صفحه : 1

الجزء الأول

تأليف العلم العلامة شيخ الإسلام المولي محمدباقر المجلسي‌ ره المتوفي سنة 1111-ه

مقدمة المؤلف

الحمد لله ألذي سمك سماء العلم وزينها ببروجها للناظرين وعلق عليها قناديل الأنوار بشموس النبوة وأقمار الإمامة لمن أراد سلوك مسالك اليقين وجعل نجومها رجوما لوساوس الشياطين وحفظها بثواقب شهبها عن شبهات المضلين ثم بمضلات الفتن أَغطَشَ لَيلَها وبنيرات البراهين أَخرَجَ ضُحاها ومهد أراضي‌ قلوب المؤمنين لبساتين الحكمة اليمانية فدحاها وهيأها لأزهار أسرار العلوم الربانية فأَخرَجَ مِنها ماءَها وَ مَرعاها وحرسها عن زلازل الشكوك والأوهام فأودع فيهاسكينة من لطفه كجبال أرساها فنشكره علي نعمه التي‌ لاتحصي معترفين بالعجز والقصور ونستهديه لمراشد أمورنا في كل ميسور ومعسور. ونشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له شهادة علم وإيقان وتصديق وإيمان يسبق فيهاالقلب اللسان ويطابق فيهاالسر الإعلان و أن سيد أنبيائه ونخبة أصفيائه ونوره في أرضه وسمائه محمداص عبده المنتجي‌ ورسوله المجتبي وحبيبة المرتجي وحجته علي كافة الوري و أن ولي‌ الله المرتضي وسيفه المنتضي ونبأه العظيم وصراطه المستقيم وحبله المتين وجنبه المكين علي بن أبي طالب ع سيد الوصيين وإمام الخلق أجمعين وشفيع يوم الدين ورحمة الله علي العالمين و أن أطايب عترته وأفاخم ذريته وأبرار أهل بيته سادات الكرام وأئمة الأنام وأنوار الظلام ومفاتيح الكلام وليوث الزحام وغيوث الإنعام خلقهم الله من أنوار عظمته وأودعهم أسرار حكمته وجعلهم معادن رحمته وأيدهم


صفحه : 2

بروحه واختارهم علي جميع بريته لهم سمكت المسموكات ودحيت المدحوات وبهم رست الراسيات واستقر العرش علي السماوات وبأسرار علمهم أينعت ثمار العرفان في قلوب المؤمنين وبأمطار فضلهم جرت أنهار الحكمة في صدور الموقنين فصلوات الله عليهم مادامت الصلوات عليهم وسيلة إلي تحصيل المثوبات والثناء عليهم ذريعة لرفع الدرجات ولعنة الله علي أعدائهم ماكانت دركات الجحيم معدة لشدائد العقوبات واللعن علي أعداء الدين معدودة من أفضل العبادات . أما بعدفيقول الفقير إلي رحمة ربه الغافر ابن المنتقل إلي رياض القدس محمدتقي‌ طيب الله رمسه محمدباقر عفا الله عن جرائمهما وحشرهما مع أئمتهما اعلموا يامعاشر الطالبين للحق واليقين المتمسكين بعروة اتباع أهل بيت سيد المرسلين صلوات الله عليهم أجمعين إني‌ كنت في عنفوان شبابي‌ حريصا علي طلب العلوم بأنواعها مولعا باجتناء فنون المعالي‌ من أفنانها فبفضل الله سبحانه وردت حياضها وأتيت رياضها وعثرت علي صحاحها ومراضها حتي ملأت كمي‌ من ألوان ثمارها واحتوي جيبي‌ علي أصناف خيارها وشربت من كل منهل جرعة روية وأخذت من كل بيدر حفنة مغنية فنظرت إلي ثمرات تلك العلوم وغاياتها وتفكرت في أغراض المحصلين و مايحثهم علي البلوغ إلي نهاياتها وتأملت فيما ينفع منها في المعاد وتبصرت فيما يوصل منها إلي الرشاد فأيقنت بفضله وإلهامه تعالي إن زلال العلم لاينقع إلا إذاأخذ من عين صافية نبعت عن ينابيع الوحي‌ والإلهام و إن الحكمة لاتنجع إذا لم تؤخذ من نواميس الدين ومعاقل الأنام .


صفحه : 3

فوجدت العلم كله في كتاب الله العزيز ألذي لا يَأتِيهِ الباطِلُ مِن بَينِ يَدَيهِ وَ لا مِن خَلفِهِ وأخبار أهل بيت الرسالة الذين جعلهم الله خزانا لعلمه وتراجمة لوحيه وعلمت أن علم القرآن لايفي‌ أحلام العباد باستنباطه علي اليقين و لايحيط به إلا من انتجبه الله لذلك من أئمة الدين الذين نزل في بيتهم الروح الأمين فتركت ماضيعت زمانا من عمري‌ فيه مع كونه هوالرائج في دهرنا وأقبلت علي ماعلمت أنه سينفعني‌ في معادي‌ مع كونه كاسدا في عصرنا فاخترت الفحص عن أخبار الأئمة الطاهرين الأبرار سلام الله عليهم وأخذت في البحث عنها وأعطيت النظر فيهاحقه وأوفيت التدرب فيهاحظه . ولعمري‌ لقد وجدتها سفينة نجاة مشحونة بذخائر السعادات وألفيتها فلكا مزينا بالنيرات المنجية عن ظلم الجهالات ورأيت سبلها لائحة وطرقها واضحة وأعلام الهداية والفلاح علي مسالكها مرفوعة وأصوات الداعين إلي الفوز والنجاح في مناهجها مسموعة ووصلت في سلوك شوارعها إلي رياض نضرة وحدائق خضرة مزينة بأزهار كل علم وثمار كل حكمة وأبصرت في طي‌ منازلها طرقا مسلوكة معمورة موصلة إلي كل شرف ومنزلة فلم أعثر علي حكمة إلا و فيهاصفوها و لم أظفر بحقيقة إلا و فيهاأصلها. ثم بعدالإحاطة بالكتب المتداولة المشهورة تتبعت الأصول المعتبرة المهجورة التي‌ تركت في الأعصار المتطاولة والأزمان المتمادية إما لاستيلاء سلاطين المخالفين وأئمة الضلال أولرواج العلوم الباطلة بين الجهال المدعين للفضل والكمال أولقلة اعتناء جماعة من المتأخرين بهااكتفاء بما اشتهر منها لكونها أجمع وأكفي وأكمل وأشفي من كل واحد منها.فطفقت أسأل عنها في شرق البلاد وغربها حينا وألح في الطلب لدي كل من أظن عنده شيئا من ذلك و إن كان به ضنينا ولقد ساعدني‌ علي ذلك جماعة من


صفحه : 4

الإخوان ضربوا في البلاد لتحصيلها وطلبوها في الأصقاع والأقطار طلبا حثيثا حتي اجتمع عندي‌ بفضل ربي‌ كثير من الأصول المعتبرة التي‌ كان عليها معول العلماء في الأعصار الماضية وإليها رجوع الأفاضل في القرون الخالية فألفيتها مشتملة علي فوائد جمة خلت عنها الكتب المشهورة المتداولة واطلعت فيها علي مدارك كثير من الأحكام اعترف الأكثرون بخلو كل منها عما يصلح أن يكون مأخذا له فبذلت غاية جهدي‌ في ترويجها وتصحيحها وتنسيقها وتنقيحها. و لمارأيت الزمان في غاية الفساد ووجدت أكثر أهلها حائدين عما يؤدي‌ إلي الرشاد خشيت أن ترجع عما قليل إلي ماكانت عليه من النسيان والهجران وخفت أن يتطرق إليها التشتت لعدم مساعدة الدهر الخوان و مع ذلك كانت الأخبار المتعلقة بكل مقصد منها متفرقا في الأبواب متبددا في الفصول قلما يتيسر لأحد العثور علي جميع الأخبار المتعلقة بمقصد من المقاصد منها ولعل هذاأيضا كان أحد أسباب تركها وقلة رغبة الناس في ضبطها.فعزمت بعدالاستخارة من ربي‌ والاستعانة بحوله وقوته والاستمداد من تأييده ورحمته علي تأليفها ونظمها وترتيبها وجمعها في كتاب متسقة الفصول والأبواب مضبوطة المقاصد والمطالب علي نظام غريب وتأليف عجيب لم يعهد مثله في مؤلفات القوم ومصنفاتهم فجاء بحمد الله كماأردت علي أحسن الوفاء وأتاني‌ بفضل ربي‌ فوق مامهدت وقصدت علي أفضل الرجاء فصدرت كل باب بالآيات المتعلقة بالعنوان ثم أوردت بعدها شيئا مما ذكره بعض المفسرين فيها إن احتاجت إلي التفسير والبيان ثم إنه قدحاز كل باب منه إما تمام الخبر المتعلق بعنوانه أوالجزء ألذي يتعلق به مع إيراد تمامه في موضع آخر أليق به أوالإشارة إلي المقام المذكور فيه لكونه أنسب بذلك المقام رعاية لحصول الفائدة المقصودة مع الإيجاز التام وأوضحت مايحتاج من الأخبار إلي الكشف ببيان شاف علي غاية الإيجاز


صفحه : 5

لئلا تطول الأبواب ويكثر حجم الكتاب فيعسر تحصيله علي الطلاب و في بالي‌ إن أمهلني‌ الأجل وساعدني‌ فضله عز و جل أن أكتب عليه شرحا كاملا يحتوي‌ علي كثير من المقاصد التي‌ لم توجد في مصنفات الأصحاب وأشبع فيهاالكلام لأولي‌ الألباب . و من الفوائد الطريفة لكتابنا اشتماله علي كتب وأبواب كثيرة الفوائد جمة العوائد أهملها مؤلفو أصحابنا رضوان الله عليهم فلم يفردوا لها كتابا و لابابا ككتاب العدل والمعاد وضبط تواريخ الأنبياء والأئمة ع و كتاب السماء والعالم المشتمل علي أحوال العناصر والمواليد وغيرها مما لايخفي علي الناظر فيه .فيا معشر إخوان الدين المدعين لولاء أئمة المؤمنين أقبلوا نحو مأدبتي‌ هذه مسرعين وخذوها بأيدي‌ الإذعان واليقين فتمسكوا بهاواثقين إن كنتم فيما تدعون صادقين و لاتكونوا من الذين يَقُولُونَ بِأَفواهِهِم ما لَيسَ فِي قُلُوبِهِم ويترشح من فحاوي‌ كلامهم مطاوي‌ جنوبهم و لا من الذين أشربوا في قلوبهم حب البدع والأهواء بجهلهم وضلالهم وزيفوا ماروجته الملل الحقة بما زخرفته منكرو الشرائع بمموهات أقوالهم .فيا بشري لكم ثم بشري لكم إخواني‌ بكتاب جامعة المقاصد طريفة الفرائد لم تأت الدهور بمثله حسنا وبهاء وأنجم طالع من أفق الغيوب لم ير الناظرون مايدانيه نورا وضياء وصديق شفيق لم يعهد في الأزمان السالفة شبهه صدقا ووفاء كفاك عماك يامنكر علو أفنانه وسمو أغصانه حسدا وعنادا وعمها وحسبك ريبك يا من لم يعترف برفعة شأنه وحلاوة بيانه جهلا وضلالا وبلها ولاشتماله علي أنواع العلوم والحكم والأسرار وإغنائه عن جميع كتب الأخبار سميته بكتاب


صفحه : 6

بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار

فأرجو من فضله سبحانه علي عبده الراجي‌ رحمته وامتنانه أن يكون كتابي‌ هذا إلي قيام قائم آل محمدعليهم الصلاة و السلام والتحية والإكرام مرجعا للأفاضل الكرام ومصدرا لكل من طلب علوم الأئمة الأعلام ومرغما للملاحدة اللئام و أن يجعله لي في ظلمات القيامة ضياء ونورا و من مخاوف يوم الفزع الأكبر أمنا وسرورا و في مخازي‌ يوم الحساب كرامة وحبورا و في الدنيا مدي الأعصار ذكرا موفورا فإنه المرجو لكل فضل ورحمة وولي‌ كل نعمة وصاحب كل حسنة والحمد لله أولا وآخرا وصلي الله علي محمد و أهل بيته الغر الميامين النجباء المكرمين ولنقدم قبل الشروع في الأبواب مقدمة لتمهيد مااصطلحنا عليه في كتابنا هذا وبيان ما لابد من معرفته في الاطلاع علي فوائده وهي‌ تشتمل علي فصول

الفصل الأول في بيان الأصول والكتب المأخوذ منها وهي‌

كتاب عيون أخبار الرضا ع و كتاب علل الشرائع والأحكام و كتاب إكمال الدين وإتمام النعمة في الغيبة و كتاب التوحيد و كتاب الخصال و كتاب الأمالي‌ والمجالس و كتاب ثواب الأعمال وعقاب الأعمال و كتاب معاني‌ الأخبار و كتاب الهداية ورسالة العقائد و كتاب صفات الشيعة و كتاب فضائل الشيعة و كتاب مصادقة الإخوان و كتاب فضائل الأشهر الثلاثة و كتاب النصوص


صفحه : 7

و كتاب المقنع كلها للشيخ الصدوق أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسي بن بابويه القمي‌ رضوان الله عليه . و كتاب الإمامة والتبصرة من الحيرة للشيخ الأجل أبي الحسن علي بن الحسين بن موسي بن بابويه والد الصدوق طيب الله تربتهما وأصل آخر منه أو من غيره من القدماء المعاصرين له ويظهر من بعض القرائن أنه تأليف الشيخ الثقة الجليل هارون بن موسي التلعكبري‌ رحمه الله . و كتاب قرب الإسناد للشيخ الجليل الثقة أبي جعفر محمد بن عبد الله بن جعفر بن الحسين بن جامع بن مالك الحميري‌ القمي‌ وظني‌ أن الكتاب لوالده و هوراو له كماصرح به النجاشي‌ و إن كان الكتاب له كماصرح به ابن إدريس رحمه الله فالوالد متوسط بينه و بين ماأوردناه من أسانيد كتابه . و كتاب بصائر الدرجات للشيخ الثقة العظيم الشأن محمد بن الحسن الصفار و كتاب المجالس الشهير بالأمالي‌ و كتاب الغيبة و كتاب المصباح الكبير و كتاب المصباح الصغير و كتاب الخلاف و كتاب المبسوط و كتاب النهاية و كتاب الفهرست و كتاب الرجال و كتاب تفسير التبيان و كتاب تلخيص الشافي‌ و كتاب العدة في أصول الفقه و كتاب الإقتصاد و كتاب الإيجاز في الفرائض و كتاب الجمل وأجوبة المسائل الحائرية وغيرها من الرسائل كلها لشيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي‌ قدس الله روحه . و كتاب الإرشاد و كتاب المجالس و كتاب النصوص و كتاب الإختصاص والرسالة الكافية في إبطال توبة الخاطئة ورسالة مسار الشيعة في مختصر التواريخ الشرعية و كتاب المقنعة و كتاب العيون والمحاسن المشتهر بالفصول و كتاب المقالات و كتاب المزار و كتاب إيمان أبي طالب ورسائل ذبائح أهل الكتاب والمتعة وسهو النبي ونومه ص عن الصلاة وتزويج أمير المؤمنين ع بنته من عمر ووجوب المسح وأجوبة المسائل السروية والعكبرية والإحدي والخمسين وغيرها وشرح عقائد الصدوق كلها للشيخ الجليل المفيد محمد بن


صفحه : 8

محمد بن النعمان قدس الله لطيفه . و كتاب المجالس الشهير بالأمالي‌ للشيخ الجليل أبي علي الحسن بن شيخ الطائفة قدس الله روحهما. و كتاب كامل الزيارة للشيخ النبيل الثقة أبي القاسم جعفر بن محمد بن جعفر بن موسي بن قولويه . و كتاب المحاسن والآداب للشيخ الكامل الثقة أحمد بن محمد بن خالد البرقي‌ و كتاب التفسير للشيخ الجليل الثقة علي بن ابراهيم بن هاشم القمي‌ و كتاب العلل لولده الجليل محمد. و كتاب التفسير لمحمد بن مسعود السلمي‌ المعروف بالعياشي‌ الشيخ الثقة الراوية للأخبار. و كتاب التفسير المنسوب إلي الإمام الهمام الصمصام الحسن بن علي العسكري‌ صلوات الله عليه و علي آبائه وولده الخلف الحجة. و كتاب روضة الواعظين وتبصرة المتعظين للشيخ محمد بن علي بن أحمدالفارسي‌ وأخطأ جماعة ونسبوه إلي الشيخ المفيد و قدصرح بما ذكرناه ابن شهرآشوب في المناقب والشيخ منتجب الدين في الفهرست والعلامة رحمه الله في رسالة الإجازة وغيرهم وذكر العلامة سنده إلي هذاالكتاب كماسنذكره في المجلد الآخر من الكتاب إن شاء الله تعالي . ثم اعلم أن العلامة رحمه الله ذكر اسم المؤلف كماذكرنا وسيظهر من كلام ابن شهرآشوب أن المؤلف محمد بن الحسن بن علي الفتال الفارسي‌ و أن صاحب التفسير وصاحب الروضة واحد وكذا ذكره في كتاب معالم العلماء ويظهر من كلام الشيخ منتجب الدين في فهرسته أنهما اثنان حيث قال محمد بن علي الفتال النيسابوري‌ صاحب التفسير ثقة و أي ثقة و قال بعدفاصلة كثيرة الشيخ الشهيد محمد بن أحمدالفارسي‌ مصنف كتاب روضة الواعظين .


صفحه : 9

و قال ابن داود في كتاب الرجال محمد بن أحمد بن علي الفتال النيسابوري‌ المعروف بابن الفارسي‌ لم خج متكلم جليل القدر فقيه عالم زاهد ورع قتله أبوالمحاسن عبدالرزاق رئيس نيسابور الملقب بشهاب الإسلام لعنه الله انتهي ويظهر من كلامه أن اسم أبيه أحمد و أمانسبته إلي رجال الشيخ فلايخفي سهوه فيه إذ ليس في رجال الشيخ منه أثر مع أن هذا الرجل زمانه متأخر عن زمان الشيخ بكثير كمايظهر من فهرست الشيخ منتجب الدين و من إجازة العلامة و من كلام ابن شهرآشوب و علي أي حال يظهر مما نقلنا جلالة المؤلف و أن كتابه كان من الكتب المشهورة عندالشيعة. و كتاب إعلام الوري بأعلام الهدي ورسالة الآداب الدينية وتفسير مجمع البيان وتفسير جامع الجوامع كلها للشيخ أمين الدين أبي علي الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي‌ المجمع علي جلالته وفضله وثقته . و كتاب مكارم الأخلاق وينسب إلي الشيخ المذكور أبي علي و هو غيرصواب بل هوتأليف أبي نصر الحسن بن الفضل ابنه كماصرح به ولده الخلف في كتاب مشكاة الأنوار والكفعمي‌ فيما ألحق بالدروع الواقية و في البلد الأمين و كتاب مشكاة الأنوار لسبط الشيخ أبي علي الطبرسي‌ ألفه تتميما لمكارم الأخلاق تأليف والده الجليل . و كتاب الإحتجاج وينسب هذاأيضا إلي أبي علي و هوخطأ بل هوتأليف أبي منصور أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي‌ كماصرح به السيد بن طاوس في كتاب كشف المحجة و ابن شهرآشوب في معالم العلماء وسيظهر لك مما سننقل من كتاب المناقب لابن شهرآشوب أيضا. و كتاب المناقب و كتاب معالم العلماء و كتاب بيان التنزيل ورسالة متشابه القرآن كلها للشيخ الفقيه رشيد الدين أبي جعفر محمد بن علي بن شهرآشوب المازندراني‌


صفحه : 10

و كتاب كشف الغمة للشيخ الثقة الزكي‌ علي بن عيسي الإربلي‌. و كتاب تحف العقول عن آل الرسول تأليف الشيخ أبي محمد الحسن بن علي بن شعبة. و كتاب العمدة و كتاب المستدرك و كتاب المناقب كلها في أخبار المخالفين في الإمامة للشيخ أبي الحسين يحيي بن الحسن بن الحسين بن علي بن محمد بن البطريق الأسدي‌. و كتاب كفاية الأثر في النصوص علي الأئمة الاثني‌ عشر للشيخ السعيد علي بن محمد بن علي الخزاز القمي‌. و كتاب تنبيه الخاطر ونزهة الناظر للشيخ الزاهد ورام بن عيسي بن أبي النجم بن ورام بن حمدان بن خولان بن ابراهيم بن مالك الأشتر والسند إلي هذاالكتاب مذكور في الإجازات وذكره الشيخ منتجب الدين في الفهرس و قال إنه عالم فقيه صالح شاهدته بحلة ووافق الخبر الخبر وأثني عليه السيد ابن طاوس . و كتاب مشارق الأنوار و كتاب الألفين للحافظ رجب البرسي‌ و لاأعتمد علي مايتفرد بنقله لاشتمال كتابيه علي مايوهم الخبط والخلط والارتفاع وإنما أخرجنا منهما مايوافق الأخبار المأخوذة من الأصول المعتبرة. و كتاب الذكري و كتاب الدروس و كتاب القواعد و كتاب البيان و كتاب الألفية و كتاب النفلية و كتاب نكت الإرشاد و كتاب المزار ورسالة الإجازات و كتاب اللوامع و كتاب الأربعين ورسالة في تفسير الباقيات الصالحات كلها للشيخ العلامة السعيد الشهيد محمد بن مكي‌ قدس الله لطيفه و كتاب الإستدراك و كتاب الدرة الباهرة من الأصداف الطاهرة له قدس سره أيضا كماأظن والأخير عندي‌ منقولا عن خطه رحمه الله وسائر رسائله وأجوبة مسائله . و كتاب الدرر والغرر و كتاب تنزيه الأنبياء و كتاب الشافي‌ و كتاب


صفحه : 11

شرح قصيدة السيد الحميري‌ و كتاب جمل العلم والعمل و كتاب الإنتصار و كتاب الذريعة و كتاب المقنع في الغيبة ورسالة تفضيل الأنبياء علي الملائكة ع ورسالة المحكم والمتشابه و كتاب منقذ البشر من أسرار القضاء والقدر وأجوبة المسائل المختلفة كلها للسيد المرتضي علم الهدي أبي القاسم علي بن الحسين الموسوي‌ نور الله ضريحه . و كتاب عيون المعجزات ينسب إليه و لم يثبت عندي‌ إلا أنه كتاب لطيف عندنا منه نسخة قديمة ولعله من مؤلفات بعض قدماء المحدثين يروي‌ عن أبي علي محمد بن هشام و عن محمد بن علي بن ابراهيم . و كتاب نهج البلاغة و كتاب خصائص الأئمة و كتاب المجازات النبوية وتفسير القرآن للسيد الرضي‌ محمد بن الحسين الموسوي‌ قدس سره . و كتاب طب الأئمة ع لأبي‌ عتاب عبد الله بن بسطام بن سابور الزيات وأخيه الحسين بن بسطام ذكرهما النجاشي‌ من غيرتوثيق وذكر أن لهما كتابا جمعاه في الطب . و كتاب صحيفة الرضا المسندة إلي شيخنا أبي علي الطبرسي‌ رحمه الله بإسناده إلي الرضا ع . و كتاب طب الرضا ع كتبه للمأمون و هومعروف بالرسالة الذهبية و كتاب فقه الرضا ع أخبرني‌ به السيد الفاضل المحدث القاضي‌ أميرحسين طاب ثراه ماورد أصفهان قال قداتفق في بعض سني‌ مجاورتي‌ بيت الله الحرام أن أتاني‌ جماعة من أهل قم حاجين و كان معهم كتاب قديم يوافق تاريخه عصر الرضا صلوات الله عليه وسمعت الوالد رحمه الله أنه قال سمعت السيد يقول كان عليه خطه صلوات الله عليه و كان عليه إجازات جماعة كثيرة من الفضلاء و قال السيد حصل لي العلم بتلك القرائن أنه تأليف الإمام ع فأخذت الكتاب وكتبته وصححته فأخذ والدي‌ قدس الله روحه هذاالكتاب من السيد واستنسخه وصححه


صفحه : 12

وأكثر عباراته موافق لمايذكره الصدوق أبو جعفر بن بابويه في كتاب من لايحضره الفقيه من غيرسند و مايذكره والده في رسالته إليه وكثير من الأحكام التي‌ ذكرها أصحابنا و لايعلم مستندها مذكورة فيه كماستعرف في أبواب العبادات . و كتاب المسائل المشتمل علي جل ماسأله السيد الشريف الجليل النبيل علي بن الإمام الصادق جعفر بن محمدأخاه الكاظم صلوات الله عليهم أجمعين . و كتاب الخرائج والجرائح للشيخ الإمام قطب الدين أبي الحسن سعيد بن هبة الله بن حسن الراوندي‌. و كتاب قصص الأنبياء له أيضا علي مايظهر من أسانيد الكتاب واشتهر أيضا و لايبعد أن يكون تأليف فضل الله بن علي بن عبيد الله الحسني‌ الراوندي‌ كمايظهر من بعض أسانيد السيد بن طاوس و قدصرح بكونه منه في رسالة النجوم و كتاب فلاح السائل والأمر فيه هين لكونه مقصورا علي القصص وأخباره جلها مأخوذة من كتب الصدوق رحمه الله . و كتاب فقه القرآن للأول أيضا. و كتاب ضوء الشهاب شرح شهاب الأخبار للثاني‌ فضل الله رحمه الله و كتاب الدعوات و كتاب اللباب و كتاب شرح نهج البلاغة و كتاب أسباب النزول له أيضا. و كتاب ربيع الشيعة و كتاب أمان الأخطار و كتاب سعد السعود و كتاب كشف اليقين في تسمية مولانا أمير المؤمنين ع و كتاب الطرائف و كتاب الدروع الواقية و كتاب فتح الأبواب في الاستخارة و كتاب فرج المهموم بمعرفة منهج الحلال والحرام من علم النجوم و كتاب جمال الأسبوع و كتاب إقبال الأعمال و كتاب فلاح السائل و كتاب مهج الدعوات و كتاب مصباح الزائر و كتاب كشف المحجة لثمرة المهجة و كتاب اللهوف علي أهل الطفوف و كتاب غياث


صفحه : 13

سلطان الوري و كتاب المجتني و كتاب الطرف و كتاب التحصين في أسرار مازاد علي كتاب اليقين و كتاب الإجازات ورسالة محاسبة النفس كلها للسيد النقيب الثقة الزاهد جمال العارفين أبي القاسم علي بن موسي بن جعفر بن محمد بن طاوس الحسني‌. و كتاب زوائد الفوائد لولده الشريف المنيف الجليل المسمي باسم والده المكني‌ بكنيته . و كتاب فرحة الغري‌ للسيد المعظم غياث الدين الفقيه النسابة عبدالكريم بن أحمد بن موسي بن جعفر بن محمد بن الطاوس الحسني‌. و كتاب الرجال و كتاب بناء المقالة الفاطمية في نقض الرسالة العثمانية و كتاب عين العبرة في غبن العترة و كتاب زهرة الرياض ونزهة المرتاض كلها للسيد النقيب الأجل الأفضل أحمد بن موسي بن طاوس صاحب كتاب البشري بشره الله بالحسني . و كتاب تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة للسيد الفاضل العلامة الزكي‌ شرف الدين علي الحسيني‌ الأسترآبادي‌ المتوطن في الغري‌ مؤلف كتاب الغروية في شرح الجعفرية تلميذ الشيخ الأجل نور الدين علي بن عبدالعالي‌ الكركي‌ وأكثره مأخوذ من تفسير الشيخ الجليل محمد بن العباس بن علي بن مروان بن الماهيار وذكر النجاشي‌ بعدتوثيقه أن له كتاب مانزل من القرآن في أهل البيت و كان معاصرا للكليني‌. و كتاب كنز جامع الفوائد و هومختصر من كتاب تأويل الآيات له أولبعض من تأخر عنه ورأيت في بعض نسخه مايدل علي أن مؤلفه الشيخ علي بن سيف بن منصور. و كتاب غوالي‌ اللآلي‌ و كتاب نثر اللآلي‌ كلاهما تأليف الشيخ الفاضل محمد بن جمهور الأحساوي‌ و له تأليفات أخري قدنرجع إليها ونورد منها. و كتاب جامع الأخبار وأخطأ من نسبه إلي الصدوق بل يروي‌ عن الصدوق بخمس


صفحه : 14

وسائط و قديظن كونه تأليف مؤلف مكارم الأخلاق ويحتمل كونه لعلي‌ بن سعد الخياط لأنه قال الشيخ منتجب الدين في فهرسته الفقيه الصالح أبو الحسن علي بن أبي سعد بن أبي الفرج الخياط عالم ورع واعظ له كتاب الجامع في الأخبار ويظهر من بعض مواضع الكتاب أن اسم مؤلفه محمد بن محمدالشعيري‌ و من بعضها أنه يروي‌ عن الشيخ جعفر بن محمدالدوريستي‌ بواسطة. و كتاب الغيبة للشيخ الفاضل الكامل الزكي‌ محمد بن ابراهيم النعماني‌ تلميذ الكليني‌. و كتاب الروضة في المعجزات والفضائل لبعض علمائنا وأخطأ من نسبه إلي الصدوق لأنه يظهر منه أنه ألف في سنة نيف وخمسين وستمائة. وكتابا التوحيد والإهليلجة عن الصادق ع برواية المفضل بن عمر قال السيد علي بن طاوس في كتاب كشف المحجة لثمرة المهجة فيما أوصي إلي ابنه انظر كتاب المفضل بن عمر ألذي أملاه عليه الصادق ع فيما خلق الله جل جلاله من الآثار وانظر كتاب الإهليلجة و ما فيه من الاعتبار. و كتاب مصباح الشريعة ومفتاح الحقيقة المنسوب إلي مولانا الصادق ع


صفحه : 15

و قال السيد علي بن طاوس رضي‌ الله عنه في كتاب أمان الأخطار ويصحب المسافر معه كتاب الإهليلجة و هو كتاب مناظرة الصادق ع الهندي‌ في معرفة الله جل جلاله بطرق غريبة عجيبة ضرورية حتي أقر الهندي‌ بالإلهية والوحدانية ويصحب معه كتاب المفضل بن عمر ألذي رواه عن الصادق ع في معرفة وجوه الحكمة في إنشاء العالم السفلي‌ وإظهار أسراره فإنه عجيب في معناه ويصحب معه كتاب مصباح الشريعة ومفتاح الحقيقة عن الصادق ع فإنه كتاب شريف لطيف في التعريف بالتسليك إلي الله جل جلاله والإقبال عليه والظفر بالأسرار التي‌ اشتملت عليه انتهي . و كتاب التفسير ألذي رواه الصادق عن أمير المؤمنين ع المشتمل علي أنواع آيات القرآن وشرح ألفاظه برواية محمد بن ابراهيم النعماني‌ وسيأتي‌ بتمامه في كتاب القرآن . و كتاب ناسخ القرآن ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه للشيخ الثقة الجليل القدر سعد بن عبد الله الأشعري‌ رواه عنه جعفر بن محمد بن قولويه وستأتي‌ الإشارة إليه أيضا في كتاب القرآن . و كتاب المقالات والفرق وأسمائها وصنوفها تأليف الشيخ الأجل المتقدم سعد بن عبد الله رحمه الله . و كتاب سليم بن قيس الهلالي‌. و كتاب قبس المصباح من مؤلفات الشيخ الفاضل أبي الحسن سليمان بن الحسن الصهرشتي‌ من مشاهير تلامذة شيخ الطائفة في الدعاء و هويروي‌ عن جماعة منهم أبويعلي محمد بن الحسن بن حمزة الجعفري‌ وشيخ الطائفة و أبو الحسين أحمد بن علي الكوفي‌ النجاشي‌ و أبوالفرج المظفر بن علي بن حمدان القزويني‌ عن الشيخ المفيد رضي‌ الله عنهم أجمعين . و كتاب إصباح الشيعة بمصباح الشريعة له أيضا. و كتاب الصراط المستقيم ورسالة الباب المفتوح إلي ماقيل في النفس والروح


صفحه : 16

كلاهما للشيخ الجليل زين الدين علي بن محمد بن يونس البياضي‌. و كتاب منتخب البصائر للشيخ الفاضل حسن بن سليمان تلميذ الشهيد رحمه الله انتخبه من كتاب البصائر لسعد بن عبد الله بن أبي خلف وذكر فيه من الكتب الأخري مع تصريحه بأساميها لئلا يشتبه مايأخذه عن كتاب سعد بغيره و كتاب المحتضر و كتاب الرجعة له أيضا. و كتاب السرائر للشيخ الفاضل الثقة العلامة محمد بن إدريس الحلي‌ و قدأورد في آخر ذلك الكتاب بابا مشتملا علي الأخبار وذكر أني‌ استطرفته من كتب المشيخة المصنفين والرواة المحصلين ويذكر اسم صاحب الكتاب ويورد بعده الأخبار المنتزعة من كتابه و فيه أخبار غريبة وفوائد جليلة. و كتاب إرشاد القلوب و كتاب أعلام الدين في صفات المؤمنين و كتاب غرر الأخبار ودرر الآثار كلها للشيخ العارف أبي محمد الحسن بن محمدالديلمي‌. والكتاب العتيق ألذي وجدناه في الغري‌ صلوات الله علي مشرفه تأليف بعض قدماء المحدثين في الدعوات وسميناه بالكتاب الغروي‌. وكتابا معرفة الرجال والفهرست للشيخين الفاضلين الثقتين محمد بن عمر بن عبدالعزيز الكشي‌ و أحمد بن علي بن أحمدالنجاشي‌. و كتاب بشارة المصطفي لشيعة المرتضي للشيخ الفقيه العماد محمد بن أبي القاسم علي الطبري‌. وأصل من أصول عمدة المحدثين الشيخ الثقة الحسين بن سعيد الأهوازي‌ و كتاب الزهد و كتاب المؤمن له أيضا ويظهر من بعض مواضع الكتاب الأول أنه كتاب النوادر لأحمد بن محمد بن عيسي القمي‌ و علي التقديرين في غاية الاعتبار و كتاب العيون والمحاسن للشيخ علي بن محمدالواسطي‌. و كتاب غرر الحكم ودرر الكلم للشيخ عبدالواحد بن محمد بن عبدالواحد الآمدي‌. و كتاب جنة الأمان الواقية المشتهر بالمصباح للشيخ العالم الفاضل الكامل


صفحه : 17

ابراهيم بن علي بن الحسن بن محمدالكفعمي‌ رضي‌ الله عنه و كتاب البلد الأمين و كتاب صفوة الصفات في شرح دعاء السمات له أيضا. و كتاب قضاء حقوق المؤمنين للشيخ سديد الدين أبي علي بن طاهر السوري‌. و كتاب أنوار المضيئة و كتاب السلطان المفرج عن أهل الإيمان و كتاب الدر النضيد في مغازي‌ الإمام الشهيد و كتاب سرور أهل الإيمان كلها للسيد النقيب الحسيب بهاء الدين علي بن عبدالكريم بن عبدالحميد الحسيني‌ النجفي‌ أستاد الشيخ ابن فهد الحلي‌ قدس الله روحهما. و كتاب التمحيص لبعض قدمائنا ويظهر من القرائن الجلية أنه من مؤلفات الشيخ الثقة الجليل أبي علي محمد بن همام وعندنا منتخب من كتاب الأنوار له قدس سره . و كتاب عدة الداعي‌ و كتاب المهذب و كتاب التحصين وسائر الرسائل وأجوبة المسائل للشيخ الزاهد العارف أحمد بن فهد الحلي‌. و كتاب الجنة الواقية لبعض المتأخرين وربما ينسب إلي الكفعمي‌. و كتاب منهاج الصلاح في الدعوات وأعمال السنة و كتاب كشف الحق ونهج الصدق و كتاب كشف اليقين في الإمامة و قدنعبر عنه بكتاب اليقين و كتاب منتهي المطلب و كتاب تذكرة الفقهاء و كتاب المختلف و كتاب منهاج الكرامة و كتاب شرح التجريد و كتاب شرح الياقوت و كتاب إيضاح الاشتباه و كتاب نهاية الأصول و كتاب نهاية الكلام و كتاب نهاية الفقه و كتاب التحرير و كتاب القواعد و كتاب الألفين و كتاب تلخيص المرام و كتاب إيضاح مخالفة أهل السنة للكتاب والسنة والرسالة السعدية و كتاب خلاصة الرجال وسائر المسائل والرسائل والإجازات كلها للشيخ العلامة جمال الدين حسن بن يوسف بن المطهر الحلي‌ قدس الله روحه . و كتاب العدد القوية لدفع المخاوف اليومية تأليف الشيخ الفقيه رضي‌ الدين علي بن يوسف بن المطهر الحلي‌.


صفحه : 18

و كتاب مثير الأحزان تأليف الشيخ الجليل جعفر بن محمد بن نما و كتاب شرح الثأر المشتمل علي أحوال المختار تأليف الشيخ المزبور. و كتاب إيمان أبي طالب ع تأليف السيد الفاضل السعيد شمس الدين فخار بن معد الموسوي‌ قدس الله روحه . و كتاب غرر الدرر تأليف السيد حيدر بن محمدالحسيني‌ قدس الله روحه . و كتاب كبير في الزيارات تأليف محمد بن المشهدي‌ كمايظهر من تأليفات السيد بن طاوس واعتمد عليه ومدحه وسميناه بالمزار الكبير. و كتاب النصوص و كتاب معدن الجواهر و كتاب كنز الفوائد ورسالة في تفضيل أمير المؤمنين ع ورسالة إلي ولده و كتاب التعجب في الإمامة من أغلاط العامة و كتاب الإستنصار في النص علي الأئمة الأطهار كلها للشيخ المدقق النبيل أبي الفتح محمد بن علي بن عثمان الكراجكي‌. و كتاب الفهرست و كتاب الأربعين عن الأربعين عن الأربعين للشيخ منتجب الدين علي بن عبيد الله بن الحسن بن الحسين بن بابويه رضي‌ الله عنهم . و كتاب تحفة الأبرار في مناقب الأئمة الأطهار للسيد الشريف حسين بن مساعد الحسيني‌ الحائري‌ أستاد الكفعمي‌ وأثني عليه كثيرا في كتبه . و كتاب المناقب للشيخ الجليل أبي الحسن محمد بن أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان القمي‌ أستاد أبي الفتح الكراجكي‌ ويثني‌ عليه كثيرا في كنزه وذكره ابن شهرآشوب في المعالم . و كتاب الوصية و كتاب مروج الذهب كلاهما للشيخ علي بن الحسين بن علي المسعودي‌. و كتاب النوادر و كتاب أدعية السر للسيد الجليل فضل الله بن علي بن عبيد الله الحسيني‌ الراوندي‌. و كتاب الفضائل و كتاب إزاحة العلة في معرفة القبلة للشيخ الجليل أبي الفضل سديد الدين شاذان بن جبرئيل القمي‌ نزيل مهبط وحي‌ الله ودار هجرة


صفحه : 19

رسول الله ص كذا ذكره أصحاب الإجازات . و كتاب الصفين للشيخ الرزين نصر بن مزاحم . و كتاب الغارات لأبي‌ إسحاق ابراهيم بن محمد بن سعيد بن هلال الثقفي‌. و كتاب مقتضب الأثر في الأئمة الاثني‌ عشر ع لأحمد بن محمد بن عياش . و كتاب مسالك الأفهام و كتاب الروضة البهية و كتاب شرح الألفية و كتاب شرح النفلية و كتاب غاية المراد و كتاب منية المريد و كتاب أسرار الصلاة ورسالة وجوب صلاة الجمعة ورسالة أعمال يوم الجمعة و كتاب مسكن الفؤاد ورسالة الغيبة و كتاب تمهيد القواعد و كتاب الدراية وشرحها وسائر الرسائل المتفرقة للشهيد الثاني‌ رفع الله درجته . و كتاب المعتبر و كتاب الشرائع و كتاب النافع و كتاب نكت النهاية و كتاب الأصول وغيرها للمحقق السعيد نجم الملة والدين أبي القاسم جعفر بن الحسن بن يحيي بن سعيد طهر الله رمسه . و كتاب شرح نهج البلاغة و كتاب الإستغاثة في بدع الثلاثة للحكيم المدقق العلامة كمال الدين ميثم بن علي بن ميثم البحراني‌. و كتاب التفسير للشيخ فرات بن ابراهيم الكوفي‌. و كتاب الأخبار المسلسلة و كتاب الأعمال المانعة من الجنة و كتاب العروس و كتاب الغايات كلها تأليف الشيخ النبيل أبي محمد جعفر بن أحمد بن علي القمي‌ نزيل الري‌ رحمة الله عليه . و كتاب نزهة الناظر في الجمع بين الأشباه والنظائر و كتاب جامع الشرائع كلاهما للشيخ الأفضل نجيب الدين يحيي بن سعيد. و كتاب الوسيلة للشيخ الفاضل محمد بن علي بن حمزة. و كتاب منتقي الجمان و كتاب معالم الدين ورسالة الإجازات وغيرها للشيخ المحقق حسن بن الشهيد الثاني‌ روح الله روحهما.


صفحه : 20

و كتاب مدارك الأحكام و كتاب شرح النافع وغيرهما لسيد المدققين محمد بن أبي الحسن العاملي‌. و كتاب الحبل المتين و كتاب مشرق الشمسين و كتاب الأربعين و كتاب مفتاح الفلاح و كتاب الكشكول وغيرها من مؤلفات شيخ الإسلام والمسلمين بهاء الملة والدين محمد بن الحسين العاملي‌ قدس الله روحه . و كتاب الفوائد المكية و كتاب الفوائد المدنية لرئيس المحدثين مولانا محمدأمين الأسترآبادي‌. و كتاب الإختيار للسيد علي بن الحسين بن باقي‌ رحمه الله . و كتاب تقريب المعارف في الكلام و كتاب الكافي‌ في الفقه وغيرهما للشيخ الأجل أبي الصلاح تقي‌ الدين بن نجم الحلبي‌. و كتاب المهذب و كتاب الكامل و كتاب جواهر الفقه للشيخ الحسن المنهاج عبدالعزيز بن البراج . و كتاب المراسم العلية وغيره للشيخ العالم الزكي‌ سلار بن عبدالعزيز الديلمي‌. و كتاب دعائم الإسلام تأليف القاضي‌ النعمان بن محمد و قدينسب إلي الصدوق و هوخطأ و كتاب المناقب والمثالب للقاضي‌ المذكور. و كتاب الهداية في تاريخ الأئمة ومعجزاتهم ع للشيخ الحسين بن حمدان الحضيني‌. و كتاب تاريخ الأئمة للشيخ عبد الله بن أحمدالخشاب و كتاب البرهان في النص علي أمير المؤمنين ع تأليف الشيخ أبي الحسن علي بن محمدالشمشاطي‌ ورسالة أبي غالب أحمد بن محمدالزراري‌ رضي‌ الله عنه إلي ولد ولده محمد بن عبد الله بن أحمد. و كتاب دلائل الإمامة للشيخ الجليل محمد بن جرير الطبري‌ الإمامي‌ ويسمي بالمسترشد.


صفحه : 21

و كتاب مصباح الأنوار في مناقب إمام الأبرار للشيخ هاشم بن محمد و قدينسب إلي شيخ الطائفة و هوخطأ وكثيرا مايروي‌ عن الشيخ شاذان بن جبرئيل القمي‌ و هومتأخر عن الشيخ بمراتب . و كتاب الدر النظيم في مناقب الأئمة اللهاميم و كتاب الأربعين عن الأربعين كلاهما للشيخ جمال الدين يوسف بن حاتم الفقيه الشامي‌. و كتاب مقتل الحسين صلوات الله عليه المسمي بتسلية المجالس وزينة المجالس للسيد النجيب العالم محمد بن أبي طالب الحسيني‌ الحائري‌. و كتاب صفوة الأخبار لبعض العلماء الأخيار. و كتاب رياض الجنان للشيخ فضل الله بن محمود الفارسي‌. و كتاب غنية النزوع في علم الأصول والفروع للسيد العالم الكامل أبي المكارم حمزة بن علي بن زهرة الحسيني‌. و كتاب التجريد و كتاب الفصول و كتاب قواعد العقائد و كتاب نقد المحصل وغيرها من مؤلفات أفضل الحكماء المتألهين نصير الملة والحق والدين رحمة الله عليه . و كتاب كنز الفوائد في حل مشكلات القواعد و كتاب تبصرة الطالبين في شرح نهج المسترشدين وغيرهما للسيد الجليل عميد الدين عبدالمطلب . و كتاب كنز العرفان و كتاب الأدعية الثلاثين وغيرهما من مؤلفات الشيخ المحقق أبي عبد الله المقداد بن عبد الله السيوري‌ مع إجازاته . و كتاب الإيضاح في شرح القواعد وغيره من الرسائل والمسائل للشيخ فخر المحققين ابن العلامة الحلي‌ قدس الله لطيفهما. و كتاب أضواء الدرر الغوالي‌ لإيضاح غصب فدك والعوالي‌ لبعض الأعلام . و كتاب شرح القواعد ورسالة قاطعة اللجاج في تحقيق حل الخراج و كتاب أسرار اللاهوت في وجوب لعن الجبت والطاغوت وسائر الرسائل والمسائل والإجازات لأفضل المحققين مروج مذهب الأئمة الطاهرين نور الدين علي بن عبدالعالي‌ الكركي‌ أجزل الله تشريفه .


صفحه : 22

و كتاب إحقاق الحق و كتاب مصائب النواصب و كتاب الصوارم المهرقة في دفع الصواعق المحرقة وغيرها من مؤلفات السيد الأجل الشهيد القاضي‌ نور الله التستري‌ رفع الله درجته . و كتاب الرجال وغيره من مؤلفات الشيخ الفقيه تقي‌ الدين الحسن بن علي بن داود الحلي‌ رحمه الله . و كتاب الرجال للشيخ أبي عبد الله الحسين بن عبيد الله الغضائري‌ كذا ذكره الشهيد الثاني‌ رحمه الله ويظهر من رجال السيد ابن طاوس قدس سره علي مانقل عنه شيخنا الأجل مولانا عبد الله التستري‌ أن صاحب الرجال هو أحمد بن الحسين بن عبيد الله ولعله أقوي . و كتاب الملحمة المنسوب إلي الصادق صلوات الله عليه . و كتاب الملحمة المنسوب إلي دانيال ع . و كتاب الأنوار في مولد النبي ص و كتاب مقتل أمير المؤمنين ع و كتاب وفاة فاطمة ع الثلاثة كلها للشيخ الجليل أبي الحسن البكري‌ أستاد الشهيد الثاني‌ رحمة الله عليهما. و كتاب بلاغات النساء لأبي‌ الفضل أحمد بن أبي طاهر. و كتاب منهج المقال في تحقيق أحوال الرجال المشتهر بالكبير والوسيط والصغير و كتاب تفسير آيات الأحكام كلها للسيد الأجل الأفضل ميرزا محمد بن علي بن ابراهيم الأسترآبادي‌. و كتاب الديوان المنسوب إلي مولانا أمير المؤمنين ع . و كتاب شهاب الأخبار من كلمات النبي وحكمه ص وسنشير إلي مؤلفهما. و كتاب شرح شهاب الأخبار و كتاب التفسير الكبير كلاهما للمحقق النحرير الشيخ أبي الفتوح الرازي‌. و كتاب الأنوار البدرية في رد شبه القدرية للفاضل المهلبي‌.


صفحه : 23

و كتاب تاريخ بلدة قم للشيخ الجليل حسن بن محمد بن الحسن القمي‌ رحمه الله . وأجوبة مسائل عبد الله بن سلام و كتاب طب النبي ص للشيخ أبي العباس المستغفري‌. و كتاب شرح الإرشاد و كتاب تفسير آيات الأحكام وحاشية شرح إلهيات التجريد وغيرها لأفضل العلماء المتورعين مولانا أحمد بن محمدالأردبيلي‌ قدس الله لطيفه . و كتاب العين للشيخ النبيل الخليل بن أحمدالنحوي‌. و كتاب المحيط في اللغة للصاحب بن عباد. و كتاب شواهد التنزيل للحاكم أبي القاسم عبد الله بن عبد الله الحسكاني‌ ذكره ابن شهرآشوب في المعالم ونسب إليه هذاالكتاب ووصفه بالحسن . و كتاب مقصد الراغب الطالب في فضائل علي بن أبي طالب للشيخ الحسين بن محمد بن الحسن وزمانه قريب من عصر الصدوق ويروي‌ كثيرا من الأخبار عن ابراهيم بن علي بن ابراهيم بن هاشم . و كتاب عمدة الطالب في نسب آل أبي طالب . و كتاب زيد النرسي‌ و كتاب زيد الزراد. و كتاب أبي سعيد عباد العصفري‌. و كتاب عاصم بن حميد الحناط. و كتاب جعفر بن محمد بن شريح الحضرمي‌. و كتاب محمد بن المثني بن القاسم . و كتاب عبدالملك بن حكيم . و كتاب مثني بن الوليد الحناط. و كتاب خلاد السدي‌. و كتاب حسين بن عثمان . و كتاب عبيد الله بن يحيي الكاهلي‌.


صفحه : 24

و كتاب سلام بن أبي عمرة. و كتاب النوادر لعلي‌ بن أسباط. و كتاب النبذة للشيخ ابن الحداد. و كتاب الشيخ الأجل جعفر بن محمدالدوريستي‌. و كتاب الكر والفر للشيخ أبي سهل البغدادي‌. و كتاب الأربعين عن الأربعين في فضائل أمير المؤمنين ع تأليف الشيخ الجليل الحافظ أبي سعيد محمد بن أحمد بن الحسين النيسابوري‌ جد الشيخ أبوالفتوح المفسر. و كتاب تحقيق الفرقة الناجية ورسالة الرضاع وغيرهما للشيخ الجليل ابراهيم القطيفي‌.فهذه الكتب هي‌ التي‌ عليها مدار النقل و إن كان من بعضها نادرا و إن أخرجنا من غيرها فنصرح في الكتاب عندإيراد الخبر. و أماكتب المخالفين فقد نرجع إليها لتصحيح ألفاظ الخبر وتعيين معانيه مثل كتب اللغة كصحاح الجوهري‌ وقاموس الفيروزآبادي‌ ونهاية الجزري‌ والمغرب والمعرب للمطرزي‌ ومفردات الراغب الأصبهاني‌ ومحاضراته والمصباح المنير لأحمد بن محمدالمقري‌ ومجمع البحار لبعض علماء الهند ومجمل اللغة والمقاييس لابن فارس والجمهرة لابن دريد وأساس البلاغة للزمخشري‌ والفائق ومستقصي الأمثال وربيع الأبرار له أيضا والغريبين وغريب القرآن ومجمع الأمثال للميداني‌ وتهذيب اللغة للأزهري‌ و كتاب شمس العلوم وشروح أخبارهم كشرح الطيبي‌ علي المشكاة وفتح الباري‌ في شرح البخاري‌ لابن حجر وشرح القسطلاني‌ وشرح الكرماني‌ وشرح الزركشي‌ وشرح المقاصد العلية والمنهاج وشرحي‌ النووي‌ والآبي‌ علي صحيح مسلم وناظر عين الغريبين والمفاتيح في شرح المصابيح وشرح الشفاء وشرح السنة للحسين بن مسعود الفراء. و قدنورد من كتب أخبارهم للرد عليهم أولبيان مورد التقية أولتأييد


صفحه : 25

ماروي‌ من طريقنا مثل مانقلناه عن صحاحهم الستة وجامع الأصول لابن الأثير و كتاب الشفاء للقاضي‌ عياض و كتاب المنتقي في مولود المصطفي للكازروني‌ وكامل التواريخ لابن الأثير و كتاب الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي‌ و كتاب العرائس له و هولتشيعه أولقلة تعصبه كثيرا ماينقل من أخبارنا فلذا رجعنا إلي كتابيه أكثر من سائر الكتب و كتاب مقاتل الطالبين لأبي‌ الفرج الأصبهاني‌ و هومشتمل علي كثير من أحوال الأئمة وعشائرهم ع من طرقنا وطرق المخالفين و كتاب الأغاني‌ له أيضا و كتاب الإستيعاب لابن عبدالبر و كتاب فردوس الأخبار لابن شيرويه الديلمي‌ و كتاب ذخائر العقبي‌ في مناقب أولي‌ القربي للسيوطي‌ وتاريخ الفتوح للأعثم الكوفي‌ وتاريخ الطبري‌ وتاريخ ابن خلكان وكتابا شرح المواقف وشرح المقاصد للفاضلين المشهورين وتاريخ ابن قتيبة و كتاب المقتل للشيخ أبي مخنف و كتاب أخلاق النبي وشمائله ص و كتاب الفرج بعدالشدة للقاضي‌ التنوخي‌ وتفسير معالم التنزيل للبغوي‌ و كتاب حياة الحيوان للدميري‌ و كتاب زهر الرياض وزلال الحياض تأليف السيد الفاضل الحسن بن علي بن شدقم الحسيني‌ المدني‌ والظاهر أنه كان من الإمامية و هوتاريخ حسن مشتمل علي أخبار كثيرة و كتاب جواهر المطالب في فضائل مولانا علي بن أبي طالب ع و هو كتاب جامع مشتمل علي فضائله وغزواته وخطبه وشرائف كلماته صلوات الله عليه و كتاب المنتظم لابن الجوزي‌ وشرح نهج البلاغة لعبد الحميد بن أبي الحديد والفصول المهمة في معرفة الأئمة ومطالب السئول في مناقب آل الرسول والصواعق المحرقة لابن حجر والتقريب له أيضا ومناقب الخوارزمي‌ ومناقب المغازلي‌ والمشكاة والمصابيح ومسند أحمد بن حنبل والتفسير الكبير للفخر الرازي‌ ونهاية العقول والأربعين والمباحث المشرقية له وسائر مؤلفاته والتفسير البسيط والوسيط وأسباب النزول كلها للواحدي‌ والكشاف للزمخشري‌ وتفسير النيسابوري‌ وتفسير البيضاوي‌ والدر المنثور للسيوطي‌ و غير ذلك من كتبهم التي‌ نذكرها عندإخراج شيءمنها وسنفصل الكتب ومؤلفيها وأحوالهم في آخر مجلدات الكتاب إن شاء الله الكريم الوهاب


صفحه : 26

الفصل الثاني‌ في بيان الوثوق علي الكتب المذكورة واختلافها في ذلك

اعلم أن أكثر الكتب التي‌ اعتمدنا عليها في النقل مشهورة معلومة الانتساب إلي مؤلفيها ككتب الصدوق رحمه الله فإنها سوي الهداية وصفات الشيعة وفضائل الشيعة ومصادقة الإخوان وفضائل الأشهر لاتقصر في الاشتهار عن الكتب الأربعة التي‌ عليها المدار في هذه الأعصار وهي‌ داخلة في إجازاتنا ونقل منها من تأخر عن الصدوق من الأفاضل الأخيار و كتاب الهداية أيضا مشهور لكن ليس بهذه المثابة ولقد يسر الله لنا منها كتبا عتيقة مصححة ككتاب الأمالي‌ فإنا وجدنا منه نسخة مصححة معربة مكتوبة في قريب من عصر المؤلف و كان مقروا علي كثير من المشايخ و كان عليه إجازاتهم وكذا كتاب الخصال عرضناه علي نسختين قديمتين كان علي إحداهما إجازة الشيخ مقداد وكذا كتاب إكمال الدين استنسخناه من كتاب عتيق كان تاريخ كتابتها قريبا من زمان التأليف وكذا كتاب عيون أخبار الرضا ع فإنا صححنا الجزء الأول منه من كتاب مصحح كان يقال إنه بخط مصنفه رحمه الله وظني‌ أنه لم يكن بخطه ولكن كان عليه خطه وتصحيحه . و كتاب الإمامة مؤلفه من أعاظم المحدثين والفقهاء وعلماؤنا يعدون فتاواه من جملة الأخبار ووصل إلينا منه نسخه قديمة مصححة والأصل الآخر مشتمل علي أخبار شريفة متينة معتبرة الأسانيد ويظهر منه جلالة مؤلفه . و كتاب قرب الإسناد من الأصول المعتبرة المشهورة وكتبناه من نسخة قديمة مأخوذة من خط الشيخ محمد بن إدريس و كان عليها صورة خطه هكذا الأصل


صفحه : 27

ألذي نقلته منه كان فيه لحن صريح وكلام مضطرب فصورته علي ماوجدته خوفا من التغيير والتبديل فالناظر فيه يمهد العذر فقد بينت عذري‌ فيه . و كتاب بصائر الدرجات من الأصول المعتبرة التي‌ روي عنها الكليني‌ وغيره . وكتب الشيخ أيضا من الكتب المشهورة إلا كتاب الأمالي‌ فإنه ليس في الاشتهار كسائر كتبه لكن وجدنا منه نسخا قديمة عليها إجازات الأفاضل ووجدنا مانقل عنه المحدثون والعلماء بعده موافقا لما فيه . وأمالي‌ ولده العلامة في زماننا أشهر من أماليه وأكثر الناس يزعمون أنه أمالي‌ الشيخ و ليس كذلك كماظهر لي من القرائن الجلية ولكن أمالي‌ ولده لايقصر عن أماليه في الاعتبار والاشتهار و إن كان أمالي‌ الشيخ عندي‌ أصح وأوثق . و كتاب الإرشاد أشهر من مؤلفه رحمه الله و كتاب المجالس وجدنا منه نسخا عتيقة والقرائن تدل علي صحته . و أما كتاب الإختصاص فهو كتاب لطيف مشتمل علي أحوال أصحاب النبي ص والأئمة ع و فيه أخبار غريبة ونقلته من نسخة عتيقة و كان مكتوبا علي عنوانه كتاب مستخرج من كتاب الإختصاص تصنيف أبي علي أحمد بن الحسين بن أحمد بن عمران رحمه الله لكن كان بعدالخطبة هكذا قال محمد بن محمد بن النعمان حدثني‌ أبوغالب أحمد بن محمدالزراري‌ و جعفر بن محمد بن قولويه إلي آخر السند وكذا إلي آخر الكتاب يبتد‌ئ من مشايخ الشيخ المفيد فالظاهر أنه من مؤلفات المفيد رحمه الله وسائر كتبه للاشتهار غنية عن البيان . و كتاب كامل الزيارة من الأصول المعروفة وأخذ منه الشيخ في التهذيب وغيره من المحدثين . و كتاب المحاسن للبرقي‌ من الأصول المعتبرة و قدنقل عنه الكليني‌ و كل من تأخر عنه من المؤلفين . و كتاب تفسير علي بن ابراهيم من الكتب المعروفة وروي عنه الطبرسي‌ وغيره .


صفحه : 28

و كتاب العلل و إن لم يكن مؤلفه مذكورا في كتب الرجال لكن أخباره مضبوطة موافقة لمارواه والده والصدوق وغيرهما ومؤلفه مذكور في أسانيد بعض الروايات وروي الكليني‌ في باب من رأي القائم ع عن محمد و الحسن ابني‌ علي بن ابراهيم بتوسط علي بن محمد وكذا في موضع آخر من الباب المذكور عنه فقط بتوسطه و هذامما يؤيد الاعتماد و إن كان لايخلو من غرابة لروايته عن علي بن ابراهيم كثيرا بلا واسطة بل الأظهر كماسنح لي أخيرا أنه محمد بن علي بن ابراهيم بن محمدالهمداني‌ و كان وكيل الناحية كماأوضحته في تعليقاتي‌ علي الكافي‌. و كتاب تفسير العياشي‌ روي عنه الطبرسي‌ وغيره ورأينا منه نسختين قديمتين وعد في كتب الرجال من كتبه لكن بعض الناسخين حذف أسانيده للاختصار وذكر في أوله عذرا هوأشنع من جرمه . و كتاب تفسير الإمام ع من الكتب المعروفة واعتمد الصدوق عليه وأخذ منه و إن طعن فيه بعض المحدثين ولكن الصدوق رحمه الله أعرف وأقرب عهدا ممن طعن فيه و قدروي عنه أكثر العلماء من غيرغمز فيه . و كتاب روضة الواعظين ذكرنا أنه داخل في إجازات العلماء الأعلام ونقل عنه الأفاضل الكرام و قدعرفت حاله وحال مؤلفه مما نقلنا عن سلفنا الفخام وكذا كتاب إعلام الوري ومؤلفه أشهر من أن يحتاج إلي البيان و هوعندي‌ بخط مؤلفه رحمه الله . ورسالة الآداب أيضا معروفة أخذ عنها ولده في المكارم و أماتفسيراه الكبير والصغير فلايحتاجان إلي التشهير. و كتاب المكارم في الاشتهار كالشمس في رابعة النهار ومؤلفه قدأثني عليه جماعة من الأخيار. و كتاب مشكاة الأنوار كتاب ظريف مشتمل علي أخبار غريبة. و كتاب الإحتجاج و إن كانت أكثر أخباره مراسيل لكنها من الكتب المعروفة المتداولة و قدأثني السيد ابن طاوس علي الكتاب و علي مؤلفه و قدأخذ عنه أكثر المتأخرين .


صفحه : 29

وكتابا المناقب والمعالم من الكتب المعتبرة قدذكرهما أصحاب الإجازات ومؤلفهما أشهر في الفضل والثقة والجلالة من أن يخفي حاله علي أحد. وبيان التنزيل كتاب صغير الحجم كثير الفوائد أخذنا منا يسيرا لكون أكثره مذكورا في غيره . و كتاب كشف الغمة من أشهر الكتب ومؤلفه من العلماء الإمامية المذكورين في سند الإجازات . و كتاب تحف العقول عثرنا منه علي كتاب عتيق ونظمه يدل علي رفعة شأن مؤلفه وأكثره في المواعظ والأصول المعلومة التي‌ لانحتاج فيها إلي سند. و كتاب العمدة ومؤلفه مشهوران مذكوران في أسانيد الإجازات وكذا المناقب و أماالمستدرك فعندنا منه نسخة قديمة نظن أنها بخط مؤلفها. و كتاب الكفاية كتاب شريف لم يؤلف مثله في الإمامة و هذاالكتاب ومؤلفه مذكوران في إجازة العلامة وغيرها وتأليفه أدل دليل علي فضله وثقته وديانته ووثقه العلامة في الخلاصة قال كان ثقة من أصحابنا فقيها وجها و قال ابن شهرآشوب في المعالم علي بن محمد بن علي الخزاز الرازي‌ ويقال له القمي‌ و له كتب في الكلام و في الفقه من كتبه الكفاية في النصوص وكذا كتاب تنبيه الخاطر ومؤلفه مذكوران في الإجازات مشهوران لكنه رحمه الله لما كان كتابه مقصورا علي المواعظ والحكم لم يميز الغث من السمين وخلط أخبار الإمامية بآثار المخالفين ولذا لم نذكر جميع ما في ذلك الكتاب بل اقتصرنا علي نقل ما هوأوثق لعدم افتقارنا ببركات الأئمة الطاهرين ع إلي أخبار المخالفين . وكتابا مشارق الأنوار والألفين قدعرفت حالهما. ومؤلفات الشهيد مشهورة كمؤلفها العلامة إلا كتاب الإستدراك فإني‌ لم أظفر بأصل الكتاب ووجدت أخبارا مأخوذة منه بخط الشيخ الفاضل محمد بن علي الجبعي‌ وذكر أنه نقلها من خط الشهيد رفع الله درجته والدرة الباهرة فإنه لم


صفحه : 30

يشتهر اشتهار سائر كتبه و هومقصور علي إيراد كلمات وجيزة مأثورة عن النبي ص و كل من الأئمة صلوات الله عليهم أجمعين . وكتب السيدين الجليلين كمؤلفيها لاتحتاج إلي البيان . و كتاب طب الأئمة من الكتب المشهورة لكنه ليس في درجة سائر الكتب لجهالة مؤلفه و لايضر ذلك إذ قليل منه يتعلق بالأحكام الفرعية و في الأدوية والأدعية لانحتاج إلي الأسانيد القوية. و كتاب صحيفة الرضا ع من الكتب المشهورة بين الخاصة والعامة وروي السيد الجليل علي بن طاوس منها بسنده إلي الشيخ الطبرسي‌ رحمه الله ووجدت أسانيد في النسخ القديمة منه إلي الشيخ المذكور و منه إلي الإمام ع و قال الزمخشري‌ في كتاب ربيع الأبرار كان يقول يحيي بن الحسين الحسيني‌ في إسناد صحيفة الرضا لوقر‌ئ هذاالإسناد علي أذن مجنون لأفاق وأشار النجاشي‌ في ترجمة عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي‌ وترجمة والده راوي‌ هذه الرسالة إليها ومدحها وذكر سنده إليها وبالجملة هي‌ من الأصول المشهورة ويصح التعويل عليها. وكذا كتاب طب الرضا من الكتب المعروفة وذكر الشيخ منتجب الدين في الفهرست أن السيد فضل الله بن علي الراوندي‌ كتب عليه شرحا سماه ترجمة العلوي‌ للطب الرضوي‌ و قال ابن شهرآشوب في المعالم في ترجمة محمد بن الحسن بن جمهور القمي‌ له الملاحم والفتن الواحدة والرسالة الذهبية عن الرضا صلوات الله عليه في الطب انتهي وذكر الشيخ في الفهرست نحو ذلك وذكر سنده إليه وسنورده بتمامه في كتاب السماء والعالم في أبواب الطب . و كتاب فقه الرضا ع قدعرفت حاله . و كتاب المسائل أحاديثه موافقة لما في الكتب المتداولة وراويه أشهر من أن يخفي حاله وجلالته علي أحد. وكتابا الخرائج وفقه القرآن معلوما الانتساب إلي مؤلفهما ألذي هو من


صفحه : 31

أفاضل الأصحاب وثقاتهم والكتابان مذكوران في فهارس العلماء ونقل الأصحاب عنهما. و كتاب الدعاء وجدنا منه نسخة عتيقة و فيه دعوات موجزة شريفة مأخوذة من الأصول المعتبرة مع أن الأمر في سند الدعاء هين . و كتاب القصص قدعرفت حاله وعرضناه علي نسخة كان عليها خط الشهيد الثاني‌ رحمه الله وتصحيحه . و كتاب ضوء الشهاب كتاب شريف مشتمل علي فوائد جمة خلت عنها كتب الخاصة والعامة. و كتاب اللباب مشتمل علي بعض الفوائد. وشرح النهج مشهور معروف رجع إليه أكثر الشراح . و كتاب أسباب النزول فيه فوائد. وكتب السادة الأعلام أبناء طاوس كلها معروفة وتركنا منها كتاب ربيع الشيعة لموافقته لكتاب إعلام الوري في جميع الأبواب والترتيب و هذامما يقضي‌ منه العجب . و كتاب تأويل الآيات و كتاب كنز جامع الفوائد رأيت جمعا من المتأخرين رووا عنهما ومؤلفهما في غاية الفضل والديانة. و كتاب غوالي‌ اللآلي‌ و إن كان مشهورا ومؤلفه في الفضل معروفا لكنه لم يميز القشر من اللباب وأدخل أخبار متعصبي‌ المخالفين بين روايات الأصحاب فلذا اقتصرنا منه علي نقل بعضها ومثله كتاب نثر اللآلي‌ و كتاب جامع الأخبار. و كتاب النعماني‌ من أجل الكتب و قال الشيخ المفيد رحمه الله في إرشاده بعد أن ذكر النصوص علي إمامة الحجة عليه و علي آبائه الصلاة و السلام والروايات في ذلك كثيرة قددونها أصحاب الحديث من هذه العصابة في كتبها فممن أثبتها علي الشرح والتفصيل محمد بن ابراهيم المكني‌ أبا عبد الله النعماني‌ في كتابه ألذي صنفه في الغيبة.


صفحه : 32

و كتاب الروضة ليس في محل رفيع من الوثوق . وكتابا التوحيد والإهليلجة قدعرفت حالهما وسياقهما يدل علي صحتهما و قال ابن شهرآشوب في المعالم المفضل بن عمر له وصية. و كتاب الإهليلجة من إملاء الصادق ع في التوحيد ونسب بعض علماء المخالفين أيضا هذاالكتاب إليه ع و قال النجاشي‌ في ترجمة المفضل و له كتاب فكر كتاب في بدء الخلق والحث علي الاعتبار ولعله إشارة إلي التوحيد وعد من كتب الحمدان بن المعافا كتاب الإهليلجة ولعل المعني أنه من مروياته . و كتاب مصباح الشريعة فيه بعض مايريب اللبيب الماهر وأسلوبه لايشبه سائر كلمات الأئمة وآثارهم وروي الشيخ في مجالسه بعض أخباره هكذا أخبرنا جماعة عن أبي المفضل الشيباني‌ بإسناده عن شقيق البلخي‌ عمن أخبره من أهل العلم . هذايدل علي أنه كان عندالشيخ رحمه الله و في عصره و كان يأخذ منه ولكنه لايثق به كل الوثوق و لم يثبت عنده كونه مرويا عن الصادق ع و أن سنده ينتهي‌ إلي الصوفية ولذا اشتمل علي كثير من اصطلاحاتهم و علي الرواية عن مشايخهم و من يعتمدون عليه في رواياتهم و الله يعلم . وكتابا التفسير راوياهما معتبران مشهوران ومضامينهما متوافقتان موافقتان لسائر الأخبار وأخذ منهما علي بن ابراهيم وغيره من العلماء الأخيار وعد النجاشي‌ من كتب سعد بن عبد الله كتاب ناسخ القرآن ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه وذكر أسانيد صحيحة إلي كتبه . و كتاب المقالات عده الشيخ والنجاشي‌ من جملة كتب سعد وأوردا أسانيدهما الصحيحة إليه ومؤلفه في الثقة والفضل والجلالة فوق الوصف والبيان ونقل الشيخ في كتاب الغيبة والكشي‌ و كتاب الرجال من هذاالكتاب . و كتاب سليم بن قيس في غاية الاشتهار و قدطعن فيه جماعة والحق أنه من الأصول المعتبرة وسنتكلم فيه و في أمثاله في المجلد الآخر من كتابنا وسنورد إسناده في الفصل الخامس .


صفحه : 33

و كتاب قبس المصباح قدعرفت جلالة مؤلفه مع أنه مقصور علي الدعاء. وكتب البياضي‌ و ابن سليمان كلها صالحة للاعتماد ومؤلفاها من العلماء الأنجاد وتظهر منها غاية المتانة والسداد. و كتاب السرائر لايخفي الوثوق عليه و علي مؤلفه علي أصحاب البصائر. و كتاب إرشاد القلوب كتاب لطيف مشتمل علي أخبار متينة غريبة. وكتابا أعلام الدين وغرر الأخبار نقلنا منهما قليلا من الأخبار لكون أكثر أخبارهما مذكورة في الكتب التي‌ هي‌ أوثق منهما و إن كان يظهر من الجميع ونقل الأكابر عنهما جلالة مؤلفهما. والكتاب العتيق كله في الأدعية و هومشتمل علي أدعية كاملة بليغة غريبة يشرق من كل منها نور الإعجاز والإفهام و كل فقرة من فقراتها شاهد عدل علي صدورها عن أئمة الأنام وأمراء الكلام و قدنقل منه السيد ابن طاوس رحمه الله في المهج وغيره كثيرا و كان تاريخ كتابة النسخة التي‌ أخرجنا منها سنة ست وسبعين وخمس مائة ويظهر من الكفعمي‌ أنه مجموع الدعوات للشيخ الجليل أبي الحسين محمد بن هارون التلعكبري‌ و هو من أكابر المحدثين . وكتابا الرجال عليهما مدار العلماء الأخيار في الأعصار والأمصار وإنما نقتصر منهما علي إيراد مايتضمن غيرتحقيق أحوال الرجال مما يتعلق بسائر الأبواب . و كتاب بشارة المصطفي من الكتب المشهورة و قدروي عنه كثير من علمائنا ومؤلفه من أفاخم المحدثين و هوداخل في أكثر أسانيدنا إلي شيخ الطائفة و هويروي‌ عن أبي علي بن شيخ الطائفة جميع كتبه ورواياته و قال الشيخ منتجب الدين في الفهرست الشيخ الإمام عماد الدين محمد بن أبي القاسم الطبري‌ فقيه ثقة قرأ علي الشيخ أبي علي الطوسي‌ و له تصانيف قرأ عليه قطب الدين الراوندي‌. وجلالة الحسين بن سعيد و أحمد بن محمد بن عيسي تغني‌ عن التعرض لحال تأليفهما وانتساب كتاب الزهد إلي الحسين معلوم . و أماالأصل الآخر فكان في أوله هكذا أحمد بن محمد بن عيسي عن الحسين بن سعيد


صفحه : 34

ثم يبتد‌ئ في سائر الأبواب بمشايخ الحسين و هذامما يورث الظن بكونه منه ويحتمل كونه من أحمدلبعض القرائن كماأشرنا إليه وللابتداء به في أول الكتاب . و كتاب العيون والمحاسن لما كان مقصورا علي الحكم والمواعظ لايضرنا جهالة مؤلفه وعندنا منه نسخة مصححة قديمة و هومشتمل علي غرر الكلم وزاد عليه كثيرا من درر الحكم التي‌ لم يعثر عليها الآمدي‌ ويظهر مما سننقل عن ابن شهرآشوب أن الآمدي‌ كان من علمائنا وأجاز له رواية هذاالكتاب و قال في معالم العلماء عبدالواحد بن محمد بن عبدالواحد الآمدي‌ التميمي‌ له غرر الحكم ودرر الكلم يذكر فيه أمثال أمير المؤمنين ع وحكمه . وكتب الكفعمي‌ أغنانا اشتهارها وفضل مؤلفها عن التعرض لحالها وحاله . و كتاب قضاء الحقوق كتاب جيد مشتمل علي أخبار طريفة. وكتب السيد بهاء الدين بن عبدالحميد والكتابان الأولان مشتملان علي أخبار غريبة في الرجعة وأحوال القائم ع والكتاب الثالث متضمن لذكر فضائل الأئمة وكيفية شهادة سيد الشهداء وأصحابه السعداء عليه وعليهم السلام وذكر خروج المختار لطلب الثأر وجمل أحواله والرابع مشتمل علي نوادر الأخبار والسيد المذكور من أفاضل النقباء والنجباء. و كتاب التمحيص متانته تدل علي فضل مؤلفه و إن كان مؤلفه أبا علي كما هوالظاهر ففضله وتوثيقه مشهوران . وكتب الفاضلين الجليلين العلامة و ابن فهد قدس الله روحهما في الاشتهار والاعتبار كمؤلفيها. و كتاب العدد كتاب لطيف في أعمال أيام الشهور وسعدها ونحسها و قداتفق لنا منه نصفه ومؤلفه بالفضل معروف و في الإجازات مذكور و هوأخو العلامة الحلي‌ قدس الله لطيفهما. والشيخ ابن نما والسيد فخار هما من أجلة رواتنا ومشايخنا وسيأتي‌ ذكرهما في إجازات أصحابنا.


صفحه : 35

و كتاب الغرر مشتمل علي أخبار جليلة مع شرحها ومؤلفه من السادة الأفاضل يروي‌ عن ابن شهرآشوب و علي بن سعيد بن هبة الله الراوندي‌ و عبد الله بن جعفرالدوريستي‌ وغيرهم من الأفاضل الأعلام . والمزار الكبير يعلم من كيفية إسناده أنه كتاب معتبر و قدأخذ منه السيدان ابنا طاوس كثيرا من الأخبار والزيارات و قال الشيخ منتجب الدين في الفهرست السيد أبوالبركات محمد بن إسماعيل المشهدي‌ فقيه محدث ثقة قرأ علي الإمام محيي‌ الدين الحسين بن المظفر الحمداني‌ و قال في ترجمة الحمداني‌ أخبرنا بكتبه السيد أبوالبركات المشهدي‌. و أماالكراجكي‌ فهو من أجلة العلماء والفقهاء والمتكلمين وأسند إليه جميع أرباب الإجازات وكتابه كنز الفوائد من الكتب المشهورة التي‌ أخذ عنه جل من أتي بعده وسائر كتبه في غاية المتانة و قال الشيخ منتجب الدين في فهرسته الشيخ العالم الثقة أبوالفتح محمد بن علي الكراجكي‌ فقيه الأصحاب قرأ علي السيد المرتضي علم الهدي والشيخ الموفق أبي جعفررحمهما الله و له تصانيف منها كتاب التعجب و كتاب النوادر أخبرنا الوالد عن والده عنه انتهي ويظهر من الإجازات أنه كان أستاد ابن البراج . والشيخ منتجب الدين من مشاهير الثقات والمحدثين وفهرسته في غاية الشهرة و هو من أولاد الحسين بن علي بن بابويه والصدوق عمه الأعلي و قال الشهيد الثاني‌ في كتاب الإجازة وأجزت له أن يروي‌ عني‌ جميع مارواه علي بن عبيد الله بن الحسن بن الحسين بن الحسن بن الحسين بن علي بن الحسين بن بابويه وجميع مااشتمل عليه كتاب فهرسته لأسماء العلماء المتأخرين عن الشيخ أبي جعفرالطوسي‌ و كان هذا الرجل حسن الضبط كثير الرواية عن مشايخ عديدة انتهي وأربعينه مشتمل علي أخبار غريبة لطيفة. و كتاب التحفة كتاب كثير الفوائد لكن لم ننقل منه إلانادرا لكون أخباره مأخوذة من كتب أشهر منه .


صفحه : 36

و ابن شاذان قدعرفت حاله . والمسعودي‌ عده النجاشي‌ في فهرسته من رواة الشيعة و قال له كتب منها كتاب إثبات الوصية لعلي‌ بن أبي طالب ع و كتاب مروج الذهب مات سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة. و أما كتاب النوادر فمؤلفه من الأفاضل الكرام قال الشيخ منتجب الدين في الفهرست علامة زمانه جمع مع علو النسب كمال الفضل والحسب و كان أستاد أئمة عصره و له تصانيف شاهدته وقرأت بعضها عليه انتهي وأكثر أحاديث هذاالكتاب مأخوذ من كتب موسي بن إسماعيل بن موسي بن جعفر ع ألذي رواه سهل بن أحمدالديباجي‌ عن محمد بن محمد بن الأشعث عنه فأما سهل فمدحه النجاشي‌ و قال ابن الغضائري‌ بعدذمه لابأس بما روي من الأشعثيات و مايجري‌ مجريها مما رواه غيره و ابن الأشعث وثقه النجاشي‌ و قال يروي‌ نسخة عن موسي بن إسماعيل وروي الصدوق في المجالس من كتابه بسند آخر هكذا حدثنا الحسن بن أحمد بن إدريس عن أبيه عن أحمد بن محمد بن عيسي عن محمد بن يحيي الخزاز عن موسي بن إسماعيل فبتلك القرائن يقوي العمل بأحاديثه و أماأدعية السر فسنوردها بتمامها في محله . و كتاب الفضائل و كتاب إزاحة العلة مؤلفهما من أجلة الثقات الأفاضل و قدمدحه أصحاب الإجازات كثيرا و قال الشهيد قدس سره في الذكري ذكر الشيخ أبوالفضل الشاذان بن جبرئيل القمي‌ و هو من أجلاء فقهائنا في كتاب إزاحة العلة في معرفة القبلة ثم ذكر شطرا منه . و أما كتاب الصفين فهو كتاب معتبر أخرج منه الكليني‌ وسائر المحدثين و قال النجاشي‌ نصر بن مزاحم المنقري‌ العطار أبوالمفضل كوفي‌ مستقيم الطريقة صالح الأمر غير أنه يروي‌ عن الضعفاء كتبه حسان منها كتاب الجمل و كتاب الصفين وذكر أسانيده إلي الكتابين وسائر كتبه وذكر الشيخ أيضا في الفهرست سنده إلي كتبه .


