونَ عَلَيهِم مِن كُلّ بابٍ مِن أَبوَابِ الغُرفَةِسَلامٌ عَلَيكُم إِلَي آخِرِ الآيَةِ


صفحه : 160

قَالَ وَ ذَلِكَ قَولُهُ عَزّ وَ جَلّوَ إِذا رَأَيتَ ثَمّ رَأَيتَ نَعِيماً وَ مُلكاً كَبِيراًيعَنيِ‌ بِذَلِكَ ولَيِ‌ّ اللّهِ وَ مَا هُوَ فِيهِ مِنَ الكَرَامَةِ وَ النّعِيمِ وَ المُلكِ العَظِيمِ الكَبِيرِ إِنّ المَلَائِكَةَ مِن رُسُلِ اللّهِ عَزّ ذِكرُهُ يَستَأذِنُونَ عَلَيهِ فَلَا يَدخُلُونَ عَلَيهِ إِلّا بِإِذنِهِ فَذَلِكَ المُلكُ العَظِيمُ الكَبِيرُ قَالَ وَ الأَنهَارُ تجَريِ‌ مِن تَحتِ مَسَاكِنِهِم وَ ذَلِكَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّتجَريِ‌ مِن تَحتِهِمُ الأَنهارُ وَ الثّمَارُ دَانِيَةٌ مِنهُم وَ هُوَ قَولُهُ عَزّ وَ جَلّوَ دانِيَةً عَلَيهِم ظِلالُها وَ ذُلّلَت قُطُوفُها تَذلِيلًا مِن قُربِهَا مِنهُم يَتَنَاوَلُ المُؤمِنُ مِنَ النّوعِ ألّذِي يَشتَهِيهِ مِنَ الثّمَارِ بِفِيهِ وَ هُوَ مُتّكِئٌ وَ إِنّ الأَنوَاعَ مِنَ الفَاكِهَةِ لَيَقُلنَ لوِلَيِ‌ّ اللّهِ يَا ولَيِ‌ّ اللّهِ كلُنيِ‌ قَبلَ أَن تَأكُلَ هَذَا قبَليِ‌ قَالَ وَ لَيسَ مِن مُؤمِنٍ فِي الجَنّةِ إِلّا وَ لَهُ جِنَانٌ كَثِيرَةٌمَعرُوشاتٍ وَ غَيرَ مَعرُوشاتٍوَ أَنهارٌ مِن خَمرٍ وَأَنهارٌ مِن ماءٍوَ أَنهارٌ مِن لَبَنٍوَ أَنهارٌ مِن عَسَلٍ فَإِذَا دَعَا ولَيِ‌ّ اللّهِ بِغِذَائِهِ أتُيِ‌َ بِمَا تشَتهَيِ‌ نَفسُهُ عِندَ طَلَبِهِ الغِذَاءَ مِن غَيرِ أَن يسُمَيّ‌َ شَهوَتَهُ قَالَ ثُمّ يَتَخَلّي مَعَ إِخوَانِهِ وَ يَزُورُ بَعضُهُم بَعضاً وَ يَتَنَعّمُونَ فِي جَنّاتٍ فِيظِلّ مَمدُودٍ فِي مِثلِ مَا بَينَ طُلُوعِ الفَجرِ إِلَي طُلُوعِ الشّمسِ وَ أَطيَبَ مِن ذَلِكَ لِكُلّ مُؤمِنٍ سَبعُونَ زَوجَةً حَورَاءَ وَ أَربَعُ نِسوَةٍ مِنَ الآدَمِيّينَ وَ المُؤمِنُ سَاعَةً مَعَ الحَورَاءِ وَ سَاعَةً مَعَ الآدَمِيّةِ وَ سَاعَةً يَخلُو بِنَفسِهِ عَلَي الأَرَائِكِ مُتّكِئاً يَنظُرُ بَعضُ المُؤمِنِينَ إِلَي بَعضٍ وَ إِنّ المُؤمِنَ لَيَغشَاهُ شُعَاعُ نُورٍ وَ هُوَ عَلَي أَرِيكَتِهِ وَ يَقُولُ لِخُدّامِهِ مَا هَذَا الشّعَاعُ اللّامِعُ لَعَلّ الجَبّارَ لحَظَنَيِ‌ فَيَقُولُ لَهُ خُدّامُهُ قُدّوسٌ قُدّوسٌ جَلّ جَلَالُهُ بَل هَذِهِ حَورَاءُ مِن نِسَائِكَ مِمّن لَم تَدخُل بِهَا بَعدُ أَشرَفَت عَلَيكَ مِن خَيمَتِهَا شَوقاً إِلَيكَ وَ قَد تَعَرّضَت لَكَ وَ أَحَبّت لِقَاءَكَ فَلَمّا أَن رَأَتكَ مُتّكِئاً عَلَي سَرِيرِكَ تَبَسّمَت نَحوَكَ شَوقاً إِلَيكَ فَالشّعَاعُ ألّذِي رَأَيتَ وَ النّورُ ألّذِي غَشِيَكَ هُوَ مِن بَيَاضِ ثَغرِهَا وَ صَفَائِهِ وَ نَقَائِهِ وَ رِقّتِهِ فَيَقُولُ ولَيِ‌ّ اللّهِ ائذَنُوا لَهَا فَتَنزِلَ إلِيَ‌ّ فَيَبتَدِرُ إِلَيهَا أَلفُ وَصِيفٍ وَ أَلفُ وَصِيفَةٍ يُبَشّرُونَهَا بِذَلِكَ فَتَنزِلُ إِلَيهِ مِن خَيمَتِهَا وَ عَلَيهَا سَبعُونَ حُلّةً مَنسُوجَةً بِالذّهَبِ وَ الفِضّةِ مُكَلّلَةً بِالدّرّ وَ اليَاقُوتِ وَ الزّبَرجَدِ صِبغُهُنّ المِسكُ وَ العَنبَرُ بِأَلوَانٍ مُختَلِفَةٍ يُرَي مُخّ سَاقِهَا مِن وَرَاءِ سَبعِينَ


صفحه : 161

حُلّةً طُولُهَا سَبعُونَ ذِرَاعاً وَ عَرضُ مَا بَينَ مَنكِبَيهَا عَشَرَةُ أَذرُعٍ فَإِذَا دَنَت مِن ولَيِ‌ّ اللّهِ أَقبَلَ الخُدّامُ بِصِحَافِ الذّهَبِ وَ الفِضّةِ فِيهَا الدّرّ وَ اليَاقُوتُ وَ الزّبَرجَدُ فَيَنثُرُونَهَا عَلَيهَا ثُمّ يُعَانِقُهَا وَ تُعَانِقُهُ فَلَا تَمَلّ وَ لَا يَمَلّ قَالَ ثُمّ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع أَمّا الجِنَانُ المَذكُورَةُ فِي الكِتَابِ فَإِنّهُنّ جَنّةُ عَدنٍ وَ جَنّةُ الفِردَوسِ وَ جَنّةُ نَعِيمٍ وَ جَنّةُ المَأوَي قَالَ وَ إِنّ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ جِنَاناً مَحفُوفَةً بِهَذِهِ الجِنَانِ وَ إِنّ المُؤمِنَ لَيَكُونُ لَهُ مِنَ الجِنَانِ مَا أَحَبّ وَ اشتَهَي يَتَنَعّمُ فِيهِنّ كَيفَ يَشَاءُ وَ إِذَا أَرَادَ المُؤمِنُ شَيئاً إِنّمَا دَعوَاهُ إِذَا أَرَادَ أَن يَقُولَ سُبحَانَكَ أللّهُمّ فَإِذَا قَالَهَا تَبَادَرَت إِلَيهِ الخُدّامُ بِمَا اشتَهَي مِن غَيرِ أَن يَكُونَ طَلَبَهُ مِنهُم أَو أَمَرَ بِهِ وَ ذَلِكَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّدَعواهُم فِيها سُبحانَكَ أللّهُمّ وَ تَحِيّتُهُم فِيها سَلامٌيعَنيِ‌ الخُدّامَ قَالَوَ آخِرُ دَعواهُم أَنِ الحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَيعَنيِ‌ بِذَلِكَ عِندَ مَا يَقضُونَ مِن لَذّاتِهِم مِنَ الجِمَاعِ وَ الطّعَامِ وَ الشّرَابِ يَحمَدُونَ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ عِندَ فَرَاغِهِم وَ أَمّا قَولُهُأُولئِكَ لَهُم رِزقٌ مَعلُومٌ قَالَ يَعلَمُهُ الخُدّامُ فَيَأتُونَ بِهِ أَولِيَاءَ اللّهِ قَبلَ أَن يَسأَلُوهُم إِيّاهُ وَ أَمّا قَولُهُ عَزّ وَ جَلّفَواكِهُ وَ هُم مُكرَمُونَ قَالَ فَإِنّهُم لَا يَشتَهُونَ شَيئاً فِي الجَنّةِ إِلّا أُكرِمُوا بِهِ

99-كا،[الكافي‌] الحُسَينُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ المُعَلّي عَن مُحَمّدِ بنِ جُمهُورٍ عَن شَاذَانَ عَن أَبِي الحَسَنِ مُوسَي ع قَالَ قَالَ لِي أَبِي إِنّ فِي الجَنّةِ نَهَراً يُقَالُ لَهُ جَعفَرٌ عَلَي شَاطِئِهِ الأَيمَنِ دُرّةٌ بَيضَاءُ فِيهَا أَلفُ قَصرٍ فِي كُلّ قَصرٍ أَلفُ قَصرٍ لِمُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍص وَ عَلَي شَاطِئِهِ الأَيسَرِ دُرّةٌ صَفرَاءُ فِيهَا أَلفُ قَصرٍ فِي كُلّ قَصرٍ أَلفُ قَصرٍ لِإِبرَاهِيمَ وَ آلِ اِبرَاهِيمَ ع

100-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن أَبِي أَيّوبَ عَنِ الحلَبَيِ‌ّ قَالَسَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّفِيهِنّ خَيراتٌ حِسانٌ قَالَ هُنّ صَوَالِحُ المُؤمِنَاتِ العَارِفَاتِ قَالَ قُلتُحُورٌ مَقصُوراتٌ فِي الخِيامِ قَالَ الحُورُ هُنّ البِيضُ


صفحه : 162

المَضمُومَاتُ المُخَدّرَاتُ فِي خِيَامِ الدّرّ وَ اليَاقُوتِ وَ المَرجَانِ لِكُلّ خَيمَةٍ أَربَعَةُ أَبوَابٍ عَلَي كُلّ بَابٍ سَبعُونَ كَاعِباً حُجّاباً لَهُنّ وَ يَأتِيهِنّ فِي كُلّ يَومٍ كَرَامَةٌ مِنَ اللّهِ عَزّ ذِكرُهُ لِيُبَشّرَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِهِنّ المُؤمِنِينَ

بيان المضمومات أي المصونات المستورات و في بعض النسخ المضمرات ولعله استعير من تضمير الفرس و هو أن تعلفه حتي يسمن ثم ترده إلي القوت أوكناية عن دقة أوساطهن كمايحمد الفرس الضامر البطن

101-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ يَزِيدَ النوّفلَيِ‌ّ عَنِ الحُسَينِ بنِ أَعيَنَ أخَيِ‌ مَالِكِ بنِ أَعيَنَ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن قَولِ الرّجُلِ لِلرّجُلِ جَزَاكَ اللّهُ خَيراً مَا يعَنيِ‌ بِهِ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّ خَيراً نَهَرٌ فِي الجَنّةِ مَخرَجُهُ مِنَ الكَوثَرِ وَ الكَوثَرُ مَخرَجُهُ مِن سَاقِ العَرشِ عَلَيهِ مَنَازِلُ الأَوصِيَاءِ وَ شِيعَتِهِم عَلَي حاَفتَيَ‌ ذَلِكَ النّهَرِ جوَاَريِ‌ نَابِتَاتٌ كُلّمَا قُلِعَت وَاحِدَةٌ نَبَتَت أُخرَي سمُيّ‌َ بِذَلِكَ النّهَرُ وَ ذَلِكَ قَولُهُفِيهِنّ خَيراتٌ حِسانٌ وَ إِذَا قَالَ الرّجُلُ لِصَاحِبِهِ جَزَاكَ اللّهُ خَيراً فَإِنّمَا يعَنيِ‌ بِذَلِكَ تِلكَ المَنَازِلَ التّيِ‌ أَعَدّهَا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لِصَفوَتِهِ وَ خِيَرَتِهِ مِن خَلقِهِ

102- وَ عَنهُ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ عُثمَانَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ فِي الجَنّةِ نَهَراً حَافَتَاهُ حُورٌ نَابِتَاتٌ فَإِذَا مَرّ المُؤمِنُ بِإِحدَاهُنّ فَأَعجَبَتهُ اقتَلَعَهَا فَأَنبَتَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مَكَانَهَا

103-نهج ،[نهج البلاغة] قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فِي صِفَةِ الجَنّةِ دَرَجَاتٌ مُتَفَاضِلَاتٌ وَ مَنَازِلُ مُتَفَاوِتَاتٌ لَا يَنقَطِعُ نَعِيمُهَا وَ لَا يَضعَنُ مُقِيمُهَا وَ لَا يَهرَمُ خَالِدُهَا وَ لَا يَيأَسُ سَاكِنُهَا

104-نبه ،[تنبيه الخاطر]نهج ،[نهج البلاغة] قَالَ ع فَلَو رَمَيتَ بِبَصَرِ قَلبِكَ نَحوَ مَا يُوصَفُ لَكَ مِنهَا لَعَزَفَت نَفسُكَ عَن بَدَائِعِ مَا أُخرِجَ إِلَي الدّنيَا مِن شَهَوَاتِهَا وَ لَذّاتِهَا وَ زَخَارِفِ مَنَاظِرِهَا وَ لَذَهِلَت بِالفِكرِ فِي اصطِفَاقِ أَشجَارٍ غُيّبَت عُرُوقُهَا فِي كُثبَانِ المِسكِ عَلَي سَوَاحِلِ أَنهَارِهَا وَ فِي


صفحه : 163

تَعلِيقِ كَبَائِسِ اللّؤلُؤِ الرّطبِ فِي عَسَالِيجِهَا وَ أَفنَانِهَا وَ طُلُوعُ تِلكَ الثّمَارِ مُختَلِفَةٌ فِي غُلُفِ أَكمَامِهَا تُجنَي مِن غَيرِ تَكَلّفٍ فتَأَتيِ‌ عَلَي مُنيَةِ مُجتَنِيهَا وَ يُطَافُ عَلَي نُزّالِهَا فِي أَفنِيَةِ قُصُورِهَا بِالأَعسَالِ المُصَفّقَةِ وَ الخُمُورِ المُرَوّقَةِ قَومٌ لَم تَزَلِ الكَرَامَةُ تَتَمَادَي بِهِم حَتّي حَلّوا دَارَ القَرَارِ وَ أَمِنُوا نُقلَةَ الأَسفَارِ فَلَو شَغَلتَ قَلبَكَ أَيّهَا المُستَمِعُ بِالوُصُولِ إِلَي مَا يَهجُمُ عَلَيكَ مِن تِلكَ المَنَاظِرِ المُونِقَةِ لَزَهِقَت نَفسُكَ شَوقاً إِلَيهَا وَ لَتَحَمّلتَ مِن مجَلسِيِ‌ هَذَا إِلَي مُجَاوَرَةِ أَهلِ القُبُورِ استِعجَالًا بِهَا جَعَلَنَا اللّهُ وَ إِيّاكُم مِمّن سَعَي بِقَلبِهِ إِلَي مَنَازِلِ الأَبرَارِ بِرَحمَتِهِ

بيان لعزفت أي زهدت والزخرف الذهب و كل مموه والاصطفاق الاضطراب ويروي اصطفاف أشجار أي انتظامها صفا والكبائس جمع كباسة وهي‌ العذق التام بشماريخه ورطبه والعساليج الأغصان وكذا الأفنان قوله ع فتأتي‌ علي منية مجتنيها أي لايترك له منية أصلا و قال الفيروزآبادي‌ التصفيق تحويل الشراب من إناء إلي إناء ممزوجا ليصفو و قال الرواق الصافي‌ من الماء وغيره والمعجب ويقال زهقت نفسه أي مات

105-نهج ،[نهج البلاغة] قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ اعلَمُوا أَنّ مَن يَتّقِ اللّهَ يَجعَل لَهُ مَخرَجاً مِنَ الفِتَنِ وَ نُوراً مِنَ الظّلَمِ وَ يُخَلّدهُ فِيمَا اشتَهَت نَفسُهُ وَ يَنزِلهُ مَنزِلَ الكَرَامَةِ عِندَهُ فِي دَارٍ اصطَنَعَهَا لِنَفسِهِ ظِلّهَا عَرشُهُ وَ نُورُهَا بَهجَتُهُ وَ زُوّارُهَا مَلَائِكَتُهُ وَ رُفَقَاؤُهَا رُسُلُهُ ثُمّ قَالَ ع فَبَادِرُوا بِأَعمَالِكُم تَكُونُوا مَعَ جِيرَانِ اللّهِ رَافَقَ بِهِم رُسُلَهُ وَ أَزَارَهُم مَلَائِكَتَهُ وَ أَكرَمَ أَسمَاعَهُم عَن أَن تَسمَعَ حَسِيسَ نَارٍ أَبَداً وَ صَانَ أَجسَادَهُم أَن تَلقَي لُغُوباً وَ نَصَباً ذَلِكَ فَضلُ اللّهِ يُؤتِيهِ مَن يَشَاءُ وَ اللّهُ ذُو الفَضلِ العَظِيمِ

106-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَالَص قَالَ النّبِيّص عِندَ حَنِينِ الجِذعِ بِمُفَارَقَتِهِص وَ صُعُودِهِ المِنبَرَ وَ ألّذِي بعَثَنَيِ‌ بِالحَقّ نَبِيّاً إِنّ حَنِينَ خُزّانِ الجِنَانِ وَ حُورِهَا وَ قُصُورِهَا


صفحه : 164

إِلَي مَن يوُاَليِ‌ مُحَمّداً وَ عَلِيّاً وَ آلَهُمَا الطّيّبِينَ وَ يَبرَأُ مِن أَعدَائِهِمَا لَأَشَدّ مِن حَنِينِ هَذَا الجِذعِ إِلَي رَسُولِ اللّهِص وَ إِنّ ألّذِي يُسَكّنُ حَنِينَهُم وَ أَنِينَهُم مَا يَرِدُ عَلَيهِم مِن صَلَاةِ أَحَدِكُم مَعَاشِرَ شِيعَتِنَا عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ الطّيّبِينَ أَو صَلَاةِ نَافِلَةٍ أَو صَومٍ أَو صَدَقَةٍ وَ إِنّ مِن عَظِيمِ مَا يُسَكّنُ حَنِينَهُم إِلَي شِيعَةِ مُحَمّدٍ وَ عَلِيّ مَا يَتّصِلُ بِهِم مِن إِحسَانِهِم إِلَي إِخوَانِهِمُ المُؤمِنِينَ وَ مَعُونَتِهِم لَهُم عَلَي دَهرِهِم يَقُولُ أَهلُ الجِنَانِ بَعضُهُم لِبَعضٍ لَا تَستَعجِلُوا صَاحِبَكُم فَمَا يُبطِئُ عَنكُم إِلّا لِلزّيَادَةِ فِي الدّرَجَاتِ العَالِيَاتِ فِي هَذِهِ الجِنَانِ بِإِسدَاءِ المَعرُوفِ إِلَي إِخوَانِهِ المُؤمِنِينَ وَ أَعظَمُ مِن ذَلِكَ مِمّا يُسَكّنُ حَنِينَ سُكّانِ الجِنَانِ وَ حُورِهَا إِلَي شِيعَتِنَا مَا يَعرِفُهُمُ اللّهُ مِن صَبرِ شِيعَتِنَا عَلَي التّقِيّةِ فَحِينَئِذٍ تَقُولُ خُزّانُ الجِنَانِ وَ حُورُهَا لَنَصبِرَنّ عَلَي شَوقِنَا إِلَيهِم كَمَا يَصبِرُونَ عَلَي سَمَاعِ المَكرُوهِ فِي سَادَاتِهِم وَ أَئِمّتِهِم وَ كَمَا يَتَجَرّعُونَ الغَيظَ وَ يَسكُتُونَ عَن إِظهَارِ الحَقّ لِمَا يُشَاهِدُونَ مِن ظُلمِ مَن لَا يَقدِرُونَ عَلَي دَفعِ مَضَرّتِهِ فَعِندَ ذَلِكَ يُنَادِيهِم رَبّنَا عَزّ وَ جَلّ يَا سُكّانَ جنِاَنيِ‌ وَ يَا خُزّانَ رحَمتَيِ‌ مَا لِبُخلٍ أَخّرتُ عَنكُم أَزوَاجَكُم وَ سَادَاتِكُم وَ لَكِن لِيَستَكمِلُوا نَصِيبَهُم مِن كرَاَمتَيِ‌ بِمُوَاسَاتِهِم إِخوَانَهُمُ المُؤمِنِينَ وَ الأَخذِ بأِيَديِ‌ المَلهُوفِينَ وَ التّنفِيسِ عَنِ المَكرُوبِينَ وَ بِالصّبرِ عَلَي التّقِيّةِ مِنَ الفَاسِقِينَ الكَافِرِينَ حَتّي إِذَا استَكمَلُوا أَجزَلَ كرَاَماَتيِ‌ نَقَلتُهُم إِلَيكُم عَلَي أَسَرّ الأَحوَالِ وَ أَغبَطِهَا فَأَبشِرُوا فَعِندَ ذَلِكَ يَسكُنُ حَنِينُهُم وَ أَنِينُهُم

أقول سيأتي‌ تمامه في أبواب معجزات النبي ص

107-فس ،[تفسير القمي‌] الدّلِيلُ عَلَي أَنّ الجِنَانَ فِي السّمَاءِ قَولُهُ تَعَالَيلا تُفَتّحُ لَهُم أَبوابُ السّماءِ وَ لا يَدخُلُونَ الجَنّةَ وَ الدّلِيلُ عَلَي أَنّ النّارَ فِي الأَرضِ قَولُهُ تَعَالَي فِي سُورَةِ مَريَمَفَوَ رَبّكَ لَنَحشُرَنّهُم وَ الشّياطِينَ ثُمّ لَنُحضِرَنّهُم حَولَ جَهَنّمَ جِثِيّا وَ مَعنَي حَولَ جَهَنّمَ البَحرُ المُحِيطُ بِالدّنيَا يَتَحَوّلُ نِيرَاناً وَ هُوَ قَولُهُ تَعَالَيوَ إِذَا البِحارُ سُجّرَت وَ مَعنَي جِثِيّاً أَي عَلَي رُكَبِهِم ثُمّ قَالَ تَعَالَيوَ نَذَرُ الظّالِمِينَ فِيها جِثِيّايعَنيِ‌ فِي الأَرضِ إِذَا تَحَوّلَت نِيرَاناً


صفحه : 165

108-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَالَ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ إِذ أَخَذنا مِيثاقَكُم وَ رَفَعنا فَوقَكُمُ الطّورَ بَعدَ بَيَانِ أَمرِ اللّهِ فِي الكِتَابِ لبِنَيِ‌ إِسرَائِيلَ أَن يُقِرّوا بِمُحَمّدٍ وَ آلِهِ وَ عَدَمِ قَبُولِهِم وَ رَفعِ الجَبَلِ فَوقَهُم ثُمّ إِقرَارِ بَعضِهِم بِاللّسَانِ دُونَ القَلبِ قَالَ فَنَظَرَ القَومُ إِلَي الجَبَلِ وَ قَد صَارَ قِطعَتَينِ قِطعَةً مِنهُ صَارَت لُؤلُؤَةً بَيضَاءَ فَجَعَلَت تَصعَدُ وَ تَرقَي حَتّي خَرَقَتِ السّمَاوَاتِ وَ هُم يَنظُرُونَ إِلَيهَا إِلَي أَن صَارَت إِلَي حَيثُ لَا تُلحِقُهَا أَبصَارُهُم وَ قِطعَةً صَارَت نَاراً وَ وَقَعَت عَلَي الأَرضِ بِحَضرَتِهِم فَخَرَقَتهَا وَ دَخَلَتهَا وَ غَابَت عَن عُيُونِهِم فَقَالُوا مَا هَذَانِ المُفتَرِقَانِ مِنَ الجَبَلِ فِرقٌ صَعِدَ لُؤلُؤاً وَ فِرقٌ انحَطّ نَاراً قَالَ لَهُم مُوسَي أَمّا القِطعَةُ التّيِ‌ صَعِدَت فِي الهَوَاءِ فَإِنّهَا وَصَلَت إِلَي السّمَاءِ فَخَرَقَتهَا إِلَي أَن لَحِقَت بِالجَنّةِ فَأُضعِفَت أَضعَافاً كَثِيرَةً لَا يَعلَمُ عَدَدَهَا إِلّا اللّهُ وَ أَمَرَ اللّهُ أَن يُبنَي مِنهَا لِلمُؤمِنِينَ بِمَا فِي هَذَا الكِتَابِ قُصُورٌ وَ دُورٌ وَ مَنَازِلُ وَ مَسَاكِينُ[مَسَاكِنُ]مُشتَمِلَةٌ عَلَي أَنوَاعِ النّعَمِ التّيِ‌ وَعَدَهَا المُتّقِينَ مِن عِبَادِهِ مِنَ الأَشجَارِ وَ البَسَاتِينِ وَ الثّمَارِ وَ الحُورِ الحِسَانِ وَ المُخَلّدِينَ مِنَ الوِلدَانِ كاَللئّاَليِ‌ المَنثُورَةِ وَ سَائِرِ نَعِيمِ الجَنّةِ وَ خَيرَاتِهَا وَ أَمّا القِطعَةُ التّيِ‌ انحَطّت إِلَي الأَرضِ فَخَرَقَتهَا ثُمّ التّيِ‌ تَلِيهَا إِلَي أَن لَحِقَت بِجَهَنّمَ فَأُضعِفَت أَضعَافاً كَثِيرَةً وَ أَمَرَ اللّهُ تَعَالَي أَن يُبنَي مِنهَا لِلكَافِرِينَ بِمَا فِي هَذَا الكِتَابِ قُصُورٌ وَ دُورٌ وَ مَسَاكِنُ وَ مَنَازِلُ مُشتَمِلَةٌ عَلَي أَنوَاعِ العَذَابِ التّيِ‌ وَعَدَهَا اللّهُ الكَافِرِينَ مِن عِبَادِهِ مِن بِحَارِ نِيرَانِهَا وَ حِيَاضِ غِسلِينِهَا وَ غَسّاقِهَا وَ أَودِيَةِ قَيحِهَا وَ دِمَائِهَا وَ صَدِيدِهَا وَ زَبَانِيَتِهَا بِمِرزَبَاتِهَا وَ أَشجَارِ زَقّومِهَا وَ ضَرِيعِهَا وَ حَيّاتِهَا وَ عَقَارِبِهَا وَ أَفَاعِيهَا وَ قُيُودِهَا وَ أَغلَالِهَا وَ سَلَاسِلِهَا وَ أَنكَالِهَا وَ سَائِرِ أَنوَاعِ البَلَايَا وَ العَذَابِ المُعَدّ فِيهَا

109-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] فِي قَولِهِ تَعَالَيخَتَمَ اللّهُ عَلي قُلُوبِهِم وَ سَاقَ حِكَايَةَ عَلِيّ ع إِلَي أَن قَالَ ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ اللّهَ يَعلَمُ مِنَ الحِسَابِ مَا لَا يَبلُغُهُ عُقُولُ الخَلقِ إِنّهُ يَضرِبُ أَلفاً وَ سَبعَمِائَةٍ فِي أَلفٍ وَ سَبعِمِائَةٍ ثُمّ مَا ارتَفَعَ مِن ذَلِكَ فِي مِثلِهِ إِلَي أَن يَفعَلَ ذَلِكَ أَلفَ مَرّةٍ ثُمّ آخِرُ مَا يَرتَفِعُ مِن ذَلِكَ عَدَدُ مَا يَهَبُهُ اللّهُ لَكَ يَا عَلِيّ فِي الجَنّةِ مِنَ القُصُورِ قَصرٍ مِن ذَهَبٍ وَ قَصرٍ مِن فِضّةٍ وَ قَصرٍ مِن لُؤلُؤٍ وَ قَصرٍ مِن زَبَرجَدٍ وَ قَصرٍ مِن جَوهَرٍ وَ قَصرٍ مِن نُورِ رَبّ العِزّةِ وَ أَضعَافِ ذَلِكَ مِنَ العَبِيدِ وَ الخَدَمِ وَ الخَيلِ وَ النّجُبِ


صفحه : 166

تَطِيرُ بَينَ سَمَاءِ الجَنّةِ وَ أَرضِهَا فَقَالَ عَلِيّ ع حَمداً لرِبَيّ‌ وَ شُكراً قَالَ رَسُولُ اللّهِص وَ هَذَا العَدَدُ فَهُوَ عَدَدُ مَن يُدخِلُهُمُ الجَنّةَ وَ يَرضَي عَنهُم لِمَحَبّتِهِم لَكَ وَ أَضعَافُ هَذَا العَدَدِ مَن يُدخِلُهُمُ النّارَ مِنَ الشّيَاطِينِ وَ الجِنّ وَ الإِنسِ بِبُغضِهِم لَكَ وَ وَقِيعَتِهِم فِيكَ وَ تَنقِيصِهِم إِيّاكَ

110-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ إِذا قِيلَ لَهُم آمِنُوا بِما أَنزَلَ اللّهُ قَالَ فَمِنهُم مَن يَقُولُ قَد كُنتُ لعِلَيِ‌ّ ع بِالوَلَايَةِ شَاهِداً وَ لآِلِ مُحَمّدٍص مُحِبّاً وَ هُوَ فِي ذَلِكَ كَاذِبٌ يَظُنّ أَنّ كَذِبَهُ يُنجِيهِ فَيُقَالُ لَهُم سَوفَ نَستَشهِدُ عَلَي ذَلِكَ عَلِيّاً ع فَتَشهَدُ أَنتَ يَا أَبَا الحَسَنِ فَتَقُولُ الجَنّةُ لأِوَليِاَئيِ‌ شَاهِدَةٌ وَ النّارُ لأِعَداَئيِ‌ شَاهِدَةٌ فَمَن كَانَ مِنهُم صَادِقاً خَرَجَت إِلَيهِ رِيَاحُ الجَنّةِ وَ نَسِيمُهَا فَاحتَمَلَتهُ فَأَورَدَتهُ إِلَي أَعلَي غُرَفِهَا وَ أَحَلّتهُ دَارَ المُقَامَةِ مِن فَضلِ رَبّهِ لَا يَمَسّهُم فِيهَا نَصَبٌ وَ لَا يَمَسّهُم فِيهَا لُغُوبٌ وَ مَن كَانَ مِنهُم كَاذِباً جَاءَتهُ سَمُومُ النّارِ وَ حَمِيمُهَا وَ ظِلّهَا ألّذِي هُوَ ثَلَاثُ شُعَبٍلا ظَلِيلٍ وَ لا يغُنيِ‌ مِنَ اللّهَبِفَتَحمِلُهُ وَ تَرفَعُهُ فِي الهَوَاءِ وَ تُورِدُهُ نَارَ جَهَنّمَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص وَ كَذَلِكَ أَنتَ قَسِيمُ الجَنّةِ وَ النّارِ تَقُولُ هَذَا لِي وَ هَذَا لَكَ

111-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن أَعَانَ ضَعِيفاً فِي بَدَنِهِ عَلَي أَمرِهِ أَعَانَهُ اللّهُ عَلَي أَمرِهِ وَ نَصَبَ لَهُ فِي القِيَامَةِ مَلَائِكَةً يُعِينُونَهُ عَلَي قَطعِ تِلكَ الأَهوَالِ وَ عُبُورِ تِلكَ الخَنَادِقِ مِنَ النّارِ حَتّي لَا يُصِيبَهُ مِن دُخَانِهَا وَ عَلَي سُمُومِهَا وَ عَلَي عُبُورِ الصّرَاطِ إِلَي الجَنّةِ أَمناً وَ سَاقَ الحَدِيثَ إِلَي أَن قَالَ وَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ إِذَا كَانَ أَوّلُ يَومٍ مِن شَعبَانَ أَمَرَ بِأَبوَابِ الجَنّةِ فَتُفَتّحُ وَ يَأمُرُ شَجَرَةَ طُوبَي فَتُطلِعُ أَغصَانَهَا عَلَي هَذِهِ الدّنيَا ثُمّ ينُاَديِ‌ منُاَديِ‌ رَبّنَا عَزّ وَ جَلّ يَا عِبَادَ اللّهِ هَذِهِ أَغصَانُ شَجَرَةِ طُوبَي فَتَعَلّقُوا بِهَا تُؤَدّكُم إِلَي الجِنَانِ وَ هَذِهِ أَغصَانُ شَجَرَةِ الزّقّومِ فَإِيّاكُم وَ إِيّاهَا لَا تَؤَدّيكُم إِلَي الجَحِيمِ ثُمّ قَالَ فَوَ ألّذِي بعَثَنَيِ‌ بِالحَقّ نَبِيّاً إِنّ مَن تَعَاطَي بَاباً مِنَ الخَيرِ فِي هَذَا اليَومِ فَقَد تَعَلّقَ بِغُصنٍ مِن أَغصَانِ شَجَرَةِ طُوبَي فَهُوَ مُؤَدّيهِ إِلَي الجِنَانِ ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص فَمَن تَطَوّعَ لِلّهِ بِصَلَاةٍ فِي هَذَا اليَومِ فَقَد تَعَلّقَ مِنهُ بِغُصنٍ وَ مَن تَصَدّقَ فِي هَذَا اليَومِ فَقَد تَعَلّقَ مِنهُ بِغُصنٍ وَ مَن عَفَا عَن مَظلِمَةٍ فَقَد تَعَلّقَ مِنهُ بِغُصنٍ وَ مَن أَصلَحَ بَينَ المَرءِ وَ زَوجِهِ وَ الوَالِدِ


صفحه : 167

وَ وَلَدِهِ وَ القَرِيبِ وَ قَرِيبِهِ وَ الجَارِ وَ جَارِهِ وَ الأجَنبَيِ‌ّ وَ أَجنَبِيّهِ فَقَد تَعَلّقَ مِنهُ بِغُصنٍ وَ مَن خَفّفَ عَن مُعسِرٍ مِن دَينِهِ أَو حَطّ عَنهُ فَقَط تَعَلّقَ مِنهُ بِغُصنٍ وَ مَن نَظَرَ فِي حِسَابِهِ فَرَأَي دَيناً عَتِيقاً قَد يَئِسَ مِنهُ صَاحِبُهُ فَأَدّاهُ فَقَد تَعَلّقَ مِنهُ بِغُصنٍ وَ مَن كَفَلَ يَتِيماً فَقَد تَعَلّقَ مِنهُ بِغُصنٍ وَ مَن كَفّ سَفِيهًا عَن عِرضِ مُؤمِنٍ فَقَد تَعَلّقَ مِنهُ بِغُصنٍ وَ مَن قَعَدَ لِذِكرِ اللّهِ وَ لِنَعمَائِهِ يَشكُرُهُ فَقَد تَعَلّقَ مِنهُ بِغُصنٍ وَ مَن عَادَ مَرِيضاً وَ مَن شَيّعَ فِيهِ جَنَازَةً وَ مَن عَزّي فِيهِ مُصَاباً فَقَد تَعَلّقَ مِنهُ بِغُصنٍ وَ مَن بَرّ فِيهِ وَالِدَيهِ أَو أَحَدَهُمَا فِي هَذَا اليَومِ فَقَد تَعَلّقَ مِنهُ بِغُصنٍ وَ مَن كَانَ أَسخَطَهُمَا قَبلَ هَذَا اليَومِ فَأَرضَاهُمَا فِي هَذَا اليَومِ فَقَد تَعَلّقَ مِنهُ بِغُصنٍ وَ كَذَلِكَ مَن فَعَلَ شَيئاً مِن سَائِرِ أَبوَابِ الخَيرِ فِي هَذَا اليَومِ فَقَد تَعَلّقَ مِنهُ بِغُصنٍ ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص وَ ألّذِي بعَثَنَيِ‌ بِالحَقّ نَبِيّاً وَ إِنّ مَن تَعَاطَي بَاباً مِنَ الشّرّ وَ العِصيَانِ فِي هَذَا اليَومِ فَقَد تَعَلّقَ بِغُصنٍ مِن أَغصَانِ الزّقّومِ فَهُوَ مُؤَدّيهِ إِلَي النّارِ ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص وَ ألّذِي بعَثَنَيِ‌ بِالحَقّ نَبِيّاً فَمَن قَصّرَ فِي صَلَاتِهِ المَفرُوضَةِ وَ ضَيّعَهَا فَقَد تَعَلّقَ بِغُصنٍ مِنهُ وَ مَن جَاءَهُ فِي هَذَا اليَومِ فَقِيرٌ ضَعِيفٌ يَشكُو إِلَيهِ سُوءَ حَالِهِ وَ هُوَ يَقدِرُ عَلَي تَغيِيرِ حَالِهِ مِن غَيرِ ضَرَرٍ يَلحَقُهُ وَ لَيسَ هُنَاكَ مَن يَنُوبُ عَنهُ وَ يَقُومُ مَقَامَهُ فَتَرَكَهُ يُضَيّعُ وَ يَعطَبُ وَ لَم يَأخُذ بِيَدِهِ فَقَد تَعَلّقَ بِغُصنٍ مِنهُ وَ مَنِ اعتَذَرَ إِلَيهِ مسُيِ‌ءٌ فَلَم يَعذِرهُ ثُمّ لَم يَقتَصِر بِهِ عَلَي قَدرِ عُقُوبَةِ إِسَاءَتِهِ بَل أَربَي عَلَيهِ فَقَد تَعَلّقَ بِغُصنٍ مِنهُ وَ مَن أَفسَدَ بَينَ المَرءِ وَ زَوجِهِ أَوِ الوَالِدِ وَ وَلَدِهِ أَوِ الأَخِ وَ أَخِيهِ أَوِ القَرِيبِ وَ قَرِيبِهِ أَو بَينَ جَارَينِ أَو خَلِيطَينِ أَو أَجنَبِيّينِ فَقَد تَعَلّقَ بِغُصنٍ مِنهُ وَ مَن شَدّدَ عَلَي مُعسِرٍ وَ هُوَ يَعلَمُ إِعسَارَهُ فَزَادَ غَيظاً وَ بَلَاءً فَقَد تَعَلّقَ بِغُصنٍ مِنهُ وَ مَن كَانَ عَلَيهِ دَينٌ فَكَسَرَهُ عَلَي صَاحِبِهِ وَ تَعَدّي عَلَيهِ حَتّي أَبطَلَ دَينَهُ فَقَد تَعَلّقَ بِغُصنٍ مِنهُ وَ مَن جَفَا يَتِيماً وَ آذَاهُ وَ تَهَضّمَ مَالَهُ فَقَد تَعَلّقَ بِغُصنٍ مِنهُ وَ مَن وَقَعَ فِي عِرضِ أَخِيهِ المُؤمِنِ وَ حَمَلَ النّاسَ عَلَي ذَلِكَ فَقَد تَعَلّقَ بِغُصنٍ مِنهُ وَ مَن تَغَنّي بِغِنَاءٍ حَرَامٍ يَبعَثُ فِيهِ عَلَي المعَاَصيِ‌ فَقَد تَعَلّقَ بِغُصنٍ مِنهُ وَ مَن قَعَدَ يُعَدّدُ قَبَائِحَ أَفعَالِهِ فِي الحُرُوبِ وَ أَنوَاعَ ظُلمِهِ لِعِبَادِ اللّهِ فَافتَخَرَ بِهَا فَقَد تَعَلّقَ بِغُصنٍ مِنهُ


صفحه : 168

وَ مَن كَانَ جَارُهُ مَرِيضاً فَتَرَكَ عِيَادَتَهُ استِخفَافاً بِحَقّهِ فَقَد تَعَلّقَ بِغُصنٍ مِنهُ وَ مَن مَاتَ جَارُهُ فَتَرَكَ تَشيِيعَ جَنَازَتِهِ تَهَاوُناً بِهِ فَقَد تَعَلّقَ بِغُصنٍ مِنهُ وَ مَن أَعرَضَ عَن مُصَابٍ وَ جَفَاهُ إِزرَاءً عَلَيهِ وَ استِصغَاراً لَهُ فَقَد تَعَلّقَ بِغُصنٍ مِنهُ وَ مَن عَقّ وَالِدَيهِ أَو أَحَدَهُمَا فَقَد تَعَلّقَ بِغُصنٍ مِنهُ وَ مَن كَانَ قَبلَ ذَلِكَ عَاقّاً لَهُمَا فَلَم يُرضِهِمَا فِي هَذَا اليَومِ وَ هُوَ يَقدِرُ عَلَي ذَلِكَ فَقَد تَعَلّقَ بِغُصنٍ مِنهُ وَ كَذَا مَن فَعَلَ شَيئاً مِن سَائِرِ أَبوَابِ الشّرّ فَقَد تَعَلّقَ بِغُصنٍ مِنهُ وَ ألّذِي بعَثَنَيِ‌ بِالحَقّ نَبِيّاً إِنّ المُتَعَلّقِينَ بِأَغصَانِ شَجَرَةِ الزّقّومِ تَخفِضُهُم تِلكَ الأَغصَانُ إِلَي الجَحِيمِ ثُمّ رَفَعَ رَسُولُ اللّهِص طَرفَهُ إِلَي السّمَاءِ مَلِيّاً وَ جَعَلَ يَضحَكُ وَ يَستَبشِرُ ثُمّ خَفَضَ طَرفَهُ إِلَي الأَرضِ فَجَعَلَ يَقطِبُ وَ يَعبِسُ ثُمّ أَقبَلَ عَلَي أَصحَابِهِ ثُمّ قَالَ وَ ألّذِي بَعَثَ مُحَمّداً بِالحَقّ نَبِيّاً لَقَد رَأَيتُ شَجَرَةَ طُوبَي تَرتَفِعُ أَغصَانُهَا وَ تَرفَعُ المُتَعَلّقِينَ بِهَا إِلَي الجَنّةِ وَ رَأَيتُ مِنهُم مَن تَعَلّقَ مِنهَا بِغُصنٍ وَ مِنهُم مَن تَعَلّقَ بِغُصنَينِ أَو بِأَغصَانٍ عَلَي حَسَبِ اشتِمَالِهِم عَلَي الطّاعَاتِ وَ إنِيّ‌ لَأَرَي زَيدَ بنَ حَارِثَةَ فَقَد تَعَلّقَ بِعَامّةِ أَغصَانِهَا فهَيِ‌َ تَرفَعُهُ إِلَي أَعلَي عَلَائِهَا فَبِذَلِكَ ضَحِكتُ وَ استَبشَرتُ ثُمّ نَظَرتُ إِلَي الأَرضِ فَوَ ألّذِي بعَثَنَيِ‌ بِالحَقّ نَبِيّاً لَقَد رَأَيتُ شَجَرَةَ الزّقّومِ تَنخَفِضُ أَغصَانُهَا وَ تَخفِضُ المُتَعَلّقِينَ بِهَا إِلَي الجَحِيمِ وَ رَأَيتُ مِنهُم مَن تَعَلّقَ بِغُصنٍ وَ مِنهُم مَن تَعَلّقَ بِغُصنَينِ أَو بِأَغصَانٍ عَلَي حَسَبِ اشتِمَالِهِم عَلَي القَبَائِحِ وَ إنِيّ‌ لَأَرَي بَعضَ المُنَافِقِينَ قَد تَعَلّقَ بِعَامّةِ أَغصَانِهَا فهَيِ‌َ تَخفِضُهُ إِلَي أَسفَلِ دَرَكَاتِهَا فَلِذَلِكَ عَبَستُ وَ قَطَبتُ ثُمّ أَعَادَ رَسُولُ اللّهِص بَصَرَهُ إِلَي السّمَاءِ يَنظُرُ إِلَيهَا مَلِيّاً وَ هُوَ يَضحَكُ وَ يَستَبشِرُ وَ إِلَي الأَرضِ يَنظُرُ إِلَيهَا مَلِيّاً وَ هُوَ يَقطِبُ وَ يَعبِسُ ثُمّ أَقبَلَ عَلَي أَصحَابِهِ فَقَالَ يَا عِبَادَ اللّهِ أَمَا لَو رَأَيتُم مَا رَآهُ نَبِيّكُم مُحَمّدٌ إِذاً لَأَظمَأتُم لِلّهِ بِالنّهَارِ أَكبَادَكُم وَ لَجَوّعتُم لَهُ بُطُونَكُم وَ لَأَسهَرتُم لَهُ لَيلَكُم وَ لَأَنصَبتُم فِيهِ أَقدَامَكُم وَ أَبدَانَكُم وَ لَأَنفَدتُم بِالصّدَقَةِ أَموَالَكُم وَ عَرّضتُم لِلتّلَفِ فِي الجِهَادِ أَروَاحَكُم قَالُوا وَ مَا هُوَ يَا رَسُولَ اللّهِ فِدَاكَ الآبَاءُ وَ الأُمّهَاتُ وَ البَنُونَ وَ البَنَاتُ وَ الأَهلُونَ وَ القَرَابَاتُ قَالَ رَسُولُ اللّهِص وَ ألّذِي بعَثَنَيِ‌ بِالحَقّ نَبِيّاً لَقَد رَأَيتُ تِلكَ الأَغصَانَ مِن شَجَرَةِ طُوبَي عَادَت إِلَي الجَنّةِ فَنَادَي منُاَديِ‌ رَبّنَا خُزّانَهَا يَا ملَاَئكِتَيِ‌ انظُرُوا كُلّ مَن تَعَلّقَ بِغُصنٍ مِن أَغصَانِ طُوبَي فِي هَذَا اليَومِ فَانظُرُوا إِلَي


صفحه : 169

مِقدَارِ مُنتَهَي ظِلّ ذَلِكَ الغُصنِ فَأَعطُوهُ مِن جَمِيعِ الجَوَانِبِ مِثلَ مَسَاحَتِهِ قُصُوراً وَ دُوراً وَ خَيرَاتٍ فَأُعطُوا ذَلِكَ فَمِنهُم مَن أعُطيِ‌َ مَسِيرَةَ أَلفِ سَنَةٍ مِن كُلّ جَانِبٍ وَ مِنهُم مَن أعُطيِ‌َ ضِعفَهُ وَ مِنهُم مَن أعُطيِ‌َ ثَلَاثَةَ أَضعَافِهِ أَو أَربَعَةَ أَضعَافِهِ أَو أَكثَرَ مِن ذَلِكَ عَلَي قَدرِ قُوّةِ إِيمَانِهِم وَ جَلَالَةِ أَعمَالِهِم وَ لَقَد رَأَيتُ صَاحِبَكُم زَيدَ بنَ حَارِثَةَ أعُطيِ‌َ أَلفَ ضِعفِ مَا أعُطيِ‌َ جَمِيعَهُم عَلَي قَدرِ فَضلِهِ عَلَيهِم فِي قُوّةِ الإِيمَانِ وَ جَلَالَةِ الأَعمَالِ فَلِذَلِكَ ضَحِكتُ وَ استَبشَرتُ وَ لَقَد رَأَيتُ تِلكَ الأَغصَانَ مِن شَجَرَةِ الزّقّومِ عَادَت إِلَي النّارِ فَنَادَي منُاَديِ‌ رَبّنَا خُزّانَهَا انظُرُوا كُلّ مَن تَعَلّقَ بِغُصنٍ مِن أَغصَانِ شَجَرَةِ الزّقّومِ فِي هَذَا اليَومِ فَانظُرُوا إِلَي مُنتَهَي مَبلَغِ حَرّ ذَلِكَ الغُصنِ وَ ظُلمَتِهِ فَابنُوا لَهُ مَقَاعِدَ مِنَ النّارِ مِن جَمِيعِ الجَوَانِبِ مِثلُ مَسَاحَتِهِ قُصُورُ نِيرَانٍ وَ بِقَاعُ نِيرَانٍ وَ حَيّاتٌ وَ عَقَارِبُ وَ سَلَاسِلُ وَ أَغلَالٌ وَ قُيُودٌ وَ أَنكَالٌ يُعَذّبُ بِهَا فَمِنهُم مَن أُعِدّ لَهُ فِيهَا مَسِيرَةُ سَنَةٍ أَو سَنَتَينِ أَو مِائَةِ سَنَةٍ أَو أَكثَرَ عَلَي قَدرِ ضَعفِ إِيمَانِهِم وَ سُوءِ أَعمَالِهِم وَ لَقَد رَأَيتُ لِبَعضِ المُنَافِقِينَ أَلفَ ضِعفِ مَا أعُطيِ‌َ جَمِيعَهُم عَلَي قَدرِ زِيَادَةِ كُفرِهِ وَ شَرّهِ فَلِذَلِكَ قَطَبتُ وَ عَبَستُ ثُمّ نَظَرَ رَسُولُ اللّهِص إِلَي أَقطَارِ الأَرضِ وَ أَكنَافِهَا فَجَعَلَ يَتَعَجّبُ تَارَةً وَ يَنزَعِجُ تَارَةً ثُمّ أَقبَلَ عَلَي أَصحَابِهِ فَقَالَ طُوبَي لِلمُطِيعِينَ كَيفَ يُكرِمُهُمُ اللّهُ بِمَلَائِكَتِهِ وَ الوَيلُ لِلفَاسِقِينَ كَيفَ يَخذُلُهُمُ اللّهُ وَ يَكِلُهُم إِلَي شَيَاطِينِهِم وَ ألّذِي بعَثَنَيِ‌ بِالحَقّ نَبِيّاً إنِيّ‌ لَأَرَي المُتَعَلّقِينَ بِأَغصَانِ شَجَرَةِ طُوبَي كَيفَ قَصَدَتهُمُ الشّيَاطِينُ لِيُغوُوهُم فَحَمَلَت عَلَيهِمُ المَلَائِكَةُ يَقتُلُونَهُم وَ يُثخِنُونَهُم وَ يَطرُدُونَهُم عَنهُم وَ نَادَاهُم منُاَديِ‌ رَبّنَا يَا ملَاَئكِتَيِ‌ أَلَا فَانظُرُوا كُلّ مِلكٍ فِي الأَرضِ إِلَي مُنتَهَي مَبلَغِ نَسِيمِ هَذَا الغُصنِ ألّذِي تَعَلّقَ بِهِ مُتَعَلّقٌ فَقَاتِلُوا الشّيَاطِينَ عَن ذَلِكَ المُؤمِنِ وَ أَخّرُوهُم عَنهُ وَ إنِيّ‌ لَأَرَي بَعضَهُم وَ قَد جَاءَهُ مِنَ الأَملَاكِ مَن يَنصُرُهُ عَلَي الشّيَاطِينِ وَ يَدفَعُ عَنهُ المَرَدَةَ وَ سَاقَ الحَدِيثَ إِلَي أَن بَيّنَ فَضلَ شَهرِ رَمَضَانَ وَ حَالَ مَن رَعَي حُرمَتَهُ وَ مَن لَم يَرعَهَا وَ مَا يُقَالُ لِهَذَينِ الصّنفَينِ يَومَ القِيَامَةِ إِلَي أَن قَالَ فَهُم فِي الجَنّةِ خَالِدُونَ لَا يَشِيبُونَ فِيهَا وَ لَا يَهرَمُونَ وَ لَا يَتَحَوّلُونَ عَنهَا وَ لَا يَخرُجُونَ وَ لَا يَقلَقُونَ فِيهَا وَ لَا يَغتَمّونَ فَهُم فِيهَا سَارّونَ مُبتَهِجُونَ آمِنُونَ مُطمَئِنّونَوَ لا خَوفٌ عَلَيهِم وَ لا هُم يَحزَنُونَ وَ أَنتُم فِي النّارِ خَالِدُونَ تُعَذّبُونَ


صفحه : 170

فِيهَا وَ تُهَانُونَ وَ مِن نِيرَانِهَا إِلَي زَمهَرِيرِهَا تُنقَلُونَ وَ فِي حَمِيمِهَا تَغتَسِلُونَ وَ مِن زَقّومِهَا تُطعَمُونَ وَ بِمَقَامِعِهَا تُقمَعُونَ وَ بِضُرُوبِ عَذَابِهَا تُعَاقَبُونَ الأَحيَاءُ أَنتُم فِيهَا وَ لَا تَمُوتُونَ أَبَدَ الآبِدِينَ إِلّا مَن لَحِقَتهُ مِنكُم رَحمَةُ رَبّ العَالَمِينَ فَخَرَجَ مِنهَا بِشَفَاعَةِ مُحَمّدٍ أَفضَلِ النّبِيّينَ بَعدَ العَذَابِ الأَلِيمِ وَ النّكَالِ الشّدِيدِ

112- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] عَن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ قَالَ توُفُيّ‌َ ابنٌ لِعُثمَانَ بنِ مَظعُونٍ فَاشتَدّ حُزنُهُ عَلَيهِ حَتّي اتّخَذَ مِن دَارِهِ مَسجِداً يَتَعَبّدُ فِيهِ فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللّهِ فَأَتَاهُ فَقَالَ لَهُ يَا عُثمَانُ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي لَم يَكتُب عَلَينَا الرّهبَانِيّةَ إِنّمَا رَهبَانِيّةُ أمُتّيِ‌ الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللّهِ يَا عُثمَانَ بنَ مَظعُونٍ لِلجَنّةِ ثَمَانِيَةُ أَبوَابٍ وَ لِلنّارِ سَبعَةُ أَبوَابٍ فَمَا يَسُرّكَ أَن لَا تأَتيِ‌َ بَاباً مِنهَا إِلّا وَجَدتَ ابنَكَ إِلَي جَنبِكَ آخِذاً بِحُجزَتِكَ يَشفَعُ لَكَ إِلَي رَبّكَ قَالَ بَلَي ثُمّ قَالَ يَا عُثمَانُ مَن صَلّي صَلَاةَ الفَجرِ فِي جَمَاعَةٍ ثُمّ جَلَسَ يَذكُرُ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ حَتّي تَطلُعَ الشّمسُ كَانَ لَهُ فِي الفِردَوسِ سَبعُونَ دَرَجَةً مَا بَينَ دَرَجَتَينِ كَحُضرِ الفَرَسِ الجَوَادِ المُضَمّرِ سَبعِينَ سَنَةً وَ مَن صَلّي الظّهرَ فِي جَمَاعَةٍ كَانَ لَهُ فِي جَنّاتِ عَدنٍ خَمسُونَ دَرَجَةً بُعدُ مَا بَينَ كُلّ دَرَجَتَينِ كَحُضرِ الفَرَسِ الجَوَادِ خَمسِينَ سَنَةً

أقول سيأتي‌ بتمامه في باب الرهبانية

113- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]بِالإِسنَادِ ألّذِي سيَأَتيِ‌ فِي بَابِ فَضَائِلِ شَهرِ رَجَبٍ عَن أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِ‌ّ عَنِ النّبِيّص قَالَ مَن صَامَ مِن رَجَبٍ يَوماً أَغلَقَ بَاباً مِن أَبوَابِ النّيرَانِ ثُمّ قَالَ وَ مَن صَامَ مِن رَجَبٍ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ جَعَلَ اللّهُ بَينَهُ وَ بَينَ النّارِ خَندَقاً أَو حِجَاباً طَولُهُ مَسِيرَةُ سَبعِينَ عَاماً ثُمّ قَالَ وَ مَن صَامَ مِن رَجَبٍ سَبعَةَ أَيّامٍ فَإِنّ لِجَهَنّمَ سَبعَةَ أَبوَابٍ يُغلِقُ اللّهُ عَلَيهِ بِصَومِ كُلّ يَومٍ بَاباً مِن أَبوَابِهَا وَ مَن صَامَ مِن رَجَبٍ ثَمَانِيَةَ أَيّامٍ فَإِنّ لِلجَنّةِ ثَمَانِيَةَ أَبوَابٍ يَفتَحُ اللّهُ لَهُ بِصَومِ كُلّ يَومٍ بَاباً مِن أَبوَابِهَا وَ قَالَ لَهُ ادخُل مِن أَيّ أَبوَابِ الجِنَانِ شِئتَ ثُمّ قَالَ وَ مَن صَامَ مِن رَجَبٍ أَربَعَةَ عَشَرَ يَوماً أَعطَاهُ اللّهُ مِنَ الثّوَابِ


صفحه : 171

مَا لَا عَينٌ رَأَت وَ لَا أُذُنٌ سَمِعَت وَ لَا خَطَرَ عَلَي قَلبِ بَشَرٍ مِن قُصُورِ الجِنَانِ التّيِ‌ بُنِيَت بِالدّرّ وَ اليَاقُوتِ ثُمّ قَالَ وَ مَن صَامَ مِن رَجَبٍ سِتّةَ عَشَرَ يَوماً كَانَ فِي أَوَائِلِ مَن يَركَبُ عَلَي دَوَابّ مِن نُورٍ تَطِيرُ بِهِم فِي عَرصَةِ الجِنَانِ إِلَي دَارِ الرّحمَنِ ثُمّ قَالَ وَ مَن صَامَ مِن رَجَبٍ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ يَوماً زَاحَمَ اِبرَاهِيمَ فِي قُبّتِهِ فِي قُبّةِ الخُلدِ عَلَي سُرُرِ الدّرّ وَ اليَاقُوتِ وَ مَن صَامَ مِن رَجَبٍ تِسعَةَ عَشَرَ يَوماً بَنَي اللّهُ لَهُ قَصراً مِن لُؤلُؤٍ رَطبٍ بِحِذَاءِ قَصرِ آدَمَ وَ اِبرَاهِيمَ ع فِي جَنّةِ عَدنٍ فَيُسَلّمُ عَلَيهِمَا وَ يُسَلّمَانِ عَلَيهِ تَكرِمَةً لَهُ وَ إِيجَاباً لِحَقّهِ ثُمّ قَالَ وَ مَن صَامَ مِن رَجَبٍ ثَلَاثِينَ يَوماً نَادَي مُنَادٍ مِنَ السّمَاءِ يَا عَبدَ اللّهِ أَمّا مَا مَضَي فَقَد غُفِرَ لَكَ فَاستَأنِفِ العَمَلَ فِيمَا بقَيِ‌َ وَ أَعطَاهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِي الجِنَانِ كُلّهَا فِي كُلّ جَنّةٍ أَربَعِينَ أَلفَ مَدِينَةٍ مِن ذَهَبٍ فِي كُلّ مَدِينَةٍ أَربَعُونَ أَلفَ أَلفِ قَصرٍ فِي كُلّ قَصرٍ أَربَعُونَ أَلفَ أَلفِ بَيتٍ فِي كُلّ بَيتِ أَربَعُونَ أَلفَ أَلفِ مَائِدَةٍ مِن ذَهَبٍ عَلَي كُلّ مَائِدَةٍ أَربَعُونَ أَلفَ أَلفِ قَصعَةٍ فِي كُلّ قَصعَةٍ أَربَعُونَ أَلفَ أَلفِ لَونٍ مِنَ الطّعَامِ وَ الشّرَابِ لِكُلّ طَعَامٍ وَ شَرَابٍ مِن ذَلِكَ لَونٌ عَلَي حِدَةٍ وَ فِي كُلّ بَيتٍ أَربَعُونَ أَلفَ أَلفِ سَرِيرٍ مِن ذَهَبٍ طُولُ كُلّ سَرِيرٍ أَلفَا ذِرَاعٍ فِي ألَفيَ‌ ذِرَاعٍ عَلَي كُلّ سَرِيرٍ جَارِيَةٌ مِنَ الحُورِ عَلَيهَا ثَلَاثُمِائَةِ أَلفِ ذُؤَابَةٍ مِن نُورٍ تَحمِلُ كُلّ ذُؤَابَةٍ مِنهَا أَلفُ أَلفِ وَصِيفَةٍ تُغَلّفُهَا بِالمِسكِ وَ العَنبَرِ إِلَي أَن يُوَافِيَهَا صَائِمُ رَجَبٍ الحَدِيثَ

114- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ عَن أَيّوبَ بنِ مُحَمّدٍ عَن سَعدِ بنِ مَسلَمَةَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ السّخَاءَ شَجَرَةٌ مِن أَشجَارِ الجَنّةِ لَهَا أَغصَانٌ مُتَدَلّيَةٌ فِي الدّنيَا فَمَن كَانَ سَخِيّاً تَعَلّقَ بِغُصنٍ مِن أَغصَانِهَا فَسَاقَهُ ذَلِكَ الغُصنُ إِلَي الجَنّةِ وَ البُخلُ شَجَرَةٌ مِن أَشجَارِ النّارِ لَهَا أَغصَانٌ مُتَدَلّيَةٌ فِي الدّنيَا فَمَن كَانَ بَخِيلًا تَعَلّقَ بِغُصنٍ مِن أَغصَانِهَا فَسَاقَهُ ذَلِكَ الغُصنُ إِلَي النّارِ

115- ع ،[علل الشرائع ] أَبِي عَن سَعدٍ عَن أَحمَدَ بنِ الحَسَنِ عَن عَمرِو بنِ سَعِيدٍ عَن مُصَدّقٍ عَن عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي الرّجُلِ يصُلَيّ‌ وَ عَلَيهِ خَاتَمُ حَدِيدٍ قَالَ لَا وَ لَا يَتَخَتّمُ


صفحه : 172

بِهِ الرّجُلُ لِأَنّهُ مِن لِبَاسِ أَهلِ النّارِ وَ قَالَ لَا يَلبَسُ الرّجُلُ الذّهَبَ وَ لَا يصُلَيّ‌ فِيهِ لِأَنّهُ مِن لِبَاسِ أَهلِ الجَنّةِ

116-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] عَنِ ابنِ عَبّاسٍ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ دَخَلَ رَسُولُ اللّهِص ذَاتَ يَومٍ عَلَي فَاطِمَةَ ع وَ هيِ‌َ حَزِينَةٌ فَقَالَ لَهَا وَ سَاقَ الحَدِيثَ فِي أَحوَالِ القِيَامَةِ إِلَي أَن قَالَ فَتَقُولِينَ يَا رَبّ أرَنِيِ‌ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ فَيَأتِيَانِكِ وَ أَودَاجُ الحُسَينِ تَشخُبُ دَماً وَ هُوَ يَقُولُ يَا رَبّ خُذ لِيَ اليَومَ حقَيّ‌ مِمّن ظلَمَنَيِ‌ فَيَغضَبُ عِندَ ذَلِكَ الجَلِيلُ وَ يَغضَبُ لِغَضَبِهِ جَهَنّمُ وَ المَلَائِكَةُ أَجمَعُونَ فَتَزفِرُ جَهَنّمُ عِندَ ذَلِكَ زَفرَةً ثُمّ يَخرُجُ فَوجٌ مِنَ النّارِ وَ يَلتَقِطُ قَتَلَةَ الحُسَينِ وَ أَبنَاءَهُم وَ أَبنَاءَ أَبنَائِهِم فَيَقُولُونَ يَا رَبّ إِنّا لَم نَحضُرِ الحُسَينَ فَيَقُولُ اللّهُ لِزَبَانِيَةِ جَهَنّمَ خُذُوهُم بِسِيمَاهُم بِزُرقَةِ العُيُونِ وَ سَوَادِ الوُجُوهِ وَ خُذُوا بِنَوَاصِيهِم فَأَلقُوهُمفِي الدّركِ الأَسفَلِ مِنَ النّارِفَإِنّهُم كَانُوا أَشَدّ عَلَي أَولِيَاءِ الحُسَينِ مِن آبَائِهِمُ الّذِينَ حَارَبُوا الحُسَينَ فَقَتَلُوهُ فَتَسمَعُ أَشهِقَتَهُم فِي جَهَنّمَ وَ سَاقَ الحَدِيثَ إِلَي أَن قَالَ فَإِذَا بَلَغتِ بَابَ الجَنّةِ تَلَقّتكِ اثنَتَا عَشرَةَ أَلفَ حَورَاءَ لَم يَتَلَقّينَ أَحَداً قَبلَكِ وَ لَا يَتَلَقّينَ أَحَداً كَانَ بَعدَكِ بِأَيدِيهِم حِرَابٌ مِن نُورٍ عَلَي نَجَائِبَ مِن نُورٍ جَعَلَهَا[رَحَائِلُهَا] مِنَ الذّهَبِ الأَصفَرِ وَ اليَاقُوتِ الأَحمَرِ أَزِمّتُهَا مِن لُؤلُؤٍ رَطبٍ عَلَي كُلّ نَجِيبٍ أَبرِقَةٌ مِن سُندُسٍ مَنضُودٍ فَإِذَا دَخَلتِ الجَنّةَ تُبَاشِرُ بِكِ أَهلُهَا وَ وُضِعَ لِشِيعَتِكِ مَوَائِدُ مِن جَوهَرٍ عَلَي عُمُدٍ مِن نُورٍ فَيَأكُلُونَ مِنهَا وَ النّاسُ فِي الحِسَابِ وَ هُم فِيمَا اشتَهَت أَنفُسُهُم خَالِدُونَ وَ إِذَا استَقَرّ أَولِيَاءُ اللّهِ فِي الجَنّةِ زَارَكِ آدَمُ وَ مَن دُونَهُ مِنَ النّبِيّينَ وَ إِنّ فِي بُطنَانِ الفِردَوسِ اللّؤلُؤَتَينِ مِن عِرقٍ وَاحِدٍ لُؤلُؤَةً بَيضَاءَ وَ لُؤلُؤَةً صَفرَاءَ فِيهَا قُصُورٌ وَ دُورٌ فِيهَا سَبعُونَ أَلفَ دَارٍ البَيضَاءُ مَنَازِلُ لَنَا وَ لِشِيعَتِنَا وَ الصّفرَاءُ مَنَازِلُ لِإِبرَاهِيمَ وَ آلِ اِبرَاهِيمَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم أَجمَعِينَ

بيان الأبرق كل شيءاجتمع فيه سواد وبياض

117- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] عَن أَبِي مَنصُورٍ السكّرّيِ‌ّ عَن جَدّهِ عَلِيّ بنِ عُمَرَ عَن إِسحَاقَ بنِ


صفحه : 173

مَروَانَ القَطّانِ عَن أَبِيهِ عَن عُبَيدِ بنِ مِهرَانَ العَطّارِ عَن يَحيَي بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ عَن أَبِيهِ وَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع عَن أَبِيهِمَا عَن جَدّهِمَا ع قَالَا قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ فِي الفِردَوسِ لَعَيناً أَحلَي مِنَ الشّهدِ وَ أَليَنَ مِنَ الزّبدِ وَ أَبرَدَ مِنَ الثّلجِ وَ أَطيَبَ مِنَ المِسكِ مِنهَا طِينَةٌ خَلَقَنَا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مِنهَا وَ خَلَقَ مِنهَا شِيعَتَنَا وَ هيِ‌َ المِيثَاقُ ألّذِي أَخَذَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَلَيهِ وَلَايَةَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ عُبَيدٌ فَذَكَرتُ لِمُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ هَذَا الحَدِيثَ قَالَ صَدَقتَ هَكَذَا أخَبرَنَيِ‌ أَبِي عَن جدَيّ‌ عَنِ النّبِيّص

118- ع ،[علل الشرائع ]الطاّلقَاَنيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ يُوسُفَ الحَلَالِ عَن مُحَمّدِ بنِ الخَلِيلِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ بَكرٍ عَن حُمَيدٍ الطّوِيلِ عَن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ قَالَ سَأَلَ عَبدُ اللّهِ بنُ سَلَامٍ النّبِيّص عَن أَوّلِ طَعَامِ أَهلِ الجَنّةِ فَقَالَص وَ أَمّا أَوّلُ طَعَامٍ يَأكُلُهُ أَهلُ الجَنّةِ فَزِيَادَةُ كَبِدِ الحُوتِ الخَبَرَ

بيان قال الكرماني‌ في شرح البخاري‌ زيادة الكبد هي‌ القطعة المنفردة المتعلقة بالكبد وهي‌ أهنأها وأطيبها

119- ع ،[علل الشرائع ] عَلِيّ بنُ أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن حَمزَةَ العلَوَيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُوسَي الفَرّاءِ عَن مُحَمّدِ بنِ ثَورٍ عَن جَعفَرِ بنِ يَحيَي بنِ أَبِي كَثِيرٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُرّةَ عَن ثَوبَانَ أَنّ يَهُودِيّاً جَاءَ إِلَي النّبِيّص فَسَأَلَهُ عَن مَسَائِلَ فَكَانَ فِيمَا سَأَلَهُ فَمَا أَوّلُ مَا يَأكُلُهُ أَهلُ الجَنّةِ إِذَا دَخَلُوهَا قَالَ كَبِدُ الحُوتِ قَالَ فَمَا شَرَابُهُم عَلَي أَثَرِ ذَلِكَ قَالَ السّلسَبِيلُ قَالَ صَدَقتَ الخَبَرَ

120-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ عَنِ النّبِيّص قَالَطُوبَي شَجَرَةٌ فِي الجَنّةِ غَرَسَهَا اللّهُ بِيَدِهِ وَ نَفَخَ فِيهِ مِن رُوحِهِ تُنبِتُ الحلُيِ‌ّ وَ الحُلَلَ وَ الثّمَارَ مُتَدَلّيَةً عَلَي أَفوَاهِ أَهلِ الجَنّةِ وَ إِنّ أَغصَانَهَا لَتُرَي مِن وَرَاءِ سُورِ الجَنّةِ فِي


صفحه : 174

مَنزِلِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع لَم يُحرَمهَا وَلِيّهُ وَ لَن يَنَالَهَا عَدُوّهُ

121-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] عَن جَعفَرِ بنِ أَحمَدَ رَفَعَهُ عَن سَلمَانَ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ وَ اللّهِ يَا عَلِيّ إِنّ شِيعَتَكَ لَيُؤذَنُ لَهُم فِي الدّخُولِ عَلَيكُم فِي كُلّ جُمُعَةٍ وَ إِنّهُم لَيَنظُرُونَ إِلَيكُم مِن مَنَازِلِهِم يَومَ الجُمُعَةِ كَمَا يَنظُرُ أَهلُ الدّنيَا إِلَي النّجمِ فِي السّمَاءِ وَ إِنّكُم لفَيِ‌ أَعلَي عِلّيّينَ فِي غُرفَةٍ لَيسَ فَوقَهَا دَرَجَةُ أَحَدٍ مِن خَلقِهِ الخَبَرَ

122-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] جَعفَرُ بنُ مُحَمّدِ بنِ سَعِيدٍ الأحَمسَيِ‌ّ رَفَعَهُ عَن أَبِي ذَرّ رَحِمَهُ اللّهُ عَنِ النّبِيّص فِي خَبَرِ المِعرَاجِ قَالَ ثُمّ عُرِجَ بيِ‌ إِلَي السّمَاءِ السّادِسَةِ فتَلَقَتّنيِ‌ المَلَائِكَةُ وَ سَلّمُوا عَلَيّ وَ قَالُوا لِي مِثلَ مَقَالَةِ أَصحَابِهِم فَقُلتُ يَا ملَاَئكِتَيِ‌ تَعرِفُونَنَا حَقّ مَعرِفَتِنَا فَقَالُوا بَلَي يَا نبَيِ‌ّ اللّهِ لِمَ لَا نَعرِفُكُم وَ قَد خَلَقَ اللّهُ جَنّةَ الفِردَوسِ وَ عَلَي بَابِهَا شَجَرَةٌ لَيسَ فِيهَا وَرَقَةٌ إِلّا عَلَيهَا مَكتُوبٌ حَرفَانِ بِالنّورِ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ عُروَةُ اللّهِ الوَثِيقَةُ وَ حَبلُ اللّهِ المَتِينُ وَ عَينُهُ فِي الخَلَائِقِ أَجمَعِينَ وَ سَيفُ نَقِمَتِهِ عَلَي المُشرِكِينَ فَأَقرِئهُ مِنّا السّلَامَ وَ قَد طَالَ شَوقُنَا إِلَيهِ الحَدِيثَ

123-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] عَلِيّ بنُ خَلَفٍ الشيّباَنيِ‌ّ رَفَعَهُ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ لعِلَيِ‌ّ ع هَذَا جَبرَئِيلُ يخُبرِنُيِ‌ عَنِ اللّهِ أَنّ اللّهَ يَبعَثُكَ وَ شِيعَتَكَ يَومَ القِيَامَةِ رُكبَاناً غَيرَ رِجَالٍ عَلَي نَجَائِبَ رَحلُهَا مِنَ النّورِ فَتُنَاخُ عِندَ قُبُورِهِم فَيُقَالُ لَهُم اركَبُوا يَا أَولِيَاءَ اللّهِ فَيَركَبُونَ صَفّاً مُعتَدِلًا أَنتَ إِمَامُهُم إِلَي الجَنّةِ حَتّي إِذَا صَارُوا إِلَي الفَحصِ ثَارَت فِي وُجُوهِهِم رِيحٌ يُقَالُ لَهَا المُثِيرَةُ فتَذَريِ‌ فِي وُجُوهِهِمُ المِسكَ الأَذفَرَ فَيُنَادُونَ بِصَوتٍ لَهُم نَحنُ العَلَوِيّونَ فَيُقَالُ لَهُم فَأَنتُم آمِنُونَ وَلا خَوفٌ عَلَيكُمُ اليَومَ وَ لا أَنتُم تَحزَنُونَ

124-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] عَن أَبِي القَاسِمِ العلَوَيِ‌ّ رَفَعَهُ عَن أَبِي هُرَيرَةَ عَنِ النّبِيّص قَالَ عَلِيّ لَهُ فِي الجَنّةِ قَصرٌ مِن يَاقُوتَةٍ حَمرَاءَ أَسفَلُهَا مِن زَبَرجَدٍ أَخضَرَ وَ أَعلَاهَا مِن يَاقُوتَةٍ


صفحه : 175

حَمرَاءَ وَ ثُلُثَا القَصرِ مُرَصّعٌ بِأَنوَاعِ اليَاقُوتِ وَ الجَوهَرِ عَلَيهِ شُرَفٌ يُعرَفُ[تُعرَفُ]بِتَسبِيحِهِ وَ تَقدِيسِهِ وَ تَحمِيدِهِ وَ تَمجِيدِهِ الخَبَرَ

125-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ الزهّريِ‌ّ رَفَعَهُ عَن سَلمَانَ الفاَرسِيِ‌ّ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ وَ سَاقَ الحَدِيثَ فِي تَجهِيزِ النّبِيّص سَرِيّةً إِلَي جِهَادِ قَومٍ إِلَي أَن قَالَ فَمَن مِنكُم يَخرُجُ إِلَيهِم قَبلَ أَن يُنظَرَ فِي دِيَارِنَا وَ حَرِيمِنَا لَعَلّ اللّهَ أَن يَفتَحَ عَلَي يَدَيهِ وَ أَضمَنُ لَهُ عَلَي اللّهِ اثنَا عَشَرَ قَصراً فِي الجَنّةِ وَ سَاقَهُ إِلَي أَن قَالَ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فِدَاكَ أَبِي وَ أمُيّ‌ يَا رَسُولَ اللّهِ صِف لِي هَذِهِ القُصُورَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا عَلِيّ بِنَاءُ هَذِهِ القُصُورِ لَبِنَةٌ مِن ذَهَبٍ وَ لَبِنَةٌ مِن فِضّةٍ مِلَاطُهَا المِسكُ الأَذفَرُ وَ العَنبَرُ حَصبَاؤُهَا الدّرّ وَ اليَاقُوتُ تُرَابُهَا الزّعفَرَانُ كَثِيبُهَا الكَافُورُ فِي صَحنِ كُلّ قَصرٍ مِن هَذِهِ القُصُورِ أَربَعَةُ أَنهَارٍ نَهَرٌ مِن عَسَلٍ وَ نَهَرٌ مِن خَمرٍ وَ نَهَرٌ مِن لَبَنٍ وَ نَهَرٌ مِن مَاءٍ مَحفُوفٍ بِالأَشجَارِ مِنَ المَرجَانِ عَلَي حاَفتَيَ‌ كُلّ نَهَرٍ مِن هَذِهِ الأَنهَارِ خِيَمٌ مِن دُرّةٍ بَيضَاءَ لَا قَطعَ فِيهِ وَ لَا فَصلَ قَالَ لَهَا كوُنيِ‌ فَكَانَت يُرَي بَاطِنُهَا مِن ظَاهِرِهَا وَ ظَاهِرُهَا مِن بَاطِنِهَا فِي كُلّ خَيمَةٍ سَرِيرٌ مُفَصّصٌ بِاليَاقُوتِ الأَحمَرِ قَوَائِمُهَا مِنَ الزّبَرجَدِ الأَخضَرِ عَلَي كُلّ سَرِيرٍ حَورَاءُ مِنَ الحُورِ العِينِ عَلَي كُلّ حُورٍ سَبعُونَ حُلّةً خَضرَاءَ وَ سَبعُونَ حُلّةً صَفرَاءَ يُرَي مُخّ سَاقَيهَا خَلفَ عَظمِهَا وَ جِلدِهَا وَ حُلِيّهَا وَ حُلَلِهَا كَمَا تُرَي الخَمرَةُ الصّافِيَةُ فِي الزّجَاجَةِ البَيضَاءِ مُكَلّلَةً بِالجَوَاهِرِ لِكُلّ حُورٍ سَبعُونَ ذُؤَابَةً كُلّ ذُؤَابَةٍ بِيَدِ وَصِيفٍ وَ بِيَدِ كُلّ وَصِيفٍ مِجمَرٌ تُبَخّرُ تِلكَ الذّؤَابَةَ يَفُوحُ مِن ذَلِكَ المِجمَرِ بُخَارٌ لَا يَفُوحُ بِنَارٍ وَ لَكِن بِقُدرَةِ الجَبّارِ الحَدِيثَ

126-ثو،[ثواب الأعمال ]بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي الحَسَنِ ع قَالَ رَجَبٌ نَهَرٌ فِي الجَنّةِ أَشَدّ بَيَاضاً مِنَ اللّبَنِ وَ أَحلَي مِنَ العَسَلِ مَن صَامَ يَوماً مِن رَجَبٍ سَقَاهُ اللّهُ مِن ذَلِكَ النّهَرِ

127-ثو،[ثواب الأعمال ]بِإِسنَادِهِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ عَنِ النّبِيّص قَالَ مَن صَامَ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ مِن شَعبَانَ رُفِعَ لَهُ سَبعُونَ أَلفَ دَرَجَةٍ مِنَ الجِنَانِ مِنَ الدّرّ وَ اليَاقُوتِ وَ مَن صَامَ


صفحه : 176

تِسعَةَ عَشَرَ يَوماً مِن شَعبَانَ أعُطيِ‌َ[سَبعِينَ]سَبعُونَ أَلفَ قَصرٍ مِنَ الجِنَانِ مِن دُرّ وَ يَاقُوتٍ وَ مَن صَامَ اثنَينِ وَ عِشرِينَ يَوماً مِن شَعبَانَ كسُيِ‌َ سَبعِينَ حُلّةً مِن سُندُسٍ وَ إِستَبرَقٍ الحَدِيثَ

128-ثو،[ثواب الأعمال ]بِإِسنَادِهِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فِي ثَوَابِ التّهلِيلَاتِ فِي عَشرِ ذيِ‌ الحِجّةِ قَالَ مَن قَالَ ذَلِكَ كُلّ يَومٍ عَشرَ مَرّاتٍ أَعطَاهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِكُلّ تَهلِيلَةٍ دَرَجَةً فِي الجَنّةِ مِنَ الدّرّ وَ اليَاقُوتِ مَا بَينَ كُلّ دَرَجَتَينِ مَسِيرَةُ مِائَةِ عَامٍ لِلرّاكِبِ المُسرِعِ فِي كُلّ دَرَجَةٍ مَدِينَةٌ فِيهَا قَصرٌ مِن جَوهَرَةٍ وَاحِدَةٍ لَا فَصلَ فِيهَا فِي كُلّ مَدِينَةٍ مِن تِلكَ المَدَائِنِ مِنَ الدّورِ وَ الصّحُونِ[القُصُورِ] وَ الغُرَفِ وَ البُيُوتِ وَ الفُرُشِ وَ الأَزوَاجِ وَ السّرُرِ وَ الحُورِ العِينِ وَ مِنَ النّمَارِقِ وَ الزرّاَبيِ‌ّ وَ المَوَائِدِ وَ الخَدَمِ وَ الأَنهَارِ وَ الأَشجَارِ وَ الحلُيِ‌ّ وَ الحُلَلِ مَا لَا يَصِفُ خَلقٌ مِنَ الوَاصِفِينَ فَإِذَا خَرَجَ مِن قَبرِهِ أَصَابَ كُلّ شَعرَةٍ مِنهُ نُوراً وَ ابتَدَرَهُ سَبعُونَ أَلفَ مَلَكٍ يَمشُونَ أَمَامَهُ وَ عَن يَمِينِهِ وَ عَن شِمَالِهِ حَتّي ينَتهَيِ‌َ إِلَي بَابِ الجَنّةِ فَإِذَا دَخَلَهَا قَامُوا خَلفَهُ وَ هُوَ أَمَامَهُم حَتّي ينَتهَيِ‌َ إِلَي مَدِينَةٍ ظَاهِرُهَا يَاقُوتَةٌ حَمرَاءُ وَ بَاطِنُهَا زَبَرجَدٌ خَضرَاءُ فِيهَا مِن أَصنَافِ مَا خَلَقَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِي الجَنّةِ فَإِذَا انتَهَوا إِلَيهَا قَالُوا يَا ولَيِ‌ّ اللّهِ هَل تدَريِ‌ مَا هَذِهِ المَدِينَةُ قَالَ لَا فَمَن أَنتُم قَالُوا نَحنُ المَلَائِكَةُ الّذِينَ شَهِدنَاكَ فِي الدّنيَا يَومَ هَلّلتَ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ بِالتّهلِيلِ هَذِهِ المَدِينَةُ بِمَا فِيهَا ثَوَاباً لَكَ وَ أَبشِر بِأَفضَلَ مِن هَذَا فِي دَارِهِ دَارِ السّلَامِ فِي جِوَارِهِ عَطَاءً لَا يَنقَطِعُ أَبَداً

129- مِن تَفسِيرِ النعّماَنيِ‌ّ،فِيمَا رَوَاهُ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ سيَأَتيِ‌ بِإِسنَادِهِ فِي كِتَابِ القُرآنِ قَالَ ع وَ أَمّا الرّدّ عَلَي مَن أَنكَرَ خَلقَ الجَنّةِ وَ النّارِ فَقَالَ اللّهُ تَعَالَيعِندَ سِدرَةِ المُنتَهي عِندَها جَنّةُ المَأوي وَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص دَخَلتُ الجَنّةَ فَرَأَيتُ فِيهَا قَصراً مِن يَاقُوتٍ أَحمَرَ يُرَي دَاخِلُهُ مِن خَارِجِهِ وَ خَارِجُهُ مِن دَاخِلِهِ مِن نُورِهِ فَقُلتُ يَا جَبرَئِيلُ لِمَن هَذَا القَصرُ فَقَالَ لِمَن أَطَابَ الكَلَامَ وَ أَدَامَ الصّيَامَ


صفحه : 177

وَ أَطعَمَ الطّعَامَ وَ تَهَجّدَ بِاللّيلِ وَ النّاسُ نِيَامٌ فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ فِي أُمّتِكَ مَن يُطِيقُ هَذَا فَقَالَ لِي ادنُ منِيّ‌ فَدَنَوتُ فَقَالَ أَ تدَريِ‌ مَا إِطَابَةُ الكَلَامِ فَقُلتُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ أَعلَمُ فَقَالَ هُوَ سُبحَانَ اللّهِ وَ الحَمدُ لِلّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ اللّهُ أَكبَرُ أَ تدَريِ‌ مَا إِدَامَةُ الصّيَامِ فَقُلتُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ أَعلَمُ فَقَالَ مَن صَامَ شَهرَ رَمَضَانَ وَ لَم يُفطِر مِنهُ يَوماً أَ تدَريِ‌ مَا إِطعَامُ الطّعَامِ فَقُلتُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ أَعلَمُ فَقَالَ مَن طَلَبَ لِعِيَالِهِ مَا يَكُفّ بِهِ وُجُوهَهُم أَ تدَريِ‌ مَا التّهَجّدُ بِاللّيلِ وَ النّاسُ نِيَامٌ فَقُلتُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ أَعلَمُ فَقَالَ مَن لَا يَنَامُ حَتّي يصُلَيّ‌َ العِشَاءَ الآخِرَةَ وَ يُرِيدُ بِالنّاسِ هُنَا اليَهُودَ وَ النّصَارَي لِأَنّهُم يَنَامُونَ بَينَ الصّلَاتَينِ وَ قَالَص لَمّا أسُريِ‌َ بيِ‌ إِلَي السّمَاءِ دَخَلتُ الجَنّةَ فَرَأَيتُ فِيهَا قيعان [قِيعَاناً] وَ رَأَيتُ فِيهَا مَلَائِكَةً يَبنُونَ لَبِنَةً مِن ذَهَبٍ وَ لَبِنَةً مِن فِضّةٍ وَ رُبّمَا أَمسَكُوا فَقُلتُ لَهُم مَا بَالُكُم قَد أَمسَكتُم فَقَالُوا حَتّي تَجِيئَنَا النّفَقَةُ فَقُلتُ وَ مَا نَفَقَتُكُم قَالُوا قَولُ المُؤمِنِ سُبحَانَ اللّهِ وَ الحَمدُ لِلّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ اللّهُ أَكبَرُ فَإِذَا قَالَ بَنَينَا وَ إِذَا أَمسَكَ أَمسَكنَا وَ قَالَص لَمّا أَسرَي بيِ‌ ربَيّ‌ إِلَي سَبعِ سَمَاوَاتِهِ أَخَذَ جَبرَئِيلُ بيِدَيِ‌ وَ أدَخلَنَيِ‌ الجَنّةَ وَ أجَلسَنَيِ‌ عَلَي دُرنُوكٍ مِن دَرَانِيكِ الجَنّةِ وَ ناَولَنَيِ‌ سَفَرجَلَةً فَانفَلَقَت نِصفَينِ وَ خَرَجَت حَورَاءُ مِنهَا فَقَامَت بَينَ يدَيَ‌ّ وَ قَالَت السّلَامُ عَلَيكَ يَا مُحَمّدُ السّلَامُ عَلَيكَ يَا أَحمَدُ السّلَامُ عَلَيكَ يَا رَسُولَ اللّهِ فَقُلتُ وَ عَلَيكَ السّلَامُ مَن أَنتِ فَقَالَت أَنَا الرّاضِيَةُ المَرضِيّةُ خلَقَنَيِ‌ الجَبّارُ مِن ثَلَاثَةِ أَنوَاعٍ أعَلاَي‌َ مِنَ الكَافُورِ وَ وسَطَيِ‌ مِنَ العَنبَرِ وَ أسَفلَيِ‌ مِنَ المِسكِ وَ عُجِنتُ بِمَاءِ الحَيَوَانِ قَالَ لِي ربَيّ‌ كوُنيِ‌ فَكُنتُ لِأَخِيكَ وَ وَصِيّكَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَ هَذَا وَ مِثلُهُ دَلِيلٌ عَلَي خَلقِ الجَنّةِ وَ بِالعَكسِ مِن ذَلِكَ الكَلَامِ فِي النّارِ


صفحه : 178

130-فس ،[تفسير القمي‌] وَ أَمّا الرّدّ عَلَي مَن أَنكَرَ خَلقَ الجَنّةِ وَ النّارِ فَقَولُهُعِندَ سِدرَةِ المُنتَهي عِندَها جَنّةُ المَأوي وَ سِدرَةُ المُنتَهَي فِي السّمَاءِ السّابِعَةِ وَ جَنّةُ المَأوَي عِندَهَا

قَالَ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ حدَثّنَيِ‌ أَبِي عَن حَمّادٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَمّا أسُريِ‌َ بيِ‌ إِلَي السّمَاءِ دَخَلتُ الجَنّةَ فَرَأَيتُ قَصراً وَ سَاقَ الحَدِيثَ الأَوّلَ إِلَي قَولِهِ فَإِنّهُم يَنَامُونَ فِيمَا بَينَهُمَا

ثم قال وبهذا الإسناد قال قال رسول الله ص لَمّا أسُريِ‌َ بيِ‌ إِلَي السّمَاءِ إِلَي آخِرِ الحَدِيثِ الثاّنيِ‌ ثُمّ رَوَي مَا رَوَينَا عَنهُ فِي أَوّلِ البَابِ مِن حَدِيثِ تَقبِيلِ فَاطِمَةَ ع وَ وَصفِ شَجَرَةِ طُوبَي ثُمّ قَالَ وَ مِثلُ ذَلِكَ كَثِيرٌ مِمّا هُوَ رَدّ عَلَي مَن أَنكَرَ المِعرَاجَ وَ خَلقَ الجَنّةِ وَ النّارِ

131-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِإِسنَادِ التمّيِميِ‌ّ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص وَسَطُ الجَنّةِ لِي وَ لِأَهلِ بيَتيِ‌

132-ل ،[الخصال ]مَاجِيلَوَيهِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ وَ أَحمَدَ بنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ عَن عَلِيّ بنِ أَسبَاطٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ يَزِيدَ عَن مُحَمّدِ بنِ سَالِمٍ رَفَعَهُ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيطُوبي لَهُم وَ حُسنُ مَآبٍ قَالَ هيِ‌َ شَجَرَةٌ غَرَسَهَا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِيَدِهِ وَ نَفَخَ فِيهَا مِن رُوحِهِ وَ إِنّ أَغصَانَهَا لَتُرَي مِن وَرَاءِ سُورِ الجَنّةِ تَنبُتُ باِلحلُيِ‌ّ وَ الحُلَلِ وَ الثّمَارِ مُتَدَلّيَةً عَلَي أَفوَاهِهِم الخَبَرَ

133-ل ،[الخصال ]بِسَنَدَينِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ خَطّ رَسُولُ اللّهِص أَربَعَ خُطَطٍ فِي الأَرضِ وَ قَالَ أَ تَدرُونَ مَا هَذَا قُلنَا اللّهُ وَ رَسُولُهُ أَعلَمُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أَفضَلُ نِسَاءِ الجَنّةِ أَربَعٌ خَدِيجَةُ بِنتُ خُوَيلِدٍ وَ فَاطِمَةُ بِنتُ مُحَمّدٍص وَ مَريَمُ بِنتُ عِمرَانَ وَ آسِيَةُ بِنتُ مُزَاحِمٍ امرَأَةُ فِرعَونَ

134- مع ،[معاني‌ الأخبار] ابنُ المُتَوَكّلِ عَنِ السعّدآَباَديِ‌ّ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن رَجُلٍ عَن حَفصِ بنِ غِيَاثٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص السّخَاءُ شَجَرَةٌ فِي الجَنّةِ أَصلُهَا وَ هيِ‌َ مِظَلّةٌ عَلَي الدّنيَا مَن تَعَلّقَ بِغُصنٍ مِنهَا اجتَرّهُ إِلَي الجَنّةِ


صفحه : 179

135-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ لا تَقرَبا هذِهِ الشّجَرَةَ قَالَ ع هيِ‌َ شَجَرَةٌ تَمَيّزَت بَينَ أَشجَارِ الجَنّةِ إِنّ سَائِرَ أَشجَارِ الجَنّةِ كَانَ كُلّ نَوعٍ مِنهَا يَحمِلُ نَوعاً مِنَ الثّمَارِ وَ المَأكُولِ وَ كَانَت هَذِهِ الشّجَرَةُ وَ جِنسُهَا تَحمِلُ البُرّ وَ العِنَبَ وَ التّينَ وَ العُنّابَ وَ سَائِرَ أَنوَاعِ الفَوَاكِهِ وَ الثّمَارِ وَ الأَطعِمَةِ فَلِذَلِكَ اختَلَفَتِ الحَاكُونَ بِذِكرِ الشّجَرَةِ فَقَالَ بَعضُهُم هيِ‌َ بُرّةٌ وَ قَالَ آخَرُونَ هيِ‌َ عِنَبَةٌ وَ قَالَ آخَرُونَ هيِ‌َ عُنّابَةٌ

136-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ]فِيمَا سيَأَتيِ‌ فِي أَبوَابِ مَنَاقِبِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ النّبِيّص لعِلَيِ‌ّ ع فَإِنّ اللّهَ يخُزيِ‌ عَنكَ الشّيطَانَ وَ عَن مُحِبّيكَ وَ يُعطِيكَ فِي الآخِرَةِ بِعَدَدِ كُلّ حَبّةِ خَردَلٍ مِمّا أَعطَيتَ صَاحِبَكَ وَ مِمّا يُنمِيهِ اللّهُ مِنهُ دَرَجَةً فِي الجَنّةِ أَكبَرَ مِنَ الدّنيَا مِنَ الأَرضِ إِلَي السّمَاءِ وَ بِعَدَدِ كُلّ حَبّةٍ مِنهَا جَبَلًا مِن فِضّةٍ كَذَلِكَ وَ جَبَلًا مِن لُؤلُؤٍ وَ جَبَلًا مِن يَاقُوتٍ وَ جَبَلًا مِن جَوهَرٍ وَ جَبَلًا مِن نُورِ رَبّ العِزّةِ كَذَلِكَ وَ جَبَلًا مِن زُمُرّدٍ وَ جَبَلًا مِن زَبَرجَدٍ كَذَلِكَ وَ جَبَلًا مِن مِسكٍ وَ جَبَلًا مِن عَنبَرٍ كَذَلِكَ وَ إِنّ عَدَدَ خَدَمَكَ فِي الجَنّةِ أَكثَرُ مِن عَدَدِ قَطرِ المَطَرِ وَ النّبَاتِ وَ شُعُورِ الحَيَوَانَاتِ

137-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن رَعَي قَرَابَاتِ أَبَوَيهِ أعُطيِ‌َ فِي الجَنّةِ أَلفَ دَرَجَةٍ مَا بَينَ كُلّ دَرَجَتَينِ حُضرُ الفَرَسِ الجَوَادِ المُضَمّرِ مِائَةَ سَنَةٍ إِحدَي الدّرَجَاتِ مِن فِضّةٍ وَ الأُخرَي مِن ذَهَبٍ وَ أُخرَي مِن لُؤلُؤٍ وَ أُخرَي مِن زُمُرّدٍ وَ أُخرَي مِن زَبَرجَدٍ وَ أُخرَي مِن مِسكٍ وَ أُخرَي مِن عَنبَرٍ وَ أُخرَي مِن كَافُورٍ فَتِلكَ الدّرَجَاتُ مِن هَذِهِ الأَصنَافِ وَ مَن رَعَي حَقّ قُربَي مُحَمّدٍ وَ عَلِيّ أوُتيِ‌َ مِن فَضَائِلِ الدّرَجَاتِ وَ زِيَادَةِ المَثُوبَاتِ عَلَي قَدرِ زِيَادَةِ فَضلِ مُحَمّدٍ وَ عَلِيّ عَلَي أبَوَيَ‌ نَسَبِهِ وَ سَاقَ الحَدِيثَ إِلَي أَن قَالَ فِي شَأنِ رَجُلٍ آثَرَ قَرَابَةَ رَسُولِ اللّهِص عَلَي قَرَابَتِهِ بَعدَ بَيَانِ أَن أَعطَي مَالًا كَثِيراً قَالَ ثُمّ أَتَاهُ رَسُولُ اللّهِص فَقَالَ يَا عَبدَ اللّهِ هَذَا جَزَاؤُكَ فِي الدّنيَا عَلَي إِيثَارِ قرَاَبتَيِ‌ عَلَي قَرَابَتِكَ وَ لَأُعطِيَنّكَ فِي الآخِرَةِ بِكُلّ حَبّةٍ مِن هَذَا المَالِ فِي الجَنّةِ أَلفَ قَصرٍ أَصغَرُهَا أَكبَرُ مِنَ الدّنيَا مَغرِزُ إِبرَةٍ مِنهَا خَيرٌ مِنَ الدّنيَا وَ مَا فِيهَا وَ سَاقَهُ إِلَي أَن قَالَ وَ مَن مَسَحَ يَدَهُ بِرَأسِ يَتِيمٍ رِفقاً بِهِ جَعَلَ اللّهُ لَهُ فِي الجَنّةِ بِكُلّ شَعرَةٍ مَرّت تَحتَ


صفحه : 180

يَدِهِ قَصراً أَوسَعَ مِنَ الدّنيَا بِمَا فِيهَا وَ فِيهَا مَا تشَتهَيِ‌ الأَنفُسُ وَ تَلَذّ الأَعيُنُ وَ هُم فِيهَا خَالِدُونَ وَ سَاقَهُ إِلَي أَن قَالَ قَالَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ ع مَن كَفَلَ لَنَا يَتِيماً قَطَعَتهُ عَنّا غَيبَتُنَا وَ استِتَارُنَا فَوَاسَاهُ مِن عُلُومِنَا التّيِ‌ سَقَطَت إِلَيهِ حَتّي أَرشَدَهُ وَ هَدَاهُ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ يَا أَيّهَا العَبدُ الكَرِيمُ الموُاَسيِ‌ إنِيّ‌ أَولَي بِهَذَا الكَرَمِ اجعَلُوا لَهُ يَا ملَاَئكِتَيِ‌ فِي الجِنَانِ بِعَدَدِ كُلّ حَرفٍ عَلّمَهُ أَلفَ أَلفِ قَصرٍ وَ أَضِيفُوا إِلَيهَا مَا يَلِيقُ بِهَا مِن سَائِرِ النّعَمِ وَ سَاقَهُ إِلَي أَن قَالَ وَ قَالَت فَاطِمَةُ ع وَ قَد اختَصَمَ إِلَيهَا امرَأَتَانِ فَتَنَازَعَتَا فِي شَيءٍ مِن أَمرِ الدّينِ إِحدَاهُمَا مُعَانِدَةٌ وَ الأُخرَي مُؤمِنَةٌ فَفَتَحَت عَلَي المُؤمِنَةِ حُجّتَهَا فَاستَظهَرَت عَلَي المُعَانِدَةِ فَفَرِحَت فَرَحاً شَدِيداً فَقَالَت فَاطِمَةُ ع إِنّ فَرَحَ المَلَائِكَةِ بِاستِظهَارِكَ عَلَيهَا أَشَدّ مِن فَرَحِكَ وَ إِنّ حُزنَ الشّيطَانِ وَ مَرَدَتِهِ بِخِزيِهَا عَنكَ أَشَدّ مِن حُزنِهَا وَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ قَالَ لِلمَلَائِكَةِ أَوجِبُوا لِفَاطِمَةَ بِمَا فَتَحَت عَلَي هَذِهِ المِسكِينَةِ الأَسِيرَةِ مِنَ الجِنَانِ أَلفَ أَلفِ ضِعفِ مَا كُنتَ أَعدَدتَ لَهَا وَ اجعَلُوا هَذِهِ سُنّةً فِي كُلّ مَن يَفتَحُ عَلَي أَسِيرٍ مِسكِينٍ فَيَغلِبُ مُعَانِداً مِثلَ أَلفِ أَلفِ مَا كَانَ مُعَدّاً لَهُ مِنَ الجِنَانِ وَ سَاقَهُ إِلَي أَن قَالَ وَ قَالَ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ ع مَن كَانَ هَمّهُ فِي كَسرِ النّوَاصِبِ عَنِ المَسَاكِينِ المُوَالِينَ لَنَا أَهلَ البَيتِ يَكسِرُهُم عَنهُم وَ يَكشِفُ عَن مَخَازِيهِم وَ يُبَيّنُ أَعوَارَهُم وَ يُفَخّمُ أَمرَ مُحَمّدٍ وَ آلِهِ جَعَلَ اللّهُ هِمّةَ أَملَاكِ الجِنَانِ فِي بِنَاءِ قُصُورِهِ وَ دُورِهِ يُستَعمَلُ بِكُلّ حَرفٍ مِن حُرُوفِ حُجَجِهِ عَلَي أَعدَاءِ اللّهِ أَكثَرُ مِن عَدَدِ أَهلِ الدّنيَا أَملَاكاً قُوّةُ كُلّ وَاحِدٍ تَفضُلُ مِن حَملِ السّمَاوَاتِ وَ الأَرَضِينَ فَكَم مِن بِنَاءٍ وَ كَم مِن نِعمَةٍ وَ كَم مِن قُصُورٍ لَا يَعرِفُ قَدرَهَا إِلّا رَبّ العَالَمِينَ وَ سَاقَهُ إِلَي أَن قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَمَرَ جَبرَئِيلَ لَيلَةَ المِعرَاجِ فَعَرَضَ عَلَيّ قُصُورَ الجِنَانِ فَرَأَيتُهَا مِنَ الذّهَبِ وَ الفِضّةِ مِلَاطُهَا المِسكُ وَ العَنبَرُ غَيرَ أنَيّ‌ رَأَيتُ لِبَعضِهَا شُرَفاً عَالِيَةً وَ لَم أَرَ لِبَعضِهَا فَقُلتُ يَا حبَيِبيِ‌ جَبرَئِيلُ مَا بَالُ هَذِهِ بِلَا شُرَفٍ كَمَا لِسَائِرِ تِلكَ القُصُورِ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ هَذِهِ قُصُورُ المُصَلّينَ فَرَائِضَهُمُ الّذِينَ يَكسَلُونَ عَنِ الصّلَاةِ عَلَيكَ وَ عَلَي آلِكَ بَعدَهَا فَإِن بَعَثَ مَادّةً لِبِنَاءِ الشّرَفِ مِنَ الصّلَاةِ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ


