صفحه : 1
الآيات الفاتحةمالِكِ يَومِ الدّينِالبقرةكَيفَ تَكفُرُونَ بِاللّهِ وَ كُنتُم أَمواتاً فَأَحياكُم ثُمّ يُمِيتُكُم ثُمّ يُحيِيكُم ثُمّ إِلَيهِ تُرجَعُونَ و قال تعالي وَ اتّقُوا اللّهَ وَ اعلَمُوا أَنّكُم مُلاقُوهُ وَ بَشّرِ المُؤمِنِينَ و قال تعالي أَو كاَلذّيِ مَرّ عَلي قَريَةٍ وَ هيَِ خاوِيَةٌ عَلي عُرُوشِها قالَ أَنّي يحُييِ هذِهِ اللّهُ بَعدَ مَوتِها فَأَماتَهُ اللّهُ مِائَةَ عامٍ ثُمّ بَعَثَهُ قالَ كَم لَبِثتَ قالَ لَبِثتُ يَوماً أَو بَعضَ يَومٍ قالَ بَل لَبِثتَ مِائَةَ عامٍ فَانظُر إِلي طَعامِكَ وَ شَرابِكَ لَم يَتَسَنّه وَ انظُر إِلي حِمارِكَ وَ لِنَجعَلَكَ آيَةً لِلنّاسِ وَ انظُر إِلَي العِظامِ كَيفَ نُنشِزُها ثُمّ نَكسُوها لَحماً فَلَمّا تَبَيّنَ لَهُ قالَ أَعلَمُ أَنّ اللّهَ عَلي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ وَ إِذ قالَ اِبراهِيمُ رَبّ أرَنِيِ كَيفَ تحُيِ المَوتي قالَ أَ وَ لَم تُؤمِن قالَ بَلي وَ لكِن لِيَطمَئِنّ قلَبيِ قالَ فَخُذ أَربَعَةً مِنَ الطّيرِ فَصُرهُنّ إِلَيكَ ثُمّ اجعَل عَلي كُلّ جَبَلٍ مِنهُنّ جُزءاً ثُمّ ادعُهُنّ يَأتِينَكَ سَعياً وَ اعلَم أَنّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌآل عمران رَبّنا إِنّكَ جامِعُ النّاسِ لِيَومٍ لا رَيبَ فِيهِ و قال تعالي وَ جاعِلُ الّذِينَ اتّبَعُوكَ فَوقَ الّذِينَ كَفَرُوا إِلي يَومِ القِيامَةِ ثُمّ إلِيَّ مَرجِعُكُم فَأَحكُمُ بَينَكُم فِيما كُنتُم فِيهِ تَختَلِفُونَ و قال تعالي فَكَيفَ إِذا جَمَعناهُم لِيَومٍ لا رَيبَ فِيهِ وَ وُفّيَت كُلّ نَفسٍ ما كَسَبَت وَ هُم لا يُظلَمُونَ و قال وَ لَئِن مُتّم أَو قُتِلتُم لَإِلَي اللّهِ تُحشَرُونَالنساءلَيَجمَعَنّكُم إِلي يَومِ القِيامَةِ لا رَيبَ فِيهِالمائدةوَ اتّقُوا اللّهَ ألّذِي إِلَيهِ تُحشَرُونَ
صفحه : 2
الأنعام لَيَجمَعَنّكُم إِلي يَومِ القِيامَةِ لا رَيبَ فِيهِ و قال تعالي قُل إنِيّ أَخافُ إِن عَصَيتُ ربَيّ عَذابَ يَومٍ عَظِيمٍ مَن يُصرَف عَنهُ يَومَئِذٍ فَقَد رَحِمَهُ وَ ذلِكَ الفَوزُ المُبِينُ و قال تعالي وَ المَوتي يَبعَثُهُمُ اللّهُ ثُمّ إِلَيهِ يُرجَعُونَ و قال وَ أَنذِر بِهِ الّذِينَ يَخافُونَ أَن يُحشَرُوا إِلي رَبّهِم و قال ثُمّ إِلَيهِ مَرجِعُكُم ثُمّ يُنَبّئُكُم بِما كُنتُم تَعمَلُونَ و قال ثُمّ رُدّوا إِلَي اللّهِ مَولاهُمُ الحَقّ أَلا لَهُ الحُكمُ وَ هُوَ أَسرَعُ الحاسِبِينَ و قال وَ هُوَ ألّذِي إِلَيهِ تُحشَرُونَ و قال تعالي لَعَلّهُم بِلِقاءِ رَبّهِم يُؤمِنُونَ و قال تعالي ثُمّ إِلي رَبّكُم مَرجِعُكُم فَيُنَبّئُكُم بِما كُنتُم فِيهِ تَختَلِفُونَالأعراف قالَ فِيها تَحيَونَ وَ فِيها تَمُوتُونَ وَ مِنها تُخرَجُونَ و قال تعالي كَما بَدَأَكُم تَعُودُونَ و قال وَ هُوَ ألّذِي يُرسِلُ الرّياحَ بُشراً بَينَ يدَيَ رَحمَتِهِ حَتّي إِذا أَقَلّت سَحاباً ثِقالًا سُقناهُ لِبَلَدٍ مَيّتٍ فَأَنزَلنا بِهِ الماءَ فَأَخرَجنا بِهِ مِن كُلّ الثّمَراتِ كَذلِكَ نُخرِجُ المَوتي لَعَلّكُم تَذَكّرُونَ و قال وَ الّذِينَ كَذّبُوا بِآياتِنا وَ لِقاءِ الآخِرَةِ حَبِطَت أَعمالُهُم هَل يُجزَونَ إِلّا ما كانُوا يَعمَلُونَالتوبةثُمّ تُرَدّونَ إِلي عالِمِ الغَيبِ وَ الشّهادَةِ فَيُنَبّئُكُم بِما كُنتُم تَعمَلُونَيونس إِلَيهِ مَرجِعُكُم جَمِيعاً وَعدَ اللّهِ حَقّا إِنّهُ يَبدَؤُا الخَلقَ ثُمّ يُعِيدُهُ ليِجَزيَِ الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ بِالقِسطِ و قال فَنَذَرُ الّذِينَ لا يَرجُونَ لِقاءَنا فِي طُغيانِهِم يَعمَهُونَ و قال إنِيّ أَخافُ إِن عَصَيتُ ربَيّ عَذابَ يَومٍ عَظِيمٍ و قال ثُمّ إِلَينا مَرجِعُكُم فَنُنَبّئُكُم بِما كُنتُم تَعمَلُونَ و قال تعالي قُل هَل مِن شُرَكائِكُم مَن يَبدَؤُا الخَلقَ ثُمّ يُعِيدُهُ قُلِ اللّهُ يَبدَؤُا الخَلقَ ثُمّ يُعِيدُهُ فَأَنّي تُؤفَكُونَ و قال تعالي وَ يَومَ يَحشُرُهُم كَأَن لَم يَلبَثُوا إِلّا ساعَةً مِنَ النّهارِ يَتَعارَفُونَ بَينَهُم قَد خَسِرَ الّذِينَ كَذّبُوا بِلِقاءِ اللّهِ وَ ما كانُوا مُهتَدِينَ وَ إِمّا نُرِيَنّكَ بَعضَ ألّذِي نَعِدُهُم أَو نَتَوَفّيَنّكَ فَإِلَينا مَرجِعُهُم ثُمّ اللّهُ شَهِيدٌ عَلي ما يَفعَلُونَ و قال وَ يَقُولُونَ مَتي هذَا الوَعدُ إِن كُنتُم صادِقِينَ قُل لا أَملِكُ لنِفَسيِ ضَرّا وَ لا نَفعاً إِلّا ما شاءَ اللّهُ لِكُلّ أُمّةٍ أَجَلٌ إِذا جاءَ أَجَلُهُم فَلا يَستَأخِرُونَ ساعَةً وَ لا يَستَقدِمُونَ و قال وَ يَستَنبِئُونَكَ أَ حَقّ هُوَ قُل إيِ وَ ربَيّ إِنّهُ لَحَقّ وَ ما أَنتُم بِمُعجِزِينَ
صفحه : 3
و قال تعالي هُوَ يحُييِ وَ يُمِيتُ وَ إِلَيهِ تُرجَعُونَهودوَ إِن تَوَلّوا فإَنِيّ أَخافُ عَلَيكُم عَذابَ يَومٍ كَبِيرٍ إِلَي اللّهِ مَرجِعُكُم وَ هُوَ عَلي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ و قال تعالي وَ لَئِن قُلتَ إِنّكُم مَبعُوثُونَ مِن بَعدِ المَوتِ لَيَقُولَنّ الّذِينَ كَفَرُوا إِن هذا إِلّا سِحرٌ مُبِينٌ و قال وَ إِنّ كُلّا لَمّا لَيُوَفّيَنّهُم رَبّكَ أَعمالَهُم إِنّهُ بِما يَعمَلُونَ خَبِيرٌيوسف أَ فَأَمِنُوا أَن تَأتِيَهُم غاشِيَةٌ مِن عَذابِ اللّهِ أَو تَأتِيَهُمُ السّاعَةُ بَغتَةً وَ هُم لا يَشعُرُونَالرعدوَ إِن تَعجَب فَعَجَبٌ قَولُهُم أَ إِذا كُنّا تُراباً أَ إِنّا لفَيِ خَلقٍ جَدِيدٍ أُولئِكَ الّذِينَ كَفَرُوا بِرَبّهِم وَ أُولئِكَ الأَغلالُ فِي أَعناقِهِم وَ أُولئِكَ أَصحابُ النّارِ هُم فِيها خالِدُونَ ابراهيم مِن قَبلِ أَن يأَتيَِ يَومٌ لا بَيعٌ فِيهِ وَ لا خِلالٌالحجروَ إِنّ رَبّكَ هُوَ يَحشُرُهُم إِنّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ و قال تعالي فَوَ رَبّكَ لَنَسئَلَنّهُم أَجمَعِينَ عَمّا كانُوا يَعمَلُونَالنحل 1-أَتي أَمرُ اللّهِ فَلا تَستَعجِلُوهُ سُبحانَهُ وَ تَعالي عَمّا يُشرِكُونَ و قال تعالي هَل يَنظُرُونَ إِلّا أَن تَأتِيَهُمُ المَلائِكَةُ أَو يأَتيَِ أَمرُ رَبّكَأسري وَ أَنّ الّذِينَ لا يُؤمِنُونَ بِالآخِرَةِ أَعتَدنا لَهُم عَذاباً أَلِيماً و قال تعالي مَن كانَ يُرِيدُ العاجِلَةَ عَجّلنا لَهُ فِيها ما نَشاءُ لِمَن نُرِيدُ ثُمّ جَعَلنا لَهُ جَهَنّمَ يَصلاها مَذمُوماً مَدحُوراً وَ مَن أَرادَ الآخِرَةَ وَ سَعي لَها سَعيَها وَ هُوَ مُؤمِنٌ فَأُولئِكَ كانَ سَعيُهُم مَشكُوراً و قال تعالي وَ لَلآخِرَةُ أَكبَرُ دَرَجاتٍ وَ أَكبَرُ تَفضِيلًا و قال تعالي وَ قالُوا أَ إِذا كُنّا عِظاماً وَ رُفاتاً أَ إِنّا لَمَبعُوثُونَ خَلقاً جَدِيداً قُل كُونُوا حِجارَةً أَو حَدِيداً أَو خَلقاً مِمّا يَكبُرُ فِي صُدُورِكُم فَسَيَقُولُونَ مَن يُعِيدُنا قُلِ ألّذِي فَطَرَكُم أَوّلَ مَرّةٍ فَسَيُنغِضُونَ إِلَيكَ رُؤُسَهُم وَ يَقُولُونَ مَتي هُوَ قُل عَسي أَن يَكُونَ قَرِيباً يَومَ يَدعُوكُم فَتَستَجِيبُونَ بِحَمدِهِ وَ تَظُنّونَ إِن لَبِثتُم إِلّا قَلِيلًا و قال تعالي
صفحه : 4
وَ مَن يُضلِل فَلَن تَجِدَ لَهُم أَولِياءَ مِن دُونِهِ وَ نَحشُرُهُم يَومَ القِيامَةِ عَلي وُجُوهِهِم عُمياً وَ بُكماً وَ صُمّا مَأواهُم جَهَنّمُ كُلّما خَبَت زِدناهُم سَعِيراً ذلِكَ جَزاؤُهُم بِأَنّهُم كَفَرُوا بِآياتِنا وَ قالُوا أَ إِذا كُنّا عِظاماً وَ رُفاتاً أَ إِنّا لَمَبعُوثُونَ خَلقاً جَدِيداً أَ وَ لَم يَرَوا أَنّ اللّهَ ألّذِي خَلَقَ السّماواتِ وَ الأَرضَ قادِرٌ عَلي أَن يَخلُقَ مِثلَهُم وَ جَعَلَ لَهُم أَجَلًا لا رَيبَ فِيهِ فَأَبَي الظّالِمُونَ إِلّا كُفُوراًالكهف وَ كَذلِكَ أَعثَرنا عَلَيهِم لِيَعلَمُوا أَنّ وَعدَ اللّهِ حَقّ وَ أَنّ السّاعَةَ لا رَيبَ فِيهامريم إِنّا نَحنُ نَرِثُ الأَرضَ وَ مَن عَلَيها وَ إِلَينا يُرجَعُونَ و قال تعالي وَ يَقُولُ الإِنسانُ أَ إِذا ما مِتّ لَسَوفَ أُخرَجُ حَيّا أَ وَ لا يَذكُرُ الإِنسانُ أَنّا خَلَقناهُ مِن قَبلُ وَ لَم يَكُ شَيئاً و قال وَ نَرِثُهُ ما يَقُولُ وَ يَأتِينا فَرداً و قال وَ كُلّهُم آتِيهِ يَومَ القِيامَةِ فَرداًطه مِنها خَلَقناكُم وَ فِيها نُعِيدُكُم وَ مِنها نُخرِجُكُم تارَةً أُخريالأنبياءوَ يَقُولُونَ مَتي هذَا الوَعدُ إِن كُنتُم صادِقِينَ لَو يَعلَمُ الّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لا يَكُفّونَ عَن وُجُوهِهِمُ النّارَ وَ لا عَن ظُهُورِهِم وَ لا هُم يُنصَرُونَ بَل تَأتِيهِم بَغتَةً فَتَبهَتُهُم فَلا يَستَطِيعُونَ رَدّها وَ لا هُم يُنظَرُونَ و قال تعالي الّذِينَ يَخشَونَ رَبّهُم بِالغَيبِ وَ هُم مِنَ السّاعَةِ مُشفِقُونَالحج يا أَيّهَا النّاسُ إِن كُنتُم فِي رَيبٍ مِنَ البَعثِ فَإِنّا خَلَقناكُم مِن تُرابٍ ثُمّ مِن نُطفَةٍ ثُمّ مِن عَلَقَةٍ ثُمّ مِن مُضغَةٍ مُخَلّقَةٍ وَ غَيرِ مُخَلّقَةٍ لِنُبَيّنَ لَكُم وَ نُقِرّ فِي الأَرحامِ ما نَشاءُ إِلي أَجَلٍ مُسَمّي ثُمّ نُخرِجُكُم طِفلًا ثُمّ لِتَبلُغُوا أَشُدّكُم وَ مِنكُم مَن يُتَوَفّي وَ مِنكُم مَن يُرَدّ إِلي أَرذَلِ العُمُرِ لِكَيلا يَعلَمَ مِن بَعدِ عِلمٍ شَيئاً وَ تَرَي الأَرضَ هامِدَةً فَإِذا أَنزَلنا عَلَيهَا الماءَ اهتَزّت وَ رَبَت وَ أَنبَتَت مِن كُلّ زَوجٍ بَهِيجٍ ذلِكَ بِأَنّ اللّهَ هُوَ الحَقّ وَ أَنّهُ يحُيِ المَوتي وَ أَنّهُ عَلي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ وَ أَنّ السّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيبَ فِيها وَ أَنّ اللّهَ يَبعَثُ مَن فِي القُبُورِ و قال تعالي إِنّ الّذِينَ آمَنُوا وَ الّذِينَ هادُوا وَ الصّابِئِينَ وَ النّصاري وَ المَجُوسَ وَ الّذِينَ أَشرَكُوا إِنّ اللّهَ يَفصِلُ بَينَهُم يَومَ القِيامَةِ إِنّ اللّهَ عَلي كُلّ شَيءٍ شَهِيدٌ
صفحه : 5
و قال تعالي وَ لا يَزالُ الّذِينَ كَفَرُوا فِي مِريَةٍ مِنهُ حَتّي تَأتِيَهُمُ السّاعَةُ بَغتَةً أَو يَأتِيَهُم عَذابُ يَومٍ عَقِيمٍ المُلكُ يَومَئِذٍ لِلّهِ يَحكُمُ بَينَهُم فَالّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ فِي جَنّاتِ النّعِيمِ وَ الّذِينَ كَفَرُوا وَ كَذّبُوا بِآياتِنا فَأُولئِكَ لَهُم عَذابٌ مُهِينٌ و قال اللّهُ يَحكُمُ بَينَكُم يَومَ القِيامَةِ فِيما كُنتُم فِيهِ تَختَلِفُونَالمؤمنون ثُمّ إِنّكُم يَومَ القِيامَةِ تُبعَثُونَ و قال تعالي حكاية عن قوم هود أوقوم صالح أَ يَعِدُكُم أَنّكُم إِذا مِتّم وَ كُنتُم تُراباً وَ عِظاماً أَنّكُم مُخرَجُونَ هَيهاتَ هَيهاتَ لِما تُوعَدُونَ إِن هيَِ إِلّا حَياتُنَا الدّنيا نَمُوتُ وَ نَحيا وَ ما نَحنُ بِمَبعُوثِينَ و قال تعالي حكاية عن المنكرين للبعث في زمن الرسول بَل قالُوا مِثلَ ما قالَ الأَوّلُونَ قالُوا أَ إِذا مِتنا وَ كُنّا تُراباً وَ عِظاماً أَ إِنّا لَمَبعُوثُونَ لَقَد وُعِدنا نَحنُ وَ آباؤُنا هذا مِن قَبلُ إِن هذا إِلّا أَساطِيرُ الأَوّلِينَ قُل لِمَنِ الأَرضُ وَ مَن فِيها إِن كُنتُم تَعلَمُونَ سَيَقُولُونَ لِلّهِ قُل أَ فَلا تَذَكّرُونَ قُل مَن رَبّ السّماواتِ السّبعِ وَ رَبّ العَرشِ العَظِيمِ سَيَقُولُونَ لِلّهِ قُل أَ فَلا تَتّقُونَ قُل مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلّ شَيءٍ وَ هُوَ يُجِيرُ وَ لا يُجارُ عَلَيهِ إِن كُنتُم تَعلَمُونَ سَيَقُولُونَ لِلّهِ قُل فَأَنّي تُسحَرُونَ بَل أَتَيناهُم بِالحَقّ وَ إِنّهُم لَكاذِبُونَالفرقان بَل كَذّبُوا بِالسّاعَةِ وَ أَعتَدنا لِمَن كَذّبَ بِالسّاعَةِ سَعِيراً و قال تعالي بَل كانُوا لا يَرجُونَ نُشُوراًالشعراءوَ سَيَعلَمُ الّذِينَ ظَلَمُوا أَيّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَالنمل 4-إِنّ الّذِينَ لا يُؤمِنُونَ بِالآخِرَةِ زَيّنّا لَهُم أَعمالَهُم فَهُم يَعمَهُونَ أُولئِكَ الّذِينَ لَهُم سُوءُ العَذابِ وَ هُم فِي الآخِرَةِ هُمُ الأَخسَرُونَ و قال تعالي أَمّن يَبدَؤُا الخَلقَ ثُمّ يُعِيدُهُ و قال قُل لا يَعلَمُ مَن فِي السّماواتِ وَ الأَرضِ الغَيبَ إِلّا اللّهُ وَ ما يَشعُرُونَ أَيّانَ يُبعَثُونَ بَلِ ادّارَكَ عِلمُهُم فِي الآخِرَةِ بَل هُم فِي شَكّ مِنها بَل هُم مِنها عَمُونَ وَ قالَ الّذِينَ كَفَرُوا أَ إِذا كُنّا تُراباً وَ آباؤُنا أَ إِنّا لَمُخرَجُونَ لَقَد وُعِدنا هذا نَحنُ وَ آباؤُنا مِن قَبلُ إِن هذا إِلّا أَساطِيرُ الأَوّلِينَالعنكبوت مَن كانَ يَرجُوا لِقاءَ اللّهِ فَإِنّ أَجَلَ اللّهِ لَآتٍ وَ هُوَ السّمِيعُ العَلِيمُ
صفحه : 6
و قال سبحانه أَ وَ لَم يَرَوا كَيفَ يبُدِئُ اللّهُ الخَلقَ ثُمّ يُعِيدُهُ إِنّ ذلِكَ عَلَي اللّهِ يَسِيرٌ قُل سِيرُوا فِي الأَرضِ فَانظُرُوا كَيفَ بَدَأَ الخَلقَ ثُمّ اللّهُ يُنشِئُ النّشأَةَ الآخِرَةَ إِنّ اللّهَ عَلي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ يُعَذّبُ مَن يَشاءُ وَ يَرحَمُ مَن يَشاءُ وَ إِلَيهِ تُقلَبُونَ و قال تعالي وَ إِلي مَديَنَ أَخاهُم شُعَيباً فَقالَ يا قَومِ اعبُدُوا اللّهَ وَ ارجُوا اليَومَ الآخِرَ و قال وَ إِنّ الدّارَ الآخِرَةَ لهَيَِ الحَيَوانُ لَو كانُوا يَعلَمُونَالروم يَعلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الحَياةِ الدّنيا وَ هُم عَنِ الآخِرَةِ هُم غافِلُونَ أَ وَ لَم يَتَفَكّرُوا فِي أَنفُسِهِم ما خَلَقَ اللّهُ السّماواتِ وَ الأَرضَ وَ ما بَينَهُما إِلّا بِالحَقّ وَ أَجَلٍ مُسَمّي وَ إِنّ كَثِيراً مِنَ النّاسِ بِلِقاءِ رَبّهِم لَكافِرُونَ و قال اللّهُ يَبدَؤُا الخَلقَ ثُمّ يُعِيدُهُ ثُمّ إِلَيهِ تُرجَعُونَ و قال سبحانه يُخرِجُ الحيَّ مِنَ المَيّتِ وَ يُخرِجُ المَيّتَ مِنَ الحيَّ وَ يحُيِ الأَرضَ بَعدَ مَوتِها وَ كَذلِكَ تُخرَجُونَ وَ مِن آياتِهِ أَن خَلَقَكُم مِن تُرابٍ ثُمّ إِذا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ و قال تعالي وَ مِن آياتِهِ أَن تَقُومَ السّماءُ وَ الأَرضُ بِأَمرِهِ ثُمّ إِذا دَعاكُم دَعوَةً مِنَ الأَرضِ إِذا أَنتُم تَخرُجُونَ و قال وَ هُوَ ألّذِي يَبدَؤُا الخَلقَ ثُمّ يُعِيدُهُ وَ هُوَ أَهوَنُ عَلَيهِ و قال تعالي ثُمّ يُمِيتُكُم ثُمّ يُحيِيكُم و قال تعالي فَأَقِم وَجهَكَ لِلدّينِ القَيّمِ مِن قَبلِ أَن يأَتيَِ يَومٌ لا مَرَدّ لَهُ مِنَ اللّهِ يَومَئِذٍ يَصّدّعُونَلقمان ثُمّ إلِيَّ مَرجِعُكُم فَأُنَبّئُكُم بِما كُنتُم تَعمَلُونَ يا بنُيَّ إِنّها إِن تَكُ مِثقالَ حَبّةٍ مِن خَردَلٍ فَتَكُن فِي صَخرَةٍ أَو فِي السّماواتِ أَو فِي الأَرضِ يَأتِ بِهَا اللّهُ إِنّ اللّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ و قال إِلَينا مَرجِعُهُم فَنُنَبّئُهُم بِما عَمِلُوا إِنّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصّدُورِ نُمَتّعُهُم قَلِيلًا ثُمّ نَضطَرّهُم إِلي عَذابٍ غَلِيظٍ و قال ما خَلقُكُم وَ لا بَعثُكُم إِلّا كَنَفسٍ واحِدَةٍ إِنّ اللّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌالتنزيل وَ قالُوا أَ إِذا ضَلَلنا فِي الأَرضِ أَ إِنّا لفَيِ خَلقٍ جَدِيدٍ بَل هُم بِلِقاءِ رَبّهِم كافِرُونَ قُل يَتَوَفّاكُم مَلَكُ المَوتِ ألّذِي وُكّلَ بِكُم ثُمّ إِلي رَبّكُم تُرجَعُونَسبأوَ قالَ الّذِينَ كَفَرُوا لا تَأتِينَا السّاعَةُ قُل بَلي وَ ربَيّ لَتَأتِيَنّكُم عالِمِ الغَيبِ لا يَعزُبُ عَنهُ مِثقالُ ذَرّةٍ فِي السّماواتِ وَ لا فِي الأَرضِ وَ لا أَصغَرُ مِن ذلِكَ وَ لا أَكبَرُ إِلّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ ليِجَزيَِ الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ لَهُم مَغفِرَةٌ وَ رِزقٌ كَرِيمٌ وَ الّذِينَ سَعَوا فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ أُولئِكَ لَهُم عَذابٌ مِن رِجزٍ أَلِيمٌ
صفحه : 7
و قال عز و جل وَ قالَ الّذِينَ كَفَرُوا هَل نَدُلّكُم عَلي رَجُلٍ يُنَبّئُكُم إِذا مُزّقتُم كُلّ مُمَزّقٍ إِنّكُم لفَيِ خَلقٍ جَدِيدٍ أَفتَري عَلَي اللّهِ كَذِباً أَم بِهِ جِنّةٌ بَلِ الّذِينَ لا يُؤمِنُونَ بِالآخِرَةِ فِي العَذابِ وَ الضّلالِ البَعِيدِ أَ فَلَم يَرَوا إِلي ما بَينَ أَيدِيهِم وَ ما خَلفَهُم مِنَ السّماءِ وَ الأَرضِ إِن نَشَأ نَخسِف بِهِمُ الأَرضَ أَو نُسقِط عَلَيهِم كِسَفاً مِنَ السّماءِ إِنّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِكُلّ عَبدٍ مُنِيبٍ و قال سبحانه قُل يَجمَعُ بَينَنا رَبّنا ثُمّ يَفتَحُ بَينَنا بِالحَقّ وَ هُوَ الفَتّاحُ العَلِيمُ و قال تعالي وَ يَقُولُونَ مَتي هذَا الوَعدُ إِن كُنتُم صادِقِينَ قُل لَكُم مِيعادُ يَومٍ لا تَستَأخِرُونَ عَنهُ ساعَةً وَ لا تَستَقدِمُونَفاطروَ اللّهُ ألّذِي أَرسَلَ الرّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً فَسُقناهُ إِلي بَلَدٍ مَيّتٍ فَأَحيَينا بِهِ الأَرضَ بَعدَ مَوتِها كَذلِكَ النّشُورُيس إِنّا نَحنُ نحُيِ المَوتي وَ نَكتُبُ ما قَدّمُوا وَ آثارَهُم و قال وَ إِن كُلّ لَمّا جَمِيعٌ لَدَينا مُحضَرُونَ و قال وَ ضَرَبَ لَنا مَثَلًا وَ نسَيَِ خَلقَهُ قالَ مَن يحُيِ العِظامَ وَ هيَِ رَمِيمٌ قُل يُحيِيهَا ألّذِي أَنشَأَها أَوّلَ مَرّةٍ وَ هُوَ بِكُلّ خَلقٍ عَلِيمٌ ألّذِي جَعَلَ لَكُم مِنَ الشّجَرِ الأَخضَرِ ناراً فَإِذا أَنتُم مِنهُ تُوقِدُونَ أَ وَ لَيسَ ألّذِي خَلَقَ السّماواتِ وَ الأَرضَ بِقادِرٍ عَلي أَن يَخلُقَ مِثلَهُم بَلي وَ هُوَ الخَلّاقُ العَلِيمُالصافات أَ إِذا مِتنا وَ كُنّا تُراباً وَ عِظاماً أَ إِنّا لَمَبعُوثُونَ أَ وَ آباؤُنَا الأَوّلُونَ قُل نَعَم وَ أَنتُم داخِرُونَ فَإِنّما هيَِ زَجرَةٌ واحِدَةٌ فَإِذا هُم يَنظُرُونَ وَ قالُوا يا وَيلَنا هذا يَومُ الدّينِ هذا يَومُ الفَصلِ ألّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذّبُونَالزمرثُمّ إِلي رَبّكُم مَرجِعُكُم فَيُنَبّئُكُم بِما كُنتُم تَعمَلُونَ إِنّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصّدُورِالمؤمن وَ قالَ مُوسي إنِيّ عُذتُ برِبَيّ وَ رَبّكُم مِن كُلّ مُتَكَبّرٍ لا يُؤمِنُ بِيَومِ الحِسابِ و قال تعالي إِنّ الآخِرَةَ هيَِ دارُ القَرارِ و قال سبحانه لَخَلقُ السّماواتِ وَ الأَرضِ أَكبَرُ مِن خَلقِ النّاسِ وَ لكِنّ أَكثَرَ النّاسِ لا يَعلَمُونَ و قال تعالي إِنّ السّاعَةَ لَآتِيَةٌ لا رَيبَ فِيها وَ لكِنّ أَكثَرَ النّاسِ لا يُؤمِنُونَ
صفحه : 8
السجدةوَ مِن آياتِهِ أَنّكَ تَرَي الأَرضَ خاشِعَةً فَإِذا أَنزَلنا عَلَيهَا الماءَ اهتَزّت وَ رَبَت إِنّ ألّذِي أَحياها لمَحُيِ المَوتي إِنّهُ عَلي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ و قال سبحانه وَ لَئِن أَذَقناهُ رَحمَةً مِنّا مِن بَعدِ ضَرّاءَ مَسّتهُ لَيَقُولَنّ هذا لِي وَ ما أَظُنّ السّاعَةَ قائِمَةً وَ لَئِن رُجِعتُ إِلي ربَيّ إِنّ لِي عِندَهُ لَلحُسني فَلَنُنَبّئَنّ الّذِينَ كَفَرُوا بِما عَمِلُوا وَ لَنُذِيقَنّهُم مِن عَذابٍ غَلِيظٍحمعسق اللّهُ يَجمَعُ بَينَنا وَ إِلَيهِ المَصِيرُ و قال تعالي وَ ما يُدرِيكَ لَعَلّ السّاعَةَ قَرِيبٌ يَستَعجِلُ بِهَا الّذِينَ لا يُؤمِنُونَ بِها وَ الّذِينَ آمَنُوا مُشفِقُونَ مِنها وَ يَعلَمُونَ أَنّهَا الحَقّ أَلا إِنّ الّذِينَ يُمارُونَ فِي السّاعَةِ لفَيِ ضَلالٍ بَعِيدٍالزخرف فَأَنشَرنا بِهِ بَلدَةً مَيتاً كَذلِكَ تُخرَجُونَ و قال وَ إِنّا إِلي رَبّنا لَمُنقَلِبُونَ و قال سبحانه فَوَيلٌ لِلّذِينَ ظَلَمُوا مِن عَذابِ يَومٍ أَلِيمٍ هَل يَنظُرُونَ إِلّا السّاعَةَ أَن تَأتِيَهُم بَغتَةً وَ هُم لا يَشعُرُونَ و قال فَذَرهُم يَخُوضُوا وَ يَلعَبُوا حَتّي يُلاقُوا يَومَهُمُ ألّذِي يُوعَدُونَالدخان إِنّ هؤُلاءِ لَيَقُولُونَ إِن هيَِ إِلّا مَوتَتُنَا الأُولي وَ ما نَحنُ بِمُنشَرِينَ فَأتُوا بِآبائِنا إِن كُنتُم صادِقِينَالجاثيةوَ قالُوا ما هيَِ إِلّا حَياتُنَا الدّنيا نَمُوتُ وَ نَحيا وَ ما يُهلِكُنا إِلّا الدّهرُ وَ ما لَهُم بِذلِكَ مِن عِلمٍ إِن هُم إِلّا يَظُنّونَ وَ إِذا تُتلي عَلَيهِم آياتُنا بَيّناتٍ ما كانَ حُجّتَهُم إِلّا أَن قالُوا ائتُوا بِآبائِنا إِن كُنتُم صادِقِينَ قُلِ اللّهُ يُحيِيكُم ثُمّ يُمِيتُكُم ثُمّ يَجمَعُكُم إِلي يَومِ القِيامَةِ لا رَيبَ فِيهِ وَ لكِنّ أَكثَرَ النّاسِ لا يَعلَمُونَالأحقاف وَ إِذا حُشِرَ النّاسُ كانُوا لَهُم أَعداءً وَ كانُوا بِعِبادَتِهِم كافِرِينَ و قال تعالي وَ ألّذِي قالَ لِوالِدَيهِ أُفّ لَكُما أَ تعَدِاننِيِ أَن أُخرَجَ وَ قَد خَلَتِ القُرُونُ مِن قبَليِ وَ هُما يَستَغِيثانِ اللّهَ وَيلَكَ آمِن إِنّ وَعدَ اللّهِ حَقّ فَيَقُولُ ما هذا إِلّا أَساطِيرُ الأَوّلِينَ أُولئِكَ الّذِينَ حَقّ عَلَيهِمُ القَولُ فِي أُمَمٍ قَد خَلَت مِن قَبلِهِم مِنَ الجِنّ وَ الإِنسِ إِنّهُم كانُوا خاسِرِينَ وَ لِكُلّ دَرَجاتٌ مِمّا عَمِلُوا وَ لِيُوَفّيَهُم أَعمالَهُم وَ هُم لا يُظلَمُونَ و قال أَ وَ لَم يَرَوا أَنّ اللّهَ ألّذِي خَلَقَ السّماواتِ وَ الأَرضَ وَ لَم يعَيَ بِخَلقِهِنّ بِقادِرٍ عَلي أَن يحُييَِ المَوتي بَلي إِنّهُ عَلي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ
صفحه : 9
و قال وَ لا تَستَعجِل لَهُم كَأَنّهُم يَومَ يَرَونَ ما يُوعَدُونَ لَم يَلبَثُوا إِلّا ساعَةً مِن نَهارٍق فَقالَ الكافِرُونَ هذا شَيءٌ عَجِيبٌ أَ إِذا مِتنا وَ كُنّا تُراباً ذلِكَ رَجعٌ بَعِيدٌ قَد عَلِمنا ما تَنقُصُ الأَرضُ مِنهُم وَ عِندَنا كِتابٌ حَفِيظٌ بَل كَذّبُوا بِالحَقّ لَمّا جاءَهُم فَهُم فِي أَمرٍ مَرِيجٍ أَ فَلَم يَنظُرُوا إِلَي السّماءِ فَوقَهُم كَيفَ بَنَيناها وَ زَيّنّاها وَ ما لَها مِن فُرُوجٍ وَ الأَرضَ مَدَدناها وَ أَلقَينا فِيها روَاسيَِ وَ أَنبَتنا فِيها مِن كُلّ زَوجٍ بَهِيجٍ تَبصِرَةً وَ ذِكري لِكُلّ عَبدٍ مُنِيبٍ وَ نَزّلنا مِنَ السّماءِ ماءً مُبارَكاً فَأَنبَتنا بِهِ جَنّاتٍ وَ حَبّ الحَصِيدِ وَ النّخلَ باسِقاتٍ لَها طَلعٌ نَضِيدٌ رِزقاً لِلعِبادِ وَ أَحيَينا بِهِ بَلدَةً مَيتاً كَذلِكَ الخُرُوجُ و قال تعالي أَ فَعَيِينا بِالخَلقِ الأَوّلِ بَل هُم فِي لَبسٍ مِن خَلقٍ جَدِيدٍالذاريات وَ الذّارِياتِ ذَرواً فَالحامِلاتِ وِقراً فَالجارِياتِ يُسراً فَالمُقَسّماتِ أَمراً إِنّما تُوعَدُونَ لَصادِقٌ وَ إِنّ الدّينَ لَواقِعٌ وَ السّماءِ ذاتِ الحُبُكِ إِنّكُم لفَيِ قَولٍ مُختَلِفٍ يُؤفَكُ عَنهُ مَن أُفِكَ قُتِلَ الخَرّاصُونَ الّذِينَ هُم فِي غَمرَةٍ ساهُونَ يَسئَلُونَ أَيّانَ يَومُ الدّينِ يَومَ هُم عَلَي النّارِ يُفتَنُونَ ذُوقُوا فِتنَتَكُم هذَا ألّذِي كُنتُم بِهِ تَستَعجِلُونَ و قال تعالي فَإِنّ لِلّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوباً مِثلَ ذَنُوبِ أَصحابِهِم فَلا يَستَعجِلُونِ فَوَيلٌ لِلّذِينَ كَفَرُوا مِن يَومِهِمُ ألّذِي يُوعَدُونَالطوروَ الطّورِ وَ كِتابٍ مَسطُورٍ فِي رَقّ مَنشُورٍ وَ البَيتِ المَعمُورِ وَ السّقفِ المَرفُوعِ وَ البَحرِ المَسجُورِ إِنّ عَذابَ رَبّكَ لَواقِعٌ ما لَهُ مِن دافِعٍ يَومَ تَمُورُ السّماءُ مَوراً وَ تَسِيرُ الجِبالُ سَيراً فَوَيلٌ يَومَئِذٍ لِلمُكَذّبِينَ الّذِينَ هُم فِي خَوضٍ يَلعَبُونَالنجم وَ أَنّ سَعيَهُ سَوفَ يُري ثُمّ يُجزاهُ الجَزاءَ الأَوفيالقمربَلِ السّاعَةُ مَوعِدُهُم وَ السّاعَةُ أَدهي وَ أَمَرّ و قال تعالي سَيَعلَمُونَ غَداً مَنِ الكَذّابُ الأَشِرُ و قال وَ ما أَمرُنا إِلّا واحِدَةٌ كَلَمحٍ بِالبَصَرِالرحمن سَنَفرُغُ لَكُم أَيّهَ الثّقَلانِالواقعةوَ كانُوا يَقُولُونَ أَ إِذا مِتنا وَ كُنّا تُراباً وَ عِظاماً أَ إِنّا لَمَبعُوثُونَ أَ وَ آباؤُنَا الأَوّلُونَ قُل إِنّ الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ لَمَجمُوعُونَ إِلي مِيقاتِ يَومٍ مَعلُومٍ
صفحه : 10
و قال وَ لَقَد عَلِمتُمُ النّشأَةَ الأُولي فَلَو لا تَذَكّرُونَالحديدوَ فِي الآخِرَةِ عَذابٌ شَدِيدٌ وَ مَغفِرَةٌ مِنَ اللّهِ وَ رِضوانٌالمجادلةيَومَ يَبعَثُهُمُ اللّهُ جَمِيعاً فَيُنَبّئُهُم بِما عَمِلُوا أَحصاهُ اللّهُ وَ نَسُوهُ وَ اللّهُ عَلي كُلّ شَيءٍ شَهِيدٌ و قال تعالي ثُمّ يُنَبّئُهُم بِما عَمِلُوا يَومَ القِيامَةِالممتحنةيَومَ القِيامَةِ يَفصِلُ بَينَكُم وَ اللّهُ بِما تَعمَلُونَ بَصِيرٌ و قال سبحانه يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلّوا قَوماً غَضِبَ اللّهُ عَلَيهِم قَد يَئِسُوا مِنَ الآخِرَةِ كَما يَئِسَ الكُفّارُ مِن أَصحابِ القُبُورِالتغابن زَعَمَ الّذِينَ كَفَرُوا أَن لَن يُبعَثُوا قُل بَلي وَ ربَيّ لَتُبعَثُنّ ثُمّ لَتُنَبّؤُنّ بِما عَمِلتُم وَ ذلِكَ عَلَي اللّهِ يَسِيرٌالملك وَ إِلَيهِ النّشُورُ و قال وَ إِلَيهِ تُحشَرُونَالمعارج وَ الّذِينَ يُصَدّقُونَ بِيَومِ الدّينِالقيامةلا أُقسِمُ بِيَومِ القِيامَةِ وَ لا أُقسِمُ بِالنّفسِ اللّوّامَةِ أَ يَحسَبُ الإِنسانُ أَلّن نَجمَعَ عِظامَهُ بَلي قادِرِينَ عَلي أَن نسُوَيَّ بَنانَهُ بَل يُرِيدُ الإِنسانُ لِيَفجُرَ أَمامَهُ يَسئَلُ أَيّانَ يَومُ القِيامَةِ و قال تعالي أَ يَحسَبُ الإِنسانُ أَن يُترَكَ سُديً أَ لَم يَكُ نُطفَةً مِن منَيِّ يُمني ثُمّ كانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوّي فَجَعَلَ مِنهُ الزّوجَينِ الذّكَرَ وَ الأُنثي أَ لَيسَ ذلِكَ بِقادِرٍ عَلي أَن يحُييَِ المَوتيالدهروَ يَخافُونَ يَوماً كانَ شَرّهُ مُستَطِيراًالمرسلات وَ المُرسَلاتِ عُرفاً فَالعاصِفاتِ عَصفاً وَ النّاشِراتِ نَشراً فَالفارِقاتِ فَرقاً فَالمُلقِياتِ ذِكراً عُذراً أَو نُذراً إِنّما تُوعَدُونَ لَواقِعٌالنبأعَمّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النّبَإِ العَظِيمِ ألّذِي هُم فِيهِ مُختَلِفُونَ كَلّا سَيَعلَمُونَ ثُمّ كَلّا سَيَعلَمُونَالنازعات وَ النّازِعاتِ غَرقاً وَ النّاشِطاتِ نَشطاً وَ السّابِحاتِ سَبحاً فَالسّابِقاتِ سَبقاً فَالمُدَبّراتِ أَمراً يَومَ تَرجُفُ الرّاجِفَةُ تَتبَعُهَا الرّادِفَةُ قُلُوبٌ
صفحه : 11
يَومَئِذٍ واجِفَةٌ أَبصارُها خاشِعَةٌ يَقُولُونَ أَ إِنّا لَمَردُودُونَ فِي الحافِرَةِ أَ إِذا كُنّا عِظاماً نَخِرَةً قالُوا تِلكَ إِذاً كَرّةٌ خاسِرَةٌ فَإِنّما هيَِ زَجرَةٌ واحِدَةٌ فَإِذا هُم بِالسّاهِرَةِعبس ثُمّ إِذا شاءَ أَنشَرَهُالمطففين أَ لا يَظُنّ أُولئِكَ أَنّهُم مَبعُوثُونَ لِيَومٍ عَظِيمٍ يَومَ يَقُومُ النّاسُ لِرَبّ العالَمِينَ و قال سبحانه وَيلٌ يَومَئِذٍ لِلمُكَذّبِينَ الّذِينَ يُكَذّبُونَ بِيَومِ الدّينِ وَ ما يُكَذّبُ بِهِ إِلّا كُلّ مُعتَدٍ أَثِيمٍ إِذا تُتلي عَلَيهِ آياتُنا قالَ أَساطِيرُ الأَوّلِينَالطارق إِنّهُ عَلي رَجعِهِ لَقادِرٌ يَومَ تُبلَي السّرائِرُ فَما لَهُ مِن قُوّةٍ وَ لا ناصِرٍالتين فَما يُكَذّبُكَ بَعدُ بِالدّينِ أَ لَيسَ اللّهُ بِأَحكَمِ الحاكِمِينَالعلق إِنّ إِلي رَبّكَ الرّجعيالعاديات أَ فَلا يَعلَمُ إِذا بُعثِرَ ما فِي القُبُورِ وَ حُصّلَ ما فِي الصّدُورِ إِنّ رَبّهُم بِهِم يَومَئِذٍ لَخَبِيرٌالماعون أَ رَأَيتَ ألّذِي يُكَذّبُ بِالدّينِتفسير قال الطبرسي رحمه الله لِيَومٍ لا رَيبَ فِيهِ أي ليس فيه موضع ريب وشك لوضوحه و قال وَ وُفّيَت كُلّ نَفسٍ ما كَسَبَت أي وفرت كل نفس جزاء ماكسبت من ثواب وعقاب أوأعطيت ماكسبت أي اجتلبت بعملها من الثواب والعقاب وَ هُم لا يُظلَمُونَ أي لاينقصون عما استحقوه من الثواب و لايزدادون علي مااستحقوه من العقاب . و قال في قوله تعالي فَقَد رَحِمَهُ أي يثيبه لامحالة لئلا يتوهم أنه ليس إلاصرف العذاب عنه فقط أوالمعني لايصرف العذاب عن أحد إلابرحمة الله كماروي أَنّ النّبِيّص قَالَ وَ ألّذِي نفَسيِ بِيَدِهِ مَا مِنَ النّاسِ أَحَدٌ يَدخُلُ الجَنّةَ بِعَمَلِهِ قَالُوا وَ لَا أَنتَ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ وَ لَا أَنَا إِلّا أَن يتَغَمَدّنَيَِ اللّهُ بِرَحمَةٍ مِنهُ وَ فَضلٍ وَ وَضَعَ يَدَهُ عَلَي فَوقِ رَأسِهِ وَ طَوّلَ بِهَا صَوتَهُ
رواه الحسن في تفسيره وَ ذلِكَ الفَوزُ أي الظفر بالبغيةالمُبِينُالظاهر البين .
صفحه : 12
و قال في قوله تعالي وَ أَنذِر أي عظ وخوف بِهِ أي بالقرآن وقيل بالله الّذِينَ يَخافُونَ أَن يُحشَرُوا إِلي رَبّهِميريد المؤمنين يخافون يوم القيامة و ما فيها من شدة الأهوال وقيل معناه يعلمون وقيل يخافون أن يحشروا علما بأنه سيكون عن الفراء قال ولذلك فسره المفسرون بيعلمون وإنما خص الذين يخافون الحشر لأن الحجة عليهم أوجب لاعترافهم بالمعاد
وَ قَالَ الصّادِقُ ع أُنذِرَ بِالقُرآنِ مَن يَرجُونَ الوُصُولَ إِلَي رَبّهِم بِرَغبَتِهِم فِيمَا عِندَهُ فَإِنّ القُرآنَ شَافِعٌ مُشَفّعٌ
. و قال في قوله ثُمّ رُدّوا إِلَي اللّهِ أي إلي الموضع ألذي لايملك الحكم فيه إلا هومَولاهُمُ الحَق أي أمره كله حق لايشوبه باطل وجد لايجاوره هزل فيكون مصدرا وصف به وقيل الحق بمعني المحق وقيل الثابت الباقي ألذي لافناء له وقيل معناه ذو الحق يريد أن أفعاله وأقواله حق و قال لَعَلّهُم بِلِقاءِ رَبّهِم يُؤمِنُونَمعناه لكي يؤمنوا بجزاء ربهم فسمي الجزاء لقاء الله تفخيما لشأنه مع ما فيه من الإيجاز والاختصار وقيل معني اللقاء الرجوع إلي ملكه وسلطانه يوم لايملك أحد سواه شيئا. و قال في قوله تعالي فِيها تَحيَونَ أي في الأرض تعيشون وَ مِنها تُخرَجُونَ عندالبعث يوم القيامة قال الجبائي في الآية دلالة علي أن الله سبحانه يخرج العباد يوم القيامة من هذه الأرض التي حيوا فيها بعدموتهم و أنه يفنيها بعد أن يخرج العباد منها في يوم الحشر فإذاأراد إفناءها زجرهم منها زجرة فيصيرون إلي أرض أخري يقال لها الساهرة ويفني هذه كما قال فَإِذا هُم بِالسّاهِرَةِ. و قال في قوله كَما بَدَأَكُم تَعُودُونَ أي ليس بعثكم بأشد من ابتدائكم أو كمابدأكم لاتملكون شيئا كذلك تبعثون يوم القيامة و
يُروَي عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ تُحشَرُونَ يَومَ القِيَامَةِ عُرَاةً حُفَاةً عُزلًاكَما بَدَأنا أَوّلَ خَلقٍ نُعِيدُهُ وَعداً عَلَينا إِنّا كُنّا فاعِلِينَ
وقيل معناه تبعثون علي مامتم عليه المؤمن علي إيمانه والكافر علي كفره عن ابن عباس وجابر.
صفحه : 13
و قال في قوله تعالي نشرا بقراءة النون أي منتشرة في الأرض أومحيية للأرض وبقراءة الباء أي مبشرة بالغيث ورحمته هي المطرحَتّي إِذا أَقَلّت أي حملت قيل ورفعت سَحاباً ثِقالًابالماءسُقناهُ لِبَلَدٍ مَيّتٍ أي إلي بلد وموت البلد بعفي مزارعه ودروس مشاربه فَأَنزَلنا بِهِ أي بالبلد أوبالسحاب الماءَ فَأَخرَجنا بِهِ أي بهذا الماء أوبالبلدكَذلِكَ نُخرِجُ المَوتي أي كماأخرجنا الثمرات كذلك نخرج الموتي بأن نحييها بعدموتهالَعَلّكُم تَذَكّرُونَ أي لكي تتذكروا وتتفكروا وتعتبروا بأن من قدر علي إنشاء الأشجار والثمار في البلد ألذي لاماء فيه و لازرع بريح يرسلها فإنه يقدر علي إحياء الأموات بأن يعيدها إلي ماكانت عليه ويخلق فيهاالحياة والقدرة. و قال في قوله تعالي فَأَنّي تُؤفَكُونَفكيف تصرفون عن الحق . و قال في قوله تعالي يَومَ يَحشُرُهُم أي يجمعهم من كل مكان إلي الموقف كَأَن لَم يَلبَثُوا إِلّا ساعَةً مِنَ النّهارِمعناه أنهم استقلوا أيام الدنيا فإن المكث في الدنيا و إن طال كان بمنزلة ساعة في جنب الآخرة وقيل استقلوا أيام مقامهم في الدنيا لقلة انتفاعهم بأعمارهم فيهافكأنهم لم يلبثوا إلاساعة لقلة فائدتها وقيل استقلوا مدة لبثهم في القبوريَتَعارَفُونَ بَينَهُم أي يعرف بعضهم بعضا ماكانوا عليه من الخطإ والكفر قال الكلبي يتعارفون إذاخرجوا من قبورهم ثم تنقطع المعرفة إذاعاينوا العذاب ويتبرأ بعضهم من بعض بَعضَ ألّذِي نَعِدُهُم أي العقوبة في الدنيا قالوا ومنها وقعة بدرأَو نَتَوَفّيَنّكَ أي أونميتنك قبل أن ينزل ذلك بهم وينزل ذلك بهم بعدموتك فَإِلَينا مَرجِعُهُم أي إلي حكمنا مصيرهم في الآخرة فلايفوتوننا. و قال في قوله تعالي وَ يَقُولُونَ مَتي هذَا الوَعدُ أي البعث وقيام الساعة وقيل العذاب . و في قوله تعالي أَ حَقّ هُوَ أي ماجئت به من القرآن والشريعة أو ماتعدنا من البعث والقيامة والعذاب قالوا ذلك علي وجه الاستفهام أوالاستهزاء. و في قوله فإَنِيّ أَخافُ أي أعلم و في قوله إِلّا سِحرٌ أي ليس هذاالقول
صفحه : 14
إلاتمويها ظاهرا لاحقيقة له و في قوله غاشِيَةٌ أي عقوبة تغشاهم وتعمهم والبغتة الفجأة قال ابن عباس تهجم الصيحة بالناس وهم في أسواقهم و في قوله تعالي وَ إِن تَعجَب يا محمد من قول هؤلاء الكفار في إنكارهم البعث مع إقرارهم بابتداء الخلق فقد وضعت التعجب موضعه لأن هذاقول عجب فَعَجَبٌ قَولُهُم أي فقولهم عجب أَ إِذا كُنّا تُراباً أَ إِنّا لفَيِ خَلقٍ جَدِيدٍ أي أنبعث ونعاد بعد ماصرنا ترابا هذامما لايمكن و هذامنهم نهاية في الأعجوبة فإن الماء إذاحصل في الرحم استحال علقة ثم مضغة ثم لحما و إذامات ودفن استحال ترابا فإذاجاز أن يتعلق الإنشاء بالاستحالة الأولي فلم لايجوز تعلقه بالاستحالة الثانية وسمي الله الإعادة خلقا جديدا واختلف المتكلمون فيما يصح عليه الإعادة فقال بعضهم كل ما يكون مقدورا للقديم سبحانه خاصة ويصح عليه البقاء تصح عليه الإعادة و لاتصح الإعادة علي مايقدر علي جنسه غيره تعالي و هذاقول الجبائي و قال آخرون كل ما كان مقدورا له و هومما يبقي تصح عليه الإعادة و هوقول أبي هاشم و من تابعه فعلي هذاتصح إعادة أجزاء الحياة ثم اختلفوا فيما تجب إعادته من الحي فقال البلخي يعاد جميع أجزاء الشخص و قال أبوهاشم تعاد الأجزاء التي بهايتميز الحي من غيره ويعاد التأليف ثم رجع و قال تعاد الحياة مع البنية و قال القاضي أبو الحسن تعاد البنية و ماعدا ذلك يجوز فيه التبدل و هذا هوالأصح .أُولئِكَالمنكرون للبعث الّذِينَ كَفَرُوا بِرَبّهِم أي جحدوا قدرة الله علي البعث وَ أُولئِكَ الأَغلالُ فِي أَعناقِهِم في الآخرة وقيل أراد به أغلال الكفر و في قوله تعالي لا بَيعٌ فِيهِيعني يوم القيامة والمراد بالمراد بالبيع إعطاء البدل ليتخلص به من الناروَ لا خِلالٌ أي مصادقة و في قوله أَتي أَمرُ اللّهِمعناه قرب أمر الله بعقاب هؤلاء المشركين المقيمين علي الكفر والتكذيب أوالمراد بأمر الله أحكامه وفرائضه أو هوالقيامة عن الجبائي و ابن عباس فيكون أتي بمعني يأتيفَلا تَستَعجِلُوهُخطاب للمشركين المكذبين بيوم القيامة وبعذاب الله المستهزءين به وكانوا يستعجلونه و في قوله تعالي هَل يَنظُرُونَ إِلّا أَن تَأتِيَهُمُ المَلائِكَةُ أي لقبض أرواحهم
صفحه : 15
أَو يأَتيَِ أَمرُ رَبّكَ أي القيامة أوالعذاب و في قوله تعالي يَصلاها أي يصير صلاها ويحترق بنارهامَذمُوماًملومامَدحُوراًمبعدا من رحمة الله و في قوله تعالي وَ قالُوا أَ إِذا كُنّا عِظاماً وَ رُفاتاً أي غبارا وقيل تراباقُل يا محمدلهم كُونُوا حِجارَةً أَو حَدِيداً أي اجهدوا في أن لاتعادوا وكونوا إن استطعتم حجارة في القوة أوحديدا في الشدةأَو خَلقاً مِمّا يَكبُرُ فِي صُدُورِكُم أي خلقا هوأعظم من ذلك عندكم وأصعب فإنكم لاتفوتون الله وسيحييكم بعدالموت وينشركم وقيل يعني بما يكبر في صدوركم الموت أي لوكنتم الموت لأحياكم الله وقيل يعني به السماوات و الأرض والجبال فَسَيُنغِضُونَ إِلَيكَ رُؤُسَهُم أي يحركونها تحريك المستهزئ المستخف المستبطئ لماتنذرهم به وَ يَقُولُونَ مَتي هُوَ أي متي يكون البعث قُل عَسي أَن يَكُونَ قَرِيباًلأن ما هوآت قريب يَومَ يَدعُوكُم أي من قبوركم إلي الموقف علي ألسنة الملائكة و ذلك عندالنفخة الثانية فيقول أيها العظام النخرة والجلود البالية عودي كماكنت فَتَستَجِيبُونَمضطرين بِحَمدِهِ أي حامدين لله علي نعمه وأنتم موحدون وقيل أي تستجيبون معترفين بأن الحمد لله علي نعمه لاتنكرونه لأن المعارف هناك ضرورية قال سعيد بن جبير يخرجون من قبورهم يقولون سبحانك وبحمدك و لاينفعهم في ذلك اليوم لأنهم حمدوا حين لم ينفعهم الحمدوَ تَظُنّونَ إِن لَبِثتُم إِلّا قَلِيلًا أي تظنون أنكم لم تلبثوا في الدنيا إلاقليلا لسرعة انقلاب الدنيا إلي الآخرة و قال الحسن وقتادة استقصروا مدة لبثهم في الدنيا لمايعلمون من طول لبثهم في الآخرة و من المفسرين من يذهب إلي أن هذه الآية خطاب للمؤمنين لأنهم الذين يستجيبون الله بحمده ويحمدونه علي إحسانه إليهم ويستقلون مدة لبثهم في البرزخ لكونهم في قبورهم منعمين غيرمعذبين وأيام السرور والرخاء قصار و قال في قوله تعالي عَلي وُجُوهِهِم أي يسحبون علي وجوههم إلي النار مبالغة في إهانتهم . وَ رَوَي أَنَسٌ أَنّ رَجُلًا قَالَ يَا نبَيِّ اللّهِ كَيفَ يُحشَرُ الكَافِرُ عَلَي وَجهِهِ يَومَ القِيَامَةِ قَالَ إِنّ ألّذِي أَمشَاهُ عَلَي رِجلَيهِ فِي الدّنيَا قَادِرٌ عَلَي أَن يَحشُرَهُ عَلَي وَجهِهِ يَومَ القِيَامَةِ
عُمياً وَ بُكماً وَ صُمّاقيل المعني عميا عما يسرهم بكما عن التكلم بما ينفعهم صما عما يمتعهم عن ابن عباس وقيل يحشرون علي هذه الصفة قال مقاتل ذلك
صفحه : 16
حين يقال لهم اخسَؤُا فِيها وَ لا تُكَلّمُونِ وقيل يحشرون كذلك ثم يجعلون يبصرون ويسمعون وينطقون عن الحسن مَأواهُم أي مستقرهم جَهَنّمُ كُلّما خَبَت زِدناهُم سَعِيراً أي كلما سكن التهابها زدناهم اشتعالا. قوله تعالي قادِرٌ عَلي أَن يَخلُقَ مِثلَهُم قال لأن القادر علي الشيء قادر علي أمثاله إذا كان له مثل أوأمثال في الجنس و إذا كان قادرا علي خلق أمثالهم كان قادرا علي إعادتهم إذ الإعادة أهون من الإنشاء في الشاهد وقيل أراد قادر علي أن يخلقهم ثانيا وأراد بمثلهم إياهم و ذلك أن مثل الشيء مساو له في حالته فجاز أن يعبر به عن الشيء نفسه يقال مثلك لايفعل كذا بمعني أنت لاتفعله ونحوه ليس كمثله شيء.أقول قال الرازي في تفسير هذه الآية في قوله مِثلَهُمقولان الأول المعني قادر علي أن يخلقهم ثانيا فعبر عن خلقهم ثانيا بلفظ المثل كمايقوله المتكلمون إن الإعادة مثل الابتداء والثاني أن المراد أنه قادر علي أن يخلق عبيدا آخرين يوحدونه ويقرون بكمال حكمته وقدرته ويتركون ذكر هذه الشبهات الفاسدة فهو كقوله تعالي وَ يَأتِ بِخَلقٍ جَدِيدٍ و قوله وَ يَستَبدِل قَوماً غَيرَكُم قال الواحدي والقول هوالأول لأنه أشبه بما قبله . و قال الطبرسي رحمه الله في قوله وَ جَعَلَ لَهُم أَجَلًا لا رَيبَ فِيهِ أي وجعل لإعادتهم وقتا لاشك فيه أنه كائن لامحالة وقيل معناه وضرب لهم مدة ليتفكروا ويعلموا فيها أن من قدر علي الابتداء قدر علي الإعادة و قال في قوله تعالي وَ كَذلِكَ أَعثَرنا عَلَيهِم أي كماأمتنا أصحاب الكهف وبعثناهم أطلعنا عليهم أهل المدينةلِيَعلَمُوا أَنّ وَعدَ اللّهِبالبعث والثواب والعقاب حَقّ وَ أَنّ السّاعَةَ لا رَيبَ فِيهالأن من قدر أن ينيم جماعة تلك المدة المديدة أحياء ثم يوقظهم قدر أيضا علي أن يميتهم ثم يحييهم بعد ذلك و في قوله تعالي وَ نَرِثُهُ ما يَقُولُ أي ماعنده من المال والولد بإهلاكنا إياه وإبطال ملكه وَ يَأتِينا فَرداً أي يأتي في الآخرة وحيدا بلا مال و لاولد و لاعدة و لاعدد و في قوله وَ يَقُولُونَ مَتي هذَا الوَعدُ أي القيامة فقال سبحانه لَو يَعلَمُ الّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لا يَكُفّونَ أي لوعلموا الوقت ألذي لايدفعون
صفحه : 17
فيه عذاب النارعَن وُجُوهِهِمُ النّارَ وَ لا عَن ظُهُورِهِميعني أن النار تحيط بهم من جميع جوانبهم وَ لا هُم يُنصَرُونَ وجواب لومحذوف أي لعلموا صدق ماوعدوا به و لمااستعجلوا و في قوله فَتَبهَتُهُم أي فتحيرهم فلايقدرون علي دفعها و لايؤخرون إلي وقت آخر و لايمهلون لتوبة أولمعذرة و في قوله الّذِينَ يَخشَونَ رَبّهُم بِالغَيبِ أي في حال الخلوة والغيبة عن الناس وقيل في سرائرهم من غيررياء و في قوله تعالي إِن كُنتُم فِي رَيبٍالريب أقبح الشك أي إن كنتم في شك من النشور فإنا خلقنا أصلكم و هوآدم من تراب فمن قدر علي أن يصير التراب بشرا سويا حيا في الابتداء قدر أن يحيي العظام ويعيد الأموات ثُمّ مِن نُطفَةٍ أي ثم خلقنا نسله من نطفةثُمّ مِن عَلَقَةٍ وهي القطعة من الدم الجامدثُمّ مِن مُضغَةٍ أي شبه قطعة من اللحم ممضوغةمُخَلّقَةٍ وَ غَيرِ مُخَلّقَةٍ أي تامة الخلق و غيرتامة وقيل مصورة و غيرمصورة و هو ما كان سقطا لاتخطيط فيه و لاتصويرلِنُبَيّنَ لَكُم أي لندلكم علي مقدورنا بتصريفكم في ضروب الخلق أو علي أن من قدر علي الابتداء قدر علي الإعادةوَ نُقِرّ أي نبقيفِي الأَرحامِ ما نَشاءُ إلي وقت تمامه والأشد حال اجتماع العقل والقوةوَ مِنكُم مَن يُتَوَفّي أي يقبض روحه قبل بلوغ الأشدوَ مِنكُم مَن يُرَدّ إِلي أَرذَلِ العُمُرِ أي أسوإ العمر وأخبثه عندأهله وهي حال الخرف لِكَيلا يَعلَمَ مِن بَعدِ عِلمٍ شَيئاً أي لكيلا يستفيد علما وينسي ما كان به عالما. ثم ذكر سبحانه دلالة أخري علي البعث فقال وَ تَرَي الأَرضَ هامِدَةًيعني هالكة أويابسة دارسة من أثر النبات فَإِذا أَنزَلنا عَلَيهَا الماءَ و هوالمطراهتَزّت أي تحركت بالنبات والاهتزاز شدة الحركة في الجهات وَ رَبَت أي زادت وأضعفت نباتهاوَ أَنبَتَتيعني الأرض مِن كُلّ زَوجٍ أي من كل صنف بَهِيجٍ أي مونق للعين حسن الثورة واللون ذلِكَ بِأَنّ اللّهَ أي ذلك ألذي سبق ذكره من تصريف الخلق علي هذه الأحوال وإخراج النبات بسبب أن الله هُوَ الحَقّ أي لتعلموا أن الله تحق له العبادة دون غيره وقيل هو ألذي يستحق صفات التعظيم وَ أَنّهُ يحُيِ المَوتيلأن من قدر علي الإنشاء قدر علي الإعادة.
صفحه : 18
و في قوله يَفصِلُ بَينَهُم أي يبين المحق من المبطل بما يضطر إلي العلم بصحة الصحيح فيبيض وجه المحق ويسود وجه المبطل و في قوله فِي مِريَةٍ مِنهُ أي في شك من القرآن و في قوله عَذابُ يَومٍ عَقِيمٍقيل إنه عذاب يوم بدر وسماه عقيما لأنه لامثل له في عظم أمره لقتال الملائكة فيه أولأنه لم يكن للكفار فيه خير فهو كالريح العقيم التي لاتأتي بخير وقيل المراد به يوم القيامة والمعني حتي تأتيهم علامات الساعة أوعذاب يوم القيامة وسماه عقيما لأنه لاليلة له و في قوله تعالي إِن هذا إِلّا أَساطِيرُ الأَوّلِينَ أي و ما هذا إلاأكاذيب الأولين فقد سطروا ما لاحقيقة له . ثم احتج تعالي علي هؤلاء المنكرين للبعث بأنه مع إقراركم أنه تعالي خالق السماوات و الأرض و مافيهما و أن بيده ملكوت كل شيء لايتجه منكم إنكار البعث استبعادا له مع كونه أهون وأيسر مما ذكر و في قوله تعالي زَيّنّا لَهُم أَعمالَهُم أي أعمالهم التي أمرناهم بهافهم يتحيرون بالذهاب عنها أوبأن خلقنا فيهم شهوة القبيح ليجتنبوا المشتهي فَهُم يَعمَهُونَ عن هذاالمعني أوحرمناهم التوفيق عقوبة لهم علي كفرهم وزينت أعمالهم في أعينهم . و في قوله تعالي وَ ما يَشعُرُونَ أَيّانَ يُبعَثُونَ أي متي يحشرون يوم القيامةبَلِ ادّارَكَ عِلمُهُم فِي الآخِرَةِ أي تتابع منهم العلم وتلاحق حتي كمل علمهم في الآخرة بما أخبروا به في الدنيا فهو علي لفظ الماضي والمراد به الاستقبال وقيل إن هذا علي وجه الاستفهام فحذف الألف والمراد به النفي أي لم يبلغ علمهم بالآخرة وقيل أي أدرك هذاالعلم جميع العقلاء لونظروا وتفكروا لأن العقل يقتضي أن الإهمال قبيح فلابد من تكليف والتكليف يقتضي الجزاء و إذا لم يكن ذلك في الدنيا فلابد من دار الجزاء وقيل إن الآية إخبار عن ثلاث طوائف طائفة أقرت بالبعث وطائفة شكت فيه وطائفة نفته كما قال فَهُم فِي أَمرٍ مَرِيجٍ و قوله بَل هُم مِنها عَمُونَ أي عن معرفتها و هوجمع عمي و هوالأعمي القلب لتركه التدبر والنظر. و في قوله تعالي مَن كانَ يَرجُوا لِقاءَ اللّهِ أي من كان يأمل لقاء ثواب الله أو من يخاف عقاب الله فَإِنّ أَجَلَ اللّهِ لَآتٍ أي الوقت ألذي وقته الله للثواب والعقاب جاء
صفحه : 19
لامحالة و في قوله لهَيَِ الحَيَوانُ أي الحياة علي الحقيقة لأنها الدائمة الباقية التي لازوال لها و لاموت فيها وتقديره لهي دار الحيوان أوذات الحيوان لأنه مصدر. و في قوله تعالي يَعلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الحَياةِ الدّنيا أي يعلمون منافع الدنيا ومضارها وهم جهال بالآخرة وَ سُئِلَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع عَن قَولِهِيَعلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الحَياةِ الدّنيا فَقَالَ مِنهُ الزّجرُ وَ النّجُومُ
أَ وَ لَم يَتَفَكّرُوا فِي أَنفُسِهِم أي في حال الخلوة لأن في تلك الحال يتمكن الإنسان من نفسه ويحضره ذهنه أو في خلق الله أنفسهم والمعني أ و لم يتفكروا فيعلمواما خَلَقَ اللّهُ السّماواتِ وَ الأَرضَ وَ ما بَينَهُما إِلّا بِالحَقّ أي لإقامة الحق ومعناه للدلالة علي الصانع والتعريض للثواب وَ أَجَلٍ مُسَمّي أي لوقت معلوم توفي فيه كل نفس ماكسبت . و في قوله تعالي ثُمّ إِذا دَعاكُم دَعوَةً مِنَ الأَرضِ أي من القبر عن ابن عباس يأمر الله عز و جل إسرافيل ع فينفخ في الصور بعد مايصور الصور في القبور فيخرج الخلائق كلهم من قبورهم إِذا أَنتُم تَخرُجُونَ من الأرض أحياء وقيل إنه سبحانه جعل النفخة دعاء لأن إسرافيل يقول أجيبوا داعي الله فيدعو بأمر الله سبحانه وقيل معناه أخرجكم من قبوركم بعد أن كنتم أمواتا فيهافعبر عن ذلك بالدعاء إذ هوبمنزلة كن فيكون في سرعة تأتي ذلك وامتناع التعذر. و قال في قوله تعالي وَ هُوَ أَهوَنُ عَلَيهِأقوال أحدها أن معناه و هوهين عليه كقوله الله أكبر أي كبير الثاني أنه إنما قال أهون لماتقرر في العقول أن إعادة الشيء أهون من ابتدائه وهم كانوا مقرين بالابتداء فكأنه قال لهم كيف تقرون بما هوأصعب عندكم وتنكرون ما هوأهون عندكم الثالث أن الهاء في عليه يعود إلي الخلق أي والإعادة علي المخلوق أهون من النشأة الأولي لأنه إنما يقال له في الإعادةكُن فَيَكُونُ و في النشأة الأولي كان نطفة ثم علقة ثم مضغة وهكذا فهذا علي المخلوق أصعب والإنشاء يكون أهون عليه ومثله يروي عن ابن عباس و أما مايروي عن مجاهد أنه قال الإنشاء أهون عليه من الابتداء فقول مرغوب عنه لأنه تعالي لا يكون شيءأهون عليه من شيء.
صفحه : 20
أقول و قال شارح المقاصد فإن قيل مامعني كون الإعادة أهون علي الله تعالي وقدرته قديمة لاتتفاوت المقدورات بالنسبة إليها قلنا كون الفعل أهون تارة يكون من جهة الفاعل بزيادة شرائط الفاعلية وتارة من جهة القابل بزيادة استعداد القبول و هذا هوالمراد هاهنا و أما من جهة قدرة الفاعل فالكل علي السواء. و قال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالي لا مَرَدّ لَهُ مِنَ اللّهِ أي لايرد يوم القيامة أحد من الله يَومَئِذٍ يَصّدّعُونَ أي يتفرقون فيه فَرِيقٌ فِي الجَنّةِ وَ فَرِيقٌ فِي السّعِيرِ و في قوله إِنّها إِن تَكُ مِثقالَ حَبّةٍ مِن خَردَلٍمعناه أن فعلة الإنسان من خير أوشر إن كانت مقدار حبة خردل في الوزن فَتَكُن فِي صَخرَةٍ أي في حجرة عظيمة لأن الحبة فيهاأخفي وأبعد من الاستخراج يَأتِ بِهَا اللّهُ أي يحضرها الله يوم القيامة ويجازي عليها أي يأتي بجزاء ماوازنها من خير أوشر وقيل معناه يعلمها الله فيأتي بها إذاشاء كذلك قليل العمل من خير أوشر يعلمه الله فيجازي عليه .
وَ رَوَي العيَاّشيِّ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ اتّقُوا المُحَقّرَاتِ مِنَ الذّنُوبِ فَإِنّ لَهَا طَالِباً لَا يَقُولَنّ أَحَدُكُم أُذنِبُ وَ أَستَغفِرُ اللّهَ تَعَالَي إِنّ اللّهَ تَعَالَي يَقُولُإِن تَكُ مِثقالَ حَبّةٍ مِن خَردَلٍالآيَةَإِنّ اللّهَ لَطِيفٌباستخراجهاخَبِيرٌبمستقرها
. و في قوله تعالي ما خَلقُكُم وَ لا بَعثُكُم إِلّا كَنَفسٍ واحِدَةٍ أي كخلق نفس واحدة وبعث نفس واحدة في قدرته فإنه لايشق عليه ابتداء جميع الخلق و لاإعادتهم بعدإفنائهم قال مقاتل إن كفار قريش قالوا إن الله خلقنا أطوارا نطفة علقة مضغة لحما فكيف يبعثنا خلقا جديدا في ساعة واحدة فنزلت الآية. و في قوله أَ إِذا ضَلَلنا فِي الأَرضِ أي غبنا في الأرض فصرنا ترابا و كل شيءغلب عليه غيره حتي يغيب فيه فقد ضل وقيل معني ضَلَلناهلكنا و في قوله تعالي وَ الّذِينَ سَعَوا فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ أي و ألذي عملوا بجهدهم وجدهم في إبطال حججنا مقدرين إعجاز ربهم وظانين أنهم يفوتونه أُولئِكَ لَهُم عَذابٌ مِن رِجزٍ أي سيئ العذاب . و في قوله هَل نَدُلّكُم عَلي رَجُلٍيعنون محمداص إِذا مُزّقتُم كُلّ مُمَزّقٍ
صفحه : 21
أي فرقتم كل تفريق وقطعتم كل تقطيع وأكلتكم الأرض والسباع والطيور والجديد المستأنف المعادأَفتَري عَلَي اللّهِ كَذِباً أي هل كذب علي الله متعمداأَم بِهِ جِنّةٌ أي جنون فهو يتكلم بما لايعلم ثم رد سبحانه عليهم قولهم فقال بَلِ ليس الأمر علي ماقالواالّذِينَ لا يُؤمِنُونَ بِالآخِرَةِ أي هؤلاء الذين لايصدقون بالبعث والجزاءفِي العَذابِ في الآخرةوَ الضّلالِ البَعِيدِ من الحق في الدنيا ثم وعظهم سبحانه ليعتبروا فقال أَ فَلَم يَرَوا أي أفلم ينظر هؤلاء الكفارإِلي ما بَينَ أَيدِيهِم وَ ما خَلفَهُم مِنَ السّماءِ وَ الأَرضِكيف أحاطت بهم فلايقدرون علي الخروج منها أوالمعني أفلم يتفكروا فيهافيستدلوا بذلك علي قدرة الله تعالي ثم ذكر سبحانه قدرته علي إهلاكهم فقال إِن نَشَأ نَخسِف بِهِمُ الأَرضَ كماخسفنا بقارون أَو نُسقِط عَلَيهِم كِسَفاً أي قطعةمِنَ السّماءِتغطيهم وتهلكهم إِنّ فِي ذلِكَ لَآيَةً أي إن فيما يرون من السماء و الأرض لدلالة علي قدرة الله علي البعث و علي مايشاء من الخسف بهم لِكُلّ عَبدٍ مُنِيبٍأناب إلي الله ورجع إلي طاعته . و في قوله يَفتَحُ بَينَنا أي يحكم بالحق و في قوله مِيعادُ يَومٍ أي يوم القيامة وقيل يوم وفاتهم و في قوله تعالي وَ آثارَهُم أي ما يكون له أثر أوأعمالهم التي صارت سنة بعدهم يقتدي فيهابهم حسنة كانت أم قبيحة وقيل أي نكتب خطاهم إلي المساجد و في قوله وَ إِن كُلّ لَمّا إن نافية و لمابمعني إلا و في قوله ألّذِي جَعَلَ لَكُم مِنَ الشّجَرِ الأَخضَرِ ناراً أي جعل لكم من الشجر الرطب المطفئ للنار نارا محرقة يعني بذلك المرخ والعفار وهما شجرتان تتخذ الأعراب زنودها منهما فبين سبحانه أن من قدر علي أن يجعل في الشجر ألذي هو في غاية الرطوبة نارا حامية مع مضادة النار للرطوبة حتي إذااحتاج الإنسان حك بعضه ببعض فيخرج منه النار وينقدح قدر أيضا علي الإعادة وتقول العرب في كل شجر نار واستمجد المرخ والعفار. و قال الكلبي كل شجر تنقدح منه النار إلاالعناب و قال في سبب نزول الآيات قيل إن أبي بن خلف أوالعاص بن وائل جاء بعظم بال متفتت و قال يا
صفحه : 22
محمد أتزعم أن الله يبعث هذا فقال نعم فنزلت والمروي عن الصادق ع أنه كان أبي بن خلف . و قال الرازي في تفسير هذه الآيات أَ وَ لَم يَرَ الإِنسانُ أَنّا خَلَقناهُ مِن نُطفَةٍ و هوأتم نعمه فإن سائر النعم بعدوجوده و قوله مِن نُطفَةٍإشارة إلي وجه الدلالة و ذلك لأن خلقه لو كان من أشياء مختلفة الصور كان يمكن أن يقال العظم خلق من جنس صلب واللحم من جنس رخو وكذلك الحال في كل عضو و لما كان خلقه من نطفة متشابهة الأجزاء و هومختلف الصور دل علي الاختيار والقدرة و إلي هذاأشار بقوله تعالي يُسقي بِماءٍ واحِدٍ و قوله فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ فيه لطيفة غريبة وهي أنه تعالي قال اختلاف صور أعضائه مع تشابه أجزاء ماخلق منه آية ظاهرة و مع هذافهنالك ما هوأظهر و هونطقه وفهمه و ذلك لأن النطفة جسم فهب أن جاهلا يقول إنه استحال وتكون جسما آخر لكن القوة الناطقة والقوة الفاهمة من أين تقتضيها النطفة فإبداع النطق والفهم أعجب وأغرب من إبداع الخلق والجسم و هو إلي إدراك القدرة والاختيار منه أقرب فقوله خَصِيمٌ أي ناطق وإنما ذكر الخصيم مكان الناطق لأنه أعلي أحوال الناطق فإن الناطق مع نفسه لايبين كلامه مثل مايبينه و هويتكلم مع غيره والمتكلم مع غيره إذا لم يكن خصيما لايبين و لايجتهد مثل مايجتهد إذا كان كلامه مع خصمه و قوله مُبِينٌإشارة إلي قوة عقله واختيار الإبانة فإن العاقل عندالإفهام أعلي درجة منه عندعدمه لأن المبين بأن عنده الشيء ثم أبانه فقوله تعالي مِن نُطفَةٍإشارة إلي أدني ما كان عليه و قوله خَصِيمٌ مُبِينٌإشارة إلي أعلي ماحصل عليه ثم قوله تعالي وَ ضَرَبَ لَنا مَثَلًا وَ نسَيَِ خَلقَهُإشارة إلي بيان الحشر و في هذه الآيات إلي آخر السورة غرائب وعجائب نذكرها بقدر الإمكان إن شاء الله تعالي فنقول المنكرون للحشر منهم من لم يذكر فيه دليلا و لاشبهة واكتفي بالاستبعاد وادعي الضرورة وهم الأكثرون ويدل عليه قوله تعالي حكاية عنهم في كثير من المواضع بلفظ الاستبعاد كما قال وَ قالُوا أَ إِذا ضَلَلنا فِي الأَرضِ أَ إِنّا لفَيِ خَلقٍ جَدِيدٍ
صفحه : 23
أَ إِذا مِتنا وَ كُنّا تُراباً وَ عِظاماً أَ إِنّا لَمَدِينُونَ إلي غير ذلك فكذا هاهنا قال مَن يحُيِ العِظامَ وَ هيَِ رَمِيمٌ علي طريق الاستبعاد فبدأ أولا بإبطال استبعادهم بقوله نسَيَِ خَلقَهُ أي أنسي أناخلقناه من تراب و من نطفة متشابهة الأجزاء ثم جعلنا لهم من النواصي إلي الأقدام أعضاء مختلفة الصور والقوام و مااكتفينا بذلك حتي أودعناهم ما ليس من قبيل هذه الأجرام و هوالنطق والعقل اللذين بهما استحقوا الإكرام فإن كانوا يقنعون بمجرد الاستبعاد فهلا يستبعدون إعادة النطق والعقل إلي محل كانا فيه ثم إن استبعادهم كان من جهة ما في المعاد من التفتت والتفرق حيث قالوامَن يحُيِ العِظامَ وَ هيَِ رَمِيمٌاختاروا العظم للذكر لأنه أبعد عن الحياة لعدم الإحساس فيه ووصفوه بما يقوي جانب الاستبعاد من البلي والتفتت و الله تعالي دفع استبعادهم من جهة ما في المعيد من العلم والقدرة فقال ضَرَبَ لَنا مَثَلًا أي جعل قدرتنا كقدرتهم وَ نسَيَِ خَلقَهُالعجيب وبدأه الغريب ومنهم من ذكر شبهة و إن كان آخرها يعود إلي مجرد الاستبعاد وهي علي وجهين أحدهما أنه بعدالعدم لم يبق شيءفكيف يصح علي العدم الحكم بالوجود وأجاب عن هذه الشبهة بقوله تعالي ألّذِي أَنشَأَها أَوّلَ مَرّةٍيعني كماخلق الإنسان ولَم يَكُن شَيئاً مَذكُوراًكذلك يعيده و إن لم يكن شيئا مذكورا. وثانيهما أن من تفرق أجزاؤه في مشارق الأرض ومغاربها وصار بعضه في أبدان السباع وبعضه في جدران الرباع كيف يجمع وأبعد من هذا هو أن إنسانا إذاأكل إنسانا وصار أجزاء المأكول في أجزاء الآكل فإن أعيد فأجزاء المأكول إما أن تعاد إلي بدن الآكل فلايبقي للمأكول أجزاء يخلق منها أعضاء وإما أن يعاد إلي بدن المأكول منه فلايبقي للآكل أجزاء فقال تعالي في إبطال هذه الشبهةوَ هُوَ بِكُلّ خَلقٍ عَلِيمٌ ووجهه أن في الآكل أجزاء أصلية وأجزاء فضلية و في المأكول كذلك فإذاأكل إنسان إنسانا صار الأصلي من أجزاء المأكول فضليا من أجزاء الآكل والأجزاء الأصلية للآكل هي ما كان له قبل الأكل وَ اللّهُ بِكُلّ شَيءٍ عَلِيمٌيعلم الأصلي من الفضلي فيجمع الأجزاء الأصيلة للآكل وينفخ فيهاروحه ويجمع الأجزاء الأصلية للمأكول و
صفحه : 24
ينفخ فيهاروحه وكذلك يجمع الأجزاء المتفرقة في البقاع المتبددة في الأصقاع بحكمته الشاملة وقدرته الكاملة ثم إنه تعالي عاد إلي تقرير ماتقدم من دفع استبعادهم وإبطال إنكارهم وعنادهم فقال ألّذِي جَعَلَ لَكُم مِنَ الشّجَرِ الأَخضَرِ ناراً ووجهه هو أن الإنسان مشتمل علي جسم يحس به وحياة سارية فيه و هوالحرارة جارية فيه فإن استبعدتم وجود حرارة وحياة فيه فلاتستبعدوه فإن النار في الشجر الأخضر ألذي يقطر منه الماء أعجب وأغرب وأنتم تحضرون حيث منه توقدون و إن استبعدتم خلق جسمه فخلق السماوات و الأرض أكبر من خلق أنفسكم فلاتستبعدوه فإن الله خلق السماوات و الأرض فبان لطف قوله تعالي ألّذِي جَعَلَ لَكُم مِنَ الشّجَرِ الأَخضَرِ ناراً فَإِذا أَنتُم مِنهُ تُوقِدُونَ و قوله أَ وَ لَيسَ ألّذِي خَلَقَ السّماواتِ وَ الأَرضَ بِقادِرٍ عَلي أَن يَخلُقَ مِثلَهُم و قدذكر النار في الشجر علي ذكر الخلق الأكبر لأن استبعادهم كان بالصريح واقعا علي الإحياء حيث قالوامَن يحُيِ العِظامَ و لم يقولوا من يجمعها ويؤلفها والنار في الشجر مناسب الحياة و قوله الخَلّاقُإشارة إلي أنه في القدرة كامل و قوله العَلِيمُإشارة إلي أنه بعلمه شامل ثم أكد بيانه بقوله إِنّما أَمرُهُ إِذا أَرادَ شَيئاً أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ هذاإظهار فساد تمثيلهم وتشبيههم وضرب مثلهم حيث ضربوا لله مثلا وقالوا لايقدر أحد علي مثل هذاقياسا للغائب علي الشاهد فقال في الشاهد الخلق يكون بالآلات البدنية والانتقالات المكانية فلاتقع إلا في الأزمنة الممتدة و الله يخلق بكن فيكون انتهي . و قال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالي وَ أَنتُم داخِرُونَ أي صاغرون أشد الصغار ثم ذكر أن بعثهم يقع بزجرة واحدة فقال فَإِنّما هيَِ أي إنما قصة البعث زَجرَةٌ واحِدَةٌ أي صيحة واحدة من إسرافيل يعني نفخة البعث والزجرة الصرفة عن الشيء بالمخافة فكأنهم زجروا عن الحال التي هم فيها إلي المحشرفَإِذا هُم يَنظُرُونَ إلي البعث ألذي كذبوا به وقيل فإذاهم أحياء ينتظرون ماينزل بهم من العذاب وَ قالُوا أي ويقولون معترفين بالعصيان يا وَيلَنا من العذاب و هوكلمة يقولها القائل عندالوقوع في الهلكةهذا يَومُ الدّينِ أي يوم الحساب أو يوم الجزاء
صفحه : 25
هذا يَومُ الفَصلِ بين الخلائق والحكم وتمييز الحق من الباطل و هذاكلام بعضهم لبعض وقيل بل هوكلام الملائكة و في قوله تعالي خاشِعَةً أي غبراء دارسة متهشمة أي كان حالها حال الخاضع المتواضع وقيل ميتة يابسة لانبات فيها و في قوله وَ لَئِن رُجِعتُ إِلي ربَيّ أي لست علي يقين من البعث فإن كان الأمر علي ذلك ورددت إلي ربيإِنّ لِي عِندَهُالحالة الحسني أوالمنزلة الحسني وهي الجنة سيعطيني في الآخرة مثل ماأعطاني في الدنيا و في قوله تعالي إِنّ الّذِينَ يُمارُونَ أي يدخلهم المرية والشك فِي السّاعَةِفيخاصمون في مجيئها علي وجه الإنكار لها. و في قوله نَمُوتُ وَ نَحيا قال فيه أقوال أحدها أن تقديره نحيا ونموت فقدم وأخر والثاني أن معناه نموت وتحيا أولادنا والثالث يموت بعضنا ويحيا بعضنا.أقول و قال البيضاوي أي نكون أمواتا نطفا و ماقبلها ونحيا بعد ذلك ويحتمل أنهم أرادوا به التناسخ فإنه عقيدة أكثر عبدة الأوثان وَ ما يُهلِكُنا إِلّا الدّهرُ أي مرور الزمان . و قال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالي إِلّا أَن قالُوا ائتُوا بِآبائِنا وإنما لم يجبهم الله تعالي إلي ذلك لأنهم قالوا ذلك متعنتين مقترحين لاطالبين الرشد و في قوله وَ إِذا حُشِرَ النّاسُ أي إذاقامت القيامة صارت آلهتهم التي عبدوها أعداء لهم وَ كانُوا بِعِبادَتِهِم كافِرِينَيعني أن الأوثان ينطقهم الله حتي يجحدوا أن يكونوا دعوا إلي عبادتها ويكفروا بعبادة الكفار لهم و في قوله وَ قَد خَلَتِ القُرُونُ مِن قبَليِ أي مضت الأمم وماتوا قبلي فما أخرجوا و لاأعيدوا وقيل معناه خلت القرون علي هذاالمذهب ينكرون البعث وَ هُما يَستَغِيثانِ اللّهَ أي يستصرخان الله ويطلبان منه الغوث ليلطف له بما يؤمن عنده ويقولان له وَيلَكَ آمِنبالقيامة وبما يقوله محمدص إِنّ وَعدَ اللّهِبالبعث والنشور والثواب والعقاب حَقّ فَيَقُولُ في جوابهماما هذاالقرآن و ماتدعونني إليه إِلّا أَساطِيرُ الأَوّلِينَ أُولئِكَ الّذِينَ حَقّ عَلَيهِمُ القَولُ أي كلمة العذاب فِي أُمَمٍ أي مع أمم مضوا علي مثل حالهم واعتقادهم وَ لِكُلّ من المؤمنين والكافرين
صفحه : 26
دَرَجاتٌ مِمّا عَمِلُوا أي علي مراتبهم ومقادير أعمالهم فدرجات الأبرار في عليين ودرجات الفجار دركات في سجين وقيل معناه لكل مطيع درجات ثواب و إن تفاضلوا في مقاديرها. و في قوله وَ لا تَستَعجِل لَهُم أي العذاب لأنه كائن واقع بهم عن قريب كَأَنّهُم يَومَ يَرَونَ ما يُوعَدُونَ أي من العذاب في الآخرةلَم يَلبَثُوا في الدنياإِلّا ساعَةً مِن نَهارٍ أي إذاعاينوا العذاب صار طول لبثهم في الدنيا والبرزخ كأنه ساعة من النهار لأن مامضي كأن لم يكن و إن كان طويلا. و في قوله ذلِكَ أي ذلك الرد ألذي يقولون رَجعٌ بَعِيدٌ أي رد بعيد عن الأوهام وإعادة بعيدة عن الكون والمعني أنه لا يكون ذلك لأنه غيرممكن ثم قال سبحانه قَد عَلِمنا ما تَنقُصُ الأَرضُ مِنهُم أي ماتأكل الأرض من لحومهم ودمائهم وتبليه من عظامهم فلايتعذر علينا ردهم وَ عِندَنا كِتابٌ حَفِيظٌ أي حافظ لعدتهم وأسمائهم و هواللوح المحفوظ لايشذ عنه شيء وقيل حفيظ أي محفوظ عن البلي والدروس و هو كتاب الحفظة الذين يكتبون أعمالهم بَل كَذّبُوا بِالحَقّ لَمّا جاءَهُم والحق هوالقرآن وقيل هوالرسول فَهُم فِي أَمرٍ مَرِيجٍ أي مختلط فمرة قالوا مجنون وتارة قالوا ساحر وتارة قالوا شاعر فتحيروا في أمره لجهلهم بحاله . قوله مِن فُرُوجٍ أي شقوق وفتوق وقيل معناه ليس فيهاتفاوت واختلاف قوله تعالي مِن كُلّ زَوجٍ بَهِيجٍ أي من كل صنف حسن المنظر و قوله وَ حَبّ الحَصِيدِ أي حب البر والشعير و كل مايحصدوَ النّخلَ باسِقاتٍ أي طويلات عاليات لَها طَلعٌ نَضِيدٌ أي نضد بعضه علي بعض و في قوله أَ فَعَيِينا بِالخَلقِ الأَوّلِ أي أفعجزنا حين خلقناهم أولا و لم يكونوا شيئا فكيف نعجز عن بعثهم وإعادتهم بَل هُم فِي لَبسٍ مِن خَلقٍ جَدِيدٍ أي بل هم في ضلال وشك من إعادة الخلق جديدا. و قال البيضاوي في قوله تعالي وَ الذّارِياتِ ذَرواًيعني الرياح تذرو التراب أوغيره أوالنساء الولودات فإنهن يذرين الأولاد أوالأسباب التي تذري الخلائق من الملائكة وغيرهافَالحامِلاتِ وِقراًفالسحب الحاملة للأمطار أوالرياح الحاملة
صفحه : 27
للسحاب أوالنساء الحوامل وأسباب ذلك فَالجارِياتِ يُسراًفالسفن الجارية في البحر سهلا أوالرياح الجارية في مهابها أوالكواكب التي تجري في منازلها ويسرا صفة مصدر محذوف أي جريا ذا يسرفَالمُقَسّماتِ أَمراًفالملائكة التي تقسم الأمور من الأمطار والأرزاق وغيرها أو مايعمهم وغيرها من أسباب القسمة أوالرياح تقسم الأمطار بتصريف السحاب إِنّما تُوعَدُونَ لَصادِقٌ وَ إِنّ الدّينَ لَواقِعٌجواب للقسم كأنه استدل باقتداره علي هذه الأشياء العجيبة المخالفة لمقتضي الطبيعة علي اقتداره علي البعث الموعود و ماموصولة أومصدرية والدين الجزاء والواقع الحاصل وَ السّماءِ ذاتِ الحُبُكِذات الطرائق والمراد إما الطرائق المحسوسة التي هي مسير الكواكب أوالمعقولة التي يسلكها النظار ويتوصل بها إلي المعارف أوالنجوم فإن لها طرائق أوأنها تزينها كمايزين الموشي طرائق الوشيإِنّكُم لفَيِ قَولٍ مُختَلِفٍ في الرسول و هوقولهم تارة إنه شاعر وتارة إنه ساحر وتارة إنه مجنون أو في القرآن أوالقيامة أوأمر الديانةيُؤفَكُ عَنهُ مَن أُفِكَيصرف عن الرسول أوالإيمان أوالقرآن من صرف إذ لاصرف أشد منه فكأنه لاصرف بالنسبة إليه أويصرف من صرف في علم الله وقضائه ويجوز أن يكون الضمير للقول علي معني يصدر إفك من أفك عن القول المختلف وبسببه قُتِلَ الخَرّاصُونَالكذابون من أصحاب القول المختلف وأصله الدعاء بالقتل أجري مجري اللعن الّذِينَ هُم فِي غَمرَةٍ في جهل يغمرهم ساهُونَغافلون عما أمروا به يَسئَلُونَ أَيّانَ يَومُ الدّينِ أي فيقولون متي يوم الجزاء أي وقوعه يَومَ هُم عَلَي النّارِ يُفتَنُونَيحرقون فَإِنّ لِلّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوباً أي للذين ظلموا رسول الله ص بالتكذيب نصيبا من العذاب مِثلَ ذَنُوبِ أَصحابِهِممثل نصيب نظرائهم من الأمم السابقة و هومأخوذ من مقاسمة السقاة الماء بالدلاء فإن الذنوب هوالدلو العظيم المملوءفَلا يَستَعجِلُونِجواب لقولهم مَتي هذَا الوَعدُ إِن كُنتُم صادِقِينَفَوَيلٌ لِلّذِينَ كَفَرُوا مِن يَومِهِمُ ألّذِي يُوعَدُونَ أي من القيامة أو يوم بدر. و قال في قوله تعالي وَ الطّورِيريد طور سينين أو ماطار من أوج الإيجاد إلي حضيض المواد أو من عالم الغيب إلي عالم الشهادةوَ كِتابٍ مَسطُورٍمكتوب
صفحه : 28
والمراد به القرآن أو ماكتبه الله تعالي في اللوح المحفوظ أوألواح موسي ع أو في قلوب أوليائه من المعارف والحكم أو ماتكتبه الحفظةفِي رَقّ مَنشُورٍالرق الجلد ألذي يكتب فيه استعير لماكتب فيه الكتاب وَ البَيتِ المَعمُورِيعني الكعبة وعمارتها بالحجاج والمجاورين أوالضراح و هو في السماء الرابعة وعمرانه بكثرة غاشيته من الملائكة أوقلب المؤمن وعمارته بالمعرفة والإخلاص وَ السّقفِ المَرفُوعِيعني السماءوَ البَحرِ المَسجُورِ أي المملوء و هوالمحيط أوالموقد روي أن الله تعالي يجعل يوم القيامة البحار نارا يسجر بهاجهنم أوالمختلطإِنّ عَذابَ رَبّكَ لَواقِعٌلنازل ما لَهُ مِن دافِعٍيدفعه ووجه دلالة هذه الأمور المقسم بها علي ذلك أنها أمور تدل علي كمال قدرة الله وحكمته وصدق اختياره وضبط أعمال العباد للمجازاةيَومَ تَمُورُ السّماءُ مَوراً أي تضطرب والمور تردد في المجيء والذهاب وقيل تحرك في تموج تَسِيرُ الجِبالُ سَيراً أي تسير عن وجه الأرض فتصير هباءفَوَيلٌ يَومَئِذٍ لِلمُكَذّبِينَ أي إذاوقع ذلك فويل لهم الّذِينَ هُم فِي خَوضٍ يَلعَبُونَ أي في الخوض في الباطل و في قوله ثُمّ يُجزاهُ الجَزاءَ الأَوفي أي يجزي العبد سعيه بالجزاء الأوفر فنصب بنزع الخافض ويجوز أن يكون مصدرا و أن يكون الهاء للجزاء المدلول عليه بيجزي والجزاء بدله . و قال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالي وَ ما أَمرُنا إِلّا واحِدَةٌ أي و ماأمرنا بمجيء الساعة في السرعة إلاكطرف البصر والمعني إذاأردنا قيام الساعة أعدنا الخلق وجميع الحيوانات في قدر لمح البصر في السرعة وقيل معناه و ماأمرنا إذاأردنا أن نكون شيئا إلامرة واحدة لم نحتج فيه إلي ثانية إنما نقول له كن فيكون كَلَمحٍ بِالبَصَرِ في سرعته من غيرإبطاء و لاتأخير. و في قوله تعالي سَنَفرُغُ لَكُم أَيّهَ الثّقَلانِ أي سنقصد لحسابكم أيها الجن والإنس عن الزجاج قال والفراغ في اللغة علي ضربين أحدهما القصد للشيء والآخر الفراغ من شغل و الله لايشغله شأن عن شأن وقيل معناه سنعمل عمل من
صفحه : 29
يفرغ للعمل فيجوده من غيرتضجيع فيه وقيل سنفرغ لكم من الوعيد بتقضي أيامكم المتوعد فيهافشبه ذلك بمن فرغ من شيء وأخذ في آخر. و قال البيضاويإِلي مِيقاتِ يَومٍ مَعلُومٍ أي إلي ماوقت به الدنيا وحد من يوم معين عند الله معلوم له و في قوله قَوماً غَضِبَ اللّهُ عَلَيهِميعني عامة الكفار أواليهودقَد يَئِسُوا مِنَ الآخِرَةِلكفرهم بها أولعلمهم بأنه لاحظ لهم فيهالعنادهم الرسول المنعوت في التوراة المؤيد بالآيات كَما يَئِسَ الكُفّارُ مِن أَصحابِ القُبُورِ أن يبعثوا أويثابوا أوينالهم خير منهم و علي الأول وضع الظاهر موضع المضمر للدلالة علي أن الكفر آيسهم . و قال الطبرسي رحمه الله أي كمايئس الكفار الذين ماتوا وصاروا في القبور من أن يكون لهم في الآخرة حظ وقيل يريد بالكفار هاهنا الذين يدفنون الموتي أي كمايئس الذين دفنوا الموتي منهم . و قال في قوله لا أُقسِمُ بِيَومِ القِيامَةِقيل إن لازائدة ومعناه أقسم وقيل إن لارد علي الذين أنكروا البعث والنشور فكأنه قال لا كماتظنون ثم ابتدأ القسم وقيل أي لا أُقسِمُ بِيَومِ القِيامَةِلظهورها بالدلائل العقلية والسمعية أو لاأقسم بهافإنكم لاتقرون بها. و قال البيضاوي إدخال لاء النافية علي فعل القسم للتأكيد شائع في كلامهم وَ لا أُقسِمُ بِالنّفسِ اللّوّامَةِ أي بالنفس المتقية التي تلوم النفوس المقصرة في التقوي يوم القيامة علي تقصيرهن أوالتي تلوم نفسها أبدا و إن اجتهدت في الطاعة أوالنفس المطمئنة اللائمة للنفس الأمارة أوبالجنس لِمَا روُيَِ أَنّهُص قَالَ لَيسَ مِن نَفسٍ بَرّةٍ وَ لَا فَاجِرَةٍ إِلّا وَ تَلُومُ نَفسَهَا يَومَ القِيَامَةِ إِن عَمِلَت خَيراً كَيفَ لَم أَزِد وَ إِن عَمِلَت شَرّاً قَالَت ليَتنَيِ كُنتُ قَصّرتُ
أونفس آدم فإنها لم تزل تتلوم علي ماخرجت به من الجنةأَ يَحسَبُ الإِنسانُيعني الجنس وإسناد الفعل إليه لأن فيهم من يحسب أو ألذي نزل فيه و هوعدي بن ربيعة سأل رسول الله ص عن أمر القيامة فأخبره به فقال لوعاينت ذلك اليوم لم أصدقك أويجمع الله هذه العظام أَلّن نَجمَعَ عِظامَهُ
صفحه : 30
بعدتفرقهابَلينجمعهاقادِرِينَ عَلي أَن نسُوَيَّ بَنانَهُنجمع سلامياته ونضم بعضها إلي بعض كماكانت مع صغرها ولطافتها فكيف بكبار العظام أوعَلي أَن نسُوَيَّ بَنانَهُ ألذي هوأطرافه فكيف بغيرهابَل يُرِيدُ الإِنسانُ لِيَفجُرَ أَمامَهُليدوم علي فجوره فيما يستقبله من الزمان يَسئَلُ أَيّانَ يَومُ القِيامَةِمتي يكون استبعادا واستهزاء. و في قوله تعالي أَن يُترَكَ سُديً أي مهملا لايكلف و لايجازي و في قوله كانَ شَرّهُ أي شدائده مُستَطِيراًفاشيا منتشرا غاية الانتشار من استطار الحريق والفجر و في قوله تعالي وَ المُرسَلاتِ عُرفاً قال أقسم بطوائف من الملائكة أرسلهن الله بأوامره متتابعة فعصفن عصف الرياح في امتثال أمره ونشرن الشرائع في الأرض أونشرن النفوس الموتي بالجهل بما أوحين من العلم ففرقن بين الحق والباطل فألقين إلي الأنبياءذِكراً عُذراًللمحقين ونُذراًللمبطلين أوبآيات القرآن المرسلة بكل عرف إلي محمدص فعصفن سائر الكتب والأديان بالنسخ ونشرن آثار الهدي والحكم في الشرق والغرب وفرقن بين الحق والباطل فألقين ذكر الحق فيما بين العالمين أوبالنفوس الكاملة المرسلة إلي الأبدان لاستكمالها فعصفن ماسوي الحق ونشرن أثر ذلك في جميع الأجزاء ففرقن بين الحق بذاته والباطل بنفسه فيرون كل شيءهالكا إلاوجهه فألقين ذكرا بحيث لا يكون في القلوب والألسنة إلاذكر الله أوبرياح عذاب أرسلن فعصفن ورياح رحمة نشرن السحاب في الجو ففرقن فألقين ذكرا أي تسببن له فإن العاقل إذاشاهد هبوبها وآثارها ذكر الله تعالي ويذكر كمال قدرته وعرفا إما نقيض النكر وانتصابه علي العلة أي أرسلن للإحسان والمعروف أوبمعني المتتابعة من عرف الفرس وانتصابه علي الحال عُذراً أَو نُذراًمصدران لعذر إذامحا الإساءة وأنذر إذاخوف أوجمعان لعذير بمعني المعذرة ونذير بمعني الإنذار أوبمعني العاذر والمنذر ونصبهما علي الأولين بالعلية أي عذرا للمحقين ونذرا للمبطلين أوالبدلية من ذكرا علي أن المراد به الوحي أو مايعم التوحيد والشرك والإيمان والكفر و علي الثالث بالحاليةإِنّما تُوعَدُونَ لَواقِعٌجواب القسم ومعناه أن ألذي توعدونه من مجيء القيامة كائن لامحالة.
صفحه : 31
و في قوله تعالي عَمّ يَتَساءَلُونَأصله عما فحذف الألف ومعني هذاالاستفهام تفخيم شأن مايتساءلون عنه كأنه لفخامته خفي جنسه فيسأل عنه والضمير لأهل مكة كانوا يتساءلون عن البعث فيما بينهم أويسألون الرسول ص و المؤمنين عنه استهزاءعَنِ النّبَإِ العَظِيمِبيان للشأن المفخم أوصلة يتساءلون وعم متعلق بمضمر مفسر به ألّذِي هُم فِيهِ مُختَلِفُونَبجزم النفي والشك فيه أوبالإقرار والإنكاركَلّا سَيَعلَمُونَردع عن التساؤل ووعيد عليه ثُمّ كَلّا سَيَعلَمُونَتكرير للمبالغة و ثم للإشعار بأن الوعيد الثاني أشد وقيل الأول عندالنزع والثاني في القيامة أوالأول للبعث والثاني للجزاء. و في قوله تعالي وَ النّازِعاتِ غَرقاً هذه صفات ملائكة الموت فإنهم ينزعون أرواح الكفار من أبدانهم غرقا أي إغراقا في النزع فإنهم ينزعونها من أقاصي الأبدان أونفوسا غرقة في الأجساد وينشطون أي يخرجون أرواح المؤمنين برفق من نشط الدلو من البئر إذاأخرجها ويسبحون في إخراجها سبح الغواص ألذي يخرج الشيء من أعماق البحر فيسبقون بأرواح الكفار إلي النار وبأرواح المؤمنين إلي الجنة فيدبرون أمر عقابها وثوابها بأن يهيئوها لإدراك ماأعد لها من الآلام واللذات أوالأوليان لهم والباقيات لطوائف من الملائكة يسبحون في مضيها أي يسرعون فيه فيسبقون إلي ماأمروا به فيدبرون أمره أوصفات النجوم فإنها تنزع من المشرق إلي المغرب غرقا في النزع بأن تقطع الفلك حتي تنحط في أقصي المغرب وتنشط من برج إلي برج أي تخرج من نشط الثور إذاخرج من بلد إلي بلد ويسبحون في الفلك فيسبق بعضها في السير لكونه أسرع حركة فتدبر أمرا نيط بهاكاختلاف الفصول وتقدير الأزمنة وظهور مواقيت العبادات و لماكانت حركتها من المشرق إلي المغرب قسرية وحركاتها من برج إلي برج ملائمة سمي الأولي نزعا والثانية نشطا أوصفات النفوس الفاضلة حال المفارقة فإنها تنزع عن الأبدان غرقا أي نزعا شديدا من إغراق النازع في القوس فتنشط إلي عالم الملكوت وتسبح فيهافتسبق إلي حظائر القدس فتصير لشرفها وقوتها من المدبرات أوحال سلوكها فإنها تنزع عن الشهوات وتنشط إلي عالم القدس فتسبح
صفحه : 32
في مراتب الارتقاء فتسبق إلي الكمالات حتي تصير من المكملات أوصفات أنفس الغزاة أوأيديهم تنزع القسي بإغراق السهام وينشطون بالسهم للرمي ويسبحون في البر والبحر فيسبقون إلي حرب العدو فيدبرون أمرها أوصفات خيلهم فإنها تنزع في أعنتها نزعا تغرق فيه الأعنة لطول أعناقها وتخرج من دار الإسلام إلي دار الكفر وتسبح في جريها فتسبق إلي العدو فتدبر أمر الظفر أقسم الله بها علي قيام الساعة وإنما حذف لدلالة مابعده عليه يَومَ تَرجُفُ الرّاجِفَةُ و هومنصوب به والمراد بالراجفة الأجرام الساكنة التي تشتد حركتها حينئذ كالأرض والجبال لقوله يَومَ تَرجُفُ الأَرضُ وَ الجِبالُ أوالواقعة التي ترجف الأجرام عندها وهي النفخة الأولي تَتبَعُهَا الرّادِفَةُالتابعة وهي السماء والكواكب تنشق وتنتثر أوالنفخة الثانية والجملة في موقع الحال قُلُوبٌ يَومَئِذٍ واجِفَةٌشديدة الاضطراب من الوجيف وهي صفة لقلوب والخبرأَبصارُها خاشِعَةٌ أي أبصار أصحابها ذليلة من الخوف ولذلك أضافها إلي القلوب يَقُولُونَ أَ إِنّا لَمَردُودُونَ فِي الحافِرَةِ في الحالة الأولي يعنون الحياة بعدالموت من قولهم رجع فلان في حافرته أي طريقه التي جاء فيهافحفرها أي أثر فيهابمشيه علي النسبة كقوله عِيشَةٍ راضِيَةٍأَ إِذا كُنّا عِظاماًناخرة أي بالية أونَخِرَةً وهي أبلغ قالُوا تِلكَ إِذاً كَرّةٌ خاسِرَةٌذات خسران أوخاسر أصحابها والمعني أنها إن صحت فنحن إذاخاسرون لتكذيبنا بها و هواستهزاء منهم فَإِنّما هيَِ زَجرَةٌ واحِدَةٌمتعلق بمحذوف أي لايستصعبوها فما هي إلاصيحة واحدة يعني النفخة الثانيةفَإِذا هُم بِالسّاهِرَةِ فإذاهم أحياء علي وجه الأرض بعد ماكانوا أمواتا في بطنها والساهرة الأرض البيضاء المستوية وقيل اسم جهنم . و في قوله تعالي يَومَ تُبلَي السّرائِرُ أي تتعرف وتميز بين ماطاب من الضمائر و ماخفي من الأعمال و ماخبث منهافَما لَهُللإنسان مِن قُوّةٍ من منعه في نفسه يمتنع بهاوَ لا ناصِرٍيمنعه . و في قوله تعالي فَما يُكَذّبُكَ أي فأي شيءيكذبك يا محمددلالة أونطقابَعدُ بِالدّينِبالجزاء بعدظهور هذه الدلائل وقيل مابمعني من وقيل الخطاب للإنسان علي الالتفات والمعني فما ألذي يحملك علي هذاالتكذيب أَ لَيسَ اللّهُ
صفحه : 33
بِأَحكَمِ الحاكِمِينَتحقيق لماسبق والمعني أ ليس ألذي فعل ذلك من الخلق والرد بأحكم الحاكمين صنعا وتدبيرا و من كان كذلك كان قادرا علي الإعادة والجزاء و قال الرجعي مصدر كالبشري . و في قوله تعالي أَ فَلا يَعلَمُ إِذا بُعثِرَ أي بعث ما فِي القُبُورِ من الموتي وَ حُصّلَجمع محصلا في الصحف أوميزما فِي الصّدُورِ من خير أوشر وتخصيصه لأنه الأصل إِنّ رَبّهُم بِهِم يَومَئِذٍ يوم القيامةلَخَبِيرٌعالم بما أعلنوا و ماأسروا فيجازيهم . و في قوله تعالي أَ رَأَيتَاستفهام معناه التعجب ألّذِي يُكَذّبُ بِالدّينِبالجزاء أوالإسلام
1- لي ،[الأمالي للصدوق ]الهمَداَنيِّ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن جَمِيلٍ عَنِ الصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَ إِذَا أَرَادَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَن يَبعَثَ الخَلقَ أَمطَرَ السّمَاءَ أَربَعِينَ صَبَاحاً فَاجتَمَعَتِ الأَوصَالُ وَ نَبَتَتِ اللّحُومُ
ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] ابن أبي عمير مثله
2- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]المُفِيدُ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَبِي شَيخٍ إِجَازَةً عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ الحكَمَيِّ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ عَبدِ اللّهِ البصَريِّ عَن وَهبِ بنِ جَرِيرٍ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسحَاقَ بنِ بَشّارٍ عَن سَعِيدِ بنِ مِينَا عَن غَيرِ وَاحِدٍ مِن أَصحَابِهِ أَنّ نَفَراً مِن قُرَيشٍ اعتَرَضُوا الرّسُولَص مِنهُم عُتبَةُ بنُ رَبِيعَةَ وَ أُمَيّةُ بنُ خَلَفٍ وَ الوَلِيدُ بنُ المُغِيرَةِ وَ العَاصُ بنُ سَعِيدٍ فَقَالُوا يَا مُحَمّدُ هَلُمّ فَلنَعبُد مَا تَعبُدُ وَ تَعبُدُ مَا نَعبُدُ فَنَشتَرِكُ نَحنُ وَ أَنتَ فِي الأَمرِ فَإِن يَكُنِ ألّذِي نَحنُ عَلَيهِ الحَقّ فَقَد أَخَذتَ بِحَظّكَ مِنهُ وَ إِن يَكُنِ ألّذِي أَنتَ عَلَيهِ الحَقّ فَقَد أَخَذنَا بِحَظّنَا مِنهُ فَأَنزَلَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيقُل يا أَيّهَا الكافِرُونَ لا أَعبُدُ ما
صفحه : 34
تَعبُدُونَ وَ لا أَنتُم عابِدُونَ ما أَعبُدُ إِلَي آخِرِ السّورَةِ ثُمّ مَشَي أُبَيّ بنُ خَلَفٍ بِعَظمٍ رَمِيمٍ فَفَتّهُ فِي يَدِهِ ثُمّ نَفَخَهُ وَ قَالَ أَ تَزعُمُ أَنّ رَبّكَ يحُييِ هَذَا بَعدَ مَا تَرَي فَأَنزَلَ اللّهُ تَعَالَيوَ ضَرَبَ لَنا مَثَلًا وَ نسَيَِ خَلقَهُ قالَ مَن يحُيِ العِظامَ وَ هيَِ رَمِيمٌ قُل يُحيِيهَا ألّذِي أَنشَأَها أَوّلَ مَرّةٍ وَ هُوَ بِكُلّ خَلقٍ عَلِيمٌ إِلَي آخِرِ السّورَةِ
3-فس ،[تفسير القمي] أَبِي عَنِ النّضرِ بنِ سُوَيدٍ عَن يَحيَي الحلَبَيِّ عَن هَارُونَ بنِ خَارِجَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي خَبَرٍ طَوِيلٍ يَذكُرُ فِيهِ قِصّةَ بخُت َنَصّرَ أَنّهُ لَمّا قُتِلَ مَا قُتِلَ مِن بنَيِ إِسرَائِيلَ خَرَجَ إِرمِيَا عَلَي حِمَارٍ وَ مَعَهُ تِينٌ قَد تَزَوّدَهُ وَ شَيءٌ مِن عَصِيرٍ فَنَظَرَ إِلَي سِبَاعِ البَرّ وَ سِبَاعِ البَحرِ وَ سِبَاعِ الجَوّ تَأكُلُ تِلكَ الجِيَفَ فَفَكّرَ فِي نَفسِهِ سَاعَةً ثُمّ قَالَ أَنّي يحُييِ اللّهُ هَؤُلَاءَ وَ قَد أَكَلَتهُمُ السّبَاعُ فَأَمَاتَهُ اللّهُ مَكَانَهُ وَ هُوَ قَولُ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيأَو كاَلذّيِ مَرّ عَلي قَريَةٍ وَ هيَِ خاوِيَةٌ عَلي عُرُوشِها قالَ أَنّي يحُييِ هذِهِ اللّهُ بَعدَ مَوتِها فَأَماتَهُ اللّهُ مِائَةَ عامٍ ثُمّ بَعَثَهُ أَي أَحيَاهُ فَلَمّا رَحِمَ اللّهُ بنَيِ إِسرَائِيلَ وَ أَهلَكَ بخُت َنَصّرَ رَدّ بنَيِ إِسرَائِيلَ إِلَي الدّنيَا وَ كَانَ عُزَيرٌ لَمّا سَلّطَ اللّهُ بخُت َنَصّرَ عَلَي بنَيِ إِسرَائِيلَ هَرَبَ وَ دَخَلَ فِي عَينٍ وَ غَابَ فِيهَا وَ بقَيَِ إِرمِيَا مَيّتاً مِائَةَ سَنَةٍ ثُمّ أَحيَاهُ اللّهُ فَأَوّلُ مَا أَحيَا مِنهُ عَينَيهِ فِي مِثلِ غِرقِئِ البَيضِ فَنَظَرَ فَأَوحَي اللّهُ تَعَالَي إِلَيهِكَم لَبِثتَ قالَ لَبِثتُ يَوماً ثُمّ نَظَرَ إِلَي الشّمسِ قَدِ ارتَفَعَت فَقَالَأَو بَعضَ يَومٍ فَقَالَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيبَل لَبِثتَ مِائَةَ عامٍ فَانظُر إِلي طَعامِكَ وَ شَرابِكَ لَم يَتَسَنّه أَي لَم يَتَغَيّروَ انظُر إِلي حِمارِكَ وَ لِنَجعَلَكَ آيَةً لِلنّاسِ وَ انظُر إِلَي العِظامِ كَيفَ نُنشِزُها ثُمّ نَكسُوها لَحماًفَجَعَلَ يَنظُرُ إِلَي العِظَامِ البَالِيَةِ المُنفَطِرَةِ تَجتَمِعُ إِلَيهِ وَ إِلَي اللّحمِ ألّذِي قَد أَكَلَتهُ السّبَاعُ يَتَأَلّفُ إِلَي العِظَامِ مِن هَاهُنَا وَ هَاهُنَا وَ يَلتَزِقُ بِهَا حَتّي قَامَ وَ قَامَ حِمَارُهُ فَقَالَأَعلَمُ أَنّ اللّهَ عَلي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ
بيان الغرقئ كزبرج القشرة الملتزقة ببياض البيض أوالبياض ألذي يؤكل و قال الطبرسي رحمه الله أَو كاَلذّيِ مَرّ أي أوهل رأيت كالذي مرعَلي قَريَةٍ و هوعزير عن قتادة وعكرمة والسدي و هوالمروي عن أبي عبد الله ع وقيل هوإرميا عن وهب و هوالمروي عن أبي جعفر ع وقيل هوالخضر عن ابن إسحاق والقرية التي مر عليها هي بيت المقدس لماخربه بخت نصر وقيل هي الأرض المقدسة
صفحه : 35
وقيل هي القرية التي خرج منها الألوف حذر الموت وَ هيَِ خاوِيَةٌ عَلي عُرُوشِها أي خالية وقيل خراب وقيل ساقطة علي أبنيتها وسقوفها كان السقوف سقطت ووقع البنيان عليهاقالَ أَنّي يحُييِ هذِهِ اللّهُ بَعدَ مَوتِها أي كيف يعمر الله هذه القرية بعدخرابها وقيل كيف يحيي الله أهلها بعد ماماتوا و لم يقل ذلك إنكارا و لاتعجبا و لاارتيابا ولكنه أحب أن يريه الله إحياءها مشاهدةفَأَماتَهُ اللّهُ مِائَةَ عامٍ ثُمّ بَعَثَهُ أي أحياه قالَ كَم لَبِثتَ في التفسير أنه سمع نداء من السماء كم لبثت يعني في مبيتك ومنامك وقيل إن القائل نبي وقيل ملك وقيل بعض المعمرين ممن شاهده عندموته وإحيائه قالَ لَبِثتُ يَوماً أَو بَعضَ يَومٍلأن الله تعالي أماته في أول النهار وأحياه بعدمائة سنة في آخر النهار فقال يَوماً ثم التفت فرأي بقية من الشمس فقال أَو بَعضَ يَومٍ ثم قالَ بَل لَبِثتَ مِائَةَ عامٍ فَانظُر إِلي طَعامِكَ وَ شَرابِكَ لَم يَتَسَنّه أي لم تغيره السنون وإنما قال لَم يَتَسَنّه علي الواحد لأنه أراد جنس الطعام والشراب وقيل أراد به الشراب لأنه أقرب وقيل أراد عصيرا وتينا وعنبا و هذه الثلاثة أسرع الأشياء تغيرا وفسادا فوجد العصير حلوا والتين والعنب كماجنيا لم يتغيروَ انظُر إِلي حِمارِكَكيف تفرقت أجزاؤه وتبددت عظامه ثم انظر كيف يحييه الله وإنما قال ذلك له ليستدل بذلك علي طول مماته وَ لِنَجعَلَكَ آيَةً لِلنّاسِفعلنا ذلك وقيل معناه فعلنا ذلك إجابة لك إلي ماأردت وَ لِنَجعَلَكَ آيَةً أي حجةلِلنّاسِ في البعث وَ انظُر إِلَي العِظامِ كَيفَ نُنشِزُهاكيف نحييها وبالزاي كيف نرفعها من الأرض فنردها إلي أماكنها من الجسد ونركب بعضها إلي بعض ثُمّ نَكسُوها أي نلبسهالَحماً واختلف فيه فقيل أراد عظام حماره وقيل أراد عظامه قالوا أول ماأحيا الله منه عينه و هومثل غرقئ البيض فجعل ينظر إلي العظام البالية المتفرقة تجتمع إليه و إلي اللحم ألذي قدأكلته السباع تتألف إلي العظام من هاهنا و من هاهنا وتلتزم وتلتزق بها حتي قام وقام حماره فَلَمّا تَبَيّنَ لَهُ أي ظهر وعلم قالَ أَعلَمُ أي أيقن أَنّ اللّهَ عَلي
صفحه : 36
كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ أي لم أقل ما قلت عن شك وارتياب ويحتمل أنه إنما قال ذلك لأنه ازداد لماعاين وشاهد يقينا وعلما إذ كان قبل ذلك علمه علم استدلال فصار علمه ضرورة ومعاينة انتهي .أقول سيأتي تفصيل هذه القصة و ماسيأتي من قصة ابراهيم ع في كتاب النبوة مع سائر مايتعلق بهما من الأخبار
4-فس ،[تفسير القمي] وَ إِذ قالَ اِبراهِيمُ رَبّ أرَنِيِ كَيفَ تحُيِ المَوتي قالَ أَ وَ لَم تُؤمِن قالَ بَلي وَ لكِن لِيَطمَئِنّ قلَبيِ قالَ فَخُذالآيَةَحدَثّنَيِ أَبِي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن أَبِي أَيّوبَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع
أَنّ اِبرَاهِيمَ ع نَظَرَ إِلَي جِيفَةٍ عَلَي سَاحِلِ البَحرِ تَأكُلُهَا سِبَاعُ البَرّ وَ سِبَاعُ البَحرِ ثُمّ يَثِبُ السّبَاعُ بَعضُهَا عَلَي بَعضٍ فَيَأكُلُ بَعضُهَا بَعضاً فَتَعَجّبَ اِبرَاهِيمُ فَقَالَرَبّ أرَنِيِ كَيفَ تحُيِ المَوتي فَقَالَ اللّهُ لَهُأَ وَ لَم تُؤمِن قالَ بَلي وَ لكِن لِيَطمَئِنّ قلَبيِ قالَ فَخُذ أَربَعَةً مِنَ الطّيرِ فَصُرهُنّ إِلَيكَ ثُمّ اجعَل عَلي كُلّ جَبَلٍ مِنهُنّ جُزءاً ثُمّ ادعُهُنّ يَأتِينَكَ سَعياً وَ اعلَم أَنّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌفَأَخَذَ اِبرَاهِيمُ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ الطّاوُسَ وَ الدّيكَ وَ الحَمَامَ وَ الغُرَابَ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّفَصُرهُنّ إِلَيكَ أَي قَطّعهُنّ ثُمّ اخلِط لَحمَاتِهِنّ وَ فَرّقهَا عَلَي كُلّ عَشَرَةِ جِبَالٍ ثُمّ خُذ مَنَاقِيرَهُنّ وَادعُهُنّ يَأتِينَكَ سَعياًفَفَعَلَ اِبرَاهِيمُ ذَلِكَ وَ فَرّقَهُنّ عَلَي عَشَرَةِ جِبَالٍ ثُمّ دَعَاهُنّ فَقَالَ أجَيِبيِنيِ بِإِذنِ اللّهِ تَعَالَي فَكَانَت يَجتَمِعُ وَ يَتَأَلّفُ لَحمُ كُلّ وَاحِدٍ وَ عَظمُهُ إِلَي رَأسِهِ وَ طَارَت إِلَي اِبرَاهِيمَ فَعِندَ ذَلِكَ قَالَ اِبرَاهِيمُأَنّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
بيان يظهر من هذاالخبر وغيره من الأخبار أن ابراهيم ع أراد بهذا السؤال أن يظهر للناس جواب شبهة تمسك بهاالملاحدة المنكرون للمعاد حيث قالوا
صفحه : 37
لوأكل إنسان إنسانا وصار غذاء له جزءا من بدنه فالأجزاء المأكولة إما أن تعاد في بدن الآكل أو في بدن المأكول وأيا ما كان لا يكون أحدهما بعينه معادا بتمامه علي أنه لاأولوية لجعلها جزءا من أحدهما دون الآخر و لاسبيل إلي جعلها جزءا من كل منهما وأيضا إذا كان الآكل كافرا والمأكول مؤمنا يلزم تنعيم الأجزاء العاصية أوتعذيب الأجزاء المطيعة. وأجيب بأنا نعني بالحشر إعادة الأجزاء الأصلية الباقية من أول العمر إلي آخره لاالحاصلة بالتغذية فالمعاد من كل من الآكل والمأكول الأجزاء الأصلية الحاصلة في أول الفطرة من غيرلزوم فساد ثم أوردوا علي ذلك بأنه يجوز أن تصير تلك الأجزاء الأصلية في المأكول الفضلية في الآكل نطفة وأجزاء أصلية لبدن آخر ويعود المحذور. وأجيب بأنه لعل الله يحفظها من أن تصير جزءا لبدن آخر فضلا عن أن تصير جزءا أصليا وتلك الأخبار تدل علي أن ما في الآية الكريمة إشارة إلي هذاالكلام أي أنه تعالي يحفظ أجزاء المأكول في بدن الآكل ويعود في الحشر إلي بدن المأكول كماأخرج تلك الأجزاء المختلطة والأعضاء الممتزجة من تلك الطيور وميز بينها ثم قوله تعالي فَصُرهُنّقيل هومأخوذ من صاره يصوره إذاأماله ففي الكلام تقدير أي أملهن وضمهن إليك وقطعهن ثم اجعل و قال ابن عباس و ابن جبير و الحسن ومجاهد صرهن إليك معناه قطعهن يقال صار الشيء يصوره صورا إذاقطعه وظاهر قوله ع فقطعهن أنه تفسير لقوله تعالي فَصُرهُنّ ويحتمل أن يكون بيانا لحاصل المعني فلاينافي الأول و أماسبب سؤال ابراهيم ع وسائر مايتعلق بهذه القصة فسيأتي في كتاب النبوة
5-ج ،[الإحتجاج ] عَن هِشَامِ بنِ الحَكَمِ أَنّهُ قَالَ الزّندِيقُ لِلصّادِقِ ع أَنّي لِلرّوحِ بِالبَعثِ وَ البَدَنُ قَد بلَيَِ وَ الأَعضَاءُ قَد تَفَرّقَت فَعُضوٌ فِي بَلدَةٍ تَأكُلُهَا سِبَاعُهَا وَ عُضوٌ بِأُخرَي تَمزِقُهُ هَوَامّهَا وَ عُضوٌ قَد صَارَ تُرَاباً بنُيَِ بِهِ مَعَ الطّينِ حَائِطٌ قَالَ إِنّ ألّذِي أَنشَأَهُ مِن غَيرِ شَيءٍ وَ صَوّرَهُ عَلَي غَيرِ مِثَالٍ كَانَ سَبَقَ إِلَيهِ قَادِرٌ أَن يُعِيدَهُ كَمَا بَدَأَهُ قَالَ أَوضِح لِي ذَلِكَ
صفحه : 38
قَالَ إِنّ الرّوحَ مُقِيمَةٌ فِي مَكَانِهَا رُوحُ المُحسِنِينَ فِي ضِيَاءٍ وَ فُسحَةٍ وَ رُوحُ المسُيِءِ فِي ضِيقٍ وَ ظُلمَةٍ وَ البَدَنُ يَصِيرُ تُرَاباً مِنهُ خُلِقَ وَ مَا تَقذِفُ بِهِ السّبَاعُ وَ الهَوَامّ مِن أَجوَافِهَا فَمَا أَكَلَتهُ وَ مَزّقَتهُ كُلّ ذَلِكَ فِي التّرَابِ مَحفُوظٌ عِندَ مَنلا يَعزُبُ عَنهُ مِثقالُ ذَرّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرضِ وَ يَعلَمُ عَدَدَ الأَشيَاءِ وَ وَزنَهَا وَ إِنّ تُرَابَ الرّوحَانِيّينَ بِمَنزِلَةِ الذّهَبِ فِي التّرَابِ فَإِذَا كَانَ حِينُ البَعثِ مَطَرَتِ الأَرضُ فَتَربُو الأَرضُ ثُمّ تَمخَضُ مَخضَ السّقَاءِ فَيَصِيرُ تُرَابُ البَشَرِ كَمَصِيرِ الذّهَبِ مِنَ التّرَابِ إِذَا غُسِلَ بِالمَاءِ وَ الزّبدِ مِنَ اللّبَنِ إِذَا مُخِضَ فَيَجتَمِعُ تُرَابُ كُلّ قَالَبٍ فَيَنقُلُ بِإِذنِ اللّهِ تَعَالَي إِلَي حَيثُ الرّوحُ فَتَعُودُ الصّوَرُ بِإِذنِ المُصَوّرِ كَهَيئَتِهَا وَ تَلِجُ الرّوحُ فِيهَا فَإِذَا قَدِ استَوَي لَا يُنكِرُ مِن نَفسِهِ شَيئاً الخَبَرَ
بيان فتربو الأرض أي تنمو وتنتفخ يقال ربا السويق أي صب عليه الماء فانتفخ
6-ج ،[الإحتجاج ] عَن حَفصِ بنِ غِيَاثٍ قَالَ شَهِدتُ المَسجِدَ الحَرَامَ وَ ابنُ أَبِي العَوجَاءِ يَسأَلُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن قَولِهِ تَعَالَيكُلّما نَضِجَت جُلُودُهُم بَدّلناهُم جُلُوداً غَيرَها لِيَذُوقُوا العَذابَ مَا ذَنبُ الغَيرِ قَالَ وَيحَكَ هيَِ هيَِ وَ هيَِ غَيرُهَا فَقَالَ فَمَثّل لِي ذَلِكَ شَيئاً مِن أَمرِ الدّنيَا قَالَ نَعَم أَ رَأَيتَ لَو أَنّ رَجُلًا أَخَذَ لَبِنَةً فَكَسَرَهَا ثُمّ رَدّهَا فِي مَلبَنِهَا فهَيَِ هيَِ وَ هيَِ غَيرُهَا
إيضاح يحتمل أن يكون المراد أنه يعود شخصه بعينه وإنما الاختلاف في الصفات والعوارض غيرالمشخصات أو أن المادة متحدة و إن اختلفت التشخصات والعوارض وسيأتي تحقيقه
صفحه : 39
7- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ عَاصِمٍ عَن سُلَيمَانَ بنِ دَاوُدَ عَن حَفصِ بنِ غِيَاثٍ قَالَ كُنتُ عِندَ سَيّدِ الجَعَافِرَةِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع لَمّا أَقدَمَهُ المَنصُورُ فَأَتَاهُ ابنُ أَبِي العَوجَاءِ وَ كَانَ مُلحِداً فَقَالَ لَهُ مَا تَقُولُ فِي هَذِهِ الآيَةِكُلّما نَضِجَت جُلُودُهُم بَدّلناهُم جُلُوداً غَيرَهاهَب هَذِهِ الجُلُودُ عَصَت فَعُذّبَت فَمَا ذَنبُ الغَيرِ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع وَيحَكَ هيَِ هيَِ وَ هيَِ غَيرُهَا قَالَ أعَقلِنيِ هَذَا القَولَ فَقَالَ لَهُ أَ رَأَيتَ لَو أَنّ رَجُلًا عَمَدَ إِلَي لَبِنَةٍ فَكَسَرَهَا ثُمّ صَبّ عَلَيهَا المَاءَ وَ جَبَلَهَا ثُمّ رَدّهَا إِلَي هَيئَتِهَا الأُولَي أَ لَم تَكُن هيَِ هيَِ وَ هيَِ غَيرُهَا فَقَالَ بَلَي أَمتَعَ اللّهُ بِكَ
8-فس ،[تفسير القمي] أَبِي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن جَمِيلِ بنِ دَرّاجٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِذَا أَرَادَ اللّهُ أَن يَبعَثَ أَمطَرَ السّمَاءَ عَلَي الأَرضِ أَربَعِينَ صَبَاحاً فَاجتَمَعَتِ الأَوصَالُ وَ نَبَتَتِ اللّحُومُ وَ قَالَ أَتَي جَبرَئِيلُ رَسُولَ اللّهِص فَأَخَذَهُ فَأَخرَجَهُ إِلَي البَقِيعِ فَانتَهَي بِهِ إِلَي قَبرٍ فَصَوّتَ بِصَاحِبِهِ فَقَالَ قُم بِإِذنِ اللّهِ فَخَرَجَ مِنهُ رَجُلٌ أَبيَضُ الرّأسِ وَ اللّحيَةِ يَمسَحُ التّرَابَ عَن وَجهِهِ وَ هُوَ يَقُولُ الحَمدُ لِلّهِ وَ اللّهُ أَكبَرُ فَقَالَ جَبرَئِيلُ عُد بِإِذنِ اللّهِ ثُمّ انتَهَي بِهِ إِلَي قَبرٍ آخَرَ فَقَالَ قُم بِإِذنِ اللّهِ فَخَرَجَ مِنهُ رَجُلٌ مُسوَدّ الوَجهِ وَ هُوَ يَقُولُ يَا حَسرَتَاه يَا ثُبُورَاه ثُمّ قَالَ لَهُ جَبرَئِيلُ عُد إِلَي مَا كُنتَ بِإِذنِ اللّهِ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ هَكَذَا يُحشَرُونَ يَومَ القِيَامَةِ وَ المُؤمِنُونَ يَقُولُونَ هَذَا القَولَ وَ هَؤُلَاءِ يَقُولُونَ مَا تَرَي
صفحه : 40
9-ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] اِبرَاهِيمُ بنُ أَبِي البِلَادِ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ ع قَالَ أَتَي جَبرَئِيلُ ع إِلَي النّبِيّص فَأَخَذَ بِيَدِهِ فَأَخرَجَهُ إِلَي البَقِيعِ فَانتَهَي إِلَي قَبرٍ فَصَوّتَ بِصَاحِبِهِ فَقَالَ قُم بِإِذنِ اللّهِ قَالَ فَخَرَجَ مِنهُ رَجُلٌ مُبيَضّ الوَجهِ يَمسَحُ التّرَابَ عَن وَجهِهِ وَ سَاقَهُ مِثلَ مَا مَرّ
10-ب ،[قرب الإسناد]السنّديِّ بنُ مُحَمّدٍ عَن صَفوَانَ الجَمّالِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لِجَبرَئِيلَ يَا جَبرَئِيلُ أرَنِيِ كَيفَ يَبعَثُ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي العِبَادَ يَومَ القِيَامَةِ قَالَ نَعَم فَخَرَجَ إِلَي مَقبَرَةِ بنَيِ سَاعِدَةَ فَأَتَي قَبراً فَقَالَ لَهُ اخرُج بِإِذنِ اللّهِ فَخَرَجَ رَجُلٌ يَنفُضُ رَأسَهُ مِنَ التّرَابِ وَ هُوَ يَقُولُ وَا لَهفَاه وَ اللّهفُ هُوَ الثّبُورُ ثُمّ قَالَ ادخُل فَدَخَلَ ثُمّ قَصَدَ بِهِ إِلَي قَبرٍ آخَرَ فَقَالَ اخرُج بِإِذنِ اللّهِ فَخَرَجَ شَابّ يَنفُضُ رَأسَهُ مِنَ التّرَابِ وَ هُوَ يَقُولُ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ وَ أَشهَدُأَنّ السّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيبَ فِيها وَ أَنّ اللّهَ يَبعَثُ مَن فِي القُبُورِ ثُمّ قَالَ هَكَذَا يُبعَثُونَ يَومَ القِيَامَةِ يَا مُحَمّدُ
11-ل ،[الخصال ]الخَلِيلُ بنُ أَحمَدَ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسحَاقَ عَن عَلِيّ بنِ حَجَرٍ عَن شَرِيكٍ عَن مَنصُورِ بنِ المُعتَمِرِ عَن ربِعيِّ بنِ خِرَاشٍ عَن عَلِيّ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص
صفحه : 41
لَا يُؤمِنُ عَبدٌ حَتّي يُؤمِنَ بِأَربَعَةٍ حَتّي يَشهَدَ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أنَيّ رَسُولُ اللّهِ بعَثَنَيِ بِالحَقّ وَ حَتّي يُؤمِنَ بِالبَعثِ بَعدَ المَوتِ وَ حَتّي يُؤمِنَ بِالقَدَرِ
12- ع ،[علل الشرائع ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن أَبِي أَيّوبَ قَالَ حدَثّنَيِ أَبُو بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَمّا رَأَي اِبرَاهِيمُ مَلَكُوتَ السّمَاوَاتِ وَ الأَرضِ التَفَتَ فَرَأَي رَجُلًا يزَنيِ فَدَعَا عَلَيهِ فَمَاتَ ثُمّ رَأَي آخَرَ فَدَعَا عَلَيهِ فَمَاتَ حَتّي رَأَي ثَلَاثَةً فَدَعَا عَلَيهِم فَمَاتُوا فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَيهِ يَا اِبرَاهِيمُ دَعوَتُكَ مُجَابَةٌ فَلَا تَدعُو عَلَي عبِاَديِ فإَنِيّ لَو شِئتُ لَم أَخلُقهُم إنِيّ خَلَقتُ خلَقيِ عَلَي ثَلَاثَةِ أَصنَافٍ عَبداً يعَبدُنُيِ لَا يُشرِكُ بيِ شَيئاً فَأُثِيبُهُ وَ عَبداً يَعبُدُ غيَريِ فَلَن يفَوُتنَيِ وَ عَبداً يَعبُدُ غيَريِ فَأُخرِجُ مِن صُلبِهِ مَن يعَبدُنُيِ ثُمّ التَفَتَ فَرَأَي جِيفَةً عَلَي سَاحِلِ البَحرِ بَعضُهَا فِي المَاءِ وَ بَعضُهَا فِي البِرّ تجَيِءُ سِبَاعُ البَحرِ فَتَأكُلُ مَا فِي المَاءِ ثُمّ تَرجِعُ فَيَشتَمِلُ بَعضُهَا عَلَي بَعضٍ فَيَأكُلُ بَعضُهَا بَعضاً وَ تجَيِءُ سِبَاعُ البَرّ فَتَأكُلُ مِنهَا فَيَشتَمِلُ بَعضُهَا عَلَي بَعضٍ فَيَأكُلُ بَعضُهَا بَعضاً فَعِندَ ذَلِكَ تَعَجّبَ اِبرَاهِيمُ ع مِمّا رَأَي وَ قَالَ يَارَبّ أرَنِيِ كَيفَ تحُيِ المَوتي هَذِهِ أُمَمٌ يَأكُلُ بَعضُهَا بَعضاًقالَ أَ وَ لَم تُؤمِن قالَ بَلي وَ لكِن لِيَطمَئِنّ قلَبيِيعَنيِ حَتّي أَرَي هَذَا كَمَا رَأَيتُ الأَشيَاءَ كُلّهَا قَالَ خُذأَربَعَةً مِنَ الطّيرِفَقَطّعهُنّ وَ اخلِطهُنّ كَمَا اختَلَطَت هَذِهِ الجِيفَةُ فِي هَذِهِ السّبَاعِ التّيِ أَكَلَ بَعضُهَا بَعضاً فَخُلِطَثُمّ اجعَل عَلي كُلّ جَبَلٍ مِنهُنّ جُزءاً ثُمّ ادعُهُنّ يَأتِينَكَ سَعياً فَلَمّا دَعَاهُنّ أَجَبنَهُ وَ كَانَتِ الجِبَالُ عَشَرَةً قَالَ وَ كَانَتِ الطّيُورُ الدّيكَ وَ الحَمَامَةَ وَ الطّاوُسَ وَ الغُرَابَ
كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي وَ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن أَبِي أَيّوبَ الخَزّازِ مِثلَهُ إِلَي قَولِهِ وَ كَانَتِ الجِبَالُ عَشَرَةً
بيان في الكافي و قال رَبّ أرَنِيِ كَيفَ تحُيِ المَوتي قال كيف تخرج ماتناسل ألذي أكل بعضها بعضا فيكون إشارة إلي انعقاد النطفة من أجزاء بدن آخر وتولد شخص آخر من النطفة كماأشرنا إليه سابقا
صفحه : 42
13-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ الحُسَينِ بنِ سَيفٍ عَن أَخِيهِ عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ قَالَ كَانَ فِيمَا وَعَظَ بِهِ لُقمَانُ ع ابنَهُ أَن قَالَ يَا بنُيَّ إِن تَكُ فِي شَكّ مِنَ المَوتِ فَارفَع عَن نَفسِكَ النّومَ وَ لَن تَستَطِيعَ ذَلِكَ وَ إِن كُنتَ فِي شَكّ مِنَ البَعثِ فَارفَع عَن نَفسِكَ الِانتِبَاهَ وَ لَن تَستَطِيعَ ذَلِكَ فَإِنّكَ إِذَا فَكّرتَ فِي هَذَا عَلِمتَ أَنّ نَفسَكَ بِيَدِ غَيرِكَ وَ إِنّمَا النّومُ بِمَنزِلَةِ المَوتِ وَ إِنّمَا اليَقَظَةُ بَعدَ النّومِ بِمَنزِلَةِ البَعثِ بَعدَ المَوتِ
14-سن ،[المحاسن ] عَلِيّ بنُ الحَكَمِ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَنِ الثمّاَليِّ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع قَالَ عَجِبتُ لِلمُتَكَبّرِ الفَخُورِ كَانَ أَمسِ نُطفَةً وَ هُوَ غَداً جِيفَةٌ وَ العَجَبُ كُلّ العَجَبِ لِمَن شَكّ فِي اللّهِ وَ هُوَ يَرَي الخَلقَ وَ العَجَبُ كُلّ العَجَبِ لِمَن أَنكَرَ المَوتَ وَ هُوَ يَرَي مَن يَمُوتُ كُلّ يَومٍ وَ لَيلَةٍ وَ العَجَبُ كُلّ العَجَبِ لِمَن أَنكَرَ النّشأَةَ الأُخرَي وَ هُوَ يَرَي الأُولَي وَ العَجَبُ كُلّ العَجَبِ لِعَامِرِ دَارِ الفَنَاءِ وَ يَترُكُ دَارَ البَقَاءِ
15-سن ،[المحاسن ]أَبَانٌ عَنِ ابنِ سَيَابَةَ عَن أَبِي النّعمَانِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع مِثلَهُ ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] الحُسَينُ بنُ اِبرَاهِيمَ القزَويِنيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ وَهبَانَ عَن أَحمَدَ بنِ اِبرَاهِيمَ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الزعّفرَاَنيِّ عَنِ البرَقيِّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامٍ
مِثلَهُ
16-شي،[تفسير العياشي] عَنِ ابنِ مُعَمّرٍ عَن عَلِيّ ع فِي قَولِهِالّذِينَ يَظُنّونَ أَنّهُم مُلاقُوا رَبّهِم يَقُولُ يُوقِنُونَ أَنّهُم مَبعُوثُونَ وَ الظّنّ مِنهُم يَقِينٌ
17-شي،[تفسير العياشي] عَنِ ابنِ نُبَاتَةَ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ وَ تَرَكنا بَعضَهُم يَومَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعضٍيعَنيِ يَومَ القِيَامَةِ
18-شي،[تفسير العياشي] عَنِ الحلَبَيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَجَاءَ أُبَيّ بنُ خَلَفٍ فَأَخَذَ عَظماً بَالِياً مِن حَائِطٍ فَفَتّهُ ثُمّ قَالَ يَا مُحَمّدُإِذا كُنّا عِظاماً وَ رُفاتاً أَ إِنّا لَمَبعُوثُونَ
صفحه : 43
فَأَنزَلَ اللّهُمَن يحُيِ العِظامَ وَ هيَِ رَمِيمٌ قُل يُحيِيهَا ألّذِي أَنشَأَها أَوّلَ مَرّةٍ وَ هُوَ بِكُلّ خَلقٍ عَلِيمٌ
19-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَالَ ع فِي قِصّةِ ذَبحِ البَقَرَةِ فَأَخَذُوا قِطعَةً وَ هيَِ عَجبُ الذّنَبِ ألّذِي مِنهُ خُلِقَ ابنُ آدَمَ وَ عَلَيهِ يُركَبُ إِذَا أُرِيدَ خَلقاً جَدِيداً فَضَرَبُوهُ بِهَا
20-كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ أَبِي هَاشِمٍ عَن أَبِي خَدِيجَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ تَنَوّقُوا فِي الأَكفَانِ فَإِنّكُم تُبعَثُونَ بِهَا
21-كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ عَن أَحمَدَ بنِ الحَسَنِ عَن عَمرِو بنِ سَعِيدٍ عَن مُصَدّقِ بنِ صَدَقَةَ عَن عَمّارِ بنِ مُوسَي عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سُئِلَ عَنِ المَيّتِ يَبلَي جَسَدُهُ قَالَ نَعَم حَتّي لَا يَبقَي لَحمٌ وَ لَا عَظمٌ إِلّا طِينَتَهُ التّيِ خُلِقَ مِنهَا فَإِنّهَا لَا تَبلَي تَبقَي فِي القَبرِ مُستَدِيرَةً حَتّي يُخلَقَ مِنهَا كَمَا خُلِقَ أَوّلَ مَرّةٍ
توضيح مستديرة أي بهيئة الاستدارة أومتبدلة متغيرة في أحوال مختلفة ككونها رميما وترابا و غير ذلك فهي محفوظة في كل الأحوال و هذايؤيد ماذكره المتكلمون من أن تشخص الإنسان إنما هوبالأجزاء الأصلية و لامدخل لسائر الأجزاء والعوارض فيه
22- فِي تَفسِيرِ النعّماَنيِّ،فِيمَا رَوَاهُ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ وَ أَمّا احتِجَاجُهُ عَلَي المُلحِدِينَ فِي دِينِهِ وَ كِتَابِهِ وَ رُسُلِهِ فَإِنّ المُلحِدِينَ أَقَرّوا بِالمَوتِ وَ لَم يُقِرّوا بِالخَالِقِ فَأَقَرّوا بِأَنّهُم لَم يَكُونُوا ثُمّ كَانُوا قَالَ اللّهُ تَعَالَيق وَ القُرآنِ المَجِيدِ إِلَي قَولِهِبَعِيدٌ وَ كَقَولِهِ عَزّ وَ جَلّوَ ضَرَبَ لَنا مَثَلًا إِلَي قَولِهِأَوّلَ مَرّةٍ وَ مِثلُهُ قَولُهُ تَعَالَيوَ مِنَ النّاسِ مَن يُجادِلُ فِي اللّهِ بِغَيرِ عِلمٍ وَ يَتّبِعُ كُلّ شَيطانٍ مَرِيدٍ كُتِبَ عَلَيهِ أَنّهُ مَن تَوَلّاهُ فَأَنّهُ يُضِلّهُ وَ يَهدِيهِ إِلي عَذابِ السّعِيرِفَرَدّ اللّهُ تَعَالَي عَلَيهِم مَا يَدُلّهُم عَلَي صِفَةِ
صفحه : 44
ابتِدَاءِ خَلقِهِم وَ أَوّلِ نَشئِهِميا أَيّهَا النّاسُ إِن كُنتُم فِي رَيبٍ مِنَ البَعثِ إِلَي قَولِهِلِكَيلا يَعلَمَ مِن بَعدِ عِلمٍ شَيئاًفَأَقَامَ سُبحَانَهُ عَلَي المُلحِدِينَ الدّلِيلَ عَلَيهِم مِن أَنفُسِهِم ثُمّ قَالَ مُخبِراً لَهُموَ تَرَي الأَرضَ هامِدَةً إِلَي قَولِهِوَ أَنّ اللّهَ يَبعَثُ مَن فِي القُبُورِ وَ قَالَ سُبحَانَهُوَ اللّهُ ألّذِي أَرسَلَ الرّياحَ إِلَي قَولِهِكَذلِكَ النّشُورُفَهَذَا مِثَالٌ أَقَامَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَهُم بِهِ الحُجّةَ فِي إِثبَاتِ البَعثِ وَ النّشُورِ بَعدَ المَوتِ وَ أَمّا الرّدّ عَلَي الدّهرِيّةِ ألّذِي يَزعُمُونَ أَنّ الدّهرَ لَم يَزَل أَبَداً عَلَي حَالٍ وَاحِدَةٍ وَ أَنّهُ مَا مِن خَالِقٍ وَ لَا مُدَبّرٍ وَ لَا صَانِعٍ وَ لَا بَعثٍ وَ لَا نُشُورٍ قَالَ تَعَالَي حِكَايَةً لِقَولِهِموَ قالُوا ما هيَِ إِلّا حَياتُنَا الدّنيا نَمُوتُ وَ نَحيا وَ ما يُهلِكُنا إِلّا الدّهرُ وَ ما لَهُم بِذلِكَ مِن عِلمٍوَ قالُوا أَ إِذا كُنّا عِظاماً وَ رُفاتاً أَ إِنّا لَمَبعُوثُونَ خَلقاً جَدِيداً إِلَي قَولِهِأَوّلَ مَرّةٍ وَ مِثلُ هَذَا فِي القُرآنِ كَثِيرٌ وَ ذَلِكَ عَلَي مَن كَانَ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللّهِص يَقُولُ هَذِهِ المَقَالَةَ وَ مَن أَظهَرَ لَهُ الإِيمَانَ وَ أَبطَنَ الكُفرَ وَ الشّركَ وَ بَقُوا بَعدَ رَسُولِ اللّهِص وَ كَانُوا سَبَبَ هَلَاكِ الأُمّةِ فَرَدّ اللّهُ تَعَالَي بِقَولِهِيا أَيّهَا النّاسُ إِن كُنتُم فِي رَيبٍ مِنَ البَعثِالآيَةَ وَ قَولُهُوَ تَرَي الأَرضَ هامِدَةًالآيَةَ وَ مَا جَرَي مَجرَي ذَلِكَ فِي القُرآنِ وَ قَولُهُ سُبحَانَهُ فِي سُورَةِ ق كَمَا مَرّ فَهَذَا كُلّهُ رَدّ عَلَي الدّهرِيّةِ وَ المَلَاحِدَةِ مِمّن أَنكَرَ البَعثَ وَ النّشُورَ
فس ،[تفسير القمي] و أما ما هورد علي الدهرية وذكر نحوا مما سبق
23-فس ،[تفسير القمي] الّذِينَ يَظُنّونَ أَنّهُم مُلاقُوا رَبّهِم وَ أَنّهُم إِلَيهِ راجِعُونَ فَإِنّ الظّنّ فِي كِتَابِ اللّهِ عَلَي وَجهَينِ فَمِنهُ ظَنّ يَقِينٍ وَ مِنهُ ظَنّ شَكّ ففَيِ هَذَا المَوضِعِ الظّنّ يَقِينٌ
24-فس ،[تفسير القمي] إِنّ الّذِينَ لا يَرجُونَ لِقاءَنا أَي لَا يُؤمِنُونَ بِهِ
25-فس ،[تفسير القمي] قَولُهُ تَعَالَيألّذِي جَعَلَ لَكُم مِنَ الشّجَرِ الأَخضَرِ ناراً وَ
صفحه : 45
هُوَ المَرخُ وَ العَفَارُ يَكُونُ فِي نَاحِيَةِ بِلَادِ العَرَبِ فَإِذَا أَرَادُوا أَن يَستَوقِدُوا أَخَذُوا مِن ذَلِكَ الشّجَرِ ثُمّ أَخَذُوا عُوداً فَحَرّكُوهُ فِيهِ فَاستَوقَدُوا مِنهُ النّارَ قَولُهُداخِرُونَ أَي مَطرُوحُونَ فِي النّارِ قَولُهُهذا يَومُ الدّينِيعَنيِ يَومَ الحِسَابِ وَ المُجَازَاةِ قَولُهُيُمارُونَ فِي السّاعَةِيُخَاصِمُونَ
26-فس ،[تفسير القمي] ق جَبَلٌ مُحِيطٌ بِالدّنيَا وَرَاءَ يَأجُوجَ وَ مَأجُوجَ وَ هُوَ قَسَمٌبَل عَجِبُوايعَنيِ قُرَيشاًأَن جاءَهُم مُنذِرٌ مِنهُميعَنيِ رَسُولَ اللّهِص فَقالَ الكافِرُونَ هذا شَيءٌ عَجِيبٌ أَ إِذا مِتنا وَ كُنّا تُراباً ذلِكَ رَجعٌ بَعِيدٌ قَالَ نَزَلَت فِي أُبَيّ بنِ خَلَفٍ قَالَ لأِبَيِ جَهلٍ تَعَالَ إلِيَّ لِأُعجِبَكَ مِن مُحَمّدٍ ثُمّ أَخَذَ عَظماً فَفَتّهُ ثُمّ قَالَ يَزعُمُ مُحَمّدٌ أَنّ هَذَا يُحيَا فَقَالَ اللّهُبَل كَذّبُوا بِالحَقّ لَمّا جاءَهُم فَهُم فِي أَمرٍ مَرِيجٍيعَنيِ مُختَلَفٍ ثُمّ احتَجّ عَلَيهِم وَ ضَرَبَ لِلبَعثِ وَ النّشُورِ مَثَلًا فَقَالَأَ فَلَم يَنظُرُوا إِلَي السّماءِ فَوقَهُم إِلَي قَولِهِبَهِيجٍ أَي حَسَنٌ قَولُهُوَ حَبّ الحَصِيدِ قَالَ كُلّ حَبّ يُحصَدُوَ النّخلَ باسِقاتٍ أَي مُرتَفِعَاتٍلَها طَلعٌ نَضِيدٌيعَنيِ بَعضُهُ عَلَي بَعضٍكَذلِكَ الخُرُوجُجَوَابٌ لِقَولِهِمأَ إِذا مِتنا وَ كُنّا تُراباً ذلِكَ رَجعٌ بَعِيدٌ فَقَالَ اللّهُ كَمَا أَنّ المَاءَ إِذَا أَنزَلنَاهُ مِنَ السّمَاءِ فَيَخرُجُ النّبَاتُ كَذَلِكَ أَنتُم تَخرُجُونَ مِنَ الأَرضِ
27-فس ،[تفسير القمي] وَ المُرسَلاتِ عُرفاً قَالَ آيَاتٌ يَتبَعُ بَعضُهَا بَعضاًفَالعاصِفاتِ عَصفاً قَالَ القَبرُوَ النّاشِراتِ نَشراً قَالَ نَشرُ الأَموَاتِفَالفارِقاتِ فَرقاً قَالَ الدّابّةُفَالمُلقِياتِ ذِكراً قَالَ المَلَائِكَةُعُذراً أَو نُذراً أَي أُعذِرُكُم وَ أُنذِرُكُم بِمَا أَقُولُ وَ هُوَ قَسَمٌ وَ جَوَابُهُإِنّما تُوعَدُونَ لَواقِعٌ
بيان قوله القبر لعل المعني أن المراد بهاآيات القبر وأهوالها والملائكة السائلون
صفحه : 46
فيها كماورد أنهم يأتون كالريح العاصف كما أن المراد بما بعده أنه لبيان نشر الأموات فالناشرات الملائكة الموكلون بالنشر والدابة المراد بهادابة الأرض يفرق بين المؤمن والكافر ولعل المعني أنها من الفارقات
28-فس ،[تفسير القمي] وَ النّازِعاتِ غَرقاً قَالَ نَزعُ الرّوحِوَ النّاشِطاتِ نَشطاً قَالَ الكُفّارُ يَنشَطُونَ فِي الدّنيَاوَ السّابِحاتِ سَبحاً قَالَ المُؤمِنُونَ الّذِينَ يُسَبّحُونَ اللّهَ وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِفَالسّابِقاتِ سَبقاًيعَنيِ أَروَاحَ المُؤمِنِينَ سَبَقَ أَروَاحُهُم إِلَي الجَنّةِ بِمِثلِ الدّنيَا وَ أَروَاحُ الكَافِرِينَ إِلَي النّارِ بِمِثلِ ذَلِكَ وَ قَالَ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ فِي قَولِهِيَومَ تَرجُفُ الرّاجِفَةُ تَتبَعُهَا الرّادِفَةُ قَالَ تَنشَقّ الأَرضُ بِأَهلِهَا وَ الرّادِفَةُ الصّيحَةُقُلُوبٌ يَومَئِذٍ واجِفَةٌ أَي خَائِفَةٌيَقُولُونَ أَ إِنّا لَمَردُودُونَ فِي الحافِرَةِ قَالَ قَالَت قُرَيشٌ أَ نَرجِعُ بَعدَ المَوتِإِذا كُنّا عِظاماً نَخِرَةً أَي بَالِيَةًتِلكَ إِذاً كَرّةٌ خاسِرَةٌ قَالَ قَالُوا هَذَا عَلَي حَدّ الِاستِهزَاءِ فَقَالَ اللّهُفَإِنّما هيَِ زَجرَةٌ واحِدَةٌ فَإِذا هُم بِالسّاهِرَةِ قَالَ الزّجرَةُ النّفخَةُ الثّانِيَةُ فِي الصّورِ وَ السّاهِرَةُ مَوضِعٌ بِالشّامِ عِندَ بَيتِ المَقدِسِ وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِأَ إِنّا لَمَردُودُونَ فِي الحافِرَةِ يَقُولُ أَي فِي خَلقٍ جَدِيدٍ وَ أَمّا قَولُهُفَإِذا هُم بِالسّاهِرَةِالسّاهِرَةُ الأَرضُ كَانُوا فِي القُبُورِ فَلَمّا سَمِعُوا الزّجرَةَ خَرَجُوا مِن قُبُورِهِم فَاستَوَوا عَلَي الأَرضِ
بيان قال الفيروزآبادي سبح كمنع سبحانا وسبح تسبيحا قال سبحان الله
صفحه : 47
29-فس ،[تفسير القمي] إِنّهُ عَلي رَجعِهِ لَقادِرٌ كَمَا خَلَقَهُ مِن نُطفَةٍ يَقدِرُ أَن يَرُدّهُ إِلَي الدّنيَا وَ إِلَي القِيَامَةِيَومَ تُبلَي السّرائِرُ قَالَ يَكشِفُ عَنهَا حَدّثَنَا جَعفَرُ بنُ أَحمَدَ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ مُوسَي عَنِ ابنِ البطَاَئنِيِّ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي بَصِيرٍ
فِي قَولِهِفَما لَهُ مِن قُوّةٍ وَ لا ناصِرٍ قَالَ مَا لَهُ قُوّةٌ يَقوَي بِهَا عَلَي خَالِقِهِ وَ لَا نَاصِرٌ مِنَ اللّهِ يَنصُرُهُ إِن أَرَادَ بِهِ سُوءاً
30-نهج ،[نهج البلاغة] قَالَ ع بِالمَوتِ تُختَمُ الدّنيَا وَ بِالدّنيَا تُحرَزُ الآخِرَةُ وَ بِالقِيَامَةِ تُزلَفُالجَنّةُ لِلمُتّقِينَ وَ تُبَرّزُالجَحِيمُ لِلغاوِينَ وَ إِنّ الخَلقَ لَا مَقصَرَ لَهُم عَنِ القِيَامَةِ مُرقِلِينَ فِي مِضمَارِهَا إِلَي الغَايَةِ القُصوَي إِلَي قَولِهِ قَد شَخَصُوا مِن مُستَقَرّ الأَجدَاثِ وَ صَارُوا إِلَي مَصَايِرِ الغَايَاتِ لِكُلّ دَارٍ أَهلُهَا لَا يَستَبدِلُونَ بِهَا وَ لَا يَنقُلُونَ عَنهَا
عد،[العقائد] اعتقادنا في البعث بعدالموت أنه حق
31- وَ قَالَ النّبِيّص يَا بنَيِ عَبدِ المُطّلِبِ إِنّ الرّائِدَ لَا يَكذِبُ أَهلَهُ وَ ألّذِي بعَثَنَيِ بِالحَقّ لَتَمُوتُنّ كَمَا تَنَامُونَ وَ لَتَبعَثُنّ كَمَا تَستَيقِظُونَ وَ مَا بَعدَ المَوتِ دَارٌ إِلّا جَنّةٌ أَو نَارٌ وَ خَلقُ جَمِيعِ الخَلقِ وَ بَعثُهُم عَلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ كَخَلقِ نَفسٍ وَاحِدَةٍ وَ بَعثِهَا قَالَ اللّهُ تَعَالَيما خَلقُكُم وَ لا بَعثُكُم إِلّا كَنَفسٍ واحِدَةٍ
تذنيب اعلم أن القول بالمعاد الجسماني مما اتفق عليه جميع المليين و هو من ضروريات الدين ومنكره خارج عن عداد المسلمين والآيات الكريمة في ذلك ناصة لايعقل تأويلها والأخبار فيه متواترة لايمكن ردها و لاالطعن فيها و قدنفاه أكثر ملاحدة الفلاسفة تمسكا بامتناع إعادة المعدوم و لم يقيموا دليلا عليه بل تمسكوا تارة بادعاء البداهة وأخري بشبهات واهية لايخفي ضعفها علي من نظر فيهابعين البصيرة واليقين وترك تقليد الملحدين من المتفلسفين قال الرازي في كتاب نهاية العقول قدعرفت أن من الناس من أثبت النفس الناطقة فلاجرم اختلف أقوال أهل العالم في أمر المعاد
صفحه : 48
علي وجوه أربعة أحدها قول من قال إن المعاد ليس إلاللنفس و هذامذهب الجمهور من الفلاسفة وثانيها قول من قال المعاد ليس إلالهذا البدن و هذاقول نفاه النفس الناطقة وهم أكثر أهل الإسلام وثالثها قول من أثبت المعاد للأمرين وهم طائفة كثيرة من المسلمين مع أكثر النصاري ورابعها قول من نفي المعاد عن الأمرين و لاأعرف عاقلا ذهب إليه بلي كان جالينوس من المتوقفين في أمر المعاد وغرضنا إثبات المعاد البدني وللناس فيه قولان أحدهما أن الله تعالي يعدم أجزاء الخلق ثم يعيدها وثانيهما أنه تعالي يميتهم ويفرق أجزاءهم ثم إنه تعالي يجمعها ويرد الحياة إليها ثم قال والدليل علي جواز الإعادة في الجملة أنا قددللنا فيما مضي أن الله تعالي قادر علي كل الممكنات عالم بكل المعلومات من الجزئيات والكليات والعلم بهذه الأصول لايتوقف علي العلم بصحة المعاد البدني و إذا كان كذلك أمكن الاستدلال بالسمع علي صحة المعاد لكنا نعلم باضطرار إجماع الأنبياء صلوات الله عليهم من أولهم إلي آخرهم علي إثبات المعاد البدني فوجب القطع بوجود هذاالمعاد. و قال العلامة رحمه الله في شرح الياقوت اتفق المسلمون علي إعادة الأجساد خلافا للفلاسفة واعلم أن الإعادة تقال بمعنيين أحدهما جمع الأجزاء وتأليفها بعدتفرقها وانفصالها والثاني إيجادها بعدإعدامها و أماالثاني فقد اختلف الناس فيه واختار المصنف جوازه أيضا. و قال العلامة الدواني في شرحه علي العقائد العضدية والمعاد أي الجسماني فإنه المتبادر عن إطلاق أهل الشرع إذ هو ألذي يجب الاعتقاد به ويكفر من أنكره حق بإجماع أهل الملل الثلاثة وشهادة نصوص القرآن في المواضع المتعددة بحيث لايقبل التأويل كقوله تعالي أَ وَ لَم يَرَ الإِنسانُ إلي قوله بِكُلّ خَلقٍ عَلِيمٌ قال المفسرون نزلت هذه الآية في أبي بن خلف خاصم رسول الله ص وأتاه بعظم قدرم وبلي ففته بيده و قال يا محمد أتري الله يحيي هذه بعد مارم فقال ص نعم ويبعثك ويدخلك النار و هذامما يقلع عرق التأويل بالكلية ولذلك قال الإمام الإنصاف
صفحه : 49
أنه لايمكن الجمع بين الإيمان بما جاء به النبي ص و بين إنكار الحشر الجسماني قلت و لاالجمع بين القول بقدم العالم علي مايقوله الفلاسفة و بين الحشر الجسماني لأن النفوس الناطقة علي هذاالتقدير غيرمتناهية فيستدعي حشرها جميعا أبدانا غيرمتناهية وأمكنة غيرمتناهية و قدثبت تناهي الأبعاد بالبرهان وباعترافهم يحشر الأجساد ويعاد فيهاالأرواح بإعادة البدن المعدوم بعينه عندالمتكلمين بل أكثرهم وبأن تجمع أجزاؤه المتفرقة كماكانت أولا عندبعضهم وهم الذين ينكرون جواز إعادة المعدوم موافقة للفلاسفة و إذااستحال إعادة المعدوم تعين الوجه الثاني و هو أن يكون بجمع الأجزاء المتفرقة وتأليفها كماكانت أولا. لايقال لوثبت استحالة إعادة المعدوم لزم بطلان الوجه الثاني أيضا لأن أجزاء بدن الشخص كبدن زيد مثلا و إن لم يكن له جزء صوري لا يكون بدن زيد إلابشرط اجتماع خاص وشكل معين فإذاتفرقت أجزاؤه وانتفي الاجتماع والشكل المعينان لم يبق بدن زيد ثم إذاأعيد فإما أن يعاد ذلك الاجتماع والشكل بعينهما أو لا و علي الأول يلزم إعادة المعدوم و علي الثاني لا يكون المعاد بعينه هوالبدن الأول بل مثله وحينئذ يكون تناسخا و من ثم قيل ما من مذهب إلا وللتناسخ فيه قدم راسخ .لأنا نقول إنما يلزم التناسخ إذا لم يكن البدن المحشور مؤلفا من الأجزاء الأصلية للبدن الأول أما إذا كان كذلك فلايستحيل إعادة الروح إليه و ليس ذلك من التناسخ و إن سمي ذلك تناسخا كان مجرد اصطلاح فإن ألذي دل علي استحالته تعلق نفس زيد ببدن آخر لا يكون مخلوقا من أجزاء بدنه و أماتعلقه بالبدن المؤلف من أجزائه الأصلية بعينها مع تشكلها بشكل مثل الشكل السابق فهو ألذي نعنيه بالحشر الجسماني وكون الشكل والاجتماع غيرالسابق لايقدح في المقصود و هوحشر الأشخاص الإنسانية بأعيانها فإن زيدا مثلا شخص واحد محفوظ وحدته الشخصية من أول عمره إلي آخره بحسب العرف والشرع ولذلك يؤاخذ شرعا وعرفا بعدالتبدل بما لزمه قبل و كما لايتوهم أن في ذلك تناسخا لاينبغي أن يتوهم في هذه الصورة أيضا و إن كان الشكل مخالفا للشكل الأول كَمَا وَرَدَ فِي
صفحه : 50
الحَدِيثِ أَنّهُ قَالَ يُحشَرُ المُتَكَبّرُونَ كَأَمثَالِ الذّرّ وَ أَنّ ضِرسَ الكَافِرِ مِثلُ أُحُدٍ وَ أَنّ أَهلَ الجَنّةِ جُردٌ مُردٌ مَكحُولُونَ
والحاصل أن المعاد الجسماني عبارة عن عود النفس إلي بدن هو ذلك البدن بحسب الشرع والعرف ومثل هذه التبدلات والمغايرات التي لاتقدح في الوحدة بحسب الشرع والعرف لاتقدح في كون المحشور هوالمبدأ فافهم . واعلم أن المعاد الجسماني مما يجب الاعتقاد به ويكفر منكره أماالمعاد الروحاني أعني التذاذ النفس بعدالمفارقة وتألمها باللذات والآلام العقلية فلايتعلق التكليف باعتقاده و لايكفر منكره و لامنع شرعا و لاعقلا من إثباته قال الإمام في بعض تصانيفه أماالقائلون بالمعاد الروحاني والجسماني معا فقد أرادوا أن يجمعوا بين الحكمة والشريعة فقالوا دل العقل علي أن سعادة الأرواح بمعرفة الله تعالي ومحبته و أن سعادة الأجساد في إدراك المحسوسات والجمع بين هاتين السعادتين في هذه الحياة غيرممكن لأن الإنسان مع استغراقه في تجلي أنوار عالم القدس لايمكنه أن يلتفت إلي اللذات الجسمانية و مع استغراقه في استيفاء هذه اللذات لايمكنه أن يلتفت إلي اللذات الروحانية وإنما تعذر هذاالجمع لكون الأرواح البشرية ضعيفة في هذاالعالم فإذافارقت بالموت واستمدت من عالم القدس والطهارة قويت قادرة علي الجمع بين الأمرين و لاشبهة في أن هذه الحالة هي الحالة القصوي من مراتب السعادات قلت سياق هذاالكلام مشعر بأن إثبات الروحاني إنما هو من حيث الجمع بين الشريعة والفلسفة وإثباتهما ليس من المسائل الكلامية و هذا كما أن الرئيس أبا علي مع إنكاره للمعاد الجسماني علي ما هوبسطه في كتاب المعاد وبالغ فيه وأقام الدليل بزعمه علي نفيه قال في كتاب النجاة والشفاء إنه يجب أن يعلم أن المعاد منه ما هومقبول من الشرع و لاسبيل إلي إثباته إلا من طرق الشريعة وتصديق خبر النبوة و هو ألذي للبدن عندالبعث وخيراته وشروره معلوم لايحتاج إلي أن يعلم و قدبسطت الشريعة الحقة التي أتانا به سيدنا ومولانا محمدص حال السعادة والشقاوة التي بحسب البدن و منه ما هومدرك بالعقل والقياس البرهاني و قدصدقه النبوة و هوالسعادة والشقاوة الثابتتان بالقياس إلي نفس الأمر و إن كان الأوهام منا تقصر عن تصورهما الآن وسياق
صفحه : 51
هذاالكلام مشعر بأن إثباته للمعاد الروحاني ليس من حيث الحكمة بل هو من حيث الشريعة فإن التمسك بالدلائل النقلية ليس من وظائف الفلسفة فلايتوهم أن إثباته من المسائل الحكمية و هوأراد أن يجمع بين الفلسفة والشريعة.فذلكة اعلم أن خلاصة القول في ذلك هو أن للناس في تفرق الجسم واتصاله مذاهب فالقائلون بالهيولي يقولون بانعدام الصورة الجسمية والنوعية وبقاء الهيولي عندتفرق الجسم والنافون للهيولي والجزء ألذي لايتجزي كالمحقق الطوسي رحمه الله يقولون بعدم انعدام جزء من الجسم عندالتفرق بل ليس الجسم إلاالصورة وهي باقية في حال الاتصال والانفصال وكذا القائلون بالجزء يقولون ببقاء الأجزاء عندالتفرق والاتصال فأما علي القول الأول فلابد في القول بإثبات المعاد بمعني عود الشخص بجميع أجزائه من القول بإعادة المعدوم و أماالقائلون بالأخيرين فقد ظنوا أنهم قدتفصوا عن ذلك ويمكنهم القول بالحشر الجسماني بهذا المعني مع عدم القول بجواز إعادة المعدوم و فيه نظر إذ ظاهر أنه إذاأحرق جسد زيد وذرت الرياح ترابه لايبقي تشخص زيد و إن بقيت الصورة والأجزاء بل لابد في عود الشخص بعينه من عود تشخصه بعدانعدامه كمامرت الإشارة إليه نعم ذكر بعض المتكلمين أن تشخص الشخص إنما يقوم بأجزائه الأصلية المخلوقة من المني وتلك الأجزاء باقية في مدة حياة الشخص و بعدموته وتفرق أجزائه فلايعدم التشخص و قدمضي مايومئ إليه من الأخبار و علي هذافلو انعدم بعض العوارض الغير المشخصة وأعيد غيرها مكانها لايقدح في كون الشخص باقيا بعينه فإذاتمهد هذافاعلم أن القول بالحشر الجسماني علي تقدير عدم القول بامتناع إعادة المعدوم حيث لم يتم الدليل عليه بين لاإشكال فيه و أما علي القول به فيمكن أن يقال يكفي في المعاد كونه مأخوذا من تلك المادة بعينها أو من تلك الأجزاء بعينها لاسيما إذا كان شبيها بذلك الشخص في الصفات والعوارض بحيث لورأيته لقلت إنه فلان إذ مدار اللذات والآلام علي الروح و لوبواسطة الآلات و هوباق بعينه و لاتدل النصوص إلا علي إعادة ذلك الشخص بمعني أنه يحكم عليه عرفا أنه ذلك الشخص كما أنه يحكم علي الماء الواحد إذاأفرغ في إناءين أنه هوالماء ألذي كان في إناء
صفحه : 52
واحد عرفا وشرعا و إن قيل بالهيولي و لايبتني الإطلاقات الشرعية والعرفية واللغوية علي أمثال تلك الدقائق الحكمية والفلسفية و قدأومأنا في تفسير بعض الآيات وشرح بعض الأخبار إلي مايؤيد ذلك كقوله تعالي عَلي أَن يَخلُقَ مِثلَهُم و قوله تعالي بَدّلناهُم جُلُوداً غَيرَها. قال شارح المقاصد اتفق المحققون من الفلاسفة والمليين علي حقيقة المعاد واختلفوا في كيفيته فذهب جمهور الفلاسفة إلي أنه روحاني فقط لأن البدن ينعدم بصوره وأعراضه فلايعاد والنفس جوهر مجرد باق لاسبيل إليه للفناء فيعود إلي عالم المجردات بقطع التعلقات وذهب كثير من علماء الإسلام كالغزالي والكعبي والحليمي والراغب والقاضي أبوزيد الدبوسي إلي القول بالمعاد الروحاني والجسماني جميعا ذهابا إلي أن النفس جوهر مجرد يعود إلي البدن و هذارأي كثير من الصوفية والشيعة والكرامية و به يقول جمهور النصاري والتناسخية قال الإمام الرازي إلا أن الفرق أن المسلمين يقولون بحدوث الأرواح وردها إلي الأبدان لا في هذاالعالم بل في الآخرة والتناسخية بقدمها وردها إليها في هذاالعالم وينكرون الآخرة والجنة والنار ونبهنا علي هذاالفرق لأنه جبلت علي الطباع العامية أن هذاالمذهب يجب أن يكون كفرا وضلالا لكونه مما ذهب إليه التناسخية والنصاري و لايعلمون أن التناسخية إنما يكفرون لإنكارهم القيامة والجنة والنار والنصاري لقولهم بالتثليث و أماالقول بالنفوس المجردة فلايرفع أصلا من أصول الدين بل ربما يؤيده ويبين الطريق إلي إثبات المعاد بحيث لايقدح فيه شبه المنكرين كذا في نهاية العقول . و قدبالغ الإمام الغزالي في تحقيق المعاد الروحاني وبيان أنواع الثواب والعقاب بالنسبة إلي الروح حتي سبق إلي كثير من الأوهام ووقع في ألسنة بعض العوام أنه ينكر حشر الأجساد افتراء عليه كيف و قدصرح به في مواضع من كتاب الإحياء وغيره وذهب إلي أن إنكاره كفر وإنما لم يشرحه في كتبه كثير شرح لما قال إنه ظاهر لايحتاج إلي زيادة بيان نعم ربما يميل كلامه وكلام كثير من القائلين بالمعادين إلي أن معني ذلك أن يخلق الله تعالي من الأجزاء المتفرقة لذلك البدن بدنا فيعيد
صفحه : 53
إليه نفسه المجردة الباقية بعدخراب البدن و لايضرنا كونه غيرالبدن الأول بحسب الشخص و لاامتناع إعادة المعدوم بعينه و ماشهد به النصوص من كون أهل الجنة جردا مردا وكون ضرس الكافر مثل جبل أحد يعضد ذلك وكذا قوله تعالي كُلّما نَضِجَت جُلُودُهُم بَدّلناهُم جُلُوداً غَيرَها و لايبعد أن يكون قوله تعالي أَ وَ لَيسَ ألّذِي خَلَقَ السّماواتِ وَ الأَرضَ بِقادِرٍ عَلي أَن يَخلُقَ مِثلَهُمإشارة إلي هذا. فإن قيل فعلي هذا يكون المثاب والمعاقب باللذات والآلام الجسمانية غير من عمل الطاعة وارتكب المعصية قلنا العبرة في ذلك بالإدراك وإنما هوللروح و لوبواسط الآلات و هوباق بعينه وكذا الأجزاء الأصلية من البدن ولذا يقال للشخص من الصباء إلي الشيخوخة إنه هوبعينه و إن تبدلت الصور والهيئات بل كثير من الأعضاء والآلات و لايقال لمن جني في الشباب فعوقب في المشيب أنها عقوبة لغير الجاني انتهي .أقول الأحوط والأولي التصديق بما تواتر في النصوص وعلم ضرورة من ثبوت الحشر الجسماني وسائر ماورد فيها من خصوصياته وعدم الخوض في أمثال ذلك إذ لم نكلف بذلك وربما أفضي التفكر فيها إلي القول بشيء لم يطابق الواقع و لم نكن معذورين في ذلك و الله الموفق للحق والسداد في المبدإ والمعاد
صفحه : 54
الآيات الأعراف يَسئَلُونَكَ عَنِ السّاعَةِ أَيّانَ مُرساها قُل إِنّما عِلمُها عِندَ ربَيّ لا يُجَلّيها لِوَقتِها إِلّا هُوَ ثَقُلَت فِي السّماواتِ وَ الأَرضِ لا تَأتِيكُم إِلّا بَغتَةً يَسئَلُونَكَ كَأَنّكَ حفَيِّ عَنها قُل إِنّما عِلمُها عِندَ اللّهِ وَ لكِنّ أَكثَرَ النّاسِ لا يَعلَمُونَهودإِنّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِمَن خافَ عَذابَ الآخِرَةِ ذلِكَ يَومٌ مَجمُوعٌ لَهُ النّاسُ وَ ذلِكَ يَومٌ مَشهُودٌ وَ ما نُؤَخّرُهُ إِلّا لِأَجَلٍ مَعدُودٍ يَومَ يَأتِ لا تَكَلّمُ نَفسٌ إِلّا بِإِذنِهِ فَمِنهُم شقَيِّ وَ سَعِيدٌالحجروَ إِنّ السّاعَةَ لَآتِيَةٌالنحل وَ ما أَمرُ السّاعَةِ إِلّا كَلَمحِ البَصَرِ أَو هُوَ أَقرَبُ إِنّ اللّهَ عَلي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌلقمان إِنّ اللّهَ عِندَهُ عِلمُ السّاعَةِالأحزاب 63-يَسئَلُكَ النّاسُ عَنِ السّاعَةِ قُل إِنّما عِلمُها عِندَ اللّهِ وَ ما يُدرِيكَ لَعَلّ السّاعَةَ تَكُونُ قَرِيباًص لَهُم عَذابٌ شَدِيدٌ بِما نَسُوا يَومَ الحِسابِالمؤمن لِيُنذِرَ يَومَ التّلاقِ و قال تعالي 32-يا قَومِ إنِيّ أَخافُ عَلَيكُم يَومَ التّنادِ يَومَ تُوَلّونَ مُدبِرِينَ ما لَكُم مِنَ اللّهِ مِن عاصِمٍحمعسق وَ تُنذِرَ يَومَ الجَمعِ لا رَيبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الجَنّةِ وَ فَرِيقٌ فِي السّعِيرِالزخرف وَ عِندَهُ عِلمُ السّاعَةِ وَ إِلَيهِ تُرجَعُونَ
صفحه : 55
النجم أَزِفَتِ الآزِفَةُ لَيسَ لَها مِن دُونِ اللّهِ كاشِفَةٌالقمراقتَرَبَتِ السّاعَةُ وَ انشَقّ القَمَرُالتغابن يَومَ يَجمَعُكُم لِيَومِ الجَمعِ ذلِكَ يَومُ التّغابُنِالملك 25-وَ يَقُولُونَ مَتي هذَا الوَعدُ إِن كُنتُم صادِقِينَ قُل إِنّمَا العِلمُ عِندَ اللّهِ وَ إِنّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌالحاقةالحَاقّةُ مَا الحَاقّةُ وَ ما أَدراكَ مَا الحَاقّةُ كَذّبَت ثَمُودُ وَ عادٌ بِالقارِعَةِالجن قُل إِن أدَريِ أَ قَرِيبٌ ما تُوعَدُونَ أَم يَجعَلُ لَهُ ربَيّ أَمَداًالمرسلات هذا يَومُ الفَصلِ جَمَعناكُم وَ الأَوّلِينَ فَإِن كانَ لَكُم كَيدٌ فَكِيدُونِ وَيلٌ يَومَئِذٍ لِلمُكَذّبِينَالنازعات فَإِذا جاءَتِ الطّامّةُ الكُبري و قال تعالي يَسئَلُونَكَ عَنِ السّاعَةِ أَيّانَ مُرساها فِيمَ أَنتَ مِن ذِكراها إِلي رَبّكَ مُنتَهاها إِنّما أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخشاها كَأَنّهُم يَومَ يَرَونَها لَم يَلبَثُوا إِلّا عَشِيّةً أَو ضُحاهاالبروج وَ اليَومِ المَوعُودِ وَ شاهِدٍ وَ مَشهُودٍتفسير قال الطبرسي رحمه الله يَسئَلُونَكَ عَنِ السّاعَةِ أي الساعة التي يموت فيهاالخلق أوالقيامة و هوقول أكثر المفسرين أووقت فناء الخلق أَيّانَ مُرساها أي متي وقوعها وكونها وقيل منتهاها عن ابن عباس وقيل قيامهاقُل إِنّما عِلمُها عِندَ ربَيّ أي إنما وقت قيامها ومجيئها عند الله تعالي لم يطلع عليه أحدا من خلقه وإنما لم يخبر سبحانه بوقته ليكون العباد علي حذر منه فيكون ذلك أدعي لهم إلي الطاعة وأزجر من المعصيةلا يُجَلّيها لِوَقتِها إِلّا هُوَ أي لايظهرها و لايكشف عن علمها إلا هو و لايعلم أحد سواه متي تكون قبل كونها وقيل معناه لايأتي بها إلا هو
صفحه : 56
ثَقُلَت فِي السّماواتِ وَ الأَرضِ فيه وجوه أحدها ثقل علمها علي أهل السماوات و الأرض لأن من خفي عليه علم شيء كان ثقيلا عليه . وثانيها أن معناه عظمت علي أهل السماوات و الأرض صفتها لما يكون فيها من انتثار النجوم وتسيير الجبال و غير ذلك . وثالثها ثقل وقوعها علي أهل السماوات و الأرض لعظمها وشدتها. ورابعها أن المراد نفس السماوات و الأرض لاتطيق حملها لشدتها أي لوكانت أحياء لثقلت عليها تلك الأحوال لا تَأتِيكُم إِلّا بَغتَةً أي فجأة لتكون أعظم وأهول يَسئَلُونَكَ كَأَنّكَ حفَيِّ عَنها أي يسألونك عنها كأنك حفي بها أي عالم بها قدأكثرت المسألة عنها وأصله من أحفيت في السؤال عن الشيء حتي علمته وقيل تقديره يسألونك عنها كأنك حفي بهم أي بار بهم فرح بسؤالهم وقيل معناه كأنك معني بالسؤال عنها فسألت عنها حتي علمتهاقُل إِنّما عِلمُها عِندَ اللّهِ وإنما أعاد هذاالقول لأنه وصله بقوله وَ لكِنّ أَكثَرَ النّاسِ لا يَعلَمُونَ وقيل أراد بالأول علم وقت قيامها وبالثاني علم كيفيتها وتفصيل ما فيها. و في قوله تعالي وَ ذلِكَ يَومٌ مَشهُودٌ أي يشهده الخلائق كلهم من الجن والإنس و أهل السماء و أهل الأرض وَ ما نُؤَخّرُهُ إِلّا لِأَجَلٍ مَعدُودٍ هوأجل قدأعده الله لعلمه بأن صلاح الخلق في إدامة التكليف عليهم إلي ذلك الوقت و فيه إشارة إلي قربه فإن مايدخل تحت العد فإن قدنفد. و قال البيضاوي في قوله تعالي وَ ما أَمرُ السّاعَةِ أي أمر قيام الساعة في سرعته وسهولته إِلّا كَلَمحِ البَصَرِ إلاكرجع الطرف من أعلي الحدقة إلي أسفلهاأَو هُوَ أَقرَبُ أوأمرها أقرب منه بأن يكون في زمان نصف تلك الحركة بل في الآن التي يبتدأ فيه فإنه تعالي يحيي الخلائق دفعة و مايوجد دفعة كان في آن و أوللتخيير أوبمعني بل وقيل معناه أن قيام الساعة و إن تراخي فهو عند الله كالشيء ألذي يقولون فيه هوكلمح البصر أوأقرب مبالغة في استقرابه و في قوله يَومَ التّنادِ أي يوم
صفحه : 57
القيامة ينادي فيه بعضهم بعضا للاستغاثة أويتصايحون بالويل والثبور أويتنادي أصحاب الجنة وأصحاب النار كماحكي في الأعراف يَومَ تُوَلّونَ عن الموقف مُدبِرِينَمنصرفين عنه إلي النار وقيل فارين عنهاما لَكُم مِنَ اللّهِ مِن عاصِمٍيعصمكم من عذابه . و في قوله تعالي أَزِفَتِ الآزِفَةُدنت الساعة الموصوفة بالدنو في نحو قوله اقتَرَبَتِ السّاعَةُلَيسَ لَها مِن دُونِ اللّهِ كاشِفَةٌ ليس لها نفس قادرة علي كشفها إذاوقعت إلا الله لكنه لايكشفها أوالآن بتأخيرها إلا الله أو ليس لها كاشفة لوقتها إلا الله إذ لايطلع عليه سواه أو ليس لها من غير الله كشف علي أنها مصدر كالعافية. و في قوله تعالي اقتَرَبَتِ السّاعَةُ وَ انشَقّ القَمَرُروي أن الكفار سألوا رسول الله ص آية فانشق القمر وقيل سينشق القمر يوم القيامة ويؤيد الأول أنه قرئ و قدانشق القمر أي اقتربت الساعة و قدحصل من آيات اقترابها انشقاق القمر. و في قوله يَومَ يَجمَعُكُم لِيَومِ الجَمعِ أي لأجل ما فيه من الحساب والجزاء والجمع جمع الملائكة والثقلين ذلِكَ يَومُ التّغابُنِيغبن فيه بعضهم بعضا لنزول السعداء منازل الأشقياء لوكانوا سعداء وبالعكس مستعار من تغابن التجار. و في قوله الحَاقّةُ أي الساعة أوالحالة التي تحق وقوعها أوالتي تحق فيهاالأمور أي تعرف حقيقتها أوتقع فيهاحواق الأمور من الحساب والجزاء علي الإسناد المجازي وهي مبتدأ خبرهامَا الحَاقّةُ وأصله ماهي أي أي شيءهي علي التعظيم لشأنها والتهويل لها فوضع الظاهر موضع المضمروَ ما أَدراكَ مَا الحَاقّةُ أي أي شيءأعلمك ماهي أي إنك لاتعلم كنهها فإنها أعظم من أن يبلغها دراية أحدكَذّبَت ثَمُودُ وَ عادٌ بِالقارِعَةِبالحالة التي تقرع الناس بالإفزاع والأجرام بالانفطار والانتشار وإنما وضعت موضع ضمير الحاقة زيادة في وصف شدتها. و في قوله إِن أدَريِ ماأدريأَ قَرِيبٌ ما تُوعَدُونَ أَم يَجعَلُ لَهُ ربَيّ أَمَداًغاية تطول مدتها.