صفحه : 37

و كتاب الغارات مؤلفه من مشاهير المحدثين وذكره النجاشي‌ والشيخ وعدا من كتبه كتاب الغارات ومدحاه وقالا إنه كان زيديا ثم صار إماميا وروي السيد ابن طاوس أحاديث كثيرة من كتبه وأخبرنا بعض أفاضل المحدثين أنه وجد منه نسخة صحيحة معربة قديمة كتبت قريبا من زمان المصنف وعليها خط جماعة من الفضلاء و أنه استكتبه منها فأخذنا منه نسخة و هوموافق لماأخرج منه ابن أبي الحديد وغيره . و كتاب المقتضب ذكره الشيخ والنجاشي‌ في فهرستهما وعدا هذاالكتاب من كتبه ومدحاه بكثرة الرواية لكن نسبا إليه أنه خلط في آخر عمره وذكره ابن شهرآشوب وعد مؤلفاته و لم يقدح فيه بشي‌ء وبالجملة كتابه من الأصول المعتبرة عندالشيعة كمايظهر من التتبع . واشتهار الشهيد الثاني‌ والمحقق أغنانا عن التعرض لحال كتبهما نور الله ضريحهما. والمحقق البحراني‌ من أجلة العلماء ومشاهيرهم وكتاباه في نهاية الاشتهار. وتفسير فرات و إن لم يتعرض الأصحاب لمؤلفه بمدح و لاقدح لكن كون أخباره موافقة لماوصل إلينا من الأحاديث المعتبرة وحسن الضبط في نقلها مما يعطي‌ الوثوق بمؤلفه وحسن الظن به و قدروي الصدوق رحمه الله عنه أخبارا بتوسط الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي‌ وروي عنه الحاكم أبوالقاسم الحسكاني‌ في شواهد التنزيل وغيره . والكتب الأربعة لجعفر بن أحمدبعضها في المناقب وبعضها في الأخلاق والآداب والأحكام فيهانادرة ومؤلفها غيرمذكور في كتب الرجال لكنه من القدماء قريبا من عصر المفيد أو في عصره يروي‌ عن الصفواني‌ راوي‌ الكليني‌ بواسطة ويروي‌ عن الصدوق أيضا كماسيأتي‌ في إسناد تفسير الإمام ع و فيهاأخبار طريفة غريبة وعندنا منه نسخ مصححة قديمة والسيد بن طاوس يروي‌ عن كتبه في كتاب الإقبال وغيره و هذامما يؤيد الوثوق عليها وروي‌ عن بعض كتبه الشهيد الثاني‌ رحمه الله في


صفحه : 38

شرح الإرشاد في فضل صلاة الجماعة وغيره من الأفاضل أيضا. و كتاب نزهة الناظر والجامع مؤلفهما من مشاهير العلماء المدققين وأقواله متداولة بين المتأخرين و هو ابن عم المحقق مؤلف الشرائع والمعتبر. و كتاب الوسيلة ومؤلفه مشهوران وأقواله متداولة بين المتأخرين و قال الشيخ منتجب الدين الشيخ الإمام عماد الدين أبو جعفر محمد بن علي بن حمزة الطوسي‌ المشهدي‌ فقيه عالم واعظ له تصانيف منها الوسيلة. وكتب المشايخ الكرام والأجلة الفخام الشيخ حسن والسيد محمد والشيخ البهائي‌ نور الله مراقدهم جلالتها ونبالة مؤلفيها معلومتان وكذا كتابا مولانا محمدأمين قدس سره . والسيد ابن باقي‌ في نهاية الفضل والكمال لكن أكثر كتابه مأخوذ عن مصباح الشيخ رحمه الله . و كتاب تقريب المعارف كتاب جيد في الكلام و فيه أخبار طريفة أوردنا بعضها في كتاب الفتن وشأن مؤلفه أعظم من أن يفتقر إلي البيان . وكذا كتب الشيخين الجليلين ابن البراج وسلار كمؤلفيها في نهاية الاعتبار. و كتاب دعائم الإسلام قد كان أكثر أهل عصرنا يتوهمون أنه تأليف الصدوق رحمه الله و قدظهر لنا أنه تأليف أبي حنيفة النعمان بن محمد بن منصور قاضي‌ مصر في أيام الدولة الإسماعيلية و كان مالكيا أولا ثم اهتدي وصار إماميا وأخبار هذاالكتاب أكثرها موافقة لما في كتبنا المشهورة لكن لم يرو عن الأئمة بعدالصادق خوفا من الخلفاء الإسماعيلية وتحت سر التقية أظهر الحق لمن نظر فيه متعمقا وأخباره تصلح للتأييد والتأكيد قال ابن خلكان هوأحد الفضلاء المشار إليهم ذكره الأمير المختار المسيحي‌ في تاريخه فقال كان من العلم والفقه والدين والنبل علي ما لامزيد عليه و له عدة تصانيف منها كتاب إختلاف أصول المذاهب وغيره انتهي و كان مالكي‌ المذهب ثم انتقل إلي مذهب الإمامية و قال ابن زولاق في ترجمة ولده علي بن النعمان كان أبوه النعمان بن محمدالقاضي‌ في غاية الفضل من أهل


صفحه : 39

القرآن والعلم بمعانيه وعالما بوجوه الفقه وعلم اختلاف الفقهاء واللغة والشعر والمعرفة بأيام الناس مع عقل وإنصاف وألف لأهل البيت من الكتب آلاف أوراق بأحسن تأليف وأملح سجع وعمل في المناقب والمثالب كتابا حسنا و له ردود علي المخالفين له رد علي أبي حنيفة و علي مالك والشافعي‌ و علي بن شريح و كتاب إختلاف ينتصر فيه لأهل البيت ع أقول ثم ذكر كثيرا من فضائله وأحواله ونحوه ذكر اليافعي‌ وغيره و قال ابن شهرآشوب في كتاب معالم العلماء القاضي‌ النعمان بن محمد ليس بإمامي‌ وكتبه حسان منها شرح الأخبار في فضائل الأئمة الأطهار ذكر المناقب إلي الصادق ع الاتفاق والإفتراق المناقب والمثالب الإمامة أصول المذاهب الدولة الإيضاح انتهي . و كتاب المناقب والمثالب كتاب لطيف مشتمل علي فوائد جليلة. و كتاب الحسين بن حمدان مشتمل علي أخبار كثيرة في الفضائل لكن غمز عليه بعض أصحاب الرجال . و ابن الخشاب تاريخه مشهور أخرج منه صاحب كشف الغمة وأخباره معتبرة و هو كتاب صغير مقصور علي ولادتهم ووفاتهم ومدد أعمارهم ع . و كتاب البرهان كتاب متين فيه أخبار غريبة ومؤلفه من مشاهير الفضلاء قال النجاشي‌ علي بن محمدالعدوي‌ الشمشاطي‌ كان شيخا بالجزيرة وفاضل أهل زمانه وأديبهم ثم ذكر له تصانيف كثيرة وعد منها هذاالكتاب . ورسالة أبي غالب مشتملة علي أحوال زرارة بن أعين وإخوانه وأولادهم وأحفادهم وأسانيدهم وكتبهم ورواياتهم و فيه فوائد جمة و هذا الرجل أعني أحمد بن محمد بن سليمان بن الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين بن سنسن الملقب بأبي‌ غالب الزراري‌ كان من أفاضل الثقات والمحدثين و كان أستاد الأفاضل الأعلام كالشيخ المفيد و ابن الغضائري‌ و ابن عبدون قدس الله أسرارهم وعد النجاشي‌ وغيره هذه الرسالة من كتبه وسنذكر الرسالة بتمامها في آخر مجلدات هذاالكتاب إن شاء الله تعالي . و كتاب دلائل الإمامة من الكتب المعتبرة المشهورة أخذ منه جل من تأخر


صفحه : 40

عنه كالسيد بن طاوس وغيره ووجدنا منه نسخة قديمة مصححة في خزانة كتب مولانا أمير المؤمنين ع ومؤلفه من ثقات رواتنا الإمامية و ليس هو ابن جرير التاريخي‌ المخالف قال النجاشي‌ رحمه الله محمد بن جرير بن رستم الطبري‌ الآملي‌ أبو جعفرجليل من أصحابنا كثير العلم حسن الكلام ثقة في الحديث له كتاب المسترشد في دلائل الإمامة أخبرنا أحمد بن علي بن نوح عن الحسن بن حمزة الطبري‌ قال حدثنا محمد بن جرير بن رستم بهذا الكتاب وبسائر كتبه و قال الشيخ في الفهرست محمد بن جرير بن رستم الطبري‌ الكبير يكني أبا جعفردين فاضل و ليس هوصاحب التاريخ فإنه عامي‌ المذهب و له كتب جمة منها كتاب المسترشد. و كتاب مصباح الأنوار مشتمل علي غرر الأخبار ويظهر من الكتاب أن مؤلفه من الأفاضل الكبار ويروي‌ من الأصول المعتبرة من الخاصة والعامة. و كتاب الدر النظيم كتاب شريف كريم مشتمل علي أخبار كثيرة من طرقنا وطرق المخالفين في المناقب و قدينقل من كتاب مدينة العلم وغيره من الكتب المعتبرة و كان معاصرا للسيد علي بن طاوس رحمه الله وقلما رجعنا إليه لبعض الجهات . و كتاب الأربعين أخذ منه أكثر علماؤنا واعتمدوا عليه . و كتاب تسلية المجالس مؤلفه من سادة الأفاضل المتأخرين و هو كتاب كبير مشتمل علي أخبار كثيرة أوردنا بعضها في المجلد العاشر. و كتاب صفوة الأخبار ورياض الجنان مشتملان علي أخبار غريبة في المناقب وأخرجنا منهما ماوافق أخبار الكتب المعتبرة. و كتاب الغنية مؤلفه غني‌ عن الإطراء و هو من الفقهاء الأجلاء وكتبه معتبرة مشهورة لاسيما هذاالكتاب . وكتب المحقق الطوسي‌ روح الله روحه القدوسي‌ ومؤلفها أشهر من الشمس في رابعة النهار. والسيد عميد الدين من مشاهير العلماء وأثني عليه أرباب الإجازات وكتبه معروفة متداولة لكن لم نرجع إليها إلاقليلا.


صفحه : 41

وكذا الشيخ الأجل المقداد بن عبد الله من أجلة الفقهاء وتصانيفه في نهاية الاعتبار والاشتهار. وكذا فخر المحققين أدق الفقهاء المتأخرين وكتبه متداولة معروفة. و كتاب الأضواء محتو علي فوائد كثيرة لكن لم نرجع إليه كثيرا. والشيخ مروج المذهب نور الدين حشره الله مع الأئمة الطاهرين حقوقه علي الإيمان وأهله أكثر من أن يشكر علي أقله وتصانيفه في نهاية الرزانة والمتانة. والسيد الرشيد الشهيد التستري‌ حشره الله مع الشهداء الأولين بذل الجهد في نصرة الدين المبين ودفع شبه المخالفين وكتبه معروفة لكن أخذنا أخبارها من مأخذها. والشيخ ابن داود في غاية الشهرة بين المتأخرين وبالغوا في مدحه في الإجازات وقل رجوعنا إلي كتبه . وكذا رجال ابن الغضائري‌ و هو إن كان الحسين فهو من أجلة الثقات و إن كان أحمد كما هوالظاهر فلاأعتمد عليه كثيرا و علي أي حال فالاعتماد علي هذاالكتاب يوجب رد أكثر أخبار الكتب المشهورة. وكتابا الملحمة مشهوران لكن لاأعتمد عليهما كثيرا. و كتاب الأنوار قدأثني بعض أصحاب الشهيد الثاني‌ علي مؤلفه وعدة من مشايخه . ومضامين أخباره موافقة للأخبار المعتبرة المنقولة بالأسانيد الصحيحة و كان مشهورا بين علمائنا يتلونه في شهر ربيع الأول في المجالس والمجامع إلي يوم المولد الشريف وكذا الكتابان الآخران معتبران أوردنا بعض أخبارهما في الكتاب . و كتاب أحمد بن أبي طاهر مشتمل علي خطبة فاطمة صلوات الله عليها وخطب نساء أهل البيت ع في كربلاء ومؤلفه معتبر بين الفريقين . والسيد الأمجد ميرزا محمدقدس الله روحه من النجباء الأفاضل والأتقياء الأماثل وجاور بيت الله الحرام إلي أن مضي إلي رحمة الله وكتبه في غاية المتانة والسداد


صفحه : 42

و كتاب الديوان انتسابه إليه صلوات الله عليه مشهور وكثير من الأشعار المذكورة فيهامروية في سائر الكتب ويشكل الحكم بصحة جميعها ويستفاد من معالم ابن شهرآشوب أنه تأليف علي بن أحمدالأديب النيسابوري‌ من علمائنا والنجاشي‌ عد من كتب عبدالعزيز بن يحيي الجلودي‌ كتاب شعر علي ع . و كتاب الشهاب و إن كان من مؤلفات المخالفين لكن أكثر فقراتها مذكورة في الكتب والأخبار المروية من طرقنا ولذا اعتمد عليه علماؤنا وتصدوا لشرحه و قال الشيخ منتجب الدين السيد فخر الدين شميلة بن محمد بن أبي هاشم الحسيني‌ عالم صالح روي لنا كتاب الشهاب للقاضي‌ أبي عبد الله محمد بن سلامة بن جعفرالقضاعي‌ عنه . والشيخ أبوالفتوح في الفضل مشهور وكتبه معروفة مألوفة. و كتاب الأنوار البدرية مشتمل علي بعض الفوائد الجلية. وتاريخ بلدة قم كتاب معتبر لكن لم يتيسر لنا أصل الكتاب وإنما وصل إلينا ترجمته و قدأخرجنا بعض أخباره في كتاب السماء والعالم . وأجوبة سؤالات ابن سلام أوردناها في محالها. و كتاب طب النبي ص و إن كان أكثر أخباره من طرق المخالفين لكنه مشهور متداول بين علمائنا قال نصير الملة والدين الطوسي‌ في كتاب آداب المتعلمين و لابد من أن يتعلم شيئا من الطب ويتبرك بالآثار الواردة في الطب ألذي جمعه الشيخ الإمام أبوالعباس المستغفري‌ في كتابه المسمي بطب النبي ص . والمحقق الأردبيلي‌ في الورع والتقوي والزهد والفضل بلغ الغاية القصوي و لم أسمع بمثله في المتقدمين والمتأخرين جمع الله بينه و بين الأئمة الطاهرين وكتبه في غاية التدقيق والتحقيق . والخليل والصاحب كانا من الإمامية وهما علمان في اللغة والعروض والعربية والصاحب هو ألذي صدر الصدوق عيون أخبار الرضا ع باسمه وأهداه إليه . والشواهد كتاب جيد مشتمل علي بيان نزول الآيات في أهل البيت ع


صفحه : 43

وكثيرا مايذكر عنه الطبرسي‌ وغيره من الأعلام . والمقصد مشتمل علي أخبار غريبة وأحكام نادرة نذكر منها تأييدا وتأكيدا. والعمدة أشهر الكتب وأوثقها في النسب . والنرسي‌ من أصحاب الأصول روي عن الصادق والكاظم ع وذكر النجاشي‌ سنده إلي ابن أبي عمير عنه والشيخ في التهذيب وغيره يروي‌ من كتابه وروي الكليني‌ أيضا من كتابه في مواضع منها في باب التقبيل عن علي بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عنه ومنها في كتاب الصوم بسند آخر عن ابن أبي عمير عنه . وكذا كتاب زيد الزراد أخذ عنه أولو العلم والرشاد وذكر النجاشي‌ أيضا سنده إلي ابن أبي عمير عنه و قال الشيخ في الفهرست والرجال لهما أصلان لم يروهما ابن بابويه و ابن الوليد و كان ابن الوليد يقول هما موضوعان و قال ابن الغضائري‌ غلط أبو جعفر في هذاالقول فإني‌ رأيت كتبهما مسموعة من محمد بن أبي عمير انتهي وأقول و إن لم يوثقهما أرباب الرجال لكن أخذ أكابر المحدثين من كتابهما واعتمادهم عليهما حتي الصدوق في معاني‌ الأخبار وغيره ورواية ابن أبي عمير عنهما وعد الشيخ كتابهما من الأصول لعلها تكفي‌ لجواز الاعتماد عليهما مع أناأخذناهما من نسخة قديمة مصححه بخط الشيخ منصور بن الحسن الآبي‌ و هونقله من خط الشيخ الجليل محمد بن الحسن القمي‌ و كان تاريخ كتابتها سنة أربع وسبعين وثلاثمائة وذكر أنه أخذهما وسائر الأصول المذكورة بعد ذلك من خط الشيخ الأجل هارون بن موسي التلعكبري‌ رحمه الله وذكر في أول كتاب النرسي‌ سنده هكذا حدثناالشيخ أبو محمدهارون بن موسي التلعكبري‌ أيده الله قال حدثنا أبوالعباس أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني‌ قال حدثنا جعفر بن عبد الله العلوي‌ أبو عبد الله المحمدي‌ قال حدثنا محمد بن أبي عمير عن زيد النرسي‌ وذكر في أول كتاب الزراد سنده هكذا حدثنا أبو محمدهارون بن موسي التلعكبري‌ عن أبي علي محمد بن همام عن حميد بن زياد بن حماد عن أبي العباس عبيد الله بن أحمد بن


صفحه : 44

نهيك عن محمد بن أبي عمير عن زيد الزراد وهذان السندان غير ماذكره النجاشي‌. و كتاب العصفري‌ أيضا أخذناه من النسخة المتقدمة وذكر السند في أوله هكذا أخبرنا التلعكبري‌ عن محمد بن همام عن محمد بن أحمد بن خاقان النهدي‌ عن أبي سمينة عن أبي سعيد العصفري‌ عباد وذكر الشيخ والنجاشي‌ رحمهما الله كتابه وذكرا سندهما إليه لكنهما لم يوثقاه ولعل أخباره تصلح للتأييد. و كتاب عاصم مؤلفه في الثقة والجلالة معروف . وذكر الشيخ والنجاشي‌ أسانيد إلي كتابه و في النسخة المتقدمة سنده هكذا حدثني‌ أبو الحسن محمد بن الحسن بن الحسين بن أيوب القمي‌ أيده الله قال حدثني‌ أبو محمدهارون بن موسي التلعكبري‌ عن أبي علي محمد بن همام بن سهيل الكاتب عن حميد بن زياد بن هوارا في سنة تسع وثلاث مائة عن عبد الله بن أحمد بن نهيك عن مساور وسلمة عن عاصم بن حميد الحناط قال قال التلعكبري‌ وحدثني‌ أيضا بهذا الكتاب أبوالقاسم جعفر بن محمد بن ابراهيم العلوي‌ الموسوي‌ بمصر عن ابن نهيك . و كتاب ابن الحضرمي‌ ذكر الشيخ في الفهرست طريقه إليه و في النسخة المتقدمة ذكر سنده هكذا أخبرنا الشيخ أبو محمدهارون بن موسي التلعكبري‌ أيده الله عن محمد بن همام عن حميد بن زياد الدهقان عن أبي جعفر أحمد بن زيد بن جعفرالأسدي‌ البزاز عن محمد بن المثني بن القاسم الحضرمي‌ عن جعفر بن محمد بن شريح الحضرمي‌ والشيخ أيضا روي عن جماعة عن التلعكبري‌ إلي آخر السند المتقدم إلا أن فيه عن محمد بن أمية بن القاسم والظاهر أن ماهنا أصوب وأكثر أخباره تنتهي‌ إلي جابر الجعفي‌. و كتاب محمد بن المثني بن القاسم الحضرمي‌ وثق النجاشي‌ مؤلفه وذكر طريقه إليه و في النسخة القديمة المتقدمة أورد سنده هكذا حدثناالشيخ هارون بن موسي التلعكبري‌ عن محمد بن همام عن حميد بن زياد عن أحمد بن زيد بن جعفرالأزدي‌ البزاز عن محمد بن المثني .


صفحه : 45

و كتاب عبدالملك بن حكيم وثق النجاشي‌ المؤلف وذكر هو والشيخ طريقهما إليه و في النسخة القديمة طريقه هكذا أخبرنا التلعكبري‌ عن ابن عقدة عن علي بن الحسن بن فضال عن جعفر بن محمد بن حكيم عن عمه عبدالملك . و كتاب المثني ذكر الشيخ والنجاشي‌ طريقهما إليه وروي الكشي‌ عن علي بن الحسن مدحه و في النسخة المتقدمة سنده هكذا التلعكبري‌ عن ابن عقدة عن علي بن الحسن بن فضال عن العباس بن عامر عن مثني بن الوليد الحناط. و كتاب خلاد ذكر النجاشي‌ والشيخ سندهما إليه و في النسخة القديمة هكذا التلعكبري‌ عن ابن عقدة عن يحيي بن زكريا بن شيبان عن محمد بن أبي عمير عن خلاد السندي‌ و في بعض نسخ السدي‌ بغير نون البزاز الكوفي‌. و كتاب الحسين بن عثمان النجاشي‌ ذكر إليه سندا ووثقه الكشي‌ وغيره والسند فيما عندنا من النسخة القديمة عن التلعكبري‌ عن ابن عقدة عن جعفر بن عبد الله المحمدي‌ عن ابن أبي عمير عن الحسين بن عثمان بن شريك . و كتاب الكاهلي‌ مؤلفه ممدوح والشيخ والنجاشي‌ أسندا عنه والسند في القديمة عن التلعكبري‌ عن ابن عقدة عن محمد بن أحمد بن الحسن بن الحكم القطواني‌ عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن عبد الله بن يحيي . و كتاب سلام بن عمرة الخراساني‌ وثقه النجاشي‌ وأسند إلي الكتاب وفيما عندنا التلعكبري‌ عن ابن عقدة عن القاسم بن محمد بن الحسن بن حازم عن عبد الله بن جميلة عن سلام . و كتاب النوادر مؤلفه ثقة فطحي‌ والنجاشي‌ والشيخ أسندا عنه والسند فيما عندنا عن التلعكبري‌ عن ابن عقدة عن علي بن الحسن بن فضال عن ابن أسباط. و كتاب النبذة مؤلفه لانعلم حاله . والدوريستي‌ من تلامذة المفيد والمرتضي ووثقه ابن داود والعلامة والشيخ منتجب الدين وغيرهم .


صفحه : 46

و كتاب الكر والفر مشهور ومشتمل علي أجوبة شريفة. و كتاب الأربعين من الكتب المعروفة والشيخ ابراهيم القطيفي‌ رحمه الله كان في غاية الفضل و كان معاصرا للشيخ نور الدين المروج وكانت بينهما مناظرات ومباحثات كثيرة. ثم اعلم أناسنذكر بعض أخبار الكتب المتقدمة التي‌ لم نأخذ منها كثيرا لبعض الجهات مع ماسيتجدد من الكتب في كتاب مفرد سميناه بمستدرك البحار إن شاء الله الكريم الغفار إذ الإلحاق في هذاالكتاب يصير سببا لتغيير كثير من النسخ المتفرقة في البلاد و الله الموفق للخير والرشد والسداد

الفصل الثالث

في بيان الرموز التي‌ وضعناها للكتب المذكورة ونوردها في صدر كل خبر ليعلم أنه مأخوذ من أي أصل وهل هو في أصل واحد أومتكرر في الأصول و لو كان في السند اختلاف نذكر الخبر من أحد الكتابين ونشير إلي الكتاب الآخر بعده ونسوقه إلي محل الوفاق و لو كان في المتن اختلاف مغير للمعني نبينه و مع اتحاد المضمون واختلاف الألفاظ ومناسبة الخبر لبابين نورد بأحد اللفظين في أحد البابين وباللفظ الآخر في الباب الآخر. ولنذكر الرموز ن لعيون أخبار الرضا عليه السلام ع لعلل الشرائع ك لإكمال الدين يد للتوحيد ل للخصال لي لأمالي‌ الصدوق ثو لثواب الأعمال مع لمعاني‌ الأخبار هد للهداية عد للعقائد و أماسائر كتب الصدوق وكتابا والده فلم نحتج فيها إلي الرمز لقلة أخبارها ب لقرب الإسناد ير لبصائر الدرجات مالأمالي‌ الشيخ غط لغيبة الشيخ مصبا للمصباحين شا للإرشاد جا لمجالس المفيد ختص لكتاب الإختصاص وسائر كتب المفيد و


صفحه : 47

الشيخ لم نعين لها رمزا وكذا أمالي‌ ولد الشيخ شركناه مع أمالي‌ والده في الرمز لأن جميع أخباره إنما يرويها عن والده رضي‌ الله عنهما.مل لكامل الزيارة سن للمحاسن فس لتفسير علي بن ابراهيم شي‌ لتفسير العياشي‌ م لتفسير الإمام ع ضه لروضة الواعظين عم لإعلام الوري مكا لمكارم الأخلاق ج للإحتجاج قب لمناقب ابن شهرآشوب كشف لكشف الغمة ف لتحف العقول مد للعمدة نص للكفاية نبه لتنبيه الخاطر نهج لنهج البلاغة طب لطب الأئمة صح لصحيفة الرضا عليه السلام ضا لفقه الرضا عليه السلام يج للخرائج ص لقصص الأنبياء ضوء لضوء الشهاب طا لأمان الأخطار شف لكشف اليقين .يف للطرائف قيه للدروع فتح لفتح الأبواب نجم لكتاب النجوم جم لجمال الأسبوع قل لإقبال الأعمال تم لفلاح السائل لكونه من تتمات المصباح مهج لمهج الدعوات صبا لمصباح الزائر حة لفرحة الغري‌ كنز لكنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة معا لكون أحدهما مأخوذا من الآخر كماعرفت غو لغوالي‌ اللآلي‌ والنثر لايحتاج إلي الرمز جع لجامع الأخبار ني‌ لغيبة النعماني‌ فض لكتاب الروضة لكونه في الفضائل مص لمصباح الشريعة قبس لقبس المصباح ط للصراط المستقيم خص لمنتخب البصائر سر للسرائر ق للكتاب العتيق الغروي‌ كش لرجال الكشي‌ جش لفهرست النجاشي‌ بشا لبشارة المصطفي ين لكتابي‌ الحسين بن سعيد أولكتابه والنوادر عين للعيون والمحاسن غر للغرر والدرر كف لمصباح الكفعمي‌ لد للبلد الأمين قضا لقضاء الحقوق محص للتمحيص عدة للعدة جنة للجنة منها للمنهاج د للعدد يل للفضائل فر لتفسير فرات بن ابراهيم عا لدعائم الإسلام . وسائر الكتب لارمز لها وإنما نذكر أسمائها بتمامها ومنها ماأوردناه بتمامه في المحال المناسبة له كطب الرضا ع وتوحيد المفضل والإهليلجة و


صفحه : 48

كتاب المسائل لعلي‌ بن جعفر وفهرست الشيخ منتجب الدين وإنما لم نرمز لها إما لذكرها بتمامها في محالها كماعرفت أولقلة رجوعنا إليها لكون أكثر أخبارها عامية أولكون حجم الكتاب قليلا وأخباره يسيرة أولعدم الاعتماد التام عليه أولغير ذلك من الجهات والأغراض . ثم اعلم أناإنما تركنا إيراد أخبار بعض الكتب المتواترة في كتابنا هذاكالكتب الأربعة لكونها متواترة مضبوطة لعله لايجوز السعي‌ في نسخها وتركها و إن احتجنا في بعض المواضع إلي إيراد خبر منها فهذه رموزها كا للكافي‌ يب للتهذيب صا للإستبصار يه لمن لايحضره الفقيه و عندوصولنا إلي الفروع نترك الرموز ونورد الأسماء مصرحة إن شاء الله تعالي لفوائد تختص بها لاتخفي علي أولي‌ النهي وكذا نترك هناك الاختصارات التي‌ اصطلحناها في الأسانيد في الفصل الآتي‌ لكثرة الاحتياج إلي السند فيها

الفصل الرابع

في بيان مااصطلحنا عليه للاختصار في الأسناد مع التحرز عن الإرسال المفضي‌ إلي قلة الاعتماد فإن أكثر المؤلفين دأبهم التطويل في ذكر رجال الخبر لتزيين الكتاب وتكثير الأبواب وبعضهم يسقطون الأسانيد فتنحط الأخبار بذلك عن درجة المسانيد فيفوت التميز بين الأخبار في القوة والضعف والكمال والنقص إذ بالمخبر يعرف شأن الخبر وبالوثوق علي الرواة يستدل علي علو الرواية والأثر فاخترنا ذكر السند بأجمعه مع رعاية غاية الاختصار بالاكتفاء عن المشاهير بذكر والدهم أولقبهم أومحض اسمهم خاليا عن النسبة إلي الجد والأب وذكر الوصف والكنية واللقب وبالإشارة إلي جميع السند إن كان مما يتكرر كثيرا في الأبواب برمز وعلامة واصطلاح ممهد في صدر الكتاب لئلا يترك في كتابنا شيء من فوائد الأصول فيسقط بذلك عن درجة كمال القبول .


صفحه : 49

فأما مااختصرناه من أسناد قرب الإسناد فكل ما كان فيه أبوالبختري‌ فقد رواه عن السندي‌ بن محمدالبزاز عن أبي البختري‌ وهب بن وهب القرشي‌. و كل ما كان فيه عنهما عن حنان فهما عبدالصمد بن محمد و محمد بن عبدالحميد معا عن حنان بن سدير. و كل ما كان فيه علي عن أخيه فهو عن عبد الله بن الحسن العلوي‌ عن جده علي بن جعفر عن أخيه موسي ع . و كل ما كان فيه ابن رئاب فهو بهذا الإسناد أحمد و عبد الله ابنا محمد بن عيسي عن الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب . و كل ما كان فيه عن حماد بن عيسي فهو بهذا الإسناد محمد بن عيسي و الحسن بن ظريف و علي بن إسماعيل كلهم عن حماد بن عيسي البصري‌ الجهني‌. و كل ما كان فيه ابن سعد عن الأزدي‌ فهو أحمد بن إسحاق بن سعد عن بكر بن محمدالأزدي‌. و كل ما كان فيه ابن ظريف عن ابن علوان فهما الحسن بن ظريف و الحسين بن علوان . و أما مااختصرناه من أسانيد كتب الصدوق فكلما كان في خبر الأعمش فهو بهذا السند المذكور في كتاب الخصال قال حدثنا أحمد بن محمد بن الهيثم العجلي‌ و أحمد بن الحسن القطان و محمد بن أحمدالسناني‌ و الحسين بن ابراهيم بن أحمد بن هشام المكتب و عبد الله بن محمدالصائغ و علي بن عبد الله الوراق رضي‌ الله عنهم قالوا حدثنا أحمد بن يحيي بن زكريا القطان عن بكر بن عبد الله بن حبيب عن تميم بن بهلول عن أبي معاوية عن الأعمش عن جعفر بن محمدصلوات الله عليه . و كل ما كان في خبر ابن سلام فهو بهذا السند ألذي أورده الصدوق في كتبه قال حدثنا الحسن بن يحيي بن ضريس قال حدثنا أبي قال حدثنا أبو جعفرعمارة السكري‌ السرياني‌ قال حدثنا ابراهيم بن عاصم بقزوين قال حدثنا عبد الله بن


صفحه : 50

هارون الكرخي‌ قال حدثنا أبو جعفر أحمد بن عبد الله بن يزيد بن سلام بن عبيد الله مولي رسول الله ص قال حدثني‌ أبي عبد الله بن يزيد قال حدثني‌ يزيد بن سلام عن النبي ص . و كل ما كان فيه في علل الفضل بن شاذان فهو مارواه الصدوق عن عبدالواحد بن عبدوس النيسابوري‌ عن علي بن محمد بن قتيبة عن الفضل بن شاذان عن الرضا ع . و كل ما كان فيه في خبر مناهي‌ النبي ص فهو ماذكره الصدوق بهذا الإسناد حدثناحمزة بن محمد بن أحمد بن جعفر بن محمد بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع قال حدثني‌ أبو عبد الله عبدالعزيز بن محمد بن عيسي الأبهري‌ قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن زكريا الجوهري‌ الغلابي‌ البصري‌ قال حدثناشعيب بن واقد عن الحسين بن زيد عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين ع عن النبي ص . و كل ما كان فيه بالإسناد إلي وهب فهو كماذكره الصدوق رحمه الله أخبرنا أبو عبد الله محمد بن شاذان بن أحمدالبروازي‌ عن أبي علي محمد بن محمد بن الحرث بن سفيان الحافظ السمرقندي‌ عن صالح بن سعيد الترمذي‌ عن عبدالمنعم بن إدريس عن أبيه عن وهب بن منبه اليماني‌. و كل ما كان فيه بإسناد العلوي‌ فهو مارواه الصدوق رحمه الله عن أحمد بن محمد بن عيسي العلوي‌ الحسيني‌ عن محمد بن ابراهيم بن أسباط عن أحمد بن محمد بن زياد القطان عن أبي الطيب أحمد بن محمد بن عبد الله عن عيسي بن جعفرالعلوي‌ العمري‌ عن آبائه عن عمر بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب صلوات الله عليه . و كل ما كان فيه بإسناد التميمي‌ فهو ماذكره الصدوق رحمه الله قال حدثنا محمد بن عمر بن أسلم بن البر الجعابي‌ قال حدثني‌ أبو محمد الحسن بن عبد الله بن محمد بن العباس الرازي‌ التميمي‌ عن أبيه قال حدثني‌ سيدي‌ علي بن موسي الرضا قال حدثني‌ أبي موسي بن جعفر قال حدثني‌ أبي جعفر بن محمد قال حدثني‌ أبي محمد بن علي قال حدثني‌ أبي علي بن الحسين قال حدثني‌ أبي الحسين بن علي قال حدثني‌


صفحه : 51

أخي‌ الحسن قال حدثني‌ أبي علي بن أبي طالب ع قال قال رسول الله ص . و كل ما كان فيه بالأسانيد الثلاثة عن الرضا ع فهو ماأورده الصدوق في كتاب عيون أخبار الرضا ع هكذا حدثنا أبو الحسن محمد بن علي بن الشاه المرورودي‌ بمرورود في داره قال حدثنا أبوبكر بن عبد الله النيسابوري‌ قال حدثنا أبوالقاسم عبد الله بن أحمد بن عامر بن سلموية الطائي‌ بالبصرة قال حدثنا أبي في سنة ستين ومائتين قال حدثني‌ علي بن موسي الرضا ع سنة أربع وتسعين ومائة و حدثنا أبومنصور أحمد بن ابراهيم بن بكر الخوزي‌ بنيسابور قال حدثني‌ أبوإسحاق بن ابراهيم بن مروان بن محمدالخوزي‌ قال حدثنا جعفر بن محمد بن زياد الفقيه الخوزي‌ قال حدثنا أحمد بن عبد الله الهروي‌ الشيباني‌ عن الرضا ع و حدثنا أبو عبد الله الحسين بن محمدالأشناني‌ الرازي‌ العدل ببلخ قال حدثنا علي بن محمد بن مهرويه القزويني‌ عن داود بن سليمان الفراء عن علي بن موسي الرضا ع قال حدثني‌ أبي موسي بن جعفر قال حدثني‌ أبي جعفر بن محمد قال حدثني‌ أبي محمد بن علي قال حدثني‌ أبي علي بن الحسين قال حدثني‌ أبي الحسين بن علي قال حدثني‌ أبي علي بن أبي طالب ع عن النبي ص . و كل ما كان فيه فيما كتب الرضا ع للمأمون فهو مارواه الصدوق قال حدثنا عبدالواحد بن محمد بن عبدوس النيسابوري‌ بنيسابور في شعبان سنة اثنتين وخمسين وثلاث مائة قال حدثنا علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري‌ عن الفضل بن شاذان عن الرضا ع . و كل ما كان فيه في خبر الشامي‌ فهو مارواه الصدوق قال حدثنا محمد بن ابراهيم بن إسحاق قال حدثنا أحمد بن محمدالهمداني‌ قال حدثنا الحسن بن القاسم قراءة قال حدثنا علي بن ابراهيم بن المعلي قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن خالد قال حدثنا عبد الله بن بكر المراري‌ عن موسي بن جعفر عن أبيه عن جده عن علي بن الحسين عن أبيه ع ورواه الشيخ عن الحسين بن عبيد الله الغضائري‌ عن الصدوق بهذا الإسناد. و كل ما كان فيه في أسئلة الشامي‌ عن أمير المؤمنين ع فهو بهذا الإسناد قال


صفحه : 52

الصدوق حدثنا أبو الحسن محمد بن عمرو بن علي بن عبد الله البصري‌ بإيلاق قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أحمد بن جبلة الواعظ قال حدثنا أبوالقاسم عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي‌ قال حدثنا أبي قال حدثنا علي بن موسي الرضا عن آبائه عن الحسين بن علي عن أمير المؤمنين صلوات الله عليهم أجمعين . و كل ما كان فيه الأربعمائة فهو مارواه الصدوق في الخصال عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن محمد بن عيسي اليقطيني‌ عن القاسم بن يحيي عن جده الحسن بن راشد عن أبي بصير و محمد بن مسلم عن أبي عبد الله ع قال حدثني‌ أبي عن جده عن آبائه ع أن أمير المؤمنين صلوات الله عليه علم أصحابه في مجلس واحد أربعمائة باب مما يصلح للمؤمن في دينه ودنياه وسيأتي‌ بتمامه في المجلد الرابع . و كل ما كان فيه بالإسناد إلي دارم فهو مارواه الصدوق عن محمد بن أحمد بن الحسين بن يوسف البغدادي‌ الوراق عن علي بن محمد بن جعفر بن أحمد بن عنبسة مولي الرشيد عن دارم بن قبيصة بن نهشل بن مجمع الصنعاني‌. و كل ما كان فيه المفسر بإسناده إلي أبي محمد ع فهو مارواه الصدوق عن محمد بن القاسم الجرجاني‌ المفسر عن أبي يعقوب يوسف بن محمد بن زياد و أبي الحسن علي بن محمد بن سيار وكانا من الشيعة الإمامية عن أبويهما عن الحسن بن علي بن محمد ع . و كل ما كان فيه ابن المغيرة بإسناده فالسند هكذا جعفر بن علي بن الحسن الكوفي‌ قال حدثني‌ جدي‌ الحسن بن علي بن عبد الله عن جده عبد الله بن المغيرة و قدنعبر عن هذاالسند هكذا ابن المغيرة عن جده عن جده . و كل ما كان فيه ابن البرقي‌ عن أبيه عن جده فهو علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي‌ عن أبيه عن جده أحمد. و كل ما كان فيه فيما أوصي به النبي ص إلي علي ع فهو مارواه الصدوق عن محمد بن علي بن الشاه عن أحمد بن محمد بن الحسين عن أحمد بن خالد الخالدي‌ عن محمد بن أحمد بن صالح التميمي‌ عن أنس بن محمد بن أبي مالك عن أبيه عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب ع ورواه في كتاب مكارم الأخلاق


صفحه : 53

و كتاب تحف العقول مرسلا عن الصادق ع . و أما مااختصرناه من أسانيد كتب شيخ الطائفة فكلما كان فيه بإسناد أبي قتادة فهو مارواه أبو علي ابن شيخ الطائفة عن أبيه عن الحسين بن عبيد الله الغضائري‌ عن أبي محمدهارون بن موسي التلعكبري‌ عن محمد بن همام عن علي بن الحسين الهمداني‌ عن محمد بن خالد البرقي‌ عن أبي قتادة القمي‌. و كل ما كان فيه بإسناد أخي‌ دعبل فهو مارواه الشيخ عن هلال بن محمد بن جعفرالحفار قال أخبرنا أبوالقاسم إسماعيل بن علي بن الدعبلي‌ قال حدثني‌ أبي أبو الحسن علي بن علي بن دعبل بن رزين بن عثمان بن عبدالرحمن بن عبد الله بن بديل بن ورقاء أخو دعبل بن علي الخزاعي‌ ببغداد سنة اثنين وسبعين ومائتين قال حدثناسيدي‌ أبو الحسن علي بن موسي الرضا ع بطوس سنة ثمان وتسعين ومائة و فيهارحلنا إليه علي طريق البصرة وصادفنا عبدالرحمن بن مهدي‌ عليلا فأقمنا عليه أياما ومات عبدالرحمن بن مهدي‌ وحضرنا جنازته وصلي عليه إسماعيل بن جعفرفرحلنا إلي سيدي‌ أنا وأخي‌ دعبل فأقمنا عنده إلي آخر سنة مائتين وخرجنا إلي قم بعد أن خلع سيدي‌ أبو الحسن الرضا ع علي أخي‌ دعبل قميصا خزا أخضر وخاتم فضة عقيقا ودفع إليه دراهم رضوية و قال له يادعبل صر إلي قم فإنك تفيد بها و قال له احتفظ بهذا القميص فقد صليت فيه ألف ركعة وختمت فيه القرآن ألف ختمة فحدثنا إملاء في رجب سنة ثمان وتسعين ومائة قال حدثني‌ أبي موسي بن جعفر عن آبائه صلوات الله عليهم أجمعين . و كل ما كان فيه بإسناد المجاشعي‌ فهو مارواه الشيخ قال أخبرنا جماعة عن أبي المفضل الشيباني‌ قال حدثناالفضل بن محمد بن المسيب أبو محمدالشعراني‌ البيهقي‌ بجرجان قال حدثناهارون بن عمرو بن عبدالعزيز بن محمد أبو موسي المجاشعي‌ قال حدثنا محمد بن جعفر بن محمد قال حدثنا أبي أبو عبد الله ع قال المجاشعي‌ و حدثناالرضا علي بن موسي عن أبيه موسي عن أبيه أبي عبد الله جعفر بن محمد عن آبائه عن علي ع .


صفحه : 54

و كل مانذكر عندذكر أخبار مستطرفات السرائر في كتاب المسائل فهو إشارة إلي ماذكره ابن إدريس رحمه الله حيث قال و من ذلك مااستطرفناه من كتاب مسائل الرجال ومكاتباتهم مولانا أبا الحسن علي بن محمد ع والأجوبة عن ذلك رواية أبي عبد الله أحمد بن محمد بن عبد الله بن الحسن بن عياش الجوهري‌ ورواية عبد الله بن جعفرالحميري‌ رضي‌ الله عنهما. و كل ما كان فيه نوادر الراوندي‌ بإسناده فهذا سنده نقلته كماوجدته أخبرنا السيد الإمام ضياء الدين سيد الأئمة شمس الإسلام تاج الطالبية ذو الفخرين جمال آل رسول الله ص أبوالرضا فضل الله بن علي بن عبيد الله الحسني‌ الراوندي‌ حرس الله جماله وأدام فضله قال أخبرنا الإمام الشهيد أبوالمحاسن عبدالواحد بن إسماعيل بن أحمدالروياني‌ إجازة وسماعا قال أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن الحسن التميمي‌ البكري‌ إجازة أوسماعا قال حدثنا أبو محمدسهل بن أحمدالديباجي‌ قال حدثنا أبو علي محمد بن محمد بن الأشعث الكوفي‌ قال حدثني‌ موسي بن إسماعيل بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع قال حدثني‌ أبي إسماعيل بن موسي عن أبيه موسي عن جده جعفر بن محمدالصادق عن أبيه عن جده علي بن الحسين عن أبيه علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم قال قال رسول الله ص أقول ويظهر من كتب الرجال طرق آخر إلي هذاالكتاب نوردها في آخر مجلدات كتابنا هذا إن شاء الله تعالي . و كل ما كان في كتاب قصص الأنبياء بالإسناد إلي الصدوق فهو ماذكر في مواضع قال أخبرني‌ الشيخ علي بن عبدالصمد النيسابوري‌ عن أبيه عن السيد أبي البركات علي بن الحسين الخوزي‌ عن الصدوق رحمه الله و في موضع آخر قال أخبرنا السيد أبوالحرب المجتبي بن الداعي‌ الحسيني‌ عن الدوريستي‌ عن أبيه عنه و قال في موضع آخر أخبرنا السيد أبوالصمصام ذو الفقار بن أحمد بن معبد الحسيني‌ عن الشيخ أبي جعفرالطوسي‌ عن المفيد عن الصدوق و في موضع آخر أخبرنا السيد أبوالبركات محمد بن إسماعيل عن علي بن عبدالصمد عن السيد أبي البركات الخوزي‌ و في موضع


صفحه : 55

آخر أخبرنا السيد أبوالقاسم بن كمح عن الدوريستي‌ عن المفيد عن الصدوق و في موضع آخر أخبرنا الأستاد أبو جعفر محمد بن المرزبان عن الدوريستي‌ عن أبيه عنه و في موضع آخر أخبرنا الأديب أبو عبد الله الحسين المؤدب القمي‌ عن الدوريستي‌ عن أبيه عنه و في مقام آخر أخبرنا أبوسعد الحسن بن علي والشيخ أبوالقاسم الحسن بن محمدالحديقي‌ عن جعفر بن محمد بن العباس عن أبيه عن الصدوق و في مقام آخر أبو علي الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي‌ عن جعفرالدوريستي‌ عن المفيد عن الصدوق و في موضع آخر أخبرنا الشيخ أبو الحسين أحمد بن محمد بن علي بن محمد عن جعفر بن أحمد عن الصدوق و في محل آخر أخبرنا هبة الله بن دعويدار عن أبي عبد الله الدوريستي‌ عن جعفر بن أحمدالمريسي‌ عنه و في محل آخر أخبرنا السيد علي بن أبي طالب السليقي‌ عن جعفر بن محمد بن العباس عن أبيه عنه و في آخر أخبرنا أبوالسعادات هبة الله بن علي الشجري‌ عن جعفر بن محمد بن العباس عن أبيه و في آخر أخبرنا الشيخ أبوالمحاسن مسعود بن علي بن محمد عن علي بن عبدالصمد عن علي بن الحسين عنه و في خبر آخر أخبرنا جماعة منهم الأخوان محمد و علي ابنا علي بن عبدالصمد عن أبيهما عن السيد أبي البركات علي بن الحسين الحسيني‌ عنه . و كل ما كان من كتاب صفين فقد وجدت في أول الكتاب ووسطه في مواضع سنده هكذا أخبرنا الشيخ الحافظ شيخ الإسلام أبوالبركات عبدالوهاب بن المبارك بن أحمد بن الحسن الأنماطي‌ قال أخبرنا الشيخ أبو الحسين المبارك بن عبدالجبار بن أحمدالصيرفي‌ بقراءتي‌ عليه في شهر ربيع الآخر من سنة أربع وثمانين وأربعمائة قال أخبرنا أبويعلي أحمد بن عبدالواحد بن محمد بن جعفر بن الوكيل قراءة عليه و أناأسمع في رجب من سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة قال أخبرنا أبو الحسن محمد بن ثابت بن عبد الله بن محمد بن ثابت الصيرفي‌ قراءة عليه و أناأسمع قال أخبرنا علي بن محمد بن عقبة بن الوليد بن همام بن عبد الله قراءة عليه في سنة أربعين وثلاث مائة قال


صفحه : 56

أخبرنا أبو الحسن محمد بن سليمان بن الربيع بن هشام الهندي‌ الخزاز قال أخبرنا أبوالفضل نصر بن مزاحم التميمي‌ ولعل هذا من سند العامة لأنهم أيضا أسندوا إليه وروي عنه ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة أحاديث كثيرة و قال هو في نفسه ثبت صحيح النقل غيرمنسوب إلي هوي و لاإدغال و هو من رجال أصحاب الحديث انتهي وأخرجنا في كتاب الفتن أكثر أخباره من الشرح المذكور لتكون حجة علي المخالفين . و أماأسانيد أصحابنا إليه فهي‌ مذكورة في كتب الرجال ووجدت في ظهر كتاب المقتضب ما هذه صورته أخبرني‌ به الشيخ الإمام العالم نجم الدين أبو محمد عبد الله بن جعفر بن محمد بن موسي عن جده محمد بن موسي بن جعفر عن جده جعفر بن محمد بن أحمد بن العياش الدوريستي‌ عن الحسن بن محمد بن إسماعيل بن أشناس البزاز عن مصنفه أبي عبد الله أحمد بن محمد بن عياش . و كان في مفتتح كتاب ابن الخشاب أخبرنا السيد العالم الفقيه صفي‌ الدين أبو جعفر محمد بن معد الموسوي‌ في العشر الأخير من صفر سنة ست عشرة وستمائة قال أخبرنا الأجل العالم زين الدين أبوالعز أحمد بن أبي المظفر محمد بن عبد الله بن محمد بن جعفرقراءة عليه فأقر به و ذلك في آخر نهار يوم الخميس ثامن صفر من السنة المذكورة بمدينة السلام بدرب الدواب قال أخبرنا الشيخ الإمام العالم الأوحد حجة الإسلام أبو محمد عبد الله بن أحمد بن أحمد بن أحمد بن الخشاب قال قرأت علي الشيخ أبي منصور محمد بن عبدالملك بن الحسن المقري‌ يوم السبت الخامس والعشرين من محرم سنة إحدي وثلاثين وخمسمائة من أصله بخط عمه أبي الفضل أحمد بن الحسن وسماعه منه فيه بخط عمه في يوم الجمعة سادس عشر شعبان من سنة أربع وثمانين وأربعمائة أخبركم أبوالفضل أحمد بن الحسن فأقر به قال أخبرنا أبو علي الحسن بن الحسين بن العباس بن الفضل قراءة عليه و أناأسمع في رجب سنة ثمان وعشرين وأربعمائة قال أخبرنا أحمد بن نصر بن عبد الله بن الفتح زارع النهروان بهاقراءة عليه و أناأسمع في سنة خمس وستين وثلاثمائة قال حدثناحرب بن أحمدالمؤدب قال حدثنا


صفحه : 57

الحسن بن محمدالعمي‌ البصري‌ عن أبيه قال حدثنا محمد بن الحسين عن محمد بن سنان عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع ثم يعيد السند عن حرب بن محمد

ولنذكر المفردات المشتركة

أبان هو ابن عثمان أحمدالهمداني‌ هو أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة الهمداني‌ الكوفي‌ الحافظ و قدنعبر عنه بابن عقدة وتارة بأحمد الكوفي‌ أحمد بن الوليد هو ابن محمد بن الحسن بن الوليد إسحاق هو ابن عمار أيوب هو ابن نوح و قدنعبر عنه بابن نوح تميم القرشي‌ هوتميم بن عبد الله بن تميم القرشي‌ أستاد الصدوق ثعلبة هو ابن ميمون جعفرالكوفي‌ هو ابن محمدجميل هو ابن الدراج الحسين عن أخيه عن أبيه هم الحسين بن سيف بن عميرة عن أخيه علي عن أبيه سيف حفص هو ابن غياث القاضي‌ حمدان هو ابن سليمان النيسابوري‌ يروي‌ عنه ابن قتيبة حمزة العلوي‌ هوحمزة بن محمد بن أحمدالعلوي‌ حمويه هو أبو عبد الله حمويه بن علي بن حمويه النضري‌ قال الشيخ رحمه الله أخبرنا قراءة عليه ببغداد في دار الغضائري‌ يوم السبت النصف من ذي‌ القعدة سنة ثلاث عشرة وأربعمائة حنان هو ابن سدير درست هو ابن أبي منصور الواسطي‌ الريان هو ابن الصلت سعد هو ابن عبد الله سماعة هو ابن مهران سهل هو ابن زياد صفوان هو ابن يحيي عبدالأعلي هومولي آل سام العلاء عن محمدهما ابن رزين و ابن مسلم علان هو علي بن محمدالمعروف بعلان علي عن أبيه علي بن ابراهيم بن هاشم فرات هوفرات بن ابراهيم بن فرات الكوفي‌ وغالبا يكون بعد ابن سعيد الهاشمي‌ الفضل هو ابن شاذان القاسم عن جده هوالقاسم بن يحيي عن جده الحسن بن راشد محمدالحميري‌ هو ابن عبد الله بن جعفر محمد بن عامر هو محمد بن الحسين بن محمد بن عامر محمدالعطار هو ابن يحيي المظفر العلوي‌ هو أبوطالب المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي‌ السمرقندي‌ معمر هو ابن يحيي هارون هو ابن مسلم يونس هو ابن عبدالرحمن الآدمي‌ هوسهل بن زياد الأزدي‌ هو محمد بن زياد و قديطلق علي بكر بن محمدالأسدي‌ هو أبو الحسين محمد بن جعفرالأسدي‌ و قدنعبر عنه بمحمد الأسدي‌ والأسدي‌ في أول


صفحه : 58

سند الصدوق هو محمد بن أحمد بن علي بن أسد الأسدي‌ الأشعري‌ هو محمد بن أحمد بن يحيي بن عمران الأشعري‌ الأشناني‌ هو أبو عبد الله الحسين بن محمدالأشناني‌ الرازي‌ العدل قال الصدوق أخبرنا ببلخ الأصفهاني‌ هوالقاسم بن محمدالأصم هو عبد الله بن عبدالرحمن الأنصاري‌ هو أحمد بن علي الأنصاري‌ الأهوازي‌ هو الحسين بن سعيد البجلي‌ هو موسي بن القاسم البرقي‌ هو أحمد بن محمد بن خالد البرمكي‌ هو محمد بن إسماعيل البيهقي‌ هو أبو علي الحسين بن أحمدالبزنطي‌ هو أحمد بن محمد بن أبي نصر البطائني‌ هو علي بن أبي حمزة التفليسي‌ هوشريف بن سابق التمار هو أبوالطيب الحسين بن علي أستاد المفيد الثقفي‌ هو ابراهيم بن محمدالثمالي‌ هو أبوحمزة ثابت بن دينار الجاموراني‌ هو أبو عبد الله محمد بن أحمدالرازي‌ الجعابي‌ هو أبوبكر محمد بن عمر الجعفري‌ هوسليمان بن جعفرالجلودي‌ هو عبدالعزيز بن يحيي البصري‌ الجوهري‌ هو محمد بن زكريا الحافظ هو محمد بن عمر الحافظ البغدادي‌ أستاد الصدوق الحجال هو عبد الله بن محمدالحذاء هو أبوعبيدة زياد بن عيسي الحفار هو أبوالفتح هلال بن محمد بن جعفر بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع الحميري‌ هو عبد الله بن جعفر بن جامع الخزاز هو أبوأيوب ابراهيم بن عيسي الخشاب هو الحسن بن موسي الدقاق هو علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق أستاد الصدوق الدهقان هوعبيد الله بن عبد الله الرزاز هو أبو جعفر محمد بن عمرو البختري‌ الرقي‌ هوداود بن كثير الروياني‌ هوعبيد الله بن موسي الزعفراني‌ هو أبو جعفر محمد بن علي بن عبدالكريم الساباطي‌ هوعمار بن موسي السابري‌ هو أبو عبد الله علي بن محمدالسعدآبادي‌ هو علي بن الحسين السكري‌ هو الحسن بن علي السمندي‌ هوالفضل بن أبي قرة السندي‌ هو ابن محمدالسكوني‌ هوإسماعيل بن أبي زياد السناني‌ هو محمد بن أحمدالصائغ هو عبد الله بن محمدالصفار هو محمد بن الحسن الصوفي‌ هو محمد بن هارون يروي‌ عنه الصدوق بواسطة الصولي‌ هو محمد بن يحيي الصيقل هومنصور بن الوليد الضبي‌ هوالعباس بن بكار الطاطري‌ هو علي بن الحسن الطالقاني‌ هو محمد بن ابراهيم بن


صفحه : 59

إسحاق أستاد الصدوق الطيار هوحمزة بن محمدالطيالسي‌ هو محمد بن خالد العجلي‌ هو أحمد بن محمد بن هيثم و قدنعبر عنه بابن الهيثم العسكري‌ هو الحسن بن عبد الله بن سعيد أستاد الصدوق العطار هو أحمد بن محمد بن يحيي العلوي‌ هوحمزة بن القاسم يروي‌ عنه الصدوق بواسطة العياشي‌ هو محمد بن مسعود الغضائري‌ هو الحسين بن عبيد الله أستاد الشيخ الفارسي‌ هو الحسن بن أبي الحسين الفامي‌ هو أحمد بن هارون أستاد الصدوق الفحام هو أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيي الفحام السرمرائي‌ أستاد الشيخ و إذاقيل بعده عن عمه فهو عمر بن يحيي الفراء هوداود بن سليمان الفزاري‌ هو جعفر بن محمد بن مالك القاساني‌ هو علي بن محمدالقداح هو عبد الله بن ميمون القطان هو أحمد بن الحسن القندي‌ هوزياد بن مروان الكاتب هو علي بن محمدأستاد المفيد الكميداني‌ هو علي بن موسي بن جعفر بن أبي جعفرالكناني‌ هو أبوالصباح ابراهيم بن نعيم الكوفي‌ هو محمد بن علي الصيرفي‌ أبوسمينة و قدنعبر عنه بأبي‌ سمينة اللؤلؤي‌ هو الحسن بن الحسين المؤدب هو عبد الله بن الحسن ماجيلويه هو محمد بن علي وبعده عن عمه هو محمد بن أبي القاسم المحاملي‌ هو أبوشعيب صالح بن خالد المراغي‌ هو علي بن خالد أستاد المفيد المرزباني‌ هو محمد بن عمران أستاد المفيد المسمعي‌ هو محمد بن عبد الله المغازي‌ هو محمد بن أحمد بن ابراهيم المفسر هو محمد بن القاسم المكتب هو الحسين بن ابراهيم بن أحمد بن هشام المنصوري‌ هو أبو الحسن محمد بن أحمدالهاشمي‌ المنصوري‌ السرمرائي‌ و إذاقيل بعده عن عم أبيه فهو أبو موسي عيسي بن أحمد بن عيسي بن منصور المنقري‌ هوسليمان بن داود الميثمي‌ هو أحمد بن الحسن النخعي‌ هو موسي بن عمران النقاش هو محمد بن بكران النوفلي‌ هو الحسين بن يزيد النهاوندي‌ هو ابراهيم بن إسحاق النهدي‌ هوالهيثم بن أبي مسروق الوراق هو علي بن عبد الله الوشاء هو الحسن بن علي بن بنت إلياس الهروي‌ هو عبد السلام بن صالح أبوالصلت الهمداني‌ هو أحمد بن زياد بن جعفرأستاد الصدوق اليقطيني‌ هو محمد بن عيسي بن عبيد أبوجميلة هوالمفضل بن صالح أبوالجوزاء هومنبه بن عبد الله أبو الحسين هو محمد بن محمد بن بكر الهذلي‌ يكون


صفحه : 60

بعدحمويه أبو الحسين بعد ابن مخلد هوعمر بن الحسن بن علي بن مالك الشيباني‌ القاضي‌ أبوخليفة هوالفضل بن حباب الجمحي‌ يكون بعد أبي الحسين أبوذكوان هوالقاسم بن إسماعيل أبوعمرو في سند أمالي‌ الشيخ هو عبدالواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي‌ قال أخبرني‌ سنة ست عشرة وأربعمائة في منزله ببغداد في درب الزعفراني‌ رحبة بن المهدي‌ أبوالمفضل هو محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني‌ أبوالقاسم الدعبلي‌ هوإسماعيل بن علي بن علي الدعبلي‌ يروي‌ عنه الحفار بن أبان هو الحسين بن الحسن بن أبان بن أبي حمزة هو علي بن أبي الخطاب هو محمد بن الحسين بن أبي الخطاب بن أبي عثمان هو الحسن بن علي بن أبي عثمان بن أبي العلاء هو الحسين بن أبي عمير هو محمد بن أبي المقدام هوعمرو بن أبي نجران هو عبدالرحمن بن إدريس هو الحسين بن أحمد بن إدريس بن أسباط هو علي وبعده عن عمه هويعقوب بن سالم الأحمر بن أشيم هو علي بن أحمد بن أشيم بن أورمة هو محمد بن بزيع هو محمد بن إسماعيل بن بشران هو أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الله بن بشران المعدل قال الشيخ أخبرنا في منزله ببغداد في رجب سنة اثنتي‌ عشرة وأربعمائة ابن بشار هو جعفر بن محمد بن بشار بن بشير هو جعفر بن بندار هو محمد بن جعفر بن بندار الفرغاني‌ ابن البطائني‌ هو الحسن بن علي بن أبي حمزة بن بهلول هوتميم يروي‌ عنه ابن حبيب بن تغلب هوأبان بن جبلة هو عبد الله بن جبير هوسعيد بن حازم هومنصور ابن حبيب هوبكر بن عبد الله بن حبيب بن الحجاج هو عبدالرحمن بن حشيش هو محمد بن علي بن حشيش أستاد الشيخ ابن حكيم هومعاوية بن الحمامي‌ هو أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن حفص المقري‌ ابن حميد هوعاصم بن خالد هوسليمان و ألذي يروي‌ عن الرضا ع هو الحسين الصيرفي‌ ابن زكريا القطان هو أحمد بن يحيي بن زكريا بن زياد هومسعدة بن سعيد الهاشمي‌ هو الحسن بن محمد بن سعيد أستاد الصدوق ابن السماك هو أبوعمرو عثمان بن عبد الله بن يزيد الدقاق بن سيابة هو عبدالرحمن بن شاذويه المؤدب


صفحه : 61

هو علي بن شاذويه بن شمون هو محمد بن حسن بن شمون بن صدقة هومسعدة بن الصلت هو أحمد بن هارون بن الصلت الأهوازي‌ ابن صهيب هو عبد الله بن طريف هوسعد بن ظبيان هويونس بن عامر هو الحسين بن محمد بن عامر وبعده عن عمه هو عبد الله بن عامر بن عبدالحميد هو ابراهيم بن عبدوس هو عبدالواحد بن محمد بن عبدوس النيسابوري‌ العطار بن عصام هو محمد بن محمد بن عصام الكليني‌ ابن عطية هومالك بن عقدة هو أحمد بن محمد بن سعيد و قدمر ابن عمارة هو جعفر بن محمد بن عمارة بن عميرة هوسيف ابن العياشي‌ هو جعفر بن محمد بن مسعود بن عيسي هو أحمد بن عيسي بن عيينة هوسفيان بن غزوان هو محمد بن سعيد بن غزوان بن فرقد هويزيد ابن فضال هو الحسن بن علي بن فضال بن الفضل الهاشمي‌ هوإسماعيل بن قتيبة هو علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري‌ ابن قولويه هو جعفر بن محمد بن قولويه بن قيس هو محمد بن كلوب هوغياث ابن المتوكل هو محمد بن موسي بن المتوكل بن متيل هو الحسن بن متيل الدقاق بن محبوب هو الحسن بن مخلد هو أبو الحسن محمد بن محمد بن مخلد قال الشيخ أخبرنا قراءة عليه في ذي‌ الحجة سنة سبع عشرة وأربعمائة ابن مراد هوإسماعيل بن مسرور هو جعفر بن محمد بن مسرور بن مسكان هو عبد الله بن معبد هو علي بن معروف هوالعباس بن مقبرة هو علي بن محمد بن الحسن أستاد الصدوق ابن المغيرة هو عبد الله بن موسي هو علي بن أحمد بن موسي أستاد الصدوق ابن المهتدي‌ هو الحسن بن الحسين بن عبدالعزيز بن المهتدي‌ ابن مهران هوإسماعيل بن مهرويه هو علي بن مهرويه القزويني‌ ابن مهزيار هو علي بن ميمون هو عبد الله المعبر عنه تارة بالقداح ابن ناتانة هو الحسين بن ابراهيم بن ناتانة بن نباتة هوالأصبغ بن نوح هوأيوب بن الوليد هو محمد بن الحسن بن الوليد بن هاشم هو ابراهيم والد علي بن همام هوإسماعيل ويكني أباهمام بن يزيد هويعقوب


صفحه : 62

الفصل الخامس في ذكر بعض ما لابد من ذكره مما ذكره أصحاب الكتب المأخوذ منها في مفتتحها

قال ابن شهرآشوب في المناقب كان جمع ذلك الكتاب بعد ماأذن لي جماعة من أهل العلم والديانة بالسماع والقراءة والمناولة والمكاتبة والإجازة فصح لي الرواية عنهم بأن أقول حدثني‌ وأخبرني‌ وأنبأني‌ وسمعت .فأما طرق العامة فقد صح لنا إسناد البخاري‌ عن أبي عبد الله محمد بن الفضل الصاعدي‌ الفراوي‌ و عن أبي عثمان سعيد بن عبد الله العيار الصعلوكي‌ و عن الجنازي‌ كلهم عن أبي الميثم الكشمهيني‌ عن أبي عبد الله محمدالفربري‌ عن محمد بن إسماعيل بن المغيرة البخاري‌ و عن أبي الوقت عبدالأول بن عيسي السنجري‌ عن الداودي‌ عن السرخسي‌ عن الفربري‌ عن البخاري‌.إسناد مسلم عن الفراوي‌ عن أبي الحسين عبدالغافر الفارسي‌ النيسابوري‌ عن أبي أحمد محمد بن عمرويه الجلودي‌ عن أبي إسحاق ابراهيم بن محمدالفقيه عن أبي الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري‌.إسناد الترمذي‌ عن أبي سعيد محمد بن أحمدالصفار الأصفهاني‌ عن أبي القاسم الخزاعي‌ عن أبي سعيد بن كليب الشاشي‌ عن أبي عيسي محمد بن عيسي بن سورة الترمذي‌.إسناد الدارقطني‌ عن أبي بكر محمد بن علي بن ياسر الجياني‌ عن المنصوري‌ عن أبي الحسن المهرابي‌ عن أبي الحسن علي بن مهدي‌ الدارقطني‌.إسناد معرفة أصول الحديث عن عبداللطيف بن أبي سعد البغدادي‌ الأصفهاني‌ عن أبي علي الحداد عن الحاكم أبي عبد الله محمد بن عبد الله النيسابوري‌ ابن الربيع .إسناد الموطأ عن القعنبي‌ و عن معي‌ عن يحيي بن يحيي من طريق محمد بن الحسن عن مالك بن أنس الأصبحي‌.


صفحه : 63

إسناد مسند أبي حنيفة عن أبي القاسم بن صفوان الموصلي‌ عن أحمد بن طوق عن نصر بن المرخي عن أبي القاسم الشاهد العدل .إسناد مسند الشافعي‌ عن الجياني‌ عن أبي القاسم الصوفي‌ عن محمد بن علي الساوي‌ عن أبي العباس الأصم عن الربيع عن محمد بن إدريس الشافعي‌.إسناد مسند أحمد والفضائل عن أبي سعد بن عبد الله الدجاجي‌ عن الحسن بن علي المذهب عن أبي بكر بن مالك القطيفي‌ عن عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل عن أبيه .إسناد مسند أبي يعلي عن أبي القاسم الشحامي‌ عن أبي سعيد الكنجرودي‌ عن أبي عمرو الجبري‌ عن أبي يعلي أحمدالمثني الموصلي‌.إسناد تاريخ الخطيب عن عبدالرحمن بن بهريق القزاز البغدادي‌ عن الخطيب أبي بكر الثابت البغدادي‌.إسناد تاريخ النسوي‌ عن أبي عبد الله المالكي‌ عن محمد بن الحسين بن الفضل القطان عن درستويه النخعي‌ عن يعقوب بن سفيان النسوي‌.إسناد الطبري‌ عن القطيفي‌ عن أبي عبدالرحمن السلمي‌ عن عمرو بن محمدبإسناده عن محمد بن جرير بن بريد الطبري‌ و هذاإسناد تاريخ أبي الحسن أحمد بن يحيي بن جابر البلاذري‌ إسناد تاريخ علي بن مجاهد عن القطيفي‌ عن السلمي‌ عن أبي الحسن علي بن محمددلويه القنطري‌ عن المأمون بن أحمد عن عبدالرحمن بن محمدالدجاج عن ابن جريح عن ابن مجاهد.إسناد تاريخي‌ أبي علي الحسن البيهقي‌ السلامي‌ و أبي علي مسكويه عن أبي منصور محمد بن حفدة العطاري‌ الطوسي‌ عن الخطيب أبي زكريا التبريزي‌ بإسناده إليهما.إسناد كتابي‌ المبتدأ عن وهب بن منبه اليماني‌ و أبي حذيفة حدثناالقطيفي‌ عن الثعلبي‌ عن محمد بن الحسن الأزهري‌ عن الحسن بن محمدالعبدي‌ عن عبدالمنعم بن إدريس عنهما.


صفحه : 64

إسناد الأغاني‌ عن الفصيحي‌ عن عبدالقاهر الجرجاني‌ عن عبد الله بن حامد عن محمد بن محمد عن علي بن عبدالعزيز اليماني‌ عن أبي الفرج علي بن الحسين الأصفهاني‌ و هذاإسناد فتوح الأعثم الكوفي‌.إسناد سنن السجستاني‌ عن أبي الحسن الأنبوسي‌ عن أبي العباس أبي علي التستري‌ عن الهاشمي‌ عن اللؤلؤي‌ عن أبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني‌.إسناد سنن اللالكائي‌ عن أبي بكر أحمد بن علي الطرثيثي‌ عن أبي القاسم هبة الله بن الحسين الطبري‌ اللالكائي‌.إسناد سنن ابن ماجة عن ابن الناظر البغدادي‌ عن المقري‌ القزويني‌ عن ابن طلحة بن المنذر عن أبي الحسن القطان عن أبي عبد الله البرقي‌ عن أبي القاسم بن أحمدالخزاعي‌ عن الهيثم بن كليب الشاشي‌ عن أبي عيسي الترمذي‌ و هذاإسناد شرف المصطفي عن أبي سعيد الخركوشي‌.إسناد حلية الأولياء عن عبداللطيف الأصفهاني‌ عن أبي علي الحداد عن أبي نعيم أحمد بن عبد الله الأصفهاني‌.إسناد إحياء علوم الدين عن أحمدالغزالي‌ عن أخيه أبي حامد محمد بن محمدالغزالي‌ الطوسي‌.إسناد العقد عن محمد بن منصور السرخسي‌ عمن رواه عن أبي عبدربه الأندلسي‌.إسناد فضائل السمعاني‌ عن شهرآشوب بن أبي نصر بن أبي الجيش السروي‌ جدي‌ عن أبي المظفر عبدالملك السمعاني‌.إسناد فضائل بن شاهين عن أبي عمرو الصوفي‌ عن القاضي‌ أبي محمدالمزيدي‌ عن أبي حفص عمر بن شاهين المروزي‌.إسناد فضائل الزعفراني‌ عن يوسف بن آدم المراغي‌ مسندا إلي محمد بن الصباح الزعفراني‌.إسناد فضائل العكبري‌ عن أبي منصور ماشادة الأصفهاني‌ عن مشيخته عن عبدالملك بن عيسي العكبري‌.


صفحه : 65

إسناد مناقب ابن شاهين عن المنتهي‌ ابن أبي زيد بن كيابكي‌ الجبني‌ الجرجاني‌ عن الأجل المرتضي الموسوي‌ عن المصنف .إسناد مناقب ابن مردويه عن الأديب أبي العلاء عن أبيه أبي الفضل الحسن بن زيد عن أبي بكر بن مردويه الأصفهاني‌.إسناد أمالي‌ الحاكم عن المهدي‌ بن أبي حرب الحسني‌ الجرجاني‌ عن الحاكم النيسابوري‌.إسناد مجموع ابن عقدة أبي العباس أحمد بن محمد ومعجم أبي القاسم سليمان بن أحمدالطبراني‌ بحق روايتي‌ عن أبي العلاء العطار الهمداني‌ بإسناده عنهما.إسناد الوسيط و كتاب الأسباب والنزول عن أبي الفضائل محمداليهيني‌ عن أبي الحسن علي بن أحمدالواحدي‌.إسناد معرفة الصحابة عن عبداللطيف البغدادي‌ عن والده أبي سعيد عن أبي يحيي بن مندة عن والده .إسناد دلائل النبوة والجامع عن الحسين بن عبد الله المروزي‌ عن أبي النصر العاصمي‌ عن أبي العباس البغوي‌ عن أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي‌.إسناد أحاديث علي بن أحمدالجوهري‌ وأحاديث شعبة بن الحجاج عن محمدالبغوي‌ عن الجراحي‌ عن المحبوي‌ عن أبي عيسي عمن رواها عنهما.إسناد المغازي‌ عن الكرماني‌ عن أبي الحسن القدوسي‌ عن الحسين بن صديق الزورعنجي‌ عن محمد بن إسحاق الواقدي‌.إسناد البيان والتبيين والغرة والفتيا عن الكرماني‌ عن أبي سهل الأنماطي‌ عن أحمد بن محمد عن أبي عبد الله بن محمدالخازن عن علي بن موسي القمي‌ عن عمرو بن بحر الجاحظ.إسناد غريب القرآن عن القطيفي‌ عن أبيه عن أبي بكر محمد بن عزيز العزيزي‌ السجستاني‌.إسناد شوف العروس عن القاضي‌ عن أبي عبد الله الدامغاني‌.


صفحه : 66

إسناد عيون المجالس عن القطيفي‌ عن أبي عبد الله طاهر بن محمد بن أحمدالخريلوي‌.إسناد المعارف وعيون الأخبار وغريب الحديث وغريب القرآن عن الكرماني‌ عن أبيه عن جده عن محمد بن يعقوب عن أبي بكر المالكي‌ عن عبد الله بن مسلم بن قتيبة.إسناد غريب الحديث عن القطيفي‌ عن السلمي‌ عن أبي محمددعلج عن أبي عبيد القاسم بن سلام و هذاإسناد كامل أبي العباس المبرد.إسناد نزهة القلوب عن القطيفي‌ وشهرآشوب جدي‌ كليهما عن أبي إسحاق الثعلبي‌.إسناد أعلام النبوة عن عمر بن حمزة العلوي‌ الكوفي‌ عمن رواه عن القاضي‌ أبي الحسن الماوردي‌.إسناد الإبانة و كتاب اللوامع عن مهدي‌ بن أبي حرب الحسني‌ عن أبي سعيد أحمد بن عبدالملك الخركوشي‌.إسناد دلائل النبوة و كتاب جوامع الحلم عن عبدالعزيز عن أحمدالحلواني‌ عن أبي الحسن بن محمدالفارسي‌ عن أبي بكر محمد بن علي بن إسماعيل القفال الشاشي‌.إسناد نزهة الأبصار عن شهرآشوب عن القاضي‌ أبي المحاسن الروياني‌ عن أبي الحسن علي بن مهدي‌ المامطيري‌.إسناد المحاضرات من باب المفردات عن الهيثم الشاشي‌ عن القاضي‌ عن بزي‌ عن أبي بكر بن علي الخزاعي‌ عن أبي القاسم الراغب الأصفهاني‌.إسناد الإبانة عن الفزاري‌ عن أبي عبد الله الجوهري‌ عن القطيفي‌ عن عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه عن أبي عبد الله محمد بن بطة العكبري‌.إسناد قوت القلوب عن القطيفي‌ عن أبيه عن أبي القاسم الحسن بن محمد عن أبي يعقوب يوسف بن منصور السياري‌.إسناد الترغيب والترهيب عن أبي العباس أحمدالأصفهاني‌ عن أبي القاسم الأصفهاني‌.


صفحه : 67

إسناد كتاب أبي الحسن المدائني‌ عن القطيفي‌ عن أبي بكر محمد بن عمر بن حمدان عن ابراهيم بن محمد بن سعيد النحوي‌.إسناد الدارمي‌ وإعتقاد أهل السنة عن أبي حامد محمد بن محمد عن زيد بن حمدان المنوچهري‌ عن علي بن عبدالعزيز الأشنهي‌ وحدثني‌ محمود بن عمر الزمخشري‌ بكتاب الكشاف والفائق وربيع الأبرار وأخبرني‌ الكباشين ونمير شهردار الديلمي‌ بالفردوس وأنبأني‌ أبوالعلاء العطار الهمداني‌ بزاد المسافر وكاتبني‌ الموفق بن أحمدالمكي‌ خطيب خوارزم بالأربعين وروي لي القاضي‌ أبوالسعادات الفضائل وناولني‌ أبو عبد الله محمد بن أحمدالنطنزي‌ الخصائص العلوية وأجاز لي أبوبكر محمد بن مؤمن الشيرازي‌ رواية كتاب مانزل من القرآن في علي ع وكثيرا ماأسند إلي أبي الغرين كلاش العكبري‌ و أبي الحسن العاصمي‌ الخوارزمي‌ ويحيي بن سعدون القرطي‌ وأشباههم . و أماأسانيد التفاسير والمعاني‌ فقد ذكرتها في الأسباب والنزول وهي‌ تفسير البصري‌ والطبري‌ والقشيري‌ والزمخشري‌ والجبائي‌ والطائي‌ والسدي‌ والواقدي‌ والواحدي‌ والماوردي‌ والكلبي‌ والثعلبي‌ والوالبي‌ وقتادة والقرطي‌ ومجاهد والخركوشي‌ وعطاء بن رياح وعطاء الخراساني‌ ووكيع و ابن جريح وعكرمة والنقاشي‌ و أبي العالية والضحاك و ابن عيينة و أبي صالح ومقاتل والقطان والسمان ويعقوب بن سفيان والأصم والزجاج والفراء و أبي عبيد و أبي العباس والنجاشي‌ والدمياطي‌ والعوفي‌ والنهدي‌ والثمالي‌ و ابن فورك و ابن حبيب .فأما أسانيد كتب أصحابنا فأكثرها عن الشيخ أبي جعفرالطوسي‌ حدثنابذلك أبوالفضل الداعي‌ بن علي الحسيني‌ السروي‌ و أبوالرضا فضل الله بن علي الحسيني‌ القاساني‌ و عبدالجليل بن عيسي بن عبدالوهاب الرازي‌ و أبوالفتوح أحمد بن


صفحه : 68

حسين بن علي الرازي‌ و محمد و علي ابنا علي بن عبدالصمد النيسابوري‌ و محمد بن الحسن الشوهاني‌ و أبو علي الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي‌ و أبو جعفر محمد بن علي بن الحسن الحلبي‌ ومسعود بن علي الصوابي‌ و الحسين بن أحمد بن علي بن طحال المقدادي‌ و علي بن شهرآشوب السروي‌ والدي‌ كلهم عن الشيخين المفيدين أبي علي الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي‌ و أبي الوفاء عبدالجبار بن علي المقري‌ الرازي‌ عنه . و حدثناأيضا المنتهي‌ بن أبي زيد بن كبابكي‌ الحسيني‌ الجرجاني‌ و محمد بن الحسن الفتال النيسابوري‌ وجدي‌ شهرآشوب عنه أيضا سماعا وقراءة ومناولة وإجازة بأكثر كتبه ورواياته . و أماأسانيد كتب الشريفين المرتضي والرضي‌ ورواياتهما فعن السيد أبي الصمصام


صفحه : 69

ذي‌ الفقار بن معبد الحسني‌ المروزي‌ عن أبي عبد الله محمد بن علي الحلواني‌ عنهما وبحق روايتي‌ عن السيد المنتهي‌ عن أبيه أبي زيد و عن محمد بن علي الفتال الفارسي‌ عن أبيه الحسن كليهما عن المرتضي و قدسمع المنتهي‌ والفتال بقراءة أبويهما عليه أيضا و ماسمعنا من القاضي‌ الحسن الأسترآبادي‌ عن ابن المعافي‌ بن قدامة عنه أيضا و ماصح لنا من طريق الشيخ أبي جعفر عنه وروي السيد المنتهي‌ عن أبيه عن الشريف الرضي‌. و أماأسانيد كتب الشيخ المفيد فعن أبي جعفر و أبي القاسم ابني‌ كميح عن أبيهما عن ابن البراج عن الشيخ و من طرق أبي جعفرالطوسي‌ أيضا عنه . و أماأسانيد كتب أبي جعفر بن بابويه عن محمد و علي ابني‌ علي بن عبدالصمد عن أبيهما عن أبي البركات علي بن الحسين الحسيني‌ الخوزي‌ عنه وكذلك من روايات أبي جعفرالطوسي‌. و أماأسانيد كتب ابن شاذان و ابن فضال و ابن الوليد و ابن الحاسر و علي بن ابراهيم و الحسن بن حمزة والكليني‌ والصفواني‌ والعبدكي‌ والفلكي‌ وغيرهم فهو علي مانص عليها أبو جعفرالطوسي‌ في الفهرست . وحدثني‌ الفتال بالتنوير في معاني‌ التفسير وبكتاب روضة الواعظين وبصيرة المتعظين وأنبأني‌ الطبرسي‌ بمجمع البيان لعلوم القرآن وبكتاب إعلام الوري بأعلام الهدي وأجاز لي أبوالفتوح رواية روض الجنان وروح الجنان في تفسير القرآن وناولني‌ أبو الحسن البيهقي‌ حلية الأشراف و قدأذن لي الآمدي‌ في رواية غرر الحكم ووجدت بخط أبي طالب الطبرسي‌ كتابه الإحتجاج و ذلك مما يكثر تعداده و لايحتاج إلي


صفحه : 70

ذكره لاجتماعهم عليه و ما هذا إلاجزء من كل و لا أناعلم الله تعالي إلامعترف بالعجز والتقصير كما قال أبوالجوائز.رويت و مارويت من الرواية. وكيف و ماانتهيت إلي نهاية. وللأعمال غايات تناهي‌. و إن طالت و ماللعلم غاية. و قدقصدت في هذاالكتاب من الاختصار علي متون الأخبار وعدلت عن الإطالة والإكثار والاحتجاج من الظواهر والاستدلال علي فحواها وحذفت أسانيدها لشهرتها ولإشارتي‌ إلي رواتها وطرقها والكتب المنتزعة منها لتخرج بذلك عن حد المراسيل وتلحق بباب المسندات . وربما تتداخل الأخبار بعضها في بعض ويختصر منها موضع الحاجة أونختار ما هوأقل لفظا أوجاءت غريبة من مظان بعيدة أووردت منفرة محتاجة إلي التأويل فمنها ماوافقه القرآن ومنها مارواه خلق كثير حتي صار علما ضروريا يلزمهم العمل به ومنها مابقيت آثارها رؤية أوسمعا ومنها مانطقت به الشعراء والشعرورة لتبذلها فظهرت مناقب أهل البيت ع بإجماع موافقيهم وإجماعهم حجة علي ماذكر في غيرموضع واشتهرت علي ألسنة مخالفيهم علي وجه الاضطرار و لايقدرون علي الإنكار علي ماأنطق الله به رواتهم وأجراها علي أفواه ثقاتهم مع تواتر الشيعة بها و ذلك خرق العادة وعظة لمن تذكر فصارت الشيعة موفقة لمانقلته ميسرة والناصبة مخيبة فيما حملته مسخرة لنقل هذه الفرقة ما هودليل لها في دينها وحمل تلك ما هوحجة لخصمها دونها و هذاكاف لمن أَلقَي السّمعَ وَ هُوَ شَهِيدٌ وإِنّ هذا لَهُوَ البَلاءُ المُبِينُ وتذكرة للمتذكرين ولطف من الله تعالي للعالمين . هذاآخر مانقلناه عن المناقب ولنذكر ماوجدناه في مفتتح تفسير الإمام العسكري‌ صلوات الله عليه قال الشيخ أبوالفضل شاذان بن جبرئيل بن إسماعيل القمي‌ أدام الله تأييده حدثناالسيد محمد بن شراهتك الحسني‌ الجرجاني‌ عن السيد أبي جعفر


صفحه : 71

مهتدي‌ بن حارث الحسيني‌ المرعشي‌ عن الشيخ الصدوق أبي عبد الله جعفر بن محمدالدوريستي‌ عن أبيه عن الشيخ الفقيه أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه القمي‌ رحمه الله تعالي قال أخبرنا أبو الحسن محمد بن القاسم الأسترآبادي‌ الخطيب رحمه الله تعالي قال حدثني‌ أبويعقوب يوسف بن محمد بن زياد و أبو الحسن علي بن محمد بن سيار وكانا من الشيعة الإمامية قالا كان أبوانا إماميين وكانت الزيدية هم الغالبين بأسترآباد وكانا في إمارة الحسن بن زيد العلوي‌ الملقب بالداعي‌ إلي الحق إمام الزيدية و كان كثير الإصغاء إليهم يقتل الناس بسعاياتهم فخشيناهم علي أنفسنا فخرجنا بأهلينا إلي حضرة الإمام الحسن بن علي بن محمد أبي القائم ع فأنزلنا عيالاتنا في بعض الخانات ثم استأذنا علي الإمام الحسن بن علي ع فلما رآنا قال مرحبا بالآوين إلينا الملتجئين إلي كنفنا قدتقبل الله سعيكما وآمن روعتكما وكفاكما أعداءكما فانصرفا آمنين علي أنفسكما وأموالكما فعجبنا من قوله ذلك لنا مع أنا لم نشك في صدقه في مقاله فقلنا بما ذا تأمرنا أيها الإمام أن نصنع إلي أن ننتهي‌ إلي هناك وكيف ندخل ذلك البلد و منه هربنا وطلب سلطان البلد لنا حثيث ووعيده إيانا شديد فقال خلفا علي ولديكما هذين لأفيدهما العلم ألذي يشرفهما الله تعالي به ثم لاتحفلا بالسعاة و لابوعيد المسعي‌ إليه فإن الله تعالي يقصم السعاة ويلجئهم إلي شفاعتكم فيهم عند من قدهربتم منه قال أبويعقوب و أبو الحسن فأتمرا بما أمر وخرجا وخلفانا هناك فكنا نختلف


صفحه : 72

إليه فيلقانا ببر الآباء وذوي‌ الأرحام الماسة فقال لنا ذات يوم إذاأتاكما خبر كفاية الله عز و جل أبويكما وإخزاؤه أعداءهما وصدق وعدي‌ إياهما جعلت من شكر الله عز و جل أن أفيدكما تفسير القرآن مشتملا علي بعض أخبار آل محمد ع فيعظم بذلك شأنكما قال ففرحنا وقلنا يا ابن رسول الله فإذانأتي‌ علي جميع علوم القرآن ومعانيه قال كلا إن الصادق ع علم ماأريد أن أعلمكما بعض أصحابه ففرح بذلك فقال يا ابن رسول الله قدجمعت علم القرآن كله فقال قدجمعت خيرا كثيرا وأوتيت فضلا واسعا ولكنه مع ذلك أقل قليل أجزاء علم القرآن إن الله عز و جل يقول قُل لَو كانَ البَحرُ مِداداً لِكَلِماتِ ربَيّ‌ لَنَفِدَ البَحرُ قَبلَ أَن تَنفَدَ كَلِماتُ ربَيّ‌ وَ لَو جِئنا بِمِثلِهِ مَدَداً و يقول وَ لَو أَنّ ما فِي الأَرضِ مِن شَجَرَةٍ أَقلامٌ وَ البَحرُ يَمُدّهُ مِن بَعدِهِ سَبعَةُ أَبحُرٍ ما نَفِدَت كَلِماتُ اللّهِ و هذاعلم القرآن ومعانيه و ماأودع من عجائبه فكم قدتري مقدار ماأخذته من جميع هذا ولكن القدر ألذي أخذته قدفضلك الله به علي كل من لايعلم كعلمك و لايفهم كفهمك قالا فلم نبرح من عنده حتي جاءنا فيج قاصد من عندأبوينا بكتاب يذكر فيه أن الحسن بن زيد العلوي‌ قتل رجلا بسعاية أولئك الزيدية واستصفي ماله ثم أتت الكتب من النواحي‌ والأقطار المشتملة علي خطوط الزيدية بالعذل الشديد والتوبيخ العظيم يذكر فيها أن ذلك المقتول كان أفضل زيدي‌ علي ظهر الأرض و أن السعاة قصدوه لفضله وثروته فشكر لهم وأمر بقطع آنافهم وآذانهم و أن بعضهم قدمثل به كذلك وآخرين قدهربوا و أن العلوي‌ ندم واستغفر وتصدق بالأموال الجليلة بعدرد أموال ذلك المقتول علي ورثته وبذل لهم أضعاف دية وليهم المقتول واستحلهم فقالوا أماالدية فقد أحللناك منها و أماالدم فليس إلينا إنما هو إلي المقتول و الله الحاكم و أن العلوي‌ نذر لله عز و جل أن لايعرض للناس في مذاهبهم و في كتاب أبويهما أن الداعي‌


صفحه : 73

الحسن بن زيد قدأرسل إلينا بعض ثقاته بكتابه وخاتمه بأمانة وضمن لنا رد أموالنا وجبر النقص ألذي لحقنا فيها وإنا صائران إلي البلد متنجزان ماوعدنا فقال الإمام ع إِنّ وَعدَ اللّهِ حَقّ فلما كان اليوم العاشر جاءنا كتاب أبوينا بأن الداعي‌ قدوفي لنا بجميع عداته وأمرنا بملازمة الإمام العظيم البركة الصادق الوعد فلما سمع الإمام ع قال هذاحين إنجازي‌ ماوعدتكما من تفسير القرآن ثم قال قدوظفت لكما كل يوم شيئا منه تكتبانه فالزماني‌ وواظبا علي يوفر الله عز و جل من السعادة حظوظكما أقول و في بعض النسخ في أول السند هكذا قال محمد بن علي بن محمد بن جعفر بن الدقاق حدثني‌ الشيخان الفقيهان أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان و أبو محمد جعفر بن أحمد بن علي القمي‌ رحمهما الله قالا حدثناالشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسي بن بابويه رحمه الله إلي آخر مامر. و قال الصدوق في كتاب إكمال الدين قال الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسي بن بابويه القمي‌ مصنف هذاالكتاب أعانه الله علي طاعته إن ألذي دعاني‌ إلي تأليف كتابي‌ هذاإني‌ لماقضيت وطري‌ من زيارة علي بن موسي الرضا صلوات الله عليه رجعت إلي نيسابور فأقمت بهافوجدت أكثر المختلفين إلي‌ من الشيعة قدحيرتهم الغيبة ودخلت عليهم في أمر القائم ع الشبهة وعدلوا عن طريق التسليم إلي الآراء والمقاييس فجعلت أبذل مجهودي‌ في إرشادهم إلي الحق وردهم إلي الصواب بالأخبار الواردة في ذلك عن النبي والأئمة صلوات الله عليهم حتي ورد إلينا من بخارا شيخ من أهل الفضل والعلم والنباهة ببلد قم طال ماتمنيت لقاءه واشتقت إلي مشاهدته لدينه وسديد رأيه واستقامة طريقته و هوالشيخ الدين أبوسعيد محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن أحمد بن علي بن الصلت القمي‌ أدام الله توفيقه .