صفحه : 181

الطّيّبِينَ بُنِيَت لَهُ الشّرَفُ وَ إِلّا بَقِيَت هَكَذَا فَيُقَالُ حَتّي يَعرِفَ سُكّانُ الجِنَانِ أَنّ القَصرَ ألّذِي لَا شُرَفَ لَهُ هُوَ للِذّيِ‌ كَسِلَ صَاحِبُهُ بَعدَ صَلَاتِهِ عَنِ الصّلَاةِ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ الطّيّبِينَ وَ رَأَيتُ فِيهَا قُصُوراً مَنِيعَةً مُشرِفَةً عَجِيبَةَ الحُسنِ لَيسَ لَهَا أَمَامَهَا دِهلِيزٌ وَ لَا بَينَ يَدَيهَا بُستَانٌ وَ لَا خَلفَهَا فَقُلتُ مَا بَالُ هَذِهِ القُصُورِ لَا دِهلِيزَ بَينَ يَدَيهَا وَ لَا بُستَانَ خَلفَهَا فَقَالَ يَا مُحَمّدُ هَذِهِ قُصُورُ المُصَلّينَ الصّلَوَاتِ الخَمسَ الّذِينَ يَبذُلُونَ بَعضَ وُسعِهِم فِي قَضَاءِ حُقُوقِ إِخوَانِهِمُ المُؤمِنِينَ دُونَ جَمِيعِهَا فَلِذَلِكَ قُصُورُهُم بِغَيرِ دِهلِيزٍ أَمَامَهَا وَ لَا بَسَاتِينَ خَلفَهَا

138-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَالَ ع فِي بَيَانِ ثَوَابِ الصّلَاةِ وَ إِذَا قَالَ بِسمِ اللّهِ الرّحمَنِ الرّحِيمِ الحَمدُ لِلّهِ رَبّ العَالَمِينَ فَقَرَأَ فَاتِحَةَ الكِتَابِ وَ سُورَةً قَالَ اللّهُ تَعَالَي لِمَلَائِكَتِهِ أَ مَا تَرَونَ عبَديِ‌ هَذَا كَيفَ تَلَذّذُ بِقِرَاءَةِ كلَاَميِ‌ أُشهِدُكُم يَا ملَاَئكِتَيِ‌ لَأَقُولَنّ لَهُ يَومَ القِيَامَةِ اقرَأ فِي جنَاّتيِ‌ وَ ارقَ فِي درَجَاَتيِ‌ فَلَا يَزَالُ يَقرَأُ وَ يَرقَي بِعَدَدِ كُلّ حَرفٍ دَرَجَةً مِن ذَهَبٍ وَ دَرَجَةً مِن فِضّةٍ وَ دَرَجَةً مِن لُؤلُؤٍ وَ دَرَجَةً مِن جَوهَرٍ وَ دَرَجَةً مِن زَبَرجَدٍ أَخضَرَ وَ دَرَجَةً مِن زُمُرّدٍ أَخضَرَ وَ دَرَجَةً مِن نُورِ رَبّ العِزّةِ وَ سَاقَهُ إِلَي أَن قَالَ فِي بَيَانِ الزّكَاةِ فَإِنّ مَن أَعطَي مِن زَكَاتِهِ طَيّبَةً بِهَا نَفسُهُ أَعطَاهُ اللّهُ بِكُلّ حَبّةٍ مِنهَا قَصراً فِي الجَنّةِ مِن ذَهَبٍ وَ قَصراً مِن فِضّةٍ وَ قَصراً مِن لُؤلُؤٍ وَ قَصراً مِن زَبَرجَدٍ وَ قَصراً مِن زُمُرّدٍ وَ قَصراً مِن جَوهَرٍ وَ قَصراً مِن نُورِ رَبّ العَالَمِينَ

139-فس ،[تفسير القمي‌] لَهُم دارُ السّلامِ قَالَ يعَنيِ‌ الجَنّةَ وَ سُمّيَت دَارَ السّلَامِ لِلسّلَامَةِ فِيهَا مِنَ الأَحزَانِ وَ الآلَامِ

140-فس ،[تفسير القمي‌] قَالَ الصّادِقُ ع عَلَي بَابِ الجَنّةِ مَكتُوبٌ الصّدَقَةُ بِعَشَرَةٍ وَ القَرضُ بِثَمَانِيَةَ عَشَرَ

141-فس ،[تفسير القمي‌]ادخُلُوا الجَنّةَ أَنتُم وَ أَزواجُكُم تُحبَرُونَ أَي تُكرَمُونَيُطافُ عَلَيهِم بِصِحافٍ مِن ذَهَبٍ وَ أَكوابٍ أَي قِصَاعٍ وَ أوَاَنيِ‌وَ فِيها ما تَشتَهِيهِ الأَنفُسُ إِلَي قَولِهِ


صفحه : 182

مِنها تَأكُلُونَفَإِنّهُ مُحكَمٌ

وَ أخَبرَنَيِ‌ أَبِي عَنِ الحَسَنِ بنِ مَحبُوبٍ عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ الرّجُلَ فِي الجَنّةِ يَبقَي عَلَي مَائِدَتِهِ أَيّامَ الدّنيَا وَ يَأكُلُ فِي أَكلَةٍ وَاحِدَةٍ بِمِقدَارِ أَكلِهِ فِي الدّنيَا

142-فس ،[تفسير القمي‌] وَ أَنهارٌ مِن خَمرٍ قَالَ أَي خَمرَةٍ إِذَا تَنَاوَلَهَا ولَيِ‌ّ اللّهِ وَجَدَ رَائِحَةَ المِسكِ فِيهَا

143-فس ،[تفسير القمي‌] لا لَغوٌ فِيها وَ لا تَأثِيمٌ قَالَ لَيسَ فِي الجَنّةِ خَنَاءٌ وَ لَا فُحشٌ وَ يَشرَبُ المُؤمِنُ وَ لَا يَأثَمُ ثُمّ حَكَي عَزّ وَ جَلّ قَولَ أَهلِ الجَنّةِ فَقَالَوَ أَقبَلَ بَعضُهُم عَلي بَعضٍ يَتَساءَلُونَ قَالَ فِي الجَنّةِقالُوا إِنّا كُنّا قَبلُ فِي أَهلِنا مُشفِقِينَ أَي خَائِفِينَ مِنَ العَذَابِفَمَنّ اللّهُ عَلَينا وَ وَقانا عَذابَ السّمُومِ قَالَ السّمُومُ الحَرّ الشّدِيدُ

144-قل ،[إقبال الأعمال ]يب ،[تهذيب الأحكام ] مُحَمّدُ بنُ أَحمَدَ بنِ دَاوُدَ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ بنِ فَضّالٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ زُرَارَةَ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ أَبِي نَصرٍ قَالَكُنّا عِندَ الرّضَا ع وَ المَجلِسُ غَاصّ بِأَهلِهِ فَتَذَاكَرُوا يَومَ الغَدِيرِ فَأَنكَرَهُ بَعضُ النّاسِ فَقَالَ الرّضَا ع حدَثّنَيِ‌ أَبِي عَن أَبِيهِ قَالَ إِنّ يَومَ الغَدِيرِ فِي السّمَاءِ أَشهَرُ مِنهُ فِي الأَرضِ إِنّ لِلّهِ فِي الفِردَوسِ الأَعلَي قَصراً لَبِنَةٌ مِن فِضّةٍ وَ لَبِنَةٌ مِن ذَهَبٍ فِيهِ مِائَةُ أَلفِ قُبّةٍ مِن يَاقُوتَةٍ حَمرَاءَ وَ مِائَةُ أَلفِ خَيمَةٍ مِن يَاقُوتٍ أَخضَرَ تُرَابُهُ المِسكُ وَ العَنبَرُ فِيهِ أَربَعَةُ أَنهَارٍ نَهَرٌ مِن خَمرٍ وَ نَهَرٌ مِن مَاءٍ وَ نَهَرٌ مِن لَبَنٍ وَ نَهَرٌ مِن عَسَلٍ حَوَالَيهِ أَشجَارُ جَمِيعِ الفَوَاكِهِ عَلَيهِ طُيُورٌ أَبدَانُهَا مِن لُؤلُؤٍ وَ أَجنِحَتُهَا مِن يَاقُوتٍ وَ تَصُوتُ بِأَلوَانِ الأَصوَاتِ فَإِذَا كَانَ يَومُ الغَدِيرِ وَرَدَ إِلَي ذَلِكَ القَصرِ أَهلُ السّمَاوَاتِ يُسَبّحُونَ اللّهَ وَ يُقَدّسُونَهُ وَ يُهَلّلُونَهُ تَتَطَايَرُ تِلكَ الطّيُورُ فَتَقَعُ فِي ذَلِكَ المَاءِ وَ تَتَمَرّغُ عَلَي ذَلِكَ المِسكِ وَ العَنبَرِ فَإِذَا اجتَمَعَتِ المَلَائِكَةُ طَارَت فَتَنفُضُ ذَلِكَ عَلَيهِم وَ إِنّهُم


صفحه : 183

فِي ذَلِكَ اليَومِ لَيَتَهَادَونَ نُثَارَ فَاطِمَةَ ع فَإِذَا كَانَ آخِرُ ذَلِكَ اليَومِ نُودُوا انصَرِفُوا إِلَي مَرَاتِبِكُم فَقَد أَمِنتُمُ الخَطَاءَ وَ الزّلَلَ إِلَي قَابِلٍ فِي مِثلِ هَذَا اليَومِ تَكرِمَةً لِمُحَمّدٍ وَ عَلِيّ ع الخَبَرَ

145-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن مُعَلّي بنِ رِئَابٍ وَ يَعقُوبَ السّرّاجِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع خَطَبَ النّاسَ فَقَالَ فِيهَا أَلَا وَ إِنّ التّقوَي مَطَايَا ذُلُلٌ حُمِلَ عَلَيهَا أَهلُهَا وَ أُعطُوا أَزِمّتَهَا فَأَورَدَتهُمُ الجَنّةَ وَ فُتِحَت لَهُم أَبوَابُهَا وَ وَجَدُوا رِيحَهَا وَ طِيبَهَا وَ قِيلَ لَهُمادخُلُوها بِسَلامٍ آمِنِينَالخُطبَةَ

146-كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَنِ الفُضَيلِ بنِ عَبدِ الوَهّابِ عَن إِسحَاقَ بنِ عُبَيدِ اللّهِ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ الوَلِيدِ الوصَاّفيِ‌ّ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن قَالَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ غُرِسَت لَهُ شَجَرَةٌ فِي الجَنّةِ مِن يَاقُوتَةٍ حَمرَاءَ مَنبِتُهَا فِي مِسكٍ أَبيَضَ أَحلَي مِنَ العَسَلِ وَ أَشَدّ بَيَاضاً مِنَ الثّلجِ وَ أَطيَبُ رِيحاً مِنَ المِسكِ فِيهَا أَمثَالُ ثدُيِ‌ّ الأَبكَارِ تَعلُو عَن سَبعِينَ حُلّةً الخَبَرَ

147- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] عَنِ ابنِ عَبّاسٍ عَنِ النّبِيّص قَالَ لَو عَلِمتُم مَا لَكُم فِي شَهرِ رَمَضَانَ لَزِدتُم لِلّهِ تَعَالَي شُكراً إِذَا كَانَ أَوّلُ لَيلَةٍ مِنهُ غَفَرَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لأِمُتّيِ‌ الذّنُوبَ كُلّهَا سِرّهَا وَ عَلَانِيَتَهَا وَ رَفَعَ لَكُم ألَفيَ‌ أَلفِ دَرَجَةٍ وَ بَنَي لَكُم خَمسِينَ مَدِينَةً قَالَ


صفحه : 184

وَ أَعطَاكُمُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِي اليَومِ الثّالِثِ بِكُلّ شَعرَةٍ عَلَي أَبدَانِكُم قُبّةً فِي الفِردَوسِ مِن دُرّةٍ بَيضَاءَ فِي أَعلَاهَا اثنَا عَشَرَ أَلفَ بَيتٍ مِنَ النّورِ وَ فِي أَسفَلِهَا اثنَا عَشَرَ أَلفَ بَيتٍ فِي كُلّ بَيتٍ أَلفُ سَرِيرٍ عَلَي كُلّ سَرِيرٍ حَورَاءُ يَدخُلُ عَلَيكُم كُلّ يَومٍ أَلفُ مَلَكٍ مَعَ كُلّ مَلَكٍ هَدِيّةٌ وَ أَعطَاكُمُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ اليَومَ الرّابِعَ فِي جَنّةِ الخُلدِ سَبعِينَ أَلفَ قَصرٍ فِي كُلّ قَصرٍ سَبعُونَ أَلفَ بَيتٍ فِي كُلّ بَيتِ خَمسُونَ أَلفَ سَرِيرٍ عَلَي كُلّ سَرِيرٍ حَورَاءُ بَينَ يدَيَ‌ كُلّ حَورَاءَ أَلفُ وَصِيفَةٍ خِمَارُ إِحدَاهُنّ خَيرٌ مِنَ الدّنيَا وَ مَا فِيهَا وَ أَعطَاكُمُ اللّهُ اليَومَ الخَامِسَ فِي جَنّةِ المَأوَي أَلفَ أَلفِ مَدِينَةٍ فِي كُلّ مَدِينَةٍ سَبعُونَ أَلفَ بَيتٍ فِي كُلّ بَيتٍ سَبعُونَ أَلفَ مَائِدَةٍ عَلَي كُلّ مَائِدَةٍ سَبعُونَ أَلفَ قَصعَةٍ وَ فِي كُلّ قَصعَةٍ سِتّونَ أَلفَ لَونٍ مِنَ الطّعَامِ لَا يُشبِهُ بَعضُهَا بَعضاً وَ أَعطَاكُمُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ اليَومَ السّادِسَ فِي دَارِ السّلَامِ مِائَةَ أَلفِ مَدِينَةٍ فِي كُلّ مَدِينَةٍ مِائَةُ أَلفِ دَارٍ فِي كُلّ دَارٍ مِائَةُ أَلفِ بَيتٍ فِي كُلّ بَيتٍ مِائَةُ أَلفِ سَرِيرٍ مِن ذَهَبٍ طُولُ كُلّ سَرِيرٍ أَلفُ ذِرَاعٍ عَلَي كُلّ سَرِيرٍ زَوجَةٌ مِنَ الحُورِ العِينِ عَلَيهَا ثَلَاثُونَ أَلفَ ذُؤَابَةٍ مَنسُوجَةٍ بِالدّرّ وَ اليَاقُوتِ تَحمِلُ كُلّ ذُؤَابَةٍ مِائَةُ جَارِيَةٍ وَ أَعطَاكُمُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ اليَومَ السّابِعَ فِي جَنّةِ النّعِيمِ ثَوَابَ أَربَعِينَ أَلفَ شَهِيدٍ وَ أَربَعِينَ أَلفَ صِدّيقٍ وَ سَاقَهُ إِلَي أَن قَالَ وَ يَومَ خَمسَةٍ وَ عِشرِينَ بَنَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَكُم تَحتَ العَرشِ أَلفَ قُبّةٍ خَضرَاءَ عَلَي رَأسِ كُلّ قُبّةٍ خَيمَةٌ مِن نُورٍ يَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ يَا أُمّةَ مُحَمّدٍ أَنَا رَبّكُم وَ أَنتُم عبَيِديِ‌ وَ إمِاَئيِ‌ استَظِلّوا بِظِلّ عرَشيِ‌ فِي هَذِهِ القِبَابِ وَ كُلُوا وَ اشرَبُوا هَنِيئاً فَلَا خَوفٌ عَلَيكُم وَ لَا أَنتُم تَحزَنُونَ يَا أُمّةَ مُحَمّدٍ وَ عزِتّيِ‌ وَ جلَاَليِ‌ لَأَبعَثَنّكُم إِلَي الجَنّةِ يَتَعَجّبُ مِنكُمُ الأَوّلُونَ وَ الآخِرُونَ وَ لَأُتَوّجَنّ كُلّ وَاحِدٍ مِنكُم بِأَلفِ تَاجٍ مِن نُورٍ وَ لَأُركِبَنّ كُلّ وَاحِدٍ مِنكُم عَلَي نَاقَةٍ خُلِقَت مِن نُورٍ زِمَامُهَا مِن نُورٍ وَ فِي ذَلِكَ الزّمَامِ أَلفُ حَلقَةٍ مِن ذَهَبٍ وَ فِي كُلّ حَلقَةٍ مَلَكٌ قَائِمٌ عَلَيهَا مِنَ المَلَائِكَةِ بِيَدِ كُلّ مَلَكٍ عَمُودٌ مِن نُورٍ حَتّي يَدخُلَ الجَنّةَ بِغَيرِ حِسَابٍ وَ سَاقَهُ إِلَي أَن قَالَ وَ يَومَ ثَمَانِيَةٍ وَ عِشرِينَ جَعَلَ اللّهُ لَكُم فِي جَنّةِ الخُلدِ مِائَةَ أَلفِ مَدِينَةٍ مِن نُورٍ وَ أَعطَاكُمُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِي جَنّةِ المَأوَي مِائَةَ أَلفِ قَصرٍ مِن فِضّةٍ وَ أَعطَاكُمُ اللّهُ


صفحه : 185

عَزّ وَ جَلّ فِي جَنّةِ النّعِيمِ مِائَةَ أَلفِ دَارٍ مِن عَنبَرٍ أَشهَبَ وَ أَعطَاكُمُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِي جَنّةِ الفِردَوسِ مِائَةَ أَلفِ مَدِينَةٍ فِي كُلّ مَدِينَةٍ أَلفُ حُجرَةٍ وَ أَعطَاكُمُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِي جَنّةِ الجَلَالِ مِائَةَ أَلفِ مِنبَرٍ مِن مِسكٍ فِي جَوفِ كُلّ مِنبَرٍ أَلفُ بَيتٍ مِن زَعفَرَانٍ فِي كُلّ بَيتٍ أَلفُ سَرِيرٍ مِن دُرّ وَ يَاقُوتٍ عَلَي كُلّ سَرِيرٍ زَوجَةٌ مِنَ الحُورِ العِينِ فَإِذَا كَانَ يَومُ تِسعَةٍ وَ عِشرِينَ أَعطَاكُمُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَلفَ أَلفِ مَحَلّةٍ فِي جَوفِ كُلّ مَحَلّةٍ قُبّةٌ بَيضَاءُ فِي كُلّ قُبّةٍ سَرِيرٌ مِن كَافُورٍ أَبيَضَ عَلَي ذَلِكَ السّرِيرِ أَلفُ فِرَاشٍ مِنَ السّندُسِ الأَخضَرِ فَوقَ كُلّ فِرَاشٍ حَورَاءُ عَلَيهَا سَبعُونَ أَلفَ حُلّةٍ وَ عَلَي رَأسِهَا ثَمَانُونَ أَلفَ ذُؤَابَةٍ كُلّ ذُؤَابَةٍ مُكَلّلَةٌ بِالدّرّ وَ اليَاقُوتِ وَ سَاقَهُ إِلَي أَن قَالَ وَ لِلجَنّةِ بَابٌ يُقَالُ لَهُ الرّيّانُ لَا يُفتَحُ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ ثُمّ يُفتَحُ لِلصّائِمِينَ وَ الصّائِمَاتِ مِن أُمّةِ مُحَمّدٍص ثُمّ ينُاَديِ‌ رِضوَانُ خَازِنُ الجَنّةِ يَا أُمّةَ مُحَمّدٍ هَلُمّوا إِلَي الرّيّانِ فَيَدخُلُ أمُتّيِ‌ مِن ذَلِكَ البَابِ إِلَي الجَنّةِ فَمَن لَم يُغفَر لَهُ فِي شَهرِ رَمَضَانَ ففَيِ‌ أَيّ شَهرٍ يُغفَرُ لَهُ

148- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] الحَسَنُ بنُ مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن يَحيَي بنِ الحَسَنِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عَلِيّ وَ الحَسَنِ بنِ يَحيَي عَن نَصرِ بنِ مُزَاحِمٍ عَن أَبِي خَالِدٍ عَن زَيدِ بنِ عَلِيّ عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ كَانَ لِي عَشرٌ مِن رَسُولِ اللّهِص لَم يُعطَهُنّ أَحَدٌ قبَليِ‌ وَ لَا يُعطَاهُنّ أَحَدٌ بعَديِ‌ قَالَ لِي يَا عَلِيّ أَنتَ أخَيِ‌ فِي الآخِرَةِ وَ أَنتَ أَقرَبُ النّاسِ منِيّ‌ مَوقِفاً يَومَ القِيَامَةِ وَ منَزلِيِ‌ وَ مَنزِلُكَ فِي الجَنّةِ مُتَوَاجِهَانِ كَمَنزِلِ الأَخَوَينِ الحَدِيثَ

149- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ الكَاتِبِ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الزعّفرَاَنيِ‌ّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ الثقّفَيِ‌ّ عَن عُثمَانَ بنِ أَبِي شَيبَةَ عَن عَمرِو بنِ مَيمُونٍ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع عَلَي مِنبَرِ الكُوفَةِ أَيّهَا النّاسُ إِنّهُ كَانَ لِي مِن رَسُولِ اللّهِص عَشرُ خِصَالٍ لَهُنّ أَحَبّ إلِيَ‌ّ مِمّا طَلَعَت عَلَيهِ الشّمسُ قَالَ قَالَ لِي رَسُولُ اللّهِص يَا عَلِيّ أَنتَ أخَيِ‌ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ وَ أَنتَ أَقرَبُ الخَلَائِقِ إلِيَ‌ّ يَومَ القِيَامَةِ فِي المَوقِفِ بَينَ يدَيَ‌ِ الجَبّارِ وَ مَنزِلُكَ فِي الجَنّةِ


صفحه : 186

مُوَاجِهُ منَزلِيِ‌ كَمَا يَتَوَاجَهُ مَنزِلُ الأَخَوَينِ فِي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ الحَدِيثَ

150- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ شَاذَوَيهِ عَنِ الحمِيرَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَن أَبَانِ بنِ تَغلِبَ عَن أَبِي جَعفَرٍ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ البَاقِرِ عَن أَبِيهِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ سَيّدِ العَابِدِينَ عَن أَبِيهِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ سَيّدِ الشّهَدَاءِ عَن أَبِيهِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ سَيّدِ الأَوصِيَاءِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن صَلّي عَلَيّ وَ لَم يُصَلّ عَلَي آليِ‌ لَم يَجِد رِيحَ الجَنّةِ وَ إِنّ رِيحَهَا لَتُوجَدُ مِن مَسِيرَةِ خَمسِمِائَةِ عَامٍ

151- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] أَبِي عَن سَعدٍ عَن سَلَمَةَ بنِ الخَطّابِ عَن مُحَمّدِ بنِ اللّيثِ عَن جَابِرِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَنِ الصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ ع أَنّ رَجُلًا سَأَلَ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع عَن قِيَامِ اللّيلِ بِالقُرآنِ فَقَالَ وَ سَاقَ الحَدِيثَ إِلَي أَن قَالَ وَ مَن صَلّي لَيلَةً تَامّةً تَالِياً لِكِتَابِ اللّهِ رَاكِعاً وَ سَاجِداً وَ ذَاكِراً وَ سَاقَهُ إِلَي أَن قَالَ يَقُولُ الرّبّ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي لِمَلَائِكَتِهِ يَا ملَاَئكِتَيِ‌ انظُرُوا إِلَي عبَديِ‌ أَحيَا لَيلَةً ابتِغَاءَ مرَضاَتيِ‌ أَسكِنُوهُ الفِردَوسَ وَ لَهُ فِيهَا مِائَةُ أَلفِ مَدِينَةٍ فِي كُلّ مَدِينَةٍ جَمِيعُ مَا تشَتهَيِ‌ الأَنفُسُ وَ تَلَذّ الأَعيُنُ وَ مَا لَا يَخطُرُ عَلَي بَالٍ سِوَي مَا أَعدَدتُ لَهُ مِنَ الكَرَامَةِ وَ المَزِيدِ وَ القُربَةِ

152- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَنِ المُفَضّلِ بنِ عُمَرَ عَنِ الصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع أَنّهُ قَالَ وَ سَاقَ الحَدِيثَ إِلَي أَن قَالَ وَ عَلَيكُم بِتِلَاوَةِ القُرآنِ فَإِنّ دَرَجَاتِ الجَنّةِ عَلَي عَدَدِ آيَاتِ القُرآنِ فَإِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ يُقَالُ لقِاَر‌ِئِ القُرآنِ اقرَأ وَ ارقَ فَكُلّمَا قَرَأَ آيَةً رقَيِ‌َ دَرَجَةً الحَدِيثَ

153- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] عَن وَهبِ بنِ وَهبٍ القرُشَيِ‌ّ عَنِ الصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لِلجَنّةِ بَابٌ يُقَالُ لَهُ بَابُ المُجَاهِدِينَ يَمضُونَ إِلَيهِ فَإِذَا هُوَ مَفتُوحٌ وَ هُم مُتَقَلّدُونَ سُيُوفَهُم وَ الجَمعُ فِي المَوقِفِ المَلَائِكَةُ تُرَحّبُ بِهِم الخَبَرَ

154- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]الفاَميِ‌ّ عَنِ الحمِيرَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي الجَارُودِ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص


صفحه : 187

مَن قَالَ سُبحَانَ اللّهِ غَرَسَ اللّهُ لَهُ بِهَا شَجَرَةً فِي الجَنّةِ وَ مَن قَالَ الحَمدُ لِلّهِ غَرَسَ اللّهُ لَهُ بِهَا شَجَرَةً فِي الجَنّةِ وَ مَن قَالَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ غَرَسَ اللّهُ لَهُ بِهَا شَجَرَةً فِي الجَنّةِ وَ مَن قَالَ اللّهُ أَكبَرُ غَرَسَ اللّهُ لَهُ بِهَا شَجَرَةً فِي الجَنّةِ فَقَالَ رَجُلٌ مِن قُرَيشٍ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّ شَجَرَنَا فِي الجَنّةِ لَكَثِيرٌ قَالَ نَعَم وَ لَكِن إِيّاكُم أَن تُرسِلُوا عَلَيهَا نِيرَاناً فَتُحرِقُوهَا وَ ذَلِكَ أَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرّسُولَ وَ لا تُبطِلُوا أَعمالَكُم

155- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ ابنِ أَبَانٍ عَنِ الأهَواَزيِ‌ّ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ البطَاَئنِيِ‌ّ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ قَالَ لِلشّيعَةِ قَد ضَمِنّا لَكُمُ الجَنّةَ بِضَمَانِ اللّهِ وَ ضَمَانِ رَسُولِهِ مَا عَلَي دَرَجَاتِ الجَنّةِ أَحَدٌ أَكثَرَ أَزوَاجاً مِنكُم فَتَنَافَسُوا فِي فَضَائِلِ الدّرَجَاتِ أَنتُمُ الطّيّبُونَ وَ نِسَاؤُكُمُ الطّيّبَاتُ كُلّ مُؤمِنَةٍ حَورَاءُ عَينَاءُ وَ كُلّ مُؤمِنٍ صِدّيقٌ الخَبَرَ

156- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الخَشّابِ عَن عَلِيّ بنِ النّعمَانِ عَن بَشِيرٍ الدّهّانِ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ جَعفَرٍ ع جُعِلتُ فِدَاكَ أَيّ الفُصُوصِ أُركِبُهُ عَلَي خاَتمَيِ‌ قَالَ يَا بَشِيرُ أَينَ أَنتَ عَنِ العَقِيقِ الأَحمَرِ وَ العَقِيقِ الأَصفَرِ وَ العَقِيقِ الأَبيَضِ فَإِنّهَا ثَلَاثَةُ جِبَالٍ فِي الجَنّةِ فَأَمّا الأَحمَرُ فَمُطِلّ عَلَي دَارِ رَسُولِ اللّهِص وَ أَمّا الأَصفَرُ فَمُطِلّ عَلَي دَارِ فَاطِمَةَ صَلَوَاتُ عَلَيهَا وَ أَمّا الأَبيَضُ فَمُطِلّ عَلَي دَارِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ الدّورُ كُلّهَا وَاحِدَةٌ يَخرُجُ مِنهَا ثَلَاثَةُ أَنهَارٍ مِن تَحتِ كُلّ جَبَلٍ نَهَرٌ أَشَدّ بَرداً مِنَ الثّلجِ وَ أَحلَي مِنَ العَسَلِ وَ أَشَدّ بَيَاضاً مِنَ الدّرّ لَا يَشرَبُ مِنهَا إِلّا مُحَمّدٌ وَ آلُهُ وَ شِيعَتُهُم وَ مَصَبّهَا كُلّهَا وَاحِدٌ وَ مَجرَاهَا مِنَ الكَوثَرِ وَ إِنّ هَذِهِ الثّلَاثَةَ جِبَالٌ تُسَبّحُ اللّهَ وَ تُقَدّسُهُ وَ تُمَجّدُهُ وَ تَستَغفِرُ لمِحُبِيّ‌ آلِ مُحَمّدٍ ع الخَبَرَ

157- ع ،[علل الشرائع ] الحَسَنُ بنُ يَحيَي بنِ ضُرَيسٍ عَن أَبِيهِ عَن عُمَارَةَ السكّرّيِ‌ّ عَن


صفحه : 188

اِبرَاهِيمَ بنِ عَاصِمٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ هَارُونَ الكرَخيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ يَزِيدَ بنِ سَلّامِ بنِ عُبَيدِ اللّهِ مَولَي رَسُولِ اللّهِص عَن أَبِيهِ عَن يَزِيدَ بنِ سَلّامٍ أَنّهُ سَأَلَ النّبِيّ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ لِمَ سُمّيَتِ الجَنّةُ جَنّةً قَالَ لِأَنّهَا جَنِينَةٌ خِيَرَةٌ نَقِيّةٌ وَ عِندَ اللّهِ تَعَالَي ذِكرُهُ مَرضِيّةٌ

158-ل ،[الخصال ] الحَسَنُ بنُ عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَامِرٍ عَن عَمرِو بنِ عُبدُوسٍ عَن هاَنيِ‌ بنِ المُتَوَكّلِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن عِيَاضٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن أَبِي أَيّوبَ الأنَصاَريِ‌ّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَمّا خَلَقَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ الجَنّةَ خَلَقَهَا مِن نُورِ عَرشِهِ ثُمّ أَخَذَ مِن ذَلِكَ النّورِ وَ أَصَابَ عَلِيّاً وَ أَهلَ بَيتِهِ ثُلُثَ النّورِ فَمَن أَصَابَهُ مِن ذَلِكَ النّورِ اهتَدَي إِلَي وَلَايَةِ آلِ مُحَمّدٍ وَ مَن لَم يُصِبهُ مِن ذَلِكَ النّورِ ضَلّ عَن وَلَايَةِ آلِ مُحَمّدٍ

159- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ العلَوَيِ‌ّ عَن مُوسَي بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ مُوسَي بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن أَبِيهِ عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ وَ خَالِهِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ عَنِ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم قَالَ جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الأَنصَارِ إِلَي النّبِيّص فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا أَستَطِيعُ فِرَاقَكَ وَ إنِيّ‌ لَأَدخُلُ منَزلِيِ‌ فَأَذكُرُكَ فَأَترُكُ ضيَعتَيِ‌ وَ أُقبِلُ حَتّي أَنظُرَ إِلَيكَ حُبّاً لَكَ فَذَكَرتُ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ وَ أُدخِلتَ الجَنّةَ فَرُفِعتَ فِي أَعلَي عِلّيّينَ فَكَيفَ لِي بِكَ يَا نبَيِ‌ّ اللّهِ فَنَزَلَوَ مَن يُطِعِ اللّهَ وَ الرّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الّذِينَ أَنعَمَ اللّهُ عَلَيهِم مِنَ النّبِيّينَ وَ الصّدّيقِينَ وَ الشّهَداءِ وَ الصّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاًفَدَعَا النّبِيّص الرّجُلَ فَقَرَأَهَا عَلَيهِ وَ بَشّرَهُ بِذَلِكَ

160- ع ،[علل الشرائع ]القَطّانُ عَنِ السكّرّيِ‌ّ عَنِ الجوَهرَيِ‌ّ عَن عُمَرَ بنِ عِمرَانَ عَن


صفحه : 189

عُبَيدِ اللّهِ بنِ مُوسَي عَن جَبَلَةَ المكَيّ‌ّ عَن طَاوُسٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ عَنِ النّبِيّص قَالَ لَمّا عُرِجَ بيِ‌ إِلَي السّمَاءِ وَ انتَهَيتُ إِلَي السّمَاءِ السّادِسَةِ نُودِيتُ يَا مُحَمّدُ نِعمَ الأَبُ أَبُوكَ اِبرَاهِيمُ وَ نِعمَ الأَخُ أَخُوكَ عَلِيّ فَلَمّا صِرتُ إِلَي الحُجُبِ أَخَذَ جَبرَئِيلُ ع بيِدَيِ‌ فأَدَخلَنَيِ‌ الجَنّةَ فَإِذَا أَنَا بِشَجَرَةٍ مِن نُورٍ فِي أَصلِهَا مَلَكَانِ يَطوِيَانِ الحلُيِ‌ّ وَ الحُلَلَ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ فَقُلتُ حبَيِبيِ‌ جَبرَئِيلُ لِمَن هَذِهِ الشّجَرَةُ فَقَالَ هَذِهِ لِأَخِيكَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ هَذَانِ المَلَكَانِ يَطوِيَانِ لَهُ الحلُيِ‌ّ وَ الحُلَلَ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ ثُمّ تَقَدّمتُ أمَاَميِ‌ فَإِذَا أَنَا بِرُطَبٍ أَليَنَ مِنَ الزّبدِ وَ أَطيَبَ مِنَ المِسكِ وَ أَحلَي مِنَ العَسَلِ فَأَخَذتُ رُطَبَةً فَأَكَلتُهَا فَتَحَوّلَتِ الرّطَبَةُ نُطفَةً فِي صلُبيِ‌ فَلَمّا أَن هَبَطتُ إِلَي الأَرضِ وَاقَعتُ خَدِيجَةَ فَحَمَلَت بِفَاطِمَةَ فَفَاطِمَةُ حَورَاءُ إِنسِيّةٌ فَإِذَا اشتَقتُ إِلَي الجَنّةِ شَمِمتُ رَائِحَةَ فَاطِمَةَ ع

161-ك ،[إكمال الدين ]بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي الطّفَيلِ عَن عَلِيّ ع فِي أَجوِبَتِهِ ع عَن مَسَائِلِ اليهَوُديِ‌ّ إِلَي أَن قَالَ وَ أَمّا مَنزِلُ مُحَمّدٍص مِنَ الجَنّةِ فِي جَنّةِ عَدنٍ وَ هيِ‌َ وَسَطُ الجِنَانِ وَ أَقرَبُهَا مِن عَرشِ الرّحمَنِ جَلّ جَلَالُهُ وَ الّذِينَ يَسكُنُونَ مَعَهُ فِي الجَنّةِ هَؤُلَاءِ الأَئِمّةُ الِاثنَا عَشَرَ

أقول سيأتي‌ بتمامه وإسناده في باب نص أمير المؤمنين علي الاثني‌ عشر ع

162- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدِ بنِ حَمدَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ الصّفّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي الداّمغِاَنيِ‌ّ عَن يَحيَي بنِ المُغِيرَةِ عَن حَرِيزٍ عَنِ الأَعمَشِ عَن عَطِيّةَ عَن أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِ‌ّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَيلَةَ أسُريِ‌َ بيِ‌ إِلَي السّمَاءِ أَخَذَ جَبرَئِيلُ بيِدَيِ‌ فأَدَخلَنَيِ‌ الجَنّةَ وَ أجَلسَنَيِ‌ عَلَي دُرنُوكٍ مِن دَرَانِيكِ الجَنّةِ فنَاَولَنَيِ‌ سَفَرجَلَةً فَانفَلَقَت بِنِصفَينِ فَخَرَجَت مِنهَا حَورَاءُ كَانَ أَشفَارُ عَينَيهَا مَقَادِيمُ النّسُورِ فَقَالَت السّلَامُ عَلَيكَ يَا أَحمَدُ السّلَامُ عَلَيكَ يَا رَسُولَ اللّهِ السّلَامُ عَلَيكَ يَا مُحَمّدُ فَقُلتُ مَن أَنتِ رَحِمَكِ اللّهُ قَالَت أَنَا


صفحه : 190

الرّاضِيَةُ المَرضِيّةُ خلَقَنَيِ‌ الجَبّارُ مِن ثَلَاثَةِ أَنوَاعٍ أسَفلَيِ‌ مِنَ المِسكِ وَ أعَلاَي‌َ مِنَ الكَافُورِ وَ وسَطَيِ‌ مِنَ العَنبَرِ وَ عُجِنتُ بِمَاءِ الحَيَوَانِ قَالَ الجَبّارُ كوُنيِ‌ فَكُنتُ خُلِقتُ لِابنِ عَمّكَ وَ وَصِيّكَ وَ وَزِيرِكَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع

163-جع ،[جامع الأخبار] عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع عَنِ النّبِيّص مِثلَهُ

164- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن إِسحَاقَ بنِ مُحَمّدِ بنِ مَروَانَ عَن يَحيَي بنِ سَالِمٍ عَن حَمّادِ بنِ عُثمَانَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن آبَائِهِ ع عَنِ النّبِيّص قَالَ لَمّا أسُريِ‌َ بيِ‌ إِلَي السّمَاءِ دَخَلتُ الجَنّةَ فَرَأَيتُ فِيهَا قَصراً مِن يَاقُوتٍ أَحمَرَ يُرَي بَاطِنُهُ مِن ظَاهِرِهِ لِضِيَائِهِ وَ نُورِهِ وَ فِيهِ قُبّتَانِ مِن دُرّ وَ زَبَرجَدٍ فَقُلتُ يَا جَبرَئِيلُ لِمَن هَذَا القَصرُ قَالَ هُوَ لِمَن أَطَابَ الكَلَامَ وَ أَدَامَ الصّيَامَ وَ أَطعَمَ الطّعَامَ وَ تَهَجّدَ بِاللّيلِ وَ النّاسُ نِيَامٌ الخَبَرَ

165-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ]بِإِسنَادِهِ عَن حُذَيفَةَ اليمَاَنيِ‌ّ قَالَ دَخَلَت عَائِشَةُ عَلَي النّبِيّص وَ هُوَ يُقَبّلُ فَاطِمَةَ ع فَقَالَت يَا رَسُولَ اللّهِ أَ تُقَبّلُهَا وَ هيِ‌َ ذَاتُ بَعلٍ فَقَالَ لَهَا وَ سَاقَ حَدِيثَ المِعرَاجِ إِلَي أَن قَالَ ثُمّ أَخَذَ جَبرَئِيلُ ع بيِدَيِ‌ فأَدَخلَنَيِ‌ الجَنّةَ وَ أَنَا مَسرُورٌ فَإِذَا أَنَا بِشَجَرَةٍ مِن نُورٍ مُكَلّلَةٍ بِالنّورِ فِي أَصلِهَا مَلَكَانِ يَطوِيَانِ الحلُيِ‌ّ وَ الحُلَلَ ثُمّ تَقَدّمتُ أمَاَميِ‌ فَإِذَا أَنَا بِتُفّاحٍ لَم أَرَ تُفّاحاً هُوَ أَعظَمُ مِنهُ فَأَخَذتُ وَاحِدَةً فَفَلَقتُهَا فَخَرَجَت عَلَيّ مِنهَا حَورَاءُ كَانَ أَشفَارُهَا مَقَادِيمُ أَجنِحَةِ النّسُورِ فَقُلتُ لِمَن أَنتِ فَبَكَت وَ قَالَت لِابنِكَ المَقتُولِ ظُلماً الحُسَينِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع ثُمّ تَقَدّمتُ أمَاَميِ‌ فَإِذَا أَنَا بِرُطَبٍ أَليَنَ مِنَ الزّبدِ وَ أَحلَي مِنَ العَسَلِ فَأَخَذتُ رُطَبَةً فَأَكَلتُهَا وَ أَنَا أَشتَهِيهَا فَتَحَوّلَتِ الرّطَبَةُ نُطفَةً فِي صلُبيِ‌ فَلَمّا هَبَطتُ إِلَي الأَرضِ وَاقَعتُ خَدِيجَةَ فَحَمَلَت بِفَاطِمَةَ فَفَاطِمَةُ حَورَاءُ إِنسِيّةٌ فَإِذَا اشتَقتُ إِلَي رَائِحَةِ الجَنّةِ شَمِمتُ رَائِحَةَ ابنتَيِ‌ فَاطِمَةَ ع


صفحه : 191

166-يه ،[ من لايحضر الفقيه ]الدّقّاقُ عَنِ الأسَدَيِ‌ّ عَنِ البرَمكَيِ‌ّ عَن جَعفَرِ بنِ أَحمَدَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الفَضلِ عَنِ المُفَضّلِ بنِ عُمَرَ عَن جَابِرٍ الجعُفيِ‌ّ عَن جَابِرٍ الأنَصاَريِ‌ّ قَالَ لَمّا زَوّجَ رَسُولُ اللّهِص فَاطِمَةَ مِن عَلِيّ ع أَتَاهُ أُنَاسٌ مِن قُرَيشٍ فَقَالُوا إِنّكَ زَوّجتَ عَلِيّاً بِمَهرٍ خَسِيسٍ فَقَالَ لَهُم مَا أَنَا زَوّجتُ عَلِيّاً وَ لَكِنّ اللّهَ تَعَالَي زَوّجَهُ لَيلَةَ أَسرَي بيِ‌ عِندَ سِدرَةِ المُنتَهَي فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَي السّدرَةِ أَنِ انثرُيِ‌ فَنَثَرَتِ الدّرّ وَ الجَوهَرَ عَلَي الحُورِ العِينِ فَهُنّ يَتَهَادَينَهُ وَ يَتَفَاخَرنَ بِهِ وَ يَقُلنَ هَذَا مِن نُثَارِ فَاطِمَةَ بِنتِ مُحَمّدٍص الخَبَرَ

167-ل ،[الخصال ] أَبُو عَلِيّ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ عَن سُلَيمَانَ بنِ أَيّوبَ المطُلّبِيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ مُحَمّدٍ المصِريِ‌ّ عَن مُوسَي بنِ إِسمَاعِيلَ بنِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ ع عَن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أُدخِلتُ الجَنّةَ فَرَأَيتُ عَلَي بَابِهَا مَكتُوباً بِالذّهَبِ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُحَمّدٌ حَبِيبُ اللّهِ عَلِيّ ولَيِ‌ّ اللّهِ فَاطِمَةُ أَمَةُ اللّهِ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ صَفوَةُ اللّهِ عَلَي مُبغِضِيهِم لَعنَةُ اللّهِ

168-عدة،[عدة الداعي‌] قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَو أَنّ ثَوباً مِن ثِيَابِ أَهلِ الجَنّةِ ألُقيِ‌َ عَلَي أَهلِ الدّنيَا لَم يَحتَمِلهُ أَبصَارُهُم وَ لَمَاتُوا مِن شَهوَةِ النّظَرِ إِلَيهِ وَ قَد وَرَدَ عَنهُم ع كُلّ شَيءٍ مِنَ الدّنيَا سَمَاعُهُ أَعظَمُ مِن عِيَانِهِ وَ كُلّ شَيءٍ مِنَ الآخِرَةِ عِيَانُهُ أَعظَمُ مِن سَمَاعِهِ وَ فِي الوحَي‌ِ القَدِيمِ أَعدَدتُ لعِبِاَديِ‌ مَا لَا عَينٌ رَأَت وَ لَا أُذُنٌ سَمِعَت وَ لَا خَطَرَ بِقَلبِ بَشَرٍ

169-ثو،[ثواب الأعمال ]بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن قَرَأَ سُورَةَ الزّمَرِ وَ استَخَفّهَا


صفحه : 192

مِن لِسَانِهِ يُبنَي لَهُ فِي الجَنّةِ أَلفُ مَدِينَةٍ فِي كُلّ مَدِينَةٍ أَلفُ قَصرٍ فِي كُلّ قَصرٍ مِائَةُ حَورَاءَ وَ لَهُ مَعَ هَذَاعَينانِ تَجرِيانِ وَعَينانِ نَضّاخَتانِ وَ عَينَانِ[جَنّتَانِ]مُدهامّتانِ وَحُورٌ مَقصُوراتٌ فِي الخِيامِ وَذَواتا أَفنانٍ وَمِن كُلّ فاكِهَةٍ زَوجانِ

170- وَ بِإِسنَادِهِ عَنهُ ع مَن أَدمَنَ قِرَاءَةَ حمعسق بَعَثَهُ اللّهُ يَومَ القِيَامَةِ وَ وَجهُهُ كَالثّلجِ أَو كَالشّمسِ حَتّي يَقِفَ بَينَ يدَيَ‌ِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَيَقُولُ أَدمَنتَ عبَديِ‌ قِرَاءَةَ حمعسق لَم تَدرِ مَا ثَوَابُهَا أَمَا لَو دَرَيتَ مَا هيِ‌َ وَ مَا ثَوَابُهَا لَمَا مَلِلتَ مِن قِرَاءَتِهَا وَ لَكِن سَأَجزِيكَ جَزَاءَكَ أَدخِلُوهُ الجَنّةَ وَ لَهُ فِيهَا قَصرٌ مِن يَاقُوتَةٍ حَمرَاءَ أَبوَابُهَا وَ شُرَفُهَا وَ دَرَجُهَا يُرَي ظَاهِرُهَا مِن بَاطِنِهَا وَ بَاطِنُهَا مِن ظَاهِرِهَا وَ لَهُ فِيهَا حُورٌ أَترَابٌ مِنَ الحُورِ العِينِ وَ أَلفُ جَارِيَةٍ وَ أَلفُ غُلَامٍ مِنَ الوِلدَانِ المُخَلّدِينَ الّذِينَ وَصَفَهُمُ اللّهُ تَعَالَي

171- وَ بِإِسنَادِهِ عَنهُ ع مَن قَرَأَ سُورَةَ إِنّا أَرسَلنَا مُحتَسِباً صَابِراً فِي فَرِيضَةٍ أَو نَافِلَةٍ أَسكَنَهُ اللّهُ تَعَالَي مَسَاكِنَ الأَبرَارِ وَ أَعطَاهُ ثَلَاثَ جِنَانٍ مَعَ جَنّتِهِ كَرَامَةً مِنَ اللّهِ وَ زَوّجَهُ ماِئتَيَ‌ حَورَاءَ وَ أَربَعَةَ آلَافِ ثَيّبٍ

172- وَ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي جَعفَرٍ قَالَ مَن قَرَأَ سُورَةَ هَل أَتَي عَلَي الإِنسَانِ فِي كُلّ غَدَاةِ خَمِيسٍ زَوّجَهُ اللّهُ مِنَ الحُورِ ثَمَانَمِائَةِ عَذرَاءَ وَ أَربَعَةَ آلَافِ ثَيّبٍ وَ حُوراً مِنَ الحُورِ العِينِ وَ كَانَ مَعَ مُحَمّدٍص

173-ثو،[ثواب الأعمال ]بِإِسنَادِهِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ وَ غَيرِهِ عَنِ النّبِيّص فِي خُطبَةٍ طَوِيلَةٍ قَالَ مَن عَمِلَ فِي تَزوِيجٍ بَينَ مُؤمِنَينِ حَتّي يَجمَعَ بَينَهُمَا زَوّجَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَلفَ امرَأَةٍ مِنَ الحُورِ العِينِ كُلّ امرَأَةٍ فِي قَصرٍ مِن دُرّ وَ يَاقُوتٍ وَ مَن بَنَي مَسجِداً فِي الدّنيَا بَنَي اللّهُ لَهُ بِكُلّ شِبرٍ مِنهُ أَو بِكُلّ ذِرَاعٍ مَسِيرَةَ أَربَعِينَ أَلفَ عَامٍ مَدِينَةً مِن ذَهَبٍ وَ فِضّةٍ وَ دُرّ وَ يَاقُوتٍ وَ زُمُرّدٍ وَ زَبَرجَدٍ فِي كُلّ مَدِينَةٍ أَربَعُونَ أَلفَ أَلفِ قَصرٍ فِي كُلّ قَصرٍ أَربَعُونَ


صفحه : 193

أَلفَ أَلفِ دَارٍ فِي كُلّ دَارٍ أَربَعُونَ أَلفَ أَلفِ بَيتٍ فِي كُلّ بَيتٍ أَربَعُونَ أَلفَ أَلفِ سَرِيرٍ عَلَي كُلّ سَرِيرٍ زَوجَةٌ مِنَ الحُورِ العِينِ وَ لِكُلّ زَوجَةٍ أَلفُ أَلفِ وَصِيفٍ وَ أَربَعُونَ أَلفَ أَلفِ وَصِيفَةٍ فِي كُلّ بَيتٍ أَربَعُونَ أَلفَ أَلفِ مَائِدَةٍ عَلَي كُلّ مَائِدَةٍ أَربَعُونَ أَلفَ أَلفِ قَصعَةٍ فِي كُلّ قَصعَةٍ أَربَعُونَ أَلفَ أَلفِ لَونٍ مِنَ الطّعَامِ وَ يعُطيِ‌ اللّهُ وَلِيّهُ مِنَ القُوّةِ مَا يأَتيِ‌ عَلَي تِلكَ الأَزوَاجِ وَ عَلَي ذَلِكَ الطّعَامِ وَ عَلَي ذَلِكَ الشّرَابِ فِي يَومٍ وَاحِدٍ وَ مَن تَوَلّي أَذَانَ مَسجِدٍ مِن مَسَاجِدِ اللّهِ فَأَذّنَ فِيهِ وَ هُوَ يُرِيدُ وَجهَ اللّهِ أَعطَاهُ اللّهُ ثَوَابَ أَربَعِينَ أَلفَ أَلفِ صِدّيقٍ وَ أَربَعِينَ أَلفَ أَلفِ شَهِيدٍ وَ أَدخَلَ فِي شَفَاعَتِهِ أَربَعِينَ أَلفَ أَلفِ أَمَةٍ فِي كُلّ أَمَةٍ أَربَعُونَ أَلفَ أَلفِ رَجُلٍ وَ كَانَ لَهُ جَنّةٌ مِنَ الجَنّاتِ فِي كُلّ جَنّةٍ أَربَعُونَ أَلفَ أَلفِ مَدِينَةٍ فِي كُلّ مَدِينَةٍ أَربَعُونَ أَلفَ أَلفِ قَصرٍ فِي كُلّ قَصرٍ أَربَعُونَ أَلفَ أَلفِ دَارٍ فِي كُلّ دَارٍ أَربَعُونَ أَلفَ أَلفِ بَيتٍ فِي كُلّ بَيتٍ أَربَعُونَ أَلفَ أَلفِ سَرِيرٍ عَلَي كُلّ سَرِيرٍ زَوجَةٌ مِنَ الحُورِ العِينِ[سَعَةُ كُلّ] كُلّ بَيتٍ مِنهَا مِثلُ الدّنيَا أَربَعُونَ أَلفَ أَلفِ مَرّةٍ لِكُلّ زَوجَةٍ أَربَعُونَ أَلفَ أَلفِ وَصِيفٍ وَ أَربَعُونَ أَلفَ أَلفِ وَصِيفَةٍ فِي كُلّ بَيتٍ أَربَعُونَ أَلفَ أَلفِ مَائِدَةٍ عَلَي كُلّ مَائِدَةٍ أَربَعُونَ أَلفَ أَلفِ قَصعَةٍ فِي كُلّ قَصعَةٍ أَربَعُونَ أَلفَ أَلفِ نَوعٍ مِنَ الطّعَامِ لَو نَزَلَ بِهِ الثّقَلَانِ لَكَانَ لَهُم فِي أَدنَي بَيتٍ مِن بُيُوتِهَا مَا شَاءُوا مِنَ الطّعَامِ وَ الشّرَابِ وَ الطّيبِ وَ اللّبَاسِ وَ الثّمَارِ وَ التّحَفِ وَ الطّرَائِفِ وَ الحلُيِ‌ّ وَ الحُلَلِ كُلّ بَيتٍ يُكتَفَي بِمَا فِيهِ مِن هَذِهِ الأَشيَاءِ عَمّا فِي البَيتِ الآخَرِ

174- مع ،[معاني‌ الأخبار] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ النّضرِ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع أَنّهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أخَبرَنَيِ‌ جَبرَئِيلُ ع أَنّ رِيحَ الجَنّةِ تُوجَدُ مِن مَسِيرَةِ أَلفِ عَامٍ مَا يَجِدُهَا عَاقّ وَ لَا قَاطِعُ رَحِمٍ وَ لَا شَيخٌ زَانٍ وَ لَا جَارّ إِزَارَهُ خُيَلَاءَ وَ لَا فَتّانٌ وَ لَا مَنّانٌ وَ لَا جعَظرَيِ‌ّ قَالَ قُلتُ فَمَا الجعَظرَيِ‌ّ قَالَ ألّذِي لَا يَشبَعُ مِنَ الدّنيَا


صفحه : 194

بيان قال في القاموس الجعظري‌ الفظ الغليظ أوالأكول الغليظ والجعظار الشره النهم والأكول الضخم

175- مع ،[معاني‌ الأخبار]بِإِسنَادِهِ عَن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ فِي الجَنّةِ بَاباً يُدعَي الرّيّانَ لَا يَدخُلُ مِنهُ إِلّا الصّائِمُونَ

176- مع ،[معاني‌ الأخبار] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدِ بنِ الصّقرِ عَن مُوسَي بنِ إِسحَاقَ القاَضيِ‌ عَن أَبِي بَكرِ بنِ شَيبَةَ عَن حَرِيزِ بنِ عَبدِ الحَمِيدِ عَن عَبدِ العَزِيزِ بنِ رَفِيعٍ عَن أَبِي ظَبيَانَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ أَنّهُ قَالَ دَارُ السّلَامِ الجَنّةُ وَ أَهلُهَا لَهُمُ السّلَامَةُ مِن جَمِيعِ الآفَاتِ وَ العَاهَاتِ وَ الأَمرَاضِ وَ الأَسقَامِ وَ لَهُمُ السّلَامَةُ مِنَ الهَرَمِ وَ المَوتِ وَ تَغَيّرِ الأَحوَالِ عَلَيهِم وَ هُمُ المُكرَمُونَ الّذِينَ لَا يُهَانُونَ أَبَداً وَ هُمُ الأَعِزّاءُ الّذِينَ لَا يَذِلّونَ أَبَداً وَ هُمُ الأَغنِيَاءُ الّذِينَ لَا يَفتَقِرُونَ أَبَداً وَ هُمُ السّعَدَاءُ الّذِينَ لَا يَشقَونَ أَبَداً وَ هُمُ الفَرِحُونَ المَسرُورُونَ الّذِينَ لَا يَغتَمّونَ وَ لَا يَهتَمّونَ أَبَداً وَ هُمُ الأَحيَاءُ الّذِينَ لَا يَمُوتُونَ أَبَداً فَمِنهُم فِي قُصُورِ الدّرّ وَ المَرجَانِ أَبوَابُهَا مُشرَعَةٌ إِلَي عَرشِ الرّحمَنِوَ المَلائِكَةُ يَدخُلُونَ عَلَيهِم مِن كُلّ بابٍ سَلامٌ عَلَيكُم بِما صَبَرتُم فَنِعمَ عُقبَي الدّارِ


صفحه : 195

177-ك ،[إكمال الدين ] أَبِي وَ ابنُ الوَلِيدِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَنِ الحَكَمِ بنِ مِسكِينٍ عَنِ المُفَضّلِ بنِ صَالِحٍ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع وَ سَاقَ الحَدِيثَ الطّوِيلَ فِي أَجوِبَةِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع عَن مَسَائِلِ اليهَوُديِ‌ّ إِلَي أَن قَالَ قَالَ اليهَوُديِ‌ّ وَ أَينَ يَسكُنُ نَبِيّكُم مِنَ الجَنّةِ قَالَ فِي أَعلَاهَا دَرَجَةً وَ أَشرَفِهَا مَكَاناً فِي جَنّاتِ عَدنٍ قَالَ صَدَقتَ وَ اللّهِ إِنّهُ لَبِخَطّ هَارُونَ وَ إِملَاءِ مُوسَي ع

178-سن ،[المحاسن ]بِإِسنَادِهِ عَن مُحَمّدِ بنِ قَيسٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ عَرَضَ إِبلِيسُ لِنُوحٍ ع وَ هُوَ قَائِمٌ يصُلَيّ‌ فَحَسَدَهُ عَلَي حُسنِ صَلَاتِهِ فَقَالَ يَا نُوحُ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ خَلَقَ جَنّةَ عَدنٍ بِيَدِهِ وَ غَرَسَ أَشجَارَهَا وَ اتّخَذَ قُصُورَهَا وَ شَقّ أَنهَارَهَا ثُمّ اطّلَعَ إِلَيهَا فَقَالَ قَد أَفلَحَ المُؤمِنُونَ لَا وَ عزِتّيِ‌ لَا يَسكُنُهَا دَيّوثٌ

179- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]بِإِسنَادِهِ عَن أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص آتيِ‌ يَومَ القِيَامَةِ بَابَ الجَنّةِ وَ أَستَفتِحُ فَيَقُولُ الخَازِنُ مَن أَنتَ فَأَقُولُ أَنَا مُحَمّدٌ فَيَقُولُ بِكَ أُمِرتُ أَن لَا أَفتَحَ لِأَحَدٍ قَبلَكَ

180-فس ،[تفسير القمي‌] قَالَ الصّادِقُ ع لَا يَكُونُ فِي الجَنّةِ مِنَ البَهَائِمِ سِوَي حِمَارَةِ بَلعَمِ بنِ بَاعُورٍ وَ نَاقَةِ صَالِحٍ وَ ذِئبِ يُوسُفَ وَ كَلبِ أَهلِ الكَهفِ

181- قَالَ الطبّرسِيِ‌ّ رَحِمَهُ اللّهُ فِي قَولِهِ تَعَالَيفَأَمّا الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ فَهُم فِي رَوضَةٍ يُحبَرُونَ قَالَ ابنُ عَبّاسٍ أَي يُكرَمُونَ وَ قِيلَ يُلَذّذُونَ بِالسّمَاعِ عَن يَحيَي بنِ أَبِي كَثِيرٍ وَ الأوَزاَعيِ‌ّ

أَخبَرَنَا عُبَيدُ اللّهِ بنُ مُحَمّدٍ البيَهقَيِ‌ّ عَن جَدّهِ أَحمَدَ بنِ الحُسَينِ عَن عَبدِ المَلِكِ بنِ أَبِي عُثمَانَ عَن عَلِيّ بنِ بُندَارَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ الفرِياَنيِ‌ّ عَن سُلَيمَانَ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ عَن خَالِدِ بنِ يَزِيدَ بنِ أَبِي مَالِكٍ عَن أَبِيهِ عَن خَالِدِ بنِ مَعدَانَ عَن أَبِي أُمَامَةَ الباَهلِيِ‌ّ أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ مَا مِن عَبدٍ يَدخُلُ الجَنّةَ إِلّا وَ يَجلِسُ عِندَ رَأسِهِ وَ عِندَ رِجلَيهِ


صفحه : 196

ثِنتَانِ مِنَ الحُورِ العِينِ تُغَنّيَانِهِ بِأَحسَنِ صَوتٍ سَمِعَهُ الإِنسُ وَ الجِنّ وَ لَيسَ بِمِزمَارِ الشّيطَانِ وَ لَكِن بِتَمجِيدِ اللّهِ وَ تَقدِيسِهِ

182- وَ عَن أَبِي الدّردَاءِ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يُذَكّرُ النّاسَ فَذَكَرَ الجَنّةَ وَ مَا فِيهَا مِنَ الأَزوَاجِ وَ النّعِيمِ وَ فِي القَومِ أعَراَبيِ‌ّ فَجَثَا لِرُكبَتَيهِ وَ قَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ هَل فِي الجَنّةِ مِن سَمَاعٍ قَالَ نَعَم يَا أعَراَبيِ‌ّ إِنّ فِي الجَنّةِ لَنَهَراً حَافَتَاهُ أَبكَارٌ مِن كُلّ بَيضَاءَ يَتَغَنّينَ بِأَصوَاتٍ لَم تَسمَعِ الخَلَائِقُ بِمِثلِهَا قَطّ فَذَلِكَ أَفضَلُ نَعِيمِ الجَنّةِ قَالَ الراّويِ‌ سَأَلتُ أَبَا الدّردَاءِ بِمَ يَتَغَنّينَ قَالَ بِالتّسبِيحِ

183- وَ عَن اِبرَاهِيمَ إِنّ فِي الجَنّةِ لَأَشجَاراً عَلَيهَا أَجرَاسٌ مِن فِضّةٍ فَإِذَا أَرَادَ أَهلُ الجَنّةِ السّمَاعَ بَعَثَ اللّهُ رِيحاً مِن تَحتِ العَرشِ فَتَقَعُ فِي تِلكَ الأَشجَارِ فَتُحَرّكُ تِلكَ الأَجرَاسَ بِأَصوَاتٍ لَو سَمِعَهَا أَهلُ الدّنيَا لَمَاتُوا طَرَباً

184- وَ عَن أَبِي هُرَيرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص الجَنّةُ مِائَةُ دَرَجَةٍ مَا بَينَ كُلّ دَرَجَةٍ مِنهَا كَمَا بَينَ السّمَاءِ وَ الأَرضِ وَ الفِردَوسُ أَعلَاهَا سُمُوّاً وَ أَوسَطُهَا مَحَلّةً وَ مِنهَا يَتَفَجّرُ أَنهَارُ الجَنّةِ فَقَامَ إِلَيهِ رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ إنِيّ‌ رَجُلٌ حُبّبَ إلِيَ‌ّ الصّوتُ فَهَل لِي فِي الجَنّةِ صَوتٌ حَسَنٌ فَقَالَ إيِ‌ وَ ألّذِي نفَسيِ‌ بِيَدِهِ إِنّ اللّهَ تَعَالَي يوُحيِ‌ إِلَي شَجَرَةٍ فِي الجَنّةِ أَن أسَمعِيِ‌ عبِاَديِ‌َ الّذِينَ اشتَغَلُوا بعِبِاَدتَيِ‌ وَ ذكِريِ‌ عَن عَزفِ البَرَابِطِ وَ المَزَامِيرِ فَتَرفَعُ صَوتاً لَم يَسمَعِ الخَلَائِقُ بِمِثلِهِ قَطّ مِن تَسبِيحِ الرّبّ

185-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] عَلِيّ بنُ مُحَمّدِ بنِ عُمَرَ الزهّريِ‌ّ بِإِسنَادِهِ عَن زَيدِ بنِ عَلِيّ ع قَالَ دَخَلَ عَلَي النّبِيّص رَجُلٌ مِن أَصحَابِهِ وَ مَعَهُ جَمَاعَةٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ أَينَ شَجَرَةُ طُوبَي فَقَالَ فِي داَريِ‌ فِي الجَنّةِ قَالَ ثُمّ سَأَلَهُ آخَرُ فَقَالَ فِي دَارِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فِي الجَنّةِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ سَأَلنَاكَ آنِفاً فَقُلتَ فِي داَريِ‌ ثُمّ قُلتَ فِي دَارِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ لَهُ إِنّ داَريِ‌ وَ دَارَهُ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ فِي مَكَانٍ وَاحِدٍ إِلّا أَنّا إِذَا هَمَمنَا بِالنّسَاءِ استَتَرنَا بِالبُيُوتِ

186- مِن كِتَابِ صِفَاتِ الشّيعَةِ لِلصّدُوقِ، عَنِ القَطّانِ عَنِ ابنِ زَكَرِيّا عَنِ


صفحه : 197

ابنِ حَبِيبٍ عَنِ ابنِ بُهلُولٍ عَنِ ابنِ عُمَارَةَ عَن أَبِيهِ قَالَ قَالَ الصّادِقُ ع لَيسَ مِن شِيعَتِنَا مَن أَنكَرَ أَربَعَةَ أَشيَاءَ المِعرَاجَ وَ المُسَاءَلَةَ فِي القَبرِ وَ خَلقَ الجَنّةِ وَ النّارِ وَ الشّفَاعَةَ

187- وَ عَنِ ابنِ عُبدُوسٍ عَنِ ابنِ قُتَيبَةَ عَنِ الفَضلِ عَنِ الرّضَا ع قَالَ مَن أَقَرّ بِتَوحِيدِ اللّهِ وَ سَاقَ الحَدِيثَ إِلَي أَن قَالَ وَ أَقَرّ بِالرّجعَةِ وَ المُتعَتَينِ وَ آمَنَ بِالمِعرَاجِ وَ المُسَاءَلَةِ فِي القَبرِ وَ الحَوضِ وَ الشّفَاعَةِ وَ خَلقِ الجَنّةِ وَ النّارِ وَ الصّرَاطِ وَ المِيزَانِ وَ البَعثِ وَ النّشُورِ وَ الجَزَاءِ وَ الحِسَابِ فَهُوَ مُؤمِنٌ حَقّاً وَ هُوَ مِن شِيعَتِنَا أَهلَ البَيتِ

188- وَ مِن كِتَابِ فَضَائِلِ الشّيعَةِ لِلصّدُوقِ،رَحِمَهُ اللّهُ بِإِسنَادِهِ عَنِ العَبّاسِ بنِ يَزِيدَ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع ذَاتَ يَومَ جُعِلتُ فِدَاكَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ إِذا رَأَيتَ ثَمّ رَأَيتَ نَعِيماً وَ مُلكاً كَبِيراً قَالَ فَقَالَ لِي إِذَا أَدخَلَ اللّهُ أَهلَ الجَنّةِ الجَنّةَ أَرسَلَ رَسُولًا إِلَي ولَيِ‌ّ مِن أَولِيَائِهِ فَيَجِدُ الحَجَبَةَ عَلَي بَابِهِ فَيَقُولُونَ لَهُ قِف حَتّي نَستَأذِنَ لَكَ فَمَا يَصِلُ إِلَيهِ رَسُولُ اللّهِ إِلّا بِإِذنٍ وَ هُوَ قَولُهُوَ إِذا رَأَيتَ ثَمّ رَأَيتَ نَعِيماً وَ مُلكاً كَبِيراً

189-ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] ابنُ النّعمَانِ عَن دَاوُدَ بنِ فَرقَدٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ العَمَلَ الصّالِحَ لَيَذهَبُ إِلَي الجَنّةِ فَيُمَهّدُ لِصَاحِبِهِ كَمَا يَبعَثُ الرّجُلُ غُلَاماً فَيُفرِشُ لَهُ ثُمّ قَرَأَ أَمّا الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحَاتِفَلِأَنفُسِهِم يَمهَدُونَ

190-ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] اِبرَاهِيمُ بنُ أَبِي البِلَادِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الوَلِيدِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ أَوّلَ أَهلِ الجَنّةِ دُخُولًا إِلَي الجَنّةِ أَهلُ المَعرُوفِ وَ إِنّ أَوّلَ أَهلِ النّارِ دُخُولًا أَهلُ المُنكَرِ

191-ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] ابنُ أَبِي عُمَيرٍ عَن مَنصُورٍ عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ لِلجَنّةِ بَاباً يُقَالُ لَهُ المَعرُوفُ لَا يَدخُلُهُ إِلّا أَهلُ المَعرُوفِ

192-ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر]القَاسِمُ عَنِ ابنِ أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِذَا كَانَ المُؤمِنُ يُحَاسَبُ تَنتَظِرُهُ أَزوَاجُهُ عَلَي عَتَبَاتِ الأَبوَابِ كَمَا يَنتَظِرُونَ أَزوَاجُهُنّ فِي الدّنيَا مِن عِندِ العَتَبَةِ قَالَ فيَجَيِ‌ءُ الرّسُولُ فَيُبَشّرُهُنّ فَيَقُولُ قَد وَ اللّهِ انقَلَبَ فُلَانٌ مِنَ


صفحه : 198

الحِسَابِ قَالَ فَيَقُلنَ بِاللّهِ فَيَقُولُ قَد وَ اللّهِ لَقَد رَأَيتُهُ انقَلَبَ مِنَ الحِسَابِ قَالَ فَإِذَا جَاءَهُنّ قُلنَ مَرحَباً وَ أَهلًا مَا أَهلُكَ الّذِينَ كُنتَ عِندَهُم فِي الدّنيَا بِأَحَقّ بِكَ مِنّا

193-ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] ابنُ مَحبُوبٍ عَنِ ابنِ رِئَابٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَحَدِهِمَا ع قَالَ إِذَا كَانَ يَومُ الجُمُعَةِ وَ أَهلُ الجَنّةِ فِي الجَنّةِ وَ أَهلُ النّارِ فِي النّارِ عَرَفَ أَهلُ الجَنّةِ يَومَ الجُمُعَةِ لِمَا يَرَونَ مِن تَضَاعُفِ اللّذّةِ وَ السّرُورِ وَ عَرَفَ أَهلُ النّارِ يَومَ الجُمُعَةِ وَ ذَلِكَ أَنّهُ تَبطِشُ بِهِمُ الزّبَانِيَةُ

194-ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر]بِهَذَا الإِسنَادِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ نَادَتِ الجَنّةُ رَبّهَا فَقَالَت يَا رَبّ أَنتَ العَدلُ قَد مَلَأتَ النّارَ مِن أَهلِهَا كَمَا وَعَدتَهَا وَ لَم تمَلأَنيِ‌ كَمَا وعَدَتنَيِ‌ قَالَ فَيَخلُقُ اللّهُ خَلقاً لَم يَرَوُا الدّنيَا فَيَملَأُ بِهِمُ الجَنّةَ طُوبَي لَهُم

195-ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر]القَاسِمُ بنُ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع لَا تَقُولُوا جَنّةٌ وَاحِدَةٌ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُ دَرَجَاتٌ بَعضُهَا فَوقَ بَعضِ

196-ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] ابنُ عُلوَانَ عَن عَمرِو بنِ خَالِدٍ عَن زَيدِ بنِ عَلِيّ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ أَدنَي أَهلِ الجَنّةِ مَنزِلَةً مِنَ الشّهَدَاءِ مَن لَهُ اثنَا عَشَرَ أَلفَ زَوجَةٍ مِنَ الحُورِ العِينِ وَ أَربَعَةُ آلَافِ بِكرٍ وَ اثنَا عَشَرَ أَلفَ ثَيّبٍ تَخدُمُ كُلّ زَوجَةٍ مِنهُنّ سَبعُونَ أَلفَ خَادِمٍ غَيرَ أَنّ الحُورَ العِينَ يُضَعّفُ لَهُنّ يَطُوفُ عَلَي جَمَاعَتِهِنّ فِي كُلّ أُسبُوعٍ فَإِذَا جَاءَ يَومُ إِحدَاهُنّ أَو سَاعَتُهَا اجتَمَعنَ إِلَيهَا يُصَوّتنَ بِأَصوَاتٍ لَا أَصوَاتَ أَحلَي مِنهَا وَ لَا أَحسَنَ حَتّي مَا يَبقَي فِي الجَنّةِ شَيءٌ إِلّا اهتَزّ لِحُسنِ أَصوَاتِهِنّ يَقُلنَ أَلَا نَحنُ الخَالِدَاتُ فَلَا نَمُوتُ أَبَداً وَ نَحنُ النّاعِمَاتُ فَلَا نَبأَسُ أَبَداً وَ نَحنُ الرّاضِيَاتُ فَلَا نَسخَطُ أَبَداً

197-ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] اِبرَاهِيمُ بنُ أَبِي البِلَادِ عَن أَبِيهِ عَن بَعضِ أَصحَابِهِمُ الفُقَهَاءِ قَالَ لَمّا خَلَقَ اللّهُ الجَنّةَ وَ أَجرَي أَنهَارَهَا وَ هَدَلَ ثِمَارَهَا وَ زُخرُفَهَا قَالَ وَ عزِتّيِ‌ لَا يجُاَورِنُيِ‌ فِيكَ بِخَيلٌ

توضيح هدله يهدله هدلا أرسله إلي أسفل وأرخاه ذكره الفيروزآبادي‌


صفحه : 199

198-ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] مُحَمّدُ بنُ الحُصَينُ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ اللّهَ خَلَقَ جَنّةً لَم يَرَهَا عَينٌ وَ لَم يَطّلِع عَلَيهَا مَخلُوقٌ يَفتَحُهَا الرّبّ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي كُلّ صَبَاحٍ فَيَقُولُ ازداَديِ‌ طِيباً ازداَديِ‌ رِيحاً فَتَقُولُقَد أَفلَحَ المُؤمِنُونَ وَ هُوَ قَولُ اللّهِ تَعَالَيفَلا تَعلَمُ نَفسٌ ما أخُفيِ‌َ لَهُم مِن قُرّةِ أَعيُنٍ جَزاءً بِما كانُوا يَعمَلُونَ

199-ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] مُحَمّدُ بنُ سِنَانٍ قَالَ حدَثّنَيِ‌ رَجُلٌ عَن أَبِي خَالِدٍ الصّيقَلِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ أَهلَ الجَنّةِ تُوضَعُ لَهُم مَوَائِدُ عَلَيهَا مِن سَائِرِ مَا يَشتَهُونَهُ مِنَ الأَطعِمَةِ التّيِ‌ لَا أَلَذّ مِنهَا وَ لَا أَطيَبَ ثُمّ يُرفَعُونَ عَن ذَلِكَ إِلَي غَيرِهِ

200-ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر]النّضرُ بنُ سُوَيدٍ عَن دُرُستَ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَو أَنّ حَورَاءَ مِن حُورِ الجَنّةِ أَشرَفَت عَلَي أَهلِ الدّنيَا وَ أَبدَت ذُؤَابَةً مِن ذَوَائِبِهَا لَأَمَتنَ أَهلَ الدّنيَا أَو لَأَمَاتَت أَهلَ الدّنيَا وَ إِنّ المصُلَيّ‌َ ليَصُلَيّ‌ فَإِذَا لَم يَسأَل رَبّهُ أَن يُزَوّجَهُ مِنَ الحُورِ العِينِ قُلنَ مَا أَزهَدَ هَذَا فِينَا

201-نَوَادِرُ الراّونَديِ‌ّ،بِإِسنَادِهِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَمّا خَلَقَ اللّهُ تَعَالَي جَنّةَ عَدنٍ خَلَقَ لَبِنَهَا مِن ذَهَبٍ يَتَلَألَأُ وَ مِسكٍ مَدُوفٍ ثُمّ أَمَرَهَا فَاهتَزّت وَ نَطَقَت فَقَالَت أَنتَ اللّهُ لَا إِلَهَ إِلّا أَنتَ الحيَ‌ّ القَيّومُ فَطُوبَي لِمَن قُدّرَ لَهُ دخُوُليِ‌ قَالَ اللّهُ تَعَالَي وَ عزِتّيِ‌ وَ جلَاَليِ‌ وَ ارتِفَاعِ مكَاَنيِ‌ لَا يَدخُلُكِ مُدمِنُ خَمرٍ وَ لَا مُصِرّ عَلَي رِباً وَ لَا قَتّاتٌ وَ هُوَ النّمّامُ وَ لَا دَيّوثٌ وَ هُوَ ألّذِي لَا يَغَارُ وَ يَجتَمِعُ فِي بَيتِهِ عَلَي الفُجُورِ وَ لَا قَلّاعٌ وَ هُوَ ألّذِي يَسعَي بِالنّاسِ عِندَ السّلطَانِ لِيُهلِكَهُم وَ لَا خَيّوفٌ وَ هُوَ النّبّاشُ وَ لَا خَتّارٌ وَ هُوَ ألّذِي لَا يوُفيِ‌ بِالعَهدِ

202- وَ بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص حَمَلَةُ القُرآنِ عُرَفَاءُ أَهلِ الجَنّةِ وَ المُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ تَعَالَي قُوّادُ أَهلِ الجَنّةِ وَ الرّسُلُ سَادَاتُ أَهلِ الجَنّةِ

203-نهج ،[نهج البلاغة] قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مَا خَيرٌ بِخَيرٍ بَعدَهُ النّارُ وَ لَا شَرّ بِشَرّ


صفحه : 200

بَعدَهُ الجَنّةُ وَ كُلّ نَعِيمٍ دُونَ الجَنّةِ مَحقُورٌ وَ كُلّ بَلَاءٍ دُونَ النّارِ عَافِيَةٌ

204-عد،[العقائد] اعتقادنا في الجنة أنها دار البقاء ودار السلامة لاموت فيها و لاهرم و لاسقم و لامرض و لاآفة و لازمانة و لاغم و لاهم و لاحاجة و لافقر وإنها دار الغناء والسعادة ودار المقامة والكرامة لايمس أهلها فيهانصب و لالغوب لهم فيها ماتشتهي‌ الأنفس وتلذ الأعين وهم فيهاخالدون وإنها دار أهلها جيران الله وأولياؤه وأحباؤه و أهل كرامته وهم أنواع علي مراتب منهم المتنعمون بتقديس الله وتسبيحه وتكبيره في جملة ملائكته ومنهم المتنعمون بأنواع المآكل والمشارب والفواكه والأرائك وحور العين واستخدام الولدان المخلدين والجلوس علي النمارق والزرابي‌ ولباس السندس والحرير كل منهم إنما يتلذذ بما يشتهي‌ ويريد حسب ماتعلقت عليه همته ويعطي ما عبد الله من أجله وَ قَالَ الصّادِقُ ع

إِنّ النّاسَ يَعبُدُونَ اللّهَ عَلَي ثَلَاثَةِ أَصنَافٍ صِنفٌ مِنهُم يَعبُدُونَهُ رَجَاءَ ثَوَابِهِ فَتِلكَ عِبَادَةُ الخُدّامِ وَ صِنفٌ مِنهُم يَعبُدُونَهُ خَوفاً مِن نَارِهِ فَتِلكَ عِبَادَةُ العَبِيدِ وَ صِنفٌ مِنهُم يَعبُدُونَهُ حُبّاً لَهُ فَتِلكَ عِبَادَةُ الكِرَامِ

واعتقادنا في الجنة والنار أنهما مخلوقتان و إن النبي ص قددخل الجنة ورأي النار حين عرج به واعتقادنا أنه لايخرج أحد من الدنيا حتي يري مكانه من الجنة أو من النار و إن المؤمن لايخرج من الدنيا حتي ترفع له الدنيا كأحسن مارآها ويرفع مكانه في الآخرة ثم يخير فيختار الآخرة فحينئذ يقبض روحه و في العادة أن يقال فلان يجود بنفسه و لايجود الإنسان بشي‌ء إلا عن طيبة نفس غيرمقهور و لامجبور و لامكره


صفحه : 201

و أماجنة آدم فهي‌ جنة من جنان الدنيا تطلع الشمس فيها وتغيب وليست بجنة الخلد و لوكانت جنة الخلد ماخرج منها أبدا واعتقادنا أن بالثواب يخلد أهل الجنة في الجنة و أهل النار في النار و ما من أحد يدخل الجنة حتي يعرض عليه مكانه من النار فيقال له هذامكانك ألذي لوعصيت الله لكنت فيه و ما من أحد يدخل النار حتي يعرض عليه مكانه من الجنة فيقال له هذامكانك ألذي لوأطعت الله لكنت فيه فيورث هؤلاء مكان هؤلاء و ذلك قول الله عز و جل أُولئِكَ هُمُ الوارِثُونَ الّذِينَ يَرِثُونَ الفِردَوسَ هُم فِيها خالِدُونَ وأقل المؤمنين منزلة في الجنة من له مثل ملك الدنيا عشر مرات أقول و قال الشيخ المفيد رحمه الله في شرح هذاالكلام الجنة دار النعيم لايلحق من دخلها نصب و لايلحقهم فيهالغوب جعلها الله دارا لمن عرفه وعبده ونعيمها دائم لاانقطاع له والساكنون فيها علي أضرب فمنهم من أخلص لله تعالي فذلك ألذي يدخلها علي أمان من عذاب الله تعالي ومنهم من خلط عمله الصالح بأعمال سيئة كان يسوف منها التوبة فاخترمته المنية قبل ذلك فلحقه ضرب من العقاب في عاجله وآجله أو في عاجله دون آجله ثم سكن الجنة بعدعفو أوعقاب ومنهم من يتفضل عليه بغير عمل سلف منه في الدنيا وهم الولدان المخلدون الذين جعل الله تعالي تصرفهم لحوائج أهل الجنة ثوابا للعاملين و ليس في تصرفهم مشاق عليهم و لاكلفة لأنهم مطبوعون إذ ذاك علي المسارة بتصرفهم في حوائج أهل الجنة وثواب أهل الجنة الابتذال بالمآكل والمشارب والمناظر والمناكح و ماتدركه حواسهم مما يطبعون علي الميل إليه ويدركون مرادهم بالظفر به و ليس في الجنة من البشر


صفحه : 202

من يلتذ بغير مأكل ومشرب و ماتدركه الحواس من الملذذات وقول من زعم أن في الجنة بشرا يلتذ بالتسبيح والتقديس من دون الأكل والشرب قول شاذ عن دين الإسلام و هومأخوذ من مذهب النصاري الذين زعموا أن المطيعين في الدنيا يصيرون في الجنة ملائكة لايطعمون و لايشربون و لاينكحون و قدأكذب الله هذاالقول في كتابه بما رغب العالمين فيه من الأكل والشرب والنكاح فقال تعالي أُكُلُها دائِمٌ وَ ظِلّها تِلكَ عُقبَي الّذِينَ اتّقَواالآية و قال تعالي فِيها أَنهارٌ مِن ماءٍ غَيرِ آسِنٍالآية و قال حُورٌ مَقصُوراتٌ فِي الخِيامِ و قال وَ حُورٌ عِينٌ و قال وَ زَوّجناهُم بِحُورٍ عِينٍ و قال وَ عِندَهُم قاصِراتُ الطّرفِ أَترابٌ و قال إِنّ أَصحابَ الجَنّةِ اليَومَ فِي شُغُلٍ فاكِهُونَ هُم وَ أَزواجُهُم و قال وَ أُتُوا بِهِ مُتَشابِهاً وَ لَهُم فِيها أَزواجٌ مُطَهّرَةٌفكيف استجاز من أثبت في الجنة طائفة من البشر لايأكلون و لايشربون ويتنعمون مما به الخلق من الأعمال ويتألمون و كتاب الله شاهد بضد ذلك والإجماع علي خلافه لو لا أن قلد في ذلك من لايجوز تقليده أوعمل علي حديث موضوع انتهي كلامه رفع الله مقامه و هو في غاية المتانة و أمااستدلال الصدوق رحمه الله بقوله ع وصنف يعبدونه حبا له علي أنهم لايتلذذون بالمآكل والمشارب والمناكح في الجنة فهو ضعيف إذ عدم كون الجنة مقصودة لهم عندالعبادة لايستلزم


صفحه : 203

عدم تلذذهم بنعيمها في الآخرة فإن قيل إذاارتفعت هممهم في الدنيا مع تشبثهم بعلائقها عن أن ينظروا مع محبة الله سبحانه وقربه إلي جنة ونار ففي‌ الآخرة مع قطع علائقهم ودواعيهم وقوة أسباب المحبة والقرب أحري أن لاينظروا إليهما و لايتلذذوا بشهوات الجنة وملاذها قلت للتلذذ بالمستلذات الجسمانية أيضا مراتب ودرجات بحسب اختلاف أحوال أهل الجنة فمنهم من يتلذذ بهاكالبهائم يرتعون في رياضها ويتمتعون بنعيمها كماكانوا في الدنيا من غيراستلذاذ بقرب ووصال أوإدراك لمحبة وكمال ومنهم من يتمتع بنعيمها من حيث إنها دار كرامة الله التي‌ اختارها لأوليائه وأكرمهم بها وأنها محل رضوان الله تعالي وقربه فمن كل ريحان يستنشقون نسيم لطفه و من كل فاكهة يذوقون طعم رحمته و لايستلذون بالحور إلالأنه أكرمهم بهاالرب الغفور و لايسكنون في القصور إلالأنه رضيها لهم المالك الشكور فالجنة جنتان روحانية وجسمانية والجنة الجسمانية قالب للجنة الروحانية فمن كان في الدنيا يقنع من العبادات والطاعات بجسد بلا روح و لايعطيها حقها من المحبة والإخلاص


صفحه : 204

وسائر مكملات الأعمال ففي‌ الآخرة أيضا لاينتفع إلابالجنة الجسمانية و من فهم في الدنيا روح العبادة وأنس بها واستلذ منها وأعطاها حقها فهو في الجنة الجسمانية لايستلذ إلابالنعم الروحانية ولنضرب لك في ذلك مثلا لمزيد الإيضاح فنقول ربما يجلس بعض سلاطين الزمان علي سريره ويطلب عامة رعاياه ووزراءه وأمراءه ومقربي‌ حضرته ويعطيهم شيئا من الحلاوات فكل صنف من أصناف الخلق ينتفع بما يأخذه من ذلك نوعا من الانتفاع ويلتذ نوعا من الالتذاذ علي حسب معرفته لعظمة السلطان ورتبة إنعامه فمنهم جاهل لاينتفع بذلك إلا أنه حلو ترغب الذائقة فيه فلافرق في ذلك عنده بين أن يأخذه من بائعه في السوق أو من يد السلطان ومنهم من يعرف شيئا من عظمة السلطان ويريد بذلك الفخر علي بعض أمثاله أو من هوتحت يده أن السلطان أكرمني‌ بذلك وهكذا حتي ينتهي‌ الأمر إلي من هو من مقربي‌ حضرة السلطان و من طالبي‌ لطفه وإكرامه فهو لايلتذ بذلك إلالأنه خرج من يد السلطان و أنه علامة لطفه وإكرامه فهو يضن بذلك ويخفيه ويفتخر بذلك ويبديه مع أن في بيته أضعاف ذلك مبذولة لخدمه وعبيده فهو لايجد من الحلاوة إلاطعم القرب والإكرام و لوجعل السلطان علامة إكرامه في بذل أمر الأشياء وأبشعها لكان عنده أحلي من جميع الحلاوات ولذا تري في عشق المجاز إذاضرب المعشوق محبه ضربا وجيعا علي جهة الإكرام فهو أشهي عنده من كل مايستلذ منه سائر الأنام فإذا كان مثل ذلك في المجاز ففي‌ الحقيقة أولي وأحري فإذافهمت ذلك عرفت أن أولياء الله تعالي في الدنيا أيضا في الجنة والنعيم إذ هم في عبادة ربهم متلذذون بقربه ووصاله و في التنعم بنعيم الدنيا إنما يتلذذون لكونه مما خلق لهم ربهم ومحبوبهم وحباهم بذلك ورزقهم وأعطاهم و في البلايا والمصائب أيضا يلتذون بمثل ذلك لأنهم يعلمون أن محبهم ومحبوبهم اختار ذلك لهم وعلم فيه صلاحهم فبذلك امتحنهم فهم بذلك راضون شاكرون فتنعمهم بالبلايا كتمتعهم بالنعم والهدايا إذ جهة الاستلذاذ فيهما واحدة عندهم فهم في الدنيا والآخرة بقربه ولطفه وحبه يتنعمون وفيهمالا خَوفٌ عَلَيهِم وَ لا هُم يَحزَنُونَ فإذافازوا بهذه الدرجة القصوي ووصلوا إلي تلك المرتبة


صفحه : 205

الفضلي لايعبدونه تعالي خوفا من ناره وأنها محرقة بل لأنها دار الخذلان والحرمان ومحل أهل الكفر والعصيان و من سخط عليه الرحمن و لاطمعا في جنته من حيث كونها محل المشتهيات النفسانية والملاذ الجسمانية بل من حيث إنها محل رضوان الله و أهل كرامته وقربه ولطفه فلو كانت النار محل أهل كرامة الله لاختاروها كمااختاروا في الدنيا محنها ومشاقها لعلمهم بأن رضي الله فيها و لوكانت الجنة محل من غضب الله عليه لتركوها وفروا منها كماتركوا ملاذ الدنيا لماعلموا أن محبوبهم لايرتضيها و إذادريت ذلك حق درايته سهل عليك الجمع بين ماورد من عدم كون العبادة للجنة والنار والمبالغة في طلب الجنة والاستعاذة من النار و ماورد في بعض الروايات والدعوات من التصريح بكون العبادة لابتغاء الدار الآخرة فإن من طلب الآخرة لقربه ووصاله لم يطلب إلاوجهه و من طلبها لاستلذاذه وتمتعه الجسماني‌ لم يعبد إلانفسه وتحقيق هذاالمقام يحتاج إلي نوع آخر من الكلام وذكر مقدمات غيرمأنوسة لأكثر الأنام و فيهاذكرنا كفاية لمن شم روحا من رياض محبة ذي‌ الجلال والإكرام وعسي أن نتمم هذاالمرام في بابي‌ الحب والإخلاص بعض الإتمام و الله المرجو لكل خير وفضل وإنعام .فذلكة اعلم أن الإيمان بالجنة والنار علي ماوردتا في الآيات والأخبار من غيرتأويل من ضروريات الدين ومنكرهما أومؤولهما بما أولت به الفلاسفة خارج من الدين و أماكونهما مخلوقتان الآن فقد ذهب إليه جمهور المسلمين إلاشرذمة من المعتزلة فإنهم يقولون سيخلقان في القيامة والآيات والأخبار المتواترة دافعة لقولهم مزيفة لمذهبهم والظاهر أنه لم يذهب إلي هذاالقول السخيف أحد من الإمامية إلا ماينسب إلي السيد الرضي‌ رضي‌ الله عنه و أمامكانهما فقد عرفت أن الأخبار تدل علي أن الجنة فوق السماوات السبع والنار في الأرض السابعة و عليه أكثر المسلمين . و قال شارح المقاصد جمهور المسلمين علي أن الجنة والنار مخلوقتان الآن خلافا لأبي‌ هاشم والقاضي‌ عبدالجبار و من يجري‌ مجراهما من المعتزلة حيث زعموا أنهما إنما تخلقان يوم الجزاء لنا وجهان .


صفحه : 206

الأول قصة آدم وحواء وإسكانهما الجنة ثم إخراجهما عنها بأكل الشجرة وكونهما يخصفان عليهما من ورق الجنة علي مانطق به الكتاب والسنة وانعقد عليه الإجماع قبل ظهور المخالفين وحملها علي بستان من بساتين الدنيا يجري‌ مجري التلاعب بالدين والمراغمة لإجماع المسلمين ثم لاقائل بخلق الجنة دون النار فثبوتها ثبوتها.الثاني‌ الآيات الصريحة في ذلك كقوله تعالي وَ لَقَد رَآهُ نَزلَةً أُخري عِندَ سِدرَةِ المُنتَهي عِندَها جَنّةُ المَأوي وكقوله في حق الجنةأُعِدّت لِلمُتّقِينَأُعِدّت لِلّذِينَ آمَنُوا بِاللّهِ وَ رُسُلِهِوَ أُزلِفَتِ الجَنّةُ لِلمُتّقِينَ و في حق النارأُعِدّت لِلكافِرِينَوَ بُرّزَتِ الجَحِيمُ لِلغاوِينَ وحملها علي التعبير عن المستقبل بلفظ الماضي‌ مبالغة في تحققه خلاف الظاهر فلايعدل إليه بدون قرينة ثم قال لم يرد نص صريح في تعيين مكان الجنة والنار والأكثرون علي أن الجنة فوق السماوات السبع وتحت العرش تشبثا بقوله تعالي عِندَ سِدرَةِ المُنتَهي عِندَها جَنّةُ المَأوي و قوله ع سقف الجنة عرش الرحمن والنار تحت الأرضين السبع والحق تفويض ذلك إلي علم العليم الخبير انتهي .فائدة قال المحقق الطوسي‌ رحمه الله في التجريد بعدذكر الثواب والعقاب ويجب خلوصهما و إلالكان الثواب أنقص حالا من العوض والتفضل علي تقدير حصوله فيهما و هوأدخل في باب الزجر و كل ذي‌ مرتبة في الجنة لايطلب الأزيد ويبلغ سرورهم بالشكر إلي حد انتفاء المشقة وغناؤهم بالثواب ينفي‌ مشقة ترك القبائح و أهل النار ملجئون إلي ترك القبيح . و قال العلامة رحمه الله في شرحه يجب خلوص الثواب والعقاب عن الشوائب


صفحه : 207

أماالثواب فلأنه لو لا ذلك لكان العوض والتفضل أكمل منه لأنه يجوز خلوصهما من الشوائب وحينئذ يكون الثواب أنقص درجة وإنه غيرجائز و أماالعقاب فلأنه أعظم في الزجر فيكون لطفا و لماذكر أن الثواب خالص عن الشوائب ورد عليه أن أهل الجنة يتفاوتون في الدرجات فالأنقص إذاشاهد من هوأعظم ثوابا حصل له الغم بنقص درجته عنه وبعدم اجتهاده في العبادة وأيضا فإنهم يجب عليهم الشكر لنعم الله تعالي والإخلال بالقبائح و في ذلك مشقة. والجواب عن الأول أن شهوة كل مكلف مقصورة علي ماحصل له و لايغتم بفقد الأزيد لعدم استيهاله له و عن الثاني‌ أنه يبلغ سرورهم بالشكر علي النعمة إلي حد ينتفي‌ المشقة معه و أماالإخلال بالقبائح فإنه لامشقة عليهم فيهالأنه تعالي يغنيهم بالثواب ومنافعه عن فعل القبيح فلايحصل لهم مشقة و أما أهل النار فإنهم يلجئون إلي فعل مايجب عليهم وترك القبائح فلايصدر عنهم و ليس ذلك تكليفا لأنه بالغ حد الإلجاء ويحصل من ذلك نوع من العقاب أيضا.