صفحه : 58
و في قوله فَإِذا جاءَتِ الطّامّةُالداهية التي تطم أي تعلو علي سائر الدواهيالكُبريالتي هي أكبر الطامات وهي القيامة أوالنفخة الثانية أوالساعة التي يساق فيها أهل الجنة إلي الجنة و أهل النار إلي النار. و في قوله أَيّانَ مُرساهامتي إرساؤها أي إقامتها وإثباتها أومنتهاها ومستقرها من مرسي السفينة و هوحيث تنتهي إليه وتستقر فيه فِيمَ أَنتَ مِن ذِكراها في أي شيء أنت من أن تذكر وقتها لهم أي ما أنت من ذكرها لهم وتبيين وقتها في شيء فإن ذكرها لهم لايزيدهم إلاغيا ووقتها مما استأثره الله بعلمه وقيل فِيمَإنكار لسؤالهم وأَنتَ مِن ذِكراهامستأنف أي أنت ذكر من ذكرها وعلامة من أشراطها فإن إرساله خاتما للأنبياء أمارة من أماراتها وقيل إنه متصل بسؤالهم والجواب إِلي رَبّكَ مُنتَهاها أي منتهي علمهاإِنّما أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخشاهاإنما بعثت لإنذار من يخاف هولها و هو لايناسب تعيين الوقت كَأَنّهُم يَومَ يَرَونَها لَم يَلبَثُوا أي في الدنيا أو في القبورإِلّا عَشِيّةً أَو ضُحاها أي عشية يوم أوضحاه . و قال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالي وَ شاهِدٍ وَ مَشهُودٍأقوال أحدها أن الشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم عرفة عن ابن عباس و أبي جعفر و أبي عبد الله ع وروي ذلك عن النبي ص لأن الجمعة تشهد علي كل عامل بما عمل فيه وثانيها أن الشاهد يوم النحر والمشهود يوم عرفة وثالثها أن الشاهد محمدص والمشهود يوم القيامة و هوالمروي عن الحسن بن علي ع ورابعها أن الشاهد يوم عرفة والمشهود يوم الجمعة وخامسها أن الشاهد الملك والمشهود يوم القيامة وقيل الشاهد الذين يشهدون علي الناس والمشهود هم الذين يشهد عليهم وقيل الشاهد هذه الأمة والمشهود سائر الأمم وقيل الشاهد أعضاء بني آدم والمشهود هم
1-ل ،[الخصال ]عُبدُوسُ بنُ عَلِيّ الجرُجاَنيِّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ المَعرُوفِ بِابنِ الشّغَالِ عَنِ الحَارِثِ بنِ مُحَمّدِ بنِ أَبِي أُسَامَةَ عَن يَحيَي بنِ أَبِي بُكَيرٍ عَن زُهَيرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَبدِ اللّهِ
صفحه : 59
بنِ مُحَمّدِ بنِ عَقِيلٍ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ يَزِيدَ عَن أَبِي لُبَابَةَ بنِ عَبدِ المُنذِرِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَا مِن مَلَكٍ مُقَرّبٍ وَ لَا سَمَاءٍ وَ لَا أَرضٍ وَ لَا رِيَاحٍ وَ لَا جِبَالٍ وَ لَا بَرّ وَ لَا بَحرٍ إِلّا وَ هُنّ يَشفَقنَ مِن يَومِ الجُمُعَةِ أَن تَقُومَ فِيهِ السّاعَةُ الخَبَرَ
2-ل ،[الخصال ] مُحَمّدُ بنُ أَحمَدَ الوَرّاقُ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ مَولَي الرّشِيدِ عَن دَارِمِ بنِ قَبِيصَةَ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص تَقُومُ السّاعَةُ يَومَ الجُمُعَةِ بَينَ الصّلَاتَينِ صَلَاةَ الظّهرِ وَ العَصرِ
3-ل ،[الخصال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن غَيرِ وَاحِدٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ يَخرُجُ قَائِمُنَا أَهلَ البَيتِ يَومَ الجُمُعَةِ وَ تَقُومُ القِيَامَةُ يَومَ الجُمُعَةِ الخَبَرَ
4- ع ،[علل الشرائع ] فِي خَبَرِ يَزِيدَ بنِ سَلّامٍ أَنّهُ سَأَلَ النّبِيّص عَن يَومِ الجُمُعَةِ لِمَ سمُيَّ بِهَا قَالَ هُوَيَومٌ مَجمُوعٌ لَهُ النّاسُ وَ ذلِكَ يَومٌ مَشهُودٌ وَ يَومُشاهِدٍ وَ مَشهُودٍالخَبَرَ
5- مع ،[معاني الأخبار] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ الأصَفهَاَنيِّ عَنِ المنِقرَيِّ عَن حَفصِ بنِ غِيَاثٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ يَومَ التّلاقِ يَومَ يلَتقَيِ أَهلُ السّمَاءِ وَ أَهلُ الأَرضِ وَيَومَ التّنادِ يَومَ ينُاَديِ أَهلُ النّارِ أَهلَ الجَنّةِأَن أَفِيضُوا عَلَينا مِنَ الماءِ أَو مِمّا رَزَقَكُمُ اللّهُ وَيَومُ التّغابُنِ يَومٌ يَغبِنُ أَهلُ الجَنّةِ أَهلَ النّارِ وَيَومَ الحَسرَةِ يَومَ يُؤتَي بِالمَوتِ فَيُذبَحُ
فس ،[تفسير القمي]مرسلا مثله
صفحه : 60
6- مع ،[معاني الأخبار] أَبِي عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَنِ الأشَعرَيِّ وَ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ مَحبُوبٍ عَنِ اليقَطيِنيِّ عَن صَفوَانَ بنِ يَحيَي عَن إِسمَاعِيلَ بنِ جَابِرٍ عَن رِجَالِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّذلِكَ يَومٌ مَجمُوعٌ لَهُ النّاسُ وَ ذلِكَ يَومٌ مَشهُودٌ قَالَ المَشهُودُ يَومُ عَرَفَةَ وَ المَجمُوعُ لَهُ النّاسُ يَومَ القِيَامَةِ
7- مع ،[معاني الأخبار] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ ابنِ أَبَانٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ النّضرِ عَن مُحَمّدِ بنِ هَاشِمٍ عَمّن رَوَي عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ سَأَلَهُ الأَبرَشُ الكلَبيِّ عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ شاهِدٍ وَ مَشهُودٍ فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع مَا قِيلَ لَكَ فَقَالَ قَالُوا شَاهِدٌ يَومُ الجُمُعَةِ وَ مَشهُودٌ يَومُ عَرَفَةَ فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع لَيسَ كَمَا قِيلَ لَكَ الشّاهِدُ يَومُ عَرَفَةَ وَ المَشهُودُ يَومُ القِيَامَةِ أَ مَا تَقرَأُ القُرآنَ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّذلِكَ يَومٌ مَجمُوعٌ لَهُ النّاسُ وَ ذلِكَ يَومٌ مَشهُودٌ
8- مع ،[معاني الأخبار] وَ بِهَذَا الإِسنَادِ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن فَضَالَةَ عَن أَبَانٍ عَن أَبِي الجَارُودِ عَن أَحَدِهِمَا ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ شاهِدٍ وَ مَشهُودٍ قَالَ الشّاهِدُ يَومُ الجُمُعَةِ وَ المَشهُودُ يَومُ عَرَفَةَ وَ المَوعُودُ يَومُ القِيَامَةِ
مع ،[معاني الأخبار] أبي عن محمدالعطار عن أحمد بن محمد عن موسي بن القاسم عن ابن أبي عمير عن أبان بن عثمان عن عبدالرحمن بن أبي عبد الله عن أبي عبد الله ع مثله
9-شي،[تفسير العياشي] عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَحَدِهِمَا ع قَالَ فِي قَولِ اللّهِذلِكَ يَومٌ مَجمُوعٌ لَهُ النّاسُ وَ ذلِكَ يَومٌ مَشهُودٌفَذَكَرَ يَومَ القِيَامَةِ وَ هُوَ اليَومُ المَوعُودُ
10-كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَنِ ابنِ عِيسَي وَ عَلِيّ عَن أَبِيهِ جَمِيعاً عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ غَالِبٍ عَن أَبِيهِ عَن سَعِيدِ بنِ المُسَيّبِ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع
صفحه : 61
فِيمَا سيَأَتيِ تَمَامُهُ فِي بَابِ مَوَاعِظِهِ ع حَيثُ قَالَ اعلَم يَا ابنَ آدَمَ أَنّ مِن وَرَاءِ هَذَا أَعظَمَ وَ أَفظَعَ وَ أَوجَعَ لِلقُلُوبِ يَومَ القِيَامَةِذلِكَ يَومٌ مَجمُوعٌ لَهُ النّاسُ وَ ذلِكَ يَومٌ مَشهُودٌيَجمَعُ اللّهُ فِيهِ الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ ذَلِكَيَومَ يُنفَخُ فِي الصّورِ وَ تُبَعثَرُ فِيهِ القُبُورُ وَ ذَلِكَيَومَ الآزِفَةِ إِذِ القُلُوبُ لَدَي الحَناجِرِ كاظِمِينَ وَ ذَلِكَ يَومٌ لَا تُقَالُ فِيهِ عَثرَةٌ وَ لَا تُؤخَذُ مِن أَحَدٍ فِديَةٌ وَ لَا تُقبَلُ مِن أَحَدٍ مَعذِرَةٌ وَ لَا لِأَحَدٍ فِيهِ مُستَقبَلُ تَوبَةٍ لَيسَ إِلّا الجَزَاءُ بِالحَسَنَاتِ وَ الجَزَاءُ بِالسّيّئَاتِ فَمَن كَانَ مِنَ المُؤمِنِينَ عَمِلَ فِي هَذِهِ الدّنيَا مِثقَالَ ذَرّةٍ مِن خَيرٍ وَجَدَهُ وَ مَن كَانَ مِنَ المُؤمِنِينَ عَمِلَ فِي هَذِهِ الدّنيَا مِثقَالَ ذَرّةٍ مِن شَرّ وَجَدَهُ الخَبَرَ
11-فس ،[تفسير القمي] قَولُهُ تَعَالَيوَ اليَومِ المَوعُودِ وَ شاهِدٍ وَ مَشهُودٍ قَالَ اليَومُ المَوعُودُ يَومُ القِيَامَةِ وَ الشّاهِدُ يَومُ الجُمُعَةِ وَ المَشهُودُ يَومُ القِيَامَةِ
12-يه ،[ من لايحضره الفقيه ]روُيَِ أَنّ قِيَامَ القَائِمِ ع يَكُونُ فِي يَومِ الجُمُعَةِ وَ تَقُومُ القِيَامَةُ فِي يَومِ الجُمُعَةِ يَجمَعُ اللّهُ فِيهِ الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّذلِكَ يَومٌ مَجمُوعٌ لَهُ النّاسُ وَ ذلِكَ يَومٌ مَشهُودٌ
13-ل ،[الخصال ]العَطّارُ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ الميِثمَيِّ عَن مُثَنّي الحَنّاطِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ أَيّامُ اللّهِ ثَلَاثَةٌ يَومُ يَقُومُ القَائِمُ وَ يَومُ الكَرّةِ وَ يَومُ القِيَامَةِ
14-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِإِسنَادِهِ عَنِ الصّدُوقِ عَن مَاجِيلَوَيهِ عَنِ الكوُفيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ الخَيّاطِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ القَاسِمِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ قَالَ عِيسَي ابنُ
صفحه : 62
مَريَمَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ مَتَي قِيَامُ السّاعَةِ فَانتَفَضَ جَبرَئِيلُ انتِفَاضَةً أغُميَِ عَلَيهِ مِنهَا فَلَمّا أَفَاقَ قَالَ يَا رُوحَ اللّهِ مَا المَسئُولُ أَعلَمَ بِهَا مِنَ السّائِلِوَ لَهُ مَن فِي السّماواتِ وَ الأَرضِلا تَأتِيكُم إِلّا بَغتَةً
15-تَفسِيرُ النعّماَنيِّ،بِمَا سيَأَتيِ مِن إِسنَادِهِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ وَ أَمّا مَا أَنزَلَ اللّهُ تَعَالَي فِي كِتَابِهِ مِمّا تَأوِيلُهُ حِكَايَةٌ فِي نَفسِ تَنزِيلِهِ وَ شَرحِ مَعنَاهُ فَمِن ذَلِكَ قِصّةُ أَهلِ الكَهفِ وَ ذَلِكَ أَنّ قُرَيشاً بَعَثُوا ثَلَاثَةَ نَفَرٍ نَضرَ بنَ حَارِثِ بنِ كَلدَةَ وَ عُقبَةَ بنَ أَبِي مُعَيطٍ وَ عَامِرَ بنَ وَاثِلَةَ إِلَي يَثرِبَ وَ إِلَي نَجرَانَ لِيَتَعَلّمُوا مِنَ اليَهُودِ وَ النّصَارَي مَسَائِلَ يُلقُونَهَا عَلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ لَهُم عُلَمَاءُ اليَهُودِ وَ النّصَارَي سَلُوهُ عَن مَسَائِلَ فَإِن أَجَابَكُم عَنهَا فَهُوَ النّبِيّ المُنتَظَرُ ألّذِي أَخبَرَت بِهِ التّورَاةُ ثُمّ سَلُوهُ عَن مَسأَلَةٍ أُخرَي فَإِنِ ادّعَي عِلمَهَا فَهُوَ كَاذِبٌ لِأَنّهُ لَا يَعلَمُ عِلمَهَا غَيرُ اللّهِ وَ هيَِ قِيَامُ السّاعَةِ فَقَدِمَ الثّلَاثَةُ نَفَرٍ بِالمَسَائِلِ وَ سَاقَ الخَبَرَ إِلَي أَن قَالَ نَزَلَ عَلَيهِ جَبرَئِيلُ بِسُورَةِ الكَهفِ وَ فِيهَا أَجوِبَةُ المَسَائِلِ الثّلَاثَةِ وَ نَزَلَ فِي الأَخِيرَةِ قَولُهُ تَعَالَييَسئَلُونَكَ عَنِ السّاعَةِ أَيّانَ مُرساها إِلَي قَولِهِوَ لكِنّ أَكثَرَ النّاسِ لا يَعلَمُونَ
الآيات البقرةهَل يَنظُرُونَ إِلّا أَن يَأتِيَهُمُ اللّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الغَمامِ وَ المَلائِكَةُ وَ قضُيَِ الأَمرُ وَ إِلَي اللّهِ تُرجَعُ الأُمُورُآل عمران يَومَ تَجِدُ كُلّ نَفسٍ ما عَمِلَت مِن خَيرٍ مُحضَراً وَ ما عَمِلَت مِن سُوءٍ تَوَدّ لَو أَنّ بَينَها وَ بَينَهُ أَمَداً بَعِيداً وَ يُحَذّرُكُمُ اللّهُ نَفسَهُ وَ اللّهُ رَؤُفٌ بِالعِبادِ و قال وَ مَن يَغلُل يَأتِ بِما غَلّ يَومَ القِيامَةِ ثُمّ تُوَفّي كُلّ نَفسٍ ما كَسَبَت وَ هُم لا يُظلَمُونَ
صفحه : 63
الأنعام وَ لَقَد جِئتُمُونا فُرادي كَما خَلَقناكُم أَوّلَ مَرّةٍ وَ تَرَكتُم ما خَوّلناكُم وَراءَ ظُهُورِكُم وَ ما نَري مَعَكُم شُفَعاءَكُمُ الّذِينَ زَعَمتُم أَنّهُم فِيكُم شُرَكاءُ لَقَد تَقَطّعَ بَينَكُم وَ ضَلّ عَنكُم ما كُنتُم تَزعُمُونَ ابراهيم وَ لا تَحسَبَنّ اللّهَ غافِلًا عَمّا يَعمَلُ الظّالِمُونَ إِنّما يُؤَخّرُهُم لِيَومٍ تَشخَصُ فِيهِ الأَبصارُ مُهطِعِينَ مقُنعِيِ رُؤُسِهِم لا يَرتَدّ إِلَيهِم طَرفُهُم وَ أَفئِدَتُهُم هَواءٌ وَ أَنذِرِ النّاسَ يَومَ يَأتِيهِمُ العَذابُ فَيَقُولُ الّذِينَ ظَلَمُوا رَبّنا أَخّرنا إِلي أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِب دَعوَتَكَ وَ نَتّبِعِ الرّسُلَ أَ وَ لَم تَكُونُوا أَقسَمتُم مِن قَبلُ ما لَكُم مِن زَوالٍ وَ سَكَنتُم فِي مَساكِنِ الّذِينَ ظَلَمُوا أَنفُسَهُم وَ تَبَيّنَ لَكُم كَيفَ فَعَلنا بِهِم وَ ضَرَبنا لَكُمُ الأَمثالَ وَ قَد مَكَرُوا مَكرَهُم وَ عِندَ اللّهِ مَكرُهُم وَ إِن كانَ مَكرُهُم لِتَزُولَ مِنهُ الجِبالُ فَلا تَحسَبَنّ اللّهَ مُخلِفَ وَعدِهِ رُسُلَهُ إِنّ اللّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقامٍ يَومَ تُبَدّلُ الأَرضُ غَيرَ الأَرضِ وَ السّماواتُ وَ بَرَزُوا لِلّهِ الواحِدِ القَهّارِ وَ تَرَي المُجرِمِينَ يَومَئِذٍ مُقَرّنِينَ فِي الأَصفادِ سَرابِيلُهُم مِن قَطِرانٍ وَ تَغشي وُجُوهَهُمُ النّارُ ليِجَزيَِ اللّهُ كُلّ نَفسٍ ما كَسَبَت إِنّ اللّهَ سَرِيعُ الحِسابِالنحل يَومَ تأَتيِ كُلّ نَفسٍ تُجادِلُ عَن نَفسِها وَ تُوَفّي كُلّ نَفسٍ ما عَمِلَت وَ هُم لا يُظلَمُونَالكهف وَ إِنّا لَجاعِلُونَ ما عَلَيها صَعِيداً جُرُزاًطه وَ يَسئَلُونَكَ عَنِ الجِبالِ فَقُل يَنسِفُها ربَيّ نَسفاً فَيَذَرُها قاعاً صَفصَفاً لا تَري فِيها عِوَجاً وَ لا أَمتاً يَومَئِذٍ يَتّبِعُونَ الداّعيَِ لا عِوَجَ لَهُ وَ خَشَعَتِ الأَصواتُ لِلرّحمنِ فَلا تَسمَعُ إِلّا هَمساً يَومَئِذٍ لا تَنفَعُ الشّفاعَةُ إِلّا مَن أَذِنَ لَهُ الرّحمنُ وَ رضَيَِ لَهُ قَولًا يَعلَمُ ما بَينَ أَيدِيهِم وَ ما خَلفَهُم وَ لا يُحِيطُونَ بِهِ عِلماً وَ عَنَتِ الوُجُوهُ للِحيَّ القَيّومِ وَ قَد خابَ مَن حَمَلَ ظُلماً وَ مَن يَعمَل مِنَ الصّالِحاتِ وَ هُوَ مُؤمِنٌ فَلا يَخافُ ظُلماً وَ لا هَضماًالأنبياءيَومَ نطَويِ السّماءَ كطَيَّ السّجِلّ لِلكُتُبِ كَما بَدَأنا أَوّلَ خَلقٍ نُعِيدُهُ وَعداً عَلَينا إِنّا كُنّا فاعِلِينَالحج يا أَيّهَا النّاسُ اتّقُوا رَبّكُم إِنّ زَلزَلَةَ السّاعَةِ شَيءٌ عَظِيمٌ يَومَ
صفحه : 64
تَرَونَها تَذهَلُ كُلّ مُرضِعَةٍ عَمّا أَرضَعَت وَ تَضَعُ كُلّ ذاتِ حَملٍ حَملَها وَ تَرَي النّاسَ سُكاري وَ ما هُم بِسُكاري وَ لكِنّ عَذابَ اللّهِ شَدِيدٌالنوريَخافُونَ يَوماً تَتَقَلّبُ فِيهِ القُلُوبُ وَ الأَبصارُالروم وَ يَومَ تَقُومُ السّاعَةُ يُقسِمُ المُجرِمُونَ ما لَبِثُوا غَيرَ ساعَةٍ كَذلِكَ كانُوا يُؤفَكُونَ وَ قالَ الّذِينَ أُوتُوا العِلمَ وَ الإِيمانَ لَقَد لَبِثتُم فِي كِتابِ اللّهِ إِلي يَومِ البَعثِ فَهذا يَومُ البَعثِ وَ لكِنّكُم كُنتُم لا تَعلَمُونَ فَيَومَئِذٍ لا يَنفَعُ الّذِينَ ظَلَمُوا مَعذِرَتُهُم وَ لا هُم يُستَعتَبُونَالمؤمن لِيُنذِرَ يَومَ التّلاقِ يَومَ هُم بارِزُونَ لا يَخفي عَلَي اللّهِ مِنهُم شَيءٌ لِمَنِ المُلكُ اليَومَ لِلّهِ الواحِدِ القَهّارِ اليَومَ تُجزي كُلّ نَفسٍ بِما كَسَبَت لا ظُلمَ اليَومَ إِنّ اللّهَ سَرِيعُ الحِسابِ وَ أَنذِرهُم يَومَ الآزِفَةِ إِذِ القُلُوبُ لَدَي الحَناجِرِ كاظِمِينَ ما لِلظّالِمِينَ مِن حَمِيمٍ وَ لا شَفِيعٍ يُطاعُ يَعلَمُ خائِنَةَ الأَعيُنِ وَ ما تخُفيِ الصّدُورُ وَ اللّهُ يقَضيِ بِالحَقّ وَ الّذِينَ يَدعُونَ مِن دُونِهِ لا يَقضُونَ بشِيَءٍ إِنّ اللّهَ هُوَ السّمِيعُ البَصِيرُالقمريَومَ يَدعُ الدّاعِ إِلي شَيءٍ نُكُرٍ خُشّعاً أَبصارُهُم يَخرُجُونَ مِنَ الأَجداثِ كَأَنّهُم جَرادٌ مُنتَشِرٌ مُهطِعِينَ إِلَي الدّاعِ يَقُولُ الكافِرُونَ هذا يَومٌ عَسِرٌالرحمن يا مَعشَرَ الجِنّ وَ الإِنسِ إِنِ استَطَعتُم أَن تَنفُذُوا مِن أَقطارِ السّماواتِ وَ الأَرضِ فَانفُذُوا لا تَنفُذُونَ إِلّا بِسُلطانٍ فبَأِيَّ آلاءِ رَبّكُما تُكَذّبانِ يُرسَلُ عَلَيكُما شُواظٌ مِن نارٍ وَ نُحاسٌ فَلا تَنتَصِرانِ فبَأِيَّ آلاءِ رَبّكُما تُكَذّبانِ فَإِذَا انشَقّتِ السّماءُ فَكانَت وَردَةً كَالدّهانِ فبَأِيَّ آلاءِ رَبّكُما تُكَذّبانِ فَيَومَئِذٍ لا يُسئَلُ عَن ذَنبِهِ إِنسٌ وَ لا جَانّ فبَأِيَّ آلاءِ رَبّكُما تُكَذّبانِ يُعرَفُ المُجرِمُونَ بِسِيماهُم فَيُؤخَذُ باِلنوّاصيِ وَ الأَقدامِ فبَأِيَّ آلاءِ رَبّكُما تُكَذّبانِالواقعةإِذا وَقَعَتِ الواقِعَةُ لَيسَ لِوَقعَتِها كاذِبَةٌ خافِضَةٌ رافِعَةٌ إِذا رُجّتِ الأَرضُ رَجّا وَ بُسّتِ الجِبالُ بَسّا فَكانَت هَباءً مُنبَثّا وَ كُنتُم أَزواجاً ثَلاثَةً فَأَصحابُ المَيمَنَةِ ما أَصحابُ المَيمَنَةِ وَ أَصحابُ المَشئَمَةِ ما أَصحابُ المَشئَمَةِ وَ السّابِقُونَ السّابِقُونَ أُولئِكَ المُقَرّبُونَ
صفحه : 65
القلم يَومَ يُكشَفُ عَن ساقٍ وَ يُدعَونَ إِلَي السّجُودِ فَلا يَستَطِيعُونَ خاشِعَةً أَبصارُهُم تَرهَقُهُم ذِلّةٌ وَ قَد كانُوا يُدعَونَ إِلَي السّجُودِ وَ هُم سالِمُونَالحاقةفَإِذا نُفِخَ فِي الصّورِ نَفخَةٌ واحِدَةٌ وَ حُمِلَتِ الأَرضُ وَ الجِبالُ فَدُكّتا دَكّةً واحِدَةً فَيَومَئِذٍ وَقَعَتِ الواقِعَةُ وَ انشَقّتِ السّماءُ فهَيَِ يَومَئِذٍ واهِيَةٌ وَ المَلَكُ عَلي أَرجائِها وَ يَحمِلُ عَرشَ رَبّكَ فَوقَهُم يَومَئِذٍ ثَمانِيَةٌ يَومَئِذٍ تُعرَضُونَ لا تَخفي مِنكُم خافِيَةٌ فَأَمّا مَن أوُتيَِ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هاؤُمُ اقرَؤُا كِتابِيَه إنِيّ ظَنَنتُ أنَيّ مُلاقٍ حِسابِيَه فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ فِي جَنّةٍ عالِيَةٍ قُطُوفُها دانِيَةٌ كُلُوا وَ اشرَبُوا هَنِيئاً بِما أَسلَفتُم فِي الأَيّامِ الخالِيَةِ وَ أَمّا مَن أوُتيَِ كِتابَهُ بِشِمالِهِ فَيَقُولُ يا ليَتنَيِ لَم أُوتَ كِتابِيَه وَ لَم أَدرِ ما حِسابِيَه يا لَيتَها كانَتِ القاضِيَةَ ما أَغني عنَيّ مالِيَه هَلَكَ عنَيّ سُلطانِيَه خُذُوهُ فَغُلّوهُ ثُمّ الجَحِيمَ صَلّوهُ ثُمّ فِي سِلسِلَةٍ ذَرعُها سَبعُونَ ذِراعاً فَاسلُكُوهُ إِنّهُ كانَ لا يُؤمِنُ بِاللّهِ العَظِيمِ وَ لا يَحُضّ عَلي طَعامِ المِسكِينِ فَلَيسَ لَهُ اليَومَ هاهُنا حَمِيمٌ وَ لا طَعامٌ إِلّا مِن غِسلِينٍ لا يَأكُلُهُ إِلّا الخاطِؤُنَالمعارج يَومَ تَكُونُ السّماءُ كَالمُهلِ وَ تَكُونُ الجِبالُ كَالعِهنِ وَ لا يَسئَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً يُبَصّرُونَهُم يَوَدّ المُجرِمُ لَو يفَتدَيِ مِن عَذابِ يَومِئِذٍ بِبَنِيهِ وَ صاحِبَتِهِ وَ أَخِيهِ وَ فَصِيلَتِهِ التّيِ تُؤوِيهِ وَ مَن فِي الأَرضِ جَمِيعاً ثُمّ يُنجِيهِ كَلّا إِنّها لَظي نَزّاعَةً لِلشّوي تَدعُوا مَن أَدبَرَ وَ تَوَلّي وَ جَمَعَ فَأَوعي و قال تعالي فَذَرهُم يَخُوضُوا وَ يَلعَبُوا حَتّي يُلاقُوا يَومَهُمُ ألّذِي يُوعَدُونَ يَومَ يَخرُجُونَ مِنَ الأَجداثِ سِراعاً كَأَنّهُم إِلي نُصُبٍ يُوفِضُونَ خاشِعَةً أَبصارُهُم تَرهَقُهُم ذِلّةٌ ذلِكَ اليَومُ ألّذِي كانُوا يُوعَدُونَالمزمل يَومَ تَرجُفُ الأَرضُ وَ الجِبالُ وَ كانَتِ الجِبالُ كَثِيباً مَهِيلًا و قال تعالي فَكَيفَ تَتّقُونَ إِن كَفَرتُم يَوماً يَجعَلُ الوِلدانَ شِيباً السّماءُ مُنفَطِرٌ بِهِ كانَ وَعدُهُ مَفعُولًاالقيامةيَسئَلُ أَيّانَ يَومُ القِيامَةِ فَإِذا بَرِقَ البَصَرُ وَ خَسَفَ القَمَرُ وَ جُمِعَ الشّمسُ وَ القَمَرُ يَقُولُ الإِنسانُ يَومَئِذٍ أَينَ المَفَرّ كَلّا لا وَزَرَ إِلي رَبّكَ يَومَئِذٍ
صفحه : 66
المُستَقَرّ يُنَبّؤُا الإِنسانُ يَومَئِذٍ بِما قَدّمَ وَ أَخّرَ بَلِ الإِنسانُ عَلي نَفسِهِ بَصِيرَةٌ وَ لَو أَلقي مَعاذِيرَهُالدهرإِنّ هؤُلاءِ يُحِبّونَ العاجِلَةَ وَ يَذَرُونَ وَراءَهُم يَوماً ثَقِيلًاالمرسلات فَإِذَا النّجُومُ طُمِسَت وَ إِذَا السّماءُ فُرِجَت وَ إِذَا الجِبالُ نُسِفَت وَ إِذَا الرّسُلُ أُقّتَت لأِيَّ يَومٍ أُجّلَت لِيَومِ الفَصلِ وَ ما أَدراكَ ما يَومُ الفَصلِ وَيلٌ يَومَئِذٍ لِلمُكَذّبِينَ و قال تعالي هذا يَومُ لا يَنطِقُونَ وَ لا يُؤذَنُ لَهُم فَيَعتَذِرُونَ وَيلٌ يَومَئِذٍ لِلمُكَذّبِينَالنبأإِنّ يَومَ الفَصلِ كانَ مِيقاتاً يَومَ يُنفَخُ فِي الصّورِ فَتَأتُونَ أَفواجاً وَ فُتِحَتِ السّماءُ فَكانَت أَبواباً وَ سُيّرَتِ الجِبالُ فَكانَت سَراباً و قال تعالي رَبّ السّماواتِ وَ الأَرضِ وَ ما بَينَهُمَا الرّحمنِ لا يَملِكُونَ مِنهُ خِطاباً يَومَ يَقُومُ الرّوحُ وَ المَلائِكَةُ صَفّا لا يَتَكَلّمُونَ إِلّا مَن أَذِنَ لَهُ الرّحمنُ وَ قالَ صَواباً ذلِكَ اليَومُ الحَقّ فَمَن شاءَ اتّخَذَ إِلي رَبّهِ مَآباً إِنّا أَنذَرناكُم عَذاباً قَرِيباً يَومَ يَنظُرُ المَرءُ ما قَدّمَت يَداهُ وَ يَقُولُ الكافِرُ يا ليَتنَيِ كُنتُ تُراباًالنازعات فَإِذا جاءَتِ الطّامّةُ الكُبري يَومَ يَتَذَكّرُ الإِنسانُ ما سَعي وَ بُرّزَتِ الجَحِيمُ لِمَن يَريعبس فَإِذا جاءَتِ الصّاخّةُ يَومَ يَفِرّ المَرءُ مِن أَخِيهِ وَ أُمّهِ وَ أَبِيهِ وَ صاحِبَتِهِ وَ بَنِيهِ لِكُلّ امرِئٍ مِنهُم يَومَئِذٍ شَأنٌ يُغنِيهِ وُجُوهٌ يَومَئِذٍ مُسفِرَةٌ ضاحِكَةٌ مُستَبشِرَةٌ وَ وُجُوهٌ يَومَئِذٍ عَلَيها غَبَرَةٌ تَرهَقُها قَتَرَةٌ أُولئِكَ هُمُ الكَفَرَةُ الفَجَرَةُكورت إِذَا الشّمسُ كُوّرَت وَ إِذَا النّجُومُ انكَدَرَت وَ إِذَا الجِبالُ سُيّرَت وَ إِذَا العِشارُ عُطّلَت وَ إِذَا الوُحُوشُ حُشِرَت وَ إِذَا البِحارُ سُجّرَت وَ إِذَا النّفُوسُ زُوّجَت وَ إِذَا المَوؤُدَةُ سُئِلَت بأِيَّ ذَنبٍ قُتِلَت وَ إِذَا الصّحُفُ نُشِرَت وَ إِذَا السّماءُ كُشِطَت وَ إِذَا الجَحِيمُ سُعّرَت وَ إِذَا الجَنّةُ أُزلِفَت عَلِمَت نَفسٌ ما أَحضَرَت
صفحه : 67
الانفطارإِذَا السّماءُ انفَطَرَت وَ إِذَا الكَواكِبُ انتَثَرَت وَ إِذَا البِحارُ فُجّرَت وَ إِذَا القُبُورُ بُعثِرَت عَلِمَت نَفسٌ ما قَدّمَت وَ أَخّرَت يا أَيّهَا الإِنسانُ ما غَرّكَ بِرَبّكَ الكَرِيمِ ألّذِي خَلَقَكَ فَسَوّاكَ فَعَدَلَكَ فِي أَيّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكّبَكَ كَلّا بَل تُكَذّبُونَ بِالدّينِ وَ إِنّ عَلَيكُم لَحافِظِينَ كِراماً كاتِبِينَ يَعلَمُونَ ما تَفعَلُونَ إِنّ الأَبرارَ لفَيِ نَعِيمٍ وَ إِنّ الفُجّارَ لفَيِ جَحِيمٍ يَصلَونَها يَومَ الدّينِ وَ ما هُم عَنها بِغائِبِينَ وَ ما أَدراكَ ما يَومُ الدّينِ ثُمّ ما أَدراكَ ما يَومُ الدّينِ يَومَ لا تَملِكُ نَفسٌ لِنَفسٍ شَيئاً وَ الأَمرُ يَومَئِذٍ لِلّهِالانشقاق إِذَا السّماءُ انشَقّت وَ أَذِنَت لِرَبّها وَ حُقّت وَ إِذَا الأَرضُ مُدّت وَ أَلقَت ما فِيها وَ تَخَلّت وَ أَذِنَت لِرَبّها وَ حُقّت يا أَيّهَا الإِنسانُ إِنّكَ كادِحٌ إِلي رَبّكَ كَدحاً فَمُلاقِيهِ فَأَمّا مَن أوُتيَِ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً وَ يَنقَلِبُ إِلي أَهلِهِ مَسرُوراً وَ أَمّا مَن أوُتيَِ كِتابَهُ وَراءَ ظَهرِهِ فَسَوفَ يَدعُوا ثُبُوراً وَ يَصلي سَعِيراً إِنّهُ كانَ فِي أَهلِهِ مَسرُوراً إِنّهُ ظَنّ أَن لَن يَحُورَ بَلي إِنّ رَبّهُ كانَ بِهِ بَصِيراًالزلزال إِذا زُلزِلَتِ الأَرضُ زِلزالَها وَ أَخرَجَتِ الأَرضُ أَثقالَها وَ قالَ الإِنسانُ ما لَها يَومَئِذٍ تُحَدّثُ أَخبارَها بِأَنّ رَبّكَ أَوحي لَها يَومَئِذٍ يَصدُرُ النّاسُ أَشتاتاً لِيُرَوا أَعمالَهُم فَمَن يَعمَل مِثقالَ ذَرّةٍ خَيراً يَرَهُ وَ مَن يَعمَل مِثقالَ ذَرّةٍ شَرّا يَرَهُالقارعةالقارِعَةُ مَا القارِعَةُ وَ ما أَدراكَ مَا القارِعَةُ يَومَ يَكُونُ النّاسُ كَالفَراشِ المَبثُوثِ وَ تَكُونُ الجِبالُ كَالعِهنِ المَنفُوشِتفسير قال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالي هَل يَنظُرُونَ إِلّا أَن يَأتِيَهُمُ اللّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الغَمامِ أي هل ينتظر هؤلاء المكذبون بآيات الله إلا أن يأتيهم أمر الله و ماتوعدهم به علي معصيته في ستر من السحاب وقيل قطع من السحاب و هذا كمايقال قتل الأمير فلانا وضربه وأعطاه و إن لم يتول شيئا من ذلك بنفسه بل فعل بأمره وقيل معناه ماينظرون إلا أن يأتيهم جلائل آيات الله غير أنه ذكر نفسه تفخيما للآيات كمايقال دخل الأمير البلد ويراد بذلك جنده وإنما ذكر الغمام
صفحه : 68
ليكون أهول فإن الأهوال تشبه بظلل الغمام و قال الزجاج معناه يأتيهم الله بما وعدهم من الحساب والعذاب كما قال فَأَتاهُمُ اللّهُ مِن حَيثُ لَم يَحتَسِبُواوَ المَلائِكَةُ أي يأتيهم الملائكةوَ قضُيَِ الأَمرُ أي فرغ من الأمر و هوالمحاسبة وإنزال أهل الجنة الجنة و أهل النار الناروَ إِلَي اللّهِ تُرجَعُ الأُمُورُ أي إليه ترد الأمور في سؤاله عنها ومجازاته عليها. و في قوله تعالي يَومَ تَجِدُ كُلّ نَفسٍ ما عَمِلَت مِن خَيرٍ مُحضَراًاختلف في كيفية وجود العمل محضرا فقيل تجد صحائف الحسنات والسيئات وقيل تري جزاء عملها من الثواب والعقاب فأما أعمالهم فهي أعراض قدبطلت لايجوز عليها الإعادة فتستحيل أن تري محضرة. و في قوله أَمَداً بَعِيداً أي غاية بعيدة أي تود أنها لم تكن فعلتها. و في قوله تعالي يَأتِ بِما غَلّ يَومَ القِيامَةِمعناه أنه يأتي به حاملا علي ظهره كَمَا روُيَِ فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ أَلَا لَا يَغُلّنّ أَحَدٌ بَعِيراً فيَأَتيِ بِهِ عَلَي ظَهرِهِ يَومَ القِيَامَةِ لَهُ رُغَاءٌ أَلَا لَا يَغُلّنّ أَحَدٌ فَرَساً فيَأَتيِ يَومَ القِيَامَةِ بِهِ عَلَي ظَهرِهِ لَهُ حَمحَمَةٌ فَيَقُولُ يَا مُحَمّدُ يَا مُحَمّدُ فَأَقُولُ قَد بَلّغتُ قَد بَلّغتُ قَد بَلّغتُ فَلَا أَملِكُ لَكَ مِنَ اللّهِ شَيئاً
و قال البلخي يجوز أن يكون ماتضمنه الخبر علي وجه المثل كأن الله إذافضحه يوم القيامة جري ذلك مجري أن يكون حاملا له و له صوت والأولي أن يكون معناه و من يغلل يوافي بما غل يوم القيامة فيكون حمل غلوله علي عنقه أمارة يعرف بها و ذلك حكم الله في كل من وافي يوم القيامة بمعصية لم يتب منها وأراد الله سبحانه أن يعامله بالعدل أظهر عليه من معصيته علامة تليق بمعصيته ليعلمه أهل القيامة بها ويعلموا سبب استحقاقه العقوبة وكذا كل من وافي القيامة بطاعة فإنه سبحانه يظهر من طاعته علامة يعرف بها. و في قوله تعالي وَ لَقَد جِئتُمُوناقيل هذا من كلام الله تعالي إما عندالموت أوالبعث وقيل من كلام الملائكة يؤدونه عن الله تعالي إلي الذين يقبضون أرواحهم
صفحه : 69
فُرادي أي وحدانا لامال لهم و لاخول و لاولد و لاحشم وقيل واحدا واحدا علي حدة وقيل كل واحد منهم منفرد من شريكه في الغيكَما خَلَقناكُم أَوّلَ مَرّةٍ أي في بطون أمهاتكم فلاناصر لكم و لامعين
وَ قِيلَ مَعنَاهُ مَا روُيَِ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ يُحشَرُونَ حُفَاةً عُرَاةً غُرلًا
وَ روُيَِ أَنّ عَائِشَةَ قَالَت لِرَسُولِ اللّهِص حِينَ سَمِعَت ذَلِكَ وَا سَوأَتَاه أَ يَنظُرُ بَعضُهُم إِلَي سَوأَةِ بَعضٍ مِنَ الرّجَالِ وَ النّسَاءِ فَقَالَ ع لِكُلّ امرِئٍ مِنهُم يَومَئِذٍ شَأنٌ يُغنِيهِ وَ يَشغَلُ بَعضُهُم عَن بَعضٍ
و قال الزجاج معناه كمابدأناكم أول مرة أي يكون بعثكم كخلقكم وَ تَرَكتُم ما خَوّلناكُم أي ملكناكم في الدنياوَراءَ ظُهُورِكُم أي خلف ظهوركم في الدنياوَ ما نَري مَعَكُم شُفَعاءَكُمُ أي ليس معكم من كنتم تزعمون أنهم يشفعون لكم عند الله يوم القيامة وهي الأصنام الّذِينَ زَعَمتُم أَنّهُم فِيكُم شُرَكاءُمعناه زعمتم أنهم شركاؤنا فيكم وشفعاؤكم و هذاعام في كل من عبد غير الله تعالي أواعتمد غيره يرجو خيره ويخاف ضيره في مخالفة الله تعالي لَقَد تَقَطّعَ بَينَكُم أي وصلكم وجمعكم و من قرأ بالنصب فمعناه لقد تقطع الأمر بينكم أوتقطع وصلكم بينكم وَ ضَلّ عَنكُم ما كُنتُم تَزعُمُونَ أي ضاع وتلاشي و لاتدرون أين ذهب من جعلتم شفعاءكم من آلهتكم و لم تنفعكم عبادتها وقيل ماتزعمون من عدم البعث والجزاء. و في قوله تعالي إِنّما يُؤَخّرُهُم لِيَومٍ تَشخَصُ فِيهِ الأَبصارُ أي إنما يؤخر مجازاتهم إلي يوم القيامة و هواليوم ألذي يكون فيه الأبصار شاخصة عن مواضعها لاتغمض لهول ماتري في ذلك اليوم و لاتطرف وقيل تشخص أبصارهم إلي إجابة الداعي حين يدعوهم مُهطِعِينَ أي مسرعين وقيل يريد دائمي النظر إلي مايرون لايطرفون مقُنعِيِ رُؤُسِهِم أي رافعي رءوسهم إلي السماء حتي لايري الرجل مكان قدمه
صفحه : 70
من شدة رفع الرأس و ذلك من هول يوم القيامة و قال مورخ معناه ناكسي رءوسهم بلغة قريش لا يَرتَدّ إِلَيهِم طَرفُهُم أي لاترجع إليهم أعينهم و لايطبقونها و لايغمضونها وإنما هونظر دائم وَ أَفئِدَتُهُم هَواءٌ أي قلوبهم خالية من كل شيءفزعا وخوفا وقيل خالية من كل سرور وطمع في الخير لشدة مايرون من الأهوال كالهواء ألذي بين السماء و الأرض وقيل زائلة عن مواضعها قدارتفعت إلي حلوقهم لاتخرج و لاتعود إلي أماكنها بمنزلة الشيء الذاهب في جهات مختلفة المتردد في الهواء وقيل خالية عن عقولهم وَ أَنذِرِ النّاسَ أي دم علي إنذارك يَومَ يَأتِيهِمُ العَذابُ و هو يوم القيامة أوعذاب الاستيصال في الدنيا وقيل هو يوم المعاينة عندالموت والأول أظهرفَيَقُولُ الّذِينَ ظَلَمُواأنفسهم بارتكاب المعاصيرَبّنا أَخّرنا إِلي أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِب دَعوَتَكَ أي ردنا إلي الدنيا واجعل ذلك مدة قريبة نجب دعوتك فيهاوَ نَتّبِعِ الرّسُلَ أي نتبع رسلك فيما يدعوننا إليه فيقول الله مخاطبا لهم أوتقول الملائكة بأمره أَ وَ لَم تَكُونُوا أَقسَمتُم أي حلفتم مِن قَبلُ في الدنياما لَكُم مِن زَوالٍ أي ليس لكم من انتقال من الدنيا إلي الآخرة أو من الراحة إلي العذاب و في
صفحه : 71
هذادلالة علي أن أهل الآخرة غيرمكلفين خلافا لمايقوله النجار وجماعة لأنهم لوكانوا مكلفين لما كان لقولهم أَخّرنا إِلي أَجَلٍ قَرِيبٍوجه ولكان ينبغي لهم أن يؤمنوا فيتخلصوا من العقاب إذاكانوا مكلفين وَ سَكَنتُم فِي مَساكِنِ الّذِينَ ظَلَمُوا أَنفُسَهُم وَ تَبَيّنَ لَكُم كَيفَ فَعَلنا بِهِم هذاتوبيخ لهم وتعنيف أي وسكنتم ديار من كذب الرسل قبلكم فأهلكهم الله فعرفتم مانزل بهم من البلاء والهلاك والعذاب وَ ضَرَبنا لَكُمُ الأَمثالَ وبينا لكم الأشباه وأخبرناكم بأحوال الماضين قبلكم لتعتبروا بهافلم تعتبروا وقيل الأمثال ماذكر في القرآن مما يدل علي أنه تعالي قادر علي الإعادة كما أنه قادر علي الإنشاء وقيل هي الأمثال المنبهة علي الطاعة الزاجرة عن المعصيةوَ قَد مَكَرُوا مَكرَهُم أي بالأنبياء قبلك وقيل عني بهم كفار قريش الذين دبروا في أمر النبي ص ومكروا بالمؤمنين وَ عِندَ اللّهِ مَكرُهُم أي جزاء مكرهم وَ إِن كانَ مَكرُهُم لِتَزُولَ مِنهُ الجِبالُ أي إن مكرهم و إن بلغ كل مبلغ فلايزيل دين الله فَلا تَحسَبَنّ اللّهَ مُخلِفَ وَعدِهِ رُسُلَهُ أي ماوعدهم به من النصر والظفرإِنّ اللّهَ عَزِيزٌ أي ممتنع بقدرته من أن ينال باهتضام ذُو انتِقامٍ يَومَ تُبَدّلُ الأَرضُ غَيرَ الأَرضِ وَ السّماواتُقيل فيه قولان أحدهما أن المعني تبدل صورة الأرض وهيأتها عن ابن عباس فقد روي عنه أنه قال تبدل آكامها وآجامها وجبالها وأشجارها و الأرض علي حالتها وتبقي أرضا بيضاء كالفضة لم يسفك عليها دم و لم تعمل عليها خطيئة وتبدل السماوات فيذهب بشمسها وقمرها ونجومها و كان ينشد.
فما الناس بالناس الذين عهدتهم | و لاالدار بالدار التي كنت أعرف |
وَ يَعضُدُهُ مَا رَوَاهُ أَبُو هُرَيرَةَ عَنِ النّبِيّص قَالَ يُبَدّلُ اللّهُ الأَرضَ غَيرَ الأَرضِ وَ السّمَاوَاتِ فَيَبسُطُهَا وَ يَمُدّهَا مَدّ الأَدِيمِ العكُاَظيِّلا تَري فِيها عِوَجاً وَ لا أَمتاً ثُمّ يَزجُرُ اللّهُ الخَلقَ زَجرَةً فَإِذَا هُم فِي هَذِهِ المُبَدّلَةِ فِي مِثلِ مَوَاضِعِهِم مِنَ الأُولَي مَا كَانَ فِي بَطنِهَا كَانَ فِي بَطنِهَا وَ مَا كَانَ عَلَي ظَهرِهَا عَلَي ظَهرِهَا
. والآخر أن المعني تبدل الأرض وتنشأ أرض غيرها والسماوات كذلك تبدل بغيرها وتفني هذه عن الجبائي وجماعة من المفسرين
وَ فِي تَفسِيرِ أَهلِ البَيتِ ع
صفحه : 72
بِالإِسنَادِ عَن زُرَارَةَ وَ مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ وَ حُمرَانَ بنِ أَعيَنَ عَن أَبِي جَعفَرٍ وَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَا تُبَدّلُ الأَرضُ خُبزَةً نَقِيّةً يَأكُلُ النّاسُ مِنهَا حَتّي يَفرُغَ مِنَ الحِسَابِ قَالَ اللّهُ تَعَالَيوَ ما جَعَلناهُم جَسَداً لا يَأكُلُونَ الطّعامَ وَ هُوَ قَولُ سَعِيدِ بنِ جُبَيرٍ وَ مُحَمّدِ بنِ كَعبٍ
وَ رَوَي سَهلُ بنُ سَعِيدٍ الساّعدِيِّ عَنِ النّبِيّص قَالَ تُحشَرُ النّاسُ يَومَ القِيَامَةِ عَلَي أَرضٍ بَيضَاءَ عَفرَاءَ كَقُرصَةِ النقّيِّ لَيسَ فِيهَا مَعلَمٌ لِأَحَدٍ
وَ روُيَِ عَنِ ابنِ مَسعُودٍ أَنّهُ قَالَ تُبَدّلُ الأَرضُ بِنَارٍ فَتَصِيرُ الأَرضُ كُلّهَا نَاراً يَومَ القِيَامَةِ وَ الجَنّةُ مِن وَرَائِهَا تَرَي كَوَاعِبَهَا وَ أَكوَابَهَا وَ يُلجَمُ النّاسُ العَرَقَ وَ لَم يَبلُغُوا الحِسَابَ بَعدُ
و قال كعب تصير السماوات جنانا وتصير مكان البحر النار وتبدل الأرض غيرها.
وَ روُيَِ عَن أَبِي أَيّوبَ الأنَصاَريِّ قَالَ أَتَي رَسُولَ اللّهِص حِبرٌ مِنَ اليَهُودِ فَقَالَ أَ رَأَيتَ إِذ يَقُولُ اللّهُ فِي كِتَابِهِيَومَ تُبَدّلُ الأَرضُ غَيرَ الأَرضِ وَ السّماواتُفَأَينَ الخَلقُ عِندَ ذَلِكَ فَقَالَ أَضيَافُ اللّهِ فَلَن يُعجِزَهُم مَا لَدَيهِ
وقيل تبدل الأرض لقوم بأرض
صفحه : 73
الجنة ولقوم بأرض النار و قال الحسن يحشرون علي الأرض الساهرة وهي أرض غير هذه وهي أرض الآخرة و فيهاتكون جهنم وتقدير الكلام وتبدل السماوات غيرالسماوات إلا أنه حذف لدلالة الظاهر عليه .وَ بَرَزُوا لِلّهِ أي يظهرون من قبورهم للمحاسبة لايسترهم شيء وجعل ذلك بروزا لله تعالي لأن حسابهم معه و إن كانت الأشياء كلها بارزة له الواحِدِ ألذي لاشبيه له و لانظيرالقَهّارِالمالك ألذي لايضام يقهر عباده بالموت الزوام وَ تَرَي المُجرِمِينَيعني الكفاريَومَئِذٍ أي يوم القيامةمُقَرّنِينَ فِي الأَصفادِ أي مجموعين في الأغلال قربت أيديهم بها إلي أعناقهم وقيل يقرن بعضهم إلي بعض وقيل مشدودين في قرن أي حبل من الأصفاد والقيود وقيل يقرن كل كافر مع شيطان كان يضله في غل من حديدسَرابِيلُهُم أي قميصهم مِن قَطِرانٍ و هو مايطلي به الإبل شيءأسود لزج منتن يطلون به فيصير كالقميص عليهم ثم يرسل النار فيهم ليكون أسرع إليهم وأبلغ في الاشتعال وأشد في العذاب وقرأ زيد عن يعقوب من قطر آن علي كلمتين منونتين و هوقراءة أبي هريرة و ابن عباس وسعيد بن جبير والكلبي وقتادة وعيسي الهمداني والربيع قال ابن جني القطر الصفر والنحاس والآن ألذي بلغ غاية الحر وجوز الجبائي علي القراءتين أن يسربلوا بسربالين أحدهما من القطران والآخر من القطر الآنيوَ تَغشي وُجُوهَهُمُ النّارُ أي تصيب وجوههم النار لاقطران عليها. و في قوله عز و جل تُجادِلُ عَن نَفسِها أي تخاصمه الملائكة عن نفسها وتحتج بما ليس فيه حجة فيقول وَ اللّهِ رَبّنا ما كُنّا مُشرِكِينَ و يقول أتباعهم رَبّنا هؤُلاءِ أَضَلّونا فَآتِهِم عَذاباً ضِعفاً مِنَ النّارِ ويحتمل أن يكون المراد أنها تحتج عن نفسها بما تقدر به إزالة العقاب عنها. و في قوله تعالي وَ إِنّا لَجاعِلُونَ ما عَلَيها صَعِيداً جُرُزاًمعناه وإنا مخربون
صفحه : 74
الأرض بعدعمارتها وجاعلون ماعليها مستويا من الأرض يابسا لانبات عليه وقيل بلاقع . و في قوله تعالي وَ يَسئَلُونَكَ أي ويسألك منكرو البعث عندذكر القيامةعَنِ الجِبالِ ماحالهافَقُل يا محمديَنسِفُها ربَيّ نَسفاً أي يجعلها ربي بمنزلة الرمل يرسل عليها الرياح فتذريها كتذرية الطعام من القشور والتراب فلايبقي علي وجه الأرض منها شيء وقيل يصيرها كالهباء
وَ قِيلَ إِنّ رَجُلًا مِن ثَقِيفٍ سَأَلَ النّبِيّص كَيفَ تَكُونُ الجِبَالُ يَومَ القِيَامَةِ مَعَ عِظَمِهَا فَقَالَ إِنّ اللّهَ يَسُوقُهَا بِأَن يَجعَلَهَا كَالرّمَالِ
ثم يرسل عليها الرياح فتفرقهافَيَذَرُها أي فيدع أماكنها من الأرض إذانسفتهاقاعاً أي أرضا ملسا وقيل منكشفةصَفصَفاً أي أرضا مستوية ليس للجبل فيهاأثر وقيل القاع والصفصف بمعني واحد و هوالمستوي من الأرض ألذي لانبات فيه عن ابن عباس ومجاهدلا تَري فِيها عِوَجاً وَ لا أَمتاً أي ليس فيهامرتفع و لامنخفض قال الحسن العوج ماانخفض من الأرض والأمت ماارتفع من الروابييَومَئِذٍ يَتّبِعُونَ الداّعيَِ أي يوم القيامة يتبعون صوت داعي الله ألذي ينفخ في الصورلا عِوَجَ لَهُ أي لدعاء الداعي و لايعدل عن أحد بل يحشرهم جميعا وقيل معناه لاعوج لهم عن دعائه و لايعدلون عن ندائه بل يتبعونه سراعاوَ خَشَعَتِ الأَصواتُ لِلرّحمنِ أي خضعت الأصوات بالسكوت لعظمة الرحمن فَلا تَسمَعُ إِلّا هَمساً و هوصوت الأقدام أي لاتسمع من صوت أقدامهم إلاصوتا خفيا كمايسمع من وطء الإبل وقيل الهمس إخفاء الكلام وقيل معناه أن الأصوات العالية بالأمر والنهي في الدنيا تنخفض وتذل أصحابها فلاتسمع منهم إلاالهمس .يَومَئِذٍ لا تَنفَعُ الشّفاعَةُ أي لاتنفع ذلك اليوم شفاعة أحد في غيره إلاشفاعة من أذن الله له في أن يشفع ورضي قوله فيها من الأنبياء والأولياء والصالحين والصديقين والشهداءيَعلَمُ ما بَينَ أَيدِيهِم وَ ما خَلفَهُم والضمير راجع إلي الذين يتبعون الداعي أي يعلم سبحانه منهم جميع أقوالهم وأفعالهم قبل أن يخلفهم و بعد أن خلقهم و ما كان في حياتهم و بعدمماتهم لايخفي عليه شيء من أمورهم تقدم أوتأخر وقيل يعلم
صفحه : 75
ما بين أيديهم من أحوال الآخرة و ماخلفهم من أحوال الدنياوَ لا يُحِيطُونَ بِهِ عِلماً أي لايحيطون هم بالله علما أي بمقدوراته ومعلوماته أوبكنه عظمته في ذاته وأفعاله وَ عَنَتِ الوُجُوهُ للِحيَّ القَيّومِ أي خضعت وذلت خضوع الأسير في يد من قهره والمراد أرباب الوجوه وقيل المراد بالوجوه الرؤساء والقادة والملوك وَ قَد خابَ عن ثواب الله مَن حَمَلَ ظُلماً أي شركاوَ مَن يَعمَل مِنَ الصّالِحاتِ أي شيئا من الطاعات وَ هُوَ مُؤمِنٌمصدق بما يجب التصديق به فَلا يَخافُ ظُلماًبأن يزاد في سيئاته وَ لا هَضماًبأن ينقص من حسناته والهضم النقص . و في قوله عز و جل يَومَ نطَويِ السّماءَالمراد بالطي هاهنا هوالطي المعروف فإن الله سبحانه يطوي السماء بقدرته وقيل إن طي السماء ذهابهاكطَيَّ السّجِلّ لِلكُتُبِالسجل صحيفة فيهاالكتب عن ابن عباس وغيره وقيل إن السجل ملك يكتب أعمال العباد عن أبي عمرو والسدي وقيل هوملك يطوي كتب بني آدم إذارفعت إليه عن عطاء وقيل هواسم كاتب كان للنبيص كَما بَدَأنا أَوّلَ خَلقٍ نُعِيدُهُ أي حفاة عراة غرلا وقيل معناه نهلك كل شيء كما كان أول مرة. و في قوله تعالي سبحانه يا أَيّهَا النّاسُ اتّقُوا رَبّكُم أي عذابه إِنّ زَلزَلَةَ السّاعَةِ أي زلزلة الأرض يوم القيامة والمعني أنها تقارن قيام الساعة وتكون معها
صفحه : 76
وقيل إن هذه الزلزلة قبل قيام الساعة وإنما أضافها إليها لأنها من أشراطهاشَيءٌ عَظِيمٌ أي أمر هائل لايطاق وقيل إن معناه أن شدة يوم القيامة أمر صعب يَومَ تَرَونَها أي الزلزلة أوالساعةتَذهَلُ كُلّ مُرضِعَةٍ عَمّا أَرضَعَت أي تشغل عن ولدها وتنساه وقيل تسلو عن ولدهاوَ تَضَعُ كُلّ ذاتِ حَملٍ حَملَها أي تضع الحبالي ما في بطونهن و في هذادلالة علي أن الزلزلة في الدنيا قال الحسن تذهل المرضعة عن ولدها بغير فطام وتضع الحامل ما في بطنها بغير تمام و من قال المراد به القيامة قال إنه تهويل لأمر القيامة وشدائدها أي لو كان ثم مرضعة لذهلت أوحامل لوضعت وَ تَرَي النّاسَ سُكاري من شدة الفزع وَ ما هُم بِسُكاري من الشراب وَ لكِنّ عَذابَ اللّهِ شَدِيدٌفمن شدته يصيبهم مايصيبهم . و في قوله تعالي يَخافُونَ يَوماً تَتَقَلّبُ فِيهِ القُلُوبُ وَ الأَبصارُأراد يوم القيامة تتقلب فيه أحوال القلوب والأبصار وتنتقل من حال إلي حال فتلفحها النار ثم تنضجها ثم تحرقها وقيل تتقلب فيه القلوب والأبصار بين الطمع في النجاة والخوف من الهلاك وتتقلب الأبصار يمنة ويسرة من أين تؤتي كتبهم و من أين يؤخذ بهم أ من قبل اليمين أم من قبل الشمال وقيل تتقلب القلوب ببلوغها الحناجر والأبصار بالعمي بعدالبصر وقيل معناه تنتقل القلوب من الشك إلي اليقين والإيمان والأبصار عما كانت تراه غيا فتراه رشدا فمن كان شاكا في دنياه أبصر في آخرته و من كان عالما ازداد بصيرة وعلما. و في قوله تعالي يُقسِمُ المُجرِمُونَ أي يحلف المشركون ما لَبِثُوا في القبورغَيرَ ساعَةٍواحدة عن الكلبي ومقاتل وقيل يحلفون مامكثوا في الدنيا غيرساعة لاستقلالهم مدة الدنيا وقيل يحلفون مالبثوا بعدانقطاع عذاب القبر غيرساعة عن الجبائي ومتي قيل كيف يحلفون كاذبين مع أن معارفهم في الآخرة ضرورية قيل فيه أقوال أحدها أنهم حلفوا علي الظن و لم يعلموا لبثهم في القبور فكأنهم قالوا
صفحه : 77
مالبثنا غيرساعة في ظنوننا وثانيها أنهم استقلوا الدنيا لماعاينوا من أمر الآخرة فكأنهم قالوا ماالدنيا في الآخرة إلاساعة وثالثها أن ذلك يجوز أن يقع منهم قبل إكمال عقولهم كَذلِكَ كانُوا يُؤفَكُونَ في دار الدنيا أي يكذبون وقيل يصرفون صرفهم جهلهم عن الحق في الدارين و من استدل بهذه الآية علي نفي عذاب القبر فقد أبعد لمابينا أنه يجوز أن يريدوا أنهم لم يلبثوا بعدعذاب الله إلاساعةوَ قالَ الّذِينَ أُوتُوا العِلمَ وَ الإِيمانَ لَقَد لَبِثتُم أي مكثتم فِي كِتابِ اللّهِمعناه أن لبثكم ثابت في كتاب الله أثبته الله فيه و هو قوله وَ مِن وَرائِهِم بَرزَخٌ إِلي يَومِ يُبعَثُونَ و هذا كمايقال إن كل ما يكون فهو في اللوح المحفوظ أي هومثبت فيه والمراد لقد لبثتم في قبوركم إِلي يَومِ البَعثِ وقيل إن الذين أوتوا العلم والإيمان هم الملائكة وقيل هم الأنبياء وقيل المؤمنون وقيل إن هذا علي التقديم وتقديره و قال الذين أوتوا العلم في كتاب الله وهم الذين يعلمون كتاب الله والإيمان لقد لبثتم إلي يوم البعث فَهذا يَومُ البَعثِ ألذي كنتم تنكرونه في الدنياوَ لكِنّكُم كُنتُم لا تَعلَمُونَوقوعه في الدنيا فلاينفعكم العلم به الآن ويدل علي هذاالمعني قوله فَيَومَئِذٍ لا يَنفَعُ الّذِينَ ظَلَمُواأنفسهم بالكفرمَعذِرَتُهُم فلايمكنون من الاعتذار و لواعتذروا لم يقبل عذرهم وَ لا هُم يُستَعتَبُونَ أي لايطلب منهم الإعتاب والرجوع إلي الحق . و في قوله سبحانه لِيُنذِرَ أي النبي بما أوحي إليه يَومَ التّلاقِيلتقي في ذلك اليوم أهل السماء و أهل الأرض وقيل يلتقي فيه الأولون والآخرون والخصم والمخصوم والظالم والمظلوم وقيل يلتقي الخلق والخالق يعني أنه يحكم بينهم وقيل يلتقي المرء وعمله والكل مراديَومَ هُم بارِزُونَ من قبورهم وقيل يبرز بعضهم لبعض فلايخفي علي أحد حال غيره لأنه ينكشف له ما يكون مستورالا يَخفي عَلَي اللّهِ مِنهُم شَيءٌ أي من أعمالهم وأحوالهم و يقول الله في ذلك اليوم لِمَنِ المُلكُ اليَومَفيقر المؤمنون والكافرين بأنه لِلّهِ الواحِدِ القَهّارِ وقيل إنه سبحانه هوالقائل لذلك و هوالمجيب لنفسه و يكون في الأخبار بذلك مصلحة للمكلفين قال محمد بن كعب القرطي
صفحه : 78
يقول الله تعالي ذلك بين النفختين حين يفني الخلائق كلها ثم يجيب نفسه لأنه بقي وحده والأول أصح لأنه بين أنه يقول ذلك يوم التلاق يوم يبرز العباد من قبورهم وإنما خص ذلك اليوم بأن له الملك فيه لأنه قدملك العباد بعض الأمور في الدنيا و لايملك أحد شيئا ذلك اليوم . فإن قيل أ ليس يملك الأنبياء والمؤمنون في الآخرة الملك العظيم فالجواب أن أحدا لايستحق إطلاق الصفة بالملك إلا الله تعالي لأنه يملك جميع الأمور من غيرتمليك مملك وقيل إن المراد به يوم القيامة قبل تمليك أهل الجنة مايملكهم اليَومَ تُجزي كُلّ نَفسٍ بِما كَسَبَتيجزي المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته و في الحديث أن الله تعالي يقول أناالملك أناالديان لاينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة و لالأحد من أهل النار أن يدخل النار وعنده مظلمة حتي أقصه منه ثم تلا هذه الآيةلا ظُلمَ اليَومَ أي لاظلم لأحد علي أحد و لاينقص من ثواب أحد و لايزاد في عقاب أحدإِنّ اللّهَ سَرِيعُ الحِسابِ لايشغله محاسبة واحد عن محاسبة غيره وَ أَنذِرهُم يَومَ الآزِفَةِ أي الدانية و هو يوم القيامة لأن كل ما هوآت دان قريب وقيل يوم دنو المجازاةإِذِ القُلُوبُ لَدَي الحَناجِرِ و ذلك أنها تزول عن مواضعها من الخوف حتي تصير إلي الحنجرةكاظِمِينَ أي مغمومين مكروبين ممتلين غما قدأطبقوا أفواههم علي ما في قلوبهم من شدة الخوف ما لِلظّالِمِينَ مِن حَمِيمٍيريد ماللمشركين والمنافقين من قريب ينفعهم وَ لا شَفِيعٍ يُطاعُفيهم فتقبل شفاعته يَعلَمُ خائِنَةَ الأَعيُنِ أي خيانتها وهي مسارقة النظر إلي ما لايحل النظر إليه وَ ما تخُفيِ الصّدُورُ ويعلم
صفحه : 79
ماتضمره الصدوروَ اللّهُ يقَضيِ بِالحَقّ أي يفصل بين الخلائق بالحق وَ الّذِينَ يَدعُونَ مِن دُونِهِ من الأصنام لا يَقضُونَ بشِيَءٍلأنها جماد. و في قوله تعالي يَومَ يَدعُ الدّاعِ إِلي شَيءٍ نُكُرٍ أي منكر غيرمعتاد و لامعروف بل أمر فظيع لم يروا مثله فينكرونه استعظاما واختلف في الداعي فقيل هوإسرافيل يدعو الناس إلي الحشر قائما علي صخرة بيت المقدس وقيل بل الداعي يدعوهم إلي النار و يوم ظرف ليخرجون ويجوز أن يكون التقدير في هذااليوم يقول الكافرون خُشّعاً أَبصارُهُم أي ذليلة خاضعة عندرؤية العذاب وإنما وصف الأبصار بالخشوع لأن ذلة الذليل وعزة العزيز تتبين في نظره وتظهر في عينه يَخرُجُونَ مِنَ الأَجداثِ أي من القبوركَأَنّهُم جَرادٌ مُنتَشِرٌ والمعني أنهم يخرجون فزعين يدخل بعضهم في بعض ويختلط بعضهم ببعض لاجهة لأحد منهم فيقصدها كما أن الجراد لاجهة لها فتكون أبدا متفرقة في كل جهة وقيل إنما شبههم بالجراد في كثرتهم و في هذه الآية دلالة علي أن البعث إنما يكون لهذه البنية لأنها الكائنة في الأجداث خلافا لمن زعم أن البعث يكون للأرواح مُهطِعِينَ إِلَي الدّاعِ أي مقبلين إلي صوت الداعي وقيل مسرعين إلي إجابة الداعي وقيل ناظرين قبل الداعي قائلين هذا يَومٌ عَسِرٌ أي صعب شديد. و في قوله تعالي يا مَعشَرَ الجِنّ وَ الإِنسِ إِنِ استَطَعتُم أَن تَنفُذُوا أي تخرجوا هاربين من الموت يقال نفذ الشيء من الشيء إذاخلص منه كالسهم ينفذ من الرميةمِن أَقطارِ السّماواتِ وَ الأَرضِ أي جوانبهما ونواحيهمافَانفُذُوا أي فأخرجوالا تَنفُذُونَ إِلّا بِسُلطانٍ أي حيث توجهتم فثم ملكي و لاتخرجون من سلطاني فأنا آخذكم بالموت وقيل لاتنفذون إلابقدرة من الله وقوة يعطيكموها بأن يخلق لكم مكانا آخر سوي السماوات و الأرض ويجعل لكم قوة تخرجون بها إليه وقيل المعني إن استطعتم أن تعلموا ما في السماوات و الأرض فاعلموا أنه لايمكنكم ذلك لا تَنفُذُونَ إِلّا بِسُلطانٍ أي لاتعلمون إلابحجة وبيان وقيل لا تَنفُذُونَ إِلّا بِسُلطانٍمعناه حيث مانظرتم شاهدتم حجة الله وسلطانه ألذي يدل علي توحيده
صفحه : 80
يُرسَلُ عَلَيكُما شُواظٌ مِن نارٍ هواللهب الأخضر المنقطع من الناروَ نُحاسٌ هوالصفر المذاب للعذاب وقيل النحاس الدخان وقيل المهل والمعني لاتنفذون و لوجاز أن تنفذوا وقدرتم عليه لأرسل عليكم العذاب من النار المحرقة وقيل معناه أنه يقال لهم ذلك يوم القيامةيُرسَلُ عَلَيكُما أي علي من أشرك منكما و قدجاء في الخبر يحاط علي الخلق بالملائكة وبلسان من نار ثم ينادون يا مَعشَرَ الجِنّ وَ الإِنسِ إلي قوله شُواظٌ مِن نارٍ و رَوَي مَسعَدَةُ بنُ صَدَقَةَ عَن كُلَيبٍ قَالَ كُنّا عِندَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَأَنشَأَ يُحَدّثُنَا فَقَالَ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ جَمَعَ اللّهُ العِبَادَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ وَ ذَلِكَ أَنّهُ يوُحيِ إِلَي السّمَاءِ الدّنيَا أَنِ اهبطِيِ بِمَن فِيكِ فَيَهبِطُ أَهلُ السّمَاءِ الدّنيَا بمِثِليَ مَن فِي الأَرضِ مِنَ الجِنّ وَ الإِنسِ وَ المَلَائِكَةِ ثُمّ يَهبِطُ أَهلُ السّمَاءِ الثّانِيَةِ بِمِثلِ الجَمِيعِ مَرّتَينِ فَلَا يَزَالُونَ كَذَلِكَ حَتّي يَهبِطَ أَهلُ سَبعِ سَمَاوَاتٍ فَيَصِيرُ الجِنّ وَ الإِنسُ فِي سَبعِ سُرَادِقَاتٍ مِنَ المَلَائِكَةِ ثُمّ ينُاَديِ مُنَادٍ يَا مَعشَرَ الجِنّ وَ الإِنسِإِنِ استَطَعتُمالآيَةَ فَيَنظُرُونَ فَإِذَا قَد أَحَاطَ بِهِم سَبعَ أَطوَاقٍ مِنَ المَلَائِكَةِ
و قوله فَلا تَنتَصِرانِ أي فلاتقدران علي دفع ذلك عنكما و عن غيركمافَإِذَا انشَقّتِ السّماءُيعني يوم القيامة إذاانصدعت السماء وانفك بعضها من بعض فَكانَت وَردَةً أي فصارت حمراء كلون الفرس الورد و هوالأبيض ألذي يضرب إلي الحمرة أوالصفرة فيكون في الشتاء أحمر و في الربيع أصفر و في اشتداد البرد أغبر سبحانه خالقها والمصرف لها كيف يشاء والوردة واحدة الورد فشبه السماء يوم القيامة في اختلاف ألوانها بذلك وقيل أراد به وردة النبات وهي حمراء و قدتختلف ألوانها ولكن الأغلب في ألوانها الحمرة لتصير السماء كالوردة في الاحمرار ثم تجريكَالدّهانِ و هوجمع الدهن عندانقضاء الأمر وتناهي المدة قال الحسن هي كالدهان التي تصب بعضها بألوان مختلفة قال الفراء شبه تلون السماء بتلون الوردة من الخيل وشبه الوردة في اختلافه بالدهن واختلاف ألوانه وقيل الدهان الأديم الأحمر وقيل هوعكر الزيت يتلون ألوانافَيَومَئِذٍيعني
صفحه : 81
يوم القيامةلا يُسئَلُ عَن ذَنبِهِ إِنسٌ وَ لا جَانّ أي لايسأل المجرم عن جرمه في ذلك الموطن لمايلحقه من الذهول ألذي تحار له العقول و إن وقعت المسألة في غير ذلك الوقت بدلالة قوله وَ قِفُوهُم إِنّهُم مَسؤُلُونَ وقيل المعني لايسألان سؤال الاستفهام ليعرف ذلك بالمسألة من جهته لأن الله تعالي قدأحصي الأعمال وحفظها علي العباد وإنما يسألون سؤال تقريع وتوبيخ للمحاسبة وقيل إن أهل الجنة حسان الوجوه و أهل النار سود الوجوه فلايسألون من أي الحزبين هم ولكن يسألون سؤال تقريع .
وَ روُيَِ عَنِ الرّضَا ع أَنّهُ قَالَ فَيَومَئِذٍ لَا يُسئَلُ مِنكُم عَن ذَنبِهِ إِنسٌ وَ لَا جَانّ وَ المَعنَي أَنّ مَنِ اعتَقَدَ الحَقّ ثُمّ أَذنَبَ وَ لَم يَتُب فِي الدّنيَا عُذّبَ عَلَيهِ فِي البَرزَخِ وَ يَخرُجُ يَومَ القِيَامَةِ وَ لَيسَ لَهُ ذَنبٌ يُسأَلُ عَنهُ
يُعرَفُ المُجرِمُونَ بِسِيماهُم أي بعلامتهم وهي سواد الوجوه وزرقة العيون وقيل بأمارات الخزيفَيُؤخَذُ باِلنوّاصيِ وَ الأَقدامِفتأخذهم الزبانية فتجمع بين نواصيهم وأقدامهم بالغل ثم يسحبون إلي النار ويقذفون فيها. و في قوله تعالي إِذا وَقَعَتِ الواقِعَةُ أي إذاقامت القيامة سميت بهالكثرة مايقع فيها من الشدة أولشدة وقعتهالَيسَ لِوَقعَتِها كاذِبَةٌ أي ليس لمجيئها وظهورها كذب وقيل أي ليس لوقعتها قضية كاذبة أي ثبت وقوعها بالسمع والعقل خافِضَةٌ رافِعَةٌ أي تخفض ناسا وترفع آخرين وقيل تخفض أقواما إلي النار وترفع أقواما إلي الجنةإِذا رُجّتِ الأَرضُ رَجّا أي حركت حركة شديدة وزلزلت زلزالا شديدا وقيل معناه رجت بما فيها كمايرج الغربال بما فيه فتخرج من في بطنها من الموتي وَ بُسّتِ الجِبالُ بَسّا أي فتت فتا وقيل أي كسرت كسرا وقيل قلعت من أصلها وقيل سيرت من وجه الأرض تسييرا وقيل بسطت بسطا كالرمل والتراب وقيل جعلت كَثِيباً مَهِيلًا بعد أن كانت شامخة طويلةفَكانَت هَباءً مُنبَثّا
صفحه : 82
أي غبارا متفرقا كالذي يري في شعاع الشمس إذادخل من الكوةوَ كُنتُم أَزواجاً أي أصنافاثَلاثَةً فَأَصحابُ المَيمَنَةِيعني اليمين وهم الذين يعطون كتبهم بأيمانهم وقيل الذين يؤخذ بهم ذات اليمين إلي الجنة وقيل هم أصحاب اليمن والبركةما أَصحابُ المَيمَنَةِ أي أي شيءهم كمايقال هم ماهم وَ أَصحابُ المَشئَمَةِهم الذين يعطون كتبهم بشمالهم أويؤخذ بهم ذات الشمال إلي النار وقيل هم المشائم علي أنفسهم وَ السّابِقُونَ السّابِقُونَ أي والسابقون إلي اتباع الأنبياء الذين صاروا أئمة الهدي هم السابقون إلي جزيل الثواب عند الله وقيل السابقون إلي طاعة الله هم السابقون إلي رحمته فالسابقون الثاني خبر الأول ويحتمل أن يكون تأكيدا للأول والخبرأُولئِكَ المُقَرّبُونَ. و في قوله تعالي فَإِذا نُفِخَ فِي الصّورِ نَفخَةٌ واحِدَةٌ وهي النفخة الأولي وقيل الثانيةوَ حُمِلَتِ الأَرضُ وَ الجِبالُ أي رفعت من أماكنهافَدُكّتا دَكّةً واحِدَةً أي كسرتا كسرة واحدة لاتثني حتي يستوي ماعليها من شيءمثل الأديم الممدود وقيل ضرب بعضها ببعض حتي تفتتت الجبال ونسفتها الرياح وبقيت الأرض شيئا واحدا لاجبل فيها و لارابية بل تكون قطعة مستوية وإنما قال دكتا لأنه جعل الأرض جملة واحدة والجبال جملة واحدةفَيَومَئِذٍ وَقَعَتِ الواقِعَةُ أي قامت القيامةوَ انشَقّتِ السّماءُ أي انفرج بعضها من بعض فهَيَِ يَومَئِذٍ واهِيَةٌ أي شديدة الضعف بانتقاض أبنيتها وقيل هو أن السماء تنشق بعدصلابتها فتصير بمنزلة الصوف في الوهن والضعف وَ المَلَكُ عَلي أَرجائِها أي علي أطرافها ونواحيها والملك اسم يقع علي الواحد والجمع والسماء مكان الملائكة فإذاوهت صارت في نواحيها وقيل إن الملائكة يومئذ علي جوانب السماء تنتظر مايؤمر به في أهل النار و أهل الجنةوَ يَحمِلُ عَرشَ رَبّكَ فَوقَهُميعني فوق الخلائق يَومَئِذٍ ثَمانِيَةٌ من الملائكة.
وَ روُيَِ عَنِ النّبِيّص أَنّهُمُ اليَومَ أَربَعَةٌ فَإِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ أَيّدَهُم بِأَربَعَةٍ
صفحه : 83
أُخرَي فَيَكُونُونَ ثَمَانِيَةً
وقيل ثمانية صفوف لايعلم عددهم إلا الله تعالي عن ابن عباس يَومَئِذٍ تُعرَضُونَيعني يوم القيامة تعرضون معاشر المكلفين لا تَخفي مِنكُم خافِيَةٌ أي نفس خافية أوفعلة خافية وقيل الخافية مصدر أي خافية أحد وروي في الخبر عن ابن مسعود وقتادة أن الخلق يعرضون ثلاث عرضات ثنتان فيهما معاذير وجدال والثالثة تطير الصحف من الأيدي فآخذ بيمينه وآخذ بشماله و ليس يعرض الله الخلق ليعلم من حالهم ما لم يعلمه ولكن ليظهر ذلك لخلقه فَأَمّا مَن أوُتيَِ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُلأهل القيامةهاؤُمُ أي تعالوااقرَؤُا كِتابِيَهإنما يقوله سرورا بهم لعلمه بأنه ليس فيه إلاالطاعات فلايستحيي أن ينظر فيه غيره إنِيّ ظَنَنتُ أي علمت وأيقنت في الدنياأنَيّ مُلاقٍ حِسابِيَه والهاء لنظم رءوس الآي وهي هاء الاستراحة والمعني أني كنت مستيقنا في دار الدنيا بأني ألقي حسابي يوم القيامةفَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ أي حالة من العيش ذات رضي بمعني مرضيةفِي جَنّةٍ عالِيَةٍ أي رفيعة القدر والمكان قُطُوفُها دانِيَةٌ أي ثمارها قريبة ممن يتناولها قال البراء بن عازب يتناول الرجل من الثمرة و هونائم .
وَ روُيَِ عَن سَلمَانَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا يَدخُلُ الجَنّةَ أَحَدٌ إِلّا بِجَوَازِبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ هَذَا كِتَابٌ مِنَ اللّهِ لِفُلَانِ بنِ فُلَانٍ أَدخِلُوهُ جَنّةً عَالِيَةًقُطُوفُها دانِيَةٌ
وقيل معناه لايرد أيديهم عن ثمرها بعد و لاشوك يقال لهم كُلُوا وَ اشرَبُوا في الجنةهَنِيئاً بِما أَسلَفتُم أي قدمتم من أعمالكم الصالحةفِي الأَيّامِ الخالِيَةِ أي الماضية في الدنيا ويعني بقوله هَنِيئاً أنه ليس فيه مايؤذي فلايحتاج فيه إلي إخراج فضل بغائط أوبول وَ أَمّا مَن أوُتيَِ كِتابَهُ أي صحيفة أعماله بِشِمالِهِ فَيَقُولُ يا ليَتنَيِ لَم أُوتَ كِتابِيَه لمايري فيه من قبائح أعماله وَ لَم أَدرِ ما حِسابِيَه أي و لم أدر أي شيءحسابييا لَيتَها كانَتِ القاضِيَةَالهاء في ليتها كناية عن الحال التي هم فيها وقيل كناية عن الموتة الأولي والقاضية القاطعة للحياة أي ليت الموتة الأولي لم نحي بعدها أوتمني يومئذ الموت و لم يكن في الدنيا شيءأكره عنده من الموت ما أَغني عنَيّ مالِيَه أي مادفع عني مالي من عذاب الله شيئاهَلَكَ عنَيّ سُلطانِيَه أي ضل عني ماكنت أعتقده
صفحه : 84
حجة أوهلك عني تسلطي وأمري ونهيي في دار الدنيا علي ماكنت مسلطا عليه . ثم أخبر سبحانه أنه يقول للملائكةخُذُوهُ فَغُلّوهُ أي أوثقوه بالغل و هو أن تشد إحدي يديه أورجليه إلي عنقه بجامعةثُمّ الجَحِيمَ صَلّوهُ أي ثم أدخلوا النار العظيمة وألزموه إياهاثُمّ فِي سِلسِلَةٍ ذَرعُها أي طولهاسَبعُونَ ذِراعاً فَاسلُكُوهُ أي اجعلوه فيهالأنه يؤخذ عنقه فيها ثم يجر بها قال الضحاك إنما تدخل في فيه وتخرج من دبره فعلي هذا يكون المعني ثم اسلكوا السلسلة فيه فقلب و قال نوف البكالي كل زراع سبعون باعا الباع أبعد مما بينك و بين مكة و كان في رحبة الكوفة و قال الحسن الله أعلم بأي ذراع هو و قال سويد بن نجيح إن جميع أهل النار كانوا في تلك السلسلة و لو أن حلقة منها وضعت علي جبل لذاب من حرهاإِنّهُ كانَ لا يُؤمِنُ بِاللّهِ العَظِيمِ أي لم يكن يوحد الله و لايصدق به وَ لا يَحُضّ عَلي طَعامِ المِسكِينِ أي كان يمنع الزكاة والحقوق الواجبةفَلَيسَ لَهُ اليَومَ هاهُنا حَمِيمٌ أي صديق ينفعه وَ لا طَعامٌ إِلّا مِن غِسلِينٍ و هوصديد أهل النار و مايجري منهم وقيل إن أهل النار طبقات فمنهم من طعامه غسلين ومنهم من طعامه الزقوم ومنهم من طعامه الضريع لأنه قال في موضع آخرلَيسَ لَهُم طَعامٌ إِلّا مِن ضَرِيعٍ وقيل يجوز أن يكون الضريع هوالغسلين لا يَأكُلُهُ أي هذاالغسلين إِلّا الخاطِؤُنَ وهم
صفحه : 85
الجائزون عن طريق الحق عامدين والفرق بين الخاطئ والمخطئ أن المخطئ قد يكون من غيرتعمد والخاطئ المذنب المتعمد الجائز عن الصراط المستقيم . و في قوله سبحانه يَومَ تَكُونُ السّماءُ كَالمُهلِ أي كدردي الزيت وقيل كعكر القطران وقيل مثل الفضة إذاأذيبت وقيل مثل الصفر المذاب وَ تَكُونُ الجِبالُ كَالعِهنِ أي كالصوف المصبوغ وقيل كالصوف المنفوش وقيل كالصوف الأحمر بمعني أنها تلين بعدالشدة وتتفرق بعدالاجتماع و قال الحسن إنها أولا تصيركَثِيباً مَهِيلًا ثم تصير عهنا منفوشا ثم هَباءً مَنثُوراًوَ لا يَسئَلُ حَمِيمٌ حَمِيماًلشغل كل إنسان بنفسه عن غيره وقيل لايسأله عن يتحمل من أوزاره ليأسه من ذلك في الآخرة وقيل معناه أنه لايحتاج إلي سؤاله لأنه يكون لكل علامة يعرف بهافعلامة الكافرين سواد الوجوه وزرقة العيون وعلامة المؤمنين نضارة اللون وبياض الوجوه يُبَصّرُونَهُم أي تعرف الكفار بعضهم بعضا ساعة ثم لايتعارفون ويفر بعضهم من بعض وقيل يعرفهم المؤمنون فيشمتون بهم ويسرون بعذابهم وقيل يعرف أتباع الضلالة رؤساءهم وقيل إن الضمير يعود إلي الملائكة أي يعرفهم الملائكة ويجعلون بصراء بهم فيسوقون فريقا إلي الجنة وفريقا إلي الناريَوَدّ المُجرِمُ أي يتمني العاصيلَو يفَتدَيِ مِن عَذابِ يَومِئِذٍ بِبَنِيهِ أي يتمني سلامته من العذاب النازل به بإسلام كل كريم عليه من أولاده الذين هم أعز الناس عليه وَ صاحِبَتِهِ أي زوجته التي كانت سكنا له وربما آثرها علي أبويه وَ أَخِيهِ ألذي كان ناصرا له ومعيناوَ فَصِيلَتِهِ أي وعشيرته التّيِ تُؤوِيهِ في الشدائد وتضمه ويأوي إليها في النسب وَ مَن فِي الأَرضِ جَمِيعاً أي بجميع الخلائق ثُمّ يُنجِيهِ ذلك الفداءكَلّا لاينجيه ذلك إِنّها لَظييعني أن نار جهنم لظي أوالقصة لظي نَزّاعَةً لِلشّوي وسميت لظي لأنها تتلظي أي تشتعل وتتلهب علي أهلها وقيل لظي اسم من أسماء جهنم وقيل هي الدركة الثانية منها وهي نزاعة للشوي تنزع الأطراف فلاتترك لحما و لاجلدا إلاأحرقته وقيل تنزع الجلد وأم الرأس وقيل تنزع الجلد واللحم عن العظم و قال الكلبي يعني تأكل الدماغ كله ثم يعود كما كان و قال أبوصالح الشوي لحم الساق و قال
صفحه : 86
سعيد بن جبير العصب والعقب و قال أبوالعالية محاسن الوجه تَدعُوا مَن أَدبَرَ وَ تَوَلّييعني النار تدعو إلي نفسها من أدبر عن الإيمان وتولي عن طاعة الله وطاعة رسوله أي لايفوتها كافر فكأنها تدعوه فيجيئها كرها وقيل إن الله تعالي ينطق النار حتي تدعوهم إليها وقيل معناه تدعو زبانية النار وقيل تدعو أي تعذب رواه المبرد عن الخليل قال يقال دعاك الله أي عذبك . و في قوله كَأَنّهُم إِلي نُصُبٍ يُوفِضُونَ أي كأنهم يسعون فيسرعون إلي علم نصب لهم وقيل كأنهم إلي أوثانهم يسعون للتقرب إليهاتَرهَقُهُم ذِلّةٌ أي تغشاهم . و في قوله سبحانه يَومَ تَرجُفُ الأَرضُ وَ الجِبالُ أي تتحرك باضطراب شديدوَ كانَتِ الجِبالُ كَثِيباً مَهِيلًا أي رملا سائلا متناثرا عن ابن عباس وقيل المهيل ألذي إذاوطئته القدم زل من تحتها و إذاأخذت أسفله انهار أعلاه والمعني أن الجبال تنقلع من أصولها فتصير بعدصلابتها كالرمل السائل . و في قوله يَجعَلُ الوِلدانَ شِيباً هوجمع أشيب و هذاوصف لذلك اليوم وشدته كمايقال هذاأمر يشيب منه الوليد وتشيب منه النواصي إذا كان عظيما شديدا والمعني بأي شيءتتحصنون من عذاب ذلك اليوم إن كفرتم وكيف تدفعون عنكم ذلك السّماءُ مُنفَطِرٌ بِهِالهاء يعود إلي اليوم والمعني أن السماء تنفطر وتنشق في ذلك اليوم من هوله وقيل بسبب ذلك اليوم وهوله وشدته كانَ وَعدُهُ مَفعُولًا أي كائنا لاخلف فيه و لاتبديل . و في قوله تعالي فَإِذا بَرِقَ البَصَرُ أي شخص البصر عندمعاينة ملك الموت فلايطرف من شدة الفزع وقيل إذافزع وتحير لمايري من أهوال القيامة وأحوالهاوَ خَسَفَ القَمَرُ أي ذهب نوره وضوؤه وَ جُمِعَ الشّمسُ وَ القَمَرُ أي جمع بينهما في ذهاب ضوئهما بالخسوف ليتكامل ظلام الأرض علي أهلها حتي يراهما كل أحد بغير نور وضياء وقيل في طلوعهما من المغرب كالبعيرين القرينين يَقُولُ الإِنسانُالمكذب بالقيامةيَومَئِذٍ أَينَ المَفَرّأين الفرار ويجوز أن يكون معناه أين موضع الفراركَلّا لا وَزَرَ أي لامهرب و لاملجأ لهم يلجئون إليه والوزر مايتحصن به من جبل أو
صفحه : 87
غيره إِلي رَبّكَ يَومَئِذٍ المُستَقَرّ أي المنتهي أي ينتهي الخلق يومئذ إلي حكمه وأمره فلاحكم و لاأمر لأحد غيره وقيل المستقر المكان ألذي يستقر فيه المؤمن والكافر و ذلك إلي الله لا إلي العباد وقيل المستقر المصير والمرجع يُنَبّؤُا الإِنسانُ يَومَئِذٍ بِما قَدّمَ وَ أَخّرَ أي يخبر الإنسان يوم القيامة بأول عمله وآخره فيجازي به وقيل معناه بما قدم من العمل في حياته و ماسنه فعمل به بعدموته من خير أوشر وقيل بما قدم من المعاصي وأخر من الطاعات وقيل بما أخذ وترك وقيل بما قدم من طاعة الله وأخر من حق الله وضيعه وقيل بما قدم من ماله لنفسه و ماخلفه لورثته بعده بَلِ الإِنسانُ عَلي نَفسِهِ بَصِيرَةٌ أي إن جوارحه تشهد عليه بما عمل قال القتيبي أقام جوارحه مقام نفسه ولذلك أنث وقيل معناه أن الإنسان بصير بنفسه وعمله وَ رَوَي العيَاّشيِّ بِإِسنَادِهِ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَا يَصنَعُ أَحَدُكُم أَن يُظهِرَ حَسَناً وَ يُسِرّ سَيّئاً أَ لَيسَ إِذَا رَجَعَ إِلَي نَفسِهِ يَعلَمُ أَنّهُ لَيسَ كَذَلِكَ وَ اللّهُ سُبحَانَهُ يَقُولُبَلِ الإِنسانُ عَلي نَفسِهِ بَصِيرَةٌ إِنّ السّرِيرَةَ إِذَا صَلَحَت قَوِيَتِ العَلَانِيَةُ
وَ لَو أَلقي مَعاذِيرَهُ أي و لواعتذر وجادل عن نفسه لم ينفعه ذلك وقيل معناه و لوأرخي الستور وأغلق الأبواب قال الزجاج معناه و لوأدلي بكل حجة عنده وجاء في التفسير المعاذير الستور واحدها معذار و قال المبرد هي لغة طائية والمعني علي هذاالقول و إن أسبل الستور ليخفي مايعمل فإن نفسه شاهد عليه .
صفحه : 88
و في قوله سبحانه إِنّ هؤُلاءِ يُحِبّونَ العاجِلَةَ أي يؤثرون اللذات والمنافع العاجلة في دار الدنياوَ يَذَرُونَ وَراءَهُم أي ويتركون أمامهم يَوماً ثَقِيلًا أي عسيرا شديدا والمعني أنهم لايؤمنون به و لايعملون له وقيل معني وراءهم خلف ظهورهم . و في قوله تعالي فَإِذَا النّجُومُ طُمِسَت أي محيت آثارها وأذهب نورهاوَ إِذَا السّماءُ فُرِجَت أي شقت وصدعت فصار فيهافروج وَ إِذَا الجِبالُ نُسِفَت أي قلعت من مكانها وقيل أي أذهبت بسرعة حتي لايبقي لها أثر في الأرض وَ إِذَا الرّسُلُ أُقّتَت أي جمعت لوقتها و هو يوم القيامة لتشهد علي الأمم و هو قوله لأِيَّ يَومٍ أُجّلَت أي أخرت وضرب لهم الأجل لجمعهم تعجب العباد من ذلك اليوم وقيل أُقّتَتمعناه عرفت وقت الحساب والجزاء لأنهم في الدنيا لايعرفون متي تكون الساعة وقيل عرفت ثوابها في ذلك اليوم
وَ قَالَ الصّادِقُ ع أُقّتَت أَي بُعِثَت فِي أَوقَاتٍ مُختَلِفَةٍ
ثم بين سبحانه ذلك اليوم فقال لِيَومِ الفَصلِ أي يوم يفصل الرحمن بين الخلائق ثم عظم ذلك اليوم فقال وَ ما أَدراكَ ما يَومُ الفَصلِ ثم أخبر سبحانه عن حال من كذب به فقال وَيلٌ يَومَئِذٍ لِلمُكَذّبِينَ. و في قوله تعالي هذا يَومُ لا يَنطِقُونَ فيه قولان أحدهما أنهم لاينطقون بنطق ينتفعون به فكأنهم لم ينطقوا والثاني أن في القيامة مواقف ففي بعضها يختصمون ويتكلمون و في بعضها يختم علي أفواههم فلايتكلمون و عن قتادة قال جاء رجل إلي عكرمة فقال أرأيت قول الله تعالي هذا يَومُ لا يَنطِقُونَ و قوله ثُمّ إِنّكُم يَومَ القِيامَةِ عِندَ رَبّكُم تَختَصِمُونَ قال إنها مواقف فأما موقف منها فتكلموا واختصموا ثم ختم علي أفواههم فتكلمت أيديهم وأرجلهم فحينئذ لاينطقون .
صفحه : 89
و في قوله تعالي إِنّ يَومَ الفَصلِ كانَ مِيقاتاً أي لماوعد الله من الجزاء والحساب والثواب والعقاب يَومَ يُنفَخُ فِي الصّورِ فَتَأتُونَ أَفواجاً أي جماعة جماعة إلي أن تتكاملوا في القيامة وقيل زمرا زمرا من كل مكان للحساب و كل فريق يأتي مع شكله وقيل إن كل أمة تأتي مع نبيهاوَ فُتِحَتِ السّماءُ أي شقت لتزول الملائكةفَكانَت أَبواباً أي ذات أبواب وقيل صار فيهاطرق و لم يكن كذلك من قبل وَ سُيّرَتِ الجِبالُ أي أزيلت عن أماكنها وذهب بهافَكانَت سَراباً أي كالسراب يظن أنها جبال وليست إياها
وَ فِي الحَدِيثِ عَنِ البَرَاءِ بنِ عَازِبٍ قَالَ كَانَ مُعَاذُ بنُ جَبَلٍ جَالِساً قَرِيباً مِن رَسُولِ اللّهِص فِي مَنزِلِ أَبِي أَيّوبَ الأنَصاَريِّ فَقَالَ مُعَاذٌ يَا رَسُولَ اللّهِ أَ رَأَيتَ قَولَ اللّهِ تَعَالَييَومَ يُنفَخُ فِي الصّورِ فَتَأتُونَ أَفواجاًالآيَاتِ فَقَالَ يَا مُعَاذُ سَأَلتَ عَن عَظِيمٍ مِنَ الأَمرِ ثُمّ أَرسَلَ عَينَيهِ ثُمّ قَالَ تُحشَرُ عَشَرَةُ أَصنَافٍ مِن أمُتّيِ أَشتَاتاً قَد مَيّزَهُمُ اللّهُ تَعَالَي مِنَ المُسلِمِينَ وَ بَدّلَ صُوَرَهُم فَبَعضُهُم عَلَي صُورَةِ القِرَدَةِ وَ بَعضُهُم عَلَي صُورَةِ الخَنَازِيرِ وَ بَعضُهُم مُنَكّسُونَ أَرجُلُهُم مِن فَوقُ وَ وُجُوهُهُم مِن تَحتُ ثُمّ يُسحَبُونَ عَلَيهَا وَ بَعضُهُم عمُيٌ يَتَرَدّدُونَ وَ بَعضُهُم بُكمٌ لَا يَعقِلُونَ وَ بَعضُهُم يَمضَغُونَ أَلسِنَتَهُم يَسِيلُ القَيحُ مِن أَفوَاهِهِم لُعَاباً يَتَقَذّرُهُم أَهلُ الجَمعِ وَ بَعضُهُم مُقَطّعَةٌ أَيدِيهِم وَ أَرجُلُهُم وَ بَعضُهُم مُصَلّبُونَ عَلَي جُذُوعٍ مِن نَارٍ وَ بَعضُهُم أَشَدّ نَتناً مِنَ الجِيَفِ وَ بَعضُهُم يَلبَسُونَ جِبَاباً سَابِغَةً مِن قَطِرَانٍ لَازِقَةٍ بِجُلُودِهِم فَأَمّا الّذِينَ عَلَي صُورَةِ القِرَدَةِ فَالقَتّاتُ مِنَ النّاسِ وَ أَمّا الّذِينَ عَلَي صُورَةِ الخَنَازِيرِ فَأَهلُ السّحتِ وَ أَمّا المُنَكّسُونَ عَلَي رُءُوسِهِم فَأَكَلَةُ الرّبَا وَ العمُيُ الجَائِرُونَ فِي الحُكمِ وَ الصّمّ البُكمُ المُعجَبُونَ بِأَعمَالِهِم وَ الّذِينَ يَمضَغُونَ بِأَلسِنَتِهِم فَالعُلَمَاءُ وَ القُضَاةُ الّذِينَ خَالَفَت أَعمَالُهُم أَقوَالَهُم وَ المُقَطّعَةُ أَيدِيهِم وَ أَرجُلُهُم الّذِينَ يُؤذُونَ الجِيرَانَ وَ المُصَلّبُونَ عَلَي جُذُوعٍ مِن نَارٍ فَالسّعَاةُ بِالنّاسِ إِلَي السّلطَانِ وَ الّذِينَ هُم أَشَدّ نَتناً مِنَ الجِيَفِ فَالّذِينَ يَتَمَتّعُونَ بِالشّهَوَاتِ وَ اللّذّاتِ وَ يَمنَعُونَ حَقّ اللّهِ فِي أَموَالِهِم وَ الّذِينَ يَلبَسُونَ الجِبَابَ فَأَهلُ التّجَبّرِ وَ الخُيَلَاءِ
. و في قوله تعالي لا يَملِكُونَ مِنهُ خِطاباً أي لايملكون أن يسألوا إلافيما أذن لهم فيه قال مقاتل لايقدر الخلق علي أن يكلموا الرب إلابإذنه يَومَ يَقُومُ
الرّوحُ وَ المَلائِكَةُ صَفّااختلف في الروح فقيل خلق الله علي صورة بني آدم وليسوا بناس و لابملائكة يقومون صفا والملائكة صفا وقيل ملك من الملائكة ماخلق الله مخلوقا أعظم منه فإذا كان يوم القيامة قام هووحده صفا وقامت الملائكة كلهم صفا واحدا فيكون عظم خلقه مثل صفهم عن ابن عباس وقيل إنها أرواح الناس تقوم مع الملائكة فيما بين النفختين قبل أن ترد الأرواح إلي الأجساد عن ابن عباس أيضا وقيل إنه جبرئيل ع و قال وهب إن جبرئيل واقف بين يدي الله عز و جل ترعد فرائصه يخلق الله عز و جل من كل رعدة منه مائة ألف ملك فالملائكة صفوف بين يدي الله عز و جل منكسو رءوسهم فإذاأذن الله لهم في الكلام قالوا لاإله إلا الله وَ قالَ صَواباً أي لاإله إلا الله
وَ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ مَلَكٌ أَعظَمُ مِن جَبرَئِيلَ وَ مِيكَائِيلَ
وقيل إن الروح بنو آدم . و قوله صفا معناه مصطفين لا يَتَكَلّمُونَ إِلّا مَن أَذِنَ لَهُ الرّحمنُ وهم المؤمنون والملائكةوَ قالَ في الدنياصَواباً أي شهد بالتوحيد و قال لاإله إلا الله وقيل إن الكلام هاهنا الشفاعةذلِكَ اليَومُ الحَقّ ألذي لاشك فيه يعني القيامةفَمَن شاءَ اتّخَذَ إِلي رَبّهِ مَآباً أي مرجعا بالطاعةإِنّا أَنذَرناكُم عَذاباً قَرِيباًيعني العذاب في الآخرةيَومَ يَنظُرُ المَرءُ ما قَدّمَت يَداهُ أي ينتظر جزاء ماقدمه من طاعة ومعصية وقيل معناه أن كل أحد ينظر إلي عمله في ذلك اليوم من خير وشر مثبتا عليه في صحيفته فيرجو ثواب الله علي صالح عمله ويخاف العقاب علي سوء عمله وَ يَقُولُ الكافِرُ في ذلك اليوم يا ليَتنَيِ كُنتُ تُراباً أي يتمني أن لو كان ترابا لايعود و لايحاسب ليتخلص من عقاب ذلك اليوم و قال عبد الله بن عمر إذا كان يوم القيامة مدت الأرض مد الأديم وحشر الدواب والبهائم والوحوش ثم يجعل القصاص بين الدواب حتي يقتص للشاة الجماء من الشاة القرناء التي نطحتها و قال مجاهد يقاد يوم القيامة للمنطوحة من الناطحة و قال المقاتل إن الله يجمع الوحوش والهوام والطير و كل شيء غيرالثقلين فيقول من ربكم فيقولون الرحمن الرحيم فيقول لهم الرب بعد
صفحه : 91
مايقضي بينهم حتي يقتص للجماء من القرناء إنا خلقناكم وسخرناكم لبني آدم وكنتم مطيعين أيام حياتكم فارجعوا إلي ألذي كنتم كونوا ترابا فتكون ترابا فإذاالتفت الكافر إلي شيءصار ترابا يتمني فيقول ياليتني كنت في الدنيا علي صورة خنزير رزقي كرزقه وكنت اليوم أي في الآخرة ترابا وقيل إن المراد بالكافر هنا إبليس عاب آدم بأن خلق من تراب وافتخر بالنار فيوم القيامة إذارأي كرامة آدم وولده المؤمنين قال ياليتني كنت ترابا. و في قوله تعالي فَإِذا جاءَتِ الطّامّةُ الكُبريهي القيامة لأنها تطم علي كل داهية هائلة أي تعلو وتغلب و قال الحسن هي النفخة الثانية وقيل هي الغاشية الغليظة المجللة التي تدفق الشيء بالغلظ وقيل إن ذلك حين يساق أهل الجنة إلي الجنة و أهل النار إلي الناريَومَ يَتَذَكّرُ الإِنسانُ ما سَعي أي تجيء الطامة في يوم يتذكر الإنسان ماعمله من خير أوشروَ بُرّزَتِ الجَحِيمُ أي أظهرت النارلِمَن يَريفيراها الخلق مكشوفا عنها الغطاء ويبصرونها مشاهدة. و في قوله تعالي فَإِذا جاءَتِ الصّاخّةُيعني صيحة القيامة عن ابن عباس سميت بذلك لأنها تصخ الآذان أي تبالغ في إسماعها حتي تكاد تصمها وقيل لأنها يصخ لها الخلق أي يستمع يَومَ يَفِرّ المَرءُ مِن أَخِيهِ وَ أُمّهِ وَ أَبِيهِ وَ صاحِبَتِهِ أي زوجته وَ بَنِيهِ أي لايلتفت إلي واحد من هؤلاء لعظم ما هو فيه وشغله بنفسه و إن كان في الدنيا يعتني بشأنهم وقيل يفر منهم حذرا من مطالبتهم إياه بما بينه وبينهم من التبعات والمظالم وقيل لعلمه بأنهم لايشفعون له و لايغنون عنه شيئا ويجوز أن يكون مؤمنا وأقرباؤه من أهل النار فيعاديهم و لايلتفت إليهم أويفر منهم لئلا يري مانزل بهم من الهوان لِكُلّ امرِئٍ مِنهُم يَومَئِذٍ شَأنٌ يُغنِيهِ أي لكل إنسان منهم أمر عظيم يشغله عن الأقرباء ويصرفه عنهم وُجُوهٌ يَومَئِذٍ مُسفِرَةٌ أي مشرقة مضيئةضاحِكَةٌ مُستَبشِرَةٌ من سرورها وفرحها بما أعد لها من الثواب وأراد بالوجوه أصحابهاوَ وُجُوهٌ يَومَئِذٍ عَلَيها غَبَرَةٌ أي سواد وكآبة للهم تَرهَقُها أي تعلوها وتغشاهاقَتَرَةٌ
صفحه : 92
أي سواد وكسوف عندمعاينة النار وقيل الغبرة ماانحطت من السماء إلي الأرض والقترة ماارتفعت من الأرض إلي السماء. و في قوله سبحانه إِذَا الشّمسُ كُوّرَت أي إذاذهب ضوؤها فأظلمت واضمحلت وقيل ألقيت ورمي بها وقيل جمع ضوؤها ولفت كماتلف العمامة والمعني أن الشمس تكور بأن تجمع نورها حتي تصير كالكارة الملقاة ويذهب ضوؤها ويحدث الله تعالي للعباد ضياء غيرهاوَ إِذَا النّجُومُ انكَدَرَت أي تساقطت وتناثرت يقال انكدر الطائر من الهواء إذاانقض وقيل تغيرت من الكدورة والأول أولي لقوله وَ إِذَا الكَواكِبُ انتَثَرَت إلا أن يقال يذهب ضوؤها ثم تتناثروَ إِذَا الجِبالُ سُيّرَت عن وجه الأرض فصارت هباء منبثا وسراباوَ إِذَا العِشارُ وهي النوق الحوامل أتت عليها عشرة أشهر و بعدالوضع تسمي عشارا أيضا وهي أنفس مال عندالعرب عُطّلَت أي تركت هملا بلا راع وقيل العشار السحاب يعطل فلايمطروَ إِذَا الوُحُوشُ حُشِرَت أي جمعت حتي يقتص بعضها من بعض فيقتص للجماء من القرناء ويحشر الله سبحانه الوحوش ليوصل إليها ماتستحقه من الأعواض علي الآلام التي نالتها في الدنيا وينتصف لبعضها من بعض فإذاوصل إليها مااستحقته من الأعواض فمن قال إن العوض دائم قال تبقي منعمة إلي الأبد و من قال باستحقاقها العوض منقطعا فقال بعضهم يديمه الله لها تفضلا لئلا يدخل علي المعوض غم بانقطاعه و قال بعضهم إذافعل الله بها مااستحقته من الأعواض جعلها تراباوَ إِذَا البِحارُ سُجّرَت أي أرسل عذبها علي مالحها ومالحها علي عذبها حتي امتلأت وقيل إن المعني فجر بعضها في بعض فصارت البحور كلها بحرا واحدا ويرتفع البرزخ وقيل أي أوقدت فصارت نارا تصطرم عن ابن عباس وقيل يبست وذهبت ماؤها فلم يبق فيهاقطرة وقيل ملئت من القيح والصديد ألذي يسيل من أبدان أهل النار في النار وأراد بحار جهنم لأن بحور الدنيا قدفنيت عن الجبائيوَ إِذَا النّفُوسُ زُوّجَت أي قرن كل واحد منها إلي شكله وضم إليها من أهل النار و أهل الجنة وقيل أي ردت الأرواح إلي الأجساد وقيل يقرن الغاوي بمن أغواه
صفحه : 93
من إنسان أوشيطان وقيل أي قرنت نفوس الصالحين بالحور العين ونفوس الكافرين بالشياطين وَ إِذَا المَوؤُدَةُ سُئِلَتيعني الجارية المدفونة حيا وكانت المرأة إذاحان وقت ولادتها حفرت حفرة وقعدت علي رأسها فإن ولد بنتا رمت بها في الحفرة و إن ولدت غلاما حبسته بأِيَّ ذَنبٍ قُتِلَت أي يقال لها بأي ذنب قتلت ومعني سؤالها توبيخ قاتلها لأنها تقول قتلت بغير ذنب وقيل إن معني سئلت طولب قاتلها بالحجة في قتلها فكأنه قيل سئل قاتلها بأي ذنب قتلت هذه ونظير قوله إِنّ العَهدَ كانَ مَسؤُلًا أي مسئولا عنه وَ إِذَا الصّحُفُ نُشِرَتيعني صحف الأعمال التي كتبت الملائكة فيهاأعمال أهلها من خير وشر تنشر ليقرأها أصحابها ولتظهر الأعمال فيجازوا بحسبهاوَ إِذَا السّماءُ كُشِطَت أي أزيلت عن موضعها كالجلد يزال عن الجزور ثم يطويها الله وقيل معناه قلعت كمايقلع السقف وقيل كشفت عمن فيها ومعني الكشط رفعك شيئا عن شيء قدغطاه كمايكشط الجلد عن السنام وَ إِذَا الجَحِيمُ سُعّرَتأوقدت وأضرمت حتي ازدادت شدة علي شدة وقيل سعرها غضب الله وخطايا بني آدم وَ إِذَا الجَنّةُ أُزلِفَت أي قربت من أهلها بدخول وقيل قربت بما فيها من النعيم فيزداد المؤمن سرورا ويزداد أهل النار حسرةعَلِمَت نَفسٌ ما أَحضَرَت أي إذاكانت هذه الأشياء التي تكون في القيامة علمت في ذلك الوقت كل نفس ماوجدت حاضرا من عمله كماقالوا أحمدته وجدته محمودا وقيل علمت ماأحضرته من خير وشر وإحضار الأعمال مجاز لأنها لاتبقي والمعني أنه لايشذ عنها شيءفكان كلها حاضرة وقيل إن المراد صحائف الأعمال . و في قوله سبحانه إِذَا السّماءُ انفَطَرَت أي انشقت وتقطعت وَ إِذَا الكَواكِبُ انتَثَرَت أي تساقطت وتهافتت قال ابن عباس سقطت سودا لاضوء لهاوَ إِذَا البِحارُ فُجّرَت أي فتح بعضها في بعض عذبها في ملحها وملحها في عذبها فصارت بحرا واحدا وقيل معناه ذهب ماؤهاوَ إِذَا القُبُورُ بُعثِرَت أي قلبت ترابها وبعثت الموتي التي فيها وقيل معناه بحثت عن الموتي فأخرجوا منها يريد عندالبعث عن ابن عباس عَلِمَت نَفسٌ ما قَدّمَت وَ أَخّرَت عن ابن مسعود قال ماقدمت من خير أوشر و ما
صفحه : 94
أخرت من سنة حسنة استن بهابعده فله أجر من اتبعه من غير أن ينقص من أجورهم شيء أوسنة سيئة عمل بهابعده فعليه وزر من عمل بها من غير أن ينقص من أوزارهم شيء.يا أَيّهَا الإِنسانُ ما غَرّكَ بِرَبّكَ الكَرِيمِ أي أي شيءغرك بخالقك وخدعك وسول لك الباطل حتي عصيته وخالفته وَ روُيَِ أَنّ النّبِيّص لَمّا تَلَا هَذِهِ الآيَةَ قَالَ غَرّهُ جَهلُهُ
وقيل للفضيل بن عياض لوأقامك الله يوم القيامة بين يديه فقال ما غَرّكَ بِرَبّكَ الكَرِيمِ ماذا كنت تقول قال أقول غرني ستورك المرخاة و قال يحيي بن معاذ لوأقامني الله بين يديه فقال ماغرك بي قلت غرني بك برك بي سالفا وآنفا و عن بعضهم قال غرني حلمك و عن أبي بكر الوراق غرني كرم الكريم وإنما قال سبحانه الكَرِيمِدون سائر أسمائه وصفاته لأنه كان لقنه الإجابة حتي يقول غرني كرم الكريم و قال عبد الله بن مسعود مامنكم من أحد إلاسيخلو الله به يوم القيامة فيقول يا ابن آدم ماغرك بي يا ابن آدم ماذا عملت فيما عملت يا ابن آدم ماذا أجبت المرسلين ألّذِي خَلَقَكَ من نطفة و لم تك شيئافَسَوّاكَإنسانا تسمع وتبصرفَعَدَلَكَ أي جعلك معتدلافِي أَيّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكّبَكَ أي في أي شبه من أب أوأم أوخال أوعم .
وَ روُيَِ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ لِرَجُلٍ مَا وُلِدَ لَكَ قَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ مَا عَسَي أَن يُولَدَ لِي إِمّا غُلَاماً وَ إِمّا جَارِيَةً قَالَ فَمَن يُشبِهُ قَالَ يُشبِهُ أُمّهُ أَو أَبَاهُ فَقَالَص لَا تَقُل هَكَذَا إِنّ النّطفَةَ إِذَا استَقَرّت فِي الرّحِمِ أَحضَرَهَا اللّهُ كُلّ نَسَبٍ بَينَهَا وَ بَينَ آدَمَ أَ مَا قَرَأتَ هَذِهِ الآيَةَفِي أَيّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكّبَكَ أَي فِيمَا بَينَكَ وَ بَينَ آدَمَ
وقيل فِي أَيّ صُورَةٍ ما شاءَ من صور الخلق رَكّبَكَ إن شاء في صورة إنسان و إن شاء في صورة حمار و إن شاء في صورة قرد.