صفحه : 74

و كان أبي رضي‌ الله عنه يروي‌ عن جده محمد بن أحمد بن علي بن الصلت قدس الله روحه ويصف علمه وفضله وزهده وعبادته و كان أحمد بن محمد بن عيسي في فضله وجلالته يروي‌ عن أبي طالب عبد الله بن الصلت القمي‌ رضي‌ الله عنه وبقي‌ حتي لقيه محمد بن الحسن الصفار وروي عنه فلما أظفرني‌ الله تعالي ذكره بهذا الشيخ ألذي هو من أهل هذاالبيت الرفيع شكرت الله تعالي ذكره علي مايسر لي من لقائه وأكرمني‌ به من إخائه وحباني‌ به من وده وصفائه فبينا هويحدثني‌ ذات يوم إذ ذكر لي عن رجل قدلقيه ببخارا من كبار الفلاسفة والمنطقيين كلاما في القائم ع قدحيره وشككه في أمره بطول غيبته وانقطاع أخباره فذكرت له فصولا في إثبات كونه ورويت له أخبارا في غيبته عن النبي والأئمة صلوات الله عليهم سكنت إليها نفسه وزال بها عن قلبه ما كان دخل عليه من الشك والارتياب والشبهة وتلقي ماسمعه من الآثار الصحيحة بالسمع والطاعة والقبول والتسليم وسألني‌ أن أصنف في هذاالمعني كتابا فأجبته إلي ملتمسه ووعدته جمع ماابتغي إذاسهل الله العود إلي مستقري‌ ووطني‌ بالري‌.فبينا أناذات ليلة أفكر فيما خلفت ورائي‌ من أهل وولد وإخوان ونعمة إذ غلبني‌ النوم فرأيت كأني‌ بمكة أطوف حول البيت الحرام و أنا في الشوط السابع عندالحجر الأسود أستلمه وأقبله وأقول أمانتي‌ أديتها وميثاقي‌ تعاهدته لتشهد لي بالموافاة فأري مولانا القائم صاحب الزمان صلوات الله عليه واقفا بباب الكعبة فأدنو منه علي شغل قلب وتقسم فكر فعلم ع ما في نفسي‌ بتفرسه في وجهي‌ فسلمت عليه فرد علي السلام ثم قال لي لم لاتصنف كتابا في الغيبة تكفي‌ ما قدهمتك فقلت له يا ابن رسول الله قدصنفت في الغيبة أشياء فقال صلوات الله عليه ليس علي ذلك السبيل آمرك أن تصنف ولكن صنف الآن كتابا في الغيبة واذكر فيه غيبات الأنبياء ع .


صفحه : 75

ثم مضي صلوات الله عليه فانتبهت فزعا إلي الدعاء والبكاء والبث والشكوي إلي وقت طلوع الفجر فلما أصبحت ابتدأت بتأليف هذاالكتاب ممتثلا لأمر ولي‌ الله وحجته ومستعينا بالله ومتوكلا عليه ومستغفرا من التقصير و ماتوفيقي‌ إلابالله عليه توكلت و إليه أنيب . و قال أحمد بن علي الطبرسي‌ في الإحتجاج لانأتي‌ في أكثر مانورده من الأخبار بإسناده إما لوجود الإجماع عليه أوموافقته لمادلت العقول إليه أولاشتهاره في السير والكتب بين المخالف والمؤالف إلا ماأوردته عن أبي محمد الحسن بن علي العسكري‌ ع فإنه ليس في الاشتهار علي حد ماسواه و إن كان مشتملا علي مثل ألذي قدمناه فلأجل ذلك ذكرت إسناده في أول خبر من ذلك دون غيره لأن جميع مارويت عنه ع إنما رويته بإسناد واحد من جملة الأخبار التي‌ ذكرها ع في تفسيره . ثم قال حدثني‌ به السيد العالم العابد العادل أبو جعفرمهدي‌ بن العابد أبي الحرب الحسيني‌ المرعشي‌ رضي‌ الله عنه قال حدثني‌ الشيخ الصدوق أبو عبد الله جعفر بن محمد بن أحمدالدوريستي‌ رحمه الله قال حدثني‌ أبي محمد بن أحمد قال حدثني‌ الشيخ السعيد أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي‌ قال حدثني‌ أبو الحسن محمد بن القاسم الأسترآبادي‌ المفسر قال حدثني‌ أبويعقوب يوسف بن محمد بن زياد و أبو الحسن علي بن محمد بن سيار وكانا من الشيعة الإمامية عن أبويهما قالا حدثنا أبو محمد الحسن بن علي العسكري‌. و قال الشيخ ابن قولويه رحمه الله في مفتتح كتاب كامل الزيارة وجمعته عن الأئمة صلوات الله عليهم و لم أخرج فيه حديثا روي‌ عن غيرهم إذ كان في ماروينا عنهم من حديثهم صلوات الله عليهم كفاية عن حديث غيرهم و قدعلمنا أنا لانحيط بجميع ماروي‌ عنهم في هذاالمعني و لا في غيره لكن ماوقع لنا من جهة الثقات من أصحابنا رحمهم الله ترجمته و لاأخرجت فيه حديثا روي‌ عن الشذاذ من الرجال يأثر ذلك عنهم غيرالمعروفين بالرواية المشهورين بالحديث والعلم .


صفحه : 76

ووجدت في بعض النسخ القديمة في مفتتح كتاب عيون أخبار الرضا ع حدثني‌ الشيخ المؤتمن الوالد أبو الحسين علي بن أبي طالب بن محمد بن أبي طالب التميمي‌ المجاور قال حدثني‌ السيد الأوحد الفقيه العالم عزالدين شرف السادة أبو محمدشرف شاه بن أبي الفتوح محمد بن الحسين بن زياد العلوي‌ الحسيني‌ الأفطسي‌ النيسابوري‌ أدام الله رفعته في شهور سنة ثلاث وسبعين وخمس مائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه عندمجاورته به قال حدثني‌ الشيخ الفقيه العالم أبو الحسن علي بن عبدالصمد التميمي‌ رضي‌ الله عنه في داره بنيسابور في شهور سنة إحدي وأربعين وخمس مائة قال حدثني‌ السيد الإمام الزاهد أبوالبركات الخوزي‌ رضي‌ الله عنه قال حدثني‌ الشيخ الإمام العالم الأوحد أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسي بن بابويه القمي‌ الفقيه مصنف هذاالكتاب رضي‌ الله عنه . ولنذكر ماوجدناه في مفتتح كتاب سليم بن قيس و هو هذاأخبرني‌ الرئيس العفيف أبوالتقي‌ هبة الله بن نما بن علي بن حمدون رضي‌ الله عنه قراءة عليه بداره بحلة الجامعين في جمادي الأولي سنة خمس وستين وخمس مائة قال حدثني‌ الشيخ الأمين العالم أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن طحال المقدادي‌ المجاور قراءة عليه بمشهد مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه سنة عشرين وخمس مائة قال حدثناالشيخ المفيد أبو علي الحسن بن محمدالطوسي‌ رضي‌ الله عنه في رجب سنة تسعين وأربعمائة وأخبرني‌ الشيخ الفقيه أبو عبد الله الحسن بن هبة الله بن رطبة عن الشيخ المفيد أبي علي عن والده فيما سمعته يقرأ عليه بمشهد مولانا السبط الشهيد أبي عبد الله الحسين بن علي صلوات الله عليه في المحرم من سنة ستين وخمس مائة.


صفحه : 77

وأخبرني‌ الشيخ المقري‌ أبو عبد الله محمد بن الكال عن الشريف الجليل نظام الشرف أبي الحسن العريضي‌ عن ابن شهريار الخازن عن الشيخ أبي جعفرالطوسي‌. وأخبرني‌ الشيخ الفقيه أبو عبد الله محمد بن علي بن شهرآشوب قراءة عليه بحلة الجامعين في شهور سنة سبع وستين وخمس مائة عن جده شهرآشوب عن الشيخ السعيد أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي‌ رضي‌ الله عنه قال حدثنا ابن أبي جيد عن محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد و محمد بن أبي القاسم الملقب بماجيلويه عن محمد بن علي الصيرفي‌ عن حماد بن عيسي عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس الهلالي‌. قال الشيخ أبو جعفر وأخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله الغضائري‌ قال أخبرنا أبو محمدهارون بن موسي بن أحمدالتلعكبري‌ رحمه الله قال أخبرنا علي بن همام بن سهيل قال أخبرنا عبد الله بن جعفرالحميري‌ عن يعقوب بن يزيد و محمد بن الحسين بن أبي الخطاب و أحمد بن محمد بن عيسي عن محمد بن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس الهلالي‌. قال عمر بن أذينة دعاني‌ ابن أبي عياش فقال لي رأيت البارحة رؤيا أني‌ لخليق أن أموت سريعا إني‌ رأيتك الغداة ففرحت بك إني‌ رأيت الليلة سليم بن قيس الهلالي‌ فقال لي ياأبان إنك ميت في أيامك هذه فاتق الله في وديعتي‌ و لاتضيعها وف لي بما ضمنت من كتمانك و لاتضعها إلا عند رجل من شيعة علي بن أبي طالب صلوات الله عليه له دين وحسب فلما بصرت بك الغداة فرحت برؤيتك وذكرت رؤياي‌ سليم بن قيس . لماقدم الحجاج العراق سأل عن سليم بن قيس فهرب منه فوقع إلينا بالنوبندجان متواريا فنزل معنا في الدار فلم أر رجلا كان أشد إجلالا لنفسه و لاأشد اجتهادا و لاأطول بغضا للشهوة منه و أنايومئذ ابن أربع عشرة سنة قدقرأت القرآن وكنت أسأله فيحدثني‌ عن أهل بدر فسمعت منه أحاديث كثير عن عمر بن أبي سلمة ابن


صفحه : 78

أم سلمة زوجة النبي ص و عن معاذ بن جبل و عن سلمان الفارسي‌ و عن علي و أبي ذر والمقداد وعمار والبراء بن عازب ثم أسلمنيها و لم يأخذ علي يمينا فلم ألبث أن حضرته الوفاة فدعاني‌ فخلا بي‌ و قال ياأبان قدجاورتك فلم أر منك إلا ماأحب و إن عندي‌ كتبا سمعتها عن الثقات وكتبتها بيدي‌ فيهاأحاديث لاأحب أن تظهر للناس لأن الناس ينكرونها ويعظمونها وهي‌ حق أخذتها من أهل الحق والفقه والصدق والبر عن علي بن أبي طالب صلوات الله عليه وسلمان الفارسي‌ و أبي ذر الغفاري‌ والمقداد بن الأسود و ليس منها حديث أسمعه من أحدهم إلاسألت عنه الآخر حتي اجتمعوا عليه جميعا وأشياء بعدسمعتها من غيرهم من أهل الحق وإني‌ هممت حين مرضت أن أحرقها فتأثمت من ذلك وقطعت به فإن جعلت لي عهد الله وميثاقه أن لاتخبر بهاأحدا مادمت حيا و لاتحدث بشي‌ء منها بعدموتي‌ إلا من تثق به كثقتك بنفسك و إن حدث بك حدث أن تدفعها إلي من تثق به من شيعة علي بن أبي طالب صلوات الله عليه ممن له دين وحسب فضمنت ذلك له فدفعها إلي وقرأها كلها علي فلم يلبث سليم أن هلك رحمه الله فنظرت فيهابعده وقطعت بها وأعظمتها واستصعبتها لأن فيهاهلاك جميع أمة محمدص من المهاجرين والأنصار والتابعين غير علي بن أبي طالب و أهل بيته صلوات الله عليهم وشيعته فكان أول من لقيت بعدقدومي‌ البصرة الحسن بن أبي الحسن البصري‌ و هويومئذ متوار من الحجاج و الحسن يومئذ من شيعة علي بن أبي طالب صلوات الله عليه من مفرطيهم نادم متلهف علي مافاته من نصرة علي ع والقتال معه يوم الجمل فخلوت به في شرقي‌ دار أبي خليفة الحجاج بن أبي عتاب فعرضتها عليه فبكي ثم قال ما في حديثه شيء إلاحق قدسمعته من الثقات من شيعة علي صلوات الله عليه وغيرهم . قال أبان فحججت من عامي‌ ذلك فدخلت علي علي بن الحسين ع وعنده أبوالطفيل عامر بن واثلة صاحب رسول الله ص و كان من خيار أصحاب علي ع ولقيت عنده عمر بن أبي سلمة ابن أم سلمة زوجة النبي ص فعرضته عليه وعرضت علي علي بن الحسين صلوات الله عليه ذلك أجمع ثلاثة أيام كل يوم إلي الليل ويغدو


صفحه : 79

عليه عمر وعامر فقرأته عليه ثلاثة أيام فقال لي صدق سليم رحمه الله هذاحديثنا كله نعرفه و قال أبوالطفيل وعمر بن أبي سلمة ما فيه حديث إلا و قدسمعته من علي ص و من سلمان و من أبي ذر والمقداد. قال عمر بن أذينة ثم دفع إلي‌ أبان كتب سليم بن قيس الهلالي‌ و لم يلبث أبان بعد ذلك إلاشهرا حتي مات .فهذه نسخة كتاب سليم بن قيس العامري‌ دفعه إلي‌ أبان بن أبي عياش وقرأه علي وذكر أبان أنه قرأه علي علي بن الحسين ع فقال ع صدق سليم هذاحديثنا نعرفه انتهي . وأقول سيأتي‌ تمام ذلك في كتاب الفتن وسنورد سائر مفتتحات الكتب وأسانيدها في المجلد الخامس والعشرين إن شاء الله تعالي وحيث فرغنا مما أردنا إيراده في مقدمة الكتاب فلنذكر فهرست مااشتمل عليه كتابنا من الكتب وترتيبها ثم لنشرع في إيراد المقاصد في الأبواب و لاحول و لاقوة إلابالله و عليه التوكل و إليه المآب

فهرست الكتب

1- كتاب العقل والعلم والجهل .2- كتاب التوحيد.3- كتاب العدل والمعاد.4- كتاب الاحتجاجات والمناظرات وجوامع العلوم .5- كتاب قصص الأنبياء ع .6- كتاب تاريخ نبينا وأحواله ص .7- كتاب الإمامة و فيه جوامع أحوالهم ع .8- كتاب الفتن و فيه ماجري بعد النبي ص من غصب الخلافة وغزوات أمير المؤمنين ع .9- كتاب تاريخ أمير المؤمنين صلوات الله عليه وفضائله وأحواله .


صفحه : 80

10- كتاب تاريخ فاطمة و الحسن و الحسين صلوات الله عليهم وفضائلهم ومعجزاتهم .11- كتاب تاريخ علي بن الحسين و محمد بن علي الباقر و جعفر بن محمدالصادق و موسي بن جعفرالكاظم صلوات الله عليهم وفضائلهم ومعجزاتهم .12- كتاب تاريخ علي بن موسي الرضا و محمد بن علي الجواد و علي بن محمدالهادي‌ و الحسن بن علي العسكري‌ وأحوالهم ومعجزاتهم صلوات الله عليهم .13- كتاب الغيبة وأحوال الحجة القائم صلوات الله عليه .14- كتاب السماء والعالم و هويشتمل علي أحوال العرش والكرسي‌ والأفلاك والعناصر والمواليد والملائكة والجن والإنس والوحوش والطيور وسائر الحيوانات و فيه أبواب الصيد والذباحة وأبواب الطب .15- كتاب الإيمان والكفر ومكارم الأخلاق .16- كتاب الآداب والسنن والأوامر والنواهي‌ والكبائر والمعاصي‌ و فيه أبواب الحدود.17- كتاب الروضة و فيه المواعظ والحكم والخطب .18- كتاب الطهارة والصلاة.19- كتاب القرآن والدعاء.20- كتاب الزكاة والصوم و فيه أعمال السنة.21- كتاب الحج .22- كتاب المزار.23- كتاب العقود والإيقاعات .24- كتاب الأحكام .25- كتاب الإجازات و هوآخر الكتب ويشتمل علي أسانيدنا وطرقنا إلي جميع الكتب وإجازات العلماء الأعلام رضوان الله عليهم أجمعين


صفحه : 81

كتاب العقل والعلم والجهل

أبواب العقل والجهل

باب 1-فضل العقل وذم الجهل

الآيات البقرةلَآياتٍ لِقَومٍ يَعقِلُونَ و قال تعالي كَذلِكَ يُبَيّنُ اللّهُ لَكُم آياتِهِ لَعَلّكُم تَعقِلُونَ و قال تعالي وَ ما يَذّكّرُ إِلّا أُولُوا الأَلبابِآل عمران وَ ما يَذّكّرُ إِلّا أُولُوا الأَلبابِ و قال تعالي قَد بَيّنّا لَكُمُ الآياتِ إِن كُنتُم تَعقِلُونَ و قال إِنّ فِي خَلقِ السّماواتِ وَ الأَرضِ وَ اختِلافِ اللّيلِ وَ النّهارِ لَآياتٍ لأِوُليِ‌ الأَلبابِالمائدةذلِكَ بِأَنّهُم قَومٌ لا يَعقِلُونَ و قال تعالي فَاتّقُوا اللّهَ يا أوُليِ‌ الأَلبابِ و قال وَ أَكثَرُهُم لا يَعقِلُونَالأنعام وَ لكِنّ أَكثَرَهُم يَجهَلُونَ و قال وَ لَلدّارُ الآخِرَةُ خَيرٌ لِلّذِينَ يَتّقُونَ أَ فَلا تَعقِلُونَالأنفال إِنّ شَرّ الدّوَابّ عِندَ اللّهِ الصّمّ البُكمُ الّذِينَ لا يَعقِلُونَيونس أَ فَأَنتَ تُسمِعُ الصّمّ وَ لَو كانُوا لا يَعقِلُونَ و قال تعالي وَ يَجعَلُ الرّجسَ عَلَي الّذِينَ لا يَعقِلُونَهودوَ لكنِيّ‌ أَراكُم قَوماً تَجهَلُونَيوسف إِنّا أَنزَلناهُ قُرآناً عَرَبِيّا لَعَلّكُم تَعقِلُونَالرعدإِنّما يَتَذَكّرُ أُولُوا الأَلبابِ ابراهيم وَ لِيَذّكّرَ أُولُوا الأَلبابِطه إِنّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لأِوُليِ‌ النّهيالنوركَذلِكَ يُبَيّنُ اللّهُ لَكُمُ الآياتِ لَعَلّكُم تَعقِلُونَالزمرإِنّ فِي ذلِكَ لَذِكري لأِوُليِ‌ الأَلبابِ


صفحه : 82

المؤمن هُديً وَ ذِكري لأِوُليِ‌ الأَلبابِ و قال تعالي وَ لَعَلّكُم تَعقِلُونَالجاثيةآياتٌ لِقَومٍ يَعقِلُونَالحجرات أَكثَرُهُم لا يَعقِلُونَالحديدقَد بَيّنّا لَكُمُ الآياتِ لَعَلّكُم تَعقِلُونَالحشرذلِكَ بِأَنّهُم قَومٌ لا يَعقِلُونَ

1- مع ،[معاني‌ الأخبار] لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]الحَافِظُ عَن أَحمَدَ بنِ عَبدِ اللّهِ الثقّفَيِ‌ّ عَن عِيسَي بنِ مُحَمّدٍ الكَاتِبِ عَنِ المدَاَئنِيِ‌ّ عَن غِيَاثِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَنِ الصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ ع قَالَ قَالَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع عُقُولُ النّسَاءِ فِي جَمَالِهِنّ وَ جَمَالُ الرّجَالِ فِي عُقُولِهِم

بيان الجمال الحسن في الخلق والخلق و قوله ع عقول النساء في جمالهن لعل المراد أنه لاينبغي‌ أن ينظر إلي عقلهن لندرته بل ينبغي‌ أن يكتفي بجمالهن أوالمراد أن عقلهن غالبا لازم لجمالهن والأول أظهر

2- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]العَطّارُ عَن أَبِيهِ عَن سَهلٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ البزَنَطيِ‌ّ عَن جَمِيلٍ عَنِ الصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَ كَانَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يَقُولُ أَصلُ الإِنسَانِ لُبّهُ وَ عَقلُهُ دِينُهُ وَ مُرُوّتُهُ حَيثُ يَجعَلُ نَفسَهُ وَ الأَيّامُ دُوَلٌ وَ النّاسُ إِلَي آدَمَ شَرَعٌ سَوَاءٌ

بيان اللب بضم اللام خالص كل شيء والعقل والمراد هنا الثاني‌ أي تفاضل أفراد الإنسان في شرافة أصلهم إنما هوبعقولهم لابأنسابهم وأحسابهم ثم بين ع أن العقل ألذي هومنشأ الشرافة إنما يظهر باختياره الحق من الأديان وبتكميل دينه بمكملات الإيمان والمروءة مهموزا بضم الميم والراء الإنسانية مشتق من المرء و قديخفف بالقلب والإدغام والظاهر أن المراد أن إنسانية المرء وكماله ونقصه فيهاإنما يعرف بما يجعل نفسه فيه ويرضاه لنفسه من الأشغال والأعمال و


صفحه : 83

الدرجات الرفيعة والمنازل الخسيسة فكم بين من لايرضي لنفسه إلاكمال درجة العلم والطاعة والقرب والوصال و بين من يرتضي‌ أن يكون مضحكة للئام لأكلة ولقمة و لايري لنفسه شرفا ومنزلة سوي ذلك . ويحتمل أن يكون المراد التزوج بالأكفاء كما قَالَ الصّادِقُ ع لِدَاوُدَ الكرَخيِ‌ّ حِينَ أَرَادَ التّزوِيجَ انظُر أَينَ تَضَعُ نَفسَكَ

والتعميم أظهر. والدول مثلثة الدال جمع دولة بالضم والفتح وهما بمعني انقلاب الزمان وانتقال المال أوالعزة من شخص إلي آخر وبالضم الغلبة في الحروب والمعني أن ملك الدنيا وملكها وعزها تكون يوما لقوم ويوما لآخرين و الناس إلي آدم شرع بسكون الراء و قديحرك أي سواء في النسب وكلهم ولد آدم فهذه الأمور المنتقلة الفانية لاتصير مناطا للشرف بل الشرف بالأمور الواقعية الدائمة الباقية في النشأتين والأخيرتان مؤكدتان للأوليين

3- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ إِدرِيسَ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ هَاشِمٍ عَنِ ابنِ مَرّارٍ عَن يُونُسَ عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَنِ الصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَ خَمسٌ مَن لَم يَكُنّ فِيهِ لَم يَكُن فِيهِ كَثِيرُ مُستَمتَعٍ قِيلَ وَ مَا هُنّ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ قَالَ الدّينُ وَ العَقلُ وَ الحَيَاءُ وَ حُسنُ الخُلُقِ وَ حُسنُ الأَدَبِ وَ خَمسٌ مَن لَم يَكُنّ فِيهِ لَم يَتَهَنّأِ العَيشُ الصّحّةُ وَ الأَمنُ وَ الغِنَي وَ القَنَاعَةُ وَ الأَنِيسُ المُوَافِقُ

4-ل ،[الخصال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ قُتَيبَةَ البصَريِ‌ّ عَن أَبِي خَالِدٍ العجَمَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ خَمسٌ مَن لَم يَكُنّ فِيهِ لَم يَكُن فِيهِ كَثِيرُ مُستَمتَعٍ الدّينُ وَ العَقلُ وَ الأَدَبُ وَ الحُرّيّةُ وَ حُسنُ الخُلُقِ

سن ،[المحاسن ] ابن يزيدمثله و فيه والجود مكان الحرية بيان حسن الأدب إجراء الأمور علي قانون الشرع والعقل في خدمة الحق ومعاملة الخلق والغني عدم الحاجة إلي الخلق و هوغني النفس فإنه الكمال لا


صفحه : 84

الغني بالمال والحرية تحتمل المعني الظاهر فإنها كمال في الدنيا وضدها غالبا يكون مانعا عن تحصيل الكمالات الأخروية ويحتمل أن يكون المراد بهاالانعتاق عن عبودية الشهوات النفسانية والانطلاق عن أسر الوساوس الشيطانية و الله يعلم

5- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] لَا جَمَالَ أَزيَنُ مِنَ العَقلِ

رواه في خطبة طويلة عن أمير المؤمنين ع سيجي‌ء تمامها في باب خطبه ع

6- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ مُوسَي عَن مُحَمّدِ بنِ يَعقُوبَ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ إِسحَاقَ الأَحمَرِ عَن مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ عَن أَبِيهِ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ الصّادِقِ ع فُلَانٌ مِن عِبَادَتِهِ وَ دِينِهِ وَ فَضلِهِ كَذَا وَ كَذَا قَالَ فَقَالَ كَيفَ عَقلُهُ فَقُلتُ لَا أدَريِ‌ فَقَالَ إِنّ الثّوَابَ عَلَي قَدرِ العَقلِ إِنّ رَجُلًا مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ كَانَ يَعبُدُ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ فِي جَزِيرَةٍ مِن جَزَائِرِ البَحرِ خَضرَاءَ نَضِرَةٍ كَثِيرَةِ الشّجَرِ طَاهِرَةِ المَاءِ وَ إِنّ مَلَكاً مِنَ المَلَائِكَةِ مَرّ بِهِ فَقَالَ يَا رَبّ أرَنِيِ‌ ثَوَابَ عَبدِكَ هَذَا فَأَرَاهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ ذَلِكَ فَاستَقَلّهُ المَلَكُ فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَيهِ أَنِ اصحَبهُ فَأَتَاهُ المَلَكُ فِي صُورَةِ إنِسيِ‌ّ فَقَالَ لَهُ مَن أَنتَ قَالَ أَنَا رَجُلٌ عَابِدٌ بَلَغَنَا مَكَانُكَ وَ عِبَادَتُكَ بِهَذَا المَكَانِ فَجِئتُ لِأَعبُدَ مَعَكَ فَكَانَ مَعَهُ يَومَهُ ذَلِكَ فَلَمّا أَصبَحَ قَالَ لَهُ المَلَكُ إِنّ مَكَانَكَ لَنَزِهَةٌ قَالَ لَيتَ لِرَبّنَا بَهِيمَةً فَلَو كَانَ لِرَبّنَا حِمَارٌ لَرَعَينَاهُ فِي هَذَا المَوضِعِ فَإِنّ هَذَا الحَشِيشَ يَضِيعُ فَقَالَ لَهُ المَلَكُ وَ مَا لِرَبّكَ حِمَارٌ فَقَالَ لَو كَانَ لَهُ حِمَارٌ مَا كَانَ يَضِيعُ مِثلُ هَذَا الحَشِيشِ فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَي المَلَكِ إِنّمَا أُثِيبُهُ عَلَي قَدرِ عَقلِهِ


صفحه : 85

7- وَ قَالَ الصّادِقُ ع مَا كَلّمَ رَسُولُ اللّهِص العِبَادَ بِكُنهِ عَقلِهِ قَطّ قَالَ وَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّا مَعَاشِرَ الأَنبِيَاءِ أُمِرنَا أَن نُكَلّمَ النّاسَ عَلَي قَدرِ عُقُولِهِم

بيان الظاهر أن قوله و قال الصادق ع إلي آخر الخبر خبر مرسل كمايظهر من الكافي‌ قوله من عبادته بيان لقوله كذا وكذا وكذا خبر لقوله فلان ويحتمل أن يكون متعلقا بمقدر أي فذكرت من عبادته و أن يكون متعلقا بما عبر عنه بكذا وكذا كقوله فاضل كامل فكلمة من بمعني في أوللسببية والنضارة الحسن والطهارة هنا بمعناه اللغوي‌ أي الصفاء واللطافة. و في بعض نسخ الكافي‌ بالظاء المعجمة أي كان جاريا علي وجه الأرض والنزاهة البعد عما يوجب القبح والفساد والأظهر لنزه كما في الكافي‌ ولعله بتأويل البقعة والعرصة ومثلهما. و في الخبر إشكال من حيث إن ظاهره كون العابد قائلا بالجسم و هوينافي‌ استحقاقه للثواب مطلقا وظاهر الخبر كونه مع هذه العقيدة الفاسدة مستحقا للثواب لقلة عقله وبلاهته ويمكن أن يكون اللام في قوله لربنا بهيمة للملك لاللانتفاع و يكون مراده تمني‌ أن يكون في هذاالمكان بهيمة من بهائم الرب لئلا يضيع الحشيش فيكون نقصان عقله باعتبار عدم معرفته بفوائد مصنوعات الله تعالي بأنها غيرمقصورة علي أكل البهيمة لكن يأبي عنه جواب الملك إلا أن يكون لدفع مايوهم كلامه أو يكون استفهاما إنكاريا أي خلق الله تعالي بهائم كثيرا ينتفعون بحشيش الأرض و هذه إحدي منافع خلق الحشيش و قدترتبت بقدر المصلحة و لايلزم أن يكون في هذاالمكان حمار بل يكفي‌ وجودك وانتفاعك . ويحتمل أن يكون اللام للاختصاص لا علي محض المالكية بأن يكون لهذه البهيمة اختصاص بالرب تعالي كاختصاص بيته به تعالي مع عدم حاجته إليه و يكون جواب الملك أنه لافائدة في مثل هذاالخلق حتي يخلق الله تعالي حمارا وينسبه إلي مقدس جنابه تعالي كما في البيت فإن فيه حكما كثيرة. و علي التقادير لابد إما من ارتكاب تكلف تام في الكلام أوالتزام فساد بعض


صفحه : 86

الأصول المقررة في الكلام و الله يعلم

8-ل ،[الخصال ] لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن عَمرِو بنِ عُثمَانَ عَن أَبِي جَمِيلَةَ عَنِ ابنِ طَرِيفٍ عَنِ ابنِ نُبَاتَةَ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ هَبَطَ جَبرَئِيلُ عَلَي آدَمَ ع فَقَالَ يَا آدَمُ إنِيّ‌ أُمِرتُ أَن أُخَيّرَكَ وَاحِدَةً مِن ثَلَاثٍ فَاختَر وَاحِدَةً وَ دَعِ اثنَتَينِ فَقَالَ لَهُ آدَمُ وَ مَا الثّلَاثُ يَا جَبرَئِيلُ فَقَالَ العَقلُ وَ الحَيَاءُ وَ الدّينُ قَالَ آدَمُ فإَنِيّ‌ قَدِ اختَرتُ العَقلَ فَقَالَ جَبرَئِيلُ لِلحَيَاءِ وَ الدّينِ انصَرِفَا وَ دَعَاهُ فَقَالَا لَهُ يَا جَبرَئِيلُ إِنّا أُمِرنَا أَن نَكُونَ مَعَ العَقلِ حَيثُمَا كَانَ قَالَ فَشَأنَكُمَا وَ عَرَجَ

سن ،[المحاسن ]عمرو بن عثمان مثله بيان الشأن بالهمز الأمر والحال أي الزما شأنكما أوشأنكما معكما ولعل الغرض كان تنبيه آدم ع وأولاده بعظمة نعمة العقل وقيل الكلام مبني‌ علي الاستعارة التمثيلية ويمكن أن يكون جبرئيل ع أتي بثلاث صور مكان كل من الخصال صورة تناسبها فإن لكل من الأعراض والمعقولات صورة تناسبه من الأجسام والمحسوسات و بهاتتمثل في المنام بل في الآخرة و الله يعلم

9-ل ،[الخصال ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَنِ


صفحه : 87

ابنِ مُسكَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَم يُقسَم بَينَ العِبَادِ أَقَلّ مِن خَمسٍ اليَقِينُ وَ القُنُوعُ وَ الصّبرُ وَ الشّكرُ وَ ألّذِي يَكمُلُ بِهِ هَذَا كُلّهُ العَقلُ

سن ،[المحاسن ]عثمان بن عيسي مثله بيان أي هذه الخصال في الناس أقل وجودا من سائر الخصال و من كان له عقل يكون فيه جميعها علي الكمال فيدل علي ندرة العقل أيضا

10-ل ،[الخصال ] فِي الأَربَعِمِائَةِ مَن كَمَلَ عَقلُهُ حَسُنَ عَمَلُهُ

11-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]الدّقّاقُ عَنِ الأسَدَيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ صَالِحٍ الراّزيِ‌ّ عَن حَمدَانَ الديّواَنيِ‌ّ قَالَ قَالَ الرّضَا ع صَدِيقُ كُلّ امر‌ِئٍ عَقلُهُ وَ عَدُوّهُ جَهلُهُ


صفحه : 88

ورواه أيضا عن أبيه و ابن الوليد عن سعد والحميري‌ عن ابن هاشم عن الحسن بن الجهم عن الرضا ع ع ،[علل الشرائع ] أبي عن سعد عن ابن عيسي عن ابن فضال عن الحسن بن الجهم عنه ع

مثله سن ،[المحاسن ] ابن فضال مثله كنز الكراجكي‌، عن أمير المؤمنين ع مثله

12- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ رَحِمَهُ اللّهُ عَن أَبِي حَفصٍ عُمَرَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ مَهرَوَيهِ عَن دَاوُدَ بنِ سُلَيمَانَ قَالَ سَمِعتُ الرّضَا ع يَقُولُ مَا استَودَعَ اللّهُ عَبداً عَقلًا إِلّا استَنقَذَهُ بِهِ يَوماً

نهج ،[نهج البلاغة] مثله

13- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدٍ التّمّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ قَاسِمٍ الأنَباَريِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ عُبَيدٍ عَن عَبدِ الرّحِيمِ بنِ قَيسٍ الهلِاَليِ‌ّ عَنِ العمُرَيِ‌ّ عَن أَبِي حَمزَةَ السعّديِ‌ّ عَن أَبِيهِ قَالَ أَوصَي أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع إِلَي الحَسَنِ بنِ عَلِيّ ع فَقَالَ فِيمَا أَوصَي بِهِ إِلَيهِ يَا بنُيَ‌ّ لَا فَقرَ أَشَدّ مِنَ الجَهلِ وَ لَا عُدمَ أَشَدّ مِن عُدمِ العَقلِ وَ لَا وَحدَةَ وَ لَا وَحشَةَ أَوحَشُ مِنَ العُجبِ وَ لَا حَسَبَ كَحُسنِ الخُلُقِ وَ لَا وَرَعَ كَالكَفّ عَن مَحَارِمِ اللّهِ وَ لَا عِبَادَةَ كَالتّفَكّرِ فِي صَنعَةِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ يَا بنُيَ‌ّ العَقلُ خَلِيلُ المَرءِ وَ الحِلمُ وَزِيرُهُ وَ الرّفقُ وَالِدُهُ وَ الصّبرُ مِن خَيرِ جُنُودِهِ يَا بنُيَ‌ّ إِنّهُ لَا بُدّ لِلعَاقِلِ مِن أَن يَنظُرَ فِي شَأنِهِ فَليَحفَظ لِسَانَهُ وَ ليَعرِف أَهلَ زَمَانِهِ يَا بنُيَ‌ّ إِنّ مِنَ البَلَاءِ الفَاقَةَ وَ أَشَدّ مِن ذَلِكَ مَرَضُ البَدَنِ وَ أَشَدّ مِن ذَلِكَ مَرَضُ القَلبِ وَ إِنّ مِنَ النّعَمِ سَعَةَ المَالِ وَ أَفضَلُ مِن ذَلِكَ صِحّةُ البَدَنِ وَ أَفضَلُ مِن ذَلِكَ تَقوَي القُلُوبِ يَا بنُيَ‌ّ لِلمُؤمِنِ ثَلَاثُ سَاعَاتٍ سَاعَةٌ ينُاَجيِ‌ فِيهَا رَبّهُ وَ سَاعَةٌ يُحَاسِبُ فِيهَا نَفسَهُ وَ سَاعَةٌ يَخلُو فِيهَا بَينَ نَفسِهِ وَ لَذّتِهَا فِيمَا يَحِلّ وَ يُحمَدُ وَ لَيسَ لِلمُؤمِنِ بُدّ مِن أَن يَكُونَ شَاخِصاً فِي ثَلَاثٍ مَرَمّةٍ لِمَعَاشٍ أَو خُطوَةٍ لِمَعَادٍ أَو لَذّةٍ فِي غَيرِ مُحَرّمٍ

بيان العدم بالضم الفقر وفقدان شيء والعجب إعجاب المرء بنفسه بفضائله


صفحه : 89

وأعماله و هوموجب للترفع علي الناس والتطاول عليهم فيصير سببا لوحشة الناس عنه ومستلزما لترك إصلاح معايبه وتدارك مافات منه فينقطع عنه مواد رحمة الله ولطفه وهدايته فينفرد عن ربه و عن الخلق فلاوحشة أوحش منه و قوله ع و لاورع هوبالإضافة إلي ورع من يتورع عن المكروهات و لايتورع عن المحرمات والشخوص الذهاب من بلد إلي بلد والسير في الأرض ويمكن أن يكون المراد هنا مايشمل الخروج من البيت والخطوة بالضم والكسر المكانة والقرب والمنزلة أي يشخص لتحصيل مايوجب المكانة والمنزلة في الآخرة

14- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَنِ ابنِ قُولَوَيهِ عَنِ الكلُيَنيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن اليقَطيِنيِ‌ّ عَن حَنَانِ بنِ سَدِيرٍ عَن أَبِيهِ عَنِ البَاقِرِ ع فِي خَبَرِ سَلمَانَ وَ عُمَرَ أَنّهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا مَعشَرَ قُرَيشٍ إِنّ حَسَبَ المَرءِ دِينُهُ وَ مُرُوّتَهُ خُلُقُهُ وَ أَصلَهُ عَقلُهُ

15- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ مُحَمّدٍ الكَاتِبِ عَن عَبدِ الصّمَدِ بنِ عَلِيّ عَن مُحَمّدِ بنِ هَارُونَ بنِ عِيسَي عَن أَبِي طَلحَةَ الخزُاَعيِ‌ّ عَن عُمَرَ بنِ عَبّادٍ عَن أَبِي فُرَاتٍ قَالَ قَرَأتُ فِي كِتَابٍ لِوَهبِ بنِ مُنَبّهٍ وَ إِذًا مَكتُوبٌ فِي صَدرِ الكِتَابِ هَذَا مَا وَضَعَت الحُكَمَاءُ فِي كُتُبِهَا الِاجتِهَادُ فِي عِبَادَةِ اللّهِ أَربَحُ تِجَارَةٍ وَ لَا مَالَ أَعوَدُ مِنَ العَقلِ وَ لَا فَقرَ أَشَدّ مِنَ الجَهلِ وَ أَدَبٌ تَستَفِيدُهُ خَيرٌ مِن مِيرَاثٍ وَ حُسنُ الخُلُقِ خَيرُ رَفِيقٍ وَ التّوفِيقُ خَيرُ قَائِدٍ وَ لَا ظَهرَ أَوثَقُ مِنَ المُشَاوَرَةِ وَ لَا وَحشَةَ أَوحَشُ مِنَ العُجبِ وَ لَا يَطمَعَنّ صَاحِبُ الكِبرِ فِي حُسنِ الثّنَاءِ عَلَيهِ

بيان العائدة المنفعة ويقال هذاأعود أي أنفع و لاظهر أي لامعين و لامقوي‌ فإن قوة الإنسان بقوة ظهره

16- ع ،[علل الشرائع ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَنِ السعّدآَباَديِ‌ّ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَمّن ذَكَرَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَا خَلَقَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ شَيئاً أَبغَضَ إِلَيهِ مِنَ الأَحمَقِ لِأَنّهُ سَلَبَهُ أَحَبّ الأَشيَاءِ إِلَيهِ وَ هُوَ عَقلُهُ

بيان بغضه تعالي عبارة عن علمه بدناءة رتبته وعدم قابليته للكمال و مايترتب عليه عن عدم توفيقه علي مايقتضي‌ رفعة شأنه لعدم قابليته لذلك فلاينافي‌


صفحه : 90

عدم اختياره في ذلك أو يكون بغضه تعالي لمايختاره بسوء اختياره من قبائح أعماله مع كونه مختارا في تركه و الله يعلم

17- ع ،[علل الشرائع ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ دِعَامَةُ الإِنسَانِ العَقلُ وَ مِنَ العَقلِ الفِطنَةُ وَ الفَهمُ وَ الحِفظُ وَ العِلمُ فَإِذَا كَانَ تَأيِيدُ عَقلِهِ مِنَ النّورِ كَانَ عَالِماً حَافِظاً زَكِيّاً فَطِناً فَهِماً وَ بِالعَقلِ يَكمُلُ وَ هُوَ دَلِيلُهُ وَ مُبصِرُهُ[مِبصَرُهُ] وَ مِفتَاحُ أَمرِهِ

بيان الدعامة بالكسر عماد البيت والفطنة سرعة إدراك الأمور علي الاستقامة والنور لما كان سببا لظهور المحسوسات يطلق علي كل مايصير سببا لظهور الأشياء علي الحس أوالعقل فيطلق علي العلم و علي أرواح الأئمة ع و علي رحمة الله سبحانه و علي مايلقيه في قلوب العارفين من صفاء وجلاء به يظهر عليهم حقائق الحكم ودقائق الأمور و علي الرب تبارك و تعالي لأنه نور الأنوار و منه يظهر جميع الأشياء في الوجود العيني‌ والانكشاف العلمي‌ وهنا يحتمل الجمر و قوله زكيا فيما رأينا من النسخ بالزاء فهو بمعني الطهارة عن الجهل والرذائل و في الكافي‌ مكانه ذاكرا

18-ب ،[قرب الإسناد]هَارُونُ عَنِ ابنِ صَدَقَةَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي يُبغِضُ الشّيخَ الجَاهِلَ وَ الغنَيِ‌ّ الظّلُومَ وَ الفَقِيرَ المُختَالَ

بيان تخصيص الجاهل بالشيخ لكون الجهل منه أقبح لمضي‌ زمان طويل يمكنه فيه تحصيل العلم وتخصيص الظلوم بالغني‌ لكون الظلم منه أفحش لعدم الحاجة وتخصيص المختال أي المتكبر بالفقير لأنه منه أشنع إذ الغني‌ إذاتكبر فله عذر في ذلك لمايلزم الغني‌ من الفخر والعجب والطغيان


صفحه : 91

19-ثو،[ثواب الأعمال ] أَبِي عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ حَسّانَ عَن أَبِي مُحَمّدٍ الراّزيِ‌ّ عَنِ الحُسَينِ بنِ يَزِيدَ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ بَكرِ بنِ أَبِي سَمّاكٍ عَنِ الفَضلِ بنِ عُثمَانَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ مَن كَانَ عَاقِلًا خُتِمَ لَهُ بِالجَنّةِ إِن شَاءَ اللّهُ

20-ثو،[ثواب الأعمال ]بِهَذَا الإِسنَادِ عَن أَبِي مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ عَمِيرَةَ عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَن كَانَ عَاقِلًا كَانَ لَهُ دِينٌ وَ مَن كَانَ لَهُ دِينٌ دَخَلَ الجَنّةَ

21-سن ،[المحاسن ] أَبِي عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن رَجُلٍ مِن هَمدَانَ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ الوَلِيدِ الوصَاّفيِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ كَانَ يَرَي مُوسَي بنُ عِمرَانَ ع رَجُلًا مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ يَطُولُ سُجُودُهُ وَ يَطُولُ سُكُوتُهُ فَلَا يَكَادُ يَذهَبُ إِلَي مَوضِعٍ إِلّا وَ هُوَ مَعَهُ فَبَينَا هُوَ مِنَ الأَيّامِ فِي بَعضِ حَوَائِجِهِ إِذ مَرّ عَلَي أَرضٍ مُعشِبَةٍ يَزهُو وَ يَهتَزّ قَالَ فَتَأَوّهَ الرّجُلُ فَقَالَ لَهُ مُوسَي عَلَي مَا ذَا تَأَوّهتَ قَالَ تَمَنّيتُ أَن يَكُونَ لرِبَيّ‌ حِمَارٌ أَرعَاهُ هَاهُنَا قَالَ وَ أَكَبّ مُوسَي ع طَوِيلًا بِبَصَرِهِ عَلَي الأَرضِ اغتِمَاماً بِمَا سَمِعَ مِنهُ قَالَ فَانحَطّ عَلَيهِ الوحَي‌ُ فَقَالَ لَهُ مَا ألّذِي أَكبَرتَ مِن مَقَالَةِ عبَديِ‌ أَنَا أُؤَاخِذُ عبِاَديِ‌ عَلَي قَدرِ مَا أَعطَيتُهُم مِنَ العَقلِ

بيان في القاموس الزهو المنظر الحسن والنبات الناضر ونور النبت وزهرة وإشراقه والاهتزاز التحرك والنشاط والارتياح والظاهر أنهما بالتاء صفتان للأرض أوحالان منها لبيان نضارة أعشابها وطراوتها ونموها و إذاكانا بالياءين كما في أكثر النسخ فيحتمل أن يكونا حالين عن فاعل مر العابد إلي موسي ع والزهو جاء بمعني الفخر أي كان يفتخر وينشط إظهارا لشكره تعالي فيما هيأ له من ذلك

22-سن ،[المحاسن ]بَعضُ أَصحَابِنَا رَفَعَهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَا قَسَمَ اللّهُ لِلعِبَادِ شَيئاً أَفضَلَ مِنَ العَقلِ فَنَومُ العَاقِلِ أَفضَلُ مِن سَهَرِ الجَاهِلِ وَ إِفطَارُ العَاقِلِ أَفضَلُ مِن صَومِ الجَاهِلِ وَ إِقَامَةُ العَاقِلِ أَفضَلُ مِن شُخُوصِ الجَاهِلِ وَ لَا بَعَثَ اللّهُ رَسُولًا وَ لَا نَبِيّاً حَتّي


صفحه : 92

يَستَكمِلَ العَقلَ وَ يَكُونَ عَقلُهُ أَفضَلَ مِن عُقُولِ جَمِيعِ أُمّتِهِ وَ مَا يُضمِرُ النّبِيّ فِي نَفسِهِ أَفضَلُ مِنِ اجتِهَادِ المُجتَهِدِينَ وَ مَا أَدّي العَاقِلُ فَرَائِضَ اللّهِ حَتّي عَقَلَ مِنهُ وَ لَا بَلَغَ جَمِيعُ العَابِدِينَ فِي فَضلِ عِبَادَتِهِم مَا بَلَغَ العَاقِلُ إِنّ العُقَلَاءَ هُم أُولُو الأَلبَابِ الّذِينَ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّإِنّما يَتَذَكّرُ أُولُوا الأَلبابِ

إيضاح من شخوص الجاهل أي خروجه من بلده ومسافرته إلي البلاد طلبا لمرضاته تعالي كالجهاد والحج وغيرهما و مايضمر النبي في نفسه أي من النيات الصحيحة والتفكرات الكاملة والعقائد اليقينية و ماأدي العاقل فرائض الله حتي عقل منه أي لايعمل فريضة حتي يعقل من الله ويعلم أن الله أراد تلك منه ويعلم آداب إيقاعها ويحتمل أن يكون المراد أعم من ذلك أي يعقل ويعرف مايلزمه معرفته فمن ابتدائية علي التقديرين ويحتمل علي بعد أن يكون تبعيضية أي عقل من صفاته وعظمته وجلاله مايليق بفهمه ويناسب قابليته واستعداده و في أكثر النسخ و ماأدي العقل ويرجع إلي ماذكرنا إذ العاقل يؤدي‌ بالعقل و في الكافي‌ و ماأدي العبد فرائض الله حتي عقل عنه أي لايمكن للعبد أداء الفرائض كماينبغي‌ إلابأن يعقل ويعلم من جهة مأخوذة عن الله بالوحي‌ أوبأن يلهمه الله معرفته أوبأن يعطيه الله عقلا موهبيا به يسلك سبيل النجاة

23-سن ،[المحاسن ]بَعضُ أَصحَابِنَا رَفَعَهُ قَالَ مَا يُعبَأُ مِن أَهلِ هَذَا الدّينِ بِمَن لَا عَقلَ لَهُ قَالَ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ إِنّا نأَتيِ‌ قَوماً لَا بَأسَ بِهِم عِندَنَا مِمّن يَصِفُ هَذَا الأَمرَ لَيسَت لَهُم تِلكَ العُقُولُ فَقَالَ لَيسَ هَؤُلَاءِ مِمّن خَاطَبَ اللّهُ فِي قَولِهِيا أوُليِ‌ الأَلبابِ إِنّ اللّهَ خَلَقَ العَقلَ فَقَالَ لَهُ أَقبِل فَأَقبَلَ ثُمّ قَالَ لَهُ أَدبِر فَأَدبَرَ فَقَالَ وَ عزِتّيِ‌ وَ جلَاَليِ‌ مَا خَلَقتُ شَيئاً أَحسَنَ مِنكَ وَ أَحَبّ إلِيَ‌ّ مِنكَ بِكَ آخُذُ وَ بِكَ أعُطيِ‌

بيان مايعبأ أي لايبالي‌ و لايعتني‌ بشأن من لاعقل له من أهل هذاالدين فقال السائل عندنا قوم داخلون في هذاالدين غيركاملين في العقل فكيف حالهم فأجاب ع بأنهم و إن حرموا عن فضائل أهل العقل لكن تكاليفهم أيضا أسهل وأخف وأكثر المخاطبات في التكاليف الشاقة لأولي‌ الألباب


صفحه : 93

24-سن ،[المحاسن ]النوّفلَيِ‌ّ وَ جَهمُ بنُ حُكَيمٍ المدَاَئنِيِ‌ّ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا بَلَغَكُم عَن رَجُلٍ حُسنُ حَالِهِ فَانظُرُوا فِي حُسنِ عَقلِهِ فَإِنّمَا يُجَازَي بِعَقلِهِ

أقول في الكافي‌ حسن حال

25-مص ،[مصباح الشريعة] قَالَ الصّادِقُ ع الجَهلُ صُورَةٌ رُكّبَت فِي بنَيِ‌ آدَمَ إِقبَالُهَا ظُلمَةٌ وَ إِدبَارُهَا نُورٌ وَ العَبدُ مُتَقَلّبٌ مَعَهَا كَتَقَلّبِ الظّلّ مَعَ الشّمسِ أَ لَا تَرَي إِلَي الإِنسَانِ تَارَةً تَجِدُهُ جَاهِلًا بِخِصَالِ نَفسِهِ حَامِداً لَهَا عَارِفاً بِعَيبِهَا فِي غَيرِهِ سَاخِطاً وَ تَارَةً تَجِدُهُ عَالِماً بِطِبَاعِهِ سَاخِطاً لَهَا حَامِداً لَهَا فِي غَيرِهِ فَهُوَ مُتَقَلّبٌ بَينَ العِصمَةِ وَ الخِذلَانِ فَإِن قَابَلَتهُ العِصمَةُ أَصَابَ وَ إِن قَابَلَهُ الخِذلَانُ أَخطَأَ وَ مِفتَاحُ الجَهلِ الرّضَا وَ الِاعتِقَادُ بِهِ وَ مِفتَاحُ العِلمِ الِاستِبدَالُ مَعَ إِصَابَةِ مُوَافَقَةِ التّوفِيقِ وَ أَدنَي صِفَةُ الجَاهِلِ دَعوَاهُ العِلمَ بِلَا استِحقَاقٍ وَ أَوسَطُهُ جَهلُهُ بِالجَهلِ وَ أَقصَاهُ جُحُودُهُ العِلمَ وَ لَيسَ شَيءٌ إِثبَاتُهُ حَقِيقَةُ نَفيِهِ إِلّا الجَهلُ وَ الدّنيَا وَ الحِرصُ فَالكُلّ مِنهُم كَوَاحِدٍ وَ الوَاحِدُ مِنهُم كَالكُلّ

بيان كتقلب الظل مع الشمس أي كما أن شعاع الشمس قديغلب علي الظل ويضي‌ء مكانه و قد يكون بالعكس فكذلك العلم والعقل قديستوليان علي النفس فيظهر له عيوب نفسه ويأول بعقله عيوب غيره ماأمكنه و قديستولي‌ الجهل فيري محاسن غيره مساوي‌ ومساوي‌ نفسه محاسن ومفتاح الجهل الرضا بالجهل والاعتقاد به وبأنه كمال لاينبغي‌ مفارقته ومفتاح العلم طلب تحصيل العلم بدلا عن الجهل والكمال بدلا عن النقص وينبغي‌ أن يعلم أن سعيه مع عدم مساعدة التوفيق لاينفع فيتوسل بجنابه تعالي ليوفقه قوله ع إثباته أي عرفانه قال الفيروزآبادي‌ أثبته عرفه حق المعرفة وظاهر أن معرفة تلك الأمور كماهي‌ مستلزمة لتركها ونفيها أوالمعني أن كل من أقر بثبوت تلك الأشياء لامحالة ينفيها عن نفسه فالمراد بالدنيا حبها و


صفحه : 94

قوله ع فالكل كواحد لعل معناه أن هذه الخصال كخصلة واحدة لتشابه مباديها وانبعاث بعضها عن بعض وتقوي‌ بعضها ببعض كما لايخفي

26-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] عَن أَبِي مُحَمّدٍ ع قَالَ قَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع مَن لَم يَكُن عَقلُهُ أَكمَلَ مَا فِيهِ كَانَ هَلَاكُهُ مِن أَيسَرِ مَا فِيهِ

27-ضه ،[روضة الواعظين ] قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع صَدرُ العَاقِلِ صُندُوقُ سِرّهِ وَ لَا غِنَي كَالعَقلِ وَ لَا فَقرَ كَالجَهلِ وَ لَا مِيرَاثَ كَالأَدَبِ وَ لَا مَالَ أَعوَدُ مِنَ العَقلِ وَ لَا عَقلَ كَالتّدبِيرِ

28-ضه ،[روضة الواعظين ]روُيِ‌َ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ أَنّهُ قَالَ أَسَاسُ الدّينِ بنُيِ‌َ عَلَي العَقلِ وَ فُرِضَتِ الفَرَائِضُ عَلَي العَقلِ وَ رَبّنَا يُعرَفُ بِالعَقلِ وَ يُتَوَسّلُ إِلَيهِ بِالعَقلِ وَ العَاقِلُ أَقرَبُ إِلَي رَبّهِ مِن جَمِيعِ المُجتَهِدِينَ بِغَيرِ عَقلٍ وَ لَمِثقَالُ ذَرّةٍ مِن بِرّ العَاقِلِ أَفضَلُ مِن جِهَادِ الجَاهِلِ أَلفَ عَامٍ

29-ضه ،[روضة الواعظين ] قَالَ النّبِيّص قِوَامُ المَرءِ عَقلُهُ وَ لَا دِينَ لِمَن لَا عَقلَ لَهُ

30-ختص ،[الإختصاص ] قَالَ الصّادِقُ ع إِذَا أَرَادَ اللّهُ أَن يُزِيلَ مِن عَبدٍ نِعمَةً كَانَ أَوّلُ مَا يُغَيّرُ مِنهُ عَقلَهُ

31- وَ قَالَ ع يَغُوصُ العَقلُ عَلَي الكَلَامِ فَيَستَخرِجُهُ مِن مَكنُونِ الصّدرِ كَمَا يَغُوصُ الغَائِصُ عَلَي اللّؤلُؤِ المُستَكِنّةِ فِي البَحرِ

32- وَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع النّاسُ أَعدَاءٌ لِمَا جَهِلُوا

33- وَ قَالَ ع أَربَعُ خِصَالٍ يَسُودُ بِهَا المَرءُ العِفّةُ وَ الأَدَبُ وَ الجُودُ وَ العَقلُ

34- وَ قَالَ ع لَا مَالَ أَعوَدُ مِنَ العَقلِ وَ لَا مُصِيبَةَ أَعظَمُ مِنَ الجَهلِ وَ لَا مُظَاهَرَةَ أَوثَقُ مِنَ المُشَاوَرَةِ وَ لَا وَرَعَ كَالكَفّ عَنِ المَحَارِمِ وَ لَا عِبَادَةَ كَالتّفَكّرِ وَ لَا قَائِدَ خَيرٌ مِنَ التّوفِيقِ وَ لَا قَرِينَ خَيرٌ مِن حُسنِ الخُلُقِ وَ لَا مِيرَاثَ خَيرٌ مِنَ الأَدَبِ

35- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن حَنظَلَةَ بنِ زَكَرِيّا القاَضيِ‌ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ حَمزَةَ العلَوَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص حَسَبُ المُؤمِنِ مَالُهُ وَ مُرُوّتُهُ عَقلُهُ وَ حِلمُهُ شَرَفُهُ وَ كَرَمُهُ تَقوَاهُ

36-الدّرّةُ البَاهِرَةُ قَالَ أَبُو الحَسَنِ الثّالِثُ ع الجَهلُ وَ البُخلُ أَذَمّ الأَخلَاقِ


صفحه : 95

37- وَ قَالَ أَبُو مُحَمّدٍ العسَكرَيِ‌ّ ع حُسنُ الصّورَةِ جَمَالٌ ظَاهِرٌ وَ حُسنُ العَقلِ جَمَالٌ بَاطِنٌ

38- وَ قَالَ ع لَو عَقَلَ أَهلُ الدّنيَا خَرِبَت

39-نهج ،[نهج البلاغة] قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع لَيسَ الرّؤيَةُ مَعَ الإِبصَارِ وَ قَد تَكذِبُ العُيُونُ أَهلَهَا وَ لَا يَغُشّ العَقلُ مَنِ انتَصَحَهُ

بيان أي الرؤية الحقيقية رؤية العقل لأن الحواس قدتعرض لها الغلط

40-نهج ،[نهج البلاغة] قَالَ ع لَا غِنَي كَالعَقلِ وَ لَا فَقرَ كَالجَهلِ وَ لَا مِيرَاثَ كَالأَدَبِ وَ لَا ظَهِيرَ كَالمُشَاوَرَةِ

41- وَ قَالَ ع أَغنَي الغِنَي العَقلُ وَ أَكبَرُ الفَقرِ الحُمقُ

42- وَ قَالَ ع لَا مَالَ أَعوَدُ مِنَ العَقلِ وَ لَا عَقلَ كَالتّدبِيرِ

43- وَ قَالَ ع الحِلمُ غِطَاءٌ سَاتِرٌ وَ العَقلُ حُسَامٌ بَاتِرٌ فَاستُر خَلَلَ خُلُقِكَ بِحِلمِكَ وَ قَاتِل هَوَاكَ بِعَقلِكَ

44-كَنزُ الكرَاَجكُيِ‌ّ، قَالَ النّبِيّص لِكُلّ شَيءٍ آلَةٌ وَ عُدّةٌ وَ آلَةُ المُؤمِنِ وَ عُدّتُهُ العَقلُ وَ لِكُلّ شَيءٍ مَطِيّةٌ وَ مَطِيّةُ المَرءِ العَقلُ وَ لِكُلّ شَيءٍ غَايَةٌ وَ غَايَةُ العِبَادَةِ العَقلُ وَ لِكُلّ قَومٍ رَاعٍ وَ راَعيِ‌ العَابِدِينَ العَقلُ وَ لِكُلّ تَاجِرٍ بِضَاعَةٌ وَ بِضَاعَةُ المُجتَهِدِينَ العَقلُ وَ لِكُلّ خَرَابٍ عِمَارَةٌ وَ عِمَارَةُ الآخِرَةِ العَقلُ وَ لِكُلّ سَفرٍ فُسطَاطٌ يَلجَئُونَ إِلَيهِ وَ فُسطَاطُ المُسلِمِينَ العَقلُ

45- وَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع لَا عُدّةَ أَنفَعُ مِنَ العَقلِ وَ لَا عَدُوّ أَضَرّ مِنَ الجَهلِ

46- وَ قَالَ زِينَةُ الرّجُلِ عَقلُهُ

47- وَ قَالَ ع قَطِيعَةُ العَاقِلِ تَعدِلُ صِلَةَ الجَاهِلِ

48- وَ قَالَ ع مَن لَم يَكُن أَكثَرُ مَا فِيهِ عَقلَهُ كَانَ بِأَكثَرِ مَا فِيهِ قَتلُهُ


صفحه : 96

49- وَ قَالَ ع الجَمَالُ فِي اللّسَانِ وَ الكَمَالُ فِي العَقلِ وَ لَا يَزَالُ العَقلُ وَ الحُمقُ يَتَغَالَبَانِ عَلَي الرّجُلِ إِلَي ثمَاَنيِ‌َ عَشرَةَ سَنَةً فَإِذَا بَلَغَهَا غَلَبَ عَلَيهِ أَكثَرُهُمَا فِيهِ

50- وَ قَالَ ع العُقُولُ أَئِمّةُ الأَفكَارِ وَ الأَفكَارُ أَئِمّةُ القُلُوبِ وَ القُلُوبُ أَئِمّةُ الحَوَاسّ وَ الحَوَاسّ أَئِمّةُ الأَعضَاءِ

51- وَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص استَرشِدُوا العَقلَ تُرشَدُوا وَ لَا تَعصُوهُ فَتَندَمُوا

52- وَ قَالَص سَيّدُ الأَعمَالِ فِي الدّارَينِ العَقلُ وَ لِكُلّ شَيءٍ دِعَامَةٌ وَ دِعَامَةُ المُؤمِنِ عَقلُهُ فَبِقَدرِ عَقلِهِ تَكُونُ عِبَادَتُهُ لِرَبّهِ

53- وَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع العُقُولُ ذَخَائِرُ وَ الأَعمَالُ كُنُوزٌ

باب 2-حقيقة العقل وكيفيته وبدو خلقه

1- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَنِ الحمِيرَيِ‌ّ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ العَلَاءِ عَن مُحَمّدٍ عَنِ البَاقِرِ ع قَالَ لَمّا خَلَقَ اللّهُ العَقلَ استَنطَقَهُ ثُمّ قَالَ لَهُ أَقبِل فَأَقبَلَ ثُمّ قَالَ لَهُ أَدبِر فَأَدبَرَ ثُمّ قَالَ لَهُ وَ عزِتّيِ‌ وَ جلَاَليِ‌ مَا خَلَقتُ خَلقاً هُوَ أَحَبّ إلِيَ‌ّ مِنكَ وَ لَا أُكمِلُكَ إِلّا فِيمَن أُحِبّ أَمَا إنِيّ‌ إِيّاكَ آمُرُ وَ إِيّاكَ أَنهَي وَ إِيّاكَ أُثِيبُ

سن ،[المحاسن ] ابن محبوب مثله

2- ع ،[علل الشرائع ] فِي سُؤَالَاتِ الشاّميِ‌ّ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ أخَبرِنيِ‌ عَن أَوّلِ مَا خَلَقَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي فَقَالَ النّورُ

أقول سيأتي‌ بعض الأخبار في باب علامات العقل

3-سن ،[المحاسن ] مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ عَن وُهَيبِ بنِ حَفصٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ اللّهَ خَلَقَ العَقلَ فَقَالَ لَهُ أَقبِل فَأَقبَلَ ثُمّ قَالَ لَهُ أَدبِر فَأَدبَرَ ثُمّ قَالَ لَهُ وَ عزِتّيِ‌ وَ جلَاَليِ‌ مَا خَلَقتُ شَيئاً أَحَبّ إلِيَ‌ّ مِنكَ لَكَ الثّوَابُ وَ عَلَيكَ العِقَابُ

4-سن ،[المحاسن ]السنّديِ‌ّ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ العَلَاءِ عَن مُحَمّدٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ وَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَا لَمّا خَلَقَ اللّهُ العَقلَ قَالَ لَهُ أَدبِر فَأَدبَرَ ثُمّ قَالَ لَهُ أَقبِل فَأَقبَلَ فَقَالَ وَ عزِتّيِ‌ وَ جلَاَليِ‌ مَا خَلَقتُ خَلقاً أَحسَنَ مِنكَ إِيّاكَ آمُرُ وَ إِيّاكَ أَنهَي وَ إِيّاكَ أُثِيبُ وَ إِيّاكَ أُعَاقِبُ


صفحه : 97

5-سن ،[المحاسن ] عَلِيّ بنُ الحَكَمِ عَن هِشَامٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع لَمّا خَلَقَ اللّهُ العَقلَ قَالَ لَهُ أَقبِل فَأَقبَلَ ثُمّ قَالَ لَهُ أَدبِر فَأَدبَرَ ثُمّ قَالَ وَ عزِتّيِ‌ وَ جلَاَليِ‌ مَا خَلَقتُ خَلقاً هُوَ أَحَبّ إلِيَ‌ّ مِنكَ بِكَ آخُذُ وَ بِكَ أعُطيِ‌ وَ عَلَيكَ أُثِيبُ

6-سن ،[المحاسن ] أَبِي عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الفَضلِ النوّفلَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص خَلَقَ اللّهُ العَقلَ فَقَالَ لَهُ أَدبِر فَأَدبَرَ ثُمّ قَالَ لَهُ أَقبِل فَأَقبَلَ ثُمّ قَالَ مَا خَلَقتُ خَلقاً أَحَبّ إلِيَ‌ّ مِنكَ فَأَعطَي اللّهُ مُحَمّداًص تِسعَةً وَ تِسعِينَ جُزءاً ثُمّ قَسَمَ بَينَ العِبَادِ جُزءاً وَاحِداً

7-غو،[غوالي‌ اللئالي‌] قَالَ النّبِيّص أَوّلُ مَا خَلَقَ اللّهُ نوُريِ‌

8- وَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ أَنّهُص قَالَ أَوّلُ مَا خَلَقَ اللّهُ العَقلُ

9- وَ روُيِ‌َ بِطَرِيقٍ آخَرَ أَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ لَمّا خَلَقَ العَقلَ قَالَ لَهُ أَقبِل فَأَقبَلَ ثُمّ قَالَ لَهُ أَدبِر فَأَدبَرَ فَقَالَ تَعَالَي وَ عزِتّيِ‌ وَ جلَاَليِ‌ مَا خَلَقتُ خَلقاً هُوَ أَكرَمُ عَلَيّ مِنكَ بِكَ أُثِيبُ وَ بِكَ أُعَاقِبُ وَ بِكَ آخُذُ وَ بِكَ أعُطيِ‌

10- ع ،[علل الشرائع ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ هَاشِمٍ عَنِ ابنِ مَعبَدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ خَالِدٍ عَن إِسحَاقَ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع الرّجُلُ آتِيهِ أُكَلّمُهُ بِبَعضِ كلَاَميِ‌ فَيَعرِفُ كُلّهُ وَ مِنهُم مَن آتِيهِ فَأُكَلّمُهُ بِالكَلَامِ فيَسَتوَفيِ‌ كلَاَميِ‌ كُلّهُ ثُمّ يَرُدّهُ عَلَيّ كَمَا كَلّمتُهُ وَ مِنهُم مَن آتِيهِ فَأُكَلّمُهُ فَيَقُولُ أَعِد عَلَيّ فَقَالَ يَا إِسحَاقُ أَ وَ مَا تدَريِ‌ لِمَ هَذَا قُلتُ لَا قَالَ ألّذِي تُكَلّمُهُ بِبَعضِ كَلَامِكَ فَيَعرِفُ كُلّهُ فَذَاكَ مَن عُجِنَت نُطفَتُهُ بِعَقلِهِ وَ أَمّا ألّذِي تُكَلّمُهُ فيَسَتوَفيِ‌ كَلَامَكَ ثُمّ يُجِيبُكَ عَلَي كَلَامِكَ فَذَاكَ ألّذِي رُكّبَ عَقلُهُ فِي بَطنِ أُمّهِ وَ أَمّا ألّذِي تُكَلّمُهُ بِالكَلَامِ فَيَقُولُ أَعِد عَلَيّ فَذَاكَ ألّذِي رُكّبَ عَقلُهُ فِيهِ بَعدَ مَا كَبِرَ فَهُوَ يَقُولُ أَعِد عَلَيّ

بيان قوله ثم يرده علي أي أصل الكلام كماسمعه أويجيب علي وفق ماكلمته والثاني‌ أظهر ثم اعلم أنه يحتمل أن يكون الكلام جاريا علي وجه المجاز لبيان اختلاف الأنفس في الاستعدادات الذاتية أي كأنه عجنت نطفته بعقله مثلا و أن يكون المراد


صفحه : 98

أن بعض الناس يستكمل نفسه الناطقة بالعقل واستعداد فهم الأشياء وإدراك الخير والشر عندكونها نطفة وبعضها عندكونها في البطن وبعضها بعدكبر الشخص واستعمال الحواس وحصول البديهيات وتجربة الأمور و أن يكون المراد الإشارة إلي أن اختلاف المواد البدنية له مدخل في اختلاف العقل و الله يعلم

11-ختص ،[الإختصاص ] قَالَ الصّادِقُ ع إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي لَمّا خَلَقَ العَقلَ قَالَ لَهُ أَقبِل فَأَقبَلَ ثُمّ قَالَ لَهُ أَدبِر فَأَدبَرَ فَقَالَ وَ عزِتّيِ‌ وَ جلَاَليِ‌ مَا خَلَقتُ خَلقاً أَعَزّ عَلَيّ مِنكَ أُؤَيّدُ مَن أَحبَبتُهُ بِكَ

12- وَ قَالَ ع خَلَقَ اللّهُ العَقلَ مِن أَربَعَةِ أَشيَاءَ مِنَ العِلمِ وَ القُدرَةِ وَ النّورِ وَ المَشِيّةِ بِالأَمرِ فَجَعَلَهُ قَائِماً بِالعِلمِ دَائِماً فِي المَلَكُوتِ

13- ع ،[علل الشرائع ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ البزَنَطيِ‌ّ عَن أَبِي جَمِيلَةَ عَمّن ذَكَرَهُ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ الغِلظَةَ فِي الكَبِدِ وَ الحَيَاءَ فِي الرّيحِ وَ العَقلَ مَسكَنُهُ القَلبُ

بيان أن الغلظة في الكبد أي تنشأ من بعض الأخلاط المتولدة من الكبد كالدم والمرة الصفراء مثلا والريح كثر استعماله في الأخبار علي ماسيأتي‌ في كتاب أحوال الإنسان ويظهر من بعضها أنها المرة السوداء و من بعضها أنها الروح الحيواني‌ و من بعضها أنها أحد أجزاء البدن سوي الأخلاط الأربعة والأجزاء المعروفة والقلب يطلق علي النفس الإنساني‌ لتعلقها أولا بالروح الحيواني‌ المنبعث عن القلب الصنوبري‌ ولذلك


صفحه : 99

تعلقها بالقلب أكثر من سائر الأعضاء أولتقلب أحواله وتفصيل الكلام في هذاالخبر سيأتي‌ في كتاب السماء والعالم

14- ع ،[علل الشرائع ]بِإِسنَادِهِ العلَوَيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع أَنّ النّبِيّص سُئِلَ مِمّا خَلَقَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ العَقلَ قَالَ خَلقُهُ مَلَكٌ لَهُ رُءُوسٌ بِعَدَدِ الخَلَائِقِ مَن خُلِقَ وَ مَن يُخلَقُ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ وَ لِكُلّ رَأسٍ وَجهٌ وَ لِكُلّ آدمَيِ‌ّ رَأسٌ مِن رُءُوسِ العَقلِ وَ اسمُ ذَلِكَ الإِنسَانِ عَلَي وَجهِ ذَلِكَ الرّأسِ مَكتُوبٌ وَ عَلَي كُلّ وَجهٍ سِترٌ مُلقًي لَا يُكشَفُ ذَلِكَ السّترُ مِن ذَلِكَ الوَجهِ حَتّي يُولَدَ هَذَا المَولُودُ وَ يَبلُغَ حَدّ الرّجَالِ أَو حَدّ النّسَاءِ فَإِذَا بَلَغَ كُشِفَ ذَلِكَ السّترُ فَيَقَعُ فِي قَلبِ هَذَا الإِنسَانِ نُورٌ فَيَفهَمُ الفَرِيضَةَ وَ السّنّةَ وَ الجَيّدَ وَ الردّيِ‌ءَ أَلَا وَ مَثَلُ العَقلِ فِي القَلبِ كَمَثَلِ السّرَاجِ فِي وَسَطِ البَيتِ

بسط كلام لتوضيح مرام اعلم أن فهم أخبار أبواب العقل يتوقف علي بيان ماهية العقل واختلاف الآراء والمصطلحات فيه فنقول إن العقل هوتعقل الأشياء وفهمها في أصل اللغة واصطلح إطلاقه علي أمور الأول هوقوة إدراك الخير والشر والتمييز بينهما والتمكن من معرفة أسباب الأمور وذوات الأسباب و مايؤدي‌ إليها و مايمنع منها والعقل بهذا المعني مناط التكليف والثواب والعقاب .الثاني‌ ملكة وحالة في النفس تدعو إلي اختيار الخير والنفع واجتناب الشرور والمضار و بهاتقوي النفس علي زجر الدواعي‌ الشهوانية والغضبية والوساوس الشيطانية وهل هذا هوالكامل من الأول أم هوصفة أخري وحالة مغايرة للأولي يحتملهما و مايشاهد في أكثر الناس من حكمهم بخيرية بعض الأمور مع عدم إتيانهم بها وبشرية بعض الأمور مع كونهم مولعين بهايدل علي أن هذه الحالة غيرالعلم بالخير والشر.


صفحه : 100

و ألذي ظهر لنا من تتبع الأخبار المنتمية إلي الأئمة الأبرار سلام الله عليهم هو أن الله خلق في كل شخص من أشخاص المكلفين قوة واستعداد إدراك الأمور من المضار والمنافع وغيرها علي اختلاف كثير بينهم فيها وأقل درجاتها مناط التكليف و بهايتميز عن المجانين وباختلاف درجاتها تتفاوت التكاليف فكلما كانت هذه القوة أكمل كانت التكاليف أشق وأكثر وتكمل هذه القوة في كل شخص بحسب استعداده بالعلم والعمل فكلما سعي في تحصيل ماينفعه من العلوم الحقة وعمل بهاتقوي تلك القوة ثم العلوم تتفاوت في مراتب النقص والكمال وكلما ازدادت قوة تكثر آثارها وتحث صاحبها بحسب قوتها علي العمل بهافأكثر الناس علمهم بالمبدأ والمعاد وسائر أركان الإيمان علم تصوري‌ يسمونه تصديقا و في بعضهم تصديق ظني‌ و في بعضهم تصديق اضطراري‌ فلذا لايعملون بما يدعون فإذاكمل العلم وبلغ درجة اليقين يظهر آثاره علي صاحبه كل حين وسيأتي‌ تمام تحقيق ذلك في كتاب الإيمان والكفر إن شاء الله تعالي .الثالث القوة التي‌ يستعملها الناس في نظام أمور معاشهم فإن وافقت قانون الشرع واستعملت فيما استحسنه الشارع تسمي بعقل المعاش و هوممدوح في الأخبار ومغايرته لما قدمر بنوع من الاعتبار و إذااستعملت في الأمور الباطلة والحيل الفاسدة تسمي بالنكراء والشيطنة في لسان الشرع ومنهم من أثبت لذلك قوة أخري و هو غيرمعلوم .