205-ختص ،[الإختصاص ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن سَعِيدِ بنِ جَنَاحٍ عَن عَوفِ بنِ عَبدِ اللّهِ الأزَديِ‌ّ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا أَرَادَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي قَبضَ رُوحِ المُؤمِنِ قَالَ يَا مَلَكَ المَوتِ انطَلِق أَنتَ وَ أَعوَانُكَ إِلَي عبَديِ‌ فَطَالَ مَا نَصَبَ نَفسَهُ مِن أجَليِ‌ فأَتنِيِ‌ بِرُوحِهِ لِأُرِيحَهُ عنِديِ‌ فَيَأتِيهِ مَلَكُ المَوتِ بِوَجهٍ حَسَنٍ وَ ثِيَابٍ طَاهِرَةٍ وَ رِيحٍ طَيّبَةٍ فَيَقُومُ بِالبَابِ فَلَا يَستَأذِنُ بَوّاباً وَ لَا يَهتِكُ حِجَاباً وَ لَا يَكسِرُ بَاباً مَعَهُ خَمسُمِائَةِ مَلَكٍ أَعوَانٌ مَعَهُم طِنَانُ الرّيحَانِ وَ الحَرِيرِ الأَبيَضِ وَ المِسكِ الأَذفَرِ فَيَقُولُونَ السّلَامُ عَلَيكَ يَا ولَيِ‌ّ اللّهِ أَبشِر فَإِنّ الرّبّ يُقرِئُكَ السّلَامَ أَمَا إِنّهُ عَنكَ رَاضٍ غَيرُ غَضبَانَ وَ أَبشِر بِرَوحٍ وَ رَيحَانٍ وَ جَنّةِ نَعِيمٍ قَالَ أَمّا الرّوحُ فَرَاحَةٌ مِنَ الدّنيَا وَ بَلَائِهَا وَ أَمّا الرّيحَانُ مِن كُلّ طِيبٍ فِي الجَنّةِ فَيُوضَعُ عَلَي ذَقَنِهِ فَيَصِلُ رِيحُهُ إِلَي رُوحِهِ فَلَا يَزَالُ فِي رَاحَةٍ حَتّي يَخرُجَ نَفسُهُ ثُمّ يَأتِيهِ رِضوَانُ خَازِنُ الجَنّةِ


صفحه : 208

فَيَسقِيهِ شَربَةً مِنَ الجَنّةِ لَا يَعطَشُ فِي قَبرِهِ وَ لَا فِي القِيَامَةِ حَتّي يَدخُلَ الجَنّةَ رَيّاناً فَيَقُولُ يَا مَلَكَ المَوتِ رُدّ روُحيِ‌ حَتّي يثُنيِ‌َ عَلَي جسَدَيِ‌ وَ جسَدَيِ‌ عَلَي روُحيِ‌ قَالَ فَيَقُولُ مَلَكُ المَوتِ لِيُثنِ كُلّ وَاحِدٍ مِنكُمَا عَلَي صَاحِبِهِ فَيَقُولُ الرّوحُ جَزَاكَ اللّهُ مِن جَسَدٍ خَيرَ الجَزَاءِ لَقَد كُنتَ فِي طَاعَةِ اللّهِ مُسرِعاً وَ عَن مَعَاصِيهِ مُبطِئاً فَجَزَاكَ اللّهُ عنَيّ‌ مِن جَسَدٍ خَيرَ الجَزَاءِ فَعَلَيكَ السّلَامُ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ وَ يَقُولُ الجَسَدُ لِلرّوحِ مِثلَ ذَلِكَ قَالَ فَيَصِيحُ مَلَكُ المَوتِ أَيّتُهَا الرّوحُ الطّيّبَةُ اخرجُيِ‌ مِنَ الدّنيَا مُؤمِنَةً مَرحُومَةً مُغتَبِطَةً قَالَ فَرَقّت بِهِ المَلَائِكَةُ وَ فَرّجَت عَنهُ الشّدَائِدَ وَ سَهّلَت لَهُ المَوَارِدَ وَ صَارَ لِحَيَوَانِ الخُلدِ قَالَ ثُمّ يَبعَثُ اللّهُ لَهُ صَفّينِ مِنَ المَلَائِكَةِ غَيرَ القَابِضِينَ لِرُوحِهِ فَيَقُومُونَ سِمَاطَينِ مَا بَينَ مَنزِلِهِ إِلَي قَبرِهِ يَستَغفِرُونَ لَهُ وَ يَشفَعُونَ لَهُ قَالَ فَيُعَلّلُهُ مَلَكُ المَوتِ وَ يُمَنّيهِ وَ يُبَشّرُهُ عَنِ اللّهِ بِالكَرَامَةِ وَ الخَيرِ كَمَا تُخَادِعُ الصبّيِ‌ّ أُمّهُ تَمرُخُهُ بِالدّهنِ وَ الرّيحَانِ وَ بَقَاءِ النّفسِ وَ يُفدِيهِ بِالنّفسِ وَ الوَالِدَينِ قَالَ فَإِذَا بَلَغَتِ الحُلقُومَ قَالَ الحَافِظَانِ اللّذَانِ مَعَهُ يَا مَلَكَ المَوتِ ارأَف بِصَاحِبِنَا وَ ارفُق فَنِعمَ الأَخُ كَانَ وَ نِعمَ الجَلِيسُ لَم يُملِ عَلَينَا مَا يُسخِطُ اللّهُ قَطّ فَإِذَا خَرَجَت رُوحُهُ خَرَجَت كَنَخلَةٍ بَيضَاءَ وُضِعَت فِي مِسكَةٍ بَيضَاءَ وَ مِن كُلّ رَيحَانٍ فِي الجَنّةِ فَأُدرِجَت إِدرَاجاً وَ عَرَجَ بِهَا القَابِضُونَ إِلَي السّمَاءِ الدّنيَا قَالَ فَيُفتَحُ لَهُ أَبوَابُ السّمَاءِ وَ يَقُولُ لَهَا البَوّابُونَ حَيّاهَا اللّهُ مِن جَسَدٍ كَانَت فِيهِ لَقَد كَانَ يَمُرّ لَهُ عَلَينَا عَمَلٌ صَالِحٌ وَ نَسمَعُ حَلَاوَةَ صَوتِهِ بِالقُرآنِ قَالَ فَبَكَي لَهُ أَبوَابُ السّمَاءِ وَ البَوّابُونَ لِفَقدِهِ وَ يَقُولُونَ يَا رَبّ قَد كَانَ لِعَبدِكَ هَذَا عَمَلٌ صَالِحٌ وَ كُنّا نَسمَعُ حَلَاوَةَ صَوتِهِ بِالذّكرِ لِلقُرآنِ وَ يَقُولُونَ أللّهُمّ ابعَث لَنَا مَكَانَهُ عَبداً يُسمِعُنَا مَا كَانَ يُسمِعُنَا وَ يَصنَعُ اللّهُ مَا يَشَاءُ فَيَصعَدُ بِهِ إِلَي عَيشٍ رَحّبَ بِهِ مَلَائِكَةُ السّمَاءِ كُلّهُم أَجمَعُونَ وَ يَشفَعُونَ لَهُ وَ يَستَغفِرُونَ لَهُ وَ يَقُولُ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي رحَمتَيِ‌ عَلَيهِ مِن رُوحٍ وَ يَتَلَقّاهُ أَروَاحُ المُؤمِنِينَ كَمَا يَتَلَقّي الغَائِبُ غَائِبَهُ فَيَقُولُ بَعضُهُم لِبَعضٍ


صفحه : 209

ذَرُوا هَذِهِ الرّوحَ حَتّي تُفِيقَ فَقَد خَرَجَت مِن كَربٍ عَظِيمٍ وَ إِذَا هُوَ استَرَاحَ أَقبَلُوا عَلَيهِ يُسَائِلُونَهُ وَ يَقُولُونَ مَا فَعَلَ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ فَإِن كَانَ قَد مَاتَ بَكَوا وَ استَرجَعُوا وَ يَقُولُونَ ذَهَبَت بِهِ أُمّهُ الهَاوِيَةُ فَإِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَ قَالَ فَيَقُولُ اللّهُ رُدّوهَا عَلَيهِ فَمِنهَا خَلَقتُهُم وَ فِيهَا أُعِيدُهُم وَ مِنهَا أُخرِجُهُم تَارَةً أُخرَي قَالَ فَإِذَا حُمِلَ سَرِيرُهُ حَمَلَت نَعشَهُ المَلَائِكَةُ وَ اندَفَعُوا بِهِ اندِفَاعاً وَ الشّيَاطِينُ سِمَاطَينِ يَنظُرُونَ مِن بَعِيدٍ لَيسَ لَهُم عَلَيهِ سُلطَانٌ وَ لَا سَبِيلٌ فَإِذَا بَلَغُوا بِهِ القَبرَ تَوَثّبَت إِلَيهِ بِقَاعُ الأَرضِ كَالرّيَاضِ الخُضرِ فَقَالَت كُلّ بُقعَةٍ مِنهَا أللّهُمّ اجعَلهُ فِي بطَنيِ‌ قَالَ فَيُجَاءُ بِهِ حَتّي يُوضَعَ فِي الحُفرَةِ التّيِ‌ قَضَاهَا اللّهُ لَهُ فَإِذَا وُضِعَ فِي لَحدِهِ مُثّلَ لَهُ أَبُوهُ وَ أُمّهُ وَ زَوجَتُهُ وَ وُلدُهُ وَ إِخوَانُهُ قَالَ فَيَقُولُ لِزَوجَتِهِ مَا يُبكِيكِ قَالَ فَتَقُولُ لِفَقدِكَ تَرَكتَنَا مُعوِلِينَ قَالَ فتَجَيِ‌ءُ صُورَةٌ حَسَنَةٌ قَالَ فَيَقُولُ مَا أَنتَ فَيَقُولُ أَنَا عَمَلُكَ الصّالِحُ أَنَا لَكَ اليَومَ حِصنٌ حَصِينٌ وَ جُنّةٌ وَ سِلَاحٌ بِأَمرِ اللّهِ قَالَ فَيَقُولُ أَمَا وَ اللّهِ لَو عَلِمتُ أَنّكَ فِي هَذَا المَكَانِ لَنَصبتُ نفَسيِ‌ لَكَ وَ مَا غرَنّيِ‌ ماَليِ‌ وَ ولُديِ‌ قَالَ فَيَقُولُ يَا ولَيِ‌ّ اللّهِ أَبشِر بِالخَيرِ فَوَ اللّهِ إِنّهُ لَيَسمَعُ خَفقَ نِعَالِ القَومِ إِذَا رَجَعُوا وَ نَفضَهُم أَيدِيَهُم مِنَ التّرَابِ إِذَا فَرَغُوا قَد رُدّ عَلَيهِ رُوحُهُ وَ مَا عَلِمُوا قَالَ فَيَقُولُ لَهُ الأَرضُ مَرحَباً يَا ولَيِ‌ّ اللّهِ مَرحَباً بِكَ أَمَا وَ اللّهِ لَقَد كُنتُ أُحِبّكَ وَ أَنتَ عَلَي متَنيِ‌ فَأَنَا لَكَ اليَومَ أَشَدّ حُبّاً إِذَا أَنتَ فِي بطَنيِ‌ أَمَا وَ عَزّةِ ربَيّ‌ لَأُحسِنَنّ جِوَارَكَ وَ لَأُبرِدَنّ مَضجَعَكَ وَ لَأُوَسّعَنّ مَدخَلَكَ إِنّمَا أَنَا رَوضَةٌ مِن رِيَاضِ الجَنّةِ أَو حُفرَةٌ مِن حُفَرِ النّارِ قَالَ ثُمّ يَبعَثُ اللّهُ إِلَيهِ مَلَكاً فَيَضرِبُ بِجَنَاحَيهِ عَن يَمِينِهِ وَ عَن شِمَالِهِ وَ مِن بَينِ يَدَيهِ وَ مِن خَلفِهِ فَيُوَسّعُ لَهُ مِن كُلّ طَرِيقَةٍ أَربَعِينَ فَرسَخاً نُوراً فَإِذَا قَبرُهُ مُستَدِيرٌ بِالنّورِ قَالَ ثُمّ يَدخُلُ عَلَيهِ مُنكَرٌ وَ نَكِيرٌ وَ هُمَا مَلَكَانِ أَسوَدَانِ يَبحَثَانِ القَبرَ بِأَنيَابِهِمَا وَ يَطَئَانِ فِي شُعُورِهِمَا حَدَقَتَاهُمَا مِثلُ قِدرِ النّحَاسِ وَ


صفحه : 210

أَصوَاتُهُمَا كَالرّعدِ العَاصِفِ وَ أَبصَارُهُمَا مِثلُ البَرقِ اللّامِعِ فَيَنتَهِرَانِهِ وَ يَصِيحَانِ بِهِ وَ يَقُولَانِ مَن رَبّكَ وَ مَن نَبِيّكَ وَ مَا دِينُكَ وَ مَن إِمَامُكَ فَإِنّ المُؤمِنَ لَيَغضَبُ حَتّي يَنتَفِضَ مِنَ الإِدلَالِ تَوَكّلًا عَلَي اللّهِ مِن غَيرِ قَرَابَةٍ وَ لَا نَسَبٍ فَيَقُولُ ربَيّ‌ وَ رَبّكُم وَ رَبّ كُلّ شَيءٍ اللّهُ وَ نبَيِيّ‌ وَ نَبِيّكُم مُحَمّدٌ خَاتَمُ النّبِيّينَ وَ ديِنيِ‌َ الإِسلَامُ ألّذِي لَا يَقبَلُ اللّهُ مَعَهُ دِيناً وَ إمِاَميِ‌َ القُرآنُ مُهَيمِناً عَلَي الكُتُبِ وَ هُوَ القُرآنُ العَظِيمُ فَيَقُولَانِ صَدَقتَ وَ وَفّقتَ وَفّقَكَ اللّهُ وَ هَدَاكَ انظُر مَا تَرَي عِندَ رِجلَيكَ فَإِذَا هُوَ بِبَابٍ مِن نَارٍ فَيَقُولُإِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَ مَا كَانَ هَذَا ظنَيّ‌ بِرَبّ العَالَمِينَ قَالَ فَيَقُولَانِ لَهُ يَا ولَيِ‌ّ اللّهِ لَا تَحزَن وَ لَا تَخشَ وَ أَبشِر وَ استَبشِر لَيسَ هَذَا لَكَ وَ لَا أَنتَ لَهُ إِنّمَا أَرَادَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي أَن يُرِيَكَ مِن أَيّ شَيءٍ نَجّاكَ وَ يُذِيقَكَ بَردَ عَفوِهِ قَد أَغلَقَ هَذَا البَابَ عَنكَ وَ لَا تَدخُلُ النّارَ أَبَداً انظُر مَا تَرَي عِندَ رَأسِكَ فَإِذَا هُوَ بِمَنَازِلِهِ مِنَ الجَنّةِ وَ أَزوَاجِهِ مِنَ الحُورِ العِينِ قَالَ فَيَثِبُ وَثبَةً لِمُعَانَقَةِ حُورِ العِينِ لِزَوجَةٍ مِن أَزوَاجِهِ فَيَقُولَانِ لَهُ يَا ولَيِ‌ّ اللّهِ إِنّ لَكَ إِخوَةً وَ أَخَوَاتٍ لَم يَلحَقُوا فَنَم قَرِيرَ العَينِ كَعَاشِقٍ فِي حِجلَتِهِ إِلَي يَومِ الدّينِ قَالَ فَيُفرَشُ لَهُ وَ يُبسَطُ وَ يُلحَدُ قَالَ فَوَ اللّهِ مَا صبَيِ‌ّ قَد نَامَ مُدَلّلًا بَينَ يدَيَ‌ أُمّهِ وَ أَبِيهِ بِأَثقَلَ نَومَةً مِنهُ قَالَ فَإِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ تَجِيئُهُ عُنُقٌ مِنَ النّارِ فَتَطِيفُ بِهِ فَإِذَا كَانَ مُدمِناً عَلَي تَنزِيلِ السّجدَةِ وَ تَبَارَكَ ألّذِي بِيَدِهِ المُلكُ وَ هُوَ عَلَي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ وَقَفَت عِندَهُ تَبَارَكَ وَ انطَلَقَت تَنزِيلُ السّجدَةُ فَقَالَت أَنَا آتٍ بِشَفَاعَةِ رَبّ العَالَمِينَ قَالَ فتَجَيِ‌ءُ عُنُقٌ مِنَ العَذَابِ مِن قِبَلِ يَمِينِهِ فَيَقُولُ الصّلَاةُ إِلَيكِ عَن ولَيِ‌ّ اللّهِ فَلَيسَ لَكِ إِلَي مَا قبِلَيِ‌ سَبِيلٌ فَتَأتِيهِ مِن قِبَلِ يَسَارِهِ فَيَقُولُ الزّكَاةُ إِلَيكِ عَن ولَيِ‌ّ اللّهِ فَلَيسَ لَكِ إِلَي مَا قبِلَيِ‌ سَبِيلٌ فَتَأتِيهِ مِن قِبَلِ رَأسِهِ فَيَقُولُ القُرآنُ إِلَيكِ عَن ولَيِ‌ّ اللّهِ


صفحه : 211

فَلَيسَ لَكِ إِلَي مَا قبِلَيِ‌ سَبِيلٌ فَيَخرُجُ عُنُقٌ مِنَ النّارِ مُغضَباً فَيَقُولُ دُونَكُمَا ولَيِ‌ّ اللّهِ وَلِيّكُمَا قَالَ فَيَقُولُ الصّبرُ وَ هُوَ فِي نَاحِيَةِ القَبرِ أَمَا وَ اللّهِ مَا منَعَنَيِ‌ أَن ألَيِ‌َ مِن ولَيِ‌ّ اللّهِ اليَومَ إِلّا أنَيّ‌ نَظَرتُ مَا عِندَكُم فَلَمّا أَن حُزتُم عَن ولَيِ‌ّ اللّهِ عَذَابَ القَبرِ وَ مَئُونَتَهُ فَأَنَا لوِلَيِ‌ّ اللّهِ ذُخرٌ وَ حِصنٌ عِندَ المِيزَانِ وَ جِسرِ جَهَنّمَ وَ العَرضِ عِندَ اللّهِ فَقَالَ عَلِيّ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ يُفتَحُ لوِلَيِ‌ّ اللّهِ مِن مَنزِلِهِ مِنَ الجَنّةِ إِلَي قَبرِهِ تِسعَةٌ وَ تسعين [تِسعُونَ]بَاباً يَدخُلُ عَلَيهَا رَوحُهَا وَ رَيحَانُهَا وَ طِيبُهَا وَ لَذّتُهَا وَ نُورُهَا إِلَي يَومِ القِيَامَةِ فَلَيسَ شَيءٌ أَحَبّ إِلَيهِ مِن لِقَاءِ اللّهِ قَالَ فَيَقُولُ يَا رَبّ عَجّل عَلَيّ قِيَامَ السّاعَةِ حَتّي أَرجِعَ إِلَي أهَليِ‌ وَ ماَليِ‌ فَإِذَا كَانَت صَيحَةُ القِيَامَةِ خَرَجَ مِن قَبرِهِ مَستُورَةً عَورَتُهُ مُسَكّنَةً رَوعَتُهُ قَد أعُطيِ‌َ الأَمنَ وَ الأَمَانَ وَ بُشّرَ بِالرّضوَانِ وَ الرّوحِ وَ الرّيحَانِ وَ الخَيرَاتِ الحِسَانِ فَيَستَقبِلُهُ المَلَكَانِ اللّذَانِ كَانَا مَعَهُ فِي الحَيَاةِ الدّنيَا فَيَنفُضَانِ التّرَابَ عَن وَجهِهِ وَ عَن رَأسِهِ وَ لَا يُفَارِقَانِهِ وَ يُبَشّرَانِهِ وَ يُمَنّيَانِهِ وَ يُفَرّجَانِهِ كُلّمَا رَاعَهُ شَيءٌ مِن أَهوَالِ القِيَامَةِ قَالَا لَهُ يَا ولَيِ‌ّ اللّهِ لَا خَوفٌ عَلَيكَ اليَومَ وَ لَا حُزنٌ نَحنُ لَلّذَينِ وُلّينَا عَمَلَكَ فِي الحَيَاةِ الدّنيَا وَ نَحنُ أَولِيَاؤُكَ اليَومَ فِي الآخِرَةِ انظُرتِلكُمُ الجَنّةُالتّيِ‌أُورِثتُمُوها بِما كُنتُم تَعمَلُونَ قَالَ فَيُقَامُ فِي ظِلّ العَرشِ فَيُدنِيهِ الرّبّ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي حَتّي يَكُونَ بَينَهُ وَ بَينَهُ حِجَابٌ مِن نُورٍ فَيَقُولُ لَهُ مَرحَباً فَمِنهَا يَبيَضّ وَجهُهُ وَ يَسُرّ قَلبُهُ وَ يَطُولُ سَبعُونَ ذِرَاعاً مِن فَرحَتِهِ فَوَجهُهُ كَالقَمَرِ وَ طُولُهُ طُولُ آدَمَ وَ صُورَتُهُ صُورَةُ يُوسُفَ وَ لِسَانُهُ لِسَانُ مُحَمّدٍص وَ قَلبُهُ قَلبُ أَيّوبَ كُلّمَا غُفِرَ لَهُ ذَنبٌ سَجَدَ فَيَقُولُ عبَديِ‌ اقرَأ كِتَابَكَ فَيَصطَكّ فَرَائِصُهُ شَفَقاً وَ فَرَقاً قَالَ فَيَقُولُ الجَبّارُ هَل زِدنَا عَلَيكَ سَيّئَاتِكَ وَ نَقَصنَا مِن حَسَنَاتِكَ قَالَ فَيَقُولُ يَا سيَدّيِ‌ بَل أَنتَ قَائِمٌ بِالقِسطِ وَ أَنتَ خَيرُ الفَاصِلِينَ قَالَ فَيَقُولُ عبَديِ‌ أَ مَا استَحيَيتَ وَ لَا راَقبَتنَيِ‌ وَ لَا خشَيِتنَيِ‌ قَالَ فَيَقُولُ سيَدّيِ‌ قَد أَسَأتُ فَلَا تفَضحَنيِ‌ فَإِنّ الخَلَائِقَ يَنظُرُونَ إلِيَ‌ّ قَالَ فَيَقُولُ الجَبّارُ وَ عزِتّيِ‌ يَا مسُيِ‌ءُ لَا أَفضَحُكَ اليَومَ قَالَ فَالسّيّئَاتُ فِيمَا بَينَهُ وَ بَينَ اللّهِ مَستُورَةٌ وَ الحَسَنَاتُ بَارِزَةٌ لِلخَلَائِقِ قَالَ فَكُلّمَا عَيّرَهُ بِذَنبٍ قَالَ سيَدّيِ‌ لسَعَييِ‌ إِلَي النّارِ أَحَبّ إلِيَ‌ّ مِن أَن تعُيَرّنَيِ‌


صفحه : 212

قَالَ فَيَقُولُ الجَبّارُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي أَ تَذكُرُ يَومَ كَذَا وَ كَذَا أَطعَمتَ جَائِعاً وَ وَصَلتَ أَخاً مُؤمِناً كَسَوتَ يَوماً حَجَجتَ فِي الصحّاَريِ‌ تدَعوُنيِ‌ مُحرِماً أَرسَلتَ عَينَيكَ فَرَقَا سَهِرتَ لَيلَةً شَفَقاً غَضَضتَ طَرفَكَ منِيّ‌ فَرَقَا فَإِذَا[فَذَا]بِذَا أَمّا مَا أَحسَنتَ فَمَشكُورٌ وَ أَمّا مَا أَسَأتَ فَمَغفُورٌ فَعِندَ ذَلِكَ ابيَضّ وَجهُهُ وَ سُرّ قَلبُهُ وَ وُضِعَ التّاجُ عَلَي رَأسِهِ وَ عَلَي يَدَيهِ الحلُيِ‌ّ وَ الحُلَلُ ثُمّ يَقُولُ يَا جَبرَئِيلُ انطَلِق بعِبَديِ‌ فَأَرِهِ كرَاَمتَيِ‌ فَيَخرُجُ مِن عِندِ اللّهِ قَد أَخَذَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَدحُو بِهِ مَدّ البَصَرِ فَيَبسُطُ صَحِيفَتَهُ لِلمُؤمِنِينَ وَ المُؤمِنَاتِ وَ هُوَ ينُاَديِ‌هاؤُمُ اقرَؤُا كِتابِيَه إنِيّ‌ ظَنَنتُ أنَيّ‌ مُلاقٍ حِسابِيَه فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ فَإِذَا انتَهَي إِلَي بَابِ الجَنّةِ قِيلَ لَهُ هَاتِ الجَوَازَ قَالَ هَذَا جوَاَزيِ‌ مَكتُوبٌ فِيهِبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ هَذَا جَوَازٌ جَائِزٌ مِنَ اللّهِ العَزِيزِ الحَكِيمِ لِفُلَانِ بنِ فُلَانٍ مِن رَبّ العَالَمِينَ فيَنُاَديِ‌ مُنَادٍ يَسمَعُ أَهلُ الجَمعِ كُلّهُم أَلَا إِنّ فُلَانَ بنَ فُلَانٍ قَد سَعِدَ سَعَادَةً لَا يَشقَي بَعدَهَا أَبَداً قَالَ فَيَدخُلُ فَإِذَا هُوَ بِشَجَرَةٍ ذَاتِظِلّ مَمدُودٍ وَ ماءٍ مَسكُوبٍ وَ ثِمَارٍ مُهدَلَةٍ يَخرُجُ مِن سَاقِهَا عَينَانِ تَجرِيَانِ فَيَنطَلِقُ إِلَي إِحدَاهُمَا فَيَغتَسِلُ مِنهَا فَيَخرُجُ عَلَيهِ نَضرَةُ النّعِيمِ ثُمّ يَشرَبُ مِنَ الأُخرَي فَلَا يَكُونُ فِي بَطنِهِ مَغصٌ وَ لَا مَرَضٌ وَ لَا دَاءٌ أَبَداً وَ ذَلِكَ قَولُهُوَ سَقاهُم رَبّهُم شَراباً طَهُوراً ثُمّ تَستَقبِلُهُ المَلَائِكَةُ فَتَقُولُ طِبتَ فَادخُلهَا مَعَ الخَالِدِينَ فَيَدخُلُ فَإِذَا هُوَ بِسِمَاطَينِ مِن شَجَرٍ أَغصَانُهَا اللّؤلُؤُ وَ فُرُوعُهَا الحلُيِ‌ّ وَ الحُلَلُ ثِمَارُهَا مِثلُ ثدَي‌ِ الجوَاَريِ‌ الأَبكَارِ فَتَستَقبِلُهُ المَلَائِكَةُ مَعَهُمُ النّوقُ وَ البَرَاذِينُ وَ الحلُيِ‌ّ وَ الحُلَلُ فَيَقُولُونَ يَا ولَيِ‌ّ اللّهِ اركَب مَا شِئتَ وَ البَس مَا شِئتَ وَ سَل مَا شِئتَ قَالَ فَيَركَبُ مَا اشتَهَي وَ يَلبَسُ مَا اشتَهَي وَ هُوَ نَاقَةٌ أَو بِرذَونٌ مِن نُورٍ وَ ثِيَابُهُ مِن نُورٍ وَ حُلِيّهُ مِن نُورٍ يَسِيرُ فِي دَارِ النّورِ مَعَهُ مَلَائِكَةٌ مِن نُورٍ وَ غِلمَانٌ مِن نُورٍ وَ وَصَائِفُ مِن نُورٍ حَتّي تَهَابُهُ المَلَائِكَةُ مِمّا يَرَونَ مِنَ النّورِ فَيَقُولُ بَعضُهُم لِبَعضٍ تَنَحّوا فَقَد جَاءَ وَفدُ الحَلِيمِ الغَفُورِ قَالَ فَيَنظُرُ إِلَي أَوّلِ قَصرٍ لَهُ مِن فِضّةٍ مُشَرّفاً بِالدّرّ وَ اليَاقُوتِ فَتُشرِفُ عَلَيهِ أَزوَاجُهُ فَيَقُولُونَ مَرحَباً مَرحَباً انزِل بِنَا فَيَهُمّ


صفحه : 213

أَن يَنزِلَ بِقَصرِهِ قَالَ فَيَقُولُ المَلَائِكَةُ سِر يَا ولَيِ‌ّ اللّهِ فَإِنّ هَذَا لَكَ وَ غَيرُهُ حَتّي ينَتهَيِ‌َ إِلَي قَصرٍ مِن ذَهَبٍ مُكَلّلٍ بِالدّرّ وَ اليَاقُوتِ فَتُشرِفُ عَلَيهِ أَزوَاجُهُ فَيَقُلنَ مَرحَباً مَرحَباً يَا ولَيِ‌ّ اللّهِ انزِل بِنَا فَيَهُمّ أَن يَنزِلَ بِهِ فَتَقُولُ لَهُ المَلَائِكَةُ سِر يَا ولَيِ‌ّ اللّهِ فَإِنّ هَذَا لَكَ وَ غَيرُهُ قَالَ ثُمّ ينَتهَيِ‌ إِلَي قَصرٍ مُكَلّلٍ بِالدّرّ وَ اليَاقُوتِ فَيَهُمّ بِالنّزُولِ بِقَصرِهِ فَيَقُولُ لَهُ المَلَائِكَةُ سِر يَا ولَيِ‌ّ اللّهِ فَإِنّ هَذَا لَكَ وَ غَيرُهُ قَالَ ثُمّ يأَتيِ‌ قَصراً مِن يَاقُوتٍ أَحمَرَ مُكَلّلًا بِالدّرّ وَ اليَاقُوتِ فَيَهُمّ بِالنّزُولِ بِقَصرِهِ فَيَقُولُ لَهُ المَلَائِكَةُ سِر يَا ولَيِ‌ّ اللّهِ فَإِنّ هَذَا لَكَ وَ غَيرُهُ قَالَ فَيَسِيرُ حَتّي يأَتيِ‌َ تَمَامَ أَلفِ قَصرٍ كُلّ ذَلِكَ يَنفُذُ فِيهِ بَصَرُهُ وَ يَسِيرُ فِي مِلكِهِ أَسرَعَ مِن طَرفِ العَينِ فَإِذَا انتَهَي إِلَي أَقصَاهَا قَصراً نَكَسَ رَأسَهُ فَتَقُولُ المَلَائِكَةُ مَا لَكَ يَا ولَيِ‌ّ اللّهِ قَالَ فَيَقُولُ وَ اللّهِ لَقَد كَادَ بصَرَيِ‌ أَن يَختَطِفَ فَيَقُولُونَ يَا ولَيِ‌ّ اللّهِ أَبشِر فَإِنّ الجَنّةَ لَيسَ فِيهَا عَمًي وَ لَا صَمَمٌ فيَأَتيِ‌ قَصراً يُرَي بَاطِنُهُ مِن ظَاهِرِهِ وَ ظَاهِرُهُ مِن بَاطِنِهِ لَبِنَةٌ مِن فِضّةٍ وَ لَبِنَةٌ ذَهَبٌ وَ لَبِنَةٌ يَاقُوتٌ وَ لَبِنَةٌ دُرّ مِلَاطُهُ المِسكُ قَد شُرّفَ بِشُرَفٍ مِن نُورٍ يَتَلَألَأُ وَ يَرَي الرّجُلُ وَجهَهُ فِي الحَائِطِ وَ ذَا قَولُهُخِتامُهُ مِسكٌيعَنيِ‌ خِتَامُ الشّرَابِ ثُمّ ذَكَرَ النّبِيّص الحُورَ العِينَ فَقَالَت أُمّ سَلَمَةَ بأِبَيِ‌ أَنتَ وَ أمُيّ‌ يَا رَسُولَ اللّهِ أَ مَا لَنَا فَضلٌ عَلَيهِنّ قَالَ بَلَي بِصَلَاتِكُنّ وَ صِيَامِكُنّ وَ عِبَادَتِكُنّ لِلّهِ بِمَنزِلَةِ الظّاهِرَةِ عَلَي البَاطِنَةِ وَ حَدّثَ أَنّ الحُورَ العِينَ خَلَقَهُنّ اللّهُ فِي الجَنّةِ مَعَ شَجَرِهَا وَ حَبَسَهُنّ عَلَي أَزوَاجِهِنّ فِي الدّنيَا عَلَي كُلّ وَاحِدَةٍ مِنهُنّ سَبعُونَ حُلّةً يُرَي بَيَاضُ سُوقِهِنّ مِن وَرَاءِ الحُلَلِ السّبعِينَ كَمَا تُرَي الشّرَابُ الأَحمَرُ فِي الزّجَاجَةِ البَيضَاءِ وَ كَالسّلكِ الأَبيَضِ فِي اليَاقُوتِ الحَمرَاءِ يُجَامِعُهَا فِي قُوّةِ مِائَةِ رَجُلٍ فِي شَهوَةِ أَربَعِينَ سَنَةً وَ هُنّ أَترَابٌ أَبكَارٌ عَذَارَي كُلّمَا نَكَحَت صَارَت عَذرَاءَلَم يَطمِثهُنّ إِنسٌ قَبلَهُم وَ لا جَانّ يَقُولُ لَم يَمَسّهُنّ إنِسيِ‌ّ وَ لَا جنِيّ‌ّ قَطّفِيهِنّ خَيراتٌ حِسانٌيعَنيِ‌ خَيرَاتُ الأَخلَاقِ حِسَانُ الوُجُوهِكَأَنّهُنّ الياقُوتُ وَ المَرجانُيعَنيِ‌ صَفَاءَ اليَاقُوتِ وَ بَيَاضَ اللّؤلُؤِ


صفحه : 214

قَالَ وَ إِنّ فِي الجَنّةِ لَنَهَراً حَافَتَاهُ الجوَاَريِ‌ قَالَ فيَوُحيِ‌ إِلَيهِنّ الرّبّ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي أَسمِعنَ عبِاَديِ‌ تمَجيِديِ‌ وَ تسَبيِحيِ‌ وَ تحَميِديِ‌ فَيَرفَعنَ أَصوَاتَهُنّ بِأَلحَانٍ وَ تَرجِيعٍ لَم يَسمَعِ الخَلَائِقُ مِثلَهَا قَطّ فَتَطرَبُ أَهلُ الجَنّةِ وَ إِنّهُ لَتُشرِفُ عَلَي ولَيِ‌ّ اللّهِ المَرأَةُ لَيسَت مِن نِسَائِهِ مِنَ السّجفِ فَمَلَأَت قُصُورَهُ وَ مَنَازِلَهُ ضَوءاً وَ نُوراً فَيَظُنّ ولَيِ‌ّ اللّهِ أَنّ رَبّهُ أَشرَفَ عَلَيهِ أَو مَلَكٌ مِن مَلَائِكَتِهِ فَيَرفَعُ رَأسَهُ فَإِذَا هُوَ بِزَوجَةٍ قَد كَادَت يَذهَبُ نُورُهَا نُورَ عَينَيهِ قَالَ فَتُنَادِيهِ قَد آنَ لَنَا أَن تَكُونَ لَنَا مِنكَ دَولَةٌ قَالَ فَيَقُولُ لَهَا وَ مَن أَنتِ قَالَ فَتَقُولُ أَنَا مِمّن ذَكَرَ اللّهُ فِي القُرآنِلَهُم ما يَشاؤُنَ فِيها وَ لَدَينا مَزِيدٌفَيُجَامِعُهَا فِي قُوّةِ مِائَةِ شَابّ وَ يُعَانِقُهَا سَبعِينَ سَنَةً مِن أَعمَارٍ الأَوّلِينَ وَ مَا يدَريِ‌ أَ يَنظُرُ إِلَي وَجهِهَا أَم إِلَي خَلفِهَا أَم إِلَي سَاقِهَا فَمَا مِن شَيءٍ يَنظُرُ إِلَيهِ مِنهَا إِلّا رَأَي وَجهَهُ مِن ذَلِكَ المَكَانِ مِن شِدّةِ نُورِهَا وَ صَفَائِهَا ثُمّ تُشرِفُ عَلَيهَا أُخرَي أَحسَنُ وَجهاً وَ أَطيَبُ رِيحاً مِنَ الأُولَي فَتُنَادِيهِ فَتَقُولُ قَد آنَ لَنَا أَن يَكُونَ لَنَا مِنكَ دَولَةٌ قَالَ فَيَقُولُ لَهَا وَ مَن أَنتِ فَتَقُولُ أَنَا مَن ذَكَرَ اللّهُ فِي القُرآنِفَلا تَعلَمُ نَفسٌ ما أخُفيِ‌َ لَهُم مِن قُرّةِ أَعيُنٍ جَزاءً بِما كانُوا يَعمَلُونَ قَالَ وَ مَا مِن أَحَدٍ يَدخُلُ الجَنّةَ إِلّا كَانَ لَهُ مِنَ الأَزوَاجِ خَمسُمِائَةِ حَورَاءَ مَعَ كُلّ حَورَاءَ سَبعُونَ غُلَاماً وَ سَبعُونَ جَارِيَةً كَأَنّهُنّ اللّؤلُؤُ المَنثُورُ كَأَنّهُنّ اللّؤلُؤُ المَكنُونُ وَ تَفسِيرُ المَكنُونِ بِمَنزِلَةِ اللّؤلُؤِ فِي الصّدَفِ لَم تَمَسّهُ الأيَديِ‌ وَ لَم تَرَهُ الأَعيُنُ وَ أَمّا المَنثُورُ فيَعَنيِ‌ فِي الكَثرَةِ وَ لَهُ سَبعُ قُصُورٍ فِي كُلّ قَصرٍ سَبعُونَ بَيتاً فِي كُلّ بَيتٍ سَبعُونَ سَرِيراً عَلَي كُلّ سَرِيرٍ سَبعُونَ فِرَاشاً عَلَيهَا زَوجَةٌ مِنَ الحُورِ العِينِتجَريِ‌ مِن تَحتِهِمُ الأَنهارُأَنهارٌ مِن ماءٍ غَيرِ آسِنٍصَافٍ لَيسَ بِالكَدِرِوَ أَنهارٌ مِن لَبَنٍ لَم يَتَغَيّر طَعمُهُ لَم يَخرُج مِن ضُرُرِ الموَاَشيِ‌وَ أَنهارٌ مِن عَسَلٍ مُصَفّي لَم يَخرُج مِن بُطُونِ النّحلِوَ أَنهارٌ مِن خَمرٍ لَذّةٍ لِلشّارِبِينَ لَم يَعصِرهُ الرّجَالُ بِأَقدَامِهِم فَإِذَا اشتَهَوُا الطّعَامَ جَاءَهُم طُيُورٌ بِيضٌ يَرفَعنَ أَجنِحَتَهُنّ فَيَأكُلُونَ مِن أَيّ الأَلوَانِ اشتَهَوا جُلُوساً إِن شَاءُوا أَو مُتّكِئِينَ وَ إِنِ اشتَهَوُا الفَاكِهَةَ تَسَعّبَت إِلَيهِمُ الأَغصَانُ فَأَكَلُوا مِن أَيّهَا اشتَهَوا قَالَوَ المَلائِكَةُ يَدخُلُونَ عَلَيهِم مِن كُلّ بابٍ سَلامٌ عَلَيكُم بِما صَبَرتُم


صفحه : 215

فَنِعمَ عُقبَي الدّارِفَبَينَا هُم كَذَلِكَ إِذ يَسمَعُونَ صَوتاً مِن تَحتِ العَرشِ يَا أَهلَ الجَنّةِ كَيفَ تَرَونَ مُنقَلَبَكُم فَيَقُولُونَ خَيرُ المُنقَلَبِ مُنقَلَبُنَا وَ خَيرُ الثّوَابِ ثَوَابُنَا قَد سَمِعنَا الصّوتَ وَ اشتَهَينَا النّظَرَ إِلَي أَنوَارِ جَلَالِكَ وَ هُوَ أَعظَمُ ثَوَابِنَا وَ قَد وَعَدتَهُ وَ لَا تُخلِفُ المِيعَادَ فَيَأمُرُ اللّهُ الحُجُبَ فَيَقُومُ سَبعُونَ أَلفَ حِجَابٍ فَيَركَبُونَ عَلَي النّوقِ وَ البَرَاذِينِ وَ عَلَيهِمُ الحلُيِ‌ّ وَ الحُلَلُ فَيَسِيرُونَ فِي ظِلّ الشّجَرِ حَتّي يَنتَهُوا إِلَي دَارِ السّلَامِ وَ هيِ‌َ دَارُ اللّهِ دَارُ البَهَاءِ وَ النّورِ وَ السّرُورِ وَ الكَرَامَةِ فَيَسمَعُونَ الصّوتَ فَيَقُولُونَ يَا سَيّدَنَا سَمِعنَا لَذَاذَةَ مَنطِقِكَ فَأَرِنَا نُورَ وَجهِكَ فَيَتَجَلّي لَهُم سُبحَانَهُ وَ تَعَالَي حَتّي يَنظُرُونَ إِلَي نُورِ وَجهِهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي المَكنُونِ مِن عَينِ كُلّ نَاظِرٍ فَلَا يَتَمَالَكُونَ حَتّي يَخِرّوا عَلَي وُجُوهِهِم سُجّداً فَيَقُولُونَ سُبحَانَكَ مَا عَبَدنَاكَ حَقّ عِبَادَتِكَ يَا عَظِيمُ قَالَ فَيَقُولُ عبِاَديِ‌ ارفَعُوا رُءُوسَكُم لَيسَ هَذِهِ بِدَارِ عَمَلٍ إِنّمَا هيِ‌َ دَارُ كَرَامَةٍ وَ مَسأَلَةٍ وَ نَعِيمٍ قَد ذَهَبَت عَنكُمُ اللّغُوبُ وَ النَصَبُ فَإِذَا رَفَعُوهَا رَفَعُوهَا وَ قَد أَشرَقَت وُجُوهُهُم مِن نُورِ وَجهِهِ سَبعِينَ ضِعفاً ثُمّ يَقُولُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي يَا ملَاَئكِتَيِ‌ أَطعِمُوهُم وَ اسقُوهُم فَيُؤتُونَ بِأَلوَانِ الأَطعِمَةِ لَم يَرَوا مِثلَهَا قَطّ فِي طَعمِ الشّهدِ وَ بَيَاضِ الثّلجِ وَ لِينِ الزّبدِ فَإِذَا أَكَلُوهُ قَالَ بَعضُهُنّ لِبَعضٍ كَانَ طَعَامُنَا ألّذِي خَلّفنَاهُ فِي الجَنّةِ عِندَ هَذَا حُلُماً قَالَ ثُمّ يَقُولُ الجَبّارُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي يَا ملَاَئكِتَيِ‌ اسقُوهُم قَالَ فَيُؤتُونَ بِأَشرِبَةٍ فَيَقبِضُهَا ولَيِ‌ّ اللّهِ فَيَشرَبُ شَربَةً لَم يَشرَب مِثلَهَا قَطّ قَالَ ثُمّ يَقُولُ يَا ملَاَئكِتَيِ‌ طَيّبُوهُم فَتَأتِيهِم رِيحٌ مِن تَحتِ العَرشِ بِمِسكٍ أَشَدّ بَيَاضاً مِنَ الثّلجِ تُغَيّرُ وُجُوهَهُم وَ جِبَاهَهُم وَ جُنُوبَهُم تُسَمّي المُثِيرَةَ فَيَستَمكِنُونَ مِنَ النّظَرِ إِلَي نُورِ وَجهِهِ فَيَقُولُونَ يَا سَيّدَنَا حَسبُنَا لَذَاذَةُ مَنطِقِكَ وَ النّظَرُ إِلَي نُورِ وَجهِكَ لَا نُرِيدُ بِهِ بَدَلًا وَ لَا نبَتغَيِ‌ بِهِ حِوَلًا فَيَقُولُ الرّبّ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي إنِيّ‌ أَعلَمُ أَنّكُم إِلَي أَزوَاجِكُم مُشتَاقُونَ وَ أَنّ أَزوَاجَكُم إِلَيكُم مُشتَاقَاتٌ فَيَقُولُونَ يَا سَيّدَنَا مَا أَعلَمَكَ بِمَا فِي نُفُوسِ عِبَادِكَ فَيَقُولُ كَيفَ لَا أَعلَمُ وَ أَنَا خَلَقتُكُم وَ أَسكَنتُ أَروَاحَكُم فِي أَبدَانِكُم ثُمّ رَدَدتُهَا عَلَيكُم بَعدَ الوَفَاةِ فَقُلتُ اسكنُيِ‌ فِي عبِاَديِ‌ خَيرَ مَسكَنٍ ارجِعُوا إِلَي أَزوَاجِكُم قَالَ فَيَقُولُونَ يَا سَيّدَنَا اجعَل


صفحه : 216

لَنَا شَرطاً قَالَ فَإِنّ لَكُم كُلّ جُمُعَةٍ زَورَةً مَا بَينَ الجُمُعَةِ إِلَي الجُمُعَةِ سَبعَةُ آلَافِ سَنَةٍ مِمّا تَعُدّونَ قَالَ فَيَنصَرِفُونَ فَيُعطَي كُلّ رَجُلٍ مِنهُم رُمّانَةً خَضرَاءَ فِي كُلّ رُمّانَةٍ سَبعُونَ حُلّةً لَم يَرَهَا النّاظِرُونَ المَخلُوقُونَ فَيَسِيرُونَ فَيَتَقَدّمُهُم بَعضُ الوِلدَانِ حَتّي يُبَشّرُوا أَزوَاجَهُم وَ هُنّ قِيَامٌ عَلَي أَبوَابِ الجِنَانِ قَالَ فَلَمّا دَنَا مِنهَا نَظَرَت إِلَي وَجهِهِ فَأَنكَرَتهُ مِن غَيرِ سُوءٍ فَقَالَت حبَيِبيِ‌ لَقَد خَرَجتَ مِن عنِديِ‌ وَ مَا أَنتَ هَكَذَا قَالَ فَيَقُولُ حبَيِبتَيِ‌ تلَوُميِننَيِ‌ أَن أَكُونَ هَكَذَا وَ قَد نَظَرتُ إِلَي نُورِ وَجهِ ربَيّ‌ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي فَأَشرَقَ وجَهيِ‌ مِن نُورِ وَجهِهِ ثُمّ يُعرِضُ عَنهَا فَيَنظُرُ إِلَيهَا نَظرَةً فَيَقُولُ حبَيِبتَيِ‌ لَقَد خَرَجتُ مِن عِندِكِ وَ مَا كُنتِ هَكَذَا فَتَقُولُ حبَيِبيِ‌ تلَوُمنُيِ‌ أَن أَكُونَ هَكَذَا وَ قَد نَظَرتُ إِلَي وَجهِ النّاظِرِ إِلَي نُورِ وَجهِ ربَيّ‌ فَأَشرَقَ وجَهيِ‌ مِن وَجهِ النّاظِرِ إِلَي نُورِ وَجهِ ربَيّ‌ سَبعِينَ ضِعفاً فَتُعَانِقُهُ مِن بَابِ الخَيمَةِ وَ الرّبّ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي يَضحَكُ إِلَيهِم فَيُنَادُونَ بِأَصَابِعِهِمالحَمدُ لِلّهِ ألّذِي أَذهَبَ عَنّا الحَزَنَ إِنّ رَبّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ قَالَ ثُمّ إِنّ الرّبّ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي يَأذَنُ لِلنّبِيّينَ فَيَخرُجُ رَجُلٌ فِي مَوكِبٍ حَولَهُ المَلَائِكَةُ وَ النّورُ أَمَامَهُم فَيَنظُرُ إِلَيهِ أَهلُ الجَنّةِ فَيَمُدّونَ أَعنَاقَهُم إِلَيهِ فَيَقُولُونَ مَن هَذَا إِنّهُ لَكَرِيمٌ عَلَي اللّهِ فَيَقُولُ المَلَائِكَةُ هَذَا المَخلُوقُ بِيَدِهِ وَ المَنفُوخُ فِيهِ مِن رَوحِهِ وَ المُعَلّمُ لِلأَسمَاءِ هَذَا آدَمُ قَد أُذِنَ لَهُ عَلَي اللّهِ قَالَ ثُمّ يَخرُجُ رَجُلٌ فِي مَوكِبٍ حَولَهُ المَلَائِكَةُ قَد صَفّت أَجنِحَتَهَا وَ النّورُ أَمَامَهُم قَالَ فَيَمُدّ إِلَيهِ أَهلُ الجَنّةِ أَعنَاقَهُم فَيَقُولُونَ مَن هَذَا فَتَقُولُ المَلَائِكَةُ هَذَا الخَلِيلُ اِبرَاهِيمُ قَد أُذِنَ لَهُ عَلَي اللّهِ قَالَ ثُمّ يَخرُجُ رَجُلٌ فِي مَوكِبٍ حَولَهُ المَلَائِكَةُ قَد صَفّت أَجنِحَتَهَا وَ النّورُ أَمَامَهُم قَالَ فَيَمُدّ إِلَيهِ أَهلُ الجَنّةِ أَعنَاقَهُم فَيَقُولُونَ مَن هَذَا فَيَقُولُ هَذَا مُوسَي بنُ عِمرَانَ ألّذِيكَلّمَ اللّهُ مُوسي تَكلِيماً قَد أُذِنَ لَهُ عَلَي اللّهِ قَالَ ثُمّ يَخرُجُ رَجُلٌ فِي مَوكِبٍ حَولَهُ المَلَائِكَةُ قَد صَفّت أَجنِحَتَهَا وَ النّورُ أَمَامَهُم فَيَمُدّ إِلَيهِ أَهلُ الجَنّةِ أَعنَاقَهُم فَيَقُولُونَ مَن هَذَا ألّذِي قَد أُذِنَ لَهُ عَلَي اللّهِ فَتَقُولُ المَلَائِكَةُ هَذَا رُوحُ اللّهِ وَ كَلِمَتُهُ هَذَا عِيسَي ابنُ مَريَمَ قَالَ ثُمّ يَخرُجُ رَجُلٌ


صفحه : 217

فِي مَوكِبٍ فِي مِثلِ جَمِيعِ مَوَاكِبِ مَن كَانَ قَبلَهُ سَبعِينَ ضِعفاً حَولَهُ المَلَائِكَةُ قَد صَفّت أَجنِحَتَهَا وَ النّورُ أَمَامَهُم فَيَمُدّ إِلَيهِ أَهلُ الجَنّةِ أَعنَاقَهُم فَيَقُولُونَ مَن هَذَا ألّذِي قَد أُذِنَ لَهُ عَلَي اللّهِ فَتَقُولُ المَلَائِكَةُ هَذَا المُصطَفَي باِلوحَي‌ِ المُؤتَمَنُ عَلَي الرّسَالَةِ سَيّدُ وُلدِ آدَمَ هَذَا النّبِيّ مُحَمّدٌ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ عَلَي أَهلِ بَيتِهِ وَ سَلّمَ كَثِيراً قَد أُذِنَ لَهُ عَلَي اللّهِ قَالَ ثُمّ يَخرُجُ رَجُلٌ فِي مَوكِبٍ حَولَهُ المَلَائِكَةُ قَد صَفّت أَجنِحَتَهَا وَ النّورُ أَمَامَهُم فَيَمُدّ إِلَيهِ أَهلُ الجَنّةِ أَعنَاقَهُم فَيَقُولُونَ مَن هَذَا فَيَقُولُ المَلَائِكَةُ هَذَا أَخُو رَسُولِ اللّهِص فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ قَالَ ثُمّ يُؤذَنُ لِلنّبِيّينَ وَ الصّدّيقِينَ وَ الشّهَدَاءِ فَيُوضَعُ لِلنّبِيّينَ مَنَابِرُ مِن نُورٍ وَ لِلصّدّيقِينَ سُرُرٌ مِن نُورٍ وَ لِلشّهَدَاءِ كرَاَسيِ‌ّ مِن نُورٍ ثُمّ يَقُولُ الرّبّ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي مَرحَباً بوِفَديِ‌ وَ زوُاّريِ‌ وَ جيِراَنيِ‌ يَا ملَاَئكِتَيِ‌ أَطعِمُوهُم فَطَالَ مَا أَكَلَ النّاسُ وَ جَاعُوا وَ طَالَ مَا روَيِ‌َ النّاسُ وَ عَطِشُوا وَ طَالَ مَا نَامَ النّاسُ وَ قَامُوا وَ طَالَ مَا أَمِنَ النّاسُ وَ خَافُوا قَالَ فَيُوضَعُ لَهُم أَطعِمَةٌ لَم يَرَوا مِثلَهَا قَطّ عَلَي طَعمِ الشّهدِ وَ لِينِ الزّبدِ وَ بَيَاضِ الثّلجِ ثُمّ يَقُولُ يَا ملَاَئكِتَيِ‌ فَكّهُوهُم فَيُفَكّهُونَهُم بِأَلوَانٍ مِنَ الفَاكِهَةِ لَم يَرَوا مِثلَهَا قَطّ وَ رُطَبٍ عَذبٍ دَسِمٍ عَلَي بَيَاضِ الثّلجِ وَ لِينِ الزّبدِ قَالَ ثُمّ قَالَ النّبِيّص إِنّهُ لَتَقَعُ الحَبّةُ مِنَ الرّمّانِ فَتَستُرُ وُجُوهَ الرّجَالِ بَعضُهُم عَن بَعضٍ ثُمّ يَقُولُ يَا ملَاَئكِتَيِ‌ اكسُوهُم قَالَ فَيَنطَلِقُونَ إِلَي شَجَرٍ فِي الجَنّةِ فَيُحبَونَ مِنهَا حُلَلًا مَصقُولَةً بِنُورِ الرّحمَنِ ثُمّ يَقُولُ طَيّبُوهُم فَتَأتِيهِم رِيحٌ مِن تَحتِ العَرشِ تُسَمّي المُثِيرَةَ أَشَدّ بَيَاضاً مِنَ الثّلجِ تُغَيّرُ وُجُوهَهُم وَ جِبَاهَهُم وَ جُنُوبَهُم ثُمّ يَتَجَلّي لَهُم تَبَارَكَ وَ تَعَالَي سُبحَانَهُ حَتّي يَنظُرُوا إِلَي نُورِ وَجهِهِ المَكنُونِ مِن عَينِ كُلّ نَاظِرٍ فَيَقُولُونَ سُبحَانَكَ مَا عَبَدنَاكَ حَقّ عِبَادَتِكَ يَا عَظِيمُ ثُمّ يَقُولُ الرّبّ سُبحَانَهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي لَا إِلَهَ غَيرُهُ لَكُم كُلّ جُمُعَةٍ زَورَةٌ مَا بَينَ الجُمُعَةِ إِلَي الجُمُعَةِ سَبعَةُ آلَافِ سَنَةٍ مِمّا تَعُدّونَ

206- وَ عَنهُ عَن عَوفِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن جَابِرِ بنِ يَزِيدَ الجعُفيِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص الجَنّةُ مُحَرّمَةٌ عَلَي الأَنبِيَاءِ حَتّي أَدخُلَهَا وَ مُحَرّمَةٌ عَلَي الأُمَمِ حَتّي يَدخُلَهَا شِيعَتُنَا أَهلَ البَيتِ


صفحه : 218

207- وَ عَنهُ عَن عَوفِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ الرّبّ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي يَقُولُ ادخُلُوا الجَنّةَ برِحَمتَيِ‌ وَ انجُوا مِنَ النّارِ بعِفَويِ‌ وَ تَقَسّمُوا الجَنّةَ بِأَعمَالِكُم فَوَ عزِتّيِ‌ لَأُنزِلَنّكُم دَارَ الخُلُودِ وَ دَارَ الكَرَامَةِ فَإِذَا دَخَلُوهَا صَارُوا عَلَي طُولِ آدَمَ سِتّينَ ذِرَاعاً وَ عَلَي مَلَدِ عِيسَي ثَلَاثاً وَ ثَلَاثِينَ سَنَةً وَ عَلَي لِسَانِ مُحَمّدٍ العَرَبِيّةِ وَ عَلَي صُورَةِ يُوسُفَ فِي الحُسنِ ثُمّ يَعلُو وُجُوهَهُمُ النّورُ وَ عَلَي قَلبِ أَيّوبَ فِي السّلَامَةِ مِنَ الغِلّ

208- وَ عَنهُ عَن عَوفٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ الجِنَانَ أَربَعٌ وَ ذَلِكَ قَولُ اللّهِوَ لِمَن خافَ مَقامَ رَبّهِ جَنّتانِ وَ هُوَ الرّجُلُ يَهجُمُ عَلَي شَهوَةٍ مِن شَهَوَاتِ الدّنيَا وَ هيِ‌َ مَعصِيَةٌ فَيَذكُرُ مَقَامَ رَبّهِ فَيَدَعُهَا مِن مَخَافَتِهِ فَهَذِهِ الآيَةُ فِيهِ فَهَاتَانِ جَنّتَانِ لِلمُؤمِنِينَ وَ السّابِقِينَ أَمّا قَولُهُوَ مِن دُونِهِما جَنّتانِ يَقُولُ مِن دُونِهِمَا فِي الفَضلِ وَ لَيسَ مِن دُونِهِمَا فِي القُربِ وَ هُمَا لِأَصحَابِ اليَمِينِ وَ هيِ‌َ جَنّةُ النّعِيمِ وَ جَنّةُ المَأوَي وَ فِي هَذِهِ الجِنَانِ الأَربَعِ فَوَاكِهُ فِي الكَثرَةِ كَوَرَقِ الشّجَرَةِ وَ النّجُومِ وَ عَلَي هَذِهِ الجِنَانِ الأَربَعِ حَائِطٌ مُحِيطٌ بِهَا طُولُهُ مَسِيرَةُ خَمسِمِائَةِ عَامٍ لَبِنَةٌ مِن فِضّةٍ وَ لَبِنَةٌ ذَهَبٌ وَ لَبِنَةٌ دُرّ وَ لَبِنَةٌ يَاقُوتٌ وَ مِلَاطُهُ المِسكُ وَ الزّعفَرَانُ وَ شُرَفُهُ نُورٌ يَتَلَألَأُ يَرَي الرّجُلُ وَجهَهُ فِي الحَائِطِ وَ فِي الحَائِطِ ثَمَانِيَةُ أَبوَابٍ عَلَي كُلّ بَابٍ مِصرَاعَانِ عَرضُهُمَا كَحُضرِ الفَرَسِ الجَوَادِ سَنَةً

209- وَ عَنهُ عَن عَوفٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ أَرضَ الجَنّةِ رُخَامُهَا فِضّةٌ وَ تُرَابُهَا الوَرسُ وَ الزّعفَرَانُ وَ كَنسُهَا المِسكُ وَ رَضرَاضُهَا الدّرّ وَ اليَاقُوتُ

210- وَ عَنهُ عَن عَوفٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ أَسِرّتَهَا مِن دُرّ وَ يَاقُوتٍ وَ ذَلِكَ قَولُ اللّهِعَلي سُرُرٍ مَوضُونَةٍيعَنيِ‌ أَوسَاطَ السّرُرِ مِن قُضبَانِ الدّرّ وَ اليَاقُوتِ مَضرُوبَةً عَلَيهَا الحِجَالُ وَ الحِجَالُ مِن دُرّ وَ يَاقُوتٍ أَخَفّ مِنَ الرّيشِ وَ أَليَنَ مِنَ الحَرِيرِ وَ عَلَي السّرُرِ مِنَ الفُرُشِ عَلَي قَدرِ سِتّينَ غُرفَةً مِن غُرَفِ


صفحه : 219

الدّنيَا بَعضُهَا فَوقَ بَعضٍ وَ ذَلِكَ قَولُ اللّهِوَ فُرُشٍ مَرفُوعَةٍ وَ قَولُهُعَلَي الأَرائِكِ يَنظُرُونَيعَنيِ‌ بِالأَرَائِكِ السّرُرَ المَوضُونَةَ عَلَيهَا الحِجَالُ

211- وَ عَنهُ عَن عَوفٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ أَنهَارَ الجَنّةِ تجَريِ‌ فِي غَيرِ أُخدُودٍ أَشَدّ بَيَاضاً مِنَ الثّلجِ وَ أَحلَي مِنَ العَسَلِ وَ أَليَنَ مِنَ الزّبدِ طِينُ النّهَرِ مِسكٌ أَذفَرُ وَ حَصَاهُ الدّرّ وَ اليَاقُوتُ تجَريِ‌ فِي عُيُونِهِ وَ أَنهَارِهِ حَيثُ يشَتهَيِ‌ وَ يُرِيدُ فِي جِنَانِهِ ولَيِ‌ّ اللّهِ فَلَو أَضَافَ مَن فِي الدّنيَا مِنَ الجِنّ وَ الإِنسِ لَأَوسَعَهُم طَعَاماً وَ شَرَاباً وَ حُلَلًا وَ حُلِيّاً لَا يَنقُصُهُ مِن ذَلِكَ شَيءٌ

212- وَ عَنهُ عَن عَوفٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ نَخلَ الجَنّةِ جُذُوعُهَا ذَهَبٌ أَحمَرُ وَ كَرَبُهَا زَبَرجَدٌ أَخضَرُ وَ شَمَارِيخُهَا دُرّ أَبيَضُ وَ سَعَفُهَا حُلَلٌ خُضرٌ وَ رُطَبُهَا أَشَدّ بَيَاضاً مِنَ الفِضّةِ وَ أَحلَي مِنَ العَسَلِ وَ أَليَنُ مِنَ الزّبدِ لَيسَ فِيهِ عُجمٌ طُولُ العَذقِ اثنَا عَشَرَ ذِرَاعاً مَنضُودَةً مِن أَعلَاهُ إِلَي أَسفَلِهِ لَا يُؤخَذُ مِنهُ شَيءٌ إِلّا أَعَادَهُ اللّهُ كَمَا كَانَ وَ ذَلِكَ قَولُ اللّهِلا مَقطُوعَةٍ وَ لا مَمنُوعَةٍ وَ إِنّ رُطَبَهَا لَأَمثَالُ القِلَالِ وَ مَوزَهَا وَ رُمّانَهَا أَمثَالُ الدلّيِ‌ّ وَ أَمشَاطَهُمُ الذّهَبُ وَ مَجَامِرَهُمُ الدّرّ

213- وَ عَنهُ عَن عَوفٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع عَنِ النّبِيّص فِي قَولِ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيطُوبي لَهُم وَ حُسنُ مَآبٍيعَنيِ‌ وَ حُسنُ مَرجِعٍ فَأَمّا طُوبَي فَإِنّهَا شَجَرَةٌ فِي الجَنّةِ سَاقُهَا فِي دَارِ مُحَمّدٍص وَ لَو أَنّ طَائِراً طَارَ مِن سَاقِهَا لَم يَبلُغ فَرعَهَا حَتّي يَقتُلَهُ الهَرَمُ عَلَي كُلّ وَرَقَةٍ مِنهَا مَلَكٌ يَذكُرُ اللّهَ وَ لَيسَ فِي الجَنّةِ دَارٌ إِلّا وَ فِيهِ غُصنٌ مِن أَغصَانِهَا وَ إِنّ أَغصَانَهَا لَتُرَي مِن وَرَاءِ سُورِ الجَنّةِ يَحمِلُ لَهُم مَا يَشَاءُونَ مِن حُلِيّهَا وَ حُلَلِهَا وَ ثِمَارِهَا لَا يُؤخَذُ مِنهَا شَيءٌ إِلّا أَعَادَهُ اللّهُ كَمَا كَانَ بِأَنّهُم كَسَبُوا طَيّباً وَ أَنفَقُوا قَصداً وَ قَدّمُوا فَضلًا فَقَد أَفلَحُوا وَ أَنجَحُوا


صفحه : 220

214- وَ عَنهُ عَن عَوفٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ أَهلَ الجَنّةِ جُردٌ مُردٌ مُكَحّلِينَ مُكَلّلِينَ مُطَوّقِينَ مُسَوّرِينَ مُخَتّمِينَ نَاعِمِينَ مَحبُورِينَ مُكَرّمِينَ يُعطَي أَحَدُهُم قُوّةَ مِائَةِ رَجُلٍ فِي الطّعَامِ وَ الشّرَابِ وَ الشّهوَةِ وَ الجِمَاعِ قُوّةُ غِذَائِهِ قُوّةُ مِائَةِ رَجُلٍ فِي الطّعَامِ وَ الشّرَابِ وَ يَجِدُ لَذّةَ غَدَائِهِ مِقدَارَ أَربَعِينَ سَنَةً وَ لَذّةَ عَشَائِهِ مِقدَارَ أَربَعِينَ سَنَةً قَد أَلبَسَ اللّهُ وُجُوهَهُمُ النّورَ وَ أَجسَادَهُمُ الحَرِيرَ بِيضُ الأَلوَانِ صُفرُ الحلُيِ‌ّ خُضرُ الثّيَابِ

215- وَ عَنهُ عَن عَوفٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ أَهلَ الجَنّةِ يَحيَونَ فَلَا يَمُوتُونَ أَبَداً وَ يَستَيقِظُونَ فَلَا يَنَامُونَ أَبَداً وَ يَستَغنُونَ فَلَا يَفتَقِرُونَ أَبَداً وَ يَفرَحُونَ فَلَا يَحزَنُونَ أَبَداً وَ يَضحَكُونَ فَلَا يَبكُونَ أَبَداً وَ يُكرَمُونَ فَلَا يُهَانُونَ أَبَداً وَ يَفكَهُونَ وَ لَا يَقطِبُونَ أَبَداً وَ يُحبَرُونَ وَ يَسُرّونَ أَبَداً وَ يَأكُلُونَ فَلَا يَجُوعُونَ أَبَداً وَ يَروَونَ فَلَا يَظمَئُونَ أَبَداً وَ يُكسَونَ فَلَا يَعرَونَ أَبَداً وَ يَركَبُونَ وَ يَتَزَاوَرُونَ أَبَداً وَ يُسَلّمُ عَلَيهِمُ الوِلدَانُ المُخَلّدُونَ أَبَداً بِأَيدِيهِم أَبَارِيقُ الفِضّةِ وَ آنِيَةُ الذّهَبِ أَبَداًمُتّكِئِينَ عَلي سُرُرٍأَبَداًعَلَي الأَرائِكِ يَنظُرُونَأَبَداً يَأتِيهِمُ التّحِيّةُ وَ التّسلِيمُ مِنَ اللّهِ أَبَداً نَسأَلُ اللّهَ الجَنّةَ بِرَحمَتِهِإِنّهُ عَلي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ

بيان انتهي مااستخرجته من كتاب الإختصاص ومؤلفه أخرجه من كتاب سعيد بن جناح قال النجاشي‌ رحمه الله سعيد بن جناح أصله كوفي‌ نشأ ببغداد ومات بهامولي الأزد ويقال مولي جهينة أخوه أبوعامر روي عن الكاظم والرضا ع وكانا ثقتين له كتاب صفة الجنة والنار و كتاب قبض روح المؤمن والكافر أخبرنا أبو عبد الله القزويني‌ بن شاذان عن أحمد بن محمد بن يحيي عن أبيه عن أحمد بن محمد بن عيسي عن سعيد يروي‌ هذين الكتابين عن عوف بن عبد الله عن أبي عبد الله ع وعوف بن عبد الله مجهول انتهي فظهر أن الأخبار مأخوذة من أصل مشهور معتبر.


صفحه : 221

ولنوضح بعض ألفاظها الطنان بالكسر جمع الطن بالضم و هوالحزمة من الخضر والرياحين وغيرها والسماطان بالكسر من النخل و الناس الصفان من الجانبين وتقول مرخت الرجل بالدهن إذاأدهنته به ثم دلكته والإدلال الانبساط والوثوق بمحبة الغير ودل المرأة ودلالها تدللها علي زوجها تريه جرأة في تغنج وشكل كأنها تخالفه و ما بهاخلاف قوله فيدحو به أي يرميه ويبسطه وهدله يهدله هدلا أرسله إلي أسفل وأرخاه والمغص ويحرك وجع في البطن قوله مشرفا بالدر أي جعل شرفه من الدر ولعل المراد بالظاهرة والباطنة الظهارة والبطانة من الثوب لأنهن لباس والسجف بالفتح ويكسر الستر والضرر جمع الضرة وهي‌ الثدي‌ وتسعب تمدد والملد محركة الشباب والنعمة والاهتزاز والرضراض الحصي أوصغارها والكرب بالتحريك أصول السعف الغلاظ العراض والدلي‌ بضم الدال وكسر اللام وتشديد الياء جمع دلو والجرد بالضم جمع الأجرد و هو ألذي ليس علي بدنه شعر وكذا المرد جمع الأمرد و هومعروف قوله ويفكهون أي يمزحون ويضحكون والقطب ضده . و أما مااشتمل عليه الأخبار من ذكر الرؤية فقد مر تأويلها مرارا في كتاب التوحيد وغيره والمراد إما مشاهدة نور من أنواره المخلوقة له أو النبي و أهل بيته الذين جعل رؤيتهم بمنزلة رؤيته أوغاية المعرفة التي‌ يعبر عنها بالرؤية والأول أنسب بهذا المقام وكذا الضحك كناية عن إظهار مايدل علي رضاه عنهم من خلق صوت يشبه الضحك أوغيره و الله تعالي يعلم وحججه صلوات الله عليهم أجمعين

216-عدة،[عدة الداعي‌] مِن كِتَابِ الدّعَاءِ،لِمُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ الصّفّارِ يَرفَعُهُ إِلَي الحُسَينِ بنِ سَيفٍ عَن أَخِيهِ عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن سُلَيمَانَ عَن عُثمَانَ الأَسوَدِ عَمّن رَفَعَهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَدخُلُ الجَنّةَ رَجُلَانِ كَانَا يَعمَلَانِ عَمَلًا وَاحِداً فَيَرَي أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ فَوقَهُ فَيَقُولُ يَا رَبّ بِمَا أَعطَيتَهُ وَ كَانَ عَمَلُنَا وَاحِداً فَيَقُولُ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي سأَلَنَيِ‌ وَ لَم تسَألَنيِ‌ ثُمّ قَالَ سَلُوا اللّهَ وَ أَجزِلُوا فَإِنّهُ لَا يَتَعَاظَمُهُ شَيءٌ

217- وَ بِهَذَا الإِسنَادِ عَن عُثمَانَ عَمّن رَفَعَهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَتَسأَلُنّ


صفحه : 222

اللّهَ أَو يُفِيضَنّ عَلَيكُم إِنّ لِلّهِ عِبَاداً يَعمَلُونَ فَيُعطِيهِم وَ آخَرِينَ يَسأَلُونَهُ صَادِقِينَ فَيُعطِيهِم ثُمّ يَجمَعُهُم فِي الجَنّةِ فَيَقُولُ الّذِينَ عَمِلُوا رَبّنَا عَمِلنَا فَأَعطَيتَنَا فَبِمَا أَعطَيتَ هَؤُلَاءِ فَيَقُولُ عبِاَديِ‌ أَعطَيتُكُم أُجُورَكُم وَ لَم أَلِتكُم مِن أَعمَالِكُم شَيئاً وَ سأَلَنَيِ‌ هَؤُلَاءِ فَأَعطَيتُهُم وَ هُوَ فضَليِ‌ أُوتِيهِ مَن أَشَاءُ

باب 42-النار أعاذنا الله وسائر المؤمنين من لهبها وحميمها وغساقها وغسلينها وعقاربها وحياتها وشدائدها ودركاتها بمحمد سيد المرسلين و أهل بيته الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين

الآيات البقرةفَإِن لَم تَفعَلُوا وَ لَن تَفعَلُوا فَاتّقُوا النّارَ التّيِ‌ وَقُودُهَا النّاسُ وَ الحِجارَةُ أُعِدّت لِلكافِرِينَ و قال تعالي وَ الّذِينَ كَفَرُوا وَ كَذّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصحابُ النّارِ هُم فِيها خالِدُونَ و قال تعالي وَ قالُوا لَن تَمَسّنَا النّارُ إِلّا أَيّاماً مَعدُودَةً قُل أَتّخَذتُم عِندَ اللّهِ عَهداً فَلَن يُخلِفَ اللّهُ عَهدَهُ أَم تَقُولُونَ عَلَي اللّهِ ما لا تَعلَمُونَ بَلي مَن كَسَبَ سَيّئَةً وَ أَحاطَت بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولئِكَ أَصحابُ النّارِ هُم فِيها خالِدُونَ و قال سبحانه وَ يَومَ القِيامَةِ يُرَدّونَ إِلي أَشَدّ العَذابِ وَ مَا اللّهُ بِغافِلٍ عَمّا تَعمَلُونَ أُولئِكَ الّذِينَ اشتَرَوُا الحَياةَ الدّنيا بِالآخِرَةِ فَلا يُخَفّفُ عَنهُمُ العَذابُ وَ لا هُم يُنصَرُونَ و قال سبحانه وَ لِلكافِرِينَ عَذابٌ مُهِينٌ و قال تعالي وَ لِلكافِرِينَ عَذابٌ أَلِيمٌ و قال تعالي وَ لَهُم فِي الآخِرَةِ عَذابٌ عَظِيمٌ و قال سبحانه وَ لا تُسئَلُ عَن أَصحابِ الجَحِيمِ و قال تعالي وَ مَن كَفَرَ فَأُمَتّعُهُ قَلِيلًا ثُمّ أَضطَرّهُ إِلي عَذابِ النّارِ وَ بِئسَ المَصِيرُ و قال تعالي إِنّ الّذِينَ كَفَرُوا وَ ماتُوا وَ هُم كُفّارٌ أُولئِكَ عَلَيهِم لَعنَةُ اللّهِ وَ المَلائِكَةِ وَ النّاسِ أَجمَعِينَ خالِدِينَ فِيها لا يُخَفّفُ عَنهُمُ العَذابُ


صفحه : 223

وَ لا هُم يُنظَرُونَ و قال تعالي وَ لَو يَرَي الّذِينَ ظَلَمُوا إِذ يَرَونَ العَذابَ أَنّ القُوّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَ أَنّ اللّهَ شَدِيدُ العَذابِ إِذ تَبَرّأَ الّذِينَ اتّبِعُوا مِنَ الّذِينَ اتّبَعُوا وَ رَأَوُا العَذابَ وَ تَقَطّعَت بِهِمُ الأَسبابُ وَ قالَ الّذِينَ اتّبَعُوا لَو أَنّ لَنا كَرّةً فَنَتَبَرّأَ مِنهُم كَما تَبَرّؤُا مِنّا كَذلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعمالَهُم حَسَراتٍ عَلَيهِم وَ ما هُم بِخارِجِينَ مِنَ النّارِ و قال تعالي وَ اعلَمُوا أَنّ اللّهَ شَدِيدُ العِقابِ و قال تعالي وَ إِذا قِيلَ لَهُ اتّقِ اللّهَ أَخَذَتهُ العِزّةُ بِالإِثمِ فَحَسبُهُ جَهَنّمُ وَ لَبِئسَ المِهادُ و قال تعالي وَ مَن يَرتَدِد مِنكُم عَن دِينِهِ فَيَمُت وَ هُوَ كافِرٌ فَأُولئِكَ حَبِطَت أَعمالُهُم فِي الدّنيا وَ الآخِرَةِ وَ أُولئِكَ أَصحابُ النّارِ هُم فِيها خالِدُونَ و قال تعالي أُولئِكَ أَصحابُ النّارِ هُم فِيها خالِدُونَ و قال وَ مَن عادَ فَأُولئِكَ أَصحابُ النّارِ هُم فِيها خالِدُونَآل عمران إِنّ الّذِينَ كَفَرُوا لَن تغُنيِ‌َ عَنهُم أَموالُهُم وَ لا أَولادُهُم مِنَ اللّهِ شَيئاً وَ أُولئِكَ هُم وَقُودُ النّارِ كَدَأبِ آلِ فِرعَونَ وَ الّذِينَ مِن قَبلِهِم كَذّبُوا بِآياتِنا فَأَخَذَهُمُ اللّهُ بِذُنُوبِهِم وَ اللّهُ شَدِيدُ العِقابِ قُل لِلّذِينَ كَفَرُوا سَتُغلَبُونَ وَ تُحشَرُونَ إِلي جَهَنّمَ وَ بِئسَ المِهادُ و قال فَبَشّرهُم بِعَذابٍ أَلِيمٍ و قال تعالي ذلِكَ بِأَنّهُم قالُوا لَن تَمَسّنَا النّارُ إِلّا أَيّاماً مَعدُوداتٍ وَ غَرّهُم فِي دِينِهِم ما كانُوا يَفتَرُونَ و قال تعالي خالِدِينَ فِيها لا يُخَفّفُ عَنهُمُ العَذابُ وَ لا هُم يُنظَرُونَ و قال تعالي إِنّ الّذِينَ كَفَرُوا وَ ماتُوا وَ هُم كُفّارٌ فَلَن يُقبَلَ مِن أَحَدِهِم ملِ ءُ الأَرضِ ذَهَباً وَ لَوِ افتَدي بِهِ أُولئِكَ لَهُم عَذابٌ أَلِيمٌ وَ ما لَهُم مِن ناصِرِينَ و قال إِنّ الّذِينَ كَفَرُوا لَن تغُنيِ‌َ عَنهُم أَموالُهُم وَ لا أَولادُهُم مِنَ اللّهِ شَيئاً وَ أُولئِكَ أَصحابُ النّارِ هُم فِيها خالِدُونَ و قال وَ اتّقُوا النّارَ التّيِ‌ أُعِدّت لِلكافِرِينَ و قال وَ مَأواهُمُ النّارُ وَ بِئسَ مَثوَي الظّالِمِينَ و قال وَ مَأواهُ جَهَنّمُ وَ بِئسَ المَصِيرُ و قال وَ لَهُم عَذابٌ عَظِيمٌ و قال وَ لَهُم عَذابٌ أَلِيمٌ و قال وَ لَهُم عَذابٌ مُهِينٌ و قال وَ نَقُولُ ذُوقُوا عَذابَ الحَرِيقِ و قال فَمَن زُحزِحَ عَنِ النّارِ وَ أُدخِلَ الجَنّةَ فَقَد فازَ و قال فَلا تَحسَبَنّهُم بِمَفازَةٍ مِنَ العَذابِ وَ لَهُم عَذابٌ أَلِيمٌ و قال فَقِنا عَذابَ النّارِ و قال ثُمّ مَأواهُم جَهَنّمُ وَ بِئسَ المِهادُ


صفحه : 224

النساء 10-إِنّ الّذِينَ يَأكُلُونَ أَموالَ اليَتامي ظُلماً إِنّما يَأكُلُونَ فِي بُطُونِهِم ناراً وَ سَيَصلَونَ سَعِيراً و قال تعالي وَ مَن يَعصِ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ يَتَعَدّ حُدُودَهُ يُدخِلهُ ناراً خالِداً فِيها وَ لَهُ عَذابٌ مُهِينٌ و قال حَتّي إِذا حَضَرَ أَحَدَهُمُ المَوتُ قالَ إنِيّ‌ تُبتُ الآنَ وَ لَا الّذِينَ يَمُوتُونَ وَ هُم كُفّارٌ أُولئِكَ أَعتَدنا لَهُم عَذاباً أَلِيماً و قال وَ مَن يَفعَل ذلِكَ عُدواناً وَ ظُلماً فَسَوفَ نُصلِيهِ ناراً وَ كانَ ذلِكَ عَلَي اللّهِ يَسِيراً و قال وَ أَعتَدنا لِلكافِرِينَ عَذاباً مُهِيناً و قال وَ كَفي بِجَهَنّمَ سَعِيراً إِنّ الّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنا سَوفَ نُصلِيهِم ناراً كُلّما نَضِجَت جُلُودُهُم بَدّلناهُم جُلُوداً غَيرَها لِيَذُوقُوا العَذابَ إِنّ اللّهَ كانَ عَزِيزاً حَكِيماً و قال وَ مَن يَقتُل مُؤمِناً مُتَعَمّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنّمُ خالِداً فِيها وَ غَضِبَ اللّهُ عَلَيهِ وَ لَعَنَهُ وَ أَعَدّ لَهُ عَذاباً عَظِيماً و قال تعالي فَأُولئِكَ مَأواهُم جَهَنّمُ وَ ساءَت مَصِيراً و قال سبحانه إِنّ اللّهَ أَعَدّ لِلكافِرِينَ عَذاباً مُهِيناً و قال تعالي وَ نُصلِهِ جَهَنّمَ وَ ساءَت مَصِيراً و قال سبحانه أُولئِكَ مَأواهُم جَهَنّمُ وَ لا يَجِدُونَ عَنها مَحِيصاً و قال تعالي إِنّ اللّهَ جامِعُ المُنافِقِينَ وَ الكافِرِينَ فِي جَهَنّمَ جَمِيعاً و قال إِنّ المُنافِقِينَ فِي الدّركِ الأَسفَلِ مِنَ النّارِ و قال تعالي إِنّ الّذِينَ كَفَرُوا وَ ظَلَمُوا لَم يَكُنِ اللّهُ لِيَغفِرَ لَهُم وَ لا لِيَهدِيَهُم طَرِيقاً إِلّا طَرِيقَ جَهَنّمَ خالِدِينَ فِيها أَبَداً وَ كانَ ذلِكَ عَلَي اللّهِ يَسِيراًالمائدةوَ الّذِينَ كَفَرُوا وَ كَذّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصحابُ الجَحِيمِ و قال سبحانه وَ لَهُم فِي الآخِرَةِ عَذابٌ عَظِيمٌ و قال إِنّ الّذِينَ كَفَرُوا لَو أَنّ لَهُم ما فِي الأَرضِ جَمِيعاً وَ مِثلَهُ مَعَهُ لِيَفتَدُوا بِهِ مِن عَذابِ يَومِ القِيامَةِ ما تُقُبّلَ مِنهُم وَ لَهُم عَذابٌ أَلِيمٌ يُرِيدُونَ أَن يَخرُجُوا مِنَ النّارِ وَ ما هُم بِخارِجِينَ مِنها وَ لَهُم عَذابٌ مُقِيمٌالأنعام لَهُم شَرابٌ مِن حَمِيمٍ وَ عَذابٌ أَلِيمٌ بِما كانُوا يَكفُرُونَالأعراف وَ لَقَد ذَرَأنا لِجَهَنّمَ كَثِيراً مِنَ الجِنّ وَ الإِنسِالأنفال وَ أَنّ لِلكافِرِينَ عَذابَ النّارِ و قال تعالي وَ مَن يُوَلّهِم يَومَئِذٍ دُبُرَهُ


صفحه : 225

إلي قوله وَ مَأواهُ جَهَنّمُ وَ بِئسَ المَصِيرُ و قال وَ اعلَمُوا أَنّ اللّهَ شَدِيدُ العِقابِ و قال وَ الّذِينَ كَفَرُوا إِلي جَهَنّمَ يُحشَرُونَ لِيَمِيزَ اللّهُ الخَبِيثَ مِنَ الطّيّبِ وَ يَجعَلَ الخَبِيثَ بَعضَهُ عَلي بَعضٍ فَيَركُمَهُ جَمِيعاً فَيَجعَلَهُ فِي جَهَنّمَ أُولئِكَ هُمُ الخاسِرُونَالتوبةوَ فِي النّارِ هُم خالِدُونَ و قال تعالي وَ الّذِينَ يَكنِزُونَ الذّهَبَ وَ الفِضّةَ وَ لا يُنفِقُونَها فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشّرهُم بِعَذابٍ أَلِيمٍ يَومَ يُحمي عَلَيها فِي نارِ جَهَنّمَ فَتُكوي بِها جِباهُهُم وَ جُنُوبُهُم وَ ظُهُورُهُم هذا ما كَنَزتُم لِأَنفُسِكُم فَذُوقُوا ما كُنتُم تَكنِزُونَ و قال وَ إِنّ جَهَنّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالكافِرِينَ و قال تعالي أَ لَم يَعلَمُوا أَنّهُ مَن يُحادِدِ اللّهَ وَ رَسُولَهُ فَأَنّ لَهُ نارَ جَهَنّمَ خالِداً فِيها ذلِكَ الخزِي‌ُ العَظِيمُ و قال تعالي وَعَدَ اللّهُ المُنافِقِينَ وَ المُنافِقاتِ وَ الكُفّارَ نارَ جَهَنّمَ خالِدِينَ فِيها هيِ‌َ حَسبُهُم وَ لَعَنَهُمُ اللّهُ وَ لَهُم عَذابٌ مُقِيمٌ و قال وَ إِن يَتَوَلّوا يُعَذّبهُمُ اللّهُ عَذاباً أَلِيماً فِي الدّنيا وَ الآخِرَةِ و قال وَ لَهُم عَذابٌ أَلِيمٌ و قال وَ قالُوا لا تَنفِرُوا فِي الحَرّ قُل نارُ جَهَنّمَ أَشَدّ حَرّا لَو كانُوا يَفقَهُونَ فَليَضحَكُوا قَلِيلًا وَ ليَبكُوا كَثِيراً جَزاءً بِما كانُوا يَكسِبُونَ و قال إِنّهُم رِجسٌ وَ مَأواهُم جَهَنّمُ جَزاءً بِما كانُوا يَكسِبُونَ و قال سبحانه أَ فَمَن أَسّسَ بُنيانَهُ عَلي تَقوي مِنَ اللّهِ وَ رِضوانٍ خَيرٌ أَم مَن أَسّسَ بُنيانَهُ عَلي شَفا جُرُفٍ هارٍ فَانهارَ بِهِ فِي نارِ جَهَنّمَيونس وَ الّذِينَ كَفَرُوا لَهُم شَرابٌ مِن حَمِيمٍ وَ عَذابٌ أَلِيمٌ بِما كانُوا يَكفُرُونَ و قال تعالي إِنّ الّذِينَ لا يَرجُونَ لِقاءَنا وَ رَضُوا بِالحَياةِ الدّنيا وَ اطمَأَنّوا بِها وَ الّذِينَ هُم عَن آياتِنا غافِلُونَ أُولئِكَ مَأواهُمُ النّارُ بِما كانُوا يَكسِبُونَ و قال تعالي ثُمّ قِيلَ لِلّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذابَ الخُلدِ هَل تُجزَونَ إِلّا بِما كُنتُم تَكسِبُونَهودمَن كانَ يُرِيدُ الحَياةَ الدّنيا وَ زِينَتَها نُوَفّ إِلَيهِم أَعمالَهُم فِيها وَ هُم فِيها لا يُبخَسُونَ أُولئِكَ الّذِينَ لَيسَ لَهُم فِي الآخِرَةِ إِلّا النّارُ وَ حَبِطَ ما صَنَعُوا فِيها وَ باطِلٌ ما كانُوا يَعمَلُونَ و قال تعالي وَ مَن يَكفُر بِهِ مِنَ الأَحزابِ فَالنّارُ مَوعِدُهُالرعدوَ عُقبَي الكافِرِينَ النّارُ ابراهيم وَ وَيلٌ لِلكافِرِينَ مِن عَذابٍ شَدِيدٍ و قال تعالي وَ استَفتَحُوا


صفحه : 226

وَ خابَ كُلّ جَبّارٍ عَنِيدٍ مِن وَرائِهِ جَهَنّمُ وَ يُسقي مِن ماءٍ صَدِيدٍ يَتَجَرّعُهُ وَ لا يَكادُ يُسِيغُهُ وَ يَأتِيهِ المَوتُ مِن كُلّ مَكانٍ وَ ما هُوَ بِمَيّتٍ وَ مِن وَرائِهِ عَذابٌ غَلِيظٌ و قال تعالي أَ لَم تَرَ إِلَي الّذِينَ بَدّلُوا نِعمَتَ اللّهِ كُفراً وَ أَحَلّوا قَومَهُم دارَ البَوارِ جَهَنّمَ يَصلَونَها وَ بِئسَ القَرارُ وَ جَعَلُوا لِلّهِ أَنداداً لِيُضِلّوا عَن سَبِيلِهِ قُل تَمَتّعُوا فَإِنّ مَصِيرَكُم إِلَي النّارِالحجروَ إِنّ جَهَنّمَ لَمَوعِدُهُم أَجمَعِينَ لَها سَبعَةُ أَبوابٍ لِكُلّ بابٍ مِنهُم جُزءٌ مَقسُومٌالنحل فَادخُلُوا أَبوابَ جَهَنّمَ خالِدِينَ فِيها فَلَبِئسَ مَثوَي المُتَكَبّرِينَ و قال سبحانه وَ إِذا رَأَي الّذِينَ ظَلَمُوا العَذابَ فَلا يُخَفّفُ عَنهُم وَ لا هُم يُنظَرُونَ وَ إِذا رَأَي الّذِينَ أَشرَكُوا شُرَكاءَهُم قالُوا رَبّنا هؤُلاءِ شُرَكاؤُنَا الّذِينَ كُنّا نَدعُوا مِن دُونِكَ فَأَلقَوا إِلَيهِمُ القَولَ إِنّكُم لَكاذِبُونَ وَ أَلقَوا إِلَي اللّهِ يَومَئِذٍ السّلَمَ وَ ضَلّ عَنهُم ما كانُوا يَفتَرُونَ الّذِينَ كَفَرُوا وَ صَدّوا عَن سَبِيلِ اللّهِ زِدناهُم عَذاباً فَوقَ العَذابِ بِما كانُوا يُفسِدُونَالإسراءوَ جَعَلنا جَهَنّمَ لِلكافِرِينَ حَصِيراً و قال سبحانه وَ أَنّ الّذِينَ لا يُؤمِنُونَ بِالآخِرَةِ أَعتَدنا لَهُم عَذاباً أَلِيماً و قال تعالي ثُمّ جَعَلنا لَهُ جَهَنّمَ يَصلاها مَذمُوماً مَدحُوراً و قال تعالي وَ لا تَجعَل مَعَ اللّهِ إِلهاً آخَرَ فَتُلقي فِي جَهَنّمَ مَلُوماً مَدحُوراً و قال تعالي وَ يَخافُونَ عَذابَهُ إِنّ عَذابَ رَبّكَ كانَ مَحذُوراً و قال تعالي مَأواهُم جَهَنّمُ كُلّما خَبَت زِدناهُم سَعِيراًالكهف إِنّا أَعتَدنا لِلظّالِمِينَ ناراً أَحاطَ بِهِم سُرادِقُها وَ إِن يَستَغِيثُوا يُغاثُوا بِماءٍ كَالمُهلِ يشَويِ‌ الوُجُوهَ بِئسَ الشّرابُ وَ ساءَت مُرتَفَقاً و قال تعالي إِنّا أَعتَدنا جَهَنّمَ لِلكافِرِينَ نُزُلًا و قال ذلِكَ جَزاؤُهُم جَهَنّمُ بِما كَفَرُوا وَ اتّخَذُوا آياتيِ‌ وَ رسُلُيِ‌ هُزُواًمريم فَوَ رَبّكَ لَنَحشُرَنّهُم وَ الشّياطِينَ ثُمّ لَنُحضِرَنّهُم حَولَ جَهَنّمَ جِثِيّا ثُمّ لَنَنزِعَنّ مِن كُلّ شِيعَةٍ أَيّهُم أَشَدّ عَلَي الرّحمنِ عِتِيّا ثُمّ لَنَحنُ أَعلَمُ بِالّذِينَ هُم أَولي بِها صِلِيّا وَ إِن مِنكُم إِلّا وارِدُها كانَ عَلي رَبّكَ حَتماً مَقضِيّا ثُمّ ننُجَيّ‌ الّذِينَ اتّقَوا وَ نَذَرُ الظّالِمِينَ فِيها جِثِيّا


صفحه : 227

طه إِنّهُ مَن يَأتِ رَبّهُ مُجرِماً فَإِنّ لَهُ جَهَنّمَ لا يَمُوتُ فِيها وَ لا يَحيي و قال تعالي وَ لَعَذابُ الآخِرَةِ أَشَدّ وَ أَبقيالأنبياءوَ مَن يَقُل مِنهُم إنِيّ‌ إِلهٌ مِن دُونِهِ فَذلِكَ نَجزِيهِ جَهَنّمَ كَذلِكَ نجَزيِ‌ الظّالِمِينَ و قال تعالي إِنّكُم وَ ما تَعبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ حَصَبُ جَهَنّمَ أَنتُم لَها وارِدُونَ لَو كانَ هؤُلاءِ آلِهَةً ما وَرَدُوها وَ كُلّ فِيها خالِدُونَ لَهُم فِيها زَفِيرٌ وَ هُم فِيها لا يَسمَعُونَ إِنّ الّذِينَ سَبَقَت لَهُم مِنّا الحُسني أُولئِكَ عَنها مُبعَدُونَ لا يَسمَعُونَ حَسِيسَها وَ هُم فِي مَا اشتَهَت أَنفُسُهُم خالِدُونَالحج وَ نُذِيقُهُ يَومَ القِيامَةِ عَذابَ الحَرِيقِ و قال فَالّذِينَ كَفَرُوا قُطّعَت لَهُم ثِيابٌ مِن نارٍ يُصَبّ مِن فَوقِ رُؤُسِهِمُ الحَمِيمُ يُصهَرُ بِهِ ما فِي بُطُونِهِم وَ الجُلُودُ وَ لَهُم مَقامِعُ مِن حَدِيدٍ كُلّما أَرادُوا أَن يَخرُجُوا مِنها مِن غَمّ أُعِيدُوا فِيها وَ ذُوقُوا عَذابَ الحَرِيقِ و قال تعالي وَ مَن يُرِد فِيهِ بِإِلحادٍ بِظُلمٍ نُذِقهُ مِن عَذابٍ أَلِيمٍ و قال وَ الّذِينَ سَعَوا فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ أُولئِكَ أَصحابُ الجَحِيمِ و قال قُل أَ فَأُنَبّئُكُم بِشَرّ مِن ذلِكُمُ النّارُ وَعَدَهَا اللّهُ الّذِينَ كَفَرُوا وَ بِئسَ المَصِيرُ المؤمنين وَ مَن خَفّت مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ الّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُم فِي جَهَنّمَ خالِدُونَ تَلفَحُ وُجُوهَهُمُ النّارُ وَ هُم فِيها كالِحُونَ أَ لَم تَكُن آياتيِ‌ تُتلي عَلَيكُم فَكُنتُم بِها تُكَذّبُونَ قالُوا رَبّنا غَلَبَت عَلَينا شِقوَتُنا وَ كُنّا قَوماً ضالّينَ رَبّنا أَخرِجنا مِنها فَإِن عُدنا فَإِنّا ظالِمُونَ قالَ اخسَؤُا فِيها وَ لا تُكَلّمُونِ إِنّهُ كانَ فَرِيقٌ مِن عبِاديِ‌ يَقُولُونَ رَبّنا آمَنّا فَاغفِر لَنا وَ ارحَمنا وَ أَنتَ خَيرُ الرّاحِمِينَ فَاتّخَذتُمُوهُم سِخرِيّا حَتّي أَنسَوكُم ذكِريِ‌ وَ كُنتُم مِنهُم تَضحَكُونَ إنِيّ‌ جَزَيتُهُمُ اليَومَ بِما صَبَرُوا أَنّهُم هُمُ الفائِزُونَ قالَ كَم لَبِثتُم فِي الأَرضِ عَدَدَ سِنِينَ قالُوا لَبِثنا يَوماً أَو بَعضَ يَومٍ فَسئَلِ العادّينَ قالَ إِن لَبِثتُم إِلّا قَلِيلًا لَو أَنّكُم كُنتُم تَعلَمُونَالنوروَ مَأواهُمُ النّارُ وَ لَبِئسَ المَصِيرُ


صفحه : 228

الفرقان وَ أَعتَدنا لِمَن كَذّبَ بِالسّاعَةِ سَعِيراً إِذا رَأَتهُم مِن مَكانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَها تَغَيّظاً وَ زَفِيراً وَ إِذا أُلقُوا مِنها مَكاناً ضَيّقاً مُقَرّنِينَ دَعَوا هُنالِكَ ثُبُوراً لا تَدعُوا اليَومَ ثُبُوراً واحِداً وَ ادعُوا ثُبُوراً كَثِيراً قُل أَ ذلِكَ خَيرٌ أَم جَنّةُ الخُلدِ التّيِ‌ وُعِدَ المُتّقُونَ و قال تعالي الّذِينَ يُحشَرُونَ عَلي وُجُوهِهِم إِلي جَهَنّمَ أُولئِكَ شَرّ مَكاناً وَ أَضَلّ سَبِيلًا و قال تعالي وَ الّذِينَ يَقُولُونَ رَبّنَا اصرِف عَنّا عَذابَ جَهَنّمَ إِنّ عَذابَها كانَ غَراماً إِنّها ساءَت مُستَقَرّا وَ مُقاماً و قال وَ لا يَزنُونَ وَ مَن يَفعَل ذلِكَ يَلقَ أَثاماً يُضاعَف لَهُ العَذابُ يَومَ القِيامَةِ وَ يَخلُد فِيهِ مُهاناًالعنكبوت وَ مَأواكُمُ النّارُ وَ ما لَكُم مِن ناصِرِينَ و قال تعالي يَستَعجِلُونَكَ بِالعَذابِ وَ إِنّ جَهَنّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالكافِرِينَ يَومَ يَغشاهُمُ العَذابُ مِن فَوقِهِم وَ مِن تَحتِ أَرجُلِهِم وَ يَقُولُ ذُوقُوا ما كُنتُم تَعمَلُونَ و قال سبحانه أَ لَيسَ فِي جَهَنّمَ مَثويً لِلكافِرِينَلقمان فَبَشّرهُ بِعَذابٍ أَلِيمٍ و قال ثُمّ نَضطَرّهُم إِلي عَذابٍ غَلِيظٍالتنزيل وَ لكِن حَقّ القَولُ منِيّ‌ لَأَملَأَنّ جَهَنّمَ مِنَ الجِنّةِ وَ النّاسِ أَجمَعِينَ فَذُوقُوا بِما نَسِيتُم لِقاءَ يَومِكُم هذا إِنّا نَسِيناكُم وَ ذُوقُوا عَذابَ الخُلدِ بِما كُنتُم تَعمَلُونَ و قال عز و جل وَ أَمّا الّذِينَ فَسَقُوا فَمَأواهُمُ النّارُ كُلّما أَرادُوا أَن يَخرُجُوا مِنها أُعِيدُوا فِيها وَ قِيلَ لَهُم ذُوقُوا عَذابَ النّارِ ألّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذّبُونَ وَ لَنُذِيقَنّهُم مِنَ العَذابِ الأَدني دُونَ العَذابِ الأَكبَرِ لَعَلّهُم يَرجِعُونَالأحزاب إِنّ اللّهَ لَعَنَ الكافِرِينَ وَ أَعَدّ لَهُم سَعِيراً خالِدِينَ فِيها أَبَداً لا يَجِدُونَ وَلِيّا وَ لا نَصِيراً يَومَ تُقَلّبُ وُجُوهُهُم فِي النّارِ يَقُولُونَ يا لَيتَنا أَطَعنَا اللّهَ وَ أَطَعنَا الرّسُولَا وَ قالُوا رَبّنا إِنّا أَطَعنا سادَتَنا وَ كُبَراءَنا فَأَضَلّونَا السّبِيلَا رَبّنا آتِهِم ضِعفَينِ مِنَ العَذابِ وَ العَنهُم لَعناً كَبِيراًسبأالّذِينَ سَعَوا فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ أُولئِكَ لَهُم عَذابٌ مِن رِجزٍ أَلِيمٌ و قال تعالي وَ الّذِينَ يَسعَونَ فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ أُولئِكَ فِي العَذابِ مُحضَرُونَ


صفحه : 229

فاطرإِنّما يَدعُوا حِزبَهُ لِيَكُونُوا مِن أَصحابِ السّعِيرِ الّذِينَ كَفَرُوا لَهُم عَذابٌ شَدِيدٌ و قال سبحانه وَ الّذِينَ يَمكُرُونَ السّيّئاتِ لَهُم عَذابٌ شَدِيدٌ و قال سبحانه وَ الّذِينَ كَفَرُوا لَهُم نارُ جَهَنّمَ لا يُقضي عَلَيهِم فَيَمُوتُوا وَ لا يُخَفّفُ عَنهُم مِن عَذابِها كَذلِكَ نجَزيِ‌ كُلّ كَفُورٍ وَ هُم يَصطَرِخُونَ فِيها رَبّنا أَخرِجنا نَعمَل صالِحاً غَيرَ ألّذِي كُنّا نَعمَلُ أَ وَ لَم نُعَمّركُم ما يَتَذَكّرُ فِيهِ مَن تَذَكّرَ وَ جاءَكُمُ النّذِيرُ فَذُوقُوا فَما لِلظّالِمِينَ مِن نَصِيرٍيس هذِهِ جَهَنّمُ التّيِ‌ كُنتُم تُوعَدُونَ اصلَوهَا اليَومَ بِما كُنتُم تَكفُرُونَالصافات أَ ذلِكَ خَيرٌ نُزُلًا أَم شَجَرَةُ الزّقّومِ إِنّا جَعَلناها فِتنَةً لِلظّالِمِينَ إِنّها شَجَرَةٌ تَخرُجُ فِي أَصلِ الجَحِيمِ طَلعُها كَأَنّهُ رُؤُسُ الشّياطِينِ فَإِنّهُم لَآكِلُونَ مِنها فَمالِؤُنَ مِنهَا البُطُونَ ثُمّ إِنّ لَهُم عَلَيها لَشَوباً مِن حَمِيمٍ ثُمّ إِنّ مَرجِعَهُم لَإِلَي الجَحِيمِص فَوَيلٌ لِلّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النّارِ و قال سبحانه ص هذا وَ إِنّ لِلطّاغِينَ لَشَرّ مَآبٍ جَهَنّمَ يَصلَونَها فَبِئسَ المِهادُ هذا فَليَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَ غَسّاقٌ وَ آخَرُ مِن شَكلِهِ أَزواجٌ هذا فَوجٌ مُقتَحِمٌ مَعَكُم لا مَرحَباً بِهِم إِنّهُم صالُوا النّارِ قالُوا بَل أَنتُم لا مَرحَباً بِكُم أَنتُم قَدّمتُمُوهُ لَنا فَبِئسَ القَرارُ قالُوا رَبّنا مَن قَدّمَ لَنا هذا فَزِدهُ عَذاباً ضِعفاً فِي النّارِ وَ قالُوا ما لَنا لا نَري رِجالًا كُنّا نَعُدّهُم مِنَ الأَشرارِ أَتّخَذناهُم سِخرِيّا أَم زاغَت عَنهُمُ الأَبصارُ إِنّ ذلِكَ لَحَقّ تَخاصُمُ أَهلِ النّارِالزمرقُل إِنّ الخاسِرِينَ الّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُم وَ أَهلِيهِم يَومَ القِيامَةِ أَلا ذلِكَ هُوَ الخُسرانُ المُبِينُ لَهُم مِن فَوقِهِم ظُلَلٌ مِنَ النّارِ وَ مِن تَحتِهِم ظُلَلٌ ذلِكَ يُخَوّفُ اللّهُ بِهِ عِبادَهُ يا عِبادِ فَاتّقُونِ و قال سبحانه أَ فَمَن حَقّ عَلَيهِ كَلِمَةُ العَذابِ أَ فَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِي النّارِ و قال تعالي أَ فَمَن يتَقّيِ‌ بِوَجهِهِ سُوءَ العَذابِ يَومَ القِيامَةِ وَ قِيلَ لِلظّالِمِينَ ذُوقُوا ما كُنتُم تَكسِبُونَ و قال سبحانه وَ لَعَذابُ الآخِرَةِ أَكبَرُ لَو كانُوا يَعلَمُونَ و قال تعالي أَ لَيسَ فِي جَهَنّمَ مَثويً لِلكافِرِينَ و قال تعالي مَن يَأتِيهِ عَذابٌ يُخزِيهِ وَ يَحِلّ عَلَيهِ عَذابٌ مُقِيمٌ و قال تعالي أَ لَيسَ فِي جَهَنّمَ مَثويً لِلمُتَكَبّرِينَ


صفحه : 230

المؤمن وَ كَذلِكَ حَقّت كَلِمَةُ رَبّكَ عَلَي الّذِينَ كَفَرُوا أَنّهُم أَصحابُ النّارِ و قال تعالي إِنّ الّذِينَ كَفَرُوا يُنادَونَ لَمَقتُ اللّهِ أَكبَرُ مِن مَقتِكُم أَنفُسَكُم إِذ تُدعَونَ إِلَي الإِيمانِ فَتَكفُرُونَ قالُوا رَبّنا أَمَتّنَا اثنَتَينِ وَ أَحيَيتَنَا اثنَتَينِ فَاعتَرَفنا بِذُنُوبِنا فَهَل إِلي خُرُوجٍ مِن سَبِيلٍ ذلِكُم بِأَنّهُ إِذا دعُيِ‌َ اللّهُ وَحدَهُ كَفَرتُم وَ إِن يُشرَك بِهِ تُؤمِنُوا فَالحُكمُ لِلّهِ العلَيِ‌ّ الكَبِيرِ و قال وَ أَنّ المُسرِفِينَ هُم أَصحابُ النّارِ و قال وَ حاقَ بِآلِ فِرعَونَ سُوءُ العَذابِ النّارُ يُعرَضُونَ عَلَيها غُدُوّا وَ عَشِيّا وَ يَومَ تَقُومُ السّاعَةُ أَدخِلُوا آلَ فِرعَونَ أَشَدّ العَذابِ وَ إِذ يَتَحاجّونَ فِي النّارِ فَيَقُولُ الضّعَفاءُ لِلّذِينَ استَكبَرُوا إِنّا كُنّا لَكُم تَبَعاً فَهَل أَنتُم مُغنُونَ عَنّا نَصِيباً مِنَ النّارِ قالَ الّذِينَ استَكبَرُوا إِنّا كُلّ فِيها إِنّ اللّهَ قَد حَكَمَ بَينَ العِبادِ وَ قالَ الّذِينَ فِي النّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنّمَ ادعُوا رَبّكُم يُخَفّف عَنّا يَوماً مِنَ العَذابِ قالُوا أَ وَ لَم تَكُ تَأتِيكُم رُسُلُكُم بِالبَيّناتِ قالُوا بَلي قالُوا فَادعُوا وَ ما دُعاءُ الكافِرِينَ إِلّا فِي ضَلالٍ و قال إِنّ الّذِينَ يَستَكبِرُونَ عَن عبِادتَيِ‌ سَيَدخُلُونَ جَهَنّمَ داخِرِينَ و قال تعالي الّذِينَ كَذّبُوا بِالكِتابِ وَ بِما أَرسَلنا بِهِ رُسُلَنا فَسَوفَ يَعلَمُونَ إِذِ الأَغلالُ فِي أَعناقِهِم وَ السّلاسِلُ يُسحَبُونَ فِي الحَمِيمِ ثُمّ فِي النّارِ يُسجَرُونَ ثُمّ قِيلَ لَهُم أَينَ ما كُنتُم تُشرِكُونَ مِن دُونِ اللّهِ قالُوا ضَلّوا عَنّا بَل لَم نَكُن نَدعُوا مِن قَبلُ شَيئاً كَذلِكَ يُضِلّ اللّهُ الكافِرِينَ ذلِكُم بِما كُنتُم تَفرَحُونَ فِي الأَرضِ بِغَيرِ الحَقّ وَ بِما كُنتُم تَمرَحُونَ ادخُلُوا أَبوابَ جَهَنّمَ خالِدِينَ فِيها فَبِئسَ مَثوَي المُتَكَبّرِينَالسجدةوَ لَعَذابُ الآخِرَةِ أَخزي وَ هُم لا يُنصَرُونَ و قال تعالي فَلَنُذِيقَنّ الّذِينَ كَفَرُوا عَذاباً شَدِيداً وَ لَنَجزِيَنّهُم أَسوَأَ ألّذِي كانُوا يَعمَلُونَ ذلِكَ جَزاءُ أَعداءِ اللّهِ النّارُ لَهُم فِيها دارُ الخُلدِ جَزاءً بِما كانُوا بِآياتِنا يَجحَدُونَ وَ قالَ الّذِينَ كَفَرُوا رَبّنا أَرِنَا الّذَينِ أَضَلّانا مِنَ الجِنّ وَ الإِنسِ نَجعَلهُما تَحتَ أَقدامِنا لِيَكُونا مِنَ الأَسفَلِينَالزخرف إِنّ المُجرِمِينَ فِي عَذابِ جَهَنّمَ خالِدُونَ لا يُفَتّرُ عَنهُم وَ هُم فِيهِ مُبلِسُونَ وَ ما ظَلَمناهُم وَ لكِن كانُوا هُمُ الظّالِمِينَ وَ نادَوا يا مالِكُ لِيَقضِ عَلَينا رَبّكَ قالَ إِنّكُم ماكِثُونَ لَقَد جِئناكُم بِالحَقّ وَ لكِنّ أَكثَرَكُم لِلحَقّ كارِهُونَ