وَ قَالَ الصّادِقُ ع لَو شَاءَ رَكّبَكَ عَلَي غَيرِ هَذِهِ الصّوَرِ
وقيل في أي صورة شاء من ذكر أوأنثي جسيم أونحيف حسن أوذميم طويل أوقصيركَلّا أي ليس الأمر علي ماتزعمون أنه لابعث و لاحساب بَل تُكَذّبُونَ بِالدّينِ أي الجزاء أوبالدين ألذي جاء به محمدص وَ إِنّ عَلَيكُم لَحافِظِينَ من الملائكة يحفظون عليكم
صفحه : 95
ماتعملونه كِراماً علي ربهم كاتِبِينَيكتبون أعمال بني آدم يَعلَمُونَ ما تَفعَلُونَ من خير وشرإِنّ الأَبرارَ لفَيِ نَعِيمٍ و هوالجنة والأبرار أولياء الله المطيعون في الدنياوَ إِنّ الفُجّارَ لفَيِ جَحِيمٍ و هوالعظيم من الناريَصلَونَها يَومَ الدّينِ أي يلزمونها بكونهم فيهاوَ ما هُم عَنها بِغائِبِينَ أي لايكونون غائبين عنها بل يكونون مؤبدين فيها و قددل الدليل علي أن أهل الكبيرة من المسلمين لايخلدون في النار فالمراد بالفجار الكفاروَ ما أَدراكَ ما يَومُ الدّينِقاله تعظيما لشدته ثم كرر تأكيدا لذلك وقيل أراد و ماأدراك ما في يوم الدين من النعيم لأهل الجنة ثم ماأدراك ما في يوم الدين من العذاب لأهل الناريَومَ لا تَملِكُ نَفسٌ لِنَفسٍ شَيئاً أي لايملك أحد الدفاع عن غيره ممن يستحق العقاب وَ الأَمرُ يَومَئِذٍ لِلّهِوحده أي الحكم له في الجزاء والثواب والعفو والانتقام
وَ رَوَي عُمَرُ بنُ شِمرٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع أَنّهُ قَالَ إِنّ الأَمرَ يَومَئِذٍ وَ اليَومَ كُلّهُ لِلّهِ يَا جَابِرُ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ بَادَتِ الحُكّامُ فَلَم يَبقَ حَاكِمٌ إِلّا اللّهُ
. و في قوله تعالي إِذَا السّماءُ انشَقّت أي تصدعت وانفرجت وانشقاقها من علامات القيامة وذكر ذلك في مواضع من القرآن وَ أَذِنَت لِرَبّها أي سمعت وأطاعت في الانشقاق و هذاتوسع أي كأنها سمعت وانقادت لتدبير الله وَ حُقّت أي وحق لها أن تأذن بالانقياد لأمر ربها ألذي خلقها وتطيع له وَ إِذَا الأَرضُ مُدّت أي بسطت باندكاك جبالها وآكامها حتي تصير كالصحيفة الملساء وقيل إنها تمد مد الأديم العكاظي وتزاد في سعتها عن ابن عباس وقيل سويت فلابناء و لاجبل إلادخل فيهاوَ أَلقَت ما فِيها من الموتي والكنوزوَ تَخَلّت أي خلت فلم يبق في بطنها شيء وقيل معناه ألقت ما في بطنها من كنوزها ومعادنها وتخلت مما علي ظهرها من جبالها وبحارهاوَ أَذِنَت لِرَبّها وَ حُقّت ليس هذابتكرار لأن الأول في صفة السماء والثاني في صفة الأرض و هذاكله من أشراط الساعة وجلائل الأمور التي تكون فيها والتقدير إذاكانت هذه الأشياء رأي الإنسان ماقدم من خير وشر ويدل علي هذاالمحذوف قوله يا أَيّهَا الإِنسانُ إِنّكَ كادِحٌ إِلي رَبّكَ كَدحاً أي ساع إليه في عملك و هو
صفحه : 96
خطاب لجميع المكلفين يقول الله سبحانه لهم ولكل واحد منهم ياأيها الإنسان إنك عامل عملا في مشقة لتحمله إلي الله وتوصله إليه فَمُلاقِيهِ أي ملاق جزاءه وقيل أي ملاق ربك فَأَمّا مَن أوُتيَِ كِتابَهُ ألذي ثبتت فيه أعماله بِيَمِينِهِ فَسَوفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً أي لايناقش في الحساب و لايواقف علي ماعمل من الحسنات و ما له عليه من الثواب و ماحط عنه من الأوزار إما بالتوبة أوبالعفو وقيل الحساب اليسير التجاوز عن السيئات والإثابة علي الحسنات و من نوقش الحساب عذب في خبر مرفوع . و في رواية أخري يعرف عمله ثم يتجاوز عنه
وَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ ثَلَاثٌ مَن كُنّ فِيهِ حَاسَبَهُ اللّهُ حِسَاباً يَسِيراً وَ أَدخَلَهُ الجَنّةَ بِرَحمَتِهِ قَالُوا وَ مَا هيَِ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ تعُطيِ مَن حَرَمَكَ وَ تَصِلُ مَن قَطَعَكَ وَ تَعفُو عَمّن ظَلَمَكَ
وَ يَنقَلِبُ بعدالفراغ من الحساب إِلي أَهلِهِ مَسرُوراًبما أوتي من الخير والكرامة والمراد بالأهل الحور العين وقيل أزواجه وأولاده وعشائره و قدسبقوه إلي الجنةوَ أَمّا مَن أوُتيَِ كِتابَهُ وَراءَ ظَهرِهِلأن يمينه مغلولة إلي عنقه وتكون يده اليسري خلف ظهره وقيل تخلع يده اليسري خلف ظهره والوجه في ذلك أن يكون إعطاء الكتاب باليمين أمارة للملائكة و المؤمنين لكون صاحبه من أهل الجنة ولطفا للخلق في الإخبار به وكناية عن قبول أعماله وإعطاؤه علي الوجه الآخر أمارة لهم علي أن صاحبه من أهل النار وعلامته لمناقشة الحساب وسوء المآب فَسَوفَ يَدعُوا ثُبُوراً أي هلاكا إذاقرأ كتابه و هو أن يقول وا ثبوراه وا هلاكاه وَ يَصلي سَعِيراً أي يدخل النار ويعذب بهاإِنّهُ كانَ فِي أَهلِهِ مَسرُوراً في الدنيا ناعما لايهمه أمر الآخرة و لايتحمل مشقة العبادة فأبدله الله بسروره غما باقيا لاينقطع وقيل كان مسرورا بمعاصي الله لايندم عليهاإِنّهُ ظَنّ أَن لَن يَحُورَ أي ظن في دار التكليف أنه لن يرجع إلي الحياة في الآخرة فارتكب المأثم بَليليحورن وليبعثن إِنّ رَبّهُ كانَ بِهِ بَصِيراً من يوم خلقه إلي أن يبعثه . و في قوله تعالي إِذا زُلزِلَتِ الأَرضُ زِلزالَها أي إذاحركت الأرض تحريكا شديدا لقيام الساعة زلزالها ألذي كتب عليها ويمكن أن يكون إنما أضافها إلي
صفحه : 97
الأرض لأنها تعم جميع الأرض وَ أَخرَجَتِ الأَرضُ أَثقالَها أي موتاها المدفونة فيها أوكنوزها ومعادنها فتلقاها علي ظهرها ليراها أهل الموقف وتكون الفائدة في ذلك أن يتحسر العصاة إذانظروا إليها لأنهم عصوا الله فيها ثم تركوها لاتغني عنهم شيئا وأيضا فإنه تكوي بِها جِباهُهُم وَ جُنُوبُهُم وَ ظُهُورُهُموَ قالَ الإِنسانُ ما لَها أي و يقول الإنسان متعجبا ماللأرض تتزلزل وقيل إن المراد بالإنسان الكافر لأن المؤمن معترف بها لايسأل عنهايَومَئِذٍ تُحَدّثُ أَخبارَها أي تخبر بما عمل عليها
وَ جَاءَ فِي الحَدِيثِ أَنّ النّبِيّص قَالَ أَ تَدرُونَ مَا أَخبَارُهَا قَالُوا اللّهُ وَ رَسُولُهُ أَعلَمُ قَالَ أَخبَارُهَا أَن تَشهَدَ عَلَي كُلّ عَبدٍ وَ أَمَةٍ بِمَا عَمِلَ عَلَي ظَهرِهَا تَقُولُ عَمِلَ كَذَا وَ كَذَا يَومَ كَذَا وَ كَذَا فَهَذَا أَخبَارُهَا
و علي هذافيجوز أن يكون الله تعالي يحدث الكلام فيها وإنما نسبه إليها توسعا ومجازا ويجوز أن يقلبها حيوانا يقدر علي النطق ويجوز أن يظهر فيها مايقوم مقام الكلام فعبر عنه بالكلام كمايقال عيناك تشهدان بسهرك و قوله بِأَنّ رَبّكَ أَوحي لَهامعناه أن الأرض تحدث فتقول إن ربك يا محمدأوحي لها أي ألهمها وعرفها بأن تحدث أخبارها وقيل بأن تلقي الكنوز والأموات علي ظهرها يقال أوحي له و إليه أي ألقي إليه من جهة تخفي قال الفراء تحدث أخبارها بوحي الله وإذنه لها و قال ابن عباس أذن لها بأن تخبر بما عمل عليها
وَ رَوَي الواَحدِيِّ بِإِسنَادِهِ مَرفُوعاً إِلَي رَبِيعَةَ الحرَشَيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص حَافِظُوا عَلَي الوُضُوءِ وَ خَيرُ أَعمَالِكُمُ الصّلَاةُ وَ تَحَفّظُوا مِنَ الأَرضِ فَإِنّهَا أُمّكُم وَ لَيسَ فِيهَا أَحَدٌ يَعمَلُ خَيراً أَو شَرّاً إِلّا وَ هيَِ مُخبِرَةٌ بِهِ
يَومَئِذٍ يَصدُرُ النّاسُ أَشتاتاً أي يرجع الناس عن موقف الحساب بعدالعرض متفرقين أهل الإيمان علي حدة و أهل كل دين علي حدةلِيُرَوا أَعمالَهُم أي جزاء أعمالهم والمعني أنهم يرجعون عن الوقف فرقا لينزلوا منازلهم من الجنة والنار وقيل معني الرؤية هاهنا المعرفة بالأعمال عندتلك الحال وهي رؤية القلب
صفحه : 98
ويجوز أن يكون التأويل علي رؤية العين بمعني ليروا صحائف أعمالهم فيقرءون ما فيهالا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَ لا كَبِيرَةً إِلّا أَحصاهافَمَن يَعمَل مِثقالَ ذَرّةٍ خَيراً يَرَهُ أي و من يعمل وزن ذرة من الخير ير ثوابه وجزاءه وَ مَن يَعمَل مِثقالَ ذَرّةٍ شَرّا يَرَهُ أي ير مايستحق عليه من العقاب . و في قوله عز و جل القارِعَةُاسم من أسماء القيامة لأنها تقرع القلوب بالفزع وتقرع أعداء الله بالعذاب مَا القارِعَةُ هذاتعظيم لشأنها وتهويل لأمرها ومعناه و أي شيءالقارعة ثم عجب نبيه ص فقال وَ ما أَدراكَ مَا القارِعَةُ يقول إنك يا محمد لاتعلم حقيقة أمرها وكنه وصفها علي التفصيل ثم بين سبحانه أنها متي تكون فقال يَومَ يَكُونُ النّاسُ كَالفَراشِ المَبثُوثِشبه الناس عندالبعث بما يتهافت في النار قال قتادة هذا هوالطائر ألذي يتساقط في النار والسراج و قال أبوعبيدة هوطير يتفرش ليس بذباب و لابعوض لأنهم إذابعثوا ماج بعضهم في بعض فالفراش إذاسار لم يتجه لجهة واحدة فدل ذلك علي أنهم يقرعون عندالبعث فيختلفون في المقاصد علي جهات مختلفة و هذامثل قوله كَأَنّهُم جَرادٌ مُنتَشِرٌوَ تَكُونُ الجِبالُ كَالعِهنِ المَنفُوشِ و هوالصوف المصبوغ المندوف والمعني أن الجبال تزول عن أماكنها وتصير خفيفة السير
1-ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] اِبرَاهِيمُ بنُ أَبِي البِلَادِ عَن يَعقُوبَ بنِ شُعَيبِ بنِ مِيثَمٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ نَارٌ تَخرُجُ مِن قَعرِ عَدَنٍ تضُيِءُ لَهَا الإِبِلُ تُبصَرُ مِن أَرضِ الشّامِ تَسُوقُ النّاسَ إِلَي المَحشَرِ
2- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]الغضَاَئرِيِّ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ العلَوَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ مُوسَي الرقّيّّ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ أَبِي القَاسِمِ عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ البرَقيِّ عَن عَبدِ العَظِيمِ بنِ عَبدِ اللّهِ الحسَنَيِّ عَن أَبِيهِ عَن أَبَانٍ مَولَي زَيدِ بنِ عَلِيّ عَن عَاصِمِ بنِ بَهدَلَةَ عَن شُرَيحٍ
صفحه : 99
القاَضيِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فِي خُطبَةٍ طَوِيلَةٍ قَالَ اسمَع يَا ذَا الغَفلَةِ وَ التّصرِيفِ مِن ذيِ الوَعظِ وَ التّعرِيفِ جُعِلَ يَومُ الحَشرِ يَومَ العَرضِ وَ السّؤَالِ وَ الحِبَاءِ وَ النّكَالِ يَومَ تُقَلّبُ إِلَيهِ أَعمَالُ الأَنَامِ وَ تُحصَي فِيهِ جَمِيعُ الآثَامِ يَومَ تَذُوبُ مِنَ النّفُوسِ أَحدَاقُ عُيُونِهَا وَ تَضَعُ الحَوَامِلُ مَا فِي بُطُونِهَا وَ تَفَرّقُ مِن كُلّ نَفسٍ وَجِيبُهَا وَ يَحَارُ فِي تِلكَ الأَهوَالِ عَقلُ لَبِيبِهَا إِذ نَكِرَتِ الأَرضُ بَعدَ حُسنِ عِمَارَتِهَا وَ تَبَدّلَت بِالخَلقِ بَعدَ أَنِيقِ زَهرَتِهَا أَخرَجَت مِن مَعَادِنِ الغَيبِ أَثقَالَهَا وَ نَفَضَت إِلَي اللّهِ أَحمَالَهَا يَومَ لَا يَنفَعُ الحَذَرُ إِذ عَايَنُوا الهَولَ الشّدِيدَ فَاستَكَانُوا وَ عُرِفَ المُجرِمُونَ بِسِيمَاهُم فَاستَبَانُوا فَانشَقّتِ القُبُورُ بَعدَ طُولِ انطِبَاقِهَا وَ استَسلَمَتِ النّفُوسُ إِلَي اللّهِ بِأَسبَابِهَا كُشِفَ عَنِ الآخِرَةِ غِطَاؤُهَا فَظَهَرَ لِلخَلقِ أَنبَاؤُهَا فَدُكّتِ الأَرضُ دَكّاً دَكّاً وَ مُدّت لِأَمرٍ يُرَادُ بِهَا مَدّاً مَدّاً وَ اشتَدّ المُبَادِرُونَ إِلَي اللّهِ شَدّاً شَدّاً وَ تَزَاحَفَتِ الخَلَائِقُ إِلَي المَحشَرِ زَحفاً زَحفاً وَ رُدّ المُجرِمُونَ عَلَي الأَعقَابِ رَدّاً رَدّاً وَ جَدّ الأَمرُ وَيحَكَ يَا إِنسَانُ جِدّاً جِدّاً وَ قُرّبُوا لِلحِسَابِ فَرداً فَرداًوَ جاءَ رَبّكَ وَ المَلَكُ صَفّا صَفّايَسأَلُهُم عَمّا عَمِلُوا حَرفاً حَرفاً وَ جيِءَ بِهِم عُرَاةَ الأَبدَانِخُشّعاً أَبصارُهُمأَمَامَهُمُ الحِسَابُ وَمِن وَرائِهِم جَهَنّمُيَسمَعُونَ زَفِيرَهَا وَ يَرَونَ سَعِيرَهَا فَلَم يَجِدُوا نَاصِراً وَ لَا وَلِيّاً يُجِيرُهُم مِنَ الذّلّ فَهُم يَعدُونَ سِرَاعاً إِلَي مَوَاقِفِ الحَشرِ يُسَاقُونَ سَوقاً فَالسّمَاوَاتُمَطوِيّاتٌ بِيَمِينِهِكطَيَّ السّجِلّ لِلكُتُبِ وَ العِبَادُ عَلَي الصّرَاطِوَجِلَت قُلُوبُهُميَظُنّونَ أَنّهُم لَا يُسلِمُونَوَ لا يُؤذَنُ لَهُمفَيَتَكَلّمُونَ وَ لَا يُقبَلُ مِنهُمفَيَعتَذِرُونَ قَد خُتِمَ عَلَي أَفوَاهِهِم وَ استُنطِقَتأَيدِيهِم وَ أَرجُلُهُم بِما كانُوا يَعمَلُونَ يَا لَهَا مِن سَاعَةٍ مَا أَشجَي مَوَاقِعَهَا مِنَ القُلُوبِ حِينَ مُيّزَ بَينَ الفَرِيقَينِفَرِيقٌ فِي الجَنّةِ وَ فَرِيقٌ فِي السّعِيرِ مِن مِثلِ هَذَا فَليَهرَبِ الهَارِبُونَ إِذَا كَانَتِ الدّارُ الآخِرَةُ لَهَافَليَعمَلِ العامِلُونَ
صفحه : 100
3-دَعَوَاتُ الراّونَديِّ،بِإِسنَادِهِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص النّجُومُ أَمَنَةٌ مِنَ السّمَاءِ لِأَهلِ السّمَاءِ فَإِذَا تَنَاثَرَت دَنَا مِن أَهلِ السّمَاءِ مَا يُوعَدُونَ وَ الجِبَالُ أَمَنَةٌ لِأَهلِ الأَرضِ فَإِذَا سُيّرَت دَنَا مِن أَهلِ الأَرضِ مَا يُوعَدُونَ
4- لي ،[الأمالي للصدوق ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الأشَعرَيِّ عَن سَلَمَةَ بنِ الخَطّابِ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن إِسحَاقَ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ صَبّاحٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ الصّادِقِ ع قَالَ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ جَمَعَ اللّهُ الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَتَغشَاهُم ظُلمَةٌ شَدِيدَةٌ فَيَضِجّونَ إِلَي رَبّهِم وَ يَقُولُونَ يَا رَبّ اكشِف عَنّا هَذِهِ الظّلمَةَ قَالَ فَيُقبِلُ قَومٌ يمَشيِ النّورُ بَينَ أَيدِيهِم وَ قَد أَضَاءَ أَرضَ القِيَامَةِ فَيَقُولُ أَهلُ الجَمعِ هَؤُلَاءِ أَنبِيَاءُ اللّهِ فَيَجِيئُهُمُ النّدَاءُ مِن عِندِ اللّهِ مَا هَؤُلَاءِ بِأَنبِيَاءَ فَيَقُولُ أَهلُ الجَمعِ فَهَؤُلَاءِ مَلَائِكَةٌ فَيَجِيئُهُمُ النّدَاءُ مِن عِندِ اللّهِ مَا هَؤُلَاءِ بِمَلَائِكَةٍ فَيَقُولُ أَهلُ الجَمعِ هَؤُلَاءِ شُهَدَاءُ فَيَجِيئُهُمُ النّدَاءُ مِن عِندِ اللّهِ مَا هَؤُلَاءِ بِشُهَدَاءَ فَيَقُولُونَ مَن هُم فَيَجِيئُهُمُ النّدَاءُ يَا أَهلَ الجَمعِ سَلُوهُم مَن أَنتُم فَيَقُولُ أَهلُ الجَمعِ مَن أَنتُم فَيَقُولُونَ نَحنُ العَلَوِيّونَ نَحنُ ذُرّيّةُ مُحَمّدٍ رَسُولِ اللّهِص نَحنُ أَولَادُ عَلِيّ ولَيِّ اللّهِ نَحنُ المَخصُوصُونَ بِكَرَامَةِ اللّهِ نَحنُ الآمِنُونَ المُطمَئِنّونَ فَيَجِيئُهُمُ النّدَاءُ مِن عِندِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ اشفَعُوا فِي مُحِبّيكُم وَ أَهلِ مَوَدّتِكُم وَ شِيعَتِكُم فَيَشفَعُونَ فَيُشَفّعُونَ
5-فس ،[تفسير القمي] أَبِي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ الثمّاَليِّ عَن أَبِي الرّبِيعِ قَالَسَأَلَ نَافِعٌ مَولَي عُمَرَ أَبَا جَعفَرٍ ع عَن قَولِ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَييَومَ تُبَدّلُ الأَرضُ غَيرَ الأَرضِ وَ السّماواتُ أَي أَرضٌ تُبَدّلُ فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع بِخُبزَةٍ بَيضَاءَ يَأكُلُونَ مِنهَا حَتّي يَفرُغَ اللّهُ مِن حِسَابِ الخَلَائِقِ فَقَالَ نَافِعٌ إِنّهُم عَنِ الأَكلِ لَمَشغُولُونَ فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع أَ هُم حِينَئِذٍ أَشغَلُ أَم وَ هُم فِي النّارِ فَقَالَ نَافِعٌ وَ هُم فِي النّارِ قَالَ فَقَد قَالَ اللّهُوَ نادي أَصحابُ النّارِ أَصحابَ الجَنّةِ أَن أَفِيضُوا عَلَينا مِنَ الماءِ أَو مِمّا رَزَقَكُمُ اللّهُ
صفحه : 101
مَا شَغَلَهُم أَلِيمُ عَذَابِ النّارِ عَن أَن دُعُوا بِالطّعَامِ فَأُطعِمُوا الزّقّومَ وَ دُعُوا بِالشّرَابِ فَسُقُوا الحَمِيمَ فَقَالَ صَدَقتَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ الخَبَرَ
ج ،[الإحتجاج ]مرسلا مثله كا،[الكافي]العدة عن البرقي عن ابن محبوب
مثله
6-فس ،[تفسير القمي] قَولُهُوَ يَومَ نَحشُرُهُم جَمِيعاً ثُمّ نَقُولُ لِلّذِينَ أَشرَكُوا مَكانَكُم أَنتُم وَ شُرَكاؤُكُم فَزَيّلنا بَينَهُم قَالَ يَبعَثُ اللّهُ نَاراً تُزِيلُ بَينَ الكُفّارِ وَ المُؤمِنِينَ
7-فس ،[تفسير القمي] يَومَ تُبَدّلُ الأَرضُ غَيرَ الأَرضِ قَالَ تُبَدّلُ خُبزَةً بَيضَاءَ نَقِيّةً فِي المَوقِفِ يَأكُلُ مِنهَا المُؤمِنُونَ
8-فس ،[تفسير القمي] يَومَ نطَويِ السّماءَ كطَيَّ السّجِلّ لِلكُتُبِ قَالَ السّجِلّ اسمُ المَلَكِ ألّذِي يطَويِ الكُتُبَ وَ مَعنَي نَطوِيهَا أَي نَفنِيهَا فَتَتَحَوّلُ دُخَاناً وَ الأَرضُ نِيرَاناً
9-فس ،[تفسير القمي] أَبِي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن أَبِي مُحَمّدٍ الواَبشِيِّ عَن أَبِي الوَردِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ جَمَعَ اللّهُ النّاسَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَهُم حُفَاةٌ عُرَاةٌ فَيُوقَفُونَ فِي المَحشَرِ حَتّي يَعرَقُوا عَرَقاً شَدِيداً فَتَشتَدّ أَنفَاسُهُم فَيَمكُثُونَ فِي ذَلِكَ مِقدَارَ خَمسِينَ عَاماً وَ هُوَ قَولُ اللّهِوَ خَشَعَتِ الأَصواتُ لِلرّحمنِ فَلا تَسمَعُ إِلّا هَمساً قَالَ ثُمّ ينُاَديِ مُنَادٍ مِن تِلقَاءِ العَرشِ أَينَ النّبِيّ الأمُيّّ فَيَقُولُ النّاسُ قَد أَسمَعتُ فَسَمّ بِاسمِهِ فيَنُاَديِ أَينَ نبَيِّ الرّحمَةِ مُحَمّدُ بنُ عَبدِ اللّهِ الأمُيّّص فَيَتَقَدّمُ رَسُولُ اللّهِص أَمَامَ النّاسِ كُلّهِم حَتّي ينَتهَيَِ إِلَي حَوضٍ طُولُهُ مَا بَينَ أَيلَةَ إِلَي صَنعَاءَ فَيَقِفُ عَلَيهِ ثُمّ ينُاَديِ بِصَاحِبِكُم
صفحه : 102
فَيَتَقَدّمُ أَمَامَ النّاسِ فَيَقِفُ مَعَهُ ثُمّ يُؤذَنُ لِلنّاسِ فَيَمُرّونَ فَبَينَ وَارِدِ الحَوضِ يَومَئِذٍ وَ بَينَ مَصرُوفٍ عَنهُ فَإِذ رَأَي رَسُولُ اللّهِص مَن يُصرَفُ عَنهُ مِن مُحِبّينَا يبَكيِ فَيَقُولُ يَا رَبّ شِيعَةُ عَلِيّ قَالَ فَيَبعَثُ اللّهُ إِلَيهِ مَلَكاً فَيَقُولُ مَا يُبكِيكَ يَا مُحَمّدُ فَيَقُولُ أبَكيِ لِأُنَاسٍ مِن شِيعَةِ عَلِيّ أَرَاهُم قَد صُرِفُوا تِلقَاءَ أَصحَابِ النّارِ وَ مُنِعُوا وُرُودَ الحَوضِ قَالَ فَيَقُولُ لَهُ المَلَكُ إِنّ اللّهَ يَقُولُ قَد وَهَبتُهُم لَكَ يَا مُحَمّدُ وَ صَفَحتُ لَهُم عَن ذُنُوبِهِم وَ أَلحَقتُهُم بِكَ وَ بِمَن كَانُوا يَقُولُونَ بِهِ وَ جَعَلنَاهُم فِي زُمرَتِكَ فَأَورِدهُم حَوضَكَ فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع فَكَم مِن بَاكٍ يَومَئِذٍ وَ بَاكِيَةٍ يُنَادُونَ يَا مُحَمّدَاه إِذَا رَأَوا ذَلِكَ وَ لَا يَبقَي أَحَدٌ يَومَئِذٍ يَتَوَلّانَا وَ يُحِبّنَا وَ يَتَبَرّأُ مِن عَدُوّنَا وَ يُبغِضُهُم إِلّا كَانُوا فِي حِزبِنَا وَ مَعَنَا وَ يَرِدُ حَوضَنَا
10- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]المُفِيدُ عَنِ ابنِ قُولَوَيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَامِرٍ عَنِ المُعَلّي بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ جُمهُورٍ العمَيّّ عَنِ الحَسَنِ بنِ مَحبُوبٍ عَنِ الواَبشِيِّ عَن أَبِي الوَردِ مِثلَهُ وَ سيَأَتيِ فِي بَابِ الحَوضِ
كشف ،[كشف الغمة] من كتاب ابن طلحة عن أبي جعفر ع مثله بيان في بعض النسخ أيلة بالياء المثناة من تحت وهي بفتح الهمزة وسكون الياء بلد معروف فيما بين مصر والشام و في بعضها بالباء الموحدة قال الجزري هي بضم الهمزة والباء وتشديد اللام البلد المعروف قرب البصرة من جانبها البحري.أقول لعله كان موضع البصرة المعروفة في هذاالزمان
11-فس ،[تفسير القمي]يا أَيّهَا النّاسُ اتّقُوا رَبّكُم إِنّ زَلزَلَةَ السّاعَةِ شَيءٌ عَظِيمٌ قَالَ مُخَاطَبَةُ النّاسِ عَامّةًيَومَ تَرَونَها تَذهَلُ كُلّ مُرضِعَةٍ عَمّا أَرضَعَت أَي تَبقَي وَ تَتَحَيّرُ
صفحه : 103
وَ تَتَغَافَلُوَ تَضَعُ كُلّ ذاتِ حَملٍ حَملَها قَالَ امرَأَةٌ تَمُوتُ حَامِلَةً تَضَعُ حَملَهَا يَومَ القِيَامَةِوَ تَرَي النّاسَ سُكاري قَالَ مِنَ الخَوفِ وَ الفَزَعِ مُتَحَيّرِينَ
12-فس ،[تفسير القمي] يُدَبّرُ الأَمرَ مِنَ السّماءِ إِلَي الأَرضِ ثُمّ يَعرُجُ إِلَيهِيعَنيِ الأُمُورَ التّيِ يُدَبّرُهَا وَ الأَمرَ وَ النهّيَ ألّذِي أَمَرَ بِهِ وَ أَعمَالَ العِبَادِ كُلّ هَذَا يُظهِرُهُ يَومُ القِيَامَةِ فَيَكُونُ مِقدَارُ ذَلِكَ اليَومِ أَلفَ سَنَةٍ مِن سنِيِ الدّنيَا
13-فس ،[تفسير القمي] فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِيا وَيلَنا مَن بَعَثَنا مِن مَرقَدِنا فَإِنّ القَومَ كَانُوا فِي القُبُورِ فَلَمّا قَامُوا حَسِبُوا أَنّهُم كَانُوا نِيَاماًقالُوا يا وَيلَنا مَن بَعَثَنا مِن مَرقَدِنا قَالَ المَلَائِكَةُهذا ما وَعَدَ الرّحمنُ وَ صَدَقَ المُرسَلُونَ
14-فس ،[تفسير القمي] وَ امتازُوا اليَومَ أَيّهَا المُجرِمُونَ قَالَ إِذَا جَمَعَ اللّهُ الخَلقَ يَومَ القِيَامَةِ بَقُوا قِيَاماً عَلَي أَقدَامِهِم حَتّي يُلجِمَهُمُ العَرَقُ فَيُنَادُوا يَا رَبّ حَاسِبنَا وَ لَو إِلَي النّارِ قَالَ فَيَبعَثُ اللّهُ رِيَاحاً فَيَضرِبُ بَينَهُم وَ ينُاَديِ مُنَادٍوَ امتازُوا اليَومَ أَيّهَا المُجرِمُونَفَيَمِيزُ بَينَهُم فَصَارَ المُجرِمُونَ فِي النّارِ وَ مَن كَانَ فِي قَلبِهِ إِيمَانٌ صَارَ إِلَي الجَنّةِ
15-فس ،[تفسير القمي] يا مَعشَرَ الجِنّ وَ الإِنسِ إِنِ استَطَعتُم أَن تَنفُذُوا مِن أَقطارِ السّماواتِ وَ الأَرضِ فَانفُذُوا لا تَنفُذُونَ إِلّا بِسُلطانٍ فَإِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ أَحَاطَت سَمَاءُ الدّنيَا بِالأَرضِ وَ أَحَاطَتِ السّمَاءُ الثّانِيَةُ بِسَمَاءِ الدّنيَا وَ أَحَاطَتِ السّمَاءُ الثّالِثَةُ بِالسّمَاءِ الثّانِيَةِ وَ أَحَاطَت كُلّ سَمَاءٍ باِلذّيِ يَلِيهَا ثُمّ ينُاَديِ مُنَادٍيا مَعشَرَ الجِنّ وَ الإِنسِ إِلَي قَولِهِبِسُلطانٍ أَي بِحُجّةٍ
16- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] فِي كِتَابٍ كَتَبَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ إِلَي أَهلِ مِصرَ مَعَ مُحَمّدِ بنِ أَبِي بَكرٍ يَا عِبَادَ اللّهِ إِنّ بَعدَ البَعثِ مَا هُوَ أَشَدّ مِنَ القَبرِ يَومَ يَشِيبُ فِيهِ الصّغِيرُ وَ يَسكَرُ فِيهِ الكَبِيرُ وَ يَسقُطُ فِيهِ الجَنِينُ وَتَذهَلُ كُلّ مُرضِعَةٍ عَمّا أَرضَعَت يَومٌ عَبُوسٌ قَمطَرِيرٌ يَومَكانَ شَرّهُ مُستَطِيراً إِنّ فَزَعَ ذَلِكَ اليَومِ لَيُرهِبُ المَلَائِكَةَ الّذِينَ لَا ذَنبَ
صفحه : 104
لَهُم وَ تَرعُدُ مِنهُ السّبعُ الشّدَادُ وَ الجِبَالُ الأَوتَادُ وَ الأَرضُ المِهَادُ وَ تَنشَقّ السّمَاءُفهَيَِ يَومَئِذٍ واهِيَةٌ وَ تَتَغَيّرُ فَكَأَنّهَاوَردَةً كَالدّهانِ وَ تَكُونُ الجِبَالُ سَرَاباً مَهِيلًا بَعدَ مَا كَانَت صُمّاً صِلَاباً وَيُنفَخُ فِي الصّورِفَيَفزَعُ مَن فِي السّمَاوَاتِ وَ الأَرضِإِلّا مَن شاءَ اللّهُفَكَيفَ مَن عَصَي بِالسّمعِ وَ البَصَرِ وَ اللّسَانِ وَ اليَدِ وَ الرّجلِ وَ الفَرجِ وَ البَطنِ إِن لَم يَغفِرِ اللّهُ لَهُ وَ يَرحَمهُ مِن ذَلِكَ اليَومِ لِأَنّهُ يَصِيرُ إِلَي غَيرِهِ إِلَي نَارٍ قَعرُهَا بَعِيدٌ وَ حَرّهَا شَدِيدٌ وَ شَرَابُهَا صَدِيدٌ وَ عَذَابُهَا جَدِيدٌ وَ مَقَامِعُهَا حَدِيدٌ لَا يُغَيّرُ عَذَابُهَا وَ لَا يَمُوتُ سَاكِنُهَا دَارٌ لَيسَ فِيهَا رَحمَةٌ وَ لَا تُسمَعُ لِأَهلِهَا دَعوَةٌ الخَبَرَ
17-ج ،[الإحتجاج ] ع ،[علل الشرائع ] فِي خَبَرِ ثَوبَانَ إِنّ اليهَوُديِّ سَأَلَ النّبِيّص عَن قَولِهِ عَزّ وَ جَلّيَومَ تُبَدّلُ الأَرضُ غَيرَ الأَرضِ وَ السّماواتُأَينَ النّاسُ يَومَئِذٍ قَالَ فِي الظّلمَةِ دُونَ المَحشَرِ الخَبَرَ
بيان هذاالخبر يدل علي أن تبديل الأرض والسماوات يكون بعدحشر الناس قبل وصولهم إلي المحشر
18-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]ل ،[الخصال ] ابنُ الوَلِيدِ عَن سَعدٍ عَن أَحمَدَ بنِ حَمزَةَ الأشَعرَيِّ عَن يَاسِرٍ الخَادِمِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا الحَسَنِ الرّضَا ع يَقُولُ إِنّ أَوحَشَ مَا يَكُونُ هَذَا الخَلقُ فِي ثَلَاثَةِ مَوَاطِنَ يَومُ يُولَدُ وَ يَخرُجُ مِن بَطنِ أُمّهِ فَيَرَي الدّنيَا وَ يَومُ يَمُوتُ فَيُعَايِنُ الآخِرَةَ وَ أَهلَهَا وَ يَومُ يُبعَثُ فَيَرَي أَحكَاماً لَم يَرَهَا فِي دَارِ الدّنيَا وَ قَد سَلّمَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَلَي يَحيَي ع فِي هَذِهِ الثّلَاثَةِ المَوَاطِنِ وَ آمَنَ رَوعَتَهُ فَقَالَوَ سَلامٌ عَلَيهِ يَومَ وُلِدَ وَ يَومَ يَمُوتُ وَ يَومَ يُبعَثُ حَيّا وَ قَد سَلّمَ عِيسَي ابنُ مَريَمَ ع عَلَي نَفسِهِ فِي هَذِهِ الثّلَاثَةِ المَوَاطِنِ فَقَالَوَ السّلامُ عَلَيّ يَومَ وُلِدتُ وَ يَومَ أَمُوتُ وَ يَومَ أُبعَثُ حَيّا
19-ل ،[الخصال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمّدٍ عَن سُلَيمَانَ بنِ دَاوُدَ عَن
صفحه : 105
عَبدِ الرّزّاقِ عَن مَعمَرٍ عَنِ الزهّريِّ قَالَ قَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع أَشَدّ سَاعَاتِ ابنِ آدَمَ ثَلَاثُ سَاعَاتٍ السّاعَةُ التّيِ يُعَايِنُ فِيهَا مَلَكَ المَوتِ وَ السّاعَةُ التّيِ يَقُومُ فِيهَا مِن قَبرِهِ وَ السّاعَةُ التّيِ يَقِفُ فِيهَا بَينَ يدَيَِ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي فَإِمّا إِلَي الجَنّةِ وَ إِمّا إِلَي النّارِ ثُمّ قَالَ إِن نَجَوتَ يَا ابنَ آدَمَ عِندَ المَوتِ فَأَنتَ أَنتَ وَ إِلّا هَلَكتَ وَ إِن نَجَوتَ يَا ابنَ آدَمَ حِينَ تُوضَعُ فِي قَبرِكَ فَأَنتَ أَنتَ وَ إِلّا هَلَكتَ وَ إِن نَجَوتَ حِينَ يُحمَلُ النّاسُ عَلَي الصّرَاطِ فَأَنتَ أَنتَ وَ إِلّا هَلَكتَ وَ إِن نَجَوتَ حِينَيَقُومُ النّاسُ لِرَبّ العالَمِينَفَأَنتَ أَنتَ وَ إِلّا هَلَكتَ ثُمّ تَلَاوَ مِن وَرائِهِم بَرزَخٌ إِلي يَومِ يُبعَثُونَ قَالَ هُوَ القَبرُ وَ إِنّ لَهُم فِيهِ لَمَعِيشَةً ضَنكاً وَ اللّهِ إِنّ القَبرَ لَرَوضَةٌ مِن رِيَاضِ الجَنّةِ أَو حُفرَةٌ مِن حُفَرِ النّارِ ثُمّ أَقبَلَ عَلَي رَجُلٍ مِن جُلَسَائِهِ فَقَالَ لَهُ قَد عَلِمَ سَاكِنُ السّمَاءِ سَاكِنَ الجَنّةِ مِن سَاكِنِ النّارِ فأَيَّ الرّجُلَينِ أَنتَ وَ أَيّ الدّارَينِ دَارُكَ
20-ل ،[الخصال ] مُحَمّدُ بنُ عَمرِو بنِ عَلِيّ بنِ عَبدِ اللّهِ البصَريِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ أَحمَدَ بنِ جَبَلَةَ الوَاعِظِ عَن أَبِيهِ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع قَالَ كَانَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع بِالكُوفَةِ فِي الجَامِعِ إِذ قَامَ إِلَيهِ رَجُلٌ مِن أَهلِ الشّامِ فَسَأَلَهُ عَن مَسَائِلَ فَكَانَ فِيمَا سَأَلَهُ أَن قَالَ أخَبرِنيِ عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّيَومَ يَفِرّ المَرءُ مِن أَخِيهِ وَ أُمّهِ وَ أَبِيهِ وَ صاحِبَتِهِ وَ بَنِيهِ مَن هُم فَقَالَ ع قَابِيلُ يَفِرّ مِن هَابِيلَ وَ ألّذِي يَفِرّ مِن أُمّهِ مُوسَي وَ ألّذِي يَفِرّ مِن أَبِيهِ اِبرَاهِيمُ وَ ألّذِي يَفِرّ مِن صَاحِبَتِهِ لُوطٌ وَ ألّذِي يَفِرّ مِنِ ابنِهِ نُوحٌ يَفِرّ مِنِ ابنِهِ كَنعَانَ
قال الصدوق رضي الله عنه إنما يفرّ موسي من أمّه خشية أن يكون قصر فيما وجب عليه من حقها و ابراهيم إنما يفر من الأب المربيّ المشرك لا من الأب الوالد و هوتارخ .بيان يحتمل أيضا أن يكون المراد بالأم امرأة مشركة كانت تربيه في بيت فرعون
21-ج ،[الإحتجاج ] عَبدُ الرّحمَنِ بنُ عَبدِ اللّهِ الزهّريِّ قَالَحَجّ هِشَامُ بنُ عَبدِ المَلِكِ فَدَخَلَ المَسجِدَ الحَرَامَ مُتّكِئاً عَلَي يَدِ سَالِمٍ مَولَاهُ وَ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع جَالِسٌ فِي
صفحه : 106
المَسجِدِ فَقَالَ لَهُ سَالِمٌ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ هَذَا مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ فَقَالَ لَهُ هِشَامٌ المَفتُونُ بِهِ أَهلُ العِرَاقِ قَالَ نَعَم قَالَ اذهَب إِلَيهِ فَقُل لَهُ يَقُولُ لَكَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ مَا ألّذِي يَأكُلُ النّاسُ وَ يَشرَبُونَ إِلَي أَن يُفصَلَ بَينَهُم يَومَ القِيَامَةِ فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع يُحشَرُ النّاسُ عَلَي مِثلِ قُرصَةِ البُرّ النقّيِّ فِيهَا أَنهَارٌ مُتَفَجّرَةٌ يَأكُلُونَ وَ يَشرَبُونَ حَتّي يَفرُغَ مِنَ الحِسَابِ قَالَ فَرَأَي هِشَامٌ أَنّهُ قَد ظَفِرَ بِهِ فَقَالَ اللّهُ أَكبَرُ اذهَب إِلَيهِ فَقُل لَهُ مَا أَشغَلَهُم عَنِ الأَكلِ وَ الشّربِ يَومَئِذٍ فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعفَرٍ ع هُم فِي النّارِ أَشغَلُ وَ لَم يَشغَلُوا عَن أَن قَالُواأَفِيضُوا عَلَينا مِنَ الماءِ أَو مِمّا رَزَقَكُمُ اللّهُفَسَكَتَ هِشَامٌ لَا يَرجِعُ كَلَاماً
22- لي ،[الأمالي للصدوق ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَنِ السعّدآَباَديِّ عَنِ البرَقيِّ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي البخَترَيِّ عَنِ الصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ ع أَنّ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ لَا تَنشَقّ الأَرضُ عَن أَحَدٍ يَومَ القِيَامَةِ إِلّا وَ مَلَكَانِ آخِذَانِ بِضَبعِهِ يَقُولَانِ أَجِب رَبّ العِزّةِ
توضيح قال الفيروزآبادي الضبع العضد كلها أووسطها بلحمها أوالإبط أو ما بين الإبط إلي نصف العضد من أعلاه
23-فس ،[تفسير القمي] وَ لا تَستَعجِل لَهُميعَنيِ العَذَابَكَأَنّهُم يَومَ يَرَونَ ما يُوعَدُونَ لَم يَلبَثُوا إِلّا ساعَةً مِن نَهارٍ بَلاغٌ قَالَ يَرَونَ يَومَ القِيَامَةِ أَنّهُم لَم يَلبَثُوا فِي الدّنيَا إِلّا سَاعَةً مِن نَهَارٍبَلاغٌ أَي أَبلِغهُم ذَلِكَفَهَل يُهلَكُ إِلّا القَومُ الفاسِقُونَ
24-فس ،[تفسير القمي] قَولُهُيَومَ تَكُونُ السّماءُ كَالمُهلِ قَالَ الرّصَاصُ الذّائِبُ وَ النّحَاسُ كَذَلِكَ تَذُوبُ السّمَاءُوَ لا يَسئَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً أَي لَا يَنفَعُ
وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِيُبَصّرُونَهُم يَقُولُ يَعرِفُونَهُم ثُمّ لَا يَتَسَاءَلُونَ
25-فس ،[تفسير القمي] يَومَ يَخرُجُونَ مِنَ الأَجداثِ سِراعاً قَالَ مِنَ القُبُورِكَأَنّهُم إِلي نُصُبٍ يُوفِضُونَ قَالَ إِلَي الداّعيِ يُنَادَونَ
بيان ينادون علي البناء للمفعول أي إيفاضهم وإسراعهم إلي الداعي ألذي ناداهم و ليس هوتفسير يوفضون إذ لم يعهد ذلك في اللغة
صفحه : 107
26-فس ،[تفسير القمي] يَومَ تَرجُفُ الأَرضُ وَ الجِبالُ أَي تَخسِفُوَ كانَتِ الجِبالُ كَثِيباً مَهِيلًا قَالَ مِثلَ الرّملِ يَنحَدِرُ
بيان تفسير الرجف بالخسف غيرمعهود ولعله بيان لحاصل المعني أي الرجف يصير سببا للخسف
27-فس ،[تفسير القمي] فَإِذَا النّجُومُ طُمِسَت قَالَ يَذهَبُ نُورُهَا وَ يَسقُطُوَ إِذَا السّماءُ فُرِجَت قَالَ تَنفَرِجُ وَ تَنشَقّوَ إِذَا الجِبالُ نُسِفَت أَي تَقَلّعُ
28-فس ،[تفسير القمي] قَالَ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ فِي قَولِهِيَومَ تَرجُفُ الرّاجِفَةُ تَتبَعُهَا الرّادِفَةُ قَالَ تَنشَقّ الأَرضُ بِأَهلِهَا وَ الرّادِفَةُ الصّيحَةُقُلُوبٌ يَومَئِذٍ واجِفَةٌ أَي خَائِفَةٌأَبصارُها خاشِعَةٌفَإِنّما هيَِ زَجرَةٌ واحِدَةٌ فَإِذا هُم بِالسّاهِرَةِ قَالَ الزّجرَةُ النّفخَةُ الثّانِيَةُ فِي الصّورِ وَ السّاهِرَةُ مَوضِعٌ بِالشّامِ عِندَ بَيتِ المَقدِسِ
وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِإِنّا لَمَردُودُونَ فِي الحافِرَةِ يَقُولُ أَي فِي خَلقٍ جَدِيدٍ وَ أَمّا قَولُهُفَإِذا هُم بِالسّاهِرَةِفَالسّاهِرَةُ الأَرضُ كَانُوا فِي القُبُورِ فَلَمّا سَمِعُوا الزّجرَةَ خَرَجُوا مِن قُبُورِهِم فَاستَوَوا عَلَي الأَرضِ
29-فس ،[تفسير القمي] إِذَا الشّمسُ كُوّرَت قَالَ تَصِيرُ سَودَاءَ مُظلِمَةًوَ إِذَا النّجُومُ انكَدَرَت قَالَ يَذهَبُ ضَوؤُهَاوَ إِذَا الجِبالُ سُيّرَت قَالَ تَسِيرُ كَمَا قَالَتَحسَبُها جامِدَةً وَ هيَِ تَمُرّ مَرّ السّحابِوَ إِذَا العِشارُ عُطّلَت قَالَ الإِبِلُ يَتَعَطّلُ إِذَا مَاتَ الخَلقُ فَلَا يَكُونُ مَن يَحلِبُهَاوَ إِذَا البِحارُ سُجّرَت قَالَ تَحَوّلُ البِحَارُ التّيِ هيَِ حَولَ الدّنيَا كُلّهَا نِيرَاناًوَ إِذَا النّفُوسُ زُوّجَت قَالَ مِنَ الحُورِ العِينِ
وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ إِذَا النّفُوسُ زُوّجَت قَالَ أَمّا أَهلُ الجَنّةِ فَزُوّجُوا الخَيرَاتِ الحِسَانَ وَ أَمّا أَهلُ النّارِ فَمَعَ كُلّ إِنسَانٍ مِنهُم شَيطَانٌ يعَنيِ قُرِنَت نُفُوسُ الكَافِرِينَ وَ المُنَافِقِينَ بِالشّيَاطِينِ فَهُم قُرَنَاؤُهُم
وَ قَالَ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ إِذَا المَوؤُدَةُ سُئِلَت بأِيَّ ذَنبٍ قُتِلَت قَالَ كَانَتِ العَرَبُ يَقتُلُونَ البَنَاتِ لِلغَيرَةِ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ سُئِلَتِ المَوءُودَةُ بأِيَّ ذَنبٍ
صفحه : 108
قُتِلَت وَ قُطِعَتوَ إِذَا الصّحُفُ نُشِرَت قَالَ صُحُفُ الأَعمَالِوَ إِذَا السّماءُ كُشِطَت قَالَ أُبطِلَت
وَ حَدّثَنَا سَعِيدُ بنُ مُحَمّدٍ عَن بَكرِ بنِ سَهلٍ عَن عَبدِ الغنَيِّ بنِ سَعِيدٍ عَن مُوسَي بنِ عَبدِ الرّحمَنِ عَنِ ابنِ جَرِيحٍ عَن عَطَاءٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ إِذَا الجَحِيمُ سُعّرَتيُرِيدُ أَوقَدَت لِلكَافِرِينَ وَ الجَحِيمُ النّارُ الأَعلَي مِن جَهَنّمَ وَ الجَحِيمُ فِي كَلَامِ العَرَبِ مَا عَظُمَ مِنَ النّارِ كَقَولِهِ عَزّ وَ جَلّابنُوا لَهُ بُنياناً فَأَلقُوهُ فِي الجَحِيمِيُرِيدُ النّارَ العَظِيمَةَوَ إِذَا الجَنّةُ أُزلِفَتيُرِيدُ قَرُبَت لِأَولِيَاءِ اللّهِ مِنَ المُتّقِينَ
30-فس ،[تفسير القمي] وَ إِذَا البِحارُ سُجّرَت قَالَ تَتَحَوّلُ نِيرَاناًوَ إِذَا القُبُورُ بُعثِرَت قَالَ تَنشَقّ فَيَخرُجُ النّاسُ مِنهَا
بيان في نسخ التفسير هنا سجرت و في القرآن فُجّرَت ولعله تصحيف النساخ فيكون التفسير مبنيا علي أن فجرت بمعني ذهب ماؤها و يكون بيانا لحاصل المعني ويحتمل أن يكون قراءة أهل البيت ع هنا أيضا سجرت
31-فس ،[تفسير القمي]سَعِيدُ بنُ مُحَمّدٍ عَن بَكرِ بنِ سَهلٍ عَن عَبدِ الغنَيِّ بنِ سَعِيدٍ عَن مُوسَي بنِ عَبدِ الرّحمَنِ عَن مُقَاتِلِ بنِ سُلَيمَانَ عَنِ الضّحّاكِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ فِي قَولِهِوَ الأَمرُ يَومَئِذٍ لِلّهِيُرِيدُ المُلكَ وَ القُدرَةَ وَ السّلطَانَ وَ العِزّةَ وَ الجَبَرُوتَ وَ الجَمَالَ وَ البَهَاءَ وَ الإِلَهِيّةَ لَا شَرِيكَ لَهُ
32-فس ،[تفسير القمي] إِذَا السّماءُ انشَقّت قَالَ يَومَ القِيَامَةِوَ أَذِنَت لِرَبّها وَ حُقّت أَي أَطَاعَت رَبّهَا وَ حَقّ لَهَا أَن تُطِيعَ رَبّهَاوَ إِذَا الأَرضُ مُدّت وَ أَلقَت ما فِيها وَ تَخَلّت قَالَ تُمَدّ الأَرضُ وَ تَنشَقّ فَيَخرُجُ النّاسُ مِنهَاوَ تَخَلّت أَي تَخَلّت مِنَ النّاسِ
33-فس ،[تفسير القمي] وَ السّماءِ وَ الطّارِقِ قَالَ الطّارِقُ النّجمُ الثّاقِبُ وَ هُوَ نَجمُ العَذَابِ وَ نَجمُ القِيَامَةِ وَ هُوَ زُحَلُ فِي أَعلَي المَنَازِلِإِن كُلّ نَفسٍ لَمّا عَلَيها حافِظٌ قَالَ المَلَائِكَةُ
صفحه : 109
34-فس ،[تفسير القمي] فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِكَلّا إِذا دُكّتِ الأَرضُ دَكّا دَكّا قَالَ هيَِ الزّلزَلَةُ
35-ج ،[الإحتجاج ]رَوَي هِشَامُ بنُ الحَكَمِ أَنّهُ سَأَلَ الزّندِيقُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع فَقَالَ أخَبرِنيِ عَنِ النّاسِ يُحشَرُونَ يَومَ القِيَامَةِ عُرَاةً قَالَ بَل يُحشَرُونَ فِي أَكفَانِهِم قَالَ أَنّي لَهُم بِالأَكفَانِ وَ قَد بُلِيَت قَالَ إِنّ ألّذِي أَحيَا أَبدَانَهُم جَدّدَ أَكفَانَهُم قَالَ مَن مَاتَ بِلَا كَفَنٍ قَالَ يَستُرُ اللّهُ عَورَتَهُ بِمَا شَاءَ مِن عِندِهِ قَالَ فَيُعرَضُونَ صُفُوفاً قَالَ نَعَم هُم يَومَئِذٍ عِشرُونَ وَ مِائَةُ صَفّ فِي عَرضِ الأَرضِ الخَبَرَ
36-سن ،[المحاسن ] أَبِي عَنِ القَاسِمِ بنِ عُروَةَ عَنِ ابنِ بُكَيرٍ عَن زُرَارَةَ قَالَ سَأَلتُ أَبَا جَعفَرٍ ع عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّيَومَ تُبَدّلُ الأَرضُ غَيرَ الأَرضِ قَالَ تُبَدّلُ خُبزَةَ نقِيٍ يَأكُلُ النّاسُ مِنهَا حَتّي يَفرُغَ النّاسُ مِنَ الحِسَابِ فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ إِنّهُم لفَيِ شُغُلٍ يَومَئِذٍ عَنِ الأَكلِ وَ الشّربِ قَالَ إِنّ اللّهَ خَلَقَ ابنَ آدَمَ أَجوَفَ فَلَا بُدّ لَهُ مِنَ الطّعَامِ وَ الشّرَابِ أَ هُم أَشَدّ شُغُلًا يَومَئِذٍ أَم مَن فِي النّارِ فَقَدِ استَغَاثُوا وَ اللّهُ يَقُولُوَ إِن يَستَغِيثُوا يُغاثُوا بِماءٍ كَالمُهلِ يشَويِ الوُجُوهَ بِئسَ الشّرابُ
شي،[تفسير العياشي] عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع مثله
37-سن ،[المحاسن ] أَبِي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامٍ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ سَأَلَ الأَبرَشُ الكلَبيِّ عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّيَومَ تُبَدّلُ الأَرضُ غَيرَ الأَرضِ قَالَ تُبَدّلُ خُبزَةَ نقِيٍ يَأكُلُ النّاسُ مِنهَا حَتّي يَفرُغَ مِنَ الحِسَابِ فَقَالَ الأَبرَشُ إِنّ النّاسَ يَومَئِذٍ لفَيِ شُغُلٍ عَنِ الأَكلِ فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع وَ هُم فِي النّارِ لَا يُشغَلُونَ عَن أَكلِ الضّرِيعِ وَ شُربِ الحَمِيمِ وَ هُم فِي العَذَابِ فَكَيفَ يُشغَلُونَ عَنهُ فِي الحِسَابِ
شي،[تفسير العياشي] عن محمد بن هاشم عمن أخبره عن أبي جعفر ع مثله
صفحه : 110
بيان قال الجزري فيه يحشر الناس يوم القيامة علي أرض بيضاء عفراء كقرصة النقي يعني الخبز الحواري و هو ألذي نخل مرة بعدمرة
38-شا،[الإرشاد] لَمّا عَادَ رَسُولُ اللّهِص مِن تَبُوكَ إِلَي المَدِينَةِ قَدِمَ إِلَيهِ عَمرُو بنُ مَعدِيكَرِبَ فَقَالَ لَهُ النّبِيّص أَسلِم يَا عَمرُو يُؤمِنُكَ اللّهُ مِنَ الفَزَعِ الأَكبَرِ قَالَ يَا مُحَمّدُ وَ مَا الفَزَعُ الأَكبَرُ فإَنِيّ لَا أَفزَعُ فَقَالَ يَا عَمرُو إِنّهُ لَيسَ كَمَا تَظُنّ وَ تَحسَبُ إِنّ النّاسَ يُصَاحُ بِهِم صَيحَةً وَاحِدَةً فَلَا يَبقَي مَيّتٌ إِلّا نُشِرَ وَ لَا حيَّ إِلّا مَاتَ إِلّا مَا شَاءَ اللّهُ ثُمّ يُصَاحُ بِهِم صَيحَةً أُخرَي فَيُنشَرُ مَن مَاتَ وَ يَصُفّونَ جَمِيعاً وَ تَنشَقّ السّمَاءُ وَ تُهَدّ الأَرضُ وَ تَخِرّ الجِبَالُ هَدّاً وَ ترَميِ النّارَ بِمِثلِ الجِبَالِ شَرَراً فَلَا يَبقَي ذُو رُوحٍ إِلّا انخَلَعَ قَلبُهُ وَ ذَكَرَ دِينَهُ وَ شُغِلَ بِنَفسِهِ إِلّا مَا شَاءَ اللّهُ فَأَينَ أَنتَ يَا عَمرُو مِن هَذَا قَالَ أَلَا إنِيّ أَسمَعُ أَمراً عَظِيماً فَآمَنَ بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ وَ آمَنَ مَعَهُ مِن قَومِهِ نَاسٌ وَ رَجَعُوا إِلَي قَومِهِم
بيان في النفخة الأولي هنا مايخالف ماسبق والمعتمد الأخبار السابقة
39-شي،[تفسير العياشي] عَن ثُوَيرِ بنِ أَبِي فَاخِتَةَ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع قَالَ تُبَدّلُ الأَرضُ غَيرَ الأَرضِيعَنيِ بِأَرضٍ لَم تَكتَسِب عَلَيهَا الذّنُوبَبارِزَةً لَيسَ عَلَيهَا جِبَالٌ وَ لَا نَبَكٌ كَمَا دَحَاهَا أَوّلَ مَرّةٍ
بيان قال الفيروزآبادي النبكة محركة وتسكن أكمة محددة الرأس وربما كانت حمراء وأرض فيهاصعود وهبوط أوالتل الصغير والجمع نبك ونبك ونباك ونبوك انتهي .أقول لاينافي هذاالخبر مامر و ماسيأتي إذ كونها مستوية لاينافي كون كلها أوبعضها من خبز فتكون المغايرة مرادة علي الوجهين معا
40-شي،[تفسير العياشي] عَن زُرَارَةَ قَالَ سَأَلتُ أَبَا جَعفَرٍ ع عَن قَولِ اللّهِيَومَ تُبَدّلُ الأَرضُ غَيرَ الأَرضِ قَالَ تُبَدّلُ خُبزَةً نَقِيّةً يَأكُلُ النّاسُ مِنهَا حَتّي يَفرُغَ مِنَ الحِسَابِ قَالَ اللّهُ تَعَالَيما جَعَلناهُم جَسَداً لا يَأكُلُونَ الطّعامَ
41-جع ،[جامع الأخبار] إِنّ فَاطِمَةَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهَا قَالَت لِأَبِيهَا يَا أَبَتِ أخَبرِنيِ كَيفَ يَكُونُ النّاسُ يَومَ القِيَامَةِ قَالَ يَا فَاطِمَةُ يُشغَلُونَ فَلَا يَنظُرُ أَحَدٌ إِلَي أَحَدٍ وَ لَا وَالِدٌ إِلَي الوَلَدِ
صفحه : 111
وَ لَا وَلَدٌ إِلَي أُمّهِ قَالَت هَل يَكُونُ عَلَيهِم أَكفَانٌ إِذَا خَرَجُوا مِنَ القُبُورِ قَالَ يَا فَاطِمَةُ تُبلَي الأَكفَانُ وَ تَبقَي الأَبدَانُ تُستَرُ عَورَةُ المُؤمِنِ وَ تُبدَي عَورَةُ الكَافِرِينَ قَالَت يَا أَبَتِ مَا يَستُرُ المُؤمِنِينَ قَالَ نُورٌ يَتَلَألَأُ لَا يُبصِرُونَ أَجسَادَهُم مِنَ النّورِ قَالَت يَا أَبَتِ فَأَينَ أَلقَاكَ يَومَ القِيَامَةِ قَالَ انظرُيِ عِندَ المِيزَانِ وَ أَنَا أنُاَديِ رَبّ أَرجِح مَن شَهِدَ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ انظرُيِ عِندَ الدّوَاوِينِ إِذَا نُشِرَتِ الصّحُفُ وَ أَنَا أنُاَديِ رَبّ حَاسِب أمُتّيِ حِسَاباً يَسِيراً وَ انظرُيِ عِندَ مَقَامِ شفَاَعتَيِ عَلَي جِسرِ جَهَنّمَ كُلّ إِنسَانٍ يَشتَغِلُ بِنَفسِهِ وَ أَنَا مُشتَغِلٌ بأِمُتّيِ أنُاَديِ يَا رَبّ سَلّم أمُتّيِ وَ النّبِيّونَ ع حوَليِ يُنَادُونَ رَبّ سَلّم أُمّةَ مُحَمّدٍص وَ قَالَ ع إِنّ اللّهَ يُحَاسِبُ كُلّ خَلقٍ إِلّا مَن أَشرَكَ بِاللّهِ فَإِنّهُ لَا يُحَاسَبُ وَ يُؤمَرُ بِهِ إِلَي النّارِ
42- عَنِ ابنِ مَسعُودٍ قَالَ كُنتُ جَالِساً عِندَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَ إِنّ فِي القِيَامَةِ لَخَمسِينَ مَوقِفاً كُلّ مَوقِفٍ أَلفُ سَنَةٍ فَأَوّلُ مَوقِفٍ خَرَجَ مِن قَبرِهِ حُبِسُوا أَلفَ سَنَةٍ عُرَاةً حُفَاةً جِيَاعاً عِطَاشاً فَمَن خَرَجَ مِن قَبرِهِ مُؤمِناً بِرَبّهِ وَ مُؤمِناً بِجَنّتِهِ وَ نَارِهِ وَ مُؤمِناً بِالبَعثِ وَ الحِسَابِ وَ القِيَامَةِ مُقِرّاً بِاللّهِ مُصَدّقاً بِنَبِيّهِص وَ بِمَا جَاءَ مِن عِندِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ نَجَا مِنَ الجُوعِ وَ العَطَشِ قَالَ اللّهُ تَعَالَيفَتَأتُونَ أَفواجاً مِنَ القُبُورِ إِلَي المَوقِفِ أُمَماً كُلّ أُمّةٍ مَعَ إِمَامِهِم وَ قِيلَ جَمَاعَاتٍ مُختَلِفَةً
43-كا،[الكافي] عَلِيّ عَن أَبِيهِ وَ عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ جَمِيعاً عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمّدٍ عَن سُلَيمَانَ بنِ دَاوُدَ عَن حَفصٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَثَلُ النّاسِ يَومَ القِيَامَةِ إِذَا قَامُوا لِرَبّ العَالَمِينَ مَثَلُ السّهمِ فِي القُربِ لَيسَ لَهُ مِنَ الأَرضِ إِلّا مَوضِعُ قَدَمِهِ كَالسّهمِ فِي الكِنَانَةِ لَا يَقدِرُ أَن يَزُولَ هَاهُنَا وَ لَا هَاهُنَا
44-كا،[الكافي] عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ عَن صَالِحِ بنِ أَبِي حَمّادٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن أَبِي بَكرٍ الحضَرمَيِّ عَن تَمِيمِ بنِ حَاتِمٍ قَالَ كُنّا مَعَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَاضطَرَبَتِ الأَرضُ فَوَحَاهَا بِيَدِهِ ثُمّ قَالَ لَهَا اسكنُيِ مَا لَكِ ثُمّ التَفَتَ إِلَينَا وَ قَالَ أَمَا إِنّهَا لَو كَانَتِ التّيِ قَالَ اللّهُ لأَجَاَبتَنيِ وَ لَكِن لَيسَت بِتِلكَ
صفحه : 112
بيان الوحي الإشارة و في بعض النسخ فوجأها بالجيم والهمزة يقال وجأته بالسكين أي ضربته و هوأظهر و هذاالخبر كغيره من الأخبار الكثيرة يدل علي أن المراد بالإنسان في سورة الزلزال هو أمير المؤمنين ع فهو ع يسأل الأرض فتجيبه في القيامة عندزلزالها فاستدل ع بأن هذه الزلزلة ليست زلزلة القيامة و إلالأجابتني كما قال الله تعالي
45-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] أَبُو القَاسِمِ العلَوَيِّ مُعَنعَناً عَن عَمرِو بنِ مُرّةَ قَالَ بَينَا عِندَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع إِذَا تَحَرّكَتِ الأَرضُ فَجَعَلَ يَضرِبُهَا بِيَدِهِ ثُمّ قَالَ مَا لَكِ فَلَم تُجِبهُ ثُمّ قَالَ مَا لَكِ فَلَم تُجِبهُ ثُمّ قَالَ أَمَا وَ اللّهِ لَو كَانَ هِيَه لحَدَثّتَنيِ وَ إنِيّ لَأَنَا ألّذِي يُحَدّثُ الأَرضَ أَخبَارَهَا أَو رَجُلٌ منِيّ
بيان المراد بالرجل القائم ع ولعل هذاللتبهيم لنوع من المصلحة أوكلمة أوبمعني الواو
46-نهج ،[نهج البلاغة] حَتّي إِذَا تَصَرّمَتِ الأُمُورُ وَ تَقَضّتِ الدّهُورُ وَ أَزِفَ النّشُورُ أَخرَجَهُم مِن ضَرَائِحِ القُبُورِ وَ أَوكَارِ الطّيُورِ وَ أَوجِرَةِ السّبَاعِ وَ مَطَارِحِ المَهَالِكِ سِرَاعاً إِلَي أَمرِهِ مُهطِعِينَ إِلَي مَعَادِهِ رَعِيلًا صُمُوتاً قِيَاماً صُفُوفاً يَنفُذُهُمُ البَصَرُ وَ يُسمِعُهُمُ الداّعيِ عَلَيهِم لَبُوسُ الِاستِكَانَةِ وَ ضَرَعُ الِاستِسلَامِ وَ الذّلّةِ قَد ضَلّتِ الحِيَلُ وَ انقَطَعَ الأَمَلُ وَ هَوَتِ الأَفئِدَةُ كَاظِمَةً وَ خَشَعَتِ الأَصوَاتُ مُهَينِمَةً وَ أَلجَمَ العَرَقُ وَ عَظُمَ الشّفَقُ وَ أُرعِدَتِ الأَسمَاعُ لِزَبرَةِ الداّعيِ إِلَي فَصلِ الخِطَابِ وَ مُقَايَضَةِ الجَزَاءِ وَ نَكَالِ العِقَابِ وَ نَوَالِ الثّوَابِ
بيان تصرّمت تقطّعت وأزف دنا وقرب والأوجرة جمع وجار و هوبيت السبع والإهطاع الإسراع في العدو وأهطع إذامد عنقه وصوب رأسه رعيلا
صفحه : 113
قال ابن الأثير أي ركابا علي الخيل انتهي وأصل الرعيل القطيع من الخيل ولعل الأظهر تشبيههم في اجتماعهم وصموتهم بقطيع الخيل و قال ابن الأثير في حديث ابن مسعود إنكم مجموعون في صعيد واحد ينفذكم البصر يقال نفذني بصره إذابلغني وجاوزني وقيل المراد به ينفذهم بصر الرحمن حتي يأتي عليهم كلهم وقيل أراد ينفذهم بصر الناظر لاستواء الصعيد قال أبوحاتم أصحاب الحديث يروونه بالذال المعجمة وإنما هوبالمهملة أي يبلغ أولهم وآخرهم حتي يراهم كلهم ويستوعبهم من نفد الشيء وأنفدته وحمل الحديث علي بصر المبصر أولي من حمله علي بصر الرحمن لأن الله يجمع الناس يوم القيامة في أرض يشهد جميع الخلائق فيهامحاسبة العبد الواحد علي انفراده ويرون مايصير إليه واللبوس بالفتح مايلبس والضرع بالتحريك مايصير سببا لضراعتهم وخضوعهم . قوله ع وهوت الأفئدة كاظمة مقتبس من آيتين قوله تعالي وَ أَفئِدَتُهُم هَواءٌ و قوله تعالي إِذِ القُلُوبُ لَدَي الحَناجِرِ كاظِمِينَ و قال الجزري الهينمة الكلام الخفي ألذي لايفهم و قال فيه يبلغ العرق منهم مايلجمهم أي يصل إلي أفواههم فيصير لهم بمنزلة اللجام يمنعهم عن الكلام يعني في المحشر يوم القيامة والشفق الخوف ويقال زبره زبرا وزبرة أي انتهره ويقال قايضه مقايضة في البيع إذاأعطاه سلعة وأخذ عوضها سلعة منه
47-نهج ،[نهج البلاغة] فَاتّعِظُوا عِبَادَ اللّهِ بِالعِبَرِ النّوَافِعِ وَ اعتَبِرُوا باِلآيِ السّوَاطِعِ وَ ازدَجِرُوا بِالنّذُرِ البَوَالِغِ فَكَأَن قَد عَلِقَتكُم مَخَالِبُ المَنِيّةِ وَ انقَطَعَت مِنكُم عَلَائِقُ الأُمنِيّةِ وَ دَهِمَتكُم مُفظِعَاتُ الأُمُورِ وَ السّيَاقَةُ إِلَي الوِردِ المَورُودِ وَكُلّ نَفسٍ مَعَها سائِقٌ وَ شَهِيدٌسَائِقٌ يَسُوقُهَا إِلَي مَحشَرِهَا وَ شَاهِدٌ يَشهَدُ عَلَيهَا بِعَمَلِهَا
48-نهج ،[نهج البلاغة] وَ ذَلِكَ يَومٌ يَجمَعُ اللّهُ فِيهِ الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ لِنِقَاشِ الحِسَابِ وَ جَزَاءِ
صفحه : 114
الأَعمَالِ خُضُوعاً قِيَاماً قَد أَلجَمَهُمُ العَرَقُ وَ رَجَفَت بِهِمُ الأَرضُ فَأَحسَنُهُم حَالًا مَن وَجَدَ لِقَدَمَيهِ مَوضِعاً وَ لِنَفسِهِ مُتّسَعاً
بيان نقاش الحساب المناقشة والتدقيق فيه
49-نهج ،[نهج البلاغة] حَتّي إِذَا بَلَغَ الكِتَابُ أَجَلَهُ وَ الأَمرُ مَقَادِيرَهُ وَ أُلحِقَ آخِرُ الخَلقِ بِأَوّلِهِ وَ جَاءَ مِن أَمرِ اللّهِ مَا يُرِيدُهُ مِن تَجدِيدِ خَلقِهِ أَمَادَ السّمَاءَ وَ فَطَرَهَا وَ أَرَجّ الأَرضَ وَ أَرجَفَهَا وَ قَلَعَ جِبَالَهَا وَ نَسَفَهَا وَ دَكّ بَعضُهَا بَعضاً مِن هَيبَةِ جَلَالَتِهِ وَ مَخُوفِ سَطوَتِهِ وَ أَخرَجَ مَن فِيهَا فَجَدّدَهُم بَعدَ إِخلَاقِهِم وَ جَمَعَهُم بَعدَ تَفرِيقِهِم ثُمّ مَيّزَهُم لِمَا يُرِيدُ مِن مُسَاءَلَتِهِم عَن خَفَايَا الأَعمَالِ وَ خَبَايَا الأَفعَالِ وَ جَعَلَهُم فَرِيقَينِ أَنعَمَ عَلَي هَؤُلَاءِ وَ انتَقَمَ مِن هَؤُلَاءِ فَأَمّا أَهلُ الطّاعَةِ فَأَثَابَهُم بِجِوَارِهِ وَ خَلّدَهُم فِي دَارِهِ حَيثُ لَا يَظعَنُ النّزّالُ وَ لَا تَتَغَيّرُ بِهِمُ الحَالُ وَ لَا تَنُوبُهُمُ الأَفزَاعُ وَ لَا تَنَالُهُمُ الأَسقَامُ وَ لَا تَعرِضُ لَهُمُ الأَخطَارُ وَ لَا تُشخِصُهُمُ الأَسفَارُ وَ أَمّا أَهلُ المَعصِيَةِ فَأَنزَلَهُم شَرّ دَارٍ وَ غَلّ الأيَديَِ إِلَي الأَعنَاقِ وَ قَرَنَ النوّاَصيَِ بِالأَقدَامِ وَ أَلبَسَهُم سَرَابِيلَ القَطِرَانِ وَ مُقَطّعَاتِ النّيرَانِ فِي عَذَابٍ قَدِ اشتَدّ حَرّهُ وَ بَابٍ قَد أُطبِقَ عَلَي أَهلِهِ فِي نَارٍ لَهَا كَلَبٌ وَ جَلَبٌ[لَجَبٌ] وَ لَهَبٌ سَاطِعٌ وَ قَصِيفٌ هَائِلٌ لَا يَظعَنُ مُقِيمُهَا وَ لَا يُفَادَي أَسِيرُهَا وَ لَا تُفصَمُ كُبُولُهَا لَا مُدّةَ لِلدّارِ فَتَفنَي وَ لَا أَجَلَ لِلقَومِ فَيُقضَي.
بيان بلغ الكتاب أجله أي بلغ الزمان المكتوب المقدر إلي منتهاه وألحق آخر الخلق بأوله أي تساوي الكل في شمول الموت والفناء لهم أماد السماء أي حركها ويروي أمار بالراء بمعناه كما قال تعالي يَومَ تَمُورُ السّماءُ مَوراً وأرج الأرض أي زلزلها وكذا قوله أرجفها ونسفها أي قلعها من أصولها ودكّ بعضها بعضا أي صدمه ودقّه حتي تكسره إشارة إلي قوله تعالي فَدُكّتا دَكّةً واحِدَةً لايظعن أي لايرحل و لاتنوبهم أي لاتنزل بهم والأخطار جمع الخطر و هو مايشرف به علي الهلكة والكلب بالتحريك الشدة والجلب واللجب الصوت والقصيف الصوت الشديد لاتفصم كبولها أي لاتكسر قيودها
صفحه : 115
50-نهج ،[نهج البلاغة] أُوصِيكُم عِبَادَ اللّهِ بِتَقوَي اللّهِ فَإِنّهَا الزّمَامُ وَ القِوَامُ فَتَمَسّكُوا بِوَثَائِقِهَا وَ اعتَصِمُوا بِحَقَائِقِهَا تَئُولُ بِكُم إِلَي أَكنَانِ الدّعَةِ وَ أَوطَانِ السّعَةِ وَ مَعَاقِلِ الحِرزِ وَ مَنَازِلِ العِزّ فِي يَومٍ تَشخَصُ فِيهِ الأَبصَارُ وَ تُظلِمُ لَهُ الأَقطَارُ وَ يُعَطّلُ فِيهِ صُرُومُ العِشَارِ وَ يُنفَخُ فِي الصّورِ فَتَزهَقُ كُلّ مُهجَةٍ وَ تَبكَمُ كُلّ لَهجَةٍ وَ تَذِلّ الشّمّ الشّوَامِخُ وَ الصّمّ الرّوَاسِخُ فَيَصِيرُ صَلدُهَا سَرَاباً رَقرَقاً وَ مَعهَدُهَا قَاعاً سَملَقاً فَلَا شَفِيعٌ يَشفَعُ وَ لَا حَمِيمٌ يَنفَعُ وَ لَا مَعذِرَةٌ تَدفَعُ
بيان تشبيه التقوي بالزمام إما لأنها المانعة عن الخطإ والزلل أولأنها تقود إلي الجنة وسمّاها قواما لأنه بهاتقوم أمور الدنيا والآخرة والأكنان جمع الكنّ و هوالستر والمعقل الملجأ والمعاقل الحصون والصروم جمع صرمة وهي القطيعة من الإبل نحو الثلاثين والشمم محرّكة ارتفاع الجبل أي تذلّ الجبال العالية والأحجار الثابتة والصلد الصلب الشديد والرقرقة بصيص الشراب وتلألؤه ومعهدها أي ماعهد منزلا للناس ومسكنا والقاع المستوي من الأرض والسملق الأرض المستوية الجرداء التي لاشجر فيها فلاشفيع يشفع أي بغير إذن الله أوللكافرين
51-نهج ،[نهج البلاغة] وَ إِنّ السّعَدَاءَ بِالدّنيَا غَداً هُمُ الهَارِبُونَ مِنهَا اليَومَ إِذَا رَجَفَتِ الرّاجِفَةُ وَ حَقّت بِجَلَائِلِهَا القِيَامَةُ وَ لَحِقَ بِكُلّ مَنسَكٍ أَهلُهُ وَ بِكُلّ مَعبُودٍ عَبَدَتُهُ وَ بِكُلّ مُطَاعٍ أَهلُ طَاعَتِهِ فَلَم يُجزَ فِي عَدلِهِ وَ قِسطِهِ يَومَئِذٍ خَرقُ بَصَرٍ فِي الهَوَاءِ وَ لَا هَمسُ قَدَمٍ فِي الأَرضِ إِلّا بِحَقّهِ فَكَم حُجّةٍ يَومَ ذَاكَ دَاحِضَةٌ وَ عَلَائِقِ عُذرٍ مُنقَطِعَةٌ فَتَحَرّ مِن
صفحه : 116
أَمرِكَ مَا يَقُومُ بِهِ عُذرُكَ وَ تَثبُتُ بِهِ حُجّتُكَ وَ خُذ مَا يَبقَي لَكَ مِمّا لَا تَبقَي لَهُ وَ تَيَسّر لِسَفَرِكَ وَ شِم بَرقَ النّجَاةِ وَ ارحَل مَطَايَا التّشمِيرِ
توضيح حقّت أي لزمت وثبتت وجلائلها شدائدها والباء تحتمل التعدية والهمس الصوت الخفي وتقول شمت البرق إذانظرت إلي سحابتها أين تمطر ويقال رحل مطيته إذاشدّ علي ظهرها الرحل والتشمير الجد في الأمر
52-فس ،[تفسير القمي] الحُسَينُ بنُ عَبدِ اللّهِ السكّيَنيِّ عَن أَبِي سَعِيدٍ البجَلَيِّ عَن عَبدِ المَلِكِ بنِ هَارُونَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن آبَائِهِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم قَالَ كَانَ فِيمَا سَأَلَ مَلِكُ الرّومِ الحَسَنَ بنَ عَلِيّ ع أَن سَأَلَهُ عَن أَروَاحِ المُؤمِنِينَ أَينَ يَكُونُونَ إِذَا مَاتُوا قَالَ تَجتَمِعُ عِندَ صَخرَةِ بَيتِ المَقدِسِ فِي لَيلَةِ الجُمُعَةِ وَ هُوَ عَرشُ اللّهِ الأَدنَي مِنهَا يَبسُطُ اللّهُ الأَرضَ وَ إِلَيهَا يَطوِيهَا وَ إِلَيهَا المَحشَرُ وَ مِنهَا استَوَي رَبّنَا إِلَي السّمَاءِ وَ المَلَائِكَةُ ثُمّ سَأَلَهُ عَن أَروَاحِ الكُفّارِ أَينَ تَجتَمِعُ قَالَ تَجتَمِعُ فِي واَديِ حَضرَمَوتَ وَرَاءَ مَدِينَةِ اليَمَنِ ثُمّ يَبعَثُ اللّهُ نَاراً مِنَ المَشرِقِ وَ نَاراً مِنَ المَغرِبِ وَ يَتبَعُهُمَا بِرِيحَينِ شَدِيدَتَينِ فَيَحشُرُ النّاسَ عِندَ صَخرَةِ بَيتِ المَقدِسِ فَيَحشُرُ أَهلَ الجَنّةِ عَن يَمِينِ الصّخرَةِ وَ يُزلِفُ المُتّقِينَ وَ يَصِيرُ جَهَنّمَ عَن يَسَارِ الصّخرَةِ فِي تُخُومِ الأَرَضِينَ السّابِعَةِ وَ فِيهَا الفَلَقُ وَ السّجّينُ فَيُعرَفُ الخَلَائِقُ مِن عِندِ الصّخرَةِ فَمَن وَجَبَت لَهُ الجَنّةُ دَخَلَهَا وَ مَن وَجَبَت لَهُ النّارُ دَخَلَهَا وَ ذَلِكَ قَولُهُ تَعَالَيفَرِيقٌ فِي الجَنّةِ وَ فَرِيقٌ فِي السّعِيرِ
53-يب ،[تهذيب الأحكام ]المُفِيدُ وَ الغضَاَئرِيِّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَخِيهِ عَلِيّ عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَن عِمرَانَ بنِ مُوسَي الخَشّابِ عَن عَلِيّ بنِ حَسّانَ عَن عَمّهِ عَبدِ الرّحمَنِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع وَ سَاقَ حَدِيثَ فَضلِ مَسجِدِ السّهلَةِ إِلَي أَن قَالَ وَ هُوَ مِن كُوفَانَ وَ فِيهِ يُنفَخُ فِي الصّورِ وَ إِلَيهِ المَحشَرُ وَ يُحشَرُ مِن جَانِبِهِ سَبعُونَ أَلفاً يَدخُلُونَ الجَنّةَ
صفحه : 117
54-فس ،[تفسير القمي] أَبِي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن مَنصُورِ بنِ يُونُسَ عَن عَمرِو بنِ شَيبَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ ابتِدَاءً مِنهُ إِنّ اللّهَ إِذَا بَدَا لَهُ أَن يُبِينَ خَلقَهُ وَ يَجمَعَهُم لِمَا لَا بُدّ مِنهُ أَمَرَ مُنَادِياً فَنَادَي فَاجتَمَعَ الإِنسُ وَ الجِنّ فِي أَسرَعَ مِن طَرفَةِ العَينِ ثُمّ أَذِنَ السّمَاءَ الدّنيَا فَنَزَلَ وَ كَانَ مِن وَرَاءِ النّاسِ وَ أَذِنَ السّمَاءَ الثّانِيَةَ فَنَزَلَ وَ هيَِ ضِعفُ التّيِ تَلِيهَا فَإِذَا رَآهَا أَهلُ السّمَاءِ الدّنيَا قَالُوا جَاءَ رَبّنَا فَيُقَالُ لَا وَ هُوَ آتٍ حَتّي يَنزِلَ كُلّ سَمَاءٍ يَكُونُ كُلّ وَاحِدَةٍ مِن وَرَاءِ الأُخرَي وَ هيَِ ضِعفُ التّيِ تَلِيهَا ثُمّ يَنزِلَ اللّهُفِي ظُلَلٍ مِنَ الغَمامِ وَ المَلائِكَةُ وَ قضُيَِ الأَمرُ وَ إِلَي اللّهِ تُرجَعُ الأُمُورُ ثُمّ يَأمُرَ اللّهُ مُنَادِياً ينُاَديِيا مَعشَرَ الجِنّ وَ الإِنسِ إِنِ استَطَعتُم أَن تَنفُذُوا مِن أَقطارِ السّماواتِ وَ الأَرضِ فَانفُذُوا لا تَنفُذُونَ إِلّا بِسُلطانٍ قَالَ وَ بَكَي حَتّي إِذَا سَكَتَ قُلتُ جعَلَنَيَِ اللّهُ فِدَاكَ يَا أَبَا جَعفَرٍ وَ أَينَ رَسُولُ اللّهِ وَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ شِيعَتُهُ فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع رَسُولُ اللّهِ وَ عَلِيّ وَ شِيعَتُهُ عَلَي كُثبَانٍ مِنَ المِسكِ الأَذفَرِ عَلَي مَنَابِرَ مِن نُورٍ يَحزَنُ النّاسُ وَ لَا يَحزَنُونَ وَ يَفزَعُ النّاسُ وَ لَا يَفزَعُونَ ثُمّ تَلَا هَذِهِ الآيَةَمَن جاءَ بِالحَسَنَةِ فَلَهُ خَيرٌ مِنها وَ هُم مِن فَزَعٍ يَومَئِذٍ آمِنُونَفَالحَسَنَةُ وَ اللّهِ وَلَايَةُ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع
55-يد،[التوحيد]القَطّانُ عَنِ ابنِ زَكَرِيّا عَنِ ابنِ حَبِيبٍ عَن أَحمَدَ بنِ يَعقُوبَ بنِ مَطَرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ عَبدِ العَزِيزِ عَن طَلحَةَ بنِ يَزِيدَ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ عُبَيدٍ عَن أَبِي مَعمَرٍ السعّداَنيِّ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أَنّهُ قَالَ فِي جَوَابِ مَنِ ادّعَي التّنَاقُضَ بَينَ آيَاتِ القُرآنِ فَقَالَ وَ أَجِدُ اللّهَ يَقُولُيَومَ يَقُومُ الرّوحُ وَ المَلائِكَةُ صَفّا لا يَتَكَلّمُونَ إِلّا مَن أَذِنَ لَهُ الرّحمنُ وَ قالَ صَواباً وَ قَالَ وَ استَنطَقُوا فَقَالُواوَ اللّهِ رَبّنا ما كُنّا مُشرِكِينَ وَ قَالَيَومَ القِيامَةِ يَكفُرُ بَعضُكُم بِبَعضٍ وَ يَلعَنُ بَعضُكُم بَعضاً وَ قَالَ
صفحه : 118
إِنّ ذلِكَ لَحَقّ تَخاصُمُ أَهلِ النّارِ وَ قَالَلا تَختَصِمُوا لدَيَّ وَ قَد قَدّمتُ إِلَيكُم بِالوَعِيدِ وَ قَالَاليَومَ نَختِمُ عَلي أَفواهِهِم وَ تُكَلّمُنا أَيدِيهِم وَ تَشهَدُ أَرجُلُهُم بِما كانُوا يَكسِبُونَفَمَرّةً يُخبِرُ أَنّهُملا يَتَكَلّمُونَ إِلّا مَن أَذِنَ لَهُ الرّحمنُ وَ قالَ صَواباً وَ مَرّةً يُخبِرُ أَنّ الخَلقَ يَنطِقُونَ وَ يَقُولُ عَن مَقَالَتِهِموَ اللّهِ رَبّنا ما كُنّا مُشرِكِينَ وَ مَرّةً يُخبِرُ أَنّهُم يَختَصِمُونَ فَأَجَابَ ع بِأَنّ ذَلِكَ فِي مَوَاطِنَ غَيرِ وَاحِدٍ مِن مَوَاطِنِ ذَلِكَ اليَومِ ألّذِيكانَ مِقدارُهُ خَمسِينَ أَلفَ سَنَةٍيَجمَعُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ الخَلَائِقَ يَومَئِذٍ فِي مَوَاطِنَ يَتَفَرّقُونَ وَ يُكَلّمُ بَعضُهُم بَعضاً وَ يَستَغفِرُ بَعضُهُم لِبَعضٍ أُولَئِكَ الّذِينَ كَانَ مِنهُمُ الطّاعَةُ فِي دَارِ الدّنيَا مِنَ الرّؤَسَاءِ وَ الأَتبَاعِ وَ يَلعَنُ أَهلُ المعَاَصيِ الّذِينَ بَدَت مِنهُمُ البَغضَاءُ وَ تَعَاوَنُوا عَلَي الظّلمِ وَ العُدوَانِ فِي دَارِ الدّنيَا المُستَكبِرِينَ وَ المُستَضعَفِينَ يَكفُرُ بَعضُهُم بِبَعضٍ وَ يَلعَنُ بَعضُهُم بَعضاً وَ الكُفرُ فِي هَذِهِ الآيَةِ البَرَاءَةُ يَقُولُ فَيَتَبَرّأُ بَعضُهُم مِن بَعضٍ وَ نَظِيرُهَا فِي سُورَةِ اِبرَاهِيمَ قَولُ الشّيطَانِإنِيّ كَفَرتُ بِما أَشرَكتُمُونِ مِن قَبلُ وَ قَولُ اِبرَاهِيمَ خَلِيلِ الرّحمَنِكَفَرنا بِكُميعَنيِ تَبَرّأنَا مِنكُم ثُمّ يَجتَمِعُونَ فِي مَوطِنٍ آخَرَ فَيَستَنطِقُونَ فِيهِ وَ يَبكُونَ فِيهِ فَلَو أَنّ تِلكَ الأَصوَاتِ بَدَت لِأَهلِ الدّنيَا لَأَذهَلَت جَمِيعُ الخَلقِ عَن مَعَايِشِهِم وَ لَتَصَدّعَت قُلُوبُهُم إِلّا مَا شَاءَ اللّهُ فَلَا يَزَالُونَ يَبكُونَ الدّمَ ثُمّ يَجتَمِعُونَ فِي مَوطِنٍ آخَرَ فَيَستَنطِقُونَ فِيهِ فَيَقُولُونَوَ اللّهِ رَبّنا ما كُنّا مُشرِكِينَفَيَختِمُ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي عَلَي أَفوَاهِهِم وَ يَستَنطِقُ الأيَديِ وَ الأَرجُلَ وَ الجُلُودَ فَتَشهَدُ بِكُلّ مَعصِيَةٍ كَانَت مِنهُم ثُمّ يَرفَعُ عَن أَلسِنَتِهِمُ الخَتمَ فَيَقُولُونَ لِجُلُودِهِملِمَ شَهِدتُم عَلَينا قالُوا أَنطَقَنَا اللّهُ ألّذِي أَنطَقَ كُلّ شَيءٍ وَ يَجتَمِعُونَ فِي مَوطِنٍ آخَرَ فَيُستَنطَقُونَ فَيَفِرّ بَعضُهُم مِن بَعضٍ فَذَلِكَ قَولُهُ عَزّ وَ جَلّيَومَ يَفِرّ المَرءُ مِن أَخِيهِ وَ أُمّهِ وَ أَبِيهِ وَ صاحِبَتِهِ وَ بَنِيهِفَيُستَنطَقُونَ فَلا يَتَكَلّمُونَ إِلّا مَن أَذِنَ لَهُ الرّحمنُ وَ قالَ صَواباًفَتَقُومُ الرّسُلُص فَيَشهَدُونَ فِي هَذَا المَوطِنِ فَذَلِكَ قَولُهُ تَعَالَيفَكَيفَ إِذا جِئنا مِن كُلّ أُمّةٍ بِشَهِيدٍ وَ جِئنا بِكَ عَلي هؤُلاءِ شَهِيداً
صفحه : 119
ثُمّ يَجتَمِعُونَ فِي مَوطِنٍ آخَرَ يَكُونُ فِيهِ مَقَامُ مُحَمّدٍص وَ هُوَ المَقَامُ المَحمُودُ فيَثُنيِ عَلَي اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي بِمَا لَم يُثنِ عَلَيهِ أَحَدٌ قَبلَهُ ثُمّ يثُنيِ عَلَي المَلَائِكَةِ كُلّهِم فَلَا يَبقَي مَلَكٌ إِلّا أَثنَي عَلَيهِ مُحَمّدٌص ثُمّ يثُنيِ عَلَي الرّسُلِ بِمَا لَم يُثنِ عَلَيهِم أَحَدٌ مِثلَهُ ثُمّ يثُنيِ عَلَي كُلّ مُؤمِنٍ وَ مُؤمِنَةٍ يَبدَأُ بِالصّدّيقِينَ وَ الشّهَدَاءِ ثُمّ بِالصّالِحِينَ فَيَحمَدُهُ أَهلُ السّمَاوَاتِ وَ أَهلُ الأَرضِ وَ ذَلِكَ قَولُهُ عَزّ وَ جَلّعَسي أَن يَبعَثَكَ رَبّكَ مَقاماً مَحمُوداًفَطُوبَي لِمَن كَانَ لَهُ فِي ذَلِكَ المَقَامِ حَظّ وَ نَصِيبٌ وَ وَيلٌ لِمَن لَم يَكُن لَهُ فِي ذَلِكَ المَقَامِ حَظّ وَ لَا نَصِيبٌ ثُمّ يَجتَمِعُونَ فِي مَوطِنٍ آخَرَ فَيُدَانُ بَعضُهُم مِن بَعضٍ وَ هَذَا كُلّهُ قَبلَ الحِسَابِ فَإِذَا أُخِذَ فِي الحِسَابِ شُغِلَ كُلّ إِنسَانٍ بِمَا لَدَيهِ نَسأَلُ اللّهَ بَرَكَةَ ذَلِكَ اليَومِ قَالَ فَرّجتَ عنَيّ فَرّجَ اللّهُ عَنكَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ سَاقَ الحَدِيثَ إِلَي أَن قَالَ فَأَمّا قَولُهُوُجُوهٌ يَومَئِذٍ ناضِرَةٌ إِلي رَبّها ناظِرَةٌ وَ قَولُهُلا تُدرِكُهُ الأَبصارُ وَ هُوَ يُدرِكُ الأَبصارَ فَإِنّ ذَلِكَ فِي مَوضِعٍ ينَتهَيِ فِيهِ أَولِيَاءُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ بَعدَ مَا يُفرَغُ مِنَ الحِسَابِ إِلَي نَهَرٍ يُسَمّي الحَيَوَانَ فَيَغتَسِلُونَ فِيهِ وَ يَشرَبُونَ مِنهُ فَتَنضُرُ وُجُوهُهُم إِشرَاقاً فَيَذهَبُ عَنهُم كُلّ قَذًي وَ وَعثٍ ثُمّ يُؤمَرُونَ بِدُخُولِ الجَنّةِ فَمِن هَذَا المَقَامِ يَنظُرُونَ إِلَي رَبّهِم كَيفَ يُثِيبُهُم وَ مِنهُ يَدخُلُونَ الجَنّةَ فَذَلِكَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فِي تَسلِيمِ المَلَائِكَةِ عَلَيهِمسَلامٌ عَلَيكُم طِبتُم فَادخُلُوها خالِدِينَفَعِندَ ذَلِكَ أَيقَنُوا بِدُخُولِ الجَنّةِ وَ النّظَرِ إِلَي مَا وَعَدَهُم رَبّهُم وَ ذَلِكَ قَولُهُإِلي رَبّها ناظِرَةٌ وَ إِنّمَا يعَنيِ بِالنّظَرِ إِلَيهِ النّظَرَ إِلَي ثَوَابِهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي وَ أَمّا قَولُهُلا تُدرِكُهُ الأَبصارُ وَ هُوَ يُدرِكُ الأَبصارَفَهُوَ كَمَا قَالَلا تُدرِكُهُ الأَبصارُ وَ لَا تُحِيطُ بِهِ الأَوهَامُوَ هُوَ يُدرِكُ الأَبصارَيعَنيِ يُحِيطُ بِهَا الحَدِيثَ
بيان قال الجزري فيه أللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر أي شدته ومشقته وأصله من الوعث و هوالرمل والمشي فيه يشد علي صاحبه ويشق
56-فس ،[تفسير القمي]إِذا وَقَعَتِ الواقِعَةُ لَيسَ لِوَقعَتِها كاذِبَةٌ قَالَ القِيَامَةُ هيَِ حَقّ
صفحه : 120
قَولُهُ تَعَالَيخافِضَةٌ قَالَ لِأَعدَاءِ اللّهِرافِعَةٌلِأَولِيَاءِ اللّهِإِذا رُجّتِ الأَرضُ رَجّا قَالَ يُدَقّ بَعضُهَا عَلَي بَعضٍوَ بُسّتِ الجِبالُ بَسّا قَالَ قُلِعَتِ الجِبَالُ قَلعاًفَكانَت هَباءً مُنبَثّا قَالَ الهَبَاءُ ألّذِي يَدخُلُ فِي الكُوّةِ مِن شُعَاعِ الشّمسِ
57-ثو،[ثواب الأعمال ]بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَرضُ القِيَامَةِ نَارٌ مَا خَلَا ظِلّ المُؤمِنِ فَإِنّ صَدَقَتَهُ تُظِلّهُ
58-فس ،[تفسير القمي] أَبِي عَنِ الحُسَينِ بنِ خَالِدٍ عَن أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع وَ سَاقَ الحَدِيثَ إِلَي أَن قَالَ قُلتُالشّمسُ وَ القَمَرُ بِحُسبانٍ قَالَ هُمَا بِعَذَابِ اللّهِ قُلتُ الشّمسُ وَ القَمَرُ يُعَذّبَانِ قَالَ سَأَلتَ عَن شَيءٍ فَأَيقِنهُ إِنّ الشّمسَ وَ القَمَرَ آيَتَانِ مِن آيَاتِ اللّهِ يَجرِيَانِ بِأَمرِهِ مُطِيعَانِ لَهُ ضَوؤُهُمَا مِن نُورِ عَرشِهِ وَ حَرّهُمَا مِن جَهَنّمَ فَإِذَا كَانَتِ القِيَامَةُ عَادَ إِلَي العَرشِ نُورُهُمَا وَ عَادَ إِلَي النّارِ حَرّهُمَا فَلَا يَكُونُ شَمسٌ وَ لَا قَمَرٌ وَ إِنّمَا عَنَاهُمَا لَعَنَهُمَا اللّهُ أَ وَ لَيسَ قَد رَوَي النّاسُ أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ الشّمسُ وَ القَمَرُ نُورَانِ فِي النّارِ قُلتُ بَلَي قَالَ أَ مَا سَمِعتَ قَولَ النّاسِ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ شَمسُ هَذِهِ الأُمّةِ وَ نُورُهَا فَهُمَا فِي النّارِ وَ اللّهِ مَا عَنَي غَيرَهُمَا الخَبَرَ
59-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] الحُسَينُ بنُ اِبرَاهِيمَ بنِ أَحمَدَ عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ الكوُفيِّ عَنِ البرَمكَيِّ عَنِ الحُسَينِ بنِ الحَسَنِ عَن بَكرِ بنِ صَالِحٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ سَعِيدٍ عَن أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع فِي قَولِهِ عَزّ وَ جَلّيَومَ يُكشَفُ عَن ساقٍ قَالَ حِجَابٌ مِن نُورٍ يُكشَفُ فَيَقَعُ المُؤمِنُونَ سُجّداً وَ تَدمُجُ أَصلَابُ المُنَافِقِينَ فَلَا يَستَطِيعُونَ السّجُودَ
60-يد،[التوحيد] أَبِي وَ ابنُ الوَلِيدِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن عَلِيّ بنِ حَدِيدٍ عَن جَمِيلِ بنِ دَرّاجٍ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ يُدعَونَ إِلَي السّجُودِ فَلا يَستَطِيعُونَ قَالَ صَارَت أَصلَابُهُم كصَيَاَصيِ البَقَرِ يعَنيِ قُرُونَهَاوَ قَد كانُوا يُدعَونَ إِلَي السّجُودِ وَ هُم سالِمُونَ قَالَ وَ هُم مُستَطِيعُونَ
أقول قدمرت الأخبار في تفسير هذه الآية في أبواب العدل
صفحه : 121
61-ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر]النّضرُ عَن زُرعَةَ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِنّ الرّحِمَ مُعَلّقَةٌ بِالعَرشِ ينُاَديِ يَومَ القِيَامَةِ أللّهُمّ صِل مَن وصَلَنَيِ وَ اقطَع مَن قطَعَنَيِ فَقُلتُ أَ هيَِ رَحِمُ رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ بَل رَحِمُ رَسُولِ اللّهِص مِنهَا وَ قَالَ إِنّ الرّحِمَ تأَتيِ يَومَ القِيَامَةِ مِثلُ كُبّةِ المَدَارِ وَ هُوَ المِغزَلُ فَمَن أَتَاهَا وَاصِلًا لَهَا انتَشَرَت لَهُ نُوراً حَتّي يُدخِلَهُ الجَنّةَ وَ مَن أَتَاهَا قَاطِعاً لَهَا انقَبَضَت عَنهُ حَتّي يَقذِفَ بِهِ فِي النّارِ
62- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] الحُسَينُ بنُ اِبرَاهِيمَ القزَويِنيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ وَهبَانَ عَن أَحمَدَ بنِ اِبرَاهِيمَ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الزعّفرَاَنيِّ عَنِ البرَقيِّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ يُحشَرُ النّاسُ يَومَ القِيَامَةِ مُتَلَازِمِينَ فيَنُاَديِ مُنَادٍ أَيّهَا النّاسُ إِنّ اللّهَ قَد عَفَا فَاعفُوا قَالَ فَيَعفُو قَومٌ وَ يَبقَي قَومٌ مُتَلَازِمِينَ قَالَ فَتُرفَعُ لَهُم قُصُورٌ بِيضٌ فَيُقَالُ هَذَا لِمَن عَفَا فَيَتَعَافَي النّاسُ
63-دَعَوَاتُ الراّونَديِّ،روُيَِ أَنّهُ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ ينُاَديِ كُلّ مَن يَقُومُ مِن قَبرِهِ أللّهُمّ ارحمَنيِ فَيُجَابُونَ لَئِن رَحِمتُم فِي الدّنيَا لَتُرحَمُونَ اليَومَ
الآيات الكهف وَ عَرَضنا جَهَنّمَ يَومَئِذٍ لِلكافِرِينَ عَرضاًالحج وَ يَستَعجِلُونَكَ بِالعَذابِ وَ لَن يُخلِفَ اللّهُ وَعدَهُ وَ إِنّ يَوماً عِندَ رَبّكَ كَأَلفِ سَنَةٍ مِمّا تَعُدّونَالتنزيل يُدَبّرُ الأَمرَ مِنَ السّماءِ إِلَي الأَرضِ ثُمّ يَعرُجُ إِلَيهِ فِي يَومٍ كانَ مِقدارُهُ أَلفَ سَنَةٍ مِمّا تَعُدّونَالمعارج سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ لِلكافِرينَ لَيسَ لَهُ دافِعٌ مِنَ اللّهِ ذيِ المَعارِجِ تَعرُجُ المَلائِكَةُ وَ الرّوحُ إِلَيهِ فِي يَومٍ كانَ مِقدارُهُ خَمسِينَ أَلفَ سَنَةٍ فَاصبِر صَبراً جَمِيلًا إِنّهُم يَرَونَهُ بَعِيداً وَ نَراهُ قَرِيباً
صفحه : 122
الفجركَلّا إِذا دُكّتِ الأَرضُ دَكّا دَكّا وَ جاءَ رَبّكَ وَ المَلَكُ صَفّا صَفّا وَ جيِءَ يَومَئِذٍ بِجَهَنّمَ يَومَئِذٍ يَتَذَكّرُ الإِنسانُ وَ أَنّي لَهُ الذّكري يَقُولُ يا ليَتنَيِ قَدّمتُ لحِيَاتيِ فَيَومَئِذٍ لا يُعَذّبُ عَذابَهُ أَحَدٌ وَ لا يُوثِقُ وَثاقَهُ أَحَدٌتفسير قال الشيخ أمين الدين الطبرسي رحمه الله في قوله تعالي وَ عَرَضنا جَهَنّمَ أي أظهرناها وأبرزناها لهم حتي شاهدوها ورأوا ألوان عذابها قبل دخولها و في قوله تعالي وَ إِنّ يَوماً عِندَ رَبّكَ كَأَلفِ سَنَةٍ مِمّا تَعُدّونَ فيه وجوه أحدها أن يوما من أيام الآخرة يكون كألف سنة من أيام الدنيا عن ابن عباس وغيره و في رواية أخري عنه إن يوما من الأيام التي خلق الله فيهاالسماوات و الأرض كألف سنة ويدل عليه ماروي أن الفقراء يدخلون الجنة قبل الأغنياء بنصف يوم خمسمائة عام . وثانيها أن يوما عندربك وألف سنة في قدرته واحد. وثالثها أن يوما واحدا كألف سنة في مقدار العذاب لشدته كمايقال في المثل أيام السرور قصار وأيام الهموم طوال . و في قوله تعالي يُدَبّرُ الأَمرَ مِنَ السّماءِ إِلَي الأَرضِ أي يدبر الأمور كلها ويقدرها علي حسب إرادته فيما بين السماء و الأرض وينزله مع الملك إلي الأرض ثُمّ يَعرُجُ إِلَيهِ أي يصعد الملك إلي المكان ألذي أمره الله تعالي أن يصعد إليه فِي يَومٍ كانَ مِقدارُهُ أَلفَ سَنَةٍ مِمّا تَعُدّونَ أي يوم يكون مقداره لوسار غيرالملك ألف سنة مما يعده البشر خمسمائة عام نزول وخمسمائة عام صعود والحاصل أنه ينزل الملك بالتدبير أوالوحي ويصعد إلي السماء فيقطع في يوم واحد من أيام الدنيا مسافة ألف سنة مما تعدونه أنتم لأن ما بين السماء و الأرض مسيرة خمسمائة عام لابن آدم وقيل معناه أنه يدبر الله سبحانه ويقضي أمر كل شيءلألف سنة في يوم واحد ثم يلقيه إلي ملائكته فإذامضي الألف سنة قضي لألف سنة أخري ثم كذلك أبدا وقيل معناه يدبر أمر الدنيا فينزل القضاء والتدبير من السماء إلي الأرض مدة أيام الدنيا ثم يرجع الأمر ويعود التدبير إليه بعدانقضاء الدنيا وفنائها حتي ينقطع أمر الأمراء وحكم الحكام وينفرد
صفحه : 123
الله بالتدبير في يوم كان مقداره ألف سنة و هو يوم القيامة فالمدة المذكورة مدة يوم القيامة إلي أن يستقر الخلق في الدارين فأما قوله فِي يَومٍ كانَ مِقدارُهُ خَمسِينَ أَلفَ سَنَةٍ فإن المقامات في يوم القيامة مختلفة وقيل إن المراد بالأول أن مسافة الصعود والنزول إلي سماء الدنيا في يوم واحد للملك مقدار مسيرة ألف سنة لغير الملك من بني آدم و إلي السماء السابعة مقدار خمسين ألف سنة وقيل إن الألف سنة للنزول والعروج والخمسين ألف سنة لمدة القيامة. و في قوله سبحانه تَعرُجُ المَلائِكَةُ وَ الرّوحُ إِلَيهِالآية اختلف في معناه فقيل تعرج الملائكة إلي الموضع ألذي يأمرهم الله به في يوم كان مقداره من عروج غيرهم خمسين ألف سنة و ذلك من أسفل الأرضين إلي فوق السماوات السبع و قوله أَلفَ سَنَةٍ هو لما بين السماء و الأرض في الصعود والنزول وقيل إنه يعني يوم القيامة وإنه يفعل فيه من الأمور ويقضي فيه من الأحكام بين العباد ما لوفعل في الدنيا لكان مقدار خمسين ألف سنة وَ رَوَي أَبُو سَعِيدٍ الخدُريِّ قَالَ قِيلَ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا أَطوَلَ هَذَا اليَومَ فَقَالَ وَ ألّذِي نَفسُ مُحَمّدٍ بِيَدِهِ إِنّهُ لَيُخَفّفُ عَلَي المُؤمِنِ حَتّي يَكُونَ أَخَفّ عَلَيهِ مِن صَلَاةٍ مَكتُوبَةٍ يُصَلّيهَا فِي الدّنيَا
وَ روُيَِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ قَالَ لَو ولَيَِ الحِسَابَ غَيرُ اللّهِ لَمَكَثُوا فِيهِ خَمسِينَ أَلفَ سَنَةٍ مِن قَبلِ أَن يَفرُغُوا وَ اللّهُ سُبحَانَهُ يَفرُغُ مِن ذَلِكَ فِي سَاعَةٍ
وَ عَنهُ ع أَيضاً قَالَ لَا يَنتَصِفُ ذَلِكَ اليَومُ حَتّي يَقِيلَ أَهلُ الجَنّةِ فِي الجَنّةِ وَ أَهلُ النّارِ فِي النّارِ
وقيل معناه أن أول نزول الملائكة في الدنيا بأمره ونهيه وقضائه بين الخلائق إلي آخر عروجهم إلي السماء و هو يوم القيامة هذه المدة فيكون مقدار الدنيا خمسين ألف سنة لايدري كم مضي وكم بقي وإنما يعلمها الله عز و جل فَاصبِر يا محمد علي تكذيبهم إياك صَبراً جَمِيلًا لاجزع فيه و لاشكوي إِنّهُم يَرَونَهُ بَعِيداً وَ نَراهُ قَرِيباًأخبر سبحانه أنه يعلم مجيء يوم القيامة وحلول العقاب بالكفار قريبا ويظنه
صفحه : 124
الكفار بعيدا لأنهم لايعتقدون صحته و كل ما هوآت فهو قريب دان . و في قوله سبحانه كَلّازجر تقديره لاتفعلوا هكذا ثم خوفهم فقال إِذا دُكّتِ الأَرضُ دَكّا دَكّا أي كسر كل شيء علي ظهرها من جبل أوبناء أوشجر حتي زلزلت فلم يبق عليها شيءيفعل ذلك مرة بعدمرة وقيل دُكّتِ الأَرضُ أي مدت يوم القيامة مد الأديم عن ابن عباس وقيل دقت جبالها وأنشازها حتي استوت عن ابن قتيبة والمعني استوت في انفراشها فذهب دورها وقصورها وسائر أبنيتها حتي تصير كالصحراء الملساءوَ جاءَ رَبّكَ أي أمر ربك وقضاؤه ومحاسبته وقيل جاء أمره ألذي لاأمر معه بخلاف حال الدنيا وقيل جاء جلائل آياته فجعل مجيئها مجيئه تفخيما لأمرها و قال بعض المحققين المعني وجاء ظهور ربك لضرورة المعرفة به لأن ظهور المعرفة بالشيء يقوم مقام ظهوره ورؤيته و لماصارت المعارف بالله في ذلك اليوم ضرورية صار ذلك كظهوره وتجليه للخلق فقيل وَ جاءَ رَبّكَ أي زالت الشبهة وارتفع الشك كماترتفع عندمجيء الشيء ألذي كان يشك فيه جل وتقدس عن المجيء والذهاب وَ المَلَكُ أي وتجيء الملائكةصَفّا صَفّايريد صفوف الملائكة و أهل كل سماء صف علي حدة عن عطاء و قال الضحاك أهل كل سماء إذازلزلوا يوم القيامة كانوا صفا محيطين بالأرض وبمن فيهافيكونون سبع صفوف وقيل معناه مصطفين كصفوف الناس في الصلاة يأتي الصف الأول ثم الثاني ثم الثالث ثم علي هذاالترتيب لأن ذلك أشبه بحال الاستواء من التشويش فالتعديل والتقويم أولي في الأموروَ جيِءَ يَومَئِذٍ بِجَهَنّمَ أي وأحضرت في ذلك اليوم جهنم ليعاقب بهاالمستحقون لها ويري أهل الموقف هولها وعظم منظرها.
وَ روُيَِ مَرفُوعاً عَن أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِّ قَالَ لَمّا نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ تَغَيّرَ لَونُ رَسُولِ اللّهِص وَ عُرِفَ فِي وَجهِهِ حَتّي اشتَدّ عَلَي أَصحَابِهِ مَا رَأَوا مِن حَالِهِ وَ انطَلَقَ بَعضُهُم إِلَي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَقَالَ يَا عَلِيّ لَقَد حَدَثَ أَمرٌ قَد رَأَينَاهُ فِي نبَيِّ اللّهِ فَجَاءَ عَلِيّ ع فَاحتَضَنَهُ مِن خَلفِهِ وَ قَبّلَ بَينَ عَاتِقَيهِ ثُمّ قَالَ يَا نبَيِّ اللّهِ بأِبَيِ أَنتَ وَ أمُيّ مَا ألّذِي حَدَثَ اليَومَ قَالَ جَاءَ جَبرَئِيلُ فأَقَرأَنَيِوَ جيِءَ يَومَئِذٍ بِجَهَنّمَ فَقَالَ
صفحه : 125
قُلتُ كَيفَ يُجَاءُ بِهَا قَالَ يجَيِءُ بِهَا سَبعُونَ أَلفَ مَلَكٍ يَقُودُونَهَا بِسَبعِينَ أَلفَ زِمَامٍ فَتَشرُدُ شَردَةً لَو تُرِكَت لَأَحرَقَت أَهلَ الجَمعِ ثُمّ أَتَعَرّضُ لِجَهَنّمَ فَتَقُولُ مَا لِي وَ لَكَ يَا مُحَمّدُ فَقَد حَرّمَ اللّهُ لَحمَكَ عَلَيّ فَلَا يَبقَي أَحَدٌ إِلّا قَالَ نفَسيِ نفَسيِ وَ إِنّ مُحَمّداً يَقُولُ أمُتّيِ أمُتّيِ
ثم قال سبحانه يَومَئِذٍيعني يوما يجاء بجهنم يَتَذَكّرُ الإِنسانُ أي يتعظ ويتوب الكافروَ أَنّي لَهُ الذّكري أي و من أين له التوبة عن الزجاج وقيل معناه يتذكر الإنسان ماقصر وفرط إذ قدعلم يقينا ماتوعد به وكيف ينفعه التذكر أثبت له التذكر ثم نفاه بمعني أنه لاينتفع به فكأنه لم يكن و كان ينبغي له أن يتذكر في وقت ينفعه ذلك فيه يَقُولُ يا ليَتنَيِ قَدّمتُ لحِيَاتيِ أي يتمني أن يكون قد كان عمل الطاعات والحسنات لحياته بعدموته أوللحياة التي تدوم له فَيَومَئِذٍ لا يُعَذّبُ عَذابَهُ أَحَدٌ أي لايعذب عذاب الله أحد من الخلق وَ لا يُوثِقُ وَثاقَهُ أَحَدٌ أي وثاق الله أحد من الخلق فالمعني لايعذب أحد في الدنيا مثل عذاب الله الكافر يومئذ و لايوثق أحد في الدنيا مثل وثاق الله الكافر يومئذ
1- لي ،[الأمالي للصدوق ] أَبِي عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَنِ المُفَضّلِ بنِ صَالِحٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ لَمّا نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُوَ جيِءَ يَومَئِذٍ بِجَهَنّمَسُئِلَ عَن ذَلِكَ رَسُولُ اللّهِص فَقَالَ أخَبرَنَيِ الرّوحُ الأَمِينُ أَنّ اللّهَ لَا إِلَهَ غَيرُهُ إِذَا جَمَعَ الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ أَتَي بِجَهَنّمَ تُقَادُ بِأَلفِ زِمَامٍ أَخَذَ بِكُلّ زِمَامٍ مِائَةُ أَلفِ مَلَكٍ مِنَ الغِلَاظِ الشّدَادِ لَهَا هَدّةٌ وَ تَغَيّظٌ وَ زَفِيرٌ وَ إِنّهَا لَتَزفِرُ الزّفرَةَ فَلَو لَا أَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَخّرَهُم إِلَي الحِسَابِ لَأَهلَكَتِ الجَمعَ ثُمّ يَخرُجُ مِنهَا عُنُقٌ يُحِيطُ بِالخَلَائِقِ البَرّ مِنهُم وَ الفَاجِرِ فَمَا خَلَقَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَبداً مِن عِبَادِهِ مَلَكاً وَ لَا نَبِيّاً إِلّا نَادَي رَبّ نفَسيِ نفَسيِ وَ أَنتَ يَا نبَيِّ اللّهِ تنُاَديِ أمُتّيِ أمُتّيِ ثُمّ يُوضَعُ عَلَيهَا صِرَاطٌ أَدَقّ مِن حَدّ السّيفِ عَلَيهِ ثَلَاثُ قَنَاطِرَ أَمّا وَاحِدَةٌ فَعَلَيهَا الأَمَانَةُ وَ الرّحِمُ وَ أَمّا الأُخرَي فَعَلَيهَا الصّلَاةُ وَ أَمّا الأُخرَي فَعَلَيهَا عَدلُ رَبّ العَالَمِينَ لَا إِلَهَ غَيرُهُ فَيُكَلّفُونَ المَمَرّ عَلَيهِ فَتَحبِسُهُمُ الرّحِمُ وَ الأَمَانَةُ فَإِن نَجَوا مِنهَا حَبَسَتهُمُ الصّلَاةُ فَإِن نَجَوا مِنهَا كَانَ المُنتَهَي إِلَي رَبّ العَالَمِينَ جَلّ وَ عَزّ وَ هُوَ قَولُهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيإِنّ رَبّكَ لَبِالمِرصادِ وَ النّاسُ عَلَي الصّرَاطِ فَمُتَعَلّقٌ وَ قَدَمٌ
صفحه : 126
تَزِلّ وَ قَدَمٌ تَستَمسِكُ وَ المَلَائِكَةُ حَولَهُم يُنَادُونَ يَا حَلِيمُ اغفِر وَ اصفَح وَ عُد بِفَضلِكَ وَ سَلّم سَلّم وَ النّاسُ يَتَهَافَتُونَ فِيهَا كَالفَرَاشِ وَ إِذَا نَجَا نَاجٍ بِرَحمَةِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ نَظَرَ إِلَيهَا فَقَالَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي نجَاّنيِ مِنكِ بَعدَ إِيَاسٍ بِمَنّهِ وَ فَضلِهِإِنّ رَبّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ
فس ،[تفسير القمي] أبي عن عمرو بن عثمان عن جابر عن أبي جعفر ع مثله واللفظ للصدوق و قدأثبتناه في باب النار واللفظ لعلي بن ابراهيم .إيضاح الهدّة صوت وقع الحائط ونحوه و قال الجزري فيه يخرج عنق من النار أي طائفة منها
2- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] ابنُ الصّلتِ عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ عَن دَاوُدَ بنِ سُلَيمَانَ عَنِ الرّضَا ع عَن آبَائِهِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص هَل تَدرُونَ مَا تَفسِيرُ هَذِهِ الآيَةِكَلّا إِذا دُكّتِ الأَرضُ دَكّا دَكّا قَالَ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ تُقَادُ جَهَنّمُ بِسَبعِينَ أَلفَ زِمَامٍ بِيَدِ سَبعِينَ أَلفَ مَلَكٍ فَتَشرُدُ شَردَةً لَو لَا أَنّ اللّهَ تَعَالَي حَبَسَهَا لَأَحرَقَتِ السّمَاوَاتِ وَ الأَرضَ
صح ،[صحيفة الرضا عليه السلام ] عنه عن آبائه ع مثله
3- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]المُفِيدُ عَن أَحمَدَ بنِ الوَلِيدِ عَن أَبِيهِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ القاَشاَنيِّ عَنِ المنِقرَيِّ عَن حَفصِ بنِ غِيَاثٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ ع أَلَا فَحَاسِبُوا أَنفُسَكُم قَبلَ أَن تُحَاسَبُوا فَإِنّ فِي القِيَامَةِ خَمسِينَ مَوقِفاً كُلّ مَوقِفٍ مِثلُ أَلفِ سَنَةٍمِمّا تَعُدّونَ ثُمّ تَلَا هَذِهِ الآيَةَفِي يَومٍ كانَ مِقدارُهُ خَمسِينَ أَلفَ سَنَةٍ
كا،[الكافي] علي عن أبيه والقاساني جميعا عن الأصبهاني عن المنقري مثله
4-فس ،[تفسير القمي] وَ بُرّزَتِ الجَحِيمُ لِمَن يَري قَالَ أُحضِرَت
صفحه : 127
5-فس ،[تفسير القمي] قَالَ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ فِي قَولِهِفِي يَومٍ كانَ مِقدارُهُ خَمسِينَ أَلفَ سَنَةٍ قَالَ إِنّ القِيَامَةَ خَمسِينَ مَوقِفاً لِكُلّ مَوقِفٍ أَلفُ سَنَةٍ
6-ثو،[ثواب الأعمال ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَن مُحَمّدِ بنِ مَنصُورٍ عَن رَجُلٍ عَن شَرِيكٍ يَرفَعُهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ جَاءَت فَاطِمَةُ فِي لُمّةٍ مِن نِسَائِهَا فَيُقَالُ لَهَا ادخلُيِ الجَنّةَ فَتَقُولُ لَا أَدخُلُ حَتّي أَعلَمَ مَا صُنِعَ بوِلُديِ مِن بعَديِ فَيُقَالُ لَهَا انظرُيِ فِي قَلبِ القِيَامَةِ فَتَنظُرُ إِلَي الحُسَينِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ قَائِماً لَيسَ عَلَيهِ رَأسٌ فَتَصرُخُ صَرخَةً فَأَصرَخَ لِصُرَاخِهَا وَ تَصرُخُ المَلَائِكَةُ لِصُرَاخِنَا فَيَغضَبُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَنَا عِندَ ذَلِكَ فَيَأمُرُ نَاراً يُقَالُ لَهَا هَبهَبُ قَد أَوقَدَ عَلَيهَا أَلفَ عَامٍ حَتّي اسوَدّت لَا يَدخُلُهَا رَوحٌ أَبَداً وَ لَا يَخرُجُ مِنهَا غَمّ أَبَداً فَيُقَالُ التقَطِيِ قَتَلَةَ الحُسَينِ ع فَتَلتَقِطُهُم فَإِذَا صَارُوا فِي حَوصَلَتِهَا صَهَلَت وَ صَهَلُوا بِهَا وَ شَهَقَت وَ شَهَقُوا بِهَا وَ زَفَرَت وَ زَفَرُوا بِهَا فَيَنطِقُونَ بِأَلسِنَةٍ ذَلقَةٍ طَلقَةٍ يَا رَبّنَا لِمَ أَوجَبتَ لَنَا النّارَ قَبلَ عَبَدَةِ الأَوثَانِ فَيَأتِيهِمُ الجَوَابُ عَنِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ أَنّ مَن عَلِمَ لَيسَ كَمَن لَم يَعلَم
7- لي ،[الأمالي للصدوق ]مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ عَنِ البرَقيِّ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ جَبَلَةَ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ جَاءَ نَفَرٌ مِنَ اليَهُودِ إِلَي رَسُولِ اللّهِص وَ سَاقَ الحَدِيثَ فِي أَجوِبَتِهِ عَن مَسَائِلِ اليهَوُديِّ إِلَي أَن قَالَص إِنّ الشّمسَ إِذَا طَلَعَت عِندَ الزّوَالِ لَهَا حَلقَةٌ تَدخُلُ فِيهَا فَإِذَا دَخَلَت فِيهَا زَالَتِ الشّمسُ فَيُسَبّحُ كُلّ شَيءٍ دُونَ العَرشِ لِوَجهِ ربَيّ وَ هيَِ السّاعَةُ التّيِ يُؤتَي فِيهَا بِجَهَنّمَ يَومَ القِيَامَةِ فَمَا مِن مُؤمِنٍ يُوَفّقُ تِلكَ السّاعَةَ أَن يَكُونَ سَاجِداً أَو رَاكِعاً أَو قَائِماً إِلّا حَرّمَ اللّهُ جَسَدَهُ عَلَي النّارِ
صفحه : 128
8-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ]بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي الدّردَاءِ عَنِ النّبِيّص قَالَ الظّالِمُ لِنَفسِهِ يُحبَسُفِي يَومٍ كانَ مِقدارُهُ خَمسِينَ أَلفَ سَنَةٍ حَتّي يَدخُلَ الحَزَنُ فِي جَوفِهِ ثُمّ يَرحَمُهُ فَيَدخُلُ الجَنّةَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي أَذهَبَ عَنّا الحَزَنَ ألّذِي أَدخَلَ أَجوَافَهُمُ الحَزَنَ فِي طُولِ المَحشَرِ الحَدِيثَ
9-يه ،[ من لايحضره الفقيه ] عَنِ النّبِيّص قَالَ وَ أَمّا صَلَاةُ المَغرِبِ فهَيَِ السّاعَةُ التّيِ تَابَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَلَي آدَمَ وَ كَانَ بَينَ مَا أَكَلَ مِنَ الشّجَرَةِ وَ بَينَ مَا تَابَ اللّهُ عَلَيهِ عَزّ وَ جَلّ ثَلَاثُمِائَةِ سَنَةٍ مِن أَيّامِ الدّنيَا وَ فِي أَيّامِ الآخِرَةِ يَومٌ كَأَلفِ سَنَةٍ مِمّا بَينَ العَصرِ إِلَي العِشَاءِ الحَدِيثَ
10-كا،[الكافي] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَسبَاطٍ عَنهُم ع قَالَ فِيمَا وَعَظَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِهِ عِيسَي ع يَا عِيسَي اعمَل لِنَفسِكَ فِي مُهلَةٍ مِن أَجَلِكَ قَبلَ أَن لَا تَعمَلَ لَهَا وَ اعبدُنيِ لِيَومٍ كَأَلفِ سَنَةٍ مِمّا تَعُدّونَ وَ فِيهِ أجَزيِ بِالحَسَنَةِ وَ أُضَاعِفُهَا الخَبَرَ
بيان لايبعد أن يكون مكث أكثر الكفار في القيامة ألف سنة فيكون اليوم بالنظر إليهم كذلك و يكون مكث جماعة من الكفار خمسين ألف سنة فهو منتهي زمان هذااليوم و يكون مكث بعض المؤمنين ساعة فهو كذلك بالنسبة إليهم وهكذا بحسب اختلاف أحوال الأبرار والفجار ويحتمل أيضا كون الألف زمان مكثهم في بعض مواقف القيامة كالحساب مثلا.
أقول قدمر وسيأتي في خبر المدعي للتناقض في القرآن عن أمير المؤمنين ع أنه وصف في مواضع في ذلك الخبر القيامة بأن مقداره خمسون ألف سنة
11-عد،[العقائد]اعتقادنا في العقبات التي علي طريق المحشر أن كل عقبة منها اسمها اسم فرض وأمر ونهي فمتي انتهي الإنسان إلي عقبة اسمها فرض و كان قدقصر في ذلك
صفحه : 129
الفرض حبس عندها وطولب بحق الله فيها فإن خرج منها بعمل صالح قدمه أوبرحمة تداركه نجا منها إلي عقبة أخري فلايزال يدفع من عقبة إلي عقبة ويحبس عند كل عقبة فيسأل عما قصر فيه من معني اسمها فإن سلم من جميعها انتهي إلي دار البقاء فيحيا حياة لاموت فيهاأبدا وسعد سعادة لاشقاوة معها أبدا وسكن في جوار الله مع أنبيائه وحججه والصديقين والشهداء والصالحين من عباده و إن حبس علي عقبة فطولب بحق قصر فيه فلم ينجه عمل صالح قدمه و لاأدركته من الله عز و جل رحمة زلت به قدمه عن العقبة فهوي في جهنم نعوذ بالله منها و هذه العقبات كلها علي الصراط اسم عقبة منها الولاية يوقف جميع الخلائق عندها فيسألون عن ولاية أمير المؤمنين والأئمة من بعده ع فمن أتي بهانجا وجاز و من لم يأت بهابقي فهوي و ذلك قول الله عز و جل وَ قِفُوهُم إِنّهُم مَسؤُلُونَ وأهم عقبة منها المرصاد و هوقول الله عز و جل إِنّ رَبّكَ لَبِالمِرصادِ و يقول عز و جل وعزتي وجلالي لايجوزني ظلم ظالم واسم عقبة منها الرحم واسم عقبة منها الأمانة واسم عقبة منها الصلاة وباسم كل فرض أوأمر أونهي عقبة يحبس عندها العبد فيسأل
أقول قال الشيخ المفيد رحمه الله في شرحه العقبات عبارة عن الأعمال الواجبة والمساءلة عنها والمواقفة عليها و ليس المراد به جبال في الأرض تقطع وإنما هي الأعمال شبهت بالعقبات وجعل الوصف لمايلحق الإنسان في تخلصه من تقصيره في طاعة الله تعالي كالعقبة التي تجهده صعودها وقطعها قال الله تعالي فَلَا اقتَحَمَ العَقَبَةَ وَ ما أَدراكَ مَا العَقَبَةُ فَكّ رَقَبَةٍفسمي سبحانه الأعمال التي كلفها العبد عقبات تشبيها بالعقبات والجبال لمايلحق الإنسان في أدائها من المشاق كمايلحقه في صعود العقبات وقطعها وَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ إِنّ أَمَامَكُم عَقَبَةً كَئُوداً وَ مَنَازِلَ مَهُولَةً لَا بُدّ مِنَ المَمَرّ بِهَا وَ الوُقُوفِ عَلَيهَا فَإِمّا بِرَحمَةِ اللّهِ نَجَوتُم وَ إِمّا بِهَلَكَةٍ لَيسَ بَعدَهَا انجِبَارٌ
أراد ع بالعقبة تخلص الإنسان من العقبات التي عليه و ليس كماظنه الحشوية من أن في الآخرة جبالا وعقبات يحتاج الإنسان إلي قطعها ماشيا وراكبا و ذلك لامعني له فيما توجبه الحكمة من الجزاء و لاوجه لخلق عقبات تسمي بالصلاة والزكاة
صفحه : 130
والصيام والحج وغيرها من الفرائض يلزم الإنسان أن يصعدها فإن كان مقصرا في طاعة الله حال ذلك بينه و بين صعودها إذ كان الغرض في القيامة المواقفة علي الأعمال والجزاء عليها بالثواب والعقاب و ذلك غيرمفتقر إلي تسمية عقبات وخلق جبال وتكليف قطع ذلك وتصعيبه أوتسهيله مع أنه لم يرد خبر صحيح بذلك علي التفصيل فيعتمد عليه وتخرج له الوجوه و إذا لم يثبت بذلك خبر كان الأمر فيه ماذكرناه .بيان أقول تأويل ظواهر الأخبار بمحض الاستبعاد بعيد عن الرشاد ولله الخيرة في معاقبة العاصين من عباده بأي وجه أراد و قدمضي بعض الأخبار في ذلك وسيأتي بعضها و الله الموفق للخير والسداد
1- لي ،[الأمالي للصدوق ] عَلِيّ بنُ أَحمَدَ بنِ مُوسَي عَن مُحَمّدٍ الأسَدَيِّ عَنِ البرَمكَيِّ عَن جَعفَرِ بنِ أَحمَدَ التمّيِميِّ عَن أَبِيهِ عَن عَبدِ المَلِكِ بنِ عُمَيرٍ الشيّباَنيِّ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَنَا أَكثَرُ النّبِيّينَ تَبَعاً يَومَ القِيَامَةِ الخَبَرَ
2-ل ،[الخصال ] مُحَمّدُ بنُ جَعفَرٍ البُندَارُ عَن أَبِي العَبّاسِ الحمَاّديِّ عَن صَالِحِ بنِ مُحَمّدٍ البغَداَديِّ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ عُمَرَ القوَاَريِريِّ عَن مُؤَمّلِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن سُفيَانَ الثوّريِّ عَن عَلقَمَةَ بنِ مَرثَدٍ عَن سُلَيمَانَ بنِ بُرَيدَةَ عَن أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَهلُ الجَنّةِ عِشرُونَ وَ مِائَةُ صَفّ هَذِهِ الأُمّةُ مِنهَا ثَمَانُونَ صَفّاً
3-ج ،[الإحتجاج ] ابنُ عَبّاسٍ عَنِ النّبِيّص قَالَ إِنّ فِي الجَنّةِ عِشرِينَ وَ مِائَةَ صَفّ أمُتّيِ مِنهَا ثَمَانُونَ صَفّاً الخَبَرَ
4-ج ،[الإحتجاج ]هِشَامُ بنُ الحَكَمِ سَأَلَ الزّندِيقُ الصّادِقَ ع عَنِ النّاسِ يُعرَضُونَ صُفُوفاً يَومَ القِيَامَةِ قَالَ نَعَم هُم يَومَئِذٍ عِشرُونَ وَ مِائَةُ صَفّ فِي عَرضِ الأَرضِ الخَبَرَ
5-ل ،[الخصال ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ مُرسَلًا قَالَ قَالَ الصّادِقُ ع إِنّ حَمَلَةَ
صفحه : 131
العَرشِ أَحَدُهُم عَلَي صُورَةِ ابنِ آدَمَ يَستَرزِقُ اللّهَ لِوُلدِ آدَمَ وَ الثاّنيِ عَلَي صُورَةِ الدّيكِ يَستَرزِقُ اللّهَ لِلطّيرِ وَ الثّالِثُ عَلَي صُورَةِ الأَسَدِ يَستَرزِقُ اللّهَ لِلسّبَاعِ وَ الرّابِعُ عَلَي صُورَةِ الثّورِ يَستَرزِقُ اللّهَ لِلبَهَائِمِ وَ نَكَسَ الثّورُ رَأسَهُ مُنذُ عَبَدَ بَنُو إِسرَائِيلَ العِجلَ فَإِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ صَارُوا ثَمَانِيَةً
6-كا،[الكافي] عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ العَبّاسِ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ عَن سُفيَانَ الحرَيِريِّ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ الخَفّافِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع أَنّهُ قَالَ يَا سَعدُ تَعَلّمُوا القُرآنَ فَإِنّ القُرآنَ يأَتيِ يَومَ القِيَامَةِ فِي أَحسَنِ صُورَةٍ نَظَرَ إِلَيهَا الخَلقُ وَ النّاسُ صُفُوفٌ عِشرُونَ وَ مِائَةُ أَلفِ صَفّ ثَمَانُونَ أَلفَ صَفّ أُمّةُ مُحَمّدٍص وَ أَربَعُونَ أَلفَ صَفّ مِن سَائِرِ الأُمَمِ الخَبَرَ
بيان لعل الألف زيد في هذاالخبر من الرواة أو هذاعدد الجميع و ماسبق عدد أهل الجنة منهم أوهم في بعض مواقف القيامة هكذا يقفون و في بعضها هكذا أو كل صف ينقسم إلي ألف صف و الله يعلم
الآيات البقرةإِنّ الّذِينَ يَكتُمُونَ ما أَنزَلَ اللّهُ مِنَ الكِتابِ وَ يَشتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلًا أُولئِكَ ما يَأكُلُونَ فِي بُطُونِهِم إِلّا النّارَ وَ لا يُكَلّمُهُمُ اللّهُ يَومَ القِيامَةِ وَ لا يُزَكّيهِم وَ لَهُم عَذابٌ أَلِيمٌ أُولئِكَ الّذِينَ اشتَرَوُا الضّلالَةَ بِالهُدي وَ العَذابَ بِالمَغفِرَةِ فَما أَصبَرَهُم عَلَي النّارِ و قال تعالي زُيّنَ لِلّذِينَ كَفَرُوا الحَياةُ الدّنيا وَ يَسخَرُونَ مِنَ الّذِينَ آمَنُوا وَ الّذِينَ اتّقَوا فَوقَهُم يَومَ القِيامَةِآل عمران إِنّ الّذِينَ يَشتَرُونَ بِعَهدِ اللّهِ وَ أَيمانِهِم ثَمَناً قَلِيلًا أُولئِكَ لا خَلاقَ لَهُم فِي الآخِرَةِ وَ لا يُكَلّمُهُمُ اللّهُ وَ لا يَنظُرُ إِلَيهِم يَومَ القِيامَةِ وَ لا يُزَكّيهِم وَ لَهُم عَذابٌ أَلِيمٌ و قال تعالي وَ لا تَكُونُوا كَالّذِينَ تَفَرّقُوا وَ اختَلَفُوا مِن بَعدِ ما جاءَهُمُ البَيّناتُ وَ أُولئِكَ لَهُم عَذابٌ عَظِيمٌ يَومَ تَبيَضّ وُجُوهٌ وَ تَسوَدّ وُجُوهٌ فَأَمّا الّذِينَ اسوَدّت وُجُوهُهُم أَ كَفَرتُم
صفحه : 132
بَعدَ إِيمانِكُم فَذُوقُوا العَذابَ بِما كُنتُم تَكفُرُونَ وَ أَمّا الّذِينَ ابيَضّت وُجُوهُهُم ففَيِ رَحمَتِ اللّهِ هُم فِيها خالِدُونَ و قال تعالي سَيُطَوّقُونَ ما بَخِلُوا بِهِ يَومَ القِيامَةِالنساءمِن قَبلِ أَن نَطمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدّها عَلي أَدبارِهاالمائدةقالَ اللّهُ هذا يَومُ يَنفَعُ الصّادِقِينَ صِدقُهُم لَهُم جَنّاتٌ تجَريِ مِن تَحتِهَا الأَنهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً رضَيَِ اللّهُ عَنهُم وَ رَضُوا عَنهُ ذلِكَ الفَوزُ العَظِيمُالأنعام وَ يَومَ نَحشُرُهُم جَمِيعاً ثُمّ نَقُولُ لِلّذِينَ أَشرَكُوا أَينَ شُرَكاؤُكُمُ الّذِينَ كُنتُم تَزعُمُونَ ثُمّ لَم تَكُن فِتنَتُهُم إِلّا أَن قالُوا وَ اللّهِ رَبّنا ما كُنّا مُشرِكِينَ انظُر كَيفَ كَذَبُوا عَلي أَنفُسِهِم وَ ضَلّ عَنهُم ما كانُوا يَفتَرُونَ و قال تعالي وَ لَو تَري إِذ وُقِفُوا عَلَي النّارِ فَقالُوا يا لَيتَنا نُرَدّ وَ لا نُكَذّبَ بِآياتِ رَبّنا وَ نَكُونَ مِنَ المُؤمِنِينَ بَل بَدا لَهُم ما كانُوا يُخفُونَ مِن قَبلُ وَ لَو رُدّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنهُ وَ إِنّهُم لَكاذِبُونَ وَ قالُوا إِن هيَِ إِلّا حَياتُنَا الدّنيا وَ ما نَحنُ بِمَبعُوثِينَ وَ لَو تَري إِذ وُقِفُوا عَلي رَبّهِم قالَ أَ لَيسَ هذا بِالحَقّ قالُوا بَلي وَ رَبّنا قالَ فَذُوقُوا العَذابَ بِما كُنتُم تَكفُرُونَ قَد خَسِرَ الّذِينَ كَذّبُوا بِلِقاءِ اللّهِ حَتّي إِذا جاءَتهُمُ السّاعَةُ بَغتَةً قالُوا يا حَسرَتَنا عَلي ما فَرّطنا فِيها وَ هُم يَحمِلُونَ أَوزارَهُم عَلي ظُهُورِهِم أَلا ساءَ ما يَزِرُونَ و قال تعالي وَ يَومَ يَحشُرُهُم جَمِيعاً يا مَعشَرَ الجِنّ قَدِ استَكثَرتُم مِنَ الإِنسِ وَ قالَ أَولِياؤُهُم مِنَ الإِنسِ رَبّنَا استَمتَعَ بَعضُنا بِبَعضٍ وَ بَلَغنا أَجَلَنَا ألّذِي أَجّلتَ لَنا قالَ النّارُ مَثواكُم خالِدِينَ فِيها إِلّا ما شاءَ اللّهُ إِنّ رَبّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ وَ كَذلِكَ نوُلَيّ بَعضَ الظّالِمِينَ بَعضاً بِما كانُوا يَكسِبُونَ يا مَعشَرَ الجِنّ وَ الإِنسِ أَ لَم يَأتِكُم رُسُلٌ مِنكُم يَقُصّونَ عَلَيكُم آياتيِ وَ يُنذِرُونَكُم لِقاءَ يَومِكُم هذا قالُوا شَهِدنا عَلي أَنفُسِنا وَ غَرّتهُمُ الحَياةُ الدّنيا وَ شَهِدُوا عَلي أَنفُسِهِم أَنّهُم كانُوا كافِرِينَالأعراف وَ لَقَد جِئناهُم بِكِتابٍ فَصّلناهُ عَلي عِلمٍ هُديً وَ رَحمَةً لِقَومٍ يُؤمِنُونَ هَل يَنظُرُونَ إِلّا تَأوِيلَهُ يَومَ يأَتيِ تَأوِيلُهُ يَقُولُ الّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبلُ قَد جاءَت رُسُلُ رَبّنا بِالحَقّ فَهَل لَنا مِن شُفَعاءَ فَيَشفَعُوا لَنا أَو نُرَدّ فَنَعمَلَ غَيرَ ألّذِي كُنّا نَعمَلُ قَد خَسِرُوا أَنفُسَهُم وَ ضَلّ عَنهُم ما كانُوا يَفتَرُونَ
صفحه : 133
يونس لِلّذِينَ أَحسَنُوا الحُسني وَ زِيادَةٌ وَ لا يَرهَقُ وُجُوهَهُم قَتَرٌ وَ لا ذِلّةٌ أُولئِكَ أَصحابُ الجَنّةِ هُم فِيها خالِدُونَ وَ الّذِينَ كَسَبُوا السّيّئاتِ جَزاءُ سَيّئَةٍ بِمِثلِها وَ تَرهَقُهُم ذِلّةٌ ما لَهُم مِنَ اللّهِ مِن عاصِمٍ كَأَنّما أُغشِيَت وُجُوهُهُم قِطَعاً مِنَ اللّيلِ مُظلِماً أُولئِكَ أَصحابُ النّارِ هُم فِيها خالِدُونَ وَ يَومَ نَحشُرُهُم جَمِيعاً ثُمّ نَقُولُ لِلّذِينَ أَشرَكُوا مَكانَكُم أَنتُم وَ شُرَكاؤُكُم فَزَيّلنا بَينَهُم وَ قالَ شُرَكاؤُهُم ما كُنتُم إِيّانا تَعبُدُونَ فَكَفي بِاللّهِ شَهِيداً بَينَنا وَ بَينَكُم إِن كُنّا عَن عِبادَتِكُم لَغافِلِينَ هُنالِكَ تَبلُوا كُلّ نَفسٍ ما أَسلَفَت وَ رُدّوا إِلَي اللّهِ مَولاهُمُ الحَقّ وَ ضَلّ عَنهُم ما كانُوا يَفتَرُونَ و قال تعالي وَ لَو أَنّ لِكُلّ نَفسٍ ظَلَمَت ما فِي الأَرضِ لَافتَدَت بِهِ وَ أَسَرّوا النّدامَةَ لَمّا رَأَوُا العَذابَ وَ قضُيَِ بَينَهُم بِالقِسطِ وَ هُم لا يُظلَمُونَ أَلا إِنّ لِلّهِ ما فِي السّماواتِ وَ الأَرضِ أَلا إِنّ وَعدَ اللّهِ حَقّ وَ لكِنّ أَكثَرَهُم لا يَعلَمُونَ و قال سبحانه أَلا إِنّ أَولِياءَ اللّهِ لا خَوفٌ عَلَيهِم وَ لا هُم يَحزَنُونَ الّذِينَ آمَنُوا وَ كانُوا يَتّقُونَ لَهُمُ البُشري فِي الحَياةِ الدّنيا وَ فِي الآخِرَةِ لا تَبدِيلَ لِكَلِماتِ اللّهِ ذلِكَ هُوَ الفَوزُ العَظِيمُالرعدلِلّذِينَ استَجابُوا لِرَبّهِمُ الحُسني وَ الّذِينَ لَم يَستَجِيبُوا لَهُ لَو أَنّ لَهُم ما فِي الأَرضِ جَمِيعاً وَ مِثلَهُ مَعَهُ لَافتَدَوا بِهِ أُولئِكَ لَهُم سُوءُ الحِسابِ وَ مَأواهُم جَهَنّمُ وَ بِئسَ المِهادُالنحل وَ إِذا قِيلَ لَهُم ما ذا أَنزَلَ رَبّكُم قالُوا أَساطِيرُ الأَوّلِينَ لِيَحمِلُوا أَوزارَهُم كامِلَةً يَومَ القِيامَةِ وَ مِن أَوزارِ الّذِينَ يُضِلّونَهُم بِغَيرِ عِلمٍ أَلا ساءَ ما يَزِرُونَ و قال تعالي ثُمّ يَومَ القِيامَةِ يُخزِيهِم وَ يَقُولُ أَينَ شرُكَائيَِ الّذِينَ كُنتُم تُشَاقّونَ فِيهِم قالَ الّذِينَ أُوتُوا العِلمَ إِنّ الخزِيَ اليَومَ وَ السّوءَ عَلَي الكافِرِينَ الّذِينَ تَتَوَفّاهُمُ المَلائِكَةُ ظالمِيِ أَنفُسِهِم فَأَلقَوُا السّلَمَ ما كُنّا نَعمَلُ مِن سُوءٍ بَلي إِنّ اللّهَ عَلِيمٌ بِما كُنتُم تَعمَلُونَ فَادخُلُوا أَبوابَ جَهَنّمَ خالِدِينَ فِيها فَلَبِئسَ مَثوَي المُتَكَبّرِينَالكهف وَ يَومَ يَقُولُ نادُوا شرُكَائيَِ الّذِينَ زَعَمتُم فَدَعَوهُم فَلَم يَستَجِيبُوا لَهُم وَ جَعَلنا بَينَهُم مَوبِقاً وَ رَأَي المُجرِمُونَ النّارَ فَظَنّوا أَنّهُم مُواقِعُوها وَ لَم يَجِدُوا عَنها مَصرِفاًمريم فَلا تَعجَل عَلَيهِم إِنّما نَعُدّ لَهُم عَدّا يَومَ نَحشُرُ المُتّقِينَ إِلَي الرّحمنِ وَفداً وَ نَسُوقُ المُجرِمِينَ إِلي جَهَنّمَ وِرداً
صفحه : 134
طه وَ مَن أَعرَضَ عَن ذكِريِ فَإِنّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَ نَحشُرُهُ يَومَ القِيامَةِ أَعمي قالَ رَبّ لِمَ حشَرَتنَيِ أَعمي وَ قَد كُنتُ بَصِيراً قالَ كَذلِكَ أَتَتكَ آياتُنا فَنَسِيتَها وَ كَذلِكَ اليَومَ تُنسيالأنبياءإِنّ الّذِينَ سَبَقَت لَهُم مِنّا الحُسني أُولئِكَ عَنها مُبعَدُونَ لا يَسمَعُونَ حَسِيسَها وَ هُم فِي مَا اشتَهَت أَنفُسُهُم خالِدُونَ لا يَحزُنُهُمُ الفَزَعُ الأَكبَرُ وَ تَتَلَقّاهُمُ المَلائِكَةُ هذا يَومُكُمُ ألّذِي كُنتُم تُوعَدُونَالفرقان وَ يَومَ يَحشُرُهُم وَ ما يَعبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَقُولُ أَ أَنتُم أَضلَلتُم عبِاديِ هؤُلاءِ أَم هُم ضَلّوا السّبِيلَ قالُوا سُبحانَكَ ما كانَ ينَبغَيِ لَنا أَن نَتّخِذَ مِن دُونِكَ مِن أَولِياءَ وَ لكِن مَتّعتَهُم وَ آباءَهُم حَتّي نَسُوا الذّكرَ وَ كانُوا قَوماً بُوراً فَقَد كَذّبُوكُم بِما تَقُولُونَ فَما تَستَطِيعُونَ صَرفاً وَ لا نَصراً وَ مَن يَظلِم مِنكُم نُذِقهُ عَذاباً كَبِيراً و قال تعالي وَ قالَ الّذِينَ لا يَرجُونَ لِقاءَنا لَو لا أُنزِلَ عَلَينَا المَلائِكَةُ أَو نَري رَبّنا لَقَدِ استَكبَرُوا فِي أَنفُسِهِم وَ عَتَوا عُتُوّا كَبِيراً يَومَ يَرَونَ المَلائِكَةَ لا بُشري يَومَئِذٍ لِلمُجرِمِينَ وَ يَقُولُونَ حِجراً مَحجُوراً وَ قَدِمنا إِلي ما عَمِلُوا مِن عَمَلٍ فَجَعَلناهُ هَباءً مَنثُوراً أَصحابُ الجَنّةِ يَومَئِذٍ خَيرٌ مُستَقَرّا وَ أَحسَنُ مَقِيلًا وَ يَومَ تَشَقّقُ السّماءُ بِالغَمامِ وَ نُزّلَ المَلائِكَةُ تَنزِيلًا المُلكُ يَومَئِذٍ الحَقّ لِلرّحمنِ وَ كانَ يَوماً عَلَي الكافِرِينَ عَسِيراً وَ يَومَ يَعَضّ الظّالِمُ عَلي يَدَيهِ يَقُولُ يا ليَتنَيِ اتّخَذتُ مَعَ الرّسُولِ سَبِيلًا يا وَيلَتي ليَتنَيِ لَم أَتّخِذ فُلاناً خَلِيلًا لَقَد أضَلَنّيِ عَنِ الذّكرِ بَعدَ إِذ جاءنَيِ وَ كانَ الشّيطانُ لِلإِنسانِ خَذُولًا وَ قالَ الرّسُولُ يا رَبّ إِنّ قوَميِ اتّخَذُوا هذَا القُرآنَ مَهجُوراًالشعراءوَ لا تخُزنِيِ يَومَ يُبعَثُونَ يَومَ لا يَنفَعُ مالٌ وَ لا بَنُونَ إِلّا مَن أَتَي اللّهَ بِقَلبٍ سَلِيمٍ وَ أُزلِفَتِ الجَنّةُ لِلمُتّقِينَ وَ بُرّزَتِ الجَحِيمُ لِلغاوِينَ وَ قِيلَ لَهُم أَينَ ما كُنتُم تَعبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ هَل يَنصُرُونَكُم أَو يَنتَصِرُونَ فَكُبكِبُوا فِيها هُم وَ الغاوُونَ وَ جُنُودُ إِبلِيسَ أَجمَعُونَ قالُوا وَ هُم فِيها يَختَصِمُونَ تَاللّهِ إِن كُنّا لفَيِ ضَلالٍ مُبِينٍ إِذ نُسَوّيكُم بِرَبّ العالَمِينَ وَ ما أَضَلّنا إِلّا المُجرِمُونَ فَما لَنا مِن شافِعِينَ وَ لا صَدِيقٍ حَمِيمٍ فَلَو أَنّ لَنا كَرّةً فَنَكُونَ مِنَ المُؤمِنِينَ إِنّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَ ما كانَ أَكثَرُهُم مُؤمِنِينَ وَ إِنّ رَبّكَ لَهُوَ العَزِيزُ الرّحِيمُ
صفحه : 135
النمل مَن جاءَ بِالحَسَنَةِ فَلَهُ خَيرٌ مِنها وَ هُم مِن فَزَعٍ يَومَئِذٍ آمِنُونَ وَ مَن جاءَ بِالسّيّئَةِ فَكُبّت وُجُوهُهُم فِي النّارِ هَل تُجزَونَ إِلّا ما كُنتُم تَعمَلُونَالقصص أَ فَمَن وَعَدناهُ وَعداً حَسَناً فَهُوَ لاقِيهِ كَمَن مَتّعناهُ مَتاعَ الحَياةِ الدّنيا ثُمّ هُوَ يَومَ القِيامَةِ مِنَ المُحضَرِينَ وَ يَومَ يُنادِيهِم فَيَقُولُ أَينَ شرُكَائيَِ الّذِينَ كُنتُم تَزعُمُونَ قالَ الّذِينَ حَقّ عَلَيهِمُ القَولُ رَبّنا هؤُلاءِ الّذِينَ أَغوَينا أَغوَيناهُم كَما غَوَينا تَبَرّأنا إِلَيكَ ما كانُوا إِيّانا يَعبُدُونَ وَ قِيلَ ادعُوا شُرَكاءَكُم فَدَعَوهُم فَلَم يَستَجِيبُوا لَهُم وَ رَأَوُا العَذابَ لَو أَنّهُم كانُوا يَهتَدُونَ وَ يَومَ يُنادِيهِم فَيَقُولُ ما ذا أَجَبتُمُ المُرسَلِينَ فَعَمِيَت عَلَيهِمُ الأَنباءُ يَومَئِذٍ فَهُم لا يَتَساءَلُونَالروم وَ يَومَ تَقُومُ السّاعَةُ يُبلِسُ المُجرِمُونَ وَ لَم يَكُن لَهُم مِن شُرَكائِهِم شُفَعاءُ وَ كانُوا بِشُرَكائِهِم كافِرِينَ وَ يَومَ تَقُومُ السّاعَةُ يَومَئِذٍ يَتَفَرّقُونَ فَأَمّا الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ فَهُم فِي رَوضَةٍ يُحبَرُونَ وَ أَمّا الّذِينَ كَفَرُوا وَ كَذّبُوا بِآياتِنا وَ لِقاءِ الآخِرَةِ فَأُولئِكَ فِي العَذابِ مُحضَرُونَالتنزيل وَ لَو تَري إِذِ المُجرِمُونَ ناكِسُوا رُؤُسِهِم عِندَ رَبّهِم رَبّنا أَبصَرنا وَ سَمِعنا فَارجِعنا نَعمَل صالِحاً إِنّا مُوقِنُونَسبأوَ لَو تَري إِذِ الظّالِمُونَ مَوقُوفُونَ عِندَ رَبّهِم يَرجِعُ بَعضُهُم إِلي بَعضٍ القَولَ يَقُولُ الّذِينَ استُضعِفُوا لِلّذِينَ استَكبَرُوا لَو لا أَنتُم لَكُنّا مُؤمِنِينَ قالَ الّذِينَ استَكبَرُوا لِلّذِينَ استُضعِفُوا أَ نَحنُ صَدَدناكُم عَنِ الهُدي بَعدَ إِذ جاءَكُم بَل كُنتُم مُجرِمِينَ وَ قالَ الّذِينَ استُضعِفُوا لِلّذِينَ استَكبَرُوا بَل مَكرُ اللّيلِ وَ النّهارِ إِذ تَأمُرُونَنا أَن نَكفُرَ بِاللّهِ وَ نَجعَلَ لَهُ أَنداداً وَ أَسَرّوا النّدامَةَ لَمّا رَأَوُا العَذابَ وَ جَعَلنَا الأَغلالَ فِي أَعناقِ الّذِينَ كَفَرُوا هَل يُجزَونَ إِلّا ما كانُوا يَعمَلُونَ و قال سبحانه وَ يَومَ يَحشُرُهُم جَمِيعاً ثُمّ يَقُولُ لِلمَلائِكَةِ أَ هؤُلاءِ إِيّاكُم كانُوا يَعبُدُونَ قالُوا سُبحانَكَ أَنتَ وَلِيّنا مِن دُونِهِم بَل كانُوا يَعبُدُونَ الجِنّ أَكثَرُهُم بِهِم مُؤمِنُونَ فَاليَومَ لا يَملِكُ بَعضُكُم لِبَعضٍ نَفعاً وَ لا ضَرّا وَ نَقُولُ لِلّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذابَ النّارِ التّيِ كُنتُم بِها تُكَذّبُونَ
صفحه : 136
و قال تعالي وَ لَو تَري إِذ فَزِعُوا فَلا فَوتَ وَ أُخِذُوا مِن مَكانٍ قَرِيبٍ وَ قالُوا آمَنّا بِهِ وَ أَنّي لَهُمُ التّناوُشُ مِن مَكانٍ بَعِيدٍ وَ قَد كَفَرُوا بِهِ مِن قَبلُ وَ يَقذِفُونَ بِالغَيبِ مِن مَكانٍ بَعِيدٍ وَ حِيلَ بَينَهُم وَ بَينَ ما يَشتَهُونَ كَما فُعِلَ بِأَشياعِهِم مِن قَبلُ إِنّهُم كانُوا فِي شَكّ مُرِيبٍيس وَ امتازُوا اليَومَ أَيّهَا المُجرِمُونَ أَ لَم أَعهَد إِلَيكُم يا بنَيِ آدَمَ أَن لا تَعبُدُوا الشّيطانَ إِنّهُ لَكُم عَدُوّ مُبِينٌ وَ أَنِ اعبدُوُنيِ هذا صِراطٌ مُستَقِيمٌ وَ لَقَد أَضَلّ مِنكُم جِبِلّا كَثِيراً أَ فَلَم تَكُونُوا تَعقِلُونَ هذِهِ جَهَنّمُ التّيِ كُنتُم تُوعَدُونَ اصلَوهَا اليَومَ بِما كُنتُم تَكفُرُونَ اليَومَ نَختِمُ عَلي أَفواهِهِم وَ تُكَلّمُنا أَيدِيهِم وَ تَشهَدُ أَرجُلُهُم بِما كانُوا يَكسِبُونَالصافات احشُرُوا الّذِينَ ظَلَمُوا وَ أَزواجَهُم وَ ما كانُوا يَعبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَاهدُوهُم إِلي صِراطِ الجَحِيمِ وَ قِفُوهُم إِنّهُم مَسؤُلُونَ ما لَكُم لا تَناصَرُونَ بَل هُمُ اليَومَ مُستَسلِمُونَ وَ أَقبَلَ بَعضُهُم عَلي بَعضٍ يَتَساءَلُونَ قالُوا إِنّكُم كُنتُم تَأتُونَنا عَنِ اليَمِينِ قالُوا بَل لَم تَكُونُوا مُؤمِنِينَ وَ ما كانَ لَنا عَلَيكُم مِن سُلطانٍ بَل كُنتُم قَوماً طاغِينَ فَحَقّ عَلَينا قَولُ رَبّنا إِنّا لَذائِقُونَ فَأَغوَيناكُم إِنّا كُنّا غاوِينَ فَإِنّهُم يَومَئِذٍ فِي العَذابِ مُشتَرِكُونَ إِنّا كَذلِكَ نَفعَلُ بِالمُجرِمِينَ إِنّهُم كانُوا إِذا قِيلَ لَهُم لا إِلهَ إِلّا اللّهُ يَستَكبِرُونَ وَ يَقُولُونَ أَ إِنّا لَتارِكُوا آلِهَتِنا لِشاعِرٍ مَجنُونٍ بَل جاءَ بِالحَقّ وَ صَدّقَ المُرسَلِينَ إِنّكُم لَذائِقُوا العَذابِ الأَلِيمِ وَ ما تُجزَونَ إِلّا ما كُنتُم تَعمَلُونَ إِلّا عِبادَ اللّهِ المُخلَصِينَالزمرقُل إنِيّ أَخافُ إِن عَصَيتُ ربَيّ عَذابَ يَومٍ عَظِيمٍ و قال سبحانه وَ لَو أَنّ لِلّذِينَ ظَلَمُوا ما فِي الأَرضِ جَمِيعاً وَ مِثلَهُ مَعَهُ لَافتَدَوا بِهِ مِن سُوءِ العَذابِ يَومَ القِيامَةِ وَ بَدا لَهُم مِنَ اللّهِ ما لَم يَكُونُوا يَحتَسِبُونَ وَ بَدا لَهُم سَيّئاتُ ما كَسَبُوا وَ حاقَ بِهِم ما كانُوا بِهِ يَستَهزِؤُنَ و قال تعالي وَ اتّبِعُوا أَحسَنَ ما أُنزِلَ إِلَيكُم مِن رَبّكُم مِن قَبلِ أَن يَأتِيَكُمُ العَذابُ بَغتَةً وَ أَنتُم لا تَشعُرُونَ أَن تَقُولَ نَفسٌ يا حَسرَتي عَلي ما فَرّطتُ فِي جَنبِ اللّهِ وَ إِن كُنتُ لَمِنَ السّاخِرِينَ أَو تَقُولَ لَو أَنّ اللّهَ هدَانيِ لَكُنتُ
صفحه : 137
مِنَ المُتّقِينَ أَو تَقُولَ حِينَ تَرَي العَذابَ لَو أَنّ لِي كَرّةً فَأَكُونَ مِنَ المُحسِنِينَ بَلي قَد جاءَتكَ آياتيِ فَكَذّبتَ بِها وَ استَكبَرتَ وَ كُنتَ مِنَ الكافِرِينَ وَ يَومَ القِيامَةِ تَرَي الّذِينَ كَذَبُوا عَلَي اللّهِ وُجُوهُهُم مُسوَدّةٌ أَ لَيسَ فِي جَهَنّمَ مَثويً لِلمُتَكَبّرِينَ وَ ينُجَيّ اللّهُ الّذِينَ اتّقَوا بِمَفازَتِهِم لا يَمَسّهُمُ السّوءُ وَ لا هُم يَحزَنُونَ
و قال تعالي وَ سِيقَ الّذِينَ كَفَرُوا إِلي جَهَنّمَ زُمَراً حَتّي إِذا جاؤُها فُتِحَت أَبوابُها وَ قالَ لَهُم خَزَنَتُها أَ لَم يَأتِكُم رُسُلٌ مِنكُم يَتلُونَ عَلَيكُم آياتِ رَبّكُم وَ يُنذِرُونَكُم لِقاءَ يَومِكُم هذا قالُوا بَلي وَ لكِن حَقّت كَلِمَةُ العَذابِ عَلَي الكافِرِينَ قِيلَ ادخُلُوا أَبوابَ جَهَنّمَ خالِدِينَ فِيها فَبِئسَ مَثوَي المُتَكَبّرِينَ وَ سِيقَ الّذِينَ اتّقَوا رَبّهُم إِلَي الجَنّةِ زُمَراً حَتّي إِذا جاؤُها وَ فُتِحَت أَبوابُها وَ قالَ لَهُم خَزَنَتُها سَلامٌ عَلَيكُم طِبتُم فَادخُلُوها خالِدِينَ وَ قالُوا الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي صَدَقَنا وَعدَهُ وَ أَورَثَنَا الأَرضَ نَتَبَوّأُ مِنَ الجَنّةِ حَيثُ نَشاءُ فَنِعمَ أَجرُ العامِلِينَ وَ تَرَي المَلائِكَةَ حَافّينَ مِن حَولِ العَرشِ يُسَبّحُونَ بِحَمدِ رَبّهِم وَ قضُيَِ بَينَهُم بِالحَقّ وَ قِيلَ الحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَالمؤمن إِنّا لَنَنصُرُ رُسُلَنا وَ الّذِينَ آمَنُوا فِي الحَياةِ الدّنيا وَ يَومَ يَقُومُ الأَشهادُ يَومَ لا يَنفَعُ الظّالِمِينَ مَعذِرَتُهُم وَ لَهُمُ اللّعنَةُ وَ لَهُم سُوءُ الدّارِالسجدةأَ فَمَن يُلقي فِي النّارِ خَيرٌ أَم مَن يأَتيِ آمِناً يَومَ القِيامَةِ و قال سبحانه وَ يَومَ يُنادِيهِم أَينَ شرُكَائيِ قالُوا آذَنّاكَ ما مِنّا مِن شَهِيدٍ وَ ضَلّ عَنهُم ما كانُوا يَدعُونَ مِن قَبلُ وَ ظَنّوا ما لَهُم مِن مَحِيصٍحمعسق وَ إِنّ الظّالِمِينَ لَهُم عَذابٌ أَلِيمٌ تَرَي الظّالِمِينَ مُشفِقِينَ مِمّا كَسَبُوا وَ هُوَ واقِعٌ بِهِم وَ الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ فِي رَوضاتِ الجَنّاتِ لَهُم ما يَشاؤُنَ عِندَ رَبّهِم ذلِكَ هُوَ الفَضلُ الكَبِيرُ ذلِكَ ألّذِي يُبَشّرُ اللّهُ عِبادَهُ الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ و قال تعالي وَ تَرَي الظّالِمِينَ لَمّا رَأَوُا العَذابَ يَقُولُونَ هَل إِلي مَرَدّ مِن سَبِيلٍ وَ تَراهُم يُعرَضُونَ عَلَيها خاشِعِينَ مِنَ الذّلّ يَنظُرُونَ مِن طَرفٍ خفَيِّ وَ قالَ الّذِينَ آمَنُوا إِنّ الخاسِرِينَ الّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُم وَ أَهلِيهِم يَومَ القِيامَةِ أَلا إِنّ الظّالِمِينَ فِي عَذابٍ مُقِيمٍ وَ ما كانَ لَهُم مِن أَولِياءَ يَنصُرُونَهُم مِن دُونِ اللّهِ وَ مَن يُضلِلِ اللّهُ فَما لَهُ مِن سَبِيلٍ استَجِيبُوا لِرَبّكُم مِن قَبلِ أَن يأَتيَِ يَومٌ لا مَرَدّ لَهُ مِنَ اللّهِ ما لَكُم مِن مَلجَإٍ يَومَئِذٍ وَ ما لَكُم مِن نَكِيرٍ
صفحه : 138
الزخرف وَ مَن يَعشُ عَن ذِكرِ الرّحمنِ نُقَيّض لَهُ شَيطاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ وَ إِنّهُم لَيَصُدّونَهُم عَنِ السّبِيلِ وَ يَحسَبُونَ أَنّهُم مُهتَدُونَ حَتّي إِذا جاءَنا قالَ يا لَيتَ بيَنيِ وَ بَينَكَ بُعدَ المَشرِقَينِ فَبِئسَ القَرِينُ وَ لَن يَنفَعَكُمُ اليَومَ إِذ ظَلَمتُم أَنّكُم فِي العَذابِ مُشتَرِكُونَ و قال جل ثناؤه الأَخِلّاءُ يَومَئِذٍ بَعضُهُم لِبَعضٍ عَدُوّ إِلّا المُتّقِينَ يا عِبادِ لا خَوفٌ عَلَيكُمُ اليَومَ وَ لا أَنتُم تَحزَنُونَالجاثيةوَ يَومَ تَقُومُ السّاعَةُ يَومَئِذٍ يَخسَرُ المُبطِلُونَ وَ تَري كُلّ أُمّةٍ جاثِيَةً كُلّ أُمّةٍ تُدعي إِلي كِتابِهَا اليَومَ تُجزَونَ ما كُنتُم تَعمَلُونَ هذا كِتابُنا يَنطِقُ عَلَيكُم بِالحَقّ إِنّا كُنّا نَستَنسِخُ ما كُنتُم تَعمَلُونَ فَأَمّا الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ فَيُدخِلُهُم رَبّهُم فِي رَحمَتِهِ ذلِكَ هُوَ الفَوزُ المُبِينُ وَ أَمّا الّذِينَ كَفَرُوا أَ فَلَم تَكُن آياتيِ تُتلي عَلَيكُم فَاستَكبَرتُم وَ كُنتُم قَوماً مُجرِمِينَ وَ إِذا قِيلَ إِنّ وَعدَ اللّهِ حَقّ وَ السّاعَةُ لا رَيبَ فِيها قُلتُم ما ندَريِ مَا السّاعَةُ إِن نَظُنّ إِلّا ظَنّا وَ ما نَحنُ بِمُستَيقِنِينَ وَ بَدا لَهُم سَيّئاتُ ما عَمِلُوا وَ حاقَ بِهِم ما كانُوا بِهِ يَستَهزِؤُنَ وَ قِيلَ اليَومَ نَنساكُم كَما نَسِيتُم لِقاءَ يَومِكُم هذا وَ مَأواكُمُ النّارُ وَ ما لَكُم مِن ناصِرِينَ ذلِكُم بِأَنّكُمُ اتّخَذتُم آياتِ اللّهِ هُزُواً وَ غَرّتكُمُ الحَياةُ الدّنيا فَاليَومَ لا يُخرَجُونَ مِنها وَ لا هُم يُستَعتَبُونَالحديديَومَ تَرَي المُؤمِنِينَ وَ المُؤمِناتِ يَسعي نُورُهُم بَينَ أَيدِيهِم وَ بِأَيمانِهِم بُشراكُمُ اليَومَ جَنّاتٌ تجَريِ مِن تَحتِهَا الأَنهارُ خالِدِينَ فِيها ذلِكَ هُوَ الفَوزُ العَظِيمُ يَومَ يَقُولُ المُنافِقُونَ وَ المُنافِقاتُ لِلّذِينَ آمَنُوا انظُرُونا نَقتَبِس مِن نُورِكُم قِيلَ ارجِعُوا وَراءَكُم فَالتَمِسُوا نُوراً فَضُرِبَ بَينَهُم بِسُورٍ لَهُ بابٌ باطِنُهُ فِيهِ الرّحمَةُ وَ ظاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ العَذابُ يُنادُونَهُم أَ لَم نَكُن مَعَكُم قالُوا بَلي وَ لكِنّكُم فَتَنتُم أَنفُسَكُم وَ تَرَبّصتُم وَ ارتَبتُم وَ غَرّتكُمُ الأمَانيِّ حَتّي جاءَ أَمرُ اللّهِ وَ غَرّكُم بِاللّهِ الغَرُورُ فَاليَومَ لا يُؤخَذُ مِنكُم فِديَةٌ وَ لا مِنَ الّذِينَ كَفَرُوا مَأواكُمُ النّارُ هيَِ مَولاكُم وَ بِئسَ المَصِيرُالمجادلةيَومَ يَبعَثُهُمُ اللّهُ جَمِيعاً فَيَحلِفُونَ لَهُ كَما يَحلِفُونَ لَكُم وَ يَحسَبُونَ أَنّهُم عَلي شَيءٍ أَلا إِنّهُم هُمُ الكاذِبُونَ
صفحه : 139
الملك فَلَمّا رَأَوهُ زُلفَةً سِيئَت وُجُوهُ الّذِينَ كَفَرُوا وَ قِيلَ هذَا ألّذِي كُنتُم بِهِ تَدّعُونَالقيامةوُجُوهٌ يَومَئِذٍ ناضِرَةٌ إِلي رَبّها ناظِرَةٌ وَ وُجُوهٌ يَومَئِذٍ باسِرَةٌ تَظُنّ أَن يُفعَلَ بِها فاقِرَةٌالدهرإِنّا نَخافُ مِن رَبّنا يَوماً عَبُوساً قَمطَرِيراً فَوَقاهُمُ اللّهُ شَرّ ذلِكَ اليَومِ وَ لَقّاهُم نَضرَةً وَ سُرُوراًالانشقاق بَلِ الّذِينَ كَفَرُوا يُكَذّبُونَ وَ اللّهُ أَعلَمُ بِما يُوعُونَ فَبَشّرهُم بِعَذابٍ أَلِيمٍ إِلّا الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ لَهُم أَجرٌ غَيرُ مَمنُونٍالغاشيةهَل أَتاكَ حَدِيثُ الغاشِيَةِ وُجُوهٌ يَومَئِذٍ خاشِعَةٌ عامِلَةٌ ناصِبَةٌ تَصلي ناراً حامِيَةً تُسقي مِن عَينٍ آنِيَةٍ لَيسَ لَهُم طَعامٌ إِلّا مِن ضَرِيعٍ لا يُسمِنُ وَ لا يغُنيِ مِن جُوعٍ وُجُوهٌ يَومَئِذٍ ناعِمَةٌ لِسَعيِها راضِيَةٌ فِي جَنّةٍ عالِيَةٍ لا تَسمَعُ فِيها لاغِيَةً فِيها عَينٌ جارِيَةٌ فِيها سُرُرٌ مَرفُوعَةٌ وَ أَكوابٌ مَوضُوعَةٌ وَ نَمارِقُ مَصفُوفَةٌ وَ زرَابيِّ مَبثُوثَةٌالبلدثُمّ كانَ مِنَ الّذِينَ آمَنُوا وَ تَواصَوا بِالصّبرِ وَ تَواصَوا بِالمَرحَمَةِ أُولئِكَ أَصحابُ المَيمَنَةِ وَ الّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنا هُم أَصحابُ المَشأَمَةِ عَلَيهِم نارٌ مُؤصَدَةٌتفسير قال الطبرسي رحمه الله إِنّ الّذِينَ يَكتُمُونَ ما أَنزَلَ اللّهُ مِنَ الكِتابِ أي صفة محمد والبشارة به وقيل كتموا الأحكام وَ يَشتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلًا أي يستبدلون به عوضا قليلا أي كل مايأخذونه في مقابلة ذلك من حطام الدنيا فهو قليل ما يَأكُلُونَ فِي بُطُونِهِم إِلّا النّارَ أي كأنهم لم يأكلوا إلاالنار لأن ذلك يؤديهم إليها وقيل إنهم يأكلون النار حقيقة في جهنم عقوبة لهم علي مافعلواوَ لا يُكَلّمُهُمُ اللّهُ يَومَ القِيامَةِ أي لايكلمهم بما يحبون و إن كان يكلمهم بالسؤال بالتوبيخ وبما يغمهم أو لايكلمهم أصلا فيحمل آيات المساءلة علي أن الملائكة تسائلهم عن الله وبأمره وَ لا يُزَكّيهِممعناه و لايثني عليهم و لايصفهم بأنهم أزكياء وقيل لايقبل أعمالهم كمايقبل
صفحه : 140
أعمال الأزكياء وقيل أي لايطهرهم من خبث أعمالهم بالمغفرةوَ لَهُم عَذابٌ أَلِيمٌ أي موجع أُولئِكَ الّذِينَ اشتَرَوُا الضّلالَةَ بِالهُدي أي استبدلوا الكفر بالنبي بالإيمان به أوكتمان أمره بإظهاره أوالعذاب بالثواب وطريق الجنةفَما أَصبَرَهُم عَلَي النّارِ فيه أقوال أحدها معناه ماأجرأهم علي النار و هوالمروي عن أبي عبد الله ع .الثاني ماأعملهم بأعمال أهل النار و هوالمروي أيضا عن أبي عبد الله ع .الثالث ماأبقاهم علي النار كمايقال ماأصبر فلانا علي الحبس . و في قوله سبحانه وَ الّذِينَ اتّقَوا فَوقَهُم يَومَ القِيامَةِ أي الذين اجتنبوا الكفر فوق الكفار في الدرجات وقيل أراد أن تمتعهم بنعيم الآخرة أكثر من استمتاع هؤلاء بنعيم الدنيا وقيل إنه أراد أن حال المؤمنين في الهزء بالكفار والضحك منهم فوق حال هؤلاء في الدنيا. و في قوله سبحانه إِنّ الّذِينَ يَشتَرُونَ بِعَهدِ اللّهِ أي يستبدلون بأمر الله سبحانه مايلزمهم الوفاء به وقيل معناه إن الذين يحصلون بنكث عهد الله ونقضه وَ أَيمانِهِم أي وبالأيمان الكاذبةثَمَناً قَلِيلًا أي عوضا نزرا وسماه قليلا لأنه قليل في جنب مايفوتهم من الثواب ويحصل لهم من العقاب أُولئِكَ لا خَلاقَ لَهُم أي لانصيب لهم في نعيم الآخرةوَ لا يُكَلّمُهُمُ اللّهُ وَ لا يَنظُرُ إِلَيهِم يَومَ القِيامَةِ أي لايعطف عليهم و لايرحمهم كما يقول القائل للغير انظر إلي يريد ارحمني. و قال البيضاوي في قوله تعالي يَومَ تَبيَضّ وُجُوهٌ وَ تَسوَدّ وُجُوهٌبياض الوجه وسواده كنايتان عن ظهور بهجة السرور وكآبة الخوف فيه وقيل يوسم أهل الحق ببياض الوجه والصحيفة وإشراق البشرة وسعي النور بين يديه وبيمينه و أهل الباطل بأضداد ذلك أَ كَفَرتُم أي فيقال لهم أكفرتم والهمزة للتوبيخ والتعجيب من حالهم فَذُوقُوا العَذابَأمر إهانةففَيِ رَحمَتِ اللّهِيعني الجنة والثواب المخلد عبر عن ذلك بالرحمة تنبيها علي أن المؤمن و إن استغرق عمره في طاعة الله تعالي لايدخل الجنة إلابرحمته وفضله .