صفحه : 101

الرابع مراتب استعداد النفس لتحصيل النظريات وقربها وبعدها عن ذلك وأثبتوا لها مراتب أربعة سموها بالعقل الهيولاني‌ والعقل بالملكة والعقل بالفعل والعقل المستفاد و قدتطلق هذه الأسامي‌ علي النفس في تلك المراتب وتفصيلها مذكور في محالها ويرجع إلي ماذكرنا أولا فإن الظاهر أنها قوة واحدة تختلف أسماؤها بحسب متعلقاتها و ماتستعمل فيه .الخامس النفس الناطقة الإنسانية التي‌ بهايتميز عن سائر البهائم .السادس ماذهب إليه الفلاسفة وأثبتوه بزعمهم من جوهر مجرد قديم لاتعلق له بالمادة ذاتا و لافعلا والقول به كماذكروه مستلزم لإنكار كثير من ضروريات الدين من حدوث العالم وغيره مما لايسع المقام ذكره وبعض المنتحلين منهم للإسلام أثبتوا عقولا حادثة وهي‌ أيضا علي ماأثبتوها مستلزمة لإنكار كثير من الأصول المقررة الإسلامية مع أنه لايظهر من الأخبار وجود مجرد سوي الله تعالي . و قال بعض محققيهم إن نسبة العقل العاشر ألذي يسمونه بالعقل الفعال إلي النفس كنسبة النفس إلي البدن فكما أن النفس صورة للبدن والبدن مادتها فكذلك العقل صورة للنفس والنفس مادته و هومشرق عليها وعلومها مقتبسة منه ويكمل هذاالارتباط إلي حد تطالع العلوم فيه وتتصل به و ليس لهم علي هذه الأمور دليل إلامموهات شبهات أوخيالات غريبة زينوها بلطائف عبارات . فإذاعرفت مامهدنا فاعلم أن الأخبار الواردة في هذه الأبواب أكثرها ظاهرة في المعنيين الأولين الذين مآلهما إلي واحد و في الثاني‌ منهما أكثر وأظهر وبعض الأخبار يحتمل بعض المعاني‌ الأخري و في بعض الأخبار يطلق العقل علي نفس العلم النافع المورث للنجاة المستلزم لحصول السعادات .فأما أخبار استنطاق العقل وإقباله وإدباره فيمكن حملها علي أحد المعاني‌ الأربعة المذكورة أولا أو مايشملها جميعا وحينئذ يحتمل أن يكون الخلق بمعني التقدير كماورد في اللغة أو يكون المراد بالخلق الخلق في النفس واتصاف النفس بها و يكون سائر ماذكر فيها من الاستنطاق والإقبال والإدبار وغيرها استعارة تمثيليه لبيان


صفحه : 102

أن مدار التكاليف والكمالات والترقيات علي العقل ويحتمل أن يكون المراد بالاستنطاق جعله قابلا لأن يدرك به العلوم و يكون الأمر بالإقبال والإدبار أمرا تكوينيا يجعله قابلا لكونه وسيلة لتحصيل الدنيا والآخرة والسعادة والشقاوة معا وآلة للاستعمال في تعرف حقائق الأمور والتفكر في دقائق الحيل أيضا. و في بعض الأخبار بك آمر وبك أنهي وبك أعاقب وبك أثيب و هومنطبق علي هذاالمعني لأن أقل درجاته مناط صحة أصل التكليف و كل درجة من درجاته مناط صحة بعض التكاليف و في بعض الأخبار إياك مكان بك في كل مواضع و في بعضها في بعضها فالمراد المبالغة في اشتراط التكليف به فكأنه هوالمكلف حقيقة و ما في بعض الأخبار من أنه أول خلق من الروحانيين فيحتمل أن يكون المراد أول مقدر من الصفات المتعلقة بالروح أوأول غريزة يطبع عليها النفس وتودع فيها أو يكون أوليته باعتبار أولية مايتعلق به من النفوس و أما إذااحتملت علي المعني الخامس فيحتمل أن يكون أيضا علي التمثيل كمامر وكونها مخلوقة ظاهر وكونها أول مخلوق إما باعتبار أن النفوس خلقت قبل الأجساد كماورد في الأخبار المستفيضة فيحتمل أن يكون خلق الأرواح مقدما علي خلق جميع المخلوقات غيرها لكن خبر أول ماخلق الله العقل ماوجدته في الأخبار المعتبرة وإنما هومأخوذ من أخبار العامة وظاهر أكثر أخبارنا أن أول المخلوقات الماء أوالهواء كماسيأتي‌ في كتاب السماء والعالم نعم ورد في أخبارنا أن العقل أول خلق من الروحانيين و هو لاينافي‌ تقدم خلق بعض الأجسام علي خلقه وحينئذ فالمراد بإقبالها بناء علي ماذهب إليه جماعة من تجرد النفس إقبالها إلي عالم المجردات وبإدبارها تعلقها بالبدن والماديات أوالمراد بإقبالها إقبالها إلي المقامات العالية والدرجات الرفيعة وبإدبارها هبوطها عن تلك المقامات وتوجهها إلي تحصيل الأمور الدنية الدنيوية وتشبهها بالبهائم والحيوانات فعلي ماذكرنا من التمثيل يكون الغرض بيان أن لها هذه الاستعدادات المختلفة و هذه الشئون المتباعدة و إن لم نحمل علي التمثيل يمكن أن يكون الاستنطاق حقيقيا و أن يكون كناية عن جعلها مدركة للكليات وكذا الأمر بالإقبال والإدبار


صفحه : 103

يمكن أن يكون حقيقيا لظهور انقيادها لمايريده تعالي منها و أن يكون أمرا تكوينيا لتكون قابلة للأمرين أي الصعود إلي الكمال والقرب والوصال والهبوط إلي النقص و مايوجب الوبال أولتكون في درجة متوسطة من التجرد لتعلقها بالماديات لكن تجرد النفس لم يثبت لنا من الأخبار بل الظاهر منها ماديتها كماسنبين فيما بعد إن شاء الله تعالي . و أماالمعني السادس فلو قال أحد بجوهر مجرد لا يقول بقدمه و لايتوقف تأثير الواجب في الممكنات عليه و لابتأثيره في خلق الأشياء ويسميه العقل ويجعل بعض تلك الأخبار منطبقا علي ماسماه عقلا فيمكنه أن يقول إن إقباله عبارة عن توجهه إلي المبدأ وإدباره عبارة عن توجهه إلي النفوس لإشراقه عليها واستكمالها به . فإذاعرفت ذلك فاستمع لمايتلي عليك من الحق الحقيق بالبيان وبأن لايبالي‌ بما يشمئز عنه من نواقص الأذهان .فاعلم أن أكثر ماأثبتوه لهذه العقول قدثبت لأرواح النبي والأئمة ع في أخبارنا المتواترة علي وجه آخر فإنهم أثبتوا القدم للعقل و قدثبت التقدم في الخلق لأرواحهم إما علي جميع المخلوقات أو علي سائر الروحانيين في أخبار متواترة وأيضا أثبتوا لها التوسط في الإيجاد أوالاشتراط في التأثير و قدثبت في الأخبار كونهم ع علة غائية لجميع المخلوقات و أنه لولاهم لماخلق الله الأفلاك وغيرها وأثبتوا لها كونها وسائط في إفاضة العلوم والمعارف علي النفوس والأرواح و قدثبت في الأخبار أن جميع العلوم والحقائق والمعارف بتوسطهم تفيض علي سائر الخلق حتي الملائكة والأنبياء. والحاصل أنه قدثبت بالأخبار المستفيضة أنهم ع الوسائل بين الخلق و بين الحق في إفاضة جميع الرحمات والعلوم والكمالات علي جميع الخلق فكلما يكون التوسل بهم والإذعان بفضلهم أكثر كان فيضان الكمالات من الله أكثر و لماسلكوا سبيل الرياضات والتفكرات مستبدين بآراءهم علي غيرقانون الشريعة المقدسة ظهرت عليهم حقيقة هذاالأمر ملبسا مشتبها فأخطئوا في ذلك وأثبتوا عقولا وتكلموا في


صفحه : 104

ذلك فضولا فعلي قياس ماقالوا يمكن أن يكون المراد بالعقل نور النبي ص ألذي انشعبت منه أنوار الأئمة ع واستنطاقه علي الحقيقة أوبجعله محلا للمعارف الغير المتناهية والمراد بالأمر بالإقبال ترقيه علي مراتب الكمال وجذبه إلي أعلي مقام القرب والوصال وبإدباره إما إنزاله إلي البدن أوالأمر بتكميل الخلق بعدغاية الكمال فإنه يلزمه التنزل عن غاية مراتب القرب بسبب معاشرة الخلق ويومئ إليه قوله تعالي قَد أَنزَلَ اللّهُ إِلَيكُم ذِكراً رَسُولًا و قدبسطنا الكلام في ذلك في الفوائد الطريفة ويحتمل أن يكون المراد بالإقبال الإقبال إلي الخلق وبالإدبار الرجوع إلي عالم القدس بعدإتمام التبليغ ويؤيده ما في بعض الأخبار من تقديم الإدبار علي الإقبال و علي التقادير فالمراد بقوله تعالي و لاأكلمك يمكن أن يكون المراد و لاأكمل محبتك والارتباط بك وكونك واسطة بينه وبيني‌ إلافيمن أحبه أو يكون الخطاب مع روحهم ونورهم ع والمراد بالإكمال إكماله في أبدانهم الشريفة أي هذاالنور بعدتشعبه بأي‌ بدن تعلق وكمل فيه يكون ذلك الشخص أحب الخلق إلي الله تعالي و قوله إياك


صفحه : 105

آمر التخصيص إما لكونهم صلوات الله عليهم مكلفين بما لم يكلف به غيرهم ويتأتي منهم من حق عبادته تعالي ما لايتأتي من غيرهم أولاشتراط صحة أعمال العباد بولايتهم والإقرار بفضلهم بنحو مامر من التجوز وبهذا التحقيق يمكن الجمع بين ماروي‌ عن النبي ص أول ماخلق الله نوري‌ و بين ماروي‌ أول ماخلق الله العقل و ماروي‌ أول ماخلق الله النور إن صحت أسانيدها وتحقيق هذاالكلام علي ماينبغي‌ يحتاج إلي نوع من البسط والإطناب و لووفينا حقه لكنا أخلفنا ماوعدناه في صدر الكتاب . و أماالخبر الأخير فهو من غوامض الأخبار والظاهر أن الكلام فيه مسوق علي نحو الرموز والأسرار ويحتمل أن يكون كناية عن تعلقه بكل مكلف و إن لذلك التعلق وقتا خاصا وقبل ذلك الوقت موانع عن تعلق العقل من الأغشية الظلمانية والكدورات الهيولانية كستر مسدول علي وجه العقل ويمكن حمله علي ظاهر حقيقته علي بعض الاحتمالات السالفة و قوله خلقه ملك لعله بالإضافة أي خلقته كخلقة الملائكة في لطافته وروحانيته ويحتمل أن يكون خلقه مضافا إلي الضمير مبتدأ وملك خبره أي خلقته خلقة ملك أو هوملك حقيقة و الله يعلم

باب 3-احتجاج الله تعالي علي الناس بالعقل و أنه يحاسبهم علي قدر عقولهم

1-ج ،[الإحتجاج ] فِي خَبَرِ ابنِ السّكّيتِ قَالَ فَمَا الحُجّةُ عَلَي الخَلقِ اليَومَ فَقَالَ الرّضَا ع العَقلُ تَعرِفُ بِهِ الصّادِقَ عَلَي اللّهِ فَتُصَدّقُهُ وَ الكَاذِبَ عَلَي اللّهِ فَتُكَذّبُهُ فَقَالَ ابنُ السّكّيتِ هَذَا هُوَ وَ اللّهِ الجَوَابُ

ع ،[علل الشرائع ]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] ابن مسرور عن ابن عامر عن أبي عبد الله السياري‌ عن أبي يعقوب البغدادي‌ عن ابن السكيت مثله


صفحه : 106

2- مع ،[معاني‌ الأخبار] أَبِي عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن يَزِيدَ الرّزّازِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع يَا بنُيَ‌ّ اعرِف مَنَازِلَ الشّيعَةِ عَلَي قَدرِ رِوَايَتِهِم وَ مَعرِفَتِهِم فَإِنّ المَعرِفَةَ هيِ‌َ الدّرَايَةُ لِلرّوَايَةِ وَ بِالدّرَايَاتِ لِلرّوَايَاتِ يَعلُو المُؤمِنُ إِلَي أَقصَي دَرَجَاتِ الإِيمَانِ إنِيّ‌ نَظَرتُ فِي كِتَابٍ لعِلَيِ‌ّ ع فَوَجَدتُ فِي الكِتَابِ أَنّ قِيمَةَ كُلّ امر‌ِئٍ وَ قَدرَهُ مَعرِفَتُهُ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي يُحَاسِبُ النّاسَ عَلَي قَدرِ مَا آتَاهُم مِنَ العُقُولِ فِي دَارِ الدّنيَا

3-سن ،[المحاسن ] الحُسَينُ بنُ عَلِيّ بنِ يَقطِينٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّمَا يُدَاقّ اللّهُ العِبَادَ فِي الحِسَابِ يَومَ القِيَامَةِ عَلَي قَدرِ مَا آتَاهُم مِنَ العُقُولِ فِي الدّنيَا

4-سن ،[المحاسن ] مُحَمّدٌ البرَقيِ‌ّ عَن سُلَيمَانَ بنِ جَعفَرٍ الجعَفرَيِ‌ّ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّا مَعَاشِرَ الأَنبِيَاءِ نُكَلّمُ النّاسَ عَلَي قَدرِ عُقُولِهِم

5-سن ،[المحاسن ]النوّفلَيِ‌ّ وَ جَهمُ بنُ حكيم [حَكَمٍ]المدَاَئنِيِ‌ّ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا بَلَغَكُم عَن رَجُلٍ حُسنُ حَالِهِ فَانظُرُوا فِي حُسنِ عَقلِهِ فَإِنّمَا يُجَازَي بِعَقلِهِ

باب 4-علامات العقل وجنوده

1-ل ،[الخصال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص قُسِمَ العَقلُ عَلَي ثَلَاثَةِ أَجزَاءٍ فَمَن كَانَت فِيهِ كَمَلَ عَقلُهُ وَ مَن لَم تَكُن فِيهِ فَلَا عَقَلَ لَهُ حُسنُ المَعرِفَةِ بِاللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ حُسنُ الطّاعَةِ لَهُ وَ حُسنُ الصّبرِ عَلَي أَمرِهِ

بيان لعل عد هذه الأشياء التي‌ هي‌ من آثار العقل من أجزائه علي المبالغة


صفحه : 107

والتوسع والتجوز لعلاقة عدم انفكاكها عنه ودلالتها عليه

2-ل ،[الخصال ]مَاجِيلَوَيهِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ عَن سَهلٍ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ بَشّارٍ عَنِ الدّهقَانِ عَن دُرُستَ عَن عَبدِ الأَعلَي عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ يُعتَبَرُ عَقلُ الرّجُلِ فِي ثَلَاثٍ فِي طُولِ لِحيَتِهِ وَ فِي نَقشِ خَاتَمِهِ وَ فِي كُنيَتِهِ

3- ع ،[علل الشرائع ]ل ،[الخصال ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ المرَوزَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ المقُريِ‌ الجرُجاَنيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ الموَصلِيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَاصِمٍ الطرّيِفيِ‌ّ عَن عَيّاشِ بنِ يَزِيدَ بنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الكَحّالِ مَولَي زَيدِ بنِ عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ عَن أَبِيهِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ عَن أَبِيهِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ اللّهَ خَلَقَ العَقلَ مِن نُورٍ مَخزُونٍ مَكنُونٍ فِي سَابِقِ عِلمِهِ ألّذِي لَم يَطّلِع عَلَيهِ نبَيِ‌ّ مُرسَلٌ وَ لَا مَلَكٌ مُقَرّبٌ فَجَعَلَ العِلمَ نَفسَهُ وَ الفَهمَ رُوحَهُ وَ الزّهدَ رَأسَهُ وَ الحَيَاءَ عَينَيهِ وَ الحِكمَةَ لِسَانَهُ وَ الرّأفَةَ هَمّهُ وَ الرّحمَةَ قَلبَهُ ثُمّ حَشَاهُ وَ قَوّاهُ بِعَشَرَةِ أَشيَاءَ بِاليَقِينِ وَ الإِيمَانِ وَ الصّدقِ وَ السّكِينَةِ وَ الإِخلَاصِ وَ الرّفقِ وَ العَطِيّةِ وَ القُنُوعِ وَ التّسلِيمِ وَ الشّكرِ ثُمّ قَالَ عَزّ وَ جَلّ أَدبِر فَأَدبَرَ ثُمّ قَالَ لَهُ أَقبِل فَأَقبَلَ ثُمّ قَالَ لَهُ تَكَلّم فَقَالَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي لَيسَ لَهُ ضِدّ وَ نِدّ وَ لَا شَبِيهٌ وَ لَا كُفوٌ وَ لَا عَدِيلٌ وَ لَا مِثلٌ ألّذِي كُلّ شَيءٍ لِعَظَمَتِهِ خَاضِعٌ ذَلِيلٌ فَقَالَ الرّبّ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي وَ عزِتّيِ‌ وَ جلَاَليِ‌ مَا خَلَقتُ خَلقاً أَحسَنَ مِنكَ وَ لَا أَطوَعَ لِي مِنكَ وَ لَا أَرفَعَ مِنكَ وَ لَا أَشرَفَ مِنكَ وَ لَا أَعَزّ مِنكَ بِكَ أُوَحّدُ وَ بِكَ أُعبَدُ وَ بِكَ أُدعَي وَ بِكَ أُرتَجَي وَ بِكَ أُبتَغَي وَ بِكَ أُخَافُ وَ بِكَ أُحذَرُ وَ بِكَ الثّوَابُ وَ بِكَ العِقَابُ فَخَرّ العَقلُ عِندَ ذَلِكَ سَاجِداً فَكَانَ فِي سُجُودِهِ أَلفَ عَامٍ فَقَالَ الرّبّ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي ارفَع رَأسَكَ وَ سَل تُعطَ وَ اشفَع تُشَفّع فَرَفَعَ العَقلُ رَأسَهُ فَقَالَ إلِهَيِ‌ أَسأَلُكَ أَن تشُفَعّنَيِ‌ فِيمَن خلَقَتنَيِ‌ فِيهِ فَقَالَ اللّهُ جَلّ جَلَالُهُ لِمَلَائِكَتِهِ أُشهِدُكُم أنَيّ‌ قَد شَفّعتُهُ فِيمَن خَلَقتُهُ فِيهِ

بيان قدمر مايمكن أن يستعمل في فهم هذاالخبر والنور مايصير سببا لظهور


صفحه : 108

شيء والعقل من أنواره تعالي التي‌ خلقها وقدرها لكشف المعارف علي الخلق أي خلقه من جنس نور و من سنخه ومادته كانت شيئا نورانيا مخزونا في خزائن العرش ويحتمل التجوز كمامر والعلم لشدة ارتباطه به وكونه فائدته الفضلي ومكمله إلي الدرجة العليا فكأنه نفسه وعينه و هوبدون الفهم كجسد بلا روح والزهد رأسه أي أفضل فضائله وأرفعها كما أن الرأس أشرف أجزاء البدن أوينتفي‌ بانتفاء الزهد كما أن الشخص يموت بمفارقة الرأس والحياء معين علي انكشاف الأمور الحقة عليه أو علي من اتصف به كالعينين والحكمة معبرة للعقل كاللسان للشخص والرحمة سبب لإفاضة الحقائق عليه من الله وطريق لها كالقلب وسجوده إما كناية عن استسلامه وانقياد المتصف به للحق تعالي أوالمراد سجود أحد المتصفين به و لايخفي انطباق أكثر أجزاء هذاالخبر علي المعني الأخير أي أنوار الأئمة ع والتجوز والتمثيل والتشبيه لعله أظهر ويقال شفعته في كذا أي قبلت شفاعته فيه وسيأتي‌ تفسير بعض الأجزاء في الخبر الآتي‌

4-ل ،[الخصال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَن أَحمَدَ بنِ هِلَالٍ عَن أُمَيّةَ بنِ عَلِيّ عَنِ ابنِ المُغِيرَةِ عَنِ ابنِ خَالِدٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَم يُعبَدِ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بشِيَ‌ءٍ أَفضَلَ مِنَ العَقلِ وَ لَا يَكُونُ المُؤمِنُ عَاقِلًا حَتّي تَجتَمِعَ فِيهِ عَشرُ خِصَالٍ الخَيرُ مِنهُ مَأمُولٌ وَ الشّرّ مِنهُ مَأمُونٌ يَستَكثِرُ قَلِيلَ الخَيرِ مِن غَيرِهِ وَ يَستَقِلّ كَثِيرَ الخَيرِ مِن نَفسِهِ وَ لَا يَسأَمُ مِن طَلَبِ العِلمِ طُولَ عُمُرِهِ وَ لَا يَتَبَرّمُ بِطِلَابِ الحَوَائِجِ قِبَلَهُ الذّلّ أَحَبّ إِلَيهِ مِن العِزّ وَ الفَقرُ أَحَبّ إِلَيهِ مِنَ الغِنَي نَصِيبُهُ مِنَ الدّنيَا القُوتُ وَ العَاشِرَةُ لَا يَرَي أَحَداً إِلّا قَالَ هُوَ خَيرٌ منِيّ‌ وَ أَتقَي إِنّمَا النّاسُ رَجُلَانِ فَرَجُلٌ هُوَ خَيرٌ مِنهُ وَ أَتقَي وَ آخَرُ هُوَ شَرّ مِنهُ وَ أَدنَي فَإِذَا رَأَي مَن هُوَ خَيرٌ مِنهُ وَ أَتقَي تَوَاضَعَ لَهُ لِيَلحَقَ بِهِ وَ إِذَا لقَيِ‌َ ألّذِي هُوَ شَرّ مِنهُ وَ أَدنَي قَالَ عَسَي خَيرُ هَذَا بَاطِنٌ وَ شَرّهُ ظَاهِرٌ وَ عَسَي أَن يُختَمَ لَهُ بِخَيرٍ فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ فَقَد عَلَا مَجدُهُ وَ سَادَ أَهلَ زَمَانِهِ


صفحه : 109

5- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَن مُحَمّدِ بنِ عُمَرَ الجعِاَبيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ جَعفَرٍ عَن طَاهِرِ بنِ مِدرَارٍ عَن زِرّ[رَزِينِ] بنِ أَنَسٍ قَالَ سَمِعتُ جَعفَرَ بنَ مُحَمّدٍ ع يَقُولُ لَا يَكُونُ المُؤمِنُ مُؤمِناً حَتّي يَكُونَ كَامِلَ العَقلِ وَ لَا يَكُونُ كَامِلَ العَقلِ حَتّي يَكُونَ فِيهِ عَشرُ خِصَالٍ وَ سَاقَ الحَدِيثَ نَحوَ مَا مَرّ

6- ع ،[علل الشرائع ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ هَاشِمٍ عَن أَبِي إِسحَاقَ اِبرَاهِيمَ بنِ الهَيثَمِ الخَفّافِ عَن رَجُلٍ مِن أَصحَابِنَا عَن عَبدِ المَلِكِ بنِ هِشَامٍ عَن عَلِيّ الأشَعرَيِ‌ّ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَا عُبِدَ اللّهُ بِمِثلِ العَقلِ وَ مَا تَمّ عَقلُ امر‌ِئٍ حَتّي يَكُونَ فِيهِ عَشرُ خِصَالٍ وَ ذَكَرَ مِثلَهُ

بيان في ما و ع بعد قوله والعاشرة و ماالعاشرة و قوله ع لم يعبد الله بشي‌ء أي لايصير شيءسببا للعبادة وآلة لها ومكملا لها كالعقل ويحتمل أن يكون المراد بالعقل تعقل الأمور الدينية والمعارف اليقينية والتفكر فيها وتحصيل العلم و هو من أفضل العبادات كماسيأتي‌ فيكون ماذكر بعده من صفات العلماء والمجد نيل الشرف والكرم وساد أهل زمانه أي صار سيدهم وعظيمهم وأشرفهم

7-ل ،[الخصال ] أَبِي عَن سَعدٍ وَ الحمِيرَيِ‌ّ مَعاً عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ حَدِيدٍ عَن سَمَاعَةَ قَالَكُنتُ عِندَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع وَ عِندَهُ جَمَاعَةٌ مِن مَوَالِيهِ فَجَرَي ذِكرُ العَقلِ وَ الجَهلِ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع اعرِفُوا العَقلَ وَ جُندَهُ وَ الجَهلَ وَ جُندَهُ تَهتَدُوا قَالَ سَمَاعَةُ فَقُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ لَا نَعرِفُ إِلّا مَا عَرّفتَنَا فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّ اللّهَ جَلّ ثَنَاؤُهُ خَلَقَ العَقلَ وَ هُوَ أَوّلُ خَلقٍ خَلَقَهُ مِنَ الرّوحَانِيّينَ عَن يَمِينِ العَرشِ مِن نُورِهِ فَقَالَ لَهُ أَقبِل فَأَقبَلَ ثُمّ قَالَ لَهُ أَدبِر فَأَدبَرَ فَقَالَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي خَلَقتُكَ خَلقاً عَظِيماً وَ كَرّمتُكَ عَلَي جَمِيعِ خلَقيِ‌ قَالَ ثُمّ خَلَقَ الجَهلَ مِنَ البَحرِ الأُجَاجِ ظُلمَانِيّاً فَقَالَ


صفحه : 110

لَهُ أَدبِر فَأَدبَرَ ثُمّ قَالَ لَهُ أَقبِل فَلَم يُقبِل فَقَالَ لَهُ استَكبَرتَ فَلَعَنَهُ ثُمّ جَعَلَ لِلعَقلِ خَمسَةً وَ سَبعِينَ جُنداً فَلَمّا رَأَي الجَهلُ مَا أَكرَمَ بِهِ العَقلَ وَ مَا أَعطَاهُ أَضمَرَ لَهُ العَدَاوَةَ فَقَالَ الجَهلُ يَا رَبّ هَذَا خَلقٌ مثِليِ‌ خَلَقتَهُ وَ كَرّمتَهُ وَ قَوّيتَهُ وَ أَنَا ضِدّهُ وَ لَا قُوّةَ لِي بِهِ فأَعَطنِيِ‌ مِنَ الجُندِ مِثلَ مَا أَعطَيتَهُ فَقَالَ نَعَم فَإِن عَصَيتَ بَعدَ ذَلِكَ أَخرَجتُكَ وَ جُندَكَ مِن رحَمتَيِ‌ قَالَ قَد رَضِيتُ فَأَعطَاهُ خَمسَةً وَ سَبعِينَ جُنداً فَكَانَ مِمّا أَعطَي العَقلَ مِنَ الخَمسَةِ وَ السّبعِينَ الجُندَ الخَيرُ وَ هُوَ وَزِيرُ العَقلِ وَ جَعَلَ ضِدّهُ الشّرّ وَ هُوَ وَزِيرُ الجَهلِ وَ الإِيمَانُ وَ ضِدّهُ الكُفرَ وَ التّصدِيقُ وَ ضِدّهُ الجُحُودَ وَ الرّجَاءُ وَ ضِدّهُ القُنُوطَ وَ العَدلُ وَ ضِدّهُ الجَورَ وَ الرّضَا وَ ضِدّهُ السّخطَ وَ الشّكرُ وَ ضِدّهُ الكُفرَانَ وَ الطّمَعُ وَ ضِدّهُ اليَأسَ وَ التّوَكّلُ وَ ضِدّهُ الحِرصَ وَ الرّأفَةُ وَ ضِدّهَا الغِرّةَ وَ الرّحمَةُ وَ ضِدّهَا الغَضَبَ وَ العِلمُ وَ ضِدّهُ الجَهلَ وَ الفَهمُ وَ ضِدّهُ الحُمقَ وَ العِفّةُ وَ ضِدّهَا التّهَتّكَ وَ الزّهدُ وَ ضِدّهُ الرّغبَةَ وَ الرّفقُ وَ ضِدّهُ الخُرقَ وَ الرّهبَةُ وَ ضِدّهَا الجُرأَةَ وَ التّوَاضُعُ وَ ضِدّهُ التّكَبّرَ وَ التّؤَدَةُ وَ ضِدّهَا التّسَرّعَ وَ الحِلمُ وَ ضِدّهُ السّفَهَ وَ الصّمتُ وَ ضِدّهُ الهَذَرَ وَ الِاستِسلَامُ وَ ضِدّهُ الِاستِكبَارَ وَ التّسلِيمُ وَ ضِدّهُ التّجَبّرَ وَ العَفوُ وَ ضِدّهُ الحِقدَ وَ الرّقّةُ وَ ضِدّهَا القَسوَةَ وَ اليَقِينُ وَ ضِدّهُ الشّكّ وَ الصّبرُ وَ ضِدّهُ الجَزَعَ وَ الصّفحُ وَ ضِدّهُ الِانتِقَامَ وَ الغِنَي وَ ضِدّهُ الفَقرَ وَ التّفَكّرُ وَ ضِدّهُ السّهوَ وَ الحِفظُ وَ ضِدّهُ النّسيَانَ وَ التّعَطّفُ وَ ضِدّهُ القَطِيعَةَ وَ القُنُوعُ وَ ضِدّهُ الحِرصَ وَ المُوَاسَاةُ وَ ضِدّهَا المَنعَ وَ المَوَدّةُ وَ ضِدّهَا العَدَاوَةَ وَ الوَفَاءُ وَ ضِدّهُ الغَدرَ وَ الطّاعَةُ وَ ضِدّهَا المَعصِيَةَ وَ الخُضُوعُ وَ ضِدّهُ التّطَاوُلَ وَ السّلَامَةُ وَ ضِدّهَا البَلَاءَ وَ الحُبّ وَ ضِدّهُ البُغضَ وَ الصّدقُ وَ ضِدّهُ الكَذِبَ وَ الحَقّ وَ ضِدّهُ البَاطِلَ وَ الأَمَانَةُ وَ ضِدّهَا الخِيَانَةَ وَ الإِخلَاصُ وَ ضِدّهُ


صفحه : 111

الشّوبَ وَ الشّهَامَةُ وَ ضِدّهَا البَلَادَةَ وَ الفَهمُ وَ ضِدّهُ الغَبَاوَةَ وَ المَعرِفَةُ وَ ضِدّهَا الإِنكَارَ وَ المُدَارَاةُ وَ ضِدّهَا المُكَاشَفَةَ وَ سَلَامَةُ الغَيبِ وَ ضِدّهَا المُمَاكَرَةَ وَ الكِتمَانُ وَ ضِدّهُ الإِفشَاءَ وَ الصّلَاةُ وَ ضِدّهَا الإِضَاعَةَ وَ الصّومُ وَ ضِدّهُ الإِفطَارَ وَ الجِهَادُ وَ ضِدّهُ النّكُولَ وَ الحَجّ وَ ضِدّهُ نَبذَ المِيثَاقِ وَ صَونُ الحَدِيثِ وَ ضِدّهُ النّمِيمَةَ وَ بِرّ الوَالِدَينِ وَ ضِدّهُ العُقُوقَ وَ الحَقِيقَةُ وَ ضِدّهَا الرّيَاءَ وَ المَعرُوفُ وَ ضِدّهُ المُنكَرَ وَ السّترُ وَ ضِدّهُ التّبَرّجَ وَ التّقِيّةُ وَ ضِدّهَا الإِذَاعَةَ وَ الإِنصَافُ وَ ضِدّهُ الحَمِيّةَ وَ المِهنَةُ وَ ضِدّهَا البغَي‌َ وَ النّظَافَةُ وَ ضِدّهَا القَذَرَ وَ الحَيَاءُ وَ ضِدّهُ الخَلعَ وَ القَصدُ وَ ضِدّهُ العُدوَانَ وَ الرّاحَةُ وَ ضِدّهَا التّعَبَ وَ السّهُولَةُ وَ ضِدّهَا الصّعُوبَةَ وَ البَرَكَةُ وَ ضِدّهَا المَحقَ وَ العَافِيَةُ وَ ضِدّهَا البَلَاءَ وَ القَوَامُ وَ ضِدّهُ المُكَاثَرَةَ وَ الحِكمَةُ وَ ضِدّهَا الهَوَي وَ الوَقَارُ وَ ضِدّهُ الخِفّةَ وَ السّعَادَةُ وَ ضِدّهَا الشّقَاءَ وَ التّوبَةُ وَ ضِدّهَا الإِصرَارَ وَ الِاستِغفَارُ وَ ضِدّهُ الِاغتِرَارَ وَ المُحَافَظَةُ وَ ضِدّهَا التّهَاوُنَ وَ الدّعَاءُ وَ ضِدّهُ الِاستِنكَافَ وَ النّشَاطُ وَ ضِدّهُ الكَسَلَ وَ الفَرَحُ وَ ضِدّهُ الحَزَنَ وَ الأُلفَةُ وَ ضِدّهَا الفُرقَةَ وَ السّخَاءُ وَ ضِدّهُ البُخلَ فَلَا تَجتَمِعُ هَذِهِ الخِصَالُ كُلّهَا مِن أَجنَادِ العَقلِ إِلّا فِي نبَيِ‌ّ أَو وصَيِ‌ّ نبَيِ‌ّ أَو مُؤمِنٍ قَدِ امتَحَنَ اللّهُ قَلبَهُ لِلإِيمَانِ وَ أَمّا سَائِرُ ذَلِكَ مِن مَوَالِينَا فَإِنّ أَحَدَهُم لَا يَخلُو مِن أَن يَكُونَ فِيهِ بَعضُ هَذِهِ الجُنُودِ حَتّي يَستَكمِلَ وَ يتَقّيِ‌َ مِن جُنُودِ الجَهلِ فَعِندَ ذَلِكَ يَكُونُ فِي الدّرَجَةِ العُليَا مَعَ الأَنبِيَاءِ وَ الأَوصِيَاءِ ع وَ إِنّمَا يُدرَكُ الفَوزُ بِمَعرِفَةِ العَقلِ وَ جُنُودِهِ وَ مُجَانَبَةِ الجَهلِ وَ جُنُودِهِ وَفّقَنَا اللّهُ وَ إِيّاكُم لِطَاعَتِهِ وَ مَرضَاتِهِ

ع ،[علل الشرائع ] ابن الوليد عن الصفار عن البرقي‌ عن علي بن حديد عن سماعة مثله سن ،[المحاسن ] عن علي بن حديد

مثله


صفحه : 112

بيان ماذكر من الجنود هنا إحدي وثمانون خصلة و في الكافي‌ ثمانية وسبعون وكأنه لتكرار بعض الفقرات إما منه ع أو من النساخ بأن يكون أضافوا بعض النسخ إلي الأصل والعقل هنا يحتمل المعاني‌ السابقة والجهل إما القوة الداعية إلي الشر أوالبدن إن كان المراد بالعقل النفس ويحتمل إبليس أيضا لأنه المعارض لأرباب العقول الكاملة من الأنبياء والأئمة في هداية الخلق ويؤيده أنه قدورد مثل هذا في معارضة آدم وإبليس بعدتمرده و أنه أعطاهما مثل تلك الجنود والحاصل أن هذه جنود للعقل وأصحابه وتلك عساكر للجهل وأربابه الخير هوكونه مقتضيا للخيرات أولإيصال الخير إما إلي نفسه أو إلي غيره والشر يقابله بالمعنيين وسماهما وزيرين لكونهما منشأين لكل مايذكر بعدهما من الجنود فهما أميران عليها مقويان لها وتصدر جميعها عن رأيهما والتصديق والجحود لعلهما من الفقرات المكررة ويمكن تخصيص الإيمان بما يتعلق بالأصول والتصديق بما يتعلق بالفروع ويحتمل أن يكون الفرق بالإجمال والتفصيل بأن يكون الإيمان التصديق الإجمالي‌ بما جاء به النبي ص والتصديق الإذعان بتفاصيله . والعدل التوسط في جميع الأمور بين الإفراط والتفريط أوالمعني المعروف و هوداخل في الأول والرضا أي بقضاء الله والطمع لعله تكرار للرجاء ويمكن أن يخص الرجاء بالأمور الأخروية والطمع بالفوائد الدنيوية أوالرجاء بما يكون باستحقاق والطمع بغيره أو يكون المراد بالطمع طمع ما في أيدي‌ الناس بأن يكون من جنود الجهل أورد علي خلاف الترتيب و لايخفي بعده . والرأفة والرحمة إحداهما من المكررات ويمكن أن يكون المراد بالرأفة الحالة وبالرحمة ثمرتها و في الكافي‌ والمحاسن ضد الرأفة القسوة و في أكثر نسخ الخصال العزة أي طلب الغلبة والاستيلاء والفهم إما المراد به حالة للنفس تقتضي‌ سرعة إدراك الأمور والعلم بدقائق المسائل أوأصل الإدراك فعلي الثاني‌ يخص بالحكمة العملية ليغاير العلم والعفة منع البطن والفرج عن المحرمات والشبهات ومقابلها التهتك وعدم المبالاة بهتك ستره في ارتكاب المحرمات و قال في القاموس الخرق بالضم وبالتحريك


صفحه : 113

ضد الرفق و أن لايحسن العمل والتصرف في الأمور والرهبة الخوف من الله و من عقابه أو من الخلق أو من النفس والشيطان والأولي التعميم ليشمل الخوف عن كل مايضر بالدين أوالدنيا والتؤدة بضم التاء وفتح الهمزة وسكونها الرزانة والتأني‌ أي عدم المبادرة إلي الأمور بلا تفكر فإنها توجب الوقوع في المهالك و في القاموس هذر كلامه كفرح كثر في الخطاء والباطل والهذر محركة الكثير الردي أوسقط الكلام . والاستسلام الانقياد لله تعالي فيما يأمر وينهي والتسليم انقياد أئمة الحق و في الكافي‌ في مقابل التسليم الشك فالمراد بالتسليم الإذعان بما يصدر عن الأنبياء والأئمة ع ويصعب علي الأذهان قبوله كماسيأتي‌ في أبواب العلم والمراد بالغني غني النفس والاستغناء عن الخلق لاالغني بالمال فإنه غالبا مع أهل الجهل وضده الفقر إلي الناس والتوسل بهم في الأمور و لما كان السهو عبارة عن زوال الصورة عن المدركة لاالحافظة أطلق في مقابله التذكر ألذي هوالاسترجاع عن الحافظة و لما كان النسيان عبارة عن زوالها عن الحافظة أيضا أطلق في مقابله الحفظ والمواساة جعل الإخوان مساهمين ومشاركين في المال والسلامة هي‌ البراءة من البلايا وهي‌ العيوب والآفات والعاقل يتخلص منها حيث يعرفها ويعرف طريق التخلص منها والجاهل يختارها ويقع فيها من حيث لايعلم و قال الشيخ البهائي‌ رحمه الله لعل المراد سلامة الناس منه كماورد في الحديث المسلم من سلم المسلمون من يده ولسانه ويراد بالبلاء ابتلاء الناس به والشهامة ذكاء الفؤاد وتوقده . قوله ع والفهم وضده الغباوة في ع الفطنة وضدها الغباوة ولعله أولي لعدم التكرار و علي ما في ل لعلها من المكررات ويمكن تخصيص أحدهما بفهم مصالح النشأة الأولي والآخر بالأخري أوأحدهما بمرتبة من الفهم والذكاء والآخر بمرتبة فوقها والفرق بينه و بين الشهامة أيضا يحتاج إلي تكلف والمعرفة علي ماقيل هي‌ إدراك الشي‌ء بصفاته وآثاره بحيث لووصل إليه عرف أنه هو ومقابله الإنكار يعني‌ عدم حصول ذلك الإدراك فإن الإنكار يطلق عليه أيضا كمايطلق علي


صفحه : 114

الجحود والمكاشفة المنازعة والمجادلة و في سن المداراة وضدها المخاشنة وسلامة الغيب أي يكون في غيبته غيره سالما عن ضرره وضدها المماكرة و هو أن يتملق ظاهرا للخديعة والمكر و في الغيبة يكون في مقام الضرر و في سن سلامة القلب وضدها المماكرة ولعله أنسب . والكتمان أي كتمان عيوب المؤمنين وأسرارهم أوكلما يجب أوينبغي‌ كتمانه ككتمان الحق في مقام التقية وكتمان العلم عن غيرأهله والصلاة أي المحافظة عليها و علي آدابها وأوقاتها وضدها الإخلال بشرائطها أوآدابها أوأوقات فضلها وإنما جعل نبذ الميثاق أي طرحه ضد الحج لماسيأتي‌ في أخبار كثيرة أن الله تعالي أودع الحجر مواثيق العباد وعلة الحج تجديد الميثاق عندالحجر فيشهد يوم القيامة لكل من وافاه ولعل المراد بالحقيقة الإخلاص في العبادة إذ بتركه ينتفي‌ حقيقة العبادة و هذه الفقرة أيضا قريبة من فقرة الإخلاص والشوب فإما أن يحمل علي التكرار أويحمل الإخلاص علي كماله بأن لايشوب معه طمع جنة و لاخوف نار و لاجلب نفع و لادفع ضرر والحقيقة علي عدم مراءاة المخلوقين والمعروف أي اختياره والإتيان به والأمر به وكذا المنكر والتبرج إظهار الزينة ولعل هذه الفقرة مخصوصة بالنساء ويمكن تعميمها بحيث تشمل ستر الرجال عوراتهم وعيوبهم والإذاعة الإفشاء والإنصاف التسوية والعدل بين نفسه وغيره و بين الأقارب والأباعد والحمية توجب تقديم نفسه علي غيره و إن كان الغير أحق وتقديم عشيرته وأقاربه علي الأباعد و إن كان الحق مع الأباعد والمهنة بالكسر والفتح والتحريك ككلمة الحذق بالخدمة والعمل مهنه كمنعه ونصره مهنا ومهنة ويكسر خدمه وضربه وجهده كذا في القاموس والمراد خدمة أئمة الحق وإطاعتهم والبغي‌ الخروج عليهم وعدم الانقياد لهم و في الكافي‌ وسن التهيئة وهي‌ جاءت بمعني التوافق والإصلاح ويرجع إلي ماذكرنا والجلع في بعض النسخ بالجيم و هوقلة الحياء و في بعضها بالخاء المعجمة أي خلع لباس الحياء و هومجاز شائع والقصد اختيار الوسط في الأمور وملازمة الطريق الوسط الموصل إلي النجاة والراحة أي اختيار مايوجبها بحسب النشأتين لاراحة الدنيا فقط والسهولة الانقياد بسهولة ولين


صفحه : 115

الجانب والبركة تكون بمعني الثبات والزيادة والنمو أي الثبات علي الحق والسعي‌ في زيادة أعمال الخير وتنمية الإيمان واليقين وترك مايوجب محق هذه الأمور أي بطلانها ونقصها وفسادها ويحتمل أن يكون المراد البركة في المال وغيره من الأمور الدنيوية فإن العاقل يحصل من الوجه ألذي يصلح له ويصرف فيما ينبغي‌ الصرف فيه فينمو ويزيد ويبقي ويدوم له بخلاف الجاهل والعافية من الذنوب والعيوب أو من المكاره فإن العاقل بالشكر والعفو يعقل النعمة عن النفار ويستجلب زيادة النعمة وبقائها مدي الأعصار والجاهل بالكفران و مايورث زوال الإحسان وارتكاب مايوجب الابتلاء بالغموم والأحزان علي خلاف ذلك ويمكن أن تكون هذه أيضا من المكررات ويظهر مما ذكرنا الفرق علي بعض الوجوه والقوام كسحاب العدل و مايعاش به أي اختيار الوسط في تحصيل مايحتاج إليه والاكتفاء بقدر الكفاف والمكاثرة المغالبة في الكثرة أي تحصيل متاع الدنيا زائدا علي قدر الحاجة للمباهاة والمغالبة ويحتمل أن يكون المراد التوسط في الإنفاق وترك البخل والتبذير كما قال تعالي وَ الّذِينَ إِذا أَنفَقُوا لَم يُسرِفُوا وَ لَم يَقتُرُوا وَ كانَ بَينَ ذلِكَ قَواماًفالمراد بالمكاثرة المغالبة في كثرة الإنفاق والحكمة العمل بالعلم واختيار النافع الأصلح وضدها اتباع هوي النفس والوقار هوالثقل والرزانة والثبات وعدم الانزعاج بالفتن وترك الطيش والمبادرة إلي ما لايحمد والحاصل أن العاقل لايزول عما هو عليه بكل مايرد عليه و لايحركه إلا مايحكم العقل بالحركة له أو إليه لرعاية خير وصلاح والجاهل يتحرك بالتوهمات والتخيلات واتباع القوي الشهوانية والغضبية فمحرك العاقل عزيز الوجود ومحرك الجاهل كثير التحقق والسعادة اختيار مايوجب حسن العاقبة والاستغفار أعم من التوبة إذ يشترط في التوبة العزم علي الترك في المستقبل و لايشترط ذلك في الاستغفار ويحتمل أن تكون مؤكدة للفقرة السابقة والاغترار الانخداع عن النفس والشيطان بتسويف التوبة والغفلة عن الذنوب ومضارها وعقوباتها والمحافظة أي علي أوقات الصلوات والتهاون التأخير عن أوقات الفضيلة أوالمراد المحافظة علي


صفحه : 116

جميع التكاليف والاستنكاف الاستكبار و قدسمي الله تعالي ترك الدعاء استكبارا فقال إِنّ الّذِينَ يَستَكبِرُونَ عَن عبِادتَيِ‌ والفرح ترك الحزن مما فات عنه من الدنيا أوالبشاشة من الإخوان قوله الألفة وضدها الفرقة في بعض النسخ العصبية وكونها ضد الألفة لأنها توجب المنازعة واللجاج والعناد الموجبة لرفع الألفة وتفصيل هذه الخصال وتحقيقها سيأتي‌ إن شاء الله تعالي في أبواب المكارم

8- مع ،[معاني‌ الأخبار] أَبِي عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الجَبّارِ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا رَفَعَهُ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قُلتُ لَهُ مَا العَقلُ قَالَ مَا عُبِدَ بِهِ الرّحمَنُ وَ اكتُسِبَ بِهِ الجِنَانُ قَالَ قُلتُ فاَلذّيِ‌ كَانَ فِي مُعَاوِيَةَ قَالَ تِلكَ النّكرَاءُ وَ تِلكَ الشّيطَنَةُ وَ هيِ‌َ شَبِيهَةٌ بِالعَقلِ وَ لَيسَت بِعَقلٍ

سن ،[المحاسن ]الأشعري‌ مثله بيان النكراء الدهاء والفطنة وجودة الرأي‌ و إذااستعمل في مشتهيات جنود الجهل يقال له الشيطنة ولذا فسره ع بها و هذه إما قوة أخري غيرالعقل أوالقوة العقلية و إذااستعملت في هذه الأمور الباطلة وكملت في ذلك تسمي بالشيطنة و لاتسمي بالعقل في عرف الشرع و قدمر بيانه

9- مع ،[معاني‌ الأخبار] سُئِلَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ ع فَقِيلَ لَهُ مَا العَقلُ قَالَ التّجَرّعُ لِلغُصّةِ حَتّي تُنَالَ الفُرصَةُ

بيان الغصة بالضم مايعترض في الحلق وتعسر إساغته ويطلق مجازا علي الشدائد التي‌ يشق علي الإنسان تحملها و هوالمراد هنا وتجرعه كناية عن تحمله وعدم القيام بالانتقام به وتداركه حتي تنال الفرصة فإن التدارك قبل ذلك لاينفع سوي الفضيحة وشدة البلاء وكثرة الهم

10- مع ،[معاني‌ الأخبار] فِي أَسئِلَةِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَنِ الحَسَنِ ع يَا بنُيَ‌ّ مَا العَقلُ قَالَ حِفظُ قَلبِكَ مَا استُودِعَهُ قَالَ فَمَا الجَهلُ قَالَ سُرعَةُ الوُثُوبِ عَلَي الفُرصَةِ قَبلَ الِاستِمكَانِ مِنهَا


صفحه : 117

وَ الِامتِنَاعُ عَنِ الجَوَابِ وَ نِعمَ العَونُ الصّمتُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَ إِن كُنتَ فَصِيحاً

بيان مااستودعه علي البناء للمجهول أي ماجعلت عنده وديعة وطلبت منه حفظه قوله ع والامتناع عن الجواب أي عندعدم مظنة ضرر في الجواب فإن الامتناع حينئذ إما للجهل به أوللجهل بمصلحة الوقت فإن الصلاح حينئذ في الجواب فقوله ع ونعم العون كالاستثناء مما تقدم وسيجي‌ء أخبار تناسب هذاالباب في باب تركيب الإنسان وأجزائه

11-ف ،[تحف العقول ] قَالَ النّبِيّص فِي جَوَابِ شَمعُونَ بنِ لاَويِ‌[لَاوَي] بنِ يَهُودَا مِن حوَاَريِيّ‌ عِيسَي حَيثُ قَالَأخَبرِنيِ‌ عَنِ العَقلِ مَا هُوَ وَ كَيفَ هُوَ وَ مَا يَتَشَعّبُ مِنهُ وَ مَا لَا يَتَشَعّبُ وَ صِف لِي طَوَائِفَهُ كُلّهَا فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ العَقلَ عِقَالٌ مِنَ الجَهلِ وَ النّفسَ مِثلُ أَخبَثِ الدّوَابّ فَإِن لَم تُعقَل حَارَت فَالعَقلُ عِقَالٌ مِنَ الجَهلِ وَ إِنّ اللّهَ خَلَقَ العَقلَ فَقَالَ لَهُ أَقبِل فَأَقبَلَ وَ قَالَ لَهُ أَدبِر فَأَدبَرَ فَقَالَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي وَ عزِتّيِ‌ وَ جلَاَليِ‌ مَا خَلَقتُ خَلقاً أَعظَمَ مِنكَ وَ لَا أَطوَعَ مِنكَ بِكَ أُبدِأُ وَ بِكَ أُعِيدُ لَكَ الثّوَابُ وَ عَلَيكَ العِقَابُ فَتَشَعّبَ مِنَ العَقلِ الحِلمُ وَ مِنَ الحِلمِ العِلمُ وَ مِنَ العِلمِ الرّشدُ وَ مِنَ الرّشدِ العَفَافُ وَ مِنَ العَفَافِ الصّيَانَةُ وَ مِنَ الصّيَانَةِ الحَيَاءُ وَ مِنَ الحَيَاءِ الرّزَانَةُ وَ مِنَ الرّزَانَةِ المُدَاوَمَةُ عَلَي الخَيرِ وَ مِنَ المُدَاوَمَةِ عَلَي الخَيرِ كَرَاهِيَةُ الشّرّ وَ مِن كَرَاهِيَةِ الشّرّ طَاعَةُ النّاصِحِ فَهَذِهِ عَشَرَةُ أَصنَافٍ مِن أَنوَاعِ الخَيرِ وَ لِكُلّ وَاحِدٍ مِن هَذِهِ العَشَرَةِ الأَصنَافِ عَشَرَةُ أَنوَاعٍ فَأَمّا الحِلمُ فَمِنهُ رُكُوبُ الجَهلِ[الجَمِيلِ] وَ صُحبَةُ الأَبرَارِ وَ رَفعٌ مِنَ الضّعَةِ وَ رَفعٌ مِنَ الخَسَاسَةِ وَ تشَهَيّ‌ الخَيرِ وَ يَقرُبُ[تَقَرّبُ صَاحِبِهِ]صَاحِبُهُ مِن معَاَليِ‌ الدّرَجَاتِ وَ العَفوُ وَ المَهَلُ


صفحه : 118

وَ المَعرُوفُ وَ الصّمتُ فَهَذَا مَا يَتَشَعّبُ لِلعَاقِلِ بِحِلمِهِ. وَ أَمّا العِلمُ فَيَتَشَعّبُ مِنهُ الغِنَي وَ إِن كَانَ فَقِيراً وَ الجُودُ وَ إِن كَانَ بَخِيلًا وَ المَهَابَةُ وَ إِن كَانَ هَيّناً وَ السّلَامَةُ وَ إِن كَانَ سَقِيماً وَ القُربُ وَ إِن كَانَ قَصِيّاً وَ الحَيَاءُ وَ إِن كَانَ صَلِفاً وَ الرّفعَةُ وَ إِن كَانَ وَضِيعاً وَ الشّرَفُ وَ إِن كَانَ رَذلًا وَ الحِكمَةُ وَ الحَظوَةُ فَهَذَا مَا يَتَشَعّبُ لِلعَاقِلِ بِعِلمِهِ فَطُوبَي لِمَن عَقَلَ وَ عَلِمَ وَ أَمّا الرّشدُ فَيَتَشَعّبُ مِنهُ السّدَادُ وَ الهُدَي وَ البِرّ وَ التّقوَي وَ المَنَالَةُ وَ القَصدُ وَ الِاقتِصَادُ وَ الثّوَابُ وَ الكَرَمُ وَ المَعرِفَةُ بِدِينِ اللّهِ فَهَذَا مَا أَصَابَ العَاقِلُ بِالرّشدِ فَطُوبَي لِمَن أَقَامَ بِهِ عَلَي مِنهَاجِ الطّرِيقِ وَ أَمّا العَفَافُ فَيَتَشَعّبُ مِنهُ الرّضَا وَ الِاستِكَانَةُ وَ الحَظّ وَ الرّاحَةُ وَ التّفَقّدُ وَ الخُشُوعُ وَ التّذَكّرُ وَ التّفَكّرُ وَ الجُودُ وَ السّخَاءُ فَهَذَا مَا يَتَشَعّبُ لِلعَاقِلِ بِعَفَافِهِ رِضًي بِاللّهِ وَ بِقَسمِهِ وَ أَمّا الصّيَانَةُ فَيَتَشَعّبُ مِنهَا الصّلَاحُ وَ التّوَاضُعُ وَ الوَرَعُ وَ الإِنَابَةُ وَ الفَهمُ وَ الأَدَبُ وَ الإِحسَانُ وَ التّحَبّبُ وَ الخَيرُ وَ اجتِنَابُ الشّرّ فَهَذَا مَا أَصَابَ العَاقِلُ بِالصّيَانَةِ فَطُوبَي لِمَن أَكرَمَهُ مَولَاهُ بِالصّيَانَةِ وَ أَمّا الحَيَاءُ فَيَتَشَعّبُ مِنهُ اللّينُ وَ الرّأفَةُ وَ المُرَاقَبَةُ لِلّهِ فِي السّرّ وَ العَلَانِيَةِ وَ السّلَامَةُ وَ اجتِنَابُ الشّرّ وَ البَشَاشَةُ وَ السّمَاحَةُ وَ الظّفَرُ وَ حُسنُ الثّنَاءِ عَلَي المَرءِ فِي النّاسِ فَهَذَا مَا أَصَابَ العَاقِلُ بِالحَيَاءِ فَطُوبَي لِمَن قَبِلَ نَصِيحَةَ اللّهِ وَ خَافَ فَضِيحَتَهُ وَ أَمّا الرّزَانَةُ فَيَتَشَعّبُ مِنهَا اللّطفُ وَ الحَزمُ وَ أَدَاءُ الأَمَانَةِ وَ تَركُ الخِيَانَةِ وَ صِدقُ اللّسَانِ وَ تَحصِينُ الفَرجِ وَ استِصلَاحُ المَالِ وَ الِاستِعدَادُ لِلعَدُوّ وَ النهّي‌ُ عَنِ المُنكَرِ وَ تَركُ السّفَهِ فَهَذَا مَا أَصَابَ العَاقِلُ بِالرّزَانَةِ فَطُوبَي لِمَن تَوَقّرَ وَ لِمَن لَم تَكُن لَهُ خِفّةٌ وَ لَا جَاهِلِيّةٌ وَ عَفَا وَ صَفَحَ وَ أَمّا المُدَاوَمَةُ عَلَي الخَيرِ فَيَتَشَعّبُ مِنهُ تَركُ الفَوَاحِشِ وَ البُعدُ مِنَ الطّيشِ


صفحه : 119

وَ التّحَرّجُ وَ اليَقِينُ وَ حُبّ النّجَاةِ وَ طَاعَةُ الرّحمَنِ وَ تَعظِيمُ البُرهَانِ وَ اجتِنَابُ الشّيطَانِ وَ الإِجَابَةُ لِلعَدلِ وَ قَولُ الحَقّ فَهَذَا مَا أَصَابَ العَاقِلُ بِمُدَاوَمَةِ الخَيرِ فَطُوبَي لِمَن ذَكَرَ مَا أَمَامَهُ وَ ذَكَرَ قِيَامَهُ وَ اعتَبَرَ بِالفَنَاءِ وَ أَمّا كَرَاهِيَةُ الشّرّ فَيَتَشَعّبُ مِنهُ الوَقَارُ وَ الصّبرُ وَ النّصرُ وَ الِاستِقَامَةُ عَلَي المِنهَاجِ وَ المُدَاوَمَةُ عَلَي الرّشَادِ وَ الإِيمَانُ بِاللّهِ وَ التّوَفّرُ وَ الإِخلَاصُ وَ تَركُ مَا لَا يَعنِيهِ وَ المُحَافَظَةُ عَلَي مَا يَنفَعُهُ فَهَذَا مَا أَصَابَ العَاقِلُ بِالكَرَاهِيَةِ لِلشّرّ فَطُوبَي لِمَن أَقَامَ الحَقّ لِلّهِ وَ تَمَسّكَ بِعُرَي سَبِيلِ اللّهِ وَ أَمّا طَاعَةُ النّاصِحِ فَيَتَشَعّبُ مِنهَا الزّيَادَةُ فِي العَقلِ وَ كَمَالُ اللّبّ وَ مَحمَدَةُ العَوَاقِبِ وَ النّجَاةُ مِنَ اللّومِ وَ القَبُولُ وَ المَوَدّةُ وَ الإِسرَاجُ وَ الإِنصَافُ وَ التّقَدّمُ فِي الأُمُورِ وَ القُوّةُ عَلَي طَاعَةِ اللّهِ فَطُوبَي لِمَن سَلِمَ مِن مَصَارِعِ الهَوَي فَهَذِهِ الخِصَالُ كُلّهَا يَتَشَعّبُ مِنَ العَقلِ قَالَ شَمعُونُ فأَخَبرِنيِ‌ عَن أَعلَامِ الجَاهِلِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص إِن صَحِبتَهُ عَنّاكَ وَ إِنِ اعتَزَلتَهُ شَتَمَكَ وَ إِن أَعطَاكَ مَنّ عَلَيكَ وَ إِن أَعطَيتَهُ كَفَرَكَ وَ إِن أَسرَرتَ إِلَيهِ خَانَكَ وَ إِن أَسَرّ إِلَيكَ اتّهَمَكَ وَ إِنِ استَغنَي بَطِرَ وَ كَانَ فَظّاً غَلِيظاً وَ إِن افتَقَرَ جَحَدَ نِعمَةَ اللّهِ وَ لَم يَتَحَرّج وَ إِن فَرِحَ أَسرَفَ وَ طَغَي وَ إِن حَزِنَ آيَسَ وَ إِن ضَحِكَ فَهِقَ وَ إِن بَكَي خَارَ يَقَعُ فِي الأَبرَارِ وَ لَا يُحِبّ اللّهَ وَ لَا يُرَاقِبُهُ وَ لَا يسَتحَييِ‌ مِنَ اللّهِ وَ لَا يَذكُرُهُ إِن أَرضَيتَهُ مَدَحَكَ وَ قَالَ فِيكَ مِنَ الحَسَنَةِ مَا لَيسَ فِيكَ وَ إِن سَخِطَ عَلَيكَ ذَهَبَت مِدحَتُهُ وَ وَقّعَ[وَقَعَ]فِيكَ مِنَ السّوءِ مَا لَيسَ فِيكَ فَهَذَا مَجرَي الجَاهِلِ قَالَ فأَخَبرِنيِ‌ عَن عَلَامَةِ الإِسلَامِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص الإِيمَانُ وَ العِلمُ وَ العَمَلُ قَالَ فَمَا عَلَامَةُ الإِيمَانِ وَ مَا عَلَامَةُ العِلمِ وَ مَا عَلَامَةُ العَمَلِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أَمّا عَلَامَةُ الإِيمَانِ فَأَربَعَةٌ الإِقرَارُ بِتَوحِيدِ اللّهِ وَ الإِيمَانُ بِهِ وَ الإِيمَانُ بِكُتُبِهِ وَ الإِيمَانُ


صفحه : 120

بِرُسُلِهِ وَ أَمّا عَلَامَةُ العِلمِ فَأَربَعَةٌ العِلمُ بِاللّهِ وَ العِلمُ بِمَحَبّتِهِ[بِمُحِبِيهِ] وَ العِلمُ بِمَكَارِهِهِ[بِفَرَائِضِهِ] وَ الحِفظُ لَهَا حَتّي تُؤَدّي وَ أَمّا العَمَلُ فَالصّلَاةُ وَ الصّومُ وَ الزّكَاةُ وَ الإِخلَاصُ قَالَ فأَخَبرِنيِ‌ عَن عَلَامَةِ الصّادِقِ وَ عَلَامَةِ المُؤمِنِ وَ عَلَامَةِ الصّابِرِ وَ عَلَامَةِ التّائِبِ وَ عَلَامَةِ الشّاكِرِ وَ عَلَامَةِ الخَاشِعِ وَ عَلَامَةِ الصّالِحِ وَ عَلَامَةِ النّاصِحِ وَ عَلَامَةِ المُوقِنِ وَ عَلَامَةِ المُخلِصِ وَ عَلَامَةِ الزّاهِدِ وَ عَلَامَةِ البَارّ وَ عَلَامَةِ التقّيِ‌ّ وَ عَلَامَةِ المُتَكَلّفِ وَ عَلَامَةِ الظّالِمِ وَ عَلَامَةِ المرُاَئيِ‌ وَ عَلَامَةِ المُنَافِقِ وَ عَلَامَةِ الحَاسِدِ وَ عَلَامَةِ المُسرِفِ وَ عَلَامَةِ الغَافِلِ وَ عَلَامَةِ الكَسلَانِ وَ عَلَامَةِ الكَذّابِ وَ عَلَامَةِ الفَاسِقِ وَ عَلَامَةِ الجَائِرِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أَمّا عَلَامَةُ الصّادِقِ فَأَربَعَةٌ يَصدُقُ فِي قَولِهِ وَ يُصَدّقُ وَعدَ اللّهِ وَ وَعِيدَهُ وَ يوُفيِ‌ بِالعَهدِ وَ يَجتَنِبُ الغَدرَ وَ أَمّا عَلَامَةُ المُؤمِنِ فَإِنّهُ يَرؤُفُ وَ يَفهَمُ وَ يسَتحَييِ‌ وَ أَمّا عَلَامَةُ الصّابِرِ فَأَربَعَةٌ الصّبرُ عَلَي المَكَارِهِ وَ العَزمُ فِي أَعمَالِ البِرّ وَ التّوَاضُعُ وَ الحِلمُ وَ أَمّا عَلَامَةُ التّائِبِ فَأَربَعَةٌ النّصِيحَةُ لِلّهِ فِي عَمَلِهِ وَ تَركُ البَاطِلِ وَ لُزُومُ الحَقّ وَ الحِرصُ عَلَي الخَيرِ وَ أَمّا عَلَامَةُ الشّاكِرِ فَأَربَعَةٌ الشّكرُ فِي النّعمَاءِ وَ الصّبرُ فِي البَلَاءِ وَ القُنُوعُ بِقَسمِ اللّهِ وَ لَا يَحمَدُ وَ لَا يُعَظّمُ إِلّا اللّهَ وَ أَمّا عَلَامَةُ الخَاشِعِ فَأَربَعَةٌ مُرَاقَبَةُ اللّهِ فِي السّرّ وَ العَلَانِيَةِ وَ رُكُوبُ الجَمِيلِ وَ التّفَكّرُ لِيَومِ القِيَامَةِ وَ المُنَاجَاةُ لِلّهِ وَ أَمّا عَلَامَةُ الصّالِحِ فَأَربَعَةٌ يصُفَيّ‌ قَلبَهُ وَ يُصلِحُ عَمَلَهُ وَ يُصلِحُ كَسبَهُ وَ يُصلِحُ أُمُورَهُ كُلّهَا وَ أَمّا عَلَامَةُ النّاصِحِ فَأَربَعَةٌ يقَضيِ‌ بِالحَقّ وَ يعُطيِ‌ الحَقّ مِن نَفسِهِ وَ يَرضَي لِلنّاسِ مَا يَرضَاهُ لِنَفسِهِ وَ لَا يعَتدَيِ‌ عَلَي أَحَدٍ وَ أَمّا عَلَامَةُ المُوقِنِ فَسِتّةٌ أَيقَنَ أَنّ اللّهَ حَقّ فَآمَنَ بِهِ وَ أَيقَنَ بِأَنّ المَوتَ حَقّ فَحَذِرَهُ وَ أَيقَنَ بِأَنّ البَعثَ حَقّ فَخَافَ الفَضِيحَةَ وَ أَيقَنَ بِأَنّ الجَنّةَ حَقّ فَاشتَاقَ


صفحه : 121

إِلَيهَا وَ أَيقَنَ بِأَنّ النّارَ حَقّ فَطَهّرَ سَعيَهُ[فَظَهَرَ سَعيُهُ]لِلنّجَاةِ مِنهَا وَ أَيقَنَ بِأَنّ الحِسَابَ حَقّ فَحَاسَبَ نَفسَهُ وَ أَمّا عَلَامَةُ المُخلِصِ فَأَربَعَةٌ يَسلَمُ قَلبُهُ وَ يَسلَمُ جَوَارِحُهُ وَ بَذَلَ خَيرَهُ وَ كَفّ شَرّهُ وَ أَمّا عَلَامَةُ الزّاهِدِ فَعَشَرَةٌ يَزهَدُ فِي المَحَارِمِ وَ يَكُفّ نَفسَهُ وَ يُقِيمُ فَرَائِضَ رَبّهِ فَإِن كَانَ مَملُوكاً أَحسَنَ الطّاعَةَ وَ إِن كَانَ مَالِكاً أَحسَنَ المَملَكَةَ وَ لَيسَ لَهُ مَحمِيَةٌ وَ لَا حِقدٌ يُحسِنُ إِلَي مَن أَسَاءَ إِلَيهِ وَ يَنفَعُ مَن ضَرّهُ وَ يَعفُو عَمّن ظَلَمَهُ وَ يَتَوَاضَعُ لِحَقّ اللّهِ وَ أَمّا عَلَامَةُ البَارّ فَعَشَرَةٌ يُحِبّ فِي اللّهِ وَ يُبغِضُ فِي اللّهِ وَ يُصَاحِبُ فِي اللّهِ وَ يُفَارِقُ فِي اللّهِ وَ يَغضَبُ فِي اللّهِ وَ يَرضَي فِي اللّهِ وَ يَعمَلُ لِلّهِ وَ يَطلُبُ إِلَيهِ وَ يَخشَعُ لِلّهِ خَائِفاً مَخُوفاً طَاهِراً مُخلِصاً مُستَحيِياً مُرَاقِباً وَ يُحسِنُ فِي اللّهِ وَ أَمّا عَلَامَةُ التقّيِ‌ّ فَسِتّةٌ يَخَافُ اللّهَ وَ يَحذَرُ بَطشَهُ وَ يمُسيِ‌ وَ يُصبِحُ كَأَنّهُ يَرَاهُ لَا تُهِمّهُ الدّنيَا وَ لَا يَعظُمُ عَلَيهِ مِنهَا شَيءٌ لِحُسنِ خُلُقِهِ وَ أَمّا عَلَامَةُ المُتَكَلّفِ فَأَربَعَةٌ الجِدَالُ فِيمَا لَا يَعنِيهِ وَ يُنَازِعُ مَن فَوقَهُ وَ يَتَعَاطَي مَا لَا يَنَالُ وَ أَمّا عَلَامَةُ الظّالِمِ فَأَربَعَةٌ يَظلِمُ مَن فَوقَهُ بِالمَعصِيَةِ وَ يَملِكُ مَن دُونَهُ بِالغَلَبَةِ وَ يُبغِضُ الحَقّ وَ يُظهِرُ الظّلمَ


صفحه : 122

وَ أَمّا عَلَامَةُ المرُاَئيِ‌ فَأَربَعَةٌ يَحرِصُ فِي العَمَلِ لِلّهِ إِذَا كَانَ عِندَهُ أَحَدٌ وَ يَكسَلُ إِذَا كَانَ وَحدَهُ وَ يَحرِصُ فِي كُلّ أَمرِهِ عَلَي المَحمَدَةِ وَ يُحسِنُ سَمتَهُ بِجُهدِهِ وَ أَمّا عَلَامَةُ المُنَافِقِ فَأَربَعَةٌ فَاجِرٌ دَخلُهُ يُخَالِفُ لِسَانُهُ قَلبَهُ وَ قَولُهُ فِعلَهُ وَ سَرِيرَتُهُ عَلَانِيَتَهُ فَوَيلٌ لِلمُنَافِقِ مِنَ النّارِ وَ أَمّا عَلَامَةُ الحَاسِدِ فَأَربَعَةٌ الغِيبَةُ وَ التّمَلّقُ وَ الشّمَاتَةُ بِالمُصِيبَةِ وَ أَمّا عَلَامَةُ المُسرِفِ فَأَربَعَةٌ الفَخرُ بِالبَاطِلِ وَ يشَترَيِ‌ مَا لَيسَ لَهُ وَ يَلبَسُ مَا لَيسَ لَهُ وَ يَأكُلُ مَا لَيسَ عِندَهُ وَ أَمّا عَلَامَةُ الغَافِلِ فَأَربَعَةٌ العَمَي وَ السّهوُ وَ اللّهوُ وَ النّسيَانُ وَ أَمّا عَلَامَةُ الكَسلَانِ فَأَربَعَةٌ يَتَوَانَي حَتّي يُفَرّطَ وَ يُفَرّطُ حَتّي يُضَيّعَ وَ يُضَيّعُ حَتّي يَأثَمَ وَ يَضجَرَ وَ أَمّا عَلَامَةُ الكَذّابِ فَأَربَعَةٌ إِن قَالَ لَم يَصدُق وَ إِن قِيلَ لَهُ لَم يُصَدّق وَ النّمِيمَةُ وَ البَهتُ وَ أَمّا عَلَامَةُ الفَاسِقِ فَأَربَعَةٌ اللّهوُ وَ اللّغوُ وَ العُدوَانُ وَ البُهتَانُ وَ أَمّا عَلَامَةُ الجَائِرِ فَأَربَعَةٌ عِصيَانُ الرّحمَنِ وَ أَذَي الجِيرَانِ وَ بُغضُ القُرآنِ[الأَقرَانِ] وَ القُربُ إِلَي الطّغيَانِ فَقَالَ شَمعُونُ لَقَد شفَيَتنَيِ‌ وَ بصَرّتنَيِ‌ مِن عمَاَي‌َ فعَلَمّنيِ‌ طَرَائِقَ أهَتدَيِ‌ بِهَا فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا شَمعُونُ إِنّ لَكَ أَعدَاءً يَطلُبُونَكَ وَ يُقَاتِلُونَكَ لِيَسلُبُوا دِينَكَ مِنَ الجِنّ وَ الإِنسِ فَأَمّا الّذِينَ مِنَ الإِنسِ فَقَومٌ لَا خَلَاقَ لَهُم فِي الآخِرَةِ وَ لَا رَغبَةَ لَهُم فِيمَا عِندَ اللّهِ إِنّمَا هَمّهُم تَعيِيرُ النّاسِ بِأَعمَالِهِم لَا يُعَيّرُونَ أَنفُسَهُم وَ لَا يُحَاذِرُونَ أَعمَالَهُم إِن رَأَوكَ صَالِحاً حَسَدُوكَ وَ قَالُوا مُرَاءٍ وَ إِن رَأَوكَ فَاسِداً قَالُوا لَا خَيرَ فِيهِ وَ أَمّا أَعدَاؤُكَ مِنَ الجِنّ فَإِبلِيسُ وَ جُنُودُهُ فَإِذَا أَتَاكَ فَقَالَ مَاتَ ابنُكَ فَقُل إِنّمَا خُلِقَ الأَحيَاءُ لِيَمُوتُوا وَ تَدخُلُ بَضعَةٌ منِيّ‌ الجَنّةَ إِنّهُ ليَسَريِ‌[ليَسُريِ‌،لَيُسرَي،ليَسَرُنّيِ‌] فَإِذَا أَتَاكَ وَ قَالَ قَد ذَهَبَ مَالُكَ فَقُل الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي أَعطَي وَ أَخَذَ وَ أَذهَبَ عنَيّ‌ الزّكَاةَ فَلَا زَكَاةَ عَلَيّ وَ إِذَا أَتَاكَ وَ قَالَ لَكَ النّاسُ يَظلِمُونَكَ وَ أَنتَ لَا تَظلِمُ فَقُل إِنّمَا السّبِيلُ يَومَ


صفحه : 123

القِيَامَةِ عَلَي الّذِينَ يَظلِمُونَ النّاسَ وَما عَلَي المُحسِنِينَ مِن سَبِيلٍ وَ إِذَا أَتَاكَ وَ قَالَ لَكَ مَا أَكثَرَ إِحسَانَكَ يُرِيدُ أَن يُدخِلَكَ العُجبَ فَقُل إسِاَءتَيِ‌ أَكثَرُ مِن إحِساَنيِ‌ وَ إِذَا أَتَاكَ فَقَالَ لَكَ مَا أَكثَرَ صَلَاتَكَ فَقُل غفَلتَيِ‌ أَكثَرُ مِن صلَاَتيِ‌ وَ إِذَا قَالَ لَكَ كَم تعُطيِ‌ النّاسَ فَقُل مَا آخُذُ أَكثَرُ مِمّا أعُطيِ‌ وَ إِذَا قَالَ لَكَ مَا أَكثَرَ مَن يَظلِمُكَ فَقُل مَن ظَلَمتُهُ أَكثَرُ وَ إِذَا أَتَاكَ فَقَالَ لَكَ كَم تَعمَلُ فَقُل طَالَ مَا عَصَيتُ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي لَمّا خَلَقَ السّفلَي فَخَرَت وَ زَخَرَت وَ قَالَت أَيّ شَيءٍ يغَلبِنُيِ‌ فَخَلَقَ الأَرضَ فَسَطَحَهَا عَلَي ظَهرِهَا فَذَلّت ثُمّ إِنّ الأَرضَ فَخَرَت وَ قَالَت أَيّ شَيءٍ يغَلبِنُيِ‌ فَخَلَقَ اللّهُ الجِبَالَ فَأَثبَتَهَا عَلَي ظَهرِهَا أَوتَاداً مِن أَن تَمِيدَ بِهَا عَلَيهَا فَذَلّتِ الأَرضُ وَ استَقَرّت ثُمّ إِنّ الجِبَالَ فَخَرَت عَلَي الأَرضِ فَشَمَخَت وَ استَطَالَت وَ قَالَت أَيّ شَيءٍ يغَلبِنُيِ‌ فَخَلَقَ الحَدِيدَ فَقَطَعَهَا فَذَلّت ثُمّ إِنّ الحَدِيدِ فَخَرَ عَلَي الجِبَالِ وَ قَالَ أَيّ شَيءٍ يغَلبِنُيِ‌ فَخَلَقَ النّارَ فَأَذَابَتِ الحَدِيدَ فَذَلّ الحَدِيدُ ثُمّ إِنّ النّارَ زَفَرَت وَ شَهَقَت وَ فَخَرَت وَ قَالَت أَيّ شَيءٍ يغَلبِنُيِ‌ فَخَلَقَ المَاءَ فَأَطفَأَهَا فَذَلّت ثُمّ المَاءُ فَخَرَ وَ زَخَرَ وَ قَالَ أَيّ شَيءٍ يغَلبِنُيِ‌ فَخَلَقَ الرّيحَ فَحَرّكَت أَموَاجَهُ وَ أَثَارَت مَا فِي قَعرِهِ وَ حَبَسَتهُ عَن مَجَارِيهِ فَذَلّ المَاءُ ثُمّ إِنّ الرّيحَ فَخَرَت وَ عَصَفَت وَ قَالَت أَيّ شَيءٍ يغَلبِنُيِ‌ فَخَلَقَ الإِنسَانَ فَبَنَي وَ احتَالَ مَا يَستَتِرُ بِهِ مِنَ الرّيحِ وَ غَيرِهَا فَذَلّتِ الرّيحُ ثُمّ إِنّ الإِنسَانَ طَغَي وَ قَالَ مَن أَشَدّ منِيّ‌ قُوّةً فَخَلَقَ المَوتَ فَقَهَرَهُ فَذَلّ الإِنسَانُ ثُمّ إِنّ المَوتَ فَخَرَ فِي نَفسِهِ فَقَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَا تَفخَر فإَنِيّ‌ ذَابِحُكَ بَينَ الفَرِيقَينِ أَهلِ الجَنّةِ وَ أَهلِ النّارِ ثُمّ لَا أُحيِيكَ أَبَداً فَخَافَ ثُمّ قَالَ وَ الحِلمُ يَغلِبُ الغَضَبَ وَ الرّحمَةُ تَغلِبُ السّخطَ وَ الصّدَقَةُ تَغلِبُ الخَطِيئَةَ


صفحه : 124

بيان قوله تعالي بك أبدأ وبك أعيد أي بك خلقت الخلق وأبدأتهم وبك أعيدهم للجزاء إذ لو لاالعقل لم يحسن التكليف و لو لاالتكليف لم يكن للخلق فائدة و لاللثواب والعقاب والحشر منفعة و لا فيهاحكمة. قوله ص و من الحلم العلم إذ بترك الحلم ينفر العلماء عنه فلايمكنه التعلم منهم وأيضا يسلب الله علمه عنه و لايفيض عليه الحكمة بتركه كماسيأتي‌ والرشد الاهتداء والاستقامة علي طريق الحق مع تصلب فيه والعفاف منع النفس عن المحرمات والصيانة منعها عن الشبهات والمكروهات فلذا تتفرع علي العفاف وبالصيانة ترتفع الغواشي‌ والأغطية عن عين القلب فيري الحق حقا والباطل باطلا فيستحيي‌ من ارتكاب المعاصي‌ و إذااستحكم فيه الحياء تحصل له الرزانة أي عدم الانزعاج عن المحركات الشهوانية والغضبية وعدم التزلزل بالفتن إذ الحياء عن ربه يمنعه عن أن يؤثر شيئا علي رضاه أويترك الأمور الدنية خدمة مولاه والرزانة تصير وسيلة إلي المداومة علي الخيرات والمداومة علي الخيرات توجب تأييد الله تعالي لأن يكره الشرور فإذاصار محبا للخير كارها للشر يطيع كل ناصح يدله علي الخير ألذي يحبه أويزجره عن الشر ألذي يكرهه و أما مايتشعب من الحلم فتشعبها منه يظهر بأدني تأمل وبسط القول فيهايوجب الإطناب والضعة بحسب الدنيا والخساسة ما كان بسبب الأخلاق الذميمة والمهل أي تأخير العقوبة وعدم المبادرة بالانتقام . و أما مايتشعب من العلم فالغني أي غني النفس و إن كان فقيرا بلا مال ويحتمل أيضا الغني بالمال و إن كان قبل العلم فقيرا والجود أي يجود بالحقائق علي الخلق و إن كان بخيلا في المال إما لعدمه أولبخله أوالمراد أن العلم يصير سببا لجوده بالمال والعلم وغيرهما و إن كان قبل اتصافه بالعلم بخيلا وتحصل له المهابة و إن كان بحسب مايصير بحسب الدنيا سببا لها هينا لعدم شرف دنيوي‌ وحسب ونسب ومال لكن بالعلم يلقي‌ الله مهابته في قلوب العباد و إن كان قبل العلم هينا حقيرا والسلامة من العيوب و إن كان في بدنه سقيما أوالعلم يصير سببا لشفائه عن الأسقام الجسمانية والروحانية والقرب من الله و إن كان قصيا أي بعيدا عن كرام


صفحه : 125

الخلق أوالقرب من الله و من الخلق و إن كان بعيدا عنهما قبل العلم والحياء و إن كان صلفا في القاموس الصلف بالتحريك التكلم بما يكرهه صاحبك والتمدح بما ليس عندك أومجاوزة قدر الظرف والادعاء فوق ذلك تكبرا و هوصلف ككتف انتهي أي يحصل من العلم الحياء في مايحب ويحمد و إن عده الناس صلفا لترك المداهنة أو و إن كان قبله صلفا والأخير هنا أظهر والرفعة والشرف أيضا يحتملان المعنيين علي قياس مامر والفرق بينهما بأن الرفعة ما كان له نفسه والشرافة مايتعدي إلي غيره بأن يتشرف من ينسب إليه بسببه والأول بحسب الجاه الدنيوي‌ والثاني‌ بالرفعة المعنوية بسبب الأخلاق الشريفة والحكمة العلوم الفائضة بعدالعمل بما يعلم أوالعمل بالعلم كماسيأتي‌ والحظوة المنزلة والقرب عند الله . و أما مايتشعب من الرشد فالسداد و هوالصواب من القول والعمل والهدي أي إلي مافوق ما هو فيه أوالمراد أن من أجزائه ولوازمه الهدي وكذا البر والتقوي والمنالة لعل المراد بهاالدرجة التي‌ بهاتنال أقصي المقاصد من القرب والفوز والسعادة فإنها من النيل والإصابة والقصد أي الطريق الوسط المستقيم والاقتصاد رعاية الوسط الممدوح في جميع الأمور وترك الإفراط والتفريط ويحتمل أن يكون المراد بالثواب إثابة الغير بجزاء مايصنع إليه لكنه بعيد. و أما مايتشعب من العفاف فالرضا بما أعطاه الله من الرزق وعدم التصرف في الأمر الحرام لطلب الزيادة والاستكانة الخضوع والمذلة وهي‌ من لوازم العفاف لأن من عف عن الحرام و لم يجمع الأموال الكثيرة منه لايطغي ويذل نفسه ويخضع والحظ النصيب أي حظوظ الآخرة إذ بترك حظوظ الدنيا تتوفر حظوظ الآخرة والراحة أي في الدنيا والآخرة إذ من يجمع المال في الدنيا أيضا ليس له إلاالعناء والتعب وكذا من لايعف عن الفرج الحرام يتحمل في الدنيا المشاق والمنازعات والحدود الشرعية وغيرها والتفقد إما المراد تفقد أحوال الفقراء وأداء حقوقهم أوتفقد أحوال النفس وعيوبها والأول أظهر والخشوع إذ بترك العفاف يسلب الخشوع في العبادات كما هوالمجرب والتذكر أي تذكر الموت وأحوال الآخرة والذنوب والتفكر أي في المبدأ والمعاد وفيما خلق له .