صفحه : 231

الدخان إِنّ شَجَرَةَ الزّقّومِ طَعامُ الأَثِيمِ كَالمُهلِ يغَليِ‌ فِي البُطُونِ كغَلَي‌ِ الحَمِيمِ خُذُوهُ فَاعتِلُوهُ إِلي سَواءِ الجَحِيمِ ثُمّ صُبّوا فَوقَ رَأسِهِ مِن عَذابِ الحَمِيمِ ذُق إِنّكَ أَنتَ العَزِيزُ الكَرِيمُ إِنّ هذا ما كُنتُم بِهِ تَمتَرُونَالجاثية 8-فَبَشّرهُ بِعَذابٍ أَلِيمٍ وَ إِذا عَلِمَ مِن آياتِنا شَيئاً اتّخَذَها هُزُواً أُولئِكَ لَهُم عَذابٌ مُهِينٌ مِن وَرائِهِم جَهَنّمُ وَ لا يغُنيِ‌ عَنهُم ما كَسَبُوا شَيئاً وَ لا مَا اتّخَذُوا مِن دُونِ اللّهِ أَولِياءَ وَ لَهُم عَذابٌ عَظِيمٌ هذا هُديً وَ الّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ رَبّهِم لَهُم عَذابٌ مِن رِجزٍ أَلِيمٌالأحقاف وَ يَومَ يُعرَضُ الّذِينَ كَفَرُوا عَلَي النّارِ أَذهَبتُم طَيّباتِكُم فِي حَياتِكُمُ الدّنيا وَ استَمتَعتُم بِها فَاليَومَ تُجزَونَ عَذابَ الهُونِ بِما كُنتُم تَستَكبِرُونَ فِي الأَرضِ بِغَيرِ الحَقّ وَ بِما كُنتُم تَفسُقُونَ و قال تعالي وَ يَومَ يُعرَضُ الّذِينَ كَفَرُوا عَلَي النّارِ أَ لَيسَ هذا بِالحَقّ قالُوا بَلي وَ رَبّنا قالَ فَذُوقُوا العَذابَ بِما كُنتُم تَكفُرُونَ محمدوَ الّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتّعُونَ وَ يَأكُلُونَ كَما تَأكُلُ الأَنعامُ وَ النّارُ مَثويً لَهُم و قال سبحانه كَمَن هُوَ خالِدٌ فِي النّارِ وَ سُقُوا ماءً حَمِيماً فَقَطّعَ أَمعاءَهُمالفتح وَ أَعَدّ لَهُم جَهَنّمَ وَ ساءَت مَصِيراً و قال تعالي فَإِنّا أَعتَدنا لِلكافِرِينَ سَعِيراًق وَ قالَ قَرِينُهُ هذا ما لدَيَ‌ّ عَتِيدٌ أَلقِيا فِي جَهَنّمَ كُلّ كَفّارٍ عَنِيدٍ مَنّاعٍ لِلخَيرِ مُعتَدٍ مُرِيبٍ ألّذِي جَعَلَ مَعَ اللّهِ إِلهاً آخَرَ فَأَلقِياهُ فِي العَذابِ الشّدِيدِ قالَ قَرِينُهُ رَبّنا ما أَطغَيتُهُ وَ لكِن كانَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ قالَ لا تَختَصِمُوا لدَيَ‌ّ وَ قَد قَدّمتُ إِلَيكُم بِالوَعِيدِ ما يُبَدّلُ القَولُ لدَيَ‌ّ وَ ما أَنَا بِظَلّامٍ لِلعَبِيدِ يَومَ نَقُولُ لِجَهَنّمَ هَلِ امتَلَأتِ وَ تَقُولُ هَل مِن مَزِيدٍالطوريَومَ يُدَعّونَ إِلي نارِ جَهَنّمَ دَعّا هذِهِ النّارُ التّيِ‌ كُنتُم بِها تُكَذّبُونَ أَ فَسِحرٌ هذا أَم أَنتُم لا تُبصِرُونَ اصلَوها فَاصبِرُوا أَو لا تَصبِرُوا سَواءٌ عَلَيكُم إِنّما تُجزَونَ ما كُنتُم تَعمَلُونَ


صفحه : 232

القمرإِنّ المُجرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَ سُعُرٍ يَومَ يُسحَبُونَ فِي النّارِ عَلي وُجُوهِهِم ذُوقُوا مَسّ سَقَرَالرحمن يُعرَفُ المُجرِمُونَ بِسِيماهُم فَيُؤخَذُ باِلنوّاصيِ‌ وَ الأَقدامِ فبَأِيَ‌ّ آلاءِ رَبّكُما تُكَذّبانِ هذِهِ جَهَنّمُ التّيِ‌ يُكَذّبُ بِهَا المُجرِمُونَ يَطُوفُونَ بَينَها وَ بَينَ حَمِيمٍ آنٍ فبَأِيَ‌ّ آلاءِ رَبّكُما تُكَذّبانِالواقعةوَ أَصحابُ الشّمالِ ما أَصحابُ الشّمالِ فِي سَمُومٍ وَ حَمِيمٍ وَ ظِلّ مِن يَحمُومٍ لا بارِدٍ وَ لا كَرِيمٍ إِنّهُم كانُوا قَبلَ ذلِكَ مُترَفِينَ وَ كانُوا يُصِرّونَ عَلَي الحِنثِ العَظِيمِ وَ كانُوا يَقُولُونَ أَ إِذا مِتنا وَ كُنّا تُراباً وَ عِظاماً أَ إِنّا لَمَبعُوثُونَ أَ وَ آباؤُنَا الأَوّلُونَ قُل إِنّ الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ لَمَجمُوعُونَ إِلي مِيقاتِ يَومٍ مَعلُومٍ ثُمّ إِنّكُم أَيّهَا الضّالّونَ المُكَذّبُونَ لَآكِلُونَ مِن شَجَرٍ مِن زَقّومٍ فَمالِؤُنَ مِنهَا البُطُونَ فَشارِبُونَ عَلَيهِ مِنَ الحَمِيمِ فَشارِبُونَ شُربَ الهِيمِ هذا نُزُلُهُم يَومَ الدّينِالحديدوَ الّذِينَ كَفَرُوا وَ كَذّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصحابُ الجَحِيمِالمجادلةوَ لِلكافِرِينَ عَذابٌ أَلِيمٌ و قال وَ لِلكافِرِينَ عَذابٌ مُهِينٌ و قال تعالي حَسبُهُم جَهَنّمُ يَصلَونَها فَبِئسَ المَصِيرُ و قال سبحانه أُولئِكَ أَصحابُ النّارِ هُم فِيها خالِدُونَالحشروَ لَهُم فِي الآخِرَةِ عَذابُ النّارِالتغابن وَ الّذِينَ كَفَرُوا وَ كَذّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصحابُ النّارِ خالِدِينَ فِيها وَ بِئسَ المَصِيرُالتحريم يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُم وَ أَهلِيكُم ناراً وَقُودُهَا النّاسُ وَ الحِجارَةُ عَلَيها مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ لا يَعصُونَ اللّهَ ما أَمَرَهُم وَ يَفعَلُونَ ما يُؤمَرُونَ يا أَيّهَا الّذِينَ كَفَرُوا لا تَعتَذِرُوا اليَومَ إِنّما تُجزَونَ ما كُنتُم تَعمَلُونَ و قال سبحانه وَ مَأواهُم جَهَنّمُ وَ بِئسَ المَصِيرُ


صفحه : 233

الملك 5-وَ أَعتَدنا لَهُم عَذابَ السّعِيرِ وَ لِلّذِينَ كَفَرُوا بِرَبّهِم عَذابُ جَهَنّمَ وَ بِئسَ المَصِيرُ إِذا أُلقُوا فِيها سَمِعُوا لَها شَهِيقاً وَ هيِ‌َ تَفُورُ تَكادُ تَمَيّزُ مِنَ الغَيظِ كُلّما ألُقيِ‌َ فِيها فَوجٌ سَأَلَهُم خَزَنَتُها أَ لَم يَأتِكُم نَذِيرٌ قالُوا بَلي قَد جاءَنا نَذِيرٌ فَكَذّبنا وَ قُلنا ما نَزّلَ اللّهُ مِن شَيءٍ إِن أَنتُم إِلّا فِي ضَلالٍ كَبِيرٍ وَ قالُوا لَو كُنّا نَسمَعُ أَو نَعقِلُ ما كُنّا فِي أَصحابِ السّعِيرِ فَاعتَرَفُوا بِذَنبِهِم فَسُحقاً لِأَصحابِ السّعِيرِالجن وَ أَمّا القاسِطُونَ فَكانُوا لِجَهَنّمَ حَطَباً و قال تعالي وَ مَن يُعرِض عَن ذِكرِ رَبّهِ يَسلُكهُ عَذاباً صَعَداً و قال سبحانه وَ مَن يَعصِ اللّهَ وَ رَسُولَهُ فَإِنّ لَهُ نارَ جَهَنّمَ خالِدِينَ فِيها أَبَداً حَتّي إِذا رَأَوا ما يُوعَدُونَ فَسَيَعلَمُونَ مَن أَضعَفُ ناصِراً وَ أَقَلّ عَدَداًالمزمل إِنّ لَدَينا أَنكالًا وَ جَحِيماً وَ طَعاماً ذا غُصّةٍ وَ عَذاباً أَلِيماًالمدثرسَأُرهِقُهُ صَعُوداً و قال تعالي سَأُصلِيهِ سَقَرَ وَ ما أَدراكَ ما سَقَرُ لا تبُقيِ‌ وَ لا تَذَرُ لَوّاحَةٌ لِلبَشَرِ عَلَيها تِسعَةَ عَشَرَ وَ ما جَعَلنا أَصحابَ النّارِ إِلّا مَلائِكَةً وَ ما جَعَلنا عِدّتَهُم إِلّا فِتنَةً لِلّذِينَ كَفَرُوا لِيَستَيقِنَ الّذِينَ أُوتُوا الكِتابَ وَ يَزدادَ الّذِينَ آمَنُوا إِيماناً وَ لا يَرتابَ الّذِينَ أُوتُوا الكِتابَ وَ المُؤمِنُونَ وَ لِيَقُولَ الّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَرَضٌ وَ الكافِرُونَ ما ذا أَرادَ اللّهُ بِهذا مَثَلًا كَذلِكَ يُضِلّ اللّهُ مَن يَشاءُ وَ يهَديِ‌ مَن يَشاءُ وَ ما يَعلَمُ جُنُودَ رَبّكَ إِلّا هُوَ وَ ما هيِ‌َ إِلّا ذِكري لِلبَشَرِ كَلّا وَ القَمَرِ وَ اللّيلِ إِذ أَدبَرَ وَ الصّبحِ إِذا أَسفَرَ إِنّها لَإِحدَي الكُبَرِ نَذِيراً لِلبَشَرِ لِمَن شاءَ مِنكُم أَن يَتَقَدّمَ أَو يَتَأَخّرَ كُلّ نَفسٍ بِما كَسَبَت رَهِينَةٌ إِلّا أَصحابَ اليَمِينِ فِي جَنّاتٍ يَتَساءَلُونَ عَنِ المُجرِمِينَ ما سَلَكَكُم فِي سَقَرَ قالُوا لَم نَكُ مِنَ المُصَلّينَ وَ لَم نَكُ نُطعِمُ المِسكِينَ وَ كُنّا نَخُوضُ مَعَ الخائِضِينَ وَ كُنّا نُكَذّبُ بِيَومِ الدّينِ حَتّي أَتانَا اليَقِينُ فَما تَنفَعُهُم شَفاعَةُ الشّافِعِينَالدهرإِنّا أَعتَدنا لِلكافِرِينَ سَلاسِلَ وَ أَغلالًا وَ سَعِيراً و قال وَ الظّالِمِينَ أَعَدّ لَهُم عَذاباً أَلِيماًالمرسلات انطَلِقُوا إِلي ما كُنتُم بِهِ تُكَذّبُونَ انطَلِقُوا إِلي ظِلّ ذيِ‌ ثَلاثِ شُعَبٍ لا ظَلِيلٍ وَ لا يغُنيِ‌ مِنَ اللّهَبِ إِنّها ترَميِ‌ بِشَرَرٍ كَالقَصرِ كَأَنّهُ جِمالَتٌ صُفرٌ وَيلٌ يَومَئِذٍ لِلمُكَذّبِينَ


صفحه : 234

النبأإِنّ جَهَنّمَ كانَت مِرصاداً لِلطّاغِينَ مَآباً لابِثِينَ فِيها أَحقاباً لا يَذُوقُونَ فِيها بَرداً وَ لا شَراباً إِلّا حَمِيماً وَ غَسّاقاً جَزاءً وِفاقاً إِنّهُم كانُوا لا يَرجُونَ حِساباً وَ كَذّبُوا بِآياتِنا كِذّاباً وَ كُلّ شَيءٍ أَحصَيناهُ كِتاباً فَذُوقُوا فَلَن نَزِيدَكُم إِلّا عَذاباًالنازعات فَأَمّا مَن طَغي وَ آثَرَ الحَياةَ الدّنيا فَإِنّ الجَحِيمَ هيِ‌َ المَأويالمطففين كَلّا إِنّهُم عَن رَبّهِم يَومَئِذٍ لَمَحجُوبُونَ ثُمّ إِنّهُم لَصالُوا الجَحِيمِ ثُمّ يُقالُ هذَا ألّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذّبُونَالبروج إِنّ الّذِينَ فَتَنُوا المُؤمِنِينَ وَ المُؤمِناتِ ثُمّ لَم يَتُوبُوا فَلَهُم عَذابُ جَهَنّمَ وَ لَهُم عَذابُ الحَرِيقِالأعلي وَ يَتَجَنّبُهَا الأَشقَي ألّذِي يَصلَي النّارَ الكُبري ثُمّ لا يَمُوتُ فِيها وَ لا يَحييالغاشيةفَيُعَذّبُهُ اللّهُ العَذابَ الأَكبَرَالليل فَأَنذَرتُكُم ناراً تَلَظّي لا يَصلاها إِلّا الأَشقَي ألّذِي كَذّبَ وَ تَوَلّي وَ سَيُجَنّبُهَا الأَتقَي ألّذِي يؤُتيِ‌ مالَهُ يَتَزَكّيالعلق كَلّا لَئِن لَم يَنتَهِ لَنَسفَعاً بِالنّاصِيَةِ ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ خاطِئَةٍ فَليَدعُ نادِيَهُ سَنَدعُ الزّبانِيَةَالبينةإِنّ الّذِينَ كَفَرُوا مِن أَهلِ الكِتابِ وَ المُشرِكِينَ فِي نارِ جَهَنّمَ خالِدِينَ فِيها أُولئِكَ هُم شَرّ البَرِيّةِالتكاثركَلّا لَو تَعلَمُونَ عِلمَ اليَقِينِ لَتَرَوُنّ الجَحِيمَ ثُمّ لَتَرَوُنّها عَينَ اليَقِينِالهمزةكَلّا لَيُنبَذَنّ فِي الحُطَمَةِ وَ ما أَدراكَ مَا الحُطَمَةُ نارُ اللّهِ المُوقَدَةُ التّيِ‌ تَطّلِعُ عَلَي الأَفئِدَةِ إِنّها عَلَيهِم مُؤصَدَةٌ فِي عَمَدٍ مُمَدّدَةٍ


صفحه : 235

تبت سَيَصلي ناراً ذاتَ لَهَبٍ وَ امرَأَتُهُ حَمّالَةَ الحَطَبِ فِي جِيدِها حَبلٌ مِن مَسَدٍالفلق قُل أَعُوذُ بِرَبّ الفَلَقِتفسير قال الطبرسي‌ قدس سره فَإِن لَم تَفعَلُوا أي لم تأتوا بسورة من مثله و قدتظاهرتم أنتم وشركاؤكم عليه وَ لَن تَفعَلُوا أي ولن تأتوا بسورة من مثله أبدافَاتّقُوا النّارَ أي فاحذروا أن تصلوا النار بتكذيبه التّيِ‌ وَقُودُهَا أي حطبهاالنّاسُ وَ الحِجارَةُقيل إنها حجارة الكبريت لأنها أحر شيء إذاأحميت عن ابن عباس و ابن مسعود والظاهر أن المراد بهاأصنامهم المنحوتة من الحجارة كقوله إِنّكُم وَ ما تَعبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ حَصَبُ جَهَنّمَ وقيل ذكر الحجارة دليل علي عظم تلك النار لأنها لاتأكل الحجارة إلا وهي‌ في غاية الفظاعة والهول وقيل معناه أن أجسادهم تبقي علي النار بقاء الحجارة التي‌ توقد بهاالنار بتبقية الله إياها ويؤيد ذلك قوله كُلّما نَضِجَت جُلُودُهُم بَدّلناهُم جُلُوداً غَيرَها وقيل معناه أنهم يعذبون بالحجارة المحمية بالنارأُعِدّت لِلكافِرِينَ أي خلقت وهيئت لهم لأنهم الذين يخلدون فيها ولأنهم أكثر أهل النار فأضيفت إليهم وقيل إنما خص النار بكونها معدة للكافرين و إن كانت معدة للفاسقين أيضا لأنه يريد بذلك نارا مخصوصة لايدخلها غيرهم كما قال إِنّ المُنافِقِينَ فِي الدّركِ الأَسفَلِ مِنَ النّارِ واستدل بهذه الآية علي أن النار مخلوقة الآن لأن المعد لا يكون إلاموجودا وكذلك الجنة بقوله أُعِدّت لِلمُتّقِينَ والفائدة في ذلك أنا و إن لم نشاهدهما فإن الملائكة يشاهدونهما وهم من أهل التكليف والاستدلال فيعرفون ثواب الله للمتقين وعقابه للكافرين .


صفحه : 236

و في قوله سبحانه وَ قالُوا أي اليهودلَن تَمَسّنَا النّارُ أي لن تصيبناإِلّا أَيّاماً مَعدُودَةً أي أياما قلائل كقوله دَراهِمَ مَعدُودَةٍ وقيل معدودة محصاة قال ابن عباس ومجاهد قدم رسول الله ص المدينة واليهود تزعم أن مدة الدنيا سبعة آلاف سنة وإنما نعذب بكل ألف سنة يوما واحدا ثم ينقطع العذاب فأنزل الله تعالي هذه الآية و قال أبوالعالية وعكرمة وقتادة هي‌ أربعون يوما لأنها عدد الأيام التي‌ عبدوا فيهاالعجل فقال سبحانه قُل يا محمدلهم أَتّخَذتُم عِندَ اللّهِ عَهداً أي موثقا لأن لايعذبكم إلا هذه المدة وعرفتم ذلك بوحيه وتنزيله فإن كان ذلك فالله سبحانه لاينقض عهده وميثاقه أَم تَقُولُونَ عَلَي اللّهِ ما لا تَعلَمُونَ أي الباطل جهلا منكم به وجرأة عليه ثم رد عليهم فقال بَلي أي ليس الأمر كماقالوا ولكن مَن كَسَبَ سَيّئَةًاختلف في السيئة فقال ابن عباس وغيره السيئة هنا الشرك و قال الحسن هي‌ الكبيرة الموجبة و قال السدي‌ هي‌ الذنوب التي‌ أوعد الله عليها النار والقول الأول يوافق مذهبنا لأن ماعدا الشرك لايستحق به الخلود في النار عندنا و قوله وَ أَحاطَت بِهِ خَطِيئَتُهُيحتمل أمرين أحدهما أنها أحدقت به من كل جانب والثاني‌ أن المعني أهلكته من قوله إِلّا أَن يُحاطَ بِكُم و قوله وَ ظَنّوا أَنّهُم أُحِيطَ بِهِم و قوله وَ أُحِيطَ بِثَمَرِهِفهذا كله بمعني البوار والهلكة والمراد أنها سدت عليه طريق النجاةفَأُولئِكَ أَصحابُ النّارِ أي يصحبونها ويلازمونهاهُم فِيها خالِدُونَ أي دائمون أبدا و ألذي يليق بمذهبنا من تفسير هذه الآية قول ابن عباس لأن أهل الإيمان لايدخلونها في حكم الآية و قوله وَ أَحاطَت بِهِ خَطِيئَتُهُيقوي‌ ذلك لأن المعني قداشتملت خطاياه عليه وأحدقت به حتي لايجد عنها مخلصا و لامخرجا و لو كان معه شيء من الطاعات لم تكن السيئة محيطة به من


صفحه : 237

كل وجه و قددل الدليل علي بطلان التحابط ولأن قوله وَ الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ أَصحابُ الجَنّةِ هُم فِيها خالِدُونَ فيه وعد لأهل التصديق والطاعة بالثواب الدائم فكيف يجتمع الثواب الدائم مع العقاب الدائم ويدل أيضا علي أن المراد بالسيئة في الآية الشرك أن سيئة واحدة لاتحبط جميع الأعمال عندأكثر الخصوم فلايمكن إذاإجراء الآية علي العموم فيجب أن تحمل علي أكبر السيئات و هوالشرك ليمكن الجمع بين الآيتين . و في قوله تعالي وَ لا هُم يُنظَرُونَ أي لايمهلون الاعتذار وقيل معناه لايؤخر العذاب عنهم بل عذابهم حاضر. و قال البيضاوي‌ في قوله تعالي وَ لَو يَرَي الّذِينَ ظَلَمُوا أي و لويعلم هؤلاء الذين ظلموا باتخاذ الأندادإِذ يَرَونَ العَذابَإذ عاينوه يوم القيامة وأجري المستقبل مجري الماضي‌ لتحققه كقوله وَ نادي أَصحابُ الجَنّةِأَنّ القُوّةَ لِلّهِ جَمِيعاًساد مسد مفعولي‌ يري وجواب لومحذوف أي لويعلمون أن القدرة لله جميعا إذ عاينوا العذاب لندموا أشد الندم وقيل هومتعلق الجواب والمفعولان محذوفان والتقدير و لويري الذين ظلموا أندادهم لاتنفع لعلموا أن القوة لله كلها لاينفع و لايضر غيره وقرأ ابن عامر ونافع ويعقوب و لوتري علي أنه خطاب للنبي‌ص أي لوتري ذلك لرأيت أمرا عظيما و ابن عامر إذ يرون علي البناء للمفعول ويعقوب إن بالكسر وكذا و إن الله شديد العذاب علي الاستئناف أوإضمار القول إِذ تَبَرّأَ الّذِينَ اتّبِعُوا مِنَ الّذِينَ اتّبَعُوابدل من إذ يرون أي إذ تبرأ المتبوعون من الأتباع وقر‌ئ بالعكس أي تبرأ الأتباع من الرؤساءوَ رَأَوُا العَذابَ أي راءين له والواو للحال و قدمضمرة وقيل عطف علي تبرأوَ تَقَطّعَت بِهِمُ الأَسبابُيحتمل العطف علي تبرأ أورأوا والحال والأول أظهر والأسباب الوصل التي‌ كانت بينهم من الاتباع والاتفاق علي الدين والأغراض الداعية إلي ذلك وأصل السبب الحبل ألذي يرتقي به الشجر


صفحه : 238

لَو أَنّ لَنا كَرّةً لوللتمني‌ ولذلك أجيب بالفاء أي ياليت لنا كرة إلي الدنيافَنَتَبَرّأَ مِنهُمحَسَراتٍ عَلَيهِمندامات وهي‌ ثالث مفاعيل يري إن كان من رؤية القلب و إلافحال . و في قوله سبحانه أَخَذَتهُ العِزّةُ بِالإِثمِحملته الأنفة وحمية الجاهلية علي الإثم ألذي يؤمر باتقائه لجاجا من قولك أخذته بكذا إذاحملته عليه وألزمته إياه فَحَسبُهُ جَهَنّمُكفته جزاء وعذابا وجهنم علم دار العقاب و هو في الأصل مرادف للنار وقيل معرب وَ لَبِئسَ المِهادُجواب قسم مقدر والمخصوص بالذم محذوف للعلم به والمهاد الفراش وقيل مايوطئ للجنب . و في قوله إِنّ الّذِينَ كَفَرُواعام في الكفرة وقيل المراد به وفد نجران أواليهود أومشركو العرب مِنَ اللّهِ شَيئاً أي من رحمته أوطاعته علي معني البدلية أو من عذابه وَ أُولئِكَ هُم وَقُودُ النّارِحطبهاكَدَأبِ آلِ فِرعَونَمتصل بما قبله أي لن تغني‌ عنهم كما لم تغن عن أولئك أويوقد بهم كمايوقد بأولئك أواستئناف مرفوع المحل وتقديره دأب هؤلاء كدأبهم في الكفر والعذاب وَ الّذِينَ مِن قَبلِهِمعطف علي آل فرعون وقيل استئناف كَذّبُوا بِآياتِنا فَأَخَذَهُمُ اللّهُ بِذُنُوبِهِمحال بإضمار قد أواستئناف بتفسير حالهم أوخبر إن ابتدأت بالذين من قبلهم . و في قوله تعالي وَ غَرّهُم فِي دِينِهِم ما كانُوا يَفتَرُونَ من أن النار لن تمسهم إلاأياما قلائل أو أن آباءهم الأنبياء يشفعون لهم أو أنه تعالي وعد يعقوب ع أن لايعذب أولاده إلاتحلة القسم . و في قوله ملِ ءُ الأَرضِ ذَهَباًمل ء الشي‌ء مايملؤه وذهبا نصب علي التمييزوَ لَوِ افتَدي بِهِمحمول علي المعني كأنه قيل فلن يقبل من أحدهم فدية و لوافتدي بمل ء الأرض ذهبا أومعطوف علي مضمر تقديره فلن يقبل من أحدهم مل ء الأرض ذهبا لوتقرب به في الدنيا و لوافتدي به من العذاب في الآخرة أوالمراد و لوافتدي بمثله والمثل يحذف ويراد كثيرا لأن المثلين في حكم شيءواحد. و في قوله أُعِدّت لِلكافِرِينَ فيه تنبيه علي أن النار بالذات معدة للكفار


صفحه : 239

وبالعرض للعصاة و في قوله تعالي فَمَن زُحزِحَ عَنِ النّارِفمن بعدعنها والزحزحة في الأصل تكرير الزح و هوالجذب بعجلة و في قوله تعالي بِمَفازَةٍبمنجاةمِنَ العَذابِ أي فائزين بالنجاة منه . و قال الطبرسي‌ رحمه الله في قوله سبحانه إِنّما يَأكُلُونَ فِي بُطُونِهِم ناراًقيل فيه وجهان أحدهما أن النار تلتهب من أفواههم وأسماعهم وآنافهم يوم القيامة ليعلم أهل الموقف أنهم أكلة أموال اليتامي وَ روُيِ‌َ عَنِ البَاقِرِ ع أَنّهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يُبعَثُ نَاسٌ مِن قُبُورِهِم يَومَ القِيَامَةِ تَأَجّجُ أَفوَاهُهُم نَاراً فَقِيلَ لَهُ يَا رَسُولَ اللّهِ مَن هَؤُلَاءِ فَقَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ

. والآخر أنه ذكر ذلك علي وجه المثل من حيث إن من فعل ذلك يصير إلي جهنم فيمتلئ بالنار أجوافهم عقابا علي أكلهم مال اليتيم وَ سَيَصلَونَ سَعِيراًالنار المسعرة للإحراق وإنما ذكر البطون تأكيدا. و في قوله تعالي وَ يَتَعَدّ حُدُودَهُ أي يتجاوز ماحد له من الطاعات فلَهُ عَذابٌ مُهِينٌسماه مهينا لأن الله يجعله علي وجه الإهانة و من استدل بهذه الآية علي أن صاحب الكبيرة من أهل الصلاة مخلد في النار ومعاقب لامحالة فقوله بعيد لأن قوله تعالي وَ يَتَعَدّ حُدُودَهُيدل علي أن المراد به من يتعدي جميع حدود الله و هذه صفة الكفار ولأن صاحب الصغيرة بلا خلاف خارج من عموم الآية و إن كان فاعلا للمعصية ومتعديا حدا من حدود الله فإذاجاز لهذا القائل إخراجه منه بدليل جاز لغيره أن يخرج من عمومها من يشفع له النبي ص أويتفضل الله عليهم بالعفو بدليل آخر وأيضا فإن التائب لابد من إخراجه من عموم الآية لقيام الدليل علي وجوب قبول التوبة فكذلك يجب إخراج من يتفضل الله عليه بإسقاط عقابه منها لقيام الدلالة علي جواز وقوع التفضل بالعفو فإن جعلوا الآية دالة علي أن الله سبحانه لايختار العفو جاز لغيرهم أن يجعلها دالة علي أن العاصي‌ لايختار التوبة علي أن في المفسرين من حمل الآية علي من تعدي حدود الله وعصاه مستحلا لذلك و من كان كذلك لا يكون إلاكافرا و في قوله فَسَوفَ نُصلِيهِ ناراً أي نجعله صلي نار ونحرقه بها.


صفحه : 240

و في قوله تعالي وَ كَفي بِجَهَنّمَ سَعِيراً أي كفي هؤلاء المعرضين عنه في العذاب النازل بهم عذاب جهنم نارا موقدة إيقادا شديدا يريد بذلك أنه إن صرف عنهم بعض العذاب في الدنيا فقد أعد لهم جهنم في العقبي‌كُلّما نَضِجَت جُلُودُهُمقيل فيه أقوال أحدها أن الله سبحانه يحدد لهم جلودا غيرالجلود التي‌ احترقت علي ظاهر القرآن . و من قال علي هذا إن الجلد المجدد لم يذنب فكيف يعذب فجوابه أن المعذب الحي‌ و لااعتبار بالأطراف والجلود و قال علي بن عيسي إن مايزاد لايألم و لا هوبعض لمايألم وإنما هو شيءيصل به الألم إلي المستحق له . وثانيها أن الله سبحانه يجددها بأن يردها إلي الحالة الأولي التي‌ كانت عليها غيرمحترقة كمايقال جئتني‌ بغير ذلك الوجه إذا كان قدتغير وجهه من الحالة الأولي و كما إذاانكسر الخاتم فاتخذ منه خاتم آخر فيقال هذا غيرالخاتم الأول و إن كان أصلهما واحدا فعلي هذا يكون الجلد واحدا وإنما يتغير عليه الأحوال و هواختيار الزجاج والبلخي‌ و أبي علي الجبائي‌. وثالثها أن التبديل إنما هوللسرابيل التي‌ ذكرها الله سبحانه سَرابِيلُهُم مِن قَطِرانٍ وسميت السرابيل الجلود علي المجاورة للزومها الجلود و هذاترك للظاهر بغير دليل و علي القولين الأخيرين لايلزم سؤال التعذيب لغير العاصي‌ فأما من قال إن الإنسان غير هذه الجملة المشاهدة وإنها المعذب في الحقيقة فقد تخلص من هذاالسؤال . و قوله لِيَذُوقُوا العَذابَمعناه ليجدوا ألم العذاب وإنما قال ذلك ليبين أنهم كالمبتدأ عليهم العذاب في كل حال فيحسون في كل حالة ألما لاكمن يستمر به الشي‌ء فيكون أخف عليه وروي الكلبي‌ عن الحسن قال بلغنا أن جلودهم تنضح كل يوم سبعين ألف مرة.


صفحه : 241

و في قوله تعالي فَجَزاؤُهُ جَهَنّمُ خالِداً فِيها قال جماعة من التابعين إن قوله إِنّ اللّهَ لا يَغفِرُ أَن يُشرَكَ بِهِ وَ يَغفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَن يَشاءُنزلت بعد هذه الآية و قال أبومحلز هي‌ جزاؤه إن جازاه ويروي هذاأيضا عن أبي صالح . ورواه العياشي‌ بإسناده عن أبي عبد الله ع وروي عاصم بن أبي النجود عن ابن عباس أنه قال هي‌ جزاؤه فإن شاء عذبه و إن شاء غفر له . وروي‌ عن أبي صالح وبكر بن عبد الله وغيرهما أنه كما يقول الإنسان لمن يزجره عن أمر إن فعلت فجزاؤك القتل والضرب ثم إن لم يجازه بذلك لم يكن ذلك منه كذبا و من تعلق بها من أهل الوعيد في أن مرتكب الكبيرة لابد أن يخلد في النار فإنا نقول له ماأنكرت أن يكون المراد به من لاثواب له أصلا بأن يكون كافرا أو يكون قتله مستحلا لقتله أوقتله لأجل إيمانه كمارواه العياشي‌ عن الصادق ع . و في قوله تعالي أُولئِكَ مَأواهُم أي مستقرهم جميعاجَهَنّمُ وَ لا يَجِدُونَ عَنها مَحِيصاً أي مخلصا و لامهربا و لامعدلا. و في قوله سبحانه فِي الدّركِ الأَسفَلِ مِنَ النّارِ أي في الطبق الأسفل من النار فإن النار طبقات ودركات كما أن الجنة درجات فيكون المنافق في أسفل طبقة منها لقبح فعله وقيل إن المنافقين في توابيت من حديد مغلقة عليهم في النار عن ابن مسعود و ابن عباس وقيل إن الإدراك يجوز أن يكون منازل بعضها أسفل


صفحه : 242

من بعض بالمسافة ويجوز أن يكون ذلك إخبارا عن بلوغ الغاية في العقاب كمايقال إن السلطان بلغ فلانا الحضيض وبلغ فلانا العرش يريدون بذلك انحطاط المنزلة وعلوها لاالمسافة. و في قوله تعالي يُرِيدُونَ أَن يَخرُجُوا مِنَ النّارِ أي يتمنون وقيل معناه الإرادة الحقيقية أي كلما دفعتهم النار بلهبها رجوا أن يخرجوا منها وقيل معناه يكادون يخرجون منها إذادفعتهم النار بلهبها كما قال سبحانه جِداراً يُرِيدُ أَن يَنقَضّ فَأَقامَهُ و في قوله تعالي لَهُم شَرابٌ مِن حَمِيمٍ أي ماء مغلي‌ حار. و في قوله تعالي وَ الّذِينَ كَفَرُوا إِلي جَهَنّمَ يُحشَرُونَ أي يجمعون إلي النارلِيَمِيزَ اللّهُ الخَبِيثَ مِنَ الطّيّبِمعناه ليميز الله نفقة الكافرين من نفقة المؤمنين وَ يَجعَلَ الخَبِيثَ بَعضَهُ عَلي بَعضٍ أي ويجعل نفقة المشركين بعضها فوق بعض فَيَركُمَهُ أي فيجمعه جَمِيعاً في الآخرةفَيَجعَلَهُ فِي جَهَنّمَفيعاقبهم به كما قال يَومَ يُحمي عَلَيها فِي نارِ جَهَنّمَالآية وقيل معناه ليميز الله الكافر من المؤمن في الدنيا بالغلبة والنصر والأسماء الحسنة والأحكام المخصوصة و في الآخرة بالثواب والجنة عن أبي مسلم وقيل بأن يجعل الكافر في جهنم والمؤمن في الجنةوَ يَجعَلَ الخَبِيثَ بَعضَهُ عَلي بَعضٍ في جهنم يضيقها عليهم فَيَركُمَهُ جَمِيعاً أي يجمع الخبيث حتي يصير كالسحاب المركوم بأن يكون بعضهم فوق بعض في النار مجتمعين فيهافَيَجعَلَهُ فِي جَهَنّمَ أي فيدخله جهنم أُولئِكَ هُمُ الخاسِرُونَ قدخسروا أنفسهم لأنهم اشتروا بإنفاق الأموال في المعصية عذاب الله في الآخرة. و في قوله سبحانه وَ الّذِينَ يَكنِزُونَ الذّهَبَ وَ الفِضّةَ وَ لا يُنفِقُونَها فِي سَبِيلِ اللّهِ أي يجمعون المال و لايؤدون زكاته . فَقَد روُيِ‌َ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ كُلّ مَالٍ لَم تُؤَدّ زَكَاتُهُ فَهُوَ كَنزٌ وَ إِن كَانَ ظَاهِراً وَ كُلّ مَالٍ أُدّيَت زَكَاتُهُ فَلَيسَ بِكَنزٍ وَ إِن كَانَ مَدفُوناً فِي الأَرضِ


صفحه : 243

وَ عَن عَلِيّ ع مَا زَادَ عَلَي أَربَعَةِ آلَافٍ فَهُوَ كَنزٌ أدُيّ‌َ زَكَاتُهُ أَو لَم تُؤَدّ وَ مَا دُونَهَا فَهُوَ نَفَقَةٌ

فَبَشّرهُم بِعَذابٍ أَلِيمٍ أي أخبرهم بعذاب موجع يَومَ يُحمي عَلَيها فِي نارِ جَهَنّمَ أي يوقد علي الكنوز أو علي الذهب والفضة في نار جهنم حتي تصير نارافَتُكوي بِها أي بتلك الكنوز المحماة والأموال التي‌ منعوا حق الله فيهابأعيانهاجِباهُهُم وَ جُنُوبُهُم وَ ظُهُورُهُم وإنما خص هذه الأعضاء لأنها معظم البدن و كان أبوذر الغفاري‌ يقول بشر الكانزين بكي‌ في الجباه وكي‌ في الجنوب وكي‌ في الظهور حتي يلتقي‌ الحر في أجوافهم ولهذا المعني ألذي أشار إليه أبوذر خصت هذه المواضع بالكي‌ لأن داخلها جوف بخلاف اليد و الرجل وقيل إنما خصت هذه المواضع لأن الجبهة محل الوسم لظهورها والجنب محل الألم والظهر محل الحدود وقيل لأن الجبهة محل السجود فلم يقم فيه بحقه والجنب يقابل القلب ألذي لم يخلص في معتقده والظهر محل الأوزار قال يَحمِلُونَ أَوزارَهُم عَلي ظُهُورِهِم وقيل لأن صاحب المال إذارأي الفقير قبض جبهته وزوي ما بين عينيه وطوي عنه كشحه وولاه ظهره هذا ما كَنَزتُم لِأَنفُسِكُم أي يقال لهم في حال الكي‌ أوبعده هذاجزاء ماكنزتم وجمعتم المال و لم تؤدوا حق الله عنهافَذُوقُوا ما كُنتُم تَكنِزُونَ أي فذوقوا العذاب بسبب ماكنزتم .

وَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَا مِن عَبدٍ لَهُ مَالٌ وَ لَا يؤُدَيّ‌ زَكَاتَهُ إِلّا جَمَعَ يَومَ القِيَامَةِ صَفَائِحَيُحمي عَلَيها فِي نارِ جَهَنّمَ فَتُكوي بِهاجَبهَتُهُ وَ جَنبَاهُ وَ ظَهرُهُ حَتّي يقَضيِ‌َ اللّهُ بَينَ عِبَادِهِفِي يَومٍ كانَ مِقدارُهُ خَمسِينَ أَلفَ سَنَةٍمِمّا تَعُدّونَ ثُمّ يَرَي سَبِيلَهُ إِمّا إِلَي الجَنّةِ وَ إِمّا إِلَي النّارِ

. وروي‌ عن أبي ذر أنه قال من ترك بيضاء أوحمراء كوي‌ بها يوم القيامة. و في قوله وَ إِنّ جَهَنّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالكافِرِينَ أي ستحيط بهم فلامخلص لهم منها و في قوله تعالي مَن يُحادِدِ اللّهَ وَ رَسُولَهُ أي من يجاوز حدود الله التي‌ أمر المكلفين أن لايتجاوزوها.


صفحه : 244

و في قوله تعالي فَليَضحَكُوا قَلِيلًا وَ ليَبكُوا كَثِيراً هذاتهديد لهم في صورة الأمر أي فليضحك هؤلاء المنافقون في الدنيا قليلا لأن ذلك يفني و إن دام إلي الموت ولأن الضحك في الدنيا قليل لكثرة أحزانها وهمومها وليبكوا كثيرا في الآخرة لأن ذلك يوم مقداره خمسون ألف سنة وهم فيه يبكون فصار بكاؤهم كثيرا. قال ابن عباس إن أهل النفاق ليبكون في النار مدة عمر الدنيا و لايرقأ لهم دمع و لايكتحلون بنوم . و في قوله عَلي شَفا جُرُفٍالشفا حرف الشي‌ء وشفيره وحرفه نهايته في المساحة وجرف الوادي‌ جانبه ألذي ينحفر بالماء أصله وهار البناء وانهار وتهور تساقط. و في قوله سبحانه مِن وَرائِهِ جَهَنّمُ أي بين يدي‌ هذاالجبار أو من خلفه وَ يُسقي مِن ماءٍ صَدِيدٍ أي يسقي مما يسيل من الدم والقيح من فروج الزواني‌ في النار عن أبي عبد الله ع وأكثر المفسرين أي لونه لون الماء وطعمه طعم الصديد.

وَ رَوَي أَبُو أُمَامَةَ عَنِ النّبِيّص فِي قَولِهِوَ يُسقي مِن ماءٍ صَدِيدٍ قَالَ يُقَرّبُ إِلَيهِ فَيَكرَهُهُ فَإِذَا أدُنيِ‌َ مِنهُ شَوَي وَجهَهُ وَ وَقَعَ فَروَةُ رَأسِهِ فَإِذَا شَرِبَ قَطّعَ أَمعَاءَهُ حَتّي يَخرُجَ مِن دُبُرِهِ يَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ سُقُوا ماءً حَمِيماً فَقَطّعَ أَمعاءَهُم وَ يَقُولُوَ إِن يَستَغِيثُوا يُغاثُوا بِماءٍ كَالمُهلِ يشَويِ‌ الوُجُوهَ

وَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن شَرِبَ الخَمرَ لَم تُقبَل لَهُ صَلَاةٌ أَربَعِينَ يَوماً فَإِن مَاتَ وَ فِي بَطنِهِ شَيءٌ مِن ذَلِكَ كَانَ حَقّاً عَلَي اللّهِ أَن يَسقِيَهُ مِن طِينَةِ خَبَالٍ وَ هُوَ صَدِيدُ أَهلِ النّارِ وَ مَا يَخرُجُ مِن فُرُوجِ الزّنَاةِ فَيَجتَمِعُ ذَلِكَ فِي قُدُورِ جَهَنّمَ فَيَشرَبُهُ أَهلُ النّارِ فَيُصهَرُ بِهِ ما فِي بُطُونِهِم وَ الجُلُودُرَوَاهُ شُعَيبُ بنُ وَاقِدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ زَيدٍ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع

.


صفحه : 245

يَتَجَرّعُهُ أي يشرب ذلك الصديد جرعة جرعةوَ لا يَكادُ يُسِيغُهُ أي لايقارب أن يشربه تكرها له و هويشربه والمعني أن نفسه لاتقبله لحرارته ونتنه ولكن يكره عليه وَ يَأتِيهِ المَوتُ مِن كُلّ مَكانٍ أي يأتيه شدائد الموت وسكراته من كل موضع من جسده ظاهره وباطنه حتي يأتيه من أطراف شعره وقيل يحضره الموت من كل موضع ويأخذه من كل جانب من فوقه وتحته و عن يمينه وشماله وقدامه وخلفه عن ابن عباس والجبائي‌وَ ما هُوَ بِمَيّتٍ أي و مع إتيان أسباب الموت والشدائد التي‌ يكون معها الموت من كل جهة لايموت فيستريح وَ مِن وَرائِهِ أي و من وراء هذاالكافرعَذابٌ غَلِيظٌ و هوالخلود في النار وقيل معناه و من بعد هذاالعذاب ألذي سبق ذكره عذاب أوجع وأشد مما تقدم و في قوله أَ لَم تَرَ إِلَي الّذِينَ بَدّلُوا نِعمَتَ اللّهِ كُفراًيحتمل أن يكون المراد عرفوا نعمة الله بمحمد أي عرفوا محمدا ثم كفروا به فبدلوا مكان الشكر كفرا.

وَ روُيِ‌َ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ قَالَ نَحنُ وَ اللّهِ نِعمَةُ اللّهِ التّيِ‌ أَنعَمَ بِهَا عَلَي عِبَادِهِ وَ بِنَا يَفُوزُ مَن فَازَ

ويحتمل أن يكون المراد جميع نعم الله علي العموم بدلوها أقبح التبديل إذ جعلوا مكان شكرها الكفر بهاوَ أَحَلّوا قَومَهُم دارَ البَوارِ أي أنزلوا قومهم دار الهلاك بأن أخرجوهم إلي بدر وقيل هي‌ النار بدعائهم إياهم إلي الكفرجَهَنّمَ يَصلَونَهاتفسير لدار البواروَ بِئسَ القَرارُقرار من قرارة النار. و في قوله تعالي وَ إِنّ جَهَنّمَ لَمَوعِدُهُم أَجمَعِينَ أي موعد إبليس و من تبعه لَها سَبعَةُ أَبوابٍ فيه قولان

أَحَدُهُمَا مَا روُيِ‌َ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أَنّ جَهَنّمَلَها سَبعَةُ أَبوابٍأَطبَاقٍ بَعضُهَا فَوقَ بَعضٍ وَ وَضَعَ إِحدَي يَدَيهِ عَلَي الأُخرَي فَقَالَ هَكَذَا


صفحه : 246

وَ أَنّ اللّهَ وَضَعَ الجِنَانَ عَلَي العَرضِ وَ وَضَعَ النّيرَانَ بَعضَهَا فَوقَ بَعضٍ فَأَسفَلُهَا جَهَنّمُ وَ فَوقَهَا لَظَي وَ فَوقَهَا الحُطَمَةُ وَ فَوقَهَا سَقَرُ وَ فَوقَهَا الجَحِيمُ وَ فَوقَهَا السّعِيرُ وَ فَوقَهَا الهَاوِيَةُ

و في رواية الكلبي‌ أسفلها الهاوية وأعلاها جهنم و عن ابن عباس أن الباب الأول جهنم والثاني‌ سعير والثالث سقر والرابع جحيم والخامس لظي والسادس الحطمة والسابع الهاوية اختلفت الروايات في ذلك كماتري و هوقول مجاهد وعكرمة والجبائي‌ قالوا إن أبواب النيران كإطباق اليد علي اليد. والآخر ماروي‌ عن الضحاك قال للنار سبعة أبواب وهي‌ سبعة أدراك بعضها فوق بعض فأعلاها فيه أهل التوحيد يعذبون علي قدر أعمالهم في الدنيا ثم يخرجون والثاني‌ فيه اليهود والثالث فيه النصاري والرابع فيه الصابئون والخامس فيه المجوس والسادس فيه مشركو العرب والسابع فيه المنافقون و ذلك أن المنافقين فِي الدّركِ الأَسفَلِ مِنَ النّارِ و هوقول الحسن و أبي مسلم والقولان متقاربان لِكُلّ بابٍ مِنهُم أي من الغاوين جُزءٌ مَقسُومٌ أي نصيب معروف . و في قوله وَ إِذا رَأَي الّذِينَ أَشرَكُوا شُرَكاءَهُميعني‌ الأصنام والشياطين والذين أشركوهم مع الله في العبادة وقيل سماهم شركاءهم لأنهم جعلوا لهم نصيبا من الزرع والأنعام فهي‌ إذاشركاؤهم علي زعمهم قالُوا رَبّنا هؤُلاءِ شُرَكاؤُنَا الّذِينَ كُنّا نَدعُوا مِن دُونِكَ أي يقولون هؤلاء شركاؤنا التي‌ أشركناها معك في الإلهية والعبادة وأضلونا عن دينك فحملهم بعض عذابنافَأَلقَوا إِلَيهِمُ القَولَ إِنّكُم لَكاذِبُونَ أي فقالت الأصنام وسائر ماكانوا يعبدونه من دون الله بإنطاق الله إياها لهؤلاء إنكم لكاذبون في أناأمرناكم بعبادتنا ولكنكم اخترتم الضلال بسوء اختياركم لأنفسكم وقيل إنكم لكاذبون في قولكم إنا آلهةوَ أَلقَوا إِلَي اللّهِ يَومَئِذٍ السّلَمَ أي استسلم المشركون و ماعبدوهم من دون الله لأمر الله وانقادوا لحكمه يومئذ وقيل معناه أن المشركين زال عنهم نخوة الجاهلية وانقادوا قسرا لااختيارا واعترفوا بما كانوا ينكرونه من توحيد الله وَ ضَلّ عَنهُم ما كانُوا يَفتَرُونَ أي وبطل ماكانوا


صفحه : 247

يأملونه ويتمنونه من الأماني‌ الكاذبة من أن آلهتهم تشفع لهم وتنفع . قوله تعالي زِدناهُم عَذاباً فَوقَ العَذابِ أي عذبناهم علي صدهم عن دين الله زيادة علي عذاب الكفر وقيل زدناهم الأفاعي‌ والعقارب في النار لها أنياب كالنخل الطوال عن ابن مسعود وقيل هي‌ أنهار من صفر مذاب كالنار يعذبون بها عن ابن عباس وغيره وقيل زيدوا حيات كأمثال الفيل والبخت والعقارب كالبغال الدلم عن ابن جبير و في قوله حَصِيراً أي سجنا ومحبسا. و في قوله مَدحُوراً أي مبعدا من رحمة الله و في قوله تعالي كُلّما خَبَت زِدناهُم سَعِيراً أي كلما سكن التهابها زدناهم اشتعالا و يكون كذلك دائما فإن قيل كيف يبقي الحي‌ حيا في تلك الحالة من الاحتراق دائما قلنا إن الله قادر علي أن يمنع وصول النار إلي مقاتلهم و في قوله تعالي إِنّا أَعتَدنا أي هيأنالِلظّالِمِينَ أي الكافرين الذين ظلموا أنفسهم بعبادة غير الله تعالي ناراً أَحاطَ بِهِم سُرادِقُها والسرادق حائط من النار يحيط بهم عن ابن عباس وقيل هودخان النار ولهبها يصل إليهم قبل وصولهم إليها و هو ألذي في قوله إِلي ظِلّ ذيِ‌ ثَلاثِ شُعَبٍ عن قتادة وقيل أراد أن النار أحاطت بهم من جميع جوانبهم فشبه ذلك بالسرادق عن أبي مسلم وَ إِن يَستَغِيثُوا من شدة العطش وحر الناريُغاثُوا بِماءٍ كَالمُهلِ و هو شيءأذيب كالنحاس والرصاص والصفر عن ابن مسعود وقيل هوكعكر الزيت إذاقرب إليه سقطت فروة رأسه روي‌ ذلك مرفوعا كدردي‌ الزيت عن ابن عباس وقيل هوالقيح والدم عن مجاهد وقيل هو ألذي انتهي حره عن ابن جبير وقيل إنه ماء أسود و إن جهنم سوداء وماؤها أسود وشجرها أسود وأهلها سود عن


صفحه : 248

الضحاك يشَويِ‌ الوُجُوهَ أي ينضجها عنددنوه منها ويحرقها وإنما جعل سبحانه ذلك إغاثة لاقترانه بذكر الاستغاثةبِئسَ الشّرابُ ذلك المهل وَ ساءَتالنارمُرتَفَقاً أي متكأ لهم وقيل ساءت مجتمعا مأخوذا من المرافقة وهي‌ الاجتماع عن مجاهد وقيل منزلا مستقرا عن ابن عباس . و في قوله إِنّا أَعتَدنا جَهَنّمَ لِلكافِرِينَ نُزُلًا أي منزلا وقيل أي معدة مهيأة لهم عندنا كمايهيأ النزل للضيف و في قوله تعالي لَنَحشُرَنّهُم وَ الشّياطِينَ أي لنجمعنهم ولنبعثنهم من قبورهم مقرنين بأوليائهم من الشياطين وقيل ولنحشرنهم ولنحشرن الشياطين أيضاثُمّ لَنُحضِرَنّهُم حَولَ جَهَنّمَ جِثِيّا أي مستوفزين علي الركب والمعني يجثون حول جهنم متخاصمين ويتبرأ بعضهم من بعض لأن المحاسبة تكون بقرب جهنم وقيل جِثِيّا أي جماعات جماعات عن ابن عباس كأنه قيل زمرا وهي‌ جمع جثوة وهي‌ المجموع من التراب والحجارة وقيل معناه قياما علي الركب و ذلك لضيق المكان بهم لايمكنهم أن يجلسواثُمّ لَنَنزِعَنّ مِن كُلّ شِيعَةٍ أي لنستخرجن من كل جماعةأَيّهُم أَشَدّ عَلَي الرّحمنِ عِتِيّا أي الأعتي فالأعتي منهم قال قتادة لننزعن من أهل كل دين قادتهم ورءوسهم في الشر والعتي‌ هاهنا مصدر كالعتو و هوالتمرد في العصيان وقيل نبدأ بالأكبر جرما فالأكبر عن مجاهد و أبي الأحوص ثُمّ لَنَحنُ أَعلَمُ بِالّذِينَ هُم أَولي بِها صِلِيّا أي نحن أعلم بالذين هم أولي بشدة العذاب وَ إِن مِنكُم إِلّا وارِدُها أي مامنكم واحد إلاواردها والهاء راجعة إلي جهنم فاختلف العلماء في معني الورود علي قولين أحدهما أن ورودها هوالوصول إليها والإشراف عليها لاالدخول فيهاكقوله تعالي وَ لَمّا وَرَدَ ماءَ مَديَنَ و قوله سبحانه فَأَرسَلُوا وارِدَهُم و قال الزجاج والحجة القاطعة في ذلك قوله سبحانه إِنّ الّذِينَ سَبَقَت لَهُم مِنّا الحُسني أُولئِكَ عَنها


صفحه : 249

مُبعَدُونَ لا يَسمَعُونَ حَسِيسَهافهذا يدل علي أن أهل الحسني لايدخلون النار قالوا فمعناه أنهم واردون حول جهنم للمحاسبة ويدل عليه قوله ثُمّ لَنُحضِرَنّهُم حَولَ جَهَنّمَ جِثِيّا ثم يدخل النار من هوأهلها و قال بعضهم إن معناه أنهم واردون عرصة القيامة التي‌ تجمع كل بر وفاجر. والآخر أن ورودها دخولها بدلالة قوله فَأَورَدَهُمُ النّارَ و قوله أَنتُم لَها وارِدُونَ لَو كانَ هؤُلاءِ آلِهَةً ما وَرَدُوها و هوقول ابن عباس وجابر وأكثر المفسرين ويدل عليه قوله ثُمّ ننُجَيّ‌ الّذِينَ اتّقَوا وَ نَذَرُ الظّالِمِينَ فِيها جِثِيّا و لم يقل وندخل الظالمين وإنما يقال نذر ونترك للشي‌ء ألذي قدحصل في مكانه ثم اختلف هؤلاء فقال بعضهم إنه للمشركين خاصة و يكون قوله وَ إِن مِنكُمالمراد به أن منهم وروي‌ في الشواذ عن ابن عباس أنه قرأ و إن منهم و قال الأكثرون إنه خطاب لجميع المكلفين فلايبقي مؤمن و لافاجر إلا ويدخلها فيكون بردا وسلاما علي المؤمنين وعذابا لازما للكافرين قَالَ السدّيّ‌ّ سَأَلتُ مَرّةً الهمَداَنيِ‌ّ عَن هَذِهِ الآيَةِ فحَدَثّنَيِ‌ أَنّ عَبدَ اللّهِ بنَ مَسعُودٍ حَدّثَهُم عَن رَسُولِ اللّهِص قَالَ يَرِدُ النّاسُ النّارَ ثُمّ يَصدُرُونَ بِأَعمَالِهِم فَأَوّلُهُم كَلَمعِ البَرقِ ثُمّ كَمَرّ الرّيحِ ثُمّ كَحُضرِ الفَرَسِ ثُمّ كَالرّاكِبِ ثُمّ كَشَدّ الرّجُلِ ثُمّ كَمَشيِهِ

وَ رَوَي أَبُو صَالِحٍ غَالِبُ بنُ سُلَيمَانَ عَن كَثِيرِ بنِ زِيَادٍ عَن أَبِي سَمِينَةَ قَالَ اختَلَفنَا فِي الوُرُودِ فَقَالَ قَومٌ لَا يَدخُلُهَا مُؤمِنٌ وَ قَالَ آخَرُونَ يَدخُلُونَهَا جَمِيعاً ثُمّ يُنَجّي الّذِينَ اتّقَوا فَلَقِيتُ جَابِرَ بنَ عَبدِ اللّهِ فَسَأَلتُهُ فَأَومَأَ بِإِصبَعِهِ إِلَي أُذُنَيهِ فَقَالَ صَمّتَا إِن لَم أَكُن سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ الوُرُودُ الدّخُولُ لَا يَبقَي بَرّ وَ لَا فَاجِرٌ إِلّا يَدخُلُهَا تَكُونُ عَلَي المُؤمِنِينَ بَرداً وَ سَلَاماً كَمَا كَانَت عَلَي اِبرَاهِيمَ حَتّي إِنّ لِلنّارِ أَو قَالَ لِجَهَنّمَ ضَجِيجاً مِن بَردِهَا ثُمّ يُنَجّي الّذِينَ اتّقَوا

وَ روُيِ‌َ مَرفُوعاً عَن يَعلَي بنِ مُنَبّهٍ عَن رَسُولِ اللّهِص قَالَ يَقُولُ النّارُ لِلمُؤمِنِينَ يَومَ القِيَامَةِ جُز يَا مُؤمِنُ فَقَد أَطفَأَ نُورُكَ لهَبَيِ‌


صفحه : 250

وَ روُيِ‌َ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ سُئِلَ عَن مَعنَي الآيَةِ فَقَالَ إِنّ اللّهَ تَعَالَي يَجعَلُ النّارَ كَالسّمنِ الجَامِدِ وَ يَجتَمِعُ عَلَيهَا الخَلقُ ثُمّ ينُاَديِ‌ المنُاَديِ‌ أَن خذُيِ‌ أَصحَابَكِ وَ ذرَيِ‌ أصَحاَبيِ‌ فَوَ ألّذِي نفَسيِ‌ بِيَدِهِ لهَيِ‌َ أَعرَفُ بِأَصحَابِهَا مِنَ الوَالِدَةِ بِوَلَدِهَا

. وروي‌ عن الحسن أنه رأي رجلا يضحك فقال هل علمت أنك وارد النار فقال نعم قال وهل علمت أنك خارج منها قال لا قال ففيم هذاالضحك و كان الحسن لم ير ضاحكا قط حتي مات وقيل إن الفائدة في ذلك ماروي‌ في بعض الأخبار أن الله تعالي لايدخل أحدا الجنة حتي يطلعه علي النار و ما فيها من العذاب ليعلم تمام فضل الله عليه وكمال لطفه وإحسانه إليه فيزداد لذلك فرحا وسرورا بالجنة ونعيمها و لايدخل أحدا النار حتي يطلعه علي الجنة و ما فيها من أنواع النعيم والثواب ليكون ذلك زيادة عقوبة له وحسرة علي مافاته من الجنة ونعيمها و قال مجاهد الحمي حظ كل مؤمن من النار ثم قرأوَ إِن مِنكُم إِلّا وارِدُهافعلي هذا من حم من المؤمنين فقد وردها. و قدورد في الخبر أن الحمّي من قيح جهنم

وَ روُيِ‌َ أَنّ رَسُولَ اللّهِص عَادَ مَرِيضاً فَقَالَ أَبشِر إِنّ اللّهَ يَقُولُ الحُمّي هيِ‌َ ناَريِ‌ أُسَلّطُهَا عَلَي عبَديِ‌َ المُؤمِنِ فِي الدّنيَا لِيَكُونَ حَظّهُ[حَظّهُ] مِنَ النّارِ

.كانَ عَلي رَبّكَ حَتماً مَقضِيّا أي كائنا واقعا لامحالة قدقضي بأنه يكون ثُمّ ننُجَيّ‌ الّذِينَ اتّقَواالشرك وصدقوا عن ابن عباس وَ نَذَرُ الظّالِمِينَ أي ونقر المشركين والكفار علي حالهم فِيها جِثِيّا أي باركين علي ركبهم وقيل جماعات وقيل إن المراد بالظالمين كل ظالم وعاص . و قال البيضاوي‌ في قوله تعالي وَ إِن مِنكُم إِلّا وارِدُها إلاواصلها وحاضر دونها يمر بهاالمؤمنون وهي‌ خامدة وتنهار بغيرهم

وَ عَن جَابِرٍ أَنّهُ ع سُئِلَ عَنهُ فَقَالَ إِذَا دَخَلَ أَهلُ الجَنّةِ الجَنّةَ قَالَ بَعضُهُم لِبَعضٍ أَ لَيسَ قَد وَعَدَنَا رَبّنَا أَن نَرِدَ النّارَ فَيُقَالُ لَهُم قَد وَرَدتُمُوهَا وَ هيِ‌َ خَامِدَةٌ

و أما قوله تعالي أُولئِكَ عَنها مُبعَدُونَفالمراد من عذابها وقيل ورودها الجواز علي الصراط فإنه محدود عليها.


صفحه : 251

و قال الطبرسي‌ رحمه الله في قوله إِنّهُ مَن يَأتِ رَبّهُ مُجرِماً قال ابن عباس في رواية الضحاك المجرم الكافر و في رواية عطاء يعني‌ ألذي أجرم وفعل مثل مافعل فرعون فَإِنّ لَهُ جَهَنّمَ لا يَمُوتُ فِيهافيستريح من العذاب وَ لا يَحييحياة فيهاراحة بل هومعاقب بأنواع العقاب . و في قوله تعالي إِنّكُم وَ ما تَعبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِيعني‌ الأوثان حَصَبُ جَهَنّمَ أي وقودها عن ابن عباس وقيل حطبها وأصل الحصب الرمي‌ فالمراد أنهم يرمون فيها كمايرمي بالحصي ويسأل علي هذافيقال إن عيسي ع عبد والملائكة قدعبدوا والجواب أنهم لايدخلون في الآية لأن ما لما لايعقل ولأن الخطاب لأهل مكة وإنما كانوا يعبدون الأصنام . فإن قيل و أي فائدة في إدخال الأصنام النار قيل يعذب بهاالمشركون الذين عبدوها فتكون زيادة في حسرتهم وغمهم ويجوز أن يرمي بها في النار توبيخا للكفار حيث عبدوها وهي‌ جماد لاتضر و لاتنفع وقيل إن المراد بقوله وَ ما تَعبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِالشياطين الذين دعوهم إلي عبادة غير الله فأطاعوهم فكأنهم عبدوهم كما قال يا أَبَتِ لا تَعبُدِ الشّيطانَ.أَنتُم لَها وارِدُونَخطاب للكفار أي أنتم في جهنم داخلون وقيل إن معني لها إليهالَو كانَ هؤُلاءِالأصنام والشيطان آلِهَةً كماتزعمون ما وَرَدُوها أي مادخلوا الناروَ كُلّ من العابد والمعبودفِيها خالِدُونَ لَهُم فِيها زَفِيرٌ أي صوت كصوت الحمار و هوشدة تنفسهم في النار عندإحراقها لهم وَ هُم فِيها لا يَسمَعُونَ أي لايسمعون مايسرهم و لا ماينتفعون به وإنما يسمعون صوت المعذبين وصوت الملائكة الذين يعذبونهم ويسمعون مايسوؤهم وقيل يجعلون في توابيت من نار فلايسمعون شيئا و لايري أحد منهم أن في النار أحدا يعذب غيره عن ابن مسعود

قَالُوا وَ لَمّا نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ أَتَي عَبدُ اللّهِ بنُ الزّبَعرَي إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ يَا مُحَمّدُ أَ لَستَ تَزعُمُ أَنّ عُزَيراً رَجُلٌ صَالِحٌ وَ أَنّ عِيسَي رَجُلٌ صَالِحٌ وَ أَنّ مَريَمَ امرَأَةٌ صَالِحَةٌ قَالَ بَلَي قَالَ فَإِنّ هَؤُلَاءِ يُعبَدُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَهُم فِي النّارِ فَأَنزَلَ اللّهُ تَعَالَيإِنّ الّذِينَ سَبَقَت لَهُم مِنّا الحُسني أَيِ المَوعِدَةُ


صفحه : 252

بِالجَنّةِ

وقيل الحسني السعادةأُولئِكَ عَنها مُبعَدُونَ لا يَسمَعُونَ حَسِيسَها أي يكونون بحيث لايسمعون صوتها ألذي يحس وَ هُم فِي مَا اشتَهَت أَنفُسُهُم من نعيم الجنة وملاذهاخالِدُونَ أي دائمون ويقال إِنّ الّذِينَ سَبَقَت لَهُم مِنّا الحُسنيعيسي وعزير ومريم والملائكة الذين عبدوا من دون الله وهم كارهون استثناهم الله من جملة مايعبدون من دون الله وقيل إن الآية عامة في كل من سبقت له الموعدة بالسعادة. و في قوله تعالي فَالّذِينَ كَفَرُوا قُطّعَت لَهُم ثِيابٌ مِن نارٍ قال ابن عباس حين صاروا إلي جهنم ألبسوا مقطعات النيران وهي‌ الثياب القصار وقيل يجعل لهم ثياب نحاس من نار وهي‌ أشد ما يكون حرا عن سعيد بن جبير وقيل إن النار تحيط بهم كإحاطة الثياب التي‌ يلبسونهايُصَبّ مِن فَوقِ رُؤُسِهِمُ الحَمِيمُ أي الماء المغلي‌ فيذيب ما في بطونهم من الشحوم ويتساقط الجلود و في خبر مرفوع أنه يصب علي رءوسهم الحميم فينفذ إلي أجوافهم فيسلت ما فيهايُصهَرُ بِهِ ما فِي بُطُونِهِم وَ الجُلُودُ أي يذاب وينضج بذلك الحميم ما فيها من الأمعاء وتذاب به الجلود والصهر الإذابةوَ لَهُم مَقامِعُ مِن حَدِيدٍ قال الليث المقمعة شبه الجرز من الحديد يضرب بهاالرأس .

وَ رَوَي أَبُو سَعِيدٍ الخدُريِ‌ّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص فِي قَولِهِوَ لَهُم مَقامِعُ مِن حَدِيدٍ لَو وُضِعَ مِقمَعٌ مِن حَدِيدٍ فِي الأَرضِ ثُمّ اجتَمَعَ عَلَيهِ الثّقَلَانِ مَا أَقَلّوهُ مِنَ الأَرضِ

. و قال الحسن إن النار ترميهم بلهبها حتي إذاكانوا في أعلاها ضربوا بمقامع


صفحه : 253

فهووا فيهاسبعين خريفا فإذاانتهوا إلي أسفلها ضربهم زفير لهبها فلايستقرون ساعة فذلك قوله كُلّما أَرادُوا أَن يَخرُجُوا مِنها مِن غَمّ أُعِيدُوا فِيها أي كلما حاولوا الخروج من النار لمايلحقهم من الغم والكرب ألذي يأخذ بأنفاسهم حين ليس لها مخرج ردوا إليها بالمقامع وَ ذُوقُوا عَذابَ الحَرِيقِ أي ويقال لهم ذوقوا عذاب النار التي‌ تحرقكم والحريق الاسم من الاحتراق . و في قوله بِإِلحادٍالإلحاد العدول عن القصد و في قوله مُعاجِزِينَ أي مغالبين وقيل مقدرين أنهم يسبقوننا وقيل ظانين أن يعجزوا الله أي يفوتوه ولن يعجزوه و في قوله تَلفَحُ وُجُوهَهُمُ النّارُ أي تصيب وجوههم لفح النار ولهبها واللفح والنفح بمعني إلا أن اللفح أشد تأثيرا وأعظم من النفح وَ هُم فِيها كالِحُونَ أي عابسون عن ابن عباس وقيل هو أن تتقلص شفاههم وتبدو أسنانهم كالرءوس المشوية عن الحسن أَ لَم تَكُن آياتيِ‌ تُتلي عَلَيكُم أي ويقال لهم أ لم يكن القرآن يقرأ عليكم وقيل أ لم تكن حججي‌ وبيناتي‌ وأدلتي‌ تقرأ عليكم في دار الدنيافَكُنتُم بِها تُكَذّبُونَ قالُوا رَبّنا غَلَبَت عَلَينا شِقوَتُنا أي شقاوتنا وهي‌ المضرة اللاحقة في العاقبة والمعني استعلت علينا سيئاتنا التي‌ أوجبت لنا الشقاوةوَ كُنّا قَوماً ضالّينَ أي ذاهبين عن الحق رَبّنا أَخرِجنا مِنها من النارفَإِن عُدنا لماتكره من الكفر والتكذيب والمعاصي‌فَإِنّا ظالِمُونَلأنفسنا قال الحسن هذاآخر كلام يتكلم به أهل النار ثم بعد ذلك يكون لهم شهيق كشهيق الحمارقالَ اخسَؤُا فِيها أي ابعدوا بعدالكلب في النار و هذه اللفظة زجر للكلاب و إذاقيل ذلك للإنسان يكون للإهانة المستحقة للعقوبةوَ لا تُكَلّمُونِ و هذه مبالغة للإذلال والإهانة وإظهار الغضب عليهم وقيل معناه و لاتكلموني‌ في رفع العذاب فإني‌ لاأرفعه عنكم إِنّهُ كانَ فَرِيقٌ مِن عبِاديِ‌ وهم الأنبياء والمؤمنون يَقُولُونَ رَبّنا آمَنّا فَاغفِر لَنا وَ ارحَمنا وَ أَنتَ خَيرُ الرّاحِمِينَ أي يدعون هذه الدعوات في الدنيا طلبا لماعندي‌ من الثواب فَاتّخَذتُمُوهُمأنتم يامعشر الكفارسِخرِيّا أي كنتم تهزءون بهم وقيل معناه تستعبدونهم وتصرفونهم في أعمالكم وحوائجكم كرها بغير أجرحَتّي أَنسَوكُم ذكِريِ‌ أي نسيتم ذكري‌ لاشتغالكم بالسخرية منهم


صفحه : 254

فنسب الإنساء إلي عباده المؤمنين و إن لم يفعلوا لماكانوا السبب في ذلك وَ كُنتُم مِنهُم تَضحَكُونَ إنِيّ‌ جَزَيتُهُمُ اليَومَ بِما صَبَرُوا أي بصبرهم علي أذاكم وسخريتكم أَنّهُم هُمُ الفائِزُونَ أي الظافرون بما أرادوا والناجون في الآخرةقالَ أي قال الله تعالي للكفار يوم البعث و هوسؤال توبيخ وتبكيت لمنكري‌ البعث كَم لَبِثتُم فِي الأَرضِ أي في القبورعَدَدَ سِنِينَ قالُوا لَبِثنا يَوماً أَو بَعضَ يَومٍلأنهم لم يشعروا بطول لبثهم ومكثهم لكونهم أمواتا وقيل إنه سؤال لهم عن مدة حياتهم في الدنيا فقالوا لبثنا يوما أوبعض يوم استقلوا حياتهم في الدنيا لطول لبثهم ومكثهم في النار عن الحسن قال و لم يكن ذلك كذبا منهم لأنهم أخبروا بما عندهم وقيل إن المراد به يوما أوبعض يوم من أيام الآخرة و قال ابن عباس أنساهم الله قدر لبثهم فيرون أنهم لم يلبثوا إلايوما أوبعض يوم لعظم ماهم بصدده من العذاب فَسئَلِ العادّينَيعني‌ الملائكة لأنهم يحصون أعمال العباد وقيل يعني‌ الحساب لأنهم يعدون الشهور والسنين قالَ الله تعالي إِن لَبِثتُم إِلّا قَلِيلًالأن مكثكم في الدنيا أو في القبور و إن طال فإن منتهاه قليل بالإضافة إلي طول مكثكم في عذاب جهنم لَو أَنّكُم كُنتُم تَعلَمُونَصحة ماأخبرناكم به وقيل معناه لوكنتم تعلمون قصر أعماركم في الدنيا وطول مكثكم في الآخرة في العذاب لمااشتغلتم بالكفر والمعاصي‌. و في قوله سبحانه وَ أَعتَدنا لِمَن كَذّبَ بِالسّاعَةِ سَعِيراً أي نارا تتلظي ثم وصف ذلك السعير فقال إِذا رَأَتهُم مِن مَكانٍ بَعِيدٍ أي من مسيرة مائة عام عن السدي‌ والكلبي‌

وَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مِن مَسِيرَةِ سَنَةٍ

ونسب الرؤية إلي النار وإنما يرونها هم لأن ذلك أبلغ كأنها تراهم رؤية الغضبان ألذي يزفر غيظا و ذلك قوله سَمِعُوا لَها تَغَيّظاً وَ زَفِيراً وتغيظها تقطعها عندشدة اضطرابها وزفيرها صوتها عندشدة التهابها كالتهاب الرجل المغتاظ والتغيظ لايسمع وإنما يعلم بدلالة الحال عليه وقيل معناه سمعوا لها صوت تغيظ وغليان قال عبيد بن عمير إن جهنم لتزفر زفرة لايبقي نبي‌ و لاملك إلاخر لوجهه وقيل التغيظ للنار والزفير لأهلها كأنه يقول رأوا للنار تغيظا وسمعوا لأهلها زفيراوَ إِذا أُلقُوا مِنها مَكاناً ضَيّقاً


صفحه : 255

معناه و إذاألقوا من النار في مكان ضيق يضيق عليهم كمايضيق الزج في الرمح عن أكثر المفسرين .

وَ فِي الحَدِيثِ عَنهُ ع فِي هَذِهِ الآيَةِ وَ ألّذِي نفَسيِ‌ بِيَدِهِ إِنّهُم يُستَكرَهُونَ فِي النّارِ كَمَا يُستَكرَهُ الوَتَدُ فِي الحَائِطِ

مُقَرّنِينَ أي مصفدين قرنت أيديهم إلي أعناقهم في الأغلال وقيل قرنوا مع الشيطان في السلاسل والأغلال عن الجبائي‌دَعَوا هُنالِكَ ثُبُوراً أي دعوا بالويل والهلاك علي أنفسهم كما يقول القائل وا ثبوراه أي وا هلاكاه وقيل وا انصرافاه عن طاعة الله فتجيبهم الملائكةلا تَدعُوا اليَومَ ثُبُوراً واحِداً وَ ادعُوا ثُبُوراً كَثِيراً أي لاتدعوا ويلا واحدا وادعوا ويلا كثيرا أي لاينفعكم هذا و إن كثر منكم قال الزجاج معناه هلاككم أكبر من أن تدعوا مرة واحدة. و في قوله تعالي الّذِينَ يُحشَرُونَ عَلي وُجُوهِهِم إِلي جَهَنّمَ أي يسحبون علي وجوههم إلي النار وهم كفار مكة و ذلك لأنهم قالوا لمحمد وأصحابه هم شر خلق الله فأنزل الله سبحانه أُولئِكَ شَرّ مَكاناً أي منزلا ومصيراوَ أَضَلّ سَبِيلًا أي دينا وطريقا من المؤمنين

وَ رَوَي أَنَسٌ قَالَ إِنّ رَجُلًا قَالَ يَا نبَيِ‌ّ اللّهِ كَيفَ يُحشَرُ الكَافِرُ عَلَي وَجهِهِ يَومَ القِيَامَةِ قَالَ إِنّ ألّذِي أَمشَاهُ عَلَي رِجلَيهِ قَادِرٌ أَن يُمشِيَهُ عَلَي وَجهِهِ يَومَ القِيَامَةِ

. و في قوله تعالي إِنّ عَذابَها كانَ غَراماً أي لازما ملحا دائما غيرمفارق و في قوله يَلقَ أَثاماً أي عقوبة وجزاء لمافعل وقيل إن أثاما اسم واد في جهنم عن ابن عمر وقتادة ومجاهد وعكرمة و في قوله تعالي يَستَعجِلُونَكَ بِالعَذابِ وَ إِنّ جَهَنّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالكافِرِينَيعني‌ أن العذاب و إن لم يأتهم في الدنيا فإن جهنم محيطة بهم أي جامعة لهم وهم معذبون فيها لامحالةيَومَ يَغشاهُمُ العَذابُ مِن فَوقِهِم وَ مِن تَحتِ أَرجُلِهِميعني‌ أن العذاب يحيط بهم لا أنه يصل إلي موضع منهم دون موضع فلايبقي جزء منهم إلا و هومعذب في النار عن الحسن و هوكقوله لَهُم مِن جَهَنّمَ مِهادٌ وَ مِن فَوقِهِم غَواشٍوَ يَقُولُ ذُوقُوا ما كُنتُم تَعمَلُونَ أي جزاء أعمالكم .


صفحه : 256

و في قوله إِلي عَذابٍ غَلِيظٍ أي إلي عذاب يغلظ عليهم ويصعب و في قوله سبحانه وَ لكِن حَقّ القَولُ منِيّ‌ أي الخبر والوعيدلَأَملَأَنّ جَهَنّمَ مِنَ الجِنّةِ وَ النّاسِ أَجمَعِينَ أي من كلا الصنفين بكفرهم بالله سبحانه وجحدهم وحدانيته ثم يقال لهم فَذُوقُوا بِما نَسِيتُم لِقاءَ يَومِكُم هذا أي بما فعلتم فعل من نسي‌ لقاء جزاء هذااليوم فتركتم ماأمركم الله به وعصيتموه والنسيان الترك إِنّا نَسِيناكُم أي فعلنا معكم فعل من نسيكم من ثوابه أي ترككم من نعيمه جزاء علي ترككم طاعتنا. و في قوله تعالي مِنَ العَذابِ الأَدني دُونَ العَذابِ الأَكبَرِالعذاب الأكبر عذاب جهنم و أماالعذاب الأدني ففي‌ الدنيا وقيل هوعذاب القبر

وَ روُيِ‌َ أَيضاً عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع وَ الأَكثَرُ فِي الرّوَايَةِ عَن أَبِي جَعفَرٍ وَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّ العَذَابَ الأَدنَي الدّابّةُ وَ الدّجّالُ

. و في قوله تعالي يَومَ تُقَلّبُ وُجُوهُهُم فِي النّارِالتقليب تصريف الشي‌ء في الجهات ومعناه تقلب وجوه هؤلاء السائلين عن الساعة وأشباههم من الكفار فتسود وتصفر وتصير كالحة بعد أن لم تكن وقيل معناه تنقل وجوههم من جهة إلي جهة في النار فيكون أبلغ فيما يصل إليها من العذاب يَقُولُونَمتمنين متأسفين يا لَيتَنا أَطَعنَا اللّهَفيما أمرنا به ونهانا عنه وَ أَطَعنَا الرّسُولَافيما دعانا إليه رَبّنا آتِهِم ضِعفَينِ مِنَ العَذابِبضلالهم في نفوسهم وإضلالهم إيانا أي عذبهم مثلي‌ ماتعذب به غيرهم وَ العَنهُم لَعناً كَبِيراًمرة بعدأخري وزدهم غضبا إلي غضبك . و في قوله لا يُقضي عَلَيهِمبالموت فَيَمُوتُوافيستريحواوَ لا يُخَفّفُ عَنهُم مِن عَذابِها أي و لايسهل عليهم عذاب الناركَذلِكَ أي ومثل هذاالعذاب ونظيره نجَزيِ‌ كُلّ كَفُورٍ وجاحد كثير الكفران مكذب لأنبياء الله وَ هُم يَصطَرِخُونَ فِيها أي يتصايحون بالاستغاثة يقولون رَبّنا أَخرِجنا من عذاب النارنَعمَل صالِحاً أي نؤمن بدل الكفر ونطيع بدل المعصية والمعني ردنا إلي الدنيا لنعمل بالطاعات التي‌ تأمرنا بهاغَيرَ ألّذِي كُنّا نَعمَلُفوبخهم الله تعالي فقال أَ وَ لَم نُعَمّركُم ما

يَتَذَكّرُ فِيهِ مَن تَذَكّرَ أي أ لم نعطكم من العمر مقدار مايمكن أن يتفكر ويعتبر وينظر في أمور دينه وعواقب حاله من يريد أن يتفكر ويتذكر.

وَ اختَلَفَ فِي هَذَا المِقدَارِ فَقِيلَ هُوَ سِتّونَ سَنَةً وَ هُوَ المرَويِ‌ّ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ العُمُرُ ألّذِي أَعذَرَ اللّهُ فِيهِ إِلَي ابنِ آدَمَ سِتّونَ سَنَةً

و هوإحدي الروايتين عن ابن عباس وقيل هوأربعون سنة عن ابن عباس ومسروق

وَ قِيلَ هُوَ تَوبِيخٌ لِابنِ ثمَاَنيِ‌َ عَشرَةَ سَنَةً عَن وَهَبٍ وَ قَتَادَةَ وَ روُيِ‌َ ذَلِكَ عَنِ الصّادِقِ ع $ج

وَ جاءَكُمُ النّذِيرُ أي المخوف من عذاب الله و هو محمدص وقيل القرآن وقيل الشيب . و في قوله تعالي أَم شَجَرَةُ الزّقّومِالزقوم ثمر شجرة منكرة جدا من قولهم تزقم هذاالطعام إذاتناوله علي تكره ومشقة شديدة وقيل الزقوم شجرة في النار يقتاتها أهل النار لها ثمرة مرة خشنة اللمس منتنة الريح وقيل إنها معروفة من شجر الدنيا تعرفها العرب وقيل إنها لاتعرفها فقد روي‌ أن قريشا لماسمعت هذه الآية قالت مانعرف هذه الشجرة قال ابن الزبعري‌ الزقوم بكلام البربر التمر والزبد و في رواية بلغة اليمن فقال أبوجهل لجاريته ياجارية زقمينا فأتته الجارية بتمر وزبد فقال لأصحابه تزقموا بهذا ألذي يخوفكم به محمدفيزعم أن النار تنبت الشجر والنار تحرق الشجر فأنزل الله سبحانه إِنّا جَعَلناها فِتنَةً لِلظّالِمِينَ أي خبرة لهم افتتنوا بها وكذبوا بكونها فصارت فتنة لهم وقيل المراد بالفتنة العذاب من قوله يَومَ هُم عَلَي النّارِ يُفتَنُونَ أي يعذبون إِنّها أي الزقوم شَجَرَةٌ تَخرُجُ فِي أَصلِ الجَحِيمِ أي في قعر جهنم وأغصانها ترفع إلي دركاتها عن الحسن و لايبعد أن يخلق الله سبحانه بكمال قدرته في النار من جنس النار أو من جوهر لاتأكله النار و لاتحرقه كماأنها لاتحرق السلاسل والأغلال و كما لاتحرق حياتها وعقاربها وكذلك الضريع و ماأشبه ذلك طَلعُها كَأَنّهُ رُؤُسُ

الشّياطِينِيسأل عن هذافيقال كيف شبه طلع هذه الشجرة برءوس الشياطين وهي‌ لاتعرف وإنما يشبه الشي‌ء بما يعرف وأجيب عنه بثلاثة أجوبة أحدها أن رءوس الشياطين ثمرة يقال لها أستن قال الأصمعي‌ يقال له الصورم وثانيها أن الشيطان جنس من الحيات فشبه سبحانه طلع تلك الشجرة برءوس تلك الحيات وثالثها أن قبح صور الشياطين متصور في النفوس ولذلك يقولون لمايستقبحون جدا كأنه شيطان فشبه سبحانه طلع هذه الشجرة بما استقرت شناعته في قلوب الناس و هذاقول ابن عباس و محمد بن كعب و قال الجبائي‌ إن الله تعالي يشوه خلق الشياطين في النار حتي أنه لورآه راء من العباد لاستوحش منهم فلذلك شبه برءوسهم .فَإِنّهُم لَآكِلُونَ مِنهايعني‌ أن أهل النار ليأكلون من ثمرة تلك الشجرةفَمالِؤُنَ مِنهَا البُطُونَ أي يملئون بطونهم منها لشدة مايلحقهم من ألم الجوع و قدروي‌ أن الله تعالي يجوعهم حتي ينسوا عذاب النار من شدة الجوع فيصرخون إلي مالك فيحملهم إلي تلك الشجرة وفيهم أبوجهل فيأكلون منها فتغلي‌ بطونهم كغلي‌ الحميم فيستسقون فيسقون شربة من الماء الحار ألذي بلغ نهايته في الحرارة فإذاقربوها من وجوههم شوت وجوههم فذلك قوله يشَويِ‌ الوُجُوهَ فإذاوصل إلي بطونهم صهر ما في بطونهم كما قال سبحانه يُصهَرُ بِهِ ما فِي بُطُونِهِم وَ الجُلُودُفذلك شرابهم وطعامهم ثُمّ إِنّ لَهُم عَلَيهازيادة علي شجرة الزقوم لَشَوباً مِن حَمِيمٍ أي خلطا ومزاجا من ماء حار يمزج ذلك الطعام بهذا الشراب وقيل إنهم يكرهون علي ذلك عقوبة لهم ثُمّ إِنّ مَرجِعَهُم بعدأكل الزقوم وشراب الحميم لَإِلَي الجَحِيمِ و ذلك أنهم يوردون الحميم لشربه و هوخارج من الجحيم كماتورد الإبل إلي الماء ثم يوردون إلي الجحيم ويدل علي ذلك قوله يَطُوفُونَ بَينَها وَ بَينَ حَمِيمٍ آنٍ والجحيم النار الموقودة والمعني أن الزقوم والحميم طعامهم وشرابهم والجحيم المسعرة منقلبهم ومآبهم .


صفحه : 259

و في قوله سبحانه هذا فَليَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَ غَسّاقٌ أي هذاحميم وغساق فليذوقوه وقيل معناه هذاالجزاء للطاغين فليذوقوه وأطلق عليه لفظ الذوق لأن الذائق يدرك الطعم بعدطلبه فهو أشد إحساسا به والحميم الماء الحار والغساق البارد الزمهرير عن ابن مسعود و ابن عباس فالمعني أنهم يعذبون بحار الشراب ألذي انتهت حرارته وببارده ألذي انتهت برودته فببرده يحرق كمايحرق النار وقيل إن الغساق عين في جهنم يسيل إليها سم كل ذات حمة من حية وعقرب وقيل هو مايسيل من دموعهم يسقونه مع الحميم وقيل هوالقيح ألذي يسيل منهم يجمع ويسقونه وقيل هوعذاب لايعلمه إلا الله وَ آخَرُ أي وضروب أخرمِن شَكلِهِ أي من جنس هذاالعذاب أَزواجٌ أي ألوان وأنواع متشابهة في الشدة لانوع واحدهذا فَوجٌ مُقتَحِمٌ مَعَكُم أي يقال لهم هذافوج وهم قادة أهل الضلالة إذادخلوا النار ثم يدخل الأتباع فتقول الخزنة للقادةهذا فَوجٌ أي قطع من الناس وهم الأتباع مُقتَحِمٌ مَعَكُم في النار دخلوها كمادخلتم عن ابن عباس وقيل يعني‌ بالأول أولاد إبليس وبالفوج الثاني‌ بني‌ آدم أي يقال لبني‌ إبليس بأمر الله هذاجمع من بني‌ آدم مقتحم معكم يدخلون النار وعذابها وأنتم معهم عن الحسن لا مَرحَباً بِهِم إِنّهُم صالُوا النّارِ أي لااتسعت لهم أماكنهم لأنهم لازموا النار فيكون المعني علي القول الأول أن القادة والرؤساء يقولون للأتباع لامرحبا بهؤلاء إنهم يدخلون النار مثلنا فلافرج لنا في مشاركتهم إيانا فتقول الأتباع لهم بَل أَنتُم لا مَرحَباً بِكُم أي لانلتم رحبا وسعةأَنتُم قَدّمتُمُوهُ لَنا أي حملتمونا علي الكفر ألذي أوجب لنا هذاالعذاب ودعوتمونا إليه و أما علي القول الثاني‌ فإن أولاد إبليس يقولون لامرحبا بهؤلاء قدضاقت أماكنهم إذ كانت النار مملوءة منا فليس لنا منهم إلاالضيق والشدة وَ هَذَا كَمَا روُيِ‌َ عَنِ النّبِيّص أَنّ النّارَ تَضِيقُ عَلَيهِم كَضِيقِ الزّجّ بِالرّمحِ

.قالُوا بَل أَنتُم لا مَرحَباً بِكُم أي تقول بنو آدم لاكرامة لكم أنتم شرعتموه لنا وزينتموه في نفوسنافَبِئسَ القَرارُ ألذي استقررنا عليه قالُوا رَبّنا مَن قَدّمَ لَنا

هذا أي يدعون عليهم بهذا إذاحصلوا في نار جهنم أي من سبب لنا هذاالعذاب ودعانا إلي مااستوجبنا به ذلك فَزِدهُ عَذاباً ضِعفاً أي مثلا مضاعفا إلي مايستحقه من النار أحد الضعفين لكفرهم بالله والضعف الآخر لدعائهم إيانا إلي الكفروَ قالُوا ما لَنا لا نَري رِجالًا كُنّا نَعُدّهُم مِنَ الأَشرارِ أي يقولون ذلك حين ينظرون في النار فلايرون من كان يخالفهم فيهامعهم وهم المؤمنون عن الكلبي‌ وقيل نزلت في أبي جهل والوليد بن المغيرة وذويهما يقولون مالنا لانري عمارا وخبابا وصهيبا وبلالا الذين كنا نعدهم في الدنيا من جملة الذين يفعلون الشر والقبيح و لايفعلون الخير عن مجاهد

وَ رَوَي العيَاّشيِ‌ّ بِالإِسنَادِ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ قَالَ أَهلُ النّارِ يَقُولُونَما لَنا لا نَري رِجالًا كُنّا نَعُدّهُم مِنَ الأَشرارِيَعنُونَكُم لَا يَرَونَكُم فِي النّارِ لَا يَرَونَ وَ اللّهِ أَحَداً مِنكُم فِي النّارِ

.أَتّخَذناهُم سِخرِيّا أَم زاغَت عَنهُمُ الأَبصارُمعناه أنهم يقولون لما لم يروهم في النار اتخذناهم هزوا في الدنيا فأخطأنا أم عدلت عنهم أبصارنا فلانراهم وهم معنا في النارإِنّ ذلِكَ لَحَقّ أي ماذكر قبل هذالحق أي كائن لامحالة ثم بين ما هو فقال تَخاصُمُ أَهلِ النّارِيعني‌ تخاصم الأتباع والقادة أومجادلة أهل النار بعضهم لبعض علي ماأخبر عنهم . و في قوله تعالي قُل إِنّ الخاسِرِينَ في الحقيقة هم الّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُم وَ أَهلِيهِم يَومَ القِيامَةِ فلاينتفعون بأنفسهم و لايجدون في النار أهلا كما كان لهم في الدنيا أهل فقد فاتتهم المنفعة بأنفسهم وأهليهم وقيل خسروا أنفسهم بأن قذفوها بين أطباق الجحيم وخسروا أهليهم الذين أعدوا لهم في جنة النعيم عن الحسن . قال ابن عباس إن الله تعالي جعل لكل إنسان في الجنة منزلا وأهلا فمن عمل بطاعته كان له ذلك و من عصاه فصار إلي النار ودفع منزله وأهله إلي من أطاع فذلك قوله أُولئِكَ هُمُ الوارِثُونَ.أَلا ذلِكَ هُوَ الخُسرانُ المُبِينُ أي الظاهر ألذي لايخفي لَهُم مِن فَوقِهِم ظُلَلٌ مِنَ النّارِ أي سرادقات وأطباق من النار ودخانها نعوذ بالله منهاوَ مِن تَحتِهِم ظُلَلٌ


صفحه : 261

أي فرش ومهد منها وقيل إنما سمي‌ ماتحتهم ظللا لأنها ظلل لمن تحتهم إذ النار أدراك وهم بين أطباقها وقيل إنما أجري‌ اسم الظلل علي قطع النار علي سبيل التوسع والمجاز لأنها في مقابلة مالأهل الجنة من الظلل والمراد أن النار تحيط بجوانبهم . و في قوله أَ فَمَن حَقّ عَلَيهِ كَلِمَةُ العَذابِ أَ فَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِي النّارِاختلف في تقديره فقيل معناه أفمن وجب عليه وعيد الله بالعقاب أفأنت تخلصه من النار فاكتفي‌ بذكر من في النار عن الضمير العائد إلي المبتدأ وقيل تقديره أفأنت تنقذ من في النار منهم وأتي‌ بالاستفهام مرتين توكيدا للتنبيه علي المعني و قال ابن الأنباري‌ الوقف علي قوله كَلِمَةُ العَذابِ والتقدير كمن وجبت له الجنة ثم يبتد‌ئأَ فَأَنتَ تُنقِذُ وأراد بكلمة العذاب قوله لَأَملَأَنّ جَهَنّمَ مِنكَ وَ مِمّن تَبِعَكَ مِنهُم أَجمَعِينَ. و في قوله تعالي أَ فَمَن يتَقّيِ‌ بِوَجهِهِ سُوءَ العَذابِ يَومَ القِيامَةِتقديره أفحال من يدفع عذاب الله بوجهه يوم القيامة كحال من يأتي‌ آمنا لايمسه النار وإنما قال بِوَجهِهِلأن الوجه أعز أعضاء الإنسان وقيل معناه أم من يلقي منكوسا فأول عضو منه مسته النار وجهه ومعني يتقي‌ يتوقي وَ قِيلَ لِلظّالِمِينَيقوله خزنة النار. و في قوله إِنّ الّذِينَ كَفَرُوا يُنادَونَ أي تناديهم الملائكة يوم القيامةلَمَقتُ اللّهِ أَكبَرُالمقت أشد العداوة والبغض والمعني أنهم لمارأوا أعمالهم ونظروا في كتابهم وأدخلوا النار مقتوا أنفسهم لسوء صنيعهم فنودوا لمقت الله إياكم في الدنيا إذ تدعون إلي الإيمان فتكفرون أكبرمِن مَقتِكُم أَنفُسَكُماليوم وقيل إنهم لماتركوا الإيمان وصاروا إلي الكفر فقد مقتوا أنفسهم أعظم المقت ثم حكي سبحانه عن الكفار الذين تقدم وصفهم بعدحصولهم في النار بأنهم قالوارَبّنا أَمَتّنَا اثنَتَينِ وَ أَحيَيتَنَا اثنَتَينِاختلف في معناه علي وجوه أحدها أن الإماتة الأولي


صفحه : 262

في الدنيا بعدالحياة والثانية في القبر قبل البعث والإحياء الأولي في القبر للمساءلة والثانية في الحشر. وثانيها أن الإماتة الأولي حالكونهم نطفا فأحياهم الله في الدنيا ثم أماتهم الموتة الثانية ثم أحياهم للبعث فهاتان حياتان ومماتان . وثالثها أن الحياة الأولي في الدنيا والثانية في القبر و لم يرد الحياة يوم القيامة والموتة الأولي في الدنيا والثانية في القبرفَاعتَرَفنا بِذُنُوبِناالتي‌ اقترفناها في الدنيافَهَل إِلي خُرُوجٍ مِن سَبِيلٍ هذاتلطف منهم في الاستدعاء أي هل بعدالاعتراف سبيل إلي الخروج وقيل إنهم سألوا الرجوع إلي الدنيا أي هل من خروج من النار إلي الدنيا لنعمل بطاعتك ذلِكُم أي ذلك العذاب ألذي حل بكم بِأَنّهُ إِذا دعُيِ‌َ اللّهُ وَحدَهُ كَفَرتُم أي إذاقيل لاإله إلا الله قلتم أَ جَعَلَ الآلِهَةَ إِلهاً واحِداً وجحدتم ذلك وَ إِن يُشرَك بِهِ تُؤمِنُوا أي و إن يشرك به معبود آخر من الأصنام والأوثان تصدقوا. و في قوله تعالي وَ إِذ يَتَحاجّونَ فِي النّارِ أي واذكر يا محمدلقومك الوقت ألذي يتحاج فيه أهل النار في النار ويتخاصم الرؤساء والأتباع فَيَقُولُ الضّعَفاءُ وهم الأتباع لِلّذِينَ استَكبَرُوا وهم الرؤساءإِنّا كُنّا لَكُممعاشر الرؤساءتَبَعاً وكنا نمتثل أمركم ونجيبكم إلي ماتدعوننا إليه فَهَل أَنتُم مُغنُونَ عَنّا نَصِيباً مِنَ النّارِلأنه يلزم الرئيس الدفع عن أتباعه المنقادين لأمره قالَ الّذِينَ استَكبَرُوا إِنّا كُلّ فِيها أي نحن وأنتم في النارإِنّ اللّهَ قَد حَكَمَ بَينَ العِبادِبذلك بأن لايتحمل أحد عن أحد و أنه يعاقب من أشرك به و عبدمعه غيره لامحالةوَ قالَ الّذِينَ فِي النّارِ من الأتباع والمتبوعين لِخَزَنَةِ جَهَنّمَ وهم الذين يتولون عذاب أهل النار من الملائكة الموكلين بهم ادعُوا رَبّكُم يُخَفّف عَنّا يَوماً مِنَ العَذابِيقولون ذلك لأنهم لاطاقة لهم علي شدة العذاب ولشدة جزعهم لاأنهم يطمعون في التخفيف لأن معارفهم ضرورية يعلمون أن عقابهم لاينقطع و لايخفف عنهم قالُوا أي الخزنةأَ وَ لَم تَكُ تَأتِيكُم رُسُلُكُم بِالبَيّناتِ أي بالحجج والدلالات علي صحة التوحيد


صفحه : 263

والنبوة أي فكفرتم وعاندتم حتي استحققتم هذاالعذاب قالُوا بَليجاءتنا الرسل والبينات فكذبناهم وجحدنا نبوتهم قالُوا فَادعُوا أي قالت الخزنة فادعوا أنتم فإنا لاندعو إلابإذن الله و لم يؤذن لنا فيه وقيل إنما قالوا ذلك استخفافا بهم وقيل معناه فادعوا بالويل والثبوروَ ما دُعاءُ الكافِرِينَ إِلّا فِي ضَلالٍ أي في ضياع لأنه لاينفع . و في قوله يُسحَبُونَ فِي الحَمِيمِ أي يجرون في الماء الحار ألذي قدانتهت حرارته ثُمّ فِي النّارِ يُسجَرُونَ أي ثم يقذفون في النار وقيل أي ثم يصيرون وقود النارثُمّ قِيلَ لَهُم أي لهؤلاء الكفار إذادخلوا النار علي وجه التوبيخ أَينَ ما كُنتُم تُشرِكُونَ مِن دُونِ اللّهِ من أصنامكم قالُوا ضَلّوا عَنّا أي ضاعوا وهلكوا فلانراهم و لانقدر عليهم ثم يستدركون فيقولون بَل لَم نَكُن نَدعُوا مِن قَبلُ شَيئاً أي شيئا يستحق العبادة و لا ماننتفع بعبادته وقيل لم نكن ندعو شيئا ينفع ويضر ويسمع ويبصر و هذا كمايقال لكل ما لايغني‌ شيئا هذا ليس بشي‌ء وقيل معناه ضاعت عبادتنا لهم فلم نكن نصنع شيئا إذ عبدناها كما يقول المتحسر مافعلت شيئاكَذلِكَ يُضِلّ اللّهُ الكافِرِينَ أي كماأضل أعمال هؤلاء وأبطل ماكانوا يأملونه كذلك يفعل بجميع من يتدين بالكفر فلاينتفعون بشي‌ء من أعمالهم وقيل يضل الله أعمالهم أي يبطلها وقيل يضلهم عن طريق الجنة والثواب كماأضلهم عما اتخذوه إلها بأن صرفهم عن الطمع في نيل منفعة من جهتهاذلِكُمالعذاب ألذي نزل بكم بِما كُنتُم تَفرَحُونَ فِي الأَرضِ بِغَيرِ الحَقّ وَ بِما كُنتُم تَمرَحُونَ أي تأشرون وتبطرون . و في قوله تعالي أَسوَأَ ألّذِي كانُوا يَعمَلُونَ أي نجازيهم بأقبح الجزاء علي أقبح معاصيهم و هوالكفر والشرك وخص الأسوأ بالذكر للمبالغة في الزجر وقيل معناه لنجزينهم بأسوإ أعمالهم وهي‌ المعاصي‌ دون غيرها مما لايستحق به العذاب وَ قالَ الّذِينَ كَفَرُوا رَبّنا أَرِنَا الّذَينِ أَضَلّانا مِنَ الجِنّ وَ الإِنسِيعنون إبليس الأبالسة وقابيل بن آدم أول من أبدع الكفر والضلال والمعصية روي‌ ذلك عن علي ع وقيل كل من دعا إلي الضلال والكفر من الجن والإنس والمراد باللذين جنس


صفحه : 264

الجن والإنس نَجعَلهُما تَحتَ أَقدامِنا لِيَكُونا مِنَ الأَسفَلِينَتمنوا لشدة عداوتهم لهم بما أضلوهم أن يجعلوهم تحت أقدامهم فِي الدّركِ الأَسفَلِ مِنَ النّارِ وقيل أي ندوسهما ونطؤهما بأقدامنا إذلالا لهما ليكونا من الأذلين قال ابن عباس ليكونا أشد عذابا منا. و في قوله تعالي لا يُفَتّرُ عَنهُمالعذاب أي لايخفف عنهم وَ هُم فِيهِ مُبلِسُونَآيسون من كل خيروَ نادَوا يا مالِكُ أي يدعون خازن جهنم فيقولون يا مالِكُ لِيَقضِ عَلَينا رَبّكَ أي ليمتنا ربك حتي نتخلص ونستريح من هذاالعذاب قالَ أي فيقول مالك مجيبا لهم إِنّكُم ماكِثُونَ أي لابثون دائمون في العذاب قال ابن عباس والسدي‌ إنما يجيبهم مالك بذلك بعدألف سنة و قال ابن عمر بعدأربعين عامالَقَد جِئناكُم أي يقول الله تعالي لقد أرسلنا إليكم الرسل بِالحَقّ أي جاءكم رسلنا بالحق وإضافة إلي نفسه لأنه كان بأمره وقيل هوقول مالك وإنما قال قدجئناكم لأنه من الملائكة وهم من جنس الرسل وَ لكِنّ أَكثَرَكُممعاشر الخلق لِلحَقّ كارِهُونَلأنكم ألفتم الباطل فكرهتم مفارقته . و في قوله طَعامُ الأَثِيمِ أي الآثم و هو أبوجهل وروي‌ أن أباجهل أتي بتمر وزبد فجمع بينهما وأكل و قال هذا هوالزقوم ألذي يخوفنا محمد به نحن نتزقمه أي نملأ أفواهنا به فقال سبحانه كَالمُهلِ و هوالمذاب من النحاس أوالرصاص أوالذهب أوالفضة وقيل هودردي‌ الزيت يغَليِ‌ فِي البُطُونِ كغَلَي‌ِ الحَمِيمِ أي إذاحصلت في أجواف أهل النار تغلي‌ كغلي‌ الماء الحار الشديد الحرارة قال أبو علي الفارسي‌ لايجوز أن يكون المعني يغلي‌ المهل في البطون لأن المهل إنما ذكر للتشبيه به في الذوب أ لاتري أن المهل لايغلي‌ في البطون وإنما يغلي‌ مايشبه به خُذُوهُ أي يقال للزبانية خذوه بالإثم فَاعتِلُوهُ أي زعزعوه وادفعوه بعنف وقيل معناه جروا علي وجهه إِلي سَواءِ الجَحِيمِ أي إلي وسط النارثُمّ