صفحه : 141
و قال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالي سَيُطَوّقُونَ ما بَخِلُوا بِهِ يَومَ القِيامَةِاختلف في معناه فقيل يجعل مابخل به من المال طوقا في عنقه والآية نزلت في مانعي الزكاة و هوالمروي عن أبي جعفر ع وَ قَد روُيَِ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ مَا مِن رَجُلٍ لَا يؤُدَيّ زَكَاةَ مَالِهِ إِلّا جُعِلَ فِي عُنُقِهِ شُجَاعٌ يَومَ القِيَامَةِ ثُمّ تَلَا هَذِهِ الآيَةَ
وقيل معناه يجعل في عنقه يوم القيامة طوق من نار وقيل معناه يكلفون يوم القيامة أن يأتوا بما بخلوا من أموالهم وقيل هوكقوله يَومَ يُحمي عَلَيها فِي نارِ جَهَنّمَ فَتُكوي بِها جِباهُهُم وَ جُنُوبُهُم وَ ظُهُورُهُمفمعناه أنه يجعل طوقا فيعذب بها وقيل معناه أنه يعود عليهم وباله فيصير طوقا لأعناقهم كقوله وَ كُلّ إِنسانٍ أَلزَمناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ والعرب تعبر بالرقبة والعنق عن جميع البدن . و في قوله تعالي مِن قَبلِ أَن نَطمِسَ وُجُوهاًاختلف فيه علي أقوال أحدها أن معناه من قبل أن نمحو آثار وجوهكم حتي تصير كالأقفية ونجعل عيونها في أقفيتها فتمشي القهقري عن ابن عباس وعطية وثانيها أن معناه نطمسها عن الهدي فَنَرُدّها عَلي أَدبارِها في ضلالتها ذما لها بأنها لاتفلح أبدا رواه أبوالجارود عن أبي جعفر ع وثالثها نجعل في وجوههم الشعر كوجوه القرود. فإن قيل علي القول الأول كيف أوعد الله سبحانه و لم يفعل فجوابه أن هذاالوعيد كان متوجها إليهم لو لم يؤمن واحد منهم فلما آمن منهم جماعة رفع عن الباقين أو أن الوعيد يقع بهم في الآخرة. و في قوله سبحانه هذا يَومُ يَنفَعُ الصّادِقِينَ صِدقُهُميعني ماصدقوا فيه في دار التكليف وقيل إنه الصدق في الآخرة وإنه ينفعهم لقيامهم فيه بحق الله فالمراد به صدقهم في الشهادة لأنبيائهم بالبلاغ .
صفحه : 142
و قال البيضاوي في قوله تعالي أَينَ شُرَكاؤُكُمُ أي آلهتكم التي جعلتموها شركاء لله الّذِينَ كُنتُم تَزعُمُونَ أي تزعمونهم شركاء فحذف المفعولان والمراد من الاستفهام التوبيخ ولعله يحال بينهم و بين آلهتهم حينئذ ليفقدوها في الساعة التي علقوا بهاالرجاء فيها ويحتمل أن يشاهدوهم ولكن لما لم ينفعوهم فكأنهم غيب عنهم ثُمّ لَم تَكُن فِتنَتُهُم إِلّا أَن قالُوا أي كفرهم والمراد عاقبته وقيل معذرتهم التي يتوهمون أن يتخلصوا بها من فتنت الذهب إذاخلصته وقيل جوابهم وإنما سماه فتنة لأنه كذب أولأنهم قصدوا بهاالخلاص وَ اللّهِ رَبّنا ما كُنّا مُشرِكِينَيكذبون ويحلفون عليه مع علمهم أنه لاينفع من فرط الحيرة والدهشة كمايقولون رَبّنا أَخرِجنا مِنها و قدأيقنوا بالخلود وقيل معناه ماكنا مشركين عندأنفسنا و هو لايوافق قوله انظُر كَيفَ كَذَبُوا عَلي أَنفُسِهِم أي بنفي الشرك عنها وحمله علي كذبهم في الدنيا تعسف وَ ضَلّ عَنهُم ما كانُوا يَفتَرُونَ من الشركاء. و في قوله تعالي وَ لَو تَري إِذ وُقِفُوا عَلَي النّارِجوابه محذوف أي لوتراهم حين يوقفون علي النار حتي يعاينوها أويطلعون عليها أويدخلونها فيعرفون مقدار عذابها لرأيت أمرا شنيعافَقالُوا يا لَيتَنا نُرَدّتمنيا للرجوع إلي الدنياوَ لا نُكَذّبَ بِآياتِ رَبّنا وَ نَكُونَ مِنَ المُؤمِنِينَاستئناف كلام منهم علي وجه الإثبات كقولهم دعني و لاأعود أي أنا لاأعود تركتني أو لم تتركني أوعطف علي نرد أوحال من الضمير فيه فيكون في حكم المتمني و قوله وَ إِنّهُم لَكاذِبُونَراجع إلي ماتضمنه التمني من الوعد ونصبهما حمزة ويعقوب وحفص علي الجواب بإضمار أن بعدالواو إجراء لها مجري الفاء وقرأ ابن عامر برفع الأول علي العطف ونصب الثاني علي الجواب بَل بَدا لَهُم ما كانُوا يُخفُونَ مِن قَبلُالإضراب عن إرادة الإيمان المفهوم من التمني والمعني أنه ظهر لهم ماكانوا يخفون من نفاقهم وقبائح أعمالهم فتمنوا ذلك ضجرا لاعزما علي أنهم لوردوا لآمنواوَ لَو رُدّوا إلي الدنيا بعدالظهور والوقوف لَعادُوا لِما نُهُوا عَنهُ من الكفر والمعاصيوَ إِنّهُم لَكاذِبُونَفيما وعدوا من أنفسهم وقالوا عطف علي لعادوا أو علي إنهم لكاذبون أو علي نهوا أواستئناف بذكر
صفحه : 143
ماقالوه في الدنياإِن هيَِ إِلّا حَياتُنَا الدّنياالضمير للحياةوَ ما نَحنُ بِمَبعُوثِينَ وَ لَو تَري إِذ وُقِفُوا عَلي رَبّهِممجاز عن الحبس للسؤال والتوبيخ وقيل معناه وقفوا علي قضاء ربهم وجزائه أوعرفوه حق التعريف قالَ أَ لَيسَ هذا بِالحَقّكأنه جواب قائل قال ماذا قال ربهم حينئذ والهمزة للتقريع علي التكذيب والإشارة إلي البعث و مايتبعه من الثواب والعقاب قالُوا بَلي وَ رَبّناإقرار مؤكد باليمين لانجلاء الأمر غاية الجلاءقالَ فَذُوقُوا العَذابَ بِما كُنتُم تَكفُرُونَبسبب كفركم أوببدله قَد خَسِرَ الّذِينَ كَذّبُوا بِلِقاءِ اللّهِإذ فاتتهم النعم واستوجبوا العذاب المقيم ولقاء الله البعث و مايتبعه حَتّي إِذا جاءَتهُمُ السّاعَةُغاية لكذبوا لاالخسران لأن خسرانهم لاغاية له بَغتَةًفجأة ونصبها علي الحال أوالمصدر فإنها نوع من المجيءقالُوا يا حَسرَتَنا أي تعالي فهذا أوانك عَلي ما فَرّطناقصرنافِيها في الحياة الدنيا أو في الساعة يعني في شأنها والإيمان بهاوَ هُم يَحمِلُونَ أَوزارَهُم عَلي ظُهُورِهِمتمثيل لاستحقاقهم آثار الآثام أَلا ساءَ ما يَزِرُونَبئس شيئا يزرونه وزرهم . و في قوله عز و جل وَ يَومَ يَحشُرُهُم جَمِيعاًنصب بإضمار اذكر أونقول والضمير لمن يحشر من الثقلين وقرأ عن عاصم وروح ويعقوب بالياءيا مَعشَرَ الجِنّيعني الشياطين قَدِ استَكثَرتُم مِنَ الإِنسِ من إغوائهم وإضلالهم أومنهم بأن جعلتموهم أتباعكم فحشروا معكم كقولهم استكثر الأمير من الجنودوَ قالَ أَولِياؤُهُم مِنَ الإِنسِالذين أطاعوهم رَبّنَا استَمتَعَ بَعضُنا بِبَعضٍ أي انتفع الإنس بالجن بأن دلوهم علي الشهوات و مايتوصل به إليها والجن بالإنس بأن أطاعوهم وحصلوا مرادهم وقيل استمتاع الإنس بهم أنهم كانوا يعوذون بهم في المفاوز و عندالمخاوف واستمتاعهم بالإنس اعترافهم بأنهم يقدرون علي إجارتهم وَ بَلَغنا أَجَلَنَا ألّذِي أَجّلتَ لَنا أي البعث و هواعتراف بما فعلوا من طاعة الشيطان واتباع الهوي وتكذيب البعث وتحسر علي حالهم قالَ النّارُ مَثواكُممنزلكم أوذات مثويكم خالِدِينَ فِيهاحال والعامل فيهامثويكم إن جعل مصدرا ومعني الإضافة إن جعل مكاناإِلّا ما شاءَ اللّهُ إلاالأوقات التي ينقلون فيها من النار إلي الزمهرير وقيل إلا
صفحه : 144
ماشاء الله قبل الدخول كأنه قيل النار مثواكم أبدا إلا ماأمهلكم إِنّ رَبّكَ حَكِيمٌ في أفعاله عَلِيمٌبأعمال الثقلين وأحوالهم وَ كَذلِكَ نوُلَيّ بَعضَ الظّالِمِينَ بَعضاًنكل بعضهم إلي بعض أونجعل بعضهم يتولي بعضا فيغويهم أوأولياء بعض وقرناءهم في العذاب كماكانوا في الدنيابِما كانُوا يَكسِبُونَ من الكفر والمعاصييا مَعشَرَ الجِنّ وَ الإِنسِ أَ لَم يَأتِكُم رُسُلٌ مِنكُمالرسل من الإنس خاصة لكن لماجمعوا مع الجن في الخطاب صح ذلك وتعلق بظاهره قوم وقالوا بعث إلي كل من الثقلين رسل من جنسهم وقيل الرسل من الجن رسل الرسل إليهم لقوله وَلّوا إِلي قَومِهِم مُنذِرِينَيَقُصّونَ عَلَيكُم آياتيِ وَ يُنذِرُونَكُم لِقاءَ يَومِكُم هذايعني يوم القيامةقالُوا شَهِدنا عَلي أَنفُسِنابالجرم والعصيان و هواعتراف منهم بالكفر واستيجاب العذاب . و قال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالي إِلّا ما شاءَ اللّهُوجوه أحدها ماروي عن ابن عباس أنه قال كان وعيد الكفار مبهما غيرمقطوع به ثم قطع به بقوله سبحانه إِنّ اللّهَ لا يَغفِرُ أَن يُشرَكَ بِهِ. وثانيها أن الاستثناء إنما هو من يوم القيامة لأن قوله يَومَ يَحشُرُهُم جَمِيعاً هو يوم القيامة فقال خالدين فيهامذ يوم يبعثون إلا ماشاء الله من مقدار حشرهم من قبورهم ومقدار مدتهم في محاسبتهم عن الزجاج قال وجائز أن يكون المراد إلا ماشاء الله أن يعذبهم به من أصناف العذاب . وثالثها أن الاستثناء راجع إلي غيرالكفار من عصاة المسلمين الذين هم في مشية الله إن شاء عذبهم بذنوبهم بقدر استحقاقهم عدلا و إن شاء عفا عنهم فضلا ورابعها أن معناه إلا ماشاء الله ممن آمن منهم . و قال البيضاوي في قوله سبحانه هَل يَنظُرُونَهل ينتظرون إِلّا تَأوِيلَهُ إلا مايئول إليه أمره من تبين صدقه بظهور مانطق به من الوعد والوعيديَقُولُ الّذِينَ نَسُوهُ أي تركوه ترك الناسي. و في قوله سبحانه لِلّذِينَ أَحسَنُوا الحُسنيالمثوبة الحسني وَ زِيادَةٌ و مايزيده علي مثوبته تفضلا لقوله وَ يَزِيدُهُم مِن فَضلِهِ وقيل الحسني مثل حسناتهم والزيادة عشر أمثالها إلي سبع مائة ضعف وأكثر وقيل الزيادة
صفحه : 145
مَغفِرَةٌ مِنَ اللّهِ وَ رِضوانٌوَ لا يَرهَقُ وُجُوهَهُم و لايغشاهاقَتَرٌغبرة فيهاسوادوَ لا ذِلّةٌهوان والمعني لايرهقهم مايرهق أهل النار أو لايرهقهم مايوجب ذلك من حزن وسوء حال ما لَهُم مِنَ اللّهِ مِن عاصِمٍ ما من أحد يعصمهم من سخط الله أو من جهة الله أو من عنده كما يكون للمؤمنين كَأَنّما أُغشِيَت وُجُوهُهُم قِطَعاً مِنَ اللّيلِ مُظلِماًلفرط سوادها وظلمتها ومظلما حال من الليل أُولئِكَ أَصحابُ النّارِ هُم فِيها خالِدُونَمما يحتج به الوعيدية والجواب أن الآية في الكفار لاشتمال السيئات علي الشرك والكفر ولأن الذين أحسنوا يتناول أصحاب الكبيرة من أهل القبلة فلايتناولهم قسيمه وَ يَومَ نَحشُرُهُم جَمِيعاًيعني الفريقين جميعاثُمّ نَقُولُ لِلّذِينَ أَشرَكُوا مَكانَكُمالزموا مكانكم حتي تنظروا مايفعل بكم أَنتُمتأكيد للضمير المنتقل إليه من عامله وَ شُرَكاؤُكُمعطف عليه فَزَيّلنا بَينَهُمففرقنا بينهم وقطعنا الوصل التي كانت بينهم وَ قالَ شُرَكاؤُهُم ما كُنتُم إِيّانا تَعبُدُونَمجاز عن براءة ماعبدوه من عبادتهم فإنهم إنما عبدوا في الحقيقة أهواءهم لأنها الآمرة بالإشراك لا ماأشركوا به وقيل ينطق الله الأصنام فتشافههم بذلك مكان الشفاعة التي توقعوا منها وقيل المراد بالشركاء الملائكة والمسيح وقيل الشياطين إِن كُنّا عَن عِبادَتِكُم لَغافِلِينَ إن هي المخففة من المثقلة واللام هي الفارقةهُنالِكَ في ذلك المقام تَبلُوا كُلّ نَفسٍ ما أَسلَفَتتختبر ماقدمت من عمل فتعاين نفعه وضره وَ رُدّوا إِلَي اللّهِ إلي جزائه إياهم بما أسلفوامَولاهُمُ الحَقّربهم ومتولي أمرهم علي الحقيقة لا مااتخذوه مولي وَ ضَلّ عَنهُم وضاع عنهم ما كانُوا يَفتَرُونَ من أنهم آلهتهم تشفع لهم أو ماكانوا يدعون أنها آلهة. و في قوله تعالي وَ لَو أَنّ لِكُلّ نَفسٍ ظَلَمَتبالشرك أوالتعدي علي الغيرما فِي الأَرضِ من خزائنها وأموالهالَافتَدَت بِهِلجعلته فدية لها من العذاب من قولهم افتداه بمعني فداه وَ أَسَرّوا النّدامَةَ لَمّا رَأَوُا العَذابَلأنهم بهتوا بما عاينوا مما لم يحتسبوا من فظاعة الأمر وهوله فلم يقدروا أن ينطقوا وقيل أَسَرّوا النّدامَةَأخلصوها لأن إخفاءها إخلاصها أولأنه يقال سر الشيء لخالصته من
صفحه : 146
حيث إنها تخفي وتضن بها وقيل أظهروها من قولهم سر الشيء وأسره إذاأظهره . و قال الطبرسي رحمه الله في قوله عز و جل أَلا إِنّ أَولِياءَ اللّهِ لا خَوفٌ عَلَيهِم بين سبحانه أن المطيعين لله الذين تولوا القيام بأمره وتولاهم سبحانه بحفظه وحياطته لا خَوفٌ عَلَيهِم يوم القيامة من العقاب وَ لا هُم يَحزَنُونَ أي لايخافون واختلف في أولياء الله فقيل هم قوم ذكرهم الله بما هم عليه من سيماء الخير والإخبات وقيل هم المتحابون في الله ذكر ذلك في خبر مرفوع وقيل هم الذين آمنوا وكانوا يتقون قدبينهم في الآية التي بعدها وقيل إنهم الذين أدوا فرائض الله وأخذوا بسنن رسول الله وتورعوا عن محارم الله وزهدوا في عاجل هذه الدنيا ورغبوا فيما عند الله واكتسبوا الطيب من رزق الله لمعايشهم لايريدون به التفاخر والتكاثر ثم أنفقوه فيما يلزمهم من حقوق واجبة فأولئك الذين يبارك الله لهم فيما اكتسبوا ويثابون علي ماقدموا منه لآخرتهم و هوالمروي عن علي بن الحسين ع وقيل هم الذين توالت أفعالهم علي موافقة الحق الّذِينَ آمَنُوا أي صدقوا بالله واعترفوا بوحدانيته وَ كانُوا يَتّقُونَ مع ذلك معاصيه لَهُمُ البُشري فِي الحَياةِ الدّنيا وَ فِي الآخِرَةِ فيه أقوال أحدها أن البشري في الحياة الدنيا هي مابشرهم الله به في القرآن وثانيها أن البشارة في الحياة الدنيا بشارة الملائكة للمؤمنين عندموتهم بأَلّا تَخافُوا وَ لا تَحزَنُوا وَ أَبشِرُوا بِالجَنّةِ وثالثها أنها في الدنيا الرؤيا الصالحة يراها المؤمن أوتري له وَ فِي الآخِرَةِبالجنة وهي ماتبشرهم الملائكة عندخروجهم من القبور و في القيامة إلي أن يدخلوا الجنة يبشرونهم بهاحالا بعدحال و هوالمروي عن أبي جعفر ع وروي ذلك في حديث مرفوع عن النبي ص لا تَبدِيلَ لِكَلِماتِ اللّهِ أي لاخلف لماوعد الله تعالي من الثواب . و في قوله سبحانه لِلّذِينَ استَجابُوا لِرَبّهِمُ الحُسني أي الخصلة الحسني والحالة الحسني وهي صفة الثواب والجنةوَ الّذِينَ لَم يَستَجِيبُوا لَهُ أي لله فلم يؤمنوا به لَو أَنّ لَهُم ما فِي الأَرضِ جَمِيعاً وَ مِثلَهُ مَعَهُ لَافتَدَوا بِهِ أي جعلوا ذلك فدية أنفسهم من العذاب و لم يقبل ذلك منهم أُولئِكَ لَهُم سُوءُ الحِسابِ فيه أقوال أحدها أن سوء
صفحه : 147
الحساب أخذهم بذنوبهم كلها من دون أن يغفر لهم شيءمنها ويؤيد ذلك ماجاء في الحديث من نوقش الحساب عذب فيكون سوء الحساب المناقشة والثاني هو أن يحاسبوا للتقريع والتوبيخ فإن الكافر يحاسب علي هذاالوجه والمؤمن يحاسب ليسر بما أعد الله له والثالث هو أن لايقبل لهم حسنة و لايغفر لهم سيئة وروي ذلك عن أبي عبد الله ع والرابع أن سوء الحساب هوسوء الجزاء فسمي الجزاء حسابا لأن فيه إعطاء المستحق حقه وَ مَأواهُم جَهَنّمُ أي مصيرهم إلي جهنم وَ بِئسَ المِهادُ أي وبئس مامهدوا لأنفسهم والمهاد الفراش ألذي يوطأ لصاحبه وسمي النار مهادا لأنه في موضع المهاد لهم . و في قوله سبحانه لِيَحمِلُوا أَوزارَهُماللام للعاقبةكامِلَةً أي تامةيَومَ القِيامَةِ وَ مِن أَوزارِ الّذِينَ يُضِلّونَهُم بِغَيرِ عِلمٍ أي ويحملون مع أوزارهم بعض أوزار الذين أضلوهم عن سبيل الله و هووزر الإضلال والإغواء و لم يحملوا وزر غوايتهم وضلالتهم و قوله بِغَيرِ عِلمٍمعناه من علم منهم بذلك بل جاهلين به أَلا ساءَ ما يَزِرُونَ أي بئس الحمل حملهم في الآثام . و في قوله سبحانه ثُمّ يَومَ القِيامَةِ يُخزِيهِم أي يذلهم ويفضحهم يوم القيامة علي رءوس الأشهاد ويهينهم بالعذاب وَ يَقُولُ علي سبيل التوبيخ لهم والتهجين أَينَ شرُكَائيَِالذين كنتم تشركونهم معي في العبادة علي زعمكم الّذِينَ كُنتُم تُشَاقّونَ أي تعادون المؤمنين فِيهِم قالَ الّذِينَ أُوتُوا العِلمَبالله وبدينه وشرائعه من المؤمنين وقيل هم الملائكة عن ابن عباس إِنّ الخزِيَ اليَومَ وَ السّوءَ عَلَي الكافِرِينَ أي إن الهوان اليوم والعذاب ألذي يسوء علي الجاحدين لنعم الله المنكرين لتوحيده وصدق رسله الّذِينَ تَتَوَفّاهُمُ المَلائِكَةُ ظالمِيِ أَنفُسِهِم أي الذين يقبض ملك الموت وأعوانه أرواحهم ففارقوا الدنيا وهم ظالمون لأنفسهم بإصرارهم علي الكفرفَأَلقَوُا السّلَمَ أي
صفحه : 148
استسلموا للحق وانقادوا حين لاينفعهم الانقياد والإذعان يقولون ما كُنّا نَعمَلُ عندأنفسنامِن سُوءٍ أي معصية فكذبهم الله تعالي و قال بَلي قدفعلتم إِنّ اللّهَ عَلِيمٌ بِما كُنتُم تَعمَلُونَ في الدنيا من المعاصي وغيرها وقيل القائل المؤمنون الذين أوتوا العلم أوالملائكةفَادخُلُوا أَبوابَ جَهَنّمَ أي طبقاتهم ودركاتها. و في قوله تعالي وَ يَومَ يَقُولُيريد يوم القيامة يقول الله للمشركين وعبدة الأصنام نادُوا شرُكَائيَِ الّذِينَ زَعَمتُم في الدنيا أنهم شركائي ليدفعوا عنكم العذاب فَدَعَوهُميعني المشركين يدعون أولئك الشركاءفَلَم يَستَجِيبُوا لَهُم وَ جَعَلنا بَينَهُم أي بين المؤمنين والكافرين مَوبِقاً و هواسم واد عميق فرق الله به بين أهل الهدي و أهل الضلالة وقيل بين المعبودين وعبدتهم مَوبِقاً أي حاجزا عن ابن الأعرابي أي فأدخلنا من كانوا يزعمون أنهم معبودهم مثل الملائكة والمسيح الجنة وأدخلنا الكفار النار وقيل معناه جعلنا مواصلتهم في الدنيا موبقا أي مهلكا لهم في الآخرة عن الفراء وقتادة و ابن عباس فالبين علي هذاالقول معناه التواصل وقيل مَوبِقاًعداوة عن الحسن وروي عن أنس أنه قال الموبق واد في جهنم من قيح ودم وَ رَأَي المُجرِمُونَ النّارَيعني المشركون رأوا النار وهي تتلظي حنقا عليهم عن ابن عباس وقيل عام في أصحاب الكبائرفَظَنّوا أَنّهُم مُواقِعُوها أي علموا أنهم داخلون فيهاوَ لَم يَجِدُوا عَنها مَصرِفاً أي معدلا وموضعا ينصرفون إليه ليتخلصوا منها. و في قوله تعالي فَلا تَعجَل عَلَيهِم إِنّما نَعُدّ لَهُم عَدّا أي لاتستعجل لهم العذاب فإن مدة بقائهم قليلة فإنا نعد لهم الأيام والسنين وقيل معناه نعد أنفاسهم وقيل نعد أعمالهم يَومَ نَحشُرُ المُتّقِينَ إِلَي الرّحمنِ وَفداً أي اذكر لهم يا محمداليوم ألذي نجمع فيه من اتقي الله في الدنيا بطاعته واجتناب معاصيه إِلَي الرّحمنِ أي إلي جنته ودار كرامته وفودا وجماعات وقيل ركبانا يؤتون بنوق لم ير مثلها عليها رحائل الذهب وأزمتها الزبرجد فيركبون عليها حتي يضربوا أبواب الجنة عن أمير المؤمنين ع و ابن عباس وَ نَسُوقُ المُجرِمِينَ إِلي جَهَنّمَ وِرداً أي ونحث المجرمين علي السير إلي جهنم عطاشا كالإبل التي ترد عطاشا مشاة علي أرجلهم وسمي
صفحه : 149
العطاش وردا لأنهم يردون لطلب الماء وقيل الورد النصيب أي هم نصيب جهنم من الفريقين والمؤمنون نصيب الجنة. و في قوله سبحانه فَإِنّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً أي عيشا ضيقا وقيل هوعذاب القبر وقيل هوطعام الضريع والزقوم في جهنم وَ نَحشُرُهُ يَومَ القِيامَةِ أَعمي أي أعمي البصر وقيل أعمي عن الحجة والأول هوالوجه قال الفراء يقال إنه يخرج من قبره بصيرا فيعمي في حشره وَ قَد روُيَِ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن رَجُلٍ لَم يَحُجّ وَ لَهُ مَالٌ قَالَ هُوَ مِمّن قَالَ اللّهُ تَعَالَيوَ نَحشُرُهُ يَومَ القِيامَةِ أَعميفَقُلتُ سُبحَانَ اللّهِ أَعمَي قَالَ أَعمَاهُ اللّهُ عَن طَرِيقِ الحَقّ
قالَ كَذلِكَ أَتَتكَ آياتُنا فَنَسِيتَها هذاجواب من الله سبحانه ومعناه كماحشرناك أعمي جاءك محمد والقرآن والدلائل فأعرضت عنها وتعرضت لنسيانها فإن النسيان ليس من فعل الإنسان فيؤاخذ عليه وَ كَذلِكَ اليَومَ تُنسي أي تصير بمنزلة من ترك كالمنسي بعذاب لايفني . و في قوله سبحانه لا يَحزُنُهُمُ الفَزَعُ الأَكبَرُ أي الخوف الأعظم و هوعذاب النار إذاأطبقت علي أهلها وقيل هوالنفخة الأخيرة لقوله تعالي يَومَ يُنفَخُ فِي الصّورِ فَفَزِعَ مَن فِي السّماواتِ وَ مَن فِي الأَرضِ إِلّا مَن شاءَ اللّهُ وقيل هوحين يؤمر بالعبد إلي النار وقيل هوحين يذبح الموت علي صورة كبش أملح وينادي يا أهل الجنة خلود و لاموت و يا أهل النار خلود و لاموت
وَ رَوَي أَبُو سَعِيدٍ الخدُريِّ عَنِ النّبِيّص قَالَ ثَلَاثَةٌ عَلَي كُثبَانٍ مِن مِسكٍلا يَحزُنُهُمُ الفَزَعُ الأَكبَرُ وَ لَا يَكتَرِثُونَ لِلحِسَابِ رَجُلٌ قَرَأَ القُرآنَ مُحتَسِباً ثُمّ أَمّ قَوماً مُحتَسِباً وَ رَجُلٌ أَذّنَ مُحتَسِباً وَ مَملُوكٌ أَدّي حَقّ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ حَقّ مَوَالِيهِ
وَ تَتَلَقّاهُمُ المَلائِكَةُ أي تستقبلهم الملائكة بالتهنئة يقولون لهم هذا يَومُكُمُ ألّذِي كُنتُم تُوعَدُونَ في الدنيا فأبشروا بالأمن والفوز. و في قوله عز و جل وَ يَومَ يَحشُرُهُم أي يجمعهم وَ ما يَعبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِيعني عيسي وعزير أوالملائكة وقيل يعني الأصنام فَيَقُولُ الله لهؤلاء المعبودين أَ أَنتُم أَضلَلتُم عبِاديِ هؤُلاءِ أَم هُم ضَلّوا السّبِيلَ أي طريق الجنة والنجاةقالُوايعني المعبودين من الملائكة والإنس أوالأصنام إذاأحياهم الله سبحانه وأنطقهم سُبحانَكَ
صفحه : 150
أي تنزيها لك عن الشريك ما كانَ ينَبغَيِ لَنا أَن نَتّخِذَ مِن دُونِكَ مِن أَولِياءَ أي ليس لنا أن نوالي أعداءك بل أنت ولينا من دونهم وقيل معناه ما كان يجوز لنا وللعابدين و ما كان يحق لنا أن نأمر أحدا بأن يعبدنا فإنا لوأمرناهم بذلك لكنا واليناهم ونحن لانوالي من يكفر بك وَ لكِن مَتّعتَهُم وَ آباءَهُم حَتّي نَسُوا الذّكرَمعناه ولكن طولت أعمارهم وأعمار آبائهم وأمددتهم بالأموال والأولاد بعدموت الرسل حتي نسوا الذكر المنزل علي الأنبياء وتركوه وَ كانُوا قَوماً بُوراً أي هلكي فاسدين هذاتمام الحكاية عن قول المعبودين فيقول الله سبحانه فَقَد كَذّبُوكُم أي كذبكم المعبودون أيها المشركون بِما تَقُولُونَ أي بقولكم إنهم آلهة شركاء لله و من قرأ بالياء فالمعني فقد كذبوكم بقولهم سُبحانَكَ ما كانَ ينَبغَيِ لَناالآية فما يستطيعون صرفا أي فما يستطيع المعبودون صرف العذاب عنكم و لانصركم بدفع العذاب عنكم و من قرأ بالتاء فالمعني فما تستطيعون أيها المتخذون الشركاء صرف العذاب عن أنفسكم و لا أن تنصروها. و في قوله عز و جل يَومَ يَرَونَ المَلائِكَةَيعني يوم القيامةلا بُشري يَومَئِذٍ لِلمُجرِمِينَ أي لابشارة لهم بالجنة والثواب والمراد بالمجرمين هنا الكفاروَ يَقُولُونَ حِجراً مَحجُوراً أي و يقول الملائكة لهم حراما محرما عليكم سماع البشري وقيل معناه و يقول المجرمون للملائكة كماكانوا يقولون في الدنيا إذالقوا من يخافون منه القتل حجرا محجورا دماؤنا قال الخليل كان الرجل يري الرجل ألذي يخاف منه القتل في الجاهلية في الأشهر الحرم فيقول حجرا محجورا أي حرام عليك حرمتي في هذه الشهر فلايبدؤه بشر فإذا كان يوم القيامة رأوا الملائكة فقالوا ذلك ظنا منهم أنهم ينفعهم وقيل معناه حراما محرما أن يدخل الجنة إلا من قال لاإله إلا الله عن عطاء عن ابن عباس وقيل يقولون حجرا محجورا عليكم أن تتعوذوا و إلا فلامعاذ لكم وَ قَدِمنا إِلي ما عَمِلُوا مِن عَمَلٍ أي قصدنا وعمدنا إلي ماعمله الكفار في الدنيا مما رجوا به النفع والأجر وطلبوا به الثواب والبرفَجَعَلناهُ هَباءً مَنثُوراً و هوالغبار يدخل الكوة في شعاع الشمس وقيل هورهج الدواب وقيل هو ماتسفيه الرياح
صفحه : 151
وتذريه من التراب وقيل هوالماء المهراق والمنثور المتفرق و هذامثل والمعني يذهب أعمالهم باطلا فلم ينتفعوا بها من حيث عملوها لغير الله ثم ذكر سبحانه فضل أهل الجنة علي أهل النار فقال أَصحابُ الجَنّةِ يَومَئِذٍيعني يوم القيامةخَيرٌ مُستَقَرّا أي أفضل منزلا في الجنةوَ أَحسَنُ مَقِيلًا أي موضع قائلة قال الأزهري القيلولة عندالعرب الاستراحة نصف النهار إذااشتد الحر و إن لم يكن مع ذلك نوم والدليل علي ذلك أن الجنة لانوم فيها و قال ابن عباس و ابن مسعود لاينتصف النهار يوم القيامة حتي يقيل أهل الجنة في الجنة و أهل النار في النار قال البلخي معني خير وأحسن هنا أنه خير في نفسه وحسن في نفسه لابمعني أنه أفضل من غيره وَ يَومَ تَشَقّقُ السّماءُ بِالغَمامِ أي تتشقق السماء وعليها غمام كمايقال ركب الأمير بسلاحه وقيل تتشقق السماء عن الغمام الأبيض وإنما تتشقق لنزول الملائكة و هو قوله وَ نُزّلَ المَلائِكَةُ تَنزِيلًا و قال ابن عباس تتشقق السماء الدنيا فينزل أهلها وهم أكثر ممن في الأرض من الجن والإنس ثم تتشقق السماء الثانية فتنزل أهلها وهم أكثر ممن في السماء الدنيا و من الجن والإنس ثم كذلك حتي تتشقق السماء السابعة و أهل كل سماء يزيدون علي أهل كل سماء التي قبلهاالمُلكُ يَومَئِذٍ الحَقّ لِلرّحمنِ أي الملك ألذي هوالملك حقا ملك الرحمن يوم القيامة ويزول ملك سائر الملوك فيه وَ كانَ يَوماً عَلَي الكافِرِينَ عَسِيراًلشدته ومشقته عليهم ويهون علي المؤمنين كأنهم في صلاة صلوها في دار الدنياوَ يَومَ يَعَضّ الظّالِمُ عَلي يَدَيهِندما وتأسفا وقيل هوعقبة بن أبي معيط وتذهبان إلي المرفقين ثم تنبتان و لايزال هكذا كلما نبتت يده أكلها ندامة علي مافعل يَقُولُ يا ليَتنَيِ اتّخَذتُ مَعَ الرّسُولِ سَبِيلًا أي ليتني اتبعت محمدا واتخذت معه سبيلا إلي الهدي يا وَيلَتي ليَتنَيِ لَم أَتّخِذ فُلاناًيعني أبياخَلِيلًا وقيل أراد به الشيطان و إن قلنا إن المراد بالظالم هاهنا جنس الظلمة فالمراد به كل خليل يضل عن الدين لَقَد أضَلَنّيِ أي صرفني وردنيعَنِ الذّكرِ أي القرآن والإيمان به بَعدَ إِذ جاءنَيِ مع الرسول ثم قال الله تعالي وَ كانَ الشّيطانُ لِلإِنسانِ خَذُولًالأنه يتبرأ منه في الآخرة ويسلمه
صفحه : 152
إلي الهلاك و لايغني عنه شيئاوَ قالَ الرّسُولُيعني محمداص يا رَبّ إِنّ قوَميِ اتّخَذُوا هذَا القُرآنَ مَهجُوراًيعني هجروا القرآن وهجروني وكذبوني وقيل إن قال معناه و يقول . و في قوله سبحانه نقلا عن ابراهيم ع وَ لا تخُزنِيِ أي لاتفضحني و لاتعيرني بذنب يَومَ يُبعَثُونَ و هذاالدعاء كان منه ع علي وجه الانقطاع إلي الله لمابينا أن القبيح لايجوز وقوعه من الأنبياء ع ثم فسر ذلك اليوم بأن قال يَومَ لا يَنفَعُ مالٌ وَ لا بَنُونَإذ لايتهيأ لذي مال أن يفتدي من شدائد ذلك اليوم به و لايتحمل من صاحب البنين بنوه شيئا من معاصيه إِلّا مَن أَتَي اللّهَ بِقَلبٍ سَلِيمٍ من الشرك والشك وقيل من الفساد والمعاصي وإنما خص القلب بالسلامة لأنه إذاسلم القلب سلم سائر الجوارح من الفساد من حيث إن الفساد بالجارحة لا يكون إلا عن قصد بالقلب الفاسد. وَ روُيَِ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ قَالَ هُوَ القَلبُ ألّذِي سَلِمَ مِن حُبّ الدّنيَا
وَ أُزلِفَتِ الجَنّةُ لِلمُتّقِينَ أي قربت لهم ليدخلوهاوَ بُرّزَتِ الجَحِيمُ لِلغاوِينَ أي أظهرت وكشفت الغطاء عنها للضالين عن طريق الحق والصواب وَ قِيلَ لَهُم علي وجه التوبيخ أَينَ ما كُنتُم تَعبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ من الأصنام والأوثان وغيرهماهَل يَنصُرُونَكُمبدفع العذاب عنكم أَو يَنتَصِرُونَلكم إذاعوقبتم وقيل يَنتَصِرُونَ أي يمتنعون من العذاب فَكُبكِبُوا فِيها أي جمعوا وطرح بعضهم علي بعض وقيل نكسوا فيها علي وجوههم هُميعني الآلهةوَ الغاوُونَ أي والعابدون وَ جُنُودُ إِبلِيسَ أَجمَعُونَ أي وكبكب معهم جنود إبليس يريد من اتبعه من ولده وولد آدم قالُوا وَ هُم فِيها يَختَصِمُونَ أي قال هؤلاء وهم في النار يخاصم بعضهم بعضاتَاللّهِ إِن كُنّا لفَيِ ضَلالٍ مُبِينٍ إن هي المخففةإِذ نُسَوّيكُم بِرَبّ العالَمِينَ أي عدلناكم به في توجيه العبادة إليكم وَ ما أَضَلّنا إِلّا المُجرِمُونَالذين اقتدينا بهم وقيل إلاالشياطين فَما لَنا مِن شافِعِينَيشفعون لنا ويسألون في أمرناوَ لا صَدِيقٍ حَمِيمٍ أي ذي قرابة يهمه أمرنا و ذلك حين يشفع الملائكة والنبيون والمؤمنون .
صفحه : 153
وَ فِي الخَبَرِ المَأثُورِ عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ قَالَ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ إِنّ الرّجُلَ يَقُولُ فِي الجَنّةِ مَا فَعَلَ صدَيِقيِ فُلَانٌ وَ صَدِيقُهُ فِي الجَحِيمِ فَيَقُولُ اللّهُ تَعَالَي أَخرِجُوا لَهُ صَدِيقَهُ إِلَي الجَنّةِ فَيَقُولُ مَن بقَيَِ فِي النّارِفَما لَنا مِن شافِعِينَ وَ لا صَدِيقٍ حَمِيمٍ
وَ رَوَي العيَاّشيِّ بِالإِسنَادِ عَن حُمرَانَ بنِ أَعيَنَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ وَ اللّهِ لَنَشفَعَنّ لِشِيعَتِنَا حَتّي يَقُولَ النّاسُفَما لَنا مِن شافِعِينَ إِلَي قَولِهِفَنَكُونَ مِنَ المُؤمِنِينَ
وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي حَتّي يَقُولَ عَدُوّنَا.
ثم قالوافَلَو أَنّ لَنا كَرّةً أي رجعة إلي الدنيافَنَكُونَ مِنَ المُؤمِنِينَالمصدقين لتحل لنا الشفاعة. و في قوله عز و جل مَن جاءَ بِالحَسَنَةِ أي بكلمة التوحيد والإخلاص وقيل بالإيمان فَلَهُ خَيرٌ مِنها قال ابن عباس أي فمنها يصل الخير إليه والمعني فله من تلك الحسنة خير يوم القيامة و هوالثواب والأمان من العقاب فخير هاهنا اسم و ليس بالذي هوبمعني الأفضل وقيل معناه فله أفضل منها في عظم النفع لأنه يعطي بالحسنة عشراوَ هُم مِن فَزَعٍ يَومَئِذٍ آمِنُونَ قال الكلبي إذاأطبقت النار علي أهلها فزعوا فزعة لم يفزعوا مثلها و أهل الجنة آمنون من ذلك الفزع وَ مَن جاءَ بِالسّيّئَةِ أي بالمعصية الكبيرة التي هي الكفر والشرك عن ابن عباس وأكثر المفسرين فَكُبّت وُجُوهُهُم فِي النّارِ أي ألقوا في النار منكوسين هَل تُجزَونَ إِلّا ما كُنتُم تَعمَلُونَيعني أن هذاجزاء فعلكم و ليس بظلم
حَدّثَنَا السّيّدُ مهَديِّ بنُ نِزَارٍ عَن أَبِي القَاسِمِ عُبَيدِ اللّهِ الحسَكاَنيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ أَحمَدَ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَبدِ العَزِيزِ بنِ يَحيَي بنِ أَحمَدَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ بنِ الفَضلِ عَن جَعفَرِ بنِ الحُسَينِ عَن مُحَمّدِ بنِ زَيدِ بنِ عَلِيّ عَن أَبِيهِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُدَخَلَ أَبُو عَبدِ اللّهِ الجدَلَيِّ عَلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَ لَهُ يَا عَبدَ اللّهِ أَ لَا أُخبِرُكَ بِقَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ
صفحه : 154
مَن جاءَ بِالحَسَنَةِ فَلَهُ خَيرٌ مِنها إِلَي قَولِهِتَعمَلُونَ قَالَ بَلَي جُعِلتُ فِدَاكَ قَالَ الحَسَنَةُ حُبّنَا أَهلَ البَيتِ وَ السّيّئَةُ بُغضُنَا
. و في قوله سبحانه أَ فَمَن وَعَدناهُ وَعداً حَسَناً من ثواب الجنة ونعيمهافَهُوَ لاقِيهِ أي واصل إليه كَمَن مَتّعناهُ مَتاعَ الحَياةِ الدّنيا من الأموال وغيرهاثُمّ هُوَ يَومَ القِيامَةِ مِنَ المُحضَرِينَللجزاء والعقاب وقيل من المحضرين في الناروَ يَومَ يُنادِيهِم أي واذكروا يوم ينادي الله الكفار و هو يوم القيامة و هذانداء تقريع وتبكيت فَيَقُولُ أَينَ شرُكَائيَِ الّذِينَ كُنتُم تَزعُمُونَأنهم شركائي في الإلهية وتعبدونهم وتدعون أنهم ينفعونكم قالَ الّذِينَ حَقّ عَلَيهِمُ القَولُ أي حق عليهم الوعيد بالعذاب من الجن والشياطين والذين أغووا الخلق من الإنس رَبّنا هؤُلاءِ الّذِينَ أَغوَينايعنون أتباعهم أَغوَيناهُم كَما غَوَينا أي أضللناهم عن الدين بدعائنا إياهم إلي الضلال كماضللنا نحن أنفسناتَبَرّأنا إِلَيكَمنهم و من أفعالهم ما كانُوا إِيّانا يَعبُدُونَ أي لم يكونوا يعبدوننا بل كانوا يعبدون الشياطين الذين زينوا لهم عبادتنا وقيل معناه لم يعبدونا باستحقاق وحجةوَ قِيلَ ادعُوا شُرَكاءَكُم أي ويقال للأتباع ادعوا الذين عبدتموهم من دون الله لينصروكم ويدفعوا عنكم عذاب الله فَدَعَوهُم فَلَم يَستَجِيبُوا لَهُم أي فيدعونهم فلايجيبونهم إلي ملتمسهم وَ رَأَوُا العَذابَ أي يرون العذاب لَو أَنّهُم كانُوا يَهتَدُونَجواب لومحذوف أي لمااتبعوهم و قال البيضاوي وقيل لوللتمني أي تمنوا أنهم كانوا مهتدين . و قال الطبرسي رحمه الله وَ يَومَ يُنادِيهِم فَيَقُولُ ما ذا أَجَبتُمُ المُرسَلِينَ أي ما كان جوابكم لمن أرسل إليكم من النبيين و هذاسؤال تقدير للذنب و هونداء يجمع العلم والعمل فإن الرسل يدعون إلي العلم والعمل جميعا فكأنه قيل لهم ماذا علمتم و ماذا عملتم فَعَمِيَت عَلَيهِمُ الأَنباءُ يَومَئِذٍ أي خفيت وأشبهت عليهم طرق الجواب فصاروا كالأعمي وقيل معناه فالتبست عليهم الحجج وسميت حججهم أنباء لأنها أخبار يخبر بها وهم لايحتجون و لاينطقون بحجة لأن الله تعالي أدحض حجتهم وأكل ألسنتهم فسكتوا فذلك قوله فَهُم لا يَتَساءَلُونَ أي لايسأل بعضهم بعضا عن
صفحه : 155
الحجج وقيل لايسأل بعضهم بعضا عن حاله لشغله بنفسه أو لايسأل بعضهم بعضا عن العذر ألذي يعتذر به في الجواب فلايجيبون وقيل لايتساءلون بالأنساب والقرابة كما في الدنيا وقيل لايسأل بعضهم بعضا أن يحمل ذنوبه عنه . و في قوله تعالي يُبلِسُ المُجرِمُونَ أي ييأس الكافرون من رحمة الله ونعمه التي يفيضها علي المؤمنين وقيل يتحيرون وتنقطع حجتهم بظهور جلائل آيات الآخرة التي تقع عندها علم الضرورةوَ كانُوا بِشُرَكائِهِم كافِرِينَ أي يتبرءون عن الأوثان وينكرون كونها آلهةيَومَئِذٍ يَتَفَرّقُونَفيصير المؤمنون أصحاب اليمين والمشركون أصحاب الشمال فيتفرقون تفرقا لايجتمعون بعده و قال الحسن لئن كانوا اجتمعوا في الدنيا ليتفرقن يوم القيامة هؤلاء في أعلي عليين وهؤلاء في أسفل السافلين فَهُم فِي رَوضَةٍ يُحبَرُونَ أي في الجنة ينعمون ويسرون سرورا يتبين أثره عليهم و قال ابن عباس أي يكرمون وقيل يلذذون بالسماع فَأُولئِكَ فِي العَذابِ مُحضَرُونَ أي فيه محصلون ولفظة الإحضار لايستعمل إلافيما يكرهه الإنسان كمايقال أحضر فلان مجلس القضاء. و في قوله تعالي وَ لَو تَري يا محمد أوأيها الإنسان إِذِ المُجرِمُونَ ناكِسُوا رُؤُسِهِم أي يوم القيامة حين يكون المجرمون مطاطئي رءوسهم ومطرقيها حياء وندما وذلاعِندَ رَبّهِم أي عند مايتولي الله سبحانه حساب خلقه يقولون رَبّنا أَبصَرنا وَ سَمِعنا أي أبصرنا الرشد وسمعنا الحق وقيل معناه أبصرنا صدق وعدك وسمعنا منك تصديق رسلك وقيل معناه إنا كنا بمنزلة العمي فأبصرنا وبمنزلة الصم فسمعنافَارجِعنا أي فارددنا إلي دار التكليف نَعمَل صالِحاً إِنّا مُوقِنُونَاليوم لانرتاب شيئا من الحق والرسالة. و قال البيضاوي في قوله عز و جل وَ لَو تَري إِذِ الظّالِمُونَ مَوقُوفُونَ عِندَ رَبّهِم أي في موضع المحاسبةيَرجِعُ بَعضُهُم إِلي بَعضٍ القَولَيتحاورون ويتراجعون القول يَقُولُ الّذِينَ استُضعِفُوا يقول الأتباع لِلّذِينَ استَكبَرُواللرؤساءلَو لا أَنتُم لو لاإضلالكم وصدكم إيانا عن الإيمان لَكُنّا مُؤمِنِينَباتباع الرسول
صفحه : 156
قالَ الّذِينَ استَكبَرُواالآية أنكروا أنهم كانوا صادين لهم عن الإيمان وأثبتوا أنهم هم الذين صدوا أنفسهم حيث أعرضوا عن الهدي وآثروا التقليد عليه وَ قالَ الّذِينَ استُضعِفُواالآية إضراب عن إضرابهم أي لم يكن أجرامنا الصد بل مكركم لنا دائبا ليلا ونهارا حتي أغرتم علينا رأيناوَ أَسَرّوا النّدامَةَ أي وأضمر الفريقان الندامة علي الضلال والإضلال وأخفاها كل عن صاحبه مخافة التعيير أوأظهروها فإنه من الأضداد إذ الهمزة تصلح للإثبات والسلب كما في أشكيته . و في قوله عز و جل و يوم نحشرهم جميعا المستكبرين والمستضعفين ثم نقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون تقريعا للمشركين وتبكيتا لهم وإقناطا لهم عما يتوقعون من شفاعتهم وتخصيص الملائكة لأنهم أشرف شركائهم والصالحون للخطاب منهم ولأن عبادتهم مبدأ الشرك وأصله وقرأ حفص بالياء فيهماقالُوا سُبحانَكَ أَنتَ وَلِيّنا مِن دُونِهِم أنت ألذي نواليه من دونهم لاموالاة بيننا وبينهم كأنهم بينوا بذلك براءتهم من الرضا بعبادتهم ثم أضربوا عن ذلك ونفوا أنهم عبدوهم علي الحقيقة بقولهم بَل كانُوا يَعبُدُونَ الجِنّ أي الشياطين حيث أطاعوهم في عبادة غير الله وقيل كانوا يتمثلون ويخيلون إليهم أنهم الملائكة فيعبدونهم أَكثَرُهُم بِهِم مُؤمِنُونَالضمير الأول للإنس أوللمشركين والأكثر بمعني الكل والثاني للجن . و في قوله سبحانه وَ لَو تَري إِذ فَزِعُوا عندالموت أوالبعث أو يوم بدر وجواب لومحذوف لرأيت أمرا فظيعافَلا فَوتَ فلايفوتون الله بهرب أوتحصن وَ أُخِذُوا مِن مَكانٍ قَرِيبٍ من ظهر الأرض إلي بطنها أو من الموقف إلي النار أو من صحراء بدر إلي القليب وَ قالُوا آمَنّا بِهِبمحمدوَ أَنّي لَهُمُ التّناوُشُ و من أين لهم أن يتناولوا الإيمان تناولا سهلامِن مَكانٍ بَعِيدٍفإنه في حيز التكليف و قد بعدعنهم و هوتمثيل حالهم في الاستخلاص بالإيمان بعد مافات و بعدعنهم بحال من يريد أن يتناول الشيء من غلوة تناوله من ذراع وَ قَد كَفَرُوا بِهِبمحمد أوبالعذاب مِن قَبلُ من قبل ذلك
صفحه : 157
أوان التكليف وَ يَقذِفُونَ بِالغَيبِ ويرجمون بالظن ويتكلمون بما لم يظهر لهم في الرسول ص من المطاعن أو في العذاب من البت علي نفيه مِن مَكانٍ بَعِيدٍ من جانب بعيد من أمره وهي الشبه التي تمحلوها في أمر الرسول أوحال الآخرة كماحكاه من قبل وَ حِيلَ بَينَهُم وَ بَينَ ما يَشتَهُونَ من نفع الإيمان والنجاة من الناركَما فُعِلَ بِأَشياعِهِم مِن قَبلُبأشباههم من كفرة الأمم الدارجةإِنّهُم كانُوا فِي شَكّ مُرِيبٍموقع في الريبة أوذا ريبة. و في قوله عز و جل وَ امتازُوا اليَومَ أَيّهَا المُجرِمُونَ وانفردوا عن المؤمنين و ذلك حين يسار بهم إلي الجنة وقيل اعتزلوا من كل خير أوتفرقوا في النار فإن لكل كافر بيتا ينفرد به لايري و لايري أَ لَم أَعهَد إِلَيكُم من جملة مايقال لهم تقريعا وإلزاما للحجة وعهده إليهم مانصب لهم من الدلائل العقلية والسمعية الآمرة بعبادته الزاجرة عن عبادة غيره وجعلها عبادة الشيطان لأنه الآمر بهاالمزين لهاهذا صِراطٌ مُستَقِيمٌإشارة إلي ماعهد إليهم أو إلي عبادته والجبل الخلق اليَومَ نَختِمُ عَلي أَفواهِهِمنمنعها عن الكلام وَ تُكَلّمُنا أَيدِيهِم وَ تَشهَدُ أَرجُلُهُم بِما كانُوا يَكسِبُونَبظهور آثار المعاصي عليها ودلالتها علي أفعالها أوبإنطاق الله إياها وَ فِي الحَدِيثِ أَنّهُم يَجحَدُونَ وَ يُخَاصِمُونَ فَيُختَمُ عَلَي أَفوَاهِهِم وَ تُكَلّمُ أَيدِيهِم وَ أَرجُلُهُم.
و في قوله سبحانه احشُرُوا الّذِينَ ظَلَمُواأمر الله للملائكة أوأمر بعضهم لبعض بحشر الظلمة من مقامهم إلي الموقف وقيل منه إلي الجحيم وَ أَزواجَهُم وأشباههم عابد الصنم مع عبدة الصنم وعابد الكوكب مع عبدته أونساؤهم اللاتي علي دينهم أوقرناؤهم من الشياطين وَ ما كانُوا يَعبُدُونَ من دون الله الأصنام وغيرها زيادة في تحسيرهم وتخجيلهم و هوعام مخصوص بقوله إِنّ الّذِينَ سَبَقَت لَهُم مِنّا الحُسنيالآية و فيه دليل علي أن الذين ظلموا المشركون فَاهدُوهُم إِلي صِراطِ الجَحِيمِفعرفوهم طريقها ليسلكوهاوَ قِفُوهُماحبسوهم في الموقف إِنّهُم مَسؤُلُونَ عن عقائدهم وأعمالهم والواو لايوجب الترتيب مع جواز أن تكون موقفهم و قال الطبرسي وقيل مسئولون عن ولاية علي بن أبي طالب ع عن أبي سعيد الخدري و عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعا حدثناه عن الحاكم أبي القاسم الحسكاني بالإسناد.
صفحه : 158
ثم قال البيضاويما لَكُم لا تَناصَرُونَ لاينصر بعضكم بعضا بالتخليص و هوتوبيخ وتقريع بَل هُمُ اليَومَ مُستَسلِمُونَمنقادون لعجزهم وانسداد الحيل عليهم وأصل الاستسلام طلب السلامة أومتسالمون كأنه يسلم بعضهم بعضا ويخذله وَ أَقبَلَ بَعضُهُم عَلي بَعضٍ يَتَساءَلُونَيسأل بعض بعضا بالتوبيخ ولذا فسر بيتخاصمون قالُوا إِنّكُم كُنتُم تَأتُونَنا عَنِ اليَمِينِ عن أقوي الوجوه وأيمنها أو عن الدين أو عن الخير كأنكم تنفعوننا نفع السانح فتبعناكم وهلكنا مستعار من يمين الإنسان ألذي هوأقوي الجانبين وأشرفه وأنفعه ولذلك سمي يمينا ويتيمن بالسانح أو عن القوة والقهر فتقسروننا علي الضلال أو عن الحلف فإنهم كانوا يحلفون لهم أنهم علي الحق قالُوا بَل لَم تَكُونُوا مُؤمِنِينَالآية أجابهم الرؤساء أولا بمنع إضلالهم بأنهم كانوا ضالين في أنفسهم وثانيا بأنهم ماأجبروهم علي الكفر إذ لم يكن لهم عليهم تسلط وإنما جنحوا إليه لأنهم كانوا قوما مختارين للطغيان . و قال الطبرسي رحمه الله فَحَقّ عَلَينا قَولُ رَبّنا أي وجب علينا قول ربنا بأنا لانؤمن ونموت علي الكفر أووجب علينا العذاب ألذي نستحقه علي الكفر والإغراء. و قال في قوله عز و جل وَ بَدا لَهُم مِنَ اللّهِ ما لَم يَكُونُوا يَحتَسِبُونَ أي ظهر لهم يوم القيامة من صنوف العذاب ما لم يكونوا ينتظرونه و لايظنونه واصلا إليهم و لم يكن في حسبانهم و قال السدي ظنوا أعمالهم حسنات فبدت لهم سيئات وَ بَدا لَهُم
سَيّئاتُ ما كَسَبُوا أي جزاء أعمالهم وَ حاقَ بِهِم أي نزل بهم ما كانُوا بِهِ يَستَهزِؤُنَ هو كل ماينذرهم النبي ص مما كانوا ينكرونه ويكذبون به . و في قوله تعالي أَن تَقُولَ أي خوف أن تقول أوحذرا من أن تقول نَفسٌ يا حَسرَتي عَلي ما فَرّطتُ فِي جَنبِ اللّهِ أي ياندامتي علي ماضيعت من ثواب الله وقيل قصرت في أمر الله قال الفراء الجنب القرب أي في قرب الله وجواره و قال الزجاج أي فرطت في الطريق ألذي هوطريق الله فالجنب بمعني الجانب .
وَ رَوَي العيَاّشيِّ بِالإِسنَادِ عَن أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع أَنّهُ قَالَ نَحنُ جَنبُ اللّهِ
وَ إِن كُنتُ لَمِنَ السّاخِرِينَ أي وإني كنت لمن المستهزءين بالنبيص والقرآن وبالمؤمنين في الدنياأَو تَقُولَ لَو أَنّ اللّهَ هدَانيِ لَكُنتُ مِنَ المُتّقِينَ أي فعلنا ذلك كراهة أن تقول لوأراد الله هدايتي لكنت ممن يتقي معاصيه خوفا من عقابه وقيل إنهم لما لم ينظروا في الأدلة واشتغلوا بالأباطيل توهموا أن الله لم يهدهم فقالوا ذلك بالظن ولهذا رد الله عليهم بقوله بَلي قَد جاءَتكَ آياتيِ وقيل معناه لو أن الله هداني إلي النجاة بأن يردني إلي حال التكليف لكنت ممن يتقي المعاصيلَو أَنّ لِي كَرّةً أي رجعة إلي الدنياوَ يَومَ القِيامَةِ تَرَي الّذِينَ كَذَبُوا عَلَي اللّهِفزعموا أن له شريكا وولداوُجُوهُهُم مُسوَدّةٌ أَ لَيسَ فِي جَهَنّمَ مَثويً لِلمُتَكَبّرِينَالذين تكبروا عن الإيمان بالله هذااستفهام تقرير أي فيهامثواهم ومقامهم .
وَ رَوَي العيَاّشيِّ بِإِسنَادِهِ عَن خَيثَمَةَ قَالَسَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ
صفحه : 160
مَن حَدّثَ عَنّا بِحَدِيثٍ فَنَحنُ مُسَائِلُوهُ عَنهُ يَوماً فَإِن صَدَقَ عَلَينَا فَإِنّمَا يَصدُقُ عَلَي اللّهِ وَ عَلَي رَسُولِهِ وَ إِن كَذَبَ عَلَينَا فَإِنّمَا يَكذِبُ عَلَي اللّهِ وَ عَلَي رَسُولِهِ لِأَنّا إِذَا حَدّثنَا لَا نَقُولُ قَالَ فُلَانٌ وَ قَالَ فُلَانٌ إِنّمَا نَقُولُ قَالَ اللّهُ وَ قَالَ رَسُولُهُ ثُمّ تَلَا هَذِهِ الآيَةَوَ يَومَ القِيامَةِ تَرَي الّذِينَ كَذَبُوا عَلَي اللّهِالآيَةَ ثُمّ أَشَارَ خَيثَمَةُ إِلَي أُذُنَيهِ فَقَالَ صَمّتَا إِن لَم أَكُن سَمِعتُهُ
وَ رَوَي سَورَةُ بنُ كُلَيبٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا جَعفَرٍ ع عَن هَذِهِ الآيَةِ فَقَالَ كُلّ إِمَامٍ انتَحَلَ إِمَامَةً لَيسَت لَهُ مِنَ اللّهِ قُلتُ وَ إِن كَانَ عَلَوِيّاً قَالَ وَ إِن كَانَ عَلَوِيّاً قُلتُ وَ إِن كَانَ فَاطِمِيّاً قَالَ وَ إِن كَانَ فَاطِمِيّاً
وَ ينُجَيّ اللّهُ الّذِينَ اتّقَوامعاصيه خوفا من عقابه بِمَفازَتِهِم أي بمنجاتهم من النارلا يَمَسّهُمُ السّوءُ أي لايصيبهم المكروه والشدّةوَ لا هُم يَحزَنُونَ علي مافاتهم من لذات الدنيا. و في قوله سبحانه وَ سِيقَ الّذِينَ كَفَرُوا أي يساقون سوقا في عنف إِلي جَهَنّمَ زُمَراً أي فوجا بعدفوج حَتّي إِذا جاؤُها فُتِحَت أَبوابُها وهي سبعة أبواب وَ قالَ لَهُم خَزَنَتُهاالموكلون بها علي وجه التهجين والإنكارأَ لَم يَأتِكُم رُسُلٌ مِنكُم أي من أمثالكم من البشريَتلُونَ عَلَيكُم آياتِ رَبّكُم أي حججه و مايدلكم علي معرفته ووجوب عبادته وَ يُنذِرُونَكُم لِقاءَ يَومِكُم هذا أي يخوفونكم من مشاهدة هذااليوم وعذابه قالُوا بَلي وَ لكِن حَقّت كَلِمَةُ العَذابِ عَلَي الكافِرِينَ أي وجب العذاب علي من كفر بالله لأنه أخبر بذلك وعلم من يكفر ويوافي بكفره فقطع علي عقابه و لم يكن يقع شيء علي خلاف ماعلمه قِيلَ أي فيقول عند ذلك خزنة جهنم ادخُلُوا أَبوابَ جَهَنّمَ خالِدِينَ فِيها لاآخر لعقابكم فَبِئسَ مَثوَي المُتَكَبّرِينَ عن الحق وقبوله جهنم وَ سِيقَ الّذِينَ اتّقَوا رَبّهُم إِلَي الجَنّةِ زُمَراً أي يساقون مكرمين زمرة بعدزمرة وإنما ذكر السوق علي وجه المقابلةحَتّي إِذا جاؤُها وَ فُتِحَت أَبوابُها
صفحه : 161
قبل مجيئهم وهي ثمانيةوَ قالَ لَهُم خَزَنَتُها عنداستقبالهم سَلامٌ عَلَيكُمسلامة من الله عليكم يحيّونهم بالسلامة ليزدادوا بذلك سرورا وقيل هودعاء لهم بالسلامة والخلود أي سلمتم من الآفات طِبتُم أي بالعمل الصالح في الدنيا وطابت أعمالكم الصالحة وزكت وقيل معناه طابت أنفسكم بدخول الجنة وقيل إنهم طيبوا قبل دخول الجنة بالمغفرة واقتص لبعضهم من بعض فلما هذبوا وطيبوا قال لهم الخزنة طبتم وقيل أي طاب لكم المقام وقيل إنهم إذاقربوا من الجنة يردون علي عين من الماء فيغتسلون بها ويشربون منها فيطهر الله أجوافهم فلا يكون بعد ذلك منهم حدث وأذي و لاتتغير ألوانهم فتقول الملائكة طبتم فَادخُلُوها خالِدِينَ وَ قالُوا أي و يقول أهل الجنة إذادخلوها اعترافا منهم بنعم الله عليم الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي صَدَقَنا وَعدَهُ ألذي وعدناه علي ألسنة الرسل وَ أَورَثَنَا الأَرضَ أي أرض الجنةنَتَبَوّأُ مِنَ الجَنّةِ أي نتخذ من الجنة مبوئا ومأوي حَيثُ نَشاءُ و هذاإشارة إلي كثرة قصورهم ومنازلهم وسعة نعمتهم فَنِعمَ أَجرُ العامِلِينَ أي نعم ثواب المحسنين الجنة والنعيم فيهاوَ تَرَي المَلائِكَةَ حَافّينَ مِن حَولِ العَرشِمعناه و من عجائب أمور الآخرة أنك تري الملائكة محدقين بالعرش يُسَبّحُونَ بِحَمدِ رَبّهِم أي ينزهون الله تعالي عما لايليق به ويذكرونه بصفاته التي هوعليها وقيل يحمدون الله تعالي حيث دخل الموحدون الجنة وقيل إن تسبيحهم في ذلك الوقت علي سبيل التلذذ والتنعم لا علي وجه التعبد إذ ليس هناك تكليف و قدعظم الله سبحانه أمر القضاء في الآخرة بنصب العرش وقيام الملائكة حوله معظمين له سبحانه ومسبحين كما أن السلطان إذاأراد الجلوس للمظالم قعد علي سريره وأقام جنده حوله تعظيما لأمره و إن استحال كونه عز و جل علي العرش وَ قضُيَِ بَينَهُم بِالحَقّ أي وفصل بين الخلائق بالعدل وَ قِيلَ الحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَقيل من كلام أهل الجنة يقولون ذلك شكرا لله علي النعمة التامة وقيل إنه من كلام الله فقال في ابتداء الخلق الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي خَلَقَ السّماواتِ وَ الأَرضَ و قال بعدإفناء الخلق ثم بعثهم واستقرار أهل الجنة في الجنةالحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَفوجب الأخذ بأدبه في ابتداء كل أمر بالحمد وختمه بالحمد.
صفحه : 162
و في قوله سبحانه وَ يَومَ يَقُومُ الأَشهادُجمع شاهد وهم الذين يشهدون بالحق للمؤمنين و علي المبطلين والكافرين يوم القيامة و في ذلك سرور للمحق وفضيحة للمبطل في ذلك الجمع العظيم وقيل هم الملائكة والأنبياء والمؤمنون وقيل هم الحفظة من الملائكة يشهدون للرسل بالتبليغ و علي الكفار بالتكذيب وقيل هم الأنبياء وحدهم يشهدون للناس وعليهم . و في قوله سبحانه قالُوا آذَنّاكَ ما مِنّا مِن شَهِيدٍ أي يقولون أعلمناك مامنا شاهد بأن لك شريكا يتبرءون من أن يكون مع الله شريك وَ ظَنّوا أي أيقنواما لَهُم مِن مَحِيصٍ أي من مهرب وملجإ. و في قوله عز و جل يَقُولُونَ هَل إِلي مَرَدّ أي رجوع ورد إلي الدنيامِن سَبِيلٍتمنيا منهم لذلك وَ تَراهُم يُعرَضُونَ عَلَيها أي علي النار قبل دخولهم خاشِعِينَ مِنَ الذّلّ أي ساكنين متواضعين في حال العرض يَنظُرُونَ مِن طَرفٍ خفَيِّ أي خفي النظر لماعليهم من الهوان يسارقون النظر إلي النار خوفا منها وذلة في نفوسهم وقيل خفي ذليل عن ابن عباس ومجاهد وقيل من عين لاتفتح كلها وإنما نظروا ببعضها إلي الناروَ قالَ الّذِينَ آمَنُوا لمارأوا عظيم مانزل بالظالمين إِنّ الخاسِرِينَ في الحقيقة هم الّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمبأن فوتوها الانتفاع بنعيم الجنةوَ أَهلِيهِم أي وأولادهم وأزواجهم وأقاربهم لاينتفعون بهم يَومَ القِيامَةِ لماحيل بينهم وبينهم وقيل وأهليهم من الحور العين في الجنة لوآمنواأَلا إِنّ الظّالِمِينَ فِي عَذابٍ مُقِيمٍ هذا من قول الله تعالي والمقيم الدائم ألذي لازوال له وَ ما كانَ لَهُم مِن أَولِياءَ أي أنصاريَنصُرُونَهُم مِن دُونِ اللّهِ ويدفعون عنهم عقابه وَ مَن يُضلِلِ اللّهُ فَما لَهُ مِن سَبِيلٍيوصله إلي الجنةاستَجِيبُوا لِرَبّكُم أي أجيبوا داعيه يعني محمداص مِن قَبلِ أَن يأَتيَِ يَومٌ لا مَرَدّ لَهُ مِنَ اللّهِ أي لارجوع بعده إلي الدنيا أو لايقدر أحد علي رده ودفعه و هو و يوم القيامة أو لايرد و لايؤخر عن وقته و هو يوم الموت ما لَكُم مِن مَلجَإٍ يَومَئِذٍ أي معقل يعصمكم من العذاب وَ ما لَكُم مِن نَكِيرٍ أي إنكار وتغيير للعذاب وقيل من نصير منكر لمايحل بكم .
صفحه : 163
و في قوله عز و جل وَ مَن يَعشُ عَن ذِكرِ الرّحمنِ أي يعرض عنه وقيل معناه و من يعم عنه نُقَيّض لَهُ شَيطاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ أي نخل بينه و بين الشيطان ألذي يغويه فيصير قرينه وقيل معناه نقرن به شيطانا في الآخرة يلزمه فيذهب به إلي النار كما أن المؤمن يقرن به ملك فلايفارقه حتي يصير به إلي الجنة وقيل أراد به شياطين الإنس نحو علماء السوء ورؤساء الضلالةوَ إِنّهُم لَيَصُدّونَهُم أي يصرفون هؤلاء الكفارعَنِ السّبِيلِ أي عن طريق الحق وَ يَحسَبُونَ أَنّهُم مُهتَدُونَ أي يحسب الكفار أنهم علي الهدي فيتبعونهم حَتّي إِذا جاءَناقرأ أهل العراق غير أبي بكرجاءَنا علي الواحد والباقون جاءانا علي الاثنين فعلي الثاني فالمعني جاءنا الشيطان و من أغواه يوم القيامة و علي الأول فالمعني حتي إذاجاءنا الكافر وعلم مايستحقه من العقاب قالَلقرينه ألذي أغواه يا لَيتَ بيَنيِ وَ بَينَكَ بُعدَ المَشرِقَينِيعني المشرق والمغرب فغلب أحدهما والمراد ياليت بيني وبينك هذاالبعد مسافة فلم أرك و لااغتررت بك فَبِئسَ القَرِينُكنت لي في الدنيا فبئس القرين أنت لي اليوم فإنهما يكونان مشدودين في سلسلة واحدة زيادة عقوبة وغم عن ابن عباس و يقول الله سبحانه في ذلك اليوم للكفاروَ لَن يَنفَعَكُمُ اليَومَ إِذ ظَلَمتُم أَنّكُم فِي العَذابِ مُشتَرِكُونَ أي لايخفف الاشتراك عنكم شيئا من العذاب لأن لكل واحدة من الكفار والشياطين الحظ الأوفر من العذاب وقيل معناه أنه لاتسلي لهم عما هم فيه بما يرونه بغيرهم من العذاب لأنه قديتسلي الإنسان عن المحنة إذارأي أن عدوه في مثلها و قال البيضاويوَ لَن يَنفَعَكُمُ اليَومَ أي ماأنتم عليه من التمنيإِذ ظَلَمتُمإذ صح أنكم ظلمتم أنفسكم في الدنياأَنّكُم فِي العَذابِ مُشتَرِكُونَلأن حقكم أن تشتركوا أنتم وشياطينكم في العذاب كماكنتم مشتركين في سببه . و قال الطبرسي رحمه الله في قوله سبحانه الأَخِلّاءُ يَومَئِذٍ بَعضُهُم لِبَعضٍ عَدُوّمعناه إن الذين تخالوا وتواصلوا في الدنيا يكون بعضهم أعداء لبعض ذلك اليوم يعني يوم القيامة وهم الذين تخالوا علي الكفر والمعصية ومخالفة النبي ص لمايري كل واحد منهم من العذاب بسبب تلك المصادقة ثم استثني من جملة الأخلاء المتقين فقال
صفحه : 164
إِلّا المُتّقِينَ من المؤمنين الموحدين الذين خال بعضهم بعضا علي الإيمان والتقوي فإن تلك الخلة تتأكد بينهم يوم القيامةيا عِبادِ لا خَوفٌ عَلَيكُمُ اليَومَ أي يقال لهم وقت الخوف لاخوف عليكم من العذاب اليوم وَ لا أَنتُم تَحزَنُونَ من فوت الثواب . و في قوله تعالي وَ تَري كُلّ أُمّةٍ جاثِيَةً أي وتري يوم القيامة أهل كل ملة باركة علي ركبها عن ابن عباس وقيل باركة مستوفزة علي ركبها كهيئة قعود الخصوم بين يدي القضاة وقيل إن الجثو للكفار خاصة وقيل هوعام للكفار و المؤمنين ينتظرون الحساب كُلّ أُمّةٍ تُدعي إِلي كِتابِهَا أي كتاب أعمالها وقيل إلي كتابها المنزل علي رسولها ليسألوا عما عملوا به اليَومَ تُجزَونَ ما كُنتُم تَعمَلُونَ أي يقال لهم ذلك هذا كِتابُنا يَنطِقُ عَلَيكُم بِالحَقّ أي يشهد عليكم بالحق والمعني نبينه بيانا شافيا حتي كأنه ناطق إِنّا كُنّا نَستَنسِخُ ما كُنتُم تَعمَلُونَ أي نستكتب الحفظة ماكنتم تعملون في دار الدنيا والاستنساخ الأمر بالنسخ قوله تعالي فِي رَحمَتِهِ أي في جنته وثوابه قوله تعالي أَ فَلَم تَكُن آياتيِ تُتلي عَلَيكُم أي فيقال لهم ذلك فَاستَكبَرتُم أي تعظمتم عن قبولهاوَ كُنتُم قَوماً مُجرِمِينَ أي كافرين كما قال أَ فَنَجعَلُ المُسلِمِينَ كَالمُجرِمِينَ قوله تعالي اليَومَ نَنساكُم أي نترككم في العقاب كماتركتم التأهب للقاء يومكم هذا وقيل أي نحلكم في العذاب محل المنسي كماأحللتم هذااليوم محل المنسي قوله تعالي وَ لا هُم يُستَعتَبُونَ أي لايطلب منهم العتبي والاعتذار لأن التكليف قدزال وقيل أي لايقبل منهم العتبي . و في قوله عز و جل يَسعي نُورُهُم بَينَ أَيدِيهِم وَ بِأَيمانِهِم أي علي الصراط يوم القيامة و هودليلهم إلي الجنة ويريد بالنور الضياء ألذي يرونه ويمرون
صفحه : 165
فيه وقيل نورهم هداهم و قال قتادة إن المؤمن يضيء له نوره كما بين عدن إلي صنعاء ودون ذلك حتي أن من المؤمنين من لايضيء له نوره إلاموضع قدميه و قال عبد الله بن مسعود يؤتون نورهم علي قدر أعمالهم فمنهم من نوره قدر الجبل وأدناهم نورا نوره علي إبهامه يطفأ مرة ويقد أخري و قال الضحاك وَ بِأَيمانِهِميعني كتبهم التي أعطوها ونورهم بين أيديهم وتقول لهم الملائكةبُشراكُمُ اليَومَ أي ألذي يبشرون به فيه . قوله انظُرُونا نَقتَبِس مِن نُورِكُم قال الكلبي يستضئ المنافقون بنور المؤمنين و لايعطون النور فإذاسبقهم المؤمنون قالواانظُرُونا نَقتَبِس مِن نُورِكُم أي نستضيء بنوركم ونبصر الطريق فنتخلص من هذه الظلمات وقيل إنهم إذاخرجوا من قبورهم اختلطوا فيسعي المنافقون في نور المؤمنين فإذاميزوا بقوا في الظلمة فيستغيثون ويقولون هذاالقول قِيلَ أي فيقال للمنافقين ارجِعُوا وَراءَكُم أي ارجعوا إلي المحشر حيث أعطينا النورفَالتَمِسُوا نُوراًفيرجعون فلايجدون نورا عن ابن عباس و ذلك أنه قال يغشي الجميع ظلمة شديدة ثم يقسم النور فيعطي المؤمن نورا ويترك الكافر والمنافق . وقيل معني قوله ارجِعُوا وَراءَكُمارجعوا إلي الدنيا إن أمكنكم فاطلبوا النور منها فإنا حملنا النور منها بالإيمان والطاعات و عند ذلك يقول المؤمنون رَبّنا أَتمِم لَنا نُورَنافَضُرِبَ بَينَهُم بِسُورٍ أي ضرب بين المؤمنين والمنافقين سور والباء مزيدة لأن المعني حيل بينهم وبينهم بسور و هوحائط بين الجنة والنار عن قتادة وقيل هوسور علي الحقيقةلَهُ بابٌ أي لذلك السور باب باطِنُهُ فِيهِ الرّحمَةُ
صفحه : 166
وَ ظاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ العَذابُ أي من قبل ذلك الظاهر و هوالنار وقيل باطِنُهُ أي باطن ذلك السورفِيهِ الرّحمَةُ أي الجنة التي فيهاالمؤمنون وَ ظاهِرُهُ أي وخارج السورمِن قِبَلِهِيأتيهم العَذابُيعني أن المؤمنين يسبقونهم ويدخلون الجنة والمنافقين يجعلون في النار والعذاب وبينهم السور ألذي ذكره الله يُنادُونَهُم أي ينادي المنافقون المؤمنين أَ لَم نَكُن مَعَكُم في الدنيا نصوم ونصلي كماتصومون وتصلون ونعمل كماتعملون قالُوا أي المؤمنون بَليكنتم معناوَ لكِنّكُم فَتَنتُم أَنفُسَكُم أي استعملتموها في الكفر والنفاق وقيل تعرضتم للفتنة بالكفر والرجوع عن الإسلام وقيل معناه أهلكتم أنفسكم بالنفاق وَ تَرَبّصتُمبمحمدص الموت وقلتم يوشك أن يموت فنستريح منه وقيل تربصتم بالمؤمنين الدوائروَ ارتَبتُم أي شككتم في الدين وَ غَرّتكُمُ الأمَانيِّالتي تمنيتموها بأن تعود الدائرة علي المؤمنين حَتّي جاءَ أَمرُ اللّهِ أي الموت وقيل إلقاؤهم في النار وقيل جاء أمر الله في نصرة دينه ونبيه وغلبته عليكم وَ غَرّكُم بِاللّهِ الغَرُورُيعني الشيطان غركم بحلم الله وإمهاله وقيل الغرور الدنيافَاليَومَ لا يُؤخَذُ مِنكُم فِديَةٌأيها المنافقون أي بدل بأن تفدوا أنفسكم من العذاب وَ لا مِنَ الّذِينَ كَفَرُوامظهرين له مَأواكُمُ النّارُ أي مقركم هيَِ مَولاكُم أي أولي بكم لماأسلفتم من الذنوب والمعني أنها هي التي تلي عليكم لأنها قدملكت أمركم فهي أولي لكم من كل شيءوَ بِئسَ المَصِيرُ أي بئس المأوي والمرجع ألذي تصيرون إليه . و في قوله تعالي فَيَحلِفُونَ لَهُ أي يقسمون لله كَما يَحلِفُونَ لَكُم في دار الدنيا بأنهم كانوا مؤمنين في الدنيا في اعتقادهم وظنهم لأنهم كانوا يعتقدون أن ماهم عليه هوالحق وَ يَحسَبُونَ أَنّهُم عَلي شَيءٍ أي ويحسب المنافقون في الدنيا أنهم مهتدون لأن في الآخرة تزول الشكوك و قال الحسن في القيامة مواطن فموطن يعرفون فيه قبح الكذب ضرورة فيتركونه وموطن يكونون فيه كالمدهوش فيتكلمون بكلام الصبيان
صفحه : 167
الكذب و غيرالكذب وَ يَحسَبُونَ أَنّهُم عَلي شَيءٍ في ذلك الموضع ألذي يحلفون فيه بالكذب أَلا إِنّهُم هُمُ الكاذِبُونَ في إيمانهم وأقوالهم في الدنيا وقيل معناه أولئك الخائبون كمايقال كذب ظنه أي خاب أمله . و في قوله سبحانه فَلَمّا رَأَوهُ زُلفَةً أي فلما رأوا العذاب قريبا يعني يوم بدر وقيل معاينة وقيل إن اللفظ ماض والمراد به المستقبل والمعني إذابعثوا ورأوا القيامة قدقامت ورأوا ماأعد الله لهم من العذاب و هذاقول أكثر المفسرين سِيئَت وُجُوهُ الّذِينَ كَفَرُوا أي اسودت وجوههم وعليها الكأبة يعني قبحت وجوههم بالسواد وقيل معناه ظهر علي وجوههم آثار الغم والحسرة ونالهم السوء والخزيوَ قِيلَلهؤلاء الكفار إذاشاهدوا العذاب هذَا ألّذِي كُنتُم بِهِ تَدّعُونَ قال الفراء تدعون وتدعون واحد مثل تدخرون وتذخرون والمعني كنتم به تستعجلون وتدعون الله بتعجيله و هوقولهم إِن كانَ هذا هُوَ الحَقّ مِن عِندِكَالآية وقيل هو من الدعوي أي تدعون أن لاجنة و لانار وَ رَوَي الحَاكِمُ أَبُو القَاسِمِ الحسَكاَنيِّ بِالأَسَانِيدِ الصّحِيحَةِ عَن شَرِيكٍ عَنِ الأَعمَشِ قَالَ لَمّا رَأَوا مَا لعِلَيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع مِنَ الزّلفَيسِيئَت وُجُوهُ الّذِينَ كَفَرُوا
وَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ فَلَمّا رَأَوا مَكَانَ عَلِيّ ع مِنَ النّبِيّص سِيئَت وُجُوهُ الّذِينَ كَفَرُوايعَنيِ الّذِينَ كَذَبُوا بِفَضلِهِ
. و في قوله تعالي وُجُوهٌ يَومَئِذٍ ناضِرَةٌ أي ناعمة بهجة حسنة وقيل مسرورة وقيل مضيئة بيض يعلوها النور جعل الله سبحانه وجوه المؤمنين المستحقين للثواب بهذه الصفة علامة للخلق والملائكة علي أنهم الفائزون إِلي رَبّها ناظِرَةٌاختلف فيه علي وجهين أحدهما أن معناه نظر العين والثاني أنه الانتظار فعلي الأول المراد إلي ثواب ربها ناظرة أي هي ناظرة إلي نعيم الجنة حالا بعدحال فيزداد بذلك سرورها
صفحه : 168
وذكر الوجوه والمراد أصحاب الوجوه و علي الثاني المعني منتظرة لثواب ربها روي ذلك عن علي ع أومؤملة لتجديد الكرامة كمايقال عيني ممدودة إلي الله تعالي أو إلي فلان أوأنهم قطعوا آمالهم وأطماعهم من كل شيءسوي الله تعالي و علي هذا فإن هذاالانتظار متي يكون فقيل إنه بعدالاستقرار في الجنة وقيل إنه قبل استقرار الخلق في الجنة والنار فكل فريق ينتظر ما هو له أهل و قدقيل في إضافة النظر إلي الوجوه أن الغم والسرور إنما يظهران في الوجوه فبين الله سبحانه أن المؤمن إذ ورد القيامة تهلل وجهه و أن الكافر العاصي يخاف مغبة أعماله القبيحة فيكلح وجهه و هو قوله وَ وُجُوهٌ يَومَئِذٍ باسِرَةٌ أي كالحة عابسة متغيّرةتَظُنّ أَن يُفعَلَ بِها فاقِرَةٌ أي تعلم وتستيقن أنه يعمل بهاداهية تفقر ظهورهم أي تكسرها وقيل إنه علي حقيقة الظنّ أي يظنّون حصولها جملة و لايعلمون تفصيلها. و في قوله سبحانه إِنّا نَخافُ مِن رَبّنا يَوماً أي عذاب يوم عَبُوساً أي مكفهرا تعبس فيه الوجوه ووصف اليوم بالعبوس توسّعا لما فيه من الشدّة قال ابن عباس يعبس فيه الكافر حتي يسيل من بين عينيه عرق مثل القطران قَمطَرِيراً أي صعبا شديدا وقيل القمطرير ألذي يقلص الوجوه ويقبض الجباه و ما بين الأعين من شدّتهفَوَقاهُمُ اللّهُ شَرّ ذلِكَ اليَومِ أي كفاهم الله ومنع منهم أهوال يوم القيامةوَ لَقّاهُم نَضرَةً وَ سُرُوراً أي استقبلهم بذلك . و في قوله تعالي بِما يُوعُونَ أي يجمعون في صدورهم ويضمرون في قلوبهم من التكذيب والشرك وقيل بما يجمعون من الأعمال الصالحة والسيئة. قوله تعالي غَيرُ مَمنُونٍ أي غيرمنقوص و لامقطوع وقيل غيرمنغص و لامكدر بالمنّ. و في قوله سبحانه هَل أَتاكَ حَدِيثُ الغاشِيَةِ أي قدأتاك حديث القيامة لأنها تغشي الناس بأهوالها بغتة وقيل الغاشية النار تغشي وجوه الكفار بالعذاب
صفحه : 169
وُجُوهٌ يَومَئِذٍ خاشِعَةٌ أي ذليلة بالعذاب ألذي يغشاها والشدائد التي تشاهدها والمراد أرباب الوجوه وقيل المراد بالوجوه الكبراءعامِلَةٌ في النارناصِبَةٌ فيها فلما لم يعمل الله سبحانه في الدنيا فأعملها وأنصبها في النار بمعالجة السلاسل والأغلال قال الزجّاج يكلّفون ارتقاء جبل من حديد في النار و قال الكلبي يجرون علي وجوههم في النار وقيل أي عاملة في الدنيا بالمعاصي ناصبة في النار يوم القيامة وقيل أي عاملة ناصبة في الدنيا علي خلاف ماأمرهم الله تعالي به وهم الرهبان وأصحاب الصوامع و أهل البدع والآراء الباطلة لايقبل الله أعمالهم في البدعة والضلالة وتصير هباء لايثابون عليها.
وَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع كُلّ نَاصِبٍ لَنَا وَ إِن تَعَبّدَ وَ اجتَهَدَ يَصِيرُ إِلَي هَذِهِ الآيَةِعامِلَةٌ ناصِبَةٌ تَصلي ناراً حامِيَةً
قال ابن عباس قدحميت فهي تتلظّي علي أعداء الله وقيل إن المعني أن هؤلاء يلزمون الإحراق بالنار التي في غاية الحرارةتُسقي مِن عَينٍ آنِيَةٍ أي وتسقي أيضا من عين حارّة قدبلغت أناها وانتهت حرارتها قال الحسن قدأوقد عليها مذ خلقت فدفعوا إليها وردا عطاشا هذاشرابهم ثم ذكر طعامهم فقال لَيسَ لَهُم طَعامٌ إِلّا مِن ضَرِيعٍ و هونوع من الشوك يقال له الشبرق و أهل الحجاز يسمّونه الضريع إذايبس و هوأخبث طعام وأبشعه لاترعاه دابّة.
وَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص الضّرِيعُ شَيءٌ يَكُونُ فِي النّارِ يُشبِهُ الشّوكَ أَمَرّ مِنَ الصّبِرِ وَ أَنتَنُ مِنَ الجِيفَةِ وَ أَشَدّ حَرّاً مِنَ النّارِ سَمّاهُ اللّهُ الضّرِيعَ
و قال أبوالدرداء و الحسن إن الله يرسل علي أهل النار الجوع حتي يعدل عندهم ماهم فيه من العذاب فيستغيثون فيغاثون بطعام ذي غصّة فيذكرون أنهم كانوا يجيزون الغصص في الدنيا بالماء فيستسقون فيعطشهم الله ألف سنة ثم يسقون من عين آنية شربة لاهنيئة و لامريئة كلما أدنوها من وجوههم سلخ جلود وجوههم وشواها فإذاوصل إلي بطونهم قطّعها فذلك قوله وَ سُقُوا ماءً حَمِيماً فَقَطّعَ أَمعاءَهُم و لمانزلت هذه الآية قال المشركون إن إبلنا لتسمن علي الضريع وكذبوا في ذلك لأن الإبل لاترعاه فقال سبحانه تكذيبا لهم لا يُسمِنُ وَ لا يغُنيِ مِن جُوعٍ أي لايدفع جوعا و لا
صفحه : 170
يسمن أحدا وقيل الضريع سمّ وقيل هوبمعني مضرع أي يضرعهم ويذلّهم وقيل هوالحجارة ووُجُوهٌ يَومَئِذٍ ناعِمَةٌ أي منعمة في أنواع اللذّات ظاهر عليها أثر النعمة والسرور مضيئة مشرقةلِسَعيِها في الدنياراضِيَةٌحين أعطيت الجنة بعملها والمعني لثواب سعيهافِي جَنّةٍ عالِيَةٍ أي مرتفعة القصور والدرجات وقيل إن علو الجنة علي وجهين علو الشرف والجلالة وعلو المكان والمنزلةلا تَسمَعُ فِيها لاغِيَةً أي كلمة ساقطة لافائدة فيها وقيل أي ذات لغوفِيها عَينٌ جارِيَةٌقيل إنه اسم جنس ولكل إنسان في قصره عين جارية من كل شراب يشتهيه و في العيون الجارية من الحسن واللذة ما لا يكون في الواقفة ولذلك وصف بهاعيون أهل الجنة وقيل إن عيون الجنة تجري في غيرأخدود وتجري كمايريد صاحبهافِيها سُرُرٌ مَرفُوعَةٌ قال ابن عباس ألواحها من ذهب مكللة بالزبرجد والدر والياقوت مرتفعة ما لم يجئ أهلها فإذاأراد أن يجلس عليها تواضعت له حتي يجلس عليها ثم ترتفع إلي موضعها وقيل إنما رفعت ليري المؤمنون بجلوسهم عليها جميع ماحولهم من الملك وَ أَكوابٌ مَوضُوعَةٌ علي حافات العيون الجارية كلما أراد المؤمن شربها وجدها مملوءة وهي الأباريق ليس لها خراطيم و لاعري تتخذ للشراب وقيل هي أواني الشراب من الذهب والفضة والجواهر يتمتعون بالنظر إليها بين أيديهم ويشربون بها مايشتهونه من الأشربة ويتمتعون بالنظر إليها لحسنهاوَ نَمارِقُ مَصفُوفَةٌ أي وسائد يتصل بعضها ببعض علي هيئة مجالس الملوك في الدنياوَ زرَابيِّ مَبثُوثَةٌ وهي البسط الفاخرة والطنافس المخملة والمبثوثة المبسوطة المنثورة ويجوز أن يكون المعني أنها مفرّقة في المجالس .