صفحه : 126

و أما مايتشعب من الصيانة فالصلاح صلاح نفسه وخروجه عن المفاسد والمعايب والتواضع عندالخالق والخلائق وعدم الاستكبار عن قبول الحق والورع اجتناب المحرمات والشبهات والإنابة التوبة والرجوع إلي الله تعالي والفهم فهم حسن الأشياء وقبحها وفهم معايب النفس وعظمة خالقها والأدب حسن المعاملة في خدمة الخالق ومعاشرة الخلق والإحسان إلي الغير وكسب محبة الناس واختيار الخير و ما هوأحسن عاقبة واجتناب الشر. و أما مايتشعب من الحياء فلين الجانب وعدم الغلظة والرأفة والترحم علي الخلق والمراقبة وهي‌ ما يكون بين شخصين يرقب ويرصد كل منهما صاحبه أي يعلم في جميع أحواله ويتذكر أن الله مطلع عليه فيستحيي‌ من معصيته أوترك طاعته والتوجه إلي غيره وينتظر في كل آن رحمته ويحترز من حلول نقمته والسلامة من البلايا التي‌ ترد علي الإنسان في الدنيا والآخرة بترك الحياء وكذا اجتناب الشر والظفر و هوالوصول إلي البغية والمطلوب وحسن ثناء الخلق عليه . و أما مايتشعب من الرزانة فاللطف والإحسان إلي الخلق أوالرفق والمداراة معهم أوإتيان الأمور بلطف التدبير وبما يعلم بعدالتفكر أنه طريق الوصول إليه بدون مبادرة واستعجال والحزم ضبط الأمر والأخذ فيه بالثقة والتفكر في عواقب الأمور وتحصين الفرج أي حفظه ومنعه عن الحرام والشبهة و من لم تكن له رزانة يتبع الشهوات وتحركه في أول الأمر فيقع في الحرام والشبهة بلا روية واستصلاح المال أيضا إنما يتيسر بالرزانة إذ الاستعجال في الأمور واتباع كل مايحدث في بادي‌ النظر يوجب الخسران غالبا وكذا الاستعداد للعدو إنما يكون بالتأني‌ والتثبت وكذا النهي‌ عن المنكر فإنه أيضا إنما يتمشي بالتدبير والحزم والتحرج تضييق الأمر علي النفس أوفعل مايوجب الإثم قال في النهاية ومنها حديث اليتامي تحرجوا أن يأكلوا معهم أي ضيقوا علي أنفسهم وتحرج فلان إذافعل فعلا يحرج به من الحرج الإثم والضيق انتهي و علي الثاني‌ يكون معطوفا علي الطيش واليقين


صفحه : 127

إذ بكثرة العبادات يتقوي اليقين و قوله طاعة الرحمن يمكن عطفه علي النجاة و لو كان معطوفا علي الحب لعل المراد كثرتها وزيادتها أوأنها ثمرة مترتبة علي المداومة علي الخير وهي‌ أنه مطيع للرحمن وكفي به شرفا وفضلا والبرهان الحجة و كل مايوجب وضوح أمر وبراهين الله تعالي أنبياؤه وحججه وكتبه ومعجزات الأنبياء والحجج وآيات الآفاق والأنفس الدالة علي وجوده وعظمته ووحدانيته وسائر صفاته والطاعة والمداومة عليها تعظيم لتلك البراهين وإذعان بها والمعصية تحقير لها. و أما مايتشعب من كراهية الشر فالوقار وعدم التزلزل عن الخير والصبر علي المكاره في الدين والنصر علي الأعادي‌ الظاهرة والباطنة والتوفر أي في الإيمان أو في جميع الطاعات وترك ما لايعنيه أي لايهمه و لاينفعه . و أما مايتشعب من طاعة الناصح فاللب الخالص من كل شيء ولعل المراد هنا العقل الخالص عن مخالطة الشهوات والأهواء والقبول أي عندالخالق والخلق وكذا المودة أوالقبول عند الله والمودة بين الخلق . والإسراج لعل المراد إسراج الذهن وإيقاد الفهم ويمكن أن يكون في الأصل الانشراح أي انشراح الصدر واتساعه للعلوم أوالاستراحة فصحف إلي ماتري والتقدم في الأمور أي الخيرات قوله ع من مصارع الهوي الصرع الطرح علي الأرض والمراد الأمور والمقامات التي‌ يصرع هوي النفس فيهاأكثر الخلق ويغلبهم . و أماأعلام الجاهل عناك بالتشديد أي أتعبك من العناء النصب والتعب و إن أعطيته كفرك بالتخفيف أي لم يشكرك والفظ الغليظ الجانب السيئ الخلق و قوله ع لم يتحرج أي لايتضيق عن إثم وقبح ومعصية و إن ضحك فهق أي فتح فاه وامتلأ من الضحك قال الجزري‌ فيه إن أبغضكم إلي‌ الثرثارون المتفيهقون هم الذين يتوسعون في الكلام ويفتحون به أفواههم مأخوذ من الفهق و هوالامتلاء والاتساع يقال أفهقت الإناء فهق يفهق فهقا انتهي و إن بكي خار أي جزع وصاح


صفحه : 128

كالبهائم قال الجزري‌ الخوار صوت البقر و منه حديث مقتل أبي بن خلف فخر يخور كمايخور الثور انتهي والحاصل أن فرحه وجزعه خارجان عن الاعتدال قوله يقع في الأبرار أي يعيبهم ويذمهم قوله ص ووقع فيك لعله بالتشديد أي أثبت من التوقيع و هو مايثبت في الكتب والفرامين أوبالتخفيف بتقدير الباء أي عابك بما ليس فيك قوله ص ويصدق وعد الله ووعيده أي يؤمن بهما ويعمل بمقتضاهما ويوفي‌ بالعهد أي عهوده مع الله و مع الخلق قوله ص فطهر سعيه أي من الرياء والعجب وسائر مايفسد العمل قوله ص يسلم قلبه أي من الرياء وأنواع الشرك والأخلاق الذميمة وجوارحه من المعاصي‌ و مايظهر منه عدم الإخلاص قوله ص ليس له محمية مصدر من الحماية أي الحماية لأهل الباطل و هوقريب من معني الحمية الغيرة والأنفة قوله ص و لايعظم أي حسن خلقه وصبره يسهل عليه شدائد الدنيا قوله ص ينازع من فوقه كباريه تعالي ونبيه وإمامه ومعلمه ووالديه و كل من يلزمه إطاعته ويتعاطي أي يرتكب ويتوجه إلي تحصيل أمر لايمكنه الوصول إليه قوله ص ويحسن سمته السمت هيئة أهل الخير أي يزين ظاهره ويتشبه بأهل الصلاح غاية جهده وسعيه قوله ص فاجر دخله أي خفايا أموره وبواطن أحواله فاسدة فاجرة قال الفيروزآبادي‌ دخل الرجل بالفتح والكسر بيته ومذهبه وجميع أمره وجلده وبطانته انتهي قوله ص و أماعلامة الحاسد الظاهر أنه سقط أحد الأربعة من النساخ كماوقع مثله فيما سبق أو كان مكان أربعة ثلاثة كما في وصايا لقمان حيث قال للحاسد ثلاث علامات يغتاب إذاغاب ويتملق إذاشهد ويشمت بالمصيبة قوله ص يتواني أي يفتر ويقصر و لايهتم به قوله ص لاخلاق لهم الخلاق بالفتح الحظ والنصيب قوله ص وإنه ليسري‌ لعل المراد أن دخوله الجنة يسري‌ إلي‌ فأدخل أيضا بسببه فيكون فعلا ويحتمل أن يكون مصدرا أي أن ذلك موجب ليسري‌ وتيسر أموري‌ في الآخرة


صفحه : 129

ويمكن أن يكون يسري‌ فعلا من قولهم سري‌ عنه الهم أي انكشف أي هذاالتفكر يصير سببا لأن ينكشف عنك الهم . ثم اعلم أنه كان في المنقول عنه بعد قوله طال ماعصيت فقرات ناقصات بينها بياض كثير أسقطناها و ما في آخر الخبر لعله تمثيل لبيان أن كل شيءغيره تعالي مغلوب مقهور بما فوقه و الله الغالب علي كل شيء وسيأتي‌ الكلام فيه في كتاب السماء والعالم وإنما أوجزنا الكلام في شرح هذاالخبر إذ استيفاء الكلام فيه لايتأتي إلا في كتاب مفرد موضوع لذلك وعهدنا المقدم يمسك عن الإطناب عنان القلم

12-ف ،[تحف العقول ] قَالَ النّبِيّص صِفَةُ العَاقِلِ أَن يَحلُمَ عَمّن جَهِلَ عَلَيهِ وَ يَتَجَاوَزَ عَمّن ظَلَمَهُ وَ يَتَوَاضَعَ لِمَن هُوَ دُونَهُ وَ يُسَابِقَ مَن فَوقَهُ فِي طَلَبِ البِرّ وَ إِذَا أَرَادَ أَن يَتَكَلّمَ تَدَبّرَ فَإِن كَانَ خَيراً تَكَلّمَ فَغَنِمَ وَ إِن كَانَ شَرّاً سَكَتَ فَسَلِمَ وَ إِذَا عَرَضَت لَهُ فِتنَةٌ استَعصَمَ بِاللّهِ وَ أَمسَكَ يَدَهُ وَ لِسَانَهُ وَ إِذَا رَأَي فَضِيلَةً انتَهَزَ بِهَا لَا يُفَارِقُهُ الحَيَاءُ وَ لَا يَبدُو مِنهُ الحِرصُ فَتِلكَ عَشرُ خِصَالٍ يُعرَفُ بِهَا العَاقِلُ وَ صِفَةُ الجَاهِلِ أَن يَظلِمَ مَن خَالَطَهُ وَ يَتَعَدّي عَلَي مَن هُوَ دُونَهُ وَ يَتَطَاوَلَ عَلَي مَن هُوَ فَوقَهُ كَلَامُهُ بِغَيرِ تَدَبّرٍ إِن تَكَلّمَ أَثِمَ وَ إِن سَكَتَ سَهَا وَ إِن عَرَضَت لَهُ فِتنَةٌ سَارَعَ إِلَيهَا فَأَردَتهُ وَ إِن رَأَي فَضِيلةً أَعرَضَ وَ أَبطَأَ عَنهَا لَا يَخَافُ ذُنُوبَهُ القَدِيمَةَ وَ لَا يَرتَدِعُ فِيمَا بقَيِ‌َ مِن عُمُرِهِ مِنَ الذّنُوبِ يَتَوَانَي عَنِ البِرّ وَ يُبطِئُ عَنهُ غَيرَ مُكتَرِثٍ لِمَا فَاتَهُ مِن ذَلِكَ أَو ضَيّعَهُ فَتِلكَ عَشرُ خِصَالٍ مِن صِفَةِ الجَاهِلِ ألّذِي حُرِمَ العَقلَ

بيان قال الجزري‌ النهزة الفرصة وانتهزتها اغتنمتها أي إذارأي فضيلة اغتنم الفرصة بهذه الفضيلة و لم يؤخرها قوله ع و إن سكت سها أي ليس سكوته لرعاية مصلحة بل لأنه سها عن الكلام والردي الهلاك فأردته أي أهلكته ويقال ماأكترث له أي ماأبالي‌ به


صفحه : 130

13-سن ،[المحاسن ]العوَسيِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ الجوَهرَيِ‌ّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ الكوُفيِ‌ّ رَفَعَهُ قَالَ سُئِلَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ ع عَنِ العَقلِ قَالَ التّجَرّعُ لِلغُصّةِ وَ مُدَاهَنَةُ الأَعدَاءِ

ضه ،[روضة الواعظين ] عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع مِثلَهُ وَ زَادَ فِيهِ وَ مُدَارَاةُ الأَصدِقَاءِ

بيان المداهنة إظهار خلاف ماتضمر و هوقريب من معني المداراة

14-سن ،[المحاسن ]بَعضُ أَصحَابِنَا رَفَعَهُ قَالَ قَالَ ع العَاقِلُ لَا يُحَدّثُ مَن يَخَافُ تَكذِيبَهُ وَ لَا يَسأَلُ مَن يَخَافُ مَنعَهُ وَ لَا يُقدِمُ عَلَي مَا يَخَافُ العُذرَ مِنهُ وَ لَا يَرجُو مَن لَا يُوثَقُ بِرَجَائِهِ

15-سن ،[المحاسن ]بَعضُ أَصحَابِنَا رَفَعَهُ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يُستَدَلّ بِكِتَابِ الرّجُلِ عَلَي عَقلِهِ وَ مَوضِعِ بَصِيرَتِهِ وَ بِرَسُولِهِ عَلَي فَهمِهِ وَ فِطنَتِهِ

16-مص ،[مصباح الشريعة] قَالَ الصّادِقُ ع العَاقِلُ مَن كَانَ ذَلُولًا عِندَ إِجَابَةِ الحَقّ مُنصِفاً بِقَولِهِ جَمُوحاً عِندَ البَاطِلِ خَصماً بِقَولِهِ يَترُكُ دُنيَاهُ وَ لَا يَترُكُ دِينَهُ وَ دَلِيلُ العَاقِلِ شَيئَانِ صِدقُ القَولِ وَ صَوَابُ الفِعلِ وَ العَاقِلُ لَا يَتَحَدّثُ بِمَا يُنكِرُهُ العَقلُ وَ لَا يَتَعَرّضُ لِلتّهَمَةِ وَ لَا يَدَعُ مُدَارَاةَ مَنِ ابتلُيِ‌َ بِهِ وَ يَكُونُ العِلمُ دَلِيلَهُ فِي أَعمَالِهِ وَ الحِلمُ رَفِيقَهُ فِي أَحوَالِهِ وَ المَعرِفَةُ تُعِينُهُ فِي مَذَاهِبِهِ وَ الهَوَي عَدُوّ العَقلِ وَ مُخَالِفُ الحَقّ وَ قَرِينُ البَاطِلِ وَ قُوّةُ الهَوَي مِنَ الشّهوَةِ وَ أَصلُ عَلَامَاتِ الشّهوَةِ أَكلُ الحَرَامِ وَ الغَفلَةُ عَنِ الفَرَائِضِ وَ الِاستِهَانَةُ بِالسّنَنِ وَ الخَوضُ فِي الملَاَهيِ‌

توضيح قال الفيروزآبادي‌ جمح الفرس كمنع جمحا وجموحا وجماحا و هوجموح اغتر فارسه وغلبه و قال رجل خصم كفرح مجادل قوله من ابتلي‌ به أي بمعاشرته وخلطته واستهان بالشي‌ء أي أهانه وخفضه والخوض في الملاهي‌ الدخول فيها واقتحامها من غيرروية والتمادي‌ فيها


صفحه : 131

17-ضه ،[روضة الواعظين ]غو،[غوالي‌ اللئالي‌] عَنِ النّبِيّص قَالَ رَأسُ العَقلِ بَعدَ الإِيمَانِ التّوَدّدُ إِلَي النّاسِ وَ قَالَص أَعقَلُ النّاسِ مُحسِنٌ خَائِفٌ وَ أَجهَلُهُم مسُيِ‌ءٌ آمِنٌ

18-ضه ،[روضة الواعظين ] عَنِ النّبِيّص قَالَ رَأسُ العَقلِ بَعدَ الإِيمَانِ بِاللّهِ التّحَبّبُ إِلَي النّاسِ

19-ضه ،[روضة الواعظين ] قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع لَيسَ لِلعَاقِلِ أَن يَكُونَ شَاخِصاً إِلّا فِي ثَلَاثٍ مَرَمّةٍ لِمَعَاشٍ أَو حُظوَةٍ فِي مَعَادٍ أَو لَذّةٍ فِي غَيرِ مُحَرّمٍ

20-ضه ،[روضة الواعظين ]روُيِ‌َ أَنّ النّبِيّص قِيلَ لَهُ مَا العَقلُ قَالَ العَمَلُ بِطَاعَةِ اللّهِ وَ إِنّ العُمّالَ بِطَاعَةِ اللّهِ هُمُ العُقَلَاءُ

21- وَ روُيِ‌َ أَنّ رَسُولَ اللّهِص مَرّ بِمَجنُونٍ فَقَالَ مَا لَهُ فَقِيلَ إِنّهُ مَجنُونٌ فَقَالَ بَل هُوَ مُصَابٌ إِنّمَا المَجنُونُ مَن آثَرَ الدّنيَا عَلَي الآخِرَةِ

22-ضه ،[روضة الواعظين ]روُيِ‌َ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ ينَبغَيِ‌ لِلعَاقِلِ إِذَا كَانَ عَاقِلًا أَن يَكُونَ لَهُ أَربَعُ سَاعَاتٍ مِنَ النّهَارِ سَاعَةٌ ينُاَجيِ‌ فِيهَا رَبّهُ وَ سَاعَةٌ يُحَاسِبُ فِيهَا نَفسَهُ وَ سَاعَةٌ يأَتيِ‌ أَهلَ العِلمِ الّذِينَ يَنصُرُونَهُ فِي أَمرِ دِينِهِ وَ يَنصَحُونَهُ وَ سَاعَةٌ يخُلَيّ‌ بَينَ نَفسِهِ وَ لَذّتِهَا مِن أَمرِ الدّنيَا فِيمَا يَحِلّ وَ يُحمَدُ

23-ختص ،[الإختصاص ] قَالَ الصّادِقُ ع أَفضَلُ طَبَائِعِ العَقلِ العِبَادَةُ وَ أَوثَقُ الحَدِيثِ لَهُ العِلمُ وَ أَجزَلُ حُظُوظِهِ الحِكمَةُ وَ أَفضَلُ ذَخَائِرِهِ الحَسَنَاتُ

24- وَ قَالَ ع كَمَالُ العَقلِ فِي ثَلَاثٍ التّوَاضُعِ لِلّهِ وَ حُسنِ اليَقِينِ وَ الصّمتِ إِلّا مِن خَيرٍ

25- وَ قَالَ الجَهلُ فِي ثَلَاثٍ الكِبرِ وَ شِدّةِ المِرَاءِ وَ الجَهلِ بِاللّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الخَاسِرُونَ

26- وَ قَالَ ع يَزِيدُ عَقلُ الرّجُلِ بَعدَ الأَربَعِينَ إِلَي خَمسِينَ وَ سِتّينَ ثُمّ يَنقُصُ عَقلُهُ بَعدَ ذَلِكَ

27- وَ قَالَ إِذَا أَرَدتَ أَن تَختَبِرَ عَقلَ الرّجُلِ فِي مَجلِسٍ وَاحِدٍ فَحَدّثهُ فِي خِلَالِ حَدِيثِكَ بِمَا لَا يَكُونُ فَإِن أَنكَرَهُ فَهُوَ عَاقِلٌ وَ إِن صَدّقَهُ فَهُوَ أَحمَقُ


صفحه : 132

28- وَ قَالَ ع لَا يُلسَعُ العَاقِلُ مِن جُحرٍ مَرّتَينِ

29-ف ،[تحف العقول ] وَصِيّةُ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع لِهِشَامِ بنِ الحَكَمِ وَ صِفَتُهُ لِلعَقلِ قَالَ ع يَا هِشَامُ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي بَشّرَ أَهلَ العَقلِ وَ الفَهمِ فِي كِتَابِهِ فَقَالَفَبَشّر عِبادِ الّذِينَ يَستَمِعُونَ القَولَ فَيَتّبِعُونَ أَحسَنَهُ أُولئِكَ الّذِينَ هَداهُمُ اللّهُ وَ أُولئِكَ هُم أُولُوا الأَلبابِ

بيان المراد بالقول إما القرآن أومطلق المواعظفَيَتّبِعُونَ أَحسَنَهُ أي إذارددوا بين أمرين منها لايمكن الجمع بينهما يختارون أحسنهما و علي الأول يحتمل أن يكون المراد بالأحسن المحكمات ويمكن أن يحمل القول علي مطلق الكلام إذ ما من قول حق إلا و له ضد باطل فإذاسمعها اختار الحق منهما و علي تقدير أن يكون المراد بالقول القرآن أومطلق المواعظ يمكن إرجاع الضمير إلي المصدر المذكور ضمنا أي يتبعونه أحسن اتباع

يَا هِشَامَ بنَ الحَكَمِ إِنّ اللّهَ جَلّ وَ عَزّ أَكمَلَ لِلنّاسِ الحُجَجَ بِالعُقُولِ وَ أَفضَي إِلَيهِم بِالبَيَانِ وَ دَلّهُم عَلَي رُبُوبِيّتِهِ بِالأَدِلّةِ فَقَالَوَ إِلهُكُم إِلهٌ واحِدٌ لا إِلهَ إِلّا هُوَ الرّحمنُ الرّحِيمُ إِنّ فِي خَلقِ السّماواتِ وَ الأَرضِ وَ اختِلافِ اللّيلِ وَ النّهارِ وَ الفُلكِ التّيِ‌ تجَريِ‌ فِي البَحرِ بِما يَنفَعُ النّاسَ وَ ما أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السّماءِ مِن ماءٍ فَأَحيا بِهِ الأَرضَ بَعدَ مَوتِها وَ بَثّ فِيها مِن كُلّ دَابّةٍ وَ تَصرِيفِ الرّياحِ وَ السّحابِ المُسَخّرِ بَينَ السّماءِ وَ الأَرضِ لَآياتٍ لِقَومٍ يَعقِلُونَ

بيان المراد بالحجج البراهين أوالأنبياء والأوصياء ع والاحتجاج وقطع العذر أي أكمل حجته علي الناس بما آتاهم من العقول وأفضي إليه أي وصل والباء للتعدية أي بعد ماأكمل عقلهم ألقي إليهم بيان مايلزمهم علمه ومعرفته و في الكافي‌ ونصر النبيين بالبيان والأدلة ما بين في كتابه من دلائل الربوبية والوحدانية أو ماأظهر من آثار صنعته وقدرته في الآفاق و في أنفسهم والأول أنسب بالتفريع واختلاف الليل والنهار أي تعاقبهما علي هذاالنظام المشاهد بأن يذهب أحدهما ويجي‌ء الآخر


صفحه : 133

خلفه و به فسر قوله تعالي هُوَ ألّذِي جَعَلَ اللّيلَ وَ النّهارَ خِلفَةً أوتفاوتهما في النور والظلمة أو في الزيادة والنقصان ودخول أحدهما في الآخر أو في الطول والقصر بحسب العروض أواختلاف كل ساعة من ساعاتهما بالنظر إلي الأمكنة المختلفة فأية ساعة فرضت فهي‌ صبح لموضع وظهر لآخر وهكذا والفلك يجي‌ء مفردا وجمعا و هوالسفينة و ما في قوله تعالي بِما يَنفَعُ النّاسَإما مصدرية أي بنفعهم أوموصولة أي بالذي‌ ينفعهم من المحمولات والمجلوبات وما أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السّماءِ مِن ماءٍ من الأولي للابتداء والثانية للبيان والسماء يحتمل الفلك والسحاب وجهة العلو وإحياء الأرض بالنباتات والأزهار والثمرات وبث فيهاعطف علي أنزل أو علي أحيا فإن الدواب ينمون بالخصب ويعيشون بالمطر والبث النشر والتفريق والمراد بتصريف الرياح إما تصريفها في مهابها قبولا ودبورا وجنوبا وشمالا أو في أحوالها حارة وباردة وعاصفة ولينة وعقيمة ولواقح أوجعلها تارة للرحمة وتارة للعذاب والسحاب المسخر أي لاينزل و لايتقشع مع أن الطبع يقتضي‌ أحدهما حتي يأتي‌ أمر الله وقيل مسخر للرياح تقلبه في الجو بمشية الله تعالي و في الآية دلالة علي لزوم النظر في خواص مصنوعاته تعالي والاستدلال بها علي وجوده ووحدته وعلمه وقدرته وحكمته وسائر صفاته و علي جواز ركوب البحر والتجارات والمسافرات لجلب الأقوات والأمتعة

يَا هِشَامُ قَد جَعَلَ اللّهُ جَلّ وَ عَزّ دَلِيلًا عَلَي مَعرِفَتِهِ بِأَنّ لَهُم مُدَبّراً فَقَالَوَ سَخّرَ لَكُمُ اللّيلَ وَ النّهارَ وَ الشّمسَ وَ القَمَرَ وَ النّجُومُ مُسَخّراتٌ بِأَمرِهِ إِنّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَومٍ يَعقِلُونَ وَ قَالَحم وَ الكِتابِ المُبِينِ إِنّا جَعَلناهُ قُرآناً عَرَبِيّا لَعَلّكُم تَعقِلُونَ وَ قَالَوَ مِن آياتِهِ يُرِيكُمُ البَرقَ خَوفاً وَ طَمَعاً وَ يُنَزّلُ مِنَ السّماءِ ماءً فيَحُييِ‌ بِهِ الأَرضَ بَعدَ مَوتِها إِنّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَومٍ يَعقِلُونَ

بيان في الكافي‌ قدجعل الله ذلك دليلا أي كلا من الآيات المذكورة سابقا أولاحقا و قوله تعالي وَ سَخّرَ لَكُمُ أي هيأها لمنافعكم ومُسَخّراتٌبالنصب حال عن الجميع أي نفعكم بهاحال كونها مسخرات لله خلقها ودبرها كيف شاء وقرأ


صفحه : 134

حفص والنجوم مسخرات علي الابتداء والخبر فيكون تعميما للحكم بعدتخصيصه ورفع ابن عامر الشمس والقمر أيضا و قوله تعالي يُرِيكُمُالفعل مصدر بتقدير أن أوصفة لمحذوف أي آية يريكم بهاالبَرقَ خَوفاً من الصاعقة أوتخريب المنازل والزروع أو من المسافرةوَ طَمَعاً أي في الغيث والنبات وسقي‌ الزروع أوللمقيم ونصبهما علي العلة لفعل لازم للفعل المذكور إذ إراءتهم تستلزم رؤيتهم أوللفعل المذكور بتقدير مضاف أي إراءة خوف وطمع أوبتأويل الخوف والطمع بالإخافة والإطماع أو علي الحال نحو كلمته شفاها

يَا هِشَامُ ثُمّ وَعَظَ أَهلَ العَقلِ وَ رَغّبَهُم فِي الآخِرَةِ فَقَالَوَ مَا الحَياةُ الدّنيا إِلّا لَعِبٌ وَ لَهوٌ وَ لَلدّارُ الآخِرَةُ خَيرٌ لِلّذِينَ يَتّقُونَ أَ فَلا تَعقِلُونَ وَ قَالَوَ ما أُوتِيتُم مِن شَيءٍ فَمَتاعُ الحَياةِ الدّنيا وَ زِينَتُها وَ ما عِندَ اللّهِ خَيرٌ وَ أَبقي أَ فَلا تَعقِلُونَ

بيان وَ مَا الحَياةُ الدّنيا أي أعمالهاإِلّا لَعِبٌ وَ لَهوٌيلهي‌ الناس ويشغلهم عما يعقب منفعة دائمة والمتاع مايتمتع به

يَا هِشَامُ ثُمّ خَوّفَ الّذِينَ لَا يَعقِلُونَ عَذَابَهُ فَقَالَثُمّ دَمّرنَا الآخَرِينَ وَ إِنّكُم لَتَمُرّونَ عَلَيهِم مُصبِحِينَ وَ بِاللّيلِ أَ فَلا تَعقِلُونَ

بيان قوله ع عذابه إما مفعول لقوله خوف أويعقلون أولهما علي التنازع والتدمير الإهلاك أي بعد مانجينا لوطا وأهله أهلكنا قومه وإنكم يا أهل مكة لتمرون علي منازلهم في متاجركم إلي الشام فإن سدوم في طريقه مُصبِحِينَ أي داخلين في الصباح وَ بِاللّيلِ أي ومساء أونهارا وليلا أفليس فيكم عقل تعتبرون به

يَا هِشَامُ ثُمّ بَيّنَ أَنّ العَقلَ مَعَ العِلمِ فَقَالَوَ تِلكَ الأَمثالُ نَضرِبُها لِلنّاسِ وَ ما يَعقِلُها إِلّا العالِمُونَ يَا هِشَامُ ثُمّ ذَمّ الّذِينَ لَا يَعقِلُونَ فَقَالَوَ إِذا قِيلَ لَهُمُ اتّبِعُوا ما أَنزَلَ اللّهُ قالُوا بَل نَتّبِعُ ما أَلفَينا عَلَيهِ آباءَنا أَ وَ لَو كانَ آباؤُهُم لا يَعقِلُونَ شَيئاً وَ لا يَهتَدُونَ وَ قَالَ تَعَالَي


صفحه : 135

إِنّ شَرّ الدّوَابّ عِندَ اللّهِ الصّمّ البُكمُ الّذِينَ لا يَعقِلُونَ وَ قَالَوَ لَئِن سَأَلتَهُم مَن خَلَقَ السّماواتِ وَ الأَرضَ لَيَقُولُنّ اللّهُ قُلِ الحَمدُ لِلّهِ بَل أَكثَرُهُم لا يَعلَمُونَ ثُمّ ذَمّ الكَثرَةَ فَقَالَوَ إِن تُطِع أَكثَرَ مَن فِي الأَرضِ يُضِلّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَ قَالَأَكثَرَ النّاسِ لا يَعلَمُونَ وَ أَكثَرُهُم لَا يَشعُرُونَ

بيان أَلفَينا أي وجدنا قوله تعالي أَ وَ لَو كانَالواو للحال أوالعطف والهمزة للرد والتعجب وجواب لومحذوف أي لو كان آباؤهم جهلة لايتفكرون في أمر الدين و لايهتدون لاتبعوهم إِنّ شَرّ الدّوَابّ أي شر مايدب علي الأرض أوشر البهائم الصّمّ عن سماع الحق وقبوله البُكمُ عن التكلم به و قوله بَل أَكثَرُهُم لا يَعقِلُونَ ليس في قرآننا و هذه الآية في سورة لقمان و فيهابَل أَكثَرُهُم لا يَعلَمُونَ ولعله كان في قرآنهم كذلك وكذا ليس في هذاالقرآن وأكثرهم لايشعرون فإما أن يكون هذاكلامه ع أو أنه أورد مضمون بعض الآيات والضمير راجع إلي كفار قريش وهم كانوا قائلين بأن خالق السماوات و الأرض هو الله تعالي لكنهم كانوا يشركون الأصنام معه تعالي في العبادة

يَا هِشَامُ ثُمّ مَدَحَ القِلّةَ فَقَالَوَ قَلِيلٌ مِن عبِاديِ‌َ الشّكُورُ وَ قَالَوَ قَلِيلٌ ما هُموَ ما آمَنَ مَعَهُ إِلّا قَلِيلٌ يَا هِشَامُ ثُمّ ذَكَرَ أوُليِ‌ الأَلبَابِ بِأَحسَنِ الذّكرِ وَ حَلّاهُم بِأَحسَنِ الحِليَةِ فَقَالَيؤُتيِ‌ الحِكمَةَ مَن يَشاءُ وَ مَن يُؤتَ الحِكمَةَ فَقَد أوُتيِ‌َ خَيراً كَثِيراً وَ ما يَذّكّرُ إِلّا أُولُوا الأَلبابِ يَا هِشَامُ إِنّ اللّهَ يَقُولُإِنّ فِي ذلِكَ لَذِكري لِمَن كانَ لَهُ قَلبٌيعَنيِ‌ العَقلَ


صفحه : 136

وَ قَالَوَ لَقَد آتَينا لُقمانَ الحِكمَةَ قَالَ الفَهمُ وَ العَقلُ يَا هِشَامُ إِنّ لُقمَانَ قَالَ لِابنِهِ تَوَاضَع لِلحَقّ تَكُن أَعقَلَ النّاسِ يَا بنُيَ‌ّ إِنّ الدّنيَا بَحرٌ عَمِيقٌ قَد غَرِقَ فِيهِ عَالَمٌ كَثِيرٌ فَلتَكُن سَفِينَتُكَ فِيهَا تَقوَي اللّهِ وَ جِسرُهَا الإِيمَانَ وَ شِرَاعُهَا التّوَكّلَ وَ قَيّمُهَا العَقلَ وَ دَلِيلُهَا العِلمَ وَ سُكّانُهَا الصّبرَ

بيان للحق أي لله بالإيمان به وطاعته أولكل حق إذاظهر لك بقبوله عالم بفتح اللام أوكسرها و في الكافي‌ وحشوها الإيمان أي مايحشي فيها وتملأ منها والشراع ككتاب الملاءة الواسعة فوق خشبة يصفقها الريح فتمضي‌ بالسفينة والقيم مدبر أمر السفينة والدليل المعلم و قال في المغرب السكان ذنب السفينة لأنها به تقوم وتسكن

يَا هِشَامُ لِكُلّ شَيءٍ دَلِيلٌ وَ دَلِيلُ العَاقِلِ التّفَكّرُ وَ دَلِيلُ التّفَكّرِ الصّمتُ وَ لِكُلّ شَيءٍ مَطِيّةٌ وَ مَطِيّةُ العَاقِلِ التّوَاضُعُ وَ كَفَي بِكَ جَهلًا أَن تَركَبَ مَا نُهِيتَ عَنهُ

بيان في الكافي‌ العقل في الموضعين مكان العاقل ودليل العقل أوالعاقل التفكر فإنه يصل إلي مطلوبه بالفكر و علي نسخة الكافي‌ يحتمل أن يكون المراد أن التفكر يدل علي أن المرء عاقل وكذا مابعده يحتملهما ومطية العاقل التواضع أي مع التواضع يقوي علي مايدل عليه عقله ويؤيد من الله بأعماله و مع التكبر وعدم طاعة الله يضعف عقله و لايقدر علي أعماله في الأمور كالراجل العاجز عن الوصول إلي المطلوب و علي نسخة العقل أظهر كما لايخفي

يَا هِشَامُ لَو كَانَ فِي يَدِكَ جَوزَةٌ وَ قَالَ النّاسُ لُؤلُؤَةٌ مَا كَانَ يَنفَعُكَ وَ أَنتَ تَعلَمُ أَنّهَا جَوزَةٌ وَ لَو كَانَ فِي يَدِكَ لُؤلُؤَةٌ وَ قَالَ النّاسُ إِنّهَا جَوزَةٌ مَا ضَرّكَ وَ أَنتَ تَعلَمُ أَنّهَا لُؤلُؤَةٌ

بيان حاصله عدم الاغترار بمدح الناس والافتخار بثنائهم

يَا هِشَامُ مَا بَعَثَ اللّهُ أَنبِيَاءَهُ وَ رُسُلَهُ إِلَي عِبَادِهِ إِلّا لِيَعقِلُوا عَنِ اللّهِ فَأَحسَنُهُمُ استِجَابَةً


صفحه : 137

أَحسَنُهُم مَعرِفَةً لِلّهِ وَ أَعلَمُهُم بِأَمرِ اللّهِ أَحسَنُهُم عَقلًا وَ أَعقَلُهُم أَرفَعُهُم دَرَجَةً فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ

بيان ضمير الجمع في قوله ع ليعقلوا راجع إلي العباد أي مابعثهم إلاليعقل العباد عن الله ما لايعقلون إلابتفهيم الأنبياء والرسل ع

يَا هِشَامُ مَا مِن عَبدٍ إِلّا وَ مَلَكٌ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ فَلَا يَتَوَاضَعُ إِلّا رَفَعَهُ اللّهُ وَ لَا يَتَعَاظَمُ إِلّا وَضَعَهُ اللّهُ يَا هِشَامُ إِنّ لِلّهِ عَلَي النّاسِ حُجّتَينِ حُجّةً ظَاهِرَةً وَ حُجّةً بَاطِنَةً فَأَمّا الظّاهِرَةُ فَالرّسُلُ وَ الأَنبِيَاءُ وَ الأَئِمّةُ ع وَ أَمّا البَاطِنَةُ فَالعُقُولُ يَا هِشَامُ إِنّ العَاقِلَ ألّذِي لَا يَشغَلُ الحَلَالُ شُكرَهُ وَ لَا يَغلِبُ الحَرَامُ صَبرَهُ يَا هِشَامُ مَن سَلّطَ ثَلَاثاً عَلَي ثَلَاثٍ فَكَأَنّمَا أَعَانَ هَوَاهُ عَلَي هَدمِ عَقلِهِ مَن أَظلَمَ نُورَ[نُورُ]فِكرِهِ بِطُولِ أَمَلِهِ وَ مَحَا طَرَائِفَ حِكمَتِهِ بِفُضُولِ كَلَامِهِ وَ أَطفَأَ نُورَ عِبرَتِهِ بِشَهَوَاتِ نَفسِهِ فَكَأَنّمَا أَعَانَ هَوَاهُ عَلَي هَدمِ عَقلِهِ وَ مَن هَدَمَ عَقلَهُ أَفسَدَ عَلَيهِ دِينَهُ وَ دُنيَاهُ

بيان نور مرفوع إذ لم تر أظلم متعديا وإضافته إلي الفكر إما بيانية أولامية والسبب في ذلك أن بطول الأمل يقبل إلي الدنيا ولذاتها فيشغل عن التفكر والطريف الأمر الجديد المستغرب ألذي فيه نفاسة ومحو الطرائف بالفضول إما لأنه إذااشتغل بالفضول شغل عن الحكمة في زمان التكلم بالفضول أولأنه لماسمع الناس منه الفضول لم يعبئوا بحكمته أولأنه إذااشتغل به محا الله عن قلبه الحكمة

يَا هِشَامُ كَيفَ يَزكُو عِندَ اللّهِ عَمَلُكَ وَ أَنتَ قَد شَغَلتَ عَقلَكَ عَن أَمرِ رَبّكَ وَ أَطَعتَ هَوَاكَ عَلَي غَلَبَةِ عَقلِكَ

بيان الزكاة تكون بمعني النمو وبمعني الطهارة وهنا يحتملهما والأمر مقابل النهي‌ أوبمعني مطلق الشأن أي الأمور المتعلقة به تعالي

يَا هِشَامُ الصّبرُ عَلَي الوَحدَةِ عَلَامَةُ قُوّةِ العَقلِ فَمَن عَقَلَ عَنِ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي


صفحه : 138

اعتَزَلَ أَهلَ الدّنيَا وَ الرّاغِبِينَ فِيهَا وَ رَغِبَ فِيمَا عِندَ رَبّهِ وَ كَانَ أُنسَهُ فِي الوَحشَةِ وَ صَاحِبَهُ فِي الوَحدَةِ وَ غِنَاهُ فِي العَيلَةِ وَ مُعِزّهُ فِي غَيرِ عَشِيرَةٍ

بيان عقل عن الله أي حصل له معرفة ذاته وصفاته وأحكامه وشرائعه أوأعطاه الله العقل أوعلم الأمور بعلم ينتهي‌ إلي الله بأن أخذه عن أنبيائه وحججه إما بلا واسطة أوبلغ عقله إلي درجة يفيض الله علومه عليه بغير تعليم بشر وغناه أي مغنية أو كما أن أهل الدنيا غناهم بالمال هوغناه بالله وقربه ومناجاته والعيلة الفقر و في الكافي‌ من غيرعشيرة وهي‌ القبيلة والرهط الأدنون

يَا هِشَامُ نُصِبَ الخَلقُ[نَصبُ الخَلقِ]لِطَاعَةِ اللّهِ وَ لَا نَجَاةَ إِلّا بِالطّاعَةِ وَ الطّاعَةُ بِالعِلمِ وَ العِلمُ بِالتّعَلّمِ وَ التّعَلّمُ بِالعَقلِ يُعتَقَدُ وَ لَا عِلمَ إِلّا مِن عَالِمٍ ربَاّنيِ‌ّ وَ مَعرِفَةُ العَالِمِ بِالعَقلِ

بيان في الكافي‌ نصب الحق ونصب إما مصدر أوفعل مجهول أي إنما نصب الله الخلق أوالحق والدين بإرسال الرسل وإنزال الكتب ليطاع في أوامره ونواهيه والتعلم بالعقل يعتقد أي يشتد ويستحكم أو من الاعتقاد بمعني التصديق والإذعان ومعرفة العالم و في الكافي‌ ومعرفة العلم أي علم العالم و ماهنا أظهر والغرض أن احتياج العلم إلي العقل من جهتين لفهم مايلقيه العالم ولمعرفة العالم ألذي ينبغي‌ أخذ العلم عنه

يَا هِشَامُ قَلِيلُ العَمَلِ مِنَ العَاقِلِ مَقبُولٌ مُضَاعَفٌ وَ كَثِيرُ العَمَلِ مِن أَهلِ الهَوَي وَ الجَهلِ مَردُودٌ

بيان في الكافي‌ من العالم

يَا هِشَامُ إِنّ العَاقِلَ رضَيِ‌َ بِالدّونِ مِنَ الدّنيَا مَعَ الحِكمَةِ وَ لَم يَرضَ بِالدّونِ مِنَ الحِكمَةِ مَعَ الدّنيَا فَلِذَلِكَ رَبِحَت تِجَارَتُهُم


صفحه : 139

بيان بالدون من الدنيا أي القليل واليسير منها مع الحكمة الكثيرة و لم يرض بالقليل من الحكمة مع الدنيا الكثيرة

يَا هِشَامُ إِن كَانَ يُغنِيكَ مَا يَكفِيكَ فَأَدنَي مَا فِي الدّنيَا يَكفِيكَ وَ إِن كَانَ لَا يُغنِيكَ مَا يَكفِيكَ فَلَيسَ شَيءٌ مِنَ الدّنيَا يُغنِيكَ يَا هِشَامُ إِنّ العُقَلَاءَ تَرَكُوا فُضُولَ الدّنيَا فَكَيفَ الذّنُوبُ وَ تَركُ الدّنيَا مِنَ الفَضلِ وَ تَركُ الذّنُوبِ مِنَ الفَرضِ يَا هِشَامُ إِنّ العُقَلَاءَ زَهِدُوا فِي الدّنيَا وَ رَغِبُوا فِي الآخِرَةِ لِأَنّهُم عَلِمُوا أَنّ الدّنيَا طَالِبَةٌ وَ مَطلُوبَةٌ فَمَن طَلَبَ الآخِرَةَ طَلَبَتهُ الدّنيَا حَتّي يسَتوَفيِ‌َ مِنهَا رِزقَهُ وَ مَن طَلَبَ الدّنيَا طَلَبَتهُ الآخِرَةُ فَيَأتِيهِ المَوتُ فَيُفسِدُ عَلَيهِ دُنيَاهُ وَ آخِرَتَهُ

بيان فِي الكاَفيِ‌ إِنّ الدّنيَا طَالِبَةٌ مَطلُوبَةٌ وَ الآخِرَةَ طَالِبَةٌ وَ مَطلُوبَةٌ وَ الدّنيَا طَالِبَةٌ لِلمَرءِ لِأَن يُوصَلَ إِلَيهِ مَا عِندَهَا مِنَ الرّزقِ المُقَدّرِ وَ مَطلُوبَةٌ يَطلُبُهَا الحَرِيصُ طَلَباً لِلزّيَادَةِ وَ الآخِرَةَ طَالِبَةٌ تَطلُبُهُ لِتُوصَلَ إِلَيهِ أَجَلُهُ المُقَدّرُ وَ مَطلُوبَةٌ يَطلُبُهَا الطّالِبُ لِلسّعَادَاتِ الأُخرَوِيّةِ بِالأَعمَالِ الصّالِحَةِ

يَا هِشَامُ مَن أَرَادَ الغِنَي بِلَا مَالٍ وَ رَاحَةَ القَلبِ مِنَ الحَسَدِ وَ السّلَامَةَ فِي الدّينِ فَليَتَضَرّع إِلَي اللّهِ فِي مَسأَلَتِهِ بِأَن يُكمِلَ عَقلَهُ فَمَن عَقَلَ قَنِعَ بِمَا يَكفِيهِ وَ مَن قَنِعَ بِمَا يَكفِيهِ استَغنَي وَ مَن لَم يَقنَع بِمَا يَكفِيهِ لَم يُدرِكِ الغِنَي أَبَداً يَا هِشَامُ إِنّ اللّهَ جَلّ وَ عَزّ حَكَي عَن قَومٍ صَالِحِينَ أَنّهُم قَالُوارَبّنا لا تُزِغ قُلُوبَنا بَعدَ إِذ هَدَيتَنا وَ هَب لَنا مِن لَدُنكَ رَحمَةً إِنّكَ أَنتَ الوَهّابُحِينَ عَلِمُوا أَنّ القُلُوبَ تَزِيغُ وَ تَعُودُ إِلَي عَمَاهَا وَ رَدَاهَا إِنّهُ لَم يَخَفِ اللّهَ مَن لَم يَعقِل عَنِ اللّهِ وَ مَن لَم يَعقِل عَنِ اللّهِ لَم يُعقَد قَلبُهُ عَلَي مَعرِفَةٍ ثَابِتَةٍ يُبصِرُهَا وَ لَم يَجِد حَقِيقَتَهَا فِي قَلبِهِ وَ لَا يَكُونُ أَحَدٌ كَذَلِكَ إِلّا مَن كَانَ قَولُهُ لِفِعلِهِ مُصَدّقاً وَ سِرّهُ لِعَلَانِيَتِهِ مُوَافِقاً لِأَنّ اللّهَ لَا يَدُلّ عَلَي البَاطِنِ الخفَيِ‌ّ مِنَ العَقلِ إِلّا بِظَاهِرٍ مِنهُ وَ نَاطِقٍ عَنهُ

بيان الزيغ الميل والعدول عن الحق ورداها أي هلاكها وضلالها


صفحه : 140

قوله ع من كان قوله لفعله مصدقا علي صيغة اسم الفاعل أي ينبغي‌ أن يأتي‌ أولا بما يأمره ثم يأمر غيره ليكون قوله مصدقا لمايفعله ويمكن أن يقرأ علي صيغة المفعول قوله ع لأن الله إلخ أي العقل أمر مخفي‌ في الإنسان لايعرف وجوده في شخص إلابما يظهر علي الجوارح من آثاره والأفعال الحسنة الناشئة عنه ويمكن أن يكون المراد بالعقل المعرفة

يَا هِشَامُ كَانَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يَقُولُ مَا مِن شَيءٍ عُبِدَ اللّهُ بِهِ أَفضَلَ مِنَ العَقلِ وَ مَا تَمّ عَقلُ امر‌ِئٍ حَتّي يَكُونَ فِيهِ خِصَالٌ شَتّي الكُفرُ وَ الشّرّ مِنهُ مَأمُونَانِ وَ الرّشدُ وَ الخَيرُ مِنهُ مَأمُولَانِ وَ فَضلُ مَالِهِ مَبذُولٌ وَ فَضلُ قَولِهِ مَكفُوفٌ وَ نَصِيبُهُ مِنَ الدّنيَا القُوتُ وَ لَا يَشبَعُ مِنَ العِلمِ دَهرَهُ الذّلّ أَحَبّ إِلَيهِ مَعَ اللّهِ مِنَ العِزّ مَعَ غَيرِهِ وَ التّوَاضُعُ أَحَبّ إِلَيهِ مِنَ الشّرَفِ يَستَكثِرُ قَلِيلَ المَعرُوفِ مِن غَيرِهِ وَ يَستَقِلّ كَثِيرَ المَعرُوفِ مِن نَفسِهِ وَ يَرَي النّاسَ كُلّهُم خَيراً مِنهُ وَ أَنّهُ شَرّهُم فِي نَفسِهِ وَ هُوَ تَمَامُ الأَمرِ

بيان دهره أي في تمام دهره وعمره الذل أحب إليه المراد الذل والعز الدنيويان أوذل النفس وعزها وترفعها و هوتمام الأمر أي كل أمر من أمور الدين يتم به أوكأنه جميع أمور الدين مبالغة والمراد بالكفر جميع أنواعه علي ماسيأتي‌ تفسيره في موضعه إن شاء الله تعالي

يَا هِشَامُ مَن صَدَقَ لِسَانُهُ زَكَا عَمَلُهُ وَ مَن حَسُنَت نِيّتُهُ زِيدَ فِي رِزقِهِ وَ مَن حَسُنَ بِرّهُ بِإِخوَانِهِ وَ أَهلِهِ مُدّ فِي عُمُرِهِ

بيان نيته أي عزمه علي المبرات والخيرات أوالمراد الإخلاص في أعماله الحسنة

يَا هِشَامُ لَا تَمنَحُوا الجُهّالَ الحِكمَةَ فَتَظلِمُوهَا وَ لَا تَمنَعُوهَا أَهلَهَا فَتَظلِمُوهُم


صفحه : 141

يَا هِشَامُ كَمَا تَرَكُوا لَكُمُ الحِكمَةَ فَاترُكُوا لَهُمُ الدّنيَا

بيان المنحة العطاء

يَا هِشَامُ لَا دِينَ لِمَن لَا مُرُوءَةَ لَهُ وَ لَا مُرُوءَةَ لِمَن لَا عَقلَ لَهُ وَ إِنّ أَعظَمَ النّاسِ قَدراً ألّذِي لَا يَرَي الدّنيَا لِنَفسِهِ خَطَراً أَمَا إِنّ أَبدَانَكُم لَيسَ لَهَا ثَمَنٌ إِلّا الجَنّةُ فَلَا تَبِيعُوهَا بِغَيرِهَا

بيان المروءة الإنسانية وكمال الرجولية وهي‌ الصفة الجامعة لمكارم الأخلاق ومحاسن الآداب والخطر الحظ والنصيب والقدر والمنزلة والسبق ألذي يتراهن عليه والكل محتمل

يَا هِشَامُ إِنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع كَانَ يَقُولُ لَا يَجلِسُ فِي صَدرِ المَجلِسِ إِلّا رَجُلٌ فِيهِ ثَلَاثُ خِصَالٍ يُجِيبُ إِذَا سُئِلَ وَ يَنطِقُ إِذَا عَجَزَ القَومُ عَنِ الكَلَامِ وَ يُشِيرُ باِلرأّي‌ِ ألّذِي فِيهِ صَلَاحُ أَهلِهِ فَمَن لَم يَكُن فِيهِ شَيءٌ مِنهُنّ فَجَلَسَ فَهُوَ أَحمَقُ وَ قَالَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ ع إِذَا طَلَبتُمُ الحَوَائِجَ فَاطلُبُوهَا مِن أَهلِهَا قِيلَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ وَ مَن أَهلُهَا قَالَ الّذِينَ قَصّ اللّهُ فِي كِتَابِهِ وَ ذَكَرَهُم فَقَالَإِنّما يَتَذَكّرُ أُولُوا الأَلبابِ قَالَ هُم أُولُو العُقُولِ وَ قَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع مُجَالَسَةُ الصّالِحِينَ دَاعِيَةٌ إِلَي الصّلَاحِ وَ أَدَبُ العُلَمَاءِ زِيَادَةٌ فِي العَقلِ وَ طَاعَةُ وُلَاةِ العَقلِ تَمَامُ العِزّ وَ استِتمَامُ المَالِ تَمَامُ المُرُوءَةِ وَ إِرشَادُ المُستَشِيرِ قَضَاءٌ لِحَقّ النّعمَةِ وَ كَفّ الأَذَي مِن كَمَالِ العَقلِ وَ فِيهِ رَاحَةُ البَدَنِ عَاجِلًا وَ آجِلًا

بيان أدب العلماء زيادة في العقل أي مجالستهم وتعلم آدابهم والنظر إلي أفعالهم وأخلاقهم موجبة لزيادة العقل واستتمام المال و في الكافي‌ استثمار المال أي استنماؤه بالتجارة والمكاسب دليل تمام الإنسانية وموجب له أيضا قوله قضاء لحق النعمة أي شكر لحق أخيه عليه حيث جعله موضع مشورته أوشكر لنعمة العقل وهي‌ من أعظم النعم ولعل الأخير أظهر

يَا هِشَامُ إِنّ العَاقِلَ لَا يُحَدّثُ مَن يَخَافُ تَكذِيبَهُ وَ لَا يَسأَلُ مَن يَخَافُ مَنعَهُ وَ لَا يَعِدُ مَا لَا يَقدِرُ عَلَيهِ وَ لَا يَرجُو مَا يُعَنّفُ بِرَجَائِهِ وَ لَا يَتَقَدّمُ عَلَي مَا يَخَافُ العَجزَ عَنهُ وَ كَانَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يوُصيِ‌ أَصحَابَهُ يَقُولُ أُوصِيكُم بِالخَشيَةِ مِنَ اللّهِ فِي السّرّ وَ العَلَانِيَةِ وَ العَدلِ فِي الرّضَا وَ الغَضَبِ وَ الِاكتِسَابِ فِي الفَقرِ وَ الغِنَي وَ أَن تَصِلُوا مَن


صفحه : 142

قَطَعَكُم وَ تَعفُوا عَمّن ظَلَمَكُم وَ تَعطِفُوا عَلَي مَن حَرَمَكُم وَ ليَكُن نَظَرُكُم عَبَراً وَ صَمتُكُم فِكراً وَ قَولُكُم ذِكراً وَ إِيّاكُم وَ البُخلَ وَ عَلَيكُم بِالسّخَاءِ فَإِنّهُ لَا يَدخُلُ الجَنّةَ بَخِيلٌ وَ لَا يَدخُلُ النّارَ سخَيِ‌ّ

بيان التعنيف اللوم والتعيير بعنف وترك الرفق والغلظة وكلاهما محتمل والسر والعلانية بالنظر إلي الخلق والرضا والغضب أي سواء كان راضيا عمن يعدل فيه أوساخطا عليه والحاصل أن لايصير رضاه عن أحد أوسخطه عليه سببا للخروج عن الحق والاكتساب يحتمل اكتساب الدنيا والآخرة

يَا هِشَامُ رَحِمَ اللّهُ مَنِ استَحيَا مِنَ اللّهِ حَقّ الحَيَاءِ فَحَفِظَ الرّأسَ وَ مَا حَوَي وَ البَطنَ وَ مَا وَعَي وَ ذَكَرَ المَوتَ وَ البِلَي وَ عَلِمَ أَنّ الجَنّةَ مَحفُوفَةٌ بِالمَكَارِهِ وَ النّارَ مَحفُوفَةٌ بِالشّهَوَاتِ

بيان و ماحوي أي ماحواه الرأس من العين والأذن واللسان وسائر المشاعر بأن يحفظها عما يحرم عليه والبطن و ماوعي أي ماجمعه من الطعام والشراب بأن لايكونا من حرام والبلي بالكسر الاندراس والاضمحلال في القبر قال في النهاية فيه الاستحياء من الله حق الحياء أن لاتنسوا المقابر والبلي والجوف و ماوعي أي ماجمع من الطعام والشراب حتي يكونا من حلهما انتهي و قال بعضهم الجوف البطن والفرج وهما الأجوفان وبعضهم روي الخبر هكذا فليحفظ الرأس و ماوعي والبطن و ماحوي فقال أي ماوعاه الرأس من العين والأذن واللسان أي يحفظه عن أن يستعمل فيما لايرضي الله و عن أن يسجد لغير الله ويحفظ البطن و ماحوي أي جمعه فيتصل به من الفرج والرجلين واليدين والقلب عن استعمالها في المعاصي‌ انتهي أقول فيحتمل علي ما في هذاالخبر أن يكون المراد حفظ البطن عن الحرام وحفظ ماوعاه البطن من القلب عن الاعتقادات الفاسدة والأخلاق الذميمة ويحتمل أن يكون المراد بما وعاه ماجمعه وأحيط به من الفرجين وسائر الأعضاء كاليدين والرجلين أو يكون المراد بالبطن ماعدا الرأس مجازا بقرينة المقابلة قوله ع والجنة محفوفة بالمكاره أي لاتحصل إلابمقاساة المكاره في الدنيا


صفحه : 143

يَا هِشَامُ مَن كَفّ نَفسَهُ عَن أَعرَاضِ النّاسِ أَقَالَ اللّهُ عَثرَتَهُ يَومَ القِيَامَةِ وَ مَن كَفّ غَضَبَهُ عَنِ النّاسِ كَفّ اللّهُ عَنهُ غَضَبَهُ يَومَ القِيَامَةِ

بيان العثرة الزلة والمراد المعاصي‌ والإقالة في الأصل فسخ البيع بطلب المشتري‌ والاستقالة طلب ذلك والمراد هنا تجاوز الله وترك العقاب ألذي اكتسبه العبد بسوء فعله فكأنه اشتري العقوبة وندم فاستقال

يَا هِشَامُ إِنّ العَاقِلَ لَا يَكذِبُ وَ إِن كَانَ فِيهِ هَوَاهُ يَا هِشَامُ وُجِدَ فِي ذُؤَابَةِ سَيفِ رَسُولِ اللّهِص أَنّ أَعتَي النّاسِ عَلَي اللّهِ مَن ضَرَبَ غَيرَ ضَارِبِهِ وَ قَتَلَ غَيرَ قَاتِلِهِ وَ مَن تَوَلّي غَيرَ مَوَالِيهِ فَهُوَ كَافِرٌ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَي نَبِيّهِ مُحَمّدٍص وَ مَن أَحدَثَ حَدَثاً أَو آوَي مُحدِثاً لَم يَقبَلِ اللّهُ مِنهُ يَومَ القِيَامَةِ صَرفاً وَ لَا عَدلًا

بيان لعل المراد بذؤابة السيف بالهمز مايعلق عليه لحفظ الضروريات كالملح وغيره قال الجوهري‌ والفيروزآبادي‌ الذؤابة الجلدة المعلقة علي آخرة الرحل وأعتي من العتو و هوالبغي‌ والتجاوز عن الحق والتكبر غيرقاتله أي مريد قتله أوقاتل مورثه و من تولي غيرمواليه أي المعتق ألذي انتسب إلي غيرمعتقه أوذو النسب ألذي تبرأ عن نسبه أوالموالي‌ في الدين من الأئمة المؤمنين بأن يجعل غيرهم وليا له ويتخذه إماما و علي الأخير تدل الأخبار المعتبرة والحدث البدعة أوالقتل كماورد في الخبر أو كل أمر منكر قال في النهاية و في حديث المدينة من أحدث فيهاحدثا أوآوي محدثا الحدث الأمر الحادث المنكر ألذي ليس بمعتاد و لامعروف في السنة والمحدث يروي بكسر الدال وفتحها علي الفاعل والمفعول فمعني الكسر من نصر جانيا وآواه وأجاره من خصمه وحال بينه و بين أن يقتص منه والفتح هوالأمر المبتدع نفسه و يكون معني الإيواء فيه الرضا به والصبر عليه فإنه إذارضي‌ بالبدعة وأقر فاعلها و لم ينكرها عليه فقد آواه . و قال الفيروزآبادي‌ الصرف في الحديث التوبة والعدل الفدية أوالنافلة والعدل الفريضة أوبالعكس أو هوالوزن والعدل الكيل أو هوالاكتساب والعدل الفدية أوالحيلة.


صفحه : 144

أقول فسر في بعض أخبارنا الصرف بالتوبة والعدل بالفداء كماسيأتي‌

يَا هِشَامُ أَفضَلُ مَا تَقَرّبَ بِهِ العَبدُ إِلَي اللّهِ بَعدَ المَعرِفَةِ بِهِ الصّلَاةُ وَ بِرّ الوَالِدَينِ وَ تَركُ الحَسَدِ وَ العُجبِ وَ الفَخرِ

بيان يمكن إدخال جميع العقائد الضرورية في المعرفة لاسيما مع عدم الظرف كماورد في الأخبار الكثيرة بدونه

يَا هِشَامُ أَصلَحُ أَيّامِكَ[أَصلِح أَيّامَكَ] ألّذِي هُوَ أَمَامَكَ فَانظُر أَيّ يَومٍ هُوَ وَ أَعِدّ لَهُ الجَوَابَ فَإِنّكَ مَوقُوفٌ وَ مَسئُولٌ وَ خُذ مَوعِظَتَكَ مِنَ الدّهرِ وَ أَهلِهِ فَإِنّ الدّهرَ طَوِيلَةٌ قَصِيرَةٌ فَاعمَل كَأَنّكَ تَرَي ثَوَابَ عَمَلِكَ لِتَكُونَ أَطمَعَ فِي ذَلِكَ وَ اعقِل عَنِ اللّهِ وَ انظُر فِي تَصَرّفِ الدّهرِ وَ أَحوَالِهِ فَإِنّ مَا هُوَ آتٍ مِنَ الدّنيَا كَمَا وَلّي مِنهَا فَاعتَبِر بِهَا وَ قَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع إِنّ جَمِيعَ مَا طَلَعَت عَلَيهِ الشّمسُ فِي مَشَارِقِ الأَرضِ وَ مَغَارِبِهَا بَحرِهَا وَ بَرّهَا وَ سَهلِهَا وَ جَبَلِهَا عِندَ ولَيِ‌ّ مِن أَولِيَاءِ اللّهِ وَ أَهلِ المَعرِفَةِ بِحَقّ اللّهِ كفَيَ‌ءِ الظّلَالِ ثُمّ قَالَ أَ وَ لَا حُرّ يَدَعُ هَذِهِ اللّمَاظَةَ لِأَهلِهَا يعَنيِ‌ الدّنيَا فَلَيسَ لِأَنفُسِكُم ثَمَنٌ إِلّا الجَنّةُ فَلَا تَبِيعُوهَا بِغَيرِهَا فَإِنّهُ مَن رضَيِ‌َ مِنَ اللّهِ بِالدّنيَا فَقَد رضَيِ‌َ بِالخَسِيسِ

بيان طول الدهر في نفسها لاينافي‌ قصرها بالنسبة إلي كل شخص أي خذ موعظتك من الدهور الماضية والأزمان الخالية ويحتمل أن يكون عمر كل شخص باعتبارين . و قال الفيروزآبادي‌ الظل بالكسر نقيض الضح أو هوالفي‌ء أو هوبالغداة والفي‌ء بالعشي‌ الجمع ظلال وظلول وأظلال والظل من كل شيءشخصه أوكنه و من السحاب ماواري الشمس منه والظلة ماأظلك من شجر والظلة بالضم مايستظل به والجمع ظلل وظلال و قال الفي‌ء ما كان شمسا فينسخه الظل و قال الطيبي‌ الظل ماتنسخه الشمس والفي‌ء ماينسخ الشمس أقول فيحتمل أن يكون المراد في الأشياء ذوات الأظلال كالشجر والجدار ونحوهما أوالمراد التشبيه بالفي‌ء ألذي هونوع من الظلال فإن الفي‌ء لحدوثه أشبه بالدنيا من سائر الظلال أو لما فيه


صفحه : 145

من الإشعار بالتفيؤ والتحول والانتقال أي الظلال المتفيئة المتحولة و قال الجوهري‌ اللماظة بالضم مايبقي في الفم من الطعام و منه قول الشاعر يصف الدنيا لماظة أيام كأحلام نائم .أقول لايخفي حسن هذاالتشبيه إذ كل مايتيسر لك من الدنيا فهو لماظة من قدأكلها قبلك وانتفع بهاغيرك أكثر من انتفاعك وترك فاسدها لك

يَا هِشَامُ إِنّ كُلّ النّاسِ يُبصِرُ النّجُومَ وَ لَكِن لَا يهَتدَيِ‌ بِهَا إِلّا مَن يَعرِفُ مَجَارِيَهَا وَ مَنَازِلَهَا وَ كَذَلِكَ أَنتُم تَدرُسُونَ الحِكمَةَ وَ لَكِن لَا يهَتدَيِ‌ بِهَا مِنكُم إِلّا مَن عَمِلَ بِهَا

بيان لما كان من معظم الانتفاع بالنجوم معرفة الأوقات وجهة الطريق في الأسفار وأمثالها و لاتتم معرفة تلك الأمور إلابكثرة تعاهد النجوم لتعرف مجاريها ومنازلها ومطالعها ومغاربها ومقدار سيرها كذلك الحكمة لاينتفع بها إلابكثرة تعاهدها واستعمالها لتعرف فوائدها وآثارها ودرس كنصر وضرب قرأ

يَا هِشَامُ إِنّ المَسِيحَ ع قَالَ لِلحَوَارِيّينَ يَا عَبِيدَ السّوءِ يَهُولُكُم طُولُ النّخلَةِ وَ تَذكُرُونَ شَوكَهَا وَ مَئُونَةَ مَرَاقِيهَا وَ تَنسَونَ طِيبَ ثَمَرِهَا وَ مُرَافَقَتَهَا[مَرَافِقَهَا]كَذَلِكَ تَذكُرُونَ مَئُونَةَ عَمَلِ الآخِرَةِ فَيَطُولُ عَلَيكُم أَمَدُهُ وَ تَنسَونَ مَا تُفضُونَ إِلَيهِ مِن نَعِيمِهَا وَ نَورِهَا وَ ثَمَرِهَا يَا عَبِيدَ السّوءِ نَقّوا القَمحَ وَ طَيّبُوهُ وَ أَدِقّوا طَحنَهُ تَجِدُوا طَعمَهُ وَ يَهنَأكُم أَكلُهُ كَذَلِكَ فَأَخلِصُوا الإِيمَانَ وَ أَكمِلُوهُ تَجِدُوا حَلَاوَتَهُ وَ يَنفَعكُم غِبّهُ بِحَقّ أَقُولُ لَكُم لَو وَجَدتُم سِرَاجاً يَتَوَقّدُ بِالقَطِرَانِ فِي لَيلَةٍ مُظلِمَةٍ لَاستَضَأتُم بِهِ وَ لَم يَمنَعكُم مِنهُ رِيحُ نَتنِهِ كَذَلِكَ ينَبغَيِ‌ لَكُم أَن تَأخُذُوا الحِكمَةَ مِمّن وَجَدتُمُوهَا مَعَهُ وَ لَا يَمنَعكُم مِنهُ سُوءُ رَغبَتِهِ فِيهَا يَا عَبِيدَ الدّنيَا بِحَقّ أَقُولُ لَكُم لَا تُدرِكُونَ شَرَفَ الآخِرَةِ إِلّا بِتَركِ مَا تُحِبّونَ فَلَا تُنظِرُوا بِالتّوبَةِ غَداً فَإِنّ دُونَ غَدٍ يَوماً وَ لَيلَةً وَ قَضَاءَ اللّهِ فِيهِمَا يَغدُو وَ يَرُوحُ بِحَقّ أَقُولُ لَكُم إِنّ مَن لَيسَ عَلَيهِ دَينٌ مِنَ النّاسِ أَروَحُ وَ أَقَلّ هَمّاً مِمّن عَلَيهِ الدّينُ وَ إِن أَحسَنَ القَضَاءَ وَ كَذَلِكَ مَن لَم يَعمَلِ الخَطِيئَةَ أَروَحُ وَ أَقَلّ هَمّاً مِمّن عَمِلَ الخَطِيئَةَ وَ إِن أَخلَصَ التّوبَةَ وَ أَنَابَ وَ إِنّ صِغَارَ الذّنُوبِ وَ مُحَقّرَاتِهَا مِن مَكَايِدِ إِبلِيسَ يُحَقّرُهَا لَكُم وَ يُصَغّرُهَا


صفحه : 146

فِي أَعيُنِكُم فَتَجتَمِعُ وَ تَكثُرُ فَتُحِيطُ بِكُم بِحَقّ أَقُولُ لَكُم إِنّ النّاسَ فِي الحِكمَةِ رَجُلَانِ فَرَجُلٌ أَتقَنَهَا بِقَولِهِ وَ صَدّقَهَا بِفِعلِهِ وَ رَجُلٌ أَتقَنَهَا بِقَولِهِ وَ ضَيّعَهَا بِسُوءِ فِعلِهِ فَشَتّانَ بَينَهُمَا فَطُوبَي لِلعُلَمَاءِ بِالفِعلِ وَ وَيلٌ لِلعُلَمَاءِ بِالقَولِ يَا عَبِيدَ السّوءِ اتّخِذُوا مَسَاجِدَ رَبّكُم سُجُوناً لِأَجسَادِكُم وَ جِبَاهِكُم وَ اجعَلُوا قُلُوبَكُم بُيُوتاً لِلتّقوَي وَ لَا تَجعَلُوا قُلُوبَكُم مَأوًي لِلشّهَوَاتِ إِنّ أَجزَعَكُم عِندَ البَلَاءِ لَأَشَدّكُم حُبّاً لِلدّنيَا وَ إِنّ أَصبَرَكُم عَلَي البَلَاءِ لَأَزهَدُكُم فِي الدّنيَا يَا عَبِيدَ السّوءِ لَا تَكُونُوا شَبِيهاً بِالحِدَاءِ الخَاطِفَةِ وَ لَا بِالثّعَالِبِ الخَادِعَةِ وَ لَا بِالذّئَابِ الغَادِرَةِ وَ لَا بِالأُسُدِ العَاتِيَةِ كَمَا تَفعَلُ بالفراس [بِالفَرَائِسِ]كَذَلِكَ تَفعَلُونَ بِالنّاسِ فَرِيقاً تَخطَفُونَ وَ فَرِيقاً تَخدَعُونَ وَ فَرِيقاً تَقدِرُونَ بِهِم بِحَقّ أَقُولُ لَكُم لَا يغُنيِ‌ عَنِ الجَسَدِ أَن يَكُونَ ظَاهِرُهُ صَحِيحاً وَ بَاطِنُهُ فَاسِداً كَذَلِكَ لَا تغُنيِ‌ أَجسَادُكُم التّيِ‌ قَد أَعجَبَتكُم وَ قَد فَسَدَت قُلُوبُكُم وَ مَا يغُنيِ‌ عَنكُم أَن تُنَقّوا جُلُودَكُم وَ قُلُوبُكُم دَنِسَةٌ لَا تَكُونُوا كَالمُنخُلِ يُخرِجُ مِنهُ الدّقِيقَ الطّيّبَ وَ يُمسِكُ النّخَالَةَ كَذَلِكَ أَنتُم تُخرِجُونَ الحِكمَةَ مِن أَفوَاهِكُم وَ يَبقَي الغِلّ فِي صُدُورِكُم يَا عَبِيدَ الدّنيَا إِنّمَا مَثَلُكُم مَثَلُ السّرَاجِ يضُيِ‌ءُ لِلنّاسِ وَ يُحرِقُ نَفسَهُ يَا بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ زَاحِمُوا العُلَمَاءَ فِي مَجَالِسِهِم وَ لَو جُثُوّاً عَلَي الرّكَبِ فَإِنّ اللّهَ يحُييِ‌ القُلُوبَ المَيتَةَ بِنُورِ الحِكمَةِ كَمَا يحُييِ‌ الأَرضَ المَيتَةَ بِوَابِلِ المَطَرِ

بيان عبيد السوء بالفتح و قديضم السين ومنهم من منع الضم و هو من قبيل إضافة الموصوف إلي الصفة كقولهم حاتم الجود ومئونة مراقيها أي شدة الارتقاء عليها ومرافقتها من الرفق بمعني اللطف والنفع ولعله كان مرافقها علي صيغة الجمع والضمير راجع إلي الثمر أوالنخلة قوله ماتفضون إليه من قولهم أفضي إليه أي وصل ونورها بضم النون وفتحها والقمح بالفتح البر ويهنئكم مهموزا بفتح


صفحه : 147

النون وكسرها أي لايعقب أكله مضرة وغب كل شيءبالكسر عاقبته والقطران بفتح القاف وكسرها وسكون الطاء وبفتح القاف وكسر الطاء دهن منتن يستجلب من شجر الأبهل فيهنأ به الإبل الجربي ويسرع فيه إشعال النار وسوء رغبته فيها أي ترك عمله بتلك الحكمة والإنظار التأخير ولعل تعديته بالباء بتضمين أوبتقدير ويحتمل الزيادة و قوله يغدو أي ينزل أول النهار ويروح أي ينزل آخر النهار و قوله أروح أي أكثر راحة قوله ومحقرتها بفتح الميم والقاف والراء وسكون الحاء مصدر بمعني الحقارة والذلة أو علي وزن اسم المفعول من باب التفعيل كماورد إياكم ومحقرات الذنوب ويحقرها من باب التفعيل أوكيضرب والحداء بكسر الحاء ممدودا جمع الحدأة كعنبة نوع من الغراب يخطف الأشياء والأسد بضم الهمزة وسكون السين جمع أسد والعاتية أي الظالمة الطاغية المتكبرة كماتفعل أي الأسد أوجميع ماتقدم فالفراس علي التغليب و قوله فريقا تخطفون إلي آخر ماذكر علي سبيل اللف والنشر و لماذكر الافتراس أولا لم يذكر آخرا لايغني‌ عن الجسد أي لاينفعه و لايدفع عنه سوءا والمنخل بضم الميم والخاء و قدتفتح خاؤه ماينخل به ويقال زاحمهم أي ضايقهم ودخل في زحامهم قال الفيروزآبادي‌ جثي كدعا ورمي جثوا وجثيا بضمهما جلس علي ركبتيه وجاثيت ركبتي‌ إلي ركبته و قال الوابل المطر الشديد الضخم القطر

يَا هِشَامُ مَكتُوبٌ فِي الإِنجِيلِ طُوبَي لِلمُتَرَاحِمِينَ أُولَئِكَ هُمُ المَرحُومُونَ يَومَ القِيَامَةِ طُوبَي لِلمُصلِحِينَ بَينَ النّاسِ أُولَئِكَ هُمُ المُقَرّبُونَ يَومَ القِيَامَةِ طُوبَي لِلمُطَهّرَةِ قُلُوبُهُم أُولَئِكَ هُمُ المُتّقُونَ يَومَ القِيَامَةِ طُوبَي لِلمُتَوَاضِعِينَ فِي الدّنيَا أُولَئِكَ يَرتَقُونَ مَنَابِرَ المُلكِ يَومَ القِيَامَةِ

بيان تخصيص كونهم من المتقين بيوم القيامة لأن في ذلك اليوم يتبين المتقون


صفحه : 148

واقعا ويمتازون عن المجرمين ويحشرون إلي الرحمن وفدا و أما في الدنيا فكثيرا مايشبه غيرهم بهم

يَا هِشَامُ قِلّةُ المَنطِقِ حُكمٌ عَظِيمٌ فَعَلَيكُم بِالصّمتِ فَإِنّهُ دَعَةٌ حَسَنَةٌ وَ قِلّةُ وِزرٍ وَ خِفّةٌ مِنَ الذّنُوبِ فَحَصّنُوا بَابَ الحِلمِ فَإِنّ بَابَهُ الصّبرُ وَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يُبغِضُ الضّحّاكَ مِن غَيرِ عَجَبٍ وَ المَشّاءَ إِلَي غَيرِ أَرَبٍ وَ يَجِبُ عَلَي الواَليِ‌ أَن يَكُونَ كاَلراّعيِ‌ لَا يَغفُلُ عَن رَعِيّتِهِ وَ لَا يَتَكَبّرُ عَلَيهِم فَاستَحيُوا مِنَ اللّهِ فِي سَرَائِرِكُم كَمَا تَستَحيُونَ مِنَ النّاسِ فِي عَلَانِيَتِكُم وَ اعلَمُوا أَنّ الكَلِمَةَ مِنَ الحِكمَةِ ضَالّةُ المُؤمِنِ فَعَلَيكُم بِالعِلمِ قَبلَ أَن يُرفَعَ وَ رَفعُهُ غَيبَةُ عَالِمِكُم بَينَ أَظهُرِكُم

بيان الحكم بالضم الحكمة والدعة بفتح الدال السكون والراحة والإرب بالكسر وبالتحريك الحاجة و قال في النهاية و في الحديث الكلمة الحكمة ضالة المؤمن و في رواية ضالة كل حكيم أي لايزال يطلبها كمايتطلب الرجل ضالته انتهي وقيل المراد أن المؤمن يأخذ الحكمة من كل من وجدها عنده و إن كان كافرا أوفاسقا كما أن صاحب الضالة يأخذها حيث وجدها ويؤيده مامر وقيل المراد أن من كان عنده حكمة لايفهمها و لايستحقها يجب أن يطلب من يأخذها بحقها كمايجب تعريف الضالة و إذاوجد من يستحقها وجب أن لايبخل في البذل كالضالة. و قال في النهاية في الحديث فأقاموا بين ظهرانيهم و بين أظهرهم قدتكررت هذه اللفظة في الحديث والمراد بهاأنهم أقاموا بينهم علي سبيل الاستظهار والاستناد إليهم وزيدت فيه ألف ونون مفتوحة تأكيدا ومعناه أن ظهرا منهم قدامه وظهرا وراءه فهو مكنوف من جانبيه و من جوانبه إذاقيل بين أظهرهم ثم كثر حتي استعمل في الإقامة بين القوم مطلقا

يَا هِشَامُ تَعَلّم مِنَ العِلمِ مَا جَهِلتَ وَ عَلّمِ الجَاهِلَ مِمّا عَلِمتَ وَ عَظّمِ العَالِمَ لِعِلمِهِ وَ دَع مُنَازَعَتَهُ وَ صَغّرِ الجَاهِلَ لِجَهلِهِ وَ لَا تَطرُدهُ وَ لَكِن قَرّبهُ وَ عَلّمهُ

بيان الطرد الإبعاد

يَا هِشَامُ إِنّ كُلّ نِعمَةٍ عَجَزتَ عَن شُكرِهَا بِمَنزِلَةِ سَيّئَةٍ تُؤَاخَذُ بِهَا وَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ


صفحه : 149

صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ إِنّ لِلّهِ عِبَاداً كَسَرَت قُلُوبَهُم خَشيَتُهُ وَ أَسكَتَتهُم عَنِ النّطقِ وَ إِنّهُم لَفُصَحَاءُ عُقَلَاءُ يَستَبِقُونَ إِلَي اللّهِ بِالأَعمَالِ الزّكِيّةِ لَا يَستَكثِرُونَ لَهُ الكَثِيرَ وَ لَا يَرضَونَ لَهُ مِن أَنفُسِهِم بِالقَلِيلِ يَرَونَ فِي أَنفُسِهِم أَنّهُم أَشرَارٌ وَ إِنّهُم لَأَكيَاسٌ وَ أَبرَارٌ

بيان لعل المراد بالعجز الترك وتعجيز النفس والكسل لاعدم القدرة أي إن الله يؤاخذ بترك شكر النعمة كمايؤاخذ بفعل السيئة و لو في الدنيا بزوال النعمة والاستباق المسابقة في الرهان أي يسبق بعضهم بعضا في التقرب إلي الله بالأعمال الطاهرة من آفاتها أوالنامية والكياسة العقل والفطنة

يَا هِشَامُ الحَيَاءُ مِنَ الإِيمَانِ وَ الإِيمَانُ فِي الجَنّةِ وَ البَذَاءُ مِنَ الجَفَاءِ وَ الجَفَاءُ فِي النّارِ

بيان البذاء بفتح الباء ممدودا الفحش و كل كلام قبيح والجفاء ممدودا خلاف البر والصلة و قديطلق علي البعد عن الآداب و قال المطرزي‌ الجفاء الغلظ في العشرة والخرق في المعاملة وترك الرفق

يَا هِشَامُ المُتَكَلّمُونَ ثَلَاثَةٌ فَرَابِحٌ وَ سَالِمٌ وَ شَاجِبٌ فَأَمّا الرّابِحُ فَالذّاكِرُ لِلّهِ وَ أَمّا السّالِمُ فَالسّاكِتُ وَ أَمّا الشّاجِبُ فاَلذّيِ‌ يَخُوضُ فِي البَاطِلِ إِنّ اللّهَ حَرّمَ الجَنّةَ عَلَي كُلّ فَاحِشٍ بذَيِ‌ّ قَلِيلِ الحَيَاءِ لَا يبُاَليِ‌ مَا قَالَ وَ لَا مَا قِيلَ فِيهِ وَ كَانَ أَبُو ذَرّ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ يَقُولُ يَا مبُتغَيِ‌َ العِلمِ إِنّ هَذَا اللّسَانَ مِفتَاحُ خَيرٍ وَ مِفتَاحُ شَرّ فَاختِم عَلَي فِيكَ كَمَا تَختِمُ عَلَي ذَهَبِكَ وَ وَرِقِكَ

بيان المراد بالمتكلمين القادرون علي التكلم أوالمتكلمون والمجالسون معهم تغليبا والحاصل أن الناس في أمر الكلام علي ثلاثة أصناف والشجب الهلاك والحزن والعيب قال الجزري‌ في حديث الحسن المجالس ثلاثة فسالم وغانم وشاجب أي هالك يقال شجب يشجب فهو شاجب وشجب يشجب فهو شجب أي إما سالم من الإثم أوغانم للأجر وإما هالك آثم


صفحه : 150

يَا هِشَامُ بِئسَ العَبدُ عَبدٌ يَكُونُ ذَا وَجهَينِ وَ ذَا لِسَانَينِ يطُريِ‌ أَخَاهُ إِذَا شَاهَدَهُ وَ يَأكُلُهُ إِذَا غَابَ عَنهُ إِن أعُطيِ‌َ حَسَدَهُ وَ إِنِ ابتلُيِ‌َ خَذَلَهُ وَ إِنّ أَسرَعَ الخَيرِ ثَوَاباً البِرّ وَ أَسرَعَ الشّرّ عُقُوبَةً البغَي‌ُ وَ إِنّ شَرّ عِبَادِ اللّهِ مَن تُكرَهُ مُجَالَسَتُهُ لِفُحشِهِ وَ هَل يَكُبّ النّاسَ عَلَي مَنَاخِرِهِم فِي النّارِ إِلّا حَصَائِدُ أَلسِنَتِهِم وَ مِن حُسنِ إِسلَامِ المَرءِ تَركُ مَا لَا يَعنِيهِ

بيان الإطراء مجاوزة الحد في المدح والكذب فيه وخذله أي ترك نصرته والبغي‌ التعدي‌ والاستطالة والظلم و كل مجاوزة عن الحد و قوله من تكره إما بفتح التاء للخطاب أوبالضم علي البناء للمفعول و قال الفيروزآبادي‌ كبه قلبه وصرعه كأكبه و قال الجوهري‌ كبه لوجهه أي صرعه فأكب هو علي وجهه و هذا من النوادر و قال الجزري‌ و في الحديث وهل يكب الناس علي مناخرهم في النار إلاحصائد ألسنتهم أي مايقطعونه من الكلام ألذي لاخير فيه واحدتها حصيدة تشبيها بما يحصد من الزرع وتشبيها للسان و مايقطعه من القول بحد المنجل ألذي يحصد به و قال يقال هذاأمر لايعنيني‌ أي لايشغلني‌ و لايهمني‌ و منه الحديث من حسن إسلام المرء تركه ما لايعنيه أي لايهمه

يَا هِشَامُ لَا يَكُونُ الرّجُلُ مُؤمِناً حَتّي يَكُونَ خَائِفاً رَاجِياً وَ لَا يَكُونُ خَائِفاً رَاجِياً حَتّي يَكُونَ عَامِلًا لِمَا يَخَافُ وَ يَرجُو يَا هِشَامُ قَالَ اللّهُ جَلّ وَ عَزّ وَ عزِتّيِ‌ وَ جلَاَليِ‌ وَ عظَمَتَيِ‌ وَ قدُرتَيِ‌ وَ بهَاَئيِ‌ وَ علُوُيّ‌ فِي مكَاَنيِ‌ لَا يُؤثِرُ عَبدٌ هوَاَي‌َ عَلَي هَوَاهُ إِلّا جَعَلتُ الغِنَي فِي نَفسِهِ وَ هَمّهُ فِي آخِرَتِهِ وَ كَفَفتُ عَلَيهِ ضَيعَتَهُ وَ ضَمّنتُ السّمَاوَاتِ وَ الأَرضَ رِزقَهُ وَ كُنتُ لَهُ مِن وَرَاءِ تِجَارَةِ كُلّ تَاجِرٍ

بيان قوله تعالي في مكاني‌ أي في منزلتي‌ ودرجة رفعتي‌ قوله وكففت عليه ضيعته يقال كففته عنه أي صرفته ودفعته والضيعة الضياع والفساد و ما هو في


صفحه : 151

معرض الضياع من الأهل والمال وغيرهما و قال في النهاية وضيعة الرجل ما يكون منه معاشه كالصنعة والتجارة والزراعة وغيرها و منه الحديث أفشي الله ضيعته أي أكثر عليه معاشه انتهي فيحتمل أن يكون المراد صرفت عنه ضياعه وهلاكه بتضمين معني الإشفاق أو يكون علي بمعني عن أوصرفت عنه كسبه بأن لايحتاج إليه أوجمعت عليه معيشته أو ما كان منه في معرض الضياع كما قال في النهاية لايكفها أي لايجمعها و لايضمها و منه الحديث المؤمن أخ المؤمن يكف عليه ضيعته أي يجمع عليه معيشته ويضمها إليه و هذاالمعني أظهر لكن ماوجدت الكف بهذا المعني إلا في كلامه و قوله تعالي وكنت له من وراء تجارة كل تاجر يحتمل وجوها الأول أن يكون المراد كنت له عقب تجارة التجار لأسوقها إليه الثاني‌ أن يكون المراد أني‌ أكفي‌ مهماته سوي ماأسوق إليه من تجارة التاجرين الثالث أن يكون معناه أناله عوضا عما فاته من منافع تجارة التاجرين ولعل الأول أظهر

يَا هِشَامُ الغَضَبُ مِفتَاحُ الشّرّ وَ أَكمَلُ المُؤمِنِينَ إِيمَاناً أَحسَنُهُم خُلُقاً وَ إِن خَالَطتَ النّاسَ فَإِنِ استَطَعتَ أَن لَا تُخَالِطَ أَحَداً مِنهُم إِلّا مَن كَانَت يَدُكَ عَلَيهِ العُليَا فَافعَل

بيان اليد العليا المعطية أوالمتعففة

يَا هِشَامُ عَلَيكَ بِالرّفقِ فَإِنّ الرّفقَ يُمنٌ وَ الخُرقَ شُؤمٌ إِنّ الرّفقَ وَ البِرّ وَ حُسنَ الخُلُقِ يَعمُرُ الدّيَارَ وَ يَزِيدُ فِي الرّزقِ

بيان قال الفيروزآبادي‌ الخرق بالضم وبالتحريك ضد الرفق و أن لايحسن العمل والتصرف في الأمور والحمق

يَا هِشَامُ قَولُ اللّهِهَل جَزاءُ الإِحسانِ إِلّا الإِحسانُجَرَت فِي المُؤمِنِ وَ الكَافِرِ وَ البَرّ وَ الفَاجِرِ مَن صُنِعَ إِلَيهِ مَعرُوفٌ فَعَلَيهِ أَن يُكَافِئَ بِهِ وَ لَيسَتِ المُكَافَأَةَ أَن تَصنَعَ


صفحه : 152

كَمَا صَنَعَ حَتّي تَرَي فَضلَكَ فَإِن صَنَعتَ كَمَا صَنَعَ فَلَهُ الفَضلُ بِالِابتِدَاءِ يَا هِشَامُ إِنّ مَثَلَ الدّنيَا مَثَلُ الحَيّةِ مَسّهَا لَيّنٌ وَ فِي جَوفِهَا السّمّ القَاتِلُ يَحذَرُهَا الرّجَالُ ذَوُو العُقُولِ وَ يهَويِ‌ إِلَيهَا الصّبيَانُ بِأَيدِيهِم يَا هِشَامُ اصبِر عَلَي طَاعَةِ اللّهِ وَ اصبِر عَن معَاَصيِ‌ اللّهِ فَإِنّمَا الدّنيَا سَاعَةٌ فَمَا مَضَي مِنهَا فَلَيسَ تَجِدُ لَهُ سُرُوراً وَ لَا حُزناً وَ مَا لَم يَأتِ مِنهَا فَلَيسَ تَعرِفُهُ فَاصبِر عَلَي تِلكَ السّاعَةِ التّيِ‌ أَنتَ فِيهَا فَكَأَنّكَ قَدِ اعتُبِطتَ

بيان في النهاية كل من مات بغير علة فقد اعتبط ومات فلان عبطة أي شابا صحيحا و في بعض النسخ بالغين المعجمة أي إن صبرت فعن قريب تصير مغبوطا في الآخرة يتمني الناس منزلتك

يَا هِشَامُ مَثَلُ الدّنيَا مَثَلُ مَاءِ البَحرِ كُلّمَا شَرِبَ مِنهُ العَطشَانُ ازدَادَ عَطَشاً حَتّي يَقتُلَهُ يَا هِشَامُ إِيّاكَ وَ الكِبرَ فَإِنّهُ لَا يَدخُلُ الجَنّةَ مَن كَانَ فِي قَلبِهِ مِثقَالُ حَبّةٍ مِن كِبرٍ الكِبرُ رِدَاءُ اللّهِ فَمَن نَازَعَهُ رِدَاءَهُ أَكَبّهُ اللّهُ فِي النّارِ عَلَي وَجهِهِ

بيان قَالَ الجزَرَيِ‌ّ فِي الحَدِيثِ قَالَ اللّهُ تَعَالَي العَظَمَةُ إزِاَريِ‌ وَ الكِبرِيَاءُ ردِاَئيِ‌

ضرب الرداء والإزار مثلا في انفراده بصفة العظمة والكبرياء أي ليستا كسائر الصفات التي‌ قديتصف بهاالخلق مجازا كالرحمة وشبههما بالإزار والرداء لأن المتصف بهما يشملانه كمايشمل الرداء الإنسان ولأنه لايشركه في إزاره وردائه أحد فكذلك الله لاينبغي‌ أن يشركه فيهما أحد

يَا هِشَامُ لَيسَ مِنّا مَن لَم يُحَاسِب نَفسَهُ فِي كُلّ يَومٍ فَإِن عَمِلَ حَسَناً استَزَادَ مِنهُ وَ إِن عَمِلَ سَيّئاً استَغفَرَ اللّهَ مِنهُ وَ تَابَ إِلَيهِ يَا هِشَامُ تَمَثّلَتِ الدّنيَا لِلمَسِيحِ ع فِي صُورَةِ امرَأَةٍ زَرقَاءَ فَقَالَ لَهَا كَم تَزَوّجتِ فَقَالَت كَثِيراً قَالَ فَكُلّ طَلّقَكِ قَالَت لَا بَل كُلّا قَتَلتُ قَالَ المَسِيحُ فَوَيحُ أَزوَاجِكِ البَاقِينَ كَيفَ لَا يَعتَبِرُونَ بِالمَاضِينَ


صفحه : 153

بيان الزرقة في العين معروفة و قدتطلق علي العمي ويقال زرقت عينه نحوي‌ انقلبت وظهر بياضها فعلي الأول لعل المراد بيان شؤمتها فإن العرب تتشأم بزرقة العين أوقبح منظرها و علي الثاني‌ ظاهر و علي الثالث كناية عن شدة الغضب والأول أظهر وويح كلمة ترحم وتوجع يقال لمن وقع في هلكة لايستحقها و قديقال بمعني المدح والتعجب وهي‌ منصوبة علي المصدر و قدترفع

يَا هِشَامُ إِنّ ضَوءَ الجَسَدِ فِي عَينِهِ فَإِن كَانَ البَصَرُ مُضِيئاً استَضَاءَ الجَسَدُ كُلّهُ وَ إِنّ ضَوءَ الرّوحِ العَقلُ فَإِذَا كَانَ العَبدُ عَاقِلًا كَانَ عَالِماً بِرَبّهِ وَ إِذَا كَانَ عَالِماً بِرَبّهِ أَبصَرَ دِينَهُ وَ إِن كَانَ جَاهِلًا بِرَبّهِ لَم يَقُم لَهُ دِينٌ وَ كَمَا لَا يَقُومُ الجَسَدُ إِلّا بِالنّفسِ الحَيّةِ فَكَذَلِكَ لَا يَقُومُ الدّينُ إِلّا بِالنّيّةِ الصّادِقَةِ وَ لَا تَثبُتُ النّيّةُ الصّادِقَةُ إِلّا بِالعَقلِ يَا هِشَامُ إِنّ الزّرعَ يَنبُتُ فِي السّهلِ وَ لَا يَنبُتُ فِي الصّفَا فَكَذَلِكَ الحِكمَةُ تَعمُرُ[تُعمَرُ] فِي قَلبِ المُتَوَاضِعِ وَ لَا تَعمُرُ[تُعمَرُ] فِي قَلبِ المُتَكَبّرِ الجَبّارِ لِأَنّ اللّهَ جَعَلَ التّوَاضُعَ آلَةَ العَقلِ وَ جَعَلَ التّكَبّرَ مِن آلَةِ الجَهلِ أَ لَم تَعلَم أَنّ مَن شَمَخَ إِلَي السّقفِ بِرَأسِهِ شَجّهُ وَ مَن خَفَضَ رَأسَهُ استَظَلّ تَحتَهُ وَ أَكَنّهُ فَكَذَلِكَ مَن لَم يَتَوَاضَع لِلّهِ خَفَضَهُ اللّهُ وَ مَن تَوَاضَعَ لِلّهِ رَفَعَهُ