صفحه : 265

صُبّوا فَوقَ رَأسِهِ قال مقاتل إن خازن النار يمر به علي رأسه فيذهب رأسه عن دماغه ثم يصب فيه مِن عَذابِ الحَمِيمِ و هوالماء ألذي قدانتهي حره و يقول له ذُق إِنّكَ أَنتَ العَزِيزُ الكَرِيمُ و ذلك أنه كان يقول أناأعز أهل الوادي‌ وأكرمهم فيقول له الملك ذق العذاب أيها المتعزز المتكرم في زعمك وفيما كنت تقوله وقيل إنه علي معني النقيض فكأنه قيل إنك أنت الذليل المهين إلا أنه قيل علي هذاالوجه للاستخفاف به وقيل معناه إِنّكَ أَنتَ العَزِيزُ في قومك الكَرِيمُعليهم فما أغني عنك ذلك إِنّ هذا ما كُنتُم بِهِ تَمتَرُونَ أي ثم يقال لهم إن هذاالعذاب ماكنتم تشكون فيه في الدنيا. و في قوله تعالي مِن وَرائِهِم جَهَنّمُ أي من وراء ماهم فيه من التعزز بالمال والدنيا جهنم وَ لا يغُنيِ‌ عَنهُم ما كَسَبُوا شَيئاً أي لايغني‌ عنهم ماحصلوه وجمعوه من المال والولد شيئا من عذاب الله وَ لا مَا اتّخَذُوا مِن دُونِ اللّهِ أَولِياءَ من الآلهة التي‌ عبدوها لتكون شفعاءهم عند الله هذا هُديً أي هذاالقرآن ألذي تلوناه والحديث ألذي ذكرناه دلالة موصلة إلي الفرق بين الحق والباطل والرجز العذاب . و في قوله وَ يَومَ يُعرَضُ الّذِينَ كَفَرُوا عَلَي النّارِيعني‌ يوم القيامة أي يدخلون النار كمايقال عرض فلان علي السوط وقيل معناه عرض عليهم النار قبل أن يدخلوها ليروا أهوالهاأَذهَبتُم طَيّباتِكُم فِي حَياتِكُمُ الدّنيا أي فيقال لهم آثرتم طيباتكم ولذاتكم في الدنيا علي طيبات الجنةوَ استَمتَعتُم بِها أي انتفعتم بهامنهمكين فيها وقيل هي‌ الطيبات من الرزق يقول أنفقتموها في شهواتكم و في ملاذ الدنيا و لم تنفقوها في مرضاة الله فَاليَومَ تُجزَونَ عَذابَ الهُونِ أي العذاب ألذي فيه الذل والخزي‌ والهوان بِما كُنتُم تَستَكبِرُونَ فِي الأَرضِ أي باستكباركم عن الانقياد للحق في الدنياوَ بِما كُنتُم تَفسُقُونَ أي وبخروجكم عن طاعة الله إلي معاصيه . و في قوله وَ يَومَ يُعرَضُ الّذِينَ كَفَرُوا عَلَي النّارِ أَ لَيسَ هذا بِالحَقّ أي يقال لهم علي وجه الاحتجاج عليهم أ ليس هذا ألذي جوزيتم به حق لاظلم فيه قالُوا أي فيقولون بَلي وَ رَبّنااعترفوا بذلك وحلفوا عليه بعد ماكانوا منكرين


صفحه : 266

قالَ فَذُوقُوا العَذابَ بِما كُنتُم تَكفُرُونَ أي بكفركم في الدنيا وإنكاركم . و في قوله سبحانه وَ قالَ قَرِينُهُيعني‌ الملك الشهيد عليه عن الحسن و هوالمروي‌ عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع وقيل قرينه ألذي قيض له من الشيطان وقيل قرينه من الإنس هذا ما لدَيَ‌ّ عَتِيدٌ إن كان المراد به الملك فمعناه هذاحسابه حاضر لدي‌ في هذاالكتاب أي يقول لربه كنت وكلتني‌ به فما كتبت من عمله حاضر عندي‌ و إن كان المراد به الشيطان أوالقرين من الإنس فالمعني هذاالعذاب حاضر عندي‌ معد لي بسبب سيئاتي‌أَلقِيا فِي جَهَنّمَ كُلّ كَفّارٍ عَنِيدٍ هذاخطاب لخازن النار والعرب تأمر الواحد والقوم بما تأمر به الاثنين أ لاتري في الشعر أكثر شيءقيلا ياصاحبي‌ و ياخليلي‌ وقيل إنما ثني‌ ليدل علي التكثير كأنه قال ألق ألق فثني‌ الضمير ليدل علي تكرير الفعل وقيل خطاب للملكين الموكلين به وهما السائق والشهيد. وَ رَوَي أَبُو القَاسِمِ الحسَكاَنيِ‌ّ بِالإِسنَادِ عَنِ الأَعمَشِ أَنّهُ قَالَ حَدّثَنَا أَبُو المُتَوَكّلِ الناّجيِ‌ عَن أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِ‌ّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ يَقُولُ اللّهُ تَعَالَي لِي وَ لعِلَيِ‌ّ أَلقِيَا فِي النّارِ مَن أَبغَضَكُمَا وَ أَدخِلَا الجَنّةَ مَن أَحَبّكُمَا وَ ذَلِكَ قَولُهُأَلقِيا فِي جَهَنّمَ كُلّ كَفّارٍ عَنِيدٍ

والعنيد الذاهب عن الحق وسبيل الرشدمَنّاعٍ لِلخَيرِ ألذي أمر الله به من بذل المال في وجوهه مُعتَدٍظالم متجاوز يتعدي حدود الله مُرِيبٍ أي شاك في الله وفيما جاء من عند الله وقيل متهم يفعل مايرتاب بفعله ويظن به غيرالجميل وقيل إنها نزلت في وليد بن المغيرة حين استشاره بنو أخيه في الإسلام فمنعهم فيكون المراد بالخير الإسلام ألّذِي جَعَلَ مَعَ اللّهِ إِلهاً آخَرَ من الأصنام والأوثان فَأَلقِياهُ فِي العَذابِ الشّدِيدِ هذاتأكيد للأول فكأنه قال افعلا ماأمرتكما به فإنه مستحق لذلك قالَ قَرِينُهُ أي شيطانه ألذي أغواه عن ابن عباس وغيره وإنما سمي‌ قرينه لأنه يقرن به في العذاب وقيل قرينه من الإنس وهم علماء السوء والمبتدعون رَبّنا ما أَطغَيتُهُ أي ماأضللته و ماأوقعته في الطغيان باستكراه وَ لكِن كانَ فِي ضَلالٍ من الإيمان بَعِيدٍ أي ولكنه طغي باختياره السوء


صفحه : 267

قالَ أي فيقول الله لهم لا تَختَصِمُوا لدَيَ‌ّ أي لايخاصم بعضكم بعضا عندي‌وَ قَد قَدّمتُ إِلَيكُم بِالوَعِيدِ في دار التكليف فلم تنزجروا وخالفتم أمري‌ما يُبَدّلُ القَولُ لدَيَ‌ّالمعني أن ألذي قدمته لكم في دار الدنيا من أني‌ أعاقب من جحدني‌ وكذب رسلي‌ وخالف أمري‌ لايبدل بغيره و لا يكون خلافه وَ ما أَنَا بِظَلّامٍ لِلعَبِيدِ أي لست بظالم أحدا في عقابي‌ لمن استحقه بل هوالظالم لنفسه بارتكابه المعاصي‌ التي‌ استحق بها ذلك يَومَ نَقُولُ لِجَهَنّمَ هَلِ امتَلَأتِمتعلق بقوله ما يُبَدّلُ القَولُ أوبتقدير اذكروَ تَقُولُجهنم هَل مِن مَزِيدٍ قال أنس طلبت الزيادة و قال مجاهد المعني معني الكفاية أي لم يبق مزيد لامتلائها ويدل علي هذاالقول قوله لَأَملَأَنّ جَهَنّمَ مِنَ الجِنّةِ وَ النّاسِ أَجمَعِينَ وقيل في وجه الأول إن هذاالقول منها كان قبل دخول جميع أهل النار فيها ويجوز أن تكون تطلب الزيادة علي أن يزاد في سعتها

كَمَا جَاءَ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قِيلَ لَهُ يَومَ فَتحِ مَكّةَ أَ لَا تَنزِلُ دَارَكَ فَقَالَص وَ هَل تَرَكَ لَنَا عَقِيلٌ مِن دَارٍ

لأنه باع دور بني‌ هاشم لماخرجوا إلي المدينة فعلي هذا يكون المعني وهل بقي‌ زيادة.فأما الوجه في كلام جهنم فقيل فيه وجوه أحدها أنه خرج مخرج المثل أي إن جهنم من سعتها وعظمها بمنزلة الناطقة التي‌ إذاقيل لها هل امتلأت تقول لم أمتل وبقي‌ فيّ سعة كثيرة. وثانيها أن الله سبحانه يخلق لجهنم آلة الكلام فتتكلم و هذا غيرمنكر لأن من أنطق الأيدي‌ والجوارح والجلود قادر علي أن ينطق جهنم . وثالثها أنه خطاب لخزنة جهنم علي وجه التقرير لهم هل امتلأت جهنم فيقولون بلي لم يبق موضع لمزيد ليعلم الخلق صدق وعده عن الحسن قال معناه ما من مزيد أي لامزيد. و في قوله تعالي يَومَ يُدَعّونَ أي يدفعون إِلي نارِ جَهَنّمَ دَعّا أي دفعا بعنف وجفوة قال مقاتل هو أن تغل أيديهم إلي أعناقهم وتجمع نواصيهم إلي أقدامهم ثم يدفعون إلي جهنم دفعا علي وجوههم حتي إذادنوا قال لهم خزنتهاهذِهِ النّارُ التّيِ‌

كُنتُم بِها تُكَذّبُونَ في الدنيا ثم وبخهم لماعاينوا ماكانوا يكذبون به و هو قوله أَ فَسِحرٌ هذا ألذي ترون أَم أَنتُم لا تُبصِرُونَ و ذلك أنهم كانوا ينسبون محمداص إلي السحر و إلي أنه يغطي‌ علي الأبصار بالسحر فلما شاهدوا ماوعدوا به من العذاب وبخوا بهذا ثم يقال لهم اصلَوهاقاسوا شدتهافَاصبِرُوا علي العذاب أَو لا تَصبِرُوا عليه سَواءٌ عَلَيكُمالصبر والجزع إِنّما تُجزَونَ ما كُنتُم تَعمَلُونَ في الدنيا من المعاصي‌ بكفركم وتكذيبكم الرسول . و في قوله تعالي إِنّ المُجرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَ سُعُرٍ أي في ذهاب عن وجه النجاة وطريق الجنة و في نار مسعرة وقيل أي في هلاك وذهاب عن الحق وَ سُعُرٍ أي عناء وعذاب يَومَ يُسحَبُونَ أي يجرون فِي النّارِ عَلي وُجُوهِهِميعني‌ أن هذاالعذاب يكون لهم في يوم يجرهم الملائكة فيه علي وجوههم في النار ويقال لهم ذُوقُوا مَسّ سَقَرَ أي إصابتها إياهم بعذابها وحرها و هوكقولهم وجدت مس الحمي وسقر جهنم وقيل هو باب من أبوابها. و في قوله تعالي فَيُؤخَذُ باِلنوّاصيِ‌ وَ الأَقدامِفتأخذهم الزبانية فتجمع بين نواصيهم وأقدامهم بالغل ثم يسبحون في النار ويقذفون فيها عن الحسن وقيل تأخذهم الزبانية بنواصيهم وبأقدامهم فيسوقونهم إلي النارهذِهِ جَهَنّمُ أي ويقال لهم هذه جهنم التّيِ‌ يُكَذّبُ بِهَا المُجرِمُونَالكافرون في الدنيا قدأظهرها الله تعالي حتي زالت الشكوك فأدخلوها ويمكن أنه لماأخبر الله تعالي أنهم يؤخذون بالنواصي‌ والأقدام ثم قال للنبي‌ص هذِهِ جَهَنّمُ التّيِ‌ يُكَذّبُ بِهَا المُجرِمُونَ أي المشركون من قومك وسيردونها فليهن عليك أمرهم يَطُوفُونَ بَينَها وَ بَينَ حَمِيمٍ آنٍ أي يطوفون مرة بين الجحيم ومرة بين الحميم والجحيم النار والحميم الشراب وقيل معناه أنهم يعذبون بالنار مرة ويجرعون من الحميم يصب عليهم ليس لهم من العذاب أبدا فرج عن ابن عباس والآني‌ ألذي انتهت حرارته وقيل الآني‌ الحاضر. و في قوله تعالي فِي سَمُومٍ وَ حَمِيمٍ أي في ريح حارة تدخل مسامهم وخروقهم و في ماء مغلي‌ حار انتهت حرارته وَ ظِلّ مِن يَحمُومٍ أي دخان أسود شديد السواد


صفحه : 269

عن ابن عباس وغيره وقيل اليحموم جبل في جهنم يستغيث أهل النار إلي ظله ثم نعت ذلك الظل فقال لا بارِدٍ وَ لا كَرِيمٍ أي لابارد المنزل و لاكريم المنظر وقيل لابارد يستراح إليه لأنه دخان جهنم و لاكريم فيشتهي مثله وقيل و لاكريم أي لامنفعة فيه بوجه من الوجوه والعرب إذاأرادت نفي‌ صفة الحمد عن الشي‌ء نفت عنه الكرم و قال الفراء العرب تجعل الكريم تابعا لكل شيءنفت عنه وصفا تنوي‌ به الذم تقول ما هوبسمين و لاكريم و ما هذه الدار بواسعة و لاكريمة. ثم ذكر سبحانه أعمالهم التي‌ أوجبت لهم هذا فقال إِنّهُم كانُوا قَبلَ ذلِكَ مُترَفِينَ أي كانوا في الدنيا متنعمين عن ابن عباس وَ كانُوا يُصِرّونَ عَلَي الحِنثِ العَظِيمِ أي الذنب العظيم والإصرار أن يقيم عليه فلايقلع عنه وقيل الحنث العظيم الشرك وقيل كانوا يحلفون لايبعث الله من يموت و أن الأصنام أنداد الله . قوله فَشارِبُونَ شُربَ الهِيمِ أي كشرب الهيم وهي‌ الإبل التي‌ أصابها الهيام و هوشدة العطش فلاتزال تشرب الماء حتي تموت وقيل هي‌ الأرض الرملة التي‌ لاتروي بالماءهذا نُزُلُهُم يَومَ الدّينِالنزل الأمر ألذي ينزل عليه صاحبه والمعني هذاطعامهم وشرابهم يوم الجزاء في جهنم . و في قوله تعالي قُوا أَنفُسَكُم وَ أَهلِيكُم ناراً أي قوا أنفسكم النار بالصبر علي طاعة الله و عن معصيته و عن اتباع الشهوات وأهليكم بدعائهم إلي طاعة الله وتعليمهم الفرائض ونهيهم عن القبائح وحثهم علي أفعال الخيرعَلَيها مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ أي غلاظ القلوب لايرحمون أهل النار أقوياء يعني‌ الزبانية التسعة عشر وأعوانهالا يَعصُونَ اللّهَ ما أَمَرَهُم وَ يَفعَلُونَ ما يُؤمَرُونَ في هذادلالة علي أن الملائكة الموكلين بالنار معصومون عن القبائح لايخالفون الله في أوامره ونواهيه ثم حكي سبحانه مايقال للكفار يوم القيامة فقال يا أَيّهَا الّذِينَ كَفَرُوا لا تَعتَذِرُوا اليَومَ و ذلك أنهم إذاعذبوا يأخذون في الاعتذار فلايلتفت إلي معاذيرهم ويقال لهم لاتعتذروا فهذا جزاء فعلكم . و في قوله وَ أَعتَدنا لَهُم أي للشياطين عَذابَ السّعِيرِعذاب النار المسعرة


صفحه : 270

المشعلةإِذا أُلقُوا فِيها سَمِعُوا لَها شَهِيقاً أي إذاطرح الكفار في النار سمعوا للنار صوتا فظيعا مثل صوت القدر عندغليانها وفورانها فيعظم بسماع ذلك عذابهم لمايرد علي قلوبهم من هوله وَ هيِ‌َ تَفُورُ أي تغلي‌ بهم كغلي‌ المرجل تَكادُ تَمَيّزُ أي تتقطع وتتمزق مِنَ الغَيظِ أي شدة الغضب سمي سبحانه شدة التهاب النار غيظا علي الكفار لأن المغتاظ هوالمتقطع مما يجد من الألم الباعث علي الإيقاع بغيره فحال جهنم كحال المتغيظكُلّما ألُقيِ‌َ فِيها أي كلما طرح في النارفَوجٌ من الكفارسَأَلَهُم خَزَنَتُها أَ لَم يَأتِكُم نَذِيرٌ أي يقول لهم الملائكة الموكلون بالنار علي وجه التبكيت لهم في صيغة الاستفهام أ لم يجئكم مخوف من جهة الله سبحانه يخوفكم عذاب هذه النارقالُوا بَلي قَد جاءَنا نَذِيرٌ أي مخوف فَكَذّبنا وَ قُلنا ما نَزّلَ اللّهُ مِن شَيءٍ أي لم نقبل منه بل قلنا مانزل الله شيئا مما تدعونا إليه وتحذرونا منه فتقول لهم الملائكةإِن أَنتُم إِلّا فِي ضَلالٍ كَبِيرٍ أي لستم اليوم إلا في عذاب عظيم وقيل معناه قلنا للرسل ماأنتم إلا في ضلال أي ذهاب عن الصواب كبير في قولكم أنزل الله علينا كتاباوَ قالُوا لَو كُنّا نَسمَعُ أَو نَعقِلُ من النذر ماجاءونا به ودعونا إليه وعملنا بذلك ما كُنّا فِي أَصحابِ السّعِيرِ قال الزجاج لوكنا نسمع سمع من يعي‌ ويفكر ونعقل عقل من يميز وينظر ماكنا من أهل النارفَاعتَرَفُوا بِذَنبِهِم في ذلك الوقت ألذي لاينفعهم فيه الإقرار والاعتراف فَسُحقاً لِأَصحابِ السّعِيرِ هذادعاء عليهم أي أسحقهم الله وأبعدهم من النجاة سحقا. و في قوله وَ أَمّا القاسِطُونَالعادلون عن طريق الحق والدين فَكانُوا في علم الله وحكمه لِجَهَنّمَ حَطَباًيلقون فيهافتحرقهم كماتحرق النار الحطب أو يكون معناه فسيكونون لجهنم حطبا توقد بهم كماتوقد النار بالحطب . و في قوله يَسلُكهُ عَذاباً صَعَداً أي يدخله عذابا شاقا شديدا متصعدا في العظم وإنما قال يسلكه لأنه تقدم ذكر الطريقة وقيل معناه عذابا ذا صعد أي ذا مشقة و في قوله تعالي إِنّ لَدَينا أَنكالًا أي عندنا في الآخرة قيودا عظاما


صفحه : 271

لاتفك أبدا وقيل أغلالاوَ جَحِيماً و هواسم من أسماء جهنم وقيل يعني‌ ونارا عظيمة و لاتسمي القليلة به وَ طَعاماً ذا غُصّةٍ أي ذا شوك يأخذ الحلق فلايدخل و لايخرج عن ابن عباس وقيل طعاما يأخذ بالحلقوم لخشونته وشدة تكرهه وقيل يعني‌ الزقوم والضريع وَ روُيِ‌َ عَن حُمرَانَ بنَ أَعيَنَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عُمَرَ أَنّ النّبِيّص سَمِعَ قَارِئاً يَقرَأُ هَذَا فَصَعِقَ

وَ عَذاباً أَلِيماً أي عقابا موجعا مؤلما. و في قوله سَأُرهِقُهُ صَعُوداً أي سأكلفه مشقة من العذاب لاراحة فيه وقيل صعود جبل في جهنم من نار يؤخذ بارتقائه فإذاوضع يده عليه ذابت فإذارفعها عادت وكذلك رجله في خبر مرفوع وقيل هوجبل من صخرة ملساء في النار يكلف أن يصعدها حتي إذابلغ أعلاها أحدر إلي أسفلها ثم يكلف أيضا أن يصعدها فذلك دأبه أبدا يجذب من أمامه بسلاسل الحديد ويضرب من خلفه بمقامع الحديد فيصعدها في أربعين سنة عن الكلبي‌. و في قوله سَأُصلِيهِ سَقَرَ أي سأدخله جهنم وألزمه إياها وقيل سقر دركة من دركات جهنم وقيل باب من أبوابهاوَ ما أَدراكَأيها السامع ما سَقَرُ في شدتها وهولها وضيقهالا تبُقيِ‌ وَ لا تَذَرُ أي لاتبقي‌ لهم لحما إلاأكلته و لاتذرهم إذاأعيدوا خلقا جديدا وقيل لا تبُقيِ‌شيئا إلاأحرقته وَ لا تَذَرُ أي لاإبقاء عليهم بل يبلغ مجهودهم في أنواع العذاب لَوّاحَةٌ لِلبَشَرِ أي مغيرة للجلود وقيل لافحة للجلود حتي تدعها أشد سوادا من الليل عَلَيها تِسعَةَ عَشَرَ من الملائكة هم خزنتها مالك ومعه ثمانية عشر أعينهم كالبرق الخاطف وأنيابهم كالصياصي‌ يخرج لهب النار من أفواههم ما بين منكبي‌ أحدهم مسيرة سنة تسع كف أحدهم مثل ربيعة ومضر نزعت منهم الرحمة يرفع أحدهم سبعين ألفا فيرميهم حيث أراد من جهنم وقيل معناه علي سقر تسعة عشر ملكا فهم خزان سقر وللنار ودركاتها الآخر خزان آخرون وقيل إنما خصوا بهذا العدد ليوافق الخبر لماجاء به الأنبياء قبله و ما كان في الكتب المتقدمة و يكون في ذلك مصلحة للمكلفين و قال بعضهم في تخصيص هذاالعدد إن تسعة عشر يجمع أكثر القليل


صفحه : 272

من العدد وأقل الكثير منه لأن العدد آحاد وعشرات ومئون وألوف فأقل العشرات عشرة وأكثر الآحاد تسعة قالوا و لمانزلت هذه الآية قال أبوجهل لقريش ثكلتكم أمهاتكم أتسمعون ابن أبي كبشة يخبركم أن خزنة النار تسعة عشر وأنتم الدهم والشجعان أفيعجز كل عشرة منكم أن يبطشوا برجل من خزنة جهنم قال أبوالأسد الجمحي‌ أناأكفيكم سبعة عشر عشرة علي ظهري‌ وسبعة علي بطني‌ فاكفوني‌ أنتم اثنين فنزل وَ ما جَعَلنا أَصحابَ النّارِ إِلّا مَلائِكَةًالآية عن ابن عباس وقتادة والضحاك ومعناه و ماجعلنا الموكلين بالنار المتولين تدبيرها إلاملائكة جعلنا شهوتهم في تعذيب أهل النار و لم نجعلهم من بني‌ آدم كماتعهدون أنتم فتطيقونهم وَ ما جَعَلنا عِدّتَهُم إِلّا فِتنَةً لِلّذِينَ كَفَرُوا أي لم نجعلهم علي هذاالعدد إلامحنة وتشديدا في التكليف للذين كفروا نعم الله وجحدوا وحدانيته حتي يتفكروا فيعلموا أن الله سبحانه حكيم لايفعل إلا ما هوحكمه ويعلموا أنه قادر علي أن يزيد في قواهم مايقدرون به علي تعذيب الخلائق و لوراجع الكفار عقولهم لعلموا أن من سلط ملكا واحدا علي كافة بني‌ آدم لقبض أرواحهم فلايغلبونه قادر علي سوق بعضهم إلي النار وجعلهم فيهابتسعة عشر من الملائكةلِيَستَيقِنَ الّذِينَ أُوتُوا الكِتابَ من اليهود والنصاري أنه حق و أن محمدا صادق من حيث أخبر بما هو في كتبهم من غيرقراءة لها و لاتعلم منهم وَ يَزدادَ الّذِينَ آمَنُوا إِيماناً أي يقينا بهذا العدد وبصحة نبوة محمدص إذاأخبرهم أهل الكتاب أنه مثل ما في كتابهم وَ لا يَرتابَ الّذِينَ أُوتُوا الكِتابَ وَ المُؤمِنُونَ أي ولئلا يشك هؤلاء في عدد الخزنة والمعني ليستيقن من لم يؤمن بمحمدص و من آمن بصحة نبوته إذاتدبروا وتفكرواوَ لِيَقُولَ الّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَرَضٌ وَ الكافِرُونَ ما ذا أَرادَ اللّهُ بِهذا مَثَلًااللام لام العاقبة أي عاقبة أمر هؤلاء أن يقولوا هذايعني‌ المنافقين والكافرين وقيل معناه ولأن يقولوا ماذا أراد الله بهذا الوصف والعدد ويتدبروه فيؤدي‌ بهم التدبر في ذلك إلي الإيمان كَذلِكَ يُضِلّ اللّهُ مَن يَشاءُ وَ يهَديِ‌ مَن يَشاءُ أي مثل ماجعلنا خزنة النار ملائكة


صفحه : 273

ذوي‌ عدد محنة واختبارا نكلف الخلق ليظهر الضلال والهدي وأضافهما إلي نفسه لأن سبب ذلك التكليف و هو من جهته وقيل يضل عن طريق الجنة والثواب من يشاء ويهدي‌ من يشاء إليه وَ ما يَعلَمُ جُنُودَ رَبّكَ إِلّا هُوَ أي لايعلم جنوده من كثرتها أحد إلا هو و لم يجعل خزنة النار تسعة عشر لقلة جنوده ولكن الحكمة اقتضت ذلك وقيل هذاجواب أبي جهل حين قال مالمحمد أعوان إلاتسعة عشر وقيل معناه و مايعلم عدة الملائكة الذين خلقهم الله لتعذيب أهل النار إلا الله والمعني أن التسعة عشر هم خزنة النار ولهم من الأعوان والجنود ما لايعلمه إلا الله ثم رجع إلي ذكر سقر فقال وَ ما هيِ‌َ إِلّا ذِكري لِلبَشَرِ أي تذكرة وموعظة للعالم ليذكروا فيتجنبوا مايستوجبون به ذلك وقيل معناه و ما هذه النار في الدنيا إلاتذكرة للبشر من نار الآخرة حتي يتفكروا فيهافيحذروا نار الآخرة وقيل ما هذه السورة إلاتذكرة للناس وقيل و ما هذه الملائكة التسعة عشر إلاعبرة للخلق يستدلون بذلك علي كمال قدرة الله تعالي وينزجرون عن المعاصي‌كَلّا أي حقا وقيل أي ليس الأمر علي مايتوهمونه من أنهم يمكنهم دفع خزنة النار وغلبتهم وَ القَمَرِأقسم بالقمر لما فيه من الآيات العجيبة في طلوعه وغروبه ومسيره وزيادته ونقصانه وَ اللّيلِ إِذ أَدبَرَ أي ولي وَ الصّبحِ إِذا أَسفَرَ أي أضاء وأنار وقيل معناه إذاكشف الظلام وأضاء الأشخاص إِنّها لَإِحدَي الكُبَرِ هذاجواب القسم يعني‌ أن سقر التي‌ هي‌ النار لإحدي العظائم والكبر جمع الكبري وقيل معناه أن آيات القرآن إحدي الكبر في الوعيدنَذِيراً لِلبَشَرِصفة للنار وقيل من صفة النبي ص فكأنه قال قم نذيرا وقيل من صفة الله تعالي فيكون حالا من فعل القسم المحذوف لِمَن شاءَ مِنكُم أَن يَتَقَدّمَ أَو يَتَأَخّرَ أي يتقدم في طاعة الله أويتأخر عنها بالمعصية. وَ رَوَي مُحَمّدُ بنُ الفُضَيلِ عَن أَبِي الحَسَنِ ع أَنّهُ قَالَ كُلّ مَن تَقَدّمَ إِلَي وَلَايَتِنَا تَأَخّرَ عَن سَقَرَ وَ كُلّ مَن تَأَخّرَ عَن وَلَايَتِنَا تَقَدّمَ إِلَي سَقَرَ

.كُلّ نَفسٍ بِما كَسَبَت رَهِينَةٌ أي مرهونة بعملها محبوسة به مطالبه بما


صفحه : 274

كسبته من طاعة أومعصيةإِلّا أَصحابَ اليَمِينِ وهم الذين يعطون كتبهم بأيمانهم وقيل هم الذين يسلك بهم ذات اليمين فِي جَنّاتٍ يَتَساءَلُونَ أي يسأل بعضهم بعضا وقيل يسألون عَنِ المُجرِمِينَ أي عن حالهم و عن ذنوبهم التي‌ استحقوا بهاالنارما سَلَكَكُم فِي سَقَرَ هذاسؤال توبيخ أي يطلع أهل الجنة علي أهل النار فيقولون لهم ماأوقعكم في النارقالُوا لَم نَكُ مِنَ المُصَلّينَ أي كنا لانصلي‌ الصلوات المكتوبة علي ماقررها الشرع و فيه دلالة علي أن الكفار مخاطبون بالعبادات وَ لَم نَكُ نُطعِمُ المِسكِينَ أي لم نكن نخرج الزكوات التي‌ كانت واجبة علينا والكفارات التي‌ وجب دفعها إلي المساكين وهم الفقراءوَ كُنّا نَخُوضُ مَعَ الخائِضِينَ أي كلما غوي غاو بالدخول في الباطل غوينا معه وَ كُنّا نُكَذّبُ بِيَومِ الدّينِ أي نجحد يوم الجزاءحَتّي أَتانَا اليَقِينُ أي الموت علي هذه الحالة وقيل حتي جاءنا العلم اليقين من ذلك بأن عايناه فَما تَنفَعُهُم شَفاعَةُ الشّافِعِينَ أي شفاعة الملائكة والنبيين كمانفعت الموحدين . و في قوله سبحانه انطَلِقُوا إِلي ما كُنتُم بِهِ تُكَذّبُونَ أي تقول لهم الخزنة اذهبوا وسيروا إلي النار التي‌ كنتم تجحدونها في الدنياانطَلِقُوا إِلي ظِلّ ذيِ‌ ثَلاثِ شُعَبٍ أي نار لها ثلاث شعب سماها ظلا لسواد نار جهنم وقيل هودخان جهنم له ثلاث شعب تحيط بالكافر شعبة تكون فوقه وشعبة عن يمينه وشعبة عن شماله فسمي‌ الدخان ظلا كما قال أَحاطَ بِهِم سُرادِقُها أي من الدخان الآخذ بالأنفاس وقيل يخرج من النار لسان فيحيط بالكافر كالسرادق فتنشعب ثلاث شعب يكون فيها حتي يفرغ من الحساب ثم وصف سبحانه ذلك الظل فقال لا ظَلِيلٍ أي غيرمانع من الأذي بستره عنه فظل هذاالدخان لايغني‌ شيئا من حر النار و هو قوله وَ لا يغُنيِ‌ مِنَ اللّهَبِ واللهب مايعلو علي النار إذااضطرمت من أحمر وأصفر وأخضر يعني‌ أنهم إذااستظلوا بذلك الظل لم يدفع عنهم حر اللهب ثم وصف النار فقال إِنّها ترَميِ‌ بِشَرَرٍ و هو ماتطاير من النار في الجهات كَالقَصرِ


صفحه : 275

أي مثله في عظمه وتخويفه يتطاير علي الكافرين من كل جهة نعوذ بالله منه و هوواحد القصور من البنيان والعرب تشبه الإبل بالقصور وقيل كَالقَصرِ أي كأصول الشجر العظام ثم شبهه في لونه بالجمالات الصفر فقال كَأَنّهُ جِمالَتٌ صُفرٌ أي كأنه أنيق سود لمايعتري‌ سوادها من الصفر قال الفراء لاتري أسود من الإبل إلا و هومشرب صفرة ولذلك سمت العرب سود الإبل صفرا وقيل هو من الصفرة لأن النار تكون صفراء. و في قوله تعالي إِنّ جَهَنّمَ كانَت مِرصاداًيرصدون به أي هي‌ معدة لهم يرصد بهاخزنتها الكفار وقيل مرصادا محبسا يحبس فيه الناس وقيل طريقا منصوبا علي العاصين فهو موردهم ومنهلهم و هذاإشارة إلي أن جهنم للعصاة علي الرصد لايفوتونهالِلطّاغِينَ مَآباً أي للذين جازوا حدود الله وطغوا في معصية الله مرجعا يرجعون إليه ومصيرا فكان المجرم قد كان بإجرامه فيها ثم رجع إليهالابِثِينَ فِيها أَحقاباً أي ماكثين فيهاأزمانا كثيرة وذكر فيه أقوال أحدها أن المعني أحقابا لاانقطاع لها كلما مضي حقب جاء بعده حقب آخر والحقب ثمانون سنة من سني‌ الآخرة. وثانيها أن الأحقاب ثلاثة وأربعون حقبا كل حقب سبعون خريفا كل خريف سبعمائة سنة كل سنة ثلاث مائة وستون يوما كل يوم ألف سنة عن مجاهد. وثالثها أن الله تعالي لم يذكر شيئا إلا وجعل له مدة ينقطع إليها و لم يجعل لأهل النار مدة بل قال لابِثِينَ فِيها أَحقاباًفو الله ما هو إلا أنه إذامضي حقب دخل حقب آخر ثم آخر كذلك إلي أبد الآبدين فليس للأحقاب عدة إلاالخلود في النار ولكن قدذكروا أن الحقب الواحد سبعون ألف سنة كل يوم من تلك السنين ألف سنة مما نعده . ورابعها أن المعني لابِثِينَ فِيها أَحقاباً لا يَذُوقُونَ في تلك الأحقاب إِلّا حَمِيماً وَ غَسّاقاً ثم يلبثون يذوقون فيها غيرالحميم والغساق من أنواع العذاب فهذا توقيت لأنواع العذاب لالمكثهم في النار و هذاأحسن الأقوال .


صفحه : 276

وخامسها أنه يعني‌ به أهل التوحيد عن خالد بن معدان .

وَ رَوَي نَافِعٌ عَنِ ابنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا يَخرُجُ مِنَ النّارِ مَن دَخَلَهَا حَتّي يَمكُثَ فِيهَا أَحقَاباً وَ الحُقبُ بِضعٌ وَ سِتّونَ سَنَةً وَ السّنَةُ ثَلَاثُ مِائَةٍ وَ سِتّونَ يَوماً كُلّ يَومٍكَأَلفِ سَنَةٍ مِمّا تَعُدّونَ فَلَا يَتّكِلَنّ أَحَدٌ عَلَي أَن يَخرُجَ مِنَ النّارِ وَ رَوَي العيَاّشيِ‌ّ بِإِسنَادِهِ عَن حُمرَانَ قَالَ

سَأَلتُ أَبَا جَعفَرٍ ع عَن هَذِهِ الآيَةِ فَقَالَ هَذِهِ فِي الّذِينَ يَخرُجُونَ مِنَ النّارِ وَ روُيِ‌َ عَنِ الأَحوَلِمِثلُهُ

. و قوله لا يَذُوقُونَ فِيها بَرداً وَ لا شَراباًيريد النوم والماء عن ابن عباس قال أبوعبيدة البرد النوم هنا وقيل لا يَذُوقُونَ فِيها بَرداًينفعهم من حرهاوَ لا شَراباًينقعهم من عطشهاإِلّا حَمِيماً وَ غَسّاقاً و هوصديد أهل النارجَزاءً وِفاقاً أي وافق عذاب النار الشرك لأنهما عظيمان و لاذنب أعظم من الشرك و لاعذاب أعظم من النار عن مقاتل وقيل جوزوا جزاء وفق أعمالهم عن ابن عباس إِنّهُم كانُوا لا يَرجُونَ حِساباً أي فعلنا ذلك بهم لأنهم كانوا لايخافون أن يحاسبوا و لايؤمنون بالبعث وَ كَذّبُوا بِآياتِنا أي بما جاءت به الأنبياء وقيل بالقرآن وقيل بحجج الله و لم يصدقوا بهاكِذّاباً أي تكذيباوَ كُلّ شَيءٍ أَحصَيناهُ كِتاباً أي كل شيء من الأعمال بيناه في اللوح المحفوظ وقيل أي كل شيء من أعمالهم حفظناه نجازيهم به فَذُوقُوا أي فقيل لهؤلاء الكفار ذوقوا ماأنتم فيه من العذاب فَلَن نَزِيدَكُم إِلّا عَذاباًلأن كل عذاب يأتي‌ بعدالوقت الأول فهو زائد عليه . و في قوله إِنّهُم عَن رَبّهِم يَومَئِذٍ لَمَحجُوبُونَيعني‌ أن هؤلاء الذين وصفهم بالكفر والفجور محجوبون يوم القيامة عن رحمة ربهم وإحسانه وكرامته وقيل ممنوعون عن رحمته مدفوعون عن ثوابه غيرمقبولين و لامرضيين وقيل محرومون عن ثوابه وكرامته عن علي ع . و في قوله تعالي إِنّ الّذِينَ فَتَنُوا المُؤمِنِينَ وَ المُؤمِناتِ أي أحرقوهم وعذبوهم بالنار. و في قوله وَ يَتَجَنّبُهَا أي ويتجنب الذكر والموعظةالأَشقَي أي أشقي


صفحه : 277

العصاة و هو ألذي كفر بالله وبتوحيده و عبدغيره ألّذِي يَصلَي النّارَ الكُبري أي يلزم أكبر النيران وهي‌ نار جهنم والنار الصغري نار الدنيا وقيل النار الكبري هي‌ التي‌ في الطبقة السفلي من جهنم لا يَمُوتُ فِيهافيستريح وَ لا يَحييحياة ينتفع بهابل صار حياته وبالا عليه يتمني زوالها لما هو فيه معها من فنون العقاب وألوان العذاب . و في قوله فَأَنذَرتُكُم ناراً تَلَظّي أي تتلهب وتتوقدلا يَصلاها إِلّا الأَشقَي ألّذِي كَذّبَبآيات الله ورسله وَ تَوَلّي أي أعرض عن الإيمان وَ سَيُجَنّبُهَا أي سيجنب النار ويجعل منها علي جانب الأَتقَيالمبالغ في التقوي ألّذِي يؤُتيِ‌ مالَهُ أي ينفقه في سبيل الله يَتَزَكّييطلب أن يكون عند الله زكيا لايطلب بذلك رئاء و لاسمعة قال القاضي‌ قوله لا يَصلاها إِلّا الأَشقَي ألّذِي كَذّبَ وَ تَوَلّي لايدل علي أنه تعالي لايدخل النار إلاالكافر علي مايقوله الخوارج وبعض المرجئة و ذلك لأنه نكر النار المذكورة و لم يعرفها فالمراد بذلك أن نارا من جملة النيران لايصلها إلا من هذه حاله والنيران دركات علي مابينه سبحانه في سورة النساء في شأن المنافقين فمن أين عرف أن غير هذه النار لايصلها قوم آخرون و بعد فإن الظاهر من الآية يوجب أن لايدخل النار إلا من كذب وتولي وجمع بين الأمرين فلابد للقوم من القول بخلافه لأنهم يوجبون النار لمن يتولي عن كثير من الواجبات و إن لم يكذب . و في قوله تعالي لَئِن لَم يَنتَهِ أي إن لم يمتنع أبوجهل عن تكذيب محمدص وإيذائه لَنَسفَعاً بِالنّاصِيَةِالنون نون التأكيد الخفيفة أي لنجرن بناصيته إلي النار و هذاكقوله فَيُؤخَذُ باِلنوّاصيِ‌ وَ الأَقدامِ ومعناه لنذلنه ونقيمنه مقام الأذلة ففي‌ الأخذ بالناصية إهانة واستخفاف وقيل معناه لنغيرن وجهه ونسودنه بالنار يوم القيامة لأن السفع أثر الإحراق بالنارناصِيَةٍ كاذِبَةٍ خاطِئَةٍوصفها بالكذب والخطاء بمعني أن صاحبها كاذب في أقواله خاطئ في أفعاله لماذكر الجر بهاأضاف


صفحه : 278

الفعل إليها قال ابن عباس لماأتي أبوجهل رسول الله ص انتهره رسول الله ص فقال أبوجهل أتنهرني‌ يا محمدفو الله لقد علمت ما بها أي بمكة أحد أكثر ناديا مني‌ فأنزل الله سبحانه فَليَدعُ نادِيَهُ و هذاوعيد أي فليدع أهل ناديه ومجلسه يعني‌ عشيرته فلينتصر بهم إذاحل عقاب الله به سَنَدعُ الزّبانِيَةَيعني‌ الملائكة الموكلين بالنار وهم الملائكة الغلاظ الشداد. و في قوله تعالي كَلّا لَو تَعلَمُونَ عِلمَ اليَقِينِ أي لوتعلمون الأمر علما يقينا لشغلكم ماتعلمون عن التفاخر والتباهي‌ بالعز والكثرة ثم استأنف سبحانه وعيدا آخر فقال لَتَرَوُنّ الجَحِيمَ علي نية القسم يعني‌ حين تبرز الجحيم في القيامة قبل دخولهم إليهاثُمّ لَتَرَوُنّهايعني‌ بعدالدخول إليهاعَينَ اليَقِينِ كمايقال حق اليقين ومحض اليقين معناه ثم لترونها بالمشاهدة إذادخلتموها وعذبتم بها. و في قوله تعالي لَيُنبَذَنّ فِي الحُطَمَةِ أي ليطرحن من وصفناه في الحطمة وهي‌ اسم من أسماء جهنم قال مقاتل وهي‌ تحطم العظام وتأكل اللحوم حتي تهجم علي القلوب ثم قال وَ ما أَدراكَ مَا الحُطَمَةُتفخيما لأمرها ثم فسرها بقوله نارُ اللّهِ المُوقَدَةُ أي المؤججة أضافها سبحانه إلي نفسه ليعلم أنها ليست كسائر النيران ثم وصفها بالإيقاد علي الدوام التّيِ‌ تَطّلِعُ عَلَي الأَفئِدَةِ أي تشرف علي القلوب فتبلغها ألمها وحريقها وقيل معناه أن هذه النار تخرج من الباطن إلي الظاهر خلاف نيران الدنياإِنّها عَلَيهِم مُؤصَدَةٌيعني‌ أنها علي أهلها مطبقة تطبق أبوابها عليهم تأكيدا للإياس عن الخروج فِي عَمَدٍ مُمَدّدَةٍ وهي‌ جمع عمود و قال أبوعبيدة كلاهما جمع عماد قال وهي‌ أوتاد الأطباق التي‌ تطبق علي أهل النار و قال مقاتل أطبقت الأبواب عليهم ثم شدت بأوتاد من حديد من نار حتي يرجع عليهم غمها وحرها فلايفتح عليهم باب و لايدخل عليهم روح و قال الحسن يعني‌ عمد السرادق في قوله أَحاطَ بِهِم سُرادِقُها فإذامدت تلك العمد أطبقت جهنم علي أهلها


صفحه : 279

نعوذ بالله منها و قال الكلبي‌ في عمد مثل السواري‌ ممدودة مطولة تمدد عليهم و قال ابن عباس هم في عمد أي في أغلال في أعناقهم يعذبون بها. وَ رَوَي العيَاّشيِ‌ّ بِإِسنَادِهِ عَن مُحَمّدِ بنِ النّعمَانِ الأَحوَلِ عَن حُمرَانَ بنِ أَعيَنَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ الكُفّارَ وَ المُشرِكِينَ يُعَيّرُونَ أَهلَ التّوحِيدِ فِي النّارِ وَ يَقُولُونَ مَا نَرَي تَوحِيدَكُم أَغنَي عَنكُم شَيئاً وَ مَا نَحنُ وَ أَنتُم إِلّا سَوَاءٌ قَالَ فَيَأنَفُ لَهُمُ الرّبّ تَعَالَي فَيَقُولُ لِلمَلَائِكَةِ اشفَعُوا فَيَشفَعُونَ لِمَن شَاءَ اللّهُ ثُمّ يَقُولُ لِلنّبِيّينَ اشفَعُوا فَيَشفَعُونَ لِمَن شَاءَ اللّهُ ثُمّ يَقُولُ لِلمُؤمِنِينَ اشفَعُوا فَيَشفَعُونَ لِمَن شَاءَ اللّهُ وَ يَقُولُ اللّهُ أَنَا أَرحَمُ الرّاحِمِينَ اخرُجُوا برِحَمتَيِ‌ فَيَخرُجُونَ كَمَا يَخرُجُ الفَرَاشُ قَالَ ثُمّ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع ثُمّ مُدّتِ العُمُدُ وَ أُوصِدَت عَلَيهِم وَ كَانَ وَ اللّهِ الخُلُودُ

. و في قوله سبحانه سَيَصلي ناراً ذاتَ لَهَبٍ أي سيدخل نارا ذات قوة واشتعال تلتهب عليه وهي‌ نار جهنم وَ امرَأَتُهُ وهي‌ أم جميل بنت حرب أخت أبي سفيان حَمّالَةَ الحَطَبِكانت تحمل الشوك والغضا فتطرحه في طريق رسول الله ص إذاخرج إلي الصلاة وقيل معناه حمالة الخطايافِي جِيدِها حَبلٌ مِن مَسَدٍ أي في عنقها حبل من ليف وإنما وصفها بهذه الصفة تخسيسا لها وتحقيرا وقيل حبل تكون له خشونة الليف وحرارة النار وثقل الحديد يجعل في عنقها زيادة في عذابها وقيل في عنقها سلسلة من حديد طولهاسَبعُونَ ذِراعاًتدخل من فيها وتخرج من دبرها وتدار علي عنقها في النار عن ابن عباس وعروة بن الزبير وسميت السلسلة مسدا لأنها ممسودة أي مفتولة وقيل إنها كانت لها قلادة فاخرة من جوهر فقالت لأنفقنها في عداوة محمدص فتكون عذابا في عنقها يوم القيامة عن سعيد بن المسيب . و في قوله سبحانه قُل أَعُوذُ بِرَبّ الفَلَقِالفلق الصبح لانفلاق عموده بالضياء


صفحه : 280

عن الظلال وقيل الفلق المواليد لأنهم ينفلقون بالخروج من أصلاب الآباء وأرحام الأمهات وقيل جب في جهنم يتعوذ أهل جهنم من شدة حره عن السدي‌ ورواه أبوحمزة الثمالي‌ و علي بن ابراهيم في تفسيريهما.

1-فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قُلتُ لَهُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ خوَفّنيِ‌ فَإِنّ قلَبيِ‌ قَد قَسَا فَقَالَ يَا أَبَا مُحَمّدٍ استَعِدّ لِلحَيَاةِ الطّوِيلَةِ فَإِنّ جَبرَئِيلَ جَاءَ إِلَي النّبِيّص وَ هُوَ قَاطِبٌ وَ قَد كَانَ قَبلَ ذَلِكَ يجَيِ‌ءُ وَ هُوَ مُتَبَسّمٌ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا جَبرَئِيلُ جئِتنَيِ‌ اليَومَ قَاطِباً فَقَالَ يَا مُحَمّدُ قَد وُضِعَت مَنَافِخُ النّارِ فَقَالَ وَ مَا مَنَافِخُ النّارِ يَا جَبرَئِيلُ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَمَرَ بِالنّارِ فَنُفِخَ عَلَيهَا أَلفَ عَامٍ حَتّي ابيَضّت ثُمّ نُفِخَ عَلَيهَا أَلفَ عَامٍ حَتّي احمَرّت ثُمّ نُفِخَ عَلَيهَا أَلفَ عَامٍ حَتّي اسوَدّت فهَيِ‌َ سَودَاءُ مُظلِمَةٌ لَو أَنّ قَطرَةً مِنَ الضّرِيعِ قَطَرَت فِي شَرَابِ أَهلِ الدّنيَا لَمَاتَ أَهلُهَا مِن نَتنِهَا وَ لَو أَنّ حَلقَةً وَاحِدَةً مِنَ السّلسِلَةِ التّيِ‌ طُولُهَاسَبعُونَ ذِراعاًوُضِعَت عَلَي الدّنيَا لَذَابَتِ الدّنيَا مِن حَرّهَا وَ لَو أَنّ سِربَالًا مِن سَرَابِيلِ أَهلِ النّارِ عُلّقَ بَينَ السّمَاءِ وَ الأَرضِ لَمَاتَ أَهلُ الدّنيَا مِن رِيحِهِ قَالَ فَبَكَي رَسُولُ اللّهِص وَ بَكَي جَبرَئِيلُ فَبَعَثَ اللّهُ إِلَيهِمَا مَلَكاً فَقَالَ لَهُمَا إِنّ رَبّكُمَا يُقرِئُكُمَا السّلَامَ وَ يَقُولُ قَد أَمِنتُكُمَا أَن تُذنِبَا ذَنباً أُعَذّبُكُمَا عَلَيهِ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع فَمَا رَأَي رَسُولُ اللّهِص جَبرَئِيلَ مُتَبَسّماً بَعدَ ذَلِكَ ثُمّ قَالَ إِنّ أَهلَ النّارِ يُعَظّمُونَ النّارَ وَ إِنّ أَهلَ الجَنّةِ يُعَظّمُونَ الجَنّةَ وَ النّعِيمَ وَ إِنّ جَهَنّمَ إِذَا دَخَلُوهَا هَوَوا فِيهَا مَسِيرَةَ سَبعِينَ عَاماً فَإِذَا بَلَغُوا أَعلَاهَا قُمِعُوا بِمَقَامِعِ الحَدِيدِ وَ أُعِيدُوا فِي دَرَكِهَا فَهَذِهِ حَالُهُم وَ هُوَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّكُلّما أَرادُوا أَن يَخرُجُوا مِنها مِن غَمّ أُعِيدُوا فِيها وَ ذُوقُوا عَذابَ الحَرِيقِ ثُمّ تُبَدّلُ جُلُودُهُم غَيرَ الجُلُودِ التّيِ‌ كَانَت عَلَيهِم قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع حَسبُكَ قُلتُ حسَبيِ‌ حسَبيِ‌

2-ثو،[ثواب الأعمال ] لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ مُوسَي عَنِ الأسَدَيِ‌ّ عَنِ النخّعَيِ‌ّ عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَن حَفصِ بنِ غِيَاثٍ عَنِ الصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِ


صفحه : 281

ص أَربَعَةٌ يُؤذُونَ أَهلَ النّارِ عَلَي مَا بِهِم مِنَ الأَذَي يُسقَونَ مِنَ الحَمِيمِ فِي الجَحِيمِ يُنَادُونَ بِالوَيلِ وَ الثّبُورِ يَقُولُ أَهلُ النّارِ بَعضُهُم لِبَعضٍ مَا بَالُ هَؤُلَاءِ الأَربَعَةِ قَد آذَونَا عَلَي مَا بِنَا مِنَ الأَذَي فَرَجُلٌ مُعَلّقٌ فِي تَابُوتٍ مِن جَمرٍ وَ رَجُلٌ يَجُرّ أَمعَاءَهُ وَ رَجُلٌ يَسِيلُ فُوهُ قَيحاً وَ دَماً وَ رَجُلٌ يَأكُلُ لَحمَهُ فَقِيلَ لِصَاحِبِ التّابُوتِ مَا بَالُ الأَبعَدِ قَد آذَانَا عَلَي مَا بِنَا مِنَ الأَذَي فَيَقُولُ إِنّ الأَبعَدَ قَد مَاتَ وَ فِي عُنُقِهِ أَموَالُ النّاسِ لَم يَجِد لَهَا فِي نَفسِهِ أَدَاءً وَ لَا وَفَاءً ثُمّ يُقَالُ للِذّيِ‌ يَجُرّ أَمعَاءَهُ مَا بَالُ الأَبعَدِ قَد آذَانَا عَلَي مَا بِنَا مِنَ الأَذَي فَيَقُولُ إِنّ الأَبعَدَ كَانَ لَا يبُاَليِ‌ أَينَ أَصَابَ البَولُ مِن جَسَدِهِ ثُمّ يُقَالُ للِذّيِ‌ يَسِيلُ فُوهُ قَيحاً وَ دَماً مَا بَالُ الأَبعَدِ قَد آذَانَا عَلَي مَا بِنَا مِنَ الأَذَي فَيَقُولُ إِنّ الأَبعَدَ كَانَ يحُاَكيِ‌ فَيَنظُرُ إِلَي كُلّ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ فَيُسنِدُهَا وَ يحُاَكيِ‌ بِهَا ثُمّ يُقَالُ للِذّيِ‌ كَانَ يَأكُلُ لَحمَهُ مَا بَالُ الأَبعَدِ قَد آذَانَا عَلَي مَا بِنَا مِنَ الأَذَي فَيَقُولُ إِنّ الأَبعَدَ كَانَ يَأكُلُ لُحُومَ النّاسِ بِالغِيبَةِ وَ يمَشيِ‌ بِالنّمِيمَةِ

توضيح قال الجزري‌ فيه إن رجلا جاء فقال إن الأبعد قدزني معناه المتباعد عن الخير والعصمة يقال بعدبالكسر فهو باعد أي هلك والأبعد الخائن أيضا

3- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ إِدرِيسَ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الجَبّارِ عَنِ ابنِ البطَاَئنِيِ‌ّ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ دِينَارٍ عَن عَمرِو بنِ ثَابِتٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ البَاقِرِ ع قَالَ إِنّ أَهلَ النّارِ يَتَعَاوَونَ فِيهَا كَمَا يَتَعَاوَي الكِلَابُ وَ الذّئَابُ مِمّا يَلقَونَ مِن أَلِيمِ[أَلَمِ]العَذَابِ فَمَا ظَنّكَ يَا عَمرُو بِقَومٍلا يُقضي عَلَيهِم فَيَمُوتُوا وَ لا يُخَفّفُ عَنهُم مِن عَذابِهاعِطَاشٍ فِيهَا جِيَاعٍ كَلِيلَةٍ أَبصَارُهُم صُمّ بُكمٍ عمُي‌ٍ مُسوَدّةٍ وُجُوهُهُم خَاسِئِينَ فِيهَا نَادِمِينَ مَغضُوبٍ عَلَيهِم فَلَا يُرحَمُونَ مِنَ العَذَابِ وَ لَا يُخَفّفُ عَنهُم وَفِي النّارِ يُسجَرُونَ وَ مِنَ الحَمِيمِ يَشرَبُونَ وَ مِنَ الزّقّومِ يَأكُلُونَ وَ بِكَلَالِيبِ النّارِ يُحطَمُونَ وَ بِالمَقَامِعِ يُضرَبُونَ وَ المَلَائِكَةُ الغِلَاظُ الشّدَادُ لَا يَرحَمُونَ فَهُم فِي النّارِ يُسحَبُونَ عَلَي وُجُوهِهِم


صفحه : 282

مَعَ الشّيَاطِينِ يُقَرّنُونَ وَ فِي الأَنكَالِ وَ الأَغلَالِ يُصَفّدُونَ إِن دَعَوا لَم يُستَجَب لَهُم وَ إِن سَأَلُوا حَاجَةً لَم تُقضَ لَهُم هَذِهِ حَالُ مَن دَخَلَ النّارَ

بيان يحطمون أي يكسرون ويقطعون و في بعض النسخ بالخاء المعجمة يقال خطمه أي ضرب أنفه وبالخطام جعله علي أنفه كخطمه به أوجر أنفه ليضع عليه الخطام ذكره الفيروزآبادي‌

4- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] أَبِي عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الكوُفيِ‌ّ عَنِ العَبّاسِ بنِ عَامِرٍ عَن أَحمَدَ بنِ رِزقٍ عَن يَحيَي بنِ أَبِي العَلَاءِ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ البَاقِرِ ع قَالَ إِنّ عَبداً مَكَثَ فِي النّارِ سَبعِينَ خَرِيفاً وَ الخَرِيفُ سَبعُونَ سَنَةً قَالَ ثُمّ إِنّهُ سَأَلَ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ بِحَقّ مُحَمّدٍ وَ أَهلِ بَيتِهِ لَمّا رحَمِتنَيِ‌ قَالَ فَأَوحَي اللّهُ جَلّ جَلَالُهُ إِلَي جَبرَئِيلَ ع أَنِ اهبِط إِلَي عبَديِ‌ فَأَخرِجهُ قَالَ يَا رَبّ وَ كَيفَ لِي بِالهُبُوطِ فِي النّارِ قَالَ إنِيّ‌ قَد أَمَرتُهَا أَن تَكُونَ عَلَيكَ بَرداً وَ سَلَاماً قَالَ يَا رَبّ فَمَا علِميِ‌ بِمَوضِعِهِ قَالَ إِنّهُ فِي جُبّ مِن سِجّينٍ قَالَ فَهَبَطَ فِي النّارِ فَوَجَدَهُ وَ هُوَ مَعقُولٌ عَلَي وَجهِهِ فَأَخرَجَهُ فَقَالَ عَزّ وَ جَلّ يَا عبَديِ‌ كَم لَبِثتَ تنُاَشدِنُيِ‌ فِي النّارِ قَالَ مَا أُحصِيهِ يَا رَبّ قَالَ أَمَا وَ عزِتّيِ‌ لَو لَا مَا سأَلَتنَيِ‌ بِهِ لَأَطَلتُ هَوَانَكَ فِي النّارِ وَ لَكِنّهُ حَتمٌ عَلَي نفَسيِ‌ أَن لَا يسَألَنَيِ‌ عَبدٌ بِحَقّ مُحَمّدٍ وَ أَهلِ بَيتِهِ إِلّا غَفَرتُ لَهُ مَا كَانَ بيَنيِ‌ وَ بَينَهُ وَ قَد غَفَرتُ لَكَ اليَومَ

مع ،[معاني‌ الأخبار] أبي عن سعد عن الحسن بن علي الكوفي‌مثله بيان قال الجزري‌ فيه فقراء أمتي‌ يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بأربعين خريفا الخريف الزمان المعروف من فصول السنة ما بين الصيف والشتاء ويريد به أربعين سنة لأن الخريف لا يكون في السنة إلامرة واحدة و منه الحديث أن أهل النار يدعون مالكا أربعين خريفا انتهي .أقول لما لم يكن في الآخرة يوم وليل وشتاء وخريف يعبر عن مقدار من الزمان باليوم وبالسنة فقد يطلق اليوم علي مقدار خمسين ألف سنة فكذلك عبر عن سبعين سنة هنا بالخريف لكون السبعين منتهي أعمار أكثر الناس أولكونه بالنسبة


صفحه : 283

إلي أعمار المعمرين بمنزلة الخريف ألذي يأتي‌ علي الأشجار فيذهب بطراوتها ونمائها أولغير ذلك قوله و هومعقول أي مشدود يداه ورجلاه مكبوب علي وجهه

5- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]الغضَاَئرِيِ‌ّ بِإِسنَادِهِ عَن شُرَيحٍ القاَضيِ‌ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فِي خُطبَةٍ لَهُ طَوِيلَةٍ حَتّي تُشَقّ عَنِ القُبُورِ وَ تُبعَثَ إِلَي النّشُورِ فَإِن خُتِمَ لَكَ بِالسّعَادَةِ صِرتَ إِلَي الحُبُورِ وَ أَنتَ مَلِكٌ مُطَاعٌ وَ آمِنٌ لَا تُرَاعُ يَطُوفُ عَلَيكُم وِلدَانٌ كَأَنّهُمُ الجُمَانُ بِكَأسٍ مِن مَعِينٍ بَيضَاءَ لَذّةٍ لِلشّارِبِينَ أَهلُ الجَنّةِ فِيهَا يَتَنَعّمُونَ وَ أَهلُ النّارِ فِيهَا يُعَذّبُونَ هَؤُلَاءِ فِي السّندُسِ وَ الحَرِيرِ يَتَبَختَرُونَ وَ هَؤُلَاءِ فِي الجَحِيمِ وَ السّعِيرِ يَتَقَلّبُونَ هَؤُلَاءِ تُحشَي جَمَاجِمُهُم بِمِسكِ الجِنَانِ وَ هَؤُلَاءِ يُضرَبُونَ بِمَقَامِعِ النّيرَانِ هَؤُلَاءِ يُعَانِقُونَ الحُورَ فِي الحِجَالِ وَ هَؤُلَاءِ يُطَوّقُونَ أَطوَاقاً فِي النّارِ بِالأَغلَالِ فَلَهُ فَزَعٌ قَد أَعيَا الأَطِبّاءَ وَ بِهِ دَاءٌ لَا يَقبَلُ الدّوَاءَ

6- ع ،[علل الشرائع ] أَبُو الهَيثَمِ عَبدُ اللّهِ بنُ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الصّائِغِ عَن سَعِيدِ بنِ مَنصُورٍ عَن سُفيَانَ عَنِ الزهّريِ‌ّ عَن سَعِيدِ بنِ المُسَيّبِ عَن أَبِي هُرَيرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا اشتَدّ الحَرّ فَأَبرِدُوا بِالصّلَاةِ فَإِنّ الحَرّ مِن فَيحِ جَهَنّمَ وَ اشتَكَتِ النّارُ إِلَي رَبّهَا فَأَذِنَ لَهَا فِي نَفَسَينِ نَفَسٍ فِي الشّتَاءِ وَ نَفَسٍ فِي الصّيفِ فَشِدّةُ مَا يَجِدُونَ مِنَ الحَرّ مِن فَيحِهَا وَ مَا يَجِدُونَ مِنَ البَردِ مِن زَمهَرِيرِهَا

7- مع ،[معاني‌ الأخبار] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عُقبَةَ عَمّن رَوَاهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّلابِثِينَ فِيها أَحقاباً قَالَ الأَحقَابُ ثَمَانِيَةُ أَحقَابٍ وَ الحُقبَةُ ثَمَانُونَ سَنَةً وَ السّنّةُ ثَلَاثُ مِائَةٍ وَ سِتّونَ يَوماً وَ اليَومُكَأَلفِ سَنَةٍ مِمّا تَعُدّونَ

إيضاح قال الجوهري‌ الحقب بالضم ثمانون سنة ويقال أكثر من ذلك والجمع حقاب مثل قف وقفاف والحقبة بالكسر واحدة الحقب وهي‌ السنون والحقب والأحقاب الدهور و منه قوله تعالي أَو أمَضيِ‌َ حُقُباً

8-يد،[التوحيد]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]الهمَداَنيِ‌ّ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ الهرَوَيِ‌ّ قَالَ قُلتُ


صفحه : 284

لِلرّضَا ع أخَبرِنيِ‌ عَنِ الجَنّةِ وَ النّارِ أَ هُمَا اليَومَ مَخلُوقَتَانِ فَقَالَ نَعَم وَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص قَد دَخَلَ الجَنّةَ وَ رَأَي النّارَ لَمّا عُرِجَ بِهِ إِلَي السّمَاءِ قَالَ فَقُلتُ لَهُ فَإِنّ قَوماً يَقُولُونَ إِنّهُمَا اليَومَ مُقَدّرَتَانِ غَيرُ مَخلُوقَتَينِ فَقَالَ ع مَا أُولَئِكَ مِنّا وَ لَا نَحنُ مِنهُم مَن أَنكَرَ خَلقَ الجَنّةِ وَ النّارِ فَقَد كَذّبَ النّبِيّص وَ كَذّبَنَا وَ لَيسَ مِن وَلَايَتِنَا عَلَي شَيءٍ وَ خُلّدَ فِي نَارِ جَهَنّمَ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّهذِهِ جَهَنّمُ التّيِ‌ يُكَذّبُ بِهَا المُجرِمُونَ يَطُوفُونَ بَينَها وَ بَينَ حَمِيمٍ آنٍالخَبَرَ

ج ،[الإحتجاج ]مرسلا مثله

9- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَنِ ابنِ بُكَيرٍ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ البَاقِرِ ع قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص حَيثُ أسُريِ‌َ بِهِ لَم يَمُرّ بِخَلقٍ مِن خَلقِ اللّهِ إِلّا رَأَي مِنهُ مَا يُحِبّ مِنَ البِشرِ وَ اللّطفِ وَ السّرُورِ بِهِ حَتّي مَرّ بِخَلقٍ مِن خَلقِ اللّهِ فَلَم يَلتَفِت إِلَيهِ وَ لَم يَقُل لَهُ شَيئاً فَوَجَدَهُ قَاطِباً عَابِساً فَقَالَ يَا جَبرَئِيلُ مَا مَرَرتُ بِخَلقٍ مِن خَلقِ اللّهِ إِلّا رَأَيتُ البِشرَ وَ اللّطفَ وَ السّرُورَ مِنهُ إِلّا هَذَا فَمَن هَذَا قَالَ هَذَا مَالِكٌ خَازِنُ النّارِ هَكَذَا خَلَقَهُ رَبّهُ قَالَ فإَنِيّ‌ أُحِبّ أَن تَطلُبَ إِلَيهِ أَن يرُيِنَيِ‌ النّارَ فَقَالَ لَهُ جَبرَئِيلُ ع إِنّ هَذَا مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِص وَ قَد سأَلَنَيِ‌ أَن أَطلُبَ إِلَيكَ أَن تُرِيَهُ النّارَ قَالَ فَأَخرَجَ لَهُ عُنُقاً مِنهَا فَرَآهَا فَلَمّا أَبصَرَهَا لَم يَكُن ضَاحِكاً حَتّي قَبَضَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ

ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] ابنُ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ ابنِ بُكَيرٍ مِثلَهُ وَ فِيهِ وَ قَد سأَلَنَيِ‌ أَن أَسأَلَكَ أَن تُرِيَهَا إِيّاهُ قَالَ فَكَشَفَ لَهُ طَبَقاً مِن أَطبَاقِهَا قَالَ فَمَا افتَرّ رَسُولُ اللّهِص ضَاحِكاً حَتّي مَاتَ

بيان افتر فلان ضاحكا بتشديد الراء أبدي أسنانه

10-ل ،[الخصال ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ هِلَالٍ عَنِ العَلَاءِ عَن مُحَمّدٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ وَ اللّهِ مَا خَلَتِ الجَنّةُ مِن أَروَاحِ المُؤمِنِينَ مُنذُ خَلَقَهَا وَ لَا خَلَتِ النّارُ مِن أَروَاحِ الكُفّارِ وَ العُصَاةِ مُنذُ خَلَقَهَا عَزّ وَ جَلّ الخَبَرَ


صفحه : 285

11-ل ،[الخصال ]القَطّانُ عَنِ ابنِ زَكَرِيّا القَطّانِ عَنِ ابنِ حَبِيبٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عُبَيدِ اللّهِ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن أَبَانٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الفُضَيلِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ ع قَالَ إِنّ لِلنّارِ سَبعَةَ أَبوَابٍ بَابٌ يَدخُلُ مِنهُ فِرعَونُ وَ هَامَانُ وَ قَارُونُ وَ بَابٌ يَدخُلُ مِنهُ المُشرِكُونَ وَ الكُفّارُ مِمّن لَم يُؤمِن بِاللّهِ طَرفَةَ عَينٍ وَ بَابٌ تَدخُلُ مِنهُ بَنُو أُمَيّةَ وَ هُوَ لَهُم خَاصّةً لَا يُزَاحِمُهُم فِيهِ أَحَدٌ وَ هُوَ بَابُ لَظَي وَ هُوَ بَابُ سَقَرَ وَ هُوَ بَابُ الهَاوِيَةِ تهَويِ‌ بِهِم سَبعِينَ خَرِيفاً فَكُلّمَا هَوَي بِهِم سَبعِينَ خَرِيفاً فَارَ بِهِم فَورَةً قَذَفَ بِهِم فِي أَعلَاهَا سَبعِينَ خَرِيفاً ثُمّ هَوَي بِهِم كَذَلِكَ سَبعِينَ خَرِيفاً فَلَا يَزَالُونَ هَكَذَا أَبَداً خَالِدِينَ مُخَلّدِينَ وَ بَابٌ يَدخُلُ فِيهِ مُبغِضُونَا وَ مُحَارِبُونَا وَ خَاذِلُونَا وَ إِنّهُ لَأَعظَمُ الأَبوَابِ وَ أَشَدّهَا حَرّاً

بيان الخبر يحتمل وجوها الأول أنه ع لم يعد جميع الأبواب بل عد أربعة هي‌ معظمها واللظي وسقر والهاوية كلها أسماء باب بني‌ أمية والثاني‌ أن يكون قوله و هو باب لظي الضمير فيه راجعا إلي جنس الباب والمعني من الأبواب باب لظي فيكون غير باب بني‌ أمية فيتم السبعة الثالث أن تكون تلك الأبواب أيضا لبني‌ أمية الرابع أن ينقسم باب بني‌ أمية إلي تلك الأبواب و لم يذكر الباب السابع لسائر الناس لظهوره الخامس أن تكون الثلاثة أسماء للأبواب الثلاثة المتقدمة علي اللف والنشر

12-ل ،[الخصال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَعرُوفٍ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ هَمّامٍ عَنِ ابنِ غَزوَانَ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع عَنِ النّبِيّص قَالَ تُكَلّمُ النّارُ يَومَ القِيَامَةِ ثَلَاثَةً أَمِيراً وَ قَارِئاً وَ ذَا ثَروَةٍ مِنَ المَالِ فَتَقُولُ لِلأَمِيرِ يَا مَن وَهَبَ اللّهُ لَهُ سُلطَاناً فَلَم يَعدِل فَتَزدَرِدُهُ كَمَا يَزدَرِدُ الطّيرُ حَبّ السّمسِمِ وَ تَقُولُ للِقاَر‌ِئِ يَا مَن تَزَيّنَ لِلنّاسِ وَ بَارَزَ اللّهَ باِلمعَاَصيِ‌ فَتَزدَرِدُهُ وَ تَقُولُ للِغنَيِ‌ّ يَا مَن وَهَبَ اللّهُ لَهُ دُنيَا كَثِيرَةً وَاسِعَةً فَيضاً وَ سَأَلَهُ الحَقِيرَ اليَسِيرَ قَرضاً فَأَبَي إِلّا بُخلًا فَتَزدَرِدُهُ


صفحه : 286

بيان الازدراد الابتلاع والفيض مبالغة في الوصف بالكثرة أوأريد به الدوام والاستمرار

13-ل ،[الخصال ] ابنُ مُوسَي عَنِ ابنِ زَكَرِيّا القَطّانِ عَنِ ابنِ حَبِيبٍ عَن عَبدِ الرّحِيمِ الجبَلَيِ‌ّ الصيّدنَاَنيِ‌ّ وَ عَبدِ اللّهِ بنِ الصّلتِ عَنِ الحَسَنِ بنِ نَصرٍ الخَزّازِ عَن عَمرِو بنِ طَلحَةَ عَن أَسبَاطِ بنِ نَصرٍ عَن سِمَاكِ بنِ حَربٍ عَن عِكرِمَةَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ قَدِمَ يَهُودِيّانِ فَسَأَلَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَا أَينَ تَكُونُ الجَنّةُ وَ أَينَ تَكُونُ النّارُ قَالَ أَمّا الجَنّةُ ففَيِ‌ السّمَاءِ وَ أَمّا النّارُ ففَيِ‌ الأَرضِ الخَبَرَ

14-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] فِي خَبَرِ الشاّميِ‌ّ أَنّهُ سَأَلَ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع عَن شَرّ وَادٍ عَلَي وَجهِ الأَرضِ فَقَالَ وَادٍ بِاليَمَنِ يُقَالُ لَهُ بَرَهُوتُ وَ هُوَ مِن أَودِيَةِ جَهَنّمَ وَ سَأَلَهُ عَن كَلَامِ أَهلِ الجَنّةِ فَقَالَ كَلَامُ أَهلِ الجَنّةِ بِالعَرَبِيّةِ وَ سَأَلَهُ عَن كَلَامِ أَهلِ النّارِ فَقَالَ بِالمَجُوسِيّةِ

بيان قوله ع و هو من أودية جهنم أي تشبهها أوتحاذيها أوستصير منها أوهي‌ جهنم لأرواح الكفار في البرزخ كمامر

15-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]المُفَسّرُ عَن أَحمَدَ بنِ الحَسَنِ الحسُيَنيِ‌ّ عَن أَبِي مُحَمّدٍ العسَكرَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن أَبِيهِ عَنِ الرّضَا عَن أَبِيهِ ع قَالَ قِيلَ لِلصّادِقِ ع أَخبِرنَا عَنِ الطّاعُونِ فَقَالَ عَذَابُ اللّهِ لِقَومٍ وَ رَحمَةٌ لِآخَرِينِ قَالُوا وَ كَيفَ تَكُونُ الرّحمَةُ عَذَاباً قَالَ أَ مَا تَعرِفُونَ أَنّ نِيرَانَ جَهَنّمَ عَذَابٌ عَلَي الكُفّارِ وَ خَزَنَةُ جَهَنّمَ مَعَهُم فِيهَا فهَيِ‌َ رَحمَةٌ عَلَيهِم

16- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] فِي كِتَابِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع إِلَي أَهلِ مِصرَ فِي وَصفِ النّارِ قَعرُهَا بَعِيدٌ وَ حَرّهَا شَدِيدٌ وَ شَرَابُهَا صَدِيدٌ وَ عَذَابُهَا جَدِيدٌ وَ مَقَامِعُهَا حَدِيدٌ لَا يَفتُرُ عَذَابُهَا وَ لَا يَمُوتُ سَاكِنُهَا دَارٌ لَيسَ فِيهَا رَحمَةٌ وَ لَا تَسمَعُ لِأَهلِهَا دَعوَةٌ الخَبَرَ


صفحه : 287

17- مع ،[معاني‌ الأخبار] أَبِي عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي القَاسِمِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الكوُفيِ‌ّ عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَن مُعَاوِيَةَ بنِ وَهبٍ قَالَ كُنّا عِندَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَقَرَأَ رَجُلٌقُل أَعُوذُ بِرَبّ الفَلَقِ فَقَالَ الرّجُلُ وَ مَا الفَلَقُ قَالَ صَدعٌ فِي النّارِ فِيهِ سَبعُونَ أَلفَ دَارٍ فِي كُلّ دَارٍ سَبعُونَ أَلفَ بَيتٍ فِي كُلّ بَيتٍ سَبعُونَ أَلفَ أَسوَدَ فِي جَوفِ كُلّ أَسوَدَ سَبعُونَ أَلفَ جَرّةِ سَمّ لَا بُدّ لِأَهلِ النّارِ أَن يَمُرّوا عَلَيهَا

18-فس ،[تفسير القمي‌] فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِأَصحابُ الجَنّةِ يَومَئِذٍ خَيرٌ مُستَقَرّا وَ أَحسَنُ مَقِيلًافَبَلَغَنَا وَ اللّهُ أَعلَمُ أَنّهُ إِذَا استَوَي أَهلُ النّارِ إِلَي النّارِ لِيُنطَلَقَ بِهِم قَبلَ أَن يَدخُلُوا النّارَ فَيُقَالُ لَهُمُ ادخُلُواإِلي ظِلّ ذيِ‌ ثَلاثِ شُعَبٍ مِن دُخَانِ النّارِ فَيَحسَبُونَ أَنّهَا الجَنّةُ ثُمّ يَدخُلُونَ النّارَ أَفوَاجاً وَ ذَلِكَ نِصفُ النّهَارِ وَ أَقبَلَ أَهلُ الجَنّةِ فِيمَا اشتَهَوا مِنَ التّحَفِ حَتّي يُعطَوا مَنَازِلَهُم فِي الجَنّةِ نِصفَ النّهَارِ فَذَلِكَ قَولُ اللّهِأَصحابُ الجَنّةِ يَومَئِذٍ خَيرٌ مُستَقَرّا وَ أَحسَنُ مَقِيلًا

19-فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَن سَمَاعَةَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَا خَلَقَ اللّهُ خَلقاً إِلّا جَعَلَ لَهُ فِي الجَنّةِ مَنزِلًا وَ فِي النّارِ مَنزِلًا فَإِذَا سَكَنَ أَهلُ الجَنّةِ الجَنّةَ وَ أَهلُ النّارِ النّارَ نَادَي مُنَادٍ يَا أَهلَ الجَنّةِ أَشرِفُوا فَيُشرِفُونَ عَلَي النّارِ وَ تُرفَعُ لَهُم مَنَازِلُهُم فِيهَا ثُمّ يُقَالُ لَهُم هَذِهِ مَنَازِلُكُمُ التّيِ‌ لَو عَصَيتُمُ اللّهَ دَخَلتُمُوهَا قَالَ فَلَو أَنّ أَحَداً مَاتَ فَرَحاً لَمَاتَ أَهلُ الجَنّةِ فِي ذَلِكَ اليَومِ فَرَحاً لِمَا صُرِفَ عَنهُم مِنَ العَذَابِ ثُمّ ينُاَديِ‌ مُنَادٍ يَا أَهلَ النّارِ ارفَعُوا رُءُوسَكُم فَيَرفَعُونَ رُءُوسَهُم فَيَنظُرُونَ إِلَي مَنَازِلِهِم فِي الجَنّةِ وَ مَا فِيهَا مِنَ النّعِيمِ فَيُقَالُ لَهُم هَذِهِ مَنَازِلُكُمُ التّيِ‌ لَو أَطَعتُم رَبّكُم دَخَلتُمُوهَا قَالَ فَلَو أَنّ أَحَداً مَاتَ حُزناً لَمَاتَ أَهلُ النّارِ حُزناً فَيُورِثُ هَؤُلَاءِ مَنَازِلَ هَؤُلَاءِ وَ يُورِثُ هَؤُلَاءِ مَنَازِلَ هَؤُلَاءِ وَ ذَلِكَ قَولُ اللّهِأُولئِكَ هُمُ الوارِثُونَ الّذِينَ يَرِثُونَ الفِردَوسَ هُم فِيها خالِدُونَ


صفحه : 288

20-فس ،[تفسير القمي‌] كُلّما نَضِجَت جُلُودُهُم بَدّلناهُم جُلُوداً غَيرَها لِيَذُوقُوا العَذابَ إِنّ اللّهَ كانَ عَزِيزاً حَكِيماًفَقِيلَ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع كَيفَ تُبَدّلُ جُلُودُهُم غَيرَهَا فَقَالَ أَ رَأَيتَ لَو أَخَذتَ لَبِنَةً فَكَسَرتَهَا وَ صَيّرتَهَا تُرَاباً ثُمّ ضَرَبتَهَا فِي القَالِبِ أَ هيِ‌َ التّيِ‌ كَانَت إِنّمَا هيِ‌َ ذَلِكَ وَ حَدَثَ تَغَيّرٌ آخَرُ وَ الأَصلُ وَاحِدٌ

21-فس ،[تفسير القمي‌] قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّ نَارَكُم هَذِهِ جُزءٌ مِن سَبعِينَ جُزءاً مِن نَارِ جَهَنّمَ وَ قَد أُطفِئَت سَبعِينَ مَرّةً بِالمَاءِ ثُمّ التَهَبَت وَ لَو لَا ذَلِكَ مَا استَطَاعَ آدمَيِ‌ّ أَن يُطِيقَهَا[يُطفِئَهَا] وَ إِنّهُ لَيُؤتَي بِهَا يَومَ القِيَامَةِ حَتّي تُوضَعَ عَلَي النّارِ فَتَصرَخَ صَرخَةً لَا يَبقَي مَلَكٌ مُقَرّبٌ وَ لَا نبَيِ‌ّ مُرسَلٌ إِلّا جَثَا عَلَي رُكبَتَيهِ فَزَعاً مِن صَرخَتِهَا

ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] ابن علوان عن عمرو بن خالد عن زيد بن علي عن آبائه عن علي ع عن النبي ص مثله بيان قوله ع وإنه ليؤتي بها أي بنار الدنيا حتي توضع علي نار الآخرة وتضاف إليها أوبالعكس و علي التقديرين الصارخة نار الآخرة كمادلت عليه الأخبار السالفة ويحتمل نار الدنيا

22-فس ،[تفسير القمي‌] إِنّما يُؤَخّرُهُم لِيَومٍ تَشخَصُ فِيهِ الأَبصارُ قَالَ تَبقَي أَعيُنُهُم مَفتُوحَةً مِن هَولِ جَهَنّمَ لَا يَقدِرُونَ أَن يَطرِفُوهَا

23-فس ،[تفسير القمي‌] مُقَرّنِينَ فِي الأَصفادِمُقَيّدِينَ بَعضُهُم إِلَي بَعضٍسَرابِيلُهُم مِن قَطِرانٍ قَالَ السّرَابِيلُ القُمُصُ

وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِسَرابِيلُهُم مِن قَطِرانٍ هُوَ الصّفرُ الحَارّ الذّائِبُ يَقُولُ انتَهَي حَرّهُ يَقُولُ اللّهُوَ تَغشي وُجُوهَهُمُ النّارُ وَ سَربَلُوا ذَلِكَ الصّفرَ فَتَغشَي وُجُوهَهُمُ النّارُ

24-فس ،[تفسير القمي‌] إِذا رَأَتهُم مِن مَكانٍ بَعِيدٍ قَالَ مَسِيرَةَ سَنَةٍسَمِعُوا لَها تَغَيّظاً وَ زَفِيراً وَ إِذا أُلقُوا مِنها أَي فِيهَامَكاناً ضَيّقاً مُقَرّنِينَ قَالَ مُقَيّدِينَ بَعضُهُم مَعَ بَعضٍدَعَوا هُنالِكَ ثُبُوراً

25-فس ،[تفسير القمي‌] قَالَ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ فِي قَولِهِمِن وَرائِهِ جَهَنّمُ وَ يُسقي مِن ماءٍ صَدِيدٍ قَالَ مَا يَخرُجُ مِن فُرُوجِ الزوّاَنيِ‌ قَولُهُيَتَجَرّعُهُ وَ لا يَكادُ يُسِيغُهُ وَ يَأتِيهِ المَوتُ


صفحه : 289

مِن كُلّ مَكانٍ وَ ما هُوَ بِمَيّتٍ قَالَ يُقَرّبُ إِلَيهِ فَيَكرَهُهُ وَ إِذَا أدُنيِ‌َ مِنهُ شوُيِ‌َ وَجهُهُ وَ وَقَعَت فَروَةُ رَأسِهِ فَإِذَا شَرِبَ قُطّعَت أَمعَاؤُهُ وَ مُزّقَت تَحتَ قَدَمَيهِ وَ إِنّهُ لَيَخرُجُ مِن أَحَدِهِم مِثلُ الواَديِ‌ صَدِيداً وَ قَيحاً ثُمّ قَالَ وَ إِنّهُم لَيَبكُونَ حَتّي تَسِيلَ دُمُوعُهُم عَلَي وُجُوهِهِم جَدَاوِلَ ثُمّ يَنقَطِعُ الدّمُوعُ فَيَسِيلُ الدّمَاءُ حَتّي لَو أَنّ السّفُنَ أُجرِيَت فِيهَا لَجَرَت وَ هُوَ قَولُهُوَ سُقُوا ماءً حَمِيماً فَقَطّعَ أَمعاءَهُم

26-فس ،[تفسير القمي‌] فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِإِنّ عَذابَها كانَ غَراماً يَقُولُ مُلَازِماً لَا يُفَارِقُ قَولُهُوَ مَن يَفعَل ذلِكَ يَلقَ أَثاماً قَالَ أَثَامٌ وَادٍ مِن أَودِيَةِ جَهَنّمَ مِن صُفرٍ مُذَابٍ قُدّامَهَا حَرّةٌ فِي جَهَنّمَ يَكُونُ فِيهِ مَن عَبَدَ غَيرَ اللّهِ وَ مَن قَتَلَ النّفسَ التّيِ‌ حَرّمَ اللّهُ وَ تَكُونُ فِيهِ الزّنَاةُ

27-فس ،[تفسير القمي‌] وَ إِنّ جَهَنّمَ لَمَوعِدُهُم أَجمَعِينَ لَها سَبعَةُ أَبوابٍ لِكُلّ بابٍ مِنهُم جُزءٌ مَقسُومٌ قَالَ يَدخُلُ فِي كُلّ بَابٍ أَهلُ مِلّةٍ وَ لِلجَنّةِ ثَمَانِيَةُ أَبوَابٍ

وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِوَ إِنّ جَهَنّمَ لَمَوعِدُهُم أَجمَعِينَفَوُقُوفُهُم عَلَي الصّرَاطِ وَ أَمّالَها سَبعَةُ أَبوابٍ لِكُلّ بابٍ مِنهُم جُزءٌ مَقسُومٌفبَلَغَنَيِ‌ وَ اللّهُ أَعلَمُ أَنّ اللّهَ جَعَلَهَا سَبعَ دَرَكَاتٍ أَعلَاهَا الجَحِيمُ يَقُومُ أَهلُهَا عَلَي الصّفَا مِنهَا تغَليِ‌ أَدمِغَتُهُم فِيهَا كغَلَي‌ِ القُدُورِ بِمَا فِيهَا وَ الثّانِيَةُلَظي نَزّاعَةً لِلشّوي تَدعُوا مَن أَدبَرَ وَ تَوَلّي وَ جَمَعَ فَأَوعي وَ الثّالِثَةُسَقَرُ لا تبُقيِ‌ وَ لا تَذَرُ لَوّاحَةٌ لِلبَشَرِ عَلَيها تِسعَةَ عَشَرَ وَ الرّابِعَةُالحُطَمَةُ وَ مِنهَا يَثُورُ شَرَرٌ كَالقَصرِ كَأَنّهَا جِمَالَاتٌ صُفرٌ تُدَقّ كُلّ مَن صَارَ إِلَيهَا مِثلَ الكُحلِ فَلَا يَمُوتُ الرّوحُ كُلّمَا صَارُوا مِثلَ الكُحلِ عَادُوا وَ الخَامِسَةُ الهَاوِيَةُ فِيهَا مَلَأٌ يَدعُونَ يَا مَالِكُ أَغِثنَا فَإِذَا أَغَاثَهُم جَعَلَ لَهُم آنِيَةً مِن صُفرٍ مِن نَارٍ فِيهِ صَدِيدُ مَاءٍ يَسِيلُ مِن جُلُودِهِم كَأَنّهُ مُهلٌ فَإِذَا رَفَعُوهُ لِيَشرَبُوا مِنهُ


صفحه : 290

تَسَاقَطَ لَحمُ وُجُوهِهِم فِيهَا مِن شِدّةِ حَرّهَا وَ هُوَ قَولُ اللّهِ تَعَالَيوَ إِن يَستَغِيثُوا يُغاثُوا بِماءٍ كَالمُهلِ يشَويِ‌ الوُجُوهَ بِئسَ الشّرابُ وَ ساءَت مُرتَفَقاً وَ مَن هَوَي فِيهَا هَوَي سَبعِينَ عَاماً فِي النّارِ كُلّمَا احتَرَقَ جِلدُهُ بُدّلَ جِلداً غَيرَهُ وَ السّادِسَةُ هيِ‌َ السّعِيرُ فِيهَا ثَلَاثُ مِائَةِ سُرَادِقٍ مِن نَارٍ فِي كُلّ سُرَادِقٍ ثَلَاثُ مِائَةِ قَصرٍ مِن نَارٍ فِي كُلّ قَصرٍ ثَلَاثُ مِائَةِ بَيتٍ مِن نَارٍ فِي كُلّ بَيتٍ ثَلَاثُ مِائَةِ لَونٍ مِن عَذَابِ النّارِ فِيهَا حَيّاتٌ مِن نَارٍ وَ عَقَارِبُ مِن نَارٍ وَ جَوَامِعُ مِن نَارٍ وَ سَلَاسِلُ مِن نَارٍ وَ أَغلَالٌ مِن نَارٍ وَ هُوَ ألّذِي يَقُولُ اللّهُإِنّا أَعتَدنا لِلكافِرِينَ سَلاسِلَ وَ أَغلالًا وَ سَعِيراً وَ السّابِعَةُ جَهَنّمُ وَ فِيهَا الفَلَقُ وَ هُوَ جُبّ فِي جَهَنّمَ إِذَا فُتِحَ أَسعَرَ النّارَ سِعراً وَ هُوَ أَشَدّ النّارِ عَذَاباً وَ أَمّاصَعُوداًفَجَبلٌ مِن صُفرٍ مِن نَارٍ وَسَطَ جَهَنّمَ وَ أَمّاأَثاماًفَهُوَ وَادٍ مِن صُفرٍ مُذَابٍ يجَريِ‌ حَولَ الجَبَلِ فَهُوَ أَشَدّ النّارِ عَذَاباً

بيان الصفا جمع الصفاة وهي‌ الحجر الصلب الضخم ألذي لاينبت والجوامع جمع الجامعة وهي‌ الغل

28-فس ،[تفسير القمي‌] الدّلِيلُ عَلَي أَنّ النّيرَانَ فِي الأَرضِ قَولُهُ فِي مَريَمَوَ يَقُولُ الإِنسانُ أَ إِذا ما مِتّ لَسَوفَ أُخرَجُ حَيّا أَ وَ لا يَذكُرُ الإِنسانُ أَنّا خَلَقناهُ مِن قَبلُ وَ لَم يَكُ شَيئاً فَوَ رَبّكَ لَنَحشُرَنّهُم وَ الشّياطِينَ ثُمّ لَنُحضِرَنّهُم حَولَ جَهَنّمَ جِثِيّا وَ مَعنَي حَولَ جَهَنّمَ البَحرُ المُحِيطُ بِالدّنيَا يَتَحَوّلُ نِيرَاناً وَ هُوَ قَولُهُوَ إِذَا البِحارُ سُجّرَت ثُمّ يُحضِرُهُمُ اللّهُ حَولَ جَهَنّمَ وَ يُوضَعُ الصّرَاطُ مِنَ الأَرضِ إِلَي الجِنَانِ قَولُهُجِثِيّا أَي عَلَي رُكَبِهِم ثُمّ قَالَوَ نَذَرُ الظّالِمِينَ فِيها جِثِيّايعَنيِ‌ فِي الأَرضِ إِذَا تَحَوّلَت نِيرَاناً قَولُهُمِهادٌ أَي مَوضِعٌوَ مِن فَوقِهِم غَواشٍ أَي نَارٌ تَغشَاهُم

بيان لعل مراده أن البحار إذاتحولت نيرانا تضاف إلي جهنم وكذا الأرض بعدخروج المؤمنين منها لا أنه ليست نار غيرهما بل النار تحت الأرض تشتعل بهاالبحار و الأرض نيرانا علي ماذكره


صفحه : 291

29-فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن سَيفِ بنِ عَمِيرَةَ يَرفَعُهُ إِلَي عَلِيّ بنِ الحُسَينِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَا قَالَ إِنّ فِي جَهَنّمَ لَوَادِياً يُقَالُ لَهُ سَعِيرٌ إِذَا خَبَت جَهَنّمُ فُتِحَ سَعِيرُهَا وَ هُوَ قَولُهُكُلّما خَبَت زِدناهُم سَعِيراً أَي كُلّمَا انطَفَأَت

شي‌،[تفسير العياشي‌] عن بكر بن بكر رفع الحديث إلي علي بن الحسين ع وذكر مثله

30-فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَنِ الصّادِقِ ع فِي خَبَرِ المِعرَاجِ قَالَ قَالَ النّبِيّص سَمِعتُ صَوتاً أفَزعَنَيِ‌ فَقَالَ لِي جَبرَئِيلُ أَ تَسمَعُ يَا مُحَمّدُ قُلتُ نَعَم قَالَ هَذِهِ صَخرَةٌ قَذَفتُهَا عَن شَفِيرِ جَهَنّمَ مُنذُ سَبعِينَ عَاماً فَهَذَا حِينَ استَقَرّت قَالُوا فَمَا ضَحِكَ رَسُولُ اللّهِص حَتّي قُبِضَ قَالَ فَصَعِدَ جَبرَئِيلُ وَ صَعِدتُ حَتّي دَخَلتُ سَمَاءَ الدّنيَا فَمَا لقَيِنَيِ‌ مَلَكٌ إِلّا وَ هُوَ ضَاحِكٌ مُستَبشِرٌ حَتّي لقَيِنَيِ‌ مَلَكٌ مِنَ المَلَائِكَةِ لَم أَرَ أَعظَمَ خَلقاً مِنهُ كَرِيهُ المَنظَرِ ظَاهِرُ الغَضَبِ فَقَالَ لِي مِثلَ مَا قَالُوا مِنَ الدّعَاءِ إِلّا أَنّهُ لَم يَضحَك وَ لَم أَرَ فِيهِ مِنَ الِاستِبشَارِ مَا رَأَيتُ مِمّن ضَحِكَ مِنَ المَلَائِكَةِ فَقُلتُ مَن هَذَا يَا جَبرَئِيلُ فإَنِيّ‌ قَد فَزِعتُ مِنهُ فَقَالَ يَجُوزُ أَن تَفزَعَ مِنهُ فَكُلّنَا يَفزَعُ مِنهُ إِنّ هَذَا مَالِكٌ خَازِنُ النّارِ لَم يَضحَك قَطّ وَ لَم يَزَل مُنذُ وَلّاهُ اللّهُ جَهَنّمَ يَزدَادُ كُلّ يَومٍ غَضَباً وَ غَيظاً عَلَي أَعدَاءِ اللّهِ وَ أَهلِ مَعصِيَتِهِ فَيَنتَقِمُ اللّهُ بِهِ مِنهُم وَ لَو ضَحِكَ إِلَي أَحَدٍ كَانَ قَبلَكَ أَو كَانَ ضَاحِكاً إِلَي أَحَدٍ بَعدَكَ لَضَحِكَ إِلَيكَ وَ لَكِنّهُ لَا يَضحَكُ فَسَلّمتُ عَلَيهِ فَرَدّ السّلَامَ عَلَيّ وَ بشَرّنَيِ‌ بِالجَنّةِ فَقُلتُ لِجَبرَئِيلَ وَ جَبرَئِيلُ بِالمَكَانِ ألّذِي وَصَفَهُ اللّهُمُطاعٍ ثَمّ أَمِينٍ أَ لَا تَأمُرُهُ أَن يرُيِنَيِ‌ النّارَ فَقَالَ لَهُ جَبرَئِيلُ يَا مَالِكُ أَرِ مُحَمّداً النّارَ فَكَشَفَ عَنهَا غِطَاءَهَا وَ فَتَحَ بَاباً مِنهَا فَخَرَجَ مِنهَا لَهَبٌ سَاطِعٌ فِي السّمَاءِ وَ فَارَت وَ ارتَفَعَت حَتّي ظَنَنتُ ليَتَنَاَولَنُيِ‌ مِمّا رَأَيتُ فَقُلتُ يَا جَبرَئِيلُ قُل لَهُ فَليَرُدّ عَلَيهَا غِطَاءَهَا فَأَمَرَهَا فَقَالَ لَهَا ارجعِيِ‌ فَرَجَعَت إِلَي مَكَانِهَا ألّذِي خَرَجَت مِنهُ الخَبَرَ

31-فس ،[تفسير القمي‌] وَ إِن مِنكُم إِلّا وارِدُها كانَ عَلي رَبّكَ حَتماً مَقضِيّا ثُمّ ننُجَيّ‌ الّذِينَ اتّقَوا وَ نَذَرُ الظّالِمِينَ فِيها جِثِيّايعَنيِ‌ مَن فِي البِحَارِ إِذَا تَحَوّلَت نِيرَاناً يَومَ القِيَامَةِ وَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ قَالَ هيِ‌َ مَنسُوخَةٌ بِقَولِهِإِنّ الّذِينَ سَبَقَت لَهُم مِنّا الحُسني أُولئِكَ عَنها مُبعَدُونَ

أَخبَرَنَا أَحمَدُ بنُ إِدرِيسَ قَالَ حَدّثَنَا أَحمَدُ بنُ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن عَلِيّ بنِ


صفحه : 292

الحَكَمِ عَنِ الحُسَينِ بنِ أَبِي العَلَاءِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِوَ إِن مِنكُم إِلّا وارِدُها قَالَ أَ مَا تَسمَعُ الرّجُلَ يَقُولُ وَرَدنَا مَاءَ بنَيِ‌ فُلَانٍ فَهُوَ الوُرُودُ وَ لَم يَدخُلهُ

32-فس ،[تفسير القمي‌] فَالّذِينَ كَفَرُوايعَنيِ‌ بنَيِ‌ أُمَيّةَقُطّعَت لَهُم ثِيابٌ مِن نارٍ إِلَي قَولِهِحَدِيدٍ قَالَ يَغشَاهُمُ النّارُ كَالثّوبِ لِلإِنسَانِ فتَسَترَخيِ‌ شَفَتُهُ السّفلَي حَتّي تَبلُغَ سُرّتَهُ وَ تَقَلّصُ شَفَتُهُ العُليَاءُ حَتّي تَبلُغَ رَأسَهُوَ لَهُم مَقامِعُ مِن حَدِيدٍ قَالَ الأَعمِدَةُ التّيِ‌ يَضرِبُونَ بِهَا وَ قَولُهُكُلّما أَرادُوا أَن يَخرُجُوا مِنها مِن غَمّ أُعِيدُوا فِيها أَي ضَرباً بِتِلكَ الأَعمِدَةِ

33-فس ،[تفسير القمي‌] قَالَ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ فِي قَولِهِوَ أَمّا الّذِينَ فَسَقُوا فَمَأواهُمُ النّارُ كُلّما أَرادُوا أَن يَخرُجُوا مِنها مِن غَمّأُعِيدُوا فِيها قَالَ إِنّ جَهَنّمَ إِذَا دَخَلُوهَا هَوَوا فِيهَا مَسِيرَةَ سَبعِينَ عَاماً فَإِذَا بَلَغُوا أَسفَلَهَا زَفَرَت بِهِم جَهَنّمُ فَإِذَا بَلَغُوا أَعلَاهَا قُمِعُوا بِمَقَامِعِ الحَدِيدِ فَهَذِهِ حَالُهُم

34-فس ،[تفسير القمي‌] قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ أَمّا أَهلُ المَعصِيَةِ فَخَذَلَهُم[فَخَلّدَهُم] فِي النّارِ وَ أَوثَقَ مِنهُمُ الأَقدَامَ وَ غَلّ مِنهُمُ الأيَديِ‌َ إِلَي الأَعنَاقِ وَ أَلبَسَ أَجسَادَهُم سَرَابِيلَ القَطِرَانِ وَ قُطّعَت لَهُم مِنهَا مُقَطّعَاتٌ مِنَ النّارِ وَ هُم فِي عَذَابٍ قَدِ اشتَدّ حَرّهُ وَ نَارٍ قَد أُطبِقَ عَلَي أَهلِهَا فَلَا يُفتَحُ عَنهُم أَبَداً وَ لَا يَدخُلُ عَلَيهِم ريحا[رِيحٌ]أَبَداً وَ لَا ينَقضَيِ‌ مِنهُم عُمُرٌ[غَمّ]أَبَداً العَذَابُ أَبَداً شَدِيدٌ وَ العِقَابُ أَبَداً جَدِيدٌ لَا الدّارُ زَائِلَةٌ فَتَفنَي وَ لَا آجَالُ القَومِ تُقضَي ثُمّ حَكَي نِدَاءَ أَهلِ النّارِ فَقَالَوَ نادَوا يا مالِكُ لِيَقضِ عَلَينا رَبّكَ قَالَ أَي نَمُوتُ فَيَقُولُ مَالِكٌإِنّكُم ماكِثُونَ

35-فس ،[تفسير القمي‌]يَومَ نَقُولُ لِجَهَنّمَ هَلِ امتَلَأتِ وَ تَقُولُ هَل مِن مَزِيدٍ قَالَ هُوَ استِفهَامٌ لِأَنّهُ وَعَدَ اللّهُ النّارَ أَن يَملَأَهَا فَتَمتَلِئُ النّارُ ثُمّ يَقُولُ لَهَاهَلِ امتَلَأتِ وَ تَقُولُ


صفحه : 293

هَل مِن مَزِيدٍ عَلَي حَدّ الِاستِفهَامِ أَي لَيسَ فِيّ مَزِيدٌ قَالَ فَتَقُولُ الجَنّةُ يَا رَبّ وَعَدتَ النّارَ أَن تَملَأَهَا وَ وعَدَتنَيِ‌ أَن تمَلأَنَيِ‌ فَلِمَ لَا تمَلؤَنُيِ‌ وَ قَد مَلَأتَ النّارَ قَالَ فَيَخلُقُ اللّهُ يَومَئِذٍ خَلقاً يَملَأُ بِهِمُ الجَنّةَ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع طُوبَي لَهُم إِنّهُم لَم يَرَوا غُمُومَ الدّنيَا وَ هُمُومَهَا