وَ عَن عَاصِمِ بنِ ضَمرَةَ عَن عَلِيّ ع أَنّهُ ذَكَرَ أَهلَ الجَنّةِ فَقَالَ يَجِيئُونَ فَيَدخُلُونَ فَإِذَا أَسَاسُ بُيُوتِهِم مِن جَندَلِ اللّؤلُؤِ وَسُرُرٌ مَرفُوعَةٌ وَ أَكوابٌ مَوضُوعَةٌ وَ نَمارِقُ مَصفُوفَةٌ وَ زرَابيِّ مَبثُوثَةٌ وَ لَو لَا أَنّ اللّهَ قَدّرَهَا لَهُم لَالتَمَعَت أَبصَارُهُم بِمَا يَرَونَ
صفحه : 171
وَ يُعَانِقُونَ الأَزوَاجَ وَ يَقعُدُونَ عَلَي السّرُرِ وَ يَقُولُونَالحَمدُ لِلّهِ ألّذِي هَدانا لِهذا
. و في قوله تعالي وَ تَواصَوا بِالصّبرِ أي وصّي بعضهم بعضا بالصبر علي فرائض الله والصبر عن معصية الله أُولئِكَ أَصحابُ المَيمَنَةِيؤخذ بهم ناحية اليمين ويأخذون كتبهم بأيمانهم وقيل هم أصحاب اليمن والبركة علي أنفسهم وأَصحابُ المَشأَمَةِيقابلونهم من كل وجه عَلَيهِم نارٌ مُؤصَدَةٌ أي مطبقة وقيل يعني أن أبوابها عليهم مطبقة فلايفتح لهم باب و لايخرج منها غمّ و لايدخل فيهاروح آخر الأبد
1- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]المُفِيدُ عَن أَحمَدَ بنِ الوَلِيدِ عَن أَبِيهِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن صَبّاحٍ الحَذّاءِ عَن أَبِي حَمزَةَ الثمّاَليِّ عَن أَبِي جَعفَرٍ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ البَاقِرِ عَن آبَائِهِ ع عَن رَسُولِ اللّهِص قَالَ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ جَمَعَ اللّهُ الخَلَائِقَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ وَ نَادَي مُنَادٍ مِن عِندِ اللّهِ يَسمَعُ آخِرُهُم كَمَا يَسمَعُ أَوّلُهُم يَقُولُ أَينَ أَهلُ الصّبرِ قَالَ فَيَقُومُ عُنُقٌ مِنَ النّاسِ فَتَستَقبِلُهُم زُمرَةٌ مِنَ المَلَائِكَةِ فَيَقُولُونَ لَهُم مَا كَانَ صَبرُكُم هَذَا ألّذِي صَبَرتُم فَيَقُولُونَ صَبّرنَا أَنفُسَنَا عَلَي طَاعَةِ اللّهِ وَ صَبّرنَاهَا عَن مَعصِيَتِهِ قَالَ فيَنُاَديِ مُنَادٍ مِن عِندِ اللّهِ صَدَقَ عبِاَديِ خَلّوا سَبِيلَهُم لِيَدخُلُوا الجَنّةَ بِغَيرِ حِسَابٍ قَالَ ثُمّ ينُاَديِ مُنَادٍ آخَرُ يَسمَعُ آخِرُهُم كَمَا يَسمَعُ أَوّلُهُم فَيَقُولُ أَينَ أَهلُ الفَضلِ فَيَقُومُ عُنُقٌ مِنَ النّاسِ فَتَستَقبِلُهُمُ المَلَائِكَةُ فَيَقُولُونَ مَا فَضلُكُم هَذَا ألّذِي تَرَدّيتُم بِهِ فَيَقُولُونَ كُنّا يُجهَلُ عَلَينَا فِي الدّنيَا فَنَحتَمِلُ وَ يُسَاءُ إِلَينَا فَنَعفُو قَالَ فيَنُاَديِ مُنَادٍ مِن عِندِ اللّهِ تَعَالَي صَدَقَ عبِاَديِ خَلّوا سَبِيلَهُم لِيَدخُلُوا الجَنّةَ بِغَيرِ حِسَابٍ قَالَ ثُمّ ينُاَديِ مُنَادٍ مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ يَسمَعُ آخِرُهُم كَمَا يَسمَعُ أَوّلُهُم فَيَقُولُ أَينَ جِيرَانُ اللّهِ جَلّ جَلَالُهُ فِي دَارِهِ فَيَقُومُ عُنُقٌ مِنَ النّاسِ فَتَستَقبِلُهُم زُمرَةٌ مِنَ المَلَائِكَةِ فَيَقُولُونَ لَهُم مَا كَانَ عَمَلُكُم فِي دَارِ الدّنيَا فَصِرتُم بِهِ اليَومَ جِيرَانَ اللّهِ تَعَالَي فِي دَارِهِ فَيَقُولُونَ كُنّا نَتَحَابّ فِي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ نَتَبَاذَلُ فِي اللّهِ وَ نَتَوَازَرُ فِي اللّهِ قَالَ فيَنُاَديِ مُنَادٍ مِن عِندِ اللّهِ تَعَالَي صَدَقَ عبِاَديِ خَلّوا سَبِيلَهُم لِيَنطَلِقُوا إِلَي جِوَارِ اللّهِ فِي الجَنّةِ
صفحه : 172
بِغَيرِ حِسَابٍ قَالَ فَيَنطَلِقُونَ إِلَي الجَنّةِ بِغَيرِ حِسَابٍ ثُمّ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع فَهَؤُلَاءِ جِيرَانُ اللّهِ فِي دَارِهِ يَخَافُ النّاسُ وَ لَا يَخَافُونَ وَ يُحَاسَبُ النّاسُ وَ لَا يُحَاسَبُونَ
ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] ابن أبي عمير عن ابراهيم بن عبدالحميد عن الثمالي مثله بتغيير وسيأتي بيان ترديتم به أي اتصفتم به وصار بمنزلة الرداء يلزمكم فتعرفون به
2-فس ،[تفسير القمي] أَبِي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ شَرِيكٍ العاَمرِيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَسَأَلَ عَلِيّ ع رَسُولَ اللّهِص عَن تَفسِيرِ قَولِهِيَومَ نَحشُرُ المُتّقِينَالآيَةَ قَالَ يَا عَلِيّ إِنّ الوَفدَ لَا يَكُونُونَ إِلّا رُكبَاناً أُولَئِكَ رِجَالٌ اتّقَوُا اللّهَ فَأَحَبّهُمُ اللّهُ وَ اختَصّهُم وَ رضَيَِ أَعمَالَهُم فَسَمّاهُمُ اللّهُ المُتّقِينَ ثُمّ قَالَ يَا عَلِيّ أَمَا وَ ألّذِي فَلَقَ الحَبّةَ وَ بَرَأَ النّسَمَةَ إِنّهُم لَيَخرُجُونَ مِن قُبُورِهِم وَ بَيَاضُ وُجُوهِهِم كَبَيَاضِ الثّلجِ عَلَيهِم ثِيَابٌ بَيَاضُهَا كَبَيَاضِ اللّبَنِ عَلَيهِم نِعَالُ الذّهَبِ شِرَاكُهَا مِن لُؤلُؤٍ يَتَلَألَأُ وَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ قَالَ إِنّ المَلَائِكَةَ لَتَستَقبِلَنّهُم بِنُوقٍ مِنَ العِزّةِ عَلَيهَا رَحَائِلُ الذّهَبِ مُكَلّلَةً بِالدّرّ وَ اليَاقُوتِ وَ جِلَالُهَا الإِستَبرَقُ وَ السّندُسُ وَ خِطَامُهَا جُدُلُ الأُرجُوَانِ وَ زِمَامُهَا مِن زَبَرجَدٍ فَتَطِيرُ بِهِم إِلَي المَجلِسِ[المَحشَرِ] مَعَ كُلّ رَجُلٍ مِنهُم أَلفُ مَلَكٍ مِن قُدّامِهِ وَ عَن يَمِينِهِ وَ عَن شِمَالِهِ يَزُفّونَهُم زَفّاً حَتّي يَنتَهُوا بِهِم إِلَي بَابِ الجَنّةِ الأَعظَمِ وَ عَلَي بَابِ الجَنّةِ شَجَرَةٌ الوَرَقَةُ مِنهَا تَستَظِلّ تَحتَهَا مِائَةُ أَلفٍ مِنَ النّاسِ وَ عَن يَمِينِ الشّجَرَةِ عَينٌ مُطَهّرَةٌ مُزَكّيَةٌ قَالَ فَيُسقَونَ مِنهَا شَربَةً فَيُطَهّرُ اللّهُ قُلُوبَهُم مِنَ الحَسَدِ وَ يُسقِطُ مِن أَبشَارِهِمُ الشّعرَ وَ ذَلِكَ قَولُهُوَ سَقاهُم رَبّهُم شَراباً طَهُوراً مِن تِلكَ العَينِ المُطَهّرَةِ ثُمّ يَرجِعُونَ إِلَي عَينٍ أُخرَي عَن يَسَارِ الشّجَرَةِ فَيَغتَسِلُونَ مِنهَا وَ هيَِ عَينُ الحَيَاةِ فَلَا يَمُوتُونَ أَبَداً قَالَ ثُمّ يُوقَفُ بِهِم قُدّامَ العَرشِ وَ قَد سَلِمُوا مِنَ الآفَاتِ وَ الأَسقَامِ وَ الحَرّ وَ البَردِ أَبَداً قَالَ فَيَقُولُ الجَبّارُ لِلمَلَائِكَةِ الّذِينَ مَعَهُم احشُرُوا أوَليِاَئيِ إِلَي الجَنّةِ فَلَا تُوقِفُوهُم مَعَ الخَلَائِقِ فَقَد سَبَقَ رضِاَيَ عَنهُم وَ وَجَبَت رحَمتَيِ لَهُم فَكَيفَ أُرِيدُ أَن أُوقِفَهُم مَعَ أَصحَابِ الحَسَنَاتِ وَ السّيّئَاتِ فَيَسُوقُهُمُ المَلَائِكَةُ إِلَي الجَنّةِ فَإِذَا
صفحه : 173
انتَهَوا إِلَي بَابِ الجَنّةِ الأَعظَمِ ضَرَبُوا المَلَائِكَةُ الحَلقَةَ ضَربَةً فَتَصِرّ صَرِيراً فَيَبلُغُ صَوتُ صَرِيرِهَا كُلّ حَورَاءَ خَلَقَهَا اللّهُ وَ أَعَدّهَا لِأَولِيَائِهِ فَيَتَبَاشَرُونَ إِذ سَمِعُوا صَرِيرَ الحَلقَةِ وَ يَقُولُ بَعضُهُم لِبَعضٍ قَد جَاءَنَا أَولِيَاءُ اللّهِ فَيُفتَحُ لَهُمُ البَابُ فَيَدخُلُونَ الجَنّةَ وَ يُشرِفُ عَلَيهِم أَزوَاجُهُم مِنَ الحُورِ العِينِ وَ الآدَمِيّينَ فَيَقُلنَ لَهُم مَرحَباً بِكُم فَمَا كَانَ أَشَدّ شَوقُنَا إِلَيكُم وَ يَقُولُ لَهُنّ أَولِيَاءُ اللّهِ مِثلَ ذَلِكَ فَقَالَ عَلِيّ ع مَن هَؤُلَاءِ يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص هَؤُلَاءِ شِيعَتُكَ يَا عَلِيّ وَ أَنتَ إِمَامُهُم وَ هُوَ قَولُهُيَومَ نَحشُرُ المُتّقِينَ إِلَي الرّحمنِ وَفداً عَلَي الرّحَائِلِوَ نَسُوقُ المُجرِمِينَ إِلي جَهَنّمَ وِرداً
بيان الرحائل لعله جمع الرحالة ككتابة وهي السرج أوجمع الرحال ألذي هوجمع الرحل و هومركب البعير و قال الفيروزآبادي جدله يجدله ويجدله أحكم فتله والجديل الزمام المجدول من أدم أوشعر في عنق البعير والجمع ككتب و قال الأرجوان بالضم الأحمر وصبغ أحمر والحمرة والخطام بالكسر مايجعل في أنف البعير لينقاد به ومثله الزمام ولعل المراد بالزمام هنا مايعلق كالحلقة في أنف البعير ليشد به الحبل وبالخطام ذلك الحبل
4-فس ،[تفسير القمي] أَحمَدُ بنُ إِدرِيسَ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَن شُعَيبِ بنِ يَعقُوبَ عَن أَبِي إِسحَاقَ عَنِ الحَارِثِ عَن عَلِيّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ قَالَ فِي خَلِيلَينِ مُؤمِنَينِ وَ خَلِيلَينِ كَافِرَينِ وَ مُؤمِنٍ غنَيِّ وَ مُؤمِنٍ فَقِيرٍ وَ كَافِرٍ غنَيِّ وَ كَافِرٍ فَقِيرٍ فَأَمّا الخَلِيلَانِ المُؤمِنَانِ فَتَخَالّا حَيَاتَهُمَا فِي طَاعَةِ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي وَ تَبَاذَلَا وَ تَوَادّا عَلَيهَا فَمَاتَ أَحَدُهُمَا قَبلَ صَاحِبِهِ فَأَرَاهُ اللّهُ مَنزِلَهُ فِي الجَنّةِ يَشفَعُ لِصَاحِبِهِ فَقَالَ يَا رَبّ خلَيِليِ فُلَانٌ كَانَ يأَمرُنُيِ بِطَاعَتِكَ وَ يعُيِننُيِ عَلَيهَا وَ ينَهاَنيِ عَن مَعصِيَتِكَ فَثَبّتهُ عَلَي مَا ثبَتّنّيِ عَلَيهِ مِنَ الهُدَي حَتّي تُرِيَهُ مَا أرَيَتنَيِ فَيَستَجِيبُ اللّهُ لَهُ حَتّي يَلتَقِيَا عِندَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ
صفحه : 174
فَيَقُولُ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُمَا لِصَاحِبِهِ جَزَاكَ اللّهُ مِن خَلِيلٍ خَيراً كُنتَ تأَمرُنُيِ بِطَاعَةِ اللّهِ وَ تنَهاَنيِ عَن مَعصِيَةِ اللّهِ وَ أَمّا الكَافِرَانِ فَتَخَالّا بِمَعصِيَةِ اللّهِ وَ تَبَاذَلَا عَلَيهَا وَ تَوَادّا عَلَيهَا فَمَاتَ أَحَدُهُمَا قَبلَ صَاحِبِهِ فَأَرَاهُ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي مَنزِلَهُ فِي النّارِ فَقَالَ يَا رَبّ فُلَانٌ خلَيِليِ كَانَ يأَمرُنُيِ بِمَعصِيَتِكَ وَ ينَهاَنيِ عَن طَاعَتِكَ فَثَبّتهُ عَلَي مَا ثبَتّنّيِ عَلَيهِ مِنَ المعَاَصيِ حَتّي تُرِيَهُ مَا أرَيَتنَيِ مِنَ العَذَابِ فَيَلتَقِيَانِ عِندَ اللّهِ يَومَ القِيَامَةِ يَقُولُ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُمَا لِصَاحِبِهِ جَزَاكَ اللّهُ مِن خَلِيلٍ شَرّاً كُنتَ تأَمرُنُيِ بِمَعصِيَةِ اللّهِ وَ تنَهاَنيِ عَن طَاعَةِ اللّهِ قَالَ ثُمّ قَرَأَالأَخِلّاءُ يَومَئِذٍ بَعضُهُم لِبَعضٍ عَدُوّ إِلّا المُتّقِينَ ثُمّ يُؤمَرُ بِمُؤمِنٍ غنَيِّ يَومَ القِيَامَةِ إِلَي الحِسَابِ يَقُولُ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي عبَديِ قَالَ لَبّيكَ يَا رَبّ قَالَ أَ لَم أَجعَلكَ سَمِيعاً بَصِيراً وَ جَعَلتُ لَكَ مَالًا كَثِيراً قَالَ بَلَي يَا رَبّ قَالَ فَمَا أَعدَدتَ للِقِاَئيِ قَالَ آمَنتُ بِكَ وَ صَدّقتُ رُسُلَكَ وَ جَاهَدتُ فِي سَبِيلِكَ قَالَ فَمَا ذَا فَعَلتَ فِيمَا آتَيتُكَ قَالَ أَنفَقتُ فِي طَاعَتِكَ فَقَالَ مَا ذَا وَرِثَ عَقِبُكَ قَالَ خلَقَتنَيِ وَ خَلَقتَهُم وَ رزَقَتنَيِ وَ رَزَقتَهُم وَ كُنتَ قَادِراً عَلَي أَن تَرزُقَهُم كَمَا رزَقَتنَيِ فَوَكّلتُ عقَبِيِ إِلَيكَ فَيَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ صَدَقتَ اذهَب فَلَو تَعلَمُ مَا لَكَ عنِديِ لَضَحِكتَ كَثِيراً ثُمّ دَعَا بِالمُؤمِنِ الفَقِيرِ فَيَقُولُ يَا ابنَ آدَمَ فَيَقُولُ لَبّيكَ يَا رَبّ فَيَقُولُ مَا ذَا فَعَلتَ فَيَقُولُ يَا رَبّ هدَيَتنَيِ لِدِينِكَ وَ أَنعَمتَ عَلَيّ وَ كَفَفتَ عنَيّ مَا لَو بَسَطتَهُ لَخَشِيتُ أَن يشَغلَنَيِ عَمّا خلَقَتنَيِ لَهُ فَيَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ صَدَقَ عبَديِ لَو تَعلَمُ مَا لَكَ عنِديِ لَضَحِكتَ كَثِيراً ثُمّ دَعَا بِالكَافِرِ الغنَيِّ فَيَقُولُ مَا أَعدَدتَ للِقِاَئيِ فَيَقُولُ مَا أَعدَدتُ شَيئاً فَيَقُولُ مَا ذَا فَعَلتَ فِيمَا آتَيتُكَ فَيَقُولُ وَرّثتُهُ عقَبِيِ فَيَقُولُ لَهُ مَن خَلَقَكَ فَيَقُولُ أَنتَ فَيَقُولُ مَن رَزَقَكَ فَيَقُولُ أَنتَ فَيَقُولُ مَن خَلَقَ عَقِبَكَ فَيَقُولُ أَنتَ فَيَقُولُ أَ لَم أَكُ قَادِراً عَلَي أَن أَرزُقَ عَقِبَكَ كَمَا رَزَقتُكَ فَإِن قَالَ نَسِيتُ هَلَكَ وَ إِن قَالَ لَم أَدرِ مَا أَنتَ هَلَكَ فَيَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَو تَعلَمُ مَا لَكَ عنِديِ لَبَكَيتَ كَثِيراً قَالَ ثُمّ يُدعَي بِالكَافِرِ الفَقِيرِ فَيَقُولُ
صفحه : 175
يَا ابنَ آدَمَ مَا فَعَلتَ فِيمَا أَمَرتُكَ فَيَقُولُ ابتلَيَتنَيِ بِبَلَاءِ الدّنيَا حَتّي أنَسيَتنَيِ ذِكرَكَ وَ شغَلَتنَيِ عَمّا خلَقَتنَيِ لَهُ فَيَقُولُ لَهُ هَلّا دعَوَتنَيِ فَأَرزُقَكَ وَ سأَلَتنَيِ فَأُعطِيَكَ فَإِن قَالَ رَبّ نَسِيتُ هَلَكَ وَ إِن قَالَ لَم أَدرِ مَا أَنتَ هَلَكَ فَيَقُولُ لَهُ لَو تَعلَمُ مَا لَكَ عنِديِ لَبَكَيتَ كَثِيراً
5-بشا،[بشارة المصطفي ] أَبُو البَرَكَاتِ عُمَرُ بنُ اِبرَاهِيمَ الحسُيَنيِّ عَن سَعِيدِ بنِ مُحَمّدٍ الثقّفَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ العلَوَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ السلّمَيِّ عَن عَلِيّ بنِ العَبّاسِ عَن عَبّادِ بنِ يَعقُوبَ عَن يُونُسَ بنِ أَبِي يَعقُوبَ عَن رَجُلٍ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع أَنّ رَجُلًا سَأَلَهُ عَنِ القِيَامَةِ قَالَ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ جَمَعَ اللّهُ الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ وَ جَمَعَ مَا خَلَقَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ ثُمّ نَزَلَت مَلَائِكَةُ السّمَاءِ الدّنيَا فَأَحَاطَت بِهِم صَفّاً ثُمّ ضَرَبَ حَولَهُم سُرَادِقَ مِن نَارٍ ثُمّ نَزَلَت مَلَائِكَةُ السّمَاءِ الثّانِيَةِ فَأَحَاطُوا بِالسّرَادِقِ ثُمّ ضَرَبَ حَولَهُم سُرَادِقَ مِن نَارٍ ثُمّ نَزَلَت مَلَائِكَةُ السّمَاءِ الثّالِثَةِ فَأَحَاطُوا بِالسّرَادِقِ ثُمّ ضَرَبَ حَولَهُم سُرَادِقَ مِن نَارٍ حَتّي عَدّ مَلَائِكَةَ سَبعِ سَمَاوَاتٍ وَ سَبعِ سُرَادِقَاتٍ فَصَعِقَ الرّجُلُ فَلَمّا أَفَاقَ قَالَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ أَينَ عَلِيّ وَ شِيعَتُهُ قَالَ عَلَي كُثبَانِ المِسكِ يُؤتَونَ بِالطّعَامِ وَ الشّرَابِ لَا يَحزُنُهُم ذَلِكَ
6-فس ،[تفسير القمي] أَبِي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن مَنصُورِ بنِ يُونُسَ عَن عَمرِو بنِ شَيبَةَ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ جَعفَرٍ ع جعَلَنَيَِ اللّهُ فِدَاكَ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ أَينَ يَكُونُ رَسُولُ اللّهِ وَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ شِيعَتُهُ فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ رَسُولُ اللّهِ وَ عَلِيّ وَ شِيعَتُهُ عَلَي كُثبَانٍ مِنَ المِسكِ الأَذفَرِ عَلَي مَنَابِرَ مِن نُورٍ يَحزَنُ النّاسُ وَ لَا يَحزَنُونَ وَ يَفزَعُ النّاسُ وَ لَا يَفزَعُونَ ثُمّ تَلَا هَذِهِ الآيَةَمَن جاءَ بِالحَسَنَةِ فَلَهُ خَيرٌ مِنها وَ هُم مِن فَزَعٍ يَومَئِذٍ آمِنُونَفَالحَسَنَةُ وَ اللّهِ وَلَايَةُ عَلِيّ ثُمّ قَالَلا يَحزُنُهُمُ الفَزَعُ الأَكبَرُ وَ تَتَلَقّاهُمُ المَلائِكَةُ هذا يَومُكُمُ ألّذِي كُنتُم تُوعَدُونَ
صفحه : 176
7-ل ،[الخصال ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ عَنِ القاَشاَنيِّ عَمّن ذَكَرَهُ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ القَاسِمِ الجعَفرَيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ القِيَامَةُ عُرسُ المُتّقِينَ
8-فس ،[تفسير القمي] قَولُهُوَ نَحشُرُ المُجرِمِينَ يَومَئِذٍ زُرقاًتَكُونُ أَعيُنُهُم مُزرَقّةً لَا يَقدِرُونَ أَن يَطرِفُوهَا
9-فس ،[تفسير القمي] أَبِي عَنِ النّضرِ عَن يَحيَي الحلَبَيِّ عَنِ الثمّاَليِّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ يَبعَثُ اللّهُ يَومَ القِيَامَةِ قَوماً بَينَ أَيدِيهِم نُورٌ كاَلقبَاَطيِّ ثُمّ يُقَالُ لَهُ كُن هَبَاءً مَنثُوراً ثُمّ قَالَ أَمَا وَ اللّهِ يَا أَبَا حَمزَةَ إِنّهُم كَانُوا يَصُومُونَ وَ يُصَلّونَ وَ لَكِن كَانُوا إِذَا عَرَضَ لَهُم شَيءٌ مِنَ الحَرَامِ أَخَذُوهُ وَ إِذَا ذُكِرَ لَهُم شَيءٌ مِن فَضلِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أَنكَرُوهُ وَ قَالَ وَ الهَبَاءُ المَنثُورُ هُوَ ألّذِي تَرَاهُ يَدخُلُ البَيتَ فِي الكُوّةِ مِن شُعَاعِ الشّمسِ
توضيح القباطي جمع القُبطية وهي ثوب من ثياب مصر رقيقة بيضاء وكأنه منسوب إلي القِبط وهم أهل مصر وضم القاف من تغيير النسب كذا ذكره الجزري
10-فس ،[تفسير القمي] قَولُهُوَ يَومَ القِيامَةِ تَرَي الّذِينَ كَذَبُوا عَلَي اللّهِ وُجُوهُهُم مُسوَدّةٌفَإِنّهُ حدَثّنَيِ أَبِي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن أَبِي المِعزَي عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ
مَنِ ادّعَي أَنّهُ إِمَامٌ وَ لَيسَ بِإِمَامٍ قُلتُ وَ إِن كَانَ عَلَوِيّاً فَاطِمِيّاً قَالَ وَ إِن كَانَ عَلَوِيّاً فَاطِمِيّاً
11-فس ،[تفسير القمي] لِكُلّ امرِئٍ مِنهُم يَومَئِذٍ شَأنٌ يُغنِيهِ قَالَ شُغُلٌ يَشغَلُ بِهِ عَن غَيرِهِ ثُمّ ذَكَرَ عَزّ وَ جَلّ الّذِينَ تَوَلّوا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع وَ تَبَرّءُوا مِن أَعدَائِهِ فَقَالَوُجُوهٌ يَومَئِذٍ مُسفِرَةٌ ضاحِكَةٌ مُستَبشِرَةٌ ثُمّ ذَكَرَ أَعدَاءَ آلِ مُحَمّدٍص وَ وُجُوهٌ يَومَئِذٍ عَلَيها غَبَرَةٌ تَرهَقُها قَتَرَةٌفُقَرَاءُ مِنَ الخَيرِ وَ الثّوَابِأُولئِكَ هُمُ الكَفَرَةُ الفَجَرَةُ حَدّثَنَا سَعِيدُ بنُ مُحَمّدٍ عَن بَكرِ بنِ سَهلٍ عَن عَبدِ الغنَيِّ بنِ سَعِيدٍ عَن مُوسَي بنِ عَبدِ الرّحمَنِ عَن مُقَاتِلِ بنِ سُلَيمَانَ عَنِ الضّحّاكِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ
فِي قَولِهِمَتاعاً لَكُم وَ لِأَنعامِكُميُرِيدُ مَنَافِعَ لَكُم وَ لِأَنعَامِكُم وَ قَولُهُوُجُوهٌ يَومَئِذٍ عَلَيها غَبَرَةٌيُرِيدُ مُسوَدّةًتَرهَقُها
قَتَرَةٌيُرِيدُ قُتَارَ جَهَنّمَأُولئِكَ هُمُ الكَفَرَةُ الفَجَرَةُ أَيِ الكَافِرُ الجَاحِدُ
12-فس ،[تفسير القمي] جَعفَرُ بنُ أَحمَدَ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ مُوسَي عَنِ ابنِ البطَاَئنِيِّ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي بَصِيرٍ فِي قَولِهِفَما لَهُ مِن قُوّةٍ وَ لا ناصِرٍ قَالَ مَا لَهُ قُوّةٌ يَقوَي بِهَا عَلَي خَالِقِهِ وَ لَا نَاصِرٌ مِنَ اللّهِ يَنصُرُهُ إِن أَرَادَ بِهِ سُوءاً
13- ع ،[علل الشرائع ] أَبِي عَن سَعدٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مَهزِيَارَ عَن أَخِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن حَمّادِ بنِ عُثمَانَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ أتُيَِ بِالشّمسِ وَ القَمَرِ فِي صُورَةِ ثَورَينِ عَقِيرَينِ فَيُقذَفَانِ بِهِمَا وَ بِمَن يَعبُدُهُمَا فِي النّارِ وَ ذَلِكَ أَنّهُمَا عُبِدَا فَرَضِيَا
إيضاح قال في النهاية فيه ما هذاالعقير أي الجزور المنحور يقال جمل عقير وناقة عقير قيل كانوا إذاأرادوا نحر البعير عقروه أي قطعوا إحدي قوائمه ثم نحروه و فيه أنه مر بحمار عقير أي أصابه عقر و لم يمت بعد. و في حديث كعب أن الشمس والقمر ثوران عقيران في النار قيل لماوصفهما الله تعالي بالسباحة في قوله تعالي كُلّ فِي فَلَكٍ يَسبَحُونَ ثم أخبر أنه يجعلهما في النار يعذب بهما أهلها بحيث لايبرحانها صارا كأنهما زمنان عقيران حكي ذلك أبو موسي و هو كماتراه انتهي .أقول قوله فرضيا إما مبني علي أن الشمس والقمر كنايتان هنا عن أبي بكر وعمر كمامر وسيأتي في الخبر وعبادتهما كناية عن إطاعتهما فيما نهي الله عنه وزجر أوالرضا مجاز لعدم شعورهما وسكوتهما ظاهرا لإيهامه الرضا وتعذيبهما لايضرهما بل يضر من عبدهما والحاصل أن كل من عبد و لم ينه عابده عن عبادته يدخل النار سواء كان مكلفا أم لاإذ لو كان مكلفا و لم ينه يكون راضيا بذلك كافرا و لو لم يكن مكلفا لايتضرر بالعذاب وإنما يدخل النار لزيادة تعذيب عابديه و أماالملائكة وبعض الأنبياء والأوصياء ع فلإنكارهم وعدم رضاهم أولئك عنها معبدون فظهر أن حمل الرضا علي عدم الإنكار محمل صحيح مفيد لإخراج هؤلاء المقدسين علي أنه لايبعد أن يكون لهما شعور و الله يعلم
صفحه : 178
14-ب ،[قرب الإسناد]هَارُونُ عَن ابنِ زِيَادٍ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي يأَتيِ يَومَ القِيَامَةِ بِكُلّ شَيءٍ يُعبَدُ مِن دُونِهِ مِن شَمسٍ أَو قَمَرٍ أَو غَيرِ ذَلِكَ ثُمّ يَسأَلُ كُلّ إِنسَانٍ عَمّا كَانَ يَعبُدُ فَيَقُولُ كُلّ مَن عَبَدَ غَيرَهُ رَبّنَا إِنّا كُنّا نَعبُدُهَا لِتُقَرّبَنَا إِلَيكَ زُلفَي قَالَ فَيَقُولُ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي لِلمَلَائِكَةِ اذهَبُوا بِهِم وَ بِمَا كَانُوا يَعبُدُونَ إِلَي النّارِ مَا خَلَا مَنِ استَثنَيتُ فَإِنّأُولئِكَ عَنها مُبعَدُونَ
15- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ الكَاتِبُ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي الثّلجِ عَن عِيسَي بنِ مِهرَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ زَكَرِيّا وَ المُفِيدُ عَنِ الجعِاَبيِّ عَن أَحمَدَ بنِ سَعِيدٍ الهمَداَنيِّ عَنِ العَبّاسِ بنِ بَكرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ زَكَرِيّا عَن كَثِيرِ بنِ طَارِقٍ قَالَ سَأَلتُ زَيدَ بنَ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ عَن قَولِ اللّهِ تَعَالَيلا تَدعُوا اليَومَ ثُبُوراً واحِداً وَ ادعُوا ثُبُوراً كَثِيراً فَقَالَ يَا كَثِيرُ إِنّكَ رَجُلٌ صَالِحٌ وَ لَستَ بِمُتّهَمٍ وَ إنِيّ أَخَافُ عَلَيكَ أَن تَهلِكَ إِنّ كُلّ إِمَامٍ جَائِرٍ فَإِنّ أَتبَاعَهُم إِذَا أُمِرَ بِهِم إِلَي النّارِ نَادَوا بِاسمِهِ فَقَالُوا يَا فُلَانُ يَا مَن أَهلَكَنَا هَلُمّ الآنَ فَخَلّصنَا مِمّا نَحنُ فِيهِ ثُمّ يَدعُونَ بِالوَيلِ وَ الثّبُورِ فَعِندَهَا يُقَالُ لَهُملا تَدعُوا اليَومَ ثُبُوراً واحِداً وَ ادعُوا ثُبُوراً كَثِيراً ثُمّ قَالَ زَيدُ بنُ عَلِيّ رَحِمَهُ اللّهُ حدَثّنَيِ أَبِي عَلِيّ بنُ الحُسَينِ عَن أَبِيهِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لعِلَيِّ ع يَا عَلِيّ أَنتَ وَ أَصحَابُكَ فِي الجَنّةِ أَنتَ وَ أَتبَاعُكَ يَا عَلِيّ فِي الجَنّةِ
16- مِن كِتَابِ فَضَائِلِ الشّيعَةِ،لِلصّدُوقِ رَحِمَهُ اللّهُ بِإِسنَادِهِ عَن عَامِرٍ الجهُنَيِّ قَالَدَخَلَ رَسُولُ اللّهِص المَسجِدَ وَ نَحنُ جُلُوسٌ وَ فِينَا أَبُو بَكرٍ وَ عُمَرُ وَ عُثمَانُ وَ عَلِيّ ع فِي نَاحِيَةٍ فَجَاءَ النّبِيّص فَجَلَسَ إِلَي جَانِبِ عَلِيّ ع فَجَعَلَ يَنظُرُ يَمِيناً وَ شِمَالًا ثُمّ قَالَ إِنّ عَن يَمِينِ العَرشِ وَ عَن يَسَارِ العَرشِ لَرِجَالًا عَلَي مَنَابِرَ مِن نُورٍ يَتَلَألَأُ وُجُوهُهُم نُوراً قَالَ فَقَامَ أَبُو بَكرٍ فَقَالَ بأِبَيِ أَنتَ وَ أمُيّ يَا رَسُولَ اللّهِ أَنَا مِنهُم قَالَ لَهُ اجلِس ثُمّ قَامَ إِلَيهِ عُمَرُ فَقَالَ لَهُ مِثلَ ذَلِكَ فَقَالَ لَهُ اجلِس
صفحه : 179
فَلَمّا رَأَي ابنُ مَسعُودٍ مَا قَالَ لَهُمَا النّبِيّص استَوَي قَائِماً عَلَي قَدَمَيهِ ثُمّ قَالَ بأِبَيِ أَنتَ وَ أمُيّ يَا رَسُولَ اللّهِ صِفهُم لَنَا نَعرِفهُم بِصِفَتِهِم قَالَ فَضَرَبَ عَلَي مَنكِبِ عَلِيّ ع ثُمّ قَالَ هَذَا وَ شِيعَتُهُ هُمُ الفَائِزُونَ
17- وَ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا عَلِيّ أَنَا أَوّلُ مَن يَنفُضُ التّرَابَ عَن رَأسِهِ وَ أَنتَ معَيِ ثُمّ سَائِرُ الخَلقِ يَا عَلِيّ أَنتَ وَ شِيعَتُكَ عَلَي الحَوضِ تَسقُونَ مَن أَحبَبتُم وَ تَمنَعُونَ مَن كَرِهتُم وَ أَنتُمُ الآمِنُونَ يَومَ الفَزَعِ الأَكبَرِ فِي ظِلّ العَرشِ يَفزَعُ النّاسُ وَ لَا تَفزَعُونَ وَ يَحزَنُ النّاسُ وَ لَا تَحزَنُونَ فِيكُم نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُإِنّ الّذِينَ سَبَقَت لَهُم مِنّا الحُسني أُولئِكَ عَنها مُبعَدُونَ لا يَسمَعُونَ حَسِيسَها وَ هُم فِي مَا اشتَهَت أَنفُسُهُم خالِدُونَ لا يَحزُنُهُمُ الفَزَعُ الأَكبَرُ وَ تَتَلَقّاهُمُ المَلائِكَةُ هذا يَومُكُمُ ألّذِي كُنتُم تُوعَدُونَ يَا عَلِيّ أَنتَ وَ شِيعَتُكَ تَطلُبُونَ فِي المَوقِفِ وَ أَنتُم فِي الجِنَانِ تَتَنَعّمُونَ الخَبَرَ
18- وَ عَنِ ابنِ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَن عَبّادِ بنِ سُلَيمَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ عَن أَبِيهِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع لأِبَيِ بَصِيرٍ يَا أَبَا مُحَمّدٍ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي يُكرِمُ الشّبَابَ مِنكُم أَن يُعَذّبَهُم وَ يسَتحَييِ مِنَ الكُهُولِ أَن يُحَاسِبَهُم قَالَ قُلتُ هَذَا لَنَا خَاصّ أَم لِأَهلِ التّوحِيدِ فَقَالَ لَا وَ اللّهِ إِلّا لَكُم خَاصّةً ثُمّ قَالَ لَقَد ذَكَرَكُمُ اللّهُ إِذ حَكَي عَن عَدُوّكُم وَ هُم فِي النّارِ إِذ يَقُولُونَما لَنا لا نَري رِجالًا كُنّا نَعُدّهُم مِنَ الأَشرارِالآيَاتِ وَ اللّهِ مَا عَنَي وَ لَا أَرَادَ بِهَذَا غَيرَكُم إِذ صِرتُم فِي هَذَا العَالَمِ شِرَارَ النّاسِ فَأَنتُم وَ اللّهِ فِي الجَنّةِ تُحبَرُونَ وَ فِي النّارِ تُطلَبُونَ الخَبَرَ
19- وَ بِإِسنَادِهِ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ يُؤتَي بِأَقوَامٍ عَلَي مَنَابِرَ مِن نُورٍ تَتَلَألَأُ وُجُوهُهُم كَالقَمَرِ لَيلَةَ البَدرِ يَغبِطُهُمُ الأَوّلُونَ وَ الآخِرُونَ ثُمّ سَكَتَ ثُمّ أَعَادَ الكَلَامَ ثَلَاثاً فَقَالَ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ بأِبَيِ أَنتَ وَ أمُيّ هُمُ الشّهَدَاءُ قَالَ هُمُ الشّهَدَاءُ وَ لَيسَ هُم الشّهَدَاءُ
صفحه : 180
الّذِينَ تَظُنّونَ قَالَ هُمُ الأَنبِيَاءُ قَالَ هُمُ الأَوصِيَاءُ قَالَ هُمُ الأَوصِيَاءُ وَ لَيسَ هُمُ الأَوصِيَاءُ الّذِينَ تَظُنّونَ قَالَ فَمِن أَهلِ السّمَاءِ أَو مِن أَهلِ الأَرضِ قَالَ هُم مِن أَهلِ الأَرضِ قَالَ فأَخَبرِنيِ مَن هُم قَالَ فَأَومَأَ بِيَدِهِ إِلَي عَلِيّ ع فَقَالَ هَذَا وَ شِيعَتُهُ
20- وَ بِإِسنَادِهِ عَن مُحَمّدِ بنِ قَيسٍ وَ عَامِرِ بنِ السّمطِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يأَتيِ يَومَ القِيَامَةِ قَومٌ عَلَيهِم ثِيَابٌ مِن نُورٍ عَلَي وُجُوهِهِم نُورٌ يُعرَفُونَ بِآثَارِ السّجُودِ يَتَخَطّونَ صَفّاً بَعدَ صَفّ حَتّي يَصِيرُوا بَينَ يدَيَ رَبّ العَالَمِينَ يَغبِطُهُمُ النّبِيّونَ وَ المَلَائِكَةُ وَ الشّهَدَاءُ وَ الصّالِحُونَ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ مَن هَؤُلَاءِ يَا رَسُولَ اللّهِ الّذِينَ يَغبِطُهُمُ النّبِيّونَ وَ المَلَائِكَةُ وَ الشّهَدَاءُ وَ الصّالِحُونَ قَالَ أُولَئِكَ شِيعَتُنَا وَ عَلِيّ إِمَامُهُم
21- وَ بِإِسنَادِهِ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لعِلَيِّ يَا عَلِيّ لَقَد مُثّلَت لِي أمُتّيِ فِي الطّينِ حَتّي رَأَيتُ صَغِيرَهُم وَ كَبِيرَهُم أَروَاحاً قَبلَ أَن تُخلَقَ أَجسَادُهُم وَ إنِيّ مَرَرتُ بِكَ وَ بِشِيعَتِكَ فَاستَغفَرتُ لَكُم فَقَالَ عَلِيّ يَا نبَيِّ اللّهِ زدِنيِ فِيهِم قَالَ نَعَم يَا عَلِيّ تَخرُجُ أَنتَ وَ شِيعَتُكَ مِن قُبُورِكُم وَ وُجُوهُكُم كَالقَمَرِ لَيلَةَ البَدرِ وَ قَد فُرّجَت عَنكُمُ الشّدَائِدُ وَ ذَهَبَ عَنكُمُ الأَحزَانُ تَستَظِلّونَ تَحتَ العَرشِ يَخَافُ النّاسُ وَ لَا تَخَافُونَ وَ يَحزَنُ النّاسُ وَ لَا تَحزَنُونَ وَ تُوضَعُ لَكُم مَائِدَةٌ وَ النّاسُ فِي المُحَاسَبَةِ
22- وَ بِإِسنَادِهِ عَن مَالِكٍ الجهُنَيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَيسَ مِن قَومٍ ائتَمّوا بِإِمَامٍ فِي دَارِ الدّنيَا إِلّا جَاءَ يَومَ القِيَامَةِ يَلعَنُهُم وَ يَلعَنُونَهُ إِلّا أَنتُم وَ مَن كَانَ بِمِثلِ حَالِكُم
23-ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر]القَاسِمُ بنُ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع
صفحه : 181
يَقُولُ يُجَاءُ بِعَبدٍ يَومَ القِيَامَةِ قَد صَلّي فَيَقُولُ يَا رَبّ صَلّيتُ ابتِغَاءَ وَجهِكَ فَيُقَالُ لَهُ إِنّكَ صَلّيتَ لِيُقَالَ مَا أَحسَنَ صَلَاةَ فُلَانٍ اذهَبُوا بِهِ إِلَي النّارِ وَ يُجَاءُ بِعَبدٍ قَد قَاتَلَ فَيَقُولُ يَا رَبّ قَد قَاتَلتُ ابتِغَاءَ وَجهِكَ فَيُقَالُ لَهُ بَل قَاتَلتَ لِيُقَالَ مَا أَشجَعَ فُلَاناً اذهَبُوا بِهِ إِلَي النّارِ وَ يُجَاءُ بِعَبدٍ قَد تَعَلّمَ القُرآنَ فَيَقُولُ يَا رَبّ تَعَلّمتُ القُرآنَ ابتِغَاءَ وَجهِكَ فَيُقَالُ لَهُ بَل تَعَلّمتَ لِيُقَالَ مَا أَحسَنَ صَوتَ فُلَانٍ اذهَبُوا بِهِ إِلَي النّارِ وَ يُجَاءُ بِعَبدٍ قَد أَنفَقَ مَالَهُ فَيَقُولُ يَا رَبّ أَنفَقتُ ماَليِ ابتِغَاءَ وَجهِكَ فَيُقَالُ لَهُ بَل أَنفَقتَهُ لِيُقَالَ مَا أَسخَي فُلَاناً اذهَبُوا بِهِ إِلَي النّارِ
24-ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر]القَاسِمُ عَن عَلِيّ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّ النّاسَ يُقسَمُ بَينَهُم النّورُ يَومَ القِيَامَةِ عَلَي قَدرِ إِيمَانِهِم وَ يُقسَمُ لِلمُنَافِقِ فَيَكُونُ نُورُهُ عَلَي إِبهَامِ رِجلِهِ اليُسرَي فَيَطفَأُ نُورُهُ فَيَقُولُ مَكَانَكُم حَتّي أَقتَبِسَ مِن نُورِكُمقِيلَ ارجِعُوا وَراءَكُم فَالتَمِسُوا نُوراًيعَنيِ حَيثُ قُسِمَ النّورُ قَالَ فَيَرجِعُونَ فَيُضرَبُ بَينَهُمُ السّورُ قَالَ فَيُنَادُونَهُم مِن وَرَاءِ السّورِأَ لَم نَكُن مَعَكُم قالُوا بَلي وَ لكِنّكُم فَتَنتُم أَنفُسَكُم وَ تَرَبّصتُم وَ ارتَبتُم وَ غَرّتكُمُ الأمَانيِّ حَتّي جاءَ أَمرُ اللّهِ وَ غَرّكُم بِاللّهِ الغَرُورُ فَاليَومَ لا يُؤخَذُ مِنكُم فِديَةٌ وَ لا مِنَ الّذِينَ كَفَرُوا مَأواكُمُ النّارُ هيَِ مَولاكُم وَ بِئسَ المَصِيرُ ثُمّ قَالَ يَا أَبَا مُحَمّدٍ أَمَا وَ اللّهِ مَا قَالَ اللّهُ لِليَهُودِ وَ النّصَارَي وَ لَكِنّهُ عَنَي أَهلَ القِبلَةِ
25-ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] الحَسَنُ بنُ مَحبُوبٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا الحَسَنِ ع يَقُولُ قَالَ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ ع إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ نَادَي مُنَادٍ أَينَ الصّابِرُونَ فَيَقُومُ عُنُقٌ مِنَ النّاسِ فيَنُاَديِ مُنَادٍ أَينَ المُتَصَبّرُونَ فَيَقُومُ عُنُقٌ مِنَ النّاسِ فَقُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ وَ مَا الصّابِرُونَ قَالَ الصّابِرُونَ عَلَي أَدَاءِ الفَرَائِضِ وَ المُتَصَبّرُونَ عَلَي تَركِ المعَاَصيِ
26- مِن كِتَابِ التّمحِيصِ، عَن عَلِيّ بنِ عَفّانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ اللّهَ لَيَعتَذِرُ إِلَي عَبدِهِ المُؤمِنِ المُحتَاجِ كَانَ فِي الدّنيَا كَمَا يَعتَذِرُ الأَخُ إِلَي أَخِيهِ فَيَقُولُ لَا وَ عزِتّيِ مَا أَفقَرتُكَ لِهَوَانٍ بِكَ عَلَيّ فَارفَع هَذَا الغِطَاءَ فَانظُر مَا عَوّضتُكَ مِنَ الدّنيَا
صفحه : 182
فَيَكشِفُ الغِطَاءَ فَيَنظُرُ إِلَي مَا عَوّضَهُ اللّهُ مِنَ الدّنيَا فَيَقُولُ مَا يضَرُنّيِ مَا منَعَتنَيِ مَعَ مَا عوَضّتنَيِ
27- وَ عَنهُ ع قَالَ إِنّ اللّهَ مَا اعتَذَرَ إِلَي مَلَكٍ مُقَرّبٍ وَ لَا إِلَي نبَيِّ مُرسَلٍ إِلّا إِلَي فُقَرَاءِ شِيعَتِنَا قِيلَ لَهُ وَ كَيفَ يَعتَذِرُ إِلَيهِم قَالَ ينُاَديِ مُنَادٍ أَينَ فُقَرَاءُ المُؤمِنِينَ فَيَقُومُ عُنُقٌ مِنَ النّاسِ فَيَتَجَلّي لَهُمُ الرّبّ فَيَقُولُ وَ عزِتّيِ وَ جلَاَليِ وَ علُوُيّ وَ آلاَئيِ وَ ارتِفَاعِ مكَاَنيِ مَا حَبَستُ عَنكُم شَهَوَاتِكُم فِي دَارِ الدّنيَا هَوَاناً بِكُم عَلَيّ وَ لَكِن ذَخَرتُهُ لَكُم لِهَذَا اليَومِ أَ مَا تَرَي قَولَهُ مَا حَبَستُ عَنكُم شَهَوَاتِكُم فِي دَارِ الدّنيَا اعتِذَاراً قُومُوا اليَومَ فَتَصَفّحُوا وُجُوهَ خلَاَئقِيِ فَمَن وَجَدتُم لَهُ عَلَيكُم مِنّةً بِشَربَةٍ مِن مَاءٍ فَكَافُوهُ عنَيّ بِالجَنّةِ
28- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] ابنُ عُبدُونٍ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ الزّبَيرِ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ بنِ فَضّالٍ عَنِ العَبّاسِ[ بنِ]عَامِرٍ عَن أَحمَدَ بنِ رِزقٍ عَن يَحيَي بنِ العَلَاءِ الراّزيِّ قَالَ دَخَلَ عَلِيّ ع عَلَي رَسُولِ اللّهِص وَ هُوَ فِي بَيتِ أُمّ سَلَمَةَ فَلَمّا رَآهُ قَالَ كَيفَ أَنتَ يَا عَلِيّ إِذَا جُمِعَتِ الأُمَمُ وَ وُضِعَتِ المَوَازِينُ وَ بَرَزَ لِعَرضِ خَلقِهِ وَ دعُيَِ النّاسُ إِلَي مَا لَا بُدّ مِنهُ قَالَ فَدَمَعَت عَينُ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص مَا يُبكِيكَ يَا عَلِيّ تُدعَي وَ اللّهِ أَنتَ وَ شِيعَتُكَ غُرّاً مُحَجّلِينَ رِوَاءً مَروِيّينَ مُبيَاضّةً وُجُوهُهُم وَ يُدعَي بِعَدُوّكَ مُسوَادّةً وُجُوهُهُم أَشقِيَاءَ مُعَذّبِينَ أَ مَا سَمِعتَ إِلَي قَولِ اللّهِإِنّ الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُم خَيرُ البَرِيّةِ أَنتَ وَ شِيعَتُكَ وَ الّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَاأُولئِكَ هُم شَرّ البَرِيّةِعَدُوّكَ يَا عَلِيّ
29- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] الحُسَينُ بنُ اِبرَاهِيمَ القزَويِنيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ وَهبَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ
صفحه : 183
أَحمَدَ بنِ زَكَرِيّا عَنِ الحَسَنِ بنِ فَضّالٍ عَن عَلِيّ بنِ عُقبَةَ عَن أَسبَاطِ بنِ سَالِمٍ عَن أَيّوبَ بنِ رَاشِدٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ مَانِعُ الزّكَاةِ يُطَوّقُ بِحَيّةٍ قَرعَاءَ تَأكُلُ مِن دِمَاغِهِ وَ ذَلِكَ قَولُ اللّهِ تَعَالَيسَيُطَوّقُونَ ما بَخِلُوا بِهِ يَومَ القِيامَةِ
30-نَوَادِرُ الراّونَديِّ،بِإِسنَادِهِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص كُلّكُم يُكَلّمُ رَبّهُ يَومَ القِيَامَةِ لَيسَ بَينَهُ وَ بَينَهُ تَرجُمَانٌ فَيَنظُرُ أَمَامَهُ فَلَا يَجِدُ إِلّا مَا قَدّمَ وَ يَنظُرُ عَن يَمِينِهِ فَلَا يَجِدُ إِلّا مَا قَدّمَ ثُمّ يَنظُرُ عَن يَسَارِهِ فَإِذَا هُوَ بِالنّارِ فَاتّقُوا النّارَ وَ لَو بِشِقّ تَمرَةٍ فَإِن لَم يَجِد أَحَدُكُم فَبِكَلِمَةٍ طَيّبَةٍ
31- وَ بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن أَعَانَ مُؤمِناً مُسَافِراً فِي حَاجَتِهِ نَفّسَ اللّهُ تَعَالَي عَنهُ ثَلَاثاً وَ سَبعِينَ كُربَةً وَاحِدَةً فِي الدّنيَا مِنَ الغَمّ وَ الهَمّ وَ اثنَتَينِ وَ سَبعِينَ كُربَةً عِندَ كُربَتِهِ العُظمَي قِيلَ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ مَا الكُربَةُ العُظمَي قَالَ حَيثُ يَتَشَاغَلُ النّاسُ بِأَنفُسِهِم حَتّي إِنّ اِبرَاهِيمَ ع يَقُولُ أَسأَلُكَ بخِلُتّيِ أَن لَا تسُلَمّنَيِ إِلَيهَا
32-ل ،[الخصال ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَنِ الحمِيرَيِّ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَمّن ذَكَرَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ الإِنسُ عَلَي ثَلَاثَةِ أَجزَاءٍ فَجُزءٌ تَحتَ ظِلّ العَرشِ يَومَ لَا ظِلّ إِلّا ظِلّهُ وَ جُزءٌ عَلَيهِمُ الحِسَابُ وَ العَذَابُ وَ جُزءٌ وُجُوهُهُم وُجُوهُ الآدَمِيّينَ وَ قُلُوبُهُم قُلُوبُ الشّيَاطِينِ
33-يد،[التوحيد] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ هَاشِمٍ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن أَبِي جَمِيلَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الحلَبَيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ يُدعَونَ إِلَي السّجُودِ فَلا يَستَطِيعُونَ قَالَ أُفحِمَ القَومُ وَ دَخَلَتهُمُ الهَيبَةُ وَ شُخِصَتِ الأَبصَارُوَ بَلَغَتِ القُلُوبُ الحَناجِرَخاشِعَةً أَبصارُهُم تَرهَقُهُم ذِلّةٌ وَ قَد كانُوا يُدعَونَ إِلَي السّجُودِ وَ هُم سالِمُونَ
صفحه : 184
34-فس ،[تفسير القمي] يَومَ يُكشَفُ عَن ساقٍ وَ يُدعَونَ إِلَي السّجُودِ قَالَ يُكشَفُ عَنِ الأُمُورِ التّيِ خَفِيَت وَ مَا غَصَبُوا آلَ مُحَمّدٍ حَقّهُموَ يُدعَونَ إِلَي السّجُودِ قَالَ يُكشَفُ لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَتَصِيرُ أَعنَاقُهُم مِثلَ صيَاَصيِ البَقَرِ يعَنيِ قُرُونَهَافَلا يَستَطِيعُونَ أَن يَسجُدُوا وَ هُوَ عُقُوبَةٌ لَهُم لِأَنّهُم لَم يُطِيعُوا اللّهَ فِي الدّنيَا فِي أَمرِهِ وَ هُوَ قَولُهُ تَعَالَيوَ قَد كانُوا يُدعَونَ إِلَي السّجُودِ وَ هُم سالِمُونَ قَالَ إِلَي وَلَايَتِهِ فِي الدّنيَا وَ هُم يَستَطِيعُونَ
35-سن ،[المحاسن ] ابنُ يَزِيدَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن حَمّادِ بنِ عُثمَانَ وَ غَيرِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّيَومَ نَحشُرُ المُتّقِينَ إِلَي الرّحمنِ وَفداً قَالَ يُحشَرُونَ عَلَي النّجَائِبِ
بيان قال الفيروزآبادي النجيب الكريم الحسيب وناقة نجيب ونجيبة والجمع نجائب
36-سن ،[المحاسن ] أَبِي عَن حَمزَةَ بنِ عَبدِ اللّهِ الجعَفرَيِّ عَن أَبِي الحَسَنِ الدهّنيِّ وَ عَن جَمِيلِ بنِ دَرّاجٍ عَنهُ عَن أَبَانِ بنِ تَغلِبَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّ اللّهَ يَبعَثُ شِيعَتَنَا يَومَ القِيَامَةِ عَلَي مَا فِيهِم مِن ذُنُوبٍ أَو غَيرِهِ مُبيَضّةً وُجُوهُهُم مَستُورَةً عَورَاتُهُم آمِنَةً رَوعَتُهُم قَد سُهّلَت لَهُمُ المَوَارِدُ وَ ذَهَبَت عَنهُمُ الشّدَائِدُ يَركَبُونَ نُوقاً مِن يَاقُوتٍ فَلَا يَزَالُونَ يَدُورُونَ خِلَالَ الجَنّةِ عَلَيهِم شِرَاكٌ مِن نُورٍ يَتَلَألَأُ تُوضَعُ لَهُمُ المَوَائِدُ فَلَا يَزَالُونَ يَطعَمُونَ وَ النّاسُ فِي الحِسَابِ وَ هُوَ قَولُ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيإِنّ الّذِينَ سَبَقَت لَهُم مِنّا الحُسني أُولئِكَ عَنها مُبعَدُونَ لا يَسمَعُونَ حَسِيسَها وَ هُم فِي مَا اشتَهَت أَنفُسُهُم خالِدُونَ
37-سن ،[المحاسن ] مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ عَن عُبَيسِ بنِ هِشَامٍ عَن أَسبَاطِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَيَخرُجُ شِيعَتُنَا مِن قُبُورِهِم عَلَي نُوقٍ بِيضٍ لَهَا أَجنِحَةٌ وَ شُرُكُ نِعَالِهِم نُورٌ يَتَلَألَأُ قَد وُضِعَت عَنهُمُ الشّدَائِدُ وَ سُهّلَت لَهُمُ المَوَارِدُ مَستُورَةٌ عَورَاتُهُم مُسَكّنَةٌ رَوعَاتُهُم قَد أُعطُوا الأَمنَ وَ الإِيمَانَ وَ انقَطَعَت عَنهُمُ الأَحزَانُ يَخَافُ النّاسُ وَ لَا
صفحه : 185
يَخَافُونَ وَ يَحزَنُ النّاسُ وَ لَا يَحزَنُونَ وَ هُم فِي ظِلّ عَرشِ الرّحمَنِ يُوضَعُ لَهُم مَائِدَةٌ يَأكُلُونَ مِنهَا وَ النّاسُ فِي الحِسَابِ
38-سن ،[المحاسن ] ابنُ يَزِيدَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ شَرِيكٍ العاَمرِيِّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ بَينَا رَسُولُ اللّهِص فِي نَفَرٍ مِن أَصحَابِهِ فِيهِم عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع فَقَالَ يَخرُجُ قَومٌ مِن قُبُورِهِم وُجُوهُهُم أَشَدّ بَيَاضاً مِنَ القَمَرِ عَلَيهِم ثِيَابٌ أَشَدّ بَيَاضاً مِنَ اللّبَنِ عَلَيهِم نِعَالٌ مِن نُورٍ شُرُكُهَا مِن ذَهَبٍ فَيُؤتَونَ بِنَجَائِبَ مِن نُورٍ عَلَيهَا رَحَائِلُ مِن نُورٍ أَزِمّتُهَا سَلَاسِلُ ذَهَبٍ وَ رُكُبُهَا مِن زَبَرجَدٍ فَيَركَبُونَ عَلَيهَا حَتّي يَصِيرُوا أَمَامَ العَرشِ وَ النّاسُ يَهتَمّونَ وَ يَغتَمّونَ وَ يَحزَنُونَ وَ هُم يَأكُلُونَ وَ يَشرَبُونَ فَقَالَ عَلِيّ ع مَن هُم يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ أُولَئِكَ شِيعَتُكَ وَ أَنتَ إِمَامُهُم
توضيح الشرك ككتب جمع الشراك بالكسر و هوسير النعل وكذا الركب بضمتين جمع الركاب و هو مايوضع فيه الرحل عندالركوب
39-سن ،[المحاسن ] أَبِي عَن أَحمَدَ بنِ عَبدِ المَلِكِ عَن جَمِيلِ بنِ دَرّاجٍ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ الثقّفَيِّ قَالَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ عَن يَمِينِ العَرشِ قَوماً وُجُوهُهُم مِن نُورٍ عَلَي مَنَابِرَ مِن نُورٍ يَغبِطُهُمُ النّبِيّونَ لَيسُوا بِأَنبِيَاءَ وَ لَا شُهَدَاءَ فَقَالُوا يَا نبَيِّ اللّهِ وَ مَا ازدَادُوا هَؤُلَاءِ مِنَ اللّهِ إِذَا لَم يَكُونُوا أَنبِيَاءَ وَ لَا شُهَدَاءَ إِلّا قُرباً مِنَ اللّهِ قَالَ أُولَئِكَ شِيعَةُ عَلِيّ وَ عَلِيّ إِمَامُهُم
40-سن ،[المحاسن ] ابنُ فَضّالٍ عَن مُثَنّي الحَنّاطِ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع نَحوَهُ وَ اختَلَفَ فِيهِ بَعضُ لَفظِهِ قَالَ يَغبِطُهُمُ النّبِيّونَ وَ المُرسَلُونَ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ مَا أَعظَمَ مَنزِلَةَ هَؤُلَاءِ قَالَ هَؤُلَاءِ وَ اللّهِ شِيعَةُ عَلِيّ وَ هُوَ إِمَامُهُم
41-سن ،[المحاسن ] ابنُ فَضّالٍ عَن مُحَمّدِ بنِ فُضَيلٍ عَن أَبِي حَمزَةَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ
صفحه : 186
ع شِيعَتُنَا أَقرَبُ الخَلقِ مِن عَرشِ اللّهِ يَومَ القِيَامَةِ بَعدَنَا
42-سن ،[المحاسن ] أَبِي عَن سَعدَانَ بنِ مُسلِمٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ أَبِي العَلَاءِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَا حُسَينُ شِيعَتُنَا مَا أَقرَبَهُم مِنَ اللّهِ وَ أَحسَنَ صُنعَ اللّهِ إِلَيهِم يَومَ القِيَامَةِ وَ اللّهِ لَو لَا أَن يُدخِلَهُم وَهنٌ وَ يَستَعظِمَ النّاسُ ذَلِكَ لَسَلّمَت عَلَيهِمُ المَلَائِكَةُ قُبُلًا
43-شي،[تفسير العياشي] عَن سَلّامٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِاليَومَ تُجزَونَ عَذابَ الهُونِ قَالَ العَطَشُ يَومَ القِيَامَةِ
44-شي،[تفسير العياشي] عَنِ الفُضَيلِ عَن ابنِ عَبدِ اللّهِ ع مِثلَهُ
45-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] أَبُو هُرَيرَةَ سَمِعتُ أَبَا القَاسِمِ ع يَقُولُيَومَ يَفِرّ المَرءُ مِن أَخِيهِ وَ أُمّهِ وَ أَبِيهِ وَ صاحِبَتِهِ وَ بَنِيهِ إِلّا مَن كَانَ عَلَي وَلَايَةِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ فَإِنّهُ لَا يَفِرّ مِمّن وَالَاهُ وَ لَا يعُاَديِ مَن أَحَبّهُ وَ لَا يُحِبّ مَن أَبغَضَهُ
46-شي،[تفسير العياشي] عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِكَأَنّما أُغشِيَت وُجُوهُهُم قِطَعاً مِنَ اللّيلِ مُظلِماً قَالَ أَ مَا تَرَي البَيتَ إِذَا كَانَ اللّيلُ كَانَ أَشَدّ سَوَاداً مِن خَارِجٍ فَكَذَلِكَ وُجُوهُهُم تَزدَادُ سَوَاداً
47-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ مَن لَا يُؤمِنُ بِالقُرآنِ فَمَا آمَنَ بِالتّورَاةِ لِأَنّ اللّهَ تَعَالَي أَخَذَ عَلَيهِمُ الإِيمَانَ بِهِمَا لَا يَقبَلُ الإِيمَانَ بِأَحَدِهِمَا إِلّا بِالإِيمَانِ بِالآخَرِ فَكَذَلِكَ فَرَضَ اللّهُ الإِيمَانَ بِوَلَايَةِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع كَمَا فَرَضَ الإِيمَانَ بِمُحَمّدٍص فَمَن قَالَ آمَنتُ بِنُبُوّةِ مُحَمّدٍص وَ كَفَرتُ بِوَلَايَةِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَمَا آمَنَ بِنُبُوّةِ مُحَمّدٍص إِنّ اللّهَ تَعَالَي إِذَا بَعَثَ الخَلَائِقَ يَومَ القِيَامَةِ نَادَي منُاَديِ رَبّنَا نِدَاءَ تَعرِيفِ الخَلَائِقِ فِي إِيمَانِهِم وَ كُفرِهِم فَقَالَ اللّهُ أَكبَرُ اللّهُ أَكبَرُ وَ مُنَادٍ آخَرُ ينُاَديِ مَعَاشِرَ الخَلَائِقِ سَاعِدُوهُ عَلَي
صفحه : 187
هَذِهِ المَقَالَةِ فَأَمّا الدّهرِيّةُ وَ المُعَطّلَةُ فَيَخرَسُونَ عَن ذَلِكَ وَ لَا تَنطِقُ أَلسِنَتُهُم وَ يَقُولُهَا سَائِرُ النّاسِ ثُمّ يَقُولُ المنُاَديِ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ فَيَقُولُ الخَلَائِقُ كُلّهُم ذَلِكَ إِلّا مَن كَانَ يُشرِكُ بِاللّهِ تَعَالَي مِنَ المَجُوسِ وَ النّصَارَي وَ عَبَدَةِ الأَوثَانِ فَإِنّهُم يَخرَسُونَ فَيَبِينُونَ بِذَلِكَ مِن سَائِرِ الخَلَائِقِ ثُمّ يَقُولُ المنُاَديِ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ فَيَقُولُهَا المُسلِمُونَ أَجمَعُونَ وَ يَخرَسُ عَنهَا اليَهُودُ وَ النّصَارَي وَ سَائِرُ المُشرِكِينَ ثُمّ ينُاَديِ مُنَادٍ آخَرُ مِن عَرَصَاتِ القِيَامَةِ أَلَا فَسُوقُوهُم إِلَي الجَنّةِ لِشَهَادَتِهِم لِمُحَمّدٍص بِالنّبُوّةِ فَإِذَا النّدَاءُ مِن قِبَلِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ لَا بَلقِفُوهُم إِنّهُم مَسؤُلُونَ يَقُولُ المَلَائِكَةُ الّذِينَ قَالُوا سُوقُوهُم إِلَي الجَنّةِ لِشَهَادَتِهِم لِمُحَمّدٍص بِالنّبُوّةِ لِمَا يَقِفُونَ يَا رَبّنَا فَإِذَا النّدَاءُ مِن قِبَلِ اللّهِقِفُوهُم إِنّهُم مَسؤُلُونَ عَن وَلَايَةِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ يَا عبِاَديِ وَ إمِاَئيِ إنِيّ أَمَرتُهُم مَعَ الشّهَادَةِ بِمُحَمّدٍ شَهَادَةً أُخرَي فَإِذَا جَاءُوا بِهَا فَعَظّمُوا ثَوَابَهُم وَ أَكرِمُوا مَآبَهُم وَ إِن لَم يَأتُوا بِهَا لَم تَنفَعهُمُ الشّهَادَةُ لِمُحَمّدٍ بِالنّبُوّةِ وَ لَا لِي بِالرّبُوبِيّةِ فَمَن جَاءَ بِهَا فَهُوَ مِنَ الفَائِزِينَ وَ مَن لَم يَأتِ بِهَا فَهُوَ مِنَ الهَالِكِينَ قَالَ فَمِنهُم مَن يَقُولُ قَد كُنتُ لعِلَيِّ ع بِالوَلَايَةِ شَاهِداً وَ لِآلِ مُحَمّدٍص مُحِبّاً وَ هُوَ فِي ذَلِكَ كَاذِبٌ يَظُنّ كَذِبُهُ يُنجِيهِ فَيُقَالُ لَهُم سَوفَ نَستَشهِدُ عَلَي ذَلِكَ عَلِيّاً ع فَتَشهَدُ أَنتَ يَا أَبَا الحَسَنِ فَتَقُولُ الجَنّةُ لأِوَليِاَئيِ شَاهِدَةٌ وَ النّارُ لأِعَداَئيِ شَاهِدَةٌ فَمَن كَانَ مِنهُم صَادِقاً خَرَجَت إِلَيهِ رِيَاحُ الجَنّةِ وَ نَسِيمُهَا فَاحتَمَلَتهُ فَأَورَدَتهُ إِلَي أَعلَي غُرَفِهَا وَ أَحَلّتهُ دَارَ المُقَامَةِ مِن فَضلِ رَبّهِ لَا يَمَسّهُم فِيهَا نَصَبٌ وَ لَا يَمَسّهُم فِيهَا لُغُوبٌ وَ مَن كَانَ مِنهُم كَاذِباً جَاءَتهُ سَمُومُ النّارِ وَ حَمِيمُهَا وَ ظِلّهَا ألّذِي هُوَ ثَلَاثُ شُعَبٍلا ظَلِيلٍ وَ لا يغُنيِ مِنَ اللّهَبِفَتَحمِلُهُ فِي الهَوَاءِ وَ تُورِدُهُ نَارَ جَهَنّمَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص فَكَذَلِكَ أَنتَ قَسِيمُ الجَنّةِ وَ النّارِ تَقُولُ لَهَا هَذَا لِي وَ هَذَا لَكِ
صفحه : 188
بيان قوله تعالي إني أمرتهم توجيه للخطاب إلي الملائكة بعدتوجيهه أولا إلي العباد والإماء بندائهم ليسمعوا مايأمر الله الملائكة فيهم
48-شي،[تفسير العياشي] عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَمّن رَوَاهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سُئِلَ عَن قَولِ اللّهِوَ أَسَرّوا النّدامَةَ لَمّا رَأَوُا العَذابَ قَالَ قِيلَ لَهُ وَ مَا يَنفَعُهُم إِسرَارُ النّدَامَةِ وَ هُم فِي العَذَابِ قَالَ كَرِهُوا شَمَاتَةَ الأَعدَاءِ
49-شي،[تفسير العياشي] عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَطَاءٍ المكَيّّ قَالَ سَأَلتُ أَبَا جَعفَرٍ ع عَن قَولِ اللّهِرُبَما يَوَدّ الّذِينَ كَفَرُوا لَو كانُوا مُسلِمِينَ قَالَ ينُاَديِ مُنَادٍ يَومَ القِيَامَةِ يَسمَعُ الخَلَائِقُ أَنّهُ لَا يَدخُلُ الجَنّةَ إِلّا مُسلِمٌ ثَمّ يَوَدّ سَائِرُ الخَلقِ أَنّهُم كَانُوا مُسلِمِينَ
50- وَ بِهَذَا الإِسنَادِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَثَمّ يَوَدّ الخَلقُ أَنّهُم كَانُوا مُسلِمِينَ
51-شي،[تفسير العياشي] عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عُمَرَ رَفَعَهُ إِلَي أَحَدِهِمَا ع فِي قَولِ اللّهِوَ نَحشُرُهُم يَومَ القِيامَةِ عَلي وُجُوهِهِم قَالَ عَلَي جِهَاتِهِم
بيان لعله ع فسر الوجه بالجهة أي يحشرون متوجهين إلي الجهات التي كانوا إليها متوجهين في الدنيا من الاقتداء بأئمة الجور وعبادة الأصنام وكائنين علي الأحوال التي كانوا عليها من الفساد والمعصية و لايبعد أن يكون جهاتهم تصحيف جباههم
52-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ]وَ مِنَ النّاسِ مَن يَتّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَنداداً إِلَي قَولِهِوَ ما هُم بِخارِجِينَ مِنَ النّارِ قَالَ الإِمَامُ ع قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَمّا آمَنَ المُؤمِنُونَ وَ قَبِلَ وَلَايَةَ مُحَمّدٍ وَ عَلِيّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَا العَاقِلُونَ وَ صَدّ عَنهُمَا المُعَانِدُونَوَ مِنَ النّاسِ يَا مُحَمّدُمَن يَتّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَنداداًأَعدَاءً يَجعَلُونَهُم لِلّهِ أَمثَالًايُحِبّونَهُم كَحُبّ اللّهِيُحِبّونَ تِلكَ الأَندَادَ مِنَ الأَصنَامِ كَحُبّ اللّهِ وَ كَحُبّهِم لِلّهِوَ الّذِينَ آمَنُوا أَشَدّ حُبّا لِلّهِ مِن هَؤُلَاءِ المُتّخِذِينَ الأَندَادَ مَعَ اللّهِ لِأَنّ المُؤمِنِينَ يَرَونَ الرّبُوبِيّةَ لِلّهِ وَحدَهُ لَا يُشرِكُونَ بِهِ ثُمّ قَالَ يَا مُحَمّدُوَ لَو يَرَي الّذِينَ ظَلَمُوابِاتّخَاذِ الأَصنَامِ أَندَاداً وَ اتّخَاذِ الكُفّارِ وَ الفُجّارِ أَمثَالًا لِمُحَمّدٍ وَ عَلِيّإِذ يَرَونَ العَذابَحِينَ يَرَونَ العَذَابَ الوَاقِعَ بِهِم لِكُفرِهِم وَ عِنَادِهِمأَنّ القُوّةَ لِلّهِلَعَلِمُوا أَنّ القُوّةَ لِلّهِ يُعَذّبُ مَن يَشَاءُ وَ يُكرِمُ مَن يَشَاءُ لَا قُوّةَ لِلكُفّارِ يَمتَنِعُونَ
صفحه : 189
بِهَا عَن عَذَابِهِوَ أَنّ اللّهَ شَدِيدُ العَذابِ وَ لَعَلِمُوا أَنّ اللّهَ شَدِيدُ العَذَابِ لِمَنِ اتّخَذَ الأَندَادَ مَعَ اللّهِ ثُمّ قَالَإِذ تَبَرّأَ الّذِينَ اتّبِعُوا لَو رَأَي هَؤُلَاءِ الكُفّارُ الّذِينَ اتّخَذُوا الأَندَادَ حِينَ يَتَبَرّأُ الّذِينَ اتّبَعُوا الرّؤَسَاءَمِنَ الّذِينَ اتّبَعُواالرّعَايَا وَ الأَتبَاعَوَ تَقَطّعَت بِهِمُ الأَسبابُفَنِيَت حِيلَتُهُم وَ لَا يَقدِرُونَ عَلَي النّجَاةِ مِن عَذَابِ اللّهِ بشِيَءٍوَ قالَ الّذِينَ اتّبَعُواالأَتبَاعُلَو أَنّ لَنا كَرّةًيَتَمَنّونَ لَو كَانَ لَهُم كَرّةً رَجعَةً إِلَي الدّنيَافَنَتَبَرّأَ مِنهُمهُنَاكَكَما تَبَرّؤُا مِنّاهَاهُنَا قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّكَذلِكَ كَمَا تَبَرّأَ بَعضُهُم مِن بَعضٍيُرِيهِمُ اللّهُ أَعمالَهُم حَسَراتٍ عَلَيهِم وَ ذَلِكَ أَنّهُم عَمِلُوا فِي الدّنيَا لِغَيرِ اللّهِ فَيَرَونَ أَعمَالَ غَيرِهِمُ التّيِ كَانَت لِلّهِ قَد عَظّمَ اللّهُ ثَوَابَ أَهلِهَا وَ رَأَوا أَعمَالَ أَنفُسِهِم لَا ثَوَابَ لَهَا إِذ كَانَت لِغَيرِ اللّهِ أَو كَانَت عَلَي غَيرِ الوَجهِ ألّذِي أَمَرَ اللّهُ بِهِ قَالَ اللّهُ تَعَالَيوَ ما هُم بِخارِجِينَ مِنَ النّارِ كَانَ عَذَابُهُم سَرمَداً دَائِماً وَ كَانَت ذُنُوبُهُم كُفراً لَا تَلحَقُهُم شَفَاعَةُ نبَيِّ وَ لَا وصَيِّ وَ لَا خَيّرٍ مِن خِيَارِ شِيعَتِهِم
قَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَا مِن عَبدٍ وَ لَا أَمَةٍ زَالَ عَن وَلَايَتِنَا وَ خَالَفَ طَرِيقَتَنَا وَ سَمّي غَيرَنَا بِأَسمَائِنَا وَ أَسمَاءِ خِيَارِ أَهلِنَا ألّذِي اختَارَهُ اللّهُ لِلقِيَامِ بِدِينِهِ وَ دُنيَاهُ وَ لَقّبَهُ بِالقَائِمِ وَ هُوَ كَذَلِكَ يُلَقّبُهُ مُعتَقِداً لَا يَحمِلُهُ عَلَي ذَلِكَ تَقِيّةُ خَوفٍ وَ لَا تَدبِيرُ مَصلَحَةِ دِينٍ إِلّا بَعَثَهُ اللّهُ يَومَ القِيَامَةِ وَ مَن كَانَ قَدِ اتّخَذَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَلِيّاً وَ حُشِرَ إِلَيهِ الشّيَاطِينُ الّذِينَ كَانُوا يُغوُونَهُ فَقَالَ لَهُ يَا عبَديِ أَ رَبّاً معَيِ هَؤُلَاءِ كُنتَ تَعبُدُ وَ إِيّاهُم كُنتَ تَطلُبُ فَمِنهُم فَاطلُب ثَوَابَ مَا كُنتَ تَعمَلُ وَ لَكَ مَعَهُم عِقَابُ أَجرَامِكَ ثُمّ يَأمُرُ اللّهُ تَعَالَي أَن يُحشَرَ الشّيعَةُ المُوَالُونَ لِمُحَمّدٍ وَ عَلِيّ ع مِمّن كَانَ فِي تَقِيّةٍ لَا يُظهِرُ مَا يَعتَقِدُهُ وَ مِمّن لَم يَكُن عَلَيهِ تَقِيّةٌ وَ كَانَ يُظهِرُ مَا يَعتَقِدُهُ فَيَقُولُ اللّهُ تَعَالَي انظُرُوا حَسَنَاتِ شِيعَةِ مُحَمّدٍ وَ عَلِيّ فَضَاعِفُوهَا قَالَ فَتُضَاعَفُ حَسَنَاتُهُم أَضعَافاً مُضَاعَفَةً ثُمّ يَقُولُ اللّهُ تَعَالَي انظُرُوا ذُنُوبَ شِيعَةِ مُحَمّدٍ وَ عَلِيّ فَيَنظُرُونَ فَمِنهُم مَن قَلّت ذُنُوبُهُ فَكَانَت مَغمُورَةً فِي طَاعَتِهِ فَهَؤُلَاءِ السّعَدَاءُ مَعَ الأَولِيَاءِ وَ الأَصفِيَاءِ وَ مِنهُم مَن كَثُرَت ذُنُوبُهُ وَ عَظُمَت يَقُولُ اللّهُ تَعَالَي قَدّمُوا الّذِينَ كَانَ لَا تَقِيّةَ عَلَيهِم مِن أَولِيَاءِ مُحَمّدٍ وَ عَلِيّ فَيُقَدّمُونَ فَيَقُولُ اللّهُ تَعَالَي انظُرُوا حَسَنَاتِ عبِاَديِ هَؤُلَاءِ النّصّابِ الّذِينَ أَخَذُوا الأَندَادَ مِن
صفحه : 190
دُونِ مُحَمّدٍ وَ عَلِيّ وَ مِن دُونِ خُلَفَائِهِم فَاجعَلُوهَا لِهَؤُلَاءِ المُؤمِنِينَ لِمَا كَانَ مِنِ اغتِيَالِهِم بِهِم بِوَقِيعَتِهِم فِيهِم وَ قَصدِهِم إِلَي أَذَاهُم فَيَفعَلُونَ ذَلِكَ فَتَصِيرُ حَسَنَاتُ النّوَاصِبِ لِشِيعَتِنَا الّذِينَ لَم تَكُن عَلَيهِم تَقِيّةٌ ثُمّ يَقُولُ انظُرُوا إِلَي سَيّئَاتِ شِيعَةِ مُحَمّدٍ وَ عَلِيّ فَإِن بَقِيَت لَهُم عَلَي هَؤُلَاءِ النّصّابِ بِوَقِيعَتِهِم فِيهِم زِيَادَاتٌ فَاحمِلُوا عَلَي أُولَئِكَ النّصّابِ بِقَدرِهَا مِنَ الذّنُوبِ التّيِ لِهَؤُلَاءِ الشّيعَةِ فَيَفعَلُ ذَلِكَ ثُمّ يَقُولُ عَزّ وَ جَلّ ائتُوا بِالشّيعَةِ المُتّقِينَ لِخَوفِ الأَعدَاءِ فَافعَلُوا فِي حَسَنَاتِهِم وَ سَيّئَاتِهِم وَ حَسَنَاتِ هَؤُلَاءِ النّصّابِ وَ سَيّئَاتِهِم مَا فَعَلتُم بِالأَوّلِينَ فَيَقُولُ النّوَاصِبُ يَا رَبّنَا هَؤُلَاءِ كَانُوا مَعَنَا فِي مَشَاهِدِنَا حَاضِرِينَ وَ بِأَقَاوِيلِنَا قَائِلِينَ وَ لِمَذَاهِبِنَا مُعتَقِدِينَ فَيُقَالُ كَلّا وَ اللّهِ يَا أَيّهَا النّصّابُ مَا كَانُوا لِمَذَاهِبِكُم مُعتَقِدِينَ بَل كَانُوا بِقُلُوبِهِم لَكُم إِلَي اللّهِ مُخَالِفِينَ وَ إِن كَانُوا بِأَقوَالِكُم قَائِلِينَ وَ بِأَعمَالِكُم عَامِلِينَ لِلتّقِيّةِ مِنكُم مَعَاشِرَ الكَافِرِينَ قَدِ اعتَدَدنَا لَهُم بِأَقَاوِيلِهِم وَ أَفَاعِيلِهِم اعتِدَادَنَا بِأَقَاوِيلِ المُطِيعِينَ وَ أَفَاعِيلِ المُحسِنِينَ إِذ كَانُوا بِأَمرِنَا عَامِلِينَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص فَعِندَ ذَلِكَ تَعظُمُ حَسَرَاتُ النّصّابِ إِذ كَانُوا رَأَوا حَسَنَاتِهِم فِي مَوَازِينِ شِيعَتِنَا أَهلَ البَيتِ وَ رَأَوا سَيّئَاتِ شِيعَتِنَا عَلَي ظُهُورِ مَعَاشِرِ النّصّابِ فَذَلِكَ قَولُهُ عَزّ وَ جَلّكَذلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعمالَهُم حَسَراتٍ عَلَيهِم
53-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ]يَحشُرُ اللّهُ يَومَ القِيَامَةِ شَهرَ رَمَضَانَ فِي أَحسَنِ صُورَةٍ فَيُقِيمُهُ عَلَي تَلعَةٍ لَا يَخفَي عَلَي أَحَدٍ مِمّن ضَمّهُ ذَلِكَ المَحشَرُ ثُمّ يَأمُرُ وَ يَخلَعُ عَلَيهِ مِن كِسوَةِ الجَنّةِ وَ خِلَعِهَا وَ أَنوَاعِ سُندُسِهَا وَ ثِيَابِهَا حَتّي يَصِيرَ فِي العِظَمِ بِحَيثُ لَا يَنفُذُهُ بَصَرٌ وَ لَا يعَيِ عِلمَ مِقدَارِهِ أُذُنٌ وَ لَا يَفهَمُ كُنهَهُ قَلبٌ ثُمّ يُقَالُ لِمُنَادٍ مِن بُطنَانِ العَرشِ نَادِ فيَنُاَديِ يَا مَعشَرَ الخَلَائِقِ أَ مَا تَعرِفُونَ هَذَا فَيُجِيبُ الخَلَائِقُ يَقُولُونَ بَلَي لَبّيكَ داَعيَِ رَبّنَا وَ سَعدَيكَ أَمَا إِنّنَا لَا نَعرِفُهُ فَيَقُولُ منُاَديِ رَبّنَا هَذَا شَهرُ رَمَضَانَ مَا أَكثَرَ مَن سَعِدَ بِهِ وَ مَا أَكثَرَ مَن شقَيَِ بِهِ أَلَا فَليَأتِهِ كُلّ مُؤمِنٍ لَهُ مُعَظّمٍ بِطَاعَةِ اللّهِ فِيهِ فَليَأخُذ حَظّهُ مِن هَذِهِ الخِلَعِ فَتَقَاسَمُوهَا بَينَكُم عَلَي قَدرِ طَاعَتِكُم لِلّهِ وَ جِدّكُم قَالَ فَيَأتِيهِ المُؤمِنُونَ الّذِينَ كَانُوا لِلّهِ مُطِيعِينَ فَيَأخُذُونَ مِن تِلكَ الخِلَعِ عَلَي مَقَادِيرِ طَاعَتِهِم فِي الدّنيَا فَمِنهُم
صفحه : 191
مَن يَأخُذُ أَلفَ خِلعَةٍ وَ مِنهُم مَن يَأخُذُ عَشَرَةَ آلَافٍ وَ مِنهُم مَن يَأخُذُ أَكثَرَ مِن ذَلِكَ وَ أَقَلّ فَيُشَرّفُهُمُ اللّهُ بِكَرَامَاتِهِ أَلَا وَ إِنّ أَقوَاماً يَتَعَاطَونَ تَنَاوُلَ تِلكَ الخِلَعِ يَقُولُونَ فِي أَنفُسِهِم لَقَد كُنّا بِاللّهِ مُؤمِنِينَ وَ لَهُ مُوَحّدِينَ وَ بِفَضلِ هَذَا الشّهرِ مُعتَرِفِينَ فَيَأخُذُونَهَا وَ يَلبَسُونَهَا فَتُقَلّبُ عَلَي أَبدَانِهِم مُقَطّعَاتِ نِيرَانٍ وَ سَرَابِيلَ قَطِرَانٍ يَخرُجُ عَلَي كُلّ وَاحِدٍ مِنهُم بِعَدَدِ كُلّ سِلكَةٍ مِن تِلكَ الثّيَابِ أَفعَي وَ حَيّةٌ وَ عَقرَبٌ وَ قَد تَنَاوَلُوا مِن تِلكَ الثّيَابِ أَعدَاداً مُختَلِفَةً عَلَي قَدرِ أَجرَامِهِم كُلّ مَن كَانَ جُرمُهُ أَعظَمَ فَعَدَدُ ثِيَابِهِ أَكثَرُ فَمِنهُمُ الآخِذُ أَلفَ ثَوبٍ وَ مِنهُمُ الآخِذُ عَشَرَةَ آلَافِ ثَوبٍ وَ مِنهُم مَن يَأخُذُ أَكثَرَ مِن ذَلِكَ وَ إِنّهَا لَأَثقَلُ عَلَي أَبدَانِهِم مِنَ الجِبَالِ الروّاَسيِ عَلَي الضّعِيفِ مِنَ الرّجَالِ وَ لَو لَا مَا حَكَمَ اللّهُ تَعَالَي بِأَنّهُم لَا يَمُوتُونَ لَمَاتُوا مِن أَقَلّ قَلِيلِ ذَلِكَ الثّقلِ وَ العَذَابِ ثُمّ يَخرُجُ عَلَيهِم بِعَدَدِ كُلّ سِلكَةٍ مِن تِلكَ السّرَابِيلِ مِنَ القَطِرَانِ وَ مُقَطّعَاتِ النّيرَانِ أَفعَي وَ حَيّةٌ وَ عَقرَبٌ وَ أَسَدٌ وَ نَمِرٌ وَ كَلبٌ مِن سِبَاعِ النّارِ فَهَذِهِ تَنهَشُهُ وَ هَذِهِ تَلدَغُهُ وَ هَذَا يَفتَرِسُهُ وَ هَذَا يَمزِقُهُ وَ هَذَا يَقطَعُهُ يَقُولُونَ يَا وَيلَنَا مَا لَنَا تَحَوّلَت عَلَينَا هَذِهِ الثّيَابُ وَ قَد كَانَت مِن سُندُسٍ وَ إِستَبرَقٍ وَ أَنوَاعِ خِيَارِ ثِيَابِ الجَنّةِ تَحَوّلَت عَلَينَا مُقَطّعَاتِ النّيرَانِ وَ سَرَابِيلَ قَطِرَانٍ وَ هيَِ عَلَي هَؤُلَاءِ ثِيَابٌ فَاخِرَةٌ مُلَذّذَةٌ مُنعِمَةٌ فَيُقَالُ لَهُم ذَلِكَ بِمَا كَانُوا يُطِيعُونَ فِي شَهرِ رَمَضَانَ وَ كُنتُم تَعصُونَ وَ كَانُوا يَعِفّونَ وَ كُنتُم تَزنُونَ وَ كَانُوا يَخشَونَ رَبّهُم وَ كُنتُم تُحبَرُونَ وَ كَانُوا يَتّقُونَ السّرِقَ وَ كُنتُم تَسرِقُونَ وَ كَانُوا يَتّقُونَ ظُلمَ عِبَادِ اللّهِ وَ كُنتُم تَظلِمُونَ فَتِلكَ نَتَائِجُ أَفعَالِهِمُ الحَسَنَةِ وَ هَذِهِ نَتَائِجُ أَفعَالِكُمُ القَبِيحَةِ فَهُم فِي الجَنّةِ خَالِدُونَ وَ لَا يَشِيبُونَ فِيهَا وَ لَا يَهرَمُونَ وَ لَا يُحَوّلُونَ عَنهَا وَ لَا يَخرُجُونَ وَ لَا يَقلَقُونَ فِيهَا وَ لَا يَغتَمّونَ بَل هُم فِيهَا سَارُونَ مُبتَهِجُونَ آمِنُونَ مُطمَئِنّونَوَ لا خَوفٌ عَلَيهِم وَ لا هُم يَحزَنُونَ وَ أَنتُم فِي النّارِ خَالِدُونَ تُعَذّبُونَ فِيهَا وَ تُهَانُونَ وَ مِن نِيرَانِهَا إِلَي زَمهَرِيرِهَا تُنقَلُونَ وَ فِي حَمِيمِهَا تَغتَسِلُونَ وَ مِن زَقّومِهَا تُطعَمُونَ وَ بِمَقَامِعِهَا تُقمَعُونَ وَ بِضُرُوبِ عَذَابِهَا تُعَاقَبُونَ الأَحيَاءُ أَنتُم فِيهَا وَ لَا تَمُوتُونَ أَبَدَ الآبِدِينَ إِلّا مَن لَحِقَتهُ مِنكُم رَحمَةُ رَبّ العَالَمِينَ فَخَرَجَ مِنهَا بِشَفَاعَةِ مُحَمّدٍ أَفضَلِ النّبِيّينَ بَعدَ العَذَابِ الأَلِيمِ وَ النّكَالِ الشّدِيدِ
صفحه : 192
54-جا،[المجالس للمفيد]المرَاَغيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ الأسَدَيِّ عَن جَعفَرِ بنِ عَبدِ اللّهِ العلَوَيِّ عَن يَحيَي بنِ هَاشِمٍ عَن أَبِي الصّبّاحِ عَن عَبدِ الغَفُورِ الواَسطِيِّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ القرُشَيِّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الراّسبِيِّ عَنِ الضّحّاكِ بنِ مُزَاحِمٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص الشّاكّ فِي فَضلِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع يُحشَرُ يَومَ القِيَامَةِ مِن قَبرِهِ وَ فِي عُنُقِهِ طَوقٌ مِن نَارٍ فِيهِ ثَلَاثُمِائَةِ شُعبَةٍ عَلَي كُلّ شُعبَةٍ مِنهَا شَيطَانٌ يَكلَحُ فِي وَجهِهِ وَ يَتفُلُ فِيهِ
55-كش ،[رجال الكشي]رَوَي جَمَاعَةٌ مِن أَصحَابِنَا مِنهُم أَبُو بَكرٍ الحضَرمَيِّ وَ أَبَانُ بنُ تَغلِبَ وَ الحُسَينُ بنُ أَبِي العَلَاءِ وَ صَبّاحٌ المزُنَيِّ عَن أَبِي جَعفَرٍ وَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ قَالَ لِلبَرَاءِ بنِ عَازِبٍ كَيفَ وَجَدتَ هَذَا الدّينَ قَالَ كُنّا بِمَنزِلَةِ اليَهُودِ قَبلَ أَن نَتّبِعَكَ تَخِفّ عَلَينَا العِبَادَةُ فَلَمّا اتّبَعنَاكَ وَ وَقَعَ حَقَائِقُ الإِيمَانِ فِي قُلُوبِنَا وَجَدنَا العِبَادَةَ قَد تَثَاقَلَت فِي أَجسَادِنَا قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فَمِن ثَمّ يُحشَرُ النّاسُ يَومَ القِيَامَةِ فِي صُوَرِ الحَمِيرِ وَ تُحشَرُونَ فُرَادَي فُرَادَي يُؤخَذُ بِكُم إِلَي الجَنّةِ ثُمّ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَا بَدَا لَكُم مَا مِن أَحَدٍ يَومَ القِيَامَةِ إِلّا وَ هُوَ يعَويِ عُوَاءَ البَهَائِمِ أَنِ اشهَدُوا لَنَا وَ استَغفِرُوا لَنَا فَنُعرِضُ عَنهُم فَمَا هُم بَعدَهَا بِمُفلِحِينَ
بيان قوله مابدا لكم كذا في النسخ التي عندنا والظاهر أنه مصحف ويمكن حمله علي أن المعني اصنعوا مابدا لكم من الطاعات فإنها تقبل منكم ونشفع فيكم ويحتمل أن يكون استفهاما إنكاريا أي أي شيءسنح لكم حتي جعلكم متحيرين في أمركم أ ماتعلمون أنه لاينجو في القيامة غيركم
56-كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة] مُحَمّدُ بنُ العَبّاسِ عَن مُحَمّدِ بنِ يُونُسَ عَن عُثمَانَ بنِ أَبِي شَيبَةَ عَن عُتبَةَ بنِ سَعِيدٍ عَن جَابِرٍ الجعُفيِّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيكُلّ نَفسٍ بِما كَسَبَت رَهِينَةٌ إِلّا أَصحابَ اليَمِينِ قَالَ هُم شِيعَتُنَا أَهلَ البَيتِ
صفحه : 193
57- وَ قَالَ أَيضاً حَدّثَنَا أَحمَدُ بنُ مُحَمّدِ بنِ مُوسَي النوّفلَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ عَنِ الحَسَنِ بنِ مَحبُوبٍ عَنِ ابنِ زَكَرِيّا الموَصلِيِّ عَن جَابِرٍ الجعُفيِّ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ ع أَنّ النّبِيّص قَالَ لعِلَيِّ ع يَا عَلِيّكُلّ نَفسٍ بِما كَسَبَت رَهِينَةٌ إِلّا أَصحابَ اليَمِينِ فِي جَنّاتٍ يَتَساءَلُونَ عَنِ المُجرِمِينَ ما سَلَكَكُم فِي سَقَرَ وَ المُجرِمُونَ هُمُ المُنكِرُونَ لِوَلَايَتِكَقالُوا لَم نَكُ مِنَ المُصَلّينَ وَ لَم نَكُ نُطعِمُ المِسكِينَ وَ كُنّا نَخُوضُ مَعَ الخائِضِينَفَيَقُولُ لَهُم أَصحَابُ اليَمِينِ لَيسَ مِن هَذَا أَتَيتُم فَمَا ألّذِي سَلَكَكُم فِي سَقَرَ يَا أَشقِيَاءَ قَالُواوَ كُنّا نُكَذّبُ بِيَومِ الدّينِ حَتّي أَتانَا اليَقِينُفَقَالُوا لَهُم هَذَا ألّذِي سَلَكَكُم فِي سَقَرَ يَا أَشقِيَاءُ وَ يَومُ الدّينِ يَومُ المِيثَاقِ حَيثُ جَحَدُوا وَ كَذّبُوا بِوَلَايَتِكَ وَ عَتَوا عَلَيكَ وَ استَكبَرُوا
58-كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة] مُحَمّدُ بنُ العَبّاسِ عَن أَحمَدَ بنِ هَوذَةَ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ إِسحَاقَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ حَمّادٍ عَن هَاشِمٍ الصيّداَويِّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَا هَاشِمُ حدَثّنَيِ أَبِي وَ هُوَ خَيرٌ منِيّ عَن جدَيّ عَن رَسُولِ اللّهِص قَالَ مَا مِن رَجُلٍ مِن فُقَرَاءِ شِيعَتِنَا إِلّا وَ لَيسَ عَلَيهِ تَبِعَةٌ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ وَ مَا التّبِعَةُ قَالَ مِنَ الإِحدَي وَ الخَمسِينَ رَكعَةً وَ مِن صَومِ ثَلَاثَةِ أَيّامٍ مِنَ الشّهرِ فَإِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ خَرَجُوا مِن قُبُورِهِم وَ وُجُوهُهُم مِثلُ القَمَرِ لَيلَةَ البَدرِ فَيُقَالُ لِلرّجُلِ مِنهُم سَل تُعطَ فَيَقُولُ أَسأَلُ ربَيّ النّظَرَ إِلَي وَجهِ مُحَمّدٍص قَالَ فَيُنصَبُ لِرَسُولِ اللّهِص مِنبَرٌ عَلَي دُرنُوكٍ مِن دَرَانِيكِ الجَنّةِ لَهُ
صفحه : 194
أَلفُ مِرقَاةٍ بَينَ المِرقَاةِ إِلَي المِرقَاةِ رَكضَةُ الفَرَسِ فَيَصعَدُ مُحَمّدٌ وَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع قَالَ فَيَحِفّ ذَلِكَ المِنبَرَ شِيعَةُ آلِ مُحَمّدٍص فَيَنظُرُ اللّهُ إِلَيهِم وَ هُوَ قَولُهُوُجُوهٌ يَومَئِذٍ ناضِرَةٌ إِلي رَبّها ناظِرَةٌ قَالَ فَيُلقَي عَلَيهِمُ النّورُ حَتّي إِنّ أَحَدَهُم إِذَا رَجَعَ لَم تَقدِرِ الحَورَاءُ أَن تَملَأَ بَصَرَهَا مِنهُ قَالَ ثُمّ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَا هَاشِمُلِمِثلِ هذا فَليَعمَلِ العامِلُونَ
59-كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة] قَولُهُ تَعَالَييَومَ يَنظُرُ المَرءُ ما قَدّمَت يَداهُالآيَةَ قَالَ مُحَمّدُ بنُ العَبّاسِ حَدّثَنَا الحُسَينُ بنُ أَحمَدَ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن يُونُسَ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ عَن يُونُسَ بنِ يَعقُوبَ عَن خَلَفِ بنِ حَمّادٍ عَن هَارُونَ بنِ خَارِجَةَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن سَعِيدٍ السّمّانِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَولُهُ تَعَالَييَومَ يَنظُرُ المَرءُ ما قَدّمَت يَداهُ وَ يَقُولُ الكافِرُ يا ليَتنَيِ كُنتُ تُراباًيعَنيِ عَلَوِيّاً أَتَوَالَي أَبَا تُرَابٍ
وَ رَوَي مُحَمّدُ بنُ خَالِدٍ البرَقيِّ عَن يَحيَي الحلَبَيِّ وَ هَارُونَ بنِ خَارِجَةَ وَ خَلَفِ بنِ حَمّادٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ مِثلَهُ
60- وَ جَاءَ فِي بَاطِنِ تَفسِيرِ أَهلِ البَيتِ مَا يُؤَيّدُ هَذَا التّأوِيلَ فِي تَأوِيلِ قَولِهِ تَعَالَيأَمّا مَن ظَلَمَ فَسَوفَ نُعَذّبُهُ ثُمّ يُرَدّ إِلي رَبّهِ فَيُعَذّبُهُ عَذاباً نُكراً قَالَ هُوَ يُرَدّ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَيُعَذّبُهُ عَذاباً نُكراً حَتّي يَقُولَيا ليَتنَيِ كُنتُ تُراباً أَي مِن شِيعَةِ أَبِي تُرَابٍ وَ مَعنَي رَبّهِ أَي صَاحِبِهِ يعَنيِ أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع قَسِيمُ النّارِ وَ الجَنّةِ وَ هُوَ يَتَوَلّي العَذَابَ وَ الثّوَابَ وَ هُوَ الحَاكِمُ فِي الدّنيَا وَ يَومَ المَآبِ
61-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] الحُسَينُ بنُ سَعِيدٍ مُعَنعَناً عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَ يُحشَرُ يَومَ القِيَامَةِ شِيعَةُ عَلِيّ رِوَاءً مَروِيّينَ مُبيَضّةً وُجُوهُهُم وَ يُحشَرُ أَعدَاءُ عَلِيّ يَومَ القِيَامَةِ وُجُوهُهُم مُسوَدّةٌ ظَامِئِينَ ثُمّ قَرَأَيَومَ تَبيَضّ وُجُوهٌ وَ تَسوَدّ وُجُوهٌ
62-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] الحُسَينُ بنُ سَعِيدٍ مُعَنعَناً عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ وَ عِندَهُ نَفَرٌ مِن أَصحَابِهِ وَ فِيهِم عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ إِنّ اللّهَ تَعَالَي إِذَا بَعَثَ النّاسَ يَومَ القِيَامَةِ يَخرُجُ قَومٌ مِن قُبُورِهِم بَيَاضُ وُجُوهِهِم كَبَيَاضِ الثّلجِ عَلَيهِم ثِيَابٌ بَيَاضُهَا كَبَيَاضِ اللّبَنِ وَ عَلَيهِم نِعَالٌ مِن ذَهَبٍ،شِرَاكُهَا وَ اللّهِ مِن نُورٍ يَتَلَألَأُ،فَيُؤتَونَ
صفحه : 195
بِنُوقٍ مِن نُورٍ عَلَيهَا رِحَالُ الذّهَبِ قَد وُشّحَت بِالزّبَرجَدِ وَ اليَاقُوتِ أَزِمّةُ نُوقِهِم سَلَاسِلُ الذّهَبِ فَيَركَبُونَهَا حَتّي يَنتَهُوا إِلَي الجِنَانِ وَ النّاسُ يُحَاسَبُونَ وَ يَغتَمّونَ وَ يَهتَمّونَ وَ هُم يَأكُلُونَ وَ يَشرَبُونَ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع مَن هُم يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ هُم شِيعَتُكَ وَ أَنتَ إِمَامُهُم وَ هُوَ قَولُ اللّهِ تَعَالَييَومَ نَحشُرُ المُتّقِينَ إِلَي الرّحمنِ وَفداً قَالَ عَلَي النّجَائِبِ
63-كا،[الكافي] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عُمَرَ اليمَاَنيِّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ كُلّ عَينٍ بَاكِيَةٌ يَومَ القِيَامَةِ غَيرَ ثَلَاثٍ عَينٌ سَهِرَت فِي سَبِيلِ اللّهِ وَ عَينٌ فَاضَت مِن خَشيَةِ اللّهِ وَ عَينٌ غُضّت عَن مَحَارِمِ اللّهِ
64-كا،[الكافي] الحُسَينُ بنُ مُحَمّدٍ عَن مُعَلّي بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الوَشّاءِ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ إِنّ المُتَحَابّينَ فِي اللّهِ يَومَ القِيَامَةِ عَلَي مَنَابِرَ مِن نُورٍ قَد أَضَاءَ نُورُ وُجُوهِهِم وَ نُورُ أَجسَادِهِم وَ نُورُ مَنَابِرِهِم كُلّ شَيءٍ حَتّي يُعرَفُوا بِهِ فَيُقَالُ هَؤُلَاءِ المُتَحَابّونَ فِي اللّهِ
65-كا،[الكافي]العِدّةُ عَنِ البرَقيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن عُمَرَ بنِ جَبَلَةَ الأحَمسَيِّ عَن أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص المُتَحَابّونَ فِي اللّهِ يَومَ القِيَامَةِ عَلَي أَرضٍ زَبَرجَدٍ خَضرَاءَ فِي ظِلّ عَرشِهِ عَن يَمِينِهِ وَ كِلتَا يَدَيهِ يَمِينٌ وُجُوهُهُم أَشَدّ بَيَاضاً وَ أَضوَأُ مِنَ الشّمسِ الطّالِعَةِ يَغبِطُهُم بِمَنزِلَتِهِم كُلّ مَلَكٍ مُقَرّبٍ وَ كُلّ نبَيِّ مُرسَلٍ يَقُولُ النّاسُ مَن هَؤُلَاءِ فَيُقَالُ هَؤُلَاءِ المُتَحَابّونَ فِي اللّهِ
بيان قال الجزري فيه وكلتا يديه يمين أي إن يديه تبارك و تعالي بصفة الكمال لانقص في واحدة منهما لأن الشمال ينقص عن اليمين واليد هنا مجاز انتهي أقول أي كلا طرفي عرشه متيمن مبارك لايحضره إلاالسعداء
66-كا،[الكافي] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُسكَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ
صفحه : 196
مُسلِمٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّسَيُطَوّقُونَ ما بَخِلُوا بِهِ يَومَ القِيامَةِ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ مَا مِن أَحَدٍ يَمنَعُ مِن زَكَاةِ مَالِهِ شَيئاً إِلّا جَعَلَ اللّهُ ذَلِكَ يَومَ القِيَامَةِ ثُعبَاناً مِن نَارٍ مُطَوّقاً فِي عُنُقِهِ يَنهَشُ مِن لَحمِهِ حَتّي يَفرُغَ مِنَ الحِسَابِ ثُمّ قَالَ هُوَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّسَيُطَوّقُونَ ما بَخِلُوا بِهِ يَومَ القِيامَةِيعَنيِ مَا بَخِلُوا بِهِ مِنَ الزّكَاةِ
67-كا،[الكافي] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ عَن خَلَفِ بنِ حَمّادٍ عَن حَرِيزٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَا مِن ذيِ مَالٍ ذَهَبٍ أَو فِضّةٍ يَمنَعُ زَكَاةَ مَالِهِ إِلّا حَبَسَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ يَومَ القِيَامَةِ بِقَاعٍ قَفرٍ وَ سَلّطَ عَلَيهِ شُجَاعاً أَقرَعَ يُرِيدُهُ وَ هُوَ يَحِيدُ عَنهُ فَإِذَا رَأَي أَنّهُ لَا يَتَخَلّصُ مِنهُ أَمكَنَهُ مِن يَدِهِ فَقَضَمَهَا كَمَا يُقضَمُ الفُجلُ ثُمّ يَصِيرُ طَوقاً فِي عُنُقِهِ وَ ذَلِكَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّسَيُطَوّقُونَ ما بَخِلُوا بِهِ يَومَ القِيامَةِ وَ مَا مِن ذيِ مَالٍ إِبِلٍ أَو غَنَمٍ أَو بَقَرٍ يَمنَعُ مِن زَكَاةِ مَالِهِ إِلّا حَبَسَهُ اللّهُ يَومَ القِيَامَةِ بِقَاعٍ قَفرٍ يَطَؤُهُ كُلّ ذَاتِ ظِلفٍ بِظِلفِهَا وَ يَنهَشُهُ كُلّ ذَاتِ نَابٍ بِنَابِهَا وَ مَا مِن ذيِ مَالٍ نَخلٍ أَو كَرمٍ أَو زَرعٍ يَمنَعُ زَكَاتَهَا إِلّا طَوّقَهُ اللّهُ رَبعَةَ[رِيعَةَ]أَرضِهِ إِلَي سَبعِ أَرَضِينَ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ
بيان القاع أرض سهلة مطمئنة قدانفرجت عنها الجبال والآكام والقفر الخلأ من الأرض و في بعض النسخ بقاع قرقر والقرقر القاع الأملس و قال الجزري فيه يجيء كنز أحدكم في القيامة شجاعا أقرع الأقرع ألذي لاشعر علي رأسه يريد حية قدتمعط جلد رأسه لكثرة سمه وطول عمره انتهي وحاد عنه مال والقضم الأكل بأطراف الأسنان والفجل في بعض النسخ بالحاء المهملة و في بعضها بالجيم فعلي الثاني يقرأ الفعل علي البناء للمفعول قوله ع ربعة أرضه أي قطعة أرضه ولعل المعني أنه تعالي يلقي عليه مثل ثقل تلك العرصة في عالم البرزخ أويعذبه عذابا يشبه ذلك
صفحه : 197
68-كا،[الكافي]عِدّةٌ مِن أَصحَابِنَا عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَيّوبَ بنِ نُوحٍ عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَن أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي يَبعَثُ يَومَ القِيَامَةِ نَاساً مِن قُبُورِهِم مَشدُودَةً أَيدِيهِم إِلَي أَعنَاقِهِم لَا يَستَطِيعُونَ أَن يَتَنَاوَلُوا بِهَا قِيسَ أَنمُلَةٍ مَعَهُم مَلَائِكَةٌ يُعَيّرُونَهُم تَعيِيراً شَدِيداً يَقُولُونَ هَؤُلَاءِ الّذِينَ مَنَعُوا خَيراً قَلِيلًا مِن خَيرٍ كَثِيرٍ هَؤُلَاءِ الّذِينَ أَعطَاهُمُ اللّهُ فَمَنَعُوا حَقّ اللّهِ فِي أَموَالِهِم
بيان قال الفيروزآبادي قيس رمح بالكسر قدره
69-كا،[الكافي] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن عَلِيّ بنِ النهّديِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن زَارَ أَخَاهُ فِي اللّهِ وَ لِلّهِ جَاءَ يَومَ القِيَامَةِ يَخطُرُ بَينَ قبَاَطيِّ مِن نُورٍ لَا يَمُرّ بشِيَءٍ إِلّا أَضَاءَ لَهُ حَتّي يَقِفَ بَينَ يدَيَِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَيَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مَرحَباً وَ إِذَا قَالَ اللّهُ لَهُ مَرحَباً أَجزَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَهُ العَطِيّةَ
بيان قال الجزري فيه أنه كان يخطر في مشيته أي يتمايل ويمشي مشية المعجب
70-كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن سَدِيرٍ الصيّرفَيِّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ إِذَا بَعَثَ اللّهُ المُؤمِنَ مِن قَبرِهِ خَرَجَ مَعَهُ مِثَالٌ يَقدُمُهُ أَمَامَهُ كُلّمَا رَأَي المُؤمِنُ هَولًا مِن أَهوَالِ يَومِ القِيَامَةِ قَالَ لَهُ المِثَالُ لَا تَفزَع وَ لَا تَحزَن وَ أَبشِر بِالسّرُورِ وَ الكَرَامَةِ مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ حَتّي يَقِفَ بَينَ يدَيَِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَيُحَاسِبُهُ حِسَاباً يَسِيراً وَ يَأمُرُ بِهِ إِلَي الجَنّةِ وَ المِثَالُ أَمَامَهُ فَيَقُولُ لَهُ المُؤمِنُ يَرحَمُكَ اللّهُ نِعمَ الخَارِجُ خَرَجتَ معَيِ مِن قبَريِ وَ مَا زِلتَ تبُشَرّنُيِ بِالسّرُورِ وَ الكَرَامَةِ مِنَ اللّهِ حَتّي رَأَيتُ ذَلِكَ فَيَقُولُ مَن أَنتَ فَيَقُولُ أَنَا السّرُورُ ألّذِي كُنتَ أَدخَلتَهُ عَلَي أَخِيكَ المُؤمِنِ فِي الدّنيَا خلَقَنَيَِ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مِنهُ لِأُبَشّرَكَ
71-كا،[الكافي] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ النوّفلَيِّ عَنِ السكّوُنيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِ ع مَن أَعَانَ مُؤمِناً نَفّسَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَنهُ ثَلَاثاً وَ سَبعِينَ كُربَةً
صفحه : 198
وَاحِدَةً فِي الدّنيَا وَ ثِنتَينِ وَ سَبعِينَ كُربَةً عِندَ كُرَبِهِ العُظمَي قَالَ حَيثُ يَتَشَاغَلُ النّاسُ بِأَنفُسِهِم
72-كا،[الكافي] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن حُسَينِ بنِ نُعَيمٍ عَن مِسمَعٍ أَبِي سَيّارٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ مَن نَفّسَ عَن مُؤمِنٍ كُربَةً نَفّسَ اللّهُ عَنهُ كُرَبَ الآخِرَةِ وَ خَرَجَ مِن قَبرِهِ وَ هُوَ ثَلِجُ الفُؤَادِ وَ مَن أَطعَمَهُ مِن جُوعٍ أَطعَمَهُ اللّهُ مِن ثِمَارِ الجَنّةِ وَ مَن سَقَاهُ شَربَةَ مَاءٍ سَقَاهُ اللّهُ مِنَ الرّحِيقِ المَختُومِ
73-كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن عُمَرَ بنِ عَبدِ العَزِيزِ عَن جَمِيلِ بنِ دَرّاجٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن كَسَا أَخَاهُ كِسوَةَ شِتَاءٍ أَو صَيفٍ كَانَ حَقّاً عَلَي اللّهِ أَن يَكسُوَهُ مِن ثِيَابِ الجَنّةِ وَ أَن يُهَوّنَ عَلَيهِ سَكَرَاتِ المَوتِ وَ أَن يُوَسّعَ عَلَيهِ فِي قَبرِهِ وَ أَن يَلقَي المَلَائِكَةَ إِذَا خَرَجَ مِن قَبرِهِ بِالبُشرَي وَ هُوَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فِي كِتَابِهِوَ تَتَلَقّاهُمُ المَلائِكَةُ هذا يَومُكُمُ ألّذِي كُنتُم تُوعَدُونَ
74-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] مُحَمّدُ بنُ عِيسَي الدّهقَانُ مُعَنعَناً عَن أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِّ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ قَالَ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ لعِلَيِّ يَا عَلِيّ أَبشِر وَ بَشّر فَلَيسَ عَلَي شِيعَتِكَ حَسرَةٌ عِندَ المَوتِ وَ لَا وَحشَةٌ فِي القُبُورِ وَ لَا حُزنٌ يَومَ النّشُورِ وَ لكَأَنَيّ بِهِم يَخرُجُونَ مِن جَدَثِ القُبُورِ يَنفُضُونَ التّرَابَ عَن رُءُوسِهِم وَ لِحَاهُم يَقُولُونَالحَمدُ لِلّهِ ألّذِي أَذهَبَ عَنّا الحَزَنَ إِنّ رَبّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ ألّذِي أَحَلّنا دارَ المُقامَةِ مِن فَضلِهِ لا يَمَسّنا فِيها نَصَبٌ وَ لا يَمَسّنا فِيها لُغُوبٌ
75-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] الحُسَينُ بنُ سَعِيدٍ مُعَنعَناً عَن عَلِيّ ع قَالَ أَنَا وَ شيِعتَيِ يَومَ القِيَامَةِ عَلَي مَنَابِرَ مِن نُورٍ فَيَمُرّ عَلَينَا المَلَائِكَةُ وَ يُسَلّمُ عَلَينَا قَالَ فَيَقُولُونَ مَن هَذَا الرّجُلُ
صفحه : 199
وَ مَن هَؤُلَاءِ فَيُقَالُ لَهُم هَذَا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ابنُ عَمّ النّبِيّ فَيُقَالُ مَن هَؤُلَاءِ قَالَ فَيُقَالُ لَهُم هَؤُلَاءِ شِيعَتُهُ قَالَ فَيَقُولُونَ أَينَ النّبِيّ العرَبَيِّ وَ ابنُ عَمّهِ فَيَقُولُونَ هُمَا عِندَ العَرشِ قَالَ فيَنُاَديِ مُنَادٍ مِنَ السّمَاءِ عِندَ رَبّ العِزّةِ يَا عَلِيّ ادخُلِ الجَنّةَ أَنتَ وَ شِيعَتُكَ لَا حِسَابَ عَلَيكَ وَ لَا عَلَيهِم فَيَدخُلُونَ الجَنّةَ وَ يَتَنَعّمُونَ فِيهَا مِن فَوَاكِهِهَا وَ يَلبَسُونَ السّندُسَ وَ الإِستَبرَقَ وَ مَا لَم تَرَ عَينٌ فَيَقُولُونَالحَمدُ لِلّهِ ألّذِي أَذهَبَ عَنّا الحَزَنَ إِنّ رَبّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ ألّذِي مَنّ عَلَينَا بِنَبِيّهِ مُحَمّدٍص وَ بِوَصِيّهِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي مَنّ عَلَينَا بِهِمَا مِن فَضلِهِ وَ أَدخَلَنَا الجَنّةَفَنِعمَ أَجرُ العامِلِينَفيَنُاَديِ مُنَادٍ مِنَ السّمَاءِكُلُوا وَ اشرَبُوا هَنِيئاً قَد نَظَرَ إِلَيكُمُ الرّحمَنُ نَظرَةً فَلَا بُؤسَ عَلَيكُم وَ لَا حِسَابَ وَ لَا عَذَابَ
76-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ]سُلَيمَانُ بنُ مُحَمّدٍ مُعَنعَناً عَن جَهمِ بنِ حُرّ قَالَ دَخَلتُ فِي مَسجِدِ المَدِينَةِ وَ صَلّيتُ الرّكعَتَينِ إِلَي سَارِيَةٍ ثُمّ دَعَوتُ اللّهَ وَ قُلتُ أللّهُمّ آنِس وحَدتَيِ وَ ارحَم غرُبتَيِ وَ ائتنِيِ بِجَلِيسٍ صَالِحٍ يحُدَثّنُيِ بِحَدِيثٍ ينَفعَنُيِ اللّهُ بِهِ فَجَاءَ أَبُو الدّردَاءِ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ حَتّي جَلَسَ إلِيَّ فَأَخبَرتُهُ بدِعُاَئيِ فَقَالَ أَمَا إنِيّ أَشَدّ فَرَحاً بِدُعَائِكَ مِنكَ إِنّ اللّهَ جعَلَنَيِ ذَلِكَ الجَلِيسَ الصّالِحَ ألّذِي سَافَرَ إِلَيكَ أَمَا إنِيّ سَأُحَدّثُكَ بِحَدِيثٍ سَمِعتُهُ عَن رَسُولِ اللّهِص لَم أُحَدّث بِهِ أَحَداً قَبلَكَ وَ لَا أُحَدّثُ بَعدَكَ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص تَلَا هَذِهِ الآيَةَثُمّ أَورَثنَا الكِتابَ الّذِينَ اصطَفَينا مِن عِبادِنا فَمِنهُم ظالِمٌ لِنَفسِهِ وَ مِنهُم مُقتَصِدٌ وَ مِنهُم سابِقٌ بِالخَيراتِ بِإِذنِ اللّهِ فَقَالَ السّابِقُ يَدخُلُ الجَنّةَ بِغَيرِ حِسَابٍ وَ المُقتَصِدُيُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً وَ الظّالِمُ لِنَفسِهِ يُحبَسُ فِي يَومٍ مِقدَارُهُ خَمسُونَ أَلفَ سَنَةٍ حَتّي يَدخُلَ الحَزَنُ فِي جَوفِهِ ثُمّ يَرحَمُهُ فَيُدخِلُهُ الجَنّةَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي أَذهَبَ عَنّا الحَزَنَ ألّذِي أَدخَلَ أَجوَافَهُم فِي طُولِ المَحشَرِإِنّ رَبّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ قَالَ شَكَرَ لَهُمُ العَمَلَ القَلِيلَ وَ غَفَرَ لَهُمُ الذّنُوبَ العِظَامَ
صفحه : 200
77-كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن سَعدَانَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَلتَفِتُ يَومَ القِيَامَةِ إِلَي فُقَرَاءِ المُؤمِنِينَ شَبِيهاً بِالمُعتَذِرِ إِلَيهِم فَيَقُولُ وَ عزِتّيِ وَ جلَاَليِ مَا أَفقَرتُكُم فِي الدّنيَا مِن هَوَانٍ بِكُم عَلَيّ وَ لَتَرَوُنّ مَا أَصنَعُ بِكُمُ اليَومَ فَمَن زَوّدَ مِنكُم فِي دَارِ الدّنيَا مَعرُوفاً فَخُذُوا بِيَدِهِ فَأَدخِلُوهُ الجَنّةَ قَالَ فَيَقُولُ رَجُلٌ مِنهُم يَا رَبّ إِنّ أَهلَ الدّنيَا تَنَافَسُوا فِي دُنيَاهُم فَنَكَحُوا النّسَاءَ وَ لَبِسُوا الثّيَابَ اللّيّنَةَ وَ أَكَلُوا الطّعَامَ وَ سَكَنُوا الدّورَ وَ رَكِبُوا المَشهُورَ مِنَ الدّوَابّ فأَعَطنِيِ مِثلَ مَا أَعطَيتَهُم فَيَقُولُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي لَكَ وَ لِكُلّ عَبدٍ مِنكُم مِثلُ مَا أَعطَيتُ أَهلَ الدّنيَا مُنذُ كَانَتِ الدّنيَا إِلَي أَنِ انقَضَتِ الدّنيَا سَبعُونَ ضِعفاً
78-كا،[الكافي]العِدّةُ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ البزَنَطيِّ عَن عِيسَي الفَرّاءِ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ أَمَرَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي مُنَادِياً ينُاَديِ بَينَ يَدَيهِ أَينَ الفُقَرَاءُ فَيَقُومُ عُنُقٌ مِنَ النّاسِ كَثِيرٌ فَيَقُولُ عبِاَديِ فَيَقُولُونَ لَبّيكَ رَبّنَا فَيَقُولُ إنِيّ لَم أُفقِركُم لِهَوَانٍ بِكُم عَلَيّ وَ لَكِن إِنّمَا اختَرتُكُم لِمِثلِ هَذَا اليَومِ تَصَفّحُوا وُجُوهَ النّاسِ فَمَن صَنَعَ إِلَيكُم مَعرُوفاً لَم يَصنَعهُ إِلّا فِيّ فَكَافُوهُ عنَيّ بِالجَنّةِ
79-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] الحُسَينُ بنُ سَعِيدٍ عَن سُلَيمَانَ بنِ دَاوُدَ بنِ سُلَيمَانَ القَطّانِ عَن أَحمَدَ بنِ زِيَادٍ عَن يَحيَي بنِ سَالِمٍ الفَرّاءِ عَن إِسرَائِيلَ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَقّنُوا مَوتَاكُم لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ فَإِنّهَا أَنِيسٌ لِلمُؤمِنِ حِينَ يَمرُقُ مِن قَبرِهِ قَالَ لِي جَبرَئِيلُ ع يَا مُحَمّدُ لَو تَرَي لَهُم حِينَ يَمرُقُونَ مِن قُبُورِهِم يَنفُضُونَ التّرَابَ عَن رُءُوسِهِم وَ هَذَا يَقُولُ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ الحَمدُ لِلّهِ مُبيَضّ وَجهُهُ وَ هَذَا يَقُولُيا حَسرَتي عَلي ما فَرّطتُ فِي جَنبِ اللّهِيعَنيِ فِي وَلَايَةِ عَلِيّ مُسوَدّ وَجهُهُ
بيان يمرق أي يخرج
صفحه : 201
80-كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَنِ ابنِ عِيسَي عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن دَاوُدَ بنِ فَرقَدٍ عَن أَخِيهِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِنّ المُتَكَبّرِينَ يُجعَلُونَ فِي صُوَرِ الذّرّ يَتَوَطّؤُهُمُ النّاسُ حَتّي يَفرُغَ اللّهُ مِنَ الحِسَابِ
81-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] الحُسَينُ بنُ سَعِيدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ مَروَانَ عَن عُبَيدِ بنِ الفَضلِ الثوّريِّ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ قَالَ ينُاَديِ مُنَادٍ يَومَ القِيَامَةِ أَينَ المُحِبّونَ لعِلَيِّ فَيَقُومُونَ مِن كُلّ فَجّ عَمِيقٍ فَيُقَالُ لَهُم مَن أَنتُم قَالُوا نَحنُ المُحِبّونَ لعِلَيِّ ع الخَالِصُونَ لَهُ حُبّاً فَيُقَالُ فَتَشرَكُونَ فِي حُبّهِ أَحَداً مِنَ النّاسِ فَيَقُولُونَ لَا فَيُقَالُ لَهُمادخُلُوا الجَنّةَ أَنتُم وَ أَزواجُكُم تُحبَرُونَ
82-كا،[الكافي] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ النوّفلَيِّ عَنِ السكّوُنيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يجَيِءُ كُلّ غَادِرٍ يَومَ القِيَامَةِ بِإِمَامٍ مَائِلٍ شِدقُهُ حَتّي يَدخُلَ النّارَ وَ يجَيِءُ كُلّ نَاكِثٍ بِبَيعَةِ إِمَامٍ أَجذَمَ حَتّي يَدخُلَ النّارَ
83-كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَن مُنذِرِ بنِ يَزِيدَ عَنِ المُفَضّلِ بنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ نَادَي مُنَادٍ أَينَ الصّدُودُ لأِوَليِاَئيِ فَيَقُومُ قَومٌ لَيسَ عَلَي وُجُوهِهِم لَحمٌ فَيُقَالُ هَؤُلَاءِ الّذِينَ آذَوُا المُؤمِنِينَ وَ نَصَبُوا لَهُم وَ عَانَدُوهُم وَ عَنّفُوهُم فِي دِينِهِم ثُمّ يُؤمَرُ بِهِم إِلَي جَهَنّمَ
84-كا،[الكافي]العِدّةُ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ وَ أَبُو عَلِيّ الأشَعرَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ حَسّانَ جَمِيعاً عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن فُرَاتِ بنِ أَحنَفَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَيّمَا مُؤمِنٍ مَنَعَ مُؤمِناً شَيئاً مِمّا يَحتَاجُ إِلَيهِ وَ هُوَ يَقدِرُ عَلَيهِ مِن عِندِهِ أَو مِن عِندِ غَيرِهِ أَقَامَهُ اللّهُ يَومَ القِيَامَةِ مُسوَدّاً وَجهُهُ مُزرَقّةً عَينَاهُ مَغلُولَةً يَدَاهُ إِلَي عُنُقِهِ فَيُقَالُ هَذَا الخَائِنُ ألّذِي خَانَ اللّهَ وَ رَسُولَهُ ثُمّ يُؤمَرُ بِهِ إِلَي النّارِ
85-كا،[الكافي]بِالإِسنَادِ المُتَقَدّمِ عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَن يُونُسَ بنِ ظَبيَانَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَا يُونُسُ مَن حَبَسَ حَقّ المُؤمِنِ أَقَامَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ يَومَ القِيَامَةِ خَمسَمِائَةِ عَامٍ عَلَي رِجلَيهِ حَتّي يَسِيلَ عَرَقُهُ أَو دَمُهُ وَ ينُاَديِ مُنَادٍ مِن عِندِ اللّهِ هَذَا الظّالِمُ ألّذِي حَبَسَ
صفحه : 202
عَنِ اللّهِ حَقّهُ قَالَ فَيُوَبّخُ أَربَعِينَ يَوماً ثُمّ يُؤمَرُ بِهِ إِلَي النّارِ
86-كا،[الكافي] عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن يُونُسَ عَنِ العَلَاءِ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ يُحشَرُ العَبدُ يَومَ القِيَامَةِ وَ مَا نَدَا دَماً فَيُدفَعُ إِلَيهِ شِبهُ المِحجَمَةِ أَو فَوقَ ذَلِكَ فَيُقَالُ لَهُ هَذَا سَهمُكَ مِن دَمِ فُلَانٍ فَيَقُولُ يَا رَبّ إِنّكَ لَتَعلَمُ أَنّكَ قبَضَتنَيِ وَ مَا سَفَكتُ دَماً فَيَقُولُ بَلَي سَمِعتَ مِن فُلَانٍ رِوَايَةَ كَذَا وَ كَذَا فَرَوَيتَهَا عَلَيهِ فَنُقِلَت حَتّي صَارَت إِلَي فُلَانٍ الجَبّارِ فَقَتَلَهُ عَلَيهَا وَ هَذَا سَهمُكَ مِن دَمِهِ
توضيح قال الجزري فيه من لقي اللّهَ و لم يَتَنَدّ من الدم الحرام بشيء دخل الجنّةَ أي لم يُصِب منه شيئا و لم يَنَله منه شيءٌ كأنه نالَته نَداوةُ الدّم وبَلَلُه يقال ماندَيِنَي من فلان شيءأكرهه و لانَدِيَت كفيّ له بشيء ويحتمل أن يكون هنا ندي كرضي بمعني ابتلّ فيكون دما تمييزا
87-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] جَعفَرُ بنُ مُحَمّدِ بنِ سَعِيدٍ الأحَمسَيِّ عَن أَبِي يَحيَي البصَريِّ عَن أَبِي جَابِرٍ عَن طُعمَةَ الجعُفيِّ عَنِ المُفَضّلِ بنِ عُمَرَ قَالَ سَأَلَ السدّيّّ جَعفَرَ بنَ مُحَمّدٍ ع عَن قَولِ اللّهِ تَعَالَيمَثَلُ الجَنّةِ التّيِ وُعِدَ المُتّقُونَ قَالَ هيَِ فِي عَلِيّ وَ أَولَادِهِ وَ شِيعَتِهِم هُمُ المُتّقُونَ وَ هُم أَهلُ الجَنّةِ وَ المَغفِرَةِ
88-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ]فُرَاتُ بنُ اِبرَاهِيمَ الكوُفيِّ مُعَنعَناً عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَ كُلّ عَدُوّ لَنَا نَاصِبٍ مَنسُوبٌ إِلَي هَذِهِ الآيَةِوُجُوهٌ يَومَئِذٍ خاشِعَةٌ عامِلَةٌ ناصِبَةٌ تَصلي ناراً حامِيَةً تُسقي مِن عَينٍ آنِيَةٍ
89-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] جَعفَرُ بنُ مُحَمّدِ بنِ يُوسُفَ مُعَنعَناً عَن صَفوَانَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا الحَسَنِ ع يَقُولُ إِلَينَا إِيَابُ هَذَا الخَلقِ وَعَلَينا حِسابَهُم
صفحه : 203
90-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ الفزَاَريِّ مُعَنعَناً عَن قَبِيصَةَ بنِ يَزِيدَ الجعُفيِّ قَالَ دَخَلتُ عَلَي الصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع وَ عِندَهُ البَوسُ بنُ أَبِي الدّوسِ وَ ابنُ ظَبيَانَ وَ القَاسِمُ الصيّرفَيِّ فَسَلّمتُ وَ جَلَستُ وَ قُلتُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ قَد أَتَيتُكَ مُستَفِيداً قَالَ سَل وَ أَوجِز قُلتُ أَينَ كُنتُم قَبلَ أَن يَخلُقَ اللّهُ سَمَاءً مَبنِيّةً وَ أَرضاً مَدحِيّةً أَو ظُلمَةً أَو نُوراً قَالَ يَا قَبِيصَةُ لِمَ سَأَلتَنَا عَن هَذَا الحَدِيثِ فِي هَذَا الوَقتِ أَ مَا عَلِمتَ أَنّ حُبّنَا قَدِ اكتُتِمَ وَ بُغضَنَا قَد فَشَا وَ أَنّ لَنَا أَعدَاءً مِنَ الجِنّ يُخرِجُونَ حَدِيثَنَا إِلَي أَعدَائِنَا مِنَ الإِنسِ وَ أَنّ الحِيطَانَ لَهَا آذَانٌ كَآذَانِ النّاسِ قَالَ قُلتُ قَد سُئِلتُ عَن ذَلِكَ قَالَ يَا قَبِيصَةُ كُنّا أَشبَاحَ نُورٍ حَولَ العَرشِ نُسَبّحُ اللّهَ قَبلَ أَن يُخلَقَ آدَمُ بِخَمسَةَ عَشَرَ أَلفَ عَامٍ فَلَمّا خَلَقَ اللّهُ آدَمَ أَفرَغَنَا فِي صُلبِهِ فَلَم يَزَل يَنقُلُنَا مِن صُلبٍ طَاهِرٍ إِلَي رَحِمٍ مُطَهّرٍ حَتّي بَعَثَ اللّهُ مُحَمّداًص فَنَحنُ عُروَةُ اللّهِ الوُثقَي مَنِ استَمسَكَ بِنَا نَجَا وَ مَن تَخَلّفَ عَنّا هَوَي لَا نُدخِلُهُ فِي بَابِ ضَلَالَةٍ وَ لَا نُخرِجُهُ مِن بَابِ هُدًي وَ نَحنُ رُعَاةُ دِينِ اللّهِ وَ نَحنُ عِترَةُ رَسُولِ اللّهِص وَ نَحنُ القُبّةُ التّيِ طَالَت أَطنَابُهَا وَ اتّسَعَ فِنَاؤُهَا مَن ضَوَي إِلَينَا نَجَا إِلَي الجَنّةِ وَ مَن تَخَلّفَ عَنّا هَوَي إِلَي النّارِ قُلتُ لِوَجهِ ربَيّ الحَمدُ أَسأَلُكَ عَن قَولِ اللّهِ تَعَالَيإِنّ إِلَينا إِيابَهُم ثُمّ إِنّ عَلَينا حِسابَهُم قَالَ فِينَا التّنزِيلُ قُلتُ إِنّمَا أَسأَلُكَ عَنِ التّفسِيرِ قَالَ نَعَم يَا قَبِيصَةُ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ جَعَلَ اللّهُ حِسَابَ شِيعَتِنَا عَلَينَا فَمَا كَانَ بَينَهُم وَ بَينَ اللّهِ استَوهَبَهُ مُحَمّدٌص مِنَ اللّهِ وَ مَا كَانَ فِيمَا بَينَهُم وَ بَينَ النّاسِ مِنَ المَظَالِمِ أَدّاهُ مُحَمّدٌص عَنهُم وَ مَا كَانَ فِيمَا بَينَنَا وَ بَينَهُم وَهَبنَاهُ لَهُم حَتّي يَدخُلُوا الجَنّةَ بِغَيرِ حِسَابٍ
بيان ضوي إليه مال
91-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] جَعفَرُ بنُ أَحمَدَ مُعَنعَناً عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَخَرَجتُ أَنَا وَ أَبِي ذَاتَ يَومٍ فَإِذَا هُوَ بِأُنَاسٍ مِن أَصحَابِنَا بَينَ المِنبَرِ وَ القَبرِ فَسَلّمَ عَلَيهِم ثُمّ قَالَ أَمَا وَ اللّهِ إنِيّ لَأُحِبّ رِيحَكُم وَ أَروَاحَكُم فأَعَيِنوُنيِ عَلَي ذَلِكَ بِوَرَعٍ وَ اجتِهَادٍ مَنِ ائتَمّ بِعَبدٍ فَليَعمَل
صفحه : 204
بِعَمَلِهِ وَ أَنتُم شِيعَةُ آلِ مُحَمّدٍص وَ أَنتُم شُرَطُ اللّهِ وَ أَنتُم أَنصَارُ اللّهِ وَ أَنتُمُالسّابِقُونَ الأَوّلُونَ وَ السّابِقُونَ الآخِرُونَ فِي الدّنيَا وَ السّابِقُونَ فِي الآخِرَةِ إِلَي الجَنّةِ قَد ضَمِنّا لَكُمُ الجَنّةَ بِضَمَانِ اللّهِ وَ ضَمَانِ رَسُولِ اللّهِص وَ أَهلِ بَيتِهِ أَنتُمُ الطّيّبُونَ وَ نِسَاؤُكُمُ الطّيّبَاتُ كُلّ مُؤمِنَةٍ حَورَاءُ وَ كُلّ مُؤمِنٍ صِدّيقٌ كَم مَرّةً قَد قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع لِقَنبَرٍ يَا قَنبَرُ أَبشِر وَ بَشّر وَ استَبشِر وَ اللّهِ لَقَد قُبِضَ رَسُولُ اللّهِص وَ هُوَ سَاخِطٌ عَلَي جَمِيعِ أُمّتِهِ إِلّا الشّيعَةَ وَ إِنّ لِكُلّ شَيءٍ شَرَفاً وَ إِنّ شَرَفَ الدّينِ الشّيعَةُ أَلَا وَ إِنّ لِكُلّ شَيءٍ عُروَةً وَ إِنّ عُروَةَ الدّينِ الشّيعَةُ أَلَا وَ إِنّ لِكُلّ شَيءٍ إِمَاماً وَ إِمَامَ الأَرضِ أَرضٌ يَسكُنُ فِيهَا الشّيعَةُ أَلَا وَ إِنّ لِكُلّ شَيءٍ سَيّداً وَ سَيّدَ المَجَالِسِ مَجَالِسُ الشّيعَةِ أَلَا وَ إِنّ لِكُلّ شَيءٍ شَهوَةً وَ إِنّ شَهوَةَ الدّنيَا سُكنَي شِيعَتِنَا فِيهَا وَ اللّهِ لَو لَا مَا فِي الأَرضِ مِنكُم مَا استَكمَلَ أَهلُ خِلَافِكُم طَيّبَاتِ رِزقِهِم وَ مَا لَهُمفِي الآخِرَةِ مِن نَصِيبٍ كُلّ نَاصِبٍ وَ إِن تَعَبّدَ وَ اجتَهَدَ مَنسُوبٌ إِلَي هَذِهِ الآيَةِوُجُوهٌ يَومَئِذٍ خاشِعَةٌ عامِلَةٌ ناصِبَةٌ تَصلي ناراً حامِيَةً تُسقي مِن عَينٍ آنِيَةٍ وَ مَن دَعَا مِن مُخَالِفٍ لَكُم فَإِجَابَةُ دُعَائِهِ لَكُم وَ مَن طَلَبَ مِنكُم إِلَي اللّهِ حَاجَةً فَلَهُ مِائَةٌ وَ مَن سَأَلَ مَسأَلَةً فَلَهُ مِائَةٌ وَ مَن دَعَا بِدَعوَةٍ فَلَهُ مِائَةٌ وَ مَن عَمِلَ مِنكُم حَسَنَةً فَلَا يُحصَي تَضَاعُفُهَا وَ مَن أَسَاءَ مِنكُم سَيّئَةً فَمُحَمّدٌص حَجِيجُهُ يعَنيِ يُحَاجّ عَنهُ وَ اللّهِ إِنّ صَائِمَكُم لَيَرعَي فِي رِيَاضِ الجَنّةِ تَدعُو لَهُ المَلَائِكَةُ بِالعَونِ[بِالفَوزِ] حَتّي يُفطِرَ وَ إِنّ حَاجّكُم وَ مُعتَمِرَكُم لَخَاصّ اللّهِ وَ إِنّكُم جَمِيعاً لَأَهلُ دَعوَةِ اللّهِ وَ أَهلُ إِجَابَتِهِ وَ أَهلُ وَلَايَتِهِ لَا خَوفٌ عَلَيكُم وَ لَا حُزنٌ كُلّكُم فِي الجَنّةِ فَتَنَافَسُوا فِي فَضَائِلِ الدّرَجَاتِ وَ اللّهِ مَا مِن أَحَدٍ أَقرَبَ مِن عَرشِ اللّهِ تَعَالَي بَعدَنَا يَومَ القِيَامَةِ مِن شِيعَتِنَا مَا أَحسَنَ صُنعَ اللّهِ إِلَيكُم وَ اللّهِ لَو لَا أَن تُفتَنُوا فَيَشمَتُ بِكُم عَدُوّكُم وَ يَعلَمَ
صفحه : 205
النّاسُ ذَلِكَ لَسَلّمَت عَلَيكُمُ المَلَائِكَةُ قُبُلًا وَ قَد قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يَخرُجُونَ يعَنيِ أَهلَ وَلَايَتِنَا مِن قُبُورِهِم يَومَ القِيَامَةِ مُشرِقَةً وُجُوهُهُم قَرّت أَعيُنُهُم قَد أُعطُوا الأَمَانَ يَخَافُ النّاسُ وَ لَا يَخَافُونَ وَ يَحزَنُ النّاسُ وَ لَا يَحزَنُونَ وَ اللّهِ مَا مِن عَبدٍ مِنكُم يَقُومُ إِلَي صَلَاتِهِ إِلّا وَ قَدِ اكتَنَفَتهُ مَلَائِكَةٌ مِن خَلفِهِ يُصَلّونَ عَلَيهِ وَ يَدعُونَ لَهُ حَتّي يَفرُغَ مِن صَلَاتِهِ أَلَا وَ إِنّ لِكُلّ شَيءٍ جَوهَراً وَ جَوهَرَ وُلدِ آدَمَ صَلَوَاتُ اللّهِ وَ سَلَامُهُ عَلَيهِ نَحنُ وَ شِيعَتُنَا
قَالَ سَعدَانُ بنُ مُسلِمٍ وَ زَادَ فِي الحَدِيثِ عَيثَمَ بنَ أَسلَمَ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع وَ اللّهِ لَولَاكُم مَا زُخرِفَتِ الجَنّةُ وَ اللّهِ لَولَاكُم مَا نَبَتَت حَبّةٌ وَ اللّهِ لَولَاكُم مَا قَرّت عَينٌ وَ اللّهِ لَلّهُ أَشَدّ حُبّاً لَكُم منِيّ فَأَعِينُونَا عَلَي ذَلِكَ بِالوَرَعِ وَ الِاجتِهَادِ وَ العَمَلِ بِطَاعَتِهِ
أقول روي الصدوق رحمه الله في كتاب فضائل الشيعة، مثله
92-كا،[الكافي] عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ عَن صَالِحِ بنِ أَبِي حَمّادٍ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ قَدِمنا إِلي ما عَمِلُوا مِن عَمَلٍ فَجَعَلناهُ هَباءً مَنثُوراً قَالَ إِن كَانَت أَعمَالُهُم لَأَشَدّ بَيَاضاً مِنَ القبَاَطيِّ فَيَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَهَا كوُنيِ هَبَاءً وَ ذَلِكَ أَنّهُم كَانَ إِذَا شُرِعَ لَهُمُ الحَرَامُ أَخَذُوهُ
93-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] أَبُو القَاسِمِ الحسَنَيِّ مُعَنعَناً عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَسَأَلتُهُ عَن قَولِ اللّهِيَومَ تَرَي المُؤمِنِينَ وَ المُؤمِناتِ يَسعي نُورُهُم بَينَ أَيدِيهِم وَ بِأَيمانِهِم قَالَ رَسُولُ اللّهِص هُوَ نُورُ المُؤمِنِينَ يَسعَي بَينَ أَيدِيهِم يَومَ القِيَامَةِ إِذَا أَذِنَ اللّهُ لَهُ أَن يأَتيَِ مَنزِلَهُ فِي جَنّاتِ عَدنٍ وَ المُؤمِنُونَ يَتبَعُونَهُ وَ هُوَ يَسعَي بَينَ أَيدِيهِم حَتّي يَدخُلُ جَنّةَ عَدنٍ وَ هُم يَتبَعُونَهُ حَتّي يَدخُلُونَ مَعَهُ وَ أَمّا قَولُهُبِأَيمانِهِمفَأَنتُم
صفحه : 206
تَأخُذُونَ بِحُجَزِ آلِ مُحَمّدٍ وَ يَأخُذُ آلُهُ بِحُجَزِ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ وَ يَأخُذَانِ بِحُجَزِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ يَأخُذُ هُوَ بِحُجَزِ رَسُولِ اللّهِص حَتّي يَدخُلُونَ مَعَهُ فِي جَنّةِ عَدنٍ فَذَلِكَ قَولُهُبُشراكُمُ اليَومَ جَنّاتٌ تجَريِ مِن تَحتِهَا الأَنهارُ خالِدِينَ فِيها ذلِكَ هُوَ الفَوزُ العَظِيمُ
بيان إذاأذن الله له أي للنور والمراد به الإمام ع هذا إذا كان القول قول الرسول ص ويحتمل أن يكون رسول الله مبتدأ ونور المؤمنين خبره بل هوأظهر
94-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] عَلِيّ بنُ مُحَمّدِ بنِ عُمَرَ الزهّريِّ مُعَنعَناً عَن أَبِي الجَارُودِ قَالَ سَأَلتُ أَبَا جَعفَرٍ ع عَن قَولِهِ تَعَالَييَومَ يَقُومُ الرّوحُ وَ المَلائِكَةُ صَفّا لا يَتَكَلّمُونَ إِلّا مَن أَذِنَ لَهُ الرّحمنُ وَ قالَ صَواباً قَالَ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ خُطِفَ قَولُ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مِن قُلُوبِ العِبَادِ فِي المَوقِفِ إِلّا مَن أَقَرّ بِوَلَايَةِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ هُوَ قَولُهُإِلّا مَن أَذِنَ لَهُ الرّحمنُ مِن أَهلِ وَلَايَتِهِ فَهُمُ الّذِينَ يُؤذَنُ لَهُم بِقَولِ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ
95-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ]القَاسِمُ بنُ الحَسَنِ بنِ حَازِمٍ القرُشَيِّ مُعَنعَناً عَن أَبِي حَمزَةَ الثمّاَليِّ قَالَدَخَلتُ عَلَي مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ ع وَ قُلتُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ حدَثّنيِ بِحَدِيثٍ ينَفعَنُيِ قَالَ يَا أَبَا حَمزَةَ كُلّ يَدخُلُ الجَنّةَ إِلّا مَن أَبَي قَالَ قُلتُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ أَحَدٌ يَأبَي يَدخُلُ الجَنّةَ قَالَ نَعَم قَالَ قُلتُ مَن قَالَ مَن لَم يَقُل لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ قَالَ قُلتُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ لَا أرَويِ هَذَا الحَدِيثَ عَنكَ قَالَ وَ لِمَ قُلتُ إنِيّ تَرَكتُ المُرجِئَةَ وَ القَدَرِيّةَ وَ الحَرُورِيّةَ وَ بنَيِ أُمَيّةَ كُلّ يَقُولُونَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ قَالَ أَيهَاتَ أَيهَاتَ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ سَلَبَهُمُ اللّهُ تَعَالَي إِيّاهَا لَا يَقُولُهَا إِلّا نَحنُ وَ شِيعَتُنَا وَ البَاقُونَ بُرَآءُ أَ مَا سَمِعتَ اللّهَ يَقُولُيَومَ يَقُومُ الرّوحُ وَ المَلائِكَةُ صَفّا لا
صفحه : 207
يَتَكَلّمُونَ إِلّا مَن أَذِنَ لَهُ الرّحمنُ وَ قالَ صَواباً قَالَ مَن قَالَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ
96-نهج ،[نهج البلاغة] فَاللّهَ اللّهَ عِبَادَ اللّهِ فَإِنّ الدّنيَا مَاضِيَةٌ بِكُم عَلَي سَنَنٍ وَ أَنتُم وَ السّاعَةُ فِي قَرَنٍ وَ كَأَنّهَا قَد جَاءَت بِأَشرَاطِهَا وَ أَزِفَت بِأَفرَاطِهَا وَ وَقَفَت بِكُم عَلَي صِرَاطِهَا وَ كَأَنّهَا قَد أَشرَفَت بِزَلَازِلِهَا وَ أَنَاخَت بِكَلَاكِلِهَا وَ انصَرَمَتِ الدّنيَا بِأَهلِهَا وَ أَخرَجَتهُم مِن حِضنِهَا فَكَانَت كَيَومٍ مَضَي وَ شَهرٍ انقَضَي وَ صَارَ جَدِيدُهَا رَثّاً وَ سَمِينُهَا غَثّاً فِي مَوقِفٍ ضَنكِ المُقَامِ وَ أُمُورٍ مُشتَبِهَةٍ عِظَامٍ وَ نَارٍ شَدِيدٍ كَلَبُهَا عَالٍ لَجَبُهَا سَاطِعٍ لَهَبُهَا مُتَغَيّظٍ زَفِيرُهَا مُتَأَجّجٍ سَعِيرُهَا بَعِيدٍ خُمُودُهَا ذَاكٍ وُقُودُهَا مَخُوفٍ وَعِيدُهَا عَمِيقٍ[عَمٍ]قَرَارُهَا مُظلِمَةٍ أَقطَارُهَا حَامِيَةٍ قدروها[قُدُورُهَا]فَظِيعَةٍ أُمُورُهَاوَ سِيقَ الّذِينَ اتّقَوا...إِلَي الجَنّةِ زُمَراً قَد أَمِنُوا العَذَابَ وَ انقَطَعَ العِتَابُ وَ زُحزِحُوا عَنِ النّارِ وَ اطمَأَنّت بِهِمُ الدّارُ وَ رَضُوا المَثوَي وَ القَرَارَ الّذِينَ كَانَت أَعمَالُهُم فِي الدّنيَا زَاكِيَةً وَ أَعيُنُهُم بَاكِيَةً وَ كَانَ لَيلُهُم فِي دُنيَاهُم نَهَاراً تَخَشّعاً وَ استِغفَاراً وَ كَانَ نَهَارُهُم لَيلًا تَوَحّشاً وَ انقِطَاعاً فَجَعَلَ اللّهُ لَهُمُ الجَنّةَ ثَوَاباً وَ كَانُوا أَحَقّ بِهَا وَ أَهلَهَا فِي مُلكٍ دَائِمٍ وَ نَعِيمٍ قَائِمٍ
بيان علي سَنَن أي علي طريقة الأمم الماضية يهلككم كماأهلكهم والقرن حبل يشدّ به البعيران بأفراطها أي مقدّماتها والكلاكل جمع الكلكل و هوالصدر ويقال للأمر الثقيل قدأناخ عليهم بكلكله أي هدّهم ورضّهم كمايهدّ البعير البارك من تحته إذاأنيخ عليه بصدره والجمع باعتبار تعدّد أهوالها والحضن بالكسر الجنب والرث البالي والغثّ المهزول والضنك الضيق والكلب الشدّة والأذي واللجب الصوت والتغيّظ الهيجان والغليان والذكاء شدّة وهج النار وحمي التنور اشتدّ حرها وزحزحه عن كذا باعده
صفحه : 208
97-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَالَ الإِمَامُ ع فِي ثَوَابِ قِرَاءَةِ سُورَةِ البَقَرَةِ قَالَ رَسُولُ اللّهِص وَ إِنّ واَلدِيَِ القاَرِئِ لَيُتَوّجَانِ بِتَاجِ الكَرَامَةِ يضُيِءُ نُورُهُ مِن مَسِيرَةِ عَشَرَةِ آلَافِ سَنَةٍ وَ يُكسَيَانِ حُلّةً لَا يَقُومُ لِأَقَلّ سِلكٍ مِنهَا مِائَةُ أَلفِ ضِعفِ مَا فِي الدّنيَا بِمَا يَشتَمِلُ عَلَيهِ مِن خَيرَاتِهَا ثُمّ يُعطَي هَذَا القاَرِئُ المُلكَ بِيَمِينِهِ فِي كِتَابٍ وَ الخُلدَ بِشِمَالِهِ فِي كِتَابٍ يَقرَأُ مِن كِتَابِهِ بِيَمِينِهِ قَد جُعِلتَ مِن أَفَاضِلِ مُلُوكِ الجِنَانِ وَ مِن رُفَقَاءِ مُحَمّدٍ سَيّدِ الأَنبِيَاءِ وَ عَلِيّ خَيرِ الأَوصِيَاءِ وَ الأَئِمّةِ بَعدَهُمَا سَادَةِ الأَتقِيَاءِ وَ يَقرَأُ مِن كِتَابِهِ بِشِمَالِهِ قَد أَمِنتَ الزّوَالَ وَ الِانتِقَالَ عَن هَذَا المُلكِ وَ أُعِذتَ مِنَ المَوتِ وَ الأَسقَامِ وَ كُفِيتَ الأَمرَاضَ وَ الأَعلَالَ وَ جُنّبتَ حَسَدَ الحَاسِدِينَ وَ كَيدَ الكَائِدِينَ ثُمّ يُقَالُ لَهُ اقرَأ وَ ارقَ وَ مَنزِلُكَ عِندَ آخِرِ آيَةٍ تَقرَؤُهَا فَإِذَا نَظَرَ وَالِدَاهُ إِلَي حِليَتَيهِمَا وَ تَاجَيهِمَا قَالَا رَبّنَا أَنّي لَنَا هَذَا الشّرَفُ وَ لَم تَبلُغهُ أَعمَالُنَا فَقَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَهُمَا هَذَا لَكُمَا بِتَعلِيمِكُمَا وَلَدَكُمَا القُرآنَ
98-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَالَ الرّضَا ع أَفضَلُ مَا يُقَدّمُهُ العَالِمُ مِن مُحِبّينَا وَ مَوَالِينَا أَمَامَهُ لِيَومِ فَقرِهِ وَ فَاقَتِهِ وَ ذُلّهِ وَ مَسكَنَتِهِ أَن يُغِيثَ فِي الدّنيَا مِسكِيناً مِن مُحِبّينَا مِن يَدِ نَاصِبٍ عَدُوّ لِلّهِ وَ لِرَسُولِهِ يَقُومُ مِن قَبرِهِ وَ المَلَائِكَةُ صُفُوفٌ مِن شَفِيرِ قَبرِهِ إِلَي مَوضِعِ مَحَلّهِ مِن جِنَانِ اللّهِ فَيَحمِلُونَهُ عَلَي أَجنِحَتِهِم يَقُولُونَ مَرحَباً طُوبَاكَ طُوبَاكَ يَا دَافِعَ الكِلَابِ عَنِ الأَبرَارِ وَ يَا أَيّهَا المُتَعَصّبُ لِلأَئِمّةِ الأَخيَارِ
99-ثو،[ثواب الأعمال ] عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ كَانَ فِيمَا نَاجَي بِهِ مُوسَي ع رَبّهُ أَن قَالَ يَا رَبّ مَا لِمَن شَيّعَ جَنَازَةً قَالَ أُوَكّلُ بِهِ مَلَائِكَةً مِن ملَاَئكِتَيِ مَعَهُم رَايَاتٌ يُشَيّعُونَهُم مِن قُبُورِهِم إِلَي مَحشَرِهِم
100-فس ،[تفسير القمي] قَولُهُ تَعَالَييَومَ تَرَي المُؤمِنِينَ وَ المُؤمِناتِ يَسعي نُورُهُم بَينَ أَيدِيهِم وَ بِأَيمانِهِم قَالَ يُقسَمُ النّورُ بَينَ النّاسِ يَومَ القِيَامَةِ عَلَي قَدرِ إِيمَانِهِم وَ يُقسَمُ لِلمُنَافِقِ فَيَكُونُ نُورُهُ بَينَ إِبهَامِ رِجلِهِ اليُسرَي فَيَنطَفِئُ نُورُهُ ثُمّ يَقُولُ لِلمُؤمِنِينَ مَكَانَكُم حَتّي أَقتَبِسَ مِن نُورِكُم فَيَقُولُ المُؤمِنُونَ لَهُمارجِعُوا وَراءَكُم فَالتَمِسُوا نُوراًفَيَرجِعُونَ وَ يُضرَبُ بَينَهُم بِسُورٍ فَيُنَادُونَ مِن وَرَاءِ السّورِ المُؤمِنِينَأَ لَم نَكُن مَعَكُمفَيَقُولُونَبَلي وَ لكِنّكُم فَتَنتُم أَنفُسَكُم قَالَ باِلمعَاَصيِوَ ارتَبتُم قَالَ شَكَكتُم وَ تَرَبّصتُم
صفحه : 209
101-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] أَبُو القَاسِمِ الحسَنَيِّ رَفَعَهُ عَن جَابِرٍ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ أَبشِر يَا عَلِيّ مَا مِن عَبدٍ يُحِبّكَ وَ يَنتَحِلُ مَوَدّتَكَ إِلّا بَعَثَهُ اللّهُ يَومَ القِيَامَةِ مَعَنَا ثُمّ قَرَأَ النّبِيّص هَذِهِ الآيَةَإِنّ المُتّقِينَ فِي جَنّاتٍ وَ نَهَرٍ فِي مَقعَدِ صِدقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُقتَدِرٍ
102-فس ،[تفسير القمي] قَولُهُ تَعَالَيوَ كُنتُم أَزواجاً ثَلاثَةً قَالَ يَومَ القِيَامَةِفَأَصحابُ المَيمَنَةِ ما أَصحابُ المَيمَنَةِهُمُ المُؤمِنُونَ مِن أَصحَابِ التّبِعَاتِ يُوقَفُونَ لِلحِسَابِوَ أَصحابُ المَشئَمَةِ ما أَصحابُ المَشئَمَةِ وَ السّابِقُونَ السّابِقُونَ أُولئِكَ المُقَرّبُونَ قَد سُبِقُوا إِلَي الجَنّةِ بِلَا حِسَابٍ
103-فس ،[تفسير القمي] يَومَ يَبعَثُهُمُ اللّهُ جَمِيعاً قَالَ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ جَمَعَ اللّهُ الّذِينَ غَصَبُوا آلَ مُحَمّدٍ حَقّهُم فَيَعرِضُ عَلَيهِم أَحمَالُهُم فَيَحلِفُونَ لَهُ أَنّهُم لَم يَعمَلُوا مِنهَا شَيئاً كَمَا حَلَفُوا لِرَسُولِ اللّهِص فِي الدّنيَا حِينَ حَلَفُوا أَن لَا يَرُدّوا الوَلَايَةَ فِي بنَيِ هَاشِمٍ وَ حِينَ هَمّوا بِقَتلِ رَسُولِ اللّهِص فِي العَقَبَةِ فَلَمّا أَطلَعَ اللّهُ نَبِيّهُص وَ أَخبَرَهُم حَلَفُوا لَهُ أَنّهُم لَم يَقُولُوا ذَلِكَ وَ لَم يَهُمّوا بِهِ فَأَنزَلَ اللّهُ عَلَي رَسُولِهِيَحلِفُونَ بِاللّهِ ما قالُوا وَ لَقَد قالُوا كَلِمَةَ الكُفرِ وَ كَفَرُوا بَعدَ إِسلامِهِم وَ هَمّوا بِما لَم يَنالُوا وَ ما نَقَمُوا إِلّا أَن أَغناهُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ مِن فَضلِهِ فَإِن يَتُوبُوا يَكُ خَيراً لَهُم قَالَ إِذَا عَرَضَ اللّهُ ذَلِكَ عَلَيهِم فِي القِيَامَةِ يُنكِرُونَهُ وَ يَحلِفُونَ لَهُ كَمَا حَلَفُوا لِرَسُولِ اللّهِص وَ هُوَ قَولُهُ تَعَالَييَومَ يَبعَثُهُمُ اللّهُ جَمِيعاً فَيَحلِفُونَ لَهُ كَما يَحلِفُونَ لَكُم وَ يَحسَبُونَ أَنّهُم عَلي شَيءٍ أَلا إِنّهُم هُمُ الكاذِبُونَ استَحوَذَ عَلَيهِمُ الشّيطانُ فَأَنساهُم ذِكرَ اللّهِ أَي غَلَبَ عَلَيهِمُ الشّيطَانُأُولئِكَ حِزبُ الشّيطانِ أَي أَعوَانُهُ
104-فس ،[تفسير القمي]هَل أَتاكَ حَدِيثُ الغاشِيَةِيعَنيِ قَد أَتَاكَ يَا مُحَمّدُ حَدِيثُ القِيَامَةِ وَ مَعنَي الغَاشِيَةِ أَن يَغشَي النّاسَوُجُوهٌ يَومَئِذٍ خاشِعَةٌ عامِلَةٌ ناصِبَةٌ وَ هُمُ الّذِينَ خَالَفُوا دِينَ اللّهِ وَ صَلّوا وَ صَامُوا وَ نَصَبُوا لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ هُوَ قَولُهُ تَعَالَيعامِلَةٌ
صفحه : 210
ناصِبَةٌعَمِلُوا وَ نَصَبُوا فَلَا يُقبَلُ مِنهُم شَيءٌ مِن أَفعَالِهِم وَتَصليوُجُوهُهُمناراً حامِيَةً تُسقي مِن عَينٍ آنِيَةٍ قَالَ لَهَا أَنِينٌ مِن شِدّةِ حَرّهَالَيسَ لَهُم طَعامٌ إِلّا مِن ضَرِيعٍ قَالَ عَرَقُ أَهلِ النّارِ وَ مَا يَخرُجُ مِن فُرُوجِ الزوّاَنيِلا يُسمِنُ وَ لا يغُنيِ مِن جُوعٍ ثُمّ ذَكَرَ أَتبَاعَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَوُجُوهٌ يَومَئِذٍ ناعِمَةٌ لِسَعيِها راضِيَةٌيَرضَي اللّهُ مَا سَعَوا فِيهِفِي جَنّةٍ عالِيَةٍ لا تَسمَعُ فِيها لاغِيَةً قَالَ الهَزلُ وَ الكَذِبُ
بيان قوله لها أنين ليس الغرض أنها مشتقّة من الأنين بل إنها من شدّة حرّها وغليانها لها أنين ويحتمل أن يكون من الأنين قلبت الثانية ياء من قبيل أمليت و في بعض النسخ لها نتن
105-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَالَ قَالَ النّبِيّص لعِلَيِّ ع إِنّ اللّهَ يَعلَمُ مِنَ الحَسبِ مَا لَا يَبلُغُهُ عُقُولُ الخَلَائِقِ إِنّهُ يَضرِبُ أَلفاً وَ سَبعَمِائَةٍ فِي أَلفٍ وَ سَبعِمِائَةٍ ثُمّ مَا ارتَفَعَ مِن ذَلِكَ فِي مِثلِهِ إِلَي أَن يَفعَلَ ذَلِكَ أَلفَ مَرّةٍ ثُمّ آخِرُ مَا يَرتَفِعُ مِن ذَلِكَ عَدَدُ مَا يَهَبُهُ اللّهُ لَكَ فِي الجَنّةِ مِنَ القُصُورِ وَ سَاقَ الحَدِيثَ إِلَي أَن قَالَ وَ هَذَا العَدَدُ هُوَ عَدَدُ مَن يُدخِلُهُمُ الجَنّةَ وَ يَرضَي عَنهُم لِمَحَبّتِهِم لَكَ وَ أَضعَافُ هَذَا العَدَدِ مَن يُدخِلُهُمُ النّارَ مِنَ الشّيَاطِينِ مِنَ الجِنّ وَ الإِنسِ بِبُغضِهِم لَكَ وَ وَقِيعَتِهِم فِيكَ وَ تَنقِيصِهِم إِيّاكَ وَ سَاقَهُ إِلَي أَن قَالَ ينُاَديِ مُنَادٍ يَومَ القِيَامَةِ أَينَ مُحِبّو عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَيَقُومُ قَومٌ مِنَ الصّالِحِينَ فَيُقَالُ لَهُم خُذُوا بأِيَديِ مَن شِئتُم فِي عَرَصَاتِ القِيَامَةِ فَأَدخِلُوهُمُ الجَنّةَ فَأَقَلّ رَجُلٍ مِنهُم يَنجُو بِشَفَاعَتِهِ مِن أَهلِ تِلكَ العَرَصَاتِ أَلفُ أَلفِ رَجُلٍ ثُمّ ينُاَديِ مُنَادٍ أَينَ البَقِيّةُ مِن محُبِيّ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَيَقُومُ قَومٌ مُقتَصِدُونَ فَيُقَالُ لَهُم تَمَنّوا عَلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ مَا شِئتُم فَيَتَمَنّونَ فَيَفعَلُ بِكُلّ وَاحِدٍ مِنهُم مَا تَمَنّي ثُمّ يَضعُفُ لَهُ مِائَةُ أَلفِ ضِعفٍ ثُمّ ينُاَديِ مُنَادٍ أَينَ البَقِيّةُ مِن محُبِيّ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَيَقُومُ قَومٌ ظَالِمُونَ لِأَنفُسِهِم مُعتَدُونَ عَلَيهَا فَيُقَالُ أَينَ المُبغِضُونَ لعِلَيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَيُؤتَي بِهِم جَمّ غَفِيرٌ وَ عَدَدٌ عَظِيمٌ كَثِيرٌ فَيُقَالُ أَ لَا نَجعَلُ كُلّ أَلفٍ مِن هَؤُلَاءِ فِدَاءً لِوَاحِدٍ مِن محُبِيّ
صفحه : 211
عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع لِيَدخُلُوا الجَنّةَ فيَنُجَيّ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مُحِبّيكَ وَ يَجعَلُ أَعدَاءَهُم فِدَاءَهُم ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِ ع هَذَا الأَفضَلُ الأَكرَمُ مُحِبّهُ مُحِبّ اللّهِ وَ مُحِبّ رَسُولِهِ وَ مُبغِضُهُ مُبغِضُ اللّهِ وَ مُبغِضُ رَسُولِهِ
106- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] أَبُو عَمرٍو عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن أَحمَدَ بنِ يَحيَي عَن عَبدِ الرّحمَنِ عَن أَبِيهِ عَنِ الوَصّافِ عَن أَبِي بُرَيدَةَ عَنِ النّبِيّص قَالَ لَا يُؤَمّرُ رَجُلٌ عَلَي عَشَرَةٍ فَمَا فَوقَهُم إِلّا جيِءَ بِهِ يَومَ القِيَامَةِ مَغلُولَةً يَدُهُ إِلَي عُنُقِهِ فَإِن كَانَ مُحسِناً فُكّ عَنهُ وَ إِن كَانَ مُسِيئاً زِيدَ غُلّا إِلَي غُلّهِ
107-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ الأحَمسَيِّ رَفَعَهُ إِلَي أَبِي ذَرّ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ قَالَ قَالَ النّبِيّص يَا أَبَا ذَرّ يُؤتَي بِجَاحِدِ حَقّ عَلِيّ وَ وَلَايَتِهِ يَومَ القِيَامَةِ أَصَمّ وَ أَبكَمَ وَ أَعمَي يَتَكَبكَبُ فِي ظُلُمَاتِ يَومِ القِيَامَةِ ينُاَديِيا حَسرَتي عَلي ما فَرّطتُ فِي جَنبِ اللّهِ وَ يُلقَي فِي عُنُقِهِ طَوقٌ مِنَ النّارِ وَ لِذَلِكَ الطّوقِ ثَلَاثُمِائَةِ شُعبَةٍ عَلَي كُلّ شُعبَةٍ شَيطَانٌ يَتفُلُ فِي وَجهِهِ وَ يَكلَحُ مِن جَوفِ قَبرِهِ إِلَي النّارِ
إيضاح الكلوح العبوس
108-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ]بِإِسنَادِهِ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ ينُاَديِ مُنَادٍ يَومَ القِيَامَةِ أَينَ المُحِبّونَ لعِلَيِّ ع فَيَقُومُونَ مِن كُلّ فَجّ عَمِيقٍ فَيُقَالُ لَهُم مَن أَنتُم فَيَقُولُونَ نَحنُ المُحِبّونَ لعِلَيِّ الخَالِصُونَ لَهُ حُبّاً فَيُقَالُ لَهُم فَتَشرَكُونَ فِي حُبّهِ أَحَداً مِنَ النّاسِ فَيَقُولُونَ لَا فَيُقَالُ لَهُمادخُلُوا الجَنّةَ أَنتُم وَ أَزواجُكُم تُحبَرُونَ
109-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] الحُسَينُ بنُ سَعِيدٍ عَن عَلِيّ بنِ السّختِ ع عَنِ الحَسَنِ بنِ الحُسَينِ بنِ أَحمَدَ عَن أَحمَدَ بنِ سَعِيدٍ الأنَماَطيِّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحُسَينِ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا عَلِيّ كَذَبَ مَن زَعَمَ أَنّهُ يحُبِنّيِ وَ يُبغِضُكَ يَا عَلِيّ إِنّهُ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ نَادَي مُنَادٍ مِن بُطنَانِ العَرشِ أَينَ مُحِبّو عَلِيّ وَ شِيعَتُهُ أَينَ مُحِبّو عَلِيّ وَ مَن يُحِبّهُ أَينَ المُتَحَابّونَ فِي اللّهِ أَينَ المُتَبَاذِلُونَ
صفحه : 212
فِي اللّهِ أَينَ المُؤثِرُونَ عَلَي أَنفُسِهِم أَينَ الّذِينَ جَفّت أَلسِنَتُهُم مِنَ العَطَشِ أَينَ الّذِينَ يُصَلّونَ فِي اللّيلِ وَ النّاسُ نِيَامٌ أَينَ الّذِينَ يَبكُونَ مِن خَشيَةِ اللّهِلا خَوفٌ عَلَيكُمُ اليَومَ وَ لا أَنتُم تَحزَنُونَأَنتُم رُفَقَاءُ مُحَمّدٍص قَرّوا عَيناًادخُلُوا الجَنّةَ أَنتُم وَ أَزواجُكُم تُحبَرُونَ
110-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ]بِإِسنَادِهِ عَن جَابِرٍ عَنِ النّبِيّص قَالَ يَا عَلِيّ مَا مِن عَبدٍ يُحِبّكَ وَ يَنتَحِلُ مَوَدّتَكَ إِلّا بَعَثَهُ اللّهُ يَومَ القِيَامَةِ مَعَنَا
111-ثو،[ثواب الأعمال ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَنِ الميِثمَيِّ عَن إِسمَاعِيلَ الجعُفيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا يُبغِضُنَا أَهلَ البَيتِ أَحَدٌ إِلّا بَعَثَهُ اللّهُ أَجذَمَ
112-ثو،[ثواب الأعمال ]بِإِسنَادٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ يُحشَرُ المُكَذّبُونَ بِقَدَرِهِ تَعَالَي مِن قُبُورِهِم قَد مُسِخُوا قِرَدَةً وَ خَنَازِيرَ
113-ثو،[ثواب الأعمال ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن مُوسَي بنِ عِمرَانَ عَنِ النوّفلَيِّ عَنِ السكّوُنيِّ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ يُجَاءُ بِأَصحَابِ البِدَعِ يَومَ القِيَامَةِ فَتَرَي القَدَرِيّةَ مِن بَينِهِم كَالشّامَةِ البَيضَاءِ فِي الثّورِ الأَسوَدِ فَيَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مَا أَرَدتُم فَيَقُولُونَ أَرَدنَا وَجهَكَ فَيَقُولُ اللّهُ قَد أَقَلتُكُم عَثَرَاتِكُم وَ غَفَرتُ لَكُم زَلّاتِكُم إِلّا القَدَرِيّةَ فَإِنّهُم قَد دَخَلُوا فِي الشّركِ مِن حَيثُ لَا يَعلَمُونَ
114-كا،[الكافي] الحُسَينُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ المُعَلّي عَن أَبِي دَاوُدَ المُستَرِقّ عَن عَلِيّ بنِ مَيمُونٍ عَنِ ابنِ أَبِي يَعفُورٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ ثَلَاثَةٌلا يَنظُرُ اللّهُإِلَيهِم يَومَ القِيامَةِ وَ لا يُزَكّيهِم وَ لَهُم عَذابٌ أَلِيمٌ مَنِ ادّعَي إِمَامَةً مِنَ اللّهِ لَيسَت لَهُ وَ مَن جَحَدَ إِمَاماً مِنَ اللّهِ وَ مَن زَعَمَ أَنّ لَهُمَا فِي الإِسلَامِ نَصِيباً
كا،[الكافي]العدة عن أحمد بن محمد عن الوشاء عن داود الحمار عن ابن أبي يعفور مثله
صفحه : 213
115-ل ،[الخصال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَن عَلِيّ بنِ إِسمَاعِيلَ الأشَعرَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي مَالِكٍ الجهُنَيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع مِثلَهُ وَ فِيهِ مَنِ ادّعَي إِمَاماً لَيسَت إِمَامَتُهُ مِنَ اللّهِ
116-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] فِي قَولِهِ تَعَالَيإِنّ الّذِينَ يَكتُمُونَ ما أَنزَلَ اللّهُ مِنَ الكِتابِ وَ يَشتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلًا قَالَ قَالَ اللّهُ فِي صِفَةِ الكَاتِمِينَ لِفَضلِنَا أَهلَ البَيتِإِنّ الّذِينَ يَكتُمُونَ ما أَنزَلَ اللّهُ مِنَ الكِتابِالمُشتَمِلِ عَلَي ذِكرِ فَضلِ مُحَمّدٍص عَلَي جَمِيعِ النّبِيّينَ وَ فَضلِ عَلِيّ عَلَي جَمِيعِ الوَصِيّينَوَ يَشتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلًايَكتُمُونَهُ لِيَأخُذُوا عَلَيهِ عَرَضاً مِنَ الدّنيَا يَسِيراً وَ يَنَالُوا بِهِ فِي الدّنيَا عِندَ جُهّالِ عِبَادِ اللّهِ رِئَاسَةً قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّأُولئِكَ ما يَأكُلُونَ فِي بُطُونِهِم إِلّا النّارَبَدَلًا مِن إِصَابَتِهِمُ اليَسِيرَ مِنَ الدّنيَا لِكِتمَانِهِمُ الحَقّوَ لا يُكَلّمُهُمُ اللّهُ يَومَ القِيامَةِبِكَلَامٍ خَيرٍ بَل يُكَلّمُهُمُ بِأَن يَلعَنَهُم وَ يُخزِيهِم وَ يَقُولُ بِئسَ العِبَادُ أَنتُم غَيّرتُم ترَتيِبيِ وَ أَخّرتُم مَن قَدّمتُهُ وَ قَدّمتُم مَن أَخّرتُهُ وَ وَالَيتُم مَن عَادَيتُهُ وَ عَادَيتُم مَن وَالَيتُهُوَ لا يُزَكّيهِم مِن ذُنُوبِهِموَ لَهُم عَذابٌ أَلِيمٌمُوجِعٌ فِي النّارِ
117-ثو،[ثواب الأعمال ] عَنِ ابنِ عَبّاسٍ عَنِ النّبِيّص قَالَ مَن بَنَي بِنَاءً رِيَاءً وَ سُمعَةً حُمِلَ يَومَ القِيَامَةِ إِلَي سَبعِ أَرَضِينَ ثُمّ يُطَوّقُهُ نَاراً تُوقَدُ فِي عُنُقِهِ ثُمّ يُرمَي بِهِ فِي النّارِ
صفحه : 214