بيان السهل الأرض اللينة التي‌ تقبل الزرع والصفا جمع صفاة وهي‌ الحجر الصلب ألذي لاينبت وتعمر بفتح التاء والميم أي تعيش طويلا أوبضم الميم أي تجعل القلب معمورا وبضم التاء وفتح الميم أي تصير الحكمة في القلب معمورة وشمخ أي طال وعلا وشج رأسه أي كسره والخفض ضد الرفع وأكنه أي ستره وحفظه عن الحر والبرد

يَا هِشَامُ مَا أَقبَحَ الفَقرَ بَعدَ الغِنَي وَ أَقبَحَ الخَطِيئَةَ بَعدَ النّسُكِ وَ أَقبَحُ مِن


صفحه : 154

ذَلِكَ العَابِدُ لِلّهِ ثُمّ يَترُكُ عِبَادَتَهُ

بيان النسك الحج أومطلق العبادة

يَا هِشَامُ لَا خَيرَ فِي العَيشِ إِلّا لِرَجُلَينِ لِمُستَمِعٍ وَاعٍ وَ عَالِمٍ نَاطِقٍ

بيان العيش الحياة ووعاه أي حفظه

يَا هِشَامُ مَا قُسِمَ بَينَ العِبَادِ أَفضَلُ مِنَ العَقلِ نَومُ العَاقِلِ أَفضَلُ مِن سَهَرِ الجَاهِلِ وَ مَا بَعَثَ اللّهُ نَبِيّاً إِلّا عَاقِلًا حَتّي يَكُونَ عَقلُهُ أَفضَلَ مِن جَمِيعِ جَهدِ المُجتَهِدِينَ وَ مَا أَدّي العَبدُ فَرِيضَةً مِن فَرَائِضِ اللّهِ حَتّي عَقَلَ عَنهُ

بيان الاجتهاد بذل الجهد في الطاعات

يَا هِشَامُ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا رَأَيتُمُ المُؤمِنَ صَمُوتاً فَادنُوا مِنهُ فَإِنّهُ يلُقيِ‌ الحِكمَةَ وَ المُؤمِنُ قَلِيلُ الكَلَامِ كَثِيرُ العَمَلِ وَ المُنَافِقُ كَثِيرُ الكَلَامِ قَلِيلُ العَمَلِ يَا هِشَامُ أَوحَي اللّهُ إِلَي دَاوُدَ قُل لعِبِاَديِ‌ لَا يَجعَلُوا بيَنيِ‌ وَ بَينَهُم عَالِماً مَفتُوناً بِالدّنيَا فَيَصُدّهُم عَن ذكِريِ‌ وَ عَن طَرِيقِ محَبَتّيِ‌ وَ منُاَجاَتيِ‌ أُولَئِكَ قُطّاعُ الطّرِيقِ مِن عبِاَديِ‌ إِنّ أَدنَي مَا أَنَا صَانِعٌ بِهِم أَن أَنزِعَ حَلَاوَةَ عبِاَدتَيِ‌ وَ منُاَجاَتيِ‌ مِن قُلُوبِهِم

بيان في غيره من الأخبار قطاع طريق عبادي‌

يَا هِشَامُ مَن تَعَظّمَ فِي نَفسِهِ لَعَنَتهُ مَلَائِكَةُ السّمَاءِ وَ مَلَائِكَةُ الأَرضِ وَ مَن تَكَبّرَ عَلَي إِخوَانِهِ وَ استَطَالَ عَلَيهِم فَقَد ضَادّ اللّهَ وَ مَنِ ادّعَي مَا لَيسَ لَهُ فَهُوَ أَعنَي لِغَيرُ

بيان من تعظم أي عد نفسه عظيما قوله أعني لغير أي يدخل غيره في العناء والتعب ممن يشتبه عليه أمره أكثر مما يصيبه من ذلك ويحتمل أن يكون تصحيف أعتي لغيره من العتو و هوالطغيان والتجبر و كان يحتمل المأخوذ منه ذلك أيضا

يَا هِشَامُ أَوحَي اللّهُ إِلَي دَاوُدَ حَذّر وَ أَنذِر أَصحَابَكَ عَن حُبّ الشّهَوَاتِ فَإِنّ المُعَلّقَةَ قُلُوبُهُم بِشَهَوَاتِ الدّنيَا قُلُوبُهُم مَحجُوبَةٌ عنَيّ‌


صفحه : 155

يَا هِشَامُ إِيّاكَ وَ الكِبرَ عَلَي أوَليِاَئيِ‌ وَ الِاستِطَالَةَ بِعِلمِكَ فَيَمقُتُكَ اللّهُ فَلَا تَنفَعُكَ بَعدَ مَقتِهِ دُنيَاكَ وَ لَا آخِرَتُكَ وَ كُن فِي الدّنيَا كَسَاكِنِ الدّارِ لَيسَت لَهُ إِنّمَا يَنتَظِرُ الرّحِيلَ يَا هِشَامُ مُجَالَسَةُ أَهلِ الدّينِ شَرَفُ الدّنيَا وَ الآخِرَةِ وَ مُشَاوَرَةُ العَاقِلِ النّاصِحِ يُمنٌ وَ بَرَكَةٌ وَ رُشدٌ وَ تَوفِيقٌ مِنَ اللّهِ فَإِذَا أَشَارَ عَلَيكَ العَاقِلُ النّاصِحُ فَإِيّاكَ وَ الخِلَافَ فَإِنّ فِي ذَلِكَ العَطَبَ

بيان أهل الدين هم العالمون بشرائع الدين العاملون بها والعطب بالتحريك الهلاك

يَا هِشَامُ إِيّاكَ وَ مُخَالَطَةَ النّاسِ وَ الأُنسَ بِهِم إِلّا أَن تَجِدَ مِنهُم عَاقِلًا مَأمُوناً فَأنَس بِهِ وَ اهرُب مِن سَائِرِهِم كَهَرَبِكَ مِنَ السّبَاعِ الضّارِيَةِ وَ ينَبغَيِ‌ لِلعَاقِلِ إِذَا عَمِلَ عَمَلًا أَن يسَتحَييِ‌َ مِنَ اللّهِ إِذ تَفَرّدَ لَهُ بِالنّعَمِ أَن يُشَارِكَ فِي عَمَلِهِ أَحَداً غَيرَهُ وَ إِذَا حَزَبَكَ أَمرٌ أَن لَا تدَريِ‌َ أَيّهُمَا خَيرٌ وَ أَصوَبُ فَانظُر أَيّهُمَا أَقرَبُ إِلَي هَوَاكَ فَخَالِفهُ فَإِنّ كَثِيرَ الثّوَابِ فِي مُخَالَفَةِ هَوَاكَ وَ إِيّاكَ أَن تَغلِبَ الحِكمَةَ وَ تَضَعَهَا فِي الجَهَالَةِ قَالَ هِشَامٌ فَقُلتُ لَهُ فَإِن وَجَدتُ رَجُلًا طَالِباً غَيرَ أَنّ عَقلَهُ لَا يَتّسِعُ لِضَبطِ مَا ألُقيِ‌ إِلَيهِ قَالَ فَتَلَطّف لَهُ فِي النّصِيحَةِ فَإِن ضَاقَ قَلبُهُ فَلَا تَعرِضَنّ نَفسَكَ لِلفِتنَةِ وَ احذَر رَدّ المُتَكَبّرِينَ فَإِنّ العِلمَ يَدِلّ عَلَي أَن يُحمَلَ عَلَي مَن لَا يُفِيقُ قُلتُ فَإِن لَم أَجِد مَن يَعقِلُ السّؤَالَ عَنهَا قَالَ فَاغتَنِم جَهلَهُ عَنِ السّؤَالِ حَتّي تَسلَمَ فِتنَةَ القَولِ وَ عَظِيمَ فِتنَةِ الرّدّ وَ اعلَم أَنّ اللّهَ لَم يَرفَعِ المُتَوَاضِعِينَ بِقَدرِ تَوَاضُعِهِم وَ لَكِن رَفَعَهُم بِقَدرِ عَظَمَتِهِ وَ مَجدِهِ وَ لَم يُؤمِنِ الخَائِفِينَ بِقَدرِ خَوفِهِم وَ لَكِن آمَنَهُم بِقَدرِ كَرَمِهِ وَ جُودِهِ وَ لَم يُفَرّحِ المَحزُونِينَ بِقَدرِ حُزنِهِم وَ لَكِن


صفحه : 156

فَرّحَهُم بِقَدرِ رَأفَتِهِ وَ رَحمَتِهِ فَمَا ظَنّكَ بِالرّءُوفِ الرّحِيمِ ألّذِي يَتَوَدّدُ إِلَي مَن يُؤذِيهِ بِأَولِيَائِهِ فَكَيفَ بِمَن يُؤذَي فِيهِ وَ مَا ظَنّكَ بِالتّوّابِ الرّحِيمِ ألّذِي يَتُوبُ عَلَي مَن يُعَادِيهِ فَكَيفَ بِمَن يَتَرَضّاهُ وَ يَختَارُ عَدَاوَةَ الخَلقِ فِيهِ

بيان السباع الضارية أي المولعة بالافتراس المعتادة له وحزبه أمر أي نزل به وأهمه . قوله ع وإياك أن تغلب الحكمة كذا في النسخة التي‌ عندنا ولعل فيه حذفا وإيصالا أي تغلب علي الحكمة أي يأخذها منك قهرا من لايستحقها بأن يقرأ علي صيغة المجهول أو علي المعلوم أي تغلب علي الحكمة فإنها تأبي عمن لايستحقها ويحتمل أن يكون بالفاء من الإفلات بمعني الإطلاق فإنهم يقولون انفلت مني‌ كلام أي صدر بغير روية قوله فتلطف له في النصيحة أي تذكر له شيئا من تلك الحكمة بلطف علي وجه الامتحان والإفاقة الرجوع عن السكر والإغماء والغفلة إلي حال الاستقامة قوله يؤذيه بأوليائه أي بسبب إيذاءهم وترضاه أي طلب رضاه

يَا هِشَامُ مَن أَحَبّ الدّنيَا ذَهَبَ خَوفُ الآخِرَةِ مِن قَلبِهِ وَ مَا أوُتيِ‌َ عَبدٌ عِلماً فَازدَادَ لِلدّنيَا حُبّاً إِلّا ازدَادَ مِنَ اللّهِ بُعداً وَ ازدَادَ اللّهُ عَلَيهِ غَضَباً يَا هِشَامُ إِنّ العَاقِلَ اللّبِيبَ مَن تَرَكَ مَا لَا طَاقَةَ لَهُ بِهِ وَ أَكثَرُ الصّوَابِ فِي خِلَافِ الهَوَي وَ مَن طَالَ أَمَلُهُ سَاءَ عَمَلُهُ يَا هِشَامُ لَو رَأَيتَ مَسِيرَ الأَجَلِ لَأَلهَاكَ عَنِ الأَمَلِ

بيان اللبيب العاقل والتوصيف للتوضيح والتأكيد وألهاك أي أغفلك

يَا هِشَامُ إِيّاكَ وَ الطّمَعَ وَ عَلَيكَ بِاليَأسِ مِمّا فِي أيَديِ‌ النّاسِ وَ أَمِتِ الطّمَعَ مِنَ المَخلُوقِينَ فَإِنّ الطّمَعَ مِفتَاحُ الذّلّ وَ اختِلَاسُ العَقلِ وَ إِخلَاقُ المُرُوّاتِ وَ تَدنِيسُ


صفحه : 157

العِرضِ وَ الذّهَابُ بِالعِلمِ وَ عَلَيكَ بِالِاعتِصَامِ بِرَبّكَ وَ التّوَكّلِ عَلَيهِ وَ جَاهِد نَفسَكَ لِتَرُدّهَا عَن هَوَاهَا فَإِنّهُ وَاجِبٌ عَلَيكَ كَجِهَادِ عَدُوّكَ قَالَ هِشَامُ فأَيَ‌ّ الأَعدَاءِ أَوجَبُهُم مُجَاهَدَةً قَالَ أَقرَبُهُم إِلَيكَ وَ أَعدَاهُم لَكَ وَ أَضَرّهُم بِكَ وَ أَعظَمُهُم لَكَ عَدَاوَةً وَ أَخفَاهُم لَكَ شَخصاً مَعَ دُنُوّهِ مِنكَ وَ مَن يُحَرّضُ أَعدَاءَكَ عَلَيكَ وَ هُوَ إِبلِيسُ المُوَكّلُ بِوَسوَاسِ القُلُوبِ فَلَهُ فَلتَشُدّ عَدَاوَتَكَ وَ لَا يَكُونَنّ أَصبَرَ عَلَي مُجَاهَدَتِكَ لِهَلَكَتِكَ مِنكَ عَلَي صَبرِكَ لِمُجَاهَدَتِهِ فَإِنّهُ أَضعَفُ مِنكَ رُكناً فِي قُوّتِهِ وَ أَقَلّ مِنكَ ضَرَراً فِي كَثرَةِ شَرّهِ إِذَا أَنتَ اعتَصَمتَ بِاللّهِ وَ مَنِ اعتَصَمَ بِاللّهِفَقَد هدُيِ‌َ إِلي صِراطٍ مُستَقِيمٍ

بيان الاختلاس الاستلاب وإخلاق الثوب إبلاؤه والدنس الوسخ والحمل في المواضع علي المبالغة و قوله و من يحرض يحتمل المعجمة والمهملة الحث والترغيب كما قال تعالي حَرّضِ المُؤمِنِينَ عَلَي القِتالِ

يَا هِشَامُ مَن أَكرَمَهُ اللّهُ بِثَلَاثٍ فَقَد لَطُفَ لَهُ عَقلٌ يَكفِيهِ مَئُونَةَ هَوَاهُ وَ عِلمٌ يَكفِيهِ مَئُونَةَ جَهلِهِ وَ غِنًي يَكفِيهِ مَخَافَةَ الفَقرِ يَا هِشَامُ احذَر هَذِهِ الدّنيَا وَ احذَر أَهلَهَا فَإِنّ النّاسَ فِيهَا عَلَي أَربَعَةِ أَصنَافٍ رَجُلٌ مُتَرَدّ مُعَانِقٌ لِهَوَاهُ وَ مُتَعَلّمٌ متُقَرَ‌ّئٌ كُلّمَا ازدَادَ عِلماً ازدَادَ كِبراً يَستَعلِنُ بِقِرَاءَتِهِ وَ عِلمِهِ عَلَي مَن هُوَ دُونَهُ وَ عَابِدٌ جَاهِلٌ يَستَصغِرُ مَن هُوَ دُونَهُ فِي عِبَادَتِهِ يُحِبّ أَن يُعَظّمَ وَ يُوَقّرَ وَ ذُو بَصِيرَةٍ عَالِمٌ عَارِفٌ بِطَرِيقِ الحَقّ يُحِبّ القِيَامَ بِهِ فَهُوَ عَاجِزٌ أَو مَغلُوبٌ وَ لَا يَقدِرُ عَلَي القِيَامِ بِمَا يَعرِفُ فَهُوَ مَحزُونٌ مَغمُومٌ بِذَلِكَ فَهُوَ أَمثَلُ أَهلِ زَمَانِهِ وَ أَوجَهُهُم عَقلًا

بيان تردي في البئر أي سقط والمتردي‌ أي الواقع في المهالك التي‌ يعسر التخلص منه والمتقر‌ئ الناسك المتعبد أوالمتفقه أي متعلم القراءة قوله يستعلن بقراءته كأنه كان يستعلي‌ ويمكن أن يضمن فيه معناه والأمثل الأفضل وأوجههم عقلا لعل المراد أن عقلهم أوجه عند الله من عقول غيرهم أوهم أوجه الناس للعقل


صفحه : 158

يَا هِشَامُ اعرِف العَقلَ وَ جُندَهُ وَ الجَهلَ وَ جُندَهُ تَكُن مِنَ المُهتَدِينَ قَالَ هِشَامٌ فَقُلتُ لَا نَعرِفُ إِلّا مَا عَرّفتَنَا فَقَالَ ع يَا هِشَامُ إِنّ اللّهَ خَلَقَ العَقلَ وَ هُوَ أَوّلُ خَلقٍ خَلَقَهُ اللّهُ مِنَ الرّوحَانِيّينَ عَن يَمِينِ العَرشِ مِن نُورِهِ فَقَالَ لَهُ أَدبِر فَأَدبَرَ ثُمّ قَالَ لَهُ أَقبِل فَأَقبَلَ فَقَالَ اللّهُ جَلّ وَ عَزّ خَلَقتُكَ خَلقاً عَظِيماً وَ كَرّمتُكَ عَلَي جَمِيعِ خلَقيِ‌ ثُمّ خَلَقَ الجَهلَ مِنَ البَحرِ الأُجَاجِ الظلّمُاَنيِ‌ّ فَقَالَ لَهُ أَدبِر فَأَدبَرَ ثُمّ قَالَ لَهُ أَقبِل فَلَم يُقبِل فَقَالَ استَكبَرتَ فَلَعَنَهُ ثُمّ جَعَلَ لِلعَقلِ خَمسَةً وَ سَبعِينَ جُنداً فَلَمّا رَأَي الجَهلُ مَا كَرّمَ اللّهُ بِهِ العَقلَ وَ مَا أَعطَاهُ أَضمَرَ لَهُ العَدَاوَةَ وَ قَالَ الجَهلُ يَا رَبّ هَذَا خَلقٌ مثِليِ‌ خَلَقتَهُ وَ كَرّمتَهُ وَ قَوّيتَهُ وَ أَنَا ضِدّهُ وَ لَا قُوّةَ لِي بِهِ أعَطنِيِ‌ مِنَ الجُندِ مِثلَ مَا أَعطَيتَهُ فَقَالَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي نَعَم فَإِن عصَيَتنَيِ‌ بَعدَ ذَلِكَ أَخرَجتُكَ وَ جُندَكَ مِن جوِاَريِ‌ وَ مِن رحَمتَيِ‌ فَقَالَ قَد رَضِيتُ فَأَعطَاهُ اللّهُ خَمسَةً وَ سَبعِينَ جُنداً فَكَانَ مِمّا أَعطَي العَقلَ مِنَ الخَمسَةِ وَ سَبعِينَ جُنداً الخَيرُ وَ هُوَ وَزِيرُ العَقلِ الشّرّ وَ هُوَ وَزِيرُ الجَهلِ الإِيمَانُ الكُفرُ التّصدِيقُ التّكذِيبُ الإِخلَاصُ النّفَاقُ الرّجَاءُ القُنُوطُ العَدلُ الجَورُ الرّضَا السّخطُ الشّكرُ الكُفرَانُ اليَأسُ الطّمَعُ التّوَكّلُ الحِرصُ الرّأفَةُ الغِلظَةُ العِلمُ الجَهلُ العِفّةُ التّهَتّكُ الزّهدُ الرّغبَةُ الرّفقُ الخُرقُ الرّهبَةُ الجُرأَةُ التّوَاضُعُ الكِبرُ التّؤَدَةُ العَجَلَةُ الحِلمُ السّفَهُ الصّمتُ الحَذَرُ[الهَذَرُ]الِاستِلَامُ الِاستِكبَارُ التّسلِيمُ التّجَبّرُ العَفوُ الحِقدُ الرّحمَةُ القَسوَةُ اليَقِينُ الشّكّ الصّبرُ الجَزَعُ الصّفحُ الِانتِقَامُ الغِنَي الفَقرُ التّفَكّرُ السّهوُ الحِفظُ النّسيَانُ التّوَاصُلُ القَطِيعَةُ القَنَاعَةُ الشّرَهُ المُؤَاسَاةُ المَنعُ المَوَدّةُ العَدَاوَةُ الوَفَاءُ الغَدرُ الطّاعَةُ المَعصِيَةُ الخُضُوعُ التّطَاوُلُ السّلَامَةُ البَلَاءُ الفَهمُ الغَبَاوَةُ المَعرِفَةُ الإِنكَارُ المُدَارَاةُ المُكَاشَفَةُ سَلَامَةُ الغَيبِ المُمَاكَرَةُ الكِتمَانُ الإِفشَاءُ البِرّ العُقُوقُ الحَقِيقَةُ التّسوِيفُ المَعرُوفُ المُنكَرُ التّقِيّةُ الإِذَاعَةُ الإِنصَافُ الظّلمُ النفّي‌ُ[التّقَي]الحَسَدُ النّظَافَةُ القَذَرُ الحَيَاءُ القِحَةُ


صفحه : 159

القَصدُ الإِسرَافُ الرّاحَةُ التّعَبُ السّهُولَةُ الصّعُوبَةُ العَافِيَةُ البَلوَي القَوَامُ المُكَاثَرَةُ الحِكمَةُ الهَوَي الوَقَارُ الخِفّةُ السّعَادَةُ الشّقَاءُ التّوبَةُ الإِصرَارُ المَخَافَةُ التّهَاوُنُ الدّعَاءُ الِاستِنكَافُ النّشَاطُ الكَسَلُ الفَرَحُ الحَزَنُ الأُلفَةُ الفُرقَةُ السّخَاءُ البُخلُ الخُشُوعُ العُجبُ صِدقُ الحَدِيثِ النّمِيمَةُ الِاستِغفَارُ الِاغتِرَارُ الكِيَاسَةُ الحُمقُ

بيان النفي‌ نفي‌ الحسد عن النفس والظاهر أنه صحف والقحة كعدة الوقاحة وقلة الحياء

يَا هِشَامُ لَا تَجتَمِعُ هَذِهِ الخِصَالُ إِلّا لنِبَيِ‌ّ أَو وصَيِ‌ّ نبَيِ‌ّ أَو مُؤمِنٍ امتَحَنَ اللّهُ قَلبَهُ لِلإِيمَانِ وَ أَمّا سَائِرُ ذَلِكَ مِنَ المُؤمِنِينَ فَإِنّ أَحَدَهُم لَا يَخلُو مِن أَن يَكُونَ فِيهِ بَعضُ هَذِهِ الجُنُودِ مِنَ أَجنَادِ العَقلِ حَتّي يَستَكمِلَ العَقلُ وَ يَتَخَلّصَ مِن جُنُودِ الجَهلِ فَعِندَ ذَلِكَ يَكُونُ فِي الدّرَجَةِ العُليَا مَعَ الأَنبِيَاءِ وَ الأَوصِيَاءِ ع وَفّقَنَا اللّهُ وَ إِيّاكُم لِطَاعَتِهِ

30-الدّرّةُ البَاهِرَةُ، قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع العَاقِلُ مَن رَفَضَ البَاطِلَ

31-دَعَوَاتُ الراّونَديِ‌ّ، قَالَ الصّادِقُ ع كَثرَةُ النّظَرِ فِي العِلمِ يَفتَحُ العَقلَ

32-نهج ،[نهج البلاغة] قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع لِسَانُ العَاقِلِ وَرَاءَ قَلبِهِ وَ قَلبُ الأَحمَقِ وَرَاءَ لِسَانِهِ

قال السيد رضي‌ الله عنه و هذا من المعاني‌ العجيبة الشريفة والمراد به أن العاقل لايطلق لسانه إلا بعدمشاورة الروية ومؤامرة الفكر والأحمق تسبق خذفات لسانه وفلتات كلامه مراجعة فكره ومماحضة رأيه فكان لسان العاقل تابع لقلبه كما أن قلب الأحمق تابع للسانه و قدروي‌ عنه ع هذاالمعني بلفظ آخر و هو قَولُهُ ع قَلبُ الأَحمَقِ فِي فِيهِ وَ لِسَانُ العَاقِلِ فِي قَلبِهِ

ومعناهما واحد

33- وَ قَالَ ع إِذَا تَمّ العَقلُ نَقَصَ الكَلَامُ

34- وَ قَالَ ع لَا يُرَي الجَاهِلُ إِلّا مُفرِطاً أَو مُفَرّطاً


صفحه : 160

35-نهج ،[نهج البلاغة] قِيلَ لَهُ ع صِف لَنَا العَاقِلَ فَقَالَ هُوَ ألّذِي يَضَعُ الشيّ‌ءَ مَوَاضِعَهُ قِيلَ لَهُ فَصِف لَنَا الجَاهِلَ قَالَ قَد فَعَلتُ

قال السيد رضي‌ الله عنه يعني‌ ع أن الجاهل هو ألذي لايضع الشي‌ء مواضعه فكان ترك صفته صفة له إذ كان بخلاف وصف العاقل

36-نهج ،[نهج البلاغة] قَالَ ع كَفَافٌ[كَفَاكَ] مِن عَقلِكَ مَا أَوضَحَ لَكَ سَبِيلَ غَيّكَ مِن رُشدِكَ

37- وَ قَالَ ع فِي وَصِيّتِهِ لِلحَسَنِ ع وَ العَقلُ حِفظُ التّجَارِبِ وَ خَيرُ مَا جَرّبتَ مَا وَعَظَكَ

38-كَنزُ الكرَاَجكُيِ‌ّ، قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ العَاقِلَ مَن أَطَاعَ اللّهَ وَ إِن كَانَ ذَمِيمَ المَنظَرِ حَقِيرَ الخَطَرِ وَ إِنّ الجَاهِلَ مَن عَصَي اللّهَ وَ إِن كَانَ جَمِيلَ المَنظَرِ عَظِيمَ الخَطَرِ أَفضَلُ النّاسِ أَعقَلُ النّاسِ

39- وَ روُيِ‌َ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أَنّهُ قَالَ العَقلُ وِلَادَةٌ وَ العِلمُ إِفَادَةٌ وَ مُجَالَسَةُ العُلَمَاءِ زِيَادَةٌ

40- وَ قَالَ ع مَن صَحِبَ جَاهِلًا نَقَصَ مِن عَقلِهِ

41- وَ قَالَ ع التّثَبّتُ رَأسُ العَقلِ وَ الحِدّةُ رَأسُ الحُمقِ

42- وَ قَالَ ع غَضَبُ الجَاهِلِ فِي قَولِهِ وَ غَضَبُ العَاقِلِ فِي فِعلِهِ

43- وَ قَالَ ع العُقُولُ مَوَاهِبُ وَ الآدَابُ مَكَاسِبُ

44- وَ قَالَ ع فَسَادُ الأَخلَاقِ مُعَاشَرَةُ السّفَهَاءِ وَ صَلَاحُ الأَخلَاقِ مُعَاشَرَةُ العُقَلَاءِ

45- وَ قَالَ ع العَاقِلُ مَن وَعَظَتهُ التّجَارِبُ

46- وَ قَالَ ع رَسُولُكَ تَرجُمَانُ عَقلِكَ

47- وَ قَالَ ع مَن تَرَكَ الِاستِمَاعَ عَن ذوَيِ‌ العُقُولِ مَاتَ عَقلُهُ

48- وَ قَالَ ع مَن جَانَبَ هَوَاهُ صَحّ عَقلُهُ

49- وَ قَالَ ع مَن أُعجِبَ بِرَأيِهِ ضَلّ وَ مَنِ استَغنَي بِعَقلِهِ زَلّ وَ مَن تَكَبّرَ عَلَي النّاسِ ذَلّ


صفحه : 161

50- وَ قَالَ ع إِعجَابُ المَرءِ بِنَفسِهِ دَلِيلٌ عَلَي ضَعفِ عَقلِهِ

51- وَ قَالَ ع عَجَباً لِلعَاقِلِ كَيفَ يَنظُرُ إِلَي شَهوَةٍ يُعَقّبُهُ النّظَرُ إِلَيهَا حَسرَةً

52- وَ قَالَ هِمّةُ العَقلِ تَركُ الذّنُوبِ وَ إِصلَاحُ العُيُوبِ

باب 5-النوادر

1- مع ،[معاني‌ الأخبار]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَن عُبَيدِ بنِ هِلَالٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا الحَسَنِ الرّضَا ع يَقُولُ إنِيّ‌ أُحِبّ أَن يَكُونَ المُؤمِنُ مُحَدّثاً قَالَ قُلتُ وَ أَيّ شَيءٍ المُحَدّثُ قَالَ المُفَهّمُ

2- ع ،[علل الشرائع ] أَبِي عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَنِ البزَنَطيِ‌ّ عَن ثَعلَبَةَ عَن مُعَمّرٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ جَعفَرٍ ع مَا بَالُ النّاسِ يَعقِلُونَ وَ لَا يَعلَمُونَ قَالَ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي حِينَ خَلَقَ آدَمَ جَعَلَ أَجَلَهُ بَينَ عَينَيهِ وَ أَمَلَهُ خَلفَ ظَهرِهِ فَلَمّا أَصَابَ الخَطِيئَةَ جَعَلَ أَمَلَهُ بَينَ عَينَيهِ وَ أَجَلَهُ خَلفَ ظَهرِهِ فَمِن ثَمّ يَعقِلُونَ وَ لَا يَعلَمُونَ

بيان لعل المراد بكون الأجل بين عينيه كونه دائما متذكرا له كمايقال فلان جعل الموت نصب عينيه وبكون الأمل خلف ظهره نسيان الأمل وعدم خطوره بباله فلايطول أمله و هذاشائع في العرف واللغة يقال نبذه وراء ظهره أي تركه ونسيه فمراد السائل أنه مابال الناس مع كونهم من أهل العقل لايعلمون و لايبذلون جهدهم كماينبغي‌ في تحصيل العلم فالجواب أن سبب ذلك ماحصل لآدم ع بعدارتكاب ترك الأولي وسري في أولاده من نسيان الموت وطول الأمل فإن تذكر الموت يحث الإنسان علي تحصيل ماينفعه بعدالموت قبل حلوله وطول الأمل يوجب التسويف في فعل الخيرات وطلب العلم ويحتمل أن يكون مراد السائل بالعقل عقل المعاش وتدبير أمور الدنيا وبالعلم علم ماينفع في المعاد أي مابال الناس في أمر دنياهم عقلاء لايفوتون شيئا من مصالح دنياهم و في أمر آخرتهم سفهاء كأنهم لايعلمون شيئا فالجواب هو أن سبب ذلك نسيان الموت وطول الأمل فإنهما موجبان لترك ما


صفحه : 162

ينفع في المعاد لكونه منسيا وقصر الهمة علي تحصيل المعاش ومرمة أمور الدنيا لكونها نصب عينه دائما ويحتمل أيضا أن يكون المراد بالعقل العلم بما ينفع في المعاد والمراد بالعلم العلم الكامل المورث للعمل فالمراد مابال الناس يعلمون الموت والحساب والعقاب ويؤمنون بها و لايظهر أثر ذلك العلم في أعمالهم فهم فيما يعملون من الخطايا كأنهم لايعلمون شيئا من ذلك والجواب ظاهر والظاهر أن هاهنا تصحيفا من النساخ و كان لايعملون بتقديم الميم علي اللام فيرجع إلي ماذكرنا أخيرا و الله يعلم

أبواب العلم وآدابه وأنواعه وأحكامه

باب 1-فرض العلم ووجوب طلبه والحث عليه وثواب العالم والمتعلم

الآيات البقرةوَ زادَهُ بَسطَةً فِي العِلمِالأعراف كَذلِكَ نُفَصّلُ الآياتِ لِقَومٍ يَعلَمُونَ و قال تعالي وَ لكِنّ أَكثَرَ النّاسِ لا يَعلَمُونَالتوبةوَ نُفَصّلُ الآياتِ لِقَومٍ يَعلَمُونَ و قال طَبَعَ اللّهُ عَلي قُلُوبِهِم فَهُم لا يَعلَمُونَ و قال الأَعرابُ أَشَدّ كُفراً وَ نِفاقاً وَ أَجدَرُ أَلّا يَعلَمُوا حُدُودَ ما أَنزَلَ اللّهُ عَلي رَسُولِهِ و قال تعالي فَلَو لا نَفَرَ مِن كُلّ فِرقَةٍ مِنهُم طائِفَةٌ لِيَتَفَقّهُوا فِي الدّينِ وَ لِيُنذِرُوا قَومَهُم إِذا رَجَعُوا إِلَيهِم لَعَلّهُم يَحذَرُونَ و قال صَرَفَ اللّهُ قُلُوبَهُم بِأَنّهُم قَومٌ لا يَفقَهُونَيونس يُفَصّلُ الآياتِ لِقَومٍ يَعلَمُونَيوسف نَرفَعُ دَرَجاتٍ مَن نَشاءُ وَ فَوقَ كُلّ ذيِ‌ عِلمٍ عَلِيمٌالرعدأَ فَمَن يَعلَمُ أَنّما أُنزِلَ إِلَيكَ مِن رَبّكَ الحَقّ كَمَن هُوَ أَعمي إِنّما يَتَذَكّرُ أُولُوا الأَلبابِطه وَ قُل رَبّ زدِنيِ‌ عِلماً


صفحه : 163

الأنبياءوَ لُوطاً آتَيناهُ حُكماً وَ عِلماً و قال تعالي وَ كُلّا آتَينا حُكماً وَ عِلماًالحج وَ لِيَعلَمَ الّذِينَ أُوتُوا العِلمَ أَنّهُ الحَقّ مِن رَبّكَ فَيُؤمِنُوا بِهِ فَتُخبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمالنمل وَ لَقَد آتَينا داوُدَ وَ سُلَيمانَ عِلماً وَ قالَا الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي فَضّلَنا عَلي كَثِيرٍ مِن عِبادِهِ المُؤمِنِينَ و قال تعالي إِنّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَومٍ يَعلَمُونَ و قال سبحانه بَل أَكثَرُهُم لا يَعلَمُونَالقصص وَ لَمّا بَلَغَ أَشُدّهُ وَ استَوي آتَيناهُ حُكماً وَ عِلماً و قال تعالي وَ قالَ الّذِينَ أُوتُوا العِلمَ وَيلَكُم ثَوابُ اللّهِ خَيرٌ لِمَن آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاًالعنكبوت وَ ما يَعقِلُها إِلّا العالِمُونَ و قال تعالي بَل هُوَ آياتٌ بَيّناتٌ فِي صُدُورِ الّذِينَ أُوتُوا العِلمَالروم إِنّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلعالِمِينَ و قال سبحانه وَ قالَ الّذِينَ أُوتُوا العِلمَ وَ الإِيمانَ لَقَد لَبِثتُم فِي كِتابِ اللّهِ إِلي يَومِ البَعثِ فَهذا يَومُ البَعثِ وَ لكِنّكُم كُنتُم لا تَعلَمُونَ و قال تعالي كَذلِكَ يَطبَعُ اللّهُ عَلي قُلُوبِ الّذِينَ لا يَعلَمُونَسبأ 6-وَ يَرَي الّذِينَ أُوتُوا العِلمَ ألّذِي أُنزِلَ إِلَيكَ مِن رَبّكَ هُوَ الحَقّالزمرقُل هَل يسَتوَيِ‌ الّذِينَ يَعلَمُونَ وَ الّذِينَ لا يَعلَمُونَ إِنّما يَتَذَكّرُ أُولُوا الأَلبابِالفتح بَل كانُوا لا يَفقَهُونَ إِلّا قَلِيلًاالرحمن عَلّمَ القُرآنَ خَلَقَ الإِنسانَ عَلّمَهُ البَيانَالمجادلةيَرفَعِ اللّهُ الّذِينَ آمَنُوا مِنكُم وَ الّذِينَ أُوتُوا العِلمَ دَرَجاتٍالحشرذلِكَ بِأَنّهُم قَومٌ لا يَفقَهُونَالمنافقين وَ لكِنّ المُنافِقِينَ لا يَفقَهُونَ و قال تعالي وَ لكِنّ المُنافِقِينَ لا يَعلَمُونَالعلق وَ رَبّكَ الأَكرَمُ ألّذِي عَلّمَ بِالقَلَمِ عَلّمَ الإِنسانَ ما لَم يَعلَم

1- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]السنّاَنيِ‌ّ عَنِ الأسَدَيِ‌ّ عَنِ النخّعَيِ‌ّ عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ


صفحه : 164

عَنِ المُفَضّلِ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ أَعلَمُ النّاسِ مَن جَمَعَ عِلمَ النّاسِ إِلَي عِلمِهِ وَ أَكثَرُ النّاسِ قِيمَةً أَكثَرُهُم عِلماً وَ أَقَلّ النّاسِ قِيمَةً أَقَلّهُم عِلماً

أقول الخبر بتمامه في باب مواعظ الرسول ص

2- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]المُكَتّبُ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ القَدّاحِ عَنِ الصّادِقِ عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن سَلَكَ طَرِيقاً يَطلُبُ فِيهِ عِلماً سَلَكَ اللّهُ بِهِ طَرِيقاً إِلَي الجَنّةِ وَ إِنّ المَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجنِحَتَهَا لِطَالِبِ العِلمِ رِضًا بِهِ وَ إِنّهُ لَيَستَغفِرُ لِطَالِبِ العِلمِ مَن فِي السّمَاءِ وَ مَن فِي الأَرضِ حَتّي الحُوتُ فِي البَحرِ وَ فَضلُ العَالِمِ عَلَي العَابِدِ كَفَضلِ القَمَرِ عَلَي سَائِرِ النّجُومِ لَيلَةَ البَدرِ وَ إِنّ العُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأَنبِيَاءِ إِنّ الأَنبِيَاءَ لَم يُوَرّثُوا دِينَاراً وَ لَا دِرهَماً وَ لَكِن وَرّثُوا العِلمَ فَمَن أَخَذَ مِنهُ أَخَذَ بِحَظّ وَافِرٍ

ثو،[ثواب الأعمال ] أبي عن علي عن أبيه مثله ير،[بصائر الدرجات ] أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسي عن القداح

مثله بيان سلك الله به الباء للتعدية أي أسلكه الله في طريق موصل إلي الجنة في الآخرة أو في الدنيا بتوفيق عمل من أعمال الخير يوصله إلي الجنة و في طريق العامة سهل الله له طريقا من طرق الجنة قوله ع لتضع أجنحتها أي لتكون وطأ له إذامشي وقيل هوبمعني التواضع تعظيما لحقه أوالتعطف لطفا له إذ الطائر يبسط جناحه علي أفراخه و قال تعالي وَ اخفِض جَناحَكَ لِلمُؤمِنِينَ و قال سبحانه وَ اخفِض لَهُما جَناحَ الذّلّ مِنَ الرّحمَةِ وقيل المراد نزولهم عندمجالس العلم وترك الطيران وقيل أراد به إظلالهم بها وقيل معناه بسط الجناح لتحمله


صفحه : 165

عليها وتبلغه حيث يريد من البلاد ومعناه المعونة في طلب العلم ويؤيد الأول ماسيأتي‌ من خبر مقداد قوله رضا به مفعول لأجله ويحتمل أن يكون حالا بتأويل أي راضين غيرمكرهين قوله ع لم يورثوا دينارا و لادرهما أي كان معظم ميراثهم العلم ويمكن حمله علي الحقيقة بأن لم يبق منهم دينار و لادرهم

3- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] فِي خُطبَةٍ خَطَبَهَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع بَعدَ فَوتِ النّبِيّص وَ لَا كَنزَ أَنفَعُ مِنَ العِلمِ

4- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] فِي كَلِمَاتِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع بِرِوَايَةِ عَبدِ العَظِيمِ الحسَنَيِ‌ّ قِيمَةُ كُلّ امر‌ِئٍ مَا يُحسِنُهُ

ل ،[الخصال ]برواية أخري سيأتي‌ في مواعظه ع

5- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ الشيّباَنيِ‌ّ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ بنِ اِبرَاهِيمَ العلَوَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن عَبدِ العَظِيمِ الحسَنَيِ‌ّ الراّزيِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ الثاّنيِ‌ عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ


صفحه : 166

ع قَالَ قُلتُ أَربَعاً أَنزَلَ اللّهُ تَعَالَي تصَديِقيِ‌ بِهَا فِي كِتَابِهِ قُلتُ المَرءُ مَخبُوءٌ تَحتَ لِسَانِهِ فَإِذَا تَكَلّمَ ظَهَرَ فَأَنزَلَ اللّهُ تَعَالَيوَ لَتَعرِفَنّهُم فِي لَحنِ القَولِ قُلتُ فَمَن جَهِلَ شَيئاً عَادَاهُ فَأَنزَلَ اللّهِبَل كَذّبُوا بِما لَم يُحِيطُوا بِعِلمِهِ وَ قُلتُ قَدرُ أَو قِيمَةُ كُلّ امر‌ِئٍ مَا يُحسِنُ فَأَنزَلَ اللّهُ فِي قِصّةِ طَالُوتَإِنّ اللّهَ اصطَفاهُ عَلَيكُم وَ زادَهُ بَسطَةً فِي العِلمِ وَ الجِسمِ وَ قُلتُ القَتلُ يُقِلّ القَتلَ فَأَنزَلَ اللّهُوَ لَكُم فِي القِصاصِ حَياةٌ يا أوُليِ‌ الأَلبابِ

بيان مخبوء أي مستور تحت لسانه لايعرف كماله و لانقصه و لاصدقه ويقينه و لاكذبه ونفاقه إلا إذاتكلم و قوله تعالي وَ لَتَعرِفَنّهُمجواب قسم محذوف ولحن القول أسلوبه وإمالته إلي جهة تعريض وتورية و منه قيل للمخطي‌ لاحن لأنه يعدل بالكلام عن الصواب والبسطة السعة

6- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] مُحَمّدُ بنُ العَبّاسِ النحّويِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الفَرَجِ عَن سَعِيدِ بنِ الأَوسِ الأنَصاَريِ‌ّ قَالَ سَمِعتُ الخَلِيلَ بنَ أَحمَدَ يَقُولُ أَحَثّ كَلِمَةٍ عَلَي طَلَبِ عِلمٍ قَولُ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَدرُ كُلّ امر‌ِئٍ مَا يُحسِنُ

بيان قال الجوهري‌ هويحسن الشي‌ء أي يعلمه

7- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] أَبِي عَن سَعِيدٍ عَنِ اليقَطيِنيِ‌ّ عَن يُوسُفَ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ عَنِ الحَسَنِ بنِ زِيَادٍ العَطّارِ عَنِ ابنِ طَرِيفٍ عَنِ ابنِ نُبَاتَةَ قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع تَعَلّمُوا العِلمَ فَإِنّ تَعَلّمَهُ حَسَنَةٌ وَ مُدَارَسَتَهُ تَسبِيحٌ وَ البَحثَ عَنهُ جِهَادٌ وَ تَعلِيمَهُ لِمَن لَا يَعلَمُهُ صَدَقَةٌ وَ هُوَ أَنِيسٌ فِي الوَحشَةِ وَ صَاحِبٌ فِي الوَحدَةِ وَ سِلَاحٌ عَلَي الأَعدَاءِ وَ زَينُ الأَخِلّاءِ يَرفَعُ اللّهُ بِهِ أَقوَاماً يَجعَلُهُم فِي الخَيرِ أَئِمّةً يُقتَدَي بِهِم تُرمَقُ أَعمَالُهُم وَ تُقتَبَسُ آثَارُهُم تَرغَبُ المَلَائِكَةُ فِي خَلّتِهِم يَمسَحُونَهُم بِأَجنِحَتِهِم فِي صَلَاتِهِم لِأَنّ العِلمَ حَيَاةُ القُلُوبِ وَ نُورُ الأَبصَارِ مِنَ العَمَي وَ قُوّةُ الأَبدَانِ مِنَ الضّعفِ وَ يُنزِلُ اللّهُ حَامِلَهُ مَنَازِلَ الأَبرَارِ وَ يَمنَحُهُ مُجَالَسَةَ الأَخيَارِ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ بِالعِلمِ يُطَاعُ اللّهُ وَ يُعبَدُ وَ بِالعِلمِ يُعرَفُ اللّهُ وَ يُوَحّدُ وَ بِالعِلمِ تُوصَلُ الأَرحَامُ وَ بِهِ يُعرَفُ الحَلَالُ وَ الحَرَامُ وَ العِلمُ إِمَامُ[أَمَامُ]العَقلِ وَ العَقلُ تَابِعُهُ يُلهِمُهُ اللّهُ السّعَدَاءَ وَ يَحرِمُهُ الأَشقِيَاءَ

8-ل ،[الخصال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ اليقَطيِنيِ‌ّ عَن جَمَاعَةٍ مِن أَصحَابِهِ رَفَعُوهُ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ


صفحه : 167

ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص تَعَلّمُوا العِلمَ الخَبَرَ

إلا أن فيه مكان عند الله لأهله بذله لأهله و بعد قوله في الوحدة ودليل علي السراء والضراء و بعد قوله في صلاتهم ويستغفر لهم كل شيء حتي حيتان البحور وهوامها وسباع البر وأنعامها ومكان الأبرار الأخيار ومكان الأخيار الأبرار أقول روي في ف نحوا من ذلك عن النبي ص بيان يقال رمقته أي نظرت إليه أي ينظر الناس إلي أعمالهم ليقتدوا بهم ونور الأبصار أي أبصار القلوب وقوة الأبدان إذ بالعلم واليقين تقوي الجوارح علي العمل

9-ل ،[الخصال ] أَبِي عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ مَيمُونٍ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص فَضلُ العِلمِ أَحَبّ إِلَي اللّهِ مِن فَضلِ العِبَادَةِ وَ أَفضَلُ دِينِكُمُ الوَرَعُ

بيان أي أفضل أعمال دينكم

10-ل ،[الخصال ] أَبِي عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن عَلِيّ عَن أَخِيهِ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سُئِلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع عَن أَعلَمِ النّاسِ قَالَ مَن جَمَعَ عِلمَ النّاسِ إِلَي عِلمِهِ

11-ل ،[الخصال ]الخَلِيلُ بنُ أَحمَدَ عَنِ ابنِ مَنِيعٍ عَن هَارُونَ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن سُلَيمَانَ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ الدمّشَقيِ‌ّ عَن خَالِدِ بنِ أَبِي خَالِدٍ الأَرزَقِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ وَ أَظُنّهُ ابنَ أَبِي لَيلَي عَن نَافِعٍ عَنِ ابنِ عُمَرَ عَن رَسُولِ اللّهِص أَنّهُ قَالَ أَفضَلُ العِبَادَةِ الفِقهُ وَ أَفضَلُ الدّينِ الوَرَعُ

12-ل ،[الخصال ] ابنُ المُغِيرَةِ بِإِسنَادِهِ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ


صفحه : 168

عَن عَلِيّ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا خَيرَ فِي العَيشِ إِلّا لِرَجُلَينِ عَالِمٍ مُطَاعٍ أَو مُستَمِعٍ وَاعٍ

13-نَوَادِرُ الراّونَديِ‌ّ،بِإِسنَادِهِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع عَنِ النّبِيّص قَالَ لَا خَيرَ فِي العَيشِ إِلّا لِمُستَمِعٍ وَاعٍ أَو عَالِمٍ نَاطِقٍ

14- وَ بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَربَعٌ يَلزَمنَ كُلّ ذيِ‌ حِجًي وَ عَقلٍ مِن أمُتّيِ‌ قِيلَ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا هُنّ قَالَ استِمَاعُ العِلمِ وَ حِفظُهُ وَ نَشرُهُ عِندَ أَهلِهِ وَ العَمَلُ بِهِ

15-ل ،[الخصال ]مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن عِدّةٍ مِن أَصحَابِهِ يَرفَعُونَهُ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ قَالَ مَنهُومَانِ لَا يَشبَعَانِ مَنهُومُ عِلمٍ وَ مَنهُومُ مَالٍ

بيان قال الجوهري‌ النهمة بلوغ الهمة في الشي‌ء و قدنهم بكذا فهو منهوم أي مولع به و فِي الحَدِيثِ مَنهُومَانِ لَا يَشبَعَانِ مَنهُومٌ بِالمَالِ وَ مَنهُومٌ بِالعِلمِ

16-ل ،[الخصال ]سيَجَيِ‌ءُ فِي مَكَارِمِ أَخلَاقِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ أَنّهُ ع كَانَ إِذَا جَاءَهُ طَالِبُ عِلمٍ قَالَ مَرحَباً بِوَصِيّةِ رَسُولِ اللّهِص ثُمّ يَقُولُ إِنّ طَالِبَ العِلمِ إِذَا خَرَجَ مِن مَنزِلِهِ لَم يَضَع رِجلَهُ عَلَي رَطبٍ وَ لَا يَابِسٍ مِنَ الأَرضِ إِلّا سَبّحَت لَهُ إِلَي الأَرَضِينَ السّابِعَةِ

بيان يمكن أن يكون المراد بتسبيح الأرض تسبيح أهلها من الملائكة والجن ويحتمل أن يكون المراد أنه يكتب له مثل ثواب هذاالتسبيح الفرضي‌ وقيل بشعور ضعيف في الجمادات لكن السيد المرتضي قال إنه خلاف ضرورة الدين ويحتمل أن يكون المراد بتسبيح الجمادات والحيوانات مايصل إلي العالم بإزائها من المثوبات إذ للعالم مدخل في بقائها وانتظامها وانتفاع سائر الخلق بهافيثاب العالم بإزاء كل منها فكأنها تسبح له و الله يعلم

17-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِإِسنَادِ التمّيِميِ‌ّ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع أَنّهُ قَالَ العِلمُ ضَالّةُ المُؤمِنِ


صفحه : 169

18- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَنِ المرَاَغيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ مَروَانَ عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ عِيسَي عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص خَلّتَانِ لَا تَجتَمِعَانِ فِي المُنَافِقِ فِقهٌ فِي الإِسلَامِ وَ حُسنُ سَمتٍ فِي الوَجهِ

نوادر الراوندي‌،بإسناده عن الكاظم عن آبائه عليهم السلام عن النبي ص مثله بيان السمت هيئة أهل الخير

19- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَنِ ابنِ قُولَوَيهِ عَنِ ابنِ عَامِرٍ عَنِ الأصَفهَاَنيِ‌ّ عَنِ المنِقرَيِ‌ّ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ فِيمَا وَعَظَ لُقمَانُ ابنَهُ أَنّهُ قَالَ لَهُ يَا بنُيَ‌ّ اجعَل فِي أَيّامِكَ وَ لَيَالِيكَ وَ سَاعَاتِكَ نَصِيباً لَكَ فِي طَلَبِ العِلمِ فَإِنّكَ لَن تَجِدَ لَهُ تَضيِيعاً مِثلَ تَركِهِ

فس ،[تفسير القمي‌] أبي عن الأصفهاني‌ مثله بيان معناه الحث علي مداومة طلب العلم ومدارسته فإن تركه يوجب فوات ما قدحصل وذهابه ونسيانه

20- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَنِ الجعِاَبيِ‌ّ قَالَ حدَثّنَيِ‌ الشّيخُ الصّالِحُ عَبدُ اللّهِ بنُ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ يَاسِينَ قَالَ سَمِعتُ العَبدَ الصّالِحَ عَلِيّ بنَ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الرّضَا ع بسِرُمّنَ رَأَي يَذكُرُ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع العِلمُ وِرَاثَةٌ كَرِيمَةٌ وَ الآدَابُ حُلَلٌ حِسَانٌ وَ الفِكرَةُ مِرآةٌ صَافِيَةٌ وَ الِاعتِذَارُ مُنذِرٌ نَاصِحٌ وَ كَفَي بِكَ أَدَباً لِنَفسِكَ تَركُكَ مَا كَرِهتَهُ لِغَيرِكَ

جا،[المجالس للمفيد]الجعابي‌ مثله بيان قوله ع والاعتذار منذر ناصح أي يكفي‌ لترك المعاصي‌ والمساوي‌ مايترتب عليه من الاعتذار فكيف مع خوف العقاب وكأنه تصحيف والأظهر الاعتبار كما في نهج البلاغة وغيره


صفحه : 170

21- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ الحَلّالِ عَنِ الحَسَنِ بنِ الحُسَينِ الأنَصاَريِ‌ّ عَن زُفَرَ بنِ سُلَيمَانَ عَن أَشرَسَ الخرُاَساَنيِ‌ّ عَن أَيّوبَ السجّسِتاَنيِ‌ّ عَن أَبِي قِلَابَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ مَن خَرَجَ مِن بَيتِهِ يَطلُبُ عِلماً شَيّعَهُ سَبعُونَ أَلفَ مَلَكٍ يَستَغفِرُونَ لَهُ

22- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]بِإِسنَادِ أَبِي قَتَادَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ قَالَ لَستُ أُحِبّ أَن أَرَي الشّابّ مِنكُم إِلّا غَادِياً فِي حَالَينِ إِمّا عَالِماً أَو مُتَعَلّماً فَإِن لَم يَفعَل فَرّطَ فَإِن فَرّطَ ضَيّعَ فَإِن ضَيّعَ أَثِمَ وَ إِن أَثِمَ سَكَنَ النّارَ وَ ألّذِي بَعَثَ مُحَمّداً بِالحَقّ

23- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ الشيّباَنيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ اِبرَاهِيمَ بنِ المُفَضّلِ الدؤّلَيِ‌ّ عَن عَبدِ الحَمِيدِ بنِ صَبِيحٍ عَن حَمّادِ بنِ زَيدٍ عَن أَبِي هَارُونَ العبَديِ‌ّ قَالَ كُنّا إِذَا أَتَينَا أَبَا سَعِيدٍ الخدُريِ‌ّ قَالَ مَرحَباً بِوَصِيّةِ رَسُولِ اللّهِص سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ سَيَأتِيكُم قَومٌ مِن أَقطَارِ الأَرضِ يَتَفَقّهُونَ وَ إِذَا رَأَيتُمُوهُم فَاستَوصُوا بِهِم خَيراً قَالَ وَ يَقُولُ وَ أَنتُم وَصِيّةُ رَسُولِ اللّهِص


صفحه : 171

24- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ الحسَنَيِ‌ّ رَحِمَهُ اللّهُ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ بنِ زَيدِ بنِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ حدَثّنَيِ‌ الرّضَا عَلِيّ بنُ مُوسَي الرّضَا عَن أَبِيهِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ عَن أَبِيهِ الحُسَينِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ طَلَبُ العِلمِ فَرِيضَةٌ عَلَي كُلّ مُسلِمٍ فَاطلُبُوا العِلمَ مِن مَظَانّهِ وَ اقتَبِسُوهُ مِن أَهلِهِ فَإِنّ تَعلِيمَهُ لِلّهِ حَسَنَةٌ وَ طَلَبَهُ عِبَادَةٌ وَ المُذَاكَرَةَ بِهِ تَسبِيحٌ وَ العَمَلَ بِهِ جِهَادٌ وَ تَعلِيمَهُ مَن لَا يَعلَمُهُ صَدَقَةٌ وَ بَذلَهُ لِأَهلِهِ قُربَةٌ إِلَي اللّهِ تَعَالَي لِأَنّهُ مَعَالِمُ الحَلَالِ وَ الحَرَامِ وَ مَنَارُ سُبُلِ الجَنّةِ وَ المُونِسُ فِي الوَحشَةِ وَ الصّاحِبُ فِي الغُربَةِ وَ الوَحدَةِ وَ المُحَدّثُ فِي الخَلوَةِ وَ الدّلِيلُ عَلَي السّرّاءِ وَ الضّرّاءِ وَ السّلَاحُ عَلَي الأَعدَاءِ وَ الزّينُ عِندَ الأَخِلّاءِ يَرفَعُ اللّهُ بِهِ أَقوَاماً فَيَجعَلُهُم فِي الخَيرِ قَادَةً تُقتَبَسُ آثَارُهُم وَ يُهتَدَي بِفِعَالِهِم وَ يُنتَهَي إِلَي رَأيِهِم وَ تَرغَبُ المَلَائِكَةُ فِي خَلّتِهِم وَ بِأَجنِحَتِهَا تَمسَحُهُم وَ فِي صَلَاتِهَا تُبَارِكُ عَلَيهِم يَستَغفِرُ لَهُم كُلّ رَطبٍ وَ يَابِسٍ حَتّي حِيتَانُ البَحرِ وَ هَوَامّهُ وَ سِبَاعُ البَرّ وَ أَنعَامُهُ إِنّ العِلمَ حَيَاةُ القُلُوبِ مِنَ الجَهلِ وَ ضِيَاءُ الأَبصَارِ مِنَ الظّلمَةِ وَ قُوّةُ الأَبدَانِ مِنَ الضّعفِ يَبلُغُ بِالعَبدِ مَنَازِلَ الأَخيَارِ وَ مَجَالِسَ الأَبرَارِ وَ الدّرَجَاتِ العُلَي فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ الذّكرُ فِيهِ يَعدِلُ بِالصّيَامِ وَ مُدَارَسَتُهُ بِالقِيَامِ بِهِ يُطَاعُ الرّبّ وَ يُعبَدُ وَ بِهِ تُوصَلُ الأَرحَامُ وَ بِهِ يُعرَفُ الحَلَالُ وَ الحَرَامُ العِلمُ إِمَامُ[أَمَامُ]العَمَلِ وَ العَمَلُ تَابِعُهُ يُلهِمُهُ السّعَدَاءَ وَ يَحرِمُهُ الأَشقِيَاءَ فَطُوبَي لِمَن لَم يَحرِمهُ اللّهُ مِنهُ حَظّهُ

قَالَ أَبُو المُفَضّلِ وَ حَدّثَنَا جَعفَرُ بنُ عِيسَي بنِ مُدرِكٍ التّمّارُ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ الراّزيِ‌ّ عَن هِشَامِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن كِنَانَةَ بنِ جَبَلَةَ عَن عَاصِمِ بنِ رَجَاءٍ عَن أَبِيهِ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ غَنَمٍ عَن مُعَاذِ بنِ جَبَلٍ قَالَ تَعَلّمُوا العِلمَ فَإِنّ تَعلِيمَهُ لِلّهِ حَسَنَةٌ وَ ذَكَرَ نَحوَهُ

قَالَ وَ حَدّثَنَا مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ بنِ شَاذَانَ الأزَديِ‌ّ عَن كَثِيرِ بنِ مُحَمّدٍ الخزُاَميِ‌ّ عَن حَسَنِ بنِ حُسَينٍ العرَبَيِ‌ّ عَن يَحيَي بنِ يَعلَي عَن أَسبَاطِ بنِ نَصرٍ عَن شَيخٍ مِن أَهلِ


صفحه : 172

البَصرَةِ عَن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص تَعَلّمُوا العِلمَ فَإِنّ تَعلِيمَهُ لِلّهِ حَسَنَةٌ وَ ذَكَرَ نَحوَ حَدِيثِ الرّضَا ع

عدة،[عدة الداعي‌]روي صاحب كتاب منتقي اليواقيت فيه مرفوعا إلي محمد بن علي بن الحسين وذكر نحوه بيان يقال اقتبست منه نارا واقتبست منه علما أي استفدته والمنار علم الطريق ومسح الملائكة بأجنحتها إما لإظهار الخلة أولإفادة البركة أولاستفادتها

25- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]بِإِسنَادِ المجُاَشعِيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص العَالِمُ بَينَ الجُهّالِ كاَلحيَ‌ّ بَينَ الأَموَاتِ وَ إِنّ طَالِبَ العِلمِ لَيَستَغفِرُ لَهُ كُلّ شَيءٍ حَتّي حِيتَانُ البَحرِ وَ هَوَامّهُ وَ سِبَاعُ البَرّ وَ أَنعَامُهُ فَاطلُبُوا العِلمَ فَإِنّهُ السّبَبُ بَينَكُم وَ بَينَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ إِنّ طَلَبَ العِلمِ فَرِيضَةٌ عَلَي كُلّ مُسلِمٍ

جا،[المجالس للمفيد]الجعابي‌ عن ابن عقدة عن هارون بن عمرو المجاشعي‌ عن محمد بن جعفر بن محمد عن أبيه ع مثله

26-ير،[بصائر الدرجات ] ابنُ هَاشِمٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ زَيدِ بنِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص طَلَبُ العِلمِ فَرِيضَةٌ عَلَي كُلّ مُسلِمٍ أَلَا إِنّ اللّهَ يُحِبّ بُغَاةَ العِلمِ

27-ير،[بصائر الدرجات ] مُحَمّدُ بنُ حَسّانَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن عِيسَي بنِ عَبدِ اللّهِ العمُرَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ طَلَبُ العِلمِ فَرِيضَةٌ فِي كُلّ حَالٍ

28-ير،[بصائر الدرجات ]بِهَذَا الإِسنَادِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ طَلَبُ العِلمِ فَرِيضَةٌ مِن فَرَائِضِ اللّهِ

ير،[بصائر الدرجات ] محمد بن الحسين عن محمد بن عبد الله عن عيسي بن عبد الله عن أحمد بن عمر بن علي بن أبي طالب ع مثله

29-ير،[بصائر الدرجات ] ابنُ زَيدٍ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن رَجُلٍ مِن أَصحَابِنَا عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع قَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ طَلَبُ العِلمِ فَرِيضَةٌ عَلَي كُلّ مُسلِمٍ


صفحه : 173

بيان هذه الأخبار تدل علي وجوب طلب العلم و لاشك في وجوب طلب القدر الضروري‌ من معرفة الله وصفاته وسائر أصول الدين ومعرفة العبادات وشرائطها والمناهي‌ و لوبالأخذ عن عالم عينا والأشهر بين الأصحاب أن تحصيل أزيد من ذلك إما من الواجبات الكفائية أو من المستحبات

30-ير،[بصائر الدرجات ] ابنُ هَاشِمٍ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ ابنِ الحَجّاجِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ طَالِبُ العِلمِ يَستَغفِرُ لَهُ كُلّ شَيءٍ حَتّي الحِيتَانُ فِي البِحَارِ وَ الطّيرُ فِي جَوّ السّمَاءِ

31-ير،[بصائر الدرجات ] الحَسَنُ بنُ عَلِيّ عَنِ العَبّاسِ بنِ عَامِرٍ عَن فُضَيلِ بنِ عُثمَانَ عَن أَبِي عُبَيدَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ جَمِيعَ دَوَابّ الأَرضِ لتَصُلَيّ‌ عَلَي طَالِبِ العِلمِ حَتّي الحِيتَانُ فِي البَحرِ

32-ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن فُضَيلِ بنِ عُثمَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع مِثلَهُ

33-ير،[بصائر الدرجات ] ابنُ هَاشِمٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَيفٍ عَن أَبِيهِ عَن وَهبِ بنِ سَعِيدٍ عَن حُسَينِ بنِ الصّبّاحِ عَن جَرِيرِ بنِ عَبدِ اللّهِ البجَلَيِ‌ّ عَنِ النّبِيّص قَالَ أَوحَي اللّهُ إلِيَ‌ّ أَنّهُ مَن سَلَكَ مَسلَكاً يَطلُبُ فِيهِ العِلمَ سَهّلتُ لَهُ طَرِيقاً إِلَي الجَنّةِ

34-ير،[بصائر الدرجات ] ابنُ هَاشِمٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَيفٍ عَن أَبِيهِ عَن سُلَيمَانَ بنِ عَمرٍو عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ بنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ طَالِبُ العِلمِ يُشَيّعُهُ سَبعُونَ أَلفَ مَلَكٍ مِن مَفرِقِ السّمَاءِ يَقُولُونَ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ

بيان مفرق الرأس وسطه وأضيف إلي السماء لكونه في جهتها أوالمراد به وسط السماء ولعل فيه سقطا و كان من مفرق رأسه إلي السماء

35-ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن عَمرِو بنِ أَبِي المِقدَامِ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص العَالِمُ وَ المُتَعَلّمُ شَرِيكَانِ فِي الأَجرِ لِلعَالِمِ


صفحه : 174

أَجرَانِ وَ لِلمُتَعَلّمِ أَجرٌ وَ لَا خَيرَ فِي سِوَي ذَلِكَ

36-ير،[بصائر الدرجات ] مُحَمّدُ بنُ الحُسَينِ عَن عَمرِو بنِ عُثمَانَ وَ ابنِ فَضّالٍ مَعاً عَن جَمِيلٍ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ ألّذِي تَعَلّمَ العِلمَ مِنكُم لَهُ مِثلُ أَجرِ ألّذِي يُعَلّمُهُ وَ لَهُ الفَضلُ عَلَيهِ تَعَلّمُوا العِلمَ مِن حَمَلَةِ العِلمِ وَ عَلّمُوهُ إِخوَانَكُم كَمَا عَلّمَكُمُ العُلَمَاءُ

بيان ضمير له راجع إلي المعلم و قوله كماعلمكم أي من غيرتحريف ويحتمل أن يكون الكاف تعليلية

37-ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ بنِ يُوسُفَ عَن مُقَاتِلٍ عَنِ الرّبِيعِ بنِ مُحَمّدٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ مَا مِن عَبدٍ يَغدُو فِي طَلَبِ العِلمِ وَ يَرُوحُ إِلّا خَاضَ الرّحمَةَ خَوضاً

بيان خاض الرحمة أي دخل فيهابحيث أحاطت به

38-ير،[بصائر الدرجات ] ابنُ عِيسَي عَن مُحَمّدٍ البرَقيِ‌ّ عَن سُلَيمَانَ الجعَفرَيِ‌ّ عَن رَجُلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ العَالِمُ وَ المُتَعَلّمُ فِي الأَجرِ سَوَاءٌ

بيان أي في أصل الأجر لا في قدره لئلا ينافي‌ الأخبار الأخري

39-ثو،[ثواب الأعمال ]مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ عَنِ الكوُفيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ يُوسُفَ عَن مُقَاتِلِ بنِ مُقَاتِلٍ عَنِ الرّبِيعِ بنِ مُحَمّدٍ عَن جَابِرٍ الجعُفيِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ مَا مِن عَبدٍ يَغدُو فِي طَلَبِ العِلمِ أَو يَرُوحُ إِلّا خَاضَ الرّحمَةَ وَ هَتَفَت بِهِ المَلَائِكَةُ مَرحَباً بِزَائِرِ اللّهِ وَ سَلَكَ مِنَ الجَنّةِ مِثلَ ذَلِكَ المَسلَكِ

بيان من زار العالم لله ولطلب العلم لوجه الله فكأنه زار الله

40-سن ،[المحاسن ] أَبِي عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَن أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي عُبَيدَةَ عَن أَبِي سُخَيلَةَ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ قَالَ أَيّهَا النّاسُ لَا خَيرَ فِي دِينٍ لَا تَفَقّهَ فِيهِ وَ لَا خَيرَ فِي دُنيَا لَا تَدَبّرَ فِيهَا وَ لَا خَيرَ فِي نُسُكٍ لَا وَرَعَ فِيهِ

بيان لعل المراد بالتدبر في الدنيا التدبير فيها وترك الإسراف والتقتير


صفحه : 175

أوالتفكر في فنائها و مايدعو إلي تركها والنسك العبادة والورع اجتناب المحارم أوالشبهات أيضا

41-ف ،[تحف العقول ] عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ قَالَ أَيّهَا النّاسُ اعلَمُوا أَنّ كَمَالَ الدّينِ طَلَبُ العِلمِ وَ العَمَلُ بِهِ وَ أَنّ طَلَبَ العِلمِ أَوجَبُ عَلَيكُم مِن طَلَبِ المَالِ إِنّ المَالَ مَقسُومٌ بَينَكُم مَضمُونٌ لَكُم قَد قَسَمَهُ عَادِلٌ بَينَكُم وَ ضَمِنَهُ سيَفَيِ‌ لَكُم بِهِ وَ العِلمَ مَخزُونٌ عَلَيكُم عِندَ أَهلِهِ قَد أُمِرتُم بِطَلَبِهِ مِنهُم فَاطلُبُوهُ وَ اعلَمُوا أَنّ كَثرَةَ المَالِ مَفسَدَةٌ لِلدّينِ مَقسَاةٌ لِلقُلُوبِ وَ أَنّ كَثرَةَ العِلمِ وَ العَمَلَ بِهِ مَصلَحَةٌ لِلدّينِ سَبَبٌ إِلَي الجَنّةِ وَ النّفَقَاتُ تَنقُصُ المَالَ وَ العِلمُ يَزكُو عَلَي إِنفَاقِهِ وَ إِنفَاقُهُ بَثّهُ إِلَي حَفَظَتِهِ وَ رُوَاتِهِ وَ اعلَمُوا أَنّ صُحبَةَ العَالِمِ وَ اتّبَاعَهُ دِينٌ يُدَانُ اللّهُ بِهِ وَ طَاعَتَهُ مَكسَبَةٌ لِلحَسَنَاتِ مَمحَاةٌ لِلسّيّئَاتِ وَ ذَخِيرَةٌ لِلمُؤمِنِينَ وَ رِفعَةٌ فِي حَيَاتِهِم وَ جَمِيلُ الأُحدُوثَةِ عَنهُم بَعدَ مَوتِهِم إِنّ العِلمَ ذُو فَضَائِلَ كَثِيرَةٍ فَرَأسُهُ التّوَاضُعُ وَ عَينُهُ البَرَاءَةُ مِنَ الحَسَدِ وَ أُذُنُهُ الفَهمُ وَ لِسَانُهُ الصّدقُ وَ حِفظُهُ الفَحصُ وَ قَلبُهُ حُسنُ النّيّةِ وَ عَقلُهُ مَعرِفَةُ الأَسبَابِ بِالأُمُورِ وَ يَدُهُ الرّحمَةُ وَ هِمّتُهُ السّلَامَةُ وَ رِجلُهُ زِيَارَةُ العُلَمَاءِ وَ حِكمَتُهُ الوَرَعُ وَ مُستَقَرّهُ النّجَاةُ وَ فَائِدَتُهُ العَافِيَةُ وَ مَركَبُهُ الوَفَاءُ وَ سِلَاحُهُ لَيّنُ الكَلَامِ وَ سَيفُهُ الرّضَا وَ قَوسُهُ المُدَارَاةُ وَ جَيشُهُ مُحَاوَرَةُ العُلَمَاءِ وَ مَالُهُ الأَدَبُ وَ ذَخِيرَتُهُ اجتِنَابُ الذّنُوبِ وَ زَادُهُ المَعرُوفُ وَ مَأوَاهُ المُوَادَعَةُ وَ دَلِيلُهُ الهُدَي وَ رَفِيقُهُ صُحبَةُ الأَخيَارِ

بيان مفسدة ومكسبة وأضرابهما كل منهما إما اسم فاعل أومصدر ميمي‌ أواسم آلة أواسم مكان و في بعضها لايحتمل بعض الوجوه كما لايخفي والأحدوثة بالضم مايتحدث به ثم إنه ع أراد التنبيه علي فضائل العلم فشبهه بشخص كامل روحاني‌ له أعضاء وقوي كلها روحانية بعضها ظاهرة وبعضها باطنة فالظاهرة كالرأس والعين والأذن واللسان واليد و الرجل والباطنة كالحفظ والقلب والعقل والهمة والحكمة و له مستقر روحاني‌ ومركب وسلاح وسيف وقوس وجيش


صفحه : 176

ومال وذخيرة وزاد ومأوي ودليل ورفيق كلها معنوية روحانية ثم إنه ع بين انطباق هذاالشخص الروحاني‌ بجميع أجزائه علي هذاالهيكل الجسماني‌ إكمالا للتشبيه وإفصاحا بأن العلم إذااستقر في قلب إنسان يملك جميع جوارحه ويظهر آثاره من كل منها فرأس العلم و هوالتواضع يملك هذاالرأس الجسداني‌ ويخرج منه التكبر والنخوة التي‌ هومسكنها ويستعمله فيما يقتضيه التواضع من الانكسار والتخشع و كما أن الرأس البدني‌ بانتفائه ينتفي‌ حياة البدن فكذا بانتفاء التواضع عندالخالق والخلائق تنتفي‌ حياة العلم فهو كجسد بلا روح لايصير مصدرا لأثر وهاتان الجهتان ملحوظتان في جميع الفقرات وذكرها يوجب الإطناب و ماذكرناه كاف لأولي‌ الألباب

42-سن ،[المحاسن ] أَبِي عَن يُونُسَ عَن أَبِي جَعفَرٍ الأَحوَلِ عَنِ الأَحوَلِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَا يَسَعُ النّاسَ حَتّي يَسأَلُوا أَو يَتَفَقّهُوا

43-سن ،[المحاسن ] أَبِي وَ مُوسَي بنُ القَاسِمِ عَن يُونُسَ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا قَالَ سُئِلَ أَبُو الحَسَنِ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ عَلَيهِمَا السّلَامُ هَل يَسَعُ النّاسَ تَركُ المَسأَلَةِ عَمّا يَحتَاجُونَ إِلَيهِ قَالَ لَا

44-سن ،[المحاسن ]النوّفلَيِ‌ّ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أُفّ لِكُلّ مُسلِمٍ لَا يَجعَلُ فِي كُلّ جُمعَةٍ يَوماً يَتَفَقّهُ فِيهِ أَمرَ دِينِهِ وَ يَسأَلُ عَن دِينِهِ وَ رَوَي بَعضٌ أُفّ لِكُلّ رَجُلٍ مُسلِمٍ

بيان المراد بالجمعة الأسبوع تسمية للكل باسم الجزء

45-سن ،[المحاسن ] جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ الأشَعرَيِ‌ّ عَنِ القَدّاحِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ ع قَالَ قَالَ عَلِيّ ع فِي كَلَامٍ لَهُ لَا يسَتحَيِ‌ الجَاهِلُ إِذَا لَم يَعلَم أَن يَتَعَلّمَ

46-غو،[غوالي‌ اللئالي‌] فِي حَدِيثِ أَبِي أُمَامَةَ الباَهلِيِ‌ّ أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ عَلَيكُم بِالعِلمِ قَبلَ أَن يُقبَضَ وَ قَبلَ أَن يُجمَعَ وَ جَمَعَ بَينَ إِصبَعَيهِ الوُسطَي وَ التّيِ‌ تلَيِ‌ الإِبهَامَ ثُمّ قَالَ العَالِمُ وَ المُتَعَلّمُ شَرِيكَانِ فِي الأَجرِ وَ لَا خَيرَ فِي سَائِرِ النّاسِ بَعدُ

بيان لعل المراد بالجمع أيضا القبض وأخذه من مواطنه ليجمع في محل واحد


صفحه : 177

في علمه وعلم مقربي‌ جنابه

47-غو،[غوالي‌ اللئالي‌]روُيِ‌َ عَنِ المِقدَادِ بنِ الأَسوَدِ قَالَ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ إِنّ المَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجنِحَتَهَا لِطَالِبِ العِلمِ حَتّي يَطَأَ عَلَيهَا رِضًا بِهِ

48-غو،[غوالي‌ اللئالي‌] قَالَ النّبِيّص فَقِيهٌ وَاحِدٌ أَشَدّ عَلَي إِبلِيسَ مِن أَلفِ عَابِدٍ

49- وَ قَالَص مَن يُرِدِ اللّهُ بِهِ خَيراً يُفَقّههُ فِي الدّينِ

50- وَ قَالَص مَن لَم يَصبِر عَلَي ذُلّ التّعَلّمِ سَاعَةً بقَيِ‌َ فِي ذُلّ الجَهلِ أَبَداً

51- وَ قَالَص طَالِبُ العِلمِ لَا يَمُوتُ أَو يَتَمَتّعَ جِدّهُ بِقَدرِ كَدّهِ

بيان أوهنا بمعني إلي أن أو إلا أن والجد بالكسر الاجتهاد في الأمر وإسناد التمتع إلي الجد مجازي‌

52-غو،[غوالي‌ اللئالي‌] قَالَ النّبِيّص العِلمُ مَخزُونٌ عِندَ أَهلِهِ وَ قَد أُمِرتُم بِطَلَبِهِ مِنهُم

53- وَ قَالَ الصّادِقُ ع لَو عَلِمَ النّاسُ مَا فِي العِلمِ لَطَلَبُوهُ وَ لَو بِسَفكِ المُهَجِ وَ خَوضِ اللّجَجِ

بيان المهجة الدم أودم القلب والروح واللجة معظم الماء

54-غو،[غوالي‌ اللئالي‌] قَالَ النّبِيّص طَلَبُ العِلمِ فَرِيضَةٌ عَلَي كُلّ مُسلِمٍ وَ مُسلِمَةٍ

55- وَ قَالَص اطلُبُوا العِلمَ وَ لَو بِالصّينِ

56- وَ قَالَص مَا عَلَي مَن لَا يَعلَمُ مِن حَرَجٍ أَن يَسأَلَ عَمّا لَا يَعلَمُ

57-غو،[غوالي‌ اللئالي‌] قَالَ النّبِيّص مَن خَرَجَ مِن بَيتِهِ لِيَلتَمِسَ بَاباً مِنَ العِلمِ لِيَنتَفِعَ بِهِ وَ يُعَلّمَهُ غَيرَهُ كَتَبَ اللّهُ لَهُ بِكُلّ خُطوَةٍ عِبَادَةَ أَلفِ سَنَةٍ صِيَامَهَا وَ قِيَامَهَا وَ حَفّتهُ المَلَائِكَةُ بِأَجنِحَتِهَا وَ صَلّي عَلَيهِ طُيُورُ السّمَاءِ وَ حِيتَانُ البَحرِ وَ دَوَابّ البَرّ وَ أَنزَلَهُ اللّهُ مَنزِلَةَ سَبعِينَ صِدّيقاً وَ كَانَ خَيراً لَهُ مِن أَن كَانَتِ الدّنيَا كُلّهَا لَهُ فَجَعَلَهَا فِي الآخِرَةِ

58-جا،[المجالس للمفيد] ابنُ قُولَوَيهِ عَن مُحَمّدٍ الحمِيرَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن هَارُونَ عَنِ


صفحه : 178

ابنِ زِيَادٍ قَالَ سَمِعتُ جَعفَرَ بنَ مُحَمّدٍ ع وَ قَد سُئِلَ عَن قَولِهِ تَعَالَيفَلِلّهِ الحُجّةُ البالِغَةُ فَقَالَ إِنّ اللّهَ تَعَالَي يَقُولُ لِلعَبدِ يَومَ القِيَامَةِ أَ كُنتَ عَالِماً فَإِن قَالَ نَعَم قَالَ لَهُ أَ فَلَا عَمِلتَ بِمَا عَلِمتَ وَ إِن قَالَ كُنتُ جَاهِلًا قَالَ لَهُ أَ فَلَا تَعَلّمتَ حَتّي تَعمَلَ فَيَخصِمُهُ وَ ذَلِكَ الحُجّةُ البَالِغَةُ

59-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَالَ الإِمَامُ ع دَخَلَ جَابِرُ بنُ عَبدِ اللّهِ الأنَصاَريِ‌ّ عَلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يَا جَابِرُ قِوَامُ هَذِهِ الدّنيَا بِأَربَعَةٍ عَالِمٌ يَستَعمِلُ عِلمَهُ وَ جَاهِلٌ لَا يَستَنكِفُ أَن يَتَعَلّمَ وَ غنَيِ‌ّ جَوَادٌ بِمَعرُوفِهِ وَ فَقِيرٌ لَا يَبِيعُ آخِرَتَهُ بِدُنيَا غَيرِهِ ثُمّ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فَإِذَا كَتَمَ العَالِمُ العِلمَ أَهلَهُ وَ زَهَا الجَاهِلُ فِي تَعَلّمِ مَا لَا بُدّ مِنهُ وَ بَخِلَ الغنَيِ‌ّ بِمَعرُوفِهِ وَ بَاعَ الفَقِيرُ دِينَهُ بِدُنيَا غَيرِهِ حَلّ البَلَاءُ وَ عَظُمَ العِقَابُ

60-جع ،[جامع الأخبار] عَن أَبِي ذَرّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا أَبَا ذَرّ مَن خَرَجَ مِن بَيتِهِ يَلتَمِسُ بَاباً مِنَ العِلمِ كَتَبَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَهُ بِكُلّ قَدَمٍ ثَوَابَ نبَيِ‌ّ مِنَ الأَنبِيَاءِ وَ أَعطَاهُ اللّهُ بِكُلّ حَرفٍ يَسمَعُ أَو يَكتُبُ مَدِينَةً فِي الجَنّةِ وَ طَالِبُ العِلمِ أَحَبّهُ اللّهُ وَ أَحَبّهُ المَلَائِكَةُ وَ أَحَبّهُ النّبِيّونَ وَ لَا يُحِبّ العِلمَ إِلّا السّعِيدُ فَطُوبَي لِطَالِبِ العِلمِ يَومَ القِيَامَةِ وَ مَن خَرَجَ مِن بَيتِهِ يَلتَمِسُ بَاباً مِنَ العِلمِ كَتَبَ اللّهُ لَهُ بِكُلّ قَدَمٍ ثَوَابَ شَهِيدٍ مِن شُهَدَاءِ بَدرٍ وَ طَالِبُ العِلمِ حَبِيبُ اللّهِ وَ مَن أَحَبّ العِلمَ وَجَبَت لَهُ الجَنّةُ وَ يُصبِحُ وَ يمُسيِ‌ فِي رِضَا اللّهِ وَ لَا يَخرُجُ مِنَ الدّنيَا حَتّي يَشرَبَ مِنَ الكَوثَرِ وَ يَأكُلَ مِن ثَمَرَةِ الجَنّةِ وَ يَكُونُ فِي الجَنّةِ رَفِيقَ خَضِرٍ ع وَ هَذَا كُلّهُ تَحتَ هَذِهِ الآيَةِيَرفَعِ اللّهُ الّذِينَ آمَنُوا مِنكُم وَ الّذِينَ أُوتُوا العِلمَ دَرَجاتٍ

بيان المراد بثواب النبي إما ثواب عمل من أعماله أوثوابه الاستحقاقي‌ فإنه قليل بالنظر إلي مايتفضل الله تعالي عليه من الثواب وكذا الشهيد


صفحه : 179

61-ضه ،[روضة الواعظين ] قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع قِوَامُ الدّينِ بِأَربَعَةٍ بِعَالِمٍ نَاطِقٍ مُستَعمِلٍ لَهُ وَ بغِنَيِ‌ّ لَا يَبخَلُ بِفَضلِهِ عَلَي أَهلِ دِينِ اللّهِ وَ بِفَقِيرٍ لَا يَبِيعُ آخِرَتَهُ بِدُنيَاهُ وَ بِجَاهِلٍ لَا يَتَكَبّرُ عَن طَلَبِ العِلمِ فَإِذَا اكتَتَمَ العَالِمُ عِلمَهُ وَ بَخِلَ الغنَيِ‌ّ وَ بَاعَ الفَقِيرُ آخِرَتَهُ بِدُنيَاهُ وَ استَكبَرَ الجَاهِلُ عَن طَلَبِ العِلمِ رَجَعَتِ الدّنيَا عَلَي تُرَاثِهَا قَهقَرَي وَ لَا تَغُرّنّكُم كَثرَةُ المَسَاجِدِ وَ أَجسَادُ قَومٍ مُختَلِفَةٍ قِيلَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ كَيفَ العَيشُ فِي ذَلِكَ الزّمَانِ فَقَالَ خَالِطُوهُم بِالبَرّانِيّةِ يعَنيِ‌ فِي الظّاهِرِ وَ خَالِفُوهُم فِي البَاطِنِ لِلمَرءِ مَا اكتَسَبَ وَ هُوَ مَعَ مَن أَحَبّ وَ انتَظِرُوا مَعَ ذَلِكَ الفَرَجَ مِنَ اللّهِ تَعَالَي

بيان رجعت الدنيا علي تراثها كذا فيما عندنا من النسخ ولعل المراد رجعت مع ماأورثه الناس من الأموال والنعم أي يسلب عن الناس نعمهم عقوبة علي هذه الخصال والأصوب علي ورائها كماسيأتي‌ و قال في النهاية في حديث سلمان من أصلح جوانيه أصلح الله برانيه أراد بالبراني‌ العلانية والألف والنون من زيادات النسب كماقالوا في صنعاء صنعاني‌ وأصله من قولهم خرج فلان برا أي خرج إلي البر والصحراء قوله ع للمرء مااكتسب بيان لأنه لايضركم الكون معهم فإن لكم أعمالكم وأنتم تحشرون في الآخرة مع الأئمة الذين تحبونهم

62-ضه ،[روضة الواعظين ] قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلَيهِ السّلَامُ الشّاخِصُ فِي طَلَبِ العِلمِ كَالمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللّهِ إِنّ طَلَبَ العِلمِ فَرِيضَةٌ عَلَي كُلّ مُسلِمٍ وَ كَم مِن مُؤمِنٍ يَخرُجُ مِن مَنزِلِهِ فِي طَلَبِ العِلمِ فَلَا يَرجِعُ إِلّا مَغفُوراً