36-فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَن عَمرِو بنِ عُثمَانَ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ لَمّا نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُوَ جيِ‌ءَ يَومَئِذٍ بِجَهَنّمَسُئِلَ عَن ذَلِكَ رَسُولُ اللّهِص فَقَالَ بِذَلِكَ أخَبرَنَيِ‌ الرّوحُ الأَمِينُ أَنّ اللّهَ لَا إِلَهَ غَيرُهُ إِذَا بَرّزَ الخَلَائِقَ[بَرَزَ لِلخَلَائِقِ] وَ جَمَعَ الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ أُتِيَ بِجَهَنّمَ يُقَادُ بِأَلفِ زِمَامٍ يَقُودُهَا مِائَةُ أَلفِ مَلَكٍ مِنَ الغِلَاظِ الشّدَادِ لَهَا هَدّةٌ وَ غَضَبٌ وَ زَفِيرٌ وَ شَهِيقٌ وَ إِنّهَا لَتَزفِرُ الزّفرَةَ فَلَو لَا أَنّ اللّهَ أَخّرَهُم لِلحِسَابِ لَأَهلَكَتِ الجَمِيعَ ثُمّ يَخرُجُ مِنهَا عُنُقٌ فَيُحِيطُ بِالخَلَائِقِ البَرّ مِنهُم وَ الفَاجِرِ فَمَا خَلَقَ اللّهُ عَبداً مِن عِبَادِ اللّهِ مَلَكاً وَ لَا نَبِيّاً إِلّا ينُاَديِ‌ رَبّ نفَسيِ‌ نفَسيِ‌ وَ أَنتَ يَا نبَيِ‌ّ اللّهِ تنُاَديِ‌ أمُتّيِ‌ أمُتّيِ‌ ثُمّ يُوضَعُ عَلَيهَا الصّرَاطُ أَدَقّ مِن حَدّ السّيفِ عَلَيهَا ثَلَاثُ قَنَاطِرَ فَأَمّا وَاحِدَةٌ فَعَلَيهَا الأَمَانَةُ وَ الرّحِمُ وَ ثَانِيهَا فَعَلَيهَا الصّلَاةُ وَ أَمّا الثّالِثَةُ فَعَلَيهَا رَبّ العَالَمِينَ لَا إِلَهَ غَيرُهُ فَيُكَلّفُونَ المَمَرّ عَلَيهَا فَيَحبِسُهُمُ الرّحِمُ وَ الأَمَانَةُ فَإِن نَجَوا مِنهَا حَبَسَتهُمُ الصّلَاةُ فَإِن نَجَوا مِنهَا كَانَ المُنتَهَي إِلَي رَبّ العَالَمِينَ وَ هُوَ قَولُهُإِنّ رَبّكَ لَبِالمِرصادِ وَ النّاسُ عَلَي الصّرَاطِ فَمُتَعَلّقٌ بِيَدٍ وَ تَزُولُ قَدَمٌ وَ يَستَمسِكُ بِقَدَمٍ وَ المَلَائِكَةُ حَولَهَا يُنَادُونَ يَا حَلِيمُ اعفُ وَ اصفَح وَ عُد بِفَضلِكَ وَ سَلّم سَلّم وَ النّاسُ يَتَهَافَتُونَ فِي النّارِ كَالفَرَاشِ فِيهَا فَإِذَا نَجَا نَاجٍ بِرَحمَةِ اللّهِ مَرّ بِهَا فَقَالَ الحَمدُ لِلّهِ وَ بِنِعمَتِهِ تَتِمّ الصّالِحَاتُ وَ تَزكُو الحَسَنَاتُ وَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي نجَاّنيِ‌ مِنكِ بَعدَ إِيَاسٍ بِمَنّهِ وَ فَضلِهِإِنّ رَبّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ


صفحه : 294

37-فس ،[تفسير القمي‌] وَ أَسَرّوا النّدامَةَ لَمّا رَأَوُا العَذابَ قَالَ يُسِرّونَ النّدَامَةَ فِي النّارِ إِذَا رَأَوا ولَيِ‌ّ اللّهِ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ مَا يُغنِيهِم إِسرَارُ النّدَامَةِ وَ هُم فِي العَذَابِ قَالَ يَكرَهُونَ شَمَاتَةَ الأَعدَاءِ

38-فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ ابنِ بُكَيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ فِي جَهَنّمَ لَوَادِياً لِلمُتَكَبّرِينَ يُقَالُ لَهُ سَقَرُ شَكَا إِلَي اللّهِ شِدّةَ حَرّهِ وَ سَأَلَهُ أَن يَتَنَفّسَ فَأَذِنَ لَهُ فَتَنَفّسَ فَأَحرَقَ جَهَنّمَ

ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] ابن أبي عمير مثله ثو،[ثواب الأعمال ] ابن الوليد عن الصفار عن ابن يزيد عن ابن أبي عمير

مثله كا،[الكافي‌] علي عن أبيه مثله

39-فس ،[تفسير القمي‌] قَولُهُسَقَرُوَادٍ فِي النّارِلا تبُقيِ‌ وَ لا تَذَرُ أَي لَا تُبقِيهِ وَ لَا تَذَرُهُلَوّاحَةٌ لِلبَشَرِ قَالَ تَلُوحُ عَلَيهِ فَتُحرِقُهُعَلَيها تِسعَةَ عَشَرَ قَالَ مَلَائِكَةٌ يُعَذّبُونَهُم وَ هُوَ قَولُهُوَ ما جَعَلنا أَصحابَ النّارِ إِلّا مَلائِكَةً وَ هُم مَلَائِكَةٌ فِي النّارِ يُعَذّبُونَ النّاسَوَ ما جَعَلنا عِدّتَهُم إِلّا فِتنَةً لِلّذِينَ كَفَرُوا قَالَ لِكُلّ رَجُلٍ تِسعَةَ عَشَرَ مِنَ المَلَائِكَةِ يُعَذّبُونَهُم

40-فس ،[تفسير القمي‌] انطَلِقُوا إِلي ظِلّ ذيِ‌ ثَلاثِ شُعَبٍ قَالَ فِيهِ ثَلَاثُ شُعَبٍ مِنَ النّارِإِنّها ترَميِ‌ بِشَرَرٍ كَالقَصرِ قَالَ شَرَرُ النّارِ مِثلُ القُصُورِ وَ الجِبَالِكَأَنّهُ جِمالَتٌ صُفرٌ أَي سُودٌ

41-فس ،[تفسير القمي‌]سَعِيدُ بنُ مُحَمّدٍ عَن بَكرِ بنِ سَهلٍ عَن عَبدِ الغنَيِ‌ّ بنِ سَعِيدٍ عَن مُوسَي بنِ عَبدِ الرّحمَنِ عَنِ ابنِ جَرِيحٍ عَن عَطَاءٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ فِي قَولِهِوَ إِذَا الجَحِيمُ سُعّرَتيُرِيدُ أُوقِدَت لِلكَافِرِينَ وَ الجَحِيمُ النّارُ الأَعلَي مِن جَهَنّمَ وَ الجَحِيمُ فِي كَلَامِ العَرَبِ مَا عَظُمَ مِنَ النّارِ كَقَولِهِ عَزّ وَ جَلّابنُوا لَهُ بُنياناً فَأَلقُوهُ فِي الجَحِيمِيُرِيدُ النّارَ العَظِيمَةَ


صفحه : 295

42-فس ،[تفسير القمي‌] فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ أَمّا الوَيلُ فَبَلَغَنَا وَ اللّهُ أَعلَمُ أَنّهَا بِئرٌ فِي جَهَنّمَ

43-فس ،[تفسير القمي‌] تَصليوُجُوهُهُمناراً حامِيَةً تُسقي مِن عَينٍ آنِيَةٍ قَالَ لَهَا أَنِينٌ مِن شِدّةِ حَرّهَالَيسَ لَهُم طَعامٌ إِلّا مِن ضَرِيعٍ قَالَ عَرَقُ أَهلِ النّارِ وَ مَا يَخرُجُ مِن فُرُوجِ الزوّاَنيِ‌لا يُسمِنُ وَ لا يغُنيِ‌ مِن جُوعٍ

بيان قوله لها أنين من شدة حرها ليس المعني أنها مشتقة من الأنين بل وصف لشدة حرها بأنها يسمع لها أولأهلها أنين شديد من شدة الحر ويحتمل أن يكون مشتقا من الأنين قلبت النون الثانية ياء كأمليت وأمللت

44-فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن مَنصُورِ بنِ يُونُسَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ فِي النّارِ لَنَاراً تَتَعَوّذُ مِنهَا أَهلُ النّارِ مَا خُلِقَت إِلّا لِكُلّمُتَكَبّرٍ جَبّارٍعَنِيدٍ وَ لِكُلّشَيطانٍ مَرِيدٍ وَ لِكُلّ مُتَكَبّرٍ لا يُؤمِنُ بِيَومِ الحِسابِ وَ كُلّ نَاصِبٍ لآِلِ مُحَمّدٍ وَ قَالَ إِنّ أَهوَنَ النّاسِ عَذَاباً يَومَ القِيَامَةِ لَرَجُلٌ فِي ضَحضَاحٍ مِن نَارٍ عَلَيهِ نَعلَانِ مِن نَارٍ وَ شِرَاكَانِ مِن نَارٍ يغَليِ‌ مِنهَا دِمَاغُهُ كَمَا يغَليِ‌ المِرجَلُ مَا يَرَي أَنّ فِي النّارِ أَحَداً أَشَدّ عَذَاباً مِنهُ وَ مَا فِي النّارِ أَحَدٌ أَهوَنُ عَذَاباً مِنهُ

بيان المرجل بالكسر القدر من النحاس

45-فس ،[تفسير القمي‌] لابِثِينَ فِيها أَحقاباً قَالَ الأَحقَابُ السنين [السّنُونَ] وَ الحُقُبُ ثَمَانُونَ سَنَةً وَ السّنَةُ عَدَدُهَا ثَلَاثُ مِائَةٍ وَ سِتّونَ يَوماً وَ اليَومُكَأَلفِ سَنَةٍ مِمّا تَعُدّونَ

أَخبَرَنَا أَحمَدُ بنُ إِدرِيسَ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ النّضرِ بنِ سُوَيدٍ عَن دُرُستَ بنِ أَبِي مَنصُورٍ عَنِ الأَحوَلِ عَن حُمرَانَ بنِ أَعيَنَ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن قَولِ اللّهِلابِثِينَ فِيها أَحقاباً لا يَذُوقُونَ فِيها بَرداً وَ لا شَراباً إِلّا حَمِيماً قَالَ هَذِهِ فِي الّذِينَ يَخرُجُونَ مِنَ النّارِ وَ قَالَ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ فِي قَولِهِلا يَذُوقُونَ فِيها بَرداً أَي نَوماً قَالَ البَردُ النّومُ


صفحه : 296

46-فس ،[تفسير القمي‌] قُل أَعُوذُ بِرَبّ الفَلَقِ قَالَ الفَلَقُ جُبّ فِي جَهَنّمَ يَتَعَوّذُ أَهلُ النّارِ مِن شِدّةِ حَرّهِ سَأَلَ اللّهَ أَن يَأذَنَ لَهُ أَن يَتَنَفّسَ فَأَذِنَ لَهُ فَتَنَفّسَ فَأَحرَقَ جَهَنّمَ قَالَ وَ فِي ذَلِكَ الجُبّ صُندُوقٌ مِن نَارٍ يَتَعَوّذُ أَهلُ تِلكَ الجُبّ مِن حَرّ ذَلِكَ الصّندُوقِ وَ هُوَ التّابُوتُ وَ فِي ذَلِكَ التّابُوتِ سِتّةٌ مِنَ الأَوّلِينَ وَ سِتّةٌ مِنَ الآخِرِينَ فَأَمّا السّتّةُ مِنَ الأَوّلِينَ فَابنُ آدَمَ ألّذِي قَتَلَ أَخَاهُ وَ نُمرُودُ اِبرَاهِيمَ ألّذِي أَلقَي اِبرَاهِيمَ فِي النّارِ وَ فِرعَونُ مُوسَي وَ الساّمرِيِ‌ّ ألّذِي اتّخَذَ العِجلَ وَ ألّذِي هَوّدَ اليَهُودَ وَ ألّذِي نَصّرَ النّصَارَي وَ أَمّا السّتّةُ مِنَ الآخِرِينَ فَهُوَ الأَوّلُ وَ الثاّنيِ‌ وَ الثّالِثُ وَ الرّابِعُ وَ صَاحِبُ الخَوَارِجِ وَ ابنُ مُلجَمٍوَ مِن شَرّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ قَالَ ألّذِي يُلقَي فِي الجُبّ يَقِبُ فِيهِ

بيان ألذي هود اليهود هو ألذي أفسد دينهم وحرفه وأبدع فيه كمافعل الأول والثاني‌ في دين محمدص وكذا ألذي نصر النصاري هو ألذي أبدع الشرك وكون عيسي ابن الله و غير ذلك في دينهم والرابع معاوية وصاحب الخوارج هوذو الثدية

47-ج ،[الإحتجاج ] عَن هِشَامِ بنِ الحَكَمِ قَالَ قَالَ الزّندِيقُ لِلصّادِقِ ع أخَبرِنيِ‌ أَ وَ لَيسَ فِي النّارِ مَقنَعٌ أَن يُعَذّبَ خَلقَهُ بِهَا دُونَ الحَيّاتِ وَ العَقَارِبِ قَالَ إِنّمَا يُعَذّبُ بِهَا قَوماً زَعَمُوا أَنّهَا لَيسَت مِن خَلقِهِ إِنّمَا شَرِيكُهُ ألّذِي يَخلُقُهُ فَيُسَلّطُ اللّهُ عَلَيهِمُ العَقَارِبَ وَ الحَيّاتِ فِي النّارِ لِيُذِيقَهُم بِهَا وَبَالَ مَا كَانُوا عَلَيهِ فَجَحَدُوا أَن يَكُونَ صَنَعَهُ الخَبَرَ

بيان لعله ع بين بعض الحكم في خلقها علي قدر فهم السائل و يكون الحصر إضافيا و إلافيظهر من أكثر الأخبار أن غيرهم أيضا يعذبون بها

48-ثو،[ثواب الأعمال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ النهّديِ‌ّ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن عَلِيّ بنِ يَقطِينٍ


صفحه : 297

عَن أَبِي الحَسَنِ مُوسَي ع قَالَ كَانَ فِي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ رَجُلٌ مُؤمِنٌ وَ كَانَ لَهُ جَارٌ كَافِرٌ فَكَانَ يَرفُقُ بِالمُؤمِنِ وَ يُوَلّيهِ المَعرُوفَ فِي الدّنيَا فَلَمّا أَن مَاتَ الكَافِرُ بَنَي اللّهُ لَهُ بَيتاً فِي النّارِ مِن طِينٍ فَكَانَ يَقِيهِ حَرّهَا وَ يَأتِيهِ الرّزقُ مِن غَيرِهَا وَ قِيلَ لَهُ هَذَا بِمَا كُنتَ تَدخُلُ عَلَي جَارِكَ المُؤمِنِ فُلَانِ بنِ فُلَانٍ مِنَ الرّفقِ وَ تُوَلّيهِ مِنَ المَعرُوفِ فِي الدّنيَا

بيان هذاالخبر الحسن ألذي لايقصر عن الصحيح يدل علي أن بعض أهل النار من الكفار يرفع عنهم العذاب لبعض أعمالهم الحسنة فلايبعد أن يخصص الآيات الدالة علي كونهم معذبين فيها لايخفف عنهم العذاب لتأيده بأخبار أخر سيأتي‌ بعضها ويمكن أن يقال كونهم في النار أيضا عذاب لهم و إن لم يؤذهم و هذا لايخفف عنهم ويحتمل أن يكون لهم فيهانوع من العذاب غيرالاحتراق بالنار كالتخويف به مثلا كماسيأتي‌ في خبر الوصافي‌ يانار هيديه و لاتؤذيه و الله يعلم

49-ثو،[ثواب الأعمال ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ هِلَالٍ عَن عُقبَةَ بنِ خَالِدٍ عَن مُيَسّرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ فِي جَهَنّمَ لَجَبَلًا يُقَالُ لَهُ الصّعدَي وَ إِنّ فِي الصّعدَي لَوَادِياً يُقَالُ لَهُ سَقَرُ وَ إِنّ فِي سَقَرَ لَجُبّاً يُقَالُ لَهُ هَبهَبُ كُلّمَا كُشِفَ غِطَاءُ ذَلِكَ الجُبّ ضَجّ أَهلُ النّارِ مِن حَرّهِ وَ ذَلِكَ مَنَازِلُ الجَبّارِينَ

50-يج ،[الخرائج والجرائح ] مِن مُعجِزَاتِهِص أَنّهُ لَمّا غَزَا بِتَبُوكَ كَانَ مَعَهُ مِنَ المُسلِمِينَ خَمسَةٌ وَ عِشرُونَ أَلفاً سِوَي خَدَمِهِم فَمَرّ ع فِي مَسِيرِهِ بِجَبَلٍ يَرشَحُ المَاءُ مِن أَعلَاهُ إِلَي أَسفَلِهِ مِن غَيرِ سَيَلَانٍ فَقَالُوا مَا أَعجَبَ رَشحَ هَذَا الجَبَلِ فَقَالَ إِنّهُ يبَكيِ‌ قَالُوا وَ الجَبَلُ


صفحه : 298

يبَكيِ‌ قَالَ أَ تُحِبّونَ أَن تَعلَمُوا ذَلِكَ قَالُوا نَعَم قَالَ أَيّهَا الجَبَلُ مِمّ بُكَاؤُكَ فَأَجَابَهُ الجَبَلُ وَ قَد سَمِعَهُ الجَمَاعَةُ بِلِسَانٍ فَصِيحٍ يَا رَسُولَ اللّهِ مَرّ بيِ‌ عِيسَي ابنُ مَريَمَ وَ هُوَ يَتلُو نَاراًوَقُودُهَا النّاسُ وَ الحِجارَةُفَأَنَا أبَكيِ‌ مُنذُ ذَلِكَ اليَومِ خَوفاً مِن أَن أَكُونَ مِن تِلكَ الحِجَارَةِ فَقَالَ اسكُن مَكَانَكَ فَلَستَ مِنهَا إِنّمَا تِلكَ الحِجَارَةُ الكِبرِيتُ فَجَفّ ذَلِكَ الرّشحُ مِنَ الجَبَلِ فِي الوَقتِ حَتّي لَم يُرَ شَيءٌ مِن ذَلِكَ الرّشحِ وَ مِن تِلكَ الرّطُوبَةِ التّيِ‌ كَانَت

51-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَنِ ابنِ مُسكَانَ رَفَعَهُ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِفَما أَصبَرَهُم عَلَي النّارِ قَالَ مَا أَصبَرَهُم عَلَي فِعلِ مَا يَعلَمُونَ أَنّهُ يُصَيّرُهُم إِلَي النّارِ

52-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] فِي قَولِهِ تَعَالَياللّهُ يسَتهَز‌ِئُ بِهِم وَ أَمّا استِهزَاؤُهُ بِهِم فِي الآخِرَةِ فَهُوَ أَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ إِذَا أَقَرّ المُنَافِقِينَ المُعَانِدِينَ لعِلَيِ‌ّ ع فِي دَارِ اللّعنَةِ وَ الهَوَانِ وَ عَذّبَهُم بِتِلكَ الأَلوَانِ العَجِيبَةِ مِنَ العَذَابِ وَ أَقَرّ المُؤمِنِينَ الّذِينَ كَانَتِ المُنَافِقُونَ يَستَهزِءُونَ بِهِم فِي الدّنيَا فِي الجِنَانِ بِحَضرَةِ مُحَمّدٍ صفَيِ‌ّ المَلِكِ الدّيّانِ أَطلَعَهُم عَلَي هَؤُلَاءِ المُستَهزِءِينَ بِهِم فِي الدّنيَا حَتّي يَرَوا مَا هُم فِيهِ مِن عَجَائِبِ اللّعَائِنِ وَ بَدَائِعِ النّقِمَاتِ فَيَكُونُ لَذّتُهُم وَ سُرُورُهُم بِشَمَاتَتِهِم بِهِم كَمَا[ كَانَ]لَذّتُهُم وَ سُرُورُهُم بِنَعِيمِهِم فِي جِنَانِ رَبّهِم فَالمُؤمِنُونَ يَعرِفُونَ أُولَئِكَ الكَافِرِينَ بِأَسمَائِهِم وَ صِفَاتِهِم وَ هُم عَلَي أَصنَافٍ مِنهُم مَن هُوَ بَينَ أَنيَابِ أَفَاعِيهَا تَمضَغُهُ وَ مِنهُم مَن هُوَ بَينَ مَخَالِيبِ سِبَاعِهَا تَعبَثُ بِهِ وَ تَفتَرِسُهُ وَ مِنهُم مَن هُوَ تَحتَ سِيَاطِ زَبَانِيَتِهَا وَ أَعمِدَتِهَا وَ مِرزَبَاتِهَا يَقَعُ مِن أَيدِيهِم عَلَيهِ تُشَدّدُ فِي عَذَابِهِ وَ تُعَظّمُ خِزيَهُ وَ نَكَالَهُ وَ مِنهُم مَن هُوَ فِي بِحَارِ حَمِيمِهَا يَغرَقُ وَ يُسحَبُ فِيهَا وَ مِنهُم مَن هُوَ فِي غِسلِينِهَا وَ غَسّاقِهَا تَزجُرُهُ زَبَانِيَتُهَا وَ مِنهُم مَن هُوَ فِي سَائِرِ أَصنَافِ عَذَابِهَا وَ الكَافِرُونَ وَ المُنَافِقُونَ يَنظُرُونَ فَيَرَونَ هَؤُلَاءِ المُؤمِنِينَ الّذِينَ كَانُوا بِهِم فِي الدّنيَا يَسخَرُونَ لِمَا كَانُوا مِن مُوَالَاةِ مُحَمّدٍ وَ عَلِيّ وَ آلِهِمَا صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم يَعتَقِدُونَ فَيَرَونَهُم مِنهُم مَن هُوَ عَلَي فُرُشِهَا يَتَقَلّبُ وَ مِنهُم مَن هُوَ عَلَي فَوَاكِهِهَا يَرتَعُ وَ مِنهُم مَن هُوَ عَلَي غُرُفَاتِهَا أَو فِي بَسَاتِينِهَا وَ تَنَزّهَاتِهَا يَتَبَحبَحُ وَ الحُورُ العِينُ وَ الوُصَفَاءُ وَ الوِلدَانُ وَ


صفحه : 299

الجوَاَريِ‌ وَ الغِلمَانُ قَائِمُونَ بِحَضرَتِهِم وَ طَائِفُونَ بِالخِدمَةِ حَوَالَيهِم وَ مَلَائِكَةُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ يَأتُونَهُم مِن عِندَ رَبّهِم بِالحِبَاءِ وَ الكَرَامَاتِ وَ عَجَائِبِ التّحَفِ وَ الهَدَايَا وَ المَبَرّاتِ يَقُولُونَسَلامٌ عَلَيكُم بِما صَبَرتُم فَنِعمَ عُقبَي الدّارِفَيَقُولُ هَؤُلَاءِ المُؤمِنُونَ المُشرِفُونَ عَلَي هَؤُلَاءِ الكَافِرِينَ المُنَافِقِينَ يَا أَبَا فُلَانٍ وَ يَا فُلَانُ حَتّي يُنَادُونَهُم بِأَسمَائِهِم مَا بَالُكُم فِي مَوَاقِفِ خِزيِكُم مَاكِثُونَ هَلُمّوا إِلَينَا نَفتَح لَكُم أَبوَابَ الجِنَانِ لِتَتَخَلّصُوا مِن عَذَابِكُم وَ تَلحَقُوا بِنَا فِي نَعِيمِهَا فَيَقُولُونَ يَا وَيلَنَا أَنّي لَنَا هَذَا يَقُولُ المُؤمِنُونَ انظُرُوا إِلَي هَذِهِ الأَبوَابِ فَيَنظُرُونَ إِلَي أَبوَابِ الجِنَانِ مُفَتّحَةً يُخَيّلُ إِلَيهِم أَنّهَا إِلَي جَهَنّمَ التّيِ‌ فِيهَا يُعَذّبُونَ وَ يُقَدّرُونَ أَنّهُم مُمَكّنُونَ أَن يَتَخَلّصُوا إِلَيهَا فَيَأخُذُونَ فِي السّبَاحَةِ فِي بِحَارِ حَمِيمِهَا وَ عَدواً بَينَ أيَديِ‌ زَبَانِيَتِهَا وَ هُم يَلحَقُونَهُم وَ يَضرِبُونَهُم بِأَعمِدَتِهِم وَ مِرزَبَاتِهِم وَ سِيَاطِهِم فَلَا يَزَالُونَ هَكَذَا يَسِيرُونَ هُنَاكَ وَ هَذِهِ الأَصنَافُ مِنَ العَذَابِ تَمَسّهُم حَتّي إِذَا قَدّرُوا أَنّهُم قَد بَلَغُوا تِلكَ الأَبوَابَ وَجَدُوهَا مَردُومَةً عَنهُم وَ تُدَهدِهُهُمُ الزّبَانِيَةُ بِأَعمِدَتِهَا فَتَنكُسُهُمإِلي سَواءِ الجَحِيمِ وَ يسَتلَقيِ‌ أُولَئِكَ المُؤمِنُونَ عَلَي فُرُشِهِم فِي مَجَالِسِهِم يَضحَكُونَ مِنهُم مُستَهزِءِينَ بِهِم فَذَلِكَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّاللّهُ يسَتهَز‌ِئُ بِهِم وَ قَولُهُ عَزّ وَ جَلّفَاليَومَ الّذِينَ آمَنُوا مِنَ الكُفّارِ يَضحَكُونَ عَلَي الأَرائِكِ يَنظُرُونَ

بيان المرزبة بتخفيف الباء و قديشدد المطرقة الكبيرة التي‌ تكون للحداد ويقال بحبح إذاتمكن وتوسط المنزل والمقام و أبوفلان هو أبوبكر وفلان عمر ويقال دهده الحجر أي دحرجه

53-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] فَاتّقُوا النّارَ التّيِ‌ وَقُودُهَا النّاسُ وَ الحِجارَةُحِجَارَةُ الكِبرِيتِ أَشَدّ الأَشيَاءِ حَرّاًأُعِدّتتِلكَ النّارُلِلكافِرِينَبِمُحَمّدٍ وَ الشّاكّينَ فِي نُبُوّتِهِ وَ الدّافِعِينَ لِحَقّ أَخِيهِ عَلِيّ وَ الجَاحِدِينَ لِإِمَامَتِهِ ع

54- وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي وَقُودُهَا أَي حَطَبُهَاالنّاسُ وَ الحِجارَةُتُوقَدُ تَكُونُ عَذَاباً عَلَي أَهلِهَا أُعِدّت لِلكَافِرِينَ المُكَذّبِينَ بِكَلَامِهِ وَ نَبِيّهِ النّاصِبِينَ العَدَاوَةَ لِوَلِيّهِ وَ وَصِيّهِ


صفحه : 300

55-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَالَ الإِمَامُ ع قَالَ اللّهُ تَعَالَيوَ قالُوايُعنَي اليَهُودُ المُصِرّونَ المُظهِرُونَ لِلإِيمَانِ المُسِرّونَ لِلنّفَاقِ المُدبِرُونَ عَلَي رَسُولِ اللّهِص وَ ذَوِيهِ بِمَا يَظُنّونَ أَنّ فِيهِ عَطَبُهُملَن تَمَسّنَا النّارُ إِلّا أَيّاماً مَعدُودَةً وَ ذَلِكَ أَنّهُ كَانَ لَهُم أَصهَارٌ وَ إِخوَةُ رَضَاعٍ مِنَ المُسلِمِينَ يُسِرّونَ كُفرَهُم بِمُحَمّدٍ وَ صَحبِهِ وَ إِن كَانُوا بِهِ عَارِفِينَ صِيَانَةً لَهُم لِأَرحَامِهِم وَ أَصهَارِهِم لَمّا قَالَ لَهُم هَؤُلَاءِ لِمَ تَفعَلُونَ هَذَا النّفَاقَ ألّذِي تَعلَمُونَ أَنّكُم بِهِ عِندَ اللّهِ مَسخُوطٌ عَلَيكُم مُعَذّبُونَ أَجَابَهُم هَؤُلَاءِ اليَهُودُ بِأَنّ مُدّةَ ذَلِكَ العَذَابِ ألّذِي نُعَذّبَ بِهِ لِهَذِهِ الذّنُوبِ أَيّامٌ مَعدُودَةٌ تنَقضَيِ‌ ثُمّ نَصِيرُ بَعدَهُ فِي النّعمَةِ فِي الجِنَانِ وَ لَا نَستَعجِلُ المَكرُوهَ فِي الدّنيَا لِلعَذَابِ ألّذِي هُوَ بِقَدرِ أَيّامِ ذُنُوبِنَا فَإِنّهَا تَفنَي وَ تنَقضَيِ‌ وَ يَكُونُ قَد حَصّلنَا لَذّاتِ الحُرّيّةِ مِنَ الخِدمَةِ وَ لَذّاتِ نِعمَةِ الدّنيَا ثُمّ لَا نبُاَليِ‌ بِمَا يُصِيبُنَا بَعدُ فَإِنّهُ إِذَا لَم يَكُن دَائِماً فَكَأَنّهُ قَد فنَيِ‌َ فَقَالَ اللّهُ تَعَالَيقُل يَا مُحَمّدُأَتّخَذتُم عِندَ اللّهِ عَهداً أَنّ عَذَابَكُم عَلَي كُفرِكُم بِمُحَمّدٍ وَ عَلِيّ وَ دَفعِكُم لِآيَاتِهِ فِي نَفسِهِ وَ فِي عَلِيّ ع وَ سَائِرِ خُلَفَائِهِ وَ أَولِيَائِهِ مُنقَطِعٌ غَيرُ دَائِمٍ بَل مَا هُوَ إِلّا عَذَابٌ دَائِمٌ لَا نَفَادَ لَهُ فَلَا تَجتَرّوا عَلَي الآثَامِ وَ القَبَائِحِ مِنَ الكُفرِ بِاللّهِ وَ بِرَسُولِهِ وَ بِوَلِيّهِ المَنصُوبِ بَعدَهُ عَلَي أُمّتِهِ لِيَسُوسُهُم وَ يَرعَاهُم سِيَاسَةَ الوَالِدِ الشّفِيقِ الرّحِيمِ الكَرِيمِ لِوَلَدِهِ وَ رِعَايَةَ الحَدِبِ المُشفِقِ عَلَي خَاصّتِهِفَلَن يُخلِفَ اللّهُ عَهدَهُفَكَذَلِكَ أَنتُم بِمَا تَدّعُونَ مِن فَنَاءِ عَذَابِ ذُنُوبِكُم هَذِهِ فِي حِرزٍأَم تَقُولُونَ عَلَي اللّهِ ما لا تَعلَمُونَأَتّخَذتُم عَهداً أَم تَقُولُونَ جَهلًا بَل أَنتُم فِي أَيّهِمَا ادّعَيتُم كَاذِبُونَ ثُمّ قَالَ اللّهُ تَعَالَي رَدّاً عَلَيهِمبَلي مَن كَسَبَ سَيّئَةً وَ أَحاطَت بِهِ خَطِيئَتُهُ قَالَ الإِمَامُ ع السّيّئَةُ المُحِيطَةُ بِهِ أَن تُخرِجَهُ عَن جُملَةِ دِينِ اللّهِ وَ تَنزِعَهُ عَن وَلَايَةِ اللّهِ التّيِ‌ يُؤمِنُهُ مِن سَخَطِ اللّهِ وَ هيِ‌َ الشّركُ بِاللّهِ وَ الكُفرُ بِهِ وَ الكُفرُ بِنُبُوّةِ مُحَمّدٍ رَسُولِ اللّهِ وَ الكُفرُ


صفحه : 301

بِوَلَايَةِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ خُلَفَائِهِ كُلّ وَاحِدٍ مِن هَذِهِ سَيّئَةٌ تُحِيطُ بِهِ أَي تُحِيطُ بِأَعمَالِهِ فَتُبطِلُهَا وَ تَمحَقُهَافَأُولئِكَعَامِلُو هَذِهِ السّيّئَةِ المُحِيطَةِأَصحابُ النّارِ هُم فِيها خالِدُونَ ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ وَلَايَةَ عَلِيّ حَسَنَةٌ لَا يَضُرّ مَعَهَا شَيءٌ مِنَ السّيّئَاتِ وَ إِن جَلّت إِلّا مَا يُصِيبُ أَهلَهَا مِنَ التّطهِيرِ مِنهَا بِمِحَنِ الدّنيَا وَ بِبَعضِ العَذَابِ فِي الآخِرَةِ إِلَي أَن يَنجُوا مِنهَا بِشَفَاعَةِ مَوَالِيهِ الطّيّبِينَ الطّاهِرِينَ وَ إِنّ وَلَايَةَ أَضدَادِ عَلِيّ وَ مُخَالَفَةَ عَلِيّ ع سَيّئَةٌ لَا يَنفَعُ مَعَهَا شَيءٌ إِلّا مَا يَنفَعُهُمُ بِطَاعَاتِهِم فِي الدّنيَا بِالنّعَمِ وَ الصّحّةِ وَ السّعَةِ فَيَرُدّوا الآخِرَةَ وَ لَا يَكُونَ لَهُم إِلّا دَائِمُ العَذَابِ

56-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ]تَفسِيرُ الهُذَيلِ وَ مُقَاتِلٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَنَفِيّةِ فِي خَبَرٍ طَوِيلٍ وَ الحَدِيثُ مُختَصَرٌ إِنّما نَحنُ مُستَهزِؤُنَبعِلَيِ‌ّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ أَصحَابِهِ فَقَالَ اللّهُ تَعَالَياللّهُ يسَتهَز‌ِئُ بِهِميعَنيِ‌ يُجَازِيهِم فِي الآخِرَةِ جَزَاءَ استِهزَائِهِم بِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ قَالَ ابنُ عَبّاسٍ وَ ذَلِكَ أَنّهُ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ أَمَرَ اللّهُ الخَلقَ بِالجَوَازِ عَلَي الصّرَاطِ فَيَجُوزُ المُؤمِنُونَ إِلَي الجَنّةِ وَ يَسقُطُ المُنَافِقُونَ فِي جَهَنّمَ فَيَقُولُ اللّهُ يَا مَالِكُ استهَز‌ِئ بِالمُنَافِقِينَ فِي جَهَنّمَ فَيَفتَحُ مَالِكٌ بَاباً فِي جَهَنّمَ إِلَي الجَنّةِ وَ يُنَادِيهِم مَعشَرَ المُنَافِقِينَ هَاهُنَا هَاهُنَا فَاصعَدُوا مِن جَهَنّمَ إِلَي الجَنّةِ فَيَسِيحُ المُنَافِقُونَ فِي نَارِ جَهَنّمَ سَبعِينَ خَرِيفاً حَتّي إِذَا بَلَغُوا إِلَي ذَلِكَ البَابِ وَ هَمّوا بِالخُرُوجِ أَغلَقَهُ دُونَهُم وَ فَتَحَ لَهُم بَاباً إِلَي الجَنّةِ فِي مَوضِعٍ آخَرَ فَيُنَادِيهِم مِن هَذَا البَابِ فَاخرُجُوا إِلَي الجَنّةِ فَيَسِيحُونَ مِثلَ الأَوّلِ فَإِذَا وَصَلُوا إِلَيهِ أَغلَقَ دُونَهُم وَ يَفتَحُ فِي مَوضِعٍ آخَرَ وَ هَكَذَا أَبَدَ الآبِدِينَ

57-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ يُؤتَي بِجَهَنّمَ لَهَا سَبعَةُ أَبوَابٍ بَابُهَا الأَوّلُ لِلظّالِمِ وَ هُوَ زُرَيقٌ وَ بَابُهَا الثاّنيِ‌ لِحَبتَرٍ وَ البَابُ الثّالِثُ لِلثّالِثِ وَ الرّابِعُ لِمُعَاوِيَةَ وَ البَابُ الخَامِسُ لِعَبدِ المَلِكِ وَ البَابُ السّادِسُ لِعَسكَرِ بنِ هُوسِرٍ وَ البَابُ السّابِعُ لأِبَيِ‌ سَلَامَةَ فَهُم[فهَيِ‌َ]أَبوَابٌ لِمَنِ اتّبَعَهُم

بيان الزريق كناية عن أبي بكر لأن العرب يتشأم بزرقة العين والحبتر هوعمر والحبتر هوالثعلب ولعله إنما كني‌ عنه لحيلته ومكره و في غيره من الأخبار


صفحه : 302

وقع بالعكس و هوأظهر إذ الحبتر بالأول أنسب ويمكن أن يكون هنا أيضا المراد ذلك وإنما قدم الثاني‌ لأنه أشقي وأفظ وأغلظ وعسكر بن هوسر كناية عن بعض خلفاء بني‌ أمية أوبني‌ العباس وكذا أبي سلامة و لايبعد أن يكون أبوسلامة كناية عن أبي جعفرالدوانيقي‌ ويحتمل أن يكون عسكر كناية عن عائشة وسائر أهل الجمل إذ كان اسم جمل عائشة عسكرا وروي‌ أنه كان شيطانا

58-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن مَسعَدَةَ بنِ صَدَقَةَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِنّ أَهلَ النّارِ لَمّا غَلَي الزّقّومُ وَ الضّرِيعُ فِي بُطُونِهِم كغَلَي‌ِ الحَمِيمِ سَأَلُوا الشّرَابَ فَأُتُوا بِشَرَابِ غَسّاقٍ وَ صَدِيدٍيَتَجَرّعُهُ وَ لا يَكادُ يُسِيغُهُ وَ يَأتِيهِ المَوتُ مِن كُلّ مَكانٍ وَ ما هُوَ بِمَيّتٍ وَ مِن وَرائِهِ عَذابٌ غَلِيظٌ وَ حَمِيمٌ يغَليِ‌ فِي جَهَنّمَ مُنذُ خُلِقَتكَالمُهلِ يشَويِ‌ الوُجُوهَ بِئسَ الشّرابُ وَ ساءَت مُرتَفَقاً

59-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ قَالَ ابنُ آدَمَ خُلِقَ أَجوَفَ لَا بُدّ لَهُ مِنَ الطّعَامِ وَ الشّرَابِ فَقَالَوَ إِن يَستَغِيثُوا يُغاثُوا بِماءٍ كَالمُهلِ يشَويِ‌ الوُجُوهَ

60- وَ عَنهُ ع فِي قَولِ اللّهِيَومَ تُبَدّلُ الأَرضُ غَيرَ الأَرضِ قَالَ تُبَدّلُ خُبزَةً بَيضَاءَ نَقِيّةً يَأكُلُ النّاسُ مِنهَا حَتّي يَفرُغَ مِنَ الحِسَابِ قَالَ لَهُ قَائِلٌ إِنّهُم يَومَئِذٍ لفَيِ‌ شُغُلٍ عَنِ الأَكلِ وَ الشّربِ فَقَالَ لَهُ ابنُ آدَمَ خُلِقَ أَجوَفَ لَا بُدّ لَهُ مِنَ الطّعَامِ وَ الشّرَابِ أَ هُم أَشَدّ شُغُلًا أَم مَن فِي النّارِ قَد استَغَاثُوا قَالَ اللّهُوَ إِن يَستَغِيثُوا يُغاثُوا بِماءٍ كَالمُهلِ

61-قيه ،[الدروع الواقية] مِن كِتَابِ زُهدِ النّبِيّص عَن أَبِي جَعفَرٍ أَحمَدَ القمُيّ‌ّ عَن عَلِيّ ع أَنّ النّبِيّص قَالَ وَ ألّذِي نَفسُ مُحَمّدٍ بِيَدِهِ لَو أَنّ قَطرَةً مِنَ الزّقّومِ قَطَرَت عَلَي جِبَالِ الأَرضِ لَسَاخَت إِلَي أَسفَلِ سَبعِ أَرَضِينَ وَ لَمَا أَطَاقَتهُ فَكَيفَ بِمَن هُوَ شَرَابُهُ وَ ألّذِي نفَسيِ‌ بِيَدِهِ لَو أَنّ مِقمَاعاً[مِقمَعَةً]وَاحِداً مِمّا ذَكَرَهُ اللّهُ فِي كِتَابِهِ وُضِعَ عَلَي جِبَالِ الأَرضِ لَسَاخَت إِلَي أَسفَلِ سَبعِ أَرَضِينَ وَ لَمَا أَطَاقَتهُ فَكَيفَ بِمَن يَقَعُ عَلَيهِ يَومَ القِيَامَةِ فِي النّارِ


صفحه : 303

62- وَ فِي الكِتَابِ المَذكُورِ، أَنّهُ لَمّا نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ عَلَي النّبِيّص وَ إِنّ جَهَنّمَ لَمَوعِدُهُم أَجمَعِينَ لَها سَبعَةُ أَبوابٍ لِكُلّ بابٍ مِنهُم جُزءٌ مَقسُومٌبَكَي النّبِيّص بُكَاءً شَدِيداً وَ بَكَت صَحَابَتُهُ لِبُكَائِهِ وَ لَم يَدرُوا مَا نَزَلَ بِهِ جَبرَئِيلُ ع وَ لَم يَستَطِع أَحَدٌ مِن صَحَابَتِهِ أَن يُكَلّمَهُ وَ كَانَ النّبِيّص إِذَا رَأَي فَاطِمَةَ ع فَرِحَ بِهَا فَانطَلَقَ بَعضُ أَصحَابِهِ إِلَي بَابِ بَيتِهَا فَوَجَدَ بَينَ يَدَيهَا شَعِيراً وَ هيِ‌َ تَطحَنُهُ وَ تَقُولُوَ ما عِندَ اللّهِ خَيرٌ وَ أَبقيفَسَلّمَ عَلَيهَا وَ أَخبَرَهَا بِخَبَرِ النّبِيّص وَ بُكَائِهِ فَنَهَضَت وَ التَفّت بِشَملَةٍ لَهَا خَلَقَةٍ قَد خِيطَت اثنَا عَشَرَ مَكَاناً بِسَعَفِ النّخلِ فَلَمّا خَرَجَت نَظَرَ سَلمَانُ الفاَرسِيِ‌ّ إِلَي الشّملَةِ وَ بَكَي وَ قَالَ وَا حُزنَاهُ إِنّ قَيصَرَ وَ كِسرَي لفَيِ‌ السّندُسِ وَ الحَرِيرِ وَ ابنَةُ مُحَمّدٍص عَلَيهَا شَملَةُ صُوفٍ خَلَقَةٌ قَد خِيطَت فِي اثنيَ‌ عَشَرَ مَكَاناً فَلَمّا دَخَلَت فَاطِمَةُ عَلَي النّبِيّص قَالَت يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّ سَلمَانَ تَعَجّبَ مِن لبِاَسيِ‌ فَوَ ألّذِي بَعَثَكَ بِالحَقّ مَا لِي وَ لعِلَيِ‌ّ مُنذُ خَمسِ سِنِينَ إِلّا مِسكُ كَبشٍ تَعلِفُ عَلَيهَا بِالنّهَارِ بَعِيرُنَا فَإِذَا كَانَ اللّيلُ افتَرَشنَاهُ وَ إِنّ مِرفَقَتَنَا لَمِن أَدَمٍ حَشوُهَا لِيفٌ فَقَالَ النّبِيّص يَا سَلمَانُ إِنّ ابنتَيِ‌ لفَيِ‌ الخَيلِ السّوَابِقِ ثُمّ قَالَت يَا أَبَتِ فَدَيتُكَ مَا ألّذِي أَبكَاكَ فَذَكَرَ لَهَا مَا نَزَلَ بِهِ جَبرَئِيلُ مِنَ الآيَتَينِ المُتَقَدّمَتَينِ قَالَ فَسَقَطَت فَاطِمَةُ ع عَلَي وَجهِهَا وَ هيِ‌َ تَقُولُ الوَيلُ ثُمّ الوَيلُ لِمَن دَخَلَ النّارَ فَسَمِعَ سَلمَانُ فَقَالَ يَا ليَتنَيِ‌ كُنتُ كَبشاً لأِهَليِ‌ فَأَكَلُوا لحَميِ‌ وَ مَزّقُوا جلِديِ‌ وَ لَم أَسمَع بِذِكرِ النّارِ وَ قَالَ أَبُو ذَرّ يَا لَيتَ أمُيّ‌ كَانَت عَاقِراً وَ لَم تلَدِنيِ‌ وَ لَم أَسمَع بِذِكرِ النّارِ وَ قَالَ عَمّارٌ يَا ليَتنَيِ‌ كُنتُ طَائِراً فِي القِفَارِ وَ لَم يَكُن عَلَيّ حِسَابٌ وَ لَا عِقَابٌ وَ لَم أَسمَع بِذِكرِ النّارِ وَ قَالَ عَلِيّ ع يَا لَيتَ السّبَاعُ مَزّقَت لحَميِ‌ وَ لَيتَ أمُيّ‌ لَم تلَدِنيِ‌ وَ لَم أَسمَع بِذِكرِ النّارِ ثُمّ وَضَعَ عَلِيّ ع يَدَهُ عَلَي رَأسِهِ وَ جَعَلَ يبَكيِ‌ وَ يَقُولُ وَا بُعدَ سَفَرَاهُ وَا قِلّةَ زَادَاهُ فِي سَفَرِ القِيَامَةِ يَذهَبُونَ وَ فِي النّارِ يَتَرَدّدُونَ


صفحه : 304

وَ بِكَلَالِيبِ النّارِ يَتَخَطّفُونَ مَرضَي لَا يُعَادُ سَقِيمُهُم وَ جَرحَي لَا يُدَاوَي جَرِيحُهُم وَ أَسرَي لَا يُفَكّ أَسِيرُهُم مِنَ النّارِ يَأكُلُونَ وَ مِنهَا يَشرَبُونَ وَ بَينَ أَطبَاقِهَا يَتَقَلّبُونَ وَ بَعدَ لُبسِ القُطنِ وَ الكَتّانِ مُقَطّعَاتِ النّارِ يَلبَسُونَ وَ بَعدَ مُعَانَقَةِ الأَزوَاجِ مَعَ الشّيَاطِينِ مُقَرّنُونَ

63- قَالَ السّيّدُ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ أَقُولُ وَ فِي الحَدِيثِ أَنّ أَهلَ النّارِ إِذَا دَخَلُوهَا وَ رَأَوا نَكَالَهَا وَ أَهوَالَهَا وَ عَلِمُوا عَذَابَهَا وَ عِقَابَهَا وَ رَأَوهَا كَمَا قَالَ زَينُ العَابِدِينَ ع مَا ظَنّكَ بِنَارٍ لَا تبُقيِ‌ عَلَي مَن تَضَرّعَ إِلَيهَا وَ لَا يَقدِرُ عَلَي الخَفِيفِ[التّخفِيفِ]عَمّن خَشَعَ لَهَا وَ استَسلَمَ إِلَيهَا تَلقَي سُكّانَهَا بِأَحَرّ مَا لَدَيهَا مِن أَلِيمِ النّكَالِ وَ شَدِيدِ الوَبَالِ يَعرِفُونَ أَنّ أَهلَ الجَنّةِ فِي ثَوَابٍ عَظِيمٍ وَ نَعِيمٍ مُقِيمٍ فَيَأمُلُونَ أَن يُطعِمُوهُم أَو يُسقُوهُم لِيَخِفّ عَنهُم بَعضُ العَذَابِ الأَلِيمِ كَمَا قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ جَلَالُهُ فِي كِتَابِهِ العَزِيزِوَ نادي أَصحابُ النّارِ أَصحابَ الجَنّةِ أَن أَفِيضُوا عَلَينا مِنَ الماءِ أَو مِمّا رَزَقَكُمُ اللّهُ قَالَ فَيُحبَسُ عَنهُمُ الجَوَابُ أَربَعِينَ سَنَةً ثُمّ يُجِيبُونَهُم بِلِسَانِ الِاحتِقَارِ وَ التّهوِينِإِنّ اللّهَ حَرّمَهُما عَلَي الكافِرِينَ قَالَ فَيَرَونَ الخَزَنَةَ عِندَهُم وَ هُم يُشَاهِدُونَ مَا نَزَلَ بِهِم مِنَ المُصَابِ فَيَأمُلُونَ أَن يَجِدُوا عِندَهُم فَرَحاً بِسَبَبٍ مِنَ الأَسبَابِ كَمَا قَالَ اللّهُ جَلّ جَلَالُهُوَ قالَ الّذِينَ فِي النّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنّمَ ادعُوا رَبّكُم يُخَفّف عَنّا يَوماً مِنَ العَذابِ قَالَ فَيُحبَسُ عَنهُمُ الجَوَابُ أَربَعِينَ سَنَةً ثُمّ يُجِيبُونَهُم بَعدَ خَيبَةِ الآمَالِقالُوا فَادعُوا وَ ما دُعاءُ الكافِرِينَ إِلّا فِي ضَلالٍ قَالَ فَإِذَا يَئِسُوا مِن خَزَنَةِ جَهَنّمَ رَجَعُوا إِلَي مَالِكٍ مُقَدّمِ الخُزّانِ وَ أَمّلُوا أَن يُخَلّصَهُم مِن ذَلِكَ الهَوَانِ كَمَا قَالَ جَلّ جَلَالُهُوَ نادَوا يا مالِكُ لِيَقضِ عَلَينا رَبّكَ قَالَ فَيُحبَسُ عَنهُمُ الجَوَابُ أَربَعِينَ سَنَةً وَ هُم فِي العَذَابِ ثُمّ يُجِيبُهُم كَمَا قَالَ اللّهُ فِي كِتَابِهِ المَكنُونِقالَ إِنّكُم ماكِثُونَ قَالَ فَإِذَا يَئِسُوا مِن مَولَاهُم رَبّ العَالَمِينَ ألّذِي كَانَ أَهوَنُ شَيءٍ عِندَهُم فِي دُنيَاهُم وَ كَانَ قَد آثَرَ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُم عَلَيهِ هَوَاهُ مُدّةَ الحَيَاةِ وَ كَانَ قَد قُدّرَ عِندَهُم بِالعَقلِ وَ النّقلِ أَنّهُ أَوضَحَ لَهُم عَلَي يَدِ الهُدَاةِ سُبُلَ النّجَاةِ وَ عَرّفَهُم


صفحه : 305

بِلِسَانِ الحَالِ أَنّهُمُ المُلقُونَ بِأَنفُسِهِم إِلَي دَارِ النّكَالِ وَ الأَهوَالِ وَ أَنّ بَابَ القَبُولِ يُغلَقُ عَنِ الكُفّارِ بِالمَمَاتِ أَبَدَ الآبِدِينَ وَ كَانَ يَقُولُ لَهُم فِي أَوقَاتٍ كَانُوا فِي الحَيَاةِ الدّنيَا مِنَ المُكَلّفِينَ بِلِسَانِ الحَالِ الوَاضِحِ المُبِينِ هَب أَنّكُم مَا صدَقّتمُوُنيِ‌ فِي هَذَا المَقَالِ أَ مَا تُجَوّزُونَ أَن أَكُونَ مِنَ الصّادِقِينَ فَكَيفَ أَعرَضتُم عنَيّ‌ وَ شَهِدتُم بتِكَذيِبيِ‌ وَ تَكذِيبِ مَن صدَقّنَيِ‌ مِنَ المُرسَلِينَ وَ هَلّا تَحَرّزتُم مِن هَذِهِ الضّرَرِ المُحَذّرِ الهَائِلِ أَ مَا سَمِعتُم بِكَثرَةِ المُرسَلِينَ وَ تَكرَارِ الرّسَائِلِ ثُمّ كَرّرَ جَلّ جَلَالُهُ مُرَافَقَتَهُم فِي النّارِ بِلِسَانِ المَقَالِ فَقَالَأَ لَم تَكُن آياتيِ‌ تُتلي عَلَيكُم فَكُنتُم بِها تُكَذّبُونَفَقَالُوارَبّنا غَلَبَت عَلَينا شِقوَتُنا وَ كُنّا قَوماً ضالّينَ رَبّنا أَخرِجنا مِنها فَإِن عُدنا فَإِنّا ظالِمُونَفَيَقِفُونَ أَربَعِينَ سَنَةً ذُلّ الهَوَانِ لَا يُجَابُونَ وَ فِي عَذَابِ النّارِ لَا يُكَلّمُونَ ثُمّ يُجِيبُهُمُ اللّهُ جَلّ جَلَالُهُاخسَؤُا فِيها وَ لا تُكَلّمُونِ قَالَ فَعِندَ ذَلِكَ يَيأَسُونَ مِن كُلّ فَرَجٍ وَ رَاحَةٍ وَ يُغلَقُ أَبوَابُ جَهَنّمَ عَلَيهِم وَ يَدُومُ لَدَيهِم مَآتِمُ الهَلَاكِ وَ الشّهِيقُ وَ الزّفِيرُ وَ الصّرَاخُ وَ النّيَاحَةُ

64- وَ مِنَ الكِتَابِ المَذكُورِ أَنّ جَبرَئِيلَ ع أَتَي النّبِيّص عِندَ الزّوَالِ فِي سَاعَةٍ لَم يَأتِهِ فِيهَا وَ هُوَ مُتَغَيّرُ اللّونِ وَ كَانَ النّبِيّص يَسمَعُ حِسّهُ وَ جِرسَهُ فَلَم يَسمَعهُ يَومَئِذٍ فَقَالَ لَهُ النّبِيّص يَا جَبرَئِيلُ مَا لَكَ جئِتنَيِ‌ فِي سَاعَةٍ لَم تَكُن تجَيِئنُيِ‌ فِيهَا وَ أَرَي لَونَكَ مُتَغَيّراً وَ كُنتُ أَسمَعُ حِسّكَ وَ جِرسَكَ فَلَم أَسمَعهُ فَقَالَ إنِيّ‌ جِئتُ حِينَ أَمَرَ اللّهُ بِمَنَافِخِ النّارِ فَوُضِعَت عَلَي النّارِ فَقَالَ النّبِيّص أخَبرِنيِ‌ عَنِ النّارِ يَا جَبرَئِيلُ حِينَ خَلَقَهَا اللّهُ تَعَالَي فَقَالَ إِنّهُ سُبحَانَهُ أَوقَدَ عَلَيهَا أَلفَ عَامٍ فَاحمَرّت ثُمّ أَوقَدَ عَلَيهَا أَلفَ عَامٍ فَابيَضّت ثُمّ أَوقَدَ عَلَيهَا أَلفَ عَامٍ اسوَدّت فهَيِ‌َ سَودَاءُ مُظلِمَةٌ لَا يضُيِ‌ءُ جَمرُهَا وَ لَا يَنطَفِئُ لَهَبُهَا وَ ألّذِي بَعَثَكَ بِالحَقّ نَبِيّاً لَو أَنّ مِثلَ خَرقِ إِبرَةٍ خَرَجَ مِنهَا عَلَي أَهلِ الأَرضِ لَاحتَرَقُوا عَن آخِرِهِم وَ لَو أَنّ رَجُلًا دَخَلَ جَهَنّمَ ثُمّ أُخرِجَ مِنهَا لَهَلَكَ أَهلُ الأَرضِ جَمِيعاً حِينَ يَنظُرُونَ إِلَيهِ لِمَا يَرَونَ بِهِ وَ لَو أَنّ ذِرَاعاً مِنَ السّلسِلَةِ التّيِ‌ ذَكَرَهُ اللّهُ تَعَالَي فِي كِتَابِهِ وُضِعَ عَلَي جَمِيعِ جِبَالِ الدّنيَا لَذَابَت عَن آخِرِهَا وَ لَو أَنّ بَعضَ خُزّانِ جَهَنّمَ التّسعَةَ


صفحه : 306

عَشَرَ نَظَرَ إِلَيهِ أَهلُ الأَرضِ لَمَاتُوا حِينَ يَنظُرُونَ إِلَيهِ وَ لَو أَنّ ثَوباً مِن ثِيَابِ أَهلِ جَهَنّمَ أُخرِجَ إِلَي الأَرضِ لَمَاتَ أَهلُ الأَرضِ مِن نَتنِ رِيحِهِ فَأَكَبّ النّبِيّص وَ أَطرَقَ يبَكيِ‌ وَ كَذَلِكَ جَبرَئِيلُ فَلَم يَزَالَا يَبكِيَانِ حَتّي نَادَاهُمَا مَلَكٌ مِنَ السّمَاءِ يَا جَبرَئِيلُ وَ يَا مُحَمّدُ إِنّ اللّهَ قَد آمَنَكُمَا مِن أَن تَعصِيَاهُ فَيُعَذّبَكُمَا

65-كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن بَصِيرٍ مَولَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع عَن مُوَفّقٍ مَولَي أَبِي الحَسَنِ ع قَالَ كَانَ موَلاَي‌َ أَبُو الحَسَنِ ع إِذَا أَمَرَ بِشِرَاءِ البَقلِ يَأمُرُ بِالإِكثَارِ مِنهُ وَ مِنَ الجِرجِيرِ فنَشَريِ‌ لَهُ وَ كَانَ يَقُولُ ع مَا أَحمَقَ بَعضَ النّاسِ يَقُولُونَ إِنّهُ يَنبُتُ فِي واَديِ‌ جَهَنّمَ وَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُوَقُودُهَا النّاسُ وَ الحِجارَةُفَكَيفَ يَنبُتُ البَقلُ

66-تَفسِيرُ النعّماَنيِ‌ّ،بِالإِسنَادِ الآتيِ‌ فِي كِتَابِ القُرآنِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ نَسَخَ قَولَهُ تَعَالَيوَ إِن مِنكُم إِلّا وارِدُها قَولُهُإِنّ الّذِينَ سَبَقَت لَهُم مِنّا الحُسني أُولئِكَ عَنها مُبعَدُونَ

بيان الناسخ الآية الثانية و ليس المراد بالنسخ هنا المعني المصطلح بل هي‌ بمنزلة الاستثناء أوالمفسرة لها

67-نهج ،[نهج البلاغة] وَ اتّقُوا نَاراً حَرّهَا شَدِيدٌ وَ قَعرُهَا بَعِيدٌ وَ حِليَتُهَا حَدِيدٌ وَ شَرَابُهَا صَدِيدٌ

68-نهج ،[نهج البلاغة]نبه ،[تنبيه الخاطر] قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ اعلَمُوا أَنّهُ لَيسَ لِهَذَا الجِلدِ الرّقِيقِ صَبرٌ عَلَي النّارِ فَارحَمُوا نُفُوسَكُم فَإِنّكُم قَد جَرّبتُمُوهَا فِي مَصَائِبِ الدّنيَا فَرَأَيتُم جَزَعَ أَحَدِكُم مِنَ الشّوكَةِ تُصِيبُهُ وَ العَثرَةِ تُدمِيهِ وَ الرّمضَاءِ تُحرِقُهُ فَكَيفَ إِذَا كَانَ بَينَ طَابَقَينِ


صفحه : 307

مِن نَارٍ ضَجِيعَ حَجَرٍ وَ قَرِينَ شَيطَانٍ أَ عَلِمتُم أَنّ مَالِكاً إِذَا غَضِبَ عَلَي النّارِ حَطَمَ بَعضُهَا بَعضاً لِغَضَبِهِ وَ إِذَا زَجَرَهَا تَوَثّبَت بَينَ أَبوَابِهَا جَزَعاً مِن زَجرَتِهِ أَيّهَا اليَفَنُ الكَبِيرُ ألّذِي قَد لَهَزَهُ القَتِيرُ كَيفَ أَنتَ إِذَا التَحَمَت أَطوَاقُ النّارِ بِعِظَامِ الأَعنَاقِ وَ نَشِبَتِ الجَوَامِعُ حَتّي أَكَلَت لُحُومَ السّوَاعِدِ فَاللّهَ اللّهَ مَعشَرَ العِبَادِ وَ أَنتُم سَالِمُونَ فِي الصّحّةِ قَبلَ السّقمِ وَ فِي الفُسحَةِ قَبلَ الضّيقِ فَاسعَوا فِي فَكَاكِ رِقَابِكُم مِن قَبلِ أَن تُغلَقَ رَهَائِنُهَا

إيضاح الرمضاء الأرض الشديدة الحرارة والطابق كهاجر وصاحب الأجر الكبير والحطم الكسر واليفن بالتحريك الشيخ الكبير ويقال لهزه أي خالطه والقتير كأمير الشيب أوأوله قوله ع إذاالتحمت أي التفت عليها وانضمت والتصقت بها ونشب الشي‌ء بالشي‌ء أي علق والجوامع جمع جامعة وهي‌ الغل لأنها تجمع اليدين إلي العنق

69-ل ،[الخصال ] أَبِي عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَن سَهلٍ عَن عُمَرَ بنِ سُفيَانَ الجرُجاَنيِ‌ّ رَفَعَ الحَدِيثَ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ خُلِقَتِ النّارُ يَومَ الثّلَاثَاءِ وَ ذَلِكَ قَولُهُ عَزّ وَ جَلّانطَلِقُوا إِلي ظِلّ ذيِ‌ ثَلاثِ شُعَبٍ لا ظَلِيلٍ وَ لا يغُنيِ‌ مِنَ اللّهَبِ قَالَ قُلتُ فَالأَربِعَاءُ قَالَ بُنِيَت أَربَعَةُ أَركَانٍ لِلنّارِ

70-ل ،[الخصال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن فَضَالَةَ عَن أَبَانٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ الأَحوَلِ عَن بَشّارٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع لأِيَ‌ّ شَيءٍ


صفحه : 308

يُصَامُ يَومُ الأَربِعَاءِ قَالَ لِأَنّ النّارَ خُلِقَت يَومَ الأَربِعَاءِ

71-سن ،[المحاسن ] أَبِي عَن يُونُسَ عَن أَبَانٍ عَنِ الأَحوَلِ عَنِ ابنِ سِنَانٍ مِثلَهُ

أقول سيأتي‌ مثله بأسانيد كثيرة في باب صوم السنة و باب الحجامة وأبواب الأيام و هذه الأخبار أكثر وأصح وأوثق من مرفوعة عمر بن سفيان و إن كان فيهاوجه الجمع أيضا

72-كا،[الكافي‌] فِي الرّوضَةِ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ الأَحوَلِ عَن سَلّامِ بنِ المُستَنِيرِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ اللّهَ خَلَقَ الجَنّةَ قَبلَ أَن يَخلُقَ النّارَ الحَدِيثَ

73-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن بَكرِ بنِ صَالِحٍ عَنِ القَاسِمِ بنِ بُرَيدٍ عَن أَبِي عَمرٍو الزبّيَريِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ الكُفرُ فِي كِتَابِ اللّهِ عَلَي خَمسَةِ أَوجُهٍ مِنهَا كُفرُ الجُحُودِ وَ هُوَ الجُحُودُ بِالرّبُوبِيّةِ وَ هُوَ قَولُ مَن يَقُولُ لَا رَبّ وَ لَا جَنّةَ وَ لَا نَارَ وَ هُوَ قَولُ صِنفَينِ مِنَ الزّنَادِقَةِ يُقَالُ لَهُمُ الدّهرِيّةُ الخَبَرَ

74- مع ،[معاني‌ الأخبار]بِالإِسنَادِ إِلَي المُفَضّلِ بنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّ اللّهَ خَلَقَ الأَروَاحَ قَبلَ الأَجسَادِ بأِلَفيَ‌ عَامٍ فَجَعَلَ أَعلَاهَا وَ أَشرَفَهَا أَروَاحَ مُحَمّدٍ وَ عَلِيّ وَ فَاطِمَةَ وَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ وَ الأَئِمّةِ بَعدَهُم صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم وَ سَاقَ الحَدِيثَ فِي قِصّةِ آدَمَ وَ حَوّاءَ إِلَي أَن قَالَ قَالَا رَبّنَا فَأَرِنَا ظَالِمِيهِم فِي نَارِكَ حَتّي نَرَاهَا كَمَا رَأَينَا مَنزِلَتَهُم فِي جَنّتِكَ فَأَمَرَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي النّارَ فَأَبرَزَت جَمِيعَ مَا فِيهَا مِن أَلوَانِ النّكَالِ وَ العَذَابِ وَ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مَكَانُ الظّالِمِينَ لَهُمُ المُدّعِينَ لِمَنزِلَتِهِم فِي أَسفَلِ دَركٍ مِنهَاكُلّما أَرادُوا أَن يَخرُجُوا مِنها أُعِيدُوا فِيهاالحَدِيثَ


صفحه : 309

75-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]الوَرّاقُ عَنِ الأسَدَيِ‌ّ عَن سَهلٍ عَن عَبدِ العَظِيمِ الحسَنَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن أَبِيهِ الرّضَا عَن آبَائِهِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم أَجمَعِينَ قَالَدَخَلتُ أَنَا وَ فَاطِمَةُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص فَوَجَدتُهُ يبَكيِ‌ بُكَاءً شَدِيداً فَقُلتُ فِدَاكَ أَبِي وَ أمُيّ‌ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا ألّذِي أَبكَاكَ فَقَالَ يَا عَلِيّ لَيلَةَ أسُريِ‌َ بيِ‌ إِلَي السّمَاءِ رَأَيتُ نِسَاءً مِن أمُتّيِ‌ فِي عَذَابٍ شَدِيدٍ فَأَنكَرتُ شَأنَهُنّ فَبَكَيتُ لِمَا رَأَيتُ مِن شِدّةِ عَذَابِهِنّ وَ رَأَيتُ امرَأَةً مُعَلّقَةً بِشَعرِهَا يغَليِ‌ دِمَاغُ رَأسِهَا وَ رَأَيتُ امرَأَةً مُعَلّقَةً بِلِسَانِهَا وَ الحَمِيمُ يُصَبّ فِي حَلقِهَا وَ رَأَيتُ امرَأَةً مُعَلّقَةً بِثَديِهَا وَ رَأَيتُ امرَأَةً تَأكُلُ لَحمَ جَسَدِهَا وَ النّارُ تُوقَدُ مِن تَحتِهَا وَ رَأَيتُ امرَأَةً قَد شُدّ رِجلَاهَا إِلَي يَدَيهَا وَ قَد سُلّطَ عَلَيهَا الحَيّاتُ وَ العَقَارِبُ وَ رَأَيتُ امرَأَةً صَمّاءَ عَميَاءَ خَرسَاءَ فِي تَابُوتٍ مِن نَارٍ يَخرُجُ دِمَاغُ رَأسِهَا مِن مَنخِرِهَا وَ بَدَنُهَا مُتَقَطّعٌ مِنَ الجُذَامِ وَ البَرَصِ وَ رَأَيتُ امرَأَةً مُعَلّقَةً بِرِجلَيهَا فِي تَنّورٍ مِن نَارٍ وَ رَأَيتُ امرَأَةً تُقَطّعُ لَحمُ جَسَدِهَا مِن مُقَدّمِهَا وَ مُؤَخّرِهَا بِمَقَارِيضَ مِن نَارٍ وَ رَأَيتُ امرَأَةً يُحرَقُ وَجهُهَا وَ يَدَاهَا وَ هيِ‌َ تَأكُلُ أَمعَاءَهَا وَ رَأَيتُ امرَأَةً رَأسُهَا رَأسُ خِنزِيرٍ وَ بَدَنُهَا بَدَنُ الحِمَارِ وَ عَلَيهَا أَلفُ أَلفِ لَونٍ مِنَ العَذَابِ وَ رَأَيتُ امرَأَةً عَلَي صُورَةِ الكَلبِ وَ النّارُ تَدخُلُ فِي دُبُرِهَا وَ تَخرُجُ مِن فِيهَا وَ المَلَائِكَةُ يَضرِبُونَ رَأسَهَا وَ بَدَنَهَا بِمَقَامِعَ مِن نَارٍ فَقَالَت فَاطِمَةُ ع حبَيِبيِ‌ وَ قُرّةُ عيَنيِ‌ أخَبرِنيِ‌ مَا كَانَ عَمَلُهُنّ وَ سِيرَتُهُنّ حَتّي وَضَعَ اللّهُ عَلَيهِنّ هَذَا العَذَابَ فَقَالَ يَا بنِتيِ‌ أَمّا المُعَلّقَةُ بِشَعرِهَا فَإِنّهَا كَانَت لَا تغُطَيّ‌ شَعرَهَا مِنَ الرّجَالِ وَ أَمّا المُعَلّقَةُ بِلِسَانِهَا فَإِنّهَا كَانَت تؤُذيِ‌ زَوجَهَا وَ أَمّا المُعَلّقَةُ بِثَديِهَا فَإِنّهَا كَانَت تَمتَنِعُ مِن فِرَاشِ زَوجِهَا وَ أَمّا المُعَلّقَةُ بِرِجلَيهَا فَإِنّهَا كَانَت تَخرُجُ مِن بَيتِهَا بِغَيرِ إِذنِ زَوجِهَا وَ أَمّا التّيِ‌ كَانَت تَأكُلُ لَحمَ جَسَدِهَا فَإِنّهَا كَانَت تُزَيّنُ بَدَنَهَا لِلنّاسِ وَ أَمّا التّيِ‌ شُدّت يَدَاهَا إِلَي رِجلَيهَا وَ سُلّطَ عَلَيهَا الحَيّاتُ وَ العَقَارِبُ فَإِنّهَا كَانَت قَذِرَةَ الوَضُوءِ قَذِرَةَ الثّيَابِ وَ كَانَت لَا تَغتَسِلُ مِنَ الجَنَابَةِ وَ الحَيضِ وَ لَا تَتَنَظّفُ وَ كَانَت تَستَهِينُ بِالصّلَاةِ وَ أَمّا العَميَاءُ الصّمّاءُ الخَرسَاءُ فَإِنّهَا كَانَت تَلِدُ مِنَ الزّنَاءِ فَتُعَلّقُهُ فِي عُنُقِ زَوجِهَا وَ أَمّا التّيِ‌ تُقرَضُ لَحمُهَا بِالمَقَارِيضِ فَإِنّهَا تَعرِضُ نَفسَهَا عَلَي الرّجَالِ وَ أَمّا التّيِ‌ كَانَت تُحرَقُ وَجهُهَا وَ بَدَنُهَا وَ هيِ‌َ تَأكُلُ أَمعَاءَهَا فَإِنّهَا كَانَت قَوّادَةً


صفحه : 310

وَ أَمّا التّيِ‌ كَانَ رَأسُهَا رَأسَ خِنزِيرٍ وَ بَدَنُهَا بَدَنَ الحِمَارِ فَإِنّهَا كَانَت نَمّامَةً كَذّابَةً وَ أَمّا التّيِ‌ كَانَت عَلَي صُورَةِ الكَلبِ وَ النّارُ تَدخُلُ فِي دُبُرِهَا وَ تَخرُجُ مِن فِيهَا فَإِنّهَا كَانَت قَينَةً نَوّاحَةً حَاسِدَةً ثُمّ قَالَ ع وَيلٌ لِامرَأَةٍ أَغضَبَت زَوجَهَا وَ طُوبَي لِامرَأَةٍ رضَيِ‌َ عَنهَا زَوجُهَا

بيان كانت قينة أي مغنية

76-ل ،[الخصال ]مَاجِيلَوَيهِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ عَنِ الخَشّابِ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ مِهرَانَ وَ عَلِيّ بنِ أَسبَاطٍ فِيمَا يُعلَمُ عَن بَعضِ رِجَالِهِمَا قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّ مِنَ العُلَمَاءِ مَن يُحِبّ أَن يَخزُنَ عِلمَهُ وَ لَا يُؤخَذَ عَنهُ فَذَاكَفِي الدّركِ الأَسفَلِ مِنَ النّارِ وَ مِنَ العُلَمَاءِ مَن إِذَا وُعِظَ أَنِفَ وَ إِذَا وَعَظَ عَنّفَ فَذَاكَ فِي الدّركِ الثاّنيِ‌ مِنَ النّارِ وَ مِنَ العُلَمَاءِ مَن يَرَي أَن يَضَعَ العِلمَ عِندَ ذوَيِ‌ الثّروَةِ وَ لَا يَرَي لَهُ فِي المَسَاكِينِ فَذَاكَ فِي الدّركِ الثّالِثِ مِنَ النّارِ وَ مِنَ العُلَمَاءِ مَن يَذهَبُ فِي عِلمِهِ مَذهَبَ الجَبَابِرَةِ وَ السّلَاطِينِ فَإِن رُدّ عَلَيهِ شَيءٌ مِن قَولِهِ أَو قُصّرَ فِي شَيءٍ مِن أَمرِهِ غَضِبَ فَذَاكَ فِي الدّركِ الرّابِعِ مِنَ النّارِ وَ مِنَ العُلَمَاءِ مَن يَطلُبُ أَحَادِيثَ اليَهُودِ وَ النّصَارَي لِيَغزُرَ بِهِ عِلمُهُ وَ يَكثُرَ بِهِ حَدِيثُهُ فَذَاكَ فِي الدّركِ الخَامِسِ مِنَ النّارِ وَ مِنَ العُلَمَاءِ مَن يَضَعُ نَفسَهُ لِلفُتيَا وَ يَقُولُ سلَوُنيِ‌ وَ لَعَلّهُ لَا يُصِيبُ حَرفاً وَاحِداً وَ اللّهُ لَا يُحِبّ المُتَكَلّفِينَ فَذَاكَ فِي الدّركِ السّادِسِ مِنَ النّارِ وَ مِنَ العُلَمَاءِ مَن يَتّخِذُ عِلمَهُ مُرُوءَةً وَ عَقلًا فَذَاكَ فِي الدّركِ السّابِعِ مِنَ النّارِ

بيان من إذاوعظ علي بناء المجهول أنف أي استنكف لترفعه عن أن يعظه غيره و إذاوعظ علي بناء المعلوم عنف بضم النون وفتحها من العنف ضد الرفق أو علي بناء التفعيل بمعني التعيير واللوم

77-ل ،[الخصال ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَن عَبّادِ بنِ سُلَيمَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ الديّلمَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي الحَسَنِ مُوسَي ع فِي حَدِيثٍ


صفحه : 311

طَوِيلٍ يَقُولُ فِيهِ يَا إِسحَاقُ إِنّ فِي النّارِ لَوَادِياً يُقَالُ لَهُ سَقَرُ لَم يَتَنَفّس مُنذُ خَلَقَهُ اللّهُ لَو أَذِنَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَهُ فِي التّنَفّسِ بِقَدرِ مِخيَطٍ لَاحتَرَقَ مَا عَلَي وَجهِ الأَرضِ وَ إِنّ أَهلَ النّارِ لَيَتَعَوّذُونَ مِن حَرّ ذَلِكَ الواَديِ‌ وَ نَتنِهِ وَ قَذَرِهِ وَ مَا أَعَدّ اللّهُ فِيهِ لِأَهلِهِ وَ إِنّ فِي ذَلِكَ الواَديِ‌ لَجَبَلًا يَتَعَوّذُ جَمِيعُ أَهلِ ذَلِكَ الواَديِ‌ مِن حَرّ ذَلِكَ الجَبَلِ وَ نَتنِهِ وَ قَذَرِهِ وَ مَا أَعَدّ اللّهُ فِيهِ لِأَهلِهِ وَ إِنّ فِي ذَلِكَ الجَبَلِ لَشِعباً يَتَعَوّذُ جَمِيعُ أَهلِ ذَلِكَ الجَبَلِ مِن حَرّ ذَلِكَ الشّعبِ وَ نَتنِهِ وَ قَذَرِهِ وَ مَا أَعَدّ اللّهُ فِيهِ لِأَهلِهِ وَ إِنّ فِي ذَلِكَ الشّعبِ لَقَلِيباً يَتَعَوّذُ جَمِيعُ أَهلِ ذَلِكَ الجَبَلِ مِن حَرّ ذَلِكَ القَلِيبِ وَ نَتنِهِ وَ قَذَرِهِ وَ مَا أَعَدّ اللّهُ فِيهِ لِأَهلِهِ وَ إِنّ فِي ذَلِكَ القَلِيبِ لَحَيّةً يَتَعَوّذُ جَمِيعُ أَهلِ ذَلِكَ القَلِيبِ مِن خُبثِ تِلكَ الحَيّةِ وَ نَتنِهَا وَ قَذَرِهَا وَ مَا أَعَدّ اللّهُ فِي أَنيَابِهَا مِنَ السّمّ لِأَهلِهَا وَ إِنّ فِي جَوفِ تِلكَ الحَيّةِ لَصَنَادِيقَ فِيهَا خَمسَةٌ مِنَ الأُمَمِ السّالِفَةِ وَ اثنَانِ مِن هَذِهِ الأُمّةِ قَالَ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ وَ مَنِ الخَمسَةُ وَ مَنِ الِاثنَانُ قَالَ فَأَمّا الخَمسَةُ فَقَابِيلُ ألّذِي قَتَلَ هَابِيلَ وَ نُمرُودُألّذِي حَاجّ اِبراهِيمَ فِي رَبّهِفَقالَ أَنَا أحُييِ‌ وَ أُمِيتُ وَ فِرعَونُ ألّذِي قَالَأَنَا رَبّكُمُ الأَعلي وَ يَهُودُ ألّذِي هَوّدَ اليَهُودَ وَ بُولَسُ ألّذِي نَصّرَ النّصَارَي وَ مِن هَذِهِ الأُمّةِ أَعرَابِيّانِ

بيان الأعرابيان أبوبكر وعمر وإنما سماهما بذلك لأنهما لم يؤمنا قط

78-ل ،[الخصال ] أَبِي عَنِ الحمِيرَيِ‌ّ عَن هَارُونَ بنِ مُسلِمٍ عَن مَسعَدَةَ بنِ زِيَادٍ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع أَنّ عَلِيّاً ع قَالَ إِنّ فِي جَهَنّمَ رَحًي تَطحَنُ خَمساً أَ فَلَا تسَألَوُنيِ‌ مَا طَحنُهَا فَقِيلَ لَهُ وَ مَا طَحنُهَا يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَالَ العُلَمَاءُ الفَجَرَةُ وَ القُرّاءُ الفَسَقَةُ وَ الجَبَابِرَةُ الظّلَمَةُ وَ الوُزَرَاءُ الخَوَنَةُ وَ العُرَفَاءُ الكَذَبَةُ وَ إِنّ فِي النّارِ لَمَدِينَةً يُقَالُ لَهَا الحَصِينَةُ فَلَا تسَألَوُنيِ‌ مَا فِيهَا فَقِيلَ وَ مَا فِيهَا يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَقَالَ فِيهَا أيَديِ‌ النّاكِثِينَ

79-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ]أَلَا وَ إِنّ الرّاضِينَ بِقَتلِ الحُسَينِ ع شُرَكَاءُ قَتلِهِ أَلَا وَ إِنّ قَتَلَتَهُ وَ أَعوَانَهُم وَ أَشيَاعَهُم وَ المُقتَدِينَ بِهِم بُرَآءُ مِن دِينِ اللّهِ وَ إِنّ اللّهَ لَيَأمُرُ مَلَائِكَتَهُ المُقَرّبِينَ أَن يَتَلَقّوا[يُلقُوا]


صفحه : 312

دُمُوعَهُمُ المَصبُوبَةَ لِقَتلِ الحُسَينِ إِلَي الخُزّانِ فِي الجِنَانِ فَيَمزُجُونَهَا بِمَاءِ الحَيَوَانِ فَتَزِيدُ عُذُوبَتَهَا وَ يُلقُونَهَا فِي الهَاوِيَةِ وَ يَمزُجُونَهَا بِحَمِيمِهَا وَ صَدِيدِهَا وَ غَسّاقِهَا وَ غِسلِينِهَا فَتَزِيدُ فِي شِدّةِ حَرَارَتِهَا وَ عَظِيمِ عَذَابِهَا أَلفَ ضِعفِهَا تُشَدّدُ عَلَي المَنقُولِينَ إِلَيهَا مِن أَعدَاءِ آلِ مُحَمّدٍ عَذَابَهُم

80- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]بِالإِسنَادِ المَسطُورِ فِي كِتَابِ النّبُوّةِ عَنِ ابنِ عُمَرَ عَنِ النّبِيّص فِي سِيَاقِ قِصّةِ يَحيَي ع قَالَ قَالَ زَكَرِيّا حدَثّنَيِ‌ حبَيِبيِ‌ جَبرَئِيلُ ع عَنِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ أَنّ فِي جَهَنّمَ جَبَلًا يُقَالُ لَهُ السّكرَانُ فِي أَصلِ ذَلِكَ الجَبَلِ وَادٍ يُقَالُ لَهُ الغَضبَانُ لِغَضَبِ الرّحمَنِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي فِي ذَلِكَ الواَديِ‌ جُبّ قَامَتُهُ مِائَةُ عَامٍ فِي ذَلِكَ الجُبّ تَوَابِيتُ مِن نَارٍ فِي تِلكَ التّوَابِيتِ صَنَادِيقُ مِن نَارٍ وَ ثِيَابٌ مِن نَارٍ وَ سَلَاسِلُ مِن نَارٍ وَ أَغلَالٌ مِن نَارٍ الحَدِيثَ

81- ع ،[علل الشرائع ] أَبِي عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ عَن سَهلٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ عَن رَجُلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قُلتُ لَهُ أصُلَيّ‌ فِي قَلَنسُوَةٍ سَودَاءَ قَالَ لَا تُصَلّ فِيهَا فَإِنّهَا لِبَاسُ أَهلِ النّارِ

أقول سيأتي‌ كثير من الأخبار في ذلك في أبواب الصلاة وأبواب اللباس

82-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] مُحَمّدُ بنُ أَحمَدَ مُعَنعَناً عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص ذَاتَ يَومٍ يَا عَلِيّ إِنّ جَبرَئِيلَ ع أخَبرَنَيِ‌ أَنّ أمُتّيِ‌ يَغدِرُ بِكَ مِن بعَديِ‌ فَوَيلٌ ثُمّ وَيلٌ ثُمّ وَيلٌ لَهُم ثَلَاثَ مَرّاتٍ قُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ مَا وَيلٌ قَالَ وَادٍ فِي جَهَنّمَ أَكثَرُ أَهلِهِ مُعَادُوكَ وَ القَاتِلُونَ لِذُرّيّتِكَ وَ النّاكِثُونَ لِبَيعَتِكَ فَطُوبَي ثُمّ طُوبَي ثُمّ طُوبَي ثَلَاثَ مَرّاتٍ لِمَن أَحَبّكَ وَ وَالَاكَ قُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ مَا طُوبَي قَالَ شَجَرَةٌ فِي دَارِكَ فِي الجَنّةِ لَيسَ دَارٌ مِن دُورِ شِيعَتِكَ فِي الجَنّةِ إِلّا وَ فِيهَا غُصنٌ مِن تِلكَ الشّجَرَةِ تَهدِلُ عَلَيهِم بِكُلّ مَا يَشتَهُونَ


صفحه : 313

بيان قال الجوهري‌ هدلت الشي‌ء أهدله هدلا إذاأرخيته وأرسلته إلي أسفل ويقال تهدلت أغصان الشجرة إذاتدلت

83-ثو،[ثواب الأعمال ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ مَعرُوفٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ ابنِ سَدِيرٍ عَن رَجُلٍ مِن أَصحَابِ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ إِنّ أَشَدّ النّاسِ عَذَاباً يَومَ القِيَامَةِ لَسَبعَةُ نَفَرٍ أَوّلُهُمُ ابنُ آدَمَ ألّذِي قَتَلَ أَخَاهُ وَ نُمرُودُ ألّذِي حَاجّ اِبرَاهِيمَ فِي رَبّهِ وَ اثنَانِ فِي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ هَوّدَا قَومَهُم وَ نَصّرَاهُم وَ فِرعَونُ ألّذِي قَالَأَنَا رَبّكُمُ الأَعلي وَ اثنَانِ مِن هَذِهِ الأُمّةِ أَحَدُهُمَا شَرّهُمَا فِي تَابُوتٍ مِن قَوَارِيرَ تَحتَ الفَلَقِ فِي بِحَارٍ مِن نَارٍ

بيان الثاني‌ شرهما

84-فس ،[تفسير القمي‌] إِنّ شَجَرَةَ الزّقّومِ طَعامُ الأَثِيمِ قَالَ نَزَلَت فِي أَبِي جَهلٍ وَ قَولُهُ تَعَالَيكَالمُهلِ قَالَ الصّفرُ المُذَابُيغَليِ‌ فِي البُطُونِ كغَلَي‌ِ الحَمِيمِ وَ هُوَ ألّذِي قَد حمَيِ‌َ وَ بَلَغَ المُنتَهَي ثُمّ قَالَخُذُوهُ فَاعتِلُوهُ أَي اضغَطُوهُ مِن كُلّ جَانِبٍ ثُمّ انزِلُوا بِهِإِلي سَواءِ الجَحِيمِ ثُمّ يُصَبّ عَلَيهِ ذَلِكَ الحَمِيمُ ثُمّ يُقَالُ لَهُذُق إِنّكَ أَنتَ العَزِيزُ الكَرِيمُفَلَفظُهُ خَبَرٌ وَ مَعنَاهُ حِكَايَةٌ عَمّن يَقُولُ لَهُ ذَلِكَ وَ ذَلِكَ أَنّ أَبَا جَهلٍ كَانَ يَقُولُ أَنَا العَزِيزُ الكَرِيمُ فَيُعَيّرُ بِذَلِكَ فِي النّارِ

85-فس ،[تفسير القمي‌] قَولُهُ تَعَالَيإِنّ المُجرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَ سُعُرٍ قَالَ أَي فِي عَذَابٍ وَ سُعُرٌ وَادٍ فِي جَهَنّمَ عَظِيمٌ

86-فس ،[تفسير القمي‌] قَولُهُ تَعَالَيوَ إِذَا النّفُوسُ زُوّجَت فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ إِذَا النّفُوسُ زُوّجَت قَالَ أَمّا أَهلُ الجَنّةِ فَزَوّجُوا الخَيرَاتِ الحِسَانَ وَ أَمّا أَهلُ النّارِ فَمَعَ كُلّ إِنسَانٍ مِنهُم شَيطَانٌ يعَنيِ‌ قُرِنَت نُفُوسُ الكَافِرِينَ وَ المُنَافِقِينَ بِالشّيَاطِينِ فَهُم قُرَنَاؤُهُم

87-فس ،[تفسير القمي‌] مُحَمّدُ بنُ جَعفَرٍ عَن يَحيَي بنِ زَكَرِيّا عَن عَلِيّ بنِ حَسّانَ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ كَثِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيفَأَنذَرتُكُم ناراً تَلَظّي لا


صفحه : 314

يَصلاها إِلّا الأَشقَي ألّذِي كَذّبَ وَ تَوَلّي قَالَ فِي جَهَنّمَ وَادٍ فِيهِ نَارٌلا يَصلاها إِلّا الأَشقَيفُلَانٌألّذِي كَذّبَ رَسُولَ اللّهِص فِي عَلِيّ ع وَ تَوَلّي عَن وَلَايَتِهِ ثُمّ قَالَ النّيرَانُ بَعضُهَا دُونَ بَعضٍ فَمَا كَانَ مِن نَارِ هَذَا الواَديِ‌ فَلِلنّصّابِ

بيان فلان هوالثاني‌

88-فس ،[تفسير القمي‌] وَ إِذَا البِحارُ سُجّرَت قَالَ تَتَحَوّلُ البِحَارُ التّيِ‌ هيِ‌َ حَولَ الدّنيَا كُلّهَا نِيرَاناً

89-ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] ابنُ مَحبُوبٍ عَنِ ابنِ رِئَابٍ عَن أَبِي عُبَيدَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ فِي جَهَنّمَ لَوَادٍ يُقَالُ لَهُ غَسّاقٌ فِيهِ ثَلَاثُونَ وَ ثَلَاثُ مِائَةِ قَصرٍ فِي كُلّ قَصرٍ ثَلَاثُونَ وَ ثَلَاثُ مِائَةِ بَيتٍ فِي كُلّ بَيتٍ ثَلَاثُونَ وَ ثَلَاثُ مِائَةِ عَقرَبٍ فِي حُمَةِ كُلّ عَقرَبٍ ثَلَاثُونَ وَ ثَلَاثُ مِائَةِ قُلّةِ سَمّ لَو أَنّ عَقرَباً مِنهَا نَضَحَت سَمّهَا عَلَي أَهلِ جَهَنّمَ لَوَسِعَتهُم سَمّاً

90-فس ،[تفسير القمي‌] فَليَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَ غَسّاقٌ قَالَ الغَسّاقُ وَادٍ فِي جَهَنّمَ وَ ذَكَرَ مِثلَهُ وَ زَادَ فِيهِ فِي كُلّ بَيتٍ أَربَعُونَ زَاوِيَةً فِي كُلّ زَاوِيَةٍ شُجَاعٌ فِي كُلّ شُجَاعٍ ثَلَاثُمِائَةٍ وَ ثَلَاثُونَ عَقرَباً

91-ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] ابنُ أَبِي عُمَيرٍ عَن عَاصِمِ بنِ سُلَيمَانَ ذَكَرَ فِي قَولِ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي تُسقي مِن عَينٍ آنِيَةٍ قَالَ يُسمَعُ لَهَا أَنِينٌ مِن شِدّةِ حَرّهَا

92-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُسكَانَ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ الوَلِيدِ الوصَاّفيِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ مُؤمِناً كَانَ فِي مَملَكَةِ جَبّارٍ فَوَلَعَ بِهِ فَهَرَبَ مِنهُ إِلَي دَارِ الشّركِ فَنَزَلَ بِرَجُلٍ مِن أَهلِ الشّركِ


صفحه : 315

فَأَظَلّهُ وَ أَرفَقَهُ وَ أَضَافَهُ فَلَمّا حَضَرَهُ المَوتُ أَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَيهِ وَ عزِتّيِ‌ وَ جلَاَليِ‌ لَو كَانَ لَكَ فِي جنَتّيِ‌ مَسكَنٌ لَأَسكَنتُكَ فِيهَا وَ لَكِنّهَا مُحَرّمَةٌ عَلَي مَن مَاتَ بيِ‌ مُشرِكاً وَ لَكِن يَا نَارُ هِيدِيهِ وَ لَا تُؤذِيهِ وَ يُؤتَي بِرِزقِهِ طرَفَيَ‌ِ النّهَارِ قُلتُ مِنَ الجَنّةِ قَالَ مِن حَيثُ شَاءَ اللّهُ

بيان قال الفيروزآبادي‌ ولع كوجل ولعا محركة وأولعته وأولع به بالضم فهو مولع به استخف وكذب وبحقه ذهب وأولعه به أغراه به و قال الجزري‌ هدت الشي‌ء أهيده هيدا إذاحركته وأزعجته و منه الحديث يانار لاتهيديه أي لاتزعجيه انتهي .أقول لايبعد أن يكون في هذاالخبر أيضا لاتهيديه فصحف وروي الخبر الحسن بن سليمان في كتاب المحتضر نقلا من كتاب الشفاء والجلاء

93-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن هَارُونَ عَنِ ابنِ صَدَقَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ نَهَي رَسُولُ اللّهِص عَنِ الِاستِشفَاءِ بِالحَمّيَاتِ وَ هيِ‌َ العُيُونُ الحَارّةُ التّيِ‌ تَكُونُ فِي الجِبَالِ التّيِ‌ تُوجَدُ فِيهَا رَوَائِحُ الكِبرِيتِ فَإِنّهَا مِن فَوحِ جَهَنّمَ

بيان قال الجزري‌ الحمة عين ماء حار يستشفي‌ به المريض و قال فيه شدة الحر من فوح جهنم أي شدة غليانها وحرها ويروي فيح بالياء

94-ختص ،[الإختصاص ] عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ سَأَلَ ابنُ سَلَامٍ النّبِيّص عَن مَسَائِلَ فَكَانَ فِيمَا سَأَلَهُ أخَبرِنيِ‌ مَا السّبعَةَ عَشَرَ قَالَ سَبعَةَ عَشَرَ اسماً مِن أَسمَاءِ اللّهِ تَعَالَي مَكتُوباً بَينَ الجَنّةِ وَ النّارِ وَ لَو لَا ذَلِكَ لَزَفَرَت جَهَنّمُ زَفراً فَتُحرِقُ مَن فِي السّمَاوَاتِ وَ مَن فِي الأَرضِ

95-ختص ،[الإختصاص ]القَاسِمُ بنُ مُحَمّدٍ الهمَداَنيِ‌ّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ الهمَداَنيِ‌ّ عَن يَحيَي بنِ مُحَمّدٍ الفاَرسِيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ ع عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَخَرَجتُ ذَاتَ يَومٍ إِلَي ظَهرِ الكُوفَةِ وَ بَينَ يدَيَ‌ّ قَنبَرٌ فَإِذَا إِبلِيسُ قَد


صفحه : 316

أَقبَلَ فَقُلتُ بِئسَ الشّيخُ أَنتَ فَقَالَ لِمَ تَقُولُ هَذَا يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَوَ اللّهِ لَأُحَدّثَنّكَ بِحَدِيثٍ عنَيّ‌ عَنِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ مَا بَينَنَا ثَالِثٌ إنّهُ لَمّا هَبَطتُ بخِطَيِئتَيِ‌ إِلَي السّمَاءِ الرّابِعَةِ نَادَيتُ إلِهَيِ‌ وَ سيَدّيِ‌ مَا أَحسَبُكَ خَلَقتَ خَلقاً هُوَ أَشقَي منِيّ‌ فَأَوحَي اللّهُ تَعَالَي إلِيَ‌ّ بَلَي قَد خَلَقتُ مَن هُوَ أَشقَي مِنكَ فَانطَلِق إِلَي مَالِكٍ يُرِيكَهُ فَانطَلَقتُ إِلَي مَالِكٍ فَقُلتُ السّلَامُ يَقرَأُ عَلَيكَ السّلَامَ وَ يَقُولُ أرَنِيِ‌ مَن هُوَ أَشقَي منِيّ‌ فَانطَلَقَ بيِ‌ مَالِكٌ إِلَي النّارِ فَرَفَعَ الطّبَقَ الأَعلَي فَخَرَجَت نَارٌ سَودَاءُ ظَنَنتُ أَنّهَا قَد أكَلَتَنيِ‌ وَ أَكَلَت مَالِكاً فَقَالَ لَهَا اهدئِيِ‌ فَهَدَأَت ثُمّ انطَلَقَ بيِ‌ إِلَي الطّبَقِ الثاّنيِ‌ فَخَرَجَت نَارٌ هيِ‌َ أَشَدّ مِن تِلكَ سَوَاداً وَ أَشَدّ حَمًي فَقَالَ لَهَا اخمدُيِ‌ فَخَمَدَت إِلَي أَنِ انطَلَقَ بيِ‌ إِلَي السّابِعِ وَ كُلّ نَارٍ تَخرُجُ مِن طَبَقٍ هيِ‌َ أَشَدّ مِنَ الأُولَي فَخَرَجَت نَارٌ ظَنَنتُ أَنّهَا قَد أكَلَتَنيِ‌ وَ أَكَلَت مَالِكاً وَ جَمِيعَ مَا خَلَقَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فَوَضَعتُ يدَيِ‌ عَلَي عيَنيِ‌ وَ قُلتُ مُرهَا يَا مَالِكُ تَخمُد وَ إِلّا خَمَدتُ فَقَالَ إِنّكَ لَن تَخمُدَ إِلَي الوَقتِ المَعلُومِ فَأَمَرَهَا فَخَمَدَت فَرَأَيتُ رَجُلَينِ فِي أَعنَاقِهِمَا سَلَاسِلُ النّيرَانِ مُعَلّقَينِ بِهَا إِلَي فَوقُ وَ عَلَي رُءُوسِهِمَا قَومٌ مَعَهُم مَقَامِعُ النّيرَانِ يَقمَعُونَهُمَا بِهَا فَقُلتُ يَا مَالِكُ مَن هَذَانِ فَقَالَ أَ وَ مَا قَرَأتَ عَلَي سَاقِ العَرشِ وَ كُنتُ قَبلُ قَرَأتُهُ قَبلَ أَن يَخلُقَ اللّهُ الدّنيَا بأِلَفيَ‌ عَامٍ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ أَيّدتُهُ وَ نَصَرتُهُ بعِلَيِ‌ّ فَقَالَ هَذَانِ عَدُوّا أُولَئِكَ وَ ظَالِمَاهُم

بيان لعله تعالي خلق صورتيهما في جهنم لتعيين مكانهما وتصوير شقاوتهما للملإ الأعلي ولمن سمع الخبر من غيرهم

96-نَوَادِرُ الراّونَديِ‌ّ،بِإِسنَادِهِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ أَهوَنَ أَهلِ النّارِ عَذَاباً ابنُ جُذعَانَ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ مَا بَالُ ابنِ جُذعَانَ أَهوَنَ أَهلِ النّارِ عَذَاباً قَالَ إِنّهُ كَانَ يُطعِمُ الطّعَامَ

97- وَ بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص رَأَيتُ فِي النّارِ صَاحِبَ العَبَاءِ التّيِ‌ قَد غَلّهَا وَ رَأَيتُ فِي النّارِ صَاحِبَ المِحجَنِ ألّذِي كَانَ يَسرِقُ الحَاجّ بِمِحجَنِهِ وَ رَأَيتُ فِي


صفحه : 317

النّارِ صَاحِبَةَ الهِرّةِ تَنهَشُهَا مُقبِلَةً وَ مُدبِرَةً كَانَت أَوثَقَتهَا لَم تَكُن تُطعِمُهَا وَ لَم تُرسِلهَا تَأكُلُ مِن حِشَاشِ الأَرضِ وَ دَخَلتُ الجَنّةَ فَرَأَيتُ صَاحِبَ الكَلبِ ألّذِي أَروَاهُ مِنَ المَاءِ

98- وَ بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يُؤتَي باِلزاّنيِ‌ يَومَ القِيَامَةِ حَتّي يَكُونَ فَوقَ أَهلِ النّارِ فَتَقطُرُ قَطرَةٌ مِن فَرجِهِ فَيَتَأَذّي بِهَا أَهلُ جَهَنّمَ مِن نَتنِهَا فَيَقُولُ أَهلُ جَهَنّمَ لِلخُزّانِ مَا هَذِهِ الرّائِحَةُ المُنتِنَةُ التّيِ‌ قَد آذَتنَا فَيُقَالُ لَهُم هَذِهِ رَائِحَةُ زَانٍ وَ يُؤتَي بِامرَأَةٍ زَانِيَةٍ فَتَقطُرُ قَطرَةٌ مِن فَرجِهَا فَيَتَأَذّي بِهَا أَهلُ النّارِ مِن نَتنِهَا

99-ختص ،[الإختصاص ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن سَعِيدِ بنِ جَنَاحٍ عَن عَوفِ بنِ عَبدِ اللّهِ الأزَديِ‌ّ عَن جَابِرٍ الجعُفيِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِذَا أَرَادَ اللّهُ قَبضَ الكَافِرِ قَالَ يَا مَلَكَ المَوتِ انطَلِق أَنتَ وَ أَعوَانُكَ إِلَي عدَوُيّ‌ فإَنِيّ‌ قَد أَبلَيتُهُ فَأَحسَنتُ البَلَاءَ وَ دَعَوتُهُ إِلَي دَارِ السّلَامِ فَأَبَي إِلّا أَن يشَتمِنَيِ‌ وَ كَفَرَ بيِ‌ وَ بنِعِمتَيِ‌ وَ شتَمَنَيِ‌ عَلَي عرَشيِ‌ فَاقبِض رُوحَهُ حَتّي تَكُبّهُ فِي النّارِ قَالَ فَيَجِيئُهُ مَلَكُ المَوتِ بِوَجهٍ كَرِيهٍ كَالِحٍ عَينَاهُ كَالبَرقِ الخَاطِفِ وَ صَوتُهُ كَالرّعدِ القَاصِفِ لَونُهُ كَقِطَعِ اللّيلِ المُظلِمِ نَفسُهُ كَلَهَبِ النّارِ رَأسُهُ فِي السّمَاءِ الدّنيَا وَ رِجلٌ فِي المَشرِقِ وَ رِجلٌ فِي المَغرِبِ وَ قَدَمَاهُ فِي الهَوَاءِ مَعَهُ سَفّودٌ كَثِيرُ الشّعَبِ مَعَهُ خَمسُمِائَةِ مَلَكٍ أَعوَاناً مَعَهُم سِيَاطٌ مِن قَلبِ جَهَنّمَ تَلتَهِبُ تِلكَ السّيَاطُ وَ هيِ‌َ مِن لَهَبِ جَهَنّمَ وَ مَعَهُم مِسحٌ أَسوَدُ وَ جَمرَةٌ مِن جَمرِ جَهَنّمَ ثُمّ يَدخُلُ عَلَيهِ مَلَكٌ مِن خُزّانِ جَهَنّمَ يُقَالُ لَهُ سَحقَطَائِيلُ فَيَسقِيهِ شَربَةً مِنَ النّارِ لَا يَزَالُ مِنهَا عَطشَاناً حَتّي يَدخُلَ النّارَ فَإِذَا نَظَرَ إِلَي مَلَكِ المَوتِ شَخَصَ بَصَرُهُ وَ طَارَ عَقلُهُ قَالَ يَا مَلَكَ المَوتِ ارجعِوُنيِ‌ قَالَ فَيَقُولُ مَلَكُ المَوتِكَلّا إِنّها كَلِمَةٌ هُوَ قائِلُها قَالَ فَيَقُولُ يَا مَلَكَ المَوتِ فَإِلَي مَن أَدَعُ ماَليِ‌ وَ أهَليِ‌ وَ ولُديِ‌ وَ عشَيِرتَيِ‌ وَ مَا كُنتُ فِيهِ مِنَ الدّنيَا فَيَقُولُ دَعهُم لِغَيرِكَ وَ اخرُج إِلَي النّارِ قَالَ فَيَضرِبُهُ بِالسّفّودِ ضَربَةً فَلَا يَبقَي مِنهُ شُعبَةٌ إِلّا أَنشَبَهَا فِي كُلّ عِرقٍ وَ مَفصِلٍ ثُمّ يَجذِبُهُ جَذبَةً فَيَسُلّ رُوحَهُ مِن قَدَمَيهِ بَسطاً فَإِذَا بَلَغَتِ الرّكبَتَينِ أَمَرَ أَعوَانَهُ فَأَكَبّوا عَلَيهِ بِالسّيَاطِ ضَرباً ثُمّ يَرفَعُهُ عَنهُ فَيُذِيقُهُ سَكَرَاتِهِ وَ غَمَرَاتِهِ قَبلَ خُرُوجِهَا كَأَنّمَا ضُرِبَ بِأَلفِ سَيفٍ فَلَو كَانَ لَهُ قُوّةُ الجِنّ وَ