وَ مَن خَانَ جَارَهُ شِبراً مِنَ الأَرضِ طَوّقَهُ اللّهُ يَومَ القِيَامَةِ إِلَي سَبعِ أَرَضِينَ نَاراً حَتّي يُدخِلَهُ جَهَنّمَ وَ مَن نَكَحَ امرَأَةً حَرَاماً فِي دُبُرِهَا أَو رَجُلًا أَو غُلَاماً حَشَرَهُ اللّهُ يَومَ القِيَامَةِ أَنتَنَ مِنَ الجِيفَةِ تَتَأَذّي بِهِ النّاسُ حَتّي يَدخُلَ جَهَنّمَ وَ لَا يَقبَلُ اللّهُ مِنهُ صَرفاً وَ لَا عَدلًا وَ أَحبَطَ اللّهُ عَمَلَهُ وَ يَدَعُهُ فِي تَابُوتٍ مَشدُودٍ بِمَسَامِيرَ مِن حَدِيدٍ وَ يُضرَبُ عَلَيهِ فِي التّابُوتِ بِصَفَائِحَ حَتّي يَشتَبِكَ فِي تِلكَ المَسَامِيرِ فَلَو وُضِعَ عِرقٌ مِن عُرُوقِهِ عَلَي أَربَعِمِائَةِ أُمّةٍ لَمَاتُوا جَمِيعاً وَ هُوَ أَشَدّ النّاسِ عَذَاباً وَ مَن ظَلَمَ امرَأَةً مَهرَهَا فَهُوَ عِندَ اللّهِ زَانٍ يَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ يَومَ القِيَامَةِ عبَديِ زَوّجتُكَ أمَتَيِ عَلَي عهَديِ فَلَم تَفِ لِي بِالعَهدِ فَيَتَوَلّي اللّهُ طَلَبَ حَقّهَا فَيَستَوعِبُ حَسَنَاتِهِ كُلّهَا فَلَا يفَيِ بِحَقّهَا فَيُؤمَرُ بِهِ إِلَي النّارِ وَ مَن رَجَعَ عَن شَهَادَةٍ وَ كَتَمَهَا أَطعَمَهُ اللّهُ لَحمَهُ عَلَي رُءُوسِ الخَلَائِقِ وَ يَدخُلُ النّارَ وَ هُوَ يَلُوكُ لِسَانَهُ وَ مَن كَانَت لَهُ امرَأَتَانِ فَلَم يَعدِل بَينَهُمَا فِي القَسمِ مِن نَفسِهِ وَ مَالِهِ جَاءَ يَومَ القِيَامَةِ مَغلُولًا مَائِلًا شِقّهُ حَتّي يَدخُلَ النّارَ وَ مَن صَافَحَ امرَأَةً حَرَاماً جَاءَ يَومَ القِيَامَةِ مَغلُولًا ثُمّ يُؤمَرُ بِهِ إِلَي النّارِ وَ مَن فَاكَهَ امرَأَةً لَا يَملِكُهَا حُبِسَ بِكُلّ كَلِمَةٍ كَلّمَهَا فِي الدّنيَا أَلفَ عَامٍ وَ المَرأَةُ إِذَا طَاوَعَتِ الرّجُلَ فَالتَزَمَهَا حَرَاماً أَو قَبّلَهَا أَو بَاشَرَهَا حَرَاماً أَو فَاكَهَهَا فَأَصَابَ بِهَا فَاحِشَةً فَعَلَيهَا مِنَ الوِزرِ مَا عَلَي الرّجُلِ وَ إِن غَلَبَهَا عَلَي نَفسِهَا كَانَ عَلَي الرّجُلِ وِزرُهُ وَ وِزرُهَا وَ مَن لَطَمَ خَدّ مُسلِمٍ لَطمَةً بَدّدَ اللّهُ عِظَامَهُ يَومَ القِيَامَةِ ثُمّ سَلّطَ عَلَيهِ النّارَ وَ حُشِرَ مَغلُولًا حَتّي يَدخُلَ النّارَ وَ مَن مَشَي فِي نَمِيمَةٍ بَينَ اثنَينِ سَلّطَ اللّهُ عَلَيهِ فِي قَبرِهِ نَاراً تُحرِقُهُ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ فَإِذَا خَرَجَ مِن قَبرِهِ سَلّطَ اللّهُ تَعَالَي عَلَيهِ أَسوَدَ يَنهَشُ لَحمَهُ حَتّي يَدخُلَ النّارَ وَ مَن بَغَي عَلَي فَقِيرٍ وَ تَطَاوَلَ عَلَيهِ وَ
صفحه : 215
استَحقَرَهُ حَشَرَهُ اللّهُ تَعَالَي يَومَ القِيَامَةِ مِثلَ الذّرّةِ فِي صُورَةِ رَجُلٍ حَتّي يَدخُلَ النّارَ وَ مَن رَمَي مُحصَناً أَو مُحصَنَةً أَحبَطَ اللّهُ تَعَالَي عَمَلَهُ وَ جَلَدَهُ يَومَ القِيَامَةِ سَبعُونَ أَلفَ مَلَكٍ مِن بَينِ يَدَيهِ وَ مِن خَلفِهِ ثُمّ يُؤمَرُ بِهِ إِلَي النّارِ وَ مَن شَرِبَ الخَمرَ فِي الدّنيَا سَقَاهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مِن سَمّ الأَسَاوِدِ وَ مِن سَمّ العَقَارِبِ شَربَةً يَتَسَاقَطُ لَحمُ وَجهِهِ فِي الإِنَاءِ قَبلَ أَن يَشرَبَهَا فَإِذَا شَرِبَهَا تَفَسّخَ لَحمُهُ وَ جِلدُهُ كَالجِيفَةِ يَتَأَذّي بِهِ أَهلُ الجَمعِ حَتّي يُؤمَرَ بِهِ إِلَي النّارِ وَ شَارِبُهَا وَ عَاصِرُهَا وَ مُعتَصِرُهَا وَ بَائِعُهَا وَ مُبتَاعُهَا وَ حَامِلُهَا وَ المَحمُولَةُ إِلَيهِ وَ آكِلُ ثَمَنِهَا سَوَاءٌ فِي عَارِهَا وَ إِثمِهَا أَلَا وَ مَن سَقَاهَا يَهُودِيّاً أَو نَصرَانِيّاً أَو صَابِيّاً[صَابِئاً] أَو مَن كَانَ مِنَ النّاسِ فَعَلَيهِ كَوِزرِ شُربِهَا وَ مَن شَهِدَ شَهَادَةَ زُورٍ عَلَي رَجُلٍ مُسلِمٍ أَو ذمِيّّ أَو مَن كَانَ مِنَ النّاسِ عُلّقَ بِلِسَانِهِ يَومَ القِيَامَةِ وَ هُوَ مَعَ المُنَافِقِينَفِي الدّركِ الأَسفَلِ مِنَ النّارِ وَ مَن مَلَأَ عَينَهُ مِنِ امرَأَةٍ حَرَاماً حَشَرَهُ اللّهُ يَومَ القِيَامَةِ مُسَمّراً بِمَسَامِيرَ مِن نَارٍ حَتّي يقَضيَِ اللّهُ تَعَالَي بَينَ النّاسِ ثُمّ يُؤمَرُ بِهِ إِلَي النّارِ وَ مَن أَطعَمَ طَعَاماً رِيَاءً وَ سُمعَةً أَطعَمَهُ اللّهُ مِثلَهُ مِن صَدِيدِ جَهَنّمَ وَ جَعَلَ ذَلِكَ الطّعَامَ نَاراً فِي بَطنِهِ حَتّي يقَضيَِ بَينَ النّاسِ وَ مَن تَعَلّمَ القُرآنَ ثُمّ نَسِيَهُ مُتَعَمّداً لقَيَِ اللّهَ تَعَالَي يَومَ القِيَامَةِ مَجذُوماً مَغلُولًا وَ يُسَلّطُ عَلَيهِ بِكُلّ آيَةٍ حَيّةً مُوَكّلَةً بِهِ وَ مَن تَعَلّمَ فَلَم يَعمَل بِهِ وَ آثَرَ عَلَيهِ حُبّ الدّنيَا وَ زِينَتَهَا استَوجَبَ سَخَطَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ كَانَ فِي الدّركِ الأَسفَلِ مَعَ اليَهُودِ وَ النّصَارَي وَ مَن قَرَأَ القُرآنَ يُرِيدُ بِهِ السّمعَةَ وَ الرّيَاءَ بَينَ النّاسِ لقَيَِ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَومَ القِيَامَةِ وَ وَجهُهُ مُظلِمٌ لَيسَ عَلَيهِ لَحمٌ وَ زَخّ القُرآنُ فِي قَفَاهُ حَتّي يُدخِلَهُ النّارَ وَ يهَويِ فِيهَا مَعَ مَن يهَويِ وَ مَن قَرَأَ القُرآنَ وَ لَم يَعمَل بِهِ حَشَرَهُ اللّهُيَومَ القِيامَةِ أَعميفَيَقُولُرَبّ لِمَ حشَرَتنَيِ أَعمي وَ قَد كُنتُ بَصِيراًفَيُقَالُكَذلِكَ أَتَتكَ آياتُنا فَنَسِيتَها وَ كَذلِكَ اليَومَ تُنسيفَيُؤمَرُ بِهِ إِلَي النّارِ
صفحه : 216
وَ مَن تَعَلّمَ القُرآنَ يُرِيدُ بِهِ رِيَاءً وَ سُمعَةً ليِمُاَريَِ بِهِ السّفَهَاءَ أَو يبُاَهيَِ بِهِ العُلَمَاءَ أَو يَطلُبَ بِهِ الدّنيَا بَدّدَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عِظَامَهُ يَومَ القِيَامَةِ وَ لَم يَكُن فِي النّارِ أَشَدّ عَذَاباً مِنهُ وَ لَيسَ نَوعٌ مِن أَنوَاعِ العَذَابِ إِلّا يُعَذّبُ بِهِ مِن شِدّةِ غَضَبِ اللّهِ وَ سَخَطِهِ وَ مَن صَبَرَ عَلَي سُوءِ خُلُقِ امرَأَتِهِ احتِسَاباً أَعطَاهُ اللّهُ تَعَالَي بِكُلّ مَرّةٍ يَصبِرُ عَلَيهَا مِنَ الثّوَابِ مِثلَ مَا أَعطَي أَيّوبَ ع عَلَي بَلَائِهِ فَكَانَ عَلَيهَا مِنَ الوِزرِ فِي كُلّ يَومٍ وَ لَيلَةٍ مِثلُ رَملِ عَالِجٍ فَإِن مَاتَ قَبلَ أَن تُعِينَهُ وَ قَبلَ أَن يَرضَي عَنهَا حُشِرَت يَومَ القِيَامَةِ مَنكُوسَةً مَعَ المُنَافِقِينَفِي الدّركِ الأَسفَلِ مِنَ النّارِ وَ مَن تَوَلّي عِرَافَةَ قَومٍ حُبِسَ عَلَي شَفِيرِ جَهَنّمَ بِكُلّ يَومٍ أَلفَ سَنَةٍ وَ حُشِرَ وَ يَدُهُ مَغلُولَةٌ إِلَي عُنُقِهِ فَإِن قَامَ فِيهِم بِأَمرِ اللّهِ أَطلَقَهُ اللّهُ وَ إِن كَانَ ظَالِماً هُوِيَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنّمَ سَبعِينَ خَرِيفاً وَ مَن مَشَي فِي عَيبِ أَخِيهِ وَ كَشفِ عَورَتِهِ كَانَت أَوّلُ خُطوَةٍ خَطَاهَا وَ وَضَعَهَا فِي جَهَنّمَ وَ كَشَفَ اللّهُ عَورَتَهُ عَلَي رُءُوسِ الخَلَائِقِ وَ مَن بَنَي عَلَي ظَهرِ الطّرِيقِ مَا يأَويِ بِهِ عَابِرُ سَبِيلٍ بَعَثَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ يَومَ القِيَامَةِ عَلَي نَجِيبٍ مِن نُورٍ وَ وَجهُهُ يضُيِءُ لِأَهلِ الجَمعِ نُوراً حَتّي يُزَاحِمَ اِبرَاهِيمَ خَلِيلَ الرّحمَنِ فِي قُبّتِهِ فَيَقُولُ أَهلُ الجَمعِ هَذَا مَلَكٌ مِنَ المَلَائِكَةِ
أقول سيأتي الخطبة بتمامها وإسنادها وشرحها في أبواب الأوامر والنواهي
118-ثو،[ثواب الأعمال ]بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ المُتَكَبّرِينَ يُجعَلُونَ فِي صُوَرِ الذّرّ يَتَوَطّؤُهُمُ النّاسُ حَتّي يَفرُغَ اللّهُ مِنَ الحِسَابِ
119-ثو،[ثواب الأعمال ] عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ مَن صَنَعَ شَيئاً لِلمُفَاخَرَةِ حَشَرَهُ اللّهُ يَومَ القِيَامَةِ أَسوَدَ
صفحه : 217
120-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَالَ رَسُولُ اللّهِ إِنّ شَرّ النّاسِ عِندَ اللّهِ يَومَ القِيَامَةِ مَن يُكرَمُ اتّقَاءَ شَرّهِ
121- وَ قَالَص مَن سُئِلَ عَن عِلمٍ فَكَتَمَهُ حَيثُ يَجِبُ إِظهَارُهُ وَ تَزُولُ عَنهُ التّقِيّةُ جَاءَ يَومَ القِيَامَةِ مُلجَماً بِلِجَامٍ مِن نَارٍ
122-سن ،[المحاسن ]يَحيَي بنُ مُغِيرَةَ عَن حَفصٍ عَن زَيدِ بنِ عَلِيّ قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ أَهبَطَ اللّهُ رِيحاً مُنتِنَةً يَتَأَذّي بِهَا أَهلُ الجَمعِ حَتّي إِذَا هَمّت أَن تُمسِكَ بِأَنفَاسِ النّاسِ نَادَاهُم مُنَادٍ هَل تَدرُونَ مَا هَذِهِ الرّيحُ التّيِ قَد آذَتكُم فَيَقُولُونَ لَا فَقَد آذَتنَا وَ بَلَغَت مِنّا كُلّ مَبلَغٍ فَيُقَالُ هَذِهِ رِيحُ فُرُوجِ الزّنَاةِ الّذِينَ لَقُوا اللّهَ بِالزّنَا ثُمّ لَم يَتُوبُوا فَالعَنُوهُم لَعَنَهُمُ اللّهُ قَالَ فَلَا يَبقَي فِي المَوقِفِ أَحَدٌ إِلّا قَالَ أللّهُمّ العَنِ الزّنَاةَ
123-ثو،[ثواب الأعمال ] عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ مَن آمَنَ رَجُلًا عَلَي دَمٍ ثُمّ قَتَلَهُ جَاءَ يَومَ القِيَامَةِ يَحمِلُ لِوَاءَ غَدرٍ
124-ثو،[ثواب الأعمال ] عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ يجَيِءُ يَومَ القِيَامَةِ رَجُلٌ إِلَي رَجُلٍ حَتّي يُلَطّخَهُ بِدَمٍ وَ النّاسُ فِي الحِسَابِ فَيَقُولُ يَا عَبدَ اللّهِ مَا لِي وَ لَكَ فَيَقُولُ أَعَنتَ عَلَيّ يَومَ كَذَا بِكَلِمَةٍ فَقُتِلتُ
125-ثو،[ثواب الأعمال ]بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ مَا مِن نَفسٍ تُقتَلُ بَرّةٍ وَ لَا فَاجِرَةٍ إِلّا وَ هيَِ تُحشَرُ يَومَ القِيَامَةِ مُتَعَلّقاً بِقَاتِلِهِ بِيَدِهِ اليُمنَي وَ رَأسُهُ بِيَدِهِ اليُسرَي وَ أَودَاجُهُ تَشخُبُ دَماً يَقُولُ يَا رَبّ سَل هَذَا فِيمَ قتَلَنَيِ فَإِن كَانَ قَتَلَهُ فِي طَاعَةِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ أُثِيبَ القَاتِلُ وَ ذُهِبَ بِالمَقتُولِ إِلَي النّارِ وَ إِن قَالَ فِي طَاعَةِ فُلَانٍ قِيلَ لَهُ اقتُلهُ كَمَا قَتَلَكَ ثُمّ يَفعَلُ اللّهُ تَعَالَي فِيهِمَا بَعدَ مَشِيّتِهِ
126- لي ،[الأمالي للصدوق ]بِإِسنَادِهِ عَنِ الصّادِقِ عَنِ النّبِيّص قَالَأَقسَمَ ربَيّ جَلّ جَلَالُهُ لَا يَشرَبُ عَبدٌ لِي خَمراً فِي الدّنيَا إِلّا سَقَيتُهُ يَومَ القِيَامَةِ مِثلَ مَا شَرِبَ مِنهَا مِنَ الحَمِيمِ مُعَذّباً
صفحه : 218
بَعدُ أَو مَغفُوراً لَهُ ثُمّ قَالَ إِنّ شَارِبَ الخَمرِ يجَيِءُ يَومَ القِيَامَةِ مُسوَدّاً وَجهُهُ مُزرَقّةً عَينَاهُ مَائِلًا شِدقُهُ سَائِلًا لُعَابُهُ دَالِعاً لِسَانُهُ مِن قَفَاهُ
127-يه ،[ من لايحضره الفقيه ] عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن كَتَمَ الشّهَادَةَ أَو شَهِدَ بِهَا لِيُهدِرَ بِهَا دَمَ امرِئٍ مُسلِمٍ أَو ليِتُويَِ مَالَ امرِئٍ مُسلِمٍ أَتَي يَومَ القِيَامَةِ وَ لِوَجهِهِ ظُلمَةٌ مَدّ البَصَرِ وَ فِي وَجهِهِ كُدُوحٌ يَعرِفُهُ الخَلَائِقُ بِاسمِهِ وَ نَسَبِهِ وَ مَن شَهِدَ شَهَادَةَ حَقّ ليِحُييَِ بِهَا مَالَ امرِئٍ مُسلِمٍ أَتَي يَومَ القِيَامَةِ وَ لِوَجهِهِ نُورٌ مَدّ البَصَرِ تَعرِفُهُ الخَلَائِقُ بِاسمِهِ وَ نَسَبِهِ ثُمّ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع أَ لَا تَرَي أَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُوَ أَقِيمُوا الشّهادَةَ لِلّهِ
توضيح الإتواء الإهلاك والكدوح جمع الكدح و هوالخدش
128-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ]بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن آثَرَ الدّنيَا عَلَي الآخِرَةِ حَشَرَهُ اللّهُ يَومَ القِيَامَةِ أَعمَي
129-ثو،[ثواب الأعمال ]بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ ثَلَاثَةٌ يُعَذّبُونَ يَومَ القِيَامَةِ مَن صَوّرَ صُورَةً مِنَ الحَيَوَانِ يُعَذّبُ حَتّي يَنفُخَ فِيهَا وَ لَيسَ بِنَافِخٍ فِيهَا وَ ألّذِي يَكذِبُ فِي مَنَامِهِ يُعَذّبُ حَتّي يَعقِدَ بَينَ شَعِيرَتَينِ وَ لَيسَ بِعَاقِدِهِمَا وَ المُستَمِعُ مِن قَومٍ وَ هُم لَهُ كَارِهُونَ يُصَبّ فِي أُذُنَيهِ الآنُكُ وَ هُوَ الأُسرُبّ
130-ثو،[ثواب الأعمال ]بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن لقَيَِ المُسلِمَ بِوَجهَينِ وَ لِسَانَينِ جَاءَ يَومَ القِيَامَةِ وَ لَهُ لِسَانَانِ مِن نَارٍ
131- وَ عَن زَيدِ بنِ عَلِيّ عَن آبَائِهِ عَنِ النّبِيّص قَالَ يجَيِءُ يَومَ القِيَامَةِ ذُو الوَجهَينِ دَالِعاً لِسَانَهُ فِي قَفَاهُ وَ آخَرُ مِن قُدّامِهِ يَلتَهِبَا نَاراً حَتّي يَلهَبَا جَسَدَهُ ثُمّ يُقَالُ لَهُ هَذَا ألّذِي كَانَ فِي الدّنيَا ذَا وَجهَينِ وَ لِسَانَينِ يُعرَفُ بِذَلِكَ يَومَ القِيَامَةِ
صفحه : 219
132-ثو،[ثواب الأعمال ] عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن أَكَلَ مَالَ أَخِيهِ ظُلماً وَ لَم يَرُدّ عَلَيهِ أَكَلَ جَذوَةً مِن نَارٍ يَومَ القِيَامَةِ
133- مِن كِتَابِ صِفَاتِ الشّيعَةِ لِلصّدُوقِ رَحِمَهُ اللّهُ بِإِسنَادِهِ عَن مُحَمّدِ بنِ صَالِحٍ عَن أَبِي العَبّاسِ الديّنوَرَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَنَفِيّةِ قَالَ لَمّا قَدِمَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ البَصرَةَ بَعدَ قِتَالِ أَهلِ الجَمَلِ دَعَاهُ الأَحنَفُ بنُ قَيسٍ وَ اتّخَذَ لَهُ طَعَاماً فَبَعَثَ إِلَيهِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ وَ إِلَي أَصحَابِهِ فَأَقبَلَ ثُمّ قَالَ يَا أَحنَفُ ادعُ لِي أصَحاَبيِ فَدَخَلَ عَلَيهِ قَومٌ مُتَخَشّعُونَ كَأَنّهُم شِنَانٌ بوَاَليِ فَقَالَ الأَحنَفُ بنُ قَيسٍ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ مَا هَذَا ألّذِي نَزَلَ بِهِم أَ مِن قِلّةِ الطّعَامِ أَو مِن هَولِ الحَربِ فَقَالَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ لَا يَا أَحنَفُ إِنّ اللّهَ سُبحَانَهُ أَحَبّ أَقوَاماً تَنَسّكُوا لَهُ فِي دَارِ الدّنيَا تَنَسّكَ مَن هَجَمَ عَلَي مَا عَلِمَ مِن قُربِهِم مِن يَومِ القِيَامَةِ مِن قَبلِ أَن يُشَاهِدُوهَا فَحَمَلُوا أَنفُسَهُم عَلَي مَجهُودِهَا وَ كَانُوا إِذَا ذَكَرُوا صَبَاحَ يَومِ العَرضِ عَلَي اللّهِ سُبحَانَهُ تَوَهّمُوا خُرُوجَ عُنُقٍ يَخرُجُ مِنَ النّارِ يُحشَرُ الخَلَائِقُ إِلَي رَبّهِم تَبَارَكَ وَ تَعَالَي وَ كِتَابٍ يَبدُو فِيهِ عَلَي رُءُوسِ الأَشهَادِ فَضَائِحُ ذُنُوبِهِم فَكَادَت أَنفُسُهُم تَسِيلُ سَيلًا أَو تَطِيرُ قُلُوبُهُم بِأَجنِحَةِ الخَوفِ طَيَرَاناً وَ تُفَارِقُهُم عُقُولُهُم إِذَا غَلَت بِهِم مِن أَجلِ المُجَرّدِ إِلَي اللّهِ سُبحَانَهُ غَلَيَاناً فَكَانُوا يَحِنّونَ حَنِينَ الوَالِهِ فِي دُجَي الظّلَمِ وَ كَانُوا يَفجَعُونَ مِن خَوفِ مَا أَوقَفُوا عَلَيهِ أَنفُسَهُم فَمَضَوا ذُبُلَ الأَجسَامِ حَزِينَةٌ قُلُوبُهُم كَالِحَةٌ وُجُوهُهُم ذَابِلَةٌ شِفَاهُهُم خَامِصَةٌ بُطُونُهُم مُتَخَشّعُونَ كَأَنّهُم شِنَانٌ بوَاَليِ قَد أَخلَصُوا لِلّهِ أَعمَالَهُم سِرّاً وَ عَلَانِيَةً فَلَم تَأمَن مِن فَزَعِهِ قُلُوبُهُم بَل كَانُوا كَمَن جَرَسُوا قِبَابَ خَرَاجِهِم فَلَو رَأَيتَهُم فِي لَيلَتِهِم وَ قَد نَامَتِ العُيُونُ وَ هَدَأَتِ الأَصوَاتُ
صفحه : 220
وَ سَكَنَتِ الحَرَكَاتُ وَ قَد نَبّهَهُم هَولُ يَومِ القِيَامَةِ وَ الوَعِيدُ كَمَا قَالَ سُبحَانَهُأَ فَأَمِنَ أَهلُ القُري أَن يَأتِيَهُم بَأسُنا بَياتاً وَ هُم نائِمُونَفَاستَيقَظُوا لَهَا فَزِعِينَ وَ قَامُوا إِلَي صَلَاتِهِم مُعَوّلِينَ بَاكِينَ تَارَةً وَ أُخرَي مُسَبّحِينَ يَبكُونَ فِي مَحَارِيبِهِم وَ يَرِنّونَ يَصطَفّونَ لَيلَةً مُظلِمَةً بَهمَاءَ يَبكُونَ فَلَو رَأَيتَهُم يَا أَحنَفُ فِي لَيلَتِهِم قِيَاماً عَلَي أَطرَافِهِم مُنحَنِيَةً ظُهُورُهُم يَتلُونَ أَجزَاءَ القُرآنِ لِصَلَاتِهِم قَدِ اشتَدّت أَعوَالُهُم وَ نَحِيبُهُم وَ زَفِيرُهُم إِذَا زَفَرُوا خِلتَ النّارَ قَد أَخَذَت مِنهُم إِلَي حَلَاقِيمِهِم وَ إِذَا أَعوَلُوا حَسِبتَ السّلَاسِلَ قَد صُفّدَت فِي أَعنَاقِهِم فَلَو رَأَيتَهُم فِي نَهَارِهِم إِذاً لَرَأَيتَ قَوماً يَمشُونَ عَلَي الأَرضِ هَوناً وَ يَقُولُونَ لِلنّاسِ حُسناًوَ إِذا خاطَبَهُمُ الجاهِلُونَ قالُوا سَلاماًوَ إِذا مَرّوا بِاللّغوِ مَرّوا كِراماً قَد قَيّدُوا أَقدَامَهُم مِنَ التّهَمَاتِ وَ أَبكَمُوا أَلسِنَتَهُم أَن يَتَكَلّمُوا فِي أَعرَاضِ النّاسِ وَ سَجّمُوا أَسمَاعَهُم أَن يَلِجَهَا خَوضُ خَائِضٍ وَ كَحَلُوا أَبصَارَهُم بِغَضّ البَصَرِ مِنَ المعَاَصيِ وَ انتَحَوا دَارَ السّلَامِ التّيِ مَن دَخَلَهَا كَانَ آمِناً مِنَ الرّيبِ وَ الأَحزَانِ فَلَعَلّكَ يَا أَحنَفُ شَغَلَكَ نَظَرُكَ إِلَي الدّنيَا عَنِ الدّارِ التّيِ خَلَقَهَا اللّهُ سُبحَانَهُ مِن لُؤلُؤَةٍ بَيضَاءَ فَشَقّقَ فِيهَا أَنهَارَهَا وَ كَبَسَهَا بِالعَواتِقِ مِن حُورِهَا ثُمّ سَكَنَهَا أَولِيَاؤُهُ وَ أَهلُ طَاعَتِهِ فَلَو رَأَيتَهُم يَا أَحنَفُ وَ قَد قَدِمُوا عَلَي زِيَادَاتِ رَبّهِم سُبحَانَهُ صَوّتَت رَوَاحِلُهُم بِأَصوَاتٍ لَم يَسمَعِ السّامِعُونَ بِأَحسَنَ مِنهَا وَ أَظَلّتهُم غَمَامَةٌ فَأَمطَرَت عَلَيهِمُ المِسكَ وَ الزّعفَرَانَ وَ صَهَلَت خُيُولُهَا بَينَ أَغرَاسِ تِلكَ الجِنَانِ وَ تَخَلّلَت بِهِم نُوقُهُم بَينَ كُثُبِ الزّعفَرَانِ وَ يَتَطَأمَنُ تَحتَ أَقدَامِهِمُ اللّؤلُؤُ وَ المَرجَانُ وَ استَقبَلَتهُم قَهَارِمَتُهَا بِمَنَابِرِ الرّيحَانِ وَ هَاجَت لَهُم رِيحٌ مِن قِبَلِ العَرشِ فَنَثَرَت عَلَيهِمُ اليَاسَمِينَ وَ الأُقحُوَانَ ذَهَبُوا إِلَي بَابِهَا فَيَفتَحُ لَهُمُ البَابَ رِضوَانُ ثُمّ يَسجُدُونَ لِلّهِ فِي فِنَاءِ الجِنَانِ فَقَالَ لَهُمُ الجَبّارُ ارفَعُوا رُءُوسَكُم فإَنِيّ قَد رَفَعتُ عَنكُم مَئُونَةَ العِبَادَةِ وَ أَسكَنتُكُم جَنّةَ الرّضوَانِ فَإِن فَاتَكَ يَا أَحنَفُ مَا ذَكَرتُ لَكَ فِي صَدرِ كلَاَميِ لَتَترُكَنّ فِي سَرَابِيلِ القَطِرَانِ وَ لَتَطُوفَنّبَينَها وَ بَينَ حَمِيمٍ آنٍ وَ لَتَسقِيَنّ شَرَاباً حَارّ الغَلَيَانِ فَكَم يَومَئِذٍ فِي النّارِ مِن صُلبٍ مَحطُومٍ
صفحه : 221
وَ وَجهٍ مَهشُومٍ وَ مُشَوّهٍ مَضرُوبٍ عَلَي الخُرطُومِ قَد أَكَلَتِ الجَامِعَةُ كَفّهُ وَ التَحَمَ الطّوقُ بِعُنُقِهِ فَلَو رَأَيتَهُم يَا أَحنَفُ يَنحَدِرُونَ فِي أَودِيَتِهَا وَ يَصعَدُونَ جِبَالَهَا وَ قَد أُلبِسُوا المُقَطّعَاتِ مِنَ القَطِرَانِ وَ أُقرِنُوا مَعَ أَفجَارِهَا وَ شَيَاطِينِهَا فَإِذَا استَغَاثُوا مِن حَرِيقٍ شَدّت عَلَيهِم عَقَارِبُهَا وَ حَيّاتُهَا وَ لَو رَأَيتَ مُنَادِياً ينُاَديِ وَ هُوَ يَقُولُ يَا أَهلَ الجَنّةِ وَ نَعِيمِهَا وَ يَا أَهلَ حُلِيّهَا وَ حُلَلِهَا خَلّدُوا فَلَا مَوتَ فَعِندَهَا يَنقَطِعُ رَجَاؤُهُم وَ تُغلَقُ الأَبوَابُ وَ تَنقَطِعُ بِهِمُ الأَسبَابُ فَكَم يَومَئِذٍ مِن شَيخٍ ينُاَديِ وَا شَيبَتَاه وَ كَم مِن شَابّ ينُاَديِ وَا شَبَابَاه وَ كَم مِنِ امرَأَةٍ تنُاَديِ وَا فَضِيحَتَاه هَتَكَت عَنهُمُ السّتُورُ فَكَم يَومَئِذٍ مِن مَغمُوسٍ بَينَ أَطبَاقِهَا مَحبُوسٌ يَا لَكَ غَمسَةً أَلبَسَكَ بَعدَ لِبَاسِ الكَتّانِ وَ المَاءِ المُبَرّدِ عَلَي الجُدرَانِ وَ أَكلِ الطّعَامِ أَلوَاناً بَعدَ أَلوَانٍ لِبَاساً لَم يَدَع لَكَ شَعراً نَاعِماً إِلّا بَيّضَهُ وَ لَا عَيناً كُنتَ تُبصِرُ بِهَا إِلَي حَبِيبٍ إِلّا فَقَأَهَا هَذَا مَا أَعَدّ اللّهُ لِلمُجرِمِينَ وَ ذَلِكَ مَا أَعَدّ اللّهُ لِلمُتّقِينَ
بيان قال الفيروزآبادي سجم علي [ عن ]الأمر أبطأ فقوله ع سجّموا علي بناء التفعيل أي جعلوها مبطئة عن استماع مايخوض فيه الناس من الباطل ومعايب الناس قوله ع انتحوا أي قصدوا قوله ع وكبسها أي ملأها وشحنها من قولهم كبس البئر طمّه بالتراب والعواتق جمع العاتق وهي الشابّة أول ماتدرك قوله بمنابر الريحان أي الرياحين المنبرة المرتفعة لنضد بعضها فوق بعض في الأسفاط والأقحوان بالضم البابونج واعلم أن الخبر لما كان محرّفا سقيما أسقطنا منه بعضه وسيأتي بتمامه وشرحه في باب صفات الشيعة
134- وَ رَوَي الصّدُوقُ رَحِمَهُ اللّهُ فِي كِتَابِ فَضَائِلِ الشّيعَةِ، عَن أَبِيهِ عَنِ المُؤَدّبِ عَن أَحمَدَ بنِ عَلِيّ الأصَفهَاَنيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ أَسلَمَ الطوّسيِّ عَن أَبِي رَجَاءٍ عَن نَافِعٍ عَنِ ابنِ عُمَرَ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍأَلَا وَ مَن أَحَبّ عَلِيّاً فَقَد أحَبَنّيِ وَ مَن أحَبَنّيِ فَقَد رضَيَِ اللّهُ عَنهُ وَ مَن رضَيَِ عَنهُ كَافَأَهُ الجَنّةَ أَلَا وَ مَن أَحَبّ عَلِيّاً لَا يَخرُجُ مِنَ الدّنيَا حَتّي يَشرَبَ مِنَ الكَوثَرِ وَ يَأكُلَ مِن طُوبَي وَ يَرَي مَكَانَهُ فِي الجَنّةِ
صفحه : 222
أَلَا وَ مَن أَحَبّ عَلِيّاً فُتِحَت لَهُ أَبوَابُ الجَنّةِ الثّمَانِيَةُ يَدخُلُهَا مِن أَيّ بَابٍ شَاءَ بِغَيرِ حِسَابٍ أَلَا وَ مَن أَحَبّ عَلِيّاً أَعطَاهُ اللّهُ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ وَ حَاسَبَهُ حِسَابَ الأَنبِيَاءِ أَلَا وَ مَن أَحَبّ عَلِيّاً هَوّنَ اللّهُ عَلَيهِ سَكَرَاتِ المَوتِ وَ جَعَلَ قَبرَهُ رَوضَةً مِن رِيَاضِ الجَنّةِ أَلَا وَ مَن أَحَبّ عَلِيّاً أَعطَاهُ اللّهُ بِكُلّ عِرقٍ فِي بَدَنِهِ حَورَاءَ وَ شُفّعَ فِي ثَمَانِينَ مِن أَهلِ بَيتِهِ وَ لَهُ بِكُلّ شَعرَةٍ فِي بَدَنِهِ حَورَاءُ وَ مَدِينَةٌ فِي الجَنّةِ أَلَا وَ مَن أَحَبّ عَلِيّاً بَعَثَ اللّهُ إِلَيهِ مَلَكَ المَوتِ كَمَا يَبعَثُ إِلَي الأَنبِيَاءِ وَ دَفَعَ اللّهُ عَنهُ هَولَ مُنكَرٍ وَ نَكِيرٍ وَ بَيّضَ وَجهَهُ وَ كَانَ مَعَ حَمزَةَ سَيّدِ الشّهَدَاءِ أَلَا وَ مَن أَحَبّ عَلِيّاً جَاءَ يَومَ القِيَامَةِ وَ وَجهُهُ كَالقَمَرِ لَيلَةَ البَدرِ أَلَا وَ مَن أَحَبّ عَلِيّاً وُضِعَ عَلَي رَأسِهِ تَاجُ المُلكِ وَ أُلبِسَ حُلّةَ الكَرَامَةِ أَلَا وَ مَن أَحَبّ عَلِيّاً جَازَ عَلَي الصّرَاطِ كَالبَرقِ الخَاطِفِ أَلَا وَ مَن أَحَبّ عَلِيّاً كَتَبَ اللّهُ لَهُ بَرَاءَةً مِنَ النّارِ وَ جَوَازاً عَلَي الصّرَاطِ وَ أَمَاناً مِنَ العَذَابِ وَ لَم يُنشَر لَهُ دِيوَانٌ وَ لَم يُنصَب لَهُ مِيزَانٌ وَ قِيلَ لَهُ ادخُلِ الجَنّةَ بِلَا حِسَابٍ أَلَا وَ مَن أَحَبّ آلَ مُحَمّدٍ أَمِنَ مِنَ الحِسَابِ وَ المِيزَانِ وَ الصّرَاطِ أَلَا وَ مَن مَاتَ عَلَي حُبّ آلِ مُحَمّدٍ فَأَنَا كَفِيلُهُ بِالجَنّةِ مَعَ الأَنبِيَاءِ أَلَا وَ مَن مَاتَ عَلَي بُغضِ آلِ مُحَمّدٍ لَم يَشَمّ رَائِحَةَ الجَنّةِ
135-ثو،[ثواب الأعمال ] عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن سَأَلَ النّاسَ وَ عِندَهُ قُوتُ ثَلَاثَةِ أَيّامٍ لقَيَِ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَومَ يَلقَاهُ وَ لَيسَ عَلَي وَجهِهِ لَحمٌ
136-ثو،[ثواب الأعمال ] عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ عَلِيّ ع مَن قَرَأَ القُرآنَ يَأكُلُ بِهِ النّاسَ جَاءَ يَومَ القِيَامَةِ وَ وَجهُهُ عَظمٌ لَا لَحمَ فِيهِ
137-كا،[الكافي]بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ قَالَ إِنّ الرّجُلَ لَيَنسَي سُورَةً مِنَ القُرآنِ فَيَأتِيهِ يَومَ القِيَامَةِ حَتّي يُشرِفَ عَلَيهِ مِن دَرَجَةٍ مِن بَعضِ الدّرَجَاتِ فَتَقُولُ السّلَامُ عَلَيكَ فَيَقُولُ وَ عَلَيكِ السّلَامُ مَن أَنتِ فَتَقُولُ أَنَا سُورَةُ كَذَا وَ كَذَا ضيَعّتنَيِ أَمَا لَو تَمَسّكتَ بيِ بَلَغتُ بِكَ هَذِهِ الدّرَجَةَ الخَبَرَ
138-ل ،[الخصال ]بِإِسنَادِهِ عَن جَابِرٍ قَالَسَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ يجَيِءُ يَومَ القِيَامَةِ ثَلَاثَةٌ يَشكُونَ المُصحَفُ وَ المَسجِدُ وَ العِترَةُ يَقُولُ المُصحَفُ يَا رَبّ حرَفّوُنيِ
صفحه : 223
وَ مزَقّوُنيِ وَ يَقُولُ المَسجِدُ يَا رَبّ عطَلّوُنيِ وَ ضيَعّوُنيِ وَ تَقُولُ العِترَةُ يَا رَبّ قَتَلُونَا وَ طَرَدُونَا وَ شَرّدُونَا فاجثوا[فَأَجثُو]لِلرّكبَتَينِ لِلخُصُومَةِ فَيَقُولُ اللّهُ جَلّ جَلَالُهُ أَنَا أَولَي بِذَلِكَ
بيان المزق والتمزيق الخرق قوله أناأولي بذلك أي بالخصام والانتقام لأنهم فعلوا ذلك بكتابي وبيتي وعترتي
139-كا،[الكافي] عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص ثَلَاثَةٌلا يُكَلّمُهُمُ اللّهُ وَ لا يَنظُرُ إِلَيهِم يَومَ القِيامَةِ وَ لا يُزَكّيهِم وَ لَهُم عَذابٌ أَلِيمٌشَيخٌ زَانٍ وَ مَلِكٌ جَبّارٌ وَ مُقِلّ مُختَالٌ
140-ل ،[الخصال ]بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي أُمَامَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَربَعَةٌلا يَنظُرُ اللّهُإِلَيهِم يَومَ القِيامَةِعَاقّ وَ مَنّانٌ وَ مُكَذّبٌ بِالقَدَرِ وَ مُدمِنُ خَمرٍ
141-سن ،[المحاسن ] عَنِ المُفَضّلِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ قَالَ تَفَقّهُوا فِي دِينِ اللّهِ وَ لَا تَكُونُوا أَعرَاباً فَإِنّ مَن لَم يَتَفَقّه فِي دِينِ اللّهِ لَم يَنظُرِ اللّهُ إِلَيهِ يَومَ القِيَامَةِ وَ لَم يُزَكّ لَهُ عَمَلًا
142- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ رَاشِدٍ عَن أَبِي الصّلتِ الهرَوَيِّ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ ع
صفحه : 224
قَالَ قَالَ النّبِيّص يُؤتَي بِعَبدٍ يَومَ القِيَامَةِ فَيُوقَفُ بَينَ يدَيَِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَيَأمُرُ بِهِ إِلَي النّارِ فَيَقُولُ أَي رَبّ أَمَرتَ بيِ إِلَي النّارِ وَ قَد قَرَأتُ القُرآنَ فَيَقُولُ اللّهُ أَي عبَديِ إنِيّ أَنعَمتُ عَلَيكَ فَلَم تَشكُر نعِمتَيِ فَيَقُولُ أَي رَبّ أَنعَمتَ عَلَيّ بِكَذَا فَشَكَرتُكَ بِكَذَا وَ أَنعَمتَ عَلَيّ بِكَذَا وَ شَكَرتُكَ بِكَذَا فَلَا يَزَالُ يحُصيِ النّعَمَ وَ يُعَدّدُ الشّكرَ فَيَقُولُ اللّهُ تَعَالَي صَدَقتَ عبَديِ إِلّا أَنّكَ لَم تَشكُر مَن أَجرَيتُ لَكَ نعِمتَيِ عَلَي يَدَيهِ وَ إنِيّ قَد آلَيتُ عَلَي نفَسيِ أَن لَا أَقبَلَ شُكرَ عَبدٍ لِنِعمَةٍ أَنعَمتُهَا عَلَيهِ حَتّي يَشكُرَ سَائِقَهَا مِن خلَقيِ إِلَيهِ
143-كا،[الكافي]بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ كُشِفَ غِطَاءٌ مِن أَغطِيَةِ الجَنّةِ فَوَجَدَ رِيحَهَا مَن كَانَت لَهُ رُوحٌ مِن مَسِيرَةِ خَمسِمِائَةِ عَامٍ إِلّا صِنفٌ وَاحِدٌ قُلتُ مَن هُم قَالَ العَاقّ لِوَالِدَيهِ
144-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَالَ الإِمَامُ ع قَالَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع مَن كَانَ مِن شِيعَتِنَا عَالِماً بِشَرِيعَتِنَا فَأَخرَجَ ضُعَفَاءَ شِيعَتِنَا مِن ظُلمَةِ جَهلِهِم إِلَي نُورِ العِلمِ ألّذِي حَبَونَاهُ جَاءَ يَومَ القِيَامَةِ وَ عَلَي رَأسِهِ تَاجٌ مِن نُورٍ يضُيِءُ لِأَهلِ جَمِيعِ تِلكَ العَرَصَاتِ وَ عَلَيهِ حُلّةٌ لَا يَقُومُ لِأَقَلّ سِلكٍ مِنهَا الدّنيَا بِحَذَافِيرِهَا ثُمّ ينُاَديِ مُنَادٍ يَا عِبَادَ اللّهِ هَذَا عَالِمٌ مِن تَلَامِذَةِ بَعضِ آلِ مُحَمّدٍ أَلَا فَمَن أَخرَجَهُ فِي الدّنيَا مِن حَيرَةِ جَهلِهِ فَليَتَشَبّث بِنُورِهِ لِيُخرِجَهُ مِن حَيرَةِ ظُلمَةِ هَذِهِ العَرَصَاتِ إِلَي نُزهِ الجِنَانِ فَيُخرِجُ كُلّ مَن كَانَ عَلّمَهُ فِي الدّنيَا أَو فَتَحَ عَن قَلبِهِ مِنَ الجَهلِ قُفلًا أَو أَوضَحَ لَهُ عَن شُبهَةٍ وَ قَالَ قَالَتِ الصّدّيقَةُ فَاطِمَةُ
صفحه : 225
الزّهرَاءُ ع سَمِعتُ أَبِيص يَقُولُ إِنّ عُلَمَاءَ شِيعَتِنَا يُحشَرُونَ فَيُخلَعُ عَلَيهِم مِن خِلَعِ الكَرَامَاتِ عَلَي قَدرِ كَثرَةِ عُلُومِهِم وَ جِدّهِم فِي إِرشَادِ عِبَادِ اللّهِ حَتّي يُخلَعَ عَلَي الوَاحِدِ مِنهُم أَلفُ أَلفِ خِلعَةٍ مِن نُورٍ ثُمّ ينُاَديِ منُاَديِ رَبّنَا عَزّ وَ جَلّ أَيّهَا الكَافِلُونَ لِأَيتَامِ آلِ مُحَمّدٍ وَ النّاعِشُونَ لَهُم عِندَ انقِطَاعِهِم عَن آبَائِهِمُ الّذِينَ هُم أَئِمّتُهُم هَؤُلَاءِ تَلَامِذَتُكُم وَ الأَيتَامُ الّذِينَ تَكَفّلتُمُوهُم وَ نَعَشتُمُوهُم فَاخلَعُوا عَلَيهِم كَمَا خَلَعتُمُوهُم خِلَعَ العُلُومِ فِي الدّنيَا فَيَخلَعُونَ عَلَي كُلّ وَاحِدٍ مِن أُولَئِكَ الأَيتَامِ عَلَي قَدرِ مَا أَخَذُوا عَنهُم مِنَ العُلُومِ حَتّي إِنّ فِيهِم يعَنيِ فِي الأَيتَامِ لَمَن يُخلَعُ عَلَيهِ مِائَةُ أَلفِ خِلعَةٍ مِن نُورٍ وَ كَذَلِكَ يَخلَعُ هَؤُلَاءِ الأَيتَامُ عَلَي مَن تَعَلّمَ مِنهُم ثُمّ إِنّ اللّهَ تَعَالَي يَقُولُ أَعِيدُوا عَلَي هَؤُلَاءِ الكَافِلِينَ لِلأَيتَامِ حَتّي تُتِمّوا لَهُم خِلَعَهُم وَ تُضعِفُوهَا فَيُتِمّ لَهُم مَا كَانَ لَهُم قَبلَ أَن يَخلَعُوا عَلَيهِم وَ يُضَاعِفُ لَهُم وَ كَذَلِكَ مَن بِمَرتِبَتِهِم مِمّن خُلِعَ عَلَيهِ عَلَي مَرتِبَتِهِم فَقَالَت فَاطِمَةُ ع إِنّ سِلكاً مِن تِلكَ الخِلَعِ لَأَفضَلُ مِمّا طَلَعَت عَلَيهِ الشّمسُ أَلفَ أَلفِ مَرّةٍ قَالَ وَ قَالَ عَلِيّ بنُ مُوسَي ع يُقَالُ لِلعَابِدِ يَومَ القِيَامَةِ نِعمَ الرّجُلُ كُنتَ هِمّتُكَ ذَاتُ نَفسِكَ وَ كُفِيتَ النّاسَ مَئُونَتَكَ فَادخُلِ الجَنّةَ فَيُقَالُ لِلفَقِيهِ يَا أَيّهَا الكَفِيلُ لِأَيتَامِ آلِ مُحَمّدٍ الهاَديِ لِضُعَفَاءِ مُحِبّيهِ وَ مَوَالِيهِ قِف حَتّي تَشفَعَ لِكُلّ مَن أَخَذَ عَنكَ أَو تَعَلّمَ مِنكَ فَيَقِفُ فَيَدخُلُ الجَنّةَ مَعَهُ فِئَامٌ وَ فِئَامٌ حَتّي قَالَ عَشراً وَ هُمُ الّذِينَ أَخَذُوا عَنهُ عُلُومَهُ وَ أَخَذُوا عَمّن أَخَذَ عَنهُ وَ عَمّن أَخَذَ عَنهُ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ فَانظُرُوا كَم فَرقٌ مَا بَينَ المَنزِلَتَينِ ثُمّ قَالَ قَالَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ ع يأَتيِ عُلَمَاءُ شِيعَتِنَا القَوّامُونَ لِضُعَفَاءِ مُحِبّينَا وَ أَهلِ وَلَايَتِنَا يَومَ القِيَامَةِ وَ الأَنوَارُ تَسطَعُ مِن تِيجَانِهِم عَلَي رَأسِ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُم تَاجٌ قَدِ انبَثّت تِلكَ الأَنوَارُ فِي عَرَصَاتِ القِيَامَةِ وَ دُورِهَا مَسِيرَةَ ثَلَاثِمِائَةِ أَلفِ سَنَةٍ فَشُعَاعُ تِيجَانِهِم يَنبَثّ فِيهَا كُلّهَا فَلَا يَبقَي هُنَاكَ يَتِيمٌ قَد كَفَلُوهُ وَ مِن ظُلمَةِ الجَهلِ وَ حَيرَةِ التّيهِ أَخرَجُوهُ إِلّا تَعَلّقَ بِشُعبَةٍ مِن أَنوَارِهِم فَرَفَعَتهُم فِي العُلُوّ حَتّي يحُاَذيَِ بِهِم رَبَضَ غُرَفِ الجِنَانِ ثُمّ يُنزِلُهُم عَلَي مَنَازِلِهِمُ المُعَدّةِ لَهُم فِي جِوَارِ أُستَادِيهِم وَ مُعَلّمِيهِم
صفحه : 226
وَ بِحَضرَةِ أَئِمّتِهِمُ الّذِينَ كَانُوا إِلَيهِم يَدعُونَ وَ لَا يَبقَي نَاصِبٌ مِنَ النّوَاصِبِ يُصِيبُهُ مِن شُعَاعِ تِلكَ التّيجَانِ إِلّا عَمِيَت عَينَاهُ وَ صَمّت أُذُنَاهُ وَ خَرِسَ لِسَانُهُ وَ يَحُولُ عَلَيهِ أَشَدّ مِن لَهَبِ النّيرَانِ فيَحمِلُهُم حَتّي يَدفَعَهُم إِلَي الزّبَانِيَةِ فَيَدعُوهُمإِلي سَواءِ الجَحِيمِ وَ قَالَ قَالَ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ ع مَن أَعَانَ مُحِبّاً لَنَا عَلَي عَدُوّ لَنَا فَقَوّاهُ وَ شَجّعَهُ حَتّي يَخرُجَ الحَقّ الدّالّ عَلَي فَضلِنَا بِأَحسَنِ صُورَةٍ وَ يَخرُجَ البَاطِلُ ألّذِي يَرُومُ بِهِ أَعدَاؤُنَا فِي دَفعِ حَقّنَا فِي أَقبَحِ صُورَةٍ حَتّي يَنتَبِهَ الغَافِلُونَ وَ يَستَبصِرَ المُتَعَلّمُونَ وَ يَزدَادَ فِي بَصَائِرِهِمُ العَالِمُونَ بَعَثَهُ اللّهُ يَومَ القِيَامَةِ فِي أَعلَي مَنَازِلِ الجِنَانِ وَ يَقُولُ يَا عبَديَِ الكَاسِرُ لأِعَداَئيِ النّاصِرُ لأِوَليِاَئيِ المُصَرّحُ بِتَفضِيلِ مُحَمّدٍ خَيرِ أنَبيِاَئيِ وَ بِتَشرِيفِ عَلِيّ أَفضَلِ أوَليِاَئيِ وَ تنُاَويِ مَن نَاوَاهُمَا وَ تسُمَيّ بِأَسمَائِهِمَا وَ أَسمَاءِ خُلَفَائِهِمَا وَ تُلَقّبُ بِأَلقَابِهِم فَيَقُولُ ذَلِكَ وَ يُبَلّغُ اللّهُ ذَلِكَ جَمِيعَ أَهلِ العَرَصَاتِ فَلَا يَبقَي كَافِرٌ وَ لَا جَبّارٌ وَ لَا شَيطَانٌ إِلّا صَلّي عَلَي هَذَا الكَاسِرِ لِأَعدَاءِ مُحَمّدٍ وَ لَعَنَ الّذِينَ كَانُوا يُنَاصِبُونَهُ فِي الدّنيَا مِنَ النّوَاصِبِ لِمُحَمّدٍ وَ عَلِيّ ع وَ قَالَ عَلِيّ بنُ مُوسَي الرّضَا ع أَفضَلُ مَا يُقَدّمُهُ العَالِمُ مِن مُحِبّينَا وَ مَوَالِينَا أَمَامَهُ لِيَومِ فَقرِهِ وَ فَاقَتِهِ وَ ذُلّهِ وَ مَسكَنَتِهِ أَن يُغِيثَ فِي الدّنيَا مِسكِيناً مِن مُحِبّينَا مِن يَدِ نَاصِبٍ عَدُوّ لِلّهِ وَ لِرَسُولِهِ يَقُومُ مِن قَبرِهِ وَ المَلَائِكَةُ صُفُوفٌ مِن شَفِيرِ قَبرِهِ إِلَي مَوضِعِ مَحَلّهِ مِن جِنَانِ اللّهِ فَيَحمِلُونَهُ عَلَي أَجنِحَتِهِم يَقُولُونَ مَرحَباً طُوبَاكَ طُوبَاكَ يَا دَافِعَ الكِلَابِ عَنِ الأَبرَارِ وَ يَا أَيّهَا المُتَعَصّبُ لِلأَئِمّةِ الأَخيَارِ الخَبَرَ
بيان الربض محركة سور المدينة
145- لي ،[الأمالي للصدوق ]بِإِسنَادِهِ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ جَمَعَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ النّاسَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ وَ وُضِعَتِ المَوَازِينُ فَتُوزَنُ دِمَاءُ الشّهَدَاءِ مَعَ مِدَادِ العُلَمَاءِ فَتُرَجّحُ مِدَادُ العُلَمَاءِ عَلَي دِمَاءِ الشّهَدَاءِ
146- ع ،[علل الشرائع ]بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي الدّردَاءِ قَالَسَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَجمَعُ العُلَمَاءَ يَومَ القِيَامَةِ فَيَقُولُ لَهُم لَم أَضَع نوُريِ وَ حكُميِ فِي صُدُورِكُم
صفحه : 227
إِلّا وَ أَنَا أُرِيدُ بِكُم خَيرَ الدّنيَا وَ الآخِرَةِ اذهَبُوا فَقَد غَفَرتُ لَكُم عَلَي مَا كَانَ مِنكُم
أقول قدمر وسيأتي تلك الأخبار مع أشباهها بأسانيدها في أبوابها وحذفنا بعض الأسانيد هاهنا روما للاختصار
147-كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة] مُحَمّدُ بنُ العَبّاسِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ مِهرَانَ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَنِ الحَسَنِ بنِ مَحبُوبٍ عَنِ الأَحوَلِ عَن سَلّامِ بنِ المُستَنِيرِ قَالَ سَأَلتُ أَبَا جَعفَرٍ ع عَن قَولِهِ تَعَالَييَومَ يَقُولُ المُنافِقُونَ وَ المُنافِقاتُ لِلّذِينَ آمَنُواالآيَةَ قَالَ فَقَالَ أَمَا إِنّهَا نَزَلَت فِينَا وَ فِي شِيعَتِنَا وَ فِي المُنَافِقِينَ الكُفّارِ أَمَا إِنّهُ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ وَ حُبِسَ الخَلَائِقُ فِي طَرِيقِ المَحشَرِ ضَرَبَ اللّهُ سُوراً مِن ظُلمَةٍ فِيهِ بَابٌ فِيهِ الرّحمَةُ يعَنيِ النّورَ وَ ظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ العَذَابُ يعَنيِ الظّلمَةَ فَيُصَيّرُنَا اللّهُ وَ شِيعَتَنَا فِي بَاطِنِ السّورِ ألّذِي فِيهِ الرّحمَةُ وَ النّورُ وَ عَدُوّنَا وَ الكُفّارَ فِي ظَاهِرِ السّورِ ألّذِي فِيهِ الظّلمَةُ فَيُنَادِيكُم عَدُوّنَا وَ عَدُوّكُم مِنَ البَابِ ألّذِي فِي السّورِ مِن ظَاهِرِهِأَ لَم نَكُن مَعَكُم فِي الدّنيَا نَبِيّنَا وَ نَبِيّكُم وَاحِدٌ وَ صَلَاتُنَا وَ صَلَاتُكُم وَ صَومُنَا وَ صَومُكُم وَ حَجّنَا وَ حَجّكُم وَاحِدٌ قَالَ فَيُنَادِيهِمُ المَلَكُ مِن عِندِ اللّهِبَلي وَ لكِنّكُم فَتَنتُم أَنفُسَكُم بَعدَ نَبِيّكُم ثُمّ تَوَلّيتُم وَ تَرَكتُمُ اتّبَاعَ مَن أَمَرَكُم بِهِ نَبِيّكُموَ تَرَبّصتُم بِهِ الدّوَائِرَوَ ارتَبتُمفِيمَا قَالَ فِيهِ نَبِيّكُموَ غَرّتكُمُ الأمَانيِّ وَ مَا اجتَمَعتُم عَلَيهِ مِن خِلَافِكُم عَلَي أَهلِ الحَقّ وَ غَرّكُم حِلمُ اللّهِ عَنكُم فِي تِلكَ الحَالِ حَتّي جَاءَ الحَقّ وَ يعَنيِ بِالحَقّ ظُهُورَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَ مَن ظَهَرَ مِنَ الأَئِمّةِ ع بَعدَهُ بِالحَقّ وَ قَولُهُوَ غَرّكُم بِاللّهِ الغَرُورُيعَنيِ الشّيطَانَفَاليَومَ لا يُؤخَذُ مِنكُم فِديَةٌ وَ لا مِنَ الّذِينَ كَفَرُوا أَي لَا تُؤخَذُ لَكُم حَسَنَةٌ تُفدُونَ بِهَا أَنفُسَكُممَأواكُمُ النّارُ هيَِ مَولاكُم وَ بِئسَ المَصِيرُ
148- وَ روُيَِ أَيضاً تَأوِيلٌ آخَرُ عَن عَطَاءٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ سَأَلتُ رَسُولَ اللّهِص عَن هَذِهِ الآيَةِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أَنَا السّورُ وَ عَلِيّ البَابُ
بيان فالمراد علي التفسير الأخير من دخل الباب بإطاعة علي ع وموالاته فهو في الرحمة و من لم يدخل فهو في الحيرة في الدنيا والظلمة والعذاب في الآخرة و لا
صفحه : 228
ينافي التفسير الأول لأن السور المضروب وبابه هما ولاية محمد و علي صلوات الله عليهما ومثلا للناس وجميع الأحوال والأفعال في الدنيا تتجسم وتتمثل في النشأة الأخري إما بخلق الأمثلة الشبيهة بهابإزائها أوبتحول الأعراض هناك جواهر والأول أوفق لحكم الحق و لاينافيه صريح ماورد في النقل . قال الشيخ البهائي قدس الله روحه تجسم الأعمال في النشأة الأخروية قدورد في أحاديث متكثرة من طرق المخالف والمؤالف وَ قَد رَوَي أَصحَابُنَا رضَيَِ اللّهُ عَنهُم عَن قَيسِ بنِ عَاصِمٍ قَالَوَفَدتُ مَعَ جَمَاعَةٍ مِن بنَيِ تَمِيمٍ عَلَي النّبِيّص فَدَخَلتُ عَلَيهِ وَ عِندَهُ الصّلصَالُ بنُ الدّلَهمَسِ فَقُلتُ يَا نبَيِّ اللّهِ عِظنَا مَوعِظَةً نَنتَفِعُ بِهَا فَإِنّا قَومٌ نَعبُرُ فِي البَرّيّةِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا قَيسُ إِنّ مَعَ العِزّ ذُلّا وَ إِنّ مَعَ الحَيَاةِ مَوتاً وَ إِنّ مَعَ الدّنيَا آخِرَةً وَ إِنّ لِكُلّ شَيءٍ حَسِيباً وَ إِنّ لِكُلّ أَجَلٍ كِتَاباً وَ إِنّهُ لَا بُدّ لَكَ يَا قَيسُ مِن قَرِينٍ يُدفَنُ مَعَكَ وَ هُوَ حيَّ وَ تُدفَنُ مَعَهُ وَ أَنتَ مَيّتٌ فَإِن كَانَ كَرِيماً أَكرَمَكَ
صفحه : 229
وَ إِن كَانَ لَئِيماً أَسلَمَكَ ثُمّ لَا يُحشَرُ إِلّا مَعَكَ وَ لَا تُحشَرُ إِلّا مَعَهُ وَ لَا تُسأَلُ إِلّا عَنهُ فَلَا تَجعَلهُ إِلّا صَالِحاً فَإِنّهُ إِن صَلَحَ آنَستَ بِهِ وَ إِن فَسَدَ لَا تَستَوحِش إِلّا مِنهُ وَ هُوَ فِعلُكَ
الخبر. ثم قال قال بعض أصحاب القلوب إن الحيات والعقارب بل والنيران التي تظهر في القبر والقيامة هي بعينها الأعمال القبيحة والأخلاق الذميمة والعقائد الباطلة التي ظهرت في هذه النشأة بهذه الصورة وتجلببت بهذه الجلابيب كما أن الروح والريحان والحور والثمار هي الأخلاق الزكية والأعمال الصالحة والاعتقادات الحقة التي برزت في هذاالعالم بهذا الزي وتسمت بهذا الاسم إذ الحقيقة الواحدة تختلف صورها باختلاف الأماكن فتحلي في كل موطن بحلية وتزيا في كل نشأة بزي وقالوا إن اسم الفاعل في قوله تعالي يَستَعجِلُونَكَ بِالعَذابِ وَ إِنّ جَهَنّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالكافِرِينَ ليس بمعني استقبال بأن يكون المراد أنها ستحيط بهم في النشأة الأخري كماذكره الظاهريون من المفسرين بل هو علي حقيقته أي معني الحال فإن قبائحهم الخلقية والعملية والاعتقادية محيطة بهم في هذه النشأة وهي بعينها جهنم التي ستظهر عليهم في النشأة الأخروية بصورة النار وعقاربها وحياتها وقس علي ذلك قوله تعالي الّذِينَ يَأكُلُونَ أَموالَ اليَتامي ظُلماً إِنّما يَأكُلُونَ فِي بُطُونِهِم ناراً وكذلك قوله تعالي يَومَ تَجِدُ كُلّ نَفسٍ ما عَمِلَت مِن خَيرٍ مُحضَراً ليس المراد أنها تجد جزاءه بل تجده بعينه لكن ظاهرا في جلباب آخر و قوله تعالي فَاليَومَ لا تُظلَمُ نَفسٌ شَيئاً وَ لا تُجزَونَ إِلّا ما كُنتُم تَعمَلُونَكالصريح في ذلك ومثله في القرآن العزيز كثير وورد في الأحاديث النبوية منه ما لايحصي
كَقَولِهِص ألّذِي يَشرَبُ فِي آنِيَةِ الذّهَبِ وَ الفِضّةِ فَإِنّمَا يُجَرجِرُ فِي جَوفِهِ نَارَ جَهَنّمَ وَ قَولِهِص
الظّلمُ ظُلُمَاتٌ يَومَ القِيَامَةِ
و قوله ص الجنة قيعان و إن غراسها سبحان الله وبحمده إلي غير ذلك من الأحاديث المتكثرة و الله الهادي انتهي كلامه رفع الله مقامه .أقول القول باستحالة انقلاب الجوهر عرضا والعرض جوهرا في تلك النشأة مع القول بإمكانها في النشأة الآخرة قريب من السفسطة إذ النشأة الآخرة ليست إلامثل تلك
صفحه : 230
النشأة وتخلل الموت والإحياء بينهما لايصلح أن يصير منشأ لأمثال ذلك والقياس علي حال النوم واليقظة أشد سفسطة إذ مايظهر في النوم إنما يظهر في الوجود العلمي و مايظهر في الخارج فإنما يظهر بالوجود العيني و لااستبعاد كثيرا في اختلاف الحقائق بحسب الوجودين و أماالنشأتان فهما من الوجود العيني و لااختلاف بينهما إلابما ذكرنا و قدعرفت أنه لايصلح لاختلاف الحكم العقلي في ذلك و أماالآيات والأخبار فهي غيرصريحة في ذلك إذ يمكن حملها علي أن الله تعالي يخلق هذه بإزاء تلك أوهي جزاؤها ومثل هذاالمجاز شائع وبهذا الوجه وقع التصريح في كثير من الأخبار والآيات و الله يعلم وحججه ع
1-جا،[المجالس للمفيد] ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]المُفِيدُ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ الفَضلِ الراّزيِّ عَن عَلِيّ بنِ أَحمَدَ العسَكرَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ هَارُونَ الهاَشمِيِّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مهَديِّ الأبُلُيّّ عَن إِسحَاقَ بنِ سُلَيمَانَ الهاَشمِيِّ عَن أَبِيهِ عَن هَارُونَ الرّشِيدِ عَن أَبِيهِ المهَديِّ عَنِ الدوّاَنيِقيِّ عَن أَبِيهِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَلِيّ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ عَبّاسٍ عَن أَبِيهِ قَالَسَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ يَا أَيّهَا النّاسُ نَحنُ فِي القِيَامَةِ رُكبَانٌ أَربَعَةٌ لَيسَ غَيرُنَا فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ بأِبَيِ أَنتَ وَ أمُيّ يَا رَسُولَ اللّهِ مَنِ الرّكبَانُ قَالَ أَنَا عَلَي البُرَاقِ وَ أخَيِ صَالِحٌ عَلَي نَاقَةِ اللّهِ التّيِ عَقَرَهَا قَومُهُ وَ ابنتَيِ فَاطِمَةُ عَلَي ناَقتَيَِ العَضبَاءِ وَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَي نَاقَةٍ مِن نُوقِ الجَنّةِ خِطَامُهَا مِنَ اللّؤلُؤِ الرّطبِ وَ عَينَاهَا مِن يَاقُوتَتَينِ حَمرَاوَينِ وَ بَطنُهَا مِن زَبَرجَدٍ أَخضَرَ عَلَيهَا قُبّةٌ مِن لُؤلُؤَةٍ بَيضَاءَ يُرَي ظَاهِرُهَا مِن بَاطِنِهَا وَ بَاطِنُهَا مِن ظَاهِرِهَا ظَاهِرُهَا مِن رَحمَةِ اللّهِ وَ بَاطِنُهَا مِن عَفوِ اللّهِ إِذَا أَقبَلَت زَفّت وَ إِذَا أَدبَرَت زَفّت وَ هُوَ أمَاَميِ عَلَي رَأسِهِ تَاجٌ مِن نُورٍ يضُيِءُ لِأَهلِ الجَمعِ ذَلِكَ
صفحه : 231
التّاجُ لَهُ سَبعُونَ رُكناً كُلّ رُكنٍ يضُيِءُ كَالكَوكَبِ الدرّيّّ فِي أُفُقِ السّمَاءِ بِيَدِهِ لِوَاءُ الحَمدِ وَ هُوَ ينُاَديِ فِي القِيَامَةِ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ فَلَا يَمُرّ بِمَلَإٍ مِنَ المَلَائِكَةِ إِلّا قَالُوا نبَيِّ مُرسَلٌ وَ لَا يَمُرّ بنِبَيِّ إِلّا يَقُولُ مَلَكٌ مُقَرّبٌ فيَنُاَديِ مُنَادٍ مِن بُطنَانِ العَرشِ يَا أَيّهَا النّاسُ لَيسَ هَذَا مَلَكٌ مُقَرّبٌ وَ لَا نبَيِّ مُرسَلٌ وَ لَا حَامِلُ عَرشٍ هَذَا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ وَ تجَيِءُ شِيعَتُهُ مِن بَعدِهِ فيَنُاَديِ مُنَادٍ لِشِيعَتِهِ مَن أَنتُم فَيَقُولُونَ نَحنُ العَلَوِيّونَ فَيَأتِيهِمُ النّدَاءُ أَيّهَا العَلَوِيّونَ أَنتُم آمِنُونَ ادخُلُوا الجَنّةَ مَعَ مَن كُنتُم تُوَالُونَ
بيان قوله ص ظاهرها من رحمة الله أي تلك القبة محفوفة ظاهرا وباطنا برحمة الله وعفوه فهو كناية عن أنه ع يأتي مع الرحمة والعفو فيشفع للمذنبين ويخلصهم من أهوال يوم الدين وإنما خص الرحمة بالظاهر لأن مايظهر أولا للخلق هوكونه ع مكرما بكرامة الله ورحماته و منه يستنبطون أن شفاعته يصير سببا لعفو الله عن خطاياهم فهذا باطنها. قوله ص إذاأقبلت أي الناقة زفت أي أسرعت قال الجزري في النهاية في الحديث يزف علي بيني و بين ابراهيم ع إلي الجنة إن كسرت الزاء فمعناه يسرع من زف في مشيه وأزف إذاأسرع و إن فتحت فهو من زففت العروس أزفها إذاأهديتها إلي زوجها و في بعض النسخ بالراء المهملة أي أقبلت وأدبرت بالعطف والرحمة أوهي صفة للقبة بأنها في غاية الضياء والصفاء و هوأظهر قال الجزري يقال فلان يرفنا أي يحوطنا ويعطف علينا و فيه لم تر عيني مثله قط يرف رفيفا يقطر نداه يقال للشيء إذاكثر ماؤه من النعمة والغضاضة حتي يكاد يهتز رف يرف رفيفا
2-ل ،[الخصال ] لي ،[الأمالي للصدوق ]العَطّارُ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَنِ الأَصَمّ عَن عَبدِ اللّهِ البَطَلِ عَن عَمرِو بنِ أَبِي المِقدَامِ عَن أَبِيهِ عَن سَعِيدِ بنِ جُبَيرٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَخَرَجَ رَسُولُ اللّهِص ذَاتَ يَومٍ وَ هُوَ آخِذٌ بِيَدِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ هُوَ يَقُولُ يَا مَعشَرَ الأَنصَارِ يَا مَعشَرَ بنَيِ هَاشِمٍ يَا مَعشَرَ بنَيِ عَبدِ المُطّلِبِ أَنَا مُحَمّدٌ أَنَا رَسُولُ اللّهِ أَلَا إنِيّ خُلِقتُ مِن طِينَةٍ مَرحُومَةٍ فِي أَربَعَةٍ مِن أَهلِ بيَتيِ أَنَا وَ عَلِيّ وَ حَمزَةُ وَ جَعفَرٌ فَقَالَ قَائِلٌ يَا رَسُولَ اللّهِ
صفحه : 232
هَؤُلَاءِ مَعَكَ رُكبَانٌ يَومَ القِيَامَةِ فَقَالَ ثَكِلَتكَ أُمّكَ إِنّهُ لَن يَركَبَ يَومَئِذٍ إِلّا أَربَعَةٌ أَنَا وَ عَلِيّ وَ فَاطِمَةُ وَ صَالِحٌ نبَيِّ اللّهِ فَأَمّا أَنَا فَعَلَي البُرَاقِ وَ أَمّا فَاطِمَةُ ابنتَيِ فَعَلَي ناَقتَيَِ العَضبَاءِ وَ أَمّا صَالِحٌ فَعَلَي نَاقَةِ اللّهِ التّيِ عُقِرَت وَ أَمّا عَلِيّ فَعَلَي نَاقَةٍ مِن نُوقِ الجَنّةِ زِمَامُهَا مِن يَاقُوتٍ عَلَيهِ حُلّتَانِ خَضرَاوَانِ فَيَقِفُ بَينَ الجَنّةِ وَ النّارِ وَ قَد أَلجَمَ النّاسَ العَرَقُ يَومَئِذٍ فَتَهُبّ رِيحٌ مِن قِبَلِ العَرشِ فَتَنشِفُ عَنهُم عَرَقَهُم فَيَقُولُ المَلَائِكَةُ المُقَرّبُونَ وَ الأَنبِيَاءُ وَ الصّدّيقُونَ مَا هَذَا إِلّا مَلَكٌ مُقَرّبٌ أَو نبَيِّ مُرسَلٌ فيَنُاَديِ مُنَادٍ مِن قِبَلِ العَرشِ مَعشَرَ الخَلَائِقِ إِنّ هَذَا لَيسَ بِمَلَكٍ مُقَرّبٍ وَ لَا نبَيِّ مُرسَلٍ وَ لَكِنّهُ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ أَخُو رَسُولِ اللّهِ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ
بيان قوله ص لن يركب يومئذ إلاأربعة لعل هذامختص ببعض مواطن القيامة لاجميعها لئلا ينافي الأخبار الكثيرة الدالة علي أن المتقين ركبان يوم القيامة ويؤيده قوله ص في الخبر الآتي يأتي علي الناس يوم القيامة وقت ما فيه راكب إلانحن أربعة و في النهاية في الحديث يبلغ العرق منهم مايلجمهم أي يصل إلي أفواههم فيصير لهم بمنزلة اللجام يمنعهم عن الكلام يعني في المحشر يوم القيامة
3- لي ،[الأمالي للصدوق ] أَبِي عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ المُؤَدّبِ عَن أَحمَدَ بنِ عَلِيّ الأصَبهَاَنيِّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ الثقّفَيِّ قَالَ حَدّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ قُتَيبَةُ بنُ سَعِيدٍ عَن حَمّادِ بنِ زَيدٍ عَن عَبدِ الرّحمَنِ السّرّاجِ عَن نَافِعٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لعِلَيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ يُؤتَي بِكَ يَا عَلِيّ عَلَي نَجِيبٍ مِن نُورٍ وَ عَلَي رَأسِكَ تَاجٌ قَد أَضَاءَ نُورُهُ وَ كَادَ يَخطِفُ أَبصَارَ أَهلِ المَوقِفِ فيَأَتيِ النّدَاءُ مِن عِندِ اللّهِ جَلّ جَلَالُهُ أَينَ خَلِيفَةُ مُحَمّدٍ رَسُولِ اللّهِ فَتَقُولُ هَا أَنَا ذَا قَالَ فيَنُاَديِ يَا عَلِيّ
صفحه : 233
أَدخِل مَن أَحَبّكَ الجَنّةَ وَ مَن عَادَاكَ النّارَ فَأَنتَ قَسِيمُ الجَنّةِ وَ أَنتَ قَسِيمُ النّارِ
4- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] أَبُو عَمرٍو عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ الحُسَينِ عَن خُزَيمَةَ بنِ مَاهَانَ عَن عِيسَي بنِ يُونُسَ عَنِ الأَعمَشِ عَن سَعِيدِ بنِ جُبَيرٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يأَتيِ عَلَي النّاسِ يَومَ القِيَامَةِ وَقتٌ مَا فِيهِ رَاكِبٌ إِلّا نَحنُ أَربَعَةٌ فَقَالَ لَهُ العَبّاسُ بنُ عَبدِ المُطّلِبِ عَمّهُ فِدَاكَ أَبِي وَ أمُيّ مَن هَؤُلَاءِ الأَربَعَةُ قَالَ أَنَا عَلَي البُرَاقِ وَ أخَيِ صَالِحٌ عَلَي نَاقَةِ اللّهِ التّيِ عَقَرَهَا قَومُهُ وَ عمَيّ حَمزَةُ أَسَدُ اللّهِ وَ أَسَدُ رَسُولِهِ عَلَي ناَقتَيَِ العَضبَاءِ وَ أخَيِ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَي نَاقَةٍ مِن نُوقِ الجَنّةِ مُدَبّجَةَ الجَنبَينِ عَلَيهِ حُلّتَانِ خَضرَاوَانِ مِن كِسوَةِ الرّحمَنِ عَلَي رَأسِهِ تَاجٌ مِن نُورٍ لِذَلِكَ التّاجِ سَبعُونَ رُكناً عَلَي كُلّ رُكنٍ يَاقُوتَةٌ حَمرَاءُ تضُيِءُ لِلرّاكِبِ مَسِيرَةَ ثَلَاثَةِ أَيّامٍ وَ بِيَدِهِ لِوَاءُ الحَمدِ ينُاَديِ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ فَيَقُولُ الخَلَائِقُ مَن هَذَا مَلَكٌ مُقَرّبٌ أَو نبَيِّ مُرسَلٌ أَو حَامِلُ عَرشٍ فيَنُاَديِ مُنَادٍ مِن بَطنِ العَرشِ لَيسَ بِمَلَكٍ مُقَرّبٍ وَ لَا نبَيِّ مُرسَلٍ وَ لَا حَامِلِ عَرشٍ هَذَا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ وصَيِّ رَسُولِ اللّهِ رَبّ العَالَمِينَ وَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ قَائِدُ الغُرّ المُحَجّلِينَ فِي جَنّاتِ النّعِيمِ
5-شف ،[كشف اليقين ] مِن تَارِيخِ الخَطِيبِ قَالَ أَخبَرَنَا الحَسَنُ بنُ مُحَمّدٍ الراّونَديِّ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ مَنصُورِ بنِ خَلَفٍ وَ خَلَفِ بنِ مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ مَعاً عَن سَعِيدِ بنِ سُلَيمَانَ عَن حَاتِمِ بنِ مَنصُورٍ عَنِ المُفَضّلِ بنِ سَالِمٍ عَنِ الأَعمَشِ
صفحه : 234
عَن عَبَايَةَ الأسَدَيِّ عَنِ الأَصبَغِ بنِ نُبَاتَةَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ مِثلَهُ إِلَي قَولِهِ وَ قَائِدُ الغُرّ المُحَجّلِينَ إِلَي جَنَابِ رَبّ العَالَمِينَ وَ زَادَ فِي آخِرِهِ أَفلَحَ مَن صَدّقَهُ وَ خَابَ مَن كَذّبَهُ وَ لَو أَنّ عَابِداً عَبَدَ اللّهَ بَينَ الرّكنِ وَ المَقَامِ أَلفَ عَامٍ وَ أَلفَ عَامٍ حَتّي يَكُونَ كَالشّنّ الباَليِ وَ لقَيَِ اللّهَ مُبغِضاً لِآلِ مُحَمّدٍ أَكَبّهُ اللّهُ عَلَي مَنخِرَيهِ فِي جَهَنّمَ
توضيح قال الجزري فيه كان له طيلسان مدبج هو ألذي زينت أطرافه بالديباج و هوالثياب المتخذة من الإبريسم فارسي معرب
6- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] ابنُ الصّلتِ عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ عَن دَاوُدَ بنِ سُلَيمَانَ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَيسَ فِي القِيَامَةِ رَاكِبٌ غَيرُنَا وَ نَحنُ أَربَعَةٌ قَالَ فَقَامَ إِلَيهِ رَجُلٌ مِنَ الأَنصَارِ فَقَالَ فِدَاكَ أَبِي وَ أمُيّ أَنتَ وَ مَن قَالَ أَنَا عَلَي دَابّةِ اللّهِ البُرَاقِ وَ أخَيِ صَالِحٌ عَلَي نَاقَةِ اللّهِ التّيِ عُقِرَت وَ عمَيّ حَمزَةُ عَلَي ناَقتَيَِ العَضبَاءِ وَ أخَيِ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَي نَاقَةٍ مِن نُوقِ الجَنّةِ وَ بِيَدِهِ لِوَاءُ الحَمدِ وَاقِفٌ بَينَ يدَيَِ العَرشِ ينُاَديِ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ قَالَ فَيَقُولُ الآدَمِيّونَ مَا هَذَا إِلّا مَلَكٌ مُقَرّبٌ أَو نبَيِّ مُرسَلٌ أَو حَامِلُ عَرشِ رَبّ العَالَمِينَ قَالَ فَيُجِيبُهُم مَلَكٌ مِن تَحتِ بُطنَانِ العَرشِ مَعَاشِرَ الآدَمِيّينَ مَا هَذَا مَلَكاً مُقَرّباً وَ لَا نَبِيّاً مُرسَلًا وَ لَا حَامِلَ عَرشٍ هَذَا الصّدّيقُ الأَكبَرُ هَذَا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ
قال ابن عقدة أخبرني عبد الله بن أحمد بن عامر في كتابه إلي قال حدثني أبي قال حدثني علي بن موسي بهذان ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِالأَسَانِيدِ الثّلَاثَةِ
مِثلَهُ إِلّا أَنّ فِيهِ يَا عَلِيّ لَيسَ وَ أمُيّ وَ مَن هُم بِيَدِهِ لِوَاءُ الحَمدِ ينُاَديِ أَو حَامِلُ عَرشٍ فَيُجِيبُهُم
صفحه : 235
يَا مَعشَرَ الآدَمِيّينَ لَيسَ هَذَا مَلَكٌ مُقَرّبٌ وَ لَا نبَيِّ مُرسَلٌ
صح ،[صحيفة الرضا عليه السلام ] عنه عن آبائه ع مثله
7-ل ،[الخصال ] أَبُو بَكرٍ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ زَيدَانَ البلَخيِّ فِيمَا قَرَأَهُ عَلَيهِ ابنُ عُقدَةَ عَن عَلِيّ بنِ المُثَنّي عَن زَيدِ بنِ حُبَابٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ لَهِيعَةَ عَن جَعفَرِ بنِ رَبِيعَةَ عَن عِكرِمَةَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِ ع مَا فِي القِيَامَةِ رَاكِبٌ غَيرُنَا وَ نَحنُ أَربَعَةٌ فَقَامَ إِلَيهِ العَبّاسُ بنُ عَبدِ المُطّلِبِ فَقَالَ مَن هُم يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ أَمّا أَنَا فَعَلَي البُرَاقِ وَ وَجهُهَا كَوَجهِ الإِنسَانِ وَ خَدّهَا كَخَدّ الفَرَسِ وَ عُرفُهَا مِن لُؤلُؤٍ مَسمُوطٍ وَ أُذُنَاهَا زَبَرجَدَتَانِ خَضرَاوَانِ وَ عَينَاهَا مِثلُ كَوكَبِ الزّهَرَةِ تَتَوَقّدَانِ مِثلُ النّجمَينِ المُضِيئَينِ لَهَا شُعَاعٌ مِثلُ شُعَاعِ الشّمسِ يَتَحَدّرُ مِن نَحرِهَا الجُمَانُ مَطوِيّةَ الخَلقِ طَوِيلَةَ اليَدَينِ وَ الرّجلَينِ لَهَا نَفَسٌ كَنَفَسِ الآدَمِيّينَ تَسمَعُ الكَلَامَ وَ تَفهَمُهُ وَ هيَِ فَوقَ الحِمَارِ وَ دُونَ البَغلِ قَالَ العَبّاسُ وَ مَن يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ وَ أخَيِ صَالِحٌ عَلَي نَاقَةِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ التّيِ عَقَرَهَا قَومُهُ قَالَ العَبّاسُ وَ مَن يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ وَ عمَيّ حَمزَةُ بنُ عَبدِ المُطّلِبِ أَسَدُ اللّهِ وَ أَسَدُ رَسُولِهِ سَيّدُ الشّهَدَاءِ عَلَي ناَقتَيَِ العَضبَاءِ قَالَ العَبّاسُ وَ مَن يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ وَ أخَيِ عَلِيّ عَلَي نَاقَةٍ مِن نُوقِ الجَنّةِ زِمَامُهَا مِن لُؤلُؤٍ رَطبٍ عَلَيهَا مَحمِلٌ مِن يَاقُوتٍ أَحمَرَ قُضبَانُهُ مِنَ الدّرّ الأَبيَضِ عَلَي رَأسِهِ تَاجٌ مِن نُورٍ عَلَيهِ حُلّتَانِ خَضرَاوَانِ بِيَدِهِ لِوَاءُ الحَمدِ وَ هُوَ ينُاَديِ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ فَيَقُولُ الخَلَائِقُ مَا هَذَا إِلّا نبَيِّ مُرسَلٌ أَو مَلَكٌ مُقَرّبٌ فيَنُاَديِ مُنَادٍ مِن بُطنَانِ العَرشِ لَيسَ هَذَا مَلَكٌ مُقَرّبٌ وَ لَا نبَيِّ مُرسَلٌ وَ لَا حَامِلُ عَرشٍ هَذَا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ وصَيِّ رَسُولِ رَبّ العَالَمِينَ وَ إِمَامُ المُتّقِينَ وَ قَائِدُ الغُرّ
صفحه : 236
المُحَجّلِينَ
قال الصدوق رضي الله عنه هذاحديث غريب لما فيه من ذكر البراق ووصفه وذكر حمزة بن عبدالمطلب .إيضاح اللؤلؤ المسموط المنظوم في السمط و هوبالكسر خيط النظم و قال الجزري في صفته ص يتحدر منه العرق مثل الجمان هواللؤلؤ الصغار وقيل حب يتخذ من الفضة أمثال اللؤلؤ قوله ص مطوية الخلق أي متقارب الأعضاء مندمجها و قال الجزري فيه كان اسم ناقته العضباء هوعلم لها منقول من قولهم ناقة عضباء أي مشقوقة الأذن و لم تكن مشقوقة الأذن و قال بعضهم إنها كانت مشقوقة الأذن والأول أكثر و قال الزمخشري هومنقول من قولهم ناقة عضباء وهي القصيرة اليد انتهي قوله هذاحديث غريب لماكانت الأخبار السابقة التي رواها الصدوق رحمه الله خالية عن وصف البراق مشتملة علي ذكر فاطمة ع مكان حمزة وصف هذاالحديث بالغرابة و أماوجه الجمع بينها في ذكر فاطمة وحمزة ع فبالحمل علي اختلاف المواطن إذ يمكن أن تكون فاطمة ع في بعض المواطن راكبة علي الناقة العضباء و في بعضها علي ناقة الجنة كماسيأتي في باب فضائلها أخبار كثيرة دالة علي أنها تركب في القيامة علي ناقة الجنة فقوله ص في هذاالخبر ما في القيامة راكب غيرنا أي من الرجال و الله يعلم
8-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ]عُبَيدُ بنُ عَبدِ الوَاحِدِ رَفَعَهُ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَبَينَا نَحنُ مَعَ النّبِيّص بِعَرَفَاتٍ إِذ قَالَ أَ فِيكُم عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ قُلنَا بَلَي يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَرّبَهُ مِنهُ وَ ضَرَبَ يَدَهُ عَلَي مَنكِبِهِ ثُمّ قَالَ طُوبَي لَكَ يَا عَلِيّ نَزَلَت عَلَيّ آيَةٌ ذكَرَنَيِ وَ إِيّاكَ فِيهَا سَوَاءً فَقَالَاليَومَ أَكمَلتُ لَكُم دِينَكُم وَ أَتمَمتُ عَلَيكُم نعِمتَيِ وَ رَضِيتُ لَكُمُ الإِسلامَ دِيناً
صفحه : 237
هَذَا جَبرَئِيلُ يخُبرِنُيِ عَنِ اللّهِ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ جِئتَ أَنتَ وَ شِيعَتُكَ رُكبَاناً عَلَي نُوقٍ مِن نُورِ البَرقِ يُطِيرُهُم فِي أَرجَاءِ الهَوَاءِ يُنَادُونَ فِي عَرصَةِ القِيَامَةِ نَحنُ العَلَوِيّونَ فَيَأتِيهِمُ النّدَاءُ مِن قِبَلِ اللّهِ أَنتُمُ المُقَرّبُونَ الّذِينَلا خَوفٌ عَلَيكُمُ اليَومَ وَ لا أَنتُم تَحزَنُونَ
9-ثو،[ثواب الأعمال ]بِإِسنَادِهِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ عَنِ النّبِيّص فِي فَضلِ صَومِ شَهرِ رَمَضَانَ إِلَي أَن قَالَ وَ أَعطَاكُمُ اللّهُ يَومَ سِتّةَ عَشَرَ إِذَا خَرَجتُم مِنَ القَبرِ سِتّينَ حُلّةً تَلبَسُونَهَا وَ نَاقَةً تَركَبُونَهَا وَ بَعَثَ اللّهُ لَكُم غَمَامَةً تُظِلّكُم مِن حَرّ ذَلِكَ اليَومِ وَ يَومَ خَمسَةٍ وَ عِشرِينَ بَنَي اللّهُ لَكُم أَلفَ قُبّةٍ خَضرَاءَ وَ عَلَي رَأسِ كُلّ قُبّةٍ خَيمَةٌ مِن نُورٍ يَقُولُ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي يَا أُمّةَ مُحَمّدٍ أَنَا رَبّكُم وَ أَنتُم عبَيِديِ وَ إمِاَئيِ استَظِلّوا بِظِلّ عرَشيِ فِي هَذِهِ القِبَابِ وَكُلُوا وَ اشرَبُوا هَنِيئاًفَلا خَوفٌ عَلَيكُم وَ لا أَنتُم تَحزَنُونَ يَا أُمّةَ مُحَمّدٍ وَ عزِتّيِ وَ جلَاَليِ لَأَبعَثَنّكُم إِلَي الجَنّةِ يَتَعَجّبُ مِنكُمُ الأَوّلُونَ وَ الآخِرُونَ وَ لَأُتَوّجَنّ كُلّ وَاحِدٍ مِنكُم بِأَلفِ تَاجٍ مِن نُورٍ وَ لَأُركِبَنّ كُلّ وَاحِدٍ مِنكُم عَلَي نَاقَةٍ خُلِقَت مِن نُورٍ زِمَامُهَا مِن نُورٍ فِي ذَلِكَ الزّمَامِ أَلفُ حَلقَةٍ مِن ذَهَبٍ فِي كُلّ حَلقَةٍ قَائِمٌ عَلَيهَا مَلَكٌ مِنَ المَلَائِكَةِ بِيَدِ كُلّ مَلَكٍ عَمُودٌ مِن نُورٍ حَتّي يَدخُلَ الجَنّةَ بِغَيرِ حِسَابٍ
الآيات المؤمنين فَإِذا نُفِخَ فِي الصّورِ فَلا أَنسابَ بَينَهُم يَومَئِذٍ وَ لا يَتَساءَلُونَلقمان يا أَيّهَا النّاسُ اتّقُوا رَبّكُم وَ اخشَوا يَوماً لا يجَزيِ والِدٌ عَن وَلَدِهِ
صفحه : 238
وَ لا مَولُودٌ هُوَ جازٍ عَن والِدِهِ شَيئاً إِنّ وَعدَ اللّهِ حَقّ فَلا تَغُرّنّكُمُ الحَياةُ الدّنيا وَ لا يَغُرّنّكُم بِاللّهِ الغَرُورُ.تفسير قال الطبرسي رحمه الله وَ اخشَوا يَوماً لا يجَزيِ والِدٌ عَن وَلَدِهِيعني يوم القيامة لايغني فيه أحد عن أحد لاوالد عن ولده وَ لا مَولُودٌ هُوَ جازٍ عَن والِدِهِ شَيئاً كل أمري تهمه نفسه إِنّ وَعدَ اللّهِبالبعث والجزاء والثواب والعقاب حَقّ لاخلف فيه
1- ع ،[علل الشرائع ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن أَبِي وَلّادٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي يَدعُو النّاسَ يَومَ القِيَامَةِ أَينَ فُلَانُ بنُ فُلَانَةَ سِتراً مِنَ اللّهِ عَلَيهِم
2- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] ابنُ الصّلتِ عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ العلَوَيِّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ عَلِيّ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص كُلّ نَسَبٍ وَ صِهرٍ مُنقَطِعٌ يَومَ القِيَامَةِ إِلّا نسَبَيِ وَ سبَبَيِ
3- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ الحسَنَيِّ عَن أَحمَدَ بنِ عَبدِ المُنعِمِ الصيّداَويِّ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ الجعُفيِّ عَنِ البَاقِرِ ع عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ قَالَ أَحمَدُ وَ حَدّثَنَا عُبَيدُ اللّهِ بنُ مُحَمّدٍ الفزَاَريِّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ قَالَ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ لعِلَيِّ ع أَ لَا أَسُرّكَ أَ لَا أَمنَحُكَ أَ لَا أُبَشّرُكَ قَالَ بَلَي قَالَ إنِيّ خُلِقتُ أَنَا وَ أَنتَ مِن طِينَةٍ وَاحِدَةٍ وَ فَضَلَت مِنهَا فَضلَةٌ فَخَلَقَ اللّهُ مِنهَا شِيعَتَنَا فَإِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ دعُيَِ النّاسُ بِأَسمَاءِ أُمّهَاتِهِم سِوَي شِيعَتِنَا فَإِنّهُم يُدعَونَ بِأَسمَاءِ آبَائِهِم لِطِيبِ مَولِدِهِم
ماالمفيد عن الجعابي عن جعفر بن محمدالحسني عن الصيداوي عن عبد الله بن محمدالفزاري عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابرمثله
صفحه : 239
كشف ،[كشف الغمة] من كتاب ابن طلحة عن جابر
مثله بشا،[بشارة المصطفي ] ابن شيخ الطائفة عن أبيه عن المفيدمثله
4-فس ،[تفسير القمي] قَالَ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ فِي قَولِهِ فَإِذا نُفِخَ فِي الصّورِ فَلا أَنسابَ بَينَهُم يَومَئِذٍ وَ لا يَتَساءَلُونَفَإِنّهُ رَدّ عَلَي مَن يَفتَخِرُ بِالأَنسَابِ قَالَ الصّادِقُ ع لَا يَتَقَدّمُ يَومَ القِيَامَةِ أَحَدٌ إِلّا بِالأَعمَالِ وَ الدّلِيلُ عَلَي ذَلِكَ قَولُ رَسُولِ اللّهِص يَا أَيّهَا النّاسُ إِنّ العَرَبِيّةَ لَيسَت بِأَبٍ وَالِدٍ وَ إِنّمَا هُوَ لِسَانٌ نَاطِقٌ فَمَن تَكَلّمَ بِهِ فَهُوَ عرَبَيِّ أَلَا إِنّكُم وُلدُ آدَمَ وَ آدَمُ مِن تُرَابٍ وَ اللّهِ لَعَبدٌ حبَشَيِّ أَطَاعَ اللّهَ خَيرٌ مِن سَيّدٍ قرُشَيِّ عَاصٍ لِلّهِ وَ إِنّ أَكرَمَكُم عِندَ اللّهِ أَتقَاكُم وَ الدّلِيلُ عَلَي ذَلِكَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّفَإِذا نُفِخَ فِي الصّورِ فَلا أَنسابَ بَينَهُم يَومَئِذٍ وَ لا يَتَساءَلُونَ فَمَن ثَقُلَت مَوازِينُهُ قَالَ بِالأَعمَالِ الحَسَنَةِفَأُولئِكَ هُمُ المُفلِحُونَ وَ مَن خَفّت مَوازِينُهُ قَالَ مِنَ الأَعمَالِ السّيّئَةِفَأُولئِكَ الّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُم فِي جَهَنّمَ خالِدُونَ تَلفَحُ وُجُوهَهُمُ النّارُ قَالَ أَي تَلهَبُ عَلَيهِم فَتُحرِقُهُموَ هُم فِيها كالِحُونَ أَي مفَتوُحيِ الفَمِ مسُودَيّ الوَجهِ
بيان قوله ص وإنما هولسان ناطق أي العربية التي هي مناط الشرف ليس كون الإنسان من نسل العرب بل إنما هي بالتكلم بدين الحق والإقرار لأهل الفضل من العرب بالفضل يعني النبي والأئمة ع ومتابعتهم ولذا ورد أن العرب شيعتنا وسائر الناس علج وسيأتي أخبار كثيرة في ذلك في كتاب الإيمان والكفر
5-جا،[المجالس للمفيد] ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]المُفِيدُ عَنِ ابنِ قُولَوَيهِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ مَسعُودٍ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ مُعَاذٍ عَن زَكَرِيّا بنِ عدَيِّ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ عُمَرَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَقِيلٍ عَن حَمزَةَ بنِ أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِّ عَن أَبِيهِ قَالَسَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ عَلَي المِنبَرِ مَا بَالُ أَقوَامٍ يَقُولُونَ إِنّ رَحِمَ رَسُولِ اللّهِص لَا يُشَفّعُ يَومَ القِيَامَةِ بَلَي وَ اللّهِ إِنّ رحَمِيِ لَمَوصُولَةٌ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ وَ إنِيّ أَيّهَا النّاسِ فَرَطُكُم يَومَ القِيَامَةِ عَلَي الحَوضِ فَإِذَا جِئتُم قَالَ الرّجُلُ يَا رَسُولَ اللّهِ أَنَا فُلَانُ بنُ فُلَانٍ
صفحه : 240
فَأَقُولُ أَمّا النّسَبُ فَقَد عَرَفتُهُ وَ لَكِنّكُم أَخَذتُم بعَديِ ذَاتَ الشّمَالِ وَ ارتَدَدتُم عَلَي أَعقَابِكُم القَهقَرَي
ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] أبوعمرو عن ابن عقدة عن أحمد بن يحيي عن عبدالرحمن عن أبيه عن عبد الله بن محمد بن عقيل مثله توضيح قال في النهاية فيه أَنَا فَرَطُكُم عَلَي الحَوضِ أي متقدّمكم إليه يقال فرط يفرط فهو فارط وفرط إذاتقدّم وسبق القوم ليرتاد لهم الماء ويهيّئ لهم الدلاء والأرشية
6-سن ،[المحاسن ] ابنُ فَضّالٍ عَن يُونُسَ بنِ يَعقُوبَ البجَلَيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ دعُيَِ الخَلَائِقُ بِأَسمَاءِ أُمّهَاتِهِم إِلّا نَحنُ وَ شِيعَتُنَا فَإِنّهُم يُدعَونَ بِأَسمَاءِ آبَائِهِم
7-سن ،[المحاسن ]القَاسِمُ بنُ يَحيَي عَنِ الحَسَنِ بنِ رَاشِدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ عُلوَانَ وَ حدَثّنَيِ أَحمَدُ بنُ عُبَيدٍ عَن حُسَينِ بنِ عُلوَانَ عَمّن ذَكَرَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ يُدعَي النّاسُ جَمِيعاً بِأَسمَائِهِم وَ أَسمَاءِ أُمّهَاتِهِم سِتراً مِنَ اللّهِ عَلَيهِم إِلّا شِيعَةَ عَلِيّ ع فَإِنّهُم يُدعَونَ بِأَسمَائِهِم وَ أَسمَاءِ آبَائِهِم وَ ذَلِكَ أَن لَيسَ فِيهِم عَهَرٌ
8-بشا،[بشارة المصطفي ] مُحَمّدُ بنُ أَحمَدَ بنِ شَهرَيَارَ عَن مُحَمّدِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ العَزِيزِ عَن أَبِي عُمَرَ السّمَاكِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ المهَديِّ عَن عُمَرَ بنِ الخَطّابِ السجّسِتاَنيِّ عَن إِسمَاعِيلَ
صفحه : 241
بنِ العَبّاسِ عَن مُحَمّدِ بنِ زِيَادٍ عَن أَبِي هُرَيرَةَ قَالَ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ لعِلَيِّ ع أَ لَا أُبَشّرُكَ يَا عَلِيّ قَالَ بَلَي بأِبَيِ وَ أمُيّ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ أَنَا وَ أَنتَ وَ فَاطِمَةُ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ع خُلِقنَا مِن طِينَةٍ وَاحِدَةٍ وَ فَضَلَت مِنهَا فَضلَةٌ فَجَعَلَ مِنهَا شِيعَتَنَا وَ مُحِبّينَا فَإِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ دعُيَِ النّاسُ بِأَسمَائِهِم وَ أَسمَاءِ أُمّهَاتِهِم مَا خَلَا نَحنُ وَ شِيعَتَنَا وَ مُحِبّينَا فَإِنّهُم يُدعَونَ بِأَسمَائِهِم وَ أَسمَاءِ آبَائِهِم
9-بشا،[بشارة المصطفي ] مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ بنِ عَبدِ الصّمَدِ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ الوَاعِظِ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ شَاذَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ فَرسَادٍ العَبّادِ عَنِ الهَيثَمِ بنِ أَحمَدَ عَن عَبّادِ بنِ صُهَيبٍ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ عَن أَبِيهِ عَن زِرّ بنِ حُبَيشٍ عَن عَلِيّ ع قَالَ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ يُدعَي النّاسُ بِأَسمَائِهِم إِلّا شيِعتَيِ وَ محُبِيّّ فَإِنّهُم يُدعَونَ بِأَسمَاءِ آبَائِهِم لِطِيبِ مَوَالِيدِهِم
10-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ]فُرَاتُ بنُ اِبرَاهِيمَ الكوُفيِّ مُعَنعَناً عَنِ الأَصبَغِ بنِ نُبَاتَةَ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ هُم مِن فَزَعٍ يَومَئِذٍ آمِنُونَ قَالَ فَقَالَ يَا أَصبَغُ مَا سأَلَنَيِ أَحَدٌ عَن هَذِهِ الآيَةِ وَ لَقَد سَأَلتُ رَسُولَ اللّهِص عَنهَا كَمَا سأَلَتنَيِ فَقَالَ لِي سَأَلتُ جَبرَئِيلَ عَنهَا فَقَالَ يَا مُحَمّدُ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ حَشَرَكَ اللّهُ أَنتَ وَ أَهلَ بَيتِكَ وَ مَن يَتَوَلّاكَ وَ شِيعَتَكَ حَتّي يَقِفُوا بَينَ يدَيَِ اللّهِ فَيَستُرُ اللّهُ عَورَاتِهِم وَ يُؤمِنُهُم مِنَ الفَزَعِ الأَكبَرِ بِحُبّهِم لَكَ وَ لِأَهلِ بَيتِكَ وَ لعِلَيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ جَبرَئِيلُ ع أخَبرَنَيِ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ مَنِ اصطَنَعَ إِلَي أَحَدٍ مِن أَهلِ بَيتِكَ مَعرُوفاً كَافَيتُهُ يَومَ القِيَامَةِ يَا عَلِيّ شِيعَتُكَ وَ اللّهِ آمِنُونَ يَرجُونَ فَيَشفَعُونَ وَ يُشَفّعُونَ ثُمّ قَرَأَفَلا أَنسابَ بَينَهُم يَومَئِذٍ وَ لا يَتَساءَلُونَ
11-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] جَعفَرُ بنُ نُعَيمٍ الشاّذاَنيِّ عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ هَاشِمٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ الهمَدَاَنيِّ قَالَسَمِعتُ الرّضَا ع يَقُولُ مَن أَحَبّ عَاصِياً فَهُوَ عَاصٍ وَ مَن أَحَبّ مُطِيعاً فَهُوَ مُطِيعٌ وَ مَن أَعَانَ ظَالِماً فَهُوَ ظَالِمٌ وَ مَن خَذَلَ عَادِلًا فَهُوَ خَاذِلٌ إِنّهُ لَيسَ بَينَ اللّهِ وَ بَينَ أَحَدٍ قَرَابَةٌ وَ لَا يَنَالُ أَحَدٌ وَلَايَةَ اللّهِ إِلّا بِالطّاعَةِ وَ لَقَد قَالَ رَسُولُ اللّهِص لبِنَيِ عَبدِ المُطّلِبِ ائتوُنيِ بِأَعمَالِكُم لَا بِأَنسَابِكُم وَ أَحسَابِكُم قَالَ اللّهُ
صفحه : 242
تَعَالَيفَإِذا نُفِخَ فِي الصّورِ فَلا أَنسابَ بَينَهُم يَومَئِذٍ وَ لا يَتَساءَلُونَ فَمَن ثَقُلَت مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ هُمُ المُفلِحُونَ وَ مَن خَفّت مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ الّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُم فِي جَهَنّمَ خالِدُونَ
12-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ]بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي هُرَيرَةَ عَنِ النّبِيّص قَالَ فِي هَذِهِ الآيَةِيَومَ يَفِرّ المَرءُ مِن أَخِيهِ وَ أُمّهِ وَ أَبِيهِ وَ صاحِبَتِهِ وَ بَنِيهِ إِلّا مَن تَوَلّي بِوَلَايَةِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَإِنّهُ لَا يَفِرّ مَن وَالَاهُ وَ لَا يعُاَديِ مَن أَحَبّهُ وَ لَا يُحِبّ مَن أَبغَضَهُ وَ لَا يَوَدّ مَن عَادَاهُ الحَدِيثَ
الآيات الأعراف وَ الوَزنُ يَومَئِذٍ الحَقّ فَمَن ثَقُلَت مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ هُمُ المُفلِحُونَ وَ مَن خَفّت مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ الّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُم بِما كانُوا بِآياتِنا يَظلِمُونَ
صفحه : 243
الكهف أُولئِكَ الّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ رَبّهِم وَ لِقائِهِ فَحَبِطَت أَعمالُهُم فَلا نُقِيمُ لَهُم يَومَ القِيامَةِ وَزناًالأنبياءوَ نَضَعُ المَوازِينَ القِسطَ لِيَومِ القِيامَةِ فَلا تُظلَمُ نَفسٌ شَيئاً وَ إِن كانَ مِثقالَ حَبّةٍ مِن خَردَلٍ أَتَينا بِها وَ كَفي بِنا حاسِبِينَ المؤمنين فَمَن ثَقُلَت مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ هُمُ المُفلِحُونَ وَ مَن خَفّت مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ الّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُم فِي جَهَنّمَ خالِدُونَالقارعةفَأَمّا مَن ثَقُلَت مَوازِينُهُ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ وَ أَمّا مَن خَفّت مَوازِينُهُ فَأُمّهُ هاوِيَةٌ وَ ما أَدراكَ ما هِيَه نارٌ حامِيَةٌتفسير قال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالي وَ الوَزنُ يَومَئِذٍ الحَقّذكر فيه أقوال أحدها أن الوزن عبارة عن العدل في الآخرة و أنه لاظلم فيها علي أحد. وثانيها أن الله ينصب ميزانا له لسان وكفتان يوم القيامة فتوزن به أعمال العباد الحسنات والسيئات عن ابن عباس و الحسن و به قال الجبائي واختلفوا في كيفية الوزن لأن الأعمال أعراض لاتجوز عليها الإعادة و لا يكون لها وزن و لاتقوم بأنفسها فقيل توزن صحائف الأعمال عن ابن عمر وجماعة وقيل تظهر علامات
صفحه : 244
للحسنات وعلامات للسيئات في الكفتين فتراها الناس عن الجبائي وقيل تظهر للحسنات صورة حسنة وللسيئات صورة سيئة عن ابن عباس وقيل توزن نفس المؤمن والكافر عن عبيد بن عمير قال يؤتي بالرجل العظيم الجثة فلايزن جناح بعوضة. وثالثها أن المراد بالوزن ظهور مقدار المؤمن في العظم ومقدار الكافر في الذلة كما قال سبحانه فَلا نُقِيمُ لَهُم يَومَ القِيامَةِ وَزناًفمن أتي بالعمل الصالح ألذي يثقل وزنه أي يعظم قدره فقد أفلح و من أتي بالعمل السيئ ألذي لاوزن له و لاقيمة فقد خسرفَمَن ثَقُلَت مَوازِينُهُإنما جمع الموازين لأنه يجوز أن يكون لكل نوع من أنواع الطاعات يوم القيامة ميزان ويجوز أن يكون كل ميزان صنفا من أصناف أعماله ويؤيد هذا ماجاء في الخبر أن الصلاة ميزان فمن وفي استوفي . و قال الرازي في تفسيره في وزن الأفعال قولان الأول في الخبر أنه تعالي ينصب ميزانا له لسان وكفتان يوم القيامة يوزن به أعمال العباد خيرها وشرها قال ابن عباس أماالمؤمن فيؤتي بعمله في أحسن صورة فيوضع في كفة الميزان فتثقل حسناته علي سيئاته فذلك قوله فَمَن ثَقُلَت مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ هُمُ المُفلِحُونَالناجون قال و هذا كما قال في سورة الأنبياءوَ نَضَعُ المَوازِينَ القِسطَ لِيَومِ القِيامَةِ فَلا تُظلَمُ نَفسٌ شَيئاً. و أماكيفية وزن الأعمال علي هذاالقول ففيه وجهان الأول أن أعمال المؤمن تتصور بصورة حسنة وأعمال الكافر تتصور بصورة قبيحة فتوزن تلك الصورة كماذكره ابن عباس والثاني أن الوزن يعود إلي الصحف التي تكون فيهاأعمال العباد مكتوبة. وَ سُئِلَ رَسُولُ اللّهِص عَمّا يُوزَنُ يَومَ القِيَامَةِ فَقَالَ الصّحُفُ
و هذاالقول مذهب المفسرين في هذه الآية و عن عبد الله بن سلام أن ميزان رب العالمين ينصب بين الجن والإنس يستقبل به العرش إحدي كفتي الميزان علي الجنة والأخري علي جهنم و لووضعت السماوات و الأرض في إحداهما لوسعتهن وجبرئيل آخذ بعموده وينظر إلي لسانه .
صفحه : 245
وَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عُمَرَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يُؤتَي بِرَجُلٍ يَومَ القِيَامَةِ إِلَي المِيزَانِ وَ يُؤتَي لَهُ تِسعَةٌ وَ تِسعُونَ سِجِلّا كُلّ سِجِلّ مِنهَا مَدّ البَصَرِ فِيهَا خَطَايَاهُ وَ ذُنُوبُهُ فَتُوضَعُ فِي كِفّةِ المِيزَانِ ثُمّ يَخرُجُ لَهُ قِرطَاسٌ كَالأَنمُلَةِ فِيهَا شَهَادَةُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ فَيُوضَعُ فِي الآخَرِ فَيُرَجّحُ
وَ عَنِ الحَسَنِ بَينَا رَسُولُ اللّهِص ذَاتَ يَومٍ وَاضِعٌ رَأسَهُ فِي حَجرِ عَائِشَةَ قَد أَغفَي إِذ سَالَتِ الدّمُوعُ مِن عَينِهَا فَقَالَ مَا أَصَابَكِ مَا أَبكَاكِ قَالَت ذَكَرتُ حَشرَ النّاسِ وَ هَل يَذكُرُ أَحَدٌ أَحَداً فَقَالَ لَهَا يُحشَرُونَ حُفَاةً عُرَاةً وَ قَرَأَلِكُلّ امرِئٍ مِنهُم يَومَئِذٍ شَأنٌ يُغنِيهِ لَا يَذكُرُ فِيهَا أَحَداً عِندَ الصّحُفِ وَ عِندَ وَزنِ الحَسَنَاتِ وَ السّيّئَاتِ
. و عن عبيد بن عمير يؤتي بالرجل العظيم الأكول الشروب فلا يكون له وزن بعوضة. والقول الثاني و هوقول مجاهد والضحاك والأعمش أن المراد من الميزان العدل والقضاء وكثير من المتأخرين ذهبوا إلي هذاالقول ومالوا إليه أمابيان أن حمل لفظ الوزن علي هذاالمعني جائز في اللغة فلأن العدل في الأخذ والإعطاء لايظهر إلابالكيل والوزن في الدنيا فلم يبعد جعل الوزن كناية عن العدل ومما يقوي ذلك أن الرجل إذا لم يكن له قدر و لاقيمة عندغيره يقال إن فلانا لايقيم لفلان وزنا قال تعالي فَلا نُقِيمُ لَهُم يَومَ القِيامَةِ وَزناً ويقال أيضا فلان يستخف بفلان ويقال هذاالكلام في وزن هذا و في وزانه أي يعادله ويساويه مع أنه ليس هناك وزن في الحقيقة و قال الشاعر.
قدكنت قبل لقائكم ذا قوة. | عندي لكل مخاصم ميزانه . |
أراد عندي لكل مخاصم كلام يعادل كلامه فجعل الوزن مثلا للعدل إذاثبت هذاوجب أن يكون المراد من الآية هذاالمعني فقط والدليل عليه أن الميزان إنما يراد ليتوصل به إلي معرفة مقدار الشيء ومقادير الثواب والعقاب لايمكن إظهارها بالميزان لأن أعمال العباد أعراض وهي قدفنيت وعدمت ووزن المعدوم محال وأيضا فبتقدير بقائها كان وزنها محالا و أما قوله الموزون صحائف الأعمال أوصور مخلوقة علي حسب مقادير الأعمال فنقول إن المكلف يوم القيامة إما
صفحه : 246
أن يكون مقرا بأن الله تعالي عادل حكيم أو لا يكون مقرا بذلك فإن كان مقرا بذلك فحينئذ كفاه حكم الله تعالي بمقادير الثواب والعقاب في علمه بأنه عدل وصواب و إن لم يكن مقرا بذلك لم يعرف من رجحان كفة الحسنات علي كفة السيئات أوبالعكس حصول الرجحان لاحتمال أنه تعالي أظهر ذلك الرجحان لا علي سبيل العدل والإنصاف فثبت أن هذاالوزن لافائدة فيه البتة. وأجاب الأولون وقالوا إن جميع المكلفين يعلمون يوم القيامة أنه تعالي منزه عن الظلم والجور والفائدة في وضع ذلك الميزان أن يظهر ذلك الرجحان لأهل القيامة فإن كان ظهور الرجحان في طرف الحسنات ازداد فرحه وسروره بسبب ظهور فضله وكمال درجته لأهل القيامة و إن كان بالضد فيزداد غمه وحزنه وحرقته وفضيحته في يوم القيامة. ثم اختلفوا في كيفية ذلك الرجحان فبعضهم قال يظهر هناك نور في رجحان الحسنات وظلمة في رجحان السيئات وآخرون قالوا بل يظهر رجحان في الكفة. ثم الأظهر إثبات موازين في يوم القيامة لاميزان واحد والدليل عليه قوله تعالي وَ نَضَعُ المَوازِينَ القِسطَ لِيَومِ القِيامَةِ. و قال في هذه الآيةفَمَن ثَقُلَت مَوازِينُهُ و علي هذا فلايبعد أن يكون لأفعال القلوب ميزان ولأفعال الجوارح الميزان و لمايتعلق بالقول ميزان آخر. قال الزجاج إنما جمع الله الموازين هاهنا لوجهين الأول أن العرب قديوقع لفظ الجمع علي الواحد فيقولون خرج فلان إلي مكة بالبغال والثاني أن المراد بالموازين هاهنا جمع موزون والمراد الأعمال الموزونة ولقائل أن يقول هذان الوجهان يوجبان العدول عن ظاهر اللفظ و ذلك إنما يصار إليه عندتعذر حمل الكلام علي ظاهره و لامانع هاهنا منه فوجب إجراء اللفظ علي حقيقته فكما لم يمتنع إثبات ميزان له لسان وكفتان فكذلك لايمتنع إثبات موازين بهذه الصفة فما الموجب لتركه والمصير إلي التأويل . و قال في قوله عز و جل فَلا نُقِيمُ لَهُم يَومَ القِيامَةِ وَزناً فيه وجوه الأول
صفحه : 247
أنانزدري بهم و ليس لهم عندنا وزن ومقدار الثاني لانقيم لهم ميزانا لأن الميزان إنما يوضع لأهل الحسنات والسيئات من الموحدين ليميز مقدار الطاعات ومقدار السيئات الثالث قال القاضي إن من غلب معاصيه صار مافعله من الطاعة كأن لم يكن فلايدخل في الوزن شيء من طاعته و هذاالتفسير بناء علي قوله بالإحباط والتكفير. و قال في قوله سبحانه وَ نَضَعُ المَوازِينَ القِسطَوصفها الله بذلك لأن الميزان قد يكون مستقيما و قد يكون بخلافه فبين أن تلك الموازين تجري علي حد العدل والقسط وأكد بقوله فَلا تُظلَمُ نَفسٌ شَيئاً قال الفراء القسط من صفة الموازين كقولك للقوم أنتم عدل و قال الزجاج ونضع الموازين ذوات القسط و قوله لِيَومِ القِيامَةِ قال الفراء في يوم القيامة وقيل لأهل يوم القيامة ثم قال قال أئمة السلف إنه سبحانه يضع الموازين الحقيقية ويزن بهاالأعمال عن الحسن و هوميزان لها كفتان ولسان و هوبيد جبرئيل ع . وَ روُيَِ أَنّ دَاوُدَ ع سَأَلَ رَبّهُ أَن يُرِيَهُ المِيزَانَ فَلَمّا رَأَي غشُيَِ عَلَيهِ ثُمّ أَفَاقَ فَقَالَ يَا إلِهَيِ مَنِ الّذِينَ يَقدِرُ أَن يَزِنَ بمِلِ ءِ كِفّتِهِ حَسَنَاتٍ فَقَالَ يَا دَاوُدُ إنِيّ إِذَا رَضِيتُ عَن عَبدٍ مَلَأتُهَا بِتَمرَةٍ
. ثم قال علي هذاالقول في كيفية وزن الأعمال طريقان أحدهما أن توزن صحائف الأعمال والثاني أن يجعل في كفة الحسنات جواهر بيض مشرقة و في كفة السيئات جواهر سود مظلمة ثم قال والدليل علي وجود الموازين الحقيقية أن العدول عن الحقيقة إلي المجاز من غيرضرورة غيرجائز لاسيما و قدجاءت الأحاديث الكثيرة بالأسانيد الصحيحة وإنما جمع الموازين لكثرة من يوزن أعمالهم و هذاتفخيم ويجوز أن يرجع إلي الوزنات و أما قوله تعالي وَ إِن كانَ مِثقالَ حَبّةٍفالمعني أنه لاننقص من إحسان محسن و لانزداد في إساءة مسيء. و قال الطبرسي رحمه الله في قوله عز و جل فَأَمّا مَن ثَقُلَت مَوازِينُهُ أي رجحت حسناته وكثرت خيراته فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ أي معيشة ذات رضي يرضاها صاحبهاوَ أَمّا مَن خَفّت مَوازِينُهُ أي خفت حسناته و قلت طاعاته فَأُمّهُ هاوِيَةٌ أي فمأواه
صفحه : 248
جهنم ومسكنه النار وإنما سماها أمه لأنه يأوي إليها كمايأوي الولد إلي أمه وقيل إنما قال فأمه لأن العاصي يهوي علي أم رأسه في الناروَ ما أَدراكَ ما هِيَه هذاتفخيم وتعظيم لأمرها والهاء للوقف ثم فسرها فقال نارٌ حامِيَةٌ أي هي نار حارّة شديدة الحرارة
1-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] عَنِ النّبِيّص قَالَ إِنّ اللّهَ يَبعَثُ يَومَ القِيَامَةِ أَقوَاماً يَمتَلِئُ مِن جِهَةِ السّيّئَاتِ مَوَازِينُهُم فَيُقَالُ لَهُم هَذِهِ السّيّئَاتُ فَأَينَ الحَسَنَاتُ وَ إِلّا فَقَد عَصَيتُم فَيَقُولُونَ يَا رَبّنَا مَا نَعرِفُ لَنَا حَسَنَاتٍ فَإِذَا النّدَاءُ مِن قِبَلِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ لَئِن لَم تَعرِفُوا لِأَنفُسِكُم عبِاَديِ حَسَنَاتٍ فإَنِيّ أَعرِفُهَا لَكُم وَ أُوَفّرُهَا عَلَيكُم ثُمّ يأَتيِ بِصَحِيفَةٍ صَغِيرَةٍ يَطرَحُهَا فِي كِفّةِ حَسَنَاتِهِم فَتُرَجّحُ بِسَيّئَاتِهِم بِأَكثَرَ مِمّا بَينَ السّمَاءِ وَ الأَرضِ فَيُقَالُ لِأَحَدِهِم خُذ بِيَدِ أَبِيكَ وَ أُمّكَ وَ إِخوَانِكَ وَ أَخَوَاتِكَ وَ خَاصّتِكَ وَ قَرَابَاتِكَ وَ أَخدَامِكَ وَ مَعَارِفِكَ فَأَدخِلهُمُ الجَنّةَ فَيَقُولُ أَهلُ المَحشَرِ يَا رَبّ أَمّا الذّنُوبُ فَقَد عَرَفنَاهَا فَمَا ذَا كَانَت حَسَنَاتُهُم فَيَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ يَا عبِاَديِ مَشَي أَحَدُهُم بِبَقِيّةِ دَينٍ لِأَخِيهِ إِلَي أَخِيهِ فَقَالَ خُذهَا فإَنِيّ أُحِبّكَ بِحُبّكَ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ لَهُ الآخَرُ قَد تَرَكتُهَا لَكَ بِحُبّكَ عَلِيّاً وَ لَكَ مِن ماَليِ مَا شِئتَ فَشَكَرَ اللّهُ تَعَالَي ذَلِكَ لَهُمَا فَحَطّ بِهِ خَطَايَاهُمَا وَ جَعَلَ ذَلِكَ فِي حَشوِ صَحِيفَتِهِمَا وَ مَوَازِينِهِمَا وَ أَوجَبَ لَهُمَا وَ لِوَالِدَيهِمَا الجَنّةَ ثُمّ قَالَ يَا بُرَيدَةُ يَدخُلُ النّارَ بِبُغضِ عَلِيّ أَكثَرُ مِن حَصَي الخَذفِ ألّذِي يُرمَي عِندَ الجَمَرَاتِ فَإِيّاكَ أَن تَكُونَ مِنهُم
2-أَقُولُ رَوَي الصّدُوقُ فِي كِتَابِ فَضَائِلِ الشّيعَةِ،بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي جَعفَرٍ البَاقِرِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص حبُيّ وَ حُبّ أَهلِ بيَتيِ نَافِعٌ فِي سَبعَةِ مَوَاطِنَ أَهوَالُهُنّ عَظِيمَةٌ عِندَ الوَفَاةِ وَ فِي القَبرِ وَ عِندَ النّشُورِ وَ عِندَ الكِتَابِ وَ عِندَ الحِسَابِ وَ عِندَ المِيزَانِ وَ عِندَ الصّرَاطِ
3-ج ،[الإحتجاج ]رَوَي هِشَامُ بنُ الحَكَمِ أَنّهُ سَأَلَ الزّندِيقُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع فَقَالَ أَ وَ لَيسَ تُوزَنُ الأَعمَالُ قَالَ لَا إِنّ الأَعمَالَ لَيسَت بِأَجسَامٍ وَ إِنّمَا هيَِ صِفَةُ مَا عَمِلُوا وَ إِنّمَا يَحتَاجُ إِلَي وَزنِ الشيّءِ مَن جَهِلَ عَدَدَ الأَشيَاءِ وَ لَا يَعرِفُ ثِقلَهَا وَ خِفّتَهَا وَ إِنّ اللّهَ
صفحه : 249
لَا يَخفَي عَلَيهِ شَيءٌ قَالَ فَمَا مَعنَي المِيزَانِ قَالَ العَدلُ قَالَ فَمَا مَعنَاهُ فِي كِتَابِهِفَمَن ثَقُلَت مَوازِينُهُ قَالَ فَمَن رَجَحَ عَمَلُهُ الخَبَرَ
4-فس ،[تفسير القمي] وَ نَضَعُ المَوازِينَ القِسطَ لِيَومِ القِيامَةِ قَالَ المُجَازَاةُوَ إِن كانَ مِثقالَ حَبّةٍ مِن خَردَلٍ أَتَينا بِها أَي جَازَينَا بِهَا وَ هيَِ مَمدُودَةٌ آتَينَا بِهَا
بيان قال البيضاوي أتينا بها أي أحضرناها وقرئ آتَينَا بِهَا بمعني جازينا بها من الإيتاء فإنه قريب من أعطينا أو من المواتاة فإنهم آتوه بالأعمال وآتاهم بالجزاء. و قال الطبرسي رحمه الله وقرأ آتَينَا بِهَا بالمد ابن عباس و جعفر بن محمد ومجاهد وسعيد بن جبير والعلاء بن سيابة والباقون أَتَينابالقصر وَ روُيَِ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ قَالَ مَعنَاهُ جَازَينَا بِهَا
5-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] فِيمَا كَتَبَ الرّضَا ع لِلمَأمُونِ وَ تُؤمِنُ بِعَذَابِ القَبرِ وَ مُنكَرٍ وَ نَكِيرٍ وَ البَعثِ بَعدَ المَوتِ وَ المِيزَانِ وَ الصّرَاطِ الخَبَرَ
6- مع ،[معاني الأخبار]القَطّانُ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ مُحَمّدٍ الحسَنَيِّ عَن أَحمَدَ بنِ عِيسَي العجِليِّ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ عَبدِ اللّهِ العرَزمَيِّ عَن عَلِيّ بنِ حَاتِمٍ المنِقرَيِّ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ نَضَعُ المَوازِينَ القِسطَ لِيَومِ القِيامَةِ فَلا تُظلَمُ نَفسٌ شَيئاً قَالَ هُمُ الأَنبِيَاءُ وَ الأَوصِيَاءُ ع
كا،[الكافي]العدة عن أحمد بن محمد عن ابراهيم الهمداني رفعه إلي أبي عبد الله ع مثله
7-كا،[الكافي] الحُسَينُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ المُعَلّي عَنِ الوَشّاءِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن رَجُلٍ مِن أَهلِ المَدِينَةِ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَا يُوضَعُ فِي مِيزَانِ امرِئٍ يَومَ القِيَامَةِ أَفضَلُ مِن حُسنِ الخُلُقِ
صفحه : 250
8-كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَنِ ابنِ عِيسَي وَ عَلِيّ عَن أَبِيهِ جَمِيعاً عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ غَالِبٍ الأسَدَيِّ عَن أَبِيهِ عَن سَعِيدِ بنِ المُسَيّبِ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع فِيمَا كَانَ يَعِظُ بِهِ قَالَ ثُمّ رَجَعَ القَولُ مِنَ اللّهِ فِي الكِتَابِ عَلَي أَهلِ المعَاَصيِ وَ الذّنُوبِ فَقَالَ عَزّ وَ جَلّوَ لَئِن مَسّتهُم نَفحَةٌ مِن عَذابِ رَبّكَ لَيَقُولُنّ يا وَيلَنا إِنّا كُنّا ظالِمِينَ فَإِن قُلتُم أَيّهَا النّاسُ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ إِنّمَا عَنَي بِهَذَا أَهلَ الشّركِ فَكَيفَ ذَلِكَ وَ هُوَ يَقُولُوَ نَضَعُ المَوازِينَ القِسطَ لِيَومِ القِيامَةِ فَلا تُظلَمُ نَفسٌ شَيئاً وَ إِن كانَ مِثقالَ حَبّةٍ مِن خَردَلٍ أَتَينا بِها وَ كَفي بِنا حاسِبِينَاعلَمُوا عِبَادَ اللّهِ أَنّ أَهلَ الشّركِ لَا تُنصَبُ لَهُمُ المَوَازِينُ وَ لَا تُنشَرُ لَهُمُ الدّوَاوِينُ وَ إِنّمَا يُحشَرُونَ إِلَي جَهَنّمَ زُمَراً وَ إِنّمَا نَصبُ المَوَازِينِ وَ نَشرُ الدّوَاوِينِ لِأَهلِ الإِسلَامِ الخَبَرَ
9-يد،[التوحيد]بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي مَعمَرٍ السعّداَنيِّ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فِي حَدِيثِ مَن سَأَلَ عَنِ الآيَاتِ التّيِ زَعَمَ أَنّهَا مُتَنَاقِضَةٌ قَالَ ع وَ أَمّا قَولُهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيوَ نَضَعُ المَوازِينَ القِسطَ لِيَومِ القِيامَةِ فَلا تُظلَمُ نَفسٌ شَيئاًفَهُوَ مِيزَانُ العَدلِ يُؤخَذُ بِهِ الخَلَائِقُ يَومَ القِيَامَةِ يَدِينُ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي الخَلقَ بَعضَهُم مِن بَعضٍ بِالمَوَازِينِ وَ فِي غَيرِ هَذَا الحَدِيثِ المَوَازِينُ هُمُ الأَنبِيَاءُ وَ الأَوصِيَاءُ ع وَ قَولُهُ عَزّ وَ جَلّفَلا نُقِيمُ لَهُم يَومَ القِيامَةِ وَزناً فَإِنّ ذَلِكَ خَاصّةٌ وَ أَمّا قَولُهُفَأُولئِكَ يَدخُلُونَ الجَنّةَ يُرزَقُونَ فِيها بِغَيرِ حِسابٍ فَإِنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَقَد حَقّت كرَاَمتَيِ أَو قَالَ موَدَتّيِ لِمَن يرُاَقبِنُيِ وَ يَتَحَابّ بحِلَاَليِ إِنّ وُجُوهَهُم يَومَ القِيَامَةِ مِن نُورٍ عَلَي مَنَابِرَ مِن نُورٍ عَلَيهِم ثِيَابٌ خُضرٌ قِيلَ مَن هُم يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ قَومٌ لَيسُوا بِأَنبِيَاءَ وَ لَا شُهَدَاءَ وَ لَكِنّهُم تَحَابّوا بِحَلَالِ اللّهِ وَ يَدخُلُونَ الجَنّةَ بِغَيرِ حِسَابٍ نَسأَلُ اللّهَ أَن يَجعَلَنَا بِرَحمَتِهِ وَ أَمّا قَولُهُفَمَن ثَقُلَت مَوازِينُهُ وَخَفّت مَوازِينُهُفَإِنّمَا يعَنيِ الحِسَابَ تُوزَنُ الحَسَنَاتُ وَ السّيّئَاتُ فَالحَسَنَاتُ ثِقلُ المِيزَانِ وَ السّيّئَاتُ خِفّةُ المِيزَانِ
صفحه : 251
10-عد،[العقائد]اعتقادنا في الحساب والميزان أنهما حق منه مايتولاه الله عز و جل و منه مايتولاه حججه فحساب الأنبياء والأئمة صلوات الله عليهم يتولاه الله عز و جل ويتولي كل نبي حساب أوصيائه ويتولي الأوصياء حساب الأمم و الله تبارك و تعالي هوالشهيد علي الأنبياء والرسل وهم الشهداء علي الأوصياء والأئمة شهداء علي الناس و ذلك قول الله عز و جل لِيَكُونَ الرّسُولُ شَهِيداً عَلَيكُم وَ تَكُونُوا شُهَداءَ عَلَي النّاسِ و قوله عز و جل فَكَيفَ إِذا جِئنا مِن كُلّ أُمّةٍ بِشَهِيدٍ وَ جِئنا بِكَ عَلي هؤُلاءِ شَهِيداً و قال عز و جل أَ فَمَن كانَ عَلي بَيّنَةٍ مِن رَبّهِ وَ يَتلُوهُ شاهِدٌ مِنهُ والشاهد أمير المؤمنين ع و قوله تعالي إِنّ إِلَينا إِيابَهُم ثُمّ إِنّ عَلَينا حِسابَهُم وَ سُئِلَ الصّادِقُ ع عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ نَضَعُ المَوازِينَ القِسطَ لِيَومِ القِيامَةِ فَلا تُظلَمُ نَفسٌ شَيئاً قَالَ المَوَازِينُ الأَنبِيَاءُ وَ الأَوصِيَاءُ
و من الخلق من يدخل الجنة بغير حساب فأما السؤال فهو واقع علي جميع الخلق لقول الله تعالي فَلَنَسئَلَنّ الّذِينَ أُرسِلَ إِلَيهِم وَ لَنَسئَلَنّ المُرسَلِينَيعني عن الدين و أما غيرالدين فلايسأل إلا من يحاسب قال الله عز و جل فَيَومَئِذٍ لا يُسئَلُ عَن ذَنبِهِ إِنسٌ وَ لا جَانّيعني من شيعة النبي والأئمة ع دون غيرهم كماورد في التفسير و كل محاسب معذب و لوبطول الوقوف و لاينجو من النار و لايدخل الجنة أحد إلابرحمة الله تعالي و الله يخاطب عباده من الأولين والآخرين بحساب عملهم مخاطبة واحدة يسمع منها كل واحد قضيته دون غيرها ويظن أنه مخاطب دون غيره لايشغله عز و جل مخاطبة عن مخاطبة ويفرغ من حساب الأولين والآخرين في مقدار ساعة من ساعات الدنيا ويخرج الله عز و جل لكل إنسان كِتاباً يَلقاهُ مَنشُوراًينطق عليه بجميع أعماله لا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَ لا كَبِيرَةً إِلّا أَحصاهافيجعله الله حاسب نفسه والحاكم عليها بأن يقال له اقرَأ كِتابَكَ كَفي بِنَفسِكَ اليَومَ عَلَيكَ حَسِيباً ويختم الله تبارك و تعالي علي قوم أفواههم وتشهد أيديهم وأرجلهم وجميع جوارحهم بما
صفحه : 252
كانوا يكتمون وَ قالُوا لِجُلُودِهِم لِمَ شَهِدتُم عَلَينا قالُوا أَنطَقَنَا اللّهُ ألّذِي أَنطَقَ كُلّ شَيءٍ وَ هُوَ خَلَقَكُم أَوّلَ مَرّةٍ وَ إِلَيهِ تُرجَعُونَ وَ ما كُنتُم تَستَتِرُونَ أَن يَشهَدَ عَلَيكُم سَمعُكُم وَ لا أَبصارُكُم وَ لا جُلُودُكُم وَ لكِن ظَنَنتُم أَنّ اللّهَ لا يَعلَمُ كَثِيراً مِمّا تَعمَلُونَأقول قال الشيخ المفيد رحمه الله الحساب هوالمقابلة بين الأعمال والجزاء عليها والمواقفة للعبد علي مافرط منه والتوبيخ علي سيئاته والحمد علي حسناته ومعاملته في ذلك باستحقاقه و ليس هو كماذهبت العامة إليه من مقابلة الحسنات بالسيئات والموازنة بينهما علي حسب استحقاق الثواب والعقاب عليهما إذ كان التحابط بين الأعمال غيرصحيح ومذهب المعتزلة فيه باطل غيرثابت و مايعتمد الحشوية في معناه غيرمعقول والموازين هي التعديل بين الأعمال والجزاء عليها ووضع كل جزاء في موضعه وإيصال كل ذي حق إلي حقه فليس الأمر في معني ذلك علي ماذهب إليه أهل الحشو من أن في القيامة موازين كموازين الدنيا لكل ميزان كفتان توضع الأعمال فيهاإذ الأعمال أعراض والأعراض لايصح وزنها وإنما توصف بالثقل والخفة علي وجه المجاز والمراد بذلك أن ماثقل منها هو ماكثر واستحق عليه عظيم الثواب و ماخف منها ماقل قدره و لم يستحق عليه جزيل الثواب والخبر الوارد أن أمير المؤمنين والأئمة من ذريته ع هم الموازين فالمراد أنهم المعدّلون بين الأعمال فيما يستحق عليها والحاكمون فيهابالواجب والعدل ويقال فلان عندي في ميزان فلان ويراد به نظيره ويقال كلام فلان عندي أوزن من كلام فلان والمراد به أن كلامه أعظم وأفضل قدرا و ألذي ذكره الله تعالي في الحساب والخوف منه إنما هوالمواقفة علي الأعمال لأن من وقف علي أعماله لم يتخلص من تبعاتها و من عفا الله تعالي عنه في ذلك فاز بالنجاة و من ثَقُلَت مَوازِينُهُبكثرة استحقاقه الثواب فَأُولئِكَ هُمُ المُفلِحُونَ وَ مَن خَفّت مَوازِينُهُبقلة أعمال الطاعات فَأُولئِكَ الّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُم فِي جَهَنّمَ خالِدُونَ والقرآن إنما أنزل بلغة العرب وحقيقة كلامها ومجازه و لم ينزل علي ألفاظ العامة و ماسبق إلي قلوبها من الأباطيل انتهي كلامه قدس سره .أقول قدسبق الكلام منا في الإحباط و أماإنكار الميزان بهذه الوجوه فليس
صفحه : 253
بمرضي لماعرفت من وجوه التوجيه فيه نعم قدسبق بعض الأخبار الدالة علي أن ليس المراد الميزان الحقيقي فبتلك العلة يمكن القول بذلك و إن أمكن تأويل بعض الأخبار بأن الأنبياء والأوصياء ع هم الحاضرون عندالميزان الحاكمون عليها لكن بعض الأخبار لايمكن تأويلها إلابتكلف تام فنحن نؤمن بالميزان ونرد علمه إلي حملة القرآن و لانتكلف علم ما لم يوضح لنا بصريح البيان و الله الموفق و عليه التكلان
الآيات البقرةأُولئِكَ لَهُم نَصِيبٌ مِمّا كَسَبُوا وَ اللّهُ سَرِيعُ الحِسابِ و قال سبحانه وَ اتّقُوا يَوماً تُرجَعُونَ فِيهِ إِلَي اللّهِ ثُمّ تُوَفّي كُلّ نَفسٍ ما كَسَبَت وَ هُم لا يُظلَمُونَ و قال تعالي وَ إِن تُبدُوا ما فِي أَنفُسِكُم أَو تُخفُوهُ يُحاسِبكُم بِهِ اللّهُ فَيَغفِرُ لِمَن يَشاءُ وَ يُعَذّبُ مَن يَشاءُ وَ اللّهُ عَلي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌآل عمران وَ مَن يَكفُر بِآياتِ اللّهِ فَإِنّ اللّهَ سَرِيعُ الحِسابِالأنعام وَ ما مِن دَابّةٍ فِي الأَرضِ وَ لا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيهِ إِلّا أُمَمٌ أَمثالُكُم ما فَرّطنا فِي الكِتابِ مِن شَيءٍ ثُمّ إِلي رَبّهِم يُحشَرُونَ و قال عز و جل وَ هُوَ أَسرَعُ الحاسِبِينَالرعدأُولئِكَ لَهُم سُوءُ الحِسابِ و قال تعالي وَ يَخافُونَ سُوءَ الحِسابِالأنبياءاقتَرَبَ لِلنّاسِ حِسابُهُم وَ هُم فِي غَفلَةٍ مُعرِضُونَالنوروَ الّذِينَ كَفَرُوا أَعمالُهُم كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ يَحسَبُهُ الظّمآنُ ماءً حَتّي إِذا جاءَهُ لَم يَجِدهُ شَيئاً وَ وَجَدَ اللّهَ عِندَهُ فَوَفّاهُ حِسابَهُ وَ اللّهُ سَرِيعُ الحِسابِالتنزيل إِنّ رَبّكَ هُوَ يَفصِلُ بَينَهُم يَومَ القِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَختَلِفُونَالطلاق وَ كَأَيّن مِن قَريَةٍ عَتَت عَن أَمرِ رَبّها وَ رُسُلِهِ فَحاسَبناها حِساباً
صفحه : 254
شَدِيداً وَ عَذّبناها عَذاباً نُكراً فَذاقَت وَبالَ أَمرِها وَ كانَ عاقِبَةُ أَمرِها خُسراً أَعَدّ اللّهُ لَهُم عَذاباً شَدِيداًكورت وَ إِذَا الوُحُوشُ حُشِرَتالانشقاق فَأَمّا مَن أوُتيَِ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراًالغاشيةإِنّ إِلَينا إِيابَهُم ثُمّ إِنّ عَلَينا حِسابَهُمالتكاثرثُمّ لَتُسئَلُنّ يَومَئِذٍ عَنِ النّعِيمِ.تفسير قال الطبرسي رحمه الله أُولئِكَ لَهُم نَصِيبٌ مِمّا كَسَبُوا أي حظ من كسبهم باستحقاقهم الثواب عليه وَ اللّهُ سَرِيعُ الحِسابِذكر فيه وجوه أحدها أن معناه سريع المجازاة للعباد علي أعمالهم و أن وقت الجزاء قريب يجري مجري قوله سبحانه وَ ما أَمرُ السّاعَةِ إِلّا كَلَمحِ البَصَرِ أَو هُوَ أَقرَبُ وعبر عن الجزاء بالحساب لأن الجزاء كفاء العمل وبمقداره فهو حساب له يقال أحسبني الشيء كفاني. وثانيها أن يكون المراد به أنه يحاسب أهل الموقف في أوقات يسيرة لايشغله حساب أحد عن حساب غيره كما لايشغله شأن عن شأن وورد في الخبر أن الله سبحانه يحاسب الخلائق كلهم في مقدار لمح البصر وروي بقدر حلب شاه وروي عن أمير المؤمنين ع أنه قال معناه أنه يحاسب الخلق دفعة كمايرزقهم دفعة. وثالثها أن معناه أنه سبحانه سريع القبول لدعاء هؤلاء والإجابة لهم من غيراحتباس فيه وبحث عن المقدار ألذي يستحقه كل داع ويقرب منه ماروي عن ابن عباس أنه قال يريد أنه لاحساب علي هؤلاء إنما يعطون كتبهم بأيمانهم فيقال لهم هذه سيئاتكم قدتجاوزت بهاعنكم و هذه حسناتكم قدضاعفتها لكم . و في قوله تعالي وَ إِن تُبدُوا أي تظهرواما فِي أَنفُسِكُم وتعلنوه من الطاعة والمعصيةأَو تُخفُوهُ أي تكتموه يُحاسِبكُم بِهِ اللّهُ أي يعلم الله ذلك ويجازيكم عليه وقيل معناه إن تظهروا الشهادة أوتكتموها فإن الله يعلم ذلك ويجازيكم به عن ابن عباس وجماعة وقيل إنها عامة في الأحكام التي تقدم ذكرها في السورة خوفهم
صفحه : 255
الله تعالي من العمل بخلافها و قال قوم إن هذه الآية منسوخة بقوله لا يُكَلّفُ اللّهُ نَفساً إِلّا وُسعَها ورووا في ذلك خبرا ضعيفا و هذا لايصح لأن تكليف ما ليس في الوسع غيرجائز فكيف ينسخ وإنما المراد بالآية مايتناوله الأمر والنهي من الاعتقادات والإرادات و غير ذلك مما هومستور عنا و أما ما لايدخل في التكليف من الوساوس والهواجس مما لايمكن التحفظ عنه من الخواطر فهو خارج عنه لدلالة العقل ولقوله ص وتجوز لهذه الأمة عن نسيانها و ماحدثت به أنفسها فعلي هذايجوز أن تكون الآية الثانية بينت الأولي وأزالت توهم من صرف ذلك إلي غيروجهه وظن أن مايخطر بالبال وتتحدث به النفس مما لايتعلق به التكليف فإن الله يؤاخذه به والأمر بخلاف ذلك و قوله فَيَغفِرُ لِمَن يَشاءُمنهم رحمة وتفضلاوَ يُعَذّبُ مَن يَشاءُمنهم ممن استحق العقاب عدلاوَ اللّهُ عَلي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ من المغفرة والعذاب عن ابن عباس ولفظ الآية عام في جميع الأشياء والقول فيما يخطر بالبال من المعاصي أن الله سبحانه لايؤاخذ به وإنما يؤاخذ بما يعزم الإنسان ويعقد قلبه عليه مع إمكان التحفظ عنه فيصير من أفعال القلب فيجازيه كمايجازيه علي أفعال الجوارح وإنما يجازيه جزاء العزم لاجزاء عين تلك المعصية لأنه لم يباشرها و هذابخلاف العزم علي الطاعة فإنه يجازي علي عزمه ذلك جزاء تلك الطاعة كماجاء في الأخبار أن المنتظر للصلاة في الصلاة مادام ينتظرها و هذا من لطائف نعم الله علي عباده . و في قوله عز و جل وَ ما مِن دَابّةٍ فِي الأَرضِ أي ما من حيوان يمشي علي وجه الأرض وَ لا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيهِجمع بهذين اللفظين جميع الحيوانات وإنما قال يَطِيرُ بِجَناحَيهِللتأكيد ورفع اللبس لأن القائل قد يقول طر في حاجتي أي أسرع فيهاإِلّا أُمَمٌ أي أصناف مصنفة تعرف بأسمائها يشتمل كل صنف علي العدد الكثيرأَمثالُكُمقيل إنه يريد أشباهكم في إبداع الله إياها وخلقه لها ودلالتها علي أن لها صانعا وقيل إنما مثلت الأمم من غير الناس بالناس في الحاجة إلي مدبر يدبرهم في أغذيتهم
صفحه : 256
وأكلهم ولباسهم ونومهم ويقظتهم وهدايتهم إلي مراشدهم إلي ما لايحصي كثرة من أحوالهم ومصالحهم وأنهم يموتون ويحشرون و بين بهذا أنه لايجوز للعباد أن يتعدوا في ظلم شيءمنها فإن الله خالقها والمنتصف لهاما فَرّطنا فِي الكِتابِ مِن شَيءٍ أي ماتركنا وقيل ماقصرنا والكتاب القرآن لأن فيه جميع مايحتاج إليه من أمور الدين والدنيا إما مجملا وإما مفصلا والمجمل قدبينه علي لسان نبيه ص وأمر باتباعه في قوله ما آتاكُمُ الرّسُولُ فَخُذُوهُالآية وقيل المراد به اللوح وقيل المراد به الأجل أي ماتركنا شيئا إلا و قدأوجبنا له أجلا ثم يحشرون جميعاثُمّ إِلي رَبّهِم يُحشَرُونَ أي يحشرون إلي الله بعدموتهم يوم القيامة كمايحشر العباد فيعوض الله تعالي مايستحق العوض منها وينتصف لبعضها من بعض وفيما رووه عن أبي هريرة أنه قال يحشر الله الخلق يوم القيامة البهائم والدواب والطير و كل شيءفيبلغ من عدل الله يومئذ أن يأخذ للجماء من القرناء ثم يقول كوني ترابا فلذلك يَقُولُ الكافِرُ يا ليَتنَيِ كُنتُ تُراباً. وَ عَن أَبِي ذَرّ قَالَ بَينَا أَنَا عِندَ رَسُولِ اللّهِص إِذِ انتَطَحَت عَنزَانِ فَقَالَ النّبِيّص أَ تَدرُونَ فِيمَا انتَطَحَا فَقَالُوا لَا ندَريِ قَالَ لَكِنِ اللّهُ يدَريِ وَ سيَقَضيِ بَينَهُمَا
و علي هذافإنما جعلت أمثالنا في الحشر والقصاص ويؤيده قوله تعالي وَ إِذَا الوُحُوشُ حُشِرَت واستدلت جماعة من أهل التناسخ بهذه الآية علي أن البهائم والطيور مكلّفة لقوله أُمَمٌ أَمثالُكُم و هذاباطل لأنا قدبينا أنها من أي جهة تكون أمثالنا و لووجب حمل ذلك علي العموم لوجب أن تكون أمثالنا في كونها علي مثل صورنا وهيئاتنا وخلقنا وأخلاقنا فكيف يصح تكليف البهائم وهي غيرعاقلة والتكليف لايصح إلا مع كمال العقل .أقول قدأورد الرازي في ذلك فصلا مشبعا لايهم إيراده و قدمر تفسير سوء الحساب في باب أحوال المجرمين وسيأتي في الأخبار و قال الطبرسي رحمه الله في قوله عز و جل اقتَرَبَ لِلنّاسِ حِسابُهُماقترب افتعل من القرب والمعني اقترب للناس وقت حسابهم يعني القيامة أي وقت محاسبة الله إياهم ومساءلتهم عن نعمه هل قابلوها
صفحه : 257
بالشكر و عن أوامره هل امتثلوها و عن نواهيه هل اجتنبوها وإنما وصف بالقرب لأن كل ما هوآت قريب وَ هُم فِي غَفلَةٍ من دنوها وكونهامُعرِضُونَ عن التفكر فيها والتأهب لها وقيل عن الإيمان بها. و قال البيضاوي في قوله تعالي أَعمالُهُم كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ أي أعمالهم التي يحسبونها صالحة نافعة عند الله يجدونها لاغية مخيبة في العاقبة كسراب و هو مايري في الفلاة من لمعان الشمس عليها وقت الظهيرة فيظن أنه ماء يسرب أي يجري والقيعة بمعني القاع و هو الأرض المستوية وقيل جمعه كجار وجيرةيَحسَبُهُ الظّمآنُ ماءً أي العطشان وتخصيصه لتشبيه الكافر به في شدة الخيبة عندمسيس الحاجةحَتّي إِذا جاءَهُجاء ماتوهمه ماء أوجاء موضعه لَم يَجِدهُ شَيئاًمما ظنه وَ وَجَدَ اللّهَ عِندَهُعقابه أوزبانيته أووجده محاسبا إياه فَوَفّاهُ حِسابَهُاستعواضا أومجازاةوَ اللّهُ سَرِيعُ الحِسابِ لايشغله حساب عن حساب . و في قوله تعالي وَ كَأَيّن مِن قَريَةٍ أهل قريةعَتَت عَن أَمرِ رَبّها وَ رُسُلِهِأعرضت عنه إعراض العاتي المعاندفَحاسَبناها حِساباً شَدِيداًباستقصاء والمناقشةوَ عَذّبناها عَذاباً نُكراًمنكرا والمراد حساب الآخرة وعذابها والتعبير بلفظ الماضي للتحقيق فَذاقَت وَبالَ أَمرِهاعقوبة كفرها ومعاصيهاوَ كانَ عاقِبَةُ أَمرِها خُسراً لاربح فيه أصلا و في قوله تعالي إِنّ إِلَينا إِيابَهُم أي رجوعهم . و قال الطبرسي في قوله تعالي ثُمّ لَتُسئَلُنّ يَومَئِذٍ عَنِ النّعِيمِ قال مقاتل يعني كفار مكة كانوا في الدنيا في الخير والنعمة فيسألون يوم القيامة عن شكر ماكانوا فيه إذ لم يشكروا رب النعيم حيث عبدوا غيره وأشركوا به ثم يعذبون علي ترك الشكر و هذاقول الحسن قال لايسأل عن النعيم إلا أهل النار و قال الأكثرون إن المعني ثم لتسألن يامعاشر المكلفين عن النعيم قال قتادة إن الله سائل كل ذي نعمة عما أنعم عليه وقيل عن النعيم في المأكل والمشرب وغيرهما من الملاذ عن سعيد بن جبير وقيل النعيم الصحة والفراغ عن عكرمة وقيل هوالأمن والصحة عن ابن مسعود ومجاهد وروي ذلك عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع وقيل يسأل عن كل نعيم
صفحه : 258
إلا ماخصه الحديث
وَ هُوَ قَولُهُ ع ثَلَاثَةٌ لَا يُسأَلُ عَنهَا العَبدُ خِرقَةٌ يوُاَريِ بِهَا عَورَتَهُ أَو كِسرَةٌ يَسُدّ بِهَا جَوعَتَهُ أَو بَيتٌ يَكُنّهُ مِنَ الحَرّ وَ البَردِ
وَ روُيَِ أَنّ بَعضَ الصّحَابَةِ أَضَافَ النّبِيّص مَعَ جَمَاعَةٍ مِن أَصحَابِهِ فَوَجَدُوا عِندَهُ تَمراً وَ مَاءً بَارِداً فَأَكَلُوا فَلَمّا خَرَجُوا قَالَ هَذَا مِنَ النّعِيمِ ألّذِي تُسأَلُونَ عَنهُ
وَ رَوَي العيَاّشيِّ بِإِسنَادِهِ فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ قَالَ سَأَلَ أَبُو حَنِيفَةَ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن هَذِهِ الآيَةِ فَقَالَ لَهُ مَا النّعِيمُ عِندَكَ يَا نُعمَانُ قَالَ القُوتُ مِنَ الطّعَامِ وَ المَاءُ البَارِدُ فَقَالَ لَئِن أَوقَفَكَ اللّهُ بَينَ يَدَيهِ يَومَ القِيَامَةِ حَتّي يَسأَلَكَ عَن كُلّ أَكلَةٍ أَكَلتَهَا أَو شَربَةٍ شَرِبتَهَا لَيَطُولَنّ وُقُوفُكَ بَينَ يَدَيهِ قَالَ فَمَا النّعِيمُ جُعِلتُ فِدَاكَ قَالَ نَحنُ أَهلَ البَيتِ النّعِيمُ ألّذِي أَنعَمَ اللّهُ بِنَا عَلَي العِبَادِ وَ بِنَا ائتَلَفُوا بَعدَ مَا كَانُوا مُختَلِفِينَ وَ بِنَا أَلّفَ اللّهُ بَينَ قُلُوبِهِم فَجَعَلَهُم إِخوَاناً بَعدَ أَن كَانُوا أَعدَاءً وَ بِنَا هَدَاهُمُ اللّهُ لِلإِسلَامِ وَ هُوَ النّعمَةُ التّيِ لَا تَنقَطِعُ وَ اللّهُ سَائِلُهُم عَن حَقّ النّعِيمِ ألّذِي أَنعَمَ بِهِ عَلَيهِم وَ هُوَ النّبِيّص وَ عِترَتُهُ ع
1-ل ،[الخصال ] لي ،[الأمالي للصدوق ] مُحَمّدُ بنُ أَحمَدَ الأسَدَيِّ البرَدعَيِّ عَن رُقَيّةَ بِنتِ إِسحَاقَ بنِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن أَبِيهَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبدٍ يَومَ القِيَامَةِ حَتّي يُسأَلَ عَن أَربَعٍ عَن عُمُرِهِ فِيمَا أَفنَاهُ وَ شَبَابِهِ فِيمَا أَبلَاه وَ عَن مَالِهِ مِن أَينَ كَسَبَهُ وَ فِيمَا أَنفَقَهُ وَ عَن حُبّنَا أَهلَ البَيتِ
بيان العمر لايستلزم القوة والشباب و كل منهما نعمة يسأل عن كل منهما و مع الاستلزام أيضا تكفي المغايرة للسؤال عن كل منهما
2- لي ،[الأمالي للصدوق ] فِي خَبَرِ سَعِيدِ بنِ المُسَيّبِ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ قَالَ ثُمّ رَجَعَ القَولُ مِنَ اللّهِ فِي الكِتَابِ عَلَي أَهلِ المعَاَصيِ وَ الذّنُوبِ فَقَالَ عَزّ وَ جَلّوَ لَئِن مَسّتهُم نَفحَةٌ مِن عَذابِ رَبّكَ لَيَقُولُنّ يا وَيلَنا إِنّا كُنّا ظالِمِينَ فَإِن قُلتُم أَيّهَا النّاسُ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ إِنّمَا عَنَي بِهَذَا أَهلَ الشّركِ فَكَيفَ ذَلِكَ وَ هُوَ يَقُولُوَ نَضَعُ المَوازِينَ القِسطَ لِيَومِ القِيامَةِ فَلا تُظلَمُ نَفسٌ شَيئاً وَ إِن كانَ مِثقالَ حَبّةٍ مِن خَردَلٍ أَتَينا بِها وَ كَفي
صفحه : 259
بِنا حاسِبِينَاعلَمُوا عِبَادَ اللّهِ أَنّ أَهلَ الشّركِ لَا تُنصَبُ لَهُمُ المَوَازِينُ وَ لَا تُنشَرُ لَهُمُ الدّوَاوِينُ وَ إِنّمَا تُنشَرُ الدّوَاوِينُ لِأَهلِ الإِسلَامِ الخَبَرَ
3-فس ،[تفسير القمي] أَبِي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ الثمّاَليِّ عَن أَبِي جَعفَرٍ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبدٍ يَومَ القِيَامَةِ مِن بَينِ يدَيَِ اللّهِ حَتّي يَسأَلَهُ عَن أَربَعِ خِصَالٍ عُمُرِكَ فِيمَا أَفنَيتَهُ وَ جَسَدِكَ فِيمَا أَبلَيتَهُ وَ مَالِكَ مِن أَينَ كَسَبتَهُ وَ أَينَ وَضَعتَهُ وَ عَن حُبّنَا أَهلَ البَيتِ
ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]المُفِيدُ عَنِ ابنِ قُولَوَيهِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ الثمّاَليِّ مِثلَهُ وَ زَادَ فِيهِ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ القَومِ وَ مَا عَلَامَةُ حُبّكُم يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ مَحَبّةُ هَذَا وَ وَضَعَ يَدَهُ عَلَي رَأسِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع
4- لي ،[الأمالي للصدوق ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن دَاوُدَ بنِ النّعمَانِ عَن إِسحَاقَ عَنِ الصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ وُقِفَ عَبدَانِ مُؤمِنَانِ لِلحِسَابِ كِلَاهُمَا مِن أَهلِ الجَنّةِ فَقِيرٌ فِي الدّنيَا وَ غنَيِّ فِي الدّنيَا فَيَقُولُ الفَقِيرُ يَا رَبّ عَلَي مَا أُوقَفُ فَوَ عِزّتِكَ إِنّكَ لَتَعلَمُ أَنّكَ لَم توُلَنّيِ وِلَايَةً فَأَعدِلَ فِيهَا أَو أَجُورَ وَ لَم ترَزقُنيِ مَالًا فأَؤُدَيَّ مِنهُ حَقّاً أَو أَمنَعَ وَ لَا كَانَ رزِقيِ يأَتيِنيِ مِنهَا إِلّا كَفَافاً عَلَي مَا عَلِمتَ وَ قَدّرتَ لِي فَيَقُولُ اللّهُ جَلّ جَلَالُهُ صَدَقَ عبَديِ خَلّوا عَنهُ يَدخُلِ الجَنّةَ وَ يُبقَي الآخَرُ حَتّي يَسِيلَ مِنهُ مِنَ العَرَقِ مَا لَو شَرِبَهُ أَربَعُونَ بَعِيراً لَكَفَاهَا ثُمّ يَدخُلُ الجَنّةَ فَيَقُولُ لَهُ الفَقِيرُ مَا حَبَسَكَ فَيَقُولُ طُولُ الحِسَابِ مَا زَالَ الشيّءُ يجَيِئنُيِ بَعدَ الشيّءِ يُغفَرُ لِي ثُمّ أُسأَلُ عَن شَيءٍ آخَرَ حَتّي تغَمَدّنَيَِ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مِنهُ بِرَحمَةٍ وَ ألَحقَنَيِ بِالتّائِبِينَ فَمَن أَنتَ فَيَقُولُ أَنَا الفَقِيرُ ألّذِي كُنتُ مَعَكَ آنِفاً فَيَقُولُ لَقَد غَيّرَكَ النّعِيمُ بعَديِ
5-ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] مُحَمّدُ بنُ عِيسَي عَن عُمَرَ بنِ اِبرَاهِيمَ بَيّاعِ الساّبرِيِّ عَن حُجرِ بنِ زَائِدَةَ عَن رَجُلٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قُلتُ لَهُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ إِنّ لِي حَاجَةً
صفحه : 260
فَقَالَ تلَقاَنيِ بِمَكّةَ فَقُلتُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ إِنّ لِي حَاجَةً فَقَالَ تلَقاَنيِ بِمِنًي فَقُلتُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ إِنّ لِي حَاجَةً فَقَالَ هَاتِ حَاجَتَكَ فَقُلتُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ إنِيّ أَذنَبتُ ذَنباً بيَنيِ وَ بَينَ اللّهِ لَم يَطّلِع عَلَيهِ أَحَدٌ فَعَظُمَ عَلَيّ وَ أُجِلّكَ أَن أَستَقبِلَكَ بِهِ فَقَالَ إِنّهُ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ وَ حَاسَبَ اللّهُ عَبدَهُ المُؤمِنَ أَوقَفَهُ عَلَي ذُنُوبِهِ ذَنباً ذَنباً ثُمّ غَفَرَهَا لَهُ لَا يَطّلِعُ عَلَي ذَلِكَ مَلَكاً مُقَرّباً وَ لَا نَبِيّاً مُرسَلًا قَالَ عُمَرُ بنُ اِبرَاهِيمَ وَ أخَبرَنَيِ عَن غَيرِ وَاحِدٍ أَنّهُ قَالَ وَ يَستُرُ عَلَيهِ مِن ذُنُوبِهِ مَا يَكرَهُ أَن يُوقِفَهُ عَلَيهَا قَالَ وَ يَقُولُ لِسَيّئَاتِهِ كوُنيِ حَسَنَاتٍ قَالَ وَ ذَلِكَ قَولُ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيفَأُولئِكَ يُبَدّلُ اللّهُ سَيّئاتِهِم حَسَناتٍ وَ كانَ اللّهُ غَفُوراً رَحِيماً
6-فس ،[تفسير القمي] فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِلِلّذِينَ أَحسَنُوا الحُسني وَ زِيادَةٌفَأَمّا الحُسنَي فَالجَنّةُ وَ أَمّا الزّيَادَةُ فَالدّنيَا مَا أَعطَاهُمُ اللّهُ فِي الدّنيَا لَم يُحَاسِبهُم بِهِ فِي الآخِرَةِ وَ يَجمَعُ لَهُم ثَوَابَ الدّنيَا وَ الآخِرَةِ وَ يُثِيبُهُم بِأَحسَنِ أَعمَالِهِم فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ يَقُولُ اللّهُوَ لا يَرهَقُ وُجُوهَهُم قَتَرٌ وَ لا ذِلّةٌ أُولئِكَ أَصحابُ الجَنّةِ هُم فِيها خالِدُونَ
7-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِالأَسَانِيدِ الثّلَاثَةِ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يُحَاسِبُ كُلّ خَلقٍ إِلّا مَن أَشرَكَ بِاللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَإِنّهُ لَا يُحَاسَبُ وَ يُؤمَرُ بِهِ إِلَي النّارِ
صح ،[صحيفة الرضا عليه السلام ] عنه ع مثله
8-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِإِسنَادِ التمّيِميِّ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ قَالَ النّبِيّص أَوّلُ مَا يُسأَلُ عَنهُ العَبدُ حُبّنَا أَهلَ البَيتِ
9- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] فِي كِتَابِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع إِلَي أَهلِ مِصرَ مَن عَمِلَ لِلّهِ أَعطَاهُ اللّهُ أَجرَهُ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ وَ كَفَاهُ المُهِمّ فِيهِمَا وَ قَد قَالَ تَعَالَييا عِبادِ الّذِينَ آمَنُوا اتّقُوا رَبّكُم لِلّذِينَ أَحسَنُوا فِي هذِهِ الدّنيا حَسَنَةٌ وَ أَرضُ اللّهِ واسِعَةٌ إِنّما يُوَفّي الصّابِرُونَ
صفحه : 261
أَجرَهُم بِغَيرِ حِسابٍفَمَا أَعطَاهُمُ اللّهُ فِي الدّنيَا لَم يُحَاسِبهُم بِهِ فِي الآخِرَةِ قَالَ اللّهُ تَعَالَيلِلّذِينَ أَحسَنُوا الحُسني وَ زِيادَةٌ وَ الحُسنَي هيَِ الجَنّةُ وَ الزّيَادَةُ هيَِ الدّنيَا الخَبَرَ
10-نَوَادِرُ الراّونَديِّ،بِإِسنَادِهِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص كُلّ نَعِيمٍ مَسئُولٌ عَنهُ يَومَ القِيَامَةِ إِلّا مَا كَانَ فِي سَبِيلِ اللّهِ تَعَالَي
11- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ حَفصٍ عَن هِشَامٍ النهّشلَيِّ عَن عُمَرَ بنِ هَاشِمٍ عَن مَعرُوفِ بنِ خَرّبُوذَ عَن عَامِرِ بنِ وَاثِلَةَ عَن أَبِي بُردَةَ الأسَلمَيِّ قَالَ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ لَا يَزُولُ قَدَمُ عَبدٍ يَومَ القِيَامَةِ حَتّي يُسأَلَ عَن أَربَعٍ عَن جَسَدِهِ فِيمَا أَبلَاهُ وَ عَن عُمُرِهِ فِيمَا أَفنَاهُ وَ عَن مَالِهِ مِمّا اكتَسَبَهُ وَ فِيمَا أَنفَقَهُ وَ عَن حُبّنَا أَهلَ البَيتِ
12- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]المُفِيدُ عَن أَبِي غَالِبٍ أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ الزرّاَريِّ عَن عَمّهِ عَلِيّ بنِ سُلَيمَانَ عَنِ الطيّاَلسِيِّ عَنِ العَلَاءِ عَن مُحَمّدٍ قَالَسَأَلتُ أَبَا جَعفَرٍ ع عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّفَأُولئِكَ يُبَدّلُ اللّهُ سَيّئاتِهِم حَسَناتٍ وَ كانَ اللّهُ غَفُوراً رَحِيماً فَقَالَ ع يُؤتَي بِالمُؤمِنِ المُذنِبِ يَومَ القِيَامَةِ حَتّي يُقَامَ بِمَوقِفِ الحِسَابِ فَيَكُونُ اللّهُ تَعَالَي هُوَ ألّذِي يَتَوَلّي حِسَابَهُ لَا يَطّلِعُ عَلَي حِسَابِهِ أَحَداً مِنَ النّاسِ فَيُعَرّفُهُ ذُنُوبَهُ حَتّي إِذَا أَقَرّ بِسَيّئَاتِهِ قَالَ
صفحه : 262
اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لِلكَتَبَةِ بَدّلُوهَا حَسَنَاتٍ وَ أَظهِرُوهَا لِلنّاسِ فَيَقُولُ النّاسُ حِينَئِذٍ مَا كَانَ لِهَذَا العَبدِ سَيّئَةٌ وَاحِدَةٌ ثُمّ يَأمُرُ اللّهُ بِهِ إِلَي الجَنّةِ فَهَذَا تَأوِيلُ الآيَةِ وَ هيَِ فِي المُذنِبِينَ مِن شِيعَتِنَا خَاصّةً
13- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]المُفِيدُ عَن أَحمَدَ بنِ الوَلِيدِ عَن أَبِيهِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ القاَشاَنيِّ عَنِ الأصَفهَاَنيِّ عَنِ المنِقرَيِّ عَنِ ابنِ عُيَينَةَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ مَا مِن عَبدٍ إِلّا وَ لِلّهِ عَلَيهِ حُجّةٌ إِمّا فِي ذَنبٍ اقتَرَفَهُ وَ إِمّا فِي نِعمَةٍ قَصّرَ عَن شُكرِهَا
14- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]بِهَذَا الإِسنَادِ عَنِ ابنِ عُيَينَةَ عَن حُمَيدِ بنِ زِيَادٍ عَن عَطَاءِ بنِ يَسَارٍ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ يُوقَفُ العَبدُ بَينَ يدَيَِ اللّهِ فَيَقُولُ قِيسُوا بَينَ نعِمَيِ عَلَيهِ وَ بَينَ عَمَلِهِ فَتَستَغرِقُ النّعَمُ العَمَلَ فَيَقُولُونَ قَدِ استَغرَقَ النّعَمُ العَمَلَ فَيَقُولُ هَبُوا لَهُ نعِمَيِ وَ قِيسُوا بَينَ الخَيرِ وَ الشّرّ مِنهُ فَإِنِ استَوَي العَمَلَانِ أَذهَبَ اللّهُ الشّرّ بِالخَيرِ وَ أَدخَلَهُ الجَنّةَ وَ إِن كَانَ لَهُ فَضلٌ أَعطَاهُ اللّهُ بِفَضلِهِ وَ إِن كَانَ عَلَيهِ فَضلٌ وَ هُوَ مِن أَهلِ التّقوَي لَم يُشرِك بِاللّهِ تَعَالَي وَ اتّقَي الشّركَ بِهِ فَهُوَ مِن أَهلِ المَغفِرَةِ يَغفِرُ اللّهُ لَهُ بِرَحمَتِهِ إِن شَاءَ وَ يَتَفَضّلُ عَلَيهِ بِعَفوِهِ
15-عدة،[عدة الداعي] فِي الخَبَرِ النبّوَيِّ أَنّهُ يُفتَحُ لِلعَبدِ يَومَ القِيَامَةِ عَلَي كُلّ يَومٍ مِن أَيّامِ عُمُرِهِ أَربَعٌ وَ عِشرُونَ خِزَانَةً عَدَدَ سَاعَاتِ اللّيلِ وَ النّهَارِ فَخِزَانَةٌ يَجِدُهَا مَملُوءَةً نُوراً وَ سُرُوراً فَيَنَالُهُ عِندَ مُشَاهَدَتِهَا مِنَ الفَرَحِ وَ السّرُورِ مَا لَو وُزّعَ عَلَي أَهلِ النّارِ لَأَدهَشَهُم عَنِ الإِحسَاسِ بِأَلَمِ النّارِ وَ هيَِ السّاعَةُ التّيِ أَطَاعَ فِيهَا رَبّهُ ثُمّ يُفتَحُ لَهُ خِزَانَةٌ أُخرَي فَيَرَاهَا مُظلِمَةً مُنتِنَةً مُفزِعَةً فَيَنَالُهُ عِندَ مُشَاهَدَتِهَا مِنَ الفَزَعِ وَ الجَزَعِ مَا لَو قُسِمَ عَلَي أَهلِ الجَنّةِ لَنُغّصَ عَلَيهِم نَعِيمُهَا وَ هيَِ السّاعَةُ التّيِ عَصَي فِيهَا رَبّهُ ثُمّ يُفتَحُ لَهُ خِزَانَةٌ أُخرَي فَيَرَاهَا فَارِغَةً لَيسَ فِيهَا مَا يَسُرّهُ وَ لَا مَا يَسُوؤُهُ وَ هيَِ السّاعَةُ التّيِ نَامَ فِيهَا أَوِ اشتَغَلَ فِيهَا بشِيَءٍ مِن مُبَاحَاتِ الدّنيَا فَيَنَالُهُ مِنَ الغَبنِ وَ الأَسَفِ عَلَي فَوَاتِهَا حَيثُ كَانَ مُتَمَكّناً مِن أَن يَملَأَهَا حَسَنَاتٍ مَا لَا يُوصَفُ وَ مِن هَذَا قَولُهُ تَعَالَيذلِكَ يَومُ التّغابُنِ
16- وَ روُيَِ أَنّ اللّهَ سُبحَانَهُ يَجمَعُ الخَلقَ يَومَ القِيَامَةِ وَ لِبَعضِهِم عَلَي بَعضٍ حُقُوقٌ
صفحه : 263
وَ لَهُ قِبَلَهُم تَبِعَاتٌ فَيَقُولُ عبِاَديِ مَا كَانَ لِي قِبَلَكُم فَقَد وَهَبتُهُ لَكُم فَهِبُوا بَعضُكُم تَبِعَاتِ بَعضٍ وَ ادخُلُوا الجَنّةَ جَمِيعاً برِحَمتَيِ
17- مع ،[معاني الأخبار] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ البرَقيِّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَن أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص كُلّ مُحَاسَبٍ مُعَذّبٌ فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ يَا رَسُولَ اللّهِ فَأَينَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّفَسَوفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً قَالَ ذَاكَ العَرضُ يعَنيِ التّصَفّحَ
بيان يعني أن الحساب اليسير هوتصفح أعماله وعرضها علي الله أو علي صاحبه من غير أن يناقش عليها ويؤخذ بكل حقير وجليل من غيرعفو فإن من فعل الله تعالي ذلك به هلك إذ لايقوم فعل أحد من الخلق بحق نعم الله عليه لاسيما إذاانضم إليها فعل الخطايا والآثام فالمراد بالحساب في أول الخبر المحاسبة علي هذاالوجه كما هودأب المحاسبين في الدنيا ولذا ورد في بعض الأخبار مكانه نوقش في الحساب فَقَد رَوَي الحُسَينُ بنُ مَسعُودٍ فِي شَرحِ السّنّةِ بِإِسنَادِهِ عَنِ البخُاَريِّ عَن سُفيَانَ بنِ أَبِي مَريَمَ عَن نَافِعٍ عَنِ ابنِ عُمَرَ عَنِ ابنِ أَبِي مَلِيكَةَ أَنّ عَائِشَةَ زَوجَ النّبِيّص كَانَت لَا تَسمَعُ شَيئاً لَا تَعرِفُهُ إِلّا رَاجَعَت فِيهِ حَتّي تَعرِفَهُ وَ أَنّ النّبِيّص قَالَ مَن حُوسِبَ عُذّبَ قَالَت عَائِشَةُ فَقُلتُ أَ وَ لَيسَ يَقُولُ اللّهُ تَعَالَيفَسَوفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراًقَالَت فَقَالَ إِنّمَا ذَلِكَ العَرضُ وَ لَكِن مَن نُوقِشَ الحِسَابَ يَهلِكُ
هذاحديث متفق علي صحته أخرجه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة و علي بن حجر عن إسماعيل بن عليه عن أيوب عن عبد الله بن أبي مليكة قوله ع من نوقش الحساب يهلك المناقشة الاستقصاء في الحساب حتي لايترك منه شيءيقال انتقشت منه حقي أجمع و منه نقش الشوك من الرجل و هواستخراجه منها انتهي كلامه .