63- وَ قَالَ ع لَا عِلمَ كَالتّفَكّرِ وَ لَا شَرَفَ كَالعِلمِ

بيان المراد بالشخوص الخروج من البلد أوالأعم منه و من الخروج من البيت و قوله ع لاعلم كالتفكر أي كالعلم الحاصل بالتفكر أوالمراد بالعلم مايوجبه مجازا


صفحه : 180

64-ضه ،[روضة الواعظين ] قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يَا مُؤمِنُ إِنّ هَذَا العِلمَ وَ الأَدَبَ ثَمَنُ نَفسِكَ فَاجتَهِد فِي تَعَلّمِهِمَا فَمَا يَزِيدُ مِن عِلمِكَ وَ أَدَبِكَ يَزِيدُ فِي ثَمَنِكَ وَ قَدرِكَ فَإِنّ بِالعِلمِ تهَتدَيِ‌ إِلَي رَبّكَ وَ بِالأَدَبِ تُحسِنُ خِدمَةَ رَبّكَ وَ بِأَدَبِ الخِدمَةِ يَستَوجِبُ العَبدُ وَلَايَتَهُ وَ قُربَهُ فَاقبَلِ النّصِيحَةَ كيَ‌ تَنجُوَ مِنَ العَذَابِ

65-ضه ،[روضة الواعظين ] قَالَ النّبِيّص اطلُبُوا العِلمَ وَ لَو بِالصّينِ فَإِنّ طَلَبَ العِلمِ فَرِيضَةٌ عَلَي كُلّ مُسلِمٍ

66- وَ قَالَ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ مَن تَعَلّمَ مَسأَلَةً وَاحِدَةً قَلّدَهُ اللّهُ يَومَ القِيَامَةِ أَلفَ قَلَائِدَ مِنَ النّورِ وَ غَفَرَ لَهُ أَلفَ ذَنبٍ وَ بَنَي لَهُ مَدِينَةً مِن ذَهَبٍ وَ كَتَبَ لَهُ بِكُلّ شَعرَةٍ عَلَي جَسَدِهِ حَجّةً

67-ضه ،[روضة الواعظين ] قَالَ النّبِيّص مَن تَعَلّمَ بَاباً مِنَ العِلمِ عَمِلَ بِهِ أَو لَم يَعمَل كَانَ أَفضَلَ مِن أَن يصُلَيّ‌َ أَلفَ رَكعَةٍ تَطَوّعاً

68- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] قَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ إِنّ العَبدَ إِذَا خَرَجَ فِي طَلَبِ العِلمِ نَادَاهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مِن فَوقِ العَرشِ مَرحَباً بِكَ يَا عبَديِ‌ أَ تدَريِ‌ أَيّ مَنزِلَةٍ تَطلُبُ وَ أَيّ دَرَجَةٍ تَرُومُ تضُاَهيِ‌ ملَاَئكِتَيِ‌ المُقَرّبِينَ لِتَكُونَ لَهُم قَرِيناً لَأُبَلّغَنّكَ مُرَادَكَ وَ لَأُوصِلَنّكَ بِحَاجَتِكَ فَقِيلَ لعِلَيِ‌ّ بنِ الحُسَينِ ع مَا مَعنَي مُضَاهَاةِ مَلَائِكَةِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ المُقَرّبِينَ لِيَكُونَ لَهُم قَرِيناً قَالَ أَ مَا سَمِعتَ قَولَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّشَهِدَ اللّهُ أَنّهُ لا إِلهَ إِلّا هُوَ وَ المَلائِكَةُ وَ أُولُوا العِلمِ قائِماً بِالقِسطِ لا إِلهَ إِلّا هُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُفَبَدَأَ بِنَفسِهِ وَ ثَنّي بِمَلَائِكَتِهِ وَ ثَلّثَ بأِوُليِ‌ العِلمِ الّذِينَ هُم قُرَنَاءُ مَلَائِكَتِهِ وَ سَيّدُهُم مُحَمّدٌص وَ ثَانِيهِم عَلِيّ ع وَ ثَالِثُهُم أَهلُهُ وَ أَحَقّهُم بِمَرتَبَتِهِ بَعدَهُ قَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ثُمّ أَنتُم مَعَاشِرَ الشّيعَةِ العُلَمَاءُ بِعِلمِنَا تأولون [تَالُونَ لَنَا]مَقرُونُونَ بِنَا وَ بِمَلَائِكَةِ اللّهِ المُقَرّبِينَ


صفحه : 181

شُهَدَاءُ لِلّهِ بِتَوحِيدِهِ وَ عَدلِهِ وَ كَرَمِهِ وَ جُودِهِ قَاطِعُونَ لِمَعَاذِيرِ المُعَانِدِينَ مِن إِمَائِهِ وَ عَبِيدِهِ فَنِعمَ الرأّي‌ُ لِأَنفُسِكُم رَأَيتُم وَ نِعمَ الحَظّ الجَزِيلُ اختَرتُم وَ بِأَشرَفِ السّعَادَةِ سَعِدتُم حِينَ بِمُحَمّدٍ وَ آلِهِ الطّيّبِينَ ع قُرِنتُم وَ عُدُولُ اللّهِ فِي أَرضِهِ شَاهِرِينَ بِتَوحِيدِهِ وَ تَمجِيدِهِ جُعِلتُم وَ هَنِيئاً لَكُم إِنّ مُحَمّداً لَسَيّدُ الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ وَ إِنّ أَصحَابَ مُحَمّدٍ المُوَالِينَ أَولِيَاءَ مُحَمّدٍ وَ عَلِيّ صَلّي اللّهُ عَلَيهِمَا وَ المُتَبَرّءِينَ مِن أَعدَائِهِمَا أَفضَلُ أُمَمِ المُرسَلِينَ وَ إِنّ اللّهَ لَا يَقبَلُ مِن أَحَدٍ عَمَلًا إِلّا بِهَذَا الِاعتِقَادِ وَ لَا يَغفِرُ لَهُ ذَنباً وَ لَا يَقبَلُ لَهُ حَسَنَةً وَ لَا يَرفَعُ لَهُ دَرَجَةً إِلّا بِهِ

69-ختص ،[الإختصاص ] أَبُو حَمزَةَ الثمّاَليِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ وَ اللّهِ مَا بَرَأَ اللّهُ مِن بَرِيّةٍ أَفضَلَ مِن مُحَمّدٍ وَ منِيّ‌ وَ أَهلِ بيَتيِ‌ وَ إِنّ المَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجنِحَتَهَا لِطَلَبَةِ العِلمِ مِن شِيعَتِنَا

70-ختص ،[الإختصاص ] قَالَ البَاقِرُ ع الرّوحُ عِمَادُ الدّينِ وَ العِلمُ عِمَادُ الرّوحِ وَ البَيَانُ عِمَادُ العِلمِ

71- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ العلَوَيِ‌ّ عَنِ ابنِ نَهِيكٍ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن حَمزَةَ بنِ حُمرَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص طَالِبُ العِلمِ بَينَ الجُهّالِ كاَلحيَ‌ّ بَينَ الأَموَاتِ

72- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن عَلِيّ بنِ جَعفَرِ بنِ مُسَافِرٍ الهذُلَيِ‌ّ عَن


صفحه : 182

أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ يَعلَي عَن أَبِي نُعَيمٍ عُمَرَ بنِ صَبِيحٍ عَن مُقَاتِلِ بنِ حَيّانَ عَنِ الضّحّاكِ بنِ مُزَاحِمٍ عَنِ النّزّالِ بنِ سَبرَةَ عَن عَلِيّ ع وَ عَبدِ اللّهِ بنِ مَسعُودٍ عَن رَسُولِ اللّهِص قَالَ مَن خَرَجَ يَطلُبُ بَاباً مِن عِلمٍ لِيَرُدّ بِهِ بَاطِلًا إِلَي حَقّ أَو ضَلَالَةً إِلَي هُدًي كَانَ عَمَلُهُ ذَلِكَ كَعِبَادَةِ مُتَعَبّدٍ أَربَعِينَ عَاماً

73- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] الحُسَينُ بنُ اِبرَاهِيمَ القزَويِنيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ وَهبَانَ عَن عَلِيّ بنِ حُبَيشٍ عَنِ العَبّاسِ بنِ مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن أَبِيهِ عَن صَفوَانَ عَنِ الحُسَينِ بنِ أَبِي غُندَرٍ عَنِ ابنِ أَبِي يَعفُورٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَمَالُ المُؤمِنِ فِي ثَلَاثِ خِصَالٍ تَفَقّهٍ فِي دِينِهِ وَ الصّبرِ عَلَي النّائِبَةِ وَ التّقدِيرِ فِي المَعِيشَةِ

74- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن رَجَاءِ بنِ يَحيَي عَن حَمدَانَ عَن هَارُونَ بنِ مُسلِمٍ عَن مَسعَدَةَ بنِ زِيَادٍ عَنِ الصّادِقِ عَن أَبِيهِ ع قَالَ قَالَ أَبُو ذَرّ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ فِي خُطبَتِهِ يَا مبُتغَيِ‌َ العِلمِ لَا تَشغَلكَ الدّنيَا وَ لَا أَهلٌ وَ لَا مَالٌ عَن نَفسِكَ أَنتَ يَومَ تُفَارِقُهُم كَضَيفٍ بِتّ فِيهِم ثُمّ غَدَوتَ عَنهُم إِلَي غَيرِهِم الدّنيَا وَ الآخِرَةُ كَمَنزِلٍ تَحَوّلتَ مِنهُ إِلَي غَيرِهِ وَ مَا بَينَ البَعثِ وَ المَوتِ إِلّا كَنَومَةٍ نِمتَهَا ثُمّ استَيقَظتَ عَنهَا يَا جَاهِلُ تَعَلّمِ العِلمَ فَإِنّ قَلباً لَيسَ فِيهِ شَيءٌ مِنَ العِلمِ كَالبَيتِ الخَرَابِ ألّذِي لَا عَامِرَ لَهُ

75-نَقلٌ[نُقِلَ] مِن خَطّ الوَزِيرِ مُحَمّدِ بنِ العلَقمَيِ‌ّ قَالَ أَملَاهُ عَلَيّ الشّيخُ الصنّعاَنيِ‌ّ أَبقَاهُ اللّهُ تَعَالَي فِي ثَالِثِ صَفَرٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَ أَربَعِينَ وَ سِتّمِائَةٍ قَالَ قَالَ النّبِيّص مَنهُومَانِ لَا يَشبَعَانِ طَالِبُ عِلمٍ وَ طَالِبُ دُنيَا فَأَمّا طَالِبُ العِلمِ فَيَزدَادُ رِضَا الرّحمَنِ وَ أَمّا طَالِبُ الدّنيَا فَيَتَمَادَي فِي الطّغيَانِ

76-نهج ،[نهج البلاغة] العِلمُ وِرَاثَةٌ كَرِيمَةٌ وَ الفِكرُ مِرآةٌ صَافِيَةٌ

77- وَ قَالَ ع قِيمَةُ كُلّ امر‌ِئٍ مَا يُحسِنُ

قال السيد رضي‌ الله عنه و هذه الكلمة التي‌ لاتصاب لها قيمة و لاتوزن بهاحكمة و لاتقرن إليها كلمة

78- وَ قَالَ ع إِنّ هَذِهِ القُلُوبَ تَمَلّ كَمَا تَمَلّ الأَبدَانُ فَابتَغُوا لَهَا طَرَائِفَ الحِكمَةِ


صفحه : 183

79- وَ قَالَ ع إِنّ أَولَي النّاسِ بِالأَنبِيَاءِ أَعلَمُهُم بِمَا جَاءُوا بِهِ ثُمّ تَلَا ع إِنّ أَولَي النّاسِ بِإِبراهِيمَ لَلّذِينَ اتّبَعُوهُ وَ هذَا النّبِيّ وَ الّذِينَ آمَنُوا

بيان في بعض النسخ أعملهم و هوأظهر

80-نهج ،[نهج البلاغة] سُئِلَ ع عَنِ الخَيرِ مَا هُوَ فَقَالَ لَيسَ الخَيرَ أَن يَكثُرَ مَالُكَ وَ وَلَدُكَ وَ لَكِنّ الخَيرَ أَن يَكثُرَ عِلمُكَ وَ يَعظُمَ حِلمُكَ الخَبَرَ

81- وَ قَالَ ع لَا شَرَفَ كَالعِلمِ وَ لَا عِلمَ كَالتّفَكّرِ

82- وَ قَالَ ع كُلّ وِعَاءٍ يَضِيقُ بِمَا جُعِلَ فِيهِ إِلّا وِعَاءَ العِلمِ فَإِنّهُ يَتّسِعُ

83- وَ قَالَ مَنهُومَانِ لَا يَشبَعَانِ طَالِبُ العِلمِ وَ طَالِبُ دُنيَا

84-كَنزُ الكرَاَجكُيِ‌ّ، قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع النّاسُ أَبنَاءُ مَا يُحسِنُونَ

85- وَ قَالَ عَلَيهِ السّلَامُ الجَاهِلُ صَغِيرٌ وَ إِن كَانَ شَيخاً وَ العَالِمُ كَبِيرٌ وَ إِن كَانَ حَدَثاً

86- وَ قَالَ ع مَن عُرِفَ بِالحِكمَةِ لَحَظَتهُ العُيُونُ بِالوَقَارِ

87- وَ قَالَ ع المَوَدّةُ أَشبَكُ الأَنسَابِ وَ العِلمُ أَشرَفُ الأَحسَابِ

88- وَ قَالَ ع لَا كَنزَ أَنفَعُ مِنَ العِلمِ وَ لَا قَرِينَ سَوءٍ شَرّ مِنَ الجَهلِ

89- وَ قَالَ ع عَلَيكُم بِطَلَبِ العِلمِ فَإِنّ طَلَبَهُ فَرِيضَةٌ وَ هُوَ صِلَةٌ بَينَ الإِخوَانِ وَ دَالّ عَلَي المُرُوءَةِ وَ تُحفَةٌ فِي المَجَالِسِ وَ صَاحِبٌ فِي السّفَرِ وَ أُنسٌ فِي الغُربَةِ

90- وَ قَالَ ع الشّرِيفُ مَن شَرّفَهُ عِلمُهُ

91- وَ قَالَ ع مَن عَرَفَ الحِكمَةَ لَم يَصبِر مِنَ الِازدِيَادِ مِنهَا

92- وَ قَالَ الصّادِقُ ع المُلُوكُ حُكّامٌ عَلَي النّاسِ وَ العُلَمَاءُ حُكّامٌ عَلَي المُلُوكِ

93- وَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع الكَلِمَةُ مِنَ الحِكمَةِ يَسمَعُهَا الرّجُلُ فَيَقُولُ أَو يَعمَلُ بِهَا خَيرٌ مِن عِبَادَةِ سَنَةٍ

94-مُنيَةُ المُرِيدِ، قَالَ النّبِيّص مَن طَلَبَ عِلماً فَأَدرَكَهُ كَتَبَ اللّهُ لَهُ كِفلَينِ


صفحه : 184

مِنَ الأَجرِ وَ مَن طَلَبَ عِلماً فَلَم يُدرِكهُ كَتَبَ اللّهُ لَهُ كِفلًا مِنَ الأَجرِ

95- وَ قَالَص مَن أَحَبّ أَن يَنظُرَ إِلَي عُتَقَاءِ اللّهِ مِنَ النّارِ فَليَنظُر إِلَي المُتَعَلّمِينَ فَوَ ألّذِي نفَسيِ‌ بِيَدِهِ مَا مِن مُتَعَلّمٍ يَختَلِفُ إِلَي بَابِ العَالِمِ إِلّا كَتَبَ اللّهُ لَهُ بِكُلّ قَدَمٍ عِبَادَةَ سَنَةٍ وَ بَنَي اللّهُ بِكُلّ قَدَمٍ مَدِينَةً فِي الجَنّةِ وَ يمَشيِ‌ عَلَي الأَرضِ وَ هيِ‌َ تَستَغفِرُ لَهُ وَ يمُسيِ‌ وَ يُصبِحُ مَغفُوراً لَهُ وَ شَهِدَتِ المَلَائِكَةُ أَنّهُم عُتَقَاءُ اللّهِ مِنَ النّارِ

96- وَ قَالَص مَن طَلَبَ العِلمَ فَهُوَ كَالصّائِمِ نَهَارَهُ القَائِمِ لَيلَهُ وَ إِنّ بَاباً مِنَ العِلمِ يَتَعَلّمُهُ الرّجُلُ خَيرٌ لَهُ مِن أَن يَكُونَ لَهُ أَبُو قُبَيسٍ ذَهَباً فَأَنفَقَهُ فِي سَبِيلِ اللّهِ

97- وَ قَالَص مَن جَاءَهُ المَوتُ وَ هُوَ يَطلُبُ العِلمَ ليِحُييِ‌َ بِهِ الإِسلَامَ كَانَ بَينَهُ وَ بَينَ الأَنبِيَاءِ دَرَجَةٌ وَاحِدَةٌ فِي الجَنّةِ

98- وَ قَالَ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ لَأَن يهَديِ‌َ اللّهُ بِكَ رَجُلًا وَاحِداً خَيرٌ مِن أَن يَكُونَ لَكَ حُمرَ النّعَمِ

99- وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي خَيرٌ لَكَ مِنَ الدّنيَا وَ مَا فِيهَا

100- وَ قَالَص إِنّ مَثَلَ مَا بعَثَنَيِ‌ اللّهُ بِهِ مِنَ الهُدَي وَ العِلمِ كَمَثَلِ غَيثٍ أَصَابَ أَرضاً وَ كَانَ مِنهَا طَائِفَةٌ طَيّبَةٌ فَقَبِلَتِ المَاءَ فَأَنبَتَتِ الكَلَأَ وَ العُشبَ الكَثِيرَ وَ كَانَ مِنهَا أَجَادِبُ أَمسَكَتِ المَاءَ فَنَفَعَ اللّهُ بِهَا النّاسَ وَ شَرِبُوا مِنهَا وَ سَقَوا وَ زَرَعُوا وَ أَصَابَ طَائِفَةٌ مِنهَا أُخرَي إِنّمَا هيِ‌َ قِيعَانٌ لَا تُمسِكُ مَاءً وَ لَا تُنبِتُ كَلَأً فَذَلِكَ مَثَلُ مَن فَقُهَ فِي دِينِ اللّهِ وَ تَفَقّهَ مَا بعَثَنَيِ‌ اللّهُ بِهِ فَعَلِمَ وَ عَلّمَ وَ مَثَلُ مَن لَم يَرفَع بِذَلِكَ رَأساً وَ لَم يَقبَل هُدَي اللّهِ ألّذِي أُرسِلتُ بِهِ

101- وَ قَالَص مَن غَدَا فِي طَلَبِ العِلمِ أَظَلّت عَلَيهِ المَلَائِكَةُ وَ بُورِكَ لَهُ فِي مَعِيشَتِهِ وَ لَم يَنقُص مِن رِزقِهِ


صفحه : 185

102- وَ قَالَص نَومٌ مَعَ عِلمٍ خَيرٌ مِن صَلَاةٍ مَعَ جَهلٍ

103- وَ قَالَص أَيّمَا نَاشٍ نَشَأَ فِي العِلمِ وَ العِبَادَةِ حَتّي يَكبَرَ أَعطَاهُ اللّهُ يَومَ القِيَامَةِ ثَوَابَ اثنَينِ وَ سَبعِينَ صِدّيقاً

104- وَ قَالَص قَلِيلٌ مِنَ العِلمِ خَيرٌ مِن كَثِيرِ العِبَادَةِ

105- وَ قَالَص مَن غَدَا إِلَي المَسجِدِ لَا يُرِيدُ إِلّا لِيَتَعَلّمَ خَيراً أَو لِيُعَلّمَهُ كَانَ لَهُ أَجرُ مُعتَمِرٍ تَامّ العُمرَةِ وَ مَن رَاحَ إِلَي المَسجِدِ لَا يُرِيدُ إِلّا لِيَتَعَلّمَ خَيراً أَو لِيُعَلّمَهُ فَلَهُ أَجرُ حَاجّ تَامّ الحِجّةِ

106- وَ عَن صَفوَانَ بنِ غَسّانَ قَالَ أَتَيتُ النّبِيّص وَ هُوَ فِي المَسجِدِ مُتّكِئٌ عَلَي بُردٍ لَهُ أَحمَرَ فَقُلتُ لَهُ يَا رَسُولَ اللّهِ إنِيّ‌ جِئتُ أَطلُبُ العِلمَ فَقَالَ مَرحَباً بِطَالِبِ العِلمِ إِنّ طَالِبَ العِلمِ لَتَحُفّهُ المَلَائِكَةُ بِأَجنِحَتِهَا ثُمّ يَركَبُ بَعضُهَا بَعضاً حَتّي يَبلُغُوا سَمَاءَ الدّنيَا مِن مَحَبّتِهِم لِمَا يُطلَبُ

107- وَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع كَفَي بِالعِلمِ شَرَفاً أَن يَدّعِيَهُ مَن لَا يُحسِنُهُ وَ يَفرَحَ إِذَا نُسِبَ إِلَيهِ وَ كَفَي بِالجَهلِ ذَمّاً يَبرَأُ مِنهُ مَن هُوَ فِيهِ

108- وَ عَنهُ ع أَيضاً العِلمُ أَفضَلُ مِنَ المَالِ بِسَبعَةٍ الأَوّلُ أَنّهُ مِيرَاثُ الأَنبِيَاءِ وَ المَالَ مِيرَاثُ الفَرَاعِنَةِ الثاّنيِ‌ العِلمُ لَا يَنقُصُ بِالنّفَقَةِ وَ المَالُ يَنقُصُ بِهَا الثّالِثُ يَحتَاجُ المَالُ إِلَي الحَافِظِ وَ العِلمُ يَحفَظُ صَاحِبَهُ الرّابِعُ العِلمُ يَدخُلُ فِي الكَفَنِ وَ يَبقَي المَالُ الخَامِسُ المَالُ يَحصُلُ لِلمُؤمِنِ وَ الكَافِرِ وَ العِلمُ لَا يَحصُلُ إِلّا لِلمُؤمِنِ خَاصّةً السّادِسُ جَمِيعُ النّاسِ يَحتَاجُونَ إِلَي صَاحِبِ العِلمِ فِي أَمرِ دِينِهِم وَ لَا يَحتَاجُونَ إِلَي صَاحِبِ المَالِ السّابِعُ العِلمُ يقُوَيّ‌ الرّجُلَ عَلَي المُرُورِ عَلَي الصّرَاطِ وَ المَالُ يَمنَعُهُ

109- وَ عَن زَينِ العَابِدِينَ ع لَو يَعلَمُ النّاسُ مَا فِي طَلَبِ العِلمِ لَطَلَبُوهُ وَ لَو بِسَفكِ المُهَجِ وَ خَوضِ اللّجَجِ إِنّ اللّهَ تَعَالَي أَوحَي إِلَي دَانِيَالَ أَنّ أَمقَتَ عبَيِديِ‌ إلِيَ‌ّ الجَاهِلُ المُستَخِفّ بِحَقّ أَهلِ العِلمِ التّارِكُ لِلِاقتِدَاءِ بِهِم وَ أَنّ أَحَبّ عبِاَديِ‌ عنِديِ‌


صفحه : 186

التقّيِ‌ّ الطّالِبُ لِلثّوَابِ الجَزِيلِ اللّازِمُ لِلعُلَمَاءِ التّابِعُ لِلحُكَمَاءِ[لِلحُلَمَاءِ]القَابِلُ عَنِ الحُكَمَاءِ

110- وَ فِي الإِنجِيلِ فِي السّورَةِ السّابِعَةَ عَشَرَ مِنهُ وَيلٌ لِمَن سَمِعَ بِالعِلمِ وَ لَم يَطلُبهُ كَيفَ يُحشَرُ مَعَ الجُهّالِ إِلَي النّارِ اطلُبُوا العِلمَ وَ تَعَلّمُوهُ فَإِنّ العِلمَ إِن لَم يُسعِدكُم لَم يُشقِكُم وَ إِن لَم يَرفَعكُم لَم يَضَعكُم وَ إِن لَم يُغنِكُم لَم يُفقِركُم وَ إِن لَم يَنفَعكُم لَم يَضُرّكُم وَ لَا تَقُولُوا نَخَافُ أَن نَعلَمَ فَلَا نَعمَلَ وَ لَكِن قُولُوا نَرجُو أَن نَعلَمَ وَ نَعمَلَ وَ العِلمُ يَشفَعُ لِصَاحِبِهِ وَ حَقّ عَلَي اللّهِ أَن لَا يُخزِيَهُ إِنّ اللّهَ يَقُولُ يَومَ القِيَامَةِ يَا مَعشَرَ العُلَمَاءِ مَا ظَنّكُم بِرَبّكُم فَيَقُولُونَ ظَنّنَا أَن تَرحَمَنَا وَ تَغفِرَ لَنَا فَيَقُولُ تَعَالَي فإَنِيّ‌ قَد فَعَلتُ إنِيّ‌ استَودَعتُكُم حكِمتَيِ‌ لَا لِشَرّ أَرَدتُهُ بِكُم بَل لِخَيرٍ أَرَدتُهُ بِكُم فَادخُلُوا فِي صَالِحِ عبِاَديِ‌ إِلَي جنَتّيِ‌ وَ رحَمتَيِ‌

111- وَ عَن أَبِي ذَرّ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ قَالَ بَابٌ مِنَ العِلمِ تَتَعَلّمُهُ أَحَبّ إِلَينَا مِن أَلفِ رَكعَةٍ تَطَوّعاً وَ قَالَ سَمِعنَا رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ إِذَا جَاءَ المَوتُ طَالِبَ العِلمِ وَ هُوَ عَلَي هَذِهِ الحَالِ مَاتَ شَهِيداً

112- كِتَابُ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ شُرَيحٍ عَن حُمَيدِ بنِ شُعَيبٍ عَن جَابِرٍ الجعُفيِ‌ّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِنّ عَلِيّاً ع كَانَ يَقُولُ اقتَرِبُوا اقتَرِبُوا وَ اسأَلُوا فَإِنّ العِلمَ يُقبَضُ قَبضاً وَ يَضرِبُ بِيَدِهِ عَلَي بَطنِهِ وَ يَقُولُ أَمَا وَ اللّهِ مَا هُوَ مَملُوّ شَحماً وَ لَكِنّهُ مَملُوّ عِلماً وَ اللّهِ مَا مِن آيَةٍ نَزَلَت فِي رَجُلٍ مِن قُرَيشٍ وَ لَا فِي الأَرضِ فِي بَرّ وَ لَا بَحرٍ وَ لَا سَهلٍ وَ لَا جَبَلٍ إِلّا أَنَا أَعلَمُ فِيمَن نَزَلَت وَ فِي أَيّ يَومٍ وَ فِي أَيّ سَاعَةٍ نَزَلَت

باب 2-أصناف الناس في العلم وفضل حب العلماء

1-ل ،[الخصال ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ الوَشّاءِ عَن أَحمَدَ بنِ


صفحه : 187

عَائِذٍ عَن أَبِي خَدِيجَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ النّاسُ يَغدُونَ عَلَي ثَلَاثَةٍ عَالِمٍ وَ مُتَعَلّمٍ وَ غُثَاءٍ فَنَحنُ العُلَمَاءُ وَ شِيعَتُنَا المُتَعَلّمُونَ وَ سَائِرُ النّاسِ غُثَاءٌ

ير،[بصائر الدرجات ] ابن عيسي مثله ير،[بصائر الدرجات ] محمد بن عبدالحميد عن ابن عميرة عن أبي سلمة عن أبي عبد الله

مثله ير،[بصائر الدرجات ] محمد بن الحسين عن عبدالرحمن بن أبي هاشم عن أبي خديجةمثله ير،[بصائر الدرجات ] ابن هاشم عن يحيي بن أبي عمران عن يونس عن جميل عن أبي عبد الله ع قال يغدو الناس علي ثلاثة صنوف وذكر مثله بيان قال الجوهري‌ الغثاء بالضم والمد مايحمله السيل من القماش وكذا الغثاء بالتشديد

2-ل ،[الخصال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن صَفوَانَ عَنِ الخَزّازِ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ وَ غَيرِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص اغدُ عَالِماً أَو مُتَعَلّماً أَو أَحِبّ العُلَمَاءَ وَ لَا تَكُن رَابِعاً فَتَهلِكَ بِبُغضِهِم

3-ل ،[الخصال ]مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ مُحَمّدِ بنِ أَبِي القَاسِمِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ رَفَعَهُ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ النّاسُ اثنَانِ عَالِمٌ وَ مُتَعَلّمٌ وَ سَائِرُ النّاسِ هَمَجٌ وَ الهَمَجُ فِي النّارِ

بيان الهمج بالتحريك جمع همجة وهي‌ ذباب صغير كالبعوض يسقط علي وجوه الغنم والحمير وأعينها كذا ذكره الجوهري‌

4-ل ،[الخصال ] حَدّثَنَا أَبُو الحَسَنِ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ بنِ الشّاهِ قَالَ حَدّثَنَا أَبُو إِسحَاقَ الخَوَاصّ قَالَ حَدّثَنَا مُحَمّدُ بنُ يُونُسَ الكرَيِميِ‌ّ عَن سُفيَانَ بنِ وَكِيعٍ عَن أَبِيهِ عَن سُفيَانَ الثوّريِ‌ّ عَن مَنصُورٍ عَن مُجَاهِدٍ عَن كُمَيلِ بنِ زِيَادٍ قَالَخَرَجَ إلِيَ‌ّ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع فَأَخَذَ بيِدَيِ‌ وَ أخَرجَنَيِ‌ إِلَي الجَبّانِ وَ جَلَسَ وَ جَلَستُ ثُمّ رَفَعَ رَأسَهُ إلِيَ‌ّ فَقَالَ يَا


صفحه : 188

كُمَيلُ احفَظ عنَيّ‌ مَا أَقُولُ لَكَ النّاسُ ثَلَاثَةٌ عَالِمٌ ربَاّنيِ‌ّ وَ مُتَعَلّمٌ عَلَي سَبِيلِ نَجَاةٍ وَ هَمَجٌ رَعَاعٌ أَتبَاعُ كُلّ نَاعِقٍ يَمِيلُونَ مَعَ كُلّ رِيحٍ لَم يَستَضِيئُوا بِنُورِ العِلمِ وَ لَم يَلجَئُوا إِلَي رُكنٍ وَثِيقٍ يَا كُمَيلُ العِلمُ خَيرٌ مِنَ المَالِ العِلمُ يَحرُسُكَ وَ أَنتَ تَحرُسُ المَالَ وَ المَالُ تَنقُصُهُ النّفَقَةُ وَ العِلمُ يَزكُو عَلَي الإِنفَاقِ يَا كُمَيلُ مَحَبّةُ العَالِمِ دِينٌ يُدَانُ بِهِ يَكسِبُهُ[يُكسِبُهُ]الطّاعَةَ فِي حَيَاتِهِ وَ جَمِيلَ الأُحدُوثَةِ بَعدَ وَفَاتِهِ فَمَنفَعَةُ المَالِ تَزُولُ بِزَوَالِهِ يَا كُمَيلُ مَاتَ خُزّانُ الأَموَالِ وَ هُم أَحيَاءٌ وَ العُلَمَاءُ بَاقُونَ مَا بقَيِ‌َ الدّهرُ أَعيَانُهُم مَفقُودَةٌ وَ أَمثَالُهُم فِي القُلُوبِ مَوجُودَةٌ هَاه إِنّ هَاهُنَا وَ أَشَارَ بِيَدِهِ إِلَي صَدرِهِ لَعِلماً لَو أَصَبتُ لَهُ حَمَلَةً بَلَي أَصَبتُ لَهُ لَقِناً غَيرَ مَأمُونٍ يَستَعمِلُ آلَةَ الدّينِ فِي طَلَبِ الدّنيَا وَ يَستَظهِرُ بِحُجَجِ اللّهِ عَلَي خَلقِهِ وَ بِنِعَمِهِ عَلَي عِبَادِهِ لِيَتّخِذَهُ الضّعَفَاءُ وَلِيجَةً مِن دُونِ ولَيِ‌ّ الحَقّ أَو مُنقَاداً لِحَمَلَةِ العِلمِ لَا بَصِيرَةَ لَهُ فِي أَحنَائِهِ يَقدَحُ الشّكّ فِي قَلبِهِ بِأَوّلِ عَارِضٍ مِن شُبهَةٍ أَلَا لَا ذَا وَ لَا ذَاكَ فَمَنهُومٌ بِاللّذّاتِ سَلِسَ القِيَادِ لِلشّهَوَاتِ أَو مُغرًي بِالجَمعِ وَ الِادّخَارِ لَيسَا مِن رُعَاةِ الدّينِ أَقرَبُ شَبَهاً بِهِمَا الأَنعَامُ السّائِمَةُ كَذَلِكَ يَمُوتُ العِلمُ بِمَوتِ حَامِلِيهِ أللّهُمّ بَلَي لَا تَخلُو الأَرضُ مِن قَائِمٍ بِحُجّةٍ ظَاهِرٍ أَو خاَفيِ‌[خَائِفٍ]مَغمُورٍ لِئَلّا تَبطُلَ حُجَجُ اللّهِ وَ بَيّنَاتُهُ وَ كَم ذَا وَ أَينَ أُولَئِكَ الأَقَلّونَ عَدَداً الأَعظَمُونَ خَطَراً بِهِم يَحفَظُ اللّهُ حُجَجَهُ حَتّي يُودِعُوهَا نُظَرَاءَهُم وَ يَزرَعُوهَا فِي قُلُوبِ أَشبَاهِهِم هَجَمَ بِهِمُ العِلمُ عَلَي حَقَائِقِ الأُمُورِ فَبَاشَرُوا رُوحَ اليَقِينِ وَ استَلَانُوا مَا استَوعَرَهُ المُترَفُونَ وَ أَنِسُوا بِمَا استَوحَشَ مِنهُ الجَاهِلُونَ صَحِبُوا الدّنيَا بِأَبدَانٍ أَروَاحُهَا مُعَلّقَةٌ بِالمَحَلّ الأَعلَي يَا كُمَيلُ أُولَئِكَ خُلَفَاءُ اللّهِ وَ الدّعَاةُ إِلَي دِينِهِ هاَي‌ هاَي‌ شَوقاً إِلَي رُؤيَتِهِم وَ أَستَغفِرُ اللّهَ لِي وَ لَكُم

5-ف ،[تحف العقول ] إِنّ هَذِهِ القُلُوبَ أَوعِيَةٌ فَخَيرُهَا أَوعَاهَا احفَظ عنَيّ‌ مَا أَقُولُ إِلَي آخِرِ الخَبَرِ


صفحه : 189

6- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَنِ الصّدُوقِ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي القَاسِمِ مَاجِيلَوَيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الصيّرفَيِ‌ّ عَن نَصرِ بنِ مُزَاحِمٍ عَن عُمَرَ بنِ سَعدٍ عَن فُضَيلِ بنِ خَدِيجٍ عَن كُمَيلِ بنِ زِيَادٍ النخّعَيِ‌ّ قَالَ كُنتُ مَعَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فِي مَسجِدِ الكُوفَةِ وَ قَد صَلّينَا العِشَاءَ الآخِرَةَ فَأَخَذَ بيِدَيِ‌ حَتّي خَرَجنَا مِنَ المَسجِدِ فَمَشَي حَتّي خَرَجَ إِلَي ظَهرِ الكُوفَةِ لَا يكُلَمّنُيِ‌ بِكَلِمَةٍ فَلَمّا أَصحَرَ تَنَفّسَ ثُمّ قَالَ يَا كُمَيلُ إِنّ هَذِهِ القُلُوبَ أَوعِيَةٌ فَخَيرُهَا أَوعَاهَا احفَظ عنَيّ‌ مَا أَقُولُ إِلَي آخِرِ الخَبَرِ إِلّا أَنّ فِيهِ صُحبَةَ العَالِمِ دِينٌ يُدَانُ اللّهُ بِهِ يَا كُمَيلُ مَنفَعَةُ المَالِ تَزُولُ بِزَوَالِهِ يَا كُمَيلُ مَاتَ خُزّانُ المَالِ وَ العُلَمَاءُ بَاقُونَ مَا بقَيِ‌َ الدّهرُ أَعيَانُهُم مَفقُودَةٌ وَ أَمثَالُهُم فِي القُلُوبِ مَوجُودَةٌ هَاه هَاه إن هاهنا يقتدح الشك بشبهة ظاهر مشهور أومستتر مغمور وبيناته و إن أولئك أرواح اليقين مااستوعره خُلَفَاءُ اللّهِ فِي أَرضِهِ وَ الدّعَاةُ إِلَي دِينِهِ هَاه هَاه شَوقاً إِلَي رُؤيَتِهِم وَ أَستَغفِرُ اللّهَ لِي وَ لَكُم ثُمّ نَزَعَ يَدَهُ مِن يدَيِ‌ وَ قَالَ انصَرِف إِذَا شِئتَ

7-نهج ،[نهج البلاغة] قَالَ كُمَيلُ بنُ زِيَادٍ أَخَذَ بيِدَيِ‌ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع فأَخَرجَنَيِ‌ إِلَي الجَبّانَةِ فَلَمّا أَصحَرَ تَنَفّسَ الصّعَدَاءَ ثُمّ قَالَ يَا كُمَيلُ إِنّ هَذِهِ القُلُوبَ أَوعِيَةٌ الخَبَرَ

كتاب الغارات للثقفي‌ بإسناده مثله بيان سيأتي‌ هذاالخبر بأسانيد جمة في باب الاضطرار إلي الحجة والجبان والجبانة بالتشديد الصحراء وتسمي بهما المقابر أيضا وأصحر أي أخرج إلي الصحراء وأوعاها أي أحفظها للعلم وأجمعها والرباني‌ منسوب إلي الرب بزيادة الألف والنون علي خلاف القياس كالرقباني‌ قال الجوهري‌ الرباني‌ المتأله العارف بالله تعالي وكذا قال الفيروزآبادي‌ و قال في الكشاف الرباني‌ هوشديد التمسك بدين الله تعالي وطاعته و قال في مجمع البيان هو ألذي يرب أمر الناس بتدبيره و


صفحه : 190

إصلاحه إياه والهمج قدمر والرعاع الأحداث الطغام من العوام والسفلة وأمثالهم والنعيق صوت الراعي‌ بغنمه ويقال لصوت الغراب أيضا والمراد أنهم لعدم ثباتهم علي عقيدة من العقائد وتزلزلهم في أمر الدين يتبعون كل داع ويعتقدون بكل مدع ويخبطون خبط العشواء من غيرتميز بين محق ومبطل ولعل في جمع هذاالقسم وإفراد القسمين الأولين إيماء إلي قلتهما وكثرته كماذكره الشيخ البهائي‌ رحمه الله والركن الوثيق هوالعقائد الحقة البرهانية اليقينية التي‌ يعتمد عليها في دفع الشبهات ورفع مشقة الطاعات والعلم يحرسك أي من مخاوف الدنيا والآخرة والفتن والشكوك والوساوس الشيطانية والمال تنقصه و في ف تفنيه والعلم يزكو علي الإنفاق أي ينمو ويزيد به إما لأن كثرة المدارسة توجب وفور الممارسة وقوة الفكر أولأن الله تعالي يفيض من خزائن علمه علي من لايبخل به . و قال الشيخ البهائي‌ رحمه الله كلمة علي يجوز أن تكون بمعني مع كماقالوا في قوله تعالي وَ إِنّ رَبّكَ لَذُو مَغفِرَةٍ لِلنّاسِ عَلي ظُلمِهِم و أن تكون للسببية والتعليل كماقالوه في قوله تعالي وَ لِتُكَبّرُوا اللّهَ عَلي ما هَداكُم. و في ف بعد ذلك والعلم حاكم والمال محكوم عليه إذ بالعلم يحكم علي الأموال في القضاء وينتزع من أحد الخصمين ويصرف إلي الآخر وأيضا إنفاقه وجمعه علي وفق العلم بوجوه تحصيله ومصارفه محبة العالم دين يدان به الدين الطاعة والجزاء أي طاعة هي‌ جزاء نعم الله وشكر لها أويدان ويجزي‌ صاحبه به أومحبة العالم و هوالإمام دين وملة يعبد الله بسببه و لاتقبل الطاعات إلا به . و في ماصحبة العالم دين يدان الله به أي عبادة يعبد الله بها. و في نهج البلاغة معرفة العلم دين يدان به قوله يكسبه الطاعة قال الشيخ


صفحه : 191

البهائي‌ رحمه الله بضم الحرف المضارعة من أكسب والمراد أنه يكسب الإنسان طاعة الله أويكسبه طاعة العباد له .أقول لاحاجة إلي نقله إلي باب الإفعال بل المجرد أيضا ورد بهذا المعني بل هوأفصح قال الجوهري‌ الكسب الجمع وكسبت أهلي‌ خيرا وكسبت الرجل مالا فكسبه و هذامما جاء فعلته ففعل انتهي . والضمير في يكسبه راجع إلي صاحب العلم . و في نهج البلاغة يكسب الإنسان الطاعة وجميل الأحدوثة أي الكلام الجميل والثناء والأحدوثة مفرد الأحاديث و في ف بعد ذلك ومنفعة المال تزول بزواله و هوظاهر مات خزان الأموال وهم أحياء أي هم في حال حياتهم في حكم الأموات لعدم ترتب فائدة الحياة علي حياتهم من فهم الحق وسماعه وقبوله والعمل به واستعمال الجوارح فيما خلقت لأجله كما قال تعالي أَمواتٌ غَيرُ أَحياءٍ وَ ما يَشعُرُونَ والعلماء بعدموتهم أيضا باقون بذكرهم الجميل وبما حصل لهم من السعادات واللذات في عالم البرزخ والنشأة الآخرة وبما يترتب علي آثارهم وعلومهم وينتفع الناس من بركاتهم الباقية مدي الأعصار و علي نسخه أمالي‌ الشيخ المراد أنهم ماتوا ومات ذكرهم وآثارهم معهم والعلماء بعدموتهم باقون بآثارهم وعلومهم وأنوارهم قوله ع وأمثالهم في القلوب موجودة قال الشيخ البهائي‌ الأمثال جمع مثل بالتحريك فهو في الأصل بمعني النظير استعمل في القول السائر الممثل مضربه بمورده ثم في الكلام ألذي له شأن وغرابة و هذا هوالمراد هاهنا أي إن حكمهم ومواعظهم محفوظة عندأهلها يعملون بهاانتهي ويحتمل أن يكون المراد بأمثالهم أشباحهم وصورهم فإن المحبين لهم المهتدين بهم المقتدين لآثارهم يذكرونهم دائما وصورهم متمثلة في قلوبهم علي أن يكون جمع مثل بالتحريك أوجمع مثل بالكسر فإنه أيضا يجمع علي أمثال إن هاهنا لعلما و في نهج البلاغة لعلما جما أي كثيرا لوأصبت له حملة بالفتحات جمع حامل أي من يكون أهلا له وجواب لومحذوف أي


صفحه : 192

لأظهرته أولبذلته له مع أن كلمة لو إذاكانت للتمني‌ لاتحتاج إلي الجزاء عندكثير من النحاة بلي أصبت له لقنا و في نهج البلاغة أصيب لقنا واللقن بفتح اللام وكسر القاف الفهم من اللقانة وهي‌ حسن الفهم غيرمأمون أي يذيعه إلي غيرأهله ويضعه في غيرموضعه يستعمل آلة الدين في الدنيا و في ف في طلب الدنيا أي يجعل العلم ألذي هوآلة ووصلة إلي الفوز بالسعادات الأبدية آلة ووسيلة إلي تحصيل الحظوظ الفانية الدنيوية. قوله ع يستظهر بحجج الله علي خلقه لعل المراد بالحجج والنعم أئمة الحق أي يستعين بهؤلاء ويأخذ منهم العلوم ليظهر هذاالعلم للناس فيتخذه ضعفاء العقول بطانة ووليجة ويصد الناس عن ولي‌ الحق ويدعوهم إلي نفسه ويحتمل أن يكون المراد بالحجج والنعم العلم ألذي آتاه الله و يكون الظرفان متعلقين بالاستظهار أي يستعين بالحجج للغلبة علي الخلق وبالنعم للغلبة علي العباد وغرضه من هذاالاستظهار إظهار الفضل ليتخذه الناس وليجة قال الفيروزآبادي‌ الوليجة الدخيلة وخاصتك من الرجال أو من تتخذه معتمدا عليه من غيرأهلك و في ف وبنعمة الله علي معاصيه أومنقادا لحملة العلم بالحاء المهملة و في بعض النسخ بالجيم أي مؤمنا بالحق معتقدا له علي سبيل الجملة و في ف أوقائلا بجملة الحق لابصيرة له في أحنائه بفتح الهمزة وبعدها حاء مهملة ثم نون أي جوانبه أي ليس له غور وتعمق فيه و في بعض نسخ الكتابين و في ف و في بعض نسخ النهج أيضا في إحيائه بالياء المثناة من تحت أي في ترويجه وتقويته يقدح علي صيغة المجهول يقال قدحت النار أي استخرجتها بالمقدحة و في مايقتدح و في النهج ينقدح و علي التقادير حاصله أنه يشتعل نار الشك في قلبه بسبب أول شبهة عرضت له فكيف إذاتوالت وتواترت ألا لاذا و لاذاك أي ليس المنقاد العديم البصيرة أهلا لتحمل العلم و لااللقن الغير المأمون و هذاالكلام معترض بين المعطوف والمعطوف عليه أومنهوما باللذات أي حريصا عليها منهمكا فيها والمنهوم في الأصل هو ألذي لايشبع من الطعام أقول في أكثر نسخ الكتابين فمنهوم أي فمن طلبة العلم


صفحه : 193

أو من الناس و في ف أللهم لاذا و لاذاك فمن إذاالمنهوم باللذة السلس القياد للشهوة أومغرم بالجمع والادخار ليسا من رعاة الدين و لاذوي‌ البصائر واليقين و في النهج أومنهوما باللذة سلس القياد للشهوة أومغرما قوله ع سلس القياد أي سهل الانقياد من غيرتوقف أومغري بالجمع والادخار أي شديد الحرص علي جمع المال وادخاره كان أحدا يغريه بذلك ويبعثه عليه والغرم أيضا بمعناه يقال فلان مغرم بكذا أي لازم له مولع به ليسا من رعاة الدين بضم أوله جمع راع بمعني الوالي‌ أي ليس المنهوم والمغري المذكوران من ولاة الدين و فيه إشعار بأن العالم الحقيقي‌ وال علي الدين وقيم عليه أقرب شبها أي الأنعام السائمة أي الراعية أشبه الأشياء بهذين الصنفين كذلك يموت أي مثل ماعدم من يصلح لتحمل العلوم تعدم تلك العلوم أيضا وتندرس آثارها بموت العلماء العارفين لأنهم لايجدون من يليق لتحملها بعدهم . و لماكانت سلسلة العلم والعرفان لاتنقطع بالكلية مادام نوع الإنسان بل لابد من إمام حافظ للدين في كل زمان استدرك أمير المؤمنين ع كلامه هذابقوله أللهم بلي و في النهج لاتخلو الأرض من قائم لله بحججه إما ظاهرا مشهورا أوخائفا مغمورا و في ف من قائم بحجة إما ظاهرا مكشوفا أوخائفا مفردا لئلا تبطل حجج الله وبيناته ورواة كتابه والإمام الظاهر المشهور كأمير المؤمنين صلوات الله عليه والخائف المغمور كالقائم في زماننا وكباقي‌ الأئمة المستورين للخوف والتقية ويحتمل أن يكون باقي‌ الأئمة ع داخلين في الظاهر المشهور وكم وأين استبطاء لمدة غيبة القائم ع وتبرم من امتداد دولة أعدائه أوإبهام لعدد الأئمة ع وزمان ظهورهم ومدة دولتهم لعدم المصلحة في بيانه ثم بين ع قلة عددهم وعظم قدرهم و علي الثاني‌ يكون الحافظون والمودعون الأئمة ع و علي الأول يحتمل أن يكون المراد شيعتهم الحافظين لأديانهم في غيبتهم هجم بهم العلم أي أطلعهم العلم اللدني‌ علي حقائق الأشياء دفعة وانكشفت لهم حجبها وأستارها والروح بالفتح الراحة والرحمة والنسيم أي وجدوا لذة اليقين و هو من رحمته تعالي ونسائم لطفه


صفحه : 194

واستلانوا مااستوعره المترفون الوعر من الأرض ضد السهل والمترف المنعم أي استسهلوا مااستصعبه المتنعمون من رفض الشهوات وقطع التعلقات وأنسوا بما استوحش منه الجاهلون من الطاعات والقربات والمجاهدات في الدين صحبوا الدنيا بأبدان إلخ أي و إن كانوا بأبدانهم مصاحبين لهذا الخلق ولكن بأرواحهم مباينون عنهم بل أرواحهم معلقة بقربه ووصاله تعالي مصاحبة لمقربي‌ جنابه من الأنبياء والملائكة المقربين أولئك خلفاء الله في أرضه تعريف المسند إليه بالإشارة للدلالة علي أنه حقيق بما يسند إليه بعدها بسبب اتصافه بالأوصاف المذكورة قبلها كماقالوه في قوله تعالي أُولئِكَ عَلي هُديً مِن رَبّهِم وَ أُولئِكَ هُمُ المُفلِحُونَ و في نسخ نهج البلاغة آه آه و في سائرها في بعضها هاي‌ هاي‌ و في بعضها هاه هاه و علي التقادير الغرض إظهار الشوق إليهم والتوجع علي مفارقتهم و إن لم يرد بعضها في اللغة ففي‌ العرف شائع وإنما بينا هذاالخبر قليلا من التبيين لكثرة جدواه للطالبين وينبغي‌ أن ينظروا فيه كل يوم بنظر اليقين وسنوضح بعض فوائده في كتاب الإمامة إن شاء الله تعالي

8-ير،[بصائر الدرجات ] الحَسَنُ بنُ عَلِيّ عَنِ العَبّاسِ بنِ عَامِرٍ عَنِ ابنِ عَمِيرَةَ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ النّاسَ رَجُلَانِ عَالِمٌ وَ مُتَعَلّمٌ وَ سَائِرُ النّاسِ غُثَاءٌ فَنَحنُ العُلَمَاءُ وَ شِيعَتُنَا المُتَعَلّمُونَ وَ سَائِرُ النّاسِ غُثَاءٌ

9-سن ،[المحاسن ] أَبِي رَفَعَهُ إِلَي أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ اغدُ عَالِماً خَيراً وَ تَعَلّم خَيراً

10-سن ،[المحاسن ] ابنُ مَحبُوبٍ عَن عَمرِو بنِ أَبِي المِقدَامِ عَن جَابِرٍ الجعُفيِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص اغدُ عَالِماً أَو مُتَعَلّماً وَ إِيّاكَ أَن تَكُونَ لَاهِياً مُتَلَذّذاً

11-سن ،[المحاسن ] أَبِي عَن صَفوَانَ عَنِ العَلَاءِ عَن مُحَمّدٍ عَنِ الثمّاَليِ‌ّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ


صفحه : 195

ع اغدُ عَالِماً أَو مُتَعَلّماً أَو أَحِبّ أَهلَ العِلمِ وَ لَا تَكُن رَابِعاً فَتَهلِكَ بِبُغضِهِم

12-ضه ،[روضة الواعظين ]غو،[غوالي‌ اللئالي‌] قَالَ النّبِيّص لَا خَيرَ فِي العَيشِ إِلّا لِرَجُلَينِ عَالِمٍ مُطَاعٍ أَو مُستَمِعٍ وَاعٍ

13-غو،[غوالي‌ اللئالي‌] قَالَ النّبِيّص اغدُ عَالِماً أَو مُتَعَلّماً أَو مُستَمِعاً أَو مُحِبّاً لَهُم وَ لَا تَكُنِ الخَامِسَ فَتَهلِكَ

14- وَ قَالَص النّظَرُ إِلَي وَجهِ العَالِمِ عِبَادَةٌ

15-غو،[غوالي‌ اللئالي‌]روُيِ‌َ عَن بَعضِ الصّادِقِينَ ع أَنّ النّاسَ أَربَعَةٌ رَجُلٌ يَعلَمُ وَ يَعلَمُ أَنّهُ يَعلَمُ فَذَاكَ مُرشِدٌ عَالِمٌ فَاتّبِعُوهُ وَ رَجُلٌ يَعلَمُ وَ لَا يَعلَمُ أَنّهُ يَعلَمُ فَذَاكَ غَافِلٌ فَأَيقِظُوهُ وَ رَجُلٌ لَا يَعلَمُ وَ يَعلَمُ أَنّهُ لَا يَعلَمُ فَذَاكَ جَاهِلٌ فَعَلّمُوهُ وَ رَجُلٌ لَا يَعلَمُ وَ يَعلَمُ أَنّهُ يَعلَمُ فَذَاكَ ضَالّ فَأَرشِدُوهُ

16-ب ،[قرب الإسناد] ابنُ ظَرِيفٍ عَنِ ابنِ عُلوَانَ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ ع أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ لَو كَانَ العِلمُ مَنُوطاً بِالثّرَيّا لَتَنَاوَلَهُ رِجَالٌ مِن فَارِسَ

17- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عُبَيدِ اللّهِ بنِ يَاسِينَ قَالَ سَمِعتُ سيَدّيِ‌ أَبَا الحَسَنِ عَلِيّ بنَ مُحَمّدِ بنِ الرّضَا ع بسِرُمّنَ رَأَي يَقُولُالغَوغَاءُ


صفحه : 196

قَتَلَةُ الأَنبِيَاءِ وَ العَامّةُ اسمٌ مُشتَقّ مِنَ العَمَي مَا رضَيِ‌َ اللّهُ لَهُم أَن شَبّهَهُم بِالأَنعَامِ حَتّي قَالَ بَلأَضَلّ سَبِيلًا

18-نهج ،[نهج البلاغة] قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِذَا أَرذَلَ اللّهُ عَبداً حَظَرَ عَلَيهِ العِلمَ

بيان أي لم يوفقه لتحصيله

19-كَنزُ الكرَاَجكُيِ‌ّ، قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع اغدُ عَالِماً أَو مُتَعَلّماً وَ لَا تَكُنِ الثّالِثَ فَتَعطَبَ

20- كِتَابُ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ شُرَيحٍ عَن حُمَيدِ بنِ شُعَيبٍ عَن جَابِرٍ الجعُفيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ ع قَالَ اغدُ عَالِماً خَيراً أَو مُتَعَلّماً خَيراً

باب 3-سؤال العالم وتذاكره وإتيان بابه

الآيات النحل الأنبياءفَسئَلُوا أَهلَ الذّكرِ إِن كُنتُم لا تَعلَمُونَ

1-ل ،[الخصال ] ابنُ المُغِيرَةِ بِإِسنَادِهِ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ العِلمُ خَزَائِنُ وَ المَفَاتِيحُ السّؤَالُ فَاسأَلُوا يَرحَمُكُمُ اللّهُ فَإِنّهُ يُؤجَرُ فِي العِلمِ أَربَعَةٌ السّائِلُ وَ المُتَكَلّمُ وَ المُستَمِعُ وَ المُحِبّ لَهُم

كنز الكراجكي‌، عن النبي ص مثله

2-ل ،[الخصال ]القَطّانُ عَن أَحمَدَ الهمَداَنيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ بنِ فَضّالٍ عَن أَبِيهِ عَن مَروَانَ بنِ مُسلِمٍ عَنِ الثمّاَليِ‌ّ عَنِ ابنِ طَرِيفٍ عَنِ ابنِ نُبَاتَةَ قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع كَانَتِ الحُكَمَاءُ فِيمَا مَضَي مِنَ الدّهرِ تَقُولُ ينَبغَيِ‌ أَن يَكُونَ الِاختِلَافُ إِلَي الأَبوَابِ لِعَشَرَةِ أَوجُهٍ أَوّلُهَا بَيتُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ لِقَضَاءِ نُسُكِهِ وَ القِيَامِ بِحَقّهِ وَ أَدَاءِ فَرضِهِ وَ الثاّنيِ‌ أَبوَابُ المُلُوكِ الّذِينَ طَاعَتُهُم مُتّصِلَةٌ بِطَاعَةِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ حَقّهُم وَاجِبٌ وَ نَفعُهُم


صفحه : 197

عَظِيمٌ وَ ضَرَرُهُم شَدِيدٌ وَ الثّالِثُ أَبوَابُ العُلَمَاءِ الّذِينَ يُستَفَادُ مِنهُم عِلمُ الدّينِ وَ الدّنيَا وَ الرّابِعُ أَبوَابُ أَهلِ الجُودِ وَ البَذلِ الّذِينَ يُنفِقُونَ أَموَالَهُمُ التِمَاسَ الحَمدِ وَ رَجَاءَ الآخِرَةِ وَ الخَامِسُ أَبوَابُ السّفَهَاءِ الّذِينَ يُحتَاجُ إِلَيهِم فِي الحَوَادِثِ وَ يُفزَعُ إِلَيهِم فِي الحَوَائِجِ وَ السّادِسُ أَبوَابُ مَن يُتَقَرّبُ إِلَيهِ مِنَ الأَشرَافِ لِالتِمَاسِ الهَيئَةِ وَ المُرُوءَةِ وَ الحَاجَةِ وَ السّابِعُ أَبوَابُ مَن يُرتَجَي عِندَهُمُ النّفعُ فِي الرأّي‌ِ وَ المَشُورَةِ وَ تَقوِيَةِ الحَزمِ وَ أَخذِ الأُهبَةِ لِمَا يُحتَاجُ إِلَيهِ وَ الثّامِنُ أَبوَابُ الإِخوَانِ لِمَا يَجِبُ مِن مُوَاصَلَتِهِم وَ يَلزَمُ مِن حُقُوقِهِم وَ التّاسِعُ أَبوَابُ الأَعدَاءِ التّيِ‌ تَسكُنُ بِالمُدَارَاةِ غَوَائِلُهُم وَ يُدفَعُ بِالحِيَلِ وَ الرّفقِ وَ اللّطفِ وَ الزّيَارَةِ عَدَاوَتُهُم وَ العَاشِرُ أَبوَابُ مَن يُنتَفَعُ بِغِشيَانِهِم وَ يُستَفَادُ مِنهُم حُسنُ الأَدَبِ وَ يُؤنَسُ بِمُحَادَثَتِهِم

بيان يحتمل أن يكون المراد بالملوك ملوك الدين من الأئمة وولاتهم ويحتمل الأعم فإن طاعة ولاة الجور أيضا تقية من طاعة الله . قوله ع لالتماس الهيئة أي لأن يلاقوهم بهيئة حسنة ويعاشروهم بالمروءة أولأن يكون لهم عند الناس بسبب معاشرة هؤلاء الأشراف هيئة ومروءة قال الجزري‌ فيه أقيلوا ذوي‌ الهيئات عثراتهم هم الذين لايعرفون بالشر فيزل أحدهم الزلة والهيئة صورة الشي‌ء وشكله وحالته ويريد به ذوي‌ الهيئات الحسنة الذين يلزمون هيئة واحدة وسمتا واحدا و لاتختلف حالاتهم بالتنقل من هيئة إلي هيئة والأهبة بالضم العدة والغوائل الشرور والدواهي‌ ويقال غشي‌ فلانا أي أتاه

3-صح ،[صحيفة الرضا عليه السلام ] عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص العِلمُ خَزَائِنُ وَ مِفتَاحُهُ السّؤَالُ فَاسأَلُوا يَرحَمُكُمُ اللّهُ فَإِنّهُ يُؤجَرُ فِيهِ أَربَعَةٌ السّائِلُ وَ المُعَلّمُ وَ المُستَمِعُ وَ المُحِبّ لَهُم

ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بالأسانيد الثلاثة مثله


صفحه : 198

4- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]رَوَي مُنِيفٌ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ مَولَاهُ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ ع قَالَ قَالَ عَلِيّ ع


صَبَرتُ عَلَي مُرّ الأُمُورِ كَرَاهَةً   وَ أَيقَنتُ فِي ذَاكَ الصّوَابَ مِنَ الأَمرِ

إِذَا كُنتَ لَا تدَريِ‌ وَ لَم تَكُ سَائِلًا   عَنِ العِلمِ مَن يدَريِ‌ جَهِلتَ وَ لَا تدَريِ‌

5-نَوَادِرُ الراّونَديِ‌ّ،بِإِسنَادِهِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص سَائِلُوا العُلَمَاءَ وَ خَالِطُوا الحُكَمَاءَ وَ جَالِسُوا الفُقَرَاءَ

6-مُنيَةُ المُرِيدِ،رَوَي زُرَارَةُ وَ مُحَمّدُ بنُ مُسلِمٍ وَ بُرَيدٌ العجِليِ‌ّ قَالُوا قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّمَا يَهلِكُ النّاسُ لِأَنّهُم لَا يَسأَلُونَ

7- وَ عَنهُ ع أَنّ هَذَا العِلمَ عَلَيهِ قُفلٌ وَ مِفتَاحُهُ السّؤَالُ

باب 4-مذاكرة العلم ومجالسة العلماء والحضور في مجالس العلم وذم مخالطة الجهال

1- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ أَبِي القَاسِمِ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي عُمَرَ العدَنَيِ‌ّ عَن أَبِي العَبّاسِ بنِ حَمزَةَ عَن أَحمَدَ بنِ سَوّارٍ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ عَاصِمٍ عَن سَلَمَةَ بنِ وَردَانَ عَن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص المُؤمِنُ إِذَا مَاتَ وَ تَرَكَ وَرَقَةً وَاحِدَةً عَلَيهَا عِلمٌ تَكُونُ تِلكَ الوَرَقَةُ يَومَ القِيَامَةِ سِتراً فِيمَا بَينَهُ وَ بَينَ النّارِ وَ أَعطَاهُ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي بِكُلّ حَرفٍ مَكتُوبٍ عَلَيهَا مَدِينَةً أَوسَعَ مِنَ الدّنيَا سَبعَ مَرّاتٍ وَ مَا مِن مُؤمِنٍ يَقعُدُ سَاعَةً عِندَ العَالِمِ إِلّا نَادَاهُ رَبّهُ عَزّ وَ جَلّ جَلَستَ إِلَي حبَيِبيِ‌ وَ عزِتّيِ‌ وَ جلَاَليِ‌ لَأُسكِنَنّكَ[لَأَسكَنتُكَ]الجَنّةَ مَعَهُ وَ لَا أبُاَليِ‌


صفحه : 199

2-ثو،[ثواب الأعمال ] لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَنِ السعّدآَباَديِ‌ّ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَنِ الجاَموُراَنيِ‌ّ عَنِ ابنِ البطَاَئنِيِ‌ّ عَنِ ابنِ عَمِيرَةَ عَنِ ابنِ حَازِمٍ عَنِ الصّادِقِ عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مُجَالَسَةُ أَهلِ الدّينِ شَرَفُ الدّنيَا وَ الآخِرَةِ

ل ،[الخصال ] ابن المتوكل عن محمدالعطار عن الأشعري‌ عن الجاموراني‌ مثله بيان أهل الدين علماء الدين والعاملون بشرائعه

3- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] مُحَمّدُ بنُ اِبرَاهِيمَ بنِ إِسحَاقَ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ الهمَداَنيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ بنِ فَضّالٍ عَن أَبِيهِ قَالَ قَالَ الرّضَا ع مَن جَلَسَ مَجلِساً يَحيَا فِيهِ أَمرُنَا لَم يَمُت قَلبُهُ يَومَ تَمُوتُ القُلُوبُ الخَبَرَ

بيان إحياء أمرهم بذكر فضائلهم ونشر أخبارهم وحفظ آثارهم

4-فس ،[تفسير القمي‌] عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أَيّهَا النّاسُ طُوبَي لِمَن شَغَلَهُ عَيبُهُ عَن عُيُوبِ النّاسِ وَ تَوَاضَعَ مِن غَيرِ مَنقَصَةٍ وَ جَالَسَ أَهلَ الفِقهِ وَ الرّحمَةِ وَ خَالَطَ أَهلَ الذّلّ وَ المَسكَنَةِ وَ أَنفَقَ مَالًا جَمَعَهُ فِي غَيرِ مَعصِيَةٍ الخَبَرَ

بيان قوله ع من غيرمنقصة يحتمل وجوها الأول أن يكون المراد من غيرمنقصة في الدين بأن لا يكون التواضع لكافر أوفاسق أوظالم أولأمر باطل .الثاني‌ أن يكون المراد بالمنقصة العيب أي لا يكون تواضعه لخيانة أوفسق أو غير ذلك من المعايب التي‌ توجب التذلل عند الناس .الثالث أن يكون المراد بالمنقصة الفقر أي لا يكون تواضعه لنقص مال بأن يكون الداعي‌ له علي التواضع الحاجة وطمع المال .الرابع أن يكون المراد نفي‌ كثرة التواضع بحيث ينتهي‌ إلي منقصة ومذلة. قوله ع في غيرمعصية الظاهر تعلقه بالإنفاق وتعلقه بالجميع أوبهما علي التنازع بعيد


صفحه : 200

5-ل ،[الخصال ] أَبِي عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَمّن ذَكَرَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فِي وَصِيّتِهِ لِابنِهِ مُحَمّدِ بنِ الحَنَفِيّةِ وَ اعلَم أَنّ مُرُوءَةَ المَرءِ المُسلِمِ مُرُوءَتَانِ مُرُوءَةٌ فِي حَضَرٍ وَ مُرُوءَةٌ فِي سَفَرٍ أَمّا مُرُوءةُ الحَضَرِ فَقِرَاءَةُ القُرآنِ وَ مُجَالَسَةُ العُلَمَاءِ وَ النّظَرُ فِي الفِقهِ وَ المُحَافَظَةُ عَلَي الصّلَاةِ فِي الجَمَاعَاتِ وَ أَمّا مُرُوءَةُ السّفَرِ فَبَذلُ الزّادِ وَ قِلّةُ الخِلَافِ عَلَي مَن صَحِبَكَ وَ كَثرَةُ ذِكرِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فِي كُلّ مَصعَدٍ وَ مَهبَطٍ وَ نُزُولٍ وَ قِيَامٍ وَ قُعُودٍ

6-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]القَطّانُ وَ النّقّاشُ وَ الطاّلقَاَنيِ‌ّ جَمِيعاً عَن أَحمَدَ الهمَداَنيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ بنِ فَضّالٍ عَن أَبِيهِ قَالَ قَالَ الرّضَا ع مَن تَذَكّرَ مُصَابَنَا فَبَكَي وَ أَبكَي لَم تَبكِ عَينُهُ يَومَ تبَكيِ‌ العُيُونُ وَ مَن جَلَسَ مَجلِساً يَحيَا فِيهِ أَمرُنَا لَم يَمُت قَلبُهُ يَومَ تَمُوتُ القُلُوبُ

بيان موت القلوب في القيامة كناية عن شدة الدهشة والغم والحزن والخوف

7- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَنِ ابنِ قُولَوَيهِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن أَحمَدَ بنِ إِسحَاقَ عَن بَكرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ لِخَيثَمَةَ يَا خَيثَمَةُ أقَر‌ِئ مَوَالِيَنَا السّلَامَ وَ أَوصِهِم بِتَقوَي اللّهِ العَظِيمِ عَزّ وَ جَلّ وَ أَن يَشهَدَ أَحيَاؤُهُم جَنَائِزَ مَوتَاهُم وَ أَن يَتَلَاقَوا فِي بُيُوتِهِم فَإِنّ لُقِيّاهُم حَيَاةُ أَمرِنَا قَالَ ثُمّ رَفَعَ يَدَهُ ع فَقَالَ رَحِمَ اللّهُ امرَأً أَحيَا أَمَرَنَا

8- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَنِ ابنِ قُولَوَيهِ عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ حَمّادٍ الأنَصاَريِ‌ّ عَن جَمِيلِ بنِ دَرّاجٍ عَن مُعَتّبٍ مَولَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ لِدَاوُدَ بنِ سِرحَانَ يَا دَاوُدُ أَبلِغ موَاَليِ‌ّ عنَيّ‌ السّلَامَ وَ أنَيّ‌ أَقُولُ رَحِمَ اللّهُ عَبداً اجتَمَعَ مَعَ آخَرَ فَتَذَاكَرَ أَمرَنَا فَإِنّ ثَالِثَهُمَا مَلَكٌ يَستَغفِرُ لَهُمَا وَ مَا اجتَمَعَ اثنَانِ عَلَي ذِكرِنَا إِلّا بَاهَي اللّهُ تَعَالَي بِهِمَا المَلَائِكَةَ فَإِذَا اجتَمَعتُم فَاشتَغِلُوا بِالذّكرِ فَإِنّ فِي اجتِمَاعِكُم وَ مُذَاكَرَتِكُم إِحيَاءَنَا وَ خَيرُ النّاسِ مِن بَعدِنَا مَن ذَاكَرَ بِأَمرِنَا وَ دَعَا إِلَي ذِكرِنَا


صفحه : 201

9- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَنِ الشّرِيفِ الصّالِحِ أَبِي عَبدِ اللّهِ مُحَمّدِ بنِ مُحَمّدِ بنِ طَاهِرٍ الموُسوَيِ‌ّ رَحِمَهُ اللّهُ عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن يَحيَي بنِ الحَسَنِ بنِ الحُسَينِ العلَوَيِ‌ّ عَن إِسحَاقَ بنِ مُوسَي عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص المُتّقُونَ سَادَةٌ وَ الفُقَهَاءُ قَادَةٌ وَ الجُلُوسُ إِلَيهِم عِبَادَةٌ

10- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]جَمَاعَةٌ مِنهُمُ الحُسَينُ بنُ عُبَيدِ اللّهِ وَ أَحمَدُ بنُ مُحَمّدِ بنِ عُبدُونٍ وَ الحَسَنُ بنُ إِسمَاعِيلَ بنِ أَشنَاسَ وَ أَبُو طَالِبِ بنُ خَرُورٍ وَ أَبُو الحَسَنِ الصّفّارُ جَمِيعاً عَن أَبِي المُفَضّلِ الشيّباَنيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ عُبَيدِ اللّهِ عَن أَيّوبَ بنِ مُحَمّدٍ الرقّيّ‌ّ عَن سَلّامِ بنِ رَزِينٍ عَن إِسرَائِيلَ بنِ يُونُسَ الكوُفيِ‌ّ عَن جَدّهِ أَبِي إِسحَاقَ عَنِ الحَارِثِ الهمَداَنيِ‌ّ عَن عَلِيّ ع عَنِ النّبِيّص قَالَ الأَنبِيَاءُ قَادَةٌ وَ الفُقَهَاءُ سَادَةٌ وَ مُجَالَسَتُهُم زِيَادَةٌ وَ أَنتُم فِي مَمَرّ اللّيلِ وَ النّهَارِ فِي آجَالٍ مَنقُوصَةٍ وَ أَعمَالٍ مَحفُوظَةٍ وَ المَوتُ يَأتِيكُم بَغتَةً فَمَن يَزرَع خَيراً يَحصُد غِبطَةً وَ مَن يَزرَع شَرّاً يَحصُد نَدَامَةً

توضيح بغتة أي فجأة والغبطة بالكسر السرور وحسن الحال

11- ع ،[علل الشرائع ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ هَاشِمٍ عَنِ ابنِ مَرّارٍ عَن يُونُسَ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ لُقمَانُ لِابنِهِ يَا بنُيَ‌ّ اختَرِ المَجَالِسَ عَلَي عَينِكَ فَإِن رَأَيتَ قَوماً يَذكُرُونَ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ فَاجلِس مَعَهُم فَإِنّكَ إِن تَكُ عَالِماً يَنفَعكَ عِلمُكَ وَ يَزِيدُوكَ عِلماً وَ إِن كُنتَ جَاهِلًا عَلّمُوكَ وَ لَعَلّ اللّهَ أَن يُظِلّهُم بِرَحمَةٍ فَتَعُمّكَ مَعَهُم وَ إِذَا رَأَيتَ قَوماً لَا يَذكُرُونَ اللّهَ فَلَا تَجلِس مَعَهُم فَإِنّكَ إِن تَكُ عَالِماً لَا يَنفَعكَ عِلمُكَ وَ إِن تَكُ جَاهِلًا يَزِيدُوكَ جَهلًا وَ لَعَلّ اللّهَ أَن يُظِلّهُم بِعُقُوبَةٍ فَتَعُمّكَ مَعَهُم

بيان اختر المجالس علي عينك أي علي بصيرة منك أوبعينك فإن علي قدتجي‌ء بمعني الباء أورجحها علي عينك و علي الأخير التفصيل لبيان المجلس ألذي ينبغي‌ أن يختار علي العين


صفحه : 202

12- مع ،[معاني‌ الأخبار]النّقّاشُ عَن أَحمَدَ الكوُفيِ‌ّ عَنِ المُنذِرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ قَالَ حدَثّنَيِ‌ مُحَمّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع عَن أَبِيهِ عَن أَبِيهِ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص بَادِرُوا إِلَي رِيَاضِ الجَنّةِ فَقَالُوا وَ مَا رِيَاضُ الجَنّةِ قَالَ حَلَقُ الذّكرِ

إيضاح حلق الذكر المجالس التي‌ يذكر الله فيها علي قانون الشرع ويذكر فيهاعلوم أهل البيت ع وفضائلهم ومجالس الوعظ التي‌ يذكر فيهاوعده ووعيده لاالمجالس المبتدعة المخترعة التي‌ يعصي الله فيهافإنها مجالس الغفلة لاحلق الذكر

13- مع ،[معاني‌ الأخبار] لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] فِي كَلِمَاتِ النّبِيّص بِرِوَايَةِ الصّادِقِ ع أَحكَمُ النّاسِ مَن فَرّ مِن جُهّالِ النّاسِ وَ أَسعَدُ النّاسِ مَن خَالَطَ كِرَامَ النّاسِ وَ سيَأَتيِ‌ تَمَامُهُ

14-غو،[غوالي‌ اللئالي‌]روُيِ‌َ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ قَالَ تَلَاقَوا وَ تُحَادِثُوا العِلمَ فَإِنّ بِالحَدِيثِ تَجَلّي القُلُوبُ الرّائِنَةُ وَ بِالحَدِيثِ إِحيَاءُ أَمرِنَا فَرَحِمَ اللّهُ مَن أَحيَا أَمرَنَا

بيان قال الجوهري‌ الرين الطبع والدنس يقال ران علي قلبه ذنبه يرين رينا وريونا أي غلب

15-غو،[غوالي‌ اللئالي‌]رَوَي عِدّةٌ مِنَ المَشَايِخِ بِطَرِيقٍ صَحِيحٍ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ قَالَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُ لِمَلَائِكَتِهِ عِندَ انصِرَافِ أَهلِ مَجَالِسِ الذّكرِ وَ العِلمِ إِلَي مَنَازِلِهِم اكتُبُوا ثَوَابَ مَا شَاهَدتُمُوهُ مِن أَعمَالِهِم فَيَكتُبُونَ لِكُلّ وَاحِدٍ ثَوَابَ عَمَلِهِ وَ يَترُكُونَ بَعضَ مَن حَضَرَ مَعَهُم فَلَا يَكتُبُونَهُ فَيَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مَا لَكُم لَم تَكتُبُوا فُلَاناً أَ لَيسَ كَانَ مَعَهُم وَ قَد شَهِدَهُم فَيَقُولُونَ يَا رَبّ إِنّهُ لَم يَشرَك مَعَهُم بِحَرفٍ وَ لَا تَكَلّمَ مَعَهُم بِكَلِمَةٍ فَيَقُولُ الجَلِيلُ جَلّ جَلَالُهُ أَ لَيسَ كَانَ جَلِيسَهُم فَيَقُولُونَ بَلَي يَا رَبّ فَيَقُولُ اكتُبُوهُ مَعَهُم إِنّهُم قَومٌ لَا يَشقَي بِهِم جَلِيسُهُم فَيَكتُبُونَهُ مَعَهُم فَيَقُولُ تَعَالَي اكتُبُوا لَهُ ثَوَاباً مِثلَ ثَوَابِ أَحَدِهِم

بيان قوله ع لايشقي بهم جليسهم أي ببركتهم لايخيب جليسهم عن كرامتهم فيشقي أو إن صحبتهم مؤثرة في الجليس فاستحق بسبب ذلك الثواب والسعادة

16-غو،[غوالي‌ اللئالي‌] قَالَ النّبِيّص تَذَاكَرُوا وَ تَلَاقَوا وَ تَحَدّثُوا فَإِنّ الحَدِيثَ جِلَاءٌ


صفحه : 203

إِنّ القُلُوبَ لَتَرِينُ كَمَا يَرِينُ السّيفُ وَ جِلَاؤُهَا الحَدِيثُ

17- وَ قَالَص إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُ تَذَاكُرُ العِلمِ بَينَ عبِاَديِ‌ مِمّا تَحيَا عَلَيهِ القُلُوبُ المَيتَةُ إِذَا انتَهَوا فِيهِ إِلَي أمَريِ‌

منية المريد، عن أبي عبد الله ع عنه ص مثله

18-غو،[غوالي‌ اللئالي‌] قَالَ النّبِيّص قَالَ الحَوَارِيّونَ لِعِيسَي ع يَا رُوحَ اللّهِ مَن نُجَالِسُ قَالَ مَن يُذَكّرُكُمُ اللّهَ رُؤيَتُهُ وَ يَزِيدُ فِي عِلمِكُم مَنطِقُهُ وَ يُرَغّبُكُم فِي الآخِرَةِ عَمَلُهُ

19-غو،[غوالي‌ اللئالي‌]روُيِ‌َ عَن بَعضِ الصّادِقِينَ ع أَنّهُ قَالَ الجُلَسَاءُ ثَلَاثَةٌ جَلِيسٌ تَستَفِيدُ مِنهُ فَالزَمهُ وَ جَلِيسٌ تُفِيدُهُ فَأَكرِمهُ وَ جَلِيسٌ لَا تُفِيدُ وَ لَا تَستَفِيدُ مِنهُ فَاهرُب عَنهُ

20-جا،[المجالس للمفيد]المرَاَغيِ‌ّ عَن ثَوَابَةَ بنِ يَزِيدَ عَن أَحمَدَ بنِ عَلِيّ بنِ المُثَنّي عَن مُحَمّدِ بنِ المُثَنّي عَن سبابة[شَبَابَةَ] بنِ سَوّارٍ عَنِ المُبَارَكِ بنِ سَعِيدٍ عَن خَلِيلٍ الفَرّاءِ عَن أَبِي المُحَبّرِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَربَعَةٌ مَفسَدَةٌ لِلقُلُوبِ الخَلوَةُ بِالنّسَاءِ وَ الِاستِمَاعُ مِنهُنّ وَ الأَخذُ بِرَأيِهِنّ وَ مُجَالَسَةُ المَوتَي فَقِيلَ لَهُ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ مَا مُجَالَسَةُ المَوتَي قَالَ مُجَالَسَةُ كُلّ ضَالّ عَنِ الإِيمَانِ وَ جَائِرٍ فِي الأَحكَامِ

21-جع ،[جامع الأخبار] عَن أَبِي ذَرّ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا أَبَا ذَرّ الجُلُوسُ سَاعَةً عِندَ مُذَاكَرَةِ العِلمِ أَحَبّ إِلَي اللّهِ مِن قِيَامِ أَلفِ لَيلَةٍ يُصَلّي فِي كُلّ لَيلَةٍ أَلفُ رَكعَةٍ وَ الجُلُوسُ سَاعَةً عِندَ مُذَاكَرَةِ العِلمِ أَحَبّ إِلَي اللّهِ مِن أَلفِ غَزوَةٍ وَ قِرَاءَةِ القُرآنِ كُلّهِ قَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ مُذَاكَرَةُ العِلمِ خَيرٌ مِن قِرَاءَةِ القُرآنِ كُلّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا أَبَا ذَرّ الجُلُوسُ سَاعَةً عِندَ مُذَاكَرَةِ العِلمِ أَحَبّ إِلَي اللّهِ مِن قِرَاءَةِ القُرآنِ كُلّهِ اثنَا عَشَرَ أَلفَ مَرّةٍ عَلَيكُم بِمُذَاكَرَةِ العِلمِ فَإِنّ بِالعِلمِ تَعرِفُونَ الحَلَالَ مِنَ الحَرَامِ يَا أَبَا ذَرّ الجُلُوسُ سَاعَةً


صفحه : 204

عِندَ مُذَاكَرَةِ العِلمِ خَيرٌ لَكَ مِن عِبَادَةِ سَنَةٍ صِيَامٍ نَهَارُهَا وَ قِيَامٍ لَيلُهَا وَ النّظَرُ إِلَي وَجهِ العَالِمِ خَيرٌ لَكَ مِن عِتقِ أَلفِ رَقَبَةٍ

22-ضه ،[روضة الواعظين ] قَالَ لُقمَانُ لِابنِهِ يَا بنُيَ‌ّ جَالِسِ العُلَمَاءَ وَ زَاحِمهُم بِرُكبَتَيكَ فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يحُييِ‌ القُلُوبَ بِنُورِ الحِكمَةِ كَمَا يحُييِ‌ الأَرضَ بِوَابِلِ السّمَاءِ

بيان زاحمهم أي ضايقهم وادخل في زحامهم بركبتيك أي أدخل ركبتيك في زحامهم والوابل المطر العظيم القطر الشديد

23-ضه ،[روضة الواعظين ]روُيِ‌َ عَن بَعضِ الصّحَابَةِ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الأَنصَارِ إِلَي النّبِيّص فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ إِذَا حَضَرَت جَنَازَةٌ وَ مَجلِسُ عَالِمٍ أَيّهُمَا أَحَبّ إِلَيكَ أَن أَشهَدَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص إِن كَانَ لِلجَنَازَةِ مَن يَتبَعُهُا وَ يَدفِنُهَا فَإِنّ حُضُورَ مَجلِسِ عَالِمٍ أَفضَلُ مِن حُضُورِ أَلفِ جَنَازَةٍ وَ مِن عِيَادَةِ أَلفِ مَرِيضٍ وَ مِن قِيَامِ أَلفِ لَيلَةٍ وَ مِن صِيَامِ أَلفِ يَومٍ وَ مِن أَلفِ دِرهَمٍ يُتَصَدّقُ بِهَا عَلَي المَسَاكِينِ وَ مِن أَلفِ حَجّةٍ سِوَي الفَرِيضَةِ وَ مِن أَلفِ غَزوَةٍ سِوَي الوَاجِبِ تَغزُوهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ بِمَالِكَ وَ نَفسِكَ وَ أَينَ تَقَعُ هَذِهِ المَشَاهِدُ مِن مَشهَدِ عَالِمٍ أَ مَا عَلِمتَ أَنّ اللّهَ يُطَاعُ بِالعِلمِ وَ يُعبَدُ بِالعِلمِ وَ خَيرُ الدّنيَا وَ الآخِرَةِ مَعَ العِلمِ وَ شَرّ الدّنيَا وَ الآخِرَةِ مَعَ الجَهلِ

24-كشف ،[كشف الغمة] عَنِ الحَافِظِ عَبدِ العَزِيزِ عَن دَاوُدَ بنِ سُلَيمَانَ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ مُجَالَسَةُ العُلَمَاءِ عِبَادَةٌ وَ النّظَرُ إِلَي عَلِيّ ع عِبَادَةٌ وَ النّظَرُ إِلَي البَيتِ عِبَادَةٌ وَ النّظَرُ إِلَي المُصحَفِ عِبَادَةٌ وَ النّظَرُ إِلَي الوَالِدَينِ عِبَادَةٌ