صفحه : 318

الإِنسِ لَاشتَكَي كُلّ عِرقٍ مِنهُ عَلَي حِيَالِهِ بِمَنزِلَةِ سَفّودٍ كَثِيرِ الشّعَبِ ألُقيِ‌َ عَلَي صُوفٍ مُبتَلّ ثُمّ يَطُوفُهُ[يُدَارُ فِيهِ]فَلَم يَأتِ عَلَي شَيءٍ إِلّا انتَزَعَهُ كَذَلِكَ خُرُوجُ نَفسِ الكَافِرِ مِن عِرقٍ وَ عُضوٍ وَ مَفصِلٍ وَ شَعرَةٍ فَإِذَا بَلَغَتِ الحُلقُومَ ضَرَبَتِ المَلَائِكَةُ وَجهَهُ وَ دُبُرَهُ وَ قِيلَأَخرِجُوا أَنفُسَكُمُ اليَومَ تُجزَونَ عَذابَ الهُونِ بِما كُنتُم تَقُولُونَ عَلَي اللّهِ غَيرَ الحَقّ وَ كُنتُم عَن آياتِهِ تَستَكبِرُونَ وَ ذَلِكَ قَولُهُيَومَ يَرَونَ المَلائِكَةَ لا بُشري يَومَئِذٍ لِلمُجرِمِينَ وَ يَقُولُونَ حِجراً مَحجُوراًفَيَقُولُونَ حَرَاماً عَلَيكُمُ الجَنّةُ مُحَرّماً وَ قَالَ يَخرُجُ رُوحُهُ فَيَضَعُهُ مَلَكُ المَوتِ بَينَ مِطرَقَةٍ وَ سَندَانٍ فَيَفضَحُ أَطرَافَ أَنَامِلِهِ وَ آخِرُ مَا يُشدَخُ مِنهُ العَينَانِ فَيَسطَعُ لَهَا رِيحٌ مُنتِنٌ يَتَأَذّي مِنهُ أَهلُ السّمَاءِ كُلّهُم أَجمَعُونَ فَيَقُولُونَ لَعنَةُ اللّهِ عَلَيهَا مِن رُوحٍ كَافِرَةٍ مُنتِنَةٍ خَرَجَت مِنَ الدّنيَا فَيَلعَنُهُ اللّهُ وَ يَلعَنُهُ اللّاعِنُونَ فَإِذَا أتُيِ‌َ بِرُوحِهِ إِلَي السّمَاءِ الدّنيَا أُغلِقَت عَنهُ أَبوَابُ السّمَاءِ وَ ذَلِكَ قَولُهُلا تُفَتّحُ لَهُم أَبوابُ السّماءِ وَ لا يَدخُلُونَ الجَنّةَ حَتّي يَلِجَ الجَمَلُ فِي سَمّ الخِياطِ وَ كَذلِكَ نجَزيِ‌ المُجرِمِينَ يَقُولُ اللّهُ رُدّوهَا عَلَيهِ فَمِنهَا خَلَقتُهُم وَ فِيهَا أُعِيدُهُم وَ مِنهَا أُخرِجُهُم تَارَةً أُخرَي فَإِذَا حُمِلَ عَلَي سَرِيرِهِ حَمَلَت نَعشَهُ الشّيَاطِينُ فَإِذَا انتَهَوا بِهِ إِلَي قَبرِهِ قَالَت كُلّ بُقعَةٍ مِنهَا أللّهُمّ لَا تَجعَلهُ فِي بطَنيِ‌ حَتّي يُوضَعَ فِي الحُفرَةِ التّيِ‌ قَضَاهَا اللّهُ فَإِذَا وُضِعَ فِي لَحدِهِ قَالَت لَهُ الأَرضُ لَا مَرحَباً بِكَ يَا عَدُوّ اللّهِ أَمَا وَ اللّهِ لَقَد كُنتُ أُبغِضُكَ وَ أَنتَ عَلَي متَنيِ‌ وَ أَنَا لَكَ اليَومَ أَشَدّ بُغضاً وَ أَنتَ فِي بطَنيِ‌ أَمَا وَ عَزّةِ ربَيّ‌ لَأُسِيئَنّ جِوَارَكَ وَ لَأُضِيقَنّ مَدخَلَكَ وَ لَأُوحِشَنّ مَضجَعَكَ وَ لَأُبَدّلَنّ مَطمَعَكَ إِنّمَا أَنَا رَوضَةٌ مِن رِيَاضِ الجَنّةِ أَو حُفرَةٌ مِن حُفَرِ النّيرَانِ ثُمّ يَنزِلُ عَلَيهِ مُنكَرٌ وَ نَكِيرٌ وَ هُمَا مَلَكَانِ أَسوَدَانِ أَزرَقَانِ يَبحَثَانِ القَبرَ بِأَنيَابِهِمَا وَ يَطَئَانِ فِي شُعُورِهِمَا حَدَقَتَاهُمَا مِثلُ قِدرِ النّحَاسِ وَ كَلَامُهُمَا مِثلُ الرّعدِ القَاصِفِ وَ أَبصَارُهُمَا مِثلُ البَرقِ اللّامِعِ فَيَنتَهِرَانِهِ وَ يَصِيحَانِ بِهِ فَيَتَقَلّصُ نَفسُهُ حَتّي يَبلُغَ حَنجَرَتَهُ فَيَقُولَانِ لَهُ مَن رَبّكَ وَ مَا دِينُكَ وَ مَن نَبِيّكَ وَ مَن إِمَامُكَ فَيَقُولُ لَا أدَريِ‌ قَالَ فَيَقُولَانِ شَاكّ فِي الدّنيَا وَ شَاكّ اليَومَ لَا دَرَيتَ وَ لَا هَدَيتَ قَالَ


صفحه : 319

فَيَضرِبَانِهِ ضَربَةً فَلَا يَبقَي فِي المَشرِقِ وَ لَا فِي المَغرِبِ شَيءٌ إِلّا سَمِعَ صَيحَتَهُ إِلّا الجِنّ وَ الإِنسَ قَالَ فَمِن شِدّةِ صَيحَتِهِ يَلُوذُ الحِيتَانُ بِالطّينِ وَ يَنفِرُ الوَحشُ فِي الخِيَاسِ وَ لَكِنّكُم لَا تَعلَمُونَ قَالَ ثُمّ يُسَلّطُ اللّهُ عَلَيهِ حَيّتَينِ سَودَاوَينِ زَرقَاوَينِ يُعَذّبَانِهِ بِالنّهَارِ خَمسَ سَاعَاتٍ وَ بِاللّيلِ سِتّ سَاعَاتٍ لِأَنّهُ كَانَ يسَتخَفيِ‌ مِنَ النّاسِ وَ لَا يسَتخَفيِ‌ مِنَ اللّهِفَبُعداً لِقَومٍ لا يُؤمِنُونَ قَالَ ثُمّ يُسَلّطُ اللّهُ عَلَيهِ مَلَكَينِ أَصَمّينِ أَعمَينِ[أَعمَيَينِ خ ل ]مَعَهُمَا مِطرَقَتَانِ مِن حَدِيدٍ مِن نَارٍ يَضرِبَانِهِ فَلَا يَخطَئَانِهِ[يَخبِطَانِهِ خ ل ] وَ يَصِيحُ فَلَا يَسمَعَانِهِ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ فَإِذَا كَانَت صَيحَةُ القِيَامَةِ اشتَعَلَ قَبرُهُ نَاراً فَيَقُولُ لِيَ الوَيلُ إِذَا اشتَعَلَ قبَريِ‌ نَاراً فيَنُاَديِ‌ مُنَادٍ أَلَا الوَيلُ قَد دَنَا مِنكَ وَ الهَوَانُ قُم مِن نِيرَانِ القَبرِ إِلَي نِيرَانٍ لَا يَطفَأُ فَيَخرُجُ مِن قَبرِهِ مُسوَدّاً وَجهُهُ مُزرَقّةً عَينَاهُ قَد طَالَ خُرطُومُهُ وَ كَسَفَ بَالُهُ مُنَكّساً رَأسَهُ يُسَارِقُ النّظَرَ فَيَأتِيهِ عَمَلُهُ الخَبِيثُ فَيَقُولُ وَ اللّهِ مَا عَلِمتُكَ إِلّا كُنتَ عَن طَاعَةِ اللّهِ مُبطِئاً وَ إِلَي مَعصِيَتِهِ مُسرِعاً قَد كُنتَ ترَكبَنُيِ‌ فِي الدّنيَا فَأَنَا أُرِيدُ أَن أَركَبَكَ اليَومَ كَمَا كُنتَ ترَكبَنُيِ‌ وَ أَقُودُكَ إِلَي النّارِ قَالَ ثُمّ يسَتوَيِ‌ عَلَي مَنكِبَيهِ فَيَرحَلُ[فَيَركُلُ ظ]قَفَاهُ حَتّي ينَتهَيِ‌َ إِلَي عُجزَةِ جَهَنّمَ فَإِذَا نَظَرَ إِلَي المَلَائِكَةِ قَدِ استَعَدّوا لَهُ بِالسّلَاسِلِ وَ الأَغلَالِ قَد عَضّوا عَلَي شِفَاهِهِم مِنَ الغَيظِ وَ الغَضَبِفَيَقُولُ يا ليَتنَيِ‌ لَم أُوتَ كِتابِيَه وَ ينُاَديِ‌ الجَلِيلُ جِيئُوا بِهِ إِلَي النّارِ فَصَارَتِ الأَرضُ تَحتَهُ نَاراً وَ الشّمسُ فَوقَهُ نَاراً وَ جَاءَت نَارٌ فَأَحدَقَت بِعُنُقِهِ فَنَادَي وَ بَكَي طَوِيلًا يَقُولُ وَا عَقِبَاهُ قَالَ فَتُكَلّمُهُ النّارُ فَتَقُولُ أَبعَدَ اللّهُ عَقِبَيكَ مِمّا أَعقَبَتَا فِي طَاعَةِ اللّهِ قَالَ ثُمّ تجَيِ‌ءُ صَحِيفَتُهُ تَطِيرُ مِن خَلفِ ظَهرِهِ فَتَقَعُ فِي شِمَالِهِ ثُمّ يَأتِيهِ مَلَكٌ فَيَثقُبُ[فَيُقَلّبُ]صَدرَهُ إِلَي ظَهرِهِ ثُمّ يَفتِلُ شِمَالَهُ إِلَي خَلفِ ظَهرِهِ


صفحه : 320

ثُمّ يُقَالُ لَهُ اقرَأ كِتَابَكَ قَالَ فَيَقُولُ أَيّهَا المَلَكُ كَيفَ أَقرَأُ وَ جَهَنّمُ أمَاَميِ‌ قَالَ فَيَقُولُ اللّهُ دُقّ عُنُقَهُ وَ اكسِر صُلبَهُ وَ شُدّ نَاصِيَتَهُ إِلَي قَدَمَيهِ ثُمّ يَقُولُخُذُوهُ فَغُلّوهُ قَالَ فَيَبتَدِرُهُ لِتَعظِيمِ قَولِ اللّهِ سَبعُونَ أَلفَ مَلَكٍ غِلَاظٍ شِدَادٍ فَمِنهُم مَن يَنتِفُ لِحيَتَهُ وَ مِنهُم مَن يَحطِمُ عِظَامَهُ قَالَ فَيَقُولُ أَ مَا ترَحمَوُنيِ‌ قَالَ فَيَقُولُونَ يَا شقَيِ‌ّ كَيفَ نَرحَمُكَ وَ لَا يَرحَمُكَ أَرحَمُ الرّاحِمِينَ أَ فَيُؤذِيكَ هَذَا قَالَ فَيَقُولُ نَعَم أَشَدّ الأَذَي قَالَ فَيَقُولُونَ يَا شقَيِ‌ّ وَ كَيفَ لَو قَد طَرَحنَاكَ فِي النّارِ قَالَ فَيَدفَعُهُ المَلَكُ فِي صَدرِهِ دَفعَةً فيَهَويِ‌ سَبعِينَ أَلفَ عَامٍ قَالَ فَيَقُولُونَيا لَيتَنا أَطَعنَا اللّهَ وَ أَطَعنَا الرّسُولَا قَالَ فَيَقرُنُ مَعَهُ حَجَرٌ عَن يَمِينِهِ وَ شَيطَانٌ عَن يَسَارِهِ حَجَرُ كِبرِيتٍ مِن نَارٍ يَشتَعِلُ فِي وَجهِهِ وَ يَخلُقُ اللّهُ لَهُ سَبعِينَ جِلداً غِلَظُهُ أَربَعُونَ ذِرَاعاً بِذِرَاعِ المَلَكِ ألّذِي يُعَذّبُهُ بَينَ الجِلدِ إِلَي الجِلدِ أَربَعُونَ ذِرَاعاً بَينَ الجِلدِ إِلَي الجِلدِ حَيّاتٌ وَ عَقَارِبُ مِن نَارٍ وَ دِيدَانٌ مِن نَارٍ رَأسُهُ مِثلُ الجَبَلِ العَظِيمِ وَ فَخِذَاهُ مِثلُ جَبَلِ وَرِقَانَ وَ هُوَ جَبَلٌ بِالمَدِينَةِ مِشفَرُهُ أَطوَلُ مِن مِشفَرِ الفِيلِ فَيَسحَبُهُ سَحباً وَ أُذُنَاهُ عَضُوضَانِ بَينَهُمَا سُرَادِقٌ مِن نَارٍ تَشتَعِلُ قَد أَطلَعَتِ النّارُ مِن دُبُرِهِ عَلَي فُؤَادِهِ فَلَا يَبلُغُ دُوَينَ سَائِهِمَا[دَركاً مِن دَرَكَاتِهِ] حَتّي يُبَدّلَ لَهُ سَبعُونَ سِلسِلَةً لِلسّلسِلَةِ سَبعُونَ ذِرَاعاً مَا بَينَ الذّرَاعِ حَلَقٌ عَدَدَ القَطرِ وَ المَطَرِ لَو وُضِعَت حَلقَةٌ مِنهَا عَلَي جِبَالِ الأَرضِ لَأَذَابَتهَا قَالَ وَ عَلَيهِ سَبعُونَ سِربَالًا مِن قَطِرَانٍ مِن نَارٍ وَ يَغشَيوُجُوهَهُمُ النّارُ عَلَيهِ قَلَنسُوَةٌ مِن نَارٍ وَ لَيسَ فِي جَسَدِهِ مَوضِعُ فِترٍ إِلّا وَ فِيهِ حِليَةٌ مِن نَارٍ وَ فِي رِجلَيهِ قُيُودٌ مِن نَارٍ عَلَي رَأسِهِ تَاجٌ سِتّونَ ذِرَاعاً مِن نَارٍ قَد نُقِبَ رَأسُهُ ثَلَاثَ مِائَةٍ وَ سِتّينَ نَقباً يَخرُجُ مِن ذَلِكَ النّقبِ الدّخَانُ مِن كُلّ جَانِبٍ وَ قَد غَلَي مِنهَا دِمَاغُهُ حَتّي يجَريِ‌َ عَلَي كَتِفَيهِ يَسِيلُ مِنهَا ثَلَاثُ مِائَةِ نَهَرٍ وَ سِتّونَ نَهَراً مِن صَدِيدٍ يَضِيقُ عَلَيهِ مَنزِلُهُ كَمَا


صفحه : 321

يَضِيقُ الرّمحُ فِي الزّجّ فَمِن ضِيقِ مَنَازِلِهِم عَلَيهِم وَ مِن رِيحِهَا وَ مِن شِدّةِ سَوَادِهَا وَ زَفِيرِهَا وَ شَهِيقِهَا وَ تَغَيّظِهَا وَ نَتنِهَا اسوَدّت وُجُوهُهُم وَ عَظُمَت دِيدَانُهُم فَيَنبُتُ لَهَا أَظفَارُ السّنّورِ وَ العِقبَانِ تَأكُلُ لَحمَهُ وَ تَقرِضُ عِظَامَهُ وَ تَشرَبُ دَمَهُ لَيسَ لَهُنّ مَأكَلٌ وَ لَا مَشرَبٌ غَيرَهُ ثُمّ يُدفَعُ فِي صَدرِهِ دَفعَةً فيَهَويِ‌ عَلَي رَأسِهِ سَبعِينَ أَلفَ عَامٍ حَتّي يُوَاقِعَ الحُطَمَةَ فَإِذَا وَاقَعَهَا دَقّت عَلَيهِ وَ عَلَي شَيطَانِهِ وَ جَاذَبَهُ الشّيطَانُ بِالسّلسِلَةِ فَكُلّمَا رَفَعَ رَأسَهُ وَ نَظَرَ إِلَي قُبحِ وَجهِهِ كَلَحَ فِي وَجهِهِ قَالَ فَيَقُولُ يَا لَيتَ بيَنيِ‌ وَ بَينَكَ بُعدَ المَشرِقَينِ فَبِئسَ القَرِينُ وَيحَكَ بِمَا أغَويَتنَيِ‌ احمِل عنَيّ‌ مِن عَذَابِ اللّهِ مِن شَيءٍ فَيَقُولُ يَا شقَيِ‌ّ كَيفَ أَحمِلُ عَنكَ مِن عَذَابِ اللّهِ مِن شَيءٍ وَ أَنَا وَ أَنتَ اليَومَفِي العَذابِ مُشتَرِكُونَ ثُمّ يُضرَبُ عَلَي رَأسِهِ ضَربَةً فيَهَويِ‌ سَبعِينَ أَلفَ عَامٍ حَتّي ينَتهَيِ‌َ إِلَي عَينٍ يُقَالُ لَهَا آنِيَةٌ يَقُولُ اللّهُ تَعَالَيتُسقي مِن عَينٍ آنِيَةٍ وَ هُوَ عَينٌ ينَتهَيِ‌ حَرّهَا وَ طَبخُهَا وَ أُوقِدَ عَلَيهَا مُذ خَلَقَ اللّهُ جَهَنّمَ كُلّ أَودِيَةِ النّارِ تَنَامُ وَ تِلكَ العَينُ لَا تَنَامُ مِن حَرّهَا وَ يَقُولُ المَلَائِكَةُ يَا مَعشَرَ الأَشقِيَاءِ ادنُوا فَاشرَبُوا مِنهَا فَإِذَا أَعرَضُوا عَنهَا ضَرَبَتهُمُ المَلَائِكَةُ بِالمَقَامِعِ وَ قِيلَ لَهُمذُوقُوا عَذابَ الحَرِيقِ ذلِكَ بِما قَدّمَت أَيدِيكُم وَ أَنّ اللّهَ لَيسَ بِظَلّامٍ لِلعَبِيدِ قَالَ ثُمّ يُؤتَونَ بِكَأسٍ مِن حَدِيدٍ فِيهِ شَربَةٌ مِن عَينٍ آنِيَةٍ فَإِذَا أدُنيِ‌َ مِنهُم تَقَلّصَت شِفَاهُهُم وَ انتَثَرَ لُحُومُ وُجُوهِهِم فَإِذَا شَرِبُوا مِنهَا وَ صَارَ فِي أَجوَافِهِميُصهَرُ بِهِ ما فِي بُطُونِهِم وَ الجُلُودُ ثُمّ يُضرَبُ عَلَي رَأسِهِ ضَربَةً فيَهَويِ‌ سَبعِينَ أَلفَ عَامٍ حَتّي يُوَاقِعَ السّعِيرَ فَإِذَا وَاقَعَهَا سُعّرَت فِي وُجُوهِهِم فَعِندَ ذَلِكَ غَشِيَت أَبصَارُهُم مِن نَفحِهَا ثُمّ يُضرَبُ عَلَي رَأسِهِ ضَربَةً فيَهَويِ‌ سَبعِينَ أَلفَ عَامٍ حَتّي ينَتهَيِ‌َ إِلَي شَجَرَةِ الزّقّومِ شَجَرَةٍتَخرُجُ فِي أَصلِ الجَحِيمِ طَلعُها كَأَنّهُ رُؤُسُ الشّياطِينِعَلَيهَا سَبعُونَ أَلفَ غُصنٍ مِن نَارٍ فِي كُلّ غُصنٍ سَبعُونَ أَلفَ ثَمَرَةٍ مِن نَارٍ كُلّ ثَمَرَةٍ كَأَنّهَا رَأسُ الشّيطَانِ قُبحاً وَ نَتناً تَنشَبُ عَلَي صَخرَةٍ مُمَلّسَةٍ سَوخَاءَ كَأَنّهَا مِرآةٌ ذَلِقَةٌ مَا بَينَ أَصلِ الصّخرَةِ إِلَي الصّخرَةِ[الشّجَرَةِ]سَبعُونَ أَلفَ عَامٍ أَغصَانُهَا يَشرَبُ مِن نَارٍ وَ ثِمَارُهَا نَارٌ وَ فَرعُهَا نَارٌ فَيُقَالُ لَهُ يَا شقَيِ‌ّ اصعَد فَكُلّمَا صَعِدَ زَلِقَ وَ كُلّمَا زَلِقَ صَعِدَ فَلَا يَزَالُ كَذَلِكَ سَبعِينَ أَلفَ عَامٍ فِي العَذَابِ وَ إِذَا


صفحه : 322

أَكَلَ مِنهَا ثَمَرَةً يَجِدُهَا أَمَرّ مِنَ الصّبرِ وَ أَنتَنَ مِنَ الجِيَفِ وَ أَشَدّ مِنَ الحَدِيدِ فَإِذَا وَاقَعَت بَطنَهُ غَلَت فِي بَطنِهِكغَلَي‌ِ الحَمِيمِفَيَذكُرُونَ مَا كَانُوا يَأكُلُونَ فِي دَارِ الدّنيَا مِن طِيبِ الطّعَامِ فَبَينَا هُم كَذَلِكَ إِذ تَجذِبُهُمُ المَلَائِكَةُ فَيَهوُوُنَ دَهراً فِي ظُلَمٍ مُتَرَاكِبَةٍ فَإِذَا استَقَرّوا فِي النّارِ سُمِعَ لَهُم صَوتٌ كَصَيحِ السّمَكِ عَلَي المَقلَي أَو كَقَضِيبِ القَصَبِ ثُمّ يرَميِ‌ بِنَفسِهِ مِنَ الشّجَرَةِ فِي أَودِيَةٍ مُذَابَةٍ مِن صُفرٍ مِن نَارٍ وَ أَشَدّ حَرّاً مِنَ النّارِ تغَليِ‌ بِهِمُ الأَودِيَةُ ترَميِ‌ بِهِم فِي سَوَاحِلِهَا وَ لَهَا سَوَاحِلُ كَسَوَاحِلِ بَحرِكُم هَذَا فَأَبعَدُهُم مِنهَا بَاعٌ وَ الثاّنيِ‌ ذِرَاعٌ وَ الثّالِثُ فِترٌ فَيَحمِلُ عَلَيهِم هَوَامّ النّارِ الحَيّاتُ وَ العَقَارِبُ كَأَمثَالِ البِغَالِ الدّلمِ لِكُلّ عَقرَبٍ سِتّونَ فَقَاراً فِي كُلّ فَقَارٍ قُلّةٌ مِن سَمّ وَ حَيّاتٌ سُودٌ زُرقٌ أَمثَالُ البخَاَتيِ‌ّ فَيَتَعَلّقُ بِالرّجُلِ سَبعُونَ أَلفَ حَيّةٍ وَ سَبعُونَ أَلفَ عَقرَبٍ ثُمّ كُبّ فِي النّارِ سَبعِينَ أَلفَ عَامٍ لَا تُحرِقُهُ قَدِ اكتَفَي بِسَهمَتِهِ[بِسَمّهَا] ثُمّ تَعَلّقَ عَلَي كُلّ غُصنٍ مِنَ الزّقّومِ سَبعُونَ أَلفَ رَجُلٍ مَا ينَحنَيِ‌ وَ لَا يَنكَسِرُ فَيَدخُلُ النّارُ مِن أَدبَارِهِم فَتَطّلِعُ عَلَي الأَفئِدَةِ تُقَلّصُ الشّفَاهَ وَ تُطَيّرُ الجَنَانَ وَ تُنضِجُ الجُلُودَ وَ تَذُوبُ الشّحُومُ وَ يَغضَبُ الحيَ‌ّ القَيّومُ فَيَقُولُ يَا مَالِكُ قُل لَهُم ذُوقُوافَلَن نَزِيدَكُم إِلّا عَذاباً يَا مَالِكُ سَعّر سَعّر فَقَدِ اشتَدّ غضَبَيِ‌ عَلَي مَن شتَمَنَيِ‌ عَلَي عرَشيِ‌ وَ استَخَفّ بحِقَيّ‌ وَ أَنَا المَلِكُ الجَبّارُ فيَنُاَديِ‌ مَالِكٌ يَا أَهلَ الضّلَالِ وَ الِاستِكبَارِ وَ النّعمَةِ فِي دَارِ الدّنيَا كَيفَ تَجِدُونَ مَسّ سَقَرَ قَالَ فَيَقُولُونَ قَد أَنضَجَت قُلُوبَنَا وَ أَكَلَت لُحُومَنَا وَ حَطَمَت عِظَامَنَا فَلَيسَ لَنَا مُستَغِيثٌ وَ لَا لَنَا مُعِينٌ قَالَ فَيَقُولُ مَالِكٌ وَ عِزّةِ ربَيّ‌ لَا أَزِيدُكُم إِلّا عَذَاباً فَيَقُولُونَ إِن عَذّبَنَا رَبّنَا لَم يَظلِمنَا شَيئاً قَالَ فَيَقُولُ مَالِكٌفَاعتَرَفُوا بِذَنبِهِم فَسُحقاً لِأَصحابِ السّعِيرِيعَنيِ‌ بُعداً لِأَصحَابِ السّعِيرِ ثُمّ يَغضَبُ الجَبّارُ فَيَقُولُ يَا مَالِكُ سَعّر سَعّر فَيَغضَبُ مَالِكٌ فَيَبعَثُ عَلَيهِم سَحَابَةً سَودَاءَ يَظَلّ أَهلَ النّارِ كُلّهُم ثُمّ يُنَادِيهِم فَيَسمَعُهَا أَوّلُهُم وَ آخِرُهُم وَ أَفضَلُهُم وَ أَدنَاهُم فَيَقُولُ مَا ذَا تُرِيدُونَ أَن أُمطِرَكُم فَيَقُولُونَ المَاءَ البَارِدَ


صفحه : 323

وَا عَطَشَاه وَا طُولَ هَوَانَاهُ فَيُمطِرُهُم حِجَارَةً وَ كَلَالِيباً وَ خَطَاطِيفاً وَ غِسلِيناً وَ دِيدَاناً مِن نَارٍ فَيَنضَجُ وُجُوهُهُم وَ جِبَاهُهُم وَ يُغضَي أَبصَارُهُم وَ يُحطَمُ عِظَامُهُم فَعِندَ ذَلِكَ يُنَادُونَ وَا ثُبُورَاه فَإِذَا بَقِيَتِ العِظَامُ عوَاَريِ‌ مِنَ اللّحُومِ اشتَدّ غَضَبُ اللّهِ فَيَقُولُ يَا مَالِكُ اسجُرهَا عَلَيهِم كَالحَطَبِ فِي النّارِ ثُمّ يَضرِبُ أَموَاجُهَا أَروَاحَهُم سَبعِينَ خَرِيفاً فِي النّارِ ثُمّ يُطبَقُ عَلَيهِم أَبوَابُهَا مِنَ البَابِ إِلَي البَابِ مَسِيرَةُ خَمسِمِائَةِ عَامٍ وَ غِلَظُ البَابِ مَسِيرَةُ خَمسِمِائَةِ عَامٍ ثُمّ يُجعَلُ كُلّ رَجُلٍ مِنهُم فِي ثَلَاثِ تَوَابِيتَ مِن حَدِيدٍ مِن نَارٍ بَعضُهَا فِي بَعضٍ فَلَا يُسمَعُ لَهُم كَلَامٌ أَبَداً إِلّا أَنّ لَهُم فِيهَا شَهِيقٌ كَشَهِيقِ البِغَالِ وَ زَفِيرٌ مِثلُ نَهِيقِ الحَمِيرِ وَ عُوَاءٌ كَعُوَاءِ الكِلَابِ صُمّ بُكمٌ عمُي‌ٌ فَلَيسَ لَهُم فِيهَا كَلَامٌ إِلّا أَنِينٌ فَيُطبَقُ عَلَيهِم أَبوَابُهَا وَ يُسَدّ عَلَيهِم عُمُدُهَا فَلَا يَدخُلُ عَلَيهِم رَوحٌ أَبَداً وَ لَا يَخرُجُ مِنهُمُ الغَمّ أَبَداً فهَيِ‌َ عَلَيهِم مُؤصَدَةٌ يعَنيِ‌ مُطبَقَةً لَيسَ لَهُم مِنَ المَلَائِكَةِ شَافِعُونَ وَ لَا مِن أَهلِ الجَنّةِ صَدِيقٌ حَمِيمٌ وَ يَنسَاهُمُ الرّبّ وَ يَمحُو ذِكرُهُم مِن قُلُوبِ العِبَادِ فَلَا يُذكَرُونَ أَبَداً

بيان الفضخ والشدخ الكسر والخياس لعله جمع الخيس بالكسر و هوالشجر الملتف أو هوتصحيف الجبال قوله ع فلايخطئانه أي لاتقع ضربتهما علي غيره و في بعض النسخ فلايخبطانه من قولهم خبطت الرجل إذاأنعمت عليه من غيرمعرفة بينكما و قال في القاموس كسف حاله ساءت وفلان نكس طرفه و رجل كاسف البال سيئ الحال قوله ع فيرحل قفاه يقال رحلت البعير إذاشددت علي ظهره الرحل والظاهر فيركل والركل الضرب بالرجل وعجزة الشي‌ء مؤخره قوله ع مما أعقبتا أي أورثتا من العقوبة بسبب التقصير في طاعة الله أو من قولهم عقبت الرجل إذابغيته بشر والعضوض البئر البعيدة القعر والسوخاء الأرض التي‌ تسيخ فيها الرجل أي ترسب ولعله إن صحت النسخة هنا كناية عن زلق الأقدام إلي أسفل والفتر بالكسر ما بين طرف الإبهام والمشيرة والدلم بالضم جمع الأدلم


صفحه : 324

و هوالشديد السواد والخطاف كل حديدة حجناء وجمعه خطاطيف و كان في النسخة تصحيفات تركناها كماوجدناها

100-أَقُولُ قَالَ سَيّدُ السّاجِدِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ فِي الصّحِيفَةِ الكَامِلَةِ فِيمَا كَانَ يَدعُو ع بَعدَ صَلَاةِ اللّيلِ أللّهُمّ إنِيّ‌ أَعُوذُ بِكَ مِن نَارٍ تَغَلّظتَ بِهَا عَلَي مَن عَصَاكَ وَ تَوَعّدتَ بِهَا مَن صَدَفَ عَن رِضَاكَ وَ مِن نَارٍ نُورُهَا ظُلمَةٌ وَ هَيّنُهَا أَلِيمٌ وَ بَعِيدُهَا قَرِيبٌ وَ مِن نَارٍ يَأكُلُ بَعضَهَا بَعضٌ وَ يَصُولُ بَعضُهَا عَلَي بَعضٍ وَ مِن نَارٍ تَذَرُ العِظَامَ رَمِيماً وَ تسَقيِ‌ أَهلَهَا حَمِيماً وَ مِن نَارٍ لَا تبُقيِ‌ عَلَي مَن تَضَرّعَ إِلَيهَا وَ لَا تَرحَمُ مَنِ استَعطَفَهَا وَ لَا تَقدِرُ عَلَي التّخفِيفِ عَمّن خَشَعَ لَهَا وَ استَسلَمَ إِلَيهَا تَلقَي سُكّانَهَا بِأَحَرّ مَا لَدَيهَا مِن أَلِيمِ النّكَالِ وَ شَدِيدِ الوَبَالِ وَ أَعُوذُ بِكَ مِن عَقَارِبِهَا الفَاغِرَةِ أَفوَاهُهَا وَ حَيّاتِهَا الصّالِقَةِ بِأَنيَابِهَا وَ شَرَابِهَا ألّذِي يُقَطّعُ أَمعَاءَ وَ أَفئِدَةَ سُكّانِهَا وَ يَنزِعُ قُلُوبَهُم وَ أَستَهدِيكَ لِمَا بَاعَدَ مِنهَا وَ أَخّرَ عَنهَا الدّعَاءَ

101-نهج ،[نهج البلاغة] مِن عَهدٍ لَهُ ع إِلَي مُحَمّدِ بنِ أَبِي بَكرٍ وَ احذَرُوا نَاراً قَعرُهَا بَعِيدٌ وَ حَرّهَا شَدِيدٌ وَ عَذَابُهَا جَدِيدٌ دَارٌ لَيسَ فِيهَا رَحمَةٌ وَ لَا تُسمَعُ فِيهَا دَعوَةٌ وَ لَا تُفَرّجُ فِيهَا كُربَةٌ

102-عد،[العقائد]اعتقادنا في النار أنها دار الهوان ودار الانتقام من أهل الكفر والعصيان و لايخلد فيها إلا أهل الكفر والشرك فأما المذنبون من أهل التوحيد فإنهم يخرجون منها بالرحمة التي‌ تدركهم والشفاعة التي‌ تنالهم وَ روُيِ‌َ أَنّهُ لَا يُصِيبُ أَحَداً مِن أَهلِ التّوحِيدِ أَلَمٌ فِي النّارِ إِذَا دَخَلُوهَا وَ إِنّمَا يُصِيبُهُمُ الآلَامُ عِندَ الخُرُوجِ مِنهَا فَتَكُونُ تِلكَ الآلَامُ جَزَاءً بِمَا كَسَبَت أَيدِيهِم وَ مَا اللّهُبِظَلّامٍ لِلعَبِيدِ وَ أَهلُ النّارِ هُمُ المَسَاكِينُ حَقّاًلا يُقضي عَلَيهِم فَيَمُوتُوا وَ لا يُخَفّفُ عَنهُم مِن عَذابِهالا يَذُوقُونَ فِيها بَرداً وَ لا شَراباً إِلّا حَمِيماً وَ غَسّاقاً وَ إِنِ استَطعَمُوا أُطعِمُوا


صفحه : 325

مِنَ الزّقّومِ وَ إِنِ استَغَاثُوايُغاثُوا بِماءٍ كَالمُهلِ يشَويِ‌ الوُجُوهَ بِئسَ الشّرابُ وَ ساءَت مُرتَفَقاًيُنادَونَ مِن مَكانٍ بَعِيدٍرَبّنا أَخرِجنا مِنها فَإِن عُدنا فَإِنّا ظالِمُونَفَيُمسَكُ الجَوَابُ عَنهُم أَحيَاناً ثُمّ قِيلَ لَهُماخسَؤُا فِيها وَ لا تُكَلّمُونِوَ نادَوا يا مالِكُ لِيَقضِ عَلَينا رَبّكَ قالَ إِنّكُم ماكِثُونَ

وَ روُيِ‌َ أَنّهُ يَأمُرُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِرِجَالٍ إِلَي النّارِ فَيَقُولُ لِمَالِكٍ قُل لِلنّارِ لَا تحُرقِيِ‌ لَهُم أَقدَاماً فَقَد كَانُوا يَمشُونَ إِلَي المَسَاجِدِ وَ لَا تحُرقِيِ‌ لَهُم أَيدِياً فَقَد كَانُوا يَرفَعُونَهَا إلِيَ‌ّ بِالدّعَاءِ وَ لَا تحُرقِيِ‌ لَهُم أَلسِنَةً فَقَد كَانُوا يُكثِرُونَ تِلَاوَةَ القُرآَنِ وَ لَا تحُرقِيِ‌ لَهُم وُجُوهاً فَقَد كَانُوا يُسبِغُونَ الوُضُوءَ فَيَقُولُ مَالِكٌ يَا أَشقِيَاءُ فَمَا كَانَ حَالُكُم فَيَقُولُونَ كُنّا نَعمَلُ لِغَيرِ اللّهِ فَقِيلَ لَنَا خُذُوا ثَوَابَكُم مِمّن عَمِلتُم لَهُ

بيان أقول قال الشيخ المفيد رفع الله درجته و أماالنار فهي‌ دار من جهل الله سبحانه و قديدخلها بعض من عرفها بمعصية الله تعالي غير أنه لايخلد فيهابل يخرج منها إلي النعيم المقيم و ليس يخلد فيها إلاالكافرون و قال تعالي فَأَنذَرتُكُم ناراً تَلَظّي لا يَصلاها إِلّا الأَشقَي ألّذِي كَذّبَ وَ تَوَلّييريد بالصلي‌ هنا الخلود فيها و قال تعالي إِنّ الّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنا سَوفَ نُصلِيهِم ناراً و قال إِنّ الّذِينَ كَفَرُوا لَو أَنّ لَهُم ما فِي الأَرضِ جَمِيعاً وَ مِثلَهُ مَعَهُ لِيَفتَدُوا بِهِ مِن عَذابِ يَومِ القِيامَةِ ما تُقُبّلَ مِنهُمالآيتان و كل آية تتضمن ذكر الخلود في النار فإنما هي‌ في الكفار دون أهل المعرفة بالله تعالي بدلائل العقول والكتاب المسطور والخبر الظاهر المشهور والإجماع السابق لأهل البدع من أصحاب الوعيد ثم قال رحمه الله و ليس يجوز أن يعرف الله تعالي من هوكافر به و لايجهله من هو به مؤمن و كل كافر علي أصولنا فهو جاهل بالله و من خالف أصول الإيمان من المصلين إلي قبلة الإسلام فهو عندنا جاهل بالله و إن أظهر القول بتوحيده كما أن الكافر برسول الله ص جاهل بالله


صفحه : 326

و إن كان فيهم من يعترف بتوحيد الله تعالي ويتظاهر بما يوهم المستضعفين أنه معرفة بالله تعالي و قد قال تعالي فَمَن يُؤمِن بِرَبّهِ فَلا يَخافُ بَخساً وَ لا رَهَقاًفأخرج بذلك المؤمن عن أحكام الكافرين و قال تعالي فَلا وَ رَبّكَ لا يُؤمِنُونَ حَتّي يُحَكّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَينَهُمالآية فنفي عمن كفر بنبي‌ الله الإيمان و لم يثبت له مع الشك فيه المعرفة بالله علي حال و قال تعالي قاتِلُوا الّذِينَ لا يُؤمِنُونَ بِاللّهِ وَ لا بِاليَومِ الآخِرِ إلي قوله وَ هُم صاغِرُونَفنفي الإيمان عن اليهود والنصاري وحكم عليهم بالكفر والضلال .أقول سيأتي‌ بعض مايتعلق بالجنة والنار في احتجاج الرضا ع علي سليمان المروزي‌ و قدمضي بعضها في باب صفة المحشر و باب جنة الدنيا ونارها.تتميم أقول بعداتضاح الحق لديك فيما ورد في الآيات المتظافرة والأخبار المتواترة من أحوال الجنة والنار وخصوصياتهما فلنشر إلي بعض ماقاله في ذلك الفرقة المخالفة للدين من الحكماء والمتفلسفين لتعرف معاندتهم للحق المبين ومعارضتهم لشرائع المرسلين . قال شارح المقاصد في تقرير مذهب الحكماء في الجنة والنار والثواب والعقاب أماالقائلون بعالم المثل فيقولون بالجنة والنار وسائر ماورد به الشرع من التفاصيل ولكن في عالم المثل لا من جنس المحسوسات المحضة علي ماتقول به الإسلاميون و أماالأكثرون فيجعلون ذلك من قبيل اللذات والآلام العقلية و ذلك أن النفوس البشرية سواء جعلت أزلية كما هورأي‌ أفلاطون أو لا كما هورأي‌ أرسطو فهي‌ أبدية عندهم لاتفني بخراب البدن بل تبقي ملتذة بكمالاتها مبتهجة بإدراكاتها و ذلك سعادتها وثوابها وجنانها علي اختلاف المراتب وبتفاوت الأحوال أومتألمة بفقد الكمالات وفساد الاعتقادات و ذلك شقاوتها وعقابها ونيرانها علي مالها من اختلاف التفاصيل وإنما لم يتنبه لذلك في هذاالعالم لاستغراقها في تدبير


صفحه : 327

البدن وانغماسها في كدورات عالم الطبيعة وبالجملة لما بها من العلائق والعوائق الزائلة بمفارقة البدن فما ورد في لسان الشرع من تفاصيل الثواب والعقاب و مايتعلق بذلك من السمعيات فهي‌ مجازات وعبارات عن تفاصيل أحوالها في السعادة والشقاوة واختلاف أحوالها في اللذات والآلام والتدرج مما لها من دركات الشقاوة إلي درجات السعادة فإن الشقاوة السرمدية إنما هي‌ بالجهل المركب الراسخ والشرارة المضادة للملكة الفاضلة لاالجهل البسيط والأخلاق الخيالية عن غايتي‌ الفضل والشرارة فإن شقاوتها منقطعة بل ربما لايقتضي‌ الشقاوة أصلا. وتفصيل ذلك أن فوات كمالات النفس يكون إما لأمر عدمي‌ كنقصان غريزة العقل أووجودي‌ كوجود الأمور المضادة للكمالات وهي‌ إما راسخة أو غيرراسخة و كل واحد من الأقسام الثلاثة إما أن يكون بحسب القوة النظرية أوالعملية يصير ستة فالذي‌ بحسب نقصان الغريزة في القوتين معا فهو غيرمجبول بعدالموت و لاعذاب بسببه أصلا و ألذي بسبب مضاد راسخ في القوة النظرية كالجهل المركب ألذي صار صورة للنفس غيرمفارقة عنه فهو غيرمجبول أيضا لكن عذابه دائم و أماالثلاثة الباقية أعني‌ النظرية الغير الراسخة كاعتقادات العوام والمقلدة والعملية الراسخة و غيرالراسخة كالأخلاق والملكات الرديئة المستحكمة و غيرالمستحكمة فيزول بعدالموت لعدم رسوخها أولكونها هيئات مستفادة من الأفعال والأمزجة فتزول بزوالها لكنها تختلف في شدة الرداءة وضعفها و في سرعة الزوال وبطئه فيختلف العذاب بها في الكم والكيف بحسب الاختلافين و هذا إذاعرفت النفس أن لها كمالا فانيا إما لاكتسابها مايضاد الكمال أولاشتغالها بما يصرفها عن اكتساب الكمال أولتكاسلها في اقتناء الكمال وعدم اشتغالها بشي‌ء من العلوم و أماالنفوس السليمة الخالية عن الكمال وعما يضاده و عن الشوق إلي الكمال ففي‌ سعة من رحمة الله خارجة من البدن إلي سعادة تليق بها غيرمتألمة بما يتأذي به الأشقياء إلا أنه ذهب بعض الفلاسفة إلي أنها لاتجوز أن تكون معطلة عن الإدراك فلابد أن تتعلق بأجسام أخر لماأنها لاتدرك إلابآلات جسمانية وحينئذ إما أن تصير مباد‌ئ صور لها و


صفحه : 328

يكون نفوسا لها و هذا هوالقول بالتناسخ وإما أن لاتصير و هذا هو ألذي مال إليه ابن سينا والفارابي‌ من أنها تتعلق بأجرام سماوية لا علي أن يكون نفوسا لها مدبرة لأمورها بل علي أن يستعملها لإمكان التخيل ثم تتخيل الصور التي‌ كانت معتقدة عندها و في وهمها فيشاهد الخيرات الأخروية علي حسب مايخيلها قالوا ويجوز أن يكون هذاالجرم متولدا من الهواء والأدخنة من غير أن يقارن مزاجا يقتضي‌ فيضان نفس إنسانية. ثم إن الحكماء و إن لم يثبتوا المعاد الجسماني‌ والثواب والعقاب المحسوسين فلم ينكروها غاية الإنكار بل جعلوها من الممكنات لا علي وجه إعادة المعدوم وجوزوا حمل الآيات الواردة فيها علي ظواهرها وصرحوا بأن ليس مخالفا للأصول الحكمية والقواعد الفلسفية و لامستبعد الوقوع في الحكمة الإلهية لأن للتبشير والإنذار نفعا ظاهرا في أمر نظام المعاش وصلاح المعاد ثم الإيفاء بذلك التبشير والإنذار بثواب المطيع وعقاب العاصي‌ تأكيد لذلك وموجب لازدياد النفع فيكون خيرا بالقياس إلي الأكثرين و إن كان ضرا في حق المعذب فيكون من جملة الخير الكثير ألذي يلزمه شر قليل بمنزلة قطع العضو لصلاح البدن انتهي . ونحوا من ذلك ذكر الشيخ ابن سينا في رسالة المبدإ والمعاد و لم يذكر هذاالتجويز وإنما جوزه في الشفاء خوفا من الديانين في زمانه و لايخفي علي من راجع كلامهم وتتبع أصولهم أن جلها لايطابق ماورد في شرائع الأنبياء وإنما يمضغون ببعض أصول الشرائع وضروريات الملل علي ألسنتهم في كل زمان حذرا من القتل والتكفير من مؤمني‌ أهل زمانهم فهم يؤمنون بأفواههم وتأبي قلوبهم وأكثرهم كافرون ولعمري‌ من قال بأن الواحد لايصدر عنه إلاالواحد و كل حادث مسبوق بمادة و ماثبت قدمه امتنع عدمه وبأن العقول والأفلاك وهيولي العناصر قديمة و أن الأنواع المتوالدة كلها قديمة و أنه لايجوز إعادة المعدوم و أن الأفلاك متطابقة و لاتكون العنصريات فوق الأفلاك وأمثال ذلك كيف يؤمن بما أتت به الشرائع ونطقت به الآيات وتواترت به الروايات من اختيار الواجب و أنه يَفعَلُ ما يَشاءُ ويَحكُمُ ما


صفحه : 329

يُرِيدُ

وحدوث العالم وحدوث آدم والحشر الجسماني‌ وكون الجنة في السماء مشتملة علي الحور والقصور والأبنية والمساكن والأشجار والأنهار و أن السماوات تنشق وتطوي والكواكب تنتثر وتتساقط بل تفني و أن الملائكة أجسام ملئت منهم السماوات ينزلون ويعرجون و أن النبي ص قدعرج إلي السماء وكذا عيسي وإدريس ع وكذا كثير من معجزات الأنبياء والأوصياء ع من شق القمر وإحياء الأموات ورد الشمس وطلوعها من مغربها وكسوف الشمس في غيرزمانه وخسوف القمر في غيرأوانه وأمثال ذلك و من أنصف ورجع إلي كلامهم علم أنهم لايعاملون أصحاب الشرائع إلاكمعاملة المستهز‌ئ بهم أو من جعل الأنبياء ع كأرباب الحيل والمعميات الذين لايأتون بشي‌ء يفهمه الناس بل يلبسون عليهم في مدة بعثتهم أعاذنا الله وسائر المؤمنين عن تسويلاتهم وشبههم وسنكتب إن شاء الله في ذلك كتابا مفردا و الله الموفق

باب 52-الأعراف وأهلها و مايجري‌ بين أهل الجنة و أهل النار

الآيات الأعراف وَ الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ لا نُكَلّفُ نَفساً إِلّا وُسعَها أُولئِكَ أَصحابُ الجَنّةِ هُم فِيها خالِدُونَ وَ نَزَعنا ما فِي صُدُورِهِم مِن غِلّ تجَريِ‌ مِن تَحتِهِمُ الأَنهارُ وَ قالُوا الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي هَدانا لِهذا وَ ما كُنّا لنِهَتدَيِ‌َ لَو لا أَن هَدانَا اللّهُ لَقَد جاءَت رُسُلُ رَبّنا بِالحَقّ وَ نُودُوا أَن تِلكُمُ الجَنّةُ أُورِثتُمُوها بِما كُنتُم تَعمَلُونَ وَ نادي أَصحابُ الجَنّةِ أَصحابَ النّارِ أَن قَد وَجَدنا ما وَعَدَنا رَبّنا حَقّا فَهَل وَجَدتُم ما وَعَدَ رَبّكُم حَقّا قالُوا نَعَم فَأَذّنَ مُؤَذّنٌ بَينَهُم أَن لَعنَةُ اللّهِ عَلَي الظّالِمِينَ الّذِينَ يَصُدّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَ يَبغُونَها عِوَجاً وَ هُم بِالآخِرَةِ كافِرُونَ وَ بَينَهُما حِجابٌ وَ عَلَي الأَعرافِ رِجالٌ يَعرِفُونَ كُلّا بِسِيماهُم وَ نادَوا أَصحابَ الجَنّةِ أَن سَلامٌ عَلَيكُم لَم يَدخُلُوها وَ هُم يَطمَعُونَ وَ إِذا صُرِفَت أَبصارُهُم تِلقاءَ أَصحابِ النّارِ قالُوا رَبّنا لا تَجعَلنا مَعَ القَومِ الظّالِمِينَ وَ نادي


صفحه : 330

أَصحابُ الأَعرافِ رِجالًا يَعرِفُونَهُم بِسِيماهُم قالُوا ما أَغني عَنكُم جَمعُكُم وَ ما كُنتُم تَستَكبِرُونَ أَ هؤُلاءِ الّذِينَ أَقسَمتُم لا يَنالُهُمُ اللّهُ بِرَحمَةٍ ادخُلُوا الجَنّةَ لا خَوفٌ عَلَيكُم وَ لا أَنتُم تَحزَنُونَ وَ نادي أَصحابُ النّارِ أَصحابَ الجَنّةِ أَن أَفِيضُوا عَلَينا مِنَ الماءِ أَو مِمّا رَزَقَكُمُ اللّهُ قالُوا إِنّ اللّهَ حَرّمَهُما عَلَي الكافِرِينَ الّذِينَ اتّخَذُوا دِينَهُم لَهواً وَ لَعِباً وَ غَرّتهُمُ الحَياةُ الدّنيا فَاليَومَ نَنساهُم كَما نَسُوا لِقاءَ يَومِهِم هذا وَ ما كانُوا بِآياتِنا يَجحَدُونَتفسير قال الطبرسي‌ رحمه الله في قوله تعالي وَ نَزَعنا ما فِي صُدُورِهِم مِن غِلّ أي وأخرجنا ما في قلوبهم من حقد وحسد وعداوة في الجنة حتي لايحسد بعضهم بعضا و إن رآه أرفع درجة منه وَ قالُوا الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي هَدانا لِهذا أي هدانا للعمل ألذي استوجبنا به هذاالثواب بأن دلنا عليه وعرضنا له بتكليفه إيانا وقيل هدانا لثبوت الإيمان في قلوبنا وقيل لنزع الغل من صدورنا وقيل هدانا لمجاوزة الصراط ودخول الجنةوَ ما كُنّا لنِهَتدَيِ‌َ لمايصيرنا إلي هذاالنعيم المقيم والثواب العظيم لَو لا أَن هَدانَا اللّهُ هذااعتراف من أهل الجنة بنعمة الله سبحانه إليهم و منه عليهم في دخول الجنة علي سبيل الشكر والتلذذ بذلك لأنه لاتكليف هناك وَ نُودُوا أي ويناديهم مناد من جهة الله تعالي ويجوز أن يكون ذلك خطابا منه سبحانه لهم أَن تِلكُمُ الجَنّةُ أُورِثتُمُوها أي أعطيتموها إرثا وصارت إليكم كمايصير الميراث لأهله أوجعلها الله سبحانه بدلا لكم عما كان أعده للكفار لوآمنوابِما كُنتُم تَعمَلُونَ أي توحدون الله وتقومون بفرائضه وَ نادي أي وسينادي‌أَصحابُ الجَنّةِ أَصحابَ النّارِ أَن قَد وَجَدنا ما وَعَدَنا رَبّنا من الثواب في كتبه و علي ألسنة رسله حَقّا فَهَل وَجَدتُم ما وَعَدَ رَبّكُم من العقاب حَقّافهذا سؤال توبيخ وشماتة يزيد به سرور أهل الجنة وحسرة أهل النارقالُوا نَعَم فَأَذّنَ مُؤَذّنٌ أي نادي منادبَينَهُمأسمع الفريقين أَن لَعنَةُ اللّهِ عَلَي الظّالِمِينَ أي غضب الله وأليم عقابه علي الكافرين الّذِينَ يَصُدّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ أي الطريق ألذي دل الله سبحانه علي أنه يؤدي‌ إلي الجنةوَ يَبغُونَها عِوَجاً قال ابن عباس معناه يصلون لغير الله ويعظمون ما لم يعظمه الله وقيل يطلبون لها العوج بالشبه التي‌ يلبسون بها.


صفحه : 331

وَ رَوَي أَبُو القَاسِمِ الحسَكاَنيِ‌ّ بِإِسنَادِهِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَنَفِيّةِ عَن عَلِيّ ع أَنّهُ قَالَ أَنَا ذَلِكَ المُؤَذّنُ

. وبإسناده عن أبي صالح عن ابن عباس أن لعلي‌ في كتاب الله أسماء لاتعرفها الناس قوله فَأَذّنَ مُؤَذّنٌ بَينَهُمفهو المؤذن بينهم يقول أَلا لَعنَةُ اللّهِ عَلَي الظّالِمِينَالذين كذبوا بولايتي‌ واستخفوا بحقي‌.وَ بَينَهُما حِجابٌ أي بين الفريقين أهل الجنة و أهل النار ستر و هوالأعراف والأعراف سور بين الجنة والنار عن ابن عباس ومجاهد والسدي‌ و في التنزيل فَضُرِبَ بَينَهُم بِسُورٍالآية وقيل الأعراف شرف ذلك السور وقيل الأعراف الصراطوَ عَلَي الأَعرافِ رِجالٌ يَعرِفُونَ كُلّا بِسِيماهُماختلف في المراد بالرجال هنا علي أقوال فقيل إنهم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم فحالت حسناتهم بينهم و بين النار وحالت سيئاتهم بينهم و بين الجنة فجعلوا هنالك حتي يقضي‌ الله فيهم ماشاء ثم يدخلهم الجنة عن ابن عباس و ابن مسعود وذكر أن بكر بن عبد الله المزني‌ قال للحسن بلغني‌ أنهم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم فضرب الحسن يده علي فخذه ثم قال هؤلاء قوم جعلهم الله علي تعريف أهل الجنة والنار يميزون بعضهم من بعض و الله لاأدري‌ لعل بعضهم معنا في هذاالبيت وقيل إن الأعراف موضع عال علي الصراط عليه حمزة والعباس و علي و جعفريعرفون محبيهم ببياض الوجوه ومبغضيهم بسواد الوجوه عن الضحاك عن ابن عباس رواه الثعلبي‌ بالإسناد في تفسيره . وقيل إنهم الملائكة في صورة الرجال يعرفون أهل الجنة والنار ويكونون خزنة الجنة والنار جميعا أويكونون حفظة الأعمال الشاهدين بها في الآخرة عن أبي محلز وقيل إنهم فضلاء المؤمنين عن الحسن ومجاهد وقيل إنهم الشهداء وهم عدول الآخرة عن الجبائي‌.

وَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ البَاقِرُ ع هُم آلُ مُحَمّدٍ ع لَا يَدخُلُ الجَنّةَ إِلّا مَن عَرَفَهُم وَ عَرَفُوهُ وَ لَا يَدخُلُ النّارَ إِلّا مَن أَنكَرَهُم وَ أَنكَرُوهُ

وَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ ع الأَعرَافُ كُثبَانٌ بَينَ الجَنّةِ وَ النّارِ فَيُوقَفُ


صفحه : 332

عَلَيهَا كُلّ نبَيِ‌ّ وَ كُلّ خَلِيفَةِ نبَيِ‌ّ مَعَ المُذنِبِينَ مِن أَهلِ زَمَانِهِ كَمَا يَقِفُ صَاحِبُ الجَيشِ مَعَ الضّعَفَاءِ مِن جُندِهِ وَ قَد سَبَقَ المُحسِنُونَ إِلَي الجَنّةِ فَيَقُولُ ذَلِكَ الخَلِيفَةُ لِلمُذنِبِينَ الوَاقِفِينَ مَعَهُ انظُرُوا إِلَي إِخوَانِكُمُ المُحسِنِينَ قَد سَبَقُوا إِلَي الجَنّةِ فَيُسَلّمُ المُذنِبُونَ عَلَيهِم وَ ذَلِكَ قَولُهُوَ نادَوا أَصحابَ الجَنّةِ أَن سَلامٌ عَلَيكُم

. ثم أخبر سبحانه أنهم لَم يَدخُلُوها وَ هُم يَطمَعُونَيعني‌ هؤلاء المذنبين لم يدخلوا الجنة وهم يطمعون أن يدخلهم الله إياها بشفاعة النبي والإمام وينظر هؤلاء المذنبون إلي أهل النار ويقولون رَبّنا لا تَجعَلنا مَعَ القَومِ الظّالِمِينَ ثم ينادي‌ أصحاب الأعراف وهم الأنبياء والخلفاء أهل النار مقرعين لهم ما أَغني عَنكُم جَمعُكُم وَ ما كُنتُم تَستَكبِرُونَ به أَ هؤُلاءِ الّذِينَ أَقسَمتُميعني‌ أهؤلاء المستضعفين الذين كنتم تحقرونهم وتستطيلون بدنياكم عليهم ثم يقولون لهؤلاء المستضعفين عن أمر من الله لهم بذلك ادخُلُوا الجَنّةَ لا خَوفٌ عَلَيكُم وَ لا أَنتُم تَحزَنُونَ.

وَ يُؤَيّدُهُ مَا رَوَاهُ أَبُو القَاسِمِ الحسَكاَنيِ‌ّ بِإِسنَادِهِ إِلَي الأَصبَغِ بنِ نُبَاتَةَ قَالَ كُنتُ جَالِساً عِندَ عَلِيّ ع فَأَتَاهُ ابنُ الكَوّاءِ فَسَأَلَهُ عَن هَذِهِ الآيَةِ فَقَالَ وَيحَكَ يَا ابنَ الكَوّاءِ نَحنُ نُوقَفُ يَومَ القِيَامَةِ بَينَ الجَنّةِ وَ النّارِ فَمَن نَصَرَنَا عَرَفنَاهُ بِسِيمَاهُ فَأَدخَلنَاهُ الجَنّةَ وَ مَن أَبغَضَنَا عَرَفنَاهُ بِسِيمَاهُ فَأَدخَلنَاهُ النّارَ

. و قوله يَعرِفُونَ كُلّا بِسِيماهُميعني‌ هؤلاء الرجال الذين هم علي الأعراف يعرفون جميع الخلق بسيماهم يعرفون أهل الجنة بسيماء المطيعين و أهل النار بسيماء العصاةوَ نادَوا أَصحابَ الجَنّةِيعني‌ هؤلاء الذين علي الأعراف ينادون أصحاب الجنةأَن سَلامٌ عَلَيكُم و هذاتسليم تهنئة وسرور بما وهب الله لهم لَم يَدخُلُوها أي لم يدخلوا الجنة بعدوَ هُم يَطمَعُونَ أن يدخلوها قيل إن الطمع هاهنا طمع يقين مثل قول ابراهيم وَ ألّذِي أَطمَعُ أَن يَغفِرَ لِي خطَيِئتَيِ‌ يَومَ الدّينِ.وَ إِذا صُرِفَت أَبصارُهُم أي أبصار أهل الأعراف تِلقاءَ أَصحابِ النّارِ أي إلي


صفحه : 333

جهتهم فنظروا إليهم وإنما قال كذلك لأن نظرهم نظر عداوة فلاينظرون إليهم إلا إذاصرفت وجوههم إليهم قالُوا رَبّنا لا تَجعَلنا مَعَ القَومِ الظّالِمِينَ أي لاتجمعنا وإياهم في النار

وَ روُيِ‌َ أَنّ فِي قِرَاءَةِ ابنِ مَسعُودٍ وَ سَالِمٍ وَ إِذَا قُلِبَت أَبصَارُهُم تِلقَاءَ أَصحَابِ النّارِ قَالُوا رَبّنَا عَائِذاً بِكَ أَن تَجعَلَنَا مَعَ القَومِ الظّالِمِينَ وَ روُيِ‌َ ذَلِكَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع

.

وَ نادي أَصحابُ الأَعرافِ رِجالًا من أصحاب الناريَعرِفُونَهُم بِسِيماهُم أي بصفاتهم يدعونهم بأساميهم وكناهم ويسمون رؤساء المشركين عن ابن عباس وقيل بعلاماتهم التي‌ جعلها الله تعالي لهم من سواد الوجوه وتشوية الخلق وزرقة العين وقيل بصورهم التي‌ كانوا يعرفونهم بها في الدنياقالُوا ما أَغني عَنكُم جَمعُكُمالأموال والعدد في الدنياوَ ما كُنتُم تَستَكبِرُونَ أي واستكباركم من عبادة الله تعالي و عن قبول الحق و قدكنا نصحناكم فاشتغلتم بجمع الأموال وتكبرتم فلم تقبلوا منا فأين ذلك المال وأين ذلك التكبر وقيل معناه مانفعكم جماعتكم التي‌ استندتم إليها وتجبركم عن الانقياد لأنبياء الله في الدنياأَ هؤُلاءِ الّذِينَ أَقسَمتُم لا يَنالُهُمُ اللّهُ بِرَحمَةٍ أي حلفتم أنهم لايصيبهم الله برحمة وخير و لايدخلون الجنة كذبتم ثم يقولون لهؤلاءادخُلُوا الجَنّةَ لا خَوفٌ عَلَيكُم وَ لا أَنتُم تَحزَنُونَ أي لاخائفين و لامحزونين علي أكمل سرور وأتم كرامة والمراد بهذا تقريع الذين أزروا علي ضعفاء المؤمنين حتي حلفوا أنهم لاخير لهم عند الله . و قداضطربت أقوال المفسرين في القائل لهذا القول فقال الأكثرون إنه كلام أصحاب الأعراف وقيل هوكلام الله تعالي وقيل كلام الملائكة والصحيح ماذكرناه لأنه المروي‌ عن الصادق ع .وَ نادي أَصحابُ النّارِ وهم المخلدون فيهاأَصحابَ الجَنّةِ أَن أَفِيضُوا عَلَينا مِنَ الماءِ أي صبوا علينا من الماء نسكن به العطش أوندفع به حر النارأَو مِمّا رَزَقَكُمُ اللّهُ أي أعطاكم الله من الطعام قالُوايعني‌ أهل الجنة جوابا لهم إِنّ اللّهَ حَرّمَهُما عَلَي الكافِرِينَ.


صفحه : 334

ويسأل فيقال كيف يتنادي أهل الجنة و أهل النار و أهل الجنة في السماء علي ماجاءت به الرواية و أهل النار في الأرض وبينهما أبعد الغايات من البعد وأجيب عن ذلك بأنه يجوز أن يزيل الله تعالي عنهم مايمنع من السماع ويجوز أن يقوي‌ الله أصواتهم فيسمع بعضهم كلام بعض .الّذِينَ اتّخَذُوا دِينَهُم لَهواً وَ لَعِباً أي أعدوا دينهم ألذي أمرهم الله تعالي به اللهو واللعب دون التدين به وقيل اتخذوا دينهم ألذي كان يلزمهم التدين به والتجنب من محظوراته لعبا ولهوا فحرموا ماشاءوا واستحلوا ماشاءوا بشهواتهم .وَ غَرّتهُمُ الحَياةُ الدّنيا أي اغتروا بها وبطول البقاء فيهافكأن الدنيا غرتهم فَاليَومَ نَنساهُم كَما نَسُوا لِقاءَ يَومِهِم هذا أي نتركهم في العذاب كماتركوا التأهب والعمل للقاء هذااليوم وقيل أي نعاملهم معاملة المنسي‌ في النار فلانجيب لهم دعوة و لانرحم لهم عبرة كماتركوا الاستدلال حتي نسوا العلم وتعرضوا للنسيان وَ ما كانُوا بِآياتِنا يَجحَدُونَ ما في الموضعين بمعني المصدر وتقديره كنسيانهم لقاء يومهم هذا وكونهم جاحدين لآياتنا واختلف في هذه الآية فقيل إن الجميع كلام الله تعالي علي غيروجه الحكاية عن أهل الجنة وتم كلام أهل الجنة عند قوله حَرّمَهُما عَلَي الكافِرِينَ وقيل إنه من كلام أهل الجنة إلي قوله الحَياةُ الدّنيا ثم استأنف سبحانه الكلام بقوله فَاليَومَ نَنساهُمانتهي كلامه رحمه الله .أقول ألذي يظهر لي من الآيات والأخبار هو أن الله تعالي بعدخرق السماوات وطيها ينزل الجنة والعرش قريبا من الأرض فيكون سقف الجنة العرش و لايبعد أن يكون هذا هوالمراد بقوله تعالي وَ أُزلِفَتِ الجَنّةُ لِلمُتّقِينَ وتتحول البحار نيرانا فيوضع الصراط من الأرض إلي الجنة والأعراف درجات ومنازل بين الجنة والنار وبهذا يندفع كثير من الأوهام والاستبعادات التي‌ تخطر في أذهان أقوام في كثير مما ورد في أحوال الجنة والنار والصراط ومرور الخلق عليه ودخولهم الجنة بعده وإحضار العرش يوم القيامة أمثالها و به يقل أيضا الاستبعاد ألذي مر في كلام السائل و إن كان يحتاج إلي أحد الوجهين اللذين ذكرهما أومثلهما ليرفع الاستبعاد رأسا و الله يعلم


صفحه : 335

1-فس ،[تفسير القمي‌] سُئِلَ العَالِمُ ع عَن مؤُمنِيِ‌ الجِنّ يَدخُلُونَ الجَنّةَ فَقَالَ لَا وَ لَكِن لِلّهِ حَظَائِرُ بَينَ الجَنّةِ وَ النّارِ يَكُونُ فِيهَا مُؤمِنُو الجِنّ وَ فُسّاقُ الشّيعَةِ

2-فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن أَبِي أَيّوبَ عَن بُرَيدٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ الأَعرَافُ كُثبَانٌ بَينَ الجَنّةِ وَ النّارِ وَ الرّجَالُ الأَئِمّةُ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم يَقِفُونَ عَلَي الأَعرَافِ مَعَ شِيعَتِهِم وَ قَد سَبَقَ المُؤمِنُونَ إِلَي الجَنّةِ بِلَا حِسَابٍ فَيَقُولُ الأَئِمّةُ لِشِيعَتِهِم مِن أَصحَابِ الذّنُوبِ انظُرُوا إِلَي إِخوَانِكُم فِي الجَنّةِ قَد سَبَقُوا إِلَيهَا بِلَا حِسَابٍ وَ هُوَ قَولُ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيسَلامٌ عَلَيكُم لَم يَدخُلُوها وَ هُم يَطمَعُونَ ثُمّ يُقَالُ لَهُم انظُرُوا إِلَي أَعدَائِكُم فِي النّارِ وَ هُوَ قَولُهُوَ إِذا صُرِفَت أَبصارُهُم تِلقاءَ أَصحابِ النّارِ قالُوا رَبّنا لا تَجعَلنا مَعَ القَومِ الظّالِمِينَ وَ نادي أَصحابُ الأَعرافِ رِجالًا يَعرِفُونَهُم بِسِيماهُم فِي النّارِقالُوا ما أَغني عَنكُم جَمعُكُم فِي الدّنيَاوَ ما كُنتُم تَستَكبِرُونَ ثُمّ يَقُولُ لِمَن فِي النّارِ مِن أَعدَائِهِم هَؤُلَاءِ شيِعتَيِ‌ وَ إخِواَنيِ‌َ الّذِينَ كُنتُم أَنتُم تَحلِفُونَ فِي الدّنيَا أَنلا يَنالُهُمُ اللّهُ بِرَحمَةٍ ثُمّ يَقُولُ الأَئِمّةُ لِشِيعَتِهِمادخُلُوا الجَنّةَ لا خَوفٌ عَلَيكُم وَ لا أَنتُم تَحزَنُونَ ثُمّنادي أَصحابُ النّارِ أَصحابَ الجَنّةِ أَن أَفِيضُوا عَلَينا مِنَ الماءِ أَو مِمّا رَزَقَكُمُ اللّهُ

3-ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن أَبِي أَيّوبَ عَن بُرَيدٍ العجِليِ‌ّ قَالَ سَأَلتُ أَبَا جَعفَرٍ ع عَن قَولِ اللّهِوَ عَلَي الأَعرافِ رِجالٌ يَعرِفُونَ كُلّا بِسِيماهُم قَالَ أُنزِلَت فِي هَذِهِ الأُمّةِ وَ الرّجَالُ هُمُ الأَئِمّةُ مِن آلِ مُحَمّدٍ قُلتُ فَمَا الأَعرَافُ قَالَ صِرَاطٌ بَينَ الجَنّةِ وَ النّارِ فَمَن شُفّعَ لَهُ الأَئِمّةُ مِنّا مِنَ المُؤمِنِينَ المُذنِبِينَ نَجَا وَ مَن لَم يُشَفّعُوا لَهُ هَوَي

4-ير،[بصائر الدرجات ]بَعضُ أَصحَابِنَا عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن صَفوَانَ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ عَلَي الأَعرافِ رِجالٌ


صفحه : 336

يَعرِفُونَ كُلّا بِسِيماهُم قَالَ الأَئِمّةُ مِنّا أَهلَ البَيتِ فِي بَابٍ مِن يَاقُوتٍ أَحمَرَ عَلَي سُورِ الجَنّةِ يَعرِفُ كُلّ إِمَامٍ مِنّا مَا يَلِيهِ قَالَ مِنَ القَرنِ ألّذِي هُوَ فِيهِ إِلَي القَرنِ ألّذِي كَانَ

5-ير،[بصائر الدرجات ] مُحَمّدُ بنُ الحُسَينِ عَن مُوسَي بنِ سَعدَانَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ القَاسِمِ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ عَن سَعدٍ الإِسكَافِ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ جَعفَرٍ ع قَولُهُ عَزّ وَ جَلّوَ عَلَي الأَعرافِ رِجالٌ يَعرِفُونَ كُلّا بِسِيماهُم فَقَالَ يَا سَعدُ إِنّهَا أَعرَافٌ لَا يَدخُلُ الجَنّةَ إِلّا مَن عَرَفَهُم وَ عَرَفُوهُ وَ أَعرَافٌ لَا يَدخُلُ النّارَ إِلّا مَن أَنكَرَهُم وَ أَنكَرُوهُ وَ أَعرَافٌ لَا يُعرَفُ اللّهُ إِلّا بِسَبِيلِ مَعرِفَتِهِم فَلَا سَوَاءَ مَا اعتَصَمَت بِهِ المُعتَصِمَةُ وَ مَن ذَهَبَ مَذهَبَ النّاسِ ذَهَبَ النّاسُ إِلَي عَينٍ كَدِرَةٍ يَفرَغُ بَعضُهَا فِي بَعضٍ وَ مَن أَتَي آلَ مُحَمّدٍ أَتَي عَيناً صَافِيَةً تجَريِ‌ بِعِلمِ اللّهِ لَيسَ لَهَا نَفَادٌ وَ لَا انقِطَاعٌ ذَلِكَ بِأَنّ اللّهَ لَو شَاءَ لَأَرَاهُم شَخصَهُ حَتّي يَأتُوهُ مِن بَابِهِ لَكِن جَعَلَ اللّهُ مُحَمّداً وَ آلَ مُحَمّدٍ الأَبوَابَ التّيِ‌ يُؤتَي مِنهَا وَ ذَلِكَ قَولُهُوَ لَيسَ البِرّ بِأَن تَأتُوا البُيُوتَ مِن ظُهُورِها وَ لكِنّ البِرّ مَنِ اتّقي وَ أتُوا البُيُوتَ مِن أَبوابِها

بيان الضمير في قوله إلا من عرفهم راجع إلي أهل الأعراف قوله ع فلاسواء مااعتصمت به المعتصمة أي من اعتصم به أوالمراد به الدين ألذي اختاروه فيقدر مضاف في قوله من ذهب . قوله ع لأراهم شخصه أي آثاره من الآيات والمعجزات والكلام والوحي‌ بدون توسط الأنبياء والأئمة صلوات الله عليهم حتي يأتوه من بابه أي بغير توسط ويحتمل أن يكون الرؤية بمعني العلم لاالأبصار

6-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن مُحَمّدِ بنِ الفُضَيلِ عَن أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع فِي قَولِهِفَأَذّنَ مُؤَذّنٌ بَينَهُم أَن لَعنَةُ اللّهِ عَلَي الظّالِمِينَ قَالَ المُؤَذّنُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع

7-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن مَسعَدَةَ بنِ صَدَقَةَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ أَنَا يَعسُوبُ المُؤمِنِينَ وَ أَنَا أَوّلُ السّابِقِينَ وَ خَلِيفَةُ رَسُولِ رَبّ العَالَمِينَ وَ أَنَا قَسِيمُ الجَنّةِ وَ النّارِ وَ أَنَا صَاحِبُ الأَعرَافِ

8-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن هِلقَامٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَسَأَلتُهُ عَن قَولِ اللّهِوَ عَلَي الأَعرافِ رِجالٌ يَعرِفُونَ كُلّا بِسِيماهُم مَا يعَنيِ‌ بِقَولِهِوَ عَلَي الأَعرافِ رِجالٌ قَالَ


صفحه : 337

أَ لَستُم تُعَرّفُونَ عَلَيكُم عُرَفَاءَ وَ عَلَي قَبَائِلِكُم لِيَعرِفَ مَن فِيهَا مِن صَالِحٍ أَو طَالِحٍ قُلتُ بَلَي قَالَ فَنَحنُ أُولَئِكَ الرّجَالُ الّذِينَيَعرِفُونَ كُلّا بِسِيماهُم

9-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن زَاذَانَ عَن سَلمَانَ قَالَ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ لعِلَيِ‌ّ أَكثَرَ مِن عَشرِ مَرّاتٍ يَا عَلِيّ إِنّكَ وَ الأَوصِيَاءُ مِن بَعدِكَ أَعرَافٌ بَينَ الجَنّةِ وَ النّارِ لَا يَدخُلُ الجَنّةَ إِلّا مَن عَرَفَكُم وَ عَرَفتُمُوهُ وَ لَا يَدخُلُ النّارَ إِلّا مَن أَنكَرَكُم وَ أَنكَرتُمُوهُ

10-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن سَعدِ بنِ طَرِيفٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي هَذِهِ الآيَةِوَ عَلَي الأَعرافِ رِجالٌ يَعرِفُونَ كُلّا بِسِيماهُم قَالَ يَا سَعدُ هُم آلُ مُحَمّدٍ ع لَا يَدخُلُ الجَنّةَ إِلّا مَن عَرَفَهُم وَ عَرَفُوهُ وَ لَا يَدخُلُ النّارَ إِلّا مَن أَنكَرَهُم وَ أَنكَرُوهُ

11-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَنِ الطّيّارِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قُلتُ لَهُ أَيّ شَيءٍ أَصحَابُ الأَعرَافِ قَالَ استَوَتِ الحَسَنَاتُ وَ السّيّئَاتُ فَإِن أَدخَلَهُمُ اللّهُ الجَنّةَ فَبِرَحمَتِهِ وَ إِن عَذّبَهُم لَم يَظلِمهُم

بيان مارواه علي بن ابراهيم عن بريد ورواه الطبرسي‌ جامع بين تلك الأخبار فإن الأئمة هم رؤساء أهل الأعراف والمذنبون من المؤمنين أيضا هم من أهلها كماعرفت

12-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن كَرّامٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ أَقبَلَ سَبعُ قِبَابٍ مِن نُورٍ يَوَاقِيتَ خُضرٍ وَ بِيضٍ فِي كُلّ قُبّةٍ إِمَامُ دَهرِهِ قَد حَفّ بِهِ أَهلُ دَهرِهِ بَرّهَا وَ فَاجِرُهَا حَتّي يَقِفُونَ بِبَابِ الجَنّةِ فَيَطّلِعُ أَوّلُهَا صَاحِبَ قُبّةٍ اطّلَاعَةً فَيَتَمَيّزُ[فَيُمَيّزُ أَهلَ وَلَايَتِهِ وَ عَدُوّهُ] أَهلُ وَلَايَتِهِ وَ عَدُوّهُ ثُمّ يُقبِلُ عَلَي عَدُوّهِ فَيَقُولُ أَنتُمُالّذِينَ أَقسَمتُم لا يَنالُهُمُ اللّهُ بِرَحمَةٍ ادخُلُوا الجَنّةَ لا خَوفٌ عَلَيكُماليَومَ يَقُولُهُ لِأَصحَابِهِ فَيَسوَدّ وُجُوهُ الظّالِمِ فَيُمَيّزُ أَصحَابَهُ إِلَي الجَنّةِ وَ هُم يَقُولُونَرَبّنا لا تَجعَلنا مَعَ القَومِ الظّالِمِينَ فَإِذَا نَظَرَ أَهلُ القُبّةِ الثّانِيَةِ إِلَي قِلّةِ مَن يَدخُلُ الجَنّةَ وَ كَثرَةِ مَن يَدخُلُ النّارَ خَافُوا أَن لَا يَدخُلُوهَا وَ ذَلِكَ قَولُهُلَم يَدخُلُوها وَ هُم يَطمَعُونَ

13-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] عَنِ الصّادِقِ ع قَالَفَأَمّا فِي يَومِ القِيَامَةِ فَإِنّا وَ أَهلَنَا نجَزيِ‌ عَن شِيعَتِنَا كُلّ جَزَاءٍ لِيَكُونَنّ عَلَي الأَعرَافِ بَينَ الجَنّةِ وَ النّارِ مُحَمّدٌ وَ عَلِيّ وَ فَاطِمَةُ وَ الحَسَنُ


صفحه : 338

وَ الحُسَينُ ع وَ الطّيّبُونَ مِن آلِهِم فَنَرَي بَعضَ شِيعَتِنَا فِي تِلكَ العَرَصَاتِ مِمّن كَانَ مِنهُم مُقَصّراً فِي بَعضِ شَدَائِدِهَا فَنَبعَثُ عَلَيهِم خِيَارَ شِيعَتِنَا كَسَلمَانَ وَ المِقدَادِ وَ أَبِي ذَرّ وَ عَمّارٍ وَ نُظَرَائِهِم فِي العَصرِ ألّذِي يَلِيهِم وَ فِي كُلّ عَصرٍ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ فَيَنقَضّونَ عَلَيهِم كَالبُزَاةِ وَ الصّقُورَةِ وَ يَتَنَاوَلُونَهُم كَمَا تَتَنَاوَلُ البُزَاةُ وَ الصّقُورَةُ صَيدَهَا فَيَزِفّونَهُم إِلَي الجَنّةِ زَفّاً الخَبَرَ

14-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ]عُبَيدُ بنُ كَثِيرٍ بِإِسنَادِهِ عَنِ الأَصبَغِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ عَلَي الأَعرافِ رِجالٌ يَعرِفُونَ كُلّا بِسِيماهُم فَقَالَ نَحنُ الأَعرَافُ نَعرِفُ أَنصَارَنَا بِأَسمَائِهِم وَ نَحنُ الأَعرَافُ الّذِينَ لَا يُعرَفُ اللّهُ إِلّا بِسَبِيلِ مَعرِفَتِنَا وَ نَحنُ الأَعرَافُ نُوقَفُ يَومَ القِيَامَةِ بَينَ الجَنّةِ وَ النّارِ فَلَا يَدخُلُ الجَنّةَ إِلّا مَن عَرَفَنَا وَ عَرَفنَاهُ وَ لَا يَدخُلُ النّارَ إِلّا مَن أَنكَرَنَا وَ أَنكَرنَاهُ الحَدِيثَ

15-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] عَن عُبَيدِ بنِ كَثِيرٍ بِإِسنَادِهِ عَن حَبّةَ العرُنَيِ‌ّ عَن عَلِيّ ع إِلَي أَن قَالَ نَحنُ الأَعرَافُ مَن عَرَفَنَا دَخَلَ الجَنّةَ وَ مَن أَنكَرَنَا دَخَلَ النّارَ

16-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَنِ الثمّاَليِ‌ّ قَالَ سُئِلَ أَبُو جَعفَرٍ ع عَن قَولِ اللّهِوَ عَلَي الأَعرافِ رِجالٌ يَعرِفُونَ كُلّا بِسِيماهُم فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع نَحنُ الأَعرَافُ الّذِينَ لَا يُعرَفُ اللّهُ إِلّا بِسَبَبِ مَعرِفَتِنَا وَ نَحنُ الأَعرَافُ الّذِينَ لَا يَدخُلُ الجَنّةَ إِلّا مَن عَرَفَنَا وَ عَرَفنَاهُ وَ لَا يَدخُلُ النّارَ إِلّا مَن أَنكَرَنَا وَ أَنكَرنَاهُ وَ ذَلِكَ أَنّ اللّهَ لَو شَاءَ أَن يُعَرّفَ النّاسَ نَفسَهُ لَعَرّفَهُم وَ لَكِنّهُ جَعَلَنَا سَبَبَهُ وَ سَبِيلَهُ وَ بَابَهُ ألّذِي يُؤتَي مِنهُ

17-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عَبدِ الحَمِيدِ عَن أَحَدِهِمَا قَالَ إِنّ أَهلَ النّارِ


صفحه : 339

يَمُوتُونَ عِطَاشاً وَ يَدخُلُونَ قُبُورَهُم عِطَاشاً وَ يَدخُلُونَ جَهَنّمَ عِطَاشاً فَيُرفَعُ لَهُم قَرَابَاتُهُم مِنَ الجَنّةِ فَيَقُولُونَأَفِيضُوا عَلَينا مِنَ الماءِ أَو مِمّا رَزَقَكُمُ اللّهُ

18-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَنِ الزهّريِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ يَومَ التّنادِ يَومَ ينُاَديِ‌ أَهلُ النّارِ أَهلَ الجَنّةِأَن أَفِيضُوا عَلَينا مِنَ الماءِ

19-كا،[الكافي‌] الحُسَينُ بنُ مُحَمّدٍ عَن مُعَلّي بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الوَشّاءِ عَن أَحمَدَ بنِ عُمَرَ الحَلّالِ قَالَ سَأَلتُ أَبَا الحَسَنِ ع عَن قَولِهِ تَعَالَيفَأَذّنَ مُؤَذّنٌ بَينَهُم أَن لَعنَةُ اللّهِ عَلَي الظّالِمِينَ قَالَ المُؤَذّنُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع

20- مع ،[معاني‌ الأخبار]الطاّلقَاَنيِ‌ّ عَنِ الجلَوُديِ‌ّ عَنِ المُغِيرَةِ بنِ مُحَمّدٍ عَن رَجَاءِ بنِ سَلَمَةَ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ خَطَبَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ سَاقَ الخُطبَةَ إِلَي أَن قَالَ وَ نَحنُ أَصحَابُ الأَعرَافِ أَنَا وَ عمَيّ‌ وَ أخَيِ‌ وَ ابنُ عمَيّ‌ وَ اللّهُ فَالِقُ الحَبّ وَ النّوَي لَا يَلِجُ النّارَ لَنَا مُحِبّ وَ لَا يَدخُلُ الجَنّةَ لَنَا مُبغِضٌ يَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ عَلَي الأَعرافِ رِجالٌ يَعرِفُونَ كُلّا بِسِيماهُمالخُطبَةَ

21-فس ،[تفسير القمي‌] قَالَ الصّادِقُ ع كُلّ أُمّةٍ يُحَاسِبُهَا إِمَامُ زَمَانِهَا وَ يَعرِفُ الأَئِمّةُ أَولِيَاءَهُم وَ أَعدَاءَهُم بِسِيمَاهُم وَ هُوَ قَولُهُوَ عَلَي الأَعرافِ رِجالٌ وَ هُمُ الأَئِمّةُيَعرِفُونَ كُلّا بِسِيماهُمفَيُعطُونَ أَولِيَاءَهُم كِتَابَهُم بِيَمِينِهِم فَيَمُرّونَ إِلَي الجَنّةِ بِلَا حِسَابٍ وَ يُؤتُونَ أَعدَاءَهُم كِتَابَهُم بِشِمَالِهِم فَيَمُرّونَ إِلَي النّارِ بِلَا حِسَابٍ فَإِذَا نَظَرَ أَولِيَاؤُهُم فِي كِتَابِهِم يَقُولُونَ لِإِخوَانِهِمهاؤُمُ اقرَؤُا كِتابِيَه إنِيّ‌ ظَنَنتُ أنَيّ‌ مُلاقٍ حِسابِيَه فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ أَي مَرضِيّةٍ فَوُضِعَ الفَاعِلُ مَكَانَ المَفعُولِ

22-كا،[الكافي‌] الحُسَينُ بنُ مُحَمّدٍ عَن مُعَلّي بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ جُمهُورٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ عَنِ الهَيثَمِ بنِ وَاقِدٍ عَن مُقَرّنٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُجَاءَ ابنُ الكَوّاءِ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَص فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَوَ عَلَي الأَعرافِ رِجالٌ يَعرِفُونَ كُلّا بِسِيماهُم فَقَالَ نَحنُ الأَعرَافُ نَعرِفُ أَنصَارَنَا بِسِيمَاهُم وَ نَحنُ الأَعرَافُ الّذِينَ لَا يُعرَفُ اللّهُ إِلّا بِسَبِيلِ مَعرِفَتِنَا وَ نَحنُ الأَعرَافُ يُعَرّفُنَا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ


صفحه : 340

يَومَ القِيَامَةِ عَلَي الصّرَاطِ وَ لَا يَدخُلُ الجَنّةَ إِلّا مَن عَرَفَنَا وَ عَرَفنَاهُ وَ لَا يَدخُلُ النّارَ إِلّا مَن أَنكَرَنَا وَ أَنكَرنَاهُ

فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ]بإسناده عن الأصبغ عنه ع مثله أقول سيأتي‌ الأخبار الكثيرة في أنهم أهل الأعراف في أبواب فضائلهم ع

23-عد،[العقائد]اعتقادنا في الأعراف أنه سور بين الجنة والنار عليه رجال يعرفون كلا بسيماهم والرجال هم النبي وأوصياؤه ع لايدخل الجنة إلا من عرفهم وعرفوه و لايدخل النار إلا من أنكرهم وأنكروه و عندالأعراف المرجون لِأَمرِ اللّهِ إِمّا يُعَذّبُهُم وَ إِمّا يَتُوبُ عَلَيهِمأقول و قال الشيخ المفيد رحمه الله في شرح هذاالكلام قدقيل إن الأعراف جبل بين الجنة والنار وقيل أيضا إنه سور بين الجنة والنار وجملة الأمر في ذلك أنه مكان ليس من الجنة و لا من النار و قدجاء الخبر بما ذكرناه و أنه إذا كان يوم القيامة كان به رسول الله ص و أمير المؤمنين والأئمة من ذريته صلوات الله عليهم وهم الذين عني الله بقوله وَ عَلَي الأَعرافِ رِجالٌالآية و ذلك أن الله تعالي يعلمهم أصحاب الجنة وأصحاب النار بسيماء يجعلها عليهم وهي‌ العلامات و قد بين ذلك في قوله تعالي يَعرِفُونَ كُلّا بِسِيماهُميُعرَفُ المُجرِمُونَ بِسِيماهُم و قال تعالي إِنّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلمُتَوَسّمِينَ وَ إِنّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍفأخبر أن في خلقه طائفة يتوسمون الخلق فيعرفونهم بسيماهم . وَ روُيِ‌َ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أَنّهُ قَالَ فِي بَعضِ كَلَامِهِ أَنَا صَاحِبُ العَصَا وَ المِيسَمِ

يعني‌ علمه بمن يعلم حاله بالتوسم .

وَ روُيِ‌َ عَن أَبِي جَعفَرٍ البَاقِرِ ع أَنّهُ سُئِلَ عَن قَولِهِ تَعَالَيإِنّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلمُتَوَسّمِينَ قَالَ فِينَا نَزَلَت أَهلَ البَيتِ يعَنيِ‌ فِي الأَئِمّةِ ع

وَ قَد جَاءَ الَحِديثُبِأَنّ اللّهَ تَعَالَي يُسكِنُ الأَعرَافَ طَائِفَةً مِنَ الخَلقِ لَم يَستَحِقّوا بِأَعمَالِهِمُ الحَسَنَةِ الثّوَابَ مِن غَيرِ عِقَابٍ وَ لَا استَحَقّوا الخُلُودَ فِي النّارِ وَ هُمُ المُرجَونَ


صفحه : 341

لِأَمرِ اللّهِ وَ لَهُمُ الشّفَاعَةُ وَ لَا يَزَالُونَ عَلَي الأَعرَافِ حَتّي يُؤذَنَ لَهُم فِي دُخُولِ الجَنّةِ بِشَفَاعَةِ النّبِيّ وَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ الأَئِمّةِ مِن بَعدِهِص

وقيل أيضا إنه مسكن طوائف لم يكونوا في الأرض مكلفين فيستحقون بأعمالهم جنة ونارا فيسكنهم الله تعالي ذلك المكان يعوضهم علي آلامهم في الدنيا بنعيم لايبلغون منازل أهل الثواب المستحقين له بالأعمال و كل ماذكرناه جائز في العقول و قدوردت به أخبار و الله أعلم بالحقيقة من ذلك إلا أن المقطوع به في جملته أن الأعراف مكان بين الجنة والنار يقف فيه من سميناه من حجج الله تعالي علي خلقه و يكون به يوم القيامة قوم من المرجون لأمر الله و ما بعد ذلك فالله أعلم بالحال فيه

باب 62-ذبح الموت بين الجنة والنار والخلود فيهما وعلته

الآيات هودوَ ما نُؤَخّرُهُ إِلّا لِأَجَلٍ مَعدُودٍ يَومَ يَأتِ لا تَكَلّمُ نَفسٌ إِلّا بِإِذنِهِ فَمِنهُم شقَيِ‌ّ وَ سَعِيدٌ فَأَمّا الّذِينَ شَقُوا ففَيِ‌ النّارِ لَهُم فِيها زَفِيرٌ وَ شَهِيقٌ خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السّماواتُ وَ الأَرضُ إِلّا ما شاءَ رَبّكَ إِنّ رَبّكَ فَعّالٌ لِما يُرِيدُ وَ أَمّا الّذِينَ سُعِدُوا ففَيِ‌ الجَنّةِ خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السّماواتُ وَ الأَرضُ إِلّا ما شاءَ رَبّكَ عَطاءً غَيرَ مَجذُوذٍمريم وَ أَنذِرهُم يَومَ الحَسرَةِ إِذ قضُيِ‌َ الأَمرُ وَ هُم فِي غَفلَةٍ وَ هُم لا يُؤمِنُونَتفسير قال الطبرسي‌ رحمه الله في قوله تعالي خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السّماواتُ وَ الأَرضُ إِلّا ما شاءَ رَبّكَاختلف العلماء في تأويل هذا في الآيتين وهما من المواضع المشكلة في القرآن والإشكال فيه من وجهين أحدهما تحديد الخلود بمدة دوام السماوات و الأرض والآخر الاستثناء بقوله إِلّا ما شاءَ رَبّكَفالأول فيه أقوال أحدها أن المراد مادامت السماوات و الأرض مبدلتين أي مادامت سماء الآخرة وأرضها وهما لايفنيان إذاأعيدا بعدالإفناء وثانيها أن المراد مادامت سماوات الجنة والنار وأرضهما و كل ماعلاك وأظلك فهو سماء كل مااستقر عليه قدمك فهو


صفحه : 342

أرض و هذامثل الأول أوقريب منه وثالثها أن المراد مادامت الآخرة وهي‌ دائمة أبدا كما أن دوام السماء و الأرض في الدنيا قدر مدة بقائها ورابعها أنه لايراد به السماء و الأرض بعينهما بل المراد التبعيد فإن للعرب ألفاظا للتبعيد في معني التأبيد يقولون لاأفعل ذلك مااختلف الليل والنهار و مادامت السماوات و الأرض و ماذر شارق وأشباه ذلك كثيرة ظنا منهم أن هذه الأشياء لاتتغير ويريدون بذلك التأبيد لاالتوقيت فخاطبهم الله سبحانه بالمتعارف من كلامهم علي قدر عقولهم و مايعرفون . و أماالكلام في الاستثناء فقد اختلف فيه أقوال العلماء علي وجوه أحدها أنه استثني في الزيادة من العذاب لأهل العذاب والزيادة من النعيم لأهل الجنة والتقديرإِلّا ما شاءَ رَبّكَ من الزيادة علي هذاالمقدار كما يقول الرجل لغيره لي عليك ألف دينار إلاالألفين اللذين أقرضتكهما وقت كذا فالألفان زيادة علي الألف بغير شك لأن الكثير لايستثني من القليل فيكون علي هذا إلابمعني سوي وثانيها أن الاستثناء واقع علي مقامهم في المحشر والحساب لأنهم حينئذ ليسوا في جنة و لانار ومدة كونهم في البرزخ ألذي هو ما بين الموت والحياة لأنه تعالي لو قال خالدين فيهاأبدا و لم يستثن لظن ظان أنهم يكونون في النار أوالجنة من لدن نزول الآية أو من بعدانقطاع التكليف فحصل للاستثناء فائدة. وثالثها أن الاستثناء الأول يتصل بقوله لَهُم فِيها زَفِيرٌ وَ شَهِيقٌ وتقديره إلا ماشاء ربك من أنواع العذاب علي هذين الضربين و لايتعلق الاستثناء بالخلود و في أهل الجنة يتصل بما دل عليه الكلام فكأنه قال لهم فيهانعيم إلا ماشاء ربك من أنواع النعيم وإنما دل عليه قوله عَطاءً غَيرَ مَجذُوذٍ. ورابعها أن يكون إلابمعني الواو أي و ماشاء ربك عن الفراء و قدضعفه محققو النحويين . وخامسها أن المراد بالذين شقوا من أدخل النار من أهل التوحيد الذين


صفحه : 343

ضموا إلي إيمانهم وطاعاتهم ارتكاب المعاصي‌ فقال سبحانه إنهم معاقبون في النار إلا ماشاء ربك من إخراجهم إلي الجنة وإيصال ثواب طاعاتهم إليهم . ويجوز أن يريد بالذين شقوا جميع الداخلين إلي جهنم ثم استثني بقوله إِلّا ما شاءَ رَبّكَ أهل الطاعات منهم ممن قداستحق الثواب و لابد أن يوصل إليه وتقديره إلا ماشاء ربك أن يخرجه بتوحيده من النار ويدخله الجنة و قد يكون مابمعني من و أما في أهل الجنة فهو استثناء من خلودهم أيضا لماذكرناه لأن من ينقل إلي الجنة من النار وخلد فيها لابد في الإخبار عنه بتأبيد خلوده أيضا من استثناء ماتقدم فكأنه قال خالدين فيها إلا ماشاء ربك من الوقت ألذي أدخلهم فيه النار قبل أن ينقلهم إلي الجنة فما في قوله ما شاءَ رَبّكَهاهنا علي بابه والاستثناء من الزمان والاستثناء في الأول عن الأعيان والذين شقوا علي هذاالقول هم الذين سعدوا بأعيانهم وإنما أجري‌ عليهم كل لفظ في الحال التي‌ تليق به فإذاأدخلوا النار وعوقبوا فيهافهم من أهل الشقاوة و إذانقلوا منها إلي الجنة فهم من أهل السعادة و هذاالقول عن ابن عباس وجابر بن عبد الله و أبي سعيد الخدري‌ وقتادة والسدي‌ والضحاك وجماعة من المفسرين وروي أبوروق عن الضحاك عن ابن عباس قال الّذِينَ شَقُوا ليس فيهم كافر وإنما هم قوم من أهل التوحيد يدخلون النار بذنوبهم ثم يتفضل الله عليهم فيخرجهم من النار إلي الجنة فيكونون أشقياء في حال سعداء في حال أخري و قال قتادة الله أعلم بثنياه ذكر لنا أن ناسا يصيبهم سفع من النار بذنوبهم ثم يدخلهم الله الجنة برحمته يسمون الجهنميين وهم الذين أنفذ فيهم الوعيد ثم أخرجهم الله بالشفاعة. وسادسها أن تعليق ذلك بالمشية علي سبيل التأكيد للخلود والتبعيد للخروج


صفحه : 344

لأن الله تعالي لايشاء إلاتخليدهم علي ماحكم به فكأنه تعليق لما لا يكون بما لا يكون لأنه لايشاء أن يخرجهم منها. وسابعها ماقاله الحسن إن الله تعالي استثني ثم عزم بقوله إِنّ رَبّكَ فَعّالٌ لِما يُرِيدُ أنه أراد أن يخلدهم وقريب منه ماقاله الزجاج وغيره أنه استثناء تستثنيه العرب وتفعله كماتقول و الله لأضربن زيدا إلا أن أري غير ذلك و أنت عازم علي ضربه والمعني في الاستثناء علي هذاأني‌ لوشئت أن أضربه لفعلت . وثامنها ماقاله يحيي بن سلام البصري‌ إنه يعني‌ بقوله إِلّا ما شاءَ رَبّكَ ماسبقهم به الذين دخلوا قبلهم من الفريقين واحتج بقوله تعالي وَ سِيقَ الّذِينَ كَفَرُوا إِلي جَهَنّمَ زُمَراًوَ سِيقَ الّذِينَ اتّقَوا رَبّهُم إِلَي الجَنّةِ زُمَراً قال إن الزمرة تدخل بعدالزمرة فلابد أن يقع بينهما تفاوت في الدخول والاستثناءان علي هذا من الزمان . وتاسعها أن المعني أنهم خالدون في النار دائمون فيهامدة كونهم في القبور مادامت السماوات في الأرض والدنيا و إذافنيتا وعدمتا انقطع عقابهم إلي أن يبعثهم الله للحساب و قوله إِلّا ما شاءَ رَبّكَاستثناء وقع علي ما يكون في الآخرة أورده الشيخ أبو جعفرقدس الله روحه و قال ذكره قوم من أصحابنا في التفسير. وعاشرها أن المراد إلا ماشاء ربك أن يتجاوز عنهم فلايدخلهم النار فالاستثناء لأهل التوحيد عن أبي محلز قال هي‌ جزاؤهم و إن شاء سبحانه تجاوز عنهم والاستثناء علي هذا يكون من الأعيان عَطاءً غَيرَ مَجذُوذٍ أي غيرمقطوع . و في قوله وَ أَنذِرهُم يَومَ الحَسرَةِالخطاب للنبي‌ص أي خوف كفار قريش يوم يتحسر المسي‌ء هلا أحسن العمل والمحسن هلا ازداد من العمل و هو يوم القيامة وقيل إنما يتحسر من يستحق العقاب فأما المؤمن فلايتحسر. وَ رَوَي مُسلِمٌ فِي الصّحِيحِ بِالإِسنَادِ عَن أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِ‌ّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا دَخَلَ أَهلُ الجَنّةِ الجَنّةَ وَ أَهلُ النّارِ النّارَ قِيلَ يَا أَهلَ الجَنّةِ


صفحه : 345

فَيُشرِفُونَ وَ يَنظُرُونَ وَ قِيلَ يَا أَهلَ النّارِ فَيُشرِفُونَ وَ يَنظُرُونَ فَيُجَاءُ بِالمَوتِ كَأَنّهُ كَبشٌ أَملَحُ فَيُقَالُ لَهُم تَعرِفُونَ المَوتَ فَيَقُولُونَ هُوَ هَذَا وَ كُلّ قَد عَرَفَهُ قَالَ فَيُقَدّمُ وَ يُذبَحُ ثُمّ يُقَالُ يَا أَهلَ الجَنّةِ خُلُودٌ فَلَا مَوتَ وَ يَا أَهلَ النّارِ خُلُودٌ فَلَا مَوتَ قَالَ وَ ذَلِكَ قَولُهُوَ أَنذِرهُم يَومَ الحَسرَةِالآيَةَ

وَ رَوَاهُ أَصحَابُنَا عَن أَبِي جَعفَرٍ وَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع ثُمّ جَاءَ فِي آخِرِهِ فَيَفرَحُ أَهلُ الجَنّةِ فَرَحاً لَو كَانَ أَحَدٌ يَومَئِذٍ مَيّتاً لَمَاتُوا فَرَحاً وَ يَشهَقُ أَهلُ النّارِ شَهقَةً لَو كَانَ أَحَدٌ مَيّتاً لَمَاتُوا

إِذ قضُيِ‌َ الأَمرُ أي فرغ من الأمر وانقضت الآمال وأدخل قوم النار وقوم الجنة وقيل معناه انقضي أمر الدنيا فلايرجع إليها لاستدراك الغاية وقيل معناه حكم بين الخلائق بالعدل وقيل قضي‌ علي أهل الجنة الخلود وقضي‌ علي أهل النار الخلودوَ هُم فِي غَفلَةٍ في الدنيا عن ذلك وَ هُم لا يُؤمِنُونَ أي لايصدقون به .