وَ رَوَي مُسلِمٌ فِي صَحِيحِهِ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ مَن نُوقِشَ الحِسَابَ يَومَ القِيَامَةِ عُذّبَ
و قال بعض شراحه قال القاضي قوله عذب له معنيان أحدهما أن نفس المناقشة وعرض الذنوب والتوقيف عليها هوالتعذيب لما فيه من التوبيخ والثاني أنه يفضي إلي العذاب بالنار ويؤيده قوله في الرواية الأخري هلك مكان عذب هذا
صفحه : 264
كلام القاضي و هذاالثاني هوالصحيح ومعناه أن التقصير غالب في العباد فمن استقصي عليه و لم يسامح هلك ودخل النار ولكن الله تعالي يعفو ويغفر مادون الشرك لمن يشاء انتهي .أقول يحتمل الخبر ألذي رويناه وجها آخر و إن كان قريبا مما ذكر و هو أن هذاالنوع من المحاسبة إنما يكون لمن يستحق العذاب الدائم و لايستوجب الرحمة كالمخالفين والنواصب فأما من علم الله أنه يستحق الرحمة فلايحاسبه علي هذاالوجه بل علي وجه العفو والصفح ثم اعلم أن التصفح هوالبحث عن الأمر والنظر فيه و لم يأت بمعني الصفح والعفو كماتوهم هاهنا
18- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]المُفِيدُ عَنِ التّمّارِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ عَن سُوَيدٍ عَنِ الحَكَمِ بنِ سَيّارٍ عَن سَدُوسٍ صَاحِبِ الساّبرِيِّ عَن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا جَمَعَ اللّهُ الخَلَائِقَ يَومَ القِيَامَةِ فَدَخَلَ أَهلُ الجَنّةِ الجَنّةَ وَ أَهلُ النّارِ النّارَ نَادَي مُنَادٍ مِن تَحتِ العَرشِ تَتَارَكُوا المَظَالِمَ بَينَكُم فعَلَيَّ ثَوَابُكُم
19- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] أَبُو القَاسِمِ بنُ شِبلِ بنِ أَسَدٍ عَن ظَفرِ بنِ حُمدُونٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ إِسحَاقَ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ أَحمَدَ التمّيِميِّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ وَكَلَنَا اللّهُ بِحِسَابِ شِيعَتِنَا فَمَا كَانَ لِلّهِ سَأَلنَا اللّهَ أَن يَهَبَهُ لَنَا فَهُوَ لَهُم وَ مَا كَانَ لَنَا فَهُوَ لَهُم ثُمّ قَرَأَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّ إِلَينا إِيابَهُم ثُمّ إِنّ عَلَينا حِسابَهُم
20-يد،[التوحيد] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ هَاشِمٍ عَنِ ابنِ مَعبَدٍ عَن دُرُستَ عَنِ ابنِ أُذَينَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قُلتُ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ مَا تَقُولُ فِي القَضَاءِ وَ القَدَرِ قَالَ أَقُولُ إِنّ اللّهَ تَعَالَي إِذَا جَمَعَ العِبَادَ يَومَ القِيَامَةِ سَأَلَهُم عَمّا عَهِدَ إِلَيهِم وَ لَم يَسأَلهُم عَمّا قَضَي عَلَيهِم
21-سن ،[المحاسن ] أَبِي رَفَعَهُ قَالَ إِنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع صَعِدَ المِنبَرَ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ ثُمّ قَالَ أَيّهَا النّاسُ إِنّ الذّنُوبَ ثَلَاثَةٌ ثُمّ أَمسَكَ فَقَالَ لَهُ حَبّةُ العرُنَيِّ يَا أَمِيرَ
صفحه : 265
المُؤمِنِينَ فَسّرهَا لِي فَقَالَ مَا ذَكَرتُهَا إِلّا وَ أَنَا أُرِيدُ أَن أُفَسّرَهَا وَ لَكِنّهُ عَرَضَ لِي بُهرٌ حَالَ بيَنيِ وَ بَينَ الكَلَامِ نَعَم الذّنُوبُ ثَلَاثَةٌ فَذَنبٌ مَغفُورٌ وَ ذَنبٌ غَيرُ مَغفُورٍ وَ ذَنبٌ نَرجُو وَ نَخَافُ عَلَيهِ قِيلَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَبَيّنهَا لَنَا قَالَ نَعَم أَمّا الذّنبُ المَغفُورُ فَعَبدٌ عَاقَبَهُ اللّهُ تَعَالَي عَلَي ذَنبِهِ فِي الدّنيَا فَاللّهُ أَحكَمُ وَ أَكرَمُ أَن يُعَاقَبَ عَبدَهُ مَرّتَينِ وَ أَمّا ألّذِي لَا يُغفَرُ فَظُلمُ العِبَادِ بَعضُهُم لِبَعضٍ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي إِذَا بَرَزَ لِخَلقِهِ أَقسَمَ قَسَماً عَلَي نَفسِهِ فَقَالَ وَ عزِتّيِ وَ جلَاَليِ لَا يجَوُزنُيِ ظُلمُ ظَالِمٍ وَ لَو كَفّ بِكَفّ وَ لَو مَسحَةٌ بِكَفّ وَ نَطحَةٌ مَا بَينَ الشّاةِ القَرنَاءِ إِلَي الشّاةِ الجَمّاءِ فَيَقتَصّ اللّهُ لِلعِبَادِ بَعضُهُم مِن بَعضٍ حَتّي لَا يَبقَي لِأَحَدٍ عِندَ أَحَدٍ مَظلِمَةٌ ثُمّ يَبعَثُهُمُ اللّهُ إِلَي الحِسَابِ وَ أَمّا الذّنبُ الثّالِثُ فَذَنبٌ سَتَرَهُ اللّهُ عَلَي عَبدِهِ وَ رَزَقَهُ التّوبَةَ فَأَصبَحَ خَاشِعاً مِن ذَنبِهِ رَاجِياً لِرَبّهِ فَنَحنُ لَهُ كَمَا هُوَ لِنَفسِهِ نَرجُو لَهُ الرّحمَةَ وَ نَخَافُ عَلَيهِ العِقَابَ
بيان قال الجزري البهر بالضم هو مايعتري الإنسان عندالسعي الشديد والعدو من التهيج وتتابع النفس انتهي و قدمر شرح الخبر في باب التوبة
22-ير،[بصائر الدرجات ] اِبرَاهِيمُ بنُ هَاشِمٍ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن أَبِي جَمِيلَةَ عَن أَبِي شُعَيبٍ الحَدّادِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَنَا أَوّلُ قَادِمٍ عَلَي اللّهِ ثُمّ يَقدَمُ عَلَيّ كِتَابُ اللّهِ ثُمّ يَقدَمُ عَلَيّ أَهلُ بيَتيِ ثُمّ يَقدَمُ عَلَيّ أمُتّيِ فَيَقِفُونَ فَيَسأَلُهُم مَا فَعَلتُم فِي كتِاَبيِ وَ أَهلِ بَيتِ نَبِيّكُم
23-سن ،[المحاسن ] ابنُ مَحبُوبٍ عَنِ ابنِ رِئَابٍ عَنِ الحلَبَيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ ثَلَاثَةُ أَشيَاءَ لَا يُحَاسَبُ العَبدُ المُؤمِنُ عَلَيهِنّ طَعَامٌ يَأكُلُهُ وَ ثَوبٌ يَلبَسُهُ وَ زَوجَةٌ صَالِحَةٌ تُعَاوِنُهُ وَ يُحصِنُ بِهَا فَرجَهُ
24-سن ،[المحاسن ] أَبِي عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحَارِثِ بنِ حَرِيزٍ عَن سَدِيرٍ الصيّرفَيِّ عَن أَبِي خَالِدٍ الكاَبلُيِّ قَالَدَخَلتُ عَلَي أَبِي جَعفَرٍ ع فَدَعَا بِالغَدَاءِ فَأَكَلتُ مَعَهُ طَعَاماً
صفحه : 266
مَا أَكَلتُ طَعَاماً قَطّ أَنظَفَ مِنهُ وَ لَا أَطيَبَ مِنهُ فَلَمّا فَرَغنَا مِنَ الطّعَامِ قَالَ يَا أَبَا خَالِدٍ كَيفَ رَأَيتَ طَعَامَنَا قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ مَا رَأَيتُ أَنظَفَ مِنهُ قَطّ وَ لَا أَطيَبَ وَ لكَنِيّ ذَكَرتُ الآيَةَ التّيِ فِي كِتَابِ اللّهِلَتُسئَلُنّ يَومَئِذٍ عَنِ النّعِيمِ فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع لَا إِنّمَا تُسأَلُونَ عَمّا أَنتُم عَلَيهِ مِنَ الحَقّ
25-شي،[تفسير العياشي] عَن أَبِي إِسحَاقَ قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ فِيسُوءُ الحِسابِ لَا يُقبَلُ حَسَنَاتُهُم وَ يُؤَاخَذُونَ بِسَيّئَاتِهِم
26-شي،[تفسير العياشي] عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ يَخافُونَ سُوءَ الحِسابِ قَالَ يُحسَبُ عَلَيهِمُ السّيّئَاتُ وَ يُحسَبُ لَهُمُ الحَسَنَاتُ وَ هُوَ الِاستِقصَاءُ
27-شي،[تفسير العياشي] عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ يَخافُونَ سُوءَ الحِسابِ قَالَ الِاستِقصَاءُ وَ المُدَاقّةُ وَ قَالَ يُحسَبُ عَلَيهِمُ السّيّئَاتُ وَ لَا يُحسَبُ لَهُمُ الحَسَنَاتُ
بيان لايحسب لهم الحسنات لعدم إتيانهم بها علي وجهها ولإخلالهم بشرائطها كحسنات المخالفين فإن من شرائط صحة الأعمال ولاية أهل البيت ع فلذا لايقبل منهم أعمالهم ولعل ما في الخبر السابق من محاسبة الحسنات لبعض فساق الشيعة
28-شي،[تفسير العياشي] عَن حَمّادِ بنِ عُثمَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ قَالَ لِرَجُلٍ يَا فُلَانُ مَا لَكَ وَ لِأَخِيكَ قَالَ جُعِلتُ فِدَاكَ كَانَ لِي عَلَيهِ حَقّ فَاستَقصَيتُ مِنهُ حقَيّ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ أخَبرِنيِ عَن قَولِ اللّهِوَ يَخافُونَ سُوءَ الحِسابِ أَ تَرَاهُم خَافُوا أَن يَجُورَ عَلَيهِم أَو يَظلِمَهُم لَا وَ اللّهِ خَافُوا الِاستِقصَاءَ وَ المُدَاقّةَ
29- قَالَ مُحَمّدُ بنُ عِيسَي وَ بِهَذَا الإِسنَادِ أَنّ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لِرَجُلٍ شَكَاهُ بَعضُ إِخوَانِهِ مَا لِأَخِيكَ فُلَانٍ يَشكُوكَ فَقَالَ أَ يشَكوُنيِ أَنِ استَقصَيتُ حقَيّ قَالَ فَجَلَسَ مُغضَباً ثُمّ قَالَ كَأَنّكَ إِذَا استَقصَيتَ لَم تُسِئ أَ رَأَيتَ مَا حَكَي اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي
صفحه : 267
وَ يَخافُونَ سُوءَ الحِسابِ أَ خَافُوا اللّهَ أَن يَجُورَ عَلَيهِم لَا وَ اللّهِ مَا خَافُوا إِلّا الِاستِقصَاءَ فَسَمّاهُ اللّهُ سُوءَ الحِسَابِ فَمَنِ استَقصَي فَقَد أَسَاءَ
كا،[الكافي] الحسين بن محمد عن المعلي عن الوشاء عن حماد مثله بيان السوء هنا بمعني الإساءة والإضرار والتعذيب لافعل القبيح والحاصل أن المداقّة في الحساب سمّاها الله سوءا يفعله بمن يستحقه علي وجه التعذيب فإذافعلت ذلك بأخيك فحقّ له أن يشكوك
30-شي،[تفسير العياشي] عَنِ الحَسَنِ بنِ هَارُونَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِإِنّ السّمعَ وَ البَصَرَ وَ الفُؤادَ كُلّ أُولئِكَ كانَ عَنهُ مَسؤُلًا قَالَ يُسأَلُ السّمعُ عَمّا يَسمَعُ وَ البَصَرُ عَمّا يَطرِفُ وَ الفُؤَادُ عَمّا عَقَدَ عَلَيهِ
31-بشا،[بشارة المصطفي ] مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ بنِ عَبدِ الصّمَدِ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن سَعِيدِ بنِ أَبِي سَعِيدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ بُطّةَ عَنِ الوَلِيدِ بنِ أَبَانٍ عَن مُحَمّدِ بنِ دَاوُدَ عَن يَعقُوبَ بنِ إِسحَاقَ عَنِ الحَارِثِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِي بَكرِ بنِ عَيّاشٍ عَن مَعرُوفِ بنِ خَرّبُوذَ عَن أَبِي الطّفَيلِ عَن أَبِي بُردَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا تَزُولُ قَدَمُ عَبدٍ حَتّي يُسأَلَ عَن حُبّنَا أَهلَ البَيتِ قِيلَ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا عَلَامَةُ حُبّكُم قَالَ فَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَي مَنكِبِ عَلِيّ ع
32-كا،[الكافي]العِدّةُ عَنِ البرَقيِّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ يَقطِينٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّمَا يُدَاقّ اللّهُ العِبَادَ فِي الحِسَابِ يَومَ القِيَامَةِ عَلَي قَدرِ مَا آتَاهُم مِنَ العُقُولِ فِي الدّنيَا
33-يب ،[تهذيب الأحكام ] الحُسَينُ بنُ سَعِيدٍ عَن فَضَالَةَ عَن حُسَينِ بنِ عُثمَانَ عَن سَمَاعَةَ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ أَوّلُ مَا يُحَاسَبُ بِهِ العَبدُ الصّلَاةُ فَإِن قُبِلَت قُبِلَ مَا سِوَاهَا
34-كا،[الكافي] عَلِيّ عَن أَبِيهِ وَ العِدّةُ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ وَ سَهلٍ جَمِيعاً عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن مَالِكِ بنِ عَطِيّةَ عَن يُونُسَ بنِ عَمّارٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّ الدّوَاوِينَ يَومَ
صفحه : 268
القِيَامَةِ دِيوَانٌ فِيهِ النّعَمُ وَ دِيوَانٌ فِيهِ الحَسَنَاتُ وَ دِيوَانٌ فِيهِ السّيّئَاتُ فَيُقَابَلُ بَينَ دِيوَانِ النّعَمِ وَ دِيوَانِ الحَسَنَاتِ فَتَستَغرِقُ النّعَمُ دِيوَانَ الحَسَنَاتِ وَ يَبقَي دِيوَانُ السّيّئَاتِ فَيُدعَي ابنُ آدَمَ المُؤمِنُ لِلحِسَابِ فَيَتَقَدّمُ القُرآنُ أَمَامَهُ فِي أَحسَنِ صُورَةٍ فَيَقُولُ يَا رَبّ أَنَا القُرآنُ وَ هَذَا عَبدُكَ المُؤمِنُ قَد كَانَ يُتعِبُ نَفسَهُ بتِلِاَوتَيِ وَ يُطِيلُ لَيلَهُ بتِرَتيِليِ وَ تَفِيضُ عَينَاهُ إِذَا تَهَجّدَ فَأَرضِهِ كَمَا أرَضاَنيِ قَالَ فَيَقُولُ العَزِيزُ الجَبّارُ ابسُط يَمِينَكَ فَيَملَؤُهَا مِن رِضوَانِ اللّهِ العَزِيزِ الجَبّارِ وَ يَملَأُ شِمَالَهُ مِن رَحمَةِ اللّهِ ثُمّ يُقَالُ هَذِهِ الجَنّةُ مُبَاحَةٌ لَكَ فَاقرَأ وَ اصعَد فَإِذَا قَرَأَ آيَةً صَعِدَ دَرَجَةً
35-كا،[الكافي]العِدّةُ عَن سَهلٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ ابنِ رِئَابٍ عَن أَبِي عُبَيدَةَ الحَذّاءِ عَن ثُوَيرِ بنِ أَبِي فَاخِتَةَ قَالَسَمِعتُ عَلِيّ بنَ الحُسَينِ ع يُحَدّثُ فِي مَسجِدِ رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ حدَثّنَيِ أَبِي أَنّهُ سَمِعَ أَبَاهُ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع يُحَدّثُ النّاسَ قَالَ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ بَعَثَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي النّاسَ مِن حُفَرِهِم غُرلًا مُهلًا جُرداً مُرداً فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ يَسُوقُهُمُ النّورُ وَ تَجمَعُهُمُ الظّلمَةُ حَتّي يَقِفُوا عَلَي عَقَبَةِ المَحشَرِ فَيَركَبُ بَعضُهُم بَعضاً وَ يَزدَحِمُونَ دُونَهَا فَيُمنَعُونَ مِنَ المضُيِّ فَتَشتَدّ أَنفَاسُهُم وَ يَكثُرُ عَرَقُهُم وَ تَضِيقُ بِهِم أُمُورُهُم وَ يَشتَدّ ضَجِيجُهُم وَ تَرتَفِعُ أَصوَاتُهُم قَالَ وَ هُوَ أَوّلُ هَولٍ مِن أَهوَالِ يَومِ القِيَامَةِ قَالَ فَيُشرِفُ الجَبّارُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي عَلَيهِم مِن فَوقِ عَرشِهِ فِي ظِلَالٍ مِنَ المَلَائِكَةِ فَيَأمُرُ مَلَكاً مِنَ المَلَائِكَةِ فيَنُاَديِ فِيهِم يَا مَعشَرَ الخَلَائِقِ أَنصِتُوا وَ استَمِعُوا منُاَديَِ الجَبّارِ قَالَ فَيَسمَعُ آخِرُهُم كَمَا يَسمَعُ أَوّلُهُم قَالَ فَتَنكَسِرُ أَصوَاتُهُم عِندَ ذَلِكَ وَ تَخشَعُ أَبصَارُهُم وَ تَضطَرِبُ فَرَائِصُهُم وَ تَفزَعُ قُلُوبُهُم وَ يَرفَعُونَ رُءُوسَهُم إِلَي نَاحِيَةِ الصّوتِمُهطِعِينَ إِلَي الدّاعِ قَالَ فَعِندَ ذَلِكَ يَقُولُ الكَافِرُهذا يَومٌ عَسِرٌ قَالَ فَيُشرِفُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ ذِكرُهُ الحَكَمُ العَدلُ عَلَيهِم فَيَقُولُ أَنَا اللّهُ لَا إِلَهَ إِلّا أَنَا الحَكَمُ العَدلُ ألّذِي لَا يَجُورُ اليَومَ أَحكُمُ بَينَكُم بعِدَليِ وَ قسِطيِ لَا يُظلَمُ اليَومَ عنِديِ أَحَدٌ اليَومَ آخُذُ لِلضّعِيفِ مِنَ القوَيِّ بِحَقّهِ وَ لِصَاحِبِ المَظلِمَةِ بِالمَظلِمَةِ بِالقِصَاصِ مِنَ الحَسَنَاتِ وَ السّيّئَاتِ وَ أُثِيبُ عَلَي
صفحه : 269
الهِبَاتِ وَ لَا يَجُوزُ هَذِهِ العَقَبَةَ اليَومَ عنِديِ ظَالِمٌ وَ لِأَحَدٍ عِندَهُ مَظلِمَةٌ إِلّا مَظلِمَةً يَهَبُهَا لِصَاحِبِهَا وَ أُثِيبُهُ عَلَيهَا وَ آخُذُ لَهُ بِهَا عِندَ الحِسَابِ فَتَلَازَمُوا أَيّهَا الخَلَائِقُ وَ اطلُبُوا مَظَالِمَكُم عِندَ مَن ظَلَمَكُم بِهَا فِي الدّنيَا وَ أَنَا شَاهِدٌ لَكُم عَلَيهِم وَ كَفَي بيِ شَهِيداً قَالَ فَيَتَعَارَفُونَ وَ يَتَلَازَمُونَ فَلَا يَبقَي أَحَدٌ لَهُ عِندَ أَحَدٍ مَظلِمَةٌ أَو حَقّ إِلّا لَزِمَهُ بِهَا قَالَ فَيَمكُثُونَ مَا شَاءَ اللّهُ فَيَشتَدّ حَالُهُم فَيَكثُرُ عَرَقُهُم وَ يَشتَدّ غَمّهُم وَ تَرتَفِعُ أَصوَاتُهُم بِضَجِيجٍ شَدِيدٍ فَيَتَمَنّونَ المَخلَصَ مِنهُ بِتَركِ مَظَالِمِهِم لِأَهلِهَا قَالَ وَ يَطّلِعُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَلَي جَهدِهِم فيَنُاَديِ مُنَادٍ مِن عِندِ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي يَسمَعُ آخِرُهُم كَمَا يَسمَعُ أَوّلُهُم يَا مَعَاشِرَ الخَلَائِقِ أَنصِتُوا لدِاَعيِ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي وَ اسمَعُوا إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي يَقُولُ لَكُم أَنَا الوَهّابُ إِن أَحبَبتُم أَن تَوَاهَبُوا فَتَوَاهَبُوا وَ إِن لَم تَوَاهَبُوا أَخَذتُ لَكُم بِمَظَالِمِكُم قَالَ فَيَفرَحُونَ بِذَلِكَ لِشِدّةِ جَهدِهِم وَ ضِيقِ مَسلَكِهِم وَ تَزَاحُمِهِم قَالَ فَيَهَبُ بَعضُهُم مَظَالِمَهُم رَجَاءَ أَن يَتَخَلّصُوا مِمّا هُم فِيهِ وَ يَبقَي بَعضُهُم فَيَقُولُونَ يَا رَبّ مَظَالِمُنَا أَعظَمُ مِن أَن نَهَبَهَا قَالَ فيَنُاَديِ مُنَادٍ مِن تِلقَاءِ العَرشِ أَينَ رِضوَانُ خَازِنُ الجِنَانِ جِنَانِ الفِردَوسِ قَالَ فَيَأمُرُهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَن يُطلِعَ مِنَ الفِردَوسِ قَصراً مِن فِضّةٍ بِمَا فِيهِ مِنَ الآنِيَةِ[الأَبنِيَةِ] وَ الخَدَمِ قَالَ فَيُطلِعُهُ عَلَيهِم فِي حِفَافَةِ القَصرِ الوَصَائِفُ وَ الخَدَمُ قَالَ فيَنُاَديِ مُنَادٍ مِن عِندِ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي يَا مَعشَرَ الخَلَائِقِ ارفَعُوا رُءُوسَكُم فَانظُرُوا إِلَي هَذَا القَصرِ قَالَ فَيَرفَعُونَ رُءُوسَهُم فَكُلّهُم يَتَمَنّاهُ قَالَ فيَنُاَديِ مُنَادٍ مِن عِندِ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي يَا مَعشَرَ الخَلَائِقِ هَذَا لِكُلّ مَن عَفَا عَن مُؤمِنٍ قَالَ فَيَعفُونَ كُلّهُم إِلّا القَلِيلَ قَالَ فَيَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَا يَجُوزُ إِلَي جنَتّيَِ اليَومَ ظَالِمٌ وَ لَا يَجُوزُ إِلَي ناَريَِ اليَومَ ظَالِمٌ وَ لِأَحَدٍ مِنَ المُسلِمِينَ عِندَهُ مَظلِمَةٌ حَتّي يَأخُذَهَا مِنهُ عِندَ الحِسَابِ أَيّهَا الخَلَائِقُ استَعِدّوا لِلحِسَابِ قَالَ ثُمّ يُخَلّي سَبِيلُهُم فَيَنطَلِقُونَ إِلَي العَقَبَةِ يَكرُدُ
صفحه : 270
بَعضُهُم بَعضاً حَتّي يَنتَهُوا إِلَي العَرصَةِ وَ الجَبّارُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي عَلَي العَرشِ قَد نُشِرَتِ الدّوَاوِينُ وَ نُصِبَتِ المَوَازِينُ وَ أُحضِرَ النّبِيّونَ وَ الشّهَدَاءُ وَ هُمُ الأَئِمّةُ يَشهَدُ كُلّ إِمَامٍ عَلَي أَهلِ عَالَمِهِ بِأَنّهُ قَد قَامَ فِيهِم بِأَمرِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ دَعَاهُم إِلَي سَبِيلِ اللّهِ قَالَ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِن قُرَيشٍ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ إِذَا كَانَ لِلرّجُلِ المُؤمِنِ عِندَ الرّجُلِ الكَافِرِ مَظلِمَةٌ أَيّ شَيءٍ يَأخُذُ مِنَ الكَافِرِ وَ هُوَ مِن أَهلِ النّارِ قَالَ فَقَالَ لَهُ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع يُطرَحُ عَنِ المُسلِمِ مِن سَيّئَاتِهِ بِقَدرِ مَا لَهُ عَلَي الكَافِرِ فَيُعَذّبُ الكَافِرُ بِهَا مَعَ عَذَابِهِ بِكُفرِهِ عَذَاباً بِقَدرِ مَا لِلمُسلِمِ قِبَلَهُ مِن مَظلِمَتِهِ قَالَ فَقَالَ لَهُ القرُشَيِّ فَإِذَا كَانَتِ المَظلِمَةُ لِمُسلِمٍ عِندَ مُسلِمٍ كَيفَ يُؤخَذُ مَظلِمَتُهُ مِنَ المُسلِمِ قَالَ يُؤخَذُ لِلمَظلُومِ مِنَ الظّالِمِ مِن حَسَنَاتِهِ بِقَدرِ حَقّ المَظلُومِ فَيُزَادُ عَلَي حَسَنَاتِ المَظلُومِ قَالَ فَقَالَ لَهُ القرُشَيِّ فَإِن لَم يَكُن لِلظّالِمِ حَسَنَاتٌ قَالَ إِن لَم يَكُن لِلظّالِمِ حَسَنَاتٌ فَإِنّ لِلمَظلُومِ سَيّئَاتٍ تُؤخَذُ مِن سَيّئَاتِ المَظلُومِ فَيُزَادُ عَلَي سَيّئَاتِ الظّالِمِ
بيان قال الجزري فيه يحشر الناس يوم القيامة عراة حفاة غرلا الغرل جمع الأغرل و هوالأغلف قوله ع مهلا لعله من المهلة بمعني السكينة والرفق كناية عن الحيرة والدهشة أوالمراد مسرعين والماهل السريع والمتقدم والأظهر أنه تصحيف بهما كماورد في روايات العامة قال الجزري فيه يحشر الناس يوم القيامة عراة حفاة بهما جمع بهيم و هو في الأصل ألذي لايخالط لونه لون سواه يعني ليس فيهم شيء من العاهات والأعراض التي تكون في الدنيا كالعمي والعور والعرج و غير ذلك وإنما هي أجساد مصححة لخلود الأبد في الجنة أوالنار و قال بعضهم روي في تمام الحديث قيل و ماالبهم قال ليس معهم شيءيعني من أعراض الدنيا و هذا لايخالف الأول من حيث المعني انتهي والجرد بالضم جمع الأجرد و هو ألذي لاشعر عليه وكذا المرد بالضم جمع الأمرد. قوله ع يسوقهم النور وتجمعهم الظلمة أي يسوقهم نار من خلفهم يهربون منه وجميعهم يمشون في الظلمة كمامر في أشراط الساعة أو إذارأوا نورا مشوا و إذاأظلم عليهم قاموا.
صفحه : 271
قوله ع فيشرف الجبار هذاكناية عن اطلاعه عليهم وتعلق إرادته بالقضاء فيهم فيخلق الصوت في ظلل من الملائكة بما يريد من القضاء فيهم شبهوا في كثرتهم بسحب تظلّ علي الخلق أو في لطافتهم بالظل و قدمر الكلام في ذلك في قوله تعالي فِي ظُلَلٍ مِنَ الغَمامِ وَ المَلائِكَةُ و هذاالخبر يؤيد قراءة من قرأ من غيرالسبعة الملائكةِ بالكسر عطفا علي الغمام فتفطّن. قوله ع وآخذ الواو بمعني أو قوله ع في حفافة القصر بكسر الحاء أي مع من يحفّ القصر ويطيف به أوفيهم الوصائف والخدم أو في جوانب القصر الوصائف والخدم و علي التقادير الجملة حالية و علي الأول أي كون في بمعني مع يحتمل أن يكون الوصائف والخدم عطف بيان للحفافة. قال الجزري فيه ظلّل الله مكان البيت غمامة وكانت حفاف البيت أي محدقة به وحفافا الجبل جانباه انتهي والكرد السوق والدفع وكون الجبار علي العرش كناية عن تمكنه علي عرش العظمة والجلال و أنه يجري حكمه عندالعرش ويظهر آثار قضائه هناك
36-نهج ،[نهج البلاغة] أَلَا وَ إِنّ الظّلمَ ثَلَاثَةٌ فَظُلمٌ لَا يُغفَرُ وَ ظُلمٌ لَا يُترَكُ وَ ظُلمٌ مَغفُورٌ لَا يُطلَبُ فَأَمّا الظّلمُ ألّذِي لَا يُغفَرُ فَالشّركُ بِاللّهِ قَالَ اللّهُ سُبحَانَهُإِنّ اللّهَ لا يَغفِرُ أَن يُشرَكَ بِهِ وَ أَمّا الظّلمُ ألّذِي يُغفَرُ فَظُلمُ العَبدِ نَفسَهُ عِندَ بَعضِ الهَنَاتِ وَ أَمّا الظّلمُ ألّذِي لَا يُترَكُ فَظُلمُ العِبَادِ بَعضِهِم بَعضاً القِصَاصُ هُنَاكَ شَدِيدٌ لَيسَ هُوَ جَرحاً بِالمُدَي وَ لَا ضَرباً بِالسّيَاطِ وَ لَكِنّهُ مَا يُستَصغَرُ ذَلِكَ مَعَهُ
بيان الهنات جمع هنة و هوالشيء اليسير ويمكن أن يكون المراد بهاالصغائر فإنها مكفّرة مع اجتناب الكبائر أوالأعم فيكون قوله ع مغفور لايطلب أي أحيانا لادائما و علي الأول لا يكون المقصود الحصر والمدي بالضم جمع مدية وهي السكين
37-نهج ،[نهج البلاغة] سُئِلَ ع كَيفَ يُحَاسِبُ اللّهُ الخَلقَ عَلَي كَثرَتِهِم فَقَالَ كَمَا يَرزُقُهُم عَلَي كَثرَتِهِم قِيلَ فَكَيفَ يُحَاسِبُهُم وَ لَا يَرَونَهُ قَالَ كَمَا يَرزُقُهُم وَ لَا يَرَونَهُ
صفحه : 272
38-كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ الحُسَينِ وَ غَيرُهُ عَن سَهلٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي وَ مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ جَمِيعاً عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ جَابِرٍ وَ عَبدِ الكَرِيمِ بنِ عَمرٍو عَن عَبدِ الحَمِيدِ بنِ أَبِي الدّيلَمِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ إِذَا المَوؤُدَةُ سُئِلَت بأِيَّ ذَنبٍ قُتِلَت قَالَ يَقُولُ أَسأَلُكُم عَنِ المَوَدّةِ التّيِ نَزَلَت عَلَيكُم فَضلُهَا مَوَدّةِ القُربَي بأِيَّ ذَنبٍ قَتَلتُمُوهُم الخَبَرَ
فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] عن جعفر بن أحمدرفعه عن أبي جعفر ع مثله
39-فس ،[تفسير القمي] أَحمَدُ بنُ إِدرِيسَ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن سَلَمَةَ بنِ عَطَاءٍ عَن جَمِيلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قُلتُ قَولُ اللّهِلَتُسئَلُنّ يَومَئِذٍ عَنِ النّعِيمِ قَالَ تُسأَلُ هَذِهِ الأُمّةُ عَمّا أَنعَمَ اللّهُ عَلَيهِم بِرَسُولِ اللّهِص ثُمّ بِأَهلِ بَيتِهِ ع
40-سن ،[المحاسن ] أَبِي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن حَفصِ بنِ البخَترَيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِلَتُسئَلُنّ يَومَئِذٍ عَنِ النّعِيمِ قَالَ إِنّ اللّهَ أَكرَمُ مِن أَن يَسأَلَ مُؤمِناً عَن أَكلِهِ وَ شُربِهِ
41-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِإِسنَادِهِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ العَبّاسِ الصوّليِّ قَالَكُنّا يَوماً بَينَ يدَيَ عَلِيّ بنِ مُوسَي الرّضَا ع فَقَالَ لَيسَ فِي الدّنيَا نَعِيمٌ حقَيِقيِّ فَقَالَ لَهُ بَعضُ الفُقَهَاءِ مِمّن حَضَرَهُ فَيَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّثُمّ لَتُسئَلُنّ يَومَئِذٍ عَنِ النّعِيمِ أَمَا هَذَا النّعِيمُ فِي الدّنيَا وَ هُوَ المَاءُ البَارِدُ فَقَالَ لَهُ الرّضَا ع وَ عَلَا صَوتَهُ كَذَا فَسّرتُمُوهُ أَنتُم وَ جَعَلتُمُوهُ عَلَي ضُرُوبٍ فَقَالَت طَائِفَةٌ هُوَ المَاءُ البَارِدُ وَ قَالَ غَيرُهُم هُوَ الطّعَامُ الطّيّبُ وَ قَالَ آخَرُونَ هُوَ طِيبُ النّومِ وَ لَقَد حدَثّنَيِ أَبِي عَن أَبِيهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّ أَقوَالَكُم هَذِهِ ذُكِرَت عِندَهُ فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّثُمّ لَتُسئَلُنّ يَومَئِذٍ عَنِ النّعِيمِفَغَضِبَ ع وَ قَالَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ لَا يَسأَلُ عِبَادَهُ عَمّا تَفَضّلَ عَلَيهِم بِهِ وَ لَا يَمُنّ بِذَلِكَ عَلَيهِم وَ الِامتِنَانُ بِالإِنعَامِ مُستَقبَحٌ مِنَ المَخلُوقِينَ فَكَيفَ يُضَافُ إِلَي الخَالِقِ عَزّ وَ جَلّ مَا لَا يَرضَي لِلمَخلُوقِينَ بِهِ وَ لَكِنّ النّعِيمَ حُبّنَا أَهلَ البَيتِ وَ مُوَالَاتُنَا يَسأَلُ اللّهُ
صفحه : 273
عَنهُ بَعدَ التّوحِيدِ وَ النّبُوّةِ لِأَنّ العَبدَ إِذَا وَفَي بِذَلِكَ أَدّاهُ إِلَي نَعِيمِ الجَنّةِ التّيِ لَا تَزُولُ وَ لَقَد حدَثّنَيِ بِذَلِكَ أَبِي عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ عَن أَبِيهِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَلِيّ ع أَنّهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا عَلِيّ إِنّ أَوّلَ مَا يُسأَلُ عَنهُ العَبدُ بَعدَ مَوتِهِ شَهَادَةُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ وَ أَنّكَ ولَيِّ المُؤمِنِينَ بِمَا جَعَلَهُ اللّهُ وَ جَعَلتُهُ لَكَ فَمَن أَقَرّ بِذَلِكَ وَ كَانَ يَعتَقِدُهُ صَارَ إِلَي النّعِيمِ ألّذِي لَا زَوَالَ لَهُ الخَبَرَ
42-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِالأَسَانِيدِ الثّلَاثَةِ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّثُمّ لَتُسئَلُنّ يَومَئِذٍ عَنِ النّعِيمِ قَالَ الرّطَبُ وَ المَاءُ البَارِدُ
بيان لعله محمول علي التقية أو علي أنه يسأل المخالفون عنها لاالمؤمنون
43-ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر]القَاسِمُ عَن عَبدِ الصّمَدِ بنِ بَشِيرٍ عَن مُعَاوِيَةَ قَالَ قَالَ لِي أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّ صِلَةَ الرّحِمِ تُهَوّنُ الحِسَابَ يَومَ القِيَامَةِ ثُمّ قَرَأَيَصِلُونَ ما أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَ يَخشَونَ رَبّهُم وَ يَخافُونَ سُوءَ الحِسابِ
44-ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] الحَسَنُ بنُ مَحبُوبٍ عَن مَالِكِ بنِ عَطِيّةَ عَن فُلَانِ بنِ عَمّارٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع الدّوَاوِينُ يَومَ القِيَامَةِ ثَلَاثَةٌ دِيوَانٌ فِيهِ النّعَمُ وَ دِيوَانٌ فِيهِ الحَسَنَاتُ وَ دِيوَانٌ فِيهِ الذّنُوبُ فَيُقَابَلُ بَينَ دِيوَانِ النّعَمِ وَ دِيوَانِ الحَسَنَاتِ فَيَستَغرِقُ عَامّةَ الحَسَنَاتِ وَ تَبقَي الذّنُوبُ
45- كِتَابُ فَضَائِلِ الشّيعَةِ،لِلصّدُوقِ رَحِمَهُ اللّهُ بِإِسنَادِهِ عَن مُيَسّرٍ قَالَ سَمِعتُ الرّضَا ع يَقُولُ وَ اللّهِ لَا يُرَي مِنكُم فِي النّارِ اثنَانِ لَا وَ اللّهِ وَ لَا وَاحِدٌ قَالَ قُلتُ فَأَينَ ذَلِكَ مِن كِتَابِ اللّهِ قَالَ فَأَمسَكَ عنَيّ سَنَةً قَالَ فإَنِيّ مَعَهُ ذَاتَ يَومٍ فِي الطّوَافِ إِذ قَالَ لِي يَا مُيَسّرُ اليَومَ أُذِنَ لِي فِي جَوَابِكَ عَن مَسأَلَتِكَ كَذَا قَالَ قُلتُ فَأَينَ هُوَ مِنَ
صفحه : 274
القُرآنِ قَالَ فِي سُورَةِ الرّحمَنِ وَ هُوَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَيَومَئِذٍ لَا يُسئَلُ عَن ذَنبِهِ مِنكُم إِنسٌ وَ لَا جَانّ فَقُلتُ لَهُ لَيسَ فِيهَا مِنكُم قَالَ إِنّ أَوّلَ مَن غَيّرَهَا ابنُ أَروَي وَ ذَلِكَ أَنّهَا حُجّةٌ عَلَيهِ وَ عَلَي أَصحَابِهِ وَ لَو لَم يَكُن فِيهَا مِنكُم لَسُقِطَ عِقَابُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ عَن خَلقِهِ إِذ لَم يُسأَل عَن ذَنبِهِ إِنسٌ وَ لَا جَانّ فَلِمَن يُعَاقَبُ إِذًا يَومَ القِيَامَةِ
46- ع ،[علل الشرائع ] ابنُ إِدرِيسَ عَن أَبِيهِ عَنِ الأشَعرَيِّ عَنِ ابنِ يَزِيدَ رَفَعَهُ عَن أَحَدِهِمَا ع قَالَ يُؤتَي يَومَ القِيَامَةِ بِصَاحِبِ الدّينِ يَشكُو الوَحشَةَ فَإِن كَانَت لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنهُ لِصَاحِبِ الدّينِ وَ قَالَ وَ إِن لَم تَكُن لَهُ حَسَنَاتٌ ألُقيَِ عَلَيهِ مِن سَيّئَاتِ صَاحِبِ الدّينِ
بيان الوحشة الهمّ والخلوة والخوف ووحش الرجل جاع ونفد زاده أي يشكو همّه بذهاب ماله أوجوعه واضطراره بعدم ردّ ماله إليه ويمكن أن يكون بالخاء المعجمة قال الفيروزآبادي الوحش رذال الناس وسقاطهم والظاهر أنه وقع فيه تصحيف ولعله كان مكانه غريمه أونحوه
47-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ يُوسُفَ رَفَعَهُ عَن صَفوَانَ عَن أَبِي الحَسَنِ ع قَالَ إِلَينَا إِيَابُ هَذَا الخَلقِ وَ عَلَينَا حِسَابُهُم
48-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ الفزَاَريِّ رَفَعَهُ عَن قَبِيصَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِ عَزّ وَ جَلّإِنّ إِلَينا إِيابَهُم ثُمّ إِنّ عَلَينا حِسابَهُم قَالَ فِينَا قُلتُ إِنّمَا أَسأَلُكَ عَنِ التّفسِيرِ قَالَ نَعَم يَا قَبِيصَةُ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ جَعَلَ اللّهُ حِسَابَ شِيعَتِنَا إِلَينَا فَمَا كَانَ بَينَهُم وَ بَينَ اللّهِ استَوهَبَهُ مُحَمّدٌص مِنَ اللّهِ وَ مَا كَانَ فِيمَا بَينَهُم وَ بَينَ النّاسِ مِنَ المَظَالِمِ أَدّاهُ مُحَمّدٌص عَنهُم وَ مَا كَانَ فِيمَا بَينَنَا وَ بَينَهُم وَهَبنَاهُ لَهُم حَتّي يَدخُلُوا الجَنّةَ بِغَيرِ حِسَابٍ
49-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَالَ ع عِندَ ذِكرِ مُعجِزَاتِ النّبِيّص وَ كَلَامِ الذّئبِ مَعَ الراّعيِ
صفحه : 275
قَالَ الذّئبُ وَ لَكِنّ الشقّيِّ كُلّ الشقّيِّ مَن يُشَاهِدُ آيَاتِ مُحَمّدٍص فِي أَخِيهِ عَلِيّ ع وَ مَا يُؤَدّيهِ عَنِ اللّهِ مِن فَضَائِلِهِ ثُمّ هُوَ مَعَ ذَلِكَ يُخَالِفُهُ وَ يَظلِمُهُ وَ سَوفَ يَقتُلُونَهُ بَاطِلًا وَ يَقتُلُونَ ذُرّيّتَهُ وَ يَسبُونَ حَرِيمَهُم لَا جَرَمَ أَنّ اللّهَ قَد جَعَلَنَا مَعَاشِرَ الذّئَابِ أَنَا وَ نظُرَاَئيِ مِنَ المُؤمِنِينَ نُمَزّقُهُم فِي النّيرَانِ يَومَ فَصلِ القَضَاءِ وَ جُعِلَ فِي تَعذِيبِهِم شَهَوَاتُنَا وَ فِي شَدَائِدِ آلَامِهِم لَذّاتُنَا
أقول سيأتي تمامه في أبواب معجزات النبي ص
50-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] إِنّ اللّهَ تَعَالَي إِذَا بَعَثَ الخَلَائِقَ يَومَ القِيَامَةِ نَادَي منُاَديِ رَبّنَا نِدَاءَ تَعرِيفِ الخَلَائِقِ فِي إِيمَانِهِم وَ كُفرِهُم فَقَالَ اللّهُ أَكبَرُ اللّهُ أَكبَرُ وَ مُنَادٍ آخَرُ ينُاَديِ مَعَاشِرَ الخَلَائِقِ سَاعِدُوهُ عَلَي هَذِهِ المَقَالَةِ فَأَمّا الدّهرِيّةُ وَ المُعَطّلَةُ فَيَخرَسُونَ عَن ذَلِكَ وَ لَا تَنطِقُ أَلسِنَتُهُم وَ يَقُولُهَا سَائِرُ النّاسِ ثُمّ يَقُولُ المنُاَديِ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ فَيَقُولُ الخَلَائِقُ كُلّهُم ذَلِكَ إِلّا مَن كَانَ يُشرِكُ بِاللّهِ تَعَالَي مِنَ المَجُوسِ وَ النّصَارَي وَ عَبَدَةِ الأَوثَانِ فَإِنّهُم يَخرَسُونَ فَيَبِينُونَ بِذَلِكَ مِن سَائِرِ الخَلقِ ثُمّ يَقُولُ المنُاَديِ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ فَيَقُولُهَا المُسلِمُونَ أَجمَعُونَ وَ يَخرَسُ عَنهَا اليَهُودُ وَ النّصَارَي وَ سَائِرُ المُشرِكِينَ ثُمّ ينُاَديِ مُنَادٍ آخَرُ مِن عَرَصَاتِ القِيَامَةِ أَلَا فَسُوقُوهُم إِلَي الجَنّةِ لِشَهَادَتِهِم لِمُحَمّدٍ بِالنّبُوّةِ فَإِذَا النّدَاءُ مِن قِبَلِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ لَا بَلقِفُوهُم إِنّهُم مَسؤُلُونَفَتَقُولُ المَلَائِكَةُ الّذِينَ قَالُوا سُوقُوهُم إِلَي الجَنّةِ لِشَهَادَتِهِم لِمُحَمّدٍص بِالنّبُوّةِ لِمَا يَقِفُونَ يَا رَبّنَا فَإِذَا النّدَاءُ مِن قِبَلِ اللّهِقِفُوهُم إِنّهُم مَسؤُلُونَ عَن وَلَايَةِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ سَاقَ الحَدِيثَ إِلَي آخِرِ مَا مَرّ فِي بَابِ أَحوَالِ المُتّقِينَ وَ المُجرِمِينَ
تذنيب اعلم أن الحساب حق نطقت به الآيات المتكاثرة والأحاديث المتواترة فيجب الاعتقاد به و أما مايحاسب العبد به ويسأل عنه فقد اختلف فيه الأخبار فمنها مايدل علي عدم السؤال عما تصرف فيه من الحلال و في بعضها لحلالها حساب ولحرامها عقاب ويمكن الجمع بينهما بحمل الأولي علي المؤمنين والأخري علي غيرهم أوالأولي علي الأمور الضرورية كالمأكل والملبس والمسكن والمنكح والأخري علي
صفحه : 276
مازاد علي الضرورة كجمع الأموال زائدا علي مايحتاج إليه أوصرفها فيما لايدعوه إليه ضرورة و لايستحسن شرعا ويؤيده بعض الأخبار كماعرفت . و أماحشر الحيوانات فقد ذكره المتكلمون من الخاصة والعامة علي اختلاف منهم في كيفيته و قدمر بعض القول فيه في الأبواب السالفة. و قال الرازي في تفسير قوله تعالي وَ إِذَا الوُحُوشُ حُشِرَت قال قتادة يحشر كل شيء حتي الذباب للقصاص وقالت المعتزلة إن الله تعالي يحشر الحيوانات كلها في ذلك اليوم ليعوّضها علي آلامها التي وصلت إليها في الدنيا بالموت والقتل و غير ذلك فإذاعوّضت عن تلك الآلام فإن شاء الله أن يبقي بعضها في الجنة إذا كان مستحسنا فعل و إن شاء أن يفنيه أفناه علي ماجاء به الخبر و أماأصحابنا فعندهم أنه لايجب علي الله شيءبحكم الاستحقاق ولكن الله تعالي يحشر الوحوش كلها فيقتص للجماء من القرناء ثم يقال لها موتي فتموت انتهي .أقول الأخبار الدالة علي حشرها عموما وخصوصا وكون بعضها مما يكون في الجنة كثيرة سيأتي بعضها في باب الجنة و قدمر بعضها في باب الركبان يوم القيامة وغيره كقولهم ع في مانع الزكاة تنهشه كل ذات ناب بنابها ويطؤه كل ذات ظلف بظلفها. وَ رَوَي الصّدُوقُ فِي الفَقِيهِ بِإِسنَادِهِ عَنِ السكّوُنيِّ بِإِسنَادِهِ أَنّ النّبِيّص أَبصَرَ نَاقَةً مَعقُولَةً وَ عَلَيهَا جَهَازُهَا فَقَالَ أَينَ صَاحِبُهَا مُرُوهُ فَليَستَعِدّ غَداً لِلخُصُومَةِ
وَ روُيَِ فِيهِ أَيضاً عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ قَالَ أَيّ بَعِيرٍ حُجّ عَلَيهِ ثَلَاثَ سِنِينَ يُجعَلُ مِن نَعَمِ الجَنّةِ
وَ روُيَِ سَبعَ سِنِينَ
وَ قَد روُيَِ عَنِ النّبِيّص استَفرِهُوا ضَحَايَاكُم فَإِنّهَا مَطَايَاكُم عَلَي الصّرَاطِ
وَ روُيَِ أَنّ خُيُولَ الغُزَاةِ فِي الدّنيَا خُيُولُهُم فِي الجَنّةِ
51- كِتَابُ زَيدٍ النرّسيِّ، عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ اللّهَ
صفحه : 277
لَيُخَاصِرُ العَبدَ المُؤمِنَ يَومَ القِيَامَةِ وَ المُؤمِنُ يُخَاصِرُ رَبّهُ يَذكُرُهُ ذُنُوبَهُ قُلتُ وَ مَا يُخَاصِرُ قَالَ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَي خَاصِرَتِهِ فَقَالَ هَكَذَا ينُاَجيِ الرّجُلُ مِنّا أَخَاهُ فِي الأَمرِ يُسِرّهُ إِلَيهِ
بيان الكلام مسوق علي الاستعارة أي يسر إليه و لايطلع علي ذنوبه غيره كأنه يخاصره والأخبار من هذاالباب كثيرة في سائر الأبواب
الآيات المائدةيَومَ يَجمَعُ اللّهُ الرّسُلَ فَيَقُولُ ما ذا أُجِبتُم قالُوا لا عِلمَ لَنا إِنّكَ أَنتَ عَلّامُ الغُيُوبِالأعراف فَلَنَسئَلَنّ الّذِينَ أُرسِلَ إِلَيهِم وَ لَنَسئَلَنّ المُرسَلِينَ فَلَنَقُصّنّ عَلَيهِم بِعِلمٍ وَ ما كُنّا غائِبِينَ.تفسير قال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالي فَيَقُولُ ما ذا أُجِبتُم أي ما ألذي أجابكم قومكم فيما دعوتموهم إليه و هذاتقرير في صورة الاستفهام علي وجه التوبيخ للمنافقين عندإظهار فضيحتهم علي رءوس الأشهادقالُوا لا عِلمَ لَناقيل فيه أقوال أحدها أن للقيامة أهوالا حتي تزول القلوب عن مواضعها فإذارجعت القلوب إلي مواضعها شهدوا لمن صدقهم و علي من كذبهم يريد أنهم عزبت عنهم أفهامهم من هول يوم القيامة فقالوا لاعلم لنا وثانيها أن المراد لاعلم لنا كعلمك لأنك تعلم غيبهم وباطنهم ولسنا نعلم غيبهم وباطنهم و ذلك هو ألذي يقع عليه الجزاء واختاره الجبائي وأنكر القول الأول و قال كيف يجوز ذهولهم من هول يوم القيامة مع قوله سبحانه لا يَحزُنُهُمُ الفَزَعُ الأَكبَرُ و قوله لا خَوفٌ عَلَيهِم وَ لا هُم يَحزَنُونَ ويمكن أن يجاب عن ذلك بأن الفزع الأكبر دخول النار و قوله لا خَوفٌ عَلَيهِم هوكالبشارة بالنجاة من أهوال ذلك اليوم مثل مايقال للمريض لابأس عليك و لا
صفحه : 278
خوف عليك وثالثها أن معناه لاحقيقة لعلمنا إذ كنا نعلم جوابهم و ما كان من أفعالهم وقت حياتنا و لانعلم ما كان منهم بعدوفاتنا وإنما الثواب والجزاء يستحقان بما تقع به الخاتمة مما يموتون عليه ورابعها أن المراد لاعلم لنا إلا ماعلمتنا فحذف لدلالة الكلام عليه وخامسها أن المراد به تحقيق فضيحتهم أي أنت أعلم بحالهم منا و لاتحتاج في ذلك إلي شهادتنا. و في قوله تعالي فَلَنَسئَلَنّ الّذِينَ أُرسِلَ إِلَيهِم وَ لَنَسئَلَنّ المُرسَلِينَأقسم الله سبحانه أنه يسأل المكلفين الذين أرسل إليهم رسله وأقسم أيضا أنه يسأل المرسلين الذين بعثهم فيسأل هؤلاء عن الإبلاغ وأولئك عن الامتثال و هو تعالي و إن كان عالما بما كان منهم فإنما أخرج الكلام مخرج التهديد والزجر ليتأهب العباد بحسن الاستعداد لذلك السؤال وقيل إنه يسأل الأمم عن الإجابة ويسأل الرسل ماذا عملت أممهم في ماجاءوا به وقيل إن الأمم يسألون سؤال توبيخ والأنبياء يسألون سؤال شهادة علي الحق و أمافائدة السؤال فأشياء منها أن تعلم الخلائق أنه سبحانه أرسل الرسل وأزاح العلة و أنه لايظلم أحدا ومنها أن يعلموا أن الكفار استحقوا العذاب بأفعالهم ومنها أن يزداد سرور أهل الإيمان بالثناء الجميل عليهم ويزداد غم الكفار بما يظهر من أعمالهم القبيحة ومنها أن ذلك لطف للمكلفين إذاأخبروا به . ومما يسأل علي هذا أن يقال كيف يجمع بين قوله تعالي وَ لا يُسئَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ المُجرِمُونَفَيَومَئِذٍ لا يُسئَلُ عَن ذَنبِهِ إِنسٌ وَ لا جَانّ و قوله فَلَنَسئَلَنّ الّذِينَ أُرسِلَ إِلَيهِمفَوَ رَبّكَ لَنَسئَلَنّهُم أَجمَعِينَ. والجواب عنه من وجوه أحدها أنه سبحانه نفي أن يسألهم سؤال استرشاد و
صفحه : 279
استعلام وإنما يسألهم سؤال تبكيت وتقريع ولذلك قال عقيبه يُعرَفُ المُجرِمُونَ بِسِيماهُم و أماسؤال المرسلين فهو توبيخ للكفار وتقريع لهم وثانيها أنهم إنما يسألون يوم القيامة كما قال وَ قِفُوهُم إِنّهُم مَسؤُلُونَ ثم تنقطع مسألتهم عندحصولهم في العقوبة و عنددخولهم النار وثالثها أن في القيامة مواقف ففي بعضها يسأل و في بعضها لايسأل فلاتضاد و أماالجمع بين قوله فَلا أَنسابَ بَينَهُم يَومَئِذٍ وَ لا يَتَساءَلُونَ و قوله فَأَقبَلَ بَعضُهُم عَلي بَعضٍ يَتَساءَلُونَفهو أن الأول معناه أنهم لايتساءلون سؤال استخبار عن الحال التي جهلها بعضهم لتشاغلهم عن ذلك والثاني معناه يسأل بعضهم بعضا سؤال تلاوم كما قال في موضع آخريَتَلاوَمُونَ وكقوله أَ نَحنُ صَدَدناكُم عَنِ الهُدي ومثل ذلك كثير في القرآن ثم بين سبحانه ماذكرناه أنه لايسألهم سؤال استعلام بقوله فَلَنَقُصّنّ عَلَيهِم أي لنخبرنهم بجميع أفعالهم ليعلموا أن أعمالهم كانت محفوظة وليعلم كل منهم جزاء عمله و أنه لاظلم عليه وليظهر لأهل الموقف أحوالهم بِعِلمٍقيل معناه نقص عليهم أعمالهم بأنا عالمون بها وقيل معناه بمعلوم كما قال وَ لا يُحِيطُونَ بشِيَءٍ مِن عِلمِهِ أي من معلومه و قال ابن عباس معني قوله فَلَنَقُصّنّ عَلَيهِم بِعِلمٍينطق عليهم كتاب أعمالهم كقوله سبحانه هذا كِتابُنا يَنطِقُ عَلَيكُم بِالحَقّ.وَ ما كُنّا غائِبِينَ عن علم ذلك وقيل عن الرسل فيما بلغوا و عن الأمم فيما أجابوا وذكر ذلك مؤكدا لعلمه بأحوالهم والمعني أنه لايخفي عليه شيء
1- مع ،[معاني الأخبار] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ المقُريِ عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ الجرُجاَنيِّ
صفحه : 280
عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ الموَصلِيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَاصِمٍ الطرّيِفيِّ عَن عَبّاسِ بنِ يَزِيدَ بنِ الحَسَنِ عَن أَبِيهِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ الصّادِقُ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّيَومَ يَجمَعُ اللّهُ الرّسُلَ فَيَقُولُ ما ذا أُجِبتُم قالُوا لا عِلمَ لَنا قَالَ يَقُولُونَ لَا عِلمَ لَنَا سِوَاكَ قَالَ وَ قَالَ الصّادِقُ ع القُرآنُ كُلّهُ[ظَاهِرُهُ]تَقرِيعٌ وَ بَاطِنُهُ تَقرِيبٌ
قال الصدوق يعني بذلك أنه من وراء آيات التوبيخ والوعيد آيات الرحمة والغفران .بيان قوله لاعلم لنا سواك أي لايعلم ذلك غيرك فيكون مؤولا ببعض مامر من الوجوه ويمكن أن يقدر فيه مضاف أي لاعلم لنا سوي علمك فكيف نخبرك و في بعض النسخ بسواك فالباء تعليلية أي أنما علمنا أحوالهم بما أخبرتنا فكيف نخبرك و أماارتباط قوله القرآن كله تقريع بما سبق فهو أن ظاهر هذاالخطاب تهديد وتقريع للرسل وباطنه لطف وتقريب لهم وتهديد وتقريع للكفار ويحتمل أن يكون كلاما مستأنفا و هذا هو ألذي ورد في خبر آخر نزل القرآن بإياك أعني واسمعي ياجارة و أما ماذكره الصدوق فلامحصل له إلا أن يؤول إلي ماذكرناه
2-فس ،[تفسير القمي] أَبِي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ العَلَاءِ عَن مُحَمّدٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ مَا ذَا أُجِبتُم فِي أَوصِيَائِكُم فَيَقُولُونَ لَا عِلمَ لَنَا بِمَا فَعَلُوا بَعدَنَا بِهِم
3-فس ،[تفسير القمي] أَبِي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن مُحَمّدِ بنِ النّعمَانِ عَن ضُرَيسٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِهذا يَومُ يَنفَعُ الصّادِقِينَ صِدقُهُم قَالَ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ وَ حُشِرَ النّاسُ لِلحِسَابِ فَيَمُرّونَ بِأَهوَالِ يَومِ القِيَامَةِ فَيَنتَهُونَ إِلَي العَرصَةِ وَ يُشرِفُ الجَبّارُ عَلَيهِم حَتّي يَجهَدُوا جَهداً شَدِيداً قَالَ يَقِفُونَ بِفِنَاءِ العَرصَةِ وَ يُشرِفُ الجَبّارُ عَلَيهِم وَ هُوَ عَلَي عَرشِهِ فَأَوّلُ مَن يُدعَي بِنِدَاءٍ يَسمَعُ الخَلَائِقُ أَجمَعِينَ[أَجمَعُونَ] أَن يُهتَفَ بِاسمِ مُحَمّدِ بنِ
صفحه : 281
عَبدِ اللّهِ النّبِيّ القرُشَيِّ العرَبَيِّ قَالَ فَيَتَقَدّمُ حَتّي يَقِفَ عَلَي يَمِينِ العَرشِ قَالَ ثُمّ يُدعَي بِصَاحِبِكُم عَلِيّ فَيَتَقَدّمُ حَتّي يَقِفَ عَلَي يَسَارِ رَسُولِ اللّهِص ثُمّ يُدعَي بِأُمّةِ مُحَمّدٍص فَيَقِفُونَ عَن يَسَارِ عَلِيّ ثُمّ يُدعَي كُلّ نبَيِّ وَ أُمّتُهُ مَعَهُ مِن أَوّلِ النّبِيّينَ إِلَي آخِرِهِم وَ أُمّتُهُم مَعَهُم فَيَقِفُونَ عَن يَسَارِ العَرشِ قَالَ ثُمّ أَوّلُ مَن يُدعَي لِلمُسَاءَلَةِ القَلَمُ قَالَ فَيَتَقَدّمُ فَيَقِفُ بَينَ يدَيَِ اللّهِ فِي صُورَةِ الآدَمِيّينَ فَيَقُولُ اللّهُ هَل سَطَرتَ فِي اللّوحِ مَا أَلهَمتُكَ وَ أَمَرتُكَ بِهِ مِنَ الوحَيِ فَيَقُولُ القَلَمُ نَعَم يَا رَبّ قَد عَلِمتَ أنَيّ قَد سَطَرتُ فِي اللّوحِ مَا أمَرَتنَيِ وَ ألَهمَتنَيِ مِن وَحيِكَ فَيَقُولُ اللّهُ فَمَن يَشهَدُ لَكَ بِذَلِكَ فَيَقُولُ يَا رَبّ هَلِ اطّلَعَ عَلَي مَكنُونِ سِرّكَ خَلقٌ غَيرُكَ قَالَ فَيَقُولُ لَهُ أَفلَجتَ حُجّتَكَ قَالَ ثُمّ يُدعَي بِاللّوحِ فَيَتَقَدّمُ فِي صُورَةِ الآدَمِيّينَ حَتّي يَقِفَ مَعَ القَلَمِ فَيَقُولُ لَهُ هَل سَطَرَ فِيكَ القَلَمُ مَا أَلهَمتُهُ وَ أَمَرتُهُ بِهِ مِن وحَيٍ فَيَقُولُ اللّوحُ نَعَم يَا رَبّ وَ بَلّغتُهُ إِسرَافِيلَ ثُمّ يُدعَي بِإِسرَافِيلَ فَيَتَقَدّمُ مَعَ القَلَمِ وَ اللّوحِ فِي صُورَةِ الآدَمِيّينَ فَيَقُولُ اللّهُ لَهُ هَل بَلّغَكَ اللّوحُ مَا سَتَرَ فِيهِ القَلَمُ فَيَقُولُ نَعَم يَا رَبّ فَبَلّغتُهُ جَبرَئِيلَ فَيُدعَي بِجَبرَئِيلَ فَيَتَقَدّمُ حَتّي يَقِفَ مَعَ إِسرَافِيلَ فَيَقُولُ اللّهُ لَهُ أَ بَلّغَكَ إِسرَافِيلُ مَا بُلّغَ فَيَقُولُ نَعَم يَا رَبّ وَ بَلّغتُهُ جَمِيعَ أَنبِيَائِكَ وَ أَنفَذتُ إِلَيهِم جَمِيعَ مَا انتَهَي إلِيَّ مِن أَمرِكَ وَ أَدّيتُ رِسَالَاتِكَ إِلَي نبَيِّ نبَيِّ وَ رَسُولٍ رَسُولٍ وَ بَلّغتُهُم كُلّ وَحيِكَ وَ حِكمَتِكَ وَ كُتُبِكَ وَ إِنّ آخِرَ مَن بَلّغتُهُ رِسَالَتَكَ وَ وَحيَكَ وَ حِكمَتَكَ وَ عِلمَكَ وَ كِتَابَكَ وَ كَلَامَكَ مُحَمّدُ بنُ عَبدِ اللّهِ العرَبَيِّ القرُشَيِّ الحرَمَيِّ حَبِيبُكَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع فَأَوّلُ مَن يُدعَي مِن وُلدِ آدَمَ لِلمُسَاءَلَةِ مُحَمّدُ بنُ عَبدِ اللّهِ فَيُدنِيهِ اللّهُ حَتّي لَا يَكُونَ خَلقٌ أَقرَبَ إِلَي اللّهِ يَومَئِذٍ مِنهُ فَيَقُولُ اللّهُ يَا مُحَمّدُ هَل بَلّغَكَ جَبرَئِيلُ مَا أَوحَيتُ إِلَيكَ وَ أَرسَلتُهُ بِهِ إِلَيكَ مِن كتِاَبيِ وَ حكِمتَيِ وَ علِميِ وَ هَل أَوحَي ذَلِكَ إِلَيكَ فَيَقُولُ رَسُولُ اللّهِص نَعَم يَا رَبّ قَد بلَغّنَيِ جَبرَئِيلُ جَمِيعَ مَا أَوحَيتَهُ إِلَيهِ وَ أَرسَلتَهُ بِهِ مِن كِتَابِكَ وَ حِكمَتِكَ وَ عِلمِكَ وَ أَوحَاهُ إلِيَّ فَيَقُولُ اللّهُ لِمُحَمّدٍ هَل بَلّغتَ أُمّتَكَ مَا بَلّغَكَ جَبرَئِيلُ مِن كتِاَبيِ وَ حكِمتَيِ وَ علِميِ فَيَقُولُ رَسُولُ اللّهِص نَعَم يَا رَبّ قَد بَلّغتُ أمُتّيِ مَا أَوحَيتَ إلِيَّ مِن كِتَابِكَ وَ حِكمَتِكَ وَ عِلمِكَ وَ جَاهَدتُ فِي سَبِيلِكَ فَيَقُولُ اللّهُ لِمُحَمّدٍ فَمَن يَشهَدُ لَكَ بِذَلِكَ
صفحه : 282
فَيَقُولُ مُحَمّدٌ يَا رَبّ أَنتَ الشّاهِدُ لِي بِتَبلِيغِ الرّسَالَةِ وَ مَلَائِكَتُكَ وَ الأَبرَارُ مِن أمُتّيِ وَ كَفَي بِكَ شَهِيداً فَيُدعَي بِالمَلَائِكَةِ فَيَشهَدُونَ لِمُحَمّدٍ بِتَبلِيغِ الرّسَالَةِ ثُمّ يُدعَي بِأُمّةِ مُحَمّدٍ فَيُسأَلُونَ هَل بَلّغَكُم مُحَمّدٌ رسِاَلتَيِ وَ كتِاَبيِ وَ علِميِ وَ عَلّمَكُم ذَلِكَ فَيَشهَدُونَ لِمُحَمّدٍ بِتَبلِيغِ الرّسَالَةِ وَ الحِكمَةِ وَ العِلمِ فَيَقُولُ اللّهُ لِمُحَمّدٍ فَهَلِ استَخلَفتَ فِي أُمّتِكَ مِن بَعدِكَ مَن يَقُومُ فِيهِم بحِكِمتَيِ وَ علِميِ وَ يُفَسّرُ لَهُم كتِاَبيِ وَ يُبَيّنُ لَهُم مَا يَختَلِفُونَ فِيهِ مِن بَعدِكَ حُجّةً لِي وَ خَلِيفَةً فِي الأَرضِ فَيَقُولُ مُحَمّدٌ نَعَم يَا رَبّ قَد خَلّفتُ فِيهِم عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ أخَيِ وَ وزَيِريِ وَ وصَيِيّ وَ خَيرَ أمُتّيِ وَ نَصَبتُهُ لَهُم عَلَماً فِي حيَاَتيِ وَ دَعَوتُهُم إِلَي طَاعَتِهِ وَ جَعَلتُهُ خلَيِفتَيِ فِي أمُتّيِ إِمَاماً يقَتدَيِ بِهِ الأُمّةُ بعَديِ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ فَيُدعَي بعِلَيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ فَيُقَالُ لَهُ هَل أَوصَي إِلَيكَ مُحَمّدٌ وَ استَخلَفَكَ فِي أُمّتِهِ وَ نَصَبَكَ عَلَماً لِأُمّتِهِ فِي حَيَاتِهِ فَهَل قُمتَ فِيهِم مِن بَعدِهِ مَقَامَهُ فَيَقُولُ لَهُ عَلِيّ نَعَم يَا رَبّ قَد أَوصَي إلِيَّ مُحَمّدٌ وَ خلَفّنَيِ فِي أُمّتِهِ وَ نصَبَنَيِ لَهُم عَلَماً فِي حَيَاتِهِ فَلَمّا قَبَضتَ مُحَمّداً إِلَيكَ جحَدَتَنيِ أُمّتُهُ وَ مَكَرُوا بيِ وَ استضَعفَوُنيِ وَ كَادُوا يقَتلُوُننَيِ وَ قَدّمُوا قدُاّميِ مَن أَخّرتَ وَ أَخّرُوا مَن قَدّمتَ وَ لَم يَسمَعُوا منِيّ وَ لَم يُطِيعُوا أمَريِ فَقَاتَلتُهُم فِي سَبِيلِكَ حَتّي قتَلَوُنيِ فَيُقَالُ لعِلَيِّ فَهَل خَلّفتَ مِن بَعدِكَ فِي أُمّةِ مُحَمّدٍ حُجّةً وَ خَلِيفَةً فِي الأَرضِ يَدعُو عبِاَديِ إِلَي ديِنيِ وَ إِلَي سبَيِليِ فَيَقُولُ عَلِيّ نَعَم يَا رَبّ قَد خَلّفتُ فِيهِمُ الحَسَنَ ابنيِ وَ ابنَ بِنتِ نَبِيّكَ فَيُدعَي الحَسَنُ بنُ عَلِيّ فَيُسأَلُ عَمّا سُئِلَ عَنهُ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ قَالَ ثُمّ يُدعَي بِإِمَامٍ إِمَامٍ وَ بِأَهلِ عَالَمِهِ فَيَحتَجّونَ بِحُجّتِهِم فَيَقبَلُ اللّهُ عُذرَهُم وَ يُجِيزُ حُجّتَهُم قَالَ ثُمّ يَقُولُ اللّهُ اليَومَيَنفَعُ الصّادِقِينَ صِدقُهُم قَالَ ثُمّ انقَطَعَ حَدِيثُ أَبِي جَعفَرٍ ع
بيان قوله ع و هو علي عرشه أي عرش العلم أومستول علي عرشه أويظهر كلامه وأمره ونهيه وقضاؤه من لدن عرشه ويقال أفلج برهانه أي قوّمه وأظهره
4-كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمّدٍ عَن جَمِيلِ بنِ صَالِحٍ عَن يُوسُفَ بنِ أَبِي سَعِيدٍ قَالَكُنتُ عِندَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع ذَاتَ يَومٍ فَقَالَ لِي إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ وَ جَمَعَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي الخَلَائِقَ كَانَ نُوحٌ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ أَوّلَ
صفحه : 283
مَن يُدعَي بِهِ فَيُقَالُ لَهُ هَل بَلّغتَ فَيَقُولُ نَعَم فَيُقَالُ لَهُ مَن يَشهَدُ لَكَ فَيَقُولُ مُحَمّدُ بنُ عَبدِ اللّهِص قَالَ فَيَخرُجُ نُوحٌص فَيَتَخَطّي النّاسَ حَتّي يجَيِءَ إِلَي مُحَمّدٍص وَ هُوَ عَلَي كَثِيبِ المِسكِ وَ مَعَهُ عَلِيّ ع وَ هُوَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّفَلَمّا رَأَوهُ زُلفَةً سِيئَت وُجُوهُ الّذِينَ كَفَرُوافَيَقُولُ نُوحٌ لِمُحَمّدٍص يَا مُحَمّدُ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي سأَلَنَيِ هَل بَلّغتَ فَقُلتُ نَعَم فَقَالَ مَن يَشهَدُ لَكَ فَقُلتُ مُحَمّدٌ فَيَقُولُ يَا جَعفَرُ وَ يَا حَمزَةُ اذهَبَا وَ اشهَدَا لَهُ أَنّهُ قَد بَلّغَ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع فَجَعفَرٌ وَ حَمزَةُ هُمَا الشّاهِدَانِ لِلأَنبِيَاءِ ع بِمَا بَلّغُوا فَقُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ فعَلَيِّ ع أَينَ هُوَ فَقَالَ هُوَ أَعظَمُ مَنزِلَةً مِن ذَلِكَ
5-كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن يَزِيدَ الكنُاَسيِّ قَالَ سَأَلتُ أَبَا جَعفَرٍ ع عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّيَومَ يَجمَعُ اللّهُ الرّسُلَ فَيَقُولُ ما ذا أُجِبتُم قالُوا لا عِلمَ لَنا قَالَ فَقَالَ إِنّ لِهَذَا تَأوِيلًا يَقُولُ مَا ذَا أُجِبتُم فِي أَوصِيَائِكُمُ الّذِينَ خَلّفتُمُوهُم عَلَي أُمَمِكُم قَالَ فَيَقُولُونَ لَا عِلمَ لَنَا بِمَا فَعَلُوا بَعدَنَا
شي،[تفسير العياشي] عن الكناسي مثله
6-كا،[الكافي] عَنِ العِدّةِ عَن سَهلٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ ابنِ رِئَابٍ عَنِ ابنِ عُبَيدَةَ عَن ثُوَيرِ بنِ أَبِي فَاخِتَةَ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ عَن آبَائِهِ ع عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ قَالَ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ وَ نُصِبَتِ المَوَازِينُ وَ أُحضِرَ النّبِيّونَ وَ الشّهَدَاءُ وَ هُمُ الأَئِمّةُ يَشهَدُ كُلّ إِمَامٍ عَلَي أَهلِ عَالَمِهِ بِأَنّهُ قَد قَامَ فِيهِم بِأَمرِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ دَعَاهُم إِلَي سَبِيلِ اللّهِ الخَبَرَ
7-كا،[الكافي] عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ عَن سَهلٍ عَن أَبِي يَزِيدَ عَن زِيَادٍ القنَديِّ عَن سَمَاعَةَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّفَكَيفَ إِذا جِئنا مِن كُلّ أُمّةٍ بِشَهِيدٍ وَ جِئنا بِكَ عَلي هؤُلاءِ شَهِيداً قَالَ نَزَلَت فِي أُمّةِ مُحَمّدٍص خَاصّةً فِي كُلّ قَرنٍ مِنهُم إِمَامٌ مِنّا شَاهِدٌ عَلَيهِم وَ مُحَمّدٌص شَاهِدٌ عَلَينَا
8-كا،[الكافي] أَبُو عَلِيّ الأشَعرَيِّ عَنِ ابنِ عَبدِ الجَبّارِ عَنِ ابنِ أَبِي نَجرَانَ عَن أَبِي جَمِيلَةَ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا مَعَاشِرَ قُرّاءِ القُرآنِ اتّقُوا اللّهَ عَزّ وَ جَلّ فِيمَا حَمّلَكُم مِن كِتَابِهِ فإَنِيّ مَسئُولٌ وَ إِنّكُم مَسئُولُونَ
صفحه : 284
إنِيّ مَسئُولٌ عَن تبَليِغيِ وَ أَمّا أَنتُم فَتُسأَلُونَ عَمّا حُمّلتُم مِن كِتَابِ ربَيّ وَ سنُتّيِ
9-ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] أَبُو الحَسَنِ بنُ عَبدِ اللّهِ عَنِ ابنِ أَبِي يَعفُورٍ قَالَدَخَلتُ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع وَ عِندَهُ نَفَرٌ مِن أَصحَابِهِ فَقَالَ يَا ابنَ أَبِي يَعفُورٍ هَل قَرَأتَ القُرآنَ قَالَ قُلتُ نَعَم هَذِهِ القِرَاءَةَ قَالَ عَنهَا سَأَلتُكَ لَيسَ عَن غَيرِهَا قَالَ فَقُلتُ نَعَم جُعِلتُ فِدَاكَ وَ لِمَ قَالَ لِأَنّ مُوسَي ع حَدّثَ قَومَهُ بِحَدِيثٍ لَم يَحتَمِلُوهُ عَنهُ فَخَرَجُوا عَلَيهِ بِمِصرَ فَقَاتَلُوهُ فَقَاتَلَهُم فَقَتَلَهُم وَ لِأَنّ عِيسَي ع حَدّثَ قَومَهُ بِحَدِيثٍ فَلَم يَحتَمِلُوهُ عَنهُ فَخَرَجُوا عَلَيهِ بِتَكرِيتَ فَقَاتَلُوهُ فَقَاتَلَهُم فَقَتَلَهُم وَ هُوَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّفَآمَنَت طائِفَةٌ مِن بنَيِ إِسرائِيلَ وَ كَفَرَت طائِفَةٌ فَأَيّدنَا الّذِينَ آمَنُوا عَلي عَدُوّهِم فَأَصبَحُوا ظاهِرِينَ وَ إِنّهُ أَوّلُ قَائِمٍ يَقُومُ مِنّا أَهلَ البَيتِ يُحَدّثُكُم بِحَدِيثٍ لَا تَحتَمِلُونَ فَتَخرُجُونَ عَلَيهِ بِرُمَيلَةِ الدّسكَرَةِ فَتُقَاتِلُونَهُ فَيُقَاتِلُكُم فَيَقتُلُكُم وَ هيَِ آخِرُ خَارِجَةٍ يَكُونُ ثُمّ يَجمَعُ اللّهُ يَا ابنَ أَبِي يَعفُورٍ الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ ثُمّ يُجَاءُ بِمُحَمّدٍص فِي أَهلِ زَمَانِهِ فَيُقَالُ لَهُ يَا مُحَمّدُ بَلّغتَ رسِاَلتَيِ وَ احتَجَجتَ عَلَي القَومِ بِمَا أَمَرتُكَ أَن تُحَدّثَهُم بِهِ فَيَقُولُ نَعَم يَا رَبّ فَيَسأَلُ القَومَ هَل بَلّغَكُم وَ احتَجّ عَلَيكُم فَيَقُولُ قَومٌ لَا فَيُسأَلُ مُحَمّدٌص فَيَقُولُ نَعَم يَا رَبّ وَ قَد عَلِمَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي أَنّهُ قَد فَعَلَ ذَلِكَ يُعِيدُ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرّاتٍ فَيُصَدّقُ مُحَمّداً وَ يُكَذّبُ القَومَ ثُمّ يُسَاقُونَ إِلَي نَارِ جَهَنّمَ ثُمّ يُجَاءُ بعِلَيِّ فِي أَهلِ زَمَانِهِ فَيُقَالُ لَهُ كَمَا قِيلَ لِمُحَمّدٍص وَ يُكَذّبُهُ قَومُهُ وَ يُصَدّقُهُ اللّهُ وَ يُكَذّبُهُم يُعِيدُ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرّاتٍ ثُمّ الحَسَنُ ثُمّ الحُسَينُ ثُمّ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ وَ هُوَ أَقَلّهُم أَصحَاباً كَانَ أَصحَابُهُ أَبُو خَالِدٍ الكاَبلُيِّ وَ يَحيَي ابنُ أُمّ الطّوِيلِ وَ سَعِيدُ بنُ المُسَيّبِ وَ عَامِرُ بنُ وَاثِلَةَ وَ جَابِرُ بنُ عَبدِ اللّهِ الأنَصاَريِّ وَ هَؤُلَاءِ شُهُودٌ لَهُ عَلَي مَا احتَجّ بِهِ ثُمّ يُؤتَي بأِبَيِ يعَنيِ مُحَمّدَ بنَ
صفحه : 285
عَلِيّ عَلَي مِثلِ ذَلِكَ ثُمّ يُؤتَي بيِ وَ بِكُم فَأُسأَلُ وَ تُسأَلُونَ فَانظُرُوا مَا أَنتُم صَانِعُونَ يَا ابنَ أَبِي يَعفُورٍ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ هُوَ الآمِرُ بِطَاعَتِهِ وَ طَاعَةِ رَسُولِهِ وَ طَاعَةِ أوُليِ الأَمرِ الّذِينَ هُم أَوصِيَاءُ رَسُولِهِ يَا ابنَ أَبِي يَعفُورٍ فَنَحنُ حُجَجُ اللّهِ فِي عِبَادِهِ وَ شُهَدَاؤُهُ عَلَي خَلقِهِ وَ أُمَنَاؤُهُ فِي أَرضِهِ وَ خُزّانُهُ عَلَي عِلمِهِ وَ الدّاعُونَ إِلَي سَبِيلِهِ وَ العَامِلُونَ بِذَلِكَ فَمَن أَطَاعَنَا أَطَاعَ اللّهَ وَ مَن عَصَانَا فَقَد عَصَي اللّهَ
1-جا،[المجالس للمفيد] ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]المُفِيدُ عَنِ ابنِ قُولَوَيهِ عَن مُحَمّدٍ الحمِيرَيِّ عَن أَبِيهِ عَن هَارُونَ عَنِ ابنِ زِيَادٍ قَالَ سَمِعتُ جَعفَرَ بنَ مُحَمّدٍ ع وَ قَد سُئِلَ عَن قَولِهِ تَعَالَيقُل فَلِلّهِ الحُجّةُ البالِغَةُ فَقَالَ إِنّ اللّهَ تَعَالَي يَقُولُ لِلعَبدِ يَومَ القِيَامَةِ عبَديِ أَ كُنتَ عَالِماً فَإِن قَالَ نَعَم قَالَ لَهُ أَ فَلَا عَمِلتَ بِمَا عَلِمتَ وَ إِن قَالَ كُنتُ جَاهِلًا قَالَ لَهُ أَ فَلَا تَعَلّمتَ حَتّي تَعمَلَ فَيُخصَمُ فَتِلكَ الحُجّةُ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ عَلَي خَلقِهِ
بيان يقال خاصمه فخصمه يخصمه أي غلبه
2-كا،[الكافي] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَيثَمِ النّخّاسِ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِنّ الرّجُلَ مِنكُم لَيَكُونُ فِي المَحَلّةِ فَيَحتَجّ اللّهُ يَومَ القِيَامَةِ عَلَي جِيرَانِهِ فَيُقَالُ لَهُم أَ لَم يَكُن فُلَانٌ بَينَكُم أَ لَم تَسمَعُوا كَلَامَهُ أَ لَم تَسمَعُوا بُكَاءَهُ فِي اللّيلِ فَيَكُونُ حُجّةَ اللّهِ عَلَيهِم
3-كا،[الكافي]حُمَيدُ بنُ زِيَادٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدٍ الكنِديِّ عَن أَحمَدَ بنِ الحَسَنِ الميِثمَيِّ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَن عَبدِ الأَعلَي مَولَي آلِ سَامٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُيُؤتَي بِالمَرأَةِ الحَسنَاءِ يَومَ القِيَامَةِ التّيِ قَدِ افتُتِنَت فِي حُسنِهَا فَتَقُولُ يَا رَبّ حَسّنتَ خلَقيِ حَتّي لَقِيتُ مَا لَقِيتُ فَيُجَاءُ بِمَريَمَ ع فَيُقَالُ أَنتِ أَحسَنُ أَو هَذِهِ قَد حَسّنّاهَا فَلَم تُفتَتَن وَ يُجَاءُ بِالرّجُلِ الحَسَنِ ألّذِي قَدِ افتُتِنَ فِي حُسنِهِ فَيَقُولُ يَا
صفحه : 286
رَبّ حَسّنتَ خلَقيِ حَتّي لَقِيتُ مِنَ النّسَاءِ مَا لَقِيتُ فَيُجَاءُ بِيُوسُفَ ع فَيُقَالُ أَنتَ أَحسَنُ أَو هَذَا قَد حَسّنّاهُ فَلَم يُفتَتَن وَ يُجَاءُ بِصَاحِبِ البَلَاءِ ألّذِي قَد أَصَابَهُ الفِتنَةُ فِي بَلَائِهِ فَيَقُولُ يَا رَبّ شَدّدتَ عَلَيّ البَلَاءَ حَتّي افتُتِنتُ فَيُجَاءُ بِأَيّوبَ ع فَيُقَالُ أَ بَلِيّتُكَ أَشَدّ أَو بَلِيّةُ هَذَا فَقَدِ ابتلُيَِ فَلَم يُفتَتَن
الآيات النورلِيَجزِيَهُمُ اللّهُ أَحسَنَ ما عَمِلُوا وَ يَزِيدَهُم مِن فَضلِهِ وَ اللّهُ يَرزُقُ مَن يَشاءُ بِغَيرِ حِسابٍالفرقان إِلّا مَن تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ عَمَلًا صالِحاً فَأُولئِكَ يُبَدّلُ اللّهُ سَيّئاتِهِم حَسَناتٍ وَ كانَ اللّهُ غَفُوراً رَحِيماً.تفسير قال البيضاوي في قوله سبحانه لِيَجزِيَهُمُ اللّهُ أَحسَنَ ما عَمِلُواأحسن جزاء ماعملوا الموعود لهم من الجنةوَ يَزِيدَهُم مِن فَضلِهِأشياء لم يعدهم علي أعمالهم و لم يخطر ببالهم وَ اللّهُ يَرزُقُ مَن يَشاءُ بِغَيرِ حِسابٍتقرير للزيادة وتنبيه علي كمال القدرة ونفاذ المشية وسعة الإحسان . و قال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالي فَأُولئِكَ يُبَدّلُ اللّهُ سَيّئاتِهِم حَسَناتٍ قال قتادة التبديل في الدنيا طاعة الله بعدعصيانه وذكر الله بعدنسيانه والخير يعمله بعدالشر وقيل يبدّلهم الله بقبائح أعمالهم في الشرك محاسن الأعمال في الإسلام وقيل إن معناه أن يمحو السيئة عن العبد ويثبت له بدلها الحسنة واحتجوا بما رَوَاهُ مُسلِمٌ فِي الصّحِيحِ مَرفُوعاً إِلَي أَبِي ذَرّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يُؤتَي بِالرّجُلِ يَومَ القِيَامَةِ فَيُقَالُ اعرِضُوا عَلَيهِ صِغَارَ ذُنُوبِهِ وَ نَحّوا عَنهُ كِبَارَهَا فَيُقَالُ عَمِلتَ يَومَ كَذَا وَ كَذَا وَ هُوَ مُقِرّ لَا يُنكِرُ وَ هُوَ مُشفِقٌ مِنَ الكِبَارِ فَيُقَالُ أَعطُوهُ مَكَانَ كُلّ سَيّئَةٍ عَمِلَهَا حَسَنَةً فَيَقُولُ إِنّ لِي ذُنُوباً مَا أَرَاهَا هَاهُنَا قَالَ وَ لَقَد رَأَيتُ رَسُولَ اللّهِص ضَحِكَ حَتّي بَدَت نَوَاجِذُهُ
صفحه : 287
1- لي ،[الأمالي للصدوق ]الفاَميِّ عَن مُحَمّدٍ الحمِيرَيِّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ هَاشِمٍ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ زِيَادٍ الكرَخيِّ قَالَ قَالَ الصّادِقُ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ ع إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ نَشَرَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي رَحمَتَهُ حَتّي يَطمَعَ إِبلِيسُ فِي رَحمَتِهِ
2-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِالأَسَانِيدِ الثّلَاثَةِ عَنِ الرّضَا ع عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ تَجَلّي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لِعَبدِهِ المُؤمِنِ فَيُوقِفُهُ عَلَي ذُنُوبِهِ ذَنباً ذَنباً ثُمّ يَغفِرُ اللّهُ لَهُ لَا يُطلِعُ اللّهُ عَلَي ذَلِكَ مَلَكاً مُقَرّباً وَ لَا نَبِيّاً مُرسَلًا وَ يَستُرُ عَلَيهِ مَا يَكرَهُ أَن يَقِفَ عَلَيهِ أَحَدٌ ثُمّ يَقُولُ لِسَيّئَاتِهِ كوُنيِ حَسَنَاتٍ
صح ،[صحيفة الرضا عليه السلام ] عنه ع مثله قال الصدوق رحمه الله معني قوله تجلي الله لعبده أي ظهر له بآية من آياته يعلم بها أن الله تعالي مخاطبه .أقول قدأثبتنا خبر محمد بن مسلم في هذاالمعني في باب الحساب
3-ثو،[ثواب الأعمال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ الحَجّاجِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ آخِرَ عَبدٍ يُؤمَرُ بِهِ إِلَي النّارِ يَلتَفِتُ فَيَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَعجِلُوهُ فَإِذَا أتُيَِ بِهِ قَالَ لَهُ يَا عبَديِ لِمَ التَفَتّ فَيَقُولُ يَا رَبّ مَا كَانَ ظنَيّ بِكَ هَذَا فَيَقُولُ اللّهُ جَلّ جَلَالُهُ عبَديِ وَ مَا كَانَ ظَنّكَ بيِ فَيَقُولُ يَا رَبّ كَانَ ظنَيّ بِكَ أَن تَغفِرَ لِي خطَيِئتَيِ وَ تسُكنِنَيِ[تدُخلِنَيِ]جَنّتَكَ فَيَقُولُ اللّهُ ملَاَئكِتَيِ وَ عزِتّيِ وَ آلاَئيِ وَ بلَاَئيِ وَ ارتِفَاعِ مكَاَنيِ مَا ظَنّ بيِ هَذَا سَاعَةً مِن حَيَاتِهِ خَيراً قَطّ وَ لَو ظَنّ بيِ سَاعَةً مِن حَيَاتِهِ خَيراً مَا رَوّعتُهُ بِالنّارِ أَجِيزُوا لَهُ كَذِبَهُ وَ أَدخِلُوهُ الجَنّةَ ثُمّ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَا ظَنّ عَبدٌ بِاللّهِ خَيراً إِلّا كَانَ اللّهُ عِندَ ظَنّهِ بِهِ وَ لَا ظَنّ بِهِ سُوءاً إِلّا
صفحه : 288
كَانَ اللّهُ عِندَ ظَنّهِ بِهِ وَ ذَلِكَ قَولُهُ عَزّ وَ جَلّوَ ذلِكُم ظَنّكُمُ ألّذِي ظَنَنتُم بِرَبّكُم أَرداكُم فَأَصبَحتُم مِنَ الخاسِرِينَ
ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] ابن أبي عمير مثله بيان أعجلوه أي ردّوه مستعجلا
4-سن ،[المحاسن ] أَبِي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ ابنِ رِئَابٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ يُؤتَي بِعَبدٍ يَومَ القِيَامَةِ ظَالِمٌ لِنَفسِهِ فَيَقُولُ اللّهُ لَهُ أَ لَم آمُركَ بطِاَعتَيِ أَ لَم أَنهَكَ عَن معَصيِتَيِ فَيَقُولُ بَلَي يَا رَبّ وَ لَكِن غَلَبَت عَلَيّ شهَوتَيِ فَإِن تعُذَبّنيِ فبَذِنَبيِ لَم تظَلمِنيِ فَيَأمُرُ اللّهُ بِهِ إِلَي النّارِ فَيَقُولُ مَا كَانَ هَذَا ظنَيّ بِكَ فَيَقُولُ مَا كَانَ ظَنّكَ بيِ قَالَ كَانَ ظنَيّ بِكَ أَحسَنَ الظّنّ فَيَأمُرُ اللّهُ بِهِ إِلَي الجَنّةِ فَيَقُولُ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي لَقَد نَفَعَكَ حُسنُ ظَنّكَ بيَِ السّاعَةَ
أقول سيأتي مثله في باب الخوف والرجاء
5-سن ،[المحاسن ] ابنُ فَضّالٍ عَن عَلِيّ بنِ عُقبَةَ عَن أَبِيهِ عَن سُلَيمَانَ بنِ خَالِدٍ قَالَ قَرَأتُ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع هَذِهِ الآيَةَإِلّا مَن تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ عَمَلًا صالِحاً فَأُولئِكَ يُبَدّلُ اللّهُ سَيّئاتِهِم حَسَناتٍ فَقَالَ هَذِهِ فِيكُم إِنّهُ يُؤتَي بِالمُؤمِنِ المُذنِبِ يَومَ القِيَامَةِ حَتّي يُوقَفُ بَينَ يدَيَِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَيَكُونُ هُوَ ألّذِي يلَيِ حِسَابَهُ فَيُوقِفُهُ عَلَي سَيّئَاتِهِ شَيئاً شَيئاً فَيَقُولُ عَمِلتَ كَذَا فِي يَومِ كَذَا فِي سَاعَةِ كَذَا فَيَقُولُ أَعرِفُ يَا رَبّ قَالَ حَتّي يُوقِفَهُ عَلَي سَيّئَاتِهِ كُلّهَا كُلّ ذَلِكَ يَقُولُ أَعرِفُ فَيَقُولُ سَتَرتُهَا عَلَيكَ فِي الدّنيَا وَ أَغفِرُهَا لَكَ اليَومَ أَبدِلُوهَا لعِبَديِ حَسَنَاتٍ قَالَ فَتُرفَعُ صَحِيفَتُهُ لِلنّاسِ فَيَقُولُونَ سُبحَانَ اللّهِ أَ مَا كَانَت لِهَذَا العَبدِ سَيّئَةٌ وَاحِدَةٌ وَ هُوَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّفَأُولئِكَ يُبَدّلُ اللّهُ سَيّئاتِهِم حَسَناتٍ
6-كا،[الكافي] عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي بنِ عُبَيدٍ عَن أَبِي الحَسَنِ عَلِيّ بنِ يَحيَي عَن أَيّوبَ بنِ أَعيَنَ عَن أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يُؤتَي يَومَ القِيَامَةِ بِرَجُلٍ فَيُقَالُ احتَجّ فَيَقُولُ يَا رَبّ خلَقَتنَيِ وَ هدَيَتنَيِ فَأَوسَعتَ عَلَيّ
صفحه : 289
فَلَم أَزَل أُوَسّعُ عَلَي خَلقِكَ وَ أُيَسّرُ عَلَيهِم لكِيَ تَنشُرَ عَلَيّ هَذَا اليَومَ رَحمَتَكَ وَ تُيَسّرَهُ فَيَقُولُ الرّبّ جَلّ ثَنَاؤُهُ وَ تَعَالَي ذِكرُهُ صَدَقَ عبَديِ أَدخِلُوهُ الجَنّةَ
7-فس ،[تفسير القمي] عَنِ الرّضَا ع قَالَ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ أُوقِفَ المُؤمِنُ بَينَ يدَيَِ اللّهِ تَعَالَي فَيَكُونُ هُوَ ألّذِي يلَيِ حِسَابَهُ فَيَعرِضُ عَلَيهِ عَمَلَهُ فَيَنظُرُ فِي صَحِيفَتِهِ فَأَوّلُ مَا يَرَي سَيّئَاتُهُ فَيَتَغَيّرُ لِذَلِكَ لَونُهُ وَ تَرعَشُ فَرَائِصُهُ وَ تَفزَعُ نَفسُهُ ثُمّ يَرَي حَسَنَاتِهِ فَتَقَرّ عَينُهُ وَ تُسَرّ نَفسُهُ وَ يَفرَحُ ثُمّ يَنظُرُ إِلَي مَا أَعطَاهُ اللّهُ تَعَالَي مِنَ الثّوَابِ فَيَشتَدّ فَرَحُهُ ثُمّ يَقُولُ اللّهُ تَعَالَي لِلمَلَائِكَةِ احمِلُوا الصّحُفَ التّيِ فِيهَا الأَعمَالُ التّيِ لَم يَعمَلُوهَا قَالَ فَيَقرَءُونَهَا فَيَقُولُونَ وَ عِزّتِكَ إِنّكَ لَتَعلَمُ أَنّا لَم نَعمَل مِنهَا شَيئاً فَيَقُولُ صَدَقتُم وَ لَكِنّكُم نَوَيتُمُوهَا فَكَتَبنَاهَا لَكُم ثُمّ يُثَابُونَ عَلَيهَا
8-فس ،[تفسير القمي] أَبِي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ ابنِ رِئَابٍ عَن أَبِي عُبَيدَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي لَيَمُنّ عَلَي عَبدِهِ يَومَ القِيَامَةِ فَيَأمُرُهُ أَن يَدنُوَ مِنهُ فَيَدنُو ثُمّ يَعرِفُهُ مَا أَنعَمَ بِهِ عَلَيهِ يَقُولُ لَهُ أَ لَم تدَعنُيِ يَومَ كَذَا وَ كَذَا بِكَذَا وَ كَذَا فَأَجَبتُ دَعوَتَكَ أَ لَم تسَألَنيِ يَومَ كَذَا وَ كَذَا فَأَعطَيتُكَ مَسأَلَتَكَ أَ لَم تَستَغِث بيِ يَومَ كَذَا وَ كَذَا فَأَغَثتُكَ أَ لَم تسَألَنيِ فِي ضُرّ كَذَا وَ كَذَا فَكَشَفتُ ضُرّكَ وَ رَحِمتُ صَوتَكَ أَ لَم تسَألَنيِ مَالًا فَمَلّكتُكَ أَ لَم تسَتخَدمِنيِ فَأَخدَمتُكَ أَ لَم تسَألَنيِ أَن أُزَوّجَكَ فُلَانَةَ وَ هيَِ مَنِيعَةٌ عِندَ أَهلِهَا فَزَوّجنَاكَهَا قَالَ فَيَقُولُ العَبدُ بَلَي يَا رَبّ أعَطيَتنَيِ كُلّ مَا سَأَلتُكَ وَ قَد كُنتُ أَسأَلُكَ الجَنّةَ قَالَ فَيَقُولُ اللّهُ أَلَا فإَنِيّ مُنجِزٌ لَكَ مَا سَأَلتَنِيهِ هَذِهِ الجَنّةُ لَكَ مُبَاحَةٌ أَرضَيتُكَ فَيَقُولُ المُؤمِنُ نَعَم يَا رَبّ أرَضيَتنَيِ وَ قَد رَضِيتُ فَيَقُولُ اللّهُ لَهُ عبَديِ إنِيّ كُنتُ أَرضَي أَعمَالَكَ وَ أَنَا أَرضَي لَكَ أَحسَنَ الجَزَاءِ فَإِنّ أَفضَلَ جزَاَئيِ عنِديِ أَن أَسكَنتُكَ الجَنّةَ
ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] ابن محبوب مثله
صفحه : 290
9-ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] ابنُ أَبِي عُمَيرٍ رَفَعَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ يُؤتَي بِعَبدٍ يَومَ القِيَامَةِ لَيسَت لَهُ حَسَنَةٌ فَيُقَالُ لَهُ اذكُر وَ تَذَكّر هَل لَكَ حَسَنَةٌ قَالَ فَيَذكُرُ فَيَقُولُ يَا رَبّ مَا لِي مِن حَسَنَةٍ إِلّا أَنّ عَبدَكَ فُلَاناً المُؤمِنَ مَرّ بيِ فَطَلَبَ منِيّ مَاءً يَتَوَضّأُ بِهِ فيَصُلَيّ بِهِ فَأَعطَيتُهُ قَالَ فَيَقُولُ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي أَدخِلُوا عبَديَِ الجَنّةَ
1- لي ،[الأمالي للصدوق ]صَالِحُ بنُ عِيسَي العجِليِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ عَلِيّ عَن مُحَمّدِ بنِ الصّلتِ عَن مُحَمّدِ بنِ بُكَيرٍ عَن عَبّادِ بنِ عَبّادٍ المهُلَبّيِّ عَن سَعِيدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن هِلَالِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ عَن يَعلَي بنِ زَيدٍ عَن سَعِيدِ بنِ المُسَيّبِ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ سَمُرَةَ قَالَكُنّا عِندَ رَسُولِ اللّهِص يَوماً فَقَالَ إنِيّ رَأَيتُ البَارِحَةَ عَجَائِبَ قَالَ فَقُلنَا يَا رَسُولَ اللّهِ وَ مَا رَأَيتَ حَدّثنَا بِهِ فِدَاكَ أَنفُسُنَا وَ أَهلُونَا وَ أَولَادُنَا فَقَالَ رَأَيتُ رَجُلًا مِن أمُتّيِ وَ قَد أَتَاهُ مَلَكُ المَوتِ لِيَقبِضَ رُوحَهُ فَجَاءَهُ بِرّهُ بِوَالِدَيهِ فَمَنَعَهُ مِنهُ وَ رَأَيتُ رَجُلًا مِن أمُتّيِ قَد بُسِطَ عَلَيهِ عَذَابُ القَبرِ فَجَاءَهُ وُضُوؤُهُ فَمَنَعَهُ مِنهُ وَ رَأَيتُ رَجُلًا مِن أمُتّيِ قَدِ احتَوَشَتهُ الشّيَاطِينُ فَجَاءَهُ ذِكرُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَنَجّاهُ مِن بَينِهِم وَ رَأَيتُ رَجُلًا مِن أمُتّيِ قَدِ احتَوَشَتهُ مَلَائِكَةُ العَذَابِ فَجَاءَتهُ صَلَاتُهُ فَمَنَعَتهُ مِنهُم وَ رَأَيتُ رَجُلًا مِن أمُتّيِ يَلهَثُ عَطَشاً كُلّمَا وَرَدَ حَوضاً مُنِعَ فَجَاءَهُ صِيَامُ شَهرِ رَمَضَانَ فَسَقَاهُ وَ أَروَاهُ وَ رَأَيتُ رَجُلًا مِن أمُتّيِ وَ النّبِيّونَ حَلَقاً حَلَقاً كُلّمَا أَتَي حَلقَةً طُرِدَ فَجَاءَهُ اغتِسَالُهُ مِنَ الجَنَابَةِ فَأَخَذَ بِيَدِهِ فَأَجلَسَهُ إِلَي جنَبيِ وَ رَأَيتُ رَجُلًا مِن أمُتّيِ بَينَ يَدَيهِ ظُلمَةٌ وَ مِن خَلفِهِ ظُلمَةٌ وَ عَن يَمِينِهِ ظُلمَةٌ وَ عَن شِمَالِهِ ظُلمَةٌ وَ مِن تَحتِهِ ظُلمَةٌ مُستَنقِعاً فِي الظّلمَةِ فَجَاءَهُ حَجّهُ وَ عُمرَتُهُ فَأَخرَجَاهُ مِنَ الظّلمَةِ وَ أَدخَلَاهُ النّورَ وَ رَأَيتُ رَجُلًا مِن أمُتّيِ يُكَلّمُ المُؤمِنِينَ فَلَا يُكَلّمُونَهُ فَجَاءَهُ صِلَتُهُ لِلرّحِمِ فَقَالَ يَا مَعشَرَ المُؤمِنِينَ كَلّمُوهُ فَإِنّهُ كَانَ وَاصِلًا لِرَحِمِهِ
صفحه : 291
فَكَلّمَهُ المُؤمِنُونَ وَ صَافَحُوهُ وَ كَانَ مَعَهُم وَ رَأَيتُ رَجُلًا مِن أمُتّيِ يتَقّيِ وَهَجَ النّيرَانِ وَ شَرَرَهَا بِيَدِهِ وَ وَجهِهِ فَجَاءَتهُ صَدَقَتُهُ فَكَانَت ظِلّا عَلَي رَأسِهِ وَ سِتراً عَلَي وَجهِهِ وَ رَأَيتُ رَجُلًا مِن أمُتّيِ قَد أَخَذَتهُ الزّبَانِيَةُ مِن كُلّ مَكَانٍ فَجَاءَهُ أَمرُهُ بِالمَعرُوفِ وَ نَهيُهُ عَنِ المُنكَرِ فَخَلّصَاهُ مِن بَينِهِم وَ جَعَلَاهُ مَعَ مَلَائِكَةِ الرّحمَةِ وَ رَأَيتُ رَجُلًا مِن أمُتّيِ جَاثِياً عَلَي رُكبَتَيهِ بَينَهُ وَ بَينَ رَحمَةِ اللّهِ حِجَابٌ فَجَاءَهُ حُسنُ خُلُقِهِ فَأَخَذَهُ بِيَدِهِ فَأَدخَلَهُ فِي رَحمَةِ اللّهِ وَ رَأَيتُ رَجُلًا مِن أمُتّيِ قَد هَوَت صَحِيفَتُهُ قِبَلَ شِمَالِهِ فَجَاءَهُ خَوفُهُ مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَأَخَذَ صَحِيفَتَهُ فَجَعَلَهَا فِي يَمِينِهِ وَ رَأَيتُ رَجُلًا مِن أمُتّيِ قَد خَفّت مَوَازِينُهُ فَجَاءَهُ أَفرَاطُهُ فَثَقّلُوا مَوَازِينَهُ وَ رَأَيتُ رَجُلًا مِن أمُتّيِ قَائِماً عَلَي شَفِيرِ جَهَنّمَ فَجَاءَهُ رَجَاؤُهُ مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَاستَنقَذَهُ مِن ذَلِكَ وَ رَأَيتُ رَجُلًا مِن أمُتّيِ قَد هَوَي فِي النّارِ فَجَاءَتهُ دُمُوعُهُ التّيِ بَكَي مِن خَشيَةِ اللّهِ فَاستَخرَجَتهُ مِن ذَلِكَ وَ رَأَيتُ رَجُلًا مِن أمُتّيِ عَلَي الصّرَاطِ يَرتَعِدُ كَمَا تَرتَعِدُ السّعَفَةُ فِي يَومِ رِيحٍ عَاصِفٍ فَجَاءَهُ حُسنُ ظَنّهِ بِاللّهِ فَسَكَنَ رَعدَتُهُ وَ مَضَي عَلَي الصّرَاطِ وَ رَأَيتُ رَجُلًا مِن أمُتّيِ عَلَي الصّرَاطِ يَزحَفُ أَحيَاناً وَ يَحبُو أَحيَاناً وَ يَتَعَلّقُ أَحيَاناً فَجَاءَتهُ صَلَاتُهُ عَلَيّ فَأَقَامَتهُ عَلَي قَدَمَيهِ وَ مَضَي عَلَي الصّرَاطِ وَ رَأَيتُ رَجُلًا مِن أمُتّيِ انتَهَي إِلَي أَبوَابِ الجَنّةِ كُلّمَا انتَهَي إِلَي بَابٍ أُغلِقَ دُونَهُ فَجَاءَتهُ شَهَادَةُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ صَادِقاً بِهَا فَفَتَحَت لَهُ الأَبوَابُ وَ دَخَلَ الجَنّةَ
بيان لهث الكلب وغيره يلهث لهثا أخرج لسانه من شدة العطش قوله فجاءه أفراطه أي أولاده الذين ماتوا قبله والزحف مشي الصبيّ علي استه والحبو مشيه علي يديه وبطنه
2-كا،[الكافي] أَحمَدُ بنُ عَبدِ اللّهِ عَن جَدّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن مُحَمّدِ بنِ الفُضَيلِ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ زَيدٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَرضُ القِيَامَةِ نَارٌ مَا خَلَا ظِلّ المُؤمِنِ فَإِنّ صَدَقَتَهُ تُظِلّهُ
3-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]العَطّارُ عَن سَعدٍ عَن أَيّوبَ بنِ نُوحٍ قَالَسَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ مَن زَارَ قَبرَ أَبِي بِطُوسَ غَفَرَ اللّهُ لَهُ مَا تَقَدّمَ مِن ذَنبِهِ وَ مَا تَأَخّرَ فَإِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ نُصِبَ
صفحه : 292
لَهُ مِنبَرٌ بِحِذَاءِ مِنبَرِ رَسُولِ اللّهِص حَتّي يَفرُغَ اللّهُ تَعَالَي مِن حِسَابِ عِبَادِهِ
4- لي ،[الأمالي للصدوق ]بِإِسنَادِهِ عَن سُلَيمَانَ بنِ حَفصٍ المرَوزَيِّ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع قَالَ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ كَانَ عَلَي عَرشِ اللّهِ جَلّ جَلَالُهُ أَربَعَةٌ مِنَ الأَوّلِينَ وَ أَربَعَةٌ مِنَ الآخِرِينَ فَأَمّا الأَوّلُونَ فَنُوحٌ وَ اِبرَاهِيمُ وَ مُوسَي وَ عِيسَي وَ أَمّا الأَربَعَةُ الآخَرُونَ فَمُحَمّدٌ وَ عَلِيّ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ثُمّ يُمَدّ المِطمَرُ فَيَقعُدُ مَعَنَا زُوّارُ قُبُورِ الأَئِمّةِ أَلَا إِنّ أَعلَاهَا دَرَجَةً وَ أَقرَبَهُم حَبوَةً زُوّارُ قَبرِ ولَدَيِ عَلِيّ
توضيح المطمر خيط للبنّاء يقدّر به
5-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَالَ رَسُولُ اللّهِص تَعَلّمُوا سُورَةَ البَقَرَةِ وَ آلَ عِمرَانَ فَإِنّ أَخذَهُمَا بَرَكَةٌ وَ تَركَهُمَا حَسرَةٌ وَ لَا يَستَطِيعُهُمَا البَطَلَةُ يعَنيِ السّحَرَةَ وَ إِنّهُمَا لَتَجِيئَانِ يَومَ القِيَامَةِ كَأَنّهُمَا غَمَامَتَانِ أَو عَبَايَتَانِ أَو فِرقَانِ مِن طَيرٍ صَوَافّ يُحَاجّانِ عَن صَاحِبِهِمَا وَ يُحَاجّهُمَا رَبّ العِزّةِ وَ يَقُولَانِ يَا رَبّ الأَربَابِ إِنّ عَبدَكَ هَذَا قَرَأَنَا وَ أَظمَأنَا نَهَارَهُ وَ أَسهَرنَا لَيلَهُ وَ أَنصَبنَا بَدَنَهُ فَيَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ يَا أَيّهَا القُرآنُ فَكَيفَ كَانَ تَسلِيمُهُ لِمَا أَمَرتُهُ[أَنزَلتُهُ]فِيكَ مِن تَفضِيلِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ أخَيِ مُحَمّدٍ رَسُولِ اللّهِ فَيَقُولَانِ يَا رَبّ الأَربَابِ وَ إِلَهَ الآلِهَةِ وَالَاهُ وَ وَالَي وَلِيّهُ[أَولِيَاءَهُ] وَ عَادَي أَعدَاءَهُ إِذَا قَدَرَ جَهَرَ وَ إِذَا عَجَزَ اتّقَي وَ استَتَرَ فَيَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فَقَد عَمِلَ إِذًا بِكُمَا كَمَا أَمَرتُهُ وَ عَظّمَ مِن خَطبِكُمَا مَا أَعظَمتُهُ يَا عَلِيّ أَ مَا تَسمَعُ شَهَادَةَ القُرآنِ لِوَلِيّكَ هَذَا فَيَقُولُ عَلِيّ بَلَي يَا رَبّ فَيَقُولُ اللّهُ تَعَالَي فَاقتَرِح لَهُ مَا يَزِيدُ[فَيَقتَرِحُ لَهُ مَا يَزِيدُ] عَلَي أمَاَنيِّ هَذَا القاَرِئِ مِنَ الأَضعَافِ المُضَاعَفَاتِ مَا لَا يَعلَمُهُ إِلّا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فَيُقَالُ قَد أَعطَيتُهُ مَا اقتَرَحتَ يَا عَلِيّ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص وَ إِنّ واَلدِيَِ القاَرِئِ لَيُتَوّجَانِ بِتَاجِ الكَرَامَةِ يضُيِءُ نُورُهُ مِن مَسِيرَةِ عَشَرَةِ آلَافِ سَنَةٍ وَ يُكسَيَانِ حُلّةً لَا يَقُومُ لِأَقَلّ سِلكٍ مِنهَا مِائَةُ أَلفِ ضِعفِ مَا فِي الدّنيَا بِمَا يَشتَمِلُ عَلَيهِ مِن خَيرَاتِهَا ثُمّ يُعطَي هَذَا القاَرِئُ المُلكَ بِيَمِينِهِ وَ الخُلدَ بِشِمَالِهِ فِي كِتَابٍ يَقرَأُ مِن كِتَابِهِ بِيَمِينِهِ
صفحه : 293
قَد جُعِلتَ مِن أَفَاضِلِ مُلُوكِ الجِنَانِ وَ مِن رُفَقَاءِ مُحَمّدٍ سَيّدِ الأَنبِيَاءِ وَ عَلِيّ خَيرِ الأَوصِيَاءِ وَ الأَئِمّةِ بَعدَهُمَا سَادَةِ الأَتقِيَاءِ وَ يَقرَأُ مِن كِتَابِهِ بِشِمَالِهِ قَد أَمِنتَ الزّوَالَ وَ الِانتِقَالَ عَن هَذِهِ المُلكِ وَ أَعَذتَ مِنَ المَوتِ وَ الأَسقَامِ وَ كُفِيتَ الأَمرَاضَ وَ الأَعلَالَ وَ جُنّبتَ حَسَدَ الحَاسِدِينَ وَ كَيدَ الكَائِدِينَ ثُمّ يُقَالُ لَهُ اقرَأ وَ ارقَ وَ مَنزِلُكَ عِندَ آخِرِ آيَةٍ تَقرَؤُهَا فَإِذَا نَظَرَ وَالِدَاهُ إِلَي حِليَتِهِمَا وَ تَاجَيهِمَا قَالَا رَبّنَا أَنّي لَنَا هَذَا الشّرَفُ وَ لَم تَبلُغهُ أَعمَالُنَا فَيُقَالُ لَهُمَا أَكرَمَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ هَذَا لَكُمَا بِتَعلِيمِكُمَا وَلَدَكُمَا القُرآنَ
بيان قال في النهاية فيه تأتي البقرة وآل عمران كأنهما فرقان من طير صواف أي قطعتان
6-ثو،[ثواب الأعمال ] عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن قَرَأَ سُورَةَ الأَعرَافِ فِي كُلّ شَهرٍ كَانَ يَومَ القِيَامَةِ مِنَ الآمِنِينَ الّذِينَلا خَوفٌ عَلَيهِم وَ لا هُم يَحزَنُونَ فَإِن قَرَأَهَا فِي كُلّ جُمُعَةٍ كَانَ مِمّن لَا يُحَاسَبُ يَومَ القِيَامَةِ أَمَا إِنّ فِيهَا مُحكَماً فَلَا تَدَعُوا قِرَاءَتَهَا فَإِنّهَا تَشهَدُ يَومَ القِيَامَةِ لِمَن قَرَأَهَا
7- وَ عَنهُ ع مَن قَرَأَ سُورَةَ يُونُسَ فِي كُلّ شَهرَينِ أَو ثَلَاثَةٍ لَم يُخَف عَلَيهِ أَن يَكُونَ مِنَ الجَاهِلِينَ وَ كَانَ يَومَ القِيَامَةِ مِنَ المُقَرّبِينَ
8- وَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع مَن قَرَأَ سُورَةَ هُودٍ فِي كُلّ جُمُعَةٍ بَعَثَهُ اللّهُ يَومَ القِيَامَةِ فِي زُمرَةِ النّبِيّينَ وَ لَم تُعَرّف لَهُ خَطِيئَةُ عَمَلِهَا يَومَ القِيَامَةِ
9- وَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن قَرَأَ سُورَةَ يُوسُفَ فِي كُلّ يَومٍ أَو فِي كُلّ لَيلَةٍ بَعَثَهُ اللّهُ يَومَ القِيَامَةِ وَ جَمَالُهُ كَجَمَالِ يُوسُفَ وَ لَا يُصِيبُهُ فَزَعُ يَومِ القِيَامَةِ
10- وَ عَنهُ ع مَن أَكثَرَ قِرَاءَةَ سُورَةِ الرّعدِ وَ كَانَ مُؤمِناً دَخَلَ الجَنّةَ بِغَيرِ حِسَابٍ وَ شُفّعَ فِي جَمِيعِ مَن يَعرِفُ مِن أَهلِ بَيتِهِ وَ إِخوَانِهِ
صفحه : 294
11- وَ عَنهُ ع مَن قَرَأَ سُورَةَ الكَهفِ كُلّ لَيلَةِ جُمُعَةٍ لَم يَمُت إِلّا شَهِيداً وَ بَعَثَهُ اللّهُ يَومَ القِيَامَةِ مَعَ الشّهَدَاءِ وَ وَقَفَ يَومَ القِيَامَةِ مَعَ الشّهَدَاءِ
12- وَ عَنهُ ع مَن أَدمَنَ قِرَاءَةَ سُورَةِ مَريَمَ كَانَ فِي الآخِرَةِ مِن أَصحَابِ عِيسَي ابنِ مَريَمَ وَ أعُطيَِ فِي الآخِرَةِ مُلكَ سُلَيمَانَ فِي الدّنيَا
13- وَ عَنهُ ع مَن أَدمَنَ قِرَاءَةَ طه أَعطَاهُ اللّهُ يَومَ القِيَامَةِ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ وَ لَم يُحَاسَب بِمَا عَمِلَ فِي الإِسلَامِ وَ أعُطيَِ فِي الآخِرَةِ حَتّي يَرضَي
14- وَ عَن أَبِي الحَسَنِ ع مَن قَرَأَ سُورَةَ الفُرقَانِ فِي كُلّ لَيلَةٍ لَم يُعَذّبهُ اللّهُ أَبَداً وَ لَم يُحَاسِبهُ وَ كَانَ مَنزِلُهُ فِي الفِردَوسِ الأَعلَي
15- وَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع مَن قَرَأَ سُورَةَ السّجدَةِ فِي كُلّ لَيلَةِ جُمُعَةٍ أَعطَاهُ اللّهُ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ وَ لَم يُحَاسِبهُ بِمَا كَانَ مِنهُ وَ كَانَ مِن رُفَقَاءِ مُحَمّدٍص وَ أَهلِ بَيتِهِ ع
16- وَ عَنهُ ع مَن كَانَ كَثِيرَ القِرَاءَةِ لِسُورَةِ الأَحزَابِ كَانَ يَومَ القِيَامَةِ فِي جِوَارِ مُحَمّدٍص وَ أَزوَاجِهِ
17- وَ عَنهُ ع فِي فَضلِ قِرَاءَةِ سُورَةِ يس وَ سَاقَ الحَدِيثَ إِلَي أَن قَالَ وَ لَم يَزَل فِي قَبرِهِ نُورٌ سَاطِعٌ إِلَي أَعنَانِ السّمَاءِ إِلَي أَن يُخرِجَهُ مِن قَبرِهِ فَإِذَا أَخرَجَهُ لَم تَزَل مَلَائِكَةُ اللّهِ تَعَالَي مَعَهُ يُشَيّعُونَهُ وَ يُحَدّثُونَهُ وَ يَضحَكُونَ فِي وَجهِهِ وَ يُبَشّرُونَهُ بِكُلّ خَيرٍ حَتّي يَتَجَاوَزُوا بِهِ المِيزَانَ وَ الصّرَاطَ وَ يُوقِفُوهُ مِنَ اللّهِ مَوقِفاً لَا يَكُونُ عِندَ اللّهِ خَلقٌ أَقرَبَ مِنهُ إِلّا مَلَائِكَةُ اللّهِ المُقَرّبُونَ وَ أَنبِيَاؤُهُ المُرسَلُونَ وَ هُوَ مَعَ النّبِيّينَ وَاقِفٌ بَينَ يدَيَِ اللّهِ لَا يَحزَنُ مَعَ مَن يَحزَنُ وَ لَا يَهتَمّ مَعَ مَن يَهتَمّ وَ لَا يَجزَعُ مَعَ مَن يَجزَعُ ثُمّ يَقُولُ لَهُ الرّبّ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي اشفَع عبَديِ أُشَفّعكَ فِي جَمِيعِ مَا تَشفَعُ وَ سلَنيِ عبَديِ أُعطِكَ جَمِيعَ مَا تَسأَلُ فَيَسأَلُ فَيُعطَي وَ يَشفَعُ فَيُشَفّعُ وَ لَا يُحَاسَبُ فِيمَن يُحَاسَبُ وَ لَا يُوقَفُ
صفحه : 295
مَعَ مَن يُوقَفُ وَ لَا يُذَلّ مَعَ مَن يُذَلّ وَ لَا يُنكَبُ[يُكتَبُ]بِخَطِيئَةٍ وَ لَا شَيءٍ مِن سُوءِ عَمَلِهِ وَ يُعطَي كِتَاباً مَنشُوراً حَتّي يَهبِطَ مِن عِندِ اللّهِ فَيَقُولُ النّاسُ بِأَجمَعِهِم سُبحَانَ اللّهِ مَا كَانَ لِهَذَا العَبدِ مِن خَطِيئَةٍ وَاحِدَةٍ وَ يَكُونُ مِن رُفَقَاءِ مُحَمّدٍص
18- وَ عَنهُ ع مَن قَرَأَ حم السّجدَةَ كَانَت لَهُ نُوراً يَومَ القِيَامَةِ مَدّ بَصَرِهِ وَ سُرُوراً
19- وَ عَنهُ ع مَن أَدمَنَ قِرَاءَةَ حمعسق بَعَثَهُ اللّهُ يَومَ القِيَامَةِ وَ وَجهُهُ كَالثّلجِ أَو كَالشّمسِ حَتّي يَقِفَ بَينَ يدَيَِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَيَقُولُ أَدمَنتَ عبَديِ قِرَاءَةَ حمعسق وَ لَم تَدرِ مَا ثَوَابُهَا أَمَا لَو دَرَيتَ مَا هيَِ وَ مَا ثَوَابُهَا لَمَا مَلِلتَ مِن قِرَاءَتِهَا وَ لَكِن سَأُجزِيكَ جَزَاءَكَ أَدخِلُوهُ الجَنّةَ فَإِنّ لَهُ فِيهَا قَصراً مِن يَاقُوتَةٍ حَمرَاءَ أَبوَابُهَا وَ شُرَفُهَا وَ دَرَجُهَا مِنهَا يُرَي ظَاهِرُهَا مِن بَاطِنِهَا وَ بَاطِنُهَا مِن ظَاهِرِهَا وَ لَهُ فِيهَا جَوَارٍ أَترَابٌ مِنَ الحُورِ العِينِ وَ أَلفُ غُلَامٍ مِنَ الوِلدَانِ المُخَلّدِينَ الّذِينَ وَصَفَهُمُ اللّهُ تَعَالَي
20- وَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع مَن قَرَأَ حم الدّخَانَ فِي فَرَائِضِهِ وَ نَوَافِلِهِ بَعَثَهُ اللّهُ مِنَ الآمِنِينَ يَومَ القِيَامَةِ وَ أَظَلّهُ تَحتَ عَرشِهِ وَ حَاسَبَهُ حِسَاباً يَسِيراً وَ أَعطَاهُ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ
21- وَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع مَن قَرَأَ فِي كُلّ لَيلَةٍ أَو كُلّ جُمُعَةٍ سُورَةَ الأَحقَافِ لَم تُصِبهُ رَوعَةٌ فِي الدّنيَا وَ آمَنَهُ اللّهُ مِن فَزَعِ يَومِ القِيَامَةِ
22- وَ عَنهُ مَن أَدمَنَ قِرَاءَةَ سُورَةِ إِنّا فَتَحنَا نَادَي مُنَادٍ يَومَ القِيَامَةِ حَتّي يَسمَعَ الخَلَائِقُ أَنتَ مِن عبِاَديَِ المُخلَصِينَ أَلحِقُوهُ بِالصّالِحِينَ مِن عبِاَديِ فَأَسكِنُوهُ جَنّاتِ النّعِيمِ وَ اسقُوهُ الرّحِيقَ المَختُومَ بِمِزَاجِ الكَافُورِ
صفحه : 296
23- وَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع مَن أَدمَنَ فِي فَرَائِضِهِ وَ نَوَافِلِهِ قِرَاءَةَ سُورَةِ ق أَعطَاهُ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ وَ حَاسَبَهُ حِسَاباً يَسِيراً
24- وَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع لَا تَدَعُوا قِرَاءَةَ الرّحمَنِ وَ القِيَامَ بِهَا فَإِنّهَا لَا تَقِرّ فِي قُلُوبِ المُنَافِقِينَ وَ يأَتيِ بِهَا رَبّهَا يَومَ القِيَامَةِ فِي صُورَةِ آدمَيِّ فِي أَحسَنِ صُورَةٍ وَ أَطيَبِ رِيحٍ حَتّي يَقِفَ[تَقِفَ] مِنَ اللّهِ مَوقِفاً لَا يَكُونُ أَحَدٌ أَقرَبَ إِلَي اللّهِ مِنهَا فَيَقُولُ لَهَا مَنِ ألّذِي كَانَ يَقُومُ بِكِ فِي الحَيَاةِ الدّنيَا وَ يُدمِنُ قِرَاءَتَكِ فَتَقُولُ يَا رَبّ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ فَتَبيَضّ وُجُوهُهُم فَيَقُولُ لَهُمُ اشفَعُوا فِيمَن أَحبَبتُم فَيَشفَعُونَ حَتّي لَا تَبقَي لَهُم غَايَةٌ وَ لَا أَحَدٌ يَشفَعُونَ لَهُ فَيَقُولُ لَهُمُ ادخُلُوا الجَنّةَ وَ اسكُنُوا فِيهَا حَيثُ شِئتُم
25- وَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع مَن قَرَأَ سُورَةَ الوَاقِعَةِ كُلّ لَيلَةٍ قَبلَ أَن يَنَامَ لقَيَِ اللّهَ تَعَالَي وَ وَجهُهُ كَالقَمَرِ لَيلَةَ البَدرِ
26- وَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن قَرَأَ سُورَةَ التّغَابُنِ فِي فَرِيضَةٍ كَانَت شَفِيعَةً لَهُ يَومَ القِيَامَةِ وَ شَاهِدَ عَدلٍ عِندَ مَن يُجِيزُ شَهَادَتَهَا لَا يُفَارِقُهَا حَتّي يُدخِلَهُ الجَنّةَ
27- وَ عَنهُ ع مَن قَرَأَ سُورَةَ الطّلَاقِ وَ التّحرِيمِ فِي فَرِيضَةٍ أَعَاذَهُ اللّهُ أَن يَكُونَ يَومَ القِيَامَةِ مِمّن يَخَافُ أَو يَحزَنُ وَ عوُفيَِ مِنَ النّارِ وَ أُدخِلَ الجَنّةَ بِتِلَاوَتِهِ إِيّاهُمَا وَ مُحَافَظَتِهِ عَلَيهِمَا لِأَنّهُمَا للِنبّيِّص
28- وَ عَنهُ ع مَن قَرَأَ سُورَةَ المُلكِ فِي المَكتُوبَةِ قَبلَ أَن يَنَامَ لَم يَزَل فِي أَمَانِ اللّهِ حَتّي يُصبِحَ وَ فِي أَمَانِهِ يَومَ القِيَامَةِ حَتّي يَدخُلَ الجَنّةَ
29- وَ عَنهُ ع مَن أَكثَرَ قِرَاءَةَ سُورَةِ المَعَارِجِ لَم يَسأَلهُ اللّهُ عَن ذَنبٍ عَمِلَهُ وَ أَسكَنَهُ يَومَ القِيَامَةِ عِندَ مُحَمّدٍ وَ أَهلِ بَيتِهِص
30- وَ عَنهُ ع مَن أَدمَنَ قِرَاءَةَ سُورَةِ لَا أُقسِمُ وَ كَانَ يَعمَلُ بِهَا بَعَثَهَا اللّهُ
صفحه : 297
مَعَهُ مِن قَبرِهِ فِي أَحسَنِ صُورَةٍ تُبَشّرُهُ وَ تَضحَكُ فِي وَجهِهِ حَتّي يَجُوزَ عَلَي الصّرَاطِ وَ المِيزَانِ
31- وَ عَنهُ ع مَن قَرَأَ وَ النّازِعَاتِ لَم يَمُت إِلّا رَيّانَ وَ لَم يَبعَثهُ اللّهُ إِلّا رَيّانَ وَ لَم يُدخِلهُ الجَنّةَ إِلّا رَيّانَ
32- وَ عَنهُ ع مَن كَانَ قِرَاءَتُهُ فِي الفَرِيضَةِ وَيلٌ لِلمُطَفّفِينَ أَعطَاهُ اللّهُ الأَمنَ يَومَ القِيَامَةِ مِنَ النّارِ وَ لَم تَرَهُ وَ لَا يَرَاهَا وَ لَم يَمُرّ عَلَي جِسرِ جَهَنّمَ وَ لَا يُحَاسَبُ يَومَ القِيَامَةِ
33- وَ عَنهُ ع مَن قَرَأَ سُورَةَ وَ السّمَاءِ ذَاتِ البُرُوجِ فِي فَرَائِضِهِ كَانَ مَحشَرُهُ وَ مَوقِفُهُ مَعَ النّبِيّينَ وَ المُرسَلِينَ
34- وَ عَنهُ ع مَن كَانَت قِرَاءَتُهُ فِي فَرَائِضِهِ وَ السّمَاءِ وَ الطّارِقِ كَانَ لَهُ يَومَ القِيَامَةِ عِندَ اللّهِ جَاهاً وَ مَنزِلَةً وَ كَانَ مِن رُفَقَاءِ النّبِيّينَ وَ أَصحَابِهِم فِي الجَنّةِ
35- وَ عَنهُ ع مَن قَرَأَ سُورَةَ الأَعلَي فِي فَرِيضَةٍ أَو نَافِلَةٍ قِيلَ لَهُ يَومَ القِيَامَةِ ادخُل مِن أَيّ أَبوَابِ الجَنّةِ شِئتَ
36- وَ عَنهُ ع مَن أَدمَنَ قِرَاءَةَ الغَاشِيَةِ فِي فَرِيضَةٍ أَو نَافِلَةٍ غَشّاهُ اللّهُ رَحمَتَهُ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ وَ آتَاهُ الأَمنَ يَومَ القِيَامَةِ مِن عَذَابِ النّارِ
37- وَ عَنهُ ع مَن كَانَ قِرَاءَتُهُ فِي الفَرِيضَةِ لَا أُقسِمُ بِهَذَا البَلَدِ كَانَ فِي الآخِرَةِ مَعرُوفاً أَنّ لَهُ مِنَ اللّهِ مَكَاناً وَ كَانَ يَومَ القِيَامَةِ مِن رُفَقَاءِ النّبِيّينَ وَ الشّهَدَاءِ وَ الصّالِحِينَ
38- وَ عَنهُ ع مَن أَكثَرَ قِرَاءَةَ وَ الشّمسِ وَ ضُحَيهَا وَ اللّيلِ إِذَا يَغشَي وَ الضّحَي وَ أَ لَم نَشرَح فِي يَومٍ أَو لَيلَةٍ لَم يَبقَ شَيءٌ بِحَضرَتِهِ إِلّا شَهِدَ لَهُ يَومَ القِيَامَةِ حَتّي شَعرُهُ وَ بَشَرُهُ وَ لَحمُهُ وَ دَمُهُ وَ عُرُوقُهُ وَ عَصَبُهُ وَ عِظَامُهُ وَ جَمِيعُ مَا أَقَلّتِ الأَرضُ مِنهُ
صفحه : 298
وَ يَقُولُ الرّبّ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي قَبِلتُ شَهَادَتَكُم لعِبَديِ وَ أَجَزتُهَا لَهُ انطَلِقُوا بِهِ إِلَي جنِاَنيِ حَتّي يَتَخَيّرَ مِنهَا حَيثُ مَا أَحَبّ فَأَعطُوهُ إِيّاهَا مِن غَيرِ مَنّ منِيّ وَ لَكِن رَحمَةً منِيّ وَ فَضلًا منِيّ عَلَيهِ فَهَنِيئاً هَنِيئاً لعِبَديِ
39- وَ عَنهُ ع مَن قَرَأَ وَ العَادِيَاتِ وَ أَدمَنَ قِرَاءَتَهَا بَعَثَهُ اللّهُ مَعَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ يَومَ القِيَامَةِ خَاصّةً وَ كَانَ فِي حِجرِهِ وَ رُفَقَائِهِ
40- وَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع مَن أَكثَرَ مِن قِرَاءَةِ القَارِعَةِ آمَنَهُ اللّهُ مِن قَيحِ جَهَنّمَ يَومَ القِيَامَةِ
41- وَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع مَن قَرَأَ سُورَةَ العَصرِ فِي نَوَافِلِهِ بَعَثَهُ اللّهُ يَومَ القِيَامَةِ مُشرِقاً وَجهُهُ ضَاحِكاً سِنّهُ قَرِيراً عَينُهُ حَتّي يَدخُلَ الجَنّةَ
42- وَ عَنهُ ع مَن قَرَأَ فِي فَرَائِضِهِ أَ لَم تَرَ كَيفَ شَهِدَ لَهُ يَومَ القِيَامَةِ كُلّ سَهلٍ وَ جَبَلٍ وَ مَدَرٍ أَنّهُ كَانَ مِنَ الصّالِحِينَ وَ يُنَادَي لَهُ يَومَ القِيَامَةِ صَدَقتُم عَلَي عبَديِ قُبِلَت شَهَادَتُكُم لَهُ وَ عَلَيهِ أَدخِلُوا عبَديَِ الجَنّةَ وَ لَا تُحَاسِبُوهُ فَإِنّهُ مِمّن أُحِبّهُ وَ أُحِبّ عَمَلَهُ
43- وَ عَنهُ ع مَن أَكثَرَ قِرَاءَةَ لِإِيلَافِ قُرَيشٍ بَعَثَهُ اللّهُ يَومَ القِيَامَةِ عَلَي مَركَبٍ مِن مَرَاكِبِ الجَنّةِ حَتّي يَقعُدَ عَلَي مَوَائِدِ النّورِ يَومَ القِيَامَةِ
44- وَ عَنهُ ع مَن قَرَأَ أَ رَأَيتَ ألّذِي يُكَذّبُ بِالدّينِ فِي فَرَائِضِهِ وَ نَوَافِلِهِ كَانَ فِيمَن قَبِلَ اللّهُ صَلَاتَهُ وَ صِيَامَهُ وَ لَم يُحَاسِبهُ بِمَا كَانَ مِنهُ فِي الدّنيَا
45- وَ عَنهُ ع مَن قَرَأَ إِنّا أَعطَينَاكَ الكَوثَرَ فِي فَرَائِضِهِ وَ نَوَافِلِهِ سَقَاهُ اللّهُ مِنَ الكَوثَرِ يَومَ القِيَامَةِ وَ كَانَ مُحَدّثَهُ عِندَ رَسُولِ اللّهِص
46- وَ عَنهُ ع مَن قَرَأَ قُل يَا أَيّهَا الكَافِرُونَ وَ قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ فِي فَرِيضَةٍ مِنَ الفَرَائِضِ بَعَثَهُ اللّهُ شَهِيداً
47-كا،[الكافي]بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن زَوّجَ عَزَباً كَانَ مِمّن يَنظُرُ اللّهُ إِلَيهِ يَومَ القِيَامَةِ
صفحه : 299
48-ل ،[الخصال ]بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَربَعَةٌ يَنظُرُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَيهِم يَومَ القِيَامَةِ مَن أَقَالَ نَادِماً أَو أَغَاثَ لَهفَانَ أَو أَعتَقَ نَسَمَةً أَو زَوّجَ عَزَباً
49-ثو،[ثواب الأعمال ]بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن أَغَاثَ أَخَاهُ المُؤمِنَ اللّهفَانَ اللّهثَانَ عِندَ جَهدِهِ فَنَفّسَ كُربَتَهُ أَو أَجَابَهُ عَلَي نَجَاحِ حَاجَتِهِ كَانَت لَهُ بِذَلِكَ سَبعُونَ رَحمَةً لِأَفزَاعِ يَومِ القِيَامَةِ وَ أَهوَالِهِ
50- لي ،[الأمالي للصدوق ]بِإِسنَادِهِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ فِي فَضِيلَةِ شَهرِ رَمَضَانَ عَنِ النّبِيّص قَالَ وَ قَضَي لَكُمُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ يَومَ خَمسَةَ عَشَرَ سَبعِينَ حَاجَةً مِن حَوَائِجِ الدّنيَا وَ الآخِرَةِ وَ أَعطَاكُمُ اللّهُ مَا يعُطيِ أَيّوبَ وَ استَغفَرَ لَكُم حَمَلَةُ العَرشِ وَ أَعطَاكُمُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَربَعِينَ نُوراً عَشَرَةً عَن يَمِينِكُم وَ عَشَرَةً عَن يَسَارِكُم وَ عَشَرَةً أَمَامَكُم وَ عَشَرَةً خَلفَكُم وَ أَعطَاكُمُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ يَومَ سِتّةَ عَشَرَ إِذَا خَرَجتُم مِنَ القَبرِ سِتّينَ حُلّةً تَلبَسُونَهَا وَ نَاقَةً تَركَبُونَهَا وَ يَبعَثُ اللّهُ إِلَيكُم غَمَامَةً تُظِلّكُم مِن حَرّ ذَلِكَ اليَومِ وَ يَومَ خَمسَةٍ وَ عِشرِينَ بَنَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَكُم تَحتَ العَرشِ أَلفَ قُبّةٍ خَضرَاءَ عَلَي رَأسِ كُلّ قُبّةٍ خَيمَةٌ مِن نُورٍ يَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ يَا أُمّةَ مُحَمّدٍ أَنَا رَبّكُم وَ أَنتُم عبَيِديِ استَظِلّوا بِظِلّ عرَشيِ فِي هَذِهِ القِبَابِ وَكُلُوا وَ اشرَبُوا هَنِيئاًفَلا خَوفٌ عَلَيكُم وَ لا أَنتُم تَحزَنُونَ وَ لَأُتَوّجَنّ كُلّ وَاحِدٍ مِنكُم بِأَلفِ تَاجٍ مِن نُورٍ وَ لَأُركِبَنّ كُلّ وَاحِدٍ مِنكُم عَلَي نَاقَةٍ خُلِقَت مِن نُورٍ زِمَامُهَا مِن نُورٍ وَ فِي ذَلِكَ الزّمَامِ أَلفُ حَلقَةٍ مِن ذَهَبٍ فِي كُلّ حَلقَةٍ مَلَكٌ قَائِمٌ عَلَيهَا مَلَائِكَةٌ بِيَدِ كُلّ مَلَكٍ عَمُودٌ مِن نُورٍ حَتّي يَدخُلَ الجَنّةَ بِغَيرِ حِسَابٍ الخَبَرَ
51-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ أَقِيمُوا الصّلاةَ وَ آتُوا الزّكاةَ وَ ما تُقَدّمُوا لِأَنفُسِكُم مِن خَيرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللّهِ قَالَوَ ما تُقَدّمُوا لِأَنفُسِكُم مِن مَالٍ تُنفِقُونَهُ فِي طَاعَةِ اللّهِ فَإِن
صفحه : 300
لَم يَكُن لَكُم مَالٌ فَمِن جَاهِكُم تَبذُلُونَهُ لِإِخوَانِكُمُ المُؤمِنِينَ تَجُرّونَ بِهِ إِلَيهِمُ المَنَافِعَ وَ تَدفَعُونَ بِهِ عَنهُمُ المَضَارّتَجِدُوهُ عِندَ اللّهِيَنفَعُكُمُ اللّهُ تَعَالَي بِجَاهِ مُحَمّدٍ وَ آلِهِ الطّيّبِينَ يَومَ القِيَامَةِ فَيَحُطّ بِهِ عَن سَيّئَاتِكُم وَ يُضَاعِفُ بِهِ حَسَنَاتِكُم وَ يَرفَعُ بِهِ دَرَجَاتِكُم وَ سَاقَ الحَدِيثَ إِلَي أَن قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص عِبَادَ اللّهِ أَطِيعُوا اللّهَ فِي أَدَاءِ الصّلَوَاتِ المَكتُوبَاتِ وَ الزّكَوَاتِ المَفرُوضَاتِ وَ تَقَرّبُوا بَعدَ ذَلِكَ إِلَي اللّهِ بِنَوَافِلِ الطّاعَاتِ فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يُعَظّمُ بِهِ المَثُوبَاتِ وَ ألّذِي بعَثَنَيِ بِالحَقّ نَبِيّاً إِنّ عَبداً مِن عِبَادِ اللّهِ لَيَقِفُ يَومَ القِيَامَةِ مَوقِفاً يَخرُجُ عَلَيهِ مِن لَهَبِ النّارِ أَعظَمُ مِن جَمِيعِ جِبَالِ الدّنيَا حَتّي مَا يَكُونُ بَينَهُ وَ بَينَهَا حَائِلٌ بَينَا هُوَ كَذَلِكَ إِذ تَطَايَرَ مِنَ الهَوَاءِ رَغِيفٌ أَو حَبّةُ فِضّةٍ قَد وَاسَي بِهَا أَخاً مُؤمِناً عَلَي إِضَافَتِهِ فَتَنزِلُ حَوَالَيهِ فَتَصِيرُ كَأَعظَمِ الجِبَالِ مُستَدِيراً حَوَالَيهِ وَ تَصُدّ عَنهُ ذَلِكَ اللّهَبَ فَلَا يُصِيبُهُ مِن حَرّهَا وَ لَا دُخَانِهَا شَيءٌ إِلَي أَن يَدخُلَ الجَنّةَ قِيلَ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ عَلَي هَذَا يَقَعُ مُوَاسَاتُهُ لِأَخِيهِ المُؤمِنِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص وَ ألّذِي بعَثَنَيِ بِالحَقّ نَبِيّاً إِنّهُ لَيَنفَعُ بَعضَ المُؤمِنِينَ بِأَعظَمَ مِن هَذَا وَ رُبّمَا جَاءَ يَومَ القِيَامَةِ مَن تَمَثّلَ لَهُ سَيّئَاتُهُ وَ حَسَنَاتُهُ وَ إِسَاءَتُهُ إِلَي إِخوَانِهِ المُؤمِنِينَ وَ هيَِ التّيِ تَعَظّمُ وَ تَتَضَاعَفُ فَتَمتَلِئُ بِهَا صَحَائِفُهُ وَ تَفَرّقُ حَسَنَاتُهُ عَلَي خُصَمَائِهِ المُؤمِنِينَ المَظلُومِينَ بِيَدِهِ وَ لِسَانِهِ فَيَتَحَيّرُ وَ يَحتَاجُ إِلَي حَسَنَاتٍ توُاَزيِ سَيّئَاتِهِ فَيَأتِيهِ أَخٌ لَهُ مُؤمِنٌ قَد كَانَ أَحسَنَ إِلَيهِ فِي الدّنيَا فَيَقُولُ لَهُ قَد وَهَبتُ لَكَ جَمِيعَ حسَنَاَتيِ بِإِزَاءِ مَا كَانَ مِنكَ إلِيَّ فِي الدّنيَا فَيَغفِرُ اللّهُ لَهُ بِهَا وَ يَقُولُ لِهَذَا المُؤمِنِ فَأَنتَ بِمَا ذَا تَدخُلُ جنَتّيِ فَيَقُولُ بِرَحمَتِكَ يَا رَبّ فَيَقُولُ اللّهُ جُدتَ عَلَيهِ بِجَمِيعِ حَسَنَاتِكَ وَ نَحنُ أَولَي بِالجُودِ مِنكَ وَ الكَرمِ وَ قَد تَقَبّلتُهَا عَن أَخِيكِ وَ قَد رَدَدتُهَا عَلَيكَ وَ أَضعَفتُهَا لَكَ فَهُوَ أَفضَلُ أَهلِ الجِنَانِ
52- لي ،[الأمالي للصدوق ]بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِّ عَنِ النّبِيّص قَالَ مَن صَامَ مِن رَجَبٍ يَومَينِ لَم يَصِفِ الوَاصِفُونَ مِن أَهلِ السّمَاءِ وَ الأَرضِ مَا لَهُ عِندَ اللّهِ مِنَ الكَرَامَةِ وَ كُتِبَ
صفحه : 301
لَهُ مِنَ الأَجرِ مِثلُ أُجُورِ عَشَرَةٍ مِنَ الصّادِقِينَ فِي عُمُرِهِم بَالِغَةً أَعمَارُهُم مَا بَلَغَت وَ يُشَفّعُ يَومَ القِيَامَةِ فِي مِثلِ مَا يُشَفّعُونَ فِيهِ وَ يُحشَرُ مَعَهُم فِي زُمرَتِهِم حَتّي يَدخُلَ الجَنّةَ وَ يَكُونَ مِن رُفَقَائِهِم وَ سَاقَ الحَدِيثَ إِلَي أَن قَالَ وَ مَن صَامَ مِن رَجَبٍ خَمسَةَ أَيّامٍ كَانَ حَقّاً عَلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ أَن يُرضِيَهُ يَومَ القِيَامَةِ وَ بُعِثَ يَومَ القِيَامَةِ وَ وَجهُهُ كَالقَمَرِ لَيلَةَ البَدرِ وَ سَاقَهُ إِلَي أَن قَالَ وَ مَن صَامَ مِن رَجَبٍ سِتّةَ أَيّامٍ خَرَجَ مِن قَبرِهِ وَ لِوَجهِهِ نُورٌ يَتَلَألَأُ أَشَدّ بَيَاضاً مِن نُورِ الشّمسِ وَ أعُطيَِ سِوَي ذَلِكَ نُوراً يسَتضَيِءُ بِهِ أَهلُ الجَمعِ يَومَ القِيَامَةِ وَ بُعِثَ مِنَ الآمِنِينَ حَتّي يَمُرّ عَلَي الصّرَاطِ بِغَيرِ حِسَابٍ وَ سَاقَهُ إِلَي أَن قَالَ وَ مَن صَامَ مِن رَجَبٍ تِسعَةَ أَيّامٍ خَرَجَ مِن قَبرِهِ وَ هُوَ ينُاَديِ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ لَا يُصرَفُ وَجهُهُ دُونَ الجَنّةِ وَ خَرَجَ مِن قَبرِهِ وَ لِوَجهِهِ نُورٌ يَتَلَألَأُ لِأَهلِ الجَمعِ حَتّي يَقُولُوا هَذَا نبَيِّ مُصطَفًي وَ إِنّ أَدنَي مَا يُعطَي أَن يَدخُلَ الجَنّةَ بِغَيرِ حِسَابٍ وَ مَن صَامَ مِن رَجَبٍ عَشَرَةَ أَيّامٍ جَعَلَ اللّهُ لَهُ جَنَاحَينِ أَخضَرَينِ مَنظُومَينِ بِالدّرّ وَ اليَاقُوتِ يَطِيرُ بِهِمَا عَلَي الصّرَاطِ كَالبَرقِ الخَاطِفِ إِلَي الجِنَانِ وَ سَاقَهُ إِلَي أَن قَالَ وَ مَن صَامَ أَحَدَ عَشَرَ يَوماً مِن رَجَبٍ لَم يُوَافَ يَومَ القِيَامَةِ عَبدٌ أَفضَلُ ثَوَاباً مِنهُ إِلّا مَن صَامَ مِثلَهُ أَو زَادَ عَلَيهِ وَ مَن صَامَ مِن رَجَبٍ اثنيَ عَشَرَ يَوماً كسُيَِ يَومَ القِيَامَةِ حُلّتَينِ خَضرَاوَينِ مِن سُندُسٍ وَ إِستَبرَقٍ يُحَبّرُ بِهِمَا لَو دُلّيَت حُلّةٌ مِنهُمَا إِلَي الدّنيَا لَأَضَاءَ مَا بَينَ شَرقِهَا وَ غَربِهَا وَ لَصَارَ الدّنيَا أَطيَبَ مِن رِيحِ المِسكِ وَ مَن صَامَ مِن رَجَبٍ ثَلَاثَةَ عَشَرَ يَوماً وُضِعَت لَهُ يَومَ القِيَامَةِ مَائِدَةٌ مِن يَاقُوتٍ أَخضَرَ فِي ظِلّ العَرشِ قَوَائِمُهَا مِن دُرّ أَوسَعُ مِنَ الدّنيَا سَبعِينَ مَرّةً عَلَيهَا صِحَافُ الدّرّ وَ اليَاقُوتِ فِي كُلّ صفحة[صَحفَةٍ]سَبعُونَ أَلفَ لَونٍ مِنَ الطّعَامِ لَا يُشبِهُ اللّونُ اللّونَ وَ لَا الرّيحُ الرّيحَ فَيَأكُلُ مِنهَا وَ النّاسُ فِي شِدّةٍ شَدِيدَةٍ وَ كَربٍ عَظِيمٍ وَ سَاقَهُ إِلَي أَن قَالَ وَ مَن صَامَ مِن رَجَبٍ خَمسَةَ عَشَرَ يَوماً وَقَفَ يَومَ القِيَامَةِ مَوقِفَ الآمِنِينَ فَلَا يَمُرّ بِهِ مَلَكٌ مُقَرّبٌ وَ لَا رَسُولٌ وَ لَا نبَيِّ إِلّا قَالَ طُوبَاكَ أَنتَ آمِنٌ مُقَرّبٌ مُشرِفٌ مَغبُوطٌ مَحبُورٌ سَاكِنُ الجِنَانِ وَ سَاقَهُ إِلَي أَن قَالَ وَ مَن صَامَ سَبعَةَ عَشَرَ يَوماً مِن رَجَبٍ وُضِعَ لَهُ يَومَ القِيَامَةِ عَلَي الصّرَاطِ سَبعُونَ أَلفَ مِصبَاحٍ مِن نُورٍ حَتّي يَمُرّ عَلَي الصّرَاطِ بِنُورِ تِلكَ المَصَابِيحِ إِلَي الجِنَانِ تُشَيّعُهُ
صفحه : 302
المَلَائِكَةُ بِالتّرحِيبِ وَ التّسلِيمِ وَ سَاقَهُ إِلَي أَن قَالَ وَ مَن صَامَ مِن رَجَبٍ أَحَداً وَ عِشرِينَ يَوماً شُفّعَ يَومَ القِيَامَةِ فِي مِثلِ رَبِيعَةَ وَ مُضَرَ كُلّهُم مِن أَهلِ الخَطَايَا وَ الذّنُوبِ وَ سَاقَهُ إِلَي أَن قَالَ وَ مَن صَامَ مِن رَجَبٍ خَمسَةً وَ عِشرِينَ يَوماً فَإِنّهُ إِذَا خَرَجَ مِن قَبرِهِ تَلقَاهُ سَبعُونَ أَلفَ مَلَكٍ بِيَدِ كُلّ مَلَكٍ مِنهُم لِوَاءٌ مِن دُرّ وَ يَاقُوتٍ وَ مَعَهُم طَرَائِفُ الحلُيِّ وَ الحُلَلِ فَيَقُولُونَ يَا ولَيِّ اللّهِ النّجَاءَ إِلَي رَبّكَ فَهُوَ مِن أَوّلِ النّاسِ دُخُولًا فِي جَنّاتِ عَدنٍ مَعَ المُقَرّبِينَ الّذِينَ رضَيَِ اللّهُ عَنهُم وَ رَضُوا عَنهُ ذَلِكَ هُوَ الفَوزُ العَظِيمُ وَ مَن صَامَ مِن رَجَبٍ سِتّةً وَ عِشرِينَ يَوماً بَنَي اللّهُ لَهُ فِي ظِلّ العَرشِ مِائَةَ قَصرٍ مِن دُرّ وَ يَاقُوتٍ عَلَي رَأسِ كُلّ قَصرٍ خَيمَةٌ حَمرَاءُ مِن حَرِيرِ الجِنَانِ يَسكُنُهَا نَاعِماً وَ النّاسُ فِي الحِسَابِ الخَبَرَ
53-كا،[الكافي]بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن وَقّرَ ذَا شَيبَةٍ فِي الإِسلَامِ آمَنَهُ اللّهُ مِن فَزَعِ يَومِ القِيَامَةِ
54-كا،[الكافي]بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن دُفِنَ فِي الحَرَمِ أَمِنَ مِنَ الفَزَعِ الأَكبَرِ قُلتُ لَهُ مِن بَرّ النّاسِ وَ فَاجِرِهِم قَالَ مِن بَرّ النّاسِ وَ فَاجِرِهِم
55-كا،[الكافي]بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن مَاتَ فِي طَرِيقِ مَكّةَ ذَاهِباً أَو جَائِياً أَمِنَ مِنَ الفَزَعِ الأَكبَرِ يَومَ القِيَامَةِ
56-يه ،[ من لايحضره الفقيه ] عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ مَن مَاتَ مُحرِماً بَعَثَهُ اللّهُ مُلَبّياً
57- وَ قَالَ ع مَن مَاتَ فِي أَحَدِ الحَرَمَينِ بَعَثَهُ اللّهُ مِنَ الآمِنِينَ وَ مَن مَاتَ بَينَ الحَرَمَينِ لَم يُنشَر لَهُ دِيوَانٌ
58-كا،[الكافي] عَنِ الرّضَا ع قَالَ مَن أَتَي قَبرَ أَخِيهِ ثُمّ وَضَعَ يَدَهُ عَلَي القَبرِ وَ قَرَأَ إِنّا أَنزَلنَاهُ فِي لَيلَةِ القَدرِ سَبعَ مَرّاتٍ أَمِنَ يَومَ الفَزَعِ الأَكبَرِ
59-ل ،[الخصال ]بِإِسنَادِهِ عَنِ النّبِيّص قَالَ مَن مَقَتَ نَفسَهُ دُونَ النّاسِ آمَنَهُ اللّهُ مِن فَزَعِ يَومِ القِيَامَةِ
صفحه : 303
60-يه ،[ من لايحضره الفقيه ]بِإِسنَادِهِ عَنِ النّبِيّص قَالَ مَن عَرَضَت لَهُ فَاحِشَةٌ أَو شَهوَةٌ فَاجتَنَبَهَا مِن مَخَافَةِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ حَرّمَ اللّهُ عَلَيهِ النّارَ وَ آمَنَهُ مِنَ الفَزَعِ الأَكبَرِ
61-ثو،[ثواب الأعمال ]بِإِسنَادِهِ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع قَالَ مَن حَمَلَ أَخَاهُ عَلَي رَحلِهِ بَعَثَهُ اللّهُ يَومَ القِيَامَةِ إِلَي المَوقِفِ عَلَي نَاقَةٍ مِن نُوقِ الجَنّةِ يبُاَهيِ بِهِ المَلَائِكَةَ
62-فس ،[تفسير القمي] قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع مَن كَظَمَ غَيظاً وَ هُوَ يَقدِرُ عَلَي إِمضَائِهِ حَشَا اللّهُ قَلبَهُ أَمناً وَ إِيمَاناً يَومَ القِيَامَةِ
63-كا،[الكافي] عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَا مِن عَمَلٍ يُوضَعُ فِي مِيزَانِ امرِئٍ يَومَ القِيَامَةِ أَفضَلَ مِن حُسنِ الخُلُقِ
64- لي ،[الأمالي للصدوق ] عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن آبَائِهِ ع عَن أَبِي ذَرّ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَطوَلُكُم قُنُوتاً فِي دَارِ الدّنيَا أَطوَلُكُم رَاحَةً يَومَ القِيَامَةِ فِي المَوقِفِ
65- لي ،[الأمالي للصدوق ] عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَقرَبُكُم غَداً منِيّ فِي المَوقِفِ أَصدَقُكُم لِلحَدِيثِ وَ آدَاكُم لِلأَمَانَةِ وَ أَوفَاكُم بِالعَهدِ وَ أَحسَنُكُم خُلُقاً وَ أَقرَبُكُم مِنَ النّاسِ
66- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] عَنِ النّبِيّص قَالَ مَنِ ارتَبَطَ فَرَساً فِي سَبِيلِ اللّهِ كَانَ عَلَفُهُ وَ رَوثُهُ وَ شَرَابُهُ فِي مِيزَانِهِ يَومَ القِيَامَةِ
67-ثو،[ثواب الأعمال ] عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص قُولُوا سُبحَانَ اللّهِ وَ الحَمدُ لِلّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ اللّهُ أَكبَرُ فَإِنّهُنّ يَأتِينَ يَومَ القِيَامَةِ لَهُنّ مُقَدّمَاتٌ وَ مُؤَخّرَاتٌ وَ مُعَقّبَاتٌ وَ هُنّ البَاقِيَاتُ الصّالِحَاتُ
68-ثو،[ثواب الأعمال ] عَن أَبِي عَبدِ اللّهِص عَنِ النّبِيّص أَلَا بَشّرِ المَشّاءِينَ فِي الظّلُمَاتِ إِلَي المَسَاجِدِ بِالنّورِ السّاطِعِ يَومَ القِيَامَةِ
69-ثو،[ثواب الأعمال ] عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَطوَلُ النّاسِ أَعنَاقاً يَومَ القِيَامَةِ المُؤَذّنُونَ
صفحه : 304
70-ثو،[ثواب الأعمال ] عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ إِذَا سَجَدَ أَحَدُكُم فَليُبَاشِر بِكَفّيهِ الأَرضَ لَعَلّ اللّهَ يَصرِفُ عَنهُ الغُلّ يَومَ القِيَامَةِ
71-ثو،[ثواب الأعمال ] عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ يُبعَثُ قَومٌ تَحتَ ظِلّ العَرشِ وُجُوهُهُم مِن نُورٍ وَ رِيَاشُهُم مِن نُورٍ جُلُوسٌ عَلَي كرَاَسيِّ مِن نُورٍ قَالَ فَتَشَرّفُ لَهُمُ الخَلَائِقُ فَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ أَنبِيَاءُ فيَنُاَديِ مُنَادٍ مِن تَحتِ العَرشِ أَن لَيسَ هَؤُلَاءِ بِأَنبِيَاءَ قَالَ فَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُهَدَاءُ فيَنُاَديِ مُنَادٍ مِن تَحتِ العَرشِ أَن لَيسَ هَؤُلَاءِ شُهَدَاءَ وَ لَكِنّ هَؤُلَاءِ قَومٌ كَانُوا يُيَسّرُونَ عَلَي المُؤمِنِينَ وَ يُنظِرُونَ المُعسِرَ حَتّي يُيَسّرَ
72-ثو،[ثواب الأعمال ] عَنِ النّبِيّص قَالَ أَنَا عِندَ المِيزَانِ يَومَ القِيَامَةِ فَمَن ثَقُلَت سَيّئَاتُهُ عَلَي حَسَنَاتِهِ جِئتُ بِالصّلَاةِ عَلَيّ حَتّي أُثقِلَ بِهَا حَسَنَاتِهِ
73-سن ،[المحاسن ] عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ ع عَن عَلِيّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ قَالَ مَن وَقّرَ مَسجِداً لقَيَِ اللّهَ يَومَ يَلقَاهُ ضَاحِكاً مُستَبشِراً وَ أَعطَاهُ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ
74-كا،[الكافي] عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن قَبّلَ وَلَدَهُ كَتَبَ اللّهُ لَهُ حَسَنَةً وَ مَن فَرّحَهُ فَرّحَهُ اللّهُ يَومَ القِيَامَةِ وَ مَن عَلّمَهُ القُرآنَ دعُيَِ بِالأَبَوَينِ فَكُسِيَا حُلّتَينِ يضُيِءُ مِن نُورِهِمَا وُجُوهُ أَهلِ الجَنّةِ
75- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ العلَوَيِّ عَن جَدّهِ الحُسَينِ بنِ إِسحَاقَ بنِ جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ عَن أَخِيهِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع عَنِ النّبِيّص قَالَ يُعَيّرُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَبداً مِن عِبَادِهِ يَومَ القِيَامَةِ فَيَقُولُ عبَديِ مَا مَنَعَكَ إِذَا مَرِضتُ أَن تعَوُدنَيِ فَيَقُولُ سُبحَانَكَ سُبحَانَكَ أَنتَ رَبّ العِبَادِ لَا تَألَمُ وَ لَا تَمرَضُ فَيَقُولُ مَرِضَ أَخُوكَ المُؤمِنُ فَلَم تَعُدهُ وَ عزِتّيِ وَ جلَاَليِ لَو عُدتَهُ لوَجَدَتنَيِ عِندَهُ ثُمّ لَتَكَفّلتُ بِحَوَائِجِكَ فَقَضَيتُهَا لَكَ وَ ذَلِكَ مِن كَرَامَةِ عبَديَِ المُؤمِنِ وَ أَنَا الرّحمَنُ الرّحِيمُ
76-كا،[الكافي] الحُسَينُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ المُعَلّي عَنِ ابنِ أُورَمَةَ وَ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن عَلِيّ بنِ حَسّانَ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ كَثِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ ع قَالَدَخَلَ
صفحه : 305
أَبُو عَبدِ اللّهِ الجدَلَيِّ عَلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَ يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ أَ لَا أُخبِرُكَ بِقَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّمَن جاءَ بِالحَسَنَةِ فَلَهُ خَيرٌ مِنها وَ هُم مِن فَزَعٍ يَومَئِذٍ آمِنُونَ وَ مَن جاءَ بِالسّيّئَةِ فَكُبّت وُجُوهُهُم فِي النّارِ هَل تُجزَونَ إِلّا ما كُنتُم تَعمَلُونَ قَالَ بَلَي يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ جُعِلتُ فِدَاكَ فَقَالَ الحَسَنَةُ مَعرِفَةُ الوَلَايَةِ وَ حُبّنَا أَهلَ البَيتِ وَ السّيّئَةُ إِنكَارُ الوَلَايَةِ وَ بُغضُنَا أَهلَ البَيتِ ثُمّ قَرَأَ عَلَيهِ هَذِهِ الآيَةَ
77-سن ،[المحاسن ] ابنُ فَضّالٍ عَنِ ابنِ حُمَيدٍ عَن فُضَيلٍ الرّسّانِ عَن أَبِي دَاوُدَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ الجدَلَيِّ مِثلَهُ
فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] محمد بن القاسم بن عبيد رفعه عن أبي عبد الله ع مثله
78-كا،[الكافي]بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن قَرَأَ القُرآنَ وَ هُوَ شَابّ مُؤمِنٌ اختَلَطَ القُرآنُ بِلَحمِهِ وَ دَمِهِ وَ جَعَلَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مَعَ السّفَرَةِ الكِرَامِ البَرَرَةِ وَ كَانَ القُرآنُ حَجِيجاً عَنهُ يَومَ القِيَامَةِ فَيَقُولُ يَا رَبّ إِنّ كُلّ عَامِلٍ قَد أَصَابَ أَجرَ عَمَلِهِ غَيرَ عاَملِيِ فَبَلّغ بِهِ أَكرَمَ عَطَائِكَ قَالَ فَيَكسُوهُ اللّهُ العَزِيزُ الجَبّارُ حُلّتَينِ مِن حُلَلِ الجَنّةِ وَ يُوضَعُ عَلَي رَأسِهِ تَاجُ الكَرَامَةِ ثُمّ يُقَالُ لَهُ هَل أَرضَينَاكَ فِيهِ فَيَقُولُ القُرآنُ يَا رَبّ قَد كُنتُ أَرغَبُ لَهُ فِيمَا هُوَ أَفضَلُ مِن هَذَا فَيُعطَي الأَمنَ بِيَمِينِهِ وَ الخُلدَ بِيَسَارِهِ ثُمّ يَدخُلُ الجَنّةَ فَيُقَالُ لَهُ اقرَأ وَ اصعَد دَرَجَةً ثُمّ يُقَالُ لَهُ هَل بَلّغنَاكَ وَ أَرضَينَاكَ فَيَقُولُ نَعَم قَالَ وَ مَن قَرَأَ كَثِيراً أَو تَعَاهَدَهُ بِمَشَقّةٍ مِن شِدّةِ حِفظِهِ أَعطَاهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَجرَ هَذَا مَرّتَينِ
79-م قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ قِرَاءَةَ القُرآنِ يأَتيِ يَومَ القِيَامَةِ بِالرّجُلِ الشّاحِبِ يَقُولُ لِرَبّهِ عَزّ وَ جَلّ يَا رَبّ هَذَا أَظمَأتُ نَهَارَهُ وَ أَسهَرتُ لَيلَهُ وَ قَوّيتُ فِي رَحمَتِكَ طَمَعَهُ وَ فَسَحتُ فِي مَغفِرَتِكَ أَمَلَهُ فَكُن عِندَ ظنَيّ فِيكَ وَ ظَنّهِ فَيَقُولُ اللّهُ تَعَالَي أَعطُوهُ المُلكَ بِيَمِينِهِ وَ الخُلدَ بِشِمَالِهِ وَ أَقرِنُوهُ بِأَزوَاجِهِ مِنَ الحُورِ العِينِ وَ اكسُوا
صفحه : 306
وَالِدَيهِ حُلّةً لَا تَقُومُ لَهَا الدّنيَا بِمَا فِيهَا فَيَنظُرُ إِلَيهِمَا الخَلَائِقُ فَيُعَظّمُونَهُمَا وَ يَنظُرَانِ إِلَي أَنفُسِهِمَا فَيَعجَبَانِ مِنهَا فَيَقُولَانِ يَا رَبّنَا أَنّي لَنَا هَذِهِ وَ لَم تَبلُغهَا أَعمَالُنَا فَيَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ وَ مَعَ هَذَا تَاجُ الكَرَامَةِ لَم يَرَ مِثلَهُ الرّاءُونَ وَ لَم يَسمَع بِمِثلِهِ السّامِعُونَ وَ لَم يَتَفَكّر فِي مِثلِهِ المُتَفَكّرُونَ فَيُقَالُ هَذَا بِتَعلِيمِكُمَا وَلَدَكُمَا القُرآنَ وَ بِتَصيِيرِكُمَا إِيّاهُ بِدِينِ الإِسلَامِ وَ بِرِيَاضَتِكُمَا إِيّاهُ عَلَي مُحَمّدٍ رَسُولِ اللّهِ وَ عَلِيّ ولَيِّ اللّهِ وَ تَفقِيهِكُمَا إِيّاهُ بِفِقهِهِمَا لِأَنّهُمَا اللّذَانِ لَا يَقبَلُ اللّهُ لِأَحَدٍ عَمَلًا إِلّا بِوَلَايَتِهِمَا وَ مُعَادَاةِ أَعدَائِهِمَا وَ إِن كَانَ مَا بَينَ الثّرَي إِلَي العَرشِ ذَهَباً يَتَصَدّقُ بِهِ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَتِلكَ البِشَارَاتُ التّيِ تَبشَرُونَ بِهَا
الآيات النساءفَكَيفَ إِذا جِئنا مِن كُلّ أُمّةٍ بِشَهِيدٍ وَ جِئنا بِكَ عَلي هؤُلاءِ شَهِيداً يَومَئِذٍ يَوَدّ الّذِينَ كَفَرُوا وَ عَصَوُا الرّسُولَ لَو تُسَوّي بِهِمُ الأَرضُ وَ لا يَكتُمُونَ اللّهَ حَدِيثاًالنحل وَ يَومَ نَبعَثُ مِن كُلّ أُمّةٍ شَهِيداً ثُمّ لا يُؤذَنُ لِلّذِينَ كَفَرُوا وَ لا هُم يُستَعتَبُونَ و قال تعالي وَ يَومَ نَبعَثُ فِي كُلّ أُمّةٍ شَهِيداً عَلَيهِم مِن أَنفُسِهِم وَ جِئنا بِكَ شَهِيداً عَلي هؤُلاءِالإسراءوَ كُلّ إِنسانٍ أَلزَمناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَ نُخرِجُ لَهُ يَومَ القِيامَةِ كِتاباً يَلقاهُ مَنشُوراً اقرَأ كِتابَكَ كَفي بِنَفسِكَ اليَومَ عَلَيكَ حَسِيباً و قال تعالي إِنّ السّمعَ وَ البَصَرَ وَ الفُؤادَ كُلّ أُولئِكَ كانَ عَنهُ مَسؤُلًاالحج لِيَكُونَ الرّسُولُ شَهِيداً عَلَيكُم وَ تَكُونُوا شُهَداءَ عَلَي النّاسِالنوروَ لَهُم عَذابٌ عَظِيمٌ يَومَ تَشهَدُ عَلَيهِم أَلسِنَتُهُم وَ أَيدِيهِم وَ أَرجُلُهُم بِما كانُوا يَعمَلُونَ يَومَئِذٍ يُوَفّيهِمُ اللّهُ دِينَهُمُ الحَقّ وَ يَعلَمُونَ أَنّ اللّهَ هُوَ الحَقّ المُبِينُ
صفحه : 307
يس اليَومَ نَختِمُ عَلي أَفواهِهِم وَ تُكَلّمُنا أَيدِيهِم وَ تَشهَدُ أَرجُلُهُم بِما كانُوا يَكسِبُونَالسجدةوَ يَومَ يُحشَرُ أَعداءُ اللّهِ إِلَي النّارِ فَهُم يُوزَعُونَ حَتّي إِذا ما جاؤُها شَهِدَ عَلَيهِم سَمعُهُم وَ أَبصارُهُم وَ جُلُودُهُم بِما كانُوا يَعمَلُونَ وَ قالُوا لِجُلُودِهِم لِمَ شَهِدتُم عَلَينا قالُوا أَنطَقَنَا اللّهُ ألّذِي أَنطَقَ كُلّ شَيءٍ وَ هُوَ خَلَقَكُم أَوّلَ مَرّةٍ وَ إِلَيهِ تُرجَعُونَ وَ ما كُنتُم تَستَتِرُونَ أَن يَشهَدَ عَلَيكُم سَمعُكُم وَ لا أَبصارُكُم وَ لا جُلُودُكُم وَ لكِن ظَنَنتُم أَنّ اللّهَ لا يَعلَمُ كَثِيراً مِمّا تَعمَلُونَ وَ ذلِكُم ظَنّكُمُ ألّذِي ظَنَنتُم بِرَبّكُم أَرداكُم فَأَصبَحتُم مِنَ الخاسِرِينَ فَإِن يَصبِرُوا فَالنّارُ مَثويً لَهُم وَ إِن يَستَعتِبُوا فَما هُم مِنَ المُعتَبِينَ.تفسير قال الطبرسي رحمه الله في قوله سبحانه فَكَيفَ أي فكيف حال الأمم وكيف يصنعون إِذا جِئنا مِن كُلّ أُمّةٍ من الأمم بِشَهِيدٍ وَ جِئنا بِكَ يا محمدعَلي هؤُلاءِيعني قومه شَهِيداً ومعني الآية أن الله تعالي يستشهد يوم القيامة كل نبي علي أمته فيشهد لهم وعليهم ويستشهد نبينا علي أمته يَومَئِذٍ يَوَدّ الّذِينَ كَفَرُوا وَ عَصَوُا الرّسُولَ لَو تُسَوّي بِهِمُ الأَرضُمعناه لويجعلون و الأرض سواء كما قال سبحانه وَ يَقُولُ الكافِرُ يا ليَتنَيِ كُنتُ تُراباً وروي عن ابن عباس أن معناه يودون أن يمشي عليهم أهل الجمع يطئونهم بأقدامهم كمايطئون الأرض و علي القول الأول المراد أن الكفار يوم القيامة يودون أنهم لن يبعثوا وأنهم كانوا و الأرض سواء لعلمهم بما يصيرون إليه من العذاب والخلود في النار وروي أيضا أن البهائم يصيرون ترابا فيتمني عند ذلك الكفار أنهم صاروا كذلك تراباوَ لا يَكتُمُونَ اللّهَ حَدِيثاًقيل فيه أقوال أحدها أنه عطف علي قوله لَو تُسَوّي أي ويودون أن لو لم يكتموا الله حديثا لأنهم إذاسئلوا قالواوَ اللّهِ رَبّنا ما كُنّا مُشرِكِينَفتشهد عليهم جوارحهم بما عملوا فيقولون ياليتنا كنا ترابا و ياليتنا لم نكتم الله شيئا و هذاقول ابن عباس . وثانيها أنه كلام مستأنف والمراد به أنهم لايكتمون الله شيئا من أمور الدنيا
صفحه : 308
وكفرهم بل يعترفون به فيدخلون النار باعترافهم وإنما لايكتمون لعلمهم بأنه لاينفعهم الكتمان وإنما يقولون وَ اللّهِ رَبّنا ما كُنّا مُشرِكِينَ في بعض الأحوال فإن للقيامة مواطن وأحوالا ففي موطن لايسمع كلامهم إلاهمسا و في موطن ينكرون مافعلوه من الكفر والمعاصي ظنا منهم أن ذلك ينفعهم و في موطن يعترفون بما فعلوه عن الحسن . وثالثها أن المراد أنهم لايقدرون علي كتمان شيء من الله تعالي لأن جوارحهم تشهد عليهم بما فعلوه فالتقدير لاتكتمه جوارحهم و إن كتموه هم . ورابعها أن المراد ودوا لوتسوي بهم الأرض وأنهم لم يكونوا كتموا أمر محمدص وبعثه عن عطاء. وخامسها أن الآية علي ظاهرها فالمراد و لايكتمون الله شيئا لأنهم ملجئون إلي ترك القبائح والكذب وقولهم وَ اللّهِ رَبّنا ما كُنّا مُشرِكِينَ عندأنفسنا لأنهم كانوا يظنون في الدنيا أن ذلك ليس بشرك من حيث تقربهم إلي الله عن البلخي و في قوله تعالي وَ يَومَ نَبعَثُ مِن كُلّ أُمّةٍ شَهِيداًيعني يوم القيامة بين سبحانه أنه يبعث فيه من كل أمة شهيدا وهم الأنبياء والعدول من كل عصر يشهدون علي الناس بأعمالهم وَ قَالَ الصّادِقُ ع لِكُلّ زَمَانٍ وَ أُمّةٍ إِمَامٌ تُبعَثُ كُلّ أُمّةٍ مَعَ إِمَامِهَا
. وفائدة بعث الشهداء مع علم الله سبحانه بذلك أن ذلك أهول في النفس وأعظم في تصور الحال وأشد في الفضيحة إذاقامت الشهادة بحضرة الملإ مع جلالة الشهود وعدالتهم عند الله تعالي ولأنهم إذاعلموا أن العدول عند الله يشهدون عليهم بين يدي الخلائق فإن ذلك يكون زجرا لهم عن المعاصي وتقديره واذكر يوم نبعث ثُمّ لا يُؤذَنُ لِلّذِينَ كَفَرُوا أي لايؤذن لهم في الكلام والاعتذار أو لايؤذن لهم في الرجوع إلي الدنيا أو لايسمع منهم العذر يقال أذنت له أي استمعت وَ لا هُم يُستَعتَبُونَ أي لايسترضون و لايستصلحون لأن الآخرة ليست بدار تكليف ومعناه لايسألون أن يرضوا الله بالكف عن معصية يرتكبونها.