25-ختص ،[الإختصاص ]المُفِيدُ عَن أَبِي غَالِبٍ الزرّاَريِ‌ّ وَ ابنِ قُولَوَيهِ عَنِ الكلُيَنيِ‌ّ عَنِ الحُسَينِ بنِ الحَسَنِ عَن مُحَمّدِ بنِ زَكَرِيّا الغلَاَبيِ‌ّ عَنِ ابنِ عَائِشَةَ النصّريِ‌ّ رَفَعَهُ أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع قَالَ فِي بَعضِ خُطَبِهِ أَيّهَا النّاسُ اعلَمُوا أَنّهُ لَيسَ بِعَاقِلٍ مَنِ انزَعَجَ مِن قَولِ الزّورِ فِيهِ وَ لَا بِحَكِيمٍ مَن رضَيِ‌َ بِثَنَاءِ الجَاهِلِ عَلَيهِ النّاسُ أَبنَاءُ مَا يُحسِنُونَ وَ قَدرُ كُلّ امر‌ِئٍ مَا يُحسِنُ فَتَكَلّمُوا فِي العِلمِ تَبَيّن أَقدَارُكُم

26-ختص ،[الإختصاص ] قَالَ البَاقِرُ ع تَذَكّرُ العِلمِ سَاعَةً خَيرٌ مِن قِيَامِ لَيلَةٍ


صفحه : 205

27-ختص ،[الإختصاص ] قَالَ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ ع مُحَادَثَةُ العَالِمِ عَلَي المَزبَلَةِ خَيرٌ مِن مُحَادَثَةِ الجَاهِلِ عَلَي الزرّاَبيِ‌ّ

28- وَ قَالَ ع لَا تَجلِسُوا عِندَ كُلّ عَالِمٍ إِلّا عَالِمٍ يَدعُوكُم مِنَ الخَمسِ إِلَي الخَمسِ مِنَ الشّكّ إِلَي اليَقِينِ وَ مِنَ الكِبرِ إِلَي التّوَاضُعِ وَ مِنَ الرّيَاءِ إِلَي الإِخلَاصِ وَ مِنَ العَدَاوَةِ إِلَي النّصِيحَةِ وَ مِنَ الرّغبَةِ إِلَي الزّهدِ

29-نَوَادِرُ الراّونَديِ‌ّ،بِإِسنَادِهِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ عَلَيهِمُ السّلَامُ قَالَ قَالَص النّظَرُ فِي وَجهِ العَالِمِ حُبّاً لَهُ عِبَادَةٌ

30-كَنزُ الكرَاَجكُيِ‌ّ، قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مَن جَالَسَ العُلَمَاءَ وُقّرَ وَ مَن خَالَطَ الأَنذَالَ حُقّرَ

31- وَ مِنهُ قَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ طُوبَي لِمَن شَغَلَهُ عَيبُهُ عَن عُيُوبِ غَيرِهِ وَ أَنفَقَ مَا اكتَسَبَ فِي غَيرِ مَعصِيَةٍ وَ رَحِمَ أَهلَ الضّعفِ وَ المَسكَنَةِ وَ خَالَطَ أَهلَ الفِقهِ وَ الحِكمَةِ

32- وَ مِنهُ قَالَ لُقمَانُ لِابنِهِ أَي بنُيَ‌ّ صَاحِبِ العُلَمَاءَ وَ جَالِسهُم وَ زُرهُم فِي بُيُوتِهِم لَعَلّكَ أَن تُشبِهَهُم فَتَكُونَ مِنهُم

33-عدة،[عدة الداعي‌] عَن عَلِيّ ع قَالَ جُلُوسُ سَاعَةٍ عِندَ العُلَمَاءِ أَحَبّ إِلَي اللّهِ مِن عِبَادَةِ أَلفِ سَنَةٍ وَ النّظَرُ إِلَي العَالِمِ أَحَبّ إِلَي اللّهِ مِنِ اعتِكَافِ سَنَةٍ فِي البَيتِ الحَرَامِ وَ زِيَارَةُ العُلَمَاءِ أَحَبّ إِلَي اللّهِ تَعَالَي مِن سَبعِينَ طَوَافاً حَولَ البَيتِ وَ أَفضَلُ مِن سَبعِينَ حَجّةً وَ عُمرَةً مَبرُورَةً مَقبُولَةً وَ رَفَعَ اللّهُ لَهُ سَبعِينَ دَرَجَةً وَ أَنزَلَ اللّهُ عَلَيهِ الرّحمَةَ وَ شَهِدَت لَهُ المَلَائِكَةُ أَنّ الجَنّةَ وَجَبَت لَهُ

34-مُنيَةُ المُرِيدِ، قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا مَرَرتُم فِي رِيَاضِ الجَنّةِ فَارتَعُوا قَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ وَ مَا رِيَاضُ الجَنّةِ قَالَ حَلَقُ الذّكرِ فَإِنّ لِلّهِ سَيّارَاتٍ مِنَ المَلَائِكَةِ يَطلُبُونَ حَلَقَ الذّكرِ فَإِذَا أَتَوا عَلَيهِم حَفّوا بِهِم

قال بعض العلماء حلق الذكر هي‌ مجالس الحلال والحرام كيف يشتري‌ ويبيع ويصلي‌ ويصوم وينكح ويطلق ويحج وأشباه ذلك


صفحه : 206

35- وَ خَرَجَص فَإِذَا فِي المَسجِدِ مَجلِسَانِ مَجلِسٌ يَتَفَقّهُونَ وَ مَجلِسٌ يَدعُونَ اللّهَ وَ يَسأَلُونَهُ فَقَالَ كِلَا المَجلِسَينِ إِلَي خَيرٍ أَمّا هَؤُلَاءِ فَيَدعُونَ اللّهَ وَ أَمّا هَؤُلَاءِ فَيَتَعَلّمُونَ وَ يُفَقّهُونَ الجَاهِلَ هَؤُلَاءِ أَفضَلُ بِالتّعلِيمِ أُرسِلتُ ثُمّ قَعَدَ مَعَهُم

36- وَ عَنِ البَاقِرِ ع رَحِمَ اللّهُ عَبداً أَحيَا العِلمَ فَقِيلَ وَ مَا إِحيَاؤُهُ قَالَ أَن يُذَاكِرَهُ بِهِ أَهلَ الدّينِ وَ الوَرَعِ

37- وَ عَنهُ ع قَالَ تَذَاكُرُ العِلمِ دِرَاسَةٌ وَ الدّرَاسَةُ صَلَاةٌ حَسَنَةٌ

38- فِي الزّبُورِ قُل لِأَحبَارِ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ وَ رُهبَانِهِم حَادِثُوا مِنَ النّاسِ الأَتقِيَاءَ فَإِن لَم تَجِدُوا فِيهِم تَقِيّاً فَحَادِثُوا العُلَمَاءَ وَ إِن لَم تَجِدُوا عَالِماً فَحَادِثُوا العُقَلَاءَ فَإِنّ التّقَي وَ العِلمَ وَ العَقلَ ثَلَاثُ مَرَاتِبَ مَا جَعَلتُ وَاحِدَةً مِنهُنّ فِي خلَقيِ‌ وَ أَنَا أُرِيدُ هَلَاكَهُ

باب 5-العمل بغير علم

1- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن طَلحَةَ بنِ زَيدٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ العَامِلُ عَلَي غَيرِ بَصِيرَةٍ كَالسّائِرِ عَلَي غَيرِ الطّرِيقِ وَ لَا يَزِيدُهُ سُرعَةُ السّيرِ مِنَ الطّرِيقِ إِلّا بُعداً

سن ،[المحاسن ] أبي عن محمد بن سنان و عبد الله بن المغيرة معا عن طلحة مثله ضا،[فقه الرضا عليه السلام ]

مثله

2- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]العَطّارُ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَنِ الحَسَنِ بنِ زِيَادٍ الصّيقَلِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ الصّادِقَ ع يَقُولُ لَا يَقبَلُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ


صفحه : 207

عَمَلًا إِلّا بِمَعرِفَةٍ وَ لَا مَعرِفَةَ إِلّا بِعَمَلٍ فَمَن عَرَفَ دَلّتهُ المَعرِفَةُ عَلَي العَمَلِ وَ مَن لَم يَعمَل فَلَا مَعرِفَةَ لَهُ إِنّ الإِيمَانَ بَعضُهُ مِن بَعضٍ

سن ،[المحاسن ] أبي عن محمد بن سنان مثله بيان الظاهر أن المراد بالمعرفة أصول العقائد ويحتمل الأعم قوله إن الإيمان بعضه من بعض أي أجزاء الإيمان من العقائد والأعمال بعضها مشروطة ببعض كان العقائد أجزاء الأعمال وبالعكس أوالمراد أن أجزاء الإيمان ينشأ بعضها من بعض

3-ب ،[قرب الإسناد]هَارُونُ عَنِ ابنِ صَدَقَةَ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ إِيّاكُم وَ الجُهّالَ مِنَ المُتَعَبّدِينَ وَ الفُجّارَ مِنَ العُلَمَاءِ فَإِنّهُم فِتنَةُ كُلّ مَفتُونٍ

أقول أثبتنا هذاالخبر مع غيره مما يناسب هذاالباب في باب ذم علماء السوء

4-ل ،[الخصال ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَنِ الحمِيرَيِ‌ّ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن مَالِكِ بنِ عَطِيّةَ عَنِ الثمّاَليِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ عَلَيهِمَا السّلَامُ قَالَ لَا حَسَبَ لقِرُشَيِ‌ّ وَ لَا عرَبَيِ‌ّ إِلّا بِتَوَاضُعٍ وَ لَا كَرَمَ إِلّا بِتَقوَي وَ لَا عَمَلَ إِلّا بِنِيّةٍ وَ لَا عِبَادَةَ إِلّا بِتَفَقّهٍ أَلَا وَ إِنّ أَبغَضَ النّاسِ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ مَن يقَتدَيِ‌ بِسُنّةِ إِمَامٍ وَ لَا يقَتدَيِ‌ بِأَعمَالِهِ

5- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] ابنُ الصّلتِ عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَنِ المُنذِرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَحمَدَ بنِ يَحيَي الضبّيّ‌ّ عَن مُوسَي بنِ القَاسِمِ عَن أَبِي الصّلتِ عَن عَلِيّ بنِ مُوسَي عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا قَولَ إِلّا بِعَمَلٍ وَ لَا قَولَ وَ عَمَلٌ إِلّا بِنِيّةٍ وَ لَا قَولَ وَ عَمَلٌ وَ نِيّةٌ إِلّا بِإِصَابَةِ السّنّةِ

تنوير لاقول أي لاينفع قول واعتقاد نفعا كاملا إلابانضمام العمل إليه و لاينفعان أيضا إلا إذاكانا لله من غيرشوب رياء وغرض فاسد و لاتنفع هذه الثلاثة أيضا إلا إذاكانت موافقة للسنة و لا يكون العمل مبتدعا

6-ير،[بصائر الدرجات ] ابنُ عِيسَي عَن مُحَمّدٍ البرَقيِ‌ّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ إِسحَاقَ الأزَديِ‌ّ عَن أَبِي


صفحه : 208

عُثمَانَ العبَديِ‌ّ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا قَولَ إِلّا بِعَمَلٍ وَ لَا عَمَلَ إِلّا بِنِيّةٍ وَ لَا عَمَلَ وَ لَا نِيّةَ إِلّا بِإِصَابَةِ السّنّةِ

7-سن ،[المحاسن ] ابنُ فَضّالٍ عَمّن رَوَاهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن عَمِلَ عَلَي غَيرِ عِلمٍ كَانَ مَا يُفسِدُهُ أَكثَرَ مِمّا يُصلِحُ

الدرة الباهرة، عن الجواد ع مثله

8-غو،[غوالي‌ اللئالي‌]روُيِ‌َ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ قَالَ قَطَعَ ظهَريِ‌ اثنَانِ عَالِمٌ مُتَهَتّكٌ وَ جَاهِلٌ مُتَنَسّكٌ هَذَا يَصُدّ النّاسَ عَن عِلمِهِ بِتَهَتّكِهِ وَ هَذَا يَصُدّ النّاسَ عَن نُسُكِهِ بِجَهلِهِ

إيضاح قال الفيروزآبادي‌ هتك الستر وغيره يهتكه فانهتك وتهتك جذبه فقطعه من موضعه إلي شق منه جزءا فبدا ماوراءه و رجل منهتك ومتهتك ومستهتك لايبالي‌ أن يهتك ستره انتهي والمتنسك المتعبد المجتهد في العبادة وصد الجاهل عن نسكه إما لأن الناس لمايرون من جهله لايتبعونه علي نسكه أولأنه بجهله يبتدع في نسكه فيتبعه الناس في تلك البدعة فيصد الناس عما هوحقيقة تلك النسك

9-جا،[المجالس للمفيد] أَحمَدُ بنُ الوَلِيدِ عَن أَبِيهِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن مُوسَي بنِ بَكرٍ عَمّن سَمِعَ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع قَالَ العَامِلُ عَلَي غَيرِ بَصِيرَةٍ كَالسّائِرِ عَلَي السّرَابِ بِقِيعَةٍ لَا يَزِيدُ سُرعَةُ سَيرِهِ إِلّا بُعداً

تبيين السراب هو مايري في الفلاة من لمعان الشمس عليها وقت الظهيرة فيظن أنه ماء يسرب أي يجري‌ والقيعة بمعني القاع و هو الأرض المستوية وقيل جمعه كجار وجيرة و هوإشارة إلي ماذكره الله تعالي في أعمال الكفار وعدم انتفاعهم بهاحيث قال وَ الّذِينَ كَفَرُوا أَعمالُهُم كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ يَحسَبُهُ الظّمآنُ ماءً حَتّي إِذا جاءَهُ لَم يَجِدهُ شَيئاً وَ وَجَدَ اللّهَ عِندَهُ فَوَفّاهُ حِسابَهُ وَ اللّهُ سَرِيعُ الحِسابِ

10-ختص ،[الإختصاص ] قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع المُتَعَبّدُ عَلَي غَيرِ فِقهٍ كَحِمَارِ الطّاحُونَةِ يَدُورُ وَ لَا يَبرَحُ وَ رَكعَتَانِ مِن عَالِمٍ خَيرٌ مِن سَبعِينَ رَكعَةً مِن جَاهِلٍ لِأَنّ العَالِمَ تَأتِيهِ الفِتنَةُ فَيَخرُجُ مِنهَا بِعِلمِهِ وَ تأَتيِ‌ الجَاهِلَ فَتَنسِفُهُ نَسفاً وَ قَلِيلُ العَمَلِ مَعَ كَثِيرِ العِلمِ خَيرٌ مِن كَثِيرِ العَمَلِ مَعَ قَلِيلِ العِلمِ وَ الشّكّ وَ الشّبهَةِ


صفحه : 209

11-نهج ،[نهج البلاغة] قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فَليَصدُق رَائِدٌ أَهلَهُ وَ ليُحضِر عَقلَهُ وَ ليَكُن مِن أَبنَاءِ الآخِرَةِ فَإِنّهُ مِنهَا قَدِمَ وَ إِلَيهَا يَنقَلِبُ فَالنّاظِرُ بِالقَلبِ العَامِلُ بِالبَصَرِ يَكُونُ مُبتَدَأَ عَمَلِهِ أَن يَعلَمَ أَ عَمَلُهُ عَلَيهِ أَم لَهُ فَإِن كَانَ لَهُ مَضَي فِيهِ وَ إِن كَانَ عَلَيهِ وَقَفَ عَنهُ فَإِنّ العَامِلَ بِغَيرِ عِلمٍ كَالسّائِرِ عَلَي غَيرِ طَرِيقٍ فَلَا يَزِيدُهُ بُعدُهُ عَنِ الطّرِيقِ إِلّا بُعداً مِن حَاجَتِهِ وَ العَامِلُ بِالعِلمِ كَالسّائِرِ عَلَي الطّرِيقِ الوَاضِحِ فَليَنظُر نَاظِرٌ أَ سَائِرٌ هُوَ أَم رَاجِعٌ إِلَي آخِرِ مَا سيَأَتيِ‌ مَشرُوحاً فِي كِتَابِ الفِتَنِ

12-كَنزُ الكرَاَجكُيِ‌ّ، قَالَ الصّادِقُ ع أَحسِنُوا النّظَرَ فِيمَا لَا يَسَعُكُم جَهلُهُ وَ انصَحُوا لِأَنفُسِكُم وَ جَاهِدُوهَا فِي طَلَبِ مَعرِفَةِ مَا لَا عُذرَ لَكُم فِي جَهلِهِ فَإِنّ لِدِينِ اللّهِ أَركَاناً لَا يَنفَعُ مَن جَهِلَهَا شِدّةُ اجتِهَادِهِ فِي طَلَبِ ظَاهِرِ عِبَادَتِهِ وَ لَا يَضُرّ مَن عَرَفَهَا فَدَانَ بِهَا حُسنُ اقتِصَادِهِ وَ لَا سَبِيلَ لِأَحَدٍ إِلَي ذَلِكَ إِلّا بِعَونٍ مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ

باب 6-العلوم التي‌ أمر الناس بتحصيلها وينفعهم و فيه تفسير الحكمة

الآيات البقرةيؤُتيِ‌ الحِكمَةَ مَن يَشاءُ وَ مَن يُؤتَ الحِكمَةَ فَقَد أوُتيِ‌َ خَيراً كَثِيراًالإسراءذلِكَ مِمّا أَوحي إِلَيكَ رَبّكَ مِنَ الحِكمَةِلقمان وَ لَقَد آتَينا لُقمانَ الحِكمَةَالزخرف قالَ قَد جِئتُكُم بِالحِكمَةِالجمعةوَ يُعَلّمُهُمُ الكِتابَ وَ الحِكمَةَ

1-ل ،[الخصال ]مَاجِيلَوَيهِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ مَعرُوفٍ عَنِ ابنِ مَهزِيَارَ عَن حَكَمِ بنِ بُهلُولٍ عَنِ ابنِ هَمّامٍ عَنِ ابنِ أُذَينَةَ عَن أَبَانِ بنِ أَبِي عَيّاشٍ عَن سُلَيمِ بنِ قَيسٍ الهلِاَليِ‌ّ قَالَ سَمِعتُ عَلِيّاً ع يَقُولُ لأِبَيِ‌ الطّفَيلِ


صفحه : 210

عَامِرِ بنِ وَاثِلَةَ الكنِاَنيِ‌ّ يَا أَبَا الطّفَيلِ العِلمُ عِلمَانِ عِلَمٌ لَا يَسَعُ النّاسَ إِلّا النّظَرُ فِيهِ وَ هُوَ صِبغَةُ الإِسلَامِ وَ عِلمٌ يَسَعُ النّاسَ تَركُ النّظَرِ فِيهِ وَ هُوَ قُدرَةُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ

بيان قال الفيروزآبادي‌ الصبغة بالكسر الدين والملة وصبغة الله فطرة الله أوالتي‌ أمر الله بهامحمداص وهي‌ الختانة انتهي .أقول المراد بالصبغة هنا الملة أو كل مايصبغ الإنسان بلون الإسلام من العقائد الحقة والأعمال الحسنة والأحكام الشرعية وقدرة الله تعالي لعل المراد بهاهنا تقدير الأعمال وتعلق قدرة الله بخلقها أي علم القضاء والقدر والجبر والاختيار فإنه قدنهي‌ عن التفكر فيها. وَ فِي نَهجِ البَلَاغَةِ أَنّهُ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ قَد سُئِلَ عَنِ القَدَرِ فَقَالَ طَرِيقٌ مُظلِمٌ فَلَا تَسلُكُوهُ وَ بَحرٌ عَمِيقٌ فَلَا تَلِجُوهُ وَ سِرّ اللّهِ فَلَا تَتَكَلّفُوهُ

2-ل ،[الخصال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ المنِقرَيِ‌ّ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ لُقمَانُ لِابنِهِ لِلعَالِمِ ثَلَاثُ عَلَامَاتٍ العِلمُ بِاللّهِ وَ بِمَا يُحِبّ وَ مَا يَكرَهُ الخَبَرَ

بيان العلم بالله يشمل العلم بوجوده تعالي وصفاته والمعاد بل جميع العقائد الضرورية ويمكن إدخال بعضها فيما يحب

3-ل ،[الخصال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَنِ المُعَلّي عَن مُحَمّدِ بنِ جُمهُورٍ العمَيّ‌ّ عَن جَعفَرِ بنِ بَشِيرٍ البجَلَيِ‌ّ عَن أَبِي بَحرٍ عَن شُرَيحٍ الهمَداَنيِ‌ّ عَن أَبِي إِسحَاقَ السبّيِعيِ‌ّ عَنِ الحَارِثِ الأَعوَرِ قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع ثَلَاثٌ بِهِنّ يَكمُلُ المُسلِمُ التّفَقّهُ فِي الدّينِ وَ التّقدِيرُ فِي المَعِيشَةِ وَ الصّبرُ عَلَي النّوَائِبِ

4-ب ،[قرب الإسناد] ابنُ ظَرِيفٍ عَنِ ابنِ عُلوَانَ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ لَا يَذُوقُ المَرءُ مِن حَقِيقَةِ الإِيمَانِ حَتّي يَكُونَ فِيهِ ثَلَاثُ خِصَالٍ الفِقهُ فِي الدّينِ وَ الصّبرُ عَلَي المَصَائِبِ وَ حُسنُ التّقدِيرِ فِي المَعَاشِ


صفحه : 211

بيان التقدير في المعيشة ترك الإسراف والتقتير ولزوم الوسط أي جعلها بقدر معلوم يوافق الشرع والعقل والنوائب المصائب

5- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ إِدرِيسَ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ الدّهقَانِ عَن دُرُستَ عَنِ ابنِ عَبدِ الحَمِيدِ عَن أَبِي الحَسَنِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ دَخَلَ رَسُولُ اللّهِص المَسجِدَ فَإِذَا جَمَاعَةٌ قَد أَطَافُوا بِرَجُلٍ فَقَالَ مَا هَذَا فَقِيلَ عَلّامَةٌ قَالَ وَ مَا العَلّامَةُ قَالُوا أَعلَمُ النّاسِ بِأَنسَابِ العَرَبِ وَ وَقَائِعِهَا وَ أَيّامِ الجَاهِلِيّةِ وَ بِالأَشعَارِ وَ العَرَبِيّةِ[بِالأَشعَارِ العَرَبِيّةِ] فَقَالَ النّبِيّص ذَاكَ عِلمٌ لَا يَضُرّ مَن جَهِلَهُ وَ لَا يَنفَعُ مَن عَلِمَهُ

مع ،[معاني‌ الأخبار] أبي عن سعد عن اليقطيني‌ عن الدهقان مثله سر،[السرائر] من كتاب جعفر بن محمد بن سنان الدهقان عن عبيد الله عن درست عن عبدالحميد بن أبي العلاء عنه ع

مثله

غو،[غوالي‌ اللئالي‌] عَنِ الكَاظِمِ ع مِثلَهُ وَ زَادَ فِي آخِرِهِ ثُمّ قَالَ ع إِنّمَا العِلمُ ثَلَاثَةٌ آيَةٌ مُحكَمَةٌ أَو فَرِيضَةٌ عَادِلَةٌ أَو سُنّةٌ قَائِمَةٌ وَ مَا خَلَاهُنّ هُوَ فَضلٌ

بيان العلامة صيغة مبالغة أي كثير العلم والتاء للمبالغة قوله ص و ماالعلامة أي ماحقيقة علمه ألذي به اتصف بكونه علامة و هو أي نوع من أنواع العلامة والتنوع باعتبار أنواع صفة العلم والحاصل مامعني العلامة ألذي قلتم وأطلقتم عليه إنما العلم أي العلم النافع ثلاثة آية محكمة أي واضحة الدلالة أو غيرمنسوخة فإن المتشابه والمنسوخ لاينتفع بهما كثيرا من حيث المعني وفريضة عادلة قال في النهاية فريضة عادلة أراد العدل في القسمة أي معدلة علي السهام المذكورة في الكتاب والسنة من غيرجور ويحتمل أن يريد أنها مستنبطة من الكتاب والسنة فتكون هذه الفريضة تعدل بما أخذ عنهما انتهي والأظهر أن المراد مطلق الفرائض أي الواجبات أو ماعلم وجوبه من القرآن والأول أظهر لمقابلة الآية المحكمة ووصفها بالعادلة لأنها متوسطة بين الإفراط والتفريط وقيل المراد بها مااتفق عليه


صفحه : 212

المسلمون و لايخفي بعده والمراد بالسنة المستحبات أو ماعلم بالسنة و إن كان واجبا و علي هذافيمكن أن نخص الآية المحكمة بما يتعلق بالأصول أوغيرهما من الأحكام والمراد بالقائمة الباقية غيرالمنسوخة و ماخلاهن فهو فضل أي زائد باطل لاينبغي‌ أن يضيع العمر في تحصيله

6- مع ،[معاني‌ الأخبار]ل ،[الخصال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ الأصَبهَاَنيِ‌ّ عَنِ المنِقرَيِ‌ّ عَن سُفيَانَ بنِ عُيَينَةَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ وَجَدتُ عِلمَ النّاسِ كُلّهِم فِي أَربَعٍ أَوّلُهَا أَن تَعرِفَ رَبّكَ وَ الثّانِيَةُ أَن تَعرِفَ مَا صَنَعَ بِكَ وَ الثّالِثَةُ أَن تَعرِفَ مَا أَرَادَ مِنكَ وَ الرّابِعَةُ أَن تَعرِفَ مَا يُخرِجُكَ مِن دِينِكَ

سن ،[المحاسن ]الأصفهاني‌ مثله ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]جماعة عن أبي المفضل عن الحسن بن علي بن عاصم عن المنقري‌

مثله ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]الغضائري‌ عن علي بن محمدالعلوي‌ عن أحمد بن محمد بن الفضل الجوهري‌ عن أبيه عن الصفار عن القاشاني‌ عن الأصبهاني‌ عن المنقري‌مثله

7-ل ،[الخصال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ البزَنَطيِ‌ّ عَن رَجُلٍ مِن خُزَاعَةَ عَنِ الأسَلمَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ تَعَلّمُوا العَرَبِيّةَ فَإِنّهَا كَلَامُ اللّهِ ألّذِي يُكَلّمُ بِهِ خَلقَهُ وَ نَظّفُوا المَاضِغَينِ وَ بَلّغُوا بِالخَوَاتِيمِ

تنوير الماضغان أصول اللحيين عندمنبت الأضراس وتنظيفهما بالسواك والخلال و قال الصدوق بعدذكر هذاالخبر قدروي أبوسعيد الآدمي‌ هذاالحديث و قال في آخره بلغوا بالخواتيم أي اجعلوا الخواتيم في آخر الأصابع و لاتجعلوها في أطرافها فإنه يروي أنه من عمل قوم لوط أقول يمكن أن يكون بالعين المهملة أي بلعوا أصابعكم في الخواتيم من البلع و في أكثر النسخ بالغين المعجمة أي أبلغوها


صفحه : 213

آخر الأصابع بأن تكون الباء زائدة وظاهر الصدوق أنه قرأ الأول بالمعجمة والثاني‌ بالمهملة

8- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن عُثمَانَ بنِ نُصَيرٍ الحَافِظِ عَن يَحيَي بنِ عَمرٍو التنّوُخيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ سُلَيمَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ ع عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ قَالَ قَالَ النّبِيّص مَا عُبِدَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بشِيَ‌ءٍ أَفضَلَ مِن فِقهٍ فِي دِينٍ أَو قَالَ فِي دِينِهِ

قال أحمدفذكرته لمالك بن أنس فقيه أهل دار الهجرة فعرفه وأثبته لي عن جعفر بن محمد ع

9- ع ،[علل الشرائع ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَن حَمّادٍ عَن حَرِيزٍ عَن زُرَارَةَ وَ مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ وَ بُرَيدٍ قَالُوا قَالَ رَجُلٌ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع إِنّ لِي ابناً قَد أَحَبّ[أُحِبّ] أَن يَسأَلَكَ عَن حَلَالٍ وَ حَرَامٍ لَا يَسأَلُكَ عَمّا لَا يَعنِيهِ قَالَ فَقَالَ وَ هَل يَسأَلُ النّاسُ عَن شَيءٍ أَفضَلَ مِنَ الحَلَالِ وَ الحَرَامِ

سن ،[المحاسن ] محمد بن عبدالحميد عن يونس بن يعقوب عن أبيه قال قلت لأبي‌ عبد الله ع إن لي ابنا وذكر مثله بيان عما لايعنيه أي لايهمه و لايحتاج إليه

10-ير،[بصائر الدرجات ] ابنُ يَزِيدَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ ابنِ عَمِيرَةَ عَنِ الثمّاَليِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ أَو أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ مُتَفَقّهٌ فِي الدّينِ أَشَدّ عَلَي الشّيطَانِ مِن عِبَادَةِ أَلفِ عَابِدٍ

11-سن ،[المحاسن ] أَبِي عَنِ الحَسَنِ بنِ سَيفٍ عَن أَخِيهِ عَلِيّ عَن سُلَيمَانَ بنِ عُمَرَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ ع قَالَ لَا يَستَكمِلُ عَبدٌ حَقِيقَةَ الإِيمَانِ حَتّي يَكُونَ فِيهِ خِصَالٌ ثَلَاثٌ التّفَقّهُ فِي الدّينِ وَ حُسنُ التّقدِيرِ فِي المَعِيشَةِ وَ الصّبرُ عَلَي الرّزَايَا

بيان الرزايا جمع الرزيئة بالهمز وهي‌ المصيبة

12-سن ،[المحاسن ]بَعضُ أَصحَابِنَا عَنِ ابنِ أَسبَاطٍ عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ لَيتَ السّيَاطَ عَلَي رُءُوسِ أصَحاَبيِ‌ حَتّي يَتَفَقّهُوا فِي الحَلَالِ وَ الحَرَامِ


صفحه : 214

13-سن ،[المحاسن ] مُحَمّدُ بنُ عَبدِ الحَمِيدِ عَن عَمّهِ عَبدِ السّلَامِ بنِ سَالِمٍ عَن رَجُلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ حَدِيثٌ فِي حَلَالٍ وَ حَرَامٍ تَأخُذُهُ مِن صَادِقٍ خَيرٌ مِنَ الدّنيَا وَ مَا فِيهَا مِن ذَهَبٍ أَو فِضّةٍ

14-سن ،[المحاسن ]بَعضُ أَصحَابِنَا عَنِ ابنِ أَسبَاطٍ عَنِ العَلَاءِ عَن مُحَمّدٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ تَفَقّهُوا فِي الحَلَالِ وَ الحَرَامِ وَ إِلّا فَأَنتُم أَعرَابٌ

بيان أي فأنتم في الجهل بالأحكام الشرعية كالأعراب الذين قال الله فيهم الأَعرابُ أَشَدّ كُفراً وَ نِفاقاًالآية والأعراب سكان البادية لاواحد له ويجمع علي أعاريب

15-سن ،[المحاسن ] أَبِي عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَن عَلِيّ بنِ حَمّادٍ عَن رَجُلٍ سَمِعَ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ لَا يَشغَلُكَ طَلَبُ دُنيَاكَ عَن طَلَبِ دِينِكَ فَإِنّ طَالِبَ الدّنيَا رُبّمَا أَدرَكَ وَ رُبّمَا فَاتَتهُ فَهَلَكَ بِمَا فَاتَهُ مِنهَا

بيان أي هلك لترك طلب الدين بسبب طلب أمر من الدنيا لم يدركه أيضا فيكون قدخسر الدارين

16-سن ،[المحاسن ] أَبِي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ العَلَاءِ عَن مُحَمّدٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ وَ أَبُو جَعفَرٍ عَلَيهِمَا السّلَامُ لَو أُتِيتُ بِشَابّ مِن شَبَابِ الشّيعَةِ لَا يَتَفَقّهُ لَأَدّبتُهُ

قَالَ وَ كَانَ أَبُو جَعفَرٍ ع يَقُولُ تَفَقّهُوا وَ إِلّا فَأَنتُم أَعرَابٌ

17-سن ،[المحاسن ] فِي حَدِيثٍ آخَرَ لِابنِ أَبِي عُمَيرٍ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع لَو أُتِيتُ بِشَابّ مِن شَبَابِ الشّيعَةِ لَا يَتَفَقّهُ فِي الدّينِ لَأَوجَعتُهُ

18-سن ،[المحاسن ] فِي وَصِيّةِ المُفَضّلِ بنِ عُمَرَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ تَفَقّهُوا فِي دِينِ اللّهِ وَ لَا تَكُونُوا أَعرَاباً فَإِنّهُ مَن لَم يَتَفَقّه فِي دِينِ اللّهِ لَم يَنظُرِ اللّهُ إِلَيهِ يَومَ القِيَامَةِ وَ لَم يُزَكّ لَهُ عَمَلًا

بيان عدم النظر كناية عن السخط والغضب فإن من يغضب علي أحد أشد الغضب لاينظر إليه والتزكية المدح أي لايقبل أعماله


صفحه : 215

19-سن ،[المحاسن ]عُثمَانُ بنُ عِيسَي عَن عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ تَفَقّهُوا فِي الدّينِ فَإِنّهُ مَن لَم يَتَفَقّه مِنكُم فَهُوَ أعَراَبيِ‌ّ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُ فِي كِتَابِهِلِيَتَفَقّهُوا فِي الدّينِ وَ لِيُنذِرُوا قَومَهُم إِذا رَجَعُوا إِلَيهِم لَعَلّهُم يَحذَرُونَ

شي‌،[تفسير العياشي‌] عن أبي بصير عنه ع مثله

20-سن ،[المحاسن ] عَلِيّ بنُ حَسّانَ عَمّن ذَكَرَهُ عَن دَاوُدَ بنِ فَرقَدٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ ثَلَاثٌ هُنّ مِن عَلَامَاتِ المُؤمِنِ عِلمُهُ بِاللّهِ وَ مَن يُحِبّ وَ مَن يُبغِضُ

21-سن ،[المحاسن ] أَبِي مُرسَلًا قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع أَفضَلُ العِبَادَةِ العِلمُ بِاللّهِ

22-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَأَلتُهُ عَن قَولِ اللّهِوَ مَن يُؤتَ الحِكمَةَ فَقَد أوُتيِ‌َ خَيراً كَثِيراً قَالَ هيِ‌َ طَاعَةُ اللّهِ وَ مَعرِفَةُ الإِمَامِ

23-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع وَ مَن يُؤتَ الحِكمَةَ فَقَد أوُتيِ‌َ خَيراً كَثِيراً قَالَ المَعرِفَةُ

24-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ وَ مَن يُؤتَ الحِكمَةَ فَقَد أوُتيِ‌َ خَيراً كَثِيراً قَالَ مَعرِفَةُ الإِمَامِ وَ اجتِنَابُ الكَبَائِرِ التّيِ‌ أَوجَبَ اللّهُ عَلَيهَا النّارَ

25-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن سُلَيمَانَ بنِ خَالِدٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن قَولِ اللّهِوَ مَن يُؤتَ الحِكمَةَ فَقَد أوُتيِ‌َ خَيراً كَثِيراً فَقَالَ إِنّ الحِكمَةَ المَعرِفَةُ وَ التّفَقّهُ فِي الدّينِ فَمَن فَقُهَ مِنكُم فَهُوَ حَكِيمٌ وَ مَا أَحَدٌ يَمُوتُ مِنَ المُؤمِنِينَ أَحَبّ إِلَي إِبلِيسَ مِن فَقِيهٍ

بيان قيل الحكمة تحقيق العلم وإتقان العمل وقيل مايمنع من الجهل وقيل هي‌ الإصابة في القول وقيل هي‌ طاعة الله وقيل هي‌ الفقه في الدين و قال ابن دريد كل مايؤدي‌ إلي مكرمة أويمنع من قبيح وقيل مايتضمن صلاح النشأتين والتفاسير متقاربة والظاهر من الأخبار أنها العلوم الحقة النافعة مع العمل بمقتضاها و قديطلق علي العلوم الفائضة من جنابه تعالي علي العبد بعدالعمل بما يعلم

26-مص ،[مصباح الشريعة] قَالَ الصّادِقُ ع الحِكمَةُ ضِيَاءُ المَعرِفَةِ وَ مِيرَاثُ التّقوَي وَ ثَمَرَةُ


صفحه : 216

الصّدقِ وَ مَا أَنعَمَ اللّهُ عَلَي عَبدٍ مِن عِبَادِهِ نِعمَةً أَنعَمَ وَ أَعظَمَ وَ أَرفَعَ وَ أَجزَلَ وَ أَبهَي مِنَ الحِكمَةِ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّيؤُتيِ‌ الحِكمَةَ مَن يَشاءُ وَ مَن يُؤتَ الحِكمَةَ فَقَد أوُتيِ‌َ خَيراً كَثِيراً وَ ما يَذّكّرُ إِلّا أُولُوا الأَلبابِ أَي لَا يَعلَمُ مَا أَودَعتُ وَ هَيّأتُ فِي الحِكمَةِ إِلّا مَنِ استَخلَصتُهُ لنِفَسيِ‌ وَ خَصَصتُهُ بِهَا وَ الحِكمَةُ هيِ‌َ الثّبَاتُ وَ صِفَةُ الحَكِيمِ الثّبَاتُ عِندَ أَوَائِلِ الأُمُورِ وَ الوُقُوفُ عِندَ عَوَاقِبِهَا وَ هُوَ هاَديِ‌ خَلقِ اللّهِ إِلَي اللّهِ تَعَالَي قَالَ رَسُولُ اللّهِص لعِلَيِ‌ّ ع لَأَن يهَديِ‌َ اللّهُ عَلَي يَدَيكَ عَبداً مِن عِبَادِ اللّهِ خَيرٌ لَكَ مِمّا طَلَعَت عَلَيهِ الشّمسُ مِن مَشَارِقِهَا إِلَي مَغَارِبِهَا

بيان ضياء المعرفة الإضافة إما بيانية أولامية و علي الأخير فالمراد النور الحاصل في القلب بسبب المعرفة أوالعلوم الفائضة بعدها والثبات عندأوائل الأمور عدم التزلزل من الفتن الحادثة عندالشروع في عمل من أعمال الخير وكذا الوقوف عندعواقبها وأواخرها و مايترتب عليها من المفاسد الدنيوية

27-غو،[غوالي‌ اللئالي‌] عَن مَعمَرٍ عَنِ الزهّريِ‌ّ عَن سَعِيدِ بنِ المُسَيّبِ عَن أَبِي هُرَيرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن يُرِدِ اللّهُ بِهِ خَيراً يُفَقّههُ فِي الدّينِ

نوادر الراوندي‌،بإسناده عن موسي بن جعفر عن آبائه عن النبي ص مثله

28- وَ بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مِن حُسنِ إِسلَامِ المَرءِ تَركُهُ مَا لَا يَعنِيهِ

29-سر،[السرائر] فِي جَامِعِ البزَنَطيِ‌ّ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ ع قَالَ قَالَ عَلِيّ ع قَالَ رَسُولُ اللّهِص نِعمَ الرّجُلُ الفَقِيهُ فِي الدّينِ إِنِ احتِيجَ إِلَيهِ نَفَعَ وَ إِن لَم يُحتَج إِلَيهِ نَفَعَ نَفسَهُ

30-غو،[غوالي‌ اللئالي‌] قَالَ رَسُولُ اللّهِص لِكُلّ شَيءٍ عِمَادٌ وَ عِمَادُ هَذَا الدّينِ الفِقهُ

31- وَ قَالَص الفُقَهَاءُ أُمَنَاءُ الرّسُولِ

32- وَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ لِوَلَدِهِ مُحَمّدٍ تَفَقّه فِي الدّينِ فَإِنّ الفُقَهَاءَ وَرَثَةُ الأَنبِيَاءِ


صفحه : 217

33-جا،[المجالس للمفيد] ابنُ قُولَوَيهِ عَنِ الكلُيَنيِ‌ّ عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ المُعَلّي عَنِ الوَشّاءِ عَن حَمّادِ بنِ عُثمَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا أَرَادَ اللّهُ بِعَبدٍ خَيراً فَقّهَهُ فِي الدّينِ

34-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] عَن أَبِي مُحَمّدٍ العسَكرَيِ‌ّ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَا أَنعَمَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَلَي عَبدٍ بَعدَ الإِيمَانِ بِاللّهِ أَفضَلَ مِنَ العِلمِ بِكِتَابِ اللّهِ وَ مَعرِفَةِ تَأوِيلِهِ وَ مَن جَعَلَ اللّهُ لَهُ مِن ذَلِكَ حَظّاً ثُمّ ظَنّ أَنّ أَحَداً لَم يُفعَل بِهِ مَا فُعِلَ بِهِ وَ قَد فُضّلَ عَلَيهِ فَقَد حَقّرَ نِعَمَ اللّهِ عَلَيهِ

35- وَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص فِي قَولِهِ تَعَالَييا أَيّهَا النّاسُ قَد جاءَتكُم مَوعِظَةٌ مِن رَبّكُم وَ شِفاءٌ لِما فِي الصّدُورِ وَ هُديً وَ رَحمَةٌ لِلمُؤمِنِينَ قُل بِفَضلِ اللّهِ وَ بِرَحمَتِهِ فَبِذلِكَ فَليَفرَحُوا هُوَ خَيرٌ مِمّا يَجمَعُونَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص فَضلُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ القُرآنُ وَ العِلمُ بِتَأوِيلِهِ وَ رَحمَتُهُ وَ تَوفِيقُهُ لِمُوَالَاةِ مُحَمّدٍ وَ آلِهِ الطّاهِرِينَ وَ مُعَادَاةُ أَعدَائِهِم ثُمّ قَالَص وَ كَيفَ لَا يَكُونُ ذَلِكَ خَيراً مِمّا يَجمَعُونَ وَ هُوَ ثَمَنُ الجَنّةِ وَ نَعِيمُهَا فَإِنّهُ يُكتَسَبُ بِهَا رِضوَانُ اللّهِ ألّذِي هُوَ أَفضَلُ مِنَ الجَنّةِ وَ يُستَحَقّ الكَونُ بِحَضرَةِ مُحَمّدٍ وَ آلِهِ الطّيّبِينَ ألّذِي هُوَ أَفضَلُ مِنَ الجَنّةِ إِنّ مُحَمّداً وَ آلَ مُحَمّدٍ الطّيّبِينَ أَشرَفُ زِينَةِ الجِنَانِ ثُمّ قَالَص يَرفَعُ اللّهُ بِهَذَا القُرآنِ وَ العِلمِ بِتَأوِيلِهِ وَ بِمُوَالَاتِنَا أَهلَ البَيتِ وَ التبّرَيّ‌ مِن أَعدَائِنَا أَقوَاماً فَيَجعَلُهُم فِي الخَيرِ قَادَةً[ وَ]أَئِمّةً فِي الخَيرِ تُقتَصّ آثَارُهُم وَ تُرمَقُ أَعمَالُهُم وَ يُقتَدَي بِفِعَالِهِم وَ تَرغَبُ المَلَائِكَةُ فِي خَلّتِهِم وَ تَمسَحُهُم بِأَجنِحَتِهِم فِي صَلَاتِهِم وَ يَستَغفِرُ لَهُم كُلّ رَطبٍ وَ يَابِسٍ حَتّي حِيتَانُ البَحرِ وَ هَوَامّهُ وَ سِبَاعُ البَرّ وَ أَنعَامُهُ وَ السّمَاءُ وَ نُجُومُهَا

36-ضه ،[روضة الواعظين ] قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَفضَلُ العِبَادَةِ الفِقهُ وَ أَفضَلُ الدّينِ الوَرَعُ

37-سر،[السرائر] مِن كِتَابِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ الدهّقاَنيِ‌ّ عَن عُبَيدِ اللّهِ عَن


صفحه : 218

دُرُستَ عَن عَبدِ الحَمِيدِ بنِ أَبِي العَلَاءِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَنِ انهَمَكَ فِي طَلَبِ النّحوِ سُلِبَ الخُشُوعَ

بيان الظاهر أن المراد علم النحو و لاينافي‌ تجدد هذاالعلم والاسم لعلمه ع بما سيتجدد ويحتمل أن يكون المراد التوجه إلي القواعد النحوية في حال الدعاء والنحو في اللغة الطريق والجهة والقصد و شيءمنها لايناسب المقام إلابتكلف تام

38-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن يُونُسَ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ أَنّ دَاوُدَ قَالَ كُنّا عِندَهُ فَارتَعَدَتِ السّمَاءُ فَقَالَ هُوَ سُبحَانَ مَنيُسَبّحُ الرّعدُ بِحَمدِهِ وَ المَلائِكَةُ مِن خِيفَتِهِ فَقَالَ لَهُ أَبُو بَصِيرٍ جُعِلتُ فِدَاكَ إِنّ لِلرّعدِ كَلَاماً فَقَالَ يَا أَبَا مُحَمّدٍ سَل عَمّا يَعنِيكَ وَ دَع مَا لَا يَعنِيكَ

39-نَوَادِرُ الراّونَديِ‌ّ،بِإِسنَادِهِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ مِنَ البَيَانِ لَسِحراً وَ مِنَ العِلمِ جَهلًا وَ مِنَ الشّعرِ حِكَماً وَ مِنَ القَولِ عَدلًا

40-الدّرّةُ البَاهِرَةُ، عَنِ الكَاظِمِ ع قَالَ مَن تَكَلّفَ مَا لَيسَ مِن عِلمِهِ ضَيّعَ عَمَلَهُ وَ خَابَ أَمَلُهُ

41- وَ قَالَ الجَوَادُ ع التّفَقّهُ ثَمَنٌ لِكُلّ غَالٍ وَ سُلّمٌ إِلَي كُلّ عَالٍ

42-الجَوَاهِرُ للِكرَاَجكُيِ‌ّ، قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع العُلُومُ أَربَعَةٌ الفِقهُ لِلأَديَانِ وَ الطّبّ لِلأَبدَانِ وَ النّحوُ لِلّسَانِ وَ النّجُومُ لِمَعرِفَةِ الأَزمَانِ

43-دَعَوَاتُ الراّونَديِ‌ّ، قَالَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ ع عَجَبٌ لِمَن يَتَفَكّرُ فِي مَأكُولِهِ كَيفَ لَا يَتَفَكّرُ فِي مَعقُولِهِ فَيُجَنّبُ بَطنَهُ مَا يُؤذِيهِ وَ يُودِعُ صَدرَهُ مَا يُردِيهِ

44-نهج ،[نهج البلاغة] قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع العِلمُ عِلمَانِ مَطبُوعٌ وَ مَسمُوعٌ وَ لَا يَنفَعُ المَسمُوعُ إِذَا لَم يَكُنِ المَطبُوعُ

45- وَ قَالَ ع وَ قَد سُئِلَ عَنِ القَدَرِ طَرِيقٌ مُظلِمٌ فَلَا تَسلُكُوهُ وَ بَحرٌ عَمِيقٌ فَلَا تَلِجُوهُ وَ سِرّ اللّهِ فَلَا تَتَكَلّفُوهُ


صفحه : 219

بيان لعل المراد بالمطبوع مااستنبط بفهمه وفكره الصائب في الأصول والفروع من الأدلة العقلية والنقلية وربما يخص المطبوع بالأصول والمسموع بالفروع

46-نهج ،[نهج البلاغة] قَالَ ع النّاسُ أَعدَاءُ مَا جَهِلُوا

47- وَ قَالَ ع لَا تَكُونُوا كَجُفَاةِ الجَاهِلِيّةِ لَا فِي الدّينِ تَتَفَقّهُونَ وَ لَا عَنِ اللّهِ تَعقِلُونَ كَقَيضِ بَيضٍ فِي أَدَاحٍ يَكُونُ كَسرُهَا وِزراً وَ يُخرِجُ حِضَانُهَا شَرّاً

بيان القيض قشر البيض والأداحي‌ جمع الأدحية وهي‌ مبيض النعام في الرمل وحضن الطائر بيضه حضنا وحضانا ضمه إلي نفسه تحت جناحه للتفريخ وقيل الغرض التشبيه ببيض أفاعي‌ وجدت في عش حيوان لايمكن كسرها لاحتمال كونها من حيوان محلل و إن تركت تخرج منها أفاعي‌ فكذا هؤلاء إن تركوا صاروا شياطين يضلون الناس و لايمكن قتلهم لظاهر الإسلام وسيأتي‌ تمام الكلام وشرحه في كتاب الفتن

48-نهج ،[نهج البلاغة] فِي وَصِيّتِهِ لِلحَسَنِ ع خُضِ الغَمَرَاتِ إِلَي الحَقّ حَيثُ كَانَ وَ تَفَقّه فِي الدّينِ إِلَي قَولِهِ ع وَ تَفَهّم وصَيِتّيِ‌ وَ لَا تَذهَبَنّ صَفحاً فَإِنّ خَيرَ القَولِ مَا نَفَعَ وَ اعلَم أَنّهُ لَا خَيرَ فِي عِلمٍ لَا يَنفَعُ وَ لَا يُنتَفَعُ بِعِلمٍ لَا يَحِقّ تَعَلّمُهُ إِلَي قَولِهِ ع وَ أَن أَبتَدِئَكَ بِتَعلِيمِ كِتَابِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ تَأوِيلِهِ وَ شَرَائِعِ الإِسلَامِ وَ أَحكَامِهِ وَ حَلَالِهِ وَ حَرَامِهِ لَا أُجَاوِزُ ذَلِكَ بِكَ إِلَي غَيرِهِ

49-كَنزُ الكرَاَجكُيِ‌ّ، قَالَ رَسُولُ اللّهِص خَمسٌ لَا يَجتَمِعنَ إِلّا فِي مُؤمِنٍ حَقّاً يُوجِبُ اللّهُ لَهُ بِهِنّ الجَنّةَ النّورُ فِي القَلبِ وَ الفِقهُ فِي الإِسلَامِ وَ الوَرَعُ فِي الدّينِ وَ المَوَدّةُ فِي النّاسِ وَ حُسنُ السّمتِ فِي الوَجهِ

50- وَ قَالَص العِلمُ أَكثَرُ مِن أَن يُحصَي فَخُذ مِن كُلّ شَيءٍ أَحسَنَهُ

51- وَ مِنهُ قَالَ لُقمَانُ لِابنِهِ يَا بنُيَ‌ّ تَعَلّمِ الحِكمَةَ تَشَرّف فَإِنّ الحِكمَةَ تَدُلّ عَلَي الدّينِ وَ تُشَرّفُ العَبدَ عَلَي الحُرّ وَ تَرفَعُ المِسكِينَ عَلَي الغنَيِ‌ّ وَ تُقَدّمُ الصّغِيرَ عَلَي الكَبِيرِ وَ تُجلِسُ المِسكِينَ مَجَالِسَ المُلُوكِ وَ تَزِيدُ الشّرِيفَ شَرَفاً وَ السّيّدَ سُودَداً وَ


صفحه : 220

الغنَيِ‌ّ مَجداً وَ كَيفَ يَظُنّ ابنُ آدَمَ أَن يَتَهَيّأَ لَهُ أَمرُ دِينِهِ وَ مَعِيشَتِهِ بِغَيرِ حِكمَةٍ وَ لَن يُهَيّئَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَمرَ الدّنيَا وَ الآخِرَةِ إِلّا بِالحِكمَةِ وَ مَثَلُ الحِكمَةِ بِغَيرِ طَاعَةٍ مَثَلُ الجَسَدِ بِلَا نَفسٍ أَو مَثَلُ الصّعِيدِ بِلَا مَاءٍ وَ لَا صَلَاحَ لِلجَسَدِ بِغَيرِ نَفسٍ وَ لَا لِلصّعِيدِ بِغَيرِ مَاءٍ وَ لَا لِلحِكمَةِ بِغَيرِ طَاعَةٍ

52- وَ مِنهُ عَنِ النّبِيّص العِلمُ عِلمَانِ عِلمُ الأَديَانِ وَ عِلمُ الأَبدَانِ

53- وَ قَالَص مَن يُرِدِ اللّهُ بِهِ خَيراً يُفَقّههُ فِي الدّينِ

54-عدة،[عدة الداعي‌] قَالَ العَالِمُ ع أَولَي العِلمِ بِكَ مَا لَا يَصلُحُ لَكَ العَمَلُ إِلّا بِهِ وَ أَوجَبُ العِلمِ عَلَيكَ مَا أَنتَ مَسئُولٌ عَنِ العَمَلِ بِهِ وَ أَلزَمُ العِلمِ لَكَ مَا دَلّكَ عَلَي صَلَاحِ قَلبِكَ وَ أَظهَرَ لَكَ فَسَادَهُ وَ أَحمَدُ العِلمِ عَاقِبَةً مَا زَادَ فِي عَمَلِكَ العَاجِلِ

55-مُنيَةُ المُرِيدِ، قَالَ الصّادِقُ ع مَا مِن أَحَدٍ يَمُوتُ مِنَ المُؤمِنِينَ أَحَبّ إِلَي إِبلِيسَ مِن مَوتِ فَقِيهٍ

56- وَ عَنهُ ع إِذَا مَاتَ المُؤمِنُ الفَقِيهُ ثُلِمَ فِي الإِسلَامِ ثُلمَةٌ لَا يَسُدّهَا شَيءٌ

57- وَ فِي التّورَاةِ عَظّمِ الحِكمَةَ فإَنِيّ‌ لَا أَجعَلُ الحِكمَةَ فِي قَلبِ أَحَدٍ إِلّا وَ أَرَدتُ أَن أَغفِرَ لَهُ فَتَعَلّمهَا ثُمّ اعمَل بِهَا ثُمّ ابذُلهَا كيَ‌ تَنَالَ بِذَلِكَ كرَاَمتَيِ‌ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ

58- عَنِ ابنِ عَبّاسٍ مَرفُوعاً فِي قَولِهِ تَعَالَييؤُتيِ‌ الحِكمَةَ مَن يَشاءُ قَالَ الحِكمَةُ القُرآنُ

59- وَ رَوَي بَشِيرٌ الدّهّانُ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع لَا خَيرَ فِيمَن لَا يَتَفَقّهُ مِن أَصحَابِنَا يَا بَشِيرُ إِنّ الرّجُلَ مِنكُم إِذَا لَم يَستَغنِ بِفِقهِهِ احتَاجَ إِلَيهِم فَإِذَا احتَاجَ إِلَيهِم أَدخَلُوهُ فِي بَابِ ضَلَالَتِهِم وَ هُوَ لَا يَعلَمُ

60- وَ روُيِ‌َ عَنهُ ع أَنّهُ قَالَ لَهُ رَجُلٌ جُعِلتُ فِدَاكَ رَجُلٌ عَرَفَ هَذَا الأَمرَ


صفحه : 221

لَزِمَ بَيتَهُ وَ لَم يَتَعَرّف إِلَي أَحَدٍ مِن إِخوَانِهِ قَالَ فَقَالَ كَيفَ يَتَفَقّهُ هَذَا فِي دِينِهِ

61- وَ عَنهُ ع لَا يَسَعُ النّاسَ حَتّي يَسأَلُوا وَ يَتَفَقّهُوا وَ يَعرِفُوا إِمَامَهُم وَ يَسَعُهُم أَن يَأخُذُوا بِمَا يَقُولُ وَ إِن كَانَ تَقِيّةً

62- كِتَابُ الحُسَينِ بنِ عُثمَانَ عَن غَيرِ وَاحِدٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَا يَصلُحُ المَرءُ إِلّا عَلَي ثَلَاثِ خِصَالٍ التّفَقّهِ فِي الدّينِ وَ حُسنِ التّقدِيرِ فِي المَعِيشَةِ وَ الصّبرِ عَلَي النّائِبَةِ

باب 7-آداب طلب العلم وأحكامه

الآيات المائدةيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لا تَسئَلُوا عَن أَشياءَ إِن تُبدَ لَكُم تَسُؤكُم وَ إِن تَسئَلُوا عَنها حِينَ يُنَزّلُ القُرآنُ تُبدَ لَكُم عَفَا اللّهُ عَنها وَ اللّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ قَد سَأَلَها قَومٌ مِن قَبلِكُم ثُمّ أَصبَحُوا بِها كافِرِينَطه وَ لا تَعجَل بِالقُرآنِ مِن قَبلِ أَن يُقضي إِلَيكَ وَحيُهُ وَ قُل رَبّ زدِنيِ‌ عِلماً

1-ل ،[الخصال ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عُبَيدِ اللّهِ عَن القَدّاحِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَربَعَةٌ لَا يَشبَعنَ مِن أَربَعَةٍ الأَرضُ مِنَ المَطَرِ وَ العَينُ مِنَ النّظَرِ وَ الأُنثَي مِنَ الذّكَرِ وَ العَالِمُ مِنَ العِلمِ

سن ،[المحاسن ] أبي رفعه إلي أبي عبد الله ع مثله ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]ل ،[الخصال ]

في سؤالات الشامي‌ عن أمير المؤمنين ع مثله إلابترك التعريف في الجميع

2-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ قَالَ كَتَبَ إلِيَ‌ّ أَبُو الحَسَنِ الرّضَا ع وَ كَتَبَ فِي آخِرِهِ أَ وَ لَم تُنهَوا عَن كَثرَةِ المَسَائِلِ فَأَبَيتُم أَن تَنتَهُوا إِيّاكُم وَ ذَاكَ فَإِنّمَا هَلَكَ مَن كَانَ قَبلَكُم بِكَثرَةِ سُؤَالِهِم فَقَالَ اللّهُيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لا تَسئَلُوا عَن أَشياءَ إِلَي قَولِهِكافِرِينَ


صفحه : 222

3-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] ابنُ المُغِيرَةِ بِإِسنَادِهِ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَنِ الصّادِقِ عَن أَبِيهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا سَهَرَ إِلّا فِي ثَلَاثٍ مُتَهَجّدٍ بِالقُرآنِ أَو فِي طَلَبِ العِلمِ أَو عَرُوسٍ تُهدَي إِلَي زَوجِهَا

نوادر الراوندي‌،بإسناده عن الكاظم عن آبائه ع عن النبي ص مثله بيان التهجد مجانبة الهجود و هوالنوم و قديطلق علي الصلاة بالليل و علي الأول المراد إما قراءة القرآن في الصلاة أوالأعم

4-ب ،[قرب الإسناد]هَارُونُ عَنِ ابنِ صَدَقَةَ عَنِ الصّادِقِ عَن أَبِيهِ ع قَالَ لَا بَأسَ بِالسّهَرِ فِي طَلَبِ العِلمِ

بيان في بعض النسخ بالتهيم و هوالتحير ومشية حسنة ولعل المراد التحير في البلاد أي المسافرة أوالإسراع في المشي‌ والنسخة الأولي أظهر

5-ختص ،[الإختصاص ] قَالَ البَاقِرُ ع إِذَا جَلَستَ إِلَي عَالِمٍ فَكُن عَلَي أَن تَسمَعَ أَحرَصَ مِنكَ عَلَي أَن تَقُولَ وَ تَعَلّم حُسنَ الِاستِمَاعِ كَمَا تَتَعَلّمُ حُسنَ القَولِ وَ لَا تَقطَع عَلَي أَحَدٍ حَدِيثَهُ

6-نَوَادِرُ الراّونَديِ‌ّ،بِإِسنَادِهِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن تَعَلّمَ فِي شَبَابِهِ كَانَ بِمَنزِلَةِ الرّسمِ فِي الحَجَرِ وَ مَن تَعَلّمَ وَ هُوَ كَبِيرٌ كَانَ بِمَنزِلَةِ الكِتَابِ عَلَي وَجهِ المَاءِ

7-نهج ،[نهج البلاغة] قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع لِسَائِلٍ سَأَلَهُ عَن مُعضِلَةٍ سَل تَفَقّهاً وَ لَا تَسأَل تَعَنّتاً فَإِنّ الجَاهِلَ المُتَعَلّمَ شَبِيهٌ بِالعَالِمِ وَ إِنّ العَالِمَ المُتَعَسّفَ شَبِيهٌ بِالجَاهِلِ

8- وَ قَالَ ع فِي ذَمّ قَومٍ سَائِلُهُم مُتَعَنّتٌ وَ مُجِيبُهُم مُتَكَلّفٌ


صفحه : 223

9- وَ قَالَ ع إِذَا ازدَحَمَ الجَوَابُ خفَيِ‌َ الصّوَابُ

بيان لعل فيه دلالة علي المنع عن سؤال مسألة واحدة عن جماعة كثيرة

10-نهج ،[نهج البلاغة] قَالَ ع يَا كُمَيلُ مُر أَهلَكَ أَن يَرُوحُوا فِي كَسبِ المَكَارِمِ وَ يُدلِجُوا فِي حَاجَةِ مَن هُوَ نَائِمٌ

11- وَ قَالَ ع لَا تَسأَل عَمّا لَم يَكُن ففَيِ‌ ألّذِي قَد كَانَ لَكَ شُغُلٌ

12- وَ قَالَ ع فِي وَصِيّتِهِ لِلحَسَنِ ع إِنّمَا قَلبُ الحَدَثِ كَالأَرضِ الخَالِيَةِ مَا ألُقيِ‌َ فِيهَا مِن شَيءٍ قَبِلَتهُ فَبَادَرتُكَ بِالأَدَبِ قَبلَ أَن يَقسُوَ قَلبُكَ وَ يَشتَغِلَ لُبّكَ إِلَي قَولِهِ ع وَ اعلَم يَا بنُيَ‌ّ أَنّ أَحَبّ مَا أَنتَ آخِذٌ بِهِ مِن وصَيِتّيِ‌ تَقوَي اللّهِ وَ الِاقتِصَارُ عَلَي مَا افتَرَضَهُ اللّهُ عَلَيكَ وَ الأَخذُ بِمَا مَضَي عَلَيهِ الأَوّلُونَ مِن آبَائِكَ وَ الصّالِحُونَ مِن أَهلِ بَيتِكَ فَإِنّهُم لَم يَدَعُوا أَن نَظَرُوا لِأَنفُسِهِم كَمَا أَنتَ نَاظِرٌ وَ فَكّرُوا كَمَا أَنتَ مُفَكّرٌ ثُمّ رَدّهُم آخِرُ ذَلِكَ إِلَي الأَخذِ بِمَا عَرَفُوا وَ الإِمسَاكِ عَمّا لَم يُكَلّفُوا فَإِن أَبَت نَفسُكَ أَن تَقبَلَ ذَلِكَ دُونَ أَن تَعلَمَ كَمَا عَلِمُوا فَليَكُن طَلَبُكَ ذَلِكَ بِتَفَهّمٍ وَ تَعَلّمٍ لَا بِتَوَرّطِ الشّبُهَاتِ وَ عُلُوّ الخُصُومَاتِ وَ ابدَأ قَبلَ نَظَرِكَ فِي ذَلِكَ بِالِاستِعَانَةِ عَلَيهِ بِإِلَهِكَ وَ الرّغبَةِ إِلَيهِ فِي تَوفِيقِكَ وَ تَركِ كُلّ شَائِبَةٍ أَولَجَتكَ فِي شُبهَةٍ أَو أَسلَمَتكَ إِلَي ضَلَالَةٍ فَإِذَا أَيقَنتَ أَن صَفَا قَلبُكَ فَخَشَعَ وَ تَمّ رَأيُكَ وَ اجتَمَعَ وَ كَانَ هَمّكَ فِي ذَلِكَ هَمّاً وَاحِداً فَانظُر فِيمَا فَسّرتُ لَكَ وَ إِن أَنتَ لَم يَجتَمِع لَكَ مَا تُحِبّ مِن نَفسِكَ وَ فَرَاغِ نَظَرِكَ وَ فِكرِكَ فَاعلَم أَنّكَ إِنّمَا تَخبِطُ العَشوَاءَ أَو تَتَوَرّطُ الظّلمَاءَ وَ لَيسَ طَالِبُ الدّينِ مَن خَبَطَ وَ لَا خَلَطَ وَ الإِمسَاكُ عَن ذَلِكَ أَمثَلُ إِلَي قَولِهِ ع فَإِن أَشكَلَ عَلَيكَ شَيءٌ


صفحه : 224

مِن ذَلِكَ فَاحمِلهُ عَلَي جَهَالَتِكَ بِهِ فَإِنّكَ أَوّلَ مَا خُلِقتَ خُلِقتَ جَاهِلًا ثُمّ عُلّمتَ وَ مَا أَكثَرَ مَا تَجهَلُ مِنَ الأَمرِ وَ يَتَحَيّرُ فِيهِ رَأيُكَ وَ يَضِلّ فِيهِ بَصَرُكَ ثُمّ تُبصِرُهُ بَعدَ ذَلِكَ فَاعتَصِم باِلذّيِ‌ خَلَقَكَ وَ رَزَقَكَ وَ سَوّاكَ وَ ليَكُن لَهُ تَعَبّدُكَ وَ إِلَيهِ رَغبَتُكَ وَ مِنهُ شَفَقَتُكَ إِلَي قَولِهِ ع فَإِذَا أَنتَ هُدِيتَ لِقَصدِكَ فَكُن أَخشَعَ مَا تَكُونُ لِرَبّكَ

13-كَنزُ الكرَاَجكُيِ‌ّ، قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع العِلمُ مِنَ الصّغَرِ كَالنّقشِ فِي الحَجَرِ

14- وَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص التّوَدّدُ إِلَي النّاسِ نِصفُ العَقلِ وَ حُسنُ السّؤَالِ نِصفُ العِلمِ وَ التّقدِيرُ فِي النّفَقَةِ نِصفُ العَيشِ

15-عدة،[عدة الداعي‌] عَنِ النّبِيّص قَالَ أَوحَي اللّهُ إِلَي بَعضِ أَنبِيَائِهِ قُل لِلّذِينَ يَتَفَقّهُونَ لِغَيرِ الدّينِ وَ يَتَعَلّمُونَ لِغَيرِ العَمَلِ وَ يَطلُبُونَ الدّنيَا لِغَيرِ الآخِرَةِ يَلبَسُونَ لِلنّاسِ مُسُوكَ الكِبَاشِ وَ قُلُوبُهُم كَقُلُوبِ الذّئَابِ أَلسِنَتُهُم أَحلَي مِنَ العَسَلِ وَ أَعمَالُهُم أَمَرّ مِنَ الصّبِرِ إيِاّي‌َ يُخَادِعُونَ وَ بيِ‌ يَستَهزِءُونَ لَأُتِيحَنّ لَهُم فِتنَةً تَذَرُ الحَكِيمَ حَيرَانَ

16- كِتَابُ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ شُرَيحٍ عَن حُمَيدِ بنِ شُعَيبٍ عَن جَابِرٍ الجعُفيِ‌ّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ يَا أَيّهَا النّاسُ اتّقُوا اللّهَ وَ لَا تُكثِرُوا السّؤَالَ إِنّمَا هَلَكَ مَن كَانَ قَبلَكُم بِكَثرَةِ سُؤَالِهِم أَنبِيَاءَهُم وَ قَد قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لا تَسئَلُوا عَن أَشياءَ إِن تُبدَ لَكُم تَسُؤكُم وَ اسأَلُوا عَمّا افتَرَضَ اللّهُ عَلَيكُم وَ اللّهِ إِنّ الرّجُلَ يأَتيِنيِ‌ وَ يسَألَنُيِ‌ فَأُخبِرُهُ فَيَكفُرُ وَ لَو لَم يسَألَنيِ‌ مَا ضَرّهُ وَ قَالَ اللّهُوَ إِن تَسئَلُوا عَنها حِينَ يُنَزّلُ القُرآنُ تُبدَ لَكُم إِلَي قَولِهِقَد سَأَلَها قَومٌ مِن قَبلِكُم ثُمّ أَصبَحُوا بِها كافِرِينَ

17-أَقُولُ وَجَدتُ بِخَطّ شَيخِنَا البهَاَئيِ‌ّ قَدّسَ اللّهُ رُوحَهُ مَا هَذَا لَفظُهُ قَالَ الشّيخُ شَمسُ الدّينِ مُحَمّدُ بنُ مكَيّ‌ّ نَقَلتُ مِن خَطّ الشّيخِ أَحمَدَ الفرَاَهاَنيِ‌ّ رَحِمَهُ اللّهُ عَن عُنوَانَ البصَريِ‌ّ وَ كَانَ شَيخاً كَبِيراً قَد أَتَي عَلَيهِ أَربَعٌ وَ تِسعُونَ سَنَةً قَالَكُنتُ أَختَلِفُ إِلَي مَالِكِ بنِ أَنَسٍ سِنِينَ فَلَمّا قَدِمَ جَعفَرٌ الصّادِقُ ع المَدِينَةَ اختَلَفتُ إِلَيهِ وَ أَحبَبتُ أَن آخُذَ عَنهُ كَمَا أَخَذتُ عَن مَالِكٍ فَقَالَ لِي يَوماً إنِيّ‌ رَجُلٌ مَطلُوبٌ وَ مَعَ ذَلِكَ لِي أَورَادٌ فِي كُلّ سَاعَةٍ مِن آنَاءِ اللّيلِ وَ النّهَارِ فَلَا تشَغلَنيِ‌ عَن ورِديِ‌ وَ خُذ عَن مَالِكٍ وَ اختَلِف


صفحه : 225

إِلَيهِ كَمَا كُنتَ تَختَلِفُ إِلَيهِ فَاغتَمَمتُ مِن ذَلِكَ وَ خَرَجتُ مِن عِندِهِ وَ قُلتُ فِي نفَسيِ‌ لَو تَفَرّسَ فِيّ خَيراً لَمَا زجَرَنَيِ‌ عَنِ الِاختِلَافِ إِلَيهِ وَ الأَخذِ عَنهُ فَدَخَلتُ مَسجِدَ الرّسُولِص وَ سَلّمتُ عَلَيهِ ثُمّ رَجَعتُ مِنَ الغَدِ إِلَي الرّوضَةِ وَ صَلّيتُ فِيهَا رَكعَتَينِ وَ قُلتُ أَسأَلُكَ يَا اللّهُ يَا اللّهُ أَن تَعطِفَ عَلَيّ قَلبَ جَعفَرٍ وَ ترَزقُنَيِ‌ مِن عِلمِهِ مَا أهَتدَيِ‌ بِهِ إِلَي صِرَاطِكَ المُستَقِيمِ وَ رَجَعتُ إِلَي داَريِ‌ مُغتَمّاً وَ لَم أَختَلِف إِلَي مَالِكِ بنِ أَنَسٍ لِمَا أُشرِبَ قلَبيِ‌ مِن حُبّ جَعفَرٍ فَمَا خَرَجتُ مِن داَريِ‌ إِلّا إِلَي الصّلَاةِ المَكتُوبَةِ حَتّي عِيلَ صبَريِ‌ فَلَمّا ضَاقَ صدَريِ‌ تَنَعّلتُ وَ تَرَدّيتُ وَ قَصَدتُ جَعفَراً وَ كَانَ بَعدَ مَا صَلّيتُ العَصرَ فَلَمّا حَضَرتُ بَابَ دَارِهِ استَأذَنتُ عَلَيهِ فَخَرَجَ خَادِمٌ لَهُ فَقَالَ مَا حَاجَتُكَ فَقُلتُ السّلَامُ عَلَي الشّرِيفِ فَقَالَ هُوَ قَائِمٌ فِي مُصَلّاهُ فَجَلَستُ بِحِذَاءِ بَابِهِ فَمَا لَبِثتُ إِلّا يَسِيراً إِذ خَرَجَ خَادِمٌ فَقَالَ ادخُل عَلَي بَرَكَةِ اللّهِ فَدَخَلتُ وَ سَلّمتُ عَلَيهِ فَرَدّ السّلَامَ وَ قَالَ اجلِس غَفَرَ اللّهُ لَكَ فَجَلَستُ فَأَطرَقَ مَلِيّاً ثُمّ رَفَعَ رَأسَهُ وَ قَالَ أَبُو مَن قُلتُ أَبُو عَبدِ اللّهِ قَالَ ثَبّتَ اللّهُ كُنيَتَكَ وَ وَفّقَكَ يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ مَا مَسأَلَتُكَ فَقُلتُ فِي نفَسيِ‌ لَو لَم يَكُن لِي مِن زِيَارَتِهِ وَ التّسلِيمِ غَيرُ هَذَا الدّعَاءِ لَكَانَ كَثِيراً ثُمّ رَفَعَ رَأسَهُ ثُمّ قَالَ مَا مَسأَلَتُكَ فَقُلتُ سَأَلتُ اللّهَ أَن يَعطِفَ قَلبَكَ عَلَيّ وَ يرَزقُنَيِ‌ مِن عِلمِكَ وَ أَرجُو أَنّ اللّهَ تَعَالَي أجَاَبنَيِ‌ فِي الشّرِيفِ مَا سَأَلتُهُ فَقَالَ يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ لَيسَ العِلمُ بِالتّعَلّمِ إِنّمَا هُوَ نُورٌ يَقَعُ فِي قَلبِ مَن يُرِيدُ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي أَن يَهدِيَهُ فَإِن أَرَدتَ العِلمَ فَاطلُب أَوّلًا فِي نَفسِكَ حَقِيقَةَ العُبُودِيّةِ وَ اطلُبِ العِلمَ بِاستِعمَالِهِ وَ استَفهِمِ اللّهَ يُفهِمكَ قُلتُ يَا شَرِيفُ فَقَالَ قُل يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ قُلتُ يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ مَا حَقِيقَةُ العُبُودِيّةِ قَالَ ثَلَاثَةُ أَشيَاءَ أَن لَا يَرَي العَبدُ لِنَفسِهِ فِيمَا خَوّلَهُ اللّهُ مِلكاً لِأَنّ العَبِيدَ لَا يَكُونُ لَهُم مِلكٌ يَرَونَ المَالَ مَالَ اللّهِ يَضَعُونَهُ حَيثُ أَمَرَهُمُ اللّهُ بِهِ وَ لَا يُدَبّرُ العَبدُ لِنَفسِهِ تَدبِيراً وَ جُملَةُ اشتِغَالِهِ فِيمَا أَمَرَهُ تَعَالَي بِهِ وَ نَهَاهُ عَنهُ فَإِذَا لَم يَرَ العَبدُ لِنَفسِهِ فِيمَا خَوّلَهُ اللّهُ تَعَالَي مِلكاً هَانَ عَلَيهِ الإِنفَاقُ فِيمَا أَمَرَهُ اللّهُ تَعَالَي أَن يُنفِقَ فِيهِ وَ إِذَا فَوّضَ العَبدُ تَدبِيرَ نَفسِهِ عَلَي مُدَبّرِهِ هَانَ عَلَيهِ مَصَائِبُ الدّنيَا وَ إِذَا اشتَغَلَ العَبدُ بِمَا أَمَرَهُ اللّهُ تَعَالَي وَ نَهَاهُ لَا يَتَفَرّغُ مِنهُمَا إِلَي المِرَاءِ وَ المُبَاهَاةِ مَعَ النّاسِ فَإِذَا أَكرَمَ اللّهُ العَبدَ بِهَذِهِ الثّلَاثَةِ هَانَ


صفحه : 226

عَلَيهِ الدّنيَا وَ إِبلِيسُ وَ الخَلقُ وَ لَا يَطلُبُ الدّنيَا تَكَاثُراً وَ تَفَاخُراً وَ لَا يَطلُبُ مَا عِندَ النّاسِ عِزّاً وَ عُلُوّاً وَ لَا يَدَعُ أَيّامَهُ بَاطِلًا فَهَذَا أَوّلُ دَرَجَةِ التّقَي قَالَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيتِلكَ الدّارُ الآخِرَةُ نَجعَلُها لِلّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوّا فِي الأَرضِ وَ لا فَساداً وَ العاقِبَةُ لِلمُتّقِينَ قُلتُ يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ أوَصنِيِ‌ قَالَ أُوصِيكَ بِتِسعَةِ أَشيَاءَ فَإِنّهَا وصَيِتّيِ‌ لمِرُيِديِ‌ الطّرِيقِ إِلَي اللّهِ تَعَالَي وَ اللّهَ أَسأَلُ أَن يُوَفّقَكَ لِاستِعمَالِهِ ثَلَاثَةٌ مِنهَا فِي رِيَاضَةِ النّفسِ وَ ثَلَاثَةٌ مِنهَا فِي الحِلمِ وَ ثَلَاثَةٌ مِنهَا فِي العِلمِ فَاحفَظهَا وَ إِيّاكَ وَ التّهَاوُنَ بِهَا قَالَ عُنوَانُ فَفَرّغتُ قلَبيِ‌ لَهُ فَقَالَ أَمّا اللوّاَتيِ‌ فِي الرّيَاضَةِ فَإِيّاكَ أَن تَأكُلَ مَا لَا تَشتَهِيهِ فَإِنّهُ يُورِثُ الحِمَاقَةَ وَ البُلهَ وَ لَا تَأكُل إِلّا عِندَ الجُوعِ وَ إِذَا أَكَلتَ فَكُل حَلَالًا وَ سَمّ اللّهَ وَ اذكُر حَدِيثَ الرّسُولِص مَا مَلَأَ آدمَيِ‌ّ وِعَاءً شَرّاً مِن بَطنِهِ فَإِن كَانَ وَ لَا بُدّ فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ وَ ثُلُثٌ لِشَرَابِهِ وَ ثُلُثٌ لِنَفَسِهِ وَ أَمّا اللوّاَتيِ‌ فِي الحِلمِ فَمَن قَالَ لَكَ إِن قُلتَ وَاحِدَةً سَمِعتَ عَشراً فَقُل إِن قُلتَ عَشراً لَم تَسمَع وَاحِدَةً وَ مَن شَتَمَكَ فَقُل لَهُ إِن كُنتَ صَادِقاً فِيمَا تَقُولُ فَأَسأَلُ اللّهَ أَن يَغفِرَ لِي وَ إِن كُنتَ كَاذِباً فِيمَا تَقُولُ فَاللّهَ أَسأَلُ أَن يَغفِرَ لَكَ وَ مَن وَعَدَكَ بِالخَنَا فَعِدهُ بِالنّصِيحَةِ وَ الرّعَاءِ وَ أَمّا اللوّاَتيِ‌ فِي العِلمِ فَاسأَلِ العُلَمَاءَ مَا جَهِلتَ وَ إِيّاكَ أَن تَسأَلَهُم تَعَنّتاً وَ تَجرِبَةً وَ إِيّاكَ أَن تَعمَلَ بِرَأيِكَ شَيئاً وَ خُذ بِالِاحتِيَاطِ فِي جَمِيعِ مَا تَجِدُ إِلَيهِ سَبِيلًا وَ اهرُب مِنَ الفُتيَا هَرَبَكَ مِنَ الأَسَدِ وَ لَا تَجعَل رَقَبَتَكَ لِلنّاسِ جِسراً قُم عنَيّ‌ يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ فَقَد نَصَحتُ لَكَ وَ لَا تُفسِد عَلَيّ ورِديِ‌ فإَنِيّ‌ امرُؤٌ ضَنِينٌ بنِفَسيِ‌وَ السّلامُ عَلي مَنِ اتّبَعَ الهُدي

18-مُنيَةُ المُرِيدِ، عَنِ النّبِيّص أَنّ مُوسَي ع لقَيِ‌َ الخَضِرَ ع فَقَالَ أوَصنِيِ‌ فَقَالَ الخَضِرُ يَا طَالِبَ العِلمِ إِنّ القَائِلَ أَقَلّ مَلَالَةً مِنَ المُستَمِعِ فَلَا تُمِلّ


صفحه : 227

جُلَسَاءَكَ إِذَا حَدّثتَهُم وَ اعلَم أَن قَلبَكَ وِعَاءٌ فَانظُر مَا ذَا تَحشُو بِهِ وِعَاءَكَ وَ اعرِفِ الدّنيَا وَ انبِذهَا وَرَاءَكَ فَإِنّهَا لَيسَت لَكَ بِدَارٍ وَ لَا لَكَ فِيهَا مَحَلّ قَرَارٍ وَ إِنّهَا جُعِلَت بُلغَةً لِلعِبَادِ لِيَتَزَوّدُوا مِنهَا لِلمَعَادِ يَا مُوسَي وَطّن نَفسَكَ عَلَي الصّبرِ تَلقَي[تَلقَ]الحِلمَ وَ أَشعِر قَلبَكَ بِالتّقوَي تَنَلِ العِلمَ وَ رُض نَفسَكَ عَلَي الصّبرِ تَخَلّص مِنَ الإِثمِ يَا مُوسَي تَفَرّغ لِلعِلمِ إِن كُنتَ تُرِيدُهُ فَإِنّمَا العِلمُ لِمَن تَفَرّغَ لَهُ وَ لَا تَكُونَنّ مِكثَاراً بِالمَنطِقِ مِهذَاراً إِنّ كَثرَةَ المَنطِقِ تَشِينُ العُلَمَاءَ وَ تبُديِ‌ مسَاَو‌ِئَ السّخَفَاءِ وَ لَكِن عَلَيكَ بذِيِ‌ اقتِصَادٍ فَإِنّ ذَلِكَ مِنَ التّوفِيقِ وَ السّدَادِ وَ أَعرِض عَنِ الجُهّالِ وَ احلُم عَنِ السّفَهَاءِ فَإِنّ ذَلِكَ فَضلُ الحُلَمَاءِ وَ زَينُ العُلَمَاءِ وَ إِذَا شَتَمَكَ الجَاهِلُ فَاسكُت عَنهُ سِلماً وَ جَانِبهُ حَزماً فَإِنّ مَا بقَيِ‌َ مِن جَهلِهِ عَلَيكَ وَ شَتمِهِ إِيّاكَ أَكثَرَ يَا ابنَ عِمرَانَ لَا تَفتَحَنّ بَاباً لَا تدَريِ‌ مَا غَلَقَهُ وَ لَا تَغلِقَنّ بَاباً لَا تدَريِ‌ مَا فَتَحَهُ يَا ابنَ عِمرَانَ مَن لَا ينَتهَيِ‌ مِنَ الدّنيَا نَهمَتَهُ وَ لَا تنَقضَيِ‌ فِيهَا رَغبَتُهُ كَيفَ يَكُونُ عَابِداً وَ مَن يُحَقّرُ حَالَهُ وَ يَتّهِمُ اللّهَ بِمَا قَضَي لَهُ كَيفَ يَكُونُ زَاهِداً يَا مُوسَي تَعَلّم مَا تَعَلّمُ لِتَعمَلَ بِهِ وَ لَا تَعَلّم لِتُحَدّثَ بِهِ فَيَكُونَ عَلَيكَ بُورُهُ وَ يَكُونَ عَلَي غَيرِكَ نُورُهُ

بيان قال في الفائق البور بالضم جمع بوار وبالفتح المصدر و قد يكون المصدر بالضم أيضا

19- مع ،[معاني‌ الأخبار]ج ،[الإحتجاج ] ع ،[علل الشرائع ]الدّقّاقُ عَنِ الأسَدَيِ‌ّ عَن صَالِحِ بنِ أَبِي حَمّادٍ عَن أَحمَدَ بنِ هِلَالٍ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن عَبدِ المُؤمِنِ الأنَصاَريِ‌ّ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع إِنّ قَوماً يَروُونَ أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ اختِلَافُ أمُتّيِ‌ رَحمَةٌ فَقَالَ صَدَقُوا فَقُلتُ إِن كَانَ اختِلَافُهُم رَحمَةً فَاجتِمَاعُهُم عَذَابٌ قَالَ لَيسَ حَيثُ تَذهَبُ وَ ذَهَبُوا إِنّمَا أَرَادَ قَولَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّفَلَو لا نَفَرَ مِن كُلّ فِرقَةٍ مِنهُم طائِفَةٌ لِيَتَفَقّهُوا فِي الدّينِ وَ لِيُنذِرُوا قَومَهُم


صفحه : 228

إِذا رَجَعُوا إِلَيهِم لَعَلّهُم يَحذَرُونَفَأَمَرَهُم أَن يَنفِرُوا إِلَي رَسُولِ اللّهِص وَ يَختَلِفُوا إِلَيهِ فَيَتَعَلّمُوا ثُمّ يَرجِعُوا إِلَي قَومِهِم فَيُعَلّمُوهُم إِنّمَا أَرَادَ اختِلَافَهُم مِنَ البُلدَانِ اختِلَافاً فِي دِينِ اللّهِ إِنّمَا الدّينُ وَاحِدٌ