1- مع ،[معاني‌ الأخبار] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ الأصَفهَاَنيِ‌ّ عَنِ المنِقرَيِ‌ّ عَن حَفصٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع وَ سَاقَ الحَدِيثَ إِلَي أَن قَالَ وَ يَومُ الحَسرَةِ يَومٌ يُؤتَي بِالمَوتِ فَيُذبَحُ

2-ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر]النّضرُ بنُ سُوَيدٍ عَن دُرُستَ عَن أَبِي المَغرَاءِ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ لَا أَعلَمُهُ ذَكَرَهُ إِلّا عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِذَا أَدخَلَ اللّهُ أَهلَ الجَنّةِ الجَنّةَ وَ أَهلَ النّارِ النّارَ جيِ‌ءَ بِالمَوتِ فِي صُورَةِ كَبشٍ حَتّي يُوقَفَ بَينَ الجَنّةِ وَ النّارِ قَالَ ثُمّ ينُاَديِ‌ مُنَادٍ يَسمَعُ أَهلُ الدّارَينِ جَمِيعاً يَا أَهلَ الجَنّةِ يَا أَهلَ النّارِ فَإِذَا سَمِعُوا الصّوتَ أَقبَلُوا قَالَ فَيُقَالُ لَهُم أَ تَدرُونَ مَا هَذَا هَذَا هُوَ المَوتُ ألّذِي كُنتُم تَخَافُونَ مِنهُ فِي الدّنيَا قَالَ فَيَقُولُ أَهلُ الجَنّةِ أللّهُمّ لَا تُدخِلِ المَوتَ عَلَينَا قَالَ وَ يَقُولُ أَهلُ النّارِ أللّهُمّ أَدخِلِ المَوتَ عَلَينَا قَالَ ثُمّ يُذبَحُ كَمَا تُذبَحُ الشّاةُ قَالَ ثُمّ ينُاَديِ‌ مُنَادٍ لَا مَوتَ أَبَداً أَيقِنُوا بِالخُلُودِ قَالَ فَيَفرَحُ أَهلُ الجَنّةِ فَرَحاً لَو كَانَ أَحَدٌ يَومَئِذٍ يَمُوتُ مِن فَرَحٍ لَمَاتُوا قَالَ ثُمّ قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَأَ فَما نَحنُ بِمَيّتِينَ إِلّا مَوتَتَنَا الأُولي وَ ما نَحنُ بِمُعَذّبِينَ إِنّ هذا لَهُوَ الفَوزُ العَظِيمُ لِمِثلِ هذا فَليَعمَلِ العامِلُونَ قَالَ وَ يَشهَقُ أَهلُ النّارِ شَهقَةً لَو كَانَ أَحَدٌ يَمُوتُ مِن شَهِيقٍ لَمَاتُوا وَ هُوَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ أَنذِرهُم يَومَ الحَسرَةِ إِذ قضُيِ‌َ الأَمرُ


صفحه : 346

3-ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر]النّضرُ بنُ سُوَيدٍ عَن دُرُستَ عَنِ الأَحوَلِ عَن حُمرَانَ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع إِنّهُ بَلَغَنَا أَنّهُ يأَتيِ‌ عَلَي جَهَنّمَ حِينٌ يَصطَفِقُ أَبوَابُهَا فَقَالَ لَا وَ اللّهِ إِنّهُ الخُلُودُ قُلتُخالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السّماواتُ وَ الأَرضُ إِلّا ما شاءَ رَبّكَ فَقَالَ هَذِهِ فِي الّذِينَ يَخرُجُونَ مِنَ النّارِ

بيان قوله حين يصطفق أبوابها يقال اصطفقت الأشجار اهتزت بالريح وهي‌ كناية عن خلوها عن الناس

4-فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن أَبِي وَلّادٍ الحَنّاطِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سُئِلَ عَن قَولِهِوَ أَنذِرهُم يَومَ الحَسرَةِالآيَةَ قَالَ ينُاَديِ‌ مُنَادٍ مِن عِندِ اللّهِ وَ ذَلِكَ بَعدَ مَا صَارَ أَهلُ الجَنّةِ فِي الجَنّةِ وَ أَهلُ النّارِ فِي النّارِ يَا أَهلَ الجَنّةِ وَ يَا أَهلَ النّارِ هَل تَعرِفُونَ المَوتَ فِي صُورَةٍ مِنَ الصّوَرِ فَيَقُولُونَ لَا فَيُؤتَي بِالمَوتِ فِي صُورَةِ كَبشٍ أَملَحَ فَيُوقَفُ بَينَ الجَنّةِ وَ النّارِ ثُمّ يُنَادُونَ جَمِيعاً أَشرِفُوا وَ انظُرُوا إِلَي المَوتِ فَيُشرِفُونَ ثُمّ يَأمُرُ اللّهُ بِهِ فَيُذبَحُ ثُمّ يُقَالُ يَا أَهلَ الجَنّةِ خُلُودٌ فَلَا مَوتَ أَبَداً وَ يَا أَهلَ النّارِ خُلُودٌ فَلَا مَوتَ أَبَداً وَ هُوَ قَولُهُوَ أَنذِرهُم يَومَ الحَسرَةِ إِذ قضُيِ‌َ الأَمرُ وَ هُم فِي غَفلَةٍ أَي قضُيِ‌َ عَلَي أَهلِ الجَنّةِ بِالخُلُودِ فِيهَا وَ قضُيِ‌َ عَلَي أَهلِ النّارِ بِالخُلُودِ فِيهَا


صفحه : 347

5- ع ،[علل الشرائع ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمّدٍ عَن سُلَيمَانَ بنِ دَاوُدَ الشاّذكَوُنيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ يُونُسَ عَن أَبِي هَاشِمٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَنِ الخُلُودِ فِي الجَنّةِ وَ النّارِ فَقَالَ إِنّمَا خُلّدَ أَهلُ النّارِ فِي النّارِ لِأَنّ نِيّاتِهِم كَانَت فِي الدّنيَا لَو خُلّدُوا فِيهَا أَن يَعصُوا اللّهَ أَبَداً وَ إِنّمَا خُلّدَ أَهلُ الجَنّةِ فِي الجَنّةِ لِأَنّ نِيّاتِهِم كَانَت فِي الدّنيَا لَو بَقُوا أَن يُطِيعُوا اللّهَ أَبَداً مَا بَقُوا فَالنّيّاتُ تُخَلّدُ هَؤُلَاءِ وَ هَؤُلَاءِ ثُمّ تَلَا قَولَهُ تَعَالَيقُل كُلّ يَعمَلُ عَلي شاكِلَتِهِ قَالَ عَلَي نِيّتِهِ

سن ،[المحاسن ]القاساني‌ عن الأصبهاني‌ عن المنقري‌ عن أحمد بن يونس مثله

6-فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَن عَلِيّ بنِ مَهزِيَارَ وَ الحَسَنِ بنِ مَحبُوبٍ عَنِ النّضرِ بنِ سُوَيدٍ عَن دُرُستَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِذَا دَخَلَ أَهلُ الجَنّةِ الجَنّةَ وَ أَهلُ النّارِ النّارَ جيِ‌ءَ بِالمَوتِ فَيُذبَحُ ثُمّ يُقَالُ خُلُودٌ فَلَا مَوتَ أَبَداً

7-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن مَسعَدَةَ بنِ صَدَقَةَ قَالَقَصّ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع قِصَصَ أَهلِ المِيثَاقِ مِن أَهلِ الجَنّةِ وَ أَهلِ النّارِ فَقَالَ فِي صِفَاتِ أَهلِ الجَنّةِ فَمِنهُم مَن لقَيِ‌َ اللّهَ شُهَدَاءَ لِرُسُلِهِ ثُمّ مَن فِي صِفَتِهِم حَتّي بَلَغَ مِن قَولِهِ ثُمّ جَاءَ الِاستِثنَاءُ مِنَ اللّهِ فِي الفَرِيقَينِ


صفحه : 348

جَمِيعاً فَقَالَ الجَاهِلُ بِعِلمِ التّفسِيرِ إِنّ هَذَا الِاستِثنَاءَ مِنَ اللّهِ إِنّمَا هُوَ لِمَن دَخَلَ الجَنّةَ وَ النّارَ وَ ذَلِكَ أَنّ الفَرِيقَينِ جَمِيعاً يَخرُجَانِ مِنهُمَا فَيَبقَيَانِ فَلَيسَ فِيهِمَا أَحَدٌ وَ كَذَبُوا بَل إِنّمَا عَنَي بِالِاستِثنَاءِ أَنّ وُلدَ آدَمَ كُلّهُم وَ وُلدَ الجَانّ مَعَهُم عَلَي الأَرضِ وَ السّمَاوَاتُ يُظِلّهُم[تُظِلّهُم]فَهُوَ يَنقُلُ المُؤمِنِينَ حَتّي يُخرِجَهُم إِلَي وَلَايَةِ الشّيَاطِينِ وَ هيِ‌َ النّارُ فَذَلِكَ ألّذِي عَنَي اللّهُ فِي أَهلِ الجَنّةِ وَ أَهلِ النّارِما دامَتِ السّماواتُ وَ الأَرضُ يَقُولُ فِي الدّنيَا وَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي لَيسَ بِمُخرِجٍ أَهلَ الجَنّةِ مِنهَا أَبَداً وَ لَا كُلّ أَهلِ النّارِ مِنهَا أَبَداً وَ كَيفَ يَكُونُ ذَلِكَ وَ قَد قَالَ اللّهُ فِي كِتَابِهِخالِدِينَ فِيها أَبَداً لَيسَ فِيهَا استِثنَاءٌ وَ كَذَلِكَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع مَن دَخَلَ فِي وَلَايَةِ آلِ مُحَمّدٍ دَخَلَ الجَنّةَ وَ مَن دَخَلَ فِي وَلَايَةِ عَدُوّهِم دَخَلَ النّارَ وَ هَذَا ألّذِي عَنَي اللّهُ مِنَ الِاستِثنَاءِ فِي الخُرُوجِ مِنَ الجَنّةِ وَ النّارِ وَ الدّخُولِ

بيان الظاهر أنه ع فسر الجنة والنار بما يوجبهما من الإيمان والكفر مجازا أوبالجنة والنار الروحانيتين فإن المؤمن في الدنيا لقربه تعالي وكرامته وحبه ومناجاته وهداياته ومعارفه في جنة ونعيم والكافر لجهالته وضلالته وبعده وحرمانه في عذاب أليم فعلي هذا يكون المراد بالأشقياء والسعداء من يكون ظاهر حاله ذلك فالشقي‌ أبدا في الكفر والجهل والعمي إلا أن يشاء الله هدايته فيهديه ويخرجه من نار الكفر إلي جنة الإيمان وكذا السعيد أبدا في الإيمان والهداية والعلم إلا أن يشاء الله خذلانه بسوء أعماله فيخرج من جنة الإيمان إلي نار الكفر وإنما خص الخروج من الجنة بالبيان لأنه موضع الإشكال حقيقة و إن أمكن أن يكون سقط الآخر من النسخ

8-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن زُرَارَةَ قَالَ سَأَلتُ أَبَا جَعفَرٍ ع فِي قَولِ اللّهِوَ أَمّا الّذِينَ سُعِدُوا ففَيِ‌ الجَنّةِ إِلَي آخِرِ الآيَتَينِ قَالَ هَاتَانِ الآيَتَانِ فِي غَيرِ أَهلِ الخُلُودِ مِن أَهلِ الشّقَاوَةِ وَ السّعَادَةِ إِن شَاءَ اللّهُ يَجعَلُهُم خَارِجِينَ وَ لَا تَزعُم يَا زُرَارَةُ أنَيّ‌ أَزعُمُ ذَلِكَ

9-شي‌،[تفسير العياشي‌]حُمرَانُ قَالَسَأَلتُ أَبَا جَعفَرٍ ع جُعِلتُ فِدَاكَ قَولُ اللّهِخالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السّماواتُ وَ الأَرضُ إِلّا ما شاءَ رَبّكَلِأَهلِ النّارِ أَ فَرَأَيتَ قَولَهُ لِأَهلِ


صفحه : 349

الجَنّةِخالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السّماواتُ وَ الأَرضُ إِلّا ما شاءَ رَبّكَ قَالَ نَعَم إِن شَاءَ جَعَلَ لَهُم دُنيَا فَرَدّهُم وَ مَا شَاءَ وَ سَأَلتُهُ عَن قَولِ اللّهِخالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السّماواتُ وَ الأَرضُ إِلّا ما شاءَ رَبّكَ فَقَالَ هَذِهِ فِي الّذِينَ يَخرُجُونَ مِنَ النّارِ

بيان الظاهر أن ماذكره ع في استثناء أهل الجنة يرجع إلي ماذكره الزجاج في الوجه السابع من الوجوه التي‌ ذكرها الطبرسي‌ رحمه الله والحاصل أن الله تعالي إن شاء خلق لهم عالما آخر فردهم إليه لكنه لم يشأ

10-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِفَمِنهُم شقَيِ‌ّ وَ سَعِيدٌ قَالَ فِي ذِكرِ أَهلِ النّارِ استَثنَي وَ لَيسَ فِي ذِكرِ أَهلِ الجَنّةِ استِثنَاءٌ أَمّا الّذِينَ سُعِدُوا ففَيِ‌ الجَنّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السّمَاوَاتُ وَ الأَرضُ إِلّا مَا شَاءَ رَبّكَ عَطَاءً غَيرَ مَجدُودٍ وَ فِي رِوَايَةِ حَمّادٍ عَن حَرِيزٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع

عَطاءً غَيرَ مَجذُوذٍبِالذّالِ

بيان ظاهر خبر أبي بصير أن في مصحف أهل البيت ع لم يكن الاستثناء في حال أهل الجنة بل كان فيه خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السّمَاوَاتُ وَ الأَرضُ عَطَاءً غَيرَ مَجدُودٍ وإنما زيد في الخبر من النساخ ويظهر منه أنه كان في مصحفهم ع غَيرَ مَجدُودٍ بالدالين المهملتين و لم ينقل في الشواذ لكن لايختلف المعني لأن الجد أيضا بمعني القطع

11-ثو،[ثواب الأعمال ] عَن عَلِيّ بنِ يَقطِينٍ قَالَ قَالَ لِي أَبُو الحَسَنِ ع إِنّهُ كَانَ فِي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ رَجُلٌ مُؤمِنٌ وَ كَانَ لَهُ جَارٌ كَافِرٌ فَكَانَ الكَافِرُ يَرفُقُ بِالمُؤمِنِ وَ يُوَلّيهِ المَعرُوفَ فِي الدّنيَا فَلَمّا أَن مَاتَ الكَافِرُ بَنَي اللّهُ لَهُ بَيتاً فِي النّارِ مِن طِينٍ يَقِيهِ مِن حَرّهَا وَ يَأتِيهِ رِزقُهُ مِن غَيرِهَا وَ قِيلَ لَهُ هَذَا لِمَا كُنتَ تَدخُلُ عَلَي المُؤمِنِ مِن جَارِكَ فُلَانِ بنِ فُلَانٍ مِنَ الرّفقِ وَ تُوَلّيهِ مِنَ المَعرُوفِ فِي الدّنيَا

12-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن هَارُونَ بنِ مُسلِمٍ عَن مَسعَدَةَ بنِ صَدَقَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ النّبِيّص وَ سَاقَ الحَدِيثَ فِي مَرَاتِبِ خَلقِ الأَشيَاءِ يَغلِبُ كُلّ وَاحِدٍ مِنهَا الآخَرَ حَيثُ بَغَي وَ فَخَرَ إِلَي أَن قَالَ ثُمّ إِنّ الإِنسَانَ طَغَي وَ قَالَ مَن


صفحه : 350

أَشَدّ منِيّ‌ قُوّةً فَخَلَقَ اللّهُ لَهُ المَوتَ وَ قَهَرَهُ وَ ذَلّ الإِنسَانُ ثُمّ إِنّ المَوتَ فَخَرَ فِي نَفسِهِ فَقَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَا تَفخَر فإَنِيّ‌ ذَابِحُكَ بَينَ الفَرِيقَينِ أَهلِ الجَنّةِ وَ أَهلِ النّارِ ثُمّ لَا أُحيِيكَ أَبَداً فَتُرجَي أَو تُخَافُ الحَدِيثَ

تذنيب اعلم أن خلود أهل الجنة في الجنة مما أجمعت عليه المسلمون وكذا خلود الكفار في النار ودوام تعذيبهم قال شارح المقاصد أجمع المسلمون علي خلود أهل الجنة في الجنة وخلود الكفار في النار فإن قيل القوي الجسمانية متناهية فلايعقل خلود الحياة وأيضا الرطوبة التي‌ هي‌ مادة الحياة تفني بالحرارة سيما حرارة نار جهنم فيفضي‌ إلي الفناء ضرورة وأيضا دوام الإحراق مع بقاء الحياة خروج عن قضية العقل قلنا هذه قواعد فلسفية غيرمسلمة عندالمليين و لاصحيحة عندالقائلين بإسناد الحوادث إلي القادر المختار علي تقدير تناهي‌ القوي وزوال الحياة لجواز أن يخلق الله البدل فيدوم الثواب والعقاب قال الله تعالي كُلّما نَضِجَت جُلُودُهُم بَدّلناهُم جُلُوداً غَيرَها لِيَذُوقُوا العَذابَ هذاحكم الكافر المعاند وكذا من بالغ في الطلب والنظر واستفرغ المجهود و لم ينل المقصود خلافا للجاحظ والقسري‌ حيث زعما أنه معذور إذ لايليق بحكمة الحكيم أن يعذبه مع بذله الجهد والطاقة من غيرجرم وتقصير كيف و قد قال الله تعالي ما جَعَلَ عَلَيكُم فِي الدّينِ مِن حَرَجٍلَيسَ عَلَي الأَعمي حَرَجٌ وَ لا عَلَي الأَعرَجِ حَرَجٌ وَ لا عَلَي المَرِيضِ حَرَجٌ و لاشك أن عجز المتحير أشد و هذاالفرق خرق للإجماع وترك للنصوص الواردة في هذاالباب هذا في حق الكفار عنادا أواعتقادا و أماالكفار حكما كأطفال المشركين فكذلك عندالأكثرين لدخولهم في العمومات وَ لِمَا روُيِ‌َ أَنّ خَدِيجَةَ سَأَلَتِ النّبِيّص عَن أَطفَالِهَا الّذِينَ مَاتُوا فِي الجَاهِلِيّةِ فَقَالَ هُم فِي النّارِ

وقالت المعتزلة و من تبعهم لايعذبون بل هم خدم أهل الجنة علي ماورد في الحديث لأن تعذيب من لاجرم له ظلم ولقوله


صفحه : 351

تعالي وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزرَ أُخريوَ لا تُجزَونَ إِلّا ما كُنتُم تَعمَلُونَ ونحو ذلك وقيل من علم الله منه الإيمان والطاعة علي تقدير البلوغ ففي‌ الجنة و من علم منه الكفر والعصيان ففي‌ النار انتهي .أقول قدعرفت أحوال أولاد الكفار سابقا وستعرف حال من لم يتم عليه الحجة في كتاب الإيمان والكفر

باب 72-آخر في ذكر من يخلد في النار و من يخرج منها

1-يد،[التوحيد]الهمَداَنيِ‌ّ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ قَالَسَمِعتُ مُوسَي بنَ جَعفَرٍ ع يَقُولُ لَا يُخَلّدُ اللّهُ فِي النّارِ إِلّا أَهلَ الكُفرِ وَ الجُحُودِ وَ أَهلَ الضّلَالِ وَ الشّركِ وَ مَنِ اجتَنَبَ الكَبَائِرَ مِنَ المُؤمِنِينَ لَم يُسأَل عَنِ الصّغَائِرِ قَالَ اللّهُ تَعَالَيإِن تَجتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنهَونَ عَنهُ نُكَفّر عَنكُم سَيّئاتِكُم وَ نُدخِلكُم مُدخَلًا كَرِيماً قَالَ فَقُلتُ لَهُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ فَالشّفَاعَةُ لِمَن تَجِبُ مِنَ المُؤمِنِينَ فَقَالَ حدَثّنَيِ‌ أَبِي عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ إِنّمَا شفَاَعتَيِ‌ لِأَهلِ الكَبَائِرِ مِن أمُتّيِ‌ فَأَمّا المُحسِنُونَ مِنهُم فَمَا عَلَيهِم مِن سَبِيلٍ قَالَ ابنُ أَبِي عُمَيرٍ فَقُلتُ لَهُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ فَكَيفَ تَكُونُ الشّفَاعَةُ لِأَهلِ الكَبَائِرِ وَ اللّهُ تَعَالَي يَقُولُوَ لا يَشفَعُونَ إِلّا لِمَنِ ارتَضي وَ هُم مِن خَشيَتِهِ مُشفِقُونَ وَ مَن يَركَبُ الكَبَائِرَ لَا يَكُونُ مُرتَضًي فَقَالَ يَا أَبَا أَحمَدَ مَا مِن مُؤمِنٍ يَرتَكِبُ ذَنباً إِلّا سَاءَهُ ذَلِكَ وَ نَدِمَ عَلَيهِ وَ قَد قَالَ النّبِيّص كَفَي بِالنّدَمِ تَوبَةً وَ قَالَ مَن سَرّتهُ حَسَنَةٌ وَ سَاءَتهُ سَيّئَةٌ فَهُوَ مُؤمِنٌ فَمَن لَم يَندَم عَلَي ذَنبٍ يَرتَكِبُهُ فَلَيسَ بِمُؤمِنٍ وَ لَم تَجِب لَهُ الشّفَاعَةُ وَ كَانَ ظَالِماً وَ اللّهُ تَعَالَي يَقُولُما لِلظّالِمِينَ مِن حَمِيمٍ


صفحه : 352

وَ لا شَفِيعٍ يُطاعُفَقُلتُ لَهُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ وَ كَيفَ لَا يَكُونُ مُؤمِناً مَن لَم يَندَم عَلَي ذَنبٍ يَرتَكِبُهُ فَقَالَ يَا أَبَا أَحمَدَ مَا مِن أَحَدٍ يَرتَكِبُ كَبِيرَةً مِنَ المعَاَصيِ‌ وَ هُوَ يَعلَمُ أَنّهُ سَيُعَاقَبُ عَلَيهَا إِلّا نَدِمَ عَلَي مَا ارتَكَبَ وَ مَتَي نَدِمَ كَانَ تَائِباً مُستَحِقّاً لِلشّفَاعَةِ وَ مَتَي لَم يَندَم عَلَيهَا كَانَ مُصِرّاً وَ المُصِرّ لَا يُغفَرُ لَهُ لِأَنّهُ غَيرُ مُؤمِنٍ بِعُقُوبَةِ مَا ارتَكَبَ وَ لَو كَانَ مُؤمِناً بِالعُقُوبَةِ لَنَدِمَ وَ قَد قَالَ النّبِيّص لَا كَبِيرَةَ مَعَ الِاستِغفَارِ وَ لَا صَغِيرَةَ مَعَ الإِصرَارِ وَ أَمّا قَولُ اللّهِوَ لا يَشفَعُونَ إِلّا لِمَنِ ارتَضيفَإِنّهُم لَا يَشفَعُونَ إِلّا لِمَن ارتَضَي اللّهُ دِينَهُ وَ الدّينُ الإِقرَارُ بِالجَزَاءِ عَلَي الحَسَنَاتِ وَ السّيّئَاتِ وَ مَنِ ارتَضَي اللّهُ دِينَهُ نَدِمَ عَلَي مَا يَرتَكِبُهُ مِنَ الذّنُوبِ لِمَعرِفَتِهِ بِعَاقِبَتِهِ فِي القِيَامَةِ

2-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ قالُوا لَن تَمَسّنَا النّارُ إِلّا أَيّاماً مَعدُودَةً قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ وَلَايَةَ عَلِيّ حَسَنَةٌ لَا تَضُرّ مَعَهَا شَيءٌ مِنَ السّيّئَاتِ وَ إِن جَلّت إِلّا مَا يُصِيبُ أَهلَهَا مِنَ التّطهِيرِ مِنهَا بِمِحَنِ الدّنيَا وَ بِبَعضِ العَذَابِ فِي الآخِرَةِ إِلَي أَن يَنجُوا مِنهَا بِشَفَاعَةِ مَوَالِيهِمُ الطّيّبِينَ الطّاهِرِينَ وَ إِنّ وَلَايَةَ أَضدَادِ عَلِيّ وَ مُخَالَفَةَ عَلِيّ ع سَيّئَةٌ لَا تَنفَعُ مَعَهَا شَيءٌ إِلّا مَا يَنفَعُهُم بِطَاعَاتِهِم فِي الدّنيَا بِالنّعَمِ وَ الصّحّةِ وَ السّعَةِ فَيَرِدُوا الآخِرَةَ وَ لَا يَكُونُ لَهُم إِلّا دَائِمُ العَذَابِ ثُمّ قَالَ إِنّ مَن جَحَدَ وَلَايَةَ عَلِيّ ع لَا يَرَي بِعَينِهِ الجَنّةَ أَبَداً إِلّا مَا يَرَاهُ مِمّا يَعرِفُ بِهِ أَنّهُ لَو كَانَ يُوَالِيهِ لَكَانَ ذَلِكَ مَحَلّهُ وَ مَأوَاهُ فَيَزدَادُ حَسَرَاتٍ وَ نَدَمَاتٍ وَ إِنّ مَن تَوَلّي عَلِيّاً وَ تَبَرّأَ مِن أَعدَائِهِ وَ سَلّمَ لِأَولِيَائِهِ لَا يَرَي النّارَ بِعَينِهِ إِلّا مَا يَرَاهُ فَيُقَالُ لَهُ لَو كُنتَ عَلَي غَيرِ هَذَا لَكَانَ ذَلِكَ مَأوَاكَ وَ إِلّا مَا يُبَاشِرُهُ فِيهَا إِن كَانَ مُسرِفاً عَلَي نَفسِهِ بِمَا دُونَ الكُفرِ إِلَي أَن يُنَظّفَ بِجَهَنّمَ كَمَا يُنَظّفُ القَذِرُ بَدَنُهُ بِالحَمّامِ ثُمّ يُنقَلُ عَنهَا بِشَفَاعَةِ مَوَالِيهِ ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص اتّقُوا اللّهَ مَعَاشِرَ الشّيعَةِ فَإِنّ الجَنّةَ لَن تَفُوتَكُم وَ إِن أَبطَأَت بِهَا عَنكُم قَبَائِحُ أَعمَالِكُم فَتَنَافَسُوا فِي دَرَجَاتِهَا قِيلَ فَهَل يَدخُلُ جَهَنّمَ أَحَدٌ مِن مُحِبّيكَ وَ محُبِيّ‌ عَلِيّ ع قَالَ مَن قَذِرَ نَفسُهُ بِمُخَالَفَةِ مُحَمّدٍ وَ عَلِيّ وَ وَاقَعَ المُحَرّمَاتِ وَ ظَلَمَ المُؤمِنِينَ وَ المُؤمِنَاتِ وَ خَالَفَ مَا رُسِمَ لَهُ مِنَ الشّرِيعَاتِ جَاءَ يَومَ القِيَامَةِ قَذِراً طَفِساً


صفحه : 353

يَقُولُ مُحَمّدٌ وَ عَلِيّ ع يَا فُلَانُ أَنتَ قَذِرٌ طَفِسٌ لَا تَصلُحُ لِمُرَافَقَةِ الأَخيَارِ وَ لَا لِمُعَانَقَةِ الحُورِ الحِسَانِ وَ لَا المَلَائِكَةِ المُقَرّبِينَ لَا تَصِلُ إِلَي هُنَاكَ إِلّا بِأَن يُطَهّرَ عَنكَ مَا هَاهُنَا يعَنيِ‌ مَا عَلَيكَ مِنَ الذّنُوبِ فَيَدخُلُ إِلَي الطّبَقِ الأَعلَي مِن جَهَنّمَ فَيُعَذّبُ بِبَعضِ ذُنُوبِهِ وَ مِنهُم مَن يُصِيبُهُ الشّدَائِدُ فِي المَحشَرِ بِبَعضِ ذُنُوبِهِ ثُمّ يَلتَقِطُهُ[يَلقُطُهُ] مِن هُنَا مَن يَبعَثُهُم إِلَيهِ مَوَالِيهِ مِن خِيَارِ شِيعَتِهِم كَمَا يَلقُطُ الطّيرُ الحَبّ وَ مِنهُم مَن يَكُونُ ذُنُوبُهُ أَقَلّ وَ أَخَفّ فَيُطَهّرُ مِنهَا بِالشّدَائِدِ وَ النّوَائِبِ مِنَ السّلَاطِينِ وَ غَيرِهِم وَ مِنَ الآفَاتِ فِي الأَبدَانِ فِي الدّنيَا لِيُدلَي فِي قَبرِهِ وَ هُوَ طَاهِرٌ وَ مِنهُم مَن يَقرُبُ مَوتُهُ وَ قَد بَقِيَت عَلَيهِ سَيّئَةٌ فَيَشتَدّ نَزعُهُ فَيُكَفّرُ بِهِ عَنهُ فَإِن بقَيِ‌َ شَيءٌ وَ قَوِيَت عَلَيهِ وَ يَكُونُ عَلَيهِ بَطَرٌ أَوِ اضطِرَابٌ فِي يَومِ مَوتِهِ فَيَقِلّ مَن بِحَضرَتِهِ فَيَلحَقُهُ بِهِ الذّلّ فَيُكَفّرُ عَنهُ فَإِن بقَيِ‌َ عَلَيهِ شَيءٌ أتُيِ‌َ بِهِ وَ لَمّا يُلحَد فَيَتَفَرّقُونَ عَنهُ فَتُطَهّرُ فَإِن كَانَت ذُنُوبُهُ أَعظَمَ وَ أَكثَرَ طَهُرَ مِنهَا بِشَدَائِدِ عَرَصَاتِ يَومِ القِيَامَةِ فَإِن كَانَت أَكثَرَ وَ أَعظَمَ طَهُرَ مِنهَا فِي الطّبَقِ الأَعلَي مِن جَهَنّمَ وَ هَؤُلَاءِ أَشَدّ مُحِبّينَا عَذَاباً وَ أَعظَمُهُم ذُنُوباً إِنّ هَؤُلَاءِ لَا يُسَمّونَ بِشِيعَتِنَا وَ لَكِن يُسَمّونَ بِمُحِبّينَا وَ المُوَالِينَ لِأَولِيَائِنَا وَ المُعَادِينَ لِأَعدَائِنَا إِنّمَا شِيعَتُنَا مَن شَيّعَنَا وَ اتّبَعَ آثَارَنَا وَ اقتَدَي بِأَعمَالِنَا

توضيح الطفس محركة قذر الإنسان إذا لم يتعهد نفسه و هوطفس ككتف قذر نجس والبطر بالتحريك الدهش والحيرة

3-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ]إِسمَاعِيلُ بنُ اِبرَاهِيمَ مُعَنعَناً عَن مَيسَرَةَ قَالَسَمِعتُ الرّضَا ع يَقُولُ وَ اللّهِ لَا يُرَي فِي النّارِ مِنكُم اثنَانِ أَبَداً وَ اللّهِ وَ لَا وَاحِدٌ قَالَ قُلتُ لَهُ أَصلَحَكَ اللّهُ أَينَ


صفحه : 354

هَذَا فِي كِتَابِ اللّهِ قَالَ فِي سُورَةِ الرّحمَنِ وَ هُوَ قَولُهُ تَعَالَي فَيَومَئِذٍ لَا يُسأَلُ عَن ذَنبِهِ مِنكُم إِنسٌ وَ لَا جَانّ قَالَ قُلتُ لَيسَ فِيهَا مِنكُم قَالَ بَلَي وَ اللّهِ إِنّهُ لَمُثبَتٌ فِيهَا وَ إِنّ أَوّلَ مَن غَيّرَ ذَلِكَ لَابنُ أَروَي وَ ذَلِكَ لَكُم خَاصّةً وَ لَو لَم يَكُن فِيهَا مِنكُم لَسَقَطَ عِقَابُ اللّهِ عَنِ الخَلقِ

بيان ابن أروي هوعثمان

4-كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَن مُيَسّرٍ قَالَ دَخَلتُ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَقَالَ كَيفَ أَصحَابُكَ فَقُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ لَنَحنُ عِندَهُم أَشَرّ مِنَ اليَهُودِ وَ النّصَارَي وَ المَجُوسِ وَ الّذِينَ أَشرَكُوا قَالَ وَ كَانَ مُتّكِئاً فَاستَوَي جَالِساً ثُمّ قَالَ كَيفَ قُلتَ قُلتُ وَ اللّهِ لَنَحنُ عِندَهُم أَشَرّ مِنَ اليَهُودِ وَ النّصَارَي وَ الّذِينَ أَشرَكُوا فَقَالَ أَمَا وَ اللّهِ لَا يَدخُلُ النّارَ مِنكُم اثنَانِ لَا وَ اللّهِ وَ لَا وَاحِدٌ وَ اللّهِ إِنّكُمُ الّذِينَ قَالَ اللّهُ تَعَالَيوَ قالُوا ما لَنا لا نَري رِجالًا كُنّا نَعُدّهُم مِنَ الأَشرارِ أَتّخَذناهُم سِخرِيّا أَم زاغَت عَنهُمُ الأَبصارُ إِنّ ذلِكَ لَحَقّ تَخاصُمُ أَهلِ النّارِ ثُمّ قَالَ طَلَبُوكُم وَ اللّهِ فِي النّارِ وَ اللّهِ فَمَا وَجَدُوا مِنكُم أَحَداً

5-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن مَنصُورِ بنِ يُونُسَ عَن عَنبَسَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِذَا استَقَرّ أَهلُ النّارِ فِي النّارِ يَفقِدُونَكُم فَلَا يَرَونَ مِنكُم أَحَداً فَيَقُولُ بَعضُهُم لِبَعضٍما لَنا لا نَري رِجالًا كُنّا نَعُدّهُم مِنَ الأَشرارِ أَتّخَذناهُم سِخرِيّا أَم زاغَت عَنهُمُ الأَبصارُ قَالَ وَ ذَلِكَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّإِنّ ذلِكَ لَحَقّ تَخاصُمُ أَهلِ النّارِيَتَخَاصَمُونَ فِيكُم فِيمَا كَانُوا يَقُولُونَ فِي الدّنيَا

6-كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَن سَهلٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ قَالَ لأِبَيِ‌ بَصِيرٍ يَا أَبَا مُحَمّدٍ لَقَد ذَكَرَكُمُ اللّهُ إِذ حَكَي عَن عَدُوّكُم فِي النّارِ بِقَولِهِوَ قالُوا ما لَنا لا نَري رِجالًا كُنّا نَعُدّهُم مِنَ الأَشرارِ أَتّخَذناهُم سِخرِيّا أَم زاغَت عَنهُمُ الأَبصارُ وَ اللّهِ مَا عَنَي اللّهُ وَ لَا أَرَادَ بِهَذَا غَيرَكُم صِرتُم عِندَ أَهلِ هَذَا العَالَمِ شِرَارَ النّاسِ


صفحه : 355

وَ أَنتُم وَ اللّهِ فِي الجَنّةِ تُحبَرُونَ وَ فِي النّاسِ تُطلَبُونَ الخَبَرَ

7- مع ،[معاني‌ الأخبار] ابنُ المُتَوَكّلِ عَنِ السعّدآَباَديِ‌ّ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَنِ ابنِ فَرقَدٍ عَمّن سَمِعَ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ لَا يَدخُلُ الجَنّةَ مَن فِي قَلبِهِ مِثقَالُ حَبّةٍ مِن خَردَلٍ مِن كِبرٍ وَ لَا يَدخُلُ النّارَ مَن فِي قَلبِهِ مِثقَالُ حَبّةٍ مِن خَردَلٍ مِن إِيمَانٍ فَاستَرجَعتُ فَقَالَ مَا لَكَ تَستَرجِعُ فَقُلتُ لِمَا أَسمَعُ مِنكَ فَقَالَ لَيسَ حَيثُ تَذهَبُ إِنّمَا أعَنيِ‌ الجُحُودَ إِنّمَا هُوَ الجُحُودُ

8-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] مُحَمّدُ بنُ القَاسِمِ بنِ عُبَيدٍ بِإِسنَادِهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سُلَيمَانَ الديّلمَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لعِلَيِ‌ّ ع ثُمّ تَأخُذُ بحِجُزتَيِ‌ وَ آخُذُ بِحُجزَةِ اللّهِ وَ هيِ‌َ الحَقّ وَ تَأخُذُ ذُرّيّتُكَ بِحُجزَتِكَ وَ تَأخُذُ شِيعَتُكَ بِحُجزَةِ ذُرّيّتِكَ فَأَينَ يُذهَبُ بِكُم إِلّا إِلَي الجَنّةِ فَإِذَا دَخَلتُمُ الجَنّةَ فَتَبَوّأتُم مَعَ أَزوَاجِكُم وَ نَزَلتُم مَنَازِلَكُم أَوحَي اللّهُ إِلَي مَالِكٍ أَنِ افتَح بَابَ الجَنّةِ[أَبوَابَ جَهَنّمَ]لِيَنظُرُوا أوَليِاَئيِ‌ إِلَي مَا فَضّلتُهُم عَلَي عَدُوّهِم فَيُفتَحُ أَبوَابُ جَهَنّمَ فتطلون [ وَ يَطّلِعُونَ]عَلَيهِم فَإِذَا وَجَدَ أَهلُ جَهَنّمَ رَوحَ رَائِحَةِ الجَنّةِ قَالُوا يَا مَالِكُ أَ تَطمَعُ لَنَا فِي تَخفِيفِ العَذَابِ عَنّا إِنّا لَنَجِدُ رَوحاً فَيَقُولُ لَهُم مَالِكٌ إِنّ اللّهَ أَوحَي إلِيَ‌ّ أَن أَفتَحَ أَبوَابَ جَهَنّمَ لِيَنظُرَ أَهلُ الجَنّةِ إِلَيكُم فَيَرفَعُونَ رُءُوسَهُم فَيَقُولُ هَذَا يَا فُلَانُ أَ لَم تَكُ تَجُوعُ فَأَشبَعُكَ وَ يَقُولُ هَذَا يَا فُلَانُ أَ لَم تَكُ تَعرَي فَأَكسُوكَ وَ يَقُولُ هَذَا يَا فُلَانُ أَ لَم تَكُ تَخَافُ فَآوَيتُكَ وَ يَقُولُ هَذَا يَا فُلَانُ أَ لَم تَكُ تُحَدّثُ فَأَكتُمُ عَلَيكَ فَيَقُولُونَ بَلَي فَيَقُولُونَ استَوهِبُونَا مِن رَبّكُم فَيَدعُونَ لَهُم فَيَخرُجُونَ مِنَ النّارِ إِلَي الجَنّةِ فَيَكُونُونَ فِيهَا مَلُومِينَ وَ يُسَمّونَ


صفحه : 356

الجَهَنّمِيّينَ فَيَقُولُونَ سَأَلتُم رَبّكُم فَأَنقَذَنَا مِن عَذَابِهِ فَادعُوهُ يُذهِب عَنّا هَذَا الِاسمَ وَ يَجعَل لَنَا فِي الجَنّةِ مَأوًي فَيَدعُونَ فيَوُحيِ‌ اللّهُ إِلَي رِيحٍ فَتَهُبّ عَلَي أَفوَاهِ أَهلِ الجَنّةِ فَيُنسِيهِم ذَلِكَ الِاسمَ وَ يَجعَلُ لَهُم فِي الجَنّةِ مَأوًي

9-فس ،[تفسير القمي‌] وُجُوهٌ يَومَئِذٍ خاشِعَةٌ عامِلَةٌ ناصِبَةٌهُمُ الّذِينَ خَالَفُوا دِينَ اللّهِ وَ صَلّوا وَ صَامُوا وَ نَصَبُوا لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ هُوَ قَولُهُ تَعَالَيعامِلَةٌ ناصِبَةٌعَمِلُوا وَ نَصَبُوا فَلَا يُقبَلُ مِنهُم شَيءٌ مِن أَفعَالِهِمتَصليوُجُوهُهُمناراً حامِيَةً

وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيإِلّا مَن تَوَلّي وَ كَفَرَيُرِيدُ مَن لَم يَتّعِظ وَ لَم يُصَدّقكَ وَ جَحَدَ ربُوُبيِتّيِ‌ وَ كَفَرَ نعِمتَيِ‌فَيُعَذّبُهُ اللّهُ العَذابَ الأَكبَرَيُرِيدُ الغَلِيظَ الشّدِيدَ الدّائِمَ

10- وَ حَدّثَنَا جَعفَرُ بنُ أَحمَدَ عَن عَبدِ الكَرِيمِ بنِ عَبدِ الرّحِيمِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن مُحَمّدِ بنِ الفُضَيلِ عَن أَبِي حَمزَةَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ مَن خَالَفَكُم وَ إِن عَبَدَ وَ اجتَهَدَ مَنسُوبٌ إِلَي هَذِهِ الآيَةِوُجُوهٌ يَومَئِذٍ خاشِعَةٌ عامِلَةٌ ناصِبَةٌ تَصلي ناراً حامِيَةً

11-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] جَعفَرُ بنُ أَحمَدَ رَفَعَهُ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كُلّ نَاصِبٍ وَ إِن تَعَبّدَ مَنسُوبٌ إِلَي هَذِهِ الآيَةِوُجُوهٌ يَومَئِذٍ خاشِعَةٌالآيَةَ

12-كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَن سَهلٍ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن حَنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ قَالَ لَا يبُاَليِ‌ النّاصِبُ صَلّي أَم زَنَي وَ هَذِهِ الآيَةُ نَزَلَت فِيهِمعامِلَةٌ ناصِبَةٌ تَصلي ناراً حامِيَةً

13-كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن عَمرِو بنِ أَبِي المِقدَامِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ قَالَ أَبِي كُلّ نَاصِبٍ وَ إِن تَعَبّدَ وَ اجتَهَدَ مَنسُوبٌ إِلَي هَذِهِ الآيَةِعامِلَةٌ ناصِبَةٌ تَصلي ناراً حامِيَةً كُلّ نَاصِبٍ مُجتَهِدٍ فَعَمَلُهُ هَبَاءٌ الخَبَرَ

14-ثو،[ثواب الأعمال ] أَبِي عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ الراّزيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ نَصرٍ عَن صَالِحِ بنِ سَعِيدٍ القَمّاطِ عَن أَبَانِ بنِ تَغلِبَ قَالَ


صفحه : 357

قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع كُلّ نَاصِبٍ وَ إِن تَعَبّدَ وَ اجتَهَدَ يَصِيرُ إِلَي هَذِهِ الغَايَةِعامِلَةٌ ناصِبَةٌ تَصلي ناراً حامِيَةً

15- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ إِدرِيسَ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ وَهبٍ عَن أَبِي سَعِيدٍ هَاشِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَربَعَةٌ لَا يَدخُلُونَ الجَنّةَ الكَاهِنُ وَ المُنَافِقُ وَ مُدمِنُ الخَمرِ وَ القَتّاتُ وَ هُوَ النّمّامُ

بيان لعل المعني أن الكاهن والمدمن والقتات لايدخلونها إذاكانوا مستحلين أوابتداء وكذا الكلام في بعض ماسيأتي‌ من الأخبار في أصحاب الكبائر

16-ل ،[الخصال ] أَبِي عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن سَهلٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ بنِ زَيدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن مُنذِرِ بنِ يَزِيدَ عَن أَبِي هَارُونَ المَكفُوفِ قَالَ قَالَ لِي أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَا أَبَا هَارُونَ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي آلَي عَلَي نَفسِهِ أَن لَا يُجَاوِرَهُ خَائِنٌ قَالَ قُلتُ وَ مَا الخَائِنُ قَالَ مَنِ ادّخَرَ عَن مُؤمِنٍ دِرهَماً أَو حَبَسَ عَنهُ شَيئاً مِن أَمرِ الدّنيَا قَالَ قُلتُ أَعُوذُ بِاللّهِ مِن غَضَبِ اللّهِ فَقَالَ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي آلَي عَلَي نَفسِهِ أَن لَا يُسكِنَ جَنّتَهُ أَصنَافاً ثَلَاثَةً رَادّ عَلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ أَو رَادّ عَلَي إِمَامٍ هُدًي أَو مَن حَبَسَ حَقّ امر‌ِئٍ مُؤمِنٍ قَالَ قُلتُ يُعطِيهِ مِن فَضلِ مَا يَملِكُ قَالَ يُعطِيهِ مِن نَفسِهِ وَ رُوحِهِ فَإِن بَخِلَ عَلَيهِ بِنَفسِهِ فَلَيسَ مِنهُ إِنّمَا هُوَ شِركُ شَيطَانٍ

17-ل ،[الخصال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن بَعضِ رِجَالِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ ثَلَاثَةٌ لَا يَدخُلُونَ الجَنّةَ السّفّاكُ لِلدّمِ وَ شَارِبُ الخَمرِ وَ مَشّاءٌ بِنَمِيمَةٍ

18-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِإِسنَادِهِ عَنِ المُفَضّلِ بنِ عُمَرَ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَمّا أسُريِ‌َ بيِ‌ إِلَي السّمَاءِ أَوحَي إلِيَ‌ّ ربَيّ‌ جَلّ جَلَالُهُ وَ سَاقَ الحَدِيثَ فِي مُحَمّدٍ وَ عَلِيّ وَ فَاطِمَةَ وَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ ع إِلَي أَن قَالَ يَا مُحَمّدُ لَو أَنّ عَبداً عبَدَنَيِ‌ حَتّي يَنقَطِعَ وَ يَصِيرَ كَالشّنّ الباَليِ‌ ثُمّ أتَاَنيِ‌ جَاحِداً لِوَلَايَتِهِم مَا أَسكَنتُهُ جنَتّيِ‌ وَ لَا أَظلَلتُهُ تَحتَ عرَشيِ‌ الخَبَرَ


صفحه : 358

19-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] فِي قَولِهِ تَعَالَيبَلي مَن كَسَبَ سَيّئَةً وَ أَحاطَت بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولئِكَ أَصحابُ النّارِ هُم فِيها خالِدُونَ قَالَ السّيّئَةُ المُحِيطَةُ بِهِ أَن تُخرِجَهُ عَن جُملَةِ دِينِ اللّهِ وَ تَنزِعَهُ عَن وَلَايَةِ اللّهِ وَ تُؤمِنَهُ مِن سَخَطِ اللّهِ وَ هيِ‌َ الشّركُ بِاللّهِ وَ الكُفرُ بِهِ وَ الكُفرُ بِنُبُوّةِ مُحَمّدٍص وَ الكُفرُ بِوَلَايَةِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ خُلَفَائِهِ كُلّ وَاحِدٍ مِن هَذِهِ سَيّئَةٌ تُحِيطُ بِهِ أَي تُحِيطُ بِأَعمَالِهِ فَتُبطِلُهَا وَ تَمحَقُهَافَأُولئِكَعَامِلُو هَذِهِ السّيّئَةِ المُحِيطَةِأَصحابُ النّارِ هُم فِيها خالِدُونَ

20-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن حَمدَانَ بنِ سُلَيمَانَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ اليمَاَنيِ‌ّ عَن مَنِيعِ بنِ الحَجّاجِ عَن يُونُسَ عَن صَبّاحٍ المزُنَيِ‌ّ عَن أَبِي حَمزَةَ عَن أَحَدِهِمَا ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّبَلي مَن كَسَبَ سَيّئَةً وَ أَحاطَت بِهِ خَطِيئَتُهُ قَالَ إِذَا جَحَدَ إِمَامَةَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَفَأُولئِكَ أَصحابُ النّارِ هُم فِيها خالِدُونَ

21-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِالأَسَانِيدِ الثّلَاثَةِ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص تَلَا هَذِهِ الآيَةَلا يسَتوَيِ‌ أَصحابُ النّارِ وَ أَصحابُ الجَنّةِ أَصحابُ الجَنّةِ هُمُ الفائِزُونَ فَقَالَص أَصحَابُ الجَنّةِ مَن أطَاَعنَيِ‌ وَ سَلّمَ لعِلَيِ‌ّ بنِ أَبِي طَالِبٍ بعَديِ‌ وَ أَقَرّ بِوَلَايَتِهِ وَ أَصحَابُ النّارِ مَن سَخِطَ الوَلَايَةَ وَ نَقَضَ العَهدَ وَ قَاتَلَهُ بعَديِ‌

22-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] الحُسَينُ بنُ سَعِيدٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ وَضّاحٍ اللؤّلؤُيِ‌ّ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ أَبَانٍ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ عَلِيّ ع إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ نَادَي مُنَادٍ مِنَ السّمَاءِ أَينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ قَالَ فَأَقُومُ أَنَا فَيُقَالُ لِي أَنتَ عَلِيّ فَأَقُولُ أَنَا ابنُ عَمّ النّبِيّ وَ وَصِيّهُ وَ وَارِثُهُ فَيُقَالُ لِي صَدَقتَ ادخُلِ الجَنّةَ فَقَد غَفَرَ اللّهُ لَكَ وَ لِشِيعَتِكَ فَقَد آمَنَكَ اللّهُ وَ آمَنَهُم مَعَكَ مِنَ الفَزَعِ الأَكبَرِ ادخُلُوا الجَنّةَ آمِنِينَلا خَوفٌ عَلَيكُم وَ لا أَنتُم تَحزَنُونَ

23- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]حَمزَةُ العلَوَيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَنِ النهّاَونَديِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ حَمّادٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ يَحيَي بنِ الحُسَينِ عَن عَمرِو بنِ طَلحَةَ عَن أَسبَاطِ بنِ نَصرٍ عَن عِكرِمَةَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص وَ ألّذِي بعَثَنَيِ‌ بِالحَقّ بَشِيراً وَ نَذِيراً


صفحه : 359

لَا يُعَذّبُ اللّهُ بِالنّارِ مُوَحّداً أَبَداً وَ إِنّ أَهلَ التّوحِيدِ يَشفَعُونَ فَيُشَفّعُونَ ثُمّ قَالَ ع إِنّهُ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ أَمَرَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي بِقَومٍ سَاءَت أَعمَالُهُم فِي دَارِ الدّنيَا إِلَي النّارِ فَيَقُولُونَ يَا رَبّ كَيفَ تُدخِلُنَا النّارَ وَ قَد كُنّا نُوَحّدُكَ فِي دَارِ الدّنيَا وَ كَيفَ تُحرِقُ قُلُوبَنَا وَ قَد عَقَدَت عَلَي أَن لَا إِلَهَ إِلّا أَنتَ أَم كَيفَ تُحرِقُ وُجُوهَنَا وَ قَد عَفَرنَاهَا لَكَ فِي التّرَابِ أَم كَيفَ تُحرِقُ أَيدِيَنَا وَ قَد رَفَعنَاهَا بِالدّعَاءِ إِلَيكَ فَيَقُولُ اللّهُ جَلّ جَلَالُهُ عبِاَديِ‌ سَاءَت أَعمَالُكُم فِي دَارِ الدّنيَا فَجَزَاؤُكُم نَارُ جَهَنّمَ فَيَقُولُونَ يَا رَبّنَا عَفوُكَ أَعظَمُ أَم خَطِيئَتُنَا فَيَقُولُ بَل عفَويِ‌ فَيَقُولُونَ رَحمَتُكَ أَوسَعُ أَم ذُنُوبُنَا فَيَقُولُ عَزّ وَ جَلّ بَل رحَمتَيِ‌ فَيَقُولُونَ إِقرَارُنَا بِتَوحِيدِكَ أَعظَمُ أَم ذُنُوبُنَا فَيَقُولُ عَزّ وَ جَلّ بَل إِقرَارُكُم بتِوَحيِديِ‌ أَعظَمُ فَيَقُولُونَ يَا رَبّنَا فَليَسَعنَا عَفوُكَ وَ رَحمَتُكَ التّيِ‌ وَسِعَت كُلّ شَيءٍ فَيَقُولُ اللّهُ جَلّ جَلَالُهُ ملَاَئكِتَيِ‌ وَ عزِتّيِ‌ وَ جلَاَليِ‌ مَا خَلَقتُ خَلقاً أَحَبّ إلِيَ‌ّ مِنَ المُقِرّينَ لِي بتِوَحيِديِ‌ وَ أَن لَا إِلَهَ غيَريِ‌ وَ حَقّ عَلَيّ أَن لَا أصَليِ‌َ بِالنّارِ أَهلَ توَحيِديِ‌ أَدخِلُوا عبِاَديِ‌َ الجَنّةَ

24- مِن كِتَابِ صِفَاتِ الشّيعَةِ،لِلصّدُوقِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ حُمرَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن قَالَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُخلِصاً دَخَلَ الجَنّةَ وَ إِخلَاصُهُ أَن يَحجُزَهُ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ عَمّا حَرّمَ اللّهُ

25- وَ عَنِ ابنِ المُتَوَكّلِ عَن مُحَمّدٍ الحمِيرَيِ‌ّ عَن ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ ابنِ رِئَابٍ عَن أَبِي عُبَيدَةَ الحَذّاءِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ لَمّا فَتَحَ رَسُولُ اللّهِص مَكّةَ قَامَ عَلَي الصّفَا فَقَالَ يَا بنَيِ‌ هَاشِمٍ يَا بنَيِ‌ عَبدِ المُطّلِبِ إنِيّ‌ رَسُولُ اللّهِ إِلَيكُم وَ إنِيّ‌ شَفِيقٌ عَلَيكُم لَا تَقُولُوا إِنّ مُحَمّداً مِنّا فَوَ اللّهِ مَا أوَليِاَئيِ‌ مِنكُم وَ لَا مِن غَيرِكُم إِلّا المُتّقُونَ أَلَا فَلَا أَعرِفُكُم تأَتوُنيِ‌ يَومَ القِيَامَةِ تَحمِلُونَ الدّنيَا عَلَي رِقَابِكُم وَ يأَتيِ‌ النّاسُ يَحمِلُونَ الآخِرَةَ أَلَا وَ إنِيّ‌ قَد أَعذَرتُ فِيمَا بيَنيِ‌ وَ بَينَكُم وَ فِيمَا بَينَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ بَينَكُم وَ إِنّ لِي عمَلَيِ‌ وَ لَكُم عَمَلَكُم


صفحه : 360

26- وَ مِن كِتَابِ فَضَائِلِ الشّيعَةِ لِلصّدُوقِ رَحِمَهُ اللّهُ،بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ لِشِيعَتِهِ دِيَارُكُم لَكُم جَنّةٌ وَ قُبُورُكُم لَكُم جَنّةٌ لِلجَنّةِ خُلِقتُم وَ إِلَي الجَنّةِ تَصِيرُونَ

27- وَ بِإِسنَادِهِ عَنِ الصّبّاحِ بنِ سَيَابَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ الرّجُلَ لَيُحِبّكُم وَ مَا يدَريِ‌ مَا تَقُولُونَ فَيُدخِلُهُ اللّهُ الجَنّةَ وَ إِنّ الرّجُلَ لَيُبغِضُكُم وَ مَا يدَريِ‌ مَا تَقُولُونَ فَيُدخِلُهُ اللّهُ النّارَ

28- وَ بِإِسنَادِهِ عَن مُيَسّرٍ قَالَ سَمِعتُ الرّضَا ع يَقُولُ لَا يُرَي مِنكُم فِي النّارِ اثنَانِ لَا وَ اللّهِ وَ لَا وَاحِدٌ قَالَ قُلتُ فَأَينَ ذَا مِن كِتَابِ اللّهِ فَأَمسَكَ عنَيّ‌ هُنَيئَةً قَالَ فإَنِيّ‌ مَعَهُ ذَاتَ يَومٍ فِي الطّوَافِ إِذ قَالَ يَا مُيَسّرُ اليَومَ أُذِنَ لِي فِي جَوَابِكَ عَن مَسأَلَتِكَ كَذَا قَالَ قُلتُ فَأَينَ هُوَ مِنَ القُرآنِ قَالَ فِي سُورَةِ الرّحمَنِ وَ هُوَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَيَومَئِذٍ لَا يُسئَلُ عَن ذَنبِهِ مِنكُم إِنسٌ وَ لَا جَانّ هَكَذَا نَزَلَت وَ غَيّرَهَا ابنُ أَروَي

29-ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر]فَضَالَةُ عَنِ القَاسِمِ بنِ بُرَيدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَنِ الجَهَنّمِيّينَ فَقَالَ كَانَ أَبُو جَعفَرٍ ع يَقُولُ يَخرُجُونَ مِنهَا فَيُنتَهَي بِهِم إِلَي عَينٍ عِندَ بَابِ الجَنّةِ تُسَمّي عَينَ الحَيَوَانِ فَيُنضَحُ عَلَيهِم مِن مَائِهَا فَيَنبُتُونَ كَمَا تَنبُتُ الزّرعُ تَنبُتُ لُحُومُهُم وَ جُلُودُهُم وَ شُعُورُهُم

30-ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر]فَضَالَةُ عَن عُمَرَ بنِ أَبَانٍ عَن آدَمَ أخَيِ‌ أَيّوبَ عَن حُمرَانَ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع إِنّهُم يَقُولُونَ لَا تَعجَبُونَ مِن قَومٍ يَزعُمُونَ أَنّ اللّهَ يُخرِجُ قَوماً مِنَ النّارِ فَيَجعَلُهُم مِن أَصحَابِ الجَنّةِ مَعَ أَولِيَائِهِ فَقَالَ أَ مَا يَقرَءُونَ قَولَ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيوَ مِن دُونِهِما جَنّتانِإِنّهَا جَنّةٌ دُونَ جَنّةٍ وَ نَارٌ دُونَ نَارٍ إِنّهُم لَا يُسَاكِنُونَ أَولِيَاءَ اللّهِ وَ قَالَ بَينَهُمَا وَ اللّهِ مَنزِلَةٌ وَ لَكِن لَا أَستَطِيعُ أَن أَتَكَلّمَ إِنّ أَمرَهُم لَأَضيَقُ مِنَ الحَلقَةِ إِنّ القَائِمَ لَو قَامَ لَبَدَأَ بِهَؤُلَاءِ

بيان قوله ع إن أمرهم أي المخالفين لأضيق من الحلقة أي الأمر في الآخرة مضيق عليهم لايعفي عنهم كمايعفي عن مذنبي‌ الشيعة و لوقام القائم بدأ


صفحه : 361

بقتل هؤلاء قبل الكفار فقوله ع لاأستطيع أن أتكلم أي في تكفيرهم تقية والحاصل أن المخالفين ليسوا من أهل الجنان و لا من أهل المنزلة بين الجنة والنار وهي‌ الأعراف بل هم مخلدون في النار ويحتمل أن يكون المعني لاأستطيع أن أتكلم في رد أقوالهم لأنهم ضيقوا علينا الأمر كالحلقة وأضيق فلزمنا التقية منهم

31-ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر]فَضَالَةُ عَن عُمَرَ بنِ أَبَانٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَمّن دَخَلَ النّارَ ثُمّ أُخرِجَ مِنهَا ثُمّ أُدخِلَ الجَنّةَ فَقَالَ إِن شِئتُ حَدّثتُكَ بِمَا كَانَ يَقُولُ فِيهِ أَبِي قَالَ إِنّ نَاساً يَخرُجُونَ مِنَ النّارِ بَعدَ مَا كَانُوا حُمَماً فَيَنطَلِقُ بِهِم إِلَي نَهَرٍ عِندَ بَابِ الجَنّةِ يُقَالُ لَهُ الحَيَوَانُ فَيُنضَحُ عَلَيهِم مِن مَائِهِ فَتَنبُتُ لُحُومُهُم وَ دِمَاؤُهُم وَ شُعُورُهُم

32-ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر]فَضَالَةُ عَن عُمَرَ بنِ أَبَانٍ قَالَ سَمِعتُ عَبداً صَالِحاً يَقُولُ فِي الجَهَنّمِيّينَ إِنّهُم يَدخُلُونَ النّارَ بِذُنُوبِهِم وَ يَخرُجُونَ بِعَفوِ اللّهِ

33-ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر]عُثمَانُ بنُ عِيسَي عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ إِنّ قَوماً يُحرَقُونَ فِي النّارِ حَتّي إِذَا صَارُوا حُمَماً أَدرَكَتهُمُ الشّفَاعَةُ قَالَ فَيُنطَلَقُ بِهِم إِلَي نَهَرٍ يَخرُجُ مِن رَشحِ أَهلِ الجَنّةِ فَيَغتَسِلُونَ فِيهِ فَتَنبُتُ لُحُومُهُم وَ دِمَاؤُهُم وَ تَذهَبُ عَنهُم قَشَفُ النّارِ وَ يَدخُلُونَ الجَنّةَ فَيُسَمّونَ الجَهَنّمِيّونَ فَيُنَادُونَ بِأَجمَعِهِم أللّهُمّ أَذهِب عَنّا هَذَا الِاسمَ قَالَ فَيُذهِبُ عَنهُم ثُمّ قَالَ يَا أَبَا بَصِيرٍ إِنّ أَعدَاءَ عَلِيّ هُمُ الخَالِدُونَ فِي النّارِ لَا تُدرِكُهُمُ الشّفَاعَةُ

بيان قال الفيروزآبادي‌ الحمم كصرد الفحم و قال القشف محركة قذر الجلد ورثاثة الهيئة وسوء الحال

34-ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر]فَضَالَةُ عَن ربِعيِ‌ّ عَنِ الفُضَيلِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ آخِرَ مَن يَخرُجُ مِنَ النّارِ لَرَجُلٌ يُقَالُ لَهُ هَمّامٌ ينُاَديِ‌ فِيهَا عُمُراً يَا حَنّانُ يَا مَنّانُ

35-ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] ابنُ أَبِي عُمَيرٍ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ الحَجّاجِ عَنِ الأَحوَلِ عَن حُمرَانَ قَالَ


صفحه : 362

سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ إِنّ الكُفّارَ وَ المُشرِكِينَ يَرَونَ أَهلَ التّوحِيدِ فِي النّارِ فَيَقُولُونَ مَا نَرَي تَوحِيدَكُم أَغنَي عَنكُم شَيئاً وَ مَا أَنتُم وَ نَحنُ إِلّا سَوَاءً قَالَ فَيَأنَفُ لَهُمُ الرّبّ عَزّ وَ جَلّ فَيَقُولُ لِلمَلَائِكَةِ اشفَعُوا فَيَشفَعُونَ لِمَن شَاءَ اللّهُ وَ يَقُولُ لِلمُؤمِنِينَ مِثلَ ذَلِكَ حَتّي إِذَا لَم يَبقَ أَحَدٌ تَبلُغُهُ الشّفَاعَةُ قَالَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي أَنَا أَرحَمُ الرّاحِمِينَ اخرُجُوا برِحَمتَيِ‌ فَيَخرُجُونَ كَمَا يَخرُجُ الفَرَاشُ قَالَ ثُمّ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع ثُمّ مُدّتِ العُمُدُ وَ أُعمِدَت عَلَيهِم وَ كَانَ وَ اللّهِ الخُلُودُ

36-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] فِيمَا كَتَبَ الرّضَا ع لِلمَأمُونِ مِن مَحضِ الإِسلَامِ إِنّ اللّهَ لَا يُدخِلُ النّارَ مُؤمِناً وَ قَد وَعَدَهُ الجَنّةَ وَ لَا يُخرِجُ مِنَ النّارِ كَافِراً وَ قَد أَوعَدَهُ النّارَ وَ الخُلُودَ فِيهَا وَ مُذنِبُو أَهلِ التّوحِيدِ يَدخُلُونَ النّارَ وَ يَخرُجُونَ مِنهَا وَ الشّفَاعَةُ جَائِزَةٌ لَهُم

ل ،[الخصال ] في خبر الأعمش عن الصادق ع مثله

37-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن مَنصُورِ بنِ حَازِمٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع وَ مَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النّارِ قَالَ أَعدَاءُ عَلِيّ ع هُمُ المُخَلّدُونَ فِي النّارِ أَبَدَ الآبِدِينَ وَ دَهرَ الدّاهِرِينَ

38-كا،[الكافي‌]العِدّةُ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَن أَبِي أَيّوبَ الخَزّازِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن سَعَي فِي حَاجَةِ أَخِيهِ المُسلِمِ طَلَبَ وَجهَ اللّهِ كَتَبَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَهُ أَلفَ حَسَنَةٍ يَغفِرُ فِيهَا لِأَقَارِبِهِ وَ جِيرَانِهِ وَ مَعَارِفِهِ وَ مَن صَنَعَ إِلَيهِ مَعرُوفاً فِي الدّنيَا فَإِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ قِيلَ لَهُ ادخُلِ النّارَ فَمَن وَجَدتَهُ فِيهَا صَنَعَ إِلَيكَ مَعرُوفاً فِي الدّنيَا فَأَخرِجهُ بِإِذنِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ إِلّا أَن يَكُونَ نَاصِباً

39-كا،[الكافي‌] فِي الصّحِيحِ عَنِ الحَارِثِ بنِ المُغِيرَةِ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن مَاتَ لَا يَعرِفُ إِمَامَهُ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيّةً قَالَ نَعَم قُلتُ جَاهِلِيّةً جَهلَاءَ أَو جَاهِلِيّةً لَا يَعرِفُ إِمَامَهُ قَالَ جَاهِلِيّةَ كُفرٍ وَ نِفَاقٍ وَ ضَلَالٍ


صفحه : 363

40-كا،[الكافي‌]بِإِسنَادِهِ عَنِ ابنِ أَبِي يَعفُورٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ ثَلَاثَةٌلا يَنظُرُ اللّهُإِلَيهِم يَومَ القِيامَةِ وَ لا يُزَكّيهِم وَ لَهُم عَذابٌ أَلِيمٌ مَنِ ادّعَي إِمَامَةً مِنَ اللّهِ لَيسَت لَهُ وَ مَن جَحَدَ إِمَاماً مِنَ اللّهِ وَ مَن زَعَمَ أَنّ لَهُمَا فِي الإِسلَامِ نَصِيبٌ

41-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن جَابِرٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن قَولِ اللّهِوَ مِنَ النّاسِ مَن يَتّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَنداداً يُحِبّونَهُم كَحُبّ اللّهِ قَالَ فَقَالَ هُم أَولِيَاءُ فُلَانٍ وَ فُلَانٍ وَ فُلَانٍ اتّخَذُوهُم أَئِمّةً دُونَ الإِمَامِ ألّذِي جَعَلَهُ اللّهُ لِلنّاسِ إِمَاماً فَلِذَلِكَ قَالَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيوَ لَو يَرَي الّذِينَ ظَلَمُوا إِذ يَرَونَ العَذابَ أَنّ القُوّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَ أَنّ اللّهَ شَدِيدُ العَذابِ إِذ تَبَرّأَ الّذِينَ اتّبِعُوا مِنَ الّذِينَ اتّبَعُوا إِلَي قَولِهِوَ ما هُم بِخارِجِينَ مِنَ النّارِ قَالَ ثُمّ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع هُم وَ اللّهِ يَا جَابِرُ أَئِمّةُ الظّلمِ وَ أَتبَاعُهُم

تذييل اعلم أن ألذي يقتضيه الجمع بين الآيات والأخبار أن الكافر المنكر لضروري‌ من ضروريات دين الإسلام مخلد في النار لايخفف عنه العذاب إلاالمستضعف الناقص في عقله أو ألذي لم يتم عليه الحجة و لم يقصر في الفحص والنظر فإنه يحتمل أن يكون من المرجون لأمر الله كماسيأتي‌ تحقيقه في كتاب الإيمان والكفر و أما غيرالشيعة الإمامية من المخالفين وسائر فرق الشيعة ممن لم ينكر شيئا من ضروريات دين الإسلام فهم فرقتان إحداهما المتعصبون المعاندون منهم ممن قدتمت عليهم الحجة فهم في النار خالدون والأخري المستضعفون منهم وهم الضعفاء العقول مثل النساء العاجزات والبله وأمثالهم و من لم يتم عليه الحجة ممن يموت في زمان الفترة أو كان في موضع لم يأت إليه خبر الحجة فهم المرجون لِأَمرِ اللّهِ إِمّا يُعَذّبُهُم وَ إِمّا يَتُوبُ عَلَيهِمفيرجي لهم النجاة من النار و أماأصحاب الكبائر من الإمامية فلاخلاف بين الإمامية في أنهم لايخلدون في النار و أماأنهم هل يدخلون النار أم لافالأخبار مختلفة فيهم اختلافا كثيرا ومقتضي الجمع بينها أنه يحتمل دخولهم النار وأنهم غيرداخلين في الأخبار التي‌ وردت أن الشيعة والمؤمن لايدخل النار لأنه قدورد في أخبار أخر أن الشيعة من شايع عليا في أعماله و أن الإيمان مركب من القول والعمل لكن الأخبار الكثيرة دلت علي أن الشفاعة تلحقهم


صفحه : 364

قبل دخول النار و في هذاالتبهيم حكم لايخفي بعضها علي أولي‌ الأبصار وسيأتي‌ تمام القول في ذلك والأخبار الدالة علي تلك الأقسام وأحكامهم وأحوالهم وصفاتهم في كتاب الإيمان والكفر. قال العلامة رحمه الله في شرحه علي التجريد أجمع المسلمون كافة علي أن عذاب الكافر مؤبد لاينقطع واختلفوا في أصحاب الكبائر من المسلمين فالوعيدية علي أنه كذلك وذهبت الإمامية وطائفة كثيرة من المعتزلة والأشاعرة إلي أن عذابه منقطع والحق أن عقابهم منقطع لوجهين الأول أنه يستحق الثواب بإيمانه لقوله تعالي فَمَن يَعمَل مِثقالَ ذَرّةٍ خَيراً يَرَهُ والإيمان أعظم أفعال الخير فإذااستحق العقاب بالمعصية فإما أن يقدم الثواب علي العقاب و هوباطل بالإجماع لأن الثواب المستحق بالإيمان دائم علي ماتقدم أوبالعكس و هوالمراد والجمع محال .الثاني‌ يلزم أن يكون من عبد الله تعالي مدة عمره بأنواع القربات إليه ثم عصي في آخر عمره معصية واحدة مع بقاء إيمانه مخلدا في النار كمن أشرك بالله مدة عمره و ذلك محال لقبحه عندالعقلاء ثم قال المحارب لعلي‌ ع كافر لِقَولِ النّبِيّص حَربُكَ يَا عَلِيّ حرَبيِ‌

و لاشك في كفر من حارب النبي ص و أمامخالفوه في الإمامة


صفحه : 365

فقد اختلف قول علمائنا فيهم فمنهم من حكم بكفرهم لأنهم دفعوا ماعلم ثبوته من ضرورة و هوالنص الجلي‌ الدال علي إمامته مع تواتره وذهب آخرون إلي أنهم فسقة و هوالأقوي ثم اختلف هؤلاء علي أقوال ثلاثة أحدها أنهم مخلدون في النار لعدم استحقاقهم الجنة الثاني‌ قال بعضهم إنهم يخرجون من النار إلي الجنة الثالث ماارتضاه ابن نوبخت وجماعة من علمائنا أنهم يخرجون من النار لعدم الكفر الموجب للخلود و لايدخلون الجنة لعدم الإيمان المقتضي‌ لاستحقاق الثواب انتهي . و قال رحمه الله في شرح الياقوت أمادافعو النص فقد ذهب أكثر أصحابنا إلي تكفيرهم و من أصحابنا من يحكم بفسقهم خاصة ثم اختلف أصحابنا في أحكامهم في الآخرة فالأكثر قالوا بتخليدهم وفيهم من قال بعدم الخلود و ذلك إما بأن ينقلوا إلي الجنة و هوقول شاذ عنده أولا إليهما واستحسنه المصنف انتهي .أقول القول بعدم خلودهم في النار نشأ من عدم تتبعهم للأخبار والأحاديث الدالة علي خلودهم متواترة أوقريبة منها نعم الاحتمالان الأخيران آتيان في المستضعفين منهم كماستعرف . والقول بخروج غيرالمستضعفين من النار قول مجهول القائل نشأ بين المتأخرين الذين لامعرفة لهم بالأخبار و لابأقوال القدماء الأخيار قال الصدوق رحمه الله اعتقادنا في الظالمين أنهم ملعونون والبراءة منهم واجبة واستدل علي ذلك بالآيات والأخبار ثم قال والظلم هووضع الشي‌ء في غيرموضعه فمن ادعي الإمامة و ليس بإمام فهو الظالم الملعون و من وضع الإمامة في غيرأهلها فهو ظالم ملعون

وَ قَالَ النّبِيّص مَن جَحَدَ عَلِيّاً إِمَامَتَهُ مِن بعَديِ‌ فَإِنّمَا جَحَدَ نبُوُتّيِ‌ وَ مَن جَحَدَ نبُوُتّيِ‌ فَقَد جَحَدَ اللّهَ رُبُوبِيّتَهُ

. ثم قال واعتقادنا فيمن جحد إمامة أمير المؤمنين والأئمة من بعده ع أنه


صفحه : 366

بمنزلة من جحد نبوة الأنبياء ع واعتقادنا فيمن أقر بأمير المؤمنين وأنكر واحدا ممن بعده من الأئمة ع أنه بمنزلة من آمن بجميع الأنبياء وأنكر نبوة محمدص

وَ قَالَ الصّادِقُ ع المُنكِرُ لآِخِرِنَا كَالمُنكِرِ لِأَوّلِنَا

وَ قَالَ النّبِيّص الأَئِمّةُ مِن بعَديِ‌ اثنَا عَشَرَ أَوّلُهُم أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع وَ آخِرُهُمُ القَائِمُ طَاعَتُهُم طاَعتَيِ‌ وَ مَعصِيَتُهُم معَصيِتَيِ‌ مَن أَنكَرَ وَاحِداً مِنهُم فَقَد أنَكرَنَيِ‌

وَ قَالَ الصّادِقُ ع مَن شَكّ فِي كُفرِ أَعدَائِنَا وَ الظّالِمِينَ لَنَا فَهُوَ كَافِرٌ

. واعتقادنا فيمن قاتل عليا صلوات الله عليه

كَقَولِ النّبِيّص مَن قَاتَلَ عَلِيّاً فَقَد قاَتلَنَيِ‌

وَ قَولِهِ مَن حَارَبَ عَلِيّاً فَقَد حاَربَنَيِ‌ وَ مَن حاَربَنَيِ‌ فَقَد حَارَبَ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ

وَ قَولِهِص لعِلَيِ‌ّ وَ فَاطِمَةَ وَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ ع أَنَا حَربٌ لِمَن حَارَبَهُم وَ سِلمٌ لِمَن سَالَمَهُم

. واعتقادنا في البراءة أنها من الأوثان الأربعة والإناث الأربع و من جميع أشياعهم وأتباعهم وأنهم شر خلق الله عز و جل و لايتم الإقرار بالله وبرسوله وبالأئمة ع إلابالبراءة من أعدائهم . و قال الشيخ المفيد قدس الله روحه في كتاب المسائل اتفقت الإمامية علي أن من أنكر إمامة أحد من الأئمة وجحد ماأوجبه الله تعالي له من فرض الطاعة فهو كافر ضال مستحق للخلود في النار و قال في موضع آخر اتفقت الإمامية علي أن أصحاب البدع كلهم كفار و أن علي الإمام أن يستتيبهم عندالتمكن بعدالدعوة لهم وإقامة البينات عليهم فإن تابوا من بدعهم وصاروا إلي الصواب و إلاقتلهم لردتهم عن الإيمان و أن من مات منهم علي ذلك فهو من أهل النار. وأجمعت المعتزلة علي خلاف ذلك وزعموا أن كثيرا من أهل البدع فساق ليسوا بكفار و أن فيهم من لايفسق ببدعته و لايخرج بها عن الإسلام كالمرجئة من أصحاب ابن شبيب والتبرية من الزيدية الموافقة لهم في الأصول و إن خالفوهم في صفات الإمام . و قال المحقق الطوسي‌ روح الله روحه القدوسي‌ في قواعد العقائد أصول


صفحه : 367

الإيمان عندالشيعة ثلاثة التصديق بوحدانية الله تعالي في ذاته والعدل في أفعاله والتصديق بنبوة الأنبياء ع والتصديق بإمامة الأئمة المعصومين من بعدالأنبياء. و قال أهل السنة الإيمان هوالتصديق بالله تعالي وبكون النبي ص صادقا والتصديق بالأحكام التي‌ نعلم يقينا أنه ع حكم بهادون ما فيه اختلاف أواشتباه والكفر يقابل الإيمان والذنب يقابل العمل الصالح وينقسم إلي كبائر وصغائر ويستحق المؤمن بالإجماع الخلود في الجنة ويستحق الكافر الخلود في العقاب . و قال الشهيد الثاني‌ رفع الله درجته في رسالة حقائق الإيمان عندتحقيق معني الإيمان والإسلام البحث الثاني‌ في جواب إلزام يرد علي القائلين من الإمامية بعموم الإسلام مع القول بأن الكفر عدم الإيمان عما من شأنه أن يكون مؤمنا أماالإلزام فإنهم حكموا بإسلام من أقر بالشهادتين فقط غيرعابث دون إيمانه سواء علم منه عدم التصديق بإمامة الأئمة ع أم لا إلا من خرج بدليل خارج كالنواصب والخوارج فالظاهر أن هذاالحكم مناف للحكم بأن الكفر عدم الإيمان عما من شأنه أن يكون مؤمنا وأيضا قدعرفت مما تقدم أن التصديق بإمامة الأئمة ع من أصول الإيمان عندالطائفة من الإمامية كما هومعلوم من مذهبهم ضرورة وصرح بنقله المحقق الطوسي‌ رحمه الله عنهم فيما تقدم و لاريب أن الشي‌ء يعدم بعدم أصله ألذي هوجزؤه كمانحن فيه فيلزم الحكم بكفر من لم يتحقق له التصديق المذكور و إن أقر بالشهادتين و أنه مناف أيضا للحكم بإسلام من لم يصدق بإمامة الأئمة الاثني‌ عشر ع و هذاالأخير لاخصوصية لوروده علي القول بعموم الإسلام بل هووارد علي القائلين بإسلام من لم يتحقق له التصديق المذكور مع قطع النظر عن كونهم قائلين بعموم الإسلام أومساواته للإيمان . و أماالجواب فبالمنع من المنافاة بين الحكمين و ذلك لأنا نحكم بأن من لم يتحقق له التصديق المذكور كافر في نفس الأمر والحكم بإسلامه إنما هو في الظاهر فموضوع الحكمين مختلف فلامنافاة ثم قال المراد بالحكم بإسلامه ظاهرا صحة ترتب كثير من الأحكام الشرعية علي ذلك والحاصل أن الشارع جعل الإقرار بالشهادتين علامة


صفحه : 368

علي صحة إجراء أكثر الأحكام الشرعية علي المقر كحل مناكحته والحكم بطهارته وحقن دمه وماله و غير ذلك من الأحكام المذكورة في كتب الفروع و كان الحكمة في ذلك هوالتخفيف عن المؤمنين لمسيس الحاجة إلي مخالطتهم في أكثر الأزمنة والأمكنة واستمالة الكافر إلي الإسلام فإنه إذااكتفي‌ في إجراء أحكام المسلمين عليه ظاهرا بمجرد إقراره الظاهري‌ ازداد ثباته ورغبته في الإسلام ثم يترقي في ذلك إلي أن يتحقق له الإسلام باطنا أيضا. واعلم أن جمعا من علماء الإمامية حكموا بكفر أهل الخلاف والأكثر علي الحكم بإسلامهم فإن أرادوا بذلك كونهم كافرين في نفس الأمر لا في الظاهر فالظاهر أن النزاع لفظي‌ إذ القائلون بإسلامهم يريدون ماذكرناه من الحكم بصحة جريان أكثر أحكام المسلمين عليهم في الظاهر لاأنهم مسلمون في نفس الأمر ولذا نقلوا الإجماع علي دخولهم النار و إن أرادوا بذلك كونهم كافرين ظاهرا وباطنا فهو ممنوع و لادليل عليه بل الدليل قائم علي إسلامهم ظاهرا

لِقَولِهِص أُمِرتُ أَن أُقَاتِلَ النّاسَ حَتّي يَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلّا اللّهِ

انتهي كلامه رفع مقامه . و قال الشيخ الطوسي‌ نور الله ضريحه في تلخيص الشافي‌ عندنا أن من حارب أمير المؤمنين كافر والدليل علي ذلك إجماع الفرقة المحقة الإمامية علي ذلك وإجماعهم حجة وأيضا فنحن نعلم أن من حاربه كان منكرا لإمامته ودافعا لها ودفع الإمامة كفر كما أن دفع النبوة كفر لأن الجهل بهما علي حد واحد ثم استدل رحمه الله بأخبار كثيرة علي ذلك . فإذاعرفت ماذكره القدماء والمتأخرون من أساطين العلماء والإمامية ومحققيهم عرفت ضعف القول بخروجهم من النار والأخبار الواردة في ذلك أكثر من أن يمكن جمعه في باب أو كتاب و إذاكانوا في الدنيا والآخرة في حكم المسلمين فأي‌ فرق بينهم و بين فساق الشيعة و أي فائدة فيما أجمع عليه الفرقة المحقة من كون الإمامة من أصول الدين ردا علي المخالفين القائلين بأنه من فروعه و قدروت العامة والخاصة متواترا من مات و لم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية و قدأوردت أخبارا كثيرة


صفحه : 369

في أبواب الآيات النازلة فيهم ع أنهم فسروا الشرك والكفر في الآيات بترك الولاية و قدوردت أخبار متواترة أنه لايقبل عمل من الأعمال إلابالولاية. و قال الصدوق رحمه الله الإسلام هوالإقرار بالشهادتين و هو ألذي به تحقن الدماء والأموال والثواب علي الإيمان

وَ قَد وَرَدَ فِي الصّحِيحِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع مَن أَصبَحَ مِن هَذِهِ الأُمّةِ لَا إِمَامَ لَهُ مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ ظَاهِرٌ عَادِلٌ أَصبَحَ ضَالّا تَائِهاً وَ إِنّ مَن مَاتَ عَلَي هَذِهِ الحَالَةِ مَاتَ مِيتَةَ كُفرٍ وَ نِفَاقٍ

. واعلم أن أئمة الجور وأتباعهم لمعزولون عن دين الله قدضلوا وأضلوا فأعمالهم التي‌ يعملونهاكَرَمادٍ اشتَدّت بِهِ الرّيحُ فِي يَومٍ عاصِفٍ لا يَقدِرُونَ مِمّا كَسَبُوا عَلي شَيءٍ ذلِكَ هُوَ الضّلالُ البَعِيدُ و

عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ الّذِينَ كَفَرُوا أَولِياؤُهُمُ الطّاغُوتُالآيَةَ قَالَ ع إِنّمَا عَنَي بِذَلِكَ أَنّهُم كَانُوا عَلَي نُورِ الإِسلَامِ فَلَمّا أَن تَوَلّوا كُلّ إِمَامٍ جَائِرٍ لَيسَ مِنَ اللّهِ خَرَجُوا بِوَلَايَتِهِم إِيّاهُ مِن نُورِ الإِسلَامِ إِلَي ظُلُمَاتِ الكُفرِ فَأَوجَبَ اللّهُ لَهُمُ النّارَ مَعَ الكُفّارِفَأُولئِكَ أَصحابُ النّارِ هُم فِيها خالِدُونَ

و قدورد في الناصب ماورد في خلوده في النار

وَ قَد روُيِ‌َ بِأَسَانِيدَ كَثِيرَةٍ عَنهُم ع لَو أَنّ كُلّ مَلَكٍ خَلَقَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ وَ كُلّ نبَيِ‌ّ بَعَثَهُ اللّهُ وَ كُلّ صِدّيقٍ وَ كُلّ شَهِيدٍ شَفَعُوا فِي نَاصِبٍ لَنَا أَهلَ البَيتِ أَن يُخرِجَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مِنَ النّارِ مَا أَخرَجَهُ اللّهُ أَبَداً وَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُ فِي كِتَابِهِماكِثِينَ فِيهِ أَبَداً وَ قَد روُيِ‌َ بِأَسَانِيدَ مُعتَبَرَةٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ قَالَ

لَيسَ النّاصِبُ مَن نَصَبَ لَنَا أَهلَ البَيتِ لِأَنّكَ لَا تَجِدُ رَجُلًا يَقُولُ أَنَا أُبغِضُ مُحَمّداً وَ آلَ مُحَمّدٍ وَ لَكِنّ النّاصِبَ مَن نَصَبَ لَكُم وَ هُوَ يَعلَمُ أَنّكُم تَتَوَلّونَا وَ تَتَبَرّءُونَ مِن عَدُوّنَا وَ أَنّكُم مِن شِيعَتِنَا

. ويظهر من بعض الأخبار بل من كثير منها أنهم في الدنيا أيضا في حكم الكفار لكن لماعلم الله أن أئمة الجور وأتباعهم يستولون علي الشيعة وهم يبتلون بمعاشرتهم و لايمكنهم الاجتناب عنهم وترك معاشرتهم ومخالطتهم ومناكحتهم أجري الله عليهم حكم الإسلام توسعة فإذاظهر القائم ع يجري‌ عليهم حكم سائر الكفار في جميع الأمور و في الآخرة يدخلون النار ماكثين فيهاأبدا مع الكفار و به يجمع بين الأخبار كماأشار


صفحه : 370

إليه المفيد والشهيد الثاني‌ قدس الله روحهما. وأيضا يمكن أن يقال لما كان في تلك الأزمنة عليهم شبهة في الجملة يجري‌ عليهم في الدنيا حكم الإسلام فإذاظهر في زمانه ع الحق الصريح بالبينات والمعجزات و لم تبق لهم شبهة وأنكروه التحقوا بسائر الكفار وأخبار هذاالمطلب متفرقة في أبواب هذاالكتاب وأرجو من الله أن يوفقني‌ لتأليف كتاب مفرد في ذلك إن شاء الله تعالي وبعض الأخبار المشعرة بخلاف ماذكرنا محمول علي المستضعفين كماعرفت . و قال شارح المقاصد اختلف أهل الإسلام فيمن ارتكب الكبيرة من المؤمنين ومات قبل التوبة فالمذهب عندنا عدم القطع بالعفو و لابالعقاب بل كلاهما في مشية الله تعالي لكن علي تقدير التعذيب نقطع بأنه لايخلد في النار بل يخرج البتة لابطريق الوجوب علي الله تعالي بل بمقتضي ماسبق من الوعد وثبت بالدليل كتخليد أهل الجنة و عندالمعتزلة القطع بالعذاب الدائم من غيرعفو و لاإخراج من النار و ماوقع في كلام البعض من أن صاحب الكبيرة عندالمعتزلة ليس في الجنة و لا في النار فغلط نشأ من قولهم إن له المنزلة بين المنزلتين أي حالة غيرالإيمان والكفر و أما ماذهب إليه مقاتل بن سليمان وبعض المرجئة من أن عصاة المؤمنين لايعذبون أصلا وإنما النار للكفار تمسكا بالآيات الدالة علي اختصاص العذاب بالكفار مثل قَد أوُحيِ‌َ إِلَينا أَنّ العَذابَ عَلي مَن كَذّبَ وَ تَوَلّيإِنّ الخزِي‌َ

اليَومَ وَ السّوءَ عَلَي الكافِرِينَفجوابه تخصيص ذلك العذاب بما يكون علي سبيل الخلود

وَ أَمّا تَمَسّكُهُم بِمِثلِ قَولِهِ ع مَن قَالَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ دَخَلَ الجَنّةَ وَ إِن زَنَي وَ إِن سَرَقَ

فضعيف لأنه إنما ينفي‌ الخلود لاالدخول لنا وجوه الأول و هوالعمدة الآيات والأحاديث الدالة علي أن المؤمنين يدخلون الجنة البتة و ليس ذلك قبل دخول النار وفاقا فتعين أن يكون بعده و هومسألة انقطاع العذاب أوبدونه و هومسألة العفو التام قال الله تعالي فَمَن يَعمَل مِثقالَ ذَرّةٍ خَيراً يَرَهُمَن عَمِلَ صالِحاً مِن ذَكَرٍ أَو أُنثي وَ هُوَ مُؤمِنٌ فَأُولئِكَ يَدخُلُونَ الجَنّةَ

وَ قَالَ النّبِيّص مَن قَالَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ دَخَلَ الجَنّةَ وَ قَالَ مَن مَاتَ لَا يُشرِكُ بِاللّهِ شَيئاً دَخَلَ الجَنّةَ وَ إِن زَنَي وَ إِن سَرَقَ

.الثاني‌ النصوص المشعرة بالخروج من النار كقوله تعالي النّارُ مَثواكُم خالِدِينَ فِيها إِلّا ما شاءَ اللّهُفَمَن زُحزِحَ عَنِ النّارِ وَ أُدخِلَ الجَنّةَ فَقَد فازَ

وَ كَقَولِ النّبِيّص يَخرُجُ مِنَ النّارِ قَومٌ بَعدَ مَا امتَحَشُوا وَ صَارُوا فَحماً وَ حُمَماً فَيَنبُتُونَ كَمَا يَنبُتُ الحَبّةُ فِي حَمِيلِ السّيلِ

وخبر الواحد و إن لم يكن حجة في الأصول لكن يفيد التأييد والتأكيد بتعاضد النصوص .الثالث و هو علي قاعدة الاعتزال أن من واظب علي الإيمان والعمل الصالح مائة سنة وصدر عنه في أثناء ذلك أوبعده جريمة واحدة كشرب جرعة من الخمر فلايحسن من الحكيم أن يعذبه علي ذلك أبد الآباد و لو لم يكن هذاظلما فلاظلم أو لم يستحق بهذا ذما فلاذم .


صفحه : 372

الرابع أن المعصية متناهية زمانا و هوظاهر وقدرا لمايوجد من معصية أشد منها فجزاؤها يجب أن يكون متناهيا تحقيقا لقاعدة العدل بخلاف الكفر فإنه لايتناهي قدرا و إن تناهي زمانه . واحتجت المعتزلة بوجوه الأول الآيات الدالة علي الخلود المتناولة للكافر وغيره كقوله تعالي وَ مَن يَعصِ اللّهَ وَ رَسُولَهُ فَإِنّ لَهُ نارَ جَهَنّمَ خالِدِينَ فِيها أَبَداً و قوله تعالي وَ مَن يَقتُل مُؤمِناً مُتَعَمّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنّمُ خالِداً فِيها و قوله وَ أَمّا الّذِينَ فَسَقُوا فَمَأواهُمُ النّارُ كُلّما أَرادُوا أَن يَخرُجُوا مِنها أُعِيدُوا فِيها ومثل هذامسوق للتأبيد ونفي‌ الخروج و قوله وَ إِنّ الفُجّارَ لفَيِ‌ جَحِيمٍ يَصلَونَها يَومَ الدّينِ وَ ما هُم عَنها بِغائِبِينَ وعدم الغيبة عن النار خلود فيها و قوله وَ مَن يَعصِ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ يَتَعَدّ حُدُودَهُ يُدخِلهُ ناراً خالِداً فِيها و ليس المراد تعدي‌ جميع الحدود بارتكاب الكبائر كلها تركا وإتيانا فإنه محال لما بين البعض من التضاد كاليهودية والنصرانية والمجوسية فيحمل علي مورد الآية من حدود المواريث و قوله بَلي مَن كَسَبَ سَيّئَةً وَ أَحاطَت بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولئِكَ أَصحابُ النّارِ هُم فِيها خالِدُونَ. والجواب بعدتسليم كون الصيغ للعموم أن العموم غيرمراد في الآية الأولي للقطع بخروج التائب وأصحاب الصغائر وصاحب الكبيرة الغير المنصوصة إذاأتي بعدها بطاعات تربي ثوابها علي عقوباته فليكن مرتكب الكبيرة من المؤمنين أيضا خارجا مما سبق من الآيات والأدلة وبالجملة فالعام المخرج منه البعض لايفيد القطع وفاقا و لوسلم فلانسلم تأبيد الاستحقاق بل هومغيا بغاية رؤية الوعيد لقوله بعده حَتّي إِذا رَأَوا ما يُوعَدُونَ و لوسلم فغايته الدلالة علي استحقاق العذاب المؤبد


صفحه : 373

لا علي الوقوع كما هوالمتنازع لجواز الخروج بالعفو. و عن الثالثة بأن معني متعمدا مستحلا فعله علي ماذكره ابن عباس إذ التعمد علي الحقيقة إنما يكون من المستحل أوبأن التعليق بالوصف يشعر بالحيثية فيختص بمن قتل المؤمن لإيمانه أوبأن الخلود و إن كان ظاهرا في الدوام فالمراد هاهنا المكث الطويل جمعا بين الأدلة. و عن الثالثة بأنها في حق الكافرين المنكرين للحشر بقرينة قوله ذُوقُوا عَذابَ النّارِ ألّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذّبُونَ مع ما في دلالتها علي الخلود من المناقشة الظاهرة لجواز أن يخرجوا عندعدم إرادتهم الخروج باليأس أوالذهول أونحو ذلك . و عن الرابعة بعدتسليم إفادتها النفي‌ عن كل فرد ودلالتها علي دوام عدم الغيبة أنها تختص بالكفار جمعا بين الأدلة وكذا الخامسة والسادسة حملا للحدود علي حدود الإسلام ولإحاطة الخطيئة علي غلبتها بحيث لايبقي معها الإيمان هذا مع ما في الخلود من الاحتمال . ثم قال في بحث آخر لاخلاف في أن من آمن بعدالكفر والمعاصي‌ فهو من أهل الجنة بمنزلة من لامعصية له و من كفر نعوذ بالله بعدالإيمان والعمل الصالح فهو من أهل النار بمنزلة من لاحسنة له وإنما الكلام فيمن آمن وعمل صالحاوَ آخَرَ سَيّئاً واستمر علي الطاعات والكبائر كمايشاهد من الناس فعندنا مآله إلي الجنة و لو بعدالنار واستحقاقه للثواب والعقاب بمقتضي الوعد والوعيد ثابت من غيرحبوط والمشهور من مذهب المعتزلة أنه من أهل الخلود في النار إذامات قبل التوبة فأشكل عليهم الأمر في إيمانه وطاعاته و مايثبت من استحقاقاته أين طارت وكيف زالت فقالوا بحبوط الطاعات ومالوا إلي أن السيئات يذهبن الحسنات حتي ذهب الجمهور منهم إلي أن الكبيرة الواحدة تحبط ثواب جميع العبادات وفساده ظاهر أماسمعا فللنصوص الدالة علي أن الله تعالي لايضيع أَجرَ مَن أَحسَنَ عَمَلًا وعمل صالحا و أماعقلا فللقطع بأنه لايحسن من الحكيم الكريم إبطال ثواب إيمان العبد


صفحه : 374

ومواظبته علي الطاعات طول العمر بتناول لقمة من الرباء أوجرعة من الخمر إلي آخر ما قال .أقول قدسبق القول في ذلك في باب الحبط والتكفير و لاأظنك يخفي عليك مامهدناه أولا بعدالإحاطة بما أوردناه من الآيات والأخبار وسيأتي‌ عمدة الأخبار المتعلقة بتلك المباحث في كتاب الإيمان والكفر

باب 82- ما يكون بعددخول أهل الجنة الجنة و أهل النار النار

1-ل ،[الخصال ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ هِلَالٍ عَنِ العَلَاءِ عَن مُحَمّدٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ لَقَد خَلَقَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِي الأَرضِ مُنذُ خَلَقَهَا سَبعَةَ عَالَمِينَ لَيسَ هُم مِن وُلدِ آدَمَ خَلَقَهُم مِن أَدِيمِ الأَرضِ فَأَسكَنَهُم فِيهَا وَاحِداً بَعدَ وَاحِدٍ مَعَ عَالَمِهِ ثُمّ خَلَقَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَبَا هَذَا البَشَرِ وَ خَلَقَ ذُرّيّتَهُ مِنهُ وَ لَا وَ اللّهِ مَا خَلَتِ الجَنّةُ مِن أَروَاحِ المُؤمِنِينَ مُنذُ خَلَقَهَا وَ لَا خَلَتِ النّارُ مِن أَروَاحِ الكُفّارِ وَ العُصَاةِ مُنذُ خَلَقَهَا عَزّ وَ جَلّ لَعَلّكُم تَرَونَ أَنّهُ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ وَ صَيّرَ اللّهُ أَبدَانَ أَهلِ الجَنّةِ مَعَ أَروَاحِهِم فِي الجَنّةِ وَ صَيّرَ أَبدَانَ أَهلِ النّارِ مَعَ أَروَاحِهِم فِي النّارِ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي[ لَا يُعبَدُ خ ل ] فِي بِلَادِهِ وَ لَا يَخلُقُ خَلقاً يَعبُدُونَهُ وَ يُوَحّدُونَهُ وَ يُعَظّمُونَهُ وَ يَخلُقُ لَهُم أَرضاً تَحمِلُهُم وَ سَمَاءً تُظِلّهُم أَ لَيسَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُيَومَ تُبَدّلُ الأَرضُ غَيرَ الأَرضِ وَ السّماواتُ وَ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّأَ فَعَيِينا بِالخَلقِ الأَوّلِ بَل هُم فِي لَبسٍ مِن خَلقٍ جَدِيدٍ

شي‌،[تفسير العياشي‌] عن محمد مثله

2-ل ،[الخصال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرِ بنِ يَزِيدَ قَالَسَأَلتُ أَبَا جَعفَرٍ ع عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّأَ فَعَيِينا بِالخَلقِ


صفحه : 375

الأَوّلِ بَل هُم فِي لَبسٍ مِن خَلقٍ جَدِيدٍ فَقَالَ يَا جَابِرُ تَأوِيلُ ذَلِكَ أَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ إِذَا أَفنَي هَذَا الخَلقَ وَ هَذَا العَالَمَ وَ أَسكَنَ أَهلَ الجَنّةِ الجَنّةَ وَ أَهلَ النّارِ النّارَ جَدّدَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَالَماً غَيرَ هَذَا العَالَمِ وَ جَدّدَ خلق [عَالَماً] مِن غَيرِ فُحُولَةٍ وَ لَا إِنَاثٍ يَعبُدُونَهُ وَ يُوَحّدُونَهُ وَ خَلَقَ لَهُم أَرضاً غَيرَ هَذِهِ الأَرضِ تَحمِلُهُم وَ سَمَاءً غَيرَ هَذِهِ السّمَاءِ تُظِلّهُم لَعَلّكَ تَرَي أَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ إِنّمَا خَلَقَ هَذَا العَالَمَ الوَاحِدَ وَ تَرَي أَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ لَم يَخلُق بَشَراً غَيرَكُم بَلَي وَ اللّهِ لَقَد خَلَقَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي أَلفَ أَلفِ عَالَمٍ وَ أَلفَ أَلفِ آدَمٍ أَنتَ فِي آخِرِ تِلكَ العَوَالِمِ وَ أُولَئِكَ الآدَمِيّينَ

بيان يمكن الجمع بينه و بين ماسبق بحمل السبعة علي الألواح و هذا علي الأشخاص

3-ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] مُحَمّدُ بنُ سِنَانٍ عَن أَبِي خَالِدٍ القَمّاطِ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع وَ يُقَالُ لأِبَيِ‌ جَعفَرٍ ع إِذَا أُدخِلَ أَهلُ الجَنّةِ الجَنّةَ وَ أُدخِلَ أَهلُ النّارِ النّارَ فَمَه قَالَ فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع إِن أَرَادَ أَن يَخلُقَ اللّهُ خَلقاً وَ يَخلُقَ لَهُم دُنيَا يَرُدّهُم إِلَيهَا فَعَلَ وَ لَا أَقُولُ لَكَ إِنّهُ يَفعَلُ

4-ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] مُحَمّدُ بنُ سِنَانٍ عَن عَمّارِ بنِ مَروَانَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قُلتُ لَهُ إِذَا دَخَلَ أَهلُ الجَنّةِ الجَنّةَ وَ أَهلُ النّارِ النّارَ فَمَه فَقَالَ مَا أَزعُمُ لَكَ أَنّهُ تَعَالَي يَخلُقُ خَلقاً يَعبُدُونَهُ

بيان يفهم من سياق هذين الخبرين أن الله تعالي يخلق خلقا آخر لكن الإمام ع لم يصرح به تقية وخوفا من التشنيع و مايدل عليه تلك الأخبار لم أر أحدا من المتكلمين تعرض له بنفي‌ و لاإثبات وأدلة العقل لاتنفيه بل تعضده لكن الأخبار الواردة في ذلك لم تصل إلي حد يوجب القطع به و الله تعالي يعلم . هذاآخر ماأردنا إيراده في هذاالمجلد من كتاب بحار الأنوار وختم علي يدي‌ مؤلفه ختم الله له ولوالديه بالحسني في حادي‌ عشر شهر محرم الحرام من شهور سنة ثمانين بعدالألف من الهجرة والحمد لله أولا وآخرا وصلي الله علي محمد و أهل بيته الطاهرين المعصومين ولعنة الله علي ظالميهم وقاتليهم وغاصبي‌ حقوقهم ومبغضيهم ومخالفيهم أبد الآبدين