صفحه : 309
و في قوله سبحانه وَ يَومَ نَبعَثُ فِي كُلّ أُمّةٍ شَهِيداً عَلَيهِم مِن أَنفُسِهِم أي من أمثالهم من البشر ويجوز أن يكون ذلك الشهيد نبيهم ألذي أرسل إليهم ويجوز أن يكون المؤمنون العارفون يشهدون عليهم بما فعلوه من المعاصي و في هذادلالة علي أن كل عصر لايجوز أن يخلو ممن يكون قوله حجة علي أهل عصره و هوعدل عند الله تعالي و هوقول الجبائي وأكثر أهل العدل و هذايوافق ماذهب إليه أصحابنا و إن خالفوهم في أن ذلك العدل والحجة من هووَ جِئنا بِكَ يا محمدشَهِيداً عَلي هؤُلاءِيريد علي قومك وأمتك . و في قوله تعالي وَ كُلّ إِنسانٍ أَلزَمناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِمعناه وألزمنا كل إنسان عمله من خير أوشر في عنقه كالطوق لايفارقه وإنما قيل للعمل طائر علي عادة العرب في قولهم جري طائره بكذا وقيل طائره يمنه وشؤمه و هو مايتطير به وقيل طائره حظه من الخير والشر وخص العنق لأنه محل الطوق ألذي يزين المحسن والغل ألذي يشين المسيء وقيل طائره كتابه وقيل معناه جعلنا لكل إنسان دليلا من نفسه لأن الطائر عندهم يستدل به علي الأمور الكائنة فيكون معناه كل إنسان دليل نفسه وشاهد عليها إن كان محسنا فطائره ميمون و إن أساء فطائره مشوم وَ نُخرِجُ لَهُ يَومَ القِيامَةِ كِتاباً و هو ماكتبه الحفظة عليهم من أعمالهم يَلقاهُ أي يري ذلك الكتاب مَنشُوراً أي مفتوحا معروضا عليه ليقرأ ويعلم ما فيه والهاء في له عائد إلي الإنسان أو إلي العمل ويقال له اقرَأ كِتابَكَ قال قتادة ويقرأ يومئذ من لم يكن قارئا في الدنياكَفي بِنَفسِكَ اليَومَ عَلَيكَ حَسِيباً أي محاسبا وإنما جعله محاسبا لنفسه لأنه إذارأي أعماله يوم القيامة كلها مكتوبة ورأي جزاء أعماله مكتوبا بالعدل أذعن عند ذلك وخضع واعترف و لم يتهيأ له حجة و لاإنكار وظهر لأهل المحشر أنه لايظلم . و في قوله تعالي كُلّ أُولئِكَ كانَ عَنهُ مَسؤُلًامعناه أن السمع يسأل عما سمع والبصر عما رأي والقلب عما عزم عليه والمراد أن أصحابها هم المسئولون ولذلك قال كُلّ أُولئِكَ وقيل بل المعني كل أولئك الجوارح يسأل عما
صفحه : 310
فعل بها قال الوالبي عن ابن عباس يسأل العباد فيما استعملوها. و في قوله لِيَكُونَ الرّسُولُ شَهِيداً عَلَيكُم أي بالطاعة والقبول فإذاشهد لكم صرتم به عدولا تستشهدون علي الأمم الماضية بأن الرسل قدبلغوهم الرسالة وأنهم لم يقبلوا وقيل معناه لِيَكُونَ الرّسُولُ شَهِيداً عَلَيكُم في إبلاغ رسالة ربه إليكم وَ تَكُونُوا شُهَداءَ عَلَي النّاسِبعده بأن تبلغوا إليهم مابلغه الرسول إليكم . و في قوله عز و جل يَومَ تَشهَدُ عَلَيهِم أَلسِنَتُهُم وَ أَيدِيهِم وَ أَرجُلُهُم بِما كانُوا يَعمَلُونَ بين سبحانه أن ذلك العذاب يكون في يوم تشهد ألسنتهم فيه عليهم بالقذف وسائر أعضائهم بمعاصيهم و في كيفية شهادة الجوارح أقوال أحدها أن الله يبنيها ببنية يمكنها النطق والكلام من جهتها فتكون ناطقة والثاني أن الله تعالي يفعل فيهاكلاما يتضمن الشهادة فيكون المتكلم هو الله تعالي دون الجوارح وأضيف إليها الكلام علي التوسع لأنها محل الكلام والثالث أن الله تعالي يجعل فيهاعلامة تقوم مقام النطق بالشهادة ويظهر فيهاأمارات دالة علي كون أصحابها مستحقين للنار فسمي ذلك شهادة مجازا كمايقال عيناك تشهدان بسهرك و أماشهادة الإنس فبأن يشهدوا بألسنتهم إذارأوا أنه لاينفعهم الجحود و أما قوله اليَومَ نَختِمُ عَلي أَفواهِهِمفإنه يجوز أن يخرج الألسنة ويختم علي الأفواه ويجوز أن يكون الختم علي الأفواه في حال شهادة الأيدي والأرجل يَومَئِذٍ يُوَفّيهِمُ اللّهُ دِينَهُمُ الحَقّ أي يتمم الله لهم جزاءهم الحق فالدين بمعني الجزاء ويجوز أن يكون المراد جزاء دينهم الحق و في قوله اليَومَ نَختِمُ عَلي أَفواهِهِم هذاحقيقة الختم فيوضع علي أفواه الكفار يوم القيامة فلايقدرون علي الكلام والنطق . و في قوله تعالي فَهُم يُوزَعُونَ أي يحبس أولهم علي آخرهم ليتلاحقوا و لايتفرقواحَتّي إِذا ما جاؤُها أي جاءوا النار التي حشروا إليهاشَهِدَ عَلَيهِم سَمعُهُمبما قرعه من الدعاء إلي الحق فأعرضوا عنه وَ أَبصارُهُمبما رأوا من الآيات الدالة علي وحدانية الله فلم يؤمنوا وسائر جلودهم بما باشروه من المعاصي والأعمال القبيحة وقيل المراد بالجلود هنا الفروج علي طريق الكناية عن ابن عباس و
صفحه : 311
المفسرين وَ قالُوايعني الكفارلِجُلُودِهِم لِمَ شَهِدتُم عَلَينا أي يعاتبون أعضاءهم فيقولون لم شهدتم عليناقالُوا أي فيقول جلودهم في جوابهم أَنطَقَنَا اللّهُ ألّذِي أَنطَقَ كُلّ شَيءٍ أي مما ينطق والمعني أعطانا الله آلة النطق والقدرة عليه وتم الكلام ثم قال سبحانه وَ هُوَ خَلَقَكُم أَوّلَ مَرّةٍ وَ إِلَيهِ تُرجَعُونَ في الآخرةوَ ما كُنتُم تَستَتِرُونَ أَن يَشهَدَ أي من أن يشهدعَلَيكُم سَمعُكُم وَ لا أَبصارُكُم وَ لا جُلُودُكُم أي لم يكن مهيأ لكم أن تستتروا أعمالكم عن هذه الأعضاء لأنكم كنتم بهاتعملون فجعلها الله شاهدة عليكم في القيامة وقيل معناه و ماكنتم تتركون المعاصي حذرا أن تشهد عليكم جوارحكم بهالأنكم ماكنتم تظنون ذلك وَ لكِن ظَنَنتُم أَنّ اللّهَ لا يَعلَمُ كَثِيراً مِمّا تَعمَلُونَلجهلكم بالله تعالي فهان عليكم ارتكاب المعاصي لذلك وروي عن ابن مسعود أنها نزلت في ثلاثة نفر تساروا فقالوا أتري أن الله يسمع تسارنا ويجوز أن يكون المعني أنكم عملتم عمل من ظن أن عمله يخفي علي الله وقيل إن الكفار كانوا يقولون إن الله لايعلم ما في أنفسنا ولكنه يعلم مانظهروَ ذلِكُم ظَنّكُمُ ألّذِي ظَنَنتُم بِرَبّكُم أَرداكُمذلكم مبتدأ وظنكم خبره وأرديكم خبر ثان ويجوز أن يكون ظنكم بدلا من ذلكم والمعني وظنكم ألذي ظننتم بربكم أنه لايعلم كثيرا مما تعملون أهلككم إذ هون عليكم أمر المعاصي وأدي بكم إلي الكفرفَأَصبَحتُم مِنَ الخاسِرِينَ أي وظللتم من جملة من خسرت تجارته لأنكم خسرتم الجنة وحصلتم في النار. وَ قَالَ الصّادِقُ ع ينَبغَيِ لِلمُؤمِنِ أَن يَخَافَ اللّهَ خَوفاً كَأَنّهُ يُشرِفُ عَلَي النّارِ وَ يَرجُوَهُ رَجَاءً كَأَنّهُ مِن أَهلِ الجَنّةِ إِنّ اللّهَ تَعَالَي يَقُولُوَ ذلِكُم ظَنّكُمُ ألّذِي ظَنَنتُم بِرَبّكُمالآيَةَ ثُمّ قَالَ إِنّ اللّهَ عِندَ ظَنّ عَبدِهِ بِهِ إِن خَيراً فَخَيراً وَ إِن شَرّاً فَشَرّاً
فَإِن يَصبِرُوا فَالنّارُ مَثويً لَهُم أي فإن يصبر هؤلاء علي النار والإمهال و ليس المراد به الصبر المحمود ولكنه الإمساك عن إظهار الشكوي و عن الاستغاثة
صفحه : 312
فالنار مسكن لهم وَ إِن يَستَعتِبُوا فَما هُم مِنَ المُعتَبِينَ أي و إن يطلبوا العتبي وسألوا الله أن يرضي عنهم فليس لهم طريق إلي الإعتاب فما هم ممن يقبل عذرهم ويرضي عنهم وتقدير الآية أنهم إن صبروا وسكتوا وجزعوا فالنار مأواهم كما قال سبحانه اصلَوها فَاصبِرُوا أَو لا تَصبِرُوا سَواءٌ عَلَيكُم والمعتب هو ألذي يقبل عتابه ويجاب إلي ماسأل
1-فس ،[تفسير القمي] فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِوَ كُلّ إِنسانٍ أَلزَمناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ يَقُولُ خَيرُهُ وَ شَرّهُ مَعَهُ حَيثُ كَانَ لَا يَستَطِيعُ فِرَاقَهُ حَتّي يُعطَي كِتَابَهُ يَومَ القِيَامَةِ بِمَا عَمِلَ
2-فس ،[تفسير القمي] قَالَ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ فِي قَولِهِوَ إِذَا الصّحُفُ نُشِرَت قَالَ صُحُفُ الأَعمَالِ
3-فس ،[تفسير القمي] اليَومَ نَختِمُ عَلي أَفواهِهِم وَ تُكَلّمُنا أَيدِيهِم إِلَي قَولِهِبِما كانُوا يَكسِبُونَ قَالَ إِذَا جَمَعَ اللّهُ الخَلقَ يَومَ القِيَامَةِ دَفَعَ إِلَي كُلّ إِنسَانٍ كِتَابَهُ فَيَنظُرُونَ فِيهِ فَيُنكِرُونَ أَنّهُم عَمِلُوا مِن ذَلِكَ شَيئاً فَيَشهَدُ عَلَيهِمُ المَلَائِكَةُ فَيَقُولُونَ يَا رَبّ مَلَائِكَتُكَ يَشهَدُونَ لَكَ ثُمّ يَحلِفُونَ أَنّهُم لَم يَعمَلُوا مِن ذَلِكَ شَيئاً وَ هُوَ قَولُهُيَومَ يَبعَثُهُمُ اللّهُ جَمِيعاً فَيَحلِفُونَ لَهُ كَما يَحلِفُونَ لَكُم فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ خَتَمَ عَلَي أَلسِنَتِهِم وَ يَنطِقُ جَوَارِحُهُم بِمَا كَانُوا يَكسِبُونَ
4-فس ،[تفسير القمي]حَتّي إِذا ما جاؤُها شَهِدَ عَلَيهِم سَمعُهُم وَ أَبصارُهُم وَ جُلُودُهُم بِما كانُوا يَعمَلُونَفَإِنّهَا نَزَلَت فِي قَومٍ يَعرِضُ عَلَيهِم أَعمَالُهُم فَيُنكِرُونَهَا فَيَقُولُونَ مَا عَمِلنَا مِنهَا شَيئاً فَيَشهَدُ عَلَيهِمُ المَلَائِكَةُ الّذِينَ كَتَبُوا عَلَيهِم أَعمَالَهُم فَقَالَ الصّادِقُ ع فَيَقُولُونَ لِلّهِ يَا رَبّ هَؤُلَاءِ مَلَائِكَتُكَ يَشهَدُونَ لَكَ ثُمّ يَحلِفُونَ بِاللّهِ مَا فَعَلُوا مِن ذَلِكَ شَيئاً وَ هُوَ قَولُ اللّهِيَومَ يَبعَثُهُمُ اللّهُ جَمِيعاً فَيَحلِفُونَ لَهُ كَما يَحلِفُونَ لَكُم وَ هُمُ الّذِينَ غَصَبُوا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَعِندَ ذَلِكَ يَختِمُ اللّهُ عَلَي أَلسِنَتِهِم وَ يَنطِقُ جَوَارِحُهُم فَيَشهَدُ السّمعُ بِمَا سَمِعَ مِمّا حَرّمَ اللّهُ وَ يَشهَدُ البَصَرُ بِمَا نَظَرَ بِهِ إِلَي مَا حَرّمَ اللّهُ وَ تَشهَدُ
صفحه : 313
اليَدَانِ بِمَا أَخَذَتَا وَ تَشهَدُ الرّجلَانِ بِمَا سَعَتَا مِمّا حَرّمَ اللّهُ وَ تَشهَدُ الفَرجُ بِمَا ارتَكَبَت مِمّا حَرّمَ اللّهُ ثُمّ أَنطَقَ اللّهُ أَلسِنَتَهُم فَيَقُولُونَ هُم لِجُلُودِهِملِمَ شَهِدتُم عَلَينافَيَقُولُونَأَنطَقَنَا اللّهُ ألّذِي أَنطَقَ كُلّ شَيءٍ وَ هُوَ خَلَقَكُم أَوّلَ مَرّةٍ وَ إِلَيهِ تُرجَعُونَ وَ ما كُنتُم تَستَتِرُونَ أَي مِنَ اللّهِأَن يَشهَدَ عَلَيكُم سَمعُكُم وَ لا أَبصارُكُم وَ لا جُلُودُكُم وَ الجُلُودُ الفُرُوجُوَ لكِن ظَنَنتُم أَنّ اللّهَ لا يَعلَمُ كَثِيراً مِمّا تَعمَلُونَ
5-شي،[تفسير العياشي] عَن أَبِي مَعمَرٍ السعّديِّ قَالَ قَالَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع فِي صِفَةِ يَومِ القِيَامَةِ يَجتَمِعُونَ فِي مَوطِنٍ يُستَنطَقُ فِيهِ جَمِيعُ الخَلقِ فَلَا يَتَكَلّمُ أَحَدٌ إِلّا مَن أَذِنَ لَهُ الرّحمَنُ وَ قَالَ صَوَاباً فَيُقَامُ الرّسُلُ فَيُسأَلُ فَذَلِكَ قَولُهُ لِمُحَمّدٍص فَكَيفَ إِذا جِئنا مِن كُلّ أُمّةٍ بِشَهِيدٍ وَ جِئنا بِكَ عَلي هؤُلاءِ شَهِيداً وَ هُوَ الشّهِيدُ عَلَي الشّهَدَاءِ وَ الشّهَدَاءُ هُمُ الرّسُلُ ع
6-شي،[تفسير العياشي] عَن مَسعَدَةَ بنِ صَدَقَةَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن جَدّهِ قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فِي خُطبَةٍ يَصِفُ هَولَ يَومِ القِيَامَةِ خُتِمَ عَلَي الأَفوَاهِ فَلَا تَكَلّمُ وَ قَد تَكَلّمَتِ الأيَديِ وَ شَهِدَتِ الأَرجُلُ وَ نَطَقَتِ الجُلُودُ بِمَا عَمِلُوا فَلا يَكتُمُونَ اللّهَ حَدِيثاً
7-شي،[تفسير العياشي] عَن أَبِي مَعمَرٍ السعّديِّ قَالَأَتَي عَلِيّاً ع رَجُلٌ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إنِيّ شَكَكتُ فِي كِتَابِ اللّهِ المُنزَلِ فَقَالَ لَهُ عَلِيّ ع ثَكِلَتكَ أُمّكَ وَ كَيفَ شَكَكتَ فِي كِتَابِ اللّهِ المُنزَلِ فَقَالَ لَهُ الرّجُلُ لأِنَيّ وَجَدتُ الكِتَابَ يُكَذّبُ بَعضُهُ بَعضاً وَ يَنقُضُ بَعضُهُ بَعضاً قَالَ فَهَاتِ ألّذِي شَكَكتَ فِيهِ فَقَالَ لِأَنّ اللّهَ يَقُولُيَومَ يَقُومُ الرّوحُ وَ المَلائِكَةُ صَفّا لا يَتَكَلّمُونَ إِلّا مَن أَذِنَ لَهُ الرّحمنُ وَ قالَ صَواباً وَ يَقُولُ حَيثُ استُنطِقُواقالُوا وَ اللّهِ رَبّنا ما كُنّا مُشرِكِينَ وَ يَقُولُيَومَ القِيامَةِ يَكفُرُ بَعضُكُم بِبَعضٍ وَ يَلعَنُ بَعضُكُم بَعضاً وَ يَقُولُإِنّ ذلِكَ لَحَقّ تَخاصُمُ أَهلِ النّارِ وَ يَقُولُلا تَختَصِمُوا لدَيَّ وَ يَقُولُاليَومَ نَختِمُ عَلي أَفواهِهِم وَ تُكَلّمُنا أَيدِيهِم وَ تَشهَدُ أَرجُلُهُم بِما كانُوا يَكسِبُونَفَمَرّةً يَتَكَلّمُونَ وَ مَرّةً لَا يَتَكَلّمُونَ وَ مَرّةً يَنطِقُ الجُلُودُ وَ الأيَديِ وَ الأَرجُلُ وَ مَرّةًلا يَتَكَلّمُونَ إِلّا مَن أَذِنَ لَهُ الرّحمنُ وَ قالَ صَواباًفَأَنّي ذَلِكَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَقَالَ لَهُ عَلِيّ ع إِنّ ذَلِكَ لَيسَ فِي مَوطِنٍ وَاحِدٍ هيَِ فِي مَوَاطِنَ فِي ذَلِكَ
صفحه : 314
اليَومِ ألّذِي مِقدَارُهُ خَمسُونَ أَلفَ سَنَةٍ فَجَمَعَ اللّهُ الخَلَائِقَ فِي ذَلِكَ اليَومِ فِي مَوطِنٍ يَتَعَارَفُونَ فِيهِ فَيُكَلّمُ بَعضُهُم بَعضاً وَ يَستَغفِرُ بَعضُهُم لِبَعضٍ أُولَئِكَ الّذِينَ بَدَت مِنهُمُ الطّاعَةُ مِنَ الرّسُلِ وَ الأَتبَاعِ وَ تَعَاوَنُواعَلَي البِرّ وَ التّقوي فِي دَارِ الدّنيَا وَ يَلعَنُ أَهلُ المعَاَصيِ بَعضُهُم بَعضاً الّذِينَ بَدَت مِنهُمُ المعَاَصيِ فِي دَارِ الدّنيَا وَ تَعَاوَنُوا عَلَي الظّلمِ وَ العُدوَانِ فِي دَارِ الدّنيَا وَ المُستَكبِرُونَ مِنهُم وَ المُستَضعَفُونَ يَلعَنُ بَعضُهُم بَعضاً وَ يُكَفّرَ بَعضُهُم بَعضاً ثُمّ يَجمَعُونَ فِي مَوَاطِنَ يَفِرّ بَعضُهُم مِن بَعضٍ وَ ذَلِكَ قَولُهُيَومَ يَفِرّ المَرءُ مِن أَخِيهِ وَ أُمّهِ وَ أَبِيهِ وَ صاحِبَتِهِ وَ بَنِيهِ إِذَا تَعَاوَنُوا عَلَي الظّلمِ وَ العُدوَانِ فِي دَارِ الدّنيَالِكُلّ امرِئٍ مِنهُم يَومَئِذٍ شَأنٌ يُغنِيهِ ثُمّ يُجمَعُونَ فِي مَوطِنٍ يَبكُونَ فِيهِ فَلَو أَنّ تِلكَ الأَصوَاتُ بَدَت لِأَهلِ الدّنيَا لَأَذهَلَت جَمِيعَ الخَلَائِقِ عَن مَعَايِشِهِم وَ صَدَعَتِ الجِبَالَ إِلّا مَا شَاءَ اللّهُ فَلَا يَزَالُونَ يَبكُونَ حَتّي يَبكُونَ الدّمَ ثُمّ يَجتَمِعُونَ فِي مَوطِنٍ يُستَنطَقُونَ فِيهِ فَيَقُولُونَوَ اللّهِ رَبّنا ما كُنّا مُشرِكِينَ وَ لَا يُقِرّونَ بِمَا عَمِلُوا فَيُختَمُ عَلَي أَفوَاهِهِم وَ يُستَنطَقُ الأيَديِ وَ الأَرجُلُ وَ الجُلُودُ فَتَنطِقُ فَتَشهَدُ بِكُلّ مَعصِيَةٍ بَدَت مِنهُم ثُمّ يُرفَعُ الخَاتَمُ عَن أَلسِنَتِهِم فَيَقُولُونَ لِجُلُودِهِم وَ أَيدِيهِم وَ أَرجُلِهِملِمَ شَهِدتُم عَلَينافَتَقُولُأَنطَقَنَا اللّهُ ألّذِي أَنطَقَ كُلّ شَيءٍ ثُمّ يُجمَعُونَ فِي مَوطِنٍ يُستَنطَقُ فِيهِ جَمِيعُ الخَلَائِقِ فَلَا يَتَكَلّمُ أَحَدٌإِلّا مَن أَذِنَ لَهُ الرّحمنُ وَ قالَ صَواباً وَ يَجتَمِعُونَ فِي مَوطِنٍ يَختَصِمُونَ فِيهِ وَ يُدَانُ لِبَعضِ الخَلَائِقِ مِن بَعضٍ وَ هُوَ القَولُ وَ ذَلِكَ كُلّهُ قَبلَ الحِسَابِ فَإِذَا أُخِذَ بِالحِسَابِ شُغِلَ كُلّ بِمَا لَدَيهِ نَسأَلُ اللّهَ بَرَكَةَ ذَلِكَ اليَومِ
8-شي،[تفسير العياشي] عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فِي خُطبَتِهِ فَلَمّا وَقَفُوا عَلَيهَا قَالُوايا لَيتَنا نُرَدّ وَ لا نُكَذّبَ بِآياتِ رَبّنا وَ نَكُونَ مِنَ المُؤمِنِينَ بَل بَدا لَهُم ما كانُوا يُخفُونَ مِن قَبلُ إِلَي قَولِهِوَ إِنّهُم لَكاذِبُونَ
9-شي،[تفسير العياشي] عَن خَالِدِ بنِ يَحيَي[نَجِيحٍ] عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِاقرَأ كِتابَكَ كَفي بِنَفسِكَ اليَومَ قَالَ يَذّكّرُ العَبدُ جَمِيعَ مَا عَمِلَ وَ مَا كُتِبَ عَلَيهِ حَتّي كَأَنّهُ فَعَلَهُ
صفحه : 315
تِلكَ السّاعَةَ فَلِذَلِكَ قَولُهُيا وَيلَتَنا ما لِهذَا الكِتابِ لا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَ لا كَبِيرَةً إِلّا أَحصاها
10-شي،[تفسير العياشي] عَن خَالِدِ بنِ نَجِيحٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ دُفِعَ إِلَي الإِنسَانِ كِتَابُهُ ثُمّ قِيلَ لَهُ اقرَأ قُلتُ فَيَعرِفُ مَا فِيهِ فَقَالَ إِنّ اللّهَ يُذَكّرُهُ فَمَا مِن لَحظَةٍ وَ لَا كَلِمَةٍ وَ لَا نَقلِ قَدَمٍ وَ لَا شَيءٍ فَعَلَهُ إِلّا ذَكَرَهُ كَأَنّهُ فَعَلَهُ تِلكَ السّاعَةَ فَلِذَلِكَ قَالُوايا وَيلَتَنا ما لِهذَا الكِتابِ لا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَ لا كَبِيرَةً إِلّا أَحصاها
11-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَمَا إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ كَمَا أَمَرَكُم أَن تَحتَاطُوا لِأَنفُسِكُم وَ أَديَانِكُم وَ أَموَالِكُم بِاستِشهَادِ الشّهُودِ العُدُولِ عَلَيكُم فَكَذَلِكَ قَدِ احتَاطَ عَلَي عِبَادِهِ وَ لَكُم فِي استِشهَادِ الشّهُودِ عَلَيهِم فَلِلّهِ عَزّ وَ جَلّ عَلَي كُلّ عَبدٍ رُقَبَاءُ مِن كُلّ خَلقِهِ وَمُعَقّباتٌ مِن بَينِ يَدَيهِ وَ مِن خَلفِهِ يَحفَظُونَهُ مِن أَمرِ اللّهِ وَ يَحفَظُونَ عَلَيهِ مَا يَكُونُ مِنهُ مِن أَعمَالِهِ وَ أَقوَالِهِ وَ أَلفَاظِهِ وَ أَلحَاظِهِ وَ البِقَاعُ التّيِ تَشتَمِلُ عَلَيهِ شُهُودُ رَبّهِ لَهُ أَو عَلَيهِ وَ الليّاَليِ وَ الأَيّامُ وَ الشّهُورُ شُهُودُهُ عَلَيهِ أَو لَهُ وَ سَائِرُ عِبَادِ اللّهِ المُؤمِنِينَ شُهُودُهُ عَلَيهِ أَو لَهُ وَ حَفَظَتُهُ الكَاتِبُونَ أَعمَالَهُ شُهُودٌ لَهُ أَو عَلَيهِ فَكَم يَكُونُ يَومَ القِيَامَةِ مِن سَعِيدٍ بِشَهَادَتِهَا لَهُ وَ كَم يَكُونُوا يَومَ القِيَامَةِ مِن شقَيِّ بِشَهَادَتِهَا عَلَيهِ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَبعَثُ يَومَ القِيَامَةِ عِبَادَهُ أَجمَعِينَ وَ إِمَاءَهُ فَيَجمَعُهُم فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ يُنفِذُهُمُ[يُنفِدُهُمُ]البَصَرُ وَ يُسمِعُهُمُ الداّعيِ وَ يُحشَرُ الليّاَليِ وَ الأَيّامُ وَ يُستَشهَدُ البِقَاعُ وَ الشّهُورُ عَلَي أَعمَالِ العِبَادِ فَمَن عَمِلَ صَالِحاً شَهِدَت لَهُ جَوَارِحُهُ وَ بِقَاعُهُ وَ شُهُورُهُ وَ أَعوَامُهُ وَ سَاعَاتُهُ وَ أَيّامُهُ وَ ليَاَليِ الجَمعِ وَ سَاعَاتُهَا وَ أَيّامُهَا فَيَسعَدُ بِذَلِكَ سَعَادَةَ الأَبَدِ وَ مَن عَمِلَ سُوءاً شَهِدَت عَلَيهِ جَوَارِحُهُ وَ بِقَاعُهُ وَ شُهُورُهُ وَ
صفحه : 316
أَعوَامُهُ وَ سَاعَاتُهُ وَ ليَاَليِ الجَمعِ وَ سَاعَاتُهَا وَ أَيّامُهَا فَيَشقَي بِذَلِكَ شَقَاءَ الأَبَدِ فَاعمَلُوا لِيَومِ القِيَامَةِ وَ أَعِدّوا الزّادَ لِيَومِ الجَمعِيَومَ التّنادِ وَ تَجَنّبُوا المعَاَصيَِ فَبِتَقوَي اللّهِ يُرجَي الخَلَاصُ فَإِنّ مَن عَرَفَ حُرمَةَ رَجَبٍ وَ شَعبَانَ وَ وَصَلَهُمَا بِشَهرِ رَمَضَانَ شَهرِ اللّهِ الأَعظَمِ شَهِدَت لَهُ هَذِهِ الشّهُورُ يَومَ القِيَامَةِ وَ كَانَ رَجَبٌ وَ شَعبَانُ وَ شَهرُ رَمَضَانَ شُهُودُهُ بِتَعظِيمِهِ لَهَا وَ ينُاَديِ مُنَادٍ يَا رَجَبُ وَ يَا شَعبَانُ وَ يَا شَهرَ رَمَضَانَ كَيفَ عَمَلُ هَذَا العَبدِ فِيكُم وَ كَيفَ كَانَت طَاعَتُهُ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ فَيَقُولُ رَجَبٌ وَ شَعبَانُ وَ شَهرُ رَمَضَانَ يَا رَبّنَا مَا تَزَوّدَ مِنّا إِلّا استِعَانَةً عَلَي طَاعَتِكَ وَ استِمدَاداً لِمَوَادّ فَضلِكَ وَ لَقَد تَعَرّضَ بِجُهدِهِ لِرِضَاكَ وَ طَلَبَ بِطَاقَتِهِ مَحَبّتَكَ فَقَالَ لِلمَلَائِكَةِ المُوَكّلِينَ بِهَذِهِ الشّهُورِ مَا ذَا تَقُولُونَ فِي هَذِهِ الشّهَادَةِ لِهَذَا العَبدِ فَيَقُولُونَ يَا رَبّنَا صَدَقَ رَجَبٌ وَ شَعبَانُ وَ شَهرُ رَمَضَانَ مَا عَرَفنَاهُ إِلّا مُتَلَقّياً فِي طَاعَتِكَ مُجتَهِداً فِي طَلَبِ رِضَاكَ صَائِراً فِيهِ إِلَي البِرّ وَ الإِحسَانِ وَ لَقَد كَانَ بِوُصُولِهِ إِلَي هَذِهِ الشّهُورِ فَرِحاً مُبتَهِجاً أَمّلَ فِيهَا رَحمَتَكَ وَ رَجَا فِيهَا عَفوَكَ وَ مَغفِرَتَكَ وَ كَانَ مِمّا مَنَعتَهُ فِيهَا مُمتَنِعاً وَ إِلَي مَا نَدَبتَهُ إِلَيهِ فِيهَا مُسرِعاً لَقَد صَامَ بِبَطنِهِ وَ فَرجِهِ وَ سَمعِهِ وَ بَصَرِهِ وَ سَائِرِ جَوَارِحِهِ وَ لَقَد ظَمِئَ فِي نَهَارِهَا وَ نَصَبَ فِي لَيلِهَا وَ كَثُرَت نَفَقَاتُهُ فِيهَا عَلَي الفُقَرَاءِ وَ المَسَاكِينِ وَ عَظُمَت أَيَادِيهِ وَ إِحسَانُهُ إِلَي عِبَادِكَ صَحِبَهَا أَكرَمَ صُحبَةٍ وَ وَدّعَهَا أَحسَنَ تَودِيعٍ أَقَامَ بَعدَ انسِلَاخِهَا عَنهُ عَلَي طَاعَتِكَ وَ لَم يَهتِك عِندَ إِدبَارِهَا سُتُورَ حُرُمَاتِكَ فَنِعمَ العَبدُ هَذَا فَعِندَ ذَلِكَ يَأمُرُ اللّهُ تَعَالَي بِهَذَا العَبدِ إِلَي الجَنّةِ فَتَلَقّاهُ مَلَائِكَةُ اللّهِ بِالحِبَاءِ وَ الكَرَامَاتِ وَ يَحمِلُونَهُ عَلَي نُجُبِ النّورِ وَ خُيُولِ البَرقِ وَ يَصِيرُ إِلَي نَعِيمٍ لَا يَنفَدُ وَ دَارٍ لَا تَبِيدُ لَا يَخرُجُ سُكّانُهَا وَ لَا يَهرَمُ شُبّانُهَا وَ لَا يَشِيبُ وِلدَانُهَا وَ لَا يَنفَدُ سُرُورُهَا وَ حُبُورُهَا وَ لَا يَبلَي جَدِيدُهَا وَ لَا
صفحه : 317
يَتَحَوّلُ إِلَي الغُمُومِ سُرُورُهَا وَ لَا يَمَسّهُم فِيهَا نَصَبٌ وَ لَا يَمَسّهُم فِيهَا لُغُوبٌ قَد أَمِنُوا العَذَابَ وَ كُفّوا سُوءَ الحِسَابِ وَ كَرُمَ مُنقَلَبُهُم وَ مَثوَاهُم وَ سَاقَ الحَدِيثَ إِلَي أَن قَالَ مَا مِنِ امرَأَتَينِ احتَرَزَتَا فِي الشّهَادَةِ فَذَكّرَت إِحدَاهُمَا الأُخرَي حَتّي تُقِيمَا الحَقّ وَ تَتّقِيَا البَاطِلَ إِلّا وَ إِذَا بَعَثَهُمَا اللّهُ يَومَ القِيَامَةِ عَظُمَ ثَوَابُهُمَا وَ لَا يَزَالُ يُصَبّ عَلَيهِمَا النّعِيمُ وَ يُذَكّرُهُمَا المَلَائِكَةُ مَا كَانَ مِن طَاعَتِهِمَا فِي الدّنيَا وَ مَا كَانَتَا فِيهِ مِن أَنوَاعِ الهُمُومِ فِيهَا وَ مَا أَزَالَهُ اللّهُ عَنهُمَا حَتّي خَلّدَهُمَا فِي الجِنَانِ وَ إِنّ فِيهِنّ لَمَن تُبعَثُ يَومَ القِيَامَةِ فَيُؤتَي بِهَا قَبلَ أَن تُعطَي كِتَابُهَا فَتَرَي السّيّئَاتِ بِهَا مُحِيطَةً وَ تَرَي حَسَنَاتِهَا قَلِيلَةً فَيُقَالُ لَهَا يَا أَمَةَ اللّهِ هَذِهِ سَيّئَاتُكِ فَأَينَ حَسَنَاتُكِ فَتَقُولُ لَا أَذكُرُ حسَنَاَتيِ فَيَقُولُ اللّهُ لِحَفَظَتِهَا يَا ملَاَئكِتَيِ تَذَاكَرُوا حَسَنَاتِهَا وَ ذَكّرُوا خَيرَاتِهَا فَيَتَذَاكَرُونَ حَسَنَاتِهَا يَقُولُ المَلَكُ ألّذِي عَلَي اليَمِينِ لِلمَلَكِ ألّذِي عَلَي الشّمَالِ أَ مَا تَذكُرُ مِن حَسَنَاتِهَا كَذَا وَ كَذَا فَيَقُولُ بَلَي وَ لكَنِيّ أَذكُرُ مِن سَيّئَاتِهَا كَذَا وَ كَذَا فَيُعَدّدُ وَ يَقُولُ المَلَكُ ألّذِي عَلَي اليَمِينِ لَهُ أَ فَمَا تَذكُرُ تَوبَتَهَا مِنهَا قَالَ لَا أَذكُرُ قَالَ أَ مَا تَذكُرُ أَنّهَا وَ صَاحِبَتَهَا تَذَكّرَتَا الشّهَادَةَ التّيِ كَانَت عِندَهُمَا حَتّي أَيقَنَتَا وَ شَهِدَتَاهَا وَ لَم تَأخُذهُمَا فِي اللّهِ لَومَةُ لَائِمٍ فَيَقُولُ بَلَي فَيَقُولُ المَلَكُ ألّذِي عَلَي اليَمِينِ للِذّيِ عَلَي الشّمَالِ أَ مَا تِلكَ الشّهَادَةُ مِنهُمَا تَوبَةً مَاحِيَةً لِسَالِفِ ذُنُوبِهِمَا ثُمّ تُعطَيَانِ كِتَابَهُمَا بِأَيمَانِهِمَا فَتُوجَدُ حَسَنَاتُهُمَا كُلّهَا مَكتُوبَةٌ وَ سَيّئَاتُهُمَا كُلّهَا ثُمّ تَجِدَانِ فِي آخِرِهِمَا يَا أمَتَيِ أَقَمتَ الشّهَادَةَ بِالحَقّ لِلضّعَفَاءِ عَلَي المُبطِلِينَ وَ لَم تَأخُذكِ فِيهَا لَومَةُ اللّائِمِينَ فَصَيّرتُ لَكِ ذَلِكِ كَفّارَةً لِذُنُوبِكِ المَاضِيَةِ وَ مَحَواً لِخَطِيئَاتِكِ السّالِفَةِ
12-كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ وَهبٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِذَا تَابَ العَبدُ تَوبَةً نَصُوحاً أَحَبّهُ اللّهُ فَسَتَرَ عَلَيهِ
صفحه : 318
فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ فَقُلتُ كَيفَ يَستُرُ عَلَيهِ قَالَ ينُسيِ مَلَكَيهِ مَا كَتَبَا عَلَيهِ مِنَ الذّنُوبِ وَ يوُحيِ إِلَي جَوَارِحِهِ اكتمُيِ عَلَيهِ ذُنُوبَهُ وَ يوُحيِ إِلَي بِقَاعِ الأَرضِ اكتمُيِ عَلَيهِ مَا كَانَ يَعمَلُ عَلَيكِ مِنَ الذّنُوبِ فَيَلقَي اللّهَ حِينَ يَلقَاهُ وَ لَيسَ شَيءٌ يَشهَدُ عَلَيهِ بشِيَءٍ مِنَ الذّنُوبِ
13-تَفسِيرُ النعّماَنيِّ، فِيمَا رَوَاهُ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فِي أَنوَاعِ آيَاتِ القُرآنِ قَالَ ثُمّ نَظَمَ تَعَالَي مَا فَرَضَ عَلَي السّمعِ وَ البَصَرِ وَ الفَرجِ فِي آيَةٍ وَاحِدَةٍ فَقَالَما كُنتُم تَستَتِرُونَ أَن يَشهَدَ عَلَيكُم سَمعُكُم وَ لا أَبصارُكُم وَ لا جُلُودُكُم وَ لكِن ظَنَنتُم أَنّ اللّهَ لا يَعلَمُ كَثِيراً مِمّا تَعمَلُونَيعَنيِ بِالجُلُودِ هَاهُنَا الفُرُوجَ وَ قَالَ تَعَالَيوَ لا تَقفُ ما لَيسَ لَكَ بِهِ عِلمٌ إِنّ السّمعَ وَ البَصَرَ وَ الفُؤادَ كُلّ أُولئِكَ كانَ عَنهُ مَسؤُلًا وَ سَاقَ الحَدِيثَ إِلَي أَن قَالَ ثُمّ أَخبَرَ أَنّ الرّجلَينِ مِنَ الجَوَارِحِ التّيِ تَشهَدُ يَومَ القِيَامَةِ حَتّي يُستَنطَقَ بِقَولِهِ سُبحَانَهُاليَومَ نَختِمُ عَلي أَفواهِهِم وَ تُكَلّمُنا أَيدِيهِم وَ تَشهَدُ أَرجُلُهُم بِما كانُوا يَكسِبُونَ
14-كا،[الكافي] عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ عَن آدَمَ بنِ إِسحَاقَ عَن عَبدِ الرّزّاقِ بنِ مِهرَانَ عَنِ الحُسَينِ بنِ مَيمُونٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع وَ سَاقَ الحَدِيثَ إِلَي أَن قَالَ وَ لَيسَت تَشهَدُ الجَوَارِحُ عَلَي مُؤمِنٍ إِنّمَا تَشهَدُ عَلَي مَن حَقّت عَلَيهِ كَلِمَةُ العَذَابِ فَأَمّا المُؤمِنُ فَيُعطَي كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ الخَبَرَ
15- ع ،[علل الشرائع ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَنِ الحَكَمِ بنِ مِسكِينٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَلِيّ الزّرّادِ قَالَ سَأَلَ أَبُو كَهمَسٍ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع فَقَالَ يصُلَيّ الرّجُلُ نَوَافِلَهُ فِي مَوضِعٍ أَو يُفَرّقُهَا قَالَ لَا بَل هَاهُنَا وَ هَاهُنَا فَإِنّهَا تَشهَدُ لَهُ يَومَ القِيَامَةِ
صفحه : 319
16-كا،[الكافي] عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ العَبّاسِ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ عَن سُفيَانَ الجرَيِريِّ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ الخَفّافِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع أَنّهُ قَالَ يَا سَعدُ تَعَلّمُوا القُرآنَ فَإِنّ القُرآنَ يأَتيِ يَومَ القِيَامَةِ فِي أَحسَنِ صُورَةٍ نَظَرَ إِلَيهِ الخَلقُ وَ النّاسُ صُفُوفٌ عِشرُونَ وَ مِائَةُ أَلفِ صَفّ ثَمَانُونَ أَلفَ صَفّ أُمّةُ مُحَمّدٍص وَ أَربَعُونَ أَلفَ صَفّ مِن سَائِرِ الأُمَمِ فيَأَتيِ عَلَي صَفّ المُسلِمِينَ فِي صُورَةِ رَجُلٍ فَيُسَلّمُ فَيَنظُرُونَ إِلَيهِ ثُمّ يَقُولُونَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ الحَلِيمُ الكَرِيمُ إِنّ هَذَا الرّجُلَ مِنَ المُسلِمِينَ نَعرِفُهُ بِنَعتِهِ وَ صِفَتِهِ غَيرَ أَنّهُ كَانَ أَشَدّ اجتِهَاداً مِنّا فِي القُرآنِ فَمِن هُنَاكَ أعُطيَِ مِنَ البَهَاءِ وَ الجَمَالِ وَ النّورِ مَا لَم نُعطَهُ ثُمّ يُجَاوِزُ[يَتَجَاوَزُ] حَتّي يأَتيَِ عَلَي صَفّ الشّهَدَاءِ فَيَنظُرُ إِلَيهِ الشّهَدَاءُ ثُمّ يَقُولُونَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ الرّبّ الرّحِيمُ إِنّ هَذَا الرّجُلَ مِنَ الشّهَدَاءِ نَعرِفُهُ بِسَمتِهِ وَ صِفَتِهِ غَيرَ أَنّهُ مِن شُهَدَاءِ البَحرِ فَمِن هُنَاكَ أعُطيَِ مِنَ البَهَاءِ وَ الفَضلِ مَا لَم نُعطَهُ قَالَ فَيُجَاوِزُ[فَيَتَجَاوَزُ] حَتّي يأَتيَِ عَلَي صَفّ شُهَدَاءِ البَحرِ فِي صُورَةِ شَهِيدٍ فَيَنظُرُ إِلَيهِ شُهَدَاءُ البَحرِ فَيَكثُرُ تَعَجّبُهُم وَ يَقُولُونَ إِنّ هَذَا مِن شُهَدَاءِ البَحرِ نَعرِفُهُ بِسَمتِهِ وَ صِفَتِهِ غَيرَ أَنّ الجَزِيرَةَ التّيِ أُصِيبَ فِيهَا كَانَت أَعظَمَ هَولًا مِنَ الجَزِيرَةِ التّيِ أُصِبنَا فِيهَا فَمِن هُنَاكَ أعُطيَِ مِنَ البَهَاءِ وَ الجَمَالِ وَ النّورِ مَا لَم نُعطَهُ ثُمّ يُجَاوِزُ[يَتَجَاوَزُ] حَتّي يأَتيَِ صَفّ النّبِيّينَ وَ المُرسَلِينَ فِي صُورَةِ نبَيِّ مُرسَلٍ فَيَنظُرُ النّبِيّونَ وَ المُرسَلُونَ إِلَيهِ فَيَشتَدّ لِذَلِكَ تَعَجّبُهُم وَ يَقُولُونَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ الحَلِيمُ الكَرِيمُ إِنّ هَذَا لنَبَيِّ مُرسَلٌ نَعرِفُهُ بِصِفَتِهِ وَ سَمتِهِ غَيرَ أَنّهُ أعُطيَِ فَضلًا كَثِيراً قَالَ فَيَجتَمِعُونَ فَيَأتُونَ رَسُولَ اللّهِص فَيَسأَلُونَهُ وَ يَقُولُونَ يَا مُحَمّدُ مَن هَذَا فَيَقُولُ أَ وَ مَا تَعرِفُونَهُ فَيَقُولُونَ مَا نَعرِفُهُ هَذَا مِمّن لَم يَغضَبِ اللّهُ عَلَيهِ فَيَقُولُ رَسُولُ اللّهِص هَذَا حُجّةُ اللّهِ عَلَي خَلقِهِ فَيُسَلّمُ ثُمّ يُجَاوِزُ حَتّي يأَتيَِ صَفّ المَلَائِكَةِ فِي صُورَةِ مَلَكٍ مُقَرّبٍ فَيَنظُرُ إِلَيهِ المَلَائِكَةُ فَيَشتَدّ تَعَجّبُهُم وَ يَكبُرُ ذَلِكَ عَلَيهِم لِمَا رَأَوا مِن فَضلِهِ وَ يَقُولُونَ تَعَالَي رَبّنَا وَ تَقَدّسَ إِنّ هَذَا العَبدَ مِنَ المَلَائِكَةِ نَعرِفُهُ بِسَمتِهِ وَ صِفَتِهِ غَيرَ أَنّهُ كَانَ أَقرَبَ المَلَائِكَةِ مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ مَقَاماً مِن هُنَاكَ أُلبِسَ مِنَ النّورِ وَ الجَمَالِ
صفحه : 320
مَا لَم نُلبَس ثُمّ يُجَاوِزُ حَتّي ينَتهَيَِ إِلَي رَبّ العِزّةِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي فَيَخِرّ تَحتَ العَرشِ فَيُنَادِيهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي يَا حجُتّيِ فِي الأَرضِ وَ كلَاَميَِ الصّادِقُ النّاطِقُ ارفَع رَأسَكَ وَ سَل تُعطَ وَ اشفَع تُشَفّع فَيَرفَعُ رَأسَهُ فَيَقُولُ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي كَيفَ رَأَيتَ عبِاَديِ فَيَقُولُ يَا رَبّ مِنهُم مَن صاَننَيِ وَ حَافَظَ عَلَيّ وَ لَم يُضَيّع شَيئاً وَ مِنهُم مَن ضيَعّنَيِ وَ استَخَفّ بحِقَيّ وَ كَذّبَ وَ أَنَا حُجّتُكَ عَلَي جَمِيعِ خَلقِكَ فَيَقُولُ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي وَ عزِتّيِ وَ جلَاَليِ وَ ارتِفَاعِ مكَاَنيِ لَأُثِيبَنّ عَلَيكَ اليَومَ أَحسَنَ الثّوَابِ وَ لَأُعَاقِبَنّ عَلَيكَ اليَومَ أَلِيمَ العِقَابِ قَالَ فَيَرفَعُ القُرآنُ رَأسَهُ فِي صُورَةٍ أُخرَي قَالَ فَقُلتُ لَهُ يَا أَبَا جَعفَرٍ فِي أَيّ صُورَةٍ يَرجِعُ قَالَ فِي صُورَةِ رَجُلٍ شَاحِبٍ مُتَغَيّرٍ يُنكِرُهُ أَهلُ الجَمعِ فيَأَتيِ الرّجُلُ مِن شِيعَتِنَا ألّذِي كَانَ يَعرِفُهُ وَ يُجَادِلُ بِهِ أَهلَ الخِلَافِ فَيَقُومُ بَينَ يَدَيهِ فَيَقُولُ مَا تعَرفِنُيِ فَيَنظُرُ إِلَيهِ الرّجُلُ فَيَقُولُ مَا أَعرِفُكَ يَا عَبدَ اللّهِ قَالَ فَيَرجِعُ فِي صُورَتِهِ التّيِ كَانَت فِي الخَلقِ الأَوّلِ فَيَقُولُ مَا تعَرفِنُيِ فَيَقُولُ نَعَم فَيَقُولُ القُرآنُ أَنَا ألّذِي أَسهَرتُ لَيلَكَ وَ أَنصَبتُ عَيشَكَ وَ سَمِعتَ الأَذَي وَ رُجِمتَ بِالقَولِ فِيّ أَلَا وَ إِنّ كُلّ تَاجِرٍ قَدِ استَوفَي تِجَارَتَهُ وَ أَنَا وَرَاءَكَ اليَومَ قَالَ فَيَنطَلِقُ بِهِ إِلَي رَبّ العِزّةِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي فَيَقُولُ يَا رَبّ عَبدُكَ وَ أَنتَ أَعلَمُ بِهِ قَد كَانَ نَصَباً بيِ مُوَاظِباً عَلَيّ يعُاَديِ بسِبَبَيِ وَ يُحِبّ فِيّ وَ يُبغِضُ فِيّ فَيَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَدخِلُوا عبَديِ جنَتّيِ وَ اكسُوهُ حُلّةً مِن حُلَلِ الجَنّةِ وَ تَوّجُوهُ بِتَاجٍ فَإِذَا فُعِلَ بِهِ ذَلِكَ عُرِضَ عَلَي القُرآنِ فَيُقَالُ لَهُ هَل رَضِيتَ بِمَا صُنِعَ بِوَلِيّكَ فَيَقُولُ يَا رَبّ إنِيّ أَستَقِلّ هَذَا لَهُ فَزِدهُ مَزِيدَ الخَيرِ كُلّهِ فَيَقُولُ وَ عزِتّيِ وَ جلَاَليِ وَ علُوُيّ وَ ارتِفَاعِ مكَاَنيِ لَأَنحَلَنّ لَهُ اليَومَ خَمسَةَ أَشيَاءَ مَعَ المَزِيدِ لَهُ وَ لِمَن كَانَ بِمَنزِلَتِهِ أَلَا إِنّهُم شَبَابٌ لَا يَهرَمُونَ وَ أَصِحّاءُ لَا يَسقُمُونَ وَ أَغنِيَاءُ لَا يَفتَقِرُونَ وَ فَرِحُونَ لَا يَحزَنُونَ وَ أَحيَاءٌ لَا يَمُوتُونَ ثُمّ تَلَا هَذِهِ الآيَةَلا يَذُوقُونَ فِيهَا المَوتَ إِلّا المَوتَةَ الأُولي
صفحه : 321
قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ يَا أَبَا جَعفَرٍ وَ هَل يَتَكَلّمُ القُرآنُ فَتَبَسّمَ ثُمّ قَالَ رَحِمَ اللّهُ الضّعَفَاءَ مِن شِيعَتِنَا إِنّهُم أَهلُ تَسلِيمٍ ثُمّ قَالَ نَعَم يَا سَعدُ وَ الصّلَاةُ تَتَكَلّمُ وَ لَهَا صُورَةٌ وَ خَلقٌ تَأمُرُ وَ تَنهَي قَالَ سَعدٌ فَتَغَيّرَ لِذَلِكَ لوَنيِ وَ قُلتُ هَذَا شَيءٌ لَا أَستَطِيعُ أَتَكَلّمُ بِهِ فِي النّاسِ فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع وَ هَلِ النّاسُ إِلّا شِيعَتُنَا فَمَن لَم يَعرِف بِالصّلَاةِ فَقَد أَنكَرَ حَقّنَا ثُمّ قَالَ يَا سَعدُ أُسمِعُكَ كَلَامَ القُرآنِ قَالَ سَعدٌ فَقُلتُ بَلَي صَلّي اللّهُ عَلَيكَ فَقَالَإِنّ الصّلاةَ تَنهي عَنِ الفَحشاءِ وَ المُنكَرِ وَ لَذِكرُ اللّهِ أَكبَرُفاَلنهّيُ كَلَامٌ وَ الفَحشَاءُ وَ المُنكَرُ رِجَالٌ وَ نَحنُ ذِكرُ اللّهِ وَ نَحنُ أَكبَرُ
بيان قوله ع إن هذا الرجل من المسلمين لماتوجّه إلي صفّهم ظنوا أنه منهم و أماقولهم نعرفه بنعته وصفته فيحتمل وجوها الأول أن يكون يأتيهم بصورة من يعرفونه من حملة القرآن الثاني أن يكون المراد أناإنما نعرف أنه من المسلمين لكون نعته وصفته شبيهة بهم ولعل زيادة نوره لقراءته القرآن أكثر من سائر المسلمين
صفحه : 322
الثالث أنهم لماكانوا يتلون القرآن ويأنسون به و قدتصور بصورة لها مناسبة واقعية للقرآن فهم لأنسهم بما يناسبه واقعا يعرفونه ويأنسون به ولعدم علمهم بأن هذه صورة القرآن ظنوا أنه رجل وذهب عن بالهم اسمه وقيل لما كان المؤمن فيه نيته أن يعبد الله حق عبادته ويتلو كتابه حق تلاوته إلا أنه لايتيسر له ذلك كمايريد وبالجملة لايوافق عمله ما في نيته كماورد في الحديث نية المؤمن خير من عمله فالقرآن يتجلي لكل طائفة بصورة من جنسهم إلا أنه أحسن في الجمال والبهاء وهي الصورة التي لوكانوا بما في نيتهم من العمل بالقرآن لكان لهم تلك الصورة وإنما لايعرفونه كماينبغي لأنهم لم يأتوا بذلك كماينبغي وإنما يعرفونه بنعته ووصفه لأنهم كانوا يتلونه وإنما وصفوا الله بالحلم والكرم والرحمة حين رؤيتهم لمارأوا في أنفسهم في جنبه من النقص والقصور الناشئين من تقصيرهم يرجون من الله العفو والكرم والرحمة. قوله ع في صورة رجل شاحب يقال شحب جسمه أي تغير ولعل ذلك لغضب علي المخالفين أوللاهتمام بشفاعة المؤمنين كماورد أن السقط يقوم محبنطئا علي باب الجنة وقيل لسماعه الوعيد الشديد و هو و إن كان لمستحقيه إلا أنه لايخلو من تأثير لمن يطّلع عليه قوله ع إنهم أهل تسليم أي يقبلون كل مايسمعون من المعصومين ع و لايرتابون و لايتبعون الشبه ووساوس الشيطان قوله ع ياسعد أسمعك كلام القرآن هذايحتمل وجوها الأول أن يقال تكلم القرآن عبارة عن إلقائه إلي السمع مايفهم منه المعني و هذا هومعني حقيقة الكلام لايشترط فيه أن يصدر من لسان لحمي وكذا تكلم الصلاة فإن من أتي بالصلاة بحقها وحقيقتها نهته الصلاة عن متابعة أعداء الدين وغاصبي حقوق الأئمة الراشدين الذين من عرفهم عرف الله و من ذكرهم ذكر الله .الثاني أن لكل عبادة صورة ومثالا تترتب عليها آثار تلك العبادة و هذه الصورة تظهر للناس في القيامة فالمراد بقولهم ع في موضع آخر الصلاة رجل أنها في القيامة يتشكل بإزائها رجل يشفع لمن رعاها حق رعايتها و في الدنيا أيضا لايبعد أن يخلق الله بإزائها ملكا أوخلقا آخر من الروحانيين يسدد من أتي
صفحه : 323
بالصلاة حق إتيانها ويهديه إلي مراشده وكذا في القرآن وسائر العبادات .الثالث ماأفيض علي ببركات الأئمة الطاهرين و به ينحل كثير من غوامض أخبار الأئمة المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين و هو أنه كما أن الجسد الإنساني له حياة ظاهرية من جهة الروح الحيوانية المنبعثة عن القلب الظاهري و بهايسمع ويبصر ويمشي وينطق ويحس فكذا له حياة معنوية من جهة العلم والإيمان والطاعات فالإيمان ينبعث من القلب المعنوي ويسري في سائر الأعضاء فينور العين بنور آخر كَمَا قَالَ النّبِيّص المُؤمِنُ يَنظُرُ بِنُورِ اللّهِ وَ يَسمَعُ بِسَمعٍ آخَرَ
وبالجملة يتصرف الإيمان في بدنه وعقله ونفسه ويملكه بأسره فلايري إلاالحق و لايسمع إلا ماينفعه و لايسمع شيئا من الحق إلافهمه وصدقه و لاينطق إلابالحق و لايمشي إلاللحق فالإيمان روح لذلك الجسد ولذا قال تعالي في وصف الكفارأَمواتٌ غَيرُ أَحياءٍ و قال صُمّ بُكمٌ عمُيٌ فَهُم لا يَرجِعُونَ و ما ذلك إلالذهاب نور الإيمان من قلوبهم وجوارحهم وكذا الصلاة إذاكملت في شخص وأتي بها كما هوحقها تصرف في بدنه ونورت قلبه وبصره وسمعه ولسانه ومنعته عن اتباع الشهوات وحثته علي الطاعات وكذا سائر العبادات . ثم إن القرآن ليس تلك النقوش بل هويدل عليه تلك النقوش وإنما صار الخط و ماينقش عليه محترما لدلالته علي ذلك الكلام والكلام إنما صار مكرما لدلالته علي المعاني التي أرادها الله الملك العلام فمن انتقش في قواه ألفاظ القرآن و في عقله معانيه واتصف بصفاته الحسنة علي ماهي فيه واحترز عما نهي الله عنه فيه واتعظ بمواعظه وصير القرآن خلقه وداوي به أدواءه فهو أولي بالتعظيم والإكرام ولذا ورد أن المؤمن أعظم حرمة من الكعبة والقرآن فإذاعرفت ذلك فاعلم أنه كمايطلق علي الجسد لتعلق الروح والنفس به أنه إنسان فكذا يجوز أن يطلق علي
صفحه : 324
البدن ألذي كمل فيه الإيمان وتصرف فيه وصار روحه أنه إيمان وكذا الصلاة والزكاة وسائر الطاعات و هذا في القرآن أظهر لأنه قدانتقش بلفظه ومعناه واتصف بصفاته ومؤداه واحتوي عليه وتصرف في بدنه وقواه فبالحري أن يطلق عليه القرآن فإذاعرفت ذلك ظهر لك سرّ الأخبار الواردة في أن أمير المؤمنين ع هوكلام الله و هوالإيمان والإسلام والصلاة والزكاة وقس علي ذلك حال أعدائه و ماورد أنهم الكفر والفسوق والعصيان وشرب الخمر والزنا وسائر المحارم لاستقرار تلك الصفات فيهم بحيث صارت أرواحهم الخبيثة فلايبعد أن يكون المراد بالصورة التي يأتي في القيامة هو أمير المؤمنين ع فيشفع لمن قرأ القرآن لأنه روحه و لايعمل بالقرآن إلا من يتولاه وينادي القرآن بلعن من عاداه ثم ذكر ع لرفع الاستبعاد أن الصلاة رجل و هو أمير المؤمنين فهو ينهي الناس عن متابعة من كمل فيه الفحشاء والمنكر يعني أبابكر وعمر علي هذا لايبعد أن يكون قوله ع أسمعك كلام القرآن أشار به إلي أنه ع أيضا القرآن وكلامه كلام القرآن وسيأتي مزيد توضيح لهذا التحقيق في كتاب الإمامة و أنت إذاأحطت بذلك وفهمته انكشف لك كثير من الأسرار المطوية في أخبار الأئمة الأطهار ع فَخُذ ما آتَيتُكَ وَ كُن مِنَ الشّاكِرِينَ
17-ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر]القَاسِمُ بنُ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي إِذَا أَرَادَ أَن يُحَاسِبَ المُؤمِنَ أَعطَاهُ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ وَ حَاسَبَهُ فِيمَا بَينَهُ وَ بَينَهُ فَيَقُولُ عبَديِ فَعَلتَ كَذَا وَ كَذَا وَ عَمِلتَ كَذَا وَ كَذَا فَيَقُولُ نَعَم يَا رَبّ قَد فَعَلتُ ذَلِكَ فَيَقُولُ قَد غَفَرتُهَا لَكَ وَ أَبدَلتُهَا حَسَنَاتٍ فَيَقُولُ النّاسُ سُبحَانَ اللّهِ أَ مَا كَانَ لِهَذَا العَبدِ سَيّئَةٌ وَاحِدَةٌ وَ هُوَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّفَأَمّا مَن أوُتيَِ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوفَ يُحاسَبُ
صفحه : 325
حِساباً يَسِيراً وَ يَنقَلِبُ إِلي أَهلِهِ مَسرُوراً قُلتُ أَيّ أَهلٍ قَالَ أَهلُهُ فِي الدّنيَا هُم أَهلُهُ فِي الجَنّةِ إِن كَانُوا مُؤمِنِينَ قَالَ وَ إِذَا أَرَادَ بِعَبدٍ شَرّاً حَاسَبَهُ عَلَي رُءُوسِ النّاسِ وَ بَكَتَهُ وَ أَعطَاهُ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ وَ هُوَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ أَمّا مَن أوُتيَِ كِتابَهُ وَراءَ ظَهرِهِ فَسَوفَ يَدعُوا ثُبُوراً وَ يَصلي سَعِيراً إِنّهُ كانَ فِي أَهلِهِ مَسرُوراً قُلتُ أَيّ أَهلٍ قَالَ أَهلُهُ فِي الدّنيَا قُلتُ قَولُهُإِنّهُ ظَنّ أَن لَن يَحُورَ قَالَ ظَنّ أَنّهُ لَن يَرجِعَ
18-ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر]القَاسِمُ عَن عَلِيّ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِنّ المُؤمِنَ يُعطَي يَومَ القِيَامَةِ كِتَاباً مَنشُوراً مَكتُوبٌ[مَكتُوباً] فِيهِ كِتَابُ اللّهِ العَزِيزِ الحَكِيمِ أَدخِلُوا فُلَاناً الجَنّةَ
19- كِتَابُ فَضَائِلِ الشّيعَةِ،لِلصّدُوقِ رَحِمَهُ اللّهُ بِإِسنَادِهِ عَنِ الثمّاَليِّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع نَحنُ الشّهَدَاءُ عَلَي شِيعَتِنَا وَ شِيعَتُنَا شُهَدَاءُ عَلَي النّاسِ وَ بِشَهَادَةِ شِيعَتِنَا يُجزَونَ وَ يُعَاقَبُونَ
20-مُحَاسَبَةُ النّفسِ،لِلسّيّدِ عَلِيّ بنِ طَاوُسٍ قَدّسَ اللّهُ رُوحَهُ بِإِسنَادِهِ إِلَي مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ مَحبُوبٍ مِن كِتَابِهِ بِإِسنَادِهِ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَا مِن يَومٍ يأَتيِ عَلَي ابنِ آدَمَ إِلّا قَالَ ذَلِكَ اليَومُ يَا ابنَ آدَمَ أَنَا يَومٌ جَدِيدٌ وَ أَنَا عَلَيكَ شَهِيدٌ فَافعَل بيِ خَيراً وَ اعمَل فِيّ خَيراً أَشهَد لَكَ يَومَ القِيَامَةِ فَإِنّكَ لَن ترَاَنيِ بَعدَهَا أَبَداً وَ فِي نُسخَةٍ أُخرَي فَقُل فِيّ خَيراً وَ اعمَل فِيّ خَيراً
21- قَالَ وَ رَأَيتُ فِي كِتَابِ مَسعَدَةَ بنِ زِيَادٍ الربّعَيِّ،فِيمَا رَوَاهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ ع قَالَ اللّيلُ إِذَا أَقبَلَ نَادَي مُنَادٍ بِصَوتٍ يَسمَعُهُ الخَلَائِقُ إِلّا الثّقَلَينِ يَا ابنَ آدَمَ إنِيّ عَلَي مَا فِيّ شَهِيدٌ فَخُذ منِيّ فإَنِيّ لَو طَلَعَتِ الشّمسُ لَم تَزدَد فِيّ حَسَنَةً وَ لَم تَستَعتِب فِيّ مِن سَيّئَةٍ وَ كَذَلِكَ يَقُولُ النّهَارُ إِذَا أَدبَرَ اللّيلُ
22-كا،[الكافي]بِإِسنَادِهِ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ النّهَارَ إِذَا جَاءَ قَالَ يَا ابنَ آدَمَ اعمَل فِي يَومِكَ هَذَا خَيراً أَشهَد لَكَ بِهِ عِندَ رَبّكَ يَومَ القِيَامَةِ فإَنِيّ لَم آتِكَ فِيمَا مَضَي وَ لَا آتِيكَ فِيمَا بقَيَِ وَ إِذَا جَاءَ اللّيلُ قَالَ مِثلَ ذَلِكَ
صفحه : 326
الآيات التحريم وَ يُدخِلَكُم جَنّاتٍ تجَريِ مِن تَحتِهَا الأَنهارُ يَومَ لا يخُزيِ اللّهُ النّبِيّ وَ الّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُم يَسعي بَينَ أَيدِيهِم وَ بِأَيمانِهِم يَقُولُونَ رَبّنا أَتمِم لَنا نُورَنا وَ اغفِر لَنا إِنّكَ عَلي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌالضحي 4-وَ لَلآخِرَةُ خَيرٌ لَكَ مِنَ الأُولي وَ لَسَوفَ يُعطِيكَ رَبّكَ فَتَرضي
1-فس ،[تفسير القمي] مُحَمّدُ بنُ أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ القَاسِمِ بنِ الرّبِيعِ عَن صَبّاحٍ المزُنَيِّ عَنِ المُفَضّلِ بنِ عُمَرَ أَنّهُ سَمِعَ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ فِي قَولِ اللّهِوَ أَشرَقَتِ الأَرضُ بِنُورِ رَبّها قَالَ رَبّ الأَرضِ إِمَامُ الأَرضِ قُلتُ فَإِذَا خَرَجَ يَكُونُ مَا ذَا قَالَ إِذاً يسَتغَنيِ النّاسُ عَن ضَوءِ الشّمسِ وَ نُورِ القَمَرِ وَ يَجتَزِءُونَ بِنُورِ الإِمَامِ
2-فس ،[تفسير القمي] أَبِي عَن عَبدِ اللّهِ بنِ المُغِيرَةِ عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَقُولُ إِذَا سَأَلتُمُ اللّهَ فَاسأَلُوا لِيَ الوَسِيلَةَ فَسَأَلنَا النّبِيّص عَنِ الوَسِيلَةِ فَقَالَ هيَِ درَجَتَيِ فِي الجَنّةِ وَ هيَِ أَلفُ مِرقَاةِ جَوهَرٍ إِلَي مِرقَاةِ زَبَرجَدٍ إِلَي مِرقَاةِ لُؤلُؤَةٍ إِلَي مِرقَاةِ ذَهَبٍ إِلَي مِرقَاةِ فِضّةٍ فَيُؤتَي بِهَا يَومَ القِيَامَةِ حَتّي تُنصَبَ مَعَ دَرَجَةِ النّبِيّينَ فهَيَِ فِي دَرَجَةِ النّبِيّينَ كَالقَمَرِ بَينَ الكَوَاكِبِ فَلَا يَبقَي يَومَئِذٍ نبَيِّ وَ لَا شَهِيدٌ وَ لَا صِدّيقٌ إِلّا قَالَ طُوبَي لِمَن كَانَت هَذِهِ دَرَجَتُهُ فيَنُاَديِ المنُاَديِ وَ يَسمَعُ النّدَاءَ جَمِيعُ النّبِيّينَ وَ الصّدّيقِينَ وَ الشّهَدَاءِ وَ المُؤمِنِينَ هَذِهِ دَرَجَةُ مُحَمّدٍص فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص فَأَقبِلُ يَومَئِذٍ مُتّزِراً بِرَيطَةٍ مِن نُورٍ عَلَيّ تَاجُ المُلكِ وَ إِكلِيلُ الكَرَامَةِ وَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ أمَاَميِ وَ بِيَدِهِ لوِاَئيِ وَ هُوَ لِوَاءُ الحَمدِ مَكتُوبٌ عَلَيهِ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ المُفلِحُونَ هُمُ الفَائِزُونَ بِاللّهِ فَإِذَا
صفحه : 327
مَرَرنَا بِالنّبِيّينَ قَالُوا هَذَانِ مَلَكَانِ لَم نَعرِفهُمَا وَ لَم نَرَهُمَا وَ إِذَا مَرَرنَا بِالمَلَائِكَةِ قَالُوا هَذَانِ نَبِيّانِ مُرسَلَانِ حَتّي أَعلَوُ الدّرَجَةَ وَ عَلِيّ يتَبعَنُيِ فَإِذَا صِرتُ فِي أَعلَي الدّرَجَةِ مِنهَا وَ عَلِيّ أَسفَلَ منِيّ بِيَدِهِ لوِاَئيِ فَلَا يَبقَي يَومَئِذٍ نبَيِّ وَ لَا مُؤمِنٌ إِلّا رَفَعُوا رُءُوسَهُم إلِيَّ يَقُولُونَ طُوبَي لِهَذَينِ العَبدَينِ مَا أَكرَمَهُمَا عَلَي اللّهِ فيَنُاَديِ المنُاَديِ يَسمَعُ النّبِيّونَ وَ جَمِيعُ الخَلَائِقِ هَذَا حبَيِبيِ مُحَمّدٌ وَ هَذَا ولَيِيّ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ طُوبَي لِمَن أَحَبّهُ وَ وَيلٌ لِمَن أَبغَضَهُ وَ كَذّبَ عَلَيهِ ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا عَلِيّ فَلَا يَبقَي يَومَئِذٍ فِي مَشهَدِ القِيَامَةِ أَحَدٌ يُحِبّكَ إِلّا استَروَحَ إِلَي هَذَا الكَلَامِ وَ ابيَضّ وَجهُهُ وَ فَرِحَ قَلبُهُ وَ لَا يَبقَي أَحَدٌ مِمّن عَادَاكَ وَ نَصَبَ لَكَ حَرباً أَو جَحَدَ لَكَ حَقّاً إِلّا اسوَدّ وَجهُهُ وَ اضطَرَبَت قَدَمَاهُ فَبَينَا أَنَا كَذَلِكَ إِذَا مَلَكَانِ قَد أَقبَلَا إلِيَّ أَمّا أَحَدُهُمَا فَرِضوَانُ خَازِنُ الجَنّةِ وَ أَمّا الآخَرُ فَمَالِكٌ خَازِنُ النّارِ فَيَدنُو رِضوَانُ وَ يُسَلّمُ عَلَيّ وَ يَقُولُ السّلَامُ عَلَيكَ يَا رَسُولَ اللّهِ فَأَرُدّ عَلَيهِ وَ أَقُولُ أَيّهَا المَلِكُ الطّيّبُ الرّيحِ الحَسَنُ الوَجهِ الكَرِيمُ عَلَي رَبّهِ مَن أَنتَ فَيَقُولُ أَنَا رِضوَانُ خَازِنُ الجَنّةِ أمَرَنَيِ ربَيّ آتِيكَ بِمَفَاتِيحِ الجَنّةِ فَخُذهَا يَا مُحَمّدُ فَأَقُولُ قَد قَبِلتُ ذَلِكَ مِن ربَيّ فَلَهُ الحَمدُ عَلَي مَا أَنعَمَ بِهِ عَلَيّ ادفَعهَا إِلَي أخَيِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ فَيَدفَعُهَا إِلَي عَلِيّ وَ يَرجِعُ رِضوَانُ ثُمّ يَدنُو مَالِكٌ خَازِنُ النّارِ فَيُسَلّمُ وَ يَقُولُ السّلَامُ عَلَيكَ يَا حَبِيبَ اللّهِ فَأَقُولُ لَهُ وَ عَلَيكَ السّلَامُ أَيّهَا المَلَكُ مَا أَنكَرَ رُؤيَتَكَ وَ أَقبَحَ وَجهَكَ مَن أَنتَ فَيَقُولُ أَنَا مَالِكٌ خَازِنُ النّارِ أمَرَنَيِ ربَيّ أَن آتِيكَ بِمَفَاتِيحِ النّارِ فَأَقُولُ قَد قَبِلتُ ذَلِكَ مِن ربَيّ فَلَهُ الحَمدُ عَلَي مَا أَنعَمَ بِهِ عَلَيّ وَ فضَلّنَيِ بِهِ ادفَعهَا إِلَي أخَيِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ فَيَدفَعُهَا إِلَيهِ ثُمّ يَرجِعُ مَالِكٌ فَيُقبِلُ عَلِيّ وَ مَعَهُ مَفَاتِيحُ الجَنّةِ وَ مَقَالِيدُ النّارِ حَتّي يَقعُدَ عَلَي عِجزَةِ جَهَنّمَ وَ يَأخُذَ زِمَامَهَا بِيَدِهِ وَ قَد عَلَا زَفِيرُهَا وَ اشتَدّ حَرّهَا وَ كَثُرَ تَطَايُرُ شَرَرِهَا فيَنُاَديِ جَهَنّمُ يَا عَلِيّ جزُنيِ قَد أَطفَأَ نُورُكَ لهَبَيِ فَيَقُولُ عَلِيّ لَهَا ذرَيِ هَذَا ولَيِيّ وَ خذُيِ هَذَا عدَوُيّ فَلَجَهَنّمُ يَومَئِذٍ أَشَدّ مُطَاوَعَةً لعِلَيِّ مِن غُلَامِ أَحَدِكُم لِصَاحِبِهِ فَإِن شَاءَ يَذهَبُ بِهَا يَمنَةً وَ إِن شَاءَ يَذهَبُ بِهَا يَسرَةً وَ لَجَهَنّمُ يَومَئِذٍ أَشَدّ مُطَاوَعَةً لعِلَيِّ مِن جَمِيعِ الخَلَائِقِ وَ ذَلِكَ أَنّ عَلِيّاً ع يَومَئِذٍ قَسِيمُ الجَنّةِ وَ النّارِ
صفحه : 328
ل ،[الخصال ] مع ،[معاني الأخبار] لي ،[الأمالي للصدوق ] أبي عن سعد عن ابن عيسي عن ابن معروف عن أبي حفص العبدي عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري عن النبي ص مثله ير،[بصائر الدرجات ] ابن عيسي
مثله بيان في روايات الصدوق فسألت النبي ص و في رواية علي بن ابراهيم فسألنا فيكون نقلا عن أمير المؤمنين ع أوغيره من الصحابة و في بعض النسخ فسألوا و هوأظهر. و في رواية الصدوق بعد قوله ألف مرقاة ما بين المرقاة إلي المرقاة حضر الفرس الجواد شهرا وهي ما بين مرقاة جوهرة ولعل المراد بالجوهر هنا الياقوت أوجوهر آخر لم يصرح به و قال الجزري الريطة كل ملاءة ليست بلفقتين وقيل كل ثوب رقيق لين والعجزة مؤخر الشيء
3-فس ،[تفسير القمي] أَبِي عَن سُلَيمَانَ الديّلمَيِّ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ دعُيَِ مُحَمّدٌ فَيُكسَي حُلّةً وَردِيّةً ثُمّ يُقَامُ عَن يَمِينِ العَرشِ ثُمّ يُدعَي بِإِبرَاهِيمَ فَيُكسَي حُلّةً بَيضَاءَ فَيُقَامُ عَن يَسَارِ العَرشِ ثُمّ يُدعَي بعِلَيِّ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ فَيُكسَي حُلّةً وَردِيّةً فَيُقَامُ عَن يَمِينِ النّبِيّ ثُمّ يُدعَي بِإِسمَاعِيلَ فَيُكسَي حُلّةً بَيضَاءَ فَيُقَامُ عِندَ يَسَارِ اِبرَاهِيمَ ثُمّ يُدعَي بِالحَسَنِ فَيُكسَي حُلّةً وَردِيّةً فَيُقَامُ عَن يَمِينِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ثُمّ يُدعَي بِالحُسَينِ فَيُكسَي حُلّةً وَردِيّةً فَيُقَامُ عَن يَمِينِ الحَسَنِ ثُمّ يُدعَي بِالأَئِمّةِ فَيُكسَونَ حُلَلًا وَردِيّةً فَيُقَامُ كُلّ وَاحِدٍ عَن يَمِينِ صَاحِبِهِ ثُمّ يُدعَي بِالشّيعَةِ فَيَقُومُونَ أَمَامَهُم ثُمّ يُدعَي بِفَاطِمَةَ ع وَ نِسَائِهَا مِن ذُرّيّتِهَا وَ شِيعَتِهَا فَيَدخُلُونَ الجَنّةَ بِغَيرِ حِسَابٍ ثُمّ ينُاَديِ مُنَادٍ مِن بُطنَانِ العَرشِ مِن قِبَلِ رَبّ العِزّةِ وَ الأُفُقِ الأَعلَي نِعمَ الأَبُ أَبُوكَ يَا مُحَمّدُ وَ هُوَ اِبرَاهِيمُ وَ نِعمَ الأَخُ أَخُوكَ وَ هُوَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ وَ نِعمَ
صفحه : 329
السّبطَانِ سِبطَاكَ وَ هُمَا الحَسَنُ وَ الحُسَينُ وَ نِعمَ الجَنِينُ جَنِينُكَ وَ هُوَ مُحَسّنٌ وَ نِعمَ الأَئِمّةُ الرّاشِدُونَ ذُرّيّتُكَ وَ هُم فُلَانٌ وَ فُلَانٌ وَ نِعمَ الشّيعَةُ شِيعَتُكَ أَلَا إِنّ مُحَمّداً وَ وَصِيّهُ وَ سِبطَيهِ وَ الأَئِمّةَ مِن ذُرّيّتِهِ هُمُ الفَائِزُونَ ثُمّ يُؤمَرُ بِهِم إِلَي الجَنّةِ وَ ذَلِكَ قَولُهُفَمَن زُحزِحَ عَنِ النّارِ وَ أُدخِلَ الجَنّةَ فَقَد فازَ
4-ير،[بصائر الدرجات ] مُحَمّدُ بنُ الحُسَينِ عَن مُوسَي بنِ سَعدَانَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ القَاسِمِ عَن سَمَاعَةَ بنِ مِهرَانَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ وُضِعَ مِنبَرٌ يَرَاهُ جَمِيعُ الخَلَائِقِ فَيَصعَدُ عَلَيهِ رَجُلٌ فَيَقُومُ عَن يَمِينِهِ مَلَكٌ وَ عَن يَسَارِهِ مَلَكٌ ينُاَديِ ألّذِي عَن يَمِينِهِ يَا مَعشَرَ الخَلَائِقِ هَذَا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ يُدخِلُ الجَنّةَ مَن يَشَاءُ وَ ينُاَديِ ألّذِي عَن يَسَارِهِ يَا مَعشَرَ الخَلَائِقِ هَذَا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ يُدخِلُ النّارَ مَن يَشَاءُ
ع ،[علل الشرائع ] ابن الوليد عن الصفار مثله
5-سن ،[المحاسن ] عَبدُ الرّحمَنِ بنُ حَمّادٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ اِبرَاهِيمَ الغفِاَريِّ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي عَلِيّ اللهّبَيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَجلِسُ يَومَ القِيَامَةِ بَينَ اِبرَاهِيمَ وَ عَلِيّ
صفحه : 330
اِبرَاهِيمُ عَن يمَيِنيِ وَ عَلِيّ عَن يسَاَريِ فيَنُاَديِ مُنَادٍ نِعمَ الأَبُ أَبُوكَ اِبرَاهِيمُ وَ نِعمَ الأَخُ أَخُوكَ عَلِيّ
6-سن ،[المحاسن ] أَبِي عَن سَعدَانَ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ دعُيَِ رَسُولُ اللّهِص فَيُكسَي حُلّةً وَردِيّةً فَقُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ وَردِيّةً قَالَ نَعَم أَ مَا سَمِعتَ قَولَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّفَإِذَا انشَقّتِ السّماءُ فَكانَت وَردَةً كَالدّهانِ ثُمّ يُدعَي عَلِيّ فَيَقُومُ عَلَي يَمِينِ رَسُولِ اللّهِ ثُمّ يُدعَي مَن شَاءَ اللّهُ فَيَقُومُونَ عَلَي يَمِينِ عَلِيّ ثُمّ يُدعَي شِيعَتُنَا فَيَقُومُونَ عَلَي يَمِينِ مَن شَاءَ اللّهُ ثُمّ قَالَ يَا أَبَا مُحَمّدٍ أَينَ تَرَي يَنطَلِقُ بِنَا قَالَ قُلتُ إِلَي الجَنّةِ وَ اللّهِ قَالَ مَا شَاءَ اللّهُ
7-صح ،[صحيفة الرضا عليه السلام ] عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا عَلِيّ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ كُنتَ أَنتَ وَ وُلدُكَ عَلَي خَيلٍ بُلقٍ مُتَوّجِينَ بِالدّرّ وَ اليَاقُوتِ فَيَأمُرُ اللّهُ بِكُم إِلَي الجَنّةِ وَ النّاسُ يَنظُرُونَ
8-صح ،[صحيفة الرضا عليه السلام ] عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ نُودِيَت مِن بُطنَانِ العَرشِ نِعمَ الأَبُ أَبُوكَ اِبرَاهِيمُ الخَلِيلُ وَ نِعمَ الأَخُ أَخُوكَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع
9-شي،[تفسير العياشي] عَن يَحيَي بنِ مُسَاوِرٍ قُلتُ حدَثّنيِ فِي عَلِيّ حَدِيثاً فَقَالَ أَشرَحُهُ لَكَ أَم أَجمَعُهُ قُلتُ بَلِ اجمَعهُ فَقَالَ عَلِيّ بَابُ هُدًي مَن تَقَدّمَهُ كَانَ كَافِراً وَ مَن تَخَلّفَ عَنهُ كَانَ كَافِراً قُلتُ زدِنيِ قَالَ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ نُصِبَ مِنبَرٌ عَن يَمِينِ العَرشِ لَهُ أَربَعٌ وَ عِشرُونَ مِرقَاةً فيَأَتيِ عَلِيّ وَ بِيَدِهِ اللّوَاءُ حَتّي يَركَبَهُ وَ يُعرَضَ الخَلقُ
صفحه : 331
عَلَيهِ فَمَن عَرَفَهُ دَخَلَ الجَنّةَ وَ مَن أَنكَرَهُ دَخَلَ النّارَ قُلتُ لَهُ تُوجِدُنِيهِ مِن كِتَابِ اللّهِ قَالَ نَعَم أَ مَا تَقرَأُ هَذِهِ الآيَةَ يَقُولُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيفَسَيَرَي اللّهُ عَمَلَكُم وَ رَسُولُهُ وَ المُؤمِنُونَ هُوَ وَ اللّهِ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ
10-شي،[تفسير العياشي] عَن مُحَمّدِ بنِ حَسّانَ الكوُفيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ نُصِبَ مِنبَرٌ عَن يَمِينِ العَرشِ لَهُ أَربَعٌ وَ عِشرُونَ مِرقَاةً وَ يجَيِءُ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع وَ بِيَدِهِ لِوَاءُ الحَمدِ فَيَرتَقِيهِ وَ يَعلُوهُ وَ يُعرَضُ الخَلَائِقُ عَلَيهِ فَمَن عَرَفَهُ دَخَلَ الجَنّةَ وَ مَن أَنكَرَهُ دَخَلَ النّارَ وَ تَفسِيرُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللّهِقُلِ اعمَلُوا فَسَيَرَي اللّهُ عَمَلَكُم وَ رَسُولُهُ وَ المُؤمِنُونَ قَالَ هُوَ وَ اللّهِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع
11-بشا،[بشارة المصطفي ] مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ بنِ عَبدِ الصّمَدِ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن أَبِي عَلِيّ بنِ عُقبَةَ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ المُؤَدّبِ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ زَكَرِيّا عَن خِرَاشِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَنَسٍ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا حَالُ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ النّبِيّص تسَألَنُيِ عَن عَلِيّ يَرِدُ يَومَ القِيَامَةِ عَلَي نَاقَةٍ مِن نُوقِ الجَنّةِ قَوَائِمُهَا مِنَ الزّبَرجَدِ الأَخضَرِ عَينَاهَا يَاقُوتَتَانِ حَمرَاوَانِ سَنَامُهَا مِنَ المِسكِ الأَذفَرِ مَمزُوجٍ بِمَاءِ الحَيَوَانِ عَلَيهِ حُلّتَانِ مِنَ النّورِ مُتّزِرٌ بِوَاحِدَةٍ مُرتَدٍ بِالأُخرَي بِيَدِهِ لِوَاءُ الحَمدِ لَهُ أَربَعُونَ شُقّةً مَلَأَت مَا بَينَ السّمَاءِ وَ الأَرضِ حَمزَةُ بنُ عَبدِ المُطّلِبِ عَن يَمِينِهِ وَ جَعفَرٌ الطّيّارُ عَن يَسَارِهِ وَ فَاطِمَةُ مِن وَرَائِهِ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ فِيمَا بَينَهُمَا وَ مُنَادٍ ينُاَديِ فِي عَرَصَاتِ القِيَامَةِ أَينَ المُحِبّونَ وَ أَينَ المُبغِضُونَ هَذَا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ أَخَذَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ حَتّي يَدخُلَ الجَنّةَ
وبهذا الإسناد عن عبدالصمد عن الحسين بن علي البخاري عن أحمد بن محمد بن المؤدب مثله
12-كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة]رَوَي مُحَمّدُ بنُ مُوسَي الشيّراَزيِّ فِي كِتَابِهِ حَدِيثاً يَرفَعُهُ بِإِسنَادِهِ إِلَي ابنِ عَبّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ أَمَرَ اللّهُ مَالِكاً أَن يُسَعّرَ النّيرَانَ السّبعَ وَ يَأمُرُ رِضوَانَ أَن يُزَخرِفَ الجِنَانَ الثّمَانَ وَ يَقُولُ يَا مِيكَائِيلُ مُدّ الصّرَاطَ عَلَي مَتنِ جَهَنّمَ وَ يَقُولُ يَا جَبرَئِيلُ انصِب مِيزَانَ العَدلِ تَحتَ العَرشِ وَ يَقُولُ يَا مُحَمّدُ قَرّب أُمّتَكَ لِلحِسَابِ ثُمّ يَأمُرُ اللّهُ أَن يُعقَدَ عَلَي الصّرَاطِ سَبعُ قَنَاطِرَ طُولُ كُلّ قَنطَرَةٍ سَبعَةَ
صفحه : 332
عَشَرَ أَلفَ فَرسَخٍ وَ عَلَي كُلّ قَنطَرَةٍ سَبعُونَ أَلفَ مَلَكٍ يَسأَلُونَ هَذِهِ الأُمّةَ نِسَاءَهُم وَ رِجَالَهُم فِي القَنطَرَةِ الأُولَي عَن وَلَايَةِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ حُبّ أَهلِ بَيتِ مُحَمّدٍ ع فَمَن أَتَي بِهِ جَازَ القَنطَرَةَ الأُولَي كَالبَرقِ الخَاطِفِ وَ مَن لَم يُحِبّ أَهلَ بَيتِهِ سَقَطَ عَلَي أُمّ رَأسِهِ فِي قَعرِ جَهَنّمَ وَ لَو كَانَ مَعَهُ مِن أَعمَالِ البِرّ عَمَلُ سَبعِينَ صِدّيقاً
13- قَالَ وَ رَوَي الشّيخُ أَبُو جَعفَرٍ الطوّسيِّ فِي مِصبَاحِ الأَنوَارِ،حَدِيثاً يَرفَعُهُ بِإِسنَادِهِ إِلَي أَنَسِ بنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ جَمَعَ اللّهُ الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ وَ نَصَبَ الصّرَاطَ عَلَي شَفِيرِ جَهَنّمَ فَلَم يَجُز عَلَيهِ إِلّا مَن كَانَ مَعَهُ بَرَاءَةٌ مِن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع
14- وَ رَوَي أَيضاً فِي الكِتَابِ المَذكُورِ،حَدِيثاً يَرفَعُهُ بِإِسنَادِهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَبّاسٍ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ أَقِفُ أَنَا وَ عَلِيّ عَلَي الصّرَاطِ وَ بِيَدِ كُلّ وَاحِدٍ مِنّا سَيفٌ فَلَا يَمُرّ أَحَدٌ مِن خَلقِ اللّهِ إِلّا سَأَلنَاهُ عَن وَلَايَةِ عَلِيّ فَمَن كَانَ مَعَهُ شَيءٌ مِنهَا نَجَا وَ فَازَ وَ إِلّا ضَرَبنَا عُنُقَهُ وَ أَلقَينَاهُ فِي النّارِ
15-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ]عُبَيدُ بنُ كَثِيرٍ مُعَنعَناً عَن أَبِي هُرَيرَةَ أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ أتَاَنيِ جَبرَئِيلُ ع فَقَالَ أُبَشّرُكَ يَا مُحَمّدُ بِمَا تَجُوزُ عَلَي الصّرَاطِ قَالَ قُلتُ بَلَي قَالَ تَجُوزُ بِنُورِ اللّهِ وَ يَجُوزُ عَلِيّ بِنُورِكَ وَ نُورُكَ مِن نُورِ اللّهِ وَ يَجُوزُ أُمّتُكَ بِنُورِ عَلِيّ وَ نُورُ عَلِيّ مِن نُورِكَوَ مَن لَم يَجعَلِ اللّهُ لَهُ نُوراً فَما لَهُ مِن نُورٍ
16-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] جَعفَرُ بنُ أَحمَدَ مُعَنعَناً عَن سَلمَانَ الفاَرسِيِّ رَحمَةُ اللّهِ عَلَيهِ عَنِ النّبِيّص فِي كَلَامٍ ذَكَرَهُ فِي عَلِيّ فَذَكَرَهُ سَلمَانُ لعِلَيِّ فَقَالَ وَ اللّهِ يَا سَلمَانُ لَقَد حدَثّنَيِ بِمَا أُخبِرُكَ بِهِ ثُمّ قَالَ يَا عَلِيّ لَقَد خَصّكَ اللّهُ بِالحِلمِ وَ العِلمِ وَ الغُرفَةِ التّيِ قَالَ اللّهُ تَعَالَيأُولئِكَ يُجزَونَ الغُرفَةَ بِما صَبَرُوا وَ يُلَقّونَ فِيها تَحِيّةً وَ سَلاماً وَ اللّهِ إِنّهَا لَغُرفَةٌ مَا دَخَلَهَا أَحَدٌ قَطّ وَ لَا يَدخُلُهَا أَحَدٌ أَبَداً حَتّي تَقُومَ عَلَي رَبّكَ وَ إِنّهُ لَيَحِفّ بِهَا فِي كُلّ يَومٍ سَبعُونَ أَلفَ مَلَكٍ مَا يَحُفّونَ إِلَي يَومِهِم ذَلِكَ فِي إِصلَاحِهَا وَ المَرَمّةِ لَهَا حَتّي تَدخُلَهَا ثُمّ يُدخِلُ اللّهُ عَلَيكَ فِيهَا أَهلَ بَيتِكَ وَ اللّهِ يَا عَلِيّ إِنّ فِيهَا لَسَرِيراً مِن
صفحه : 333
نُورٍ مَا يَستَطِيعُ أَحَدٌ مِنَ المَلَائِكَةِ أَن يَنظُرَ إِلَيهِ مَجلِسٌ لَكَ يَومَ تَدخُلُهُ فَإِذَا دَخَلتَهُ يَا عَلِيّ أَقَامَ اللّهُ جَمِيعَ أَهلِ السّمَاءِ عَلَي أَرجُلِهِم حَتّي يَستَقِرّ بِكَ مَجلِسُكَ ثُمّ لَا يَبقَي فِي السّمَاءِ وَ لَا فِي أَطرَافِهَا مَلَكٌ وَاحِدٌ إِلّا أَتَاكَ بِتَحِيّةٍ مِنَ الرّحمَنِ
17-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] مُحَمّدُ بنُ القَاسِمِ بنِ عُبَيدٍ عَن أَبِي العَبّاسِ مُحَمّدِ بنِ ذَاذَانَ القَطّانِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ القيَسيِّ عَن أَبِي جَعفَرٍ القمُيّّ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن سُلَيمَانَ الديّلمَيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ عَلِيّاً قَد طَلَعَ ذَاتَ يَومٍ وَ عَلَي عُنُقِهِ حَطَبٌ فَقَامَ إِلَيهِ رَسُولُ اللّهِص فَعَانَقَهُ حَتّي رئُيَِ بَيَاضُ مَا تَحتَ أَيدِيهِمَا ثُمّ قَالَ يَا عَلِيّ إنِيّ سَأَلتُ اللّهَ أَن يَجعَلَكَ معَيِ فِي الجَنّةِ فَفَعَلَ وَ سَأَلتُهُ أَن يزَيِدنَيِ فزَاَدنَيِ ذُرّيّتَكَ وَ سَأَلتُهُ أَن يزَيِدنَيِ فزَاَدنَيِ زَوجَتَكَ وَ سَأَلتُهُ أَن يزَيِدنَيِ فزَاَدنَيِ مُحِبّيكَ فزَاَدنَيِ مِن غَيرِ أَن أَستَزِيدَهُ محُبِيّ مُحِبّيكَ فَفَرِحَ بِذَلِكَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع ثُمّ قَالَ بأِبَيِ أَنتَ وَ أمُيّ مُحِبّ محُبِيّ قَالَ نَعَم يَا عَلِيّ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ وُضِعَ لِي مِنبَرٌ مِن يَاقُوتَةٍ حَمرَاءَ مُكَلّلٌ بِزَبَرجَدَةٍ خَضرَاءَ لَهُ سَبعُونَ أَلفَ مِرقَاةٍ بَينَ المِرقَاةِ إِلَي المِرقَاةِ حُضرُ الفَرَسِ القَارِحِ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ فَأَصعَدُ عَلَيهِ ثُمّ يُدعَي بِكَ فَيَتَطَاوَلُ إِلَيكَ الخَلَائِقُ فَيَقُولُونَ مَا يُعرَفُ فِي النّبِيّينَ فيَنُاَديِ مُنَادٍ هَذَا سَيّدُ الوَصِيّينَ ثُمّ تَصعَدُ فَنُعَانِقُ عَلَيهِ ثُمّ تَأخُذُ بحِجُزتَيِ وَ آخُذُ بِحُجزَةِ اللّهِ وَ هيَِ الحَقّ وَ تَأخُذُ ذُرّيّتُكَ بِحُجزَتِكَ وَ يَأخُذُ شِيعَتُكَ بِحُجزَةِ ذُرّيّتِكَ فَأَينَ يَذهَبُ بِالحَقّ إِلَي الجَنّةِ قَالَ إِذَا دَخَلتُمُ الجَنّةَ فَتَبَوّأتُم مَعَ أَزوَاجِكُم وَ نَزَلتُم مَنَازِلَكُم أَوحَي اللّهُ إِلَي مَالِكٍ أَنِ افتَح بَابَ جَهَنّمَ لِيَنظُرَ أوَليِاَئيِ إِلَي مَا فَضّلتُهُم عَلَي عَدُوّهِم فَيَفتَحُ أَبوَابَ جَهَنّمَ وَ يَظِلّونَ عَلَيهِم فَإِذَا وَجَدُوا رَوحَ رَائِحَةِ الجَنّةِ قَالُوا يَا مَالِكُ
صفحه : 334
أَ نَطمَعُ اللّهَ لَنَا فِي تَخفِيفِ العَذَابِ عَنّا إِنّا لَنَجِدُ رَوحاً فَيَقُولُ لَهُم مَالِكٌ إِنّ اللّهَ أَوحَي إلِيَّ أَن أَفتَحَ أَبوَابَ جَهَنّمَ لِيَنظُرَ أَولِيَاؤُهُ إِلَيكُم فَيَرفَعُونَ رُءُوسَهُم فَيَقُولُ هَذَا يَا فُلَانُ أَ لَم تَكُ تَجُوعُ فَأُشبِعَكَ وَ يَقُولُ هَذَا يَا فُلَانُ أَ لَم تَكُ تَعَرّي فَأَكسُوَكَ وَ يَقُولُ هَذَا يَا فُلَانُ أَ لَم تَكُ تَخَافُ فَآوِيَكَ وَ يَقُولُ هَذَا يَا فُلَانُ أَ لَم تَكُ تُحَدّثُ فَأَكتُمَ عَلَيكَ فَيَقُولُونَ بَلَي فَيَقُولُونَ استَوهِبُونَا مِن رَبّكُم فَيَدعُونَ لَهُم فَيَخرُجُونَ مِنَ النّارِ إِلَي الجَنّةِ فَيَكُونُونَ فِيهَا بِلَا مَأوًي وَ يُسَمّونَ الجَهَنّمِيّينَ فَيَقُولُونَ سَأَلتُم رَبّكُم فَأَنقَذَنَا مِن عَذَابِهِ فَادعُوهُ يَذهَب عَنّا بِهَذَا الِاسمِ وَ يَجعَل لَنَا فِي الجَنّةِ مَأوًي فَيَدعُونَ فيَوُحيِ اللّهُ إِلَي رِيحٍ فَتَهُبّ عَلَي أَفوَاهِ أَهلِ الجَنّةِ فَيُنسِيهِم ذَلِكَ الِاسمَ وَ يَجعَلُ لَهُم فِي الجَنّةِ مَأوًي وَ نَزَلَت هَذِهِ الآيَاتُقُل لِلّذِينَ آمَنُوا يَغفِرُوا لِلّذِينَ لا يَرجُونَ أَيّامَ اللّهِ ليِجَزيَِ قَوماً بِما كانُوا يَكسِبُونَ إِلَي قَولِهِساءَ ما يَحكُمُونَ
بيان الفرس القارح هو ألذي دخل في السنة الخامسة و لايبعد أن يكون بالدال المهملة كناية عن سرعة سيره فإنه يقدح النار عندمسيره بحافره
18-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] الحَسَنُ بنُ عَلِيّ بنِ بَزِيعٍ وَ الحُسَينُ بنُ سَعِيدٍ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ إِسحَاقَ عَن يَحيَي بنِ سَالِمٍ الفَرّاءِ عَن قُطرٍ عَن مُوسَي بنِ ظَرِيفٍ عَن عَبَايَةَ بنِ ربِعيِّ فِي قَولِهِ تَعَالَيأَلقِيا فِي جَهَنّمَ كُلّ كَفّارٍ عَنِيدٍ فَقَالَ النّبِيّص وَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع
19-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] عَلِيّ بنُ الحُسَينِ بنِ زَيدٍ عَن عَلِيّ يعَنيِ ابنَ يَزِيدَ الباَهلِيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَجّافِ السلّمَيِّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ
صفحه : 335
نَادَي مُنَادٍ مِن بُطنَانِ العَرشِ يَا مُحَمّدُ يَا عَلِيّأَلقِيا فِي جَهَنّمَ كُلّ كَفّارٍ عَنِيدٍفَهُمَا المُلقِيَانِ فِي النّارِ
20-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] جَعفَرُ بنُ أَحمَدَ الأوَديِّ مُعَنعَناً عَنِ الحَسَنِ بنِ رَاشِدٍ قَالَ قَالَ لِي شَرِيكٌ القاَضيِ أَيّامَ المهَديِّ قَالَ يَا أَبَا عَلِيّ أَ تُرِيدُ أَن تُحَدّثَ بِحَدِيثٍ أَتَبَرّكُ بِهِ عَلَي أَن تَجعَلَ لِلّهِ عَلَيكَ أَن لَا تُحَدّثَ بِهِ حَتّي أَمُوتَ قَالَ قُلتُ أَنتَ أَمِنٌ فَحَدّث بِمَا شِئتَ قَالَ كُنتُ عَلَي بَابِ الأَعمَشِ وَ عَلَيهِ جَمَاعَةٌ مِن أَصحَابِ الحَدِيثِ قَالَ فَفَتَحَ الأَعمَشُ البَابَ فَنَظَرَ إِلَيهِم ثُمّ رَجَعَ وَ أُغلِقَ البَابُ فَانصَرَفُوا وَ بَقِيتُ أَنَا فَخَرَجَ فرَآَنيِ فَقَالَ أَنتَ هُنَا لَو عَلِمتَ لَأَدخَلتُكَ أَو خَرَجتُ إِلَيكَ قَالَ ثُمّ قَالَ لِي أَ تدَريِ مَا كَانَ ترَدَدّيِ فِي الدّهلِيزِ بِهَذَا اليَومِ قُلتُ لَا قَالَ إنِيّ ذَكَرتُ آيَةً فِي كِتَابِ اللّهِ قُلتُ مَا هيَِ قَالَ قَولُ اللّهِ تَعَالَي يَا مُحَمّدُ يَا عَلِيّ أَلقِيَا فِي جَهَنّمَ كُلّ كَفّارٍ عَنِيدٍ قَالَ قُلتُ وَ هَكَذَا نَزَلَت قَالَ إيِ وَ ألّذِي بَعَثَ مُحَمّداً بِالنّبُوّةِ هَكَذَا نَزَلَت
21-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] الحُسَينُ بنُ سَعِيدٍ مُعَنعَناً عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ النّبِيّص إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي إِذَا جَمَعَ النّاسَ يَومَ القِيَامَةِ وعَدَنَيِ المَقَامَ المَحمُودَ وَ هُوَ وَافٍ لِي بِهِ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ نُصِبَ لِي مِنبَرٌ لَهُ أَلفُ دَرَجَةٍ فَأَصعَدُ حَتّي أَعلُوَ فَوقَهُ فيَأَتيِنيِ جَبرَئِيلُ ع بِلِوَاءِ الحَمدِ فَيَضَعُهُ فِي يدَيِ وَ يَقُولُ يَا مُحَمّدُ هَذَا المَقَامُ المَحمُودُ ألّذِي وَعَدَكَ اللّهُ تَعَالَي فَأَقُولُ لعِلَيِّ اصعَد فَيَكُونُ أَسفَلَ منِيّ بِدَرَجَةٍ فَأَضَعُ لِوَاءَ الحَمدِ فِي يَدِهِ ثُمّ يأَتيِ رِضوَانُ بِمَفَاتِيحِ الجَنّةِ فَيَقُولُ يَا مُحَمّدُ هَذَا المَقَامُ المَحمُودُ ألّذِي وَعَدَكَ اللّهُ تَعَالَي فَيَضَعُهَا فِي يدَيِ فَأَضَعُهَا فِي حَجرِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ثُمّ يأَتيِ مَالِكٌ خَازِنُ النّارِ فَيَقُولُ يَا مُحَمّدُ هَذَا المَقَامُ المَحمُودُ ألّذِي وَعَدَكَ اللّهُ تَعَالَي هَذِهِ مَفَاتِيحُ النّارِ أَدخِل
صفحه : 336
عَدُوّكَ وَ عَدُوّ أُمّتِكَ النّارَ فَآخُذُهَا وَ أَضَعُهَا فِي حَجرِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ فَالنّارُ وَ الجَنّةُ يَومَئِذٍ أَسمَعُ لِي وَ لعِلَيِّ مِنَ العَرُوسِ لِزَوجِهَا فهَيَِ قَولُ اللّهِ تَعَالَيأَلقِيا فِي جَهَنّمَ كُلّ كَفّارٍ عَنِيدٍأَلقِ يَا مُحَمّدُ يَا عَلِيّ عَدُوّكُمَا فِي النّارِ ثُمّ أَقُومُ وَ أثُنيِ عَلَي اللّهِ ثَنَاءً لَم يُثنِ عَلَيهِ أَحَدٌ قبَليِ ثُمّ أثُنيِ عَلَي المَلَائِكَةِ المُقَرّبِينَ ثُمّ أثُنيِ عَلَي الأَنبِيَاءِ وَ المُرسَلِينَ ثُمّ أثُنيِ عَلَي الأُمَمِ الصّالِحِينَ ثُمّ أَجلِسُ فيَثُنيِ اللّهُ عَلَيّ وَ يثُنيِ عَلَيّ مَلَائِكَتُهُ وَ يثُنيِ عَلَيّ أَنبِيَاؤُهُ وَ رُسُلُهُ وَ يثُنيِ عَلَيّ الأُمَمُ الصّالِحَةُ ثُمّ ينُاَديِ مُنَادٍ مِن بُطنَانِ العَرشِ يَا مَعشَرَ الخَلَائِقِ غُضّوا أَبصَارَكُم حَتّي تَمُرّ بِنتُ حَبِيبِ اللّهِ إِلَي قَصرِهَا فَتَمُرّ فَاطِمَةُ بنِتيِ عَلَيهَا رَيطَتَانِ خَضرَاوَانِ وَ عِندَ حَولِهَا سَبعُونَ أَلفَ حَورَاءَ فَإِذَا بَلَغَت إِلَي بَابِ قَصرِهَا وَجَدَتِ الحَسَنَ قَائِماً وَ الحُسَينَ قَائِماً مَقطُوعَ الرّأسِ فَتَقُولُ لِلحَسَنِ مَن هَذَا يَقُولُ هَذَا أخَيِ إِنّ أُمّةَ أَبِيكَ قَتَلُوهُ وَ قَطَعُوا رَأسَهُ فَيَأتِيهَا النّدَاءُ مِن عِندِ اللّهِ يَا بِنتَ حَبِيبِ اللّهِ إنِيّ إِنّمَا أَرَيتُكَ مَا فَعَلَت بِهِ أُمّةُ أَبِيكَ لأِنَيّ ذَخَرتُ لَكِ عنِديِ تَعزِيَةً بِمُصِيبَتِكِ فِيهِ إنِيّ جَعَلتُ لِتَعزِيَتِكِ بِمُصِيبَتِكِ أنَيّ لَا أَنظُرُ فِي مُحَاسَبَةِ العِبَادِ حَتّي تدَخلُيِ الجَنّةَ أَنتِ وَ ذُرّيّتُكِ وَ شِيعَتُكِ وَ مَن أَولَاكُم مَعرُوفاً مِمّن لَيسَ هُوَ مِن شِيعَتِكِ قَبلَ أَن أَنظُرَ فِي مُحَاسَبَةِ العِبَادِ فَتَدخُلُ فَاطِمَةُ ابنتَيِ الجَنّةَ وَ ذُرّيّتُهَا وَ شِيعَتُهَا وَ مَن أَولَاهَا مَعرُوفاً مِمّن لَيسَ هُوَ مِن شِيعَتِهَا فَهُوَ قَولُ اللّهِ تَعَالَي فِي كِتَابِهِلا يَحزُنُهُمُ الفَزَعُ الأَكبَرُ قَالَ هُوَ يَومُ القِيَامَةِوَ هُم فِي مَا اشتَهَت أَنفُسُهُم خالِدُونَهيَِ وَ اللّهِ فَاطِمَةُ وَ ذُرّيّتُهَا وَ شِيعَتُهَا وَ مَن أَولَاهُم مَعرُوفاً مِمّن لَيسَ هُوَ مِن شِيعَتِهَا
22-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ]عُثمَانُ بنُ مُحَمّدٍ وَ الحُسَينُ بنُ سَعِيدٍ وَ اللّفظُ لِلحُسَينِ مُعَنعَناً عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ نُصِبَ مِنبَرٌ يَعلُو المَنَابِرَ فَيَتَطَاوَلُ الخَلَائِقُ لِذَلِكَ المِنبَرِ إِذ طَلَعَ رَجُلٌ عَلَيهِ حُلّتَانِ خَضرَاوَانِ مُتّزِرٌ بِوَاحِدٍ مُتَرَدّ بِأُخرَي فَيَمُرّ بِالشّهَدَاءِ فَيَقُولُونَ هَذَا مِنّا فَيَجُوزُهُم وَ يَمُرّ بِالنّبِيّينَ فَيَقُولُونَ هَذَا مِنّا فَيَجُوزُهُم وَ يَمُرّ بِالمَلَائِكَةِ فَيَقُولُونَ هَذَا مِنّا فَيَجُوزُهُم حَتّي يَصعَدَ المِنبَرَ ثُمّ يجَيِءُ رَجُلٌ آخَرُ عَلَيهِ حُلّتَانِ خَضرَاوَانِ مُتّزِرٌ
صفحه : 337
بِوَاحِدَةٍ مُتَرَدّ بِأُخرَي فَيَمُرّ بِالشّهَدَاءِ فَيَقُولُونَ هَذَا مِنّا فَيَجُوزُهُم ثُمّ يَمُرّ بِالنّبِيّينَ فَيَقُولُونَ هَذَا مِنّا فَيَجُوزُهُم وَ يَمُرّ بِالمَلَائِكَةِ فَيَقُولُونَ هَذَا مِنّا فَيَجُوزُهُم حَتّي يَصعَدَ المِنبَرَ ثُمّ يَغِيبَانِ مَا شَاءَ اللّهُ ثُمّ يَطلُعَانِ فَيُعرَفَانِ مُحَمّدٌص وَ عَلِيّ وَ عَن يَسَارِ النّبِيّ مَلَكٌ وَ عَن يَمِينِهِ مَلَكٌ فَيَقُولُ المَلَكُ التّيِ عَن يَمِينِهِ يَا مَعشَرَ الخَلَائِقِ أَنَا رِضوَانُ خَازِنُ الجِنَانِ أمَرَنَيَِ اللّهُ بِطَاعَتِهِ وَ طَاعَةِ مُحَمّدٍص وَ طَاعَةِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ هُوَ قَولُ اللّهِ تَعَالَيأَلقِيا فِي جَهَنّمَ كُلّ كَفّارٍ عَنِيدٍ يَا مُحَمّدُ يَا عَلِيّ وَ يَقُولُ المَلَكُ ألّذِي عَن يَسَارِهِ يَا مَعشَرَ الخَلَائِقِ أَنَا مَالِكٌ خَازِنُ جَهَنّمَ أمَرَنَيَِ اللّهُ بِطَاعَتِهِ وَ طَاعَةِ مُحَمّدٍ وَ عَلِيّ ع
23-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ الزهّريِّ عَن صَبّاحٍ المزُنَيِّ قَالَ كُنّا نأَتيِ الحَسَنَ بنَ صَالِحٍ وَ كَانَ يَقرَأُ القُرآنَ فَإِذَا فَرَغَ مِنَ القُرآنِ سَأَلَهُ أَصحَابُ المَسَائِلِ حَتّي إِذَا فَرَغُوا قَامَ إِلَيهِ شَابّ فَقَالَ لَهُ قَولُ اللّهِ تَعَالَي فِي كِتَابِهِأَلقِيا فِي جَهَنّمَ كُلّ كَفّارٍ عَنِيدٍفَمَكَثَ يَنكُتُ فِي الأَرضِ طَوِيلًا ثُمّ قَالَ عَنِ العَنِيدِ تسَألَنُيِ قَالَ لَا أَسأَلُكَ عَنأَلقِيا قَالَ فَمَكَثَ الحَسَنُ سَاعَةً يَنكُتُ فِي الأَرضِ ثُمّ قَالَ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ يَقُومُ رَسُولُ اللّهِ وَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع عَلَي شَفِيرِ جَهَنّمَ فَلَا يَمُرّ بِهِ أَحَدٌ مِن شِيعَتِهِ إِلّا قَالَ هَذَا لِي وَ هَذَا لَكَ
وَ ذَكَرَهُ الحَسَنُ بنُ صَالِحٍ عَنِ الأَعمَشِ وَ قَالَ رَوَي عَبَايَةُ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع أَنَا قَسِيمُ النّارِ وَ الجَنّةِ
24-كا،[الكافي]العِدّةُ عَن سَهلٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ يَا جَابِرُ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ وَ جَمَعَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ لِفَصلِ الخِطَابِ دعُيَِ رَسُولُ اللّهِص وَ دعُيَِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فَيُكسَي رَسُولُ اللّهِص حُلّةً خَضرَاءَ تضُيِءُ مَا بَينَ المَشرِقِ وَ المَغرِبِ وَ يُكسَي عَلِيّ ع مِثلَهَا وَ يُكسَي رَسُولُ اللّهِص حُلّةً وَردِيّةً يضُيِءُ لَهَا مَا بَينَ المَشرِقِ وَ المَغرِبِ وَ يُكسَي عَلِيّ ع مِثلَهَا ثُمّ يَصعَدَانِ عِندَهَا ثُمّ يُدعَي بِنَا فَيُدفَعُ إِلَينَا حِسَابُ النّاسِ فَنَحنُ وَ اللّهِ نُدخِلُ أَهلَ الجَنّةِ الجَنّةَ وَ أَهلُ النّارِ النّارَ ثُمّ يُدعَي بِالنّبِيّينَص فَيُقَامُونَ صَفّينِ عِندَ عَرشِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ حَتّي نَفرُغَ مِن حِسَابِ النّاسِ فَإِذَا أُدخِلَ أَهلُ الجَنّةِ الجَنّةَ وَ أَهلُ النّارِ النّارَ بَعَثَ رَبّ العِزّةِ عَلِيّاً ع فَأَنزَلَهُم مَنَازِلَهُم مِنَ الجَنّةِ وَ زَوّجَهُم فعَلَيِّ وَ اللّهِ
صفحه : 338
ألّذِي يُزَوّجُ أَهلَ الجَنّةِ فِي الجَنّةِ وَ مَا ذَاكَ إِلَي أَحَدٍ غَيرِهِ كَرَامَةً مِنَ اللّهِ عَزّ ذِكرُهُ وَ فَضلًا فَضّلَهُ اللّهُ بِهِ وَ مَنّ بِهِ عَلَيهِ وَ هُوَ وَ اللّهِ يُدخِلُ أَهلَ النّارِ النّارَ وَ هُوَ ألّذِي يُغلِقُ عَلَي أَهلِ الجَنّةِ إِذَا دَخَلُوهَا أَبوَابَهَا لِأَنّ أَبوَابَ الجَنّةِ إِلَيهِ وَ أَبوَابَ النّارِ إِلَيهِ
25- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]الحَفّارُ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ عَلِيّ الدعّبلِيِّ عَن عَلِيّ بنِ دِعبِلٍ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ وَ فَرَغَ مِن حِسَابِ الخَلَائِقِ دَفَعَ الخَالِقُ عَزّ وَ جَلّ مَفَاتِيحَ الجَنّةِ وَ النّارِ إلِيَّ فَأَدفَعُهَا إِلَيكَ فَأَقُولُ لَكَ احكُم قَالَ عَلِيّ وَ اللّهِ إِنّ لِلجَنّةِ أَحَداً وَ سَبعِينَ بَاباً يَدخُلُ مِن سَبعِينَ بَاباً مِنهَا شيِعتَيِ وَ أَهلُ بيَتيِ وَ مِن بَابٍ وَاحِدٍ سَائِرُ النّاسِ
26- وَ بِهَذَا الإِسنَادِ عَن عَلِيّ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص فِي قَولِهِ عَزّ وَ جَلّأَلقِيا فِي جَهَنّمَ كُلّ كَفّارٍ عَنِيدٍ قَالَ نَزَلَت فِيّ وَ فِي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ ذَلِكَ أَنّهُ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ شفَعّنَيِ ربَيّ وَ شَفّعَكَ يَا عَلِيّ وَ كسَاَنيِ وَ كَسَاكَ يَا عَلِيّ ثُمّ قَالَ لِي وَ لَكَ يَا عَلِيّ أَلقِيَا فِي جَهَنّمَ كُلّ مَن أَبغَضَكُمَا وَ أَدخِلَا الجَنّةَ كُلّ مَن أَحَبّكُمَا فَإِنّ ذَلِكَ هُوَ المُؤمِنُ
27- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]الفَحّامُ عَن مُحَمّدِ بنِ الفَرحَانِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ فُرَاتٍ عَن سُفيَانَ بنِ وَكِيعٍ عَن أَبِيهِ عَنِ الأَعمَشِ عَنِ ابنِ المُتَوَكّلِ الناّجيِ عَن أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَقُولُ اللّهُ تَعَالَي يَومَ القِيَامَةِ لِي وَ لعِلَيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ أَدخِلَا الجَنّةَ مَن أَحَبّكُمَا وَ أَدخِلَا النّارَ مَن أَبغَضَكُمَا وَ ذَلِكَ قَولُهُأَلقِيا فِي جَهَنّمَ كُلّ كَفّارٍ عَنِيدٍ
28-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] جَعفَرُ بنُ مُحَمّدِ بنِ مَروَانَ عَن أَبِيهِ عَن عُبَيدِ بنِ مُحَمّدِ بنِ مِهرَانَ الثوّريِّ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيأَلقِيا فِي جَهَنّمَ كُلّ كَفّارٍ عَنِيدٍ قَالَ فَقَالَ النّبِيّص إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي إِذَا جَمَعَ النّاسَ يَومَ القِيَامَةِ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ كُنتُ أَنَا وَ أَنتَ يَومَئِذٍ عَن يَمِينِ العَرشِ فَيُقَالُ لِي وَ لَكَ قُومَا فَأَلقِيَا مَن أَبغَضَكُمَا وَ خَالَفَكُمَا وَ كَذّبَكُمَا فِي النّارِ
29-فس ،[تفسير القمي] أَبِي عَن بَعضِ أَصحَابِنَا رَفَعَهُ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ إِنّ اللّهَ أعَطاَنيِ فِي عَلِيّ سَبعَ خِصَالٍ هُوَ أَوّلُ مَن يَنشَقّ عَنهُ القَبرُ معَيِ وَ أَوّلُ مَن يَقِفُ معَيِ عَلَي الصّرَاطِ فَيَقُولُ لِلنّارِ خذُيِ ذَا وَ ذرَيِ ذَا وَ أَوّلُ مَن يُكسَي إِذَا كُسِيتُ وَ أَوّلُ
صفحه : 339
مَن يَقِفُ معَيِ عَلَي يَمِينِ العَرشِ وَ أَوّلُ مَن يُقرِعُ معَيِ بَابَ الجَنّةِ وَ أَوّلُ مَن يَسكُنُ معَيِ عِلّيّينَ وَ أَوّلُ مَن يَشرَبُ معَيِ مِنَ الرّحِيقِ المَختُومِخِتامُهُ مِسكٌ وَ فِي ذلِكَ فَليَتَنافَسِ المُتَنافِسُونَالخَبَرَ بِطُولِهِ
30- لي ،[الأمالي للصدوق ] الحُسَينُ بنُ اِبرَاهِيمَ عَنِ الأسَدَيِّ عَنِ النخّعَيِّ عَنِ النوّفلَيِّ عَنِ ابنِ البطَاَئنِيِّ عَن أَبِيهِ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ يُؤتَي بِكَ يَا عَلِيّ عَلَي نَاقَةٍ مِن نُورٍ وَ عَلَي رَأسِكَ تَاجٌ لَهُ أَربَعَةُ أَركَانٍ عَلَي كُلّ رُكنٍ ثَلَاثَةُ أَسطُرٍ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ عَلِيّ مِفتَاحُ الجَنّةِ ثُمّ يُوضَعُ لَكَ كرُسيِّ يُعرَفُ بكِرُسيِّ الكَرَامَةِ فَتَقعُدُ عَلَيهِ يُجمَعُ لَكَ الأَوّلُونَ وَ الآخِرُونَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَتَأمُرُ بِشِيعَتِكَ إِلَي الجَنّةِ وَ بِأَعدَائِكَ إِلَي النّارِ فَأَنتَ قَسِيمُ الجَنّةِ وَ أَنتَ قَسِيمُ النّارِ لَقَد فَازَ مَن تَوَلّاكَ وَ خَابَ وَ خَسِرَ مَن عَادَاكَ فَأَنتَ فِي ذَلِكَ اليَومِ أَمِينُ اللّهِ وَ حُجّتُهُ الوَاضِحَةُ
31- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي ذَرّ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ عَنِ النّبِيّص قَالَ عَلِيّ أَوّلُ مَن آمَنَ بيِ وَ أَوّلُ مَن يصُاَفحِنُيِ يَومَ القِيَامَةِ
32- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]الفَحّامُ عَن عَمّهِ عَن إِسحَاقَ بنِ عُبدُوسٍ عَن مُحَمّدِ بنِ بَهَارِ بنِ عَمّارٍ عَن زَكَرِيّا بنِ يَحيَي عَن جَابِرٍ عَن إِسحَاقَ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ الحَارِثِ عَن أَبِيهِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ أَتَيتُ النّبِيّص وَ عِندَهُ أَبُو بَكرٍ وَ عُمَرُ فَجَلَستُ بَينَهُ وَ بَينَ عَائِشَةَ فَقَالَت لِي عَائِشَةُ مَا وَجَدتَ إِلّا فخَذِيِ أَو فَخِذَ رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ مَه يَا عَائِشَةُ لَا تؤُذيِنيِ فِي عَلِيّ فَإِنّهُ أخَيِ فِي الدّنيَا وَ أخَيِ فِي الآخِرَةِ وَ هُوَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ يُجلِسُهُ اللّهُ فِي يَومِ القِيَامَةِ عَلَي الصّرَاطِ فَيُدخِلُ أَولِيَاءَهُ الجَنّةَ وَ أَعدَاءَهُ النّارَ
33- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]بِإِسنَادِهِ عَن حُذَيفَةَ عَنِ النّبِيّص قَالَ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ ضُرِبَ لِي عَن يَمِينِ العَرشِ قُبّةٌ مِن يَاقُوتَةٍ حَمرَاءَ وَ ضُرِبَ لِإِبرَاهِيمَ ع مِنَ الجَانِبِ الآخَرِ قُبّةٌ مِن دُرّةٍ بَيضَاءَ وَ بَينَهُمَا قُبّةٌ مِن زَبَرجَدَةٍ خَضرَاءَ لعِلَيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَمَا ظَنّكُم بِحَبِيبٍ بَينَ خَلِيلَينِ
34- ع ،[علل الشرائع ] عَلِيّ بنُ حَاتِمٍ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ النحّويِّ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن ثَعلَبَةَ وَ غَيرِهِ عَن بُرَيدٍ العجِليِّ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع كَيفَ صَارَ
صفحه : 340
النّاسُ يَستَلِمُونَ الحَجَرَ وَ الرّكنَ اليمَاَنيِّ وَ لَا يَستَلِمُونَ الرّكنَينِ الآخَرَينِ فَقَالَ إِنّ الحَجَرَ الأَسوَدَ وَ الرّكنَ اليمَاَنيِّ عَن يَمِينِ العَرشِ وَ إِنّمَا أَمَرَ اللّهُ تَعَالَي أَن يُستَلَمَ مَا عَن يَمِينِ عَرشِهِ قُلتُ فَكَيفَ صَارَ مَقَامُ اِبرَاهِيمَ ع عَن يَسَارِهِ فَقَالَ لِأَنّ لِإِبرَاهِيمَ ع مَقَاماً فِي القِيَامَةِ وَ لِمُحَمّدٍص مَقَاماً فَمَقَامُ مُحَمّدٍص عَن يَمِينِ عَرشِ رَبّنَا عَزّ وَ جَلّ وَ مَقَامُ اِبرَاهِيمَ ع عَن شِمَالِ عَرشِهِ فَمَقَامُ اِبرَاهِيمَ فِي مَقَامِهِ يَومَ القِيَامَةِ وَ عَرشُ رَبّنَا مُقبِلٌ غَيرُ مُدبِرٍ
توضيح قال الوالد العلامة رحمه الله حاصله أنه ينبغي أن يتصور أن البيت بحذاء العرش وإزائه في الدنيا و في القيامة وينبغي أن يتصور أن البيت بمنزلة رجل وجهه إلي الناس ووجهه طرف الباب فإذاتوجه الإنسان إلي البيت يكون المقام عن يمين الإنسان والحجر عن يساره لكن الحجر عن يمين البيت والمقام عن يساره وكذا العرش الآن و يوم القيامة والحجر بمنزلة مقام نبيناص والركن اليماني بمنزلة مقام أئمتنا صلوات الله عليهم و كما أن مقام النبي والأئمة صلوات الله عليهم في الدنيا عن يمين البيت وبإزاء يمين العرش كذلك يكون في الآخرة لأن العرش مقبل وجهه إلينا غيرمدبر لأنه لو كان مدبرا لكان اليمين لإبراهيم ع واليسار للنبي والأئمة ع هذاتفسير الخبر بحسب الظاهر ويمكن أن يكون إشارة إلي علو رتبة نبيناص ورفعته وأفضليته علي رتبة ابراهيم ألذي هوأفضل الأنبياء بعد النبي والأئمة ع و قدورد في الأخبار استحباب استلام الركنين الآخرين فيكون المراد تأكد فضيلة استلامهما والمنفي تأكد الفضيلة لاأصلها انتهي كلامه رفع الله مقامه
35-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ]إِسمَاعِيلُ بنُ إِسحَاقَ الفاَرسِيِّ رَفَعَهُ إِلَي أَبِي جَعفَرٍ ع وَ سَاقَ الحَدِيثَ فِي مُصَارَعَةِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع مَعَ الشّيطَانِ إِلَي أَن قَالَ فَقَالَ الشّيطَانُ قُم عنَيّ حَتّي أُبَشّرَكَ فَقَامَ عَنهُ فَقَالَ بِمَ تبُشَرّنُيِ يَا مَلعُونُ قَالَ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ صَارَ الحَسَنُ عَن يَمِينِ العَرشِ وَ الحُسَينُ عَن يَسَارِ العَرشِ يُعطُونَ شِيعَتَهُمُ الجَوَازَ مِنَ النّارِ الخَبَرَ
أقول سيأتي جل أخبار هذاالباب في أبواب فضائل الأئمة ع وأبواب فضائل أمير المؤمنين وفاطمة والحسنين صلوات الله عليهم و في سائر أبواب هذاالمجلد